من (ن ك ش) مثنى منكشــي: نسبة إلى منكش.
من (ن ك ش) مثنى منكشــي: نسبة إلى منكش.
نكش: النَّكْشُ: شِبْهُ الأَتْيِ على الشيء والفراغ منه. ونَكَشَ الشيءَ
يَنْكِشُه ويَنْكُشُه نَكْشاً: أَتى عليه وفرغ منه. يقول: انتَهَوْا
إِلى عُشْبٍ فنَكَشُوه، يقول: أَتَوْا عليه وأَفْنَوْه. وبَحُر لا يُنْكَشُ:
لا يُنْزَف، وكذلك البئر. ونَكَشْتُ البئر أَنْكِشُها، بالكسر، أَي
نَزفْتها؛ ومنه قولهم: فلان بحر لا يُنْكَشُ، وعنده شجاعة ما تُنْكَشُ. وقال
رجل من قريش في علي بن أَبي طالب، رضي اللَّه عنه: عنده شجاعة ما
تُنْكَشُ، فاستعاره في الشجاعة، أَي ما تُسْتخرج ولا تُنْزف لأَنها بعيدةُ
الغايةِ، يقال: هذه بئر ما تُنْكَش أَي ما تُنْزح. وتقول: حَفَرُوا بِئْراً
فما نَكَشُوا منها بعيداً أَي ما فرَغُوا منها؛ قال أَبو منصور: لم
يُجَوِّد الليثُ في تفسير النَّكش. والنَّكْشُ: أَن تَسْتَقِيَ من البئر حتى
تُنْزَحَ. ورجل مِنْكَشٌ: نَقّابٌ عن الأُمور.
كشح: الكَشْحُ: ما بين الخاصرة إِلى الضِّلَعِ الخَلف، وهو من لَدُن
السرة إِلى المَتْن؛ قال طَرَفَةُ:
وآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً
لعَضْبٍ، رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ، مُهَنَّدِ
قال الأَزهري: هما كَشْحانِ وهو موقِع السيف من المُتَقَلَّد؛ وفي حديث
سعد: إِن أَميركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دقيق الخَصْرين؛ قال ابن
سيده: وقيل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك؛
وقيل: الكَشْحُ ما بين الحَجَبَة إِلى الإِبط؛ وقيل: هو الخَصْر؛ وقيل: هو
الحشى، والكَشْحُ: أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ؛ وقيل: إِن الكَشْحَ من الجسم
إِنما سمي بذلك لوقوعه عليه، وجمع كل ذلك كُشوح لا يُكَسَّر إِلاَّ عليه؛
قال أَبو ذؤَيب:
كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّسا
ءِ، يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا
(* قال أبو سعيد السكري جامع أشعار الهذليين: الكشح وشاح من ودع فأراد
كأن الظباء في بياضها ودع يطفون فوق ذرى الماء وجنوح مائلة، شبه الظباء
وقد ارتفعن في هذا السيل بكشوح النساء عليهن الودع، ثم قال: وكانت الأوشحة
تعمل من ودع أبيض اهـ. القاموس.)
شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع.
وكَشِحَ كَشَحاً: شَكا كَشْحَه. والكَشَحُ: داء يصيب الكَشْحَ. وكَوى
كَشْحَه على أَمر: استمر عليه؛ وكذلك الذاهب القاطع الرحم؛ قال:
طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا،
لبَيْنٍ منكَ، ثم غَدا صُراحا
وكذلك إِذا عاداك وفاسَدَك، يقال: طوى كَشْحاً على ضِغْن إِذا أَضمره؛
قال زهير:
وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتكِنَّةٍ،
فلا هو أَبْداها، ولم يَتَجَمْجَمِ
والكاشِحُ: المتولي عنك بِوُدّه. ويقال: طَوى فلانٌ كَشْحَه إِذا قطعك
وعاداك؛ ومنه قول الأَعشى:
وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا
قال الأَزهري: يحتمل قوله وكان طوى كَشْحاً أَي عزم على أَمر واستمرت
عزيمته. ويقال: طوى كشحه عنه إِذا أَعرض عنه. وقال الجوهري: طويتُ كَشْحي
على الأَمر إِذا أَضمرته وسترته.
والكاشحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ. والكاشح: الذي يضمر لك العداوة. يقال:
كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بمعنًى. قال ابن سيده: والكاشح العدوّ
الباطنُ العداوة كأَنه يطويها في كَشْحه، أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض
عنك بوجهه، والاسم الكُشاحة. وفي الحديث: أَفضل الصدقة على ذي الرَّحِم
الكاشِحِ؛ الكاشح: العدوُّ الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشْحه أَي
باطنه. والكَشْحُ: الخَصْر. والذي يَطْوي عنك كَشْحَه ولا يأْلفك. وسمي
العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلاَّك كَشْحَه وأَعرض عنك؛ وقيل: لأَنه يَخْبَأُ
العداوة في كَشْحه وفيه كَبِدُه، والكَبِدُ بيت العداوة والبَغْضاء؛ ومنه قيل
للعدوّ: أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ؛ وكاشَحه بالعداوة
مكاشحة وكِشاحاً. قال المُفَضَّل: الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ،
وهو الفأْس. والكُشاحة: المُقاطعة. وكَشَحَت الدابةُ إِذا أَدخلت ذنبها
بين رجليها؛ وأَنشد:
يأْوي، إِذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها،
سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُوقُ
الأَزهري: كَشَحَ عن الماء إِذا أَدبر به. وكَشَحَ القومُ عن الماء
وانْكَشَحوا إِذا ذهبوا عنه وتفرّقوا. ورجل مَكْشُوحٌ: وُسِمَ بالكِشاح في
أَسفل الضلوع. والكِشاحُ: سِمَةٌ في موضع الكَشْح.
وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه: وَسَمَه هنالك، التشديد عن كراع.
والكَشْحُ: الكَيُّ بالنار؛ وإِبل مُكَشَّحة ومُحَنَّبة
(* قوله «وابل
مكشحة ومحنبة» أي أصابها الكشح والخب بالتحريك.). قال الجوهري: والكَشَحُ،
بالتحريك، داء يصيب الإِنسانَ في كَشْحِه فيُكْوى. وقد كُشِحَ الرجلُ
كَشْحاً إِذا كُوِيَ منه، ومِنه سمي المَكْشُوحُ المراديّ.
وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً: قشره. ومَرَّ فلانٌ يَكْشَح القومَ ويَشُلُّهم
ويَشْحَنُهم أَي يُفَرِّقُهم ويطردهم.
كشش: كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو صوت جلدها إِذا حكَّت
بعضَها ببعض، وقيل: الكَشيشُ للأُنثى من الأَساوِد، وقيل: الكَشِيشُ
للأفعى، وقيل: الكَشِيشُ صوتٌ تخرجه الأَفعى من فيها؛ عن كراع، وقيل: كَشِيشُ
الأَفْعى صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِيحُها، وقد كَشَّت
تَكِشّ، وكَشْكَشَت مثله. وفي الحديث: كانت حيّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا
يَدْنو منها أَحدٌ ِْلا كَشَّت وفتَحَت فاها. وتَكاشَّت الأَفاعي: كَشَّ
بعضُها في بعض. والحيّات كلها تكِشّ غير الأُسود، فإِنه يَنْبَحُ
ويَصْفِر ويَصيح؛ وأَنشد:
كأَنَّ صوتَ شَخْبِها المُرْفَضِّ
كَشِيشُ أَفْعى أَجْمَعَتْ بِعَضِّ،
فهي تَحُكُّ بعضَها بِبَعْضِ
أَبو نصر: سمعت فَحِيحَ الأَفعى وهو صوتها من فمها،وسمعت كَشِيشَها
وفَشِيشَها وهو صوت جلدها. وروى أَبو تراب في باب الكاف والفاء: الأَفعى
تَكِشُّ وتَفِشُّ، وهو صوتها من جلدها، وهو الكَشِيشُ والفَشَيشُ، والفَحِيحُ
صوتُها من فيها، وقيل لابنة الخُسّ: أَيُلْقِح الرَّبَاعْ؟ فقالت: نعم
برُحْب ذِراعُ، وهو أَبو الرَّبَاعْ، تكاشُّ من حِسِّه الأَفاعُ. وكَشَّ
الضبُّ والوَرَلُ والضفْدعُ يَكِشُّ كَشِيشاً: صوّتَ. وكَشَّ البَكْرُ
يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو دون الهَدْر؛ قال رؤبة:
هَدَرْتُ هَدْراً ليس بالكَشِيشِ
وقيل: هو صوت بين الكَتِيتِ والهَدِير. وقال أَبو عبيد: إِذا بلغ
الذكَرُ من الإِبل الهَدِير فَأَوَّلهُ الكَشِيشُ، وإِذا ارتفع قليلاً قيل:
كتَّ يكِتُّ كَتِيتاً، فإِذا أَفْصح بالهَدِير قيل: هَدَرَ هَدِيراًْ فإِذا
صفا صوتُه ورَجَّع قيل: قَرْقَر. وفي حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه:
كأَني أَنْظُرُ إِليكم تكِشُّون كَشِيشَ الضِّبَاب؛ هو من هدير الإِبل؛
وبَعِير مِكْشاشٌ؛ قال العَنْبَريّ:
في العَنْبَرِيِّين ذَوِي الأَرْياشِ،
يَهْدِرُ هَدْراً ليس بالمِكْشاشِ
وقال بعضُ قيسٍ: البَكْرُ يَكِشُّ ويَفِشُّ وهو صوته قبل أَن يهْدِر،.
وكَشَّت البقرةُ: صاحَتْ. وكَشِيشُ الشرابِ: صوتُ غَلَيانِه. وكَشَّ
الزَّنْدُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: سمعت له صوتاً خَوَّاراً عند خروج نارِه.
وكشت الجَرَّةُ: غَلَتْ؛ قال: يا حَشراتِ القاع من جُلاجِلِ،
قد نَشَّ ما كَشَّ من المَرَاجِلِ
يقول: قد حانَ إِدْراكُ نَبِيذي وأَن أَتَصَيَّدَكُنَّ فآكُلَكُنَّ على
ما أَشْرب منه. والكَشْكَشَةُ: كالكَشِيشِ.
والكَشْكَشَةُ: لغة لربِيعة، وفي الصحاح: لبني أَسد، يجعلون الشين مكان
الكاف، وذلك في المؤَنث خاصة، فيقولون عَلَيْشِ ومِنْشِ وبِشِ؛ وينشدون:
فَعَيناشِ عَيْناها، وجِيدُشِ جِيدُها،
ولكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِيقُ
وأَنشد أَيضاً:
تَضْحَكُ مني أَن رأَتني أَحْتَرِشْ،
ولو حَرَشْتِ لكشَفْتُ عن حِرِش
ومنهم من يزيد الشين بعد الكاف فيقول: عَلَيكِشْ وإِليكِشْ وبِكِشْ
ومِنْكِشْ، وذلك في الوقف خاصة، وإِنما هذا لِتَبِين كسرةُ الكاف فيؤَكد
التأْنيث، وذلك لأَن الكسرة الدالة على التأْنيث فيها تَخْفى في الوقف
فاحتاطوا للبيان بأَن أَبْدلُوها شيناً، فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَيان الحركة،
ومنهم من يُجْري الوصل مُجْرى الوقف فيبدل فيه أَيضاً؛ وأَنشدوا
للمجنون:فعيناش عيناها وجِيدُشِ جِيدُها
قال ابن سيده: قال ابن جني وقرأْت على أَبي بكر محمد بن الحسن عن أَبي
العباس أَحمد بن يحيى لبعضهم:
عَلَيَّ فيما أَبْتَغِي أَبْغِيشِ،
بَيْضاء تُرْضِيني ولا تَرِْضيشِ
وتَطَّبِي وُدَّ بني أَبِيشِ،
إِذا دَنَوْتِ جَعَلَت تَنْئًّيشِ
وإِن نَأَيْتِ جَعَلَتْ تُدْنيشِ،
وإِن تَكَلَّمْتِ حَثَتْ في فِيشِ،
حتى تَنِقِّي كنَقِيقِ الدِّيشِ
أَبْدَل من كاف المؤَنث شِيناً في كل ذلك وشبَّه كاف الدِّيكِ لكسرتِها
بكاف المؤنث، وربما زادوا على الكاف في الوقف شيناً حِرْصاً على البيان
أَيضاً، قالوا: مررت بِكِشْ وأَعْطَيْتُكِشْ، فإِذا وصلوا حذفوا الجميع،
وربما أَلحَقُوا الشينَ فيه أَيضاً. وفي حديث معاوية: تَيَاسَرُوا عن
كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون:
أَبُوشِ وأُمُّشِ، وزادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا: مررت بكِشْ، كما
تفعل تميم.
والكُشَّةُ: الناصيةُ أَو الخُصْلةُ من الشعر. وبَحْرٌ لا يُكَشْكِشُ
أَي لا يُنْزَحُ، والأَعْرَفُ لا يَنْكَشُّ.
والكُشُّ: ما يُلْقح به النخلُ؛ وفي التهذيب عن ابن الأَعرابي: الكُشُّ
الحِرْقُ الذي يُلْقَح به النخلُ.
صحر: الصَّحْراء من الأَرض: المُستوِيةُ في لِينٍ وغِلَظ دون القُفِّ،
وقيل: هي الفَضاء الواسع؛ زاد ابن سيده: لا نَبات فيه. الجوهري: الصَّحراء
البَرِّيَّة؛ غير مصروفة وإِن لم تكن صفة، وإِنما لم تصرف للتأْنيث
ولزوم حرف التأْنيث لها، قال: وكذلك القول في بُشرى. تقول: صَحْراءُ واسعة
ولا تقل صَحْراءَة فتدخل تأْنيثاً على تأْنيث. قال ابن شميل: الصَّحْراء من
الأَرض مثل ظهر الدابة الأَجْرَد ليس بها شجر ولا إِكام ولا جِبال
مَلْساء. يقال: صحراء بَيِّنة الصَّحَر والصُّحْرَة.
وأَصْحَر المكانُ أَي اتَّسع. وأَصْحَرَ. الرجل: نزل الصحراء. وأَصْحَرَ
القوم: برزوا في الصَّحْراء، وقيل: أَصْحَرَ الرجل إِذا . . .
(* هكذا
بياض بالأصل). كأَنه أَفضى إِلى الصَّحْراء التي لا خَمَرَ بها فانكشف.
وأَصْحَرَ القوم إِذا برزوا إِلى فضاء لا يُوارِيهم شيء. وفي حديث أُم سلمة
لعائشة: سَكَّن الله عُقَيراكِ فلا تُصْحِرِيها؛ معناه لا تُبْرِزِيها
إِلى الصَّحْراء؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في هذا الحديث متعدِّياً على
حذف الجار وإِيصال الفعل فإِنه غير متعدّ، والجمع الصَّحارى والصَّحارِي،
ولا يجمع على صُحْر لأَنه ليس بنعت. قال ابن سيده: الجمع صَحْرَاوَات
وصَحارٍ، ولا يكسَّر على فُعْل لأَنه وإِن كان صفة فقد غلب عليه الاسم. قال
الجوهري: الجمع الصَّحارِي والصَّحْراوات، قال: وكذلك جمع كل فعلاء إِذا
لم يكن مؤنث أَفْعَلَ مثل عَذْراء وخَبْراء ووَرْقاء اسم رجل، وأَصل
الصَّحارِي صَحارِيّ، بالتشديد، وقد جاء ذلك في الشرع لأَنك إِذا جمعت
صَحْراء أَدخلت بين الحاء والراء أَلفاً وكسرت الراء، كما يُكسر ما بعد أَلِف
الجمع في كل موضع نحو مساجد وجَعافِر، فتنقلب الأَلف الأُولى التي بعد
الراء ياءً للكسرة التي قبلها، وتنقلب الأَلف الثانية التي للتأْنيث أَيضاً
ياء فتدغَم، ثم حذفوا الياء الأُولى وأَبدلوا من الثانية أَلفاً فقالوا
صَحارى، بفتح الراء، لتسلم الأَلف من الحذف عند التنوين، وإِنما فعلوا
ذلك ليفرقوا بين الياء المنقلبة من الأَلف للتأْنيث وبين الياء المنقلبة من
الأَلف التي ليست للتأْنيث نحو أَلِفِ مَرْمًى ومغزًى، إِذ قالوا
مَرَامِي ومَغازِي، وبعض العرب لا يحذف الياءَ الأُولى ولكن يحذف الثانية فيقول
الصَّحارِي بكسر الراء، وهذه صَحارٍ، كما يقول جَوارٍ. وفي حديث علي:
فأَصْحِرْ لعدُوّك وامْض على بَصِيرَتِك أَي كُنْ من أَمره على أَمرٍ واضح
منكَشِــف، من أَصْحَر الرجل إِذا خرج إِلى الصَّحراء. قال ابن الأَثير:
ومنه حديث الدعاء: فأَصْحِرْ بِي لغَضَبك فَريداً. والمُصاحِرُ: الذي يقاتل
قِرْنه في الصَّحراء ولا يُخاتِلُه.
والصُّحْرة: جَوْبة تَنْجاب في الحرَّة وتكون أَرضاً ليِّنة تُطِيف بها
حجارة، والجمع صُحَرٌ لا غير؛ قال أَبو ذؤيب يصف يرَاعاً:
سَبِيٌّ من يَراعَتِه نَفاهُ
أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ وَلُوبُ
قوله سَبِيّ أَي غريب. واليَراعَة ههنا: الأَجَمَة. ولَقِيته صَحْرَةَ
بَحْرَةَ إِذا لم يكن بينك وبينه شيء، وهي غير مُجْراةٍ، وقيل لم
يُجْرَيَا لأَنهما اسمان جعلا اسماً واحداً. وأَخبره بالأَمر صَحْرَةَ بَحْرَةَ،
وصَحْرَةً بَحْرَةً أَي قَبَلا لم يكن بينه وبينه أَحد.
وأَبرز له ما في نفسه صَحَاراً: كأَنه جاهره به جِهاراً. والأَصْحَرُ:
قريب من الأَصهَب، واسم اللَّوْن الصَّحَرُ والصُّحْرَةُ، وقيل: الصَّحَرُ
غُبرة في حُمْرة خفيفة إِلى بياض قليل؛ قال ذو الرمة:
يَحْدُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجةً،
صُحْرَ السَّرابِيل في أَحْشائها قَبَبُ
وقيل: الصُّحْرة حمرة تضرِب إِلى غُبرة؛ ورجل أَصْحَر وامرأَة صَحْراء
في لونها. الأَصمعي: الأَصْحَرُ نحو الأَصْبَح، والصُّحْرة لَوْن
الأَصْحَر، وهو الذي في رأْسه شُقرة.
واصْحارَّ النبْت اصْحِيراراً: أَخذت فيه حمرة ليست بخالصة ثم هاج
فاصفرَّ فيقال له: اصْحارَّ. واصحارَّ السُّنْبُل: احمرَّ، وقيل: ابيضَّت
أَوائله. وحِمار أَصْحَرُ اللون، وأَتان صَحُورٌ: فيها بياض وحمرة، وجمعه
صُحُر، والصُّحْرة اسم اللَّوْن، والصَّحَر المصدر.
والصَّحُور أَيضاً: الرَّمُوح يعني النَّفُوحَ برجلها.
والصَّحِيرة: اللَّبَن الحلِيب يغلى ثم يصب عليه السمن فيشرب شرباً،
وقيل: هي مَحْض الإِبل والغنم ومن المِعْزَى إِذا احتيج إِلى الحَسْوِ
وأَعْوَزَهُمُ الدقيق ولم يكن بأَرضهم طَبَخُوه ثم سَقَوْه العَليل حارّاً؛
وصَحَره يَصْحَره صَحْراً: طبخه، وقيل: إِذا سُخِّن الحليب خاصة حتى يحترق،
فهو صَحِيرة، والفِعْل كالفعل، وقيل: الصَّحِيرة اللبن الحليب يسخن ثم
يذرُّ عليه الدقيق، وقيل: هو اللبن الحليب يُصْحَر وهو أَن يلقى فيه
الرَّضْفُ أَو يجعل في القِدْر فيغلى فيه فَوْرٌ واحد حتى يحترق، والاحتراق
قبل الغَلْي، وربما جعل فيه دقيق وربما جعل فيه سمن، والفعل كالفعل، وقيل:
هي الصَّحِيرة من الصَّحْرِ كالفَهِيرة من الفِهْر.
والصُّحَيْراء، ممدود على مثال الكُدَيْراء: صِنْف من اللبن؛ عن كراع،
ولم يُعيِّنه.
والصَّحِير: من صوْت الحمير، صَحَر الحمار يَصْحَر صَحِيراً وصُحَاراً،
وهو أَشد من الصَّهِيل في الخيل. وصُحار الخيل: عرَقها، وقيل: حُمَّاها.
وصَحَرته الشمس: آلَمَتْ دِماغه.
وصُحْرُ: اسم أُخت لُقْمان بن عاد. وقولهم في المثل: ما لي ذَنْب إِلاَّ
ذنب صُحْرَ؛ هو اسم امرأَة عُوقبت على الإِحسان؛ قال ابن بري: صُحُرُ هي
بنت لقمان العادي وابنه لُقَيم، بالميم، خرجا في إِغارة فأَصابا إِبلاً،
فسبق لُقَيم فأَتى منزله فنحرت أُخته صُحْرُ جَزُوراً من غَنيمته وصنعت
منها طعاماً تتحِف به أَباها إِذا قدِم، فلما قدِم لُقْمان قدَّمت له
الطعام، وكان يحسُد لقيماً، فَلَطَمَهَا ولم يكن لها ذنب. قال: وقال ابن
خالَوْيهِ هي أُخت لقمان بن عاد، وقال: إِنَّ ذنبها هو أَن لقمان رأَى في
بيتها نُخامة في السَّقْف فقتلها، والمشهور من القولين هو الأَول.
وصُحَارٌ: اسم رجل من عبد القَيْس؛ قال جرير:
لقيت صُحارَ بني سِنان فيهم
حَدَباً كأَعصلِ ما يكون صُحار
ويروي: كأَقْطَمِ ما يكون صُحار. وصُحار: قبيلة. وصُحار: مدينة عُمَان.
قال الجوهري: صُحار، بالضم، قَصَبَة عُمان مما يلي الجبل، وتُؤَام
قَصَبتها مما يلي السَّاحل. وفي الحديث: كُفِّن رسولُ الله، صلى الله عليه
وسلم، في ثَوْبَيْن صُحَارِيَّيْنِ؛ صحار: قرية باليمن نُسِب الثوبُ إِليها،
وقيل: هو من الصُّخْرة من اللَّوْن، وثَوْب أَصْحَر وصُحارِيّ. وفي حديث
عثمان: أَنه رأَى رجلاً يقطَع سَمُرة بِصُحَيرات اليَمام؛ قال ابن
الأَثير: هو اسم موضع، قال: واليَمام شَجرَ أَو طير.
والصُّحَيرات: جمعٌ مصغر واحده صُحْرة،. وهي أَرض لَيِّنة تكون في وسط
الحرَّة. قال: هكذا قال أَبو موسى وفَسَّر اليَمام بشجر أَو طير، قال:
فأَما الطير فصحيح، وأَما الشجر فلا يُعرف فيه يّمام، بالياء، وإِنما هو
ثُمام، بالثاء المثلثة، قال: وكذلك ضبطه الحازِمي قال: هو صُحَيْرات
الثُّمَامة، ويقال فيه الثّمام، بلا هاء قال: وهي إِحدى مراحل النبي، صلى الله
عليه وسلم، إِلى بَدْر.
مدر: المَدَرُ: قِطَعُ الطينِ اليابِسِ، وقيل: الطينُ العِلْكُ الذي لا
رمل فيه، واحدته مَدَرَةٌ؛ مأَما قولُهُم الحِجارَةُ والمِدارَةُ فعَلى
الإِتْباعِ ولا يُتَكَلَّم به وجَدَه مُكَسَّراً على فِعالَة، هذا معنى
قول أَبي رياش.
وامْتَدَر المَدَرَ: أَخَذَه. ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً
ومَدَّرَه: طانَه. ومَكانٌ مَدِيرٌ: مَمْدُورٌ. والمَدْرُ لِلْحَوْضِ: أَنْ
تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ، وقيل: هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أَنّ
القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بالطين. التهذيب: والمَدْرُ تَطْيينُك وجْهَ
الحَوْضِ بالطين الحُرّ لئلا يَنْشَفَ. الجوهري: والمَدَرَةُ، بالفتح،
الموضع الذي يُؤخَذُ مِنهُ المَدَرُ فَتُمْدَرُ به الحِياضُ أَي يُسَدُّ
خَصاصُ ما بَيْنَ حِجارَتِها. ومَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَي أَصلحته
بالمَدَرِ. وفي حديث جابر: فانطلق هو وجَبَّارُ بن صخر فنزعا في الحض
سَجْلاً أَو سَجْلَيْن ثم فَدَاره أَي طَيَّناه وأَصلحاه بالمدر، وهو الطين
المتماسك، لئلا يخرج منه الماء؛ ومنه حديث عمر وطلحة في الإِحرام: إِنما هو
مَدَرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ.
والمِمْدَرَةُ والمَمْدَرَةُ، الأَخيرة نادرة: موضع فيه طين حُرٌّ
يُسْتَعَدُّ لذلك؛ فأَما قوله:
يا أَيُّها السَّاقي، تَعَجَّلْ بِسَحَرْ،
وأَفْرِغِ الدَّلْو على غَيْر مَدَرْ
قال ابن سيده: أَراد بقوله على غير مدر أَي على غير إصلاح للحوض؛ يقول:
قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على
رُؤوسها دَلْواً دلواً؛ قال: وقال مرة أُخرى لا تصبه على مَدَرٍ وهو
القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الماء: قال: والأَوّل أَبين. ومَدَرَةُ الرجلِ:
بَيْتُه.
وبنو مَدْراءَ: أَهل الحَضَر. وقول عامر للنبي، صلى الله عليه وسلم: لنا
الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ؛ إِنما عن به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأَن
مبانيها إِنما هي بالمَدَرِ، وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية
بالوبر. والمَدَرُ: ضِخَمُ البِطْنَةِ. ورجل أَمْدَرُ: عظيمُ البَطْنِ
والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما، والأُنثى مَدْراءُ. وضَبُعٌ مَدْراءُ: عظيمةُ
البَطْنِ.
وضِبْعانٌ أَمْدَرُ: على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه. ورجل أَمْدَرُ
بيِّن المدَر إِذا كان منتفخ الجنبين. وفي حديث إِبراهيم النبي، صلى الله
عليه وسلم: أَنه يأْتيه أَبوه يوم القيامة فيسأَلُه أَن يشفَعَ له فيلتفتُ
إِليه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ، فيقول: ما أَنت بأَبي قال أَبو
عبيد: الأَمدَرُ المنتفِخُ الجنبين العظيمُ البطْنِ؛ قال الراعي يصف إِبلاً
لها قَيِّم:
وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ
عنه العَباءَةُ، قَوَّام على الهَمَلِ
قوله أَمدر الجنبين أَي عظيمهما. ويقال: الأَمْدَرُ الذي قد تَتَرَّبَ
جنباه من المَدَر، يذهب به إِلى التراب، أَي أَصابَ جسدَه الترابُ. قال
أَبو عبيد: وقال بعضهم الأَمْدَرُ الكَثيرُ الرَّجيع الذي لا يَقْدِرُ على
حَبْسه؛ قال: ويستقيم أَن يكون المعنيان جميعاً في ذلك الضِّبْعان. ابن
شميل: المَدْراءُ من الضِّباعِ التي لَصِقَ بِها بَوْلُها. ومَدِرَتِ
الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ. الجوهري: الأَمْدَرُ من الضباع الذي في جسده لُمَعٌ
من سَلْحِه ويقال لَوْنٌ له. والأَمْدَرُ: الخارئُ في ثيابه؛ قال مالك
بن الريب:
إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلى ثَوْبِ آلِفٍ
منَ القَوْمِ، أَمْسى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبُهْ
ومادِرٌ؛ وفي المثل: أَلأَمُ من مادِرٍ، هو جد بني هلال بن عامر، وفي
الصحاح: هو رجل من هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ لأَنه سقى إِبله فبقي في
أَسفل الحوْضِ ماء قليل، فَسَلَحَ فيه ومدَرَ به حَوْضَهُ بُخْلاً أَنْ
يُشْرَبَ مِن فَضْلِه؛ قال ابن بري: هذا هلال جدّ لمحمد بن حرب الهلالي، صاحب
شرطة البصرة، وكانت بنو هلال عَيَّرَتْ بني فَزارَة بأَكل أَيْرِ
الحِمار، ولما سمعت فزارة بقول الكميت بن ثعلبة:
نَشَدْتُكَ يا فزارُ، وأَنت شيْخٌ،
إِذا خُيِّرْتَ تُخطئُ في الخِيارِ
أَصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمْنٍ
أَحَبُّ إِليكَ أَمْ أَيْرُ الحمارِ؟
بَلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ،
أَحَبُّ إِلى فَزارَةَ مِنْ فَزَارِ
قالت بنو فزارة: أَليس منكم يا بَني هِلالٍ مَنْ قرى في حوضه فسقى
إِبله، فلما رَوِيَتْ سلح فيه ومدره بخلاً أَن يُشرب منه فضلُهُف وكانوا جعلوا
حَكَماً بينهم أَنس بن مُدْرِك، فقضى على بني هلال بعظم الخزي، ثم إِنهم
رمَوْا بني فَزَارَةَ بِخِزْيٍ آخرَ، وهو إِتيان الإِبل؛ ولهذا يقول
سالم بن دارَة:
لا تأْمَنَنَّ فزارِيًّا، خَلَوْتَ به،
على قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بِأَسْيارِ
لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَه،
بَعد الَّذي امْتَكَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ
(* وفي رواية أخرى امتلَّ.)
فقال الشاعر:
لَقَدْ جَلَّلَتْ خِزْياً هِلالُ بنُ عامِرِ،
بَني عامِرٍ طُرًّا، بِسَلْحةِ مادِرِ
فأُفٍّ لَكُم لا تَذكُروا الفَخْرَ بَعْدَها،
بني عامِرٍ، أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ
ويقال للرجل أَمْدَرُ وهو الذي لا يَمْتَسِحُ بالماء ولا بالحجر.
والمَدَرِيَّةُ: رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فيها القُرونُ المُحدّدةُ مكانَ
الأَسِنَّة؛ قال لبيد يصف البقرة والكلاب:
فَلحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَها مَدَرِيَّةٌ،
كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها
يعني القرون.
ومَدْرَى: مَوْضِعٌ
(* قوله« مدرى موضع» في ياقوت: مدرى، بفتح اوّله
وثانيه والقصر: جبل بنعمان قرب مكة. ومدرى، بالفتح ثم السكون: موضع.)
وثَنِيَّةُ مِدْرانَ: من مَساجِدِ رسولِ الله،صلى الله عليه وسلم، بين المدينة
وتَبُوكَ. وقال شمر: سمعت أَحمد بن هانئ يقول: سمعت خالد بن كلثوم يروي
بيت عمرو بن كلثوم:
ولا تُبْقِي خُمُورَ الأَمْدَرِينَا
بالميم، وقال: الأَمْدَرُ الأَقْلَفُ، والعرب تسمي القَرْيَةَ المبنية
بالطين واللَّبِنِ المَدَرَةَ، وكذلك المدينة الضخْمةُ يقال لها
المَدَرَةُ، وفي الصحاح: والعرب تسمي القرية المَدَرَةَ؛ قال الراجز يصف رجلاً
مجتهداً في رَعْيَهِ الإِبل يقوم لوردها من آخر الليل لاهتمامه بها:
شَدَّ على أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ،
لَيْلاً، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ
والأَذِينُ ههنا: المُؤَذِّن؛ ومنه قول جرير:
هَلْ تَشْهَدُونَ مِنَ المشاعِرِ مَشْعَراً،
أَوْ تَسْمَعُونَ لَدَى الصَّلاةِ أَذِينا؟
ومَدَر: قرية باليمن، ومنه فلان المَدَرِيُّ. وفي الحديث: أَحَبُّ
إِليَّ من أَن يكونَ لي أَهْلُ الوَبَرِ والمَدَرِ؛ يريد بأَهْلِ المَدَرِ
أَهْلَ القُرَى والأَمْصارِ. وفي حديث أَبي ذرّ: أَمَا إِنَّ العُمْرَةَ
مِنْ مَدَرِكم أَي من بَلَدكم. ومَدَرَةُ الرجلِ: بَلْدَتُه؛ يقول: من أرادَ
العُمْرَةَ ابْتَدَأَ لها سَفَراً جديداً من منزله غيرَ سفَرِ الحج،
وهذا على الفضِيلة لا الوجوب.
خفا: خفا البَرْقُ خَفْواً وخُفُوّاً: لَمعَ. وخَفَا الشيءُ خَفْواً:
ظَهَر. وخَفَى الشيءَ خَفْياً وخُفِيّاً: أَظهره واستخرجه. يقال: خَفَى
المطرُ الفِئَارَ إِذا أَخرَجهُنَّ من أَنْفاقِهِنّ أَي من جِحَرَتِهِنَّ؛
قال امرؤ القيس يصف فرساً:
خَفَاهُنَّ من أَنْفاقِهِنَّ، كأَنَّما
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحَابٍ مُرَكَّبِ
قال ابن بري: والذي وقع في شعر امرئ القيس من عَشِيّ مُجَلِّبِ؛ وقال
امرؤ القيس بن عابس الكِنْدي أَنشده اللحياني:
فإِنْ تَكْتُمُوا السِّرَّ لا نَخْفِه،
وإِنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُد
قوله لا نَخْفِه أَي لا نُظْهِرْه. وقرئ قوله تعالى: إِنَّ الساعةَ
آتِيةٌ أَكادُ أَخْفِيها، أَي أُظْهِرُها؛ حكاه اللحياني عن الكسائي عن محمد
بن سهل عن سعيد ابن جبير. وخَفَيْتُ الشيءَ أَخْفِيه: كتَمْتُه.
وخَفَيْتُه أَيضاً: أَظْهَرْتُه، وهو من الأَضداد. وأَخْفَيْتُ الشيءَ:
سَتَرْتُه وكتَمْتُه. وشيءٌ خَفِيٌّ: خافٍ، ويجمع على خَفايا. وخَفِيَ عليه
الأَمرُ
يَخْفَى خَفاءً، ممدود. الليث: أَخفَيْتُ الصوتَ وأَنا أُخْفِيه إخفاءً
وفعله اللازمُ اخْتَفى. قال الأَزهري: الأَكثر اسْتَخْفَى لا اخْتَفى،
واخْتَفى لغةٌ ليست بالعالية، وقال في موضع آخر: أَمّا اخْتَفى بمعنى
خَفِيَ فلغةٌ وليست بالعالية ولا بالمُنْكَرة. والخَفِيَّةُ: الرَّكِيَّة التي
حُفِرت ثم تُرِكتْ حتى انْدَفَنَتْ ثم انْتُثِلْت واحتُفِرَتْ
ونُقِّبَتْ، سميت بذلك لأَنها استُخرجت وأُظْهِرَتْ. واخْتَفى الشيءَ: كخَفاه،
افْتَعَل منه؛ قال:
فاعْصَوْصَبُوا ثم جَسُّوهُ بأَعْيُنِهِمْ،
ثم اخْتَفَوْهُ، وقَرْنُ الشَّمسِ قد زالا
واخْتَفَيْت الشيءَ: استَخْرَجته. والمُخْتَفي: النَّبَّاشُ لاسْتِخراجه
أَكفانَ الموتى، مَدَنِيَّةٌ. قال ثعلب: وفي الحديث ليس على المُخْتَفي
قَطْعٌ. وفي حديث عليّ بن رَباح: السُّنَّة أَنْ
تُقْطَع اليدُ المُسْتَخْفِية ولا تُقْطَعَ اليدُ المُسْتَعْلِىة؛ يريد
بالمُسْتَخْفِية يَدَ السارق والنَّبَّاشِ، وبالمُسْتَعْلِية يَدَ
الغاصب والناهب ومَن في معناهما. وفي الحديث: لَعَنَ المُخْتَفِيَ
والمُخْتَفِيَة؛ المُخْتَفِي: النَّبَّاشُ، وهو من الاختفاء والاستتار لأَنه
يَسْرُق في خُفْية. وفي الحديث: مَن اخْتَفى مَيِّتاً فكأَنَّما قتَلَه.
وخَفِيَ الشيءُ خَفاءً، فهو خافٍ وخَفِيٌّ: لم يَظْهَرْ. وخَفاه هو
وأَخْفاهُ: سَتَرَه وكتَمَه. وفي التنزيل: إِنْ تبْدُوا ما في أَنفسكم أَو
تُخْفُوه. وفي التنزيل: إِن الساعة آتيةٌ أَكادُ أُخْفِيها؛ أَي أَسْتُرها
وأُوارِيها؛ قال اللحياني: وهي قراءة العامة. وفي حَرْف أُبَيٍّ: أَكادُ
أُخْفِيها من نفسي؛ وقال ابن جني: أُخْفيها يكون أُزيلُ خَفاءها أَي
غِطاءَها، كما تقول أَشكيته إِذا زُلْتَ له عَمَّا يَشْكوه؛ قال الأَخفش:
وقرئت أَكاد أَخْفِيها أَي أُظْهرها لأَنك تقول خَفَيْتُ السرَّ أَي
أَظْهرته. وفي الحديث: ما لم تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفُوا
بَقْلاً أَي تُظهروه، ويروى بالجيم والحاء؛ وقال الفراء: أَكاد أُخفيها، في
التفسير، من نفسي فكيف أُطْلِعُكُم عليها. والخَفاءُ، ممدود: ما خَفِيَ
عليك. والخَفا، مقصور: هو الشيء الخافي؛ قال الشاعر:
وعالِمِ السّر وعالِمِ الخَفا،
لقد مَدَدْنا أَيْدِياً بَعْدَ الرّجا
وقال أُمية:
تُسَبِّحهُ الطَّيْرُ الكَوامِنُ في الخَفا،
وإِذْ هي في جوّ السماءِ تَصَعَّدُ
قال ابن بري: قال أَبو علي القالي خَفَيْت أَظْهَرْتُ لا غير، وأَما
أَخْفَيْت فيكون للأَمرين وغَلَّطَ الأَصمعي وأَبا عبيد القاسمَ بنَ سلام.
وفي الحديث: أَنه كان يَخْفِي صَوتَه بآمين؛ رواه بعضهم بفتح الياء من
خَفَى يَخْفِي إِذا أَظْهَر كقوله تعالى: إِن الساعة آتية أَكاد
أَخْفِيها، على إِحدى القراءتين. والخَفاء والخافي والخافية: الشيءُ الخَفِيُّ.
قال الليث: الخُفْية من قولك أَخْفَيْت الشيءَ أَي سَتَرْته، ولقيته
خَفِيّاً أَي سِرّاً. والخافية: نقيض العلانية. وفَعَلَه خَفِيّاً وخِفْية،
بكسر الخاء، وخِفْوة على المُعاقَبة. وفي التنزيل: ادْعُوا ربكم تَضَرُّعاً
وخُفْيَة؛ أَي خاضعين مُتَعَبِّدِين، وقيل أَي اعْتَقِدوا عبادَته في
أَنفسكم لأَن الدعاء معناه العبادة؛ هذا قول الزجاج؛ وقال ثعلب: هو أَن
تذكره في نفسك؛ وقال اللحياني: خُفْية في خَفْضٍ وسكون، وتضَرُّعاً
تَمَسْكُناً. وحكي أَيضاً: خَفِيتُ له خِفْية وخُفْية أَي اخْتَفَيْت؛ وأَنشد
ثعلب:حَفِظْتُ إِزاري، مُذْ نَشَأْتُ، ولم أَضَعْ
إِزاري إِلى مُسْتَخْدَماتِ الوَلائِدِ
وأَبْناؤُهُنَّ المُسْلمون، إِذا بَدا
لك المَوْتُ وارْبَدَّتْ وجوهُ الأَساوِدِ
وهُنَّ الأُلى يَأْكُلْنَ زادَكَ خِفْوَةً
وهَمْساً، ويُوطِئْنَ، السُّرى، كُلَّ خابِطِ
أَي حفِظْت فَرْجي وهو موضع الإِزار أَي لم أَجعل نفسي إِلى الإِماء،
وقوله: يأْكُلْن زادَك خِفْوَة، يقول: يَسْرِقْنَ زادك فإِذا رأَينَك تَموت
تركْنَك، وقوله: ويُوطِئْن السُّرى كلَّ خابِطِ، يريد كل من يأْتِيهن
بالليل يُمَكِّنَّهُ من أَنفُسِهن. واسْتَخْفَى منه: اسْتَتَر وتوارى. وفي
التنزيل: يَسْتَخْفُون من الناس ولا يَسْتَخْفُون من الله؛ وكذلك
اخْتَفى، ولا تَقُل اخْتَفَيْت. وقال ابن بري: الفراء حكى أَنه قد جاء
اخْتَفَيْت بمعنى اسْتَخَفْيت؛ وأَنشد:
أَصْبَحَ الثعلبُ يَسْمُو لِلعُلا،
واخْتَفَى مع شِدَّةِ الخَوْفِ الأَسَدْ
فهو على هذا مُطاوِِع أَخْفَيْته فاخْتَفى كما تقول أَحْرَقْته
فاحْتَرَق، وقال الأَخفش في قوله تعالى: ومن هو مُسْتَخْفٍ بالليل وسارِبٌ
بالنّهار، قال: المُسْتَخْفي الظاهر، والسَّارِبُ المُتَواري؛ وقال الفراء:
مُسْتَخْفٍ بالليل أَي مُسْتَتر وسارِبٌ بالنهار ظاهر كأَنه قال الظاهر
والخَفِيُّ عنده جل وعز واحد. قال أَبو منصور: قول الأَخفش المُسْتَخْفي
الظاهر خطأ والمُسْتَخْفي بمعنى المُسْتتر كما قال الفراء، وأَما الاخْتِفاء
فله معنيان: أَحدهما بمعنى خَفِيَ، والآخر بمعنى الاسْتِخْراج؛ ومنه قيل
للنَّبَّاش المُخْتَفي، وجاءَ خَفَيْت بمعنيين وكذلك أَخْفَيْت، وكلام
العرب العالي أَن تقول خَفَيْت الشيءَ أَخْفِيه أَي أَظهرته. واسْتَخْفَيت
من فلان أَي تَوارَيْت واسْتَترت ولا يكون بمعنى الظهور. واخْتَفى دمَهُ:
قَتَلَه من غير أَن يُعْلَم به، وهو من ذلك؛ ومنه قول الغَنَوِيّ لأَبي
العالية: إِن بَني عامِرٍ أَرادوا أَن يَخْتَفُوا دَمي. والنون
الخَفِيَّة: الساكنة ويقال لها الخَفِيفة أَيضاً.
والخِفاء: رِداءٌ تَلْبَسُه العَرُوس على ثَوْبها فَتُخْفِيه به. وكلُّ
ما سَتَر شيئاً فهو له خِفاءٌ. وأَخْفِيَة النَّوْرِ: أَكِمَّتُه.
وأَخْفِية الكَرَى: الأَعينُ؛ قال:
لَقَدْ عَلِمَ الأَيْقاظُ أَخْفِيةَ الكَرَى
تَزَجُّجَها من حالِكٍ، واكْتِحالَها
والأَخْفِية: الأَكْسِيَة، والواحد خِفاءٌ لأَنها تُلْقى على السِّقاءِ؛
قال الكميت يذم قوماً وأَنهم لا يَبْرَحون بيوتَهم ولا يحضرون الحرب:
فَفِي تلكَ أَحْلاسُ البُيوتِ لَواصِفٌ،
وأَخْفِيَةٌ ما هُمْ تُجَرُّ وتُسْحَبُ
وفي حديث أَبي ذر: سَقَطْتُ كأَني خِفاءٌ؛ الخِفاء: الكِساء. وكلُّ شيءٍ
غطَّيْت به شيئاً فهو خِفاءٌ. وفي الحديث: إِنَّ الله يحب العَبْدَ
التَّقِيَّ الغَنِيَّ الخَفِيَّ؛ هو المعتَزِل عن الناس الذي يَخْفَى عليهم
مكانُه. وفي حديث الهجرة: أَخْفِ عنَّا أَي اسْتُر الخَبَر لمن سأَلك
عنَّا. وفي الحديث: خيرُ الذّكْرِ الخَفِيُّ أَي ما أَخْفاه الذاكره وسَتَره
عن الناس؛ قال الحربي: الذي عندي أَنه الشهرة وانتشار خبر الرجل لأَن سعد
بن أبي وقاص أَجاب ابنَه عُمَر على ما أَراده عليه من الظهور وطلب
الخلافة بهذا الحديث. والخافي: الجِنُّ، وقيل الإِنْس؛ قال أَعْشى
باهِلَة:يَمْشي بِبَيْداءَ لا يَمْشي بها أَحَدٌ،
ولا يُحَسُّ من الخافي بها أَثَرُ
وحكى اللحياني: أَصابها ريح من الخافي أَي من الجِنِّ. وقال ابن
مُناذِرٍ: الخافِية ما يُخْفى في البَدَن من الجِنِّ. يقال: به خَفِيَّة أَي
لَمَم ومَسٌّ. والخافِيَة والخافِياءُ: كالخافي، والجمع من كلّ ذلك خَوافٍ.
حكى اللحياني عن العرب أَيضاً: أَصابه ريح من الخوافي؛ قال: هو جمع
الخافي يعني الذي هو الجِنُّ، وعندي أَنهم إِذا عَنَوْا بالخافي الجِنَّ فهو
من الاستتار، وإِذا عَنَوا به الإِنسَ فهو من الظهور والانتشار. وأَرضٌ
خافيةٌ: بها جِنٌّ؛ قال المَرَّار الفقعسي:
إِليك عَسَفْتُ خَافِيَةً وإِنْساً
وغِيطاناً، بِها للرَّكْبِ غُولُ
وفي الحديث: إِن الحَزَاةَ يَشْرَبُها أَكايِس النّساء للخَافِية
والإِقْلاتِ؛ الخافِية: الجِنُّ سُمُّوا بذلك لاسْتِتارهم عن الأَبصار. وفي
الحديث: لا تُحْدِثُوا في القَرَعِ فإِنه مُصَلَّى الخَافِين؛ والقَرَعُ،
بالتحريك: قِطعٌ من الأَرض بَيْنَ الكَلإِ لا نَباتَ بها.
والخَوَافِي: رِيشَات إِذا ضَمَّ الطائرُ جَناحَيْه خَفِيت؛ وقال
اللحياني: هي الرِّيشَات الأَربع اللواتي بعدَ المَناكِب، والقولان مُقْتربان؛
وقال ابن جَبَلة: الخَوافي سبعُ رِيشات يَكُنَّ في الجَناحِ بعد السبْع
المُقَدَّمات، هكذا وقع في الحكاية عنه، وإِنما حكي الناس أَربعٌ قَوادِمُ
وأَربعٌ خَوافٍ، واحدتها خافِية. وقال الأَصمعي: الخَوافي ما دون
الريشات العشر من مُقَدَّمِ الجَناح. وفي الحديث: إِن مَدينةَ قَومِ لُوطٍ
حَمَلَها جِبْريل، عليه السلام، على خَوافِي جَناحِه؛ قال: هي الريش الصغار
التي في جَناحِ الطائر ضِدُّ القَوادِم، واحدَتُها خافية. وفي حديث أَبي
سفيان: ومعي خَنْجَرٌ مثلُ خافِية النَّسْرِ؛ يريد أَنه صغير.
والخَوافِي: السَّعَفات اللَّواتي يَلِينَ القِلَبةَ، نَجْديةٌ، وهي في لغة أَهل
الحجاز العَوَاهِنُ. وقال اللحياني: هي السَّعَفات اللَّواتِي دُون
القِلَبة، والوحدة كالواحدة، وكلّ ذلك من الستر.
والخَفِيّة: غَيْضة مُلْتَفّة يتّخِذُها الأَسدَ عَرِىنَهُ وهي
خَفِيّته؛ وأَنشد:
أُسود شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةِ،
تَسَاقَيْنَ سُمّاً كُلُّهُنّ خَوادِرُ
وفي المحكم: هي غيضة مُلْتَفَّة يتخذ فيها الأَسد عِرِّيساً فيستتر
هنالك، وقيل: خَفِيَّةُ وشَرىً اسمان لموضِعين عَلَمان؛ قال:
ونحنُ قَتَلْنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ
فما شَرِبُوا، بَعْداً عَلَى لَذَّةٍ، خَمْرَا
وقولهم: أُسُودُ خَفِيَّةٍ كما تقول أُسُود حَلْيَةٍ، وهما مَأْسَدَتان؛
قال ابن بري: السماع أُسُود خَفِيَّةٍ والصواب خفِيَّةَ، غيرَ مصروف،
وإِنما يصرف في الشعر كقول الأَشهب بن رُميلة:
أُسُودُ شَرىً لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ،
تَسَاقَوْا، على لَوحٍ، دِماءَ الأَساوِدِ
والخَفِيَّةُ بئرٌ كانت عادِيَّةً فانْدَفَنَتْ ثم حُفِرَتْ، والجمع
الخَفَايا والخَفِيَّات. والخَفِيَّة: البئرُ القَعِيرَةُ لِخَفاءِ
مَائِها.وخَفَا البَرْقُ يَخْفُو خَفْواً وخَفَا البَرْقُ وخَفِيَ خَفْياً
فيهما؛ الأَخيرة عن كراع: بَرَق بَرْقاً خَفِيّاً ضَعِيفاً مُعْتَرِضاً في
نَواحي الغيم، فإِن لَمَع قَلِيلاً ثم سَكَن وليس له اعتراض فهو الوَمِيضُ،
وإِن شَقَّ الغَيْم واسْتَطال في الجَوِّ إِلى السماءِ من غير أَن
يأْخُذَ يَميناً ولا شمالاً فهو العَقِيقَة؛ قال ابن الأَعرابي: الوَميضُ أَن
يُومِضَ البَرْق إِيماضَة خَفِيفَة ثم يَخْفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْس
من المطر. قال أَبو عبيد: الخَفْوُ اعْتِراض البَرْق في نَواحِي السماء.
وفي الحديث: أَنه سأَلَ عن البَرْق فَقال أَخَفْواً أَم ومِيضاً. وخَفا
البَرْقُ إِذا بَرَق بَرْقاً ضعيفاً. ورجل خَفِيُّ البَطْنِ: ضَامره
خَفيفُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
فَقامَ، فأَدْنَى مِن وِسادي وِسادَهُ،
خَفِي البَطْنِ مْمشُوقُ القَوائِمِ شَوْذَبُ
وقولهم: بَرِحَ الخَفاءُ أَي وضَحَ الأَمرُ وذلك إِذا ظهر. وصار في
بَراحٍ
أَي في أَمر منكشــف، وقيل: بَرِحَ الخَفاءُ أَي زال الخَفاء، قال:
والأَول أَجود. قال بعضهم: الخَفاءُ المُتَطَأْطِيءُ من الأَرض الخَفِيُّ،
والبَراحُ المرتفع الظاهرُ، يقول صار ذلك المُتَطَأْطِئُ مرتفعاً. وقال
بعضهم: الخَفاءُ هنا السِّرّ فيقول ظهَر السِّرّ، لأَنا قد قدمنا أَن
البَراحَ الظاهرُ المُرْتَفِع؛ قال يعقوب: وقال بعض العرب إِذا حَسُن من المرأَة
خَفِيَّاها حَسُنْ سائرُها؛ يعني صَوْتَها وأَثَرَ وطْئِها الأَرضَ،
لأَنها إِذا كانت رخيمةَ الصوت دلَّ ذلك على خَفَرِها، وإِذا كانت مُقارِِبة
الخُطى وتَمَكَّنَ أَثرُ وطْئِها في الأَرض دلَّ ذلك على أَنّ لها
أَرْدافاً وأَوْراكاً. الليث: والخِفاءُ رِداءٌ تَلْبَسه المرأَة فوق ثيابها.
وكلُّ شيء غطَّيْته بشيء من كساء أَو نحوه فهو خِفاؤُه، والجمع
الأَخْفية؛ ومنه قول ذي الرمة:
عليه زادٌ وأَهْدامٌ وأَخْفِية،
قد كاد يَجْتَرُّها عن ظَهْرِه الحَقَب
قزم: القَزَمُ، بالتحريك: الدَّناءَة والقَماءةُ. وفي الحديث: أَنه كان
يتعَوَّذ من القَزَم: هو اللُّؤم والشحُّ، ويروى بالراء، وقد تقدم.
والقَزَمُ: اللئيم الدَّنيء الصغير الجُثة الذي لا غناء عنده، الواحد والجمع
والمذكر والمؤنث في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر، تقول العرب: رجل
قَزَمٌ وامرأَة قَزَمٌ، وهو ذو قَزَم، ولغة أُخرى رجل قَزَم ورجُلان قَزَمان
ورجال أَقْزامٌ وامرأَة قَزَمةٌ وامرأَتان قَزَمتانِ ونِساء قَزَمات،
وقيل: الجمع أَقْزام وقَزامَى وقُزُمٌ. وفي الحديث عن علي، عليه السلام، في
ذمّ أهل الشام: جُفاة طَغامٌ عَبيدٌ أَقْزامٌ؛ هو جمع قَزَمٍ. والقِزامُ:
اللِّئام؛ وقال:
أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِن عَبْدِهِمْ،
تِلْكَ أَفْعالُ القِزامِ الوَكَعَهْ
وقد قَزِمَ قَزَماً
فهو قَزِمٌ وقُزُمٌ، والأُنثى قَزِمة وقُزُمة. وشاة قَزَمة: رديئة
صغيرة. وغنم قَزَم أَي رُذال لا خير فيها، وإِن شئت غنم أَقْزام، وكذلك رُذالُ
الإِبل وغيرها. والقَزَمُ: أَردأُ المال. وقَزَمُ المالِ: صغاره ورديئه.
قال بعضهم: القَزَمُ في الناس صِغر الأخلاق، وفي المال صغر الجسم. ورجل
قَزَمة: قصير، وكذلك الأُنثى، والاسم القَزَم. والقَزَمُ: رذال الناس
وسَفِلَتُهم؛ قال زياد بن منقذ:
وهُمْ، إِذا الخَيْلُ جالُوا في كَواثِبِها،
فَوارِسُ الخيلِ، لا مِيلٌ ولا قَزَمُ
ويقال للرذال من الأَشياء: قَزَم، والجمع قُزُمٌ؛ وأَنشد:
لا بَخَلٌ خالَطَه ولا قَزَم
والقَزَمُ: صِغار الغنم وهي الحَذَف. وسُودَدٌ أَقْزَمُ: ليس بقديم؛ قال
العجاج:
والسُّودَدُ العاديُّ غَيرُ الأَقْزَم
وقَزَمَه قَزْماً: عابه كَقَرَمَه.
والتَّقَزُّمُ: اقتحام الأُمور بِشدَّة.
والقُزامُ: الموت؛ عن كراع.
وقُزْمانُ: اسم رجل. وقُزْمانُ: موضع.
قشر: القَشْرُ: سَحْقُك الشيء عن ذيه. الجوهري: القِشْرُ واحد القُشُور،
والقِشْرَة أَخص منه.
قَشَرَ الشيءَ يَقْشِرُه ويَقْشُره قَشْراً فانْقَشَر وقَشَّرَهُ
تَقْشيراً فَتَقَشَّر: سَحَا لحاءَه أَو جِلْدَه، وفي الصحاح: نَزَعْتُ عنه
قِشْرَه، واسم ما سُحي منه القُشارة. وشيء مُقَشَّر وفُسْتُقٌ مُقَشَّر،
وقِشْرُ كل شيء غشاؤه خِلْقَةً أَو عَرَضاً. وانْقَشَر العُودُ وتَقَشَّر
بمعنًى. والقُشارة: ما تَقْشِرُه عن شجرة من شيء رقيق. وفي حديث عمر، رضي
الله عنه: إِذا أَنا حركته ثارَ لي قُشارٌ أَي قِشْرٌ.
والقُشارة: ما يَنْقَشِرُ عن الشيء الرقيق. والقِشْرةُ: الثوب الذي
يُلْبَسُ. ولباسُ الرجل: قِشْره، وكل ملبوس: قَشْرٌ؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:مُنِعتْ حَنيفةُ واللَّهازِمُ منكمُ
قِشْرَ العِراقِ، وما يَلَذُّ الحَنْجَرُ
قال ابن الأَعرابي: يعني نبات العراق، ورواه ابن دريد: ثمر العراق،
والجمع من كل ذلك قُشورٌ. وفي حديث قَيْلَةَ: كنت إِذا رأَيت رجلاً ذا رُواء
أَو ذا قِشْرٍ طَمَحَ بَصَرِي إِليه. وفي حديث معاذ ابن عَفْراء: أَن عمر
أَرسل إِليه بحُلَّةٍ فباعها فاشترى بها خمسة أَرْؤس من الرقيق فأَعتقهم
ثم قال: إِن رجلاً آثر قِشْرَتَيْنِ يَلْبَسُهما على عِتْقِ خمسة
أَعْبُدٍ لغَبِينُ الرأْي؛ أَراد بالقشرتين الحُلَّةَ لأَن الحلة ثوبان إِزار
ورداء. وإِذا عُرِّيَ الرجلُ عن ثيابه، فهو مُقْتَشِر؛ قال أَبو النجم يصف
نساء:
يَقُلْنَ للأَهْتَمِ منا المُقْتَشِرْ:
وَيْحَك وارِ اسْتَكَ منا واسْتَتِرْ
ويقال للشيخ الكبير: مُقْتَشِرٌ لأَنه حين كَبِرَ ثَقُلَتْ عليه ثيابه
فأَلقاها عنه. وفي الحديث: إِن المَلَك يقول للصبي المنفوش خرجت إِلى
الدنيا وليس عليك قِشْرٌ. وفي حديث ابن مسعود ليلةَ الجنّ: لا أَرى عَوْرةً
ولا قِشْراً أَي لا أَرى منهم عورة منكشــفة ولا أَرى عليهم ثياباً. وتَمْرٌ
قَشِرٌ أَي كثير القِشْر. وقِشْرَةُ الهُبْرَةِ وقُشْرَتُها: جلدها إِذا
مص ماؤها وبقيت هي. وتمر قَشِير وقَشِرٌ: كثير القِشْرِ. والأَقْشَرُ:
الذي انْقَشَر سِحاؤُه. والأَقْشَرُ: الذي يَنْقَشِرُ أَنفه من شدة الحر،
وقيل: هو الشديد الحمرة كأَنَّ بَشَرته مُتَقَشِّرَة، وبه سمي
الأُقَيْشِرُ أَحد شعراء العرب كان يقال له ذلك فيغضب؛ وقد قَشِرَ قَشَراً. ورجل
أَقْشَرُ بَيِّنُ القَشرِ، بالتحريك، أَي شديد الحمْرة. ويقال للأَبرص
الأَبْقَعُ والأَسْلَعُ والأَقْشَرُ والأَعْرَمُ والمُلَمَّع والأَصْلَخُ
والأَذْمَلُ. وشجرة قَشْراءُ: مُنْقَشِرَة، وقيل: هي التي كأَنَّ بعضَها قد
قُشِرَ وبعض لم يُقْشَرْ. ورجل أَقْشَرُ إِذا كان كثير السؤال مُلِحًّا.
وحية قَشْراء: سالِخٌ، وقيل: كأَنها قد قُشِرَ بعضُ سَلْخِها وبعضٌ
لَمَّا.
والقُشْرةُ والقُشَرةُ: مَطْرَةٌ شديدة تَقْشِرُ وجهَ الأَرضِ والحصى عن
الأَرض، ومَطَرةٌ قاشِرةٌ منه: ذات قَشْرٍ. وفي. وفي حديث عبد الملك بن
عُمَيْر: قُرْصٌ بلَبَنٍ قِشْرِيٍّ، هو منسوب إِلى القِشْرة، وهي التي
تكون فوق رأْس اللبن، وقيل: إِلى القُشْرَة والقاشِرةِ، وهي مطرة شديدة
تَقْشِرُ وجه الأَرض، يريد لبناً أَدَرَّه المَرْعَى الذي يُنْبِتُه مثلُ
هذه المطرة. وعام أَقْشَفُ أَقْشَرُ أَي شديد. وسنة قاشُور وقاشُورة:
مُجْدِبة تَقْشِرُ كلَّ شيء، وقيل: تَقْشِرُ الناسَ؛ قال:
فابْعَثْ عليهم سَنَةً قاشُورَه،
تَحْتَلِقُ المالَ احْتِلاقَ النُّورَه
والقَشُورُ: دواء يُقْشَرُ به الوجه ليَصْفُوَ لونُه. وفي الحديث:
لُعِنَتِ القاشرةُ والمَقْشُورة؛ هي التي تَقْشِرُ بالدواء بشرة وجهها ليصفو
لونه وتعالج وجهها أَو وجه غيرها بالغُمْرة. والمَقْشُورة: التي يفعل بها
ذلك كأَنها تَقْشِرُ أَعلى الجلد.
والقاشورُ والقُشَرةُ: المَشْؤوم، وقَشَرَهم قَشْراً: شَأَمَهم.
وقولُهم: أَشأَم من قاشر؛ هو اسم فحل كان لبني عُوَافةَ بن سعد بن زيد مَناةَ بن
تميم، وكانت لقومه إِبل تُذْكِرُ فاستطرقوه رجاء أَن تُؤْنِثَ إِبلُهم
فماتت الأُمهات والنسل. والقاشورُ: المَشْؤوم. والقاشورُ: الذي يجيء في
الحَلْبة آخر الليل، وهو الفِسْكِلُ والسُّكَيْتُ أَيضاً.
والقَشْوَرُ: المرأَة التي لا تحيض. والقُشْرانِ: جناحا الجرادة
الرقيقانِ. والقاشِرة: أَول الشِّجاج لأَنها تَقْشِرُ الجلد.
وبنو قَيْشَرٍ: من عُكْلٍ. وقُشَيْرٌ: أَبو قبيلة، وهو قُشَيْرُ بن كعب
بن ربيعة بن عامر بن صَعْصَعة ابن مُعَاوية بن بكر بن هوزان. غيره: وبنو
قُشَير من قيس.
مطر: المَطَرُ: الماء المنكسب من السَّحابِ. والمَطرُ: ماءُ السحابِ،
والجمع أَمْطارٌ. وَمَطَرٌ: اسم رجل، سمي به من حيث سمي غَيْثاً؛ قال:
لامَتْكَ بِنْتُ مطَرٍ،
ما أَنت وابْنَةَ مَطرْ
والمَطَرُ: فِعْل المَطَرِ، وأَكثر ما يجيء في الشعر وهو فيه أَحسن،
والمَطْرَةُ: الواحِدَة.
ومَطَرَتْهُم السماء تَمْطُرُهُمْ مَطْراً وأَمْطَرَتْهم: أَصابَتْهُم
بالمطَرِ، وهو أَقبحهما؛ ومطَرتِ السماءُ وأَمْطَرها اللهُ وقد مُطِرْنا.
وناس يقولون: مَطَرتِ السماء وأَمْطرتْ بمعنى. وأَمْطرهم اللهُ مَطَراً أَو
عذاباً. ابن سيده: أَمطَرهم الله في العذاب خاصَّة كقوله تعالى: وأَمْطَرْنا
عليهم مطَراً فساء مطَرُ المُنْذَرِين، وقوله عز وجل: وأَمْطَرْنا عليهم
حِجارَة من سِجِّيل؛ جعل الحجارة كالمَطر لنزولها من السماء. ويَوْمٌ
مُمْطِرٌ وماطِرٌ ومطِرٌ: ذُو مطَر؛ الأَخيرة على النسب. ويوم مَطِيرٌ:
ماطِر. ومكان مَمْطُورٌ ومطِير: أَصابه مطَر. ووادٍ مَطِير: مَمْطورٌ. ووادٍ
مطِرٌ، بغير ياءٍ، إِذا كان مَمْطُوراً؛ ومنه قوله:
فَوادٍ خَطاءٌ ووادٍ مطِرْ
وأَرض مَطِير ومطِيرَة كذلك؛ وقوله:
يُصَعِّد في الأَحْناءِ ذُو عَجْرَفيَّةٍ،
أَحَمُّ حَبَرْكَى مُزْحِفٌ مُتماطِرُ
قال أَبو حنيفة: المتماطر الذي يَمْطُر ساعةً ويَكُفُّ أُخْرى. ابن
شميل: من دعاء صبيان العرب إِذا رأَوا حالاً للمطَر: مُطَّيْرَى.
والمِمْطَرُ والمِمْطَرَةُ: ثوب من صوف يلبس في المطر يُتَوَقَّى به من
المطر؛ عن اللحياني. واسْتَمْطَرَ الرجلُ ثَوبَهُ: لبِسَه في المَطَر.
واسْتَمْطَرَ الرجلُ أَي استكَنّ من المطَر. قالوا: وإِنما سمي المِمْطَر
لأَنه يَسْتَظِلُّ به الرجل؛ وأَنشد:
أَكُلَّ يومٍ خَلَقِي كالمِمْطَر،
اليَوْمَ أَضْحَى وغَداً أظَلَّل
(* في قوله: كالممطرِ، وقوفٌ على حرف غير ساكن، وهذا من عيوب الشعر.)
واسْتَمْطَر للسياطِ: صبَرَ عليها. والاسْتِمطار: الاسْتِسْقاءُ؛ ومنه
قول الفرزدق:
اسْتَمْطِرُوا مِنْ قُرَيْشٍ كُلَّ مُنْخَدِعِ
أَي سلوه أَن يعطي كالمطر مثلاً. ومكانٌ مُسْتَمْطِرٌ: محتاج إِلى المطر
وإِن لم يُمْطَر؛ قال خفاف بن ندبة:
لم يَكْسُ مِنْ ورَقٍ مُسْتَمْطِرٌ عُودَا
ويقال: نزل فلان بالمسْتَمْطَر أَي في برازٍ من الأَرض مُنْكَشــف؛ قال
الشاعر:
ويَحِلُّ أَحْياءٌ وراءَ بُيوتِنا،
حذَر الصَّباح، ونَحْنُ بالمُسْتَمْطَرِ
ويقال: أَراد بالمُسْتَمْطَرِ مَهْوى العادات ومُخْترَقَها. ويقال: لا
تَسْتَمْطِر الخيل أَي لا تَعْرِضْ لها. الفراء: إِنّ تلك الفعلة من فلان
مَطِرة أَي عادة، بكسر الطاء. وقال ابن الأَعرابي: ما زال على مَطْرَةٍ
واحدةٍ ومطِرَةٍ واحدة ومطَرٍ واحد إِذا كان على رأْيٍ واحد لا يفارقه.
وتلك منه مُطْرَة أَي عادة ورجل مُسْتَمْطِرٌ: طالب للخير، وقال الليث:
طالب خير من إِنسان. ومطَرَني بخير: أَصابني. وما أَنا من حاجتي عندك
بِمُسْتَمْطِرٍ أَي لا أَطمَع منك فيها؛ عن ابن الأَعرابي. ورجل مُسْتَمْطَرٌ
إِذا كان مُخَيِّلاً للخير؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
وصاحبٍ، قُلْتُ له، صالحٍ:
إِنكَ لِلخَير لَمُسْتَمْطَرُ
فسره فقال: معناه إِنك صالٍ
(* قوله: صالٍ، هكذا في الأصل، وربما كانت
من صلي بالأمر إذا قاسى شدته به.) قال أَبو الحسن: وتلخيص ذلك إِنك للخير
مستمطَر أَي مَطْمَعٌ. ومَزَرَ قِرْبَتَه ومَطَرَها إِذا مَلأَها. وحكي
عن مبتكر الكلابي: كلمت فلاناً فأَمْطَرَ واسْتَمْطَر إِذا أَطرق. وقال
غيره: أَمْطَر الرجلُ عَرِقَ جَبِينُه، واسْتَمْطَرَ سكت. يقال: ما لك
مُسْتَمْطِراً أَي ساكتاً. ابن الأَعرابي: المَطَرَةُ القِرْبة، مسموع من
العرب.
ومَطَرَتِ الطيرُ وتَمَطَّرَتْ: أَسْرَعَتْ في هُوِيِّها. وتَمَطَّرَتِ
الخيلُ: ذهبت مسرعة. وجاءت مُتَمَطِّرة أَي جاءت مسرعة يسبق بعضها بعضاً؛
قال:
من المُتَمَطِّرَاتِ بِجانِبَيْها،
إِذا ما بَلَّ مَحْزِمَها الحَمِبمُ
قال ثعلب: أَراد أَنها
(*كذا بياض بالأصل)... من نشاطها إِذا عَرِقَتِ
الخيل؛ وقال رؤبة:
والطَّيْرُ تَهْوِي في السماءِ مُطَّرا
وفي شعر حسان:
تَظَلُّ جِيادُنا مُتَمَطِّراتٍ،
يُلَطِّمُهُنَّ بالخُمُرِ النساءُ
يقال: تَمَطَّرَ به فَرَسُه إِذا جرى وأَسرعَ. والمُتَمَطِّرُ: فرس لبني
سَدُوسٍ، صفة غالبة. ومَطَرَ في الأَرض مُطُوراً: ذهب، وتَمَطَّرَ بهذا
المعنى؛ قال الشاعر:
كأَنَّهُنّ، وقد صدَرْنَ مِنْ عَرَقٍ،
سِيدٌ تَمَطَّرَ جُنْحَ الليلِ مَبْلُولُ
تَمَطَّرَ: أَسرع في عَدْوه، وقيل: تَمَطَّرَ بَرَزَ للمطر وبَردِه.
ومَرّ الفرسُ يَمْطُرُ مَطْراً ومُطوراً أَي أَسرع، والتَّمَطُّر مثله؛ قال
لبيد يرثي قيسَ بن جَزْءٍ في قتلى هَوازِنَ:
أَتَتْه المَنايا فَوْقَ جَرْداءَ شِطْبَةٍ،
تَدُفُّ دَفِيفَ الطائِرِ المُتَمَطِّر
وراكبه مُتَمَطِّر أَيضاً. وذهب ثوبي وبعيري فلا أَدري من مَطَر بهما
أَي أَخذهما. ومَطَرَةُ الحَوضِ: وسَطُه. والمُطْرُ: سُنْبُولُ الذُّرَةِ.
ورجل مَمْطورٌ إِذا كان كثيرَ السواكِ طَيّب النكْهة. وامرأَة مَطِرة:
كثيرةُ السواك عَطِرة طيبة الجِرْم، وإِن لم تُطَيَّب. والعرب تقول: خير
النساء الخَفِرَةُ العَطِرَةُ المَطِرة، وشرهن المَذِرَةُ الوَذِرَةُ
القَذِرةُ؛ تعني بالوذِرة الغليظة الشفتين أَو التي ريحها ريح الوَذَرِ وهو
اللحم؛ قال ابن الأَثير: والعَطِرة المَطِرة هي التي تنظف بالماء، أُخِذَ
من لفظ المطر كأَنها مُطِرت فهي مَطِرة أَي صارت مَمْطورة مغسوله.
ومُطارٌ ومَطارٌ، بضم الميم وفتحها: موضع؛ قال:
حَتى إِذا كان على مُطارِ،
يُسْراه واليُمْنى على الثَّرْثارِ،
قالت له رِيحُ الصَّبا: قَرْقارِ
قال عليّ بن حمزة: الرواية مُطار، بضم الميم، قال: وقد يجوز أَن يكون
مُطار مُفْعلاً ومَطار مَفْعلاً، وهو أَسبق. التهذيب: ومَطارِ موضعٌ بين
الدهناء والصَّمانِ. والماطِرُون: موضع آخر؛ ومنه قوله:
ولهَا بالماطِرُونَ، إِذا
أَكَلَ النملُ الذي جَمَعا
وأَبو مطَر: من كُناهم؛ قال:
إِذا الرِّكابُ عَرَفَتْ أَبا مَطَرْ،
مَشَتْ رُوَيْداً وأَسَفَّتْ في الشجرْ
يقول: إِن هذا حادٍ ضعِيفُ السَّوْقِ للإِبل، فإِذا أَحَسَّت به
تَرَفَّقَتْ في المشي وأَخَذَتْ في الرعي، وعدّى أَسَفَّت بفي لأَنه في معنى
دخلت؛ وقال:
أَتَطْلُبُ مَنْ أُسُودُ بِئْشَةَ دُونَه،
أَبو مَطَرٍ وعامِرٌ وأَبو سَعْدِ؟