من (و ل د) المحدث من كل شيء ومن ولد عند العرب من الموالي ونشأ مع أولادهم، وكتاب مولد: مفتعل.
من (و ل د) المحدث من كل شيء ومن ولد عند العرب من الموالي ونشأ مع أولادهم، وكتاب مولد: مفتعل.
ولد: الوَلِيدُ: الصبي حين يُولَدُ، وقال بعضهم: تدعى الصبية أَيضاً
وليداً، وقال بعضهم: بل هو للذكر دون الأُنثى، وقال ابن شميل: يقال غلامٌ
مَوْلُودٌ وجارية مَوْلودةٌ أَي حين ولدته أُمُّه، والولد اسم يجمع الواحد
والكثير والذكر والأُنثى. ابن سيده: ولَدَتْهُ أُمُّهُ ولادةً وإِلادةً
على البدل، فهي والِدةٌ على الفعل، ووالِدٌ على النسب؛ حكاه ثعلب في
المرأَة. وكل حامل تَلِدُ، ويقال لأُم الرجل: هذه والدة.
وَوَلَدَتِ المرأَةُ وِلاداً ووِلادة وأَوْلَدَتْ: حان وِلادُها.
والوالدُ: الأَب. والوالدةُ: الأُم، وهما الولدان؛ والوَلدُ يكون واحداً
وجمعاً. ابن سيده: الوَلَدُ والوُلْدُ، بالضم: ما وُلِدَ أَيًّا كان، وهو يقع
على الواحد والجمع والذكر والأُنثى، وقد جمعوا فقالوا أَولادٌ ووِلْدةٌ
وإِلْدةٌ، وقد يجوز أَن يكون الوُلْدُ جمع وَلَد كَوُثْن ووَثَنٍ، فإِن هذا
مما يُكَسَّرُ على هذا المثال لاعتِقاب المِثالين على الكلمة. والوِلْد،
بالكسر: كالوُلْد لغة وليس بجمع لأَنَّ فَعَلاً ليس مما يُكَسَّر على
فِعْل. والوَلَد أَيضاً: الرَّهْطُ على التشبيه بولد الظهر. ووَلَدُ الرجل:
ولده في معْنًى. ووَلَدُه: رهطه في معنى. وتَوالَدُوا أَي كثروا، ووَلَد
بعضهم بعضاً. ويقال في تفسير قوله تعالى: مالُه وولَدُه إِلا خَساراً؛
أَي رهْطُه. ويقال: وُلْدُه، والوِلْدَةُ جمع الأَولاد
(* قوله «والولدة
جمع الأولاد» عبارة القاموس الولد، محركة، وبالضم والكسر والفتح واحد وجمع
وقد يجمع على أولاد وولدة وألدة بكسرهما وولد بالضم) ؛ قال رؤْبة:
سَمْطاً يُرَبِّي وِلْدةً زَعابِلا
قال الفراء: قال إِبراهيم: مالُه ووُلْدُه، وهو اختيار أَبي عمرو، وكذلك
قرأَ ابن كثير وحمزة، وروى خارجة عن نافع ووُلْدُه أَيضاً، وقرأَ ابن
إِسحق مالُه وَوِلْدُه، وقال هما لغتان: وُلْد ووِلْد. وقال الزجاج:
الوَلَدُ والوُلْدُ واحد، مثل العَرَب والعُرْب، والعَجَم والعُجْم ونحو ذلك؛
قال الفراء وأَنشد:
ولقد رَأَيْتُ مَعاشِراً
قد ثَمَّرُوا مالاً ووُلْدا
قال: ومن أَمثال العرب، وفي الصحاح: من أَمثال بني أَسَد: وُلْدُكَ مَنْ
دَمَّى
(* قوله «ولدك من دمى إلخ» هذا كما في شرح القاموس مع متنه ضبط
نسخ الصحاح، قال قال شيخنا: والتدمية للذكر على المجاز وضبط في نسخ
القاموس ولدك محركة وبكسر الكاف خطاباً لأُنثى؛ أَي من نفست به، وصير عقبيك
ملطخين بالدم فهو ابنك حقيقة لا من اتخذته وتبنيته وهو من غيرك).
عَقِبَيْكَ؛ وأَنشد:
فَلَيْتَ فلاناً كان في بَطْنِ أُمِّه،
ولَيْتَ فلاناً وُلْدَ حِمارِ
فهذا واحد. قال: وقَيْس تجعل الوُلدْ جمعاً والوَلَد واحداً. ابن
السكيت: يقال في الوَلَد الوِلْدُ والوُلْدُ. قال: ويكون الوُلْدُ واحداً
وجمعاً. قال: وقد يكون الوُلْدُ جمع الوَلَد مثل أَسَد وأُسْد، ويقال: ما
أَدْري أَيُ وَلَدِ الرجل هو أَيْ الناسِ هو.
والوَليدُ: المولود حين يُولَدُ، والجمع وِلْدانٌ والاسم الوِلادةُ
والوُليدِيَّْةُ؛ عن ابن الأَعرابي. قال ثعلب: الأَصل الوَلِيدِيَّةُ كأَنه
بناه على لفظ الوَلِيد، وهي من المصادر التي لا أَفعالَ لها، والأُنثى
وليدة، والجمعِ ولْدانٌ وولائِدُ. وفي الحديث: واقِيةً كَواقِيَةِ الوليد؛
هو الطِّفْل
فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُول، أَي كَلاءَةً وحِفْظاً كما يُكْلأُ الطِّفْلُ؛
وقيل: أَراد بالوليد موسى، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، لقوله
تعالى: أَلم نُرَبِّك فينا وَلِيداً؛ أَي كما وَقَيْتَ موسى شرّ فرعون وهو في
حِجْرِه فقني شرّ قومي وأَنا بين أَظهرهم. وفي الحديث: الوليدُ في الجنة؛
أَي الذي مات وهو طفل أَو سقْطٌ. وفي الحديث: لا تقتلوا وليداً يعني في
الغَزْو. قال: وقد تطلق الوليدةُ على الجارية والأَمة، وإِن كانت كبيرة.
وفي الحديث: تَصَدَّقَتْ أُمِّي عليّ بِوَليدة يعني جارية. ومَوْلِدُ
الرجل: وقتُ وِلادِه. ومَوْلِدُــه: الموضع الذي يُولَدُ فيه. وولَدته الأُم
تَلِدُه مَوْلِداً.
ومِيلادُ الرجل: اسم الوقت الذي وُلِدَ فيه.
وفي حديث الاستعاذة: ومن شرِّ والِدٍ وما وَلَد؛ يعني إِبليس والشياطين،
هكذا فسر. وقولهم في المثل: هم في أَمرٍ لا يُنادَى وَلِيدُه؛ قال ابن
سيده: نُرَى أَصله كأَنَّ شدة أَصابتهم حتى كانت الأُمُّ تنسى ولِيدَها
فلا تناديه ولا تذْكُره مما هم فيه، ثم صار مثلاً لكل شِدّة، وقيل: هو أَمر
عظيم لا ينادى فيه الصِّغار بل الجِلَّةُ، وقد يقال في موضع الكثرة
والسَّعة أَي متى أَهوى الوليد بيده إِلى شيء لم يُزْجَرْ عنه لكثرة الشيء
عندهم؛ وقال ابن السكيت في قول مُزَرِّدٍ الثعلبي:
تَبَرَّأْتُ مِن شَتْمِ الرِّجالِ بِتَوْبةٍ
إِلى اللَّهِ مِنِّي، لا يُنادَى ولِيدُها
قال: هذا مثل ضربه معناه أَي لا أَرْجِعُ ولا أُكَلَّمُ فيها كما لا
يُكَلَّمُ الولِيدُ في الشيء الذي يُضْرَبُ له فيه المَثلُ. وقال الأَصمعي
وأَبو عبيدة في قولهم: هو أَمرٌ لا يُنادَى وَلِيدُه، قال أَحدهما: أَي هو
أَمرٌ جليلٌ شديدٌ لا يُنادَى فيه الوَليدُ ولكن تنادى فيه الجِلَّةُ،
وقال آخر: أَصله من الغادة أَي تذهل الأُمُّ عن ابنها أَن تُنادِيَه
وتَضُمَّه ولكنها تَهْرُبُ عنه، ويقال: أَصله من جري الخيل لأَن الفرس إِذا
كان جواداً أَعْطَى من غير أَن يُصاحَ به لاستزادته، كما قال النابغة
الجعدي يصف فرساً:
وأَخْرَجَ مِنْ تحتِ العَجاجةِ صَدْرَه،
وهَزَّ اللِّجامَ رأْسُه فَتَصَلْصَلا
أَمامَ هَوِيٍّ لا يُنادَى وَلِيدُه،
وشَدٍّ وأَمرٍ بالعِنانِ لِيُرْسَلا
ثم قيل ذلك لكل أَمر عظيم ولكل شيء كثير. وقوله: أَمامَ يريد قُدّام،
والهَوِيُّ: شدة السرعة. ابن السكيت: ويقال جاؤوا بطَعامٍ لا يُنادَى
وليدُه، وفي الأَرض عشبٌ لا يُنادى وليدُه أَي إِن كان الوليد في ماشية لم
يضُرَّه أَين صَرَفها لأَنها في عُشْب، فلا يقال له: اصرفها إِلى موضع كذا
لأَن الأَرض كلها مُخْصِبة، وإِن كان طعامٌ أَو لبن فمعناه أَنه لا يبالي
كيف أَفسَدَ فيه، ولا متى أَكَل، ولا متى أَكَل، ولا متى شرِب، وفي أَيِّ
نواحيهِ أَهْوَى.
ورجل فيه وُلُودِيَّةٌ؛ والولوديَّة: الجفاء وقلة الرّفْق والعلم
بالأُمور، وهي الأُمّية. وفعل ذلك في وَلِيدِيَّتِه أَي في الحالة التي كان
فيها وليداً.
وشاةٌ والدةٌ ووَلُودٌ: بَيِّنةُ الوِلادِ، ووالدٌ، والجمع وُلْدٌ. وقد
وَلَّدْتُها وأَوْلَدَتْ هي، وهي مُولِدٌ، من غَنم مَوالِيدَ ومَوالِدَ.
ويقال: ولَّد الرجل غَنَمه توليداً كما يقال: نَتَّجَ إِبله. وفي حديث
لَقِيطٍ: ما وَلَّدْتَ يا راعي؟ يقال: وَلَّدْت الشاةَ تولِيداً إِذا
حضَرْت وِلادتها فعالَجْتها حين يبين الولد منها. وأَصحاب الحديث يقولون: ما
ولَدَت؟ يعنون الشاة؛ والمحفوظ بتشديد اللام على الخطاب للراعي؛ ومنه حديث
الأَبْرصِ والأَقْرَعِ: فأَنتج هذا ووَلَّد هذا. الليث: شاة والِدٌ وهي
الحامل وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلادِ. وفي الحديث: فأَعطَى شاة والداً أَي
عُرِف منها كثرةُ النِّتاجِ.
وأَما الوِلادَةُ، فهي وضع الوالِدة ولَدها.
والــمُوَلِّدَــة: القابلةُ؛ وفي حديث مُسافِعٍ: حدثتني امرأَة من بني
سُلَيْم قالت: أَنا وَلَّدْت عامّةَ أَهل دِيارِنا أَي كنت لهم قابلةً؛
وتَوَلَّدَ الشيء من الشيء. واللِّدةُ: التِّرْبُ، والجمع لِداتٌ ولِدُون؛ قال
الفرزدق:
رأَيْنَ شُرُوخَهُنَّ مُؤزَّراتٍ،
وشَرْخَ لِدِيَّ أَسنانَ الهِرامِ
الجوهري: وَلِدَةُ الرجل تِرْبُه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أَوله
لأَنه من الولادة، وهما لِدان. ابن سيده: والولِيدةُ والــمُوَلَّدَــةُ
الجارية المولودةُ بين العرب؛ غيره: وعربية مُولَّدَــةٌ، ورجل مُوَلَّدٌ إِذا
كان عربيّاً غير محض. ابن شميل: الــمُوَلَّدة التي وُلِدَتْ بأَرض وليس
بها إِلا أَبوها أَو أُمها.
والتَّلِيدَةُ: التي أَبوها وأَهلُ بيتِها وجميع من هو بسبيل منها
بأَرْض وهي بأَرْض أُخرى. قال: والقِنّ من العبيد التَّلِيدُ الذي وُلِدَ
عندك. وجارية مُوَلَّدةٌ: تولد بين العرب وتَنْشَأُ مع أَولادِهم ويَغْذونها
غذاء الوَلَد ويُعلّمُونها من الأَدب مثل ما يُعَلِّمون أَولادَهم؛ وكذلك
الــمُوَلَّد من العبيد؛ وإِن سمي الــمُوَلَّد من الكلام مُوَلَّداً إِذا
استحدثوه ولم يكن من كلامهم فيما مضى. وفي حديث شريح: أَن رجلاً اشترى
جارية وشرطوا أَنها مولدة فوجدها تَلِيدةً؛ الــمولدة: التي ولدت بين العرب
ونشأَت مع أَولادهم وتأَدّبت بآدابهم. والتليد: التي ولدت ببلاد العجم
وحملت فنشأَت ببلاد العرب. والتَّليدةُ من الجواري: هي التي تُولَدُ في ملك
قوم وعندهم أَبواها. والوَلِيدةُ: المولودة بين العرب، وغلام وَلِيدٌ
كذلك. والوليد: الصبي والعبد. والوليد: الغلام حين يُسْتَوصَف قبل أَن
يَحْتَلِمَ، الجمعُ ولْدانٌ وَوِلْدَةٌ؛ وجارية وَلِيدةٌ.
وجاءنا بِبيِّنة مُوَلَّدة: ليست بمحققة. وجاءنا بكتاب مُوَلَّد أَي
مُفْتَعَل. والــمُوَلَّد: المُحْدَثُ من كل شيء ومنه الــمُوَلَّدُــونَ من
الشعراء إِنما سموا بذلك لحدوثهم.
والوَليدةُ: الأَمَةُ والصَّبيَّةُ بينةُ الولادةِ؛ والوَلِيدِيَّة،
والجمع الولائِدُ. ويقال للأَمَة: وليدة، وإِن كانت مُسِنَّة. قال أَبو
الهيثم: الوَلِيدُ الشابُّ، والولائِدُ الشوابُّ من الجواري، والوَلِيدُ
الخادم الشاب يسمى ولِيداً من حين يولد إِلى أَن يبلغ. قال الله تعالى: أَلم
نُرَبِّك فينا وليداً. قال: والخادم إِذا كان شابّاً وَصيفٌ.
والوَصِيفةُ: وليدة؛ وأَمْلَحُ الخَدمِ والوُصَفاءُ والوَصائِفُ. وخادِمُ أَهلِ
الجنة: وَلِيدٌ أَبداً لا يتغير عن سنه. وحكى أَبو عمرو عن ثعلب قال: ومما
حرفته النصارى أَن في الإِنجيل يقول الله تعالى مخاطباً لعيسى، على نبينا
وعليه الصلاة والسلام: أَنت نَبيِّي وأَنا وَلَدْتُك أَيْ ربَّيْتُك، فقال
النَّصارَى: أَنْتَ بُنَِيِّي وانا وَلَدْتْك، وخَفَّفوه وجعلوا له
ولداً، سبحانه وتعالى عما يقولون علوًّا كبيراً. الأُمويُّ: إِذا وَلَدَتِ
الغَنَمُ بعضها بعد بعض قيل: قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاءَ، ممدود،
ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً؛ وقول الشاعر:
إِذا ما وَلَّدُوا شاةً تَنَادَوْا:
أَجَدْيٌ تَحْتَ شاتِك أَمْ غُلامُ؟
قال ابن الأَعرابي في قوله: وَلَّدوا شاة رماهم بأَنهم يأْتون البهائم.
قال أَبو منصور: والعرب تقول: نَتَّجَ فلان ناقتَه إِذا ولدَت ولَدَها
وهو يلي ذلك منها، فهي مَنتُوجَةٌ، والناتج للإِبل بمنزلة القابلة للمرأَة
إِذا ولدت، ويقال في الشاءِ: وَلَّدْناها أَي وَلِينا وِلادَتها، ويقال
لذوات الأَظْلاف والشَّاءِ والبقر: وُلِّدتِ الشاةُ والبقَرة، مضمومة
الواو مكسورة اللام مشددة. ويقال أَيضاً: وضَعَت في موضع وُلِّدَتْ.
ومد: الوَمَدُ: نَدًى يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع
سكون رِيح، وقيل: هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح. قال الكسائي: إِذا
سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ. وفي حديث عُتْبَة بن
غَزْوان: أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ؛ الوَمَدةُ: نَدًى
من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح. الليث: الوَمَدَةُ
تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً. قال أَبو
منصور: وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً. قال: والوَمَدُ لَثْقٌ
ونَدًى يَجيءُ من جهة البحر إِذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا،
فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء، وهو يؤذي الناس جِدّاً
لنَتْنِ رائحَته. قال: وكنا بناحية البحرين إِذا حَلَلنا بالأَسْيافِ
وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ، فإِذا أَصْعَدْنا في
بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ.
وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأَكثر ما يقال
في الليل، وقد وَمِدَت الليلةُ، بالكسر، تَوْمَدُ وَمَداً. ويقال: ليلة
ومِدٌ بغير هاء؛ ومنه قول الراعي يصف امرأَة:
كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها،
إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ
الوَمَدُ والوَمَدةُ، بالتحريك: شدّة حر الليل. ووَمِدَ عليه وَمَداً:
غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ.
تلد: التالد: المال القديم الأَصلِيُّ الذي وُلد عندك، وهو نقيض الطارف.
ابن سيده: التَّلْدُ والتُّلْدُ والتِّلادُ والتَّلِيدُ والإِتْلادُ
كالإِسْنامِ والمُتْلَدُ، الأَخيرة عن ابن جني: ما وُلد عندك من مالك أَو
نُتج، ولذلك حكم يعقوب أَن تاءه بدل من الواو، وهذا لا يقوى، لأَنه لو كان
ذلك لَرُدَّ في بعض تصاريفه إِلى الأَصل. وقال بعض النحويين: هذا كله من
الواو فإِذا كان ذلك، فهو معتل؛ وقيل: التِّلاد كل مال قديم من حيوان
وغيره يورث عن الآباء، وهو التالد والتليد والمُتْلَدُ؛ قال الشاعر يصف
خيلاً:
تَلائِدٌ نَحْنُ افْتَلَيْنا هُنَّهْ،
نِعْمَ الحُصُونُ والعَتادُ هُنَّهْ
وتَلَدَ المالُ يَتْلِدُ ويَتْلُدُ تُلوداً وأَتْلَدَه هو وأَتلد الرجلُ
إِذا اتخذ مالاً. ومال مُتْلَد وخُلُقٌ مُتْلَد: قديم؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
ماذا رُزِينا مِنْكِ. أُمَّ مَعْبَدِ،
مِنْ سَعَةِ الحِلْم وخُلْقٍ مُتْلَدِ
وفي حديث عبدالله بن مسعود أَنه قال في سورة بني إِسرائيل والكهف ومريم
وطه والأَنبياء: هنّ من العتاق الأُوَلِ وهن من تِلادِي يعني السور أَي
من قديم ما أَخذتُ من القرآن، شبههن بِتلاد المال. وفي رواية أُخرى: الحم
من تِلادِي أَي من أَوّل ما أَخذته وتعلمتُه بمكة. وفي حديث العباس: فهي
لهم تالِدةٌ بالِدةٌ يعني الخلافة، والبالدُ إِتباع التَّالِد. وقال
اللحياني: رجل تليد في قوم تُلَداءَ وامرأَة تلِيد في نسوة تَلائِدَ
وتُلُدٍ.وتَلِدَ فيهم يَتْلَدُ: أَقام. ابن الأَعرابي: تَلَّدَ الرجلُ إِذا جمع
ومنع.
وجارية تلِيدة إِذا ورثها الرجل فإِذا وُلِدتْ عنده فهي وَلِيدَة. وروي
عن شريح: أَن رجلاً اشترى جارية وشرط أَنها مُوَلَّدةٌ فوجدها تَليدَةً
فردّها شريح. قال القتيبي: التَّليدة هي التي وُلدت ببلاد العجم وحُملت
فنشأَت ببلاد العرب، والــمُوَلَّدة بمنزلة التِّلاد: وهو الذي وُلد عندك؛
وقيل: الــمُوَلَّدَــةُ التي وُلدت في بلاد الإِسلام، والحكم فيه إِن كان هذا
الاختلاف يؤثر في الغرض أَو القيمة وجب له الرَّد، وإِلاَّ فلا؛ وروي عن
الأَصمعي أَنه قال: التليد ما ولد عند غيرك ثم اشتريته صغيراً فثبت عندك،
والتِّلادُ ما وَلَدْتَ أَنت؛ قال أَبو منصور: سمعت رجلاً من أَهل مكة
يقول: تلادي بمكة أَي ميلادي. ابن شميل: التليد الذي وُلد عندك، وهو
الــمُوَلَّد والأُنثى الــمُوَلَّدةُ، والــمُوَلَّد والــمُوَلَّدةُ والتليد واحد
عندنا، رواه المصاحفي عنه. وروى شمر عنه أَنه قال: تِلادُ المال ما
تَوالَدَ عندك فتَلِدَ من رقيق أَو سائمة. وَتَلِدَ فلان عندنا أَي وَلَدْنا
أُمه وأَباه؛ قال الأَعشى:
تَدِرُّ، على غير أَسمائها،
مُطَرَّفَةٌ بعد إِتْلادِها
يقول: كانت من تِلادِهم فصارت طارفاً عندك حين أَخذتها. وتَلَدَ فلان في
بني فلان يَتْلُد: أَقام فيهم، وتَلَدَ بالمكان تلوداً أَي أَقام به.
وأَتْلَدَ أَي اتخذ المال. والتليد: الذي وُلد ببلاد العجم ثم حمل صغيراً
فثبت في بلاد الإِسلام. وفي حديث عائشة: أَنها أَعتقت عن أَخيها عبد
الرحمن تِلاداً من تِلادها، فإِنه مات في منامه؛ وفي نسخة تِلاداً من
أَتلاده. والأَتْلادُ: بطون من عبد القيس، يقال لهم أَتْلادُ عُمانَ، وذلك
لأَنهم سكنوها قديماً.
والتُّلْدُ: فرخ العُقاب.
حوج: الحاجَةُ والحائِجَةُ: المَأْرَبَةُ، معروفة. وقوله تعالى:
ولِتَبْلُغُوا عليها حاجةً في صدوركم؛ قال ثعلب: يعني الأَسْفارَ، وجمعُ الحاجة
حاجٌ وحِوَجٌ؛ قال الشاعر:
لَقَدْ طالَ ما ثَبَّطْتَني عن صَحابَتي،
وعَنْ حِوَجٍ، قَضَاؤُها مِنْ شِفَائِيَا
وهي الحَوْجاءُ، وجمع الحائِجَة حوائجُ. قال الأَزهري: الحاجُ جمعُ
الحاجَةِ، وكذلك الحوائج والحاجات؛ وأَنشد شمر:
والشَّحْطُ قَطَّاعٌ رَجاءَ مَنْ رَجا،
إِلاَّ احْتِضارَ الحاجِ مَنْ تَحَوَّجا
قال شمر: يقول إِذا بعد من تحب انقطع الرجاء إِلاَّ أَن تكون حاضراً
لحاجتك قريباً منها. قال: وقال رجاء من رجاء، ثم استثنى، فقال: إِلا احتضار
الحاج، أَن يحضره. والحاج: جمع حاجة؛ قال الشاعر:
وأُرْضِعُ حاجَةً بِلِبانِ أُخْرى،
كذاك الحاجُ تُرْضَعُ باللِّبانِ
وتَحَوَّجَ: طلب الحاجَةَ؛ وقال العجاج:
إِلاَّ احْتِضارَ الحاجِ من تَحَوَّجا
والتَحَوُّجُ: طلب الحاجة بعد الحاجة. والتَحَوُّج: طلبُ الحاجَةِ.
غيره: الحاجَةُ في كلام العرب، الأَصل فيها حائجَةٌ، حذفوا منها الياء، فلما
جمعوها ردوا إِليها ما حذفوا منها فقالوا: حاجةٌ وحوائجُ، فدل جمعهم
إِياها على حوائج أَن الياء محذوفة منها. وحاجةٌ حائجةٌ، على المبالغة.
الليث: الحَوْجُ، من الحاجَة. وفي التهذيب: الحِوَجُ الحاجاتُ. وقالوا: حاجةٌ
حَوْجاءُ.
ابن سيده: وحُجْتُ إِليك أَحُوجُ حَوْجاً وحِجْتُ، الأَخيرةُ عن
اللحياني؛ وأَنشد للكميت بن معروف الأَسدي:
غَنِيتُ، فَلَم أَرْدُدْكُمُ عِنْدَ بُغْيَةٍ،
وحُجْتُ، فَلَمْ أَكْدُدْكُمُ بِالأَصابِع
قال: ويروى وحِجْتُ؛ قال: وإِنما ذكرتها هنا لأَنها من الواو، قال:
وسنذكرها أَيضا في الياء لقولهم حِجْتُ حَيْجاً. واحْتَجْتُ وأَحْوَجْتُ
كَحُجْتُ. اللحياني: حاجَ الرجلُ يَحُوجُ ويَحِيجُ، وقد حُجْتُ وحِجْتُ أَي
احْتَجْتُ.
والحَوْجُ: الطَّلَبُ. والحُوجُ: الفَقْرُ؛ وأَحْوَجَه الله.
والمُحْوِجُ: المُعْدِمُ من قوم مَحاويجَ. قال ابن سيده: وعندي أَن
مَحاويجَ إِنما هو جمع مِحْواجٍ، إِن كان قيل، وإِلاَّ فلا وجه للواو.
وتَحَوَّجَ إِلى الشيء: احتاج إِليه وأَراده.
غيره: وجمع الحاجةِ حاجٌ وحاجاتٌ وحَوائِجُ على غير قياس، كأَنهم جمعوا
حائِجَةً، وكان الأَصمعي ينكره ويقول هو مولَّد؛ قال الجوهري: وإِنما
أَنكره لخروجه عن القياس، وإِلاَ فهو كثير في كلام العرب؛ وينشد:
نَهارُ المَرْءِ أَمْثَلُ، حِينَ تُقْضَى
حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّيْلِ الطَّويلِ
قال ابن بري: إِنما أَنكره الأَصمعي لخروجه عن قياس جمع حاجة؛ قال:
والنحويون يزعمون أَنه جمع لواحد لم ينطق به، وهو حائجة. قال: وذكر بعضهم
أَنه سُمِعَ حائِجَةٌ لغة في الحاجةِ. قال: وأَما قوله إِنه مولد فإِنه خطأٌ
منه لأَنه قد جاء ذلك في حديث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وفي
أَشعار العرب الفصحاء، فمما جاء في الحديث ما روي عن ابن عمر: أَن رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إِن لله عباداً خلقهم لحوائج الناس،
يَفْزَعُ الناسُ إِليهم في حوائجهم، أُولئك الآمنون يوم القيامة. وفي الحديث
أَيضاً: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: اطْلُبُوا الحوائجَ
إِلى حِسانِ الوجوه. وقال صلى الله عليه وسلم: استعينواعلى نَجاحِ الحوائج
بالكِتْمانِ لها؛ ومما جاء في أَشعار الفصحاء قول أَبي سلمة المحاربي:
ثَمَمْتُ حَوائِجِي ووَذَأْتُ بِشْراً،
فبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغابُ
قال ابن بري: ثممت أَصلحت؛ وفي هذا البيت شاهد على أَن حوائج جمع حاجة،
قال: ومنهم من يقول جمع حائجة لغة في الحاجةِ؛ وقال الشماخ:
تَقَطَّعُ بيننا الحاجاتُ إِلاَّ
حوائجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَريء
وقال الأَعشى:
الناسُ حَولَ قِبابِهِ:
أَهلُ الحوائج والمَسائلْ
وقال الفرزدق:
ولي ببلادِ السِّنْدِ، عندَ أَميرِها،
حوائجُ جمَّاتٌ، وعِندي ثوابُها
وقال هِمْيانُ بنُ قحافة:
حتى إِذا ما قَضَتِ الحوائِجَا،
ومَلأَتْ حُلاَّبُها الخَلانِجَا
قال ابن بري: وكنت قد سئلت عن قول الشيخ الرئيس أَبي محمد القاسم بن علي
الحريري في كتابه دُرَّة الغَوَّاص: إِن لفظة حوائج مما توهَّم في
استعمالها الخواص؛ وقال الحريري: لم أَسمع شاهداً على تصحيح لفظة حوائج إِلا
بيتاً واحداً لبديع الزمان، وقد غلط فيه؛ وهو قوله:
فَسِيَّانِ بَيْتُ العَنْكَبُوتِ وجَوْسَقٌ
رَفِيعٌ، إِذا لم تُقْضَ فيه الحوائجُ
فأَكثرت الاستشهاد بشعر العرب والحديث؛ وقد أَنشد أَبو عمرو بن العلاء
أَيضاً:
صَرِيعَيْ مُدامٍ، ما يُفَرِّقُ بَيْنَنا
حوائجُ من إِلقاحِ مالٍ، ولا نَخْلِ
وأَنشد ابن الأَعرابي أَيضاً:
مَنْ عَفَّ خَفَّ، على الوُجُوهِ، لِقاؤُهُ،
وأَخُو الحَوائِجِ وجْهُه مَبْذُولُ
وأَنشد أَيضاً:
فإِنْ أُصْبِحْ تُخالِجُني هُمُومٌ،
ونَفْسٌ في حوائِجِها انْتِشارُ
وأَنشد ابن خالويه:
خَلِيلَيَّ إِنْ قامَ الهَوَى فاقْعُدا بِهِ،
لَعَنَّا نُقَضِّي من حَوائِجِنا رَمّا
وأَنشد أَبو زيد لبعض الرُّجّاز:
يا رَبَّ، رَبَّ القُلُصِ النَّواعِجِ،
مُسْتَعْجِلاتٍ بِذَوِي الحَوائِجِ
وقال آخر:
بَدَأْنَ بِنا لا راجِياتٍ لخُلْصَةٍ،
ولا يائِساتٍ من قَضاءِ الحَوائِجِ
قال: ومما يزيد ذلك إِيضاحاً ماقاله العلماء؛ قال الخليل في العين في
فصل «راح» يقال: يَوْمٌ راحٌ وكَبْشٌ ضافٌ، على التخفيف، مِن رائح وضائف،
بطرح الهمزة، كما قال أَبو ذؤيب الهذلي:
وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فاها، فَلَوْنهُ
كَلَوْنِ النَّؤُورِ، وهْي أَدْماءُ سارُها
أَي سائرها. قال: وكما خففوا الحاجة من الحائجة، أَلا تراهم جمعوها على
حوائج؟ فأَثبت صحة حوائج، وأَنها من كلام العرب، وأَن حاجة محذوفة من
حائجة، وإِن كان لم ينطق بها عنده. قال: وكذلك ذكرها عثمان بن جني في كتابه
اللمع، وحكى المهلبي عن ابن دريد أَنه قال حاجة وحائجة، وكذلك حكى عن
أَبي عمرو بن العلاء أَنه يقال: في نفسي حاجَةٌ وحائجة وحَوْجاءُ، والجمع
حاجاتٌ وحوائجُ وحاجٌ وحِوَجٌ. وذكر ابن السكيت في كتابه الأَلفاظ ! باب
الحوائج: يقال في جمع حاجةٍ حاجاتٌ وحاجٌ وحِوَجٌ وحَوائجُ. وقال سيبويه في
كتابه، فيما جاء فيه تَفَعَّلَ واسْتَفْعَلَ، بمعنى، يقال: تَنَجَّزَ
فلانٌ حوائِجَهُ واسْتَنْجَزَ حوائجَهُ. وذهب قوم من أَهل اللغة إِلى أَن
حوائج يجوز أَن يكون جَمْعَ حوجاء، وقياسها حَواجٍ، مثل صَحارٍ، ثم قدّمت
الياء على الجيم فصار حَوائِجَ؛ والمقلوب في كلام العرب كثير. والعرب
تقول: بُداءَاتُ حَوائجك، في كثير من كلامهم. وكثيراً ما يقول ابن السكيت:
إِنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين والراحات، وإِنما غلط الأَصمعي في
هذه اللفظة كما حكي عنه حتى جعلها مولّدة كونُها خارجةً عن القياس، لأَن
ما كان على مثل الحاجة مثل غارةٍ وحارَةٍ لا يجمع على غوائر وحوائر، فقطع
بذلك على أَنها مولدة غير فصيحة، على أَنه قد حكى الرقاشي والسجستاني عن
عبد الرحمن عن الأَصمعي أَنه رجع عن هذا القول، وإِنما هو شيء كان عرض
له من غير بحث ولا نظر، قال: وهذا الأَشبه به لأَن مثله لا يجهل ذلك إِذ
كان موجوداً في كلام النبي، صلى الله عليه وسلم، وكلام العرب الفصحاء؛
وكأَن الحريريّ لم يمرّ به إِلا القول الأَول عن الأَصمعي دون الثاني، والله
أَعلم.
والحَوْجاءُ: الحاجةُ. ويقال ما في صدري به حوجاء ولا لَوْجاءُ، ولا
شَكٌّ ولا مِرْيَةٌ، بمعنى واحد. ويقال: ليس في أَمرك حُوَيْجاءُ ولا
لُوَيْجاءُ ولا رُوَيْغَةٌ، وما في الأَمر حَوْجاء ولا لَوْجاء أَي شك؛ عن
ثعلب.وحاجَ يَحوجُ حَوْجاً أَي احتاج. وأَحْوَجَه إِلى غيره وأَحْوَجَ
أَيضاً: بمعنى احتاج. اللحياني: ما لي فيه حَوْجاءُ ولا لوجاء ولا حُوَيجاء ولا
لُوَيجاء؛ قال قيس بن رقاعة:
مَنْ كانَ، في نَفْسِه، حَوْجاءُ يَطْلُبُها
عِندي، فَإِني له رَهْنٌ بإِصْحارِ
أُقِيمُ نَخْوَتَه، إِنْ كان ذا عِوَجٍ،
كما يُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِي
قال ابن بري المشهور في الرواية:
أُقِيمُ عَوْجَتَه إِن كان ذا عوج
وهذا الشعر تمثل به عبد الملك بعد قتل مصعب بن الزبير وهو يخطب على
المنبر بالكوفة، فقال في آخر خطبته: وما أَظنكم تزدادون بعدَ المَوْعظةِ
إِلاَّ شرّاً، ولن نَزْدادَ بَعد الإِعْذار إِليكم إِلاّ عُقُوبةً وذُعْراً،
فمن شاء منكم أَن يعود إِليها فليعد، فإِنما مَثَلي ومَثَلكم كما قال قيس
بن رفاعة:
مَنْ يَصْلَ نارِي بِلا ذَنْبٍ ولا تِرَةٍ،
يَصْلي بنارِ كريمٍ، غَيْرِ غَدَّارِ
أَنا النَّذِيرُ لكم مني مُجاهَرَةً،
كَيْ لا أُلامَ على نَهْيي وإِنْذارِي
فإِنْ عَصِيْتُمْ مقالي، اليومَ، فاعْتَرِفُوا
أَنْ سَوْفَ تَلْقَوْنَ خِزْياً، ظاهِرَ العارِ
لَتَرْجِعُنَّ أَحادِيثاً مُلَعَّنَةً،
لَهْوَ المُقِيمِ، ولَهْوَ المُدْلِجِ السارِي
مَنْ كانَ، في نَفْسِه، حَوْجاءُ يَطْلُبُها
عِندي، فإِني له رَهْنٌ بإِصْحارِ
أُقِيمُ عَوْجَتَه، إِنْ كانَ ذا عِوَجٍ،
كما يُقَوِّمُ، قِدْحَ النَّبْعَةِ، البارِي
وصاحِبُ الوِتْرِ لَيْسَ، الدَّهْرَ، مُدْركَهُ
عِندي، وإني لَدَرَّاكٌ بِأَوْتارِي
وفي الحديث: أَنه كوى سَعْدَ بنَ زُرارَةَ وقال: لا أَدع في نفسي
حَوْجاءَ مِنْ سَعْدٍ؛ الحَوْجاءُ: الحاجة، أَي لا أَدع شيئاً أَرى فيه بُرْأَة
إِلاّ فعلته، وهي في الأَصل الرِّيبَةُ التي يحتاج إِلى إِزالتها؛ ومنه
حديث قتادة قال في سجدة حم: أَن تَسْجُدَ بالأَخيرة منهما، أَحْرى أَنْ
لا يكون في نفسك حَوْجاءُ أَي لا يكون في نفسك منه شيء، وذلك أَن موضع
السجود منها مختلف فيه، هل هو في آخر الآية الُولى أَو آخر الآية الثانية،
فاختار الثانية لأَنه أَحوط؛ وأَن يسجد في موضع المبتدإِ، وأَحرى خبره.
وكَلَّمه فما رَدَّ عليه حَوْجاء ولا لَوْجاء، ممدود، ومعناه: ما ردَّ
عليه كلمة قبيحةً ولا حَسَنَةً، وهذا كقولهم: فما رد عليَّ سوداء ولا بيضاء
أَي كلمة قبيحة ولا حسنة. وما بقي في صدره حوجاء ولا لوجاء إِلا قضاها.
والحاجة: خرزة
(* قوله «والحاجة خرزة» مقتضى ايراده هنا انه بالحاء
المهملة هنا، وهو بها في الشاهد أيضاً. وكتب السيد مرتضي بهامش الأَصل صوابه:
والجاجة، بجيمين، كما تقدم في موضعه مع ذكر الشاهد المذكور.) لا ثمن لها
لقلتها ونفاستها؛ قال الهذلي:
فَجاءَت كخاصِي العَيْرِ لم تَحْلَ عاجَةً،
ولا حاجَةٌ منها تَلُوحُ على وَشْمِ
وفي الحديث: قال له رجل: يا رسول ا ، ما تَرَكْتُ من حاجَةٍ ولا داجَةٍ
إِلا أَتَيْتُ؛ أَي ما تركت شيئاً من المعاصي دعتني نفسي إِليه إِلا وقد
ركبته؛ وداجَةٌ إِتباع لحاجة، والأَلف فيها منقلبة عن الواو.
ويقال للعاثر: حَوْجاً لك أَي سلامَةً
وحكى الفارسي عن أَبي زيد: حُجْ حُجَيَّاكَ، قال: كأَنه مقلوبٌ مَوْضِعُ
اللاَّم إِلى العين.
جنس: الجِنْسُ: الضَّربُ من كل شيء، وهو من الناس ومن الطير ومن حدود
النَحْوِ والعَرُوضِ والأَشياء جملةٌ. قال ابن سيده: وهذا على موضوع عبارات
أَهل اللغة وله تحديد، والجمع أَجناس وجُنُوسٌ؛ قال الأَنصاري يصف
النخل:تَخَيَّرْتُها صالحاتِ الجُنُو
سِ، لا أَسْتَمِيلُ ولا أَسْتَقِيلُ
والجِنْسُ أَعم من النوع، ومنه المُجانَسَةُ والتَجْنِيسُ. ويقال: هذا
يُجانِسُ هذا أَي يشاكله، وفلان يُجانس البهائم ولا يُجانس الناسَ إِذا لم
يكن له تمييز ولا عقل. والإِبل جِنْسٌ من البهائم العُجْمِ، فإِذا واليت
سنّاً من أَسنان الإِبل على حِدَة فقد صنفتها تصنيفاً كأَنك جعلت بنات
المخاض منها صنفاً وبنات اللبون صِنفاً والحِقاق صِنْفاً، وكذلك الجَذَعُ
والثَّنيُّ والرُّبَعُ. والحيوان أَجناسٌ: فالناس جنس والإِبل جنس والبقر
جنس والشَّاء جنس، وكان الأَصمعي يدفع قول العامة هذا مُجانِسٌ لهذا
إِذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربي صحيح، ويقول: إِنه مولَّد. وقول
المتكلمين: الأَنواع مَجْنُوسَةٌ للأَجْناسِ كلام مولَّد لأَن مثل هذا ليس من
كلام العرب. وقول المتكلمين: تَجانَس الشيئان ليس بعربي أَيضاً إِنما هو
توسع. وجئْ به من جِنْسِك أَي من حيث كان، والأَعرف من حَِسِّك. التهذيب:
ابن الأَعرابي: الجَنَسُ جُمُودٌ
(* قوله «الجنس جمود» عبارة القاموس:
والجنس، بالتحريك، جمود الماء وغيره.) . وقال: الجَنَسُ المياه الجامدة.