من (ه ذ ب) نسبة إلى مُهَذَّب.
من (ه ذ ب) نسبة إلى مُهَذَّب.
هذب: التَّهْذيبُ: كالتَّنْقِـيةِ. هَذَبَ الشيءَ يَهْذِبُه هَذْباً،
وهَذَّبه: نَقَّاه وأَخْلصه، وقيل: أَصْلَحه. وقال أَبو حنيفة: التَّهْذيبُ
في القِدْحِ العَملُ الثاني، والتَّشْذيبُ الأَوَّل، وهو مذكور في موضعه.والـــمُهَذَّبُ من الرجال: الـمُخَلَّصُ النَّقِـيُّ من العُيوب؛ ورجل مُهَذَّبٌ أَي مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ.
وأَصلُ التهذيبِ: تَنْقِـيةُ الـحَنْظَل من شَحْمِه، ومُعالجَةُ حَبِّه،
حتى تَذْهَبَ مَرَارَتُه، ويَطيبَ لآكله؛ ومنه قول أَوْسٍ:
أَلم تَرَيا، إِذ جئْتُما، أَنَّ لَـحْمَها * به طَعْمُ شَرْيٍ، لم يُهَذَّبْ، وحَنْظَلِ
ويقال: ما في مَوَدَّته هَذَبٌ أَي صَفاءٌ وخُلُوصٌ؛ قال الكميت:
مَعْدِنُك الجَوهَرُ الـــمُهَذَّبُ، ذو * الإِبْرِيزِ، بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ
وهَذَبَ النَّخْلَةَ: نَقَّى عنها اللِّيفَ. وهَذَبَ الشيءُ يَهْذِبُ هَذْباً: سالَ؛ وقول ذي الرمة:
دِيارٌ عَفَتْها، بَعْدَنا، كلُّ ديمةٍ * دَرُورٍ، وأُخْرى، تُهْذِبُ الماءَ، ساجِرُ
قال الأَزهري: يقال أَهْذَبَتِ السحابةُ ماءَها إِذا أَسالته بسُرْعة.
والإِهذابُ والتَّهذيبُ: الإِسراعُ في الطَّيَران، والعَدْوِ، والكلام؛
قال امرؤُ القيس:
وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ
وأَهْذَبَ الإِنسانُ في مَشْيِهِ، والفَرسُ في عَدْوِه، والطائرُ في
طَيَرانِه: أَسْرَعَ؛ وقولُ أَبي العِـيالِ:
ويَحْمِلُه حَمِـيمٌ أَرْ * يَحِـيٌّ، صادِقٌ هَذِبُ
هو على النَّسَب أَي ذو هَذْبٍ؛ وقد قيل فيه: هَذَبَ وأَهْذَبَ
وهَذَّبَ، كلُّ ذلك من الإِسراع. وفي حديث سَرِيَّةِ عبداللّه بن جَحْشٍ: إِني أَخْشَى عليكم الطَّلَبَ، فَهَذِّبُوا أَي أَسْرِعوا السَّيْرَ؛ والاسمُ: الـهَيْذَبَـى: وقال ابن الأَنباري: الـهَيْذَبى أَن يَعْدُوَ في شِقّ؛ وأَنشد:
مَشَى الـهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا
ورواه بعضهم: مَشَى الـهِرْبِذا، وهو بمنزلة الـهَيْذَبى.
وفي حديث أَبي ذر: فجَعَل يُهْذِبُ الرُّكوعَ أَي يُسْرِعُ فيه
ويُتابعه.والـهَيْذَبى: ضَرْبٌ من مَشْيِ الخيل.
الفراءُ: الـــمُهْذِبُ السريعُ، وهو من أَسماءِ الشَّيْطانِ؛ ويقال له:
الـمُذْهِبُ أَي الـمُحَسِّنُ للـمَعاصي.
وإِبل مَهاذيبُ: سِراعٌ؛ وقال رؤْبة:
ضَرْحاً، وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ،
صَوادِقَ العَقْبِ، مَهاذيبَ الوَلَقْ
والطائرُ يُهاذِبُ في طَيَرانِه: يَمُرُّ مَرّاً سَريعاً؛ حكاه يعقوب،
وأَنشد بيتَ أَبي خِراشٍ:
يُبادِرُ جُنْحَ اللَّيلِ، فهو مُهاذِبٌ، * يَحُثُّ الجَناحَ بالتَّبَسُّطِ والقَبْضِ
وقال أَبو خراش أَيضاً:
فهَذَّبَ عَنْها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى * طَريدةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ
قال السُّكَّرِيُّ: هَذَّبَ عنها فَرَّقَ.
هدب: الـهُدْبة والـهُدُبةُ: الشَّعَرةُ النَّابِتةُ على شُفْر العَيْن،
والجمع هُدْبٌ وهُدُبٌ؛ قال سيبويه: ولا يُكسَّرُ لقلة فُعُلة في
كلامهم، وجمع الـهُدْبِ والـهُدُبِ: أَهْدابٌ. والـهَدَبُ: كالـهُدْب، واحدته هَدَبَةٌ.
الليث: ورجل أَهْدَبُ طويلُ أَشْفارِ العين، النابت كثيرُها. قال
الأَزهري: كأَنه أَراد بأَشفار العين الشعرَ النابتَ على حروف الأَجْفانِ، وهو غَلَط؛ إِنما شُفْرُ العين مَنْبِتُ الـهُدْبِ من حَرْفَي الجَفْنِ، وجمعه أَشْفارٌ. الصحاح: الأَهْدَبُ الكثير أَشْفار العين. وفي صفته، صلى اللّه عليه وسلم: كان أَهْدَبَ الأَشْفار؛ وفي رواية: هَدِبَ الأَشفار أَي طَويلَ شَعَر الأَجْفان. وفي حديث زياد: طَويلُ العُنُق أَهْدَبُ. وهَدِبَتِ العَيْنُ هَدَباً، وهي هَدْباءُ: طالَ هُدْبُها؛ وكذلك أُذُنٌ هَدْباءُ، ولِـحْيةٌ هَدْباءُ. ونَسْرٌ أَهْدَبُ: سابِـغُ الرِّيشِ. وفي الحديث: ما من مُؤْمن يَمْرَضُ، إِلا حَطَّ اللّهُ هُدْبةً من خَطاياه أَي قِطْعةً وطائفةً؛ ومنه هُدْبةُ الثوبِ. وهُدْبُ الثوب: خَمْلُه، والواحدُ كالواحدِ في اللغتين. وهَيْدَبُه كذلك، واحدتُه هَيْدَبةٌ.
وفي الحديث: كأَني أَنْظُرُ إِلى هُدَّابِها؛ هُدْبُ الثوب، وهُدْبَتُه،
وهُدَّابُه: طَرَفُ الثوبِ، مما يَلي طُرَّتَه. وفي حديث امرأَةِ
رِفاعةَ: أَنَّ ما معه مثلُ هُدْبةِ الثوب؛ أَرادت مَتاعَه، وأَنه رِخْوٌ مثل طَرَفِ الثَّوبِ، لا يُغْني عنها شيئاً. الجوهري: والـهُدْبة الخَمْلَة، وضم الدال لغة.
والـهَيْدَبُ: السحاب الذي يَتَدَلَّى ويدنو مِثلَ هُدْب القَطِـيفةِ.
وقيل: هَيْدَبُ السحابِ ذَيْلُه؛ وقيل: هو أَن تَراه يَتَسَلْسَلُ في
وَجْهه للوَدْقِ، يَنْصَبُّ كأَنه خُيُوطٌ مُتَّصِلة؛ الجوهري: هَيْدَبُ
السَّحابِ ما تَهَدَّبَ منه إِذا أَرادَ الوَدْقَ كأَنه خُيُوطٌ؛ وقال عَبيدُ
بنُ الأَبْرَص:
دَانٍ مُسِفٌّ، فُوَيْقَ الأَرْضِ هَيْدَبُه، * يَكادُ يَدْفَعُه، مَن قام، بالرَّاحِ
قال ابن بري: البيتُ يُروى لعَبيد بن الأَبْرص، ويُروى لأَوْسِ بن حَجَر يَصِفُ سَحاباً كَثيرَ الـمَطَر. والـمُسِفُّ: الذي قد أَسَفَّ على
الأَرْضِ أَي دَنا منها. والـهَيْدَبُ: سَحابٌ يَقْرُبُ من الأَرض، كأَنه
مُتَدَلٍّ، يكادُ يُمْسِكُه، من قام، براحته. الليث: وكذلك هَيْدَبُ
الدَّمْعِ؛ وأَنشد:
بِدَمْعٍ ذي حَزازاتٍ، * على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ
وقوله:
أَرَيْتَ إِنْ أُعْطِـيتَ نَهْداً كَعْثَبا، * أَذاكَ، أَمْ أُعْطِـيتَ هَيْداً هَيدَبا؟
قال ابن سيده: لم يُفَسِّرْ ثعلب هَيْدَباً، إِنما فَسَّرَ هَيداً،
فقال: هو الكثِـيرُ.
ولِبْدٌ أَهْدَبُ: طالَ زِئْبِرُهُ؛ الليث: يقال للِّبْد ونحوه إِذا طال
زِئْبرُه: أَهْدَبُ؛ وأَنشد:
عن ذِي دَرانِـيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا
الدُّرْنُوكُ: الـمِنْديلُ.
وفرس هَدِبٌ: طَويلُ شَعَر النَّاصِـيَةِ. وهَدَبُ الشَّجَرةِ: طُولُ
أَغْصانِها، وتَدَلِّيها، وقد هَدِبَتْ هَدَباً، فهي هَدْباءُ.
والـهُدَّابُ والـهَدَبُ: أَغْصانُ الأَرْطَى ونحوه مما لا وَرَقَ له، واحدَتُه هَدَبَةٌ، والجمع أَهْدابٌ.
والـهَدَبُ من وَرَقِ الشجَر: ما لم يكنْ له عَيْرٌ، نحوُ الأَثْلِ،
والطَّرْفاءِ، والسَّرْو، والسَّمُر. قال الأَزهري: يقال هُدْبٌ وهَدَبٌ
لوَرَقِ السَّرْو والأَرْطَى وما لا عَيرَ له. الجوهري: الـهَدَبُ،
بالتحريك، كلُّ وَرَق ليس له عَرْضٌ، كَوَرَق الأَثْلِ، والسَّرْوِ، والأَرْطَى، والطَّرْفاءِ، وكذلك الـهُدَّابُ؛ قال عُبَيْدُ بن زَيْدٍ العَبَّادي يصف ظَبْياً في كناسه:
في كِناسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُه * من عَلُ، الشَّفَّانَ، هُدَّابُ الفَنَنْ
الشَّفَّان: البَرَدُ، وهو منصوب بإِسقاط حرف الجرِّ أَي يَسْتُرُه
هُدَّابُ الفَنَن من الشَّفَّان. وفي حديث وَفْدِ مَذْحِـج: إِن لنا
هُدَّابَها.
الـهُدَّابُ: وَرَقُ الأَرْطَى، وكلُّ ما لم يَنْبَسِطْ وَرَقُه.
وهُدَّابُ النَّخْل: سَعَفُه. ابن سيده: الـهُدَّابُ اسم يَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ. وهَدَبَ الأَرْطَى؛ قال العجاج يصف ثوراً وَحْشِـيّاً:
وشَجَرَ الـهُدَّابَ عَنه، فَجَفا * بسَلْهَبَيْنِ، فوقَ أَنْفٍ أَذْلَفا
والواحدةُ: هُدَّابةٌ وهُدْبةٌ؛ قال الشاعر:
مَناكِـبُه أَمثالُ هُدْبِ الدَّرانِكِ
ويقال: هُدْبةُ الثوبِ والأَرْطَى، وهُدْبُه؛ قال ذو الرمة:
أَعْلى ثَوْبِه هُدَبُ
وقال أَبو حنيفة: الـهَدَبُ من النبات ما ليس بورق، إِلا أَنه يقوم مقام الوَرَق.
وأَهْدَبَتْ أَغْصانُ الشَّجرة، وهَدِبَتْ، فهي هَدْباءُ: تَهَدَّلَتْ من نَعْمَتِها، واسْتَرْسَلَتْ؛ قال أَبو حنيفة: وليس هذا من هَدَبِ
الأَرْطَى ونحوه؛ والـهَدَبُ: مصدر الأَهْدَب والـهَدْباءِ؛ وقد هَدِبَتْ
هَدَباً إِذا تَدَلَّتْ أَغْصانُها من حَوالَيْها. وفي حديث الـمُغِـيرة: له
أُذُنٌ هَدْباءُ أَي مُتَدَلِّية مُسْتَرْخِـيَة. وهَدَبَ الشيءَ إِذا قَطَعَه.
وهَدَّبَ الثمرةَ تَهْديباً، واهْتَدَبَها: جَناها. وفي حديث خَبَّابٍ:
ومنَّا مَن أَيْنَعَتْ له ثَمَرتُه، فهو يَهْدِبُها؛ معنى يَهْدِبُها أَي
يَجْنِـيها ويَقْطِفُها، كما يَهْدِبُ الرجلُ هَدَبَ الغَضا والأَرْطى.
قال الأَزهري: والعَبَلُ مثلُ الـهَدَب سواءً. وهَدَبَ الناقةَ
يَهْدِبُها هَدْباً: احْتَلَبَها، والـهَدْبُ، جَزْمٌ: ضَرْبٌ من الـحَلَبِ؛ يقال:
هَدَبَ الحالبُ الناقةَ يَهْدِبُها هَدْباً إِذا حَلَبَها؛ روى الأَزهري
ذلك عن ابن السكيت؛ وقول أَبي ذؤَيب:
يَسْتَنُّ في عُرُضِ الصَّحْراءِ فائِرُه، * كأَنـَّه سَبِـطُ الأَهْدابِ، مَمْلُوحُ
قال ابن سيده، قيل فيه: الأَهْدابُ الأَكْتافُ، قال: ولا أَعْرِفُه.
الأَزهري: أَهْدَبَ الشجرُ إِذا خَرَجَ هُدْبُهُ، وقد هَدَبَ الـهَدَبَ
يَهْدِبُه إِذا أَخَذَه من شَجره؛ قال ذو الرمة:
على جَوانِـبه الأَسْباطُ والـهَدَبُ
والـهَيْدَبُ: ثَدْيُ المرأَة ورَكَبُها إِذا كان مُسْتَرْخِـياً، لا انْتِصابَ له، شُبِّهَ بهَيْدَبِ السَّحابِ، وهو ما تَدَلى من أَسافله إِلى الأَرض. قال: ولم أَسمع الـهَيْدَبَ في صفة الودْق الـمُتَّصِل،
ولا في نَعْتِ الدَّمْعِ، والبيتُ، الذي احْتَجَّ به الليث، مَصْنُوع لا حُجَّة به. وبيتُ عَبيدٍ يَدُلُّ على أَنَّ الـهَيْدَبَ من نَعْتِ السَّحابِ؛ وهو قوله:
دانٍ مُسِفٌّ فُوَيْقَ الأَرضِ هَيْدَبُه
والـهَيْدَبُ والـهُدُبُّ من الرجال: العَيِـيُّ الثَّقيلُ، وقيل: الأَحْمَقُ؛ وقيل: الـهَيْدَبُ الضعيف. الأَزهري: الـهَيْدَبُ العَبامُ من الأَقْوام، الفَدْمُ الثَّقِـيلُ؛ وأَنشد لأَوْسِ بنِ حَجَر شاهداً على العَبامِ العَيِـيِّ الثَّقيل:
وشُبِّهَ الـهَيْدَبُ العَبامُ من * الأَقْوامِ، سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا
قال: الـهَيْدَبُ من الرجال الجافي الثقيلُ، الكثير الشَّعَر؛ وقيل:
الـهَيْدَبُ الذي عليه أَهْدابٌ تَذَبْذَبُ من بِجادٍ أَو غيره، كأَنها
هَيْدَبٌ من سَحاب.
والـهَيْدَبى: ضَرْبٌ من مَشْي الخَيْل.
والـهُدْبةُ والـهُدَبةُ، الأَخيرَةُ عن كراع: طُوَيئِرٌ أَغْبَرٌ يُشْبِه الهامَة، إِلا أَنه أَصْغَرُ منها. وهُدْبَةُ: اسم رَجُل. وابنُ الـهَيْدَبى: من شُعَراء العرب.
وهَيْدَبٌ: فرسُ عَبْدِ عَمْرو بنِ راشِدٍ.
وهِنْدَبٌ، وهِنْدَبا، وهِنْدَباة: بَقْلَةٌ؛ وقال أَبو زيد: الـهِنْدِبا، بكسر الدال، يمدّ ويقصر.
نبق: النَّبِق: ثمر السِّدْر. والنَّبِقُ والنِّبَق والنِّبْق
والنَّبْقُ، مخفف: حمل السِّدْر، الواحدة من جميع ذلك بالهاء. الجوهري: نَبِقة
ونَبِق ونَبِقات مثل كَلِمة وكَلِم وكَلِمات. وفي حديث سِدْرة المُنْتَهى:
فإذا نَبِقُها أمثال القِلال. ونَبَّق النخلُ: فسد وصار تمره صغيراً مثل
النَّبَقِ، وقيل: نَبَّق أَزْهى. ونخل مُنَبَّق، بالفتح، ومُنَبَّق:
مُصْطفّ على سطر مستو، وكذلك كل شيء مستوٍ مُهَذَّب؛ قال امرؤ القيس:
وحَدِّثْ بأَن زالت بليْلٍ حُمُولُهم،
كنَخْلٍ من الأعراض غيرِ مُنَبَّقِ
ويروى غير مُنَبِّق. المفضل في قوله غير مُنَبِّق: غير بالغ؛ وأنشد ابن
بري للمتلمس:
والبيتُ ذو الشُّرُفاتِ من
سِنْدادَ، والنخلُ المُنَبِّقْ
والنَّبْقُ مثل النَّمْقِ: الكتابة. ونَبَّقَ الكتاب: سَطره وكتبه. ابن
الأعرابي: أَنْبَقَ ونَبَقَ ونَبَّقَ كله إذا غرس شِراكاً واحداً من
الوادي. أبو عمرو: النَّبْقُ دقيق يخرج من لُبّ جِذْع النخلة حُلو يُقَوَّى
بالصَّفْر يُنْبَذُ فيكون نهاية في الجَودْة، ويقال لنبيذه الضَّرِيّ.
أبو زيد: إذا كانت الضرطة ليست بشديدة قيل أَنْبَق بها إنْباقاً، وكذلك
نَبّق بها أَي حَبَق حَبْقاً غير شديد. يقال: أَنبق إذا حَبَق بصوت،
وطَحْرَب بغير صوت، وإذا عظم الصوت قيل رَدَمَ.
الفراء: النُّباقِيّ مأْخوذ من النُّبَاقِ وهو الحُصاص الضعيف.
أبو زائدة وخترش: هو يَنْتَبقُ للكلام انْتباقاً ويَنْتَبِطُه أي
يستخرجه. الجوهري: ويقال انْباقَ علينا بالكلام أَي انبعث مثل انْباع؛ قال ابن
بري: صواب انْباقَ علينا أَن يذكر في فصل بوق كما ذكر فيه انْباقَتْ
عليهم بائِقةُ شرٍّ.
وبنو أبي نَبْقة: بُطين من بني الحرث. وذو نَبعقٍ: اسم موضع؛ قال
الراعي:تَبَيَّنْ خليلي، هل ترى من ظَعائنٍ
بذي نَبَقٍ، زالت بهنَّ الأَباعِرُ؟
لطف: اللَّطِيف: صفة من صفات اللّه واسم من أَسمائه، وفي التنزيل
العزيز: اللّه لطيف بعباده، وفيه: وهو اللطيف الخبير؛ ومعناه، واللّه أَعلم،
الرفيق بعباده. قال أَبو عمرو: اللطيف الذي يوصل إليك أَربك في رِفْق،
واللُّطفُ من اللّه تعالى: التوفيق والعِصمة، وقال ابن الأَثير في تفسيره:
اللَّطِيف هو الذي اجتمع له الرِّفق في الفعل والعلمُ بدقائق المصالح
وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه. يقال: لَطف به وله، بالفتح، يَلْطُف
لُطْفاً إذا رَفَقَ به. فأَما لَطُف، بالضم، يَلْطُف فمعناه صغُر ودقَّ. ابن
الأَعرابي: لَطف فلان يَلْطُف إذا رَفَق لُطْفاً، ويقال: لَطَف اللّه لك
أَي أَوْصَل إليك ما تُحِب برِفْق. وفي حديث الإفك: ولا أَرَى منه اللطف
الذي كنت أَعرفه أَي الرِّفق والبر، ويروى بفتح اللام والطاء، لغة فيه.
واللُّطْف واللَّطَف: البر والتَّكْرمة والتحَفِّي. لَطف به لُطْفاً
ولَطافة وأَلطَفه وأَلطفته: أَتحَفْته. وأَلطفه بكذا أَي بَرَّه به، والاسم
اللَّطَفُ، بالتحريك. يقال: جاءتنا لَطَفةٌ من فلان أَي هَدية. وهؤلاء لَطَف
فلان أَي أَصحابه وأَهله الذين يُلطفونه؛ عن اللحياني؛ قال أَبو ذؤيب:
ولا لَطَفٌ يَبْكي عليك نَصيح
حمل الوصف على اللفظ لأن لفظ لَطَف لفظ الواحد، فلذلك ساغ له وصف الجمع
بالواحد، وقد يجوز أَن يعنى بلَطَف واحد، وإن شئت جعلت اللَّطَف مصدراً
فيكون معناه ولا ذو لَطَف، والاسم اللُّطف. وهو لَطيف بالأَمر أَي رَفِيق،
وقد لَطَف به. وفي حديث ابن الصَّبْغاء: فاجْمَعْ له الأَحِبّة
الأَلاطِف؛ قال ابن الأَثير: هو جمع الأَلطف، أَفعل من اللُّطف الرِّفْق، قال:
ويروى الأَظالف، بالظاء المعجمة. واللَّطِيفُ من الأَجْرام والكلام: ما لا
خَفاء فيه، وقد لَطُفَ لَطافة، بالضم، أَي صغُر، فهو لَطِيف. وجارية
لطيفة الخَصْر إذا كانت ضامرة البطن. واللَّطِيفُ من الكلام: ما غَمُض معناه
وخَفي. واللُّطْف في العمل: الرفق فيه. ولَطُف الشيءُ يَلْطُف: صغر؛ وقول
أَبي ذؤيب:
وهمْ سبعة كعَوالي الرِّما
حِ، بِيضُ الوُجوهِ لِطافُ الأُزُرْ
إنما عنى أَنهم خِماص البطون لطافُ مواضِع الأُزر؛ وقول الفرزدق:
ولَلَّهُ أَدْنَى مِن وَرِيدي وأَلْطَفُ
إنما يريد وأَلطف اتِّصالاً. ولَطُف عنه: كصغُر عنه.
وأَلطف الرجلُ البعيرَ وأَلطف له أَدخل قضيبه في حياء الناقة؛ عن ابن
الأَعرابي، وذلك إذا لم يهتدِ لموضع الضِّراب. أَبو زيد: يقال للجمل إذا لم
يَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعي قضيبه في حيائها: قد أَخْلطه
إخْلاطاً وألطفه إلطافاً، وهو يُخْلِطه ويُلطِفه. واسْتخْلط الجمل
واسْتَلْطَف إذا فعل ذلك من تِلقاء نفسه وأَدخله فيها بنفسه، وأَخلط غيره. أَبو
صاعِد الكِلابيّ: يقال أَلطفت الشيء بجنبي واستلطفته إذا أَلصقته وهو ضد
جافيته عني؛ وأَنشد:
سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً، دونَ ريْطَتي
ودُونَ رِدائي الجَرْدِ، ذا شُطَبٍ عَضَْبا
والتلَطُّف للأَمر: الترفُّق له، وأُمٌّ لطِيفة بولدها تُلْطِفُ
إلطافاً.واللَّطَف أَيضاً من طُرَف التُّحَف: ما أَلطَفْت به أَخاك ليَعْرِفَ به
بِرَّك. والمُلاطَفة: المُبارَّة.
وأَبو لَطِيف: من كُناهم؛ قال عُمارة بن أَبي طَرفة:
فَصِلْ جَناحي بأَبي لَطِيف
سجلط: السِّجِلاّطُ، على فِعِلاَّلٍ: الياسَمِينُ، وقيل: هو ضرْب من
الثّياب، وقيل: هي ثياب صُوف، وقيل: هو النَّمَطُ يُغَطَّى به الهَوْدَجُ،
وقيل: هو بالرومية سِجِلاَّطُس. الفراء: السِّجِلاّطُ شيء من صوف تُلْقِيه
المرأَةُ على هَوْدَجِها، وقيل: هي ثياب مَوْشيّة كأَنَّ وشْيهَا خاتَم،
وهي زعموا رُومِيّة؛ قال حميد بن ثور:
تخَيَّرْنَ إِمّا أُرْجُواناً مُهَذَّبــاً،
وإِمّا سِجِلاَّطَ العِراقِ المُخَتَّما
أَبو عمرو: يقال للكساء الكُحْليّ سِجلاّطِيّ. ابن الأَعرابي: خَزٌّ
سِجِلاَّطِيٌّ إِذا كان كُحْلِيّاً. وفي الحديث: أُهْدِيَ له طَيْلَسانٌ من
خَزٍّ سِجِلاَّطيٍّ، قيل: هو الكُحْليُّ، وقيل: على لون السِّجلاّطِ، وهو
الياسَمِينُ، وهو أَيضاً ضرب من ثياب الكَتَّان ونمط من الصوف تلقيه
المرأَة على هَوْدَجِها. يقال: سِجِلاَّطِيٌّ وسِجلاَّطٌ كرُومِيٍّ
ورُومٍ.والسِّنْجِلاطُ: موضع، ويقال: ضَرْبٌ من الرَّياحِين؛ قال
الشاعر:أُحِبُّ الكَرائنَ والضَّوْمَرانَ،
وشُرْبَ العَتِيقةِ بالسِّنْجِلاط
سبت: السِّبْتُ، بالكسر: كلُّ جلدٍ مدبوغ، وقيل: هو المَدْبُوغ
بالقَرَظِ خاصَّةً؛ وخَصَّ بعضُهم به جُلودَ البَِقر، مدبوغة كانت أَم غيرَ
مدبوغة. ونِعالٌ سِبْتِيَّة: لا شعر عليها. الجوهري: السِّبْتُ، بالكسر، جلود
البقر المدبوغةُ بالقَرَظ، تُحْذَى منه النِّعالُ السِّبْتِيَّة. وخرَج
الحجاجُ يَتَوَذَّفُ في سِبْتِيَّتَيْنِ له. وفي الحديث: أَن النبي، صلى
الله عليه وسنلم، رأَى رجلاً يمشي بين القبور في نَعْلَيْه، فقال: يا صاحب
السِّبْتَيْنِ، اخْلَعْ سِبْتَيْكَ. قال الأَصمعي: السِّبْتُ الجِلْدُ
المدبوغُ، قال: فإِن كان عليه شعر، أَو صوف، أَو وَبَرٌ، فهو مُصْحَبٌ.
وقال أَبو عمرو: النعال السِّبْتِيَّة هي المدبوغة بالقَرَط. قال الأَزهري:
وحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، يَدُلّ على أَن السِّبْتَ ما لا شعر
عليه. وفي الحديث: أَن عُبَيْدَ بن جُرَيْج قال لابن عمر: رأَيْتُكَ
تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، فقال: رأَيتُ النبي، صلى الله عليه وسلم،
يَلْبَسُ النِّعال التي ليس عليها شعر، ويتوضأُ فيها، فأَنا أُحِبُّ أَن
أَلْبَسَها؛ قال: إِنما اعترض عليه، لأَنها نعال أَهل النعْمة
والسَّعَةِ. قال الأَزهري: كأَنها سُمِّيَتْ سِبْتِيَّةً، لأَِنَّ شعرها قد سُبِتَ
عنها أَي حُلِقَ وأُزِيلَ بعِلاج من الدباغ، معلوم عند دَبَّاغِيها. ابن
الأَعرابي: سميت النعال المدبوغة سِبْتِيَّة، لأَِنها انْسَبَتَت
بالدباغ أَي لانَتْ. وفي تسمية النعل المُتَّخَذَة من السِّبْت سِبْتاً اتساعٌ،
مثل قولهم: فلان يَلْبَسُ الصوفَ والقُطْنَ والإِبْرَيْسَمَ أَي الثياب
المُتَّخَذَة منها. ويروى: السِّبْتِيَّتَيْنِ، على النَّسب، وإِنما
أَمره بالخَلْع احْتراماً للمقابر، لأَِنه يمشي بينها؛ وقيل: كان بها قَذَر،
أَو لاخْتياله في مَشْيِه.
والسَّبْتُ والسُّباتُ: الدَّهْرُ.
وابْنا سُباتٍ: الليل والنهار؛ قال ابن أَحمر:
فكُنَّا وهم كابْنَيْ سُباتٍ تَفَرَّقا
سِوًى، ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيَا
قال ابن بري: ذكر أَبو جعفر محمد بن حبيب أَن ابْنَيْ سُباتٍ رجلانِ،
رأَى أَحدُهما صاحبَه في المنام، ثم انْتَبَه، وأَحدُهما بنَجْدٍ والآخر
بِتهامة. وقال غيره: ابنا سُبات أَخوانِ، مضى أَحدُهما إِلى مَشْرِقِ
الشمسِ لِيَنْظُرَ من أَين تَطْلُعُ، والآخر إِلى مَغْرِبِ الشمسِ لينظر أَين
تَغْرُبُ. والسَّبْتُ: بُرْهةٌ من الدهر؛ قال لبيد:
وغَنِيتُ سَبْتاً قبلَ مَجْرَى داحِسٍ،
لو كان، للنَّفْسِ اللَّجُوجِ، خُلودُ
وأَقَمْتُ سَبْتاً، وسَبْتَةً، وسَنْبَتاً، وسَنْبَتَةً أَي بُرْهةً.
والسَّبْتُ: الراحةُ.
وسَبَتَ يَسْبُتُ سَبْتاً: اسْتَراحَ وسَكَنَ. والسُّباتُ: نوم خَفِيّ،
كالغَشْيَةِ. وقال ثعلب: السُّباتُ ابتداءُ النوم في الرأْس حتى يبلغ
إِلى القلب. ورجل مَسْبُوتٌ، من السُّباتِ، وقد سُبِتَ، على ابن الأَعرابي؛
وأَنشد:
وتَرَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا،
قد هَمَّ، لما نام، أَنْ يموتا
التهذيب: والسَّبْتُ السُّباتُ؛ وأَنشد الأَصمعي:
يُصْبِحُ مَخْمُوراً، ويُمْسِي سَبْتا
أَي مَسْبُوتاً. والمُسْبِتُ: الذي لا يَتَحَرَّكُ، وقد أَسْبَتَ.
ويقال: سُبِتَ المريضُ، فهو مَسْبُوت.
وأَسْبَتَ الحَيَّةُ إِسْباتاً إِذا أَطْرَقَ لا يَتَحَرَّكُ، وقال:
أَصَمُّ أَعْمَى، لا يُجِيب الرُّقَى،
من طُولِ إِطْرَاقٍ وإِسْباتِ
والمَسْبُوتُ: المَيِّتُ والمَغْشِيُّ عليه، وكذلك العليل إِذا كان
مُلْقىً كالنائم يُغَمِّضُ عينيه في أَكثر أَحواله، مَسْبُوتٌ. وفي حديث عمرو
بن مسعود، قال لمعاوية: ما تَسْأَلُ عن شيخ نومُه سُباتٌ، وليلُه
هُباتٌ؟ السُّباتُ: نوم المريضِ والشيخِ المُسِنِّ، وهو النَّومةُ الخَفيفة،
وأَصْلُه من السَّبْتِ، الراحةِ والسُّكونِ، أَو من القَطْع وتَرْكِ
الأَعْمال.
والسُّباتُ: النَّومُ، وأَصْلُه الراحةُ، تقول منه: سَبَتَ يَسْبُتُ،
هذه بالضم وحدها. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: وجَعَلْنا نومَكم سُباتاً
أَي قِطَعاً؛ والسَّبْتُ: القَطْع، فكأَنه إِذا نام، فقد انقطع عن الناس.
وقال الزجاج: السُّباتُ أَن ينقطع عن الحركة، والروحُ في بدنه، أَي
جعلنا نومكم راحة لكم. والسَّبْتُ: من أَيام الأُسبوع، وإِنما سمي السابعُ من
أَيام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن الله تعالى ابتدأَ الخلق فيه، وقطع فيه
بعضَ خَلْق الأَرض؛ ويقال: أَمر فيه بنو إِسرائيل بقطع الأَعمال وتركها؛
وفي المحكم: وإِنما سمي سَبْتاً، لأَِن ابتداء الخلق كان من يوم الأَحد
إِلى يوم الجمعة، ولم يكن في السَّبْتِ شيء من الخلق، قالوا: فأَصبحتْ يومَ
السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قد تَمَّتْ، وانْقَطَع العملُ فيها؛ وقيل:
سمي بذلك لأَِن اليهود كانوا يَنْقَطِعون فيه عن العمل والتصرف، والجمع
أَسبُتٌ وسُبُوتٌ.
وقد سَبَتُوا يَسْبِتُون ويَسْبُتون، وأَسْبَتُوا: دخَلُوا في
السَّبْتِ. والإِسْباتُ: الدخولُ في السَّبْتِ. والسَّبْتُ: قيامُ اليهود بأَمر
سُنَّتِها. قال تعالى: ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم. وقوله تعالى:
وجعَلْنا الليلَ لباساً، والنَّوْمَ سُباتاً؛ قال: قَطْعاً لأَعْمالكم. قال:
وأَخطأَ من قال: سُمِّيَ السَبْتَ، لأَن الله أَمر بني إِسرائيل فيه
بالاستراحة؛ وخَلَق هو، عز وجل، السموات والأَرضَ في ستة أَيام، آخرها يوم
الجمعة، ثم استراح وانقطع العمل، فسمي السابعُ يوم السبت. قال: وهذا خطأٌ
لأَنه لا يُعلم في كلام العرب سَبَتَ، بمعنى اسْتَراح، وإِنما معنى سَبَتَ:
قَطَعَ، ولا يوصف الله، تعالى وتَقَدَّس، بالاستراحة، لأَنه لا يَتْعَبُ،
والراحة لا تكون إِلا بعد تَعَبٍ وشَغَلٍ، وكلاهما زائل عن الله تعالى،
قال: واتفق أَهل العلم على أَن الله تعالى ابتدأَ الخلق يوم السَّبْت،
ولم يَخْلُقْ يومَ الجمعة سماء ولا أَرضاً. قال الأَزهري: والدليل على صحة
ما قال، ما روي عن عبد الله بن عمر، قال: خلق الله التُّربةً يومَ
السَّبْت، وخلق الحجارة يوم الأَحد، وخلق السحاب يوم الاثنين، وخَلَق الكُرومَ
يوم الثلاثاء، وخلق الملائكة يوم الأَربعاء، وخلق الدواب يوم الخميس،
وخلق آدم يوم الجمعة فيما بين العصر وغروب الشمس. وفي الحديث: فما رأَينا
الشمسَ سَبْتاً؛ قيل: أَراد أُسبوعاً من السَّبْت إِلى السَّبْت، فأَطلق
عليه اسم اليوم، كما يقال: عشرون خريفاً، ويرادُ عشرون سنة؛ وقيل: أَراد
بالسَّبْتِ مُدَّةً من الأَزمان، قليلة كانت أَو كثيرة.
وحكى ثعلب عن ابن الأَعرابي: لا تَكُ سَبْتِيًّا أَي ممن يصوم السَّبْتَ
وحده.
وسَبَتَ عِلاوَتَه: ضَرَبَ عُنُقَه.
والسَّبْتُ: السير السريع؛ وأَنشد لحميد بن ثور:
ومَطْوِيَّةِ الأَقْرَابِ، أَما نَهارُها
فسَبْتٌ، وأَما ليلُها فزَمِيلُ
وسَبَتَت الناقةُ تَسْبِتُ سَبْتاً، وهي سَبُوتٌ. والسَّبْت: سَيْر فوق
العَنَقِ؛ وقيل: هو ضَرْبٌ من السَّيْر، وفي نسخة: سير الإِبل؛ قال
رؤْبة:يَمْشِي بها ذو المِرَّةِ السَّبُوتُ،
وهْوَ من الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ
والسَّبْتُ أَيضاً: السَّبْقُ في العَدْوِ. وفرس سَبْتٌ إِذا كان
جواداً، كثير العَدْو.
والسَّبْت: الحَلْقُ، وفي الصحاح: حلق الرأْس. وسَبَتَ رأْسَهُ وشعرَه
يسْبُتُه سَبْتاً، وسَلَتَه، وسَبَدَه: حَلَقَه؛ قال: وسَبَدَه إِذا
أَعْفَاه، وهو من الأَضدادِ. وسَبَتَ الشيءَ سَبْتاً وسَبَّتَه: قَطَعَه،
وخَصَّ به اللحياني الأَعناقَ. وسَبَتَت اللُّقْمةُ حَلْقي وسَبَتَّتْه:
قَطَعَتْه،والتخفيف أَكثر.
والسَّبْتاء من الأَرض: كالصَّحْراء، وقيل: أَرض سَبْتاء، لا شجر فيها.
أَبو زيد: السَّبْتاء الصحراء، والجمع سَباتي وسباتى. وأَرضٌ سَبْتاء:
مُستَوِية. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبة: جَرَى فيها كلها الإِرْطابُ.
وانْسَبَتَ الرُّطَبُ: عَمَّه كلَّه الإِرْطابُ. ورُطَبٌ مُنسبِتٌ عَمَّه
الإِرْطابُ. وانْسَبَتَتِ الرُّطَبَةُ أَي لانَتْ. ورُطَبةٌ مُنْسَبِتَةٌ أَي
لَيِّنة؛ وقال عنترة:
بَطَلٌ كأَنَّ ثِبابَه في سَرْحَةٍ،
يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ، ليس بتَوأَمِ
مدحه بأَربع خصال كرام: إِحداها أَنه جعله بطلاً أَي شجاعاً، الثانية
أَنه جعله طويلاً، شبهه بالسَّرْحة، الثالثة أَنه جعله شريفاً، للُبْسه
نِعالَ السِّبْتِ، الرابعة أَنه جعله تامَّ الخَلْق نامياً، لأَِن
التَّوْأَم يكون أَنْقَصَ خَلْقاً وقوَّة وعَقْلاً وخُلُقاً. والسَّبْتُ: إِرسال
الشعر عن العَقْصِ. والسُّبْتُ والسَّبْتُ: نَبات شِبْه الخِطْمِيِّ،
الأَخيرة عن كراع؛ أَنشد قُطْرُبٌ:
وأَرْضٍ يَحارُ بها المُدْلِجُونْ،
تَرَى السُّبْتَ فيها كرُكنِ الكَثِيبْ
وقال أَبو حنيفة: السِّبِتُ نبت، معرَّب من شِبِتٍّ؛ قال: وزعم بعض
الرواة أَنه السَّنُّوتُ.
والسَّبَنْتَى والسَّبَنْدَى: الجَرِيء المُقْدِم مِن كل شيء، والياء
للإِلحاق لا للتأْنيث، أَلا ترى أَن الهاء تلحقه والتنوين، ويقال:
سَبَنْتاة وسَبَنْداة؟ قال ابن أَحمر يصف رجلاً:
كأَنَّ الليلَ لا يَغْسُو عليه،
إِذا زَجَرَ السَّبَنْتَاةَ الأَمُونَا
يعني الناقة. والسَّبَنْتَى: النَّمِرُ، ويُشْبِهُ أَن يكونَ سمي به
لجُرْأَتِه؛ وقيل: السَّبَنْتَى الأَسَدُ، والأُنثى بالهاء؛ قال الشماخ يرثي
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
جَزَى اللهُ خيراً من إِمامٍ، وباركَتْ
يَدُ الله في ذاكَ الأَدِيمِ المُمَزَّقِ
وما كنتُ أَخْشَى أَن تكونَ وفَاتُه
بكَفَّيْ سَبَنْتَى، أَزْرَقِ العَيْنِ، مُطْرِقِ
قال ابن بري: البيت لمُزَرِّدٍ
(* قوله «البيت لمزرد» تبع في ذلك أَبا
رياش. قال الصاغاني وليس له أَيضاً. وقال أَبو محمد الأَعرابي انه لجزء
أَخي الشماخ وهو الصحيح. وقيل ان الجن قد ناحت عليه بهذه الآيات.)، أَخي
الشَّماخ. يقول: ما كنتُ أَخْشَى أَن يقتله أَبو لؤلؤة، وأَن يَجْتَرِئَ
على قتله. والأَزْرَقُ: العَدُوُّ، وهو أَيضاً الذي يكون أَزْرَقَ العين،
وذلك يكون في العَجَم. والمُطْرِقُ: المُسْتَرْخي العين.
وقيل: السَّبَنْتَاة اللَّبُؤَةُ الجَريئة؛ وقيل: الناقة الجَريئة
الصدر، وليس هذا الأَخير بقوي، وجمعها سَبانتُ، ومن العرب من يجمعها سَباتَى؛
ويقال للمرأَة السَّلِيطة: سَبَنْتَاة؛ ويقال: هي سَبَنْتَاةٌ في جِلْدِ
حَبَنْداة.
حشم: الحِشْمَةُ: الحَياءُ والانْقِباضُ، وقد احْتَشَمَ عنه ومنه، ولا
يقال احْتَشَمَهُ. قال الليث: الحِشْمَةُ الانقباض عن أَخيك في المَطْعَمِ
وطلبِ الحاجةِ؛ تقول: احْتَشَمْتَ وما الذي أَحْشَمَكَ، ويقال حَشَمَكَ،
فأَما قول القائل: ولم يَحْتَشِمْ ذلك فإنه حذف مِنْ وأَوصل الفعلَ.
والحِشْمَةُ والحُشْمَةُ: أَن يجلس إليك الرجل فتؤذِيَهُ وتُسْمِعَهُ ما
يَكْرَهُ، حَشَمَه يَحْشِمُهُ ويَحْشُمُه حَشْماً وأَحْشَمَهُ. وحَشَمْتُه:
أَخجلته، وأَحْشَمْتُهُ: أَغضبته. قال ابن الأَثير: مذهب ابن الأَعرابي
أَن أَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه أَخجلته، وغيره يقول: حَشَمْتُه
وأَحْشَمْتُه أَغضبته، وحَشَمْتُه وأَحْشَمتُه أَيضاً أَخْجَلْتُه. ويقال
للمُنْقَبِض عن الطعام: ما الذي حَشَمَكَ وأَحْشَمكَ، من الحِشْمَةِ وهي
الاستحياء. قال أَبو زيد: الإبَةُ الحَياء، يقال: أَوْأَبْتُه فاتّأَبَ أَي
احتشم. وروي عن ابن عباس أَنه قال: لكل داخلٍ دَهشةٌ فابْدَؤُوه
بالتَّحِيَّةِ، ولكل طاعم حشْمَةٌ
فابدؤوه باليمين، وأَنشد ابن بري لكُثَيِّر في الاحتِشام بمعنى
الاستحياء:
إنِّي، مَتى لم يَكُنْ عَطاؤهما
عندي بما قد فَعَلْتُ، أَحْتَشِمُ
وقال عنترة:
وأَرى مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَيتُها،
فيَصُدُّني عنها كثيرُ تَحَشُّمِي
وقال ساعدة:
إن الشَّبابَ رِداءٌ مَنْ يَزِنْ تَرَهُ
يُكْسَى جَمالاً ويُفْسِدْ غير مُحتَشِم
(* قوله «إن الشباب رداء إلى آخر البيت» هكذا هو موجود بالأصل).
وفي الحديث حديث عليّ في السارق: إني لأَحْتَشِمُ أَن لا أَدَعَ له يداً
أَي أَستحي وأَنقبص. والحِشْمةُ: الاستحياء. وهو يَتَحَشَّم المَحارم
أَي يتوقاها.
وحَشِمَ حَشَماً: غضب. وحَشَمهُ يَحْشِمُه حَشْماً وأَحْشمهُ: أَغضبه؛
وأَنشدوا في ذلك:
لَعَمْرُكَ إنَّ قُرْصَ أَبي خُبَيْب
بطيء النُّضْج، مَحْشوم الأكيل
أَي مُغْضَب، والإسم الحِشْمة، وهو الاستحياء والغضب أَيضاً. وقال
الأَصمعي: الحِشْمَةُ إنما هو بمعنى الغضب لا بمعنى الاستحياء. وحكي عن بعض
فُصَحاء العرب أَنه قال: إن ذلك لمما يُحْشِمُ بني فلان أَي يغضبهم،
واحْتَشَمْتُ واحْتَشَمْتُ منه بمعنى؛ قال الكميت:
ورأَيتُ الشَّريفَ في أَعْيُنِ النَّا
س وَضِيعاً، وقَلَّ منه احْتِشامي
والاحْتِشامُ: التَّغَضُّبُ. وحَشَمْتُ فلاناً وأَحْشمْتُه أَي أَغضبته.
وحُشْمَةُ الرجل وحَشَمُهُ وأَحْشامُهُ: خاصَّتُهُ الذين يغضبون له من
عبيدٍ أَو أَهلٍ أَو جِيرةٍ إذا أصابه أَمر. ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي
أَن الحَشَمَ واحدٌ
وجمع، قال: يقال هذا الغلام حَشَمٌ لي، فأُرى أَحْشاماً إنما هو جمع هذا
لأَن جمع الجمع وجمع المفرد الذي هو في معنى الجمع غير كثير. وحَشَمُ
الرجل أَيضاً: عياله وقرابته. الأَزهري: والحَشَمُ خَدَمُ الرجل، وسُمُّوا
بذلك لأنهم يغضبون له. والحُشْمَةُ، بالضم: القرابة. يقال: فيهم حُشْمَةٌ
أَي قرابة. وهؤلاء أَحشامي أَي جيراني وأَضيافي. وقال أَبو عمرو: قال
بعض العرب إنه لمُحْتَشمِ بأمري أَي مُهْتَمّ به. وقال يونس: له الحُشْمةُ
الذِّمامُ، وهي الحُشْمُ
(* قوله «وهي الحشم» وكذلك قوله بعد «الحشمة
والحشم» كذا هو بضبط الأصل)، قال: وبعضهم يقول الحُشْمَة والحَشَمُ، وإِني
لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً أَي أَتَذَمَّمُ وأَستحي. ابن الأَعرابي:
الحُشُمُ ذوو الحياء التام، والحُسُمُ، بالسين، الأَطِبَّاء، والحشم
الاستحياء
(*قوله «والحشم الاستحياء» كذا بالأصل بدون ضبط، وفي نسخة من التهذيب
غير موثوق بها مضبوط بالتحريك، لكن الذي في القاموس: التحشم الاستحياء).
والحُشُمُ: المماليك. والحُشُم: الأَتباع، مماليكَ كانوا أَو أَحراراً.
وفي حديث الأَضاحي: فشكَوْا إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن لهم
عيالاً وحَشَماً؛ الحَشَمُ، بالتحريك: جماعة الإنسان اللاَّئذون به
لخدمته. والحُشومُ: الإقبال بعد الهزال؛ حَشَمَ يَحْشِمُ حُشوماً: أَقبل بعد
هزال، ورجل حاشِمٌ. وحَشَمَتِ الدوابُّ في أَول الربيع تَحْشِمُ حَشْماً:
وذلك إذا أَصابت منه شيئاً فصَلَحَتْ وسَمِنَتْ وعظمت بطونها وحَسُنَتْ.
وحَشَمَتِ الدوابُّ: صاحَتْ. وما حَشَمَ من طعامه شيئاً أَي ما أَكل.
وغَدَوْنا نُريغُ الصيد فما حَشَمْنا صافراً أَي ما أَصبنا. يونس: تقول العرب
الحُسُومُ يورث الحُشُومَ، قال: والحُسُومُ الدُّؤُوب، والحُشُوم
الإعْياء؛ وقال في قول مُزاحم:
فَعنَّتْ عُنوناً، وهي صَغْواءُ، ما بها،
ولا بالخَوافي الضَّارباتِ، حُشُومُ
أَي إعياء؛ وقد حُشِم حَشْماً. وقال الأَصمعي: في يديه حُشُومٌ أي
انقباض، وروى البيت:
ولا بالخوافي الخافقاتِ حُشوم
ورجل حَشِيمٌ أي مُحْتَشِمٌ.