Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: نا

هنا

هــنا
عن الصيغة الإنجليزية للإسم حــنا المأخوذ عن العبرية بمعنى هبة الله. يستخدم للإناث.
(هـ ن ا) : (ابْنُ مَسْعُودٍ) أَتَى عَلَيْــنَا حِينٌ لَسْــنَا نُسْأَلُ وَلَسْــنَا (هُــنَالِكَ) يَعْنِي وَلَسْــنَا بِأَهْلٍ لِلسُّؤَالِ وَأَرَادَ بِالْحِينِ زَمَنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَوْ زَمَنَ الْخُلَفَاءِ.
هـ ن ا: (هُــنَا) وَ (هَاهُــنَا) لِلتَّقْرِيبِ إِذَا أَشَرْتَ إِلَى مَكَانٍ. وَ (هُــنَاكَ) وَ (هُــنَالِكَ) لِلتَّبْعِيدِ وَاللَّامُ زَائِدَةٌ وَالْكَافُ لِلْخِطَابِ وَفِيهَا دَلِيلٌ عَلَى التَّبْعِيدِ تُفْتَحُ لِلْمُذَكَّرِ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ. 
هــنا
هُــنَا يقع إشارة إلى الزمان، والمكان القريب، والمكان أملك به، يقال: هُــنَا، وهُــنَاكَ، وهُــنَالِكَ، كقولك: ذا، وذاك، وذلك. قال الله تعالى:
جُنْدٌ ما هُــنالِكَ [ص/ 11] ، إِــنَّا هاهُــنا قاعِدُونَ
[المائدة/ 24] ، هُــنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ [يونس/ 30] ، هُــنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ [الأحزاب/ 11] ، هُــنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ [الكهف/ 44] ، فَغُلِبُوا هُــنالِكَ [الأعراف/ 119] .
هـــنا
هُــنالمة وظيفيَّة]: اسم إشارة للمكان القريب وتتَّصل به (ها) التَّنبيه فيقال: ها هــنا، أو ههــنا كما تتَّصل به كاف الخطاب ولام البعد فيقال (هــناك) أو (هــنالك) للإشارة إلى المكان البعيد أو إلى معنى وُجِد "هــناك آراء كثيرة- هُــنَا تُسْكَبُ الْعَبَرَاتُ [حديث]- {هُــنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ} " ° هــنا القاهرة: بالإذاعة. 
[هــنا] هُــنا وهَهُــنا للتقريب إذا أشرت إلى مكان. وهــناك وهــنا لك للتبعيد، واللام زائدةٌ، والكاف للخطاب وفيها دليلٌ على التبعيد، تفتح للمذكّر وتكسر للمؤنث. قال الفراء: يقال: اجلسْ هَهُــنا قريباً، وتَنَحَّ ههــنا أي تباعد. وهــنا أيضا: اللهو واللعب. وأنشد الأصمعيّ لامرئ القيس (*) وحديث الركب يوم هــنا * وحديث ما على قصره وهــنا بالفتح والتشديد معــناه هَهُــنا. وهُــنَّاكَ أي هــناك قال:

لما رأيت محمليها هــنا * ومنه قولهم: تجمعوا من هَــنَّا ومن هَــنَّا، أي من هَهُــنا ومن هَهُــنا. وقول القائل:

حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَــنَّا حَنَّتِ * يقول: ليس ذا موضع حنين. وقولُ الراعي:

نعَمْ لاتَ هَــنَّا إنَّ قلبَكَ مِتْيَحُ * يقول: ليس الأمر حيث ذهبتَ. ويقال في النداء خاصَّةً: يا هَــناهُ، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في الوصل، معــناه يا فلان، وهى بدل الواو التى في هنوك وهنوات. قال امرؤ القيس: وقد رابَني قوْلها يا هَــنا * هُ ويحك ألحقت شرا بشر
(هــنا) - وفي الحديِث: "فأَعِضّوه بهَنِ أَبيه."
كِــناية عن ذَكَره.
- في حديث عمر - رضي الله عنه -: "أنه دَخَل على النبى - صلّى الله عليه وسلّم - وفي البَيْت هَــنَاتٌ مِن قَرَظٍ"
: أي قِطَعٌ ، ويُقال: في فلانٍ هَــنَاتٌ: أي خِصَالُ سُوءٍ، ولا يُطلَق في الخَيْرِ.
- وفي الحديث : "قُلْتُ لها: يا هَنَتاه" بفَتْح النُّون: أي يا هذِه، وقد تُسَكَّنُ تَخفِيفاً. يُقال: للمذَكَّر إذَا كُنِىَ عنه: هَنٌ، وللمؤنَّثِ: هَنَةٌ، وفي التَّثْنِيَة: هَــنَانِ وهَنَوانِ وهَنَتَانِ، وفي الجمع: هَــنَاتٌ وهَنَواتٌ.
- وفي الحديث: "أَقامَ هُنَيَّةً"
تَصْغِير هَنَةٍ؛ أي قليلًا مِن الزّمان. ويقال: هُنَيْهَةٌ، أيضًا.
- وفي حديث سَلَمة بن الأكوع - رَضى الله عنه -: "ألا تُسْمِعُــنا مِن هنَيْهَاتِك"، وفي رواية: "هُنَيَّاتِك"
: أي مِنِ أراجيزِكَ، تصغير هَنَةٍ، أَنَّثَها بِنِيَّةِ الأرجُوزَةِ، أو الكلمَة أو نَحوِها، وَجعلَ أصْلَها مِن الهَاءِ، كما قال قومٌ: في تَصْغِير السَّنَةِ سُنَيْهَةٌ، ونخلةٌ سَنْهَاءُ.
وقال آخرون: في تَصغِير الهنى: هُنَىٌّ، وفي الهَنَةِ: هُنَيَّةٌ، وفي السَّنَةِ: سُنَيَّةٌ.

هــنا: هُــنا: ظَرْفُ مكان، تقول جَعَلْتُه هُــنا أَي في هذا الموضع.

وهَــنَّا بمعنى هُــنا: ظرف. وفي حديث علي، عليه السلام: إِنَّ هَهُــنا عِلْماً،

وأَوْمَأَ بيَدِه إِلى صَدْرِه، لو أَصَبْتُ له حَمَلةً؛ ها، مَقصورة: كلمة

تَنْبِيه للمُخاطَب يُنَبَّه بها على ما يُساقُ إِليه من الكلام. ابن

السكيت: هُــنا هَهُــنا موضعٌ بعينه. أَبو بكر النحوي: هُــنا اسم موضع في

البيت، وقال قوم: يَوْمَ هُــنا أَي يَوْمَ الأَوَّل؛ قال:

إِنَّ ابْنَ عاتِكَة المَقْتُولَ، يَوْمَ هُــنا،

خَلَّى عَليَّ فِجاجاً كانَ يَحْمِيها

قوله: يَوْمَ هُــنا هو كقولك يَوْمَ الأَوَّلِ؛ قال ابن بري في قول امرئ

القيس:

وحَديثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُــنا

قال: هُــنا اسم موضع غيرُ مَصْرُوف لأَنه ليس في الأَجْــناس معروفاً، فهو

كجُحَى، وهذا ذكره ابن بري في باب المعتل. غيره: هُــنا وهُــناك للمكان

وهُــناك أَبْعَدُ من ههُــنا. الجوهري: هُــنا وهَهُــنا للتقريب إِذا أَشرتَ إِلى

مكان، وهُــناك وهُــنالِكَ للتَّبْعِيدِ، واللام زائدة والكاف للخطاب، وفيها

دليل على التبعيد، تفتح للمذَكَّرِ وتكسر للمُؤَنَّثِ. قال الفراء: يقال

اجْلِسْ ههُــنا أَي قريباً، وتَنَحَّ ههُــنا أَي تَباعَدْ أَو ابْعُدْ

قليلاً، قال: وهَهِــنَّا أَيضاً تقوله قَيْسٌ وتَمِيمٌ. قال الأَزهري: وسمعت

جماعة من قيس يقولون اذْهَبْ هَهَــنَّا بفتح الهاء، ولم أَسْمَعْها بالكسر

من أَحد. ابن سيده: وجاء من هَني أَي من هُــنا، قال: وجِئتُ من هَــنَّا ومن

هِــنَّا. وهَــنَّا بالفتح والتشديد: معــناه هَهُــنا. وهَــنَّاك أَي هُــناك؛

قال الراجز:

لَمَّا رأَيت مَحْمِلَيْها هَــنَّا

ومنه قولهم: تَجَمَّعُوا من هَــنَّا ومِنْ هَــنَّا أَي من هَهُــنا ومن

هَهُــنا؛ وقول الشاعر:

حَنَّت نَوارُ ، ولاتَ هَــنَّا حَنَّتِ،

وبَدا الذي كانَتْ نَوارُ أَجَنَّتِ

يقول: ليس ذا موضع حَنِينٍ؛ قال ابن بري: هو لجَحْل بن نَضْلَة وكان

سَبى النَّوارَ بنتَ عمْرو ابن كَلْثوم؛ ومنه قول الراعي:

أفي أَثَرِ الأَظْعانِ عَيْنُكَ تَلْمَحُ؟

نَعَمْ لاتَ هَــنَّا ، إنَّ قَلْبَكَ مِتْيَحُ

يعني ليس الأَمر حيثما ذهبت؛ وقوله أَنشده أَبو الفتح بن جني:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُــنا ومِنْ هُنَهْ

إِنما أَراد: ومن هُــنا فأَبدل الأَلف هاء، وإنما لم يقل وها هُنَهْ لأن

قبله أَمْكِنَهْ، فمن المُحال أَن تكون إحدى القافيتين والأُخرى غير

مؤسسة. وهَهِــنَّا أَيضاً تقوله قيس وتميم، والعرب تقول إذا أَرادت البُعْد:

هَــنَّا وهَهَــنَّا وهَــنَّاكَ وهَهَــنَّاك، وإذا أَرادت القرب قالت: هُــنا

وهَهُــنا. وتقول للحبيب: هَهُــنا وهُــنا أَي تَقَرَّبْ وادْنُ، وفي ضدّه

للبَغِيض: هَهَــنَّا وهَــنَّا أَي تَنَحَّ بَعِيداً؛ قال الحطيئة يهجو

أُمه:فهَهَــنَّا اقْعُدِي مِني بَعِيداً،

أَراحَ اللهُ مِنَّكِ العالَمِيــنا

(* في ديوان الحطيئة: تَنَحّي، فاجلسي منى بعيداً، إلخ.)

وقال ذو الرمة يَصِفُ فلاةً بَعِيدةَ الأَطْراف بعيدةَ الأَرجاء كثيرة

الخَيرِ:

هَــنَّا وهَــنَّا ومِنْ هَــنَّا لَهُنَّ بها،

ذاتَ الشَّمائلِ والأَيْمانِ ، هَيْنُومُ

الفراء: من أَمثالهم:

هَــنَّا وهَــنَّا عَنْ جِمالِ وَعْوَعَهْ

(* قوله «هــنا وهــنا إلخ» ضبط في التهذيب بالفتح والتشديد في الكلمات

الثلاث، وقال في شرح الاشموني: يروى الاول بالفتح والثاني بالكسر والثالث

بالضم، وقال الصبان عن الروداني: يروى الفتح في الثلاث.)

كما تقول: كلُّ شيء ولا وَجَع الرأْسِ، وكلُّ شيء ولا سَيْف فَراشةَ،

ومعنى هذا الكلام إذا سَلِمْتُ وسَلِمَ فلان فلم أَكْتَرِثْ لغَيرِه؛ وقال

شمر: أَنشدنا ابن الأعرابي للعجاج:

وكانتِ الحَياةُ حِينَ حَيَّتِ ،

وذِكْرُها هَنَّتْ فلاتَ هَنَّتِ

أَراد هَــنَّا وهَنَّهْ فصيره هاء للوقف. فلاتَ هَنَّتْ أَي ليس ذا موضعَ

ذلك ولا حِينَه، فقال هَنَّت بالتاء لما أَجرى القافية لأَن الهاء تصير

تاء في الوصل؛ ومنه قول الأَعشى:

لاتَ هَــنَّا ذِكْرَى جُبَيرةَ أَمَّنْ

جاء مِنْها بطائفِ الأَهوالِ

(*قوله« جبيرة» ضبط في الأصل بما ترى وضبط في نسخة التهذيب بفتح فكسر،

وبكل سمت العرب)

قال الأَزهري: وقد مضى من تفسير لاتَ هَــنَّا في المعتل ما ذكر هُــناك

لأَن الأَقرب عندي أَنه من المُعْتَلاَّتِ؛ وتقَدّم فيه:

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ،

وأَنَّى لكِ مَقْروعُ

رواه ابن السكيت:

وكانتِ الحَياةُ حِينَ حُبَّتِ

يقول: وكانت الحياةُ حِينَ تُحَبُّ. وذِكْرُها هَنَّتْ، يقول: وذِكرُ

الحَياةِ هُــناكَ ولا هــناك أَي لِليأْس من الحياة؛ قال ومدح رجلاً

بالعطاء:هَــنَّا وهَــنَّا وعلى المَسْجوحِ

أَي يُعْطِي عن يمين وشمال، وعلى المَسْجُوح أَي على القَصْد؛ أَنشد ابن

السكيت:

حَنَّتْ نَوارُ ولاتَ هَــنَّا حَنَّتِ،

وبَدا الذي كانتْ نَوارُ أَجَنَّتِ

أَي ليس هذا موضعَ حَنِينٍ ولا في موضِع الحَنِينِ حَنَّتْ؛ وأَنشد

لبَعضِ الرُّجَّازِ:

لمَّا رأَيتُ مَحْمِلَيْها هَــنَّا

مُخَدَّرَيْنِ، كِدْتُ أَنَّ أُجَــنَّا

قوله هَــنَّا أَي هَهَــنَّا، يُغَلِّطُ به في هذا الموضع. وقولهم في

النداء: يا هَــنَّاه بزيادة هاء في آخره، وتصِيرُ تاء في الوصل، قد ذكرناه

وذكرنا ما انتقده عليه الشيخ أَبو محمد بن بري في ترجمة هــنا في المُعْتَلّ.

وهُــنا: اللَّهْوُ واللَّعِبُ، وهو مَعْرِفةٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لامرئ

القيس:

وحَدِيثُ الرَّكْبِ يَوْمَ هُــنا،

وحَدِيثٌ مَّا على قِصَرِهْ

ومن العرب من يقول: هَــنا وهَنْتَ بمعنى أَــنا وأَنتَ، يَقْلِبون الهمزة

هاء وينشدون بيت الأَعشى:

يا ليتَ شِعْرِي هل أَعُودنْ ناشِئاً * مِثْلي، زُمَيْنَ هَــنا بِبُرْقةِ أَنْقَدا؟

ابن الأَعرابي: الهُــنا الحَسَبُ الدَّقِيقُ الخَسِيسُ؛ وأَنشد:

حاشَى لفرْعَيْكَ مِن هُــنا وهُــنا، * حاشَى لأَعْراقِكَ التي تَشبحُ

هــنا: مَضَى هِنْوٌ من الليل أَي وقت. والهِنْوُ: أَبو قَبِيلةٍ أَو

قَبائلَ، وهو ابن الأَزْدِ.

وهَنُ المرأَةِ: فَرْجُها، والتَّثنية هَــنانِ على القياس، وحكى سيبويه

هَــنانانِ، ذكره مستشهداً على أَنَّ كِلا ليس من لفظ كُلٍّ، وشرحُ ذلك أَنّ

هَــنانانِ ليس تثنية هَنٍ، وهو في معــناه، كسِبَطْرٍ ليس من لفظ سَبِط ،

وهو في معــناه. وأَبو الهيثم: كل اسم على حرفين فقد حذف منه حرف .

والهَنُ: اسم على حرفين مثل الحِرِ على حرفين، فمن النحويين من يقول المحذوف من

الهَنِ والهَنةِ الواو، كان أَصله هَنَوٌ، وتصغيره هُنَيٌّ لما صغرته

حركت ثانِيَه ففتحته وجعلت ثالث حروفه ياء التصغير، ثم رددت الواو المحذوفة

فقلت هُنَيْوٌ ، ثم أَدغمت ياءَ التصغير في الواو فجعلتها ياء مشددة،

كما قلــنا في أَب وأَخ إنه حذف منهما الواو وأَصلهما أَخَوٌ وأَبَوٌ؛ قال

العجاج يصف ركاباً قَطَعَتْ بَلَداً:

جافِينَ عْوجاً مِن جِحافِ النُّكتِ،

وكَمْ طَوَيْنَ مِنْ هَنٍ وهَنَت

أَي من أَرضٍ ذَكَرٍ وأَرضٍ أُنثى، ومن النحويين من يقول أَصلُ هَنٍ

هَنٌّ، وإذا صغَّرت قلت هُنَيْنٌ؛ وأَنشد:

يا قاتَلَ اللهُ صِبْياناً تَجِيءُ بِهِمْ

أُمُّ الهُنَيْنِينَ مِنْ زَيدٍ لها وارِي

وأَحد الهُنَيْنِينَ هُنَيْنٌ، وتكبير تصغيره هَنٌّ ثم يخفف فيقال هَنٌ.

قال أَبو الهيثم: وهي كِــناية عن الشَّيء يسُسْتَفْحَش ذكره، تقول: لها

هَنٌ تريد لها حِرٌ كما قال العُماني:

لها هَنٌ مُسْتَهْدَفُ الأَرْكانِ،

أَقْمَرُ تَطْلِيهِ بِزَعْفَرانِ،

كأَنَّ فيه فِلَقَ الرُّمَّانِ

فكنى عن الحِرِ بالهَنِ، فافْهَمْه. وقولهم: يا هَنُ أَقْبِلْ يا رجل

أَقْبِلْ، ويا هَــنانِ أَقْبِلا ويا هَنُونَ أَقْبِلوا ، ولك أَن تُدخل فيه

الهاء لبيان الحركة فتقول يا هَنَهْ، كما تقول لِمَهْ ومالِيَهْ

وسُلْطانِيَهْ، ولك أَن تُشبع الحركة فتتولد الأَلف فتقوا يا هَــناة أَقْبِلْ،

وهذه اللفظة تختص بالنداء خاصة والهاء في آخره تصير تاء في الوصل، معــناه يا

فلان، كما يختص به قولهم يا فُلُ ويا نَوْمانُ، ولك أَن تقول يا هَــناهُ

أَقْبل، بهاء مضمومة، ويا هَــنانِيهِ أَقْبِلا ويا هَنُوناهُ أَقْبِلوا،

وحركة الهاء فيهن منكرة، ولكن هكذا روى الأخفش؛ وأَنشد أَبو زيد في نوادره

لامرئ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هَــنا

هُ، ويْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ

يعني كــنا مُتَّهَمَيْن فحققت الأَمر، وهذه الهاء عند أَهل الكوفة للوقف،

أَلا ترى أَنه شبهها بحرف الإعراب فضمَّها؟ وقال أَهل البصرة: هي بدل من

الواو في هَنُوك وهَنَوات، فلهذا جاز أَن تضمها؛ قال ابن بري: ولكن حكى

ابن السَّراج عن الأَخفش أَنَّ الهاءَ في هَــناه هاه السكت، بدليل قولهم

يا هَــنانِيهْ، واستعبد قول من زعم أَنها بدل من الواو لأَنه يجب أَن يقال

يا هــناهان في التثنية، والمشهور يا هَــنانِيهْ، وتقول في الإِضافة يا هَني

أَقْبِلْ، ويا هَنَيَّ أَقْبِلا، ويا هَنِيَّ أَقْبِلُوا ، ويقال

للمرأَة يا هَنةُ أَقْبلي، فإذا وقفت قلت يا هَنَهْ ؛ وأَنشد:

أُريدُ هَــناتٍ منْ هَنِينَ وتَلْتَوِي

عليَّ، وآبى مِنْ هَنِينَ هَــناتِ

وقالوا: هَنْتٌ، بالتاء ساكنة النون، فجعلوه بمنزلة بِنْت وأُخْت

وهَنْتانِ وهَــناتٍ، تصغيرها هُنَيَّةٌ وهُنَيْهةٌ ، فهُنَيَّة على القياس،

وهُنَيْهة على إبدال الهاء من الياء في هنية للقرب الذي بين الهاء وحروف

اللين ، والياء في هُنَيَّة بدل من الواو في هُنَيْوة، والجمع هَــنات على

اللفظ ، وهَنَوات على الأَصل؛ قال ابن جني: أَما هَنْت فيدلّ على أَن التاء

فيها بدل من الواو قولهم هَنَوات ؛ قال:

أَرى ابنَ نِزارٍ قد جَفاني ومَلَّني

على هَنواتٍ، شَأْنُها مُتَتابعُ

وقال الجوهري في تصغيرها هُنَيَّة، تردُّها إلى الأَصل وتأْتي بالهاء ،

كما تقول أُخَيَّةٌ وبُنَيَّةٌ، وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال

هُنَيْهة.

وفي الحديث: أَنه أَقام هُنَيَّةً أَي قليلاً من الزمان ، وهو تصغير

هَنةٍ، ويقال هُنَيْهةٌ أَيضاً، ومنهم من يجعلها بدلاً من التاء التي في

هَنْت، قال: والجمع هَــناتٌ، ومن ردّ قال هنوات؛ وأَنشد ابن بري للكميت

شاهداً لهَــناتٍ:

وقالتْ ليَ النَّفْسُ: اشْعَبِ الصَّدْعَ، واهْتَبِلْ

لإحْدى الهَــناتِ المُعْضِلاتِ اهْتِبالَها

وفي حديث ابن الأكوع: قال له أَلا تُسْمِعــنُا من هَــناتِك أَي من كلماتك

أَو من أَراجيزك، وفي رواية: من هُنَيَّاتِك، على التصغير، وفي أُخرى: من

هُنَيْهاتِك، على قلب الياء هاء.

وفي فلان هَنَواتٌ أَي خَصْلات شرّ، ولا يقال ذلك في الخير. وفي الحديث:

ستكون هَــناتٌ وهَــناتٌ فمن رأَيتموه يمشي إلى أُمة محمد ليُفَرِّقَ

جماعتهم فاقتلوه، أَي شُرورٌ وفَسادٌ، وواحدتها هَنْتٌ، وقد تجمع على

هَنَواتٍ، وقيل :واحدتها هَنَةٌ تأْنيث هَنٍ ، فهو كــناية عن كل اسم جنس. وفي حديث

سطيح: ثم تكون هَــناتٌ وهَــناتٌ أَي شَدائدُ وأُمور عِظام. وفي حديث عمر،

رضي الله عنه: أَنه دخل على النبي ، صلى الله عليه وسلم، وفي البيت

هَــناتٌ من قَرَظٍ أَي قِطَعٌ متفرقة؛ وأَنشد الآخر في هنوات :

لَهِنَّكِ من عَبْسِيَّةٍ لَوَسِيمةٌ

على هَنَواتٍ كاذِبٍ مَن يَقُولُها

ويقال في النّداء خاصة: يا هَــناهْ، بزيادة هاء في آخره تصير تاء في

الوصل، معــناه يا فلانُ ، قال: وهي بدل من الواو التي في هَنُوك وهَنَوات؛ قال

امرؤ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هــنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرهًا بِشَرَّاً

قال ابن بري في هذا الفصل من باب الأَلف اللينة: هذا وهم من الجوهري لأن

هذه الهاء هاء السكت عند الأَكثر ، وعند بعضهم بدل من الواو التي هي لام

الكلمة منزلة منزلة الحرف الأصلي، وإنما تلك الهاء التي في قولهم هَنْت

التي تجمع هَــنات وهَنَوات، لأن العرب تقف عليها بالهاء فتقول هَنَهْ،

وإذا وصلوها قالوا هَنْت فرجعت تاء، قال ابن سيده: وقال بعض النحويين في بيت

امرئ القيس، قال: أَصله هــناوٌ، فأَبدل الهاء من الواو في هنوات وهنوك،

لأَن الهاء إذا قَلَّت في بابِ شَدَدْتُ وقَصَصْتُ فهي في بابِ سَلِسَ

وقَلِقَ أَجْدَرُ بالقِلة فانضاف هذا إلى قولهم في معــناه هَنُوكَ

وهَنواتٌ، فقضيــنا بأَنها بدل من الواو، ولو قال قائل إن الهاء في هــناه إنما هي

بدل من الأَلف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هــناه، إذ أَصله هَــناوٌ

ثم صارَ هَــناءً، كما أَن أَصل عَطاء عَطاوٌ ثم صار بعد القلب عطاء، فلما

صار هــناء والتَقَت أَلفان كره اجتماع الساكنين فقلبت الأَلف الأَخيرة

هاء، فقالوا هــناه، كما أَبدلَ الجميعُ من أَلف عطاء الثانية همزة لئلا

يجتمع همزتان، لكان قولاً قويًّا،، ولكان أَيضاً أَشبه من أَن يكون قلبت

الواو في أَوّل أَحوالها هاء من وجهين: أَحدهما أَن من شريطة قلب الواو

أَلفاً أَن تقع طرَفاً بعد أَلف زائدة وقد وقعت هــنا كذلك، والآخر أَن الهاء

إلى الأَلف أَقرب منها إلى الواو، بل هما في الطرفين، أَلا ترى أَن أَبا

الحسن ذهب إلى أَن الهاء مع الألف من موضع واحد، لقرب ما بينهما، فقلب

الأَلف هاء أقرب من قلب الواو هاء؟ قال أَبو علي: ذهب أَحد علمائــنا إلى أَن

الهاء من هَــناه إنما أُلحقت لخفاء الأَلف كما تلحق بعد أَلف الندبة في

نحو وازيداه، ثم شبهت بالهاء الأصلية فحركت فقالوا يا هــناه. الجوهري:

هَنٌ، على وزن أَخٍ، كلمة كــنابة، ومعــناه شيء، وأَصله هَنَوٌ. يقال: هذا

هَنُكَ أَي شبئك . والهَنُ: الحِرُ؛ وأَنشد سيبويه:

رُحْتِ ، وفي رِجْلَيْكِ ما فيها،

وقد بَدا هَنْكِ منَ المِئْزَرِ

إنما سكنه للضرورة. وذهَبْت فهَنَيْت: كــناية عن فعَلْت من قولك هَنٌ،

وهُما هَنوانِ، والجمع هَنُونَ ، وربما جاءَ مشدَّداً للضرورة في الشعر كما

شددوا لوًّا؛ قال الشاعر:

أَلا ليْتَ شِعْري هَلْ أَبيتَنْ ليْلةً،

وهَنِّيَ جاذٍ بينَ لِهْزِمَتَيْ هَنِ؟

وفي الحديث: من تَعَزَّى بعَزاء الجاهِلِيَّةِ فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه

ولا تَكْنُوا أَي قولوا له عَضَّ بأَيْرِ أَبيكَ. وفي حديث أَبي ذر:

هَنٌ مثل الخَشبة غير أَني لا أَكْني يعني أَنه أَفْصَحَ باسمه، فيكون قد

قال أَيْرٌ مثلُ الخَشبةِ، فلما أَراد أَن يَحكي كَنى عنه. وقولهم: مَن

يَطُلْ هَنُ أَبيهِ يَنْتَطِقْ به أَي يَتَقَوَّى بإخوته؛ وهو كما قال

الشاعر:

فلَوْ شاء رَبي، كان أَيْرُ أَبيكُمْ

طَويلاً كأَيْرِ الحرِثِ بن سَدُوسِ

وهو الحَرِثُ بن سَدُوسِ بن ذُهْل بن شَيْبانَ، وكان له أَحد وعشرون

ذكراً. وفي الحديث: أَعُوذُ بكَ من شَرَّ هَنِي، يعني الفَرْج. ابن سيده:

قال بعض النحويين هَــنانِ وهَنُونَ أَسماء لا تنكَّر أَبداً لأَنها كــنايات

وجارية مجرى المضمرة، فإِنما هي أَسماء مصوغة للتثنية والجمع بمنزلة

اللَّذَيْنِ والذِين، وليس كذلك سائر الأَسماء المثــناة نحو زيد وعمرو، أَلا

ترى أَن تعريف زيد وعمرو إنما هما بالوضع والعلمية، فإذا ثنيتهما تنكَّرا

فقلت رأَيت زيدين كريمين وعندي عَمْرانِ عاقِلانِ ، فإِن آثرت التعريف

بالإِضافة أَو باللام قلت الزيدان والعَمران وزَيْداك وعَمْراك، فقد

تَعَرَّفا بعد التثنية من غير وجه تَعَرُّفهما قبلها، ولحقا بالأجــناس ففارقا

ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع؛ وقال الفراء في قول امرئ القيس:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هــنا

هُ، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرّْ

قال: العرب تقول يا هن أَقبل، ويا هنوان أَقبلا، فقال: هذه اللغة على

لغة من يقول هنوات؛ وأَنشد المازني:

على ما أَنَّها هَزِئَتْ وقالتْ:

هَنُونَ أَحنّ مَنشَؤُه قريبُ

(* قوله «أحن» أي وقع في محنة، كذا بالأصل ، ومقتضاه أنه كضرب فالنون

خفيفة والوزن قاضٍ بتشديدها.)

فإنْ أَكْبَرْ، فإني في لِداتي،

وغاياتُ الأَصاغِر للمَشِيب

قال: إنما تهزأ به ، قالت: هنون هذا غلام قريب المولد وهو شيخ كبير ،

وإنما تَهَكَّمَ به، وقولها: أَحنّ أَي وقع في محنة ، وقولها: منشؤه

قريب أَي مولده قريب، تسخر منه. الليث: هنٌ كلمة يكنى بها عن اسم الإنسان،

كقولك أَتاني هَنٌ وأَتتني هَنَةٌ، النون مفتوحة في هَنَة، إذا وقفت عندها

، لظهور الهاء، فإذا أَدرجتها في كلام تصلها به سكَّنْت النون، لأَنها

بُنيت في الأصل على التسكين ، فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حَسُن تسكين

النون مع التاء، كقولك رأَيت هَنْةَ مقبلة ، لم تصرفها لأَنها اسم معرفة

للمؤنث، وهاء التأنيث إذا سكن ما قبلها صارت تاء مع الأَلف للفتح، لأَن

الهاء تظهر معها لأَنها بُنيت على إِظْهار صَرْفٍ فيها، فهي بمنزلة الفتح

الذي قبله، كقولك الحَياة القــناة، وهاء اليأْنيث أَصل بــنائها من التاء،

ولكنهم فرقوا بين تأنيث الفعل وتأْنيث الاسم فقالوا في الفعل فَعَلَتْ، فلما

جعلوها اسماً قالوا فَعْلَة، وإِنما وقفوا عند هذه التاء بالهاء من بين

سائر الحروف، لأن الهاء ألين الحروف الصِّحاحِ والتاء من الحروف الصحاح،

فجعلوا البدل صحيحاً مثلَها، ولم يكن في الحروف حرف أَهَشُّ من الهاء

لأَن الهاء نَفَس، قال: وأَما هَنٌ فمن العرب من يسكن، يجعله كقَدْ وبَلْ

فيقول: دخلت على هَنْ يا فتى، ومنهم من يقول هنٍ، فيجريها مجراها، والتنوين

فيها أَحسن كقول رؤبة:

إذْ مِنْ هَنٍ قَوْلٌ، وقَوْلٌ مِنْ هَنِ

والله أَعلم. الأَزهري: تقول العرب يا هَــنا هَلُمَّ، ويا هَــنانِ

هَلُمَّ، ويا هَنُونَ هَلُمَّ. ويقال للرجل أَيضاً: يا هَــناهُ هَلُمَّ، ويا

هَــنانِ هَلُمَّ، ويا هَنُونَ هلمَّ، ويا هــناه، وتلقى الهاء في الإدراج، وفي

الوقف يا هَنَتَاهْ ويا هَــناتُ هَلُمَّ؛ هذه لغة عُقَيل وعامة قيس بعد.

ابن الأَنباري: إذا ناديت مذكراً بغير التصريح باسمه قلت يا هَنُ أَقبِل،

وللرجلين: يا هَــنانِ أَقبلا، وللرجال: يا هَنُونَ أَقْبِلوا، وللمرأَة:

يا هَنْتُ أَقبلي، بتسكين النون، وللمرأَتين: يا هَنْتانِ أَقبلا،

وللنسوة: يا هَــناتُ أَقبلن، ومنهم من يزيد الأَلف والهاء فيقول للرجل: يا هــناهُ

أَقْبِلْ، ويا هــناةِ أَقبلْ، بضم الهاء وخفضها؛ حكاهما الفراء؛ فمن ضم

الهاء قدر أَنها آخر الاسم، ومن كسرها قال كسرتها لاجتماع الساكنين، ويقال

في الاثنين، على هذا المذهب: يا هَــنانِيه أَقبلا. الفراء: كسر النون

وإِتباعها الياء أَكثر، ويقال في الجمع على هذا المذهب: يا هَنوناهُ

أَقبلوا، قال: ومن قال للذكر يا هَــناهُ ويا هَــناهِ قال للأُنثى يا هَنَتاهُ

أَقبلي ويا هَنَتاهِ، وللاثنتين يا هَنْتانيه ويا هَنْتاناه أَقبلا، وللجمع

من النساء يا هَــناتاه؛ وأَنشد:

وقد رابَني قَوْلُها: يا هَــنا

ه، وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرّاً بِشَرّْ

وفي الصباح: ويا هَنُوناهُ أَقبلوا. وإِذا أَضفت إِلى نفسك قلت: يا

هَنِي أَقْبِل، وإِن شئت قلت: يا هَنِ أَقبل، وتقول: يا هَنَيَّ أَقبِلا،

وللجمع: يا هَنِيَّ أَقبِلوا، فتفتح النون في التثنية وتكسرها في الجمع. وفي

حديث أَبي الأَحوص الجُشَمِي: أَلستَ تُنْتَجُها وافِيةً أَعْيُنُها

وآذانُها فتَجْدَعُ هذه وتقول صَرْبَى، وتَهُنُّ هذه وتقول بَحِيرة؛ الهَنُ

والهَنُّ، بالتخفيف والتشديد: كــناية عن الشيء لا تذكره باسمه، تقول

أَتاني هَنٌ وهَنةٌ، مخففاً ومشدَّداً. وهَنَنْتُه أَهنُّه هَــنًّا إِذا أَصبت

منه هَــناً، يريد أَنك تَشُقُّ آذانها أَو تُصيب شيئاً من أَعضائها، وقيل:

تَهُنُّ هذه أَي تُصيب هَن هذه أَي الشيء منها كالأُذن والعين ونحوها؛

قال الهروي: عرضت ذلك على الأَزهري فأَنكره وقال: إِنما هو وتَهِنُ هذه

أَي تُضْعِفُها، يقال: وهَنْتُه أَهِنُه وهْــناً، فهو مَوْهون أَي أَضعفته.

وفي حديث ابن مسعود: رضي الله عنه، وذكرَ ليلة الجنّ فقال: ثم إِن

هَنِيــناً أَتَوْا عليهم ثياب بيض طِوال؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في مسند

أَحمد في غير موضع من حديثه مضبوطاً مقيداً، قال: ولم أَجده مشروحاً في شيء

من كتب الغريب إِلا أَن أَبا موسى ذكره في غريبه عَقِيبَ أَحاديث الهَنِ

والهَــناة. وفي حديث الجن: فإِذا هو بهَنِينٍ

(* قوله«بهنين» كذا ضبط في

الأصل وبعض نسخ النهاية.) كأَنهم الزُّطُّ، ثم قال: جَمْعُه جَمْعُ

السلامة مثل كُرة وكُرِينَ، فكأَنه أَراد الكــناية عن أَشخاصهم. وفي الحديث:

وذكر هَنةً من جيرانه أَي حاجةً، ويعبَّر بها عن كل شيء. وفي حديث الإِفْك:

قلتُ لها يا هَنْتاه أَي يا هذه، وتُفتح النونُ وتسكن، وتضم الهاء

الأَخيرة وتسكن، وقيل: معنى يا هَنْتاه يا بَلْهاء، كأَنها نُسِبت إِلى قلة

المعرفة بمكايد الــناس وشُرُورهم. وفي حديث الصُّبَيِّ بن مَعْبَد: فقلت يا

هَــناهُ إِني حَرِيصٌ على الجِهاد.

والهَــناةُ: الداهِيةُ، والجمع كالجمع هَنوات؛ وأَنشد:

على هَنَواتٍ كلُّها مُتَتابِعُ

والكلمة يائية. وواوية، والأَسماء التي رفعها بالواو ونصبها بالأَلف

وخفضها بالياء هي في الرفع: أَبُوكَ وأَخُوكَ وحَمُوكِ وفُوكَ وهَنُوكَ وذو

مال، وفي النصب: رأَيتُ أَباكَ وأَخاكَ وفاكَ وحماكِ وهَــناكَ وذا مال،

وفي الخفض: مررتُ بأَبيكَ وأَخيكَ وحميكِ وفيكَ وهَنِيكَ وذي مالٍ؛ قال

النحويون: يقال هذا هَنُوكَ للواحد في الرفع، ورأَيت هــناك في النصب، وممرت

بهَنِيك في موضع الخفض، مثل تَصْريف أَخواتها كما تقدم.

هـ ن ا: (هَنٌ) بِوَزْنِ أَخٍ كَلِمَةُ كِــنَايَةٍ وَمَعْــنَاهَا شَيْءٌ، وَأَصْلُهَا (هَنَوٌ) بِفَتْحَتَيْنِ. تَقُولُ: هَذَا هَنُكَ أَيْ شَيْئُكَ. وَتَقُولُ: جَاءَنِي هَنُوكَ، وَرَأَيْتُ هَــنَاكَ، وَمَرَرْتُ بِهَنِيكَ. 

تشوق (تنسوق) نامه إيلخاني

تشوق (تنسوق) نامه إيلخاني
فارسي.
لنصير الدين: محمد بن محمد الطوسي.
مختصر.
أوله: (الحمد لله فاطر الصــنائع... الخ).
رتب على: أربع مقالات.
الأولى: في المعدنيات.
الثانية: في الأحجار.
الثالثة: في الفلزات.
الرابعة: في العطريات.

سنا

(ســنا) : عده الجاحظ بن حجر في نظمه ولم أقف عليه لغيره. 
ســنا
السَّــنَا: الضّوء الساطع، والسَّــنَاءُ: الرِّفعة، والسَّانِيَةُ: التي يسقى بها سمّيت لرفعتها، قال:
يَكادُ سَــنا بَرْقِهِ
[النور/ 43] ، وسَنَتِ الــناقة تَسْنُو، أي: سقت الأرض، وهي السَّانِيَةُ.
(ســنا)
الْبَرْق وَغَيره ســناء أَضَاء وَالــنَّار وَنَحْوهَا علا ضوؤها وارتقع يُقَال ســنا إِلَى معالي الْأُمُور وَفُلَان سنوا وسنوا وســناوة سقى وَيُقَال ســنا على الدَّابَّة سقى عَلَيْهَا وَالْقَوْم لأَنْفُسِهِمْ استقوا والسانية استقت أَو أخرجت المَاء من الْبِئْر وَنَحْوهَا والسانية الأَرْض سقتها والدلو وَنَحْوهَا جرها من الْبِئْر وانتزعها وَالْبَاب وَنَحْوه فَتحه وَالشَّيْء سهله ويسره
(ســنا) - في حديث الزَّكاة: "ما سُقِىِ بالسَّوانِى فَفِيه نِصفُ العُشْر".
السَّانِية: الــنَّاقةُ التي يُسْتقى عليها، والجمع السَّواني.
- ومنه حديثُ البَعيرِ الذي شَكَا إليه فقال أَهلُه: "كــنا نَسْنُو عليه".
: أي نَسْتَقِى.
- في الحديث: "بَشِّر أُمَّتي بالسَّــنَاءِ".
: أي بارتفاعِ المنزلة والقَدْر عند الله عز وجل، وقد سَنِىَ يَسْنَى سَــنَاءً: أي ارتفَع، والسَّــنَا بالقَصْر: الضَّوءُ.
س ن ا: (السَّــنَا) مَقْصُورٌ ضَوْءُ الْبَرْقِ. وَالسَّــنَا أَيْضًا نَبْتٌ يُتَدَاوَى بِهِ. وَ (السَّــنَاءُ) مِنَ الرِّفْعَةِ مَمْدُودٌ. وَ (السَّنِيُّ) الرَّفِيعُ وَ (أَسْــنَاهُ) رَفَعَهُ. وَ (سَــنَّاهُ تَسْنِيَةً) فَتَحَهُ وَسَهَّلَهُ. الْفَرَّاءُ: (تَسَنَّى) تَغَيَّرَ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: لَمْ يَتَسَنَّ أَيْ لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ} [الحجر: 26] أَيْ مُتَغَيِّرٍ فَأَبْدَلَ مِنْ إِحْدَى النُّونَاتِ يَاءً مِثْلُ تَقَضَّى مِنْ تَقَضَّضَ. وَ (الْمُسَــنَّاةُ) الْعَرِمُ. وَ (السَّانِيَةُ) الــنَّاضِحَةُ وَهِيَ الــنَّاقَةُ الَّتِي يُسْقَى عَلَيْهَا. وَفِي الْمَثَلِ: سَيْرُ (السَّوَانِي) سَفَرٌ لَا يَنْقَطِعُ. وَ (السَّنَةُ) إِذَا قَلْتَهُ بِالْهَاءِ وَجَعَلْتَ نُقْصَانَهُ الْوَاوَ فَهُوَ مِنْ هَذَا الْبَابِ. تَقُولُ: (أَسْنَى) الْقَوْمُ إِذَا لَبِثُوا فِي مَوْضِعٍ سَنَةً. 
[ســنا] نه: فيه: بشر أمتي "بالســناء" أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله، وقد سنى يسنى ســناء ارتفع، والسنى بالقصر الضوء. وفيه: عليكم "بالسنى" والسنوت، الســنا بالقصر نبات معروف من الأدوية له حمل إذا يبس وحركته الريح سمعت له زجلًا، واحده ســناة، وقد يروى بالمد. غ: يقال: ســنا مكى. وفي ح الخميصة: يا أم خالد: "ســنا ســنا" قيل: ســنا بالحبشة حسن وتخفف نونها وتشدد، وروى: سنه سنه وســناه ســناه - بالتشديد والتخفيف فيهما. ك: ولقائل أن يمنع كون هذه الألفاظ أعجمية، أما السنور فلعله من توافق اللغتين، وأما سنه فلعل أصله حسنة فحذف حاؤه، وكخ من أسماء الأفعال. نه: وفي ح الزكاة: ما يسقى "بالسواني" ففيه نصف العشر، هي جمع سانية وهي ناقة يستقى عليها. ومنه ح بعير شكى إليه فقال أهله: كــنا "نسنو" عليه، أي نستقي. وح فاطمة: لقد "سنوت" حتى اشتكيت صدري. وح العزل إن لي جارية هي خادمــنا و"سانيتــنا" في النخل، كأنها كانت تسقى لهم نخلهم عوض البعير. ن: شبهت ببعير. نه: وفيه ح: إذا الله "سنى" عقد شي تيسرا، من سنيته إذا فتحته وسهلته، وتسنى لي كذا أي تيسر وتأتي. غ: والمســناة لأن فيها مفاتح الماء.

وَنَا

وَــنَا
من (و ن ن) مقصور وناء.
(وَــنَا)
- فِي حَدِيثُ عَائِشَةَ تَصِفُ أَبَاهَا «سَبَق إذْ وَنَيْتُمْ» أَيْ قَصَّرْتُم وفَتَرْتُم. يُقَالُ:
وَنَى يَنِي وَنْياً، ووَنِيَ يَوْنَى وُنِيّاً، إِذَا فَتَر وقَصَّر.
وَمِنْهُ «النَّسيم الْوَانِي» وَهُوَ الضَّعيفُ الهُبوبِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا تَنْقَطِع أسبابُ الشَّفَقَة مِنْهُمْ فَيَنُوا فِي جَدّهِم» أَيْ يَفْتُروا فِي عَزْمِهم واجْتِهادِهِم.
وحَذَف نُونَ الجَمْع، لجوابِ النَّفْيِ بالْفَاء.

قَفَّيْنَا

{قَفَّيْــنَا} :
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {وَقَفَّيْــنَا عَلَى آثَارِهِمْ}
فقال ابن عباس: أتبعــنا على آثار الأنبياء. أي بعثــنا. واستشهد بقول عدى ابن زيد:
يومَ قَفَّتْ عِيرهُم مِنْ عِيرِــنا. . . واحتمال الحىَّ في الصُّبحِ فَلَقْ
(تق، ك، ط)
السؤال في روايتى (ظ) عن قوله - عز وجل -: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}
قال ابن عباس: لا تقل ما ليس لك به علم. وشاهده بيت زهير:
إذا ما رأيت المرء يقفو نفسه. . . والمحصَــناتِ فما لذاكَ حَوِيرُ = الكلمة من آية المائدة 46، في الأنبياء المرسلين:
{وَقَفَّيْــنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ} ومعها: آية الحديد 27.
وآية البقرة 87: {وَلَقَدْ آتَيْــنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْــنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ}
وجاء الفعل الثلاثي في آية الإسراء 36: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} . وفيها السؤال في (ظ) . وهذا هو كل ما في القرآن من المادة.
وما نُقل عن ابن عباس في تفسيرها، تقريب. وقيدها "الراغب" في (المفردات) بإتباعٍ من خَلْف. راجعاً بها إلى أصل مأخذها من القَفَا، كالإرداف من الردف، والتعقيب من العَقِب، والتذييل من الذيل.
وتعلُّق "على آثارهم" بـ: قفيًّــنا، يفيد معنى التأييدِ واتباع نهج من مَضى من الرسل عليهم السلام، من حيث يأتي النبي المرَسل، مصدقاً لمن سبقه من الرسل، تقفيةً على آثارهم. والعرب تقول: قفوت أثره، غذا تتبعت خطوه لا أِحيدُ عنه. وأغنت "على آثارهم" في السياق، عن الاحتراز بما يكون من التقفية مطاردةً أو صداً وإدباراً، ومنه في الحديث: "فلما قفى قال" أي ذهب مولياً.
قال ابن الأثير: كأنه من القفا، أي أعطاه قفاه وظهره.
ومثله الحديث: "أل أخبركم بأشد حرّاً منه يوم القيامة؟ هذينك الرجلين المقفَّفيَيْنِ" أي الموليين. (النهاية)
واضح من سياق الكلمة القرآنية في آياتها الثلاث، أن التقفية على آثار الرسل عليهم السلام، إتباعُ تصديقٍ وتأييد.
ويرد على الاستئهاد لمعنى الإتباع في الآية، بقول عدى بن زيد: يومَ قفَّت عِيرُهم من عيرنا * أن الفعل فيه تعدى بحرف "من" فأفلاد التولي والإدبار ممن احتملوا للرحيل، وهو في الآية متعد بحرف "على" آثارهم، فأفاد تتبعَ النهج والسير على الأثر. والله أعلم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.