Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نقيبة

نقب

نقب ركح رها قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: المنقبة هِيَ الطَّرِيق الضّيق يكون بَين الدَّاريْنِ لَا يُمكن أَن يسلكه أحد. والرُكح: نَاحيَة الْبَيْت من وَرَائه وربّما كَانَ فضاء لَا بِنَاء فِيهِ.والرَّهو: الجَوْبَة تكون فِي محلّة الْقَوْم يسيل فِيهَا مَاء الْمَطَر أَو غَيره وَمِنْه الحَدِيث الآخر أَنه قَالَ: لَا يُباع نقعُ الْبِئْر وَلَا رَهْوُ المَاء. فَمَعْنَى الحَدِيث فِي الشُّفعة أنَّ من كَانَ شَرِيكا فِي هَذِه الْمَوَاضِع الْخَمْسَة وَلَيْسَ بِشريك فِي الدَّار نَفسهَا فَإِنَّهُ لَا يستحقّ بِشَيْء مِنْهَا شُفعة وَهَذَا قَول أهل الْمَدِينَة أنّهم لَا يقضون بِالشُّفْعَة إِلَّا للشَّرِيك المخالط فَأَما أهل العراقِ فَإِنَّهُم يرونها لكل جَار ملاصق وَإِن لم يكن شَرِيكا. قَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تَمَككوا على غرمائكم أَو قَالَ: لَا تتمككوا غرماءكم. 

نقب


نَقِبَ(n. ac. نَقَب)
a. Was worn, sore (foot); was in holes (
shoe ).
b. see infra.
_ast;
نَقُبَ(n. ac. نَقَاْبَة)
a. Was made, chosen chief, leader &c.

نَقَّبَa. see I (e) (f).
نَاْقَبَa. Met, encountered, lighted upon.
b. see IV (b)
أَنْقَبَa. see I (e)b. Had the hoofs worn.
c. Was made door-keeper, chamberlain.

تَنَقَّبَa. see I (f)
& VIII.
إِنْتَقَبَa. Veiled herself (woman).
نَقْب
(pl.
نِقَاْب
نُقُوْب
أَنْقَاْب
38)
a. Hole, perforation; passage, tunnel.
b. Ulcer.
c. Mange.
d. Mountain-road.
e. [ coll. ], Tillage, cultivation.

نَقْبَة
a. [ coll. ], Tilled land.

نِقْبَةa. Manner of wearing the veil.

نُقْب
(pl.
نِقَاْب أَنْقَاْب)
a. see 1 (c) (d).
نُقْبَة
(pl.
نُقَب)
a. Scab; scar.
b. Rust.
c. Face.
d. Colour.
e. Gown.
f. State, condition.
g. Mode; form, appearance.
h. see 1 (a)
نَقِبa. Foot-sore.

مَنْقَبa. Navel.
b. see 18 (a)
مَنْقَبَة
(pl.
مَنَاْقِبُ)
a. see 18 (a)b. Virtue, excellence.
c. Wall.

مَنْقِب
(pl.
مَنَاْقِبُ)
a. Mountainroad, pass.
b. Navel.

مِنْقَبa. Instrument for tapping.
b. see 18 (a)
نَاْقِبa. Piercing &c.; miner, excavator
navvy.
b. Ulcer, sore.

نَاْقِبَةa. see 21 (b)
نِقَاْب
(pl.
نُقُب)
a. Veil.
b. Rugged path.
c. Learned man.
d. Belly.

نِقَاْبَةa. Prefecture, governorship, tribunate.

نَقِيْب
(pl.
نُقَبَآءُ)
a. Flute, reed-pipe.
b. Tongue ( of a balance & c.).
c. Chief, chieftain; prefect, governor.
d. Pierced, perforated; slit.

نَقِيْبَةa. Mind; soul; character, disposition.
b. Counsel, advice.
c. Acuteness, acumen.
d. Colour; complexion.
e. Success.

نَقَّاْبa. Miner; excavator.

أَنْقَاْب
a. [art.], The ears.
نِقَابًا
a. Accidentally; unexpectedly.
(نقب) : أَنْقُبْ لي خُفِّي، أي: ارْقَعْه.
(ن ق ب) : (النَّقْبُ) فِي الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ مَعْرُوفٌ (وَقَوْلُهُ) الْمُشْرِكُونَ نَقَبُوا الْحَائِطَ وَعَلَّقُوهُ أَيْ نَقَبُوا مَا تَحْتَهُ وَتَرَكُوهُ مُعَلَّقًا وَكَذَا قَوْلُهُ وَلَوْ أُمِرَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُ بَابًا فِي هَذَا الْحَائِطِ فَفَعَلَ فَإِذَا هُوَ لِغَيْرِهِ ضَمِنَ النَّاقِبُ.
نقب نقب قَالَ أَبُو عبيد: النِّقاب هُوَ الرجل الْعَالم بالأشياء المبحّث عَنْهَا الفَطِن الشَّديد الدُّخول فِيهَا قَالَ أَوْس بن حجر يمدح فضَالة أَو يرثيه:

(المتقارب)

نَجِيحٌ جوادٌ أَخُو مأقطِ ... نِقابٌ يُحَدِّث بالغائبِ

وَبَعْضهمْ يحدثه: إِن كَانَ لَمِثْقَبا وَلَا نرى الْمَحْفُوظ إِلَّا الأول وَهُوَ فِي الْمَعْنى نَحْو مِنْهُ] .
ن ق ب : نَقَبْتُ الْحَائِطَ وَنَحْوَهُ نَقْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَرَقْتُهُ وَنَقَبَ الْبَيْطَارُ بَطْنَ الدَّابَّةِ كَذَلِكَ وَنَقِبَ الْخُفُّ يَنْقَبُ مِنْ بَابِ تَعِبَ رَقَّ وَنَقِبَ أَيْضًا تَخَرَّقَ فَهُوَ نَاقِبٌ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ نَقَبْتُهُ نَقْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا خَرَقَتْهُ وَنَقَبَ عَلَى الْقَوْمِ مِنْ بَابِ قَتَلَ نِقَابَةً بِالْكَسْرِ فَهُوَ نَقِيبٌ أَيْ عَرِيفٌ وَالْجَمْعُ نُقَبَاءُ.

وَالْمَنْقَبَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ الْفِعْلُ الْكَرِيمُ.

وَنِقَابُ الْمَرْأَةِ جَمْعُهُ نُقُبٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَانْتَقَبَتْ وَتَنَقَّبَتْ غَطَّتْ وَجْهَهَا بِالنِّقَابِ. 
نقب
النَّقْبُ في الحائِطِ والجِلْدِ كالثَّقْبِ في الخَشَبِ، يقال: نَقَبَ البَيْطَارُ سُرَّةَ الدَّابَّةِ بالمِنْقَبِ، وهو الذي يُنْقَبُ به، والمَنْقَبُ: المكانُ الذي يُنْقَبُ، ونَقْبُ الحائط، ونَقَّبَ القومُ:
سَارُوا. قال تعالى: فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ
[ق/ 36] وكلب نَقِيبٌ: نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ لِيَضْعُفَ صَوْتُه. والنَّقْبَة: أوَّلُ الجَرَبِ يَبْدُو، وجمْعُها: نُقَبٌ، والنَّاقِبَةُ: قُرْحَةٌ، والنُّقْبَةُ:
ثَوْبٌ كالإِزَارِ سُمِّيَ بذلك لِنُقْبَةٍ تُجْعَلُ فيها تِكَّةٌ، والمَنْقَبَةُ: طريقٌ مُنْفِذٌ في الجِبَالِ، واستُعِيرَ لفعل الكريمِ، إما لكونه تأثيراً له، أو لكونه مَنْهَجاً في رَفْعِهِ، والنَّقِيبُ: الباحثُ عن القوم وعن أحوالهم، وجمْعه: نُقَبَاءُ، قال: وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً
[المائدة/ 12] .
نقب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: لَا يُعْدى شَيْء شَيْئا فَقَالَ أَعْرَابِي: يَا رَسُول الله إِن النُّقبة تكون بمشفر الْبَعِير أَو بذنَبه فِي الْإِبِل الْعَظِيمَة فتَجْرَب كلهَا قَالَ رَسُول الله صلي الله عَلَيْهِ وَسلم: فَمَا أجرب الأول قَالَ الْأَصْمَعِي: النقبة أول الجرب حِين يَبْدُو ويُقَال للناقة وَالْبَعِير: بِهِ نقبة وَجمعه نُقْب. وَأَخْبرنِي ابْن الْكَلْبِيّ أَن دُرَيْد بن الصمَّة خطب الخنساء بنت عَمْرو [بن الشريد -] إِلَى أخويها صَخْر وَمُعَاوِيَة [ابْني عَمْرو بن الشريد -] فوافقاها وَهِي تهنأ إبِلا لَهَا فاستأمرها أَخَوَاهَا فِيهِ فَقَالَت: أتروني كنت تاركة بني عمّي كَأَنَّهُمْ عوالي الرماح ومرتثة شيخ بني جُشم فَانْصَرف دُرَيْد وَهُوَ يَقُول: [الْكَامِل] مَا إِن رأيتُ وَلَا سمعتُ بِهِ ... كَالْيَوْمِ هاني أينقٍ صُهبِ

متبدلا تبدو محاسِنُه ... يضع الهناء مَوَاضِع النقب

وَفِي الحَدِيث أَيْضا أَنه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: لَا عدوى وَلَا هَامة وَلَا صفر وَقد فسرناه فِي مَوضِع آخر. 38 / الف
نقب لثم لفم لثم وصص أَبُو عبيد -] وَهَذَا حَدِيث قد تأوّله بعض النَّاس على غير وَجهه يَقُول: إِن النِّقاب لم يكن النِّسَاء يَفْعَلْنَه كنَّ يُبْرِزْنَ وجوههن وَلَيْسَ هَذَا وَجه الحَدِيث وَلَكِن النِّقابَ عِنْد الْعَرَب هُوَ الَّذِي يَبْدُو مِنْهُ المَحْجِر فَإِذا كَانَ على طرف الْأنف فَهُوَ اللَّفام وَإِذا كَانَ على الْفَم 137 / ب فَهُوَ اللِّثام وَلِهَذَا قيل فلَان يَلْثم فلَانا إِذا قبَّله على فَمه. / وَالَّذِي أَرَادَ مُحَمَّد فِيمَا نرى وَالله أعلم أَن يَقُول إِن إبداءَهنَّ المحاجِرَ محدَث وإنّما كَانَ النَّقاب لاحقا بِالْعينِ أَو أَن يَبْدُوا إِحْدَى الْعَينَيْنِ وَالْأُخْرَى مستورة. [عرفنَا ذَلِك بِحَدِيث يحدّثه هُوَ عَن عُبَيْدَة أَنه 137 / ب سَأَلَهُ عَن قَوْله عزّ وَعلا {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} قَالَ: فقَنَع رَأسه وغطَّى وَجهه وَأخرج إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَقَالَ: هَكَذَا. فَإِذا كَانَ النقاب لَا يَبْدُو مِنْهُ إِلَّا العينان قطّ فَذَلِك الوَصْوَصة وَاسم ذَلِك الشَّيْء الوَصْواصُ وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي يغطّى بِهِ الْوَجْه وَقَالَ الشَّاعِر:

(الرجز)

يَا لَيْتها قد لَبِسَتْ وَصْواصَا

قَالَ: وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا مُحَمَّد لِأَن الوصاوِصَ والبراقع كَانَت لِبَاس النِّسَاء ثمَّ أحدثن النقاب بعد ذَلِك. قَالَ أَبُو زيد: تَقول تَمِيم تَلَثَّمت على الْفَم وَغَيرهم يَقُولُونَ: تَلَفَّمت] .
ن ق ب

نقب الحائط. ونقب البيطار سرّة الدابّة بالمنقب فأخرج ماءً أصفر. قال يصف فرساً:

كالسّيد لم ينقب البيطار سرّته ... ولم يسمه ولم يلمس له عصباً

وكلب نقيب: نقبت حنجرته ليضعف صوته فلا يدلّ على اللئيم بنباحه. وخرجت به الناقبة والنّقابة: قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف رأسها من داخل. ونقب خفّ البعير: رقّ وتثقّب. قال:

ما إن بها من نقبٍ ولا دبر

ونقّب عنه ونقّر: بحث. " فنقّبوا في البلاد ": ساروا. وسلكوا النّقب والمنقب والمنقبة والنّقاب والمناقب وهي طرق الجبال. ورجل نقاب: نافذ في الأمور، وذو مناقب وهي المخابر والمآثر. وميمون الــنّقيبة: محمود المخبر. وما لهم من نقيبة: من نفاذ رأي. وهو نقيب القوم، وقد نقب عليهم ونقب نقابة. وفرس حسن النّقبة أي اللون. قال ذو الرمة:

ولاح أزهر مشهور بنقبته ... كأنه حين يعلو عاقراً لهب وما عليها إلاّ النقبة وهي إزار كالنّطاق إلاّ أن لها حجزةً. وظهرت بالبعير نقبة وهي أول الجرب. وانتقبت المرأة وتنقّبت.

ومن المجاز: نقب خفّي: تخرّق. وفلان يضع الهناء مواضع النقب إذا كان ماهراً مصيباً. وجلوت السيف والنّصل من النقب وهي آثار الصدأ شبّهت بأوّل الجرب. قال الكميت يصف ثوراً:

كالهالكيّ أمال الرأس مجتنحاً ... يجلو عن البيض في أكنافها النّقب

وكانا عند الناس ف ينقابٍ واحدٍ إذا كانا مثلين ونظيرين.
(نقب) - في حديث أبى بكر - رضي الله عنه -: "أنه اشْتَكَى عَيْنَه فَكَرِه أن يَنْقُبَها"
نَقْبُ العَيْن: هو الذي يُسَمِّيه الأطبَّاءُ القَدْحَ؛ وهو تفجِيرُ الماءِ الأَسْوَدِ منها.
وأصلُه أن يَنْقُبَ البَيْطَارُ بَطنَ الدَّابَّة ليُخرَجَ منها الماءُ الأصْفَرُ.
- وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: "قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أنَقَبْتِ وأَدْبَرْتِ؟ "
يُقَال: أَنقبَ الرّجُلُ؛ إذا حَفِىَ خُفُّ بَعِيرِه، وَنَقِبَ الخُفُّ: تَخَرّقَ.
- في حديث مَجْدِىّ بن عَمْرو: "أنه مَيْمُون الــنَقِيبَة"
: أي كرِيم الفِعَال مُظَفَّرٌ .
قال الأزهريُّ: الــنَّقِيبَةُ: النَّفْسُ. وقيل؛ الطَّبيعَة. وما لهم نَقِيبَةٌ: أي نَفَاذُ رَأْى.
- في حديث ابن سِيرين: "النِّقابُ مُحْدَثٌ" قيل: إنّ النِّسَاءَ مَا كُنَّ يَتَنَقَّبْنَ ، بل يُبْرِزْنَ وُجوهَهُنَّ.
وقال أبو عُبَيدٍ: ليسَ هذا وَجْهَ الحَديثِ، ولكِنّ النّقاب عند العَرب: هو الذي يَبْدُو منه المَحْجَرُ .
ومعناه أنّ إبْدَاءَهُنَّ المحاجِرَ مُحْدَثٌ إنَّما كان النِّقَابُ لاحِقاً بالعَينْ، وكانت تَبْدُو إحْدَى العَيْنَين والأخْرى مَسْتُورَة، والنِّقَابُ لا يَبْدُو منه إلاّ العَيْنَان؛ وهو الوَصْوَصَةُ أيضاً، واسمُ ذلك الشىّءِ الوَصْواصُ، وكانت البَراقِعُ والوَصْواصُ مِن لِباسِ النِّساءِ، ثم أحْدثنَ النِّقَابَ بَعْدُ.
- في حديث ابن عُمَرَ: "أنَّ مَوْلاَةً لامْرَأتِه اخْتَلَعَتْ بكُلّ شىء لَهَا، وكلَّ ثَوب عليها، حتى نُقبَتِها"
النُّقْبةُ: أن تأخُذَ المرأةُ من الثوب بقَدْرِ السَّرَاوِيل، فتخِيطَ لها حُجْزَةً بلَا نَيْفَقٍ وَلَا سَاقَيْن، فتَشُدَّها عليها كما تُشَدُّ السَّرَاويل، فإذَا لم تَجعَل لها حُجْزَةً أيضاً فهو النِّطَاق؛ وهو أن يَشتَمِل بالثَّوب، ثم تَشُدُّ وَسطَها بِخَيْطٍ، ثم تُرسِلُ الأعْلَى على الأَسْفَلِ. 
[نقب] النقبُ: الطريق في الجبل، وكذلك المنقب والمنقبة، عن ابن السكيت: ونقب الجدار نَقْباً، واسم تلك النَقْبَةِ نَقْبٌ أيضاً. ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّةِ الدابَّة ليخرج منها ماء أصفر، وتلك الحديدة مِنْقَبٌ، والمكان مَنْقَبٌ بالفتح. وقال : أقب لم ينقب البيطار سرته * ولم يدجه ولم يغمز له عصبا والناقبة: قَرْحَةٌ تخرج بالجنب تهجم على الجوف. والنُقْبَةُ بالضم: أوَّل ما يبدو من الجَرَبِ قِطعاً متفرِّقة، وجمعها نُقْبٌ . قال دريد بن الصمة: مُتَبَذِّلاً تبدو محاسنُه * يضعَ الهِناَء مواضع النُقْبِ والنُقْبَةُ أيضاً: اللون والوجه. قال ذو الرمّة يصف ثوراً: ولاحَ أَزْهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِهِ * كأنَّه حين يَعْلو عاقِراً لَهَبُ والنُقبة أيضاً: ثوبٌ كالإزار يُجعل له حُجْزَةٌ مخيطَة، من غير نَيْفَقٍ، ويشدُّ كما يشدُّ السراويل. تقول منه: نَقَبْتُ الثوبَ نَقْباً، أي جعلته نُقْبَةً. ونَقِبَ البعير بالكسر، إذا رقَّت أخفانه. وأنقب الرجل، إذا نقب بعيره. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوس، أي تَخَرَّقَ. والمَنْقَبَةُ: ضد المَثْلَبَةِ. والنقيب، العَريف، وهو شاهد القوم وضمينهم، والجمع النقباء. وقد نَقَبَ على قومه ينقب نقابة، مثل كتب يكتب كتابة. قال الفراء: إذا أردتَ أنَّه لم يكن نقيباً ففعل قلت: نَقُبَ بالضم، نَقابَةً بالفتح. قال سيبويه: النِقابَةُ بالكسر الاسم، وبالفتح المصدر، مثل الوِلاية والوَلاية. أبو عبيد: الــنَقيبة: النفس. يقال: فلانٌ ميمون الــنَقيبة، إذا كان مُبارك النفس. قال ابن السكيت: إذا كان ميمونَ الأمر ينجح فيما يحاول ويظفَرُ. وقال ثعلب: إذا كان ميمون المَشورة. وكلبٌ نَقيبٌ: نُقِبَتْ غَلْصَمَتُهُ ليضعف صوته، يفعله اللئيم لئلا يسمع صوتَه الأضيافُ. والنقاب: نِقاب المرأة. وقد انْتَقَبَتْ. وإنَّها لحَسَنَةُ النقبة، بالكسر. وناقبت فلانا، إذا لقيته فجأةً. ولقيتُهُ نِقاباً. ووَرَدْتُ الماء نقابا، مثل التقاطا ، إذا هجمت عليه من غير طلب. والنقاب أيضا: الرجل العَلاَّمة. قال أوس ابن حَجَر: كَريمٌ جَوادٌ أخو مَأْقِطٍ * نِقابٌ يُحَدِّثُ بالغائبِ ونَقَّبوا في البلاد: ساروا فيها طلبا للمهرب.
نقب
النَّقْبُ: في الحائطِ ونَحْوِه.
والبَيْطارُ يَنْقُبُ بَطْنَ الدابَّةِ بالمِنْقَبِ في سُرَّتِه.
وكَلْبٌ نَقِيْبٌ: وهو الذي يُنْقَبُ حَنْجَزُته حتّى لا يَسْمَعَ صَوْتَه الأضيافُ.
والناقِبَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُجُ على الجَنْبِ وتَهْجمِ على الجَوْفِ.
ونَقِبَ الخُفُّ يَنْقَبُ نَقَباً: إذا تَخَرَّقَ، فهو نقِبٌ.
والنَّقْبُ والنِّقْبُ والنِّقَابُ: طَوِيْقٌ ظاهِرٌ على رُؤوس جِبَالٍ، وهو المَنْقَبَةُ أيضاً.
والنُّقْبَةُ: الطَّرِيقُ المَسْلُوكُ. والنًّقَبُ: الصَّدأ الذي يَعْلُو السَّيْفَ والنَّصلَ.
والنَّقِيْبُ: شاهِدُ القَوْم وضَمِيْنهم، والفِعْلُ: نَقَبَ يَنْقُبُ نِقَابَةً.
والنُّقَبَاءُ: الذين يَنْقِبُونَ الأخْبَارَ والأمْرَ.
والــنَّقِيْبَةُ: يُمْنُ الفِعْل، وهو من نَقَبْتُ: أي بَحَثْتُ. وما لهم نَقِيْبَةٌ: أي نَفَاذُ رَأْيٍ. وقيل الــنَّقِيْبَةُ: الطَّبِيْعَةُ. والمَنْقَبَةُ: كَرَمُ الفِعَال، وجَمْعُه مَنَاقِبُ.
وعليه نِقْبَةُ الكَرَم والسَّرْوِ: أي أثَرُه.
والــنَّقِيْبَةُ من النُّوق: المُؤتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً، بَيِّنَةُ النَّقَابَةِ.
وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " فَنَقَّبُوا في البِلادِ " أي سارُوا وطافُوا، ويُقْرأ: " فَنَقِّبُوا " أي اعْتَبِروا واصطَبِرُوا.
والــنًقِيْبَةُ: الحُفْرَةُ التي تُحْفَرُ للفَسِيلةِ في الغَضْرَاء. والنَّقِيْبُ: المَعْدِنُ، وجَمْعُه نُقُبٌ. والنُّقْبَةُ: أوَّلُ الجَرَبِ، وجَمْعُه نُقب.
ونُقْبَةُ الوَجْهِ: ما أحَاطَ دَوائرَها. وهي اللَّوْنُ أيضَاً. وثَوْبٌ كالإزَارِ فيه تِكَّةٌ؛ غَيْرُ مَخِيْطٍ، وجَمْعُها نُقَبٌ، تَلْبَسُها الكَرَائمُ.
والنِّقَابُ: ما انْتَقَبَتْ به المَرْأةُ على مَحْجِرِها. والرَّجُلُ النافِذُ عِلْماً في الأمور وبَصراً، يُقال: إنَّه لَنِقَابٌ. ولَقِيْتُه نُقَاباً: أي فُجَاءةً مُوَاجَهَةً.
وداري بِنِقَابِ دارِه: أي بِحِذائها. ورَمَيْت فلاناً بأنقابِ هذه الدابَّةِ: إذا أهْلَكْتَهُ.
ورَمى بأنْقَابِه: أي بأنْقاضِه وأخْفَافِه.
وانْتَقَبْتُ فلاناً: انْتَخَبْته واخْتَرْته.
والنَّقبُ: لِسَانُ المِيزانِ، ولا أدْري اشْتِقاقَه.
ونَقِيْبُ القَوْم: أفْضَلُهم، وهو المُنْتَقِبُ منهم.
والمنْقَبُ من الطُّرُقِ: ما أسْهَلَ بكَ مَعَانِدَ الوُعُوْرَةِ والحِجارَةِ.
[نقب] نه: فيه: وكان- أي عبادة- من "النقباء"، هو جمع نقيب وهو كالعريف على القوم، المقدم عليهم، يتعرف أخبارهم، وينقب عن أحوالهم، أي يفتش، وكان صلى الله عليه وسلم قد جعل ليلة العقبة كل واحد من الجماعة المبايعين نقيبًا على قومه ليأخذ عليهم الإسلام ويعرفهم شرائطه وكانوا اثني عشر من الأنصار. ج: وهم سباق الأنصار إلى الإسلام. نه: ومنه ح: لم أومر أن "أنقب" عن قلوب الناس، أي أفتش وأكشف. ط: ضبط في بعضها بتشديد قاف مكسورة، وفي بعضها بوزن أخرج. ن: أي أمرت بالحكم بالظاهر والله يتولى السرائر. نه: وح: من سأل عن شيء "فنقب" عنه. وفي ح نفى العدوي: قال أعرابي: إن "النقبة" تكون بمشفر الإبل فتجرب كلها! فقال: فما أجرب الأول؟ هي أول شيء يظهر من الجرب، وجمعها نقب- بسكون قاف، لأنها تنقب الجلد أي تخرقه. ومنه قول أعرابي: إني على ناقة دبراء "نقباء"، فظنه عمر كاذبًا فلم يحمله، فقال:
أقسم بالله أبو حفص عمر ... ما مسها من "نقب" ولا دبر
النقب هنا: رقة الأخفاف، من نقب البعير فهو نقب. ومنه: "أنقبت" وأدبرت، أي نقب بعيرك ودبر. وح: وليستأن "بالنقب" والضالع، أي يرفق بهما، ويجوز كونه من الجرب. ومنه: "فنقبت" أقدامنا، أي رقت جلودها وتنفطت من المشي. ن: هو بفتح نون وكسر قاف، أي قرحت من الحفاء. نه: وفيه: لا شفعة في فناء ولا طريق ولا "منقبة"، هي طريق بين الدارين كأنه نقب من هذه إلى هذه. ومنه: إنهم فزعوا من الطاعون فقال: أرجو أن لا يطلع إلينا "نقابها"، هو جمع نقب وهو الطريق بين الجبلين، أراد أنه لا يطلع إلينا من طرق المدينة، فأضمر عن غير مذكور. ومنه: على "أنقاب" المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، هو جمع قلة للنقب. ن: هو بفتح نون- وحكى ضمها- وسكون قاف: الطريق بين الجبلين أو الفرجة بين لاجبلين. وح: محرم عليه "نقاب" المدينة، بكسر نون أي طرقها وفجاجها، جمع نقب. ك: إلا مكة استثناء من المستثنى لا من بلد، واستقرار الملائكة تمثيل لمنعها من الله، أو حقيقة فيكون منع الطاعون تغليبًا. وح: ليس من "نقابها نقب"- بضم نون وفتحها: الطريق بينهما. نه: وفيه: إنه ميمون "الــنقيبة"، أي منجج الفعال مظفر المطالب، والــنقيبة: النفس، وقيل: الطبيعة والخليقة. وفي ح الصديق: إنه اشتكى عينه فكره أن "ينقبها"، نقبالعين: ما يسميه الأطباء القدح، وهو معالجة الماء الأسود الذي يحدث في العين، وأصله: أن ينقر البيطار حافر الدابة ليخرج منه ما دخل فيه. وفي ح عمر: ألبستنا أمنا "نقبتها"، هي سراويل تكون لها حجزة من غير نيفق، فإذا كان لها نيفق فهي سراويل. وفي ح الحجاج في ابن عباس: إن كان "لنقابا"، وروى: لمنقبا، النقاب والمنقب- بالكسر والتخفيف: العالم بالأشياء، الكثير البحث عنها. وفيه: "النقاب" محدث، أراد أن النساء ما كن ينتقبن أي يختمرن، قيل: ليس هذا معناه بل النقاب عندهم ما يبدو منه محجر العين، يعني أن غبداءهن المحاجر محدث، إنما كان النقاب لاحقًا بالعين وكانت تبدو إحدى العينين والأخرى مستورة، والنقاب لا يبدو منه إلا العينان، وكان يسمى الوصوصة والبرقع، وكان من لباس النساء ثم أحدثن النقاب. ك: كان يقول: "لا تنقب" المحرمة، ذكر أولًا بلفظ: قال، وثانيًا بلفظ: كان يقول، ولعله قال ذلك مرة وهذا كان يقوله دائمًا، والفرق بين الروايتين إما من حذف لفظ المرأة، أو من جهة أن الأول من التفعل والثاني من الإفعال، وإما من جهة أن الثاني بضم ياء للنفي والأول بالضم والكسر نفيًا ونهيًا. غ: ""فنقبوا" في البلاد" ساروا في نقوبها ومناقبها أي طرقها. ش: "مناقب" جمع منقبة وهي الفضيلة والشرف.
نقب: نقب الحائط: فتح فيه ثغرة (بوشر). وكذلك نقب القصر أي فتح ثغرة في حائط القصر (النويري أسبانيا 476). يستعمل هذا الفعل، خاصة، للسراق الذين ينفذون إلى المنزل من ثغرة فيه (السيوطي، حسن المحاضرة) (مخطوطة 113: 338): ثلاثة من اللصوص نقبوا بعض الدور (رياض النفوس 91): وكان ينقب ويسرق وما يبالي ما ارتكب. ويدعي هؤلاء أصحاب النقوب (زيتشر 20: 504).
نقب: حفر (الكالا): minar وبالفرنسية miner.
نقب: حفر معاكسا (الكالا): contraminar وبالفرنسية contreminer. وإذا سميته من بينهم نقبت باسمه: أي (إذا سميته) معناها نقبت باسمه أو إذا ناديت أحدا فباسمه مثل كلمة (نقب) العبرية التي تنطق بالعربية أيضا (أبو الوليد 450: 32 الذي أضاف عبارة تقول العرب).
نقب: سماه نقيبا (معجم الماوردي).
نقب عن: (انظر فريتاج) وانظر (الكامل 314: 1 و4 والمقدمة 1: 340).
منقبا، حافرا (الكالا).
تنقب: لبس ما يدعى بالنقاب (ديوان الهذليين 45: 3، البكري 170، ابن جبير 337: 4).
انتقب: انخرق (فوك، أبو الوليد 579، 23).
نقب والجمع انقاب ونقاب: (محيط المحيط) وفي عبارة (للسيوطي) وردت في مادة نقب (في الصباح وجدوا ثلاثة لصوص ميتين أحدهم على باب النقب).
نقب والجمع انقاب جحر الحية (هوجفلايت 51: 5): وانسابت حيات الملمات من انقابها.
نقب والجمع انقاب: خرق (الكالا) (المقري 1: 335: 7).
نقب: مضيق، معبر (بيرتون 2: 16).
نقب: منحدر وعر (والجمع انقاب) تستعمل الكلمة لمنحدرات الجبال (بركهارت سوريا 537).
نقب= نكب: (ديوان الفرزدق- رايت).
نقبة: (هلو) (بوشر) (وعند همبرت نقبة 145) يحدثها اللص، خاصة، حين يدخل المنزل (فوك).
نقبة: والجمع نقبات ونقاب ونقب: poterne، باب السر (باب خلفي للنجاة في حصن أو قلعة) مصطلح من مصطلحات تحصين الأبنية، ممر تحت الأرض، (فوك، الكالا، مولر 3: L.Z.q) : وبات النصارى يصلحون شأنهم ويمنعون أسوارهم ويغلقون نقابهم (في 29: 3): يخرجون من النقب ويهبطون من على الأسوار -كذا في الأصل. المترجم-.
نقبة: في (محيط المحيط): (قطعة من الأرض نقبت وغرست حديثا، مولدة).
نقاب والجمع نقب: (محيط المحيط) (ابن جبير) وانقبة (فوك): خمار يحدث فيه نقبان في موضع العينين (الملابس الترجمة العربية ص342) وفي (برجرن) نقاب من الكريب (قماش رقيق جعد) لا يغطي سوى الوجه.
نقيب: النقيب هو نقيب الأشراف وهو سيدهم وضمينهم نقول نقيب الأشراف في بغداد، باشاليق 27، في بخارى، المقري 1: 710، في القاهرة لين طبائع 1: 252، 366، في تونس، البربرية 1: 515، فاس المقدمة 1: 40 في العراق، في سوريا، في مصر، ابن بطوطة 3: 78).
نقيب: سي (محيط المحيط): (نقيب الأشراف عند المسلمين من ينقب عن أحوالهم).
النقيب: من كانت مهمته التأكد من انحدار طالب النقابة، من نسل علي (ع) وإصدار الشهادة بذلك ورفض من ادعاها بغير حق ومعاقبته (رايسك أبو الفداء 2: 790).
نقيب النقباء: رئيسهم (دهلي، ابن بطوطة 3: 218).
النقيب: هو رئيس الطائفة أو الوحدة الذي ينهض بشؤونها كما انه أحد أعضائها (بوشر).
نقيب السوق: (وفقا للين، ترجمة ألف ليلة 2: 319 عدد 20): المأمور الذي هو تحت إمرة الشيخ أو من يدعى بنقيب السوق (السنديك).
النقيب: الرئيس الأعلى للدير (دي ساسي كرست 1: 139).
النقيب: رئيس حملة السلاح أو رئيس مروضي الجياد أو رئيس معلمي الفرنسية (الجنرال (نيبور 366، 408).
النقباء: درجة خاصة في تسلسل الأولياء أو القديسين (انظر زيتشر 7: 22، ابن خلكان 3: 98، لين طبائع 1: 349).
النقيب: اسم لطبقة من الوكلاء المأمورين عند الرافضة والدوز (المقدمة 2: 191).
نقيب قاضي القضاة: (دي ساسي كرست 139) ترجمتها ناشره بأنه (الملازم الأول) Lieutenant.
نقيب: رامي السهام، رقيب عسكري (سرجنت) شرطي، مأمور قضائي (فوك). (أما ما ورد عنده في القسم الأول من أنها مرادف الكلمة اللاتينية golea فخطأ) (الكالا).
نقيب: ناقر، ناخز (الثمار)، أو آكلها (دوماس 271).
ميمون النقيب: التي وردت في (تاريخ ما قبل الإسلام لأبي الفداء 136: 11) ليست صحيحة والمقصود ميمون الــنقيبة أي محمود الخبر. نقابة: قرحة (رايسك) والجمع نقاب (باين سميث 1277).
نقابة: عمل نقيب الأشراف (انظر الكلمة). ولا ادري ما إذا كان السيد دي سلان على صواب حين أعطى لهذه الكلمة المعنى نفسه في (مقدمة ابن خلدون 1: 408: 5): نقابة الأنساب التي يتوصل بها إلى الخلافة أو الحق في بيت المال وقد بطلت لدثور الخلافة ورسومها لأن هذا الاستعمال للكلمة لم يستقر لغرض التحقق من صحة الأنساب التي تدعم الادعاء بالخلافة والدليل على ذلك إنها استمرت بالرغم من سقوط الخلافة بل إنها ما زالت قائمة حتى الوقت الحاضر.
النقابة: في (محيط المحيط): (النقابة بالكسر الاسم).
نقبتي: (بالفتح والكسر) منسوب إلى النقابة (بوشر).
نقاب: انظرها في (فوك) في مادة perforare.
نقاب: حفار (مونج 252 مملوك 1: 1: 14).
نقاب: لص وباللاتينية fur: انظر نقب.
نقاب: نوع من أنواع السمك (بوسييه). حوت ombre، ( باجني nakab ms، ombrina) .
نقابية: دبوس epingle ( شيرب).
أنقب: وردت في إحدى نصوص معجم الجغرافيا وأعتقد أنها يجب أن تقرأ أثقب.
منقوب: يقول (كولومب 35): في الصحارى مجاميع عديدة من الابار تدعى منقوب mengoub، وكذلك: طوف والطوف صخر مسامي يتجمع من الترسبات حول الينابيع وكذلك من مقذوفات البراكين؛ وتطلق تسمية منقوب على ما يحفر بالمنقر أو المنكاش.
(ن ق ب)

النقب: الثقب فِي أَي شَيْء كَانَ.

نقبه ينقبه نقبا.

وَشَيْء نقيب: منقوب، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أرقت لذكره من غير نوب ... كَمَا يهتاج موشى نقيب

يَعْنِي بالموشى: يراعه. ونقب الْخُف نقبا: تخرق، وَقيل: حفي.

ونقب خف الْبَعِير نقبا، وأنقب: كَذَلِك، قَالَ كثير عزة:

وَقد ازجر العرجاء أنقب خفها ... مناسمها لَا يستبل رثيمها

وَأَرَادَ: ومناسمها، فَحذف حرف الْعَطف، كَمَا قَالَ: " قسما الطارف التليد " ويروى: " أنقب خفها مناسمها ".

والمنقب من السُّرَّة: قدامها حَيْثُ ينقب الْبَطن، وَكَذَلِكَ: هُوَ من الْفرس.

وَقيل: المنقب: السُّرَّة نَفسهَا، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي يصف الْفرس:

كَأَن مقط شراسيفه ... إِلَى الطّرف القنب فالمنقب

اطمن بترس شَدِيد الصَّفَا ... ق من خشب الْجَوْز لم يثقب

والمنقبة: الَّتِي ينقب بهَا البيطار، نَادِر.

والأنقاب: الآذان، لَا اعرف لَهَا وَاحِدًا. قَالَ الْقطَامِي:

كَانَت خدود هجانجن ممالة ... أنقابهن إِلَى حداء السُّوق

ويروى: " أنقابهن ": أَي إعجاباً بِهن.

والنقب، والنقب: الْقطع المتفرقة من الجرب، الْوَاحِدَة: نقبة، وَقيل: هِيَ أول الجرب، قَالَ دُرَيْد ابْن الصمَّة:

متبذلاً تبدو محاسنه ... يضع الهناء مَوَاضِع النقب

وَقيل: النقب: الجرب عَامَّة، وَبِه فسر ثَعْلَب قَول أبي مُحَمَّد الحذلمي:

وَتكشف النقبة عَن لثامها

يَقُول: تبرئ من الجرب.

والنقب: قرحَة تخرج فِي الْجنب، وتهجم على الْجوف، ورأسها من دَاخل. ونقبته النكبة تنقبه نقبا: أَصَابَته فبلغت مِنْهُ، كنكبته.

والناقبة: دَاء يَأْخُذ الْإِنْسَان من طول الضجعة.

والنقبة: صدأ السَّيْف والنصل، قَالَ:

جنوء الهالكي على يَدَيْهِ ... مكباً يجتلي نقب النصال

ويروى: " جنوح الهالكي ".

والنقب، والنقب: الطَّرِيق فِي الْجَبَل.

وَالْجمع: أنقاب، ونقاب، أنْشد ثَعْلَب لِابْنِ أبي عاصية:

تطاول ليلِي بالعراق وَلم يكن ... عَليّ بأنقاب الْحجاز يطول

والمنقب: كالنقب.

والمنقب، والنقاب: الطَّرِيق فِي الغلظ، قَالَ:

وتراهن شزباً كالسعالي ... ينطلعن من ثغور النقاب

يكون: جمعا، وَيكون وَاحِدًا.

والمنقبة: الطَّرِيق الضّيق بَين دارين، لَا يُسْتَطَاع سلوكه، وَفِي الحَدِيث: " لَا شُفْعَة فِي فَحل وَلَا منقبة ". فسروا المنقبة: بِالْحَائِطِ. وَقد تقدم تَفْسِير الْفَحْل.

والنقب: أَن يجمع الْفرس قوائمه فِي حَضَره وَلَا يبسط يَدَيْهِ، وَيكون حَضَره وثباً.

والــنقيبة: النَّفس.

والــنقيبة: يمن الْفِعْل.

وَرجل مَيْمُون الــنقيبة: مظفر بِمَا يحاول.

والمنقبة: كرم الْفِعْل.

وناقة نقيبة: عَظِيمَة الضَّرع.

والنقبة: اللَّوْن. وَقيل: النقبة: مَا أحَاط بِالْوَجْهِ من دوائره. قَالَ ثَعْلَب: وَقيل لامْرَأَة: " أَي النِّسَاء أبْغض إِلَيْك؟ قَالَت: الحديدة الرّكْبَة، القبيحة النقبة، الْحَاضِرَة الكذبة ".

والنقبة: خرقَة يَجْعَل أَعْلَاهَا كالسراويل وأسفلها كالإزار.

وَقيل: النقبة: مثل النطاق إِلَّا انه مخيط الحزة نَحْو السَّرَاوِيل.

وَقيل: هِيَ سَرَاوِيل لَا ساقين لَهَا.

ونقب الثَّوْب ينقبه: جعله نقبة.

والنقاب: القناع على مارن الْأنف.

وَالْجمع: نقب.

وَقد تنقبت الْمَرْأَة، وانتقبت.

وَإِنَّهَا لحسنة النقبة، وَقَوله: أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ:

بأعين مِنْهَا مليحات النقب ... شكل التُّجَّار ة حَلَال المكتسب

يرْوى: " النقب " و" النقب ". روى الأولى سِيبَوَيْهٍ، وروى الثَّانِيَة: الرياشي، فَمن قَالَ: " النقب " عَنى دوائر الْوَجْه. وَمن قَالَ " النقب " أَرَادَ: جمع " نقبة ": من الانتقاب بالنقاب.

والنقاب الْعَالم بالامور، وَمن كَلَام الْحجَّاج فِي مناطقته لِلشَّعْبِيِّ: " إِن كَانَ ابْن عَبَّاس لنقاباً فَمَا قَالَ فِيهَا ".

ونقب فِي الأَرْض: ذهب.

ونقب عَن الْأَخْبَار وَغَيرهَا: بحث.

وَقيل: نقب عَن الْأَخْبَار: اخبر بهَا.

والنقيب: عريف الْقَوْم، وَالْجمع: نقباء.

ونقب عَلَيْهِم ينقب نقابة: عرف.

ولقيته نقابا: أَي مُوَاجهَة.

ومررت على طَرِيق فناقبني فِيهِ فلَان نقاباً: أَي لَقِيَنِي على غير ميعاد وَلَا اعْتِمَاد.

وَورد المَاء نقابا: إِذا ورد عَلَيْهِ من غير أَن يشْعر بِهِ قبل ذَلِك.

ونقب: مَوضِع، قَالَ السليك بن السلكة: وَهن عِجَال من نباك وَمن نقب

نقب

1 نَقَبَ, aor. ـُ inf. n. نَقْبٌ, He perforated, pierced, bored, or made a hole through, or in, or into, anything: like ثَقَبَ. (TA.) He made a hole through a wall. (S.) b2: نَقَبَ سُرَّةَ الدَّابَّةِ, aor. ـُ He (a farrier) perforated the navel of the beast in order that a yellow fluid might issue forth. (S.) See مَنْقَبٌ. b3: نَقَبَ العَيْنَ, aor. ـُ inf. n. نَقْبٌ, He performed, upon the eye, what is called القَدْحُ in the language of the physicians; i. e., a remedial operation for the black fluid that arises in the eye: from the phrase next following: (IAth:) [but this is not a good explanation: the meaning is he performed upon the eye the operation of couching, for the cataract: so in many Arabic works, ancient and modern: (IbrD:) the couching-needle is called مِقْدَحٌ, and إِبْرَةُ القَدْحِ, in the present day]. b4: نَقَبَ حَافِرَ الدَّابَّةِ He (a farrier) pierced a hole in the hoof of the beast, in order to extract what had entered into it. (IAth.) b5: نَقَبَتْهُ نَكْبَةٌ, (aor.

نَقُبَ, inf. n. نَقْبٌ, TA,) A misfortune, an evil accident, or a calamity befell him, (K,) and overcame him, or afflicted him; like نَكَبَتْهُ. (TA.) [In the CK, for أَصَابَتْهُ, is put اثابته.] b6: نَقَبَ فِى الأَرْضِ, aor. ـُ and ↓ انقب and ↓ نَقّب, He went, or went away, through the land, or country: (K:) [in the CK and some MS. copies of the K, we afterwards find نَقِبَ فِى البِلَادِ with kesr to the ق, explained as signifying he proceeded, or journeyed, through the lands:] ↓ انقب he proceeded, or journeyed, through the country: (IAar:) نقّبوا فِى البِلَادِ [Kur, l. 35,] they proceeded, or journeyed, through the lands, seeking for a place of refuge: (S:) or they traversed the lands, and journeyed through them, much, &c.: (Fr.:) or they went about and about, and searched, &c. (Zj.) فِى الآفَاقِ ↓ نَقَّبْتُ, in a verse of Imra-el-Keys, I journeyed through the tracts of the earth, and came and went. (TA.) b7: نَقِبَ البَعِيرُ, aor. ـَ or نَقِبَ حُفُّ البعيرِ, (L, TA,) and ↓ انقب, (L,) The camel walked barefooted, syn. حَفِىَ, (L, K,) until his feet became worn in holes: (TA:) or نَقِبَ البعير, (S, K,) and ↓ انقب, (K,) the camel's feet became thin, [or were worn thin; which is also a signification of حَفِىَ]. (S, K.) b8: نَقِبَتْ أَقْدَامُنَا Our feet became thin in the skin, and blistered, by reason of walking. (L.) b9: نَقَبَ الخُفَّ, aor. ـُ He patched the boot; repaired it by patching. (K.) Also, He made the boot thin: he made [or wore] holes in it. (Msb.) b10: نَقِبَ الخُفُّ, aor. ـَ (inf. n. نَقَبٌ, TA,) The boot became lacerated, or worn through, in holes. (S, K, TA.) [And in like manner The sole of the foot of a camel or of a man: see below: and see an ex. voce أَظَلُّ.] b11: نَقَبَ, aor. ـُ inf. n. نَقْبٌ, He (a horse) put his feet together in his running (فِى حُضْرِهِ, [ for which Golius and Freytag appear to have read فى خَصْرِهِ,] K,) not spreading his fore feet, his running being [a kind of] leaping. (TA.) A2: نَقَبَ عَنِ الأَخْبْارِ, aor. ـُ He scrutinized, investigated, searched into, examined into, or inquired into, the news; (K;) and, in like manner, anything else: (MF:) [as also ↓ نقّب: see the phrase نقّبوا فى البلاد, explained above:] or he told, announced, or related, the news. (K.) b2: إِنِّى لَمْ أُؤْمَرْ أَنْ أَنْقُبَ عَنْ قُلُوبِ النَّاسِ Verily I have not been commanded to scrutinize and reveal what is in the hearts of men. (TA, from a trad.) b3: نَقَبَ عَلَى قَوْمِهِ, aor. ـُ inf. n. نِقَابَةٌ, He acted as the نَقِيب over his people; was their نقيب: (S, K:) but of a man who was not نقيب, and has become so, you say نَقُبَ, with damm, aor. ـُ inf. n. نَقَابَةٌ, with fet-h, He became نقيب; (Fr., S, K;) as also نَقِبَ, aor. ـَ (IKtt, K:) or ـب with kesr is a subst.; and with fet-h, an inf. n.; (S, K;) like وِلَايَةٌ and وَلَايَةٌ: so says Sb. (S.) A3: نَقَبَ الثَّوْبَ, aor. ـُ inf. n. نَقْبٌ, He made the piece of cloth into a نُقْبَة. (S.) 2 نَقَّبَ see 1.3 نَاقَبْتُهُ, inf. n. نِقَابٌ; as also لَقِيتُهُ; I met him face to face: or without appointment, (K,) and unintentionally: (TA:) or unexpectedly. (S.) نقابًا is in the accus. case as an inf. n.; or as a word descriptive of state. (TA.) b2: وَرَدْتُ المَاءَ نِقَابًا, (S,) or لَقِيتُ الماء

نقابا, (K,) I came upon the water unexpectedly, without seeking for it. (S, K.) 4 أَنْقَبَ see 1. b2: انقب His camel's feet became thin; [or were worn thin;] (S, K;) or were worn in holes by walking. (TA.) A2: He became a door-keeper, or chamberlain; Arab.

حَاجِب: (K:) or he became a نَقِيب. (L, K, &c.) 5 تَنَقَّبَ see 8.8 انتقبت (S, K, Msb) and ↓ تنقّبت (Msb) She (a woman) veiled her face with a نِقَاب (S, K, Msb.) b2: بعمَامَته ↓ تنقب: see تختّم.

نَقْبٌ (S, K) and ↓ نُقْبَةٌ (S) A hole, perforation, or bore, (K,) in, or through, a wall, (S,) or anything whatever: (TA:) or a large hole, perforation, or bore, passing through a thing; such as is small being termed ثَقْبٌ, with ث: (Mgh, in art. ثقب:) pl. of the former نُقُوبٌ (Msb) and أَنْقَابٌ and نِقَابٌ. (TA, and some copies of the K.) b2: نَقْبٌ (K) and ↓ نَاقِبَةٌ (S) An ulcer that arises in the side, (S, ISd, K,) attacking the inside of the body, (S, ISd,) and having its head inwards; (ISd;) [as also ↓ نَقَّابَةٌ, for] نَقَّابَاتٌ signifies ulcers that come forth in the side and penetrate into the inside. (TA voce ذُبَالٌ.) See نُقْبٌ. b3: نَقْبٌ (S, K) and ↓ نُقْبٌ (K) and ↓ مَنْقَبٌ and ↓ مَنْقَبَةٌ (S, K) A road (or narrow road, TA,) in a mountain: (ISk, S, K:) a road between two mountains: (IAth:) pl. (of the first and second, TA,) أَنْقَابٌ (a pl. of pauc., TA,) and نِقَابٌ; (K;) and of the third and fourth, مَنَاقِبُ. (TA.) See also مَنْقَبَةٌ.

نُقْبٌ (S, K,) and ↓ نَقْبٌ (K: but the former is the more common: TA) and ↓ نُقَبٌ (K) [the first is a coll. gen. n., of which the n. un. is نُقْبَةٌ [q. v.], of which it is called in the S the pl.: but نُقَبٌ is the pl. of نُقْبَةٌ:] Scab, [or scabs,] (K,) absolutely: (TA:) or scattered scabs (S, K,) when they first appear: (S:) النُّقْبَةُ is the first that appears of the scab; and is so called because the scabs perforate the skin: you say, of a camel, بِهِ نُقْبَةٌ: (As:) the first that appears of the scab, in a patch like the palm of the hand, in the side of a camel, or on his haunch, or his lip: then it spreads over him until it covers him entirely. (ISh.) Mohammad, denying that any disease was transmitted from one thing to another, and being asked how it was that a نُقْبَة spread in camels, asked what transmitted the disease to the first camel. (TA.) b2: فُلَانٌ يَضَعُ الهِنَآءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ (tropical:) [Such a one puts the tar upon the places of the scabs]: said of one who is clever, or skilful, and who does or says what is right. (A.) [See also قَالَبٌ]

نَقِبٌ, and, as a fem. epithet, ↓ نَقْبَاءُ, A camel whose feet have become worn in holes, [or worn thin,] by walking. (TA.) See the verb. b2: The former may also signify Having the scab, or what first appears thereof. (TA.) See نُقْبٌ.

نُقَبٌ: see نُقْبٌ.

نُقْبَةٌ A mark, trace, or vestige: ex. عَلَيْه نُقْبَةٌ Upon him, or it, is a mark, &c. (T.) b2: See نَقْبٌ. b3: نُقْبَةٌ (assumed tropical:) Rust, (K.) upon a sword or the head of an arrow or a spear: (M:) or نَقب [i. e.

↓ نُقْبٌ, q. v., a coll. gen. n., of which نُقْبَةٌ is the n. un.; or نُقَبٌ, pl. of نُقْبَةٌ;] signifies (tropical:) traces of rust upon a sword or an arrow head or a spear-head, likened to the first appearances of the scab. (A.) A2: نُقْبَةٌ The face: (S, K:) or the parts surrounding the face. (L:) pl. نُقَبٌ. (TA.) b2: نُقْبَةٌ A garment resembling an إِزار, having a sewed waistband or string, (حُجْزَةٌ مَخِيطَةٌ: so in the S, M, L: whence it appears that the reading in the K, حجزة مُطيفَةٌ, is erroneous: TA: [F having, it seems, found مُحِيطَةٌ written in the place of مُحِيطَةٌ:]) without a نَيْفَق which is the part turned down at the top, and sewed, through which the waistband passes], (S, K,) tied as trousers, or drawers, are tied: (S:) or a pair of trousers, or drawers, having a waistband, but without a part turned down at the top, and sewed, for the waistband to pass through: if it have this, (i. e, a. نيفق,) it is called سَراوِيلُ: (TA;) or a piece of rag of which the upper part is made like drawers, or trousers: (L;) or a pair of drawers, or trousers, without legs. (M, voce إِنْبٌ, TA,) A3: نُقْبَةٌ The state, or condition; quality, mode, or manner; state with regard to apparel &c.; external form, figure, feature, or appearance; of any thing: syn. هَيْئَةٌ. (T.) A4: نُقْبَةٌ Colour. (S, K.) b2: فَرَسٌ حَسَنُ النَّقْبَةِ A horse of beautiful colour. (TA.) b3: See also نَقِيبَةٌ.

نِقْبَةٌ A mode of veiling the face with the نِقَاب: (K:) pl. نِقَبٌ. (TA.) b2: إِنَّهَا لَحَسَنَةُ النِّقْبَةِ (S) Verily she has a comely mode of veiling her face with the نقاب. (TA.) نِقَابٌ [A woman's face-veil;] (S, K;) a veil that is upon [or covers] the soft, or pliable, part of the nose; (Az;) [not extending higher:] a woman's veil that extends as high as the circuit of the eye: (Msb:) it is of different modes: Fr says, When a woman lowers her نقاب to her eye, it [the action] is termed وَصْوَصَةٌ; and when she lowers it further, to [the lower part of] the circuit of the eye, it [the veil] is called نقاب; and if it is on the extremity of the nose, it is [properly] called لِفَامٌ: (T:) the نقاب, with the Arabs, is that [kind of veil] from out of which appears the circuit of the eye: and the meaning of the saying in a trad. النِّقَابُ مُحْدَثٌ is, that women's shewing the circuits of the eyes is an innovation; not that they used not to veil their faces: the [kind of]

نقاب which they used reached close to the eye, and they showed one eye while the other was concealed; whereas the [kind of] نقاب, which only shows both the eyes [without their circuits] was called by them وَصْوَصَةٌ [a mistake for وَصْوَاصٌ] and تُرْقُعٌ: [in the original, والنقاب لا يبدومنه الّا العينان وكان اسمه الخ: but the و before كان is erroneously introduced, and perverts the sense, which is otherwise plain, and agreeable with what is said before:] then they innovated the [veil] properly called] نقاب: (A'Obeyd:) pl. نَقُبٌ. (Msb.) A2: نِقَابٌ and ↓ مِنَقَبٌ A road through a rugged tract of ground: (K:) the former word used both as a sing and a pl. (TA.) A3: نِقَابٌ (a strange form of epithet, MF,) (tropical:) A man of great knowledge; very knowing: (S, K:) or possessing a knowledge of things, or affairs: or, as also ↓ مِنعقَبٌ, mentioned by I Ath and Z, a man possessing a knowledge of things, who scrutinizes or investigates them much; who is intelligent, and enters deeply into things. (TA.) A4: نقَابٌ The bello, Hence the proverb, فَرْخَانِ فِى نِقَابٍ [Two young birds in one belly]: applied to two things that resemble one another, (K.) In like manner one says كَانَا فِى نقاب وَاحد [They were in one belly]; meaning they were like each other, (A.) نَقِيبٌ i. q. مَنْقُوبٌ, A thing perforated, pierced, bored. or having a hole made through, or in. or into it. (TA.) b2: نَقِيبٌ A musical reed, or pipe. (K.) b3: The tongue of a pair of scales, or balance (K.) b4: A dog having the upper part of his mindpipe (غَلْصَمَتُهُ: so in the S, K or having his windpipe, حَنْجَرَتُهُ: so in the A) perforated, (S, K,) in order that his cry may be weak: a base man performs this operation on his dog, in order that guests may not hear its cry. (S: and the like is said in the L.) A2: نَقِيبُ قُوْمٍ The intendant, superintendent, overseer, or inspector, of a people; he who takes notice, or cognisance, of their actions, and is responsible for them; i. q. عَرِيفُهُمْ and شَاهِدُهُمْ and ضَمِيُهُمْ: (S, K:) like أَمِينٌ and كَفِيلٌ: (Zj:) their head, or chief: (TA:) like عَرِيفٌ [q. v.]; i. e., one who is set over a people, and investigates their affairs: (L:) or, as some say, the greatest, or supreme, chief of a people: so called [from نَقَبَ “ he scrutinized, or investigated,”] because he is acquainted with the secret affairs of the people, and knows their virtues, or generous actions, and is the way by which one obtains knowledge of their affairs: (TA:) pl. نُقَبَاءُ. (S.) نِقَابَةٌ The office of نَقِيب. (Sb: see 1.) نَقِيبَةٌ Mind: syn. نَفْسٌ. (S, K,) You say فُلَانٌ مَيْمُونُ الــنقيبةِ Such a one is of a fortunate mind, (A'Obeyd, S,) when the person referred to is fortunate in his affairs, succeeding in what he seeks after, or strives to accomplish: (ISk, S:) or when he is fortunate in his counsel, or advice: (Th, S:) or the phrase signifies such a one is fortunate in his actions, and in gaining what he seeks. (TA.) See also what follows. نَقِيبَةٌ is also said, in the K, to signify the same as عَقْلٌ (understanding, intellect, or intelligence); but, says SM, I have not found this in any other lexicon: only I have found the word explained in the L as signifying يُمْنُ الفِعْلِ (good fortune attending, or resulting from, an action): so probably عَقْلٌ is a mistake for فِعْلٌ. (TA.) b2: Also, Counsel, or advice. (K.) See above. b3: Also, Penetration of judgment; acuteness; sagacity. (Ibn-Buzurj, K.) b4: Also, Nature; or natural, or native, disposition, temper, or other quality: (K:) i. q. نَقِيمَةٌ and عَرِيكَةٌ and طَبِيعَةٌ. (T, art. عرك.) Agreeably with this explanation, the phrase above mentioned is rendered in the T, in art. عرك, Such a one is of a fortunate nature, or natural disposition: (TA:) or it signifies, in this phrase, as also نقيمة, i. q. لَوْنٌ, Colour, complexion, species, &c. (IAar.) Also هُوَ حَسَنُ الــنَّقِيبَةِ He is of a good nature, or natural disposition: and in like manner, جَمِيلَةٍ ↓ فُلَانٌ فِى مَنَاقِبَ Such a one is a person of good dispositions, or natural qualities. (L.) A2: نَقِيبَةٌ A she-camel having a large udder: (ISd, K:) having her udder bound up with a cloth or the like, on account of its greatness and excellence: but AM says this is a corruption, and that the correct word is ثقيبة, with ث, meaning a she-camel “ abounding with milk. ” (TA.) نَقَّابَةٌ: see نَقْبٌ.

نَاقِب and نَاقِبَةٌ [the former omitted in some copies of the K] A disease that befalls a man in consequence of long sluggishness, or indolence: (K:) or, as some say, the ulcer that arises in the side. (TA.) See نَقْبٌ.

أَنْقَابٌ, a pl. without a sing., The ears: (M, K,) or, accord. to some, its sing. is نُقْبٌ. (TA.) El-Katámee says, كَانَتْ خُدُودُ هِجَانِهِنَّ مُمَالَةً

أَنْقَابُهُنَّ إِلَى حُدَآءِ السُّوَّقِ [The cheeks of their white camels were with their ears inclined to the singing of the drivers]. But

أَنَقًا بِهِنَّ, “by reason of their pleasure,” is also read, for أَنْقَابُهُنَّ: (TA:) [so that the meaning is The cheeks of their white camels were inclined, by reason of their pleasure. to the singing of the drivers].

مَنْقَبٌ The navel: or [a place] before it: (K:) where the farrier makes a perforation in order that a yellow fluid may issue forth: (S:) so in a horse. (TA.) b2: See نَقْبٌ.

مِنْقَبٌ An iron instrument with which a farrier perforates the navel of a beast of carriage (S, K) in order that a yellow fluid may issue forth. (S.) See مَنْقَبٌ, and نِقَابٌ.

مَنْقَبَةٌ: see نَقْبٌ. b2: A narrow way between two houses, (L, K,) along which one cannot pass. (L.) It is said in a trad., that one does not possess the right of pre-emption (الشُّفْعَة) with respect to a منقبة; and this word is explained as signifying a wall: syn. حَائِطٌ: [and so in the K:] or a way between two houses, as though it were perforated from one to the other: or a road, or way, over an elevated piece of ground. (L.) A2: مَنْقَبَةٌ A virtue; an excellence; contr. of مَثْلَبَةٌ: (S:) a cause of glorying: (K:) generosity of action, or conduct: (L:) a [good disposition, or natural quality: [see نَقِيبَةٌ:] (TA:) a memorable, or generous action, and [good] internal quality: (A:) pl. مَنَاقِبُ: (TA:) رجُلٌ ذُو مَنَاقِبَ A man of memorable, or generous, actions, and [good] internal qualities. (A.)

نقب: النَّقْبُ: الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان، نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً.

وشيءٌ نَقِـيبٌ: مَنْقُوب؛ قال أَبو ذؤَيب:

أَرِقْتُ لذِكْرِه، مِنْ غيرِ نَوْبٍ، * كَما يَهْتاجُ مَوْشِـيٌّ نَقِـيبُ

يعني بالـمَوْشِـيِّ يَراعةً. ونَقِبَ الجِلْدُ نَقَباً؛ واسم تلك النَّقْبة نَقْبٌ أَيضاً.

ونَقِبَ البعيرُ، بالكسر، إِذا رَقَّتْ أَخْفافُه.

وأَنْقَبَ الرجلُ إِذا نَقِبَ بعيرُه. وفي حديث عمر،

رضي اللّه عنه: أَتاه أَعرابيّ فقال: إِني على ناقة دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ، واسْتَحْمَله فظنه كاذباً، فلم يَحْمِلْه، فانطَلَقَ وهو يقول:

أَقْسَمَ باللّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَرْ: * ما مَسَّها من نَقَبٍ ولا دَبَرْ

أَراد بالنَّقَبِ ههنا: رِقَّةَ الأَخْفافِ. نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ، فهو نَقِبٌ.

وفي حديثه الآخر قال لامرأَةٍ حَاجَّةٍ: أَنْقَبْتِ وأَدْبَرْتِ أَي

نَقِبَ بعيرُك ودَبِرَ. وفي حديث علي، عليه السلام: ولْيَسْـتَأْنِ

بالنَّقِبِ والظَّالِـع أَي يَرْفُقْ بهما، ويجوز أَن يكون من الجَرَب.

وفي حديث أَبي موسى: فنَقِـبَتْ أَقْدامُنا أَي رَقَّتْ جُلودُها،

وتَنَفَّطَتْ من الـمَشْيِ. ونَقِبَ الخُفُّ الملبوسُ نَقَباً: تَخَرَّقَ، وقيل: حَفِـيَ. ونَقِبَ خُفُّ البعير نَقَباً إِذا حَفِـيَ حتى يَتَخَرَّقَ فِرْسِنُه، فهو نَقِبٌ؛ وأَنْقَبَ كذلك؛ قال كثير عزة:

وقد أَزْجُرُ العَرْجاءَ أَنْقَبُ خُفُّها، * مَناسِمُها لا يَسْتَبِلُّ رَثِـيمُها

أَراد: ومَناسِمُها، فحذف حرف العطف، كما قال: قَسَمَا الطَّارِفَ

التَّلِـيدَ؛ ويروى: أَنْقَبُ خُفِّها مَناسِمُها.

والـمَنْقَبُ من السُّرَّة: قُدَّامُها، حيث يُنْقَبُ البَطْنُ، وكذلك هو من الفرس؛ وقيل: الـمَنْقَبُ السُّرَّةُ نَفْسُها؛ قال النابغة الجعدي يصف الفرس:

كأَنَّ مَقَطَّ شَراسِـيفِه، * إِلى طَرَفِ القُنْبِ فالـمَنْقَبِ،

لُطِمْنَ بتُرْسٍ، شديد الصِّفَا * قِ، من خَشَبِ الجَوْز، لم يُثْقَبِ

والـمِنْقَبةُ: التي يَنْقُب بها البَيْطارُ، نادرٌ. والبَيْطارُ يَنْقُبُ في بَطْنِ الدابة بالـمِنْقَبِ في سُرَّته حتى يَسيل منه ماء أَصْفر؛ ومنه قول الشاعر:

كالسِّيدِ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه، * ولم يَسِمْه، ولم يَلْمِسْ له عَصَبا

ونَقَبَ البَيْطارُ سُرَّة الدابة؛ وتلك الحديدةُ مِنْقَبٌ، بالكسر؛ والمكان مَنْقَبٌ، بالفتح؛ وأَنشد الجوهري لـمُرَّة بن مَحْكَانَ:

أَقَبّ لم يَنْقُبِ البَيْطارُ سُرَّتَه، * ولم يَدِجْهُ، ولم يَغْمِزْ له عَصَبا

وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَنه اشْتَكَى عَيْنَه، فكَرِهَ أَنْ

يَنْقُبَها؛ قال ابن الأَثير: نَقْبُ العَيْنِ هو الذي تُسَمِّيه الأَطباءُ القَدْح، وهو مُعالجةُ الماءِ الأَسْودِ الذي يَحْدُثُ في العين؛ وأَصله أَن يَنْقُر البَيْطارُ حافر الدابة ليَخْرُجَ منه ما دَخل فيه. والأَنْقابُ: الآذانُ، لا أَعْرِفُ لها واحداً؛ قال القَطامِـيُّ:

كانتْ خُدُودُ هِجانِهِنَّ مُمالةً * أَنْقابُهُنَّ، إِلى حُداءِ السُّوَّقِ

ويروى: أَنَقاً بِهنَّ أَي إِعْجاباً بِهنَّ.

التهذيب: إِن عليه نُقْبةً أَي أَثَراً. ونُقْبةُ كُلِّ شيءٍ: أَثَرُه وهَيْـأَتُهُ.

والنُّقْبُ والنُّقَبُ: القِطَعُ المتفرّقَةُ من الجَرَب، الواحدة نُقْبة؛ وقيل: هي أَوَّلُ ما يَبْدُو من الجَرَب؛ قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ:

مُتَبَذِّلاً، تَبدُو مَحاسِنُه، * يَضَعُ الـهِناءَ مواضِـعَ النُّقْبِ

وقيل: النُّقْبُ الجَرَبُ عامّةً؛ وبه فسر ثعلب قولَ أَبي محمدٍ،

الـحَذْلَـمِـيِّ:

وتَكْشِفُ النُّقْبةَ عن لِثامِها

يقول: تُبْرِئُ من الجَرَب. وفي الحديث: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً؛ فقال أَعرابيٌّ: يا رسول اللّه، إِنَّ النُّقْبةَ تكون بِمِشْفَرِ البَعيرِ، أَو بذَنَبِه في الإِبل العظيمة،

فتَجْرَبُ كُلُّها؛ فقال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: فما أَعْدى الأَوّلَ؟ قال الأَصمعي: النُّقْبةُ هي أَوَّل جَرَبٍ يَبْدُو؛ يقال للبعير: به نُقْبة، وجمعها نُقْبٌ، بسكون القاف، لأَنها تَنْقُبُ الجِلْد أَي تَخْرِقُه. قال أَبو عبيد: والنُّقْبةُ، في غير هذا، أَن تُـؤْخذَ القِطْعةُ من الثوب، قَدْرَ السَّراويلِ، فتُجْعل لها حُجْزةٌ مَخِـيطَةٌ، من غير

نَيْفَقٍ، وتُشَدّ كما تُشَدُّ حُجْزةُ السراويل، فإِذا كان لها نَيْفَقٌ

وساقانِ فهي سراويل، فإِذا لم يكن لها نَيْفَقٌ، ولا ساقانِ، ولا حُجْزة، فهو النِّطاقُ. ابن شميل: النُّقْبَةُ أَوَّلُ بَدْءِ الجَرَب، تَرَى

الرُّقْعَة مثل الكَفِّ بجَنْبِ البَعير، أَو وَرِكِه، أَو بِمِشْفَره، ثم

تَتَمَشَّى فيه، حتَّى تُشْرِيَه كله أَي تَمْلأَه؛ قال أَبو النجم يصف

فحلاً:

فاسْوَدَّ، من جُفْرتِه، إِبْطاها، * كما طَلى، النُّقْبةَ، طالِـياها

أَي اسْوَدَّ من العَرَق، حينَ سال، حتى كأَنه جَرِبَ ذلك الموضعُ،

فطُلِـيَ بالقَطِرانِ فاسْوَدَّ من العَرَق؛ والجُفْرةُ: الوَسَطُ.

والناقِـبةُ: قُرْحة تَخْرُجُ بالجَنْب. ابن سيده: النُّقْب قرْحة تَخْرج في الجَنْب، وتَهْجُمُ على الجوف، ورأْسُها من داخل.

ونَقَبَتْه النَّكْبةُ تَنْقُبه نَقْباً: أَصابته فبَلَغَتْ منه، كنَكَبَتْه.

والناقبةُ: داءٌ يأْخذ الإِنسانَ، من طُول الضَّجْعة. والنُّقْبة: الصَّدَأُ. وفي المحكم: والنُّقْبة صَدَأُ السيفِ والنَّصْلِ؛ قال لبيد:

جُنُوءَ الهالِكِـيِّ على يَدَيْهِ، * مُكِـبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

ويروى: جُنُوحَ الهالِكِـيِّ.

والنَّقْبُ والنُّقْبُ: الطريقُ، وقيل: الطريقُ الضَّيِّقُ في الجَبل،

والجمع أَنْقابٌ، ونِقابٌ؛ أَنشد ثعلب لابن أَبي عاصية:

تَطَاوَلَ لَيْلي بالعراقِ، ولم يكن * عَليَّ، بأَنْقابِ الحجازِ، يَطُولُ

وفي التهذيب، في جمعه: نِقَبةٌ؛ قال: ومثله الجُرْفُ، وجَمْعُه

جِرَفَةٌ.والـمَنْقَبُ والـمَنْقَبةُ، كالنَّقْبِ؛ والـمَنْقَبُ، والنِّقابُ:

الطريق في الغَلْظِ؛ قال:

وتَراهُنَّ شُزَّباً كالسَّعالي، * يَتَطَلَّعْنَ من ثُغُورِ النِّقابِ

يكون جمعاً، ويكون واحداً.

والـمَنْقَبة: الطريق الضيق بين دارَيْنِ، لا يُسْتطاع سُلوكُه. وفي

الحديث: لا شُفْعةَ في فَحْل، ولا مَنْقَبةٍ؛ فسَّروا الـمَنْقبةَ بالحائط،

وسيأْتي ذكر الفحل؛ وفي رواية: لا شُفْعةَ في فِناءٍ، ولا طريقٍ، ولا مَنْقَبة؛ الـمَنْقَبةُ: هي الطريق بين الدارين، كأَنه نُقِبَ من هذه إِلى هذه؛ وقيل: هو الطريق التي تعلو أَنْشازَ الأَرض. وفي الحديث: إِنهم فَزِعُوا من الطاعون، فقال: أَرْجُو أَن لا يَطْلُع إِلينا نِقابَها؛ قال ابن الأَثير: هي جمع نَقْبٍ، وهو الطريق بين الجبلين؛ أَراد أَنه لا يَطْلُع إِلينا من طُرُق المدينة، فأَضْمَر عن غير مذكور؛ ومنه الحديث: على أَنْقابِ المدينةِ ملائكة، لا يَدْخُلُها الطاعُونُ، ولا الدجالُ؛ هو جمع قلة للنَّقْب.

والنَّقْبُ: أَن يجمع الفرسُ قوائمه في حُضْرِه ولا يَبْسُطَ يديه،

ويكون حُضْرُه وَثْباً.

والــنَّقِـيبةُ النَّفْسُ؛ وقيل: الطَّبيعَة؛ وقيل: الخَليقةُ.

والــنَّقِـيبةُ: يُمْنُ الفِعْل. ابن بُزُرْجَ: ما لهم نَقِـيبةٌ أَي نَفاذُ رَأْيٍ. ورجل مَيْمونُ الــنَّقِـيبة: مباركُ النَّفْسِ، مُظَفَّرٌ بما يُحاوِلُ؛

قال ابن السكيت: إِذا كان مَيْمونَ الأَمْرِ، يَنْجَحُ فيما حاوَل

ويَظْفَرُ؛ وقال ثعلب: إِذا كان مَيْمُون الـمَشُورة. وفي حديث مَجْدِيِّ بن عمرو: أَنه مَيْمُونُ الــنَّقِـيبة أَي مُنْجَحُ الفِعَال، مُظَفَّرُ

الـمَطالب. التهذيب في ترجمة عرك: يقال فلان مَيْمُونُ العَريكَة،

والــنَّقِـيبة، والنَّقِـيمة، والطَّبِـيعَةِ؛ بمعنًى واحد.

والـمَنْقَبة: كَرَمُ الفِعْل؛ يقال: إِنه لكريمُ الـمَناقِبِ من النَّجَدَاتِ وغيرها؛ والـمَنْقَبةُ: ضِدُّ الـمَثْلَبَةِ. وقال الليث: الــنَّقِـيبةُ من النُّوقِ الـمُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً، بَيِّنةُ النِّقابةِ؛ قال أَبو منصور: هذا تصحيف، إِنما هي الثَّقِـيبَةُ، وهي الغَزيرَةُ من النُّوق، بالثاءِ. وقال ابن سيده: ناقة نَقِـيبةٌ، عظيمةُ الضَّرْع. والنُّقْبةُ: ما أَحاطَ بالوجه من دَوائره. قال ثعلب: وقيل لامرأَة أَيُّ النساءِ أَبْغَضُ إِليك؟ قالت: الـحَديدَةُ الرُّكْبةِ، القَبيحةُ النُّقْبةِ، الحاضِرَةُ الكِذْبةِ؛ وقيل: النُّقْبة اللَّوْنُ والوَجْهُ؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً:

ولاحَ أَزْهَرُ مَشْهُورٌ بنُقْبَتهِ، * كأَنـَّه، حِـينَ يَعْلُو عاقِراً، لَـهَبُ

قال ابن الأَعرابي: فلانٌ مَيْمُونُ الــنَّقِـيبة والنَّقِـيمة أَي اللَّوْنِ؛ ومنه سُمِّيَ نِقابُ المرأَةِ لأَنه يَسْتُر نِقابَها أَي لَوْنَها بلَوْنِ النِّقابِ. والنُّقْبةُ: خِرْقةٌ يجعل أَعلاها كالسراويل، وأَسْفَلُها كالإِزار؛ وقيل: النُّقْبةُ مثل النِّطَاقِ، إِلا أَنه مَخِـيطُ الـحُزَّة نَحْوُ السَّراويلِ؛ وقيل: هي سراويل بغير ساقَيْنِ. الجوهري: النُّقْبة ثَوْبٌ كالإِزار، يجعل له حُجْزة مَخِـيطةٌ من غير نَيْفَقٍ، ويُشَدُّ كما يُشَدُّ السراويل. ونَقَبَ الثوبَ يَنْقُبه: جعله نُقْبة. وفي الحديث: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها؛ هي السراويلُ التي تكون لها حُجْزةٌ، من غير نَيْفَقٍ، فإِذا كان لها نَيْفَقٌ، فهي سَراويلُ. وفي حديث ابن عمر: أَنَّ مَوْلاةَ امْرَأَةٍ اخْتَلَعَتْ من كل شيءٍ لها، وكلِّ ثوب عليها، حتى نُقْبَتِها، فلم يُنْكِرْ ذلك. والنِّقابُ: القِناع على مارِنِ الأَنْفِ، والجمع نُقُبٌ. وقد تَنَقَّبَتِ المرأَةُ، وانْتَقَبَتْ، وإِنها لَـحَسَنة النِّقْبة، بالكسر.

والنِّقابُ: نِقابُ المرأَة. التهذيب: والنِّقابُ على وُجُوهٍ؛ قال الفراء: إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ نِقابَها إِلى عَيْنها، فتلك الوَصْوَصَةُ، فإِن

أَنْزَلَتْه دون ذلك إِلى الـمَحْجِرِ، فهو النِّقابُ، فإِن كان على طَرَفِ

الأَنْفِ، فهو اللِّفَامُ. وقال أَبو زيد: النِّقابُ على مارِنِ الأَنْفِ.

وفي حديث ابن سِـيرِين: النِّقاب مُحْدَثٌ؛ أَراد أَنَّ النساءَ ما

كُنَّ يَنْتَقِـبْنَ أَي يَخْتَمِرْن؛ قال أَبو عبيد: ليس هذا وجهَ الحديث،

ولكن النِّقابُ، عند العرب، هو الذي يبدو منه مَحْجِرُ العين، ومعناه أَنَّ إِبداءَهُنَّ الـمَحَاجِرَ مُحْدَثٌ، إِنما كان النِّقابُ لاحِقاً

بالعين، وكانت تَبْدُو إِحدى العينين، والأُخْرَى مستورة، والنِّقابُ لا يبدو منه إِلا العينان، وكان اسمه عندهم الوَصْوَصَةَ، والبُرْقُعَ، وكان من لباسِ النساءِ، ثم أَحْدَثْنَ النِّقابَ بعدُ؛ وقوله أَنشده سيبويه:

بأَعْيُنٍ منها مَلِـيحاتِ النُّقَبْ، * شَكْلِ التِّجارِ، وحَلالِ الـمُكْتَسَبْ

يروى: النُّقَبَ والنِّقَبَ؛ رَوَى الأُولى سيبويه، وروى الثانيةَ

الرِّياشِـيُّ؛ فَمَن قال النُّقَب، عَنَى

دوائرَ الوجه، ومَن قال النِّقَب، أَرادَ جمعَ نِقْبة، مِن الانتِقاب بالنِّقاب. والنِّقاب: العالم بالأُمور. ومن كلام الحجاج في مُناطَقَتِه

للشَّعْبِـيِّ: إِن كان ابنُ عباس لنِقَاباً، فما قال فيها؟ وفي رواية: إِن كان ابن عباس لمِنْقَباً. النِّقابُ، والـمِنْقَبُ، بالكسر والتخفيف: الرجل العالم بالأَشياءِ، الكثيرُ البَحْثِ عنها، والتَّنْقِـيبِ عليها أَي ما كان إِلا نِقاباً. قال أَبو عبيد: النِّقابُ هو الرجل العَلاَّمة؛ وقال غيره: هو الرَّجُل العالمُ بالأَشياءِ، الـمُبَحِّث عنها، الفَطِنُ الشَّديدُ

الدُّخُولِ فيها؛ قال أَوْسُ بن حَجَر يَمْدَحُ رجلاً:

نَجِـيحٌ جَوادٌ، أَخُو مَـأْقَطٍ، * نِقابٌ، يُحَدِّثُ بالغائِبِ

وهذا البيت ذكره الجوهري: كريم جواد؛ قال ابن بري: الرواية:

نَجِـيحٌ مَلِـيحٌ، أَخو مأْقِطٍ

قال: وإِنما غيره من غيره، لأَنه زعم أَن الملاحة التي هي حُسْن

الخَلْق، ليست بموضع للمدح في الرجال، إِذ كانت الـمَلاحة لا تجري مجرى الفضائل الحقيقية، وإِنما الـمَلِيحُ هنا هو الـمُسْتَشْفَى برأْيه، على ما حكي عن أَبي عمرو، قال ومنه قولهم: قريشٌ مِلْح الناسِ أَي يُسْتَشْفَى بهم.

وقال غيره: الـمَلِـيحُ في بيت أَوْسٍ، يُرادُ به الـمُسْتَطابُ مُجالَسَتُه.

ونَقَّبَ في الأَرض: ذَهَبَ. وفي التنزيل العزيز: فَنَقَّبُوا في البلاد

هل من مَحِـيصٍ؟ قال الفَرَّاء: قرأَه القُراء فَنَقَّبوا(1)

(1 قوله «قرأه الفراء إلخ» ذكر ثلاث قراءات: نقبوا بفتح القاف مشددة ومخففة وبكسرها مشددة، وفي التكملة رابعة وهي قراءة مقاتل بن سليمان فنقبوا بكسر القاف مخففة أي ساروا في الانقاب حتى لزمهم الوصف به.)، مُشَدَّداً؛ يقول: خَرَقُوا البلادَ فساروا فيها طَلَباً للـمَهْرَبِ، فهل كان لهم محيصٌ من الموت؟

قال: ومن قرأَ فَنَقِّبوا، بكسر القاف، فإِنه كالوعيد أَي اذْهَبُوا في

البلاد وجِـيئُوا؛ وقال الزجاج: فنَقِّـبُوا، طَوِّفُوا وفَتِّشُوا؛ قال:

وقرأَ الحسن فنَقَبُوا، بالتخفيف؛ قال امرؤ القيس:

وقد نَقَّبْتُ في الآفاقِ، حتى * رَضِـيتُ من السَّلامةِ بالإِيابِ

أَي ضَرَبْتُ في البلادِ، أَقْبَلْتُ وأَدْبَرْتُ.

ابن الأَعرابي: أَنْقَبَ الرجلُ إِذا سار في البلاد؛ وأَنْقَبَ إِذا صار

حاجِـباً؛ وأَنْقَبَ إِذا صار نَقِـيباً. ونَقَّبَ عن الأَخْبار وغيرها:

بَحَثَ؛ وقيل: نَقَّبَ عن الأَخْبار: أَخْبر بها. وفي الحديث: إِني لم

أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عن قلوب الناسِ أَي أُفَتِّشَ وأَكْشِفَ.

والنَّقِـيبُ: عَريفُ القوم، والجمعُ نُقَباءُ. والنَّقيب: العَريفُ، وهو شاهدُ القوم وضَمِـينُهم؛ ونَقَبَ عليهم يَنْقُبُ نِقابةً: عَرَف. وفي التنزيل العزيز: وبَعَثْنا منهم اثْنَيْ عَشر نَقِـيباً. قال أَبو إِسحق:

النَّقِـيبُ في اللغةِ كالأَمِـينِ والكَفِـيلِ.

(يتبع...)

(تابع... 1): نقب: النَّقْبُ: الثَّقْبُ في أَيِّ شيءٍ كان، نَقَبه يَنْقُبه نَقْباً.... ...

ويقال: نَقَبَ الرجلُ على القَومِ يَنْقُبُ نِقابةً، مثل كَتَبَ يَكْتُبُ كِتابةً، فهو نَقِـيبٌ؛ وما كان الرجلُ نَقِـيباً، ولقد نَقُبَ. قال الفراء: إِذا أَردتَ أَنه لم يكن نَقِـيباً ففَعَل، قلت: نَقُبَ، بالضم، نَقابة، بالفتح.

قال سيبويه: النقابة، بالكسر، الاسم، وبالفتح المصدر، مثل الوِلاية والوَلاية.

وفي حديث عُبادة بن الصامت: وكان من النُّقباءِ؛ جمع نَقِـيبٍ، وهو كالعَرِيف على القوم، الـمُقَدَّم عليهم، الذي يَتَعَرَّف أَخْبَارَهم،

ويُنَقِّبُ عن أَحوالهم أَي يُفَتِّشُ. وكان النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قد جَعلَ، ليلةَ العَقَبَةِ، كلَّ واحد من الجماعة الذين

<ص:770>111111

بايعوه بها نَقيباً على قومه وجماعته، ليأْخُذوا عليهم الإِسلامَ ويُعَرِّفُوهم شَرائطَه، وكانوا اثني عشر نَقيباً كلهم من الأَنصار، وكان عُبادة بن الصامت منهم.

وقيل: النَّقِـيبُ الرئيسُ الأَكْبَرُ.

وقولهم: في فلانٍ مَنَاقِب جميلةٌ أَي أَخْلاقٌ. وهو حَسَنُ

الــنَّقِـيبةِ أَي جميلُ الخليقة. وإِنما قيل للنَّقِـيب نَقيبٌ، لأَنه يعلم دخيلةَ أَمرِ القوم، ويعرف مَناقبهم، وهو الطريقُ إِلى معرفة أُمورهم. قال: وهذا الباب كلُّه أَصلُه التأْثِـيرُ الذي له عُمْقٌ ودُخُولٌ؛ ومن ذلك يقال: نَقَبْتُ الحائط أَي بَلغت في النَّقْب آخرَه. ويقال: كَلْبٌ نَقِـيبٌ، وهو أَن يَنْقُبَ حَنْجَرَةَ الكلبِ، أَو

غَلْصَمَتَه، ليَضْعُفَ صوتُه، ولا يَرْتَفِـع صوتُ نُباحِه، وإِنما يفعل ذلك البُخلاء من العرب، لئلا يَطْرُقَهم ضَيْفٌ، باستماع نُباح الكلاب. والنِّقَابُ: البطنُ. يقال في الـمَثل، في الاثنين يَتَشَابَهانِ: فَرْخَانِ في نِقابٍ.

والنَّقِـيبُ: الـمِزْمارُ. وناقَبْتُ فلاناً إِذا لَقِـيتَه فَجْـأَةً. ولَقِـيتُه نِقاباً أَي مُواجَهة؛ ومررت على طريق فَناقَبَني فيه فلانٌ نِقاباً أَي لَقِـيَني على غير ميعاد، ولا اعتماد.

وورَدَ الماءَ نِقاباً، مثل التِقاطاً إِذا ورَد عليه من غير أَن يَشْعُرَ به قبل ذلك؛ وقيل: ورد عليه من غير طلب. ونَقْبٌ: موضع؛ قال سُلَيْكُ بنُ السُّلَكَة:

وهُنَّ عِجَالٌ من نُباكٍ، ومن نَقْبِ

نقب
: (النَّقْبُ: الثَّقْبُ) فِي أَيّ شيْءٍ كَانَ، نَقَبَه، يَنْقُبه، نَقْباً.
وشيءٌ نَقِيبٌ: منقوبٌ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
أَرِقْتُ لِذِكْرِهِ من غَيْرِ نَوْبٍ
كَمَا يَهْتَاجُ مَوْشِيٌّ نَقِيبُ
يَعني بالمَوْشِيِّ يَرَاعةَ. (ج: أَنْقابٌ ونقَابٌ) ، بِالْكَسْرِ فِي الأَخير.
(و) النَّقْبُ: (قَرْحَةٌ تَخْرُجُ بالجَنْبِ) ، وتَهْجُم على الجَوْف، ورأْسُها فِي دَاخل، قَالَه ابْنُ سيدَهْ، كالنَّاقِبَةِ.
ونَقَبَتْهُ النَّكْبةُ، تَنْقُبه، نَقْباً: أَصابتْه فبَلَغَتْ مِنْهُ، كنَكَبَتْه.
(و) النَّقْبُ: (الجَرَبُ) عامّة، (ويُضَمُّ) وَهُوَ الأَكْثَرُ، وَبِه فسَّرَ ثعلبٌ قولَ أَبي محمَّد الحَذْلَمِيّ:

وتَكْشِفُ النُّقْبَةُ عَن لِثَامِهَا
يقولُ: تُبْرِىءُ من الجَرَب. وَفِي الحَدِيث: أَنَّ النَّبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لاَ يُعْدِي شيءٌ شَيْئا؛ فَقَالَ أَعرابيٌّ: يَا رسُولَ اللَّهِ، إِنَّ النُّقْبَةَ قد تَكُونُ بمِشْفَرِ البَعِيرِ، أَو بذَنَبِهِ، فِي الإِبِلِ العظيمةِ، فَتجْرَبُ كلُّهَا؛ فَقَالَ النَّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فمَا أَعْدَى الأَوّلَ؟) قَالَ الأَصْمَعِيُّ: النُّقْبَةُ هِيَ أَوَّلُ جَرَبٍ يَبْدَأُ، يُقَالُ للبَعِيرِ: بِهِ نُقْبَةٌ، وجمَعُها نُقْبٌ، بِسُكُون الْقَاف، لاِءَنّها تَنْقُبُ الجِلدَ نَقْباً، أَي: تَخْرِقُه: وأَنشد أَيضاً لدُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ:
مُتَبَذِّلاً تَبْدُو محاسِنُهُ
يَضَعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: يقالُ: فلانٌ يَضَعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْب: إِذا كَانَ ماهِراً مُصِيباً. (أَو) النُّقْبُ: (القِطَعُ المُتَفَرِّقَةُ) ، وَهِي أَوَّلُ مَا يَبدُو (مِنْهُ) أَي: من الجَرَب، الْوَاحِدَة نُقْبةٌ. وَعَن ابْن شُمَيْلٍ: النُّقْبَةُ: أَوّلُ بدْءِ الجَرَب، ترى الرُقْعَة مِثْلَ الكَفِّ بجَنْبِ البعيرِ، أَو وَرِكهِ، أَو بمِشْفَرِهِ، ثمَّ تَتَمشَّى فِيهِ حَتَّى تُشْرِبَهُ كُلَّهُ، أَي: تَمْلأَهُ، (كالنُّقَبِ، كَصُرَدٍ، فيهِمَا) ، أَي فِي القَوْلَيْنِ، وهما: الجَرَبُ، أَو أَوّل مَا يَبدو مِنْهُ.
(و) النَّقْبُ: (أَنْ يَجْمَعَ الفَرَسُ قَوائِمَهُ فِي حُضْرِهِ) ، وَلَا يَبسُطَ يَدَيْهِ، وَيكون حُضْرُهُ وثْباً.
(و) النَّقْبُ: (الطَّرِيقُ) الضَّيِّقُ (فِي الجَبَلِ، كالمَنْقَبِ والمَنْقَبَةِ) ، أَي: بِفَتحِهِمَا مَعَ فتح قافهما، كَمَا يدُلُّ لِذالك قاعدتُه. وَقد نبَّهْنا على ذالك فِي نضب.
وَفِي اللِّسان: المَنْقَبةُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ بينَ دارَيْنِ، لَا يُسْتطاعُ سُلُوكُه وَفِي الحديثِ: (لَا شُفْعةَ فِي فَحْلٍ، وَلاَ مَنْقبَة) فسَّرُوا المَنْقَبة بِالْحَائِطِ. وَفِي روايةٍ: (لَا شُفْعَةَ فِي فِنَاءٍ وَلَا طَرِيقٍ وَلَا مَنْقَبَة) . المَنْقَبَةُ هِيَ الطَّرِيقُ بَين الدّارَيْنِ، كأَنَّهُ نُقِبَ من هاذه إِلى هاذه، وقيلَ: هُو الطَّرِيقُ الّتي تعلُو أَنْشَازَ الأَرْضِ. (والنُّقْبُ، بالضَّمِّ) فَسُكُون. و (ج) المَنْقَبِ والمنْقَبَةِ: المَنَاقِبُ، وجمعُ مَا عداهُمَا: (أَنْقَابٌ، ونِقَابٌ) بالكَسر فِي الأَخير. وأَنشد ثعلبٌ لاِبْنِ أَبي عاصِيةَ:
تَطَاوَلَ لَيْلِي بالعِرَاقِ وَلم يَكُن
عليَّ بأَنْقَابِ الحِجازِ يَطُولُ
وَفِي الحَدِيث: (إِنَّهُمُ فَزِعُوا من الطّاعون، فَقَالَ: أَرْجُو أَنْ لَا يَطْلُعَ إِلينا من نِقَابِها) . قَالَ ابْنُ الأَثِير: هِيَ جمعُ نقْبٍ، وَهُوَ الطَّرِيقُ بينَ الجَبَلَيْنِ. أَراد أَنّهُ لَا يَطْلُعُ إِلينا من طُرُقِ المَدِينَة. فأَضمر عَن غير مَذْكُور. وَمِنْه الحديثُ: (عَلَى أَنْقابِ المدِينةِ ملائكةٌ، لَا يدْخُلُها الطّاعُونُ، وَلَا الدَّجّال) هُوَ جمع قِلّة لِلنَّقْبِ. (و) نَقْب، بِلَا لامٍ: (ع) ، قَالَ سُلَيْكُ بْنُ السُّلَكةِ:
وهُنَّ عِجالٌ من نُبَاك وَمن نَقْبِ
(و) فِي المُعْجَمِ: (قَرْيةٌ باليَمامَةِ) لبنِي عَدِيِّ بْنِ حَنيفةَ، وسيأْتي بقيّة الْكَلَام.
(و) المِنْقَبُ، (كَمِنْبَر: حَدِيدَةٌ، يَنْقُبُ بهَا البَيْطَارُ سُرَّةَ الدّابّةِ) لِيخْرُجَ مِنْهَا ماءٌ أَصفرُ. وَقد نَقَبَ يَنْقُبُ؛ قَالَ الشّاعرُ:
كالسِّيدِ لَمْ يَنْقُبِ البَيْطَارُ سُرَّتَهُ
ولَم يُسِمْهُ وَلم يَلْمِسْ لَهُ عَصَبَا
(و) المَنْقَبُ، (كَمَقْعَدٍ: السُّرَّةُ) نفْسُها. قَالَ النَّابغةُ الجعْدِيُّ يَصِفُ الفَرَس:
كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ
إِلى طَرفِ القُنْبِ، فالمَنقَبِ
وأَنشد الجَوْهَرِيُّ لِمُرَّةَ بْنِ مَحْكانَ:
أَقَبّ لم يَنْقُبِ البَيْطَارُ سُرَّتَه
ولَم يَدِجْهُ ولمْ يَغمِزْ لَهُ عَصَبَا
(أَو) هُوَ من السِّرَّة: (قُدَّامُها) حَيْثُ يُنقَبُ البَطنُ، وكذالك هُوَ من الفَرَس.
(و) فَرَسٌ حسَنُ (النُّقْبَةِ) هُوَ (بالضَّمِّ: اللَّوْنُ) .
(و) النُّقْبَةُ: (الصَّدَأُ) ، وَفِي المُحْكَم: النُّقْبةُ: صَدَأُ السَّيْفِ والنَّصْل، قَالَ لَبِيدٌ:
جُنُوحَ الهالِكِيّ على يَدَيْهِ
مُكِبّاً يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصَالِ
وَفِي الأَساس: وَمن المَجَاز: جَلَوْتُ السَّيْفَ والنَّصْلَ من النُّقَبِ: آثارِ الصَّدإِ، شُبِّهت بأَوائلِ الجَرَبِ، (و) النُّقْبَة: (الوَجْهُ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِف ثَوْراً:
ولاحَ أَزْهَرُ مشْهُورٌ بنُقْبَتِهِ
كأَنَّهُ حِينَ يعْلُو عاقِراً لَهَبُ
كَذَا فِي الصّحاح. وَفِي لِسَان الْعَرَب: النُّقْبَةُ: مَا أَحاطَ بالوَجْهِ من دَوائِرَ. قَالَ ثَعْلَب: وَقيل لاِمرَأَة: أَيُّ النسَاءِ أَبغضُ إِليكِ؟ قَالَت: الحَدِيدةُ الرُّكْبَةِ، القَبِيحَةُ النُّقْبَةِ، الحاضِرَةُ الكِذْبَةِ.
(و) النُّقْبَةُ، أَيضاً: (ثَوْبٌ كالإِزَارِ، تُجْعَلُ لَهُ حُجْزَةٌ مُطِيفةٌ) هاكذا فِي النُّسْخ، والذِي فِي الصَّحاح ولسان الْعَرَب والمُحْكم: مَخِيطةٌ من خاطَ (من غيرِ نَيْفَقٍ) ، كحَيْدَرِ، ويُشَدُّ كَمَا يُشَدُّ السَّراوِيلُ.
ونَقَبَ الثَّوْب، يَنْقُبُه: جَعَلَهُ نُقْبةً وَفِي الحَدِيث: (أَلْبَسَتْنَا أُمُّنا نُقْبَتَها) هِيَ السَّرَاويلُ الّتي تكونُ لَهَا حُجْزَةٌ من غير نَيْفَقٍ، فإِذا كَانَ لَهَا نَيْفَقٌ فَهِيَ سَراويلُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: النُّقْبَة: خرْقَة يُجْعلُ أَعْلاها كالسَّراويل وأَسفلُها كالإِزار، وَقيل: هِيَ سراوِيلُ بِلَا سَاقْينِ. وَفِي حديثِ ابْنِ عُمَرَ: (أَنَّ مولاةَ امْرأَةٍ اختَلَعتْ من كُلِّ شَيْءٍ لَهَا، وكُلِّ ثوْب عَلَيْهَا، حتّى نُقْبَتِها، فَلم يُنْكِرْ ذالك) .
(و) النُّقْبَةُ: (واحِدَةُ النُّقَبِ، للجَرَبِ) أَو لِمَبادِيه، على مَا تقدّمَ.
(و) قد تَنقَّبَتِ المَرْأَةُ، وانْتَقَبَتْ، وإِنَّها لحَسَنَةُ النِّقْبَةِ، (بالكسْرِ) ، وَهِي (هَيْئَةُ الانْتِقابِ) ، وجَمْعُه: النِّقَب، بِالْكَسْرِ؛ وأَنشد سِيبَويْهِ:
بِأَعْيُنٍ مِنْهَا مَلِيحات النِّقَبْ
شَكْلِ التِّجَارِ وحَلالِ المُكْتَسَبْ
وَروَى الرِّياشِيّ: النُّقَب، بالضَّمّ فالفتح، وعنَى دَوائرَ الوَجْهِ، كَمَا تقدّم. (و) رجلٌ ميْمُونُ (الــنَّقِيبةِ) : مُباركُ (النفْسِ) ، مُظفَّر بِمَا يُحاوِلُ. نَقله الجوهريُّ عَن أَبي عُبيْد. وَقَالَ ابْن السكِّيتِ: إِذا كَانَ مَيْمُونَ الأَمْرِ، يَنجَحُ فِيمَا حاولَ، ويَظفَرُ.
(و) الــنَّقِيبةُ: (العَقْلُ) ، هاكذا فِي النُّسخ، وتَصفَّحْتُ كُتُب الأُمّهات، فَلم أَجْدْه فِيهَا، غيرَ أَنّي وجدتُ فِي لِسَان الْعَرَب مَا نَصُّه: والــنَّقِيبَةُ: يُمْنُ الفِعْلِ، فلعلَّهُ أَراد الفِعْلَ ثمّ تصحَّف على النّاسخ، فَكتب: (العَقْل) مَحل: (الْفِعْل) . وَفِي حَدِيث مَجْدِيّ بْنِ عمْرٍ و: (إِنَّهُ مَيْمُونُ الــنَّقِيبَةِ) أَيْ: مُنْجَحُ الفِعَالِ، مُظَفَّرُ المَطَالبِ. فليُتَأَمَّلْ. (و) قَالَ ثَعْلَب: إِذا كَانَ مَيْمُونَ (المشورَةِ) ومحمودَ المُخْتَبَرِ.
(و) عَن ابْنِ بُزُرْجَ: مَا لَهُم نَقيبةٌ أَي (نَفاذ الرأْيِ) .
(و) قيل: الــنَّقِيبة: (الطَّبِيعَة) .
وَقيل: الخَلِيقة.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: قولُهم: فِي فلَان مَنَاقِبُ جميلَةٌ: أَي أَخلاق وَهُوَ حَسَنُ الــنَّقِيبةِ: أَي جميلُ الخَليقة.
وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرْجَمَة عَرك، يُقَال: فلانٌ ميمونُ العَرِيكَةِ والــنَّقِيبةِ والنَّقيمةِ، والطَّبِيعة، بِمَعْنى واحدٍ.
(و) الــنَّقِيبة: (العَظِيمَة الضَّرْعِ من النُّوقِ) ، قَالَه ابْن سِيدَه، وَهِي المُؤْتَزِرَةُ بضَرْعِها عِظَماً وحُسْناً، بَيِّنَة النِّقَابَة. قَالَ أَبو مَنْصُور: وهاذا تصحيفٌ، إِنَّمَا هِيَ الثَّقِيبة، وَهِي الغَزيرةُ من النُّوقِ، بالثّاءِ المُثَلَّثَة.
(والنَّقِيبُ: المِزْمارُ، ولِسَانُ الميزَانِ) والأَخيرُ نَقله الصّاغانيّ.
(و) النَّقِيبُ (منَ الكِلاَبِ: مَا) ، نكرَة مَوْصُوفَة، أَي: كَلْبٌ (نُقِبَتْ غَلصَمَتُه) ، أَو حَنجَرَتُه، كَمَا فِي الأَساس، ليَضْعُفَ صَوْتُه، يَفعَلُه اللَّئيمُ، لِئَلاَّ يَسْمَع صَوْتَهُ الأَضيافُ، كَمَا فِي الصَّحاح. وَفِي اللِّسَان: وَلَا يَرْتَفِعَ صوتُ نُبَاحِه، وإِنّما يَفعل ذالك البُخَلاءُ من الْعَرَب، لئَلاَّ يَطْرُقَهم ضَيفٌ، باسْتِمَاعِ نُباحِ الكلابِ.
(و) النَّقِيبُ: (شاهِدُ القَوْمِ، و) هُوَ (ضَمِينُهم وعَرِيفُهم) ورأْسُهم؛ لأَنه يُفَتِّش أَحوالَهم ويَعْرِفُها، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَىْ عَشَرَ نَقِيباً} (الْمَائِدَة: 12) ، قَالَ أَبو إِسحاقَ: النَّقِيبُ، فِي اللُّغَة، كالأَمينِ وَالْكَفِيل.
(وقَدْ نَقَبَ عَلَيْهِم نِقَابَةً، بالكَسْر) من بَاب: كَتَب كِتَابَةً: (فَعَلَ ذالِكَ) أَي: من التَّعرِيف، والشُّهودِ، والضَّمَانَة، وغيرِها. (و) قَالَ الفرّاءُ: (نَقُبَ كَكَرُمَ) ، وَنَقله الجماهيرُ. (و) نَقِبَ مثل (عَلِمَ) حَكَاهَا ابْنُ القطّاع، (نَقَابةً، بالفتحِ) : إِذا أَردت أَنه (لَمْ يَكُنْ) نَقِيباً، (فَصَارَ) . وعبارةُ الجَوْهَرِيّ وغيرِه: فَفعَلَ.
(و) النِّقَابة (بالكَسْرِ، الاسْمُ، وبالفَتْح: المصْدرُ) ، مثل الوِلايَةِ، والوَلايَة، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن سِيبَويْه.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: فِي حَدِيث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ: (وكانَ من النُّقَبَاءِ) جمع نَقِيبٍ، وَهُوَ كالعَرِيف على الْقَوْم، المُقَدَّم عَلَيْهِم، الّذي يَتعرَّفُ أَخبارهُمْ، ويُنَقِّبُ عَن أَحْوالهم، أَي يُفَتِّش. وَكَانَ النّبيُّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد جعَلَ، ليْلَةَ العَقَبَةِ، كلَّ واحدٍ من الْجَمَاعَة الّذين بايَعوه بهَا نَقيباً على قومِه وجماعته، ليأْخذوه عَلَيْهِم الإِسلامَ، ويُعرِّفوهم شَرائِطَهُ، وَكَانُوا اثْنَيْ عشَرَ نَقِيبًا، كُلُّهُم من الأَنصار، وَكَانَ عُبَادةُ بْنُ الصّامِتِ مِنْهُم. وَقيل: النَّقِيبُ: الرَّئيسُ الأَكبرُ.
وإِنّما قيلَ للنَّقيب: نَقيبٌ؛ لأَنَّهُ يَعلَمُ دَخِيلَةَ أَمرِ الْقَوْم، وَيَعْرِفُ مَنَاقِبَهم، وَهُوَ الطَّريق إِلى معرفةِ أُمورهم.
قَالَ: وهاذا الْبَاب كُلُّه أَصلُهُ التَّأْثِيرُ الّذِي لَهُ عُمْقٌ ودُخُولٌ. وَمن ذالك يقالُ: نَقَبْتُ الحائطَ، أَي: بَلَغْتُ فِي النَّقْبِ آخِرَهُ.
(والنِّقَابُ، بالكَسْرِ) : العالمُ بالأُمور. وَمن كَلَام الحَجّاجِ فِي مُناطَقَتِهِ للشَّعْبِيّ: إِنْ كانَ ابْنُ عَبّاسِ لَنِقَاباً، وَفِي رِوَايَة: إِنْ كانَ ابْنُ عَبّاسٍ لَمِنْقَباً. النِّقَاب، والمِنْقَبُ، بالكَسْر والتَّخْفيف: الرَّجُلُ العالمُ بالأَشْيَاءِ، الكثيرُ البَحْثِ عَنْهَا، والتَّنْقِيبِ عَلَيْهَا، أَي: مَا كانَ إِلاَّ نِقاباً. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: النِّقَابُ هُوَ (الرَّجُلُ العَلاَّمَةُ) وَهُوَ مَجَازٌ. وَقَالَ غيرُهُ: هُوَ الرَّجُلُ الْعَالم بالأَشياءِ، المُبَحِّث عَنْهَا، الفَطِنُ الشَّدِيدُ الدُّخُولِ فِيهَا؛ قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ يمدَحُ رَجُلاً:
كَرِيمٌ جَوَادٌ أَخُو مَأْقِطٍ
نِقَابٌ يُحَدِّثُ بالغَائِبِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيّ: والرِّوايةُ: (نَجِيحٌ ملِيحٌ) ، قَالَ: وإِنّمَا غَيَّرَهُ مَنْ غيّرَه، لأَنّه زَعَمَ أَنّ المَلاحَةَ الّتي هِيَ حُسْنُ الخَلْقِ، لَيست بموضعٍ للملْحِ فِي الرِّجال، إِذْ كَانَت المَلاحةُ لَا تَجرِي مَجْرَى الفضائلِ الحَقيقيّة، وإِنّمَا المليحُ هُنَا هُوَ المُستشفَى بِرَأْيِهِ، على مَا حُكِيَ عَن أَبي عَمْرو. قَالَ: وَمِنْه قولُهم: قُريْشٌ مِلْحُ النّاسِ: أَي يُسْتَشْفَى بهم. وَقَالَ غيرُهُ: الملِيحُ فِي بَيْتِ أَوْسِ، يُرَادُ بِهِ المُسْتَطابُ مُجالَسَتُه.
وَقَالَ شيخُنَا: وهاذا من الغَرَائِبِ اللُّغَوِيّة ورُودُ الصِّفَة على فِعَال، بالكَسر فإِنّه لَا يُعْرَفُ.
(و) النِّقابُ، أَيضا: (مَا تَنْتَقِبُ بِهِ المَرْأَةُ) ، وَهُوَ القِنَاعُ على مارِنِ الأَنف، قَالَه أَبو زيد. والجَمْعُ نُقُبٌ. وَقد تَنَقَّبَتِ المرأَةُ، وانْتَقَبَتْ.
وَفِي التّهْذِيب: والنِّقابُ على وُجوه. قَالَ الفَرّاءُ: إِذا أَدْنَتِ المرأَةُ نِقابَها إِلى عينهَا فتِلْكَ الوَصْوصَةُ، فإِنْ أَنزَلَتْهُ دُونَ ذالك إِلى المَحْجِرِ فَهُوَ النِّقَابُ، فإِنْ كَانَ على طَرَفِ الأَنْف فَهُوَ اللِّفَامُ. وَفِي حديثِ ابْنِ سِيرِينَ: (النِّقَابُ مُحْدَثٌ) أَرادَ: أَنّ النِّسَاءَ مَا كُنَّ يَنْتَقِبْن، أَي: يَخْتَمِرْن. قَالَ أَبُو عُبَيْد: لَيْس هَذَا وجهَ الحديثِ، ولاكِنَّ النِّقابَ عِنْد الْعَرَب هُوَ الَّذِي يَبدو مِنْهُ مَحْجِرُ العَينِ؛ وَمَعْنَاهُ: أَنَّ إِبْداءَهُنَّ المَحاجِرَ مُحْدَثٌ، إِنّما كَانَ النِّقَابُ لاصِقاً بِالْعينِ، وَكَانَت تَبدُو إِحدَى العينَيْنِ، والأُخْرَى مستورَةٌ. والنِّقابُ لَا يَبْدُو مِنْهُ إِلاّ العينان. وَكَانَ اسْمه عِنْدهُم الوَصْوَصَةَ، والرُّقُعَ وَكَانَ من لِبَاسِ النِّساءِ، ثمّ أَحْدَثْنَ النِّقَابَ بَعْدُ.
(و) النِّقَابُ: (الطَّرِيقُ فِي الغِلَظِ) ، قَالَ:
وتَرَاهُنَّ شُزَّباً كالسَّعَالِي
يتَطَلَّعْنَ من ثُغُورِ النِّقَابِ
يكون جَمعاً، وَيكون وَاحِدًا، (كالمِنْقَبِ) ، بِالْكَسْرِ، أَي: فيهمَا وَلَو لم يُصرِّحْ. وَقد تقدَّم بَيانُ كُلَ مِنْهُمَا. وإِطلاقه على العالِم، ذكرَهُ ابْنُ الأَثِير والزَّمخْشَرِيُّ. وَهُوَ فِي ابْنِ عَبَّاس، لَا فِي ابْنِ مَسعودٍ، كَمَا زَعمَه شيخُنا. وَقد صرَّحْنَا بِهِ آنِفا.
(و) النِّقَابُ: (ع قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشرَّفَة، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسّلام، من أَعمالها، يَنشعِبُ مِنْهُ طَريقانِ إِلى وَادي القُرَى ووادِي المِياهُ، ذكره أَبو الطَّيِّب فَقَالَ:
وأَمْسَتْ تُخبِّرُنا بالنِّقَابِ
ووادِي المِياهِ ووادِي القُرَى
كَذَا فِي المعجم.
(و) من المَجَاز: النِّقَابُ: (البَطْنُ، وَمِنْه) المثَلُ: (فَرْخَانِ فِي نِقَاب، يُضْرَبُ لِلمُتَشابِهَيْنِ) ، أَورده فِي المُحْكم والخُلاصة. وَيُقَال: كَانَا فِي نِقَابٍ واحِدٍ: أَي كَانَا مِثْلَيْنِ ونَظِيرينِ. كَذَا فِي الأَساس.
(نَقَبَ فِي الأَرْضِ) ، بالتّخفيف: (ذَهَب، كأَنْقُب) رُبَاعِيّاً. قَالَ ابْنُ الأَعْرابيّ: أَنْقَب الرَّجُلُ: إِذا سَار فِي البلادِ.
(ونَقَّب) ، مُشَدَّداً: إِذا سارَ فِي الْبِلَاد طَلَباً للمهْرَب، كَذَا فِي الصَّحاح وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {فَنَقَّبُواْ فِى الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ} (قلله: 36) ، قالَ الفَرّاءُ: قرَأَهُ القُرّاءُ مُشَدَّداً، يقولُ: خَرَقُوا البِلادَ، فسارُوا فِيهَا طَلَباً للمَهْرَبِ، فَهَل كَانَ لَهُم مَحِيصٌ من الْمَوْت؟ ومَن قرأَ فنَقِّبوا، فإِنه كالوعيد، أَي اذْهبُوا فِي الْبِلَاد وَجِيئُوا، وَقَالَ الزَّجّاجُ: فنَقِّبُوا: طَوِّفُوا وفَتِّشُوا. قَالَ: وقرأَ الحَسَنُ بالتَّخْفِيف؛ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
وَقد نَقَّبْتُ فِي الآفاقِ، حَتَّى
رَضِيتُ من السَّلامةِ بالإِيابِ
أَي: ضَربْتُ فِي الْبِلَاد، وأَقبلْتُ، وأَدبرْتُ.
(و) نَقَّبَ (عَنِ الأَخْبَارِ) ، وغيرِها: (بَحَثَ عَنْها) ، وإِنّما قَيَّدْنا (غَيرهَا) لئَلا يَردَ مَا قالَهُ شيخُنَا: لَيْسَ الأَخبار بقيْد، بل هُوَ الْبَحْث عَن كُلِّ شيْءٍ والتَّفْتيشُ مُطلقًا. (أَو) نَقَّبَ عَن الأَخبار: (أَخْبَرَ بِها) . وَفِي الحَدِيث: (إِنِّي لمْ أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عَن قُلُوب النّاس) أَي: أُفَتِّشَ، وأَكْشِفَ.
(و) نَقَّبَ (الخُفَّ) المَلبوسَ: (رقَّعَهُ) .
(و) نَقَبَتِ (النَّكْبةُ فُلاناً) ، تنْقُبُه، نَقْباً: (أَصَابتْهُ) فبلَغَتْ مِنْهُ، كنَكَبَتْه.
(ونَقِبَ الخُفُّ، كَفَرِحَ) ، نَقَباً: (تَخَرَّقَ) ، وَهُوَ الخُفُّ الملبُوسُ.
(و) نَقِبَ خُفُّ (البَعِيرِ) : إِذا (حَفِيَ) حَتَّى يَنْخَرِقَ فِرْسِنُه، فَهُوَ نَقِبٌ. (أَو) نَقِبَ البعيرُ، إِذا (رَقَّتْ أَخْفَافُه، كَأَنْقَبَ) .
والّذي فِي اللِّسَان، وغيرِه: نَقِبَ خُفُّ البَعِيرِ إِذا حَفِيَ، كأَنْقبَ؛ وأَنشد لِكُثيِّرِ عَزَّةَ:
وَقد أَزْجُرُ العَرْجَاءَ أَنْقَبَ خُفُّها
مَناسمُهَا لَا يَسْتَبِلُّ رَثِيمُهَا
أَراد: ومناسِمُها، فحذفَ حَرْفَ العَطْفِ. وَفِي حديثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: (أَتاه أَعْرَابيّ فَقَالَ: إِنّي على ناقةٍ دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ، واستَحْمَلهُ، فظَنَّهُ كاذِباً، فَلم يَحْمِلْهُ، فانْطَلَقَ وَهُوَ يَقُول:
أَقسَم باللَّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَر
مَا مَسَّها مِن نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ
أَراد بالنَّقَب هُنَا: رِقَّةَ الأَخْفَافِ، وَفِي حَدِيث عليَ، رَضِي الله عَنهُ: (ولْيَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ والظَّالِعِ) أَي: يَرْفُق بهما. ويجوزُ أَن يكون من الجَرَب. وَفِي حديثِ أَبِي مُوسَى: (فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا) أَي: رَقَّتْ جُلُودُها، وتَنَفَّطَتْ من المَشْيِ. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) نَقَّب (فِي البِلادِ: سارَ) ، وَهُوَ قولُ ابْن الأَعْرَابِيِّ، وَقد تقدّم. وَلَا يَخْفَى أَنَّه أَغنَى عَنهُ قولُهُ السّابق: ونَقَبَ فِي الأَرْض: ذَهب. لِرجوعِهما إِلى واحدٍ. ثُمَّ رأَيتُ شيخَنا أَشار إِلى ذالك أَيضاً.
(ولَقِيتُهُ نِقَاباً) ، بِالْكَسْرِ: أَي (مُوَاجَهَةً، أَو من غَيْرِ مِيعَادٍ) ، وَلَا اعْتِمَاد، (كناقَبْتُهُ نِقَاباً) ، أَي: فَجْأَةً، ومَرَرْتُ على طَرِيق فناقَبَنِي فِيهِ فلانٌ نِقَاباً: أَي لَقِيَني على غيرِ مِيعَاد. وانتصابُهُ على الْمصدر، وَيجوز على الْحَال، كَذَا فِي مَجمع الأَمثال.
(و) نَقَبْتُ (الماءَ) نَقْباً، ونِقَاباً مثل التِقاطاً: (هَجَمْتُ عَلَيْه) ، وورَدْتُ من غيرِ أَن أَشْعُرَ بِهِ قبلَ ذَلِك، وقيلَ: وَرَدْتُ عَلَيْهِ (من غَيْرِ طَلَب) .
(والمَنْقَبَةُ: المَفخَرَةُ) ، وَهِي ضِدُّ المَثْلَبَةِ. وَفِي اللّسان: المَنْقَبَةُ: كَرَمُ الفِعْلِ، وجَمعُها المَنَاقِبُ، يُقَال: إِنّه لَكَرِيمُ المَنَاقِبِ، من النَّجَدات وغيرِها، وَفِي فلانٍ مَناقِبُ جَمِيلَةٌ: أَي أَخلاقٌ حسَنَةٌ. وَفِي الأَساس: رجلٌ ذُو مَنَاقِبَ وَهِي المَآثِرُ والمَخابِرُ.
(و) المَنْقَبَةُ: (طَرِيقٌ ضَيِّقُ بَين دارَيْنِ) ، لَا يُستطاعُ سُلُوكُه. (و) فِي الحَدِيث: (لَا شُفْعَةَ فِي فَحْلٍ، وَلَا مَنْقَبَةٍ) ، فَسَّرُوا المَنْقَبَةَ (الْحَائِط) وَفِي رِوَايَة: (لَا شُفْعَةَ فِي فِنَاءٍ، وَلَا طَرِيقٍ، وَلَا مَنْقَبَة) ، المَنْقَبَةُ هِيَ الطَّرِيقُ بَين الدّارَيْن، كأَنّه نُقِبَ من هاذِه إِلى هاذِه. وقيلَ: هِي الطَّرِيقُ الّتي تعلو أَنْشازَ الأَرْضِ.
(والأَنْقابُ: الآذانُ، لَا يُعْرفُ لَهَا واحِدٌ) ، كَذَا فِي المُحْكَم وغيرِه، قَالَ القُطامِيُّ:
كانتْ خُدُودُ هِجَانِهِنَّ مُمَالَةً
أَنْقابُهنَّ إِلى حُدَاءِ السُّوَّقِ
وَمِنْهُم مَن تكلَّف وَقَالَ: الواحدُ نُقْبٌ، بالضَّمّ، مأْخوذ من الخَرْقِ، ويرْوى: أَنَقاً بهِنَّ، أَي: إِعجاباً بِهِنّ.
(والنّاقِب، والنّاقِبةُ: داءٌ) يَعْرِضُ (للإِنْسان من طُولِ الضَّجْعَةِ) . وَقيل: هِيَ القُرْحةُ الّتي تَخْرجُ بالجَنْبِ.
(و) نُقَيْبٌ، (كَزُبيْر: ع بَيْنَ تَبُوكَ ومَعَانَ) فِي طَرِيق الشّام على طَرِيق الحاجّ الشّامِيّ.
ونَقِيبٌ أَيضاً: شِعْبٌ من أَجَإٍ، قَالَ حاتِم:
وسالَ الأَعَالي مِنْ نَقِيبٍ وثَرْمَدٍ
وبَلِّغْ أُنَاساً أَنّ وَقْرَانَ سَائِلُ
(ونَقَبَانةُ، محرَّكَةً: ماءَةٌ بِأَجَإٍ) أَحَدِ جَبَلَيْ طَيّىءٍ، وَهِي لِسِنْبِسٍ مِنْهُم.
(والمَنَاقِبُ: جَبَلٌ) مُعْتَرِضٌ، قَالُوا: وسُمِّي بذالك لاِءَنّه (فِيهِ ثَنَايَا وطُرُقٌ إِلى اليَمَامَةِ واليَمَنِ وغيرِها) ، كأَعَالِي نَجْدٍ والطّائف، فَفِيهِ ثلاثُ مَناقبَ، وَهِي عِقَابٌ، يقالُ لأُحْداهَا الزَلاّلةُ، وللأُخْرَى قِبْرَيْن، وللأُخْرَى: البيضاءُ. قَالَ أَبو جُؤَيَّةَ عائذُ بْنُ جُؤَيَّةَ النَّصْرِيُّ: أَلا أَيُّها الرَّكبُ المُخِبُّونَ هلْ لَكُمْ
بأَهْلِ العقِيقِ والمناقِبِ مِنْ عِلْمِ
وَقَالَ عَوْفُ بن عبدِ اللَّهِ النصْرِيّ:
نَهَارا وإِدْلاجَ الظَّلامِ كأَنَّه
أَبو مُدْلِجٍ حتَّى تَحُلُّوا المنَاقِبَا
وَقَالَ أَبو جُنْدَب الهُذَليّ أَخو أَبي خِرَاش:
وحيٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها
لَدَى قُرَّانَ حتَّى بَطْنِ ضِيمِ
فإِذا عَرَفْتَ ذالك، ظَهر أَنَّ قولَ المُصَنِّف فِيمَا بعدُ: (و) المناقِبُ: (اسْم طَرِيقِ الطّائفِ من مكَّةَ) المشرَّفة (حَرسَها اللَّهُ تعالَى) ، تَكرارٌ معَ مَا قبلَهُ.
(وأَنْقَبَ) الرجلُ: (صارَ حاجِباً، أَو) أَنْقبَ، إِذا صَار (نَقِيباً) ، كَذَا فِي اللِّسَان وغيرِهِ.
(و) أَنْقَبَ (فُلانٌ) ، إِذا نَقِبَ (بَعِيرُهُ) . وَفِي حديثِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّه عَنهُ، قَالَ لامرأَةٍ حاجَّة: (أَنْقَبْتِ، وأَدْبَرْتِ) ، أَي: نَقِب بَعِيرُكَ، ودَبِرَ. وَقد تقدَّمَ مَا يتعلَّقُ بِهِ.
ومِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ:
نَقْبُ العيْنِ: هُوَ القَدْحُ، بلسانِ الأَطِبّاءِ، وَهُوَ مُعَالَجَةُ الماءِ الأَسودِ الّذِي يَحْدُثُ فِي العينِ. وأَصلُهُ من نَقْبِ البيْطَارِ حافر الدّابَّةِ، لِيَخْرُجَ مِنْهُ مَا دَخَل فِيهِ. قَالَه ابْنُ الأَثيرِ فِي تفسيرِ حديثِ أَبي بكر، رضِيَ الله عَنهُ: (أَنَّه اشْتَكَى عيْنَهُ، فكَرِه أَنْ يَنْقُبَها) .
وَفِي التَّهْذِيب: إِنَّ عَلَيْهِ نُقْبَةً، أَي أَثراً. ونُقْبَةُ كُلِّ شَيءٍ: أَثَرُهُ وهَيْئَتُهُ.
وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابيّ: فُلانٌ ميمونُ الــنَّقِيبَةِ، والنَّقِيمةِ: أَي اللَّونِ. وَمِنْه سُمِّيَ نِقَابُ المَرْأَةِ؛ لأَنَّهُ يَسْتُرُ لَونَها بلَونِ النِّقابِ.
ونَقْبُ ضاحِك: طَريقٌ يُصْعِدُ فِي عارضِ اليَمامةِ؛ وإِيّاهُ، فِيمَا أَرى، عَنَى الرّاعِي: يُسَوِّقُهَا تِرْعِيَّةٌ ذُو عباءَةٍ
بِمَا بَيْنَ نَقْبٍ فالحَبِيسِ فأَفْرَعا
ونَقْبُ عازِبٍ: موضعٌ، بينَه وَبَين بيتِ المَقْدِس مسِيرَةُ يَوْم للفارِس من جِهةِ البَرِّيَّةِ، بينَهَا وبينَ التِّيهِ.
وجاءَ فِي الحَدِيث: (أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَمّا أَتَى النَّقْبَ) قَالَ الأَزْرقيُّ: هُوَ الشِّعْبُ الكبيرُ الّذي بينَ مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ عَن يَسَارِ المُقْبِلِ من عَرَفَةَ، يُرِيد المُزْدَلِفَةَ ممّا يَلِي نَمِرَةَ.
وَقَالَ ابْنُ إِسحاقَ: وَخرج النَّبيّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي سنة اثنتينِ لِلْهِجْرَةِ، فسلَكَ على نَقْبِ بَني دِينارٍ، من بني النَّجَّار، ثُمَّ على فَيْفَاءِ الخَبَارَ.
ونَقْب المُنَقَّى بَيْن مَكَّةَ والطّائفِ، فِي شعر محمّد بْنِ عبدِ اللَّهِ النُّميْريّ:
أَهاجَتْكَ الظَّعائِنُ يَوْمَ بانُوا
بِذِي الزِيِّ الجَمِيلِ من الأَثاثِ
ظَعَائِنُ أُسْلِكَتْ نَقْبَ المُنَقَّى
تُحَثُّ إِذا ونَتْ أَيَّ احتِثاث
نَقْبُونُ: قريةٌ من قُرَى بُخَارَى، كَذَا فِي المُعْجَم.
ونيقب: موضعٌ، عَن العِمرانيّ.
نقب: {فنقبوا}: بحثوا وتعرفوا. {نقيبا}: ضمينا، والنقيب فوق العريف.
نقب نطق يمن هبد لفت أَبُو عبيد: الْفرس بِالسِّين: الْكسر وبالصاد: الشَقّ.
(نقب) مُبَالغَة فِي نقب يُقَال نقب فِي الْبِلَاد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَنقبُوا فِي الْبِلَاد هَل من محيص} وَعَن الشَّيْء فحص عَنهُ فحصا بليغا
(نقب)
فلَان فِي الأَرْض نقبا ذهب وَعَن الشَّيْء بحث وَالْجَلد والجدار أَو نَحْوهمَا خرقه وَيُقَال نقبت النكبة فلَانا أَصَابَته فبلغت مِنْهُ وَالثَّوْب جعله نقبة

(نقب) الشَّيْء نقبا تخرق وَالْبَعِير رقت أخفافه

(نقب) على الْقَوْم نقابة صَار نَقِيبًا عَلَيْهِم
ن ق ب: (نَقَبَ) الْجِدَارَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَاسْمُ تِلْكَ النَّقْبَةِ نَقْبٌ أَيْضًا، وَ (الْمَنْقَبَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ ضِدُّ الْمَثْلَبَةِ. وَ (النَّقِيبُ) الْعَرِيفُ وَهُوَ شَاهِدُ الْقَوْمِ وَضَمِينُهُمْ وَجَمْعُهُ (نُقَبَاءُ) . وَقَدْ (نَقَبَ) عَلَى قَوْمِهِ يَنْقُبُ (نِقَابَةً) مِثْلُ كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابَةً، قَالَ الْفَرَّاءُ: إِذَا أَرَدْتَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَقِيبًا فَفَعَلَ قُلْتَ: (نَقُبَ نَقَابَةً) فَهُوَ مِنْ بَابِ ظَرُفَ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: (النِّقَابَةُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ وَبِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ كَالْوِلَايَةِ وَالْوَلَايَةِ. وَ (الــنَّقِيبَةُ) النَّفْسُ يُقَالُ: هُوَ مَيْمُونُ الــنَّقِيبَةِ أَيْ مُبَارَكُ النَّفْسِ. وَقِيلَ: مَيْمُونُ الْأَمْرِ يَنْجَحُ فِيمَا يُحَاوِلُ وَيَظْفَرُ. وَقِيلَ: مَيْمُونُ الْمَشُورَةِ. وَ (نَقَّبُوا) فِي الْبِلَادِ سَارُوا فِيهَا طَلَبًا لِلْمَهْرَبِ. 
نقب
نقَبَ/ نقَبَ عن يَنقُب، نَقْبًا، فهو ناقِب، والمفعول مَنْقوب
• نقَب البنَاءَ أو نقَب الحائِطَ: ثقبَه، وفتح فيه ثُغرَةً "يجيد نَقْب الحواجِز- نقَب الثوبَ/ الجلدَ- {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} " ° نقبت النَّكبةُ فُلانًا: أصابته.
• نقَب عن الآثار: بحث عنها في باطن الأرض "النَّقب عن المياه الجوفيَّة". 

نقُبَ/ نقُبَ على يَنقُب، نَقابةً، فهو نقيب، والمفعول
 مَنْقُوب عليه
• نقُب على قومِه: صار نقيبًا مقدَّمًا عليهم، يُمثِّلهُم ويرعى شئونَهم "نقيب الأطبَّاء- {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا} ". 

انتقبَ ينتقب، انتقابًا، فهو مُنتقِب
• انتقبتِ المرأَةُ: شدَّت النِّقابَ على وجهها "فتاة مُنتقِبة". 

تنقَّبَ/ تنقَّبَ عن يتنقَّب، تنقُّبًا، فهو مُتنقِّب، والمفعول مُتنقَّب عنه
• تنقَّبتِ الفتاةُ: انتقبت؛ شدَّت النِّقابَ على وجهها.
• تنقَّب الجلدُ أو القماشُ ونحوُهما: صار به خُروق أو ثُقوب.
• تنقَّب عن الآثار: بالغ في البحث والتفتيش عنها في باطن الأرض "تنقّبتِ الشّركةُ عن البترول". 

نقَّبَ/ نقَّبَ عن/ نقَّبَ في ينقِّب، تنقيبًا، فهو مُنقِّب، والمفعول مُنقَّب
• نقَّب الحائطَ: بالغ في ثقبه وفتح ثُغرة فيه "نقَّب جلدًا: خرَّقه- تنقيب الحواجز".
• نقَّب عن الشّيء والأمر/ نقَّب في الشّيء: بحث عنه، واستفاد منه "نقّب عن أخطاء الآخرين- التنقيب عن الآثار/ البترول- نقّب في المحلات القديمة".
• نقَّب في الأرض: ذهب فيها " {فَنَقَّبُوا فِي الْبِلاَدِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ}: ". 

تنقيب [مفرد]: مصدر نقَّبَ/ نقَّبَ عن/ نقَّبَ في.
• التَّنقيب: البحث في باطن الأرض عن السَّوائل والآثار والمعادن "التنقيب عن البترول/ خام الذهب". 

مِنْقَب [مفرد]: ج مَناقِبُ:
1 - اسم آلة من نقَبَ/ نقَبَ عن: أداة تستخدم للخَرْق أو للثَّقب "مِنْقب خشب/ مُسلَّح- ثقب الجدار بالمِنقب".
2 - كثير البحث عن الأشياء "رجلٌ مِنْقب". 

مَنْقبة [مفرد]: ج مَناقِبُ:
1 - طريق ضيِّق بين دارَيْن لا يُستطاع سلوكُه "مَناقِب الثعابين".
2 - فعلٌ كريم ومَفْخَرة، ضدُّ المَثْلَبة "مناقِبُ الأولياء- أظهر مناقبَه" ° المناقب: ما عُرف به الإنسان من الخصال الحميدة والأخلاق الجميلة. 

ناقِبَة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل نقَبَ/ نقَبَ عن.
2 - (طب) قرحة تخرج في جنب الإنسان، تهجم على الجوف، رأسها من الداخل. 

نِقاب [مفرد]: ج نُقُب: قناع تجعله المرأةُ على وجهها ليستره ° كشَف النِّقابَ عن كذا/ أماط النِّقابَ عن كذا: أبرزه وأظهر خفاياه- لقيتُه نِقابًا: مواجهةً أو من غير ميعاد- هما فرخان في نِقاب: متشابهان. 

نَقابة [مفرد]:
1 - مصدر نقُبَ/ نقُبَ على.
2 - نِقابة؛ جمعيّة من أشخاص ذوي مهنة واحدة أو مهن متشابهة يُختارون للدِّفاع عن مصالحهم المهنيّة. 

نِقابة [مفرد]:
1 - مهنة النّقِيب أو مهمَّتُه.
2 - نَقابة؛ جمعيَّة مُؤسَّسة من أشخاص ذوي مهنةٍ واحدةٍ أو مِهَن متشابهة يُختارون للدّفاع عن مصالحهم المهنيَّة "نِقابة المهندسين/ المحامين- فَقد أصوات نقابات العمال في الانتخابات- الاتحاد العالمي لنقابات العمال".
• النِّقابة المستقلَّة: نقابة تضّم موظّفي شركة أو مؤسَّسة من غير أن يكون لها ارتباط مع اتِّحاد نقابيّ أكبر. 

نقابيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى نِقابة.
2 - مصدر صناعيّ من نِقابة.
• النِّقابيَّة: (سة) حركة سياسيَّة متطرِّفة تؤيِّد جعل الصِّناعة والحكومة تحت سيطرة اتّحاد النِّقابات العماليَّة باتِّخاذ حركات مباشرة مثل الإضراب العامّ والأعمال التَّخريبيَّة.
• المؤسَّسة النِّقابيَّة: مؤسَّسة صناعيَّة أو تجاريَّة تُلزم موظَّفيها الانضمامَ إلى عضويَّة نقابة، أو الانضمام لنقابة بعد فترة محدَّدة من مباشرتهم العمل. 

نَقْب [مفرد]: ج أنقاب (لغير المصدر) ونِقاب (لغير المصدر):
1 - مصدر نقَبَ/ نقَبَ عن.
2 - خَرْق، ثَقْب، ثغرة "حصل نقب في الجدار تسلّل منه اللُّصوص- نَقْبٌ في الحائط".
3 - طريق ضيّق في جبل "يحفظ أنقاب الجبال". 

نِقْبَة [مفرد]: ج نِقْبات ونِقَب: اسم هيئة من نقُبَ/ نقُبَ على ونقَبَ/ نقَبَ عن: شدُّ المرأةِ لنِقابها "هي حَسَنة النِّقبة-
 نِقْبةُ السُّلطانة". 

نَقَّاب [مفرد]: صيغة مبالغة من نقُبَ/ نقُبَ على ونقَبَ/ نقَبَ عن: كثير النّقب والتَّنقيب. 

نَقيب [مفرد]: ج نُقباءُ، مؤ نَقِيبة، ج مؤ نَقِيبات ونَقائِبُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نقُبَ/ نقُبَ على: كبير القوم وسيِّدُهم، الذي يمثِّلُهم ويرعى شئونَهم ° نقيب الأشراف: سيِّد من آل بيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يتولَّى رئاسة الأشراف المتحدِّرين من النَّسل النَّبَويّ.
2 - رئيس النِّقابة القائم على شئونها ومصالحها بالانتخاب "نقيب الصَّحفيّين- دعا النَّقيب الأعضاء إلى اجتماع عاجل".
3 - (سك) رَتْبة عسكريَّة في الجيش والشُّرطة، فوق الملازم أوَّل ودون الرّائد "نقيب بحريّ". 

نقيبة [مفرد]: ج نَقائِبُ:
1 - سجيَّة وطبيعة "نقيبة الرّجل- هذا الشّاب سليم الــنَّقيبة- حميد النَّقائب".
2 - مشورة وعقل ونفاذُ رأي "ما له نقيبة" ° هو ميمون الــنَّقِيبة: محمود المُختَبر. 

قنب

قنب
قُنَّب/ قِنَّب [جمع]: (نت) نباتٌ حَوْليٌّ زراعيٌّ ليفيٌّ تُفْتَل لِحاؤُه حبالاً، وأوراقه مركّبة، وثمارُه تأكلها بعضُ العصافير، ويُستخرج منها زيت صناعيِّ.
• قُنَّب هنديّ/ قِنَّب هنديّ: (نت) نوع من القُنَّب يُستخرج منه المخدِّر الضَّارّ المعروف بالحَشِيش والحَشِيشة الَّذي يُستعمل عن طريق التَّدخين. 
(قنب) الزَّرْع بدا ورق سنبله والزهر قنب وَالْخَيْل نَحْو الْعَدو أقنبت وَشَجر الْعِنَب قلمه
ق ن ب: الْقِنَّبُ بِفَتْحِ النُّونِ مُشَدَّدَةً نَبَاتٌ يُؤْخَذُ لِحَاؤُهُ ثُمَّ يُفْتَلُ حِبَالًا وَلَهُ حَبٌّ يُسَمَّى الشَّهْدَانِجَ. 
(قنب)
الزهر قنبا وقنوبا خرج من أكمامه وَالشَّمْس غَابَتْ فَلم يبْق مِنْهَا شَيْء وَالرجل فِي بَيته دخل وَالْعِنَب قطع عَنهُ مَا يُؤْذِي حمله
[قنب] في ح عمر في الخلافة: فذكر له سعد فقال: ذلك يكون في «مقنب» من «مقانبكم»، هو بالكسر جماعة الخيل والفرسان، يريد أنه صاحب حرب وجيوش وليس بصاحب هذا الأمر. ومنه ح: كيف بطسي و «مقانبها». 
(ق ن ب) : (الْكَرْخِيُّ) لَا شَيْءَ فِي (الْقِنْبِ) لِأَنَّهُ لِحَاءُ شَجَرٍ وَيَجِبُ فِي حَبِّهِ وَهُوَ الشهدانج قَالَ الدِّينَوَرِيُّ فِي كِتَاب النَّبَاتِ الْقِنَّبُ فَارِسِيٌّ وَقَدْ جَرَى فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَهُوَ نَبَاتٌ يُدَقُّ سَاقُهُ حَتَّى يَنْتَثِرَ حَشَاهُ أَيْ تِبْنُهُ وَيَخْلُصَ لِحَاؤُهُ وَيُقَالُ حِبَالُ الْقِنَّبِ.
قنب: قنب (بالتشديد) = قنب: قلم الكرم وقنبه وشذب أغصانه الزائدة. ففي ابن ليون (ص19 و): زبير العنب التقصيب والتقنيم والتنقيب وقنم الكرم وقنبه وقصبه.
قنب: وتر، مط، مطط، مد. (بوشر).
مقنب: متوتر. ممطط. (بوشر). قنب: وتر، تمطط، تمدد. (بوشر).
قنب: سرق، اختلس. (بوسيبة).
قنيبة: سرقة، اختلاس. (بوسييه).
قنب. قنب هندي: حشيشة (ابن البيطار 2: 328).
قنب: مشاقة قنب. مجموع ألياف من قنب توضع على المغزل. (بوشر).
قنب: بريم، خيط مفتول، ويقال مثلا قنب حرير أي بريم حرير، قيطان. (ألف ليلة 3: 335).
قنبي: وصف لنوع من القثاء والخيار (ابن العوام 2: 213).
القنبية: الحشيشة. (دي ساسي طرائف 1: 74).
قناب: بص، سارق (بوسييه).
مقنب: قطاع طرق، وعصابة من قطاع الطرق كما في السريانية (زيشر 3: 425) وفي تاريخ البربر (2: 239): وخلف ثلاثة عشر ولدا ما منهم إلا صاحب حرب أو مقنب.
مقنب، والجمع مقانب: منيجل، منجل صغير، مقضب صغير، مشذب صغير. (أبو الوليد ص198).

قنب


قَنَبَ(n. ac. قُنُوْب)
a. Set (sun).
b. [Fī], Entered, went into.
c.(n. ac. قَنْب) [Bi], Withdrew ( his claw: lion ).
d. Opened (flower).
e. Lopped, pruned (vine).
قَنَّبَa. Put forth its leaves (corn).
b. Formed a troop.
c. Journeyed.
d. see I (b) (e).
أَقْنَبَa. see II (b) (c).
c. Absconded (debtor).
d. Blossomed.

تَقَنَّبَa. see I (b)
& II (b), (c).
قُنْبa. Sheath of the penis.
b. Large sail, main-sail.
c. (pl.
قُنُوْب)
see 23 (a)
قُنَّب
P.
a. Hemp (cannabis).
مِقْنَب
(pl.
مَقَاْنِبُ)
a. Troop, squadron of horsemen.
b. Hunter's pouch.
c. Gold ring.
d. see 23 (a)
قَاْنِبa. Howler (wolf).
b. Foot-messenger, courier.

قِنَاْبa. Claw, talon ( of a lion ).
b. String ( of a bow ).
c. see 29t
قُنَاْب
قُنَاْبَةa. see 29t
قَنِيْبa. Troop, company.
b. Clouds.

قُنُوْبa. Calyxes, cups ( of flowers ).
قُنَّاْبَةa. Involucrum, sheath, envelope ( of ears of
corn ).
مَقَاْنِبُa. Ravening wolves.

مِقْنَاْبa. see 23 (a)
قِنَّت
a. see 11
قَيْنَاب
a. see 21 (b)
وَادٍ قَانِب
a. Ravine, gully.

قُنْب الأَسَد
a. The star β in Leo.
ق ن ب

جاء في مقنب ومقانب. وتقول: هو فارس من فرسان العلم كتبه كتائبه، ومناقبه مقانبه. وقنّبوا نحو العدوّ وتقنّبوا: تجمّعوا وصاروا مقنباً. قال ساعد بن جوبة الهذليّ:

ألا هل لقيس واعلحوادث تعجب ... وأصحاب قيس يوم ساروا وقنّبوا

ومخلب السبع في مقنب وقنابٍ وهو كمّه وغطاؤه. وأنشد الجاحظ لأبي نواس:

كأنما الأظفور في قنابه ... موسى صناع ردّ في نصابه

وقنّب الأسد مخلبه: غيّبه في مقنبه، والفرس قضيبه في قنبه. وقنب المخلب والقضيب: دخلاً في القناب والقنب. ورجع الصائد وقد ملأ مقنبه وهو مخلاته التي يجعل فيها ما يصيد: واضرب قنب فرسك ينج بك وهو جراب قضيبه. وقنب الكرم وقنّبه: قلمه. وقنّب الزرع: أعصف، وعصيفته: ورق سنبله.

ومن المجاز: قطع قنبها إذا خفضت. وقنبت في بيتي وتقنّبت: دخلت. وقنبت الشمس: غابت.
قنب
القُنْبُ: جِرَابُ قَضِيْبِ الدابَّةِ، ويُكَنّى به عَمّا يُخْفَضُ من المَرْأةِ. وهو - أيضاً -: شِرَاعٌ ضَخْمٌ من أعْظَم شُرُع السَّفِينةِ.
ومَخَالِبُ الأسَدِ في مِقْنَبِ وفي قِنَابٍ.
والمِقْنَبُ: شَيْءٌ مَعَ الصَائد يَجْعَلُ فيه ما يَصِيْدُ.
والمِقْنَبُ: زُهَاءُ ثلاثمائةِ من الخَيْل، وجَمْعُه مَقَانِبُ.
والقِنَّبُ: ضَرْبٌ من الكًتّان. والقَنِيْبُ: الجَمَاعَة من الناس.
وقَنَبَ في بَيْتِه يَق
ْنُبُ قُنُوباً: دَخَلَ فيه، وتَقَنَّبَ.
وقَنَبَتِ الشَّمْسُ: غابَتْ. ووادٍ قانِبٌ: إذا كان سَيْلُه يَجْري من بُعْدٍ.
وقَنَّبَ القَوْمُ في مَذْهَبِهم: أي أبْعَدُوا. وتَقَنَّبُوا نَحْوَ قَوْمٍ: سارُوا نحوهم. وإذا تَجَمَّعُوا أيضاً. والمُقَنِّبُ من النَّبات: الذي قد خَرَجَ حَبُّه.
والقُنّابُ: الوَرَقُ المُسْتَدِيْرُ في رُؤوس الزَّرْع أوّلَ ما يُثْمِرُ.
وقَنَبَ العِنَبَ قَنْباً. وقَنَابُ القَوْس: وَتَرُها.
والمِقْنَبُ: الحَلْقَةُ من الذَّهَب.
الْقَاف وَالنُّون وَالْبَاء

القنب: جراب قضيب الدَّابَّة.

وَقيل: هُوَ وعَاء قضيب كل ذِي حافر، هَذَا الأَصْل ثمَّ اسْتعْمل فِي غير ذَلِك.

وقنب الْمَرْأَة: بظرها.

وقنب الْأسد: مَا يدْخل فِيهِ مخالبه من يَده.

وَالْجمع: قنوب.

وَهُوَ المقناب، وَكَذَلِكَ: هُوَ من الصَّقْر والبازي.

وقنابة الزَّرْع، وقنابه: عصيفته عِنْد الإثمار.

وَقد قنب.

وقنب الْعِنَب: قطع عَنهُ مَا يفْسد حمله.

وقنب الْكَرم: قطع بعض قضبانه للتَّخْفِيف عَنهُ وَاسْتِيفَاء بعض قوته، عَن أبي حنيفَة.

وقنب الزهر: خرج عَن أكمامه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: القنوب: براعيم النَّبَات، وَهِي أكمه زهره، فَإِذا بَدَت قيل: قد أقنب.

وقنبت الشَّمْس، تقنب قنوبا: غَابَتْ فَلم يبْق مِنْهَا شَيْء.

والمقنب: شَيْء يكون مَعَ الصَّائِد، يَجْعَل فِيهِ مَا يصيده.

والمقنب من الْخَيل: مَا بَين الثَّلَاثِينَ إِلَى الْأَرْبَعين. وَقيل: هِيَ زهاء ثلثمِائة.

وقنب الْقَوْم: صَارُوا مقنبا، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية الْهُذلِيّ: عجبت لقيس والحوادث تعجب ... وَأَصْحَاب قيس يَوْم سَارُوا وقنبوا

وَكَذَلِكَ: تقنبوا.

والقنيب: جمَاعَة من النَّاس.

والقنب، والقنب: ضرب من الْكَتَّان، وَقَول أبي حَيَّة النميري:

فظل يذود مثل الْوَقْف عيطاً ... سلاهب مثل أَدْرَاك القناب

قيل فِي تَفْسِيره: يُرِيد، القنب، وَلَا ادري أَهِي لُغَة فِيهِ أم بني من القنب " فعالا "؟؟ كَمَا قَالَ الآخر:

من نسج دَاوُد أبي سَلام

وَأَرَادَ: سُلَيْمَان.

والقنابة، والقنابة: أَطَم من آطام الْمَدِينَة.
باب القاف والنون والباء معهما ق ن ب، ن ق ب، ب ن ق، ن ب ق مستعملات

قنب: القُنْبُ: جراب قضيب الدابة، وإذا كني عما يخفض من المرأة قيل: قُنْبُها. والقُنْبُ: شراع ضخم من أعظم شرع السفينة. والمِقنَّبُ زهاء ثلاث مائة من الخيل. والقِنَّبُ: من الكتان. (والقِنيبُ: الجماعة من الناس)  نقب: النَّقْبُ في الحائط ونحوه يخلص فيه إلى ما وراءه، وفي الجسد يخلص فيه إلى ما تحته من قلب أو كبد. والبيطار ينقب في بطن الدابة بالمِنْقَبِ في سرته حتى يسيل منه ماء أصفر، قال:

كالسيد لم يَنْقُب البيطار سرته ... ولم يسمه ولم يلمس له عصبا

والنّاقِبةُ: قرحة تخرج بالجنب تهجم على الجوف يكون رأسها من داخل. ونِقبَ الخف: تخرق يَنْقَبُ نَقَباً، ونقب خف فرسن البعير، لا يقال لغيرهما. والنُّقْبَةُ: أول الجرب حين يبدو، والجميع نُقْبٌ، قال:

متبدلاً تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النُّقْبِ

ويقال للخيل والناقة. والنَّقْبُ والنِّقْبُ: طريق ظاهر على رءوس الجبال والأكام والروابي لا يزوغ عن الأبصار، وهو المَنْقَبة أيضا. والنقب : الصدأ الذي يعلو السيف والنصال. والنَّقيبُ: شاهد القوم يكون مع عريفهم أو قبيلهم، يسمع قوله، ويصدق عليه وعليهم، ونَقَبَ ينقُبُ نِقابةُ، ونقب جائزٌ. والنُّقَباء الذين ينقِّبُون الأخبار والأمور للقوم فيصدقون بها. والــنَّقيبةُ: يمن العمل، وإنه لميمون الــنَّقيبةِ. والمَنقبةُ: كرم الفعال، وأنه لكريم المناقِب من النجدات وغيرها. والــنَّقيبةُ من النوق: المؤتزرة بصرعها عظماً وحسناً، بينة النَّقابة. وقول الله- عز وجل- فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ

، أي سيروا فانظروا هل حاص من كان قبلكم فترجون محيصاً، ولو قيل بالتخفيف لحسن. ونُقْبةُ الوجه: ما أحاط به دوائرها ونُقْبةُ الثور: وجهه، قال:

ولاح أزهر مشهور بنقبته

والنِّقابُ: ما انتقبت به المرأة على محجرها. والنِّقبَةُ: ثوب كالإزار فيه تكة ليس بالنطاق، إنما النِّطاقُ محيط الطرفين. وانتَقَبَتِ المرأة نِقْبَةً من النِّقابِ. والنَّقّابُ: الحبر العالم.

بنق: البَنيقَةُ كل رقعة في الثوب نحو اللبنة وشبهها، والجميع بَنائِقُ، قال:

قميص من القوهي بيض بَنائقُهْ

وقال:

قد أغتدي والصبح ذو تبنيقِ  شبه بياض الصبح ببياض البَنيقةِ.

نبق: النِّبِقُ: (حمل السدر) ، شجرة.

قنب: القُنْبُ: جِرَابُ قَضِـيبِ الدابة. وقيل: هو وِعاء قَضِـيبِ كُلِّ ذي حافر؛ هذا الأَصلُ، ثم استُعمِل في غير ذلك. وقُنْبُ الجَمل: وِعاءُ ثِـيلِه. وقُنْبُ الـحِمارِ: وِعاءُ جُرْدَانِه. وقُنْبُ المرأَة:

بَظْرُها. وأَقْنَبَ الرجلُ إِذا اسْتَخْفَى من سُلْطان أَو غريم. والـمِقْنَبُ: كَفُّ الأَسَد. ويقال: مِخْلَبُ الأَسَدِ في مِقْنَبه، وهو الغِطَاء الذي يَسْتُره فيه.

وقد قَنَبَ الأَسدُ بمِخْلَبه إِذا أَدْخَلَه في وِعائه، يَقْنِبُه قَنْباً.

وقُنْبُ الأَسد: ما يُدْخِلُ فيه مَخالِـبَه من يَدِه، والجمع قُنُوبٌ، وهو الـمِقْنابُ، وكذلك هو من الصَّقْر والبازِي. وقَنَّبَ الزرعُ تَقْنِـيباً إِذا أَعْصَفَ. وقِنَابَةُ الزَّرْعِ وقُنَّابُه: عَصِـيفَتُه عند الإِثْمار؛

والعَصِـيفة: الورقُ المجتمع الذي يكون فيه السُّنْبل، وقد قَنَّبَ.

وقَنَّبَ العنبَ: قَطَع عنه ما يُفْسِدُ حَمْلَه.

وقَنَّبَ الكرمَ: قَطَعَ بعضَ قُضْبانه، للتخفيف عنه، واستيفاء بعض

قوّته؛ عن أَبي حنيفة. وقال النَّضْر: قَنَّبُوا العنبَ إِذا ما قَطَعُوا عنه ما ليس يحْمِل، وما قد أَدَّى حَمْلَهُ يُقْطَع من أَعلاه؛ قال أَبو منصور: وهذا حين يُقْضَبُ عنه شَكِـيرُه رَطْباً.

والقَانِبُ: الذِّئْبُ العَوَّاءُ. والقَانِبُ: الفَيْج الـمُنْكَمِشُ.

والقَيْنابُ: الفَيْجُ النَّشيطُ، وهو السِّفْسِـيرُ.

وقَنَّبَ الزَّهْرُ: خَرَج عن أَكمامه.

وقال أَبو حنيفة: القُنُوبُ بَراعِـيمُ النبات، وهي أَكِمَّةُ زَهَرِه،

فإِذا بَدَتْ، قيل: قد أَقْنَبَ.

وقَنَبَتِ الشَّمسُ تَقْنِبُ قُنُوباً: غابت فلم يَبْقَ منها شيء.

والقُنْبُ: شِراعٌ ضَخْمٌ من أَعظم شُرُعِ السفينة. والـمِقْنَبُ: شيء

يكون مع الصائد، يَجْعَلُ فيه ما يَصيده، وهو مشهور شِـبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَريطة؛ وأَنشد:

أَنْشَدْتُ لا أَصْطادُ منها عُنْظُبا،

إِلاَّ عَوَاساء تَفاسَى مُقْرِبا،

ذاتَ أَوانَيْنِ تُوَقِّي الـمِقْنَبا

والـمِقْنَب من الخيل: ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين، وقيل: زُهاءُ

ثلثمائة. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، واهْتمامِه بالخلافة: فذُكِرَ له سَعْدٌ حين طُعِنَ، فقال: ذاك إِنما يكون في مِقْنَبٍ من مَقانِـبكم؛ الـمِقْنَبُ: بالكسر، جماعةُ الخيل والفُرْسانِ، وقيل: هي دون المائة؛ يريد أَنه صاحبُ حرب وجُيوشٍ، وليس بصاحب هذا الأَمر. وفي حديث عَدِيٍّ: كيف بِطَيِّـئٍ ومَقانِـبها؟

وقَنَّبَ القومُ وأَقْنَبُوا إِقْناباً وتَقْنِـيباً إِذا صاروا مِقْنَباً؛ قال ساعدةُ بنُ جُؤَية الـهُذَليّ:

عَجِبْتُ لقَيْسٍ، والحوادثُ تُعْجِبُ، * وأَصحابِ قَيْسٍ يومَ ساروا وقَنَّبُوا

وفي التهذيب:

وأَصحابِ قيسٍ يومَ ساروا وأَقنبوا

أَي باعدوا في السير، وكذلك تَقَنَّبُوا.

والقَنِـيبُ: جماعةُ الناس؛ وأَنشد:

ولعبدِالقَيسِ عِـيصٌ أَشِبٌ، * وقَنِـيبٌ وهِجاناتٌ زُهْرُ

وجمع الـمِقْنَب: مقَانِبُ؛ قال لبيد:

وإِذا تَواكَلَتِ الـمَقانِبُ لم يَزَلْ، * بالثَّغْرِ مِنَّا، مِنْسَرٌ مَعْلُومُ

قال أَبو عمرو: الـمَـِنْسَرُ ما بين ثلاثين فارساً إِلى أَربعين. قال:

ولم أَره وَقَّتَ في الـمِقْنَبِ شيئاً. والقَنِـيبُ: السحابُ.

والقِنَّبُ: الأَبَق، عربيّ صحيح. والقِنَّبُ والقُنَّبُ: ضَرْبٌ من

الكَتَّانِ؛ وقولُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيِّ:

فظَلَّ يَذُودُ، مثلَ الوَقْفِ، عِـيطاً * سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْراكِ القِنَابِ

قيل في تفسيره: يُريدُ القِنَّبَ، ولا أَدري أَهي لغة فيه أَم بَنَى من

القِنَّبِ فِعالاً؛ كما قال الآخر:

من نَسْج داودَ أَبي سَلاَّمْ

وأَراد سُلَيْمانَ. والقُنَابة والقُنَّابة: أُطُمٌ من آطامِ الـمَدينة، واللّه أَعلم.

قنب

1 قَنَبَ فِيهِ, (JK, A, O, K,) aor. ـُ (JK, O,) inf. n. قُنُوبٌ, (JK,) (tropical:) He entered into it, (JK, A, O, K,) namely, his house, or tent; as also ↓ تقنّب. (JK, A.) b2: And قَنَبَتِ الشَّمْسُ, (A, K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (K,) (tropical:) The sun set, (A, K, TA,) so that nothing thereof remained. (TA.) b3: قَنَبَ بِمِخْلَبِهِ, aor. ـِ inf. n. قَنْبٌ, He (a lion) withdrew his claw into its receptacle. (O.) A2: قَنَبَ الكَرْمَ, (A,) or العِنَبَ, (JK, K,) inf. n. قَنْبٌ, (JK,) He cut off from the grape-vine what would be injurious (A, K) to its produce; (K;) as also ↓ قنّبهُ: (A:) or he cut off from its upper part what would not bear and what would perhaps injure its produce: (En-Nadr, TA:) or he cut off some of the shoots thereof in order to thin it and that others might receive the whole of its strength. (AHn, TA.) A3: قَنَبَ الزَّهْرُ The flowers, or blossoms, came forth from their calyxes. (K.) 2 قنّب الزَّرْعُ, (IDrd, S, O, K,) inf. n. تَقْنِيبٌ, (IDrd, S, K,) The seed-produce put forth the قُنَّابَة [or قُِنَاب i. e. the leaves enclosing the ears of corn]; (K;) i. q. أَعْصَفَ [i. e. put forth its عَصْف, here meaning the leaves of the ears of corn]. (IDrd, S, O.) A2: قَنَّبُوا, (O, K,) inf. n. as above, (K,) They became a [troop such as is termed] مِقْنَب; as also ↓ أَقْنَبُوا; (O, K;) and so ↓ تَقَنَّبُوا. (A, O, K.) b2: And قنّبوا is said to mean They journeyed, or travelled, far: (O:) [or] so ↓ اقنبوا: (T, TA:) and نحْوَ قَوْمٍ ↓ تقنّبوا They journeyed towards a people, or party. (JK.) A3: See also 1.4 أَقْنَبَ see 2, in two places.

A2: اقنب also signifies (tropical:) He hid himself from a creditor, or from a Sultán. (O, K.) A3: And It (a plant) put forth the calyxes of its flowers, or blossoms. (AHn, O, * TA.) 5 تَقَنَّبَ see 1, first sentence: b2: and see 2, in two places.

قُنْبٌ The sheath of the penis (S, A, O, K) of a beast, or of a solid-hoofed animal, (K,) [i. e.] of the horse, (S, A, O,) and of other than the horse (S, O) among the solid-hoofed; (S;) or originally, of the solid-hoofed, and afterwards used in relation to others, as of the camel. (TA.) b2: [Hence,] قُنْبُ الأَسَدِ, i. e. (assumed tropical:) The sheath of the penis of the Lion, is a name by which the Arabs call the star [b] upon the hinder part of the tail of Leo: [this, is should be observed, is the place of the star in the figure of Leo commonly known; but the ancient Arabs, or many of them, extended the figure of that constellation (as they did also that of Scorpio) far beyond the limits which we assign to it: (see الذِّرَاعُ:) another meaning of قُنْب in relation to a lion, which will be found below, may perhaps be intended in this case, but I think it unlikely:] the Arabs also called the same star الصَّرْفَةُ [q. v.]. (Kzw.) b3: [Hence, likewise,] قُنْبٌ signifies also (tropical:) The بَظْر of a woman; (K;) [meaning the prepuce of the clitoris; as being likened to a قُنْب properly so called; i. e.] it is metonymically [thus] applied to the part that is circumcised, of a woman. (JK, A.) b4: See also قِنَابٌ, in two places.

A2: Also A large sail, (O, K,) one of the greatest of the sails of a ship. (O.) قُنَابٌ: see قُنَّابَةٌ.

قِنَابٌ The claw of the lion; as also ↓ قُنْبٌ and ↓ مِقْنَبٌ and ↓ مِقْنَابٌ: (K:) or the claw of the lion in its covering; (O, TA;) as also ↓ مِقْنَبٌ: or this last signifies the fore paw of the lion: and ↓ قُنْبٌ, of which the pl. is قُنُوبٌ, signifies the part of the fore paw of the lion into which the claws enter [or are withdrawn]; as also ↓ مِقْنَابٌ; and in like manner this word [or app. each of these words] is used in relation to the hawk and falcon. (TA.) b2: Also (i. e.قِنَابٌ) The string of a bow. (K.) b3: And i. q. قُنَّابَةٌ, q. v. (K.) b4: See also قِنَّبٌ.

قُنُوبٌ [mentioned in the next preceding paragraph as pl. of قُنْبٌ] signifies [also] The calyxes of the flowers of a plant. (AHn, O, K. *) قَنِيبٌ Companies of men. (S, O, K.) b2: and hence, as being likened thereto, (TA,) (tropical:) Clouds (O, K, TA) such as are dense, or compact. (TA.) قُنَابَةٌ: see قُنَّابَةٌ.

قِنَّبٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and قُنَّبٌ (K) [Cannabis, or hemp;] i. q. أَبَقٌ [a less-known word]; a genuine Arabic word; (S, O;) or, accord. to AHn, a Pers\. word [كَنَبٌ] which has become current in the language of the Arabs; (Mgh;) vulgarly pronounced قِنِّب; (TA;) [loosely expl. as] a sort of كَتَّان [or flax], (K, TA,) i. e. the coarse [sort], of which are made ropes and the like; (TA;) a plant of which the skin, or rind, is twisted into ropes; (Msb;) its stems are bruised until the culms becomes strewn in fragments and the rind thereof becomes detached; and one says حِبَالُ القِنَّبِ [the ropes of hemp]: (AHn, Mgh:) it has a grain called شَهْدَانَج [q.v.]: (Mgh, Msb:) ↓ قِنَاب, [thus without teshdeed,] occurring in a verse of Aboo-Heiyeh En-Numeyree, is said to signify the same as قِنَّب; but whether it be a dial. var. or altered therefrom [by poetic license] is doubtful. (L, TA.) [See also De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., i. 269.]

قُنَّابَةٌ, (O, K,) like رُمَّانَةٌ, (K,) or ↓ قُنَابَةٌ, (S, [thus in my copies, without teshdeed,]) The combined leaves in which are the ears of corn; (S, O, K;) also called عَصِيفَةٌ: (S, O:) so says IDrd: (S:) and [it is said that] ↓ قُنَابٌ, with damm, (O, K,) as also ↓ قِنَابٌ, with kesr, (K,) signifies the leaves surrounding the heads of growing corn, (O, K, TA,) i. e. the ears, (TA,) in the beginning of its fruit-bearing: (O, K, TA:) by which explanation is meant the same that is meant by the explanation immediately preceding. (TA.) قَانِبٌ The howling wolf. (O, K.) See also مَقَانِبُ. b2: And A quick, or brisk, فَيْج [i. e. foot-messenger, or courier who journeys on foot]; as also ↓ قَيْنَابٌ. (O, K. [In the CK, الفَيْحُ is put for الفَيْجُ.]) b3: And وَادٍ قَانِبٌ [A valley, or water-course,] of which the torrent comes from afar. (O.) قَيْنَابٌ: see the next preceding paragraph.

مِقْنَبٌ A thing that the sportsman has with him, (S,) his bag, (خَرِيطَة, O, or وِعَآء, K,) or a thing resembling a مِخْلَاة or a خَرِيطَة, (TA,) in which he puts the game that he takes. (S, O, TA.) b2: See also قِنَابٌ, in two places. b3: Also A ring of gold. (JK.) A2: And A troop of horses or horsemen, (S, O, K,) or of both, (TA,) from thirty to forty, (S, O, K, TA,) or less than a hundred, (TA,) or as many as three hundred: (Lth, O, K, TA:) or a troop of horses or horsemen that assemble for a hostile, or predatory, incursion: pl. مَقَانِبُ. (Kf, TA.) مِقْنَابٌ: see قِنَابٌ, in two places.

مَقَانِبُ Rapacious, or ravening, wolves: (O, K, TA:) a pl. without a sing.; or it is an irreg. pl. of ↓ قَانِبٌ [q. v.]. (TA.) b2: It is also pl. of مِقْنَبٌ [q. v.]. (Kf, TA.)
قنب
: (القُنْبُ، بالضَّمّ) فالسُّكون: (جِرابُ قَضِيبِ الدّابَّةِ، أَو) : وِعَاءُ قَضيبِ كُلِّ (ذِي الحافِرِ) هاذا الأَصلُ، ثمّ استُعمِلَ فِي غير ذالِك، وَيُقَال: اضْرِبْ قُنْبَ فَرَسِك تَنْجُ بكَ، وَهُوَ جِرَابُ قَضِيبِهِ؛ وقُنْبُ الجَمَلِ: وِعاءُ ثِيلِهِ، وقُنْبُ الحِمَارِ: وعاءُ جُرْدانِهِ.
(و) القُنْب: (بَظْرُ المَرْأَةِ) .
(و) القُنْبُ: (الشِّراعُ) الضَّخمُ (العَظِيمُ) من أَعظمِ شُرُعِ السَّفِينةِ؛ نَقله الصّاغانيّ.
(والقَنِيبُ) ، كأَمِيرٍ: (السَّحابُ) المُتكاثِفُ، وَهُوَ مَجَازٌ، لشَبهِه بِمَا بعده، (و) هُوَ (جَمَاعاتُ) وَفِي نسخةٍ: جماعةُ (النَّاسِ) ، وأَنشدَ فِي التَّهذيب:
ولعَبْدِ القَيْسِ عِيصٌ أَشِبٌ
وقَنِيبٌ وجَمَاعات زُهُرْ
(والقِنَّبُ) ، بِالْكَسْرِ فالتّشديد مَعَ الْفَتْح (كَدِنَّمٍ) ، ويأْتي ضَبْطُهُ فِي مَحلّه، وأَوْمأَ شيخُنا إِلى أَنّه وَزَنَ المعْلُومَ بِالْمَجْهُولِ، وَلَو عَكَسَ الأَمرَ كَانَ أَنسبَ: الأَبَقُ، عَربيٌّ صَحِيح. كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
والقِنَّبُ بهاذا الضَّبْط، (و) مِثْل (سُكَّرٍ: نوعٌ) ، وَفِي نُسْخَة: ضَرْبٌ (من الكَتّانِ) ، وَهُوَ الغَلِيظُ الَّذِي تُتَّخَذُ مِنْهُ الحِبَالُ وَمَا أَشبَهها؛ والعامّةُ يكسرون النُّون، وَبَعْضهمْ يَفْرِقُ بينَهمَا وَفِي المِصْباح: القِنَّبُ يُؤخذُ لِحاهُ ثُمَّ يُفْتَلُ حِبالاً، وَله لُبٌّ يُسَمَّى الشَّهْدانِجَ. وَفِي لِسَان الْعَرَب: وقولُ أَبي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ:
فَظَلَّ يَذُودُ مِثلَ الوَقْفِ عِيطاً
سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْرَاكِ القِنَابِ
قيلَ فِي تَفْسِيره: يُرِيد القِنَّبَ، وَلَا أَدري أَهي لُغَةٌ فِيهِ، أَم بَنَى منَ القِنَّبِ فِعَالاً، كَمَا قالَ الآخَرُ:
من نَسْجِ داوُودٍ أَبِي سَلاّمِ
وأَراد سُلَيْمَانَ، عليهِما السَّلامُ
(والقُنَّابةُ) من الزَّرْعِ، (كرُمَّانَةٍ) عَصِيفُهُ عندَ الإِثمار، والعَصِيف هُوَ (الوَرَقُ المُجْتَمِعُ) الّذي يكونُ (فِيه السُّنْبُلُ) ، وَفِي نسخةِ: الوَرَقُ يَجتمع فيهِ السُّنْبُلُ.
(وَقد قَنَّبَ) الزَّرْعُ (تَقْنيباً) : إِذا أَعْصَفَ.
(و) المِقْنَبُ، (كمِنْبَرٍ) : كَفُّ الأَسَدِ، وَيُقَال: (مِخْلَبُ الأَسَدِ) فِي مِقْنَبِهِ، وَهُوَ الغِطاءُ الّذِي يَسْتُرُه (كالقِنَابِ) ككِتَاب، (والقُنْبِ) كقُفْل. وقُنْبُ الأَسَدِ: مَا يُدْخِل فِيهِ مَخَالبَهُ من يَده، والجمعُ قُنُوبٌ، (و) هُوَ (المِقْنابُ) ، بالكسرِ، وكذالك هُوَ من الصَّقْرِ والبازي.
(و) المِقْنَبُ: (وِعَاءٌ) يكونُ (للصّائِدِ) ، أَيْ: مَعَهُ، يَجْعَلُ فِيهِ مَا يَصِيدُه وَهُوَ مشهورٌ، شِبْهُ مِخْلاةٍ أَو خَرِيطَةٍ.
(و) المِقْنَبُ (من الخَيْلِ) : جماعةٌ مِنْهُ وَمن الفُرْسانِ، وقيلَ: (مَا بَيْنَ الثَّلاثِينَ إِلى الأَرْبَعِينَ أَو زُهاءُ ثلاثِمَائَةٍ) وهاذه عَن اللَّيْث. وَقيل: هِيَ دُونَ المائَةِ. وَفِي حديثِ عَدِيَ: (كَيفَ بِطَيِّىءٍ ومَقَانِبِها) . وَفِي الْكِفَايَة: المِقْنَبُ: جَماعةٌ من الْخَيل تَجْتمعُ للغَارةِ، وجَمعُهُ: مقَانِبُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
وإِذَا تَوَاكَلَتِ المَقَانِبُ لَمْ يَزَلْ
بالثَّغْرِ مِنَّا مِنْسَرٌ مَعلُومُ
قَالَ أَبو عَمْرٍ و: المِنْسَرُ: مَا بَيْنَ ثلاثينَ فارِساً إِلى أَربعين، قَالَ، وَلم أَرَهُ وَقَّتَ فِي المِقْنَبِ شَيْئاً. وَفِي سجعاتِ الأَساسِ: تَقول: هُوَ فارسٌ من فُرْسَانِ العِلْمِ، كُتُبُهُ كَتَائِبه، ومَنَاقِبُهُ مَقَانِبُهُ.
(وَقَنَّبُوا) نحوَ العَدُوِّ (تَقْنِيباً، وأَقْنَبُوا) إِقْناباً، (و) كذالك (تَقَنَّبُوا) ، إِذا تَجَمَّعُوا و (صارُوا مِقْنَباً) ؛ قَالَ ساعدةُ بْنُ جُؤَيَّةَ الهُذَليُّ:
وأَصْحَابِ قَيْس يَوْمَ سارُوا وقَنَّبُوا
وَفِي التهْذِيب: وأَقْنَبُوا، أَي باعدوا فِي السَّيْرِ.
(والقُنَابَة، كثُمامَة: أُطُمٌ بالمَدِينَةِ) على ساكِنها أَفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ، لاِحَيْحةَ بْنِ الجُلاَحِ، نقَلَهُ الصّاغانيّ هاكذا، ومرّ لَهُ فِي قبب مثلُ هَذَا، (ويُشدَّدُ) .
(و) من المجَاز: (قَنَبَ فِيهِ: دَخَلَ) وقَنَبْتُ فِي بَيْتي: دَخَلْتُ فِيهِ، كتَقَنَّبْت كَذَا فِي الأَساس، وَيُقَال: اقْنِبْ فِي هاذا الوَجْهِ، أَي: ادْخُلْ.
(و) قَنَبَ (العِنَبَ: قَطَعَ عَنْه) مَا يُفُسِدُ حَمْلَه. وقَنَّبَ الكَرْمَ: قَطَعَ بعضَ قُضْبانِهِ للتّخفيفِ عَنهُ، واستيفاءِ بعضِ قُوَّتِه، عَن أَبي حنيفَةَ. وَقَالَ النَّضْرُ: قَنَّبُوا العِنَبَ، إِذا مَا قَطَعُوا عَنهُ مَا لَيْسَ يَحْمِل؛ و (مَا) قد (يُؤذِي حَمْلَهُ) يُقْطَعُ من أَعلاه. قَالَ أَبو منصورٍ: وهاذا حينَ يُقْضَبُ عَنهُ شَكِيرُهُ رَطْباً.
(و) قَنَبَ (الزَّهْرُ: خَرَجَ عَن أَكْمامِه) ، وَفِي نسخةٍ: كِمامِهِ.
(و) من المجازِ: قَنَبَتِ (الشَّمْسُ) تَقْنِبُ (قُنُوباً: غَابَتْ) ، فَلم يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ.
(والقَانِبُ: الذِّئْبُ العَوَّاءُ) ، أَي الصِّيّاحُ.
(و) القانِبُ: (الفَيْجُ المُنْكَمِشُ، كالقَيْنَابِ) ؛ والّذي فِي لِسَان الْعَرَب وغيرِه: أَنّ القَيْنابَ هُوَ الفَيْجُ النَّشِيطُ، وَهُوَ السِّفْسِيرُ.
(وقِنَابُ القَوْسِ، بِالْكَسْرِ: وَتَرُها) ، نَقله الصَّاغانيُّ.
(و) قِنابُ الزَّرْعِ: (الوَرقُ) المجتمِعُ (المُسْتَدِيرُ فِي رُؤوسِ الزَّرْعِ) ، أَي: السُّنْبُلِ (أَوَّلَ مَا يُثْمِرُ، ويُضَمُّ) ، أَي: فِي هَذَا الأَخير، عَن الصّاغانيّ، وَلَا يَخفَى أَنَّهُ لَو ذكرَه عندَ القُنّابَة، كرُمَّانَةٍ، كَانَ أَنسبَ، فإِنّ مَآلَ العِبَارَتَيْنِ إِلى شَيْءٍ واحدٍ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ.
(و) من المَجاز: (أَقْنَبَ) الرَّجُلُ، إِذا (اسْتَخْفَى من غَرِيمٍ) لَهُ، (أَوْ) ذِي (سُلْطَانٍ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(والمَقَانِبُ) : جَماعةُ الفُرْسَانِ، و (الذِّئابُ الضّارِيَةُ) ، وهاذه عَن الصّاغانيّ، لَا واحدَ لهاذه، أَو جَمْعُ قانِبٍ على غيرِ قِياسٍ.
(و) قَالَ أَبو حنيفةَ: (القُنُوبُ) ، بالضَّمّ: (بَرَاعِيمُ النَّبَاتِ، و) هِيَ (أَكِمَّةٌ) ، جمعُ كِمَ، (زَهْرِهِ) ، فإِذا بَدَتْ، قيل: أَقْنَبَ.
(وقَنْبَةُ) ، بِفَتْح فسكونٍ: (ة بحِمْصِ الأَنْدَلُسِ) ، وَهِي إِشْبِيلِيَةُ: لأَنّ أَهْلَ حِمْصَ الّذينَ تَوجَّهُوا إِلى الأَنْدَلُسِ، سكنوها واتَّخَذُوها وَطَناً، فسُمِّيتْ باسْمِ بلْدتِهِم.
(و) قُنُبَّةٌ، (بِضَمَّتَيْنِ: ة بِاليَمَنِ) .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
وادٍ قانِبٌ، إِذا كانَ سَيْلُهُ يَجْرِي من بُعْدٍ.
وقُطِعَ قُنْبُها: إِذا خُفِضَتْ، وَهُوَ مجازٌ.
وأَقْنَبَ: باعَدَ فِي السَّيْر.
وأُسْدٌ قَوَانِبُ: أَي دَواخِلُ.
قنعب: (الْقِنَعْبُ كَسِبَطْرٍ) : أَهمله الجَوْهَرِيُّ، والصّاغانيُّ. وَفِي اللّسان هُوَ (الرَّغِيبُ) ، الأَكُولُ، (النَّهِمُ) ، الحَرِيصُ.

نقم

نقم: {نقموا}: كرهوا وأنكروا.
ن ق م

انتقم منه. وحلّت به النّقمة والنّقم ونقمت منه كذا: أنكرته عليه وعبته " وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا ".

نقم


نَقِمَ(n. ac. نَقَم)
a. see supra
(a)
نَاْقَمَ
a. [ coll. ], Vexed, tormented.

إِنْتَقَمَa. see I (a)b. Avenged.

إِسْتَنْقَمَ
a. [ coll. ]
see I (a)نَقْمَة
1t
نِقْمَة
(pl.
نَقِم
نِقَم نَقِمَات )
Vengeance; chastisement, punishment; disgrace.
نَقَمa. Middle of the road.

نَقِمَةa. see 1t
نَاْقِمa. Avenger.

N. Ag.
إِنْتَقَمَa. see 21
N. Ac.
إِنْتَقَمَa. Vengeance; revenge.

نقم

1 نَقَمَ عَلَيْهِ He exacted vengeance upon him, punished him: see an ex. voce ابدى in art. بدو. See 8.8 اِنْتَقَمْتُ مِنْهُ I took, or executed, vengeance on him, or inflicted penal retribution on him, for that which he had done: (JK:) or I punished him; (S, Msb, K;) as also مِنْهُ ↓ نَقَمْتُ, (Msb, K,) and عَلَيهِ, (TA,) aor. نَقِمَ

; (Msb, K;) and نَقِمْتُ. (K.) b2: See نِقْمَةٌ.

نِقْمَةٌ [and ↓ اِنْتِقَامٌ] Vengeance; or penal retribution. (JK.)
(نقم)
مِنْهُ نقما ونقوما عاقبه وَالشَّيْء أنكرهُ وعابه يُقَال نقمت عَلَيْهِ الْأَمر ونقمت مِنْهُ كَذَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمَا نقموا مِنْهُم إِلَّا أَن يُؤمنُوا بِاللَّه} و {هَل تَنْقِمُونَ منا إِلَّا أَن آمنا} وَيُقَال مَا تنقم منا مَا تطعن فِيهِ منا

(نقم) الشَّيْء نقما أكله سَرِيعا

(نقم) الشَّيْء بَالغ فِي إِنْكَاره وعيبه
نقم
نَقَمَ يَنقِمُ نَقْماً ونَقِمَ يَنْقَمُ - لُغَتَانِ -: أي أنْكَرَ. وانْتَقَمْتُ منه: كافَأْته عُقُوبَةً بما صَنَعَ. وهي النِّقمَةُ والنِّقَمُ.
وفلانٌ مَيْمُوْنُ النَّقِيْمَةِ - بمعنى الباء -، وهي العَزِيْمَةُ من الاعْتِزَام.
ونَقَمْتُ أنْقُمُ نَقْماً: وهو سُرْعَةُ الأكْل والمُبَادَرَة إليه.
ونَقَمُ الطَّرِيقِ ولَقَمُه: واحِد. والناقِمُ: تَمْرٌ بِعُمَانَ. وحَيٌّ من اليَمَنِ.
وبنو الناقِمِيةِ: من عَبْدِ القَيْس. ونَقَمُ: اسْمُ مَوْضِع.
نقم
نَقِمْتُ الشَّيْءَ ونَقَمْتُهُ : إذا أَنْكَرْتُهُ، إِمَّا باللِّسانِ، وإِمَّا بالعُقُوبةِ. قال تعالى: وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ
[التوبة/ 74] ، وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ [البروج/ 8] ، هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا
الآية [المائدة/ 59] .
والنِّقْمَةُ: العقوبةُ. قال: فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ فِي الْيَمِ
[الأعراف/ 136] ، فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا
[الروم/ 47] ، فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [الزخرف/ 25] .
ن ق م: (نَقَمَ) عَلَيْهِ فَهُوَ (نَاقِمٌ) أَيْ عَتَبَ عَلَيْهِ، يُقَالُ: مَا نَقَمَ مِنْهُ إِلَّا الْإِحْسَانَ. وَ (نَقَمَ) الْأَمْرَ كَرِهَهُ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ وَنَقِمَ مِنْ بَابِ فَهِمَ لُغَةٌ فِيهِمَا. وَ (انْتَقَمَ) اللَّهُ مِنْهُ عَاقَبَهُ وَالِاسْمُ مِنْهُ (النِّقْمَةُ) وَالْجَمْعُ (نَقِمَاتٌ) وَ (نَقِمٌ) مِثْلُ كَلِمَةٍ وَكَلِمَاتٍ وَكَلِمٍ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: (نِقْمَةٌ) وَ (نِقَمٌ) مِثْلُ نِعْمَةٍ وَنِعَمٍ. وَفُلَانٌ مَيْمُونُ (النَّقِيمَةِ) وَهُوَ إِبْدَالُ الــنَّقِيبَةِ
ن ق م : نَقَمْتُ عَلَيْهِ أَمْرَهُ وَنَقَمْتُ مِنْهُ نَقْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنُقُومًا وَنَقَمْتُ أَنْقَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ إذَا عِبْتَهُ وَكَرِهْتَهُ أَشَدَّ الْكَرَاهَةِ لِسُوءِ فِعْلِهِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا} [الأعراف: 126] عَلَى اللُّغَةِ الْأُولَى أَيْ وَمَا تَطْعَنُ فِينَا وَتَقْدَحُ وَقِيلَ لَيْسَ لَنَا عِنْدَكَ ذَنْبٌ وَلَا رَكِبْنَا مَكْرُوهًا وَنَقَمْتُ مِنْهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَانْتَقَمْتُ عَاقَبْتُ وَالِاسْمُ نَقِمَةٌ مِثْلُ كَلِمَةٍ وَيُخَفَّفُ مِثْلَهَا وَيُجْمَعُ عَلَى نِقَمٍ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَيُجْمَعُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ عَلَى لَفْظِ الْمُثَقَّلِ وَالْمُخَفَّفِ. 
باب القاف والنون والميم معهما ن ق م، ن م ق، ق م ن مستعملات

نقم: نَقَمَ ينقم نقماَ، ونَقِمَ يَنْقَمُ نَقَماً ونقيمة أي [أنكر ولم يرض] . وانتَقَمْتُُ منه: كافأته عقوبة بما صنع. والناقِمُ: تمر بعمان، وحي باليمن.

نمق: نَمَّقْتُُ الكتاب تَنميقاً: حسنته وجودته، وبالتخفيف حسن. ونَمقتُه: نقشته وصورته، قال النابغة:

كأن مجر الرامسات ذيولها ... عليه قضيم نَمَّقَتْه الصوامع

قمن: يقال: هو قَمِنٌ أي جديرٌ، وهي وهم وهما وهن قَمِنٌ أن يفعل كذا. وهذه الأرض من فلان موطن قمن أي جدير أن تكون مسكنه كثيراً، ويجوز في كله قمين، قال:

فالأقحوانة منها منزل قمن  
نقم: نقم واسم المصدر نقم ونقوم. وهناك نقم على ومن وب: وبخ، أنب، عاتب لامه على، عاب عليه، عير، آخذ، (عباد 198: 27، معجم بدرون، معجم البيان، معجم الماوردي، معجم الطرائف .. وهنا ينبغي حذف الكلمات التي وردت على وزن افتعل، أي انتقد، لأن ما ورد في معجم البيان 1: 8: 4 يلزمنا بإبقائه على حاله، وقد ذكرت هذا للسيد رايت الذي أعاد ذكر هذه الملاحظة في معجم ابن جبير 33: 1 و2) (البكري 165: 4، ابن بطوطة 211، 314، البربرية 1، 67، 150).
أنقم من: انظرها في (فوك) في مادة vindiacre.
تنقم على: بمعنى أوقع النقمة على فلان (معجم الطرائف).
انتقم: جاءت vindiacre عند (فوك) في صيغة انتقم من وعلى.
استنقم: حرضه على الانتقام (البيان 307: 4): أن المملوك إذا استنقموا نقموا.
استنقم: ثأر (هلو).
نقمة: سياف النقمة: (ابن خلكان 1: 177). سياف نقمة الخليفة (ألف ليلة 1: 67، 6، 7) سيف النقمة للخلفاء (دي سلان. ابن خلكان 1: 600). منفذ أوامر الموت التي يأمر بها الخليفة.
نقمة: شر، تعاسة (دوماس حياة 228، عبد الواحد 112: 8، معجم التنبيه).
انقام: اصطلاح بحري يتعلق بهبوب الريح (الجريدة الآسيوية 1841: 1: 588).
انتقام: عقاب، عقاب جسدي (الكالا). يستخدم تعبير آخر في هذا المعنى هو قولهم: يحرق عليه الارم، والارم الأضراس، أي يحك بعضها ببعض من الغيظ. (المترجم).
[نقم] نه: فيه "المنتقم": المبالغ في العقوبة لمن يشاء، من نقم- إذا بلغت به الكراهة حد السخط. ومنه ح: إنه ما "انتقم" لنفسه قط إلا أن تنتهك محارم الله، أي ما عاقب أحدًا على مكروه أتاه من قبله، ويقال: نقم من فلان الإحسان- إذا جعله مما يؤديه إلى كفر النعمة. ومنه ح الزكاة: ما "ينقم" ابن جميل إلا أنه كان فقيرًا فأغناه الله، أي ما ينقم شيئًا من منع الزكاة إلا أن يكفر النعمة فكأن غناه أداه إلى كفر نعمة الله. ك: نقم من باب ضرب، والاستثناء مفرغ، وأنه- مفعول له أو به، أي ليس شيء ثمه ينقم له ابن جميل يوجب له منع الزكاة إلا أن أغناه الله، وهو ليس بموجب له فلا موجب له أصلًا، كقولهم: لا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول، قيل: كان منافقًا ثم تاب، قيل: فيه نزل "وما "نقموا" إلا أن أغناهم الله" ثم جاء نبي الله فقال: استثناني ربي، فتاب وصلح، والمشهور نزولها في غيره، ط: وإسناد الإغناء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لكونه السبب لدخوله في الإسلام واستحقاق الغنائم. ن: ينقم- بكسر قاف، أفصح من فتحها، قيل: كان منعه توقفا إلى أن يرى هل يسامح. نه: ومنه ح عمر: فهو كالأرقم إن يقتل "ينقم"، أي إن قتله كان له من ينتقم منه، والأرقم: الحية، كانوا يزعمون أن الجن تطلب بثأر الجان وهي الحية، فربما مات قاتله وربما أصابه خبل.
(ن ق م)

النقمَة، والنقمة: الْمُكَافَأَة بالعقوبة.

وَالْجمع: نقم، ونقم فنقم: لنقمة، ونقم: لنقمة.

وَأما ابْن جني فَقَالَ: نقمة، ونقم، قَالَ: وَكَانَ الْقيَاس أَن يَقُولُوا فِي جمع: نقمة: نقم، على حدّ: كلمة وكلم، فعدلوا عَنهُ إِلَى أَن فتحُوا المكسر وكسروا المفتوح، وَقد علمنَا أَن من شَرط الْجمع بخلع الْهَاء: أَلا يُغير من صِيغَة الْحُرُوف شَيْء وَلَا يُزَاد على طرح الْهَاء، نَحْو: تَمْرَة وتمر، وَقد بَينا جَمِيع ذَلِك فِيمَا حَكَاهُ هُوَ: من معدة ومعد.

وَقد نقم: ونقم نقما، وانتقم.

ونقم الشَّيْء، ونقمه: أنكرهُ، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا نقموا مِنْهُم) .

وضربه ضَرْبَة نقم: إِذا ضربه عَدو لَهُ.

وَإنَّهُ لميمون النقيمة: إِذا كَانَ مظفراً بِمَا يحاول.

وَقَالَ يَعْقُوب: ميمه بدل من بَاء نقيبة.

والناقم: ضرب من تمر عمان.

وَبَنُو الناقمية: بطن من عبد الْقَيْس، قَالَ أَبُو عبيد: أنشدنا الْفراء عَن الْمفضل لسعد بن زيد مَنَاة:

لقد كنت اهوى الناقمية خُفْيَة ... فقد جعلت آسان بَين تقطع
(فِي السِّيَرِ) فَإِنْ كَانُوا أَسَرُوهُمْ (وَنَقَمُوا) أَهْلَ دَارِهِمْ فَحَارَبُوهُمْ إنْ صَحَّتْ الرِّوَايَةُ هَكَذَا كَانَ عَلَى التَّضْمِينِ أَوْ حَذْفِ الْمُضَافِ وَإِلَّا فَالصَّوَابُ نَقَمُوا عَلَى أَهْلِ دَارِهِمْ يُقَالُ (نَقَمَ مِنْهُ وَعَلَيْهِ) كَذَا إذَا عَابَهُ وَأَنْكَرَهُ عَلَيْهِ يَنْقِمُ نَقْمًا وَنَقِمَ بِالْكَسْرِ لُغَةً وَفِي التَّنْزِيل {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلا أَنْ آمَنَّا} [المائدة: 59] وَقَالَ أَبُو الْعَلَاءِ الْمَعَرِّيُّ
(نَقِمْتُ الرِّضَا حَتَّى عَلَى ضَاحِك الْمُزْنِ)
(ن ق ي) : (شَيْءٌ نَقِيٌّ) نَظِيفٌ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - (كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ) يَعْنِي الْحَوَارِيَّ وَأَمَّا النَّفِيُّ بِالْفَاءِ هُوَ مَا نَفَتْهُ الرَّحَى وَتَرَامَتْ بِهِ فَصَحِيحٌ لُغَةً إلَّا أَنَّ الرِّوَايَةَ فِي الْحَدِيثِ صَحَّتْ بِالْقَافِ (وَالتَّنْقِيَةُ) التَّنْظِيفُ وَالْإِنْقَاءُ لُغَةً (وَالِاسْتِنْقَاءُ) الْمُبَالَغَةُ فِي تَنْقِيَةِ الْبَدَنِ قِيَاسٌ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّكَ طَهُرْتَ وَاسْتَنْقَيْت فَصَلِّ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ خَطَأٌ (وَالنِّقْيُ) الْمُخُّ (وَمِنْهُ) نَهَى أَنْ يُضَحَّى بِالْعَجْفَاءِ الَّتِي (لَا تُنْقَى) أَيْ لَيْسَ لَهَا نِقْيٌ لِشِدَّةِ عَجَفِهَا.
(نقم) - قوله تعالى: {هَلْ تَنْقِمُونَ} .
يقال: نقَمَ يَنْقِمُ، ونَقِمَ يَنْقَمُ: أنْكَر وكَرِهَ أَشَدَّ الكَرَاهَةِ نَقُوماً ونِقْمَةً.
- وفي الحديث : "ما يَنْقِمُ ابنُ جَميل إلّا أنّه كانَ فَقِيرًا فأغناه الله" قال عبدُ الغافِرِ: يُقالَ: نَقِم منه الِإحْسَانَ؛ إذا جعل الاحسَانَ مما يُؤدّيِه إلىِ كُفْر النِّعْمَةِ: أي أدَّاه غِنَاه إلى أَنْ كَفَر نِعَمةَ الله، فما يَنِقم شيئاً في مَنْع الزَّكاة، إلّا أن يَكفُرَ النِّعمَة. ونَقَمْتُ على الرّجُلِ أنْقِمُ؛ إذا عِبْتَ عليه.
- وفي حَديث عمر - رضي الله عنه -: "إنْ يُقتَل يَنْقَمْ"
: أي إن قَتَلتَه كَان له مَن يَنتَقِمُ مِنك.
قال القُتَبِىّ: كانوا في الجَاهِليَّةِ يزعُمُون أن الجنَّ تَطْلُبُ بثأرِ الجانِّ ، فَرُبّما مَاتَ قاتِلُه، وربما أصَابَه خَبَلٌ.
فرَوَى ابن مَسْعودٍ - رضي الله عنه -: "أنَّ النَّبِىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: مَنْ خَشِىَ إرْبَهُنَّ فَلَيْسَ مِنّا" فأمَرَ بقَتلِهنَّ.
- ومنه الحَديث: "أنّه مَا انْتَقَم لِنَفْسه قطُّ إلّا أَن تُنْتَهَكَ مَحارِمُ الله تَعالى"
: أي مَا عَاقبَ أحَدًا عَلى مَكْرُوهٍ أَتاه مِن قِبَلهِ نِقمةً.
نقم
نقَمَ على/ نقَمَ من يَنقِم، نَقْمًا ونُقُومًا، فهو ناقِم، والمفعول منقوم عليه
• نقَم على جاره: اشتدّ سُخْطُه عليه "نقَم على صديقه تصرُّفَه: أنكره وعابه عليه".
• نقَم عليه كذا/ نقَم منه كذا: أنكره وعابه "نقَمتِ الإدارةُ من أحد موظَّفيها لاستهتاره بالنّظام- {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ} ". 

نقِمَ/ نقِمَ من يَنقَم، نَقَمًا، فهو ناقم، والمفعول مَنْقوم
• نقِمَ منه الشَّيءَ/ نقِمَ من الشَّيءِ: نقَمه، أنكره وعابه " {وَمَا نَقِمُوا مِنْهُمْ إلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [ق] ". 

انتقمَ من ينتقم، انتِقامًا، فهو مُنتقِم، والمفعول مُنتقَم
 منه
• انتقم من خصمِه: عاقَبَه "التأخُّر في الانتقام يجعل الضربةَ أشدّ قسوة- وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا [حديث]- {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} ". 

انتقام [مفرد]: مصدر انتقمَ من.
• ذو انتقام: من صفات الله تعالى، ومعناه: المبالغ في العقوبة لمن يشاء، المسلِّط بلاءه على العُصاة. 

انتقاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انتقام: "أعمال/ عمليَّات انتقاميَّة- تشنّ إسرائيلُ حملة انتقاميَّة ضدّ المقاومة الفلسطينيَّة" ° أضرار انتقاميّة: تعويض يقرِّره المحلّفون للمصاب نتيجة الإهمال الجسيم أو الفعل المتعمّد ويكون التعويض بأكثر من قيمة الأذى الفعليّ.
2 - مصدر صناعيّ من انتقام: نزعة عدوانيّة لإلحاق الضَّرر بالآخرين انتقامًا منهم "تتَّسم السياسة الأمريكيّة بالعدوانيّة والانتقاميّة في التعامل مع العراق". 

مُنتقِم [مفرد]: اسم فاعل من انتقمَ من.
• المُنتقِم: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المُبالغ في العقوبة لمن يشاء، المُسلِّط بلاءَه على العُصاة. 

نَقْم [مفرد]: مصدر نقَمَ على/ نقَمَ من. 

نَقَم [مفرد]: مصدر نقِمَ/ نقِمَ من. 

نِقْمة [مفرد]: ج نِقْمات ونِقَم:
1 - عُقوبَة "انتقم منه شرَّ نقمة- النِّقمة من جنس العمل" ° نِقمة عامّة: استياء عامّ.
2 - عكس نِعْمة. 

نُقوم [مفرد]: مصدر نقَمَ على/ نقَمَ من. 

نقم: النَّقِمةُ والنَّقْمةُ: المكافأَة بالعقوبة، والجمع نَقِمٌ

ونِقَمٌ، فنَقِمٌ لنَقِمة، ونِقَمٌ لنِقْمةٍ، وأَما ابن جني فقال: نَقِمة

ونِقَمٌ، قال: وكان القياس أن يقولوا في جمعِ نَقِمة نَقِم على جمع كَلِمة

وكَلِمٍ فعدلوا عنه إلى أَن فتحوا المكسورَ وكسروا المفتوح. قال ابن سيده:

وقد علمنا أَن من شرط الجمع بِخَلع الهاء أَن لا يُغَيَّر من صيغة الحروف

شيء ولا يُزاد على طرح الهاء نحو تَمْرة وتَمْر، وقد بيَّنَّا ذلك جميعه

فيما حكاه هو من مَعِدةٍ ومِعَدٍ. الليث: يقال لم أَرْض منه حتى نَقِمْت

وانتَقَمْت إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع. ابن الأَعرابي: النِّقْمةُ

العقوبة، والنِّقْمةُ الإنكار. وقوله تعالى: هل تَنْقِمون مِنّا؛ أَي هل

تُنْكِرون. قال الأَزهري: يقال النَّقْمةُ والنِّقْمةُ العقوبة؛ ومنه قول عليّ

بن أَبي طالب، كرم الله وجهه:

ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوانُ مِنِّي،

بازِل عامَيْنِ فَتِيّ سِنِّي

وفي الحديث: أنه ما انتَقَم لنفسِه قَطّ إلا أن تُنتَهَكَ مَحارِمُ الله

أَي ما عاقبَ أَحداً على مكروهٍ أتاه من قِبَله، وقد تكرر في الحديث.

الجوهري: نَقَمْتُ على الرجل أَنقِمُ، بالكسر، فأَنا ناقِمٌ إذا عَتَبْت

عليه. يقال: ما نَقِمْتُ منه إلا الإحسانَ. قال الكسائي: ونَقِمْت، بالكسر،

لغة. ونَقِم من فلانٍ الإحسانَ إذا جعله مما يُؤَدِّيه إلى كُفر النعمة.

وفي حديث الزكاة: ما يَنْقَمُ ابنُ جَميلٍ إلا أَنه كان فَقيراً فأَغناه

الله أَي ما يَنْقَمُ شيئاً من مَنْع الزكاة إلا أن يَكفر النِّعْمة

فكأَنَّ غناه أَدَّاه إلى كُفْرِ نِعْمةِ الله. ونَقَمْتُ الأَمرَ

ونَقِمْتُه إذا كَرهته. وانْتَقَمَ اللهُ منه أي عاقَبَه، والاسم منه النَّقْمةُ،

والجمع نَقِمات ونَقِمٌ مثل كَلِمةٍ وكلِمات وكَلِمٍ، وإن شئتَ سكّنت

القاف ونقلت حركتَها إلى النون فقلت نِقْمة، والجمع نِقَمٌ مثل نِعْمة

ونِعَم؛ وقد نَقَمَ منه يَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً. وانْتَقَمَ ونَقِمَ الشيءَ

ونَقَمَه: أَنكره. وفي التنزيل العزيز: وما نَقَموا منهم إلا أَن

يُؤْمِنوا بالله؛ قال: ومعنى نَقَمْت بالَغْت في كراهة الشيء؛ وأَنشد ابن قيس

الرُّقيّات:

ما نَقِمَوُا من بَني أُمَيَّةَ إلا

أَنهم يَحْلُمون، إنْ غَضِبوا

يُروى بالفتح والكسر: نَقَمُوا ونَقِمُوا. قال ابن بري: يقال نَقَمْتُ

نَقْماً ونُقوماً ونَقِمةً ونِقْمةً، ونَقِمْتُ: بالَغْتُ في كراهة الشيء.

وفي أَسماء الله عز وجل: المُنْتَقِم، هو البالغ في العقوبة لمنْ شاءَ،

وهو مُفْتَعِل مِنْ نَقَمَ يَنْقِم إذا بَلَغَتْ به الكراهةُ حدَّ

السَّخَطِ. وضرَبه ضَرْبة نَقَمٍ إذا ضرَبه عَدُوٌّ له. وفي التنزيل العزيز: قل

يا أَهلَ الكتاب هل تَنْقمون منّا إلاَّ أَن آمَنّا بالله؛ قال أَبو

إسحق: يقال نَقَمْتُ على الرجل أُنْقِم ونَقِمْتُ عليه أَنْقَم، قال:

والأَجوَدُ نَقَمْتُ أَنْقِم، وهو الأَكثر في القراءة. ويقال: نَقِمَ فلانٌ

وَتْرَه أي انْتَقَم. قال أَبو سعيد: معنى قول القائل في المثل: مَثَلي

مَثَلُ الأَرْقَم، إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ، وإن يُتْرَك يَلْقَمْ؛ قوله إن

يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي يُثْأَر به، قال: والأَرْقَمُ الذي يُشْبه الجانّ،

والناسُ يَتَّقونَ قَتْلَه لشَبهه بالجانّ، والأَرْقَم مع ذلك من أَضعف

الحيّات وأَقلِّها عَضّاً. قال ابن الأثير: وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فهو

كالأَرْقَمِ إن يُقْتَلْ يَنْقَمْ أي إن قتَلَه كان له من يَنْتَقِمُ منه،

قال: والأَرْقَمُ الحيّة، كانوا في الجاهلية يزعمون أن الجِنَّ تَطْلُبُ

بثأْرِ الجانَّ، وهي الحيّة الدقيقة، فربما مات قاتِلُه، وربما أَصابه

خَبَلٌ. وإنه لمَيْمُونُ النَّقيمةِ إذا كان مُظَفَّراً بما يُحاوِل، وقال

يعقوب: ميمه بدل من باء نَقِيبةٍ. يقال: فلانٌ مَيْمونُ العريكةِ

والــنقيبة والنَّقيمةِ والطَّبيعة بمعنى واحد.

والناقمُ: ضَرْبٌ من تمرِ عُمانَ، وفي التهذيب: وناقِمٌ تمرٌ بعُمانَ.

والناقميّةُ: هي رَقاشِ بنتُ عامرٍ. وبنوا الناقِميّةِ: بَطْنٌ من عبد

القيس؛ قال أَبو عبيد: أَنشدنا الفراء عن المُفَضَّل لسعد بن زيد

مَناةَ:أَجَدَّ فِراقُ الناقِميّةِ غُدْوةً،

أم البَيْنُ يَحْلَوْ لي لِمَنْ هو مُولَعُ؟

لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّةِ حِقْبةً،

فقد جَعَلَتْ آسانُ بَيْنٍ تَقَطَّعُ

التهذيب: وناقِم حَيٌّ من اليمن؛ قال

(* قوله «وناقم حي من اليمن قال

إلخ»« كذا بالأصل، وعبارة التهذيب: يقال لم أرض منه حتى نقمت وانتقمت إذا

كافأته عقوبة بما صنع، وقال يقود إلخ).

يَقودُ بأَرسان ِ الجِيادِ سَراتُنا،

لِيَنْقِمنَ وتراً أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا

وناقمٌ: لقبُ عامر بن سعد بن عديّ بن جَدَّانَ بنِ حَدِيلَةَ. ونَقَمَى:

اسمُ موضع.

نقم
(ونَاقِمٌ: لقبُ عامِر بن سعد بن عَدِيِّ) بن جُدَّانَ بن جَدِيلَةَ بن أسَدِ ابْن ربيعةَ، كَمَا فِي الصِّحاح وَهُوَ وَالِد رَقَاشِ الْمَذْكُورَة، وَبِه سُمِّيت، وَهُوَ (أَبُو بَطْنٍ) ، قَالَ أَبُو الْفرج الأصبهانيُّ: انْتَقَمَ لِلَطْمَةٍ لُطِمَهَا، فسُمّي نَاقِمًا. (و) ناقِمٌ: (اسمُ تَمْرٍ بعُمان) ، نَقَلَهُ الأزهريّ، وَابْن سِيدَهْ. (ونُقْمُ، بِالضَّمِّ: ة، باليمَن) . قلت: قد أجْحَفَ المصنِّف فِي ضَبطها وبيانها، إجْحافًا كُلِّيًّا، وَالصَّوَاب فِي ضَبطهَا، بضَمَّتَيْنِ وبِفَتْحَتَيْنِ، وكعضُدٍ، كَمَا صرَّح بِهِ ياقوت، وَأما الضمُّ، وَحده مَعَ تسكينِ القافِ، فَلم يذكرْهُ أحد، قَالَ ياقوت: هُوَ جَبَلٌ مُطِلٌّ على صنعاء اليمنِ، قرب غُمْدَانَ، قَالَ فِيهِ زِيَاد بن مُنقذ:
(لَا حبَّذا أنتِ يَا صَنعاءُ من بلدٍ ... وَلَا شُعوبُ هَوًى منِّي وَلَا نُقُمُ)

(وَلنْ أُحبَّ بلادا قد رأيتُ بهَا ... عَنْسًا وَلَا بَلَدا حلَّت بِهِ قُدُمُ)

(إِذا سقى الله أَرضًا صَوْبَ غَادِيَةٍ ... فَلَا سقاهُنَّ إِلَّا النَّارَ تضْطَرِمُ)
وَهِي قصيدة فِي الحماسة. (و) هُوَ (مَيْمُونُ النَّقيمة، أَي: الــنَّقِيبَةِ) : إِذا كَانَ مُظَفَّرًا بِمَا يُحاول، قَالَ يَعْقُوب: ميمُهُ بدل من بَاء نَقِيبَةٍ، ومثلُهُ: مَيْمُونُ العَرِيكةِ، والطَّبيعَةِ. (و) نُقْمَى (كَحُبْلَى: وادٍ) ، نَقَلهُ أَبُو الْحسن الخُوارِزْمِيُّ. (و) نَقَمَى، (كَجَمَزَى: ع، من أَعْرَاض الْمَدِينَة) كَانَ لآل أبي طَالب، قَالَ ابْن إِسْحَاق: وأقبَلَتْ غَطَفَانُ، يَوْم الخَنْدَقِ، وَمن تَبِعَهَا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، حَتَّى نَزَلُوا بذَنَبِ نَقَمَى إِلَى جَانِبِ أُحُدٍ. [] وِممَّا يُسْتدْرَكُ عَلَيه: نَقمَ عَلَيْهِ، كَضَرَبَ وِسَمِعَ، عَتَبَ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ. والنُّقُومُ: مَصْدَرٌ، ذَكَرَهُ ابنُ القَطَّاعِ. ونَقِمَ مِنْ فُلاَنٍ الإِحْسَانَ، كَعَلِمَ: إِذَا جَعَلَهُ مَمَّا يُؤَدَيهِ إِلَى كُفْرِ النَّعْمَةِ. ونَقَّمَ تَنْقِيمًا: بَالَغَ فِي كَرَاهَةِ الشَّيْءِ. وَمِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى: المُنْتَقِمُ، هَوَ البَالِغُ فِي العَقُوبَةِ لِمَنْ شَاءَ. وضَرَبَهُ ضَرْبَةَ نَقَمٍ: إِذا ضَرَبَهُ عَدُوُّ لَهُ.

نَقَمَ 

(نَقَمَ) النُّونُ وَالْقَافُ وَالْمِيمُ أُصَيْلٌ يَدُلُّ عَلَى إِنْكَارِ شَيْءٍ وَعَيْبِهِ. وَنَقَمْتُ عَلَيْهِ أَنْقِمُ: أَنْكَرْتُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ. وَالنِّقْمَةُ مِنَ الْعَذَابِ وَالِانْتِقَامِ، كَأَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَيْهِ فَعَاقَبَهُ. وَقَوْلُهُمْ لِلنَّفْسِ نَقِيمَةٌ، وَهُوَ مَيْمُونُ النَّقِيمَةِ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الْإِبْدَالِ، وَالْأَصْلُ نَقِيبَةٌ.

ثقب

ثقب: الليث الثَّقْبُ مصدر ثَقَبْتُ الشيءَ أَثْقُبهُ ثَقْباً.

والثَّقْبُ: اسم لما نفَذ.الجوهري: الثَّقْبُ، بالفتح، واحد الثُّقُوبِ. غيره: الثَّقْبُ: الخَرْقُ النافِذُ، بالفتح، والجمع أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ.

والثُّقْبُ، بالضم: جمع ثُقْبةٍ. ويُجمع أَيضاً عَلى

ثُقَبٍ. وقد ثَقَبَه يَثْقُبه ثَقْباً وثَقَّبه فانْثَقَبَ، شُدّد للكثرة، وتَثَقَّب وتَثَقَّبَه كثَقَبَه. قال العجاج:

بِحَجِناتٍ يَتَثَقَّبْن البُهَرْ

ودُرٌّ مُثَقَّبٌ أَي مَثْقوبٌ.

والمِثْقَبُ: الآلةُ التي يُثْقَبُ بها.

ولُؤْلُؤاتٌ مثَاقِيبُ، واحدها مَثْقُوبٌ والـمُثَقِّبُ، بكسر القاف: لقب شاعر من عبدالقَيْسِ معروف، سُمي به لقوله:

ظَهَرْنَ بِكِلّةٍ، وسَدَلْنَ رَقْماً، * وثَقَّبْنَ الوَصاوِصَ للعُيُونِ

واسمه عائذ بن مِحْصَنٍ العَبْدي. والوصاوِصُ جمع وَصْوَصٍ، وهو ثَقْبٌ في السِّتْر وغيره على مِقْدار العَيْن، يُنْظَر منه.

وثَقَّبَ عُودُ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلانَ عُودُه، فإِذا اسْوَدَّ شيئاً قيل: قد قَمِلَ؛ فإِذا زاد قليلاً قيل: قد أَدْبى، وهو حينئذ يَصْلُح أَن يُؤكل؛ فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل: قد أَخْوَصَ.

وتَثَقَّبَ الجِلْدُ إِذا ثَقَّبَه الحَلَمُ.

والثُّقُوب: مصدر النارِ الثاقبةِ. والكَوْكَبُ الثاقِبُ: الـمُضِيءُ.

وتَثْقِيبُ النار: تَذْكِيَتُها.

وثَقَبَتِ النارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً وثَقابةً: اتَّقَدَتْ. وثَقَّبَها هو وأَثْقَبها وتَثَقَّبها.

أَبو زيد: تَثَقَّبْتُ النارَ، فأَنا أَتثَقَّبُها تَثَقُّباً، وأُثْقِبُها إِثْقاباً، وثَقَّبْتُ بها تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بها تَمْسِيكاً، وذلك إِذا فَحَصْت لها في الأَرض ثم جَعَلْت عليها بَعَراً وضِراماً، ثم دَفَنْتَها في التراب. ويقال: تَثَقَّبْتُها تَثَقُّباً حين تَقْدَحُها.

والثِّقابُ والثَّقُوب: ما أَثْقَبَها به وأَشْعَلَها به من دِقاقِ العِيدان. ويقال: هَبْ لي ثَقُوباً أَي حُرَاقاً، وهو ما أَثْقَبْتَ به النارَ أَي أَوقَدْتَها به. ويقال: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُب ثُقُوباً إِذا سَقَطَتِ الشَّرارةُ. وأَثْقَبْتُها أَنا إِثقاباً.

وزَنْدٌ ثاقِبٌ: وهو الذي إِذا قُدِحَ ظَهَرت نارُه. وشِهابٌ ثاقِبٌ أَي

مُضِيءٌ.

وثَقَبَ الكَوْكَبُ ثُقُوباً: أَضاء. وفي التنزيل العزيز: وما أَدراكَ

ما الطَّارِقُ النجمُ الثاقِبُ. قال الفرَّاء: الثاقِبُ الـمُضِيءُ؛ وقيل:

النجم الثاقِبُ زُحَلُ. والثاقِبُ أَيضاً: الذي ارتفع على النجوم،

والعرب تقول للطائر إِذا لَحِقَ بِبَطْن السماء: فقد ثَقَبَ، وكلُّ ذلك قد جاءَ في التفسير. والعرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد. وفي حديث الصّدّيق، رضي اللّه عنه: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم. والثَّاقِبُ: الـمُضِيءُ، ومنه قَولُ الحجاج لابن عباس، رضي اللّه عنهما: إِنْ كان لَمِثْقَباً أَي ثاقِبَ العِلْم مُضِيئَه.

والمِثْقَبُ. بكسر الميم: العالِمُ الفَطِنُ.

وثَقَبتِ الرائحةُ: سَطَعَتْ وهاجَتْ. وأَنشد أَبو حنيفة:

بِريحِ خُزامَى طَلَّةِ مِنِ ثِيابِها، * ومِنْ أَرَجٍ من جَيِّد المِسْكِ، ثاقِب

الليث: حَسَبٌ ثاقِبٌ إِذا وُصِفَ بشُهْرَتِه وارْتِفاعِه. الأَصمعي:

حَسَبٌ ثاقِبٌ: نَيِّر

مُتَوَقِّدٌ، وعِلمٌ ثاقِبٌ، منه. أَبو زيد: الثَّقِيبُ من الإِبل الغَزِيرةُ اللَّبنِ. وثَقَبتِ الناقةُ تَثْقُبُ ثُقُوباً، وهي ثاقِبٌ: غَزُرَ لَبنُها، على فاعل. ويقال: إِنها لثَقِيبٌ مِن الإِبلِ، وهي التي تُحالِبُ غِزارَ الإِبلِ، فَتَغْزُرُهنَّ. وثَقَبَ رَأْيُه ثُقُوباً: نَفَذَ. وقولُ أَبي حَيّةَ النُّمَيْري:

ونَشَّرْتُ آياتٍ عَلَيْهِ، ولَمْ أَقُلْ * مِنَ العِلْمِ، إِلاّ بالّذِي أَنا ثاقِبُه

أراد ثاقِبٌ فيه فحَذَف، أَو جاءَ به على: يا سارِقَ الليلةِ.

ورجل مِثْقَبٌ: نافِذُ الرَّأْي، وأُثْقُوبٌ: دَخَّالٌ في الأُمُور.

وثَقَّبَه الشَّيْبُ وثَقَّبَ فيه، الأَخيرة عن ابن الأَعْرابي: ظَهَرَ

عليه، وقيل: هو أَوَّلُ ما يَظْهَرُ.

والثَّقِيبُ والثَّقِيبةُ: الشَّدِيدُ الحُمْرة من الرِّجال والنساءِ، والمصدر الثَّقابةُ. وقد ثَقَبَ يَثْقُبُ. والمِثْقَبُ: طريق في حَرّةٍ وغَلْظٍ، وكان فيما مَضى طَريقٌ بين اليَمامةِ والكُوفة يُسمَّى مِثْقَباً:وثُقَيْبٌ: طَرِيقٌ بِعَيْنِه، وقيل هو ماء، قال الراعي:

أَجَدَّتْ مَراغاً كالمُلاءِ، وأَرْزَمَتْ * بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ، حَيْثُ لاحَتْ طَرائِقُهْ

التهذيب: وطَريقُ العِراق من الكوفة إِلى مكة يقال له مِثْقَبٌ.

ويَثْقُبُ: موضع بالبادِية.

(ثقب) - في الحَدِيثِ : "أبو بَكْر أثقَبُ أَنساباً".
: أَي أَنْوَرُه، من ثَقَبَت النَّارُ، ونَجْم ثَاقِب، والأَصْل فيه نُفوذُ الضَّوءِ وسُطُوعُه.
[ثقب] نه في ح الصديق: نحن "أثقب" الناس أنساباً أي أوضحهم، والثاقب المضيء، ومنه قول الحجاج لابن عباس: إن كان "لمثقبا" أي ثاقب العلم مضيئه، والمثقب بكسر الميم العالم الفطن. غ: ثقبت النار وأثقبتها.
(ثقب) الشَّيْء واللون توهج واشتدت حمرته فَهُوَ ثقيب (أثقب) النَّار أوقدها والزند وَنَحْوه قدحه فأظهر شرره

(ثقب) الْعود جرى فِيهِ المَاء والطائر ارْتَفع فِي الجو وَالشَّيْء ثقبه وَالنَّار أوقدها وذكاها والشيب فلَانا وَفِيه بدا
وَيُقَال ثقب الشيب الشّعْر وَفِيه
ثقب
الثَّاقِب: المضيء الذي يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه. قال الله تعالى: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ [الصافات/ 10] ، وقال تعالى: وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ [الطارق/ 2- 3] ، وأصله من الثُّقْبَة، والمَثْقَب: الطريق في الجبل، كأنه قد ثقب، وقال أبو عمرو:
والصحيح: المِثْقَب ، وقالوا: ثَقَبْتُ النار، أي: ذكيتها.
ث ق ب : ثَقَبْتُهُ ثَقْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ خَرَقْتُهُ بِالْمِثْقَبِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَالثُّقْبُ خَرْقٌ لَا عُمْقَ لَهُ وَيُقَالُ خَرْقٌ نَازِلٌ فِي الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ ثُقُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالثُّقْبُ مِثَالُ قُفْلٍ لُغَةٌ وَالثُّقْبَةُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ ثُقَبُ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ قَالَ الْمُطَرِّزِيُّ وَإِنَّمَا يُقَالُ هَذَا فِيمَا يَقِلُّ وَيَصْغُرُ. 

ثقب


ثَقَبَ(n. ac. ثَقْب)
a. Pierced, bored, punctured, perforated.
b. Was penetrating, keen ( judgment & c.).
c.(n. ac. ثُقُوْب), Shone, gleamed, flashed.
ثَقُبَ
(a. n, ac.
ثَقَاْبَة), Glowed.
ثَقَّبَa. Penetrated, pierced through.
b. Soared, rose high.
c. Kindled, lit up.
d. Appeared ( grey hair ).
أَثْقَبَa. see II (c)
تَثَقَّبَإِنْثَقَبَa. Was pierced, bored, &c.

ثَقْب
ثُقْب (pl.
أَثْقُب
ثُقُوْب أَثْقَاْب).
a. Hole, puncture, perforation; cutting; sluice.

ثُقْبَة
(pl.
ثُقْب
ثُقَب
9)
a. see 1b. Tube, conduit.

مِثْقَب
(pl.
مَثَاْقِبُ)
a. Drill, awl, gimlet, borer.
b. Keen, sagacious.

ثَاْقِبa. Penetrating, keen, sagacious.
b. Bright, shining, brilliant.

ثِقَاْبa. Firewood, fuel.

ثَقِيْبa. Red, ruddy, glowing.

ثَقُوْبa. see 23
ث ق ب: (الثَّقْبُ) بِالْفَتْحِ وَاحِدُ (الثُّقُوبِ) وَ (الثُّقْبُ) بِالضَّمِّ جَمْعُ (ثُقْبَةٍ كَالثُّقَبِ) بِفَتْحِ الْقَافِ. قُلْتُ: وَنَظِيرُهُ دُلْبَةٌ وَدُلْبٌ وَنُقْبَةٌ وَنُقْبٌ. قَالَ: وَ (الْمِثْقَبُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُثْقَبُ بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (ثَقَبَتِ) النَّارُ اتَّقَدَتْ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (ثَقَابَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَ (أَثْقَبَهَا) أَوْقَدَهَا وَ (ثَقَّبَهَا تَثْقِيبًا) أَذْكَاهَا وَشِهَابٌ (ثَاقِبٌ) أَيْ مُضِيءٌ وَ (الثَّقُوبُ) بِفَتْحِ الثَّاءِ مَا تُشْعَلُ بِهِ النَّارُ مِنْ دِقَاقِ الْعِيدَانِ. 
ثقب: ثقب مصدره ثقوب (عباد 1: 267) وثقب: طعم النبات بإحداث ثقبة (أنظر ثقبة) (ابن العوام 1: 19، 406) وفي مخطوطة ليدن منه العب أي الثقب، وجاءت فيه بعد التركيب (ص407) حيث يجب أن تحل كلمة الثقب محل النقب.
وثقب القحف: حَجّ عظم القحف (بوشر) ثَقْب: أثر الجدري، رشم الجدري (همبرت 34) والإست والشرج (ألف ليلة 1: 260 وطبعة برسل 11: 442، 450).
ثُقْبَة: الإست والشرج (ألف ليلة برسل 2: 56) والثقبة في تطعيم النبات الحفرة التي توضع فيها الاريفة (ابن العوام 1: 19).
ثَقّاب: الذي يكثر من الثقب (فوك) يقّاب أعين: كحال طبيب العيون (رايت 105) ثاقب الحجر: بسفايج (ابن البيطار 1: 227). مِثْقَب: آلة لثقب العظام، محجاج، مِقَورة، وهي من آلات الجراحة (بوشر).
مُثَقَّب: ذو ثقوب (البكري 156).
مِثْقاب: سلك غليظ من الشبه يدخله صانع الأنابيب في الأنبوب (صفة مصر 12: 486) مَثْقوب في معجم ألكالا Cavadiza cosa ويراد به الرمل الذي يستخرج عند الحفر.
باب القاف والثاء والباء معهما ث ق ب، ب ث ق يستعملان فقط

ثقب: الثَّقْبُ مصدر: ثَقَبْتُ الشيء أثقُبُه ثَقْباً، والثَّقْبُ اسم لما نفذ. والمِثْقَبُ أداة يثقب بها. والثُّقُوبُ مصدر النار الثاقِبةِ، والكواكب ونحوه أي التلألؤ، وثَقَب يثْقُبُ. وحسب ثاقِبٌ مشهور مرتفع. ورجل ثقيبٌ وامرأة ثقيبة: شديدة الحمرة، وقد ثَقُبَ يثقُبُ ثَقابةً. ويثقُبُ: موضع بالبادية، قال النابغة:

عفت روضة الأجداد منها فيثقُبُ

بثق: البَثْقُ كسر شط النهر فَيَنْبَثِقُ الماء، وقد بَثَقْتُه أبثُقُه بَثْقاً. والبِثْقُ اسم الموضع الذي حفره الماء، وجمعه بُثُوقٌ. وانبَثَقَ عليهم إذا أقبل عليهم ولم يظنوا به. 
(ث ق ب) : (الثَّقْبُ) الْخَرْقُ النَّافِذُ وَالثُّقْبَةُ بِالضَّمِّ مِثْلُهُ وَإِنَّمَا يُقَالُ هَذَا فِيمَا يَقِلُّ وَيَصْغُرُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ الْحَيْضُ أَقْوَى مَانِعٍ لِأَنَّ الثَّقْبَ فِي أَسْفَلِ الرَّحِمِ بِخِلَافِ الْكُلْيَةِ وَعَلَى ذَا الصَّوَابُ فِي الْإِجَارَاتِ يَثْقُبُ الْجَوَاهِرَ بِالثَّاءِ وَجِلْدٌ مُثَقَّبٌ وَالنِّسَاءُ ثَقَبْنَ الْبَرَاقِعَ جَعَلْنَ فِيهَا ثُقْبًا وَأَمَّا نَقْبُ الْحَائِطِ وَنَحْوِهِ بِالنُّونِ فَذَاكَ فِيمَا يَعْظُمُ وَتَرْكِيبُهُ يَدُلُّ عَلَى النَّافِذِ الَّذِي لَهُ عُمْقٌ وَدُخُولٌ (وَقَوْلُهُ) جُبَّةٌ وُجِدَتْ فِيهَا فَأْرَةٌ مَيْتَةٌ إنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا نَقْبٌ الصَّوَابُ (ثَقْبٌ) بِالثَّاءِ وَأَحْسَنُ مِنْ هَذَا فَتْقٌ وَفِي الْكَرَاهِيَةِ أَنْ تُثَقَّبَ أُذُنُ الطِّفْلِ مِنْ الْبَنَاتِ الصَّوَابُ بِالثَّاءِ.
[ثقب] الثَقْبُ بالفتح: واحدُ الثقوب. والثُقْبُ بالضم: جمع ثُقْبَةٍ. ويجمع أيضاً على ثُقَبٍ. والمِثْقَبُ: ما يثقب به. وثقبت الشئ ثقبا، وثَقَّبْتُهُ، شُدِّدَ للكثرة. ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أي مثقوبٌ. وتَثَقَّبَ الجِلْدُ، إذا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ. وتثقيبُ النارِ: تَذْكِيَتُها. ويقال أيضا ثقب عود العرفج، وذلك إذا مطر ولان عوده، فإذا اسود شيئا قيل: قد قمل، فإذا زاد قليلا قيل: قد أدبى، وهو حينئذ يصلح أن يؤكل، فإذا تمت خوصته قيل: قد أخوص. والمثقب بكسر القاف: لقب شاعر من بنى عبد القيس ، سمى بذلك لقوله: أرين محاسنا وكنن أخرى * وثقبن الوصاوص للعيون وثقبت النار تثقب ثقوبا وثقابة، إذا اتقدتْ، وأَثْقَبْتُها أنا. وشِهابٌ ثاقب، أي مضئ. ويقال أيضا: ثَقَبَتِ الناقةُ . أي غَزُرَتْ، فهي ثاقبٌ. والثَقوبُ بالفتح: ما تُشْعِلُ به النارَ من دِقاقِ العيدانِ.
ثقب
الثَّقْبُ: مَصدَرُ ثَقَبْتُ الشَّيْءَ أثْقُبُه ثَقْباً. والمِثْقَبُ: ما يُثْقَبُ به.
والثّقُوبُ: مَصدَرُ النارِ الثاقِبَةِ والكَوْكَبِ الثاقِبِ، والحَسَبِ الثاقِبِ؛ وذلك لشُهْرَتِه وارْتفاعِه. والثَّقُوْبُ: الحُرّاقُ.
وثقَّبَ الزَّنْدُ: إذا وَقَعَتْ فيه الشَّرَارَةُ. والثَّقُوْبُ: ما تُوْقَدُ به النارُ.
والثَّقِيْبُ والثَّقِيْبَةُ من الرِّجَال والنِّسَاء: الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ، والمصدر الثقَابَةُ.
وَيثْقُبُ: مَوْضِعٌ بالبادِيَة.
ويُقال للعَرْفَج إذا مُطِرَ ولانَ عُوْدُه: قد ثَقَّبَ عُودُه، وكذلك إذا جَرى الماءُ فيه وأوْرَقَ.
والثاقِبُ والثَّقِيْبُ من النّوقِ: الغَزِيْرَةُ، ثَقَبَتِ الناقَةُ تَثْقبُ ثُقُوباً.
وثَقَّبَه الشَّيْبُ تَثْقِيْباً: لأوَّل ما يَظْهَرُ.
وإذا بَثَرَ البَثْرُ بإِنْسَانِ العَيْنِ فهيِ الثِّقَابَةُ.
وأتَتْني عنهم عَيْنٌ ثاقِبَةٌ: أي خبَرٌ يَقِيْنٌ.
ومِثْقَبٌ: طَرِيْقُ العِرَاقِ إلى مَكَّةَ.
ث ق ب

ثقب الشيء بالمثقب، وثقب القداح عينه ليخرج الماء النازل. وثقب اللألُ الدر، ودر مثقب، وعنده درعذاري: لم يثقبن.

وحن كما حن اليراع المثقب

وثقبن البراقع لعيونهن قال المثقب العبدي:

أرين محاسناً وكنن أخرى ... وثقبن الوصاوص للعيون

وبه سمي المثقب. وثقب الحلم الجلد فتثقب وهذا إهاب متثقب، وفيه ثقب، وثقبة، وثقوب، وثقب.

ومن المجاز: كوكب ثاقب ودرِّىء: شديد الإضاءة والتلألؤ، كأنه يثقب الظلمة فينفذ فيها ويدرؤها، وقد ثقب ثقوباً، وكذلك السراج والنار. وثقبتهما، وأثقبتهما، وأثقب نارك بثقوب، وهو ما تثقب به من حراق وبعر ونحوهما. ورجل ثقيب، وامرأة ثقيبة مشبهان للهب النار في شدة حمرتهما، وفيهما ثقابة. وحسب ثاقب: شهير. ورجل ثاقب الرأي إذا كان جزلاً نظاراً. وأتتني عنك عين ثاقبة أي خبر يقين. وثقب الطائر إذا حلق كأنه يثقب السكاك. وثقب الشيب في اللحية: أخذ في نواحيها.

ويقال: ثقبه الشيب إذا وخطه. وهو طلاع المثاقب أي الثنايا، الواحد مثقب لأنه ينفذ في الجبل فكأنه يثقبه. ومنه قيل لطريق العراق إلى مكة: المثقب. يقال: سلكوا المثقب أي مضوا إلى مكة وثب غزر الناقة، وناقة ثاقب. وعن أبي زيد يقال: إن الفلانة لثقيب، وهي الغزيرة تحالب غزار الإبل فتغزرهن، وقد ثقبت ثقابة أي للغزر فيها منافذ، ونوق ثقب، ومنه: ثقب عود العرفج وثقب إذا جرى فيه الماء وأورق.
(ث ق ب)

الثقب: الْخرق النَّافِذ. وَالْجمع: أثقب، وثقوب.

وَقد ثقبه يثقبه ثقبا، وثقبه فانثقب، وتثقب.

وتثقبه: كثقبه، قَالَ العجاج:

بحجنات يتثقبن البهر

والمثقب: الْآلَة الَّتِي يثقب بهَا.

والمثقب: شَاعِر، سمي بِهِ لقَوْله: أرين محاسناً وكنن أُخْرَى ... وثقبن الوصاوص للعيون

وثقب عود العرفج: مطر فلَان عوده.

وثقبت النَّار تثقب ثقوبا: اتقدت.

وثقبها هُوَ، وأثقبها، وتثقبها.

والثقاب، والثقوب: مَا أثقبها بِهِ.

وثقب الْكَوْكَب ثقوبا: أَضَاء.

والنجم الثاقب، قيل: هُوَ زحل، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا ادراك مَا النَّجْم الثاقب) .

وثقبت الرَّائِحَة: سطعت وهاجت، انشد أَبُو حنيفَة:

برِيح خزامى طلة من ثِيَابهَا ... وَمن أرج من جيد الْمسك ثاقب

وثقبت النَّاقة تثقب ثقوبا، وَهِي ثاقب: غزر لَبنهَا.

وثقب رَأْيه ثقوبا: نفذ، وَقَول أبي حَيَّة النميري:

ونشرت آيَات عَلَيْهِ وَلم اقل ... من الْعلم إِلَّا بِالَّذِي أَنا ثاقبه

أَرَادَ: ثاقب فِيهِ، فَحذف، أَو جَاءَ بِهِ على: يَا سَارِق اللَّيْلَة.

وَرجل مثقب: نَافِذ الرَّأْي.

وأثقوب: دخال فِي الْأُمُور.

وثقبه الشيب، وثقب فِيهِ، الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي: ظهر عَلَيْهِ.

وَقيل: هُوَ أول مَا يظْهر.

والثقيب: الشَّديد الْحمرَة.

والمثقب: طَرِيق فِي حرَّة وَغلظ، وَكَانَ فِيمَا مضى: طَرِيق بَين الْيَمَامَة والكوفة يُسمى مثقبا.

وثقيب: طَرِيق بِعَيْنِه. وَقيل: هُوَ مَاء، قَالَ الرَّاعِي:

أَجدت مراغاً كالملاء وأرزمت ... بنجدي ثقيب حَيْثُ لاحت طرائقه

ويثقب: مَوضِع بالبادية.
ثقب
ثقَبَ1 يَثقُب، ثُقُوبًا وثَقابةً، فهو ثاقِب
• ثقَب الكوكبُ ونحوه: أضاء " {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} ".
• ثقَب رأيُه: أصاب ونفذ "ثاقب الفكر والرأي: نافذ البصيرة، ذكيّ، سديد الرأي" ° ثاقب الذِّهن: نبيه، فطن.
• ثقَب ذكرُه: اشتهر "حظي العقاد بذكر ثاقب".
• ثقَبت الرَّائحةُ: انتشرت، سطعت وهاجت. 

ثقَبَ2 يَثْقُب، ثَقْبًا، فهو ثاقب، والمفعول مَثْقوب
• ثقَبَ برميلاً: خرقه، أحدث فيه ثَقْبًا بآلة أو مِثْقب "ثَقَب الحائطَ/ لوحًا خشبيًّا- جَوْرب مثقوب- ثقب البطاقة: خرمها".
• ثقَبتِ الحشراتُ الخشَبَ: نَخَرته. 

انثقبَ ينثقب، انثقابًا، فهو مُنثقِب
• انثقبَ الإطارُ: مُطاوع ثقَبَ2: انخرق، انخرم. 

تثقَّبَ يتثقَّب، تثقُّبًا، فهو مُتثقِّب
• تثقَّب الإطارُ: مُطاوع ثقّبَ: تخرَّق من فسادٍ وغيره، صار مثقوبًا. 

ثقّبَ يُثقِّب، تثقيبًا، فهو مُثقِّب، والمفعول مُثقَّب
• ثقَّب اللَّوحَ الخشبيّ: خرقَهُ "ثقَّب بطاقات الدخول". 

ثاقب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من ثقَبَ1 وثقَبَ2.
2 - مُحرِق، يثقب بنوره الأجسام " {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ} ".
• ثاقب النَّظر/ ثاقب البصر: ذو فِراسة وبُعْد نظر.
• ألم ثاقب: حادّ يجعل المرء يشعر بأنَّ وخزًا يمتدّ إلى داخل أنسجته. 

ثِقاب [مفرد]: ج ثُقُب: ماتُشعَل به النارُ من دِقاق العِيدان، عُود الكبريت الذي يُوقد به "عود ثِقاب". 

ثَقابة [مفرد]: مصدر ثقَبَ1. 

ثَقْب [مفرد]: ج أثقاب (لغير المصدر {وأَثْقُب} لغير المصدر) وثُقُوب (لغير المصدر):
1 - مصدر ثقَبَ2.
2 - شَقّ أو خَرْق نافذ من جانب إلى آخر "وضع المفتاح في ثَقْب الباب" ° الثَّقْب الجليديّ: ثَقب في الجليد تقصده الثدييَّات المائيَّة للتنفُّس.
• الثَّقْب الأسود: (فك) منطقة صغيرة جدًا في الفضاء ذات مجال جاذبيّة قويّ بحيث لا تسمح بمرور الضَّوء.
• ثََقْب الأنبوب: فُتحته "ثَقْب القفل: فُتحة يدخل فيها المفتاح". 

ثُقْب [مفرد]: ج ثُقُوب: ثَقْب، شَقّ أو خَرْق نافذ من جانب إلى آخر "نظر من ثُقْب الباب- ثُقْب إبرة" ° ثُقْب الأوزون. 

ثَقَّابة [مفرد]: اسم آلة من ثقَبَ2: أداة حادَّة لعمل الثُّقوب المستديرة بطريقة القطع الدَّورانيّ "ثقَّابة ملفّات". 

ثُقُوب [مفرد]: مصدر ثقَبَ1. 

مِثْقاب [مفرد]: ج مَثاقيبُ:
1 - اسم آلة من ثقَبَ2: ثقَّابة، أداة حادَّة لعمل الثُّقوب المستديرة بطريقة القطع الدَّورانيّ.
2 - (جو) جهاز دوّار، يستعمل في الحفر في عمليَّات الكشف الزلزاليّ ويُخرج نتاج الحفر من غير الاستعانة بالسوائل.
• مِثقاب الفِلِّين: أسطوانة معدنيّة جوفاء أحد طرفيها حادّ، وعلى الطرف الآخر يدٌ عموديَّة بها يُبرم المثقاب؛ ليدخل الطرف الحادّ في الفلِّين. 

مِثْقَب [مفرد]: ج مَثاقبُ: اسم آلة من ثقَبَ2: ثَقَّابة؛ أداة حادَّة لعمل الثُّقوب المستديرة بطريقة القطع الدَّورانيّ "مِثْقَب خشب- مِثْقَبٌ يدويّ/ كهربائيّ- مِثْقب لتذاكر القطار". 

ثقب

1 ثَقَبَ, (S, A, K, &c.,) aor. ـُ (JK, Msb,) inf. n. ثَقْبٌ, (JK, S, Msb,) He made a hole in a thing (JK, * S, * A, Mgh, Msb, K) with a مِثْقَب; (A, Msb;) meaning, a hole of small size; (Mgh;) such as passed through; he perforated, bored, or pierced, it: (A, Mgh, K:) and in like manner, ↓ ثقّب, (K,) but this signifies he did so much, or to several, or many, things; (S, TA;) and ↓ تثقّب. (K, TA) You say, ثَقَبَ الدُّرَّ [He bored, or perforated, or pierced, the pearls]; (A, TA;) and الاُّذُنَ [the ear]. (Mgh.) And ثَقَبَ القَرْحَ He pierced, or punctured, the purulent pustule, in order that the fluid, or water, in process of excretion, might issue. (A, TA.) and ثَقَبَ الحَلَمُ الجِلْدَ The [ticks called] حَلَم pierced holes in the skin. (A, TA.) And البَرَاقِعَ ↓ ثَقَّبْنَ (A, Mgh) They made holes in the face-veils, (Mgh,) لِعُيُونِهِنَّ [for their eyes]: (A:) said of women. (Mgh.) b2: [Hence,] ثَقَبَ الكَوْكَبُ, (K, and Ham p. 701,) [aor. ـُ inf. n. ثُقُوبٌ, (JK, Ham,) (tropical:) The star shone brightly [as though it pierced through the darkness: see ثَاقِبٌ]: (K:) or shone and glistened intensely. (Ham ubi suprà.) And ثَقَبَتِ النَّارُ, (S, L, K,) aor. ـُ (S, L,) inf. n. ثُقُوبٌ (S, L, K) and ثَقَابَةٌ, (S, L,) (tropical:) The fire burned brightly; burned, blazed, or flamed, up. (S, L, K.) And ثَقَبَ الزَّنْدُ, (JK, TA,) aor. ـُ inf. n. ثُقُوبٌ, (TA,) (assumed tropical:) [The زند emitted fire]: said when the spark falls (JK, TA) upon [or from] the زند [or wooden instrument for producing fire]. (JK.) b3: ثَقَبَتِ الرَّائِحَةُ (tropical:) The odour diffused itself, and rose. (K, TA.) b4: ثَقَبَ رَأْيُهُ, (K,) inf. n. ثُقُوبٌ, (TA,) (tropical:) His judgment was penetrating; syn. نَفَذَ. (K.) b5: ثَقَبَتِ النَّاقَةُ, (JK, S, K,) aor. ـُ inf. n. ثُقُوبٌ, (JK, TA,) (tropical:) The she-camel had much milk; abounded with milk. (JK, S, K.) A2: ثَقُبَ, aor. ـُ (K,) inf. n. ثَقَابَةٌ, (JK, A, K,) (tropical:) He (a man, JK, A) was, or became, very red; (JK, A, K;) so as to be likened to the flame of fire. (A, TA.) 2 ثقّب: see 1, in two places. b2: [Hence,] (tropical:) He (a bird) soared high, piercing the region of the air next to the clouds: (A, TA:) or reached, or ascended to, the midst of the sky. (TA.) b3: ثقّبهُ الشَّيْبُ, (JK, A, K,) inf. n. تَثْقِيبٌ; (JK, K;) and ثقّب فِيهِ; (IAar, K;) (tropical:) Hoariness appeared upon him: (K:) or began to appear upon him: (A, TA:) or became intermixed in his hair; or appeared and spread upon him; or his blackness and whiteness of hair became equal. (A, TA.) And ثقّب الشَّيْبُ بِاللِّحْيَةِ (tropical:) Hoariness commenced in the sides of the beard. (A.) b4: ثقّب عُودُ العَرْفَجِ (tropical:) The stalk of the عرفج [q. v.], the plant being rained upon, became soft: (S:) or the sap ran in it, and it put forth leaves. (JK, A.) When it has become blackish, one says of it, قَبِلَ: when it has increased a little, أَدْبَى; in which state it is fit to be eaten: and when its خُوص are perfect, أَخْوَصَ. (S.) A2: ثقّب, (A, K,) inf. n. تَثْقِيبٌ, (S, K,) also signifies (tropical:) He made a lamp, and a fire, to burn, shine, glisten, or gleam, very brightly, as though piercing through the darkness, and dispelling it; and so ↓ اثقب; (A, TA;) and the latter, he kindled a fire (TA) with tinder, (A, TA,) or camel's dung, or the like: (A:) or both signify he made a fire to burn brightly; to burn, blaze, or flame, up; (S, K;) and so ↓ تثقّب: (K:) or, accord. to Az, النَّارَ ↓ اثقب, inf. n. إِثْقَابٌ, signifies he scraped a hole for the fire, in the ground, then put upon it, [i. e. the fire] dung, such as is called بَعْر, and small pieces of fire-wood or similar fuel, and then buried it in the dust; and so النَّارَ ↓ تثقّب, and بِهَا ↓ تثقّب; as also مسّك بِالنَّارِ, inf. n. تَمْسِبكٌ: and النَّارَ ↓ تثقّب signifies also he struck fire: and ↓ اثقب, inf. n. as above, he made a spark to fall from a زَنْد, q. v. (TA.) 4 أَثْقَبَ see 2, in three places.5 تَثَقَّبَ see 1, first sentence: b2: and see also 2, in four places: A2: and 7, in two places.7 انثقب It was, or became, perforated, bored, or pierced; and in like manner, [but properly, as quasi-pass. of 2, signifying it was, or became, perforated, &c., much or in many places,] ↓ تثقّب. (K.) You say, الجِلْدُ ↓ تثقّب The skin was, or became, pierced with holes by the [ticks called]

حَلَم. (S, A.) ثَقْبٌ (S, A, Mgh, Msb. K) and ↓ ثُقْبٌ (Msb) and ↓ ثَقْبَةٌ (S, A, Mgh, Msb) A hole, perforation, or bore, that penetrates, or passes through, a thing; (A, Mgh, K;) accord. to Mtr, (Msb,) only such as is small; (Mgh, Msb;) such as is large being termed نَقْبٌ, with ن: (Mgh:) or a hole that is not deep: or, as some say, a hole descending into the earth: (Msb: [but this last explanation is not of general application:]) said to be opposed to شَقٌّ: (TA:) pl. [of mult.] (of the first word, S, Msb, K) ثُقُوبٌ (S, A, Msb, K) and [of pauc.] أَثْقُبٌ (K) and (of ثُقْبَةٌ, S, Msb) ثُقَبٌ (S, A, Msb) and ثُقُبٌ. (S [in which this last is said to be with damm, meaning, to the ق, not (as some have supposed) to the ث only,] and A.) ثُقْبٌ: see ثَقْبٌ.

ثُقْبَةٌ: see ثَقْبٌ.

ثِقَابٌ: see what next follows.

ثَقُوبٌ (tropical:) Fuel; or a thing with which fire is kindled, or made to burn brightly, or to burn, blaze, or flame, up; (JK, S, A;) as also ↓ ثِقَابٌ; (K;) consisting of small sticks, (S, TA,) or dung, such as is called بَعْر; (A, TA;) and tinder. (JK, A, TA.) ثَقِيبٌ (tropical:) A man very red; (JK, A, K;) so as to be likened to the flame of fire: (A:) fem. with ة. (JK, A.) b2: See also ثَاقِبٌ, in three places.

ثَاقِبٌ (tropical:) A star, and a lamp, and fire, (A,) or a flame of fire, or a shooting star, (S,) shining brightly: (S:) or shining, glistening, or gleaming, very brightly, as though piercing through the darkness, and dispelling it. (A, TA.) النَّجْمُ الثَّاقِبُ [in the Kur lxxxvi. 3] means (tropical:) The star, or asterism, brightly shining; (Fr, Bd, L;) as though it pierced through the darkness, or the celestial spheres, by its light: (Bd:) or the star, or asterism, that is high, above the others: or the planet Saturn: (L, K:) or the Pleiades, or any star or asterism, brightly shining; because it pierces through the darkness by its light. (Jel.) b2: (assumed tropical:) A زَنْد (q. v.) that emits fire, when struck. (TA.) b3: (tropical:) Applied to حَسَب [i. e. nobility, or grounds of pretension to respect or honour], it means Famous and exalted: (Lth, JK, A, * TA:) or bright; brilliant. (As, TA.) b4: And hence, (tropical:) applied to knowledge [as meaning Penetrating, or brilliant]. (As, TA.) You say also ثَاقِبُ العِلْمِ, for ثَاقِبٌ فِى العِلْمِ, meaning (tropical:) Brilliant [or penetrating] in knowledge; as also ↓ مِثْقَبٌ: (TA:) which latter signifies also (tropical:) learned, and sagacious, or intelligent; (TA;) penetrating in judgment: (K:) and ثَاقِبُ الرَّأْىِ (tropical:) a man of sound and penetrating judgment, sagacity, or intelligence. (A, TA.) b5: أَتَتْنِى عَنْهُمْ عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ, (JK,) or عَنْكَ, (A, TA,) (tropical:) There came to me, from them, or from thee, certain, or sure, news or information. (JK, A, TA.) b6: نَاقَةٌ ثَاقِبٌ (tropical:) A she-camel having much milk; abounding with milk; (Az, JK, S, A, K;) as also ↓ ثَقِيبٌ; (Az, JK, K;) and ↓ ثَقِيبَةٌ: (TA, voce نَقِيبَةٌ:) pl. (of the former, A) نُوقٌ ثُقُبٌ, (so in a copy of the A,) or ثُقَّبٌ. (TA.) One says also, مِنَ الإِبِلِ ↓ إِنَّهَا لَثَقِيبٌ, meaning Verily she is one that vies with the other camels abounding with milk, and surpasses them in abundance thereof. (TA.) أَثْقَبُ [More, and most, piercing, or penetrating: &c.] b2: [Hence,] أَثْقَبُ حَطَبٍ نَارًا (assumed tropical:) [The most excellent of fire-wood in yielding fire]. (TA in art. مظ.) أُثْقُوبٌ (assumed tropical:) A man (TA) who enters, or penetrates, much into affairs. (K, TA.) مَثْقَبٌ (assumed tropical:) A great road, (K, TA,) which people [as it were] pierce, or perforate, by their tread. (TA.) [See also what next follows.]

مِثْقَبٌ An instrument with which one perforates, bores, or pierces; a drill, or the like: (S, A, Msb, K:) pl. مَثَاقِبُ. (A.) b2: And hence, (tropical:) A road passing through a mountain; as though perforating it: (A, TA:) or a road passing through a stony and rugged tract: (L, TA:) and, with the article ال, particularly applied to the road of El-'Irák, (A, K,) from El-Koofeh (K) to Mekkeh: (A, K:) or a road between El-Yemámeh and ElKoofeh: (L, TA:) and a road between Syria and El-Koofeh: (K:) or, accord. to El-Bekree and the Marásid, a road called after a man named مثقب. (MF, TA.) Hence the saying, هُوَ طَلَّاعُ المَثَاقِبِ, (tropical:) i. q. طَلَّاعُ الثَّنَايَا [q. v. voce ثَنِيَّةٌ]. (A, TA.) b3: See also ثَاقِبٌ.

دُرٌّ مُثَقَّبٌ (S, A) i. q. ↓ مَثْقُوبٌ [i. e. Bored, perforated, or pierced, pearls]: (S, TA:) the pl. of the latter is مَثَاقِيبُ. (TA.) b2: إِهَابٌ مُثَقَّبٌ A hide pierced with holes by [the ticks called] حَلَم. (A, TA.) b3: حَنَّ كَمَا حَنَّ اليَرَاعُ المُثقَّبُ [He, or it, uttered plaintive sounds like the reed pierced with holes; i. e., the musical reed]. (A, TA.) مَثْقُوبٌ: see مُثَقَّبٌ.
ثقب
: (الثَّقْبُ: الخَرْقُ النَّافِذُ) ، بالفَتْحِ، قِيلَ هُوَ مُقَابِلُ الشَّقِّ (ج أَثْقُبٌ وثُقُوبٌ) وَقد (ثَقَبَهُ) يَثْقُبُهُ ثَقْباً (وثَقَّبَهُ) ، شُدِّدَ للُكَثْرَةِ (فَانْثَقَبَ وتَثَقَّبَ، وتَثَقَّبْتُه) مِثْلُ ثَقَبْتُه، قَالَ العَجَّاجُ:
بِحَجنات يَتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
ودُرٌّ مُثَقَّبٌ، أَيْ مَثْقُوبٌ، وثَقَّبَ الَّلآّلُ، الدُّرَّ، وعنْدَهُ دُرُّ عَذَارَى لَمْ يُثَقَّبْنَ.
وحنَّ كَمَا حَنَّ اليَرَاعُ المُثَقَّبُ.
(والمِثْقَبُ آلَتُهُ) الَّتِي يَثْقُبُ بِهَا ولُؤْلُؤَاتٌ مَثَاقِيبٌ، وَاحِدُهَا: مَثْقُوبٌ،
(و) المِثْقَبُ (: طَريقُ العِرَاقِ مِنَ الكُوفَة إِلَى مَكَّةَ) ، حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : طَرِيقٌ فِي حَرَّةٍ وغَلْظٍ، وَكَانَ فيمَا مَضَى طَريقٌ بَيْنَ اليَمَامَةِ والكُوفَةِ يُسَمَّى مِثْقَباً.
وَفِي الأَساس: ومنَ المَجَازِ: وهُوَ طَلاَّعُ المَثَاقبِ، أَيِ الثَّنَايَا، الوَاحدَةُ مِثْقَبٌ، لأَنَّهُ يَنْفُذُ فِي الجَبَلِ فَكَأَنَّهُ يَثْقُبُهُ، وَمِنْه سُمِّيَ طَرِيقُ العِرَاقِ إِلَى مَكَّةَ المِثْقَبَ، يُقَالُ: سَلَكُو المِثْقَبَ أَيْ مَضَوْا إِلَى مَكّةَ، انْتهى، قَالع شَيْخُنَا: وَالَّذِي ذَكَره البَكْرِيُّ وصَاحبُ المَرَاصِدِ أَنَّهُ سُمِّيَ لِمُرُورِ رَجُلٍ بِهِ يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ، قَالَ فِي المراصد: سُمِّيَ بِذَلكَ لاِءَنَّ بَعْضَ مُلُوكِ حِمْيَرَ بَعَثَ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ مِثْقَبٌ عَلَى جَيْشٍ كَثيرٍ إِلَى الصِّينِ، فَأَخَذَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ فَسُمِّيَ بِهِ، وقِيلَ: إِنَّهُ طَرِيق مَا بَيْنَ اليَمَامَةِ والكُوفَة.
قُلْتُ: وقَالَ ابنُ دُرَيْد: مِثْقَبٌ: طَرِيقٌ كَانَ بَيْنَ الشَّامِ والكُوفَةِ، وكَانَ يُسْلَكَ فِي أَيَّامِ بَنِي أُمَيَّةَ.
(و) المُثَقِّبُ، (كَمُحَدِّثٍ: لَقَبُ عَائِذ بنِ مِحْصَنٍ) العَبْدِيِّ (الشَّاعِر) مِنْ بَني عَبْدِ القَيْس بنِ أَفْصَى، سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ.
ظَهَرْنَ بِكِلَّةٍ وَسَدَلْنَ رَقْماً
وَثَقَّبْنَ الوَصَاوِصَ للْعُيُون
الوَصَاوِصُ: جَمْعُ وَصْوَصٍ، وَهُوَ ثُقْبٌ فِي السِّتْرِ وغَيْرِهِ على مِقْدَارِ العَيْنِ تَنْظُرُ مِنْهُ. وَفِي الأَساس: وثَقَّبْن البَرَاقِعَ لِعُيُونِهِنَّ، وبِهِ سُمِّي الشَّاعِرُ.
(و) المَثْقَبُ (كَمَقْعَد: الطَّرِيقُ، العَظِيمُ) يَثْقُبهُ النَّاسُ بِوَطِءِ أَقْدَامِهِمْ قالَهُ أَبُو عَمْرٍ و، ولَيْسَ بِتَصْحِيفِ المَنْقَبِ، بالنُّونِ، وهُوَ مَجَازٌ.
(وتثقبت النَّارُ ثُقُوباً) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ مَا فِي (لِسَان الْعَرَب) : وثَقَبَتِ النَّارُ تَثْقُبُ ثُقُوباً ونَقَابَةً (: اتَّقَدَتْ، وثَقَّبَهَا هُوَ) بالتَّشْدِيدِ (تَثْقِيباً، وأَثْقَبَهَا وتَثَقَّبَهَا) ، قَالَ أَبُو زَيْد: تَثَقَّبْتُ النَّارَ فَأَنَا أَتَثَقَّبْهَا تَثَقُّباً، وأَثْقَبْتُهَا إِثْقَاباً، وثَقَّبْتُ بِهَا تَثْقِيباً، ومَسَّكْتُ بِهَا تَمْسِيكاً، وَذَلِكَ إِذَا فَحَصْتَ لَهَا فِي الأَرْضِ ثُمَّ جَعَلْتَ عَلَيْهَا بَعْراً وَضِرَاماً ثُمَّ دَفَنْتَهَا فِي التُّرَابِ، ويُقَالُ تَثَقَّبْتُهَا تَثَقُّباً، حينَ تَقْدَحْهَا.
(والثَّقُوبُ كَصَبُورٍ، و) ثِقَابٌ مِثْلُ (كِتَابٍ: مَا أَثْقَبَهَا بِهِ) وأَشْعَلَهَا بِهِ مِنْ دِقَاقِ العِيدَانِ، ويُقَالُ: هَبْ لِي ثَقُوباً، أَيْ حُرَاقاً، وهُوَ مَا أَثْقَبْتَ بِهِ النَّارَ أَيْ أَوْقَدْتَهَا بِهِ، والثُّقُوبُ: مَصْدَرُ النَّارِ الثَّاقِبَةِ، والكَوْكَبِ الثَّاقِبِ، وتَثْقِيبُ النَّارِ تَذْكيَتُهَا، وَفِي الأَسَاس: ومنَ المَجَازِ أَثْقِبْ نَارَكَ بِثَقُوبٍ، وهُوَ مَا يُثُقَبُ بِهِ مِن نَحْوِ حُرَاقٍ وَبَعْرٍ.
قُلْتُ: والعَرَبُ تَقُولُ: أَثْقِبْ نَارَكَ أَيْ أَضِئْهَا، للمُوقِد.
(و) مِنَ المَجازِ ثَقَبَ (الكَوْكَبُ: ثُقُوباً (: أَضَاءَ) وشِهَابٌ ثَاقِب، أَيْ مُضِيءٌ وَفِي الأَساس: كَوْكَبٌ ثَاقِبٌ ودُرِّيءٌ شَديدُ الإِضاءَة والتَّلأْلُؤِ كَأَنَّه يَثْقُبُ الظُّلْمَةَ فَيَنْفُذُ فِيهَا وَيَدْرَؤُهَا، وكَذَا السِّرَاجُ والنَّارُ وَثَقَّبْتُهُمَا وأَثْقَبْتُهُمَا.
(و) مِنَ المَجَازِ: ثَقَبَتِ (الرَّائحةُ: سَطَعَتْ وهَاجَتْ) أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ.
بِرِيحِ خُزَامَى طَلَّة مِنْ ثِيَابِهَا
وَمِنْ أَرَجٍ مِنْ جَيِّد المِسْكِ ثَاقِبِ
(و) ثَقَبَتِ (النَّاقَةُ) تَثْقُبُ ثُقُوباً وَهِي ثاقبٌ (: غَزُرَ لَبَنُهَا) ، عَلَى فَاعِلٍ، ويقالُ إِنَّهَا لَثَقيبٌ مِنَ الإِبلِ، وهِيَ الَّتِي تُحَالِبُ غِزارَ الإِبلِ فَتَغْزُرُهُنَّ، ونُوقٌ ثُقُبٌ، وهُوَ مَجَازٌ، كذَا فِي الأَساس.
(و) ثَقَبَ (رَأْيُهُ) ثُقُوباً (: نَفَذَ) ، وقَوْلُ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ.
ونَشَّرْتُ آيَاتٍ عَلَيْهِ ولَمْ أَقُلْ
مِنَ العِلْمِ إِلاَّ بالَّذِي أَنَا ثَاقبُهْ
أَرَادَ ثَاقِبٌ فِيهِ، فَحَذَفَ، أَوْ جَاءَ بِه عَلَى: يَا سَارِقَ اللَّيْلَةِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(وهُوَ مِثْقَبٌ، كَمِنْبَرٍ، نَافِذُ الرَّأْيِ) ، والمِثْقَبُ أَيْضاً: العَالِمُ الفَطِنُ، ومِنْه قَوْلُ الحَجَّاجِ لابنِ عَبَّاسٍ: إِنْ كَانَ لَمِثْقَباً، أَيْ ثَاقبَ العِلْمِ مُضيئَهُ.
(و) رَجُلٌ (أُثْقُوبٌ) بالضَّمِّ (: دَخَّالٌ فِي الأُمُور) وَفِي، الأَسَاس: ومنَ المَجَازِ: رَجُلٌ ثَاقبٌ الرَّأْيِ إِذَا كَانَ جَزْلاً نَظَّاراً، وأَتَتْنِي عَنْكَ عَيْنٌ ثَاقِبَةٌ: خَبَرٌ يَقينٌ، انْتهى. (و) مِنَ المَجَازِ: (ثَقَّبَهُ الشَّيْبُ تَثْقِيباً) وَخَطَهُ، (وَثَقَّبَ فِيهِ) ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ (: ظَهَرَ) عَلَيْهِ، وقِيلَ: هُوَ أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (الثَّقِيبُ، كأَمِير: والثَّقِيبَةُ (: الشَّدِيدةُ الحُمْرَةِ) مِنَ الرِّجَال والنِّساءِ، يُشَبَّهَان بِلَهَبِ النَّارِ فِي شِدَّةَ حُمْرَتِهِمَا، (ثَقُبَ كَكَرُمَ) يَثْقُبُ وَفِيهِمَا، (ثَقَابَةً: و) الثَّقِيبُ (: الغَزِيرَةُ اللَّبَنِ مِنَ النُّوقِ، كَالثَّاقِبِ) قَالَهُ أَبُو زَيْد، وقَدْ تَقَدَّمَ قَرِيباً.
(وثَقْبُ: ة باليَمَامَةِ، و) ثَقْبُ (بنُ فَرْوَةَ) بنِ البَدَن السَّاعدِيّ، وَفِي نُسْخَةٍ أَبُو فَرْوَةِ، وهُوَ خَطَأٌ، (الصَّحَابِيُّ أَوْ هُوَ) أَيِ الصَّحَابِيُّ ثُقَيْبٌ (كَزُبَيْر) قَالَهُ ابنُ القَدَّاحِ، وهُوَ الذِي يُقَالُ لَهُ الأَخْرَسُ، ويُقَالُ: ثَقْفُ، وبالبَاءِ أَصَحُّ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ القَدَّاحِ الأَنْصَارِيُّ النَّسَّابَةُ، وهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الأَنْصَارِ.
وقيلَ هُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِي أُسَيْد السَّاعِدِيّ، قُتِلَ بِأُحُدٍ، كَذَا فِي (المعجم) .
(وثَقْبَانُ) بالفَتْحِ (: ة بالجَنَدِ) بِاليَمَنِ، بِهَا مَسْجِدُ سَيِّدِنَا مُعَاذ بن جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ.
(ويَثْقُبُ كَيَنْصُرُ) ورُوِيَ الفَتْحُ فِي القَافِ (: ع بالبَادِيَةِ) ، قَالَ النَّابغةُ:
أَرَسْماً جَدِيداً مِنْ سُعَادَ تَجَنَّبُ
عَفَتْ رَوْضَةُ الأَجْدَادِ مِنْهَا فَيَثْقُبُ
كَذَا فِي (المعجم) وقَالَ عَامِرُ بنُ عمْرٍ والمُكَارِي:
وأَقْفَرَتِ العَبْلاءُ والرَّسُّ مِنْهُمُ
وأَوْحَشَ مِنْهُمْ يَثْقُبٌ فَقُرَاقرُ
(و) ثُقَيْبٌ (كَزُبَيْر: طَرِيقٌ مِن أَعْلَى الثَّعْلَبِيَّةِ إِلَى الشَّأْمِ وقِيلَ: هُوَ مَاءٌ، قَالَ الرَّاعِي:
أَجَدَّتْ مَرَاغاً كالمُلاءِ وأَرْزَمَتْ
بِنَجْدَيْ ثُقَيْبٍ حَيْثُ لاَحَتْ طَرَائقُهْ
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: ثَقَبَ القَدَّاحُ عَيْنَهُ لِيُخْرِجَ المَاءَ النازِلَ، وَثَقَّبَ الحلَمُ الجِلْد فَتَثَقَّبَ، وتَثَقَّبَ الجِلْدِ إِذَا ثَقَّبَهُ الحَلَمُ، وإِهَابٌ مُتَثَقِّب وَفِيه ثَقْبٌ وثُقْبةٌ وثُقُوبٌ وثُقَبٌ، ويُقَالُ: ثَقَبَ الزَّنْدُ يَثْقُبُ ثُقُوباً إِذَا سَقَطَتِ الشَّرَارَةُ، وأَثْقَبْتُهَا أَنَا إِثْقَاباً، وزَنْدٌ ثَاقِبٌ هُوَ الَّذِي إِذَا قُدِحَ ثَارتْ نَارُهُ، ومِن المَجَازِ: حسَبٌ ثَاقبٌ، إِذَا وُصِفَ بِشُهْرَتِهِ وارْتِفَاعِهِ، قَالَه اللَّيْثُ، وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: حَسَبٌ ثَاقبٌ: نعيِّرٌ مُتَوَقِّدٌ، وعِلْم ثاقِبٌ، مِنْه.
ومِنَ المَجَازِ: ثَقَّبَ عُودُ العَرْفَجِ: مُطِرَ فَلاَنَ عُودُهُ، فإِذا اسْوَدَّ شَيْئا قيل: قد قَمِلَ، فإِذَا زَادَ قَلِيلاً قيل: قد أَدْبَى، وَهُوَ حِينَئذ يَصْلُحُ أَنْ يُؤْكَلَ، فإِذا تَمَّتْ خُوصَتُهُ قيل: قد أَخْوَصَ، (و) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ} (الطارق: 2، 3) أَي (المُرْتَفِعُ على النُّجُومِ) والعَرَبُ تَقول لِلطَّائِرِ إِذَا حَلَّقَ بِبَطْنِ السَّمَاءِ قد ثَقَبَ، وَفِي الأَساس: وثَقَّبَ الطَّائِرُ: حَلَّقَ كَأَنَّه يَثْقُبُ السُّكَاكَ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: الثَّاقبُ: المُضِيءُ (أَوْ) هُوَ (اسْمُ زُحَلَ) وكُلُّ ذَلِك جَاءَ فِي التَّفْسيرِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .

عرك

ع ر ك: (عَرَكَ) الشَّيْءَ دَلَكَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْمُعْتَرَكُ) مَوْضِعُ الْحَرْبِ وَكَذَا (الْمَعْرَكُ) وَ (الْمَعْرَكَةُ) وَ (الْمَعْرُكَةُ) أَيْضًا بِضَمِّ الرَّاءِ. وَ (الْعَرِيكَةُ) الطَّبِيعَةُ وَفُلَانٌ لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ أَيْ سَلِسٌ وَيُقَالُ: لَانَتْ عَرِيكَتُهُ إِذَا انْكَسَرَتْ نَخْوَتُهُ. 
ع ر ك

فلان ليّن العريكة إذا كان سلساً وأصله في البعير، والعريكة: السنام. وهذه أرض معروكة: عركتها السائمة. وماء معروك: مزدحم عليه. وأورد إبله العراك. وعاركه: زاحمه، واعتركوا وتعاركوا ف يالقتال والخصام. قال جرير:

قد جربت عركتي في كل معترك ... غلب الليوث فما بال الضغابيس

وعركت ذنبه بجنبي إذا احتملته. قال:

إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ... يسوء من الأدنى جفاك الأباعد
(عرك) - في الحديث: "عاوَدَه كَذَا وكَذَا عَرْكةَ " : أي مرَّةً. يقال: لقيتُه عَرْكَةً بعد عَرْكةٍ: أي مرّةً بعد أُخرَى.
وقيل: العَرْك: الجَسُّ الكَثِير، والمَرَّة والمَرَّتَان لا تكون عَرْكًا.
- في حديث عائِشةَ - تَصِفَ أباها, رضي الله عَنْهُما -: "عُرَكَةٌ للَأذَاةِ بجَنْبِه"
: أي يَحْتَمله، وأنشد:
إذا أنتَ لم تَعرُك بجَنْبِك بَعضَ ما
يَرِيبُ من الَأدنَى رَمَاكَ الأَباعِدُ
وفي كتابه لقومٍ من اليهودِ: "إنَّ عليهم رُبْعَ ما صادت عُرُوككُم ورُبعَ المِغْزَل"
العُرُوك: هو جمع عَرَك، وهم الذين يَصِيدُون السَّمَك، ورُبعَ ما تَغْزِله النِّساء، وهذا حكم خاصٌ.

عرك


عَرِكَ(n. ac. عَرَك)
a. Was brave, valorous.

عَاْرَكَa. Fought, strove, struggled, wrestled with.

تَعَرَّكَa. Was rubbed, scraped; was worn out.

تَعَاْرَكَa. Fought, strove &c. together.

إِعْتَرَكَa. Jostled, pressed one another; struggled, strove
together.

عَرْكa. Rubbing, chafing, friction.
b. Experience.
c. [ coll. ], Kneading.

عَرْكَةa. Rub.
b. ( pl.

عَرَكَات )
a. A time, turn, once.
c. Battle, fight.

عَرَكa. Sound, din, noise.

عَرَكِيّ
(pl.
عَرَك عُرُوْك)
a. Fisherman; seaman, sailor.

عَرِكa. see 4b. ( pl.
reg.), Combatant, fighter, wrestler.
c. Sandheaps.

عُرَكَةa. Pain, suffering.

مَعْرَك
(pl.
مَعَاْرِكُ)
a. Arena; battle-field.

مَعْرَكَة
مَعْرُكَة
(pl.
مَعَاْرِكُ)
a. see 17b. Fight; conflict; fray; combat; battle.

عَاْرِكa. Rubbing, chafing; rubber, chafer.
b. [ coll. ], Kneader.
عِرَاْكa. Press, throng.

عَرِيْكَة
(pl.
عَرَاْئِكُ)
a. Character, disposition; nature.

عَرُوْك
(pl.
عُرُك)
a. Smallhumped camel.

N. Ag.
عَاْرَكَa. see 5 (b)
N. P.
أَعْرَكَ
N. P.
إِعْتَرَكَa. see 17
مُعَارَكَة
a. see 17t (b)
أَوْرَدَ إِبِلَهُ العِرَاك
a. He sent his camels together to the water.
[عرك] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم: ألينهم "عريكة"، أي طبيعة، هو لين العريكة إذا كان سلسًا مطاوعًا منقادًا قليل الخلاف والنفور. ط: وعشرة أي صحبة، وفي المصابيح: بعشيرة، أي الصاحب. نه: وفي ح ذم السوق: فإنها "معركة" الشيطان وبها ينصب رايته، المعركة والمعترك موضع القتال، أي موطن الشيطان ومحله الذي يأوي إليه ويكثر منه لما يجرى فيه من الحرام والكذب والربا والغصب ولذا قال: وبها ينصب رايته، كناية عن قوة طمعه في إغوائهم لأن الرايات في الحروب لا تنصب إلا مع قوة الطمع في الغلبة فإن مع اليأس تحط ولا ترفع. ن: هو بفتح الراء إشارة إلى ثبوته هناك واجتماع أعوانه إليه للتحريش بين الناس. نه: وفي كتابه: إن عليكم ربع ما أخرجت نخلكم وربع ما صادت "عروككم" وربع المغزل، هو جمع عرك بالحركة وهم الذين يصيدون السمك. ومنه ح: إن "العركى" سأله عن الطهور بماء البحر، هو بالتشديد واحد العرك كعربي وعرب. وفيه: إنه عاود، كذا وكذا "عركة"، أي مرة، من لقيته عركة بعد عركة أي مرة بعد أخرى. وفي صفة أبي بكر "عركة" للأذاة بجنبه، أي يحتمله، ومنه عرك البعير جنبه بمرفقه إذا دلكه فأثر فيه. وفيه: حتى إذا كنا بسرف "عركت"، أي حضت. ومنه: إن بعض أزواجه كانت محرمة فذكرت "العراك" قبل أن تفيض. ج: "عارك" أي حائض.
عرك عَرَكتُ الأديمَ: دلكْتَه، ومنه: عرَكْتُ القَومَ في الحرب، واعْتَرَكوا، ومَعْرَكة ومعرُكة.
وعَرَكْتُ الشاةَ: جَسَسْتَها، والعَرْكُ: كَثْرَةُ الجس. والمَرةُ والمرتان لا تكونُ عَرْكاً. وناقةٌ عَرُوْكٌ: لا يُعْرَفُ سِمَنُها من هُزالِها إلا بالجس؛ لِكثْرَةِ وبَرِها.
وأرسل الإبلعِرَاكاً: أي جَماعاتٍ فازْدَحَمتْ. وعرَكَتِ المرأةُ عَرَاكاً: حاضَتْ، وهي عَارِكٌ، واعْتَرَكَتْ مِعْرَكَةً: للخِرْقَة التي تَحْتَشي بها. وعَرِيْكَةً البَعيرِ: سَنامُه إذا عَرَكَهُ الحِمْلُ.
وناقَةٌ عَرُوْك: لم يكنْ في سَنامِها إلا شَحمٌ يَسيرٌ. وانه لَلَيّنُ العَريكَةِ: أي سَلِسٌ.
والأرضُ مَعْروكَةٌ: عَرَكَتْها السائمةُ بالرَّعْي حتّى صارتْ جَدْبَةً. ولَقيْتُه عَرْكَة بَعْدَ عَرْكَةٍ: أي مرَّةً بعد مَرةٍ. وقَوم عَرِكُوْنَ: أشداءُ صُراعٌ. ورَكب عَرَكْرَكٌ: ضَخْم.
والعَرَكْرَكُ: الرَّجُلُ والبَعيرُ الضَّخْمُ القَوِيُ.
وقد قيل في قوله:
أصْبَرُ من ذي ضَاغِطٍ عَرَكْرَكِ
إن العَرَكْرَكَ والعَرْكَ: هو أن يَعْرُكَ المِرْفَقُ الجَنْبَ. والعَرَكْرَكَةُ: جَماعَةٌ من الناس. والعَرَكِيةُ: الغَليظةُ من النساء. ويُقال: عَرَكَانية أيضاً. والعُرُوْكُ: الصيادُونَ للسمَك. والعَرَكُ: الملاحُون، واحِدهم: عَرَكِي. وعَرْكُ السباع: جَعْرُها. ورَجُلٌ مُعَرك: مُنَجذٌ.
عرك: عرك وجهه: غسل وجهه ونظفه (بوشر).
عرك أذنه: انظر لين. وفي كتاب عبد الواحد (ص61) في كلامه عن مدرس وتلميذه: لطمني وعرك أذني. ويقال كذلك: عرك الظَهْر بمعنى ضرب الظهر بالعصا. (بوشر) ونجد في ألف ليلة (برسل 3: 144، ماكن 4: 173) عركت أذان العود. وانظر مادة تحرّك.
عرك: احتقر، ازدرى. (معجم مسلم، فوك، ألكالا).
عرك: دلك، دعك، عجن، جَبَلَ (ألكالا، معجم البربرية، هانرتر، قواعد لغة القبائل ص211)، ابن العوام 2: 375. 402 وفي شكوري (ص191 ق): ويكون الخبز منه قد أحكم عَجْنُه وعَرْكهُ.
وفيه: ثم يعجن ثانية ويعرك عركاً جيداً.
وفيه: وأَجْوَدُ الأخباز ما كثر فيه الماء حين يُعْجَن وأُكْثِرَ من عَرِْكه. وانظر مَعْرُوك فيما يلي: تَعَارَك: لم يجد لين نصاً يعتمد عليه وردت فيه هذه الكلمة. وقد وردت بمعنى تقاتل وتحارب في كليلة ودمنة (ص6) وفي ألف ليلة (1: 365).
انعرك: احتُقِر، ازدُرِي (فوك).
اعترك: تزاحم في المعترك وهو موضع القتال. (رايسك في معجم فريتاج) وهو مأخوذ من ديوان الهذليين (ص274 البيت الخامس).
عِرَاك: نوع من المصارعة (ألف ليلة 1: 365).
عَرُوك: آلة من الخشب يستخدمها صيادو السمك. هذا إذا صدقنا بما يقوله البلاذري (ص60) وانظر معجم البلاذري.
عَرَاكَة، معاركة، مضاربة بجمع الكف (بوشر).
عَرَاكَة: تمرد، عصيان، فتنة، ثورة (هلو).
خُبرْ مَعْرُوك: هو عند ألكالا panhemenciado ولم يَذكر هذا التعبير في المعاجم التي بين أيدينا فيما عدا معجم نبربجا الذي يفسره بقوله artocopus panis ( وانظر دوكانج) ولم يعد هذا معروفاً بالأندلس وقد اربكت هذه الكلمة اللاتينية السيد لافونيت أول الأمر وقد كنت سألته عنها، غير إنه أخبرني بعد ذلك إنه علم أنها لا تزال مستعملة في الأندلس وهي تعني خبزاً قد ملك عجينه ودعك دعكاً جيداً. وخبزاً شديد الجودة، وهذا هو في الحقيقة معنى خبز معروق وهو لا يزال معروفاً في المشرق، فان السيد وتزشتاين يقول في كلامه عن دمشق (زيشر 11: 516): (في شهر رمضان يخبز نوع آخر من الخبز هو الخبز المعروق، هذا الخبز جيد كبير أبيض ويبلغ ثخنه من ثلاثة أصابع إلى أربعة، وتحضيره متعب جداً لأن عجينه لا بد أن يلبك ويدعق باستمرار، ومن هذا قيل له معروق أي معجون عجناً جيدا).
[عرك] عركت الشئ أعركه عركا: دلكته. وعرك العبير جنبه بمرفقه. وعَرَكْتُ القوم في الحرب عَرْكاً. والمُعارَكَةُ: القتالُ. والمُعْتَرَكُ: موضع الحرب، وكذلك المَعْرَكُ والمَعْرَكَةُ، والمَعْرَكَةُ أيضاً بضم الراء. واعتركوا، أي ازذحموا في المُعْتَرَكِ. ويقال: أورد إبلَه العِراك، إذا أوردها جميعاً الماء. ونصب نصب المصادر، أي أوردها عراكا، ثم أدخل عليه الالف واللام، كما قالوا: مررت بهم الجماء الغفير، والحمد لله، فيمن نصب. ولم تغير الالف واللام المصدر عن حاله. قال لبيد يصف الحمار والآتن: فأوردَها العِراكَ ولم يَذُدْها ولم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِخالِ ابن السكيت: يقال هي عَريكَةُ السنامِ، لبقيَّته. والعَريكَةُ: الطبيعةُ. وفلان ليِّن العَريكَةِ، إذا كانَ سلساً. ويقال: لانت عَريكَتُهُ، إذا انكسرت نَخْوته. والعَروكُ من النوق، مثل الشَكوكِ. وعركت السنام، إذا لمسته تنطر أبِهِ طِرْقٌ أم لا. وماءٌ مَعْروكٌ: مزدحَمٌ عليه. وأرضٌ مَعروكَةٌ: عَرَكَتْها السائمةُ حتَّى أجدبتْ. وعَرَكَتِ المرأةُ تَعْرُكُ عُروكاً، أي حاضت. ومنه قول الشاعر :

وهى شمطاء عارك * قال أبو عمرو: العَرَكُ الذين يصيدون السمك، واحدهم عَرَكِيٌّ، مثل عَرَبٍ وعَرَبيٍّ. وإنما قيل للملاَّحين عَرَكٌ لأنهم يصيدون السمك. قال: وليس أن العَرَكَ اسمٌ للملاَّحين. قال زُهَير: تَغْشَى الحُداةُ بهم حرالكثيب كما يغشى السفائن موج اللجة العرك ورواه عبيد " موج " الرفع. وجعل العرك نعتاً للموج، يعني المتلاطم. والعَرَكُ أيضاً: الصوت، وكذلك العَرِكُ بكسر الراء. ورجلٌ عَرِكٌ، أي صِرِّيعٌ. وقومٌ عَرِكونَ، أي أشداءُ صُرَّاعٌ. ويقال: لقيته عَرْكَةً، بالتسكين، أي مرّةً. ولقيته عَرَكاتٍ، أي مرّاتٍ. والعركركة: المرأة الضخمة. قال الشاعر: وما من هَوايَ ولا شيمَتي عَرَكْرَكَةٌ ذاتُ لحمٍ زيم والعركرك: الجمل الغليظ القوى. قال الراجز: أصْبَرُ من ذي ضاغِطٍ عَركْرَكْ ألقَى بَواني زَوْرِهِ في المبرك
عرك
عرَكَ يَعرُك، عَرْكًا، فهو عارِك، والمفعول مَعْروك
• عرَكَ الجلدَ ونحوَه: دلَكَه، حكَّه "عَرَكه لينظِّفه".
• عَرَكهُ الدَّهْرُ: حنَّكه وأدَّبه "عَرَكته الحوادثُ فصار عارفًا بالأمور" ° رَجُل عَرَكته الحياةُ: محنَّك، مجرِّب- عَرَكتهم الحربُ: دارت عليهم. 

اعتركَ/ اعتركَ في يعترك، اعتِراكًا، فهو مُعتَرِك، والمفعول مُعْتَرَك فيه
• اعترك الرَّجلان: تنازعا على شيء "اعترك الطَّرفان أمام القضاء حول ملكيّة الأرض".
• اعترك الجنودُ في الحرب: ازدَحموا وقاتَل بعضُهم بعضًا. 

تعاركَ يتعارك، تَعارُكًا، فهو مُتعارِك
• تعارك القومُ: ازدحموا وتقاتلوا وحارب بعضُهم بعضًا "حدَث تعاركٌ دامٍ بين الطَّرفين- تَعَاركوا بالأيدي- الجُهلاء يتعاركون لأسباب تافهة". 

عاركَ يعارك، مُعاركةً وعِراكًا، فهو مُعارِك، والمفعول مُعَارَك
• عارك خصمَه: قاتله، حاربه، زاحمه "عاركه بعنف- يُحِبُّ الكثيرون مشاهدة عِراك الدِّيَكَة". 

عِراك [مفرد]:
1 - مصدر عاركَ.
2 - قتال، صِدام "انتهت المناقشة الحادّة بين المتنافسين إلى عِراك شديد". 

عَرْك [مفرد]: مصدر عرَكَ. 

عَرْكة [مفرد]: ج عَرَكات وعَرْكات: اسم مرَّة من عرَكَ: معركة "حدثت عَرْكة بين الشُّرطة والمتظاهرين". 

عَرِيكة [مفرد]: ج عريكات وعرائكُ: طبيعة "لانت عريكتُه" ° شديد العَرِيكة: صُلْب، صَعْب الانقياد، شديد النَّفس، أبيّ- صَعْب العَرِيكة: خشِنٌ سيِّئ الخُلُق- ليِّن العَرِيكة: سَلِس الخُلُق، سَهْل الانقياد، سَمْح. 

مُعْتَرك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اعتركَ/ اعتركَ في.
2 - اسم مكان من اعتركَ/ اعتركَ في: موضع القتال أو الحرب "تناثرت الجثثُ في المُعْتَرك" ° شقَّ طريقَه في مُعْتَركِ الحياة: نجح في تحقيق ما طمح إليه من مركز اجتماعيّ ونحو ذلك- مُعْتَركُ المنايا: هو من السِّتّين إلى السَّبعين من أعمار النّاس. 

مَعْرَكة [مفرد]: ج مَعارِكُ:
1 - قِتال، حَرْب "خاض الجيشُ مَعارِكَ كثيرة- مَعْرَكة طاحنة" ° انسحَب من المَعْرَكة: خرج من المَعْرَكة ولمَّا تنتهِ- مَعْرَكة دامية: التي تُراق فيها الدِّماء.
2 - موقعة، موضع القتال "انضموا إليهم في المعركة- مَعْرَكة بحرية- مَعْرَكة حِطّين".
3 - مُعْترك، منافسة بين خصوم "مَعْرَكة انتخابيّة/ أدبيّة". 
(ع ر ك)

عَرَك الْأَدِيم وَغَيره يَعْرُكه عَرْكا: دلكه. وعَرَكَ بجنبه مَا كَانَ من صَاحبه، يَعْرُكُه، كَأَنَّهُ حكه حَتَّى عفَّاه، وَهُوَ من ذَلِك. وَفِي الْخَبَر: أَن ابْن عَبَّاس قَالَ للحطيئة: هلا عَرَكت بجنبك مَا كَانَ من الزبْرِقَان؟ قَالَ: إِذا أنتَ لم تَعْرُك بجَنْبكَ بعضَ مَا ... يَريبُ من الْأَدْنَى رَماكَ الأباعِدُ

وَأنْشد الْأَعرَابِي:

العارِكِينَ مَظالِمِي بجُنُوبِهِمْ ... والمُلْبِسِي فَثَوْبُهُمْ ليَ أوْسَعُ

أَي خَيرهمْ على ضاف.

وعَرَكه الدَّهْر: حنكه. وعَرَكَتْهم الْحَرْب تَعْرُكُهم عَرْكاً: دارت عَلَيْهِم، وَكِلَاهُمَا على الْمثل، قَالَ زُهَيْر:

فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بثِفالَها ... وتَلْقَحْ كِشافا ثمَّ تَحْمِلْ فَتُتْئِمِ

الثِّفال: الْجلْدَة تجْعَل حول الرَّحى، تمسك الدَّقِيق.

والعُراكة: مَا حلبت قبل الفيقة الأولى، وَقبل أَن تَجْتَمِع الفيقة الثَّانِيَة.

والمَعْرَكة والمَعْرُكة: مَوضِع الْقِتَال.

وعارَكه مُعارَكة وعِراكا: قَاتله.

ومُعْتَركُ المنايا: مَا بَين السِّتين إِلَى السّبْعين.

واعترَك الْقَوْم فِي المَعْركة وَالْخُصُومَة: اعتلجوا. واعْتَرَكَتِ الْإِبِل فِي الْورْد: ازدحمت.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا أرسلها العِراك، ادخُلُوا الْألف وَاللَّام على الْمصدر الَّذِي فِي مَوضِع الْحَال، كَأَنَّهُ قَالَ: اعْتِراكا، أَي مُعْتَرِكَة. وَأنْشد قَول لبيد:

فأرْسَلَها العِرَاكَ وَلم يَذُدْها ... وَلم يُشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخالِ

والعَرِك: الشَّديد العلاج والبطش فِي الْحَرْب. وَقد عَرِك عَرَكا، قَالَ جرير:

قد جَرَّبَتْ عَرَكي فِي كلِّ مُعْتَرَكٍ ... غُلْبُ الأُسودِ فَمَا بالُ الضَّغابِيسِ؟ والمُعارِك: كالعَرِك.

والعَرْكُ: حز مرفق الْبَعِير جنبه، حَتَّى يخلص إِلَى اللَّحْم، وَيقطع الْجلد بِحَدّ الكِرْكِرَة. قَالَ:

ليسَ بِذِي عَرْكٍ وَلَا ذِي ضَبِّ

والعَرَكْرَك كالعَرِك، وبعير عَرَكْرَكٌ: إِذا كَانَ بِهِ ذَلِك. قَالَ رؤبة:

أصْبَرُ من ذِي ضاغِطٍ عَرْكْرَكِ

ألْقَى بَوانِي زَوْرِه للمَبْركِ

فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي لرجل من عُكْل، يَقُوله لليلى الاخيلية:

حَيَّاكَةٌ تَمشِي بعُلْطَتينِ

وقَادِمٍ أَحْمَر ذِي عَرْكَيْنِ

فَإِنَّمَا يَعْنِي حرهَا، واستعار لَهُ العَرْك، وَأَصله فِي الْبَعِير.

وعَرِيكة الْجمل والناقة: بقيَّة سنامها. وَقيل: هُوَ السنام كُله. قَالَ ذُو الرمة:

خِفافُ الخُطا مُطْلَنفِئاتُ العَرائِكِ

وَقيل: إِنَّمَا سمي بذلك، لِأَن المُشْتَرِي يَعْرُك ذَلِك الْموضع، ليعرف سمنه وقوته. وَرجل لين العَرِيكة، أَي لين الْخلق سلسه، وَهُوَ مِنْهُ. والعريكة: النَّفس، يُقَال: انه لصعب العريكة، وَسَهل العريكة: أَي النَّفس. وَقَول الأخطل:

مِن اللَّوَاتي إِذا لانَتْ عَرِيكَتُها ... كانَ لَها بَعْدَها آلٌ ومَجْلودُ

قيل فِي تَفْسِيره: عَرِيكَتُها: قوتها وشدتها. وَيجوز أَن يكون مِمَّا تقدم، لِأَنَّهَا إِذا جهدت وأعيت، لانت عرِيكَتُها وانقادت. وعرَكَ ظهر النَّاقة وَغَيرهَا يَعُرُكُه عَرْكا: اكثر جسه، ليعرف سمنها.

وناقة عَرُوك: لَا يعرف سمنها إِلَّا بذلك. وَقيل: هِيَ الَّتِي يشك فِي سنامها انه شَحم أم لَا؟ وَالْجمع: عُرُك.

ولقيه عَرْكةً: أَي مرّة، لَا يسْتَعْمل إِلَّا ظرفا.

وعَرَكَه بشرٍّ: كَرَّرَه عَلَيْهِ. وَقَالَ الَّلحيانيّ: عَرَكَه يَعْرُكُهُ عَرْكا: إِذا حمل الشَّرّ عَلَيْهِ. وعرَك الْإِبِل فِي الحمض: خلاَّها فِيهِ، تنَال مِنْهُ حَاجَتهَا. وعَرَكَتِ الْمَاشِيَة النَّبَات: أَكلته. قَالَ:

وَمَا زِلتُ مثلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً ... فَيُعْلَى ويُوَلي مَرَّةً فَيَثُوبُ

والعَرْكُ من النَّبَات: مَا وُطئ وأُكل، قَالَ رؤبة:

وإنْ رَعاها العَرْكَ أَو تأنَّقَا

وَرجل مَعْرُوكٌ: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي المسالة.

وعَرَكَتِ الْمَرْأَة تَعْرُكُ عَرْكا وعِرَاكا وعُروكا، الأولى عَن الَّلحيانيّ. وَهِي عارِك، وأعْرَكَتْ، وَهِي مُعْرِكٌ: حَاضَت. وخصَّ الَّلحيانيّ بالعّرْكِ الْجَارِيَة.

والعَرْك: خُرْءُ السبَاع.

والعَرَكّي: صياد السّمك، وَجمعه عَرَكٌ، كعربي وعرب، وَإِنَّمَا قيل للملاحين عَرَكٌ، لأَنهم يصيدون السّمك، وَلَيْسَ بِأَن العَرَكَ اسْم لَهُم قَالَ زُهَيْر:

تَغْشَى الحُدَاةُ بهم حُرَّ الكَثيبِ كَمَا ... يُغْشِى السَّفائن مَوْجَ اللُّجَّة العَركُ

وهم العُروك. قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ:

وَفِي غَمْرةِ الآلِ خِلْتَ الصُّوَى ... عُرُوكا على رائِسٍ يَقْسِمُونا

رائس: جبل فِي الْبَحْر. وَقيل: رَئِيس مِنْهُم.

وَرمل عَرِيك ومعْرَورِكٌ: متداخل.

والعَرَكْرَك: الركب الضخم.

والعَرَكْركة: الْكَثِيرَة اللَّحْم، القبيحة الرَّسحاء. وعِرَاك، ومُعارِكٌ، ومِعْرَك ومِعْراك: أَسمَاء وَذُو مَعارِك: مَوضِع. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تُلِيحُ مِن جَنْدَلِ ذِي مَعارِكِ

إلاحَة الرُّوم مِنَ النَّيازِكِ

أَي تُلِيح من حجر هَذَا الْموضع. ويروى: " مِن جَنْدَلَ ذِي مَعارِك ". جعل جَنْدَل اسْما للبقعة، فَلم يصرفهُ، وَذي مَعارك بدل مِنْهَا، كَأَن الْموضع يُسمى بجَنْدل، وبذي مَعارِك.

عرك: عَرَكَ الأدِيمَ وغيره يَعْرُكه عَرْكاً: دَلَكَه دَلْكاً.

وعَرَكْتُ القوم في الحرب عَرْكاً، وعَرَك بجنبه ما كان من صاحبه يَعْرُكه: كأنه

حكه حتى عَفَّاه، وهو من ذلك. وفي الأَخبار: أَن ابن عباس قال

للحُطَيئة: هلاً عَرَكْتَ بجَنْبك ما كان من الزِّبْرِقانِ؛ قال:

إذا أَنتَ لم تَعْرُكْ بجَنْبك بعضَ ما

يَرِيبُ من الأَدْنَى، رماك الأَباعِدُ

وأَنشد ابن الأَعرابي:

العَارِكِينَ مَظَالِمِي بجُنُوبِهم،

والمُلْبِسِيَّ، فثَوْبُهم ليَ أَوْسَعُ

أَي خيرهم عليَّ ضافٍ. وعَرَكه الدَّهْر: حَنَّكه. وعَرَكَتْهم الحربُ

تَعْرُكهم عَرْكاً: دارت عليهم، وكلاهما على المَثل؛ قال زهير:

فتعْرُكُكم عَرْكَ الرَّحَى بِثفَالِها،

وتَلْقَحْ كِشافاً ثم تَحْمِلْ فتُتْئِمِ

(* في ديوان زهير: تُنتَج بدل تحمِل.

الثِّفَالُ: الجلدة تجعل حول الرحى تمسك الدقيق، والعُراكة والعُلالة

والدُّلاكة: ما حلبتَ قبل الفِيقَةِ الأُولى وقبل أَن تجتمع الفِيقَةُ

الثانية.

والمَعْرَكة والمَعْرُكة، بفتح الراء وضمها: موضع القتال الذي

يَعْتَرِكون فيه إذا الْتَقَوْا، والجمع مَعَارِك. وفي حديث ذمّ السوق: فإنها

مَعْركة الشيطان وبها ينصب رايته؛ قال ابن الأثير: المَعْرَكة والمُعْتَرك

موضع القتال أَي مَوْطن الشيطان ومحله الذي يأوي إليه ويكثر منه لما يجري

فيه من الحرام والكذب والرِّبا والغَصْب، ولذلك قال وبها ينصب رايته،

كناية عن قوة طمعه في إغوائهم لأن الرايات في الحروب لاتنصب إلاّ مع قوَّة

الطمع في الغلبة، وإلاَّ فهي مع اليأس تُحَطُّ ولا ترفع. والمُعارَكة:

القتال: والمُعْتَرك: موضع الحرب، وكذلك المَعْرَك.

وعارَكهُ مُعارَكة وعِراكاً: قاتَله، وبه سُمِّيَ الرجل مُعاركاً.

ومُعْتَرَكُ المَنايا: ما بين الستين إلى السبعين.

واعْترَك القوم في المَعْرَكة والخصومة: اعْتَلَجُوا. واعْتِراك الرجال

في الحروب: ازدحامهم وعَرْك بعضهم بعضاً. واعْتَرَك القومُ: ازْدَحموا،

وقيل: ازدحموا في المُعْتَرَك.

والعِراكُ: ازدحام الإبل على الماء. واعْتَركت الإبل في الوِرد: ازدحمت.

وماءٌ مَعْروكٌ أَي مُزْدَحم عليه. قال سيبويه: وقالوا أَرْسَلَها

العِراكَ أَي أَوردها جميعاً الماء، أَدخلوا الألف واللام على المصدر الذي في

موضع الحال كأنه قال اعْتِراكاً أَي مُعْتَرِكةً؛ وأَنشد قول لبيد يصف

الحمار والأُتن.

فأَرْسَلَها العِراكَ، ولم يَذدُها،

ولم يخشْفِقْ على نَغَصِ الدِّخال

قال الجوهري: أَوْرَدَ إِبله العِراكَ ونُصِبَ نَصْبَ المصادر أَي

أَوردها عِراكاً، ثم أَدخل عليه الألف واللام كما قالوا مررت بهم الجَمّاءَ

الغَفِيرَ والحمدَ لله فيمن نصب ولم تغير الألف واللام المصدر عن حاله؛ قال

ابن بَرِّي: العِراك والجمّاء الغَفِير منصوبان على الحال، وأَما الحمد

لله فعلى المصدر لا غير.

والعَرِكُ: الشديد العلاج والبطش في الحرب، وقد عَرِكَ عَرَكاً؛ قال

جرير:

قد جَرَّبَتْ عَرَكي، في كلِّ مُعْترَكٍ،

غُلْبُ الأُسُودِ، فما بالُ الضَّغابيسِ؟

والمُعارِك: كالعَرِك. والعَرْكُ والحازّ واحد: وهو حَزّ مِرْفَق البعير

جَنْبَه حتى يُخلُصَ إلى اللحم ويقطع الجلد بحَزِّ الكِرْكِرة؛ قال:

ليس بِذي عَرْكٍ ولا ذِي ضَبِّ

وقال الشاعر يصف البعير بأنه بائن المِرْفَق:

قليلُ العَرْكِ يَهْجُرُ مِرْفَقاها

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها، تصف أباها: عُرَكَةٌ للأذاة بجَنْبه أَي

يحتمله؛ ومنه عَرَك البعيرُ جَنْبه بمرفقه إذا دلكه فأَثر فيه.

والعَرَكْرَكُ: كالعارِكِ، وبعير عَرَكْرَك إذا كان به ذلك؛ قال حَلْحَلَة بنُ

قَيْسِ بن أَشْيَمَ وكان عبد الملك قد أَقعده ليُقادَ منه، وقال له:

صَبْراً حَلْحَلُ فقال مجيباً له:

أَصْبَرُ من ذِي ضاغطٍ عَرَكْرَك،

أَلْقَى بَوانِي زَوْرهِ لِلمَبْرَكِ

والعَرَكْركُ: الجَمَلُ القوي الغليظ، يقال: بعير ضاغِطٌ عَرَكْرَكٌ،

وأَورد الجوهري هنا أيضاً رجز حَلْحلة المذكور قبله، وبعض العرب يقول

للناقة السمينة عَرَكْرَكَة، وجمعها عَرَكْرَكات؛ أَنشد أَعرابي من بني

عُقَيْل:

يا صاحِبَيْ رحْلي بليلٍ قُوما،

وقَرِّبا عَرَكْرَكاتٍ كُوما

فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي لرجل من عُكْلٍ يقوله لليلى الأَخيلية:

حَيَّاكة تَمْشِي بعُلْطَتينِ،

وقارِمٍ أَحْمَر ذي عَرْكَيْنِ

فإنما يعني حِرَها واستعار لها العَرْك، وأَصله في البعير.

وعَرِيكَةُ الجمل والناقة: بقية سَنامها، وقيل: هوالسنام كله؛ قال ذو

الرمة:

خِفاف الخُطى مُطْلَنْفِئات العَرائِك.

وقيل: إنما سمي بذلك لأن المشتري يَعْرُك ذلك الموضع ليعرف سمنه وقوّته.

والعَرِيكَة: الطبيعية، يقال: لانَتْ عَرِيكَتُه إذا انكسرت نَخْوَتُه،

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: أَصْدَقُ الناس لَهْجَةً وأَلْيَنُهُمْ

عَرِيكَةً؛ العريكة: الطبيعة، يقال: فلان لَيِّنُ العَريكة إذا كان

سََلِساً مطاوعاً منْقاداً قليل الخلاف والنُّفُور. ورجل لَيِّنُ العَرِيكة أي

لَيِّنُ الخُلُق سَلِسُه وهو منه، وشديد العريكة إذا كان شديد النفس

أَبِيّاً. والعَريكة: النَّفْس، يقال: إنه لصَعْب العَرِيكة وسهل العَرِيكة

أَي النفس؛ وقول الأَخطل:

من اللَّواتي إذا لانَتْ عَرِيكَتُها،

كان لها بعدها آلٌ ومَجْلُودُ

قيل في تفسيره: عريكتها قوّتها وشدّتها، ويجوز أَن تكون مما تقدّم

لأَنها إذا جَهَدَتْ وأَعْيَتْ لانَتْ عَرِيكتها وانقادَتْ. ورجل مَيْمُونُ

العَرِيكة والحَرِيكة والسَّلِيقَة والــنَّقِيبَة والنَّقِيمَةِ

والنَّخِيجَةَ والطَّبِيعَةِ والجَّبِيلَةِ بمعنى واحد.

والعَرَكِيَّة: المرأة الفاجرة؛ قال ابن مُقْبل يهجو النجاشي:

وجاءتْ به حَيَّاكَةٌ عَرَكِيَّةٌ،

تَنَازَعَها في طُهْرِها رَجُلانِ

وعَرَك ظهر الناقة وغيرها يَعْرُكُه عَرْكاً: أَكثر جَسَّه ليعرف سمنها؛

وناقة عَرُوك مثل الشَّكُوكِ: لا يعرف سمنها إلا بذلك، وقيل: هي التي

يشك في سَنامها أَبه شحم أَم لا، والجمع عُرُكٌ. وعَرَكْتُ السَّنام إذا

لمسته تنظر أَبه طِرْق لا. وعَرِيكة البعير: سَنامُه إذا عَرَكه الحِمْلُ،

وجمعها العَرائك. ولقيته عَرْكَةً أَو عَرْكَتَيْن أَي مرة أَو مرتين، لا

يستعمل إلا ظرفاً. ولقيته عَرَكاتٍ أَي مرات. وفي الحديث: أَنه عاوَدَه

كذا كذا عَرْكَةً أَي مرة؛ يقال: لقيته عَرْكَة بعد عَرْكة أي مرة بعد

أُخرى. وعَرَكه بشَرٍّ: كرّره عليه. وقال اللحياني: عَرَكَه يَعْرُكه

عَرْكاً إذا حمل الشر عليه. وعَرَك الإبلَ في الحَمْضِ: خَلاَّها فيه تنال منه

حاجتها. وعَرَكتِ الماشيةُ النبات: أَكلته؛ قال:

وما زلْت مثلَ النَّبْتِ يُعْرَكُ مَرَّةً

فيُعْلَى، ويُولَى مَرَّةً ويَثُوبُ

يُعْرَكُ: يؤكَلُ، ويُولَى من الوَلْيِ. والعَرْك من النبات: ما وُطِئ

وأُكل؛ قال رؤُبة:

وإنْ رَعاها العَرْكَ أَو تَأنَّقا

وأرض مَعْروكة: عَركَتْها السائمةُ حتى أَجْدَبَتْ، وقد عُرِكَتْ إذا

جَرَدتْها الماشيةُ من المَرعى. ورجل مَعْروك: أُلِحَّ عليه في المسألة.

والعِراك: المَحِيضُ، عَرَكَتِ المرأَة تَعْرُك عَرْكاً وعِراكاً

وعُرُوكاً؛ الأُلى عن اللحياني، وهي عارِكٌ، وأَعْرَكَتْ وهي مُعْرِكٌ: حاضت،

وخَصَّ اللحياني بالعَرْك الجاريةَ. وفي الحديث: أن بعض أَزواج النبي، صلى

الله عليه وسلم، كانت مُحْرِمَة فَذَكَرَت العِراكَ قبل أن تُفِيضَ؛

العِراك: الحَيْضُ. وفي حديث عائشة: حتى إذا كنا بسَرِفَ عَرَكْتُ أَي

حِضْتُ؛ وأَنشد ابن بري لحُجْر بن جليلة:

فغَرْت لَدى النُّعْمانِ، لَمَّا رأَيته،

كما فَغَرَتْ للحَيْضِ شَمْطاءُ عارِكُ

ونساء عَواركُ أعي حُيَّض؛ وأَنشد ابن بري أَيضاً:

أَفي السِّلْمِ أعْياراً جَفاءً وغِلْظَةً،

وفي الحَرْبِ أَمْثالَ النساءِ العوارِكِ؟

وقالت الخَنْساء:

لا نَوْمَ أَو تَغسِلُوا عاراً أَظَلَّكُمُ،

غَسْلَ العوارِكِ حَيضاً بعد إطْهارِ

والعَرْكُ: خُرْءُ السباع.

والعَرَكِيُّ. صَيَّادُ السمك. وفي الحديث: أن العَرَكِيّ سأل النبي،

صلى الله عليه وسلم، عن الطُّهُور بماء البحر؛ العَرَكِيُّ صَيَّادُ السمك،

وجمعه عَرَكٌ كَعَربِيٍّ وعَرَب وهم العُروك؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:

وفي غَمْرَةِ الآل خلْتُ الصُّوَى

عُرُوكاً، على رائسٍ، يَقْسِمُونا

رائس: جبل في البحر وقيل رئيس منهم؛ قال ابن الأَثير: وفي كتابه إلى قوم

من اليهود: إن عليكم رُبْعَ ما أَخرَجَتْ نَخْلُكم ورُبْع ما صادَتْ

عُرَوكُكُمْ ورُبُعَ المِغْزل؛ قال: العُرُوك جمع عَرَك، بالتحريك، وهم

الذين يصيدون السمك، وإنما قيل للملاحين عَرَك لأنهم يصيدون السمك، وليس بأن

العَرَك اسم لهم؛ قال زهير:

يُغْشي الحُداةُ بهم حُرَّ الكَثيبِ، كما

يُغْشِي السفائنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ العَرَكُ

وقال الجوهري: روى أَبو عبيدة موج، بالرفع، وجعل العَرِكَ نعتاً للموج

يعني المتلاطم. والعرَك: الصوت، وكذلك العَرِكُ، بكسر الراء. ورجل عَرِكٌ

أي شديد صِرَّيعٌ لا يُطاق. وقوم عَرِكُونَ أَي أَشدّاءُ صُرَّاع.

ورَمْلٌ عَرِيك ومُعْرَوْرِك: متداخل. والعَرَكْرَكُ: الرَّكَبُ الضخم، وقيده

الأَزهري فقال: من أَرْكابِ النساء، وقال: أَصله ثلاثي ولفظه خماسي.

والعَرَكْرَكَةُ، على وزن فعَلْعَلَة، من النساء: الكثيرة اللحم القبيحة

الرَّسْحاء؛ قال الشاعر:

وما من هَوايَ ولا شِيمَتي

عَرَكْرَكَةٌ، ذاتُ لَحْمٍ زِيَمْ

وعِرَاك ومُعارِكٌ ومِعْرَك ومِعْرَاك: أسماء.

وذو مُعارِك: موضع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

تُليحُ من جَنْدَلِ ذي مَعارِكِ،

إلاحَةَ الرومِ من النَّيازِكِ

أَي تُلِيح من حَجَر هذا الموضع، ويروى: من جندلَ ذي مَعارك؛ جعل جندل

اسماً للبقعة فلم يصرفه، وذي مَعارِك بدل منها كأَنَّ الموضع يسمى

بجنْدَلَ وذي مَعارك.

عرك

1 عَرَكَهُ, (S, O, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. عَرْكٌ, (S, O,) He rubbed it, or rubbed and pressed it, or did so well; syn. دَلَكَهُ; namely, a thing; (S, O;) such as a skin or hide, or a tanned skin or hide, and the like. (TA.) b2: And [He wore it away by scraping, &c.;] he scraped, rubbed, chafed, or fretted, it, until he erased, or effaced, it. (K.) b3: Hence, عَرَكَ بِجَنْبِهِ مَا كَانَ مِنْ صَاحِبِهِ, aor. and inf. n. as above, meaning (assumed tropical:) [He acted] as though he scraped, &c., [with his side,] what had proceeded from his companion, until he erased, or effaced, it: (TA;) [like as a camel allays an itching by rubbing with his side the trunk of a tree: i. e. he bore, or endured, what proceeded from his companion: for] يَعْرُكُ الأَذَى

بِجَنْبِهِ means يَحْتَمِلُهُ [i. e. (assumed tropical:) He bears, or endures, annoyance, or molestation; or forgives it, and feigns himself neglectful of it]. (O and K in explanation of عُرَكَةٌ.) b4: And عَرَكْتُ القَوْمَ فِى

الحَرْبِ, inf. n. as above, (assumed tropical:) [I fretted, or ground, or crushed, the party in the war, or battle.] (S, O.) And عَرَكَتْهُمُ الحَرْبُ i. q. دَارَتْ عَلَيْهِمْ (tropical:) [i. e., lit., The war, or battle, revolved upon them like the mill or mill-stone; meaning fretted, or ground, or crushed, them]. (TA.) Zuheyr says, فَتَعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحَى بِثِفَالِهِا وَتَلْقَحٌ كِشَافًا ثُمَّ تُنْتَجٌ فَتُتْئِمِ (O) meaning (tropical:) And it, i. e. war, will fret [or grind or crush] you, as the mill with its skin put beneath it, upon which the flour falls, frets [or grinds] the grain; and it, i. e. war, will conceive two years, one after the other; then bring forth, and give birth to twins: he makes war's destruction of them to be like the mill's grinding of the grain, and the various evils that are engendered from war to be like children. (EM pp.

123-4.) b5: عَرَكَ أُذُنَهُ, (MA,) inf. n. عَرْكٌ, (MA, KL,) He rubbed, or rubbed and pressed, [or generally, as now used, he wrung, or twisted,] his ear. (MA, KL.) b6: عَرَكَ ظَهْرَهَا, aor. and inf. n. as above, He felt her back, namely, that of a she-camel, &c., doing so much or often, to know her state of fatness: (TA:) and عَرَكَ السَّنَامَ He felt the hump, to know if there were in it fatness or not. (S, O, TA.) b7: عَرَكَ البَعِيُر جَنْبَهُ بِمِرْفَقِهِ, (S, K, *) inf. n. as above, (TA,) The camel made an incision, or a cut, in his side with his elbow, (K, TA,) and rubbed it, or rubbed and pressed it, (TA,) so as to reach to the flesh, (K, TA,) cutting through the skin: (TA:) in which case the epithets ↓ عَارِكٌ and ↓ عَرَكْرَكٌ are applied to the camel. (K.) [See also عَرْكٌ below, which indicates another meaning.] b8: عَرَكَهُ (Lh, K, TA,) aor. and inf. n. as above, (Lh, TA,) also signifies (assumed tropical:) He put upon him evil (Lh, K, TA) and misfortune: (K, TA: [the CK has حَمَلَ عليهِ الشَّرُّ والدَّهْرُ, meaning evil and misfortune assailed him, instead of حَمَلَ عَلَيهِ الشَّرَّ وَالدَّهْرَ, as in other copies of the K and in the TA:]) and, as some say, عَرَكَهُ بِشَرٍّ signifies he did evil to him, or brought evil upon him, repeatedly. (TA.) b9: عَرَكَ الدَّهْرُ فُلَانًا (tropical:) Time, or fortune, rendered such a one experienced; or trained, or disciplined, and reformed, or improved, him. (K, TA.) b10: عَرَكَ الإِبِلَ فِى الحَمْضِ He left the camels amid the plants termed حَمْض, to obtain thereof what they wanted. (Lh, K.) b11: عَرَكَتِ المَاشِيَةُ النَّبَاتَ The cattle ate the plants, or herbage. (K.) b12: عَرَكَتْ said of a woman, (S, O, K,) or of a girl, or young woman, (Lh, TA,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. عُرُوكٌ (S, O, K) and عَرَاكٌ (O, * K) and عَرْكٌ, (K,) She menstruated; (S, O, K;) as also ↓ اعركت. (K.) A2: عَرِكَ, (K,) [aor. ـَ inf. n. عَرَكٌ, (TA,) He was, or became, such as is termed عِرِكٌ [q. v.]; strong, or vehement, in striving, contending, or conflicting, (K, TA,) and in might, courage, valour, or prowess, (TA,) in war, or battle, (K, TA,) and in altercation. (TA.) 3 عَارَكَهُ, (TA,) inf. n. مُعَارَكَةٌ (S, O, K, TA) and عِرَاكٌ, (TA,) He fought him; contended with him in fight, or battle: (S, * O, * K, * TA:) مُعَارَكَةٌ signifies the act of fighting; and thrusting at and wounding, one another, in fight, or battle. (KL.) b2: And عِرَاكٌ signifies also, in relation to camels, The pressing, or crowding, one another, at, or to get to, the water. (TA.) [See also this word below. And see 8.]4 أَعْرَكَ see 1, last sentence but one.6 تَعَاْرَكَ see the next paragraph.8 اعتركوا, (S, O,) or اعتركوا فِى المَعْرَكَةِ, (K, TA,) [and ↓ تعاركوا, mentioned by Freytag, and agreeable with analogy, but I do not find any authority for it,] They pressed, straitened, or crowded, one another, (S, O, TA,) and rubbed, or rubbed and pressed, one another, (TA,) or strove together, and fought one another, (K, TA,) in the place of fight, or battle; (S, O, K, TA;) and فِى الخُصُومَةِ [in altercation]. (TA.) b2: And اعتركتِ الإِبِلُ فِى الوِرْدِ The camels pressed, or crowded, one another, in the coming to water. (K.) [See also 3.] b3: اعتركت مِعْرَكَةً, (Ibn-'Abbád, O,) or بِمِعْرَكَةٍ, (K,) said of a woman [menstruating] She stuffed her vulva with a piece of rag. (Ibn-'Abbád, O, K.) عَرْكٌ, [originally an inf. n.,] accord. to El-'Adebbes El-Kinánee, i. q. حَازٌّ, i. e. An incision, or a cut, made by the elbow [of a camel], in the arm, [probably a mistake for in the side, (see 1, near the middle of the paragraph,)] so as to reach to the flesh, cutting through the skin, by the side of the callous protuberance upon the breast. (O.) [See also حَازٌّ, in art. حز.] b2: [Hence, app.,] ذُو عَرْكَيْنِ, as used by a poet, [the dual, it seems, being put for the sing. for the sake of the rhyme, as it ends a verse,] is a metaphorical term for The vulva of a woman; the عَرْك in its primary sense being in the camel. (TA.) A2: Also The dung of beasts or birds of prey. (O, K.) A3: And Herbage trodden and eaten. (TA.) عَرَكٌ Fishermen; (AA, S, MA, O, K;) as also ↓ عَرَكَةٌ; (MA; [but this I do not find elsewhere;]) and عُرُوكٌ: (O, K:) one of whom is called ↓ عَرَكِىٌّ, (AA, S, MA, O, K,) meaning a fisherman who holds in his hand an iron implement having five prongs: (MA:) عَرَكٌ and ↓ عَرَكِىٌّ being like عَرَبٌ and عَرَبِىٌّ: (AA, S, O:) [i. e. عَرَكِىٌّ is the n. un.:] accord. to the K, عَرَكٌ and عُرُوكٌ are pls. of عَرَكِىٌّ; but IAth says that عُرُوكٌ is pl. of عَرَكٌ: (TA:) hence عَرَكٌ is used as meaning sailors, or mariners, (AA, S, O, K,) because they fish, not as being [properly] a name for them: (AA, S, O:) Zuheyr says, تَغْشَى الحُدَاةُ بِهِمْ حُرَّ الكَثِيبِ كَمَا يُغْشِى السَّفَائِنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ العَرَكُ [The camel-drivers cover with them the middle of the elevated expanse of sand like as the seamen cause the waves of the deep to cover the ships]: but AO related this verse otherwise, saying مَوْجُ, in the nom. case, and making العَرَكُ to be an epithet applied to the موج as signifying المُتَلَاطِم [as though the meaning were, like as the colliding waves of the deep cover the ships with their surf]. (S, O.) A2: Also i. q. صَوْتٌ [A sound, noise, voice, &c.]; and so ↓ عَرِكٌ. (S, O, K.) A3: It is also the subst. denoted by the phrase عَرَكَ الإِبِلَ فِى الحَمْضِ [q. v., app. as meaning The act of leaving camels amid the pasturage termed حَمْض, to obtain thereof what they want; a meaning given in the O as an explanation of ↓ عَرَكْرَكٌ, which is perhaps in this instance a mistranscription]. (K.) عَرِكٌ A man who throws down, or prostrates, his antagonists much, or often; syn. صِرِّيعٌ; (S, O;) in the K and in some of the copies of the S صَرِيع, like أَمِير; [which is app. a mistranscription;] (TA;) strong, or vehement, (S, * O, * K, TA,) in striving, contending, or conflicting, (K, TA,) and in might, courage, valour, or prowess, (TA,) in war, or battle, (K, TA,) and in altercation; (TA;) as also ↓ مُعَارِكٌ: (K, TA:) pl. of the former عَرِكُونَ. (S, O, K, TA: in the CK عَرِكُوا.) A2: رَمْلٌ عَرِكٌ and ↓ مُعْرَوْرِكٌ Sand, or sands, intermingling; (IDrd, O, K;) as also ↓ عَرِيكٌ, (L, TA,) which last epithet is erroneously applied in the K to the word رَجُلٌ instead of رَمْلٌ, as is also in one instance ↓ مُعْرَوْرِكٌ [in the CK in this latter instance written مُعْرَوْرَكٌ]. (TA.) A3: See also عَرَكٌ.

عَرْكَةٌ as meaning A war, or battle, is postclassical. (TA.) b2: لَقِيتُهُ عَرْكَةً, (S, O, K,) and عَرْكَةً بَعْدَ عَرْكَةٍ, and عَرْكَتَيْنِ, (TA,) and عَرَكَاتٍ, (S, O, K,) mean I met him once, (S, O, K,) and time after time, and twice, (TA,) and several times: (S, O, K:) the noun not being used otherwise than adverbially. (TA.) عَرَكَةٌ: see عَرَكٌ.

عُرَكَةٌ, (O, K,) and عُرَكَةٌ لِلْأَذَاةِ بِجَنْبِهِ, a phrase used by 'Áïsheh in describing her father, (O,) (assumed tropical:) One who bears, or endures, annoyance, or molestation; or who forgives it, and feigns himself neglectful of it. (O, K. [See 1, third sentence.]) عَرَكِىٌّ: see عَرَكٌ, in two places.

A2: عَرَكِيَّةٌ A vitious, or an immoral, or unrighteous, woman; or an adulteress, or a fornicatress. (O, K.) b2: And A thick, gross, coarse, or rude, woman; as also ↓ عَرَكَانِيَّةٌ. (K, TA. [The latter thus expl. in the O, and, as is said in the TA, on the authority of Ibn-'Abbád: in my MS. copy of the K written عَرْكَانِيَّةٌ; and in the CK, عَرَنِيَّة.]) عَرَكَانِيَّةٌ: see the next preceding paragraph.

عِرَاكٌ an inf. n. of 3 [q. v.]. (TA.) [Hence,] one says, أَوْرَدَ إِبِلَهُ العِرَاكَ, (S, O, K,) or, as in the “ Book ” of Sb, أَرْسَلَهَا العِرَاكَ, (TA,) He made his camels to come, or go, to the water together; (S, O, K;) the last word being in the accus. case after the manner of inf. ns.; (S, O;) originally عِرَاكًا; then they prefixed ال, which does not change it from its proper state of an inf. n.: (S, O, K:) it is like the phrases مَرَرْتُ بِهِمُ الجَمَّآءَ الغَفِيرَ and الحَمْدَ لِلّٰهِ: (S, O:) IB says that العِرَاكَ and الجَمَّآءَ الغَفِيرَ are in the accus. case as denotatives of state; and الحَمْدَ لِلّٰهِ as the inf. n.: but Sb says that they prefix ال to the inf. n. that is in the place of the denotative of state. (TA.) [See also a similar phrase voce حَقٌّ: and see a verse cited voce رِفْهٌ.]

عَرُوكٌ, applied to a she-camel, (S, O, K,) i. q. شَكُوكٌ; (S, O, TA;) i. e. (TA) Whose fatness is not known unless by feeling her hump: or of whose hump one doubts whether there be in it fat or not: pl. عُرُكٌ. (K.) عَرِيكٌ: see عَرِكٌ.

عُرَاكَةٌ What is drawn from the udder before the first فِيقَة [or milk that collects in the udder between two milkings], (K,) and before the second فيقة collects: also termed عُلَاكَةٌ [perhaps a mistranscription for عُلَالَةٌ] and دُلَاكَةٌ. (TA.) عَرِيكَةٌ A camel's hump: or the remainder thereof: (K:) or عَرِيكَةُ السَّنَامِ signifies what remains of the hump: (ISk, S, O:) so called because the purchaser feels that part (يَعْرُكُهُ) to know the fatness and strength [of the animal]: (TA:) pl. عَرَائِكُ; which is said by some to signify the humps with the backs. (O.) b2: [Hence, in phrases here following,] (assumed tropical:) Nature; natural, native, or innate, disposition or temper or the like; (S, O, K;) and soul, spirit, or mind. (K.) One says, فُلَانٌ لَيِّنُ العَرِيكَةِ (assumed tropical:) Such a one is easy, or gentle, (S, O, K, TA,) in natural disposition, (K, TA,) submissive, tractable; (S, * O, * TA;) one whose pride, or haughtiness, has been broken, or subdued; (K, TA;) having little contrariness and aversion: and شَدِيدُ العَرِيكَةِ strong in spirit, incompliant, or resisting: (TA:) and لَانَتْ عَرِيكَتُهُ His pride, or haughtiness, became broken, or subdued: (S, O:) originally relating to the camel; for they used to betake themselves to the camel when he had the disposition of refusing to be ridden or mounted, and incompliance, and cut [a part] in his hump, it being high, difficult to ride upon; and when this was done, he became quiet, and was rendered inclinable, and the part of him that was the place of riding became easy to sit upon; so one said, قَدْ لَانَتْ عَرِيكَتُهُ (Har pp. 566-7.) One says also رَجُلٌ مَيْمُونُ العَرِيكَةِ, meaning [A man fortunate, happy, or blest, in natural disposition, or] in mind. (TA.) عَرَكْرَكٌ: see 1, latter half. b2: Also A thick, strong camel. (S, O, K.) See also مُعَرَّكٌ. b3: And the fem, with ة, A fat she-camel: pl. عَرَكْرَكَاتٌ. (TA.) b4: And (assumed tropical:) A bulky, corpulent woman: (S, O:) or a woman ugly, or unseemly, (رَسْحَآءُ,) fleshy, (K, TA,) bulky, or corpulent, (TA,) and foul; (K, TA;) as being likened to the camel. (TA.) b5: And the masc., applied to a رَكَب [or pubes] (T, O, K) of a woman, (T, TA,) Large, or big. (T, O, K.) A2: See also عَرَكٌ, last sentence.

عَارِكٌ: see 1, latter half. b2: Also (without ة) A woman menstruating; (S, O, K;) and so ↓ مُعْرِكٌ: (K:) pl. of the former عَوَارِكُ. (O.) مَعْرَكٌ and ↓ مَعْرَكَةٌ and ↓ مَعْرُكَةٌ and ↓ مُعْتَرَكٌ A place [or scene] of battle, or fight: (S, O, K:) pl. [of the first and second and third] مَعَارِكُ. (TA.) It is said in a trad., ذُمِّ السُّوقَ فَإِنَّهَا الشَّيْطَانِ وَبِهَا تُنْصَبُ رَايَتُهُ ↓ مَعْرَكَةُ [Discommend thou the market; for it is the battle-ground of the Devil, and in it is set up his banner]: meaning that it is the dwelling of the Devil, and his place of alighting to which he repairs and which he frequents, because of the unlawful doings and the lying and the usury and the violence that occur therein. (IAth, TA.) And it is said in another trad., المَنَايَا مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ ↓ مُعْتَرَكُ (assumed tropical:) [The space of the conflict of the decrees of death is that between the ages of sixty and seventy]. (O, TA. *) مُعْرِكٌ: see عَارِكٌ.

مَعْرَكَةٌ and مَعْرُكَةٌ: see مَعْرَكٌ, in three places.

مِعْرَكَةٌ A piece of rag with which a woman stuffs her vulva (O, K) when menstruating. (O.) مُعَرَّكٌ [Much rubbed, or much rubbed and pressed: &c.: see 1].

أَصْبَرُ مِنْ ذِى ضَاغِطٍ مُعَرَّكِ [More patient than a camel, such as has a ضاغط much rubbed, or much rubbed and pressed]: or, as some relate it, ↓ عَرَكْرَكِ, meaning a camel strong and thick: the ضاغط is a tumour in the armpit of a camel, like a bag, straitening him: the saying is a proverb. (Meyd. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 737 — 9.]) مَآءٌ مَعْرُوكٌ Water to which there is a pressing or crowding together [of camels]. (S, O, K.) b2: أَرْضٌ مَعْرُوكَةٌ Land which the cattle (S, O, K) pasturing at their pleasure (S, O) have rubbed and pressed [with their feet] (عَرَكَتْهَا) so that it has become barren. (S, O, K.) b3: And رَجُلٌ مَعْرُوكٌ (tropical:) A man pressed with petitions. (TA.) مُعْرَورِكٌ: see عَرِكٌ; the former in two places.

مُعَارِكٌ: see عَرِكٌ; the former in two places.

مُعْتَرَكٌ: see مُعْرَكٌ, in two places.
عرك
عَرَكَه يَعْرُكُه عَركًا: دَلكَه دَلْكًا، كالأَدِيمِ ونَحْوِه. وعَرَكَ بجَنْبِه مَا كانَ من صاحِبِه يَعْرُكُه عَركًا كأَنَّه حَكَّه حَتّى عَفّاهُ وَهُوَ مِنْ ذلِكَ. وَفِي الأَخْبارِ: أَنّ ابنَ عَبّاس قالَ للحُطَيئَةِ: هَلاّ عَرَكْتَ بجَنْبِكَ مَا كانَ من الزَبْرِقانِ، قَالَ:
(إِذا أَنْتَ لَم تَعْرُكْ بجَنْبِكَ بَعْضَ مَا ... يَرِيبُ من الأَدْنَى رَماكَ الأَباعِدُ)
وعَرَكَه عَركًا: حَمَلَ عَلَيهِ الشَّرُّ والدَّهْرُ وقِيل: عَرَكَه بَشر: إِذا كَرَرَهُ عليهِ، وقالَ اللِّحْيانِي: عَرَكَه يَعْرُكُه عَركًا: حَمَلَ الشَّرَّ عَلَيْهِ. وعَرَكَ البَعِيرُ عَركًا: حَزَّ جَنْبَه بمِرفَقِه ودَلكه فأَثَّرَ فِيهِ حَتّى خَلَص إِلى اللَّحْمِ وقَطَع الجِلْدَ، وَقَالَ العَدَبّسُ الكِنانيّ: العَركُ والحَازُّ: هما واحِدٌ، وَهُوَ أَنْ يَحُزَّ المِرفَقُ فِي الذِّراعِ حَتّى يَخْلُصَ إِلى اللَّحْم، ويَقْطَع الجِلْدَ بحَدِّ الكِركِرَةِ قَالَ: لَيسَ بِذِي عَركٍ وَلَا ذِي ضَبِّ وَقَالَ آخرُ يَصِفُ البَعِيرَ بأَنّه بائِنُ المِرفَقِ: قَلِيلُ العَركِ يَهْجُرُ مِرفَقاها وذلِكَ الجَمَلَ عارِكٌ وعَرَكْرَكٌ كسَفرجَل. وَمن المَجازِ: عَرَكَ الدَّهْرُ فُلانًا: إِذا حَنَكَه. وعَرَكَ الإِبِلَ فِي الحَمْضِ: إِذا خَلاّها فِيه كَي تَنالَ مِنْة حاجَتَها عَن اللِّحْياني والاسْمُ العَرَكُ، مُحرَّكَةً. وعَرَكَت الماشِيَةُ النَّباتَ: أَكَلَتْه قَالَ:)
(وَمَا زِلْتُ مِثْلَ النَّبتِ يُعْرَكُ مَرَةً ... فيُعْلَى ويُولَى مَرَّةً ويَثُوبُ)
يُعْرَكُ: يُؤْكَلُ، ويُولَى من الوَلْى. وعَرَكَت المَرأَةُ تَعْرُكُ عَركًا وعَرَاكًا بفَتْحِهِما وعُرُوكًا بالضمِّ، الأولَى عَن اللِّحْيانيِّ، واقْتَصَر الجَوْهَريُّ والصّاغانيِّ على الأَخِيرَةِ: حاضَتْ، وخَصَّ اللَحْيانيِّ العَركَ بالجارِيَةِ، وَفِي حَدِيثِ عائِشَةَ: حَتّى إِذا كُنْتُ بسَرِفَ عَرَكْتُ أَي: حِضْتُ، وَفِي حَدِيث آخر: أَنَّ بَعْضَ أَزْواجِه صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّمَ كانَتْ مُحْرمَةً فذَكَرَت العَراكَ قَبل أنْ تُفِيضَ كأعْرَكَتْ فَهِيَ عارِكٌ ومُعْرِكٌ وأَنْشَد ابنُ بريّ لحُجرِ بنِ جَلِيلَة:
(فَغَرتَ لَدَى النُّعْمانِ لمّا رَأَيْتَه ... كَمَا فَغَرَتْ للحَيضِ شَمطاءُ عارِك)
ونِساءٌ عَوارِكُ: حُيّضٌ، قالَت الخَنْساءُ:
(لَا نَوْمَ أَو تَغْسِلُوا عارًا أَظَلَّكُمُ ... غَسلَ العَوارِكِ حَيضًا بَعْدَ أَطْهارِ)
وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه فِي الكِتابِ: (أَفي السِّلْمِ أَعْيارًا جَفاءً وغِلْظَةً ... وَفِي الحَربِ أَشْباهَ النِّساءِ العَوارِكِ)
والعُراكَةُ كغُرابَةٍ: مَا حَلَبتَ قَبلَ الفَيقَةِ الأُولَى وقَبلَ أَن تَجْتَمِعَ الفيقَةُ الثّانِيَةُ، وَهِي العُلاكَةُ والدُّلاكَةُ أَيْضا. المَعْرَكَةُ، وتُضَمُّ الرّاءُ أَيْضًا والمَعْرَكُ بِغَيْر هاءٍ والمُعْتَرَكُ: مَوْضِعُ العِراكِ بالكسرِ. والمُعارَكَة، أَي: القِتال وَقد عارَكَه مُعارَكَةً وعِراكًا: قاتَلَه، والجَمْعُ المَعارِكُ، وَفِي حَدِيثِ ذَمِّ السُّوقِ: فإِنّها مَعْرَكَةُ الشَّيطانِ، وَبهَا تُنْصَبُ رايتُهُ. قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَي مَوْطِنُ الشَّيطانِ ومَحَلُّه الَّذِي يَأْوِي إِلَيه ويَكْثُر مِنْهُ لما يَجْرِي فِيه مِنَ الحَرامِ والكَذِب والربَا الغَصْبِ، ولذلِكَ قَالَ: وَبهَا تُنْصَبُ رايَتُه، كِنَايَة عَن قُوَّةِ طَمَعِه فِي إِغْوائِهم لأَنَّ الرّاياتِ فِي الحُرُوب لَا تُنْصَبُ إِلاّ مَعَ قوَّةِ الطَّمَعِ والغَلَبَةِ وِإلاَّ فَهي مَعَ اليَأْسِ تُحَطُّ وَلَا تُرفَعُ، وَفِي حَدِيث آخر: مُعْتَرَكُ المَنايا بَيْنَ السِّتِّينَ والسَّبعَينَ.
واعْتَرَكُوا فِي المَعْرَكَةِ والخُصُومَةِ: اعْتَلَجُوا وازْدَحَمُوا وعَرَكَ بعضُهُم بَعْضًا. واعْتَرَكَت الإِبِلُ فِي الوِرْدَ: ازْدَحَمت. وقالَ ابنُ عَبّاد: اعْتَرَكَت المرأَةُ بمِعْرَكَةٍ، كمِكْنَسَةٍ: إِذا احْتَشَتْ بخِرقَةٍ. وَفِي الصِّحاح: العَرِكُ، ككَتِفٍ: الصَّرِيعُ كأَمِيرٍ هَكَذَا فِي نُسَخِ الصِّحاحِ، وَفِي بَعْضِها كسِكِّيتٍ زادَ غيرُه: الشَّدِيدُ العِلاجِ والبَطْيشِ فِي الحَربِ والخُصُومَةِ كالمُعارِكِ وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ، وقَدْ عَرِكَ كفَرِحَ عَرَكًا، مُحرَّكَةً وهُم عَرِكُونَ: أَشِدّاءُ صُرّاعٌ قَالَ جَرِيرٌ:
(قد جَرَّبَتْ عَرَكِي فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... غُلْبُ الأسُودِ فَمَا بالُ الضَّغابِيسِ)
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رَمْلٌ عَرِكٌ ومُعْرَوْرِكٌ، أَي: مُتَداخِلٌ بَعْضُه فِي بَعْضٍ. والعَرَكْرَكُ كسَفَرجَل: الرَّكَبُ الضَّخْمُ زادَ الأَزْهَرِيُ: من أَرْكابِ النِّساءِ، وَقَالَ: أَصْلُه ثُلاثِيٌ، ولَفْظُه خُماسِيٌّ. والعَرَكْرَكُ: الجَمَلُ القَوِيُّ الغَلِيظُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ. قلت: هُوَ حَلحَلَةُ بنُ قَيسِ بْنِ أَشْيَمَ، وكانَ عَبدُ المَلِكِ أَقْعَدَه ليُقادَ مِنْه، وقالَ لَهُ: صَبرًا حَلْحَلُ، فقالَ مُجِيبًا:) أَصْبَرُ مِنْ ذِي ضاغِطٍ عَرَكْرَكِ أَلْقَى بَوانِي زَوْرِه للمَبرَكِ يُقالُ: بَعِيرٌ ضاغِطٌ عَرَكْرَكٌ، وأَنْشَدَ الصّاغانيُّ لآخَر:
(عَرَكْرَكٌ مُهْجِرَ الضُّوبانِ أَوَّمَهُ ... رَوْضُ القِذافِ رَبِيعًا أَي تَأْوِيمِ)
والعَرَكْرَكَة بهاءٍ: المَرأَةُ الرَّسْحاءُ اللَّحِيمَةُ الضَّخْمَةُ القَبِيحَةُ على التَّشْبِيِه بالجَمَلِ قَالَ الشّاعِرُ:
(وَلَا مِنْ هَواي وَلَا شِيَمتِي ... عَرَكْرَكَةٌ ذاتُ لَحْيم زِيَمْ)
والعَرِيكَةُ كسَفِينة: السَّنامُ بظَهْرِه إِذا عَرَكَه الحِمْلُ. أَو عَرِيكَةُ السَّنامِ: بَقِيتُه عَن ابنِ السِّكِّيتِ، والجَمْعُ العَرائِكُ، قَالَ ذُو الرُمَةِ:
(إِذا قالَ حادِينَا أَيا عَجَسَتْ بنَا ... خِفافُ الخُطا مُطْلَنْفِئاتُ العَرائِكِ)
وقِيلَ: إِنّما سُمِّيَ بِذلِكَ لأَنَّ المُشْتَرِيَ يَعْرُكُ ذَلِك المَوْضِعَ ليَعْرِفَ سِمَنَه وقُوَّتَه. ورَجُلٌ مَيمُونُ العَرِيكَةِ والحَرِيكَةِ والسَّلِيقَةِ والــنَّقِيبَةِ والنَّقِيمَةِ والنَّخِيجَةِ والطَّبِيعَةِ والجَبِيلَةِ، كُلّ ذَلِك بمَعْنًى واحِدٍ، وَهُوَ النَّفْس، ومِنْه يُقال: رَجُلٌ لَيِّنُ العَرِيكَةِ، أَي: سَلِس الخُلُقِ مُطاوِعًا مُنْقادًا مُنْكَسِر النَّخْوَةِ قَلِيل الخِلافِ والنُّفُور وشَدِيد العَريكَةِ: إِذا كانَ شَدِيدَ النَّفْسِ أَبِيًّا، وَفِي صِفَتِه صَلّى اللَّهُ تَعالَى عليهِ وسَلَّم: أَصْدَق النّاسِ لَهْجَةً وأَلْيَنهم عَريكَةً وقولُ الأَخْطَل:
(مِن اللَّواتِي إِذا لانت عَرِيكَتُها ... كانَ لَهَا بَعْدَها آلٌ ومَجْهُودُ) قِيلَ: فِي تَفْسِيرِه: عَريكَتُها: قُوَّتُها وشِدَّتُها، ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا تَقَدَّم لأَنّها إِذا جَهَدَتْ وأَعْيَتْ لانَتْ عَريكَتُها وانْقادَتْ. وناقَةٌ عَرُوكٌ مثلُ الشَّكُوكِ: لَا يُعْرَف سِمَنُها إِلاَّ بعَركِ سَنامِها وقَدْ عَرَكَ ظَهْرَها، وغَيرَها، يَعْرُكُها عَركًا: أَكْثَرَ جَسَّه ليَعْرِفَ سِمَنَها. أَو هِيَ الَّتِي يُشَكُّ فِي سَنامِها أَبِهِ شَحْمٌ أَمْ لَا وعَرَكَ السَّنامَ: لَمَسَه يَنْظُرُ أَبِه طِرفٌ أَمْ لَا عُرُكٌ ككُتُب. ويُقال: لَقِيتُه عَركَةً أَو عَركَتَين: أَي مَرَّةً أَو مَرَّتَيْنِ، لَا يُستَعْملُ إِلاّ ظَرفًا. ولَقِيتُه عَرَكاتٍ مُحَرَّكةً، أَي: مَرّاتٍ ويُقال: لَقِيتُه عَركَةً بعدَ عَركَةٍ أَي: مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، وَفِي الحَدِيث: أَنَّه عاوَدَه كَذَا وَكَذَا عَركَةً أَي مَرّةً.
والعَركُ، بالفَتْحِ: خُرءُ السِّباعِ وَفِي العُبابِ: جَعْرُها. والعَرَكُ بالتَّحْرِيكِ، وككَتِف: الصَّوْتُ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
والعَرَكِي، مُحَرَّكَةً: صَيّادُ السَّمَكِ وَمِنْه الحَدِيثُ: أَنَّ العَرَكِيَ سأَلَ النَّبِيَ صَلّى اللَّهُ عليهِ وسَلّمَ عَن الطُّهُورِ بماءِ البَحْرِ عَرَكٌ، مُحَرَّكةً كعَرَبي وعَرَبٍ. وَفِي الحَديث فِي كِتابِه إِلى قَوْمٍ من اليَهُودِ: إِنّ عَلَيكُم رُبْعَ مَا أخْرَجَتْ نَخْلُكم، ورُبْعَ مَا صادَتْ عُرُوكُكُم، ورُبْعَ المِغْزَلِ قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: عُرُوك جَمْعُ عَرَك بالتَّحْرِيكِ وهم الّذِينَ يَصِيدُونَ السَّمَك وَلِهَذَا قِيلَ للمَلاّحِينَ عَرَكٌ لأَنَّهم يَصِيدُون السَّمَكَ، وليسَ بأَنّ العَرَكَ اسْمٌ لَهُم وَهَذَا قَولُ أبي عَمْرو، كَمَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْشَدَ لزُهَير:)
(تَغْشَى الحُداةُ بِهِمْ حُرَّ الكَثِيبِ كَما ... يُغْشِي السَّفائِنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ العَرَكُ)
وَرَوَاهُ أَبو عُبَيدَةَ مَوْجُ بالرَفْعِ، وجَعَل العَرَك نَعْتًا للمَوْجِ، يَعْنِي المُتَلاطِمَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وقالَ أُمَيَّةُ ابنُ أبي عائِذٍ الهُذَلِيُ:
(وَفِي غَمْرَةِ الآلِ خِلْتُ الصُّوَى ... عُرُوكًا على رائِس يَقْسِمُونَا) رائِس: جَبَلٌ فِي البَحْرِ، وَقيل: الرَّئِيس مِنْهُم. ورَجُلٌ عَرِيكٌ، ومُعْرَوْرِكٌ: مُتَداخِل هَذَا تَصْحِيفٌ من قَوْلِهم: رَمْلٌ عَرِكٌ ومُعْرَوْرِكٌ: مُتداخِلٌ، كَمَا سبَق عَن ابنِ درَيْدٍ، لأَنَّه لم يَذْكُر أَحَد هَذَا فِي وَصْفِ الرَّجُلِ، ثمَّ رأَيْتُ فِي اللِّسانِ هَذَا بِعَينِه، قَالَ: رَمْلٌ عَرِيكٌ ومُعْرَورِك: مُتداخِلٌ، فتَنَبَّه لذَلِك. والعَرَكِيَّةُ، محرّكَةً: المَرأَةُ الفاجِرَةُ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ يَهْجُو النَّجاشِيَ:
(وجاءَتْ بِهِ حَيّاكَةٌ عَرَكِيِّةٌ ... تَنازَعَها فِي طُهْرِها رَجُلانِ)
وقِيلِ: هِيَ الغَلِيظَةُ كالعَرَكانِيَّةِ بالتّحرِيكِ أيْضًا، وهذِه عَن ابنِ عَبّادٍ. وماءٌ مَعْرُوكٌ: مُزْدَحَمٌ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحاح.
وأَرضٌ مَعْرُوكَةٌ: عَرَكَتْها الماشِيَةُ وَفِي الصِّحاحِ: السّائِمَةُ حَتَّى أَجْدَبَتْ. ويُقال: أَوْرَدَ إِبِلَه العِراكَ ونَصُّ سِيبَوَيْه فِي الكِتابِ: وقالُوا: أَرْسَلَها العِراكَ، أَي: أَوْرَدَها جَمِيعًا الماءَ نُصِبَ نَصْبَ المَصادرِ والأَصْلُ عِراكًا، ثُمّ أَدْخَلَ عَلَيْهِ أَل قالَ الجَوْهَرِيُّ: كَمَا قالُوا مَرَرْتُ بهِم الجَمّاءَ الغَفِيرَ، والحَمْدَ لِلَّهِ فِيمَن نَصَب وَلم تُغَيِّر أَل المَصْدَرَ عَن حالِه قَالَ ابنُ بَرّيّ: والعِراكَ والجَمّاءَ الغَفِيرَ مَنْصُوبان على الحالِ، وأَما الحَمْدَ للَّهِ فعَلَى المَصْدَرِ لَا غير، وَقَالَ سِيبَوَيْه: أَدَخلُوا الأَلفَ والّلامَ على المَصْدرِ الَّذِي فِي موضِعِ الحالِ كأَنه قالَ اعْتِراكًا، أَي: مُعْتَرِكَةً، وأَنْشَد قولَ لَبِيدٍ يَصِفُ الحِمارَ والأتُنَ:
(فأَرْسَلَها العِراكَ وَلم يَذدْها ... وَلم يُشْفِقْ عَلَى نَغَصِ الدِّخالِ)
وهُوَ عُرَكَةٌ كهُمَزَة يَعْرُكُ الأَذَى بجَنْبِه، أَي: يَحْتَمِلُه وَمِنْه قَول عائِشَةَ تَصِفُ أَباها رَضِي اللَّهُ تَعالَى عَنْهُمَا: عُرَكَةٌ للأَذاةِ بجَنْبِه. وذُو العَركَيْنِ: لَقَبُ نُباتَة الهِنْدِيّ من بني شَيبانَ وَفِيه يَقُولُ العَوّامُ بنُ عَنَمَةَ الضَّبّيُ:
(حَتّى نُباتَةُ ذُو العَركَينِ يَشْتُمُنِي ... وخُصْيَةُ الكَلْبِ بينَ القَوْمِ مُشْتالاَ)
وككِتابٍ عِراكُ بنُ مالِكٍ الغِفارِيُّ التّابِعِي الجَلِيلُ يَروِي عَن أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعالَى عَنهُ، وَعنهُ الزُّهْرِيُّ، وابنُه خَيثَمُ بنُ عِراك عِدادُه فِي أَهْلِ المَدِينَةِ، ماتَ فِي وِلايَةِ يَزِيدَ بنِ عَبدِ المَلِكِ، قَالَه ابنُ حِبان. ومِعْرَكٌ ومِعْراكٌ كمِنْبَر ومِحْرابٍ: اسْمانِ.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: عَرَكَتْهُم الحَربُ عَركًا: دارَتْ عليهِم، نَقَله الجَوهَرِيُّ والصّاغاني، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ زُهَيرٌ:)
(فتَعْرُكْكُم عَركَ الرَّحَى بثِفالِها ... وتَلْقَحْ كِشافًا ثُمّ تَحْمِلْ فتُتْئمِ)
الثِّفالُ: الجِلْدَةُ تُجْعَلْ حَوْلَ الرَّحَى تُمْسِكُ الدَّقيقَ. والعِرَاكُ، ككِتابٍ: ازْدِحامُ الإِبِلِ عَلَى الماءِ. والعَرَكْرَكَةُ: النّاقَةُ السَّمِينَةُ، والجَمْعُ عَرَكْرَكاتٌ، أَنْشَدَ أَعْرابِيِّ من عُقَيل: يَا صاحِبَي رَحْلى بلَيلٍ قُومَا وقَرِّبَا عَرَكْرَكاتٍ كُومَا فأَمّا مَا أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرابي لرَجُل من عُكْلٍ يَقُولُه للَيلَى الأخْيَلِيَّة: حَيّاكَةٌ تَمشى بعُلْطَتَيْنِ وقارِمٍ أَحْمَرَ ذِي عَركَيْنِ فإِنّما يَعْني حِرَها، واسْتَعارَ لَهَا العَرك وأَصْلُه فِي البَعيرِ. والعَركُ من النَّبات: مَا وُطئَ وأُكِلَ قَالَ رُؤْبَة: وِإن رَعَاها العَركَ أَو تَأنقَا ورَجُلٌ مَعْرُوكٌ: أُلِحَّ عَلَيْهِ فِي المَسأَلَةِ وَهُوَ مَجازٌ. والعَركَةُ، بالفتحِ: الحَربُ، موَلدة. والعَرَكِي، محركَةً: قريةٌ بالصَّعيد الأَعْلَى على شَطِّ النِّيلِ، وَقد رَأَيْتُها. وعِراك بنُ خالِد: مُحَدَث عَن عُثْمانَ بنِ عَطاءَ. وذُو مَعارِك: موضِعٌ، قَالَ نَصْرٌ: هُوَ بنَجْدٍ من ديارِ تَميمٍ، وأنشدَ ابنُ الأَعْرابي: تُلِيحُ من جَنْدَلِ ذِي مَعارِكِ إِلاحَةَ الرُّومِ من النَّيازِك أَي: تُليحُ من حَجَر هَذَا المَوْضع، ويروى: منْ جَنْدَلَ ذِي مَعارِك جعَلَ جَنْدَل اسْمًا للبُقْعَةِ، فَلم يَصْرِفْه، وَذي مَعارِك بَدَلٌ مِنْها، كأَنَّ الموضِعَ يُسمّى بجَنْدَل، وبذِي مَعارِك. وَقيل: ذُو مَعارِك: نِهي لبني أُسَيدٍ.
وسًمّوْا مَعْرَكَا، كمَقْعَد، ومُعارِكًا كمُقاتِل. وَقَالَ نَصْرٌ: مَعارِك من أَرْضِ الجَزِيرةِ قُربَ المَوْصِلِ. وأُمّ العَرِيكِ: قَريَةٌ بمِصْرَ، قِيلَ: مِنْها هاجَرُ أُمُّ إِسْماَعِيلَ عَلَيْهِ السّلامُ، ويُقال: هِيَ أُمُّ العَرَبِ.

تقم

[تقم] نقمت على الرجل أنقم بالكسر فأنا ناقِمٌ، إذا عتبت عليه. يقال: ما نَقَمْتُ منه إلا الإحسان. وقال الكسائي: نَقِمْتُ بالكسر لغة. ونَقِمْتُ الأمرَ أيضاً ونَقَمْتُهُ، إذا كرهته. وانْتَقَمَ الله منه، أي عاقبه. والاسم منه النقمة ، والجمع نقمات ونقم، مثل كلمة وكلمات وكلم. وإن شئت سكنت القاف ونقلت حركتها إلى النون فقلت نقمة، والجمع ثقم مثل نعمة ونعم. وفلان ميمون النَقيمةِ، وهو إبدال الــنَقيبَةِ. وناقم: لقب عامر بن سعد بن عدى بن حدان بن جديلة. والناقمية، هي رقاش بنت عامر. قال سعد ابن زيد مناة بن تميم: لقد كنت أهوى الناقمية حقبة فقد جعلت آسان وصل تقطع

النَّقْبُ

النَّقْبُ: الثَّقْبُ،
(ج: أنْقابٌ ونِقابٌ) ، وقَرْحَةٌ تَخْرُجُ في الجَنْبِ، والجَرَبُ، ويُضَمُّ، أو القِطَعُ المُتَفَرِّقَةُ منه،
كالنُّقَبِ، كَصُرَدٍ فيهما، وأنْ يَجْمَعَ الفَرَسُ قَوائِمَه في حُضْرِهِ، والطريقُ في الجَبَلِ،
كالمَنْقَبِ والمَنْقَبةِ بِفَتْحِهِما،
والنُقْبِ، بالضمِّ، ج: أَنْقَابٌ ونِقابٌ،
وة باليمامةِ. وكمِنْبَرٍ: حديدَةٌ يَنْقُبُ بها البَيْطار سُرَّةَ الدابَّة. وكَمَقْعَدٍ: السُّرَّةُ، أو قُدَّامُها.
والنُّقْبَةُ، بالضمِّ: اللَّونُ، والصَّدَأُ، والوَجْهُ، وثَوبٌ كالإِزارِ تُجْعَلُ لهُ حُجْزَةٌ مطيفةٌ من غير نَيْفَقٍ،
وواحدَةُ النُّقَبِ: للجَرَبِ، وبالكسر: هَيْئَة الانْتِقابِ.
والــنَّقيبةُ: النَّفْسُ، والعَقْلُ، والمَشُورَةُ، ونفاذُ الرأي، والطَّبيعةُ، والعظيمةُ الضَرْعِ من النُّوقِ.
والنَّقيبُ: المِزْمارُ، ولِسانُ المِيزانِ،
وـ من الكِلابِ: ما نُقِبت غَلْصَمَتُهُ، وشاهِدُ القَوْمِ، وضَمينُهُم، وعَريفُهُم.
وقد نَقَبَ عليهم نِقابةً، بالكسر: فَعَلَ ذلك.
ونَقُبَ، ككَرُمَ وعَلِمَ، نَقابةً، بالفتح: لم يكنْ فصارَ، أو بالكسر: الاسْمُ، وبالفتح: المصدَرُ.
والنِّقابُ، بالكسر: الرَّجُلُ العلاَّمةُ، وما تَنْتَقِبُ به المرأةُ، والطريقُ في الغِلَظِ،
كالمِنْقَبِ، وع قُرْبَ المدينةِ، والبَطْنُ ومنه: " فَرْخانِ في
نِقابٍ" يُضْرَبُ لِلمُتَشابِهَيْنِ.
ونَقَبَ في الأرضِ: ذَهَبَ،
كأنْقَبَ ونَقَّبَ،
وـ عنِ الأَخْبارِ: بَحَثَ عنها، أو أخْبَرَ بها،
وـ الخُفَّ: رَقَّعَهُ،
وـ النَّكْبَةُ فُلاناً: أصابَتْهُ.
ونَقِبَ الخُفُّ كفرِحَ: تَخَرّقَ،
وـ البَعيرُ: حَفِي، أو رَقَّتْ أخفافُهُ،
كأَنْقَبَ،
وـ في البِلادِ: سارَ.
ولَقيتُه نِقاباً: مواجَهَةً، أو من غيرِ مِيعادٍ،
كناقَبْتُه نِقاباً،
وـ الماءَ: هَجَمْتُ عليهِ بلا طَلَبٍ.
والمَنْقَبةُ: المَفْخَرَةُ، وطريقٌ ضَيِّقٌ بين دَارَيْنِ، والحائطُ.
والأَنْقَابُ: الآذانُ، بِلا واحِدٍ.
والناقبُ والناقِبَةُ: داءٌ للإِنْسانِ من طُولِ الضَّجْعَة.
وكزُبَيْرٍ: ع بين تَبُوكَ ومَعانَ.
ونَقَبانَةُ، محرَّكةً: ماءَةٌ بأَجَأٍ.
والمَنَاقِبُ: جَبَلٌ فيه ثَنايا، وطُرُقٌ إلى اليَمامةِ واليَمنِ وغيرها، واسْمُ طريقِ الطائِفِ من مكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تعالى.
وأَنْقَبَ: صارَ حاجِباً أو نَقيباً،
وـ فُلانٌ: نَقِب بعيرُه.

سفي

(سفي) الشَّيْء سفى خف يُقَال سفى شعر ناصيته وسفيت البغلة خفت وأسرعت وَالْحَيَوَان أَو الْإِنْسَان هزل فَهُوَ أسفى وَهِي سفواء

سفي


سَفَى(n. ac. سَفْي)
a. Raised ( the dust: (wind).

أَسْفَيَa. see I
إِسْتَفَيَa. Turned away ( the face ).
سَفِيّa. Dust, flying dust.

سَافِيَآء
a. Dust; dust-cloud.
[سفي] نه: فيه: هل إلى جانبه ماء كثير "السافي" فانه أول ماء يرده الدجال من مياه العرب، السافي ريح تسفي التراب والتراب أيضا ساف بمعنى مسفي، والماء السافي المذكور هو سفوان على مرحلة من البصرة.
(س ف ي) : (السَّفَا) خِفَّةُ النَّاصِيَةِ وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي الْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ مَذْمُومٌ فِي الْخَيْلِ يُقَالُ فَرَسٌ أَسْفَى وَبَغْلَةٌ سَفْوَاءُ (وَسَفَتْ) الرِّيحُ التُّرَابَ ذَرَتْهُ وَرَمَتْ بِهِ وَقَوْلُهُ تَسْفِي بِهِ عَلَى زِيَادَةِ الْبَاءِ أَوْ عَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى الرَّمْيِ وَلَفْظُ الْحَلْوَائِيِّ فَتَنْسِفُهُ مِنْ الْمَنْسَفِ.
(سفي)
(هـ) فِي حَدِيثِ كَعْبٍ «قَالَ لِأَبِي عُثْمَانَ النَّهِدْي: إِلَى جَانِبكم جَبَلٌ مُشرفٌ عَلَى الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ سَنَام؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ إِلَى جَانِبِهِ ماءٌ كثيرُ السَّافِي؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَاءٍ يردهُ الدَّجال مِنْ مِياه العَرَب» السَّافِي: الرِّيحُ الَّتِي تَسْفِي الترابَ. وَقِيلَ للتُّرابَ الَّذِي تَسْفِيهِ الريحُ أَيْضًا سَافٍ، أي مَسْفِيٌّ، ك ماءٍ دافِقٍ. والماءُ السَّافي الَّذِي ذكرهُ هُوَ سَفَوَان، وَهُوَ عَلَى مَرْحَلَةٍ مِنْ بَابِ المِرْبَد بِالْبَصْرَةِ.
سفي
سفَى يَسْفِي، اسْفِ، سَفْيًا، فهو سافٍ، والمفعول مَسْفِيّ
• سفَتِ الرِّيحُ التُّرابَ: نثَرته وذرَته، أو حَملَته. 

أسفى يُسفِي، أَسْفِ، إسفاءً، فهو مُسْفٍ، والمفعول مُسْفًى (للمتعدِّي)
• أسفَى القمحُ: خشُن أطرافُ سُنْبُله.
• أسفتِ الرِّيحُ التُّرابَ: سَفَته؛ ذرته ونثرته. 

إسْفاء [مفرد]: مصدر أسفى. 

سَفَا [جمع]: مف سَفاة:
1 - شوك "سَفا سُنْبل/ السّمك".
2 - تراب "أثارت الرِّيحُ السَّفَا". 

سَفْي [مفرد]: مصدر سفَى. 

سُفَيَّة [مفرد]: (نت) زائدة دقيقة تنتهي بها قمّة الورقة في بعض النبات مثل ورق السّنا المكيّ والكوكا. 
السين والفاء والياء س ف ي

سَفَتِ الريحُ التُرابَ سَفْياً حَمَلَتْه وتُرابٌ سافٍ مَسْفِيٌّ على النَّسَب أو يكون فاعِلاً في معنى مَفْعُول وحَكَى ابنُ الأَعْرَابِيِّ سَفَتِ الريحُ وأَسْفَتْ ولم يُعَدِّ واحداً منهما والسَّافِيَاءُ الريحُ التي تَحْمِل الترابَ وقيل السَّافِياءُ الترابُ يذهب مع الريح وقيل السَّافِياءُ الغُبارُ فَقَط والسَّفَا التُّرَاب وخصّ ابن الأعرابيِّ به التُّرَابَ المُخْرَج من البِئْر أو القَبْر أنشد ثعلب

(وحالَ السَّفَى بَيْنِي وبَيْنَكَ والعِدَا ... ورَهْنُ السَّفَا غَمْرُ الــنَّقِيبَةِ ماجِدُ)

قال السَّفَا هنا تُرَابُ القَبْر وقال أبو ذُؤَيْب

(وقد أرْسَلُوا فُرَّاطَهُم فَتَأَثَّلُوا ... قَلِيباً سَفَاها كالإِماءِ القواعِدِ)

أراد أيضاً تُرَاب القَبْر شبهه بالإِماءِ القواعد ووجه ذلك أن الأَمَة تَقْعُد مُسْتَوْقِرَة للعَمَل والحرّة تَقْعُد مُطْمَئِنّة مُتَرَبِّعَة وقيل شَبَّه التُّرَابَ في لِينِه بالإِمَاءِ القَواعِدِ وهُنَّ اللواتي قَعَدْن عن الوَلَد فاجتمع عليهن ذِلّة الرِّقِّ وذِلّة القُعُود فَلِنَّ وذَلَلْن واحدته سَفَاةٌ والسَّفَى شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُل وكل شَيءٍ له شَوْكٌ وقال ثعلب هي أطراف البُهْمَى والواحدة من كل ذلك سَفاة وأَسْفَتِ البُهْمَى سَقَط سَفَاها وسَفِيَ الرجلُ سَفىً مثل سَفِهَ سَفَهاً وسَفَاءً مثلُ سَفِهَ سَفَاها أنشد ثعلب

(لها مَنْطِقٌ لا هِذْرِيانٌ طَمَى به ... سَفَاءٌ ولا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُ)

والسَّفِيُّ كالسَّفِيه والسَّفَاءُ الطَّيْشُ والخِفَّة قال ابن الأعرابي السَّفاءُ من السَّفَى كالشَّقاء مِن الشَّقَى وأَسْفَاهُ الأمْرُ حَمَلَه على الطِّيْشِ والخِفَّة وأنشد لعَمْرو بن قَمِيئَة

(يا رُبَّ مَنْ أسْفاهُ أَحْلامُهُ ... أنْ قِيلَ يَوْماً إنَّ عَمْراً سَكُورْ)

أي أَطَاشَه حِلْمُه فَغَرَّهُ وجَرَّأه وأَسْفَى الرَّجُلُ بصاحِبِه أَسَاءَ إليه ولعله من هذا الذي هو الطّيْش والخِفَّة قال ذو الرُّمَّةِ (عَفَتْ وعُهُودُها مُتَقادِماتٌ ... وقد يُسْفِي بك العَهْدُ القديمُ)

كذا رواه أبو عَمْرو وغيره يَرْويه يَبْقَى لك والسَّفاءُ انْقِطَاعُ لَبَن النَّاقة قال

(وما هِيَ إلا أن تُقَرِّبَ وَصْلَها ... قَلاَئِصُ في أَلْبَانِهِنَّ سَفاءُ)

وسَفِينٌ وسُفَيْن اسْمٌ وإنما قضينا على مجهول هذا الباب بالياء لكونها لاماً
سفي
: (ى ( {سَفَتِ الرِّيحُ التُّرابَ) واليبيسَ والوَرَقَ (} تَسْفِيه) {سَفْياً: (ذَرَتْهُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(أَو حَمَلَتْه) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم؛
(} كأسْفَتْه) ، وَهِي لُغَةٌ ضَعيفَةٌ، عَن الفرَّاء نقلَهُ الصَّاغاني.
وحَكَى ابنُ الأعْرابي: {سَفَتْ} وأَسْفَتْ وَلم يُعَدَّ واحِداً مِنْهُمَا؛ (فَهُوَ سافٍ) ، أَي {مَسْفِيٌّ، على النَّسَبِ، أَو يكونُ فاعِلاً بمعْنَى مَفْعولٍ.
(و) فِي الصِّحاحِ: فَهُوَ (} سَفِيٌّ) ، كغَنِيَ.
( {والسَّافِياءُ: الغُبارُ) فَقَط.
(أَو رِيحٌ تَحْمِلُ تُراباً) كَثِيراً على وَجْهِ الأرضِ تَهْجُمُه على الناسِ.
أَو هُوَ التُّرابُ يَذْهَبُ مَعَ الرِّيحِ.
(} والسَّفَى) ، مَقْصوراً: (خِفَّةُ النَّاصِيَةِ) فِي الخَيْل، وليسَ بمَحْمودٍ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وقيلَ: قِصَرُها وقِلَّتُها؛ (وَهُوَ {أَسْفَى) ؛ قالَ سلامةُ بنُ جَنْدل:
ليسَ} بأَسْفى وَلَا أَقْنى وَلَا سَغِل
يُسْقى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبوبِوقال الأَصْمعي: {الأَسْفى مِن الخَيْل القَلِيلُ الناصِيَةِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشري:} والسَّفَى مَحْمودٌ فِي البِغالِ والحَمِيرِ، مَذْمومٌ فِي الخَيْل.

(و) {السَّفَى (التُّرابُ) ، وإنْ لم} تَسْفِه الرِّيحُ.
أَو اسْمٌ لكلِّ مَا سَفَتْه الرِّيحُ؛ كَمَا فِي التَّهذيب.
وَفِي المُحْكَم: خَصَّه ابنُ الْأَعرَابِي بالمُخْرَجِ مِن البِئْرِ أَو القَبْرِ؛ وأَنْشَدَ:
وحالَ {السَّفَى بَيْني وبَيْنكَ والعِدا
ورَهْنُ السَّفَى غَمْرُ الــنَّقيبَةِ ماجِدُالسَّفَى هُنَا تُرابُ القَبْر.
وقالَ أَبو ذُؤَيْب:
وَقد أَرْسَلوا فُرَّاطَهُم فتَأَثَّلوا
قَلِيباً} سَفاهَا كالإِماءِ القَواعِدِأَرادَ تُرابَ القَبْرِ أَيْضاً.
(و) {السَّفَى: (الهُزالُ) مِن مَرَض.
(و) السَّفَى: (كلُّ شَجَرٍ لَهُ شَوْكٌ) ؛ وقيلَ: هُوَ شَوْكُ البُهْمَى والسُّنْبُلِ.
وَقَالَ ثعلبُ: أَطْرافُ البُهْمَى؛ (واحَدتُه بهاءٍ.
(} وأَسْفَتِ البُهْمَى: سَقَطَ سَفاها.
(و) {أَسْفَى (الزَّرْعُ: خَشُنَ أَطْرافُ سُنْبُلِه) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) أَسْفَى (فلانٌ: نَقَلَ) } السَّفَى، أَي (التُّرابَ) ؛ نقلَهُ الأَزهريُّ.
(و) أَسْفَى: (اتَّخَذَ بَغْلَةً {سَفْواءَ) ، اسمٌ (للسَّريعَةِ) الخَفيفَةِ المُقْتدِرَة الخَلْقِ المُلَزَّزَة الظَّهْرِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لدُكَيْن:
جاءَتْ بِهِ مُعتَجِراً ببُرْدِهِ
} سَفْواءُ تَرْدي بنَسِيجِ وَحْدِهِ وَفِي الأساس: بَغْلَةٌ سَفْواءُ سَرِيعَةُ المَرِّ كالرِّيحِ، وَهُوَ مجازٌ.
(و) {أَسْفَتِ (النَّاقَةُ: هُزِلَتْ) فصارَتْ} كالسَّفى، وَهُوَ مجازٌ.
(و) {أَسْفَى (فلَانا: حَمَلَه على الطَّيْشِ والخِفَّةِ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه؛ وأَنْشَدَ لعَمْرو بنِ قميئة:
يَا رُبَّ من} أَسْفاهُ أَحْلامُهُ
إنْ قيلَ يَوماً إنَّ عَمْراً سَكورُ أَي أَطاشَهُ حلْمُهُ فغَرَّه وجَرَّأَهُ.
(و) {أَسْفى (بِهِ) : إِذا (أَساءَ إِلَيْهِ) ، ولعلَّه من هَذَا الَّذِي هُوَ الطَّيْشُ والخِفَّة؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
عَفَتْ وعُهودُها مُتَقادِماتٌ
وَقد يُسْفِي بِك العَهْدُ القدِيمُ (} وسَفِيَ) الرَّجُلُ، (كرَضِيَ {سَفاً) ، بالقَصْر (ويُمَدُّ) : مثْلُ (سَفِهَ) سَفَهاً وسَفاهاً زِنَةً ومعْنىً؛ وعَلى المَدِّ اقْتَصَرَ الأزهرِيُّ؛ قالَ الشاعِرُ:
لَهَا مَنْطِقٌ لَا هِذْرِيانٌ طَما بِهِ
} سَفاءٌ وَلَا بادِي الجَفاءِ جَشِيبُكما فِي المُحْكم.
( {كأَسْفَى) ؛ نقلَهُ الأزْهرِيُّ؛ (فَهُوَ} سَفِيٌّ) ، كغَنِيَ، أَي سَفِيه.
(و) {سَفِيَتْ (يَدُهُ: تَشَقَّقَتْ) مِن العَمَلِ.
(} والسَّفاءُ، كسَماءٍ: انْقِطاعُ لَبَنِ النَّاقَةِ) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:
وَمَا هِيَ إلاَّ أَن يُقَرَّبَ وَصْلَها
قَلائِصُ فِي أَلْبانِهِنَّ {سَفاءُ ورَواهُ الأزهريُّ: فِي أَلْبابِهِنَّ، بالباءِ؛ وقالَ:} السَّفاءُ الخِفَّةُ فِي كلِّ شيءٍ وَهُوَ الجَهْلُ؛ وأَنْشَدَ:
قَلائِصُ فِي أَلْبابِهِنَّ {سَفاءُ أَي فِي عُقُولِهنَّ خِفَّةٌ فتأَمَّل ذلكَ.
(و) } السِّفاءُ؛ (ككِساءٍ: الدَّواءُ) .
وَفِي المُحْكَم: {السَّفاءُ مِن} السَّفَى كالشَّقاءِ مِن الشِّقا، فتأَمَّل.
( {وسُفْيانُ، مُثَلَّثَةً: اسْمُ) رجُلٍ، أَجَلّ مَنْ سُمِّي بِهِ} السّفْيانانِ، ابنُ عُيَيْنَة الهِلالي، وابنُ سعيدٍ الثَّوْرِي؛ والمَشْهورُ الضمّ؛ والتَّثْلِيث ذَكَرَه الجوهريُّ وغيرُهُ مِن الأَئِمَّة.
قالَ ابنُ دُرَيْد: هُوَ فُعْلان مِن {سَفَتِ الرِّيحُ التُّرابَ.
(و) } سِفْيانُ: (بالكسْر: ة بهَراةَ) ، وَبِه صَدَّر ابنُ السّمعاني فِي الأنْساب. (أَو هِيَ بالفتْحِ) كَمَا رَجَّحه بعضٌ، (مِنْهَا أَبو طاهِرٍ أَحمدُ بن مُحَمَّد بنِ إسْماعيلَ بنِ الصّبَّاح) الهَرِويُّ ( {السَّفيانيُّ) وُلِدَ سَنَة 381 ورَوَى عَن الحُسَيْن بن إِدْرِيس الأَنْصارِي؛ وَعنهُ أَبو بكْرٍ البرقانيُّ، تُوفي فِي حدودِ سَنَة 380.
(} وسَفَوانُ، محرَّكةً: ع بالبَصْرَةِ) ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للراجزِ:
جارِيَة {بسَفَوانَ دارُها
تَمْشِي الهُوَيْنى ساقِطاً خِمارُهاوقال الأزهريُّ: هُوَ ماءٌ مِن بابِ البَصْرةِ يَلِي المِرْبَد على مَرْحَلةٍ، كثيرُ السَّفَى، وَهُوَ التُّرابُ.
(} وسَافاهُ) {مُسافاةً} وسِفاءً: (سافَهَهُ) ؛ وَأنْشد الجوهريُّ:
إنْ كنتَ {سافِيَّ أَخا تَمِيم ِفجِىءْ بعِلْجَيْنِ ذَوَيْ وَزيمِ بفارِسِيَ وأَخٍ للرُّومِ قُلْتُ: وَمِنْهُم مَنْ رَواهُ بالقافِ.
وَالَّذِي فِي التَّهْذيب:
إِن سَرَّكَ الرّيُّ أَخا تَمِيمِ فتأَمَّل ذَلِك.
(و) } سَافاهُ أَيْضاً: إِذا (دَاواه) ، وَهُوَ مِن {السّفاءِ.
(} والمُسْفِي: النَّمَّامُ.
( {وسَفَوَى، كجَمَزَى: ع.
(} واسْتَفَى وجْهَه: اصْطَرَفَهُ) ؛ كلُّ ذلكَ نقلَهُ الصَّاغاني.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{سَفَتِ الرِّيحُ} وأَسْفَتْ: إِذا هبَّتْ؛ عَن ابْن الأعرابيِّ.
{وسَفَتْ عَلَيْهِ الرِّياحُ؛ نقلَهُ الزَّمخشريُّ.
} والسَّفْواءُ من الخَيْلِ: القَلِيلُ الناصِيَةِ.
{والسَّوافِي مِن الرِّياح: اللَّواتي} يَسْفِينَ التُّراب. يقالُ: لَعِبَتْ بِهِ {السَّوافِي.
ورِيحٌ} سَفُواءٌ: سريعَةٌ؛ كَمَا قيلَ هَوْجاء، وَهُوَ مجازٌ.
وأَسْفَى الرَّجُل: أَخَذَ شَوْكَ البُهْمَى.
وسَفا يَسْفُو سُفُوّاً، كعُلُوَ: أَسْرَعَ فِي المَشْيِ والطَّيران؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ وَهُوَ مِن الواوِ كَمَا تَرى.
وأَبو سُفْيان بنُ حَرْبٍ: حُكِي فِيهِ التَّثْلِيث، اسْمُه صَخْرُ والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ سُفْيانيُّ.
والسُّفْيانيُّ: هُوَ أَبو العُمَيْطِر الخارِجُ بدِمَشْق فِي زَمَنِ الأَمِين مِن ولدِ أَبي سُفيان، تقدَّمَ ذِكْرُه فِي الرَّاءِ.
{والسّفْيانيُّون: خَلْقٌ كثيرٌ ممَّنْ نُسِبَ إِلَى الجَدِّ وَإِلَى مَذْهَبِ سُفْيان الثَّوْري، مِنْهُم ناسٌ بالدّينور.
وَفِي هَمْدان: سُفْيانُ بنُ أَرْحَب بَطْنٌ مِنْهُم: شنيفُ بنُ معاوِيَةَ بنِ مالِكِ بنِ بِشْرِ بنِ سَلْمانِ بنِ معاوِيَةَ بنِ سُفيان} السّفْيانيّ، شاعِرٌ ذَكَره الأميرُ.
{والأسْفَى: الَّذِي تَنْزِعُه شَعْرةٌ بَيْضاءُ كُمَيْتاً كانَ أَو غيرَ ذلكَ؛ عَن ابنِ الأعرابيّ.
وقالَ مرَّةً: السّفَى هُوَ بَياضُ الشَّعْر الأدْهم والأشْقَر، والصِّفَة كالصِّفَةِ فِي الذَّكَر والأُنْثى.
والسَّفاءُ، بالمدِّ: خِفَّةُ الناصِيَةِ، لُغَةٌ عَن ثَعْلَب.

نَقَبَ

(نَقَبَ)
- فِي حَدِيثِ عُبادة بْنِ الصَّامِتِ «وَكَانَ مِنَ النُّقَباء» النُّقَبَاءُ: جَمْع نَقِيب، وَهُوَ كالعَريف عَلَى الْقَوْمِ المُقَدَّم عَلَيْهِمْ، الَّذِي يَتَعَرَّف أخبارَهم، ويُنَقِّبُ عَنْ أَحْوَالِهِمْ: أَيْ يُفَتِّش. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَعَل ليلةَ العَقَبة كُلَّ واحدٍ مِنَ الجَماعة الَّذِينَ بَايَعُوهُ بِهَا نَقِيبا عَلَى قومِه وجَماعتِه، ليأخُذوا عَلَيْهِمُ الإسْلام، ويُعَرِّفوهم شَرَائِطَهُ. وَكَانُوا اثْنَيْ عشَر نَقِيبًا كلُّهم مِنَ الْأَنْصَارِ.
وَكَانَ عُبَادة بْنُ الصَّامت مِنْهُمْ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ مُفردا وَمَجْمُوعًا.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنِّي لَمْ أُومَر أنْ أُنَقِّبَ عَنْ قُلوب النَّاسِ» أَيْ أُفَتِّشَ وأكْشِف.
(هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَن سَأل عَنْ شَيْءٍ فَنَقَّبَ عَنْهُ» .
[هـ] وَفِيهِ «أَنَّهُ قَالَ: لَا يُعْدِي شيءٌ شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ: يَا رسولَ اللَّه، إنَّ النُّقْبَةَ تَكُونُ بِمِشْفَر الْبَعِيرِ أَوْ بذَنَبه فِي الْإِبِلِ الْعَظِيمَةِ فتَجْرَب كلُّها، فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَمَا أجْرَب الْأَوَّلَ؟» النُّقْبَةُ: أَوَّلُ شَيْءٍ يَظْهَر مِنَ الجَرب، وجَمْعُها: نُقْبٌ، بِسُكُونِ الْقَافِ، لِأَنَّهَا تَنْقُبُ الجلْد: أَيْ تَخْرِقه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أَتَاهُ أعرابيٌّ فَقَالَ: إِنِّي عَلَى ناقةٍ دَبْرَاءَ عَجْفاءَ نَقْبَاءَ، واسْتَحْمَله، فظنَّه كاذِبا، فَلَمْ يَحْمِله، فانْطَلَق وَهُوَ يَقُولُ: أقْسَمَ باللَّه أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ ... مَا مَسَّها مِنْ نَقَبٍ وَلَا دَبَرْ
أَرَادَ بَالنَّقَبِ هَاهُنَا رِقَّة الْأَخْفَافِ. وَقَدْ نَقِبَ البعيرُ يَنْقَبُ، فَهُوَ نَقِبٌ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «أَنَّهُ قَالَ لامْرأة حاجَّه: أَنْقَبْتِ وأدْبَرْتِ» أَيْ نَقِبَ بَعيرُك ودَبِرَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «ولْيَسْتَأْن بالنَّقِب والضالِع» أَيْ يَرفُق بِهِمَا. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الجَرَب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي مُوسَى «فَنَقِبَتْ أقدامُنا» أَيْ رَقَّتْ جُلُودُها، وتَنَفَّطَت مِنَ المَشْي.
(هـ) وَفِيهِ «لَا شُفْعة فِي فِنَاء وَلَا طريقٍ وَلَا مَنْقَبَةٍ» هِيَ الطَّريق بَيْنَ الدارَيْن، كَأَنَّهُ نَقْبٌ مِنْ هَذِهِ إِلَى هَذِهِ. وَقِيلَ: هُوَ الطريقُ الَّذِي يَعْلو أنْشَازَ الْأَرْضِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُمْ فَزِعوا مِنَ الطَّاعون فَقَالَ: أرْجُو أَلَّا يَطْلُعَ إِلَيْنَا نِقَابَهَا » هِيَ جَمْعُ نَقْب، وهو الطريق بين الحبلين. أَرَادَ أَنَّهُ لَا يَطْلُع إِلَيْنَا مِنْ طرُق الْمَدِينَةِ، فأضمَر عَنْ غيْر مَذْكور.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «عَلَى أَنْقَابِ الْمَدِينَةِ ملائكةٌ، لَا يَدْخُلُها الطَّاعُونُ وَلَا الدجَّال» وَهُوَ جَمْعُ قلَّة لِلنَّقْبِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مَجْديّ بْنِ عمْرو «أَنَّهُ مُيْمون الــنَّقِيبَةِ» أَيْ مُنَجَّحُ الفِعال، مُظَفَّر المَطالِب. والــنَّقِيبَةُ: النَّفْس. وَقِيلَ: الطَّبيعة والخَليقة.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «أَنَّهُ اشْتَكَى عَيْنَه فكَرِه أَنْ يَنْقُبَهَا» نَقْبُ العَين: هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الأطبَّاء القَدْحَ، وَهُوَ مُعالَجة الْمَاءِ الْأَسْوَدِ الَّذِي يَحْدث فِي العَيْن. وَأَصْلُهُ أَنْ يَنْقُرَ البَيْطَارُ حافِر الدَّابّة ليُخْرجَ مِنْهُ مَا دَخَل فِيهِ.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «ألْبَسَتْنا أمُّنا نُقْبَتَهَا» هِيَ السَّراويل الَّتِي تَكُونُ لَهَا حُجْزةٌ مِنْ غَيْرِ نَيْفَق ، فَإِذَا كَانَ لَهَا نَيْفَقٌ فَهِيَ سَراوِيلُ. (س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أنَّ مَوْلاةَ امْرأةٍ اخْتَلَعَت مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لَهَا وَكُلِّ ثَوب عَلَيْهَا، حَتَّى نُقْبَتِهَا، فَلَمْ يُنْكِر ذَلِكَ» .
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاحِ «وَذَكَرَ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقَالَ: إِنْ كَانَ لَنِقَاباً» وَفِي رِوَايَةٍ «إِنْ كَانَ لَمِنْقَباً» النِّقَابُ والْمِنْقَبُ، بِالْكَسْرِ وَالتَّخْفِيفِ: الرجُل الْعَالِمُ بِالْأَشْيَاءِ، الْكَثِيرُ البَحْث عَنْهَا والتَّنْقِيبُ: أَيْ مَا كَانَ إِلَّا نِقَابا.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِين «النِّقَابُ مُحْدَث» أَرَادَ أَنَّ النِّساء مَا كُنَّ يَنْتَقِبن:
أَيْ يَخْتَمِرْن.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَيْسَ هَذَا وجْهَ الْحَدِيثِ، ولكِنّ النِّقاب عِنْدَ الْعَرَبِ هُوَ الَّذِي يَبْدو مِنْهُ مَحْجِر العَين. وَمَعْنَاهُ أَنَّ إبْدَاءهُنَّ المحَاجِرَ محْدَث، إِنَّمَا كَانَ النِّقاب لاحِقا بالعَيْن، وَكَانَتْ تَبْدُو إحْدَى العَيْنَين وَالْأُخْرَى مَسْتورة، والنِّقاب لَا يَبْدُو مِنْهُ إِلَّا العَيْنان. وَكَانَ اسمُه عِنْدَهُمْ: الوَصْوصَة، والبُرْقُع، وَكَانَا مِنْ لِباس النِّساء، ثُمَّ أحْدثْنَ النِّقابَ بَعْدُ.

النِّقْمَةُ

النِّقْمَةُ: مَا كَانَت عَاقبَتهَا مذمومة، وَقيل: مَا يُوجد مِنْهَا الْعَذَاب.
النِّقْمَةُ، بالكسر وبالفتح وكفرِحَةٍ: المُكافَأَةُ بالعُقوبَة
ج: نَقِمٌ، كَكَلِمٍ وعِنَبٍ وكَلِماتٍ.
ونَقَمَ منه، كضَرَبَ وعَلِمَ، نَقْمَاً وتنقَّاماً، كتِكِلاَّمٍ،
وانْتَقَمَ: عاقَبَهُ،
وـ الأَمْرَ: كَرِهَهُ.
والنَّقْمُ: سُرْعَةُ الأَكْلِ، وبالتحريكِ: وسَطُ الطريق.
والناقِمِيَّةُ: هي رَقاشِ بنتُ عامِرٍ.
وناقِمٌ: لَقَبُ عامِرِ بنِ سَعْدِ بنِ عَدِيٍّ، أبو بَطْنٍ، واسْمُ تَمْرٍ بعُمَانَ.
ونُقْمُ، بالضم: ة باليمن.
ومَيْمُونُ النَّقيمَةِ، أي: الــنَّقيبَةِ. وكحُبْلَى: وادٍ.
وكجَمَزَى: ع من أعْراض المدينةِ.

عَدو

عَدو
: (و ( {عَدا} يَعْدُو) ؛) ذِكْرُ المُضارِعِ مُسْتدركٌ كَمَا مَرَّ الإيماءُ إِلَيْهِ مِراراً، ( {عَدْواً) ، بالفَتْح، (} وعَدُوًّا) ، كعُلُوَ؛ ( {وعَدَواناً، محرَّكةً،} وتَعْداءً) بالفتحِ ( {وعَداً) ، مَقْصورٌ: (أَحْضَرَ) ، يكونُ مِنَّا ومِن الخَيْلِ.
وحُكِي: أَتاهُ عَدْواً، وَهُوَ مُقارِبُ الهَرْولَةِ ودُونَ الجَرْي.
(} وأَعْداهُ غَيْرُهُ) .) يقالُ: {أَعْدَيْتُ الفَرَسَ: أَي حَمَلْته على الحُضْر.
(} والعَدَوانُ، محرَّكةً، {والعَدَّاءُ) ، كشَدَّادٍ: كِلاهُما (الشَّديدَةُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الشَّد يدُهُ بهاءِ الضَّمِير، أَي الشَّديدُ} العَدْوِ.
فِي الصِّحاح، يقالُ: إنَّه {لعَدَوانٌ، أَي شَديدُ العَدْوِ.
(} وتَعادَوْا: تَبارَوْا فِيهِ) ، أَي فِي العَدْوِ.
وقالَ الراغبُ: أَصْلُ العَدْوِ التَّجاوُزُ ومُنافاةُ الالْتِئَامِ، فتارَةً يُعْتَبر بالمَشْي فيُقالُ لَهُ العَدْوُ، وتارَةً بالقَلْبِ فيُقالُ لَهُ {العَدَاوَةُ إِلَى آخِر مَا قَالَ.
(} والعِداءُ، ككِساءٍ ويُفْتَحُ: الطَّلَقُ الواحِدُ) للفَرَسِ؛ فمَنْ فَتَحَ قالَ جاوَزَ هَذَا إِلَى ذاكَ، ومَنْ كَسَر فمِنْ {عَادَى الصَّيْدَ مِنَ العَدْوِ وَهُوَ الحُضْر حَتَّى يَلْحَقَه.
(و) } العَدِيُّ، (كَغَنِيَ جماعَةُ القوْمِ) ، بلُغَةِ هُذَيْل، ( {يَعْدُونَ لقِتالٍ) ونحْوِه؛ أَو الَّذين يَعْدُونَ على أَقْدامِهم؛ كَمَا فِي الصِّحاح، قالَ: وَهُوَ جَمْعُ} عادٍ كغَازٍ وغَزِيَ.
(أَو أَوَّلُ من يَحْمِلُ من الرَّجَّالةِ) لأنَّهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمالِكِ بنِ خالِدٍ الخُنَاعِيّ:
لمَّا رأَيْتُ {عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهم
طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ (} كالعادِيَةِ فيهِما) ، والجمْعُ {العَوادِي.
(أَو هِيَ للفُرْسانِ) ، أَي لأوَّل مَنْ يَحْمِلُ مِنْهُم فِي الغارَةِ خاصَّةً.
(} وعَدا عَلَيْهِ {عَدْواً} وعُدُوًّا) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وَبِهِمَا قُرِىء قوْلُه تَعَالَى: {فيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بغيرِ عِلْمٍ} ؛ {وعُدُوّ، كعُلُوِّ، قراءَةُ الحَسَنِ؛ وقُرِىء:} عَدُوًّا، يَعْنِي بجماعَةٍ، وقيلَ: هُوَ واحِدٌ فِي مَعْنى جماعةٍ؛ ( {وعَداءً) ، كسَحابٍ، (} وعُدْواناً، بالضَّمِّ والكَسْرِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، ( {وعُدْوَى، بالضمِّ) فَقَط: (ظَلَمَهُ) ظُلْماً جاوَزَ فِيهِ القدرَ، وَهَذَا تَجاوُزٌ فِي الإخْلالِ بالعَدَالةِ فَهُوَ عادٍ؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَا أَشْمَتَ اللهُ بكَ} عادِيَكَ أَي الظالِمُ لكَ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {فَلَا {عُدْوان إلاَّ على الظَّالِمِين} ، أَي لَا سَبِيلَ.
وقِيلَ:} العُدْوانُ أَسْوأُ {الاعْتِداءِ فِي قوَّةٍ أَو فِعْلٍ أَو حالٍ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ومَنْ يَفْعَلْ ذلكَ} عُدْواناً وظُلْماً فسَوْف نصْلِيه نَارا} ، وقولُه تَعَالَى: {بل أَنْتُم قوْمٌ {عادُونَ} ، أَي} مُعْتَدُونَ.
( {كتَعَدَّى} واعْتَدَى {وأَعْدَى) ، ومِن الأخيرِ:} أَعْدَيْت فِي مَنْطِقِكَ، أَي جرْتَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ الراغبُ:! الاعْتِداءُ مجاوَزَةُ الحَقِّ قد يكونُ على سَبِيلِ الابْتِداءِ، وَهُوَ المُنْهَى عَنهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا {تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحبُّ} المُعْتَدِين} . وَقد يكونُ على سَبيلِ المُجازَاةِ ويصحّ أَن يُتَعاطَى مَعَ مَنِ ابْتَدَأَ كقَوْلِه تَعَالَى: {فمنْ {اعْتَدَى عَلَيكم} فاعْتَدُوا عَلَيْهِ بمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكم} ، أَي قابِلُوه بحقِّ {اعْتِدائِه سُمِّي بمثْلِ اسْمِه لأنَّ صورَةَ الفِعْلَيْن واحِدٌ، وإنْ كانَ أَحدُهما طاعَةً والآخَرُ مَعْصِيَةً.
(وَهُوَ} مَعْدُوٌّ) عَلَيْهِ، ( {ومَعْدِيٌّ عَلَيْهِ) على قَلْبِ الواوِ يَاء للخفَّةِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
وَقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي
أَنا الليثُ} مَعْدِيًّا عَلَيْهِ {وعادِيا (} والعَدْوَى: الفَسادُ) ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {وعَدا اللِّصُّ على القُماشِ} عَداءً) ، كسَحابٍ، ( {وعُدْواناً، بالضَّمِّ والتَّحْريكِ) ؛) وَفِي المُحْكم بالضَّمِّ والفَتْح مَعًا وَهَكَذَا ضَبَطَه؛ أَي (سَرَقَهُ) ؛) وَهَذَا أَيْضاً تَجاوُزٌ فيمَا يخلُّ بالعَدَالةِ.
(وذِئْبٌ} عَدَوانٌ، محرَّكةً) :) أَي (عادٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: {يَعْدُو على الناسِ.
ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: وَمَا هُوَ إلاَّ ذِئْبٌ عَدَوانٌ دِينُه الظُّلم} والعُدْوانُ.
( {وعَداهُ عَن الأَمْرِ عَدْواً) ، بالفَتْحِ، (وعُدْواناً) ، بالضَّمِّ: (صَرَفَهُ وشَغَلَهُ؛} كعَدَّاهُ) ، بالتَّشديدِ. يقالُ: عَدّ عَن كَذَا، أَي اصْرِفْ بَصَرَك عَنهُ.
(و) عَدَا (عَلَيْهِ) عَدْواً: (وَثَبَ) .
(و) عَدَا (الأَمْرَ، و) عَدا (عَنهُ: جاوَزَهُ وتَرَكَهُ) .
(وعَداهُ الأَمْرَ (! كتَعدَّاهُ) :) تَجاوَزَهُ. ( {وعَدَّاهُ} تَعْدِيَةً: أَجازَهُ وأَنْفَذَه) {فتَعَدَّى.
} والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشَّيءِ إِلَى غيرِهِ، وَمِنْه {تَعْدِيةُ الفِعْلِ عنْدَ النُّحَّاةِ، وَهُوَ جَعْلُ الفِعْل لفاعِلٍ يَصِيرُ مَنْ كانَ فاعِلاً لَهُ قَبْل} التَّعْديَةِ مَنْسوباً إِلَى الفِعْل نَحْو خَرَجَ زيْدٌ فأخْرَجْتَه.
( {والعَداءُ، كسَماءٍ وغُلَواءٍ: البُعْدُ.
(وَفِي الصِّحاحِ: بُعْد الَّدارِ.
قُلْت: وَمِنْه قوْلُ الَّراجزِ:
مِنْهُ على} عُدَواءِ الدَّار تَسْقِيمُ (و) أيْضاً: (الشَّغْلُ يَصْرِفُكَ عنِ الشَّيءِ) ، قَالَ زهيرٌ:
{وعادَكَ أَن تُلاقيها} العَدَاء وقيلَ: {العُدَواءُ: عادَةُ الشُّغْل.
وقيلَ: عُدَواءُ الشُّغْلِ مَوانِعُه؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:
وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا
عَنْها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا (} والتَّعادِي: الأمْكِنَةُ الغَيْرُ المُتَساوِيَةِ؛ وَقد {تَعادَى المَكانُ) :) إِذا تَفاوَتَ وَلم يَسْتَوِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (وَفِي المَسْجِدِ جَراثِيمُ} وتَعادٍ؛ أَي أَمْكنَةٌ مُخْتَلِفَة غَيْر مُسْتَوِيةٍ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: نِمْتُ على مَكانٍ {مُتَعادٍ، إِذا كانَ مُتَفاوِتاً ليسَ بمُسْتَوٍ.
وَهَذِه أَرْضٌ} مُتعادِيَةٌ: ذاتُ حِجَرَةٍ ولَخاقِيق.
وَفِي الأساسِ: وبعُنُقِي وَجَعٌ مِن {تَعادِي الوِسادِ: مِن المَكانِ} المُتَعادِي غَيْر المُسْتَوِي.
(و) ! العِدَى، (كإلَى: المُتَباعِدُونَ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (الغُرباءُ) والأَجانِبُ؛ وَمِنْه حديثُ حبيب بنِ مُسْلِمَةَ لمَّا عَزَلَه عُمَرُ عَن حِمْصَ قالَ: (رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَنْزِعُ قَوْمه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَى) .
وقوْلُه: ( {كالأعْداءِ) :) يَقْتَضِي أنْ يكونَ} كالعدى فِي مَعانِيه وليسَ كَذلكَ.
وَالَّذِي فِي المُحْكم بَعْد قَوْله: وقيلَ الغُرْباء، وهُم {الأعْدَاءُ أَيْضاً لأنَّ الغَرِيبَ بَعِيدٌ؛ فالصَّوابُ أنْ يقولَ:} والأعْداء.
ويدلُّ لَه أيْضاً مَا فِي الصِّحاح، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَلم يأْتِ فِعْلٌ فِي النّعوتِ إلاَّ حَرْف واحِدٌ، يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ عِدًى، أَي غُرباءُ؛ وقَوْمٌ {عِدًى: أَي} أَعْداءٌ، وأَنْشَدَ:
إِذا كنتَ فِي قوْمٍ عِدًى لسْتَ منهمُ
فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب ( {والعُدْوَةُ، بالضَّمِّ: المَكانُ المُتباعِدُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والعُدَواءُ، كالغُلَواءِ: الأَرضُ اليابِسَةُ الصُّلْبَةُ) ، ورُبَّما جاءَتْ فِي البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، ورُبّما كانتْ حَجَراً فيحيدُ عَنْهَا الحافِرُ.
ويقالُ: أَرْضٌ ذاتُ {عُدَواءَ إِذا لم تكُنْ مُسْتَقِيمةً وَطِيئةً وَكَانَت} مُتَعادِيَةً.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ الخَشِنُ الغَلِيظُ.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ المُشْرِفُ يَبْرُكُ عَلَيْهِ البَعيرُ فيَضْطجِعُ عَلَيْهِ، وَإِلَى جَنْبِه مَكانٌ مُطْمَئِنٌّ فيميلُ فِيهِ فيَتَوَهَّنُ، وتوَهُّنُه مَدُّ جِسْمِه إِلَى المَكانِ الوَطِيءِ فتَبْقى قَوائِمُه على العُدَواءِ، وَهُوَ المُشْرِفُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ القِيامَ حَتَّى يموتَ، فتَوَهُّنه اضْطِجاعُه.
قَالَ الَّراغبُ: وَهَذَا مِن التَّجاوُزِ فِي أَجْزاءِ المقرِّ.
(و) أَيْضاً: (المَرْكَبُ الغَيْرُ المُطْمَئِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: العُدَواءُ المَكانُ الَّذِي لَا يَطْمَئِنُّ مَنْ قَعَدَ عَلَيْهِ.
يقالُ: جِئْتُ على مَرْكبٍ ذِي عُدَواء أَي ليسَ بمُطْمَئِنَ؛ وأَبو زيْدٍ مِثْله.
وَفِي المُحْكم: جَلَسَ على عُدَواء أَي على غَيْرِ اسْتِقامَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَفِي نسخةِ المصنَّفِ لأبي عُبيدٍ: ذِي عُدَواء مَصْرُوفٌ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ إِن كانَ قائِلَه لأنَّ فُعَلاء بِناءٌ لَا يَنْصرِفُ مَعْرِفَةً وَلَا نَكِرَةً.
( {وأَعْدَى الأَمْرَ: جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ) .
(وَفِي المُحْكم:} أَعْداهُ الدَّاءُ جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ؛ {وأَعْداهُ مِن عِلَّتِه وخُلُقِه وأَعْداهُ بِهِ: جَوَّزَه إِلَيْهِ؛ والاسْمُ مِن كلِّه العَدْوى.
(و) } أَعْدى (زيْداً عَلَيْهِ) :) إِذا (نَصَرَهُ وأَعانَهُ) ، والاسْمُ {العَدْوى، وَهِي النُّصْرةُ والمَعُونَةُ.
(و) أَعْدَاهُ: (قَوَّاهُ) ؛) وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
وَلَقَد أَضاءَ لكَ الطَّريقُ وأَنْهَجَت
سُبُلُ المكارِمِ والهُدَى} يُعْدي أَي: إبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيكَ على الطَّريقِ.
( {واسْتَعداهُ: اسْتَعانَهُ واسْتَنْصَرَهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأَميرَ فأعْداني: أَي اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فأَعانَنِي عَلَيْهِ؛ والاسْمُ مِنْهُ العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ فيكونُ {الاسْتِعْداءُ طَلَب العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ.
(} وعادَى بينَ الصَّيْدَيْنِ {مُعادَاةً} وعِداءً: وَالَى وتابَعَ) بأَنْ صَرَعَ أَحَدَهما على إثْرِ الآخَرِ (فِي طَلَقٍ واحِدٍ) ؛) وكَذلكَ! المُعادَاةُ بينَ رَجُلَيْن إِذا طَعَنَهما طَعْنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لامْرىءِ القَيْس:
{فعَادَى عِداءً بَين ثوْرٍ ونعْجَةٍ
دِرَاكاً وَلم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ (} وعَداءُ كُلِّ شيءٍ، كسَماءٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ ( {وعِداهُ} وعِدْوُهُ {وعِدْوَتُهُ، بكسْرِهنَّ وتُضَمُّ الأَخيرَةُ) ، إِذا فَتَحْته مَدَدْته وَإِذا كَسَرْته قَصَرْته؛ (طَوارُهُ) وَهُوَ مَا انْقادَ مَعَه مِن عَرْضِه وطُولِه. يقالُ: لَزِمْتُ} عَداءَ الطَّريقِ أَو النَّهْرِ أَو الجَبَلِ أَي طَوَاره.
( {والعِدَى، كإلَى: النَّاحِيَةُ؛ ويُفْتَحُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم، (ج} أَعْداءٌ) .
(وقيلَ: أَعْداءُ الوادِي: جَوانِبُه.
(و) أَيْضاً: (شَاطِىءُ الوادِي) وشَفِيرُه وجانِبُه.
( {كالعُدْوَةِ مُثَلَّثَةً) ، التَّثْلِيثُ عَن ابنِ سِيدَه، جَمْعُه عِدًى، بالكسْرِ والفَتْح.
وَفِي الصِّحاح:} العِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانِبُ الوادِي وحافَتُه؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {وهُم {بالعُدْوَةِ القُصْوى} .
وَفِي المِصْباح: ضمُّ العَيْن لُغَةُ قَرَيْش، والكسْرُ لُغَةُ قَيْسٍ، وقُرِىءَ بهما فِي السَّبْعةِ.
وَقَالَ الراغبُ:} العُدْوَة القُصْوى الجانِبُ المُتجاوِز للقُرْب.
(و) {العِدَا: (كُلُّ خَشَبَةٍ) تُجْعَلُ (بينَ خَشَبَتَيْنِ.
(و) أَيْضاً: (حَجَرٌ رَقيقٌ يُسْتَرُ بِهِ الشَّيءُ،} كالعِداءِ) ، ككِتابٍ، (واحِدَتُه) {عِدْوٌ، (كجِرْوٍ) ، وَهُوَ حينئَذٍ جَمْعٌ.
وَالَّذِي فِي نسخ المُحْكم: العِدَى} والعَداءُ كإلَى وسَحابٍ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ( {والعُدْوَةُ، بالكسْر والضَّمِّ: المَكانُ المُرْتَفِعُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج.} عِداءٌ) ، كبُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ، ( {وعَدَياتٌ) ، بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي النسخِ، وَفِي الصِّحاح: بكسْرِ العَيْنِ وفَتْح الدالِ.
(} والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيقِ) .
(وَفِي الصِّحاح: ضِدُّ الوَلِيِّ يكونُ (للواحِدِ والجَمْعِ والذَّكَرِ والأُنْثَى) بلَفْظِ واحدٍ، (وَقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ) .
(فِي الصِّحاح: قالَ ابنُ السِّكِّيت: فَعُولٌ إِذا كانَ فِي تأْوِيلِ فاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُه بغَيْرِ هاءٍ نَحْو رجلٌ صَبُور وامْرأَةٌ صَبُور، إلاَّ حَرْفاً وَاحِدًا جاءَ نادِراً؛ قَالُوا: هَذِه {عَدُوَّة الله.
قالَ الفرَّاءُ: إنَّما أَدْخَلوا فِيهَا الهاءَ تَشْبيهاً بصَديقةٍ لأنَّ الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ. (ج} أَعْداءٌ، ج) جَمْعُ الجَمْعِ ( {أَعادٍ.
(} والعُدا، بالضَّمِّ والكَسْر: اسْمٌ الجَمْعِ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النّسخ بالألِفِ، والصَّوابُ أنَّه يُكْتَبُ بالياءِ وَإِن كانَ واوِيًّا لكَسْرةِ أَوَّلِه.
وَفِي الصِّحاحِ: {العِدَى، بالكَسْرِ: الأعْدَاءُ، وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلم يأْتِ فِعَلٌ فِي النُّعوت إلاَّ حَرْف واحِدٌ يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ} عِدًى، أَي أَعْداءٌ؛ ويقالُ: قَوْمٌ {عُدىً مِثْل سِوًى وسُوًى؛ قالَ الأخْطَل:
أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بني بَدْرِ
وإنْ كانَ حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِيُرْوَى بالضَّمِّ وبالكَسْر.
وقالَ ثَعْلبٌ: قَوْمٌ أَعْداءٌ} وعِدًى، بكسْرِ العَيْن، فإنْ أُدْخِلَتِ الهاءُ قُلْت {عُداةٌ بضمِّ العَيْن.
(} والعادِي: {العَدُوُّ) قالتِ امْرأَةٌ مِن العَرَبِ أَشْمَتَ رَبُّ العالَمِيْن} عادِيَكَ، أَي {عَدُوَّكَ، (ج} عُداةٌ) ، كقَاضٍ وقُضاةٍ.
(وَقد {عَادَاهُ) } مُعادَاةً، (والاسْمُ {العَداوَةُ) يقالُ: عَدُوٌّ بَيِّنُ} المُعَادَاةِ {والعَداوَةِ،} فالعَداوَةُ: اسْمٌ عامٌّ مِن العَدُوِّ، وَمِنْه قوْلُهُ تَعَالَى: {وأَلْقَيْنا بَيْنهم العَداوَةَ والبغْضاءَ} .
( {وتَعادَى: تَباعَدَ) ، والاسْمُ العَداءُ، كسَحابٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأَعْشَى يَصِفُ ظَبْيَةً وطلاها:
وتَعَادى عَنهُ النَّهَار فَمَا تَعْ
جُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُيقولُ: تباعَدُ عَن ولَدِها فِي المَرْعى لئَلاَّ يَسْتَدِلَّ الذِّئْبُ بهَا عَلَيْهِ.
(و} تَعادَى (مَا بَيْنهم: اخْتلَف.
(وَفِي الصِّحاح: فَسَدَ.
(و) تَعادَى (القومُ: {عادَى بعضُهم بَعْضًا،) مِن العَداوَةِ.
(} وعَدِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ: أَبْغَضْتُه؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وعادَى شَعَرَهُ: أَخَذَ مِنْهُ أَو رَفَعَه) عنْدَ الغَسْل أَو جفاهُ وَلم يَدْهِنْه، أَو عاوَدَهُ بالوضُوءِ والغُسْلِ.
(وإِبلٌ} عادِيَةٌ {وعَوادٍ: تَرْعَى الحَمْضَ؛) كَمَا فِي المُحْكم، وَهُوَ مَا فِيهِ مُلُوحَةٌ.
وَفِي الصِّحاح:} العادِيَةُ من الإِبِلِ المُقِيمةُ فِي العِضاهِ لَا تُفارِقُها وليسَتْ تَرْعَى الحَمْضَ؛ قالَ كثيِّرٌ:
وإنَّ الَّذِي يَبْغي منَ المالِ أهْلُها
أَوارِكُ لمَّا تَأْتَلِفْ! وعَوادِي يقولُ: أَهْلُ هَذِه المَرْأَة يَطْلُبونَ من مَهْرِها مَا لَا يكونُ وَلَا يُمْكِن كَمَا لَا تَأْتَلِفُ الأَوَارِكُ {والعَوادِي؛ وكذلكَ} العَادِيات؛ قالَ النُّعْمانُ بنُ الأعْرج:
رأَى صاحِبي فِي العادِياتِ نَجِيبةً
وأَمْثالها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ ( {وتَعَدَّوُا: وَجَدُوا لَبَناً) يَشْربُونه (فأَغْناهُمْ عَن الخَمْرِ،) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ: عَن اللَّحْمِ أَي عَن اشْتِرائِه، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
(و) أَيْضاً: (وَجَدُوا مَرْعًى) لمَواشِيهم (فأَغْناهُمْ عَن شِراءِ العَلَفِ.
(و) } عَدِيٌّ، (كغَنِيَ: قَبيلَةٌ،) بل قَبائِل أَشْهَرهنَّ الَّتِي فِي قُرَيْش رَهْط عُمَر بنِ الخطَّاب، رضِيَ اللَّه عَنهُ، وَهُوَ عَدِيٌّ ابنُ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ بنِ فهرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر.
وَفِي الرِّباب: عَدِيٌّ بنُ عبْدِ مَناةَ بنِ أُدِّ بنِ طَلْحَةَ رَهْطُ ذِي الرُّمَّة.
وَفِي حَنيفَةَ: عَدِيُّ بنُ حنيفَةَ؛ وعَدِيٌّ فِي فزارَة؛ هَؤُلَاءِ ذَكَرَهُم الجَوْهريُّ.
وَفِي مرَّةَ بنِ أُدَد: عَدِيُّ بنُ الحارثِ بنِ مرَّة.
وَفِي السّكُون: عَدِيُّ بنُ أَشْرَس بنِ شبيبِ بنِ السّكُونِ.
وَفِي خزاعَةَ: عَدِيُّ بنُ سلولِ بنِ كعْبٍ.
وَفِي ربيعَةَ الْفرس: عَدِيُّ بنُ عُمَيْرَةَ بنِ أَسَدٍ.
وَفِي كَلْبٍ: عَدِيُّ بنُ جنابِ بنِ هُبَل.
(وَهُوَ) إِلَى كلَ من هَذِه القَبائِلِ: ( {عَدَوِيٌّ،) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ، (} وعَدَيِيُّ، كحَنَفِيَ،) هَكَذَا فِي النُّسخِ. والصَّوابُ كحَنِيفيَ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكَم. (وبَنُو {عِدَى، كإلَى: حَيٌّ) من مُزَيْنَة، (وَهُوَ} عِدَاوِيٌّ،) نادِرٌ هَكَذَا فِي المُحْكم؛ وَهُوَ عَدِيُّ بنُ عُثْمان بنِ عَمْرِو بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةٍ وأُمُّ عَمْرٍ ووتُسَمَّى مُزَيْنَة وَبهَا عُرِفُوا، وضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ {عَدَّاء كشَدَّاد.
(} وعَدْوانُ،) بالتَّسْكِين: (قَبيلَةٌ) من قَيْسِ، واسْمه الحارِثُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ، وإنَّما قيلَ لَهُ ذلكَ لأنَّه {عَدا على أخِيهِ فهَمَّ بقَتْلِه.
وَفِي غَطَفان: عَدْوانُ بنُ سَهْمِ بنِ مرَّة، وَمِنْهُم ذُو الإصْبَع العَدْوانِيُّ حكِيمُ العَرَبِ.
(وبَنُو عَدَّاءٍ،) كشَدَّادٍ: (قَبيلَةٌ؛) قيلَ: هُم الَّذين تقدَّمَ ذِكْرُهم مِن مُزَيْنَة، وَهَكَذَا ضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ فِي المقدَّمةِ الفاضِلِيَّةِ.
(} ومَعْدِيكَرِبَ، وتُفْتَحُ دالُهُ: اسْمٌ؛) فِي المُحْكَم: من جَعَلَه مَفْعِلاً كانَ لَهُ مَخْرَج مِن الياءِ والواوِ.
قالَ شيْخُنا: وفَتْح دالِهِ غَريبٌ وَلَا يُعْرَفُ فيمَا رُكِّبَ ترْكِيب مزْجٍ مُعْتَل وآخِرُ الجُزْءِ الأَوَّل مَفْتُوح، وفَتْحِ الدَّالِ مَعَ حَذْفِ الياءِ وعَدَم إبْدالِها ألِفاً مَعَ دَعْوَى أصالَةِ الميمِ أَشَدُّ غَرابةً.
قُلْت: وَهَذَا الَّذِي اسْتَغْرَبَه شيْخُنا فقد ذَكَرَه الصَّاغاني فِي التكمِلَةِ عَن ابنِ الكَلْبي وقالَ: هُوَ بلُغةِ اليَمَنِ. ( {وعَدا: فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وبدُونِهِ،) تَقول: جاءَني القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً، وجاؤُوني عَدا زَيْداً، تنصبُ مَا بَعْدَهابها والفَاعِل مُضْمَر فِيهَا، كَذَا فِي الصِّحاح.
قالَ شيْخُنا: وإنَّما يكونُ فِعْلاً إِذا كانَ مَا بَعْده مَنْصوباً، فَإِن كانَ مَا بَعْدَه مَجْروراً فَهُوَ حَرْفٌ باتِّفاقٍ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: رأَيْتهم عَدا أَخَاكَ وَمَا} عَداهُ، أَي مَا خَلا، وَقد يُخْفَضُ بهَا دُونَ مَا.
وَقَالَ الأزْهري: إِذا حَذَفْتَ نَصَبْت بمعْنَى إلاَّ، وخَفَضْت بمعْنَى سِوَى.
( {والعَدْوَى: مَا} يُعْدِي من جَرَبٍ أَو غيرِه، وَهُوَ مُجاوزَتُه مِن صاحِبِه إِلَى غيرِه.) يقالُ: {أَعْدَى فلانٌ فلَانا مِن خُلُقِه أَو مِن عِلَّةٍ بِهِ، أَو جَرَبٍ.
وَفِي الحديثِ: (لَا} عَدْوَى وَلَا طِيرَة) ، أَي لَا يُعْدِي شيءٌ شَيْئا؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي النهايَةِ: وَقد أَبْطَلَه الإِسْلامُ لأَنَّهم كَانُوا يظُنُّونَ أنَّ المَرَضَ بنَفْسِه {يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه ليسَ الْأَمر كَذلكَ، وإنَّما اللَّهُ هُوَ الّذي يُمْرِضُ ويُنْزلُ الدَّاءَ، وَلِهَذَا قَالَ فِي بعضِ الأحاديثِ: فمَن أَعْدَى الأوَّل، أَي من أَيْنَ صارَ فِيهِ الجَرَب؟ .
(} والعَدَوِيَّةُ،) محرَّكةً: (من نَباتِ الصَّيْفِ بعدَ ذَهابِ الرَّبيعِ) يَخْضَرُّ صِغارُ الشَّجَرِ فتَرْعاهُ الإِبِلُ يقالُ: أَصابَتِ الإِبِلُ {عَدَوِيَّةً، كَذَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ:} العَدَوِيَّةُ الرَّبْل.
(و) العَدَوِيَّةُ أَيْضاً: (صِغارُ الغَنَمِ؛) وقيلَ: هِيَ (بَناتُ أَرْبَعينَ يَوْماً،) فإِذَا جُزَّتْ عَنْهَا عَقِيقتُها ذَهَبَ عَنْهَا هَذَا الاسْمُ؛ قالَهُ اللَّيْثُ، وَقد غَلَّطَه الأزْهري.
(أَو هِيَ بالغَيْنِ) والَّذالِ المعْجَمَتَيْن، أَو بإِعْجامِ الأَوَّلِ فَقَط، واحِدُها غَذِيٌّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وسَيَأْتِي للمصنِّفِ فِي غَدَى وَفِي غَذَى.
وقدْ نَبَّه الأزْهري على تَغْليطِ اللّيْث وتَصْويب القَوْل الأَخيرِ.
(و) العَدَوِيَّةُ: (ة قُرْبَ مِصْرَ،) وَهِي تُعْرَفُ الآنَ بدَيْر العَدَوِيَّةِ.
والعَدَوِيَّةُ: قَرْيةٌ أُخْرى بالغَرْبيةِ قُرْب أبيار.
( {والعادِي: الأَسَدُ) لظُلْمِه وافْتِراسِه الناسَ؛ وَقد جاءَ فِي الحديثِ ذكْرُ السَّبع} العادِي.
(و) {عُدَيَّةُ، (كسُمَيَّةَ: امْرأَةٌ) مِن العَرَبِ، وَهِي أُمُّ قَيْسٍ وعَوْفٍ ومُسَاورٍ وسيَّارٍ ومَنْجوفٍ.
(و) بَنُو عُدَيَّة: (قَبيلَةٌ) وهُم بَنُو هؤلاءِ، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم المَذْكورَةِ، وهم مِن أَفْخاذِ صَعْصَعَة بنِ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرِ بنِ وائلٍ.
(و) عُدَيَّةُ: (هَضْبَةٌ؛) نَقَلَهُ الصَّاغاني هَكَذَا.
(} وتَعَدَّى مَهْرَ فلانَةَ: أَخَذَه.
( {وعَدْوَةُ: ع.
(} وعَادِيا اللَّوْح: طَرَفاهُ،) كلٌّ مِنْهُمَا {عادِى،} كالعدى.
( {والعَوادِي من الكَرْمِ: مَا يُغْرَسُ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ العِظامِ،) الواحِدَةُ} عادِيَةٌ.
(! وعادِيَةُ: أُمُّ أَهْبانَ) بنِ أَوْسٍ الأَسْلَمي ابْن عقبَةَ (مُكَلِّمِ الذِّئْبِ،) رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ، ويُعْرَفُ بابنِ عادِيَة.
( {والعَدَّاءُ بنُ خالِدِ) بنِ هوذَةَ مِن بكْرِ بنِ هوَازن، (صَحابِيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ بَعْدَ حُنَيْن، وروايَةٌ، رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العادِيَةُ: الخَيْلُ المُغِيرَةُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} والعادِياتُ ضَبْحاً} .
وَهُوَ منِّي عَدْوَة القَوْسِ.
{والعَادِي:} المُعْتَدِي {والمُعَادِي والمُتَجاوِزُ الطّورِ.
وعَدَا طَوْرَه: جاوَزَهُ، وقولُه تَعَالَى: {غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ} ، أَي: غَيْر مُتجاوِزٍ سَدّ الجُوعَة، أَو غَيْر عادٍ فِي المَعْصِيةِ طَرِيق المُحْسِنِين.
وقالَ الحَسَنُ: أَي وَلَا عَائِد فقُلِبَ.
} وعُدِي عَلَيْهِ، كعُنِيَ: سُرِقَ مالُه وظُلِم.
{والاعْتِداءُ فِي الدُّعاءِ: الخُرُوجُ عنِ السُّنَّةِ المَأْثُورَةِ.
والعادِي المُخْتَلِسُ.
} والعادِيَةُ: الشُّغْلُ يَعْدُوكَ عَن الشيءِ؛ والجَمْعُ العَوادِي، وَهِي الصَّوارِفُ.
يقالُ: {عَدَتْ عَوادٍ عَن كَذَا: أَي صَرَفَتْ صَوارِفُ؛ وقولُ الشاعِرِ:
} عَداكَ عَن رَيَّا وأُمِّ وَهْبٍ
! عادِي العَوادِي واخْتِلافُ الشَّعْبِفسَّرَ ابنُ الأَعْرابي: عَادِي العَوادِي بأَشَدّها أَي أَشَدّ الأَشْغَالِ، وَهُوَ كزَيْد رجُلُ الرِّجالِ أَي أَشَدُّ الرِّجالِ. {وعَدْواءُ الدَّهْر: صَرْفُه واخْتِلافُه.
} والتَّعدِّي فِي القافِيَةِ: حَرَكةُ الهاءِ الَّتِي للمُضْمَرِ المُذَكَّر السَّاكِنَة فِي الوَقْف؛ {والمُتَعَدِّي الواوُ الَّتِي تَلْحقُه من بَعْدِها كقَوْله:
تَنْفُشُ مِنْهُ الخَيل مَا يَغْزِلُهُو فحركَةُ الهاءِ هِيَ} التَّعَدِّي، والواوُ بَعْدها هِيَ {المُتَعَدِّي، سُمِّيَت بذلك لأَنَّه تَجاوزٌ للحَدِّ وخُروجٌ عَن الواجِبِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فِي الوَزْنِ، لأنَّ الوَزْنَ قد تَناهَى قَبْله جَعَلُوه آخِرَ البَيْت بمنْزِلَةِ الخَرْمِ أوَّله.
وقالَ ابنُ فارِسَ:} العَدْوَى طَلَبُكَ إِلَى والٍ {ليُعْدِيَكَ على مَنْ ظَلَمَكَ، أَي يَنْتَقِم مِنْهُ} باعْتِدائِه عَلَيْك.
والفقهاءُ يقولونَ: مَسافَة العَدْوَى وكأَنَّهم اسْتَعَارُوها من هَذِه العَدْوَى لأنَّ صاحِبَها يَصِلُ فِيهَا الذَّهابَ والعَوْدَ بعَدْوٍ واحِدٍ لمَا فِيهِ من القوَّةِ والجلادَةِ؛ كَمَا فِي المِصْباح.
وقوْلُهم: {أَعْدَى من الذِّئْبِ، من} العَدْوِ {والعَداوَةِ، والأوَّلَ أَكْثَر.
} والمُعَادَاةُ: المُوالاةُ والمُتابَعَةُ.
وَقَالُوا فِي جَمْعِ {عَدْوَةٍ} عَدايا فِي الشِّعْر.
! وتَعادَى القوْمُ: ماتَ بعضُهم إثْرَ بعضٍ فِي شَهْرٍ واحِدٍ وَفِي عامٍ واحِدٍ، أَو إِذا أَصابَ هَذَا دَاء هَذَا؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ: فَمَا لَكِ مِنْ أَرْوَى {تَعادَيْت بالعَمى
ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورَامِيا} والعُدْوَةُ، بالضمِّ: الخلَّةُ من النَّباتِ، وَهِي مَا فِيهِ حَلاوَةٌ؛ والنَّسَبُ إِلَيْهَا {عُدوية على القِياسِ،} وعَدَوِيَّةٌ على غيرِهِ، {وعَوادٍ على النَّسَبِ بغيرِ ياءِ النَّسَبِ.
وإِبِلٌ عُدْويَّةٌ، بالضمِّ،} وعُدَوِيَّةٌ، بضمِّ ففَتْح: تَرْعَى الحَمْضَ.
{وتَعَدَّى الحقَّ} واعْتَداهُ: جاوَزَهُ، وَكَذَا عَن الحقِّ، وفَوْقَ الحقِّ، {والعِدَى: كإلَى: مَا يُطْبَقُ على اللَّحْدِ من الصَّفائِحِ؛ عَن أبي عَمْرٍ و، وبِه فسّر قَوْل كثيِّرٍ:
وحالَ السَّفا بَيْني وبَيْنَكَ والعِدَى
ورهْنُ السَّفَا غَمْرُ الــنَّقِيبة ماجِدُوالسَّفا: تُرابُ القَبْر.
وطالَتْ} عُدَوَاؤُهم أَي تَباعُدُهم وتَفَرُّقهم.
{والعُدَواءُ: إناخَةٌ قَلِيلَةٌ.
وجِئْتُكَ على فَرَسٍ ذِي} عُدَواءَ: غَيْر مُجْرًى إِذا لم يكُنْ ذَا طُمَأْنِينَة وسُهُولَة.
{وعُدَوَاءُ الشَّوْق: مَا بَرَّحَ بصاحِبِه.
} وعَدَّيْت عَنِّي الهَمَّ: نَحَّيْتَه.
وتقولُ لمَنْ قَصَدَك: {عَدِّ عَنِّي إِلَى غَيْري، أَي اصْرِفْ مَرْكبَك إِلَى غَيْرِي.
} والعادِيَةُ: الحدَّةُ والغَضَبُ.
وأَيْضاً: الظُّلْمُ والشرُّ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالعاقِبَةِ.
{وعادِيَةُ الرَّجُلِ:} عَدْوُه عَلَيْك بالمَكْرُوه.
وعَدَا الماءُ يَعْدُو: إِذا جَرَى.
{وتَعَادَى القوْمُ عليَّ بنَصْرِهم: أَي تَوالَوْا وتَتابَعُوا.
} وعَدْوَةُ الأَمَدِ: مَدُّ البَصَرِ.
ويقالُ: عادِ رِجْلَكَ عَن الأرْضِ: أَي جافِها. {وعَادَى الوِسادَةَ: ثَناها؛ والشيءَ: باعَدَهُ.
وتعَادَى عَنهُ: تَجافَى.
وفلانٌ لَا} يُعَادِينِي وَلَا يُوادِينِي: أَي لَا يُجافِينِي وَلَا يُواتِينِي.
{وتَعادَتِ الإِبِلُ جَمْيعاً: مَوَّتَتْ؛ وقَد} تَعَادَتْ بالقَرْحة.
وعَادَى القِدْرَ: إِذا طامَنَ إحْدَى الأَثافِي لتَمِيلَ على النارِ.
{وعَدَاني مِنْهُ شَرٌّ: أَي بَلَغنِي.
وفلانٌ قد} أَعْدَى الناسَ بشَرَ: أَي أَلْزَقَ بهم شَرًّا وفَعَلَ كَذَا عَدْواً بَدْواً: أَي ظاهِراً جِهاراً.
وقولُ العامَّةِ: مَا عَدَا مَنْ بَدَا، خَطَأ، والصَّواب: أَمَا مَا عَدَا بألفِ الاسْتِفْهامِ: أَي أَلَمْ يَتَعَدَّ الحَقَّ مَنْ بَدَأَ بالظُّلْم.
وَمَا لي عَنهُ {مَعْدًى: أَي لَا تجاوُزَ إِلَى غيرِهِ وَلَا قُصُورَ دُونَه.
ويقالُ: السُّلطانُ ذُو} عَدَوانٍ وذُو بَدرانٍ.
وبَنُو العَدَوِيَّةَ: قوْمٌ مِن حَنْظَلَة وتمِيمٍ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم، واسْمُها الحزامُ بنْتُ خزيمَةَ بنِ تمِيمِ بنِ الدول، ويقالُ فيهم: {بلعَدَوِيَّة أَيْضاً:} وعادِياءُ، والِدُ السَّمَوْأَل، مَمْدودٌ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلبٍ:
هلاَّ سأَلْت {بعادِياءَ وبَيْتِه
والخَلِّ والخَمْرِ الَّتِي لم تُمْنَعِوجاءَ مَقْصوراً فِي قوْلِ السَّمَوْأَل:
بَنَى لي} عادِياً حِصْناً حَصِيناً
إِذا مَا سامَنِي ضَيْمٌ أَبَيْت {وَعَادِيَةُ بنُ صَعْصَعَة مِن هُذَيْلٍ.
وَفِي هوَازن: بَنُو} عاَدِيَة.
وَفِي بَجِيلَةَ: بَنُو عادِيَةَ بن عامِرٍ.
وَفِي أَفْخاذِ صَعْصَعة: بَنُو عادِيَةَ، وهم: بَنُو عبدِ اللَّهِ والحارِثِ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم.
وأَبو السّيَّارِ {عَاِدي بن سَنْد كَتَبَ عَنهُ السَّلَفِي.
وبرّ} العُدْوَةِ، بالضمِّ: بالأنْدَلُسِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ شهابُ بنُ إدْرِيس {العُدْوِيُّ عَن قاسِمِ بنِ أصْبَغ، قيَّدَه الرَّشاطِي.
وزِيادُ بنُ} عُدَيَ، كسُمَيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ، قالَ الحافِظُ: وحَكَى فِيهِ البُخاري عُتَي بالتاءِ الفَوْقِيّة.
وقالَ ابنُ حَبيبٍ: كلُّ شيءٍ فِي العَرَبِ عَدِي بفَتْح العَيْن إلاَّ الَّذِي فِي طيِّىءٍ وَهُوَ {عُدَيُّ بنُ ثَعْلَبَة بنِ حَيَّان بنِ جرمٍ.
} وعِدْي، بكسْرٍ فسكونٍ، هُوَ ابنُ الحارِثِ بنِ عَوْفٍ النَّخَعِيُّ جَدُّ زُرَارَةَ بنِ قَيْسِ بنِ الحارِثِ بنِ عدي، وجَدُّ عَزِيزِ بنِ معاويَةَ بنِ سِنانِ بنِ عدي، ومثْلُه {عِدْيُ بنُ رَبيعَةَ بن عجلٍ.
وكسُمَيَّة:} عُدَيَّةُ بنُ أُسامةَ فِي آل عجلٍ، هَكَذَا ضَبَطَه الدَّارْقطْني.
وبَنُو عَدِيَ، كغَنِيَ: بليدَةٌ فِي الأَشْمونين سُمِّيَت باسْمِ النازِلِينَ بهَا، وهُم عَدِيُّ قُرَيْشٍ فيمَا زَعَمُوا، وَقد خَرَجَ مِنْهَا فِي الزَّمَن القَرِيب أَهْل العِلْمِ والصَّلاحِ.
{وأَعْدَى الشَّيءُ الشَّيءَ والصَّاحِبُ الصَّاحِبَ: أَكْسَبَه مثْلَ مَا بِهِ.
وَفِي المَثَلِ: قَرِينُ الشَّيء} يعدي قَرِينَه. وبَنُو {عاداة: قَبِيلةٌ.
وأُمُورٌ} عِدْوَة، بالكَسْر: أَي بعِيدَةٌ.

المَوْقَقُ

المَوْقَقُ:
بفتح أوله، وقافين الأولى مفتوحة، لا أدري ما أصله، قال أبو عبيد الله السكوني: قرية ذات نخل وزرع لجرم في أجإ أحد جبلي طيّء، وقيل: موقق ماء لبني عمرو بن الغوث صار لبني
شمجى إلى اليوم، قال زيد الخيل الطائي:
ونحن ملأنا جوّ موفق بعدكم، ... بني شمجى، خطّيّة وحوافرا
وكلّ كميت كالقناة طمرّة، ... وكلّ طمرّ يحسب الغوط حاجرا
فأجابه جبلة بن مالك بن كلثوم بن شيماء من بني شمجى بن جرم:
ما إن ملأتم جوّ موقق بعدنا ... ولا جبأها إلا غريبا مجاورا
مجاور جيران أساءت جوارهم ... فألفوك مشؤوم الــنقيبة فاجرا
ورثت من اللّخناء قوشة عذرة، ... ومهبلها قد كان قبلك خادرا
قوشة: أم زيد الخيل، ومهبلها: فم رحمها.

يمن

يمن: {باليمين}: أي بالقوة والقدرة وقيل: {لأخذنا منه باليمين}: منعناه التصرف.
(يمن)

(ييمن) يمنا أَخذ ذَات الْيَمين وأتى الْيمن وبفلان ذهب بِهِ ذَات الْيَمين وَجَاء عَن يَمِينه والبلد سلك يَمِينه وَفُلَان آله وعَلى آله ولآله

(ييمن) يمنا وميمنة كَانَ مُبَارَكًا عَلَيْهِم وَالله فلَانا يمنا جعله مُبَارَكًا فَهُوَ مَيْمُون

(يمن) فلَان على آله ولآله (ييمن) يمنا وميمنة يمن فَهُوَ يامن وَيَمِين وأيمن

(يمن) فلَان على آله ولآله يمن فَهُوَ مَيْمُون (ج) ميامين

(أَيمن) أَخذ نَاحيَة الْيَمين وَلبس اليمنة

(يامن) أَخذ ذَات الْيَمين وَأَرَادَ الْيمن وَبِه ذهب بِهِ ذَات الْيَمين

(يمن) يامن وعَلى فلَان برك
يمن: يُمِنَ الرَّجُلُ فهو مَيْمُوْنٌ. والمُيَمِّنُ: الذي يَأْتي باليُمْنِ والبَرَكَةِ.
واليَمَنُ: ما كانَ على يَمِيْنِ القِبْلَةِ من بِلاَدِ الغَوْرِ. واليَامِنُ: نَعْتٌ؛ وهو الذي جاءَ من ناحِيَةِ اليَمَنِ. وأَخَذْنَا يَمْنَةً ويَمْناً، ونَحْنُ يَمَنٌ وشَأمٌ، وهم اليَامِنُوْنَ والياسِرُوْنَ، وثَلاَثُ أيْمُنٍ وأَشْمُلٍ. واليَمِيْنُ خِلاَفُ الشِّمَالِ.
والتَّيَمُّنُ: المَوْتُ؛ لأنَّ المَيِّتَ يُوَسَّدُ يَمِيْنَه، ومنه قيل:
التَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
وهو الأَيْمَنُ: الذي شِمَالُه كيَمِيْنِهِ في القُوَّةِ، وجَمْعُه يُمْنٌ.
واليَمِيْنُ: القُوَّةُ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجلَّ: " ضَرْباً باليَميْنِ ".
واليُمْنَةُ: ضَرْبٌ من بُرُوْدِ اليَمَنِ.
واليَمِيْنُ: الحَلِفُ، والجَمِيْعُ الأَيْمَانُ. وأَيْمَنُ: حَرْفٌ وُضِعَ للقَسَمِ، تقول: أَيْمُ اللهِ وأَيْمُنُ اللهِ؛ ولَيْمَنُكَ وأَيْمُنُكَ.
وهو عِنْدَنَا باليَمِيْنِ: أي بمَنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ.
واسْتَيْمَنْتُ فلاناً: اسْتَحْلَفْتُه.
ومِلْكُ اليَمِيْنِ في الشِّرَى: أن يَصْفِقَ بيَمِيْنِهِ.
واليَمَانِيَةُ: شَعِيْرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
ويُقال للذَّكَرِ: مَيْمُوْنٌ.
ي م ن

يمن على قومه يمناً، وهو ميمون عليهم، وهو الأيمن، وهي اليمنى. وأخذ بيمينه ويمناه، قالوا لليمين: اليمنى، كما قالوا للشمال: الشّومى. وقيل للحلف: اليمين: لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّن عليه وبرّك. ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وليمن الله لأفعلنّ. قال:

فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري

واستيمنته: استحلفته. ويامنوا وتيامنوا: أخذوا في جانب اليمين. وولاذه ميامنه. وأيمن الرجل ويامن وتيامن: أتى اليمن. ولبس اليمنة وهي من برود اليمن. ومن المجاز: هو ملك يمينه. وهو عنده باليمين: بمنزلة حسنةٍ. وضربها بالميمون: جامعها. قال:

أضرب بالميمون في دهليزها ... أصبّ ما في قلّتي في كوزها

ويقال للشيخ الفاني: التيمّن أروح أي الموت لأن الميّت يتوسّد يمينه. قال:

إذا المرء علبيَ ثم أصبح جلده ... كرحض أديم فالتيمن أروح

ظهرت علابيّه من الكبر، الرّحض: الشنّ الخلق. ويقولون: نحن يمن وهم شامٌ.
يمن بن [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه قَالَ: لَيْمُنُكَ لَئِن كنت ابتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولَئن كنت أخَذْتَ لقد أبقيت قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: ليمنك وأيمنك إنماهي يَمِين وَهِي كَقَوْلِهِم: يَمِين الله كَانُوا يحلفُونَ بهَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الطَّوِيل)

فقلتُ يَمِينُ الله أبْرَحُ قَاعِداً ... وَلَو ضَرَبوا رَأْسِي لَدَيْكِ وأوصالي

فَحلف بِيَمِين الله ثمَّ تُجْمَعُ اليمينُ أيْمُن كَمَا قَالَ زُهَيْر: (الوافر)

فَتُجْمَعُ أيْمُنُ منّا ومِنكُم ... بُمْقَسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُ

ثمَّ يحلفُونَ بأيمُن الله فَيْقولون: أيمُنُ الله لَا أفعل ذَلِك وأيْمُنُك يَا رَبّ إِذا خَاطب ربَّه فعلى هَذَا قَالَ عُرْوَة: لَيْمُنُك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافيت فَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي أيْمُنُ الله ثمَّ كثر هَذَا فِي كَلَامهم وخَفّ على ألسنتهم حَتَّى حذفوا النُّون كَمَا حذفوا فِي قَوْلهم: لم يكن فَقَالُوا: لم يَكُ وَكَذَلِكَ قَالُوا أيْمُن الله لأفْعَلَنَّ ذَاك وأيم الله لأفْعَلَنّ ذَاك قَالَ وفيهَا لُغَات سوى هَذِه كَثِيرَة. حَدِيث الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي بكر رَحمَه الله
(يمن) - قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ}
قال صاحِبُ التَّتِمّة: سَمِعْتُ شَيخَنا أبا طَالب يقول: يجوز أن يكون أرَادَ باليَمين: الأَيمانَ، فأوقع الواحدَ مَوقعَ الجَمْعِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} : أي النّاس. ويجوز أن يَكُون أراد "بالشَّمائِل": الواحد، فَأوقَع الجَمعَ موقعَ الوَاحدِ، كَقَولِه تَعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} أراد به: نُعَيم بنَ مَسْعُود. - وفي الحديث: "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ"
قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] لله تعالى بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم.
- وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ"
: أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ عنَ اليَمِين في العادَةِ ، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى ، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما.
- وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح.
وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال.
- في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ"
: وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر: كَسَحْق اليُمْنَةِ المنُجَابِ *
- في الحديث : "يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِه والخُلْدَ بِشِمالِه"
: أي يُجْعَلاَن في مَلَكَتِهِ، فاسْتَعار اليَمِينَ والشِّمال؛ لِأَنّ الأخْذَ بهما.
يمن:
تيمن ب: لا تعني أبداً مات وفقاً (لفريتاج)، بل ووفقاً (لمحيط المحيط)، إذ أن تبرّك به ضد تشأم، أي تفاءل خيراً من (تقويم 1:80): ويسمى بالسعود لتيمنهم بطلوعه (عبد الواحد 6:94): فسّر بهم أهل الأندلس وأظهروا التيمن بأمير المسلمين والتبرك به (عباد 3:109:2).
تيمن في: = أخذ فيه من المين مثلما ورد في الحديث يجب التيمن في جميع أمره ما استطاع.
تيمن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicere.
تيامن: في (محيط المحيط): (تيامن
الرجل تيامناً ذهب ذات اليمين. وتيامن بفلان ذهب به ذات اليمين وقيل ولا تقل تيامن بهم والعامة تقوله. وتيامن فلان أخذ ناحية اليمن).
وخطأ العامة هذا يقع فيه أحسن الكتّاب مثل (بدرون 11:76) و (البكري 4:114). وهكذا نرى، وفقاً (لمحيط المحيط) إن (فريتاج) أخطأ في استعمال تيامن استعمال العامة لها وكان عليه أن يقول تيامن بفلان.
تيامن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicer.
استيمن ب: صحح استيمن ب وفقاً لما ذكرناه في تيمن ب. وهذه أيضاً تعين ما أراده صاحب (محيط المحيط) في قوله: (تيامن بفلان اخذ ناحية اليمن واستيمنه استيماناً استحلفه. واستحلفه بكذا تبرّك به).
يمن: بركة (فوك) benediction.
يمن: موت (معجم البلاذري).
يمنّى، يماني: مع عقيق أو حجر أو الصفة وحدها يصبح المعنى متعلقاً بالحجر اليماني أو اليشب الذي هو من الأحجار الكريمة (بقطر، ريشاردسون سنترال 29:2: agate) . وعند (نيبور B: 134 وباجني ms وهلو): عقيق أحمر cornaline.
يمني: قطن ملون (دي سويس، زيتشر 510:11).
يمنية: مرتل في التأبين (لين عادات مصر 322:2، بيرتون 369:1).
يمين. ملك اليمين: الجواري والمحظيات (قارطاس 7:78) (أنظر القرآن الكريم 3:4).
يمين: بمعنى القسم والجمع يمينات عند (بقطر).
التيمن: الجنوب le sud ( الجريدة الآسيوية 196:2:1848 (باين سميث 1606؛ وانظر في (ترجمة أبو الفداء. جغرافيا 2111 × 2 عدده). وقد أخطأ (رينو حين كتبها: تَيَمن).
تيمينة: من طرق إلقاء التحية. انظر (لين عادات مصر. 300:1).
مُيمّن: تصحيف مؤمِّن: (الكالا).
ميمون: عبد (رولاند) (؟).
ميمون: الاسم البربري لنابت الظان الأسود (ابن البيطار 114:3). وانظر ظيان في آخر الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم؛ أما (معجم المنصوري)، فقد أطلق عليه اسم ميمونة وهو الاسم الذي يطلقه عوام المغرب على هذه النبتة، وانظر مادة بوطانية.

يمن


يَمَنَ
[&
a. يَامِن] (n. ac.
يَمْن), Went to the right.
b. Approached from the right.
c. [Bi], Led to the right.
d. Placed on the right side ( one dead ).
e. [& يَامَن ], (n. ac.
يُمْن
مَيْمَنَة) [& pass.], Was fortunate, lucky.
f.
see (يَمُنَ) (b).
يَمِنَa. see supra
(b) (e).
يَمُنَa. see I (e)b. ['Ala], Brought happiness to.
يَمَّنَa. see I (a) (c).
c. Went, came to Yemen.
d. ['Ala], Invoked blessings upon.
يَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
أَيْمَنَa. see I (a)
& II (c).
تَيَمَّنَa. Belonged, referred to Yemen.
b. [Bi], Was lucky, prospered in; was benefited by.
c. [Fī], Succeeded, prospered in.
d. Died.
e. [Bi]
see I (d)
تَيَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
إِسْتَيْمَنَa. see V (b)b. Exacted an oath from; swore.

يَمْنَةa. see 4 (a)b. Portion; food.

يُمْنa. Luck, good fortune; luckiness; prosperity, success;
felicity.
b. Good omen.

يُمْنَةa. see 3 (a)b. Striped cloth from Yemen.

يُمْنَى
( pl.

يُمْنَيَات
a. see 4 (a)
يَمَنa. Right : right side, right hand.
b. [art.], Al-Yemen, Arabia Felix.
يَمَنِيّa. Of or from Yemen.

أَيْمَنُ
(pl.
أَيَاْمِنُ أَيَاْمِيْنُ)
a. Right; righthand; dexter; dextral.
b. Right-hand.
c. Fortunate, prosperous; felicitous; auspicious
favourable.

مَيْمَنَة
(pl.
مَيَاْمِنُ)
a. Right-side, wing or flank.
b. see 3 (a)
يَاْمِنa. see 14 (a) (c).
يَمَاْنِيّa. see 4yi
يَمَاْنِيَّةa. A species of red barley.

يَمِيْن
(pl.
أَيْمُن أَيَاْمِنُ
أَيْمَاْن
أَيَاْمِيْنُ)
a. see 4 (a)b. (pl.
أَيْمَاْن)
see 14 (c)c. Power, might.
d. (pl.
أَيْمُن
أَيْمَاْن), Oath.
e. see 3 (a)
N. P.
يَمڤنَ
(pl.
مَيَاْمِيْنُ)
a. see 14 (c)b. [art.], Penis.
c. [ coll. ], Ape.
N. P.
يَمَّنَa. Prosperous; blessed.

يَمَانِ
a. see 4yi
يَمَانِيَة
a. fem. of supra.
b. South (wind).
يَمَانُوْنَ
a. People of Al-Yemen.

أَلتَّيْمَن
a. The south.
b. The south wind.

أَلتَّيْمَنِيّ
a. see 4 (b)
& supra (a).
يَمْنَةً يَمَنًا يَمِيْنًا
a. From, on the right.

عَن اليَمِيْن
a. see supra.
b. Auspiciously, with good omens.

يَمِيْن الصَّبْر
a. False oath; perjury.

عَلَى أَيْمَن الْيَمِيْن
a. Prosperously, felicitously.

أَـِيْمَُِنُ الْلَّهِ
a. In God's name!

أَـِيْمُِ الْلّٰةِ
أَـِمَُ الْلّٰهِ
a. see supra.

أَتَوْنَا عَن اليَمِيْن
a. They have deceived us.

هُوَ عِنْدَنَا بِالْيَمِيْن
a. He is held in honour amongst us.

يَنْبُوْب
a. see under
نَبَتَ
يَنْبُوْع
a. see under
نَبَعَ
يَنْخُوْب
a. see under
نَخَبَ
(ي م ن) : (الْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَرَجُلٌ مَيْمُونٌ (وَتَيَمَّنَ بِهِ) تَبَرَّكَ (وَالْيَمِينُ) خِلَافُ الْيَسَارِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَسَمُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِأَيْمَانِهِمْ حَالَةَ التَّحَالُفِ وَقَدْ يُسَمَّى الْمَحْلُوفُ عَلَيْهِ يَمِينًا لِتَلَبُّسِهِ بِهَا (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا» وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ فِي جَمِيعِ الْمَعَانِي (وَقَوْلُهُمْ) الْأَيْمَانُ ثَلَاثَةٌ الصَّوَابُ ثَلَاثٌ وَإِنْ كَانَتْ الرِّوَايَةُ مَحْفُوظَةً فَعَلَى تَأْوِيلِ الْأَقْسَامِ وَيُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٌ كَرَغِيفٍ وَأَرْغُفٍ (وَأَيْمُ) مَحْذُوفٌ مِنْهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْقَطْعِ وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجَّاجُ وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ هِيَ كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا وُضِعَتْ لِلْقَسَمِ لَيْسَتْ جَمْعًا لِشَيْءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهَا لِلْوَصْلِ وَمِنْ الْمُشْتَقِّ مِنْهَا (الْأَيْمَنُ) خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِيهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الْأَيْمَنُ الْأَيْمَنُ» هَكَذَا فِي الْمُتَّفِقِ وَرُوِيَ الْأَيْمَنُ بِالْإِفْرَادِ وَفِي إعْرَابِهِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ بِإِضْمَارِ الْفِعْلِ أَوْ الْخَبَرِ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ حَاضِنَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ أَخُو أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ (وَيَامَنَ وَتَيَامَنَ) أَخَذَ جَانِبَ الْيَمِينِ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ التَّيَامُنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» وَرُوِيَ التَّيَمُّنَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنِّي لَمْ أَجِدْهُ إلَّا فِي مَعْنَى التَّبَرُّكِ وَمِنْ الْمَأْخُوذِ مِنْهَا (الْيَمَنُ) بِخِلَافِ الشَّامِ لِأَنَّهَا بِلَادٌ عَلَى يَمِينِ الْكَعْبَةِ (وَالنِّسْبَةُ) إلَيْهَا يَمَنِيٌّ بِتَشْدِيدِ الْيَاء أَوْ يَمَانِيٌّ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى تَعْوِيضِ الْأَلِفِ مِنْ إحْدَى يَاءَيْ النِّسْبَةِ وَمِنْهُ طَاوُسٌ الْيَمَانِيُّ (وَأَمَّا يَامِينُ) فَاسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ يامين بْنُ وَهْبٍ فِي السِّيَرِ أَسْلَمَ وَلَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
ي م ن: (الْيَمَنُ) بِلَادٌ لِلْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (يَمَنِيٌّ) (وَيَمَانٍ) مُخَفَّفَةٌ وَالْأَلِفُ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النَّسَبِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (يَمَانِيٌّ) بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْمٌ (يَمَانِيَةٌ) وَ (يَمَانُونَ) مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ وَثَمَانُونَ، وَامْرَأَةٌ (يَمَانِيَةٌ) أَيْضًا. وَ (أَيْمَنَ) الرَّجُلُ وَ (يَمَّنَ تَيْمِينًا) وَ (يَامَنَ) إِذَا أَتَى الْيَمَنَ. وَكَذَا إِذَا أَخَذَ فِي سَيْرِهِ يَمِينًا، يُقَالُ: يَامِنْ يَا فُلَانُ بِأَصْحَابِكَ. أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً. وَلَا تَقُلْ: تَيَامَنْ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. (وَتَيَمَّنَ) تَنَسَّبُ إِلَى الْيَمَنِ. (وَالْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَقَدْ (يُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَيْمُونٌ) أَيْ صَارَ مُبَارَكًا عَلَيْهِمْ. وَ (يَمَنَهُمْ) أَيْضًا (يَمْنًا) فَهُوَ (يَامِنٌ) وَ (تَيَمَّنَ) بِهِ تَبَرَّكَ. وَ (الْيَمْنَةُ) ضِدُّ الْيَسْرَةِ. وَ (الْأَيْمَنُ) وَ (الْمَيْمَنَةُ) ضِدُّ الْأَيْسَرِ وَالْمَيْسَرَةِ. وَ (الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: 28] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا -: أَيْ مِنْ قِبَلِ الدِّينِ فَتُزَيِّنُونَ لَنَا ضَلَالَتَنَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ تَأْتُونَنَا عَنِ الْمَأْتَى السَّهْلِ. وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ (أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ. وَإِنْ جَعَلْتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ لِأَنَّ الظُّرُوفَ لَا تَكَادُ تُجْمَعُ. (وَالْيَمِينُ) يَمِينُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَ (ايْمُنُ) اللَّهِ اسْمٌ وُضِعَ لِلْقَسَمِ هَكَذَا بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَهُوَ جَمْعُ يَمِينٍ وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي الْأَسْمَاءِ أَلِفُ الْوَصْلِ مَفْتُوحَةً غَيْرَهَا، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ النُّونَ فَقَالُوا: (أَيْمُ) اللَّهِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا أَبْقَوُا الْمِيمَ وَحْدَهَا فَقَالُوا: مُ اللَّهِ، وَمِ اللَّهِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا قَالُوا: مُنُ اللَّهِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ، وَمَنَ اللَّهِ بِفَتْحِهِمَا، وَمِنِ اللَّهِ بِكَسْرِهِمَا. وَيَقُولُونَ: (يَمِينُ) اللَّهِ لَا أَفْعَلُ. وَجَمْعُ الْيَمِينِ (أَيْمُنٌ) كَمَا سَبَقَ. 
ي م ن : الْيَمِينُ الْجِهَةُ وَالْجَارِحَةُ وَتَقَدَّمَ فِي الْيَسَارِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ وَيُمْنَاهُ
وَقَالُوا لِلْيَمِينِ الْيُمْنَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا أَيْمُنٌ وَأَيْمَانٌ.

وَيَمِينُ الْحَلِفِ أُنْثَى وَتُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٍ وَأَيْمَانٍ أَيْضًا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قِيلَ سُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ فَسُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا مَجَازًا وَالْيَمِينُ الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْيُمْنُ الْبَرَكَةُ يُقَالُ يُمِنَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمِهِ وَلِقَوْمِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَيْمُونٌ وَيَمَنَهُ اللَّهُ يَيْمُنُهُ يَمْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا جَعَلَهُ مُبَارَكًا وَتَيَمَّنْتُ بِهِ مِثْلُ تَبَرَّكْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَامَنَ فُلَانٌ وَيَاسَرَ أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَالْأَمْرُ مِنْهُ يَامِنْ بِأَصْحَابِكَ وِزَانُ قَاتِلْ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ تَيَامَنْ بِهِمْ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: تَيَاسَرَ بِمَعْنَى يَاسَرَ وَتَيَامَنَ بِمَعْنَى يَامَنَ وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هَذَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ الْعَامَّةُ تَغْلَطُ فِي مَعْنَى تَيَامَنَ فَتَظُنُّ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ عَنْ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا تَيَامَنَ عِنْدَهُمْ إذَا أَخَذَ نَاحِيَةَ الْيَمَنِ وَأَمَّا يَامَنَ فَمَعْنَاهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ.

وَالْيَمَنُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَقِيلَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَمَنِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَيَمَانٍ بِالْأَلِفِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَعَلَى هَذَا فَفِي الْيَاءِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الْأَشْهَرُ تَخْفِيفُهَا وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ التَّثْقِيلَ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَلِفَ دَخَلَتْ قَبْلَ الْيَاءِ لِتَكُونَ عِوَضًا عَنْ التَّثْقِيلِ فَلَا يُثَقَّلُ لِئَلَّا يُجْمَعَ بَيْن الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ عَنْهُ وَالثَّانِي التَّثْقِيلُ لِأَنَّ الْأَلِفَ زِيدَتْ بَعْدَ النِّسْبَةِ فَيَبْقَى التَّثْقِيلُ الدَّالُّ عَلَى النِّسْبَةِ تَنْبِيهًا عَلَى جَوَازِ حَذْفِهَا وَالْأَيْمَنُ خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَأَيْمُنٌ اسْمٌ اُسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ وَالْتُزِمَ رَفْعُهُ كَمَا اُلْتُزِمَ رَفْعُ لَعَمْرُ اللَّهِ وَهَمْزَتُهُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَصْلٌ وَاشْتِقَاقُهُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْيُمْنِ وَهُوَ الْبَرَكَةُ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ قَطْعٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ يَمِينٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ يُخْتَصَرُ مِنْهُ فَيُقَالُ وَاَيْمُ اللَّهِ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ ثُمَّ اُخْتُصِرَ ثَانِيًا فَقِيلَ (مُ اللَّهِ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. 
يمن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية. قَوْله: الْإِيمَان يمَان وَإِنَّمَا بَدَأَ الْإِيمَان من مَكَّة لِأَنَّهَا مولد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ومبعثه ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَفِي ذَلِك قَولَانِ: [أما -] أَحدهمَا فَإِنَّهُ يُقَال: إِن مَكَّة من أَرض تهَامَة وَيُقَال: إِن تهَامَة من أَرض الْيمن وَلِهَذَا سمي مَا وَالِي مَكَّة من أَرض الْيمن واتصل بهَا التهائم فَكَانَ مَكَّة على هَذَا التَّفْسِير يَمَانِية فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان [على هَذَا -] وَالْوَجْه الآخر أَنه يرْوى فِي الحَدِيث إِن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَذَا الْكَلَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ بتبوك نَاحيَة الشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ بَينه وَبَين الْيمن فَأَشَارَ إِلَى نَاحيَة الْيمن وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان أَي هُوَ من هَذِه النَّاحِيَة فهما وَإِن لم يَكُونَا من الْيمن فقد يجوز أَن ينسبا إِلَيْهَا إِذا كَانَتَا من ناحيتها وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم فَاش أَلا تراهم قَالُوا: الرُّكْن الْيَمَانِيّ فنسب إِلَى الْيمن وَهُوَ بِمَكَّة لِأَنَّهُ مِمَّا يَليهَا وأنشدني الْأَصْمَعِي للنابغة يذم يزِيد بْن الصَّعق وَهُوَ رجل من قيس فَقَالَ:

[الوافر]

وكنتَ أمينَه لَو لم تخنه ... وَلَكِن لَا أَمَانَة لليمانيِ

وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا يَلِي الْيمن وَقَالَ ابْن مقبل وَهُوَ رجل من بني العجلان من بني عَامر بن صعصة: [الْبَسِيط]

طافَ الخيالُ بِنَا ركبًا يمانينا

فنسب نَفسه إِلَى الْيمن لِأَن الخيال طرقه وَهُوَ يسير ناحيتها وَلِهَذَا قَالَ: سُهَيْل الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ يرى من نَاحيَة الْيمن. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَخْبرنِي هِشَام أبن الْكَلْبِيّ أَن سُهَيْل بْن عبد الرَّحْمَن بْن عَوْف تزوج الثرياء / بنت فلَان 58 / ب من بني أُميَّة من العَبَلات وَهِي أُميَّة الصُّغْرَى فَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة أنشدنيه عَنهُ الْأَصْمَعِي: [الْخَفِيف]

أَيهَا المنكح الثريا سُهيلا ... عمرك اللَّه كَيفَ يلتقيانِ

هِيَ شامية إِذا مَا استقلّت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمانِ

قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل لَهما النُّجُوم مِثَالا لِاتِّفَاق أسمائهما للنجوم قَالَ ثمَّ قَالَ: هِيَ شامية فعنى الثريا الَّتِي فِي السَّمَاء وَسُهيْل يمَان وَذَلِكَ أَن الثريا إِذا ارْتَفَعت اعترضت نَاحيَة الشَّام مَعَ الجوزاء حَتَّى تغيب تِلْكَ النَّاحِيَة قَالَ: وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يماني لِأَنَّهُ يَعْلُو من نَاحيَة الْيمن. فَسمى تِلْكَ شامية وَهَذَا يَمَانِيا وَلَيْسَ مِنْهُمَا شأم وَلَا يمَان وَإِنَّمَا هما نُجُوم السَّمَاء وَلَكِن نسب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى ناحيته فعلى هَذَا تَأْوِيل قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان. وَيذْهب كثير من النَّاس فِي هَذَا إِلَى الْأَنْصَار يَقُول: هم نصروا الْإِيمَان وهم يَمَانِية فنسب الْإِيمَان إِلَيْهِم على هَذَا الْمَعْنى. وَهُوَ أحسن الْوُجُوه عِنْدِي [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لما قدم [أهل -] الْيمن قَالَ: أَتَاكُم أهل الْيمن هم أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وهم أنصار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمِنْه أَيْضا قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار.
[يمن] اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة، والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف يمانيا يظَلُّ يشدُّ كِيراً * وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ، مثل ثمانية وثمانون. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. ولا تقل تيامن بهم. والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويمنهم فهو يا من، مثل شئم وشأم . وتيمنت به: تبركت. والايامن: خلاف الاشأئم. قال المرقش : ولقد غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم  (*) فإذا الاشائم كالايا * من والايامن كالاشائم وقول الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأى مثبور وثابر يعنى في انتسابها إلى اليمن، كأنه جمع اليمن على أيمن، ثم على أيامن، مثل زمن وأزمن. واليمنة بالفتح: خلاف اليسرة. ويقال: قعد فلانٌ يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ: القوَّة. قال الحطيئة : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عراببة اليمين وقوله تعالى: (تأتونَنا عن اليمينِ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ. واليمين: القسم، الجمع أيمن وأيمان. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ. وإن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه، لان الظروف لا تكاد تجمع، لانها جهات وأقطار مختلفة الالفاظ. ألا ترى أن قدام مخالف لخلف، واليمين مخالف للشمال. وقول الشاعر :

يبرى لها من أيمن وأشمل * يقول: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الابل وأشملها، فجمع لذلك. وقول الشاعر :

ألقت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ * يعني مالت بأحد جانبيها إلى المغيب. (*) واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره. وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. وأما الذى في حديث عمر رضي الله عنه: " زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد " فيقال: إنه أراد بيمينتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانتا للتأنيث. واليُمْنَةُ بالضم : البُرْدَةُ من بُرود اليمن. وقال:

واليمنة المعصبا * وأم أيمن: امرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى حاضنة أولاده، فزوجها من زيد فولدت له أسامة. وأيمن الله: اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحو يين، ولم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: ليمن الله، فتذهب الالف في الوصل. قال الشاعر  فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق ليمن الله ما ندرى وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير ليمن الله قسمي، وليمن الله ما أقسم به. وإذا خاطبت قلت: ليمنك. وفى حديث عروة ابن الزبير أنه قال: " ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت سلبت لقد أبقيت " وربما حذفوا منه النون فقالوا: ايم الله وايم الله أيضا بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء فقالوا: ام الله وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا: م الله، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا، فيشبهونها بالباء، فيقولون م الله. وربما قالوا من الله بضم الميم والنون، ومن الله بفتحهما، ومن الله بكسرهما. وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس: فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً * ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي أراد: لا أبرحْ، فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ، كما قال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكم * بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو الاصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن فقالوا لم يك. قال: وفيها لغات كثيرة سوى هذه. وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقال: ألف أيمن ألف قطع وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. 
[يمن] نه: فيه: الإيمان "يمان" والحكمة "يمانية"، لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وهي من أرض اليمن، ولذا يقال: الكعبة اليمانية. ن: هو بخفة ياء على المشهور، وحكى تشديدها. نه: وقيل: قاله بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد الحرمين، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانون في الأصل وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وأوهم فنسب الإيمان إليهم. ن: ولا مانع من حمله على الحقيقة لأن من قوى في شيء نسب إليه، وهكذا كان حال الوافدين منهم لحديث: جاءكم أهل اليمن أرق أفئدة -إلخ، ومنهم أويس وأبو مسلم، مع أنه لا ينفي الإيمان عن غيرهمن ثم المراد الموجودون منهم حينئذ لا كلهم في كل زمان. ز: قلت: لعل المانع أنه يلزم قوة يمانهم وفضلهم به على المهاجرين الأول والأنصار وفيهم العشرة وغيرهم - والله أعلم. ك: أصل يمان يمنى، حذف إحدى الياءين وعوض عنها الألف، وقيل: قدم أحداهما وقلبت ألفًا فصار كقاض، والحكمة يمانية - بخفة ياء على الأصح. ومنه بين العمودين "اليمانيين" - بخفتها، وجوز سيبويه التشديد، وهما الركنان: الركن الأسود والركن اليماني. ن: ومنه لا تمس إلا "اليمانيتين"، وفيه تغليب. ك: ثلاثة أثواب "يمانية"ن بخفة ياء. نه: وفيه: الحجر الأسود "يمين" الله، هو تمثيلوأما عند غيره فيقع على نية الحالف لكنه يأتم به إلا إذا كان على جهة العذر. بغوي: قيل: إن كان المستحلف مظلومًا فعلى نيته، وإن كان ظالمًا فعلى نية الحالف. ط: وفيه: عرض على قوم "اليمين" فأسرعوا فأسهم، صورته أن يتداعى الرجلان متاعًا في يد ثالث ولم يكن لهما بينة أو لهما بينة يقرع بينهما فأيهما خرجت قرعته يحلف ويقضي له به. ك: حلفت على "يمين"، أي بيمين، أو المراد بها المحلوف عليه مجازًا. ش: ومثله: لا أحلف على "يمين". نه: وفيه: "ليمنك" لئن ابتليت لقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت، ليمن وأيمن من ألفاظ القسم وألفه وصل وتفتح وتكسر. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم كفن في "يمنة" - بضم ياء، ضرب من برود اليمن.
باب ين
[ي م ن] اليُمْنُ خلاف الشُّؤْم وقد يَمِنَ الرجل يَمْنًا ويُمِنَ وتَيَمَّنَ به واستَيْمَنَ وإنهُ لميْمُونٌ عَلَيهم ورجلٌ أيْمنُ ومَيمُونٌ والجمع أيامِنُ والأيامِنُ خلافُ الأشَائِم ويقال قَدِم فُلان على أَيمَنِ اليمين أي على اليُمْنِ والمَيْمَنةُ اليُمْنُ وقوله تعالى {فأصحاب الميمنة} الواقعة 8 أي أصحاب اليُمْنِ على أَنْفُسِهم أي كانوا مَيَامينَ على أنفسهم غَيرَ مَشَائِيمَ واليَمِنُ نقيضُ اليَسَارِ والجمع أيمُنٌ وأيْمَانٌ ويَمايِيْنُ فأمّا قوله

(قد جَرَت الطيرُ أَيَامنِيْنَا ... )

(قالت وكنت رَجلاً فَطيْنَا ... )

(هذا لَعَمْرو الله إسرائِيْنَا ... )

فعندي أنه جَمَعَ يَمينًا على أَيمُنٍ ثم جَمَعَ أيْمُنًا على أَيامِنَ ثم أراد وراءَ ذلكَ جمعًا آخَرَ فلم يجد جَمْعًا من جُموعِ التكسير أكثرَ مِنْ هذا لأن باب أَفَاعِلَ وفَوَاعِلَ وفعائِلَ ونحوها نهايَةُ الجمعِ فرجعَ إلى الجمع بالواو والنونِ كقول الآخَرِ

(فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتُها ... )

بلغَ نهايةَ الجمعِ التي هي حَدَائِدُ فلم يجد بعدَ ذلك بناءً من أبْنِيَةِ الجمع المُكَسَّرِ فجمعَهُ بالألف والتاءِ وكقولِ الآخر

(جَذْبَ الصراريِّينَ بالكُرُور ... )

جَمَعَ صارِيًا على صُرَّاءٍ ثم جمع صُرَّاءً على صَرَارِيٍّ ثم جمع صَراريَّ بالياء والنونِ وقد كان يجب لهذا الراجزِ أن يقولَ أياميِنِينا لأن جمعَ أَفْعَالَ كجمع إفْعَالٍ لكن لمَّا أزمع أن يقول في النصفِ الثاني أو البيت الثاني فطينَا ووزنُهُ فَعُولنْ أرادَ أن يَبنى قولَهُ أيامِنينا على فَعُولُنْ أيضًا ليُسوِّيَ الضَّرْبينِ أو العَرُوضين ونظير هذه التسوية قولهُ

(قد رَوِيَتْ غَيرَ الدُّهَيْدِهِيْنا ... )

(قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكريْنَا ... )

كان حُكمُه أن يقولَ غَيرَ الدُّهَيْدِهينا لأن الألِفَ في دَهْدَاهٍ رابعَةٌ وحُكْمُ حرف اللينِ إذَا ثَبتَ في الواحدِ رابعًا أن يثبُتَ في الجمع ياءً كقولك سرادحٌ وسَراديحُ وقِندِيلٌ وقناديل ويُهْلُولٌ وبهاليلُ ولكن أرادَ أن يسوّي بين دُهَيْدِهينا وبين أُبيَكرينا فجعل الضربين جميعًا أو العروضين فَعُولُنْ وقد يجوز أن يكون أيامِنيْنَا جمع أيامِنَ الذي هو جمع أَيْمُنٍ فلا يكون هنالك حذُفٌ وأَمَّا قوله

(هذا لعمرُو الله إِسرائينَا ... )

فإنّ قالت هنا بمعنى ظنّتْ فعدتْهُ إلى مفعولينِ كما تعدَّى قال إلى مفعولينِ وذلك في لغة بني سُلَيْمٍ حكاه سيبويه عن أبي الخطّاب ولو أراد قال التي ليست في مَعْنَى الظنّ لرفعَ وليس أحدٌ منَ العرب يَنْصِبُ بقال التي في معنى ظنّ إلا بَني سُلَيم وهي اليُمْنَى لا تُكَسَّرُ قال أبو عُبَيْدٍ وأما قول عُمَر رضي الله عنه وَزَوّدتْنَا يُمَيتَنَيْها فقياسه يُمَيّنَيْهَا لأنه تصغير يَمينٍ لكن قال يُمَيْنَتَيْهَا على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَتَيْهَا ولم يقل يَدَيها ولا كَفَّيْها لأنه لم يُرد أنها جمعت كفيها ثم أَعطَتْهُما بجميع الكفينِ ولكنه أراد أنها أعطَتْ كُلَّ واحدٍ كفّا واحِدةً بيَمينها وَأَيْمَنَ أَخَذَ يَمِينًا وَيَمنَ به ويَامَنَ وتيامَنَ ذَهَبَ به ذات اليَمينِ وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ يعني أخذ ذاتَ اليمينِ قال وسَلّمُوا لأنّ الياءَ أخفُّ عليهم من الواوِ وقوله تعالى {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} الصافات 28 قال الزجّاجُ هذا قول الكفّارِ للذين أضلوهم كنتم تخدعونَنَا بأقوى الأسباب فكنتم تأتوننا مِنْ قِبَلِ الدّين فَتُرُونَنَا أنّ الدين والحقَّ ما تضلوننا به وقيل معناه كنتم تأتوننا من قِبَلِ الشهوة لأن اليَمِينَ مَوضِعُ الْكبِدِ والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإرادة ألا ترى أنّ القلبَ لا شيءَ له من ذلكَ لأنه من ناحية الشمال والتيَمُّنُ أنّ يوضعَ الرجلُ على جنبِه الأَيْمَنِ في القبر قال

(إذَا الشيخُ عَلْبا ثُمّ أصبح جِلْدُهُ ... كَرَحْضِ غِسيلٍ فالتيَمُّنُ أَرْوَحُ)

وأخذ يَمْنَةً وَيمنًا وَيسْرَةً ويَسَرًا أي ناحية يَمِين ويسارٍ واليَمَنُ ما كانَ عَنْ يمين القِبَلة مِنْ بلادِ الغَور النسبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمَانٍ على نادر النسب وألفُهُ عِوَضُ من الياءِ ولا تدلُّ على ما تدل عليه الياءُ إِذْ ليس حكمُ العقيِبِ أنْ يدلّ على ما يدل عَلَيه عَقيبُهُ دائمًا فإن سَمَّيتَ رجُلاً بِيَمَنٍ ثم أضفتَ إليه فعلى القياس وكذلك جميعُ هذا الضربِ وقد خَصُّوا باليَمَنِ موضعًا مَا أو غلَّبُوه عليه وعلى هذا لا يجوزُ ذهبتُ اليَمَنَ وإنّما يجوزُ على اعتقاد العموم ونظيرهُ الشأمُ ويدُلُّك على أنّ اليَمَنَ جنسِيٌّ غيرُ عَلَميٍّ أنّهم قد قالوا فيه اليَمْنَةُ واليُمْنَةُ وأَيْمَنَ القَومُ ويَمّنُوا أتَوا اليَمَنَ وقولُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ

(تَعْوِي الذِّئَابُ من المخافَةِ حَوْلَهُ ... إهلاكَ رَكْبِ اليامِنِ المُتَطوِّفِ)

إمّا أنْ يكون على النسبِ وإمّا أنْ يكونَ على الفعلِ ولا أعْرِف له فِعْلاً ورجلٌ أَيْمَنُ يَصْنَعُ بِيُمْنَاه وقال أبو حَنيفَةَ يَمِنَنى ويَمَننَي جاء عن يميني واليَمِينُ الحِلفُ أُنثى والجمعُ أَيْمُنٌ وأَيْمانٌ وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ الله وإيمُنُ الله وإيمُ الله ومُ الله فحذفوا ومِ الله أُجرِي مُجْرَى مُ اللهِ قال سيبويه وقالوا لايْمُ الله واستدل بذلك على أنّ ألفَها ألِفُ وصْلٍ قال ابن جِنّي أمّا أيَمُنٌ في القسم فحذفت الهمزةُ منها وهي اسمٌ مِنْ قِبَلِ أنَّ هذا اسمٌ غَيرُ متمكِّنٍ ولم يستعمل إلا في القسم وحْدَهُ فلما ضارعَ الحرفَ بقلة تمكُّنِه فُتِحَ تشبيهًا بالهمزةِ اللاحقة لحرف التعريفِ وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرفَ وأيضًا فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر فقد جاءَ فيه الكسرُ أيضًا كما ترى ويؤكِّدُ عندك أيضًا حالَ هذا الاسم في مضارعته الحرفَ أنّهم قد تلاعبُوا به وأضعَفوهُ فقالوا مرّة أيمُنُ الله ومرّةً أيْمُ الله ومرّة إيْمُ الله ومرّة مِ الله ومرّة مُ الله فلما حذفوه هذا الحذف المُفْرِطَ وأصارُوهُ من كونه عَلَى حَرْفٍ إلى لفظِ الحروفِ قوِيَ شبَهُ الحرفِ عليه ففتحوا هَمْزتَهُ تشبيهًا بهمزة لامِ التعريف وقالَ مَرّةً ومما يجيزُهُ القياسُ غَيْرَ أَنْ لم يَرِدْ به الاستعمالُ خَبَرُ الأيْمُنِ مِن قولهم لايمُنُ اللهِ لأنطلقنّ فهذا مبتدأٌ محذُوفُ الخبر وصارَ طولُ الكلامِ بجوابِ القسم عِوَضًا منِ الخبر واستَيْمَنْتُ الرجلَ استخلفتهُ عن اللحيانِي واليَمِينُ القوة والقدرة وبه فُسِّرَ قوله تعالى {لأخذنا منه باليمين} الحاقة 45 وقيل أراد باليد اليُمْنَى وقولُ الشَّمَّاخ

(إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجْدٍ ... تَلَقّاها عَرابةُ باليَمِينِ)

قيلَ أرادَ القوّة وقيل أراد اليد اليُمْنَى وأمّا قوله {فراغ عليهم ضربا باليمين} الصافات 93 فقيل معناه بالحَلِف لقوله {وتالله لأكيدن أصنامكم} الأنبياء 57 واليَمِينُ المنزلةُ يقال هو عندنا باليَمِيْنِ أي بمنزلةٍ حَسَنَةٍ واليَمْنَةُ واليُمْنَةُ ضربٌ من بُرُود اليَمَنِ وأَيمُنُ اسم رجلٍ وأيمُنُ موضع قال المُسّيَبُ أو غَيرُهُ

(شَرَكَا بَمَاءِ الذَّوْبِ تجمعُهُ ... في طوْد أيْمَنَ مِنْ قُرى قَسْرِ)
يمن
يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون
• يمَن اللهُ الشَّخصَ: جعله مُباركًا.
• يمَن آلَه/ يمَن على آله/ يمَن لآله: كان مُباركًا عليهم. 

يمَنَ2/ يمَنَ بـ ييمِن، يَمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون (للمتعدِّي)
• يمَن الشَّخصُ: ذهب جهة اليمين.
• يمَن فلانٌ فلانًا: أتى من يمينه "أدرك صاحبَه في الطريق فيَمَنه".
• يمَن فلانٌ بفلان:
1 - ذهب به جهة اليمين.
2 - جاء عن يمينه. 

يمُنَ على/ يمُنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن وأيْمَن، والمفعول مَيْمُون عليه
• يمُن على آله/ يمُن لآله: يمَن عليهم، كان مُباركًا عليهم. 

أيمنَ يُومن، إيمانًا، فهو مُومِن
 • أيمنَ الرَّجلُ:
1 - اتَّجَه ناحيةَ اليمين.
2 - دخلَ بلاَد اليمن. 

استيمنَ/ استيمنَ بـ يستيمن، استيمانًا، فهو مُستيمِن، والمفعول مُستيمَن
• استيمن فلانٌ فلانًا: استحلفه؛ طلب منه الحلِف "استيمن القاضي الشهودَ قبل الإدلاء بشهادتهم".
• استيمن فلانٌ بالشَّيءِ: تبرَّك به "استيمن بزيارة المسجد النبويّ". 

تيامنَ يتيامن، تيامُنًا، فهو مُتيامِن
• تيامن الرَّجلُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - تفاءَل "فلنتيامن بمقدِم الربيع". 

تيمَّنَ/ تيمَّنَ بـ/ تيمَّنَ في يَتيمَّن، تيمُّنًا، فهو مُتيمِّن، والمفعول مُتيمَّن به
• تيمَّن الشَّخصُ: انتسب إلى اليَمَن.
• تيمَّن بالشَّيء: تبرّك به، تفاءَلَ؛ ضدّ تشاءَم "تيمّن بزيارة المسجد النبويّ- تيمَّن بنجاح مشروعه".
• تيمَّن بالأمر/ تيمَّن في الأمر: أخذ فيه من جهة اليمين "يتيمّن العربُ في كتابتهم". 

يامنَ/ يامنَ بـ ييامن، مُيامَنةً، فهو مُيامِن، والمفعول مُيَامَن به
• يامَن الشَّخصُ: يمَن، ذهب جهة اليمين، أتى اليمين "يامن القائدُ".
• يامَن القائدُ بجنودِه: ذهب بهم جهة اليمين. 

يمَّنَ/ يمَّنَ على يُيمِّن، تيمينًا، فهو مُيمِّن، والمفعول مُيمَّن عليه
• يمَّن الشَّخصُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - سافر إلى اليمن "يمَّن المعلِّم في بعثة تعليميّة".
3 - تفاءَل.
• يمَّن عليه: برَّك عليه، دعا له بالبركة. 

أيمنُ1 [مفرد]: ج أيامِنُ وأيْمَان وأَيْمُن، مؤ يُمنى، ج مؤ يُمْنَيَات وأيْمَان وأَيْمُن:
1 - جهة اليمين، عكسه أيسر "الشارع الأيمن- اليد/ الجهة اليُمنى- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} " ° هو ذراعه اليُمنى/ هو ساعده الأيمن: عضده، يعتمد عليه في الشدَّائد.
2 - اسم تفضيل من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: أكثر بركة " {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} ".
• أيمن الدَّوران: مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

أَيْمَنُ2 [مفرد]: ج يُمْن، مؤ يَمْناء، ج مؤ يَمْناوَات ويُمْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يمُنَ على/ يمُنَ لـ.
2 - مَنْ يعمل بيده اليُمنى، عكسه أعسر. 

ايمن [كلمة وظيفيَّة]: اسم يضاف إلى اسم الله تعالى، يعرب مبتدأ دائمًا وخبره محذوف وجوبًا، وهو بمعنى اليمين والقسم، وقد تحذف نونه فيقال: ايْمُ وهمزته همزة وصل "ايمنُ الله لأخدمنّ الوطن: التقدير: ايمن الله قسمي". 

مُيامِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يامنَ/ يامنَ بـ.
2 - ما يدور باتّجاه عقارب الساعة "حركة مُيامِنة".
3 - (كم) ما يحوِّل مستوى الضوء المستقطب إلى اليمين "بِلَّوْر مُيامِن". 

مُيامَنة [مفرد]: مصدر يامنَ/ يامنَ بـ.
• مُيامَنة القَلب: (طب) وضع القلب إلى اليمين، أو تحوُّله، ويكون إمّا خِلْقيًّا وإمّا مُكتسَبًا. 

مُيمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من يمَّنَ/ يمَّنَ على: مَدْعوٌّ له بالبركة.
2 - مَنْ يأتي بالخير والبركة. 

مُيمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يمَّنَ/ يمَّنَ على.
2 - (فز) مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

مَيْمَنة [مفرد]: ج مَيَامِنُ:
1 - مصدر ميميّ من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: " {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ".
2 - ناحية اليمين، عكسها مَيْسرة "مَيْمَنة الجيش: جناحه الأيمن- مَيْمنة السفينة أو الطائرة- {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ". 

مَيْمون [مفرد]: ج مَيَامِنُ ومَيامينُ:
1 - اسم مفعول من
 يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ويمَنَ2/ يمَنَ بـ ° سافر على الطَّائر الميمون: سافر بالطائرة- سِرْ على الطَّائر الميمون: سِرْ موفّقًا- سَفرًا ميمونًا: دعاء للمسافر- هو ميمون الطائر: مبارك الطلعة.
2 - (حن) قِرْد من فصيلة كلبيَّة الرءوس، وهو أقبح القرود وأشرسها خُلقًا. 

يَمانيّ [مفرد]: مؤ يمانيّة: اسم منسوب إلى يَمَن: على غير قياس "سيف يمانيّ- عادات يمانيَّة".
• الشِّعْرى اليَمانيَّة: (فك) النَّجمة الأكثر توهّجًا وبريقًا في مجموعة الدُّبّ الأكبر في النِّظام الفلكيّ. 

يَمْن [مفرد]: مصدر يمَنَ2/ يمَنَ بـ. 

يُمْن [مفرد]:
1 - مصدر يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ.
2 - بركة، سِعة عيش، رفاهية، قوّة، خير كثير "أعاد الله عليكم العيد بالخير واليُمْن والبركاتَ" ° سنةُ يُمْن: سنة إقبال. 

يَمْنَة [مفرد]: مَيْمَنة؛ ناحية اليمين، عكسُ يَسْرَة "أحاطتِ الأشجارُ بالحديقة يَمْنَةً ويَسْرَة- اتّجهت السيارة يَمْنة". 

يَمين1 [مفرد]: ج أَيْمُن ويمائن:
1 - جهة اليمين، عكس يسار (مؤنّثة) "جلس على يمينه: تمكّن في جلوسه من جهة اليمين- جلس عن يمينه: جلس مُنحرِفًا عنه، غير ملاصق لجاره- {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} - {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} " ° أقصى اليَمين- إلى اليَمين دُرْ- ذات اليَمين: جهة اليمين- يمينًا وشمالاً: إلى اليمين وإلى اليسار.
2 - يد يمنى، عكس يسار " {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} - {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} " ° أصْحاب اليَمين: أهل الجنّة- ما ملكت يمينه: ممتلكاته- مِلْك اليَمين: الإماء.
• أحزاب اليَمين: الأحزاب المحافظة وهي التي تميل إلى الاعتدال في الحياة السياسيّة والقضايا العامَّة ويقابلها: الأحزاب اليساريّة. 

يَمين2 [مفرد]: ج أيْمَان وأَيْمُن:
1 - قَسَم، حَلِف (مؤنّثة) "يمين الولاء والإخلاص- يمين كاذبة/ زور/ غليظة- الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث] " ° يمين الله: أُقْسِم بالله.
2 - قوَّة وشدّة "أخذَ حَقَّه بيمينه- {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ".
• اليَمين الغَموس: (فق) يمين كاذبة تغمس صاحبَها في النّار لأنّه يحلف وهو يعلم أنّه كاذب.
• اليَمين اللَّغْو: (فق) ما يحلف عليه الشَّخص ظانًّا أنّه كذا وهو بخلافه، أو ما ورد على اللِّسان بغير قصد.
• اليَمين القَضائيَّة: (قن) اليَمين التي تتمّ أمام القضاء، وهي نوعان: حاسمة وهي التي يوجِّهها خصم إلى خصمه ليحسم بها النِّزاع، ومتمِّمة وهي التي توجِّهها المحكمة من تلقاء نفسها إلى أحد الخصوم.
• يمين الأمانة: (قن) اليَمين التي كان القاضي يلي تحليفها المدَّعي أو المدَّعى عليه كلّما استشعر أنّ واحدًا منهما يفعل أو يهمل شيئًا غدرًا.
• يمين المبرَّة: (قن) اليَمين التي كان يحلفها الخصمان تلو انتصاب الخصومة، أي أنّهما أقاماها اعتقادًا بصدقها ويواصلانها بلا خيانة.
• اليَمين الدُّستوريَّة: (قن) القسم الذي يتعهّد فيه رئيس الجمهوريّة قُبَيْل تسلُّمه الحكم بالمحافظة على الدستور. 

يَمين3 [مفرد]: ج أيْمَان: بركة ° هو عندنا باليمين: بالمنزلة الحسنة. 

يَمينيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَمين1: عكسه يساريّ "طريقة يمينيّة".
2 - (سة) مَنْ يميل إلى المحافظة والاعتدال في رأيه وفي الحياة السياسيَّة والعامَّة، وينسب الاسم إلى اليمين لأن مقاعد اليمينيِّين في المجالس النيابيَّة إلى اليَمين، وهو خلاف اليساريّ "تفوق أعدادُ اليمينيّين في البرلمان أعدادَ اليساريِّين- يمينيّ متطرِّف". 
يمن
: ( {اليُمْنُ، بالضَّمِّ: البَرَكَةُ) ؛) وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ، وَهُوَ ضِدُّ الشُّؤْمِ؛ (} كالمَيْمَنَةِ) ؛) وَبِه فسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {أُولَئِكَ أَصْحابُ {المَيْمِنَةِ} ، أَي كَانُوا} مَيامِينَ على أَنْفُسِهم غَير مَشَائِيم، وجَمْعُ {المَيْمَنَةِ} مَيَامِنُ، وَقد ( {يَمِنَ) الرَّجُلُ، (كعَلِمَ وعُنِيَ وجَعَلَ وكَرُمَ) ،} يُمْناً، (فَهُوَ {مَيْمونٌ} وأَيْمَنُ {ويامِنٌ} ويمينٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: {يُمِنَ فلانٌ على قوْمِه فَهُوَ} مَيْمونٌ إِذا صارَ مُبارَكاً عَلَيْهِم، ويَمَنَهُم، فَهُوَ {يامِنٌ، مِثْلُ شُئِمَ وشَأَمَ.
وَفِي المُحْكَم: يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً، فَهُوَ مَيْمُونٌ، واللَّهُ} اليَامِنُ؛ {واليَمِينُ} واليَامِنُ، كالقَدِيرِ والقَادِرِ؛ قالَ:
بَيْتُكَ فِي {اليامِنِ بَيْتُ} الأيْمَنِ (ج {أَيامِنُ) جَمْعُ} أَيْمَن، (و) جَمْعُ {المَيْمونِ (} مَيامِينُ.
( {وتَيَمَّنَ بِهِ) وبرأْيِه (} واسْتَيْمَنَ) :) أَي تَبَرَّكَ بِهِ.
(وقَدِمَ على {أَيْمَنِ} اليَمِينِ: أَي {اليُمْنِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: قَدِمَ على أَيْمَنِ اليُمْنِ: أَي على اليُمْنِ.
(} واليَمِينُ: ضِدُّ اليَسارِ، ج {أَيْمُنٌ) بضمِّ الميمِ وفتحِها، (} وأَيْمانٌ {وأَيامِنُ) جَمْعُ أَيْمَنَ، (} وأَيامِينُ) جَمْعُ أَيْمانٍ.
(و) {اليَمِينُ: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (القُوَّةُ) والقُدْرَةُ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشمَّاخِ:
تَلقَّاها عَرابَةُ} باليَمِينِ أَي بالقُوَّةِ، وَكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: {لأَخَذْنَا مِنْهُ {باليَمِين} .
قالَ الزجَّاجُ: أَي بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: باليَدِ} اليُمْنَى.
وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَراغَ عَلَيْهِم ضَرْباً {باليَمِينِ} ، فقيلَ:} بيَمِينِه؛ وقيلَ: بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: بالحَلْفِ.
( {ويَمَنَ بِهِ} يَيْمِنُ) ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَكَاهُ سِيْبَوَيْه، ( {ويامَنُ،} ويَمَّنَ) ، مُشَدَّداً، ( {وتَيامَنَ: ذَهَبَ بِهِ ذاتَ اليَمينِ) .
(وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يامِنْ بأَصْحابِكَ وشائِمْ: خُذْ بهم} يَمِيناً وشِمالاً، وَلَا يقالُ {تَيامَنَ بهم وَلَا تياسَرْ.
وَفِي الحدِيثِ: (فأَمَرَهُم أَن} يَتَيَامَنُوا عَن الغَمِيمِ) ، أَي يأْخُذُوا عَنهُ! يَمِيناً.
(و) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {إنَّكُم (كُنْتُم تَأْتوننا عَن اليمينِ) } ،) قالَ الزجَّاجُ: هَذَا قوْلُ الكفَّارِ للَّذِينَ أَضَلُّوهم؛ (أَي تَخْدَعُوننا بأَقْوَى الأَسْبابِ) فتُرُونَنا أنَّ الدِّينَ والحَقَّ مَا تُضِلُّوننا بِهِ، كأَنَّه أَرادَ تَأْتُونَنا عَن المَأْتَى السَّهْل؛ (أَو) مَعْناه: تَأْتُونَنا (من قِبَلِ الشهوةِ لأنَّ اليَمِينَ مَوْضِعُ الكَبِدِ، والكَبِدُ مَظِنَّةُ الشهوةِ والإرادَةِ) ، أَلا تَرَى أنَّ القَلْبَ لَا شَيْء لَهُ مِن ذلِكَ لأنَّه من ناحِيَةِ الشِّمالِ؟
( {والتَّيَمُّنُ: الموتُ؛ و) الأصلُ فِيهِ (وَضْعُ المَيِّتِ فِي قبرِهِ على جَنْبِهِ} الأَيْمَنِ) ؛) قالَ الجَعْدِيُّ:
إِذا مَا رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدُهكضَرْحٍ قَديمٍ {فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُوهو مجازٌ.
(وأَخَذَ} يَمْنَةً {ويَمَناً، محرَّكةً) ، ويَسْرَةً ويَسَراً، (أَي ناحِيَةَ يَمِينٍ) ويَسارٍ.
(} واليَمَنُ، محرَّكةً: مَا) كانَ (عَن {يَمِينِ القِبْلَةِ من بِلادِ الغَوْرِ) .) وقالَ الشَّرْقي: إنَّما سُمِّيَت اليَمَن لتَيامُنِهم إِلَيْهَا.
قالَ ياقوتُ: فِيهِ نَظَرٌ لأنَّ الكَعْبَة مربَّعَةٌ فَلَا يَمِين لَهَا وَلَا يَسَار، فَإِذا كَانَ} اليَمَنُ عَن يَمِينِ قَوْمٍ كانتْ عَن يَسارِ آخَرِيْن، وكذلِكَ الجِهَات الأرْبَع إلاَّ أنْ يُريدَ بذلِكَ من يَسْتَقْبل الرُّكْن! اليَمَانيّ فإنَّه أَجَلّها، فَإِذا يصحّ، واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم.
وَفِي المَراصِدِ: اليَمَنُ ثلاثٌ وِلاياتٍ: الجنْدُ ومَخالِيفُها، وصَنْعاءُ ومَخالِيفُها، وحَضْرَمَوْت ومَخالِيفُها، وأَمَّا حَدُّ اليَمَنِ فمِن وَرَاء تَثْلِيث وَمَا سامتها إِلَى صَنْعاء وَمَا قارَبَها إِلَى حَضْرَمَوْت والشَّحْر وعُمَان إِلَى عَدَن أَبْيَن وَمَا يَلِي ذلكَ إِلَى التهائِم والنّجُودِ، واليَمَنُ يَجْمَعُ ذلِكَ كُلّه.
وقالَ قُطْرُبُ: سُمِّي اليَمَن ليمنِه والشّأْم لشُؤْمِه.
(وَهُوَ {يَمَنِيٌّ) على القِياسِ، (} ويَمانِيٌّ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ، نَقَلَهُ سِيْبَوَيْه عَن بعضِهم، وأَنْشَدَ لأُمَيَّة بنِ خَلَف الهُذَليّ:
{يَمانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِباً لَهَبَ الشُّوَاطِقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: والأَكْثَر على مَنْعِ التَّشْديدِ مَعَ ثُبوتِ الألِفِ لأنَّه جَمْعٌ بينَ العَوَضِ والمُعَوَّضِ.
وأَجابَ عَنهُ الشِّيخُ ابنُ مالِكٍ: بأنَّه قد يكونُ نسْبَةً مَنْسُوب.
(} ويمانٍ) ، مُخَفَّفَة، وَهُوَ من نادِرِ النَّسَبِ، وأَلِفُه عِوَض عَن الياءِ، وَلَا يدلُّ على مَا يدلُّ عَلَيْهِ الياءُ إِذْ ليسَ حكم العقيب أَن يدلَّ على مَا يدلّ عَلَيْهِ عقبه دائِباً.
وقومٌ {يَمانِيَةٌ} ويَمانُونَ: مثْلُ ثمانِيَة وثَمانُون، وامْرأَةٌ {يَمانِيَة أَيْضاً.
(} ويَمَّنَ {تَيْمِيناً} وأَيْمَنَ {ويامَنَ: أَتاها) أَو أَرادَها.
(} وتَيَمَّنَ: انْتَسَبَ إِلَيْهَا.
( {والتَّيْمَنِيُّ: أُفُقُ اليَمَنِ) وَإِذا نَسَبُوا إِلَى} التَّيَمُّنِ قَالُوا {تَيْمَنِيٌّ.
(} والأَيْمَنُ: من يَصْنَعُ {بيُمْناهُ) ، وَهُوَ ضِدُّ الأَيْسَرِ.
(} ويَمَنَهُ، كمَنَعَهُ وعَلِمَهُ) يُمْناً ويُمْنَةً: (جاءَ عَن يَمِينِهِ) ، وكذلِكَ شَأمَهُ وشَئِمَه ويَسَرَهُ إِذا جاءَ عَن شِمالِه.
( {واليَمِينُ) :) الحَلْفُ و (القَسَمُ، مُؤَنَّثٌ) ، سُمِّيَ باسمِ يَمِينِ اليَدِ، (لأنَّهم كَانُوا يَتَماسحونَ} بأَيْمانِهِم فيَتحالَفُونَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: لأنَّهم كَانُوا إِذا تَحالَفُوا ضَرَبَ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم {يَمِينَه على} يَمِينِ صاحِبِه، (ج أَيْمُنٌ) ، بضمِّ الميمِ، (وأَيْمانٌ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لزُهَيْرٍ:
فتُجْمَعُ {أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمُبمُقْسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُقالَ الجوْهرِيُّ: وَإِن جَعَلْتَ اليَمِينَ ظَرْفاً لم تَجْمَعْه، لأنَّ الظّروفَ لَا تَكادُ تُجْمَعُ لأنَّها جِهاتٌ وأَقْطارٌ مُخْتَلِفَةُ الأَلْفاظِ.
(} وأَيْمُنُ اللَّهِ) ، بضمِّ الميمِ والنّونِ، وأَلِفُه أَلِفُ وَصْل عنْدَ أَكْثَر النّحويِّين، وَلم يَجِىءْ فِي الأسماءِ أَلِف وَصْل مَفْتوحَة غَيْرها، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
( {وأَيْمُ اللَّهِ، وَيكسر أَوَّلُهُما) ، عَن ابنِ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَهْلُ الكُوفَة يقُولُونَ: أَيْمُن جَمْعُ يَمينِ للقَسَمِ، والألِفُ فِيهَا أَلِفُ وَصْلٍ ويُفْتَحُ ويُكْسَرُ.
والكَسْرُ فِي} إِيمِ اللَّهِ، حَكاهُ يونُسُ ونَقَلَه ابنُ جنِّي.
وذَهَبَ ابنُ كَيْسان وابنُ دَرَسْتَوَيْه: إِلَى أنَّ أَلِفَ أَيْمُنٍ أَلفُ قَطْع، وَهُوَ جَمْعُ يَمينٍ، وإنّما خُفِّفَتْ هَمْزَتُها وطُرِحَتْ فِي الوَصْلِ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم لَهَا.
ويقُولانَ: إنَّ أَيْم اللَّهِ أَصْلُه أَيْمُن اللَّهِ حذفت النُّونُ كَمَا حُذِفَتْ مِن لم يَكُ ( {وأَيْمَنُ اللَّهِ، بفتْحِ الميمِ والهَمْزَةِ، و) قد (تُكْسَرُ) الهَمْزَةُ.
(} وإيم اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ والميمِ، وقيلَ: أَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ) ، وَهُوَ قَوْلُ النّحويِّين إلاَّ مَا كانَ مِن ابنِ كَيْسان وابنِ دَرَسْتَوَيْه كَمَا ذَكَرْنا.
(و) قالُوا: (هَيْمُ اللَّهِ، بفتْحِ الهاءِ وضمِّ الْمِيم) ، والأصْلُ أَيْمُ اللَّهِ، قُلِبَتِ الهَمْزةُ هَاء، (و) رُبَّما حَذَفُوا مِنْهُ الياءَ فَقَالُوا ( {أَمِ اللَّهِ، مُثلَّثَة الميمِ،} وإِمُ اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ وضمِّ الميمِ وفَتْحِها، و) رُبَّما قَالُوا: ( {مُنِ اللَّهِ، بضمِّ الميمِ وكسْرِ النُّونِ،} ومُنُ اللَّهِ، مُثلَّثَةَ الميمِ والنُّونِ) أَي بضمِّ الميمِ والنونِ وبفتْحِهما وبكسْرِهِما، (و) رُبَّما أَبقُوا الميمَ وَحْدَها فَقَالُوا: (مُ اللَّهِ، مُثلَّثَةً) ، أَمَّا الضمُّ فَهُوَ الأصْلُ، وأَمَّا الكَسْرُ فلأنَّها صارَتْ حَرْفاً واحِداً فيُشَبِّهُونَها بالباءِ، (و) رُبَّما أَدْخَلُوا عَلَيْهَا اللامَ لتَأْكِيدِ الابْتِداءِ، فقالُوا: ( {لَيْمُ اللَّهِ ولَيْمَنُ اللَّهِ) ، الأخيرَة نَقَلَها الجوْهرِيُّ وحينَئِذٍ يَذْهب الألِفُ فِي الوَصْلِ؛ قالَ نُصَيْبٌ:
فَقَالَ فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْنَعَمْ وفريقٌ} لَيْمُنُ اللَّهِ مَا نَدْرِي وَهُوَ مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ، وخبرُهُ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ لَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي، {ولَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ، وَإِذا خاطَبْتَ قُلْتَ} لَيْمُنُكَ.
وَفِي حدِيثِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه قالَ: لَيْمُنُكَ لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، وَإِن كُنْتَ أَخَذْتَ لقد أَبْقَيْتَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: والعلَّةُ فِي ضمِّ نونِ لَيْمُنَك كالعَلَّةِ فِي قوْلِهم لَعَمْرُكَ، كأَنَّه أُضْمِرَ فِيهَا يَمِينٌ ثانٍ، فقيلَ: وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عَظِيمَة، وكَذلِكَ لَعَمْرُك، فلعمرك عَظِيمٌ، قالَهُ الأحْمَر والفرَّاء.
كُلُّ ذلِكَ (اسمٌ وُضِعَ للقَسَمِ، والتَّقْديرُ {أَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي) ،} وأَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ.
( {وأَيْمُنٌ، كأَذْرُحَ: اسمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْمَنُ، (كأَحْمَدَ: ع) ؛) قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُهُ:
شرقاً بماءِ الذّوْبِ يَجْمَعُهفي طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ (} واسْتَيْمَنَهُ: اسْتَخْلَفَهُ) ، عَن اللَّحْيانيّ.
(وبِنْيامينُ، كإسْرافيلَ: أَخُو يوسُفَ، عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَلَا تَقُلْ ابنِ يامِينَ) . (قُلْتُ: فَإِذا مَحَلُّ ذِكْرِه فَصْل الباءِ مَعَ النونِ وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(وحُذَيْفَةُ بنُ {اليَمانِ: صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، اسمُ أَبيهِ حسلٌ، ويقالُ: حسيلُ بنُ جردَةَ بنِ عُمَر بنِ عبدِ اللَّهِ القَيْسيّ، وقيلَ: اليَمَانُ لَقَبُ جَدِّه جردَةَ بنِ الحارِثِ.
قالَ الكَلْبيُّ: أَصابَ دَماً فِي قوْمِه فهَرَبَ إِلَى المدينَةِ وحالَفَ بَني عبدِ الأَشْهَل فسمَّاه قَوْمُه اليَمانَ، تُوفي سَنَة 36.
(وسَمَّوْا:} يُمْناً، بالضَّمِّ وبالتَّحْرِيكِ) ؛) أَمَّا بالضمِّ: فيُمْنُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُسْتَنْصر مِن الأُمَراءِ ومَوْلاهُ نظرُ بنُ عبدِ اللَّهِ اليَمَنِيُّ، سَمِعَ مَعَ مَوْلاه مِن ابنِ البطرِ، ماتَ سَنَة 544، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
والمُكَنَّى بأَبي {اليَمَنِ كَثِيرُونَ.
وأَمَّا بالتّحْريكِ: فيَمَنُ الحَنْبَليُّ الفَقِيهُ حَمُو المُحدِّثِ محبُّ الدِّيْن، قَرَأَ صَحِيحَ البُخاري على أَصْحابِ ابنِ الزّبيدي.
وجَحَّافُ بنُ اليَمَنِ الأنْدَلُسِيُّ قاضِي بَلَنْسِيَة؟ أُصيْبَ سَنَة 327 غازِياً.
ويَمَنُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحَنَفيُّ فِي نَسَبِ حَمْزَةَ بن بَيْض، الشاعِر الحَنَفي.
وأَبو اليَمَن عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي الشَّرِيف، ذَكَرَه عبدُ الغَنيِّ بنُ سعيدٍ.
(و) سَمَّوْا:} يامِنَ، (كصاحِبٍ، {ويامِينَ) ، كرَاحِيلَ، (} والمَيْمونُ: نَهْرٌ) مِن أَعْمالِ وَاسِط، قصبتُه الرَّصافَة، وكانَ أَوَّل من حَفَرَه سعيدُ بنُ زيْدٍ، وَكِيل أُمِّ جَعْفَر زبيدَةَ، وكانتْ فوهَتُه فِي قَرْيةٍ تُسَمَّى قَرْية! مَيْمونٍ، فحوِّلَتْ فِي أَيامِ الوَاثِقِ على يَدِ عُمَر بنِ الفَرَجِ الرجحي إِلَى مَوْضِع آخر وسُمِّي {بالمَيْمونِ لِئَلاّ يَسْقطَ عَنهُ اسمُ اليَمَنِ.
(و) مِن المجازِ: المَيْمونُ: (الذَّكَرُ) .) يقالُ: ضَرَبَها بالمَيْمون إِذا جامَعَها؛ وأَنْشَدَ الزَّمَخْشريُّ:
أَضْرِبُ بالمَيْمونِ فِي دِهْلِيزهاأَصبُّ مَا فِي قُلَّتي فِي كوزِها (و) } مَيْمونُ (بنُ خالِدِ) بنِ عامِرِ بنِ (الحَضْرَميّ، ويُضافُ إِلَيْهِ بِئْرٌ بمكَّةَ) .
(قالَ ياقوتُ: كَذَا وَجَدْتُه بخطِّ الحافِظِ أَبي الفضْلِ بنِ ناصِرٍ على ظهْرِ كتابٍ؛ قالَ: ووَجدْتُ فِي موْضِع آخَر: أَنَّ مَيْمونَ صاحِبَ البِئْرِ هُوَ أَخُو العَلاءِ بنِ الحَضْرميّ وَالِي البَحْرَيْن، حَفَرَها بأَعْلى مكَّةَ فِي الجاهِلِيَّة وعنْدَها قَبْرُ أَبي جَعْفرٍ المَنْصورِ، كانَ مَيْمونُ حَلِيفاً لحَرْبِ بنِ أُمَيَّة بنِ عبْدِ شمْس؛ واسمُ الحَضْرميّ عبدُ اللَّهِ بنُ عماد؛ قالَ الشاعِرُ:
تَأمل خليلي هَل ترى قصرَ صالحوهل تعرف الأطلال من شعب وَاضح؟ إِلَى بِئْر مَيْمُون إِلَى الْعبْرَة التيلها ازدحَمَ الْحجَّاج بَين الأباطح (! ويُمْنٌ، بالضَّمِّ) ، ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضاً: (ماءٌ) لغَطَفانَ مِن بَطْنِ فِرِنْداذ على الطَّريقِ بينَ تَيْماءَ وفَيْد.
وقيلَ: هُوَ ماءٌ لبَني صرمَةَ بنِ مُرَّةَ، مِنْهُم ويُسمِّيه بعضُهم أمنا؛ قالَ زهيرٌ: عَفَا من آلِ فاطِمَة الجواءُ {فيُمْنٌ فالقَوادِمُ فالحَساءُ (و) } يُمَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ) فِي جَبَلِ صَبِر، من أَعْمالِ ثغر اسْتَحْدَثَه عليُّ بنُ زُرَيْعٍ.
( {واليَمانِيَةُ، مُخَفَّفَةً: شَعيرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
(و) } المُيَمَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يَأْتي {باليُمنِ والبَرَكَةِ.
(} وتَيَمَّنَ بِهِ) :) تَبَرَّكَ.
( {ويَمَّنَ عَلَيْهِ) } تَيْمِيناً: (بَرَّكَ) تَبْرِيكاً.
( {واليُمْنَةُ، بالضَّمِّ) وتُفْتَحُ: (بُرْدٌ يَمَنِيٌّ) ؛) قالَ رَبيعَةُ الأسَدِيُّ:
إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بينناخَلَقٌ كسَحْقِ} اليُمْنَةِ المُنْجابِ وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفن فِي {يُمْنَةٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأيامِنُ: خِلافُ الأشائِمِ؛ قالَ المُرَقِّشُ:
فَإِذا الأشائِمُ كالأيامِن {والأيامِنُ كالأشائِم وقالَ الكُمَيْت:
ورَأَتْ قُضاعَةُ فِي الأيامِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْيعْني فِي انْتِسابِها إِلَى اليَمَنِ، كأَنَّه جَمَع اليَمَنَ على} أَيْمُنٍ ثمَّ على! أَيامِنَ كزَمَنٍ وأَزْمُن. ويقالُ فِي جَمْعِ اليَمِينِ اليُمُنُ بضَمَّتَيْن؛ قالَ زهيرٌ:
وحَقّ سَلْمَى على أَرْكانِها اليُمُنِ {والتَّيَمُّنُ: الابْتِداءُ فِي الأفْعالِ باليَدِ} اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانِبِ {الأَيْمَن.
ونَظَرَ} أَيْمَنَ مِنْهُ: عَن {يَمِينِه.
وتُجْمَعُ} اليَمينُ ضِدّ اليَسارِ على يَمَائِنُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
وقالَ اليَزِيدِيُّ: {يَمَنْتُ أَصْحابي: أَدْخَلْتُ عَلَيْهِم} اليَمِينَ، وأَنا {أَيْمَنُهُمْ} يُمْناً {ويُمْنةً} ويُمنْتُ عَلَيْهِم وأَنا {مَيْمونٌ عَلَيْهِم.
} وأَيْمَنَ الرَّجُلُ: أَرادَ {اليَمِينَ، كأَشْأَمَ أَرادَ الشمالَ.
} والمَيْمَنَةُ: خِلافُ المَيْسَرَةِ، وقوْلُه:
قَدْ جَرَتِ الطَّيْرُ {أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً فَطِينا هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ إسْرائينا قالَ ابنُ سِيدَه: جَمَع} يَمِيناً على {أَيْمانٍ، ثمَّ جَمَعَه على} أَيامِين، ثمَّ جَمَعَه بالواوِ والنونِ.
وأَعْطاهُ {يَمْنَةً من طَعامٍ: أَي أَعْطاهُ الطَّعامَ} بيَمِينِه ويَدهُ مَبْسوطَة. والأصْلُ فِي يَمْنَة أنَّها مَصْدَرٌ كاليَسْرَةِ، ثمَّ سُمِّي الطَّعامُ يَمْنَةً لأنَّهُ أُعْطِي يَمْنَةً أَي {باليَمِينِ؛ كَمَا سَمَّوا الحَلِفَ} يَمِيناً لأنَّه يكونُ بأَخْذِ اليَمِينِ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ مَنْ لَقِيتُ مِن غَطَفانَ يتَكلَّمُونَ فيَقولُونَ إِذا أَهْوَيْتَ! بيَمِينِك مَبْسوطَةً إِلَى الطَّعامِ أَو غيرِهِ فأَعْطَيْت بهَا مَا حَمَلَتْه مَبْسوطَة فإنَّك تقولُ أَعْطاهُ يَمْنةً من الطَّعامِ، فَإِن أَعْطاهُ بهَا مَقْبوضَةً قُلْتَ أَعْطاهُ قَبْضةً من الطَّعامِ، وَإِن حَثَى لَهُ بيدَيْه فَهِيَ الحَثْيَة والحَفْنَةُ.
وتَصْغيرُ اليَمِينِ: {يُمَيِّنٌ؛ وتَصْغيرُ} اليَمْنَة {يُمَيْنَة، وهُما} يُمَيْنتاه.
وذَهَبَ إِلَى {أَيْمَنِ الإِبِلِ وأَشْمُلِها: أَي مِن ناحِيَةِ} يَمِينِها وشمالِها؛ وقوْلُ ثَعْلَبَة بنِ صُعَيْر:
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدماأَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينِها فِي كافِرِيعْنِي مالَتْ بإحْدَى جانِبَيْها إِلَى المَغِيبِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ عنْدَنا باليَمِينِ أَي بمنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ، وَهُوَ مجازٌ.
{ويمَن يَمِيناً: أَتَى باليَمِينِ.
وَكَانُوا يَقولُونَ فِي الحلفِ: يَمِينُ اللَّهِ لَا أَفْعَل؛ عَن أَبي عبيدٍ.
ورُوِي عَن عطاءِ بنِ السائِبِ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ يَمِيناً مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {كهيعيص} : كَاف هاد يَمِين عَزِيز صَادِق.
وإنَّما قيلَ للشعرى العبورُ} اليَمانِيةُ ولسُهَيْل {اليَمانِيُّ لأنَّهما يُريَان من ناحِيَةِ اليَمَنِ.
} وتَيَامَنَتِ السَّحابَةُ: أَخَذَتْ ناحِيَةَ اليَمَنِ.
وأُمُّ أَيْمَنَ: امْرأَةٌ أَعْتَقَها، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حاضِنَةُ أَولادِه فزوَّجَها مِن زيْدٍ فولَدَتْ لَهُ أُسامَةَ.
ويقالُ: هُوَ مِلْكُ اليَمِينِ للرَّقِيقِ، وَهُوَ مجازٌ.
{واليُمَيْنَيْن، مُثَنَّى} يُمَيْن، كزُبَيْرٍ: من حُصُونِ اليَمَنِ بعْدَ كابس، عَن ياقوت. {واليَمانِيةُ: فِرْقةٌ مِن الخَوارِج أَصْحاب محمدِ بنِ اليَمان الكُوفيّ.
} ويَمِينُ بنُ سليعٍ الحَضْرميُّ، كأَمِيرٍ، جَدُّ حَسَّان بن أَعْين عَن عبدِ اللَّهِ بنِ عان، وَعنهُ ابْنُه خالِدُ وعقبةُ بنُ عامِرٍ الحَضْرَميُّ.
ويقالُ لمكّةَ {اليَمانِيَة لأنَّها مِن تهامَةُ وتهامَة من أَرْضِ اليَمَنِ.

يمن: اليُمْنُ: البَركةُ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث. واليُمْنُ: خلاف

الشُّؤم، ضدّه. يقال: يُمِنَ، فهو مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ. ابن

سيده: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن، وإنَّه

لمَيْمونٌ

عليهم. ويقال: فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به، وجمع

المَيْمونِ مَيامِينُ. وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، والله

الْيَامِنُ. الجوهري: يُمِن فلانٌ على قومه، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً

عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مثل شُئِمَ وشَأَم. وتَيَمَّنْتُ به:

تَبَرَّكْتُ.

والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، ويروى لخُزَزَ بن

لَوْذَانَ.

لا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم

وكَذَاك لا شَرٌّ ولا

خَيْرٌ، على أَحدٍ، بِدَائم

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو على وَاقٍ وحائم

فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامنُ كالاشائم

وقول الكيمت:

ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا

مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ

يعني في انتسابها إلى اليَمَن، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على

أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن. ويقال: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛

قال زُهَير:

وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ

ورجل أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، والجمع أَيامِنُ. ويقال: قَدِمَ فلان على

أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن. وفي الصحاح: قدم فلان على أَيْمَن

اليَمِين أَي اليُمْن. والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ. وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب

المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على

أَنفسهم غير مَشَائيم، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ.

واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن،

بالتشديد بلا هاء. وقوله في الحديث: إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع

أَمره ما استطاع؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى

والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن. وفي الحديث: فأَمرهم أَن

يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً. وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ

أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم؛ أَي عن يمينه. ابن سيده: اليَمينُ

نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ

ويَمَائنُ. وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص:

هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ

عَزِيزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهيثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله

كافٍ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من

قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فهو مَيْمون، قال:

واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر؛ وأَنشد:

بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ

قال: فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ، وجعل العَيْنَ عزيزاً

والصاد صادقاً، والله أَعلم. قال اليزيدي: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم

اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا

مَيْمونٌ

عليهم، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ

يَمْناً ويَمْنةً، وكذلك شَأَمْتُهُم. وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ على شَمائلهم،

ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً. والعرب تقول: أَخَذَ فلانٌ

يَميناً وأَخذ يساراً، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً. ويامَنَ فلان:

أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكيت: يامِنْ

بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنْ بهم

ولا تَياسَرْ بهم؛ ويقال: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين،

ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ. واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة.

ويقال: قَعَدَ فلان يَمْنَةً. والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خلاف الأَيْسَر

والمَيْسَرة. وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن

الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ

الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم

ويُلْثَم. وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ

أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن

الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد

والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو

على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم. وفي حديث

صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ

في مَلَكَتِه، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما؛ وأَما

قوله:

قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا،

قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا:

هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا

قال ابن سيده: عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ، ثم جمع أَيْماناً على

أَيامِين، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير

أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع

إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها

لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية

الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الآخر:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور

جَمَع صارِياً على صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ، ثم جمعه على

صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول

أَيامينينا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف

الثاني أَو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أَراد أَن يبني قوله

أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين؛ ونظير هذه التسوية

قول الشاعر:

قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا

كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة

وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء، كقولهم

سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل، لكن أَراد أَن

يبني بين

(* قوله «يبني بين» كذا في بعض النسخ، ولعل الأظهريسوي بين كما

سبق). دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو

العَرُوضَيْن فَعُولُن، قال: وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي

هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف؛ وأَما قوله:

قالت، وكنتُ رجُلاً فَطِينا

فإن قالت هنا بمعنى ظنت، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى

مفعولين، وذلك في لغة بني سليم؛ حكاه سيبويه عن الخطابي، ولو أَراد قالت التي

ليست في معنى الظن لرفع، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن

إلاَّ بني سُلَيم، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ

(* قوله «وهي اليمنى فلا

تكسر» كذا بالأصل، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو

الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة

لنقصهما). قال الجوهري: وأَما قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه حين ذكر ما

كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته، وأَنه واخْتاً له خرجا

يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما، قال: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها

وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ، فيقال: إنه أَراد

بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث؛

قال ابن بري: الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة، وهي تصغير

يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة؛ يقال: أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه

الطعام بيمينه ويده مبسوطة. ويقال: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه

بيده مبسوطة، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة، ثم سمي

الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين، كما سَمَّوا الحَلِفَ

يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين؛ قال: ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً

تَصْغِيرَ الترخيم، ثم ثنَّاه، وقيل: الصواب يَمَيِّنَيْها، تصغير يمين،

قال: وهذا معنى قول أَبي عبيد. قال: وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه

أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى، على ما ذكره من إبدال التاء من

الياء الأُولى. قال أَبو عبيد: وجه الكلام يُمَيِّنَيها، بالتشديد،

لأَنه تصغير يَمِينٍ، قال: وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء. قال ابن سيده:

وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين،

لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم، وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل

يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع

الكفين، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها، فهاتان

يمينان؛ قال شمر: وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها، قال: وهكذا قال

يزيد بن هرون؛ قال شمر: والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن

اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قال: وسعت من لقيت في غطفانَ

يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت

بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه

بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، وإن حَشَى له بيده فهي

الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قال: وهذا هو الصحيح؛ قال أَبو منصور: والصواب عندي ما

رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها، وهو صحيح كما روي، وهو تصغير

يَمْنَتَيْها، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم

ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ؛ قال: وهذا أَحسن الوجوه مع السماع. وأَيْمَنَ:

أَخَذَ يَميناً.ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذهب به ذاتَ

اليمين. وحكى سيبويه: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين، قال: وسَلَّمُوا

لأَن الياء أَخف عليهم من الواو، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه؛ وقول

أَبي النَّجْم:

يَبْري لها، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ

(* قوله «يبري لها» في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي

للممدوح، وبعده:

خوالج بأسعد أن أقبل

والرجز للعجاج).

يقول: يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى

أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر:

فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً، بعدما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر

يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب. قال أَبو منصور: اليَمينُ في كلام

العرب على وُجوه، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ. واليَمِينُ: القُوَّة

والقُدْرة؛ ومنه قول الشَّمّاخ:

رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ،

تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ

أَي بالقوَّة. وفي التنزيل العزيز: لأَخَذْنا منه باليَمين؛ قال الزجاج:

أَي بالقُدْرة، وقيل: باليد اليُمْنَى. واليَمِينُ: المَنْزِلة.

الأَصمعي: هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: وقوله تلقَّاها عَرابة

باليمين، قيل: أَراد باليد اليُمْنى، وقيل: أَراد بالقوَّة والحق. وقوله

عز وجل: إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار

للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من

قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به

وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل، وقيل:

معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد،

والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك

لأَنه من ناحية الشمال؟ وكذلك قيل في قوله تعالى: ثم لآتِيَنَّهم من بين

أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم؛ قيل في قوله وعن

أَيمانهم: من قِبَلِ دينهم، وقال بعضهم: لآتينهم من بين أَيديهم أَي

لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، ومن خلفهم حتى

يكذبوا بأَمر البعث، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون

لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك، وإن كانت اليدان لم

تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل

بغيرهما. وأَما قوله تعالى: فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين؛ ففيه أَقاويل:

أَحدها بيمينه، وقيل بالقوَّة، وقيل بيمينه التي حلف حين قال: وتالله

لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين.

والتَّيَمُّنُ: الموت. يقال: تَيَمَّنَ فلانٌ

تيَمُّناً إذا مات، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في

قبره؛ قال الجَعْدِيّ

(* قوله «قال الجعدي» في التكملة: قال أبو سحمة

الأعرابي):

إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه

كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* قوله «وجلده» ضبطه في التكملة بالرفع والنصب).

عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ،

والتَّيَمُّن: أَ يُوَسَّدَ

يمِينَه في قبره. ابن سيده: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه

الأَيْمن في القبر؛ قال الشاعر:

إذا الشيخُ عَلْبى، ثم أَصبَحَ جِلْدُه

كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة).

وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ.

واليَمَنُ: ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إليه

يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، على نادر النسب، وأَلفه عوض من الياء، ولا تدل على ما تدل عليه

الياء، إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً، فإن

سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس، وكذلك جميع هذا الضرب،

وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه، وعلى هذا ذهب اليَمَنَ، وإنما

يجوز على اعتقاد العموم، ونظيره الشأْم، ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير

علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة. وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا:

أَتَوا اليَمن؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه،

إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ

إمّا أَن يكون على النسب، وإِما أَن يكون على الفعل؛ قال ابن سيده: ولا

أََعرف له فعلاً. ورجل أَيْمَنُ: يصنع بيُمْناه. وقال أَبو حنيفة: يَمَنَ

ويَمَّنَ جاء عن يمين.

واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان. وفي

الحديث: يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له

على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له.

الجوهري: وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف

وصل عند أَكثر النحويين، ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها؛

قال: وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب

الأَلف في الوصل؛ قال نُصَيْبٌ:

فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ:

نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري

وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي،

ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك. وفي حديث عروة بن

الزبير أَنه قال: لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنت

سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ، وربما حذفوا منه النون قالوا: أَيْمُ الله وإيمُ

الله أَيضاً، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أَمُ اللهِ،

وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونَها

لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ، وربما قالوا

مُنُ الله، بضم الميم والنون، ومَنَ الله

بفتحها، ومِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أَهل الكوفة يقولون

أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر، قال ابن

سيده: وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فحذفوا،

ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ الله،

واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جني: أَما أَيْمُن في القسم

ففُتِحت الهمزة منها، وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل

إلا في القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة

اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف،

وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى،

ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به

وأَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما

حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوي شبه

الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف، ومما يجيزه القياس،

غير أَنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله

لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما

أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من

الخبر.

واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحياني. وقال في حديث عروة بن

الزبير: لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ، وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون

بها. قال أَبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِينُ

الله لا أَفعل؛ وأَنشد لامرئ القيس:

فقلتُ: يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً،

ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي

أَراد: لا أَبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما

قال زهير:

فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ

بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ

ثم يحلفون بأيْمُنِ الله، فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا،

وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا، وأَيْمُنْك يا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلى

هذا قال عروة لَيْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله، ثم كثر في

كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا:

لم يَكُ، وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ؛ قال الجوهري: وإلى هذا ذهب ابن كيسان

وابن درستويه فقالا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت

همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن

أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول، إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك

لمَ ضمَّت النون، قال: والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه

أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ

ثانٍ، فقيل وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك

عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء. وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى:

الله لا إله إلا هو؛ كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم. وقال

غيره: العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله، الأَصل أَيْمُنُ الله، وقلبت

الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ، وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف

فقالوا مُ الله ليفعلن كذا، وهي لغات كلها، والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن

الله. قال الجوهري: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل

امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه،

لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَلا ترى

أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال؟ وقال بعضهم: قيل

للحَلِفِ يمينٌ

باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا

وتبايعوا، ولذلك قال عمر لأَبي بكر، رضي الله عنهما: ابْسُطْ يَدَك

أُبايِعْك. قال أَبو منصور: وهذا صحيح، وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى،

كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غير أَني لم أَسمع

يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب، والله أَعلم.

واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود اليمن؛ قال: واليُمْنَةَ

المُعَصَّبا. وفي الحديث: أَنه عليه الصلاة والسلام، كُفِّنَ في يُمْنة؛ هي، بضم

الياء، ضرب من برود اليمن؛ وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن

عَمَّار:

يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا،

ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه

وقال ربيعة الأَسدي:

إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا

خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

وفي هذه القصيدة:

إنْ يَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم

بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ

وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة، كما قيل لناحية

الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،

وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة؛ وقال أَبو

عبيد: إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبي، صلى الله

عليه وسلم، ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أَرض

تِهامَةَ، وتِهامَةُ من أَرض اليَمن، ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية، ولهذا سمي ما

وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ، فمكة على هذا التفسير

يَمَانية، فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، على هذا؛ وفيه وجه آخر: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ

بينه وبين اليَمن، فأَشار إلى ناحية اليَمن، وهو يريد مكة والمدينة أَي هو

من هذه الناحية؛ ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل

من قيس:

وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ،

ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي

وذلك أَنه كان مما يلي اليمن؛ وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس:

طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا

فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها، ولهذا قالوا

سُهَيْلٌ

اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ. قال أَبو عبيد: وذهب بعضهم إلى

أَنه، صلى الله عليه وسلم، عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ،

وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم، قال: وهو

أَحسن الوجوه؛ قال: ومما يبين ذلك حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن: أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً

وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ. وقولهم: رجلٌ

يمانٍ منسوب إلى اليمن، كان في الأَصل يَمَنِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا

ياء النسبة، وكذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان في الأَصل شأْمِيّ، فزادوا أَلفاً

وحذفوا ياء النسبة، وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً

وقالوا تَهامٍ. قال الأَزهري: وهذا قول الخليل وسيبويه. قال الجوهري:

اليَمَنُ بلادٌ للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، مخففة، والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه:

وبعضهم يقول يمانيّ، بالتشديد؛ قال أُميَّة ابن خَلَفٍ:

يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،

ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ

وقال آخر:

ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها،

وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ

وقوم يَمانية ويَمانُون: مثل ثمانية وثمانون، وامرأَة يَمانية أَيضاً.

وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ، وكذلك إذا أَخذ في

سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً، ولا تقل

تَيامَنْ بهم، والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إلى اليمن. ويامَنَ

القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن. قال ابن الأَنباري: العامة

تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب،

إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية

الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال

النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك

عَيْنٌغُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ

الشأْم. ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ

ويَمَنٌ، وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ.

والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن

(* قوله «والتيمني أبو اليمن» هكذا بالأصل

بكسر التاء، وفي الصحاح والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن ا هـ. أي بفتحها)

، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ. وأَيْمُنُ: إسم رجل.

وأُمُّ أَيْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنةُ

أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة. وأَيْمَنُ: موضع؛ قال

المُسَيَّبُ أَو غيره:

شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه

في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ

يمن
اليَمِينُ: أصله الجارحة، واستعماله في وصف الله تعالى في قوله: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر/ 67] على حدّ استعمال اليد فيه، وتخصيص اليَمِينِ في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جلّ ذكره:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر/ 67] يختصّ بما بعد هذا الكتاب. وقوله:
إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ
[الصافات/ 28] أي: عن الناحية التي كان منها الحقّ، فتصرفوننا عنها، وقوله: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
[الحاقة/ 45] أي: منعناه ودفعناه. فعبّر عن ذلك الأخذ باليَمِينِ كقولك: خذ بِيَمِينِ فلانٍ عن تعاطي الهجاء، وقيل: معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جلّ ذكره: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ
[الواقعة/ 27] أي: أصحاب السّعادات والمَيَامِنِ، وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المَيَامِنِ باليَمِينِ، وعن المشائم بالشّمال. واستعير اليَمِينُ للتَّيَمُّنِ والسعادة، وعلى ذلك وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 90- 91] ، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد تلقّاها عرابة باليَمِينِ
واليَمِينُ في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى:
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
[القلم/ 39] ، وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور/ 53] ، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 225] ، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
[التوبة/ 12] ، إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ
[التوبة/ 12] وقولهم: يَمِينُ اللهِ، فإضافته إليه عزّ وجلّ هو إذا كان الحلف به.
ومولى اليَمِينِ: هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم: ملك يَمِينِي أنفذ وأبلغ من قولهم: في يدي، ولهذا قال تعالى: مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 33] وقوله صلّى الله عليه وسلم آله: «الحجر الأسود يَمِينُ اللهِ» أي: به يتوصّل إلى السّعادة المقرّبة إليه. ومن اليَمِينِ: تُنُووِلَ اليُمْنُ، يقال:
هو مَيْمُونُ الــنّقيبة. أي: مبارك، والمَيْمَنَةُ: ناحيةُ اليَمِينِ.

يمن

1 يُمِنَ , (T, M, K,) and يَمِنَ, (M, K,) He was prosperous; fortunate; lucky. (T, M, K.) 3 يَامَنَ : see 3 in art. شأم in two places.4 أَيْمَنَهُ He made it to incline towards the right: see an ex. voce سِنٌّ (near the end of the paragraph). b2: أَيْمَنَ: see أَشْأَمَ in two places. b3: أَيْمَنْتُ إِبِلِى: see أَيْسَرْتُ.5 تَيَمَّنَ He was placed on his right side in the grave. (TA, voce عَلْبَى.) b2: تَيَمَّنَ بِهِ i. q. تَبَرَّكَ بِهِ [q. v.]. (S.) b3: فُلَانٌ يُتَيَمَّنُ بِرَأْيِهِ, i. e. يُتَبَرَّكُ بِهِ, (T,) app. One is fortunate in, or derives a blessing from, his counsel. b4: He augured good by it, or from it; or looked for good fortune, or a blessing, from it; syn. تَبَّرَكَ بِهِ: (Mgh, Msb, &c:) opposed to تَشَأءَمَ بِهِ, in the K, art. طير; and in Bd, xvii. 14; and well known. b5: تَيَمَّنَ بِكَلِمَةٍ [He augured good from the word], (Har, p. 488,) and بِكَلَامٍ. (Msb. in art. فأل.) 6 تَيَامَنَ : see تَشَّامَ. b2: تَيَامَنُوا: see 3 in art. يسر.

يُمْنٌ Prosperity; good fortune; good luck; auspiciousness; (T, S, M, K;) contr. of شُؤْمٌ, (M,) and of نَحْسٌ. (L, art. سعد.) يُمْنَةٌ : its pl. seems to be يُمَنٌ. See بُرْدٌ.

اليَمِينُ The location that is on the right. b2: يَمِينٌ also, The south. See سَرْحٌ. b3: يَمِينُ also signifies A covenant (Bd, and Jel in lxviii. 39) confirmed by an oath. (Bd, ibid.) يَمِينُ اللّٰهِ The oath by attestation of God: see أَيْمُ اللّٰهِ, and عَهْدُ اللّٰهِ. b4: حَلَفْتُ يَمِينًا [I swore, or have sworn, an oath]. (T, S, M, voce أَمِينٌ, which see. You say, يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعلُ (as in some copies of the S [meaning, حَلَفْتُ يَمِينَ اللّٰهِ]): or يَمِينُ اللّٰهِ (as in other copies [meaning, يَمِينُ اللّٰهِ قَسَمِى]). See a similar form of oath voce حَرَامٌ. b5: يَمِينًا صَادِقَةً لَأَفْعَلَنَّ: see زَعْمةٌ.

يَمَانٍ A garment of Yemen: see a verse voce تَسْهِيمٌ.

يَمَانِىٌّ and يَمَانُونَ: see تِهَامِىٌّ.

يَامِنٌ : see يَاسِرٌ.

أَيْمَنُ [The right, as opposed to the left; see Kur, xix. 53, xx. 82, and xxviii. 30:] contr. of أَيْسَرُ; and [in like manner] ↓ مَيْمَنَةٌ is contr. of مَيْسَرَةٌ. (S.) b2: أَيْمَنُ, contr. of أَشْأَمُ, as signifying The right, opposed to the left: and as signifying Lucky, or auspicious: pl. أَيَامِنُ. See أَشْأَمُ. b3: It is also used in the sense of يُمْنٌ: see أَشْأَمُ. b4: Also More, and most, lucky, or auspicious, or happy: see 8 in art. فئل.

أَيْمُنٌ , used only in swearing, is a sing. noun, not a particle, nor pl. of يَمِينٌ: and is derived from يُمْنٌ. (Mughnee.) الأَيَامِنُ : see an ex. of this word, voce ثَابِرٌ.

مَيْمَنَةٌ The right wing of an army. See أَيْمَنُ.

مَيْمُونٌ Fortunate; happy; (T, M, MA, KL;) blest. (T.) See an ex. voce عَرِيكَةٌ.

تَيَمُّنٌ The having [or receiving] a blessing. (K L.) تِيمَنَّا for تَأْمَنَّا: see أَمِنَهُ.

عدا

عدا
عدا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ع د و - عدَا). 
(عدا) عدوا وعدوا وتعداء وعدوانا جرى وَعَلِيهِ عدوا وعدوا وعداء وعدوانا ظلمه وَتجَاوز الْحَد واللص على الشَّيْء عداء وعدوانا وعدوانا سَرقه وَعَلِيهِ وثب وَفُلَانًا عَن الْأَمر عدوا وعدوانا صرفه وشغله وَمِنْه (فَمَا عدا مِمَّا بدا) وَالْأَمر وَعنهُ جاوزه وَتَركه
و (عدا) من أدوات الِاسْتِثْنَاء تنصب مَا بعْدهَا على أَنَّهَا فعل وتجره على أَنَّهَا حرف جر وَإِذا دخلت عَلَيْهَا (مَا) المصدرية وَجب نصب مَا بعْدهَا على المفعولية تَقول جَاءَ الْقَوْم عدا مُحَمَّدًا وَعدا مُحَمَّد وَمَا عدا مُحَمَّدًا
(عدا) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنه أُهدِى له لبن بمَكَةَ فعَدَّاه"
قال الأصمَعِىّ: عَدَّى الشَّىءَ يُعَدِّيه، إذا صَرفَه عن الشيءِ. وعَدّهِ عنك: أي اصْرِفْه، وعَدِّ عن كذا: أي انْصَرِف عنه، ومعناه أَنّه صَرَفَه إلى مُهْدِيه ولم يَقبَلْه، أو قَبِلَه وصَرفَه إلى غيره، وتَعدَّى مَأْخُوذٌ من عُدْوَةِ الوَادِى وهو جانبه، أي مَضىَ إليه.
- في حَديث خَيْبَر: "فخَرجَت عَادِيَتُهم"
: أي الذين يَعدُونَ على أَرْجُلِهم، وهم العَدِىُّ أَيضًا.
- في الحديث: "المُعْتَدِى في الصَّدقة كَمانِعها"
وفي رواية: "في الزَّكاة"
قيل: هو أن يُعْطِيَها غيرَ مُستَحِقِّيها. وقيل: أراد أيضا، إذا أَجحفَ برَبِّ المَالِ في أخْذِ الخِيارِ؛ لأنه إذا فعل ذلك رُبَّما مَنَع رَبَّ المَالِ في السَّنَة الأُخرَى، فيكون سَبَبَ ذلك العامِلُ. فشَرَكَه في الإِثمِ.
- في حديث قُسٍّ : "فإذا شَجَرةٍ عَادِيَّةٍ"
: أي قَدِيمة كأنها نُسِبت إلى عَادٍ ، وكذا نَسَبوا كُلَّ قَديمٍ إلى عَادٍ وإن لم يُدرِكْهم، وبِئْر عَادِيَّة كذلك.
ع د ا: (الْعَدُوُّ) ضِدُّ الْوَلِيِّ وَالْجَمْعُ (الْأَعْدَاءُ) يُقَالُ: (عَدُوٌّ) بَيِّنُ (الْعَدَاوَةِ) وَ (الْمُعَادَاةِ) وَالْأُنْثَى (عَدُوَّةٌ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ نَحْوُ: رَجُلٌ صَبُورٌ وَامْرَأَةٌ صَبُورٌ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا جَاءَ نَادِرًا قَالُوا: هَذِهِ عَدُوَّةُ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا أَدْخَلُوا فِيهَا الْهَاءَ تَشْبِيهًا بِصَدِيقَةٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ يُبْنَى عَلَى ضِدِّهِ. وَ (الْعِدَا) بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْأَعْدَاءُ وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْمٌ عِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا أَيْ أَعْدَاءٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: قَوْمٌ أَعْدَاءٌ وَعِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ قُلْتَ: (عُدَاةٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْعَادِي) الْعَدُوُّ. وَ (تَعَادَى) الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ. وَ (الْعَدَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ تَجَاوُزُ الْحَدِّ فِي الظُّلْمِ. يُقَالُ (عَدَا) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ سَمَا وَ (عَدَاءً) بِالْمَدِّ وَ (عَدْوًا) أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَقَرَأَ الْحَسَنُ عُدُوًّا مِثْلُ سُمُوٍّ. وَ (عَدَا) فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وَبِغَيْرِ مَا تَقُولُ جَاءَنِي الْقَوْمُ عَدَا زَيْدًا وَمَا عَدَا زَيْدًا بِنَصْبِ مَا بَعْدَهَا. وَ (عَدَاهُ) يَعْدُوهُ (عَدْوًا) جَاوَزَهُ. وَ (التَّعَدِي) مُجَاوَزَةُ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِهِ يُقَالُ: (عَدَّاهُ تَعْدِيَةً فَتَعَدَّى) أَيْ تَجَاوَزَ. وَ (عَدٍّ) عَمَّا تَرَى أَيِ اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْهُ. وَ (الْعُدْوَانُ) الظُّلْمُ الصُّرَاحُ وَقَدْ (عَدَا) عَلَيْهِ (عَدْوًا) وَ (عُدُوًّا) وَ (اعْتَدَى) عَلَيْهِ وَ (تَعَدَّى) عَلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (عَوَادِي) الدَّهْرِ عَوَائِقُهُ. وَ (الْعُدْوَةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا جَانِبُ الْوَادِي وَحَافَتُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَ (الْعَدْوَى) طَلَبُكَ إِلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ يُقَالُ: (اسْتَعْدَيْتُ) الْأَمِيرَ عَلَى فُلَانٍ (فَأَعْدَانِي) أَيِ اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فَأَعَانَنِي وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْعَدْوَى) وَهِيَ الْمَعُونَةُ. وَ (الْعَدْوَى) أَيْضًا مَا يُعْدِي مِنْ جَرَبٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَهُوَ مُجَاوَزَتُهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى غَيْرِهِ. يُقَالُ: أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ أَوْ مِنْ عِلَّةٍ بِهِ أَوْ مِنْ جَرَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا عَدْوَى» أَيْ لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا. وَ (الْعَدْوُ) الْحُضْرُ تَقُولُ: (عَدَا) يَعْدُو (عَدْوًا) وَ (أَعْدَى) فَرَسَهُ. وَأَعْدَى فِي مَنْطِقِهِ أَيْ جَارَ. وَدَفَعْتُ عَنْكَ (عَادِيَةَ) فُلَانٍ أَيْ ظُلْمَهُ وَشَرَّهُ. 
عدا
العَدُوُّ: التّجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب، فيقال له: العَدَاوَةُ والمُعَادَاةُ، وتارة بالمشي، فيقال له: العَدْوُ، وتارة في الإخلال بالعدالة في المعاملة، فيقال له: العُدْوَانُ والعَدْوُ. قال تعالى: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وتارة بأجزاء المقرّ، فيقال له: العَدْوَاءُ. يقال: مكان ذو عَدْوَاءَ ، أي: غير متلائم الأجزاء. فمن المُعَادَاةِ يقال:
رجلٌ عَدُوٌّ، وقومٌ عَدُوٌّ. قال تعالى: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [طه/ 123] ، وقد يجمع على عِدًى وأَعْدَاءٍ. قال تعالى: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ [فصلت/ 19] ، والعَدُوُّ ضربان:
أحدهما: بقصد من المُعَادِي نحو: فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ [النساء/ 92] ، جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان/ 31] ، وفي أخرى: عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ [الأنعام/ 112] .
والثاني: لا بقصده بل تعرض له حالة يتأذّى بها كما يتأذّى ممّا يكون من العِدَى، نحو قوله:
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ
[الشعراء/ 77] ، وقوله في الأولاد: عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
[التغابن/ 14] ، ومن العَدْوِ يقال: فَعَادَى عِدَاءً بين ثور ونعجة
أي: أَعْدَى أحدهما إثر الآخر، وتَعَادَتِ المواشي بعضها في إثر بعض، ورأيت عِدَاءَ القوم الّذين يَعْدُونَ من الرَّجَّالَةِ. والاعْتِدَاءُ:
مجاوزة الحقّ. قال تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا
[البقرة/ 231] ، وقال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
[النساء/ 14] ، اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
[البقرة/ 65] ، فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها
[البقرة/ 229] ، وقال: فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
[المؤمنون/ 7] ، فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ
[البقرة/ 178] ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ
[الشعراء/ 166] ، أي: مُعْتَدُونَ، أو مُعَادُونَ، أو متجاوزون الطّور، من قولهم: عَدَا طوره، وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
[البقرة/ 190] . فهذا هو الاعْتِدَاءُ على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة، لأنه قال:
فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 194] ، أي: قابلوه بحسب اعْتِدَائِهِ وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه.
ومن العُدْوَانِ المحظور ابتداء قوله: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ [المائدة/ 2] ، ومن العُدْوَانِ الذي هو على سبيل المجازاة، ويصحّ أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
[البقرة/ 193] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير باغ لتناول لذّة، وَلا عادٍ
أي متجاوز سدّ الجوعة. وقيل: غير باغ على الإمام ولا عَادٍ في المعصية طريق المخبتين . وقد عَدَا طورَهُ: تجاوزه، وتَعَدَّى إلى غيره، ومنه: التَّعَدِّي في الفعل. وتَعْدِيَةُ الفعلِ في النّحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عَدَا كذا يستعمل في الاستثناء، وقوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، أي: الجانب المتجاوز للقرب.
[عدا] العَدُوُّ: ضدُّ الوَليِّ ; والجمع الأعداءُ، وهو وصفٌ ولكنّه ضارع الاسمَ. يقال: عَدَوٌّ بيِّن العَداوَةِ والمعاداة، والانثى عدوة. قال ابن السكيت: فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء، نحو رجل صبور وامرأة صبور، إلا حرفا واحدا جاء نادرا، قالوا هذه عدوة الله. قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء. تشبيها لها بصديقة، لان الشئ قد يبنى على ضده. والعدا، بكسر العين: الأعْداءُ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له. قال ابن السكيت: ولم يأت فِعَلٌ في النُعوت إلا حرف واحد، يقال: هؤلاء قومٌ عِدًا، أي غرباء، وقومٌ عدا أي أعداء. وأنشد لسعد بن عبد الرحمن بن حسان : إذا كنت في قوم عدا لست منهم * فكل ما علفت من خبيث وطيب قال: ويقال قوم عِدًا وعُدًا، أي أعْداءٌ، مثل سوى وسوى. قال الأخطل: ألا يا اسْلَمي يا هندُ هندَ بني بَدْرِ * وإنْ كانَ حَيَّاناً عُدًا آخر الدهر يروى بالضم والكسر. وقال ثعلب: يقال قوم أعْداءٌ وعِدًا بكسر العين، فإن أدخلت الهاء قلت عداة بالضيم. (*) والعادي: العَدُوُّ. قالت امرأةٌ من العرب: أشْمَتَ ربّ العالمين عادِيَكَ. وتَعادى القوم من العَداوَة. وتَعادى ما بينهم أي فسَد. وتَعادى: تباعد. قال الأعشى يصف ظبيةً وغزالها: وتَعادى عنه النهارَ فما تَعْ‍ * جوهُ إلا عُفافَةً أو فواق يقول: تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئبُ بها على ولدها. والعِداءُ بالكسر والمدّ: الموالاة بين الصيدَين تَصْرَع أحدَهما على إثر الآخر في طَلَق واحد. قال امرؤ القيس: فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ * دِراكاً ولم يُنْضَحْ بماء فيُغْسَلِ والعَداءُ بالفتح والمدّ: طَوارُ كلّ شئ، وهو ما انقاد معه من عَرْضِهِ وطوله. والعَداءُ أيضاً: تجاوُز الحدّ والظُلم. يقال عَدا عليه عَدْواً وعُدُوًّا وعَداءً، ومنه قوله تعالى: (فيَسُبُّوا الله عَدْوًا بغير علم) . وقرأ الحسن: (عدوا) مثل جلوس. وعدا: فعل يستثنى به مع ما وبغير ما، تقول: جاءني القوم ما عدا زيداً وجاءوني عدا زيداً، تنصب ما بعدها بها، والفاعل مضمرٌ فيها. وعداه يعدوه، أي جاوزه. وما عدا فلانٌ أن صنع كذا. ومالي عن فلان مَعْدًى، أي لا تَجاوُز لي إلى غيره. يقال: عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى، أي تجاوز. وعَدِّ عما ترى، أي اصرف بصرَك عنه. وتَعادى القومُ، إذا أصاب هذا مثلُ داءٍ هذا من العَدْوى، أو يموت بعضهم في إثر بعض. قال الشاعر: فمالك من أروى تَعادَيْتِ بالعَمى * ولاقيتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا والعُدْوانُ: الظُلم الصراح. وقد عَدا عليه، وتَعَدَّى عليه، واعْتَدى كلُّه بمعنًى. وعَوادي الدهر: عوائقه. قال الشاعر : هَجَرَتْ غَضوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وَليكَ تَشْعَبُ والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانبُ الوادي وحافَتُه. قال الله تعالى: (إذ أنتم بالعُدْوَةِ الدُنيا وهُمْ بالعدوة القصوى) . والجمع عداء، مثل برمة (*) وبرام، ورهمة ورهام، وعديات . وقال أبو عمرو: العُدْوَةُ والعِدْوَةُ: المكان المرتفع. والعَدْوى: طلبُك إلى والٍ ليُعْدِيَكَ على من ظلمك، أي ينتقم منه. يقال: اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فأعْداني عليه، أي استعَنت به عليه فأعانَني عليه، والاسم منه العَدْوى، وهي المَعونَةُ. والعَدْوى أيضاً: ما يُعْدي من جَربٍ أو غيره، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال: أعْدى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ، أو من عِلَّة به أو جربٍ. وفى الحديث: " لا عدوى " أي لا يعدى شئ شيئا. والعَدو: الحُضّرُ. وأعْدَيْتُ فرسي واسْتَعْدَيْتُهُ، أي استحضرته. وأعْدَيْتَ في منطقك، أي جرت. وفلان مَعْدِيٌّ عليه، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر: وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني * أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا الأصمعي: العُدَواءُ على وزن الغُلَواءِ: المكان الذي لا يطمئنُّ من قَعد عليه. يقال: جئتُ على مركبٍ ذي عُدَواءَ، أي ليس بمطمئنٍّ ولا مستو. وأبو زيد مثله. الاصمعي: نمت على مكان مُتَعادٍ، إذا كانَ متفاوتاً ليس بمستوٍ. وهذه أرض مُتَعادِيَةٌ: ذات جِحَرَةٍ ولخاقيقَ: وعُدَواءُ الشغلِ أيضا: موانعه. قال العجاج يصف ثورا يحفر كناسا. وإن أصاب عدواء احرورفا * عنها وولاها ظلوفا ظلفا والعدواء أيضا: بعد الدار. ويقال: إنَّه لعَدَوانٌ بفتح العين والدال، أي شديد العَدْوِ. وذئبٌ عَدَوانٌ أيضاً: يَعْدو على الناس. ومنه قولهم: السطان ذو عدوان وذو بدوان. وعدوان بالتسكين: قبيلة، وهو عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان. والعادية من الإبل: المقيمة في العِضاهِ لا تفارقها، وليست ترعى الحَمْض. وقال كثَّير: وإنّ الذي يبغي من المال أهلُها * أوارِكُ لمَّا تأتلفْ وعَوادي يقول: أهل هذه المرأة يطلُبون من مهرها مالا يكون ولا يمكن، كما لا تأتلف هذه الابل الاوارك والعوادي. وكذلك العادِياتُ. وقال: رأى صاحبي في العادِياتِ نَجيبَةً * وأمْثالَها في الواضعاتِ القَوامِسِ ودفعتُ عنك عادِيَةَ فلانٍ، على أي ظلمه وشرَّه. والعَدِيُّ: الذين يَعْدونَ على أقدامهم، وهو جمع عاد مثل غاز وغزى. وقال : لما رأيت عدى القومِ يَسْلُبُهُمْ * طَلْحُ الشَواجِنِ والطَرْفاءُ والسلم وعدى من قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنسبة إليه عدوى. وعدى بن مناة من الرباب رهط ذى الرمة. وعدى في بنى حنيفة. وعدى في فزارة. وبنو العدوية: قوم من حنظلة وتميم. والعدوية من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع، يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل. يقال: أصابت الابل عدوية. وسموأل بن عادياء ممدود. قال النمر بن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته * والخل والخمر التى لم تمنع وقد قصره المرادى في الشعر فقال: بنى لنا عاديا حصنا حصينا * إذا ما سامنى ضيم أبيت
[عدا] فيه: لا "عدوى" ولا صفر، العدوى اسم من الإعداء، كالبقوى من الإبقاء، أعداه الداء بأن يصيبه مثل ما بصاحب الداء بأن يكون ببعير جرب مثلًا فيتقي مخالطته بابل أخرى حذرًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها ويظنون أنه بنفسه يتعدى فأبطله الإسلام وأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يمرض وينزل الداء، ولذا قال: فمن أعدى الأول، أي من أين صار فيه الجرب. ك: أي لا عدوى بطبعه ولكن بقضائه وإجراء العادة، فلذا نهى عن إيراد الممرض على المصح، وقال: وفر من المجذوم، وقيل: إنه مستثنى من لا عدوى. ط: العدوى مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير وهو بزعم الطب في سبع: الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية، فأبطله الشرع أي لا تسري علة إلى شخص، وقيل: بل نفى استقلال تأثيره بل هو متعلق بمشيئة الله، ولذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل والسفينة المعيبة، وأجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عامة، وأرى القول الثاني أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث والأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد. بغوي: وقيل: إن الجذام ذو رائحة تسقم من أطال صحبته ومؤاكلته ومضاجعته، وليس من العدوى بل من باب الطب كما يتضرر بأكل ما يعاف وشم ما يكره والمقام في مقام لا يوافق هواه، وكله بإذن اللهوفلم "يعد" أن رأى الناس- ويشرح في كاف. غ: "فمن "اعتدى" عليكم" أي ظلمكم "فاعتدوا" عليه" أمر إباحة لا ندب. "ولا "تعد" عينك عنهم"، لا تجاوزهم إلى غيرهم. "وأولادكم "عدوا" لكم" أي سببًا إلى معاصي الله، يستوي فيه الواحد وغيره. و"العدواء" الأرض الصلبة.

عدا: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً

وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قال رؤبة:

من طُولِ تَعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ

وحكى سيبويه: أَتيْته عَدْواً، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل،

وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع. وقالوا: هو مِنِّي

عَدْوةُ الُفَرَس، رفعٌ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه، وقد أَعْداه

إذا حَمَله على الحُضْر. وأَعْدَيْتُ فرسي: اسْتَحضَرته. وأَعْدَيْتَ في

مَنْطِقِكَ أَي جُرت. ويقال للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قال الله

تعالى: والعادِياتِ ضَبْحاً؛ قال ابن عباس: هي الخَيْل؛ وقال علي، رضي الله

عنه: الإِبل ههنا. والعَدَوانُ والعَدَّاء، كلاهما: الشَّديدُ العَدْوِ؛

قال:

ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر:

وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ

وقال الأَعشى:

والقارِحَ العَدَّا، وكلّ طِمِرَّةٍ

لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها

أَراد العَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم

بذلك. وقال بعضهم: فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو، وذئْبٌ عَدَوانٌ

إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ؛ وأَنشد:

تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ،

نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ،

وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي

والعِداء والعَداءَ: الطَّلَق الواحد، وفي التهذيب: الطَّلَق الواحد

للفرس؛ وأَنشد:

يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

وقال: فمن فَتَحَ العينَ قال جازَ هذا إلى ذاك، ومن كَسَر العِدَاء

فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ، من العَدْو وهو الحُضْر، حتى يَلْحقَه.

وتَعادىَ القومُ: تَبارَوْا في العَدْو. والعَدِيُّ: جماعةُ القومِ

يَعْدون لِقِتال ونحوه، وقيل: العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة، وذلك

لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ

وهو منه؛ قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي:

لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم

طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يَسْلُبهم: يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم، وهذا البيت استشهد به

الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم، قال: وهو جمع عادٍ

مثل غازٍ وغَزِيٍّ؛ وبعده:

كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ،

إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم

والشَّواجِنُ: أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة، يقول: لمَّا

هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. وفي حديث لُقْمان: أَنا

لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ؛ العاديَة: الخَيْل تَعْدو، والعادي

الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد، وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ؛

ومنه حديث خيبر: فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم.

قال ابن سيده: والعاديةُ كالعَدِيِّ، وقيل: هو من الخَيْلِ خاصَّة، وقيل:

العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان؛ قال أبو ذؤيب:

وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما

تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِيحُ

ويقال: رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون

الفُرْسان. وقال أَبو عبيد: العَدِيُّ جماعة القَوْم، بلُغةِ هُذَيل.

وقوله تعالى: ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ

عَدْواً بغير علم، وقرئ: عُدُوّاً مثل جُلُوس؛ قال المفسرون: نُهُوا قبل

أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها،

وقوله: فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم؛ أَي فيسبوا الله عُدْواناً

وظُلْماً، وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام، لأَن المعنى

فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً، ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله

للظلم، ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً.

يقال في الظُّلْم: قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي

ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر، وقرئ: فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً، بفتح

العين وهو ههنا في معنى جماعة، كأَنه قال فيسُبُّوا الله أَعداء، وعَدُوّاً

منصوب على الحال في هذا القول؛ وكذلك قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ

عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ؛ عَدُوّاً في معنى أَعداءً، المعنى كما

جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَعداء، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك

من الأَنبياء وأُممهم، وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به، وشياطينَ

الإِنس منصوب على البدل، ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول

ثان وشياطين الإنس المفعول الأول. والعادي: الظالم، يقال: لا أَشْمَتَ

اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ. قال أَبو بكر: قولُ العَرَب

فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه. ويقال:

فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان

وعَدُوُّ فلان، فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال: هو خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ

التأْنيثِ لازمةٌ له، ومن قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه

بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور؛ قال الأَزهري: هذا إِذا

جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً

مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك. وقوله

تعالى: فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين؛ أَي فلا سَبيل، وكذلك قوله: فلا

عُدْوانَ عليَّ؛ أَي فلا سبيل عليَّ. وقولهم: عَدَا عليه فَضَربه بسيفه،

لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم. وعَدَا

عَدْواً: ظَلَمَ وجار. وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِيَ عليه أَي

سُرِقَ مالُه وظُلِمَ. وفي الحديث: ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ

غَنَمٍ؛ العادي: الظَّالِمُ، وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء. وفي

الحديث: ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي

الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا قَطْعَ على

عادِي ظَهْرٍ. وفي حديث ابن عبد العزيز: أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً

فلم يَرَ قَطْعَه وقال: تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ؛ العادِية: من عَدَا

يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه، والظَّهْرُ: ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء،

ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ. وقوله

تعالى: فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ قال يعقوب: هو فاعِلٌ من عَدَا

يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ. قال: وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ

فقلب، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان: الظُّلْم. وقوله تعالى: ولا

تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان؛ يقول: لا تَعاوَنوا على المَعْصية

والظُّلْم. وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً

وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى، كُلُّه: ظَلَمه. وعَدَا بنُو فلان على بني

فلان أَي ظَلَمُوهم. وفي الحديث: كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم

الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء؛ العَداءُ، بالفتح والمد: الظُّلْم

وتَجاوُز الحدّ. وقوله تعالى: وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا

تَعْتَدوا؛ قيل: معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا

تَقتلوا غَيْرَهُمْ، وقيل: ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل

النِّساءِ والأَطفال. وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه، كلاهما:

تَجاوَزَة. وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ: جاوَزَهُ على المَثَل. ويقال: ما يَعْدُو

فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه. والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشيء إِلى

غَيْرِه، يقال: عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ. وقوله: فلا تَعْتَدُوها أَي

لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها، وكذلك قوله: ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله؛

أَي يُجاوِزْها. وقوله عز وجل: فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم

العادُون؛ أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به، وقوله عز وجل: فمن

اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغه ويُغْنِيه

من الضرورة، وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ. يقال:

تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته. وقد قالت العرب:

اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ، كأَن معناه جاز عن الحق إِلى

الظلم. وعَدَّى عن الأَمر: جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه. وفي الحديث:

المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها، وفي رواية: في الزَّكاة؛ هُو أَن

يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها، وقيل: أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ

خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما

في الإِثم سواء. وفي الحديث: سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ؛ هو

الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة. وقوله

تعالى: فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم؛

سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلين

واحدةٌ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية؛ والعرب تقول: ظَلَمني

فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا،

والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل

قوله: وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها؛ السيئة الأُولى سيئة، والثانية مُجازاة

وإن سميت سيئة، ومثل ذلك في كلام العرب كثير. يقال: أَثِمَ الرجلُ

يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً.

قال الله تعالى: ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً؛ أَي جزاءً لإِثْمِه. وقوله:

إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون ما أُمرُوا به.

والعَدْوَى: الفساد، والفعلُ كالفعل. وعَدا عليه اللِّصُّ عَداءً

وعُدْواناً وعَدَواناً: سَرَقَه؛ عن أَبي زيد. وذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. وذِئْبٌ

عَدَوانٌ: يَعْدُو على الناسِ؛ ومنه الحديث: السلطانُ ذو عَدَوانٍ وذو

بَدَوانٍ؛ قال ابن الأَثير: أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ، من قولك: ما

عَداك أَي ما صَرَفَك. ورجلٌ مَعْدُوٌّ عليه ومَعْدِيٌّ عليه، على قَلْب

الواوِ ياءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حكاها سيبويه؛ وأَنشد لعبد يَغُوث بن وَقَّاص

الحارثِي:

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني

أَنا الليث، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا

أُبْدِلَت الياءُ من الواو اسْتِثْقالاً. وعدا عليه: وَثَب؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عارِمٍ الكلابي:

لقد عَلمَ الذئْب الذي كان عادِياً،

على الناس، أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ

وقد يكون العادي هنا من الفساد والظُّلم. وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً

وعُدْواناً وعَدّاه، كلاهما: صَرَفَه وشَغَله. والعَداءُ والعُدَواءُ

والعادية، كلُّه: الشُّغْلُ يَعْدُوك عن الشيء. قال مُحارب: العُدَواءُ عادةُ

الشُّغْل، وعُدَواءُ الشُّغْلِ موانِعُه. ويقال: جِئْتَني وأَنا في

عُدَواءَ عنكَ أَي في شُغْلٍ؛ قال الليث: العادِيةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر

يَعْدُوك عن أُمورك أَي يَشْغَلُك، وجمعها عَوَادٍ، وقد عَداني عنك أَمرٌ

فهو يَعْدُوني أَي صَرَفَني؛ وقول زهير:

وعادَكَ أَن تُلاقِيها العَدَاء

قالوا: معنى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، ويقال: معنى قوله عادَكَ عادَ لك

وعاوَدَك؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابِي:

عَداكَ عن رَيَّا وأُمِّ وهْبِ،

عادِي العَوادِي واختلافُ الشَّعْبِ

فسره فقال: عادي العوادي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ، وهذا كقوله

زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ. والعُدَواءُ: إِناخةٌ قليلة.

وتعادَى المكانُ: تَفاوَتَ ولم يَسْتوِ. وجَلَس على عُدَواءَ أَي على غير

استقامة. ومَرْكَبٌ ذُو عُدَواءَ أَي ليس بمُطْمَئِنٍّ؛ قال ابن سيده: وفي بعض

نسخ المصنف جئتُ على مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مصروف، وهو خطأٌ من أَبي عُبَيد

إِن كان قائله، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.

والتَّعادِي: أَمكنةٌ غير مستويةٍ. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة:

وكان في المسجد جَراثِيمُ وتَعادٍ أَي أَمكنة مختلفة غير مُستوية؛ وأَما

قول الشاعر:

منها على عُدَواء الدار تَسقِيمُ

(* قوله «منها على عدواء إلخ» هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم: هام الفؤاد بذكراها وخامره)

قال الأَصمعي: عُدَواؤه صَرْفُه واختلافه، وقال المؤرّج: عُدَواء على

غير قَصْدٍ، وإذا نام الإنسانُ على مَوْضِعٍ غير مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ

وانْخفاضٌ قال: نِمْتُ على عُدَواءَ. وقال النضر: العُدَواءُ من الأَرض

المكان المُشْرِف يَبْرُكُ عليه البعيرُ فيَضْطَجعُ عليه، وإلى جنبه مكانٌ

مطمئنٌ فيميل فيه البعير فيتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، وتَوَهُّنه

أَن يَمُدَّ جسمَه إلى المكان الوَطِئ فتبقى قوائمه على المُشْرِف ولا

يَسْتَطيع أَن يقومَ حتى يموت، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عمرو: العُدَواءُ

المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه مُتطأْطِئٌ، وهو المُتَعادِي. ومكانٌ

مُتَعادٍ: بعضُه وبعضُه مُتطامِن ليس بمُسْتوٍ. وأَرضٌ مُتعادِيةٌ: ذاتُ

جِحَرة ولَخاقِيق. والعُدَواءُ، على وَزْن الغُُلَواءِ: المكان الذي لا

يَطْمَئِنُ مَن قَعَد عليه.

وقد عادَيْتُ القِدْر: وذلك إذا طامَنْتَ إحدى الأَثافيِّ ورَفَعْت

الأُخْرَيَيْن لتميل القِدْر على النار.وتعادَى ما بينهم: تَباعَدَ؛ قال

الأَعشى يصف ظَبْيَة وغَزالها:

وتعادَى عنه النهارَ، فمَا تَعْـ

ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

يقول: تباعَدُ عن وَلَدها في المَرعى لئلا يَسْتَدِلَّ الذَّئبُ بها على

ولدِها. والعُدَواءُ: بُعْدُ الدار. والعَداءُ: البُعْد، وكذلك

العُدَواءُ. وقومٌ عِدًى: متَابعدون، وقيل: غُرباءُ، مقصورٌ يكتب بالياء،

والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ قال

الشاعر:

إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ منهم،

فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب

قال ابن بري: هذا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي، وقيل: هو

لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي، وقال ابن السيرافي: هو لدُودانَ بنِ

سَعْدٍ الأَسَدِي، قال: ولم يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًى، ومكانٌ

سِوًى، وماءٌ رِوًى، وماءٌ صِرًى، ومَلامةٌ ثِنًى، ووادٍ طِوًى، وقد جاء

الضمُّ في سُوًى وثُنًى وطُوًى، قال: وجاء على فِعَل من غير المعتلِّ لحمٌ

زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة؛ قال عليّ بنُ حمزة: قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ،

بالكسرة، لا غيرُ، فأما في الأعداءِ فيقال عِدًى وعُُدًى وعُداةٌ. وفي حديث

حبيب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر، رضي الله عنه، عن حِمْصَ قال: رَحِمَ

الله عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَىَ

(* في النهاية:

العدى بالكسر الغرباء والاجانب والأعداء، فأما بالضم قهم الأعداء خاصة.) ؛

العِدَى، بالكسر: الغُرَباءَ، أراد أنه يعزل قَوْمه من الولايات ويوَلي

الغُربَاء والأَجانِبَ؛ قال: وقد جاء في الشعر العِدَى بمعنى الأَعْداءِ؛

قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري:

فأَمَتْنا العُداةَ من كلِّ حَيٍّ

فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ العِداءُ

قال: وهذا يتوجه على أَنه جمع عادٍ، أَو يكون مَدَّ عِدًى ضرورة؛ وقال

ابن الأعرابي في قول الأَخطل:

أَلا يا اسْلَمِي يا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

وإنْ كان حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ

قال: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدًى إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا

أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ. وقومٌ عِدًى إذا كانوا حَرْباً، وقد رُوِي هذا

البيتُ بالكسر والضم، مثل سِوًى وسُوًى. الأَصمعي: يقال هؤلاء قومِ عدًى ،

مقصور، يكون للأعداء وللغُرَباء، ولا يقال قوم عُدًى إلا أَن تدخل الهاء

فتقول عُداة في وزن قضاة، قال أَبو زيد: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم

وتَفَرُّقُهم.

والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيق، يكون للواحد والاثنين والجمع والأُنثى

والذكَر بلفظٍ واحد. قال الجوهري: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ، وهو وصْفٌ

ولكِنَّه ضارع الاسم. قال ابن السكيت: فَعُولٌ إذا كان في تأْويل فاعلٍ كان

مُؤَنَّثُه بغير هاء نحو رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور، إلا حرفاً واحداً

جاءَ نادراً قالوا: هذه عَدُوَّة لله؛ قال الفراء: وإنما أَدخلوا فيها

الهاء تشبيهاً بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ، ومما وضَع به ابن

سيده من أَبي عبد الله بن الأَعرابي ما ذكره عنه في خُطْبة كتابه المحكم

فقال: وهل أَدَلُّ على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قولِ أَبي عبدِ

الله بنِ الأَعرابي في كتابه النوادر: العَدوّ يكون للذكر والأُنثى بغير

هاء، والجمع أَعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى، فأَوْهم أَن هذا

كلَّه لشيءٍ واحد؟ وإنما أَعداءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً

كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ، لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً متساويانِ

في العِدَّةِ والحركة والسكون، وكون حرف اللين ثالثاً فيهما إلا بحسب

اختلاف حَرفَيِ اللَّين، وذلك لا يوجبُ اختلافاً في الحكم في هذا، أَلا

تَراهم سَوَّوْا بين نَوارٍ وصَبورٍ في الجمع فقالوا نُوُرٌ وصُبُرٌ، وقد

كان يجب أَن يكسَّر عَدُوٌّ على ما كُسّرَ عليه صَبُورٌ؟ لكنهم لو فعلوا

ذلك لأَجْحفوا، إذ لو كَسَّروه على فُعُلٍ للزم عُدُوٌ، ثم لزم إسكان الواو

كراهية الحركة عليها، فإذا سَكَنَت وبعدها التنوين التقى ساكناًًً ُ ئُ

آؤآؤ ٍُى

ُْدٌ ، وليس في الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة، فإن أَدَّى إلى ذلك

قياس رُفِضَ، فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عُدٍ،

فتَنَكَّبت العرب ذلك في كل معتلِّ اللام على فعول أَو فَعِيل أَو فَعال أَو

فِعالٍ أَو فُعالٍ على ما قد أَحكمته صناعة الإعرابِ، وأَما أَعادٍ فجمعُ

الجمع، كَسَّروا عَدُوّاً على أَعْداءٍ ثم كَسَّروا أَعْداءً على أَعادٍ

وأَصلُه أَعاديّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأن حرفَ اللَّين إذا ثبَت رابعاً في

الواحدِ ثبتَ في الجمع، واكان ياء، إلا ان يُضْطَرَّ إليه شاعر كقوله

أَنشده سيبويه:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

ولكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الياءَين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع

مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قال: ولا يمتنع أَن يجيء على الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ،

فكذلك لا يمتنع أَن يقال أَعادِيّ، وأَما عُداةٌ فجمع عادٍ؛ حكى أَبو زيد

عن العرب: أَشْمَتً اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ، وهذا مُطَّرِدٌ في باب

فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ، يعني أَن يُكَسَّر على فُعلَةٍ كقاضٍ

وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ، وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة

عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، وهذا شبيه بلفظِ أَكثرِ الناس في توهُّمِهم أَن كُماةً

جمعُ كَمِيٍّ، وفعيلٌ ليس مما يكسَّر على فُعَلةٍ، وإنما جمعُ سحٍَِمِيٍّ

أَكماءٌ؛ حكاه أَبو زيد، فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَى شجاعتَه

وشهادَتَه كتَمها، وأَما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع، لأن فِعَلاً

وفُعَلاً ليسا بصيغتي جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة وربما كانت لفَعْلة، وذلك

قليل كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر، والله أَعلم.

والعَداوة: اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ، يقا: عَدُوٌّ بَيِّنُ العَداوة،

وفلانٌ يُعادِي بني فلان. قال الله عز وجل: عسَى اللهُ أَن يَجْعلَ بينَكم

وبينَ الذين عادَيْتم منهمْ مَوَدَّة؛ وفي التنزيل العزيز: فإِنَّهم

عَدَوٌّ لي؛ قال سيبويه: عَدُوٌّ وصْفٌ ولكنه ضارَع الاسم، وقد يُثنَّى

ويُجمع ويُؤَنَّث، والجمع أَعْداءٌ، قال سيبويه: ولم يكسرَّ على فُعُلٍ، وإن

كان كصَبُورٍ، كراهية الإِخْلالِ والاعْتلال، ولم يكسَّر على فِعْلانٍ

كراهية الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن ليس بحاجز حصِين، والأعادِي جمع

الجمع. والعِدَى، بكسر العين، الأَعْداءُ، وهوجمعٌ لا نظير له، وقالوا في

جَمْعِ عَدُوَّة عدايا لم يُسْمَعْ إلا في الشعر. وقوله تعالى

هُمفاحْذَرْهُم؛ قيل: معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَى، وقيل: معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ

لأَنهم كانوا أَعْداء النبي،صلى الله عليه وسلم، ويُظهرون أَنهم معه.

والعادي: العَدُوُّ، وجَمْعُه عُداةٌ؛ قالت امرأَة من العرب:

أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ

وقال الخليل في جماعة العَدُوِّ عُدًى وعِدًى، قال: وكان حَدُّ الواحد

عَدُو،بسكون الواو، ففخموا آخره بواو وقالوا عَدُوٌّ، لأنهم لم يجدوا في

كلام العرب اسماً في آخره واو ساكنة، قال: ومن العرب من يقول قومٌ عِدًى،

وحكى أَبو العباس: قومٌ عُدًى، بضم العين، إلا أَنه قال: الاخْتِيار إذا

كسرت العين أن لا تأْتيَ بالهاء، والاختيارُ إذا ضَمَمْتَ العينَ أَن

تأْتيَ بالهاء؛ وأَنشد:

مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى

بلَيلى، وإن لم تَجْزني ما أَدِينُها

وقد عادَاه مُعاداةً وعِداءً، والاسمُ العَداوة، وهو الأَشدُّ عادياً.

قال أَبو العباس: العُدَى جمع عَدوّ، والرُّؤَى جمع رؤيَةٍ، والذُّرَى جمع

ذِرْوَة؛ وقال الكوفيون: إنما هو مثل قُضاة وغُزاة ودُعاة فحذفوا الهاء

فصارت عُدًى، وهو جمع عادٍ. وتَعادَى القومُ: عادَى بعضُهم بعضاً. وقومٌ

عِدًى: يكتب بالياء وإن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التي في أَوَّله،

وعُدًى مثله، وقيل: العُدَى الأَعْداءُ، والعِدَى الأَعْداءُ الذين لا

قَرابة بينك وبينَهُم، قال: والقول هو الأَوّل. وقولُهم: أَعْدَى من

الذئبِ، قال ثعلب: يكون من العَدْوِ ويكون من العَداوَة، وكونُه من العَدْوِ

أَكثر، وأُراه إنما ذهب إلى أَنه لا يقال أَفْعَل من فاعَلْت، فلذلك جاز

أَن يكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة. وتَعادَى ما بينَهم: اخْتَلف.

وعَدِيتُ له: أَبْغَضْتُه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن شميل: رَدَدْت عني

عادِيَةَ فلان أَي حِدَّته وغَضبه. ويقال: كُفَّ عنا عادِيَتَك أَي ظُلْمك

وشرّك، وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغِية والثاغية. يقال: سمعت راغِيَةَ

البعير وثاغية الشاة أَي رُغاء البعير وثُغاء الشاة، وكذلك عاديَةُ الرجل

عَدْوُه عليك بالمكروه.والعُدَواء: أَرض يابسة صُلْبة ورُبَّما جاءت في

البئر إذا حُفِرَتْ، قال: وقد تَكُون حَجَراً يُحادُ عنه في الحَفْرِ؛ قال

العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:

وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عَنْها، وَوَلاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا

أَكَّد بالظُّلَّفِ كما يقال نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه

جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً، وهذا الرجز أَورده الجوهري شاهداً على عُدَواءِ

الشُّغْلِ موانِعِه؛ قال ابن بري: هو للعجاج وهو شاهد على العُدَواء الأرضِ

ذات الحجارة لا على العُدَواء الشُّغْلِ، وفسره ابن بري أَيضاً قال :

ظُلَّف جمع ظالِف أَي ظُلُوفُهِ تمنع الأَذى عنه؛ قال الأزهري: وهذا من قولهم

أَرض ذاتُ عُدَواءَ إذا لم تكن مستقيمة وَطِيئةً وكانت مُتَعادِيةً. ابن

الأَعرابي: العُدَواءُ المكان الغَلِيظ الخَشِن. وقال ابن السكيت: زعم

أَبو عمرو أَن العِدَى الحجارة والصُّخور؛ وأَنشد قول كُثَيَّر:

وحالَ السَّفَى يَيني وبَينَك والعِدَى،

ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ الــنَّقيبة ماجِدُ

أَراد بالسَّفَى ترابَ القبر، وبالعِدَى ما يُطْبَق على اللَّحد من

الصَّفائح.

وأَعْداءُ الوادي وأَعْناؤه: جوانبه؛ قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ

العِدَى، وهي الحجارة والصخور:

أَو اسْتَمَرّ لَمسْكَنٍ، أَثْوَى به

بِقَرارِ ملْحَدةِ العِداءِ شَطُونِ

وقال أَبو عمرو: العِداءُ، ممدودٌ، ما عادَيْت على المَيّت حينَ

تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه، الواحدة عِداءة. ويقال

أَيضاً: العِدَى والعِداءُ حجر رقيق يستر به الشيء، ويقال لكلِّ حجر يوضع

على شيء يَسْتُره فهو عِدَاءٌ؛ قال أُسامة الهذلي:

تالله ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى

قد ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى،

مُغادَراً تحتَ العِداء والثَّرَى

معناه: ما حُبِّي عليّاً بخَطَاٍ. ابن الأعرابي: الأعْداء حِجارَة

المَقابر، قال: والأدْعاء آلام النار

(* قوله «آلام النار» هو هكذا في الأصل

والتهذيب.)

ويقال: جـئْـتُك على فَرَسٍ ذي عُدَواء، غير مُجْرىً إذا لم يكن ذا

طُمَأْنينة وسُهولة.

وعُدَوَاءُ الشَّوْق: ما بَرَّح بصاحبه.

والمُتَعَدِّي من الأفعال: ما يُجاوزُ صاحبَه إلى غيره. والتَّعَدِّي في

القافِية: حَرَكة الهاء التي للمضمر المذكر الساكنة في الوقف؛

والمُتَعَدِّي الواوُ التي تلحقُه من بعدها كقوله:

تَنْفُشُ منه الخَيْل ما لا يَغْزِ لُهُو

فحَركة الهاء هي التَّعَدِّي والواو بعدها هي المُتَعَدِّي؛ وكذلك قوله:

وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي

حركة الهاء هي التَّعَدِّي والياء بعدها هي المُتَعَدِّي، وإنما سميت

هاتان الحركتان تَعَدِّياً، والياء والواوُ بعدهما مُتَعَدِّياً لأنه

تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عن الواجبِ، ولا يُعْتَدُّ به في الوزن لأنّ الوزنَ قد

تَناهى قبلَه، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

وعَدَّاه إليه: أَجازَه وأَنْفَذَه.

ورأيتهم عدا أَخاك وما عدَا أَخاكَ أَي ما خَلا، وقد يُخْفَض بها دون ما

، قال الجوهري: وعَدَا فعل يُسْتَثْتى به مع ما وبغير ما ، تقولُ جاءَني

القومُ ما عَدَا زيداً، وجاؤوني عدًا زيداً، تنصبُ ما بعدها بها

والفاعلُ مُضْمَر فيها. قال الأَزهري: من حروف الاستثناء قولهم ما رأَيت أَحداً

ما عَدَا زيداً كقولك ما خلا زيداً، وتَنْصب زيداً في هذَيْن، فإذا

أَخرجتَ ما خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ ما رأيتُ أَحداً عدَا زيداً وعدا زيدٍ وخلا

زَيْداً وخَلا زيدٍ، النصب بمعنى إلاَّوالخفضُ بمعنى سِوى.

وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ

لك عليها، هذه عن ابن الأَعرابي. ويقال: تعَدَّ ما أَنت فيه إلى غيره أَي

تجاوَزْه. وعدِّ عما أَنت فيه أَي اصرف هَمَّك وقولَك إلى غيره.

وْعَدَّيْتُ عني الهمَّ أَي نحَّيته. وتقول لمن قَصَدَك: عدِّ عنِّي إلى غيري:

ويقال: عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَي جافِها، وما عدا فلانٌ أَن صَنعَ كذا،

وما لي عن فلانٍ مَعْدىً أَي لا تَجاوُزَ لي إلى غيره ولا قُصُور دونه.

وعَدَوْته عن الأمر: صرَفْته عنه. وعدِّ عما تَرَى أَي اصرف بصَرَك عنه.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فيهما نبيذٌ

فشَرِبَ من إحداهما وعَدَّى عن الأُخرى أَي تَرَكها لما رابه منها. يقال: عدِّ

عن هذا الأمرِ أَي تجاوَزْه إلى غيره؛ ومنه حديثه الآخرُ: أَنه أُهْدِيَ

له لبن بمكة فعدَّاه أَي صرفه عنه.

والإعْداءُ: إعْداءُ الحرب. وأَعداه الداءُ يُعديه إعداءً: جاوزَ غيره

إليه، وقيل: هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ.

وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به: جوّزه إليه، والاسم من كل ذلك

العَدْوى. وفي الحديث: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا

غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً. وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث، وهو اسمٌ

من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ. والعَدْوى:

أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن

يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه، فقد أَبطَله

الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الأَمر ليس كذلك، وإنما الله تعالى هو الذي

يُمرض ويُنْزلُ الداءَ، ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له، صلى الله

عليه وسلم: إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها،

فقال النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، للذي خاطبه: فمَن الذي أَعدَى البعيرَ

الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب؟ قال الأَزهري: العَدْوَى أَن يكون

ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته

حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه.

ويقال: إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى

يَجْرَبَ، وقد نَهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، مع إنكاره العَدْوى، أَن

يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها

العَدْوَى. والعَدْوَى: اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي، فهو مُعْدٍ، ومعنى

أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره، أَو أَجاز جَرَباً بغيره

إِليه، وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ. وتعادَى القومُ أَي

أَصاب هذا مثلُ داء هذا. والعَدْوَى: طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ

ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه. قال ابن سيده: العَدْوَى النُّصْرَة

والمَعُونَة. وأَعْداهُ عليه: نَصَره وأَعانه. واسْتَعْداهُ: اسْتَنْصَره

واستعانه. واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه. وأَعْداهُ

عليه: قَوَّاه وأَعانه عليه؛ قال يزيد ابن حذاق:

ولقد أَضاءَ لك الطَّريقُ، وأَنْهَجَتْ

سُبُلُ المكارِمِ، والهُدَى يُعْدي

أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك على الطَّريقِ ويُعينُك؛

وقال آخر:

وأَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ

فتُعْطِي، وقد يُعْدِي على النَّائِلِ الوُجْدُ

ويقال: اسْتَأْداه، بالهمزة، فآداه أَي أَعانَه وقَوَّاه، وبعضُ أَهل

اللغة يجعل الهمزة في هذا أَصلاً ويجعل العين بدلاً منها. ويقال: آدَيْتُك

وأَعْدَيْتُك من العَدْوَى، وهي المَعونة. وعادى بين اثنين فصاعِداً

مُعاداةً وعِداءً: وإلي؛ قال امرؤ القيس:

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ،

وبين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

ويقال: عادى الفارِسُ بين صَيْدَيْن وبين رَجُلَين إِذا طَعَنهما طعنتين

مُتَوالِيَتَيْن. والعِدَاء، بالكسر، والمُعاداة: المُوالاة والمتابَعة

بين الاثنين يُصرَعُ أَحدهما على إِثر الآخر في طَلَقٍ واحد؛ وأَنشد

لامرئ القيس:

فعادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونَعْجةٍ

دِراكاً، ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

يقال: عادَى بين عَشَرة من الصَّيْد أَي والى بينها قَتْلاً ورَمْياً.

وتعادَى القومُ على نصرهم أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا. وعِداءُ كلِّ شيءٍ

وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه: طَوَارُه، وهو ما انْقادَ معه

مِن عَرْضِه وطُولِه؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن

العلاء:بَكَتْ عَيْني، وحَقَّ لها البُكاءُ،

وأَحْرَقَها المَحابِشُ والعَدَاء

(* قوله« المحابش» هكذا في الأصل.)

وقال ابن أَحمر يخاطب ناقته:

خُبِّي، فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ

إِلاّ العَداءُ، وإِلا مكنع ضرر

(* قوله« إلا مكنع ضرر» هو هكذا في الأصل.)

ويقال: لَزِمْت عَداءَ النهر وعَدَاءَ الطريق والجبلِ أَي طَوَاره. ابن

شميل: يقال الْزَمْ عَدَاء الطريق، وهو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه. ويقال:

خُذْ عَداءَ الجبل أَي خذ في سَنَدِه تَدورُ فيه حتى تعلُوَه، وإِن

اسْتَقام فيه أَيضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَه. وقال ابن بزرج: يقال الْزَمِ عِدْوَ

أَعْدَاءِ الطريقِ

(* قوله« عدو أعداء الطريق» هكذا في الأصل والتهذيب.)

والْزَمْ أَعْدَاء الطريق أَي وَضَحَه. وقال رجل من العرب لآخر:

أَلَبناً نسقيك أَم ماءً؟ فأَجاب: أَيَّهُما كان ولا عَدَاءَ؛ معناه لا بُدَّ من

أَحدهما ولا يكونن ثالث.

ويقال: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ.

قال الأَزهري: والتَّعْداءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز.

والعِدَى والعَدَا: الناحية؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَعْداءٌ.

والعُدْوةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عن كراع. والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوةُ

والعَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الوادي؛ حكى اللحياني هذه الأَخيرةَ عن يونس.

والعُدْوة: سنَدُ الوادي، قال: ومن الشاذِّ قراءة قَتادة: إِذ أَنتم

بالعَدْوةِ الدنيا.والعِدْوة والعُدْوة أَيضاً: المكان المرتفع. قال الليث:

العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادي، ويقال عِدْوة. وفي التنزيل: إِذ أَنتم

بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القُصْوى؛ قال الفراء: العُدْوة شاطئُ

الوادي، الدنيا مما يَلي المدينة، والقُصْوَى مما يلي مكة، قال ابن السكيت:

عُدْوةُ الوادي وعِدْوتُه جانبُه وحافَتُه، والجمع عِدًى وعُدًى؛ قال

الجوهري: والجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ؛

قال ابن بري: قال الجوهري الجمع عِدَياتٌ، قال: وصوابه عِدَاواتٌ ولا

يجوز عِدِواتٌ على حدّ كِسِراتٍ. قال سيبويه: لا يقولون في جمع جِرْوةٍ

جِرِياتٌ، كراهة قلْب الواو ياءً، فعلى هذا يقال جِرْوات وكُلْياتٌ

بالإِسكان لا غيرُ. وفي حديث الطاعون: لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادياً له

عُدْوتانِ؛ العدوة، بالضم والكسر: جانبُ الوادي، وقيل: العُدوة المكان المرتفع

شيئاً على ما هو منه. وعَداءُ الخَنْدَقِ وعَداء الوادي: بطنُه وعادَى

شعرَه: أَخَذَ منه. وفي حديث حُذَيْفَة: أَنه خرج وقد طَمَّ رأْسَه فقال:

إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا يُصيبُها الماء جَنابةً، فمن ثَمَّ عاديتُ رأْسي

كما تَرَوْنَ؛ التفسير لشمر: معناه أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ

الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر، وقال غيره: عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه

ولم أَدْهُنْه، وقيل: عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضْوء وغُسْلٍ.

ورَوَى أَبو عَدْنانَ عن أَبي عبيدة: عادَى شعره رَفَعَه، حكاه الهَرَويّ في

الغريبين، وفي التهذيب: رَفَعَه عند الغسلِ. وعادَيْت الوسادةَ أَي

ثَنَيْتُها. وعادَيْتُ الشيءَ: باعَدْته. وتَعادَيْتُ عنه أَي تَجَافَيْت. وفي

النوادر: فلان ما يُعادِيني ولا يُواديني؛ قال: لا يُعاديني أَي لا

يُجافِيني، ولا يُواديني أَي لا يُواتيني.

والعَدَوِيَّة: الشجر يَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربيع.قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل، يقال: أَصاب المالُ عَدَويَّةً، وقال

أَبو حنيفة: لم أَسمَعْ هذا من غير أَبي زِيادٍ. الليث: العَدَوِيَّة من

نبات الصيف بعد ذهاب الربيع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل،

تقول: أَصابت الإِبلُ عَدَويَّةً؛ قال الأَزهري: العَدَويَّة الإِبل التي

تَرْعى العُدْوة، وهي الخُلَّة، ولم يضبط الليث تفسير العَدَويَّة فجعله

نَباتاً، وهو غلط، ثم خَلَّط فقال: والعَدَويَّة أَيضاً سِخالُ الغنم،

يقال: هي بنات أَربعين يوماً، فإِذا جُزَّت عنها عَقِيقتُها ذهب عنها هذا

الاسم؛ قال الأَزهري: وهذا غلط بل تصحيف منكر، والصواب في ذلك

الغَدَويَّة، بالغين، أَو الغَذَويَّة، بالذال، والغِذاء: صغار الغنم، واحدها

غَذِيٌّ؛ قال الأَزهري: وهي كلها مفسرة في معتل الغين، ومن قال العَدَويةُ

سِخال الغنم فقد أَبْطَل وصحَّف، وقد ذكره ابن سيده في مُحكَمِه أَيضاً فقال:

والعَدَويَّة صِغارُ الغنمِ، وقيل: هي بناتُ أَربعين يوماً.

أَبو عبيد عن أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً

وهو أَن يَمُوتَ بعضهم في إِثْر بعض. قال ابن سيده: وتَعادَى القومُ

وتَعادَتِ الإِبلُ جميعاً أَي مَوَّتَتْ، وقد تَعادَتْ بالقَرْحة. وتَعادَى

القوم: ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ في شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ واحد؛ قال:

فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعادَيْت بالعَمى،

ولاقَيْتِ كَلاّباً مُطِّلاً وراميا

يدعُو عليها بالهلاكِ.

والعُدْوة: الخُلَّة من النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها

الإِبلُ قيل إِبل عُدْويَّةٌ على القِياسِ، وإِبلٌ عَدَويَّة على غَيْرِ

القِياسِ، وعَوادٍ على النَّسَبِ بغير ياء النَّسَبِ؛ كلّ ذلك عن ابن

الأَعرابي. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعى الحَمْضَ قال كُثَيِّر:

وإِنَّ الذي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها

أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي

ويُرْوى: يَبْغِي؛ ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون في مَهْرِها من

المالِ ما لا يُمْكن ولا يكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ

والعَوادي، فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوادِيَ على هذَيْن القولين هي التي تَرْعى

الخُلَّةَ والتي تَرْعَى الحَمْضَ، وهما مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن

الخُلَّة ما حَلا من المَرْعى، والحَمْض منه ما كانت فيه مُلُوحَةٌ،

والأَوارك التي ترعى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ ولا خُلَّة، إِنما هو شجر عِظامٌ.

وحكى الأَزهري عن ابن السكيت: وإِبلٌ عادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة ولا

تَرْعَى الحَمْضَ، وإِبلٌ آركة وأَوَارِكُ مقيمة في الحَمْضِ؛ وأَنشد بيت كثير

أَيضاً وقال: وكذلك العادِيات؛ وقال:

رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً،

وأَمْثالها في الواضِعاتِ القَوامِسِ

قال: ورَوَى الرَّبيعُ عن الشافعي في باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ

وأَوارِكَ، قال: والفرق بينهما ما ذكر. وفي حديث أَبي ذرّ: فقَرَّبوها

إِلى الغابة تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو في الشَّجَر؛ يعني الإِبلَ أَي

تَرْعى العُدْوَةَ، وهي الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل.

قال الجوهري: والعادِيةُ من الإِبل المُقِيمة في العِضاهِ لا تُفارِقُها

وليست تَرْعَى الحَمْضَ، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: فإذا شَجَرة

عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ، وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ، صلى

الله عليه وعلى نَبيِّنا وسلم، وكلّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لم

يُدْرِكْهُم. وفي كتاب عليٍّ إِلى مُعاوية: لم يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا

وعادِيُّ طَوْلِنا على قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا.

وتَعدَّى القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن

اشْتِراء اللَّحْمِ، وتَعَدَّوْا أَيضاً: وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ

فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ وقول سَلامَة بن جَنْدَل:

يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها،

ولَوْ تَعادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب

معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ وقول الكميت:

يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الـ

أَبعدِ، هَلْ في مطافِهِ رِيَب؟

قال: عَدْوة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هل يَرى رِيبةً تَريبهُ. وقال

الأَصمعي: عداني منه شر أَي بَلَغني، وعداني فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ

يَعْدُوني عَدْواً؛ وفلان قد أَعْدَى الناس بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً،

وقد جلَسْتُ إِليه فأَعْداني شرًّا أَي أَصابني بشرِّه. وفي حديث عليّ،

رضي الله عنه، أَنه قال لطَلْحَة يومَ الجَمَل: عرَفْتَني بالحجاز

وأَنْكَرْتني بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا؟ وذلك أَنه كان بايَعه بالمَدِينة

وجاءَ يقاتله بالبَصْرة، أَي ما الذي صَرَفَك ومَنَعك وحملك على

التَّخَلّف، بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم في الطاعة والمتابعة، وقيل: معناه ما

بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي، وقيل: معنى قوله ما عَدَا مِمَّا

بدَا أَي ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَي ما شَغَلك؛ وأَنشد:

عداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي

عَجايا كلُّها، إِلاَّ قَلِيلاَ

وقال الأَصمعي في قول العامة: ما عدَا مَنْ بَدَا،

هذا خطأٌ والصواب أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا، على الاستفهام؛ يقول: أَلمْ

يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم، ولو أَراد الإِخبار قال: قد عَدَا منْ

بَدانا بالظلم أَي قد اعْتَدَى، أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا. قال أَبو

العباس: ويقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظاهراً

جِهاراً.وعَوادي الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قال الشاعر:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يتَجَنَّبُ،

وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ

وقال المازني: عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى؛ وأَنشد:

وما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلاَّ،

حتى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلاَّ

وعَدِيٌّ: قَبيلَةٌ. قال الجوهري: وعَدِيٌّ من قُرَيش رهطُ عُمر بن

الخطاب، رضي الله عنه، وهو عَدِيُ بن كَعْب بن لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ

بن مالكِ بنِ النَّضْرِ، والنسبة إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ، وحُجَّة

مَن أَجازَ ذلك أَن الياءَ في عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصحيح في

اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عليها فقالوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ، جَرَى

مَجْرَى حَنِيفٍ فقالوا عَدَيِيٌّ كما قالوا حَنَفِيٌّ، فِيمَن نُسِب إِلى

حَنِيفٍ. وعَدِيُّ بن عبد مَناة: من الرِّباب رَهْطِ ذي الرُّمَّة،

والنسبة إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ، وعَدِيٌّ في بني حَنيفة، وعَدِيٌّ في فَزارة.

وبَنُو العَدَوِيَّة: قومٌ من حَنْظلة وتَمِيمٍ.وعَدْوانُ، بالتسكين:

قَبيلَةٌ، وهو عَدْوانُ بن عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ؛ قال الشاعر:

عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوا

نَ، كانوا حيَّةَ الأَرضِ

أَراد: كانوا حَيَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ موضع الجمع. وبَنُو

عِدًى: حَيٌّ من بني مُزَيْنَة، النَسَبَ إِليه عِداويٌّ نادرٌ؛ قال:

عِداوِيَّةٌ، هيهاتَ منكَ محلُّها

إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أُوارَةِ. ومَعْدِ يكرَبَ: من جَعله مَفْعِلاً كان له

مَخْرَج من الياء والواو، قال الأَزهري: مَعْدِيكرَب اسمان جُعِلا اسماً

واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً، وهو الفتح. وبنو عِداءٍ

(* قوله« وبنو عداء

إلخ» ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين، وفي

القاموس: وبنو عداء، مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ.): قبيلة؛ هن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلمْ تَرَ أَنَّنا، وبَني عِداءٍ،

توارَثْنا من الآباء داءَ؟

وهم غيرُ بني عِدًى من مُزينة. وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ، ممدودٌ؛ قال

النَّمِر بن تَوْلب:

هَلاَّ سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه،

والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع

وقد قصَره المُرادِي في شِعْره فقال:

بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً،

إِذا ما سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.