Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مهم

خرق

[خرق] فيه: نهى أن يضحي بشرقاء أو "خرقاء" هي التي في أذنها ثقب مستدير، والخرق الشق. ومنه ح الزهراوين: كأنهما "خرقان" من طير صواف - كذا في بعضها، فإن حُفظ بالفتح فمن الخرق أي ما انخرق من الشيء وبان منه، وإن كسر فمن الخرقة القطعة من الجراد، واستصوب: حزقان - بحاء مهمــلة وزاي من الخرقة: الجماعة من الناس والطير ونحوهما. ومنه ح مريم عليها السلام: فجاءت "خزقة" من جراد فاصطادت وشوت. وفيه: الرفق يمن و"الخرق" شؤم وهو بالضم: الجهل والحمق، خرق يخرج فهو أخرق. ومنه ح: تعين صانعًا أو تصنع "لأخرق" أي جاهل بما يجب عليه أن يعلمه ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها. ومنه ح جابر: فكرهت أن أجيئهن "بخرقاء" مثلهن، أي حمقاء جاهلة وهي تأنيث أخرق. وفي ح تزويج فاطمة: فلما أصبح دعاها فجاءت "خرقة" من الحياء، أي خجلة مدهوشة، من الخرق: التحير، وروى: أتته تعثر في مرطها من الخجل. ومنه ج: فوقع "فخرق" أراد أنه وقع ميتًا. وفي ح علي: البرق "مخاريق" الملائكة، هي جمع مخراق، وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضًا، أراد أنه آلة تزجر الملائكة السحاب به وتسوقه، ويفسره ح ابن عباس البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب. ومنه: أن أيمن وفتية حلوا أزرهم وجعلوها "مخاريق" واجتلدوا بها فقال صلى الله عليه وسلم: لا من الله استحيوا ولا من رسوله استتروان وأم أيمن تقول: استغفر لهم، فبلأي ما استغفر لهم. وفيه: عمامة "خرقانية" كأنه لواها ثم كورها، كما يفعله أهل الرساتيق، وقد رويت بحاء مهمــلة وبضم وفتح وغير ذلك. غ: "خرقوا" له بنين، افتعلوا ذلك كذبا. و"لن "تخرق" الأرض" لن تبلغ أطرافها أو لن تقطعها. ك: و"خرقاء" هي ريطة بنت سعد صاحب كوكب الخرقاء. ج: معه "مخاريق" هي ثوب من خز أو صوف معلم.

خرق: الخَرْق: الفُرجة، وجمعه خُروق؛ خَرَقه يَخْرِقُه خَرْقاً وخرَّقه

واخْتَرَقه فتخَرَّق وانخرَق واخْرَوْرَق، يكون ذلك في الثوب وغيره.

التهذيب: الخرق الشَّقُّ في الحائط والثوب ونحوه. يقال: في ثوبه خَرق وهو في

الأَصل مصدر.

والخِرْقة: القِطعة من خِرَقِ الثوب، والخِرْقة المِزْقةُ منه. وخَرَقْت

الثوب إذا شَقَقْتَه. ويقال للرجل المُتمزِّق الثياب: مُنْخَرِق

السِّرْبال. وفي الحديث في صفة البقرة وآل عمران: كأَنهما خرْفان من طير

صَوافَّ؛ هكذا جاءَ في حديث النَّوّاسِ، فإن كان محفوظاً بالفتح فهو من الخَرْق

أَي ما انْخرقَ من الشيء وبانَ منه، وإن كان بالكسر فهو من الخِرْقة

القِطعة من الجَراد، وقيل: الصواب حِزْقانِ، بالحاء الــمهمــلة والزاي، من

الحِزْقةِ وهي الجماعة من الناس والطير وغيرهما؛ ومنه حديث مريم، عليها

السلام: فجاءت خِرْقةٌ من جَراد فاصْطادَتْ وشَوَتْ؛ وأَمّا قوله:

إنَّ بَني سَلْمى شُيوخٌ جِلَّهْ،

بِيضُ الوُجوهِ خُرُقُ الأَخِلَّهْ

فزعم ابن الأَعرابي أَنه عنى أن سيوفهم تأكل أَغمادَها من حِدّتها،

فخُرُق على هذا جمع خارِق أَوخَرُوق أَي خُرُقُ السُّيوف للأَخِلَّة.

وانْخرَقت الريح: هبَّت على غير استقامة. وريحٌ خَرِيقٌ: شديدة، وقيل:

ليّنة سهلة، فهو ضدّ، وقيل: راجعة غير مستمرّة السير، وقيل: طويلةُ

الهُبوب. التهذيب: والخَرِيقُ من أَسماء الريح الباردةِ الشديدة الهُبوبِ كأنها

خُرِقَت، أَماتوا الفاعل بها؛ قال الأَعلم الهذلي:

كأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ،

يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ للرِّئالِ

كأنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحٍ

خَرِيقٍ، بين أَعْلامٍ طِوالِ

قال الجوهري: وهو شاذٌّ وقياسه خَرِيقةٌ، وهكذا أَنشد الجوهري؛ قال ابن

بري: والذي في شعره:

كأَنَّ جناحَه خَفقانُ ريح

يصف ظليماً؛ وأَنشد لحميد بن ثور:

بمَثْوى حَرامٍ والمَطِيّ كأَنَّه

قَنا مَسَدٍ، هَبَّت لَهُنّ خَرِيقُ

وأَنشد أَيضاً لزهير:

مُكَلَّل بأُصُولِ النَّبْتِ تَنْسِجُه

رِيحٌ خَريقٌ، لضاحي مائه حُبُكُ

ويقال: انْخَرَقتِ الريحُ؛ الخَرِيقُ إذا اشتدّ هُبوبُها وتخلُّلها

المواضعَ.

والخَرْقُ: الأَرض البعيدة، مُستوية كانت أَو غير مستوية. يقال: قطعنا

إليكم أَرضاً خَرْقاً وخَروقاً. والخَرْقُ: الفلاة الواسعة، سميت بذلك

لانْخِراق الريح فيها، والجمع خُرُوقٌ؛ قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلِد

الهُذلي:وإِنَّهما لَجَوَّابا خُرُوقٍ،

وشَرَّابانِ بالنُّطَفِ الطَّوامي

والنُّطف: جمع نُطْفة وهو الماء الصافي، والطوامي: المرتفعة. والخَرْقُ:

البُعْد، كان فيها ماء أَو شجر أَو أَنِيس أَو لم يكن، قال: وبُعدُ ما

بين البصرة وحَفَرِ أَبي موسى خَرْقٌ، وما بين النِّباجِ وضَرِيَّة خرقٌ.

وقال المؤرّج: كل بلد واسع تَتخرََّق به الرياح، فهو خَرْق.

والخِرْقُ من الفِتْيان: الظريف في سَماحة ونَجْدة. تخرَّق في الكَرَم:

اتَّسع. والخِرْقُ، بالكسر: الكريم المُتَخرِّقُ في الكرَم، وقيل: هو

الفَتى الكريم الخَليقةِ، والجمع أَخراقٌ. ويقال: هو يَتخرَّقُ في السخاء

إذا توسَّع فيه؛ وأنشد ابن بري للأُبَيْرِد اليَرْبُوعي:

فَتىً، إنْ هو اسْتَغْنى تخَرَّقَ في الغِنى،

وإنْ عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَه الفَقْرُ

وقول ساعِدةَ بن جُؤيَّةَ:

خِرْق من الخَطِّيِّ أُغُمِضَ حَدُّه،

مِثْل الشِّهابِ رَفَعْتَه يَتلهَّبُ

جعل الخِرْقَ من الرِّماحِ كالخِرْق من الرجال.

والخِرِّيقُ من الرجال. كالخِرْق على مثال الفِسِّيق؛ قال أَبو ذؤيب يصف

رجلاً صَحِبَه رجل كريم:

أُتِيحَ له من الفِتْيان خِرْقٌ

أَخو ثِقةٍ، وخِرِّيقٌ خَشوُفُ

وجمعه خِرِّيقُون؛ قال: ولم نسمعهم كسَّروه لأَنَّ مثل هذا لا يكاد يكسر

عند سيبويه.

والمِخْراقُ: الكريم كالخِرْق؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

وطِيرِي لمِخْراقٍ أَشمَّ، كأَنه

سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

ابن الأعرابي: رجل مِخْراق وخِرْق ومُتخرِّقٌ

أَي سَخِيّ، قال: ولا جمع للخِرْق.

وأُذُن خَرْقاء: فيها خَرْق نافذ. وشاة خَرْقاء: مثقوبة الأُذن ثَقْباً

مستديراً، وقيل: الخرْقاء الشاة يُشَقُّ في وسط أُذنها شَقٌّ

واحد إلى طرف أُذنها ولا تُبان. وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم،

نَهى أَن يُضَحَّى بشَرْقاء أَو خَرْقاء؛ الخَرْقُ: الشقُّ؛ قال

الأَصمعي: الشرْقاءُ في الغنم المَشقُوقة الأُذن بإثنين، والخرقاءُ من الغنم التي

يكون في أُذنها خَرق، وقيل: الخرقاء أَن يكون في الأُذن ثَقْب مستدير.

والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ابن سيده: والاخْتِراقُ المَمَرُّ في الأَرض

عَرْضاً على غير طريق. واختِراقُ الرِّياح: مُرورها. ومنْخَرَقُ الرياح:

مَهَبُّها، والريحُ تخْتَرِقُ في الأرض. وريح خَرقاء: شديدة. واخترَقَ

الدَّار أؤ دار فلانٍ: جعلها طريقاً لحاجته. واخْترقَتِ الخيلُ ما بين القُرى

والشجر: تَخَلَّلَتْها؛ قال رؤبة:

يُكِلُّ وفدَ الرِّيحِ من حيث انْخَرَقْ

وخَرَقْتُ الأَرضَ خَرْقاً أَي جُبْتها. وخرقَ الأَرض يخرُقها: قطعها

حتى بلغ أَقْصاها، ولذلك سمي الثور مِخْراقاً. وفي التنزيل إنك لن تَخرِق

الأَرض. والمِخراقُ: الثَّوْر الوحْشِيّ لأَنه يَخرِق الأَرض، وهذا كما

قيل له ناشِطٌ، وقيل: إنما سمي الثور الوحشي مِخراقاً لقطْعِه البلادَ

البعيدة؛ ومنه قول عديّ:

كالنَّابِئِ المِخْراقِ

والتخَرُّق: لغة في التخلُّق من الكذب. وخَرَق الكذبَ وتَخَرَّقه،

وخَرَّقَه، كلُّه: اخْتلَقه؛ قال الله عز وجل: وخَرَقُوا له بنين وبَناتٍ بغير

علم سبحانه؛ قرأَنافع وحده: وخرَّقوا له، بتشديد الراء، وسائر القرّاء

قرؤوا: وخَرَقوا، بالتخفيف؛ قال الفراء: معنى خَرقُوا افْتَعلوا ذلك كذباً

وكُفراً، وقال: وخرَقوا واخْترقُوا وخلَقوا واخْتَلَقُوا واحد. قال أَبو

الهيثم: الإخْتِراقُ والاخْتِلاقُ والاخْتِراصُ والافْتِراءُ واحد.

ويقال: خَلق الكلمة واخْتَلَقها وخَرَقها واخترقها إذا ابْتدَعها كذباً،

وتَخَرَّق الكذب وتَخَلَّقه.

والخُرْقُ والخُرُقُ: نَقِيض الرِّفْق، والخَرَقُ مصدره، وصاحبه

أَخْرَقُ. وخَرِقَ بالشيء يَخْرَقُ: جهله ولم يُحسن عمله. وبعير أَخْرَقُ: يقع

مَنْسِمه بالأرض قبل خُفِّه يَعْتَري للنَّجابة. وناقة خَرْقاء: لا

تَتَعَهَّد مواضع قوائمها. وريح خَرْقاء: لا تَدُوم على جِهتها في هُبُوبها؛

وقال ذو الرمة:

بَيْت أَطافَتْ به خَرْقاء مَهْجُوم

وقال المازني في قوله أَطافت به خرقاء: امرأَة غير صَناع ولا لها رِفق،

فإذا بَنت بيتاً انْهدم سريعاً. وفي الحديث: الرِّفق يُمْن والخُرْقُ

شُؤم؛ الخُرق، بالضم: الجهل والحمق. وفي الحديث: تُعِينُ صانِعاً أَو

تَصْنَع لأَخْرَقَ أَي لجاهل بما يَجِب أَن يَعْمَله ولم يكن في يديه صَنْعة

يكتسِب بها. وفي حديث جابر: فكرهت أَن أَجيئَهن بخَرْقاء مثلهن أَي حَمْقاء

جاهلة، وهي تأنيث الأَخْرِق. ومَفازةٌ خرْقاء خَوْقاء: بعيدة.

والخَرْقُ: المَفازةُ البعيدة، اخترقته الريح، فهو خَرْق أَملس. والخُرْق: الحُمق؛

خَرُق خُرْقاً، فهو أَخرق، والأُنثى خرقاء. وفي المثل: لا تَعْدَمُ

الخَرْقاء عِلَّة، ومعناه أَنَّ العِلَل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرقاء

فَضلاً عن الكَيِّس. الكسائي: كل شيء من باب أَفْعلَ وفعْلاء، سوى الألوان،

فإنه يقال فيه فَعِلَ يَفْعَل مثل عَرِج يَعْرَج وما أَشبهه إلاّ ستة

أَحرف

(* قوله «ستة أحرف» بيض المؤلف للسادس ولعله عجم ففي المصباح وعجم

بالضم فهو أعجم والمرأة عجماء. وقوله «والاسمن» كذا بالأصل ولعله محرف عن

أيمن، ففي القاموس يمن ككرم فهو ميمون وأيمن.) فإنها جاءَت على فَعُلَ:

الأَخْرَقُ والأَحْمَقُ والأَرْعَنُ والأَعْجَفُ والأَسْمَنُ . . . . يقال:

خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق، يقال: خَرُق الرجل يَخْرُق، فهو أَخرق،

وكذلك أَخواته.

والخَرَق، بالتحريك: الدَّهَشُ من الفَزَع أَو الحَياء. وقد أَخْرَقْتُه

أَي أَدْهَشْته. وقد خَرِق، بالكسر، خرَقاً، فهو خَرِق: دَهِش. وخَرِق

الظّبْيُ: دَهِش فلَصِقَ بالأَرض ولم يقدر على النُّهوض، وكذلك الطائر،

إذا لم يقدر على الطيران جَزعاً، وقد أَخْرَقه الفزَع فخَرِق؛ قال شمر:

وأَقرأني ابن الأَعرابي لبعض الهُذليين يصف طريقاً:

وأَبْيَض يَهْدِيني، وإن لم أُنادِه،

كفَرْقِ العَرُوسِ طُوله غيرُ مُخْرِقِ

توائمُه في جانِبَيه كأنها

شُؤونٌ برأسٍ، عَظْمُها لم يُفَلَّقِ

فقال: غير مُخرِق أَي لا أَخرَقُ فيه ولا أَحارُ وإن طال عليَّ وبعُد،

وتوائمه: أَراد بُنَيَّاتِ الطريق. وفي حديث تزويج فاطمةَ، رضوانُ الله

عليها: فلما أَصبح دعاها فجاءَت خَرِقةً من الحَياء أَي خَجِلة مَدْهُوشة،

من الخَرَقِ التحيُّر؛ وروي أَنها أَتته تَعثُر في مِرْطِها من الخَجَل.

وفي حديث مكحول: فوَقع فَخَرِق؛ أَراد أَنه وقع ميتاً. ابن الأَعرابي:

الغزالُ إذا أَدركه الكلب خَرِقَ فلَزِق بالأَرض. وقال الليث: الخرَقُ

شِبْه البَطر من الفزع كما يُخْرَقُ الخِشْفُ إذا صِيدَ. قال: وخَرِق الرجل

إذا بقي متحِّيراً من هَمٍّ أَو شدّة؛ قال: وخَرِق الرجل في البيْت فلم

يبرح فهو يَخْرَقُ خرَقاً وأَخْرَقَه الخَوفُ. والخَرَقِ مصدر الأَخْدق،

وهو الرفيق. وخَدِقَ يَخْدَقُ إذا حَمُق: والاسم الخُرْق، بالضم، ورماد

خَرِق: لازِقٌ بالأرض. ورَحِم خَريق إذا خَرَقها الولد فلا تَلْقَح بعد

ذلك.والمَخارِيقُ، واحدها مِخْراق: ما تلعب به الصبيان من الخِرَقِ

المَفْتُولة؛ قال عمرو بن كُلثوم:

كأَنَّ سُيوفَنا مِنّا ومنهم

مَخاريقٌ بأَيدي لاعبينا

ابن سيده: والمِخْراقُ مِنديل أَو نحوه يُلوى فيُضرب به أَو يُلَفُّ

فيُفَزَّعُ به، وهو لُعْبة يَلْعب بها الصبيان؛ قال:

أُجالِدُهمْ يومَ الحَديثة حاسِراً،

كأَن يَدي بالسيْف مِخْراقُ لاعِب

وهو عربي صحيح. وفي حديث علي، عليه السلام، قال: البَرْقُ مخارِيقُ

الملائكة، وأَنشد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مِخْراق، وهو في الأَصل

عند العرب ثوب يُلَفّ ويضرب به الصبيانُ بعضهم بعضاً، أَراد أَنها آلة

تزجُر بها الملائكة السحاب وتسُوقه؛ ويفسره حديث ابن عباس: البَرْقُ سَوْط من

نور تَزْجُر به الملائكة السحاب. وفي الحديث: أَنَّ أَيْمَنَ وفِتْيةً

معه حَلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجْتلدوا بها فرآهم النبي، صلى

الله عليه وسلم، فقال: لا من الله اسْتَحْيَوْا ولا من رسوله اسْتَتَروا،

وأمُّ أَيْمن تقول: استَغْفِر لهم. والمِخْراقُ: السيف؛ ومنه قوله:

وأَبْيَض كالمِخْراقِ بَليَّتُ حَدَّه

وقال كُثيّر في المخَاريق بمعنى السيوف:

عليهن شُعْثٌ كالمَخارِيق، كُلُّهمْ

يُعَدُّ كَرِيماً، لا جَباناً ولا وَغْلا

وقول أبي ذُؤيب يصف فرساً:

أرِقْتُ له ذاتَ العِشاء كأنَّه

مَخاريقُ، يُدْعَى وسْطَهُن خَرِيجُ

جمعه، كأنه جعل كل دُفْعة من هذا البَرق مِخْراقاً، لا يكون إلا هذا لأن

ضمير البرق واحد، والمَخاريقُ جمع. والمِخْراقُ: الطويل الحَسن الجسم؛

قال شمر: المِخراقُ من الرجال الذي لا يقع في أمر إلا خرج منه، قال:

والثَّور البَرِّي يسمى مِخْراقاً لأن الكلاب تطلبُه فيُفْلت منها.

وقال أَبو عدْنان: المَخارِق المَلاصُّ يَتَخَرَّقُون الأَرض، بينا هُم

بأَرضٍ إذا هم بأُخرى. الأَصمعي: المَخارِقُ الرجال الذين يتخرَّقون

ويتصرَّفون في وجُوه الخير.

والمَخْروق: المَحْروم الذي لا يقَع في يده غِنى. وخَرَق في البيت

خُروقاً: أَقام فلم يَبرَح. والخِرْقة: القِطْعة من الجراد كالخِرْقة؛

قال:قد نَزلَت، بساحةِ ابنِ واصِلِ،

خِرْقةُ رِجْلٍ من جَرادٍ نازِلِ

وجمعها خِرَق. والخُرَّقُ: ضَرْب من العصافير، واحدته خُرَّقةٌ، وقيل:

الخُرَّق واحد. التهذيب: والخُرَّق طائر.

والخَرْقاء: موضع؛ قال أُسامة الهذلي:

غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاء تَدْعُو،

وصَرَّحَ باطنُ الظَّنِّ الكَذوب

ومِخْراقٌ ومُخارق: اسمان. وذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: جاهليّ من

شُعرائهم لَقَبٌ، واسمه قُرْطٌ، لُقِّب بذلك لقوله:

لَمَّا رأَتْ إِبلِي هَزْلَى حَمُولَتُها،

جاءتْ عِجافاً عليها الرِّيشُ والخِرَقُ

الجوهري: الخَرِيق المُطمئنّ من الأرض وفيه نبات. قال الفراء: يقال مررت

بخَرِيق من الأرض بين مَسْحاوَيْن. والمَسْحاء: أَرض لا نبات فيها.

والخَرِيقُ: الذي توسَّط بين مسحاوين بالنبات، والجمع الخُرُق؛ وأَنشد الفراء

لأَبي محمد الفَقْعَسِي:

تَرْعَى سَمِيراءُ إلى أَهْضامِها

إلى الطُّرَيْفاتِ إلى أَرْمامِها،

في خُرُقٍ تَشْبَعُ من رَمْرامِها

(* قوله «سميراء» في ياقوت بفتح السين وكسر الميم، وقيل بضم السين وفتح

الميم). وفلان مِخْراقُ حَرْب أَي صاحب حُروب يَخِفّ فيها؛ قال الشاعر

يمدح قوماً:

لم أَرَ مَعْشَراً كبَنِي صُرَيْمٍ،

تَضُــمُّهمُ التَّهائمُ والنُّجُودُ

أَجَلَّ جلالةً وأَعَزَ فَقْداً،

وأَقْضَى للحُقُوقِ، وهم قُعودُ

وأَكثرَ ناشِئاً مِخْراقَ حَرْبٍ،

يُعِين على السِّيادةِ أَو يَسُودُ

يقول: لم أَر معشراً أكثر فِتْيان حَرْب منهم.

والخَرْقاء: صاحبة ذي الرُّمَّة وهي من بني عامر بن رَبيعةَ بن عامر بن

صَعْصَعة.

ابن بري: قال أَبو عَمرو الشَّيْبانِي المُخْرَوْرِقُ الذي يَدوُر على

الإبل فَيحمِلها على مكروهها؛ وأَنشد:

خَلْفَ المَطِيّ رجُلاً مخْرَوْرِقاً،

لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعهِ المُنَطّقا

وفي حديث ابن عباس: عمامةٌ خُرقانِيّةٌ

كأَنه لوَاها ثم كَوَّرها كما يفعله أَهل الرَّساتِيق؛ قال ابن الأَثير:

هكذا جاءت في رواية وقد رويت بالحاء الــمهمــلة وبالضم وبالفتح وغير ذلك.

خربق: الخَرْبَقُ

(* قوله «الخربق» في القاموس الخربق كجعفر. وقوله «ولا

يقتله» في ابن البيطار: الافراط منه يقتل). نبت كالسمِّ يُغْشَى على

آكله ولا يقتله. وامرأة مُخْرَبقةٌ: رَبوخ، وخِرْباقٌ. سريعة المشي. ابن

الأَعرابي: يقال للمرأة الطويلة العظيمة خِرْباق وغِلْفاقٌ ومُزَنَّرة

ولُباخِيَّةٌ.

وخَرْبَقَ الشيء: قطَّعه مثل خَرْدَلَه، وربما قالوا خَبْرَقْت مثل جذَب

وجَبَذَ. وخَرْبَقْت الثوب أَي شقَقْته. وخَرْبَق عَمَله: أَفسده. وجدَّ

في خِرْباق أَي في ضَرِطٍ. ورجل خِرْباق: كثير الضَّرِط. وخَرْبَق

النبتُ: اتصل بعضه ببعض. والخِرْباقُ: اسم رجل من الصحابة يقال له ذو اليدين.

والمُخْرَنْبِق: المُطْرِقُ الساكت الكافُّ. وفي المثل: مُخْرَنْبِقٌ

ليَنْباعَ أَي ليَثِب أَو ليَسْطُو إذا أصاب فُرْصة، فمعناه أَنه سكت لداهية

يريدها. الأَصمعي: من أَمثالهم في الرجل يُطيل الصْمت حتى يُحْسَب

مُغَفّلاً وهو ذو نَكْراء: مُخْرَنْبِقٌ لِينباع، ولينباع ليَنْبَسط، وقيل: هو

المُطْرِق المُتَرَبِّص بالفُرْصة يَثِب على عدوّه أَو حاجته إذا أَمكنه

الوثوب، ومثله مُخْرَنْطِمٌ لينباع، وقيل: المخرنبق الذي لا يُجِيب إذا

كُلِّم. ويقال: اخْرنبق الرجل وهو انْقماعُ المُرِيب؛ وأَنشد:

صاحب حانُوتٍ، إذا ما اخْرنْبقا

فيه، عَلاه سُكرهُ فَخَذْرَقا

يقال: رجل مُخَذْرِقٌ وخِذراق أَي سَلاَّح.

واخْرنْبقَ: مثل اخْرَنْفَقَ إذا انقمع. واخْرنبقَ: لَطِئ بالأرض.

والمُخْرَنْبِق: اللاَّصِق بالأرض.

والخَرْبَق: ضرب من الأَدْوِية.

خرق

1 خَرَقَهُ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ (Mgh, Msb, K) and خَرُقَ, (K,) the former of which is the more chaste, (TA,) inf. n. خَرْقٌ, (S, Mgh, Msb, KL,) He made a hole in it, perforated it, pierced it, or bored it; (Msb, * KL;) syn. جَابَهُ [in this sense, as well as in another to be explained below], (K, [in the CK, erroneously, جاءَ بهِ,]) and ثَقَبَهُ: (TA:) and he cut it [so as to make a hole or a slit in it]: (Msb:) and he rent it, or tore it. (JK, K, KL.) You say, خَرَقَ الثَوْبَ, (JK, S, Mgh, K,) aor. ـِ [and خَرُقَ], inf. n. as above, (Mgh,) He [made a hole in, or] rent, or tore, the garment, or piece of cloth; (JK, K;) and الخُفَّ [the boot]; and the like. (Mgh.) And خَرَقَ الصَّخْرَةَ He made a hole in the rock; syn. جَابَهُ. (A in art. جوب.) [And خَرَقَ الحَائِطَ He made a hole in, or through, the wall: see خَرْقٌ, below.] And خَرَقَهُ بِالمِثْقَبِ He made a hole in it or through it, perforated it, pierced it, or bored it, with a drill or the like; syn. ثَقَبَهُ. (Msb in art. ثقب.) خَرَقَ السَّفِينَةَ [He made a hole in the ship], in the Kur xviii. 70, means that he did so by taking out, from the ship, with an axe, (Ksh, Bd, Jel,) a plank, (Jel,) or two planks. (Ksh, Bd.) b2: [Hence,] خَرَقَ الأَرْضَ, (JK, S, Msb,) or المَفَازَةَ, (Mgh, K, *) (tropical:) He traversed, crossed, or cut through by journeying, (JK, S, Mgh, Msb, K,) the earth, or land, (JK, S, Msb,) or the desert; (Mgh, K;) syn. قَطَعَهَا; (JK, Mgh, K; *) or جَابَهَا; (S, Msb;) so as to reach the furthest part thereof. (Mgh, TA.) [See also 8.] It is said in the Kur [xvii. 39], إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ, meaning, For thou shalt not reach the extremities of the earth: or, accord. to Az, thou shalt not traverse the earth in length and breadth: (TA:) or it means thou shalt not bore through the earth, (Jel, TA,) so as to reach the end thereof: (Jel:) or thou shalt not make a hole in the earth by thy vehement treading: (Ksh, Bd:) accord. to one reading, لن تَخْرُقَ. (Ksh, TA.) b3: [and خَرَقَتِ الرِّيحُ (assumed tropical:) The wind passed along: and (assumed tropical:) blew: for] the inf. n. خَرْقٌ signifies (assumed tropical:) the passing of the wind: and (assumed tropical:) the blowing thereof. (KL.) [See also 7 and 8.] b4: خَرَقَ الكَذِبَ (tropical:) He forged, or feigned, the lie; as also ↓اخترقهُ. (K, TA.) It is said in the Kur vi. 100, وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ, i. e. (tropical:) And they have feigned Him to have, or falsely attributed to Him, sons and daughters. (Ksh, Bd, Jel. [See also 2.]) And خَرَقَ [alone, the object being understood], (K,) inf. n. as above, (KL,) signifies (tropical:) He lied; told a lie: (K, KL, TA:) and ↓ تخرّق (tropical:) he forged, or feigned, a lie. (S, K, TA.) A2: خَرِقَتِ الشَّاةُ, aor. ـَ inf. n. خَرَقٌ, The sheep had in its ear a خَرْق, i. e. a round hole or perforation. (Msb.) A3: خَرِقَ فِى

البَيْتِ, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. خُرُوقٌ, (JK,) or خَرَقٌ; (TK;) and خَرَقَ, inf. n. خُرُوقٌ; (K;) He remained in the house, or tent, not quitting it. (JK, * K.) b2: And خَرِقَ, aor. ـَ inf. n. خَرَقٌ, said of a gazelle, or young gazelle, (Msb, K, TA,) when hunted, (TA,) or when overtaken by the dog, (IAar,) It was frightened, (Msb, K, TA, [in the CK, اَنْ يَعْرَقَ is erroneously put for أَنْ يَفْرَقَ,]) so as to be unable to go away, (Msb,) or so as to be unable to rise, (K, TA,) and clave to the ground: (IAar, TA:) and in like manner said of a bird, (Msb, K,) it became frightened, (K,) or impatient, (TA,) so as to be unable to fly away. (K, TA.) b3: And hence, (Msb,) the same verb, (S, Msb, K,) with the same aor. , (Msb, K,) and the same inf. n., (S, Msb, K,) said of a man, (Msb,) He became confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or he became bereft of his reason or intellect, because of fear, or of shame: (S, Msb, K:) or he was confounded, perplexed, or amazed, [for يَتَهَيَّبَ in the CK, I read يَبْهَتَ, as in other copies of the K and in the TA,] opening his eyes, and looking: (K, TA:) and he remained confounded, or perplexed, and unable to see his right course, by reason of anxiety, or of hardship, or distress. (TA.) وَقَعَ فَخَرِقَ [He fell down and clave to the ground], occurring in a trad, means he fell down dead. (TA.) A4: خَرِقَ, aor. ـَ (JK, S, Msb, K,) inf. n. خَرَقٌ; (S, Msb, K; *) and خَرُقَ, aor. ـُ (JK, K,) [of which خُرْقٌ, said in the S and Msb to be a simple subst., may be the inf. n., like as حُسْنٌ is of حَسْنَ;] He was rough, ungentle, clumsy, or awkward, (S, Msb, K,) in doing, or making, a thing: (Msb:) and he was unskilful in work, and in the management of affairs: and he was foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding: (K:) or he was ignorant: (JK:) or the latter verb signifies he knew not his work with his hand, or his handicraft. (Msb.) and خَرُقَ بِالشَّىْءِ He was ignorant of the thing, (K, TA,) and did it not well. (TA.) 2 خرّقه, (S, Msb,) inf. n. تَخْرِيقٌ, (Msb, K,) is similar to خَرَقَهُ, but has an intensive signification; [He made holes in it; perforated it, pierced it, or bored it, in several, or many, places: he cut it so as to make holes or slits in it:] (Msb:) he rent it, or tore it, much, or in several, or many, places: (K, TA:) namely, a garment, (S, TA,) &c. (TA.) b2: And خرّق, (TA,) inf. n. as above, (K,) (assumed tropical:) He lied much. (K, TA.) Aboo-Jaafar and Náfi' read, [in the Kur vi. 100,] وَخَرَّقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ (assumed tropical:) [And they have very falsely attributed to Him sons and daughters]. (TA. [See also 1.]) 4 اخرقهُ He (a man, S) caused him to be confounded, or perplexed, so that he was unable to see his right course; or caused him to be bereft of his reason, or intellect. (S, K.) 5 تخرّق quasi-pass. of خَرَّقَ; [thus signifying It had holes made in it; became perforated, pierced, or bored, in several, or many, places: it became cut so as to have holes or slits made in it: it became rent, or torn, much, or in several, or many, places:] (S, * K:) as also ↓ انخرق; (K;) [or rather the latter, as is indicated in the S, is quasi-pass. of خَرَقَ, and thus signifies it had a hole made in it; became perforated, pierced, or bored: it became cut so as to have a hole or slit made in it: it became rent, or torn:] and ↓اخرورق signifies the same [as the former or as the latter]: all said of a garment [&c.]: (S:) and ↓ انخرق signifies also it became wide, or expanded. (TA.) b2: [Hence,] تخرّق فِى السَّخَآءِ (tropical:) He took a wide, or an ample, range, or was profuse, in liberality, bounty, or munificence; syn. توسّع. (S, K, TA.) b3: See also 1, in the middle of the paragraph. b4: And see what next follows, in two places.7 إِنْخَرَقَ see 5, in two places. b2: انخرقتِ الرِّيحُ (tropical:) The wind blew [app. in any manner, (see مُنْخَرَق,) or] irregularly; not in one uniform manner: (TA:) [and ↓تخرّفت app. signifies the same: for you say,] بَلَدٌ وَاسِعٌ تَنْخَرِقُ بِهِ الرِّيَاحُ [(assumed tropical:) A wide country in which the winds blow, or blow irregularly]: (El-Muärrij, TA:) and فِيهَا الرِّيَاحُ ↓ أَرْضٌ وَاسِعَةٌ تَتَخَرَّقُ [app. meaning, in like manner, (assumed tropical:) A wide land in which the winds blow, &c.]. (S, K.) 8 اخترق (tropical:) He, or it, passed through, or over, or across. (Mgh, K, * TA.) [See also 1, in the former half of the paragraph.] (tropical:) He traversed, or crossed, (Mgh, TA,) a desert, (Mgh,) or a land, (TA,) not following a road. (Mgh, TA.) [(assumed tropical:) He travelled a road: see an ex. voce ثُغْرَةٌ.] (tropical:) He made a mosque, (Mgh, TA,) and a house, (TA,) to be his way, or thoroughfare. (Mgh, TA.) Hence, اخترق الحِجْرَ (assumed tropical:) He entered into the midst of the حِجْر [q. v.], without going around the حَطِيم. (Mgh.) And الخَيْلُ تَخْتَرِقُ مَابَيْنَ القُرَى وَالأَرْضِ (tropical:) The horses, or horsemen, pass through the midst of the intervening spaces of the towns, or villages, and the land. (TA.) And اِخْتَرَقْتُ القَوْمَ (assumed tropical:) I stepped into the midst of the people, or party. (TA.) And الرَّيحُ تَخْتَرِقُ الأَشْجَارَ (assumed tropical:) [The wind passes, or blows, through the trees.] (JK.) اِخْتِرَاقُ الرِّيَاحِ signifies (assumed tropical:) The passing [or blowing] of the winds. (S.) [See also 1, in the middle of the paragraph; and see 7.] b2: اخترق الكَذِبَ: see 1, in the middle of the paragraph.12 إِخْرَوْرَقَ see 5.

خَرْقٌ, originally an inf. n., of 1: (S, Mgh, Msb, TA:) A hole, or perforation, (Mgh, Msb, KL,) in a garment, (S, TA,) and in a wall, (Msb, TA,) &c.: (Msb:) and a round hole, or perforation, in the ear of a sheep: (S, Msb:) pl. خُرُوقٌ. (S, Mgh, Msb.) Hence the saying, اِتَّسَعَ الخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ [The hole was, or became, wide to the patcher]. (TA.) b2: And A part that has a hole made in it, or that is rent, or torn, of, or from, a thing. (TA.) b3: Also A desert; and so ↓ مَخْرَقٌ: (K:) or the former, a desert far extending, (JK, TA,) whether level or not level: and ↓ the latter, a wide desert in which the winds [blow, or] blow irregularly: (TA:) and the former, (El-Muärrij, K,) as also ↓ خَرْقَآءٌ, (K,) signifies likewise a wide land, (K,) or a wide country, (El-Muärrij,) in which the winds [blow, or] blow irregularly: (El-Muärrij, K: [see 7:]) ISh says, the space between El-Basrah and Hafr Abee-Moosà is a خَرْق, and that between En-Nibáj and Dareeyeh is a خَرْق: (TA:) pl. خُرُوقٌ. (K.) You say also خَوْقَآءُ ↓ مَفَازَةٌ خَرْقَآءُ A farextending desert. (TA.) And قَطَعْنَا إِلَيْكُمْ أَرْضًا

↓ خَرْقَآءَ and ↓ خَرُوقًا [We have traversed, in journeying to you, a wide land, or a wide land in which the winds blow, &c.]. (TA.) A2: Also A certain plant, resembling the قُسْط [q. v.], (JK, Ibn-'Abbád, K,) having leaves. (JK, Ibn-'Abbád.) خُرْقٌ a subst. from خَرِقَ, (S, Msb,) [or perhaps inf. n. of خَرُقَ as syn. with خَرِقَ, (see 1, last two sentences,)] and ↓ خُرُقٌ, (TA,) Roughness, ungentleness, clumsiness, or awkwardness; contr. of رِفْقٌ; (JK, S, * Mgh, Msb, * K, TA;) in doing, or making, a thing: (Msb:) unskilfulness in work, and in the management of affairs: foolishness; stupidity; or unsoundness, or deficiency, in intellect or understanding; as also ↓ خُرْقَةٌ: (K:) and ignorance. (TA.) [Hence,] نَوْمَةُ الخُرْقِ The sleep of [the time of morning called] the ضُحَى. (Har p. 223. [See also حُمْقٌ and خُلُقٌ.]) A2: The first of these words is also pl. of أَخْرَقُ and of [its fem.] خَرْقَآءُ. (K.) A3: Also The she-camel's vulva. (JK.) خِرْقٌ and ↓ خِرِّيقٌ (tropical:) Liberal, bountiful, munificent, or generous; (S, K;) as also ↓ مِخْرَاقٌ: (IAar, K:) or ↓ the second signifies very liberal or bountiful &c.: (K: [so in a later part of the art.:]) or this and the first signify one who takes a wide, or an ample, range, or is profuse, in liberality or bounty &c.: (TA:) or a youth, or young man, (JK,) excellent, or elegant, in mind, manners, address, speech, person, and the like; or clever, or ingenious; with liberality, bounty, munificence, or generosity, (Lth, JK, K,) and courage: (Lth, JK:) and a goodly youth or young man, [for الفَتِىُّ in the CK, I read الفَتَى, as in other copies of the K,] of generous disposition: (K:) the pl. (of خِرْقٌ, TA) is أَخْرَاقٌ [a pl. of pauc.] (K) and خُرَاقٌ, or خُرَّاقٌ, (accord. to different copies of the K, [both anomalous, and perhaps it is خِرَاقٌ, agreeably with analogy,]) and خُرُوقٌ; (K;) and the pl. of ↓ خِرِّيقٌ is خِرِّيقُونَ; no broken pl. of it having been heard. (T, TA.) One says also, الكَفِّ بِالنَّوَالِ ↓ هُوَ مَتَخَرِّقُ (tropical:) [He has a liberal hand, largely beneficent]. (TA.) and الكّفِّ بِالنَّوَالِ ↓ هُوَ مَخْرُوقُ (tropical:) He is liberal, bountiful, munificent, or generous. (TA. [But see مَخْرُوقٌ below.]) b2: خِرْقٌ is also applied to a spear, meaning (assumed tropical:) Highly esteemed or prized; excellent; or rare. (TA.) خَرُقٌ: see أَخْرَقُ.

خَرِقٌ [part. n. of خَرِقَ, q. v.:] A young gazelle weak in the legs, (K, TA,) cleaving to the ground, and not rising: (TA:) a gazelle, or young gazelle, (K, TA,) when hunted, (TA,) frightened, so as to be unable to rise: (K, TA:) and in like manner a bird (K, TA) frightened, (K,) or impatient, (TA,) so as to be unable to fly away: (K, TA:) fem. with ة. (K.) b2: And [hence,] A man (Msb) confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or bereft of his reason or intellect, by reason of fear, or of shame: (S, Msb, K:) or confounded, perplexed, or amazed, opening his eyes, and looking. (K, TA.) See also أَخْرَقُ.

A2: Also Ashes: because they remain [cleaving to the ground] while the people thereof go away. (K.) خُرُقٌ: see خُرْقٌ.

خُرْقَةٌ: see خُرْقٌ.

خِرْقَةٌ A piece, (S, Msb, K,) or piece torn off, (TA,) of a garment, or of cloth; [a rag;] pl. خِرَقٌ. (S, Msb, TA.) b2: [A ragged, patched, garment: and particularly one worn by a devotee; also called مُرَقَّعَةٌ, q. v.: but this is probably postclassical. Hence, أَصْحَابُ الخِرَقِ The devotees.]

b3: (tropical:) A portion of a swarm of locusts, (K, TA,) less than a رِجْل; as also حِزْقَةٌ. (TA.) خَرُوقٌ: see the next paragraph: b2: and see also خَرْقٌ.

خَرِيقٌ A womb rent by the fœtus, and that consequently does not conceive (K, TA) afterwards; (TA;) [of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ;] as also ↓ مُتَخَرِّقَةٌ. (K.) b2: And A she-camel whose womb has been rent. (JK.) Applied to a well (بِئْر), it signifies الَّتِى

كُسِرَ جِبْلَتُهَاعَنِ المَآءِ: (JK, Ibn-' Abbád, K:) [in the CK جَبَلَتُها: neither of these readings affords an admissible meaning: the right reading I believe to be جِيلُهَا; and the meaning, Of which the side, or lateral part, is broken, from the water upwards:] pl. خَرَائِقُ (JK, Ibn-' Abbád, K, TA) and خُرُقٌ, (Ibn-' Abbád, K, TA, [the latter erroneously written in the CK خُرُوْقٌ,]) like سَفَائِنُ and سُفْنٌ. (TA.) b3: A channel of water that is not deep, and not without trees. (JK, Ibn-'Abbád, K.) b4: The place of expanding of a valley, where it ends. (JK, K.) b5: A low, or depressed, tract of land, containing herbage: pl. خُرُقٌ. (S, K.) One says, مَرَرْتُ بِخَرِيقٍ مِنَ الأَرْضِ بَيْنَ مَسْحَاوَيْنِ [I passed by a low tract of land, containing herbage, between two plain tracts containing small pebbles and without herbage]. (Fr, S.) b6: Hard ground. (A, TA.) b7: (tropical:) A violent wind; (A, TA;) as also ↓ رِيحٌ خَرْقَآءُ: (S, K:) the latter signifies (tropical:) a wind that blows violently: or, that does not continue to blow in the same direction: (TA:) or the former signifies (tropical:) a cold wind that blows violently; (S, K;) as also ↓ خَرُوقٌ: (K:) [it is an epithet; for] one says رِيحٌ خَرِيقٌ which is anomalous, as by rule one should say خَرِيقَةٌ: (S:) it is [also] one of the names for (tropical:) a cold wind that blows violently; (JK, T, TA;) as though it perforated, or rent; the agent [رِيحٌ] being unused: (T, TA:) and (as some say, TA) it signifies also (assumed tropical:) a gentle, soft, wind; thus bearing two contr. meanings: or that returns, and [then] continues its course: (K:) or, as in the L, does not continue its course: (TA:) or that blows long. (K.) خُرَّقٌ A certain bird, (JK, IDrd, K,) smaller than the قُنْبُر [or lark], (JK,) that cleaves to the ground: (IDrd:) or a kind of sparrow: (K:) so says AHát, in the “ Book of Birds: ” (TA:) pl. خَرَارِقُ. (JK, IDrd, K.) خِرِّيقٌ: see خِرْقٌ, in three places.

خَارِقٌ [act. part. n. of خَرَقَ]. b2: [And hence,] سَيْفٌ خَارِقٌ A sharp, or cutting, sword: pl. خُرُقٌ. (TA.) b3: [Hence also,] أَمْرٌ خَارِقٌ لِلْعَادَةِ (assumed tropical:) [An event breaking through, or infringing, the usual course of nature]. (KT, in a definition of مُعْجِزَةٌ, q. v.) b4: [In the present day, خَارِقٌ signifies also (assumed tropical:) Profound, or penetrating, in learning or science.]

أَخْرَقُ and [its fem.] خَرْقَآءُ have for their pl. خُرْقٌ. (K.) b2: The fem., applied to a ewe, signifies Having her ear perforated (S, Mgh, Msb, K) with a round hole. (S, Msb.) And, applied to an ear, Perforated, or bored. (TA.) b3: and the masc., applied to a camel, That puts his مَنْسِم [or toe] upon the ground before [the sole of] his خُفّ [or foot]: the doing of which is a result of generous quality. (JK, Ibn-'Abbád, K.) And the fem., applied to a she-camel, That does not retread (لَا تَتَعَاهَدُ), in the L لا تتعهّد,) [with her hind feet] the places of her [fore] feet (JK, L, K) upon the ground: mentioned by Ibn-'Abbád and Z. (TA.) b4: Applied to a man, (Mgh, Msb,) Rough, ungentle, clumsy, or awkward, (JK, S, Msb,) in doing, or making, a thing: (Msb:) unskilful in work [and in the management of affairs (see خَرِقَ]; as also ↓ خَرِقٌ and ↓ خَرُقٌ: (K:) or foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding: (Mgh, K:) ignorant: (TA:) not knowing his work with his hand, or his handicraft: (Msb:) fem. as above. (JK, S, Mgh, Msb, &c.) It is said in a prov., (JK, S,) لَا تَعْدَمُ الخَرْقَآءُ عِلَّةً

[The stupid woman is not in want of an excuse]: (JK, S, K:) used in forbidding excuses: (K:) i. e., excuses are many: the stupid woman is skilled in making them: how then must be the clever? (S, K:) applied to every one who excuses himself being able. (K in art. عل.) b5: خَرْقَآءُ applied to a desert, and to a land: see خَرْقٌ, in three places. b6: And applied to a wind: see خَرِيقٌ. b7: Hence, رِحْلَةٌ خَرْقآءُ (assumed tropical:) A hard journey. (Har p. 177.) مَخْرَقٌ: see خَرْقٌ, in two places. b2: مَخْرَقُ حَوْضٍ

A stone that is at the عُقْر [or hinder part] of a watering-trough, for the purpose of their [standing upon it, and] drawing forth the water from it, [i. e. the trough,] when they will. (K.) مَخْرِقٌ, though unheard by us, is the sing. of مَخَارِقُ signifying The orifices of the body; such as the mouth and the nose and the ears and the anus and the like. (Mgh.) مُخْرَقٌ [pass. part. n. of 4; Confounded, &c.: and hence,] silent. (JK: but there written without the vowel of the ر.) غَيْرُ مُخْرِقٍ, applied to a road, means [That does not cause one to be confounded, or perplexed, and unable to see his right course; or] in which one is not confounded, or perplexed, so as to be unable to see his right course. (IAar in TA: but the latter word is there written without the vowel of the ر.) مِخْرَاقٌ A kerchief twisted for the purpose of beating therewith: (JK, S:) a genuine Arabic word: (S:) or a thing made of twisted rags, with which boys play: (TA:) or a twisted kerchief, or an inflated [skin such as is termed] زِقّ, or the like, with which boys play, beating one another therewith: so called because it rends (يَخْرِقُ) the air when they make use of it: (Ham p. 702:) pl. مَخَارِيقُ. (S, TA.) 'Amr Ibn-Kulthoom says, كَأَنَّ سُيُوفَنَا مِنَّا وَمِنْهُمْ مَخَارِيقٌ بِأَيْدِى لَا عِبِينَا [As though our swords, ours and theirs, were kerchiefs twisted for beating therewith, in the hands of players]: (S:) or مخاريق in this verse [written with tenween by poetic license] is the pl. of مِخْرَاقٌ signifying a wooden sword with which boys play: the poet means, we cared not for the smiting with the swords, like as the players care not for the smiting with the مخاريق. (EM p. 198.) [See also another ex., in a verse cited voce خَرِيجٌ.] 'Alee is related, in a trad., to have said that the lightning is the مَخَارِيق of the angels; (S, TA;) meaning thereby the instruments with which the angels chide and drive the clouds. (TA.) b2: Also A garment, or piece of cloth. (JK. [But this I find not elsewhere.]) b3: And (tropical:) A sword [in the ordinary sense of the word]: so in the A and O and L: in the K, السَّيِّدُ is erroneously put for السَّيْفُ. (TA.) b4: (assumed tropical:) A man goodly in body, or person, whether tall or not tall. (JK, K.) b5: (assumed tropical:) One who falls not into a case without escaping, or extricating himself, therefrom. (Sh, TA.) b6: (assumed tropical:) One who exercises art in the management of affairs. (K.) b7: (tropical:) A wild bull: (As, K:) so called because he traverses far-extending districts: (As, TA:) or because the dogs pursue him and he escapes from them: said in the A to be called مِخْرَاقُ المَفَازَةِ. (TA.) b8: (assumed tropical:) A man who engages in wars, or fights, and is active therein. (S, K.) b9: See also خِرْقٌ.

مَخْرُوقٌ (tropical:) One who is denied good, or prosperity; into whose hand wealth falls not. (K, TA.) And مَخْرُوقُ الكَفِّ (assumed tropical:) A man who gains not, or gets not, anything. (JK.) See also خِرْقٌ.

مُخْرَوْرِقٌ One who goes round about camels, [meaning who has them within the compass of his rule and care,] (JK, K, TA,) and urges them against their will, (TA,) and is active, and exercises art in his management [of them]: (JK, K, TA:) mentioned by Sgh on the authority of Ibn-'Abbád. (TA.) مُخْتَرَقٌ (assumed tropical:) A passage, or place of passing. (S. [See خَوْخَةٌ, in two places.]) b2: [Hence,] بَلَدٌ بَعِيدُ المُخْتَرَقِ (assumed tropical:) [A country, or district, wide to traverse; lit., far extending in respect of the place of passing]. (TA.) b3: مُخْتَرَقُ الرِّيَاحِ (assumed tropical:) A place in which the winds blow: (K:) and الرِّيحِ ↓ مُنْخَرَقُ (assumed tropical:) a place in which the wind blows [in any manner, or irregularly: see 7]. (S.) مُتَخَرِّقُ: see the last paragraph in this art.: and see also خَرِيقٌ: b2: and خِرْقٌ.

مُنْخَرَقٌ: see مُخْتَرَقٌ.

مُنْخَرِقٌ [Having a hole made in it, &c.: see its verb]. رَجُلٌ مُنْخَرِقُ السِّرْبَالِ A man having his clothing rent, or torn, (JK, K,) by long travel; as also السِّرْبَال ↓ مُتَخَرِّقُ. (K.) b2: Also (assumed tropical:) Quick, or swift. (Ham p. 42.)
خرق: {وخرقوا}: افتعلوا واختلقوا كذبا. {لن تخرق}: تقطع.
(خرق) الثَّوْب وَغَيره وسع شقَّه وَالْكذب أَكثر اختلاقه
(خرق) : الخَرِيقَةُ تُتَّخَذُ للنَّخْلَةِ، وهي أَنْ تَحْفِرَ البَطْحاءَ وهي مَجْرَى السَّيلِ - حتى تَنتَهِيَ إلى الكُدْيَة، ثم تُحْشَى رَمْلاً، ثم تُوضَع النَّخلَةُ فيه.
الخرق الفاحش في الثوب: أن يستنكف أوساط الناس من لبيه مع ذلك الخرق، واليسير، ضده، وهو ما لا يفوت به شيء من المنفعة بل يدخل فيه نقصان، عيب مع بقاء المنفعة، وهو تفويت الجودة لا غير.
(خرق)
فِي الْبَيْت خروقا أَقَامَ فَلم يبرح وَالشَّيْء خرقا شقَّه ومزقه وَالْأَرْض قطعهَا حَتَّى بلغ أقصاها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِنَّك لن تخرق الأَرْض وَلنْ تبلغ الْجبَال طولا} وَالْكذب اختلقه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وخرقوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَات بِغَيْر علم سُبْحَانَهُ}

(خرق) خرقا حمق وَلم يرفق فِي عمله ودهش وتحير فَهُوَ خرق وَهِي خرقَة وَفِي حَدِيث تَزْوِيج فَاطِمَة (فَلَمَّا أصبح دَعَاهَا فَجَاءَت خرقَة من الْحيَاء) وَيُقَال خرق الظبي وخرق الطَّائِر دهش ولصق بِالْأَرْضِ إِذا رأى الصَّائِد فَلم يقدر على النهوض وَلَا الطيران من خوف وبالشيء جَهله وَلم يحسن عمله وَفِي الْبَيْت خرق فَهُوَ أخرق وَهِي خرقاء (ج) خرق

(خرق) خرقا حمق وبالشيء جَهله وَلم يحسن عمله
خ ر ق: (خَرَقَ) الثَّوْبَ وَ (خَرَّقَهُ) (فَانْخَرَقَ) وَ (تَخَرَّقَ) وَ (اخْرَوْرَقَ) وَيُقَالُ فِي ثَوْبِهِ (خَرْقٌ) وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَ (خَرَقَ) الْأَرْضَ جَابَهَا وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَ (اخْتِرَاقُ) الرِّيَاحِ مُرُورُهَا. وَ (التَّخَرُّقُ) لُغَةٌ فِي التَّخَلُّقِ مِنَ الْكَذِبِ. وَ (الْخِرْقَةُ) الْقِطْعَةُ مِنْ خَرْقِ الثَّوْبِ. وَ (الْمِخْرَاقُ) الْمَنْدِيلُ يُلَفُّ لِيُضْرَبَ بِهِ، عَرَبِيٌّ صَحِيحٌ. وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «الْبَرْقُ (مَخَارِيقُ) الْمَلَائِكَةِ» وَأَمَّا (الْمَخْرَقَةُ) فَكَلِمَةٌ مُوَلَّدَةٌ. وَ (الْخَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ مَصْدَرُ (الْأَخْرَقِ) وَهُوَ ضِدُّ الرَّفِيقِ وَبَابُهُ طَرِبَ وَالِاسْمُ (الْخُرْقُ) بِالضَّمِّ. 
خرق خرقت الثوب إذا شققته، والأرض قطعتها. ويسمى الثور مخراقاً. والاختراق الممر في الأرض. والريح تخرق الأشجار. والخرق المفازة البعيدة. والخريق من أسماء الريح الباردة الشديدة الهبوب. والرجل المتمزق الثياب منخرق السربال. والاختراق كالاختلاق في الكذب. والخرق نقيض الرفق، وصاحبه أخرق، خرق يخرق. وخرق يخرق أي جهل. وخرق في البيت فلم يبرح، يخرق خروقاً. ورجل مخروق الكف لا يصيب شيئاً. ومثل " لا تعدم الخرقاء علة ". وناقة خرقاء لا تتعاهد مواضع قوائمها. وبعير أخرق يقع منسمه بالأرض قبل خفه، يعتري النجابة. والخرق من الفتيان الظريف في سماحة ونجدة، والجميع الخراق. والخرق شبه النظر من الفزع والدهش. واللاصق بالأرض خرق. وكذلك المتحير. والمخرق الساكت. والمخراق منديل يلوى فيضرب به. والخريق البئر التي كسر جبلتها عن الماء، وتجمع خرائق. وهو - أيضاً - مجرى الماء الذي ليس بقعير ولا يخلو من شجر. ومنفسح الوادي حيث ينتهي. والمخراق الحسن الجسم من الرجال طال أو لم يطل. والخرق حياء الناقة. وناقة خريق منخرقة الرحم. والخرق نبت كالسقط له أوراق. والخرق طائر أصغر من القنبر، والجميع الخرارق. والمخرورق الذي يدور على الإبل ويخف ويتصرف.
(خ ر ق) : (الْخَرْقُ) مَصْدَرُ خَرَقَ الثَّوْبَ وَالْخُفَّ وَنَحْوَهُمَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ ثُمَّ سُمِّيَ بِهِ الثُّقْبَةُ وَلِذَا جُمِعَ فَقِيلَ خُرُوقٌ وَإِنَّمَا وَحَّدَهُ فِي قَوْلِهِ فَآثَارُ الْأَسَافِي خَرْقٌ فِيهِ نَظَرًا إلَى الْأَصْلِ وَمِثْلُهُ وَيُجْمَعُ الْخَرْقُ فِي خُفٍّ وَاحِدٍ (والمخارق) الْمُعْتَادَةُ فِي الْبَدَنِ مِثْلُ الْفَمِ وَالْأَنْفِ وَالْأُذُنِ وَالدُّبُرِ وَنَحْوِهَا جَمْعُ مَخْرَقٍ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ (وَخَرَقَ) الْمَفَازَةَ قَطَعَهَا حَتَّى بَلَغَ أَقْصَاهَا (وَاخْتَرَقَهَا) مَرَّ فِيهَا عَرْضًا عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ (وَمِنْهُ) (لَا تَخْتَرِقْ) الْمَسْجِدَ أَيْ لَا تَجْعَلْهُ طَرِيقًا (وَاخْتَرَقَ) الْحِجْرَ دَخَلَ فِي جَوْفِهِ وَلَمْ يَطُفْ حَوْلَ الْحَطِيمِ (وَالْخُرْقُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الرِّفْقِ وَرَجُلٌ (أَخْرَقُ) أَيْ أَحْمَقُ وَامْرَأَةٌ (خَرْقَاءُ) وَبِهَا سُمِّيَتْ إحْدَى مَسَائِلِ الْجَدِّ الْخَرْقَاءُ لِكَثْرَةِ اخْتِلَافِ الصَّحَابَةِ فِيهَا وَهِيَ الْحَجَّاجِيَّةُ وَأَمَّا (الْخَرْقَاءُ) مِنْ الشَّاءِ لِلْمَثْقُوبَةِ الْأُذُنِ فَذَلِكَ مِنْ الْأَوَّلِ.
خ ر ق : الْخَرْقُ الثَّقْبُ فِي الْحَائِطِ وَغَيْرِهِ وَالْجَمْعُ خُرُوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ خَرَقْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا قَطَعْتُهُ وَخَرَّقْتُهُ تَخْرِيقًا مُبَالَغَةٌ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ فِي قَطْعِ الْمَسَافَةِ فَقِيلَ خَرَقْتُ الْأَرْضَ إذَا جُبْتَهَا وَخَرِقَ الْغَزَالُ وَالطَّائِرُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا فَزِعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى الذَّهَابِ وَمِنْهُ قِيلَ خَرِقَ الرَّجُلُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ أَيْضًا إذَا دَهِشَ مِنْ حَيَاءٍ أَوْ خَوْفٍ فَهُوَ خِرَقٌ وَخَرِقَ خَرَقًا أَيْضًا إذَا عَمِلَ شَيْئًا فَلَمْ يَرْفُقْ فِيهِ فَهُوَ أَخْرَقُ وَالْأُنْثَى خَرْقَاءُ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَالِاسْمُ الْخُرْقُ بِضَمِّ الْخَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ وَخَرُقَ بِالشَّيْءِ مِنْ بَابِ قَرُبَ إذَا لَمْ يَعْرِفْ عَمَلَهُ بِيَدِهِ فَهُوَ أَخْرَقُ أَيْضًا وَخَرِقَتْ الشَّاةُ خَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَ فِي أُذُنِهَا خُرْقٌ وَهُوَ ثَقْبٌ مُسْتَدِيرٌ فَهِيَ خَرْقَاءُ وَالْخِرْقَةُ مِنْ الثَّوْبِ الْقِطْعَةُ مِنْهُ وَالْجَمْعُ خِرَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ. 

خرق


خَرَقَ(n. ac.
خَرْق)
a. Rent, tore, made a hole in; penetrated
pierced.
b. Traversed.
c. Lied.

خَرِقَ(n. ac. خَرَق)
a. Was confounded, stupefied, dazed.
b. see infra.

Bَِ(n. ac.
خُرُوْق)
a. [Fī], Stayed, stuck ( at home ).
خَرُقَ(n. ac. خُرْق
خَرَاْقَة)
a. Was awkward, clumsy, rough.
b. [Bi], Was ignorant of.
خَرَّقَa. Tore to rags.
b. Lied impudently, deliberately.

أَخْرَقَa. Stupefied, completely bewildered.

تَخَرَّقَa. Was torn, rent; ragged.
b. [Fī], Was lavish, profuse in.
إِنْخَرَقَa. Was torn &c.; was pierced through.

إِخْتَرَقَa. Traversed, passed through.
b. Invented ( a lie ); was quick
ready-witted.
خَرْق
(pl.
خُرُوْق), Rent, tear, split. b. Open country
champaign.

خِرْق
(pl.
خُرَّاْق
أَخْرَاْق)
a. Liberal, generous, open-handed.

خِرْقَة
(pl.
خِرَق)
a. Rag, tatter, piece, strip.

خُرْق
خُرْقَةa. Awkwardness, clumsiness, roughness.

أَخْرَقُ
(pl.
خُرْق)
a. Awkward, clumsy, loutish fellow.

مَخْرَق
(pl.
مَخَاْرِقُ)
a. Desert.

خَاْرِق
(pl.
خُرُق)
a. Tearing &c.
b. Keen, sharp (sword).
c. Liar.
d. (pl.
خَوَاْرِقُ), Extraordinary, marvellous.
c. Perfect.

خَرِيْق
(pl.
خَرَاْئِقُ)
a. Variable wind.
b. (pl.
خُرُق), Plain, low (land).
خِرِّيْقa. see 2
مِخْرَاْق
(pl.
مَخَاْرِيْقُ)
a. Handsome.
b. Experienced, expert.
c. Generous.
d. Knotted-rags, twisted kerchief ( boy's
plaything ).
خُرْكَاة
P.
a. Tent, pavilion.
خرق
الخَرْقُ: قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تدبّر ولا تفكّر، قال تعالى: أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَها
[الكهف/ 71] ، وهو ضدّ الخلق، فإنّ الخلق هو فعل الشيء بتقدير ورفق، والخرق بغير تقدير، قال تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ [الأنعام/ 100] ، أي: حكموا بذلك على سبيل الخرق، وباعتبار القطع قيل: خَرَقَ الثوبَ، وخَرَّقَه، وخَرَقَ المفاوز، واخْتَرَقَ الرّيح. وخصّ الخَرْق والخريق بالمفاوز الواسعة، إمّا لاختراق الريح فيها، وإمّا لتخرّقها في الفلاة، وخصّ الخرق بمن ينخرق في السخاء . وقيل لثقب الأذن إذا توسّع: خرق، وصبيّ أَخْرَقُ، وامرأة خَرْقَاء: مثقوبة الأذن ثقبا واسعا، وقوله تعالى: إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ
[الإسراء/ 37] ، فيه قولان:
أحدهما: لن تقطع، والآخر: لن تثقب الأرض إلى الجانب الآخر، اعتبارا بالخرق في الأذن، وباعتبار ترك التقدير قيل: رجل أَخْرَقُ، وخَرِقُ، وامرأة خَرْقَاء، وشبّه بها الريح في تعسّف مرورها فقيل: ريح خرقاء. وروي: «ما دخل الخرق في شيء إلّا شانه» . ومن الخرق استعيرت المَخْرَقَة، وهو إظهار الخرق توصّلا إلى حيلة، والمِخْرَاق: شيء يلعب به، كأنّه يخرق لإظهار الشيء بخلافه، وخَرِقَ الغزال : إذا لم يحسن أن يعدو لخرقه.
(خرق) - في الحديث: "تُعِين صانِعًا أو تَصنَع لأَخْرق" .
- وفي حديث جَابِر، رَضى الله عنه: "فكَرِهْت أن أجِيئَهنَّ بخَرْقاء مِثلِهِنُّ".
الخَرقَاء: التي تَجهَل ما يَجِب أن تَعلمَه، وقد خَرُق وخَرِق إذا لم يحسن العَملَ، فهو أَخْرق إذا لم يَكُن في يَدَيْه صَنْعَة. والخَرقاءُ: الحَمْقاء، والخَرقاءُ: المَثْقُوبة الأُذُن.
- في حديث مَكْحُول: "فقَعد فخَرِق" . : أي وَقَع مَيِّتًا، والأَصلُ فيه أن يُصِيب الِإنسان فَزعٌ أو نَحوُه فيبْقَى مَبهوتًا، والخَرَقُ: الدَّهَش، والحَيَاء، والتَّحَيُّر، واللُّصوق بالأرض.
- في الحديث: "أنَّ أَيمنَ وفِتيةً معه، رَضِي الله عنهم، حلُّوا أُزُرَهم وجعلوها مخارِيقَ واجتَلَدوا بها، فرآهم رَسولُ لله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا مِنَ اللهِ استَحْيَوْا، ولا من رَسُولِه استَتَرُوا، وأُمُّ أَيمَن تقول: استَغْفِر لَهُم، فبِلَأْيٍ ما استَغْفَر لهم".
المَخارِيق: شَيء يَلعَبَ به الصِّبْيان، يَضفِرون أُزُرَهم يَضرِب بها بَعضُهم بعضاً، قيل:
- ومنه حَدِيث ابنِ عَبَّاس رضي الله عنهما: " كان عليه عمامة خُرقَانِيَّة".
كأَنَّه قد لَوَاهَا، ثم كَوَّرَها، كما يَفعلُه أهل الرَّسَاتِيق ونَحوهُم، والثَّوبُ إذا لُوِي للضَّرب به سُمِّي مِخرَاقًا. وقد اختلفَتِ الرُّواةُ في هذه الكلِمة فروَوْها بألفاظٍ مُختَلِفةٍ لكل لَفْظ منها وَجْهٌ . 
باب الخاء والقاف والراء معهما خ ر ق مستعمل فقط

خرق: خَرَقْتُ الثوب إذا شققته. وخَرَقْتُ الأرض إذا قطعتها حتى بلغت أقصاها. وبه سمي الثور مِخْراقاً. والإختراقُ: المرورُ في الأرض غير طريقٍ عرضاً. واخْتَرَقْتُ دار فلان: جعلتها طريقا لحاجتك. والخَرقُ: الشق في حائطٍ، أو ثوبٍ ونحوه فهو مخروق. والخرق: المفازة البعيدة، اخْتَرَقَتْهُ الريح فهو خَرْقٌ أملسُ. والخريقُ: الريح الباردة الشَّديدةُ الهبوب، كأنها خُرِقَتْ، أماتوا الفاعل منه والمفعول. وانْخَرَقَتِ الريح الخَريقُ: مُنْخَرِيقُ: اشتد هبوبها، وتَخَلُّلُها المواضع. ويقال للرجل المُتَمَزِّقِ الثّيابِ: مُنْخَرِقُ السربالِ. والاخُتِراقُ كالاخْتِلاق، وتَخَرُّقُ الكذب كتَخَلُّقِهِ، وقوله [جل وعز] ، وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بالتخفيف أحسن. والمخارق: الأكاذيب. وريح خرقاءُ: لا تدوم على جهتها، قال :

[صعلٌ كأن جناحيه وجؤجؤه] ... بيت أطافت به خرقاءُ مهجومْ

ومفازة خرقاء: بعيدة، وناقة خَرْقاء: لا تتعاهدُ مواضعَ قوائمها، وبعير أَخْرَقُ: [يقع منسمه بالأرض قبل خفهِ يعتريه ذلك من النجابة] . والخَرَقُ: شبه النظر من الفزع، كما يَخْرَقُ الخشف إذا صيد، وهو الدهش. وخرق الرجل، بقي متحيراً من هم أو شدةٍ. وخرق في البيت خرقاً، فلم يبرح. وخَرِقَ يخرقُ فهو أخرق، إذا حمق. وخَرِقَ بالشيء: جهله ولم يحسن عمله. والخَرْقاءُ من الغنم: المثقوبة الأذن. والمِخراقُ: منديل أو نحوه، يلوي ويلعب به [وهو من لعب الصبيان] يقال: لعب بالمخاريق. وأَخْرَقَهُ الخوف [فخرق، أي: فزع] قال :

والطير في حافاتها خرقه

أي: فزعة. 
خ ر ق

خرق الثوب وخرقه: وسع شقه، وانخرق وتخرق، وهو منخرق السربال، وثوبه خرق ومزق، وفيه خرق واسع، وخروق، واتسع الخرق على الراقع. وشاة خرقاء: مثقوبة الأذن. وهم يلعبون بالمخاريق، وكأن سيفه مخراق لاعب. ومررنا بخريق من الأرض، وهي الواسعة الكثيرة النبات. وقد خرق في عمله، وفيه خرق، وهو أخرق، وهي خرقاء. وفي مثل " لا تعدم خرقاء علة ". وأصابه برق وخرق، وهو الدهش، من خرق الغزال خرقاً إذا أطيف به، فلزق بالأرض.

ومن المجاز: خرقت المفازة: قطعتها حتى بلغت أقصاها. والثور مخراق المفازة. ووقعت في الأرض خرقة من جراد. قال:

قد نزلت بساحة ابن واصل ... خرقة رجل من جراد نازل

واخترقت الأرض: مررت فيها عرضاً على غير طريق. ولا تخترق المسجد: لا تجعله طريقاً لحاجتك. والريح تخترق البلد. وبلد بعيد المخترق. والخيل تخترق ما بين القرى والشجر. واخترقت القوم: مضيت وسطهم. وخرق الكذب وخرقه واخترقه وتخرقه: اشتقه. وانخرقت الريح: اشتد هبوبها. قال:

يكل وفد الريح م حيث انخرق

وكأنه خريق في خريق أي ريح شديدة في متسع من الأرض. وفلان خرق يتخرق في السخاء: يتسع فيه. وهو منخرق الكف بالنوال، ومخروق الكف: لا يليق شيئاً. قال الشماخ:

معي كل حرق في الغزاة سميدع ... وفي الحي داري العشيات ذيال

الداري: المتطيب. وناقة خرقاء: لا تتعاهد مواضع قوائمها من الأرض. وريح خرقاء: لا تدوم على جهة في هبوبها، وصفت بالخرق، كما وصفت بالهوج. واستعار الخراق للسيف من قال:

أنا ابن تو ومعي مخراق ... أطن كل ساعد وساق

كما شبهه الآخر به في قوله:

كأن سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا
[خرق] خَرَقْتُ الثوب وخَرَّقْتُهُ، فانْخَرَقَ وتَخَرَّقَ، واخْرَوْرَقَ. يقال: في ثوبه خَرْقٌ، وهو في الأصل مصدر. وخَرَقْتُ الأرض خَرْقاً، أي جُبْتُها. والخَرْقُ: الأرضُ الواسعة تَتَخَرَّقُ فيها الرياحُ وجمعها خُروقٌ. قال الهذليَّ :

وإنَّهُما لَجَوَّابا خُروقٍ * والخَريقُ: المطمئنُّ من الأرض وفيه نباتٌ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض، بين مَسْحاوَيْنِ . والجمع خُرُقٌ وأنشد  * في خرق تشبع من رمرامها * والخَريقُ: الريحُ الباردةُ الشديدة الهبوب قال الشاعر : كأَنَّ هُوِيَّها خَفَقانُ ريحِ خَريقٍ بين أَعْلامٍ طِوالِ وهو شاذٌّ، وقياسه خَريقَةٌ. واخْتِراقُ الرياح: مُرورُها. والمُخْتَرَقُ: المَمَرُّ. ومُنْخَرَقُ الريح: مَهَبُّها. والخِرْقُ بالكسر: السخيُّ الكريمُ. يقال: هو يَتَخَرَّقُ في السَخاء، إذا توسَّع فيه. وكذلك الخريق، مثال الفسيق. قال أبو ذؤيب يصف رجلا صحبه رجل كريم أتيح له من الفتيان خرق أخوثقة وخريق حشوف والتخرق: لغة في التَخَلُّقِ من الكذب. والخِرْقَةُ: القطعة من خرق الثوب. وذو الخرق الطهوى: شاعر جاهلي، سمى بذلك لقوله: لما رأت إبلى هزلى حمولتها جاءت عجافا عليها الريش والخرق والمخراق: المِنْديلُ يُلَفُّ ليُضْرَبَ به، عربيٌّ صحيحٌ. قال عمرو بن كلثوم: كأنَّ سُيوفَنا مِنَّا ومنهم مَخاريقٌ بأيدى لاعبينا وفي حديث علي عليه السلام قال: " البرق مخاريق الملائكة ". وفلان مخراق حرب، أي صاحبُ حروبٍ يَخِفُّ فيها. قال الشاعر يمدح قوماً: وأَكْثَرَ ناشِئاً مِخْراقَ حربٍ يُعينُ على السيادة أو يسود يقول: لم أر معشراً أكثر فتيانَ حربٍ منهم. وأما المَخْرَقَةُ فكلمةٌ مولَّدةٌ. والخَرَقُ بالتحريك: الدَهَشُ من الخوف أو الحياء. وقد خَرِقَ بالكسر فهو خَرِقٌ. وأَخْرَقْتُهُ أنا، أي أدهشْتُهُ. والخَرْقُ أيضاً: مصدر الأَخْرَقِِ، وهو ضدُّ الرفيق. وقد خَرِقَ بالكسر يَخْرَقُ خَرَقاً. والاسم: الخُرْقُ بالضم. وفي المثل: " لا تعدمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً " ومعناه أنَّ العلل كثيرة موجودة تُحسِنها الخَرْقاءُ فضلاً عن الكَيِّس. والخَرْقاءُ من الغنم: التي في أذنها خَرْقٌ، وهو ثقب مستدير. وخرقاء: صاحبة ذى الرمة، وهى من بنى عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وريح خرقاء، أي شديدة.
خرق: خرق والمصدر منه مَخْرَقة بمعنى: قطع البلاد واجتاز بها (زيشر 5: 494)، وبمعنى كذب (الثعالبي لطائف ص35، ابن الأبار ص199، المقدمة 2: 284).
وخرق: نقب الجدار (بوشر).
وخرق: فتح برزخاً (المقدمة 1: 78). وخرق: حفر قناة (أماري ص211) غير إنه يقال أيضاً: خرق البحر إلى تونس. (أماري ص526، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 69 رقم1) بمعنى: وأمر بحفر قناة لكي يصل ماء البحر إلى تونس.
وخرق: قطع، جذم، أكل، نخر (ابن العوام 1: 376).
وخرق: أغرق السفن (ابن بطوطة 1: 110).
وخرق الجند تركوا الجندية واستعفوا منها (أخبار ص150).
خَرق حَرْمته: فضحه وهتك ستره (بوشر).
خرق العادة: تجاوز المألوف، وكان عجيباً مذهلاً (انظر لين في مادة خارق) (ابن بطوطة 2: 68، البيضاوي 1: 2) وتستعمل خرق وحدها للدلالة على نفس المعنى (ألف ليلة برسل 9: 302) (زاج في طبعه ماكن).
وخرق بمعنى عمل أعمالاً غير مألوفة وتناقص العادة وغير معقولة.
وفي حيان - بسام (3: 140ق) طبقاً لما جاء في مخطوطة ب: ومعاظم الأمور يديرها بجهله وخرقه واعتسافه وتهوره. وفيه (ص140 و): خرق في تدبير سلطانه واعتسف الأمور وأساء السيرة والتدبير.
وخرق العادة في معجم فوك = خلاف العادة.
وفي معجم بوشر: خرق العادة أو خرق عادته بمعنى تخلص من عادته وتخلى عنها.
خرق الناموس: ترك الطريق الشرعي، ترك العمل بالشريعة (المقري 1: 131).
خرق ناموسه: غمزه، وطعن فيه، وقدح فيه، وأساء إلى سمعته (بوشر).
وخرق: اكمن بمعنى أخفى ونصب كميناً (محيط المحيط).
خرّق (بالتشديد): أتلف، أفسد (الكالا) وفيه تخريق بمعنى إتلاف وإفساد.
وخرّق: تلوى، تعوج، تثنى (الكالا).
أخرق، أخرق البحر: حفر قناة لمياه البحر. مثل خَرَقَ (أماري ص 178) وفي رياض النفوس (ص5 ق): وأخرق حسان البحر فاحتفره وجعل دار الصناعة وأخرق البحر إليها.
وأخرق بفلان: أخذه بذنوبه وجازاه على سيئاته وأدبه (مملوك 1، 2: 105).
تخِّرق. تخرق في ماله: أجزل في عطاء ماله واتسع فيه (الفخري ص222).
وتخرق: تلوى، تعوج، تثنى، انساب (كوزج لطائف ص64). انخرق: صارت فيه اخاديد بمجاري المياه (معجم الادريسي).
وانخرق المركب: دخله الماء (بوشر) وبلد منخرق (ملر ص9) يظهر ان معناها: (بلد بيوته متفرقة) (= منقطع متفرق).
وتخرق: تلف، فسد، تعطل (معجم الادريسي).
وتخرق: صار كريماً متلافاً واتسع في الكرم. (معجم ابن جبير).
وانخرق العادة: ذكرت في معجم فوك بمعنى خلاف العادة.
اخترق: اجتاز، قطع، وتقال هذه بخاصة عن الأنهار والجداول التي تقطع البلاد. غير أن هذا الفعل يستعمل أيضاً بمعنى: انساب، وتلوى وتعرج (معجم الادريسي).
واخترق: حفر واحتفر (معجم الادريسي).
خَرْق: دبر، أست (الكالا، همبرت ص3).
وخَرْق: شعب، مجرى، قناة (فوك).
وخَرَّق: بقلة حمقاء، رجلة (سنج).
خرُق: حُمق (فوك).
خَرْقَة: البقلة الحمقاء (ابن البيطار 1: 363). وخَرْقة: انظر خَرْكاه.
خِرْقَة: بمعنى قطعة من الثوب الممزق تجمع أيضاً على خرُوق (فوك).
عين الخروق: عين الماء المتدفقة (ترجمة العقد الصقلي، ليلو18).
والخِرْقَة (وهي رداء قديم تمزق وخيطت مزقه) تسمى عند الصوفية خرقة التصوف (ابن الأثير 12: 66، ابن بطوطة 1: 126) أو خرقة المتصوفة (رياض النفوس ص85 و) أو الخرقة المباركة (رياض النفوس ص85 و) أو خرقة التبرك (مونج ص81). وهي تنتقل من الشيخ إلى مريده. والتي يلبسها المبتدءون في التصوف تسمى خرقة الإرادة (مونجص81). وقد يلبس المتصوف أحياناً خرقتين (ابن خلكان 1: 256)، وفي رياض النفوس (ص61 و): وعليه خرقتان. وهذا يعني أن شيخين من المتصوفة أوصى له كل واحد منهما بخرقته وعلمه ورياسته (دي سلان ترجمة ابن خلكان 1: 502) وفي عبارة في كلستان لسعدي (ص24 طبعة سيميلية) استعملت كلمة خرقة للدلالة على عمامة الصوفي (دستار).
وخرقة: قماط، ملف الأطفال (الملابس ص153 رقم 1، ص437، الكالا وفيه الجمع خَرَوق وهي موجودة أيضاً في المعجم اللاتيني العربي (انظرها في مادة أطماث).
وخرقة: كيس نقود، محفظة نقود.
(رايسكه في معجم فريتاج، ابن بطوطة 3: 234) وفي رياض النفوس (ص57 و): قال ليس لي مال لأعود إلى بلدي، فمد أبو هارون يده إلى خرقة مصرورة فدفعها إلي وقال لي أنفق منها حتى تصل إن شاء الله تعالى - وفي (ص58 و) أخرج الشيخ أبو هارون من جيبه خرقة حلها وأخرج منها دينارين (انظر مَخْرقَة).
خرقة شريف (كذا والصواب شريفة) وهي بردة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء بها السلطان سليم من مصر فيما يقول الأتراك. وقد أصبحت راية الحرب عند العثمانيين (برترن 1: 142).
خِرْقَة النسا: هي في المعجم اللاتيني العربي نقرس. وفي رأيي أنها تصحيف عرق النسا (انظر الكلمة) وهي تعني نقرس، داء المفاصل، داء الملوك.
خرقي: خبث فسالة معدن (المستعيني انظر خبث الفضة) وهذه اللفظة في مخطوطة لم منه وفي مخطوطة ن حرقي بالحاء الــمهمــلة.
خَرِيق: حفرة، الحفيرة في الأرض لدفن الميت (كرتاس ص183) وفي مخطوطة منه: حفرة.
خراقة: خرق، ثقب، ثغرة (بوشر) وخراقة والجمع خرائق: قطعة (كليلة ودمنة ص4).
خراقة: يرى كوزجراتن أن هذه اللفظة تعني في النص الذي نشره: رعب، ذعر، هلع، خوف شديد (مختارات ص110). خروقي: بائع الخرق وهي قطع القماش أو الثياب الخلق. وهي الخِرَق والخُروق. (الملابس ص153 رقم1).
خَريقة: خرق، ثقب، ثغرة (همبرت ص145) دواء خَرَّاق عند الأطباء هو ما ينفذ في مسام البدن إلى داخله كالخل ونحوه (محيط المحيط).
خارق ويجمع على خوارق مختصر: أمر خارق للعادة: معجزة (المقدمة 1: 165، 168، 169، 2: 14، 15، 16، 17 وما يليها، 359، 3: 138).
ورجل خارق ويجمع على خوارق أيضاً: رجل عجيب، غير مألوف، غير اعتيادي، قادر. (تاريخ البربر 1: 149).
وخارق: بالغ غاية الجودة (محيط المحيط).
شئ خارق: بضاعة من الباب الأولى، من الطرز الأول، لا أحسن منها (بوشر).
خوارق: روايات غير حقيقية، لا أسس لها، باطلة (المقدمة 2: 163). أَخْرَقُ. يَوْمٌ أخْرَقُ (الثعالبي لطائف ص113): يظهر أن معناه يوم يتغير فيه الطقس بلا انقطاع.
وأخرق، والأنثى خرقاء: معناها الأصلي: غير صناع، غير ماهر. وعند الشعراء صفة من صفات الخمر لأنهم يشبهونها بالعذراء التي لم تمس ولا خبرة لها (معجم مسلم).
تَخْرِيقَة: خِرقة، مزقة (الكالا).
مَخْرَقَة: محفظة نقود، كيس نقود (الكالا).
ومخرقة: شعبذة، شعوذة، حيلة المخرق والمشعبذ (بوشر، كرتاس ص65، وقرأ فيه: مَخْرقَة وفقاً لمخطوطتنا رقم 1350، تاريخ البربر 2: 41) ففي المختار في كشف الأسرار للجوبري (ص5ق): أَوْرتهم المخرقات.
ومخرقة عند باين سميث (1493) ترادف كلمة ضلال.
ومخرقة وتجمع على مَخَارِق: ملذّة، عذوبة (فوك).
مِخْرِاق: من مصطلح الشطرنج. فهناك مثلاُ: مخراق الرخ وذلك حين يكون عند كل لاعب رخ (قلعة) واحد. وكذلك مخراق الأفيال ومخراق البيادق الخ .. (انظر بلاند في جريدة الجمعية الأسيوية (18: 30، 31)).
إخترق: خاصية النفوذ، إمكان الخرق (بوشر).
خرق
خرَقَ يَخرُق ويَخرِق، خَرْقًا، فهو خارِق، والمفعول مَخْروق
• خرَق الثَّوبَ: مزَّقه، شقّه وثقبه "سيف خارق- خرق الأمنَ العام- {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا} " ° فلانٌ مخروق الكفّ: سخيّ.
• خرَق الاتِّفاقَ: نقضه، خالفه "خرَقت إسرائيلُ معاهدةَ السَّلام- خرَق القانونَ: لم ينفذْه"? خرَق إشارةَ المرور: لم يتوقّف انتظارًا لظهور الضوء الأخضر- خرَق النَّاموس: ترك الطريقَ الشرعيّ، وطعن فيه.
• خرَق الحصارَ: نفَذ منه ومرّ من خلاله "رصاصة خارقة- يخرق طبلة الأذن"? خرَق خطَّ الدِّفاع: أحدث ثغرة فيه، تجاوزه.
• خرَق الأرضَ: جابها، قطعها حتى بلغ أقصاها " {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}: وقرئ (تَخْرُق) ".
• خرَق الكذِبَ: اختلقه وصنعه.
• خرَق الشَّيءَ: ادَّعاه كذِبًا " {وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ
 عِلْمٍ سُبْحَانَهُ} ".
• خرَق حُرْمتَه: فضحه وهتك ستره. 

خرُقَ/ خرُقَ بـ يخرُق، خُرْقًا، فهو خَرِق وأخرقُ، والمفعول مخروق به
• خرُق الرَّجلُ: حَمُق "لا تكن أخرق بمغامراتك الهوجاء".
• خرُق بعملِه: كان جاهلاً به، غير مُوفّق فيه "طرده ربُّ العمل إذ وجده أخرق: لا يُحسن صنعتَه". 

خرِقَ/ خرِقَ في يَخرَق، خَرَقًا، فهو خَرِق وأخرقُ، والمفعول مخروق فيه
• خرِق الرَّجلُ:
1 - خرُق، حمُق "شابٌّ خرِق/ أخرقُ".
2 - دَهِش وأصابته الحَيْرةُ "خرق عندما رأى الثعبَانَ يقترب منه".
• خرِق في عمله: خرُق فيه، كان جاهلاً به، غير موفَّق فيه. 

اخترقَ يخترق، اختراقًا، فهو مخترِق، والمفعول مخترَق
• اخترق الصُّفوفَ: خرقها ونفذ منها، مَرَّ من خلالها "اخترق الجيشُ الحدودَ- اخترقتِ الطائرةُ حاجزَ الصوت" ° اخترق الجيشُ الحصارَ: خرقه ونفذ منه- اخترق الرَّجلُ القوم: مضى وسطهم- اخترق السَّهم الرمِيَّة: نفذ فيها- اخترق العدوُّ الحدودَ: عبرها مهاجمًا- اخترق الكلامُ مسامعَه: وصل إليه بقوَّة- اخترق المسافرُ الأرضَ: مَرَّ فيها عَرْضًا على غير طريق معروف.
• اخترق الثَّوبَ: خرقه، شقَّه، ثقبه، مزَّقه. 

انخرقَ ينخرق، انخراقًا، فهو منخرِق
• انخرق جيبُ القميص: مُطاوع خرَقَ: انشقّ، صار فيه ثقبا أو فُرْجَةً "انخرق المركبُ: دخله الماء". 

تخرَّقَ/ تخرَّقَ في يتخرّق، تخرُّقًا، فهو متخرِّق، والمفعول متخرَّق (للمتعدِّي)
• تخرَّق الثَّوبُ: اتّسع شَقُّه، تمزّق، تقطّع، فسد، تلف "تخرّق جسدُه".
• تخرَّق الكذبَ: اختلقه "يتخرّق الطفلُ الكذبَ أحيانًا من غير قصد".
• تخرَّق في الكرم: توسَّع فيه. 

خرَّقَ يخرِّق، تخريقًا، فهو مخرِّق، والمفعول مخرَّق
• خرَّق الثَّوبَ: وسَّع شَقَّه "خرّق الرصاصُ جسَدَه".
• خرَّقَ الورقةَ: مزَّقها، أتلفها.
• خَرَّق الكذِبَ: أكثر اختلاقه. 

أَخْرَقُ [مفرد]: ج خُرْق، مؤ خَرْقاءُ، ج مؤ خرقاوات وخُرْق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُقَ/ خرُقَ بـ وخرِقَ/ خرِقَ في ° يَوْمٌ أخرق: يوم يتغيّر فيه الطقس بلا انقطاع.
2 - مَنْ لا يُحسن عمله أو صنعتَه. 

اختراق [مفرد]:
1 - مصدر اخترقَ.
2 - خاصية النفوذ وإمكان الخرْق "أحسن وسيلة للتغلُّب على الصعاب اختراقها".
3 - تجاوُز مُعيق أو حاجز، والتغلّب عليه.
4 - (سك) هجوم يخترق مناطق العدو أو جبهة عسكريَّة. 

خارِق [مفرد]: ج خَوارِقُ، مؤ خارِقة، ج مؤ خارِقات وخَوارِقُ:
1 - اسم فاعل من خرَقَ.
2 - غير عاديّ، كلُّ ما خرج عن العادة، ما يخرق نظامَ الطبيعة كالمعجزات، ما يجاوز قدرةَ الإنسان "حدث/ عمل خارق- رؤيا خارقة- مشهد خارق" ° أمرٌ خارق للعادة: مجاوز لقدرة العبد أو لطبيعة المخلوقات، كالمعجزة والكرامة- المرأة الخارِقة- خوارق الطَّبيعة: عجائبها- سيف خارق: قاطع. 

خَرْق [مفرد]: ج خُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر خرَقَ.
2 - فُرْجة، ثقب في الثوب وغيره "أحدث هجومُ الجيش خَرْقًا في صفوف العدوّ- اتّسع الخَرْق على الرّاقع [مثل]: يضرب للمشكلة التي تتعاظم فيصعب حلُّها" ° خَرْق العادة: تجاوز وتقويض وإبطال المألوف- خَرْق القانون: الخروج عنه وعدم احترامه. 

خَرَق [مفرد]: مصدر خرِقَ/ خرِقَ في. 

خَرِق [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خرُقَ/ خرُقَ بـ وخرِقَ/ خرِقَ في.
2 - مَن لا يُحسِن عمله، أو يجهل بصنعته. 

خُرْق [مفرد]:
1 - مصدر خرُقَ/ خرُقَ بـ ° نومة الخُرْق: نومةُ
 الضُّحى دلالةً على البلادة.
2 - جَهْل. 

خَرْقاءُ [مفرد]: مؤنَّث أَخْرَقُ ° ريحٌ خرقاءُ: لا تدوم على جهة هبوبها- سياسَةٌ خَرْقاءُ: لا تأبه بعواقب الأمور- لا تعدم خرقاء عِلَّة: يُضرب لمن لا يُحسن عملَه فيتخلّق الأعذارَ الكاذبة.
• أذنٌ خَرْقاءُ: مثقوبة أو مشقوقة، فيها ثقب نافذ "شاةٌ خَرْقاءُ: مثقوبة الأذن ثَقْبًا مستديرًا، أو في أذنها شقّ واحد في طرفها". 

خِرْقة [مفرد]: ج خِرْقات وخِرَق وخُروق:
1 - قطعة من الثوب الممزَّق، قطعة من القماش تستخدم للتنظيف والغَسْل ونَفْض الغُبار "مسح المنضدة بالخِرْقة- وضع خِْرقة لثوبه- كالخرقة الحمراء للثور الهائج: تُثير الغيظ" ° خِرْقةُ النَّسا: نقرس، داء المفاصل، عرق النَّسا، داء الملوك.
2 - (سف) ما يلبسه المريد من شيخه الذي دخل في إرادته أو سار على طريقته، وهي تمثل عتبة دخول المريد في صحبة الشيخ الذي يتولّى تربيته وتهذيب أخلاقه وتقويم سلوكه. 

مِخْراق [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من خرَقَ: نافِذ في الأمور.
2 - سَيْف. 

السّور

السّور:
[في الانكليزية] Quantifier
[ في الفرنسية] Quantificatcur
بالضم وسكون الواو عند المنطقيين هو اللفظ الدّال على كمّيّة الأفراد في القضايا الحملية كلفظ كلّ وبعض. وعلى كمية الأوضاع في القضايا الشرطية كلفظ كلّما ومهمــا ومتى وليس كلما وليس مهمــا وليس متى. ولفظ مهمــا وإن كان بحسب اللغة موضوعا لعموم الأفراد لكنهم نقلوه إلى عموم الأوضاع فجعلوه سور الشرطية الكلّية المتّصلة، صرّح به في بديع الميزان والقضية المشتملة على السور تسمّى مسورة ومحصورة وهي إمّا كلّية أو جزئيّة وقد سبق في لفظ الحملية وسيأتي أيضا في لفظ المحصورة.

دَرَأَ

(دَرَأَ)
(هـ) فِيهِ «ادْرَءُوا الحُدُود بالشُّبُهات» أَيِ ادْفَعوا. دَرَأَ يَدْرَأُ دَرْءاً إِذَا دفَع.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نُحورهم» أَيْ ادْفَع بِكَ فِي نُحورِهِم لِتَكْفِيَني أمْرهُم. وإنَّما خَصَّ النُّحُورَ لِأَنَّهُ أسْرع وأقْوَى فِي الدَّفْع والتَّمكُّن مِنَ المَدْفوع.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِذَا تَدَارَأْتُمْ فِي الطَّرِيقِ» أَيْ تَدافَعْتُم واخْتَلَفْتُم. (هـ) وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «كَانَ لَا يُدَارِي وَلَا يُمارِي» أَيْ لَا يُشاغب وَلَا يُخالِف، وَهُوَ مهْمــوز. ورُوي فِي الْحَدِيثِ غَيْرَ مَهْمُــوزٍ ليُزاوج يُماري، فَأَمَّا المُدَارَاةُ فِي حُسْن الخُلُق والصُّحْبَة فغَير مهْمًــوز، وَقَدْ يُهْمَزُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يُصَلِّي فجَاءت بَهْمَةٌ تَمُرّ بَيْنَ يديْه، فَمَا زَالَ يُدَارِئُهَا» أَيْ يُدَافعُها، ويُروى بغيْر هَمْزٍ، مِنَ المُدَارَاة. قَالَ الخَطَّابي: وليْس منْها.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ وَالْقَبَائِلِ «قَالَ لَهُ دَغْفَل:
صَادَف دَرْءُ السَّيْل دَرْءاً يَدْفَعُهْ يقالُ للسَّيْل إِذَا أتَاك مِنْ حيْث لَا تَحْتَسِبهُ: سَيْل دَرْءٌ أَيْ يَدْفَع هَذَا ذَاك وذَاك هَذَا.
ودَرَأَ عَلَيْنَا فُلان يَدْرَأُ إِذَا طَلَع مُفَاجأة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبي فِي المُخْتَلعة: «إِذَا كَانَ الدَّرْءُ مِنْ قِبَلها فَلاَ بأسَ أَنْ يَأخُذ مِنْهَا» أَيِ الْخِلَافُ والنُّشُوز.
(هـ) وَفِيهِ «السُّلطان ذُو تُدْرَإ» أَيْ ذُو هُجُوم لَا يَتَوَقَّى وَلَا يَهَاب، فَفِيه قُوَّة عَلَى دَفْع أعْدائه، والتَّاء زَائِدَةٌ كَمَا زيدَت فِي تُرْتَب وتَنْضُب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الْعَبَّاسِ بْنِ مِرْداس:
وقَدْ كُنْتُ فِي القَوْم ذَا تُدْرَإٍ ... فَلم أُعْطَ شَيْئاً وَلَمْ أُمْنَعِ
(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ صَلَّى المَغْرب، فلمَّا إنْصَرَف دَرَأَ جُمْعَةً مِنْ حَصَى الْمَسْجِدِ وألْقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ واسْتَلْقَى» أَيْ سَوَّاها بِيَدِه وبَسَطها. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: يَا جَارِيَةُ ادْرَئِي لِي الوسَادة:
أَيِ ابْسُطِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ دُرَيد بْنِ الصِّمَّة فِي غَزوة حُنَينٍ «دَرِيئَةٌ أمامَ الخَيْلِ» الدَّرِيئَةُ مَهْمُــوزَةٌ: حَلْقة يُتَعَلم عَلَيْهَا الطَّعنُ. والدَّريَّة بِغَيْرِ هَمْز: حَيوانٌ يَسْتَتر بِهِ الصَّائد فيَتْرُكُه يَرْعَى مَعَ الوَحْشِ، حَتَّى إِذَا أنِسَت بِهِ وأمْكَنَتْ مِنْ طَالِبها رمَاها. وقيل على العكْسِ منهما في الهمز وتَرْكِهِ. 

مَفْعَل وتوهّم أصالة الحرف الزائد

مَفْعَل وتوهّم أصالة الحرف الزائد
الأمثلة: 1 - اجْتَمَعَ مُدَراء المدارس 2 - كَانَ مشروعًا مُمَنْهَجًا 3 - مَحْلَسَ لفلان 4 - مَخْطَرَه في مشيته 5 - مَذْهَبَه بَمَذْهَبِه 6 - مَرْأَسَه القومُ 7 - مَرْجَحَ الطفلَ 8 - مَرْجَلَ الصَّبيَّ 9 - مَرْقَع ابنه بعدم اهتمامه به 10 - مَرْكَزَه في المدينة 11 - مَرْوَحَ على الموقد 12 - مَسْخَرَه بين القوم 13 - مَسْطَرَ اللّوحةَ 14 - مَسْمَرَ النجار الخشب 15 - مَشْوَرَه بين البيت والنادي 16 - مَشْيَخَه ليكسبه ثقة الناس 17 - مَطْوَحَ المدين الدائن في دفع الدين 18 - مَهْمَــزَ الفرسَ البطيء
الرأي: مرفوضة
السبب: لتوهّم أصالة الحرف الزائد «الميم».

الصواب والرتبة:
1 - اجْتَمَعَ مُديرو المدارس [فصيحة]-اجْتَمَعَ مُدَراء المدارس [صحيحة]
2 - كان مشروعًا مُمَنْهَجًا [صحيحة]
3 - مَحْلَسَ لفلان [صحيحة]
4 - مَخْطَرَه في مشيته [صحيحة]
5 - مَذْهَبَه بمَذْهَبِه [صحيحة]
6 - مَرْأَسَه القومُ [صحيحة]
7 - مَرْجَحَ الطفلَ [صحيحة]
8 - مَرْجَلَ الصَّبيَّ [صحيحة]
9 - مَرْقَع ابنه بعدم اهتمامه به [صحيحة]
10 - رَكَّزَه في المدينة [فصيحة]-مَرْكَزَه في المدينة [صحيحة]
11 - مَرْوَحَ على الموقد [صحيحة]
12 - مَسْخَرَه بين القوم [صحيحة]
13 - مَسْطَرَ اللّوحةَ [صحيحة]
14 - مَسْمَرَ النجار الخشب [صحيحة]
15 - مَشْوَرَه بين البيت والنادي [صحيحة]
16 - مَشْيَخَه ليكسبه ثقة الناس [صحيحة]
17 - مَطْوَحَ المدينُ الدائنَ في دفع الدين [صحيحة]
18 - مَهْمَــزَ الفرسَ البطيء [صحيحة]
التعليق: رأى مجمع اللغة المصري أن توهّم أصالة الحرف الزائد لم يبلغ درجة القاعدة العامة، غير أنه ضَرْب من ظاهرة لغوية فطن إليها المتقدمون ودعمها المحدثون؛ ولذا ففي الوسع قبول نظائر الأمثلة الواردة على توهّم أصالة الحرف الزائد، مما يستعمله المحدثون إذا اشتهرت ودعت إليها الحاجة، وقد ورد منها في القديم: تمندل، وتمرفق، وتمسكن، وتمدرع.

جمع «فَعُول» بمعنى «فاعِل» جمعًا سالمًا

جمع «فَعُول» بمعنى «فاعِل» جمعًا سالمًا
الأمثلة: 1 - إِنَّنا فخورون بما صنعه الأجداد 2 - إِنَّهن فتياتٌ وقورات 3 - العَرَب غَيُورون على لغتهم 4 - رِجَال شكورون 5 - رِجَال صبورون 6 - هُمْ غفورون للهفوات
الرأي: مرفوضة
السبب: لجمع صيغة «فَعُول» التي يستوي فيها المذكر والمؤنث جمعًا سالمًا.

الصواب والرتبة:
1 - إنَّنا فَخُورون بما صنعه الأجداد [صحيحة]-إنَّنا فُخُر بما صنعه الأجداد [فصيحة مهمــلة]
2 - إِنَّهن فتياتٌ وقورات [صحيحة]-إِنَّهن فتياتٌ وُقُر [فصيحة مهمــلة]
3 - العرب غُيُر على لغتهم [فصيحة]-العرب غَيُورون على لغتهم [صحيحة]
4 - رجال شُكُر [فصيحة]-رجال شكورون [صحيحة]
5 - رجال صُبُر [فصيحة]-رجال صبورون [صحيحة]
6 - هم غُفُر للهفوات [فصيحة]-هم غَفُورون للهفوات [صحيحة]
التعليق: إذا كانت «فَعُول» بمعنى «فاعل» مما يستوي فيه المذكر والمؤنث، لا تجمع جمعًا سالمًا، وإنما تجمع جمع تكسير على «فُعُل» قياسًا. ولكن مجمع اللغة المصري أجاز إلحاق تاء التأنيث بـ «فَعُول» هذه، اعتمادًا على ما ذكره سيبويه وغيره من مجيء ذلك عن العرب، وعلى هذا يجري على هذه الصيغة- بعد جواز تأنيثها بالتاء- ما يجري على غيرها من الصفات التي يفرق بينها وبين مذكرها بالتاء، فتجمع جمع تصحيح للمذكر والمؤنث.

نسي

نسي: {نسيا}: الشيء الحقير الذي إذا ألقي نُسِي ولم يلتفت إليه.
(ن س ي) : (النِّسْيُ) الْمَنْسِيُّ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ عُبَادَةَ بْنِ (نُسَيٍّ) قَاضِي الْأُرْدُنِّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ عُمَارَةَ بِالْكَسْرِ وَعَنْ ابْنِ أَبِي عُمَارَةَ تَصْحِيفٌ وَتَحْرِيفٌ وَهُوَ فِي حَدِيثِ الْمَسْحِ نُسْءٌ فِي (سن) سُورَةُ النِّسَاءِ فِي (ق ص) .
(نسي)
فلَان نسى اشْتَكَى نساه فَهُوَ نس وَهِي نسية وَهُوَ أنسى وَهِي نسياء وَالشَّيْء نسْوَة ونساوة ونسيانا تَركه على ذُهُول وغفلة أَو تَركه على عمد وَالْأَمر أهملته ذاكرته وَلم يعه فَهُوَ نَاس وَنسَاء وَهِي ناسية ونساءة وَهُوَ وَهِي نسي أَيْضا
ن س ي

رأيت نسيّةً ونسيّاتٍ، ونسيته وتناسيته، وأنسانيه الشيطان ونسّانيه. وناساه العداوة. وشيء منسيّ، وتركته نسياً من الأنساء. وتتبّعوا أنساءكم. ورجل نسّاء وامرأة نسيٌّ. قال:

ونسيت وصاته وهي نسيّ

وضربته فنسيته: أصبت نساه، وهو منسيٌّ.

ومن المجاز: نسيت الشيء: تركته " نسوا الله فنسيهم " وكرمك ينسّى كرم البرامكة.

نسي


نَسِيَ(n. ac. نَسْي
نِسْي
نِسَاْيَة
نِسْيَاْن
نَسْوَة )
a. Forgot; overlooked, neglected; discarded
abandoned.

نَسَّيَa. Made to forget.

نَاْسَيَa. Forgot.

أَنْسَيَa. see II
تَنَاْسَيَa. Feigned forgetfulness.

نَسْي (pl.
أَنْسَآء [] )
a. Forgotten; to be forgotten.
b. Lost luggage.
c. Dirty rag.
d. Milk & water.

نَسْوَة []
a. Forgetfulness; neglect, remissness.
b. see
نَسَوَ .
نِسْيa. see 1 (a) (b), (c).
مِنْسَاة []
a. Staff, rod.

نَسِيّa. Forgetful; absentminded; unmindful, oblivious.
b. Forgotten; disregarded, ignored.

نَسْيَان []
a. see 25 (a)
نِسْيَان []
a. Forgetfulness; obliviousness; supineness;
apathy.

مَنْسِيّ [ N. P.
a. I], Forgotten.

مُنْسِيَّة
a. see 34
ن س ي

النِّسْيانُ ضِدّ الذِّكْر نَسِيَهُ نِسْياً ونِسْياناً ونِسْوَةً ونِسَاوةً ونَسَاوَةً الأخيرتان على المعاقبة وتَناسَاهُ وأنْساه إيَّاه وقوله تعالى {نسوا الله فنسيهم} التوبة 67 قال ثعلب لا يَنْسَى اللهُ جَلَّ وعَز إنما معناه تَرَكُوا الله فَتَرَكَهُم فلما كان النسيان ضَرْباً من التَّرْك وَضَعَه موضعه وقوله تعالى {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي} طه 115 معناه أيضا ترك لأن الناسِي لا يُؤاخَذُ بِنِسْيَانِه وآدم عليه السلام قد أُوخِذَ بِنِسْيانِه فهبَطَ من الجَنَّة وجاء في الحديث لو وُزِن حِلْم بني آدم وحَزْــمُهم مذ كان آدمُ إلى أن تقوم الساعة ما وَفَى بحِلْمِ آدم وحزمه وقال الله تعالى فيه {فنسي ولم نجد له عزما} طه 115 وقوله {نسوا الله فأنساهم أنفسهم} الحشر 19 قال إنما معناه أَنْسَاهم أن يعملوا لأنفسهم وقوله تعالى {وتنسون ما تشركون} الأنعام 41 قال الزجاج تَنْسَوْن هنا على ضَرْبَيْن جائز أن يكون تَنْسَوْن تَتْركُون وجائز أن يكون المعنى أنكم في تَرْكِكُم دُعاءهم بمنزلة من قد نَسِيَهم وكذلك قوله تعالى {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} الأعراف أي نتركهم في عذابهم كما تَرَكُوا العَمَل للقاء يومهم وكذلك قوله {فلما نسوا ما ذكروا به} الأعراف 165 يجوز أن يكون معناه تَرَكُوا ويجوز أن يكونوا في تَرْكِهم القبول بمنزلة من نَسِيَ والنِّسْيُ والنَّسْيُ الأخيرة عن كراع والأولى أَقْيَس الشيء المنسيُّ وقوله تعالى {وكنت نسيا منسيا} مريم 23 فَسّره ثعلب فقال النِّسْيُ خِرَق الحَيْض التي يُرْمَى بها فتُنْسَى والنَّسِيُّ الكثير النّسْيان يكون فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيل أكثر لأنه لو كان فَعِيلاً لقيل نَسُوّ أيضاً وقال ثَعْلَب رَجُل ناسٍ ونَسِيُّ كقولك حاكِمٌ وحَكِيمٌ وعالِمٌ وعَلِيمٌ وشاهِدٌ وشَهِيدٌ وسامِعٌ وسَمِيعٌ وفي التَّنْزِيل {وما كان ربك نسيا} مريك 64 أي لا يَنْسَى شيئاً قال الزجاج وجائز أن يكون معناه والله أعلم ما نَسِيَكَ رَبُّكَ يا مُحَمَّد وإن تأخَّر عنك الوَحْيُ لأنه يُروَى أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أبْطَأ عليه جِبْرِيل عليه السلام بالوَحْي فقال وقد أتاه جِبْريلُ ما زُرْتَنَا حتى اشْتَقْناك فقال ما نَتَنَزَّلُ إلا بأَمْرِ رَبِّكَ والنَّسِيُّ الذي لا يُعَدُّ في القَوْمِ لأنه مَنْسِيٌّ والنَّسَا عِرْقٌ من الوَرِك إلى الكَعْب ولا يقال عِرْق النَّسَا وقد غَلِط فيه ثعلب فأضافه وأَلِفُه مُنْقَلِبة عن ياء كقولهم نسيان وقد تكون في واو لقولهم نَسَوان والجمع أَنْسَاء قال أبو ذُؤيب

(مُتَفَلِّقٌ أنْساؤُها عن قانِئٍ ... كالقُرْطِ صاوٍ غُبْرُه لا يُرْضَعُ)

وإنما قال مُتَفَلِّق أَنْسَاؤُها والنَّسا لا يتفلَّقُ إنما يتَفَلَّقُ موضعه لأنه أراد يتفَلَّق فَخِذاه عن موضع النَّسَا لما سمنت تَفَرَّجت اللحمة فظهر النَّسا صاوٍ يابِسٌ يعني الضَّرْع كالقُرْط شبهه بقُرْط المرأة ولم يُرد أن ثَمَّ بقية لبن لا يُرْضَع إنما أراد أنه لا غُبْرَ هنالك فيرضع كقول امْرِئ القَيس

(على لاحِبٍ لا يُهْتَدَى لِمَنارِه ... )

أراد لا مَنَار هنالك فَيُهْتَدَى به ونَسَيْتُه نَسْياً ضَرَبْتَ نَسَاه ونَسِيَ نَساً فهو أَنْسَى والأنثى نَسْآء شكا نَسَاه
نسي
نسِيَ يَنسَى، انْسَ، نَسْيًا ونِسْيانًا، فهو ناسٍ، والمفعول مَنْسِيّ
• نسِي الأمرَ:
1 - فقد ذكرَه أو صورتَه، لم يحفظه، عكسه حفِظه "نسِي موعدَه مع الطبيب- ملاحظة لا تُنسى- إِذَا نَسِيَ فَأَكَلَ وَشَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ [حديث]- {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} " ° لا يُنسَى: يبقى حيًّا في الذاكرة- نسِي الجميلَ: جَحَدَه- نسِي نفسَه: غفل عن مكانة من يخاطبه.
2 - ضلّ " {فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ} ". 

أنسى يُنسي، أَنْسِ، إنساءً، فهو مُنْسٍ، والمفعول مُنْسًى
• أنسى الشَّيءَ: محاه " {مَا نَنْسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا}: نمحوها من قلبك وننسخ حكمَها".
• أنساه الشَّيءَ: حمله على تركه أو على نسيانه "أنساه موعدًا هامًّا- أنساه اللّهوُ أداءَ واجباته المنزليّة- {وَمَا أَنْسَانِيهُ إلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} ". 

تناسى يتَناسَى، تَنَاسَ، تناسيًا، فهو مُتناسٍ، والمفعول مُتناسًى
• تناسى الشَّيءَ:
1 - حاول نِسيانَه "تناسى آلامَه/ جراحَه/ أحزانَه".
2 - تظاهر بنسيانه "تناسى موعدَ أداء ديونه- تناسَى وعودَه- {وَلاَ تَنَاسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [ق] ". 

نسَّى يُنسِّي، نَسِّ، تَنْسيةً، فهو مُنسٍّ، والمفعول مُنسًّى
• نسَّاه الشّيءَ: أنساه؛ حمله على تركه أو نسيانه "نسّاه موعدًا- {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءَادَمَ مِنْ قَبْلُ فَنُسِّيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ق]- {وَإِمَّا يُنْسِّيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [ق] ". 

إنساء [مفرد]: مصدر أنسى. 

تنسية [مفرد]: مصدر نسَّى. 

نَسَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من نسِيَ: كثير النِّسيان أو سريع النِّسيان والشائع تسهيل الهمزة (نسَّاي). 

نَسْي [مفرد]: ج أنساء (لغير المصدر):
1 - مصدر نسِيَ.
2 - شيء منسيّ، يقلّ الاعتدادُ به " {وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} ". 

نَسْيان [مفرد]: كثير الغفلة والنِّسْيَان "ما أقلّ ما يحافظ النَّسْيَان على مواعيده". 

نِسْيان [مفرد]:
1 - مصدر نسِيَ ° صار في طيّ النسيان: اضمحل ذكرُه.
2 - (نف) اضطراب شديد في الحياة العقليّة يسبِّبه القلق أو الصراع النفسيّ وقد يكون مرضيًّا بسبب اضطراب أو عطب في المخ "آفة العلم النِّسْيان".
• نسيان مُطلق: (نف) عدم قدرة الإنسان على استرجاع خبراته الحياتيّة السابقة. 

نَسِيّ [مفرد]: ج أنساء، مؤ نَسِيّ:
1 - صيغة مبالغة من
 نسِيَ: كثير النِّسيان " {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} ".
2 - ما يُنْسَى "هو نَسِيّ قومِهِ: لا يعدّ فيهم لحقارته". 
نسي
: (ي} نَسِيَهُ) ، كرَضِيَ؛ وإنَّما أَطْلَقه عَن الضَّبْط لشُهْرتِه؛ {يَنْساه (} نَسْياً {ونِسْياناً} ونِسايَةً، بكسْرهنَّ، {ونَسْوَةً) ، بِالْفَتْح، كَذَا مُقْتضَى سِياقِه؛ ووُجِدَ فِي نسخ، المُحْكم بالكَسْر أَيْضاً، وَكَذَا فِي التكْملَةِ بالكَسْر أَيْضاً، وأنْشَدَ ابنُ خَالَويه فِي كتابِ اللغاتِ:
فلَسْت بصَرَّام وَلَا ذِي مَلالةٍ
وَلَا} نِسْوةٍ للعَهْدِ يَا أُمَّ جَعْفَرِ (ضِدُّ حَفِظَه) وذَكَرَه.
وَقَالَ الجَوْهرِي: {نَسِيتُ الشيءَ} نِسْياناً، وَلَا تَقُلْ نَسَياناً، بالتّحْريكِ، لأنَّ النَّسَيان إنَّما هُوَ تَثْنِيَةُ نَسا العِرْق.
( {وأَنْساهُ إيَّاهُ) } إنساءً؛ ثمَّ إنَّ تَفْسيرَ! النِّسْيان بضِدِّ الحفْظِ والذِّكْر هُوَ الَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ.
قَالَ شَيخنَا: وَهُوَ لَا يَخْلو عَن تأَمّلٍ، وأَكْثَر أَهْلِ اللغَةِ فَسَّرُوه بالتَّرْكِ وَهُوَ المَشْهورُ عنْدَهُم، كَمَا فِي المَشارِقِ وغيرِهِ، وجَعَلَه فِي الأساسِ مجَازًا؛ وَقَالَ الحافِظُ ابنُ حَجَر: هُوَ مِن إطْلاقِ المَلْزومِ وإرادَة الَّلازِم لأنَّه مِن {نَسِيَ الشيءَ تَرَكَه بِلا عكْسٍ.
قُلْت: قالَ الرَّاغبُ: النِّسْيانُ: تَرْكُ الإِنْسانِ ضَبْط مَا اسْتُوْدِعَ إمَّا لضَعْفِ قَلْبِه وإمَّا عَن غَفْلةٍ أَو عَن قَصْدٍ حَتَّى يَنْحذفَ عَن القَلْبِ ذِكْرُه، انتَهَى.
} والنِّسْيانُ عنْدَ الأطبَّاء: نُقْصانٌ أَو بُطْلان لقُوّةِ الذَّكاءِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: { {نَسُوا الله} فنَسِيَهُم} ؛ قالَ ثَعْلبُ: لَا يَنْسى اللهاُ، عزَّ وجلَّ، إنَّما مَعْناه تَرَكُوا اللهاَ فتَرَكَهم، فلمَّا كانَ النِّسْيانُ ضَرْباً من التَّرْكِ وَضَعَه مَوْضِعَه.
وَفِي التَّهْذيب: أَي تَرَكُوا أَمْرَ اللهاِ فتَرَكَهم مِن رَحْمتَهِ.
وقولهُ تَعَالَى: { {فنَسِيتَها وكَذلكَ اليَوْم} تُنْسَى} ، أَي تَرَكْتَها فكَذلكَ تُتْرَكُ فِي النارِ.
وقولهُ، عزَّ وجلَّ: {وَلَقَد عَهِدْنا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ {فنَسِيَ} ، مَعْناه أَيْضاً تَرَكَ لأنّ الناسِي لَا يُؤاخَذُ} بنِسْيانِه، والأوَّل أَقْيَس.
وقولهُ تَعَالَى: {سنُقْرِئك فَلَا {تَنْسَى} ، إخْبارٌ وضَمانٌ مِن اللهاِ تَعَالَى أَنْ يَجْعلَه بحيثُ أنَّه لَا} يَنْسى مَا يَسْمَعه من الحَقِّ؛ وكلُّ! نِسْيانٍ مِن الإِنْسانِ ذَمّه اللهاُ تَعَالَى فَهُوَ مَا كانَ أَصْله عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُ لَا يُعْذَرُ فِيهِ، وَمَا كانَ عَن عُذْرٍ فإنَّه لَا يُؤاخَذُ بِهِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (رفِعَ عَن أُمَّتِي الخَطَأ {والنِّسْيان) ، فَهُوَ مَا لم يَكُنْ سَبَبه مِنْهُ؛ وقولُه، عزَّ وجلَّ: {فذُوقُوا بِمَا} نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمكم هَذَا إنّا {نسيناكم} هُوَ مَا كانَ سَبَيه عَن تَعَمُّدٍ مِنْهُم، وتَركه على طرِيقِ الاسْتِهانَةِ، وَإِذا نسبَ ذلكَ إِلَى اللهاِ فَهُوَ تَركه إيَّاهم اسْتِهانَةً بهم ومُجازَاةً لمَا تَرَكُوه.
وقولهُ تَعَالَى: {لَا تكُونوا كَالَّذِين} نَسُوا الله {فأَنْساهُم أَنْفُسَهم} ، فِيهِ تَنْبِيه على أنَّ الإِنسانَ بمَعْرِفَتِه لنَفْسِهِ يَعْرفُ اللهاَ، عزَّ وجلَّ،} فنِسْيانُه للهِ هُوَ مِن {نِسْيانِه نَفْسه.
وقولهُ تَعَالَى: {واذْكُر رَبّك إِذا} نَسِيتَ} ، حَمَلَه العامَّة على النَّسْيانِ خِلاف الحِفْظ والذِّكْر. وقالَ ابنُ عبَّاس: مَعَناهْ إِذا قُلْت شَيْئا وَلم تَقُل إِن شاءَ الله فقُلْه إِذا تَذَكَّرْتَه.
قَالَ الرَّاغبُ: وَبِهَذَا أَجازَ الاسْتِثْناءَ بَعْد مدَّة.
وَقَالَ عِكْرِمةِ: مَعْناه ارْتَكَبْتَ ذَنْباً، أَي اذْكُرٍ اللهاَ إِذا أَرَدْتَ أَو قَصَدْتَ ارْتِكابَ ذَنْبٍ يَكُن ذلكَ كافالك.
وَقَالَ الفرَّاء فِي قولهِ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخُ مِن آيَةٍ أَو! نُنْسِها} ، عامَّة القُرَّاء يَجْعلُونَه مِن النِّسْيان، والنِّسْيانُ هُنَا على وَجْهَيْن: أَحَدُهما على التَّرْك المَعْنى نَتْرُكُها فَلَا نَنْسَخها وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوا الفَضْلَ بَيْنكم} ؛ والوَجْه الآخَرْ: مِن النِّسْيان الَّذِي} يُنْسَى.
وَقَالَ الزجَّاج: وقُرِىءَ: أَو نُنْسِها، وقُرِىءَ: {نُنَسِّها، وقُرِىء، نَنْسَأَها، قالَ: وقولُ أَهْل اللغَةِ فِي قولهِ أَو نُنْسِها على وَجْهَيْنِ: يكونُ مِن النِّسْيان واحْتَجُوا بقولهِ تَعَالَى: {سَنُقْرِئك فَلَا} تَنْسَى إِلَّا مَا شاءَ ا} ، فقد أَعْلَم اللهاُ أَنَّه يَشاءُ أَن! يَنْسَى، قالَ: وَهَذَا القولُ عنْدِي غيْرُ جائِزٍ، لأنَّ اللهاَ تَعَالَى قد أَخْبَر النبيَّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قولِه: {ولئِنْ شِئْنا لنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا} ، أنَّه لَا يَشاءُ أَن يَذْهَبَ بِمَا أَوْحَى بِهِ إِلَى النبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قالَ) وقولهُ: {فَلَا تَنْسى} ، أَي فلسْتَ تَتْرُك إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ أَن يَتْرُك، قالَ: ويجوزُ أَن يكونَ إلاَّ مَا شاءَ اللهاُ ممَّا يَلْحَق بالبَشَرِيَّة ثمَّ يَذْكُر بعْدُ ليسَ أنَّه على طرِيقِ السّلْب للنبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وسلمشيئاً أُوتِيَه مِن الحِكْمةِ، قالَ: وَقيل فِي قولهِ تَعَالَى: {أَو نُنْسِها} قولٌ آخَرُ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، ونَتْرُكُهَا، وَهَذَا إنَّما يقالُ فِيهِ {نَسِيتُ إِذا تَرَكْت، وَلَا يقالُ} أُنْسِيتُ تَرَكْت، قالَ: وإنَّما مَعْنى أَو نُنْسِها أَي نَأْمُرْكُم بتَرْكِها.
قَالَ الأزْهري: وممَّا يقوِّي هَذَا مَا رُوِي عَن ثَعْلَب عَن ابنِ الأعْرابي أنَّه أَنْشَدَه:
إنَّ عليَّ عُقْبةً أَقْضِيها
لَسْتُ {بناسِيها وَلَا} مُنْسِيها قَالَ بناسِيها بتارِكِها، وَلَا مُنْسِيها: وَلَا مُؤخِّرها، فوافَقَ قولُ ابْن الأعْرابي قولَه فِي {النَّاسِي إنَّه التَّارِكِ لَا} المُنْسِي، واخْتَلَفا فِي المُنْسِي.
قالَ الأزْهرِي: وكأنَّ ابنَ الأعْرابي ذَهَبَ فِي قولِه: وَلَا مُنْسِيها إِلَى تَرْكِ الهَمْز مِن أَنْسَأْتُ الدَّيْن إِذا أَخَّرْته، على لُغَةِ مَنْ يُخَفِّفُ الهَمْزةَ.
هَذَا مَا ذَكَرَه أَهْلُ اللغةِ فِي النِّسْيان والانْساءِ. وأَمَّا إطْلاقُ {المُنْسِي على اللهاِ تَعَالَى هَل يَجوزُ أَو لَا، فقد اخْتَلَفَ فِيهِ أَهْلُ الكَلام، وغايَةُ مَن احْتَج بعدَم إطْلاقِه على اللهاِ تَعَالَى أنَّه خِلافُ الأدَبِ، وليسَ هَذَا محلُّ بَسْطه، وإنَّما أَطَلْتُ الكَلامَ فِي هَذَا المجال، لأنَّه جَرَى ذِكْرُ ذلكَ فِي مجْلِسِ أَحَدِ الأُمرَاءِ فِي زمانِنا فحصَلَتِ المُشاغَبَةُ مِن الطَّرفَيْن وأَلَّفُوا فِي خُصوصِ ذلكَ رسائِلَ، وجَعَلوها للتَّقَرُّبِ إِلَى الجاهِ وسائِلَ، والحَقُّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَع وَهُوَ أَعْلَم بالصَّواب.
(} والنِّسْيُ بِالْكَسْرِ ويُفْتَحُ) ، وَهَذِه عَن كُراعٍ (مَا {نُسِيَ) .
وقالَ الْأَخْفَش هُوَ مَا أُغْفِلَ مِن شيءٍ حَقِيرٍ} ونُسِيَ.
وَقَالَ الزجَّاج: هُوَ الشيءُ المَطْروحُ لَا يُؤْبَه لَهُ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى:
كأنَّ لَهَا فِي الأرضِ {نِسْياً تَقُصُّه
على أمِّها أَو إِن تُخاطِبْكَ تَبْلَت ِوقال الرَّاغبُ:} النِّسْيُ أَصْلُه مَا {يُنْسَى كالنّقْض لمَا يُنْقَضُ، وصارَ فِي التَّعارُفِ اسْماً لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ، وَمِنْه قولهُ تَعَالَى حِكايَةً عَن مَرْيم: {وكُنْت} نِسْياً {مَنْسِيًّا} ، وأَعْقَبَه بقولِه: مَنْسِيّا لأنَّ النِّسْيَ قد يقالُ لمَا يقل الاعْتِدادُ بِهِ وَإِن لم} يُنْسَ، قالَ: وقُرِىءَ {نَسْياً، بالفَتْح، وَهُوَ مَصْدَرٌ مَوْضوعٌ مَوْضِع المَفْعول.
(و) قَالَ الفرَّاء:} النِّسْيُ، بِالْكَسْرِ والفَتْح، (مَا تُلْقِيهِ المرأَةُ من خِرَقِ اعْتِلالِها) ، مِثْلَ وتْرٍ ووَتْرٍ، قالَ: وَلَو أَرَدْتَ! بالنِّسْي مَصْدَر النِّسْيان لجازَ، أَي فِي الآيَةِ.
وَقَالَ ثعْلَب: قُرِىءَ بالوَجْهَيْن، فمَنْ قَرَأَ بالكَسْر فعَنَى خِرَقَ الحَيْض الَّتِي يُرْمَى بهَا {فتُنْسَى، ومَنْ قَرَأَ بِالْفَتْح فمعْناهُ شَيْئا} مَنْسِيًّا لَا أُعْرَفُ.
وَفِي حديثِ عائِشَةَ: (وَدِدْتُ أَنِي كُنْتُ {نِسْياً} مَنْسِيًّا) ، أَي شَيْئا حَقِيراً مُطَّرَحاً لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ.
( {والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: مَنْ لَا يُعَدُّ فِي القوْمِ) لأنَّه} مَنْسِيٌّ.
(و) أيْضاً: (الكثيرُ {النِّسْيانِ) يكونُ فَعِيلاً وفَعُولاً وفَعِيلٌ أَكْثَر لأنَّه لَو كانَ فَعُولاً لقيلَ نَسُوّ أيْضاً.
(} كالنَّسْيانِ، بِالْفَتْح) ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {ونَسِيَهُ} نَسْياً) ، كعَلِمَ: (ضَرَبَ {نَساهُ) ، هَكَذَا فِي النّسخ.
وَالَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِهِ:} ونَسَيْتُه فَهُوَ {مَنْسِيٌّ: أَصَبْتُ} نَساهُ، أَي مِن حَدِّ رَمَى وَهُوَ الصَّوابُ، فكانَ عَلَيْهِ أَنْ يقولَ {ونَساهُ} نَسياً.
( {ونَسِيَ، كرَضِيَ،} نَسًى) ، مَقْصورٌ، (فَهُوَ) {نَسٍ على فَعِلٍ؛ هَذَا نَصُّ الجَوْهرِي، وَفِي المُحّكم: هُوَ (} أَنْسَى، و) الأُنْثَى {نَساء؛ وَفِي التَّهْذِيب: (هِيَ} نَسْياءُ) وَفِي كتابِ القالِي عَن أَبي زيْدٍ: هاج بِهِ {النَّسَا وَقد} نَسِيَ {يَنْسَى} نَسًى، ورجُلٌ {أنْسَى وامْرأَةٌ} نَسْياءٌ؛ (شَكا {نَساهُ.
(} والأَنْسَى: عِرْقٌ فِي السَّاقِ السُّفْلَى) ، والعامَّةُ تقولُه، عِرْقُ الأنْثَى.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{نَسِيَه} نَسْياً، بِالْفَتْح، {ونِسْوَةً} ونِساوَةً، بكسْرِها،! ونَساوَةً، بالفَتْح، الأخيرَتَانِ على المُعاقَبَةِ نقَلَهُما ابنُ سِيدَه، {والنَّسى، بالفَتْح والنِّساوَةُ والنِّسْوَةُ، بكَسْرِ هما حكاهنَّ ابنُ برِّي عَن ابنِ خالويه فِي كتابِ اللغاتِ.
} ونَسَّاه {تَنْسِيَةً مِثْلُ} أَنْساهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ وَمِنْه الحديثُ: (وإنَّما {أَنَسَّى لأَسُنَّ) ، أَي لأَذْكر لكُم مَا يَلْزمُ} النَّاسِيَ لشيءٍ من عبادَتِه وأَفْعَل ذلكَ فتَقْتَدُوا بِي.
وَفِي حديثٍ آخر: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكم {نَسِيتُ آيةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بل هُوَ} نُسِّيَ) ، كَرِهَ نِسْبةَ {النِّسْيانِ إِلَى النفْسِ لمعْنَيَيْنِ: أَحَدُهما أَنَّ اللهاَ، عزَّ وجلَّ، هُوَ الَّذِي} أَنْساهُ إيَّاه لأنَّه المقدِّرُ للأشْياءِ كُلِّها، وَالثَّانِي: أنَّ أَصْلَ {النِّسْيان التَّركُ فكَرِهَ لَهُ أَنْ يقولَ تَرَكْتُ القُرْآن، وقَصَدْتُ إِلَى} نِسْيانِه ولأنَّ ذلكَ لم يكُنْ باخْتِيارِه؛ وَلَو رُوِيَ: {نُسِيَ بالتَّخفيفِ لكانَ مَعْناه تُرِكَ مِن الخَيْرِ وحُرِمَ.
} وأَنْساهُ: أَمَرَه بتَرْكهِ.
{والنّسْوَةُ: التَّرْكُ للعَمَلِ؛ وذَكَرَه المصنِّفُ فِي الَّذِي تقدَّمَ.
} والنَّسِيُّ، كغَنِيَ: {الناسِي؛ قَالَ ثَعْلَب: هُوَ كعَالِمٍ وعَلِيمٍ وشاهِدٍ وشَهِيدٍ وسامِعٍ وسَمِيعٍ وحاكِمٍ وحَكِيمٍ؛ وقولهُ تَعَالَى: {وَمَا كانَ رَبُّكَ} نَسِيًّا} ، أَي لَا {يَنْسَى شَيْئا.
} وتَناسَاهُ: أَرَى من نَفْسِه أنَّه! نَسِيَه؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وأَنْشَدَ لامرىءِ القَيْس:
ومِثْلِكِ بَيْضاءَ العَوارِضِ طَفْلةٍ
لَعُوبٍ {تَناسَانِي إِذا قُمْتُ سِرْبالي أَي} تُنْسِيني؛ عَن أَبي عُبيدَةَ.
{وتَناسَيْته:} نَسِيتُه.
وتقولُ العَرَبُ إِذا ارْتَحَلُوا مِن المَنْزلِ: تَتَبَّعُوا {أنْساءَكُمُ يُريدُونَ الأشْياءَ الحَقِيرَةَ الَّتِي ليسَتْ ببالٍ عنْدَهم مِثْل العَصَا والقَدَح والشِّظاظ، أَي اعْتَبرُوها لئلاَّ} تَنْسَوْها فِي المَنْزلِ، وَهُوَ جَمْعُ {النِّسْي لمَا سَقَطَ فِي مَنازِلِ المُرْتَحِلِين؛ قَالَ دُكَيْنٌ الفُقَيْمي:
بالدَّارِ وَحْيٌ كاللَّقَى المُطَرَّسِ
} كالنَّسْي مُلْقًى بالجِهادِ البَسْبَسِوفي الصِّحاح: قالَ الْمبرد: كلُّ واوٍ مَضْمومَةٍ لكَ أَن تَهْمزَها إلاَّ واحِدَة فإنَّهم اخْتَلَفوا فِيهَا، وَهِي قولهُ تَعَالَى: {وَلَا {تَنْسَوْا الفَضْل بَيْنكم} وَمَا أَشْبَهها من واوِ الجَمْع، وأَجازَ بعضُهم الهَمْز، وَهُوَ قَليلٌ، والاخْتِيارُ تَرْكُ الهَمْزِ، وأَصْلُه تَنْسيوا فسُكِّنَتِ الياءُ وأُسْقِطَتْ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ، فلمَّا احْتِيج إِلَى تَحْريكِ الواوِ رُدَّت فِيهَا ضَمَّة الياءِ، انتَهَى.
وَقَالَ ابنْ برِّي عنْدَ قَوْل الجَوْهرِي فسُكِّنَت الْيَاء وأُسْقِطَت صَوابُه فتَحَرَّكَتِ الياءُ وَانْفَتح مَا قَبْلها فانْقَلَبَتْ ألِفاً ثمَّ حُذِفَتْ لالْتِقاءِ الساكنين.
ورجُلٌ} نَسَّاءٌ، كشَدَّادٍ: كثيرُ {النِّسْيانِ، ورُبَّما يَقُولُونَ: نَسَّايَةٌ، كعلاَّمَةٍ، وليسَ بمَسْموع.
} ونَاساهُ {مُناساةً: أَبْعَدَه؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ جاءَ بِهِ غَيْر مَهْمــوزٍ وأَصْلُه الهَمْزِ.
} والمِنْساةُ: العَصَا؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي:
إِذا دَبَبْتَ على {المِنْساةِ مِن هَرَمٍ
فقَدْ تَباعَدَ عَنْكَ اللَّهْوُ والغَزَلُقالَ: وأَصْلُه الهَمْز، وَقد ذُكِرَ.
ورَوَى شَمِرٌ أَنَّ ابنَ الأعْرابي أَنْشَدَه:
سَقَوْني} النَّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني
عُداةَ اللهاِ من كَذِبٍ وزُورِبغيرِ هَمْزٍ، وَهُوَ كلُّ مَا {ينسى العَقْل، قالَ: وَهُوَ مِن اللّبَنِ حَلِيب يُصَبُّ عَلَيْهِ ماءٌ؛ قَالَ شَمِرٌ: وقالَ غيرُهُ: هُوَ} النَّسِيُّ، كغَنِيَ، بغيرِ هَمْز وأَنْشَدَ:
لَا تَشْرَبَنْ يومَ وُرُودٍ حازِرا
وَلَا {نَسِيًّا فتَجيءُ فاتِرا} ونُسِيَ، كعُنِيَ: شَكا نَساهُ؛ هَكَذَا مَضْبوط فِي نسخةِ القالِي، ونقلَهُ ابنُ القطَّاعِ أيْضاً.
وَقد سَمَّوا {منسيًّا} ومُنَيْسيَّا.
! والمُنْسِي: الَّذِي يصر خلفين أَو ثَلَاثَة.

خيم

(خ ي م) : (الْخَيْمَةُ) بِالْفَارِسِيَّةِ خربشته عَنْ أَبِي حَاتِمٍ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْخَيْمَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ لَا تَكُونُ إلَّا مِنْ أَرْبَعَةِ أَعْوَادٍ ثُمَّ تُسَقَّفُ بِالثُّمَامِ وَلَا تَكُونُ مِنْ ثِيَابٍ وَالتَّفْسِيرُ الْأَوَّلُ هُوَ الْمَعْنِيُّ هَاهُنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(خيم) الْقَوْم نصبوا خياما ودخلوا الْخَيْمَة وَفُلَان أَقَامَ بِالْمَكَانِ وَيُقَال خيم بِالْمَكَانِ وَفِيه وخيم اللَّيْل غشى (على التَّشْبِيه) والرائحة بِالْمَكَانِ وبالثوب فاحت فِيهِ وَثبتت والوحشي فِي كناسه أَقَامَ فِيهِ فَلم يبرحه والخيمة أخامها وَالشَّيْء جعله كالخيمة والمسك وَنَحْوه غطاه بِشَيْء كي يعبق بِهِ
[خيم] نه فيه: الشهيد في "خيمة" الله تحت العرش، الخيمة معروفة. ومنه: خيم بالمكان، أي أقام به وسكنه، فاستعارها لظل رحمة الله ورضوانه وأمنه. وفيه: من أحب أن "يستخيم" له الرجال قيامًا، أي كما يقام بين يدي الملوك، من خام يخيم وخيم إذا أقام بالمكان، ويروى: يستخم، ويستجم، ومرا. ك: الخيمة. در: هو إشارة إلى قوله تعالى: "حور مقصورات في "الخيام"".
خ ي م: (الْخَيْمَةُ) بَيْتٌ تَبْنِيهِ الْأَعْرَابُ مِنْ عِيدَانِ الشَّجَرِ وَالْجَمْعُ (خَيْمَاتٌ) وَ (خِيَمٌ) مِثْلُ بَدَرَاتٍ وَبِدَرٍ وَ (الْخَيْمُ) مِثْلُ الْخَيْمَةِ وَالْجَمْعُ (خِيَامٌ) مِثْلُ فَرْخٍ وَفِرَاخٍ. وَ (خَيَّمَهُ) جَعَلَهُ كَالْخَيْمَةِ. وَ (خَيَّمَ) أَيْضًا بِالْمَكَانِ أَقَامَ بِهِ وَ (تَخَيَّمَ) بِمَكَانِ كَذَا ضَرَبَ خَيْمَتَهُ بِهِ.
خ ي م : الْخَيْمَةُ بَيْتٌ تَبْنِيهِ الْعَرَبُ مِنْ عِيدَانِ الشَّجَرِ قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ لَا تَكُونُ الْخَيْمَةُ عِنْدَ الْعَرَبِ مِنْ ثِيَابٍ بَلْ مِنْ أَرْبَعَةِ أَعْوَادٍ ثُمَّ يُسْقَفُ بِالثُّمَامِ وَالْجَمْعُ خَيْمَاتٌ وَخِيَمٌ وِزَانُ بَيْضَاتٍ وَقِصَعٍ وَالْخَيْمُ بِحَذْفِ الْهَاءِ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ خِيَامٌ مِثْلُ: سَهْمِ وَسِهَامٍ وَخَيَّمْتُ بِالْمَكَانِ بِالتَّشْدِيدِ إذَا أَقَمْت بِهِ. 
خ ي م

خيم بمكان كذا. وتخيم. قال زهير:

فلما وردن الماء زرقاً جمامه ... وضعن عصيَّ الحاضر المتخيم

وضربوا الخيام والخيم والخيم. وهو كريم الخيم. وخام عن الحرب.

ومن المجاز: خيمت البقر: أقامت في مرابضها لا تبرح. وتخيمت الريح في الثوب والبيت: بقيت فيه. وخيمتها أنا إذا غطّيت الطيب بالثوب حتى تعبق فيه ريحه. 
خيم
خَيمَ القَوْمُ: دَخَلُوا فى الخَيْمَةِ. وخَيَّمَتِ البَقَرَة: أقامَتْ في مَرْبِض فلم تَبْرَحْ، وكذلك الريحُ الطيبةُ في الثوب، وخَيمْتُه أنا. والخِيْمُ: سَعَةُ الخُلق.
وخامَ يَخِيْمُ: أي كادَ كَيْداً فَرَجَعَ فيه ونَكَصَ. وكذلك الجَبَانُ يَخِيْمُ عن الحَرْب. والخِيّامُ - على كِذّابٍ -: مَصْدَرٌ من خامَ يَخِيمُ إذا جَبُنَ.
والخَامَةُ: الزَّرْعَةُ أولَ ما تَنْبُتُ على ساق واحِدٍ. والخامَةُ: الغَضةُ الرطْبَةُ. والإِخامَةُ في قِيام الخَيْل: أنْ تُرْفَعَ إحدى يَدَيْه أو إحدى رِجْلَيْه، وهو مُخِيْمٌ. وخِيَمَاء - على مِثال سِيَرَاء -: ماءةٌ لبَني أسَدٍ.
[خيم] الخَيْمَةُ: بيتٌ تبنيه العربُ من عيدان الشجر، والجمع خيمات وخيم مثل بدرات وبدر. والخيم، مثل الخيمة. وقال :

فلم يبقَ إلاّ آلُ خَيْمٍ منضد * والجمع خيام، مثل فرخ وفراخ. وخيمه، أي جعله كالخَيْمَةِ. وخَيَّمَ بالمكان، أي أقام به. وقال :

وكان انطلاقُ الشاة من حيثُ خَيَّما * وتَخَيَّمَ بمكان كذا: ضرب خَيْمَتَهُ به. والخيمُ بالكسر: السجيّة والطبيعة، لا واحد له من لفظه. وخيم: اسم جبل. قال جرير:

أقبلن من نجران أو جنبى خيم * وخام عنه يَخيمُ خَيْمومَةً، أي جَبُنَ. وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً، إذا رفعتَها. وأنشد ثعلب: رَأَوْا وَقْرَة بالساق منِّي فحاوَلوا حُبورِيَ لَمّا أَنْ رأوني أخيمها
باب الخاء والميم و (وا يء) معهما خ ي م، وخ م، م ي خ مستعملات

خيم: خامَ فلانٌ يَخيمُ خَيْماً أي: كاد يكيد كيداً فرجع عليه ونكص، وكذلك خَامُوا في الحرب فلم يظفروا بخير وضعفوا، قال:

رَمَوني عن قسيٍّ الزور حتى ... أخَامَهُمُ الإله بها فخامُوا

والخامَةُ: الزرعة أول ما تنبت على ساقٍ واحدةٍ. والخامَةُ: الغضة الرطبة. وخَيَّم القوم: دخلوا في الخَيْمة، وهي بيتٌ من بيوت الأعراب، مستديرة. وخَيَّمَتِ البقرة: أقامت في موضع، قال:

أو مرخة خَيَّمَتُ في ظلها البقرْ

وتَخَيَّمَتِ الريح في الثوب، وفي البيت أي بقيت فيه. وخَيَّمْتُه أنا أي غطيته بشيء تعبق به ريحه، قال:

مع الريح المُخَيِّمِ في الثياب

والخِيمُ: سعة الخلق.

وخم: الوَخيمُ: أرضٌ لا ينجع فيها كلؤها. ورجل وَخيمٌ أي: ثقيل. وطعامٌ وخيمٌ: قد وَخُمَ وَخَامةً، إذا لم يستمرأ. تقول: استَوْخَمْتُه وتَوَخَّمتُه، قال:

إلى كلاء مُسْتَوْبلٍ مُتَوَخَّمِ

ومنه اشتقت التُّخَمةُ. يقال: تَخِمَ يَتْخَمُ، وتَخَمَ يَتْخِمُ واتَّخَمَ يَتَّخِمُ. وحد التُخَمَةِ الوُخَمَةُ فحولوه تاءً، والعرب يحولون هذه الواو المضمومة وغير المضمومة تاءً في مواضع كثيرةٍ فقالوا في مصدر وَقَي يَقي تُقاة، والتُّكلانُ من وَكَلَ والتَّوْلَجُ فَوُعَل من وَوْلَج، وهذا كثيرٌ. والوَخَمُ: داء كالنّاسُور يخرُج بحياء الناقةِ عند الولادة حتى يقطع منها، فتسمى تلك الناقة إذا كان بها ذلك: الوَخِمَة، ويسمى ذلك الناسورُ الوذم. قال زائدة: الوذم شيء كالثؤلول يخرج بحياء الناقة فلا تلقح، فيقطع ويطلى بالقطران، وبعروق القتاد فتلقح.

ميخ: ماخَ يَميخُ مَيْخاً، وتَمَيَّخَ تَمَيُّخاً أي: تَبَخْتَرَ في المشي.
خيم
تخيَّمَ/ تخيَّمَ بـ/ تخيَّمَ في يتخيَّم، تخيُّمًا، فهو مُتخيِّم، والمفعول مُتَخَيَّم (للمتعدِّي)
• تخيَّم الرَّجلُ: نصَب خَيْمةً وأقام فيها.
• تخيَّم المكانَ/ تخيَّم بالمكان/ تخيَّم في المكان: ضرب خيمته فيه "تخيَّمت فرقةُ الكشَّافة بالقرب من البحر". 

خيَّمَ/ خيَّمَ على يُخيِّم، تخييمًا، فهو مخيِّم، والمفعول مُخيَّم (للمتعدِّي)
• خيَّم القومُ:
1 - نصبوا خيامهم "خيَّم الحُجَّاجُ/ الرُّعاةُ- خيم المصطافون على ضفّة البحر".
2 - دخلوا خيامَهم "عندما أقبل الليل خيَّم الجنود".
3 - أقاموا بالمكان "خيَّم اللاجئون في خارج البلدة".
• خيَّموا الخيمةَ: نصبوها.
• خيَّم الشَّيءَ: جعله كالخيمة "خيَّم المحصولَ/ الكَرْمة".
• خيَّم عليه الشَّيءُ: غشَّاه، غطّاه كالخيمة "خيَّم عليه الليلُ: أقبل، نشر ظلامه" ° خيَّم السُّكونُ عليهم/ خيَّم الصَّمتُ عليهم: عــمَّهم الهدوء- خيَّم عليه الحُزنُ: غلب عليه، تمكَّن منه. 

خَيْمة [مفرد]: ج خَيْمات وخَيَمات وخَيْم وخِيَم وخِيام: بيت يُتّخذ من صوف أو قطن يقام على أعواد، كل بيت ليس من الحجارة، خِباء، مظلة "خيامُ اللاجئين/ المنكوبين- {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} ". 

خِيَميّ [مفرد]: خيَّام، صانع الخيام أو بائعها. 

خيّام [مفرد]: خيميّ، صانع الخِيام أو بائعها "اصطحب الفوجُ خَيَّامًا لنصب الخيام". 

مُخيَّم [مفرد]: ج مُخيَّمات:
1 - اسم مفعول من خيَّمَ/ خيَّمَ على.
2 - مُعَسْكر، مكان تُنصبُ فيه الخِيامُ قصدَ الإقامةِ المؤقّتة "مُخيَّم لاجئين/ الجيش/ كشَّافة". 
خيم: خام: حبط مسعاه وذهب هداً. (ملر ص129).
وخامهم الرعب: جعلهم ينكصون وينكلون عن أرضهم (تاريخ البربر 1: 405).
خيَّم (بالتشديد): في البيت الذي ذكره أبو الفداء في تاريخ الجاهلية (ص118) وهو:
لا تقصد الناس إلا كابن ذي يزن ... إذ خَيم البحر للأعداء أحوالا
وقد ترجمه فليشر إلى اللاتينية بما معناه (إذ غشى البحر الأعداء بأضرار مختلفة). غير أني أرى أن هذا النص مشكوك فيه كل الشك إذ ليس فيه ما يبرر ذكر المفعول أحوالا.
وفي سيرة ابن هشام (ص4): ريم في البحر. والبيت في المسعودي يختلف عما هنا.
خَّيمت على الأبواب بسدادها (تاريخ البربر 2: 137) وصوابه حَتَمت أي أمرت بسد الأبواب (راجع لين مادة حتم).
خام. الماس خام: غير مصقول: غير مهذب (همبرت ص172، محيط المحيط. وفيه والخام من الحجر والخشب ونحوهما ما لم تهذبه الصناعة).
خام: حامز، حويمض (بوشر).
وخام: نسيج من قطن لم يقصر، كليكوت، ويسمى أيضاً: مالطي (بارت 4: 28و) ويسمى أيضاً: كليكوت مالطة (1 سبينا مجلة الشرق والجزائر 13 - 152).
وخام: نسيج من القطن، نسيج رقيق من القطن، نسيج من القطن أبيض (بوشر).
خام باس: نسيج من القطن يصنع في اوسنابروك (هوست من 270).
وجمع خام خامات (الثعالبي لطائف ص72) وأخوام (محيط المحيط) راجع معجم الأسبانية ومعجم مسلم.
وخامة (اسم الوحدة: جلياب يصنع من هذا النسيج (معجم الأسبانية، معجم مسلم).
والخام من الماء: ما كان صرفاً (محيط المحيط).
وخام: بلغم فج ففي معجم المنصوري: هو من البَلْغَم الصنف الفج البعيد من النضج. وفي (ابن البيطار2: 489): البلغم المسمى خاماً (راجع 1: 237).
وعند شكوري (ص192 و): وهو (الخبز الفطير) يولد السدد والحصى والخام وأوجاع المفاصل.
وخام مرض من أمراض الخيل (ابن العوام 2: 615، 616).
حصان خام: لا يستمر في الجري (بوشر).
عنبر خام: عنبر رمادي، أشهب، سنجابي (بوشر، سنج، ابن الجوزي ص148 ق، ألف ليلة 3: 66.
خَيْمَة: خِباء، مظلة، وقد جمعت في معجم فوك على خوائم، وجمعت في معجم بوشر على خَيَم.
والخيمة: كل بيت ليس من الحجارة (محيط المحيط).
وخيمة: جنفاص. وهو نسيج غليظ يغطى به الزورق (بوشر).
وخيمة: أبو العشيرة، أصل الأسرة (رولاند).
خيمة للمطر: مظلّة، ظَلّة من المطر (بوشر).
خامي: المادة الخامية: البلغم الفج (محيط المحيط) خيمي: هو الكتابة العربية للكلمة اليونانية كسيم في ترجمة كتاب ديسقوريدوس وه صنف من المحار ذي صدفتين (دي ساسي طرائف 1: 148) وفي المخطوطة خثمى وقد أراد الناشر أن تبدل ب (خمى) غير أن الثاء يجب أن تبدل بالياء حرف المد.
خَيامة: كوخ، بيت حقير، خص (فوك).
وخيامة: مطبخ، مدخنة (هلو).
وخيامة: مطبخ (دلابورت ص172).

خيم

1 خَامَ as syn. with خَيَّمَ: see the latter. b2: خَامَ عَنْهُ, aor. ـِ (JK, S, K,) inf. n. خَيْمُومَةٌ (S) and خَيْمٌ and خَيَمَانٌ and خُيُومٌ and خُيومَةٌ and خِيَامٌ, (K, the last but one omitted in the CK,) He held back, or refrained, from him, or it, through cowardice, (JK, S, K,) and fear: (JK, K:) i. e., from war, (JK,) or from encounter, or conflict. (Ham p. 164.) And one says also, خَامُوا فِى القِتَالِ They held back, or refrained, through cowardice, in fight, and attained no good: and the poet Junádeh Ibn-'Ámir El-Hudhalee says, خام القِتَالَ for خام فِى القِتَالِ. (TA.) b3: And خام also signifies He drew back, (JK, K, *) through cowardice and fear, (JK,) from a stratagem, or plot, after he had devised it, (JK, K, *) not seeing in it what he liked, or approved. (TA.) A2: خام رِجْلَهُ, (S, K,) aor. as above, inf. n. خَيْمٌ, (S,) He raised his leg, or foot. (S, K.) 2 خيّم, (S, Msb, K,) inf. n. تَخْيِيمٌ, (TA,) [originally] He pitched his tent; (TA in art. رفض;) [like تخيّم: and hence, b2: ] He remained, stayed, dwelt, or abode, in a place; (S, Msb, K, TA;) as also ↓ خام, aor. ـِ whence, in a trad., لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا ↓ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَخِيمَ [Whoso loveth that men should remain before him standing]; as some relate it; but others relate it differently, saying يَسْتَخِمَّ, and يَسْتَجِمَّ, as mentioned before [in arts. خم and جم]. (TA.) He alighted, or descended and stopped or sojourned or abode, in a place; as also خَيَّفَ. (JK in art. خيف.) And خيّم الوَحْشِىُّ فِى كِنَاسِهِ The wild animal remained in his covert, not quitting it. (TA.) And خَيَّمَتِ الرَّائِحَةُ, (TA,) or الرِّيحُ الطَّيِّبَةُ, (JK,) (tropical:) The odour, or sweet odour, remained; (JK, TA;) as also ↓ تخميّت; (K, TA;) in a garment, (JK, K, TA,) and in a place. (TA.) b3: خَيَّمُوا They entered into a خَيْمَة [q. v.]. (JK, K.) A2: خيّمهُ He made it like a خَيْمَة. (S, TA.) b2: See also 4. b3: Also (assumed tropical:) He covered it with a thing in order that its odour might cling to it. (K, TA.) 4 إِخَامَة, [inf. n. of أَخَامَ,] in the phrase إِخَامَة الفَرَسِ, (K, TA,) which signifies The horse's standing upon three legs and the extremity of the hoof of the fourth, (TA,) or raising one of his fore legs or one of his hind legs, (JK,) belongs to the present art. and to art. خوم. (K, TA.) Accord. to Fr and IAar, يُخِيمُ فِىإِحْدَى رِجْلَيْهِ, inf. n. as above, signifies He (a man, or a beast,) is unable to place one of his legs, or feet, firmly upon the ground, and to rest upon it, by reason of a fault therein. (L, TA.) A2: أَخَامَ خَيْمَةً, and أَخْيمَهَا, He constructed a خَيْمَة; (IAar, K;) as also ↓ خَيَّمَهَا. (TA.) 5 تخيّم بِمَكَانِ كَذَا, (S,) or تخيّم هُنَا, (K,) [like خيّم,] He pitched, or fixed, his خَيْمَة [in such a place, or here]. (S, K.) b2: See also 2.10 إِسْتَخْيَمَ see 2.

خَامٌ A skin, or hide, untanned: or not tanned much, or thoroughly: and a كِرْبَاس [or coarse garment or piece of cloth, or garment or piece of cloth of white cotton,] unwashed: (K:) a Persian word, (TA,) arabicized. (K.) Unbleached cloth. (Msb, in art. خوم.) Paper that is polished, [app. a mistake for not polished,] or to be polished. (TA.) [Crude, or raw; applied in this sense to silk, contr. of مَطْبُوخٌ; and to sugar, &c.: anything unprepared for use.] Honey of dates (دِبْس) untouched by fire: (AHn, T:) which is the best thereof. (TA.) A2: See also خَامَة.

خَيْمٌ: see خَيْمَةٌ, in three places.

خِيمٌ Natural, or innate, dispositions or tempers or the like: (A 'Obeyd, S, M, K:) a Persian word, arabicized: (TA:) having no sing. (S, K) of its own radical letters: (S:) or largeness, or liberality, of disposition: (JK, TA:) and the original, or primary, state, or condition, syn. أَصْل, of the soul, or mind. (TA.) You say, هُوَ كَرِيمُ الخِيمِ [He is generous in respect of natural dispositions &c.]. (TA.) b2: The diversified wavy marks, streaks, or grain, syn. فِرِنْد, of a sword. (K.) b3: And I. q. حَمْضٌ [app. meaning the kind of plants called حَمْض]. (TA.) خَامَةٌ belongs to the present art., and J has erred, (K,) in mentioning it in art. خوم: (TA:) [but why this is said, I know not; nor do the commentators on this passage, as is observed in the TA, give any explanation of it worthy of notice:] it signifies A fresh, or juicy, plant: (S, Msb: both in art. خوم:) or an ear of corn: (IAar, TA:) or a shoot of seed-produce when it first grows forth upon a single stalk: (JK:) or خَامَةُ الزَّرْع signifies what grows forth, of seedproduce, upon a single stalk: (M, K: *) or the fresh, or juicy, bunch thereof: or the fresh, or juicy, plant thereof: (M, K:) pl. خَامَاتٌ (Msb) and [coll. gen. n.] ↓ خَامٌ. (Msb, TA.) It is said in a trad., مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ الخَامَةِ مِنَ الزَّرْعِ تُمِيلُهَا الرِّيحُ مَرَّةً هٰكَذَا وَمَرَّةً هٰكَذَا [The similitude of the believer is that of the fresh, or juicy, plant of seed-produce, &c., which the wind bends, at one time thus, and at one time thus]: (S, TA: *) but Fr related it differently, saying الحافة, [app. a mistranscription for الخَافَة, which see in art. خوف,] and explained this as meaning “ the bunch ” of seed-produce. (TA.) خَيْمَهٌ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) with which ↓ خَيْمٌ is syn., (S, Msb,) [though said by some to be a pl., as will be seen below,] A بَيْت [here meaning booth, or the like,] (S, Msb, K,) of any kind (K) such as is built, or constructed, (S, Msb, K,) by the Arabs, (S, Msb,) of the branches of trees: (S, Msb, K:) so says As, holding that the خيمة is only of trees, and that otherwise it is called بَيْتٌ [q. v.]: but others hold that it is [a tent; i. e.] made with pieces of cloth and tent-ropes; because تَخْيِيمٌ signifies the “ remaining, staying, dwelling, or abiding; ” wherefore it is thus called, as being used on the occasion of alighting: (IB, TA:) this latter is the meaning commonly known; but accord. to the saying of As, it is tropical: (TA:) or, accord. to IAar, it is applied by the Arabs only to a construction of four poles roofed over with ثُمَام [or panic grass]; and is not of cloths; (Mgh, Msb, TA;) the مِظَلَّة, he says, being of cloths and of other things: or i. q. مِظَلَّة: (TA:) accord. to AHát, the same as the Persian خَرْ پُشْتَهْ [lit. “ ass's back; ” like the French “ dos d'âne; ” meaning a high-pitched span-roof]: (Mgh:) or any round بَيْت [which may here mean either booth or tent]: or three poles, or four, over which is laid ثُمَام; by means of which one is shaded in the heat: (K:) or poles set up, with rafters laid across, covered with trees; so that it is cooler than are أَخْبِيَة [pl. of خِبَآء]: or poles upon which خِيَام [pl. of خَيْمٌ] are constructed: or a construction of trees and palmbranches with their leaves upon them, which a man uses for shade when he brings his camels to water: and applied by the Arabs to a بَيْت [or tent &c.], and a place of abode [in an absolute sense]: (TA:) the pl. of خَيْمَةٌ is خَيْمَاتٌ and خِيَمٌ (S, Msb, K) and ↓ خَيْمٌ, (K,) or this last is [a coll. gen. n., or] syn. with خَيْمَةٌ, (S, Msb,) and خِيَامٌ, (K,) or this is pl. of ↓ خَيْمٌ, (S, Msb,) and is applied also to (tropical:) [women's vehicles of the kind called] هَوَادِج; these being likened to خِيَام [properly so termed]. (TA.) It is said in a trad., الشَّهِيدُ فِى خَيْمَةِ اللّٰهِ تَحْتَ العَرْشِ (assumed tropical:) [The martyr is in the tabernacle of God, beneath the empyrean: this signification of خيمة being perhaps taken from the phrase ἡ σκηνὴ τοῦ θεοῦ in Rev. xxi. 3]. (TA.) خَامِىٌّ (K, TA) A preparer of skins, or hides, of the kind termed خَامٌ. (TA.) خِيَمِىٌّ: see what next follows.

خَيَّامٌ and ↓ خِيَمِىٌّ One who applies himself to the fabrication of the [kind of tent, or booth, called] خَيْمَة. (TA.) مَخِيمٌ, like مَكِيلٌ, (in [some of] the copies of the K, erroneously, like مِكْتَلٌ, TA, [in the CK like مِكْيَلٌ,]) A collection of bundles, or handfuls, (جُرَز, [in the CK جِزَر,] of reaped seed-produce. (K, TA.)

خيم: الخَيْمَةُ: بيت من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ

الشجر؛ قال الشاعر:

أَو مَرْخَة خَيَّمَتْ

(* قوله «أو مرخة خيمت» كذا بالأصل، والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب

وهي:

أو مرخة خيمت في أصلها البقر).

وقيل: وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ

ويُسْتَظَلُّ بها في الحر، والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ، وقيل: الخَيْمُ

أَعواد تنصب في القَيْظِ، وتجعل لها عَوَارِضُ، وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون

أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ، وقيل: هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ؛ قال

النابغة:

فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدٍ،

وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ

الآسُ: الرماد. ومُعَثْلِبٌ: مهدوم. والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ

قال: وهو الأَساسُ؛ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً:

وثُمٌّ على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ

ورواه أَبو عبيد للنابغة، ورواه ثعلب لزُهَيرٍ، وقيل: الخَيْمُ ما يبنى

من الشجر والسِّعَفِ، يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء.

وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة. والخَيْمَةُ عند العرب: البيت والمنزل، وسميت

خَيْمَةً

لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي. ابن الأَعرابي: الخيمة لا تكون إلا

من أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب، قال: وأَما

المَظَلَّةُ فمن الثياب وغيرها، ويقال: مِظَلَّةٌ. قال ابن بري: الذي

حكاه الجوهري من أَن الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو

قول الأَصمعي، وهو أَنه كان يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر،

فإن كانت من غير شجر فهي بيت، وغيره يذهب إلى أَن الخَيْمَة تكون من

الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ، واستدل بأن أصل التَّخْييم الإقامة،

فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً؛ قال: ومثلُ بيت النابغة

قولُ مُزاحِمٍ:

مَنَازِلُ، أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا

فَبانُوا، وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ

قال: ومثله قول زهير:

أرَبَّتْ به الأرْواحُ كلَّ عَشِيَّةٍ،

فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ

قال: وشاهد الخِيَمِ قول مُرَقِّشٍ:

هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها

إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ؟

وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان:

ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام

وفي الحديث: الشَّهِيدُ في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ؛ الخَيْمَةُ:

معروفة؛ ومنه: خَيَّمَ بالمكان أَي أَقام به وسكنه، واستعارها لِظلِّ رحمة

الله ورِضْوانه، ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر: الشهيد في ظِلِّ الله

وظِلِّ عَرْشِه. وفي الحديث: من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له الرجالُ قِياماً كما

يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء، وهو من قولهم: خام يَخِيمُ وخَيِّمُ

وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان، ويروى: اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ،

وقد تقدما. والخِيامُ أَيضاً: الهَوادِجُ على التشبيه؛ قال الأَعشى:

أَمِن جَبَل الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم

على نَبإٍ، إنّ الأَشافيّ سَائل

وأَخامَ الخَيْمَةَ وأخْيَمَها: بَناها؛ عن ابن الأَعرابي. وتَخَيَّم

مكانَ كذا: ضَرَب خَيْمَتَهُ. وخَيَّمَ القومُ: دخلوا في الخَيْمة.

وخَيَّمُوا بالمكان: أَقاموا؛ وقال الأَعشى:

فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً،

وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ خَيَّمَا

والعرب تقول: خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها، وتَخَيَّمَ إذا أقامَ

فيها؛ وقال زهير:

وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ

وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ بالمكان والثوب: أَقامت وعَبِقَت به.

وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه: أَقامَ فيه فلم يَبْرَحْهُ.وخَيَّمَه:

غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به؛ وأَنشد:

مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم في الثياب

أَبو عبيد: الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية. ويقال: خِيم

السيف فِرِنْدُه، والخِيمُ: الأَصل؛ وأَنشد:

ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه،

يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها

ابن سيده: الخِيمُ، بالكسر، الخُلُق، وقيل: سَعة الخُلُق، وقيل: الأَصل

فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه. وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً وخَيَماناً

وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة: نَكَصَ وجَبُنَ، وكذلك إذا كاد يكيد كيداً

فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب، ونَكَلَ ونَكَصَ، وكذلك خامُوا في الحرْب

فلم يَظْفَرُوا بخير وضعُفوا؛ وأَنشد:

رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور، حتى

أَخامَهُمُ الإلَهُ بها فَخامُوا

والخَائِمُ: الجَبان. وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه: جَبُن

عنه؛ وقول الهذلي جُنادة بن عامر:

لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ،

ولاخامَ القِتالَ ولا أَضاعا

قال ابن جني: أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال، وقال: خامَ

جَبُنَ وتَراجع؛ قال ابن سيده: وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ، وذلك أن

الخَيْمَة تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه، فهي من معنى القَصْر

والثَّنْي، وهذا هو معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى، أَلا تَراهم

قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ؟ ابن سيده: والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما

يَنْبتُ على ساقٍ واحدة، وقيل: هي الطَّاقَةُ الغَضَّة منه، وقيل: هي الشجرة

الغَضَّة الرَّطْبة. ابن الأَعرابي: الخامة السُّنْبُلة، وجمعها خامٌ.

والخامة: الفُجْلة، وجمعها خام؛ قال أَبو سعيد الضرير: إن كانت محفوظة فليست

من كلام العرب؛ قال أَبو منصور: وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام العرب من

أَبي سعيد، وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين، والخامُ من

الجلود: ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه. والخامُ: الدِّبْسُ الذي

لم تَمسه النار؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهو أَفضله. والخِيمُ: الحَمْضُ.

ابن بري: وخِيماءُ اسم ماءةٍ؛ عن الفراء: وخِيَمٌ: جبل معروف؛ قال جرير:

أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ

وخِيمٌ: موضع معروف. والمَخِيمُ: موضعان؛ قال أَبوذؤيب:

ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ، وقَدْ بَلَغُوا

بطنَ المَخِيم، فقالوا الجَرّ أَو راحُوا

قال ابن جني: المَخِيمُ مَفْعِلٌ لعدم م خ م، وعِزَّة باب قَلِقَ.

وحكى أَبو حنيفة: خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً، وزعم أَنه مقلوب من

وَخُمَتْ؛ قال ابن سيده: وليس كذلك، إنما هو في معناه لا مقلوب عنه.

وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها؛ وأَنشد ثعلب:

رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ مِنّي فحاولوا

جُبُورِيَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها

الفراء وابن الأَعرابي: الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ

عَنَتٌ في رِجْله، فلا يستطيع أَن يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها؛

يقال: إنه ليُخِيم إحدى رجْليه. أَبو عبيد: الإخامَةُ للفرس أَن يرفع

إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره؛ وأَنشد الفراء ما أَنشده ثعلب

أَيضاً:

رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا

جُبُوريَ، لما أَن رأَوْني أُخِيمُها

عزم

عزم: {عزمت}: صححت رأيك في إمضاء الأمر. {عزما}: رأيا.
ع ز م: (عَزَمَ) عَلَى كَذَا أَرَادَ فِعْلَهُ وَقَطَعَ عَلَيْهِ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (عُزْمًا) بِوَزْنِ قُفْلٍ وَ (عَزِيمًا) وَ (عَزِيمَةً) أَيْضًا. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115] أَيْ صَرِيمَةَ أَمْرٍ. وَ (اعْتَزَمَ) بِمَعْنَى عَزَمَ. وَ (عَزَمْتُ) عَلَيْكَ بِمَعْنَى أَقْسَمْتُ وَ (الْعَزَائِمُ) الرُّقَى. 
ع ز م

اعتزم الفرس في عنانه إذا مرّ جامحاً لا ينثني. قال:

سبوح إذا اعتزمت في العنان ... مروح ململمة كالحجر

وعزمت على الأمر واعتزمت عليه. وإن رأيه لذو عزيم. ورقاه بعزائم القرآن وهي الآيات التي يرجى البرء ببركتها. ويقال للرقي: العزائم. وعزّمت عليك لمّا فعلت كذا بمعنى أقسمت.
ع ز م : عَزَمَ عَلَى الشَّيْءِ وَعَزَمَهُ عَزْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ عَقَدَ ضَمِيرَهُ عَلَى فِعْلِهِ وَعَزَمَ عَزِيمَةً وَعَزْمَةً اجْتَهَدَ وَجَدَّ فِي أَمْرِهِ.

وَعَزِيمَةُ اللَّهِ فَرِيضَتُهُ الَّتِي افْتَرَضَهَا وَالْجَمْعُ عَزَائِمُ.

وَعَزَائِمُ السُّجُودِ مَا أُمِرَ بِالسُّجُودِ فِيهَا. 
(ع ز م) : (ابْن مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِرُخَصِهِ كَمَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى بِعَزَائِمِهِ» أَيْ بِفَرَائِضِهِ الَّتِي عَزَمَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْعِبَادِ وُجُوبَهَا (وَمِنْهَا) حَدِيثُ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَزَائِمُ الْقُرْآنِ أَرْبَعٌ (وَفِي الْجَامِع) عَزَائِمُ السُّجُودِ أَيْ فَرَائِضُهُ وَهِيَ أَلَمْ تَنْزِيلُ وَحُمَّ السَّجْدَةُ وَالنَّجْمُ وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: 1] .
[عزم] عَزَمْتُ على كذا عَزْماً وعُزْماً بالضم وعَزيمَةً وعَزيماً، إذا أردت فعله وقطعت عليه. قال الله تعالى: (ولم نَجِد له عَزْماً) أي صَريمةَ أمرٍ. ويقال أيضاً: عَزَمْتُ عليك، بمعنى أقسمت عليك. واعْتَزَمْتُ على كذا وعَزَمْتُ بمعنًى. والاعْتِزامُ: لزوم القصد في المشي. والعَزائِمُ: الرُقَى. الأصمعي: العَوْزَمُ: الناقةُ المسنَّةُ وفيها بقيَّةٌ من شباب. والعوزم: العجوز. وأنشد الفراء: لقد غدوت خلق الاثواب أحمل عدلين من التراب لعوزم وصبية سغاب فآكل ولاحس وآب
عزم
ما لَهُ عَزِيمَةٌ: أي لا يَثْبُتُ على أمْرٍ يَعْزِمُ عليه. ورَأيُه ذو عَزِيْم. والعَزِيْمَةُ: التي تُعْزَمُ على الجِن والأرْواح من الرُّقى ونحوِها. وما لَهُ عَزْمٌ: أي صَبْرٌ.
والعَزم: ما عَقَدَ عليه القَلْبُ من أمْرٍ انك فاعِلُه.
والاعْتِزَامُ: لُزُوْمُ القَصْد في الحُضْر وغيرِه. وتَرْكُ الأنْثِناء، وقد اعْتَزَمْتُ الطَّريقَ.
واعْتَزَمَ الفَرَسُ على الجَرْي: مَر جَامِحاً. والعَزُوْمُ: النّاقَةُ المُسِنَه. والعَوْزَمُ: القصِيْرَةُ من النساء. والتي أسَنتْ وفيها بَعْدُ بقيةٌ أيضاً. وأمُ عَزْم: الاسْت.
عزم
العَزْمُ والعَزِيمَةُ: عقد القلب على إمضاء الأمر، يقال: عَزَمْتُ الأمرَ، وعَزَمْتُ عليه، واعْتَزَمْتُ. قال: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ [آل عمران/ 159] ، وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ
[البقرة/ 235] ، وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ
[البقرة/ 227] ، إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ
[الشورى/ 43] ، وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً
[طه/ 115] ، أي: محافظة على ما أمر به وعَزِيمَةً على القيام. والعَزِيمَةُ: تعويذ، كأنّه تصوّر أنّك قد عقدت بها على الشّيطان أن يمضي إرادته فيك. وجمعها: العَزَائِمُ.

عزم


عَزَمَ(n. ac. عَزْم
عُزْم
عَزَمَة
مَعْزَم
عَزِيْم
عَزِيْمَة
عُزْمَاْن)
a. [acc.
or
'Ala], Resolved, decided, determined upon.
b. Executed, carried out (resolution).
c. Was resolved upon, decided (affair).
d. [acc. & 'Ala] [ coll. ], Summoned, invited
to; requested to; conjured to.
e. Conjured, used enchantments.

عَزَّمَa. see I (e)
تَعَزَّمَ
a. [acc.
or
'Ala], Was resolved, determined, bent upon; purposed
intended.
إِعْتَزَمَa. see Vb. Kept to, kept on with; carried out.

عَزْم
(pl.
عُزُوْم)
a. Resolution, resolve, determination.
b. (pl.
عُزُم), Husks of grapes.
عَزْمَة
(pl.
عَزَمَات)
a. Resolve, determination, purpose, intention.
b. Duty.
c. Constancy.

عَزْمِيّa. Faithful to his promises, reliable; staunch.

عُزْمَة
(pl.
عُزَم)
a. Kinsman, relation.
b. Tribe, race.

عَزَمَةa. Staunch friends.

عَاْزِم
(pl.
عَزَمَة)
a. Firm, resolute, determined.
b. Resolved upon, decided (affair).

عَزِيْمa. Determination, firmness, decision, fixity of
purpose.
b. see 21 (a)
عَزِيْمَة
(pl.
عَزَاْئِمُ)
a. Resolution, determination; firmness, persistency;
constancy.
b. Duty, obligation.
c. Charm, spell.
d. [ coll. ], Imitation.

عَزُوْمa. see 21 (a)
عَزَّاْمa. Charmer, serpenttamer.
b. [art.], Lion.
N. P.
عَزڤمَa. Resolved, decided.
b. [ coll. ], Guest.
N. Ag.
عَزَّمَa. see 28 (a)
N. Ag.
إِعْتَزَمَ
a. [art.]
see 28 (b)
عزم: عزم: يقال عزم إلى بدل عزم على. ففي كرتاس (ص86): فعزم على السير إلى الصحراء. وفيه (ص1، 2): عزم إلى الخروج للصحراء- وفي رحلة ابن بطوطة (3: 411): عزم إلى السفر.
عزم على نفسه أن: أقسم أن، حلف أن. إلى أن. ففي ألف ليلة (1: 152): وقد عزمت على نفسي أني لا أعود أبداً حتى الخ.
وفي (برسل2: 12): واليت على نفسي أنني لا أرجع حتى الخ.
عزم: دعا، حثّ، حضّ. (بوشر).
عزم للغذا: دعا إلى وليمة. (بوشر).
ويقال بهذا المعنى: عزم على فلان. (ألف ليلة 1: 67، 3: 632، برسل 4: 136) أو عزم فلاناً. (محيط المحيط، قصة عنتر ص19، ميهرن ص31، ألف ليلة ماكن 1: 303، 567، 2: 71، برسل 4: 346، زيشر 22: 86).
معزوم: مدعوّ إلى وليمة. (بوشر، محيط المحيط) ومدعوّ. (همبرت ص11).
عَزَم: يستعمل بمعنى ذهب، وسارا أو مضى في وجه، وانطلق. وقد استعمل بصورة واضحة في رياض النفوس إذ نقرأ في (ص85 ق): دُعي ليتقلد السلاح ويهب للحرب بقيادة أبي يزيد فقال دعوني أفكر هذه الليلة، وفي اليوم التالي قال: اعزموا على عون الله. أي انطلقوا على عون الله: فإني لم أجد في القرآن ما يمنعني من الاشتراك في هذه الحرب.
وفي موضع آخر من رياض النفوس (ص83 و): اعزم بنا، ولا بد أن معناها انطلق معنا. وفي (ص58 و) منه: أن الحلاق حين ينجز حلاقة رأس رجل ويفرغ منها ليقول لآخر: اعزم يا سيدي بمعنى هيّا يا سيدي أي لك الدور يا سيدي.
وقد ذكر السيد بوسييه فعل الأمر أعزم بمعنى ابدأ إذا. اعزم: أسرع.
اعزم: هيّا ابذل جهدك في الأمر.
عزمم فلاناً ب: يظهر أن معناها: أنذره ونبهه وأخبره وحذره. ففي حيّان (ص85 و) في الكلام عن جاسوس: عزمهم بامكان الفرصة فيه لخلوته. وهذا غريب.
عزّم (بالتشديد)، عزّم على: قرأ الراقي العزائم طرد الشيطان بالتعزيم والرقية، طرد الأرواح الشريرة. (فوك، ألكالا، بوشر، محيط المحيط، باين سميث 1183، 1184، 1185).
اعتزم. اعتزم على المشرق: عقد النية على الذهاب إلى المشرق. (ابن الأغلب ص65).
اعتزم على: حاول الاستيلاء على المدينة.
(تاريخ البربر 1: 140) عَزْم. بالعزم: بالعنف، بالشدة. (ميهرن ص31).
عَزْمَة: أمر، منشور، براءة، مرسوم. (معجم الماوردي).
عَزُمَة: عزيمة، دعوة للطعام. (بوشر، همبرت ص11).
عَزُومَة: عزيمة، دعوة إلى طعام أو حفل. (بوشر، همبرت ص11).
عَزُومَة: دعوة إلى حفل خاص (بوشر).
عزُومَة: مأدبة، وليمة. (ألف ليلة 1: 225، 2: 76، 4: 297، برسل 10: 372).
عَزْيمَة. يقال: شمر عزائمه للاضطلاع بأمره (تاريخ البربر 1: 497) كما يقال: ركب لها عزائمه (تاريخ البربر 1: 492).
عزيمة: دعوة إلى الطعام أو فرح. (بوشر محيط المحيط).
عَزَّام: معُزِّم، ساحر، من يدعى السحر لطرد الشياطين بالتعزيم والرقية وطرد الأرواح الشريرة والزوابع والعواصف. (فوك، بوشر، السعدية نشيد 58).
عازم: نفس المعنى السابق. (أبو الوليد من 208).
مَعْزَم: كّد، جهد. (المعجم اللاتيني- العربي).
مُعَزّم: الراقي الذي يقرأ العزائم لطرد الشياطين والأرواح الشريرة. انظر عن هؤلاء المعّزمين: (زيشر 20: 496، ليون ص338، مارمول 1: 63، روجر ص275، لبلان 2: 177).
الْعين وَالزَّاي وَالْمِيم

العَزْم: الْجد. عَزَم على الْأَمر يَعْزِم عَزْما ومَعْزِما، وعُزْمانا، وعَزِيما، وعَزِيمة. وعَزَمَه، واعْتَزَمه، واعتزم عَلَيْهِ. وَقَول الْكُمَيْت:

يَرْمي بهَا فَيُصِيبُ النَّبلُ حاجَتَهُ ... طَوْراً ويُخْطئ أَحْيَانًا فيَعْتَزِمُ

قَالَ: يعود فِي الرَّمْي، فيعتزِم على الصَّوَاب، فيحتشد فِيهِ. وَإِن شِئْت قلت: يعتزِم على الْخَطَأ، فيلج فِيهِ، إِن كَانَ هجاه.

وتَعَزَّم: كعَزَم. قَالَ أَبُو صَخْر الْهُذلِيّ:

فأَعْرَضْنَ لَمَّا شِبْتُ عَنِّي تَعَزُّما ... وهلْ لي ذَنْبٌ فِي اللَّيالي الذُّوَاهبِ

وعَزَم الْأَمر: عُزِم عَلَيْهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا عزمَ الأمْرَ) وَقد يكون أَرَادَ عَزَم أَرْبَاب الْأَمر. وعزم عَلَيْهِ ليفعلن: أقسم. وعَزَم الراقي: كَأَنَّهُ أقسم على الدَّاء. وعَزَم الحواء: إِذا استخرج الْحَيَّة، كَأَنَّهُ يقسم عَلَيْهَا.

وعَزَائم القُرآن: الْآيَات الَّتِي تُقرأ على ذَوي الْآفَات، لما يُرْجَى من الْبُرْء بهَا. والعَزيمة من الرقي: الَّتِي يُعْزَم بهَا على الْجِنّ.

وأولو العَزْم من الرُّسُل: الَّذين عَزَمُوا على أَمر الله فِيمَا عهد اليهم. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أَن أولي العَزْم: نوح وَإِبْرَاهِيم ومُوسَى، عَلَيْهِم السَّلَام، وَمُحَمّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أولي العَزْم أَيْضا، وَقَوله تَعَالَى: (فَنَسِيَ وَلم نَجِدْ لهُ عَزْما) قيل: العَزْم والعَزِيمةُ هَاهُنَا: الصَّبْر. أَي لم نجد لَهُ صبرا. والعَزِيم: الْعَدو الشَّديد. قَالَ بيعَة بن مقروم الضَّبِّيّ:

لَوْلَا أكَفْكِفُه لكادَ إِذا جَرَى ... مِنْهُ العَزِيمُ يَدُقُّ فأْسَ المِسْحَلِ

والاعتزامُ: لُزُوم الْقَصْد فِي الْحَضَر وَالْمَشْي وَغَيرهمَا. واعْتَزَم الْفرس فِي الجري: مر فِيهِ جامحا. واعتزَمَ الرجل الطَّرِيق: مضى فِيهِ، وَلم ينثن. قَالَ حميد الأرقط:

مُعْتَزِما للطُّرُقِ النَّوَاشِطِ

والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ

وأُمُّ العِزْم، وأمُّ عِزْمَة، وعَزْمَة: الاِسْتُ.

والعَزُومُ، والعَوْزَمُ، والعَوْزَمة: النَّاقة المسنة، وفيهَا بَقِيَّة شباب. أنْشد ابْن الْأَعرَابِي للمرار الاسدي:

فأمَّا كُلُّ عَوْزَمَةٍ وبَكْرٍ ... فمِمَّا يَسْتَعِينُ بهِ السَّبِيلُ

وَقيل نَاقَة عَوْزَم: قد أكلت أسنانها من الْكبر.
عزم
عزَمَ/ عزَمَ على يَعزِم، عَزْمًا وعزيمةً، فهو عازم، والمفعول معزوم (للمتعدِّي)
• عزَم الشَّخصُ:
1 - قصَد ونَوَى "وجَّه إلى الأمر عزيمتَه- {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ} " ° عزَم الحوَّاءُ: استخرج الحيَّة كأنَّه يُقسم عليها.
2 - صبر وثبت وجدَّ في أمره "ما لي عنك عزمٌ- *على قدر أهل العزْم تأتي العزائم*- {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} ".
• عزَم الأمرُ: جَدَّ ولَزِمَ "عزَم الامتحانُ- {فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} ".
• عزَمَ الأمرَ/ عزَمَ على الأمر: قرّره، أراد فعله وعقد عليه نِيَّته " {وَلاَ تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ}: ولا تنووا".
• عزَم على فلانٍ:
1 - أمره وشدَّد عليه "شدَّد العَزْم على العمل: قوَّاه".
2 - أقسم عليه "عزَم عليه ليأكلَنَّ". 

اعتزمَ/ اعتزمَ على يعتزم، اعتزامًا، فهو مُعْتَزِم، والمفعول مُعْتَزَم
• اعتزم السَّفَرَ/ اعتزم على السَّفر: عزَم، نوَى وجَدَّ في قصده "اعتزم على القيام برحلة- اعتزم دراسةَ الطِّبِّ". 

انْعَزَمَ يَنْعَزِم، انْعِزَامًا، فهو مُنْعَزِم
• انعزمَ فلانُ: مُطاوع عزَمَ/ عزَمَ على: عُزِمَ، دُعِيَ "انعزم في الحفل خمسون مدعوًّا". 

عزَّمَ على يعزِّم، تعزيمًا، فهو مُعزِّم، والمفعول مُعزَّم عليه
• عزَّم الرَّاقي على فلانٍ: قرأ الرُّقَى عليه لطرد الشَّيطان. 

عَزْم [مفرد]:
1 - مصدر عزَمَ/ عزَمَ على ° أولو العَزْم من الرُّسُل: الذين صبروا أكثر من غيرهم وجدُّوا في سبيل دعوتهم وهم: نوح، إبراهيم، موسى، عيسى، محمد عليهم الصلاة والسلام- ثابت العَزْم: حازم- ثناه عن عَزْمه: حَوَّله عمَّا كان يريد عملَه- عقَد العَزْمَ على السَّفر: صمَّم، نوى، قصد.
2 - (نف) ما يسفر عنه تدبُّر أمر إراديّ فيحسم بين طرفين أو أطراف مختلفة. 

عَزومة [مفرد]: ج عَزَائمُ: وليمة، مأدبة "أقام العزائمَ بمناسبة زواجه". 

عزيمة [مفرد]: ج عَزَائمُ (لغير المصدر):
1 - مصدر عزَمَ/ عزَمَ على: "على قدر أهل العزم تأتي العزائم" ° ماضي العزيمة: نافذ الإرادة، حاسم- ما له عَزْم ولا عزيمة: ما له صبر ولا ثبات فيما يعزم عليه.

2 - رُقْيَةٌ، تَعْويذة "أخذ يتلو بعضَ العزائم".
• عزائمُ الله:
1 - فرائضُه التي أوجبها على عباده.
2 - أماناته.
• عزائم القرآن: الآيات التي يُرجَى الشِّفاءُ ببركتها. 
[عزم] نه: فيه: خير الأمور "عوازمها"، أي فرائضها التي عزم الله عليك بفعلها، أي ذوات عزمها التي فيها عزم، وقيل: هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه ووفيت بعهد الله فيه، والعزم الجد والصبر. ومنه: "فاصبر كما صبر أولو "العزم"". وح: "ليعزم" المسألة، أي يجد فيها يقطعها. ك: أي ليقطع بسؤالهيريد أن إسته ذات عزم وقوة وليست بواهية. وفيه: رويدك سوقًا "بالعوازم"، هو جمع عوزم وهي الناقة المسنة وفيها بقية، كني بها عن النساءك ما كني عنهن بالقوارير، ويجوز أن يكون أراد النوق نفسها لضعفها.
باب العين والزاي والميم معهما ع ز م- ز ع م- م ع ز- ز م ع- م ز ع مستعملات ع م ز مهمــل

عزم: العَزْمُ: ما عَقدَ عليه القلبُ أنَّكَ فاعلهُ، أو من أمرٍ تيقّنْتَهُ. وما لفلان عزيمة، أي: ما يثُبتُ على أمرٍ يَعْزُِم عليه، وما وجدنا له عَزْما، وإن رأيه لذو عزم. والعزيمة: الرُّقَى ونحوها يعزم على الجنّ ونحوها من الأرواح، ويجمع: عزائم. وعزائم القرآن: الآيات التي يقرأ بها على ذوي الآفات لما يرجى من البُرْءِ بها. والاعتزامُ: لزومُ القَصْدِ في الحُضْرِ والمَشْيِ وغير ذلك. قال رؤبة:

إذا اعتزمن الرّهَو في انتهاض ... جاذبن بالأصلاب والأنواض

يريد بالأَنْواض: الأنواط، لأن الضاد والطاء تتعاقبان. والرهو: الطريق هاهنا. والرجل يَعْتَزِمُ الطريقَ فيمضي فيه [و] لا ينثني. قال حميد:

مُعْتَزِماً للطّرُقِ النَّواشِطِ

النواشط: التي تنشط من بلدٍ إلى بلد.

زعم: زَعَمَ يَزْعُمُ زَعْماً وزُعْماً إذا شك في قوله، فإذا قلت ذَكَرَ فهو أحرى إلى الصواب، وكذا تفسير هذه الآية هذا لِلَّهِ بِزَعْــمِهِمْ ويقرأ بزُعْــمهم، أي: بقولهم الكذب. وزعيمُ القوم: سيّدُهُمْ ورأسُهُمُ الذي يتكلم عنهمٌ. زَعُمَ يَزْعُمُ زَعامةً، أي: صار لهم زعيما سيدا. قالت ليلى :

حتى إذا رفع اللواء رأيته ... تحت اللواء على الخميس زعيما والتّزعُّم: التكذّب. قال :

يا أيُّها الزّاعمُ ما تزعّما

والزَّعيمُ: الكفيلُ بالشيء، ومنه قوله تعالى: وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ

أي: كفيل. وزَعِمَ فلانٌ في غير مَزْعَم، أي: طَمِعَ في غير مَطْمعَ. وأزعمته: أطمعته. وزعامة المال: أَكْثَرُهُ وأفْضَلُهُ من الميراث. قال لبيد :

تطيرُ عدائد الأشراك شفعا ... ووترا والزّعامَةُ للغلام

وقال عنترة :

عُلِّقتْهُا عَرَضاً وأقْتُلُ قَوْمهَا ... زَعْماً لعمرُ أبيكَ ليس بمَزْعَمِ

أي: طعما ليس بمطمع. والزَّعوم من الجُزُر التي يُشَكُّ في سِمَنِها حتى تُضْبَثَ بالأيدي فُتغْبَطَ، وتُلْمَسَ بها، وهي الضَّبوثُ والغَبُوطُ. قال :

مُخْلِصَةَ الأنقاء أو زعوما

والزّعيم: الدّعيُّ. وتقول زعَمتْ أَنّي لا أُحِبُّها، ويجوز في الشعر: زَعَمَتْني لا أحبّها. قال

فإن تَزْعُميني كنت أَجْهَلُ فيكم ... فإنّي شَرَيْتُ الحِلْمَ بعدَكِ بالجهلِ

وأما في الكلام فأحسن ذلك أن تُوقِع الزّعمَ على أنّ، دون الاسم. وتقول: زعمتني فعلت كذا. قال:

زَعَمَتْني شيخاً ولستُ بشيخٍ ... إنما الشّيخُ من يَدِبُّ دبيبا

معز: المَعَزُ اسم جامع لذوات الشّعر من الغنم. قال الضرير: المَعيزُ والمَعْزُ والماعِزُ واحد، والمعنَى جماعة. ويقال: مَعيز مثل الضَّئين في جماعة الضّأن، والواحد: الماعز والأنثَى ماعزة. قال :

ويمنحها بنو أشجى بن جرم ... مَعيزَهُمُ حنانَك ذا الحنان

والأُمْعُوزَة : جماعة الثياتل من الأوعال. ورجلٌ ماعِزٌ: شديد عصب الخلق. ما أَمْعَزَهُ، أي: ما أصلبَهَ وأَشَدَّهُ. ورجلٌ ممعّز، أي: شديد الخلق والجلد. والأَمْعَزُ والمَعْزاءُ من الأرض: الحزنة الغليظة، ذات حجارة كثيرة، ويجمع على مُعْزٍ وأماعز ومعزاوات. فمن جعله نعتا قال للجميع مُعْز، نطق الشاعر بكل هذا. قال :

جماد بها البَسْباسُ تُرهِص مُعْزُها ... بناتِ اللبونِ والصلاقمةَ الحُمْرا

جماد: بلاد ينبت البسباس. والصّلقامة: الجملُ المُسِنُّ. يقول: إذا وطئت هذه الصّلاقمة المعزاء رهصتها أخفافَها فَوْرمَتْ، لأنّه غليظ.زمع: الزَّمَعُ: هَناتٌ شبهُ أظفار الغنم في الرُّسْغ، في كل قائمة زَمَعَتان كأنّهما خلقتا من القرون، تكون لكلّ ذي ظلف ويقال: للأرانب زَمَعاتٌ خلف قوائمها، ولذلك يقال لها: زَموع. قال الشماخ :

وما تَنْفَكُّ بين عَوْيْرِضاتٍ ... تَجُرُّ برأسِ عِكْرِشَةٍ زَمُوعِ

قال حماس: زموع: فردة من الأرانب تكون وحدها. والزَّمَعَة: النهر الصغير، ويسمى التلعة الزمعة. والزَّمَعَة من الكلأ: الفردة من صغار الحشيش مما تأكل الشاء والأماعز. ويقال: بل الزّموع من الأرانب السّريعة النشيطة التي تزمَع زمعانا يعني سرعتها وخفّتها. ويقال لُرذالة الناس إنمّا هم زَمَعٌ. وأزماع عند الرجال بمنزلة الزَّمَع من الظلف. قال :

ولا الجدا من مشعب حبّاض ... ولا قُماشَ الزَّمَع الأحراض

يقول: لا ينقمشون من قلّة الخير فيهم. ويروى من متعب. وقوله: من مشعب، أي في مفرد من الناس. والحابض: الفشل من الرجال، وهو السفلة. وقوله: أحراض، أي: قصار لا خير فيهم. ويقال: رجل زمع، أي خفيف للحادث. والزّمَاعةُ التي تتحرك من رأس الصبّي من يافوخه، وهي اللماعة. والزّميعُ: الشّجاع الذي يُزمِعُ بالأمر ثمّ لا ينثني، وهم الزُّمَعاءُ، والمصدر منه: الزّماع. قال :

وصِلْهُ بالزّماع وكلّ أمرٍ ... سما لك أو سموتَ له ولوع

أي: هو عزم. وأزمعوا على كذا إذا ثبت عليه عزيمة القوم أن يمضوا فيه لا محالة. وأزمعوا بالابتكار، وأزمعوا ابتكارا قال :

أأزْمَعْتَ من آلِ ليلى ابتكارا

وأَزْمَعَ النَّبْتُ إزماعاً إذا لم يستوِ النبتُ كلُّه، وكان قطعةً قطعةً متفرقاً بعضُه أفضلُ من بعض.

مزع: مَزَعَ الظّبيُ في عَدْوه يَمزَعُ مَزْعاً، أي: أسرع. قال:

فأقبلن يَمْزَعْنَ مَزْعَ الظباء

وامرأة تمزع القطن بيديها إذا زَبَّدتْهُ كأنما تقطعه ثم تؤلفه فتجوده بذلك. ومُزْعَة: بقيّة من دَسَمٍ. يقال: ما له جُزْعَةٌ ولا مُزْعةٌ، فالجُزْعَة: ما يبقى في الإناء، والمُزْعَةُ: شيء من شحم متمزع. ويقال: إنه يكاد يَتَمَزَّعُ من الغضب، أي يتطاير شققا. والمِزْعَةُ من الرّيشِ والقُطْنِ ونحوه كالمِزْقَةِ من الخِرَق. وقال يصف ظليما:

مِزَعٌ يطير به أسف خذوم  وقال في المُزْعةِ، أي: قطعة الشحم:

فلما تخلل طرف الخلال ... لم يبق في عينه مُزْعَه

يصف أعور. قوله تخلّل، أي أخطأ الخلال وتحركت يده فأصاب الخلال عينه فأوجعها. ج 2

عزم: العَزْمُ: الجِدُّ. عَزَمَ على الأَمر يَعْزِمُ عَزْماً ومَعْزَماً

ومَعْزِماً وعُزْماً

وعَزِيماً وعَزِيمةً وعَزْمَةً واعْتَزَمَه واعْتَزمَ عليه: أَراد

فِعْلَه. وقال الليث: العَزْمُ ما عَقَد عليه قَلْبُك من أَمْرٍ أَنَّكَ

فاعِلُه؛ وقول الكميت:

يَرْمي بها فَيُصِيبُ النَّبْلُ حاجَته

طَوْراً، ويُخْطِئُ أَحْياناً فيَعْتَزِمُ

قال: يَعودُ في الرَّمْي فَيَعْتَزِمُ

على الصواب فيَحْتَشِدُ فيه، وإِن شئت قلت يَعْتزِمُ على الخطإِ

فَيَلِجُ فيه إن كان هَجاهُ. وتَعَزَّم: كعَزَم؛ قال أَبو صخر الهذلي:

فأَعْرَضنَ، لَمَّا شِبْتُ، عَني تَعَزُّماً،

وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ في اللَّيالي الذُّواهِبِ؟

قال ابن بري: ويقال عَزَمْتُ على الأَمر وعَزَمْتُه؛ قال الأَسْود بن

عُمارة النَّوْفَليُّ.

خَلِيلَيَّ منْ سُعْدَى، أَلِمّاً فسَلِّمَا

على مَرْيَمٍ، لا يُبْعِدُ اللهُ مَرْيَمَا

وقُولا لها: هذا الفراقُ عَزَمْتِه

فهلْ مَوْعِدٌ قَبْل الفِراقِ فيُعْلَما؟

وفي الحديث: قال لأَبي بَكْرٍ مَتى تُوتِرُ؟ فقال: أَوَّلَ الليلِ، وقال

لِعُمَر: متى تُوتِرُ؟ قال: مِن آخرِ

الليلِ، فقال لأَبي بَكرٍ: أَخَذْتَ بالحَزْم، وقال لِعُمَر: أَخَذْتَ

بالعَزْمِ؛ أَراد أَن أَبا بكرٍ حَذِرَ فَوات الوِتْرِ بالنَّوْم فاحْتاطَ

وقدَّمَه، وأَن عُمَر وَثِقَ بالقوّةِ على قيام الليل فأَخَّرَه، ولا

خَيرَ في عَزْمٍ بغير حَزْمٍ، فإِن القُوَّة إِذا لم يكن معها حَذَرٌ

أَوْرَطَتْ صاحبَها. وعَزَمَ الأَمرُ: عُزِمَ عليه. وفي التنزيل: فإِذا عَزَمَ

الأَمرُ؛ وقد يكون أَراد عَزَمَ أَرْبابُ الأَمْرِ؛ قال الأَزهري: هو

فاعل معناه المفعول، وإنما يُعْزَمُ الأَمرُ ولا يَعْزِم، والعَزْمُ

للإنسان لا لِلأمرَِ، وهذا كقولهم هَلكَ الرجلُ، وإنما أُهْلِك. وقال الزجاج في

قوله فإذا عَزَمَ الأَمرُ: فإذا جَدَّ الأَمرُ ولَزِمَ فَرْضُ القتال،

قال: هذا معناه، والعرب تقول عَزَمْتُ الأمرَ وعَزَمْتُ عليه؛ قال الله

تعالى: وإن عَزَموا الطَّلاقَ فإن الله سميع عليم. وتقول: ما لِفلان

عَزِيمةٌ أي لا يَثْبُت على أمرٍ يَعْزِم عليه. وفي الحديث: أنه، صلى الله عليه

وسلم، قال: خَيرُ الأُمُورِ عَوازِمُها أي فَرائِضُها التي عَزَمَ اللهُ

عليك بِفِعْلِها، والمعنى ذواتُ عَزْمِها التي فيه عَزْمٌ، وقيل: معناه

خيرُ الأُمورِ ما وَكَّدْتَ رَأْيَك وعَزْمَك ونِيَّتَك عليه وَوَفَيْتَ

بعهد الله فيه. وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: إن الله يُحِبُّ أن

تُؤتَى رُخَصُه كما يُحِبُّ أن تُؤتَى عَزائِمُه؛ قال أبو منصور:

عَزائِمُه فَرائِضُه التي أَوْجَبَها الله وأَمَرنا بها. والعَزْمِيُّ من الرجال:

المُوفي بالعهد. وفي حديث الزكاة: عَزْمةٌ مِنْ عَزَماتِ اللهِ أي حَقٌّ

مِنْ حُقوقِ الله وواجبٌ مِنْ واجباته. قال ابن شميل في قوله تعالى:

كُونوا قِرَدَةً؛ هذا أَمرٌ عَزْمٌ، وفي قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِيِّينَ؛

هذا فرْضٌ وحُكْمٌ. وفي حديث أُمّ سَلَمة: فَعزَمَ اللهُ لي أي خَلَقَ

لي قُوَّةٌ وصبْراً. وعَزَم عليه ليَفْعَلنَّ: أَقسَمَ. وعَزَمْتُ عليكَ

أي أَمَرْتُك أمراً جِدّاً، وهي العَزْمَةُ. وفي حديث عُمر: اشْتدَّتِ

العزائمُ؛ يريد عَزَماتِ الأُمراء على الناس في الغَزْو إلى الأقطار البعيدة

وأَخْذَهُم بها. والعزائمُ: الرُّقَى. وعَزَمَ الرَّاقي: كأَنه أَقْسَمَ

على الدَّاء. وعَزَمَ الحَوَّاءُ إذا اسْتَخْرَجَ الحيّة كأَنه يُقْسِم

عليها. وعزائمُ السُّجودِ: ما عُزِمَ على قارئ آيات السجود أن يَسْجُدَ

لله فيها. وفي حديث سجود القرآن: ليستْ سَجْدَةُ صادٍ من عزائِمِ

السُّجودِ. وعزائمُ القُرآنِ: الآياتُ التي تُقْرأُ على ذوي الآفاتِ لما يُرْجى

من البُرْءِ بها. والعَزِيمةُ مِنَ الرُّقَى: التي يُعزَمُ بها على

الجِنّ والأَرواحِ. وأُولُو العَزْمِ من الرُّسُلِ: الذينَ عَزَمُوا على أَمرِ

الله فيما عَهِدَ إليهم، وجاء في التفسير: أن أُولي العَزْمِ نُوحٌ

(*

قوله «نوح إلخ» قد اسقط المؤلف من عددهم على هذا القول سيدنا عيسى عليه

الصلاة والسلام كما في شرح القاموس) وإبراهيمُ وموسى، عليهم السلام،

ومحمّدٌ، صلى الله عليه وسلم، مِنْ أُولي العَزْم أَيضاً. وفي التنزيل:

فاصْبِرْ كما صَبَرَ أُولو العَزْمِ، وفي الحديث: ليَعْزِم المَسأَلة أي يَجِدَّ

فيها ويَقْطَعها. والعَزْمُ: الصَّبْرُ. وقوله تعالى في قصة آدمَ:

فنَسِيَ ولم نَجدْ له عَزْماً؛ قيل: العَزْمُ والعَزِيمةُ هنا الصَّبرُ أي لم

نَجِدْ له صَبْراً، وقيل: لم نَجِدْ له صَرِيمةً ولا حَزْماً فيما

فَعَلَ، والصَّرِيمةُ والعَزِيمةُ واحدةٌ، وهي الحاجة التي قد عَزَمْتَ على

فِعْلِها. يقال: طَوَى فلانٌ فُؤادَه على عَزِيمةِ أمرٍ إذا أَسرَّها في

فُؤادِه، والعربُ تقولُ: ما لَه مَعْزِمٌ ولا مَعْزَمٌ ولا عَزِيمةٌ ولا

عَزْمٌ ولا عُزْمانٌ، وقيل في قوله لم نَجِدْ له عَزْماً أي رَأْياً

مَعْزوماً عليه، والعَزِيمُ والعزيمةُ واحدٌ. يقال: إنَّ رأْيَه لَذُو عَزِيمٍ.

والعَزْمُ: الصَّبْرُ في لغة هذيل، يقولون: ما لي عنك عَزْمٌ أي صَبْرٌ.

وفي حديث سَعْدٍ: فلما أصابَنا البَلاءُ اعْتَزَمْنا لذلك أي

احْتَمَلْناه وصبَرْنا عليه، وهو افْتَعَلْنا من العَزْم. والعَزِيمُ: العَدْوُ

الشديد؛ قال ربيعة بن مَقْرُومٍ الضَّبّيُّ:

لولا أُكَفْكِفُه لكادَ، إذا جَرى

منه العَزِيمُ، يَدُّقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ

والاعْتِزامُ: لزُومُ القَصدِ في الحُضْر والمَشْي وغيرهما؛ قال رؤبة:

إذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ في انْتِهاضِ

والفَرسُ إذا وُصِفَ بالاعْتِزامِ فمعناه تَجْلِيحُه في حُضْرِه غير

مُجِيبٍ لراكبِه إذا كَبَحَه؛ ومنه قول رؤبة:

مُعْتَزِم التَّجْلِيحِ مَلاَّخ المَلَق

واعْتَزَمَ الفَرَسُ في الجَرْيِ: مَرَّ فيه جامِحاً. واعْتَزَمَ الرجلُ

الطريقَ يَعْتَزِمُه: مَضَى فيه ولم يَنْثَنِ؛ قال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:

مُعْتَزِماً للطُّرُقِ النَّواشِطِ

والنَّظَرِ الباسِطِ بَعْدَ الباسِطِ

وأُمُّ العِزْم وأُمُّ عِزْمَةَ وعِزْمةُ: الاسْتُ. وقال الأَشْعَث

لعَمْرو بن مَعْديكربَ: أمَا واللهِ لئِن دَنَوْتَ لأُضْرِطَنَّكَ قال:

كلاَّ، والله إنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعَةٌ؛ أراد بالعَزُومِ اسْته أي صَبُورٌ

مُجِدّةٌ صحيحةُ العَقْدِ، يريد أَنها ذاتُ عَزْمٍ وصرامةٍ وحَزْمٍ

وقُوَّةٍ، ولَيْسَتْ بِواهِيةٍ فتَضْرطَ، وإنما أراد نَفْسَه، وقوله

مُفَزَّعَةٌ بها تَنْزِل الأَفزاعُ فتجْلِيها. ويقال: كَذَبَتْه أُمُّ

عِزْمَة.والعَزُومُ والعَوْزَمُ والعَوْزَمَةُ: الناقةُ المُسِنَّةُ وفيها

بَقِيَّةُ شَبابٍ؛ أَنشد ابن الأعرابي للمَرَّارِ الأَسَدِيِّ:

فأَمَّا كلُّ عَوْزَمةٍ وبَكرٍ،

فمِمَّا يََسْتَعِينُ به السَّبِيلُ

وقيل: ناقة عَوْزَمٌ أَكِلَتْ أَسْنانُها من الكِبَر، وقيل: هي

الهَرِمَةُ الدِّلْقِمُ. وفي حديث أَنجَشةَ: قال له رُوَيْدَكَ سَوْقاً

بالعَوازِمِ؛ العَوازِمُ: جمعُ عَوْزَمٍ وهي الناقةُ المُسِنَّة وفيها بَقِيَّةٌ،

كَنَى بها عن النِّساء كما كَنَى عنهنّ بالقوارير، ويجوز أن يكون أَرادَ

النُّوق نفسَها لضَعفها. والعَوْزَم: العجوز؛ وأَنشد الفراء:

لقدْ غَدَوْتُ خَلَقَ الأثوابِ،

أحمِلُ عِدْلَينِ من التُّرابِ

لعَوْزَمٍ وصِبْيةٍ سِغابِ،

فآكِلٌ ولاحِسٌ وآبِي

والعُزُمُ: العجائز، واحدتهنّ عَزُومٌ. والعَزْمِيُّ: بَيّاع الثَّجير.

والعُزُمُ: ثَجِير الزَّبيب، واحدها عَزْمٌ. وعُزْمةُ الرجل: أُسرَتُه

وقبيلته، وجماعتها العُزَمُ. والعَزَمة: المصحِّحون للموَدَّة.

عزم

1 عَزَمَ عَلَيْهِ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. عَزْمٌ (S, Msb, K) and عُزْمٌ (S, K) and عَزْمَةٌ (TA) and عُزْمَانٌ (K) and عَزِيمَةٌ and عَزِيمٌ (S, K) and مَعْزَمٌ and مَعْزِمٌ; (K;) and عَزَمَهُ; (Msb, K;) both signify the same; (IB, TA;) and ↓ اعتزم عَلَيْهِ, (S, K,) and ↓ اعتزمهُ; and ↓ تعزّم [app. تعزّم عليه, but accord. to the TK تعزّمهُ]; (K;) [He determined, resolved, or decided, upon it, or upon doing it, namely, an affair;] he desired to do it, and decided, or determined, upon it; (S, K;) he settled, or determined, his heart, or mind, firmly (عَقَدَ ضَمِيرَهُ) upon doing it: (Msb:) or he strove, laboured, or toiled, in it, namely, an affair; or exerted himself or his power or efforts or endeavours or ability therein: (K:) or so عَزَمَ: (TA:) or عَزَمَ, inf. n. عَزِيمَةٌ and عَزْمَةٌ, signifies also he strove, &c., in his affair: (Msb:) and عَزَمَ الأَمْرَ signifies he made the affair to have, or take, effect; and settled it firmly: (Har p. 3:) or, accord. to Ktr, he so settled it, and confirmed it. (Id. p. 105.) [See also عَزْمٌ and عَزِيمَةٌ, below.]

وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا, in the Kur [xx. 114], means [And we found him not to have] a quality of deciding an affair. (S.) [قَدْ أَحْزِمُ لَوْ أَعْزِمُ, a prov.: see expl. in art. حزم.] b2: One says also, عَزَمَ الأَمْرُ, meaning عُزِمَ عَلَيْهِ: (K, TA:) and hence, in the Kur [xlvii. 23], فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ [And when the affair is determined upon]: or the meaning may be, فَإِذَا عَزَمَ أَرْبَابُ الأَمْرِ [and when the disposers of the affair determine upon it]: but accord. to Zj, the meaning is, and when the affair is serious, or earnest, and the command to engage in fight becomes obligatory. (TA.) b3: عَزَمَ عَلَى الرَّجُلِ means He conjured the man: (S, * K, TA:) or he commanded him, or enjoined him, earnestly: لَيَفْعَلَنَّ كَذَا [that he should surely do such a thing]: (TA:) or عَزَمْتُ عَلَيْكَ means I make thy informing me to be a decided thing in which there shall be no exception: and one says also, عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلَّا فَعَلْتَ and لَمَّا فَعَلْتَ [virtually meaning I conjure thee to do such a thing]; as though one said, By Allah, I demand not of thee [aught] save [thy doing] this: so says Mtr, referring to “ the Book ” of Sb. (Har pp. 21 and 22. [But عَزَمَ is there, inadvertently, put for إِلَّا.]) b4: And one says, عَزَمَ الرَّاقِى The charmer recited عَزَائِم, meaning charms, or spells, [for the cure of a disease, &c.;] (K, TA;) as though he conjured the disease [&c.]: and in like manner, عَزَمَ الحَوَّآءُ [The serpent-charmer recited charms, or spells,] is said when he draws forth the serpent; as though he conjured it. (TA.) [See an ex. voce دَادَ, in art. دود. b5: Hence, عَزَمَ is used in the present day as meaning He invited to an entertainment. b6: And Freytag mentions its occurring often in the book entitled بغية المستفيد فى مدينة زبيد as signifying He went, or tended, to, or towards, (إِلَى,) some place: but this signification is probably post-classical: it is correctly expressed by 8, q. v.]5 تَعَزَّمَ see the preceding paragraph, first sentence.8 إِعْتَزَمَ see 1, first sentence, in two places. b2: اعتزم signifies also He (a man, K) kept to the course, or right course, (القَصْد,) (S, K,) in a thing, (S,) in running, and walking, &c. (K.) And اعتزم الطَّرِيقَ He went along upon the road without turning aside. (TA.) b3: Also He tended, repaired, or betook himself, to, or towards, him, or it, either in a direct course, or indirectly. (IJ; M and L in art. قصد.) b4: And اعتزم, (K, TA,) or اعتزم فِى عِنَانِهِ, (Har p. 3,) said of a horse, He went along overcoming his rider, (K, TA, Har,) in his running, not complying with the desire of his rider when he pulled him in, (TA,) [and] not turning aside. (Har.) b5: And اعتزم لَهُ He bore it, and endured it with patience; or he bore, and was patient, with him. (TA.) عَزْمٌ an inf. n. of 1. (S, Msb, K, &c.) [Hence,] أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ, (K, &c.,) mentioned in the Kur [xlvi. 34], (TA,) Those, of the apostles, who determined upon doing what God had enjoined them: or they were Noah and Abraham and Moses and Mohammad; (K, TA;) to which several add and Jesus: (TA:) or those, of the apostles, who were endowed with earnestness and constancy and patience: (Ksh, K, TA:) عَزْمٌ in the dial. of Hudheyl meaning patience; as in their saying, مَا لِى عَنْكَ عَزْمٌ [I have not patience of separation from thee]: (TA:) or, (K,) it is said, (Ksh,) they were Noah and Abraham and Isaac and Jacob and Joseph and Job and Moses and David and Jesus: (Ksh, K:) or Noah and Hood and Abraham and Mohammad: thus accord. to Aboo-Is-hák. (Yoo, R, TA.) b2: See also عَزِيمَةٌ, in three places. b3: عَزْمٌ is expl. by Lth as meaning An affair upon the doing of which one's heart, or mind, is firmly settled or determined. (TA.) A2: Also The dregs of pressed raisins: pl. عُزُمٌ. (K.) أُمُّ العِزْمِ, (K,) or أُمُّ عزمٍ, (T in art. ام,) and ↓ عِزْمَةُ, and ↓ أُمُّ عِزْمَةَ, (K,) and ↓ العَزُومُ, (TA,) The اِسْت [i. e. anus, or podex, app. the former]. (K, TA.) عَزْمَةٌ is an inf. n. of 1, meaning A striving, labouring, or toiling, in an affair; (Msb, TA;) and strength. (TA.) b2: And one says, مَا لَهُ

↓ عَزْمَةٌ وَلَا عَزِيمَةٌ, meaning He has not [determination, or resolution, or] a deliberate way of acting or proceeding, nor patience, in that upon which he determines, or resolves, or decides: (Ham p. 31:) or ↓ مَا لِفُلَانٍ عَزِيمَةٌ means Such a one will not keep constantly, firmly, or steadily, [or rather has not the quality of keeping constantly, &c.], to an affair upon which he determines. (TA.) b3: See also عَزِيمَةٌ. b4: عَزْمَةٌ مِنْ عَزَمَاتِ اللّٰهِ, (K, TA,) such, in a trad., the poor-rate is said to be, (TA,) means A due of the dues of God; i. e. [in the CK “ or ”] a thing that is obligatory, of the things that God has made obligatory. (K, TA.) عُزْمَةٌ A man's أُسْرَة [or near kinsmen; or his near kinsmen on the father's side]: and his قَبِيلَة [or tribe]: pl. عُزَمٌ. (K.) عِزْمَةُ, and أُمُّ عِزْمَةَ: see أُمُّ العِزْمِ, above.

عَزَمَةٌ a pl. of عَازِمٌ [q. v.]. (TA.) عَزْمِىٌّ A man who fulfils his promise; (K, TA;) who, when he promises a thing, performs it, and fulfils it. (TA.) A2: And A seller of عَزْم, meaning dregs of pressed raisins. (K.) عَزُومٌ [Determined, or resolute;] one who perseveres in his determination until he attains that which he seeks, or desires. (Ham p. 532.) b2: See also عَوْزَمٌ, in two places. b3: And see أُمُّ العِزْمِ.

عَزِيمٌ A vehement running. (K, TA. [In the CK, العَدُوُّ is erroneously put for العَدْوُ.]) Rabeea Ibn-Makroom Ed-Dabbee says, لَوْلَا أُكَفْكِفُهُ لَكَادَ إِذَا جَرَى مِنْهُ العَزِيمُ يُدُقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ [If I did not restrain him, when he runs, his vehement running would almost break the piece of iron that stands up in the mouth from the middle of the bit-mouth: see مِسْحَلٌ]. (TA.) عَزِيمَةٌ an inf. n. of عَزَمَ in the sense first expl. above. (S, K.) [As a simple subst., it signifies Determination, resolution, decision, or fixed purpose of the mind; as also ↓ عَزْمٌ and ↓ عَزْمَةٌ: or] the disposition and subjection of the mind to the wish, or thing desired: (Ham p. 336:) or it is a subst. [signifying the making an affair to have, or take, effect; and settling it firmly;] from عَزَمَ الأَمْرَ meaning أَمْضَاهُ and أَحْكَمَهُ: or, as in the Mj, the settling, or determining, the heart, or mind, firmly upon the thing that one desires to do; as also ↓ عَزْمٌ: or, accord. to El-Ghooree, ↓ عَزْمٌ signifies the preceding desire to dispose and subject the mind to the act. (Har p. 3.) [The pl., in all the senses, is عَزَائِمُ. Hence,] اِشْتَدَّتِ العَزَائِمُ meansThe determinations (عَزَمَات) of the commanders in the hostile and plundering expedition to distant parts, and their taking to them, became strong. (TA. [Probably from a trad.]) b2: See also عَزْمَةٌ, in two places. b3: عَزَائِمُ اللّٰهِ means The obligatory statutes or ordinances of God: (Mgh, Msb, K, TA:) sing. عَزِيمَةٌ. (Msb.) b4: And, accord. to Er-Rághib, عَزِيمَةٌ signifies A charming; syn. تَعْوِيذٌ; as though thou imaginedst thy having imposed an obligation [thereby] upon the devil, lest [for اى in my original I read أَنْ as meaning لِئَلَّا] he should execute his desire upon thee: pl. عَزَائِمُ: (TA:) or عَزَائِمُ signifies charms, or spells, (S, K,) that are recited [for the cure of diseases, &c.]: or certain verses of the Kur-án that are recited over persons affected with diseases, or the like, in the hope of cure: (K, TA:) these are termed عَزَائِمُ القُرْآنِ: but عَزَائِمُ الرُّقَى are those [charms, or spells,] by which one conjures the jinn, or genii, and spirits. (TA.) b5: عَزَائِمُ السُّجُودِ is an appellation of Certain portions of the Kur-án, which are المّ تَنْزِيلُ [chap. xxxii.] and حم السَّجْدَةُ [chap. xli.] and النَّجْمُ [chap. liii.] and اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [chap. xcvi.]; (Mgh;) [thus called because] they are those in [the reciting of] which one is commanded to prostrate himself. (Msb.) العَزَّامُ The lion; as also ↓ المُعْتَزِمُ. (K.) عَازِمٌ sing. of عَزَمَةٌ, (TA,) which signifies [Such as act with determination, resolution, or decision. And particularly] Such as are sound, or true, in love, or affection. (K, TA.) b2: [And sing. of عَوَازِمُ applied to affairs.] خَيْرُ الأُمُورِ عَوَازِمُهَا meansThe best of affairs are those in which is determination, resolution, or decision: or upon which one has confirmed his determination, and in which one has fulfilled what God has enjoined. (TA.) عَوْزَمٌ A she-camel advanced in age, (As, S, K, TA,) and so عَوْزَمَةٌ as expl. by IAar, (TA,) but having somewhat remaining of youthful vigour; (As, S, K, TA;) as also ↓ عَزُومٌ; (K, TA;) of which the pl. is عُزُمٌ: (TA:) or one whose teeth have been eroded by old age: or one extremely aged, such as is termed دِلْقِمٌ: [but see دَلُوقٌ:] the pl. is عَوَازِمُ. (TA.) b2: And (assumed tropical:) An old woman; (S, K;) as also ↓ عَزُومٌ. (K.) b3: And Short, as an epithet applied to a woman. (K, * TA.) مُعَزِّمٌ Charming, or a charmer, (K, TA,) by means of spells. (TA.) المُعْتَزِمُ: see العَزَّامُ.
عزم

(عَزَمَ عَلَى الأَمْرِ يَعْزِم عَزْمًا) بالفَتْح (ويَضَمُّ، ومَعْزَمًا كَمَقْعَدٍ ومَجْلِسٍ، وعُزْمانًا بالضَّمِّ) وعَزْمَةً (وعَزِيمًا وعَزِيمَةً) ، اقْتَصر الجَوْهَرِيُّ مِنْهُنَّ على الأَوَّلَيْن والأَخِيرَين.
(و) قَالَ ابنُ بَرِّي: (عَزَمَه) وعَزَم عَلَيْهِ بِمَعْنًى، وأَنْشَدَ للأسوَدِ بنِ عُمارةَ النَّوْفَلِيِّ:
(خَلِيلَيَّ من سُعْدَى أَلِمَّا فَسلِّمَا ... عَلَى مَرْيَمٍ لَا يُبْعِدُ الله مَرْيَمَا)

(وقُولاَ لَهَا هَذَا الفِرَاقُ عَزَمْتِهِ ... فهَلْ موعِدٌ قَبْلَ الفِرَاقِ فَيُعْلَمَا)

ومِنْه أَيضًا قَولُه تَعَالَى: {وَإِن عزموا الطَّلَاق} أَي: عَلَى الطَّلاقِ، (واعْتَزَمه، و) اعْتَزَم (عَلَيْه) ، مثل عَزَمَ عَلَيْهِ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ، (وتَعَزَّم) كَعَزَم، أَي (أَرَادَ فِعلَه وقَطَع عَلَيْه) ، وَقَالَ الرَّاغِبُ: أَي عَقَدَ القَلبَ على إِمْضَاءِ الأَمْرِ، وَقَالَ اللَّيثُ: العَزْمُ: مَا عَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبُكَ من أَمْرٍ أَنَّكَ فَاعِلُه.
(أَو) عَزَم: (جَدَّ فِي الأَمْرِ) ، وَقَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ:
(فأَعْرَضْنَ لَمَّا شِبْتُ عَنِّي تَعَزُّمًا ... وهَلْ لِيَ ذَنْبٌ فِي اللَّيالِي الذَّواهِبِ؟)

وقَوْلُه تَعَالى: {فنسي وَلم نجد لَهُ عزما} أَي صَرِيمَةَ أَمْرٍ، كَمَا فِي الصّحاح. (وعَزَمَ الأَمْرُ نفسُه: عُزِمَ عَلَيْه) ، وَمِنْه قَوْلُه تَعَالى: {فَإِذا عزم الْأَمر} وَقد يَكُونُ أرادَ: عَزَمَ أَرْبَابُ الأَمْرِ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: " هُوَ فَاعِل مَعْناه المَفْعُول، وإنّما يُعْزَمُ الأمرُ وَلَا يَعْزِمُ، والعَزْم للإنْسانِ لَا لِلأمْرِ، وَهَذَا كَقَوْلهم: هَلَكَ الرَّجُل، وإنَّما أُهْلِكَ " وَقَالَ الزَّجَّاج: " أَي فَإِذا جَدَّ الأَمْرَ، ولَزِمَ فَرضُ القِتالِ ". وَهَذَا مَعْنَاهُ، والعَرَبُ تَقولُ: عَزَمْتُ الأَمْرَ، وعَزَمْتُ عَلَيْهِ.
(و) عَزَم (عَلَى الرَّجُلِ) ليَفْعَلَنَّ كَذَا، أيْ (أَقْسَمَ) عَلَيه، وقِيلَ: أَمَرَهُ أَمْرًا جِدًّا.
(و) عَزَمَ (الرَّاقِي) أَي: (قَرَأَ العَزَائِمُ، أَي: الرُّقِى) ، كأَنَّه أَقْسَمَ على الدَّاءِ، وَكَذَلِكَ عَزَم الحَوَّاءُ، إِذا اسْتَخْرَجَ الحَيَّةَ، كأَنَّهُ يُقسِم عَلَيْها، (أوْ هِيَ) - أَي العَزَائِمُ - (آياتٌ من القُرآنِ تُقْرَأُ على ذَوِي الآفاتِ رَجاءَ البُرْءِ) ، وَهِي عَزائِمُ القُرآنِ، وأَمَّا عَزائِمُ الرُّقَى: فَهِيَ الَّتِي يُعْزَمُ بهَا على الجِنِّ والأَرْواحِ.
وَقَالَ الرَّاغِبُ: " العَزِيمَةُ تَعْوِيذٌ، كَأَنَّكَ تصوِّرُ أَنَّكَ قد عَقَدْتَ [بِهَا] على الشَّيْطانِ، أَنْ يُمْضِيَ إرادتَه فِيك، والجَمْعُ العَزائِمُ ".
(وأُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ: الَّذِينَ عَزَمُوا على أَمْرِ اللهِ فِيمَا عُهِدَ إِلَيْهِم، أَو هُمْ: نُوحٌ، وإبراهيمُ، ومُوسَى، ومُحَمَّد، عَلَيْهِم الصَّلاةُ والسَّلام) ، أَسْقَطَ من هَذَا القَوْل عِيسَى، وَهُوَ الخَامِس، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ واحِدٍ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} وَقَالَ (الزَّمَخْشَرِيُّ) فِي الكَشَّافِ: هم (أُولُو الجِدِّ والثَّباتِ والصَّبْرِ) والعَزْمُ فِي لُغَة هُذَيْل بمَعْنَى الصَّبْرِ، يَقُولُون: مَالِي عَنْك عَزْمٌ، أَي: صَبْرٌ (أَو هُمْ نُوحٌ، وإبراهِيم، وإِسْحَقُ، ويَعْقُوبُ، ويُوسُفُ، وأَيّوبُ، ومُوسَى، ودَاوُدُ، وعِيسَى، عَلَيْهِم الصَّلاة والسَّلام) ، وَفِي رِوَاية يُونُسَ عَن أَبِي إسْحَاقَ: هم نُوحٌ، وهُودُ، وإبراهيمُ، ومُحمدٌ، عَلَيهم الصّلاة والسَّلام، أَما نُوحٌ فَلِقَوْلِهِ: {إِن كَانَ كبر عَلَيْكُم مقَامي وتذكيري} الْآيَة، وأَما هُودٌ فَلِقَوْلِهِ: {إِنِّي أُشْهِدُ الله واشْهَدُوا أَنِّي بَرِىءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ} الْآيَة، كَمَا فِي الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ.
(والعَوْزَمُ: النَّاقةُ المُسِنَّةُ) و (فِيهَا بَقِيَّةٌ) من شَبابٍ، نَقَله الجَوْهَرِيُّ عَن الأَصْمَعِيِّ. وقِيلَ: نَاقَةٌ عَوْزَمٌ: أَكِلَتْ أَسنَانُها من الكِبَرِ، وَقيل: هِيَ الهَرِمَة الدِّلْقِمُ، وَفِي حَدِيثِ أَنْجَشَةَ: " قَالَ لَهُ: رُوَيْدَكَ سَوْقًا بالعَوَازِمِ " " كَنَى بِهَا عَن النِّساءِ، كَمَا كَنَى عَنْهُنَّ بالقَوَارِيرِ، ويَجُوزُ أَن يَكُونَ أَرَادَ النُّوقَ نَفْسَها، لِضَعْفِها ".
(و) العَوْزَمُ: (العَجُوزُ) قَالَ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
(لقد غَدَوْتُ خَلَقَ الثِّيابِ ... )

(أَحمِلُ عِدْلَيْنِ من التُّرابِ ... )

(لِعَوْزَمٍ وصِبْيَةٍ سِغابِ ... )
(كالعَزُوم فِيهِما) أَي: فِي النَّاقَةِ والعَجُوزِ، جَمْعُهُ عُزُمٌ، بِضَمَّتَيْن.
(و) العَوْزَمُ: (القَصِيرَةُ) من النِّسَاءِ.
(والعَزَّامُ) - كَشَدَّادٍ - (والمُعْتَزِمُ: الأَسَدُ) ، لجِدِّه.
(و) المُعَزِّمُ، (كَمُحَدِّثٍ: الرَّاقِي) بالعَزَائِمِ.
(والعَزِيمُ: العَدْوُ الشَّدِيدُ) ، قَالَ رَبِيعَةُ ابنُ مَقْرُوم الضَّبِّيُّ:
(لَوْلاَ أُكَفْكِفُه لَكَادَ إِذا جَرَى ... مِنْهُ العَزِيمُ يَدُقُّ فَأْسَ المِسْحَلِ)

(واعْتَزَمَ الرَّجُلُ: لَزِمَ القَصْدَ فِي الحُضْرِ والمَشْيِ وغَيْرِه) ، صَوابُه: وغَيْرِهِما، قَالَ رُؤْبَةُ: (إِذا اعْتَزَمْنَ الرَّهْوَ فِي انْتِهاضِ ... )
وَقَالَ الكُمَيْت:
(يَرمِي بهَا فيُصِيبُ النَّبلُ حاجَتَهُ ... طَوْرًا ويُخْطِئُ أَحيانًا فَيَعْتَزِمُ)

(و) اعْتَزَم (الفَرَسُ: مَرَّ جَامِحًا) فِي حُضْرِه غَيرَ مُجِيبٍ لِرَاكِبِه إِذا كَبَحَه.
(وأمُّ العِزْمِ وعِزْمَةُ وأُمُّ عِزْمة: مَكْسُوراتٍ: الاسْتُ) .
(والعَزْمُ، بالفَتْح: ثَجِيرُ الزَّبِيبِ. ج:) عُزُم (كَكُتُبٍ) .
(والعَزْمِيُّ: بَيَّاعُه) .
(و) العَزْمِيُّ: (الرَّجلُ المُوفِي بالعَهْدِ) ، أَيْ: إذَا وَعَد بِشيءٍ أَمْضَاه وَوَفَى بِهِ.
(والعُزْمَةُ، بالضَّمِّ: أُسْرَةُ الرَّجُلِ وقَبِيلَتُه. ج:) العُزَم (كَصُرَدٍ) .
(و) العَزَمةُ، (بالتَّحْرِيكِ) : المُصَحِّحُو المَودَّةِ) جمع عَازِم.
(و) فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ: (" عَزْمَةٌ من عَزَماتِ اللهِ ") أَي: حَقٌ من حُقُوقِهِ، أَي: وَاجِبٌ مِمَّا أَوْجَبَهُ) اللهُ تَعالَى.
(و) فِي حَديثِ ابنِ مَسْعُودٍ: " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَن تُؤْتَى رُخَصُه كَما يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزائِمُه "، قَالَ الأَزْهَريُّ: (عَزائمُ الله: فَرائِضُه الَّتِي أوْجَبَها) وأَمَرَنا بِهَا. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {كونُوا قردة} هَذَا أَمْرٌ عَزْمٌ، وَفِي قَوْلِهِ تَعالَى: {كونُوا ربانيين} هَذَا فَرضٌ وحُكْمٌ.
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
العَزْمَةُ: الجِدُّ فِي الأَمْرِ والقُوَّةُ.
وَمَا لِفُلان عَزِيمَةٌ، أَي: لَا يَثْبُتُ على أَمْرٍ يَعْزِمُ عَلَيْهِ.
وخَيرُ الأُمور عَوازِمُها، والمَعْنَى ذَوَاتُ عَزْمِها الَّتِي فِيهَا عَزْمٌ، أَو مَا وَكَّدْتَ عَزْمَكَ عَلَيْهِ، ووفَيتَ بعَهْدِ الله فِيهِ.
واشْتَدَّت العزائِمُ، أيْ: عَزَماتُ الأمَراءِ [على النَّاس] فِي الغَزْوِ إِلَى الأقْطارِ البَعيدَةِ، وأخْذِهم بهَا.
وعَزائِمُ السُّجودِ: مَا أُخِذَ على قارِئِ آياتِ السُّجودِ أنْ يَسْجُدَ للهِ فِيهَا.
واعْتَزَم لَهُ: احْتَمَلَه وصَبَرَ عَليه.
واعْتَزَمَ الطَّريقَ: مَضَى عَلَيه وَلم يَنْثَنِ، قالَ حُمَيْدُ الأرْقَطُ:
(مُعْتَزِمًا لِلطُّرُقِ النَّواشِطِ ... )
والعَزُومُ: الاسْتُ، وَمِنْه قَولُ عَمْرو بنِ مَعْدِ يكَرِبُ للأَشْعَثِ لَمّا قالَ لَه: أما واللهِ لَئِنْ دَنَوتَ لأُضْرِطَنَّكَ، فقالَ: كَلاَّ، واللهِ: إنّها لَعَزومٌ مُفَزَّعَةٌ، أيْ صَبورٌ مُجِدَّةٌ، صَحيحَةُ العَقْدِ، لَيْسَتْ بواهِيَةٍ فَتَضْرَطَ.
والعَوْزَمَة: النَّاقَةُ المسِنَّةُ، عَن ابنِ الأعْرابِيّ، وأَنْشَدَ للمَرَّارِ الأسْدِيّ:
(فَأَمَّا كُلُّ عَوْزَمَةٍ وَبَكْرٍ ... فَمِمَّا يَسْتَعِينُ بِهِ السَّبِيلُ)

وسَمَّوْا عَزَّاما، كَشَدَّادٍ.
وعَازمُ بنُ هِنْد بنِ هِلالِ بنِ نُفَيْلِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ كِلاَبٍ: من الفُرْسانِ.
(عزم)
فلَان عزما وعزيما وعزيمة وعزمة ومعزما جد وصبر يُقَال مَا لي عَنْك عزم وَالْأَمر جد وَلزِمَ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَإِذا عزم الْأَمر فَلَو صدقُوا الله لَكَانَ خيرا لَهُم} وَالله لي خلق لي قُوَّة وصبرا وعَلى فلَان أمره وشدد عَلَيْهِ وَأقسم وَيُقَال عزم الراقي قَرَأَ العزائم وَالْأَمر وَعَلِيهِ أَرَادَ فعله وَعقد عَلَيْهِ نِيَّته

(عزم) الراقي عزم

آخر

[آخر] فيه هو "الآخر" تعالى أي الباقي بعد فناء خلقه و"المؤخر" تعالى يؤخر الأشياء فيضعها في مواضعها. وح: كان صلى الله عليه وسلم يقول "بآخرة" إذا أراد أن يقوم في المجلس كذا وكذا أي في آخر جلوسه، أو في آخر عمره، وهي بفتح همزة وخاء، ومنه ح أبي بزرة: لما كان "بأخرة". وفي ح ما عز: أن "الأخر" قد زنى الآخر بوزن كبد هو الأبعد المتأخر عن الخير. ن: أي الأرذل وقيل: اللئيم، أراد نفسه تحقيراً لها بفعل الفاحشة. قوله "فلعلك" تلقين. نه: ومنه ح: المسألة أخر كسب المرء أي أرذله وأدناه، ويروى بالمد أي السؤال آخر ما يكتسب به المرء عند العجز من الكسب. وآخرة الرحل بالمد الخشبة التي يستند إليها الراكب من كور البعير. ومؤخرته بالهمزة والسكون لغية. ط: ومنه: فيصلي إلى آخرته، والمؤخرة بضم ميم وكسر خاء وسكون همزة، وبفتح خاء مشددة مع فتح همزة، ويتم في "هبت" [نه] وفيه أخر عني يا عمر أي تأخر نحو لا تقدموا بين يدي الله أي لا تتقدموامن عمل وسنة. وبعته "بأخرة" أي بنظرة.

خطم

خ ط م: (الْخِطَامُ) الزِّمَامُ. وَ (الْخِطْمِيُّ) بِالْكَسْرِ الَّذِي يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْسُ. قُلْتُ: ذُكِرَ فِي الدِّيوَانِ أَنَّ فِي الْخَطْمِيِّ لُغَتَيْنِ فَتْحَ الْخَاءِ وَكَسْرَهَا. 

خطم


خَطَمَ(n. ac. خَطْم)
a. Struck; branded ( on the nose ).
b. [acc. & Bi], Muzzled, bridled.
خَطَّمَa. see I
خَطْمa. Nose, muzzle.
b. Bill, beak.
c. Brand.

أَخْطَمُa. Longnosed.

مَخْطِم
مِخْطَم
(pl.
مَخَاْطِمُ)
a. Nose.

خِطَاْم
(pl.
خُطُم)
a. Halter, rope.
b. Bow-string.
c. Brand.

خِطْمِيّ
a. Marsh-mallow.
(خ ط م) : (الْخِطَامُ) حَبْلٌ يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْبَعِيرِ وَيُثْنَى فِي خَطْمِهِ أَيْ أَنْفِهِ وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - تَصَدَّقْ بِجِلَالِهَا وَخُطُمِهَا عَلَى الْجَمْعِ وَهُوَ الصَّوَابُ رِوَايَةً و (الْخِطْمِيُّ) مَنْسُوبٌ إلَى خَطْمَةُ بِفَتْحِ الْخَاءِ قَبِيلَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَزِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ حَسَنٍ الْخِطْمِيُّ.
خطم
الخَطْمُ من البازي ومن كل طائر: مِنْقارُه، ومن الدابًة: مُقَدمُ أنْفِه وفَمِه. والمَخَاطِم: الأنُوف، واحِدُها مَخْطِم.
والخِطَامُ: حَبْلٌ يُجْعَل على سِفَارٍ من حَدِيدٍ.
والمُخَطَمُ: مَوضِعُ السًمَةِ على الخِطام. والسَمَةُ نَفْسُها خِطامٌ.
والأخْطَمُ: الأسْود.
والمُخْطَمُ من التَمْرِ: الذي قد صارَتْ فيه خُطُوط.
وخَطَمَ قَوْسَه خَطْماً وخِطَاماً. والخِطَامُ: الوَتَرُ نَفْسُه. والخِطْميُ: نبات يتَّخَذُ منه الغِسْلُ.
خ ط م : الْخَطْمُ مِثْلُ: فَلْسٍ مِنْ كُلِّ طَائِرٍ مِنْقَارُهُ وَمِنْ كُلِّ دَابَّةٍ مُقَدَّمُ الْأَنْفِ وَالْفَمِ وَخِطَامُ الْبَعِيرِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ خُطُمٌ مِثْلُ: كِتَابٍ وَكُتُبٍ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَقَعُ عَلَى خَطْمِهِ.

وَالْخِطْمِيُّ مُشَدَّدُ الْيَاءِ غِسْلٌ مَعْرُوفٌ وَكَسْرُ الْخَاءِ أَكْثَرُ مِنْ الْفَتْحِ وَالْمَخْطِمُ الْأَنْفُ وَالْجَمْعُ مَخَاطِمُ مِثْلُ: مَسْجِدٍ وَمَسَاجِدَ. 
[خطم] الخَطْمُ من كلِّ طائرٍ: منقارُه، ومن كل دابةٍ: مقدَّمُ أنفه وفمه. والمخاطم: الانوف، واحدها مَخْطِمٌ بكسر الطاء . ورجلٌ أَخْطَمُ: طويلُ الأنْف. والخِطامُ: الزمامُ. وخَطَمْتُ البعير: زَمَمْتُهُ. وناقةٌ مَخْطومَةٌ، ونوقٌ مُخَطَّمَةٌ شدِّد للكثرة. والمُخَطَّمُ أيضاً: البُسْرُ إذا صارت فيه خطوطٌ وطرائق. وقيس بن الخطيم، شاعر. وخطمة من الانصار، وهم بنو عبد الله ابن مالك بن أوس. والخطمة: رعن الجبل. والخطمى بالكسر: الذى يغسل به الرأس.
خطم
خطَمَ يَخطِم، خَطْمًا، فهو خاطِم، والمفعول مَخْطوم
• خطَم الدَّابَّةَ: جعل على أنفها الخِطام ° خطَم أنفَه: ألصق به عارًا ظاهرًا- خطَمه بالكلام: أفحمه وقهره. 

خِطام [مفرد]: ج أَخْطِمة وخُطُم: ما يُوضع على أنف الدّابّة لتُقاد به، مِقْوَد، زمام "خطَم ناقتَه بالخِطام". 

خَطْم [مفرد]: ج أخطام (لغير المصدر) وخُطوم (لغير المصدر):
1 - مصدر خطَمَ.
2 - أنف الدَّابة، مقدّم الأنف.
3 - جزء مخاطيّ ينتهي به أنف بعض الحيوانات، لا سيِّما المجترَّة منها. 

خَطْمِيّ/ خِطْمِيّ [جمع]: (نت) نبات زهريّ من الفصيلة الخُبَّازيَّة، كثير النفع، يُدَقّ ورقُه يابسًا ويجعل غِسْلاً للرأس فينقّيه. 
خ ط م

وضع على البعير خطامه، وعلى الإبل خطمها. وخطم البعير، وخطم الإبل. وضرب خطم البعير ومخطمه.

ومن المجاز: ضرب الرجل على خطمه ومخطمه. وعفّروا مخاطــمهم. وطير عقف المخاطم، وهي المناقير. وخطم قوسه بخطامها: وترها بوترها، وأخذ قوساً فخطمها بوتر. وخطم أنفه: ألزق به عاراً ظاهراً. قال أوس:

يجود ويعطي المال من غير ضنة ... ويخطم أنف الأبلخ المتغشم

وخطمه باللوم وعذّره. قال الجعدي:

إذا أدلج السعدي أدلج سارقاً ... وأصبح مخطوماً بلوم معذرا ومسك خطام: حديد الريح، كأنه يخطم الأنوف. وخطم أنف الرمل: استقبله جازعاً. قال ذو الرمة:

إذا حبا من أنف رمل منخر ... خطمته خطماً وهنّ عسر

وخطم بلحية إذا صارت في خديه، وخطمته لحيته. قال النمر بن تولب:

ألست بشيخ قد خطمت بلحية ... فتقصر عن جهل الغرانقة المرد

وفلان خاطم أمر بني فلان: قائدهم ومدبر أمرهم. وأقبل خطم الليل وأنفه. قال مزاحم:

على خطم جون قد بدا من ظلامه ... غطاء يكف الناظرات بهيم
[خطم] فيه: تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم فتجلوا وجه المؤمن بالعصا و"تخطم" أنف الكافر بالخاتم، أي تسمه به، من خطمت البعير إذا كويته خطا من الأنف إلى أحد خديه، وتلك السمة الخطام. ومنه ح الساعة والعرض على الله: وأما الكافر "فتخطمه" بمثل الحمم الأسود، أي تصيب خطمه وهو أنفه فتجعل له أثرًا مثل أثر الخطام فترده بصغر، والحمم الفحم. وفي ح الزكاة: "فخطم" له أخرى دونها، أي وضع الخطام في رأسها وألقاه إليه ليقودها به، وخطام البعير أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يثني على مخطمه، وأما ما يجعل في الأنف دقيقًا فهو الزمام. ن ومنه: جاء رجل بناقة "مخطومة" فقال: لك بها سبعمائة ناقة، أي أجر سبعمائة، أو هو على ظاهره ويكون له في الجنة سبعمائة يركبهن للتنزه. نه وفيه: يبعث الله من بقيع الغرقد سبعين ألفًا هم خيار من ينحت عن "خطمه" المدر، أي تشق عن وجهه الأرض، وأصل الخطم في السباع مقاديم أنوفها وأفواهها. ومنه شعر كعب:
كان ما فات عينيها ومذبحها من "خطمها" ....
أي أنفها ومنه ح: لا يصلي أحدكم وثوبه على أنفه فإن ذلك "خطم" الشيطان. ومنه ح عائشة لما مات الصديق قال عمر: لا يكفن إلا فيما أوصى به، فقالت: ما وضعت "الخطم" على أنفنا، أي ما مُلّكتنا بعدُ فتنهانا أن نصنع ما نريد، وهو جمع خطام وهو حبل يقاد به البعير. وفي ح شداد: ما تكلمت بكلمة إلا وأنا "أخطمها" أي أربطها وأشدها، يريد الاحتراز في قوله والاحتياط في لفظه. وفي ح الدجال: خبأت لكم "خطم" شاة. وفيه: وعد رجلًا أن يخرج إليه فأبطأ عليه فلما خرج قال: شغلني عنك "خطم"، قيل هو الخطب الجليل فكأن ميمه بدل من الباء، أو يراد أمر خطمه أي منعه منه. وفيه: كان يغسل رأسه "بالخطمي" وهو جنب يجتزئ به ولا يصب عليه الماء، أي كان يكتفي بماء يغسل به الخطمي، وينوي به غسل الجنابة، ولا يستعمل بعده ماء آخر يخص به الغسل. ط: هو بكسر خاء نبت يغسل به الرأس، ويجتزئ به أي يقتصر عليه، وفيه تسامح لأن ظاهره أنه يقتصر على استعمال الماء المخلوط بالخطمي، ومعلوم أن المستعمل للخطمي يفيض على رأسه بعده مرارًا ليزول أثره، فلعله أراد أنه صلى الله عليه وسلم يقتصر على ما يزيله ولا يفيض بعده ماء مجردًا للغسل كعادة أهل الحمامات من إزالة الوسخ بنحو الخطمي ثم استيناف الماء للغسل. ك: "بخطامه" أو بزمامه، وهما بمعنى، والشك في تعيينه، وهو بكسر خاء خيط يشد فيه الحلقة المسماة بالبرة، ويشد في طرفه المقود. وفيه: احبس أبا سفيان عند "خطم" الجبل، بخاء معجمة، وجبل بجيم أي أنف الجبل وهو طرفه المائل منه، ورواه الجمهور بحاء مهمــلة، وروي: الخيل، بخاء معجمة أي مجتمع خيل يحطم فيه أي يتضايق حتى كان بعضها يكسر بعضا. ن: قد "خطم" أنفه، الخطم الأثر على الأنف. ج ومنه: "خطم" أنفه وشق وجهه، الحطم بحاء مهمــلة الدق والكسر، وبالمعجمة الأثر على الأنف كما يخطم البعير بالكيّ. غ: الخطام السمة في عرض الوجه، وحبل الدلو، ووتر القوس.

خطم

1 خَطَمَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. خَطْمٌ, (TA,) He struck his خَطْم, i. e. his nose. (K, * TA.) and He struck the very middle of his nose with a sword. (TA.) And خُطِمَ أَنْفُهُ His nose was broken. (Ham p. 528.) b2: (assumed tropical:) He branded him [i. e. a camel] on his nose with the mark called خَطْمٌ [or خِطَامٌ]. (TA.) [Hence,] خَطَمَ أَنْفَهُ (tropical:) [He branded him with disgrace;] he made disgrace to cleave to him manifestly. (TA.) and خَطَمَهُ بِاللَّوْمِ (tropical:) [He branded him with blame]; and عَذَرَهُ [i. e. باللوم signifies the same]. (TA.) b3: He attached the زِمَام [or خِطَام, q. v.,] to him; namely, a camel: (S:) or خَطَمَهُ بِالخِطَامِ, (K,) aor. and inf. n. as above, (TA,) he put the خِطَام upon his nose; as also بِهِ ↓ خطّمهُ: (K:) [but the latter verb seems to be more properly used in relation to a number of camels:] or the former, (K,) or simply خَطَمَهُ, and ↓ خطّمهُ, (TA,) he made a cut, or notch, in his nose, (حَزَّأَنْفَهُ, so in the K accord. to the TA,) not deep, (TA,) or he drew his nose [down], (جَرَّ أَنْفَهُ, so in my MS. copy of the K and in the CK,) in order to put upon it the خِطَام. (K, TA.) b4: [Hence,] (assumed tropical:) He withheld him, or prevented him, from going forth [&c.]. (TA.) And خَطَمَهُ بِالكَلَامِ (tropical:) He overcame him, or subdued him, by speech, and prevented him from speaking, (K, TA,) and from answering, or replying. (TA.) b5: خَطَمَ الكَلِمَةَ, inf. n. as above, (tropical:) He made the word, or saying, valid and strong; alluding to prudence and precaution as to what one utters. (TA.) b6: خَطَمَ أُمُورًا (tropical:) He conducted, or managed, affairs. (TA.) b7: خَطَمَ القَوْسَ بِالوَتَرِ, inf. n. خَطْمٌ and خِطَامٌ, (tropical:) He suspended the bow by the suspensory called وَتَرٌ and خِطَامٌ. (AHn, K, TA.) And خَطَمَ القَوْسَ بِخِطَامِهَا (assumed tropical:) He strung the bow with its string. (TA.) b8: خَطَمَ الأَدِيمَ, (K,) inf. n. خَطْمٌ, (TA,) (tropical:) He sewed the edges of the skin, or hide. (Kr, K, TA.) b9: خُطِمَ بِلِحْيَتِهِ, and خَطَمَتْهُ لِحْيَتُهُ, (tropical:) His beard grew upon his two cheeks. (TA.) b10: خَطَمَ أَنْفَ الرَّمْلِ (tropical:) He passed over, or crossed, the extremity, or prominent portion, of the tract of sand: (As, TA:) or he faced it, crossing it. (TA.) 2 خَطَّمَ see 1, in two places. b2: تَخْطِيمٌ, [as inf. n. of خُطِّمَ or خَطَّمَ, (see the part. ns. below,)] said of unripe dates, signifies (assumed tropical:) The putting forth colours. (KL.) 8 اختطم الثَّوْبَ He bound the garment over the مَخْطِم, i. e. the nose; or over the خَطْم, i. e. the fore part of the nose: and اختطم بِلِثَامٍ [he so bound a لثام, q. v.]. (Har p. 433.) خَطْمٌ The muzzle, i. e. the fore part of the nose and mouth, of a دابَّة [i. e. beast], (JK, S, Msb, K, TA,) whatever it be, (S, Msb,) as a dog, and a camel, but originally of a beast of prey, and of a sheep or goat: (TA:) or, of a beast of prey, i. q. خُرْطُومٌ: (IAar, TA:) or, as some say, of a beast of prey, [the lip, i. e.] what corresponds to the جَحْفَلَة of the horse: (TA:) or of a camel, the nose. (Mgh.) And (tropical:) The bill, or beak, of a bird, (JK, S, K, TA,) whatever it be, (JK, S,) as a hawk, or falcon, (JK,) and a قَطَاة. (TA.) and of a man, (tropical:) The nose; (K;) as also ↓ مَخْطِمٌ (JK, S, Msb, K, TA) and ↓ مِخْطَمٌ; (K, TA;) pl. مَخَاطِمُ: (JK, S, Msb, K:) or the fore part of the nose: (Har p. 433:) and the ↓ مخطم is also of a camel. (IAth, TA.) Also, of a man, (tropical:) The fore part of the face. (TA.) b2: خَطْمُ اللَّيْلِ (tropical:) The first approach of night: like as one says أَنْفُ اللَّيْلِ. (TA.) b3: See also خِطَامٌ.

A2: A thing, an affair, or a business, of magnitude. (IAar, Th, K.) It is related in a trad. that Mohammad promised a certain man to go forth to him, and delayed to do so; and when he went forth, he said to him, شَغَلَنِى خَطْمٌ, meaning A thing, &c., of magnitude [occupied me so as to divert me]; as though the م were a substitute for ب: (IAar, Th, TA:) but IAth says that it may mean (assumed tropical:) a thing, &c., that withheld me, or prevented me, [see 1,] from going forth. (TA.) خُطْمَةٌ (tropical:) A prominent portion of a mountain. (S, TA.) خِطْمِىٌّ (JK, S, Msb, K) and خَطْمِىٌّ, (Msb, K,) or, accord. to Az, the latter only, the former being incorrect, (TA,) but the former is the more common, (Msb,) [Althæa; the althæa officinalis of Linn.; i. e. marsh-mallow;] a certain plant (JK, K) with which, (S, TA,) or with a preparation of which, (JK,) the head is washed; (JK, S, TA;) a well-known preparation for washing the head: (Msb:) it is a dissolvent, suppurative, lenitive; good for dysury, and the stone, and sciatica, and ulcer of the bowels, and tremour, and for the suppuration of wounds, and the allaying of pain; and, with vinegar, for the [species of leprosy termed] بَهَق; and for toothache, used as a gargle; and for the sting or bite of venomous reptiles and the like, and for burns; the mixing of its seed with water, or its bruised stem or root, causes it to congeal; and its mucilage, extracted by hot water, is beneficial to the sterile woman. (K.) خِطَامٌ [A kind of halter for a camel; a cord of which one end is fastened round the nose and jaws of a camel; accord. to J,] i. q. زِمَامٌ: (S:) [but the following explanations are more correct:] a certain thing well known; so called because [a portion of] it lies upon [or surrounds] the fore part of the nose and the nouth of the camel: (Msb:) or anything that is put upon the nose of the camel in order that he may be led thereby: (M, K:) or a cord, or rope, which is put upon the neck of the camel, and folded [for يُسَمَّى, in my copy of the work from which this is taken, I read يُثْنَى, as in another explanation, below,] upon, or over, his nose: (Mgh:) or a cord, or rope, which is attached to an iron that surrounds the nose and jaws [of the camel]: (JK:) or any cord, or rope, that is suspended upon the throat of the camel and then tied upon, or over, his nose, whether of skin or of wool or of fibres of the palm-tree or of hemp: (ISh, TA:) but if of plaited leather, it is said to be called جَرِيرٌ: (TA:) or the خطام of the camel is a cord, or rope, of fibres of the palm-tree, or of [goats'] hair, or of flax, at one end of which is put a ring, then the other end is tied to it, [i. e. to the rope, as the relative pronoun in the original shows, or to some part of it,] so that it becomes like a ring [or loop], then it is put upon the neck of the camel, and then it is folded upon, or over, his nose: what is put in the nose, [attached to a ring, or the like, therein,] and is slender, is termed زِمَامٌ: (IAth, TA:) pl. خُطُمٌ. (Msb, K.) مَنَعَ خِطَامَهُ, said of a camel, means He refused to have his خطام put upon him. (TA.) And تَزَوَّجَ عَلَى خِطَامٍ means (assumed tropical:) He married two wives, so that they became like a خِطَام to him. (TA.) b2: (assumed tropical:) A brand, or mark made with a hot iron, upon the nose of a camel; (K;) as also ↓ خَطْمٌ: it (the خطام) spreads upon the camel's two cheeks: so says Aboo-'Alee, in the “ Tedhkireh: ” (TA:) or such a mark upon the side (عُرْض, in the CK عَرْض,) of his face, extending to the cheek, (En-Nadr, K, TA,) in the form of a line: (En-Nadr, TA:) sometimes the camel is branded with one such mark, and sometimes with two; and one says جَمَلٌ خِطَامٍ ↓ مَخْطُومُ or خِطَامَيْنِ, making مخطوم to govern the gen. case as a prefixed noun; (En-Nadr, K, TA;) and بِهِ خِطَامٌ and خِطَامَان. (En-Nadr, TA.) b3: (assumed tropical:) The rope of a bucket. (TA.) b4: (tropical:) The suspensory of a bow. (AHn, K, TA.) and (assumed tropical:) The string of a bow. (K, TA.) خَطِيمٌ Struck upon the nose. (K.) Having the nose broken. (Ham p. 528.) مِسْكٌ خَطَّامٌ (like شَدَّادٌ, TA, in the CK [erroneously] without teshdeed,) (tropical:) Musk that fills with its odour the innermost parts of the nose: (As, K:) or musk sharp, or pungent, in odour; as though striking the nose (كَأَنَّهُ يَخْطِمُ الأَنْفَ). (Z, TA.) فُلَانٌ خَاطِمُ أَمْرِ بَنِى فُلَانٍ (tropical:) Such a one is the leader, and the conductor, or manager, of the affairs, of the sons of such a one. (TA.) أَخْطَمُ A man (S) having a long nose. (S, K.) b2: And Black. (JK, K.) مَخْطَمٌ A woman. (K.) مَخْطِمٌ and مِخْطَمٌ: see خَطْمٌ, in three places.

مُخَطَّمٌ: see مَخْطُومٌ. b2: (assumed tropical:) A horse having a whiteness extending from the fore part of his nose and his mouth to the part beneath his lower jaw, (ISd, K, TA,) so as to resemble the خِطَام: in which sense it has no verb. (ISd, TA.) b3: Full-grown unripe dates (بُسْر) upon which are lines (S, K) and streaks [of colour]; (S;) as also ↓ مُخَطِّمٌ. (Kr, K.) [See 2: and see also بُسْرٌ.]

A2: The part of the nose of the camel which is the place of the خِطَام. (TA.) مُخَطِّمٌ: see the next preceding paragraph.

مَخْطُومٌ [pass. part. n. of 1]. You say نَاقَةٌ مَخْطُومَةٌ A she-camel having a خِطَام put upon her: and ↓ نُوقٌ مُخَطَّمَةٌ she-camels having خُطُم put upon them. (S, TA.) b2: See also خِطَامٌ.

خطم: الخَطْمُ من كل طائر: مِنْقارُهُ؛ أَنشد ثعلب في صفة قَطاةٍ:

لأَصْهَبَ صَيْفيٍّ يُشَبَّهُ خَطْمُه،

إذا قَطَرَتْ تَسْقِيه، حَبَّةَ قِلْقِلِ

والخَطْمُ من كل دابة: مُقَدَّمُ أَنفها وفمها نحو الكلب والبعير، وقيل:

الخَطْمُ من السبع بمنزلة الجَحْفَلَةِ من الفرس. ابن الأَعرابي: هو من

السبع الخَطْم والخُرْطومُ، ومن الخنزير الفِنْطِيسةُ، ومن ذِي الجناح

غير الصائد المِنْقارُ، ومن الصائد المَنْسِرُ؛ وفي التهذيب: الخَطْمُ من

البازي ومن كل شيء مِنْقارُهُ. أَبو عمرو الشيباني: الأُنوف يقال لها

المَخاطِمُ، واحدها مَخْطِمٌ، بكسر الطاء. وفي حديث كَعْب: يبعث الله من

بَقيعِ الغَرْقَدِ سبعين أَلفاً هُمْ خيارُ مَن يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ

أَي تنشقّ عن وجهه الأَرضُ، وأَصل الخَطْمِ في السباع مقاديم أُنوفها

وأَفواهها فاستعارها للناس؛ ومنه قول كعب بن زُهَيْرٍ:

كأَنَّ ما فاتَ عَيْنَيْها ومَذْبَحها،

من خَطْمِها ومن اللَّحْيَيْنِ، بِرْطيلُ

أَي أَنفها. وفي الحديث: لا يصلِّ أَحدُكم وثوبُهُ على أَنفه، فإن ذلك

خَطْمُ الشيطان. وفي حديث الدجال: خَبَأتُ لكم خَطْمَ شاةٍ. ابن سيده:

وخَطْمُ الإنسان ومَخْطِمُهُ ومِخْطَمُهُ أَنفه، والجمع مَخاطِم.

وخَطَمَهُ يَخْطِمُهُ خَطْماً: ضرب مَخْطِمَهُ. وخَطَمَ فلانٌ بالسيف

إذا ضرب حاقَّ وسْطِ أَنفِهِ. ورجل أَخْطَمُ: طويل الأَنف. روى عبد الرحمن

بن القاسم عن أَبيه قال: أَوْصى أَبو بكر أَن يكَفَّنَ في ثوبين كانا

عليه وأَن يُجْعَلَ معهما ثوبٌ آخر، فأَرادت عائشة أَن تبتاع له أَثواباً

جُدُداً فقال عمر: لا يُكَفَّنُ إلاَّ فيما أَوْصَى به، فقالت عائشة: يا

عمر والله ما وُضِعَتِ الخُطُمُ على آنِفُنا فبكى عمر وقال: كَفِّنِي أباك

فيما شئت؛ قال شمر: معنى قولها ما وُضِعَت الخُطُمُ على آنُفِنا أَي ما

مَلَكْتَنا بعدُ فتنهانا أَن نصنع ما نريد في أَملاكنا. والخُطُمُ: جمع

خِطامٍ، وهو الحبل الذي يقاد به البعير. ويقال للبعير إذا غَلَبَ أَن

يُخْطَمَ: مَنَعَ خِطامَهُ؛ وقال الأَعشى:

أَرادوا نَحْتَ أَثْلَتِنا،

وكنا نَمْنَع الخُطُمَا

والخَطْمَةُ: رَعْنُ الجبل

(* قوله «والخطمة رعن الجبل» ضبط في الأَصل

والمحكم والنهاية بفتح الخاء وسكون الطاء، وفي بعض نسخ الصحاح بضم الخاء).

والخِطامُ: الزِّمامُ. وخَطَمْتُ البعير: زَممْتُهُ. ابن شميل: الخِطامُ

كل حبل يُعَلَّقُ في حَلْقِ البعير ثم يُعْقَدُ على أَنفه، كان من

جِلْدٍ أَو صوف أَو ليف أَو قِنَّبٍ، وما جعلت لشِفار بعيرك من حبل فهو

خِطامٌ، وجمعه الخُطُمُ، يُفْتَلُ من اللِّيف والشعر والكَتَّان وغيره، فإذا

ضُفِرَ من الأَدَمِ فهو جَريرٌ، وقيل: الخِطامُ الحبل يجعل في طرفه حلقة ثم

يُقَلَّدُ البعير ثم يُثَنَّى على مَخْطِمِه، قال: وخَطَمَهُ بالخِطامِ

إذا عُلِّقَ في حَلْقِه ثم ثُنِّيَ على أَنفه ولا يثقب له الأَنف. قال

ابن سيده: والخِطامُ كلُّ ما وُضِع في أَنف البعير ليُقاد به، والجمع

خُطُمٌ.

وخَطَمَه بالخِطامِ يَخْطِمُه خَطماً وخَطَّمَه، كلاهما: جعله على

أَنفه، وكذلك إذا حَزَّ أَنفه حَزّاً غير عَمِيقٍ ليضع عليه الخِطامَ، وناقة

مَخْطومةٌ، ونوق مُخَطَّمةٌ: شُدِّدَ للكثرة. وفي حديث الزكاة: فَخَطَمَ

الأُخرى دونها أَي وضَعَ الخِطامَ في رأسها وأَلقاه إليه ليَقُودَها به.

قال ابن الأَثير: خِطام البعير أَن يأخذ حبلاً من ليف أَو شعر أَو كتان،

فيجعل في أَحد طرفيه حلقة ثم يشد فيه الطرف الآخر حتى يصير كالحلقة، ثم

يقلد البعير ثم يُثَنَّى على مُخَطَّمِه، وأَما الذي يجعل في الأَنف دقيقاً

فهو الزِّمامُ؛ واستعار بعض الرُّجَّازِ الخِطامَ في الحَشَرات فقال:

يا عَجَبا، لقد رأيْتُ عَجَبا:

حِمار قَبَّانٍ يَسُوقُ أَرْنَبَا

عاقِلَها خاطِمَها أَن تَذْهَبَا

فقلت: أَرْدِفْني فقال: مَرْحَبَا

أَراد لئلا تذهب أَو مخافة أَن تذهب؛ ورواه ابن جني:

خاطِمَها زأَمّها أَن تذهبا

أَراد زامَّها؛ وقول أَبي النجم:

تِلْكُمْ لُجَيْمٌ فمتى تَخْرِنْطِمْ،

تَخْطِمْ أُمور قومها وتَخْطِمْ

يقال: فلان خاطِمُ أَمر بَني فلانٍ أي هو قائدهم ومُدَبِّرُ أَمرهم،

أَراد أَنهم القادةُ لعلــمهم بالأُمور. وفي حديث شداد بن أَوْسٍ: ما تكلمتُ

بكلمة إلاَّ وأَنا أَخْطِمُها أَي أَربطها وأَشدُّها، يريد الاحتزاز فيما

يقوله والاحتياط فيما يَلْفِظُ به. وخِطامُ الدَّلوِ: حبلها. وخِطامُ

القَوْس: وتَرُها. أَبوحنيفة: خَطَمَ القَوْسَ بالوَتَرِ يَخْطِمُها خَطْماً

وخِطاماً علقه عليها، واسم ذلك المُعَلَّقِ الخِطامُ أيضاً؛ قال

الطِّرِمَّاحُ:

يَلْحَسُ الرَّصْفَ، له قَضْبَةٌ،

سَمْحَجُ المَتْنِ هَتُوفُ الخِطام

واستعاره بعض الرُّجَّازِ للدَّلْوِ فقال:

إذا جَعَلْت الدَّلْوَ في خِطامِها

حَمْراءَ من مَكَّةَ، أَو إحْرامِها

وخَطَمَهُ بالكلام إذا قَهره ومنعه حتى لا يَنْبِسُ ولا يُحِيرُ.

والأَخْطَمُ: الأَسود، وخَطْمُ الليلِ: أَول إقباله كما يقال أَنف الليل؛ وقول

الراعي:

أَتتنا خُزامَى ذاتُ نَشْرٍ، وحَنْوَةٌ

وراحٌ وخَطَّامٌ من المِسْكِ يَنْفَحُ

قال الأَصمعي: مسك خَطَّامٌ

يَفْعَمُ الخَياشيم. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، مرسلاً: أَنه وعد رجلاً أَن يَخْرُجَ إليه فأَبطأَ عليه، فلما

خرج قال له: شغلني عنك خَطْمٌ أَي خَطْبٌ

جليل، وكأَن الميم فيه بدل من الباء؛ قال ابن الأَثير: ويحتمل أَن يراد

به أَمر خَطَمَه أَي منعه من الخروج. والخِطامُ: سِمَةٌ دون العينين؛

وقال أَبو عليّ في التذكرة: الخِطامُ سِمَةٌ على أَنف البعير حتى تنبسط على

خَدَّيْهِ. النضر: الخِطامُ سِمَةٌ

في عُرْضِ الوجه إلى الخد كهيئة الخَطِّ، وربما وُسِمَ بِخِطامٍ، وربما

وُسِمَ بخِطامَيْنِ. يقال: جمل مَخْطُومُ خِطامٍ ومَخْطُومُ خِطامَيْنِ،

على الإضافة، وبه خِطامٌ وخِطامانِ.

وفي حديث حُذيفة بن أَسِيدٍ قال: تخرج الدابة فيقولون قد رأيناها، ثم

تَتَوارى حتى تعاقَبَ ناسٌ في ذلك، ثم تخرج الثانية في أعظم مسجد من

مساجدكم، فتأتي المسلمَ فتُسَلِّمُ عليه وتأتي الكافر فتَخْطِمُه وتَعَرِّفُهُ

ذنوبه؛ قال شمر: قوله فَتَخْطِمُهُ، الخَطْمُ الأَثَرُ على الأَنف كما

يُخْطَمُ البعير بالكَيّ. يقال: خَطَمْتُ البعير، وهو أَن يُوسَمَ بخَطٍّ

من الأَنف إلى أحد خَدَّيْه، وبعير مَخْطومٌ، ومعنى قوله تَخْطِمُه أي

تسِمُه بِسِمَةٍ يُعْرفُ بها؛ وفي رواية: تخرج الدابة ومعها عَصا موسى

وخاتَمُ سليمان فَتُحَلِّي وجه المؤمن

(* قوله «فتحلي وجه المؤمن» كذا في

الأصل والتكملة بالحاء، وفي نسختين من النهاية بالجيم، وفي التهذيب: فتجلو).

بالعصا وتَخْطِمُ أَنف الكافر بالخاتَمِ أَي تسِمُهُ بها، من خَطَمْتُ

البعير إذا كَوَيْتَهُ خَطّاً من الأَنف إلى أحد خديه، وتسمى تلك السِّمَةُ

الخِطام، ومعناه أَنها تُؤثِّرُ في أَنفه سِمَة يُعرف بها، ونحو ذلك قيل

في قوله: سَنَسِمُهُ على الخُرْطومِ. وفي حديث لَقيطٍ في قيام الساعة

والعَرْضِ على الله: وأَما الكافر فَتَخْطِمُهُ بمثل الحُمَمِ الأَسود أَي

تصيب خَطْمَه، وهو أَنفه، يعني تصيبه فتجعل له أَثَراً مثل أثر الخِطام

فتردُّه بصُغْرٍ، والحُمَمُ: الفحم.

والمُخَطَّمُ من الأَنف: موضع الخِطام؛ قال ابن سيده: ليس على الفعل

لأَنا لم نسمع خَطَّمَ إلاَّ أَنهم توهموا ذلك. وفرس مُخَطَّمٌ: أخذ البياضُ

من خَطْمِه إلى حنكه الأسفل، والقول فيه كالقول في الأول. وتزوج على

خِطامٍ أَي تزوج امرأَتين فصارتا كالخطام له. وخَطَمَ الأديمَ خَطْماً: خاط

حواشِيَهُ؛ عن كراع. والمُخَطَّمُ والمُخَطِّمُ: البُسْرُ الذي فيه خطوط

وطرائق؛ الكسر عن كراع؛ وقول ذي الرمة:

وإذ حَبَا من أَنفِ رَمْلٍ مَنْخِرُ،

خَطَمْنَهُ خَطْماً، وهُنَّ عُسَّرُ

قال الأَصمعي: يريد بقوله خَطَمْنَه مَرَرْنَ على أَنف ذلك الرمل

فقَطَعْنَهُ.

والخِطْمِيُّ والخَطْمِيُّ: ضرب من النبات يُغْسَلُ به. وفي الصحاح:

يُغْسَلُ به الرأسُ؛ قال الأَزهري: هو بفتح الخاء، ومن قال خِطْمِيّ، بكسر

الخاء، فقد لحن. وفي الحديث: أنه كان يغسل رأسه بالخِطْمِيّ وهو جُنُبٌ

يَجْتَزِئُ بذلك ولا يصُبُّ عليه الماء أَي أَنه كان يَكْتَفي بالماء الذي

يَغسل به الخِطْمِيَّ، وينوي به غُسْلَ الجَنابة، ولا يَسْتَعْمِلُ بعده

ماء آخر يخص به الغسل.

وقَيْسُ بن الخَطِيم: شاعِرٌ من الأَنصار. وخَطِيمٌ وخِطامٌ وخُطامَةُ:

أَسماء. وبنو خُطامَة: بطن من العرب قوم معروفون، وفي التهذيب: حَيٌّ

من الأَزْدِ. وخَطْمَةُ: بطن من أَوْسِ اللاَّتِ، وفي الصحاح: وخَطْمَةُ

من الأَنصار، وهم بنو عبد الله بن مالك بن أَوْسٍ. والخَطْمُ وخَطْمةُ:

موضعان؛ قال:

غداةَ دعا بني شِِجْعٍ، ووَلَّى

يَؤُمُّ الخَطْمَ، لا يدعو مُجِيبَا

وأَنشد ابن الأَعرابي:

نَعاماً بخَطْمَةَ صُعْرَ الخُدو

دِ، لا تَرِدُ الماءَ إلاَّ صِياما

يقول: هي صائمة منه لا تَطْعَمُهُ، قال: وذلك لأَن النَّعام لا تَرِدُ

الماء ولا تطعمه. وذات الخَطْماء

(* قوله «وذات الخطماء» كذا بالأصل ومثله

في المحكم. وعبارة ياقوت: ذات الخطمى موضع فيه مسجد لرسول الله، صلى

الله عليه وسلم، بناه في مسيره إلى تبوك من المدينة): من مساجد سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، بين المدينة وتَبوكَ. وخِطامُ الكَلْبِ: من

شعرائهم.

الْخَاء والطاء وَالْمِيم

الخَطْم من كُلّ طَائِر: مِنْقاره، انشد ثعلبٌ فِي صفة قَطاة:

لأَصْهبَ صَيفيٍّ يُشَبَّهُ خَطْمُه إِذا قَطرتْ تَسْقِيه حَبَّة قِلْقِلِ

والخَطْم من كُل دابْة: مُقدَّم أنفها وفَمها.

وَقيل: الخَطم من السَّبُع، بِمَنْزِلَة الجَحْفلة من الفَرس.

وخَطْم الإنسانِ، ومَخْطَمه ومِخْطَمه: أنْفُه.

وخَطَمه يَخطِمه خَطْماً: ضَرب مَخْطِمَه.

ورجُلُ أخْطَمُ: طويلُ الأنَف.

والخَطْمةُ: رَعْنُ الْجَبَل.

والخِطَام: كلُّ مَا وُضع فِي انف الْبَعِير ليُقادَ بِهِ، وَالْجمع: خُطُم.

وخَطَمه بالخِطام يَخْطِمه خَطْماً، وخَطَّمه، كِلَاهُمَا: جَعله على أنفِه، وَكَذَلِكَ إِذا حَزّ أنْفه حَزّاً غير عَميق لِيضع عَلَيْهِ الخِطام.

وأستعار بعض الرَجاز الخطام فِي الحشرات، فَقَالَ: يَا عَجباً لقد رأيتُ عَجَبا حِمَار قَبّانِ يَسُوق أرْنباَ عاقَلَها خاطمَها أنْ تذْهَبا أَرَادَ: لِئَلَّا تذْهب، أَو مَخَافَة أَن تذْهب. وَرَوَاهُ ابْن جني.

خاطمَها زأمَّها أَن تذهبا أَرَادَ. زامَها، وتقدّم تعليلُه.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: خَطَم القَوْسَ بالوتر يَخْطِمها خَطْما وخِطاما: عَلَّقه عَلَيْهَا وَاسم ذَلِك المُعلَّق: الخطامُ، أَيْضا، قَالَ الطّرماح: يَلْحَسُ الرَّصْفَ لَهُ قَصْبَةٌ سَمْحَجُ المَتْن هَتوفُ الخِطامْ

واستعاره بعضُ الرُّجاز للدَّلو فَقَالَ:

إِذا جَعلْت الدَّلو فِي خِطامها حَمراءَ من مكّة أَو إحْرَامِها

والخِطام: سِمةٌ دون العَينين.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذْكِرَة: الخِطام: سِمةٌ على أنف البَعير حَتَّى تَنْبسط على خَدَّيه.

والمُخطَّم من الأنْفِ: مَوضِع الخِطام، لَيْسَ على الفِعل، لأَنا لم نسْمع " خَطَّم "، إِلَّا انهم توهموا ذَلِك.

وفَرس مُخَطَّم: أَخذ البياضُ من خَطْمه إِلَى حَنكه الاسفل، والقولُ فِيهِ كالقول فِي الأول.

وتزوّج على خِطام، أَي تزوَج امرأتَين فصارتا كالخطام لَهُ.

وخَطم الاديمَ خَطماً: خاط حَواشيه، عَن كُراع.

والمُخطَّم، والمُخَطِّم: البُسْرُ الَّذِي فِيهِ خُطوطٌ وطرائقُ الْكسر، عَن كُراع.

والخَطْمىّ، والخِطْمىّ: ضَربٌ من النَّبَات يُغسل بِهِ.

وخَطيم، وخِطَام، وخُطامةُ: أَسمَاء.

وَبَنُو خُطامة: بَطْنٌ.

وخَطْمة: بطنٌ من أوْس الَّلات.

والخَطْم، وخَطْمَةُ: موضعان، قَالَ:

غداةَ دعَابَني شِجْع ووَلىَّ يَؤْمّ الخَطْم لَا يَدْعُو مُجِيبا

وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

نَعاماً بخَطْمَة صُفْر الخُدو د لَا تَرِدُ المَاء إِلَّا صِياماَ يَقُول: هِيَ صَائِمَة مِنْهُ لَا تَطعمه، قَالَ: وَذَلِكَ لِأَن النَّعام لَا ترد المَاء وَلَا تَطْعمه، وَقد تقدّم ذَلِك فِي حرف الْعين.

وذاتُ الخطماء: من مَساجد سَوَّلَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَين الْمَدِينَة وتَبُوك.

وخِطَام الْكَلْب، من شُعَرائهم.

ثرو

ثرو


ثَرَا(n. ac. ثَرَآء [] )
a. Was abundant, extensive (wealth).

أَثْرَوَa. Was rich, wealthy, affluent.

ثَرْوَة
ثَرَاْوa. Wealth, plenty, competence, affluence.
b. Large number or quantity.

ثَرِيّ [ ]
a. Rich, wealthy, affluent, opulent.
ث ر و : الثَّرْوَةُ كَثْرَةُ الْمَالِ وَأَثْرَى إثْرَاءً اسْتَغْنَى وَالِاسْمُ مِنْهُ الثَّرَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَالثَّرَى وِزَانُ الْحَصَى نَدَى الْأَرْضِ وَأَثْرَتْ الْأَرْضُ بِالْأَلِفِ كَثُرَ ثَرَاهَا وَالثَّرَى أَيْضًا التُّرَابُ النَّدِيُّ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ نَدِيًّا فَهُوَ تُرَابٌ وَلَا يُقَالُ حِينَئِذٍ ثَرًى وَثَرِيَتْ الْأَرْضُ ثَرًى فَهِيَ ثَرِيَةٌ وَثَرْيَاءُ مِثْلُ: عَمِيَتْ عَمًى فَهِيَ عَمِيَةٌ وَعَمْيَاءُ إذَا وَصَلَ الْمَطَرُ إلَى نَدَاهَا. 
ثرو: الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ العَدَد.
والثَّرَاءُ: عَدَدُ المالِ الكَثِيْرِ. وثَرى الرَّجُلُ وأثْرى. والمُثْرِي والثَّرِيُّ: الرَّجُلُ الكَثِيْرُ الثَّرَاءِ.
وثَرّاهم اللهُ: أي كَثَّرَهم. وثَرَا بَنُو فُلانٍ بَني فلانٍ يَثْرُوْنَهُم ثَرْوَةً: إذا كَثَرُوْهُم. وثارَاني فَثَرَوْتُه: أي غَلَبْته في الثَّرْوَةِ. وما كُنْتُ أُحِبُّ أنْ أَثْرُوَه. وثُرِيَ: غُلِبَ في الثَّرْوَةِ. وثَرَيْتُ بكَ.
وتَثَرّى فلاناً القَوْمُ: إذا اجْتَمعُوا عليه.
ومَالٌ ثَرِيٌّ.
وفَعَلْتُ ذاكَ من بَيْنِ أثْرى وأقْتَر: أي من بَيْنِ النّاسِ كُلِّهم.
وسُمِّيَتِ الثُّرَيّا لكَثْرَةِ كواكِبِها.
والثَّرْيَاءُ: مِثْلُ الثَّرى من المالِ.
وثَرْوَانُ: اسْمُ جَبَلٍ من جِبَالِ بَنِي سُلَيْمٍ.
ثرو: أثرى: أغنى (فوك) تثرى، تثرى الميراث: كثر (تاريخ البربر 2: 463).
ثَرْوة: غنى، سعة، وفرة المال (عبد الواحد 152، 216، أماري 328) حيث يجب أن تقرأ والثروة بدل والشروة، وليست السراوة كما يرى فليشر في تعليقات نقدية). ويقال أيضاً: غلام من ثروة أهل البلد، أي غلام من أسرة غنية في المدينة. (المقدمة 3: 405). ثراوة: ثروة (دي ساسي لطائف 2: 36) ثُرَيّا وثُرَيّة أيضاً، جمعها ثريات: نجفة، مشكاة، وهي ضرب من منائر (أسرجة) البلور وغيره تعلق في السقف (بوشر (راجع لين). وتوجد هذه الكلمة في معجم البيان، ومعجم ابن جبير، ومعجم فوك وفي ابن البيطار (1: 402) في كلامه عن زهرة خيار شنبر (وهو متدلي بين تضاعيف الأغصان كأنها (كذا في أ، ب) ثريا مسروجة).
وفي الاكتفاء (ص 163ق): وقد أزال نواقيس الكنيسة وأمر أن تركب تلك النواقس تريات (كذا) وتوقد في جامع بلنسية (المقري 1: 360، 361، 368). ويقول الخطيب (ص1432و) في كلامه عن جامع الحمراء: وأحكام أنوار (أتوار) وإبداع تراها (ثرياها) (ابن بطوطة 2: 263، كرتاس 30، 38، 279، 280، ألف ليلة برسل 7: 317). وثريا: مذنب، نجم ذو ذنب (هلو) وفيه: ترية (كذا).
ويطلق شجارو الأندلس اسم ثريّا على نبات، seneciv vulagris ( ابن البيطار 1: 102) مرفق الثريا: نجم في مجموعة نجوم الثريا وهي في عنق الثور (دورن 47 ألف استرون 1: 37) وقد ذكرها فريتاج في مادة مرفق.
رقيب الثريا: نجم في مجموعة نجوم كوشه، وقد سمي بذلك لأنه يطلع في عدة مواضع في وقت طلوع الثريا (القزويني 1: 33).
معصم الثريا: نجم من نجوم الثريا (دورن 247 ألف أسترون 1: 37).
عايق الثريا: نجم من نجوم الثريا (دورن 47).
منكب الثريا: النجم الحادي والعشرون من نجوم الثريا (ألف استرون 1: 37).
[ث ر و] الثَّرْوَةُ كَثْرَةُ العَدَدِ من النّاسِ والمالِ يُقال ثروة رِجالٍ وثَرْوَةُ مالٍ والفَرْوَةُ كالثَّرْوَةِ فاؤُه بَدَلٌ من الثّاء والثَّراءُ المالُ الكَثِيرُ قالَ حاتمٌ

(وقَدْ عَلِمَ الأَقْوامُ لَوْ أَنَّ حاتِمًا ... أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفْرُ)

وثَرَا القَوْمُ ثَراءً كَثُرُوا ونَمَوْا وثَرَى وأَثْرَى وأَفْرَى كَثُرَ مالُه وثَرَى المالُ نَفْسُه يَثْرُوا كَثُرَ وثَرَوْناهُم كُنّا أَكْثَرَ مِنْهُم ومالٌ ثَرِيٌّ كَثِيرٌ ورَجُلٌ ثَرِيٌّ وأَثْرَى كثيرُ المالِ قالَ

(فقَدْ كُنْتَ يَخْشاكَ الثَّرِيُّ ويَتَّقِي ... أَذاكَ ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِعُ) وقال الكُمَيْتُ

(لكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورانِ والحَصَا ... لكُم قِبْصُهُ من بَيْنِ أَثْرَى وأَقْتَرَا)

والثَّرْوانُ الغَزِيرُ وبه سُمِّي الرَّجُلُ ثَرْوانَ والمَرْأَةُ ثُرَِيَّا وهي تَصْغِيرُ ثَرْوَى والثُّرَيّا من الكَواكِبِ سُمِّيَتْ بذلِك لغَزارةَ نُوئِها وقِيلَ سُمِّيَتْ بذلِك لكَثْرَةِ كَواكِبِها مع صِغَر مَرْآتِها فكَأَنَّها كَثيرَةُ العَدَدِ بالإضافَةِ إلى ضِيقِ المَحَلِّ لا يُتَكَلَّمُ به إلا مُصَغَّرًا وهو تَصْغِيرٌ عَلَى جِهَةِ التَّكْبِير والثَّرْوَةُ لَيْلَة يَلْتَقِي القَمَرُ والثُّرَيّا والثُّرَيّا من السُّرُج على التَّشْبِيهِ بالثُّرَيّا من النُّجُومِ وقالُوا لا يُثْرِينا العَدُوُّ أَي لا يَكْثُرُ قولُه فِينَا وثَرِيتُ بفُلانٍ فأَنا ثَرٍ بهِ وثَرِيٌّ أَي غَنِيٌّ عن الناسِ بهِ وثَرِيتُ بهِ ثَرًا فَرِحْتُ وسُرِرْتُ في بَعْضِ اللُّغاتِ والثُّرَيّا ماءٌ معْرُوفٌ
ثرو
ثرا يثرُو، اثْرُ، ثراءً، فهو ثريّ
• ثرا المالُ: نما وزاد.
• ثرا الشَّخصُ: زاد مالُه "ثرا التاجر في زمن وجيز". 

ثرِيَ/ ثرِيَ بـ يَثرَى، اثْرَ، ثَراءً، فهو ثَرِيّ وثَرٍ،

والمفعول مثريّ به
• ثرِي فلانٌ: ثرا، كثر مالُه "انتقل من الفقر إلى الثَّراء: غَنِي- تاجر ثَرِيّ".
• ثرِي بماله: كثُر به وغني عن الناس "هم أثرياء بما لديهم من كرامة". 

أثرى يُثري، أثْرِ، إثراءً، فهو مُثْرٍ، والمفعول مُثْرًى (للمتعدِّي)
• أثرى الرَّجلُ: كثُر مالُه واستغنى به عن الناس "أثرى بعضُ التجار نتيجة لدراستهم سوق الاستهلاك".
• أثرت الأرضُ: كثُر ثراها.
• أثرى الشَّيءَ: جعله غنيًّا، نمّاه واستثمره "الشاعر المبدع يُثري بنتاجه لغته القوميَّة- أثرَى القصَّة بالأحداث المثيرة". 

إثراء [مفرد]: مصدر أثرى. 

ثَرٍ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثرِيَ/ ثرِيَ بـ. 

ثَراء [مفرد]: مصدر ثرا وثرِيَ/ ثرِيَ بـ ° متصيّد الثَّراء: طالب الثراء وخاصة عن طريق الزواج- مُحدَث الثَّراء: شخص حديث الثَّراء. 

ثَرْوَة [مفرد]: ج ثَرَوات وثَرْوات:
1 - ما كثُر من المال أو الناس، أو الأشياء التي تصلح لإشباع حاجات الناس كعقارات ومعادن نفيسة "العالم العربيّ غنيّ بثَرَواته الماديَّة والبشريَّة- أعطني الصِّحَّة وخذ مني الثَّروة" ° أهل الثَّروة/ أصحاب الثَّروة: الأغنياء- الثَّروة الأدبيَّة/ الثَّروة اللُّغويَّة: ما يتوافر من معلومات في الأدب أو اللغة- الثَّروة الطَّبيعيَّة: الموارد الطبيعيَّة من بترول ومعادن ونحوها.
2 - (قص) أموال محدودة الكميَّة قابلة للتملك والتقويم.
• الثَّروة القوميَّة: (قص) مجموعة القوى المنتجة في الدّولة. 

ثَرِيّ [مفرد]: ج أَثْرياءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ثرا وثرِيَ/ ثرِيَ بـ ° ثَرِيّ الحرب: من يَثْرَى مستغلاً حاجة الناس في الحروب والأزمات. 

ثُرَيَّا1 [مفرد]: وحدة من مجموعة من المصابيح الكهربائية تُعَلّق في المنازل وغيرها "يزدان المسجدُ بثريّات جميلة". 

ثُرَيَّا2 [جمع]: (فك) مجموعة من النجوم في صورة الثَّوْر، وهي سبعة كواكب، سُمِّيت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المحلّ.
• جماعات الثُّريَّا: (دب) جماعات في تاريخ الأدب كل جماعة فيها على الأقل سبعة شعراء كما هي الحال في نجوم الثريّا. 

ثرو

1 ثَرَا القَوْمُ, (As, S, M, K,) aor. ـُ (As, S;) and ثَرِىَ; (T, TT;) inf. n. ثَرًا; (M;) The people, or company of men, became many, much, or great in number or quantity; and increased: (As, T, S, M, K:) and in like manner, المَالُ, (As, S, M, K,) i. e., the cattle, or other property, became many, much, or great in number or quantity. (As, S, M.) b2: ثَرِىَ, (T, M, K,) aor. ـَ inf. n. ثَرْىٌ [or ثَرًا?] and ثَرَآءٌ, (T, TA,) He (a man, T, K) was, or became, abundant in cattle, or other property; (T, M, K;) as also ↓ اثرى, (T, S, M, Mgh, K,) and أَفْرَى: (M:) or ↓ اثرى signifies he was, or became, in a state of competence or sufficiency, in no need, or rich; syn. استغنى: (Msb:) or it signifies more than استغنى: (T:) and ثَرِيتُ بِكَ, I became, or have become, abundant [in property] by means of thee: (T, S:) and ثَرِيتُ بِفُلَانٍ I became in no need of other men by means of such a one. (T, S, M.) A poet says, (S,) namely, ElKumeyt, praising the Benoo-Umeiyeh, لَكُمْ مَسْجِدَا اللّٰهِ المَزُورَانِ وَالحَصَى

وَأَقْتَرَا ↓ لَكُمْ قِبْصُهُ مِنْ بَيْنِ أَثْرَى

[Ye have the two visited mosques of Mekkeh and El-Medeeneh, and ye have the number of the pebbles of such as are between him who is wealthy and him who is poor]: he means, مِنْ بَيْنِ مَنْ

أَثْرَى وَمَنْ أَقْتَرَ; i.e., مِنْ بَيْنِ مُثْرٍ وَمُقْتِرٍ. (S.) b3: ثَرِيتُ بِكَ, (T,) or بِهِ, inf. n. ثَرًا, (M,) also signifies I rejoiced (T, M) in thee, (T,) or in him, or it: (M:) and ثَرِىَ بِذٰلِكَ, aor. ـَ He rejoiced in, or by reason of, that. (ISk, S.) A2: ثَرَوْنَاهُمْ We were, or became, more than they: (AA, S, M:) or more in cattle, or other property. (K.) b2: ثَرَا القَوْمَ He (God) made the people, or company of men, to be many, or numerous; multiplied them. (AA, T, S.) 4 أَثْرَوَ see 1, in three places.

A2: لَا يُثْرِينَا العَدُوُّ The enemy will not say much respecting us. (M, TA.) ثَرًا; dual ثَرَوَانِ: see ثَرًى, in art. ثرى.

ثَرٍ: see ثَرِىٌّ. b2: أَنَا ثَرٍ بِهِ I am in no need of other men by means of him; (T, S, M;) as also ↓ ثَرِىٌّ. (M.) A2: See also art. ثرى.

ثَرْوَةٌ Many, or a great number, (S, M, K,) of men; and of cattle, or other property: (M, K:) or much, or a great quantity, or property; (Mgh, Msb;) as also ↓ ثَرَآءٌ: (S, M, * Mgh:) and فَرْوَةٌ signifies the same as ثَرْوَةٌ; the ف being a substitute for the ث. (M.) One says, إِنَّهُ لَذُو ثَرْوَةٍ

↓ وَذُو ثَرَآءٍ, (ISk, S,) or وَثَرْوَةٍ ↓ إِنَّهُ لَذُو ثَرَآءٍ, (T,) Verily he possesses a number [of men] and much property. (ISk, T, S.) Accord. to IAar, one says ثَوْرَةٌ مِنْ رِجَالٍ and ثَرْوَةٌ, meaning A great number of men: but only ثَرْوَةٌ مِنْ مَالٍ. (TA.) b2: Also The night of the conjunction of the moon and الثُّرَيَّا [or the Pleiades]. (M, K.) ثَرْوَانُ, fem. ثَرْوَى: see ثَرِىٌّ.

ثَرَآءٌ: see ثَرْوَةٌ, in three places. b2: Also A state of competence or sufficiency; or richness. (Msb.) ثَرِىٌّ Many, or numerous; [applied to a company of men;] and so ثَرِيَّةٌ applied to spears (رِمَاحٌ): (TA:) also many, or much, cattle, or other property; (S, M, K, TA;) and so ↓ ثَرٍ. (T, TA.) b2: Also A man possessing many, or much, cattle, or other property; and so ↓ أَثْرَى; (M, K;) and ↓ مُثْرٍ: (T:) so too ↓ ثَرْوَانُ; (T, S, Mgh;) or abounding (M, K, TA) in cattle, or other property: (TA:) and [its fem.] ↓ ثَرْوَى, applied to a woman, (T, S, M, K,) likewise signifies possessing many, or much, cattle, or other property: (T, S, K:) the dim. of this last is ↓ ثُرَيَّا. (T, S, M, K.) b3: See also ثَرٍ.

A2: And see art. ثرى.

ثُرَيَّا: see ثَرِىٌّ. b2: الثُّرَيَّا [The Pleiades; the Third Mansion of the Moon: it is believed to be the most beneficial, in its influences on the weather, of all the Mansions of the Moon, on account of the period of its auroral setting, which, in central Arabia, about the commencement of the era of the Flight, began on the 12th of Nov., O. S.: (see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل; and see also نَوْءٌ:) hence what is said of it in Job xxxviii. 31; and hence, as being the most excellent of all asterisms, it is called by the Arabs]

النَّجْمُ [the Asterism]: (S, K:) the former appellation is given to it because it comprises, in appearance, many stars in a small space; (M, K; *) for it is said that amid its conspicuous stars are many obscure stars; (IAth, TA;) the number altogether being said to be four and twenty, agreeably with an assertion of the Prophet: some say that it is so called because of the abundance [of the rain] of its نَوٌء [here meaning auroral setting]: (TA:) the word is thus applied only in the dim. form, which is used in this instance to denote magnification. (M, TA.) b3: [ثُرَيَّا also signifies (tropical:) A cluster of lamps, generally resting in holes in the bottom of a lantern: see an engraving in my “Modern Egyptians,” ch. vi.] The ثُرَيَّا of lamps is so called as being likened to the asterism above mentioned. (M.) أَثْرَى: see ثَرِىُّ: A2: and see also art. ثرى.

مُثْرٍ: see ثَرِىُّ: A2: and see also art. ثرى.

مُثْرَاةٌ A cause of multiplying, or rendering abundant; syn. مَكْثَرَةٌ: so in the saying, هٰذَا مَثْرَاةٌ لِلْمَالِ [This is a cause of multiplying, or rendering abundant, cattle, or other property]. (S, K.) أَنَا مَثْرِىُّ بِهِ I am rejoiced in him. (ISk, TA in art. ثرى.) A2: See also art. ثرى.
ثرو
: (و {الثَّرْوَةُ: كَثْرَةُ العَددِ من النَّاسِ) ؛) وَمِنْه الحدِيثُ: (مَا بَعَثَ اللَّهُ نبيّاً بعْد لُوط إلاَّ فِي} ثَرْوَةٍ مِن قوْمِه) ، أَي العَدَد الكَثِير، وإنَّما خَصَّ لُوطاً لقَوْله: {لَو أَنَّ لي بكُم قُوَّة أَو آوِي إِلَى رُكْنٍ شَديدٍ} .
(و) الثَّرْوَةُ أَيْضاً: كَثْرَةُ (المَال) .) يقالُ: ثَرْوَةٌ مِن رجالٍ! وثَرْوَةٌ مِن مالٍ.
والفَرْوَةُ لُغَةٌ فِيهِ، فاؤُه بَدَلٌ مِن الثاءِ. وَفِي الصِّحاحِ عَن ابنِ السِّكِّيت: يقالُ إنَّه لذُو ثَرْوَةٍ {وثَراء، يُرادُ بِهِ لذُو عَدَدٍ وكَثْرَة مالٍ؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
وثَرْوَةٌ مِن رجال لَو رأَيْتَهُمُ
لَقُلْتَ إحْدَى حِراجِ الجَرِّ مِن أُقُرِ قُلْتُ: ويُرْوَى: وثَوْرةٌ من رجالٍ.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: يقالُ ثَوْرَةٌ مِن رجالٍ وثَرْوةٌ بمعْنَى عَدَد كَثِير، وثَرْوَةٌ من مالٍ لَا غَيْر.
(و) الثَّرْوَةُ: (لَيْلَةَ يَلْتَقِي القَمرُ} والثُّرَيَّا.
(و) يقالُ: (هَذَا {مَثْراةٌ للمالِ) ، أَي (مَكْثَرَةٌ) ، مَفْعَلَةٌ مِن الثَّراءِ؛ وَمِنْه حدِيثُ صِلَة الرّحِم: (مَثْراةٌ للمالِ مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَر) .
(} وثَرَى) ؛) كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ أنْ يُكْتَبَ بالألِفِ؛ (القومُ {ثَراءً: كثُرُوا ونَمَوْا.
(و) } ثَرَى (المالُ) نَفْسُه (كَذلِكَ) ؛) نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الأصْمعيّ.
وشاهِدُ الثَّراءِ، كَثْرَة المالِ، قَوْلُ عَلْقَمَة:
يُرِدْنَ ثَراءَ المالِ حيثُ عَلْمِنَه
وشرْخُ الشَّبابِ عندَهُنَّ عجيبُ (و) قالَ أَبو عَمْرو: {ثَرَا (بَنُو فلانٍ بَني فلانٍ كَانُوا أَكْثَر مِنْهُم) ، هَكَذَا نَصّ الجَوْهرِيّ وليسَ فِيهِ، (مَالا) ؛) وإطْلاقُ الجَوْهرِيّ يَحْتملُ أَنْ يكونَ المُكاثَرَة فِي العَدَدِ أَيْضاً (} وثَرِيَ) الرَّجُلُ، (كَرضِيَ) ، {ثراً} وثَراءً: (كَثُرَ مالُهُ، {كأَثْرَى) ، وكَذلِكَ أَفْرى.
وَفِي حدِيثِ إسْماعيل عَلَيْهِ السَّلَام، أنَّه قالَ لأخِيهِ إسْحاق: (إنَّك} أَثْرَيْتَ وأَمْشَيْتَ) ، أَي كَثُرَ {ثَراؤُكَ، وَهُوَ المالُ، وكَثُرَتْ ماشِيَتُك، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للكُمَيْت يمدَحُ بني أُمَيَّة:
لَكُمْ مَسْجِد اللَّهِ المَزُورانِ والحَصَى
لَكُم قِبْصُه من بَين} أَثْرَى وأَقْتَرا أَرادَ: مِن بَين مَنْ أَثْرَى ومَنْ أَقْتَر، أَي مِن بَين {مُثْرٍ ومُقْترٍ.
وقيلَ: أَثْرَى الرَّجُلُ وَهُوَ فَوْق الاسْتِغْناء.
(ومالٌ} ثَرِيٌّ، كغَنِيَ: كَثيرٌ) ؛) وَمِنْه حدِيثُ أُمِّ زَرْع: (وأَرَاح عليَّ نَعَماً {ثَرِيّاً) ، أَي كَثيراً.
(ورجُلٌ ثَرِيٌّ} وأَثْرَى، كأَحْوَى: كَثِيرُهُ) ، أَي المَال، نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
( {والثَّرْوانُ: الغَزيرُ الكَثِيرُ) المالِ.
(وبِلا لامٍ) :) أَبو} ثَرْوان (رجُلٌ) مِن رواةِ الشِّعْرِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
(وامرأَةٌ {ثَرْوَى: مُتَمَوِّلَةٌ؛} والثُّرَيَّا تَصْغيرُها) أَي تَصْغيرُ ثَرْوَى.
(و) ! الثُّرَيَّا: (النَّجْمُ) ؛) وَهُوَ عَلَمٌ عَلَيْهَا لَا أنَّها نَجْمٌ واحِدٌ، بل هِيَ مَنْزلةٌ للقَمَرِ فِيهَا نجومٌ مُجْتمِعَة جُعِلَتْ عَلامَة، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ قَوْلُ المصنِّفِ؛ (لكَثْرَةِ كَواكِبِه مَعَ) صغر مَرْآتِها فكأنَّها كَثيرَةُ العَدَدِ بالإضافَةِ إِلَى (ضِيقِ المَحَلِّ) .
(فقَولُ بعضٍ إنَّها كَوْكبٌ واحِدٌ وهمٌ ظاهِرٌ كَمَا أَشارَ إِلَيْهِ فِي شرح الشفاءِ.
قالَ شيْخُنا: وَمِنْه مَا وَرَدَ فِي الحدِيثِ: قالَ للعبَّاسِ: (يَمْلِكُ مِن ولدِكَ بعَدَدِ الثُّرَيَّا) . قالَ ابنُ الأثيرِ: يقالُ إنَّ بينَ أَنْجمِها الظاهِرَةِ أَنْجماً كَثِيرَةً خَفِيَّةً.
قُلْتُ: يقالُ إنَّها أَربعةٌ وعِشْرُونَ نَجْماً، وكانَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَراها كَذلِكَ كَمَا وَرَدَ ذلِكَ.
وَلَا يتكلَّمُ بِهِ إلاَّ مُصَغّراً، وَهُوَ تَصْغيرٌ على جهَةِ التَّكْبيرِ. وقيلَ: سُمِّيَت بذلكَ لغَزارَةِ نَوْئِها.
(و) الثُّرَيَّا: (ع) ؛ وقيلَ: جَبَلٌ يقالُ لَهُ عاقِرُ الثُريَّا.
(و) الثُّرَيَّا: (بِئْرٌ بمكَّةَ) لبَني تَيمِ بنِ مُرَّةَ.
ونَسَبَها الوَاقِديُّ إِلَى ابنِ جُدْعان.
(و) الثُّرَيَّا: (ابنُ أَحمدَ الأَلْهانيُّ المُحدِّثُ) .) وآخَرُون سُمُّوا بذلِكَ.
(و) الثُّرَيَّا: (أَبْنِيَةٌ للمُعْتَضِدِ) العبَّاسيِّ (ببَغْدادَ) قُرْبَ التاجِ وعملَ بَيْنهما سِرْداباً تَمْشِي فِيهِ حَظَاياهُ مِن القَصْر إِلَى الثُّرَيَّا.
(و) الثُّرَيَّا: (مِياهٌ لمُحارِبٍ) فِي شُعَبَى.
(ومِياهٌ للضِّبابِ) .
(وقالَ نَصْر: ماءٌ بحمى ضريّة، وثَمّ جَبَلٌ يقالُ لَهُ عاقِرُ الثّرَيَّا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{ثَرا اللَّهُ القومَ: أَي كَثَّرهُم؛ عَن أَبي عَمْرو.
وَيَقُولُونَ: لَا} يُثْرِينا العَدُوُّ، أَي يَكْثُر قَوْلَه فِينَا.
ومالٌ {ثَرٍ، كعَمٍ: كَثيرٌ، لُغَةٌ فِي} ثَرِي.
{وثَرِيتُ بفلانٍ، كرَضِيتُ، فأَنا بِهِ ثَرٍ، كعَمٍ،} وثَرِىً، كفَتِيّ: أَي غَنِيٌّ عَن الناسِ بِهِ.
{وثَرِيتُ بك: كَثُرْتُ بك؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
} والثَّرِيُّ، كغَنِيَ: الكَثيرُ العَدَدِ؛ قالَ المَأْثُورُ المُحارِبي، جاهِلِيّ.
فقد كُنْتَ يَغْشاكَ! الثَّرِيُّ ويَتَّقِيأَذاكَ ويَرْجُو نَفْعَك المُتَضَعْضِع ورِماحٌ {ثَرِيَّةٌ: كَثِيرَةٌ؛ أَنْشَدَ ابنُ بَرِّي:
سَتَمْنَعُني مِنْهُم رِماحٌ ثَرِيَّةٌ وغَلْصَمَةٌ تَزْوَرُّ عَنْهَا الغَلاصِمُوالثُّرَيَّا: اسمُ امْرأَةٍ مِن أُمَيَّة الصُّغْرى شَبَّبَ بهَا عُمَرُ بنُ أَبي ربيعَةَ، وفيهَا يقولُ:

أَيّها المنكح الثُّرَيَّا سُهَيْلاً
عمرك الله كَيْف يَلْتَقِيَان} وأَثْرَى: مَوْضِعٌ؛ قالَ الأَغْلبُ العِجْليُّ:
فَمَا تُرْبُ {أَثْرَى لَو جَمَعْتَ تُرَابَها
بأَكْثَر مِنْ حَيَّيْ نِزارٍ على العَدِّوالثُّرَيَّا: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ الأَخْطَلِ غَيْر الَّذِي ذَكَرَه المصنِّف، قالَ:
عَفَا مِن آل فاطِمَة الثُّرَيَّا
فَمَجْرَى السَّهْبِ فالرِّجَلِ الْبراق} والثريَّاءُ: الثَّرَى.
{وثَرْوان: جَبَلٌ لبَني سُلَيْم.
والثّريَّا مِن السُّرُجِ: على التشْبيهِ} بالثرَيّا مِن النجُومِ.
باب الثاء والراء و (وا يء) معهما ث ر ي، ث ار، وث ر، ر وث، ور ث، ر ث ي، ر ي ث، ثء ر، ر ثء، ء ث ر مستعملات

ثرو: تقول: إنّه لذُو ثَرْوةٍ من المال وعَدَد من الرِّجال.. والثَّرْوَةُ: كَثْرةُ العَدَد.. وثَراهُمُ الله: كَثَّرهم. والثّراءُ، ممدودٌ: عددُ المالِ نَفْسه.. والمُثري: الكَثِيرُ الثَّراء. والثَّرى، مقصور: التُّرابُ، وكُلُّ طِينٍ لا يكونُ لازباً إذا بُلَّ، قال العجّاجُ :

كالدِّعصِ أعلى تُربِهِ مَثْريُّ

المَثريُّ: هو المَفْعُولُ من الثَرْي. وتثرّى الفَرَسُ بالعَرَقِ تَثَرِّياً، وثَرِيَ أيضاً ثَرىً شديداً، [إذا نَدِيَ بعَرَقِه] .

ثار: الثَّوْرُ: الذَّكَر من البقر، والقِطْعةُ من الأَقِط، وبُرْجٌ من بُرُوج السّماء، وبه سمِّي السّيد، وبه كني عمرو بن معديكرب: أبا ثَوْر، ومنهم من يقول بالتّاء، وبالثّاء أَعْرَفُ وأحسن، والمنزل الذي ذكره ذو الرُّمَّة ببُرْقة الثَّوْر . والثَّوْر: الفِراش، قال النّجاشيّ:

ولسْتُ إذا شبّ الحُروب غُزاتها ... من الطَّيشِ ثوراً شاط في جاحِمِ اللَّظَى

وثَوْر: جبلٌ: جَبَلٌ بمكّة. والثَّوْر: العَرْمَضُ على وَجْه الماء وغّه من قول الشاعر :

إنّي وعَقلي سُلَيْكاً بعد مقتله ... كالثور يضرب لما عافت البَقَرُ

إذا عافتِ البَقَرُ الماءَ من العَرْمَض ضُرِبَ بعصا حتّى يتفرّق عن وجه الماء، وقيل: بل يُضْربُ الثَّوْر من البقر فيقحمه الماء، فإذا رأته البقر وارداً وَرَدَتْ. وثَوْر: حيّ، وهم إخْوةُ ضبّة. والثَّوْرُ: مَصْدرُ ثار يَثُور الغُبارُ والقَطا إذا نَهَضَتْ من مَوْضِعها. وثار الدَّمُ في وَجهه: تَفَشَّى فيه، وظَهَر.. والمَغْرِبُ ما لم يَسقُطْ ثَوْرُ الشَّمْس، والثَّوْر: الحُمْرة التي بعد سقوط الشَّمس لأنّها تَثُور، [أي: تنتشر] . وثَوَّرْتُ كُدُورةَ الماء، فثار، وكذلك: ثَوَّرْتُ الأَمْرَ. واسْتَثَرْت الصَّيْدَ إذا أثرته، قال :

أثار اللّيثَ في عِرِّيس غِيلٍ ... لهُ الويلاتُ ممّا يَسْتَثيرُ

أثاره، أي: هَيَّجَهُ.

وثر: الوثير: الفِراشُ الوَطيء، وكلّ وطيء وثير، ومنه: امرأة وثيرة، أي: سمينة عجزها.

روث: الرَّوثة: طَرَفُ الأَرْنَبة حيثُ يَقْطُرُ الرُّعاف. والرَّوث: رَوْثُ ذاتِ الحافِر.

ورث: الإيراث: الإبقاءُ للشّيء.. يُورِثُ، أي: يُبقي ميراثاً. وتقول: أورثه العِشقُ هَمّاً، وأورثته الحُمَّى ضَعفاً فوَرِثَ يَرِثُ. والتُّراث: تاؤه واوٌ، ولا يُجْمَعُ كما يُجْمَعُ الميراث. والإرث: ألفه واوٌ، لكنّها لما كُسِرَتْ هُمِزَتْ بلغة من يهمز الوسادَ والوِعاء، وشبهه كالوِكاف والوِشاح.. وفلان في إرث مَجْدٍ. وتقول: إنّما هو مالي من كَسبي وإرْثِ آبائي.

رثي: رَثَى فُلانٌ فُلاناً يَرْثيهِ رَثْياً ومَرْثِيةً، أي: يبكيه ويَمْدَحُهُ، والاسم: المرثية. ولا يَرْثي فلانٌ لفُلانٍ، أي: لا يتوجّع إذا وقع في مكروه، وإنّه ليَرْثي لفُلانٍ مرثية ورَثْياً. والمُتَرثِّي: المُتَوَجِّع المفجوع، قال الرّاجز :

بُكاءَ ثُكْلَى فَقَدَتْ حَمِيما ... فهي ثُرَثّي بأّبا وابنيما

معناه: وابني على الندبة، و (ما) هاهنا وجوبٌ وتوكيدٌ. كما قيل: أَحبِبُ حبيبك هَوْناً مّا كي ما يكون بغيضك يوما مّا.. اي: لا تُحبّ حَبِيبَكَ حبّا شديداً، ولكن أَحْبِبْهُ هَوْناً فعَسَى أن يكونَ بَغِيضَك يوماً، ويُفَسّر (ما) هاهنا هكذا.

ريث: الرَّيثُ: الإبطاء، يُقالُ: راثَ علينا فلانٌ يَرِيثُ رَيْثاً، وراثَ علينا خَبَرُهُ.. واسْتَرَثتُهُ واستبطأته. وإنّه لَرَيِّثٌ، وقول الأَعْشَى :

[كأنّ مِشيَتَها من بَيْتِ جارتها] ... مَرُّ السَّحابةِ، لا رَيثٌ ولا عَجَلُ

من رواه بكَسْر الجيم جعل الرَّيث نَعْتاً مُخَفَّفاً مثل الهَيْن واللين وأشباههما. وما قعد فلانٌ إلا ريث ما قال، وما يَسْمَعُ مَوْعِظتي إلاّ رَيْثَ أَتَكلّم، قال يَصِفُ امرأة:

لا تَرْعَوْي الدَّهرَ إلاّ رَيْثَ أُنْكِرهُا ... أَنثُو بذاك عليها لا أُحاشيها

أي: إلاّ بقدر ما أُنكرها ثمّ تعاود.

ثأر: الثَّأْرُ: الطَّلَب بالدّم.. ثأر فلانٌ لقتيله، أي: قَتَل قاتِلَهُ، يثأر، والاسم: الثُّؤرة، قال:

حللت به وتري وأدركت ثُؤْرَتي ... إذا ما تَنَاسَى ذَحْلَهُ كُلُّ عَيْهَبِ

العَيْهَبُ: الجاهل، [والضعيف عن طَلَب وِتره] ، وعَهَبتُ الأَمْرَ، أي: جَهلْتُهُ. وأثأر فلانٌ من فُلانٍ، أي: أَدْرَكَ ثَأْرَهُ منه.

رثأ: الرَّثيئةُ، مهمــوز اللّبن [الحامض] يُحْلَبُ عليه فيَخْثر.. رثأتُ اللَّبَنَ أَرْثَؤُه رَثْأ.

أثر: الأثر: بقيّة ما ترى من كُلّ شيء وما لا يُرَى بعد ما يُبْقي عُلْقَةً. والإِثْرُ: خِلاصُ السَّمنِ. وأُثْرُ السَّيف: ضَرْبَتُهُ. وذهبتُ في إثْرِ فُلانٍ، أي: اسْتَقفَيتُهُ، لا يشتق منه فعل هاهنا، قال :

بانَتْ سُعادُ فقَلْبي اليَوْمَ مَتبُولُ ... مُتَيَّمُ إثْرَ مَنْ لم يَجْزِ، مَكْبُولُ

فأَلقَى الصِّفة. وأَثرُ الحديث: أَنْ يأثِرَه قَوْمٌ عن قَوْمٍ، أي: يُحدَّثُ به في آثارهم، أي: بَعْدَهم، والمصدر: الأَثارةُ. والمَأْثُرةُ: المكْرُمة، وإنّما أُخِذَتْ من هذا، لأنّها يَأْثُرُها قَرْنٌ عن قرن، يَتَحدُّثون بها. ومآثِرُ كلِّ قومٍ: مساعي آبائهم. والأثيرُ الكريمُ، تُؤثِرُهُ بفضلك على غيره، والمصدر: الإثرة. [تقول] : له عندنا إِثْرةٌ. واستأثر الله بفُلانٍ، إذا مات، وهو ممّن يُرجَى له الجنّة. واستأثرت على فلان بكذا وكذا، أي: آثَرْتُ به نَفسي عليه دونه. وأُثْرُ السَّيْفِ: وَشْيُهُ الذي يُقال له: الفرند، و [قولهم] : سيفٌ مأثورٌ من ذلك، ويقال: هو أَثيرُ السَّيْف مثل ذميل [فعيل] ، وأٌثرٌ السيّف [فُعل] مخفّف، قال:

كأنّهم أَسْيُفٌ بيضٌ يَمانِيَةٌ ... عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُرُ

[فثقل] بضمّتين. وقال:

كأنّ بقايا الأُثْر فوق متونه ... مَدَبُّ الدَّبَى فوق النّقا وهو سارح

والمِئْثَرةُ، مهمــوز: سِكِّينٌ يُؤْثَرُ بها باطن خُفِّ البعير فحيثُما ذهَب عُرِفَ به أَثَرُهُ. والمِيثرة، خفيفة: شِبْه مرفقة تُتَّخَذُ للسَّرْجِ كالصُّفّة، تُلْقَى على السَّرْج، ويُلقَى عليها السَّرْج. وقد أثرْتُ أن أفعل كذا وكذا، وهو هَمٌّ في عَزْم.. وتقولُ: افعَلْ يا فُلانُ هذا آثِراً مّا، أي إن أَخَّرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إمّا لا. والآثر: بوزن فاعل. وتفسير (إما لا) : أن (لا) و (ما) صلةٌ فجعلت كلمةٌ واحدةً فأُمِيلَتْ. والآثر والواثر: لغتان هو الذي يُؤْثَرُ تحت خُفّ البعير المعروف الرقيق بذلك.

رَجْعِيّ

رَجْعِيّ
الجذر: ر ج ع

مثال: هو رَجْعِيٌّ في تصرفاته
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن «رَجْعِيّ» منسوب إلى «رَجْع» مصدر رَجَع المتعدي، أو إلى «رجْعَة» وهي الحياة الثانية وهذا غير مرُاد من القائل.
المعنى: متمسك في تصرفاته بالأمور القديمة

الصواب والرتبة: -هو رَجْعِيٌّ في تصرفاته [صحيحة]-هو رُجْعيٌّ في تصرفاته [فصيحة مهمــلة]-هو رُجُوعيٌّ في تصرفاته [فصيحة مهمــلة]
التعليق: يمكن تصحيح العبارة المرفوضة بمعناها الجديد على أنها نسبة إلى «الرَّجْع» مصدر الفعل «رَجَع» المتعدي، ولا غبار على هذا إذا نظرنا إلى أن المتمسك بالأمور القديمة مشدود إلى الخلف فكأن المصدر لو أضيف يكون من إضافة المصدر إلى مفعوله وليس إلى فاعله كما توهم من خطأ العبارة. ويصح أن تكون النسبة إلى «الرّجعة» وهي كما قال ابن منظور: المرة من الرجوع. فكما جازت النسبة إلى الرجوع تجوز إلى اسم المرة منه. وقد أثبتت المعاجم الحديثة هذا الاستعمال وعلى رأسها الوسيط والأساسي.

اما

اما



أَمَا, used to denote an interrogation, is a compound of the interrogative hemzeh and the negative مَا: (M:) it is a mere interrogative [respecting a negative, like أَلَا]; as in the saying, أَمَا تَسْتَحْيِى مِنَ اللّٰهِ [Art not thou ashamed for thyself, or of thyself, with respect to God?]. (Lth, T.) b2: [IHsh says, after explaining two other usages of أَمَا which we have yet to mention,] El-Málakee adds a third meaning of أَمَا, saying that it is a particle denoting عَرْضٌ [or the asking, or requiring, a thing in a gentle manner], like [أَلَا (q. v.) and]

لَوْلَا; and is connected peculiarly with a verb; as in أَمَا تَقُومُ [Wherefore wilt not thou do stand?], and أَمَا تَفْعَلُ [Wherefore wilt not thou do such a thing?]; which may be explained by saying that the hemzeh is used as an interrogative to make one confess, or acknowledge, a thing, as it is in أَلَمْ and أَلَا, and that مَا is a negative. (Mughnee.) b3: It is also an inceptive word, used in the manner of أَلَا: (M:) followed by أَلَا, it is syn. with أَلَا: (S:) [meaning Now: or now surely: or] both of these meaning verily, or truly; i. c. حَقًّا: and for this reason Sb allows one's saying, أَمَا إنَّه مُنْطَلقٌ and أَمَا أَنَّهُ مُنْطَلقٌ [Verily, or truly, he is going away]; with kesr after the manner of أَلَا إِنَّهُ, and with fet-h after the manner of حَقًّا أَنَّهُ: and هَمَا وَاللّٰهِ لَقَدْ كَانَ كَذَا is mentioned as meaning أَمَا وَ اللّٰهِ [&c., i. e. Verily, or truly, by God, such a thing did indeed happen]; the ه being a substitute for the hemzeh: (M:) so too حَمَى واللّٰه [or حَمَا واللّٰه]: (Sgh and K in art. حمى:) it denotes the truth of the words which follow it; as when you say, أَمَا إِنَّ زَيْدًا عَاقِلٌ, meaning Truly, or properly speaking, not tropically, Zeyd is intelligent; and أَمَّا و اللّٰه قَد ضَرَبَ زَيْدٌ عَمْرًا [Truly, &c., by God, Zeyd beat, or struck, Amr]: (S in art. امو:) [in other words,] it corroborates an oath and a sentence; as in أَمَا وَ اللّٰه لَئِنْ سْهَرْتُ لَكَ لَيْلَةً لَأَ دَعَنَّكَ نَادِمًا [Verily, or now surely, by God, if I remain awake for thee a night, then will I indeed leave thee repenting]; and أَمَا لَو عَلِمْتُ مَكَانَكَ لَأَزْعَجْتُكَ مِنْهُ [Verily, or now surely, if I had known thy place of being, then had I unsettled thee, or removed thee, from it]; and أَمَا إِنَّهُ لَرَجُلٌ كَرِيمٌ [Verily, or now surely, he is (emphatically) a generous man]: (T:) or it is an inceptive particle, used in the manner of أَلَا; [meaning now: or now surely:] (Mughnee:) or a particle used to give notice of what is about to be said: only put before a proposition [as in exs. mentioned above]: (TA:) and often occurring before an oath [as in exs. mentioned above]: and sometimes its hemzeh is changed into ه or ع, before the oath; each with the ا remaining; [written هَمَا or عَمَا;] and with the ا elided; [written هَمَ or عَمَ;] or with the ا elided, but without the substitution; [written أَمَ;] and when انَّ occurs after أَمَا, it is with kesr, as it is after أَلَا: and it also means حَقًّا [verily, or truly]: or أَحقًّا [verily? or truly?]: accord. to different opinions: and in this case, انَّ after it is with fet-h, as it is after حَقَّا: accord. to Ibn-Kharoof, this is a particle: but some say that it is a noun in the sense of حَقًّا: and others, that it consists of two words, namely, the interrogative hemzeh and مَا as a noun in the sense of شَىْءٌ; i. e. أَذالِكَ الشَّىْءُ حَقٌّ [is that thing ture?]; so that the meaning is أَحَقًّا: [if so, أَمَا أَنَّه مُنْطَلقٌ means Verily, or truly, is he going away?] and this, which is what Sb says, is the correct opinion: مَا is virtually in the accus. case, as an adverbial noun, like as حَقًّا is literally: and أَنَّ with its complement is an inchoative, of which the adverbial noun is the enunciative: but Mbr says that حَقًّا is the inf. n. of يَحِقُّ, which is suppressed, and that أنَّ with its complement is an agent. (Mughnee.) أَمَّا is a conditional and partitive and corroborative particle; and is sometimes written أَيْمَا, by the change of the first م into ى. (Mughnee, K.) b2: It is used as a conditional particle in the words of the Kur [ii.24], فأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ

أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَا ذَا أَرَادَ اللّٰهُ بِهذَا مَثَلاً [For as for those who have believed, they know that it is the truth from their Lord; but as for those who have disbelieved, they say, What is it that God meaneth by this as a parable?]. (Mughnee,* K,* TA.) That it denotes a condition is shown by the necessary occurrence of ف after it; for if this ف were a conjunction, it would not be prefixed to the enunciative; and if it were redundant, it might be dispensed with; but it may not be dispensed with except in a case of necessity in poetry or in a case of an ellipsis. b3: In most cases, (Mughnee, K,) it is used as a partitive, (S, Mughnee, K,) implying the meaning of a condition; (S; [in which it is mentioned with أَمَا;]) and thus it is used in the passage of the Kur cited above; (Mughnee;) and in the following exs. [in the Kur xviii. 78 and 79 and 81], أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى البَحْرِ and وَأَمَا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنِينَ and وأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغلَامَينِ يَتَيمَيْنِ [As for the ship, it belonged to poor men who worked on the sea . . . and as for the boy, his two parents were believers . . . and as for the wall, it belonged to two orphan boys]. (Mughnee, * K, * TA.) [It is a partitive also in the phrase أَمَّابَعْدُ, which see in art. بعد.] b4: Few have mentioned its use as a corroborative: (Mughnee:) it is thus used in the phrase أَمَّا زَيْدٌ فَذَاهِبٌ [Whatever be the case, or happen what will or what may, or at all events, Zeyd is going away], when you mean that Zeyd is inevitably going away, and determined, or decided, upon doing so: (Z cited in the Mughnee, and K:) therefore Sb explains it as meaning, in this case, مَهْمَــا يَكُنْ مِنْ شَىْءٍ [whatever be the case, &c., as above, or, in some instances, happen what would or what might]; thereby showing it to be a corroborative, and to have a conditional meaning: (Z cited in the Mughnee: [and the same explanation of it is given, with a similar ex., in the S, in art. امو:]) the فَ, in this case, is transferred from its proper place before the inchoative, and put before the enunciative. (I 'AK p. 306.) Ks says that أَمَّا is used in commanding and forbidding and announcing: you say, أَمَّا اللّٰهَ فَاعْبُدْ [Whatever be the case, or happen what will, &c., God worship thou]: and أَمَّا الخَمْرَ فَلَا تَشْرَبْهَا [i. e. أَمَّا الخَمْرَ فَلَا تَشْرَبْهَا (as is shown in the case of a similar ex. in the Mughnee, though you may say أَمَّا الخَمْرُ فَلَا تَشْرَبْهَا, without an ellipsis, like as you say أمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ as well as أَمَّا ثَمُودَ, in the Kur xli. 16, accord. to different readers,) Whatever be the case, &c., wine (drink not), drink not thou it]: and أَمَّا زَيْدٌ فَخَرَجَ [Whatever be the case, &c., with respect to other things, Zeyd has gone forth; or whatever be the case with respect to others, as for Zeyd, he has gone forth]: whereas إِمَّا [which see in the next paragraph] is used in expressing a condition and in expressing doubt and in giving option and in taking option. (T.) b5: [IHsh says that in his opinion,] in the phrase أَمَّا العَبِيدَ فَذُو عَبِيدٍ, thus heard, with العبيد in the accus. case, the meaning is, مَهَمــا ذَكَرْتَ [&c., i. e. Whenever thou mentionest the slaves, he is a possessor of slaves: but I would rather say that the meaning is, أَمَّا ذِكْرُكَ العَبِيدَ, &c., i. e. as for thy mentioning the slaves, &c.]: and so in similar phrases which have been heard. (Mughnee.) A2: Distinct from the foregoing is أَمَّا in the saying in the Kur [xxvii. 86], أَمَّا ذاكُنْتُمْ تَعمَلُونَ [Or rather, what is it that ye were doing?]: for here it is a compound of the unconnected أَمْ and the interrogative مَا (Mughnee.) A3: So too in the saying of the poet, أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَسفَرٍ

فَإنَّ قُوْمِىَ لَمْ تَأكُلْهُمُ الضَّبُعُ [O Aboo-Khurásheh, because thou wast possessor of a number of men dost thou boast? Verily, my people, the year of dearth, or of sterility, hath not consumed them]: for here it is a compound of the أَنْ termed مَصُدَرِيَّة [which combines with a verb following it to form an equivalent to an inf. n.] and the redundant مَا: أَمَّا أَنْتَ is for لِأَنْ كُنْتَ; the preposition and the verb are suppressed for the sake of abridgment, so that the pronoun [تَ in كُنْتَ] becomes separate; and مَا is substituted for the verb [thus deprived of its affixed pronoun], and the ن [of ان] is incorporated into the م [of ما]. (Mughnee.) [See another reading of this verse voce إِمَّا; and there also, immediately after, another ex. (accord. to the Mughnee) of أَمَّا used in the manner explained above. See also أَنْ as a conditional particle, like إِنْ.]

A4: Also i. q. إِمَّا, q. v. (Mughnee, K.) إِمَّا is sometimes written أَمَّا, and sometimes its first م is changed into ى, [forming أَيْمَا or إِيْمَا or both, as will be shown below,] (Mughnee, [in my copy of which it is written أَيْمَا, and so in some copies of the K,] and K, [in some copies of which it is written إيمَا,]) and it is held by Sb to be a compound of إِنْ and مَا, (Mughnee,) or as denoting the complement of a condition it is a compound of إِنْ and مَا. (M, K.) b2: It denotes doubt; (Ks, T, Mughnee, K;) as in مَا أَدْرِى مَنْ قَامَ إِمَّا زَيْدٌوإِمَّا عَمْرٌو [I know not who stood: either Zeyd or 'Amr]: (Ks, T:) and جَآءَنِى إِمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو [There came to me either Zeyd or 'Amr], said when one knows not which of them came. (Mughnee, K.) b3: It also denotes vagueness of meaning; as in [the Kur ix. 107,] إِمَّا يُعَذِّبُهُم وأمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ [Either He will punish them or He will turn unto them with forgiveness]. (Mughnee, K.) b4: It also denotes giving option; as in [the Kur xviii. 85,] إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيِهِمْ حُسْناً [Either do thou punish, or do thou what is good to them]. (Mughnee, K.) b5: It also denotes the making a thing allowable; as in تَعَلَّمْ إِمَّا فِقْهًا وإِمَّا نَحْوًا [Learn thou either low or syntax; (an ex. given in the T, on the authority of Ks, as an instance of the usage of إِمَّا to denote giving option;)] but its use with this intent is disputed by some, (Mughnee, K,) while they assert it of أَوْ. (Mughnee.) b6: It is also used as a partitive; as in [the Kur lxxvi. 3,] إمَّا شَاكِراً و إمَّا كَفُورًا [Either, or whether, being thankful or being unthankful]; (Mughnee, K;) the two epithets being here in the accus. case as denotatives of state: or, accord. to the Koofees, إمَّا may be here [a compound of] the conditional إِنْ and the redundant مَا; كَانَ, accord. to Ibn-EshShejeree, being understood after it: (Mughnee:) and Fr says that the meaning is, إِنْ شَكَرَ وَإِنْ كَفَرَ [if he be thankful and if he be unthankful]. (T.) b7: It also denotes taking option; as in the saying, لِى دَارٌ بِالكُوفَةِ فَأنَا خَارِجٌ إلَيْهَا فَإمَّا أَنْ أَسْكُنَهَا وإِمَّا أَنْ

أَبِيعَهَا [I have a house in El-Koofeh, and I am going forth to it, and either I will inhabit it or I will sell it: but this is similar to the usage first mentioned above]. (Ks, T.) b8: It is a conjunction, (S in art. امو, and Mughnee,) accord. to most authorities, i. e., the second إِمَّا in the like of the saying, جَاءَنِى إمَّا زَيْدٌ وإِمَّا عَمْرٌو [mentioned above]; (Mughnee;) used in the manner of أَوْ in all its cases except this one, that in the use of او you begin with assurance, and then doubt comes upon you; whereas you begin with إِمَّا in doubt, and must repeat it; as in the saying last mentioned: (S: [and the like is said in the Mughnee, after the explanations of the meanings:]) but some assert that it is like the first إِمَّا, not a conjunction; because it is generally preceded by the conjunction و: and some assert that إِمَّا conjoins the noun with the noun, and the و conjoins إِمَّا with إِمَّا; but the conjoining of a particle with a particle is strange. (Mughnee.) b9: Sometimes the و is suppressed; as in the following verse, (Mughnee,) of El-Ahwas; (S;) يَا لَيْتَمَا أُمُّنِا شَالَتْ نَعَامَتُهَا

أَيْمَا إِلَى جَنَّةٍ أَيْمَا إِلَى نَارِ [O, would that our mother took her departure, either to Paradise or Hell-fire!]; (S,* Mughnee, K;) cited by Ks, with ايما for إِمَّا: (T:) and sometimes it is with kesr [i. e. إِيمَا]: (S:) IB says that it is correctly إِمَّا, with kesr; asserting the original to be إِمَّا, with kesr, only. (TA.) b10: And sometimes the former مَا is dispensed with; as in the following verse, (Mughnee,) which shows also that مَا is sometimes suppressed; سَقَتْهُ ارَّوَاعِدُ مِنْ صَيِّفٍ

وَإِنْ مِنْ خَرِيفٍ فَلَنْ يَعْدَمَا [The thundering clouds of summer-rain watered him, or of autumn-rain; so he will not want sufficient drink]: i. e. إِمَّا مِنْ صَيِّفٍ وَإِمَّا مِنْ خَرِيفٍ. (Mughnee, K.) Mbr and As say that إِنْ is here conditional, and that the ف is its complement: but this assertion is of no weight; for the object is the description of a mountain-goat as having sufficient drink in every case: AO says that إِنْ in this verse is redundant. (Mughnee.) b11: Sometimes, also, one does not require to mention the second إِمَّا, by mentioning what supplies its place; as in the saying, إِمَّا أَنْ تَتَكَلَّمَ بِخَيْرٍ

وَإِلَّا فاسْكُتْ [Either do thou speak what is good or else be silent]. (Mughnee.) [See art. الا, near its end.]

A2: Distinct from the foregoing is إِمَّا in the saying in the Kur [xix. 26], فَإِمَّأِتَريِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًاِ [And if thou see, of mankind, any one]: for this is [a compound of] the conditional إِن and the redundant مَا. (S * in art. امو, and Mughnee.) [In like manner,] you say, in expressing a condition, إِمَّا تَشْتِمَنَّ زْيدًا فَإِنَّهُ يَحْلُمُ عَنْكَ [If thou revile Zeyd, he will treat thee with forbearance]. (Ks, T.) And إِمَّا تَأْتِنِي أُكِْرِمْكَ [If thou come to me, I will treat thee with honour]. (S.) b2: In the following saying, إِمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقًا انْطَلَقْتُ [If thou be going away, I go away], the مَا is not that which restrains the particle to which it is subjoined from governing, but is a substitute for a verb; (K and TA in art. مَا;) as though the speaker said, إِذَا صِرْتَ مُنْطَلِقًا [or rather إِنْ صِرْتَ]. (TA in that art.) And hence the saying of the poet, [of which a reading different from that here following has been given voce أَمَّا,] أَبَا خُرَاشَةَ إِمَّا أَنْتَ ذَا نَسفَرٍ

فَإنَّ قَوْمِىَ لَمْ تَإْكُلْهُمُ الضَّبُغُ [O Aboo-Khurásheh, if thou be possessor of a number of men, verily, my people, the year of dearth, or of sterility, hath not consumed them]; as though he said, إِنْ كُنْتُ ذَا نَفَرٍ. (TA in that art.) [But IHsh states the case differently; saying,] An instance of أَمَّا أَنْتَ مُنطَلِقًا انْطَلَقْتُ not used to restrain from governing, but as a substitute for a verb, occurs in the saying, أَمَّا أَنْتَ مُنطَلِقًا اِنْطَلَقْتُ [ Because thou wast going away, I went away]; originally, اِنْطَلَقْتُ لِأَنْ كُنْتَ مُنطَلِقاً: [for an explanation of which, see what is said of أَمَّا أَنْتَ in a reading of the verse commencing with أَبَا خُرَاشَة voce أَمَّا:] but accord. to El-Fárisee and IJ, the government belongs to مَا; not to كَانَ [or كُنْتَ]. (Mughnee in art. مَا.) b3: So too in the saying, اِفْعَلْ هذَا

إِمَّالَا, meaning إِنْ كُنْتَ لَاتَفْعَلُ غَيْرَهُ [i. e. Do thou this if thou wilt not do another thing; or do thou this at least]; (Mughnee and K, each in art. مَا;) indicating a person's refusal to do [fully] that which he is ordered to do: (TA in that art.:) or إِمَّالَا فَافْعَلْ كَذَا, meaning if thou wilt not do that, then do thou this; the three particles [إِنْ and مَا and لَا] being made as one word: so says Lth: (T:) [J says,] إِمَّالَا فَافْعَلْ كَذَا is pronounced with imáleh, [i. e. “ immá-lè,”] and is originally إِن لَا with مَا as a connective; and the meaning is, if that thing will not be, then do thou thus: (S in art. لَا:) [but] AHát [ disallows this pronunciation, and] says, sometimes the vulgar, in the place of اِفْعَلْ ذٰلِكَ إِمَّالَا, say, اِفْعَلْ ذٰلِكَ بَارِى

[Do thou that at least]; but this is Persian, and is rejected as wrong: and they say also, أُمَّالَىْ, with damm to the ا [and with imáleh in the case of the final vowel, and thus it is vulgarly pronounced in the present day]; but this too is wrong; for it is correctly إِمَّالَا, [with kesr, and] not pronounced with imáleh, for particles [in general] are not thus pronounced: (T:) and the vulgar also convert the hemzeh into ه with damm [saying هُمَّالَىْ]. (TA in art. مَا.) [Fei says,] لَا is a substitute for the verb in the saying, إِمَّالَا فَافْعَلْ هٰذَا, the meaning being If thou do not that, then [at least] do thou this: the origin thereof is this; that certain things are incumbent on a man to do, and he is required to do them, but refuses; and then one is content with his doing some, or a part, of them, and says to him thus: i. e., if thou wilt not do all, then do thou this: then the verb is suppressed, on account of the frequency of the usage of the phrase, and مَا is added to give force to the meaning: and some say that it is for this reason that لَا is here pronounced with imáleh; because it serves for the verb; like as بَلَى is, and the vocative يَا: but it is said that it is correctly pronounced without imáleh; because particles [in general] are not pronounced therewith; as Az says. (Msb in art. لَا.) [El-Hareeree says that]

إِمَّالَا is properly [a compound of] three particles, which are إِنْ and مَا and لَا, made as one word, and the ا at the end thereof is like the ا of حُبَارَى

[in which it is written ى, agreeably with rule]; wherefore it is pronounced with imáleh, like as is the ا of this latter word. (Durrat el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gr. Ar. p. 57 of the Arabic text.) In the Lubáb it is said that لَا is used as a negative of the future, as in لا تَفْعَلْ; and the verb [in إِمَّالَا] is suppressed; so it [لا] serves as a substitute in the saying, اِفْعَلْ هٰذَا إِمَّالَا; therefore they pronounce its ا with imáleh: and IAth says that the Arabs sometimes pronounced لَا with a slight imáleh; and the vulgar make the imáleh thereof full, so that its ا becomes ى; but this is wrong. (TA.) You say also, خُذْ هٰذَا إِمَّالَا, meaning Take thou this if thou take not that. (T.) It is related that the Prophet saw a runaway camel, and said, “To whom belongeth this camel? ”

when, lo, some young men of the Ansár said, “ We have drawn water upon him during twenty years, and yet he has in him fat; so we desired to slaughter him; but he escaped from us. ” He said, “Will ye sell him? ” They answered, “No: but he is thine. ” And he said, إِمَّالَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يأْتِيَهُ أَجَلُهُ, meaning If ye will not sell him, act well to him until his term of life come to him. (T.)

دُولاب

دُولاب
الجذر: د و ل ا ب

مثال: حفظ ثيابه في الدُّولاب
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم بهذا المعنى.
المعنى: خزانة الثياب

الصواب والرتبة: -حفظ ثيابه في الخزانة [فصيحة]-حفظ ثيابه في الدُّولاب [صحيحة]-حفظ ثيابه في الصُّوان [فصيحة مهمــلة]-حفظ ثيابه في الصِّوان [فصيحة مهمــلة]
التعليق: أقرّ مجمع اللغة المصري العبارة الثانية، وأثبتها في معجمه الوسيط فضلاً عما ورد في تكملة المعاجم العربية من معنى مقارب للمعنى المستخدم حيث ذكر أن من معاني اللفظ خزانة كبيرة يخزن فيها أثناء النهار كل ما يوضع على السرير من حشية وغيرها.

الفاصلة

الفاصلة
انظر: رؤوس الآي.
(الفاصلة) خرزة خَاصَّة تفصل بَين الخرزتين فِي العقد وَنَحْوه والعلامة فِي حِسَاب الكسور العشرية تكْتب بَين الْكسر وَالْعدَد والفاصلة (فِي علم الْعرُوض) ثَلَاثَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل كتبت وَهِي الصُّغْرَى وَأَرْبَعَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل سمعهم وَهِي الْكُبْرَى (ج) فواصل
الفاصلة:
[في الانكليزية] End of a verse of Koran ،end of a rhyme ،three or four consonants
[ في الفرنسية] Fin d'un verset du Coran ،fin d'un bout rime ،trois ou quatre consonnes
هي عند أهل العربية تطلق بالاشتراك على معان. منها ما يسمّى فاصلة صغرى، وهي كلمة رباعية أي مشتملة على أربعة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو حبل بالتنوين. ومنها ما يسمّى فاصلة كبرى، وهي كلمة خماسية أي مشتملة على خمسة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو سمكة بالتنوين، وهذان المعنيان من مصطلحات أهل العروض والتنوين عندهم حرف معتبر جزء من الكلمة السابقة. وقد أورد في عروض سيفي: الأكثرون على أنّ الفاصلة من الأصول.
الفاصلة
نعنى بها تلك الكلمة التى تختم بها الآية من القرآن، ولعلها مأخوذة من قوله سبحانه: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (فصلت 3). وربما سميت بذلك؛ لأن بها يتم بيان المعنى، ويزداد وضوحه جلاء وقوة، وهذا لأن التفصيل فيه توضيح وجلاء وبيان، قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ (فصلت 44).
فمكانة الفاصلة من الآية مكانة القافية من البيت، إذ تصبح الآية لبنة متميزة فى بناء هيكل السورة. وتنزل الفاصلة من آيتها، تكمل من معناها، ويتم بها النغم الموسيقى للآية، فنراها أكثر ما تنتهى بالنون والميم وحروف المد، وتلك هى الحروف الطبيعية فى الموسيقى نفسها، قال سيبويه: إن العرب إذا ترنموا يلحقون الألف والياء والنون، لأنهم أرادوا مد الصوت، ويتركون ذلك إذا لم يترنموا.
وتأتى الفاصلة في القرآن مستقرة في قرارها، مطمئنة في موضعها، غير نافرة ولا قلقة، يتعلق معناها بمعنى الآية كلها، تعلقا تاما، بحيث لو طرحت لاختل المعنى واضطرب الفهم، فهى تؤدى في مكانها جزءا من معنى الآية، ينقص ويختل بنقصانها، وهاك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ترى الآية قد كمل معناها بالفاصلة، وأن الفاصلة قامت بأداء نصيبها منه.
وقد يشتد تمكن الفاصلة في مكانها، حتى لتوحى الآيات بها، قبل نطقها، كما روى عن زيد بن ثابت أنه قال: أملى على رسول الله صلّى الله عليه وسلم هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً (المؤمنون 13، 14). وهنا قال معاذ بن جبل: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له معاذ: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: بها ختمت - وحتى ليأبى قبولها، والاطمئنان إليها، من له ذوق سليم، إذا غيرت وأبدل بها سواها، كما حكى أن أعرابيّا سمع قارئا يقرأ: «فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله غفور رحيم»، ولم يكن يقرأ القرآن، فقال: إن كان هذا كلام الله فلا، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه ، والآية إنما ختمت بقوله تعالى: فَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
، وسواء أصح ذلك أم لم يصح، فإنا نشعر هنا بما بين الفاصلة والآية، من ارتباط لا ينفصم.
خذ مثلا تلك الآيات التى تنتهى بوصفه سبحانه بالحكمة، تجد فيها ما يناسب تلك الحكمة ويرتبط بها، واقرأ قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 220). ألا ترى المقام وهو مقام تشريع وتحذير يستدعى عزة المحذر، وحكمة المشرع. وقوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة 31، 32). فالمقام هنا مقام للتعليم، ووضع هذا التعليم في موضع دون سواه، فناسب ذلك وصفه تعالى بالعلم والحكمة. وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). فالتفرد بالألوهية، والتصرف المطلق في اختيار ما يشاء، ثم تصوير الجنين على صورة خاصة، كل ذلك يناسب وصفه تعالى بالعزة والحكمة. وقوله تعالى: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (آل عمران: 125، 126). فإمداد المؤمنين بالملائكة لتطمئن قلوبهم من نعم حكيم، يمهد للمسببات بأسبابها، والنصر لا يكون إلا من عزيز يهبه لمن يشاء. وقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 70، 71). فهو عليم بخيانتهم، حكيم في التمكين منهم.
وربما احتاج الأمر إلى إمعان وتدبر، لمعرفة سر اختتام الآية بهذا الوصف، ويبدو أن ختمها بسواه أولى، ومن ذلك قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة 118). فقد يبدو بادئ ذى بدء أن قوله: وإن تغفر لهم، يحتم أن تكون الفاصلة الغفور الرحيم، ولكن تأملا هادئا يهدى إلى أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد، يرد عليه حكمه، فهو عزيز غالب، وحكيم يضع الشيء في موضعه، وقد يخفى وجه الحكمة على الناس فيما يفعل، فيتوهم أنه خارج عن الحكمة، وليس كذلك، فكان الوصف بالحكيم احتراسا حسنا، أى وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب، فلا اعتراض لأحد عليك فى ذلك، والحكمة فيما فعلته، ونظير ذلك قوله تعالى في سورة التوبة: أُولئِكَ سَيَرْحَــمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة 71). وفي سورة الممتحنة: وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الممتحنة 5). وفي سورة غافر: رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (غافر 8). وفي سورة النور: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (النور 10). فقد يكون من المناسب في بادئ الرأى أن يوصف سبحانه هنا بتواب رحيم؛ لأن الرحمة مناسبة للتوبة، لكن التعبير بالحكمة هنا، إشارة إلى حكمته سبحانه في مشروعية اللعان، الذى سن أحكامه، فى هذه السورة .
وخذ الآيات التى تنتهى بوصفه تعالى بالعلم، أو بالقدرة، أو بالحلم، أو بالغفران، تجد المناسبة في ذلك الختم واضحة جلية، واقرأ قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115). فهو يعلم بما يجرى في المشرق والمغرب، وقوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة 127). السميع لنجوانا، والعليم بما تضمره أفئدتنا من الإخلاص لك، وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ (البقرة 180، 181). فهو سميع بما تم من وصية وعليم بمن يبدلها. وقوله تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النحل 77). فالمجيء بالساعة في مثل لمح البصر أو أقرب، يستدعى القدرة الفائقة، وقوله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج 6). فإحياء الموتى يحتاج كذلك إلى قدرة خارقة، وقوله تعالى: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ- لا ريب- يقدر على كلّ شىء.
وربما خفى الأمر في الختم بأحد هذين الوصفين، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 29). وفي آل عمران: قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 29). فإن المتبادر إلى الذهن في آية البقرة الختم بالقدرة، وفي آية آل عمران الختم بالعلم، ولكن لما كانت آية البقرة عن خلق الأرض وما فيها، على حسب مصلحة أهلها ومنافعهم، وخلق السموات خلقا مستويا محكما من غير تفاوت، والخالق على هذا النسق يجب أن يكون عالما بما فعله، كليّا وجزئيّا، مجملا ومفصلا، ناسب ذلك ختمها بصفة العلم، ولما كانت آية آل عمران مسوقة للوعيد، وكان التعبير بالعلم فيها، يراد به الجزاء بالعقاب والثواب، ناسب ختمها بصفة القدرة القادرة على هذا الجزاء .
واقرأ قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 225). تجد مناسبة الغفران والحلم لعدم المؤاخذة على اللغو في الإيمان، واضحة قوية. وقوله تعالى: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (البقرة 263). فالله غنى عن هذه الصدقة المتبوعة بالأذى، وحليم لا يعجل العقوبة، فربما ارتدع هذا المتصدق المؤذى. وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 155). فالعفو عن هؤلاء الذين استزلهم الشيطان، يناسبه وصف الله بالغفور الحليم أتم مناسبة، وقد يخفى وجه الوصف بذلك في بعض الآيات، كما في قوله سبحانه: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء 44). فختم الآية بالحلم والمغفرة عقب تسبيح الأشياء غير ظاهر في بادئ الرأى، ولكن لما كان كل شىء في السموات والأرض يسبح بحمد الله، ويشير إليه، ويدل عليه، كان من الغفلة التى تستحق العقوبة ألا نفقه دلالة هذه المخلوقات على الخالق، فناسب ذلك وصفه بالحلم والغفران، حين لم يعاجل هؤلاء الغافلين بالعقاب.
واقرأ قوله سبحانه: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود 87). وصفوه بالحلم أى العقل، الذى لا يتناسب في زعــمهم مع دعوته إياهم إلى ترك عبادة ما كان آباؤهم يعبدون، ووصفوه بالرشد الذى يتنافى في زعــمهم كذلك، مع دعوته إياهم إلى ترك تصرفهم فى أموالهم، كما كانوا يتصرفون، فقد ناسبت الفاصلة معنى الآية كما رأيت.
وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (السجدة 26، 27). ختمت الآية الأولى ب يَسْمَعُونَ، لأن الموعظة فيها مسموعة، وهى أخبار من قبلهم من القرون، وختمت الثانية ب يُبْصِرُونَ؛ لأن الموعظة فيها مرئية من سوق الماء إلى الأرض الجرز، وإخراج الزرع وأكل النبات .
وقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الأنعام 103).
ختمت الآية باللطيف، وهو يناسب ما لا يدرك بالبصر، وبالخبير، وهو يناسب ما يدرك الأبصار .
وقد تجتمع فواصل متنوعة، بعد ما يكاد يتشابه، لحكمة في هذا التنوع، ومن ذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 10 - 12).
ختمت آية ب يَتَفَكَّرُونَ، لما أن الاستدلال بإنبات الزرع، والثمر، على وجود الله وقدرته، يحتاج إلى فضل تأمل، يرشد إلى أن حدوث هذه الأنواع، يحتاج إلى إله قادر، يحدثه، فناسب ذلك ختم الآية بما ختمت به، وانتهت الثانية ب يَعْقِلُونَ، لما أن تسخير الليل والنهار لخدمة الإنسان، فيرتاح ليلا ويعمل نهارا، وتسخير الشمس، والقمر، والنجوم، فتشرق وتغرب في دقة ونظام تامين، يحتاج إلى عقل يهدى إلى أن ذلك لا بدّ أن يكون بيد خالق مدبر، فختمت الآية ب يَعْقِلُونَ، وختمت الآية الأخيرة ب يَذْكُرُونَ؛ لأن الموقف فيها يستدعى تذكر ألوان مختلفة بثها الله في الأرض، للموازنة بين أنواعها، بل الموازنة بين أصناف نوع منها، فلا يلهيهم صنف عن سواه، ولا يشغلهم نوع عن غيره، وهذه الموازنة تفضى إلى الإيمان بقدرة الله، خالق هذه الأنواع المختلفة المتباينة.
ومن ذلك قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام 151 - 153).
قال صاحب الإتقان : فإن الأولى ختمت بقوله لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، والثانية بقوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، والثالثة بقوله لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، لأن الوصايا التى في الآية الأولى، إنما يحمل على تركها عدم العقل، الغالب على الهوى؛ لأن الإشراك لعدم استكمال العقل، الدال على توحيده، وعظمته، وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه العقل، لسبق إحسانهما، إلى الولد بكل طريق، وكذلك قتل الأولاد بالوأد من الإملاق، مع وجود الرازق الحى الكريم، وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل، وكذا قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل، فحسن بعد ذلك يعقلون. وأما الثانية فتعلقها بالحقوق المالية، والقولية، فإن من علم أن له أيتاما، قد يخلفه عليهم غيره من بعده، لا يليق به أن يعامل أيتام غيره، إلا بما يحب أن يعامل به أيتامه، ومن يكيل، أو يزين، أو يشهد لغيره، لو كان ذلك الأمر له، لم يحب أن يكون فيه خيانة، وكذا من وعد لو وعد، لم يحب أن يخلف، ومن أحب ذلك عامل الناس به ليعاملوه بمثله، فترك ذلك إنما يكون لغفلة عن تدبره وتأمله، فلذلك ناسب الختم بقوله: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وأما الثالثة فلأن ترك اتباع شرائع الله الدينية مؤد إلى غضبه، وإلى عقابه، فحسن: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أى عقاب الله.
ومن ذلك قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 97 - 99). ختمت الآية الأولى بالعلم، لأن الاهتداء بالنجوم في ظلمات البر والبحر مما يختص به العلماء، فكان إدراك هذا الفضل آية يستدلون بها على وجود الله وقدرته، وختمت الآية الثانية بالفقه؛ لأن إدراك إنشاء الخلائق من نفس واحدة، وتنقلهم في الأصلاب والأرحام، مما يحتاج إلى تدبر وتفكر، ناسبه ختم الآية بيفقهون، إذ الفقه فهم الأشياء الدقيقة، وتحدثت الآية الثالثة عن النعم التى أنعم الله بها على عباده: من إخراج النبات والثمار، وألوان الفواكه، فناسب ختمها بالإيمان، الداعى إلى شكره تعالى على نعمه.
ومن ذلك قوله تعالى: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42). فختم الأولى ب (تؤمنون)؛ لأن مخالفة القرآن لنظم الشعر ظاهرة واضحة، فمن قال إنه شعر كان كافرا ومعاندا عنادا محضا، فكان من المناسب ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ؛ أما مخالفة القرآن لنظم الكهان فمما يحتاج إلى تدبر وروية، لأن كلا منها نثر، فليست مخالفته له في وضوحها لكل أحد كمخالفة الشعر، ولكنها تظهر بتدبر ما في القرآن من بلاغة رائعة ومعان أنيقة، فحسن لذلك ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ .
ومما يجمل إيراده هنا أن تختلف الفاصلتان في موضعين، والمتحدث عنه واحد فيهما، وذلك كقوله تعالى في سورة إبراهيم: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 34). وقوله تعالى في سورة النحل: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (النحل 17، 18).
والمتأمل يجد سر هذا الاختلاف، أن القرآن راعى مرة موقف الإنسان من نعم الله، فهو ظلوم كفار، وأخرى مقابلة الله سبحانه نكران الجميل والظلم والكفر بالنعم، بالغفران والرحمة، وكان ختام الآية الأولى بما ختمت به، لأنها كانت في معرض صلة الإنسان بالله، وكانت الثانية في معرض الحديث عن الله، فناسب ختم الآية بذكر صفاته.
ونظير ذلك قوله سبحانه في سورة الجاثية: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (الجاثية 14، 15). كررت هذه الآية في سورة فصلت، وختمت بفاصلة أخرى، إذ قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 46). ولعل سر ذلك أن الآية الأولى جاء قبلها حديث عن منكرى البعث، فناسب ختم الآية بالحديث عنه، أما الآية الثانية فناسب ختمها معناها: من جزاء كل بما يستحق؛ ونظير هذا أيضا قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48). وقال مرة أخرى في السورة نفسها: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً (النساء 116). ونستطيع أن نلتمس سر هذا الاختلاف في أن الآية الأولى وردت في حديث عن اليهود الذين افتروا على الله الكذب، مما ناسب أن تختم الآية بالافتراء، الذى اعتاده اليهود، وهم أهل الكتاب. أما الآية الثانية فقد وردت في حديث عن المشركين، وهم في إشراكهم لا يفترون، ولكنهم ضالون ضلالا بعيدا.
وقد تكون المخالفة لتعديد الأوصاف وإثباتها، حتى تستقر في النفس، كما فى قوله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (المائدة 44). فقد كررها قائلا: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة 45). وقال مرة ثالثة: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (المائدة 47). يريد أن يبين أن من لم يحكم بما أنزل الله ساتر لما أنزله الله، ظالم لنفسه، فاسق بهذا الستر.
وقد يتشابه المقامان في الهدف والغاية فتتحد الفاصلة فيهما كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (النور 58، 59). فالآيتان فى الاستئذان، وقد ختمتا بفاصلة متحدة. واتحدت الفاصلة في قوله سبحانه:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 81، 82).
للموازنة بين خلودين، أحدهما في الجنة، والآخر في السعير.
وقد تحدث العلماء عما يكون في الآية مما يشير إلى الفاصلة، ويسمون ذلك تصديرا وتوشيحا، أما التصدير فأن تكون اللفظة قد تقدمت مادتها في الآية، ودعوه رد العجز على الصدر، ومثلوا له بقوله تعالى: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وقوله تعالى: هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (آل عمران 8). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10). وقوله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (الإسراء 21). وقوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (طه 61). وقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (نوح 10).
وفي ذلك وشبهه ما يدل على التحام الفاصلة بالآية التحاما تاما، يستقر في النفس وتتقبله أعظم قبول. وحينا يظن أن الآية تهيئ لفاصلة بعينها، ولكن القرآن يأتى بغيرها، إيثارا لما هو ألصق بالمعنى، وأشد وفاء بالمراد.
ومن ذلك قوله سبحانه: وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (البقرة 67). فربما وقع في النفس أن الفاصلة ترتبط بالاستهزاء، وتتصل به، ولكنها جاءت تبرءوا من الجهل. وفي ذلك إشارة إلى أن الاستهزاء بالناس جهل وسفه، لا يليق أن يصدر من عاقل ذى خلق.
أما ما سموه توشيحا، فهو أن يكون معنى الآية مشيرا إلى هذه الفاصلة، ومثلوا له بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (آل عمران 33). فإن الاصطفاء يكون من الجنس، وجنس هؤلاء المصطفين، هو العالمون، وبقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37).
هذه الفواصل لها قيمتها في إتمام المعنى، وهى مرتبطة- كما رأينا- بآياتها تمام الارتباط، ولها أثرها الموسيقى في نظم الكلام، ولهذه الموسيقية أثرها في النفس، وأسلوب القرآن فيه هذه الموسيقى المؤثرة، ومن أجلها حدث في نظم الآىما يجعل هذه المناسبة أمرا مرعيّا، وتجد بعض ذلك في كتاب الإتقان ، ومن ذلك إيثار أغرب اللفظين نحو قِسْمَةٌ ضِيزى وقد أحسن ابن الأثير توجيه هذه اللفظة إذ قال : «إنها في موضعها لا يسد غيرها مسدها؛ ألا ترى أن السورة كلها- التى هى سورة النجم- مجموعة على حرف الياء فقال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (النجم 1، 2). وكذلك إلى آخر السورة. فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد، وما كان يزعمه الكفار، قال: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (النجم 21، 22). فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذى جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدها في مكانها.
وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها، ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها، ولا مناسبة؛ لأنها تكون خارجة عن حروف السورة، وسأبين ذلك فأقول: إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة، قلنا: (قسمة جائرة أو ظالمة) ولا شك أن (جائرة، أو ظالمة) أحسن من ضِيزى، إلا أنا إذا نظمنا الكلام، فقلنا: «ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذا قسمة جائرة، لم يكن النظم كالنظم الأول، وصار الكلام كالشيء المعوز، الذى يحتاج إلى تمام، وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام»، هذا وإن غرابة هذه اللفظة من أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة.
وقد يشتد التقارب الموسيقى في الفواصل، حتى تتحد الفاصلتان في الوزن والقافية، كما في قوله تعالى: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (الغاشية 13، 14). وقوله: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (الغاشية 25، 26).
وقوله: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقد تختلفان فى الوزن، ولكنهما تتقاربان في حروف السجع، كقوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (نوح 13، 14). وقد تتساوى الفاصلتان في الوزن دون التقفية، كقوله تعالى: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (الغاشية 15، 16).
وقوله: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ . (الصافات 117، 118).
وقد تختلفان وزنا وقافية، ولكنهما تتقاربان، كقوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة 3، 4). وقوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ
جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ
(ق 1، 2).
ويسمى العلماء الفواصل المتفقة في الحرف الأخير متماثلة، وما عداها متقاربة، ولا تخرج الفواصل عن هذين النوعين أبدا، وقد تنتهى السورة بفاصلة منفردة تكون كالمقطع الأخير، كقوله تعالى في ختام سورة الضحى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى 9 - 11).
وقد تتفق الفاصلتان لا في الحرف الأخير فحسب، ولكن في حرف قبله، أو أكثر، من غير أن يكون في ذلك كلفة ولا قلق، بل سلاسة ولين وجمال، مثال التزام حرف قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). وقوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى 9، 10). وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ (التكوير 15، 16). وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (الانشقاق 17، 18).
ومثال ما اتفقا في حرفين، قوله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (الطور 1، 2).
وقوله تعالى ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (القلم 2، 3). وقوله تعالى كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ . (القيامة 26 - 28).
ومثال التزام ثلاثة أحرف قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (الأعراف 201، 202).
وأنت ترى في كل ما التزم فيه حرف أو أكثر أنه طبيعى لا تكلف فيه.
هذا وإذا كانت الفاصلة في الآية كالقافية في الشعر، فقد رأينا فيما سبق بعض ما تختلف فيه الفاصلة عن القافية، حينما تتقارب الفواصل ولا تتماثل، كما أنه من المعيب في الشعر أن تتكرر القافية قبل سبعة أبيات، وليس ذلك بعيب في الفاصلة. قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91).

العبادة

العبادة: في اللغة: الطاعةُ من الخضوع. وفي الشرع، عبارةٌ عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. قال المهائمي: العبادةُ تذلّلٌ لغيرٍ عن اختيار لغاية تعظيمه، فخرج التسخير والسخر والقيام والانحناء لنوع تعظيم.
العبادة
التحقيق اللغوي
العبودة والعبودية؛ معناها اللغوي
قال ابن فارس في (مقاييس اللغة) 5/200 في مادة (عبد) : عبد: "العين والباء أصلان صحيحان، كأنهما متضادان، والأول من ذينك الأصلين يدل على لين وذل، والآخر على شدة وغلظ" اهـ
وقال ابن سيده في المخصص) 13/96:
"اصل العبادة في اللغة: التذليل، … والعبادة والخضوع والتذلل والاستكانة قرائب في المعاني،.. وكل خضوع ليس فوقه خضوع فهو عبادة؛ طاعة كان للمعبود أو غير طاعة، وكل طاعة لله على جهة الخضوع والتذلل في عبادة والعبادة نوع من الخضوع لا يستحقه إلا المنعم بأعلى أجناس النعم كالحياة والفهم والسمع والبصر، والشكر والعبادة لا تستحق إلا بالنعمة، لأن أقل القليل من العبادة يكبر عن أن يستحقه إلا من كان له أعلى جنس من النعمة إلا الله سبحانه فلذلك لا يستحق العبادة إلا الله" اهـ.: الخضوع والتذلل، أي استسلام المرء وانقياده لأحد غيره انقياداً لا مقاومة معه ولا عدول عنه ولا عصيان له، حتى يستخدمه هو حسب ما يرضى وكيف ما يشاء.
وعلى ذلك تقول العرب: (بعير معبَّد) للبعير السلس المنقاد، و (طريق معبّد) للطريق الممهد الوطء. ومن هذا الأصل اللغوي نشأت في مادة هذه الكلمة معاني العبودية والإطاعة والتأله والخدمة والقيد والمنع. فقد جاء في لسان العرب تحت مادة (ع ب د) ما نلخصه فيما يلي (1) :
(1) (العبد) المملوك خلاف الحر: (تعبد الرجل) : اتخذه عبداً أي مملوكاً أو عامله معاملة العبد، وكذلك (عبد الرجل واعبده واعتبده) وقد جاء في الحديث الشريف: ثلاثة أنا خصــمهم: رجل اعتبد محرراً - وفي رواية أعبدُ محرراً - أي اتخذ رجلاً حراً عبداً له ومملوكاً: وفي القرآن أن موسى عليه السلام قال لفرعون: وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) اتخذتهم عبيداً لك.
(2) (العبادة) الطاعة مع الخضوع: ويقال (عبد الطاغوت) أي أطاعه؛ (إياك نعبد) أي نطيع الطاعة التي يخضع معها؛ و (اعبدوا ربكم) أي أطيعوا ربكم؛ و (قومهمــا لنا عبادون) أي دائنون وكل من دان لملك فهو عابد له؛ وقال ابن الأنباري: (فلان عابد) وهو الخاضع لربه المستسلم المنقاد لأمره.
(3) (عبده عبادة ومعبداً ومعبدة) تأله له. (التعبّد) : التنسك. هو (المعبَّد) المكرم المعظم: كأنه يعبد. قال الشاعر:
... ... ... أرى المال عند الباخلين معبداً
(4) (وعبد به) : لزمه فلم يفارقه.
(5) (ما عبدك عني) أي ما حبسك. ويتضح من هذا الشرح اللغوي لمادة (ع ب د) أن مفهومها الأساسي أن يذعن المرء لعلاء أحد وغلبته، ثم ينزل له عن حريته واستقلاله ويترك إزاءه كل المقاومة والعصيان وينقاد له انقياداً. وهذه هي حقيقة العبدية والعبودية، ومن ذلك أن أول ما يتمثل في ذهن العربي لمجرد سماعه كلمة (العبد) و (العبادة) هو تصور العبدية والعبودية. وبما أن وظيفة العبد الحقيقية هي إطاعة سيده وامتثال أوامره، فحتماً يتبعه تصور الإطاعة. ثم إذا كان العبد لم يقف به الأمر على أن يكون قد أسلم نفسه لسيده طاعة وتذللاً، بل كان مع ذلك يعتقد بعلائه ويعترف بعلو شأنه وكان قلبه مفعماً بعواطف الشكر والامتنان على نعمه وأياديه، فإنه يبالغ في تمجيده وتعظيمه ويتفنن في إبداء الشكر على الآئه وفي أداء شعائر العبدية له، وكل ذلك اسمه التأله والتنسك. وهذا التصور لا ينضم إلى معاني العبدية إلا إذا كان العبد لا يخضع لسيده رأسه فحسب، بل يخضع معه قلبه أيضاً. وأما المفهومان الباقيان فإنهما تصوران فرعيان لا أصليان للعبدية.

استعمال كلمة العبادة في القرآن
وإذا رجعنا إلى القرآن بعد هذا التحقيق اللغوي رأينا أن كلمة (العبادة) قد وردت فيه غالباً في المعاني الثلاثة الأولى. ففي بعض المواضع قد أريد بها المعنيان الأول والثاني معاً، وفي الأخرى المعنى الثاني وحده، وفيا لثالثة المعنى الثالث فحسب، كما قد استعملت في مواضع أخرى بمعانيها الثلاثة في آن واحد. أما أمثلة ورودها بالمعنيين الأول والثاني في القرآن فهي:
(ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوماً عالين. فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهمــا لنا عابدون) (1) . (المؤمنون: 45-47) (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل) (1) . (الشعراء: 22)
والمراد بالعبادة في كلتا الآيتين هو العبودية والإطاعة. فقال فرعون: أن قوم موسى وهارون عابدون لنا، أي عبيد لنا وخاضعون لأمرنا، وقال موسى: إنك عبَّدت بني إسرائيل، اتخذتهم عبيداً وتستخدمهم حسب ما تشاء وترضى.

العبادة بمعنى العبوية والإطاعة
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) (2) . (البقرة: 172)
إن المناسبة التي أنزلت بها هذه الآية هي أن العرب قبل الإسلام كانوا يتقيدون بأنواع من القيود في المآكل والمشارب، امتثالاً لأوامر أئمتهم الدينيين واتباعاً لأوهام آبائهم الأولين، فلما أسلموا قال الله تعالى:
إن كنتم تعبدونني فعليكم أن تحطموا جميع تلك القيود وتأكلوا ما أحللته لكم هنيئاً مريئاً، ومعناه أنكم إن لم تكونوا عباداً لأحباركم وأئمتكم، بل لله تعالى وحده، وإن كنتم قد هجرتم طاعتهم إلى طاعته، فقد وجب عليكم أن تتبعوا ما وضعه لكم من الحدود، لا ما وضعوه في الحلال والحرام. ومن ذلك جاءت كلمة (العبادة) في هذا الموضع أيضاً بمعاني العبودية والإطاعة. (قل هل أُنبئكم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت) (1) . (المائدة: 60)
(ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) (الزمر: 17)
المراد بعبادة الطاغوت في كل من هذه الآيات الثلاث هو العبودية للطاغوت وإطاعته. ومعنى الطاغوت في إصطلاح القرآن – كما سبقت الإشارة إليه – كل دولة أو سلطة وكل إمامة أو قيادة تبغي على الله وتتمرد، ثم تنفذ حكمها في أرضه وتحمل عباده على طاعتها بالإكراه أو بالإغراء أو بالتعليم الفاسد. فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة وتلك الإمامة والزعامة وتعبّده لها ثم طاعته إياها – كل ذلك منه عبادة – ولا شك – للطاغوت!

العبادة بمعنى الطاعة
وخذ بعد ذلك الآيات التي قد وردت فيها كلمة (العبادة) بمعناها الثاني فحسب؛ قال الله تعالى:
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين) . (يس: 60)
الظاهر أنه لا يتأله أحد للشيطان في هذه الدنيا، بل كل يلعنه ويطرده من نفسه، لذلك فإن الجريمة التي يصم بها الله تعالى بنى آدم يوم القيامة ليست تألههم للشيطان في الحياة الدنيا، بل إطاعتهم لأمره وابتاعهم لحكمه وتسرعهم إلى السبل التي أراهم إياها. (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون. من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) … (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون. قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين. قالوا بل لم تكونوا مؤمنين. وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوماً طاغين) (الصافات: 22 – 23، 27 –30)
ويتضح بإنعام النظر في هذه المحاورة التي حكاها القرآن بين العابدين وبين ما كانوا يعبدون، أن ليس المراد بالمعبودين في هذا المقام الآلهة والأصنام التي كان يتأله لها القوم، بل المراد أولئك الأئمة والهداة الذين أضلوا الخلق متظاهرين بالنصح، وتمثلوا للناس في لبوس القديسيين المطهرين، فخدعوهم بسبحاتهم وجباتهم وجعلوا تبعاً لهم، والذين أشاعوا فيهم الشر والفساد باسم النصح والإصلاح. فالتقليد الأعمى لأولئك الخداعين والاتباع لأحكامهم هو الذي قد عبر الله عنه بكلمة العبادة في هذه الآية.
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) (التوبة: 31)
والمراد باتخاذ العلماء والأحبار أرباباً من دون الله ثم عبادتهم في هذه الآية هو الإيمان بكونهم مالكي الأمر والنهي، والإطاعة لأحكامهم بدون سند من عند الله أو الرسول، وقد صرح بهذا المعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه في الأحاديث الصحيحة، فلما قيل له: إننا لم نعبد علماءنا وأحبارنا، قال: ألم تحلوا ما أحلوه وتحرموا ما حرّموه؟

العبادة بمعنى التأله
ولننظر بعد ذلك في الآيات التي قد وردت فيها كلمة (العبادة) بمعناها الثالث. وليكن منك على ذكر في هذا المقام أن العبادة بمعنى التأله تشتمل على أمرين اثنين حسبما يدل عليه القرآن: أولهما: أن يؤدي المرء لأحد من الشعائر كالسجود والركوع والقيام والطواف وتقبيل عتبة الباب والنذر والنسك، ما يؤديه عادة بقصد التأله والتنسك، ولا عبرة بأن يكون المرء يعتقده إلهاً أعلى مستقلاً بذاته، أو يأتي بكل ذلك إياه وسيلة للشفاعة والزلفى إليه أو مؤمناً بكونه شريكاً للإله الأعلى وتابعاً له في تدبير أمر هذا العالم.
والثاني: أن يظن المرء أحداً مسيطراً على نظام الأسباب في هذا العالم ثم يدعوه في حاجته ويستغيث به في ضره وآفته، ويعوذ به عند نزول الأهوال ونقص الأنفس والأموال.
فهذان لوجهان من كلاهما داخل في معاني التأله، والشاهد بذلك ما يأتي من آيات القرآن:
(قل إني نُهيتُ أنْ أعبُدَ الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي) (غافر: 66)
(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي) ..
(فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق) (مريم: 48، 49)
(ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين) (1) . (الأحقاف: 5-6)
ففي كل من هذه الآيات الثلاث قد صرح القرآن نفسه بأن المراد بالعبادة فيها هو الدعاء والاستغاثة.
(بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) (سبأ: 41)
والمراد بعبادة الجن والإيمان بهم في هذه الآية، تفصله الآية الآتية من سورة الجن:
(وأنه كان رجالٌ من الإنس يعوذون برجالٍ من الجن) (الجن: 6)
فيتبين منه أن المراد بعبادة الجن هو العياذ بهم واللجوء إليهم في الأهوال ونقص الأموال والأنفس، كما أن المراد بالإيمان بهم هو الاعتقاد بقدرتهم على الإعاذة والمحافظة. (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل. قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء) (1) . ... (الفرقان: 17-18)
ويتجلى من بيان هذه الآية أن المقصود بالمعبودين فيها هم الأولياء والأنبياء والصلحاء والمراد بعبادتهم هو الاعتقاد بكونهم أجل وأرفع من خصائص العبدية والظن بكونهم متصفين بصفات الألوهية وقادرين على الإعانة الغيبية وكشف الضر، والإغاثة، ثم القيام بين يديهم بشعائر التكريم والتعظيم فما يكاد يكون تألهاً وقنوتاً!.
(ويوم يحشرهم جميعاً ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون. قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم) (سبأ: 40-41)
والمقصود بعبادة الملائكة (2) في هذه الآية هو التأله والخضوع لهياكلهم وتماثيلهم الخيالية، كما كان يفعله أهل الجاهلية، وكان غرضهم من وراء ذلك أن يرضوهم، فيستعطفوهم ويستعينوا بهم في شؤون حياتهم الدنيا.
(ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) (يونس: 18)
(والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) (الزمر: 3)
والمراد بالعبادة في هذه الآية أيضاً هو التأله، وقد فصل فيها أيضاً الغرض الذي كانوا لأجله يعبدونهم.

العبادة بمعنى العبدية والإطاعة والتأله: ويتضح كل الوضوح من جميع ما تقدم من الأمثلة أن كلمة (العبادة) في القرآن قد استعملت في بعض المواضع بمعنيي العبودية والإطاعة وفي الأخرى بمعنى الإطاعة فحسب، وفي الثالثة بمعنى التأله وحده والآن قبل أن نسوق لك الأمثلة التي قد جاءت فيها كلمة (العبادة) شاملة لجميع المعاني الثلاثة، لا بد أن تكون على ذكر من بعض الأمور الأولية.
إن الأمثلة التي قد سردناها آنفاً، تتضمن جميعاً ذكر عبادة غير الله، أما الآيات التي قد وردت فيها كلمة (العبادة) بمعنيي العبودية والإطاعة، فإن المراد بالمعبود فيها إما الشيطان، وإما الأناس المتمردون الذين جعلوا أنفسهم طواغيت، فحملوا عباد الله على عبادتهم وإطاعتهم بدلاً من عبادة الله وإطاعته، أو هم الأئمة والزعماء الذي قادوا الناس إلى ما اخترعوه من سبل الحياة وطرق المعاش جاعلين كتاب الله وراء ظهرهم. وأما الآيات التي قد وردت فيها (العبادة) بمعنى التأله، فإن المعبود فيها عبارة إما عن الأولياء والأنبياء والصلحاء الذين اتخذهم الناس آلهة لهم على رغم أنف هدايتهم وتعليــمهم، وإما عن الملائكة والجن الذين اتخذوهم لسوء فهــمهم شركاء في الربوبية المهيمنة على قانون الطبيعة، أو هو عبارة عن تماثيل القوى الخيالية وهياكلها. التي أصبحت وجهة عبادتهم وقبلة صلواتهم بمجرد إغراء الشيطان والقرآن الكريم يعد جميع أولئك المعبودين باطلاً ويجعل عبادتهم خطأ عظيماً سواءاً تعبدهم الناس أو أطاعوهم أم تألهوا لهم، ويقول إن جميع من طفقتم تعبدونهم عباد الله وعبيده، فلا يستحقون أن يعبدوا ولا أنتم مكتسبون من عبادتهم غير الخيبة والمذلة والخزي، وأن مالكهم في الحقيقة ومالك جميع ما في السماوات والأرض هو الله الواحد، وبيده كل الأمر وجميع السلطات والصلاحيات ولأجل ذلك لا يجدر بالعبادة إلا هو وحده. (إن الذين تدعون من دون الله عبادٌ أمثالكم فادعو فليستجيبوا (1) لكم إن كتم صادقين) … (والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون) (الأعراف: 194، 197)
(وقالوا اتّخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عبادٌ مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) (2) . (الأنبياء: 26-28)
(وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً) (الزخرف: 19)
(وجعلوا بينه وبين الجنّة نسباً ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون) (الصافات: 158)
(لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون، ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً) (النساء: 172)
(الشمس والقمر بحسبان. والنجم والشجر يسجدان) (الرحمن: 5-6)
(تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهنّ، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) (الإسراء: 44)
(وله من في السماوات والأرض كل له قانتون) (الروم: 26)
(ما من دابة إلا هو آخذٌ بناصيتها) (هود: 56)
(إن كلُّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً. لقد أحصاهم وعدهم عداً. وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً) (مريم: 93-95)
(قل اللهم ما لك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاءُ وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير) (آل عمران: 26)
كذلك بعد أن يقيم القرآن البرهان على كون جميع من عبدهم الناس بوجه من الوجوه عبيداً لله وعاجزين أمامه، يدعو جميع الإنس والجن إلى أن يعبدوا الله تعالى وحده بكل معنى من معاني (العبادة) المختلفة، فلا تكن العبدية إلا له، ولا يطع إلا هو، ولا يتأله المرء إلا له، ولا تكن حبة خردل من أي تلك الأنواع للعبادة لوجه غير الله! (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) (النحل: 36)
(والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى) (الزمر: 17)
(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌ مبين. وأن اعبدوني هذا صراطٌ مستقيم) .
(اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)
(وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً) (التوبة: 31)
(يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون) (البقرة: 172)
قد أمر الله تعالى في هذه الآيات أن تختص له العبادة التي هي عبارة عن العبدية والعبودية والإطاعة والإذعان، وقرينة ذلك واضحة في الآيات، فإن الله تعالى يأمر فيها أن اجتنبوا إطاعة الطاغوت والشيطان والأحبار والرهبان والآباء والأجداد واتركوا عبديتهم جميعاً، وادخلوا في طاعة الله الواحد الأحد وعبديته.
(قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البيّنات من ربي وأُمرت أن أسلم لرب العالمين) (غافر: 66)
(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم. إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (غافر: 60)
(ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير. إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) (فاطر: 13-14)
(قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضراً ولا نفعاً والله هو السميع العليم) (المائدة: 76)
وقد أمر الله تعالى في هذه الآيات أن تختص له العبادة بمعنى التأله. وقرينة ذلك أيضاً واضحة في الآية، وهو أن كلمة (العبادة) قد استعملت فيها بمعنى الدعاء. وقد جاء فيما سبق وما لحق من الآيات ذكر الآلهة الذين كانوا يشركونهم بالله تعالى في الربوبية المهيمنة على ما فوق الطبيعة. فالآن ليس من الصعب في شيء على ذي عينين أن يتفطن إلى أنه حيثما ذكرت في القرآن عبادة الله تعالى ولم تكن في الآيات السابقة أو اللاحقة مناسبة تحصر كلمة العبادة في معنى بعينه من المعاني المختلفة للكلمة، فإن المراد بها في جميع هذه الأمكنة معانيها الثلاثة: العبودية والإطاعة والتأله. فانظر في الآيات التالية مثلاً:
(إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني) (طه: 14)
(ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل) (الأنعام: 102)
(قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين) (يونس: 104)
(ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان. إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم) (يوسف: 40)
(ولله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه) (هود: 123)
(له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسياً. رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) (مريم: 64، 65)
(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً) (الكهف: 110)
فلا داعي لأن تخص كلمة (العبادة) في هذه الآيات وما شاكلها بمعنى التأله وحده أو بمعنى العبدية والإطاعة فحسب. بل الحق أن القرآن في مثل هذه الآيات يعرض دعوته بأكملها. ومن الظاهر أنه ليست دعوة القرآن إلا أن تكون العبدية والإطاعة والتأله، كل أولئك خالصاً لوجه الله تعالى: ومن ثم إن حصر معاني كلمة (العبادة) في معني بعينه، في الحقيقة، حصر لدعوة القرآن في معان ضيقة. ومن نتائجه المحتومة أن من آمن بدين الله وهو يتصور دعوة القرآن هذا التصور الضيق المحدود، فإنه لن يتبع تعاليمه إلا اتباعاً ناقصاً محدوداً.
العبادة: فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيما لربه. وقيل: تعظيم الله وامتثال أوامره. وقيل: هي الأفعال الواقعة على نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع المتجاوز لتذلل بعض العباد لبعض، ولذلك اختص الرب فهي أخص من العبودية لأنها التذلل.
العبادة:
[في الانكليزية] Worshipping ،devoutness
[ في الفرنسية] Adoration ،devotion
بالكسر وتخفيف الموحدة هي نهاية التعظيم وهي لا تليق إلّا في شأنه تعالى إذ نهاية التعظيم لا تليق إلّا بمن يصدر عنه نهاية الإنعام، ونهاية الإنعام لا تتصوّر إلّا من الله تعالى، كذا في التفسير الكبير في تفسير قصة هود عليه السلام في سورة الأعراف. وتطلق العبادات أيضا على الأحكام الشرعية المتعلّقة بأمر الآخرة كما ذكر في تفسير علم الفقه في المقدمة وهو أحد أركان الفقه. وفي مجمع السلوك العبادة على ثلاث مراتب. منهم من يعبد الله لرجاء الثواب وخوف العقاب وهذا هو العبادة المشهورة، وبه يعبد عامة المؤمنين، وبه يخرج المرء عن مرتبة الإخلاص. وقيل العبادة لطلب الثواب لا تخرج المرء عن الإخلاص.
ومنهم من يعبد لينال بعبادته شرف الانتساب بأن يسميه الله باسم العبد وهذه يسمّيها بعضهم بالعبودية. وقيل العبادة أن يعمل العبد بما يرضي الله تعالى وهي لعوام المؤمنين كما أنّ العبودية لخواصّهم، وهي أن ترضى بما يفعل ربّك. وقيل العبودية أربعة الوفاء بالعهود والرضاء بالموعود والحفظ للحدود والصبر على المفقود. ومنهم من يعبده إجلالا وهيبة وحياء منه ومحبة له، وهذه المرتبة العالية تسمّى في اصطلاح بعض السالكين عبودة انتهى. وفي خلاصة السلوك العبودية بالضم قيل ترك الدعوى فاحتمال البلوى وحبّ المولى. وقيل العبودية ترك الاختيار فلازمه الذلّ والافتقار. وقيل العبودية ثلاثة منع النفس عن هواها وزجرها عن مناها والطاعة في أمر مولها انتهى.

الحرف

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.
الحَرف: أعني حرف المباني وهي الحروف الهجائية قال القاري: "قالوا في تعريف الحرف: هو صوتٌ معتمد على مقطع محقق وهو أن يكون اعتمادُه على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة أو مقطع مقدرٌ وهو هواء الفم".
الحرف:
[في الانكليزية] Particle
[ في الفرنسية] Particule
في اصطلاح النحاة كلمة دلّت على معنى في غيره ويسمّى بحرف المعنى أيضا، وبالأداة أيضا. ويسمّيه المنطقيون بالأداة. ومعنى قولهم على معنى في غيره على معنى ثابت في لفظ غيره، فإنّ اللام في قولنا الرجل مثلا يدلّ بنفسه على التعريف الذي هو في الرجل، وهل في قولنا هل قام زيد يدلّ بنفسه على الاستفهام الذي هو في جملة قام زيد. وقيل المعنى على معنى حاصل في غيره أي باعتبار متعلّقه لا باعتباره في نفسه. وهذا هو التحقيق؛ وقد مرّ ذلك مستوفى في لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة كانت أو جازمة أو ناصبة صرفة كان وأخواتها، أو مع الرفع كالحروف المشبّهة بالفعل وهي إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس ما ولا المشبّهتين بليس، وبعضها غير عاملة كحروف العطف كالواو وأو وبل ونحوها مما يحصل به العطف، وحروف الزيادة التي لا يختلّ بتركها أصل المعنى كإن المكسورة المخففة وتسمّى بحروف الصّلة كما يجيء في لفظ الصلة. وحروف النفي الغير العاملة، وحروف النداء التي يحصل بها النداء كيا، وحروف الاستثناء وحروف الاستفهام، وحروف الإيجاب كنعم وبلى، وحروف التنبيه كها وألا، وحروف التحضيض كهلا وألّا، وحروف التفسير كأي، وحروف التنفيس كالسين وسوف، وحرف التوقّع كقد، وحرف الردع أي الزجر والمنع وهو كلّا، وغير ذلك. وإن شئت تفاصيل هذه فارجع إلى كتب النحو.
الحرف:
* " صوت مُعتمد على مقطع محقق أو مقدر "، وهو ما يتألف منه الكلام، وهي (أ، ب، ت .. إلخ، والمشهور في عدتها تسعة وعشرون حرفاً، منها عشرة أحرف زائدة، وتسعة عشر حرفاً أصلياً، أما (الحروف الزائدة) فمجموعة في (سألتمونيها) وهي التي لا يقع في كلام العرب حرف زائدة في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف العشرة، والمقصود بالزيادة هناك أن يأتي زائداً على وزن (فعل) أي ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها، نحو (استكبر)، وتقع هذه الزوائد في مواضع أخرى أصلاً، ولذلك تلقب بـ (الحروف المذبذبة) وأما (الحروف الأصلية) فهي ما عدا الحروف الزائدة المذكورة وعدتها تسعة عشر حرفاً، وإنما سميت بذلك لأنها لا تقع في كلام العرب إلا أصولاً. وثمة خمسة حروف فرعية زائدة على التسعة والعشرين مستعملة في كلام العرب ونزل بها القرآن الكريم وهي النون الخفيفة والألف الممالة والألف المغلظة كما في طريق الأزرق (ت في حدود 240 هـ) عن ورش (ت 197 هـ) في تغليظ اللامات والصاد المشمة صوت الزاي كما في (صراط) وما أشبه عن حمزة (ت 156 هـ) والهمزة المسهلة بَينَ بَينَ، ويقال لها: (الحروف المشربة) و (الحروف المشوبة) و (الحروف المخالطة)؛ لأنها مشربة بغيرها وتتخالط في اللفظ مع غيرها.
القراءة، " فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً، كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، وكذلك قراءة كل إمام تسمى حرفاً ".
الحرف:
[في الانكليزية] Letter ،phoneme
[ في الفرنسية] Lettre ،phoneme
بالفتح وسكون الراء الــمهمــلة في العرف أي عرف العرب كما في شرح المواقف يطلق على ما يتركب منه اللفظ نحو اب ت لا ألف وباء وتاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها كما في النظامي شرح الشافية ويسمّى حرف التهجي وحرف الهجاء وحرف المبني. وماهيته واضحة بديهية وجميع ما ذكر في تعريفها المقصود منها التنبيه على خواصها وصفاتها.
وبهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد على مقطع محقّق وهو أن يكون اعتماده على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة، أو مقطّع مقدّر وهو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له في شيء من أجزاء الفم بحيث إنه ينقطع في ذلك الجزء، ولذا يقبل الزيادة والنقصان ويختصّ بالإنسان وضعا كذا في تيسير القاري.
وعرّفه ابن سينا بأنه كيفية تعرض للصوت بها أي بتلك الكيفية يمتاز الصوت عن صوت آخر مثله في الحدة والثقل تمييزا في المسموع. فقوله كيفية أي هيئة وضعية. وقوله تعرض للصوت أراد به ما يتناول عروضها له في طرفه عروض الآن للزمان، فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول الصوامت كالتاء والطاء والدال فإنها لا توجد إلّا في الآن الذي هو بداية زمان الصوت أو نهايته فلا تكون عارضة له حقيقة، إذ العارض يجب أن يكون موجودا مع المعروض، وهذه الحروف الآنية لا توجد مع الصوت الذي هو زماني. وتوضيح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان والنقطة للخط، فإنّ عروض الشيء للشيء قد يكون بحيث يجتمعان في الزمان وقد لا يكون، وحينئذ يجوز أن يكون كلّ واحد من الحروف الآنية طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. وقوله مثله في الحدّة والثقل ليخرج عن التعريف الحدّة والثّقل فإنّهما وإن كانتا صفتين مسموعتين عارضتين للصوت يمتاز بهما ذلك الصوت عما يخالفه في تلك الصفة العارضة، إلّا أنه لا يمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر يماثله في الحدّة ولا بالثقل صوت عما يشاركه فيه. وقوله تمييزا في المسموع ليخرج الغنّة وهي التي تظهر من تسريب الهواء بعضها إلى جانب الأنف وبعضها إلى الفم مع انطباق الشفتين، والبحوحة التي هي غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة والبحوحة سواء كانتا ملذتين أو غير ملذتين صفتان عارضتان للصوت يمتاز بهما عما يشاركه في الحدّة والثّقل، لكنهما ليسا مسموعين، فلا يكون التمييز الحاصل منهما تمييزا في المسموع من حيث هو مسموع ونحوهما كطول الصوت وقصره، وكونه طيبا وغير طيب، فإنّ هذه الأمور ليست مسموعة أيضا. أما الطول والقصر فلأنهما من الكميات المحضة والمأخوذة مع الإضافة ولا شيء منهما بمسموع وإن كان يتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما يحصل من اعتبار مجموع صوتين صوت حاصل في ذلك الوقت وهو مسموع وصوت حاصل قبل ذلك الوقت وهو ليس بمسموع. وأمّا كون الصوت طيبا أي ملائما للطبع أو غير طيب فأمر يدركه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعني الغنّة والبحوحة ونحوهما والمسموع واحد، وقد تتّحد والمسموع مختلف، وذلك لأنّ هذه الأمور وإن كانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها في أنفسها ليست مسموعة فلا يكون اختلافها مقتضيا لاختلاف المسموع، ولا اتحادها مقتضيا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها يقتضي اختلاف المسموع الذي هو مجموع الصوت وعارضه واتحادها يقتضي اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلك العارض المسموع. والحق أنّ معنى التمييز في المسموع ليس أن يكون ما به التمييز مسموعا بل أن يحصل به التمييز في نفس المسموع بأن يختلف باختلافه ويتّحد باتحاده، كالحرف بخلاف الغنّة والبحوحة ونحوهما، كذا في شرح المواقف في مبحث الأصوات.
ويعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة وتسمّى دلالة الحروف دلالة أولية، ودلالة الكلمة دلالة ثانية، وهو موضوع علم الجفر، وبهذا صرح في بعض رسائل الجفر. ولذا يسمّى علم الجفر بعلم الحروف.
تقسيمات حروف الهجاء
الأول إلى المعجمة وهي المنقوطة وغير المعجمة وهي غير المنقوطة وتسمى بالــمهمــلة أيضا. الثاني إلى نوراني وظلماني. قال أهل الجفر الحروف النورانية حروف فواتح السور ومجموعها صراط علي حق نمسكه والباقية ظلمانية. ومنهم من يسمّى الحروف النورانية بحروف الحق والظلمانية بحروف الخلق. ومنهم من قال: النورانية تسمّى الأعلى والظلمانية قسمان. منها سبعة حروف تسمّى الأدنى وهي:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، والسبعة الباقية تسمّى أدنى الأدنى. كذا في بعض رسائل الجفر. الثالث: إلى المسروري والملبوبي والملفوظي. وفي بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1 - ملفوظى: وهي التي تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف وجيم ودال. وهذه 13 حرفا تنحصر في قسمين: قسم زائد الحركة مثل الألف التي وسطها متحرك وقسم زائد الأول وهو ثلاثة حروف: الميم والنون والواو.
2 - 
ملبوبي: وهو ما يلفظ بحرفين وهي 12 حرفا. انتهى كلامه. وينبغي أن يعلم أنّ الحرف الملفوظي يشترك فيه أن لا يكون أوّله وآخره نفس الحرف، وإلّا فالمسروري يمكن اعتباره من الملفوظي. فحينئذ يلغي التقابل بين الأقسام. وهذا مبطل للتّقسيم الثلاثي ومؤيّد لما ذكره في قاموس جهانگيري حيث قال: إنّ علماء العربية ذكروا أنواع الحروف وقسّموها إلى ثلاثة أقسام: الأول: مسروري وهو ما يتم لفظه بواسطة حرفين اثنين وعددها: 12 حرفا وهي با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا ها يا.

والثاني: ملفوظى: وهو ما يلفظ بثلاثة أحرف لا يكون آخرها مثل أوّلها: وهي 13 حرفا: الف جيم دال ذال سين شين صاد ضاد عين غين قاف كاف لام.

والقسم الثالث: يقال له: ملبوبي ومكتوبي:
وهو ثلاثي الحروف وآخره مثل أوله ومجموعه 3 أحرف هي: الميم والنون والواو. انتهى.
ولا يخفى أنّه في هذا الكلام أطلق اسم الملبوبي على المسروري بعكس الكلام السابق.

الرابع: إلى المنفصلة وغيرها في أنواع البسط يأتي بالألف والدال والذال والراء والزاي والواو ولا، ويسمّيها الحروف السبعة المنفصلة وما عداها يقال لها: غير منفصلة.

الخامس: إلى المفردة والمتزاوجة التي تسمّى بالمتشابهة أيضا. ويقول في أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، وتسمّى أيضا متزاوجة، وهي الحروف التي لا اختلاف بينها في الصورة إلّا في النقط مثل الحاء والخاء.

وإمّا مفردة: وهي التي ليست كذلك. السادس إلى المصوّتة والصامتة فالمصوتة حروف المدّ واللين أي حروف العلّة الساكنة التي حركة ما قبلها مجانسة لها. والصامتة ما سواها سواء كانت متحركة أو ساكنة ولكن ليس حركة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب كونها ساكنة وما قبلها مفتوحا. وإطلاق اسم الألف على الهمزة بالاشتراك اللفظي. وأما الواو والياء فقد تكونان صامتتين أيضا كذا في شرح المواقف. السابع إلى زمانية وآنية. وفي شرح المواقف الحروف إمّا زمانية صرفة كالمصوتة فإنها زمانية عارضة للصوت باقية معه زمانا بلا شبهة. وكذا بعض الصوامت كالفاء والقاف والسين والشين ونحوها ممّا يمكن تمديدها بلا توهّم تكرار، فإنّ الغالب على الظنّ أنها زمانية أيضا. وإمّا آنية صرفة كالتاء والطاء وغيرهما من الصوامت التي لا يمكن تمديدها أصلا فإنها لا توجد في آخر زمان حبس النفس كما في لفظ بيت وفرط، أو في أوله كما في لفظ تراب، أو في آن يتوسطهما، كما إذا وقعت تلك الصوامت في أوساط الكلم فهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة والآن بالنسبة إلى الخط والزمان. وتسميتها بالحروف أولى من تسميتها بغيرها لأنها أطراف الصوت والحرف هو الطرف. وأما آنية تشبه الزمانية وهي أن تتوارد افرادا آنية مرارا فيظن أنها فرد زماني كالراء والحاء والخاء، فإنّ الغالب على الظن أنّ الراء في آخر الدار مثلا راءات متوالية، كلّ واحد منها آني الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا يشعر بامتياز أزمنتها فيظنها حرفا واحدا زمانيا، وكذا الحال في الحاء والخاء كذا في شرح المواقف. الثامن إلى المتماثلة والمتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بينها بذواتها ولا بعوارضها المسمّاة بالحركة والسكون كالياءين المتحركين بنوع واحد من الحركة. والمتخالفة ما ليس كذلك سواء كانت متخالفة بالذات والحقيقة كالياء والميم، أو بالعرض كالياء الساكنة والمتحركة كذا في شرح المواقف. هذا لكن المذكور في فن الصرف أنّ المتماثلة هي المتفقة في الحقيقة وإن كانت مختلفة بالعوارض. قال في الإتقان في بحث الإدغام نعني بالمتماثلين ما اتفقا مخرجا وصفة كالياءين واللامين، وبالمتجانسين ما اتفقا مخرجا واختلفا صفة كالطاء والتاء والظاء والثاء، وبالمتقاربين ما تقاربا مخرجا أو صفة كالدال والسين والضاد والشين انتهى. فالحروف على هذا أربعة أقسام. المتماثلة والمتجانسة والمتقاربة وما ليس شيئا منها. التاسع إلى المجهورة والــمهمــوسة فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحركه. والــمهمــوسة بخلافها أي ما لا ينحصر جري النفس مع تحركه.
والانحصار الاحتباس وهي السين والشين والحاء والخاء والثاء المثلثة والتاء المثناة الفوقانية والصاد الــمهمــلة والفاء والهاء والكاف.
والمجهورة ما سواها، ففي المجهورة يشبع الاعتماد في موضعه. فمن إشباع الاعتماد يحصل ارتفاع الصوت، والجهر هو ارتفاع الصوت فسمّيت بها. وكذا الحال في الــمهمــوسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد يحصل الهمس وهو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد وجرى الصوت كما في الضاد والزاء والعين والغين والياء فهي مجهورة رخوة، وإذا أشبعته ولم يجر الصوت كالقاف والجيم والطاء والدال فهي مجهورة شديدة. قيل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، والــمهمــوسة تخرج أصواتها من مخارجها في الفم وذلك مما يرخي الصوت، فيخرج الصوت من الفم ضعيفا. ثم إن أردت الجهر بها وإسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. وتمتحن المجهورة بأن تكرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، رفعت صوتك بها أو أخفيته، سواء أشبعت الحركات حتى تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قي قي قي، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت. وأما مع الصوت فلا يجري وذلك لأنّ النّفس الخارج من الصدر وهو مركّب الصوت يحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق على مخرج الحرف، إذ الاعتماد على موضع من الحلق أو الفم يحبس النّفس وإن لم يكن هناك صوت، وإنّما يجري النّفس إذا ضعف الاعتماد. وإنّما كرّرت الحروف في الامتحان لأنك لو نطقت بواحد منها غير مكرّر فعقيب فراغك منه يجري النّفس بلا فصل فيظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تكرّر وطال زمان الحرف ولم يخرج النّفس مع تلك الحروف المكرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. وإنّما جاز إشباع الحركات لأنّ الواو والألف والياء أيضا مجهورة، فلا يجري مع صوتها النّفس. وأما الــمهمــوسة فإنّك إذا كرّرتها مع إشباع الحركة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد على مخارجها لا يحبس النّفس، فيخرج النّفس ويجري كما يجري الصوت نحوك، وقس على هذا. العاشر إلى الشديدة والرخوة وما بينهما. فالشديدة ما ينحصر جري صوته في مخرجه عند إسكانه فلا يجري الصوت والرخوة بخلافها. وأما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجري. وإنما اعتبر إسكان الحروف لأنّك لو حرّكتها، والحركات أبعاض الحروف من الواو والياء والألف وفيها رخاوة ما، لجرت الحركات لشدة اتصالها بالحروف الشديدة إلى شيء من الرخاوة فلم يتبين شدتها. فقيد الإسكان لامتحان الشديدة من الرخوة. فالحروف الشديدة الهمزة والجيم والدال والطاء الــمهمــلتان والباء الموحدة والتاء المثناة الفوقانية والكاف والقاف. والرخوة ما عدا هذه الحروف المذكورة، وما عدا حروف لم يرو عنا فإنها ليست شديدة ولا رخوة فهي مما بينهما. وإنّما جعل هذه الأحرف الثمانية أي اللام والميم والياء المثناة التحتانية والراء الــمهمــلة والواو والعين الــمهمــلة والنون والألف مما بينهما أي بين الشديدة والرخوة لأنّ الشديدة هي التي ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف، وهذه الأحرف الثمانية ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف أيضا لكن يعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غير مواضعها.
أما العين فينحصر الصوت عند مخرجه لكن لقربه من الحاء التي هي من الــمهمــوسة ينسلّ صوته قليلا فكأنّك وقفت على الحاء. وأما اللام فمخرجها أعني طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه من الحنك عند النطق به، فلا يجري منه صوت، لكن لمّا لم يسدّ طريق الصوت بالكلية كالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فويق مخرجه. وأمّا الميم والنون فإنّ الصوت لا يخرج عن موضعهما من الفم، لكن لمّا كان لهما مخرجان في الفم والخيشوم جرى الصوت من الأنف دون الفم لأنّك لو أمسكت أنفك لم يجر الصوت بهما. وأمّا الراء فلم يجر الصوت في ابتداء النطق به لكنه جرى شيئا لانحرافه وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائل إلى الحاء، وأيضا والراء مكرّر فإذا تكرّر جرى الصوت معه في أثناء التكرير. وكذلك حروف العلّة لا يجري الصوت معها كثيرا، لكن لمّا كان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. واتساع مخرج الألف لهواء صوته أكثر من اتساع مخرجي الواو والياء لهواء صوتهما، فلذلك سمّي الهاوي أي ذا الهواء كالناشب والنابل. وإنّما كان الاتساع للألف أكثر لأنّك تضم شفتيك للواو فتضيق المخرج وترفع لسانك قبل الحنك للياء. وأما الألف فلا يعمل له شيء من هذا، فأوسعهنّ مخرجا الألف ثم الياء ثم الواو، فهذه الحروف أخفى الحروف لاتساع مخارجها وأخفاهن الألف لسعة مخرجها أكثر.
اعلم أنّ الفرق بين الشديدة والمجهورة أن الشديدة لا يجري الصوت بها بل إنّك تسمع به في آن ثم ينقطع. والمجهورة لا اعتبار فيها لعدم جري الصوت بل الاعتبار فيها لعدم جري النّفس عند التصويت بها. هذا كله ما ذهب إليه ابن الحاجب واختاره الرضي. وبعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التي هي من الرخوة أي الضاد والطاء والذال والزاء والعين والغين والياء، فيبقى فيها الحروف الشديدة، وأربعة أحرف مما بينهما وهي اللام والميم والواو والنون، فيكون مجموع المجهورة عنده اثنى عشر حرفا، وهي حروف ولمن أجدك قطبت. وهذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافي الجهر وليس بشيء لأنّ الرخاوة أن يجري الصوت بالحرف، والجهر رفع الصوت بالحرف سواء جرى الصوت أو لم يجر. الحادي عشر إلى المطبقة والمنفتحة. فالمطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان لأنّك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي يخرج بينهما مطبقا عليهما، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء. وأما قول ابن الحاجب من أنّها ما ينطبق على مخرجه الحنك فليس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان وحافته ينطبق عليها الأضراس وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك. قال سيبويه لولا الإطباق في الصاد لكان سينا وفي الظاء لكان ذالا وفي الطاء لكان دالا، ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء من الحروف في موضعها غيرها.
والمنفتحة بخلافها لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها، وهي ما سوى الحروف الأربعة المطبقة. الثاني عشر إلى المستعلية والمنخفضة. فالمستعلية ما يرتفع بسببها اللسان وهي الحروف الأربعة المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف لأنه يرتفع بهذه الثلاثة أيضا اللسان، لكن لا إلى حدّ انطباق الحنك عليها. والمنخفضة ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع وهي ما عدا المستعلية. وبالجملة فالمستعلية أعمّ من المطبقة إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق ويلزم من الإطباق الاستعلاء.
ولذا يسمّى الأحرف الأربعة المطبقة مستعلية مطبقة. الثالث عشر إلى حروف الذّلاقة والمصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ينفك عنه رباعي أو خماسي إلّا شاذا كالعسجد والدهدقة والزهزقة والعسطوس، وهي الميم والراء الــمهمــلة والباء الموحدة والنون والفاء واللام. والمصمتة بخلافها وهي حروف ينفك عنها رباعي وخماسي وهي ما سوى حروف الذلاقة.
والذلاقة الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخفّ الحروف. ولذا لا ينفك عنها رباعي وخماسي فسمّيت بها. والشيء المصمت هو الذي لا جوف له فيكون ثقيلا فسمّيت بذلك لثقلها على اللسان. الرابع عشر إلى حروف القلقلة وغيرها. فحروف القلقلة ما ينضم إلى الشدّة فيها ضغط في الوقف وذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة معا. فالجهر يمنع النّفس أن يجري معها، والشدّة تمنع الصوت أن يجري معها، فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلّم عند النطق بها ساكنة فيحتاج إلى قلقلة اللسان وتحريكه عن موضع، حتى يجري صوتها فيسمع، وهي القاف والدال الــمهمــلة والطاء الــمهمــلة والباء الموحدة والجيم. وقال المبرّد ليس القاف منها بل الكاف وغيرها ما سواها.
الخامس عشر إلى حروف الصفير وغيرها.
فحروف الصفير ما يصفر بها أي يصوت بها وهي الزاء المعجمة والصاد والسين الــمهمــلتان، سمّيت بها لوجود الصفير عند النطق بها وغيرها غيرها. السادس عشر إلى حروف العلّة وغيرها. فحروف العلة الألف والواو والياء، سمّيت بها لكثرة دورانها على لسان العليل فإنّه يقول واي وغيرها غيرها. وحروف العلّة تسمّى بالحروف الجوفية أيضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سكنت تسمّى حروف لين، ثم إذا جانسها حركة ما قبلها فتسمّى حروف مدّ، فكلّ حرف مدّ حرف لين ولا ينعكس. والألف حرف مدّ أبدا والواو والياء تارة حرفا مدّ وتارة حرفا لين، هكذا ذكر في بعض شروح المفصل. وكثيرا ما يطلقون على هذه الحروف حرف المدّ واللين مطلقا، فهو إمّا محمول على هذا التفصيل أو تسمية الشيء باسم ما يئول إليه. هكذا في جاربردي شرح الشافية في بحث التقاء الساكنين. وقيل بتباين المدّ واللين وعدم صدق أحدهما على الآخر، لكن من المحققين من جعل بينهما عموما وخصوصا مطلقا كذا في تيسير القاري. السابع عشر إلى حروف اللين والمدّ وغيرها وقد عرفت قبيل هذا. الثامن عشر إلى الأصلية والزائدة.
فالأصلية ما ثبت في تصاريف اللفظ كبقاء حروف الضرب في متصرفاته. والزائدة ما سقط في بعضها كواو قعود في قعد. ثم إذا أريد تعليم المتعلمين فالطريق أن يقال إذا وزن اللفظ فما كان من حروفه في مقابلة الفاء والعين واللام الأولى والثانية والثالثة فهو أصلي وما ليس كذلك فهو زائد. وليس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الكلمة على ما دلّت عليه وهو فيها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، كذا في جاربردي حاشية الشافية. وحروف الزيادة حروف: اليوم تنساه، أعني أنه إذا وجد في الكلمة زائد لا يكون إلّا من تلك الحروف لا من غيرها.
ولمعرفة الزائد من الأصلي طرق كالاشتقاق وعدم النظير وغيرهما يطلب من الشافية وشروحه في بحث ذي الزيادة.
والحروف في اصطلاح الصوفية الصورة المعلومية في عرضة العلم الإلهي قبل انصباغها بالوجود العيني. كذا قال الشيخ الكبير صدر الدين في النفحات. ويجيء في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل في باب أم الكتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعيان الثابتة في العلم الإلهي، والــمهمــلة منها نوعان، مهمــلة تتعلق بها الحروف ولا تتعلّق هي بها وهي خمسة: الألف والدال والراء والواو واللام، فالألف إشارة إلى مقتضيات كمالاته وهي خمسة، الذات والحياة والعلم والقدرة والإرادة إذ لا سبيل إلى وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبيل إلى كمالات الذات إلّا بها.
ومهمــلة تتعلّق بها الحروف وتتعلّق هي بها وهي تسعة. فالإشارة بها إلى الإنسان الكامل لجمعه بين الخمسة الإلهية والأربعة الخلقية وهي العناصر الأربع مع ما تولّد منها فكانت أحرف الإنسان الكامل غير منقوطة لأنّه خلقها على صورته، ولكن تميّزت الحقائق المطلقة الإلهية عن الحقائق المقيّدة الإنسانية لاستناد الإنسان إلى موجد يوجده. ولو كان هو الموجد فإنّ حكمه أن يستند إلى غيره. ولذا كانت حروفه متعلّقة بالحروف وتتعلّق الحروف بها. ولما كان حكم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غير محتاج في وجوده إلى غيره مع احتياج الكلّ إليه.
كانت الحروف المشيرة إلى هذا المعنى من الكتاب مهمــلة تتعلّق بها الحروف ولا تتعلق هي بحرف منها. ولا يقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحديث النبوي قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
واعلم أنّ الحروف ليست كلمات لأنّ الأعيان الثابتة لا تدخل تحت كلمة كن إلّا عند الإيجاد العيني، وأمّا هي ففي أوجهها وتعيينها العلمي فلا يدخل عليها اسم التكوين، فهي حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت كلمة كن، وليست الأعيان في العلم بهذا الوصف، لكنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حكميا لما تقتضيه ذواتها من استناد وجود الحادث في نفسه إلى قديم. فالأعيان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة في العالم العلمي بالعلم الذي هو ملحق بالعالم فهي بهذا الاعتبار الثاني قديمة انتهى كلامه.

وقال الشيخ عبد الرزاق الكاشي: إنّ حروف الحقائق بسيطة وهي من الأعيان، وأمّا الحروف العالية فهي للشئون الذاتية وهي كامنة في غيب الغيوب، كالشّجرة في النواة. واعلم أنّ أهل الجفر يقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. وذلك كالأوّل والرابع، ومثل هذين الحرفين يتجاوزونهما ويأخذون الحرف الثالث كما سيرد في بحث الوتد. ويقول بعضهم: الحروف أدوار. وهي دائما أربعة:

الأول: حرف زمام، والثاني: الحرف الأخير، والثالث: الحرف الأول للزمام الأخير. والحرف الرابع: الحرف الأخير لذلك. ويسمّى بعضهم الحروف قلوبا. وتلك الحروف هي التي وسط الزمام. وعليه فإذا كانت الحروف والسطور كل منها شفعا فتكون حروف القلوب أربعة وهي وسط جميع الحروف، وإذا كانت مفردة كلاهما. فهو واحد (أي حرف القلب) وفي غير هذا الشّكل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا كان عدد الحروف والسطور كلّ منها تسعة. وعليه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
وإذا كان عدد الحروف ثمانية وعدد السطور أربعة فالحرف الرابع والخامس من كلّ من السطر الثاني والثالث هي حروف قلوب. يعني كل أربعة وإذا كانت الحروف سبعة والسطور أربعة، فالحرف الرابع من كلّ السطرين الثاني والثالث هي حروف قلوب. وإذا كانت الحروف عشرة والسطور خمسة، فالخامس والسادس من السطر الثالث هي حروف قلوب. وعلى هذا فقس. كذا في أنواع البسط. 

الحياة الدنيا

الحياة الدنيا
سمى القرآن الحياة الدنيا لعبا ولهوا، وتحدث في مواضع كثيرة عن مصير هذه الحياة، وأنها مهمــا بلغت من الجمال والزينة والبهاء فإنها صائرة إلى الفناء والزوال، إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنا
لَيْلًا أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
(يونس 24). إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (الكهف 7، 8). وأنها إذا وزنت بالآخرة ليست سوى متاع قليل ذاهب، اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ (الرعد 26)، إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (غافر 39)، فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (التوبة 38).
وإذا كان القرآن قد قلل من أمر هذه الحياة فإنه تحدث عن حقيقة لا مجال للشك فيها، لأن عمر الإنسان مهمــا طال، له نهاية لا ريب فيها، وهو عمر قصير محدود، وليس هو بالنسبة للخلود في الآخرة سوى فترة قصيرة عابرة، وليس ما يظفر به المرء في هذه الفترة القصيرة العابرة من متعة سوى قدر ضئيل محدود، إذا قيس بهذا النعيم الخالد، والسعادة الدائمة في جنة الخلد.
وليس معنى التقليل من متاع الحياة الدنيا التزهيد فيه، أو صرف الناس عن المتعة به، فإن الدين إنما جاء الكثير من أحكامه لتنظيم شئون هذه الحياة والرقى بها إلى مستوى رفيع، وإجادة استغلال ما أودع في هذه الطبيعة من القوى، والقرآن نفسه يدعو إلى الاستمتاع من غير إسراف، ويعجب ممن يحرم طيبات من أحل الله، قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ (الأعراف 32). ولا يدعو الناس إلى أن ينصرفوا عن متع الحياة وما فيها من جمال ولذة. ولكن القرآن يعنف أولئك الذين يجعلون كل هــمهم الظفر بمتع تلك الحياة، ونسيان الحياة الآخرة، والانصراف التام عن التفكير فيها، وفي الحق أن ضلال هؤلاء واضح الوضوح كله، فإنهم قد اشتروا متاعا قليلا ينفد، بنعيم خالد مقيم، فلا عجب إذا رأينا القرآن ينفد رأى هؤلاء قائلا: الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً أُولئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (إبراهيم 3). ويقول:
بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (الأعلى 16، 17). ويهدد من يجعل همه تلك الحياة بقوله: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (هود 15، 16). أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (البقرة 86). مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً (الإسراء 18). وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (الأحقاف 20). وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْساكُمْ كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ ذلِكُمْ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (الجاثية 34، 35).
والقرآن بذلك كله يعنف رجلين: أحدهما قد كفر باليوم الآخر، وأنكره، واعتقد أن ليس ثمة سوى هذه الحياة الدنيا، فاغتربها، ونسى اليوم الآخر وما فيه، وذلك هو المقصود بمعظم هذه الآيات، وقد ذكرنا أن الإيمان باليوم الآخر، ركن أساسى من أركان الدين، إذ الإيمان به يدفع إلى العمل الصالح رغبة أو رهبة، وثانيهما رجل يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة، ويجعل همه كله أن يظفر من الحياة الدنيا بأوفى نصيب، ومثل ذلك الرجل جدير ألا يحكمه ضميره، فيعمل ما لا يرضيه في سبيل الفوز بدنياه، فيبعد بقدر كبير عن قوانين الإنسانية السليمة، ولا يعنيه إلا أن ينال مآربه وآماله، وصور لنفسك تاجرا أو صانعا أو مستخدما لا يعنيه سوى الظفر بآماله في الغنى، ولا سلطان عليه من الإيمان بأنه محاسب يوم القيامة، وخيل لنفسك ما يرتكبه من الآثام، وما يلم بعمله من النقائص، وما قد يرتكبه من ألوان الغش والتزوير، ما دام كل هذا يدنيه من أمله في الثروة وبلوغ المناصب السامية، فالإيمان باليوم الآخر هو الرقيب الذى يدفع الإنسان إلى محاسبة نفسه، قبل أن يحاسب يوم الدين، وبه تستقيم شئون الحياة، ويخشى الناس الجزاء العادل إن هم فرطوا، أو أساءوا.
على هذا الوجه نفهم هذا العنف الموجه إلى هؤلاء الذين يؤثرون بحبهم وجهدهم تلك الحياة الدنيا، ولا نفهم أن القرآن يدعو إلى كراهية الحياة الدنيا، والزهد فيها والانصراف بالكلية عنها، إلى حيث العكوف في المساجد لعبادة الله والصدوف عن الدنيا وزينتها، لا نفهم أن القرآن يدعو إلى ذلك، ولا أن ذلك من أهدافه، كيف، وهو- كما قلنا- إنما جاء كثير منه لتنظيم شئون هذه الحياة. والمثل الكامل لصلة المرء بالحياة الدنيا والآخرة هو قوله سبحانه: فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ أُولئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ (البقرة 200 - 202).
فالمثل الأعلى القرآنى هو أن يظفر المرء بدنيا حسنة فيها متعة وفيها سعادة، وأن يظفر بآخرة سعيدة، فيها متعة كذلك، وفيها سعادة، وقد عجب القرآن- كما رأينا- من هذا الذى يحرم طيبات الله والاستمتاع بها، ودعا إلى الأخذ بنصيب من الحياة الدنيا في قوله: وَابْتَغِ فِيما آتاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (القصص 77). وترك الفساد في الأرض، وكبح جماح النفس الطاغية التى يزدهيها الغنى، ينبع من الإيمان باليوم الآخر، الذى فيه يحاسب الإنسان مالك يوم الدين.
الحياة الدنيا: ما يشغل العبد عن الآخرة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.