صورة كتابية صوتية عن الــمُنْعِمــي: نسبة إلى الــمُنْعِم: المحسن ومعطي غيره الشيء والمرفه لغيره وجاعل الشيء لينا.
صورة كتابية صوتية عن الــمُنْعِمــي: نسبة إلى الــمُنْعِم: المحسن ومعطي غيره الشيء والمرفه لغيره وجاعل الشيء لينا.
جون: الجَوْنُ: الأَسْوَدُ اليَحْمُوميُّ، والأُنثى جَوْنة. ابن سيده:
الجَوْنُ الأَسْوَدُ المُشْرَبُ حُمْرَةً، وقيل: هو النباتُ الذي يَضْرِب
إلى السواد من شدّة خُضْرتِه؛ قال جُهَيْناءُ الأَشجعيّ:
فجاءت كأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها
عَسالِيجُه، والثامِرُ المُتناوِحُ.
القَسْوَرُ: نبتٌ، وبَجَّها عساليجُه أَي أَنها تكاد تَنْفَتِق من
السِّمَن. والجونُ أَيضاً: الأَحمَرُ الخالصُ. والجَوْنُ: الأَبيض، والجمع من
كل ذلك جُون، بالضم، ونظيرُه ورْدٌ ووُرْدٌ. ويقال: كلُّ بعيرٍ جَوْنٌ
من بعيدٍ، وكلُّ لَوْن سواد مُشْرَبٍ حُمْرةً جَوْنٌ، أَو سوادٍ يُخالِط
حمرة كلون القطا؛ قال الفرزدق:
وجَوْن عليه الجِصُّ فيه مَريضةٌ،
تَطَلَّعُ منها النَّفْسُ والموتُ حاضِرُه.
يعني الأَبيضَ ههنا، يَصِفُ قَصْرَه الأَبيض؛ قال ابن بري: قوله فيه
مريضة يعني امرأَة مُنَعَّمــةً قد أَضَرَّ بها النَّعيم وثقَّل جِسْمَها
وكسَّلَها، وقوله: تَطَلَّعُ منها النفس أَي من أَجلِها تخرجُ النفسُ،
والموتُ حاضرُه أَي حاضرُ الجَوْن؛ قال: وأَنشد ابن بري شاهداً على الجَوْن
الأَبيض قولَ لبيد:
جَوْن بِصارةَ أَقْفَرَتْ لِمَزاده،
وخَلا له السُّوبانُ فالبُرْعوم.
قال: الجَوْنُ هنا حمارُ الوَحش، وهو يوصَفُ بالبياض؛ قال: وأَنشد أَبو
علي شاهداً على الجَوْن الأَبيض قول الشاعر:
فبِتْنا نُعِيدُ المَشْرَفِيَّةَ فيهمُ،
ونُبْدِئ حتى أَصبحَ الجَوْنُ أَسْوَدا
قال: وشاهدُ الجَوْنِ الأَسْود قولُ الشاعر:
تقولُ خَليلَتي، لمَّا رأَتني
شَرِيحاً، بين مُبْيَضٍّ، وجَوْنِ.
وقال لبيد:
جَوْن دجُوجِيّ وخَرْق مُعَسِّف
وذهب ابن دريد وحْدَه إلى أَن الجَوْن يكون الأَحْمَرَ أَيضاً، وأَنشد:
في جَوْنةٍ كقَفَدانِ العطَّارْ.
ابن سيده: والجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت، قال: وقد يكون
لبَياضِها وصَفائِها، وهي جَوْنة بيّنة الجُونةِ فيهما. وعُرِضَت على
الحجَّاج دِرْعٌ، وكانت صافيةً، فجعل لا يَرى صَفاءها، فقال له أُنَيْسٌ
الجَرْمِيّ، وكان فَصِيحاً: إن الشمسَ لَجَوْنةٌ، يعني أَنها شديدةُ البريقِ
والصَّفاءِ فقد غلبَ صفاؤُها بياضَ الدِّرع؛ وأَنشد الأَصمعي:
غيَّرَ، يا بِنْتَ الحُلَيْسِ، لَوْني
طُولُ اللَّيالي واخْتِلافُ الجَوْنِ،
وسَفَرٌ كانَ قلِيلَ الأَوْنِ
يريد النهار؛ وقال آخر:
يُبادِرُ الجَوْنَة أَن تَغِيبا.
وهو من الأَضدادِ. والجُونةُ في الخَيْل: مثل الغُبْسة والوُرْدة، وربما
هُمز. والجَوْنةُ: عين الشمس، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها
تَسْوَدُّ حين تغيب؛ قال الشاعر:
يُبادر الجونة أَن تغيبا.
قال ابن بري: الشعر للخَطيم الضَّبابيّ
(* قوله «للخطيم الضبابي» في
الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي). وصواب إنشاده بكماله كما قال:
لا تَسْقِه حَزْراً ولا حَليباً،
إن لم تَجِدْه سابحاً يَعْبوبا،
ذا مَيْعةٍ يَلْتَهِمُ الجَبُوبا،
يترك صَوَّان الصُّوَى رَكوبا
(* قوله «الصوى» رواية التكملة: الحصى)
بِزَلِقاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِيبا،
يَتْرك في آثارِهِ لهُوبا
يُبادِرُ الأَثْآرَ أَن تَؤُوبا،
وحاجبَ الجَوْنة أَن يَغِيبا،
كالذِّئْب يَتْلُو طَمَعاً قريبا
(* قوله «كالذئب إلخ» بعده كما في التكملة:
على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا.)
يَصِفُ فرساً يقول: لا تَسْقِه شيئاً من اللَّبن إن لم تَجِدْ فيه هذه
الخصالَ، والحَزْرُ: الحازِرُ من اللبن وهو الذي أَخذ شيئاً من الحُموضة،
والسابحُ: الشديدُ العَدْوِ، واليَعْبوبُ: الكثيرُ الجَرْي، والمَيْعةُ:
النَّشاطُ والحدَّة، ويَلْتَهم: يَبْتلع، والجَبوبُ: وجهُ الأَرض، ويقال
ظاهرُ الأَرض، والصَّوَّانُ: الصُّمُّ من الحجارة، الواحدة صَوَّانة،
والصُّوَى: الأََعْلامُ، والرَّكوبُ: المذلَّلُ، وعنى بالزالِقات
حَوافِرَه، واللُّهوبُ: جمعُ لِهْبٍ؛ وقوله:
يبادر الأثْآرَ أن تؤوبا.
الأَوْبُ: الرجوع، يقول: يبادر أَثْآرَ الذين يطلبُهم ليُدْرِكَهم قبل
أَن يرجعوا إلى قومِهم، ويبادر ذلك قبْل مغيب الشمس، وشبَّه الفرسَ في
عَدْوِه بذئبٍ طامِعٍ في شيء يَصِيده عن قُرْبٍ فقد تناهى طمَعُه، ويقال
للشمس جَوْنة بيّنة الجُونةِ. وفي حديث أَنس: جئت إلى النبي، صلى الله عليه
وسلم، وعليه بُردةٌ جوْنِيَّة؛ منسوبة إلى الجَوْن، وهو من الأَلوان،
ويقع على الأَسْود والأَبيض، وقيل: الياء للمبالغة كما يقال في الأحْمر
أَحْمَرِيٌّ، وقيل: هي منسوبة إلى بني الجَوْنِ، قبيلة من الأَزْد. وفي حديث
عمر، رضي الله عنه: لما قَدِم الشأْم أَقْبَل على جَمَلٍ عليه جِلْدُ
كَبْشٍ جُونيٍّ أَي أَسْود؛ قال الخطابي: الكَبْشُ الجُونِيّ هو الأَسود
الذي أُشْرِب حُمْرةً، فإذا نسبوا قالوا جُونِيّ، بالضم، كما قالوا في
الدَّهْري دُهْرِيّ، قال ابن الأَثير: وفي هذا نظر إلا أَن تكون الروايةُ
كذلك. والجُونِيّ: ضربٌ من القَطا، وهي أَضْخَمُها تُعْدَلُ جُونيَّةٌ
بكُدْرِيَّتَيْن، وهنَّ سُودُ البطونِ، سُودُ بُطون الأَجْنِحة والقوادمِ،
قصارُ الأَذناب، وأَرْجُلُها أَطْوَلُ من أَرْجُلِ الكُدْرِيّ، وفي الصحاح:
سُودُ البُطونِ والأَجْنِحة، وهو أَكبرُ من الكُدْرِيّ، ولَبانُ
الجُونِيَّة أَبيضُ، بلَبانِها طَوْقانِ أَصْفَرُ وأَسْودُ، وظهْرُها أَرْقَطُ
أَغْبَرُ، وهو كلَون ظَهْرِ الكُدْرِيَّة، إلا أَنه أَحْسَنُ تَرْقِيشاً
تَعْلوه صُفْرةٌ. والجُونِيَّة: غَتْماء لا تُفْصِح بصَوْتِها إذا صاحت إنما
تُغَرْغِرُ بصوْت في حَلْقِها. قال أَبو حاتم: ووجدت بخط الأَصمعي عن
العرب: قَطاً جُؤنيٌّ، مهموز؛ قال ابن سيده: وهو عندي على توهم حركة الجيم
مُلْقاة على الواو، فكأَن الواوَ متحركةٌ بالضمة، وإذا كانت الواوُ
مضمومة كان لك فيها الهمزُ وتركُه في لغة ليست بتلك الفاشِية، وقد قرأَ أَبو
عمرو: عاداً
لُّولَى، وقرأَ ابن كثير: فاسْتَغْلَظَ فاستوى على سُؤْقِه، وهذا
النَّسَبَ إنما هو إلى الجمع، وهو نادِرٌ، وإذا وصَفوا قالوا قطاةٌ جَوْنةٌ،
وقد مَرَّ تفسير الجُونيِّ من القَطا في ترجمة كدر. والجُونةُ: جُونةُ
العطَّارِ، وربما هُمِزَ، والجمع جُوَنٌ، بفتح الواو؛ وقال ابن بري: الهمز في
جؤْنة وجُؤَنٍ هو الأَصل، والواوُ فيها منقلبةٌ عن الهمزة في لغة من
خفَّفها، قال: والجُوَن أَيضاً جمعُ جُونةٍ للآكام؛ قال القُلاخ:
على مَصاميدٍ كأَمثالِ الجُونَ.
قال: والمصاميدُ مثل المَقاحيد وهي الباقياتُ اللبن. يقال: ناقة
مِصْمادٌ ومِقْحادٌ. والجُونةُ: سُلَيْلَةٌ مُسْتديرةٌ مُغَشَّاة أَدَماً تكون
مع العطَّارين، والجمع جُوَن، وهي مذكورة في الهمزة، وكان الفارسيُّ
يَسْتَحسن تَرْكَ الهمزة؛ وكان يقول في قول الأَعشى يَصِف نساءً تَصَدَّين
للرجال حالِياتٍ:
إذا هُنَّ نازَلْنَ أقْرانَهُنَّ،
وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ.
ما قاله إلاّ بطالع سعد، قال: ولذلك ذكرته هنا. وفي حديثه، صلى الله
عليه وسلم: فوجدتُ لِيَدِه بَرْداً وريحاً كأَنما أَخْرَجَها من جُونة
عطَّارٍ؛ الجُونة، بالضم: التي يُعدُّ فيها الطيبُ ويُحْرز. ابن الأَعرابي:
الجَوْنةُ الفَحْمةُ. غيره: الجَوْنةُ الخابيةُ مطليَّة بالقار: قال
الأَعشى:
فقُمْنا، ولمَّا يَصِحْ دِيكُنا،
إلى جَوْنةٍ عند حَدَّادِها.
ويقال: لا أَفعله حتى تَبْيضَّ جُونةُ القار؛ هذا إذا أَردت سوادَه،
وجَوْنةُ القار إذا أَردت الخابية، ويقال للخابية جَوْنة، وللدَّلْو إذا
اسودَّت جَوْنة، وللعرَق جَوْنٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لماتحٍ قال لماتِحٍ
في البئر:
إن كانتِ امّاً امَّصَرت فصُرَّها،
إن امِّصارَ الدَّلْو لا يضُرُّها
أَهْيَ جُوَيْنٌ لاقِها فبِرَّها،
أَنتَ بخَيْرٍ إن وُقِيتَ شرَّها
فأَجابه:
وُدِّي أُوَقَّى خيرَها وشرّها.
قال: معناه على ودّي فأَضمر الصِّفَة وأَعْمَلَها
(* قوله «فأَضمر الصفة
وأعلمها» هكذا في الأصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر إن لم
يكن في العبارة تحريف). وقوله: أَهي جوين، أراد أخي وكان اسمه جُوَيناً،
وكل أَخ يقال له جُوَيْن وجَوْن. سلمة عن الفراء: الجَوْنان طرَفا القَوْس.
والجَوْنُ: اسمُ فرس في شعر لبيد:
تَكاثَرَ قُرْزُلٌ، والجَوْنُ فيها،
وعَجْلى والنَّعامةُ والخَيالُ.
وأَبو الجَوْن: كُنْية النَّمِرِ؛ قال القَتَّال الكلابيّ:
ولي صاحِبٌ في الغار هَدَّكَ صاحِباً،
أَبو الجَوْن، إلا أَنه لا يُعَلَّل.
وابنة الجَوْن: نائحة من كِنْدةَ كانت في الجاهلية؛ قال المُثَقَّب
العَبْدي:
نَوْح ابْنَةِ الجَوْنِ على هالِكٍ،
تَنْدُبُه رافعة المِجْلَدِ.
قال ابن بري: وقد ذكرها المعرّي في قصيدته التي رَثى فيها الشريف الظاهر
المُوسَوِيّ فقال:
من شاعر للبَيْن قال قصيدةً،
يَرْثي الشَّرِيفَ على رَوِيّ القافِ.
جَوْنٌ كبِنْتِ الجَوْن يَصْدَحُ دائباً،
ويَميسُ في بُرْدِ الجُوَيْن الضَّافي
عقرتْ رَكائبك ابنُ دَأْيةَ عادياً،
أَيّ امْرِئٍ نَطِقٍ وأَيّ قَوافِ
بُنِيَت على الإيطاءِ، سالمةً من الـ
إقْواءِ والإكْفاءِ والإصْرافِ.
والجَوْنانِ: مُعاوية وحسَّان بن الجَوْن الكِنْدِيّان؛ وإيَّاهما عنى
جريرٌ بقوله:
أَلم تَشْهَد الجَوْنَين والشِّعْبَ والغَضى،
وشَدَّاتِ قَيْسٍ، يومَ دَيْر الجَماجِم؟
ابن الأَعرابي: التَّجَوُّن تَبْييضُ بابِ العَرُوس. والتَّجوُّنُ:
تَسْويدُ باب الميت. والأَجْؤُن: أَرض معروفة؛ قال رؤبة:
بَيْنَ نَقَى المُلْقَى وَبَيْنَ الأَجْؤُنِ
(* قوله «بين إلخ» صدره كما في التكملة: دار كرقم الكاتب المرقن.
وضبط فيها دار بالرفع وقال فيها فتهمز الواو لأن الضمة عليها تستثقل).
غمر: الغَمْرُ: الماء الكثير. ابن سيده وغيره: ماء غَمْر كثيرٌ
مُغَرِّقٌ بيّن الغُمورةِ، وجمعه غِمار وغُمور. وفي الحديث: مَثَلُ الصلوات
الخَمْسِ كمَثَلِ نهْرٍ غَمْر؛ الغَمْرُ، بفتح الغين وسكون الميم: الكثيرُ،
أَي يَغْمُر مَنْ دخله ويُغطِّيه. وفي الحديث: أَعوذ بك من مَوْتِ الغَمْر
أَي الغرَق. ورجل غَمْرُ الرِّداء وغَمْرُ الخُلُقِ أَي واسع الخلُق كثير
المعروف سخيّ، وإِن كان رداؤه صغيراً، وهو بيّن الغُمورة من قوم غِمارٍ
وغُمورٍ؛ قال كثيِّر:
غَمْر الرِّداء، إِذا تبَسَّمَ ضاحِكاً
غَلِقَتْ لِضَحْكَتِه رِقابُ المالِ
وكله على المثل، وبَحْر غَمْر. يقال: ما أَشدّ غُمورةَ هذا النهر وبحار
غِمارٌ وغُمورٌ. وغَمْرُ البحر: معظمه، وجمعه غِمارٌ وغُمورٌ؛ وقد
غَمُرَ الماءُ
(* قوله« وقد غمر الماء» ضبط في الأصل بضم الميم وعبارة القاموس
وشرحه «وغمر الماء» يغمر من حد نصر كما في سائر النسخ ووجد في بعض أمهات
اللغة مضبوطاً بضم الميم) .غَمارةً وغُمورةً، وكذلك الخلُق.
وغَمَره الماء يَغْمُرُه غَمْراً واغْتَمَره: عَلاه وغَطّاه؛ ومنه قيل
للرجل: غَمَرَه القومُ يَغْمُرونه إِذا عَلَوْه شرفاً. وجيش يَغْتَمرُ
كلَّ شيء: يُغطِّيه ويستغرقه، على المثل. والمَغْمورُ من الرجال: الذي ليس
بمشهور. ونخل مُغْتَمِر: يشرب في الغَمْرة؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد قول
لبيد في صفة نخل:
يَشْرَبْنَ رِفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرةٍ
فكلُّها كارِعٌ، في الماء، مُغْتَمِرُ
وفي حديث معاوية: ولا خُضْتُ برجل غَمْرةً إِلاَّ قَطَعْتُها عَرْضاً؛
الغَمْرة: الماء الكثير؛ فضربه مثلا لقوّة رأْيه عند الشدائد، فإِن من
خاضَ الماءَ فقطَعَه عرضاً ليس كمن ضَعُفَ واتَّبَع الجِرْيةَ حتى يخرج
بعيداً من الموضع الذي دخل فيه. أَبو زيد: يقال للشيء إِذا كثر: هذا كثير
غَميرٌ.
والغَمْرُ: الفرس الجواد. وفرس غَمْرٌ: جواد كثير العَدْو واسع الجَرْي؛
قال العجاج:
غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحًّا مِهْرَجا
والغَمْرةُ: الشدة. وغَمْرةُ كل شيء: مُنْهَمَكه وشدَّتُه كغَمْرةِ
الهمّ والموت ونحوهما. وغَمَراتُ الحَرْب والموت وغِمارُها: شدائدها؛
قال:وفارِس في غِمارِ المَوْتِ مُنْغَمِس،
إِذا تَأَلَّى على مَكْروهةٍ صَدَقا
وجمع الغَمْرة غُمَرٌ مثل نَوْبة ونُوَب؛ قال القطامي يصف سفينة نوح،
على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ويذكر قصته مع قومه ويذكر الطوفان:
ونادى صاحبُ التَّنُّورِ نوحٌ،
وصُبَّ عليهمُ منه البَوارُ
وضَجُّوا عند جَيْئَتِه وفَرُّوا،
ولا يُنْجِي من القدَرِ الحِذارُ
وجاشَ الماءُ مُنْهَمِراً إِليهم،
كأَن غُثاءه خِرَقٌ تُسارُ
وعامَتْ، وهي قاصِدةٌ، بإِذْنٍ،
ولولا اللّه جارَ بها الجَوارُ
إِلى الجوديّ حتى صارَ حِجْراً،
وحانَ لِتَالِكَ الغُمَرِ انْحِسارُ
فهذا فيه مَوْعِظةٌ وحكْم،
ولكنِّي امرؤٌ فيَّ افْتِخارُ
الحِجْر: الممنوع الذي له حاجز، قال ابن سيده: وجمع السلامة أَكثر.
وشجاع مُغامِرٌ: يَغْشَى غَمَراتِ الموت. وهو في غَمْرةٍ من لَهْوٍ وشَبِيبة
وسُكْرٍ، كله على المثل. وقوله تعالى: وذَرْهُم في غَمْرَتِهم حتى حِين؛
قال الفراء أَي في جهلهم. وقال الزجاج: وقرئ في غَمَراتِهم أَي في
عَمايَتِهم وحَيْرتِهم؛ وكذلك قوله تعالى: بل قلوبُهم في غَمْرة مِنْ هذا؛
يقول: بل قلوب هؤلاء في عَمايةٍ من هذا. وقال القتيبي: أَي في غطاء وغفلة.
والغَمْرةُ: حَِيْرةُ الكفّار. وقال الليث: الغَمْرةُ مُنْهَمَك الباطل،
ومُرْتَكضُ الهولِ غَمْرةُ الحَرْب. ويقال: هو يضرب في غَمْرَةِ اللَّهْو
ويَتَسَكَّع في غمرة الفتنة، وغَمْرةُ الموت: شدّة همومِه؛ قال ذو
الرمة:كأَنَّني ضاربٌ في غَمْرةٍ لَعِبُ
أَي سابح في ماء كثير. وفي حديث القيامة: فيقذِفُهم في غَمَراتِ جهنَّم
أَي المواضع التي تكثر فيها النار. وفي حديث أَبي طالب: وجَدْتُه في
غَمَراتٍ من النار، واحدتها غَمْرةٌ. والمُغامِرُ والمُغَمِّرُ: المُلْقي
بنفسه في الغَمَراتِ. والغَمْرة: الزَّحْمةُ من الناس والماء، والجمع
غِمارٌ. وفي حديث أُويس: أَكُون في غِمارِ الناس أَي جَمْعِهم المتكاثف. وفي
حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: أَمّا صاحِبُكم فقد غامَرَ أَي خاصَم غيرَه،
ومعناه دخل في غَمْرةِ الخصومة وهي معظمها. والمُغامِرُ: الذي رمى بنفسه
في الأُمور المُهْلكة، وقيل: هو من الغِمْر، بالكسر، وهو الحِقْد، أَي
حاقد غيره؛ وفي حديث خيبر:
شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُغامِرُ
أَي مُخاصِمٌ أَو مُحاقِدٌ. وفي حديث الشهادة: ولا ذي غِمْرٍ على أخيه
أَي ضِغْنٍ وحقد.
وغَمْرةُ الناس والماء وغَمْرُهم وغُمارُهم وغِمارهم: جماعتهم ولَفيفُهم
وزحمتهم. ودخلت في غُمارِ الناس وغَمارِهم، يضم ويفتح، وخُمارِهم
وخَمارِهم وغَمَرِهم وخَمَرِهم أَي في زحمتهم وكثرتهم.
واغْتَمَر في الشيء: اغْتَمَس. والاغْتِمارُ: الاغْتِماسُ.
والانْغِمارُ: الانْغِماسُ في الماء. وطعامٌ مُغْتَمِرٌ إِذا كان بقشره.
والغَمِيرُ: شيء يخرج في البُهْمَى في أَول المطر رطباً في يابس، ولا
يعرف الغَميرُ في غير البهمي. قال أَبو حنيفة: الغَميرُ حبُّ البهمى الساقط
من سنبله حين يَيْبَس، وقيل: الغَميرُ ما كان في الأَرض من خُضْرة
قليلاً إِمَّا ريحةً وإِمَّا نباتاً، وقيل: الغَميرُ النبت ينبت في أَصل النبت
حتى يَغْمُره الأَول، وقيل: هو الأَخضر الذي غَمَرَه اليبيس يذهبون إِلى
اشتقاقه، وليس بقويّ، والجمع أَغْمِراء. أَبو عبيدة: الغَميرة الرَّطْبة
والقتُّ اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها. الجوهري: الغَميرُ
نبات قد غَمَره اليَبِيس؛ قال زهير يصف وحشاً:
ثَلاثٌ كأَقْواسِ السَّراءِ وناشِطٌ،
قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمير جَحافِلُهْ
وفي حديث عمرو بن حُرَيْثٍ: أَصابَنا مطرٌ ظهر منه الغَميرُ، بفتح الغين
وكسر الميم، هو نبت البقل عن المطر بعد اليُبْس، وقيل: هو نبات أَخْضَر
قد غَمَرَ ما قبله من اليَبِيس. وفي حديث قُسٍّ: وغَميرُ حَوْذانٍ، وقيل:
هو المستور بالحَوْذان لكثرة نباته. وتَغَمَّرت الماشيةُ: أَكلت
الغَمير. وغَمَرَه: علاه بفضله وغطّاه. ورجل مَغْمورٌ: خامل. وفي حديث صفته: إذا
جاء مع القوم غَمَرَهم أَي كان فوق كلِّ مَنْ معه؛ وفي حديث حُجَيْر:
إِنِّي لمَغْمورٌ فيهم أَي لست بمشهور كأَنّهم قد غَمَرُوه؛ وفي حديث
الخندق: حتى أَغْمَزَ بَطْنَه أَي وارَى التُّرابُ جِلْدَه وستَره؛ وفي حديث
مَرَضِه: أَنه اشتدّ به حتى غُمِرَ عليه أَي أُغْمِيَ عليه حتى كأَنه
غُطِّي على عقله وسُتِر.
والغِمْرُ، بالكسر: العطش؛ قال العجاج:
حتى إذا ما بَلَّت الأَغْمارا
والغُمَرُ: قَدَحٌ صغير يَتصافَنُ به القومُ في السفر إِذا لم يكن معهم
من الماء إلا يسيرٌ على حصاة يُلْقونها في إِناء ثم يصبّ فيه من الماء
قدر ما يَغْمُر الحصاة فيعطاها كلُّ رجل منهم. وفي الحديث: أَنه كان في
سَفَرٍ فشُكِيَ إِليه العَطَشُ، فقال: أَطْلقوا لي غُمَرِي أَي ائتوني به،
وقيل: الغُمَرُ أَصغر الأَقداح؛ قال أَعشى باهلة يرثي أَخاه المُنتَشِر
بن وهب الباهلي:
يَكْفِيه حُزّةُ فِلْذٍ، إن أَلَمَّ بها،
من الشِّواءِ ، ويُرْوِي شُرْبَه الغُمَرُ
وقيل: الغُمَر القَعْبُ الصغير. وفي الحديث: لا تجعلوني كغُمَرِ الراكب،
صَلُّوا عليَّ أَوّلَ الدعاء وأَوْسَطَه وآخرَه؛ الغُمَرُ، بضم الغين
وفتح الميم: القدح الصغير؛ أَراد أَن الراكب يحمل رَحْلَه وأَزوادَه ويترك
قَعْبَه إلى آخر تَرْحالِه ثم يعلّقه على رحله كالعِلاوة فليس عنده
بمُهمٍّ، فنهاهم أَن يجعلوا الصلاة عليه كالغُمَرِ الذي لا يُقدَّم في
المُهامّ ويجعل تبعاً. ابن شميل: الغُمَرُ يأْخذ كَيْلَجَتيْنِ أَو ثلاثاً،
والقَعْب أَعظمُ منه وهو يُرْوي الرجلَ، وجمع الغُمَرِ أَغْمارٌ. وتَغَمّرْت
أَي شربت قليلاً من الماء؛ قال العجاج:
حتى إذا ما بَلّت الأَغْمارا
رِيٍّا ولمَّا، يَقْصَعِ الاصْرارا
وفي الحديث: أَمَّا الخيلُ فغَمِّروها وأَما الرجالُ فأَرْوُوهم؛ وقال
الكميت:
بها نَقْعُ المُغَمَّرِ والعَذُوبِ
المُغَمَّر: الذي يشرب في الغُمَر إذا ضاق الماء. والتَّغَمُّر الشرب
بالغُمَرِ، وقيل: التَّغَمُّر أَقل الشُّرْب دون الريّ، وهو منه. ويقال:
تَغَمَّرْت، من الغُمَرِ، وهو القَدَح الصغير. وتغَمَّر البعيرُ: لم يَرْوَ
من الماء، وكذلك العَيْر، وقد غَمَّرَه الشُّرْب؛ قال:
ولست بصادِرٍ عن بَيْت جارِي،
صُدورَ العَيْر غَمَّرَه الوُرودُ
قال ابن سيده: وحكى ابن الأَعرابي غَمَّره أَصْحُناً سقاه إِياها،
فعدَّاه إِلى مفعولين.
وقال أَبو حنيفة: الغامِرةُ النخلُ التي لا تحتاج إِلى السقي، قال: ولم
أَجد هذا القول معروفاً.
وصبيّ غُمْرٌ وغَمْرٌ وغَمَرٌ وغَمِرٌ ومُغَمَّر: لم يُجرِّب الأُمور
بيّنُ الغمارة من قوم أَغْمارٍ، وقد غَمُر، بالضم، يَغْمُر غَمارةً؛ وكذلك
المُغَمَّر من الرجال إِذا استجهله الناس، وقد غُمِّرَ تَغْميراً. وفي
حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أَن اليهود قالوا للنبي، صلى الله عليه
وسلم: لا يَغُرّك أَن قَتَلْتَ نَفَراً من قُريش أَغْماراً؛ الأَغْمارُ جمع
غُمْر، بالضم، وهو الجاهل الغِرُّ الذي لم يُجَرِّب الأُمور؛ قال ابن
سيده: ويُقْتاس من ذلك لكل من لا غَناء عنده ولا رَأْي. ورجل غُمْر وغَمِر:
لا تجربة له بحرب ولا أَمر ولم تحنِّكه التَّجارب؛ وقد روي بيت الشماخ:
لا تَحْسَبَنّي ، وإِن كُنْتُ امْرأً غَمِراً،
كحيّة الماء بين الصَّخْرِ والشِّيدِ
قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو إِتباع أَم لغة؛ وهم الأَغمار. وامرأَة
غَمِرَةٌ: غِرٌّ. وغامَرَه أَي باطَشَه وقاتَلَه ولم يبال الموت. قال أَبو
عمرو:
رجل مُغامِرٌ إذا كان يقتحم المهالك. والغُمْرة: تَطْلى به العروس يتخذ
من الورس. قال أَبو العميثل: الغُمْرة والغُمْنة واحد. قال أَبو سعيد: هو
تمر ولبن يطلى به وجه المرأَة ويداها حتى ترِقَّ بشرتها، وجمعها الغُمَر
والغُمَنُ؛ وقال ابن سيده في موضع آخر: والغُمْرة والغُمْرُ الزعفران،
وقيل: الورس، وقيل: الجِصّ، وقيل: الكُرْكُم. وثوب مُغَمَّرُ: مصبوغ
بالزعفران. وجارية مُغَمَّرةٌ: مطلية. ومغْتَمِرة ومُتَغَمِّرة: مُتَطلّية.
وقد غَمَّرت المرأَةُ وجهها تَغْمِيراً أَي طلت به وجهها ليَصْفُو لونها،
وتَغَمَّرَت مثله؛ وغَمَّر فلانٌ جاريته.
والغَمَرُ، بالتحريك: السَّهَكُ وريحُ اللحم وما يَعْلَق باليد من
دَسَمِه. وقد غَمِرَت يدُه من اللحم غَمَراً، فهي غَمِرةٌ أَي زَهِمةٌ، كما
تقول من السَّهَك: سَهِكةٌ؛ ومنه منديل الغَمَر، ويقال لمنديل الغَمَرِ:
المَشُوش. وفي الحديث: مَنْ باتَ وفي يده غَمَرٌ؛ هو الدسم، بالتحريك، وهو
الزهومة من اللحم كالوَضَرِ من السَّمْن. والغِمْرُ والغَمَرُ: الحقد
والغلّ، والجمع غُمورٌ. وقد غَمِرَصدرُه عليّ، بالكسر، يَغْمَرُ غِمْراً
وغَمَراً. والغامر من الأَرض والدور: خلافُ العامِر. وقال أَبو حنيفة:
الغامِرُ من الأَرض كلِّها ما لم يستخرج حتى يصلح للزرع والغرس، وقيل:
الغامِرُ من الأَرض ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة، وإنما قيل له غامِرٌ لأَن
الماء يبلغه فيَغْمُره، وهو فاعلٌ بمعنى مفعول، كقولهم: سرٌّ كاتمٌ وماءٌ
دافقٌ، وإنما بني على فاعِلٍ ليقاَبل به العامر، وما لا يبلغه الماء من
موات الأَرض لا يقال له غامِرٌ. قال أَبو عبيد: المعروف في الغامِر المعاشُ
الذي أَهله بخير، قال: والذي يقول الناسُ إِن الغامِرَ الأَرض التي
تُعْمَر، لا أَدري ما هو، قال: وقد سأَلت عنه فلم يبينه لي أَحد؛ يريد قولهم
العامِر والغامِر. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه مَسَحَ السَّوادَ
عامِرَه وغامِرَه، فقيل: إنه أَراد عامِرَه وخرابه. وفي حديث آخر: أَنه جعل
على كلِّ جَرِيبٍ عامِرٍ أَو غامِرٍ دِرْهماً وقفيزاً، وإنما فعل عمر، رضي
ا عنه، ذلك لئلا يُقَصِّرَ الناسُ في المُزارعةِ. قال أَبو منصور: قيل
للخراب غامِرٌ لأَن الماء قد غَمَرَه فلا تمكن زراعتُه أَو كَبَسَه الرمل
والتراب، أَو غَلب عليه النَّزُّ فنبت فيه الأَباءُ والبَرْدِيّ فلا
ينبت شيئاً، وقيل له غامِرٌ لأَنه ذو غَمْرٍ من الماء وغيره للذي غَمَره،
كما يقال: همٌّ ناصبٌ أَي ذو نصَب؛ قال ذو الرمة:
تَرَى قُورَها يَغْرَقْن في الآلِ مَرَّةً،
وآوِنةً يَخْرُجْنَ من غامِرٍ ضَحْلِ
أي من سراب قد غَمَرَها وعلاها.
والغَمْرُ وذات الغَمْر وذو الغَمْر: مواضع، وكذلك الغُمَيرْ؛ قال:
هَجَرْتُك أَيّاماً بذي الغَمْرِ، إنَّني
على هَجْرِ أَيّامٍ بذي الغَمْرِ نادِمُ
وقال امرؤ القيس:
كأَثْلٍ منَ الأَعْراضِ من دون بِئْشةٍ
ودُون الغُمَيرِ عامِدات لِغَضْوَرا
وغَمْرٌ وغُمَيْرٌ وغامِرٌ: أَسماء. وغَمْرة: موضع بطريق مكة؛ قال
الأزهري: هو منزل من مَناهِل طريق مكة، شرفها الله تعالى، وهو فَصْلُ ما بين نجد
وتهامة. وفي الحديث ذكر غَمْر، بفتح الغين وسكون الميم، بئر قديمة بمكة
حفرها بنو سَهْمٍ.
والمَغْمورُ: المقهورُ.والمَغْمورُ: المَمْطورُ. وليل غَمرٌ: شديد
الظلمة؛ قال الراجز يصف إبلاً:
يَجتَبْنَ أَثْناءَ بَهيِمٍ غَمْرِ،
داجي الرِّواقَيْنِ غُدافِ السِّتْرِ
وثوب غَمْرٌ إذا كان ساتراً.