Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: منافاة

الْمُنْفَصِلَة

الْمُنْفَصِلَة: قسم من الْقَضِيَّة الشّرطِيَّة لِأَن الْقَضِيَّة الشّرطِيَّة إِمَّا مُتَّصِلَة وَهِي الَّتِي يحكم فِيهَا بِصدق قَضِيَّة أَو لَا صدقهَا على تَقْدِير صدق قَضِيَّة أُخْرَى كَقَوْلِنَا إِن كَانَ هَذَا إنْسَانا فَهُوَ حَيَوَان - وَلَيْسَ إِن كَانَ هَذَا إنْسَانا فَهُوَ جماد وَإِمَّا مُنْفَصِلَة وَهِي الَّتِي يحكم فِيهَا بالتنافي بَين القضيتين - فَإِن كَانَ التَّنَافِي بَينهمَا فِي الصدْق وَالْكذب مَعًا فَهِيَ الْحَقِيقِيَّة مثل هَذَا الْعدَد إِمَّا زوج أَو فَرد أَو فِي الْكَذِب فَقَط فَهِيَ مَانِعَة الْخُلُو كَقَوْلِك إِمَّا أَن يكون زيد فِي الْبَحْر وَإِمَّا أَن لَا يغرق. أَو فِي الصدْق فَقَط. فَهِيَ مَانِعَة الْجمع كَقَوْلِك إِمَّا أَن يكون هَذَا الشَّيْء شَجرا أَو حجرا. فمانعة الْخُلُو هِيَ الْقَضِيَّة الْمُنْفَصِلَة الَّتِي حكم فِيهَا بالتنافي بَين جزئيها كذبا فَقَط كالمثال الْمَذْكُور. ومانعة الْجمع هِيَ الْقَضِيَّة الْمُنْفَصِلَة الَّتِي حكم فِيهَا بالتنافي بَين جزئيها صدقا فَقَط كالمثال المسطور. فَإِن قلت المُرَاد بالــمنافاة الْمُعْتَبرَة فِي جزئي مَانِعَة الْجمع إِمَّا عدم صدقهما وحملهما على ذَات وَاحِدَة أَو عدم اجْتِمَاعهمَا فِي الْوُجُود والتحقق لَا يَصح الأول وَلَا الثَّانِي -

أما الأول: فَلِأَن مَانِعَة الْجمع من أَقسَام الْمُنْفَصِلَة والانفصال لم يعتبروه إِلَّا بَين القضيتين فَلَا يكون منع الْجمع إِلَّا بَين القضيتين. فَلَو كَانَ المُرَاد بالــمنافاة بَين جزئيها عدم الِاجْتِمَاع فِي الصدْق وَالْحمل لزم أَن يكون بَين كل قضيتين منع الْجمع لِاسْتِحَالَة أَن تصدق قَضِيَّة على مَا صدقت عَلَيْهِ قَضِيَّة أُخْرَى لِأَن الْقَضِيَّة من حَيْثُ إِنَّهَا قَضِيَّة لَا تصدق وَلَا تحمل على شَيْء بالمواطأة فضلا أَن تصدق قَضِيَّة على مَا صدق عَلَيْهِ صدق أُخْرَى وَلزِمَ أَن لَا يكون بَين القضيتين منع الْخُلُو أصلا لِأَن الْقَضِيَّة لَا تصدق على شَيْء من الْأَشْيَاء كَمَا عرفت وَأقله مُفْرد من الْمُفْردَات وَبَين الْمُفْرد والقضية تبَاين فَلَا تصدق قَضِيَّة على مُفْرد فَتكون كَاذِبَة عَلَيْهِ فتكذب القضيتان بل القضايا على مُفْرد من الْمُفْردَات بل على كل شَيْء من الْأَشْيَاء.

وَأما الثَّانِي: فَلِأَنَّهُ لَو كَانَ المُرَاد بِتِلْكَ الْــمُنَافَاة عدم اجْتِمَاع الجزئين أَي القضيتين فِي الْوُجُود والتحقق لزم أَن لَا يكون بَين الْوَاحِد وَالْكثير منع الْجمع لِأَن الْوَاحِد جُزْء الْكثير وجزء الشَّيْء يجامعه فِي الْوُجُود مَعَ أَن الشَّيْخ صرح بِمَنْع الْجمع بَينهمَا قلت المُرَاد الثَّانِي وَلَيْسَ مُرَاد الشَّيْخ أَن بَين مفهومي الْوَاحِد وَالْكثير منع الْجمع بل بَين القضيتين اللَّتَيْنِ يكون مَحْمُول إِحْدَاهمَا وَاحِدًا وأخراهما كثيرا مَعَ اشتراكهما فِي الْمَوْضُوع. فَمثل قَوْلك إِمَّا أَن يكون هَذَا الشَّيْء وَاحِدًا وَإِمَّا أَن يكون هَذَا الشَّيْء كثيرا قَضِيَّة مَانِعَة الْجمع لِامْتِنَاع اجْتِمَاع جزئيها فِي الْوُجُود - وقولك هَذَا إِمَّا وَاحِد وَإِمَّا كثير فَلَيْسَ بمنفصلة مَانِعَة الْجمع لعدم اعْتِبَار الْــمُنَافَاة بَين القضيتين بل قَضِيَّة حملية شَبيهَة بالمنفصلة وبمشاركة الحملية الْمُنْفَصِلَة فِيمَا هُوَ حَاصِل الْمَعْنى ومآله لَا يلْزم أَن تكون مُنْفَصِلَة كَمَا أَن قَوْلنَا طُلُوع الشَّمْس ملزوم لوُجُود النَّهَار مشارك للشرطية أَعنِي إِن كَانَت الشَّمْس طالعة فالنهار مَوْجُود وَلَيْسَ بشرطية فالــمنافاة أَعم من الْــمُنَافَاة الْمُعْتَبرَة فِي مَانِعَة الْجمع فَإِن الْــمُنَافَاة قد تكون بَين مفهومين فِي الصدْق وَالْحمل على ذَات وَاحِدَة كَمَا بَين الْوَاحِد وَالْكثير. وَقد تكون بَين مفهومين فِي الْوُجُود فِي مَحل وَاحِد كالسواد وَالْبَيَاض - وَقد تكون بَين قضيتين فِي الْوُجُود والتحقق كَمَا فِي مَانِعَة الْجمع فالــمنافاة فِي مَانِعَة الْجمع لَا تكون إِلَّا بَين قضيتين فِي الْوُجُود والتحقق لَا غير. فَإِن عبرت الْــمُنَافَاة بَين الْوَاحِد وَالْكثير وَبَين السوَاد وَالْبَيَاض بالقضية فَهِيَ حملية شَبيهَة بالمنفصلة. وَإِن عبرتها بقضيتين فمنفصلة مَانِعَة الْجمع فقولك هَذَا إِمَّا وَاحِد وَإِمَّا كثير. وقولك الْمَوْجُود فِي هَذَا الْمحل إِمَّا سَواد وَإِمَّا بَيَاض حمليتان شبيهتان بالمنفصلة. وقولك إِمَّا هَذَا وَاحِد وَإِمَّا كثير. وقولك إِمَّا أَن يكون السوَاد مَوْجُودا فِي هَذَا الْمحل أَو يكون الْبيَاض مَوْجُودا فِيهِ منفصلتان كل مِنْهُمَا مَانِعَة الْجمع. وَقد يكون الحملية الدَّالَّة على الْــمُنَافَاة صرفة أَي غير شَبيهَة بالمنفصلة لعدم الترديد فِي مَفْهُوم محمولها كَقَوْلِك الْوَاحِد وَالْكثير متنافيان فِي الْوُجُود فِي مَحل وَاحِد.
وَاعْلَم أَنه إِذا حمل على مَوْضُوع وَاحِد أَمْرَانِ متقابلان. فَإِن قدم الْمَوْضُوع على حرف العناد فالقضية حملية شَبيهَة بالمنفصلة. وَإِن أخر عَنْهَا فالقضية مُنْفَصِلَة شَبيهَة بالحملية. وَإِن أردْت الْبَحْث الْمَشْهُور فِي قَوْلهم الْعلم إِمَّا تصور وَإِمَّا تَصْدِيق فَانْظُر فِي تَحْقِيق كلمة إِمَّا. وَالنِّسْبَة بَين الْحَقِيقِيَّة ومانعة الْجمع ومانعة الْخُلُو على مَا ذكر من التعريفات تبَاين كلي لِأَن الْمُعْتَبر فيهمَا قيد فَقَط دون الْحَقِيقَة فَإِن الْمُعْتَبر فِيهَا الْمَعِيَّة. وَقد يَكْتَفِي فِي مَانِعَة الْجمع على التَّنَافِي فِي الصدْق مُطلقًا وَفِي مَانِعَة الْخُلُو على التَّنَافِي فِي الْكَذِب مُطلقًا أَي سَوَاء كَانَ التَّنَافِي فِي الْكَذِب أَو لَا - وَفِي الصدْق أَو لَا فَحِينَئِذٍ الْحَقِيقِيَّة أخص وهما أَعم وَيكون بَينهمَا عُمُوم من وَجه كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الْحَقِيقِيَّة من المنفصلات لَا تتركب إِلَّا من جزئين بِخِلَاف مَانِعَة الْجمع ومانعة الْخُلُو فَإِنَّهُمَا يتركبان من ثَلَاثَة أَجزَاء فَصَاعِدا أَيْضا كَمَا بَين فِي مطولات الْمنطق - فَإِن قيل إِن الْحَقِيقِيَّة أَيْضا تتركب من ثَلَاثَة أَجزَاء فَصَاعِدا مثل الْعدَد إِمَّا زَائِد أَو نَاقص أَو مسَاوٍ - قُلْنَا لَو كَانَ كَذَا لزم جَوَاز الْجمع وَجَوَاز الْخُلُو فِيهَا لِأَن عين أحد أَجْزَائِهَا الْمُنْفَصِلَة الْحَقِيقِيَّة يسْتَلْزم رفع الآخر لِامْتِنَاع الْجمع وَبِالْعَكْسِ لِامْتِنَاع الْخُلُو فكون الْعدَد زَائِدا فِي الْمِثَال مَذْكُور يسْتَلْزم كَونه غير نَاقص وَكَونه غير نَاقص يسْتَلْزم كَونه مُسَاوِيا فَيلْزم استلزام كَونه زَائِدا فَاجْتمع الجزءان. وَكَونه غير زَائِد يسْتَلْزم كَونه نَاقِصا وَكَونه نَاقِصا يسْتَلْزم كَونه غير مسَاوٍ فاستلزم كَونه غير زَائِد كَونه غير مسَاوٍ فارتفع الجزءان - فَأَيْنَ امْتنَاع الْجمع وَامْتِنَاع الْخُلُو - والمثال الْمَذْكُور فِي الأَصْل هَكَذَا الْعدَد إِمَّا زَائِد أَو غير زَائِد وَإِذا كَانَ غير زَائِد فإمَّا نَاقص أَو مسَاوٍ وَلما كَانَ ذَلِك الْمِثَال فِي قُوَّة هَذَا الْمِثَال أقيم مقَامه فَافْهَم.

شُبْهَة الْعمد فِي الْقَتْل

شُبْهَة الْعمد فِي الْقَتْل: أَن يتَعَمَّد الْقَاتِل الْقَتْل بِمَا لَيْسَ بسلاح وَلَا بِمَا أجري مجْرى السِّلَاح فِي تَفْرِيق الْأَجْزَاء. هَذِه عِنْد أبي حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى وَقَالَ أَبُو يُوسُف وَمُحَمّد وَالشَّافِعِيّ رَحِمهم الله تَعَالَى هُوَ أَن يتَعَمَّد الضَّرْب بِآلَة لَا يقتل بِمِثْلِهَا فِي الْغَالِب كالعصا وَالسَّوْط وَالْحجر وَالْيَد فَلَو ضربه بِحجر عَظِيم أَو خَشَبَة عَظِيمَة فَهُوَ عمد عِنْدهم خلافًا لَهُ وَلَو ضربه بِسَوْط صَغِير ووالى فِي الضربات حَتَّى مَاتَ يقْتَصّ عِنْد الشَّافِعِي رَحمَه الله تَعَالَى خلافًا لنا. شُبْهَة الاستلزام: من شُبُهَات ابْن كمونة. وَمن المغالطات المستصعبة حَتَّى قيل إِنَّهَا أصعب من شُبْهَة جذر الْأَصَم وَلها تقريرات شَتَّى.
مِنْهَا مَا ذكره الشريف الكشميري من تلاميذ الباقر أَن كل شَيْء بِحَيْثُ لَو وجد لَا يكون وجوده مستلزما لرفع أَمر واقعي فَهُوَ يكون مَوْجُودا أزلا وأبدا لَا محَالة إِذْ لَو كَانَ مَعْدُوما فِي وَقت كَانَ عَدمه أمرا واقعيا فِي ذَلِك الْوَقْت فَيكون بِحَيْثُ لَو وجد لَكَانَ وجوده مستلزما لرفع أَمر واقعي هُوَ عَدمه بِالضَّرُورَةِ فَيلْزم خلاف الْمَفْرُوض فَثَبت أَنه يجب أَن يكون ذَلِك الشَّيْء الْمَفْرُوض مَوْجُودا دَائِما.
وَبعد تمهيد هَذِه الْمُقدمَة يُقَال إِن الْحَوَادِث اليومية من هَذَا الْقَبِيل أَي من مصداقات ذَلِك الشَّيْء الْمَفْرُوض بالحيثية الْمَذْكُورَة فَيلْزم أَن تكون مَوْجُودَة أزلا وأبدا وَهُوَ محَال. بَيَان ذَلِك أَن الْحَوَادِث لَو لم تكن بِحَيْثُ لَا يكون وجودهَا مستلزما لرفع أَمر واقعي لَكَانَ وجودهَا مستلزما لرفع أَمر واقعي فَحِينَئِذٍ يتَحَقَّق الاستلزام بَين وجود الْحَوَادِث وَبَين ذَلِك الرّفْع وَلَا محَالة يجب أَن يكون وجود الْحَوَادِث مستلزما لذَلِك الاستلزام وَإِلَّا لبطل الْمُلَازمَة الْوَاقِعَة بَين وجود الْحَوَادِث وَبَين ذَلِك الرّفْع وَلَا محَالة فَيجب أَن يكون ذَلِك الاستلزام لَازِما لوُجُود الْحَوَادِث.
وَقد تقرر فِي مقره أَن عدم اللَّازِم يسْتَلْزم عدم الْمَلْزُوم فَيلْزم على تَقْدِير عدم الاستلزام عدم الْحَوَادِث. وَهَذَا منَاف لما ثَبت أَولا فِي الْمُقدمَة الممهدة من أَن عدم استلزام الشَّيْء لرفع أَمر واقعي يسْتَلْزم وُجُوه أزلا وأبدا فَبَطل أَن يكون وجود الْحَوَادِث مستلزما لرفع أَمر واقعي. وَثَبت أَن الْحَوَادِث بِحَيْثُ لَا يكون وجوده مستلزما لرفع أَمر واقعي فَيلْزم أَن يكون الْحَوَادِث مَوْجُودَة أزلا وأبدا. وحلها أَن عدم الاستلزام يتَصَوَّر على مَعْنيين: أَحدهمَا: انْتِفَاء الاستلزام رَأْسا وبالكلية. وَالثَّانِي: انْتِفَاء الاستلزام بعد تحَققه أَي كَانَ هُنَاكَ استلزام. ثمَّ اعْتبر عَدمه بعد تحَققه فَإِن أُرِيد فِي الْمُقدمَة الممهدة أَن عدم استلزام الشَّيْء لرفع أَمر واقعي بِالْمَعْنَى الأول أَي انْتِفَاء الاستلزام رَأْسا يسْتَلْزم وجوده دَائِما لما ذكر من الدَّلِيل وَذَلِكَ حق لَا يُنكره أحد وَلَكِن عدم الاستلزام فِي الْحَوَادِث اليومية لَيْسَ على هَذَا النمط لِأَن الاستلزام مُتَحَقق هُنَا لَازم لَهَا فَلَو اعْتبر عَدمه لَكَانَ عدم الاستلزام بِالْمَعْنَى الثَّانِي وَلما كَانَ الاستلزام لَازِما للحوادث وَعدم اللَّازِم ملزوم لعدم الْمَلْزُوم فَلَا محَالة يكون عدم الاستلزام مستلزما لعدم الْحَوَادِث وَهُوَ لَا يُنَافِي كَون عدم الاستلزام بِالْمَعْنَى الأول مستلزما لوُجُود الشَّيْء أزلا وأبدا كَمَا تقرر فِي الْمُقدمَة الممهدة.
وَإِن أُرِيد فِي الْمُقدمَة أَن عدم الاستلزام بِالْمَعْنَى الثَّانِي يسْتَلْزم وجود الشَّيْء أزلا وأبدا فَلَا نسلم ذَلِك لجَوَاز أَن يكون الاستلزام لَازِما لوُجُود الشَّيْء كَمَا فِي الْحَوَادِث فعدمه يسْتَلْزم عدم الشَّيْء الْمَلْزُوم ضَرُورَة فَكيف يُمكن أَن يكون على تَقْدِير عدم الاستلزام مَوْجُودا أزلا وأبدا. وَمَا ذكر من الدَّلِيل لَا يُثبتهُ كَمَا لَا يخفى. وَقَالَ الباقر فِي حل هَذِه الشُّبْهَة أَن اللوازم على قسمَيْنِ: فَمِنْهَا أولية كالضوء اللَّازِم للشمس والزوجية اللَّازِمَة للأربعة. وَمِنْهَا ثانوية كاللزوم الَّذِي بَين اللَّازِم والملزوم فَإِنَّهُ يجب أَن يكون لَازِما لكل مِنْهُمَا وَإِلَّا لانهدمت الْمُلَازمَة الْأَصْلِيَّة.
وَإِذا عرفت هَذَا فَاعْلَم أَن قَوْلهم عدم اللَّازِم يسْتَلْزم عدم الْمَلْزُوم مَخْصُوص باللوازم الأولية فَقَط دون الثانوية فَإِن عدم اللَّازِم الَّذِي هُوَ من الثواني لَا يسْتَلْزم عدم الْمَلْزُوم بل إِنَّمَا يسْتَلْزم رفع الْمُلَازمَة الْأَصْلِيَّة وَانْتِفَاء العلاقة بَين الْمَلْزُوم واللزوم الأولي وَلَا يلْزم من ذَلِك انتفاؤهما مَعًا وَلَا انْتِفَاء أَحدهمَا مثلا إِذا انْتَفَى اللُّزُوم الَّذِي هُوَ بَين الشَّمْس والضوء ارْتَفَعت العلاقة بَينهمَا وَلَا يلْزم من ذَلِك انتفاؤهما مَعًا أَو انْتِفَاء أَحدهمَا بل يجوز أَن يَكُونَا موجودين وَلَا علاقَة بَينهمَا. والسر فِي ذَلِك أَن اللَّازِم الثانوي كاللزوم الْمَذْكُور فِي الْحَقِيقَة لَازم لملزومية الْمَلْزُوم ولازمية اللَّازِم فَيلْزم من انْتِفَاء هذَيْن الوصفين وَلَا يلْزم من ذَلِك انْتِفَاء ذَات الْمَلْزُوم وَلَا انْتِفَاء ذَات اللَّازِم كَمَا يظْهر بعد التَّوَجُّه.
وَإِذا عرفت هَذَا فَنَقُول إِن الاستلزام الْمَذْكُور فِي الْحَوَادِث اليومية من قبيل اللوازم الثانوية فَلَا يلْزم من انتفائه انْتِفَاء الْحَوَادِث حَتَّى تلْزم الْــمُنَافَاة بَين هَذَا وَبَين مَا تقرر فِي الْمُقدمَة الممهدة.
والتقرير الثَّانِي لتِلْك الشُّبْهَة أَن يُقَال إِن اجْتِمَاع النقيضين مثلا وجوده لَيْسَ بِمُوجب لرفع عَدمه الواقعي كل مَا لَا يكون وجوده مُوجبا لرفع عَدمه الواقعي فَهُوَ مَوْجُود ينْتج أَن اجْتِمَاع النقيضين مَوْجُود هَذَا خلف. أما الصُّغْرَى فَظَاهر وَأما الْكُبْرَى فَلِأَنَّهُ لَو لم يكن مَوْجُودا لَكَانَ وجوده مُوجبا لرفع عَدمه الواقعي وَهُوَ خلاف الْمَفْرُوض. وَالْجَوَاب مَعَ الْمُلَازمَة الَّتِي أثبت بهَا الْكُبْرَى إِذْ يجوز أَن لَا يكون لَهَا وجود أصلا فَلَا يصدق أَن وجوده مُوجب لرفع عَدمه.
وتقريرها الثَّالِث أَن يُبدل الْمُوجب فِي المقدمتين بالمستلزم بِأَن يُقَال إِن اجْتِمَاع النقيضين مثلا وجوده لَيْسَ مستلزما لرفع عَدمه الواقعي وكل مَا لَا يكون وجوده مستلزما لرفع عَدمه الواقعي فَهُوَ مَوْجُود. ينْتج أَن اجْتِمَاع النقيضين مَوْجُود. أما الْكُبْرَى فَلِأَنَّهُ لَو لم يكن مَوْجُودا لَكَانَ وجوده مستلزما لرفع عَدمه الواقعي وَهُوَ خلاف الْمَفْرُوض. وَأما الصُّغْرَى فَلِأَن اجْتِمَاع النقيضين مثلا لَو كَانَ وجوده مستلزما لرفع عَدمه الواقعي لَكَانَ مستلزما لذَلِك الاستلزام أَيْضا فَعدم الاستلزام لرفع الْعَدَم يكون مستلزما لعدمه بِنَاء على أَن عدم اللَّازِم يسْتَلْزم عدم الْمَلْزُوم وَهَذَا منَاف للكبرى المثبتة إِذْ هِيَ حاكمة بِأَن عدم الاستلزام لرفع الْعَدَم مُسْتَلْزم لوُجُوده. وَالْجَوَاب منع الْــمُنَافَاة إِذْ مَا لزم من دَلِيل الصُّغْرَى أَنه على تَقْدِير صدق نقيضها يصدق أَنه لَو لم يسْتَلْزم وجود اجْتِمَاع النقيضين رفع عَدمه لَكَانَ مَعْدُوما وَهُوَ لَيْسَ بمناف للكبرى لِأَن مَا يصدق عِنْد نقيض الصُّغْرَى شَرْطِيَّة والكبرى حملية يكون الحكم فِيهَا على الْأَفْرَاد المتصفة بالعنوان بِالْفِعْلِ أَو بالإمكان فَيجوز أَن يكون كل عدم استلزام لرفع الْعَدَم واقعيا أَو مُمكنا مستلزما للوجود وَيكون عدم الاستلزام الَّذِي فرض لوُجُود اجْتِمَاع النقيضين غير مُسْتَلْزم للوجود بل مستلزما للعدم بِنَاء على أَنه لَيْسَ واقعيا وَلَا مُمكنا بل مَفْرُوضًا محالا.
والتقرير الرَّابِع أَن يَجْعَل الْكُبْرَى شَرْطِيَّة بِأَن يُقَال كلما لم يسْتَلْزم وجود شَيْء رفع عَدمه الواقعي كَانَ مَوْجُودا إِذْ لَو لم يكن مَوْجُودا كَانَ مَعْدُوما فَكَانَ وجوده مستلزما ترفع عَدمه الواقعي إِذْ لَو وجد ارْتَفع عَدمه الْبَتَّةَ وَهُوَ معنى الاستلزام فَيلْزم خلاف الْفَرْض.
وَالْجَوَاب أَولا يمْنَع الْكُبْرَى إِذْ لَا نسلم أَنا لَو كَانَ مَعْدُوما كَانَ وجوده مستلزما لرفع عَدمه الواقعي إِذْ يجوز أَن يكون وجود محالا والمحال جَازَ أَن يسْتَلْزم نقيضه فَيمكن أَن يكون مستلزما لعدمه لَا لرفعه بل لَا شَيْء مِنْهُمَا وَإِن سلمنَا استلزامه لرفع عَدمه لَكِن لَا نسلم استلزامه لرفع عَدمه الواقعي إِذْ يجوز أَن لَا يكون عدم الْمَفْرُوض واقعيا حِينَئِذٍ إِذا الْمحَال جَازَ أَن يسْتَلْزم الْمحَال وَلَو قطع النّظر عَن جَوَاز كَون وجوده محالا فِي الْوَاقِع نقُول يُمكن أَن يكون وجود شَيْء مستلزما لرفع عَدمه فِي الْوَاقِع فعلى فرض كَونه غير مُسْتَلْزم لَهُ على مَا فِي الْكُبْرَى لَا نسلم أَنه إِذا لم يكن مَوْجُودا كَانَ مَعْدُوما لجَوَاز أَن لَا يكون مَوْجُودا وَلَا مَعْدُوما لمحالية الْفَرْض الْمَذْكُور على مَا هُوَ الْمَفْرُوض وَإِمْكَان استلزام الْمحَال للمحال هَذَا مَا ذكره آقا حُسَيْن الخنساري فِي تَقْرِير شُبْهَة الاستلزام وحلها.

الاتفاقية

الاتفاقية: فِي الْمُتَّصِلَة الاتفاقية.
الاتفاقية:
[في الانكليزية] Convention
[ في الفرنسية] Convention
بياء النسبة هي عند المنطقيين قضية شرطية متّصلة حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين أو بلا وقوعه لا لعلاقة تقتضي الاتصال. وهذا التفسير يشتمل الصادقة والكاذبة والموجبة والسّالبة. ثم الاتفاقية الموجبة الصادقة إن وجب في صدقها صدق الطرفين تسمّى اتفاقية خاصّة وتعرف بأنّها التي يكون صدق التالي فيها على تقدير صدق المقدّم لا لعلاقة تقتضي الاتصال، بل بمجرّد توافق صدق الجزءين، كقولنا إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، فإنه لا علاقة موجبة بين ناهقية الحمار وناطقية الإنسان حتى يجوّز العقل كل واحد منهما بدون الآخر. وليس فيهما إلّا توافق الطرفين على صدق، لكن يجب أن يصدق ويتحقق التالي على تقدير صدق المقدّم حتى لو كان التالي الصادق منافيا للمقدّم كقولنا إن لم يكن الإنسان ناطقا فهو ناطق لم يصدّق اتفاقية. وإن اكتفى في صدقها بصدق التّالي فقط تسمّى اتفاقية عامّة وتفسّر بأنها التي يكون فيها صدق التالي على تقدير صدق المقدّم لا لعلاقة بل بمجرد صدق التالي سواء كان المقدم فيها صادقا أو كاذبا سمّيت بذلك لأنها أعمّ من الأولى. فإنّه متى صدق المقدّم والتّالي فقد صدق التّالي بلا عكس كلّي. وتطلق الاتفاقية أيضا على قسم من الشرطية المنفصلة وهي التي حكم فيها بالتنافي لا لذات الجزءين بل بمجرد أن يتفق في الواقع أن يكون بينهما منافاة وإن لم يقتض مفهوم أحدهما أن يكون منافيا للآخر كقولنا للأسود اللاكاتب إما أن يكون هذا أسود أو كاتبا فإنه لا منافاة بين الأسود واللاكاتب، لكن تحقق السّواد وانتفاء الكتابة. وعلى هذا فقس السّالبة الاتفاقية فإنها رفع هذا المفهوم. هكذا يستفاد من شرح الشمسية وغيره وسيجيء في بيان معنى العلاقة ما يتعلق بهذا المقام.

الْعلم

الْعلم: بالفتحتين الْعَلامَة، والشهرة، والجبل الرفيع، والراية، وَمَا يعْقد على الرمْح، وَسيد الْقَوْم، وَجمعه الْأَعْلَام، وَعند النُّحَاة مَا وضع لشَيْء بِعَيْنِه شخصا أَو جِنْسا غير متناول غَيره بِوَضْع وَاحِد وَهَذَا هُوَ الْعلم القصدي وَأما الْعلم الاتفاقي فَهُوَ الَّذِي يصير علما أَي وَاقعا على معِين بالغلبة وَكَثْرَة الِاسْتِعْمَال لَا بِالْوَضْعِ والاصطلاح وَهُوَ على ثَلَاثَة أَصْنَاف اسْم ولقب وكنية واطلب كلا فِي مَحَله.
ثمَّ اعْلَم أَن علم بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْعين على وزن سمع مَاض مَعْرُوف من أَفعَال الْقُلُوب من الْعلم بِمَعْنى (دانستن) وَهُوَ فعل الْقلب وَأما علم بتَشْديد الْعين على وزن صرف فَإِنَّهُ من التَّعْلِيم وَهُوَ من أَفعَال الْجَوَارِح، وَأما إِطْلَاق التَّعْلِيم على إِفَادَة الإشراقين فَهُوَ على سَبِيل التنزل وَالْمجَاز. وَيُؤَيّد مَا قُلْنَا مَا قَالَ الْفَاضِل الجلبي رَحمَه الله فِي حَاشِيَته على المطول أَن قَوْله مَا لم نعلم مفعول ثَان لعلم بِالتَّشْدِيدِ وَالْأول مَحْذُوف أَي علمنَا وَلَا ضير فِي ذَلِك إِذْ لَيْسَ علم من أَفعَال الْقُلُوب حَتَّى لَا يجوز الِاقْتِصَار على أحد مفعوليه انْتهى. وَالْعلم بِكَسْر الأول وَسُكُون اللَّام مصدر علم يعلم فِي اللُّغَة بِالْفَارِسِيَّةِ (دانستن) .
ثمَّ إِنَّه قد يُطلق على مَا هُوَ مبدأ انكشاف الْمَعْلُوم وَقد يُطلق على مَا بِهِ يصير الشَّيْء منكشفا على الْعَالم بِالْفِعْلِ وَفِي مَا بِهِ الانكشاف اخْتِلَاف مَذَاهِب لَا يتَجَاوَز عشْرين احْتِمَالا عقليا وَوجه ضبط تِلْكَ الِاحْتِمَالَات أَنه إِمَّا حَقِيقَة وَاحِدَة أَو حقائق متبائنة وعَلى الأول إِمَّا زَوَال أَو حُصُول، ثمَّ الْحُصُول إِمَّا حُصُول أثر مَعْلُوم فِي الْعَالم، أَو حُدُوث أَمر فِيهِ، أَو كِلَاهُمَا والأثر إِمَّا صُورَة مَعْلُوم أَو شبحه وَالْأول إِمَّا قَائِم بِنَفسِهِ، أَو منطبع فَهِيَ الْمدْرك، أَو مُتحد مَعَه، والمنطبع إِمَّا منطبع فِي مدرك أَو فِي الْآلَة، والزوال إِمَّا زَوَال أَمر عَن الْعَالم أَو عَن الْمَعْلُوم أَو كليهمَا وعَلى الثَّانِي من الشق الأول إِمَّا إِطْلَاق الْعلم عَلَيْهَا بالاشتراك أَو بِالْحَقِيقَةِ وَالْمجَاز ثمَّ الِاشْتِرَاك إِمَّا لَفْظِي أَو معنوي وَالصَّوَاب المقبول عِنْد الفحول وَالْحق الْحَقِيقِيّ بِالْقبُولِ إِنَّه لَيْسَ حَقِيقَة نوعية أَو جنسية حَتَّى يعرف بِأَمْر جَامع منطبق على جَمِيع جزئياته بل إِطْلَاقه على الْجَمِيع من بَاب إِطْلَاق الْعين على مدلولاته المتبائنة أَلا ترى أَن نَحْو انكشاف الْوَاجِب تَعَالَى لذاته أَو لغيره على اخْتِلَاف بَين الْحُكَمَاء والمتكلمين لَيْسَ إِلَّا كنحو وجوده المغائر للْكُلّ تقوما وتحصلا وتخصيصا وتشخيصا فَكَمَا أَنه لَا سَبِيل لنا إِلَى اكتناه ذَاته كَذَلِك لَا سَبِيل إِلَى اكتناه صِفَاته الَّتِي من جُمْلَتهَا الْعلم الَّذِي لَيْسَ بحدوث كَيْفيَّة وَلَا بِحُصُول أثر من الْمَعْلُوم فِيهِ وَلَا باتحاد الْمَعْلُوم مَعَه وَلَا بِحُضُور مثل وَلَا بحدوث إِضَافَة متجددة وَلَا بِزَوَال شَيْء عَنهُ لاستلزام الْجَمِيع مفاحش لَا تلِيق بجنابه تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا وَكَذَا انكشاف المفارقات لأنفسها ولمبدعها ولغيرها لَيْسَ بِحُصُول الْأَثر وَلَا بِزَوَال الْمَانِع وَكَذَا الانكشاف لأنفسنا ولغيرنا من الْوَاجِب تَعَالَى والممكن والممتنع لَيْسَ إِلَّا على أنحاء شَتَّى وطرق متبائنة فَمن رام تَوْحِيد الْكثير أَو تَكْثِير الْوَاحِد فَقَط خبط خبطا عَظِيما وَبَقِي التفتيش فِي الْعلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق فِي فواتح كتب الْمنطق بِأَنَّهُ نَحْو من الانكشاف إِمَّا بِزَوَال أَمر منا أَو بحدوث كَيْفيَّة فِينَا أَو بِحُصُول أثر من الْمَعْلُوم صُورَة أَو شبحا أَو باتحاد الْمَعْلُوم معنى أَو بِحُضُور مثل أَو بِإِضَافَة التفاتية وَالَّذِي يحكم بِهِ الْعقل السَّلِيم والذهن الْمُسْتَقيم هُوَ أَنا تَجِد فِينَا عِنْد إحساس الْأَشْخَاص المتبائنة أمورا صَالِحَة لمعروضية الْكُلية والنوعية والجنسية وَمَا وجدنَا فِي الْخَارِج أمرا يكون شَأْنه هَذَا، ثمَّ لما فتشنا عَن تِلْكَ الْأُمُور علمنَا أَنَّهَا لَيست بِأُمُور عدمية وَإِلَّا لما كَانَت قَابِلَة لابتناء الْعُلُوم عَلَيْهَا وَلَا آثارا متغائرة للأشخاص وَإِلَّا لما تسري أَحْكَامهَا إِلَى الْأَفْرَاد ولأعينها وَإِلَّا لترتب على الْأَشْخَاص مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا وَبِالْعَكْسِ عكسا كليا فَعلمنَا أَن هَا هُنَا أمرا وَاحِدًا مشخصا بتشخصين تشخصا خارجيا وَهُوَ على نَحْو الْكَثْرَة وتشخصا ذهنيا وَهُوَ على نَحْو الْوحدَة والوحدة وَالْكَثْرَة أَمْرَانِ زائدان عَلَيْهِ عارضان لَهُ حسب اقْتِضَاء ظرف التحقق وَهَذَا هُوَ قَول من قَالَ إِن الماهيات فِي الْخَارِج أَعْيَان وَفِي الأذهان صور.
ثمَّ إِن الْعُقَلَاء اخْتلفُوا فِي أَن الْعلم بديهي أَو كسبي والذاهبون إِلَى كسبيته اخْتلفُوا فِي أَن كَسبه متعسر أَو متيسر وَإِلَى كل ذهب ذَاهِب، فَذهب الإِمَام الْغَزالِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه لَيْسَ بضروري بل هُوَ نَظَرِي وَلَكِن تحديده متعسر وَطَرِيق مَعْرفَته الْقِسْمَة والمثال أما الأول فَهُوَ أَن يُمَيّز عَمَّا يلتبس من الاعتقادات كَمَا تَقول الِاعْتِقَاد إِمَّا جازم أَو غير جازم والجازم إِمَّا مُطَابق أَو غير مُطَابق والمطابق إِمَّا ثَابت أَو غير ثَابت فقد حصل عَن الْقِسْمَة اعْتِقَاد جازم مُطَابق ثَابت وَهُوَ الْعلم بِمَعْنى الْيَقِين فقد تميز عَن الظَّن بِالْجَزْمِ وَعَن الْجَهْل الْمركب بالمطابقة وَعَن التَّقْلِيد الْمُصِيب الْجَازِم بالثابت الَّذِي لَا يَزُول بالتشكيك وَأما الثَّانِي فَكَأَن تَقول الْعلم إِدْرَاك البصيرة المشابه لإدراك الباصرة أَو كاعتقادنا أَن الْوَاحِد نصف الِاثْنَيْنِ وَقيل هَذَا بعيد فَإِنَّهُمَا إِن أفادا تميز أصلحا مُعَرفا وَإِلَّا لم يحصل بهما معرفَة لماهية الْعلم لِأَن مُحَصل الْمعرفَة لشَيْء لَا بُد وَأَن يُقيد تميزه عَن غَيره لِامْتِنَاع حُصُول مَعْرفَته بِدُونِ تميزه عَن غَيره.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن الْكَلَام فِي تعسر مَعْرفَته بالكنه. فِي العضدي قَالَ الإِمَام الْعلم ضَرُورِيّ لِأَن غير الْعلم لَا يعلم إِلَّا بِالْعلمِ فَلَو علم الْعلم بِغَيْرِهِ لزم الدّور لكنه مَعْلُوم فَيكون لَا بِالْغَيْر وَهُوَ ضَرُورِيّ. وَالْجَوَاب بعد تَسْلِيم كَونه مَعْلُوما إِن تصور غير الْعلم إِنَّمَا يتَوَقَّف على حُصُول الْعلم بِغَيْرِهِ أَعنِي علما جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر لَا على تصور حَقِيقَة الْعلم بِالْغَيْر أَعنِي علما جزئيا مُتَعَلقا بذلك الْغَيْر وَالَّذِي يُرَاد حُصُوله بِالْغَيْر إِنَّمَا هُوَ تصور حَقِيقَة الْعلم لَا حُصُول جزئي مِنْهُ فَلَا دور للِاخْتِلَاف انْتهى.
وَالْحَاصِل أَن الإِمَام الْغَزالِيّ اسْتدلَّ على مَا ادَّعَاهُ بِأَن الْعلم لَو كَانَ كسبيا مكتسبا من غَيره لدار لِأَن غَيره إِنَّمَا يعلم بِهِ. وخلاصة الْجَواب أَن غير الْعلم إِنَّمَا يعلم بِعلم خَاص مُتَعَلق بِهِ لَا بتصور حَقِيقَة الْعلم وَالْمَقْصُود تصور حَقِيقَته بِغَيْرِهِ فَلَا دور فَافْهَم. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي شرح المواقف وَاعْلَم أَن الْغَزالِيّ صرح فِي الْمُسْتَصْفى بِأَنَّهُ يعسر تَحْدِيد الْعلم بِعِبَارَة محررة جَامِعَة للْجِنْس والفصل الذاتيين فَإِن ذَلِك متعسر فِي أَكثر الْأَشْيَاء بل فِي أَكثر المدركات الحسية فَكيف لَا يعسر فِي الإدراكات الْخفية.
ثمَّ قَالَ إِن التَّقْسِيم الْمَذْكُور يقطع الْعلم عَن مظان الِاشْتِبَاه والتمثيل بِإِدْرَاك الباصرة بفهمك حَقِيقَة فَظهر أَنه إِنَّمَا قَالَ بعسر التَّحْدِيد الْحَقِيقِيّ دون التَّعْرِيف مُطلقًا وَهَذَا كَلَام مُحَقّق لَا بعد فِيهِ لكنه جَار فِي غير الْعلم كَمَا اعْترف بِهِ انْتهى - وَذهب الإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى أَنه بديهي لضَرُورَة أَن كل أحد يعلم بِوُجُودِهِ وَهَذَا علم خَاص بديهي وبداهة الْخَاص يسْتَلْزم بداهة الْعَام - وَفِيه نظر من وَجْهَيْن: أَحدهَا أَن الضَّرُورِيّ إِنَّمَا هُوَ حُصُول علم جزئي بِوُجُودِهِ وَهَذَا الْحُصُول لَيْسَ تصور ذَلِك الجزئي وَغير مُسْتَلْزم لَهُ فَلَا يلْزم تصور الْمُطلق أصلا فضلا عَن أَن يكون ضَرُورِيًّا، وتوضيحه أَن بَين حُصُول الشَّيْء وتصوره فرقا بَينا فَإِن ارتسام مَاهِيَّة الْعلم فِي النَّفس الناطقة بِنَفسِهَا فِي ضمن الجزئيات حُصُول تِلْكَ الْمَاهِيّة لَا تصورها كحصول الشجَاعَة للنَّفس الْمُوجب لاتصافها بهَا من غير أَن تتصورها وارتسام مَاهِيَّة الْعلم فِي النَّفس بِصُورَة تِلْكَ الْمَاهِيّة ومثالها يُوجب تصورها لَا حُصُولهَا كتصور الشجَاعَة الَّذِي لَا يُوجب اتصاف النَّفس بالشجاعة.
ومحصول التَّوْضِيح أَن الْفرق بَين حُصُول الْعلم نَفسه لِلْعَقْلِ وَبَين تصَوره بَين فَإِن الأول منَاط الاتصاف بِنَفس الْعلم دون العالمية بِالْعلمِ وَالثَّانِي منَاط العالمية بِالْعلمِ فَإِن حُصُول الشجَاعَة نَفسهَا مُوجب للاتصاف بهَا لَا لتصورها وَالْعلم بهَا وتصورها يُوجب العالمية بهَا لَا لحصولها والاتصاف بهَا نعم كم من شُجَاع لَا يعلم أَن الشجَاعَة مَا هِيَ وَهُوَ شُجَاع وَكم من جبان يعلم مَاهِيَّة الشجَاعَة وَهُوَ جبان وَثَانِيهمَا وُرُود المنعين الْمَشْهُورين من منع كَون الْعَام ذاتيا وَكَون الْخَاص مدْركا بالكنه.
وَحَاصِله أَن ذَلِك الاستلزام مَوْقُوف على أَمريْن أَحدهمَا كَون الْعلم ذاتيا للخاص وَلَا نسلم أَن يكون الْعلم الْمُطلق ذاتيا للْعلم الْخَاص وَثَانِيهمَا كَون الْخَاص متصورا بالكنه وَلَا نسلم أَن يكون الْعلم الْخَاص بديهيا متصورا بالكنه لم لَا يجوز أَن يكون متصورا بِالْوَجْهِ قيل إِن الْخَاص هَا هُنَا مُقَيّد والعالم مُطلق وبداهة الْمُقَيد تَسْتَلْزِم بداهة الْمُطلق لِأَنَّهُ جُزْء خارجي لمَفْهُوم الْمُقَيد فتصوره بِدُونِهِ مِمَّا لَا يتَصَوَّر وَأجِيب بِأَن منشأ هَذَا السُّؤَال عدم الْفرق بَين الْفَرد والحصة وللعلم أفرلد حصصية والفرد هُوَ الطبيعة الْمَأْخُوذَة مَعَ الْقَيْد بِأَن يكون كل من الْقَيْد وَالتَّقْيِيد دَاخِلا كزيد وَعَمْرو للْإنْسَان والحصة هِيَ الطبيعة المنضافة إِلَى الْقَيْد بِأَن يكون التَّقْيِيد من حَيْثُ هُوَ تَقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا كوجود زيد وَوُجُود عَمْرو وَعلم زيد وَعلم عَمْرو. وَلَا يخفى على الناظرين أَن هَذَا إِنَّمَا يتم إِذا كَانَ المُرَاد بِالْعلمِ الْمَعْنى المصدري وَأما إِذا كَانَ المُرَاد بِهِ مَا بِهِ الانكشاف فَلَا يتم وَأَنت تعلم أَن الْمَعْنى المصدري خَارج عَن مَحل النزاع والنزاع حِين إِرَادَة الْمَعْنى المصدري يكون لفظيا كالنزاع فِي الْوُجُود فَإِن من قَالَ بكسبيته يُرِيد مَا بِهِ الانكشاف وَيَدعِي بكسبيته لَا الْمَعْنى المصدري.
وَالْحَاصِل أَنه لَا شكّ فِي بداهة الْعلم الَّذِي يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ بدانستن لِأَنَّهُ معنى انتزاعي لَا يتخصص إِلَّا بإضافات وتخصيصات فحقيقته لَيست إِلَّا مفهومة وحقائق أَفْرَاده لَيست إِلَّا مفهوماتها كَيفَ وَلَو كَانَت مفهوماتها عارضة لحقائقها لكَانَتْ مَحْمُولَة عَلَيْهَا بالاشتقاق وَهُوَ يسْتَلْزم كَون الْعلم عَالما وَالْعلم الْخَاص بديهي وَالْعَام جُزْء مِنْهُ وبداهة الْخَاص تَسْتَلْزِم بداهة الْعَام والمنعان الْمَذْكُورَان حِينَئِذٍ مُكَابَرَة لَا تسمع لَكِن هَذَا الْمَعْنى خَارج عَن مَحل النزاع كَمَا علمت وَإِن أُرِيد أَن الْعلم بِمَعْنى مبدأ الانكشاف بديهي بِالدَّلِيلِ الْمَذْكُور فَلَا يَخْلُو عَن صعوبة لوُرُود المنعين المذكورية بِلَا مُكَابَرَة فَإِن قلت لَو كَانَ الْعلم بديهيا لما اشْتغل الْعُقَلَاء بتعريفه قلت إِنَّمَا عرف الْعلم من ذهب إِلَى كسبيته لَا إِلَى بداهته فاشتغالهم بتعريفه لَا يدل عى كسبيته بِحَسب الْوَاقِع بل بِحَسب الِاعْتِقَاد. نعم يرد أَنا لَو سلمنَا أَن الذَّاهِب إِلَى كسبيته عرفه بِحَسب اعْتِقَاده لَكِن تَعْرِيفه لدلالته على حُصُوله بِالْكَسْبِ يُنَافِي البداهة لِأَن البديهي مَا لم يُمكن حُصُوله بِالْكَسْبِ لايحصل بِغَيْر الْكسْب وَلَا أَن يُقَال إِن الْمَعْنى الْمَذْكُور للبديهي مَمْنُوع كَيفَ وَلَو كَانَ تَعْرِيف البديهي مَا ذكر للَزِمَ بطلَان البداهة فِي عدَّة من الْأُمُور الَّتِي بداهتها قَطْعِيَّة بالِاتِّفَاقِ وَقيل الْجَواب بِأَن الْكَلَام فِي كنه الْعلم فَإِذا فرض أَنه ضَرُورِيّ لَا يلْزم على صِحَّته امْتنَاع تَعْرِيفه بالرسم لجَوَاز أَن يكون كنه شَيْء ضَرُورِيًّا دون اسْمه وَبَعض وجوهه فَلم لَا يكون تَعْرِيف الْعُقَلَاء تعريفا رسميا للْعلم لَيْسَ بصواب لِأَن تَعْرِيف الشَّيْء بالرسم بعد تصَوره بالكنه مُمْتَنع إِذْ بعد تصَوره بالكنه إِذا قصد تَعْرِيفه بِالْوَجْهِ يكون التَّعْرِيف لذَلِك الْوَجْه الْمَجْهُول لَا لذَلِك الشَّيْء.
وَلَا يخفى على من لَهُ نظر ثاقب أَن بَين علم الشَّيْء بِالْوَجْهِ وَالْعلم بِوَجْه ذَلِك الشَّيْء فرق بَين فَإِن الْوَجْه فِي الأول مُتَصَوّر تبعا وبالعرض ومرآة وَآلَة لتصور ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قصد تصَوره بذلك الْوَجْه وَفِي الثَّانِي أَولا وبالذات من غير أَن يكون تصَوره آلَة لتصور غَيره ومرآة لَهُ فَإِن قلت إِن الْعلم من صِفَات النَّفس وَعلمهَا بِنَفسِهَا وصفاتها حضوري وَهُوَ لَا يَتَّصِف بالبداهة والكسبية قلت إِن المُرَاد بِالصِّفَاتِ الصِّفَات الانضمامية أَي الصِّفَات العينية الخارجية الْغَيْر المنتزعة وَالْكَلَام فِي الْعلم الْمُطلق وَهُوَ لَيْسَ من الصِّفَات الانضمامية وَبعد تَسْلِيمه عدم اتصاف الحضوري بالبداهة مَمْنُوع - اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يخترع اصْطِلَاح آخر وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح، وَفِي بعض شُرُوح سلم الْعُلُوم وَالْحق أَن الْعلم نور قَائِم بِذَاتِهِ وَاجِب لذاته وَلَيْسَ تَحت شَيْء من المقولات فَإِن الْعلم إِنَّمَا حَقِيقَته مبدأ انكشاف الْأَشْيَاء وظهورها بِأَن يكون هُوَ بِنَفسِهِ مظْهرا ومصداقا لحمله والممكن لما كَانَ فِي ذَاته فِي بقْعَة الْقُوَّة وحيز الليسية كَانَ فِي ذَاته أمرا ظلمانيا لَا ظَاهرا وَلَا مظْهرا فَلَا يكون علما وَلَا فِي حد ذَاته عَالما فَكَمَا أَن قوامه ووجوده إِنَّمَا هُوَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْجَاعِل الْحق كَذَلِك عالميته إِنَّمَا هِيَ بِالْعرضِ من تِلْقَاء إفَاضَة الْعَالم الْحق فمصداق حمل الْوُجُود وَالْعلم على الْوَاجِب نفس ذَاته وعَلى الْمُمكن هُوَ من حَيْثُ استناده إِلَى الله تَعَالَى فَكَمَا أَن وجود الْمُمكن هُوَ وجود الْوَاجِب كَذَلِك علمه هُوَ علم الْوَاجِب تَعَالَى بل الْعلم هُوَ الْوُجُود بِشَرْط كَونه مُجَردا فَالْوَاجِب سُبْحَانَهُ يَجْعَل الْعقل أمرا نورانيا ينْكَشف الْأَشْيَاء عِنْد قِيَامهَا بهَا وَلَيْسَ الْعلم أمرا زَائِدا على وجودهَا الْخَاص الْمُجَرّد وَلذَا تدْرك ذَاتهَا بذاتها. نعم قد يفْتَقر إِلَى أَن يكون وجود الْمَعْلُوم لَهُ حَتَّى ينْكَشف عِنْده إِذا كَانَ هُوَ غير ذَاته وَصِفَاته وَذَلِكَ بإعلام الْمعلم وبإفاضة وجوده لَهُ فالعلم وَإِن كَانَ أظهر الْأَشْيَاء وأبينها وأوضحها لَكِن يمْتَنع تصَوره بالكنه وَنسبَة الْعُقُول إِلَيْهِ كنسبة الخدش إِلَى الشَّمْس وَنسبَة الْقَمَر إِلَيْهَا وَلذَا قَالَ المُصَنّف أَي مُصَنف السّلم فِيهِ أَن الْعلم من أجلى البديهيات وَإِنَّمَا اختفاء جَوْهَر ذَاته لشدَّة وضوحها كَمَا أَن من المحسوسات مَا يبلغ فِيهِ بذلك الْحَد حَتَّى يمْنَع عَن تَمام الْإِدْرَاك كَالْعلمِ فَإِنَّهُ مبدأ ظُهُور الْأَشْيَاء فَيجب أَن يكون ظَاهرا فِي نَفسه لَيْسَ فِيهِ شَرّ الظلمَة - وَلِهَذَا يفْتَقر إِلَى التَّشْبِيه لإِزَالَة خفائه وَأَنه لَيْسَ خفِيا فِي نَفسه بل لِأَن عقولنا أعجز عَن اكتناهه فَهَذَا التَّشْبِيه يشبه الْإِنَاء الَّذِي فِيهِ مَاء وضع لرؤية تِمْثَال الشَّمْس انْتهى.
والذاهبون إِلَى كسبية الْعلم وَأَن كَسبه متيسر اخْتلفُوا فِي تَعْرِيفه، وَالْمُخْتَار عِنْد الْمُتَكَلِّمين أَنه صفة توجب تميز شَيْء لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّيْء نقيض ذَلِك التميز وهم لَا يطلقون الْعلم إِلَّا على الْيَقِين كَمَا ستعرف، وَعلم الْوَاجِب عِنْد الْمُتَكَلِّمين صفة أزلية تنكشف المعلومات عِنْد تعلقهَا بهَا وتعلقات علمه تَعَالَى على نَوْعَيْنِ كَمَا فصلنا فِي تعلقات علم الْوَاجِب تَعَالَى.
وَالْعلم عِنْد الْحُكَمَاء يتَنَاوَل الْيَقِين وَالشَّكّ وَالوهم والتقليد وَالْجهل، وَالْعلم الْمُطلق عِنْدهم أَي سَوَاء كَانَ حضوريا أَو حصوليا مُطلق الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمدْرك سَوَاء كَانَت نفس الْمَعْلُوم كَمَا فِي الحضوري أَو غَيره وَلَو بِالِاعْتِبَارِ كَمَا فِي الحصولي، وَسَوَاء كَانَت مُطَابقَة لما قصد تصَوره كَمَا فِي الْيَقِين أَولا كَمَا فِي الْجَهْل، وَسَوَاء احتملت الزَّوَال كَمَا فِي التَّقْلِيد وَالظَّن وَالشَّكّ وَالوهم أَولا كَمَا فِي الْيَقِين، وَسَوَاء كَانَت مرْآة لملاحظة مَا قصد تصَوره كَمَا فِي الْعلم بالكنه أَو بِالْوَجْهِ أَولا كَمَا فِي الْعلم بكنه الشَّيْء وَالْعلم بِوَجْه الشَّيْء وَالْمرَاد بالصورة الْمَاهِيّة فَإِنَّهَا بِاعْتِبَار الحضوري العلمي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْخَارِجِي عينا. وَيعلم من هَذَا التَّعْرِيف عدَّة أُمُور أَحدهَا أَن الْعلم أَمر وجودي لَا عدمي لِأَن الضَّرُورَة تشهد بِأَن وَقت الانكشاف يحصل شَيْء من شَيْء لَا أَنه يَزُول مِنْهُ لكنه لم يقم عَلَيْهِ برهَان قَاطع وَثَانِيها أَنه شَامِل للحضوري والحصولي ولعلم الْوَاجِب والممكن والكليات والجزئيات فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس وَثَالِثهَا أَنه شَامِل للمذهبين فِي الجزئيات، أَحدهمَا، أَن مدركها هُوَ النَّفس وَثَانِيهمَا أَن مدركها هُوَ الْحَواس وَرَابِعهَا أَنه شَامِل لمذهبي ارتسام صور الجزئيات المادية فِي الْآلَات أَو فِي نفس النَّفس لِأَن الْمدْرك يتَنَاوَل الْمُجَرّد وَالنَّفس والحواس وَكلمَة عِنْد لعِنْد ولفي والحضور والحصول كالمترادفين.
وَالتَّحْقِيق أَن الْمدْرك لجَمِيع الْأَشْيَاء النَّفس الناطقة سَوَاء كَانَ ارتسام الصُّور فِيهَا أَو فِي غَيرهَا وَسَيَأْتِي لَك تَفْصِيل الْمذَاهب. وَالْأَحْسَن فِي التَّعْمِيم أَن نقُول سَوَاء كَانَت تِلْكَ الصُّورَة الْحَاضِرَة عِنْد الْمدْرك عين الصُّورَة الخارجية كَمَا فِي الْعلم الحضوري أَو غَيرهَا كَمَا فِي الحصولي. وَسَوَاء كَانَت عين الْمدْرك بِالْفَتْح كَمَا فِي علم الْبَارِي تَعَالَى نَفسه أَو غَيره كَمَا فِي علمه بسلسلة الممكنات، وَسَوَاء كَانَت فِي نفس النَّفس كَمَا فِي علمهَا بالكليات أَو فِي الْآلَات كَمَا فِي علمهَا بالجزئيات، وَسَوَاء كَانَت مرْآة أَو لَا فَإِن كَانَت مرْآة فالمرآة والمرئي إِن كَانَا متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ. فَعلم الشَّيْء بالكنه وَإِن كَانَا بِالْعَكْسِ فَعلم الشَّيْء بِالْوَجْهِ، وَإِن لم يكن مرْآة فالعلم بكنه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل كنهه وَالْعلم بِوَجْه الشَّيْء إِن كَانَ الْحَاصِل وَجهه، وَالْعلم الْحَقِيقِيّ إِنَّمَا هُوَ علم الشَّيْء بالكنه لَا بِالْوَجْهِ لِأَن الْحَاصِل فِيهِ حَقِيقَة هُوَ الْوَجْه لَا الشَّيْء وَلَا تلْتَفت النَّفس إِلَى الشَّيْء فِي الْعلم بكنه الشَّيْء وَوَجهه كَمَا لَا يخفى.
وَيعلم من هَذَا الْبَيَان أَن الْعلم الْمُطلق الْمَذْكُور على نَوْعَيْنِ النَّوْع الأول الْعلم الحضوري وَهُوَ أَن يكون الصُّورَة العلمية فِيهِ عين الصُّورَة الخارجية فَيكون الْمَعْلُوم فِيهِ بِعَيْنِه وذاته حَاضرا عِنْد الْمدْرك لَا بصورته ومثاله كَمَا فِي علم الْإِنْسَان بِذَاتِهِ وَصِفَاته كالصور الذهنية الْقَائِمَة بِالنَّفسِ فَإِن الْعلم بهَا إِنَّمَا هُوَ بِحُضُور ذواتها عِنْد الْمدْرك لَا بِحُصُول صورها عِنْده فَإِن النَّفس فِي إِدْرَاك الصُّور الذهنية لَا تحْتَاج إِلَى صُورَة أُخْرَى منتزعة من الأولى.
وَهَا هُنَا اعْتِرَاض مَشْهُور هُوَ أَن نفس الْعلم الحصولي علم حضوري مَعَ أَنه لَيْسَ عين الصُّورَة الخارجية وَالْحق أَن نفس الْعلم الحصولي من الموجودات الخارجية كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْعلم الحضوري فَلَا تلْتَفت إِلَى مَا أُجِيب بِأَن المُرَاد بالصورة الخارجية أَعم من الْخَارِجِي وَمِمَّا يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي أَي للوجود الْخَارِجِي وَلما هُوَ مماثل لَهُ جَار مجْرَاه فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية وَلَكِن يُمكن المناقشة بِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يلْزم الِاتِّحَاد بَين الحضوري والحصولي مَعَ أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ لِأَن الْعلم الحصولي حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لما تَحْتَهُ ومغائر للحضوري مُغَايرَة نوعية فَإِذا تعلق الْعلم بِالْعلمِ الحصولي يكون ذَلِك الْعلم عين الحضوري فَيلْزم الِاتِّحَاد بَينهمَا وَالنَّوْع الثَّانِي الْعلم الحصولي وَهُوَ الَّذِي لَا يكون إِلَّا بِحُصُول صُورَة الْمَعْلُوم فَتكون الصُّورَة العلمية فِيهِ غير الصُّورَة الخارجية وَيُقَال لَهُ الانطباعي أَيْضا كَمَا فِي إِدْرَاك الْأَشْيَاء الخارجية عَن الْمدْرك أَي الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تكون عينه وَلَا قَائِمَة بِهِ.
ثمَّ إِنَّهُم اخْتلفُوا فِي أَن الْعلم الحصولي، إِمَّا صُورَة الْمَعْلُوم الْمَوْجُودَة فِي الذِّهْن المكيفة بالعوارض الذهنية، وَإِمَّا قبُول الذِّهْن بِتِلْكَ الصُّورَة أَو إِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمعلوم فَإِن انكشاف الْأَشْيَاء عِنْد الذِّهْن فِي الْعلم الحصولي لَيْسَ قبل حُصُول صورها فِيهِ عِنْد الْحُكَمَاء الْقَائِلين بالوجود الذهْنِي فهناك أُمُور ثَلَاثَة الصُّورَة الْحَاصِلَة وَقبُول الذِّهْن بهَا من المبدأ الْفَيَّاض وَإِضَافَة مَخْصُوصَة بَين الْعَالم والمعلوم. فَذهب بَعضهم إِلَى أَن الْعلم الحصولي هُوَ الأول وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره أَن هَذَا هُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور. وَوجه بِأَن الْعلم يُوصف بالمطابقة وَعدمهَا وَإِنَّمَا الْمَوْصُوف بهما الصُّورَة، وَفِي شرح الإشارات أَن من الصُّورَة مَا هِيَ مُطَابقَة للْخَارِج وَهِي الْعلم - وَمَا هِيَ غير مُطَابقَة وَهِي الْجَهْل فالسيد السَّنَد قدس سره يَجْعَل الْعلم من مقولة الكيف وينحصر الاتصاف بالمطابقة وَعدمهَا فِي الصُّورَة الَّتِي من مقولة الكيف وينكر ذَلِك الاتصاف فِي الانفعال وَالنِّسْبَة.
وَأَنت تعلم أَن عدم جَرَيَان الْمُطَابقَة فيهمَا مَمْنُوع لجَوَاز جريانها بِاعْتِبَار الْوُجُود النَّفس الأمري أَو الْخَارِجِي بِاعْتِبَار مبدأ الانتزاع وَلَو وَجه بِأَن الصِّفَات الَّتِي يَتَّصِف بهَا الْعلم مثل البداهة والنظرية والاكتساب من الْحَد والبرهان والانقسام إِلَى التَّصَوُّر والتصديق إِنَّمَا ينطبق على الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا على الْإِضَافَة والارتسام لَكَانَ أسلم وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّانِي فَيكون من مقولة الانفعال وَبَعْضهمْ إِلَى أَنه هُوَ الثَّالِث فَيكون من مقولة الْإِضَافَة، وَأما إِنَّه نفس حُصُول الصُّورَة فِي الذِّهْن فَلم يقل بِهِ أحد لِأَن الْعلم بِمَعْنى الْحُصُول معنى مصدري لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا لِأَنَّهُ لايكون آلَة وعنوانا لملاحظة الْغَيْر كَمَا مر.
وَلِهَذَا قَالُوا إِن من عرف الْعلم بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل تسَامح فِي الْعبارَة بِقَرِينَة أَنه قَائِل بِأَنَّهُ من مقولة الكيف فَعلم أَنه أَرَادَ الصُّورَة الْحَاصِلَة بِجعْل الْحُصُول بِمَعْنى الْحَاصِل وَالْإِضَافَة من قبيل جرد قطيفة لكنه قدم ذكر الْحُصُول تَنْبِيها على أَن الْعلم مَعَ كَونه صفة حَقِيقِيَّة يسْتَلْزم إِضَافَة إِلَى مَحَله بالحصول لَهُ، وَالْحَاصِل أَن الصُّورَة من حَيْثُ هِيَ هِيَ لما لم تكن علما بل إِنَّمَا الْعلم هُوَ الصُّورَة بِصفة حُصُولهَا فِي الذِّهْن حمل حُصُولهَا على الْعلم مُبَالغَة تَنْبِيها على أَن مدَار كَونهَا علما هُوَ الْحُصُول نعم لَو أخر ذكر الْحُصُول وَقَالَ هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة لحصل ذَلِك التَّنْبِيه لَكِن لَا فِي أول الْأَمر وَلَا يخفى أَن تَعْرِيفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ ذَلِك التسامح لَيْسَ بِجَامِع لِأَن الْمُتَبَادر من صُورَة الشَّيْء الصُّورَة الْمُطَابقَة وَلَا يَشْمَل الجهليات المركبة وَهِي الِاعْتِقَاد على خلاف مَا عَلَيْهِ الشَّيْء مَعَ الِاعْتِقَاد بِأَنَّهُ حق وَلِأَنَّهُ يخرج عَنهُ الْعلم بالجزئيات المادية عِنْد من يَقُول بارتسام صورها فِي القوى أَو الْآلَات دون نفس النَّفس.
وَالْعلم فِي فواتح كتب الْمنطق المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعلم الحصولي لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون لَهُ دخل فِي الاكتسابات التصورية والتصديقية واختصاص بهَا وَإِنَّمَا هُوَ الْعلم الحصولي وَلذَا قَالَ الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق أَن الْعلم الَّذِي هُوَ مورد الْقِسْمَة إِلَى التَّصَوُّر والتصديق هُوَ الْعلم المتجدد وَالْمرَاد بالمتجدد علم يتَحَقَّق كل فَرد مِنْهُ بعد تحقق الْمَوْصُوف بعدية زمانية وَهُوَ لَيْسَ إِلَّا الْعلم الحصولي، والحضوري وَإِن كَانَ بعض أَفْرَاده كَالْعلمِ الْمُتَعَلّق بالصورة العلمية متحققا بعد تحقق الْمَوْصُوف لَكِن جَمِيع أَفْرَاده لَيْسَ كَذَلِك فَإِن علم المجردات بذواتها وصفاتها حضوري وَهِي علل لعلومها وَلَا تنفك علومها عَنْهَا فَلَيْسَ بَين علومها ومعلوماتها بعدية زمانية وتعريفه الأشمل للجهليات وللمذهبين فِي الْعلم بالأشياء والأسلم عَن ارْتِكَاب الْمجَاز الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل.
وَإِن أردْت توضيح هَذَا التَّعْرِيف وتحقيقه وتنقيحه ودرجة كَونه أشمل وَأسلم من تَعْرِيفه بِأَنَّهُ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل مَعَ أَن فِي هَذَا التَّعْرِيف ارْتِكَاب إِضَافَة الصّفة إِلَى الْمَوْصُوف كَمَا مر بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَذْكُور فاستمع لما يَقُول هَذَا الْغَرِيب الْقَلِيل البضاعة أَن المُرَاد بالصورة إِمَّا نفس مَاهِيَّة الْمَعْلُوم أَي الْمَوْجُود الذهْنِي الَّذِي لَا تترتب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية فَإِن الْمَاهِيّة بِاعْتِبَار الْحُضُور العلمي تسمى صُورَة وَبِاعْتِبَار الْوُجُود الْعَيْنِيّ أَي الْخَارِجِي تسمى عينا أَو المُرَاد بهَا ظلّ الْمَعْلُوم وشبحه الْمُخَالف لَهُ بِالْحَقِيقَةِ على اخْتِلَاف فِي الْعلم بالأشياء.
فَإِن الْمُحَقِّقين على أَن الْعلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا وَغَيرهم على أَنه بإظلالها وأشباحها الْمُخَالفَة لَهَا بالحقائق وعَلى الأول مَا هُوَ الْحَاصِل فِي الْعقل علم من حَيْثُ قِيَامه بِهِ وَمَعْلُوم بِالنّظرِ إِلَى ذَاته وعَلى الثَّانِي صُورَة الشَّيْء وظله علم وَذُو الصُّورَة مَعْلُوم وَمعنى علم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا أَن مَا فِي الذِّهْن لَو وجد فِي الْخَارِج متشخصا بتشخص زيد مثلا لَكَانَ عين زيد وبتشخص عَمْرو لَكَانَ عين عَمْرو. وَالْحَاصِل من الْحَاصِل فِي الذِّهْن نفس الْمَاهِيّة بِحَيْثُ إِذا وجد فِي الْخَارِج كَانَ عين الْعين وَبِالْعَكْسِ لَكِن هَذَا وجود ظِلِّي وَفِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وللكل أَحْكَام على حِدة وَلَا أَن مَا فِي الْخَارِج مَوْجُود فِي الذِّهْن بِعَيْنِه حَتَّى يلْزم كَون الْوَاحِد بالشخص سَوَاء كَانَ جوهرا أَو عرضا فِي مكانين فِي آن وَاحِد وَهُوَ محَال.
والوجود العلمي يُسمى وجودا ذهنيا وظليا وَغير أصيل أما تَسْمِيَته بالوجود الظلي على الْمَذْهَب الثَّانِي فَظَاهر، وَأما على الْمَذْهَب الأول فَلِأَن مُرَادهم أَنه وجود كوجود الظل فِي انْتِفَاء الْآثَار الخارجية المختصة بالوجود الْخَارِجِي كَمَا أَن الْوُجُود فِي مَا وَرَاء الذِّهْن يُسمى وجودا عينيا وأصيليا وخارجيا. فَإِن قيل إِن الْعلم بالأشياء بِأَعْيَانِهَا مُمْتَنع فَإِنَّهُ يسْتَلْزم كَون الذِّهْن حارا بَارِدًا مُسْتَقِيمًا معوجا عِنْد تصور الْحَرَارَة والبرودة والاستقامة والاعوجاج لِأَنَّهُ إِذا تصورت الْحَرَارَة تكون الْحَرَارَة حَاصِلَة فِي الذِّهْن وَلَا معنى للحار إِلَّا مَا قَامَت بِهِ الْحَرَارَة وَقس عَلَيْهِ الْبُرُودَة وَغَيرهَا وَهَذِه الصِّفَات منفية عَن الذِّهْن بِالضَّرُورَةِ وَأَيْضًا إِن حُصُول حَقِيقَة الْجَبَل وَالسَّمَاء مَعَ عظمها فِي الذِّهْن مِمَّا لَا يعقل قُلْنَا الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة وماهية مَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي لَا بهوية عَيْنِيَّة مَوْجُودَة بِوُجُود أصيل والحار مَا تقوم بِهِ هوية الْحَرَارَة أَي ماهيتها الْمَوْجُودَة بِوُجُود عَيْني لَا مَا تقوم بِهِ الْحَرَارَة الْمَوْجُودَة بِوُجُود ظِلِّي فَلَا يلْزم اتصاف الذِّهْن بِتِلْكَ الصِّفَات المنفية عَنهُ والممتنع فِي الذِّهْن حُصُول هوية الْجَبَل وَالسَّمَاء وَغَيرهمَا من الْأَشْيَاء فَإِن ماهياتها مَوْجُودَة بِوُجُود خارجي يمْتَنع أَن يحصل فِي أذهاننا وَأما مفهوماتها الْكُلية وماهياتها الْمَوْجُودَة بالوجودات الظلية فَلَا يمْتَنع حُصُولهَا فِي الذِّهْن إِذْ لَيست مَوْصُوفَة بِصِفَات تِلْكَ الهويات لَكِن تِلْكَ الماهيات بِحَيْثُ لَو وجدت فِي الْخَارِج متشخصة بتشخص جبل الطّور وسماء الْقَمَر مثلا لكَانَتْ بِعَينهَا جبل طور وسماء قمر وَلَا نعني بِعلم الْأَشْيَاء بِأَعْيَانِهَا إِلَّا هَذَا.
وَالْحَاصِل أَن للموجود فِي الذِّهْن وجودا ظليا وَلذَلِك الْمَوْجُود فِي الْخَارِج وجود أُصَلِّي وَلكُل أَحْكَام على حِدة كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ آنِفا وَالْمرَاد بِكَوْن الصُّورَة حَاصِلَة من الشَّيْء أَنَّهَا ناشئة مِنْهُ مُطَابقَة لَهُ أَو لَا بِخِلَاف صُورَة الشَّيْء فَإِن المُرَاد مِنْهَا الصُّورَة الْمُطَابقَة للشَّيْء لِأَن الْمُتَبَادر من إِضَافَة الصُّورَة إِلَى الشَّيْء مطابقتها لَهُ فتعريفه بِحُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل لَا يَشْمَل الجهليات المركبة بِخِلَاف التَّعْرِيف الْمَذْكُور كَمَا عرفت.
ثمَّ ننقل مَا حررنا فِي تعليقاتنا على حَوَاشِي عبد الله اليزدي على تَهْذِيب الْمنطق تَحْقِيقا للمرام وتفصيلا للمقام أَن الْعقل المرادف للنَّفس الناطقة هُوَ جَوْهَر مُجَرّد عَن الْمَادَّة فِي ذَاته لَا فِي فعله وَالْعقل الَّذِي هُوَ مرادف الْملك جَوْهَر مُجَرّد فِي ذَاته وَفِي فعله. وَقد يُطلق على الْقُوَّة المدركة وَالْمرَاد بِهِ هَا هُنَا أما الأول أَو الثَّالِث. فَإِن قيل، على أَي حَال يخرج علم الله الْوَاجِب المتعال لعدم إِطْلَاق الْعقل عَلَيْهِ تَعَالَى، قُلْنَا، المُرَاد بِهِ هَاهُنَا الْمدْرك والمجرد وَقيل الْمَقْصُود تَعْرِيف الْعلم الَّذِي يتَعَلَّق بِهِ الِاكْتِسَاب أَي مَا يكون كاسبا أَو مكتسبا وَعلمه تَعَالَى لكَونه حضوريا منزه عَن ذَلِك فَلَا بَأْس بِخُرُوجِهِ لعدم دُخُوله فِي الْمُعَرّف فَإِن قيل قواعدهم كُلية عَامَّة وَهَذَا التَّخْصِيص يُنَافِي تَعْمِيم قواعدهم قُلْنَا تَعْمِيم الْقَوَاعِد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الْحَاجة فَهَذَا التَّخْصِيص لَا يُنَافِي التَّعْمِيم الْمَقْصُود وَإِن كَانَ منافيا لمُطلق التَّعْمِيم فَلَا ضير وَقَوْلهمْ عِنْد الْعقل يعم المذهبين دون فِي الْعقل.
وتوضيحه أَن الْمُحَقِّقين اتَّفقُوا على أَن الْمدْرك للكليات والجزئيات المادية وَغَيرهَا هُوَ النَّفس الناطقة، وعَلى أَن نِسْبَة الْإِدْرَاك إِلَى قواها كنسبة الْقطع إِلَى السكين لَا أَن مدرك الكليات هُوَ النَّفس الناطقة ومدرك الجزئيات هُوَ الْآلَات كَمَا ذهب إِلَيْهِ الْمُتَأَخّرُونَ. ثمَّ بعد هَذَا الِاتِّفَاق اتَّفقُوا على أَن صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المادية كمحبة عَمْرو وعداوة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَاخْتلفُوا فِي أَن صور الجزئيات المادية ترتسم فِيهَا أَو فِي آلاتها. فَقَالَ بَعضهم إِنَّهَا ترتسم فِي آلاتها دون نَفسهَا لِأَن الصُّور الشخصية الجسمانية منقسمة فَلَو ارتسمت فِي النَّفس الناطقة لانقسمت بانقسامها لِأَن انقسام الْحَال يسْتَلْزم انقسام الْمحل وَهُوَ بَاطِل لِأَن النَّفس الناطقة بسيطة كَمَا تقرر فِي مَوْضِعه، وَيرد عَلَيْهِم أَن تِلْكَ الصُّور المرتسمة فِي الْآلَات عُلُوم بِنَاء على التَّعْرِيف الْمَذْكُور وَأَن الْمدْرك هُوَ الْعقل فَيلْزم أَن لَا يكون مَا قَامَ بِهِ الْعلم عَالما وَأَن يكون مَا لم يقم بِهِ الْعلم عَالما وَكِلَاهُمَا خلف، وَأَيْضًا الْمَانِع من الارتسام فِي النَّفس الناطقة هُوَ الانقسام إِلَى الْأَجْزَاء المتبائنة فِي الْوَضع لَا مُطلق الانقسام وَذَلِكَ من تَوَابِع الْوُجُود الْخَارِجِي وخواصه فَلَا يلْزم الْفساد من ارتسامها وَلَو كَانَت صور الجزئيات الجسمانية على طبق تِلْكَ الجزئيات فِي الانقسام والصغر وَالْكبر لَا متنع ارتسامها فِي الْآلَات أَيْضا كَنِصْف السَّمَاء وَالْجِبَال والأودية وأمثالها. وَقَالَ بَعضهم أَن صور الجزئيات المادية كصورة زيد ترتسم فِي النَّفس الناطقة وَهِي مدركة للأشياء كلهَا إِلَّا أَن إِدْرَاكهَا للجزئيات المادية أَي الجسمانية بِوَاسِطَة الْآلَات لَا بذاتها وَذَلِكَ لَا يُنَافِي ارتسام الصُّور فِيهَا، ودليلهم الوجدان الْعَام بِأَنا إِذا رَجعْنَا إِلَى الوجدان علمنَا أَن لأنفسنا عِنْد إِدْرَاكهَا للجزئيات المادية حَالَة إدراكية انكشافية لم تكن حَاصِلَة قبل ذَلِك الْإِدْرَاك. فَإِن قيل إِن معنى عِنْد هُوَ الْمَكَان الْقَرِيب من الشَّيْء فَكيف يتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس فَكَمَا أَن فِي الْعقل لَا يَشْمَل المذهبين كَذَلِك عِنْد الْعقل لَا يَشْمَل صور الكليات والجزئيات الْغَيْر المادية لحصولها فِي الْعقل دون مَكَان قريب مِنْهُ. وَأجِيب عَنهُ بِأَن كلمة عِنْد بِحَسب الْعرف لاخْتِصَاص شَيْء بمدخولها كَمَا يُقَال هَذِه الْمَسْأَلَة كَذَا عِنْد فلَان أَي لَهَا اخْتِصَاص بِهِ. وَلَا شكّ أَن للصورة الْحَاصِلَة اخْتِصَاص بِالْعقلِ من جِهَة الْإِدْرَاك لِأَنَّهُ الْمدْرك للصورة فَيتَنَاوَل مَا ارتسم فِي النَّفس والآلات فَثَبت أَن عِنْد الْعقل يَشْمَل المذهبين دون فِي الْعقل لاخْتِصَاص كلمة فِي بالداخل. وَالْحمل على التَّوَسُّع بِحَيْثُ يتَنَاوَل الْحَاصِل فِي الْآلَات أَيْضا يدْفع الْمَحْذُور لكنه خلاف الظَّاهِر ومدار الْكَلَام على مُحَافظَة الظَّاهِر ورعاية الْمُتَبَادر فعلى هَذَا الْجَواب الْمَذْكُور إِنَّمَا يجدي نفعا لَو كَانَ عِنْد مَعَ رِعَايَة مَعْنَاهُ الْمُتَبَادر متناولا للمذهبين دونه فِي فِي - وَلَيْسَ كَذَلِك لما مر آنِفا.
ثمَّ اعْلَم أَن الصُّورَة من مقولة الكيف لكَونهَا عرضا لَا يَقْتَضِي لذاته قسْمَة وَلَا نِسْبَة فَيكون الْعلم الْمَعْرُوف بالصورة الْمَذْكُور من مقولة الكيف وَهُوَ الْمَذْهَب الْمَنْصُور كَمَا مر وَلَعَلَّ من ذهب إِلَى أَنه من مقولة الانفعال يَقُول بِأَنَّهُ من مقولة الكيف أَيْضا لَكِن لما كَانَ الْعلم أَي الصُّورَة الْمَذْكُورَة حَاصِلا بالانفعال أَي بانتقاش الذِّهْن بالصورة الناشئة من الشَّيْء وقبوله إِيَّاهَا قَالَ إِنَّه من مقولة الانفعال مُبَالغَة وتنبيها على أَن حُصُول الْعلم بالانفعال لَا بِغَيْرِهِ. وَاعْترض بِأَن الكيف من الموجودات الخارجية لِأَن الموجودات الخارجية تَنْقَسِم إِلَى الْجَوَاهِر الْخَمْسَة والأعراض التِّسْعَة فَكيف تكون الصُّورَة الذهنية أَي الْعلم من مقولة الكيف وَالْجَوَاب أَن الْعلم من الموجودات الخارجية والمعلوم من الموجودات الذهنية كَمَا مر. وَأجَاب عَنهُ جلال الْعلمَاء فِي الْحَوَاشِي الْقَدِيمَة على الشَّرْح الْجَدِيد للتجريد فِي مَبْحَث الْوُجُود الذهْنِي أَن عدهم إِيَّاهَا كيفا على سَبِيل الْمُسَامحَة وتشبيه الْأُمُور الذهنية بالأمور العينية فعلى هَذَا يكون الْعلم من الموجودات الذهنية.
فَإِن قيل الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها فَيجب أَن يكون الْعلم بالجواهر جوهرا وبالكم كَمَا وبالكيف كيفا وَهَكَذَا وَلَا يُمكن أَن يكون من مقولة الكيف مُطلقًا قُلْنَا أجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول بِأَن حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن لَا يُوجب اتصاف الذِّهْن وقيامه بِهِ كحصول الشَّيْء فِي الزَّمَان وَالْمَكَان فَمَا هُوَ جَوْهَر حَاصِل فِي الذِّهْن وموجود فِيهِ وَمَا هُوَ عرض وَكَيف قَائِم بِهِ وموجود فِي الْخَارِج وَكَون الْأَشْيَاء حَاصِلَة فِي الذِّهْن بأنفسها بِالْمَعْنَى الَّذِي ذكرنَا آنِفا لَا يُنَافِي هَذَا الْفرق وَمَا فِي هَذَا الْجَواب سيتلى عَلَيْك. وَالشَّيْخ أورد فِي الهيات الشِّفَاء إشكالين أَحدهمَا أَن الْعلم هُوَ المكتسب من صور الموجودات مُجَرّدَة عَن موادها وَهِي صور جَوَاهِر وإعراض فَإِن كَانَت صور الْإِعْرَاض إعْرَاضًا فصور الْجَوَاهِر كَيفَ تكون إعْرَاضًا فَإِن الْجَوْهَر لذاته جَوْهَر فماهيته لَا تكون فِي مَوْضُوع الْبَتَّةَ وماهيته مَحْفُوظَة سَوَاء نسبت إِلَى إِدْرَاك الْعقل لَهَا أَو نسبت إِلَى الْوُجُود الْخَارِجِي.
فَنَقُول إِن مَاهِيَّة الْجَوْهَر جَوْهَر بِمَعْنى أَنه الْمَوْجُود فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع وَهَذِه الصّفة مَوْجُودَة لماهية الْجَوْهَر المعقولة فَإِنَّهَا مَاهِيَّة شَأْنهَا أَن تكون مَوْجُودَة فِي الْأَعْيَان لَا فِي مَوْضُوع أَي إِن وجدت فِي الْأَعْيَان وجدت لَا فِي مَوْضُوع وَأما وجوده فِي الْعقل بِهَذِهِ الصّفة فَلَيْسَ ذَلِك فِي حَده من حَيْثُ هُوَ جَوْهَر أَي لَيْسَ حدا لجوهر أَنه فِي الْعقل لَا فِي مَوْضُوع بل حَده أَنه سَوَاء كَانَ فِي الْعقل أَو لم يكن فَإِن وجوده لَيْسَ فِي مَوْضُوع انْتهى.
وَحَاصِل الْجَواب أَنه لَا إِشْكَال فِي كَون الشي الْوَاحِد جوهرا وعرضا باعتبارين وتغاير وجودين فَإِن الْجَوْهَر على مَا عرف ماهيته إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع وَالْعرض هُوَ الْمَوْجُود فِي الْمَوْضُوع فالصورة الجوهرية لكَونهَا بِحَيْثُ إِذا وجدت فِي الْخَارِج كَانَت لَا فِي مَوْضُوع جَوْهَر وَمن حَيْثُ إِنَّهَا مَوْجُودَة فِي الْمَوْضُوع عرض وَأَنت تعلم أَن بَين الْجَوْهَر وَالْعرض تباينا وتغايرا ذاتيا لَا اعتباريا.
وَأَيْضًا اعْترض الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة القطبية المعمولة حَيْثُ قَالَ لَا يخفى عَلَيْك أَن القَوْل بعرضية الصُّورَة الجوهرية منَاف لحصر الْعرض فِي المقولات التسع لِأَن المقولات أَجنَاس عالية متبائنة بِالذَّاتِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة فِي الْخَارِج انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش قَوْله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون إِلَى آخِره إِشَارَة إِلَى أَن هَذَا الْجَواب غير تَامّ وَذَلِكَ لِأَن التَّحْقِيق عِنْدهم أَن الْإِضَافَة وَغَيرهَا من المقولات التسع لَيست مَوْجُودَة فِي الْخَارِج وَالصَّوَاب فِي الْجَواب أَن يُقَال مُرَادهم حصر الْأَعْرَاض الْمَوْجُودَة فِي نفس الْأَمر. وَالْمَوْجُود فِيهَا هَاهُنَا أَمْرَانِ الْحَقِيقَة العلمية والحقيقة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ هِيَ وكل مِنْهُمَا مندرج فِي مقولة. الأولى من مقولة الكيف، وَالثَّانيَِة فِي مقولة أُخْرَى من مقولة الْجَوْهَر وَغَيرهَا، وَأما الْحَقِيقَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية بِأَن يكون التَّقْيِيد دَاخِلا والقيد خَارِجا أَو بِأَن يكون كل مِنْهُمَا دَاخِلا أَي الْمركب من الْعَارِض والمعروض فَلَا شكّ أَنَّهَا من الاعتبارات الذهنية وَلَيْسَ لَهَا وجود فِي نفس الْأَمر انْتهى. ضَرُورَة أَن التَّقْيِيد أَمر اعتباري فَكَذَا مَا هُوَ مركب مِنْهُ فَافْهَم. وَثَانِيهمَا أَنه إِذا حصلت حَقِيقَة جوهرية فِي الذِّهْن كَانَت تِلْكَ الْحَقِيقَة علما وعرضا فَيلْزم أَن يكون شَيْء وَاحِد علما ومعلوما وجوهرا وعرضا. وَأجَاب شَارِح التَّجْرِيد بِالْفرقِ بَين الْقيام والحصول إِلَى آخر مَا ذكرنَا آنِفا وَاعْترض عَلَيْهِ الزَّاهِد حَيْثُ قَالَ وَحَاصِله كَمَا يظْهر بِالتَّأَمُّلِ الصَّادِق أَن الْقَائِم بالذهن شبح الْمَعْلُوم ومثاله وَالْحَاصِل فِيهِ عين الْمَعْلُوم وَنَفسه فَهُوَ جمع بَين المذهبين انْتهى. ثمَّ اعْلَم أَن للزاهد فِي هَذَا الْمقَام فِي تصنيفاته تَحْقِيقا تفرد بِهِ فِي زَعمه وتفاخر بِهِ فِي ظَنّه وَتكلم عَلَيْهِ أَبنَاء الزَّمَان وجرحه بعض فضلاء الدوران وَأَنا شمرت بِقدر الوسع فِي تحريره وتفصيل مجملاته وَإِظْهَار مقاصده وإبراز مضمراته بعد إتْيَان كَلَامه ليظْهر على الناظرين علو مرامه.
فَأَقُول إِنَّه قَالَ فِي حَوَاشِيه على حَوَاشِي جلال الْعلمَاء على تَهْذِيب الْمنطق. اعْلَم أَن للْعلم مَعْنيين. الأول الْمَعْنى المصدري، وَالثَّانِي الْمَعْنى الَّذِي بِهِ الانكشاف. وَالْأول حُصُول الصُّورَة وَالثَّانِي هِيَ الصُّورَة الْحَاصِلَة وَلَا شكّ أَن الْغَرَض العلمي لم يتَعَلَّق بِالْأولِ فَإِنَّهُ لَيْسَ كاسبا وَلَا مكتسبا فَالْمُرَاد بِحُصُول الصُّورَة هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة على سَبِيل الْمُسَامحَة هَذَا مَا ذهب إِلَيْهِ النّظر الْجَلِيّ. ثمَّ النّظر الدَّقِيق يحكم بِأَن المُرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَحَقِيقَته مَا يعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بدانش) وَهِي حَالَة إدراكية يتَحَقَّق عِنْد حُصُول الشَّيْء فِي الذِّهْن تِلْكَ الْحَالة الإدراكية تصدق على الْأَشْيَاء الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن صدقا عرضيا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ إِذا حصل فِي الذِّهْن شَيْء يحصل لَهُ وصف يحمل ذَلِك الْوَصْف عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُ صُورَة علمية وَهَذَا الْمَحْمُول لَيْسَ نفس الْمَوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعرضي من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المقولة أَو من مقولة أُخْرَى انْتهى.
فَأَقُول مستعينا بِاللَّه الْملك العلام، وَهُوَ الْهَادِي إِلَى الْحق فِي كل مقصد ومرام، أَن فِي تَحْقِيق الْعلم نظرين نظر جلي فويق، وَنظر دَقِيق خَفِي عميق. وبالقبول حري وحقيق، وَعَن الجروح الْمَذْكُورَة سليم وعتيق. أما الأول فَهُوَ أَن الْعلم هُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة والتعريف الْمَشْهُور أَعنِي حُصُول صُورَة الشَّيْء المُرَاد بِهِ الصُّورَة الْحَاصِلَة على الْمُسَامحَة لَا الْمَعْنى المصدري إِذْ لَا يتَعَلَّق بِهِ الْغَرَض العلمي لِأَنَّهُ لَا يكون كاسبا وَلَا مكتسبا كَمَا مر وَحِينَئِذٍ يرد الإشكالات الْمَذْكُورَة فَيحْتَاج فِي دَفعهَا إِلَى أجوبة لَا تَخْلُو عَن إِيرَاد كَمَا لَا يخفى وَأما الثَّانِي فَهُوَ أَن الْعلم هُوَ الْوَصْف الْعَارِض للصورة الْمَحْمُول عَلَيْهَا حملا عرضيا لَا ذاتيا وَحِينَئِذٍ لَا إِشْكَال وَلَا إِيرَاد.
وتفصيل هَذَا الْمُجْمل أَنَّك قد علمت فِيمَا مر أَن الْأَشْيَاء بعد حُصُولهَا فِي الأذهان تسمى صورا فَأَقُول إِنَّه يحصل لتِلْك الصُّور فِي الأذهان وصف لَيْسَ بحاصل لَهَا وَقت كَونهَا فِي الْأَعْيَان وَذَلِكَ الْوَصْف هُوَ الْحَالة الإدراكية أَي كَيْفيَّة كَون تِلْكَ الصُّور مدركة ومنكشفة وَهَذَا الْوَصْف هُوَ الْعلم وَإِذا حصل للصور الذهنية هَذَا الْوَصْف أَي الْحَالة الإدراكية يحصل بِسَبَب هَذَا الْوَصْف وصف آخر لتِلْك الصُّور وَهُوَ كَونهَا صورا علمية وَذَلِكَ الْوَصْف الَّذِي هُوَ الْعلم حَقِيقَة يحمل على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن حملا عرضيا وَيصدق عَلَيْهِ صدقا عرضيا فَيُقَال للصورة الإنسانية مثلا علم وَكَذَا يُقَال عَلَيْهَا إِنَّهَا صُورَة علمية وَلَيْسَ كل من هذَيْن المحمولين نفس الْمَوْضُوع وَإِلَّا لَكَانَ مَحْمُولا عَلَيْهِ حَال كَونه فِي الْخَارِج ضَرُورَة أَن الذَّات والذاتي لَا يَخْتَلِفَانِ باخْتلَاف الْوُجُود فَهَذَا الْحمل من قبيل حمل الْكَاتِب على الْإِنْسَان فالعارض من مقولة الكيف سَوَاء كَانَ معروضه من هَذِه المقولة أَو من مقولة أُخْرَى.
فَالْحَاصِل أَن الْعلم بِحَسب الْحَقِيقَة لَيْسَ نفس الْحَاصِل فِي الذِّهْن بل عَارض لَهُ وَإِطْلَاق الْعلم على الْحَاصِل فِي الذِّهْن من قبيل إِطْلَاق الْعَارِض على المعروض مثل طَلَاق الضاحك على الْإِنْسَان فالعارض الَّذِي هُوَ الْعلم كَيفَ يصدق عَلَيْهِ رسمه والمعروض تَابع للموجود الْخَارِجِي فِي الجوهرية والكيفية وَغَيرهمَا لاتحاده مَعَه وَبِهَذَا التَّحْقِيق ينْحل كثير من الإشكالات الْمَذْكُورَة.
وَأَيْضًا ينْدَفع الْإِشْكَال الْمَشْهُور فِي التَّصَوُّر والتصديق وَهُوَ أَن الْمُحَقِّقين ذَهَبُوا إِلَى أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَانِ بِحَسب الْحَقِيقَة وَإِذا تعلق التَّصَوُّر بالتصديق يلْزم اتحادهما لِاتِّحَاد الْعلم والمعلوم وَحَاصِل الدّفع أَن التَّصَوُّر والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم بِحَسب الْحَقِيقَة لَا لما صدق هُوَ عَلَيْهِ وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن وَإِن تَأَمَّلت فِيمَا حررنا ينْدَفع مَا قيل إِن قَوْله فَيُقَال لَهُ صُورَة علمية يشْعر بِأَن الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ علم بِالْحَقِيقَةِ هِيَ الْوَصْف أَي هَذَا الْمَحْمُول أَعنِي كَونهَا صُورَة علمية، وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَنَّهُ إِن أَرَادَ مَفْهُوم لفظ هَذَا الْمَحْمُول فَظَاهر أَنه لَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ من الكيفيات النفسانية العلمية، وَإِن أَرَادَ مصداقه فَهُوَ الصُّورَة الْحَاصِلَة فَهَذَا هُوَ الَّذِي فر عَنهُ.
وتوضيح الدّفع أَن هَاهُنَا وصفين متغائرين أَحدهمَا الْحَالة الإدراكية وَهِي علم فِي الْحَقِيقَة وَثَانِيهمَا كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة علمية وَلَيْسَ أَحدهمَا عين الآخر نعم إِذا حصلت الْحَالة الإدراكية أَي الصّفة الأولى للصورة فِي الذِّهْن يحصل لتِلْك الصُّورَة بِسَبَب الصّفة الأولى صفة أُخْرَى وَهُوَ كَونهَا صُورَة علمية فالفاء فِي قَوْله فَيُقَال للتفريع والتعقيب أَي بعد حمل ذَلِك الْوَصْف الأول على الشَّيْء الْحَاصِل فِي الذِّهْن يُقَال لَهُ صُورَة علمية أَي يحمل هَذَا الْوَصْف الثَّانِي على ذَلِك الشَّيْء. فَإِن قلت الْمَقْصُود إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته أَي الْكَيْفِيَّة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعلم وَلَا فَائِدَة فِي إِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعروضه مَعَ أَنه لَيْسَ بِعلم نعم لَكِن لما كَانَ إِثْبَات زِيَادَة الْوَصْف الثَّانِي وعرضيته توجب زِيَادَة الْوَصْف الأول وعرضيته لِأَن الْوَصْف الثَّانِي وَهُوَ كَون الْحَاصِل فِي الذِّهْن صُورَة علمية من لَوَازِم الْوَصْف الأول أَعنِي الْحَالة الإدراكية تعرض لإِثْبَات الْوَصْف الثَّانِي وزيادته وعرضيته. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْوَصْف الثَّانِي من لَوَازِم الْوَصْف الأول لِأَن الْوَصْف الثَّانِي اللَّازِم مُنْتَفٍ فِي ظرف الْخَارِج لِأَن الشَّيْء فِي الْخَارِج لَا تطلق عَلَيْهِ الصُّورَة العلمية فالوصف الأول الْمَلْزُوم أَيْضا يكون منتفيا عَنهُ فِي الْخَارِج.
وَبَقِي هَاهُنَا اعْتِرَاض قوي تَقْرِيره أَن قَوْله يصدق إِلَى آخِره وَقَوله حصل إِلَى آخِره وَقَوله فالعرض من مقولة الكيف إِلَى آخِره نُصُوص وشواهد على أَن الْحَالة الإدراكية من عوارض الصُّورَة الْحَاصِلَة ومحمولاتها وصفاتها مَعَ أَنَّهَا الْعلم حَقِيقَة فَيلْزم أَن يكون كل وَاحِد مِنْهَا عَالما حَقِيقَة لِأَن الْعَالم وكل مُشْتَقّ مِنْهُ يصدق على مَا قَامَ بِهِ مبدؤه ومأخذه وَهُوَ هَاهُنَا الصُّورَة الْحَاصِلَة فَتكون هِيَ عَالِمَة حَقِيقَة لَا النَّفس الناطقة الإنسانية اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يُقَال إِن الْكَيْفِيَّة الإدراكية إِذا حصلت حصلت لَهَا جهتان جِهَة النِّسْبَة إِلَى النَّفس الناطقة وجهة النِّسْبَة إِلَى الصُّورَة الْحَاصِلَة كَمَا أَن للمصدر الْمُتَعَدِّي حِين حُصُوله نسبتان نِسْبَة إِلَى الْفَاعِل وَنسبَة إِلَى الْمَفْعُول كالضرب فَإِن لَهُ علاقَة بالضارب بالصدور وبالمضروب بالوقوع. والمصدر حَقِيقَة من عوارض الْفَاعِل وَمن صِفَاته فَإِن الضَّرْب حَقِيقَة صفة الضَّارِب لَكِن لَا بعد فِي أَن يعد من صِفَات الْمَفْعُول مجَازًا نظرا إِلَى العلاقة الثَّانِيَة فَيُقَال إِن الضَّرْب صفة الْمَضْرُوب كَمَا أَنه صفة الضَّارِب وَإِن كَانَ أَحدهمَا حَقِيقَة وَالْآخر تجوزا. وَلَا مشاحة أَيْضا فِي أَن يُقَال إِن الْمصدر مَحْمُول على الْمَفْعُول فِي ضمن مُشْتَقّ من مشتقاته فَإِن الضَّرْب مَحْمُول على الْمَفْعُول بِاعْتِبَار أَن مشتقا من مشتقاته مَحْمُول عَلَيْهِ.
وَحَاصِل هَذَا الْجَواب أَنه لَا بَأْس بِكَوْن الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن عَالِمَة وَيُمكن أَن يُقَال إِن الْعلم وصف للصورة الْحَاصِلَة بِحَال متعلقها لَا بِحَال نَفسهَا فَلَا يلْزم من كَون الْعلم وَصفا للصورة ومحمولا عَلَيْهَا كَونه وَصفا لَهَا على وزن الْمَوْصُوف بِحَال الْمَوْصُوف، وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن الْعلم وصف الصُّورَة بِحَال متعلقها لِأَن معنى الْحَالة الإدراكية الَّتِي هِيَ الْعلم حَقِيقَة حَالَة إِدْرَاك النَّفس الناطقة للصورة الْحَاصِلَة فِيهَا فَهِيَ وصف النَّفس بِحَال نَفسهَا وَالصُّورَة بِحَال متعلقها الَّذِي هُوَ النَّفس الناطقة المدركة لَهَا. والمشتق الْمَبْنِيّ للْفَاعِل إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المأخذ، والمشتق الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول إِنَّمَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ المأخذ الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول. أَلا ترى أَن الضَّارِب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول. والمضروب لَا يصدق على مَا قَامَ بِهِ الضَّرْب الْمَبْنِيّ للْفَاعِل. هَذَا مَا خطر بالبال، وَلَا يخفى مَا فِيهِ من الأشكال، لِأَن الْمُتَبَادر من الْإِدْرَاك الْمصدر الْمَبْنِيّ للْفَاعِل وَفِيه مَا فِيهِ أَيْضا وَلَعَلَّ الله يحدث بعد ذَلِك أمرا.
وَلَا يخفى على الذكي الوكيع مَا يرد على الزَّاهِد من الأبحاث القوية أَحدهَا أَن الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمصدر فَكيف يَصح أَن يُقَال إِن المُرَاد بِحُصُول الصُّورَة الْمَعْنى الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ وَجعل ذَلِك الْمَعْنى علما حَقِيقَة لِأَن الْعلم على مَا قَالَ مبدؤ الانكشاف ومقدم عَلَيْهِ فَلَو كَانَ الْعلم عبارَة عَن الْحَاصِل بِالْمَصْدَرِ يكون مُؤَخرا عَن الْمصدر أَي عَن حُصُول الصُّورَة الملازم للانكشاف فَيلْزم أَن يكون الْعلم مُؤَخرا عَن الانكشاف أَيْضا. وَثَانِيها أَن الْعلم من الموجودات الخارجية فَلَو كَانَ وَصفا عارضا للصورة الذهنية يلْزم زِيَادَة الْعَارِض على المعروض فِي الْوُجُود فَإِن الْعَارِض فرض كيفا مَوْجُودا فِي الْخَارِج والمعروض مَوْجُود ذهني وَثَالِثهَا أَنه لَا يتَصَوَّر أَن يكون الْمَوْجُود الْخَارِجِي عارضا للوجود الذهْنِي فَإِن الْعَارِض يكون تَابعا لمعروضه فِي طرفه فَإِن وجود الْعَارِض الْمَحْمُول إِنَّمَا هُوَ وجود الْمَوْجُود الْمَوْضُوع فَيكون تَابعا لوُجُود الْمَوْضُوع وَوُجُود الْمَوْضُوع هَاهُنَا ذهني فَكيف يكون بعارضه الْمَحْمُول وجود خارجي. وَقد أجَاب عَنْهَا بعض أَبنَاء الزَّمَان بأجوبة مَا لَهَا خلاف ظَاهر بَيَان الزَّاهِد بل استحداث مَذْهَب آخر غير مذْهبه وَتَحْقِيق سوى تَحْقِيقه لم ألتفت إِلَيْهَا مَعَ أَن تردد البال وتشتت الْحَال لم يرخص أَيْضا بنقلها.
ثمَّ اعْلَم أَن هَاهُنَا تحقيقات وشبهات أذكرها للناظرين رَجَاء مِنْهُم دُعَاء بَقَاء الْإِيمَان، والتجاوز عَن جَزَاء الْعِصْيَان، قد أَشرت فِي العجالة إِلَى شُبْهَة مَشْهُورَة وجوابها بطرِيق الرَّمْز والألغاز وَهَاهُنَا أذكرها بتقرير وَاضح وتحرير لائح بِأَن البداهة والنظرية صفتان متبائنتان لَا يُمكن جَمعهمَا فِي شَيْء وَاحِد فالعلم لَا يكون إِلَّا بديهيا أَو نظريا على سَبِيل الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ وَهُوَ منقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق المنقسمين إِلَى البديهي والنظري فَيلْزم انقسام الْعلم إِلَيْهِمَا أَيْضا فَإِن كَانَ نظريا كَمَا هُوَ الْحق أَو ضَرُورِيًّا كَمَا هُوَ مَذْهَب الإِمَام يلْزم انقسام الشَّيْء إِلَى نَفسه وَإِلَى غَيره وبطلانه أظهر من أَن يخفى. وَالْجَوَاب أَن الْعلم من حَيْثُ مَفْهُومه إِمَّا ضَرُورِيّ أَو كسبي وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا أَو جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ كسبيا بل يجوز أَن يكون بعض مَا صدق عَلَيْهِ ضَرُورِيًّا وَالْبَعْض الآخر كسبيا. وَحَاصِل الْجَواب أَن الضَّرُورِيّ أَو الكسبي هُوَ مَفْهُوم الْعلم والمنقسم إِلَيْهِمَا إِنَّمَا هُوَ مَا صدق عَلَيْهِ الْعلم وَلَا يلْزم من كَون مَفْهُوم شَيْء ضَرُورِيًّا أَو كسبيا أَن يكون جَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ ذَلِك الشَّيْء أَيْضا كَذَلِك. أَلا ترى أَن الضَّرُورِيّ نَظَرِي مفهوما مَعَ أَن مَا صدق عَلَيْهِ إِنَّمَا يكون ضَرُورِيًّا بديهيا. فَإِن قلت، قَوْلهم الْعلم إِمَّا تصور أَو تَصْدِيق مُنْفَصِلَة حَقِيقِيَّة أَو مَانِعَة الْجمع أَو مَانِعَة الْخُلُو فعلى الْأَوَّلين لَا يفهم أَن للْعلم قسمَيْنِ، وعَلى الثَّالِث لَا يحصل الْجَزْم بالقسمين مَعَ أَنه الْمَقْصُود. وَالْجَوَاب أَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست بمنفصلة وَإِنَّمَا هِيَ حملية شَبيهَة بالمنفصلة والــمنافاة قد تعْتَبر فِي القضايا المنفصلات وَقد تعْتَبر فِي الْمُفْردَات بِحَسب صدقهَا على الذَّات وَهِي الحمليات الشبيهة بالمنفصلات.
وَفِي الرسَالَة القطبية فِي الْحِكْمَة العملية الْعلم هُوَ الْمَوْجُود المستلزم عدم الْغَيْبَة فَإِن كَانَ بِآلَة فَهُوَ الْعلم وَإِن كَانَ بِغَيْر وَاسِطَة فَهُوَ الْمُشَاهدَة وَإِن كَانَ بِآلَة روحانية فَهُوَ الْمَعْقُول والجازم الَّذِي لَيْسَ مطابقا هُوَ الْجَهْل الْمركب والمطابق الَّذِي لَا مُسْتَند لَهُ هُوَ التَّقْلِيد الْحق وَالَّذِي لَهُ مُسْتَند وَكفى فِي التَّصْدِيق بِنِسْبَة أحد جزئيه إِلَى الآخر تصور أحد الطَّرفَيْنِ فَقَط فَهُوَ الفطري وَإِن لم يكف فَهُوَ الفكري وَإِن كَانَ غير جازم فأقرب الطَّرفَيْنِ إِلَى الْجَزْم ظن وأوسطها شكّ وأبعدهما وهم. والجازم المطابق الَّذِي لَهُ مُسْتَند إِن كَانَ برهَان الْآن فَهُوَ الْيَقِين وَإِن كَانَ ببرهان اللم فَهُوَ علم الْيَقِين، والمشاهدة إِن كَانَت على وَجه يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ عين الْيَقِين، وَإِن كَانَ على وَجه لَا يُمكن أتم مِنْهَا فَهُوَ حق الْيَقِين انْتهى. قَالَ بعض الْحُكَمَاء لِابْنِهِ يَا بني خُذ الْعلم من أَفْوَاه الرِّجَال فَإِنَّهُم يَكْتُبُونَ أحسن مَا يسمعُونَ ويحفظون أحسن مَا يَكْتُبُونَ وَيَقُولُونَ أحسن مَا يحفظون.
الْعلم الحضوري وَالْعلم الحصولي قد عرفت تَعْرِيف كل مِنْهُمَا فِي تَحْقِيق الْعلم فَاعْلَم أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا حَقِيقَة نوعية محصلة عِنْدهم ذاتي لما تَحْتَهُ مغائر للْآخر مُغَايرَة نوعية، وَالْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري متحدان بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار. وَفِي الحصولي متحدان بِالذَّاتِ متغائران بِالِاعْتِبَارِ فَإِن الْعلم فِي الحصولي الْمَاهِيّة من حَيْثُ إِنَّهَا مكيفة بالعوارض الذهنية، والمعلوم فِيهِ الْمَاهِيّة مَعَ قطع النّظر عَن تِلْكَ الْحَيْثِيَّة. فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن مَجْمُوع المعروض والعوراض الذهنية علم حصولي والمعروض فَقَط مَعْلُوم بِهِ فَيعلم من هَاهُنَا أَن التغاير بَينهمَا فِي الْعلم الحصولي بِالذَّاتِ، قُلْنَا، هَذَا المظنون غير صَحِيح لِأَن الْعلم عِنْدهم حَقِيقَة محصلة لَا أَمر اعتباري أَي لَيْسَ من الْأُمُور الَّتِي تحققها بِاعْتِبَار الْعقل واختراع الذِّهْن بل هُوَ أَمر مُحَقّق فِي نفس الْأَمر وَله حَقِيقَة محصلة مَوْجُودَة بِلَا اعْتِبَار واختراع فَلَو كَانَ الْعلم أَي مَا يصدق عَلَيْهِ الْكَيْفِيَّة العلمية مَجْمُوع الْعَارِض والمعروض مَجْمُوع الْإِنْسَان وعوارضه الذهنية مثلا يلْزم أَن يكون حَقِيقَة الْعلم ملتئمة عَن الْجَوْهَر وَالْعرض أَو عَن غَيرهمَا من المقولتين المتبائنتين.
وَلَا شكّ أَن كل حَقِيقَة مركبة كَذَلِك فَهُوَ أَمر اعتباري لَيْسَ لَهُ حَقِيقَة وحدانية محصلة مَعَ أَن منَاط الانكشاف هُوَ أَن يحصل المعروض فَقَط لَا أَن يحصل مَجْمُوع المعروض والعوارض على مَا تشهد بِهِ الضَّرُورَة، أَلا ترى أَنه لَو حصل المعروض فِي الذِّهْن خَالِيا عَن الْعَوَارِض لتحَقّق الانكشاف فَإِن قيل زعم بَعضهم أَن التغاير بَين الْعلم والمعلوم فِي الحضوري تغاير اعتباري كتغاير المعالج والمعالج فَلَيْسَ بَينهمَا اتِّحَاد بِالذَّاتِ وَالِاعْتِبَار قُلْنَا التغاير على نَوْعَيْنِ تغاير بِاعْتِبَار المصداق أَي التغاير الَّذِي هُوَ مصداق تحقق المتغائرين وتغاير بعد تحقق المتغائرين وَالْمُعْتَبر فِي الِاتِّحَاد بِالذَّاتِ هُوَ نفي التغاير الأول فالتغاير الثَّانِي لَا يضر فِي ذَلِك الِاتِّحَاد فقد اشْتبهَ على هَذَا الزاعم التغاير الأول بالتغاير الثَّانِي. وتفصيل هَذَا الْإِجْمَال أَن فِي المعالج والمعالج حيثيتين حيثية الْقُوَّة الفعلية وحيثية الْقُوَّة الانفعالية وَيُقَال المعالج بِالْكَسْرِ بِالِاعْتِبَارِ الأول والحيثية الأولى والمعالج بِالْفَتْح بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي والحيثية الثَّانِيَة وَالْعلم الحضوري لَيْسَ كَذَلِك لِأَن منَاط الانكشاف فِي الْعلم الحضوري هُوَ الصُّورَة الخارجية الْحَاضِرَة. نعم هَذِه الصُّورَة من حَيْثُ إِنَّهَا منَاط الانكشاف يُقَال لَهَا علم حضوري وَمن حَيْثُ إِنَّهَا منكشفة يُقَال لَهَا مَعْلُوم حضوري وَهَاتَانِ الحيثيتان متأخرتان عَن مصداق تحققهما وَهَذَا المصداق لَيْسَ إِلَّا وَاحِد، وَالْمرَاد باتحاد الْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري هُوَ الِاتِّحَاد بِاعْتِبَار المصداق وَهُوَ مُتحد فِي الْعلم الحضوري وَأَن تحدث بعد تحَققه حيثيتان بِخِلَاف المعالج والمعالج فَإِن مصداق تحققهما مُتَعَدد فيهمَا وَلَو كَانَ مصداق الْعلم والمعلوم فِي الْعلم الحضوري مُتَعَددًا بِأَن كَانَ التغاير بَينهمَا مَوْجُودا أَن تحققهما عِلّة لتحققهما مقدما على التغاير الَّذِي بعد تحققهما لَكَانَ الْعلم الحضوري صُورَة منتزعة من الْمَعْلُوم وَكَانَ علما حصوليا.
فَإِن قيل كَيفَ يكون الْعلم والمعلوم فِي الحصولي متحدين بِالذَّاتِ ومتغائرين بِالِاعْتِبَارِ قُلْنَا قَالَ الزَّاهِد أَن للشَّيْء الْحَاصِل صورته فِي الذِّهْن ثَلَاثَة اعتبارات الأول اعْتِبَاره من حَيْثُ هُوَ أَي مَعَ قطع النّظر عَن عوارضه الخارجية والذهنية وَالثَّانِي اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية وَالثَّالِث اعْتِبَاره من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية وَذَلِكَ الشَّيْء بِالِاعْتِبَارِ الأول أَي من حَيْثُ هُوَ مَعْلُوم بِالْعلمِ الحصولي بِالذَّاتِ لحُصُول صورته فِي الذِّهْن وموجود فِي الْخَارِج لحصوله فِي الْخَارِج بِنَفسِهِ وموجود فِي الذِّهْن لحصوله فِي الذِّهْن بصورته الْحَاصِلَة فِيهِ وَالشَّيْء الْمَذْكُور بِالِاعْتِبَارِ الثَّانِي أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الخارجية مَعْلُوم بِالْعلمِ الحصولي بِالْعرضِ لِأَن الْعلم يتَحَقَّق عِنْد انتفائه. وَأَنت تعلم أَن الْعلم صفة ذَات إِضَافَة لَا بُد لَهُ من مَعْلُوم وموجود فِي الْخَارِج فَقَط لترتب الْآثَار الخارجية عَلَيْهِ دون الذهنية وَالشَّيْء المسطور بِالِاعْتِبَارِ الثَّالِث أَي من حَيْثُ الْعَوَارِض الذهنية علم حصولي لكَونه صُورَة ذهنية للاعتبار الأول وَعلم حضوري بِنَفس هَذَا الْعلم وَمَعْلُوم بِالْعلمِ الحضوري لكَونه صفة قَائِمَة بِالنَّفسِ وَعلمهَا بذاتها وصفاتها علم حضوري وموجود فِي الْخَارِج لترتب الْآثَار الخارجية واتصاف الذِّهْن بِهِ اتصافا انضماميا وَهُوَ يَسْتَدْعِي وجود الحاشيتين فِي الْخَارِج كَمَا حققناه فِي تَحْقِيق الاتصاف. وَلَا يخفى على الوكيع أَن جَمِيع مَا ذكر على تَقْدِير أَن يكون الْعلم الحصولي عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة لَا عَن كَيْفيَّة إدراكية، فَإِن قلت، إِن الْعلم الحضوري على مَا عرف بِكَوْن الصُّورَة العلمية فِيهِ الصُّورَة الخارجية وَنَفس الْعلم الحصولي أَي نفس الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء عِنْد الْعقل علم حضوري عِنْدهم لحضورها بِنَفسِهَا عِنْد الْعقل فَيلْزم أَن يكون تِلْكَ الصُّورَة خارجية وَغير خارجية قُلْنَا جَوَابه قد مر فِي تَحْقِيق الْعلم.
وَحَاصِله أَن الصُّورَة العلمية الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن من حَيْثُ إِنَّهَا صُورَة علمية حَاصِلَة فِي الذِّهْن لَهَا وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية فَتلك الصُّورَة بِهَذِهِ الْحَيْثِيَّة خارجية وَلَا مُنَافَاة بَين كَونهَا خارجية بِهَذَا الْمَعْنى وَبَين كَونهَا لَيست بخارجية بِمَعْنى أَنَّهَا لَيست بموجودة فِي الْخَارِج أَي مَا وَرَاء الذِّهْن - فَالْمُرَاد بالموجود الْخَارِجِي فِي الْعلم الحضوري أَعم مِمَّا لَهُ وجود خارجي حَقِيقَة وَمِمَّا لَهُ وجود خارجي حكما بِأَن يكون لَهُ وجود يحذو حَذْو الْوُجُود الْخَارِجِي فِي ترَتّب الْآثَار الخارجية. وَلَا شكّ أَن مَا لَهُ وجود فِي الْخَارِج كالنار مثلا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْآثَار الخارجية مثل الإحراق واللمعان كَذَلِك تترتب على الصُّورَة الْحَاصِلَة فِي الذِّهْن آثَار خارجية كالفرح والانبساط والحزن والانقباض وَمن أَرَادَ زِيَادَة التَّفْصِيل وَالتَّحْقِيق فَليرْجع إِلَى الْعلم والتصور والتصديق.
وَهَا هُنَا سُؤال مَشْهُور تَقْرِيره أَن الحضوري لما كَانَ عين الْمَوْجُود الْخَارِجِي وَعلم الْوَاجِب عينه فَيلْزم أَن يكون الْوَاجِب عين الممكنات وَالْجَوَاب أَن معنى كَون ذَاته تَعَالَى عين علمه أَنه يَتَرَتَّب على ذَاته مَا يَتَرَتَّب على الْعلم من انكشاف المعلومات كَمَا يُقَال إِن الْعَالم الْفُلَانِيّ عين الْكتاب أما سَمِعت أَن مقصودهم من نفي الصِّفَات عَن ذَاته تَعَالَى إِثْبَات غاياتها.
(الْعلم) الْعَالم

(الْعلم) إِدْرَاك الشَّيْء بحقيقته وَالْيَقِين وَنور يقذفه الله فِي قلب من يحب والمعرفة وَقيل الْعلم يُقَال لإدراك الْكُلِّي والمركب والمعرفة تقال لإدراك الجزئي أَو الْبَسِيط وَمن هُنَا يُقَال عرفت الله دون عَلمته وَيُطلق الْعلم على مَجْمُوع مسَائِل وأصول كُلية تجمعها جِهَة وَاحِدَة كعلم الْكَلَام وَعلم النَّحْو وَعلم الأَرْض وَعلم الكونيات وَعلم الْآثَار (ج) عُلُوم وعلوم الْعَرَبيَّة الْعُلُوم الْمُتَعَلّقَة باللغة الْعَرَبيَّة كالنحو وَالصرْف والمعاني وَالْبَيَان والبديع وَالشعر والخطابة وَتسَمى بِعلم الْأَدَب وَيُطلق الْعلم حَدِيثا على الْعُلُوم الطبيعية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجربة ومشاهدة واختبار سَوَاء أَكَانَت أساسية كالكيمياء والطبيعة والفلك والرياضيات والنبات وَالْحَيَوَان والجيولوجيا أَو تطبيقية كالطب والهندسة والزراعة والبيطرة وَمَا إِلَيْهَا

(الْعلم) الْعَلامَة والأثر والفصل بَين الْأَرْضين وَشَيْء مَنْصُوب فِي الطَّرِيق يهتدى بِهِ ورسم فِي الثَّوْب وَسيد الْقَوْم والجبل والراية (ج) أَعْلَام

زبر

[ز ب ر] الزَّبْرُ: الحِجارَةُ. وزَبَرَه بالحِجارَةِ: رَماهُ بِها. وزَبَرَ البِئْرَ زَبْراً: طَواها بالحِجارَةِ، وقد ثَنَّاه بَعْضُ الأَغفالِ، فقال:

(حَتَّى إذا حَبْلُ الدِّلاءِ انْحَلاَ ... )

(وَانْقَاضَ زَبْراَ جَالِه فانْثَلاّ ... )

وما لَه زَبْرٌ، أي: ما لَه رَأْيٌ، وَضَعُوه على المَثَلِ، كما قالُوا: مَا لَه جُولٌ. واسْتَعَارَ ابنُ أَحمرَ الزَّبْرَ للرِّيح، فقال:

(وَلَهَتْ عَلَيهِ كُلُّ مُعْصِفَةٍ ... هَوْجاءَ لَيْس لِلُبِّها زَبْرُ)

وإنَّما يُريدُ انْخِراقَها وهُبوبَها، وأَنَّها لا تَسْتَقِيمُ على مَهَبٍّ واحدٍ، فهي كالنّاقَةِ الهَوْجاءِ، وهي التي كأنَّ بها هَوَجًا من سُرْعَتِها. وفي الحَديثِ: ((الفَقِيرُ الَّذي لَيْسَ له زَبْرٌ)) أي: ما يَعْتَمِدُ عليه. والزَّبْرُ: الصَّبْرُن يُقَال: مَا لَه زَبْرٌ ولا صَبْرٌ، هذه حكايةُ ابنِ الأعرابِيّ، وَعِندي أَنَّ الزَّبْرَ هَاهُنا: العَقْلُ. ورَجُلٌ زَبِيرٌ: رَزِينُ الرَّاْي. والزَّبْرُ: وَضْعُ البُنْيانِ بَعْضه على بَعْضٍ. وزَبَرَ الكِتابَ يَزْبِرهُ، ويَزْبُرُه زَبْراً: كَتَبَه، وأعْرَفُه النَّقْشُ في الحِجارِة. قالَ يَعْقُوبُ: وقالَ أعْرَابِيٌّ: ما أعْرِفُ تَزْبِرَتِي، فإِمَّا أَن يكونَ هذا مَصْدَرَ زَبَّرَ، أي: كَتَبَ، ولا أَعرِفُها مُشَدَّدَةً، وإمِّا أَن يكونَ اسماً، كالتَّنْهِيَةِ لمُنْتَهَى الماءِ، والتَّوْدِيَةِ للخَشَبَةِ التي يُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَةِ، حكاهُما سِيبَويه. والزَّبُورُ: الكِتابُ المَزْبُورُ، والجمعُ: زُبُرٌ، كما قَالُوا: رَسُولٌ ورُسُلٌ، وإنَّما مَثَّلْتُه به؛ لأَنَّ زَبُوراً ورَسُولاً في مَعْنَى مَفُعولٍ، قال لَبِيدٌ:

(وجَلاَ السُّيُولُ على الطُّلولِ كأنَّها ... زُبُرٌ تُجِدُّ مُتُونَها أَقلاَمُها)

وقد غَلَبَ الزَّبُورُ على صُحُفِ دَاودَ عليه السلام. وزَبَرَه عن الأَمْرِ زَبْراً: نَهاه. والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ نَائِتَةٌ من الكاهِلِ، وقِيلَ: هو الكاهِلُ نَفْسُه فَقَطْ، وقِيلَ: هي الصُّدْرَةُ من كُلِّ دَابَّةٍ، ويُقالُ: شَدَّ للأمْرِ زُبْرَتَه، أي: كاهِلَه وظَهْرَه. وقَوْلُ العَجَّاجِ:

(بها وَقَدْ شَدُّوا لها الأَزْباراَ ... )

قيلَ في تَفسيرِه: جمعُ زُبْرَةٍ، وغَيرُ مَعُروفٍ جَمْعُ فُعْلَةٍ على أفْعالٍ، وهو عندي جَمعُ الجمْعِ، كأنه جمع زُبْرَةٍ على زُبَرٍ، وجَمَعَ زُبَراً على أزْبارٍ، ويكونُ جَمْعَ زُبْرَةٍ على إِرادةِ حَذْفِ الهاءِ. والأَزْبَرُ والمَزْبَرانِيُّ: الضَّخْمُ الزُّبْرَةِ، قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

(لَيْثُ عليه من البَرْدىِّ هِبْرِيَةٌ ... كالمَزْبَرانِيّ عيَّالٌ بأوصالِ)

هذه روايةُ خالدِ بنِ كُلْثُومٍ، وهي خَطَأٌ عند بعضهم؛ لأَنَّه في صِفَةِ أَسَدٍ، والمَزْبَرانِيُّ: الأَسَدُ، والشَّيءُ لا يُشَبَّه بنَفْسِه، وإنّما الرِّوايةُ ((كالمَرْزُبَانِيّ)) . والزُّبْرَةُ: الشَّعرُ المُجْتَمِعُ للفَحْلِ والأسَدِ وغَيْرِهما، وقِيلَ: زُبْرَةُ الأَسَدِ: الشَّعَرُ على كاهِلِه، وقيلَ: الزُّبْرَةُ: مَوْضِعُ الكاهِلِ على الكَتِفَينِ. ورَجُلٌ أَزْبَرُ: عَظيمُ الزُّبْرَةِ. وأَسَدٌ أَزْبَرُ، ومَزْبَرَانِيُّ كذلك. والزُّبْرَةُ: كَوْكَبٌ من المَنازلِ، على التَّشْبِيهِ بزُبْرَةِ الأَسَدِ. وكَبْشٌ زَبِيرٌ: عَظيمُ الزُّبْرَةِ، وقِيلَ: مُكْتَنِزٌ أعْجَرُ. وزُبْرَةُ الحَدِيدِ: القِطْعَةُ الضَّخْمةُ منه. وزُبْرَةُ الحَدّادِ: سِنْدانُه. وزَبَرَ الرَّجُلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انْتَهَرَه. والزّبِرُّ: الشَّدِيدُ من الرِّجالِ. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حين تَخرُجُ من النَّوَاةِ. والزَّبِيرُ: الحَمأَةُ. قال: (وقد جَرَّبَ الناسُ آلَ الزُّبَيْرِ ... فذاقُوا مِنَ آلِ الزُّبَيْرِ الزَّبِيرا)

وأَخَذَ الشَّيءَ بزَبَرِه، وَزَوْبَرِه، أي: بحَمِيعِه، قال ابنُ أَحمَرَ:

(وإن قالَ غاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدةً ... بَها جَرَبٌ عُدَّت عَليَّ بزَوْبَرَا)

قالَ ابنُ جِنِّي: سَأَلْتُ أبا عليٍّ عن تَرْكِ صَرْفِ ((زَوْبَر)) هَا هُنا، فقالَ: عَلَّقَه عَلَماً على القَصِيدَةِ، فاجتمَعَ فيه التَّعريفُ والتّأنيثُ كما اجْتَمَعَ في سُبحانَ التَّعريفُ وزِيادَةُ الألفِ والنُّونِ. وجاءَ فُلانٌ بزَوْبَرٍ: إذا جاءَ خائِباً لم يَقْضِ حاجَتَه. وزَبْراءُ: اسمُ امرأَةٍ، وفي المَثَلِ: ((هاجَتْ زَبْراءُ)) وهي هَهُنا خَادِمُ الأَحْنَفِ، فكانَتْ إذا غَضِبَتْ قالَ لها ذَلكَ، فصارَ مَثَلاً لِكُلِّ مَنْ غَضِبَ. وزُبَيْرٌ، وزَبِيرٌ، ومُزَبِّر: أسماءٌ. وازْبَأَرَّ الرَّجُلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشَّعَرُ والوَبَرُ والنَّباتُ: طَلَع. وازْبَأَرَّ الشَّعَرُ: انْتَفَشَ، قالَ امْرُؤُ القَيْسِ:

(لها ثُنَنٌ كخَوافِي العُقَابِ ... سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرّ)

وازْبَأَرَّ للشَّرِّ: تَهَيَّأ.

زبر

1 زَبَرَ البِئْرَ, (A, TA,) [aor. ـُ and perhaps زَبِرَ also,] inf. n. زَبْرٌ, (S, K,) He cased the well, or walled it internally, with stones. (S, A, K.) b2: زَبْرٌ also signifies The disposing a building, or construction, one part upon another; (K;) [as is done in casing a well;] and in this sense likewise it is an inf. n., of which the verb is زَبَرَ. (TK.) b3: And زَبَرَهُ بِالحِجَارَةِ, (TA,) inf. n. زَبْرٌ, (K,) He threw stones at him; or pelted him with stones. (K, TA.) b4: And [hence, perhaps, or] from زَبَرَ in the first of the senses expl. above, because him whom you restrain from error you strengthen like as a well is strengthened by its being cased, (TA,) زَبَرَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, K) and زَبِرَ, (Ks, K,) inf. n. as above, (S, Mgh, Msb, K,) He chid him; or checked, restrained, or forbade, him with rough speech: (S, A, Mgh, Msb, K:) he prevented, hindered, or withheld, him: (S, Mgh, K:) he forbade, or prohibited, him: (K:) he repelled him with strength. (MF in art. هزبر.) You say, زَبَرَهُ عَنِ الأَمْرِ He restrained him with rough speech, or forbade and prevented him, from doing the thing. (TA.) And زَبَرَ السَّائِلَ He chid and repelled the beggar with rough speech. (TA.) A2: زَبَرَ, (S, A, Msb, K,) aor. ـُ and زَبِرَ, (S, K,) inf. n. as above, He wrote (S, A, Msb, K) a writing, or book: (A, Msb:) or he wrote it firmly, skilfully, or well: (TA:) and he inscribed, or engraved, upon stones: (Az, TA:) and ↓ تَزْبِرَةٌ, also, is syn. with كِتَابَةٌ, like زَبْرٌ, (S, K,) and خَطٌّ: As says, I heard an Arab of the desert say, أَنَا أَعْرِفُ تَزْبِرَتِى, meaning خَطِّى and كِتَابَتِى [i. e. I know my writing, or handwriting]: (S:) and Fr says, It is either an inf. n. of ↓ زَبَّرَ, meaning he wrote, though I know not the verb with teshdeed, or it is a simple subst. like تَوْدِيَةٌ: (TA:) thus زَبَرَ is syn. with ذَبَرَ: (A 'Obeyd, T and S in art. ذبر:) [and so, perhaps, is ↓ زَبَّرَ with ذَبَّرَ.] b2: And زَبَرْتُهُ signifies also I read it, or recited it; [or did so with a low, or faint, voice;] like ذَبَرْتُهُ [q. v.]. (As, TA.) b3: زَبْرٌ is also syn. with كَلَامٌ [as meaning The act of speaking, or speech as a subst.]: (K:) [SM says,] thus it is found in all the copies: but [he adds] I have not found any authoritative ex. of it, so it requires consideration. (TA.) [Accord. to the TK, however, one says, سَأَلْتُهُ فَمَا زَبَرَ لِى بِزَبْرٍ, meaning I asked him, and he spoke not to me a speech, or sentence]

A3: Accord. to the K, زَبْرٌ is also syn. with صَبْرٌ [meaning The being patient, or patience]: one says, مَا لَهُ زَبْرٌ وَلَاصَبْرٌ: ISd says, This is mentioned by IAar; but in my opinion, the meaning here is عَقْلٌ. (TA. [See زَبْرٌ below.]) [Or, as syn. with صَبْرٌ, it may be an inf. n.: for, accord. to the TK, one says, لم يزبر عليه, meaning He did not endure it with patience (لَمْ يَصْبِرْ).]

A4: زَبُرَ, inf. n. زَبَارَةٌ, He (a ram) was, or became, bulky. (Lth, TA.) 2 زَبَّرَ see 1, in two places.4 ازبر He (a man, TA) was, or became, large in body. (K.) b2: And He was, or became, courageous, brave, or strong-hearted. (K.) A2: أَزْبَرْتُهُ, inf. n. إِزْبَارٌ, I rendered him (a ram) bulky. (Lth, TA.) 5 تزبّر He (a man) quaked, or trembled, by reason of anger. (TA. [See also Q. Q. 4.]) Q. Q. 1 زَأْبَرَ (S, A, K) and زَوْبَرَ (K) [and app. زَيْبَرَ (see مُزَأْبِرٌ)], said of a garment, or piece of cloth, (S, A, K,) Its زِئْبِر [or nap] came forth; (S, K; *) it had زِئْبِر. (TA.) A2: Also the first, [and app. the second and third likewise,] He made a garment, or piece of cloth, to have its زِئْبِر [or nap] come forth. (K.) [This verb and other similar words with hemzeh next after the ز are mentioned in the K in a separate art. before art. زبر.] Q. Q. 4 اِزْبَأَرَّ It (fur, or soft hair, and a plant, or herbage) grew forth. (S, K, TA.) b2: It (hair) bristled up. (S, A, K.) b3: He (a dog [and a horse]) bristled up his hair. (S, K.) Marrár Ibn-Munkid El-Handhalee says, (S, TA,) describing a horse, (TA,) فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِى ازْبِئْرَارِهِ وَكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لَمْ يَزْبَئِرْ [And he is of a yellowish red colour on the occasion of his bristling up his hair, and of a dark bay colour as long as he does not bristle up his hair]. (S, TA.) b4: Also He (a cat) had abundance of hair. (TA.) b5: And He (a man) prepared for evil, or mischief: (K, TA:) or became affected by a quaking, or trembling, and a bristling-up of the hair. (TA) زَبْرٌ Stones. (K.) b2: [The stone casing of the interior of a well: see جُولٌ. b3: And hence,] (tropical:) Understanding, intellect, or intelligence, (S, A, K,) and judgment, (TA,) and self-restraint: (S, A:) originally an inf. n. [accord. to some; but this is evidently a mistake, as is shown by phrases in which it is coupled with جُولٌ]. (S.) One says, مَا لَهُ زَبْرٌ (tropical:) He has not understanding, or intellect, or intelligence, nor self-restraint: (S, A:) or judgment: or understanding to be relied upon. (TA.) And لَهُ زَبْرٌ وَجُولٌ: and مَا فَوْقَ ↓ هُوَ مَزْبُورٌ الجُولِ مِنْهُ وَصُلْبٌ مَا تَحْتَ الزَّبْرِ مِنَ الجُولِ: see جُولٌ. One says also of the wind, when it veers, or shifts, and does not continue to blow from one point, لَيْسَ لَهَا زَبْرٌ (tropical:) [It has not steadiness]. (TA.) A2: See also زِبِرٌّ.

زِبْرٌ [A thing] written; as also ↓ زَبِيرٌ: (K:) [or] a writing, or book; (S;) as also ↓ زَبُورٌ, of the measure فَعُولٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, (S, Msb, K,) like رَسُولٌ: (Msb, TA:) زَبُورٌ signifying any writing or book: or any divine book with which it is difficult to become acquainted: or a book that is confined to intel-lectual science, exclusive of legal statutes or ordinances: (TA:) ↓ الزَّبُورُ signifies particularly the Book [of the Psalms] of David: (S, Mgh, Msb, K:) and also, and لُغَةُ الزَّبُورِ, the Syriac [or Hebrew] language: (Mgh:) the pl. of زِبْرٌ is زُبُورٌ; (S, K;) and the pl. of ↓ زَبُورٌ is زُبُرٌ. (S, Msb, K.) It is said in the Kur [xxi. 105], وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى

مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ↓ الزَّبُورِ, meaning And we have written in the book sent down to David, after the تَوْرَاة [or Book of the Law revealed to Moses]: (Aboo-Hureyreh, TA:) Sa'eed Ibn-Jubeyr read الزُّبُور, [pl. of الزِّبْرُ,] and said that it means the Book of the Law revealed to Moses (التوراة) and the Gospel and the Kur-án [together]; and that الذكر means what is in heaven: (TA:) and some also read زُبُورًا in the Kur iv. 161 and xvii. 57. (S, TA.) زَبَرٌ, syn. with زَوْبَرٌ &c.: see زِئْبِرٌ.

زُبْرَةٌ A piece of iron: (S, Msb, K:) or a big piece of iron: (TA:) pl. زُبَرٌ (S, Msb, K) and زُبُرٌ. (S, K.) The former pl. occurs in the Kur xviii.

95. (S.) It is also said in the Kur [xxiii. 55], فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا, (S, TA,) and زُبَرًا; (TA;) meaning قِطَعًا, (S, TA,) in both cases; (Fr;) [i.e., But they have become divided, in their state, among themselves, into parties:] or he who reads زُبُرًا makes it pl. of ↓ زَبُورٌ, not of زُبْرَةٌ; for the measure فُعْلَةٌ does not assume the measure فُعُلٌ in the pl.; and the meaning is, they have made their religion [to be founded upon] various books: and زُبَرٌ is pl. of زُبْرَةٌ: or it may be also pl. of ↓ زَبُورٌ, and originally زُبُرٌ, being changed therefrom, like as some of the Arabs are related to have said جُدَدٌ for the pl. of جَدِيدٌ, which is originally and regularly جُدُدٌ; after the same manner as when one says رُكَبَاتٌ for رُكُبَاتٌ, and غُرَفَاتٌ for غُرُفَاتٌ: and this opinion is strengthened by AA's allowing the reading زُبُرًا and زُبْرًا and زُبَرًا; زُبْرًا being a contraction of زُبُرًا, like as عُنْقٌ is of عُنُقٌ. (IB, TA.) b2: The anvil (K) of a blacksmith. (TA.) A2: The upper part of the back, next the neck; or the part between the two shoulder-blades; or the part where the neck is joined to the back-bone; syn. كَاهِلٌ: (K:) or the place of the كاهل: (S:) or a certain thing rising from the كاهل: (TA:) pl. in this sense, أَزْبَارٌ; or this is a pl. pl., as though it were pl. of زُبَرٌ, and this were pl. of زُبْرَةٌ in this sense. (TA.) One says, شَدَّ لِلْأَمْرِ زُبْرَتَهُ He strengthened his كَاهِل and his back for the affair. (TA.) b2: Also, hence, (S,) The accumulation, or mass, of hair which is between the shoulder-blades of the lion; (S in art. لبد;) [the mane of a lion;] the collection of hair (Lth, A, K) between the shoulderblades of the lion &c., (K,) or upon the place of the كَاهِل [expl. above], and upon the elbows, of the lion; (Lth, A;) and any hair in a similar collected state. (Lth, TA.) b3: And [hence,] الزُّبْرَةُ (tropical:) A certain asterism; (K;) two bright stars [d and q], (S, K,) in the كَاهِل [or part of the back next the neck], (K,) or which are the كَاهِلَانِ, (S,) of Leo; (S, K;) one [namely the Eleventh] of the Mansions of the Moon: (S, K:) [also called الخَرَاتَانِ: see this word: and see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:] it is of the dial. of El-Yemen. (TA.) [This description is incorrect if applied to the constellation as at present figured; but doubtless correct when applied to it as figured by the Arabs. Kzw, in his description of Leo, says that they are two stars, on the belly, and on the projecting part of the haunch-bone, of Leo.] b4: Also The breast, or what projects of its upper part, (syn. صُدْرَةٌ,) of any beast. (TA.) زِبِرٌّ, applied to a lion, (S, TA,) and to a man, (TA,) Strong; (AA, S, K, TA;) as also ↓ زَبْرٌ. (K.) زَبُورٌ: see زِبْرٌ, in four places; and see زُبْرَةٌ, in two places.

زَبِيرٌ: see زِبْرٌ.

A2: Applied to a ram, Bulky: (Lth, TA:) or large in the زُبْرَة [q. v.]: or compact. (TA.) b2: Applied to a man, Strong: and also acute, sharp, or quick, in intellect; clever, ingenious, skilful, knowing, or intelligent. (TA.) A3: Also A calamity, or misfortune; (Fr, K;) and so ↓, زَوْبَرٌ, (Mohammad Ibn-Habeeb, TA,) which has been said to have this meaning in a verse of Ibn-Ahmar cited below voce زِئْبِرٌ. (TA.) A4: And Black mud; or black fetid mud. (Sgh, K.) زَأْبَرٌ: see the next paragraph.

زُؤْبُرٌ: see the next paragraph.

زِئْبِرٌ (S, and K in art. زأبر, in the CK [erroneously] written زِئْبَر,) and زِئْبُرٌ, (S, K,) sometimes thus pronounced, (S,) or this, which is mentioned by IJ and ISd, is incorrect, (K, * TA,) and ↓ زُؤْبُرٌ and ↓ زُوبُرٌ and ↓ زَوْبَرٌ, (K in arts. زأبر and زبر,) as also زَغْبَرٌ or زِغْبَرٌ (as in two different copies of the K in art. زغبر) or زِغْبِرٌ (as in another copy of the K and in the O and TA in the same art.) and زَغْبُرٌ (accord. to a copy of the K in that art.) or زِغْبُرٌ, (O and TA in that art., and so accord. to one copy of the K,) [The nap, or villous substance, upon the surface of a garment, or piece of cloth;] what is upon the surface of a new garment, or piece of cloth, like what is upon the surface of [the kind of cloth called] خَزّ; (S, TA;) the زِئْبِر of [the kind of cloth called] خَزّ, and of a قَطِيفَة, and of any garment, or piece of cloth; (Lth, TA;) the زغبر of a garment, or piece of cloth; (Az, TA;) or what appears of the دَرْز [q. v., here meaning nap, or villous substance,] of a garment, or piece of cloth. (IJ, K.) [Hence] one says, ذَهَبَتِ الأَيَّامُ بِطَرَاوَتِهِ وَنَفَضَتْ زِئْبِرَهُ (tropical:) [lit. Days took away its freshness, and shook off its nap]; meaning its age became old. (A, TA.) And ↓ أَخَذَهُ بِزَوْبَرِهِ (S, A, K) and ↓ زَأْبَرِهِ (S, K) and ↓ زَبَرِهِ, (K,) as also زَغْبَرِهِ, (S, and K * in art. زغبر,) and ↓ زَنَوْبَرِهِ, incorrectly written in the K زَبَوْبَرِهِ, (TA,) (assumed tropical:) He took it altogether, (S, A, K,) leaving nothing of it. (S.) Ibn-Ahmar says, وَإِنْ قَالَ عَاوٍ مِنْ مَعَدٍّ قَصِيدَةً

بِهَا جَرَبٌ عُدَّتْ عَلَىَّ بِزَوْبَرَا i. e. (assumed tropical:) [And if a howler of Ma'add utters an ode in which is a fault,] it is attributed to me altogether, (S, * L,) when I have not been the author of it: (L:) the last word, accord. to Aboo-'Alee [El-Fárisee], being imperfectly decl. because made a proper name for the قصيدة, and therefore combining the two qualities of being determinate and being of the fem. gender: so he said in answer to a question of IJ: but some say that the said word there means a calamity, or misfortune: and IB says that it is a proper name for a bitch (كلبة [if this be not a mistranscription]), of the fem. gender. (TA. [In one copy of the S, I find only the last three words of this verse: in another, it commences thus: إِذَا قَالَ غَاوٍ مِنْ تَنُوخَ: in the TA, the former reading is given, except that غَاوٍ is put in the place of عَاوٍ.]) One says also, ↓ رَجَعَ بِزَوْبَرِهِ (assumed tropical:) He returned disappointed, or unsuccessful; (TA;) without having obtained anything; (K, TA;) and without having accomplished his want. (TA.) زَوْبَرٌ: see زَبِيرٌ: A2: and see also زِئْبِرٌ, in four places.

زُوبُرٌ: see زِئْبِرٌ.

زَنْبَرِىٌّ: see art. زنبر.

زِنْبَارٌ: see art. زنبر.

زُنْبُورٌ: see art. زنبر.

أَخَذَهُ بِزَنَوْبَرِهِ: see زِئْبِرٌ.

أَزْبَرُ and ↓ مَزْبَرَانِىٌّ (the latter written in [some of] the copies of the K, [not in all of them, for in the CK it is written as above,] مُزْبِرٌ, which is a mistake, TA) Large in the زُبْرَة [q. v.]: (S, K:) the former applied to a man, and the latter to a lion: (S:) or, accord. to ISd, Khálid Ibn-Kulthoom is in error in saying that the latter is an epithet applied to the lion; and that the correct word is مَرْزُبَانِىٌّ: the fem. of the former is زَبْرَآءُ. (TA.) b2: Also the former, Annoying, or hurting. (Sgh, K.) b3: قَدْ هَاجَتْ زَبْرَآءُ [Zebrà has become excited], (S,) or هَاجَتْ زَبْرَآؤُهُ His anger has become excited, is said of any man when this has been the case: (TA:) [it is said that] Zebrà was a clamorous and foul-tongued slave-girl of ElAhnaf Ibn-Keys; and when she was angry, he used to say, قد هاجت زبرآء: and it became a proverb. (S, TA.) تَزْبِرَةٌ: see 1.

مِزْبَرٌ A writing-reed; (S, A, K, TA;) a reed with which one writes. (TA.) مَزْبَرَةٌ: see art. زنبر.

مَزْبَرَانِىٌّ: see أَزْبَرُ.

بِئْرٌ مَزْبُورَةٌ A well cased, or walled internally, with stones. (S.) b2: See also زَبْرٌ.

مُزَأْبِرٌ and مُزَأْبَرٌ (S, K) and ↓ مُزَوْبِرٌ and ↓ مُزَيْبِرٌ, or ↓ مُزَوْبَرٌ and ↓ مُزَيْبَرٌ, (accord. to different copies of the K,) the third and fourth and the fifth and sixth said by Fr to be dial. vars. of the first and second, (Sgh, TA,) A garment, or piece of cloth, having nap (زِئْبِر) upon it: (S, K:) [or the second and fifth and sixth, having its nap made to come forth:] or the first is applied to a man [as meaning making to have its nap come forth; and so the third and fourth]: and the second, to a garment or a piece of cloth [as having the second of the meanings expl. above; and so the fifth and sixth]. (TA.) مُزَوْبَرٌ: see the next preceding paragraph.

مُزَيْبَرٌ: see the next preceding paragraph.
(زبر) الْكتاب زبره
زبر: {زبور}: كتاب. {زبر الحديد} قطعه.
(زبر) زبارة ضخم فَهُوَ زبير وَهِي زبيرة
(زبر) : رَجَعَ فُلانٌ بَزْوبَرَ: إذا لم يُصِبْ شَيئاَ، ولم يَكْتَسِب، ولم يُؤخَذْ منه شيءٌ.
أنَشَدَ أَبو عمرو:
عَزِيزانِ في عُلْياً مَعَدٍّ ومَنْ يُردُ ... ظِلامَهُما يَرْجِعْ ذَمِيماً بزَوْبَرَا.
(ز ب ر) : (الزَّبْرُ) الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ وَابْنُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ زَوَّجَتْهُ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - (وَفِي حَدِيثِ) رِفَاعَةَ فَتَزَوَّجَتْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الزَّبِيرِ بِفَتْحِ الزَّايِ فَعِيلٌ مِنْهُ وَهُوَ رِفَاعَةُ بْنُ زَنْبَرٍ فَنْعَلَ مِنْهُ وَالزَّبُورُ كِتَابُ دَاوُد - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَقَوْلُهُ سَيْفُ مَرْحَبٍ عِنْدَنَا فِيهِ كِتَابٌ كُنَّا لَا نَعْرِفُهُ فِيهِ بِالزَّبُورِ أَيْ لَا نَعْرِفُهُ مَكْتُوبًا بِلُغَةِ الزَّبُورِ وَيَعْنِي: بِالسُّرْيَانِيَّةِ.
ز ب ر

زبرت البئر: طويتها بالحجارة. وزبرت الكتاب بالمزبر: بالقلم. قال:

قد قضي الأمر وجفّ المزبر

وكتاب مزبور، وقد نطقت به الزبر، ورأيت في يده زبراً وزبوراً، وأنا أعرف بزبرتي أي بكتبتي وعنده زبرة من حديد وزبر. وأسد ضخم الزبرة وهي الشعر المجتمع على كاهله ومرفقيه، ومنها قولهم: ازبأر شعره إذا انتفش. وزابر الثوب، وجزّ شعره فزبره إذا لم يسوه وكان بعضه أطول من بعض. وزبرته زجرته. وأخذ الشيء بزوبره: بأمعه. وغرته الدنيا بزبرجها: بزخرفها.

ومن المجاز: ماله زبر: عقل وتماسك. قال ابن أحمر:

ولهت عليه كل معصفة ... هوجاء ليس للبها زبر

وذهبت الأيام بطراءته ونفضت زئبره إذا تقادم عهده.
ز ب ر : زَبَرَهُ زَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ زَجَرَهُ وَنَهَرَهُ وَبِمُصَغَّرِ الْمَصْدَرِ سُمِّيَ وَمِنْهُ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ أَحَدُ الصَّحَابَةِ الْعَشَرَةِ وَالزُّبَيْرِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا نِسْبَةً إلَيْهِ لِأَنَّهُ مِنْ نَسْلِهِ وَزَبَرْتُ الْكِتَابَ زَبْرًا كَتَبْتُهُ فَهُوَ زَبُورٌ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ: رَسُولٍ وَجَمْعُهُ زُبُرٌ بِضَمَّتَيْنِ.

وَالزَّبُورُ كِتَابُ دَاوُد - عَلَيْهِ السَّلَامُ -.

وَزَبِيرٌ وِزَانُ كَرِيمٍ يُقَالُ هُوَ اسْمُ الْجَبَلِ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى عَلَيْهِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الزَّبِيرِ صَحَابِيٌّ.

وَالزُّبْرَةُ الْقِطْعَةُ مِنْ الْحَدِيدِ وَالْجَمْعُ زُبَرٌ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَالزِّبْرِقَانُ بِكَسْرَتَيْنِ اسْمٌ لِلْبَدْرِ لَيْلَةَ تَمَامِهِ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ.

وَالزَّبَرْجَدُ جَوْهَرٌ مَعْرُوفٌ وَيُقَالُ هُوَ الزُّمُرُّذُ. 
ز ب ر: (الزُّبْرَةُ) بِالضَّمِّ الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَدِيدِ وَالْجَمْعُ (زُبَرٌ) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} [الكهف: 96] وَ (زُبُرٌ) أَيْضًا بِضَمِّ الْبَاءِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا} [المؤمنون: 53] أَيْ قِطَعًا. وَ (الزَّبْرُ) الزَّجْرُ وَالِانْتِهَارُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الزُّبُرُ) أَيْضًا الْكِتَابَةُ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ. وَ (الزِّبْرُ) بِالْكَسْرِ الْكِتَابُ وَالْجَمْعُ (زُبُورٌ) كَقِدْرٍ وَقُدُورٍ. وَمِنْهُ قَرَأَ بَعْضُهُمْ: «وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا» وَ (الْمِزْبَرُ) كَالْمِبْضَعِ الْقَلَمُ. وَ (الزَّبُورُ) الْكِتَابُ وَهُوَ فَعُولٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِنْ زَبَرَ. وَالزَّبُورُ أَيْضًا كِتَابُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ. وَ (الزُّنْبُورُ) بِضَمِّ الزَّاءِ الدُّبُرُ، وَهِيَ تُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ (الزَّنَابِيرُ) . وَ (الزِّئْبِرُ) بِكَسْرِ الزَّاءِ وَالْبَاءِ مَهْمُوزٌ، مَا يَعْلُو الثَّوْبَ الْجَدِيدَ مِثْلُ مَا يَعْلُو الْخَزَّ. وَضَمُّ الْبَاءِ لُغَةٌ. 
زبر
زُبْرَة [مفرد]: ج زُبُرات وزُبْرات وزُبَر وزُبُر:
1 - قطعة ضخمة " {ءَاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ} - {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا}: أحزابًا متخالفين في دينهم".
2 - لبدة، شعر مجتمع بين كتفي الأسد وغيره.
3 - (فك) منزلة من منازل القمر ينزلها في الليلة الثانية عشرة. 

زَبُور1 [مفرد]: كتاب نبي الله داوود عليه السلام " {وَءَاتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا} ". 

زَبُور2 [مفرد]: ج زُبُر:
1 - كتاب سماويّ سابق " {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} - {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} ".
2 - كتاب الحفظة " {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ}: جميع ما فعلته الأمم من خير أو شرّ مكتوب عليهم". 
[زبر] نه: في ح أهل النار: الضعيف الذي لا "زبر" له، أي لا عقل له ليزبره وينهاه عما لا ينبغي. ط: هو بفتح زاي وسون باء، وفيه أنه لا تكليف عليه فكيف يكون من أهل النار فيفتر بمن لا تماسك له عند مجيء الشهوات فلا يرتدع عن حرام - ويتم في شنظير. ن: ومنه: "فزبره" أي منعه. ومنه: إذا رددت على السائل ثلاثًا لا عليك أن "تزبره" أي تنهره وتغلظ له في القول والرد. وفي ح الصديق: دعا في مرضه بدواة أو "مزبرة" فكتب اسم الخليفة بعده هو بالكسر القلم، زبرت الكتاب إذا أتقنت كتابته. وفي ح صفية بنت عبد المطلب: كيف وجدت "زبرا" أقطا وتمرا، أو مشمعلا صقرا، الزبر بفتح زاي وكسرها القوى الشديد وهو مكبر الزبير، تعني ابنها، أي كيف وجدته كطعام يؤكل أو كالصقر. وفي ح الحنف: كان له جارية سليطة اسمها "زبراء" فكان إذا غضبت قال: هاجت "زبراء" فذهبت كلمته مثلا ًحتى يقال لكل شيء هاج غضبه، وهو تأنيث أزبر من الزبرة وهي ما بين كتفي الأسد من الوبر. ومنه: أتى بأسير مصدر "أزبر" أي عظيم الصدر والكاهل لأنهما موضع الزبرة. وفي ح شريح: إن هي ظهرت و"ارت" فليس لها، أي اقشعرت وانتفشت، أو هو من الزبرة وهي مجتمع الوبر في المرفقين والصدر. و"الزبير" بفتح زاي وكسر باء جبل كلم الله تعالى موسى عليه السلام في قول. غ: "الزبور" كل كتاب فيه حكمة، زبرت الكتاب أحكمته، وزبور بمعنى مزبور. و"زبر" الحديد" قطعه. ش: في "زبر" داود، بكسر زاي وسكون باء، أي في كتابه وهو الزبور، وفي بعضها بضم زاي وباء بصيغة جمع، أي صحفه والمراد أيضًا المزبور.
زبر
الزُّبْرَةُ: قطعة عظيمة من الحديد، جمعه زُبَرٌ، قال: آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ [الكهف/ 96] ، وقد يقال: الزُّبْرَةُ من الشّعر، جمعه زُبُرٌ، واستعير للمجزّإ، قال: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً
[المؤمنون/ 53] ، أي: صاروا فيه أحزابا.
وزَبَرْتُ الكتاب: كتبته كتابة غليظة، وكلّ كتاب غليظ الكتابة يقال له: زَبُورٌ، وخصّ الزَّبُورُ بالكتاب المنزّل على داود عليه السلام، قال: وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً
[النساء/ 163] ، وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ
[الأنبياء/ 105] ، وقرئ زبورا بضم الزاي، وذلك جمع زَبُورٍ، كقولهم في جمع ظريف: ظروف، أو يكون جمع زِبْرٍ ، وزِبْرٌ مصدر سمّي به كالكتاب، ثم جمع على زُبُرٍ، كما جمع كتاب على كتب، وقيل: بل الزَّبُورُ كلّ كتاب يصعب الوقوف عليه من الكتب الإلهيّة، قال: وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ
[الشعراء/ 196] ، وقال:
وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ
[آل عمران/ 184] ، أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ [القمر/ 43] ، وقال بعضهم: الزَّبُورُ: اسم للكتاب المقصور على الحكم العقليّة دون الأحكام الشّرعيّة، والكتاب: لما يتضمّن الأحكام والحكم، ويدلّ على ذلك أنّ زبور داود عليه السلام لا يتضمّن شيئا من الأحكام. وزِئْبُرُ الثّوب معروف ، والْأَزْبَرُ: ما ضخم زُبْرَةُ كاهله، ومنه قيل: هاج زَبْرَؤُهُ، لمن يغضب .
زبر: زَبَر، مصدره زُبْر وزَبير: شذّب، شذّب الكرم وأصلحه بقطع ما لا خير فيه من أغصانه، وقطع أطراف الأغصان لمنعها من التشابك (المعجم اللاتيني - العربي، فوك، ألكالا). ومَنْجَل الزبير: منجل التزبير (دومب ص132، همبرت ص54، 181، محيط المحيط، ابن العوام 1: 11، 19، 186، 437، 500، المقري 1: 632، تقويم قرطبة ص20، ص25)، وعند ابن ليون (ص19 و): زبير العنب التقصيب والتقنيم والتقنيب.
زَبَّر (بالتشديد)، زبّر: شذّب، قضب. وزبر الكروم: قطع براعمها الزائدة (بوشر).
انزبر: شُذّب، قُضِّب (فوك).
زَبْر: صيحة الحرب، ففي ديوان الهذليين ص22 = (ص167): أنا ابن أنمار وهذا زبري. وقد فسرت بهذا صياحي، وهي تدل غالباً على هذا المعنى.
زُبْر: زُبّ، ذكر الرجل (بوشر) وهي تصحيف زُبّ. وأهل الجزائر زِبْر وزِبّ (هلو)، وزَبْر (في محيط المحيط) 657.
زَبْرَة: قطعة يقطعها الزابر من عيدان الكرم (محيط المحيط).
زَبْرَة: ذكر الرجل (محيط المحيط) (انظر زبر).
زَبَّار: من يزبر الكرم يقطع عيدانه الزائدة، مشذّب (فوك، ألكالا، بوشر، برجرن). وفي كتاب الخطيب (ص57 ق): ثم قمنا إلى زبّارين يصلحون شجرة عنب.
زُبُور (زُبُّور؟): يطلقها العامية في الأندلس على زُنْبُور، ففي ابن ليون (ص19 ق): الزنابير جمع زنبور وهي التي تسميها العامَّة الزبور.
زَبَّارة: مِشْذب، مِعْضب، مِنْجل (ألكالا، دومب ص95).
زُنْبُور: انظر مادة زنبر.
زَوْبَر: مِنجل (محيط المحيط) في مادة زأبر.
مِزْبَر ويجمع على مَزَابِر: مِشذب، معضب، منجل (فوك، ألكالا)، وفيه: cazcorvo وهي غير معروفة الآن في إسبانيا، وتعني من غير شك: مشذب، منجل. وهي تعني في كلومبيا: أصدف وهو استعمال مجازي يمكن أن يفسر بسهولة لأنه على شكل هذه الآلة وهي المشذب، انظر مثالاً لها في مادة فربال.
مِزْبَر: فأس، قدوم، بلطة، طبر (هوجسن ص85).
مِزْبَرة وجمعها مزابر: مِزبر، مشذب، منجل (ألكالا، دومب ص96، بوشر (بربرية)، معجم البربر).
مَزْبُور = مذكور (محيط المحيط). والثمن المزبور: الثمن المذكور (الجريدة الآسيوية 1843، 2: 222، 224).
زَبَرْيُور اسم نبات (دوماس حياة العرب ص381)، والكرم البري (بوسييه).
زبر الزَبُوْرُ: الكِتَابُ، وهو فَعُوْلٌ بمعنى مَفْعُوْلٍ. وكُلُّ كِتابٍ زَبُوْرٌ. وزَبَرَ الكِتَابَ زَبْراً وزِبَارَةً: وهو إتْقَانُه، وقيل: قِرَاءَتُه. والمِزْبَرُ: القَلَمُ. والزُّبْرَة من الكاهِلِ: الهَنَةُ النّاتِئَةُ من الأسَد. وكذلك كُلُّ مُجْتَمِعٍ من الوَبَرِ للفَحْلِ وغَيْرِه: زُبْرَةٌ. وهو من الحَدِيْدِ: قِطْعَةٌ ضَخْمَةٌ. والأزْبَرُ: الضَخْمُ الزُّبْرَةِ؛ والأنْثى زَبْرَاءُ، وكذلك المَزْبَرَانيُّ. وكَبْشٌ زَبِيْرٌ: مُكْتَنِز أعْجَزُ مَمْلُو. والزًبَرُّ: الشدِيدُ. ويقولون: شَذوا أزْبَارَهم لأمْرِ كذا: إذا تَشَجَّعُوا. وكانت للأحْنَفِ خادِمَةٌ سَلِيْطَةٌ تُسمّى: زَبْرَاءَ، فإذا غَضِبَتْ قال: " هاجَتْ زَبْرَاءُ "، فَذَهَبَتْ مَثَلا، واسْتُعْمِلَ في كُلِّ مَنْ هاجَ غَضَبُه: قد هاجَ زَبْرَاؤه. وتَزَبرَ الرَّجُلُ: اقْشَعَرَّ من الغَضَب. والمُزْبَئرُّ: المُنْتَفِشُ. وزَبَرَ فلانٌ فلاناً: إذا انْتَهَرَه؛ يَزْبُرُه زَبْراً، وزٍئَرَه: مِثْلُه. وإذا تَتَبعَ الرجُلُ الإمَاءَ قيل: ذَهَبَ يَزْبُرُ زُبْرة وزئبر الثوب والقَطيعَة. معروف. وثوب مزأبر قد زأبر زأبرة. والأزْبَر: الذي يَتَزَبرُ عَلىَ كل أحَدٍ بالأذَى.
وخُذْ هذا الأمْرَ بزَوْبَرِه: أي بكُلَيَّتِه، وبزَابِرِه وبزِئْبِرِه. والزُبْرَةُ: كَوْكَبٌ في بُرْجِ الأسَد. والزبْرُ: طَيُ البِئْرِ بالحِجَارَة. والزَبيْرُ: أوَّلُ طِيْنِ في البِئر عِنْدَ ظُهُوْرِ الماء، يقال: دَنَا زَبِيْرُ البِئْرِ: أي بَلَلُها. وسُمي أبو عَبْدِ اللهِ بن الزَّبِيْرِ به. والزبِيْرُ: الدّاهِيَةُ، والزَّوْبَرُ: مِثْلُها. وزَبَرُ الجَبَلِ: حَيْدُه وحَرْفُه. وفلانٌ ذُو زَبْرٍ: أي عَقْل كل وسَدَادٍ. والتَزْبِيْرُ: أنْ تَجُر الشعرَ فلا تُسَوَيَه. وزَبرَ القِرْبَةَ: مَلأها. وهو كَثِيرُ الزَبْرِ: أي الكَلاَم. وزَبَرَتِ المَرْأةُ بزَوْجِها: أي طَمَحَتْ به. وزَبَرْتُ المَتَاعَ: نَقَضْتَه.
[زبر] الزُبْرَةُ: القِطْعة من الحديد، والجمع زُبَرٌ، قال الله تعالى:

(آتُوني زُبَرَ الحَديدِ) *، وزُبُرٌ أيضاً، قال تعالى:

(فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا) *، أي قطعا. والزبرة أيضا: موضع الكَاهِل. يقال: رَجل أَزْبَر، أي عظيم الزُبْرَةِ. ومنه زُبْرَةُ. الأسد. يقال: أَسَدٌ مَزْبَرَانيٌّ، أي ضخم الزبرة. وقولهم في المثل: " قد هاجت زبراء " هي اسم جارية كانت للاحنف بن قيس، وكانت سليطة، فإذا غضبت قال الاحنف: قد هاجت زبراء! فذهب مثلا. والزبرة: كوكبان نيران ، وهما كاهلا الأسد، يَنزِلُهُما القَمَرُ. والزَبْرُ بالفتح: الزَجرُ والمَنْع. يقال: زبره يزبره بالضم زبرا، فإذا انتهره. ويقال: ما له زبر، أي عَقْلٌ وتماسُكٌ، وهو في الأصل مصدرٌ. والزَبْرُ أيضاً: طَيُّ البِئْرِ بالحجارة. يقال: بئْرٌ مَزْبورَةٌ. الزبر: الكتابة. يقال: زبر يزبر ويَزْبِرُ. قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: أنا أَعْرِفُ تَزْبِرَتي، أي خَطِّي وكتابتي. والزِبْرُ: الكتابُ، والجمع زبور مثل قدر وقدور، منه قرأ بعضهم:

(وآتينا داود زبورا) *. والمزبر قلم. والزبور بالفتح: الكتاب، وهو فعول بمعنى مفعول من زبرت. والزبور: كتاب داود عليه السلام. والزبر بالكسر والتشديد: القوى الشديد. قال الراجز :

أكون ثم أسدا زبرا * أبو زيد: أخذت الشئ بِزَوْبَرِهِ وبِزَأبَرِهِ وبِزَغْبَرِهِ، إذا أخذته كله ولم تَدَعْ منه شيئاً. قال ابن أحمر: إذا قال غاو من تنوخ قصيدة * بها جرب عدت على بزوبرا - أي نسبت إلى بكمالها. والزنبرية: ضرب من السفن ضخمة. والزُنْبورُ: الدَبْرُ، وهي تؤنثُ، والزنبار لغة فيها، حكاها ابن السكيت: والجمع الزنابير. وأرض مزبرة: كثيرة الزنابير، كأنهم ردوه إلى ثلاثة أحرف وحذفوا الزيادات، ثم بنوا عليه، كما قالوا: أرض معقرة ومثعلة، أي ذات عقارب وثعالب. وازْبَأَرَّ الكَلْبُ: تَنَفَّشَ. وازْبَأَرَّ الشَعَرُ: تنفش. قال الشاعر : فهو ورد اللَوْنِ في ازْبِئْرارِهِ. * وكُمَيْتُ اللَوْن ما لم يَزْبَئِرّ - أبو زيد: ازْبَأَرَّ النَبْتُ والوَبَرُ، إذا نَبَتَ. والزِئْبِرُ بالكسر مهموزٌ: ما يَعْلو الثَوبَ الجَديدَ، مِثْلَ ما يَعْلو الخَزَّ. يقال: زَأْبَرَ الثَوْبُ فهو مزأبر، إذ خرج زئبره. قال يعقوب: وقد قيل زئبر بضم الباء، وقد ذكرناه في ضئبل فى باب اللام.
زبر
: (الزَّبْرُ: القَوِيُّ الشَّدِيدُ) من الرِّجَال. وَهُوَ مُكَبَّر الزُّبَيْر: وَفِي حَدِيث صَفِيَّة بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلب:
كَيْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا
أَأَقِطاً وتَمْرَا
أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْرَا
(كالزِّبِرِّ، كطِمِرَ) ، وهاذه عَن أَبي عَمْرٍ و. وَقَالَ أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِيّ
أَكون ثَمَّ أَسَداً زِبِرَّا (و) من المَجاز: الزَّبْر (العقْلُ) والرّأْي والتَّمَاسُكُ. ومالَه زَبْرٌ، أَي مالَه رَأْيٌ. وَقيل: مالَه عَقْلٌ وتَمَساُكٌ. وَهُوَ فِي الأَصل مَصْدَر. وَمَاله زَبْرٌ، وَضَعُوه على المَثَل، كَمَا قَالُوا: مالَه جُولٌ وَفِي الحَدِيث (الفَقِير الَّذِي لَا زَبْرَ لَهُ) ، أَي عَقْل يَعتَمِد عَلَيْهِ.
(و) الزَّبْر: (الحِجَارَةُ. و) الزَّبْر: (طَيُّ البِئْرِ بِها) ، أَي بالحِجَارة. يُقَال: بِئْر مَزْبُورة.
وزَبَرَ البِئْرَ زَبْراً: طَوَاهَا بالحِجَارَة وَقد ثَنَّاه بَعْضُ الأَغْفَال وإِن كَان جِنْساً فَقَالَ:
حتَّى إِذا حَبْلُ الدّلّاءِ انْحَلَّا
وانْقاضَ زَبْرَا حَالِهِ فابْتَلَّا
(و) الزَّبْر: (الكلامُ) . هاكذا هُوَ مَوجود فِي سائِر أُصول الكتَاب. وَلم أَجد لَهُ شاهِداً عَلَيْهِ، فليُنْظَر.
(و) الزَّبْر: (الصَّبْرُ) . يُقَال: مَاله زَبْرٌ وَلَا صَبْرٌ. قَالَ ابنُ سِيده: هاذه حِكَايَة ابُ الأَعْرَابِيّ. قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّ الزَّبْرَ هُنَا العَقْل.
(و) الزَّبْر: (وَضحَ البُنْيَانِ بعضِه على بَعْض) .
والزَّبْر: (الكِتابةُ) . يُقَال: زَبَرَ الكِتَابَ يَزبُره ويَزْبِرُه زَبْراً: كَتَبه. قَالَ الأَزهَرِيّ. وأَعْرِفُه النَّقْشَ فِي الحِجَارَة. وَقَالَ بعضُهُم: زَبَرْت الكِتَابَ إِذا أَتقَنْتَ كِتابَتَه.
(كالتَّزْبِرَة) . قَالَ يَعْقُوب: قَالَ الفَرّاءُ: مَا أَعرِف تَزْبِرَتِي. فإِما أَن يَكُون مَصْدرَ زَبَرَ أَي كَتَب. قَالَ: وَلَا أَعرِفِا مُشَدَّدَةً. وإِمَّا أَنْ يَكُون اسْما كالتَّنْبِيَةِ لمُنْتَهى الماءِ. والتَّوْدِيَة للخَشَبة الَّتِي يُشَدُّ بهَا خِلْفُ النَّاقَة، حكاهَا سِيبَوَيه. وَقَالَ أَعرابِيّ. لَا أَعرِف تَزْبِرَتي، أَي كِتابَتِي وخَطِّي. (و) الزَّبْر: (الانْتِهَارُ) . يُقَال: زَبَرَه عَن الأَمْر زَبْراً: انْتَهَره. وَفِي الحَدِيث: (إِذا رَدَدْتَ على السّائلِ ثَلاثاً فَلَا عَلَيْك أَن تَزْبُرَه) أَي تَنْتَهِره وتُغلِظ لَهُ فِي القَوْل والرَّدِّ.
(و) الزَّبْر: الزَّجْر و (المَنْعُ والنَّهْيُ) . يُقَال: زَبَرَه عَنِ الأَمْرِ زَبْراً، نَهَاه ومَنَعَه، وَهُوَ مَجَاز، لأَنَّ مَنْ زَبَرْتَه عَن الغَيّ فقد أَحْكَمْتَه، كَزبْرِ البِئْر بالطَّيِّ. (يَزْبُر) ، بالضّمّ، (ويَزْبِرُ) ، بِالْكَسْرِ، (فِي الثّلاثَةِ الأَخِيرة) ، اكَءْحر عَن الكِسَائيّ فِي مَعْنَى المَنْع، أَي النَّهْي والمَنْع والانتِهَار، وهاذا التَّخْصِيصُ يُخْالِف مَا فِي الأُمَّهات من أَن الزَّبْر بمعْنَى النَّهْي والانْتهار مُضارعة يَزْبُر، بالضَّمّ فَقَط، وبأَنّ الزَّبْر بمعنَى الكِتابةِ يُسْتَعْمَل مُضَارِعه بالوَجْهَيْن، كَمَا تقدّم، إِلّا أَن يُجاب عَن الأَخير بأَنَّ المُرادَ بالثَّلاثة الكِتَابَة والانْتِهَار والمَنْع. وءَمَّا النَّهْي فَفِي مَعْنَى الانْتهِار لي بِزائد عَنْه، وَفِيه تأَمُّل.
(و) الزِّبْرُ، (بِالْكَسْرِ: المَكْتوبُ ج زُبُورٌ) ، بالضّمّ، كقِدْر وقُدُورٍ. وَمِنْه قرأَ بعضُهم: {وآتينا دَاوُود زبور} (النِّسَاء: 163) . قلت: هُوَ قِراءَة حَمْزة.
(و) فِي حَدِيث أَبِي بَكْر رَضِي الله عَنهُ (أَنّه دَعَا فِي مَرضه بدَوَاة ومِزْبَر، فكَتَبَ اسمَ الخَلِيفَة بَعْدَه) . (المِزْبَرُ) ، مِنْبَرٍ: (القَلَمُ) ، لأَنه يُكْتَبُ بِهِ.
(والزَّبُورُ) ، بِالْفَتْح: (الكِتَابُ، بمعنَى المَزْبُورِ، ج زُبُرٌ) ، بضَمَّتَيْن كرَسُول ورُسُل، وإِنّما مَثَّلْتُه بِهِ لأَن زَبُوراً ورَسُولاً فِي معنى مَفْعُول، قَالَ لَبِيد:
وجَلاَ السُّيُولُ عَن الطُّلُولِ كأَنَّها
زُبُرٌ تَخُدّ مُتُونَهَا أَقلامُها
(و) قد غَلَب الزَّبُور على (كِتَاب دَاوودَ، عَلَيْهِ) وعَلى نَبِيّنا أَفْضَل الصَّلَاة و (السّلام) . وكُلُّ كِتَاب زَبُورٌ. قَالَ الله تَعَالَى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ} (الْأَنْبِيَاء: 105) ، قَالَ أَبو هُرَيْرَة. الزَّبُور: مَا أُنزِل على دَاوودَ، مِنْ بَعْد الذِّكر: من بعد التَّوْراة. وَفِي البصائر للمُصَنِّف: وسُمِّيَ كِتَابُ دَاوودَ زَبُورًّف، لأَنَّه نَزَلَ من السَّماءِ مَسْطُوراً.
والزَّبُور: الكِتَابُ المَسْطُور. وَقيل هُوَ كُلّ كِتَاب يَصْعُب الوُقُوفُ عَلَيْهِ من الكُتُب الإِلاهيَّة. وَقيل: هُوَ اسمٌ للكِتَاب المَقْصُور على الحِكْمَةِ العَقْلِيَّة دُونَ الأَحْكَام الشَّرْعِيَّة وَالْكتاب لِما يتَضَمَّن الأَحكامَ. وقرأَ سَعِيد ابنُ جُبَيْر (فِي الزُّبُورِ) وَقَالَ: الزُّبُور: التَّوراة والإِنْجيلُ القُرآنُ. قَالَ: والذِّكر: الذِي فِي السَّمَاءِ. وَقيل: الزَّبُور فَعُول بمَعْنَى مَفْعُول، كأَنَّه زُبِرَ أَي كُتِبَ.
(والزُّبْرَةُ، بالضَّمّ) : هَنَةٌ ناتِئَةٌ من الكَاهِل، وقِيلَ: هُوَ (الكَاهِلُ) نَفْسُه. يُقَال: شَدَّ للأَمْرِ زُبْرَتَه، أَي كاهِلَه وظَهْرَه. (وَهُوَ أَزبَرُ ومُزْبِرٌ) ، هاكذا كأَحْمَد ومُحسِن فِي سَائِر الأُصول وَهُوَ وَهَمٌ، والصَّوابُ: وَهُوَ أَزبرُ ومَزْبَرَانِيّ (أَي عَظِيمُها) أَي الزُّبْرةِ زُبْرةِ الكاهِل. يُقَال: أَسَدٌ أَزبَرُ ومَزْبَرانِيٌّ، والأُنثى زَبْرَاءُ، وسيأْتي فِي المُسْتَدْركات.
(و) الزُّبْرَةُ: (القِطْعَةُ من الحَدِيدِ) الضَّخْمَةُ، (ج زُبَرٌ) ، كصُرَد، (وزُبُرٌ) ، بضَمَّتَيْن. قَالَ الله تَعَالَى: {فَتَقَطَّعُواْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً} (الْمُؤْمِنُونَ: 53) أَي قِطَعاً. قَالَ الفرَّاءُ فِي هاذِه الْآيَة: مَنْ قرأَها بفَتْح الباءِ أَراد قِطَعاً. مثلَ قولِه تَعَالَى: {ءاتُونِى زُبَرَ الْحَدِيدِ} ، قَالَ: وَالْمعْنَى فِي زُبَر وزُبُرٍ واحدٌ، ومثْلَه قَالَ الجَوْهَرِيّ. وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: مَنْ قرأَ زُبُراً فَهُوَ جمع زَبُور لَا زُبْرة لأَنَّ فُعْلَة لَا تُجْمَع على فُعُل، والمعنَى: جَعَلُوا دِينَهم كُتُباً مُخْتَلفَة. وَمن قَرَأَ زُبَراً، وَهِي قراءَة الأَعْمش، فَهِيَ جمع زُبْرَة، فالمَعْنَى تَقَطَّعوا قِطَعاً. قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون جَمْعَ زَبُورٍ، وَقد تَقَدَّم. وأَصله زُبْرٌ ثمَّ أُبدِل من الضَّمَّة الثَّانِيَة فَتْحَة، كَمَا حَكَى بَعضُ أَهْلِ اللُّغَة أَنّ بعضَ العَرَب يَقُول فِي جمع جَدِيد: جُدَدٌ، وأَصْلُه وياسه جُدُدٌ، كَمَا قالُوا: رُكَبَات وأَصله رُكُبات، مثل غُرُفات، وَقد أَجازوا غُرَفَات أَيضاً، ويُقَوِّي هاذا أَنَّ ابنَ خالَوَيْه حَكَى عَن أَبِي عَمْرو أَنه أَجازَ أَن يقْرَأَ زُبُراً وزُبْراً وزُبَراً، فزُبْراً بالإِسكان هُوَ مخفَّف من زُبُر كعُنْق مُخفَّف من عُنُق. وزُبَرٌ بِفَتْح الباءِ مخفّف أَيضاً من زُبُر، برَدِّ الضَّمَّة فَتْحةً، كتَخْفِيف جُدَد من جُدُد. هاذا وَقد فَاتَ المُصَنِّفَ جمعُ الزُّبْرَة بمَعْنَى الْكَاهِل، قَالُوا: يُجْمَع على الأَزْبار، وأَنشدوا قَولَ العَجَّاج:
بِهَا وقَدْ شَدُّوا لهَا الأَزْبَارَا وأَنكره بعْضُهُم وَقَالُوا: لَا يُعرَف جَمْع فُعْلَة على أَفْعَال، وإِنما هُوَ جَمَ الجَمْع كأَنّه جَمَعَ زُبْرة على زُبَرِ وجَمَع، زُبَراً على أَزْبار، وَيكون جَمَع زُبْرَة على إِرادَة حَذْف الهاءِ.
(و) الزُّبْرَة: (الشَّعْرُ المجتمعُ بينَ كَتِفَي الأَسَد وغيرِه) ، كالفَحْل. وَقَالَ اللَّيْثُ: الزُّبْرَة: شَعرٌ مُجْتَمِعٌ على مَوْضِعِ الكَاهِلِ من الأَسَد وَفِي مِرْفَقَيْه، وكُلُّ شَعرٍ يكون كذالك مُجْتَمِعاً فَهُوَ زُبْرَةٌ.
(و) زُبْرةُ الحَدَّادِ: (السِّنْدَانُ) .
(و) من المَجَاز: الزُّبْرَة: (كَوْكَبٌ من المَنَازِل) ، على التَّشبيه بزُبْرةِ الأَسدِ. قَالَ ابْن كِنَاسَةَ: من كَو الأَسَدِ الخَرَاتَانِ، (وهما كَوْكَبَان نَيِّرَان بكاهِلَيِ الأَسَد) ، بَينهَا قَدْرُ سَوْطٍ (يَنْزِلُهُمَا القَمَرُ) ، وَهِي يَمَانِية.
(والأَزبَرُ: المُؤذِي) ، نقل الصّاغانِيّ. (وزَبْرَاءُ: بُقْعَةٌ قُرْبَ: تَيْمَاءَ) ، نَقله الصَّاغانِيّ.
(و) زَبْرَاءُ: (جَارِيَةٌ سَلِيطَةٌ) كانَت (للأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ) التَّمِيميّ المشْهُور فِي الحِلْم، وكانَت إِذا غَضِبَت قَالَ الأَحْنَفُ: (هاجَتْ زَبْرَاءُ) ، فَصَارَت مَثَلاً لكلّ أَحدٍ حَتَّى يُقَال لِكُلِّ إِنسان إِذا هَاجَ غَضَبُه: هَاجَتْ زَبرَاؤُه.
وَفَاته: زَبْرَاءُ: مَولاة بنِي عَدِيّ، عَن حَفْصةَ، وزَبْرَاءُ مَولاةُ عَلِيَ، عَنهُ. والزَّبْرَاءُ بِنْتُ شَنَ، فِي نَسَب قُضَاعَةَ.
(وزَبَرَانُ، محرّكةً: ة، بالجَنَ) من اليَمَنِ. (مِنْهَا زَيدُ بنُ عبدِ اللهاِ الفقيهُ) الزَّبَرَانيّ. (وزِبَارُ بنُ مَيْسورٍ) الفَتْحُ.
(والزُّبَيْر، بِضَم الزَّاي وفَتْحِ الباءِ) ، وَلَو قَالَ: مُصغَراً، أَو اقْتصَرَ على قَوْله بالضمّ كَانَ أَخْصرَ، كَمَا هُوَ عادَتُه (ابنُ العَوَّام) أَبو عَبدِ الله القُرَشِيّ الأَسَدِيّ، حَوَارِيّ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَتَلَه عُمَيْر بنُ جُرْمُوزٍ بَغْياً وظُلْماً. وَقد أَلَّفْت فِي نَسَب وَلدِه كُرَّاسة لطِيفة. (و) الزُّبَيْر (بنُ عبدِ الله) الكِلابيّ، أَدركَ الجاهِلِيَّة، وَيُقَال: إِنه رَأَى النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (و) الزُّبَيْر (بن عُبَيْدَةَ) الأَسَديّ، من الْمُهَاجِرين، قَدِيمُ الإِسلام، ذَكَرَه ابنُ إِسحاق. (و) الزُّبَيْر (بنُ أَبي هالَةَ) ، رَوَى وائِلُ بنُ داوودَ عَن البَهِيّ عَنهُ، (صَحابيون) .
(الزَّبِيرُ، كأَمِيرٍ: الدَّاهِيَةُ) ، قَالَه الفَرَّاءُ، كالزَّوْبَر. وأَنْشَدَ لِعَبْدِ الله ابْن هَمَّام السَّلُوليّ:
وقَدْ جَرَّبَ النَّاسُ آلَ الزُّبَيْرِ
فلاَقَوْا مِنَ الِ الزُّبَير الزَّبَيْرِا
(و) الزَّبِير: اسمُ (الجَبَل الَّذِي كَلَّمَ اللهاُ تَعالى عَلَيْهِ) سيّدنا (مُوسَى عَلَيْه) وعَلى نَبِيِّنا أَفضلُ الصَّلاةِ و (السَّلام) ، وَقد أَجمع المُفَسِّرون على أَن جَبَلَ المُنَاجاةِ هُوَ الطُّور. قَالَ شيخُنَا وَقد يُقَال: لَا منافاةَ، فتأَمَّلْ.
قلْت: وَقد جاءَ ذِكرُه فِي الحَدِيث، وكأَنَّه اسمٌ لموضِع مُعَيَّنٍ من الطُّور، وَهُوَ الَّذِي وَقعَ عَلَيْهِ التَّجَلِّي فاندَكَّ وَلم يَبْقَ لَهُ أَثرٌ. وأَما الطُّور فإِنه اسْم للجَبَلِ كُلِّه، وَهُوَ بَاقٍ هَائِلٌ، وحينئذٍ لَا مُنَافَاة، وَلَا أَدرِي مَا وَجْهُ التَّأَمُّلِ فِي كَلَام شَيْخِنا، فَلْيُنْظر.
(و) الزَّبِيرُ: (الحَمْأَةُ) ، نَقله الصَّاغانِيّ.
(و) الزَّبِيرُ (بنُ عبدِ اللهاِ الشَّاعرُ، وجَدُّهُ الزَّبِيرُ) أَيضاً، فَهُوَ الزَّبِير ابنُ عَبْدِ الله بن الزَّبِير. (وعبدُ اللهاِ) والدُ هاذا (هُوَ القائِلُ لعبدِ اللهاِ بنِ الزُّبَيْر) بن العَوَّام (لَمَّا حَرَمه) من العَطَاءِ: (لَعَن اللهاُ ناقَةً حَمَلَتْني إِليك. فَقَالَ لَهُ) سيّدنا عبدُ الله: (إِنَّ ورَاكِبَها أَي إِن الله لَعَنَ الناقَةَ وراكِبَهَا) فاكْتَفَى.
(و) الزَّبِيرُ: (ع) بالبادِيَة (قُرْبَ الثَّعْلِبيَّة) ، نَقله الصَّغَانِيّ.
(و) الزَّبِيرُ: (الشيْءُ المكتوبُ) ، فَيل بمعنَى المَفْعول.
(وعبدُ الرحمانِ بن الزَّبِيرِ) ، كأَمِير (بنِ باطِيء: صحابِيٌّ) ، قَالَ ابنُ عبد البَرّ: هُوَ ابْن الزَّبِير ابْن باطِيَا القُرَظِيّ. واختُلِف فِي الزُّبَيْر بن عبد الرحمان، فَقيل: هُوَ بالفَتْح كجَدِّه، وَقيل: مُصَغَّرٌ، وَهُوَ الَّذِي جَزَم بِهِ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ، قَالَه شيخُنا.
قلْت: وَقد راجعتُ تاريخَ البُخَاريّ فوجَدْت فِيهِ كَمَا قالَه شيخُنَا مَضْبُوطاً بضَبْط القَلَم قَالَ: وروى عَنهُ مِسْوَر بنُ رِفَاعةَ المَدنِيّ، ونَقل شيخُنَا عَن علَّامة الدُّنْيَا الحَفِيدِ بن مَرْزُوق: الزَّبِير، بالفَتْح، فِي الْيَهُود، وَفِي غَيرهم من أَنواع الْعَرَب بالضَّمّ، قَالَ: وَنقل قَرِيبا مِنْهُ ابْن التِّلِمْسَانيّ فِي شَرْح الشِّفَاءِ.
قلْت: وَلم يُبيِّنَا وَجْهَ ذالك، ولعلّه تَبَرُّكاً باسم الجَبَل الَّذِي وَقعَ ليه الكلامُ لنَبيِّهم سَيِّدنا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام. (والزَّبِيرَتَانِ) ، بالفَتْح: (ماءَتَانِ لطُهَيَّةَ) من أَطْرَاف أَخازِم جُفَافٍ، حَيْثُ أَفْضَى فِي الفُرْع، وَهُوَ أَرضٌ مُسْتَوِية. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى: هما رَكِيَّتَان. ونَقَلَه عَنهُ السّيوطيّ فِي (المزهر) فِي الأَسماءِ الَّتِي استُعِملَت مُثَنًّى.
(وزَوْبرُ) ، كجَوْهَر: اسْم (فَرَس مُطَيْرِ بنِ الأَشْيَمِ) الأَسَدِيّ، وَهِي لَا تَنْصَرِف للعلَمِيّة والتَّأْنِيثِ. (و) قَالَ أَبو عُبَيْدَة وأَبُو النَّدَى. هِيَ (فَرَسُ الجُمَيْحِ بْنِ) هاكذا فِي النُّسخ وَالصَّوَاب أَنُّ الجُمَيح هُوَ (مُنْقِذ بن الطَّمّاحِ) الأَسَدِيّ. (وفرَسُ أَخيه عُرْفُطَةَ) بن الطَّمَّاح الأَسديّ، نَقَلَه الصّاغانيّ هُنَا هكاذا، وسيأْتي لَهُ زِرّةَ أَن الجُمَيحَ هُوَ ابنُ مُنْقِذ، كَمَا هُنَا للمصنّف، فانْظُرْه.
(و) يُقَال: (أَخَذَه بزَوْبَرِه، وزَأْبَرِه) ، بفَتْح المُوَحَّدَةِ فِيهما (وزَبَرِه) ، مُحَرَّكَةً، (وزَبَوْبَرِه) ، كصنَوْبَر، هاكذا فِي سائِر الأُصول ببَاءَيْنِ مُوحَّدَتَيْنِ، والصَّواب: زَنَوْبَرِه بالنُّون بعد الزَّاي، كَمَا سيأْتي، وَكَذَا زَغْبَره، (أَي أَجْمَعَ) ، فَلم يَدَع مِنْهُ شَيْئاً. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
وإِن قالَ غاوٍ مَن مَعَدَ قَصِيدَةً
بهَا جَرَبٌ عُدَّتْ عليَّ بزَوْبَرَا
أَي نُسِبَتْ إِليَّ بكَمالها وَلم أَقُلْها.
قَالَ ابنُ جُنِّي: سأَلْتُ أَبَا عَليَ عَن تَرْكِ صَرْفِ زَوْبَرَ هُنَا فَقَالَ: عَلَّقَه عَلَماً على القَصِيدة، فاجتمعَ فِيهِ التَّعْرِيف والتَّأْنِيث، كَمَا اجْتمع فِي سُبْحانَ التَّعْرِيفُ وزيادةُ الأَلِفِ والنّون.
(ورَجَعَ بزَوْبَرِ، إِذا) جاءَ خائباً (لم يُصِب شَيْئا) وَلم يَقضِ حاجتَه.
(وزَوْبَرُ الثَّوبِ) ، كجَوْهَر، (وزُؤْبُرُهُ بضَمَّتَيْن: زِئْبِرُهُ) ، وَهُوَ مَا يَعْلو الثَّوْبَ الجدِيدَ كَمَا يَعلو الخَزَّ، وَقد تقدَّم.
(و) عَن ابْن الأَعرابِيّ: يُقَال (أَزْبَرَ) الرَّجلُ، إِذا (عَظُمَ جِسْمُه) . (و) أَزبَرَ، إِذا (شَجُعَ) .
(وازْبَأَرَّ الكَلبُ: تَنَفَّشَ) . قَالَ المرَّار بن مُنْقِذٍ الحَنْظَلِيُّ صف فرسا:
فهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فِي ازْبِئرارِهِ
وكُمَيْتُ اللَّوْنِ مَا لمْ يَزْبَئِرّ
(و) ازْبَأْرَّ (الشَّعرُ: انْتَفَشَ) : قَالَ امرؤُ القَيْس
لَهَا ثُنَنٌ كخَوافِي العُقَا
بِ سُودٌ يَفِينَ إِذا تَزْبَئِرّ
(و) ازْبأَرَّ (النَّبْتُ والوَبَرُ) : طَلَعَا و (نَبَتَا) .
(و) ازبَأَرَّ (الرجلُ للشَّرِّ: تَهَيَّأَ) . وَقيل: اقشعَرَّ. وَفِي حدِيث شُرَيْح: (إِنْ هِيَ هَرَّتْ وازْبأَرَّ فلَيْس لَهَا) أَي اقشَعَرَّت وانْتَفَشَت.
(وزَوْبَرَ الثَّوْبَ فَهُوَ مُزَوْبَرٌ ومُزَيْبَرٌ) إِذا عَلاَهَ الزِّئْبَرُ، لُغتَان فِي مُزَسبر ومُزَأْبَر، على الفَرَّاءِ، نَقله الصّاغاني.
(وأَبُو زَبْرٍ) ، بفَتْح فَسُكُون، (عبدُ اللهاِ بنُ العَلاَءِ بنِ زَبْر) بنِ عطارف الرَّبَعيّ العَبْدِيّ الدِّمَشْقيّ (مِن تابِعي التَّابِعِين) عَن القاسِم بنِ مُحمَّد وَسَالم بنِ عبدِ اللهاِ بن عُمَر، وَعنهُ ابنُه إِبراهيمُ والولِيدُ بنُ مُسلِم، وابنُ أَخِيه القاضِي. وأَبو مُحَمَّد عبدُ الله بنُ أَحْمد بنِ رَبِيعَة بنِ سَلْمَانَ بنِ خَالِد ابنِ عبد الرَّحْمانِ بن زَبْر، ثِقَة، عَن يُونُس الكديميّ وَغَيره.
(وحَارِثَةُ وحِصْنٌ ابنَا قَطَنِ بنِ زَابِرٍ، ككَاتِبٍ، صَحَابِيّان) من بَنِي كَلب، يُقَال: كتب النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكِتَاباً لحارِثَةَ. وَيُقَال فِي أَخِيه حِصْنٍ: حُصَينٌ، مُصغَّراً. (و) أَبو عبد الله (محمدُ بنُ زِيَادِ بنِ زَبَّار، كشَدَّاد، الزَّبَّارِيُّ) الكَلْبِيّ، نِسْبة إِلى جَدِّه المَذْكُور، (أَخْبَارِيٌّ) بَغدادِيّ، عَن الشَّرْقِيّ بن القُطَامِي وَعنهُ أحمدُ بنُ مَنْصُور الرَّمَادِيّ، كثيرُ الرِّواية للشِّعْر، غير ثِقَة، قَالَه ابنُ الأَثيير. وَيُقَال فِي زَبَّار هاذا: زَبُورٌ أَيضاً، وهاكذا نَسَبَه بَعضهم.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكَ عَلَيْهِ:
زَبَرْتُه وذَبَرْتُه: قَرَأْتُه، قَالَه الأَصمَعِيُّ، ونقَلَه الفَاكِهِيّ فِي شَرْح المُعَلَّقَات.
وإِذا انحرفَت الرِّيح وَلم تَستَقِم على مَهَبَ واحِدٍ، قيل: لَيْسَ لَهَا زَبْرٌ، على التَّشْبِيه. قَالَ ابنُ أَحْمَر:
ولَهَتْ عَلَيْهِ كُلُّ مُعْصِفَةٍ
هَوْجَاءَ لَيْسَ للُبِّهَا زَبْرُ
شَبَّهَها بالنَّاقَة الهَوْجَاءِ الَّتِي كأَنّ بهَا هَوَجاً من سُرْعَتِها.
والزُّبْرة، بالضَّمِّ: الصُّدْرَة من كُلِّ دَابَّة.
والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسَد، قَالَه ابنُ سِيده، وأَنْشَدَ قولَ أَوْس بن حَجَر.
لَيْثٌ عَلَيْهِ من البَرْدِيّ هِبْرِيَةٌ
كالمَزْبَرانِيّ عَيّالٌ بأَوْصَالِ
هاكذا فسَّره بعضُهم، وَقَالَ خالِدُ ابنُ كَلْثُوم: المَزْبَرَانِيّ: صِفَةٌ للأَسَد. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا خَطَأٌ، وإِنَّما الرِّوَايَة: كالمَرْزُبَانِيّ.
وكَبْسٌ زَبِيرٌ، كأَمِير: عَظِيمُ الزُّبْرَةِ وَقيل: مُكْتَنِزٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: أَي ضَخُمٌ. وَقد زَبُرَ كَبْشُك زَبَارَةً، أَي ضَخُمَ، قد أَزبَرْتُه أَنا إِزْباراً.
والزَّبِير، كأَمِير: الشَّديدُ من الرِّجَال، وَهُوَ أَيضاً الظَّرِيفُ الكيِّس.
والزُّبَارَة بالضَّمّ: الخُوصَة حِين تَخرُج من النَّواة، قَالَه الفَرَّاءُ. وَعَن محمّد بن حَبِيب: الزَّوْبَر: الدّاهِيَة، وَبهَا فَسَّرَ بعضُهم قولَ ابنِ أَحْمَر:
وإِنْ قالَ غاوٍ مِن تَنُوخَ قَصِيدةً
بهَا جَرَبٌ عُدَّت عَليَّ بزَوْبَرَ
وتَنَحَّلهَ الفرزدَقُ فَقَالَ:
إِذا قَالَ غَاو من مَعَدَ قَصِيدَة
بهَا جَرَبٌ كانَت عليَّ بزَوْبَرَا
وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: زَوْبَرُ: اسمُ علمٍ للكَلْبَة مُؤَنَّث، وأَنشدَ قَوْلَ ابْنِ أَحْمَر السابقَ. قَالَ: وَلم يُسْمَع بزَوْبر هاذا الِاسْم إِلّا فِي شِعْره، كالمَامُوسَةِ عَلمٌ على النَّار، والبَابُوس لحُوَارِ الناقَةِ، والأُرنَة لِمَا يُلَفُّ على الرَّأْس.
ومُزَبِّر، كمُحَدِّث: اسمٌ.
وزَوْبَرُ: قريةٌ بِمصْر، وَقد دَخلتُها.
وَيُقَال: تَزَبَّرَ الرجلُ، إِذا انْتَسَب إِلى الزُّبَيْر، كتَقَيَّس. قَالَ مُقَاتِل بنُ الزُّبَير:
وتَزَبَّرَتْ قَيْسٌ كأَنَّ عُيُونَها
حَدَقُ الكِلاَبِ وأَظْهَرَتْ سِيمَاهَا
وتَزبَّرَ الرجلُ: اقشعَرَّ من الغَضَب.
وزَبَرُ الجَبَلِ، مُحرَّكةً: حَيْدُه.
وزَبَرَ القِرْبَةَ: مَلأَهَا.
وزَبَرْت المَتَاعَ: نَفَضْته. وجَزَّ شَعرَه فزَبَرَه: لم يُسَوِّه، وَكَانَ بعضُه أَطولَ من بَعْض.
وذَهَبَت الأَيّامُ بطَرَاءَته. ونَقَضَتْ زِئْبِرَه، إِذا تَقادمَ عَهْدُه، وَهُوَ مَجَاز.
وزُبَارَةُ، بالضَّمّ: لَقَب مُحَمَّد بن عَبْدِ الله بن الحَسَن بنِ عَلِيّ بن الحُسَيْن العَلَويّ، لأَنه كَانَ إِذا غَضِبَ قيل: زَبَرَ الأَسدُ، وَهُوَ بَطْنٌ كَبِيرٌ. مِنْهُم أَبو عليّ مُحمَّد بنُ أَحْمَد بن محمّد شَيْخُ العَلَوِيّينِ بخُرَسَانَ، وابنُ أَخِيه أَبو مُحَمَّد يَحْيَى بنُ محمّد بنِ أَحمدَ، فَرِيدُ عَصْره.
وزُبَر كصُرَد: بَطْن من بني سَامَةَ بنِ لُؤَيّ، وَهُوَ ابْن وَهْب بن وثاق. وأَبُو أَحْمد محمّدُ بنُ عُبَيد الله الزّبيري إِلى جَدِّه الزُّبير بن عُمَر بن دِرْهِمٍ الأَسَدِيّ الكوفيّ، عَن مَالك ابْن مول، وَعنهُ إِو خَيثمةَ والقَوَارِيريّ.
وبأَصْبَهَانَ زُبَيْرِيُّون يَنْتَسِبُون إِلى الزُّبَيْر بن مشكانَ جَدِّ يُونَس بنِ حبيب.
ز ب ر [زبر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: زُبَرَ الْحَدِيدِ .
قال: قطع الحديد.
قال: فهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت كعب بن مالك وهو يقول:
تلظّى عليهم حين شدّ حميّها ... بزبر الحديد والحجارة ساجر 

زبر


زَبَرَ(n. ac.
زَبْر)
a. Copied, transcribed; wrote.
b. Cased with stones (well).
زَبَّرَa. see I (a)
زَبْرa. Stones; stone-casing of a well.

زِبْر
(pl.
زُبُوْر)
a. Book; writing.

زُبْرَة
(pl.
زُبَر)
a. Part of the back between the shoulderblades.
b. Lump, piece of iron; anvil.

أَزْبَرُ
(pl.
زُبْر)
a. Wide in the back.
b. Hurtful, injurious.

مَزْبَرَةa. Land abounding in wasps.

مِزْبَرa. Reed, pen.

زَبُوْر
(pl.
زُبُر)
a. [art.], The Psalms.
زِبْرِج
P. (pl.
زَبَارِج)
a. Embroidery; filigree; jewellery, gold
ornaments.

زَبَرْجَد زَبَرْدَج
P. (pl.
زَبَارِج)
a. Chrysolite; topaz.

زبر: الزَّبْرُ: الحجارة. وزَبَرَهُ بالحجارة: رماه بها. والزَّبْرُ:

طَيُّ البئر بالحجارة، يقال: بئر مَزْبُورَةٌ. ورَبَرَ البئر زَبْراً:

طواها بالحجارة؛ وقد ثَنَّاهُ بعضُ الأَغفال وإِن كان جنساً فقال:

حتى إِذا حَبْلُ الدّلاءِ انْحَلاَّ،

وانْقاضَ زَبْرَا حالِهِ فابْتَلاَّ

وما له زَبْرٌ أَي ما له رأْي، وقيل: أَي ما له عقل وتَماسُكٌ، وهو في

الأَصل مصدر، وما له زَبْرٌ وضعوه على المَثَلِ، كما قالوا: ما له جُولٌ.

أَبو الهيثم: يقال للرجل الذي له عقل ورأْي: له زَبْرٌ وجُولٌ، ولا

زَبْرَ له ولا جُولَ. وفي حديث أَهل النار: وعَدَّ منهم الضعيفَ الذي لا

زَبْرَ له أَي لا عقل له يَزْبُرُه وينهاه عن الإِقدام على ما لا ينبغي.

وأَصلُ الزَّبْرِ: طَيُّ البئر إِذا طويت تماسكت واستحكمت؛ واستعار ابن أَحمر

الزَّبْرَ للريح فقال:

ولَهَتْ عليه كلُّ مُعْصِفَةٍ

هَوجاءَ، ليس لِلُبِّها زَبْرُ

وإِنما يريد انحرافها وهبوبها وأَنها لا تستقيم على مَهَبٍّ واحد فهي

كالناقة الهَوْجاء، وهي التي كأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتها. وفي الحديث:

الفقير الذي ليس له زَبْرٌ؛ أَي عقل يعتمد عليه. والزَّبْرُ: الصبر،

يقال: ما له زَبْرٌ ولا صَبْرٌ. قال ابن سيده: هذه حكاية ابن الأَعرابي، قال:

وعندي أَن الزَّبْرَ ههنا العقل. ورجل زَبِيرٌ: رَزِينُ الرأْي.

والزَّبْرُ: وَضْعُ البنيان بعضه على بعض.

وزَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُه: قرأْته. والزَّبْرُ: الكتابة. وزَبَرَ

الكتابَ يَزْبُرُه ويَزبِرُه زَبْراً: كتبه، قال: وأَعرفه النَّقْشَ في

الحجارة، وقال يعقوب: قال الفرّاء: ما أَعرف تَزْبرَتِي، فإِما أَن يكون هذا

مَصْدَرَ زَبَرَ أَي كتب، قال: ولا أَعرفها مشدّدة، وإِما أَن يكون

اسماً كالتَّنْبِيَةِ لمنتهى الماء والتَّوْدِيَةِ للخشبة التي يُشَدُّ بها

خِلْفُ الناقة؛ حكاها سيبويه. وقال أَعرابي: إِني لا أَعرف تَزْبِرَتِي

أَي كتابتي وخطي. وزَبَرْتُ الكتاب إِذا أَتْقَنْتَ كتابته. والزَّبْرُ:

الكتابُ، والجمع زُبُورٌ مثل قِدْرٍ وقُدُورٍ؛ ومنه قرأَ بعضهم: وآتينا

داود زُبُوراً. والزَّبُورُ: الكتاب المَزبُورُ، والجمع زُبُرٌ، كما قالوا

رسول ورُسُل. وإِنما مثلته به لأَن زَبُوراً ورسولاً في معنى مفعول؛ قال

لبيد:

وجَلا السيولُ عن الطُّلُولِ كأَنها

زُبُرٌ، تَخُدُّ مُتُونَها أَقْلامُها

وقد غلب الزَّبُورُ على صُحُفِ داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

وكل كتاب: زَبُورٌ، قال الله تعالى: ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ من

بَعْدِ الذِّكْرِ؛ قال أَبو هريرة: الزَّبُورُ ما أُنزل على داود من بعد

الذكر من بعد التوراة. وقرأَ سعيد بن جبير: في الزُّبُور، بضم الزاي، وقال:

الزُّبُورُ التوراة والإِنجيل والقرآن، قال: والذكر الذي في السماء؛ وقيل:

الزَّبُورُ فَعُول بمعنى مفعول كأَنه زُبِرَ أَي كُتِبَ.

والمِزْبَرُ، بالكسر: القلم. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه دعا

في مَرَضِه بدواة ومِزْبَرٍ فكتب اسم الخليفة بعده، والمِزْبَرُ: القلم.

وزَبَرَه يَزْبُرُه، بالضم، عن الأَمر زَبْراً: نهاه وانتهره. وفي

الحديث: إِذا رَدَدْتَ على السائل ثلاثاً فلا عليك اين تَزْبُرَه أَي

تَنْهَرَهُ وتُغْلِظ له في القول والرَّدِّ والزِّبْرُ، بالفتح: الزَّجْرُ والمنع

لأَن من زَبَرْتَه عن الغيّ فقد أَحْكَمْتَهُ كَزَبْرِ البئر بالطي.

والزُّبْرَةُ: هَنَةٌ ناتئة من الكاهل، وقيل: هو الكاهل نفسه فقط، وقيل:

هي الصُّدْرَةُ من كل دابة، ويقال: شَدَّ للأَمر زُبْرَتَه أَي كاهله

وظهره؛ وقول العجاج:

بها وقد شَدُّوا لها الأَزْبارَا

قيل في تفسيره: جمع زُبْرَةٍ، وغير معروف جمع فُعْلَةٍ على أَفعال، وهو

عندي جمع الجمع كأَنه جَمَعَ زُبْرَةً على زُبَرٍ وجَمَعَ زُبَراً على

أَزْبَارٍ، ويكون جمع زُبْرَةٍ على إِرادة حذف الهاء.

والأَزْبَرُ والمَزْبَرَانِيُّ: الضخم الزُّبْرَةِ؛ قال أَوس بن حجر:

لَيْثٌ عليهِ من البَرْدِيِّ هِبْرِيَةٌ،

كالمَزْبَرَانِيِّ عَيَّالٌ بأَوْصَالِ

هذه رواية خالد بن كلثوم؛ قال ابن سيده: وهي عندي خطأٌ وعند بعضهم لأَنه

في صفة أَسد، والمَزْبَرَانِيُّ: الأَسد، والشيء لا يشبه بنفسه، قال:

وإِنما الرواية كالمَرْزُبانِيِّ.

والزُّبْرَةُ: الشعر المجتمع للفحل والأَسد وغيرهما؛ وقيل: زُبْرَةُ

الأَسد الشعرُ على كاهله، وقيل: الزُّبْرَةُ: موضع الكاهل على الكَتِفَيْنِ.

ورجل أَزْبَرُ: عظيم الزُّبْرَة زُبْرَةِ الكاهل، والأُنثى زَبْرَاءُ؛

ومنه زُبْرَةُ الأَسد. وأَسد أَزْبَرُ ومَزْبَرَانِيّ: ضخم الزُّبْرَةِ.

والزُّبْرَةُ: كوكب من المنازل على التشبيه بِزُبْرَةِ الأَسد. قال ابن

كِنَاسَةَ: من كواكب الأَسد الخَرَاتَانِ، وهما كوكبان نَيِّرانِ بينهما

قَدْرُ سَوْطٍ، وهما كَتفَا الأَسَدِ، وهما زُبْرَةُ الأَسد، وهما كاهلا

الأَسد ينزلهما القمر، وهي كلها ثمانية. وأَصل الزُّبْرَةِ: الشعر الذي بين

كتفي الأَسد. الليث: الزُّبْرَةُ شعر مجتمع على موضع الكاهل من الأَسد

وفي مِرْفَقَيْهِ؛ وكل شعر يكون كذلك مجتمعاً، فهو زُبْرَةٌ وكبش زَبِيرٌ:

عظيم الزُّبْرَةِ، وقيل: هو مُكْتَنِزٌ. وزُبْرَةُ الحديد: القطعة

الضخمة منه، والجمع زُبَرٌ. قال الله تعالى: آتوني زُبَرَ الحديد، وزُبُرٌ،

بالرفع أَيضاً قال الله تعالى: فتقطعوا أَمرهم بينهم زُبُراً؛ أَي قِطَعاً.

الفراء في قوله تعالى: فتقطعوا أَمرهم بينهم زُبُراً؛ من قرأَ بفتح

الباء أَراد قطعاً مثل قوله تعالى: آتوني زبر الحديد، قال: والمعنى في زُبَرٍ

وزُبُرٍ واحد؛ وقال الزجاج: من قرأَ زُبُراً أَراد قطعاً جمع زُبْرَةٍ

وإِنما أَراد تفرقوا في دينهم. الجوهري: الزُّبْرَةُ القطعة من الحديد،

والجمع زُبَرٌ. قال ابن بري: من قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُورٍ لا زُبْرَةٍ

لأَن فُعْلَةً لا تجمع على فُعْلٍ، والمعنى جعلوا دينهم كتباً مختلفة،

ومن قرأَ زُبَراً، وهي قراءة الأَعمش، فهي جمع زُبْرَةٍ بمعنى القطعة أَي

فتقطعوا قطعاً؛ قال: وقد يجوز أَن يكون جمع زَبُورٍ كما تقدم، وأَصله

زُبُرٌ ثم أُبدل من الضمة الثانية فتحة كما حكى أَهل اللغة أَن بعض العرب

يقول في جمع جَديد جُدَدٌ، وأَصله وقياسه جُدُدٌ، كما قالوا رُكَباتٌ وأَصله

رُكُباتٌ مثل غُرُفاتٍ وقد أَجازوا غُرَفات أَيضاً، ويقوي هذا أَن ابن

خالويه حكى عن أَبي عمرو أَنه أَجاز أَن يقرأَ زُبُراً وزُبْراً،

فَزُبْراً بالإِسكان هو مخفف من زُبُر كعُنْقٍ مخفف من عُنُقٍ، وزُبَرٌ، بفتح

الباء، مخفف أَيضاً من زُبُرٍ بردّ الضمة فتحة كتخفيف جُدَد من جُدُدٍ.

وزُبْرَةُ الحدّاد: سَنْدَانُه.

وزَبَرَ الرجلَ يَزْبُرُه زَبْراً: انتهره. والزِّبِيرُ: الشديد من

الرجال. أَبو عمرو: الزِّبِرُّ، بالكسر والتشديد، من الرجال الشديد القوي؛

قال أَبو محمد الفقعسي:

أَكون ثَمَّ أَسداً زِبِرا

الفرّاء: الزَّبِير الداهية. والزُّبارَةُ: الخُوصَةُ حين تخرج من

النواة. والزَّبِيرُ: الحَمْأَةُ؛ قال الشاعر:

وقد جَرَّبَ الناسُ آل الزُّبَيْر،

فَذَاقُوا من آلِ الزُّبَيْرِ الزَّبِيرَا

وأَخذ الشيء بِزَبَرِه وزَوْبَرِه وزَغْبَرِه وزَابَرِه أَي بجميعه فلم

يدع منه شيئاً؛ قال ابن أَحمر:

وإن قال عاوٍ من مَعَدٍّ قَصِيدَةً

بها جَرَبٌ، عُدَّتْ عَلَيَّ بِزَوْبَرَا

(* قوله: «وإِن قال عاو من معد إِلخ» الذي في الصحاح: إِذا قال غاو من

تنوخ إلخ).

أَي نسبت إِليَّ بكمالها؛ قال ابن جني: سأَلت أَبا علي عن ترك صرف

زَوْبَر ههنا فقال: عَلَّقَهُ علماً على القصيدة فاجتمع فيه التعريف والتأْنيث

كما اجتمع في سُبْحان التعريف وزيادة الأَلف والنون؛ وقال محمد بن حبيب:

الزَّوْبَرُ الداهية. قال ابن بري: الذي منع زَوْبَر من الصرف أَنه اسم

علم للكلبة مؤنث، قال: ولم يسمع بِزَوْبَر هذا الاسم إِلا في شعره؛ قال:

وكذلك لم يسمع بمامُوسَةَ اسماً علماً للنار إِلا في شعره في قوله يصف

بقرة:

تَطَايَحَ الطَّلُّ عن أَعْطافِها صُعُداً،

كما تَطايَحَ عن مامُوسَةَ الشَّرَرُ

وكذلك سَمَّى حُوَارَ الناقة بابُوساً ولم يسمع في شعر غيره، وهو قوله:

حَنَّتْ قَلُوصِي إِلى بابُوسِها جَزَعاً،

فما حَنِينك أَم ما أَنت والذِّكَرُ؟

وسَمَّى ما يلف على الرأْس أُرنة ولم توجد لغيره، وهو قوله:

وتَلفَّعَ الحِرْباءُ أُرْنَتَه،

مُتَشَاوِساً لِوَرِيدِه نَعْرُ

قال وفي قول الشاعر:

بها جَرَبٌ، عُدَّت عَلَيَّ بِزَوْبَرَا

أَي قامت عليّ بداهية، وقيل: معناه نسبت إِليَّ بكمالها ولم أَقلها.

وروى شمر حديثاً لعبدالله بن بشر أَنه قال: جاء رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، إِلى داري فوضعنا له قطيفة زَبِيرَةً. قال ابن المظفر: كبش زَبِيرٌ

أَي ضخم، وقد زَبُرَ كَبْشُكَ زَبارَةً أَي ضَخُمَ، وقد أَزْبَرْتُه أَنا

إِزْباراً.وجاء فلان بزَوْبَرِه إِذا جاء خائباً لم تقض حاجته.

وزَبْرَاءُ: اسم امرأَة؛ وفي المثل: هاجت زَبْراءُ؛ وهي ههنا اسم خادم

كانت للأَحنف بن قيس، وكانت سَليطة فكانت إِذا غضبت قال الأَحنف: هاجت

زَبْراءُ، فصارت مثلاً لكل أَحد حتى يقال لكل إِنسان إِاذ هاج غضبه: هاجت

زَبْراؤُه، وزَبْرَاءُ تأْنيث الأَزْبَرِ من الزُّبْرَةِ، وهي ما بين كتفي

الأَسد من الوَبَرِ.

وزَبير وزُبَيْر ومُزَبَّرٌ. أَسماء.

وازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ. وازْبَأَرَّ الشعر والوَبَرُ والنباتُ:

طلع ونَبَتَ. وازْبَأَرَّ الشَّعْرُ: انتفش؛ قال امرؤ القيس:

لها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا

بِ سُودٌ، يَفينَ إِذا تَزْبَئِرْ

وازْبَأَرَّ للشر: تهيأَ. ويوم مُزْبَئِرّ: شديد مكروه. وازْبَأَرَّ

الكلبُ: تنفش؛ قال الشاعر يصف فرساً وهو المَرَّارُ بن مُنْقِذ الحنظلي:

فَهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ في ازْبِئْرَارِه،

وكُمَيْتُ اللَّوْنِ ما لم يَزْبَئِرْ

قد بَلَوْناهُ على عِلاَّتِهِ،

وعلى التَّيْسِير منه والضُّمُر

الورد: بين الكميت، وهو الأَحمر، وبين الأَشقر؛ يقول: إِذا سكن شعره

استبان أَنه كميت وإِذا ازْبَأَرَّ استبان أُصول الشعر، وأُصوله أَقل صبْغاً

من أَطرافه، فيصير في ازْبِئْرارِه وَرْداً، والتيسير هو أَن يتيسر

الجري ويتهيأَ له. وفي حديث شريح: إن هي هَرَّتْ وازْبَأَرَّتْ فليس لها...

أَي اقشعرّت وانتفشت، ويجوز اين يكون من الزُّبْرَةِ، وهي مُجْتَمَعُ

الوَبَرِ في المرفقين والصَّدر. وفي حديث صفية بنت عبد المطلب: كيف وجدتَ

زَبْرا، أَأَقِطاً وتَمْراً، أَو مُشْمَعِلاًّ صَقْراً؟ الزبر، بفتح الزاي

وكسرها: هو القوي الشديد، وهو مكبر الزُّبَيْر، تعني ابنها، أَي كيف وجدته

كطعام يؤكل أَو كالصقر.

والزَّبِيرُ: اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى، على نبينا وعليه

الصلاة والسلام، بفتح الزاي وكسر الباء، وورد في الحديث.

ابن الأَعرابي: أَزْبَرَ الرجلُ إِذا عَظُمَ، وأَزْبَرَ إِذا شَجُعَ.

والزَّبِير: الرجل الظريف الكَيّسُ.

الاشتراك

الاشتراك:
[في الانكليزية] Homonymy
[ في الفرنسية] Homonymie
في عرف العلماء كأهل العربية والأصول والميزان يطلق بالاشتراك على معنيين: أحدهما كون اللفظ المفرد موضوعا لمفهوم عام مشترك بين الأفراد ويسمّى اشتراكا معنويا، وذلك اللفظ يسمّى مشتركا معنويا، وينقسم إلى المتواطئ والمشكّك. وثانيهما كون اللفظ المفرد موضوعا لمعنيين معا على سبيل البدل من غير ترجيح، ويسمّى اشتراكا لفظيا. وذلك اللفظ يسمّى مشتركا لفظيا. فقولهم لمعنيين أي لا لمعنى واحد فيشمل ما وضع لأكثر من معنيين فهو للاحتراز عن اللفظ المنفرد وهو الموضوع لمعنى واحد، لكنه إذا وقع في معناه شكّ بحيث يتردّد بين معنيين بأنّ هذا اللفظ موضوع لهذا أو لهذا صدق عليه أنّه للمعنيين على سبيل البدل من غير ترجيح، فزيد قيد معا للاحتراز عن مثل هذا المنفرد إذ لا يصدق عليه أنّه لهما معا.
إن قيل إنّا نقطع أنّ المنفرد ليس موضوعا للمعنيين فلا حاجة إلى الاحتراز، قلت: لمّا دار وضعه بين المعنيين عند المشكّك جاز انتسابه إليهما في الوضع بحسب الظاهر عنده، فاحترز عنه بزيادة معا احتياطا، ولذا قيل: إنه للاحتراز عن المشترك معنى كالمتواطئ والمشكّك.
وقولهم على سبيل البدل احتراز عن الموضوع لمجموع المعنيين أو أكثر من حيث المجموع، وعن المتواطئ، لكن بحسب الظاهر لأن المتواطئ يحمل على أفراده بطريق الحقيقة فيظنّ أنه موضوع لها. وقولهم من غير ترجيح احتراز عن اللفظ بالقياس إلى معنييه الحقيقي والمجازي، فإنه بهذا الاعتبار لا يسمّى مشتركا؛ وهذا الاحتراز إنما هو على تقدير أن يقال بأن في المجاز وضعا أيضا، هكذا يستفاد من العضدي وحواشيه.
وبالجملة فالمنقول مطلقا ليس مشتركا لأنه لا بدّ أن يكون في أحد معنييه حقيقة وفي الآخر مجازا، ولزم من هذا أن يكون المعنيان بنوع واحد من الواضع حتى لو كان أحدهما بوضع اللغة والآخر بوضع الشرع، مثلا كالصلاة لا يسمّى مشتركا، وقد صرّح بهذا في بعض حواشي الإرشاد أيضا. وفي بديع الميزان وضع المشترك لمعنيين فصاعدا لا يلزم أن يكون من لغة واحدة، بل يجوز أن يكون من لغة واحدة كالعين للباصرة والجارية والذهب وغيرها، أو من لغات مختلفة مثل بئر فإنه في العربية بمعنى چاه وفي الهندية برادر انتهى.
وقيل المشترك هو اللفظ الموضوع لحقيقتين مختلفتين أو أكثر وضعا أوّلا من حيث أنهما مختلفتان. فاحترز بالموضوع لحقيقتين عن الأسماء المفردة. وبقوله وضعا أولا عن المنقول وبالقيد الأخير عن المشترك معنى انتهى.
وإطلاق اللفظ وعدم تقييده بالمفرد لا يبعد أن يكون إشارة إلى عدم اختصاصه بالمفرد.

فائدة:
اختلف في أن المشترك واقع في اللغة أم لا، وقد يقال المشترك إمّا أن يجب وقوعه، أو يمتنع، أو يمكن، وحينئذ إمّا أن يكون واقعا أو لا، فهي أربعة احتمالات عقلية. وقد ذهبت إلى كلّ منها طائفة، إلّا أنّ مرجعها إلى اثنين إذ لا يتصوّر هاهنا وجوب ولا امتناع بالذات، بل بالغير، فهما راجعان إلى الإمكان. فالواجب هو الممكن الواقع والممتنع هو الممكن الغير الواقع، والصحيح أنه واقع. واختلف أيضا في وقوعه في القرآن والأصح أنه قد وقع، ودلائل الفرق تطلب من العضدي وحواشيه.
اعلم أنّ في المشترك اختلافات كثيرة.

الاختلاف الأول: في إمكانه، قال البعض:
وقوع الاشتراك ليس بممكن لأنّ المقصود من وضع الألفاظ فهم المعاني، وإذا وضع لمعان كثيرة فلا يفهم واحد منها عند خفاء القرينة وإلّا يلزم الترجيح بلا مرجّح، وفهم الجميع يستلزم ملاحظة النفس وتوجّهها إلى أشياء كثيرة بالتفصيل عند زمان الإطلاق، لأن ملاحظة المعاني بالأوضاع المتعددة المفصّلة لا بدّ أن تكون على التفصيل، وهذا باطل لما تقرّر في موضعه. وأجيب عنه بأنّ المقصود قد يكون الإجمال دون التفصيل، وقد يكون في التفصيل مفسدة، وفي الإجمال رفع الفساد كما قال الصدّيق الأكبر عند ذهاب رسول الله في وقت الهجرة من مكة إلى المدينة، حين سأله بعض الكفار عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بقوله: من هذا قدّامك؟ فقال الصدّيق: رجل هادينا. فالتفصيل هاهنا كان موجبا للفساد العظيم فالأصح أنه ممكن لعدم امتناع وضع اللفظ الواحد لمعان متعددة مختلفة بأوضاع متعددة.
وقد يجاب بأنه يفهم واحد من المعاني، ولا يلزم الترجيح بلا مرجّح لجواز أن يكون بين بعض المعاني والذهن مناسبة ينتقل الذهن من اللفظ إليه أو يكون بعضها مناسبا للفظ بحيث يتبادر الذهن بسبب تلك المناسبة إليه، أو يكون بعضها مشهورا بحيث يتسارع الذهن بسبب الشهرة إليه، أو تكون القرينة مرجّحة لبعض المعاني على الآخر.
والاختلاف الثاني في وقوع الاشتراك في اللغة، قال البعض: ليس بواقع، لأنّ وقوعه يوجب الإجمال والإبهام وهو مخلّ للاستعمال إذا لم يبيّن. وأمّا إذا بيّن المراد فالبيان هو الكافي للمقصود، ولا حاجة إلى غيره، فيلزم اللغو في وقوع المشترك ولأن الواضع إن كان هو الله تعالى فهو متعال عن اللغو والعبث، وإن كان غيره تعالى فلا بدّ لصدور الوضع من علّة غائية لأنّ الفعل الاختياري لا بدّ له من علّة غائية كما تقرر في موضعه. وأجيب بأنّ الإجمال والإبهام قد يكون مقصودا في الاستعمال كما عرفت، ومثل أن يريد المتكلّم إفهام مقصوده للمخاطب المعيّن وإخفاءه عن غيره، فيتكلّم بلفظ مشترك يفهم المخاطب مراده منه بسبب كونه معهودا بينهما من قبل، أو بسبب قرينة خفيّة بحيث يفهم المخاطب دون غيره؛ والمبيّن قد يكون أبلغ من البيان وحده، وقد يحدث من اجتماعهما لطافة في الكلام لا يحصل من البيان وحده، وغير ذلك من الفوائد.
وأجيب بأن الواضع إذا كان الله تعالى فقد يكون المقصود منه ابتلاء العلماء الراسخين، وقد يكون المقصود منه توسيع المفاهيم بالنظر إلى جماعة العلماء المجتهدين، وقد يكون المقصود تشويق المخاطبين إلى فهم المراد حتى إذا ادركوه بعد التأمل وجدوه لذيذا لأن حصول المطلوب بعد الطلب والتعب يكون ألذ من المنساق بلا تعب وبغير نصب. وإن كان الواضع غيره تعالى فالمقصود قد يكون واحدا من تلك الأغراض وقد يكون غيرها مثل إخفاء المراد من غير المخاطب، ومثل اختبار ذهن المخاطب هل يفهم بالقرائن أم لا، أو اختيار مقدار فهم المخاطب هل يدرك بالقرائن الخفية أم لا، وغيرها من الأغراض. وقد يكون الواضع متعددا، فشخص وضع لفظا لمعنى واحد ثم شخص آخر وضعه لمعنى آخر كما في الأعلام المشتركة، فالأصح أن المشترك واقع في اللغة.
والاختلاف الثالث في كون الاشتراك بين الضّدّين، يعني اختلف بعد تسليم إمكانه ووقوعه في أنه هل هو واقع بين الضّدّين بحيث يكون لفظ واحد مشتركا بين معان متضادة متباينة.
فقال بعضهم ليس بواقع لأن الاشتراك يقتضي التوحّد، والتضادّ يقتضي التباين، وبينهما منافاة، فلا يكون واقعا. وأجيب بأنّ التوحّد والتباين ليسا من جهة واحدة ليلزم الــمنافاة، لأن الأول من جهة اللفظ والثاني من جهة المعاني، فلا منافاة حينئذ لاختلاف المحل، فالأصح أنه واقع بين الضّدّين كالقرء للحيض والطّهر.
الاختلاف الرابع في عموم المشترك يعني بعد تسليم إمكانه ووقوعه وتحقّقه بين الضّدّين.
اختلف في عموم المشترك بأن يراد بلفظ المشترك أكثر من معنى واحد معا أو لا. الأول مذهب الشافعي والثاني مذهب الإمام الأعظم.
ثم بعد كون المشترك عاما اختلف في أن إرادة العموم على سبيل الحقيقة أو المجاز. فذهبت طائفة منهم إلى أنه حقيقة لأن كلا من معانيه موضوع له فكان مستعملا في الموضوع له، وهذا هو الحقيقة. وقال الآخرون منهم إنه مجاز وأن لفظ المشترك ليس بموضوع لمجموع المعنيين، وإلّا لما كان استعماله في أحدهما على سبيل الانفراد حقيقة، ضرورة أنّه لا يكون نفس الموضوع له بل جزؤه، واللازم باطل بالاتفاق فثبت أنه ليس بموضوع للمجموع، فلم يكن حقيقة. واستدل الشافعي على إرادة العموم من المشترك بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً الخ بأنّ الصلاة مشتركة بين الرحمة والاستغفار والدعاء. وفي الآية الرحمة والاستغفار كلاهما مرادان من لفظ واحد وهو يصلّون، لأن الصلاة من الله رحمة ومن الملائكة استغفار. والجواب عن هذا الاستدلال أنّ الآية سيقت لإيجاب اقتداء المؤمنين بالله وملائكته، ولا يصحّ ذلك إلّا بأخذ معنى عام شامل للكل وهو الاعتناء بشأنه صلى الله عليه وسلم، فيكون المعنى: الله وملائكته يعتنون بشأن النبي يا أيها المؤمنون اعتنوا أنتم أيضا بشأنه، وذلك الاعتناء من الله رحمة ومن الملائكة استغفار ومن المؤمنين دعاء. فالصلاة هاهنا لمعنى الاعتناء سواء كان حقيقة أو مجازا، وهو مفهوم واحد ومعنى عام، لكن يختلف باختلاف المحال فكانت لها أفراد مختلفة بحسب اختلاف نسبة الصلاة إليها. وعند الإمام لا يجوز استعمال المشترك في أكثر من معنى واحد لا حقيقة لما مرّ، ولأن الوضع تخصيص اللفظ للمعنى، فكلّ وضع في المشترك يوجب أن لا يراد به إلّا هذا المعنى الموضوع له، ويوجب أن يكون هذا المعنى تمام الموضوع له. فإرادة المعنى الآخر ينافي الوضع للمعنى الأول، فلا يكون استعماله في كلا المعنيين بالوضع، فلم يكن حقيقة ولا مجازا لأنه إذا استعمل في أكثر من معنى واحد فقد استعمل في الموضوع له وغير الموضوع له أيضا، لأنّ كل واحد من المعنيين موضوع له باعتبار وضع اللفظ لذلك المعنى، وغير الموضوع له باعتبار وضعه للمعنى الآخر، فلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز، وهو لا يجوز عند الإمام الأعظم، فبطل استعمال المشترك في أكثر من معنى واحد. هذا خلاصة ما في التوضيح والتلويح وحاشية المبين والحسن على السلّم.

فائدة:
إذا دار اللفظ بين أن يكون مشتركا أو مجازا كالنّكاح، فإنه يحتمل أن يكون حقيقة في الوطء مجازا في العقد، وأنه مشترك بينهما، فليحمل على المجاز لأنه أقرب.

فائدة:
جوّز الشافعي وأبو بكر الباقلاني وبعض المعتزلة كالجبائي وعبد الجبار وغيرهم أن يراد بالمشترك كلّ واحد من معنييه أو معانيه بطريق الحقيقة إذا صحّ الجمع بينهما، كاستعمال العين في الباصرة والشمس، لا كاستعمال القرء في الحيض والطهر معا، إلّا أنّ عند الشافعي وأبي بكر متى تجرد المشترك عن القرائن الصارفة إلى أحد معنييه أو معانيه وجب حمله على جميع المعاني كسائر الألفاظ العامة، وعند الباقين لا يجب، فصار العام عندهم قسمين:
قسم متفق الحقيقة وقسم مختلفها، وعند بعض المتأخرين يجوز إطلاقه عليهما مجازا حقيقة.
وعند الحنفية وبعض المحققين وجميع أهل اللغة وأبي هاشم وأبي عبد الله البصري يصح ذلك لا حقيقة ولا مجازا.

زائد الثّقة

زائد الثّقة:
[في الانكليزية] Strange or superfluous Hadith
[ في الفرنسية] Hadith superflu ou etrange
عند المحدّثين ثلاثة أقسام. الأول حديث يقع مخالفا لما رواه سائر الثّقات، وحكمه الرّدّ كالشاذ. والثاني ما لا يكون منافيا لما رووه بأن يكون زائدا لا منافاة له مع ما رووه، وهو مقبول بالاتفاق. والثالث ما يتوسّط بينهما أي يكون فيه قليل مخالفة يكون ما رووه عامّا، وذلك خاصّا كحديث «جعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا» فإنّه قد روي جعلت تربتها لنا طهورا، وهو مشابه للأوّل من حيث خروج الحجر والرمل، ومشابه للثاني من حيث عدم الــمنافاة. ونقل الخطيب عن الجمهور قبول الزيادة من الثقة مطلقا، سواء كان الزائد والناقص من شخص واحد أم لا. وقيل بل مردودة مطلقا. وقيل مردودة منه ومقبولة من غيره، والأوّل هو الصحيح إذا أسنده وأرسلوه، أو وصله وقطعوه أو رفعه ووقفوه فهو كالزيادة، هكذا في خلاصة الخلاصة والإرشاد الساري.

التَّصَوُّر والتصديق

التَّصَوُّر والتصديق: وَإِنَّمَا قدمنَا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق لِأَن التَّصَوُّر إِمَّا شَرط التَّصْدِيق أَو شطره أَي جزءه. وَالشّرط والشطر مقدمان طبعا على الْمَشْرُوط وَالْكل بِالضَّرُورَةِ فقدمنا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق وَصفا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّصَوُّر يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على أَمريْن. أَحدهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مُطلقًا والتصور بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الْمُطلق والتصور لَا بِشَرْط شَيْء. وَثَانِيهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَهَذَا التَّصَوُّر قسم الْعلم فَيكون قسما للتصور بِالْمَعْنَى الأول أَيْضا وقسيما للتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الساذج وتصور فَقَط والتصور بِشَرْط لَا شَيْء. وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن مورد الْقِسْمَة هُوَ التَّصَوُّر بِالْمَعْنَى الأول. وَقَالَ الْمُحَقق الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فسر التَّصَوُّر بِأُمُور. أَحدهَا: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم. وَثَانِيها: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ اعْتِبَار عدم الحكم. وَثَانِيهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ عدم اعْتِبَار الحكم. وَهُوَ بِهَذَا التَّفْسِير أَعم مِنْهُ بالتفسير الثَّانِي لِأَنَّهُ جَازَ أَن يكون مَعَ الحكم. وأخص مِنْهُ بالتفسير الأول لِأَن الأول جَازَ أَن يكون مَعَ اعْتِبَار الحكم انْتهى. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْحَوَاشِي الجلالية على التَّهْذِيب التَّصَوُّر عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: الأول: مَعَ عدم اعْتِبَار الإذعان وَالثَّانِي: مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَالْأول أَعم من الثَّانِي بِحَسب الْمَفْهُوم دون التحقق لِأَن الْعلم التصديقي هُوَ الْعلم المتكيف بالكيفية الإذعانية لَا يُمكن فِيهِ عدم اعْتِبَار الإذعان وَلَا اعْتِبَار عدم الإذعان. وَغير الْعلم التصديقي يُمكن فِيهِ كل مِنْهُمَا انْتهى.

وللتصديق فِي اللُّغَة ثَلَاثَة معَان: الأول: هُوَ الإذعان بِصدق الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن معنى الْقَضِيَّة مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست دانستن وصادق دانستن) ، وَالثَّانِي: الإذعان بِمَعْنى الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع فِي الْوَاقِع أَو مسلوب عَنهُ كَذَلِك ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن وباوركردن) وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ التَّصْدِيق المنطقي. من هَا هُنَا قد اشْتهر فِيمَا بَينهم أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ بِعَيْنِه هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ، وَالثَّالِث: عبارَة عَن التَّصْدِيق بِأَن الْقَائِل مخبر عَن كَلَام مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست كو داشتن وَحقّ كو دانستن) .
وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمَعْنى الأول مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَضِيَّة وَالثَّالِث مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَائِل فَإِن قيل بَين هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَي قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ وَبَين قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق الأول والتصديق اللّغَوِيّ تَصْدِيق ثَان مُنَافَاة لِأَن القَوْل الأول يدل على العينية وَالْقَوْل الثَّانِي على الْمُغَايرَة والأولوية والثانوية لَا يتصوران إِلَّا فِي المتغايرين قُلْنَا تنْدَفع الْــمُنَافَاة مِمَّا ذكرنَا من الْمعَانِي الثَّلَاثَة للتصديق فَإِن المُرَاد بالتصديق اللّغَوِيّ فِي القَوْل الأول هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَقد عرفت أَنه هُوَ التَّصْدِيق المنطقي وعينه. وَهَذَا التَّصْدِيق أَي التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي مقدم على التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول أَي يحصل قبل حُصُوله كَمَا لَا يخفى. فَالْحَاصِل أَن التَّصْدِيق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ عين التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق بِالْمَعْنَى الثَّانِي والتصديق الَّذِي مَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَان أَي مُتَأَخّر هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول.
ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي بساطة التَّصْدِيق وتركبه. والحكماء ذَهَبُوا إِلَى بساطته وفسروه بالحكم أَي الاذعان بِالنِّسْبَةِ التَّامَّة الخبرية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. أَو الإذعان بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع أَو مسلوب عَنهُ فِي الْوَاقِع كَمَا هُوَ تَحْقِيق الزَّاهِد. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن الحكم بِاعْتِبَار حُصُوله فِي الذِّهْن تصور بِالْمَعْنَى الأول ولخصوصية كَونه حكما يُسمى تَصْدِيقًا وَسَيَجِيءُ توضيح هَذَا الْإِجْمَال فِي ذيل هَذَا الْمقَال أَو الاذعان بِنِسْبَة الِاتِّصَال واللااتصال وبنسبة الِانْفِصَال واللاانفصال. وَالْإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله ذهب إِلَى أَنه مركب عبارَة عَن مَجْمُوع تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَبِه وَالْحكم لما صرح بِهِ فِي الملخص. وَقيل إِن أول من نسب تركيب التَّصْدِيق إِلَى الإِمَام هُوَ الكاتبي فِي شرح الملخص حَيْثُ حمل عبارَة الملخص على ظَاهرهَا فَصَارَ كسخاوة حَاتِم وشجاعة رستم وَإِلَّا فعبارات الإِمَام فِي سَائِر كتبه نَص على أَن التَّصْدِيق نفس الحكم على مَا عَلَيْهِ الْحُكَمَاء. وَقَالَ القَاضِي سراج الدّين الأرموي فِي الْمطَالع الْعلم إِمَّا تصور إِن كَانَ إدراكا ساذجا وَإِمَّا تَصْدِيق إِن كَانَ مَعَ حكم بِنَفْي أَو إِثْبَات وَقَالَ صَاحب الْكَشْف فِي كتاب الْبَيَان التَّصَوُّر إِدْرَاك الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ مَقْطُوع النّظر عَن كَونه خَالِيا عَن الحكم بِهِ أَو عَلَيْهِ بِإِيجَاب أَو سلب والمنظور إِلَيْهِ مَعَ أَحدهمَا هُوَ التَّصْدِيق. وَفِي ميزَان الْمنطق الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَإِمَّا تَصْدِيق وَهُوَ تصور مَعَه حكم. وَفِي الشمسية الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَإِمَّا تصور مَعَه حكم وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق. وَهَكَذَا قسمه الطوسي فِي تَجْرِيد الْمِيزَان.
وَلَا يخفى أَن هَذِه التفاسير للتصديق لَا تنطبق على شَيْء من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام. أما الأول: فلامتناع معية الشَّيْء بِنَفسِهِ. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم لما كَانَ سَابِقًا على الْمَجْمُوع بِحكم الْجُزْئِيَّة لم يكن مَعَه للتضاد بَين التَّقَدُّم والمعية.
وَأَنت خَبِير بِمَا فِيهِ من منع التضاد لجَوَاز أَن تكون معية زمانية وَهِي لَا تنَافِي التَّقَدُّم الذاتي كَمَا هُوَ شَأْن الْجُزْء مَعَ الْكل. نعم مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية يُسْتَفَاد مِنْهُ دَلِيل قَاطع على عدم انطباق هَذِه التفاسير على مَذْهَب الإِمَام وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَليرْجع إِلَيْهِ. وَيفهم مِمَّا قَالَ الْعَلامَة الْأَصْفَهَانِي فِي شرح الْمطَالع والطوالع أَن هَذِه التفاسير مَبْنِيَّة على مَذْهَب ثَالِث مستحدث مِنْهُم فِي التَّصْدِيق وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح. ومحصل كَلَامه أَن حَقِيقَة التَّصْدِيق هِيَ مَا يكون الحكم لاحقا بِهِ عارضا لَهُ وَهُوَ مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة من حَيْثُ إِنَّه ملحوق ومعروض للْحكم المرادف للتصديق فتسمية المعروض بالتصديق من بَاب إِجْرَاء الْعَارِض على المعروض وَمَا عدا ذَلِك تصور ساذج وَحِينَئِذٍ لَا يلْزم أَن يكون تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَحده أَو تصور الْمَحْكُوم بِهِ وَحده وَلَا مجموعهما مَعًا وَحدهمَا تَصْدِيقًا لَكِن يلْزم أَن يكون إِدْرَاك النِّسْبَة وَحده تَصْدِيقًا لِأَن الحكم عَارض لَهُ حَقِيقَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَإِن قلت إِن المُرَاد من التَّصَوُّر المعروض للْحكم مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة كَمَا مر وَالْحكم وَإِن كَانَ عارضا للنسبة حَقِيقَة لكنه بِوَاسِطَة قِيَامهَا بالطرفين عَارض للمجموع فَإِن عرُوض أَمر بِجُزْء يسْتَلْزم عروضه للْكُلّ قُلْنَا لَا دلَالَة للتصور على التَّعَدُّد فضلا عَن أَن يكون دَالا على مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة. وَأما تَقْسِيم صَاحب الشمسية فَلَا ينطبق على مَذْهَب الْحُكَمَاء بِالضَّرُورَةِ وَلَا على مَذْهَب الإِمَام لما ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة.
وَاعْلَم أَن السَّيِّد السَّنَد قدس سره قَالَ فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ أَي التَّصْدِيق عبارَة عَن الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُمَا كَمَا صرح بِهِ أَي بقوله وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم بل مركبا من أحد قسميه مَعَ أَمر آخر مُقَارن لَهُ أَعنِي الحكم وَذَلِكَ بَاطِل انْتهى قَوْله لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم لِأَن الحكم على هَذَا التَّقْسِيم فعل فَلَا يكون التَّصْدِيق الْمركب مِنْهُ وَمن الْعلم علما وَذَلِكَ بَاطِل لاتفاقهم على أَن التَّصْدِيق قسم من الْعلم وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي حَقِيقَته فَلَا يَصح التَّقْسِيم فضلا عَن الانطباق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية - أَقُول إِن الحكم عِنْد الإِمَام علم وَإِدْرَاك لَا فعل كَمَا سَيَجِيءُ فتقسيم صَاحب الشمسية منطبق على مَذْهَب الإِمَام. فَإِن قلت أَي مَذْهَب من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام حق قُلْنَا الْمَذْهَب الْحق هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء كَمَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره هَذَا هُوَ الْحق لِأَن تَقْسِيم الْعلم إِلَى هذَيْن الْقسمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ لامتياز كل وَاحِد مِنْهُمَا من الآخر بطرِيق خَاص يستحصل بِهِ.
ثمَّ إِن الْإِدْرَاك الْمُسَمّى بالحكم ينْفَرد بطرِيق خَاص يُوصل إِلَيْهِ وَهُوَ الْحجَّة المنقسمة إِلَى أقسامها. وَمَا عدا هَذَا الْإِدْرَاك لَهُ طَرِيق وَاحِد وَهُوَ القَوْل الشَّارِح فتصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وتصور الْمَحْكُوم بِهِ وتصور النِّسْبَة الْحكمِيَّة يُشَارك سَائِر التصورات فِي الاستحصال بالْقَوْل الشَّارِح فَلَا فَائِدَة فِي ضمهَا إِلَى الحكم وَجعل الْمَجْمُوع قسما وَاحِدًا من الْعلم مُسَمّى بالتصديق. لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَيْسَ لَهُ طَرِيق خَاص فَمن لاحظ مَقْصُود الْفَنّ أَعنِي بَيَان الطّرق الموصلة إِلَى الْعلم لم يلتبس عَلَيْهِ أَن الْوَاجِب فِي تقسيمه مُلَاحظَة الامتياز فِي الطّرق فَيكون الحكم أحد قسميه الْمُسَمّى بالتصديق لكنه مَشْرُوط فِي وجوده ضمه إِلَى أُمُور مُتعَدِّدَة من أَفْرَاد الْقسم الآخر انْتهى. فَإِن قيل إِن الحكم عِنْد الإِمَام فعل من أَفعَال النَّفس لَا علم وَإِدْرَاك فَكيف يكون الْمَجْمُوع الْمركب من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم قسما من الْعلم فَإِن تركيب التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ قسم الْعلم من الْعلم وَغَيره محَال قُلْنَا الحكم عِنْد الإِمَام إِدْرَاك قطعا وَمَا اشْتهر أَنه فعل عِنْده غلط نَشأ من اشْتِرَاك لفظ الحكم بَين الْمَعْنى الاصطلاحي وَهُوَ الإذعان وَبَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ وَهُوَ ضم أحد المفهومين إِلَى الآخر وَالضَّم فعل من أَفعَال النَّفس فَمن قَالَ إِن الحكم عِنْده فعل والتصديق عبارَة عَن مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فقد افترى عَلَيْهِ بهتانا عَظِيما.
نعم يرد على الإِمَام اعْتِرَاض من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يلْزم قلب الْمَوْضُوع لاستلزامه أَن يكون التَّصْدِيق مكتسبا من القَوْل الشَّارِح والتصور من الْحجَّة وَالْأَمر بِالْعَكْسِ أما الأول فَلِأَن التَّصْدِيق عِنْده هُوَ الْمَجْمُوع من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فَلَو كَانَ الحكم الَّذِي هُوَ جزؤه بديهيا غَنِيا عَن الِاكْتِسَاب وَيكون تصور أحد طَرفَيْهِ كسبيا كَانَ ذَلِك الْمَجْمُوع كسبيا. فَإِن احْتِيَاج الْجُزْء إِلَى الشَّيْء يسْتَلْزم احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يكون اكتسابه من القَوْل الشَّارِح. وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن التصورات كلهَا عِنْده بديهية فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون تصور أحد الطَّرفَيْنِ عِنْده كسبيا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم عِنْده إِدْرَاك وَلَيْسَ هُوَ وَحده تَصْدِيقًا عِنْده بل الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُ وَمن التصورات الثَّلَاثَة فَلَا بُد أَن يكون تصورا فَإِذا كَانَ كسبيان يكون اكتسابه من الْحجَّة فَيلْزم اكْتِسَاب التَّصَوُّر من الْحجَّة وَهُوَ مُمْتَنع لما سَيَجِيءُ فِي مَوْضُوع الْمنطق إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِلَّا أَن يُقَال إِن الإِمَام جَازَ أَن يكون مُلْتَزما أَن يكون بعض التصورات أَعنِي الحكم مكتسبا من الْحجَّة فَهُوَ لَيْسَ بمعتقد بِمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن التَّصَوُّر مكتسب من القَوْل الشَّارِح فَقَط والتصديق من الْحجَّة فَحسب. والاعتراض بِالْوَجْهِ الثَّانِي أَن الْوحدَة مُعْتَبرَة فِي الْمقسم كَمَا ذكرنَا فِي جَامع الغموض شرح الكافية فِي شرح اللَّفْظ كَيفَ لَا وَإِن لم يُقيد بهَا لم ينْحَصر كل مقسم فِي أقسامه فَإِن مَجْمُوع الْقسمَيْنِ قسم ثَالِث للمطلق. فالتصديق الَّذِي هُوَ عبارَة عَن الادراكات الَّتِي هِيَ عُلُوم مُتعَدِّدَة لَا ينْدَرج تَحت الْعلم الْوَاحِد الَّذِي جعل مقسمًا. وَالْجَوَاب أَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي نَفسه وَإِن كَانَت علوما مُتعَدِّدَة لَكِن لَهَا نوع وحدة فَلَا بَأْس باندراجها بِحَسب تِلْكَ الْوحدَة تَحت الْعلم مَعَ أَن التَّرْكِيب بِدُونِ اعْتِبَار الْوحدَة مُمْتَنع وَمن سوى الْحُكَمَاء قَائِل بتركيب التَّصْدِيق فَلهُ وحدة بحسبها مندرج تَحت الْعلم فَلَا إِشْكَال. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَاشِيَة الرسَالَة أَقُول يرد على الإِمَام أَن أَجزَاء التَّصْدِيق يجب أَن تكون علوما تصورية لِأَن الْعلم منحصر فِي التَّصَوُّر والتصديق وجزء التَّصْدِيق لَا يُمكن أَن يكون شَيْئا غير الْعلم أَو علما تصديقيا غير التصوري وَلَا شكّ أَن التصورات كلهَا بديهيات عِنْده وَمن الضروريات أَنه إِذا حصل جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء بالبداهة يحصل ذَلِك الشَّيْء بالبداهة فَيلْزم أَن يكون التصديقات أَيْضا كلهَا بديهية مَعَ أَنه لَا يَقُول بذلك انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش المُرَاد بِالْجَمِيعِ الْكل الإفرادي فَلَا يرد أَن جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء هُوَ بِعَيْنِه ذَلِك الشَّيْء فَيرجع الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا حصل ذَلِك الشَّيْء يحصل ذَلِك الشَّيْء. ثمَّ حُصُول كل وَاحِد من الْأَجْزَاء بِأَيّ نَحْو كَانَ مُسْتَلْزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا لم يعْتَبر مَعَه الْهَيْئَة الاجتماعية وحصوله بطرِيق البداهة لَيْسَ بمستلزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا اعْتبر مَعَه تِلْكَ الْهَيْئَة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قاطبة بعد اتِّفَاقهم على أَن التَّصْدِيق بسيط عبارَة عَن الاذعان وَالْحكم فَقَط اخْتلفُوا فِي أَن مُتَعَلق الاذعان إِمَّا النِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية. أَو مُتَعَلقَة وُقُوع النِّسْبَة الثبوتية التقييدية أَولا وُقُوعهَا يَعْنِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة فَاخْتَارَ المتقدمون مِنْهُم الأول وَقَالُوا بِتَثْلِيث أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية وَهَذَا هُوَ الْحق إِذْ لَا يفهم من زيد قَائِم مثلا إِلَّا نِسْبَة وَاحِدَة وَلَا يحْتَاج فِي عقده إِلَى نِسْبَة أُخْرَى. والتصديق عِنْدهم نوع آخر من الْإِدْرَاك مغائر للتصور مُغَايرَة ذاتية لَا بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَذهب الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُم إِلَى الثَّانِي وَقَالُوا بتربيع أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة التقييدية ثبوتية أَو سلبية الَّتِي سَموهَا بِالنِّسْبَةِ الْحكمِيَّة. وَالرَّابِع النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية وَهِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَالَّذِي حملهمْ على ذَلِك أَنهم ظنُّوا أَنه لَو جعلُوا مُتَعَلق الْإِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة لَا أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة لدخل الشَّك وَالوهم والتخييل فِي التَّصْدِيق لِأَنَّهَا أَيْضا إِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة ففرقوا بَين التَّصَوُّر والتصديق بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق وازدادوا جُزْءا رَابِعا وجعلوه مُتَعَلق الْإِدْرَاك. وَزَعَمُوا أَن الشَّك وَكَذَا الْوَهم والتخييل لَيْسَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة وَلَكِن لم يتنبهوا أَن الشَّك أَيْضا إِدْرَاك الْوُقُوع أَو اللاوقوع لَكِن لَا على سَبِيل التَّسْلِيم والإذعان فَلم يَنْفَعهُمْ الازدياد بل زَاد الْفساد بِخُرُوج التصديقات الشّرطِيَّة فَإِن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة نِسْبَة حملية وَالنِّسْبَة فِي الشرطيات هِيَ نِسْبَة الِاتِّصَال واللاتصال والانفصال واللاانفصال. وَأَيْضًا يتَوَهَّم مِنْهُ أَن مَفْهُوم أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة مُعْتَبر فِي معنى الْقَضِيَّة وَالْأَمر لَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْمُعْتَبر فِيهِ نِسْبَة بسيطة يصدق عَلَيْهَا هَذِه الْعبارَة المفصلة إِلَّا أَن يُقَال لَيْسَ مقصودهم إِثْبَات النسبتين المتغائرتين حَقِيقَة بل أَن النِّسْبَة الْوَاحِدَة الَّتِي هِيَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية إِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول يتَعَلَّق بِهِ الشَّك وأخواه. وَإِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة يتَعَلَّق بهَا التَّصْدِيق وَيُشِير إِلَى هَذَا مَا فِي شرح الْمطَالع من أَن أَجزَاء الْقَضِيَّة عِنْد التَّفْصِيل أَرْبَعَة فَافْهَم. وَمَا ذكرنَا من أَن مُتَعَلق الإذعان وَالْحكم هُوَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية هُوَ الْمَشْهُور وَمذهب الْجُمْهُور وَأما الزَّاهِد فَلَا يَقُول بِهِ فَإِنَّهُ قَالَ إِن التَّصْدِيق أَي الاذعان وَالْحكم يتَعَلَّق أَولا وبالذات بالموضوع والمحمول حَال كَون النِّسْبَة رابطة بَينهمَا وَثَانِيا وبالعرض بِالنِّسْبَةِ لِأَن النِّسْبَة معنى حرفي لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ. أَقُول نعم إِن النِّسْبَة من حَيْثُ إِنَّهَا رابطة فِي الْقَضِيَّة لَا يُمكن أَن تلاحظ قصدا وبالذات لِأَنَّهَا معنى حرفي فَلَا يُمكن تعلق الاذعان والتصديق بهَا بجعلها مَوْضُوعا ومحكوما عَلَيْهَا أَو بهَا بالاذعان والتصديق لَكِن لَا نسلم أَن تعلقهما بهَا مُطلقًا مَوْقُوف على ملاحظتها قصدا وبالذات فَقَوله لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَا يَصح.
وتوضيحه أَن الْمَعْنى مَا لم يُلَاحظ قصدا وبالذات لَا يُمكن جعله مَحْكُومًا عَلَيْهِ أَو بِهِ بِنَاء على أَن النَّفس مجبولة على أَنَّهَا مَا لم تلاحظ الشَّيْء كَذَلِك لَا تقدر على أَن تحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ كَمَا يشْهد بِهِ الوجدان وَالْمعْنَى الْحر فِي لَا يُمكن أَن يُلَاحظ كَذَلِك فَلَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ فَتعلق الاذعان وَالْحكم بِهِ مُمْتَنع.
وَأما عرُوض الْعَوَارِض بِحَسب الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر للمعنى الْحرفِي الملحوظ تبعا وَمن حَيْثُ إِنَّه آلَة لملاحظة الطَّرفَيْنِ فَلَيْسَ بممتنع. أَلا ترى أَن الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ مَدْلُول كلمة من إِذا لوحظ فِي أَي تركيب يعرض لَهُ الْوُجُود والإمكان والاحتياج إِلَى الطَّرفَيْنِ وَالْقِيَام بهما وَنَحْوهَا لَا على وَجه الحكم بل على وَجه مُجَرّد الْقيام وَالْعرُوض وَهَذَا لَيْسَ بممتنع والإذعان من هَذَا الْقَبِيل فَيجوز أَن يتَعَلَّق بِالنِّسْبَةِ الملحوظة فِي الْقَضِيَّة تبعا على وَجه الْعرُوض لَكِن أَيهَا القَاضِي العَاصِي لَا تبطل حق القَاضِي الزَّاهِد وَلَا تتْرك الانصاف وَإِن امْتَلَأَ أَحْمد نكر من الْجور والاعتساف وَلَا تقس عرُوض الاذعان للنسبة على عرُوض الْوُجُود والإمكان فَإِنَّهُ قِيَاس مَعَ الْفَارِق فَإِن الاذعان لكَونه أمرا اختياريا مُكَلّفا بِهِ قصديا بِدَلِيل التَّكْلِيف بِالْإِيمَان لَا يُمكن عروضه وتعلقه بالمذعن بِهِ إِلَّا بعد تعلقه وملاحظته قصدا وبالذات بِخِلَاف الْوُجُود والإمكان وَنَحْوهمَا فَإِن عروضها لشَيْء لَيْسَ بموقوف على قصد قَاصد كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة الثَّالِث مَا هُوَ يَبْدُو فِي أول النّظر وَيظْهر فِي بادئ الرَّأْي من أَن التَّصْدِيق هُوَ الْكَيْفِيَّة الإدراكية. وَمَا يَقْتَضِيهِ النّظر الدَّقِيق. ويلوح مِمَّا أَفَادَهُ أهل التَّحْقِيق. هُوَ أَن الْكَيْفِيَّة الاذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية أَلَيْسَ إِنَّا إِذا سمعنَا قَضِيَّة وأدركناها بِتمَام أَجْزَائِهَا ثمَّ أَقَمْنَا الْبُرْهَان عَلَيْهَا لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر بل تقترن بالإدراك السَّابِق حَالَة أُخْرَى تسمى الإذعان وَالْقَبُول وَإِلَّا يلْزم أَن تكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن. وَلَا يخفى على من يرجع إِلَى وجدانه أَن الْعلم صفة يحصل مِنْهُ الانكشاف والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك بل تحصل مِنْهُ بعد الانكشاف كَيْفيَّة أُخْرَى للنَّفس وَبِذَلِك يَصح تَقْسِيم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر الساذج والتصور مَعَه التَّصْدِيق كَمَا وَقع عَن كثير من الْمُحَقِّقين انْتهى. أَقُول قَوْله: (صُورَتَانِ فِي الذِّهْن) أَي صُورَتَانِ مساويتان وَهُوَ محَال فَلَا يرد أَنه قَالَ فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف للوجود صُورَة وللعدم صُورَتَانِ فَإِن للعدم صُورَتَيْنِ إجمالية وتفصيله كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَاعْلَم أَنه يعلم من هَذَا الْمقَال أَن من قسم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر فَقَط وَإِلَى تصور مَعَه حكم أَو إِلَى تصور مَعَه تَصْدِيق مَبْنِيّ على أُمُور. أَحدهَا: أَن التَّصْدِيق وَالْحكم والإذعان أَلْفَاظ مترادفة. وَثَانِيها: أَن الْعلم منقسم إِلَى تصورين أَحدهمَا تصور ساذج أَي غير مقرون بالحكم. وَثَانِيهمَا تصور مقرون بِهِ. وَثَالِثهَا: أَن التَّصْدِيق لَيْسَ بِعلم بِنَاء على أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما. وَرَابِعهَا: أَن الْقسم الثَّانِي لما لم يَنْفَكّ عَن التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ الحكم سمي بالتصديق مجَازًا من قبيل تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يقارنه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ. ثمَّ المُرَاد بالتصور الْمُقَارن بالحكم إِمَّا الإدراكات الثَّلَاثَة فَقَط أَو إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة أَيْضا على الِاخْتِلَاف كَمَا مر. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن كَون التَّصْدِيق علما كنار على علم. وانقسام الْعلم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق من ضروريات مَذْهَب الْحُكَمَاء وَحمل إِطْلَاق التَّصْدِيق على الْقسم الثَّانِي على الْمجَاز لَا يعلم من إطلاقاتهم وَقَوله: (إِن الْكَيْفِيَّة الإذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية) إِن أَرَادَ بِهِ أَنه لَيْسَ الأولى عين الثَّانِيَة فَمُسلم لَكِن لَا يجدي نفعا مَا لم يثبت بَينهمَا مباينة. وَإِن أَرَادَ بِهِ أَن بَينهمَا مباينة بالنوع فَمَمْنُوع لِأَن الثَّانِيَة أَعم من الأولى فَإِن الأولى من أَنْوَاع الثَّانِيَة فَإِن للنَّفس من واهب الصُّور قبُول وَإِدْرَاك لَهَا قطعا تصورية أَو تصديقية. نعم إِن فِي التصورات إِدْرَاك وَقبُول لَا على وَجه الإذعان وَفِي التصديقات إِدْرَاك وَقبُول على وَجه الإذعان بِمَعْنى أَن ذَلِك الْإِدْرَاك نفس الإذعان إِذْ لَا نعني بالإذعان إِلَّا إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وقبولها كَذَلِك فَكَانَ نِسْبَة الْإِدْرَاك وَالْقَبُول المطلقين مَعَ الإذعان نِسْبَة الْعَام مَعَ الْخَاص بل نِسْبَة الْمُطلق إِلَى الْمُقَيد وَنسبَة الْجِنْس إِلَى النَّوْع وَقَوله: (لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر) مَمْنُوع إِذْ لَو أَرَادَ بالإدراك الْحَالة الإدراكية فَمَنعه ظَاهر ضَرُورَة أَن الْحَالة الإدراكية قبل إِقَامَة الْبُرْهَان كَانَت مترتبة على مَحْض تعلق التَّصَوُّر بمضمون الْقَضِيَّة شكا أَو غَيره وَبعدهَا حصلت حَالَة إدراكية أُخْرَى وَهِي إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَهِي عين الْحَالة الَّتِي يسميها حَالَة إذعانية وإذعانا وَكَذَا إِذا أَرَادَ بِهِ الصُّورَة الذهنية ضَرُورَة أَن الْمَعْلُوم كَانَ محفوفا بالعوارض الإدراكية الْغَيْر الإذعانية فَكَانَ صُورَة ثمَّ حف بعد إِقَامَة الدَّلِيل بالحالة الإدراكية الإذعانية فَكَانَ صُورَة أُخْرَى فَإِن تغاير الْعَارِض يدل على تغاير المعروض من حَيْثُ إِنَّه معروض. نعم ذَات الْمَعْلُوم من حَيْثُ هُوَ فِي الصُّورَتَيْنِ أَمر وَاحِد لم يَتَجَدَّد واستحالة أَن يكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن من جِهَتَيْنِ مَمْنُوع بل هُوَ وَاقع وَقَوله: (والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك) أَيْضا مَمْنُوع لِأَن الإذعان سَوَاء أُرِيد بِهِ صُورَة إذعانية أَو حَالَة إدراكية نوع من صُورَة إدراكية أَو حَالَة إدراكية فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من الانكشاف وَلَو ترَتّب قبل ذَلِك هُنَاكَ انكشافات عددية تصورية.
اعْلَم أَن هَا هُنَا ثَلَاث مُقَدمَات أجمع عَلَيْهَا الْمُحَقِّقُونَ وتلقوها بِالْقبُولِ والإذعان. وَلم يُنكر عَنْهَا أحد إِلَى الْآن. الأولى: أَن الْعلم والمعلوم متحدان بِالذَّاتِ. وَالثَّانيَِة: أَن التَّصَوُّر والتصديق نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ. وَالثَّالِثَة: أَنه لَا حجر فِي التصورات فَيتَعَلَّق بِكُل شَيْء حَتَّى يتَعَلَّق بِنَفسِهِ بل بنقيضه وبالتصديق أَيْضا فَيتَوَجَّه اعتراضان.

الِاعْتِرَاض الأول: أَن التَّصَوُّر والتصديق إِذا تعلقا بِشَيْء وَاحِد وَلَا امْتنَاع فِي هَذَا التَّعَلُّق بِحكم الْمُقدمَة الثَّالِثَة فَيلْزم اتحادهما نوعا بِحكم الْمُقدمَة الأولى وَاللَّازِم بَاطِل لِأَن صيرورة الشَّيْء الْوَاحِد نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين بِالذَّاتِ محَال بِالضَّرُورَةِ. وَجَوَابه أَنا لَا نسلم أَن التَّصْدِيق علم لما مر من أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما فضلا عَن أَن يكون عين الْمَعْلُوم فَيتَعَلَّق التَّصَوُّر والتصديق بِشَيْء وَاحِد وَلَا يلْزم اتحادهما لتوقفه على كَون التَّصْدِيق عين ذَلِك الشَّيْء وَهَذِه العينية مَوْقُوفَة على كَون التَّصْدِيق علما. وَإِن سلمنَا أَن التَّصْدِيق علم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فَنَقُول إِن الْمُقدمَة الأولى مَخْصُوصَة بِالْعلمِ التصوري فالعلم التصديقي لَيْسَ عين الْمُصدق بِهِ الْمَعْلُوم.

والاعتراض الثَّانِي: أَن التَّصَوُّر إِذا تعلق بالتصديق يلْزم اتحادهما فِي الْمَاهِيّة النوعية بِحكم الْمُقدمَة الأولى. وَأجِيب عَنهُ بِأَن التَّصَوُّر الْمُتَعَلّق بالتصديق تصور خَاص فاللازم هَا هُنَا هُوَ الِاتِّحَاد بَينه وَبَين التَّصْدِيق والتباين النوعي إِنَّمَا هُوَ بَين التَّصَوُّر والتصديق المطلقين. وَيُمكن الْجَواب عَنهُ بِأَن تعلق التَّصَوُّر بِكُل شَيْء لَا يسْتَلْزم تعلقه بِكُل وَجه فَيجوز أَن يمْتَنع تعلقه بِحَقِيقَة التَّصْدِيق وكنهه وَيجوز التَّعَلُّق بِاعْتِبَار وَجهه ورسمه فَإِن حَقِيقَة الْوَاجِب تَعَالَى مُمْتَنع تصَوره بالكنه وَإِنَّمَا يجوز بِالْوَجْهِ وَأَن الْمعَانِي الحرفية يمْتَنع تصورها وَحدهَا وَإِنَّمَا يجوز بعد ضم ضميمة إِلَيْهَا. وَأجَاب عَنهُ الزَّاهِد فِي حَاشِيَته على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق بقوله وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر الصائب. والفكر الثاقب. هُوَ أَن الْحَقِيقَة الإدراكية زَائِدَة على مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن كإطلاق الْكَاتِب على الْإِنْسَان كَمَا مرت إِلَيْهِ الْإِشَارَة فالتصور والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم حَقِيقَة وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن انْتهى. وَهَا هُنَا جوابات أخر تركتهَا لتردد الخاطر الفاتر بعداوة الْعدوان. وفقدان الأعوان. 

شحح

شحح: {أشحة}: جمع شحيح أي بخيل.
ش ح ح : الشُّحُّ الْبُخْلُ وَشَحَّ يَشُحُّ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَتَعِبَ فَهُوَ شَحِيحٌ وَقَوْمٌ أَشِحَّاءُ وَأَشِحَّةٌ وَتَشَاحَّ الْقَوْمُ بِالتَّضْعِيفِ إذَا شَحَّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ. 

شحح


شَحَّ
(n. ac. شَحّ
شِحّ
شُحّ)
a. Was niggardly, tenacious, covetous; diminished (
spring of water ).
شَاْحَحَ
a. [Bi & 'Ala], Showed avarice, niggardliness in..... towards.
شَحّ شِحّ
شُحّ
Avarice, niggardliness.
شَحَاْحa. Avaricious, miserly; unproductive ( ground); that yields no fire ( flint & c. );
small in quantity (water).
شَحِيْح
(pl.
أَشْحِحَة
شِحَاْح أَشْحِحَآءُ)
a. Avaricious, miserly; giving but little water (
spring ).
ش ح ح: (الشُّحُّ) الْبُخْلُ مَعَ حِرْصٍ وَقَدْ (شَحِحْتَ) بِالْكَسْرِ تَشَحُّ وَ (شَحَحْتَ) بِالْفَتْحِ تَشُحُّ وَتَشِحُّ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَرَجُلٌ (شَحِيحٌ) وَقَوْمٌ (شِحَاحٌ) بِالْكَسْرِ وَ (أَشِحَّةٌ) . وَ (تَشَاحَّ) الرَّجُلَانِ عَلَى الْأَمْرِ لَا يُرِيدَانِ أَنْ يَفُوتَهُمَا. 
ش ح ح

هو يشح بماله. وهو يشاحني بكذا. وهما يتشاحان عليه أن لا يفوتهما. وقوم شحاح وأشحة على الخير. وعن نهار الضبابيّ: أوصى فلان بكذا في صحته وشحته. ورجل شحيح وشحاح. وخطيب شحشح: ماض في خطبته.

ومن المجاز: زند شحاح: لا يرى. وإبل شحائح: قليلات الدر. وأنشد الكسائيّ:

تروح علينا ثلّة في ضروعها ... نحاء تروّى كل غاد ورائح

يوفين أرفاداً ويملأن بعدها ... أساقي ليست بالبكاء الشحائح
شحح قَالَ أَبُو عبيد: وكل ماضٍ فِي كَلَام أَو سير فَهُوَ شحشح قَالَ الْأمَوِي: الشحشح المواظب على الشَّيْء وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ الطَّائِي: [الطَّوِيل]

كأنَّ المطايا ليلةَ الخِمس عُلِّقَتْ ... بوثَّابة تنضو الرواسمَ شحشحِ ... وَقَالَ ذُو الرمة: [الطَّوِيل] لدُنْ غُدوَةٍ حتّى إِذا امتدّتِ الضُّحى ... وحثّ القَطِينَ الشَحشَحانَ المكلّفُ ...يَعْنِي الْحَادِي. ويُقَال: الشَّحْشَح هُوَ الْبَخِيل المُمسِك وَقَالَ الراجز يصف هدرَ الْبَعِير: [الرجز]

فردَّدَ الَهدْرَ وَمَا أَن شَحْشَحا
[شحح] فيه: إياكم و"الشح" هو أشد البخل، وقيل: البخل مع الحرص، وقيل: البخل في أفراد الأمور وأحادها والشح عام، وقيل: البخل في مال وهو في مال ومعروف، شح يشح شحًا فهو شحيح والاسم الشح. وح: برئ من "الشح" من أدى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة. وح: أن تتصدق وأنت صحيح "شحيح". وح: قال ابن عمر لمن قال إني شحيح: إن كان "شحك" لا يحملك على أن تأخذ ما ليس لك فليس "بشحك" بأس. وح: قال لابن مسعود: ما أعطى ما أقدر على منعه، قال: ذلك البخل و"الشح" أن تأخذ مال أخيك بغير حق. ك: ويلقى "الشح" أي غلبته وكثرته وشموله جميع الناس، فإن قيل: قد مر أنه يفيض المال حتى لا يقبله أحد! قلت: كلاهما من أشراطها لكن كل منهما في زمان - ويتم في ل. غ: واحضرت الأنفس "الشح" المرأة تشح على مكانها من زوجها والرجل يشح على المرأة بنفسه إذا كان غيرها أحب إليه. وزندح" لا يورى.
[شحح] الشُحُّ: البُخْل مَع حِرْصٍ. تقول: شَحِحْتُ بالكسر تَشَحُّ، وشَحَحْتَ أيضاً تَشُحُّ وتَشِحُّ. ورَجُلٌ شَحيحٌ وقَوْمٌ شِحاحٌ وأَشِحَّةٌ. وتَشَاحَّ الرَجُلانِ على الأمْر لا يريدان أن يَفوتَهما. وفلانٌ يُشاحُّ على فلانٍ: أي يَضِنّ به. والشَحاحُ بالفتح: الشَحيح. ويقال أيضاً أرض شَحاحٌ: لا تسيل إلا من مطر كثير. والزَنْدُ الشَحاحُ: الذي لا يوري. قال ابن هَرْمَةَ: فإنِّي وتركي ندى الاكرمين * وقد حى بكفى زنادا شحاحا والشحشح: المواظب على الشئ. ويقال: الماضي فيه، حتى يقالُ للماضي في خَطبَتِهِ، شَحْشَحٌ. قال ذو الرمة: لدن غدوة حتَّى إذا امْتَدَّتِ الضُحى * وحَثَّ القَطينَ الشَحْشَحانُ المُكَلَّفُ يعني الحادِيَ. والشَحْشَحَةُ: الطيَرانُ السريع. يقال: قَطاةٌ شَحْشَحٌ: أي سريعة. والشِحْشَحُ: الغيور، والشجاع أيضا. وشحشح البعير في هديره، وذلك إذا لم يكن خالصاً. قال الراجز :

فَرَدَّدَ الهَدْرَ وَمَا إن شحشحا
(شحح) - في الحديث: "إيّاكُم والشُّحَّ".
قال الحَرْبي: الشُّحُّ وُجوه ثلاثةٌ: -
أَحدُها: أن تأخُذَ مَال أخِيك بغْير حَقّهِ.
وعلى هذا رُوِى عن ابن عُمَر - رضي الله عنه -: "أن رَجلًا قال له: إِنّي شَحِيح. قال: إنْ كان شُحُّك لا يَحمِلُك على أن تأخُذَ ما لَيس لَكَ، فليس بشُحِّك بأّسٌ".
- وقال آخرُ لابن مَسْعود - رضي الله عنه: "ما أُعطِى ما أقْدِرُ على مَنْعِه. قال: ذَاك البُخلُ، والشُّحُّ: أن تأخذ مَالَ أخِيك بغَيْر حَقّه".
- والوَجْه الثاني: ما رُوِى عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال: "الشُّحُّ: مَنْع الزَّكاة وادِّخارُ الحَرام"
- والثالث: ما رُوِى في الحَدِيث: "أَنْ تَصدَّقَ وأَنتَ صَحِيحٌ شَحِيح تَأمُل البَقاءَ وتَخافُ الفَقْر" . - قال: والذي يَبْدأ من الوُجُوه الثلاثة ما رُوِى في الحديث: "بَرِىء من الشُّحِّ مَنْ أدَّى الزَّكاة وقَرَى الضَّيفَ وأَعطَى في النَّائِبة"
وقال غيره: "الشُحُّ أَبلغُ في المَنْع من البُخْل". والبُخْل في أفراد الأمور وخَواصّ الأَشياء، والشُّحُّ عَامٌّ وهو كالوَصْف الّلازم من قِبَل الطَّبْع والجِبِلَّة. وقيل: البُخل بالمَالِ، والشُّحُّ بالمَالِ والمَعْرُوف.
وقيل: الشَّحِيح: البَخِيلُ مع الحِرْص.
وزَنْد شَحاحٌ: لا يُورِى، وشِحَّتُه: حالته التي يَشِحّ فيها.
(ش ح ح)

الشُّح والشَّح والشِّح: البُخْل، والضمُّ أَعلَى، وَقد شَحَحْتَ تَشُحُّ وشَحِحْتِ. ورجُلٌ شَحيحٌ وشَحاحٌ من قوم أشِحَّةٍ وأشِحَّاءَ، وشِحاحٍ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أفْعِلة وأفِعلاء إِنَّمَا يَغْلبان على فَعيل اسْماً كأرْبِعةٍ وأرْبعاءَ وأخمِسة وأخمِساء، وَلكنه قد جَاءَ من الصّفة هَذا ونَحْوُه، وَقَوله تَعَالَى (أشِحَّةً على الخْيرِ) أَي خاطبوكم اشد مُخاطَبَةٍ وهم أشِحَّةٌ على المَال وَالْغنيمَة.

ونفسٌ شَحَّةٌ: شَحيحَةٌ، عَن ابْن الاعرابي وَأنْشد:

لسانُكَ مَعْسولٌ ونفسُكَ شَحَّةٌ ... وَعند الثُّرَيَّا من صديقك مالُكا

وَأَنت امْرُؤٌ خِلْطُ إِذا هِيَ أرسلتْ ... يمينُك شَيْئا أمسكَتْه شِمَالُكا

وتَشاحُّوا فِي الْأَمر وعَلَيْه: شَحَّ بِهِ بعضُهم على بعض وتبادَرُوا إِلَيْهِ حَذَرَ فَوْته. وتَشاحَّ الخصْمانِ فِي الجَدَلِ كَذَلِك، وَهُوَ مِنْهُ.

وماءٌ شَحاحٌ: نَكِدٌ غيرُ غَمْرٍ، مِنْهُ أَيْضا. انشد ثَعْلَب:

لَقِيَتْ ناقَتِي بهِ وبِلَقْفٍ ... بلَداً مُجْدِباً ومَاءً شَحَاحَا وزَنْدٌ شَحاحٌ: لَا يُورِي كَأَنَّهُ يَشُحُّ بالنارِ.

وشَحِحْتُ بك وَعَلَيْك - سَوَاءٌ -: ضَنَنْتُ على الْمثل.

وَأَرْض شَحاحٌ: تسيل من أدنى مَطْرَةٍ كَأَنَّهَا تَشُحُّ على المَاء بنفْسِها وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الشَّحاحُ: شِعابٌ صِغارُ لَو صَبَبْتَ فِي إحداهُنَّ قِرْبَةً أسالَتْهُ، وَهُوَ من الأوَّل.

والشُّحُّ: حِرْص النفْس على مَا مَلَكَتْ وبخلُها بِهِ. وَمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيل من الشُّحّ فَهَذَا مَعْنَاهُ كَقَوْلِه (ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسه) . وَقَوله (وأُحضرت الأنْفُسُ الشحَّ) .

وشَحَّ بالشَّيء وَعَلِيهِ: بخل بِهِ.

والشَّحْشَحُ والشَّحْشَاحُ: المُمْسِكُ البَخيلُ.

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظبُ على الشَّيْء الجادُّ فِيهِ، والشَّحْشَحُ يكون للذَّكَر وَالْأُنْثَى، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:

كأنَّ المَطَايَا لَيْلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ ... بوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ شَحْشَحِ

والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ.

وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ: واسعَة بعيدةٌ مَحْلٌ لَا نَبْتَ فِيهَا. قَالَ مُلَيحٌ الْهُذلِيّ:

تَحذِى إِذا مَا ظَلامُ اللَّيْل أمْكنهَا ... مِنَ السُّرَى وفَلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ أَيْضا: القَوِيُّ.

وخَطيبٌ شَحْشَحٌ وشَحْشاحٌ: ماضٍ، وَقيل: هما كُلُّ ماضٍ فِي كلامٍ أَو سَيْرٍ.

وشَحْشَحَ البعيرُ فِي الهَدْرِ: لمُ يخَلِّصْهُ.

وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّتَ. قَالَ مُلَيحٌ الهُذليُّ:

مُهْتَشَّةٌ لدَليجِ اللَيلِ صادِقَةٌ ... وَقْعَ الهجيرِ إِذا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ 
شحح
شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 شَحَحْتُ، يَشُحّ ويَشِحّ، اشْحُحْ/ شُحّ واشْحِحْ/ شِحّ، شَحًّا وشُحًّا، فهو شحيح وشَحَاح، والمفعول مشحوح به
• شحَّ الماءُ: قلَّ ونقَص "شحَّ المالُ- بصرٌ شحيح: ضعيف الحِدَّة".
• شحَّ بمالِه/ شحَّ على ماله: بخل وضنَّ وكان حريصًا عليه "كان شحيحًا بكلِّ شيء- {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ". 

شحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2 شَحِحْتُ، يشَحّ، اشْحَحْ/ شَحَّ، شَحًّا وشُحًّا، فهو شحيح وشَحَاح، والمفعول مشحوح به
• شحَّ الماءُ: قلَّ ونقَص "شحَّ المالُ- بصرٌ شحيح: ضعيف الحِدَّة".
• شحَّ بمالِه/ شحَّ على ماله: بخل وضنَّ وكان حريصًا عليه "كان شحيحًا بكلِّ شيء- {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ". 

تشاحَّ/ تشاحَّ على/ تشاحَّ في يتشاحّ، تَشاحَحْ/ تَشاحَّ، تَشاحًّا، فهو مُتشاحّ، والمفعول متشاحٌّ عليه
• تشاحَّ الخصمان: بدا حرص كلّ منهما على الغَلَبة.
• تشاحَّا على الأمر/ تشاحَّا في الأمر: تَسابقا وتنافسا عليه أو فيه. 

شاحَّ يشاحّ، شاحِحْ/ شاحَّ، مُشاحّةً، فهو مشاحّ، والمفعول مشاحّ
• شاحّ فلانًا: خاصمه وماحَكَه ° لا مُشاحَّة في الأمر: لا مخاصمة أو مماحكة فيه. 

شَحَاح [مفرد]: ج أشِحَّاءُ وأشِحّة وشِحَاح: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2: بخيل، ضنين "نهرٌ/ تاجرٌ شَحاح". 

شَحّ [مفرد]: مصدر شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2.
• شَحُّ البَوْل: (طب) نَقْصٌ في كميَّةِ البَوْل المُفْرَزَة خلال 24 ساعة. 

شُحّ [مفرد]:
1 - مصدر شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2.
2 - ما يُظهره الإنسانُ من حرصٍ وبُخْلٍ شديدَيْن على ما يملك والاقتصاد فيما يُنفق "َاتَّقُوا الشُّحَّ فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ [حديث] ". 

شَحَّة [مفرد]: شديدة البُخل "نَفْسٌ شَحَّة". 

شحيح [مفرد]: ج أشِحَّاءُ وأشِحّة وشِحَاح، مؤ شحيحة، ج مؤ شحيحات وشحائِحُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شحَّ1/ شحَّ بـ1/ شحَّ على1 وشحَّ2/ شحَّ بـ2/ شحَّ على2.
2 - شديدُ البخلِ والحرصِ، جامد الكفّ "لا تكن شحيحًا بعلمك ولا بمالك- {أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ}: والمراد: أنهم بخلاء بالمودّة والنصح وبالنفقة في سبيل الله" ° الأيَّام الشَّحائح: الّتي لا مطرَ فيها- شحيح نحيح: بخيل أشدّ البُخْلِ.
• شحيح النَّظر: قليل البصر. 

شحح: الشُّحُّ والشَّحُّ: البُخْلُ، والضم أَعلى؛ وقيل: هو البخل مع

حِرْصٍ؛ وفي الحديث: إٍياكم والشُّحَّ الشُّحُّ أَشدُّ البخل، وهو أَبلغ في

المنع من البخل؛ وقيل: البخل في أَفراد الأُمور وآحادها، والشح عام؛

وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف؛ وقد شَحَحْتَ تَشُحُّ

وشَحِحْتَ، بالكسر، ورجل شَحيحٌ وشَحاحٌ من قومٍ أَشِحَّةٍ وأَشِحَّاء وشِحَاح؛

قال سيبويه: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعِيل اسماً

كأَرْبِعَةٍ وأَرْبِعاءَ، وأَخْمِسة وأَخْمِساءَ، ولكنه قد جاء من الصفة هذا

ونحوه. وقوله تعالى: سَلَقُوكم بأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً على الخير

أَي خاطبوكم أَشدَّ مخاطبةٍ وهم أَشِحَّةُ على المال والغنيمة؛ الأَزهري:

نزلت في قوم من المنافقين كانوا يؤذون المسلمين بأَلسنتهم في الأَمر،

ويَعُوقُونَ عند القتال، ويَشِحُّون عند الإِنفاق على فقراء المسلمين؛

والخيرُ: المالُ ههنا. ونفس شَحَّة: شَحِيحة؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

لسانُك مَعْسُولٌ، ونَفْسُك شَحَّةُ،

وعند الثُّرَيَّا من صَدِيقِك مالُكا

وأَنتَ امْرُؤٌ خِلْطٌ، إِذا هي أَرسَلَتْ

يَمينُك شيئاً، أَمْسَكَتْه شِمالُكا

وتَشاحُّوا في الأَمر وعليه: شَحَّ به بعضهم على بعض وتَبادروا إِليه

حَذَرَ فَوْتِه؛ ويقال: هما يَتَشاحّان على أَمر إِذا تنازعاه، لا يريد كل

واحد منهما أَن يفوته، والنعت شَحِيح، والعدد أَشِحَّةٌ.

وتَشاحَّ الخَصْمانِ في الجَدَلِ، كذلك، وهو منه؛ وماء شَحَاحٌ: نَكِدٌ

غيرُ غَمْرٍ، منه أَيضاً؛ أَنشد ثعلب:

لَقِيَتْ ناقتي به وبِلَقْفٍ

بَلَداً مُجْدِباً، وماءً شَحاحا

وزَنْدٌ شَحاحٌ: لا يُورِي كأَنه يَشِحُّ بالنار؛ قال ابن هَرْمَة:

وإِني وتَرْكي نَدَى الأَكْرَمِين،

وقَدْحِي بِكَفِّيَ زَنْداً شَحاحا

كتارِكَةٍ بَيْضَها بالعَراء،

ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَناحا

يضرب مثلاً لمن ترك ما يجب عليه الاهتمام به والجِدُّ فيه، واشتغل بما

لا يلزمه ولا منفعة له فيه.

وشَحِحْت بك وعليك سواء ضَنَنْتُ، على المثل. وفلان يُشاحُّ على فلان

أَي يَضِنُّ به.

وأَرضٌ شَحاحٌ: تسيلٌ من أَدْنى مطرة كأَنها تَشِحُّ على الماء بنفسها؛

وقال أَبو حنيفة: الشِّحاحُ شِعابٌ صغار لو صَبَبْتَ في إِحداهن قِرْبة

أَسالته، وهو من الأَول. وأَرضٌ شَحاحٌ: لا تَسيل إِلاّ من مطر كثير

(*

قوله «لا تسيل إلا من مطر كثير» لا منافاة بينه وبين ما قبله، فهو من

الأضداد كما في القاموس.). وأَرضٌ شَحْشَحٌ، كذلك.

والشُّحُّ: حِرْصُ النفس على ما ملكت وبخلها به، وما جاء في التنزيل من

الشُّحِّ، فهذا معناه كقوله تعالى: ومن ُيوقَ شُحَّ نفسه فأُولئك هم

المفلحون؛ وقوله: وأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ؛ قال الأَزهري في قوله:

ومن يوق شح نفسه فأُولئك هم المفلحون؛ أَي من أَخرج زكاته وعف عن المال

الذي لا يحل له، فقد وُقِيَ شُحَّ نفسه؛ وفي الحديث: بَرِئَ من الشُّحِّ من

أَدَّى الزكاة وقَرَى الضَّيْفَ وأَعطى في النائبة؛ وفي الحديث: أَن

تتصدق وأَنت شَحِيح صَحيح تَأْمُلُ البقاء وتَخْشى الفقر؛ وفي حديث ابن عمر:

أَن رجلاً قال له: إِني شَحِيح، فقال: إِن كان شُحُّكَ لا يحملك على أَن

تأْخذ ما ليس لك فليس بشُحِّكَ بأْسٌ؛ في حديث ابن مسعود: قال له رجل:

ما أُعْطِي ما أَقْدِرُ على منعه، قال: ذاك البخلُ، والشح أَن تأْخذ مال

أَخيك بغير حقه. وفي حديث ابن مسعود أَنه قال: الشح منع الزكاة وإِدخال

الحرام.

وشَحَّ بالشيء وعليه يَشِحُّ، بكسر الشين، قال: وكذلك كل فَعِيل من

النعوت إِذا كان مضاعفاً على فَعَلَ يَفْعِل، مثل خفيف ودَفِيف وعَفِيف، وقال

بعض العرب: تقول شَحَّ يَشِحُّ، وقد شَحِحْتَ تَشَحُّ، ومثله ضَنَّ

يَضَنُّ، فهو ضنين، والقياس هو الأَول ضَنَّ يَضِنُّ، واللغة العالية ضَنَّ

يَضَنُّ. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الممسك البخيل؛ قال سلمة ابن عبد

الله العَدَوِيّ:

فَرَدَّدَ الهَدْرَ وما أَن شَحْشَحا

أَي ما بخل بهديره؛ وبعده:

يميلُ عَلْخَدَّيْنِ ميْلاً مُصْفَحا

أَي يميل على الخَدَّين، فحذف. والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: المواظب على

الشيء الجادّ فيه الماضي فيه. والشَّحْشَحُ يكون للذكر والأُنثى؛ قال

الطِّرِمَّاحُ:

كأَنَّ المَطايا ليلةَ الخِمْسِ عُلِّقَتْ

بوَثَّابةٍ، تَنْضُو الرَّواسِمَ، شَحْشَحِ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاحُ: الغَيُورُ والشجاع أَيضاً. وفلاةٌ شَحْشَحٌ:

واسعة بعيدة مَحْلٌ لا نبت فيها؛ قال مُلَيْح الهُذَليُّ:

تَخْدِي إِذا ما ظَلامُ الليلِ أَمْكَنها

من السُّرَى، وفلاةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ

والشَّحْشَحُ والشَّحْشاح أَيضاً: القويُّ. وخطيب شَحْشح وشَحْشاحٌ:

ماضٍ، وقيل: هما كل ماضٍ في كلام أَو سَيْر؛ قال ذو الرمة:

لَدُنْ غَدْوةً، حتى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى،

وحَثَّ القَطِينَ الشَّحْشحانُ المُكَلَّفُ

يعني الحادي. وفي حديث عليّ: أَنه رأَى رجلاً يَخطُبُ، فقال: هذا الخطيب

الشَّحْشَحُ، هو الماهر بالخطبة الماضي فيها. ورجل شَحْشَحٌ: سَيِّءُ

الخُلُق؛ وقال نُصَيْبٌ:

نُسَيَّةُ شَحْشاحٍ غَيُورٍ يَهَبْنَه،

أَخِي حَذَرٍ يَلْهُونَ، وهو مُشِيحُ

(* قوله «وقال نصيب نسية إلخ» الذي تقدم في مادة أنح، وقال أبو حية

النميري: ونسوة إلخ. وقوله أخي حذر: الذي تقدم على حذر.)

وحمار شَحْشَحٌ: خفيف، ومنه من يقول سَحْسَح؛ قال حُميد:

تَقَدَّمَها شَحْشَحٌ جائزٌ

لماءٍ قَعِيرٍ، يُريدُ القِرَى

جائز: يجوز إِلى الماء. وشَحْشَحَ البعير في الهَدْر: لم يُخَلِّصْه؛

وأَنشد بيت سلمة بن عبد الله العدوي. وشَحْشَحَ الطائرُ: صَوَّت؛ قال مليح

الهذلي:

مُهْتَشَّةٌ لدَلِيجِ الليلِ، صادقةٌ

وَقْعَ الهَجِيرِ، إِذا ما شَحْشَحَ الصُّرَدُ

وغراب شَحْشَحٌ: كثير الصوت. وشَحْشَحَ الصُّرَدُ إِذا صات.

والشَّحْشحة: الطيرانُ السريع؛ يقال: قَطاة شَحْشَحٌ أَي سريعة.

شحح
(! الشحُّ، مثلَّثَةً) : وذكرَ ابْن السِّكِّيت فِيهِ الكسرَ والفِتحَ، كَمَا يأْتي فِي زرّ، والضّمّ أَعلى (: البُخْل والحُرْصُ) . وَقيل: هُوَ أَشَدُّ البُخْل، وَهُوَ أَبْلَغ فِي المنْعِ من البُخْل. وَقيل: البُخْل فِي أَفرادِ الأُمورِ وآحادِهَا، {والشُّحُّ عامٌّ. وَقيل: البُخْلُ بِالْمَالِ. والشُّحُّ بالمالِ والمعروفِ.
وَقد (} شَحِحْتَ بِالْكَسْرِ بِهِ وَعَلِيهِ {تَشَحُّ) ، بِالْفَتْح، هاكذا هُوَ مضبوطٌ عندنَا، وَمثله فِي (الصّحاح) ، وَهُوَ الْقيَاس إِلاّ مَا شَذَّ. ووُجِدَ فِي بعضِ النُّسخ بِالْكَسْرِ، وَهُوَ خَطَأٌ، قَالَ شَيخنَا: قلت: ظاهِرهُ أَنّ تَعدِيَتَه بالحَرْفَيْنِ مَعْنَاهُمَا سَوَاءٌ، وَالْمَعْرُوف التَّفْرِقةُ بَينهمَا، فإِن الباءَ يتعدَّى بهَا لما يَعِزّ عَلَيْهِ وَلَا يُرِيد أَن يُعْطيَه من مالٍ ونَحْوِه ممّا يَجود بِهِ الإِنسانُ؛ و (عَلَى) يتعدَّى بهَا للشَّخْص الّذي يُعْطَى، يُقَال: بخِل على فلَان: إِذا منعَه فَلم يُعْطه مَطلوبَه. وَلَو حذف الواوَ الواقعةَ بَين قَوْله: (بِهِ) ، وَقَوله: (عَلَيْهِ) ، فَقَالَ وشحَّ بِهِ عَلَيْهِ، أَي بالمالِ على السَّائِل أَو الطالبِ مَثلاً، لَكَانَ أَظْهَرَ وأَجْرَى على الأَشهَر.
قلْتُ: والّذي ذَهَبَ إِليه المصنّف من إِيرادِ الْوَاو بَينهمَا هُوَ عبارَة (اللِّسَان) و (الْمُحكم) و (التَّهْذِيب) ، غير أَن صاحِب اللِّسان قَالَ: وشَحَّ بالشيْءِ وَعَلِيهِ، يَشِحّ، بِكَسْر الشِّين، وكذالك كلُّ فَعيل من النّعوت إِذا كَانَ مُضَاعَفاً على فَعَلَ يَفْعِلُ، مثل خَفيف وذَفيف وعَفيف.
قلْت: وتقدّم للمصنِّف فِي المقدِّمة أَن لَا يُتْبِعَ الماضِيَ بالمضارع إِلاّ إِذا كَانَ من حدِّ ضَرَب، فليُنْظَر هُنَا (و) بعض الْعَرَب يَقُول: (} شَحَحْت) ، بِالْفَتْح، (! تَشُحّ) ، بالضَّمّ، (وتَشِحُّ) ، بِالْكَسْرِ. وَمثله ضَنَّ يَضَنّ فَهُوَ ضَنينٌ، وَالْقِيَاس هُوَ الأَوّل ضَنَّ يَضنّ. قَالَ شَيخنَا: وتَحريرُ ضَبْط هاذا الفِعْلِ وَمَا ورد فِيهِ من اللّغات: أَنّ الماضيَ فِيهِ لُغتان: الكسرُ، وَلَا يكون مُضَارِعه إِلاّ مَفْتُوحًا كَمَلَّ، وَالْفَتْح ومضارِعُه فِيهِ وَجْهَانِ: الكسرُ على الْقيَاس، لأَنه مضعَّف لازِمٌ، وَبَاب مضارِعه الكسْرُ، على مَا تَقَرَّر فِي الصَّرْفِ، والضّم (و) هُوَ شاذّ، كَمَا قَالَه ابنُ مالِكٍ وغيرُه، وصَرَّح بِهِ الفَيُّوميّ فِي الْمِصْبَاح، والجوهَرِيّ فِي (الصّحاح) ، وغيرُ وَاحِد من أَرباب الأَفعال. قلت وصرّح بذالك أَبو جَعْفَر اللَّبْليّ فِي بُغْيَةِ الآمالِ، وأَكْثَرَ وأَفَادَ.
(وَهُوَ {شَحَاحٌ، كسَحَابٍ،} وشَحيحٌ {وشَحْشَحُ) ، كجَعْفَر، (} وشَحْشَاحٌ، {وشَحْشَاحَانٌ. وقومٌ} شِحَاحٌ) ، بِالْكَسْرِ، ( {وأَشِحَّةٌ،} وأَشِحَّاءُ) ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَفْعِلَةٌ وأَفْعِلاءُ إِنما يَغْلِبانِ على فَعيلٍ اسْما، كأَرْبِعَة وأَرْبِعَاء، وأَخْمِسَةِ وأَخْمِسَاءَ، ولاكنه قد جاءع من الصِّفة هاذا ونَحْوُه، وَقَوله تَعَالَى: ( {أَشحة على الْخَيْر} (الأَحزاب: 19) أَي على المالِ والغَنِيمَة.
(} والشَّحْشَح: الفَلاَة الواسِعةُ) البَعيدَةُ المَحْلُ الَّتِي لَا نَبتَ فِيهَا. قَالَ مُلَيحٌ الهُذليّ:
تَخْدِي إِذَا مَا ظَلامُ اللَّيْلِ أَمْكَنَهَا
مِن السُّرَى وفَلاَةٌ شَحْشَحٌ جَرَدُ
(و) {الشَّحْشَح: (المُوَاظِبُ على الشَّيْءِ) الجَادّ فِيهِ الْمَاضِي فِيهِ، يكون للذّكر والأُنثى، قَالَ الطِّرِمّاح:
كأَنَّ المَطايا لَيْلَةَ الخِمْسِ عُلِّقتْ
بِوَثَّابَةٍ تَنْضُو الرَّوَاسِمَ} شَحْشَحِ
( {كالشَّحْشَاحِ) ، بِالْفَتْح.
(و) } الشَّحْشَح: (السَّيِّىءُ الخُلُق) ، أَوردَه نُصَيبٌ فِي شِعْره.
(و) من الْمجَاز على مَا هُوَ الْمَفْهُوم من نَصّ الجوهريّ: {الشَّحْشَحُ (الخطيبُ البَلِيغُ) القَوِيّ. يُقَال: خَطِيبٌ} شَحْشَحٌ! وشحْشَاحٌ: ماضٍ. وَقيل: هما كلُّ ماضٍ فِي كلامٍ أَو سَيْرٍ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى إِذا امْتَدَّتِ الضُّحَى
وحَثَّ القَطِينَ {الشَّحْشَحَانُ المُكلَّفُ
يَعْنِي الحادِيَ. وَفِي حَدِيث عَليّ أَنه رأَى رَجلاً يَخطِب فَقَالَ: (هاذا الخَطيبُ} الشَّحْشَحُ) ، وَهُوَ الماهِر بالخُطْبَةِ الماضِي فِيهَا. قلْت: وذالك الرَّجل صَعْصَةُ بن صُوحانَ العَبْديّ، وَكَانَ من أَفصح النَّاس. (و) {الشَّحْشَحُ (الشُّجَاعُ، والغَيُورُ) أَيضاً، (كالشَّحْشَاحِ} والشَّحْشَحان) ، الأَوّل فِي الكُلّ، وَالثَّانِي فِي الثَّانِي.
(و) {الشَّحْشَحُ (من الغِرْبَانِ: الكَثِيرُ الصَّوْتِ) ، وغُرَابٌ} شَحْشَحٌ.
(و) {الشَّحْشَحُ (من الأَرْضِ: مَا لَا يَسيل إِلاّ من مَطرٍ كثير،} كالشَّحَاحِ) ، بِالْفَتْح. (و) الشَّحَاحُ من الأَرضِ أَيضاً: (الّذي يَسِيلُ من أَدْنَى مَطر، كأَنّهَا {تَشحُّ على الماءُ بِنَفْسِهَا. وَقَالَ أَبو حَنيفةَ:} الشَّحَاحُ: شِعَابٌ صِغَارٌ لَو صَبَبْت فِي إِحداهنّ قِرْبَةً أَسالتْه، وَهُوَ من الأَوّلِ، (ضِدٌّ) .
(و) {الشَّحْشَحُ (من الحُمُر: الخَفيف) ، وَمِنْهُم من يَقُول: سَحْسَحٌ، قَالَ حُمَيْدٌ:
تَقَدَّمَها} شَحْشَحٌ جائِزٌ
لِمَاءٍ قَعِيرٍ يُرِيدُ القِرَى
جائزٌ: يَجوز إِلى الماءِ، (ويُضَمّ، و) الشَّحْشَحُ: (القَطَاةُ السَّرَيعةُ) ، يُقَال: قَطاةٌ {شَحْشَحٌ، أَي سَريعةٌ (و) } الشَّحْشحُ: (الطَّوِيلُ) القَوِيُّ، ( {كالشَّحْشَحانِ) ، بِالْفَتْح.
(} والشَّحْشَحَة: الحَذَرُ، وصَوْتُ الصُّرَد) . قَالَ مُلَيحٌ الهُذليّ:
مُهْتَشَّةٌ لِدَليجِ اللَّيْلِ صَادِقَةٌ
وَقْعَ الهَجِيرِ إِذَا مَا شَحْشَحَ الصُّرَدُ {وشَحْشَحَ الصُّرَدُ، إِذا صاتَ. (و) } الشَّحْشَحَة: (تَردُّدُ البَعِيرِ فِي الهَدِيرِ) . وَقد! شَحْشَحَ فِي الهدِيرِ، إِذا لم يُخْلِصْه. وأَنشد الجَوْهَريّ لسَلمة بن عبدِ الله العَدَوِيّ:
فَرَدَّد الهَدْرَ وَمَا إِنْ شَحْشَحَا
يمِيل علْخَدَّيْنِ مَيْلاً مُصْفَحَا
أَي يَميل عَلَى الخدَّين، فحذَفَ. (و) الشَّحْشَحَةُ: (الطَّيَرَانُ السَّريعُ) . وَمِنْه أُخِذَ: قَطاةٌ شَحْشَحٌ.
(و) قَوْلهم: لَا {مُشَاحَّة فِي الإِصطلاح، (} المُشاحَّةُ) ، بتَشْديد الحاءِ: (الضِّهنَّةُ. و) قَوْلهم: ( {تَشَاحَّا على الأَمرِ) ، أَي تَنازَعَاه (لَا يُريدانِ) أَي كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا (أَن يَفوتَهما) ذالك الأَمْرُ. (و) } تَشاحَّ (القَوْمُ فِي الأَمرِ) وَعَلِيهِ: ( {شَحَّ) بِهِ (بَضُهم على بَعْضٍ) وتَبَادَرُوا إِليه (حَذَرَ فَوْتِه) .} وتَشَاحَّ الخَصْمان فِي الجَدَلِ كذالك، وَهُوَ مِنْهُ. وفُلانٌ يُشاحُّ على فُلانٍ، أَي يضَنّ بِهِ.
(وامرأَةٌ {شَحْشَاحٌ: كأَنّها رَجلٌ فِي قُوَّتها) . وَفِي بعض النُّسخ: فِي قُوَّته.
(} والمُشَحْشَحُ، كمُسَلْسَل) : البَخِيلُ (القَلِيلُ الخَيْرِ) .
(و) فِي (الأَساس) : عَن نَهَارٍ الضِّبابيّ. و (أَوْصَى فِي صِحَّته {وشِحَّته، أَي حَالتِه الَّتِي يَشِحُّ عَلَيْهَا) .
(و) من الْمجَاز: (إِبلٌ} شَحائحُ) ، إِذا كَانَتْ (قَلِيلَة الدَّرِّ) .
(و) مِنْهُ أَيضاً: قَوْلهم: (زَنْدٌ شحَاحٌ) ، بِالْفَتْح، إِذا كَانَ لَا يُورِي، (كأَنّه {يَشِحّ بالنَّار) . وَقَالَ ابْن هَرْمةَ:
وإِنّس وتَرْكِي نَدَى الأَكْرَمينَ
وقَدْحِي بكفَّيَّ زَنْداً} شَحاحَا
كتارِكة بَيْضَهَا فِي العَرَاءِ
ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أُخْرَى جَنَاحَا
يُضْرَب مَثَلاً لمن تَرَكَ مَا يَجب عَلَيْهِ الاهتمامُ بِهِ والجِدُّ فِيهِ، واشتَغَلَ بِمَا لَا يَلزَمُه وَلَا مَنْفَعَة لَهُ فِيهِ. (ومَاءٌ! شَحَاحٌ) ، أَي (نَكِدٌ غَيْرُ غَمْر) ، مأْخُوذٌ من {تَشَاحَّ الخَصْمَانِ، أَنشد ثَعْلَب:
لَقِيَتْ ناقَتي بِهِ وبلَقْفٍ
بلعداً مُجْدِباً وَمَاء} شَحَاحَا
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَوْلهم: نَفْسٌ {شَحَّةٌ، أَي} شَحِيحَةٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
لِسَانُك مَعْسُولٌ ونَفْسُك! شَحَّةٌ
وعِنْدَ الثّرَيَّا مِن صَدِيقِك مالُكا

شصص

شصص
شَصّ/ شِصّ [مفرد]: ج شُصوص: صِنّارة؛ حديدة معقوفة يُصاد بها السّمكُ. 
(شصص) في حديث عبد الله بنِ عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ: "في رَجُل أَلقَى شَصَّه وأَخَذَ سَمَكَة"
الشِّصُّ، بالفتح والكسر، حديدةٌ عَقْفاءُ يُصَادُ بها السَّمَكُ.

شصص


شَصَّ(n. ac. شِصَاْص
شُصُوْص)
a. Had but little milk (female).
b. Suffered.
c. Was hard, painful (life).
d. Bit his lips.

شَصّ
(pl.
شُصُوْص)
a. Hook.

شِصّa. Expert thief.
b. see 1
شَصُوْص
(pl.
شُصُص
شِصَاْص)
a. Having but little milk; barren (year).
[شصص] في ح عمر رأي أسلم يحمل متاعه على بعير الصدقة قال: فهلا ناقة "شصوصًا" هي ما قل لبنها جدًا أو ذهب، وقد شصت واشتصت، والجمع شصائص وشصص. ومنه: إن ماشيتنا "شصص". وفيه: ألقى "شصه" وأخذ سمكة، هو بالكسر والفتح حديدة عقفاء يُصاد بها السمك.
[شصص] الشص والشص: شئ يصاد به السَمَكُ. ويقال لِلِّصِّ الذي لا يرى شيئاً إلا أتى عليه: شِصٌّ من الشُّصوصِ. والشَصوصُ بالفتح: الناقةُ القليلةُ اللبَنِ، والجمع الشَصائِصُ. قال الشاعر : أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرَامَ وَأَنْ * أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلاَ * وقد شَصَّتِ الناقةُ تشص شصوصا ، وكذلك أشصت بالالف. ويقال ناقةٌ شُصُصٌ، للتي ذهب لبنُها، يستوى فيه الواحدة والجمع. ويقال نفى الله عنك الشَصائِصَ، أي الشدائد. وشَصَّتْ معيشتُهم شُصوصاً. وإنَّهم لفي شَصاصاءَ ، أي في شدَّةٍ. قال الكسائي: لقيتُ فلاناً على شصاصاء، أي على عجلة، قال الراجز: نحن نتجنا ناقة الحجاج * على شصاصاء من النتاج
شصص وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حِين قَالَ لمَوْلَاهُ أسلم وَرَآهُ يحمل مَتَاعه على بعير من إبل الصَّدَقَة فَقَالَ: فَهَلا نَاقَة شَصُوصا أَو ابْن لبون بوّالا. قَالَ الْكسَائي: الشَّصوص الَّتِي قد ذهب لَبنهَا وَكَذَلِكَ قَالَ الْأَصْمَعِي وَاخْتلفَا فِي الْفِعْل من ذَلِك فَقَالَ أَحدهمَا: شَصَّتِ الناقةُ تَشِصّ [وتَشُصّ -] شُصُوصا وَقَالَ الآخر: أشَصَّت تُشِصّ إشصاصا إِذا ذهب لَبنهَا وهما لُغَتَانِ بِالْألف وَبِغير الْألف. وَأما قَوْله: ابْن لبون بوالا فَسَماهُ بوالا وَالْإِبِل كلهَا تبول وَإِنَّمَا وَصفه بالبول يَقُول: لَيْسَ عِنْده إِلَّا الْبَوْل مَا عِنْده مَا ينْتَفع بِهِ من الظّهْر وَلَا لَهُ ضرع فيحُلب لم يرد على إِن كَانَ بوّالا.

شصص: الشَّصَصُ والشِّصاصُ والشَّصاصاءُ: اليُبْس والجُفُوف والغِلَظُ،

شَصَّتْ مَعِيشتُهم تَشِصّ شَصّاً وشِصاصاً وشُصُوصاً، وفيها شَصَصٌ

وشِصاصٌ وشَصاصاءُ أَي نَكَدٌ ويُبْسٌ وجُفوفٌ وشدّة. الأَصمعي: إِنهم

أَصابَتْهم لأْواءُ ولَوْلاءُ وشَصاصاءُ أَي سَنَة وشِدّة. ويقال: انكشف عن

الناس شَصاصاءُ مُنْكرة. والشَّصاصاءُ: الغِلَظُ من الأَرض، وهو على شَصاصاء

أَمر أَي على حَدِّ أَمْرٍ وعَجَلةٍ. ولقيته على شَصاصاءَ، غير مضاف،

أَي على عجلة كأَنهم جعلوه اسماً لها، ولقيته على شَصاصاءَ وعلى أَوْفازٍ

وأَوْفاضٍ؛ قال الراجز:

نحن نتَجْنا ناقةَ الحَجّاج

على شَصاصاءَ من النتاج

ابن بُزُرج: لقيته على شَصاصاءَ، وهي الحاجة التي لا تَسْتَطِيع

تَرْكَها؛ وأَنشد:

على شَصَاصَاءُ وأَمْرٍ أَزْوَرِ

المفضل: الشَّصاصاءُ مَرْكَبُ السَّوْءِ.

والشَّصُوصُ: الناقةُ التي لا لبَنَ لها، وقيل: القليلةُ اللبن، وقد

أَشَصَّتْ. ابن سيده: شَصَّت الناقةُ والشاة تَشِصُّ وتَشَصُّ شِصاصاً

وشُصُوصاً وأَشَصَّتْ، وهي شَصُوصٌ، ولم يَقُولوا مُشصّ: قلّ لَبَنُها جدّاً،

وقيل: انقطع البتَّة، والجمع شَصائِصُ وشِصاصٌ وشُصُصٌ؛ ومنه الحديث: أَن

فلاناً اعْتَذَرَ إِليه من قِلّة اللبن وقال: إِنّ ماشِيَتَنا شُصُصٌ؛

وأَنشد أَبو عبيد لحضرمي بن عامر وكان له تسعة إِخوة فماتوا ووَرِثهم:

أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرامَ، وأَنْ

أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصاً نَبَلا

وقد شرحنا هذا في فصل جزأَ.

وأَشَصَّت الناقةُ إِذا ذَهَبَ لبنُها من الكِبَر. وفي حديث عمر، رضي

اللّه عنه: رأَى أَسْلَم يَحْمِل مَتاعَه على بعيرٍ من إِبِل الصَّدَقةِ

قال: فهلا ناقةً شَصُوصاً؛ والشَّصُوصُ: التي قلّ لبنُها وذهَبَ. ويقال شاة

شَصُوصٌ للتي ذهب لبنُها، يستوي فيه الواحد والجمع. قال ابن بري: وفي

الصحاح يقال شاةٌ شُصُصٌ للتي ذهب لبنها يستوي فيه الواحد والجمع، قال:

والمشهور شاة شَصُوصٌ وشِياهٌ شُصُصٌ، فإِذا قيل شاة شُصُصٌ فهو وصف بالجمع

كحَبْل أَرْمامٌ وثوبٌ أَخْلاقٌ وما أَشبهه.

وشَصَّ الإِنسانُ يَشِصُّ شَصّاً: عَضَّ على نواجِذِه صَبْراً، وفي

التهذيب: إِذا عَضَّ نوَاجِذَه على الشيء صَبْراً.

ويقال: نَفى اللّه عنك الشَّصائِصَ أَي الشدائدَ. وشَصَّت معيشتُهم

شُصُوصاً، وإِنهم لَفي شَصاصاءَ أَي في شدّة؛ قال الشاعر:

فحَبِّس الرَّكْبَ على شَصاص

وشَصّه عن الشيء وأَشَصّه: منَعَه. والشِّصُّ: اللِّصُّ الذي لا يَدَعُ

شيئاً إِلا أَتى عليه، وجمعُه شُصُوصٌ. يقال: إِنه شِصٌ من الشُّصُوصِ.

والشَّصُّ والشِّصُّ: شيء يُصادُ به السَّمَكُ؛ قال ابن دريد: لا

أَحْسَبُه عربيّاً. وفي حديث ابن عمر في رجل أَلْقى شِصَّهُ وأَخذ سَمَكةً:

الشِّصُّ الشَّصُّ، بالكسر والفتح، حديدة عَقْفاءُ يُصادُ بها السمك.

شصص
{الشِّصُّ، بالكَسْرِ: حَدِيدَةٌ عَقْفاءٌ يُصَادُ بهَا السَّمَكُ. ويُفْتَحُ، ذَكَر الجَوْهَرِيّ اللُّغَتَيْنِ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: لَا أَحْسَبُ هذَا الّذِي يُسَمَّى} شِصّاً عَرَبِياً مَحْضاً. قَالَ الصَّاغانيُّ: صَدَقَ ابْنُ دُرَيْد وَهُوَ مُعَرَّب، ويُقَال لَهُ بالفَارِسيّة: شستْ. و {الشِّصُّ: اللِّصُّ الحَاذقُ، الَّذِي لَا يَرَى شَيْئاً إِلاّ أَتَى عَلَيْهِ، ج} شُصُوصٌ، نَقله الجَوْهَرِيّ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: يُقَال {شَصَصْتُه عَن الشَّيْءِ، أَي مَنَعْتُه،} كأَشْصَصْته. وسَنَةٌ شَصُوصٌ: جَدْبَةٌ. وَهِي، أَي {الشَّصُوصُ أَيضاً النّاقَةُ الغَلِيظَةُ اللَّبَنِ، كَذَا فِي العُبَابِ. وَفِي الصّحاح: القَليلَةُ اللَّبَنِ، وَلَا مُنافَاةَ، فإِنَّ اللَّبَن إِذا غَلُظَ قَلَّ. جَمْعه} شَصَائصُ {وشُصُصٌ} وشِصَاصٌ. وَفِي الحَدِيث أَنَّ فُلاناً اعْتَذَرَ إِلَيْهِ مِنْ قِلَّةِ اللَّبَنِ وَقَالَ: إِنَّ ماشِيَتَنا! لَشُصُصٌ وخَرَجَ حَضْرَمِيُّ بنُ عامِر فِي حُلَّتَيْن يَتَحَدَّث فِي مَجْلِس قَوْمِه، فَقَالَ جَزْءُ بْنُ سِنَان ابنِ مَوْأَلة: وَالله إِنَّ حَضْرَمِيّاً لجَذْلٌ بمَوْتِ أَخِيهِ أَنْ وَرِثَهُ. فَقَالَ حَضْرَميّ:
(يَقُولُ جَزْءٌ وَلم يَقُلْ حَدَلاَ ... إِنّي تَزوَّجْتُ نَاعِماً جَذِلاَ)

(إِنْ كُنْتَ أَزْنَنْتَنِي بهَا كَذِباً ... جَزْءُ فلاَقَيْتَ مِثْلَها عَجِلاَ)

(أَفْرَحُ أَنْ أُرْزَأَ الكِرَامَ وأَنْ ... أُورَثَ ذَوْداً {شَصَائِصاً نَبَلاَ)
فلَمْ يمكُثُ إِلاّ أَيَّاماً، حَتَّى دَخَلَ إِخْوَةٌ لجَزْءٍ سَبْعَةٌ فِي بِئرٍ يَحْفِرُونها، فأَسنُوا فِيهَا، فمالَتْ عَلَيْهم جَميعاً وانْهَارَت. وَقد} شَصَّت {تَشِصّ} شُصُوصاً {وشِصَاصاً: صَارَتْ كَذلِك، أَي قَلِيلَةَ اللَّبَنِ، وكذلكَ أَشَصَّت، بالأَلف، وسَيَأْتِي قرِيباً. و} شَصَّ فُلانٌ يَشِصُّ شَصَّا: عَضَّ على نَوَاجِذِه صَبْراً.
وَفِي العُبَاب: عَضَّ نَوَاجِذَه على شَيْءٍ صَبْراً. و {شَصَّت المَعيشَةُ} تَشِصُّ {شُصُوصاً: اشْتَدَّت. يُقَال:} شَصَّهُ عَنْهُ، إِذا مَنَعَهُ، {كأَشَصَّهُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ، وأَنْشَدَ وَقَالَ: هَذَا البيتُ قَدِيمٌ أَنشَدَه ابنُ الكَلْبِيّ:
(} أَشَصَّ عَنهُ أَخُو ضِدٍّ كتَائِبَهُ ... مِنْ بَعْدِ مَا أرملوا من أَجله بِدَم)
وَهَذَا قد تَقَدَّم بعَيْنه فِي كَلَام المُصَنِّف، فَهُوَ تَكْرَار. وَمَا أَدْرِي أَيْنَ {شَصَّ: أَيْنَ ذَهَبَ، قَالَه ابنُ عَبَّاد.} والشَّصَاصَاءُ: السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ. وأَصْلُ {الشَّصَصِ} والشِّصَاص هُوَ اليُبْسُ، والجُفُوفُ، والغِلَظُ، والشِّدَّة. قَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: أَصابَتْهمْ لأْوَاءُ {وشَصَاصَاءُ، إِذا أَصابَتْهم سَنَةٌ شَدِيدَةٌ. قَالَ المُفَضِّل:} الشَّصَاصَاءُ: المَرْكَبُ السَّوْءُ. يُقَال: لَقِيتُه على {شَصَاصَاء أَمْرٍ، أَي على حَدِّ أَمْرٍ وعَجَلَةٍ، ولَقِيتُه على شَصاصاءَ، غَيْرَ مُضَافٍ،) أَي على عَجَلةٍ، كأَنَّهُم جَعَلُوه اسْماً لَها، قالَه الكِسَائِيُّ وأَنْشَدَ: نَحْنُ نَتَجْنَا ناقَةَ الحَجَّاجِ على شَصَاصَاءَ من النِّتَاجِ ومِثْلُ ذلِكَ: على أَوْفازٍ، وأَوْفَاضٍ. أَوْ لَقِيتُه على شَصَاصَاءَ، أَي علَى حَاجَةٍ لَا يَسْتَطِيعُ تَرْكَهَا، عَن ابْن بُزُرْج.} وَأَشَصَّ صاحِبَه عَنهُ، أَي أَبْعَدَ هُ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: {أَشَصَّت الناقَةُ: قَلَّ لَبَنُهَا جِدّاً، وَقيل: انْقَطَع البَتَّةَ، قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: وَهِي مُشِصٌّ، وَهُوَ القيَاسُ، وأَنْكَرَهُ ابنُ سِيدَه.
قَالَ أَبُو عُبَيْد:} شَصُوصٌ من {شَصَّت، قَالَ: وهذ شَاذٌّ. والجَمْعُ} شَصَائِصُ، {وشِصَاصٌ،} وشُصُصٌ. يُقَال: شَاةٌ {شُصُصٌ، بضَمَّتَيْن لِلَّتي ذَهَبَ لَبَنُهَا، لِلْوَاحِدَةِ والجَمْعِ، كَذَا فِي الصّحاح.
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والمَشْهُورُ: شَاةٌ شَصُوصٌ وشِيَاهٌ شُصُصٌ، فإِذا قيلَ: شَاةٌ شُصُصٌ، فَهُوَ وَصْفٌ بالجَمْع، كحَبْلٍ أَرْمامٍ وثَوبٍ أَخْلاقٍ وَمَا أَشْبَهَه. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} الشَّصَصُ: النَّكَد، {كالشِّصَاصِ. ويُقَال: نَفَى اللهُ عَنْكَ} الشَّصَائصَ، أَي الشَّدَائِدَ. وَيُقَال: انكَشَفَ عَن النَّاس! شَصَاصَاءُ مُنْكَرَةٌ. 
(ش ص ص) : (الشَّصُّ) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ حَدِيدَةٌ مُعَقَّفَةٌ يُصَادُ بِهَا السَّمَكُ.

رقب

رقب: في أَسماءِ اللّه تعالى: الرَّقِـيبُ: وهو الحافظُ الذي لا يَغيبُ عنه شيءٌ؛ فَعِـيلٌ بمعنى فاعل.

وفي الحديث: ارْقُبُوا مُحَمَّداً في أَهل بيته أَي احفَظُوه فيهم. وفي

الحديث: ما مِن نَبـيٍّ إِلاَّ أُعْطِـيَ سبعةَ نُجَباءَ رُقَباءَ أَي حَفَظَة يكونون معه. والرَّقيبُ: الـحَفِـيظُ.

ورَقَبَه يَرْقُبُه رِقْبةً ورِقْباناً، بالكسر فيهما، ورُقُوباً، وترَقَّبَه، وارْتَقَبَه: انْتَظَرَه ورَصَدَه.

والتَّرَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارْتِقابُ. وقوله تعالى: ولم تَرْقُبْ

قَوْلي؛ معناه لم تَنتَظِرْ قولي. والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّرُ وتَوَقُّعُ شيءٍ.

ورَقِـيبُ الجَيْشِ: طَلِـيعَتُهم. ورَقِـيبُ الرجُلِ: خَلَفُه من ولدِه

أَو عَشِـيرتِه. والرَّقِـيبُ: الـمُنْتَظِرُ. وارْتَقَبَ: أَشْرَفَ وعَلا.

والـمَرْقَبُ والـمَرْقَبةُ: الموضعُ الـمُشْرِفُ، يَرْتَفِعُ عليه الرَّقِـيبُ، وما أَوْفَيْتَ عليه من عَلَمٍ أَو رابِـيةٍ لتَنْظُر من بُعْدٍ.وارْتَقَبَ المكانُ: عَلا وأَشْرَف؛ قال:

بالجِدِّ حيثُ ارْتَقَبَتْ مَعْزاؤُه

أَي أَشْرَفَتْ؛ الجِدُّ هنا: الجَدَدُ من الأَرض.

شمر: الـمَرْقَبة هي الـمَنْظَرةُ في رأْسِ جبلٍ أَو حِصْنٍ، وجَمْعه

مَراقِبُ. وقال أَبو عمرو: الـمَراقِبُ: ما ارتَفَعَ من الأَرض؛ وأَنشد:

ومَرْقَبةٍ كالزُّجِّ، أَشْرَفْتُ رأْسَها، * أُقَلِّبُ طَرْفي في فَضاءِ عَريضِ

ورَقَبَ الشيءَ يَرْقُبُه، وراقَبَه مُراقَبةً ورِقاباً: حَرَسَه، حكاه

ابن الأَعرابي، وأَنشد:

يُراقِبُ النَّجْمَ رِقابَ الـحُوتِ

يَصِفُ رَفِـيقاً له، يقول: يَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً على الرَّحِـيلِ كحِرْصِ الـحُوتِ على الماءِ؛ ينظر النَّجْمَ حِرْصاً على طُلوعِه،

حتى يَطْلُع فيَرْتَحِلَ.

والرِّقْبةُ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ.

ورَقِـيبُ القومِ: حارِسُهم، وهو الذي يُشْرِفُ على مَرْقَبةٍ

ليَحْرُسَهم. والرَّقِـيبُ: الحارِسُ الحافِظُ. والرَّقَّابةُ: الرجُل الوَغْدُ،

الذي يَرْقُب للقوم رَحْلَهم، إِذا غابُوا. والرَّقِـيبُ: الـمُوَكَّل

بالضَّريبِ. ورَقِـيبُ القِداحِ: الأَمِـينُ على الضَّريبِ؛ وقيل: هو

أَمِـينُ أَصحابِ الـمَيْسِرِ؛ قال كعب بن زهير:

لها خَلْفَ أَذْنابِها أَزْمَلٌ، * مكانَ الرَّقِـيبِ من الياسِرِينا

وقيل: هو الرجُلُ الذي يَقُومُ خَلْفَ الـحُرْضَة في الـمَيْسِرِ،

ومعناه كلِّه سواءٌ، والجمعُ رُقَباءُ. التهذيب، ويقال: الرَّقِـيبُ اسمُ

السَّهْمِ الثالِثِ من قِدَاحِ الـمَيْسِرِ؛ وأَنشد:

كَـمَقَاعِدِ الرُّقَباءِ للضُّـ * ـرَباءِ، أَيْديهِمْ نَواهِدْ

قال اللحياني: وفيه ثلاثةُ فُروضٍ، وله غُنْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباء إِن

فَازَ، وعليه غُرْمُ ثلاثةِ أَنْصِـباءَ إِن لم يَفُزْ. وفي حديث حَفْرِ

زَمْزَم: فغارَ سَهْمُ اللّهِ ذي الرَّقِـيبِ؛ الرَّقِـيبُ: الثالِثُ من

سِهام الميسر. والرَّقِـيبُ: النَّجْمُ الذي في الـمَشْرِق، يُراقِبُ

الغارِبَ. ومنازِلُ القمرِ، كل واحدٍ منها رَقِـيبٌ لِصاحِـبِه، كُـلَّما

طَلَع منها واحِدٌ سقَطَ آخر، مثل الثُّرَيَّا، رَقِـيبُها الإِكلِـيلُ إِذا

طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشاءً غَابَ الإِكليلُ وإِذا طَلَع الإِكليلُ عِشاءً غابَت الثُّرَيَّا. ورَقِـيبُ النَّجْمِ: الذي يَغِـيبُ بِطُلُوعِه، مثل الثُّرَيَّا رَقِـيبُها الإِكليلُ؛ وأَنشد الفراء:

أَحَقّاً، عبادَ اللّهِ، أَنْ لَسْتُ لاقِـياً * بُثَيْنَةَ، أَو يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِـيبُها؟

وقال المنذري: سمعت أَبا الهيثم يقول: الإِكليلُ رَأْسُ العَقْرَبِ.

ويقال: إِنَّ رَقِـيبَ الثُرَيَّا من الأَنْواءِ الإِكليلُ، لأَنه لا يَطْلُع أَبداً حتى تَغِـيبَ؛ كما أَنَّ الغَفْرَ رَقِـيبُ الشَّرَطَيْنِ، لا يَطْلُع الغَفْرُ

حتى يَغِـيبَ الشَّرَطانِ؛ وكما أَن الزُّبانيَيْن رَقِـيبُ البُطَيْنِ، لا يَطْلُع أَحدُهما إلا بِسُقُوطِ صاحِـبِه وغَيْبُوبَتِه، فلا يَلْقَى أَحدُهما صاحبَه؛ وكذلك الشَّوْلَةُ رَقِـيبُ الـهَقْعَةِ، والنَّعائِمُ رَقِـيبُ الـهَنْعَةِ، والبَلْدَة رَقِـيبُ الذِّرَاعِ. وإِنما قيلَ للعَيُّوق: رَقِـيبُ الثُّرَيَّا، تَشْبِـيهاً برَقِـيبِ الـمَيْسِرِ؛ ولذلك قال أَبو ذؤيب:

فوَرَدْنَ، والعَيُّوقُ مَقْعَد رابـئِ الضُّـ * ـرَباءِ، خَلْفَ النَّجْمِ، لا يَتَتَلَّع

النَّجْمُ ههنا: الثُّرَيَّا، اسمٌ عَلَم غالِبٌ. والرَّقِـيب: نَجْمٌ من نُجومِ الـمَطَرِ، يُراقبُ نَجْماً آخَر.

وراقبَ اللّهَ تعالى في أَمرِهِ أَي خافَه.

وابنُ الرَّقِـيبِ: فَرَسُ الزِّبْرقانِ بن بَدْرٍ، كأَنه كان يُراقِبُ

الخَيْلَ أَن تَسْبِقَه.

والرُّقْبى: أَن يُعْطِـيَ الإِنسانُ لإِنسانٍ داراً أَو أَرْضاً، فأَيـُّهما ماتَ، رَجَعَ ذلك المالُ إِلى وَرَثَتِهِ؛ وهي من الـمُراقَبَة، سُمِّيَتْ بذلك لأَن كلَّ واحدٍ منهما يُراقِبُ مَوْتَ صاحبِه. وقيل: الرُّقْبَـى: أَن تَجْعَلَ الـمَنْزِلَ لفُلانٍ يَسْكُنُه، فإِن ماتَ، سكَنه فلانٌ، فكلُّ واحدٍ منهما يَرْقُب مَوْتَ صاحبِه.

وقد أَرْقَبه الرُّقْبَـى، وقال اللحياني: أَرْقَبَه الدارَ: جَعَلَها لَه رُقْبَـى، ولِعَقبِه بعده بمنزلةِ الوقفِ. وفي الصحاح: أَرْقَبْتُه داراً أَو أَرضاً إِذا أَعطيتَه إِياها فكانت للباقي مِنْكُما؛ وقُلْتَ: إِن مُتُّ قَبْلَك، فهي لك، وإِن مُتَّ قَبْلِـي، فهي لِـي؛ والاسمُ الرُّقْبى. وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم، في العُمْرَى والرُّقْبَـى: انها لمن أُعْمِرَها، ولمن أُرْقِـبَها، ولوَرَثَتِهِما من بعدِهِما. قال أَبو عبيد: حدثني ابنُ عُلَيَّة، عن حَجَّاج، أَنه سأَل أَبا الزُّبَيْرِ عن الرُّقْبَـى، فقال: هو أَن يقول الرجل للرجل، وقد وَهَبَ له داراً: إِنْ مُتَّ قَبْلِـي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِن مُتُّ قَبْلَك فهي لك. قال أَبو عبيد: وأَصلُ الرُّقْبَـى من الـمُراقَبَة، كأَنَّ كلَّ واحدٍ منهما، إِنما يَرْقُبُ موت صاحِـبِه؛ أَلا ترى أَنه يقول: إِنْ مُتَّ قَبْلي رَجَعَتْ إِليَّ، وإِنْ مُتُّ قَبْلَك فهي لك؟ فهذا يُنْبِـئك عن الـمُراقَبة. قال: والذي كانوا يُريدون من هذا أَن يكون الرَّجُلُ يُريدُ أَنْ يَتَفَضَّل على صاحِـبِه بالشيءِ، فَيَسْتَمْتِـعَ به ما دامَ حَيّاً، فإِذا ماتَ الموهوبُ له، لم يَصِلْ إِلى وَرَثَتِهِ منه شيءٌ، فجاءَتْ سُنَّةُ النَّبِـيِّ، صلى اللّه عليه وسلّم، بنَقْضِ ذلك، أَنه مَنْ مَلَك شيئاً حَيَاتَه، فهُو لوَرَثَتِهِ من

بَعْدِه. قال ابن الأَثير: وهي فُعْلى من الـمُراقَبَةِ. والفُقهاءُ فيها مُختَلِفون: منهم مَنْ يَجْعَلُها تَمْلِـيكاً، ومنهم مَنْ يَجْعَلُها كالعارِيَّة؛ قال: وجاء في هذا الباب آثارٌ كثيرةٌ، وهي أَصْلٌ لكُلِّ مَنْ وَهَبَ هِـبَةً، واشترط فيها شرطاً أَنَّ الـهِبَة جائزةٌ، وأَنَّ الشرط باطِلٌ.

ويقال: أَرْقَبْتُ فلاناً داراً، وأَعْمَرْتُه داراً إِذا أَعْطَيْته إِيَّاها بهذا الشرط، فهو مُرْقَب، وأَنا مُرْقِبٌ.

ويقال: وَرِثَ فلانٌ مالاً عن رِقْبَةٍ أَي عن كلالةٍ، لم يَرِثْهُ عن

آبائِه؛ وَوَرِثَ مَجْداً عن رِقْبَةٍ إِذا لم يكن آباؤُهُ أَمْجاداً؛ قال

الكميت:

كان السَّدَى والنَّدى مَجْداً ومَكْرُمَةً، * تلك الـمَكارِمُ لم يُورَثْنَ عن رِقَبِ

أَي وَرِثَها عن دُنًى فدُنًى من آبائِهِ، ولم يَرِثْهَا من وراءُ وَراءُ.

والـمُراقَبَة، في عَرُوضِ الـمُضارِعِ والـمُقْتَضَبِ، أَن يكون

الجُزْءُ مَرَّةً مَفاعِـيلُ ومرَّة مفاعِلُنْ؛ سمي بذلك لأَن آخرَ السَّببِ

الذي في آخِرِ الجزءِ، وهو النُّونُ من مَفاعِـيلُن، لا يثبت مع آخِر

السَّببِ الذي قَبْلَه، وهو الياءُ في مَفاعِـيلُن، وليست بمعاقَبَةٍ، لأَنَّ

الـمُراقَبَة لا يَثْبُت فيها الجزآن الـمُتراقِـبانِ، وإِنما هو من

الـمُراقَبَة الـمُتَقَدّمة الذِّكْر، والـمُعاقَبة يَجْتمعُ فيها الـمُتعاقِـبانِ.

التهذيب، الليث: الـمُراقَبَة في آخِرِ الشِّعْرِ عند التَّجْزِئَة بين

حَرْفَيْنِ، وهو أَن يَسْقُط أَحدهما، ويَثْبُتَ الآخَرُ، ولا يَسْقُطانِ

مَعاً، ولا يَثْبُتان جَمِـيعاً، وهو في مَفَاعِيلُن التي للـمُضارع لا يجوز أَن يتمَّ، إِنما هو مَفاعِـيلُ أَو مَفاعِلُنْ.

والرَّقِـيبُ: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ، كأَنه يَرْقُب مَن يَعَضُّ؛ وفي

التهذيب: ضَرْبٌ من الـحَيَّاتِ خَبيث، والجمعُ رُقُبٌ ورقِـيباتٌ.

والرَّقِـيب والرَّقُوبُ مِنَ النِّساءِ: التي تُراقِبُ بَعْلَها لِـيَمُوت، فَتَرِثَه.

والرَّقُوبُ مِنَ الإِبِل: التي لا تَدْنُو إِلى الحوضِ من الزِّحامِ،

وذلك لكَرَمِها، سُميت بذلك، لأَنها تَرْقبُ الإِبِلَ، فإِذا فَرَغْنَ مِنْ

شُرْبِهنّ، شَربَت هي. والرَّقُوبُ من الإِبل والنِّساءِ: التي لا

يَبْقَى لها وَلَدٌ؛ قال عبيد:

لأَنها شَيْخَةٌ رَقُوبُ

وقيل: هي التي ماتَ وَلَدُها، وكذلك الرجُل؛ قال الشاعر:

فلم يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنا مثلَ أُمـِّنا، * ولا كَأَبِـينا عاشَ، وهو رَقُوبُ

وفي الحديث أَنه قال: ما تَعُدُّون الرَّقُوبَ فيكم؟ قالوا: الذي لا

يَبْقى لَه وَلَد؛ قال: بل الرَّقُوبُ الذي لم يُقَدِّم من وَلَدِهِ شيئاً.

قال أَبو عبيد: وكذلك معناه في كلامِهِم، إِنما هو عَلى فَقْدِ

الأَوْلادِ؛ قال صخر الغيّ:

فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاتٍ، رَقُوبٍ * بوَاحِدِها، إِذا يَغْزُو، تُضِـيفُ

قال أَبو عبيد: فكان مَذْهَبُه عندهم على مَصائِب الدنيا، فَجَعَلها رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، على فَقْدِهِم في الآخرة؛ وليس هذا بخلافِ ذلك في المعنى، ولكنه تحويلُ الموضع إِلى غيرِه، نحو حديثه الآخر: إِنَّ الـمَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دينَه؛ وليس هذا أَن يكونَ من سُلِبَ مالَه، ليس بمحْروبٍ. قال ابن الأَثير:

الرَّقُوبُ في اللغة: الرجل والمرأَة إِذا لم يَعِشْ لهما ولد، لأَنه

يَرْقُب مَوْتَه ويَرْصُدُه خَوفاً عليه، فنَقَلَه النبيُّ، صلى اللّه عليه

وسلم، إِلى الذي لم يُقَدِّم من الولد شيئاً أَي يموتُ قبله تعريفاً،

لأَن الأَجرَ والثوابَ لمن قَدَّم شيئاً من الولد، وأَن الاعتِدادَ به

أَعظم، والنَّفْعَ به أَكثر، وأَنَّ فقدَهم، وإِن كان في الدنيا عظيماً،

فإِنَّ فَقْدَ الأَجرِ والثوابِ على الصبرِ، والتسليم للقضاءِ في الآخرة، أَعظم، وأَنَّ المسلم وَلَدُه في الحقيقة من قَدَّمه واحْتَسَبَه، ومن لم يُرزَق ذلك، فهو كالذي لا وَلدَ له؛ ولم يقله، صلى اللّه عليه وسلم، إِبطالاً لتفسيره اللغوي، إِنما هو كقولِه: إِنما الـمَحْروبُ مَن حُرِبَ دينَه، ليس على أَن من أُخِذَ مالُه غيرُ مَحْروبٍ.

والرَّقَبَةُ: العُنُقُ؛ وقيل: أَعلاها؛ وقيل: مُؤَخَّر أَصْلِ العُنُقِ، والجمعُ رَقَبٌ ورَقَباتٌ، ورِقابٌ وأَرْقُبٌ، الأَخيرة على طَرْح

الزائِدِ؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرِدْ بنا، في سَمَلٍ لم يَنْضُبِ * منها، عِرَضْناتٌ، عِظامُ الأَرْقُبِ

وجعلَه أَبو ذُؤَيْب للنحلِ، فقال:

تَظَلُّ، على الثَّمْراءِ، منها جَوارِسٌ، * مَراضيعُ، صُهْبُ الريشِ، زُغْبٌ رِقابُها

والرَّقَب: غِلَظُ الرَّقَبة، رَقِبَ رَقَباً.

وهو أَرْقَب: بَيِّنَ الرَّقَب أَي غليظُ الرَّقَبة، ورَقَبانيٌّ أَيضاً على غير قياسٍ. والأَرْقَبُ والرَّقَبانيُّ: الغليظُ الرَّقَبَة؛ قال سيبويه: هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَب، والعَربُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقابِ الـمَزاوِد لأَنهم حُمْرٌ.

ويقال للأَمَةِ الرَّقَبانِـيَّةِ: رَقْباءُ لا تُنْعَتُ به الـحُرَّة.

وقال ابن دريد: يقال رجلٌ رَقَبانٌ ورَقَبانيٌّ أَيضاً، ولا يقال للمرأَة رَقَبانِـيَّة.

والـمُرَقَّبُ: الجلدُ الذي سُلِـخَ من قِبَلِ رَأْسِه ورَقَبتِه؛ قال سيبويه: وإِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبة، لم تُضِفْ إِليه إِلاَّ على القياسِ.

ورَقَبَه: طَرَحَ الـحَبْلَ في رَقَبَتِه.

والرَّقَبةُ: المملوك. وأَعْتَقَ رَقَبةً أَي نَسَمَةً. وفَكَّ رقَبةً: أَطْلَق أَسيراً، سُمِّيت الجملة باسمِ العُضْوِ لشرفِها. التهذيب: وقوله

تعالى في آية الصدقات: والـمُؤَلَّفةِ قلوبُهم وفي الرقابِ؛ قال أَهل التفسير في الرقابِ إِنهم الـمُكاتَبون، ولا يُبْتَدَأُ منه مملوك فيُعْتَقَ. وفي حديث قَسْم الصَّدَقاتِ: وفي الرِّقابِ، يريدُ الـمُكاتَبين من العبيد، يُعْطَوْنَ نَصِـيباً من الزكاةِ، يَفُكون بهِ رِقابَهم، ويَدفعونه إِلى مَوالِـيهم.

الليث يقال: أَعتق اللّهُ رَقَبَتَه، ولا يقال: أَعْتَقَ اللّه عُنُقَه. وفي

الحديث: كأَنما أَعْتَقَ رَقَبةً. قال ابن الأَثير: وقد تكَرَّرَتِ

الأَحاديث في ذكر الرَّقَبة، وعِتْقِها وتحريرِها وفَكِّها، وهي في الأَصل العُنُق، فجُعِلَتْ كِنايةً عن جميع ذاتِ الإِنسانِ، تَسْمية للشيءِ ببعضِه، فإِذا قال: أَعْتِقْ رَقَبةً، فكأَنه قال: أَعْتِقْ عبداً أَو أَمَة؛ ومنه قولُهم: دَيْنُه في رَقَبَتِه. وفي حديث ابنِ سِـيرين: لَنا رِقابُ الأَرضِ، أَي نَفْس الأَرضِ، يعني ما كان من أَرضِ الخَراجِ فهو للمسلمين، ليس لأَصحابهِ الذين كانوا فيه قَبْلَ الإِسلامِ شيءٌ، لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً. وفي حديث بِلالٍ: والرَّكائِب الـمُناخَة، لكَ رِقابُهُنَّ وما عليهِنَّ أَي ذَواتُهنَّ وأَحمالُهنّ. وفي حديث الخَيْلِ: ثم لمْ يَنْسَ حَقَّ اللّه في رِقابِها وظُهورِها؛ أَراد بحَقِّ رِقابِها الإِحْسانَ إِليها، وبحَقِّ ظُهورِها الـحَمْلَ عليها.

وذُو الرُّقَيْبة: أَحدُ شُعراءِ العرب، وهو لَقَب مالِكٍ القُشَيْرِيِّ، لأَنه كان أَوْقَصَ، وهو الذي أَسَرَ حاجبَ بن زُرارة يَوْمَ جَبَلَة. والأَشْعَرُ الرَّقَبانيُّ: لَقَبُ رجلٍ من فُرْسانِ العَرَب. وفي حديث

عُيَينة بنِ حِصْنٍ ذِكْرُ ذي الرَّقِـيبة وهو، بفتح الراءِ وكسرِ

القافِ، جَبَل بخَيْبَر.

رقب: {رقيبا}: حافظا. {ارتقبوا}: انتظروا.
(رقب) رقبا غلظت رقبته فَهُوَ أرقب وَهِي رقباء (ج) رقب
(رقب) - في حديث ابنِ سِيرِين: "لنا رِقابُ الأَرضِ".
: أي ما كَانَ من أَرضِ الخَراج فهو للمُسْلِمين، ليس لأَصحابِه، الذين كانوا قبل الِإسلام، شَىْء، لأنها فُتِحَت عَنْوةً. والرِّقاب: جمع رَقَبَةَ، ويُعَبَّر بها عن الجَسد كُلَّه، وعن أَصلِ الشَّىءِ كقَوله تَعالَى: {فَكُّ رَقَبَة} . وإنَّما يُفَكُّ جَسدُه كُلُّه. وكقوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} .
ويقال: ذَلك في رَقَبته: أي لازِمٌ واجِبٌ عليه.
- في حَديثِ حَفْر زَمْزَم:
* فَغارَ سَهمُ اللهِ ذِى الرَّقِيبِ *
الرَّقِيبُ: الثالِثُ من سِهامِ المَيْسِر.
ر ق ب: (الرَّقِيبُ) الْحَافِظُ وَالْمُنْتَظِرُ وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (رِقْبَةً) أَيْضًا وَ (رِقْبَانًا) أَيْضًا بِكَسْرِ الرَّاءِ فِيهِمَا. وَ (رَاقَبَ) اللَّهَ تَعَالَى أَيْ خَافَهُ وَ (التَّرَقُّبُ) وَ (الِارْتِقَابُ) الِانْتِظَارُ. وَ (أَرْقَبَهُ) دَارًا أَوْ أَرْضًا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا وَقَالَ: هِيَ لِلْبَاقِي مِنَّا وَالِاسْمُ مِنْهُ (الرُّقْبَى) وَهِيَ مِنَ (الْمُرَاقَبَةِ) لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبِهِ. وَ (الرَّقَبَةُ) مُؤَخَّرُ أَصْلِ الْعُنُقِ وَجَمْعُهَا (رَقَبٌ) وَ (رَقَبَاتٌ) وَ (رِقَابٌ) . وَ (الرَّقَبَةُ) أَيْضًا الْمَمْلُوكُ. 
(ر ق ب) : (رَقَبَهُ) رِقْبَةً انْتَظَرَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَرَاقَبَهُ مِثْلُهُ (وَمِنْهُ) رَاقَبَ اللَّهَ إذَا خَافَهُ لِأَنَّ الْخَائِفَ يَرْقُبُ الْعِقَابَ وَيَتَوَقَّعُهُ (وَأَرْقَبَهُ) الدَّارَ قَالَ لَهُ هِيَ لَكَ رُقْبَى وَهِيَ مِنْ الْمُرَاقَبَةِ لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبِهِ وَاشْتِقَاقُهَا مِنْ رَقَبَةِ الدَّارِ غَيْرُ مَشْهُورٍ وَرَجُلٌ (رَقَبَانِيٌّ) عَظِيمُ (الرَّقَبَةِ) وَاسْتِعْمَالُ الرَّقَبَةِ فِي مَعْنَى الْمَمْلُوكِ مِنْ تَسْمِيَةِ الْكُلِّ بِاسْمِ الْبَعْضِ وَمِنْهُ أَفْضَلُ الرِّقَابِ أَغْلَاهَا ثَمَنًا وَهُوَ مِنْ الْغَلَاءِ وقَوْله تَعَالَى {وَفِي الرِّقَابِ} [البقرة: 177] يَعْنِي الْمُكَاتَبِينَ.

رقب


رَقَبَ(n. ac. رِقْبَة
رَقَاْبَة
رُقُوْب
رِقْبَاْن)
a. Watched, waited for; awaited; expected.
b. Watched, observed; regarded.
c. Watched over, guarded, minded, took care of.
d. Bound by the neck.

رَاْقَبَa. see I (b) (c).
أَرْقَبَa. Gave to for life.

تَرَقَّبَa. see I (a) (b).
إِرْتَقَبَa. see I (a) (b).
c. Was on the watch, on the look-out.

رِقْبَةa. Observation.
b. Circumspection, cautiousness; vigilance.
c. Fear, timidity.

رُقْبَةa. Leopard-trap, pit.

رَقَبa. Thickness of the neck.

رَقَبَة
(pl.
رَقَب
أَرْقُب
رِقَاْب
23)
a. Neck; nape of the neck.
b. Slave, serf, bondsman.

مَرْقَب
مَرْقَبَة
17t
(pl.
مَرَاْقِبُ)
a. Watch-tower.

رَقِيْب
(pl.
رُقَبَآءُ)
a. Watcher, guardian, keeper.
b. Rising, when an opposite star is setting (
star ).
c. (pl.
رُقُب
رَقِيْبَات), Venomous serpent
رَقَّاْبَةa. Care-taker, person in charge.
رقب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْله: مَا تَعدونَ الرقوب فِيكُم قَالُوا: الَّذِي لَا يبْقى لَهُ ولد فَقَالَ: بل الرقوب الَّذِي لم يُقدّمِ من وَلَده شَيْئا. [قَالَ أَبُو عبيد -] : وَكَذَلِكَ مَعْنَاهُ فِي كَلَامهم إِنَّمَا هُوَ على فقد الْأَوْلَاد: قَالَ الشَّاعِر [الطَّوِيل]

فَلم ير خلق قبلنَا مثل أمنا ... وَلَا كأبينا عَاشَ وَهُوَ رَقوبُ

وَقَالَ صَخْر الغي: [الوافر] فَمَا إِن وجدُ مِقلاتٍ رَقوبٍ ... بواحدها إِذا يَغْزُو تضيف

82 - / الف
ر ق ب : رَقَبْتُهُ أَرْقُبُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ حَفِظْتُهُ فَأَنَا رَقِيبٌ وَرَقَبْتُهُ وَتَرَقَّبْتُهُ وَارْتَقَبْتُهُ وَالرِّقْبَةُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ انْتَظَرْتُهُ فَأَنَا رَقِيبٌ أَيْضًا وَالْجَمْعُ الرُّقَبَاءُ وَالرَّقُوبُ وِزَانُ رَسُولٍ مِنْ الشُّيُوخِ وَالْأَرَامِلِ الَّذِي لَا يَسْتَطِيعُ الْكَسْبَ وَلَا كَسْبَ لَهُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ يَرْتَقِبُ مَعْرُوفًا وَصِلَةً وَالرَّقُوبُ أَيْضًا الَّذِي لَا وَلَد لَهُ وَالْمَرْقَبُ وِزَانُ جَعْفَرٍ الْمَكَانُ الْمُشْرِفُ يَقِفُ عَلَيْهِ الرَّقِيبُ وَرَاقَبْتُ اللَّهَ خِفْتُ عَذَابَهُ وَأَرْقَبْتُ زَيْدًا الدَّارَ إرْقَابًا وَالِاسْمُ الرُّقْبَى وَهِيَ مِنْ الْمُرَاقَبَةِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبه لِتَبْقَى لَهُ وَالرَّقَبَةُ مِنْ الْحَيَوَانِ مَعْرُوفَةٌ وَالْجَمْعُ رِقَابٌ وقَوْله تَعَالَى {وَفِي الرِّقَابِ} [التوبة: 60] هُوَ عَلَى حَذْفِ مُضَافٍ أَيْ وَفِي فَكِّ الرِّقَابِ يَعْنِي الْمُكَاتَبِينَ قَالُوا وَلَا يُشْتَرَى مِنْهُ مَمْلُوكٌ فَيُعْتَقُ لِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى مُكَاتَبًا. 
رقب
رَقَبْتُ الإنسانَ رِقْبَةً ورِقْباناً: وهو أنْ يَنْظُرَه.
والرقِيب: الحارِسُ. والحافِظُ. والأمِيْنُ في المَيْسِرِ المُوَكَّلُ بالضَّرِيْبِ. وضَرْبٌ صت الحَيّاتِ خَبِيْثٌ، والجميع الرقِيْبَات والرُّقُبُ.
والتَّرَقُّبُ: تَنَظُّر وتَوَقُّعُ شَيْءٍ، من قَوْله عَزِّ وجل: " ولم تَرْقُبْ قَوْلِي ". والرُّقْبى في الحَدِيث: هو أنْ يقول الرَّجلُ للرَّجُل: إن مُت قبْلي رَجَعَ إلَيَ مَنْزِلي وإن مُتُّ قَبْلَكَ فهو لَكَ. وهو من المُرَاقَبَةِ، كأنَّ كلَّ واحِدٍ منهما يَرْقُبُ مَوْتَ صاحِبِه، وتقول: أرْقَبْتُكَ الدارَ أي جَعَلْتُها لكَ رُقْبى. وفي الحديث: " لا رُقْبى؛ فَمَنْ أرْقِبَ شَيْئاً فهو لِوَرَثَةِ المُرْقِبِ ". وما وُرِّثَ فلانٌ عن رَقْبٍ.
والرَّقُوْبُ من الأرامِل والشُّيُوْخ: الذي لا وَلَدَ له ولا يَسْتَطيعُ أنْ يَكْسِبَ لنَفْسِه. وقيل: الذي لم يُقَدِّمْ من وَلَدِه شَيْئاً. والمَرْأةُ الرَّقْبَاءُ: التي لا يَعِيْشُ لها وَلَدٌ.
والرَّقَبَةُ: مُؤخَّرُ أصْل العُنُق. والأرْقَبُ والرَّقَبَانيًّ؛ الغَليظُ الرَّقَبَة، والأمَةُ الرَّقْبَاءُ. والرَّقَبُ: جَمْعٌ كالرِّقَاب. ويُقال للعَجَم: رِقَابُ المَزَاوِدِ أي حَمْرَاءُ.
والرُّقْبَةُ للنَمِرِ: مِثْلُ الزُّبْيَةِ للذِّئب، رَقَبُوا للنَّمِرِ.
رقب
الرَّقَبَةُ: اسم للعضو المعروف، ثمّ يعبّر بها عن الجملة، وجعل في التّعارف اسما للمماليك، كما عبّر بالرّأس وبالظّهر عن المركوب ، فقيل: فلان يربط كذا رأسا، وكذا ظهرا، قال تعالى: وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ
[النساء/ 92] ، وقال: وَفِي الرِّقابِ
[البقرة/ 177] ، أي: المكاتبين منهم، فهم الذين تصرف إليهم الزكاة. ورَقَبْتُهُ:
أصبت رقبته، ورَقَبْتُهُ: حفظته. والرَّقِيبُ:
الحافظ، وذلك إمّا لمراعاته رقبة المحفوظ، وإما لرفعه رقبته، قال تعالى: وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ
[هود/ 93] ، وقال تعالى: إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ [ق/ 18] ، وقال: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً

[التوبة/ 10] ، والْمَرْقَبُ:
المكان العالي الذي يشرف عليه الرقيب، وقيل لحافظ أصحاب الميسر الذين يشربون بالقداح رَقِيبٌ، وللقدح الثالث رَقِيبٌ، وتَرَقَّبَ: احترز راقبا، نحو قوله: فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ
[القصص/ 21] ، والرَّقُوبُ: المرأة التي تَرْقُبُ موت ولدها، لكثرة من مات لها من الأولاد، والناقة التي ترقب أن يشرب صواحبها، ثمّ تشرب، وأَرْقَبْتُ فلانا هذه الدار هو: أن تعطيه إيّاها لينتفع بها مدّة حياته، فكأنه يرقب موته، وقيل لتلك الهبة: الرُّقْبَى والعمرى.
ر ق ب

قعد يرقب صابحه رقبة ويرتقبه، وأنا أترقّب كذا: أنتظره وأتوقعه، وفلان يرقب موت أبيه ليرثه. وأرقبته داري، وهذه الدار لك رقبى من المراقبة لأن كل واحد يرقب موت صاحبه. وهو رقيب القوم وهم رقباؤهم. وأشرف على مرقب عال ومرقبة. وهو رقيب الجيش: لطليعتهم. وأنا أرقب لكم هذه الليلة. ومالك لا ترقب ذمّة فلان. ورجل أرقب ورقبانيّ: عظيم الرقبة.

ومن المجاز: هذا الأمر في رقابكم وفي رقبتك. والموت في الرقاب. ومن أنتم يا رقاب المزاود: يا عجم لحمرتهم. وأنشد الأصمعي:

يسموننا الأعراب والعرب اسمنا ... وأسماؤهم فينا رقاب المزاود

وأعتق الله رقبته. وأوصى بماله في الرقاب. ورقبه وراقبه: حاذره لأن الخائف يرقب العقاب ويتوقعه، ومنه فلان لا يراقب الله في أموره: لا ينظر إلى عقابه فيركب رأسه في المعصية. وبات يرقب النجوم ويراقبها كقولك: يرعاها ويراعيها. وامرأة رقوب: لا يعيش لها ولد فهي ترقب موت ولدها. وطلع رقيب الثريا وهو الدبران لأنه يتبعها لا يفارقها أبداً فلايزال يرقب طلوعها، ويقال: لا آتيك أو يلقى الثريا رقيبها. قال جميل:

أحقاً عباد الله أن لست لاقيا ... بثينة أو يلقى الثريا رقيبها

وورث المجد عن رقبة أي عن كلالة لأنه يخاف أن لا يسلم له لخفاء نسبه. وتقول: نعم الرقيب أنت لأبيك ولأسلافك أي نعم الخلف لأنه كالدبران للثريا. ومنه قول عديّ يصف فرساً اتبع غبار الحمير

كأن ريقه شؤبوب غادية ... لما تقفّى رقيب النقع مسطارا

أي تبع آخر النقع.
[رقب] فيه: "الرقيب" تعالى الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء. منه ح: "ارقبوا" محمدًا في أهل بيته، أي احفظوه فيهم. ش: أي راعوه واحترموه. نه وح: ما من نبي إلا أعطى سبعة نجباء "رقباء" أي حفظة يكونون معه. وفيه: ما تعدون "الرقوب" فيكم؟ قالوا: من لا يبقى له ولد، فقال: بل الرقوب من لم يقدم من ولده شيئًا، هو لغة رجل وامرأة لم يعش لهما ولد لأنه يرقب موته ويرصده خوفًا عليه فنقله صلى الله عليه وسلم إلى من لم يقدم من الولد شيئًا أي يموت قبله تعريفًا أن الثواب لمن قدم شيئًا من الولد وأن الاعتداد به أكثر والنفع أعظم، وإن فقدهم وإن كان عظيمًا في الدنيا فإن فقد الأجر على الصبر والتسليم للقضاء أعظم، وأن الولد حقيقة من قدمه واحتبسه ومن لم يرزق ذل فهو كمن لا ولد له، ولم يقله إبطالًا للغته كما قال: إنما المحروب من حرب دينه ليس على من أخذ ماله غير محروب. وفيه "الرقبى" لمن "أرقبها" هو أن يقول لآخر: قد وهبت لك هذه الدار فإن مت قبل رجعت إلىّ وإن مت قبلك فهي لك، من المراقبة لن كلا منهما يرقب موت صاحبه. ط: فمن "أرقب" شيئًا فهو لورثته، أي ورثة المعمر له وكذا المراد بأهلها، وفاؤه للسبب أي لا ترقبوا اغترار بأنه ليس بتمليك للمعمر له فإنه تمليك. نه: و"الرقبة" العنق فجعلت كناية عن جميع الذات. ومنه: "وفي "الرقاب"" يريد المكابتين يعطون من الزكاة ويدفعونه إلى مواليهم. وح: لنا "رقاب" الأرض، أي نفسها يعني ما كان من أرض الخراج فهو للمسلمين ليس لأصحابه الذين كانوا فيه قبل الإسلام شيء لأنها فتحت عنوة. وح: والركائب المناخة لك "رقابهن" وما عليهن، أي ذواتهن وأحمالهن. وح: الخيل ثم لم ينس حق الله في "رقابها" وظهورها، أراد بحق الرقاب الإحسان إليها وبحق ظهورها الحمل عليها. وفي ح حفر زمزم:
فغار سهم الله ذي "الرقيب"
الرقيب الثالث من سهام الميسر. وفيه: ذكر ذي "الرقيب" وهو بفتح راء وكسر قاف جبل بخيبر. ك: "وفي الرقاب" أي يشتري من غلة الوقف رقاب فيعتقون. ج: "يرقب" الوقت، من رقبت الفجر إذا نظرت وقت طلوعه. وفيه: أنفقته في "رقبة" أي فك رقبة مأسورة.
[رقب] الرقيبُ: الحافظُ. والرقيبُ: المُنْتَظِرُ. تقول رقبت الشئ أرقبه رقوبا، ورِقْبَةً ورِقْباناً بالكسر فيهما، إذا رَصَدْتَهُ. والرقيبُ: المُوَكِّلُ بالضَريب . ورقيبُ النَجْمِ: الذي يغيب بطلوعه، مثل الثُرَيَّا رَقيبُها الإكليلُ، إذا طَلَعَتِ الثُرَيَّا عِشاءً غاب الإكليلُ، وإذا طلع الإكليلُ عِشاءً غابت الثُرَيَّا . والرقيبُ: الثالثُ من سِهام الميسر. والمَرْقَبُ والمَرْقَبَةُ: الموضعُ المُشْرِفُ يرتفع عليه الرقيب. ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى * وإلى الذى يعطى الرغائب فارغب وذلك في الميسر.

وأنشد الفراء: أحقا عباد الله أن لست لاقيا * بثينة أو يلقى الثريا رقيبها وإنما قيل للعيوق رقيب الثريا تشبيها برقيب الميسر. وراقب الله في أمره، أي خافه. والترَقُّبُ: الانتظار، وكذلك الارتقاب. وأَرْقَبْتُهُ داراً أو أرضاً، إذا أعطَيته إياها فكانت للباقي منكما، وقلتَ: إن مُتُّ قبلك فهي لك وإن مُتَّ قبلي فهي لي. والاسم منه الرُقْبى، وهي من المراقبة، لأنّ كل واحد منهما يرقب موت صاحبه. والرقبة: مؤخرا أصل العنق، والجمع رَقَبُ ورَقَباتٌ ورِقابٌ. ورَجُلٌ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَقَبِ، أي غليظ الرقبة، ورَقَبانيٌّ أيضاً على غير قياس. والعرب تلقِّب العجم برقاب المزاود، لانهم حمر. وذو الرقيبة: لقب مالك القشيرى، لانه كان أو قص، وهو الذى أسر حاجب بن زرارة يوم جبلة. والرقبة: المملوك. والرَقوبُ: المرأة التي لا يعيش لها ولد. وقال :

كأنها شيخة رقوب * وكذلك الرجل. قال الشاعر: فلم يَرَ خَلْقٌ قبلنا مِثْلَ أُمِّنا * ولا كأَبينا عاشَ وهو رقوب والرقوب: المرأة التى تَرْقُبُ موتَ زوجها لِتَرِثّهُ. والرَقوبُ من الإِبل: التي لا تدنو من الحوض مع الزِحامِ، وذلك لِكَرَمها. والمُرَقّب: الجِلدُ الذي سُلِخَ من قِبَلَ رأسه ورقبته. والرَقَّابَةُ: الرجل الوَغْد الذي يَرْقُبُ للقوم رحلهم إذا غابوا.
رقب وَقَالَ أَبُو عبيد عَن عَطاء فِي تَفْسِير الْعمريّ بِمثل ذَلِك أَو نَحوه. وَأما الرقبي فَهُوَ أَن يَقُول الرجل للرجل: إِن مت قبلي رجعت إِلَيّ وَإِن مت قبلك فَهِيَ لَك. وَقَالَ أَبُو عبيد عَن قَتَادَة: الرقبي أَن يَقُول الرجل للرجل كَذَا وَكَذَا لفُلَان فَإِن مَاتَ فَهُوَ لفُلَان. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وأصل الْعمريّ عندنَا إِنَّمَا هُوَ مَأْخُوذ من الْعُمر أَلا ترَاهُ يَقُول: هُوَ لَك عمري أَو عمرك وأصل الرقبي من المراقبة فَكَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا [إِنَّمَا -] يرقب موت صَاحبه أَلا ترَاهُ يَقُول: إِن متّ قبلي رجعت إِلَيّ وَإِن مت قبلك فَهِيَ لَك فَهَذَا ينبئك عَن المراقبة وَالَّذِي كَانُوا يُرِيدُونَ بِهَذَا أَن يكون الرجل يُرِيد أَن يتفضل على صَاحبه بالشَّيْء فيستمتع مِنْهُ مَا دَامَ حَيا فَإِذا مَاتَ الْمَوْهُوب لَهُ لم يصل إِلَى ورثته مِنْهُ شَيْء فَجَاءَت سنة النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام بِنَقْض ذَلِك إِنَّه من ملك شَيْئا حَيَاته فَهُوَ لوَرثَته من بعد مَوته. وَفِيه أَحَادِيث كَثِيرَة إِن رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قضى بالعمري للْوَارِث. وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: الْعمريّ جَائِزَة لأَهْلهَا. وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا رقبي فَمن أرقب شَيْئا فَهُوَ لوَرَثَة المرقب. قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذِه الْآثَار أصل لكل من وهب هبة وَاشْترط فِيهَا شرطا بَاطِلا كَالرّجلِ يهب للرجل جَارِيَة على أَن لَا تبَاع وَلَا توهب أَو على أَن يتخذها سَرِيَّة أَو على أَنه إِن أَرَادَ بيعهَا فالواهب أَحَق بهَا هَذَا وَمَا أشبهه من الشُّرُوط فقبضها الْمَوْهُوب لَهُ على ذَلِك وَعوض الْوَاهِب مِنْهَا فالهبة جَائِزَة مَاضِيَة وَالشّرط فِي ذَلِك كُله بَاطِل. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ مَالك يَقُول: إِذا أعمر الرجل الرجل دَارا فَقَالَ: هِيَ لَك عمرك فَإِنَّهَا على شَرطهَا فَإِذا مَاتَ الْمَوْهُوب لَهُ رجعت إِلَى الْوَاهِب إِلَّا أَن يَقُول: هِيَ لَك ولعقبك من بعْدك. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سَأَلَ رجلا: هَل صُمت من سرار هَذَا الشَّهْر شَيْئا قَالَ: لَا قَالَ: فَإِذا أفطرت من رَمَضَان فَصم يَوْمَيْنِ.
رقب: رَقَّب: صوب، سدد المرمى، استهدف شيئاً ليحصل عليه (بوشر).
رَقَب: افترى، نمَّ، وشى (ألكالا).
رَقَّب (بالتشديد): حرس السجين ولاحظه (عباد 2: 118، ابن جبير ص36، بيان 2: 310)، وفي معجم فوك وردت هذه الكلمة في مادة Sagio ( شرطي، حارس).
رَقَّب: حزّ الغصن لتركيبه وتطعيمه حين يطعمون الشجر ويركبونه، أنظره في مادة برقية.
أرقب: قارن مع لين معجم مسلم.
ترقَّب: احترس، تحفظ (دي ساسي طرائف 2: 23، 74، المقري 1: 183).
ترقَّب لفلان: ترصده وراقبه (ألف ليلة 1: 76)، وردت هذه الكلمة في معجم فوك في مادة Sagia ( حارس، شرطي).
تراقب: وردت في معجم فوك في مادة aspicere.
رَقَّب: نوع من جيد من التمر (بلجراف 2: 172).
رَقْبَة: شجاع، جريء، جسور (دوماس حياة العرب ص514).
رَقَبَة، هو على رقبتي: عبء عليّ، انفق عليه ليعيش (بوشر).
وبال هذا على رقبتك: أنت الذي يتحمل وزر هذا وسوء عاقبته.
رَقَبَة ويجمع على أرقاب: قطعة من الحرير الأصفر مطرزة بخيوط الذهب على مقدار عنق الفرس، تلف على عنق فرس السلطان من أسفل أذنيه حتى نهاية عرفه، وأصل هذه الزينة فارسي (مملوك 1، 1: 135، 2، 2: 21، الجريدة الآسيوية 1849، 2: 39 رقم 1).
((يوضع مسحوق الذهب في علبة من جلد البعير وجلد عنق البعير هو المستعمل لذلك، وهذه العلبة تسمى رُقْبة)) (براكس ص12)، ورَقَبة هي الصواب.
رَقَبَة: تاج عمود ناتئ بعض الشيء من الجدار (معجم الإدريسي).
رِقاب الحمام: يطلق في القاهرة على نسيج أسود يعكس لونه ألواناً مشربة بحمرة لماعة (عوادة ص395).
رَقَبَة: حِكْر، إجازة طويلة الأمد (بوشر)، وقد ترجم دي جويه (معجم البلاذري، وانظر معجم مسلم) رقبة الأرض إلى اللاتينية بما معناه السيطرة على الأرض، وهي ضد حق الانتفاع، حق الاستغلال، حق الاستثمار. انظر فاندنبرج (ص35 رقم 3) الذي ذكر ملك الرقبة بنفس المعنى. ويقال: رقبة الدار (محمد بن الحارث ص324).
رقبة المال، وجمعه رقاب المال: راس المال، ويطلق غالباً على مبلغ من المال (معجم مسلم).
قَصير الرقبة: جحد وناكر الجميل أو الإحسان، كافر النعمة، كنود (فوك).
رُقْبَى: انظر مع معجم لين معجم مسلم.
رقيب: جاسوس، وقد جمعت في معجم ألكالا على رُقاب.
رقيب: شرطي، حارس (فوك).
رقيب: منافس، مزاحم، خصم (هلو).
رقيب الشَمْس: عباد الشمس، دوار الشمس (ابن البيطار 1: 499).
رقيب الشمس: نوع من الينوع (ابن البيطار 1: 499).
رقوبية: جرأة، جسارة، شجاعة (دوماس حياة العرب ص496).
رَقَّاب: رائد، كشّاف وساع، فيج (مرجريت ص239). راقوية: عقيب الفروج، آخر فرخ يفقس من البيض تحضن عليها الطير (بوشر).
تَرْقِيبة؟: انظر برقية.
مَرْقَب: تل، أكمة، ربوة (دوماس عادات ص394) وقد خلط دوماس هذه الكلمة مع كلمة مركب ولذلك أضاف: ((ومظهره يذكر شكل المركب))، (بارت 1: 88، تاريخ البربر 2: 113).
مُرْتقب: آت، مستقبل، منتظر (فوك).
(ر ق ب)

رقبه يرقبه رَقَبَة، وقبانا، وترقبه، وارتقبه: انتظره.

وارتقب: أشرف وَعلا.

والمرقب، والمرقبة: مَا أوفيت عَلَيْهِ من علم أَو رابية لتبصر من بعد.

وارتقب الْمَكَان: علا وأشرف، قَالَ:

بالجد حَيْثُ ارتقبت معزاؤه

أَي: اشرفت، الْجد هُنَا: الجدد من الأَرْض.

ورقب الشَّيْء يرقبه، وراقبه مراقبة: ورقابا: حرسه، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

يراقب النَّجْم رِقَاب الْحُوت

يصف رَفِيقًا لَهُ يَقُول: يرتقب النَّجْم حرصا على طلوعه حَتَّى يطلع فيرتحل.

والرقبة: التحفظ، وَالْفرق.

والرقيب: الحارس الْحَافِظ. والرقيب القداح: الْأمين على الضريب.

وَقيل: هُوَ أَمِين أَصْحَاب الميسر. قَالَ كَعْب ابْن زُهَيْر:

لَهَا خلف أذنابها أزمل ... مَكَان الرَّقِيب من الياسرينا

وَقيل: هُوَ الرجل الَّذِي يقوم خلف الحرضة فِي الميسر، وَمَعْنَاهُ كُله سَوَاء. وَالْجمع: رقباء.

والرقيب: النَّجْم الَّذِي فِي الْمشرق، يراقب الغارب.

ومنازل الْقَمَر: كل وَاحِد مِنْهَا رَقِيب لصَاحبه، كلما طلع مِنْهَا وَاحِد سقط آخر.

وَإِنَّمَا قيل للعيوق: رَقِيب الثريا، تَشْبِيها برقيب الميسر، وَلذَلِك قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فوردن والعيوق مقْعد رابيء الض ... رباء خلف النَّجْم لَا يتتلع

النَّجْم هَاهُنَا: الثريا، اسْم علم غَالب.

والرقيب: الثَّالِث من قداح الميسر، قَالَ اللحياني: وَفِيه ثَلَاثَة فروض، وَله غنم ثَلَاثَة أنصباء إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غرم ثَلَاثَة أنصباء إِن لم يفز.

والرقيب: نجم من نُجُوم الْمَطَر يراقب نجما آخر.

وَابْن الرَّقِيب: فرس الزبْرِقَان بن بدر، كَأَنَّهُ كَانَ يراقب الْخَيل أَن تسبقه.

والرقبى: أَن يُعْطي الْإِنْسَان لإِنْسَان دَارا أَو أَرضًا، فَأَيّهمَا مَاتَ رَجَعَ ذَلِك المَال إِلَى ورثته، سميت بذلك، لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يراقب موت صَاحبه.

وَقيل الرقبى: أَن تجْعَل الْمنزل لفُلَان يسكنهُ، فَإِن مَاتَ سكنه فلَان، فَكل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب موت صَاحبه.

وَقد ارقبه الرقبى.

وَقَالَ اللحياني: أرقبه الدَّار: جعلهَا لَهُ رقبى ولعقبه بعده، بِمَنْزِلَة الْوَقْف.

والمراقبة فِي عرُوض الْمُضَارع، والمقتضب: أَن يكون الْجُزْء مرّة " مفاعيل " وَمرَّة " مفاعلن " سمي بذلك، لِأَن آخر السَّبَب الَّذِي فِي آخر الْجُزْء، وَهُوَ النُّون من: " مفاعيلن " لَا يثبت مَعَ آخر السَّبَب الَّذِي قبله: وَهُوَ الْيَاء فِي: " مفاعيلن "، وَلَيْسَت بمعاقبة، لِأَن المراقبة لَا يثبت فِيهَا الجزءان المتراقبان وَإِنَّمَا هُوَ من المراقبة الْمُتَقَدّمَة الذّكر.

والمعاقبة يجْتَمع فِيهَا المتعاقبان.

والرقيب: ضرب من الْحَيَّات، خَبِيث، كَأَنَّهُ يرقب من يعَض، وَالْجمع: رقب ورقيبات.

والرقوب من النِّسَاء: الَّتِي تراقب بَعْلهَا ليَمُوت فترثه.

والرقوب من الْإِبِل: الَّتِي لَا تَدْنُو إِلَى الْحَوْض من الزحام، وَذَلِكَ لكرمها، سميت بذلك، لِأَنَّهَا ترقب الْإِبِل فَإِذا فرغن من شربهن شربت هِيَ.

والرقوب من الْإِبِل وَالنِّسَاء: الَّتِي لَا يبْقى لَهَا ولد.

وَقيل: هِيَ الَّتِي مَاتَ وَلَدهَا، وَكَذَلِكَ: الرجل.

والرقبة: الْعُنُق. وَقيل: أَعْلَاهَا. وَالْجمع: رقب، ورقاب، وأرقب، الْأَخِيرَة على طرح الزَّائِد، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ترد بِنَا فِي سمل لم ينضب ... مِنْهَا عرضنات عِظَام الأرقب

وَجعله أَبُو ذُؤَيْب للنخل، فَقَالَ:

تظل على الثمراء مِنْهَا جوارس ... مراضيع صهب الريش زغب رقابها

والرقب: غلظ الرَّقَبَة.

رقب رقبا، وَهُوَ أرقب بَين الرقب: غليظ الرَّقَبَة.

والرقباني: الغليظ الرَّقَبَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من نَادِر معدول النّسَب.

قَالَ: وَإِن سميت بِرَقَبَة لم تضف إِلَيْهِ إِلَّا على الْقيَاس.

ورقبه: طرح الْحَبل فِي رقبته.

وَأعْتق رَقَبَة: أَي نسمَة.

وَفك رَقَبَة: أطلق اسيرا، سميت الْجُمْلَة باسم الْعُضْو لشرفها.

وَذُو الرقيبة: أحد شعراء الْعَرَب. والاشعر الرقباني: لقب رجل من فرسَان الْعَرَب.
رقب
رقَبَ يَرقُب، رَقابةً ورَقْبًا ورُقوبًا، فهو راقب ورقيب، والمفعول مَرْقوب
• رقَب الشَّيءَ: انتظره "يرقُب وصول الطَّائرة بلهفة- {وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيْبٌ} - {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} " ° أرقب لك صبحًا.
• رقَب فلانًا: حَرَسَه وحفِظه "ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ [حديث]- {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} ".
• رقَب النَّجمَ: رصَده "بات يرقب النجم: أَرِق فلم ينم".
• رقَب الأمرَ: لاحظه وراعاه "يتصرف بلا رقيب ولا حسيب- ارقب المسجون حتى لا يهرب"? لا يَرقُب فيه إلاًّ ولا ذمَّة: لا يراعي عهدًا ولا حقًّا. 

رقِبَ يَرقَب، رَقَبًا، فهو أَرقَبُ
• رقِب الشَّخصُ: غلُظت رقبتُه "رجلٌ أرقبُ". 

أرقبَ يُرقب، إرقابًا، فهو مُرقِب، والمفعول مُرقَب
• أرقبه دارًا أو أرضًا أو نحوَهما: جعلها له فإن مات أحدهما صارت للحيّ منهما، وهو من الرُّقبى؛ لأن كلَّ واحدٍ منهما ينتظر أو يرقب موت الآخر، لتكون له الدّار، أو الأرض، أو نحوهما. 

ارتقبَ يرتقب، ارتقابًا، فهو مُرتقِب، والمفعول مُرتقَب
• ارتقبَ الشَّيءَ: رقَبه، انتظره وتوقَّعه "ارتقب الفرصةَ- من المرتقب وصول الوفد الدبلوماسيّ غدًا- {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} ". 

تراقبَ يتراقب، تراقبًا، فهو مُتراقِب
 • تراقب الشَّخصان: راقب كلٌّ منهما الآخر أي لاحظه وحرسه "كان كل منهما يحذر الآخر فأخذا يتراقبان". 

ترقَّبَ يترقَّب، ترقُّبًا، فهو مُترقِّب، والمفعول مُترقَّب (للمتعدِّي)
• ترقَّب الرَّجُلُ:
1 - انتظر ما يحصل له من فَرَجٍ أو مكروه " {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} ".
2 - ترصَّد الأخبار " {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} ".
• ترقَّب الشَّيءَ: رقَبَه؛ انتظره وتوقَّعه "ترقَّب النتيجةَ/ لحظة صدور الحكم/ طلوع الفجر- ترقَّب الفرصة: تحيَّنها- مجابهة المخاطر خيرٌ من ترقُّبها في خوف دائم [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: توقّع الشّرّ أشرّ" ° سياسَةُ الانتظار والتَّرقُّب. 

راقبَ يراقب، مُراقبةً، فهو مُراقِب، والمفعول مُراقَب
• راقبَ الشَّخصَ أو الشَّيءَ: رقَبه، حرَسه ولاحظه ورصَده "راقب العدوَّ- راقب النَّجمَ: رصده- مُراقِب امتحان/ المشروع- من راقَب ما عند الغير لم يعجبه ما عنده" ° غير مراقَب: لم يتم فحصه أو إخضاعه للرَّقابة أو إعطاؤه تصنيفًا لتضمنه مواد غير لائقة- يراقب بانتباه: يتّبع شخصًا أو اتجاهًا باهتمام مستمرّ.
• راقَب اللهَ في أموره: خافه وخشيه. 

أَرْقَبُ [مفرد]: ج رُقْب، مؤ رَقْباء، ج مؤ رُقْب ورَقْباوات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقِبَ: غليظ الرَّقبة. 

رَقابة [مفرد]:
1 - مصدر رقَبَ ° حقُّ الرَّقابة: حق القيام بالمراقبة والإشراف على عمل.
2 - مهنة مَنْ يراقب ويطَّلع على المطبوعات قبل نشرها "تم فرض رقابة مشدّدة على المصنّفات الفنيّة/ الأسعار" ° الرَّقابة الصَّحفيّة/ الرَّقابة الصُّحفيّة: اطِّلاع السُّلطة على الصُّحف قبل نشرها- رقابة المطبوعات: عمل من يراقب الكتب والمطبوعات والأفلام والمسجّلات قبل التَّصريح بتداولها.
3 - (نف) منع الأفكار والمشاعر عن الوصول إلى الوعي إلا بشكل مقنع.
• الرَّقابة الإداريَّة: مراقبة الإدارة للتأكُّد من مطابقة تصرُّفاتها للقانون، وذلك بناءً على طلب الأفراد أو من تلقاء نفسها ° رَقابة البريد: عمل من يراقب المراسلات البريديّة.
• رَقابة الصَّرْف: (قص) تدخّل الحكومة أو المصرف المركزيّ في سعر الصَّرف للعملات. 

رَقْب [مفرد]: مصدر رقَبَ. 

رَقَب [مفرد]: مصدر رقِبَ. 

رَقَبانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى رَقَبة: على غير قياس: عظيم الرقبة. 

رَقَبة [مفرد]: ج رَقَبات ورِقاب ورَقَب:
1 - عُنُق "اقطع رقبة عَدُوِّك بالسَّيف- لا تدع لسانك يقطع رقبتك [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: كم في المقابر من قتيل لسانه- {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ}: وهو مجاز عن القتل" ° الأحداث يأخذ بعضها برقاب بعض: تتوالى بسرعة- الموتُ على الرِّقاب: لا ينجو منه أحد- رقبتي سَدَّادة: وعد بالمساعدة بكل ما يملك- غليظُ الرَّقبة: جِلْف، عنيد- منديل الرَّقبة: منديل من القماش يوضع حول الرَّقبة- هذا الأمرُ في رَقَبتك: مَنوطٌ بك.
2 - جميع ذات الإنسان أو الشَّيء، وذلك من تسمية الشَّيء باسم بعضه لشرفه "دَيْنُك في رقبتي- لنا رِقابُ الأرض: ذاتُها ونفسُها".
3 - مملوك، أسير، رقيق " {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} " ° فكَّ رقبتَه: أعتقه.
• رَقَبة الكمان أو العود: (سق) الجزءُ العلويّ بعد الصندوق.
• رقبة الطَّريق: الأرض التي تمرّ فيها الطّريق "يملك رقبة الطَّريق: أرضها". 

رُقْبَى [مفرد]: أن يُعطي إنسانٌ آخرَ دارًا أو أرضًا، فإن مات أحدُهما كانت للحيّ، فكلاهما ينتظر وفاةَ صاحبه ويترقّبها. 

رَقوب [مفرد]:
1 - مَنْ لا يستطيع الكسب من الشيوخ والأرامل لأنه يرتقب أو ينتظر معروفًا أو صلة ° أمُّ الرَّقوب: الداهية.
2 - امرأة تراقِب وتنتظر موت زوجها لترثه
 أو تتزوَّج غيره.
3 - زوجان لا يبقى لهما ولد. 

رُقوب [مفرد]: مصدر رقَبَ. 

رقيب [مفرد]: ج رُقَبَاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَبَ ° رقيبٌ عتيد: مراقب حاضر يَقِظ- هو رقيب الجيش والقوم: طليعتهم- هو رَقيب نفسه: أي ينتقد أعمالَه فلا يدع سبيلاً للنَّاس إلى لومه.
2 - مَنْ يُراجع الصُّحُف والرسائل والكتب والأفلام قبل تداولها أو الإفراج عنها ليمنع ما يخدش الحياء أو يخالف سياسة الحكومة.
3 - (سك) رَتْبة في الجيش والشُّرطة، فوق العريف ودون الرقيب أوّل "بدرجة رقيب".
4 - جنديّ مكلَّف بمراقبة الدوريّة.
5 - موظف يعيَّن لإبقاء النظام والحفاظ على الأمن ضمن منظمة تشريعيَّة أو قضائية أو تنظيم اجتماعيّ معين.
6 - (نف) قوة نفسيَّة في اللاوعي مسئولة عن الرَّقابة.
• الرَّقيب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء، ولا تخفى عليه خافية، والذي لا يغفل عمّا خلق، والمترقِّب المنتظِر من عباده خضوعَهم له، وخشيتَهم منه، وخشوعَهم لعظمته " {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}: مراعيًا حافظًا". 

مُراقِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من راقبَ ° مراقب الامتحانات: ملاحظ يشرف على التزام الطُّلاب أثناء الامتحان بقواعد اللجنة.
2 - (رض) مَن يراقب ويحمي المتمرِّن خلال التدريب لمنع الإصابة، كما في التمرينات الرياضيَّة.
• مُراقِب الحسابات: (جر) أحد المحاسبين المتخصصين يختار لمراجعة حسابات الشَّركة والتأكّد من سلامتها، ويلتزم بتقديم تقرير عن عمله في نهاية السَّنة الماليَّة للشَّركة. 

مُراقَبة [مفرد]: ج مُراقَبات:
1 - مصدر راقبَ ° بُرْج المراقبة: برج في المطار يتولَّى تنظيم إقلاع الطائرات وهبوطها، بناء يُخصَّص لمراقبة السُّفن أو الطَّائرات والبوارج وغيرها لغرض المراقبة للطَّائرات بالتَّحليق أو الهبوط- رسالة مراقبة: فتحت بمعرفة الحارس- مراقبة الأسعار: تحديد أسعار الموادّ والسِّلع لمنع حدوث تضخّم- مراقبة الإنتاج: عمليّة إجراء الاختبارات والقياسات اللازمة للتَّحقُّق من مطابقة المنتجات للمواصفات المحدَّدة لها في التصميمات- مَوْضوع تحت المراقبة: يحدث هذا عادة للخطرين على الأمن أو المُفْرَج عنهم حديثًا- نُقْطة مراقبة.
2 - عمل الحارس الخفير.
3 - قسم من أقسام الإدارة "مُراقَبة الامتحانات/ المطبوعات/ الأسلحة- مُراقَبة ماليَّة".
4 - (قن) تعليق حكم على شخص مدان بتهمة ومنحه حريّة مؤقَّتة على أساس التعهُّد بحسن السلوك ° ضابط المراقبة: ضابط مسئول عن مراقبة المدانين الطلقاء ذوي الأحكام المعلَّقة أو الموضوعين تحت المراقبة. 

مَرْقَب [مفرد]: ج مَراقِبُ: اسم مكان من رقَبَ: مكان عالٍ يوقف عليه لتتسع الرؤية للمراقبة "صَعِد إلى المَرْقَب ليتابع حركة المرور في الميدان- مَرْقَب فلكيّ". 

مِرْقَب [مفرد]: اسم آلة من رقَبَ: راصدة وهي آلة مجهَّزة لرصد كواكب الفلك وسيّاراته. 

مَرْقَبَة [مفرد]: ج مَراقِبُ: مَرْقَب؛ موضِع المراقبة "من المَرْقَبَة تضبط تحركات العدوّ". 

رقب

1 رَقَبَهُ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. ↓ رقْبَةٌ, (JK, S, Mgh, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and [the inf. n. is]

رِقْبَانٌ (JK, S, K) and رُقُوبٌ (S, K) and رَقُوبٌ and رَقْبَةٌ and رَقَابَةٌ, (K,) He looked, watched, or waited, for him, or it; he awaited, or expected, him, or it; (JK, S, A, Mgh, Msb, K;) namely, a man, (JK, A,) or a thing; (S;) as also ↓ ترقبهُ; (JK, * S, * A, Msb, K;) and ↓ ارتقبهُ; (S, * A, Msb, K;) and ↓ راقبهُ, (Mgh,) inf. n. مُرَاقَبَةٌ. (JK, S, A, Mgh, Msb.) You say, قَعَدَ يَرْقُبُ صَاحِبَهُ He sat looking, watching, or waiting, for his com-panion; as also ↓ يَرْتَقِبُهُ. (A.) And أَتَرَقَّبُ ↓ كَذَا I look, &c., or am looking, &c., for such a thing. (A.) And يَرْقُبُ مَوْتَ صَاحِبِهِ [He looks, &c., for the death of his companion], (JK, S, A, Mgh, Msb,) and أَبِيهِ لِيَرِثَهُ [of his father, in order that he may inherit his property]: (A:) and ↓ تُرَاقِبُ مَوْتَ بَعْلِهَا [She looks, &c., for the death of her husband], (K, TA,) لِيَمُوتَ فَتَرِثَهُ [that he may die and she may inherit his property]. (TA.) And لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى, in the Kur [xx. 95], means And thou didst not wait, or hast not waited, for my saying [or what I should say]. (JK, TA.) b2: And رَقَبَهُ, (Msb, K,) aor. as above, (TA,) inf. n. رُقُوبٌ, (Msb,) He guarded, kept, preserved, or took care of, it; was mindful, or regardful, of it; (Msb, K;) namely, a thing; (TA;) as also ↓ راقبهُ, inf. n. مُرَاقَبَةٌ and رِقَابٌ; (K;) [and ↓ ترقّبهُ.] You say also أَنَا أَرْقُبُ لَكُمُ اللَّيْلَةَ I will guard, or keep watch, for you to-night. (A.) b3: And He regarded it; paid regard, or consideration, to it. (Bd and Jel in ix. 8.) You say, مَا لَكَ لَا تَرْقُبُ ذِمَّةَ فُلَانٍ [What aileth thee that thou wilt not regard the inviolable right or due, &c., of such a one?]. (A. [This phrase is there mentioned as proper, not tropical.]) b4: And (tropical:) He feared him; (A;) and so ↓ راقبهُ; (S, A, Mgh;) namely, God; (S, Mgh;) فِى أَمْرِهِ [in his affair]; (S;) because he who fears looks for, or expects, punishment (يَرْقُبُ العِقَابَ): (A, Mgh:) or رَاقَبْتُ ↓ اللّٰهَ signifies (assumed tropical:) I feared the punishment of God. (Msb.) ↓ رِقْبَةٌ [as inf. n. of رَقَبَ app. used intransitively, or perhaps as a simple subst.,] signifies (assumed tropical:) The fearing, or being afraid [of a person or thing]: or fear: and also (assumed tropical:) the guarding oneself; being watchful, vigilant, or heedful: or self-guardance; &c. (K, TA. [See this word below.]) b5: And you say, بَاتَ يَرْقُبُ النُّجُومَ and ↓ يُرَاقِبُهَا, like يَرْعَاهَا and يُرَاعِيهَا (tropical:) [i. e. He passed the night watching the stars and waiting for the time when they would disappear]. (A, TA.) IAar cites the following saying of one describing a travelling-companion of his: يُرَاقِبُ ↓ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ meaning (tropical:) He watches (↓ يَرْتَقِبُ) the star, or asterism, with vehement desire for departure, like the [watching with] vehement desire of the fish for water. (TA.) [See also رَقِيبٌ.]

A2: رَقَبَ فُلَانًا He put the rope [or a rope] upon the رَقَبَة [i. e. neck, or base of the hinder part of the neck, &c.,] of such a one. (K.) A3: رَقِبَ, [aor. ـَ inf. n. رَقَبٌ, (TA,) or this is a simple subst., (K,) He was, or became, thick in the رَقَبَة [or neck, &c.]. (TA.) 2 رَقَّبُوا لِلنَّمِرِ [They made a رُقْبَة (q. v.) for the leopard]. (JK.) 3 راقب, inf. n. مُرَاقَبَةٌ and رِقَابٌ: see 1, in seven places.4 ارقبهُ الدَّارَ, (JK, S, A, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِرْقَابٌ, (Msb,) He assigned the house to him as a ↓ رُقْبَى [q. v.], (JK, A, * Mgh, K, TA,) and to his offspring after him, in the manner of a وَقْف [so as to be unalienable]: (TA:) and ↓ ارقبهُ الرُّقْبَى

[he assigned to him the رُقْبَى]: (Lh, K:) or ارقبهُ دَارًا, or أَرْضًا, means he gave to him a house, or land, on the condition that it should be the property of the survivor of them two; saying, If I die before thee, it shall be thine; and if thou die before me, it shall be mine: (S:) it is from المُرَاقَبَةُ; because each of the two persons looks for (يَرْقُبُ) the death of the other; (S, Mgh, Msb;) in order that the property may be his: (Msb:) the subst. is ↓ رُقْبَى [signifying, as a quasi-inf. n., the act explained above; and, as a subst. properly so termed, the thing given in the manner explained above: the verb being similar to أَعْمَرَ; and the subst., in both of its applications, to عُمْرَى: see these two words]. (S, Msb.) 5 تَرَقَّبَ see 1, in three places.8 إِرْتَقَبَ see 1, in three places. b2: You say also, ارتقب المَكَانَ He ascended upon the place. (K, * TA.) رَقَبٌ Thickness of the رَقَبَة [or neck, &c.]: (S, K:) a subst. [as distinguished from an inf. n.: but see 1, last signification]. (K.) A2: See also رَقَبَةٌ.

رُقْبَةٌ [A pit made for the purpose of catching the leopard]: it is, for the نَمِر, like the زُبْيَة for the lion. (JK, K.) رِقْبَةٌ: see 1, first sentence: b2: and again, in the latter half of the paragraph. [Hence,] وَرِثَ فُلَانٌ مَالًا عَنْ رِقْبَةٍ (tropical:) Such a one inherited property from distant relations; not from his fathers. (K, TA.) And وَرِثَ المَجْدَ عَنْ رِقْبَةٍ (tropical:) He inherited glory, or nobility, from distant relations: [it is said of a man] because it is feared that it will not be conceded to him on account of the obscurity of his lineage. (A.) El-Kumeyt says, كَانَ السَّدَى وَالنَّدَى مَجْدًا وَمَكْرُمَةً

تِلْكَ المَكَارِمُ لَمْ يُورَثْنَ عِنْ رِقَبِ (tropical:) [The night-dew and the day-dew that nourished his mental growth were nobility and generous disposition: those generous qualities were not inherited from distant relations: رِقَبٌ being pl. of رِقْبَةٌ]: i. e., he inherited them from near ancestors. (TA.) رَقَبَةٌ The neck: or the base of the hinder part thereof: (A, K:) or the hinder part of the base of the neck: (JK, S:) or the upper part of the neck: (TA:) pl. [of mult.] رِقَابٌ (JK, S, Msb, K) and [coll. gen. n.] ↓ رَقَبٌ (JK, S, K) and [pl. of pauc.] أَرْقُبٌ (IAar, K) and رَقَبَاتٌ. (S, Msb, K.) b2: By a synecdoche, it is applied to (tropical:) The whole person of a human being: as in the saying, ذَنْبُهُ فِى رَقَبَتِهِ (tropical:) [His sin, or crime, &c., be on his own neck; meaning, on himself]. (IAth, TA.) [Hence also] one says, هٰذَا الأَمْرُ فِى رِقَابِكُمْ (tropical:) [This affair is upon your own selves], and فِى رَقَبَتِكَ (tropical:) [upon thine own self]. (A.) And أَعْتَقَ اللّٰهُ رَقَبَتَهُ (tropical:) [May God emancipate him]. (A.) And لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ, in a trad., relating to camels, (tropical:) They themselves, and the burdens that are upon them, are thine. (TA.) And [hence], in another trad., لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ (tropical:) To us belongs the land itself. (TA.) b3: Hence also, i. e. by a synecdoche, (IAth, Mgh, TA,) (tropical:) A slave, (S, IAth, Mgh, K, TA,) male and female: (IAth, TA:) and a captive: (TA:) pl. رِقَابٌ. (Mgh.) Yousay, أَعْتَقَ رَقَبَةً (tropical:) He emancipated a slave, male or female. (IAth, TA.) And فَكَّ رَقَبَةً (tropical:) He released a slave, or a captive. (TA.) الرِّقَاب in the Kur ix. 60 means (tropical:) Those slaves who have contracted with their owners for their freedom. (T, Mgh, Msb, TA.) b4: رِقَابُ المَزَاوِدِ (tropical:) [lit. The necks of provision-bags] is a nickname which was applied to the عَجَم [or Persians, or foreigners in general]; because they were red; (S, A;) or because of the length of their necks; (El-Karáfee, TA in art. زود;) or rather because of the thickness thereof, as though they were full. (MF in that art.) رُقْبَى One's giving to another person a possession, (K,) such as a house, and land, and the like, (TA,) on the condition that, whichever of them shall die, the property shall revert to his [the giver's] heirs: (K:) so called because each of them looks for (يَرْقُبُ) the death of the other: (TA:) or one's assigning it, (K,) namely, a dwelling, (TA,) to another person to inhabit, and, when he shall die, to another: (K:) or one's saying to a man, If thou die before me, my dwelling [or my land, which I give to thee,] shall revert to me; and if I die before thee, it shall be thine: so called for the reason above mentioned. (JK, KT. *) [It also signifies The property so given.] See 4, in three places. The act thus termed is forbidden in a trad., which pronounces that the property so given belongs to the giver's heirs. (JK.) Accord. to the Imám Aboo-Haneefeh, and [the Imám] Mohammad, it is not a هِبَة: accord. to Aboo-Yoosuf, it is a هِبَة like the عُمْرَى; but none of the lawyers of El-'Irák says so: the Málikees absolutely forbid it. (TA.) You say, دَارِى لَكَ رُقْبَى [My house is thine as a رقبى]: from المُرَاقَبَةُ; because each of the two persons looks for the death of the other. (A.) رَقَبَانٌ: see أَرْقَبُ.

رَقَبَانِىٌّ: see أَرْقَبُ.

رَقُوبٌ (tropical:) A woman (S, A) of whom no offspring lives, or remains, (S, A, K,) and who looks for the death of her offspring, or of her husband [app. that she may have offspring by another]: (A:) and in like manner applied to a man: (S:) because he, or she, looks for the death of the child, in fear for it: (IAth, TA:) in like manner also a she-camel of which no offspring lives: (TA:) or he who has no offspring: (Msb:) or he who has not sent before him [to Paradise, by its dying in infancy,] any of his children: this, says A'Obeyd, is the meaning in the [classical] language of the Arabs; relating only to the loss of children: (TA:) he who has had no child die in infancy: or he who has had children and has died without sending before him any of them [to Paradise, by its dying in infancy]. (So in the explanations of two trads., each commencing with الرَّقُوبُ, in the “ Jámi' es-Sagheer ” of EsSuyootee.) وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبِ is a prov., expl. by Meyd as meaning [I inherited it from a paternal aunt] of whom no offspring was living: such, he says, is most compassionate to the son of her brother. (TA.) b2: Also A woman who looks for the death of her husband, (S, K,) in order that she may inherit his property. (S.) b3: And (assumed tropical:) An old and a poor man who is unable to earn for himself, and has none to earn for him: so called because he looks for a benefaction or gratuity. (Msb.) b4: And (assumed tropical:) A she-camel that does not draw near to the wateringtrough, or tank, on account of the pressing, or crowding [of the other camels to it], (S, K,) by reason of her generous disposition: (S:) so called because she waits for the others to drink, and drinks when they have done. (TA.) b5: أُمُّ الرَّقُوبِ (assumed tropical:) Calamity, or misfortune. (K.) رَقِيبٌ, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure فَاعِلٌ, (TA,) A looker, watcher, or waiter, in expectation [of a person or thing]: (S, Msb, K:) pl. رُقَبَآءُ. (Msb.) b2: A guarder, guardian, keeper, or preserver: (JK, S, A, Msb, K:) a guard of a people; one stationed on an elevated place to keep watch: (TA:) a spy, or scout, of an army: (A, TA:) a watcher, or an observer. (TA.) b3: [Hence,] الرّقِيبُ is an appel-lation applied to God; (A, K, TA;) meaning The Guardian, Keeper, Watcher, or Observer, from whom nothing is hidden. (TA.) b4: Also The أَمِين of the players at the game called المَيْسِر; (JK, K;) or (K) he who is intrusted with the supervision of the ضَرِيب [or shuffler of the arrows]: (JK, S, K:) or the man who stands behind the حُرْضَة [q. v.] in the game above mentioned: the meanings of all these explanations are [said to be] the same: pl. as above. (TA.) b5: And (assumed tropical:) The third of the arrows used in the game above mentioned: (T, S, K:) it is one of the seven arrows to which lots, or portions, appertain: (TA:) by some it is called الضَّرِيبُ: (Lh, L in art. ضرب:) the arrows are ten in number: the first is الفَذُّ, which has one notch and one portion; the second, التَّوْءَمُ, which has two notches and two portions; the third, الرَّقِيبُ, which has three notches and three portions; the fourth, الحِلْسُ or الحَلِسُ, which has four notches [and four portions]; the fifth, النَّافِسُ, which has five notches [and five portions]; the sixth, المُسْبِلُ, which has six notches [and six portions]; and the seventh, المُعَلَّى, the highest of all, which has seven notches and seven portions: those to which no portions appertain are السَّفِيحُ and المَنِيحُ and الوَغْدُ. (TA.) A poet says, إِذَا قَسَمَ الهَوَى أَعْشَارَ قَلْبِى

فَسَهْمَاكِ المُعَلَّى وَالرَّقِيبُ [When love divides the tenths of my heart, thy two arrows will be the mo'allà and the rakeeb]: by the سَهْمَانِ, [which properly signifies two arrows, and hence (assumed tropical:) two portions gained by two gaming-arrows, and then (assumed tropical:) any two portions,] he means her eyes: and as the معلّى has seven portions and the رقيب has three, the سهمان would gain the whole of his heart. (TA. [See also a verse cited voce عُشْرٌ.]) b6: رَقِيبُ النَّجْمِ signifies (tropical:) The star, or asterism, that sets with the rising of that [other] star, or asterism: for example, the رقيب of الثُّرَيَّا is الإِكْلِيلُ: [and the former is the رقيب of the latter:] when the latter rises at nightfall, the former sets: (S, TA:) or رَقِيبٌ signifies the star, or asterism, which [as it were] watches, (يُرَاقِبُ,) in the east, the star, or asterism, setting in the west: or any one of the Mansions of the Moon is the رقيب of another: (K, TA:) whenever any one of them rises, another [of them] sets: (TA: [see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل; and see also نَوْءٌ:]) and الرَّقِيبُ is (assumed tropical:) a [certain] star, or asterism, of the stars, or asterisms, [that were believed to be the givers] of rain, that [as it were] watches another star, or asterism: (K:) [it was app. applied to الإِكْلِيلُ, as being the رقيب of the most noted and most welcome of all the Mansions of the Moon, namely, الثُّرَيَّا: see نَوْءٌ.] The رَقِيب of الثُّرَيَّا is [also] an appellation applied to الدَّبَرَانُ (assumed tropical:) [i. e. The Hyades; or the five chief stars of the Hyades; or the brightest star among them, α of Taurus]; because a follower thereof: (A:) [and] العَيُّوقُ (assumed tropical:) [i. e. Capella] is so called as being likened to the رقيب of the game called المَيْسِر. (TA.) [Hence,] one says, لَاآتِيكَ أَوْ يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا (tropical:) [I will not come to thee unless their رقيب meet the Pleiades]. (A.) b7: رَقِيبٌ also signifies (tropical:) A man's successor, (A, K,) of his offspring, and of his عَشِيرَة [i. e. kinsfolk, or nearer or nearest relations by descent from the same ancestor, &c.]. (K.) So in the saying, نِعْمَ الرَّقِيبُ أَنْتَ لِأَبِيكَ وَسَلَفِكَ (tropical:) [Excellent, or most excellent, is the successor; such art thou to thy father and thine ancestors]: because the successor is like الدَّبَرَان to الثُّرَيَّا. (A.) b8: and (assumed tropical:) The son of a paternal uncle. (K.) [App. because two male cousins by the father's side are often rivals, and watchers of each other; the son of a girl's paternal uncle being commonly preferred as her husband.] b9: Also (assumed tropical:) A species of serpent: as though it watched by reason of hatred: (TA:) or a certain malignant serpent: pl. رَقِيبَاتٌ and رُقُبٌ. (T, K.) رَقَّابَةٌ A low, or an ignoble, man, a servant, or a slave, syn. رَجُلٌ وَغْدٌ, (S, K,) who keeps, guards, or watches, the [utensils and furniture called]

رَحْل of a people when they are absent. (S.) أَرْقَبُ and ↓ رَقَبَانِىٌّ, (JK, S, A, K,) the latter irregular (Sb, S, K) as a rel. n., (Sb,) and ↓ رَقَبَانٌ, (IDrd, K,) applied to a man, (S, IDrd, A,) Thick, (JK, S, K,) or large, (A, Mgh, in which latter only the second epithet is mentioned,) in the رَقَبَة [or neck, &c.]: (JK, S, A, K:) the fem. [of the first] is رَقْبَآءُ, (JK, IDrd,) applied to a female slave, (JK,) not applied to a free woman, nor does one say رَقَبَانِيَّةٌ. (IDrd.) b2: الأَرْقَبُ is also [an epithet] applied to The lion; (K;) because of the thickness of his رَقَبة. (TA.) مَرْقَبٌ and ↓ مَرْقَبَةٌ An elevated place upon which a spy, or watchman, ascends, or stations himself: (S, A, * Msb, K: *) [a structure such as is termed] an عَلَم, or a hill, upon which one ascends to look from afar: or, accord. to Sh, the latter signifies a place of observation on the top of a mountain or of a fortress: accord. to AA, the pl., مَرَاقِبُ, signifies elevated pieces of ground. (TA.) مَرْقَبَةٌ: see what next precedes.

مُرَقَّبٌ A skin, or hide, that is drawn off from the part next to the head (S, K) and the رَقَبَة [or neck, &c.]. (S.)
رقب
: (الرَّقِيبُ) هُوَ (اللَّهُ، و) هُوَ (الحَافِظُ الَّذِي لَا يَغِيبُ عَنهُ شيءٌ، فَعِيلٌ بمَعْنَى فَاعِلٍ، وَفِي الحَدِيث (ارْقُبُوا مُحَمَّداً فِي أَهْلِ بَيْتِهِ) أَي احْفَظُوهُ فِيهِم، وَفِي آخَرَ (مَا مِنْ نَبيَ إِلاَّ أُعْطِيَ سَبْعَةَ نُجَبَاءَ رُقَبَاءَ أَي حَفَظَةً يكونونَ مَعَه، والرقِيبُ: الحَفِيظُ، (و) الرَّقِيبُ (: المُنْتَظِرُ، و) رَقِيبُ القَوْمِ (: الحَارِسُ) وَهُوَ الَّذِي يُشْرِفُ على مَرْقَبَةٍ لِيَحْرُسَهُمْ، والرَّقِيبُ: الحَارِسُ الحَافِظُ، ورَقِيبُ الجَيْشِ: طَلِيعَتُهُمْ (و) الرَّقِيبُ: (أَمِينِ) وَفِي بعض النّسخ (مِن) (أَصْحَابِ المَيْسِرِ) قَالَ كَعْب بن زُهَيْر:
لَهَا خَلْفَ أَذْنَابِهَا أَزْمَلٌ
مكَانَ الرَّقِيبِ مِنَ اليَاسِرِينَا
(أَو) رَقِيبُ القِدَاحِ هُوَ (الأَميِنِ علَى الضَّرِيبِ) وقِيلَ: هُوَ المُوَكَّلُ بالضَّرِيبِ، قَالَه الجوهريّ، وَهُوَ الَّذِي رجَّحَه ابْن ظَفَرٍ فِي (شَرْح المَقَامَاتِ الحرِيرِيَّةِ) ، وَلَا مُنَافَاةَ بَين القَوْلَيْنِ، قالهُ شيخُنَا، وَقيل: الرَّقِيبُ: هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي يَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَةِ فِي المَيْسِرِ، ومَعْنَاهُ كُلُّه سَوَاءٌ، والجَمعُ رُقَبَاءِ، (و) فِي (التَّهْذِيب) : وَيُقَال: الرَّقِيبُ: اسْمُ السَّهْمِ (الثَّالِثِ مِنْ قِدَاحِ المَيْسَرِ) ، وأَنشد:
كَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ لِلضُّ
رَبَاءِ أَيْدِيهِمْ نَوَاهِدْ
وَفِي حَدِيث حَفْرِ زَمْزَمَ (فَغَارَسَهْمُ اللَّهِ ذِي الرَّقِيبِ) وَهُوَ مِن السِّهامِ الَّتِي لَهَا نَصِيبٌ، وَهِي سبعةٌ، قَالَ فِي (الْمُجْمل) : الرَّقِيبُ: السَّهْمُ الثَّالِثُ من السَّبْعَةِ الَّتِي لَهَا أَنْصِبَاءِ، وَذكر شيخُنَا رَحمَه الله: قِدَاحُ المَيْسِرِ عَشَرَةٌ، سَبْعَةٌ مِنْهَا لَهُ أَنصباءُ، وَلها ثَلَاثَة إِنما جَعلوا لَهَا للتكثير فقَطْ وَلاَ أَنْصِبَاءَ لَهَا، فَذَوَاتُ الأَنْصِبَاءِ أَوَّلُهَا: الفَذُّوفة فُرْضَةٌ وَاحِدَةٌ وَله نَصِيبٌ وَاحِدْ. وَالثَّانِي التَّوْأَمُ، وَفِيه فُرْضَتَانِ وَله نَصِيبَانِ، والرَّقِيبُ وَفِيه ثَلاَثُ فُرَضٍ وَله ثَلاَثَةُ أَنْصِبَاءَ، والحِلْصُ وَفِيه أَرْبَعُ فُرَضٍ، ثُمَّ النَّافِسُ وَفِيه خَمْسُ فُرَضٍ، ثمَّ المُسْبِلُ وَفِيه سِتُّ فُرَض، ثمَّ المُعَلَّى وَهُوَ أَعْلاَهَا، وَفِيه سَبْعُ فُرَضٍ وَله سَبْعَةُ أَنْصِبَاءَ. وأَمَّا الَّتِي لَا سَهْمَ لَهَا: السَّفِيحُ والمَنِيحُ والوَغْدُ، وأَنشدنا شَيخنَا، قَالَ: أَنشدنا أَبُو عَبْدِ الله محمدُ بن الشاذِلِيّ أَثْنَاءَ قِرَاءَةِ المَقَامَات الحَرِيرِيَّةِ:
إِذَا قَسَمَ الهَوَى أَعْضَاءَ قَلْبِي
فَسَهْمَاكِ المُعَلَّى والرّقِيبُ
وَفِيه تَوْرِيَةٌ غَرِيبَةٌ فِي التَّعْبِير بالسَّهْمَيْنِ، وأَرَادَ بهما عَيْنَيْهَا، والمُعَلَّى لَهُ سبعةُ أَنصباءَ، والرَّقيبُ لَهُ ثَلاَثَة، فَلم يَبْقَ لَهُ من قَلْبِه شيءٌ، بل اسْتَوْلَى عَلَيْهِ السَّهْمَانِ.
(والرَّقِيبُ:) نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ المَطَرِ يُرَاقِبُ نَجْماً آخَرَ) ، وإِنَّمَا قِيلَ لِلْعَيُّوقِ رَقِيبُ الثُّرَيَّا تَشْبِيهاً بِرَقِيبِ المَيْسِرِ، وَلذَلِك قَالَ أَبو ذُؤيب:
فَوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رَابِىءِ
الضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لاَ يَتَتَلَّعُ (و) الرَّقِيبُ (: فَرَسُ الزِّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ) كأَنَّه كانَ يُرَاقِبُ الخَيْلَ أَنْ تَسْبِقَه.
(و) الرَّقِيبُ: (ابنُ العَمِّ) .
(و) الرَّقِيبُ: ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ، كأَنَّهُ يَرْقُبُ مَنْ يَعَضُّ، أَو (حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ ج رَقِيبَاتٌ ورُقُبٌ بضَمَّتَيْنِ) كَذَا فِي (التَّهْذِيب) .
(و) الرِّقِيبُ (: خَلَفُ الرَّجُلِ مِن وَلَدِه وعَشِيرَتِه) ، وَمن ذَلِك قولُهُم: نِعْمَ الرَّقِيبُ أَنْتَ لاِءَبِيكَ وسَلَفِكَ، أَي نِعْمَ الخَلَفُ، لاِءَنَّه كالدَّبَرَانِ لِلثُّرَيَّا.
(و) من الْمجَاز: الرَّقِيبُ: (النجْمُ الَّذِي فِي المَشْرِق يُرَاقِبُ الغَارِبَ أَوْ مَنَازِلُ القَمَرِ كُلُّ) وَاحِدٍ (مِنْهَا رَقِيبٌ لِصَاحِبِهِ) كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَقَطَ آخَرُ مثْلُ الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا الإِكْلِيلُ إِذَا طَلَعَتِ الثُّرَيَّا عِشَاءً غَابَ الإِكْلِيلُ، وإِذا طَلَعَ الإِكليلُ عِشَاءً غَابَتِ الثُّرَيَّا، ورَقِيبُ النَّجْمِ الَّذِي يَغِيبُ بِطُلُوعِه، وأَنشد الفرّاءُ:
أَحَقًّا عِبَادَ اللَّهِ أَنْ لَسْتُ لاَقِياً
بُثَيْنَةَ أَوْ يَلْقَى الثُّرَيَّا رَقِيبُهَا
قَالَ المُنْذِرِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا الهَيْثَمِ يقولُ: الإِكْلِيلُ: رَأْسُ العَقْرَب، ويُقَالُ: إِنَّ رَقِيبَ الثُّرَيَّا مِنَ الأَنْوَاءِ: الإِكْلِيلُ، لأَنَّهُ لَا يَطْلُعُ أَبَداً حَتَّى تَغِيبَ، كَمَا أَنَّ الغَفْرَ رَقِيبُ الشَّرَطَيْنِ، والزُّبَنَانِ: رَقِيبُ البُطَيْنِ، والشَّوْلَةُ رَقِيبُ الهَقْعَةِ، والنَّعَائِمُ: رَقِيبُ الهَنْعَةِ، والبَلْدَةُ، رَقِيبُ الذِّرَاعِ وَلاَ يَطْلُعُ أَحَدُهُمَا أَبَداً إِلاَّ بِسُقُوطِ صاحِبِه وغَيْبُوبَتِه، فَلاَ يَلْقَى أَحَدُهمَا صَاحِبَهُ.
(ورَقَبَهُ) يَرْقُبُهُ (رِقْبَةً ورِقْبَاناً بِكَسْرِهِمَا ورُقُوباً بالضَّمِّ، ورَقَابَةً ورَقُوباً ورَقْبَةَ بِفَتْحِهِنَّ:) رَصَدَهُ و (انْتَظَرَه، كَتَرَقَّبَهُ وارْتَقَبَهُ) والتَّرَقُّبُ: الانْتِظَارُ، وكذلكَ الارْتِقَابُ، وقولُه تَعَالَى: {2. 035 وَلم ترقب قولى} (طه: 94) معناهُ لَمْ تَنْتَظِرْ، والتَّرَقُّبُ: تَوَقُّعُ شَيْءٍ وتَنَظُّرُهُ.
(و) رَقَبَ (الشَّيْءَ) يَرْقُبُه (: حَرَسَه، كرَاقَبَه مُرَاقَبَةً ورِقَاباً) قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
يُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ
يَصِفُ رَفِيقاً لَه، يقولُ يَرْتَقِبُ النُّجُومَ ويُرَاقِبُهَا، كَيَرْعَاهَا ويُرَاعِيهَا.
(و) رَقَبَ (فُلاَناً: جَعَلَ الحَبْلَ فِي رَقَبَتِهِ) .
(وارْتَقَبَ) المَكَانَ (: أَشْرَفَ) عَلَيْهِ (وَعَلاَ، والمَرْقَبَةُ والمَرْقَبُ: مَوْضِعُهُ) المُشْرِفُ يَرْتَفعُ عَلَيْهِ الرَّقِيبُ ومَا أَوْفَيْتَ عَلَيْهِ مِن عَلَمٍ أَوْ رَابِيَةٍ لتَنْظُرَ من بُعْدٍ، وَعَن شمر: المَرْقَبَةُ: هِيَ المَنْظَرَةَ فِي رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ حِصْنٍ، وجَمْعُهُ مَرَاقِبُ، وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: المَرَاقِبُ: مَا ارتَفَعَ مِن الأَرْضِ وأَنشد:
وَمَرْقَبَةٍ كالزُّجِّ أَشرَفْتُ رَأْسَها
أُقَلِّبُ طَرْفِي فِي فَضَاءٍ عَرِيضِ
(والرِّقْبَةُ بالكَسْرِ: التَّحَفُّظُ والفَرَقُ) مُحَرَّكَةً، هُوَ الفَزَعُ.
(والرُّقْبَى كَبُشْرَى: أَنْ يُعْطِيَ) الإِنْسَانُ (إِنْسَاناً مِلْكاً) كالدَّارِ والأَرْضِ ونَحْوِهِمَا (فَأَيُّهُمَا ماتَ رَجَعَ المِلْكُ لِوَرَثَتِهِ) وهِي مِن المُرَاقَبَةِ، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا يُرَاقِبُ موْتَ صَاحِبِه (أَو) الرُّقْبَى: (أَنْ يَجْعَلَهُ) أَي المَنْزِلَ (لِفُلاَنٍ يَسْكُنُهُ، فإِنْ ماتَ فَفُلاَنٌ) يَسْكُنُهُ، فكُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا يَرْقُبُ موتَ صاحبِه (وقدْ أَرْقَبَه الرُّقْبَى، و) قَالَ اللِّحْيَانيُّ: (أَرْقَبَه الدَّارَ: جَعَلَهَا لَهُ رُقْبَى) ولِعَقبِه بعدَه بِمَنْزِلَة الوَقْفِ وَفِي (الصِّحَاح) : أَرْقَبْتُه دَاراً أَوْ أَرْضاً: إِذا أَعْطَيْتَهُ إِيَّاهَا فكانَتْ للباقِي مِنْكُمَا وقلتَ إِنْ مِتُّ قَبْلَكَ فَهِيَ لَك وإِنْ مِتَّ قَبْلِي فَهِيَ لي، والاسْمُ الرُّقْبَى.
قلت: وَهِي لَيْسَتْ لهِبَةٍ عندَ إِمَامِنَا الأَعْظَمِ أَبِي حَنِيفَةَ ومُحَمَّدٍ، وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ: هِيَ هِبَةٌ، كالعُمْرَى، وَلم يَقُلْ بِهِ أَحَدٌ من فُقَهَاءِ العِرَاقِ، قَالَ شيخُنَا: وأَمَّا أَصحابُنَا المَالِكِيَّةُ فإِنهم يَمْنَعُونَهَا مُطْلَقاً. وَقَالَ أَبو عبيد: أَصْلُ الرُّقْبَى مِن المُرَاقَبَةِ، ومثلُه قولُ ابْن الأَثيرِ، ويقالُ: أَرْقَبْتُ فلَانا دَاراً، فَهُوَ مُرْقَبٌ، وأَنَا مُرْقِبٌ، (والرَّقُوبُ كَصَبُورٍ) مِن النِّسَاءِ: (المَرْأَةُ) الَّتِي (تُرَاقِبُ مَوْتَ بَعْلِهَا) لِيَمُوتَ فَتَرِثَه (و) مِن الإِبلِ (: النَّاقَةُ) الَّتِي (لاَ تَدْنُو إِلى الحَوْضِ منَ الزِّحَامِ) وَذَلِكَ لِكَرَمِها، سُمِّيَتْ بذلك لأَنَّهَا تَرْقُبُ الإِبلَ فإِذا فَرَغَتْ مِنْ شُرْبِهَا شَرِبَتْ هِي، (و) من الْمجَاز: الرَّقُوبُ من الإِبلِ والنساءِ (: الَّتِي لَا يَبْقَى) أَي لَا يَعِيشُ (لهَا وَلَدٌ) قَالَ عَبِيدٌ:
كَأَنَّهَا شَيْخَةٌ رَقُوبُ
(أَو) الَّتِي (مَاتَ وَلَدُهَا) ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ، قَالَ الشَّاعِر:
فَلَمْ يَرَ خَلْقٌ قَبْلَنَا مِثْلَ أُمِّنَا
وَلاَ كَأَبْينَا عَاشَ وهْوَ رَقُوبُ
وَقَالَ ابنُ الأَثيرِ: الرَّقُوبُ فِي اللُّغَةِ لِلرَّجُلِ والمَرْأَةِ إِذَا لَمْ يَعِشْ لَهُمَا وَلَدٌ، لاِءَنَّهُ يَرْقُبُ مَوْتَهُ ويَرْصُدُهُ خَوْفاً عَلَيْهِ، ومِن الأَمْثَالِ (وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّةٍ رَقُوبٍ) قَالَ المَيْدَانِيُّ: الرَّقُوبُ مَنْ لاَ يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ أَرْأَفُ بابْنِ أَخِيهَا، وَفِي الحَدِيثِ أَنَّه قَالَ: مَا تَعُدُّونَ فِيكم الرَّقُوبَ؟ قَالُوا: الَّذِي لاَ يَبْقَى لَهُ وَلَدٌ، قَالَ: بَلِ الرَّقُوبُ الَّذِي لَمْ يُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَيْئاً) ، قَالَ أَبُو عُبَيْدِ: وَكَذَلِكَ مَعْنَاهُ فِي كَلاَمِهِم، إِنَّمَا هُوَ عَلَى فَقْدِ الأَوْلاَدِ، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاَتٍ رَقُوبٍ
بِوَاحِدِهَا إِذَا يَغْزُو تُضِيفُ
قَالَ: وَهَذَا نحوُ قولِ الآخَر: إِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَهُ، ولَيْسَ هَذَا أَن يَكُونَ مَنْ سُلِبَ مَالَه ليسَ بمَحْرُوبٍ.
(وأُمُّ الرَّقُوبِ) مِنْ كُنَى (الدَّاهِيَةِ) .
(والرَّقَبَةُ، مُحَرَّكَةً: العُنُقُ) أَوْ أَعْلاَهُ (أَوْ أَصْلُ مُؤَخَّرِهِ) ويُوجَدُ فِي بَعْضِ الأُمَّهَاتِ أَوْ مُؤَخَّر أَصْلِه (ج رِقَابٌ ورَقَبٌ) مُحَرَّكَةً (وأَرْقُبٌ) على طَرْحِ الزَّائِدِ، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرَابيّ، (ورَقَبَاتٌ) .
(و) الرَّقَبَةُ (: المَمْلُوكُ) ، وأَعْتَقَ رَقَبَةً أَي نسَمَةً، وفَكَّ رَقَبَةً: أَطْلَقَ أَسِيراً، سُمِّيَتِ الجُمْلَةُ باسْمِ العُضْوِ لِشَرَفِهَا، وَفِي التَّنْزِيل: {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرّقَابِ} (التَّوْبَة: 60) إِنهم المُكَاتَبُونَ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) ، وَفِي حَدِيث قَسْمِ الصَّدَقَاتِ (وَفِي الرِّقَابِ) يريدُ المُكَاتَبِينَ مِن العَبِيدِ يُعْطَوْنَ نَصِيباً من الزَّكَاةِ يَفكُّونَ بِهِ رِقَابَهُمْ ويَدْفَعُونَه إِلى مَوَالِيهِم، وعنِ الليثِ: يُقَالُ: أَعْتَقَ الله رَقَبَتَهُ، وَلاَ يُقَالُ: أَعْتَقَ اللَّهُ عُنُقَهُ، وَفِي (الأَسَاس) : وَمن الْمجَاز: أَعْتَقَ اللَّهُ رَقَبَتَهُ، وأَوْصَى بِمَالِهِ فِي الرِّقَابِ، وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: وَقد تَكَرَّرَتِ الأَحاديثُ فِي ذِكْرِ الرَّقَبَةِ وعِتْقِهَا وتحْرِيرِهَا وفَكِّهَا، وَهِي فِي الأَصْلِ: العُنُقُ، فجُعِلَتْ كِنَايَةً عَن جَمِيعِ ذَاتِ الإِنْسَانِ، تَسْمِيَةً للشَّيْءِ بِبَعْضِه، فإِذا قالَ أَعْتَقَ رَقَبَةً، فكأَنَّه قَالَ أَعْتَقَ عَبْداً أَو أَمَةً، وَمِنْهُم قَوْلُهُم: ذَنْبُهُ فِي رَقَبَتِه، وَفِي حَدِيث ابْن سِيرينَ (لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ) أَي نَفْسُ الأَرْضِ، يَعْنِي مَا كَانَ من أَرْضِ الخَرَاجِ فَهُوَ للمُسْلِمِينَ لَيْسَ لأَصحابِه الَّذين كَانُوا فِيهِ قَبْلَ الإِسلام شيْءٌ لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَةً، وَفِي حَدِيث بِلاَلٍ (والرَّكَائِب المُنَاخَة، لَكَ رِقَابُهُنَّ وَمَا عَلَيْهِنَّ) أَيْ ذَوَاتُهُنَّ وأَحْمَالُهُنَّ.
ومِنَ المجازِ قَوْلُهُم: مَنْ أَنْتُمْ يَا رِقَابَ المَزَاوِدِ؟ أَيْ يَا عَجَمُ، والعَرَبُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقَابِ المَزَاوِدِ، لأَنَّهُمْ حُمْرٌ.
(و) رَقَبَةُ: (اسْمٌ) والنِّسْبَةُ إِليه رَقَبَاوِيٌّ، قَالَ سيبويهِ: إِنْ سَمَّيْتَ بِرَقَبَة لَمْ تُضِفْ إِليه إِلاَّ علَى القِيَاسِ.
(ورَقَبَةُ: مَوْلَى جَعْدَةَ، تَابِعِيٌّ) عَن أَبي هريرةَ، (و) رَقَبَةُ (بنُ مَصْقَلَةَ) بنِ رَقَبَةَ بنِ عبدِ الله بنِ خَوْتَعَةَ بنِ صَبرَةَ (تَابِعُ التابِع) وأَخُوهُ كَرِيبُ بنُ مَصْقَلَةَ، كَانَ خَطِيباً كأَبِيهِ فِي زَمَنِ الحَجَّاجِ، وَفِي حَاشِيَة الإِكمال: رَوَى رَقَبَةُ عَن أَنَسِ بنِ مالكٍ فِيمَا قِيلَ، وثَابِتٍ البُنَانِيِّ وأَبِيهِ مَصْقَلَةَ، وَعنهُ أَشْعَثُ بنُ سَعِيدٍ السَّمَّانُ وغيرُهُ، رَوَى لَهُ التِّرْمِذِيُّ (وَملِيحُ بنُ رَقَبَةَ مُحَدِّثٌ) شَيْخٌ لِمَخْلَدٍ الباقرْحيّ، وَفَاته عَبْدُ الله بنُ رَقَبَةَ العَبْدِيُّ، قُتِلَ يَوْمَ الجَمَلِ.
(والأَرْقَبُ: الأَسَدُ) ، لِغِلَظِ رَقَبَتِه، (و) الأَرْقَبُ (: الغَلِيظُ الرَّقَبَةِ) ، هُوَ أَرْقَبُ بَيِّنُ الرَّقَبَةِ (كالرَّقَبَانِيِّ) على غيرِ قياسٍ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ (والرَّقَبَانِ، مُحَركَتَيْنِ) قَالَ ابنُ دُريدٍ: يُقَال: رَجُلٌ رَقَبَانِيٌّ، ويقالُ لِلْمَرْأَةِ: رَقْبَاءُ، لاَ رَقَبَانِيَّةُ، وَلَا يُنْعَتُ بِهِ الحُرَّةُ (والاسْمُ الرَّقَبُ مُحَرَّكَةً) هُوَ غِلَظُ الرَّقَبَةِ، رَقِبَ رَقَباً.
(وذُو الرُّقَيْبَةِ كَجُهَيْنَةَ) : أَحَدُ شُعَرَاءِ العَرَبِ وَهُوَ لَقَبُ (مَالِكٍ القُشَيْرِيِّ) لأَنَّه كانَ أَوْقَصَ، وَهُوَ الَّذِي أَسَرَ حَاجِبَ بنَ زُرَارَةَ التَّمِيمِيَّ يَوْمَ جَبَلَةَ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَفِي (المستقصى) : أَنَّه أَسَرَه ذُو الرّقَيْبَةِ والزَّهْدَمَانِ، وأَنَّهُ افْتَدَى مِنْهُمْ بِأَلْفَيْ نَاقَةٍ وأَلْفِ أَسِيرٍ يُطْلِقُهُمْ لَهُمْ، وَقد تَقَدَّم، (و) ذُو الرُّقَيْبَةِ مالكُ (بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبِ بنِ زُهَيْرِ) بن أَبي سُلْمَى المُزَنِيُّ أَحَد الشُّعَرَاءِ، وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ حَدِيثَهُ فِي السُّنَنِ مِن طريقِ الحَجَّاجِ بنِ ذِي الرُّقَيْبَةِ عَنْ أَبِيهِ عَن جَدِّهِ فِي بَابِ مَنْ شَبَّبَ ولَمْ يُسَمِّ أَحَداً، واسْتَوْفَاهُ الأُدْفُوِيُّ فِي الإِمْتَاعِ (وَرَقَبَانُ مُحَرَّكَةً: ع والأَشْعَرُ الرَّقَبَانُ: شَاعِرٌ) واسْمُه عَمْرُو بنُ حَارِثَةَ.
(و) من الْمجَاز: يُقَال: (وَرِثَ) فُلاَنٌ (مَالاً عَنْ رِقْبَةٍ، بالكَسْرِ، أَي عَن كَلاَلَة لم يَرِثْهُ عَن آبَائِهِ) وَوَرِثَ مَجْداً عَن رِقْبَةٍ، إِذا لَمْ يَكُنْ آبَاؤُهُ أَمْجَاداً، قَالَ الكُمَيْت:
كَانَ السَّدَى والنَّدَى مَجْداً ومَكْرُمَةً
تِلْكَ المَكَارِمُ لَمْ يُورَثْنَ عَنْ رِقَبِ
أَي وَرِثَهَا عَن دُنًى فَدُنًى من آبائِه، وَلم يَرِثْهَا مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ.
(والمُرَاقَبَةُ فِي عَرُوضِ المُضَارِعِ والمُقْتَضَبِ) : هُوَ أَنْ يَكُونَ الجُزْءُ مَرَّةً مَفَاعِيلُ وَمَرَّةً مَفَاعِيلُنْ، هَكَذَا فِي النّسخ الْمَوْجُودَة بأَيدينا ووجدتُ فِي حَاشِيَة كتابٍ تَحْتَ مَفَاعِيلُنْ مَا نَصُّه: هَكَذَا وُجِدَ بخَطِّ المُصنّف، بإِثبات الياءِ وَصَوَابه مفاعِلُنْ، بحذفها، لأَنَّ كلاًّ من اليَاءِ والنُّونِ تُرَاقِبُ الأُخْرَى.
قلتُ: ومثلُه فِي (التَّهْذِيب) و (لِسَان العَرَب) ، وزَادَ فِي الأَخِيرِ: سُمِّيَ بذلك لأَنَّ آخِرَ السَّبَبِ الَّذِي فِي آخر الجُزْءِ وَهُوَ النُّونُ من مفاعيلُنْ لَا يَثْبُت مَعَ آخر السَّبَبِ الَّذِي قبله، وَلَيْسَت بمُعَاقَبَة، لأَنّ المُرَاقَبَةَ لَا يَثْبُتُ فِيهَا الجُزْآنِ المُتَرَاقِبَانِ، والمُعَاقَبَةُ يَجْتَمعُ فِيهَا المُتَعَاقِبَانِ، وَفِي (التَّهْذِيب) عَن اللَّيْث: المُرَاقَبَةُ فِي آخِرِ الشِّعْرِ بَيْنَ حَرْفَيْنِ: هُوَ أَنْ يَسْقُطَ أَحَدُهُمَا وَيَثْبُتَ الآخَرُ، وَلاَ يَسْقُطَانِ وَلاَ يَثْبُتَانِ جَمِيعًا، وَهُوَ فِي مَفَاعِيلُن الَّتِي للمضارِعِ لَا يجوز أَن يتمّ، إِنما هُوَ مَفَاعِيلُ أَو مَفَاعِلُنْ، انْتهى، وَقَالَ شيخُنا عِنْد قَوْله: (والمُرَاقَبَةُ) بَقِيَ عَلَيْه المُرَاقَبَةِ فِي المُقْتَضَب فإِنها فِيهِ أَكثرُ.
قلتُ: ولعلَّ ذِكْرَ المُقْتَضَبِ سَقَطَ من نُسْخَة شيخُنا فأَلْجأَهُ إِلى مَا قَالَ، وَهُوَ موجودٌ فِي غيرِ مَا نُسَخٍ، وَلَكِن يُقَال: إِن الْمُؤلف ذكر الْمُضَارع والمُقْتَضَب وَلم يذكر فِي الْمِثَال إِلا مَا يختصّ بالمضارعِ، فإِن المُرَاقَبَة فِي المُقْتَضَب أَن تُرَاقِبَ وَاوُ مَفْعُولاَت فَاءَه وبالعَكْسِ، فَيكون الجزءُ مرّةً مَعُولات فينقل إِلى مَفَاعِيل ومَرَّة إِلى مَفْعُلاَت فينقل إِلى فاعِلاَت، فتأَمّل تَجِدْ.
(والرَّقَابَةُ مُشَدَّدَةً؛ الرَّجُلُ الوَغْدُ) الَّذِي يَرْقُبُ للقومِ رَحْلَهُم إِذا غَابُوا. (والمُرَقَّبُ كمُعَظَّمٍ: الجِلْدُ) الَّذِي (يُسْلَخُ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ) ورَقَبَتِه.
(والرُّقْبَةُ بالضَّمِّ كالزُّبْيَةِ لِلأَسَدِ) والذِّئْبِ.
والمَرْقَب: قَرْيَةٌ من إِقليم الجِيزَة.
وَمَرْقَبُ مُوسَى مَوْضِعٌ بمِصْرَ.
وأَبُو رَقَبَةَ: من قُرى المُنُوفِيّة.
وأَرْقَبانُ: مَوْضِعٌ فِي شَعْرِ الأَخْطَلِ، والصَّوابُ بالزَّايِ، وسيأْتي.
ومَرْقَبُ، قريَةٌ تُشْرِف على ساحِلِ بَحْرِ الشأْم.
والمَرْقَبَةُ: جَبَلٌ كَانَ فِيهِ رُقَباءُ هُذيل.
وذُو الرَّقِيبَةِ، كسَفِينَةٍ: جَلَلٌ بِخَيْبَرَ، جاءَ ذِكْرُه فِي حَدِيثِ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنٍ.
والرَّقْبَاءُ هِيَ الرَّقُوبُ الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ، عَن الصاغانيّ.

رقق

(رقق) : الرَّقِيقان: ما بين الخاصِرَة والرُّفْعِ.
(رقق) قلبه لطفه وَلينه وَكَلَامه لطفه وَحسنه وزينه ومشيه مَشى مشيا سهلا وَبَينهمَا أَو مَا بَينهمَا أفسد

رقق


رَقَّ(n. ac. رِقَّة)
a. Became thin, fine, flimsy; was shallow.
b. Grew weak.
c. [La], Felt compassion for.
d.(n. ac. رِقّ), Was, became a slave.
رَقَّقَa. Made thin, fine; refined.
b. Used refined, elegant (language).

أَرْقَقَa. Made thin, fine; flattened; weakened.
b. Was weak; was badly off.
c. Enslaved, made a slave of.
d. Was ripe (grape).
تَرَقَّقَa. Was thin, fine; was flat.
b. see I (c)
إِسْتَرْقَقَa. see IV (c)
رَقّ
(pl.
رُقُوْق)
a. Thin parchment; sheet of paper.
b. Tortoise; turtle.

رَقَّة
(pl.
رِقَاْق)
a. Land situated by the river-side.

رِقّa. Slavery, bondage, servitude.
b. Soft ground.

رِقَّةa. Gentleness; compassion.
b. see 4 (a)
رُقّa. Shallow water.
b. see 2 (b)
رَقَقa. Thinness, fineness; flimsiness; scantiness.
b. see 2 (b)
رَقَاْقa. Soft ground.
b. Hot, scorching (day).
رُقَاْقa. see 22 (a)b. (pl.
رِقَاْق), Thin cake of bread.
رُقَاْقَةa. see 24 (b)
رَقِيْق
(pl.
رِقَاْق
رَقَاْئِقُ
أَرْقِقَآءُ)
a. Slave, bondsman, serf, thrall.
b. Thin, fine; weak.
c. Scanty; shallow.
d. Soft; gentle; sensitive; feeling.

مِرْقَاْقa. Rolling-pin.

رِقَّة العَيْش
a. Easy, comfortable life.

رِقَّة الجَّانِب
a. Weakness, feebleness.

رَقِيْق الحَال
a. Poor, in needy circumstances.
رقق وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عَامر الشّعبِيّ حِين سُئِلَ عَن رجل قَبَّلَ أمَّ امْرَأَته فَقَالَ: أعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّقُ حَرُمت عَلَيْهِ امْرَأَته. قَوْله: أعن صبُوح تُرَقِّقُ هَذَا مَثَل يضْرب للرجل يظْهر شَيْئا وَهُوَ يعرض بِغَيْرِهِ قَالَ وَأَخْبرنِي [أَبُو -] زِيَاد الْكلابِي بِأَصْل هَذَا أَن رجلا نزل بِقوم فأضافوه وأكرموه ليلته فَجعل يَقُول: إِذا كَانَ غدٌ وأصبحنا من الصبوح مضيت لحاجتي وَفعلت كَذَا وَكَذَا وَإِنَّمَا يُرِيد بذلك أَن يُوجب الصبوح عَلَيْهِم ففَطَنُوا لَهُ فَقَالُوا أعن صَبُوح تُرقِّق فَذَهَبت مَثَلا لكل من قَالَ شَيْئا وَهُوَ يُرِيد غَيره. وَقَوله: تُرَقِّق أَي تُرَقق كَلَامه فتحسنه. فَوجه الحَدِيث أَن الشّعبِيّ [كَانَ -] اتّهم الرجل الَّذِي سَأَلَهُ عَن تَقْبِيل أم امْرَأَته وَهُوَ يُرِيد أَن يُهَوِّنه عَلَيْهِ فغلظه الشّعبِيّ عَلَيْهِ وَظن أَنه يُرِيد مَا وَرَاء ذَلِك.
ر ق ق : رَقَّ الشَّيْءُ يَرِقُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ خِلَافُ غَلُظَ فَهُوَ رَقِيقٌ وَخُبْزٌ رُقَاقٌ بِالضَّمِّ أَيْ رَقِيقٌ الْوَاحِدَةُ رُقَاقَةٌ وَالرَّقُّ بِالْفَتْحِ الْجِلْدُ يُكْتَبُ فِيهِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ فِيهِ وَقَرَأَ بِهَا بَعْضُهُمْ فِي قَوْله تَعَالَى {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] وَالرَّقُّ بِالْفَتْحِ ذَكَرُ السَّلَاحِفِ وَالْجَمْعُ رُقُوقٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالرِّقُّ بِالْكَسْرِ الْعُبُودِيَّةُ وَهُوَ مَصْدَر رَقَّ الشَّخْصُ يَرِقُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ رَقِيقٌ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ رَقَقْته أَرُقُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَرْقَقْتُهُ فَهُوَ مَرْقُوقٌ وَمُرَقُّ وَأَمَةٌ مَرْقُوقَةٌ وَمُرَقَّةٌ قَالَهُ ابْنُ السِّكِّيتِ وَيُطْلَقُ الرَّقِيقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَجَمْعُهُ أَرِقَّاءُ مِثْلُ: شَحِيحٍ وَأَشِحَّاءَ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى الْجَمْعِ أَيْضًا فَيُقَالُ عَبِيدٌ رَقِيقٌ وَلَيْسَ فِي الرَّقِيقِ صَدَقَةٌ أَيْ فِي عَبِيدِ الْخِدْمَةِ. 
(ر ق ق) : (رَقَّ) الشَّيْءُ رِقَّةً وَثَوْبٌ رَقِيقٌ وَخُبْزٌ رُقَاقٌ وَالْقُرْصُ الْوَاحِدُ رُقَاقَةٌ بِالضَّمِّ وَالرَّقِيقُ الْعَبْدُ وَقَدْ يُقَالُ لِلْعَبِيدِ (وَمِنْهُ) هَؤُلَاءِ رَقِيقِي وَرَقَّ الْعَبْدُ رِقًّا صَارَ أَوْ بَقِيَ رَقِيقًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُمْ عَتَقَ مَا عَتَقَ وَرَقَّ مَا رَقَّ وَالْمُعْتَقُ بَعْضُهُ يَسْعَى فِيمَا رَقَّ مِنْهُ وَاسْتَرَقَّهُ اتَّخَذَهُ رَقِيقًا وَأَعْتَقَ أَحَدَ الْعَبْدَيْنِ وَأَرَقَّ الْآخَرَ (وَأَمَّا ذَاتٌ) مَرْقُوقَةٌ أَوْ عَبْدٌ مَرْقُوقٌ كَمَا حَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ فَوَجْهُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ رَقَّ لَهُ إذَا رَحِمَهُ فَهُوَ مَرْقُوقٌ لَهُ ثُمَّ حُذِفَتْ الصِّلَةُ كَمَا فِي الْمَنْدُوبِ وَالْمَأْذُونِ لِأَنَّ أَصْلَ الرِّقِّ مِنْ الرِّقَّةِ الَّتِي بِمَعْنَى الضَّعْفِ (وَمِنْهُ) إنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ أَيْ ضَعِيفُ الْقَلْبِ وَكَذَا قَوْلُهُ فَلَمَّا سَمِعَ ذِكْرَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - رَقَّ أَيْ رَقَّ قَلْبُهُ وَاسْتَشْعَرَ الْخَشْيَةَ (وَالرَّقُّ) بِالْفَتْحِ الصَّحِيفَةُ الْبَيْضَاءُ وَقِيلَ الْجِلْدُ الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ (وَالرُّقِّيَّاتُ) مَسَائِلُ جَمَعَهَا مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - حِينَ كَانَ قَاضِيًا بِالرَّقَّةِ وَهِيَ وَاسِطَةُ دِيَارِ رَبِيعَةَ الرَّقَّةُ مَوْضِعُهَا بِالْوَاوِ.
ر ق ق: (الرِّقُّ) بِالْكَسْرِ مِنَ الْمِلْكَ وَهُوَ الْعُبُودِيَّةُ. وَ (الرَّقُّ) بِالْفَتْحِ مَا يُكْتَبُ فِيهِ وَهُوَ جِلْدٌ رَقِيقٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور: 3] وَ (الرَّقَّةُ) بِالْفَتْحِ أَيْضًا اسْمُ بَلَدٍ. وَ (الرُّقَاقُ) بِالضَّمِّ الْخُبْزُ الرَّقِيقُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: تَقُولُ: عِنْدِي غُلَامٌ يَخْبِزُ الْغَلِيظَ وَ (الرَّقِيقَ) فَإِنْ قُلْتَ: يَخْبِزُ الْجَرْدَقَ قُلْتَ: وَ (الرُّقَاقُ) لِأَنَّهُمَا اسْمَانِ. وَ (الرَّقِيقُ) ضِدُّ الْغَلِيظِ وَالثَّخِينِ وَقَدْ (رَقَّ) الشَّيْءُ يَرِقُّ بِالْكَسْرِ (رِقَّةً) وَ (أَرَقَّهُ) غَيْرُهُ وَ (رَقَّقَهُ تَرْقِيقًا) . وَ (تَرْقِيقُ) الْكَلَامِ تَحْسِينُهُ. وَتَرَقَّقَ لَهُ أَيْ رَقَّ لَهُ قَلْبُهُ. وَ (اسْتَرَقَّ) الشَّيْءُ ضِدُّ اسْتَغْلَظَ. وَاسْتَرَقَّ مَمْلُوكَهُ وَ (أَرَقَّهُ) وَهُوَ ضِدُّ أَعْتَقَهُ. وَ (الرَّقِيقُ) الْمَمْلُوكُ وَاحِدٌ وَجَمْعٌ. وَ (مَرَاقُّ) الْبَطْنِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَشْدِيدِ الْقَافِ مَا رَقَّ مِنْهُ وَلَانَ وَلَا وَاحِدَ لَهُ. وَ (تَرَقْرَقَ) الشَّيْءُ تَلَأْلَأَ وَلَمَعَ. وَ (رَقْرَاقُ) السَّحَابِ مَا تَلَأْلَأَ مِنْهُ أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ وَكُلُّ شَيْءٍ لَهُ تَلَأْلُؤٌ فَهُوَ (رَقْرَاقٌ) . وَ (رَقْرَقَ) الْمَاءُ (فَتَرَقْرَقَ) أَيْ جَاءَ وَذَهَبَ وَكَذَا الدَّمْعُ إِذَا دَارَ فِي ((الْحُمْلَاقِ)) . 
[رقق] الرق بالكسر، من الملك، وهو العبودية. والرق أيضا: الشئ الرقيق. ويقال للارض اللينة: رق عن الاصمعي. والرق بالفتح: ما يُكْتَبُ فيه، وهو جلد رقيق ومنه قوله تعالى: {في رَقٍّ مَنْشورٍ} . والرَقُّ أيضاً: العظيم من السلاحف. قال أبو عبيد: وجمعه رقوق. والرقة: كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء أيام المد ثم ينضب فتكون مكرمة للنبات. والرقة: اسم يلد. والرقاق بالفتح: أرض مستوية ليِّنَةُ الترابِ تحتَه صلابة. وقد قصره رؤبة بن العجاج في قوله * كأنها وهى تَهاوى بالرَقَقْ * والرَقَقُ أيضاً: الضعفُ. ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عظمها وهنا ولارققا * قال الفراء: يقال: في ما له رَقَقٌ، أي قِلَّةٌ. والرُقاقُ بالضم: الخبز الرقيق. قال ثعلب: يقال: عندي غلام يخبز الغليظ والرقيق. فإن قلت: يخبز الجردق قلت: والرقاق، لانها اسمان. والرقيق: نقيض الغيظ والثخين. وقد رق الشئ يرق رِقَّةً، وأَرَقَّهُ، ورَقَقَهُ. وتَرْقيق الكلام: تحسينُهُ. وفي المثل : " أَعَنْ صَبوحٍ ترقق؟ ". وترققت له، إذا رق له قلبك. واسترق الشئ: نقيض استغلظ. واسْتَرَقَّ مملوكَه، وأَرَقَّهُ، وهو نقيض أعتقه. والرَقيقُ: المملوك، واحدٌ وجمعٌ. ومَراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولانَ، ولا واحد له. وترقرق الشئ: تلالا ولمع. ورَقْراقُ السرابِ : ما تلألأ منه، أي جاء وذهب. وكل شئ له تلألؤٌ فهو رَقْراقٌ. ورَقْرَقْتُ الماء فَتَرَقْرَقَ، أي جاء وذهب. وكذلك الدمع إذا دار في الحِمْلاقِ قال الأعشى: وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرُو سِ في الصيف رقرقت فيه العبيرا
(رقق) - في الحديث: "ما أَكَل خُبزاً مُرقَّقاً" .
المُرقَّق: ضِدّ المُجَردَق. يقال: فلان يَخبِز الغَلِيظَ، والرَّقيقَ، والجَردَقَ، والرُّقَاق، فالمُرقَّق: الرَّقِيقُ. يقال: رَقِيق ورُقَاق، كطَوِيل وطُوال.
- في الحَدِيث: "يُودَى المُكاتَبُ بقَدر ما رقَّ منه دِيَةَ العَبْد، وبقَدْر ما أَدَّى دِيَةَ الحُرِّ". رَقَّ: أي بَقِى رَقِيقاً، يعنى إذا قُتِل، وقد أَدَّى بعضَ الكِتابةِ، فإنَّ قاتِلَه يدفَع إلى وَرَثَتِه بقَدْر ما كان أَدَّى من كِتابَتِه دِيَةَ حُرٍّ، ويَدْفَع إلى مَوْلاه بقَدْر ما بَقِى من كِتابَتِه دِيَة عَبْدٍ، كأَنْ كاتَبَ على ألْفٍ، وقِيمَتُه مِائَة، فأَدَّى خَمسَمائة ثم قُتِل، وللعَبْد ابنٌ، فلاِبْنِه خَمسةُ آلاف نِصْفُ دِيَة حُرٍّ، ولِمَوْلاه خَمسُون دِرْهَمًا نِصف قيمَتِه. فإن كانت للعَبْد ابنَة وَوَرِثَه المَوْلَى، فِلوَرَثَة مَولاه خَمْسُون دِرْهَمًا نِصْفُ قيمَتِه بيْنَهم للذَّكَرِ والأُنثى, لأنه قِيمةُ العَبْد، ولابنةِ العَبْدِ أَلْفان وخَمْسُمِائَة نِصْفُ مِيرَاثِه، وأَلْفان وخَمسُمائةَ بَقِيَّة المِيرَاث لبَنِى المَوْلَى دون بَناتِه، لأنَّه مِيرَاثُه، ومِيراثُه لعَصَبة مَوْلَاه دون غَيْرهم.
وَعَلى هذا إن كاتَبَه على ثَلاثِمائة وقِيمَتُه أَلْف، فأَدَّى مِائَةً ثم قُتِل فعلى قَاتِله ثُلُثا أَلفٍ لِوَرَثَة المَوْلى ذُكُورِهم وإِناثِهِم، لأنه ثُلُثَا قِيمَتِه، ولابْنِ العَبْد ثُلثُ دِيَةِ حُرٍّ، ثَلَاثَة آلافٍ وثَلَاثمِائة وثَلاثَةٌ وثَلاثُونَ دِرْهَماً وثُلُث دِرْهم، لأنه ثُلُث دِيَتهِ.
وإن كانت له ابنَةٌ فلِوَرَثة المَوْلَى ثُلُثاَ ألفٍ للذَّكَر والأُنثَى، لأنه ثُلُثَا قِيمَتهِ، وسُدُس عَشرَة آلافٍ لابنَةِ العَبْد؛ لأنه نِصفُ مِيرَاثِه، والسُّدُس البَاقِى لِذُكور وَرَثَة المَوْلَى، لأنه بَقِيَّة دِيَتِه، وهو نِصْف مِيرَاثِه، والمِيرَاث يَرِثُه عَصبَةُ المَوْلَى، والقِيمَة يَرِثُها جَمِيعُ ورثَةِ المَوْلَى. وهذا حَديثُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما، أخرجَه أَبُو دَاودَ، وهو مَذهبُ إبراهيمَ النّخعِىّ، ورُوِى عن على، رضي الله عنه، شَىءٌ منه، وأجمع الفُقَهاءُ أنّ المُكاتَب عَبْد ما بَقِى عليه دِرْهَم.
ر ق ق

رقّ الشيء رقّةً، وشيء رقيق. وعن بعض العرب لا يزداد إلا رقوقاً حتى يخلل. وأرقه ورققه. وطعنه في مراق بطنه وهي ما رقّ منه في أسافله. وضرب مرقّ أنفه، ومراق أنفه. وابتل رقيقاه: ناحيتا منخريه. وقال مزاحم:

أصاب رقيقيه بمهوٍ كأنه ... شعاعة قرن الشمس ملتهب النصل

يريد خاصرتيه. وحور القرص بالمرقاق وهو السهم الذي يرقق به. وخبز رقاق. وجاء بشواء في رقاقةٍ. وأرض رقاق: لينة التراب رقيقة. وعبد رقيق من عبيد أرقاء، وأمة رقيقة من إماء رقائق، وقد رق رقاً، وضرب الرق عليه، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق، والعبد المعتق بعضه يسعى فيما رق منه، وأعتق أحد العبدين وأرق الآخر، واسترق فلان، وتقول: أقر له بالحق، وكتبه في الرق. وزرعوا في الرقة وهي الأرض إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيام المدّ ثم يحسر عنها فتكون مكرمة للنبات وجمعها الرقاق وبها سميت الرقة. وترقرق الماء: جرى جرياً سهلاً، ورقرقته أنا، وماء رقراق، وترقرق الدمع.

ومن المجاز: في حاله رقة، وعجبت من قلة ماله، ورقة حاله. وهو رقيق الدين ورقيق الحال، وأرق فلان: رقت حاله. وفي ماله رقق. وشاخ ورق عظمه، ورقت عظامه. ورققت له، ورق له قلبي، وأرق الوعظ قلبه ورققه. وأرقت بكم أخلاقكم إذا شحوا ومنعوا خيرهم. وكلام رقيق الحواشي، ورقّق كلامه. ورقق عن كذا: كنى عنه كناية يتوضح منها مغزاه للسامع. وفي المثل " أعن صبوح ترقق " واسترق الليل: مضى أكثره. وقال ذو الرمة:

كأنني بين شرخي رحل ساهمة ... حرفٍ إذا ما استرق الليل مأموم

ورقّق مشيه إذا مشى مشياً سهلاً. ورقق ما بين القوم إذا أفسده. قال الأعشى:

ومازال إهداء الهواجر بيننا ... وترقيق أقوام لحين ومأثم

وإنك لا تدري علام يتراق هرمك أي على أي شيء يتناهى رأيك ويبلغ آخره. وماذا تختار من استرقاق الليل. وترقرق السراب. قال ذو الرمة:

يدوّم رقراق السراب. ورقرق الشراب: مزجه. ورقرق الطيب في الثوب. قال الأعشى:

وتبرد برد رداء العرو ... س بالليل رقرقت فيه العبيرا

ورقرق الثريد بالدسم. وماء السيف يترقرق في صفحتيه وماؤه في متنه رقراق.

ر ق ل ناقة مرقال، ونوق مراقيل، وأرقلت في سيرها: أسرعت.

ومن المجاز: أرقل القوم إلى الحرب. قال النابغة:

إذا استنزلوا للطعن عنهن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب

وفلان يرقل في الأمور، وهو مرقال في النوازل، وقيل لهاشم بن عتبة: المرقال لإرقاله في الحروب. وأرقلت إليهم الرماح. قال الهذلي:

أما إنه لو كان غيرك أرقلت ... غليه القنا بالراعفات اللهاذم وقال الراعي:

بسمر إذا هزت إلى الطعن أرقلت ... أنابيبها بين الكعوب اعلحوادر

وتقول: ما هم رجال، إنما هم رقال؛ جمع رقلة وهي النخلة الطويلة.
[رقق] نه فيه: يؤدي المكاتب بقدر ما "رق" منه دية العبد ويقدر ما أدى دية الحر، الرق الملك والرقيق المرقوق، وقد يطلق على الجماعة، رق العبد وأرقه واسترقه ومعناه أن المكاتب إذا جنى عليه جناية وقد أدى بعض كتابته فإن الجاني عليه يدفع إلى ورثته بقدر ما كان أدى من كتابته دية حر ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دية عبد كأنه كاتب على ألف وقيمته مائة فأدى خمسمائة ثم قتل فلورثة العبد خمسة آلاف نصف دية حر ولمولاه خمسون نصف قيمته، وهو مذهب النخعي، وأجمع الفقهاء أن المكاتب عبد ما بقي درهم عليه. وفي ح عمر: فلم يبق أحد من المسلمين إلا له فيها حظ وحق إلا بعض من تملكون من "أرقائكم" أي عبيدكم، قيل: أراد به عبيدًا مخصوصين وذلك أن عمر كان يعطي ثلاثة مماليك لبني غفار شهدوا بدرًا لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم فأراد بهذا الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أراد جميع المماليك وإنما استثنى من جملة المسلمين بعضًا من كل فكان ذلك منصرفًا إلى جنس المماليك وقد يوضع البعض مقام الكل. وفيه: ما أكل "مرققا" حتى لقي الله، هو الأرغفة، الواسعة الرقيقة، يقال: رقيق ورقاق، كطويل وطوال. ط: ما خبز لنا "مرقق" خبز، ببناء مجهول، أي لم يأكله قط سواء خبز له أو لغيره. نه: ويخفضها بطنان "الرقاق" هو ما اتسع من الأرض ولان، جمع رق بالكسر. وفيه: كان فقهاء المدينة يشترون "الرق" فيأكلونه، هو بالكسر العظيم من السلاحف وفتحه الجوهري. غ: الرق دويبة مائية لها أربع قوائم. نه: وفيه: استوصوا بالمعزى فإنه مال "رقيق" أي يس له صبر الضأن على الجفاء وشدة البرد. ومنه ح: إن أبا بكر رجل "رقيق" أي ضعيف هين لين. وح عثمان: كبرت سني و"رق" عمي، أي ضعف. وفي ح الغسل: ثم غسلالجماعة. ومن الرحى أي من أثر إدارة الرحى. على مكانكما، أي أثبتنا على ما أنتما عليه. والجواب من تلقى المخاطب بغير ما يترقب إيذانًا بأن الأهم هو التزود للمعاد والصبر على المشاق. وفيه: وعليه ثياب "رقاق" فقال: ثياب الفساق، يحتمل أن تكون ثيابًا محرمة من الحرير وأن لا تكون محرمة بل رقاقًا وهي ليست من دأبا لمتقين فنسبه إلى الفسق تغليظًا وهو الظاهر ولذا رده أبو بكر. وكتاب "الرقاق" جمع رقيق لأن في أحاديثه من الوعظ ما يجعل القلب رقيقًا. ج: "أرق" أربعة، من أرق العبد إذا جعله في الملك ولم يعتقه. وفيه: وفينا ضعفة و"رقة" أي ضعف ورقة. قا: "في "رق" منشور" هو جليد يكتب فيه.
(ر ق ق) و (ر ق ر ق)

الرقة: ضد الغلظ.

رق يرق رقة، فَهُوَ رَقِيق، ورقاق. وَالْأُنْثَى: رقيقَة، ورقاقة. قَالَ:

من نَاقَة خوارة رقيقَة ... ترميهم ببكرات روقه

معنى قَوْله: رقيقَة: أَنَّهَا لَا تغزر النَّاقة حَتَّى تهن انقاؤها وتضعف وترق ويتسع مجْرى مخها، ويطيب لَحمهَا وَيكثر مخها، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالْجمع: رقاق، ورقائق. وأرق الشَّيْء، ورققه: جعله رَقِيقا.

ورق جلد الْعِنَب: لطف.

وأرق الْعِنَب: رق جلده وَكثر مَاؤُهُ. وَخص أَبُو حنيفَة بِهِ: الْعِنَب الْأَبْيَض.

ومسترق الشَّيْء: مَا رق مِنْهُ.

ورقيق الْأنف: مستدقه حَيْثُ لَان من جَانِبه قَالَ:

سَالَ فقد سد رَقِيق المنخر

أَي سَالَ مخاطه. وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري:

مخلف بزل معالاة معرضة ... لم يستمل ذُو رقيقيها على ولد

قَوْله: معالاة معرضة. يَقُول: ذهب طولا وعرضا. وَقَوله: لم يستمل ذُو رقيقيها على ولد يَقُول: لم تعطف على ولد فتشمه.

ومرقا الْأنف: كرقيقه، وَرَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي مرّة بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ خطأ، لِأَن هَذَا إِنَّمَا هُوَ من الرقة، كَمَا بَينا.

ومراق الْبَطن: أَسْفَله وَمَا حوله مِمَّا اسْترق مِنْهُ.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الرقة فِي الأَرْض، فَقَالَ: أَرض رقيقَة.

وعيش رَقِيق الْحَوَاشِي: ناعم.

والرقق: رقة الطَّعَام.

وَفِي مَاله رقق ورقة: أَي قلَّة.

وَقد ارق.

وَرجل فِيهِ رقق: أَي ضعف. وترققته الْجَارِيَة: فتنته حَتَّى رق: أَي ضعف صبره. قَالَ ابْن هرمة:

دَعَتْهُ عنْوَة فترفقته ... فرق وَلَا خلالة للرقيق

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي قَول الساجع حِين قَالَت لَهُ امْرَأَة: أَيْن شبابك وجلدك؟ فَقَالَ: من طَال امده، وَكثر وَلَده، ورق عدده، ذهب جلده. قَوْله: رق عدده: أَي سنوه الَّتِي يعدها، ذهب اكثرها وَبَقِي اقلها، فَكَانَ ذَلِك الْأَقَل عِنْده رَقِيقا. والرقة: الرَّحْمَة.

ورققت لَهُ ارق.

ورق وَجهه استحياء. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا تركت شرب الرثيئة هَاجر ... وهك الخلايا لم ترق عيونها

لم ترق يونها: أَي لم تَسْتَحي.

والرقاق: الأَرْض السهلة المنبسطة الهينة التُّرَاب.

والرقاق: الْخبز المنبسط الرَّقِيق. يُقَال خبز رقاق ورقيق. وَقيل: الرقَاق: المرقق.

وَالرّق: المَاء الرَّقِيق فِي الْبَحْر، أَو فِي الْوَادي لَا غرز لَهُ.

وَالرّق: الصَّحِيفَة الْبَيْضَاء. وَقَوله تَعَالَى: (فِي رق منشور) : أَي فِي صحف.

والرقة: كل أَرض إِلَى جنب وَاد، ينبسط عَلَيْهَا المَاء أَيَّام الْمَدّ ثمَّ ينحسر عَنْهَا فَتكون مكرمَة للنبات، وَالْجمع: رقاق.

والرقة الْبَيْضَاء: مَعْرُوفَة، مِنْهُ.

وَالرّق: ضرب من دَوَاب المَاء شبه التمساح.

وَالرّق: الْعَظِيم من السلاحف، وَجمعه: رقوق.

وَالرّق: الْملك.

ورق: صَار فِي رق. وَفِي الحَدِيث عَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: " يحط عَنهُ بِقدر مَا عتق وَيسْعَى فِيمَا رق مِنْهُ ".

وَعبد مرقوق، ورقيق، وَجمع الرَّقِيق: ارقاء.

وَقَالَ اللحياني: أمة رَقِيق، ورقيقة، من إِمَاء رقائق، فَقَط. وَقيل: الرَّقِيق اسْم للْجمع.

واسترق الْمَمْلُوك فرق: ادخله فِي الرّقّ.

وَالرّق: ورق الشّجر. وروى بَيت جبيها الاشجعي:

نفى الجدب عَنهُ رقّه فَهُوَ كالح وَالرّق: نَبَات لَهُ عود وَشَوْك، وورق ابيض.

ورقرقت الثَّوْب بالطيب: اجريته فِيهِ. قَالَ الْأَعْشَى:

وتبرد برد رِدَاء العرو ... س بالصيف رقرقت فِيهِ العبيرا

ورقرق الثَّرِيد بالدسم: آدمه بِهِ.

ورقراق السَّحَاب: مَا ذهب مِنْهُ وَجَاء.

وسراب رقراق، ورقرقان: ذُو بصيص.

وترقرق: جرى جَريا سهلا.

وَسيف رقارق: براق.

وثوب رقارق: رَقِيق.

وَجَارِيَة رقراقة: كَأَن المَاء يجْرِي فِي وَجههَا.

وترقرقت عينه: دَمَعَتْ، ورقرقها هُوَ.

ورقراق الدمع: مَا ترقرق مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:

فَإِن لم تصاحبها رمينَا بأعين ... سريع برقراق الدُّمُوع انهلالها

ورقرق الْخمر: مزجها.
رقق
رَقَّ1 رَقَقْتُ، يَرُقّ، ارْقُقْ/ رُقَّ، رَقًّا، فهو رَاقّ، والمفعول مَرْقوق
• رَقَّ العجينَ ليخبزه أرغفة: جعله رقيقًا ليِّنًا، غير غليظ أو ثخين. 

رقَّ2 رَقَقْتُ، يَرِقّ، ارْقِقْ/ رِقَّ، رِقَّةً ورَقًّا، فهو رقيق
• رقَّ الشَّخصُ: نحُف ولطُف، لان وسهل، عكسه غلُظ "رقّت الفتاةُ في معاملتها- رقَّة شعوره" ° رَقَّ جانبُه: لان في معاملته- رَقَّ عَظْمُه: ضعف لكبر سنِّه- رَقَّ له: رَحِمه وعطف عليه- رَقَّ وجهه: استحيا.
• رقَّت حالُه: ساءت وقلَّ مالُه "عجبت من قلَّة ماله ورقَّة حاله". 

رقَّ3 رَقَقْتُ، يَرِقّ، ارقِقْ/ رِقّ، رِقًّا، فهو رقيق
• رقَّ الشَّخصُ: صار عبدًا مملوكًا أو بقى كذلك "حارب الإسلامُ الرِّقَّ- انتهت تجارة الرَّقيق". 

أرقَّ يُرقّ، أرْقِق/ أرِقَّ، إرقاقًا، فهو مُرِقّ، والمفعول مُرَقّ (للمتعدِّي)
• أرقَّ فلانٌ:
1 - رقَّ، نَحُف ولطُف "أرقَّ الأسيرُ".
2 - رقّ، ساءت أحوالُه وقلَّ ماله.
• أرقَّ الشَّيءَ: جعله رقيقًا غير غليظ ولا ثخين "أَرقَّ الخابزُ الرغيفَ- أرقّ قمرَ الدّين".
• أرقَّ الوَعْظُ قَلبَه: لطَّفه وليَّنه، أثَّر فيه "أرقَّ عاصيًا بحُسن النصيحة".
• أرقَّ فلانًا: اتَّخذه عبدًا.
استرقَّ يسترقّ، استَرْقِقْ/ استَرِقَّ، استرقاقًا، فهو مسترِقّ، والمفعول مسترَقّ
• استرقَّ فلانًا: ملَكه، اتَّخذه عبدًا.
• استرقَّ الحُرَّ: استعبده، عامله معاملةَ العبد "ما زالت بعض الدّول الاستعماريّة تحاول استرقاق الشعوب الضعيفة- شَعْبٌ مُسْتَرَقُّ". 

ترقَّقَ/ ترقَّقَ لـ يترقَّق، ترقُّقًا، فهو مترقِّق، والمفعول مُترقَّق (للمتعدِّي)
• ترقَّق الشَّيءُ: رقّ، دقّ، نحُف "ترقّق جسمُه امتثالاً لأمر الطبيب".
• ترقَّق الشَّخصَ: أذلّه وأخضعه.
• ترقَّق لفلان: رقّ له ورحِمه "ترقّق قلبُه للفقير". 

رَقَّقَ يرقِّق، ترقيقًا، فهو مُرقِّق، والمفعول مُرقَّق
• رقَّق الوعظُ قلبَه: أرقَّه، لطَّفه وليَّنه.

• رقَّق المتحدثُ كلامَه: حسَّنه وزيَّنه "رقّق البحتريّ الشعرَ فأعجب وأطرب".
• رقَّقَ الشَّيءَ: أرقَّه، جعله رقيقًا غير غليظ ولا ثخين "رقَّق الرغيفَ/ سبيكة ذهب- خبزٌ مُرقَّق: منبسط رقيق".
• رقَّق المتكلِّمُ الصَّوتَ: نطقَه غير مفخّم (كما لو نطق القاف كافًا مثل: في القاهرة والقرآن).
• رقَّق مشيَه: مشى مشيًا سهلاً. 

تَرَقُّق [مفرد]: مصدر ترقَّقَ/ ترقَّقَ لـ.
• ترقُّق العِظام: (طب) داءٌ يسبِّبه نقْص شديد في مادة الكالسيوم، تصبح فيه العظام نافذة بشدّة وعُرضة للكسر حيث يصعب جبرها، وهو يصيب النساء خاصَّة بعد سنِّ اليأس، ويؤدِّي في أحوال كثيرة إلى تَقوُّس العمود الفقريّ. 

رُقاق1 [مفرد]: رقيق غير غليظ ولا ثخين "خَشبٌ/ عجين رُقاق". 

رُقاق2 [جمع]: جج رُقاقات، مف رُقاقة: خُبْزٌ منبسط رقيق مُرقَّق "يكثر الطَّلب على الرُّقاق في مصر أيام عيد الأضحى". 

رُقاقة [مفرد]:
1 - كعكة أو بسكوتة أو حلوى رقيقة هشَّة "*يدحو الرُّقاقة وَشْكَ اللّمْح بالبَصَر*".
2 - شقّة من قطعة حجريَّة أو رُخامة. 

رَقّ [مفرد]: ج رُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر رَقَّ1 ورقَّ2.
2 - جلد رقيق رفيع يُكتب فيه، ويطلَق على الصحيفة البيضاء " {وَالطُّورِ. وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ. فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} ".
• الرَّقّ:
1 - العظيم من السَّلاحف أو ذكرُها.
2 - دابَّة من دوابّ الماء تشبه التِّمساح. 

رِقّ [مفرد]: ج رُقوق (لغير المصدر):
1 - مصدر رقَّ3.
2 - شيءٌ رقيق رفيع، ومنه الأرض الليِّنة "أَرضٌ رِقٌّ".
3 - (سق) دُفّ صغير، مع صنوج صغيرة توجد على الحافة "يجيد الضربَ على الرِّق". 

رَقَّة [مفرد]: ج رِقاق:
1 - اسم مرَّة من رَقَّ1 ورقَّ2.
2 - (جغ) أرضٌ إلى جنب الوادي ينبسط عليها الماء أيام المدّ ثم ينحسر عنها فتكون طيبة للزراعة. 

رِقَّة [مفرد]: مصدر رقَّ2 ° رِقَّة الألفاظ: لطفها وسلامتها وخفَّتها وحلاوتها- رِقَّة الجانب: كناية عن اللِّين والضعف- رِقَّة الدِّين: ضعفه- رِقَّة العَيْش: سعته ونعمتُه. 

رَقيق1 [مفرد]: ج رِقاق، مؤ رقيقة، ج مؤ رقيقات ورقائق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَّ2: "رقيق المعاني: لطيف- رقيق الطَّبع/ المزاج- نسيج رقيق: ناعم- رقيقة الجلد- رقيق الصَّوت: متحدِّث بصوت ناعم" ° رَجُل رقيق الحواشي: لطيفُ الصُّحبة- رقيق الجانب: لطيف هادئ- رقيق الحال: فقير قليل المال- رقيق الشمائل: لطيف- رقيق القلب: رحيم رفيق- رقيق الوَجْه: ليِّن الجانب سَمْح- عيش رقيق الحواشي: عيش ناعم رغْد- كلامٌ رقيق الحواشي: خفيف رشيق ليِّن- لفظ رقيق: سهل عذب. 

رَقيق2 [مفرد]: ج أَرِقَّاءُ، مؤ رقيقة، ج مؤ رقيقات ورقائق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رقَّ3: مملوك.
• الرَّقيق الأبيض: مصطلح يطلق على الأشخاص من غير الجنس الأسود الذين يُتاجَر بهم في سبيل البغاء أو النِّساء المستغلاَّت بشكل جماعيّ في مسائل الجنس. 

رقيقات [جمع]
• رقيقات المناقير: (حن) رتبة من الطيور الجواثم، منها فصيلة الهدهديّات. 

رقيقة [مفرد]: ج رقائق ورقيقات: (فز) صحفة فلزية رقيقة قابلة للانثناء، يحصل عليها بالدرفلة أو بالطرق لبعض الفلزَّات، مثل القصدير أو الرّصاص أو الذّهب.
• رقائق الذُّرة: قطع هشَّة صغيرة تُحضَّر من دقيق الذُّرة الخشن لأغراض التجارة. 

مَراقُّ [جمع]: مف مَرَقّ
• مراقُّ البطن: ما رقَّ منه ولان أسافله ونحوها "كان رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ بَدَأَ بِكَفَّيْهِ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَفَاضَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَغَسَلَ مَرَاقَّهُ [حديث] ". 

مِرقاق [مفرد]: ج مَرَاقيقُ: اسم آلة من رَقَّ1: لما يُرَقّ به الخبزُ. 

رقق: الرَّقِيقُ: نقيض الغَلِيظ والثَّخِينِ. والرِّقَّةُ: ضدُّ

الغِلَظ؛ رَقَّ يَرِقُّ رِقَّة فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ وأَرَقَّه ورَقَّقه والأُنثى

رَقيقةٌ ورُقاقةٌ؛ قال:

من ناقةٍ خَوَّارةٍ رَقِيقهْ،

تَرْمِيهمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ

معنى قوله رقيقة أنها لا تَغْزُر الناقةُ حتى تَهِنَ أَنقاؤها وتَضْعُف

وتَرِقَّ، ويتسع مَجرى مُخِّها ويَطِيب لحمها ويكر مُخُّها؛ كل ذلك عن

ابن الأَعرابي، والجمع رِقاق ورَقائق. وأَرَقَّ الشيءَ ورَقَّقه: جعله

رقيقاً. واسْترقَّ الشيءُ: نقيض استغلظَ. ويقال: مال مُترقْرِقُ السِّمَن

ومترقرق الهُزال ومُترقرق لأَن يَرْمِدَ أَي مُتَهيِّء له تراه قد دَنا من

ذلك، الرَّمْدُ: الهَلاكُ؛ ومنه عامُ الرَّمادةِ، والرِّقُّ: الشيء

الرَّقيقُ. ويقال للأَرض اللينة: رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. ورَقَّ جِلد العِنب:

لَطُفَ. وأَرَقَّ العنبُ: رَقَّ جلده وكثر ماؤُه، وخص أَبو حنيفة به العنب

الأَبيض. ومُسْتَرَقُّ الشيء: ما رَقَّ منه. ورَقِيقُ الأَنف: مُسْتَرَقُّه

حيث لانَ من جانبه؛ قال:

سالَ فقد سَدَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ

أَي سال مُخاطُه؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْري:

مُخْلِف بُزْلٍ مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ،

لم يُسْتَمَلْ ذو رَقِيقَيْها على وَلَدِ

قوله مُعالاةٍ مُعرَّضةٍ: يقول ذهب طولاً وعَرْضاً؛ وقوله: لم يُسْتَمل

ذو رقيقيْها على ولد فتَشُمَّه. ومَرَقَّا الأَنْفِ: كَرَقيقَيْه، ورواه

ابن الأَعرابي مرة بالتخفيف، وهو خطأٌ لأَن هذا إِنما هو من الرِّقة كما

بَيَّنَّا. الأَصمعي: رَقِيقا النُّخْرَتَينِ ناحِيتاهما؛ وأَنشد:

ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدى

ندى: في موضع نصب.

ومَراقُّ البطن: أَسفله وما حوله مما اسْتَرَقَّ منه، ولا واحد لها.

التهذيب: والمَراقُّ ما سَفَل من البطن عند الصِّفاق أَسفل من السُّرَّةِ.

ومَراقُّ الإبِلِ: أَرْفاغُها. وفي حديث عائشة قالت: كان رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، إِذا أَرادَ أَنْ يغْتسِلَ من الجنابةِ بَدأَ بيمينه

فغَسلها، ثم غسل مَراقَّه بشِماله ويُفِيضُ عليها بيمينه، فإِذا أَنْقاها

أَهْوى بيده إِلى الحائط فدَلَكَها ثم أَفاضَ عليها الماء؛ أَراد بمراقِّه

ما سفل من بطنه ورُفْغَيْه ومَذاكيره والمواضع التي تَرِقُّ جلودها كنَى

عن جميعها بالمَراقِّ، وهو جمع المَرَقِّ؛ قال الهروي: واحدها مَرَقٌّ،

وقال الجوهري: لا واحد لها. وفي الحديث: أَنه اطَّلى حتى إِذا بلغ المَراقّ

وليَ هو ذلك بنفْسه. واستعمل أَبو حنيفة الرِّقَّة في الأَرض فقال: أَرض

رَقيقة. وعيش رَقيق الحَواشي: ناعِم.

والرَّقَقُ: رِقَّة الطعام. وفي ماله رَقَقٌ ورقَّة أَي قِلَّةٌ، وقد

أَرَقَّ؛ وذكره الفرَّاءُ بالنفي فقال: يقال ما في ماله رَقَقٌ أَي قلة.

والرَّقَقُ: الضَّعْفُ. ورجل فيه رَقَقٌ أَي ضَعف؛ ومنه قول الشاعر:

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

والرِّقَّةُ: مصدر الرقيق عامٌّ في كل شيء حتى يقال: فلان رَقيقُ

الدِّين. وفي حديث: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فإِنه مالٌ رَقيقٌ؛ قال القتيبي:

يعني أَنه ليس له صبر الضأْن على الجَفاء وفساد العَطَن وشِدَّة البَرْد،

وهم يضربون المثل فيقولون: أَصْرَدُ من عَنْز جَرْباء. وفي حديث عائشة،

رضي الله عنها: أَن أَبا بكر، رضي الله عنه، رجل رَقيقٌ أَي ضعيف هَيِّن؛

ومنه الحديث: أَهلُ اليمن هم أَرَقُّ قلوباً أَي أَليَن وأَقبل

للمَوْعِظة، والمراد بالرِّقَّة ضدّ القَسوة والشدَّة. وتَرَقَّقته الجارية:

فَتَنتْه حتى رَقَّ أَي ضَعُف صبره؛ قال ابن هَرْمة:

دَعتْه عَنْوةً فَتَرَقَّقَتْه،

فَرَقَّ، ولا خَلالةَ للرَّقِيقِ

ابن الأَعرابي في قول الساجع حين قالت له المرأَة: أَين شَبابُكَ

وجَلَدُكَ؟ فقال: مَن طال أَمَدُه، وكثر ولدُه، ورَقَّ عدَده، ذهب جَلَدُه؛

قوله رَقَّ عدده أَي سِنُوه التي يَعُدُّها ذهب أَكثرُها وبقي أَقلُّها،

فكان ذلك الأَقل عنده رَقِيقاً. والرَّقَقُ: ضَعْفُ العِظام؛ وأَنشد:

حَلَّتْ نَوارُ بأَرْضِ لا يُبَلِّغُها،

إِلا صَمُوتُ السُّرَى لا تَسأَم العَنَقا

خَطَّارةٌ بعد غِبِّ الجَهْدِ ناجِيةٌ،

لم تَلْقَ في عَظْمِها وَهْناً ولا رَقَقا

وأَنشد ابن بري لأَبي الهيثم الثعلبي:

لها مسائحُ زورٌ في مَراكِضها

لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ

(* قوله «لها» كذا بالأصل، وصوب ابن بري كما في مادة مسح: لنا).

ويقال: رقَّت عظامُ فلان إِذا كَبِر وأَسَنَّ. وأَرَقَّ فلان إِذا

رَقَّتْ حالُه وقلَّ ماله. وفي حديث عثمان، رضي الله عنه: كَبِرَتْ سِنِّي

ورَقَّ عظمي أَي ضَعُفت. والرِّقَّةُ: الرحمة. ورقَقْت له أَرِقُّ:

رحِمْتُه. ورَقَّ وجهُه: استحيا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثيئةِ هاجَرٌ

وهَكَّ الخَلايا، لم تَرِقَّ عُيُونُها

لم ترِقّ عيونها أَي لم تَستَحْيِ.

والرَّقاق، بالفتح: الأَرض السَّهلةُ المُنبسِطة المُستوِِية الليِّنةُ

الترابِ تحت صلابة؛ قصره رؤبة بن العجاج في قوله:

كأَنَّها، وهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ

من ذَرْوِها، شِبْراقُ شَدٍّ ذي عَمَقْ

(*قوله «تهاوى بالرقق» كذا في الأصل وهو في الصحاح أيضاً بواو في تهاوى

وقافين في الرقق والذي سيأتي للمؤلف في مادتي شبرق ومعق تهادى في الرفق

بدال بدل الواو وفاء بدل القاف وضبطت الرفق بضم ففتح في المادتين).

الأصمعي: الرَّقاقُ الأَرض اللينة من غير رمل، وأَنشد:

كأَنَّها بين الرَّقاقِ والخَمَرْ،

إِذا تَبارَيْنَ، شَآبِيبُ مَطَرْ

وقال الراجز:

ذارِي الرَّقاقِ واثِبُ الجراثِمِ

أَي يَذْرُو في الرَّقاقِ ويثب في الجَراثِيمِ من الرمل؛ وأَنشد ابن بري

لإِبراهيم بن عِمران الأَنصاري:

رَقاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمٌ،

ولَحْمها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ

والرُّقاقُ، بالضم: الخبز المنبسط الرَّقِيقُ نقيض الغَلِيظ. يقال:

خُبْز رُقاق ورَقِيق. تقول: عندي غلام يَخْبِز الغليظ والرقيق، فإِن قلت يخبز

الجَرْدَقَ قلت: والرُّقاق، لأَنهما اسمان، والرُّقاقة الواحدة، وقيل:

الرُّقاق المُرَقَّق. وفي الحديث أَنه ما أَكل مُرَقَّقاً قَطُّ؛ هو

الأَرْغِفة الواسعة الرَّقِيقة. يقال: رَقِيق ورُقاق كطَويل وطُوال.

والرُّقُّ: الماءُ الرَّقيق في البحر أَو في الوادي لا غُزْرَ له.

والرَّقُّ: الصحيفة البيضاء؛ غيره: الرَّق، بالفتح: ما يُكتب فيه وهو

جِلْد رَقِيق، ومنه قوله تعالى: في رَقٍّ مَنْشُور؛ أَي في صُحُفٍ. وقال

الفراء: الرَّقُّ الصحائف التي تُخرج إِلى بني آدم يوم القيامة فآخِذٌ

كتابَه بيمينه وآخذ كتابه بشماله، قال الأَزهري: وما قاله الفراء يدل على

أَنَّ المكتوب يسمى رَقّاً أَيضاً، وقوله: وكِتابٍ مَسْطور؛ الكتاب ههنا ما

أُثْبِت على بني آدم من أَعمالهم. والرَّقَّةُ: كلّ أَرض إِلى جَنب وادٍ

ينبسط عليها الماء أَيَّام المَدِّ ثم يَنْحَسِرُ عنها الماء فتكون

مَكْرُمةً للنبات، والجمع رِقاقٌ. أَبو حاتم: الرَّقَّة الأَرض التي نَضَب

عنها الماء، والرَّقَّةُ البيضاء معروفة منه،. والرَّقَّةُ: اسم بلد.

والرَّقُّ: ضرب من دوابِّ الماء شِبه التِّمْساح. والرَّق: العظيم من

السَّلاحِف، وجمعه رُقُوق. وفي الحديث: كان فقهاء المدينة يشترون الرَّقَّ

فيأْكلونه؛ قال الحَربي: هو دُوَيْبة مائية لها أَربع قوائم وأَظفار وأَسنان

تُظهرها وتُغيِّبها.

والرِّقُّ، بالكسر: المِلك والعُبودِيَّةُ. ورَقَّ: صار في رِقٍّ. وفي

الحديث عن علي، عليه السلام، قال: يُحَطُّ عنه بقَدْر ما عَتَق ويَسْعَى

فيما رَقَّ منه. وفي الحديث: يُودَى المُكاتَبُ بقَدْر ما رَقَّ منه

دِيةَ العَبْدِ وبقدر ما أَدَّى دِيةَ

الحُرِّ؛ ومعناه أَن المكاتَب إِذا جني عليه جِنايةٌ وقد أَدَّى بعضَ

كتابته فإِنَّ الجاني عليه يَدْفَع إِلى ورثته بقدر ما كان أَدَّى من

كتابته دِيةَ حُرٍّ، ويدفع إلى مولاه بقدر ما بقي من كتابته دِيةَ عبدٍ كأَن

كاتَب على أَلف وقِيمتُه مائة ثم قُتِل وقد أَدَّى خمسمائة فلورثته خمسة

آلاف نصفُ

دية حُرّ، ولسيده خمسون نصف قيمته، وهذا الحديث خَرّجه أَبو داود في

السنن عن ابن عباس وهو مذهب النخعي، ويروى عن عليّ شيء منه، وأَجمع الفقهاء

على أَنّ المُكاتَب عبد ما بَقِي عليه دِرْهم. وعَبْدٌ مَرْقُوق ومُرَقٌّ

ورَقيقٌ، وجمع الرَّقيق أَرِقَّاء. وقال اللحياني: أَمةٌ رَقيق ورَقِيقة

من إِماء رقائقَ فقط، وقيل: الرقيق اسم للجمع.

واسترقَّ المَمْلوكَ فرَقَّ: أَدخله في الرِّقِّ. واسْترقَّ مملوكَه

وأَرَقَّه: وهو نقيض أَعْتقَه. والرَّقيقُ: المملوك، واحد وجمع، فَعِيل

بمعنى مفعول وقد يُطلق على الجماعة كالرَّفيق، تقول منه رَقَّ العبدَ

وأَرَقَّه واسْترقَّه. الليث: الرِّقُّ العُبودة، والرَّقيق العبد، ولا يؤخذ منه

على بناء الاسم. وقد رَقَّ فلان أَي صار عبداً. أَبو العباس: سمي العبيد

رَقِيقاً لأَنهم يَرِقُّون لمالكهم ويَذِلُّون ويَخْضَعون، وسميت

السُّوق سوقاً لأَن الأَشياءَ تُساق إِليها، والسَّوْقُ: مصدر، والسُّوقُ: اسم.

وفي حديث عُمر: فلم يبق أَحد من المسلمين إِلا له فيها حَظٌّ وحَقٌّ

إِلاّ بعضَ مَن تملكون مِن أَرِقّائكم أَي عبيدكم؛ قيل: أَراد به عبيداً

مخصوصين، وذلك أَنّ عمر، رضي الله عنه، كان يُعطي ثلاثة مَماليك لبني غفار

شهدوا بَدْراً لكل واحد منهم في كل سنة ثلاثة آلاف درهم، فأَراد بهذا

الاستثناء هؤلاء الثلاثة، وقيل: أَراد جميع المماليك، وإِنما استثنى من جملة

المسلمين بعضاً من كل، فكان ذلك منصرفاً إلى جنس المماليك، وقد يوضع

البعض موضع الكل حتى قيل إِنه من الأَضداد. والرِّقُّ أَيضاً: الشيء

الرَّقيق، ويقال للأَرض الليِّنةِ رِقٌّ؛ عن الأَصمعي. والرِّقُّ: ورَق الشجر؛

وروى بيت جُبَيها الأَشجعي:

نَفى الجَدْبُ عنه رِقَّه فهو كالِحُ

والرِّقُّ: نبات له عُود وشَوْك وورَق أَبيض.

ورَقْرَقْت الثوب بالطِّيب: أَجْريته فيه؛ قال الأَعشى:

وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداء العَرُو

س بالصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيه العَبِيرا

ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالدَّسَم: آدَمَه به، وقيل: كثَّره. ورَقْراقُ

السحاب: ما ذهَب منه وجاء. والرَّقراقُ: تَرْقْرُق السَّراب. وكل شيء له

بَصيص وتلأْلُؤ، فهو رَقْراق؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرُورِ

بِرَقْرقانِ آلِها المَسْجُورِِ

رَقْرقان: ما تَرَقْرَق من السراب أَي تحرَّك، والمَسْجُور ههنا:

المُوقد من شدَّة الحَرّ. وفي الحديث: أَن الشمسَ تَطْلُع تَرَقْرَقُ. قال أَبو

عبيد: يعني تَدُور تجيء وتذهب وهي كناية عن ظُهور حركتها عند طلوعها،

فإِنها تُرى لها حركةٌ مُتَخَيَّلة بسبب قُربها من الأُفُق وأَبْخِرته

المُعْتَرِضة بينها وبين الأَبصار، بخلاف ما إِذا علَتْ وارتفعت. وسراب

رَقْراقٌ ورَقرقانٌ: ذو بَصيصٍ. وتَرَقرَقَ: جرَى جَرْياً سَهلاً. وترَقْرق

الشيءُ: تلأْلأ أَي جاء وذهبَ. ورقْرقْت الماء فترقْرقَ أَي جاء وذهب،

وكذلك الدَّمعُ إِذا دار في الحِملاق. وسيفٌ رُقارِقٌ: برّاق. وثوب رُقارِق:

رَقيق. وجارية رَقْراقة: كأَنّ الماء يجري في وجهها. وجارية رَقْراقةُ

البشَرة: برّاقة البياضِ. وترَقْرقَت عينه: دَمَعت، ورَقْرَقَها هو.

ورَقْراقُ الدمع: ما ترَقْرقَ منه؛ قال الشاعر:

فإِنْ لم تُصاحِبْها رَمَيْنا بأَعْيُنٍ،

سَريعٍ برَقْراقِ الدُّمُوعِ انْهِلالُها

ورَقْرقَ الخمرَ: مَزَجَها. وتَرْقِيقُ الكلام: تحسينه. وفي المثل: عن

صَبُوحٍ تُرَقِّقُ؛ يقول: تُرَقِّق كلامك وتُلطِّفه لتوجب الصَّبُوح، قاله

رجل لضيف له غَبَقَه، فرقّق الضيفُ كلامَه ليُصْبِحه؛ وروي هذا المثل عن

الشعبي أَنه قال لرجل سأَله عن رجل قبَّل أُمَّ امرأَته فقال: حَرُمت

عليه امرأَته، أَعن صَبوح تُرَقِّق؟ قال أَبو عبيد: اتَّهمه بما هو أَفْحش

من القُبلة، وهذا مثل للعرب يقال لمن يُظهر شيئاً وهو يريد غيره، كأَنه

أَراد أَن يقول جامَع أُمَّ امرأَته فقال قَبَّل، وأَصله أَن رجلاً نزل

بقوم فبات عندهم فجعل يُرقّق كلامه ويقول: إِذا أَصبحت غداً فاصْطبحت فعلت

كذا، يريد إِيجاب الصَّبُوح عليهم، فقال بعضهم: أَعن صَبُوح تُرقِّق أَي

تُعرّض بالصَّبُوح، وحقيقته أَنّ الغَرض الذي يَقْصِده كأَنّ عليه ما

يستُره فيريد أَن يجعله رَقِيقاً شَفّافاً يَنِمُّ على ما وَراءه، وكأَنَّ

الشعبي اتَّهم السائل وتوهّم أَنه أَراد بالقُبلة ما يَتْبَعُها فغَلّظ

عليه الأَمرَ. وفي الحديث وتجيء فِتْنةٌ فيُرَقّقُ بعضُها بَعْضاً أَي

يُشَوِّق بتَحسينها وتَسْوِيلها. وترقَّقْتَ له إِذا رَقَّ له قلبُك.

والرَّقاقُ: السَّيْر السَّهل؛ قال ذو الرمة:

باقٍ على الأَيْنِ يُعْطي، إِن رَفَقْتَ به،

مَعْجاً رَقاقاً، وإِن تَخْرُقْ به يَخِدِ

أَبو عبيدة: فرس مُرِقٌّ إِذا كان حافره خفيفاً وبه رَقَقٌ. وحِضْنا

الرجل: رَقيقاه؛ وقال مُزاحِم:

أَصابَ رَقِيقَيْهِ بِمَهْوٍ، كأَنه

شُعاعةُ قَرْنِ الشمس مُلْتَهِبِ النَّصْلِ

رقق
{الرَّقُّ بالفَتح ويُكْسَرْ روَاهُما الأثْرمُ عَن أبِي عُبَيدةَ، وَهُوَ: جِلْدٌ} رَقِيق يكْتبُ فيهِ، ومِنْهُ قولُه تَعالى: فِي {رَقٍ مَنْشورٍ، والفَتْحُ هى القِراءة السَّبْعِيَّةُ المُتَواتِرةُ. والرَّقُّ: ضِدُّ الغَلِيظِ والثَّخِين} كالرَّقِيق وَقد {رَقَّ} يَرِقُّ {رِقَّةُ، فَهُوَ} رَقِيق. (و) {الرَّقُّ: الصَّحِيفَةُ البَيْضاءُ. وقالَ الفَرّاءُ: الرَّقُّ: الصَّحائِفُ الّتي تَخْرُجُ إِلَى بَنِي آدَمَ يومَ القِيامَةِ، قَالَ الأَزْهَرِي: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَن المَكتوبَ يُسَمَّى} رَقاً أَيضاً. (و) {الرِّقُّ العَظِيم من السَّلاحفِ، أَو دُوَيْبةٌ مائِيةٌ لَهَا أَرْبَعُ قَوائِمَ، وأَظفار وأسنانٌ فِي رَأس تُظْهِرُه وتُغَيبهُ، وتُذْبَحُ، قالهُ إِبْراهيمُ الحَرْبِيُّ، ورَوى بسَنَدِه إِلى ابْنِ هُبَيْرَة قالَ: كَانَ فُقهاءُ المَدِينَةِ يَشْتَرُونَ الرَّقَّ ويأكلُونَه وَقَالَ أَبُو عُبَيد: ج:} رُقُوقٌ بالضَّمِّ. (و) ! الرَّقُّ: وَرَقُ الشَّجَرِ، أَو: مَا سَهُل على الماشِيَةِ من الأغْصانِ، ويُرْوَى بَيْت جُبَيْهاءَ الأشْجَعيِّ: نَفي الجَدْبُ عَنْهُ {رِقَّه فهْوَ كالِحُ وقالَ ابنُ دُرَيْدِ:} الرُّقُّ بالضَّمِّ: الماءُ الرَّقِيقُ فِي البَحْرِ أَو الوادِي لَا غُزْرَ لَهُ، ويُفْتَحُ، وَهُوَ عَن غَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ.
{والرَّقةُ: كُل أَرْضٍ إِلَى جَنْبِ وادٍ يَنْبَسِطُ الماءُ عَلَيْها أيّامَ المَدِّ، ثُمّ يَنْضَبُ أَي: يَنْحَسِرُ، وَفِي بعضِ النسَخ يَنْصَبُّ، والأُولَى الصّوابُ، وَهِي مَكْرُمَةٌ للنَّباتِ، وَقَالَ أَبُو حاتِم: الرَّقةُ: الأَرْضُ الَّتِي نَضَبَ عَنها الماءُ: ج رِقاقٌ بالكَسْرِ.
(و) } الرَّقَّةُ البَيْضاءُ مِنْه، وَهُوَ: د، عَلَى شَط الفراتِ بَينَها وبينَ حَزّانَ ثَلاثَة أيّام، وَهِي واسِطةُ ديارِ رَبِيعَةَ قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرقيّاتَ:
(أهْلاً وسَهْلاً بمَنْ أتاكَ مِنَ الرَّ ... قةِ يَسرِى إِلَيكَ فِي سُخُبهْ)
(و) {الرَّقَّةُ: بَلَدٌ آخرُ غربِيِّ بَغْدادَ يُعْرفُ} برَقةِ واسِطَ. والرَّقَّةُ: ة كبيرَة أسْفَلَ مِنْهَا بفَرْسَخٍ تُعْرَفُ {بالرًّقَّةِ السَّوْداءَ.
(و) } الرَّقَّةُ أَيضاً: د، بقُوهِسْتانَ. والرَّقَّةُ: موضِعانِ آخرانِ من بَساتِينِ دارِ الخِلافَة ببَغْدادَ، صُغْرَى وكُبْرَى. {والرَّقتانِ:} الرَّقَّةُ والرَّافِقَة قَالَ شَيْخُنا: وَقد مَر لَهُ فِي رفق أنّهما بَلْدَةٌ واحِدَةٌ، وكلامُه هُنَا كالمُنافي لذلِك، فتَأَمَّل. قلتُ: لَا مُنافاةَ، والصَّحِيحُ أنَّهما بَلْدَتانِ لَا واحِدَةٌ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ بن الأثِيرِ واليَعْقُوبِي وابنُ السَّمعانِي، وتَقَدمَت الإِشارَةُ إِلَيْهِ.
{والرِّقةُ، بالكَسْرِ: الرَّحْمَةُ ومِنْهُ الحَدِيث: اغْتَنِمُوا الدُّعاءَ عندَ الرِّقَّةِ فإنَّها رَحْمَةٌ يُقالُ: رَقَّ لَه) قَلْبُه، وَفِي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: مَن رَقَّ لوالِدَيْهِ ألْقَى اللهُ عَلَيْهِ مَحَبَّتَه وَقد} رَقَقْتُ لَهُ! أَرقُِّ أَي: رَحمْتُه. (و) {الرِّقَّةُ: الاسْتِحْياءُ يُقّال:} رَقَّ وَجْهُه: اسْتَحْيا، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيَئةِ هاجَرٌ ... وهكّ الخَلايَا لم {تَرقَّ عُيونُها)
أَي: لم تَسْتَحْيَ. (و) } الرقَّةُ أَيْضا: الدِّقَّةُ وَمِنْه حَدِيثُ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عَنهُ: الّلهُم كَبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، فاقْبِضني إِلَيْكَ غَيْرَ عاجِزٍ وَلَا مَلُومٍ، {ورِقةُ القَلْبِ مِنْ هَذَا. وَقَالَ المَناويُّ فِي التوْقِيفِ: الرِّقةُ، كالدِّقَّةِ، لكنَّ الدِّفةَ يُقالُ: اعْتِباراً لمُراعاةِ جَوانِبِ الشَّيْءَ،} والرِّقَّة: اعْتِّباراً بعُمْقِه، فمَتَى كانَت الدِّقَّة فِي جِسم يُضادُّها الصَّفاقَةُ، نَحْو: ثَوْبٌ رَقِيق وصّفِبقٌ، وَمَتى كَانَت فِي نَفْسٍ يُضادُّها الجَفوةُ والقَسْوَةُ، يُقَال: زَيْدٌ {رَقِيقُ القَلْبِ وقاسيه. وَقد} رَقَّ الشّيءُ {يَرِقُ رِقَّةً فَهُوَ} رَقِيقٌ {ورُقاقٌ، كغُرابٍ وَهِي} رَقِيقَةٌ {ورُقاقَةٌ، قَالَ: من ناقَةٍ خَوّارَةِ} رَقِيقَهْ تَرْمِيهِمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ ويُشَدَّدُ كرُمانٍ. ويُقال: مَشَى البَعِيرُ مَشياً {رُقاقاً، كغُرابٍ: إِذا} رَقّقَ المَشيَ أَي: مَشَى مَشْياً سهَلاً، وَهُوَ مَجازٌ، قَالَ ذُو الرِّمةِ:
(باقِ عَلَى الأَيْنِ يُعْطِي إِن رَفقْتَ بهِ ... مَعْجاً رُقاقاً وَإِن تخْرُقْ بِهِ يَخِدِ)
(و) {الرَّقاقُ كسَحابٍ: الصَّحْراءُ المُتَّسِعَة اللِّيِّنَةُ التُّرابِ. وقِيلَ: والأَرْضُ السّهْلَسةُ المُنبَسِطَة المُسْتَوِيَة اللَّيِّنَةُ الترابِ تحْتَهُ صَلابَةٌ وأنْشَد بنُ بَرِّيٍّ لإِبْراهِيمَ بنِ عِمْرانَ الأَنصارِيِّ:
(} رَقْاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمُ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ) يُرِيدُ أَنّها إِذا عَدَتْ أَضرم {الرَّقاقُ وثارَ غُبارُه كَمَا تَضْطرِمُ النّارُ، فيَثُور عُثانُها. أَو هِيَ: مَا نَضَبَ عَنْهَا الماءُ وانْحَسَرَ ويُضَمًّ،} كالرَّقَّةِ بالفَتح، كَمَا تَقَدّم. أَو هِيَ: اللَّيِّنَةُ المُتَّسِعَةُ قالَ لبِيدٌ رضيَ اللهُ عَنهُ:
( {ورَقاقٍ عُصَبٍ ظِلْمانُه ... كحريقِِ الحَبشِييِّنَ الزُّجلْ)
وزادَ الأصمَعِيُّ: من غَيْر رَمْلٍ، وأَنْشَدَ للراجِز: ذَارِى} الرَّقاقِ واثِب الجَراثمِ أَي: يَذْرُو فِي الرَّقاق، ويَثِبُ فِي الجَراثِيم من الرّمْلِ {كالرُّقِّ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ الكَسْرُ عَن الأَصْمَعِي} والرَّقّقُ، مُحَركَةً وَمن الأخِيرِ قَؤلُ رُؤْبَةَ:)
كأنًّها وَهْيَ تَهاوَى {بالرَّقَقْ من ذَرْوها شِبْراقُ شَدّ ذِي عَمَقْ ولكِنَّهُم صَرَّحُوا أَنَّه مقصُورٌ من} الرِّقاقِ، وإِنَّما قَصَره لضرورَةِ الشِّعْرِ، فَلَا يَكُونُ لُغَةً مستَقِلَّةً، فتَأمَّلْ. ويَومٌ {رَقاقٌ كسَحابٍ: حارٌّ نَقَلَه الفَرّاءُ. (و) } الرُّقاقُ كغُراب: الخُبُز {الرَّقيقُ المُنْبَسِطُ، قالَ ثَعْلَبٌ: يقالُ: عندِي غُلامٌ يَخْبِزُ الغَلِيظَ والرَّقيقَ، وَإِن قُلْتَ: يخْبِزُ الجرْدَقَ، قلتَ:} والرُّقاقَ، لأَنهما اسمانِ الواحِدَةُ رُقاقَةٌ، وَلَا يُقالُ: {رِقاقَة بالكَسرِ، فَإِذا جُمِع قِيلَ:} رِقاقٌ، بالكسرِ، والصحِيحُ أنَّ {الرِّقاقَ بالكَسرِ جَمْعُ} رَقِيقٍ، ككَرِيمٍ وكِرامٍ. {والمِرْقاقُ: مَا يُرَقُّ بِهِ الخُبزُ يُقال: حَوَّرِ القُرْصَ بالمِرْقاقِ.} والرُّقَّى، مِثَال رُبَّى من الشاةِ: شَحْمَة من {أَرَقِّ الشَّحْم لَا يَأتي عَلَيْهَا أحَدٌ إِلاّ أَكَلَها، وَفِي المَثَلِ وَجَدْتَنِي الشَّحْمَةَ} الرُّقَّى عَلَيْها المَأْتي يَقُولُها، الرَّجُلُ لصاحِبِه إِذا استَضعَفَه نَقَله الصّاغانِيُّ. {والرَّقِيقُ: الممْلُوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ، بالكَسْرِ، للواحِدِ والجَمْع فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُول، وَقد يُطْلَقُ عَلَى الجَماعةِ،} كالرَّقيقِ والخلِيطِ، وقالَ اللَّيْثُ: {الرِّقُّ: العُبُودَةُ، والرَّقِيقُ: العَبْدُ، وَلَا يُؤخذُ مِنْهُ على بِناءَ الاسْم، وَقد} رَقَّ فُلان، أَي: صارَ عَبْدَاً، وَقَالَ أَبو العَبّاسِ: سُمِّيَ العَبِيدُ {رَقِيقاً لأَنَّهُمِ} يَرِقُّونَ لمالِكِهم، ويَذِلُّونَ ويَخْضَعُون. وَقد يُجمَعُ عَلَى {رِقاقٍ هَكَذَا فِي سائِر النُّسَخ، والصَّوابُ عَلَى أَرِقّاءَ، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسانِ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِلاّ بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من} أَرِقائِكُمْ أَي: عَبِيدِكُم.
وزادَ اللِّحْيانِي: أَمَةٌ {رَقِيقٌ} ورَقِيقَةٌ، من إَماءٍ رَقائِقَ. وحَدَثُ {الرِّقاقِ بالكسرِ: ع بالشّام.
} والرَّقِيقانِ: الحِضْنانِ قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:
(أَصابَ {رَقِيقَيْهِ بمَهْوٍ كأنَّه ... شُعاعَةُ قَرْنِ الشَّمْسِ مُلْتَهِبُ النَّصْلِ)
(و) } الرَّقِيقّانِ: الأَخْدَعانِ. وقالَ الأَصْمَعِي: هما من المَنْخَرَيْنِ: ناحِيَتاهُما يَعْنِي نُخْرَتَيِ الأَنف وَأنْشد: سالَ وَقد مَسَّ {رَقِيقَ المَنْخَرِ وأَنْشَدَ أَيْضاً: ساطٍ إِذا ابْتَلَّ} رَقِيقاهُ نَدَى وقالَ غَيْرُه: {رَقِيقُ الأَنْفِ: مُسْتَرَقُّه حَيْثُ لانَ من جانِبِه. وقالَ أَبُو عَمرٍ و:} الرَّقيقانِ: مَا بينَ الخاصِرَةِ والرُّفْغ.)
وأُمَيْمَةُ بنتُ! رُقَيْقَةَ، كجُهَيْنَةَ فِيهما: صَحابِية رضِيَ اللهُ عَنْهَا، قَالَ الحافِظُ: هِيَ {رُقيقَةُ بنتُ أَبي صَيْفيّ ابنِ هاشِم بنِ عَبْدِ مَناف، وبنْتُها أُمَيْمَةُ لَهَا صُحْبَةٌ، رَوَتْ عَنْهَا بِنْتُها حَكِيمَةُ بنتُ رُقيقَةَ، وقالَ ابنُ فَهْدٍ: رُقَيْقَةُ هَذِه أُمُّ مَخْرَمَةَ بنِ نَوْفَل، قَالَ أَبُو نُعَيْم: لَا أُراها أَدْرَكَت الإسْلامَ، وقالَ الصّاغانِيُّ: أمَيْمَةُ وَأمُّها رُقَيْقَةُ لَهُما صُحْبَة. قُلت:} ورُقَيْقَةُ الثَّقَفِيَّةُ: لَهَا صُحْبَةٌ، وَقد رَوَتْ عَنْها بِنْتُها حَدِيثاً فِي الوُحْدان لابْن أبِي عَاصِم، فتَأمَّلْ ذلِكَ. {ومَراقٌّ البَطْنِ: مَا} رَقَّ مِنْهُ ولانَ وَفِي الصِّحَاح: أَسْفَلُه وَمَا حَوْلَه مِمَّا {اسْتَرَقَّ، وَفِي التَّهْذِيب: مَا سَفَلَ من البَطْنِ عِنْدَ الصِّفاقِ أسفَلَ من السُّرَّةِ، وَفِي حَدِيثِ الغُسْلِ: ثُمَّ غَسَل} مَراقَّهُ بشِمالِه أَرادَ مَا سَفَلَ من بَطْنِه ورُفْغَنهِ ومَذاكِيرَهُ، والمَواضِعَ الَّتِي {تَرِقُّ جُلُودُها، كَنَى عَن جَمِيعِها} بالمَراقِّ، وَهُوَ جَمْعُ {مَرَقٍّ قالَهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبَيْن، أَو لَا واحِدَ لَها كَمَا قالَهُ الجَوهَريُّ.
} والرَّقَقُ: مُحَركَة: الضَّعْفُ فِي العِظام، وَهُوَ مَجاز، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيرٍ رضِيَ اللهُ عَنهُ يَصِفُ ناقَتُه:
(خَطّارَةٌ بعدَ غِبِّ الجَهْدِ ناجيَةٌ ... لَا تَشْتكى للحَفا من خُفِّها {رَقَقَا)
وَفِي مالِه} رَقَقٌ أَي: قِلَّةٌ رَواهُ أَبُو عُبَيْد هَكَذَا، وَهُوَ مَجازٌ، ورَواهُ غيرُه بالفاءَ والقافِ، وَقد تَقَدَّمَ، وذَكَرَهُ الفَراءُ بالنَّفي، فقالَ: يُقالُ: مَا فِي مالِه {رقَقٌ، أَي: قِلَّةٌ. وقالَ الأَصْمَعِي:} الرَّقْراقَةُ: المَرْأةُ الّتِي كانَّ الماءَ يَجْرِي فِي وجْهِها وقالَ غَيْرُه: جارِيَةٌ {رَقْراقَةُ البَشَرَةِ:} بَرّاقَةُ البَياضِ. {والرَّقْراقُ: سَيْفُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُ، وَهُوَ القائِلُ فِيهِ:
(فإِنْ يَكُنِ} الرَّقْراقُ فَلَّلَ حَدَّهُ ... قِراعُ الأعادِي كابِرًا بَعْدَ كابِرِ) (توَارثَهُ الآَباءُ من عَهْدِ جُرْهُمٍ ... وقَبْلَ بَنِي صِدِّ بنِ عادٍ وجائِرِ)

(فلسْتُ بمُبْتاعٍ يَدَ الدَّهْرِ مِثلَه ... أُعَرِّضُه أُخْرَى اللَّيالي الغَوابِرِ)
والرَّقْراقُ: ماءٌ فَوْقَ القادِسِيَّةِ. وأيْضاً: والِدُ ذَوّاد الغَطَفانِيِّ الشّاعِرِ هَكَذَا فِي العُبابِ، والصَّوابُ أَن والِدَه أَبُو {الرَّقْراقِ، كَمَا فِي التَّبْصِير. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ:} الرُّقارِقُ، بالضمِّ: الماءُ {الرَّقِيقُ فِي البَحْرِ، أَو الوادِي لَا غُزْرَ لَهُ.
(و) } الرقارِقُ: الشَّرابُ الرَّقِيقُ وكذلِك {الرقراقُ، قالَ: والسَّيْفُ} الرُّقارِقُ: الكَثِيرُ المَاء وقالَ غَيْرُه: هُوَ البَرّاقُ.
قالَ: {ورُقْرُقانُ السَّرابِ، بالضَّمِّ: مَا} تَرَقْرَقَ مِنْهُ، أَي: تَحَرَّكَ قالَ العَجّاجُ:)
ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحُرُورِ برُقْرُقانِ آلِها المَسْجُورِ سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ {وأرَقَّهُ} إِرْقاقاً: جَعَلَه {رَقِيقاً، وَهُوَ ضِدُّ غَلَّظَهُ تَغْلِيظاً} كرَقَّقَة {تَرْقِيقاً. (و) } أرَقَّ المَمْلُوكَ: مَلَكَهُ ضِدّ أعْتَقَهُ، فهُو {مُرِقٌّ، وَهِي} مُرِقةٌ {كاسْتَرَقَّهُ، ويُقال:} اسْتَرَقَ المَمْلُوكَ فرَقَّ: أدْخَلَهُ فِي الرِّقِّ. وَمن المَجازِ: {أَرَقَّ فُلان: إِذا ساءَت حالُه وَمِنْه قولُهم: عَجِبْتُ من قلَّةِ مالِه، ورقَّةِ حالِه. (و) } أَرَقَّ العِنَبُ: تَمَّ نُضْجُه، خاصٌّ بالأَبْيَضِ كَمَا فِي العُباب. قلت: هكَذا خَصَّه أَبُو حَنِيفَةَ، وَقَالَ: {أَرَقَّ: إِذا} رَقَّ جِلْدُه، وكَثُرَ ماؤُه. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: فَرَسٌ مُرِقٌ أَي: {رَقِيقُ الحافِرِ، ونَصُّ أبِي عُبَيْدَةَ: خَفِيفُ الحافِرِ، وَبِه رَقَقٌ.} ورَقَّقَهُ جَعَلَه! رَقِيقاً ضَدُّ غَلَّظَه وَهَذَا قد ذُكِرَ قَرِيباً، فَهُوَ تكْرارٌ. ويُقالُ: نَزَلَ رَجُلٌ يُقالُ لَهُ جابانُ بقَوْم لَيْلاً فأَضافوه وغَبَقُوه، فَلَمَّا فَرَغَ قالَ: إِذا صَبَحْتُمونِي كَيْفَ آخُذُ فِي طَرِيقِي وحاجَتِي فقِيلَ لهُ: أعَن صَبُوح {ترَقِّقُ وعَنْ مِنْ صِلَةِ مَعْنَى} التَّرقيق، وَهُوَ الكِنايَةُ لأَنَّ التَّرْقيقَ تَلْطِيفٌ وتَزْيْينٌ، وإِذا كَنَيْتَ عَن شَيْءٍ فَهُوَ أَلْطَفُ من التَّصْرِيح، فكانَّه قالَ: أَي: تَكْنِى عَن الصَّبُوح أَي: تُحْسِّنُ الكَلامَ وتُزَيَنُه، كانِياً عَن صَبُوح، يُضْرَبُ لمَنْ كَنَى عَنْ شَيْءٍ وَهُوَ يُريدُ غيرَه، كَمَا أنَّ الضَّيْفَ، أَرادَ بهذِه المَقالَةِ أنْ يُوجبَ الصًّبُوحَ عليهِم، نَقَلَه الصّاغانِيُّ والزمخْشَرِيُ، وَهُوَ مجازٌ، ويُرْوى عَن الشَّعبيِّ أَنَّه سُئلَ عَن رَجُل قَبَّل أمَّ امْرَأَتِه، فقالَ: أَعَنْ صَبُوحٍ {تُرَقِّق. حَرُمَتْ عَلَيْهِ امْرَأتُه، كأَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَقُولُ: جامَعَ أمَّ امْرَأَتِه فقالَ: قَبَّلَ أُمَّ امْرَأتِه.} واسْتَرَقَّ الماءُ: نَضَبَ إلاّ يَسِيرًا وَهُوَ مَجازٌ.
{ورَقْرَقَ الماءُ وغَيْرُه: إِذا صَبَّهُ صَبّاً} رَقِيقاً فَتَرقْرَقَ. (و) {رَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالسَّمْن: إِذا فَعَلَهُ كذلِكَ أَي: أدَمَهُ بهِ، وقِيلَ: كَثَّره.} وتَرَقْرَقَ الماءُ: إِذا تَحَّركَ وجاءَ وذَهَبَ {ورَقْرَقَه هُوَ، قالَ ذُو الرمَّةِ:
(طِراقُ الخَوافي واقِعٌ فَوْقَ رِيعَةٍ ... نَدَى لَيْلِهِ، فِي رِيشِهِ} يَتَرَقْرَقُ)
وقالَ رُؤبَةُ: ألْقَى بِهِ الآلُ غَدِيراً وَيْسَقَا ضَحْلاً إِذا {رَقْرَقْتَه} تَرَقْرَقَا (و) {تَرَقْرَقَ الدَّمْعُ: دارَ فِي الحِملاقِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَدارًا بحُزْوَى هِجْتِ للعَيْنِ عَبْرَةً ... فماءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أَو} يَتَرَقْرَقُ)

وتَرَقْرَقَ الشَّيْءُ: لَمَعَ قالَ: (بمُرْهَفة بِيضٍ إِذا هِيَ جُردَتْ ... {تَرَقْرَقَ فيهِنّ المنايا اللَّوامِعُ)
(و) } تَرَقْرَقَتِ الشَّمْسُ: إِذا رَأيْتَها صارَتْ كأنَّها تَدورُ، وَمِنْه الحَدِيثُ: إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ {تَرَقْرَقُ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: يَعْني تَدُورُ ة تَجِىءُ وتَذْهَبُ، وَهِي كِنايَةٌ عَن ظُهورِ حَرَكَتِها عندَ طُلُوعِها فإِنّها تُرَى لَهَا حَرَكَةٌ مُتَخَيَّلَةٌ بسَبِبِ قُرْبِها من الأُفُق وأبْخِرَتِه المَعْتَرِضَةِ بينَها وبينَ الأَبْصارِ، بخِلافِ مَا إِذا عَلَتْ وارْتَفَعَتْ. ويُقال: مالٌ} مُتَرَقرِقٌ للسِّمَن، أَو مُتَرَقْرِقٌ للهُزالِ {ومُتَرَقْرِقٌ لأَنَّ يَرْمِدَ، أَي: مُتَهَيِّىءٌ لَهُ تَراهُ قد دَنَا مِنْ ذلِكَ الرمدِ، أَي: الهَلاكِ، وَمِنْه عامُ الرَّمادَةِ.
قالَ الصّاغانِيُّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ علَى صِفَةٍ تَكُونُ مُخالِفَةً للجَفاءَ، وعَلَى اضْطِرابِ شَيْءٍ مائِعٍ، وقَدْ شَذَّ عَن هَذَا التَّرْكِيب:} الرَّقُّ: ذَكَرٌ السَّلاحَفِ. قُلْتُ: ويُمْكنُ أَن يَكُونَ عَلَى التَّشبيه {بالرَّقِّ الَّذِي يكْتَبُ، كَمَا هُو ظاهِرٌ، فَلَا يَكُون شاذاً عَن التَّركِيبِ فتَأَمَّلْ. وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: ناقَة} رَقِيقَةٌ: ضَعُفَت أَنْقاؤها {ورَقَّت، واتَّسَع مَجْرَى مُخِّها، جمعُه:} رِقاقٌ {ورَقائِقٌ، عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ.
} والرِّقُّ، بالكسرِ: الشَّيْءُ {الرَّقِيق. ومُسْتَرَقُّ الأنْفِ،} ومَرَقُّه: حَيْثُ لانَ فِي جانِبِه.
{ومَرَاقُّ الإبِلِ: أرْفاغُها. وعَيْشٌ} رَقِيقُ الحَواشِي: ناعِمٌ، وَهُوَ مُجازٌ. وفُلانٌ رَقِيقُ الدِّينِ، والحالِ، وَهُوَ مَجازٌ.
{والرَّقَقُ مُحَرَّكَةً:} رِقَّة الطَّعام، وَفِي ألحَدِيثِ: اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى، فَإِنَّه مالٌ! رَقِيقٌ قالَ القُتَيْبِيُّ: يَعْنِي أَنه ليسَ لَهُ صَبْرُ الضَّأْنِ على الجَفاءَ، وفَسادِ العَطَنِ وشِدَّةِ البَرْدِ. ورَجُلٌ رَقِيقٌ: أَي ضَعِيفُ هَيِّنٌ. وهُمْ {أرَقُّ قُلُوباً، أَي: أَلْيَنُ وأَقْبَلُ للمَوْعِظَةِ.} وتَرَقَّقَتْهُ الجارِيَةُ: فتَنَتْهُ حَتى {رَقَّ، أَي ضَعُفَ صَبْرُه، قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:
(دَعَتْهُ عَنوَة} فتَرَقَّقتهُ ... {فرَقَّ وَلَا خلالَةَ} للرَّقِيقِ)
وفُلانٌ رَقَّ عَدَدُه، أَي سِنُوه التِي يَعُدُّها: ذَهَبَ أكثرُها، وبَقِيَ أقَلُّها، فكانَ ذلِكَ الأَقَل عِنْده رَقِيقاً، نَقله ابنُ الأَعْرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ. {ورَقَّتْ عِظامُه: إِذا كَبِرَ وأَسَنَّ.} والمُرَققُ، كمُعَظَّم: الرَّغِيفُ الواسِعُ الرَّقِيق. {ورَقَّهُ فَهُوَ} مَرْقُوقٌ: إِذا مَلَكَه، حَكَاهُ الأَزْهَرِيُّ وصاحِبُ المِصباحِ، عَن ابْنِ السِّكِّيتِ، وَنَقله الأَكْمَلُ فِي العِنايَةِ، فَلَا عِبْرَةَ بإِنْكارِ بعضِهِم.
{ورَقْرَقَ الثَّوْبَ بالطِّيبِ: أَجْراهُ فِيهِ، قالَ الأعْشَى:
(وتَبْرُدُ بَرْدَ رداءِ العَرُو ... سِ بالصَّيْفِ} رَقْرقْتَ فيهِ العبِيرَا)

{ورَقراقُ السَّحابِ: مَا ذهَبَ مِنْهُ وجاءَ. وكُل شَيْءٍ لَهُ بَصِيصٌ وتَلأْلؤٌ فَهُوَ} رَقراقٌ. وسَرابٌ {رُقْرُقان: ذُو بصيصٍ.
} وتَرَقْرَقَ: جَرَى جَرْباً سَهْلاً. وثَوْبٌ {رُقارِقٌ، بالضّمَ:} رقِيقٌ. {وتَرَقْرَقَتْ عينُه: دَمِعَت،} ورَقْرَقُها هُوَ. {ورَقْراقُ الدَّمْعَ: مَا} تَرَقْرَقَ مِنْهُ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإِنْ لَمْ تُصاحِبها رَمَيْنا بأعْيُنٍ ... سَرِيع {برَقْراقِ الدُّمُوع انْهِلالُها)
} ورَقْرَقَ الخَمْرَ: مَزَجَها. {وتَرْقِيقُ الكَلام: تَحْسِينُه وتَزْيينُه، وَفِي الحدِيثِ: فَتجِىء فِتْنَةٌ} فيُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضاً. أَي: تَشُوقُ بتَحْسِينِها وتَسْوِيلِها.! وأرَقَّتْ بهم أَخلاقُهم: شّحَّتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. {واستَرَقَّ اللَّيْلُ: مَضى أكثَرُه.} وتَرَقَّقَ: مَشَى مَشْياً سَهْلاً. {ورَقَّقَ بينَ القَوْم: أفْسَدَ. وَلَا تَدْرِي عَلامَ} يَتراقُّ هَرَمُكَ أَي علَى أَيِّ شَيءٍ يَتَناهَى رأْيُك، ويَبْلغُ، آخِره.
{والرَّقَّةُ: قَرْيتانِ بمِصْرَ فِي الصَّعِيدِ الأَدْنَى، وَقد مَرَرْتُ بهِما.} والرَّقِّيّاتُ: مَسائِلُ كانَ جَمَعَها مُحَمَّدُ ابنُ الحَسَنِ الشَّيْبانِي رَحِمَهُ اللهُ تَعالى حِينَ كانَ قاضِياً بالرَّقةِ. {والرقَقُ: موضِعٌ مِنْ دِيارِ بَني عَمْرِو ابنِ كِلاب. ويَوْم} رَقْراقٌ: حارٌ، عَن الفَرّاءَ. {ورَقَّةُ باسِق: بالمُحَوَّلِ، من أعْمالِ نَهْرِ عِيسَى.} ورَقَّةُ: مأْسَدَةٌ.

رمح

(رمح)
الْبَرْق رمحا لمع لمعا خَفِيفا متقاربا وَفُلَانًا طعنه بِالرُّمْحِ وَالدَّابَّة فلَانا رمحا ورماحا رفسته

رمح


رمَحَ(n. ac. رَمْح)
a. Thrust, pierced with a lance.
b. Kicked.

رُمْح
(pl.
رِمَاْح
أَرْمَاْح)
a. Lance, spear.

رَاْمِحa. Spearman.
b. Horned (bull).
c. Arcturus (constellation).
رِمَاْحa. Vice of kicking.

رَمَّاْحa. Maker of spears.
b. Spearman.

N. P.
رَمَّحَa. Striped (garment).
[رمح] فيه: السلطان ظل الله و"رمحه" استوعب بهما نوعي ما على الوالي للرعية الانتصار من الظالم والإعانة، لأن الظل يلجأ إليه من الحرارة والشدة وإرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وأذاهم فيأمنوا من الشر، والرمح تجعل كناية عن الدفع.
ر م ح : الرُّمْحُ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ أَرْمَاحٌ وَرِمَاحٌ وَرَجُلٌ رَامِحٌ مَعَهُ رُمْحٌ أَوْ طَاعِنٌ بِهِ وَرَمَّاحٌ صَانِعٌ لَهُ وَرَمَحَ ذُو الْحَافِرِ رَمْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ ضَرَبَ بِرَجْلِهِ وَالرِّمَاحُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ لَهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَرُبَّمَا اُسْتُعِيرَ الرَّمْحُ لِلْخُفِّ. 
رمح
قال تعالى: تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ
[المائدة/ 94] ، وقد رَمَحَهُ أصابه به، ورَمَحَتْهُ الدّابة تشبيها بذلك، والسّماك الرَّامِحُ ، سمّي به لتصوّر كوكب يقدمه بصورة رُمْحٍ له. وقيل:
أخذت الإبل رِمَاحَهَا: إذا امتنعت عن نحرها بحسنها، وأخذت البهمى رُمْحَهَا: إذا امتنعت بشوكها عن راعيها.
ر م ح: جَمْعُ (الرُّمْحِ) رِمَاحٌ. وَ (رَمَحَهُ) طَعَنَهُ بِالرُّمْحِ مِنْ بَابِ قَطَعَ. وَرَجُلٌ (رَامِحٌ) ذُو رُمْحٍ وَلَا فِعْلَ لَهُ كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ. وَ (رَمَحَهُ) الْفَرَسُ وَالْحِمَارُ وَالْبَغْلُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ مِنْ بَابِ قَطَعَ أَيْضًا. وَ (الرَّمَّاحُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ الَّذِي يَتَّخِذُ الرِّمَاحَ، وَصَنْعَتُهُ (الرِّمَاحَةُ) بِالْكَسْرِ. 
رمح: رمح: ركض وبطنه على الأرض (انظر لين) (بوشر، هلو)، واقرأ رمح في ألف ليلة (برسل 3: 863).
رمَّح (بالتشديد): مزّق (فوك).
ترمَّح: تمزَّق (فوك).
رَمْح: ركض والبطن على الأرض (همبرت ص183، بوشر).
رُمْح، رمح الله: اسم أطلقه عمر على الكوفة لئن أهل الكوفة كانوا رماحاً في وجه أعداء الله (زيشر 5: 180).
رُمّح الله: لم يتبين لي معناه في عبارة كتاب العقود التي نقلتها في مادة برَّح.
رَمُحة: إحضار، تقريب، ركض (بوشر).
رماحة: موكب فرسان (بوشر).
مُرَمَّح، ثوب مرمّح: فيه خطوط طويلة (محيط المحيط).
(رمح) - في الحَدِيثِ: "السُّلطان ظِلُّ اللهِ ورُمحُه في الأرضِ" .
استوعَب بهاتَيْن الكَلِمَتَين نَوعَى ما عَلَى الوَالِى للرَّعِيَّة: أَحَدُهما: الِإعانة للانْتِصار من الظَّالم، والانْتِصافُ من المُعْتَدِى، لأن الظِّلَّ يُؤْوَى إليه ويُتَبَرَّد به من الحَرَارة، كَأنَّ المَظلومَ يَتبرَّد من حَرارة ظُلْمِ الظَّالِم بالسُّلْطان ويَأْمَن في جَنَبَتِهِ، ولهذا قال: "يَأوِى إليه كُلُّ مَظْلوم" والنَّوعُ الآخَر: إِرهابُ العَدُوِّ، ليرتَدِعوا عن قَصْد الرَّعِيَّة بالسُّوء، فيأمَنُوا بِمكانِه مِنْ شَرِّ مَنْ يَقْصِدُهم بسُوء أو يَطْمَع فيهم بِظُلم، ولهذَا قال: "رُمحُه"، لأَنَّ في الرُّمح طُولاً يمنَع من وُصُول أَحَد الخَصْمَين إلى الآخَر، يقال: يومٌ كظِلَّ الرُّمح، إذا كان طَوِيلاً.
وذُو الرَّمَيْح: ضَربٌ من اليَرَابِيع، طَويلُ الرِّجْلَين. والعَرَبُ تجعَل الرُّمْحَ كِنايةً عن الدَّفْع والمَنْع.
تقول للبُهْمَى: أَخذَت رِماحَها؛ إذا امتَنَعت بِطُول شَوْكِها من الرَّاعِيَة، وأَخذَت الِإبل رِماحَها: إذا مَنَع سِمَنُها من نَحْرِها.
[رمح] الرُمْحُ جمعه رماح وأَرْماح. ورمَحَه فهو رامِحٌ: طعنه بالرُمْحِ. ورجُلٌ رامِحٌ، أي ذو رُمْح، ولا فعل له، مثل لابن وتامر. وثور رامح: له قَرْنان. قال ذو الرمَّة: وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحِ * بلادُ العِدى لَيْسَتْ له بِبِلادِ والسِماكُ الرامِحُ: نَجْمٌ قُدّام الفَكَّةِ، وهو أَحَدُ السِماكَيْن، سمِّي بذلك لكوكب يُقْدُمُه يقولون هو رُمْحُه، وليس من منازل القمر. ورَمَحَهُ الفَرَسُ والبَغْلُ والحمار، إذا ضربه برجلِهِ. ورمَحَ الجُنْدُبُ، إذا ضَرَب الحَصى. والرمَّاحُ: الذي يتّخذ الرُمْحَ، وصنعته الرماحة. والرماح أيضا: اسم ابن ميادة الشاعر. وكان يقال لابي براء عامر بن مالك بن جعفر ابن كلاب: ملاعب الاسنة، فجعله لبيد ملاعب الرماح، لحاجته إلى القافية، فقال يرثيه، وهو عمه: قوما تنوحان مع الانواح * وأبنا ملاعب الرماح أبا براء مدره الشياح * في السُلُبِ السودِ وفي الأَمْساحِ ويقال للبهمى إذا امتَنعت من الراعِية: أخذت رِماحَها. وربَّما قالوا في الإبل إذا سَمِنَت أو دَرَّتْ: قد أخذَتْ رِماحَها، لأنّ صاحبها يَمْتَنِعُ من نحرها. 
رمح
رمَحَ يَرمَح، رَمْحًا، فهو رامِح، والمفعول مرموح (للمتعدِّي)
• رمَح الفَرسُ ونحوُه: عدا وجَرى.
• رمَح فلانٌ فلانًا: طَعَنه بالرُّمْح "رَجُلٌ رامِحٌ: ذو رُمْح". 

ترامحَ يترامح، ترامُحًا، فهو مُترامِح
• ترامح المتحاربون: تطاعنوا بالرِّماح. 

رامحَ يُرامح، مُرامحةً، فهو مُرامِح، والمفعول مُرامَح
• رامح فلانًا: رمَحه؛ طاعنه بالرُّمح. 

رِماحَة [مفرد]: حِرْفَةُ الرَّمَّاح. 

رَمْح [مفرد]: مصدر رمَحَ. 

رُمْح [مفرد]: ج أَرْماح ورِماح: قضيب طويل في رأسه سِنانٌ أو حربَةٌ يُطعَنُ بها "تأبى الرماحُ إذا اجتمعن تكسُّرًا ... وإذا افترقن تكسَّرت آحادا- {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ} " ° كسروا بينهم رُمْحًا: أوقعوا شَرًّا بينهم- هم على بني فلان رمحٌ واحد: مُتَّحدون عليهم. 

رَمَّاح [مفرد]: ج رمَّاحون ورمَّاحة:
1 - صيغة مبالغة من رمَحَ.
2 - صانع الرِّماح.
3 - خيَّالٌ مسلَّحٌ برُمْح "جنديّ رمّاح" ° رَقْصة الرَّمّاحين: رقصة يؤدِّيها أربعة أزواج من الراقصين أو أكثر. 
ر م ح

رمحته: طعنته بالرمح، ورجل رامح نابل، وهذا رمّاح: حاذق في الرماحة، ورامحه مرامحة، وترامحوا وتسايفوا، ولهم رماح وأرماح. ورمحته الدابة، ودابة رماحة: عضّاضة، ورموح: عضوض.

ومن المجاز: طلع السماك الرامح. وركض الجندب ورمح: ضرب الحصى برجله. وأخذت الإبل رماحها: منعت بحسنها أن تنحر. قال النمر:

أيام لم تأخذ إليّ رماحها ... إبلي بجلتها ولا أبكارها

وإبل ذوات رماح، وناقة ذات رمح. قال الفرزدق:

فمكنت سيفي من ذوات رماحها ... غشاشاً ولم أحفل بكاء رعائياً

وأخذت البهمى رماحها: منعت بشوكها أن ترعى. وأصابته رماح الجن: الطاعون. قال زيد ابن جندب الإياديّ:

ولولا رماح الجن ما كان هزهم ... رماح الأعادي من فصيح وأعجم

وأنشد الجاحظ:

لعمرك ما خشيت على أبي ... رماح بني مقيدة الحمار

ولكني خشيت على أبي ... رماح الجن أو إياك حار

الأنذال أصحاب الحمر دون الخيل. ورمح البرق: لمع لمعاً خفيفاً متقارباً. ورأيت مهاة ورامحاً أي ثوراً، سمّي لقرنيه. قال ذو الرمة:

وكائن ذعرنا من مهاة ورامح ... بلاد الورى ليست له ببلاد

وكسروا بينهم رمحاً: وقع بينهم شر. ومنينا بيوم كظل الرمح: طويل وضيق. قال ابن الطثرية:

ويوم كظل الرمح قصر طوله ... دم الزق عنا واصطفاق المزاهر

وهم على بني فلان رمج واحد: قال طفيل:

وألفيتنا رمحاً على الناس واحداً ... فنظلم أو نأبى على من تظلّما
(ر م ح)

الرُّمْحُ: من السِّلَاح مَعْرُوف. وَجمعه أرماحٌ. وَقيل لأعرابي: مَا النَّاقة القرواح؟ قَالَ: الَّتِي كَأَنَّهَا تمشي على أرْماحٍ. وَالْكثير رِماحٌ. وَرجل رَمَّاحٌ: صانع للرماحِ متخذ لَهَا. وحرفته الرِّماحَةُ.

وَرجل رامِحٌ ورَمَّاحٌ: ذُو رُمْحٍ.

ورَمَحه يَرمَحُه رمحا، طعنه بالرُّمْحِ. وَقَول طفيل الغنوي:

بِرَمَّاحَةٍ تَنْفي الترابَ كَأَنَّهَا ... هِرَاقَةُ عَقٍّ من شُعَيبىَ مُعَجَّلِ

قيل فِي تَفْسِيره: رَمَّاحَةٌ طعنة بالرُّمْحِ، وَلَا أعرف لهَذَا مخرجا إِلَّا أَن يكون وضع رَمَّاحَةً فِي مَوضِع رَمْحَةٍ الَّذِي هُوَ الْمرة الْوَاحِدَة من الرَّمْحِ.

وَيُقَال للثور من الْوَحْش رامِحٌ، أرَاهُ لموْضِع قرنه، قَالَ ذُو الرمة:

وكائِنْ ذَعَرنا من مَهاةٍ ورامِحٍ ... بلادُ الوَرى ليستْ لَهُ ببلادِ

والسماك الرامِحُ من الْكَوَاكِب مَعْرُوف، سمي بذلك لِأَن قدامه كوكبا كَأَنَّهُ لَهُ رُمْحٌ، وَقيل للْآخر الأعزل، لِأَنَّهُ لَا كَوْكَب أَمَامه.

وَأخذت البهمى وَنَحْوهَا من المراعي رِماحَها: شوكت فامتنعت على الراعية.

وَأخذت الْإِبِل رِماحَها: حسنت فِي عين صَاحبهَا فَامْتنعَ لذَلِك من نحرها.

وكل ذَلِك على الْمثل.

وَأخذ الشَّيْخ رُمَيْحَ أبي سعد، اتكأ على الْعَصَا من كبره وَأَبُو سعد أحد وَفد عَاد، وَقيل: هُوَ لُقْمَان الْحَكِيم قَالَ:

أما تَرى شِكَّتي رُمَيْحَ أبي ... سعد فقد أحمِلُ السلاحَ مَعًا

وَقيل أَبُو سعد كنية الْكبر.

وَجَاء كَأَن عَيْنَيْهِ فِي رُمْحَينِ، وَذَلِكَ من الْخَوْف وَالْفرق وَشدَّة النّظر، وَقد يكون ذَلِك من الْغَضَب أَيْضا.

وَذُو الرُّميحِ: ضرب من اليرابيع طَوِيل الرجلَيْن فِي أوساط أوظفته فضل ظفر، وَقيل: هُوَ كل يَرْبُوع، ورُمُحه ذَنبه.

ورِماحُ العقارب: شولاتها.

ورِماحُ الْجِنّ: الطَّاعُون، أنْشد ثَعْلَب:

لَعَمرُكَ مَا خشيتُ على أُبَيٍّ ... رِماحَ بني مقَيِّدةِ الحِمارِ

وَلَكِنِّي خشيتُ على أُبَيّ ... رماحَ الجِنّ أَو إياك حارِ

يَعْنِي ببني مُقَيّدَة الْحمار: العقارب، وَإِنَّمَا سميت بذلك لِأَن الْحرَّة يُقَال لَهَا مُقَيّدَة الْحمار، قَالَ النَّابِغَة:

أواضِع الْبَيْت فِي سوداءَ مُظلمةٍ ... تُقَيِّد العَيرَ لَا يسرِي بهَا السارِي

والعقارب تألف الْحرَّة.

وَذُو الرُّمْحَين: أَحْسبهُ جد عمر بن أبي ربيعَة، قَالَ القرشيون: سمي بذلك لِأَنَّهُ قَاتل برمحين، وَقيل سمي بذلك لطول رمحه.

ورَمَح الْفرس والبغل وَالْحمار وكل ذِي حافر، يرمَحُ رَمْحا: ضرب بِرجلِهِ، وَقيل: ضرب برجليه جَمِيعًا: وَالِاسْم الرِّمَاحُ، يُقَال: أَبْرَأ إِلَيْك من الجماح والرِّماحِ. وَقد يُقَال: رَمَحت النَّاقة وَهِي رَموحٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

تُشْلى الرّموحَ وَهِي الرَّموحُ

حَرْفٌ كَأَن غُبرَها مَمْلوحُ

ورمَحَ الجندب يرمَحُ: ضرب الْحَصَى بِرجلِهِ: قَالَ ذُو الرمة:

ومجهولةٍ من دون مَيَّةَ لم تَقِلْ ... قَلُوصِي بهَا والجنْدبُ الجَوْنُ يَرْمَح

وقوس رمَّاحَةٌ: شَدِيدَة الدّفع، قَالَ: أُميَّة بن أبي عَائِذ:

مطاريحُ بالوعْثِ مَرَّ الحَشودِ ... هاجَرْنَ رَمَّاحةً زَيزَفُونَا

وَبَنُو الرَمَّاحِ بطن. والرمَّاحُ بن ميادة شَاعِر مَعْرُوف وَابْن رُمْحٍ رجل من هُذَيْل، وإيَّاه عَنى أَبُو بثينة الْهُذلِيّ بقوله:

كَأَن القومَ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ ... لدَى القَمْراءِ تَلَفَحُهم سَعِيرُ

ويروى ابْن روح.

وَذَات الرِّمَاحِ: فرس لأحد بني ضبة، وَكَانَت إِذا ذعرت تباشرت بَنو ضبة بالغنم، وَفِي ذَلِك يَقُول شَاعِرهمْ:

إِذا ذُعِرتْ ذاتُ الرّماحِ جَرَتْ لنا ... أيامِنُ بالطيرِ الكثيرِ غنائِمُه

ورُمَاحٌ: اسْم مَوضِع.

رمح: الرُّمْحُ: من السلاح معروف، واحد الرِّماحِ، وجمعه أَرْماح؛ وقيل

لأَعرابي: ما الناقة القِرْواح؟ قال: التي كأَنها تمشي على أَرماح؛

والكثيرُ: رِماحٌ. ورجل رَمَّاحٌ: صانع للرِّماح متخذ لها وحِرْفته الرِّماحة.

ورجل رامِحٌ ورَمَّاح: ذو رُمْح مثل لابنٍ وتامِرٍ، ولا فعل له.

ورَمَحه يَرْمَحُه رَمْحاً: طعنه بالرُّمْح، فهو رامِح. وفي الحديث:

السلطانُ ظِلُّ الله ورُمْحُه؛ استوعب بهاتين الكلمتين نَوْعَيْ ما على

الوالي للرعية: أَحدهما الانتصاف من الظالم والإِعانة، لأَن الظل يُلجأُ إليه

من الحرارة والشدّة، ولهذا قال في تمامه يأْوي إِليه كلُّ مظلوم؛ والآخر

إِرهاب العدوّ ليرتدع عن قصد الرعية وأَذاهم فيأْمنوا بمكانه من الشر،

والعرب تجعل الرُّمْح كناية عن الدفع والمنع؛ وقول طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:

بِرَمَّاحةٍ تَنْفِي التُّراب، كأَنها

هِراقَةُ عَقٍّ، من شُعَيْبى مُعَجّلِ

(* قوله «من شعيبى إلخ» كذا بالأصل.)

قيل في تفسيره: رَمَّاحة طَعْنة بالرُّمْح، ولا أَعرف لهذا مَخْرَجاً

إِلا أَن يكون وضع رَمَّاحةً موضعَ رَمْحَةٍ الذي هو المرَّة الواحدة من

الرَّمْحِ.

ويقال للثور من الوحش: رامِحٌ؛ قال ابن سيده: أُراه لموضع قرنه؛ قال ذو

الرمة:

وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ،

بلادُ العِدَى ليستْ له ببلادِ

(* قوله «بلاد العدى» كذا بالأصل، ومثله في الصحاح. والذي في الأساس:

بلاد الورى.)

وثورٌ رامِحٌ: له قرنان. والسِّماكُ الرامِحُ: أَحد السَّماكَيْن، وهو

معروف من الكواكب قُدَّامَ الفَكَّةِ، ليس من منازل القمر، سمِّي بذلك

لأَن قُدَّامه كوكباً كأَنه له رُمْحٌ، وقيل للآخر: الأَعْزَلُ، لأَنه لا

كوكب أَمامه، والرامِحُ أَشدُّ حُمْرَةً سمي رامِحاً لِكوكب أَمامه تجعله

العرب رُمْحَه؛ وقال الطِّرِمَّاحُ:

مَحاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيع،

من الأَنْجُمِ العُزْلِ والرامِحَهْ

والسِّماكُ الرامحُ لا نَوْء له إِنما النَّوْءُ للأَعْزَل.

الأَزهري: الرَّامِحُ نَجْمٌ في السماء يقال له السِّماك المِرْزَمُ.

وأَخذَتِ البُهْمَى ونحوها من المراعي رماحَها: شَوَّكَتْ فامتنعت على

الراعية. وأَخذت الإِبل رماحَها: حَسُنَتْ في عين صاحبها، فامتنع لذلك من

نحرها؛ يقال ذلك إِذا سمنت أَو درَّت، وكل ذلك على المثل. الأَزهري: إِذا

امتنعت البُهْمَى ونحوها من المَراعي فَيَبِسَ سَفاها، قيل: أَخذت

رِماحَها؛ ورِماحُها سَفاها اليابِسُ.

ويقال للناقة إِذا سَمِنَتْ: ذاتُ رُمْح، والنُّوقُ السِّمانُ ذواتُ

رِماح، وذلك أَن صاحبها إِذا أَراد نحرها نظر إِلى سِمَنها وحسنها، فامتنع

من نحرها نفاسة بها لما يَرُوقُه من أَسْنِمتها؛ ومنه قول الفرزدق:

فَمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها،

غِشاشاً، ولم أَحْفِلْ بُكاءَ رِعائِيا

يقول: نحرتها وأَطعمتها الأَضياف، ولم يمنعني ما عليها من الشحوم عن

نحرها نفاسة بها.

وأَخذ الشيخُ رُمَيْحَ أَبي سَعْدٍ: اتَّكَأَ على العصا من كِبَره،

وأَبو سعد أَحدُ وَفْدِ عاد، وقيل: هو لقمان الحكيم؛ قال:

إِمَّا تَرَيْ شِكَّتِي رُمَيْحَ أَبي

سَعْدٍ، فقد أَحْمِلُ السِّلاحَ مَعا

وقيل: أَبو سعد كنية الكِبَرِ.

وجاء كأَنَّ عينيه في رُمحين: وذلك من الخوف والفَرَق وشدَّة النظر، وقد

يكون ذلك من الغضب أَيضاً. وذو الرُّمَيْح: ضرب من اليرابيع طويل

الرجلين في أَوساط أَوْظِفَته، في كل وَظِيف فضْلُ ظُفُر، وقيل: هو كل

يَرْبوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُ العقارب: شَوْلاتُها. ورِماحُ الجنّ:

الطاعونُ: أَنشد ثعلب:

لَعَمْرُكَ، ما خَشِيتُ على أُبَيٍّ

رِماحَ بني مُقَيِّدَةِ الحِمارِ،

ولكنِّي خَشِيتُ على أُبَيٍّ

رِماحَ الجِنِّ، أَو إِيَّاكَ حارِ

(* قوله «أو اياك حار» كذا بالأصل هنا ومثله في مادة حمر، وأَنشده في

الأساس «أَو أَنزال جار» وقال: الأنزال أصحاب الحمر دون الخيل.)

يعني ببَني مُقَيَّدَة الحمار: العقارب، وإِنما سميت بذلك لأَن

الحَرَّةَ يقال لها: مُقَيِّدة الحمار؛ قال النابغة:

أَواضِع البيتِ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ،

تُقَيِّدُ العَيْرَ، لا يَسْرِي بها السَّارِي

والعقارب تَأْلَفُ الحَرَّة.

وذو الرُّمْحَين، قال ابن سيده: أَحسبه جَدَّ عُمَرَ ابن أَبي ربيعة؛

قال القُرَشِيُّون: سمي بذلك لأَنه قاتَلَ برمحين، وقيل: سمي بذلك لطول

رمحه. وابن رُمْح: رجل من هذيل، وإِياه عنى أَبو بُثَيْنة الهُذَليُّ

بقوله:وكان القومُ من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ،

لَدَى القَمْراءِ، تَلْفَحُهم سَعِيرُ

ويروى ابن رَوْحٍ. وذاتُ الرِّماحِ: فَرَسٌ لأَحَدِ بني ضَبَّة، وكانت

إِذا ذُعِرَتْ تَباشَرَتْ بنو ضَبَّة بالغُنْمِ؛ وفي ذلك يقول شاعرهم:

إِذا ذُعِرَتْ ذاتُ الرِّماحِ جَرَتْ لنا

أَيامِنُ، بالطَّيْرِ الكثيرِ غَنائِمُهْ

ورَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً: ضَرَبَ

برجله، وقيل: ضرب برجليه جميعاً، والاسم الرِّماحُ؛ يقال: أَبْرَأُ إِليك

من الجِماحِ والرِّماحِ؛ وهذا من باب العيوب التي يُرَدُّ المبيع بها.

الأَزهري: وربما استعير الرَّمْحُ لذي الخُفّ؛ قال الهذلي:

بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوارِزاً

جَواذِبُها، تَأْبَى على المُتَغَيِّر

وقد يقال: رَمَحَتِ الناقة؛ وهي رَمُوحٌ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

تُشْلِي الرَّمُوحَ، وهيَ الرَّمُوحُ،

حَرْفٌ كأَنَّ غُبْرَها مَمْلُوحُ

ورَمَحَ الجُنْدَبُ يَرْمَحُ: ضَرَبَ الحَصَى برجله؛ قال ذو الرمة:

ومَجْهُولةٍ من دونِ مَيَّةَ لم تَقِلْ

قَلُوصِي بها، والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ

والرَّمَّاحُ: اسم ابن مَيَّادة الشاعر. وكان يقال لأَبي بَراءٍ عامر بن

مالك بن جعفر بن كلاب: مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ، فجعله لبيدٌ مُلاعِبَ

الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال يرثيه، وهو عمه:

قُوما تَنُوحانِ مع الأَنْواحِ،

وأَبِّنا مُلاعِبَ الرِّماحِ،

أَبا بَراءٍ مِدَْرَهَ الشِّياحِ،

في السَّلَبِ السُّودِ، وفي الأَمْساحِ

وبالدهناء نِقْيانٌ طوال يقال لها: الأَرماحُ.

وذكَر الرجلِ: رُمَيْحُه، وفرجُ المرأَة: شُرَيْحها.

رمح

1 رَمَحَهُ, (S, A, L, K,) aor. ـَ (L, K,) inf. n. رَمْحٌ, (L,) He thrust him, or pierced him, with a رُمْحٌ [i. e. spear, or lance]. (S, A, L, K.) b2: and رَمَحَ, aor. and inf. n. as above, He (a solid-hoofed animal) struck with his hind leg. (Msb.) Yousay, of a horse, (S, A, K,) and of an ass, and of a mule, (S, A, *) or any solid-hoofed animal, (TA,) رَمَحَهُ, (S, A, K,) aor. as above, (K,) and so the inf. n., (TA,) He kicked him; (K;) or struck him with his hind leg, (S, A, TA,) or with both his hind legs: (TA:) and accord. to Az, it is sometimes metaphorically said of a camel, (Msb, TA,) and رَمَحَتْ is sometimes said of a she-camel. (TA.) b3: [In the vulgar modern language, it means He (a horse or the like) galloped.] b4: [Hence,] said of the [locust termed] جُنْدَب, (tropical:) It struck the pebbles: (so in three copies of the S:) or it struck the pebbles with its hind leg, (L and A, and so, accord. to the TA, in the S,) or with its two hind legs. (K.) b5: And, said of lightning, (tropical:) It gleamed (A, K) with gleams slight and near together. (A.) 3 رامحهُ, inf. n. مُرَامَحَةٌ, He contended with him in thrusting, or piercing, with the spear, or lance. (A, TA. [The meaning is indicated in both, but not expressed.]) 6 ترامحوا They contended, one with another, in thrusting, or piercing, with the spear, or lance. (A, TA. [The meaning is indicated in both, but not expressed.]) رُمْحٌ A certain weapon, (L, TA,) well known; (L, Msb, K;) [i. e. a spear, or lance; one with which one thrusts, not which one casts; accord. to El-Hareeree, (cited by De Sacy in his “ Chrest. Ar,” sec. ed., ii. 332,) not so called unless having its iron head mounted upon it:] pl. رِمَاحٌ and أَرْمَاحٌ, (S, L, Msb, K,) the former of mult. and the latter of pauc. (L.) [Hence the saying,] كَسَرُوا بَيْنَهُمْ رُمْحًا [lit. They broke a spear between them, or among them; meaning] (tropical:) evil, or mischief, [or enmity, or contention,] happened between them, or among them. (A, TA.) and مُنِينَا بِيَوْمٍ كَظِلِّ الرُّمْحِ (tropical:) We were tried with a long and distressing day. (A, TA.) And هُمْ عَلَى

بَنِى فُلَانٍ رُمْحٌ وَاحِدٌ (tropical:) [They are in league against the sons of such a one as one man]. (A, TA.) And كَأَنَّ عَيْنَيْهِ فِى رُمْحَيْنِ [As though his two eyes were upon two spears] is said of one in fear and fright, and looking hardly, or intently; and sometimes of one in anger. (TA.) [The dim. is ↓ رُمَيْحٌ. And hence the saying,] أَخَذَ رُمَيْحَ أَبِى

سَعْدٍ (assumed tropical:) He (a man, K, TA, or an old man, TA) stayed himself upon a staff by reason of extreme old age, or decrepitude: by ابوسعد is meant Lukmán the Sage, (K, TA,) who is mentioned in the Kur-án: (TA:) or Marthad Ibn-Saad: or it is a surname applied to old age, and decrepitude. (K, TA.) b2: See also رَامِحٌ. b3: [As a measure in astronomy, accord. to modern Arabian astronomers, it is Four degrees and a half; the eightieth part of a great circle; and accord. to various works on practical law, it consists of twelve أَشْبَار (or spans): but there is reason to believe that ancient usage differed from the modern, with respect to both these measures, and was not precise nor uniform: in an instance mentioned voce زُبَانَى, it appears to be about twice the measure stated above; i. e., about nine degrees; and to consist of five cubits, a measure perhaps equal to twelve spans.] b4: أَخَذَتْ رِمَاحَهَا, said of the [species of barley-grass called] بُهْمَى, (T, S, A, TA,) and of any similar pasture, (T, TA,) (tropical:) It assumed, or put forth, its prickles, (A, * TA,) or became dry in its prickles, (T, TA,) and thus (T, A, TA) resisted the attempts of animals to pasture upon it. (T, S, A, L, TA.) Also, said of camels, (tropical:) They became fat, (S, K, TA,) or yielded milk plentifully; (S, TA;) as though they prevented one's slaughtering them; (K;) or because their owner is prevented from slaughtering them: (S:) or they became goodly in the eye of their owner so that he was prevented from slaughtering them; (A, * TA;) and so أَخَذَتْ أَسْلِحَتَهَا. (TA.) One says also نَاقَةٌ ذَاتُ رُمْحٍ (tropical:) A fat she-camel; and إِبِلٌ ذَوَاتُ رِمَاحٍ (tropical:) fat camels; because their owner, when desiring to slaughter them, looks at their fatness and their goodly appearance, and is prevented from slaughtering them. (A, * TA.) b5: رِمَاحُ الجِنِّ (tropical:) [The pestilence termed] الطَّاعُونُ. (A, K.) [See the following verses.] b6: رِمَاحُ العَقْرَبِ i. q. شَوْلَاهَا [evidently a mistranscription for شَوْلَاتُهَا, i. e. (assumed tropical:) The stings of scorpions, with which they strike; العقرب being here used, as it seems to be in some other instances, as a coll. gen. n.: that such is the case is shown by the verses here following, quoted in the TA as an ex. of رِمَاحُ الجِنِّ]. (K.) A poet, cited by Th, says, لَعَمْرُكَ مَا خَشِيتُ عَلَى أُبَىٍّ

رِمَاحَ بَنِى مُقَيِّدَةِ الحِمَارِ وَلٰكِنِّى خَشِيتُ عَلَى أُبَىٍّ

رِمَاحَ الجِنِّ أَوْ إِيَّاكَ حَارِ [By thy life, or by thy religion, I feared not, for Ubeí, the stings of the scorpions; but I feared, for Ubeí, the pestilence, or thee, O Harith; حَارِ being for حَارِثُ]; by بنى مقيّدة الحمار he means the scorpions. (TA.) b7: [The dim.] ↓ رُمَيْحٌ is a proper name of (assumed tropical:) The penis; (K, * TA;) like as شُرَيْحٌ is a proper name for “ the vulva of a woman. ” (TA.) b8: ↓ ذُو الرُّمَيْحِ means (assumed tropical:) A species of jerboa, (K, TA,) long in the hind legs, in the middle [?] of each وَظِيف [here meaning metacarpus] having a nail in excess [of those of the hind feet; for the fore feet have each five toes of which one only has no nail, and the hind feet have each but three toes, all of which have nails]: or it means any jerboa: and its رمح [evidently a mistranscription for رُمَيْح] is its tail. (TA. [It is there added, ورماحه شولاتها; another mistranscription, and an obvious solecism; or probably some words which should have preceded these have been omitted by the copyist.]) رَمْحَةٌ: see رَمَّاحٌ: b2: and see also the paragraph here following.

رِمَاحٌ a pl. of رُمْحٌ. (S &c.) A2: Also [The vice of kicking, or striking with the hind leg or with both the hind legs;] a subst. from رَمَحَ said of any solid-hoofed animal: (Msb, TA:) it is a vice for which an animal that has been sold may be returned. (TA.) One says, هُوَ ذُو رِمَاحٍ [He has a vice of kicking]. (A.) And أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الجِمَاحِ وَالرَّمَاحِ [I am irresponsible to thee for the vice of overcoming the rider and running away with him, and the vice of kicking]. (TA.) [And ↓ رَمْحَةٌ, in like manner, signifies A trick of kicking: see an ex. voce جَمْحَةٌ.]

رَمُوحٌ and ↓ رَمَّاحٌ [A horse, or the like, that has a habit of kicking]. You say دَابَّةٌ رَمُوحٌ عَضُوضٌ and عَضَّاضَةٌ ↓ رَمَّاحَةٌ, [A kicking, biting, beast]. (A.) And نَاقَةٌ رَمُوحٌ (tropical:) A kicking she-camel. (TA.) رُمَيْحٌ: see رُمْحٌ, [of which it is the dim.], in three places.

رِمَاحَةٌ, The art of making رِمَاح [spears, or lances]. (S, A, * K.) See the next paragraph.

رَمَّاحٌ A maker of رِمَاح [spears, or lances]. (S, A, * Msb, K.) You say, هُوَ رَمَّاحٌ حَاذِقٌ فِى

↓ الرِّمَاحَةِ [He is a maker of spears or lances, skilful in the art of making them]. (A.) b2: See also رَامِحٌ.

A2: See also رَمُوحٌ, in two places. b2: قَوْسٌ رَمَّاحَةٌ A bow that propels [the arrow] vehemently. (K.) The word رمّاحة used [app. in this sense, without a subst.,] by Tufeyl El-Ghanawee is expl. by some as meaning A thrust, or piercing, with the رُمْح; but no way of resolving this is known, unless it be used in the place of ↓ رَمْحَةٌ, as the inf. n. of un. of رَمَحَ. (L.) A3: Also (tropical:) Poverty, need, or want. (K, TA. [This meaning is erroneously assigned in Freytag's Lex. to رُمْحٌ.]) رَامِحٌ Thrusting, or piercing, another with a رُمْح [i. e. spear, or lance]. (S, Msb.) b2: Also (S [in the Msb “ or ”]) A man having a رُمْح [spear, or lance]; (S, Msb, K;) and so ↓ رَمَّاحٌ: (L:) the former an epithet [of the possessive kind,] similar to لَابِنٌ and تَامِرٌ, having no verb. (S.) b3: السِّمَاكُ الرَّامِحُ is the name of (tropical:) [The star Arcturus;] a certain star, before, or preceding, الفَكَّة [or Corona Borealis], preceded by another star, [the star η in the left leg of Bootes,] which is called its ↓ رُمْح [or spear, i. e. رُمْحُ السِّمَاكِ and simply الرُّمْحُ], (S, K,) whence its name: it is one of two stars which are together called السِّمَاكَانِ; and is not one of the Mansions of the Moon: (S:) it is also called السِّمَاكُ المِرْزَمُ: (Az, TA:) the other سماك [is Spica Virginis, the Fourteenth Mansion of the Moon, and] is called الأَعْزَلُ, because it has no star [near] before it: الرامح is more red. (TA.) b4: رَامِحٌ also signifies (tropical:) A bull; so called because of his pair of horns: (A:) [i. e.] a wild bull; thought by ISd to be so called because of his horn: (TA:) or ثَوْرٌ رَامِحٌ signifies a [wild] bull having a pair of horns. (S, K.)
رمح
: (الرُّمْح) من السِّلَاح (م) ، وَهُوَ بالضّمّ، وإِنما أَطلقَه لشُهرته، (ج رِماحٌ وأَرْماحٌ) . وَقيل لأَعرابيّ: مَا النّاقَةُ القِرْوَاحِ؟ قَالَ: الّتي تَمْشِي على أَرْمَاحٍ.
(ورَمحَه كمَنَعَه) يَرْمَحُه رَمْحاً: (طَعَنَه بِهِ) ، أَي بالرُّمْح، فَهُوَ رامِحٌ نابِل، وَهُوَ رَمّاح حاذِقٌ فِي الرِّمَاحة.
ورَامَحه مُرَامَحَةً.
وتَرَامَحُوا وتَسَايَفُوا.
وَهُوَ ذُو رُمْحٍ ورِمَاحٍ.
(والرَّمَّاحُ: مُتَّخِذُه) ، أَي اللرُّمْحِ وصانِعُه. (وصَنْعَتُه) وحِرْفَتُه (الرِّمَّاحَةُ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) من الْمجَاز: الرَّمَّاحُ: (الفَقْرُ والفَاقَة) .
(و) الرَّمّاحُ (بنُ مَيّادَةَ الشَّاعِر) : مشهورٌ.
(وراجلٌ رامِحٌ) ورَمّاحٌ: (ذُو رُمْحٍ) مثلُ لابنٍ وتامِرٍ، وَلَا فِعْلَ لَهُ، كَمَا فِي (الصّحاح) . (و) يُقَال للثَّوْرِ من الوحْش: رامِحٌ. قَالَ ابْن سَيّده: أُراه لموضعِ قَرْنِه. قَالَ ذُو الرُّمّة:
وكائِنْ ذَعَرْنَا مِن مَهاةٍ ورامِحٍ
بِلادُ العِدَى ليْسَتْ لَهُ ببلادِ
وَمن الْمجَاز: (ثَوْرٌ رامِحٌ: لَهُ قرْنانِ) .
(والسِّمَاكُ الرَّامِحُ) : أَحدُ السِّماكيْنِ. وَهُوَ (نَجْمٌ) معروفٌ (قُدّام الفَكّةِ) لَيْسَ من مَنَازلِ القَمَرِ، سُمِّيَ بذالك لأَنه (يَقْدُمه كَوكَبٌ يَقُولُونَ: هُوَ رُمْحُه) وَقيل للآخَرِ: الأَعْزلُ، لأَنه لَا كَوْكَبَ أَمامَه، والرّامِح أَشدُّ حُمْرَةً. وَقَالَ الطِّرِمّاح:
مَحَاهُنَّ صَيِّبُ نَوْءِ الرَّبيعِ
من الأَنْجُمِ العُوّلِ والرّامِحَهْ
والسِّمَاكُ الرَّامِحُ: لَا نَوْءَ لَهُ، إِنما النَّوْءُ للأَعْزلِ. وَفِي (التَّهْذِيب) : الرامِحُ: نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ يُقَال لَهُ: السِّمَاكُ المِرْزَمُ. وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: طَلَعَ السِّماكُ الرّامِح.
(ورَمَحَه الفَرَسُ كمَنَعَ) وكذالك البَغْلُ والحِمَارُ وكلُّ ذِي حافرٍ يَرْمَح رمْحاً: (رَفَسَه) ، أَي ضَرَبَ برِجْلِه. وَقيل: ضَرَبَ برِجْلَيْه جَمِيعًا. وَقيل: ضَرَبَ برِجْلَيْه جَمِيعًا. وَالِاسْم الرِّمَاحُ. يُقَال: أَبْرَأُ إِليكَ من الجِمَاح والرِّمَاحِ. وهاذا من بَاب الْعُيُوب الّتي يُرَدُّ المَبيعُ بهَا. قَالَ الأَزهريّ: وربُما اسْتُعير الرَّمْحُ لِذِي الخُفّ. قَالَ الهُذَليّ:
بطعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاً
جَواذِبُها تأْبى على المُتَغبِّرِ
وَقد يُقَال: رَمَحَت النَّاقةُ، وَهِي رَمُوحٌ. أَنشد ابْن الأَعرابيّ:
تُشْلِي الرَّمُوحَ وهِيَ الرَّمُوحُ
حَرْفٌ كأَنّ غُبْرَها ممْلُوحُ
وَفِي (الأَساس) : دابّةٌ رَمّاحةٌ ورَمُوحٌ: عَضّاضَةُ وَعضوضٌ. (و) من الْمجَاز: رَمَحَ (الجُنْدبُ) وركضَ، إِذا (ضَربَ الحصَي برِجْلَيْه) . وَفِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) و (الأَساس) : بِرِجْلِه، بالإِفراد. قَالَ ذُو الرُّمّة:
ومجْهُولة من دُونِ مَيَّةَ لمْ تعقِلْ
قَلُوصي بهَا والجُنْدَبُ الجَوْنُ يَرْمَحُ
(و) من الْمجَاز: رَمَحَ (البَرْقُ:) إِذا (لَمعَ) لمَعاناً خَفِيفا مُتقارِباً.
(و) من الْمجَاز: أَخَذتِ البُهْمَى ونَحْوُها من المَرْعَى رِمَاحَها: شَوَّكَتْ فامتنعَتْ على الرَّاعِية. و (أَخذتِ الإِبلُ رِماحها) وَفِي (مجمع الأَمثال) : (أَسْلِحتها) : حَسُنتْ فِي عينِ صاحِبها فَامْتنعَ لذالك من نَحْرها؛ يُقَال ذَلِك إِذا (سَمِنَتْ أَو دَرّت) ، وكلّ ذالك على المَثَل (كأَنّها تَمْنَعُ عَن نَحْرِها) لحُسْنِهَا فِي عين صَاحبهَا. فِي (التَّهْذِيب) : إِذا امتنعَت البُهْمَى ونَحْوُها مِن المراعِي فيَبِسَ سَفَاهَا قِيل: أَخَذَتْ رِماحَها.
ورِمَاحُها: سَفَاها اليَابِسُ.
ويقَال للنّاقَة إِذا سَمِنَت: ذاتُ رُمْح، وإِبلٌ ذَوَاتُ رِمَاحٍ، وَهِي النُّوقُ السِّمانُ، وذالك أَنّ صاحِبَها إِذا أَراد نَحْرَها نَظَرَ إِلى سِمَنِها وحُسْنِهَا فامتَنَعَ من نحْرِهَا نَفَاسَةً بهَا لِما يَرُوقُه من أَسْنِمتها. وَمِنْه قَول الفَرَزْدَق:
فمكَّنْتُ سَيْفِي مِن ذَوات رِماحِها
غِشَاشاً وَلم أَحْفِل بُكاءَ رِعَائِيَا
يَقُول: نَحَرْتُها وأَطْعَمْتُها الأَضياف، وَلم يَمنعني مَا عَلَيْهَا من الشُّحومِ عَن نَحْرِهَا نفاسةً بهَا.
(و) رُمَيحٌ، (كزُبيرٍ) : عَلَمٌ على (الذَّكَر) كَمَا أَن شُرَيحاً علمٌ على فَرْجِ المَرأَةِ.
(وَذُو الرُّمَيحِ ضَرْبٌ من اليَرَابيع طَويلُ الرِّجْلَيْنِ) فِي أَوْساطِ أَوْظِفَته، فِي كلّ وَظِيفٍ فَضْلُ ظُفْرٍ. وَقيل: هُوَ كلُّ يَرْبُوعٍ، ورُمْحُه ذَنَبُه. ورِماحُه شَوْلاتُها. (و) يُقَال: (أَخَذ فلانٌ) وَفِي بعض الأُمّهات: أَخذَ الشيخُ (رُميْحَ أَبي سَعْدٍ، أَي اتَّكَأَ على الْعَصَا هَرَماً) أَي من كِبَرِه. (وأَبو سَعْدٍ: هُوَ لُقْمانُ الحَكيمُ) الْمَذْكُور فِي الْقُرْآن. قَالَ: إِمّا تَرَىْ شكَّتِي رُميْحَ أَبي
سعْدٍ، فقدْ أَحمِلُ السَّلاحَ مَعَا
(أَو) هُوَ (كُنْيَةُ الكِبَرِ والهَرَم، أَو هُوَ مَرْثَدُ بنُ سعدٍ أَحدُ وَفْدِ عَاد) ، أَقوالٌ ثَلَاثَة.
(وَذُو الرُّمْحَيْن) : لقب (عَمْرو بن المُغَيرة لطولِ رِجْلَيْه) شُبِّهتَا بالرِّماح. (و) قَالَ ابْن سَيّده: أَحسبه جَدّ عُمر بن أَبي رَبيعة. وَهُوَ (مَالك بن رَبيعةَ بنِ عَمْرٍ و) قَالَ القُرشيُّون: سُمِّيّ بذلك (لأَنه كَانَ يُقاتِل بُرمْحَين فِي يَدَيْهِ) . وَذُو الرُّمْحَيْن: لقبُ (يَزيدَ بن مِرْدَاسٍ السُّلَميّ) أَي العبّاس رَضِي الله عَنهُ. (و) ذُو الرُّمْحَيْنِ: لقبُ (عَبْد بن قَطَن) محرَّكَةً (ابْن شَمِرٍ) ككتِفٍ.
(والأَرْمَاحِ) بِلَفْظ الجمْع: (نُقْيانٌ طِوالٌ بالدَّهْنَاءِ. و) من الْمجَاز: (رِماحُ الجِنِّ: الطَّاعُون) أَنشد ثَعْلَب:
لَعَمْرُكَ مَا خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رِمَاحَ بنِي مُقَيِّدةِ الحِمَار
ولِّكنّي خَشِيتُ علَى أُبَيَ
رَمَاحَ الجِنِّ أَو إِيّاكَ حَارِ
عنَى بنَي مُقيِّدة الحِمارِ العَقَاربَ وإِنما سُمِّيتْ بذِّلك لأَن الحَرَّةَ يُقَال لَهَا: مُقيِّدةُ الحِمَار، والعَقَارِبُ تأْلَفُ الحَرَّةَ (و) الرِّماحُ (من العَقْربِ: شَوْلاتُها) . وَقد تقدّم أَنه عِنْدهم كلُّ يَرْبوعِ، ورُمْحُه: ذَنبه، ورِماحُه: شَوْلاتُها:
(ودارَةُ رُمْحٍ) : أَبْرَق (لبني كِلاَب) لبني عمرِو بنِ رَبيعةَ، وَعِنْده البَتيلةُ، ماءٌ لَهُم، ودارَةٌ منسوبة إِليه. (وذاتُ رُمْحٍ: لَقَبُها. و) ذاتُ رُمْحٍ (: ة بالشأْم) . (و) رُمَاحٌ (كغُرَاب: ع) وَهُوَ جَبَلٌ نَجْديّ، وَقيل بخاءٍ مُعْجمَة.
(وعُبَيْدُ الرِّماحِ وبِلالُ الرِّماحِ رَجلانِ) .
(ومُلاعِبُ الرِّماحِ) : لقب أَبي بَرَاءٍ (عامِر بنِ مَالك بن جَعْفَر) بن كِلاب (والمعروفخ مُلاعِب الأَسِنَّة. وجعَلَه لَبيدٌ) وَهُوَ ابنُ أَخيه الشاعرُ المشهورُ (رِمَاحاً للقافية) ، أَي لحاجتِه إِليها. وَهُوَ قَوْله على مافي (الصّحاح) و (اللِّسان) :
قُومَا تَنوحانِ مَعَ الأَنْواحِ
وأَبِّنَا مُلاعِبَ الرِّماحِ
أَبَا بَرَاءٍ مِدْرَهَ الشِّيَاحِ
فِي السُّلُب السُّودِ وَفِي الأَمْساحِ
وَفِي شرْح شَيخنَا:
لَو أَنّ حَيًّا مُدْرِكَ الفَلاح
أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ
قَالَ: وَلَا مُنَافَاة، فإِن كلاًّ من الشِّعرَين للبيدٍ.
(و) الْعَرَب تعل الرَّمْحَ كِنَايَة عَن الدَّفْع والمَنْع. وَمن ذالك: (قَوْسٌ رَمّاحة) ، و (شَدِيدةُ الدَّفْعِ) . وَقَالَ طُفَيْلٌ الغَنزيّ:
برَمّاحةٍ تَنْفِي التُّرابَ كأَنّها
هِرَاقَةُ عَقَ مِن شَعِيبيْ مُعَجِّل
وَمن النَّاس من فَسّر رمّاحة بطعنةٍ بالرُّمْح، وَلَا يُعْرَف لهاذا مَخرَجٌ إِلاّ أَن يكون وَضعَ رَمّاحةً موضِع رَمْحة الّذي هُوَ المَرَّةُ الواحدةُ من الرَّمْح؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(وابنُ رُمْحٍ: رجلٌ) ، وإِياه عنَى أَبو بُثَيْنةَ الهُذليّ بقوله:
كأَنّ القَوْم من نَبْلِ ابنِ رُمْحٍ
لَدَى القعمْراءِ تَلْفَحُهمْ سَعيرُ
ويروَى: ابْن رَوْح.
(وَذَات الرِّمَاحِ: فَرسٌ ل) بني (ضَبَّةَ) سُمِّيَتْ لِعزِّها. و (كَانَت إِذا ذُعِرت تَباشَرتْ بَنو ضَبَّة بالغُمْ) . وَفِي ذَلِك يَقُول شاعرُهم:
إِذا ذُعِرتْ ذاتُ الرِّمَاحِ جَرَتْ لنا
أَيامِنُ بالطَّيرِ الكَثِيرِ غَنَائِمُهْ
وَيُقَال: إِنّ ذَات الرِّماح: أَبلٌ لهمن.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جاءَ كأَنّ عَيْنَيْهِ فِي رُمْحَيْنِ: وذالك من الخَوْف والفَرقِ وشدّةِ النَّظر، وَقد يكون ذالك من الغَضب أَيضاً. وَفِي (الأَساس) : من الْمجَاز ... كَسروا بَينهم رُمْحاً، إِذا وقَع بَينهم شرٌّ. ومُنِينا بيَوْمٍ كظِلِّ الرُّمْحِ: طَويل ضَيِّق. وهُمْ على بني فُلان رُمْحٌ واحدٌ. وذاتُ الرِّمَاح: قَريبٌ من تبَالة.
وقَارَةُ الرِّمَاحِ: موضعٌ آخَرُ.

نفي

النفي: هو ما لا ينجزم بـ "لا"، وهو عبارة عن الإخبار عن ترك الفعل.
(ن ف ي) : (النَّفْيُ) خِلَافُ الْإِثْبَاتِ وَقَوْلُهُ الْمَنْفِيَّةُ نَسَبُهَا الصَّوَابُ الْمَنْفِيُّ نَسَبُهَا وَيُقَالُ نُفِيَ فُلَانٌ مِنْ بَلَدِهِ إذَا أُخْرِجَ وَسُيِّرَ وَ (مِنْهُ) قَوْله تَعَالَى {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ} [المائدة: 33] (وَعَنْ) النَّخَعِيِّ النَّفْيُ الْحَبْسُ وَعَنْ مُجَاهِدٍ يُطْلَبُ أَبَدًا لِإِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَيْهِ حَتَّى يُخْرَجَ مِنْ دَارِ الْإِسْلَامِ.
ن ف ي: نَفَاهُ طَرَدَهُ وَبَابُهُ رَمَى، يُقَالُ: نَفَاهُ (فَانْتَفَى) وَ (نَفَى) أَيْضًا يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ، قَالَ الْقُطَامِيُّ:

فَأَصْبَحَ جَارَاكُمْ قَتِيلًا
وَ (نَافِيَا) أَيْ مُنْتَفِيًا. وَتَقُولُ: هَذَا يُنَافِي ذَلِكَ وَهُمَا (يَتَنَافَيَانِ) . وَ (النُّفَايَةُ) بِالضَّمِّ مَا نُفِيَ مِنَ الشَّيْءِ لِرَدَاءَتِهِ. 
ن ف ي

نفيته من المكان: نحيّته عنه فانتفى. ونفي فلانٌ من البلد: أخرج وسيّر " أو ينفو من الأرض " وانتفى شعره: تساقط. وانتفى الشجر من الوادي: ذهب. وانتفى من ولده، وانتفى من الأمر. وهذه نفاية المتاع ونفيته. وهو من النفايات والنّفى. وهذا نفيّ الريح: لما يبقى من التّراب الذي تأتى به في أصول الحيطان. ونفي المطر ونفايته: لرشاشه، ونفيّ الرشاء: لما يترشّش منه على ظهر الماتح. ونفيّ الرحى: لما ترامت به من الطّحين. وفلان نفيّ: دعيٌّ قد نُفِيَ.

ومن المجاز: فلان من نفايات القوم ونفاهم. قال:

عشيرتك الأدنون خير عشيرة ... وأنت دنيّ من نفيَ القوم راضع
[نفي] نه: وفيه: كان لنا غنم فأردنا "نفيتين" نجفف عليهما الأقط، قال أبو موسى: كذا روى بوزن بعيرين، وإنما هو نفيتين- كشقيتين- مثنى نفية كطوية؛ الزمخشري عن النضر: هو نفتة كظلمة- بمثناة فوق وقيل تحت، جمعها نفي كنهية ونهي، والكل شيء يعمل من الخوص مدورًا شبه طبق واسعًا كالسفرة. وفي ح محمد بن كعب لابن عبد العزيز حين استخلف فرآه شعثًا فأدام النظر إليه وقال: أنظر إلى ما "نفى" من شعرك وحال من لونك، أي ذهب وتساقط، من نفى شعره وانتفى- إذا تساقط، وكان عمر قبل الخلافة منعمًا مترفًا فلما استخلف شعث وتقشف. وفيه: المدينة كالكير "تنفى" خبثها، أي تخرجه عنها، من نفيته نفيًا: أخرجته من البلد. ن: القاضي: هو مختص بزمنه صلى الله عليه وسلم لم يصبر على الهجرة والصبر معه إلا المؤمنون وأما المنافقون وجهلة الأعراب فلا، وورد أن الدجال يقصد المدينة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج الله منه كل منافق وكافر، ويحتمل أنه في أزمان متفرقة. ك: ولم يرخص في "الانتفاء"، أي نفي الولد عن نفسه واللعان. غ: "النفاية": المنفي. و"تنفي" الذنوب- مر في ذ. و"تنفي" الرجال- مر في ر.
باب نق

نفي


نَفَى(n. ac. نَفْي)
a. Drove away, expelled, exiled, banished; thrust away
removed.
b. Was expelled; banished &c.
c.(n. ac. نَفْي
نَفَيَاْن), Raised ( the dust: wind ).
d. Poured out.

نَفَّيَa. see I (a)
نَاْفَيَa. see I (a)b. Excluded, was inconsistent with.

تَنَاْفَيَa. Were contradictory, incompatible.
b. Excluded each other.

إِنْتَفَيَa. see I (b)b. [Min], Denied.
نَفْيa. Expulsion, exclusion; banishment, exile.
b. Negation.
c. [ coll. ], Excommunication.

نَفْيَة []
a. see 22b. ( pl.

نَفَيَات )
a. Mat of palm-leaves.

نِفْيَة []
a. see 22
نُفْيَة []
a. see 1t (b)
نَفَاة []
a. see 22
مَنْفًى [] (pl.
مَنَافٍ [] )
a. Exile; place of exile.

نَافٍa. Banisher &c.
b. Negative (particle).
نَفَآء []
a. Refuse, rubbish.

نَفَايَة []
نُفَيَة []
a. see 22
نَفِيّa. Rejected, thrown away.
b. Driven away; exile, outcast.
c. Froth, foam; drops.
d. Flints, pebbles.
e. Camp-followers.
f. Negative.
g. see 1t (b) & 22
نَفِيَّة []
a. fem. of
نَفِيّb. see 1t (b) & 22
نَفَيَان []
a. Scattered foliage &c.
b. Drips, drops; sprinklings.

مَنْفِيّ [ N. P.
a. I]
see 25 (a) (b).
c. Denied; negatived; negative.

مُنَافَاة [ N.
Ac.
نَاْفَيَ
(نِفْي)]
a. تَنَافٍ
[ N. Ac.
VI], Incompatibility; incongruity.
حَرْف النَفْي
a. Negative participle.
[ن ف ي] نفى الشيء نفيًا تنحَّى ونفيته أنا نَفْيًا والسيل ينفي الغُثَاء يحمله ويدفعه قال أبو ذؤيب يصف يَرَاعًا

(سَبِيٌّ مِنْ أَبَاءَتِه نفاه ... أَتيٌّ مَدَّه سُحَرٌ وَلُوْبُ)

ونفي الرجلُ عن الأرض ونفيته عنها قال القُطامي

(فَأصْبَحَ جَارَاكُمْ قَتِيْلاً وَنَافيًا ... أَصَمَّ فَزَادُوا في مَسَامِعِهِ وَقْرَا)

وانتفى منه تبرأ ونفى الشيء نفيًا جحده ونفى ابنه جحده وهو نفيٌّ منه فَعْيلٌ بمعنى مفعول ونفت الريح التراب نفيًا ونفيانا أطارته والنفي ما نفته ونفيُّ القدرِ ما جَفَأَتْ به عند الغَلْي ونفت السحابة الماء مجَّته وهو النَفَيَانُ قال سيبويه هو السحاب ينفي أول شيء رشًا أو بَرَدًا وقال إنما دعاهم إلى التحريك أن بعدها ساكنًا فحركوا كما قالوا رَمَيا وغزوَا وكرهوا الحذف مخافة الالتباس فيصير كأنه فَعَالٌ من غير بنات الياء والواو وهذا مطرد إلا ما شذ والطائر يَنفي بجناحيه نَفيانا كما تنفى السحابة الرَّشَّ والبَرَدَ والنَّفَيَانُ والنَّفِيُّ والنَّثِيُّ ما وقع عند الرِّشاء من الماء على ظهر المستقِي لأن الرشاء ينفيه وقيل هو تطاير الماء عن الرشاء عند الاستقاء وكذلك هو من الطين قال الراجز

(كَأَنَّ مَتْنَيْهِ منَ النَّفِيِّ ... )

(مَوَاقِعُ الطيرِ على الصُّفِي ... )

كذا أنشده أبو علي كأن متنيه وأنشده ابن دريد في الجمهرة كأن مَتْنَيَّ وهو الصحيح لقوله بعده

(مِنْ طُولِ إِشْرَافِي على الطَّوِيّ ... )

وفسره ثعلب فقال شبه الماء وقد وقع على متني المستقِي بذَرْق الطائر على الصُّفِيّ والنفِيُّ ما نفته الحوافر من الحصا وغيره في السير وأتاني نَفِيُّكُم أي وعيدكم ونُفاية الشيء بقيته ورَدِيئه وكذلك نُفَاوَتُه ونَفاتُه ونَفايتُه ونَفْوتُه ونَفيتهُ ونَفِيُّه وخص ابن الأعرابي به رديء الطعام وإنما ذكَرْنا النِّفْوَة والنُّفاوة هاهنا لأنها معاقَبة إذ ليس في الكلام ن ف ووضعا والنفيَّة شبه طبقٍ من خُوص يُنقَّى به الطعام والنفيَّة والنُّفْيَةُ سُفْرَة مدورة تُتخذ من خوص الأخيرة عن الهروي والنفِيُّ بغير هاء تُرسٌ يعمل من خوص وكلما رددته فقد نفيته ونَفيتُ الدراهم أَثَرتُها للانتقاد قال (تَنْفي يَدَاهَا الحَصَا فِي كُلِّ هَاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهِيمِ تَنْقادُ الصيارِيفُ)

وما جريت عليه نَفْيَةً في كلامه أي سقطة وفضيحة
باب النون والفاء و (وا يء) معهما ن ف ي، ن ي ف، ف ن ي، ي ف ن، نء ف، ء ن ف، ء ف ن مستعملات

نفي: نفيت الرّجلّ وغَيرَه نَفْياً إذا طردتَه، فهو منفيّ، قال الله تعالى: أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ

. ويقال: معناه: السّجْنُ. والانتفاء من الولد: أن يتبرّأ منه. والنُّفاية من الدّراهم وغيرها: المنفيّ القليل مثل البُراية والنُّحاتة. ونَفِيُّ الرّيح: ما نَفَى من التّراب في أُصُول الحِيطان ونحوِه، وكذلك نَفِيُّ المَطَر، ونَفِيُّ القدر. قال:

صواريين يَنْضَحُ في لِحاهم ... نَفِيّ الماء في خَشَبٍ وقارِ

وكذلك نفيّ الرَّحَى: ما ترامت به من دقيق. ونفيّ البعير: ما تَرامَى به من الحَصَى. والنَّفِيّة، وبعض يقول: النَّفْنفة: شيءٌ يُعْملُ من خُوصٍ شِبْه طبقٍ على وجه الأرض ينفي به الطَّعام. وقال بعضهم: يقال له أيضاً: الزِّعْنفة، والجميع: زعانف ونفانف. ونَفَى الشَّيْءُ ينفي نَفياً، أي: تَنَحَّى.

نيف: النَّيِّفُ، مثقّل: هو الزِّيادة، تقول: عشرة دراهم ونيّف. وتقول: أَنافتْ هذه الدَّراهمُ على عَشَرة، وأناف الجبل، وأناف البناء. وناقةٌ نِيافٌ وجمل نِيافٌ، وهو الطّويل في ارتفاع، وبَعْضُهم يقول: نيّاف، على: فيعال إذا ارتفع في سَيْره، قال:

يَتبَعْنَ نيّاف الضُّحَى عزاهلا

ويروى: زيّاف الضُّحَى.

فني: الفَناءُ: نقيض البقاء، والفعل: فَنِيَ يَفْنَى فَناءً فهو فانٍ. والفِناءُ: سَعَة أمامِ الدّار، وجَمْعُه: الأَفْنِية. والفَنا: شجرةُ الثَّعلب لها حبٌّ كالعِنَب، وقيل: لا يُقالُ شجرةُ الثَّعْلب ولكن عِنبُ الثّعلب، قال :

كأنّ فُتات العِهن في كُلِّ منزلٍ ... نَزَلْنَ به حَبُّ الفَنا لم يُحَطَّم

ورجلٌ من أفناء القبائل، إذا لم يُعْرَفْ من أيّ قبيلة هو. والأَفاني: نبتٌ، الواحدة: الأَفانيةُ، كأنّها بُنِيتْ على فَعالِيَةٍ.

نأف: نَئِفتُ أَنأَفُ الشَّيْءَ نَأفْاً، أي: أكلته أَكْلاً شديداً.

يفن: اليَفَنُ: الشَّيخ الكبير، قال:

دعْ عنك قولَ اليَفَنِ المُحَمَّق

[والياء فيه أصليّة، وقال بعضهم: هو على تقدير يَفْعل، لأنّ الدّهر فَنّه وأبلاه] .

أنف: الأنف معروف، والجميع: الأنوف. وبعيرٌ مأنوفٌ، اي: يُساقُ بأنفه، لأنّه إذا عقره الخِشاش انقاد،

وفي الحديث: إنّ المؤمن كالبَعيرِ الأَنِف حيثما قِيدَ انقاد ،

أي: مأنوف، كأنّه جُعل في أنفه خشاش يقاد به. والأَنَفُ: الحميّة، ورجلٌ حَمِيُّ الأَنْف [إذا كان أَنِفاً يَأْنَفُ أَنْ يُضام] . والأُنُفُ من المَرْعَى والمسالك، والمشارب: ما لم يُسبَق إليه.. كلاٌ أُنُفٌ، وكأس أُنُفٌ، ومَنُهلٌ أُنُفٌ، قال :

إن الشِّواءَ والنَّشيل والرُّغُف ... والقَيْنةَ الحسناءَ والكأسَ الأُنُفْ

[للطّاعنينَ الخيلَ والخَيْلُ قُطُفْ]

والأَنِفُ أيضاً: الذّلول المنقاد لصاحبه. وقال بعضهم: الأَنِفُ: الذي يأنف من الزَّجر والسَّوْط والحثّ فهو سَمْحٌ مُواتٍ، يعني: الدّوابّ. وائتنفت ائتنافاً، وهو أوّل ما تَبتدىء به من كلِّ شيءٍ من الأَمْر والكَلام كذلك، وهو من أَنْف الشّيء، يقال: هذا أَنْفُ الشَّدِّ، أي: أوّله، وأَنْفُ البَرد أَوَّله. وتقول: آنَفتُ فلاناً إينافا فأنا مُؤْنِفٌ. [وأتيتُ فلاناً أُنُفاً، كما تقول: من ذي قُبُل] .

افن: أُفِنَ الرَّجُل أَفْناً فهو مأفون، أي: أحمق، لا رأي له يُرجع إليه. 
نفي
نفَى يَنفِي، انْفِ، نَفْيًا، فهو نافٍ، والمفعول مَنفيّ
• نفَى الشّيءَ: أنكَره ولم يثبته "نفَى التُّهمةَ عن نفسِه- نفى احتمالَ حدوث شيء".
• نفَى الحادثَ: كذّبه، أخبر أنّه لم يقع.
• نفَى الحاكمُ أو المستعمرُ فلانًا/ نفاه من بلده/ نفاه عن بلده: نحّاه وأبعده، حكم عليه بالطّرد خارج بلاده والإقامة الجبريَّة في بلدٍ آخر "نفى متآمرين سياسيِّين- نفى المستعمر الزّعماءَ- {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ} ".
• نفَى الكلمةَ/ نفَى الجُملةَ: (نح) أدخل عليها إحدى أدوات النَّفي مثل: لن، لم، ما، لا .... 

انتفى/ انتفى عنه ينتفي، انْتَفِ، انتِفاءً، فهو مُنتَفٍ، والمفعول مُنْتَفًى عنه
• انتفى الزَّعيمُ: ابتعد عن وطنه مطرودًا "انتفاء الزّعماء".
• انتفى الخبرُ: كُذِّب، لم يُصدّق، لم تَثْبُت صحَّتُه، عكسه ثبت "انتفى النبأ- انتفاء الإشاعات".
• انتفى عنه صديقُه: تنحّى، تخلّى وبعد عنه. 

تنافى يتنافى، تَنَافَ، تنافيًا، فهو مُتنافٍ
• تنافى الأمران: تخالفا، تباينا وتعارض أحدهُما مع الآخر "تنافتِ الرّوايتان- أخبار مُتنافِيَة- تنافى الكذب مع الإيمان". 

نافى ينافي، نافِ، مُنافاةً، فهو مُنافٍ، والمفعول مُنافًى
• نافى الأمرَ: عارضه، خالفَه، باينَه "سلوك منافٍ للأخلاق- منافاةُ الآداب- آراء تُنافي آراء". 

انتفاء [مفرد]: مصدر انتفى/ انتفى عنه. 

مَنْفًى [مفرد]: ج مَنافٍ: اسم مكان من نفَى: مكان إقامة المطرود من بلاده "كان مَنْفاه في جزيرة نائية- مات في المَنْفَى- قضى المُعارِض السّياسيّ سنواتٍ في المنفى". 

مَنْفيّ [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نفَى: محكوم عليه بالطّرد والإقامة خارج بلاده "منفيّ سياسيّ- عاد الملكُ المنفيّ إلى بلده".
2 - (لغ) خلاف المُثبت أو الموجب "فعل/ كلام منفيّ". 

نافِية [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل نفَى.
• لا النَّافية للجنس: (نح) من الأحرف المشبّهة بأن تعمل عملها فترفع الخبر وتنصب المبتدأ، وتدلّ على استغراق حكم النفي لجنس اسمها كلِّه نصًّا. 

نُفاية [مفرد]:
1 - بقيَّة، فضلة، أو ما زاد على الحاجة "نُفاية الجلود- استخدم نُفاية القماش".
2 - ما أُلقي من الشّيء لرداءته، زبالة، كناسة، قمامة "نُفاية السّجائر- نُفايات الطّعام" ° فلانٌ من نُفايات القوم: من أراذلهم. 

نَفْي [مفرد]:
1 - مصدر نفَى.
2 - (قن) حكم بإخراج شخص من بلاده، وإقامته في بلدٍ آخر لمدّة معيّنة أو لمدى الحياة "نفي السياسيّين".
• شاهد النَّفي: (قن) شاهد الدِّفاع عن المتَّهم.
• الإثبات بالنَّفي: (بغ) صيغة بلاغيّة يُعبَّر فيها عن المعنى القويّ بنفي عكسه، وذلك كأن تصف عملاً من أعمال شخصٍ ما بأنّه ليس بالهيِّن وأنت تريد أنّه عملٌ عظيم.
• أدوات النَّفي: (نح) كلمات تدلّ على عدم وقوع الحدَث أو الخبر مثل (لا) و (ما) و (لم) و (ليس) " {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ". 
ن ف ي : نَفَيْتُ الْحَصَى نَفْيًا مِنْ بَابِ رَمَى دَفَعْتُهُ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ فَانْتَفَى وَنَفَى بِنَفْسِهِ أَيْ انْتَفَى ثُمَّ قِيلَ لِكُلِّ شَيْءٍ تَدْفَعُهُ وَلَا تُثْبِتُهُ نَفَيْتُهُ فَانْتَفَى وَنَفَيْتَ النَّسَبَ إذَا لَمْ تُثْبِتْهُ وَالرَّجُلُ مَنْفِيُّ النَّسَبِ وَقَوْلُ الْقَائِلِ لِوَلَدِهِ لَسْتَ بِوَلَدِي لَا يُرَادُ بِهِ نَفْيُ النَّسَبِ بَلْ الْمُرَادُ هُنَا نَفْيُ خُلُقِ الْوَلَدِ وَطَبْعِهِ الَّذِي تَخَلَّقَ بِهِ أَبُوهُ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَسْتَ عَلَى خُلُقِي وَطَبْعِي وَهَذَا نَقِيضُ قَوْلِهِمْ فُلَانُ ابْنُ أَبِيهِ وَالْمَعْنَى هُوَ عَلَى خُلُقِهِ وَطَبْعِهِ فَائِدَةٌ إذَا وَرَدَ النَّفْيُ عَلَى شَيْءٍ مَوْصُوفٍ بِصِفَةٍ فَإِنَّمَا يَتَسَلَّطُ عَلَى تِلْكَ الصِّفَةِ دُونَ مُتَعَلَّقِهَا نَحْوُ لَا رَجُلَ قَائِمٌ فَمَعْنَاهُ لَا قِيَامَ مِنْ رَجُلٍ وَمَفْهُومُهُ وُجُودُ ذَلِكَ الرَّجُلِ قَالُوا وَلَا يَتَسَلَّطُ النَّفْيُ عَلَى الذَّاتِ الْمَوْصُوفَةِ لِأَنَّ الذَّوَاتِ لَا تُنْفَى وَإِنَّمَا تُنْفَى مُتَعَلِّقَاتُهَا وَمِنْ هَذَا الْبَابِ قَوْله تَعَالَى {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ} [العنكبوت: 42] فَالْمَنْفِيُّ إنَّمَا هُوَ صِفَةٌ مَحْذُوفَةٌ لِأَنَّهُمْ دَعَوْا شَيْئًا مَحْسُوسًا وَهُوَ الْأَصْنَامُ وَالتَّقْدِيرُ مِنْ شَيْءٍ يَنْفَعُهُمْ أَوْ يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَنَحْوِ ذَلِكَ لَكِنْ لَمَّا انْتَفَتْ الصِّفَةُ الَّتِي هِيَ الثَّمَرَةُ الْمَقْصُودَةُ سَاغَ وُقُوعُ النَّفْيِ عَلَى الْمَوْصُوفِ لِعَدَمِ الِانْتِفَاعِ بِهِ مَجَازًا وَاتِّسَاعًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى {ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا} [الأعلى: 13] أَيْ لَا يَحْيَا حَيَاةً طَيِّبَةً وَمِنْهُ قَوْلُ النَّاسِ لَا مَالَ لِي أَيْ لَا مَالَ كَافٍ أَوْ لَا مَالَ يَحْصُلُ بِهِ الْغِنَى وَنَحْوُ ذَلِكَ وَكَذَلِكَ لَا زَوْجَةَ لِي أَيْ حَسَنَةً وَشِبْهُهُ وَهَذِهِ الطَّرِيقَةُ هِيَ الْأَكْثَرُ فِي كَلَامِهِمْ وَلَهُمْ طَرِيقَةٌ أُخْرَى مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ نَفْيُ الْمَوْصُوفِ فَيَنْتَفِي ذَلِكَ الْوَصْفُ بِانْتِفَائِهِ فَقَوْلُهُمْ لَا رَجُلَ قَائِمٌ مَعْنَاهُ لَا رَجُلَ مَوْجُودٌ فَلَا قِيَامَ مِنْهُ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ
عَلَى لَاحِبٍ لَا يُهْتَدَى بِمَنَارِهِ 
أَيْ لَا مَنَارَ فَلَا هِدَايَةَ بِهِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ لِهَذِهِ الطَّرِيقِ مَنَارًا مَوْجُودًا وَلَيْسَ يُهْتَدَى بِهِ.
وَقَالَ الشَّاعِرُ:
لَا يُفْزِعُ الْأَرْنَبَ أَهْوَالُهَا ... وَلَا تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْجَحِرْ
أَيْ لَا أَرْنَبَ فَلَا يُفْزِعُهَا هَوْلٌ وَلَا ضَبٌّ فَلَا
انْجِحَارَ وَخُرِّجَ عَلَى هَذِهِ الطَّرِيقَةِ قَوْله تَعَالَى {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] أَيْ لَا شَافِعَ فَلَا شَفَاعَةَ مِنْهُ وَكَذَا {بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2] أَيْ لَا عَمَدَ فَلَا رُؤْيَةَ وَكَذَا {لا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273] أَيْ لَا سُؤَالَ فَلَا إلْحَافَ وَإِذَا تَقَدَّمَ حَرْفُ النَّفْيِ أَوَّلَ الْكَلَامِ كَانَ لِنَفْيِ الْعُمُومِ نَحْوُ مَا قَامَ الْقَوْمُ فَلَوْ كَانَ قَدْ قَامَ بَعْضُهُمْ لَمْ يَكُنْ كَذِبًا لِأَنَّ نَفْيَ الْعُمُومِ لَا يَقْتَضِي نَفْيَ الْخُصُوصِ وَلِأَنَّ النَّفْيَ وَارِدٌ عَلَى هَيْئَةِ الْجَمْعِ لَا عَلَى كُلِّ فَرْدٍ فَرْدٍ وَإِذَا تَأَخَّرَ حَرْفُ النَّفْيِ عَنْ أَوَّلِ الْكَلَامِ وَكَانَ أَوَّلُهُ كُلٌّ أَوْ مَا فِي مَعْنَاهُ وَهُوَ مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ نَحْوُ كُلُّ الْقَوْمِ لَمْ يَقُومُوا كَانَ النَّفْيُ عَامًّا لِأَنَّهُ خَبَرٌ عَنْ الْمُبْتَدَأِ وَهُوَ جَمْعٌ فَيَجِبُ أَنْ يَثْبُتَ لِكُلِّ فَرْدٍ فَرْدٍ مِنْهُ مَا يَثْبُتُ لِلْمُبْتَدَأِ وَإِلَّا لَمَا صَحَّ جَعْلُهُ خَبَرًا عَنْهُ وَأَمَّا قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ» فَإِنَّمَا نَفَى الْجَمِيعَ بِنَاءً عَلَى ظَنِّهِ أَنَّ الصَّلَاةَ لَمْ تُقْصَرْ وَأَنَّهُ لَمْ يَنْسَ مِنْهَا شَيْئًا فَنَفَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْأَمْرَيْنِ بِنَاءً عَلَى ذَلِكَ الظَّنِّ وَلَمَّا تَخَلَّفَ الظَّنُّ وَلَمْ يَكُنِ النَّفْيُ عَامًّا قَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ قَدْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَتَرَدَّدَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي قَوْلِهِ وَقَالَ أَحَقًّا مَا قَالَ ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالُوا نَعَمْ وَلَوْ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ ظَنٌّ لَقَدَّمَ حَرْفَ النَّفْيِ حَتَّى لَا يَكُونَ عَامًّا وَقَالَ لَمْ يَكُنْ كُلُّ ذَلِكَ.

وَالنُّفَايَةُ بِضَمِّ النُّونِ وَالتَّخْفِيفِ الرَّدِيءُ مِنْ الشَّيْءِ. 
نفي
: (ي (} نَفاهُ {يَنْفِيه) } نَفْياً (ويَنْفُوهُ) ؛ أيْضاً لُغَة (عَن) الإِمَام (أبي حَيَّانَ) فِي الارْتِشافِ كَمَا يأْتي؛ (نَحَّاهُ) وطَرَدَهُ وأَبْعَدَهُ؛ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَو {يُنْفَوْا مِن الأرضِ} ، أَي يُطْرَدُوا، وقيلَ مَعْناه يُقاتَلونَ حيثُ تَوَجَّهوا مِنْهَا، وَقيل:} نَفْيُهم إِذا لم يَقْتلوا وَلم يَأْخذوا مَالا أَن يُخَلَّدوا فِي السِّجْن إلاَّ أَن يَتُوبُوا قبْلَ أَن يُقْدَرَ عَلَيْهِم.
{ونَفْيُ الزَّاني الَّذِي لم يُحْصِنْ: أَن} يُنْفَى مِن بلدِه الَّذِي هُوَ بِهِ إِلَى بلدٍ آخر سَنَةً، وَهُوَ التَّغْريبُ الَّذِي جاءَ فِي الحديثِ.

{ونَفْيُ المُخَنَّثِ: أَن لَا يُقَرَّ فِي مدنِ المُسْلِمِين؛ وَفِي الحديثِ: (المدينَةُ كالكِيرِ} تَنْفِي خَبَثَها) ، أَي تُخْرِجُه عَنْهَا.
( {فنَفَا هُوَ) لازمٌ متعدِّ، وَمِنْه قولُ القُطامي:
فأصْبَح جاراكُم قَتِيلاً ونافِياً
أَصَمَّ فزَادُوا فِي مَسامِعِه وَقْرا أَي} مُنْتفِياً وَمن هَذَا يقالُ:! نَفَى شَعَرُ فلانٍ يَنْفي إِذا ثارَ واشْعانَّ وشَعَثَ وتَساقَطَ.
( {وانْتَفَى: تَنَحَّى) ، وَهُوَ مُطاوِعُ} نَفاهُ إِذا نَحَّاه وطَرَدَه.
(و) نَفَى (السَّيْلُ الغُثاءَ: حَمَلَه) ودَفَعَه؛ قَالَ أَبو ذؤَيْبٍ يصِفُ يَراعاً:
سَبيٌّ مِنْ أباءَتِهِ نَفاهُ
أَتيٌّ مَدَّهُ سُحَرٌ ونُوبُ (و) {نَفَى (الشَّيءَ) } نَفْياً: (جَحَدَهُ؛ و) مِنْهُ {نَفَى الأبُ الابنَ يقالُ: (ابنٌ} نَفِيٌّ، كغَنِيَ) إِذا ( {نَفاهُ أَبُوهُ) عَن أَنْ يكونَ لَهُ ولدا.
(و) نَفَتِ (الرِّيحُ التّرابُ} نَفْياً {ونَفَياناً) ، بفتحهما، (أَطارَتْهُ.
(و} نَفَى (الدَّراهِمَ) {نَفْياً: (أَثارَها للانْتِقادِ) ، قَالَ الشاعرُ:
} تَنْفِي يَدَاها الحَصَا فِي كلِّ هاجِرَةٍ
{نَفْيَ الدَّراهمِ تَنْقادُ الصَّياريف (و) } نَفَتِ (السَّحابَةُ ماءَها) {نَفْياً: (مَجَّتْه) ، أَي صَبَّتْهُ ودَفَعَتْهُ.
(و) } النَّفِيُّ، (كغَنِيَ: مَا جَفَأَتْ بِهِ القِدْرُ عنْدَ الغَلَيانِ.
(و) النَّفِيُّ أَيْضاً: (مَا تَطَايَرَ مِن الماءِ عَن الرِّشاءِ) عنْدَ الاسْتِقاءِ كالنَّثِيِّ.
وقيلَ: مَا وَقَعَ مِن الماءِ عَن الرِّشاءِ على ظَهْرِ المُسْتَقي لأنَّ الرِّشاءَ تَنْفيه.
وَفِي الصِّحاح: مَا تَطايَرَ من الرِّشاءِ على ظَهْرِ المائحِ؛ وأنْشَدَ للأَخْيَل:
كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ
مَواقِعُ الطَّيرِ على الصّفِيِّقالَ ابنُ سِيدَه: كَذَا أَنْشَدَه أَبو عليَ، وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ فِي الجَمْهرةِ: كأَنَّ مَتْنَيَّ، قالَ: وَهُوَ الصّحِيحُ لقولهِ بَعْده:
لطُولِ إشْرافي على الطَّويِّ قالَ الأزْهري: هَذَا ساقٍ كانَ أَسْوَدَ الجِلْدةِ فاسْتَقَى مِن بئْر مِلْح، وكانَ يَبْيَضُّ {نَفِيُّ الماءِ على ظَهْرِه إِذا تَرَشّش لأنَّه كانَ مِلْحاً} ونَفِيُّ الماءِ: مَا انْتَضَحَ مِنْهُ إِذا نُزِعَ مِن البِئْرِ.
(و) {النَّفِيُّ أَيْضاً: (مَا نَفَتْهُ الحوافِرُ من حَصًى وغيرِها) فِي السَّيْرِ.
(و) أَيْضاً: (تُرْسٌ يُعْمَلُ مِن خُوصٍ.
(و) أَيْضاً: (مَا} تَنْفِيه الرِّيحُ فِي أُصُولِ الشَّجرِ من التُّرابِ) مِن أُصولِ الحِيطانِ ونحوِه، ( {كالنَّفَيانِ) ، محرَّكةً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
قالَ: (و) يُشَبَّهُ بِهِ (مَا يَتَطَرَّفُ من مُعْظَمِ الجَيْشِ) ؛ وأنْشَدَ للعامِرِيَّة:
وحَرْبٍ يَضِجُّ القومُ من} نَفَيانِها
ضَجِيجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَّبِراتِ (و) يقالُ: (أَتَانَا {نَفِيُّكُم) : أَي (وَعِيدُكُم) الَّذِي تُوعدُونَنا؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
(} ونَفايَةُ الشَّيءِ) ، كسَحابَةٍ (ويُضَمُّ) وَهِي اللّغَةُ المَشْهورَةُ، ( {ونَفاتُهُ ونَفْوَتُه} ونَفِيُّهُ) ، كغَنِيَ، (ونَفاؤُهُ، بفَتْحِهِنَّ) ، إلاَّ أَنَّ الصَّاغاني ضَبَطَ النِّفْوَة بالكَسْر خاصَّةً؛ (ونَفَاَتُهُ، بالضَّمِّ، رَدِيئُهُ وبَقِيَّتُهُ) ؛ وخَصَّ ابنُ الأعْرابي بِهِ رَدِيءَ الطَّعام.
قالَ ابنُ سِيدَه: وذَكَرْنا النَّفَوَةَ والنَّفاوَةَ فِي هَذَا الحَرْفِ لأنَّه ليسَ فِي الكَلامِ نفو وَضْعاً.
(! والنَّفْيَةُ، بِالْفَتْح، و) {النَّفِيَّةُ، (كغَنِيَّةٍ: سُفْرَةٌ مِن خُوصٍ) شِبْه الطَّبَقِ عَرِيض مُدَوَّر واسِع (يُشَرُّ عَلَيْهَا الأَقِطُ) .
قُلْتُ: هَذِه اللَّفْظَةُ قد اخْتَلَفُوا فِي ضَبْطِها اخْتِلافاً واسِعاً.
وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي حديثِ زيْدِ بنِ أسْلَم: (أَرْسَلَني أَبي إِلَى ابنِ عُمَر فَقلت لَهُ: إنَّ أَبي أَرْسَلَني إِلَيْك تَكْتُبُ إِلَى عامِلِكَ بخَيْبَر يَصْنَعُ لنا} نَفِيَّتَيْنِ نُشَرِّرُ عَلَيْهِمَا الأقِطَ، فأَمَر قَيِّمَهُ لنا بذلكَ) .
قالَ أَبو الهَيْثم: أَرادَ بِنَفِيَّتَيْنِ سُفْرَتَيْنِ مِن خُوصٍ.
قَالَ ابنُ الْأَثِير: يُرْوَى {نَفِيين بِوَزْن بَعِيرَيْن، وإنَّما هُوَ} نَفِيَّتَيْنِ على وَزْن شَقِيَّتَيْن واحِدَتُهما نَفِيَّةٌ كَطَوِيَّة؛ قالَهُ أَبو موسَى.
وقالَ الزَّمَخْشري: قالَ النَّضْر: هِيَ النُّفْته بوَزْنِ الظُّلْمةِ وَعوض الْيَاء تَاء فَوْقَها نُقْطتانِ؛ وَقَالَ غيرُهُ: هِيَ النُّفْية بالياءِ وجَمْعُها {نُفىً كنُهْيَةٍ ونُهًى ومَعْنَى الكلِّ واحِدٌ.
قُلْتُ: ورُوِي عَن ابنِ الأَعْرابي:} النُّفْيَةُ، بِالضَّمِّ أَيْضاً، وكغَنِيَّةٍ، وقالَ: يُسَمِّيها الناسُ النَّثِيَّة وَهِي النَّفِيَّة. وذَكَرَه المصنِّفُ فِي نبا، وجَعلَه فارِسِيًّا مُعَرَّباً، وليسَ كَمَا ذَكَرَ وإنَّما هُوَ النَّثِيَّةُ بالثاءِ لُغَةٌ فِي! النَّفِيَّة، وظَهَرَ بِمَا تقدَّمَ أَنَّه بِالضَّمِّ لَا الفَتْح، وغَلِطَ المصنِّفُ، وأَنَّه عَرَبيٌّ لَا مُعَرَّبٌ، ووَهِمَ المصنِّفُ وَقد تَرَكَ مِن لُغاتِه النُّفْية المَرْوِيَّة عَن النَّضْر، فتأَمَّل ذَلِك، وأنصف.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{انْتَفَى شَعَرُ الإِنْسانِ: إِذا تَساقَطَ.
} ونَفَيانُ السَّيْل، بالتَّحْريكِ: مَا فاضَ مِن مُجْتَمَعِه كأَن يَجْتَمِعَ فِي الأنْهارِ الإخاذاتُ ثمَّ تَفِيضُ إِذا مَلأَها، فذلكَ {نَفَيانُه.
} وانْتَفَى مِنْهُ: تَبَرَّأَ وأَيْضاً رَغِبَ عَنهُ أَنفاً واسْتِنْكافاً.
ويقالُ، هَذَا {يُنافي ذلكَ، وهُما} يَتَنافَيَانِ.
{والمَنْفِيُّ. المَطْرُودُ، والجَمْعُ} المَنافِي.
{ونَفِيُّ المَطَر، كغَنِيَ: مَا} تَنْفِيهِ الرِّيحُ وتَرشّه؛ نقلَهُ الجَوْهري.
{والنَّفَيانُ، محرّكةً: السَّحابُ} يَنْفِي أَوَّل شيءٍ رَشّاً أَو بَرَداً؛ قالَ سِيبَوَيْهٍ: وإنَّما دَعَاهُم للتحْريكِ أنَّ بَعْدَها ساكِناً فحرّكُوا، كَمَا قَالُوا رَمَيَا وغَزَوَا، وكَرِهوا الحذْفَ مَخافَةَ الالْتِباسِ، فيَصِير كأنَّه فَعَالٌ من غيرِ بناتِ الواوِ والياءِ، وَهَذَا مُطَّرِد إلاَّ مَا شَدَّ.
وَقَالَ الأزْهري نَفَيانُ السَّحابِ: مَا {نَفاهُ السَّحابَةُ مِن مائِها فأَسالَهُ؛ قَالَ ساعِدَةُ الهُدَلي:
يَقْرُو بِهِ} نَفَيانَ كلّ عَشِيَّةٍ
فالماءُ فوقَ مُتونِه يَتَصَبَّبُ والطائِرُ {يَنْفِي بجناحَيْه} نَفَياناً كَمَا {تَنْفِي السَّحابَةُ الرَّشَّ والبَرَدَ.
} والنَّفَيانُ أَيْضاً: مَا وَقَعَ عَن الرِّشاءِ من الماءِ على ظَهْرِ المُسْتقِي.
وَقَالَ أَبو زيْدٍ: {النِّفْيةُ والنِّفْوة، أَي بكسْرِهما، وهُما الاسْمُ} لنَفِيِّ الشيءِ إِذا {نَفَيْته.
وَقَالَ الجَوْهري: والنِّفْوةُ، بالكسْر، والنِّفْيَة أَيْضاً: كلُّ مَا نَفَيْتَ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يقالُ للدائِرَةِ الَّتِي فِي قُصاصِ الشَّعَر:} النَّافِيَةُ، وقُصاصُ الشَّعَرِ مُقدَّمه.
ويقالُ: {نَفَيْتُ الشيءَ} أَنْفِيه {نُفايَةً} ونَفْياً إِذا رَدَدْتَه، وكلُّ مَا رَدَدْتَه فقد {نَفَيْتَه.
ويقالُ: مَا حَرَّبْتُ عَلَيْهِ} نُفْيَة فِي كَلامِه: أَي سَقْطَةً وفَضِيحةً.
{ونَفِيُّ الرّحَى: لما تَرامَتْ مِن الطَّحِين.
} وانْتَفَى الشَّجَرُ مِن الوادِي: ذَهَبَ.
يقالُ: هُوَ مِن {نُفَاياتِ القوْمِ} ونُفَاتِهم: أَي رذا لَهُم، وَهُوَ مجازٌ.
{ونِفْيَا، بِالْكَسْرِ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الغربيةِ وَقد دَخَلْتها مِراراً.
} والمنفية: بلدَةٌ مَشْهورَةٌ بساحِلِ بَحْرِ الزِّنْج، عَن ياقوت.

نفي: نفَى الشيءُ يَنْفِي نَفْياً: تنَحَّى، ونفَيْتُه أنا نَفْياً؛ قال

الأَزهري: ومن هذا يقال نَفَى شَعَرُ فلان يَنْفي إِذا ثارَ واشْعانَّ؛

ومنه قول محمد بن كعب القُرَظي لعُمر بن عبد العزيز حين اسْتُخْلِفَ فرآه

شَعِثاً فأَدام النظر إِليه فقال له عمر: ما لَك تُديمُ النظر إِليَّ؟

فقال: أَنْظُرُ إِلى ما نَفى من شَعَرك وحالَ من لونِك؛ ومعنى نَفى ههنا

أَي ثارَ وذهب وشَعِثَ وتساقط، وكان رآه قبل ذلك ناعماً فَيْنانَ الشَّعَر

فرآه متغيراً عما كان عَهِده، فتعجب منه وأَدام النظر إِليه، وكان عمر

قبل الخلافة مُنَعَّماً مُتْرَفاً، فلما اسْتُخْلِف تَشَعَّث وتَقَشَّف.

وانْتَفى شعرُ الإِنسان ونَفى إِذا تساقط. والسَّيْل يَنْفي الغُثاء:

يحمله ويدفعه؛ قال أَبو ذؤيب يصف يراعاً:

سَبيّ مِنْ أَباءَتِهِ نَفاهُ

أَتيٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ ولُوبُ

(* قوله« من اباءته» تقدم في مادة صحر: من يراعته، وفسرها هناك.)

ونَفَيانُ السَّيْلِ: ما فاض من مجتمعه كأَنه يجتمع في الأَنهار

الإِخاذاتُ ثم يَفِيضُ إِذا ملأَها، فذلك نَفَيانُه. ونَفى الرجلُ عن الأَرض

ونَفَيْتُه عنها: طردته فانْتَفى؛ قال القُطامي:

فأَصْبح جاراكُمْ قَتِيلاً ونافِياً

أَصَمَّ فزادوا، في مَسامِعِه، وَقْرا

أَي مُنْتَفِياً. ونَفَوْته: لغة في نَفَيْته. يقال: نَفَيْت الرجلَ

وغيرَه أَنْفِيه نَفْياً إِذا طردته. قال الله تعالى: أَو يُنْفَوْا من

الأَرض؛ قال بعضهم: معناه مَن قَتَله فدَمُه هَدَرٌ أَي لا يطالَب قاتله

بدمه، وقيل: أَو يُنْفَوْا من الأَرض يُقاتَلون حَيْثُما تَوَجَّهوا منها

لأَنه كونٌ، وقيل: نَفْيُهم إِذا لم يَقْتلوا ولم يأْخذوا مالاً أَن

يُخَلَّدوا في السجن إِلا أَن يتوبوا قبل أَن يُقْدَر عليهم. ونَفْيُ الزاني

الذي لم يُحْصِنْ: أَن يُنْفى من بلده الذي هو به إِلى بلد آخر سَنَةً، وهو

التغريب الذي جاء في الحديث. ونَفْيُ المُخَنَّث: أَن لا يُقَرّ في مدن

المسلمين؛ أَمَرَ النبيُّ،صلى الله عليه وسلم، بنَفْي هِيتٍ وماتعٍ وهما

مُخَنَّثان كانا بالمدينة؛ وقال بعضهم: اسمه هِنْبٌ، بالنون، وإِنما سمي

هِنْباً لحمقه. وانْتَفى منه: تبرَّأَ. ونَفى الشيءَ نَفْياً: جَحَده.

ونَفى ابنَه: جحَده، وهو نَفِيٌّ منه، فَعِيل بمعنى مفعول. يقال: انْتَفى

فلان من ولده إِذا نَفاه عن أَن يكون له ولداً. وانْتَفى فلان من فلان

وانْتَفَل منه إِذا رَغِب عنه أَنَفاً واستِنْكافاً. ويقال: هذا يُنافي ذلك

وهما يَتَنافَيانِ. ونَفَتِ الريحُ التراب نَفْياً ونَفَياناً: أَطارته.

والنَّفِيُّ: ما نَفَتْه. وفي الحديث: المدينة كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها

أَي تخرجه عنها، وهو من النَّفْي الإِبْعادِ عن البلد. يقال: نَفَيْته

أَنْفِيه نَفْياً إِذا أَخرجته من البلد وطردته.ونَفِيُّ القِدْرِ: ما

جَفَأَتْ به عند الغَلْي. الليث: نَفِيُّ الريح ما نَفَى من التراب من أُصول

الحيطان ونحوه، وكذلك نَفِيُّ المطر ونَفِيُّ القِدْر. الجوهري: نَفِيُّ

الريح ما تَنْفي في أُصول الشجر من التراب ونحوه، والنَّفَيان مثله،

ويُشَبّه به ما يَتَطَرَّف من معظم الجيش؛ وقالت العامرية:

وحَرْبٍ يَضِجُّ القومُ من نَفَيانِها،

ضَجِيجَ الجِمالِ الجِلَّةِ الدَّبِرات

ونَفَتِ السحابةُ الماءَ: مَجَّته، وهو النَّفَيان؛ قال سيبويه: هو

السحاب يَنْفي أَوَّلَ شيءٍ رَشًّا أَو بَرَداً، وقال: إِنما دعاهم للتحريك

أَنَّ بعدها ساكناً فحرَّكوا كما قالوا رَمَيَا وغَزَوَا، وكرهوا الحذف

مخافة الالتباس، فيصير كأَنه فَعَالٌ من غير بنات الواو والياء، وهذا

مُطَّرِد إِلا ما شذ. الأَزهري: ونَفَيانُ السحابِ ما نَفته السحابة من مائها

فأَسالته؛ وقال ساعدة الهذلي:

يَقْرُو به نَفَيانَ كلِّ عَشِيَّةٍ،

فالماءُ فوقَ مُتونِه يَتَصَبَّبُ

والنَّفْوةُ: الخَرْجة من بلد إِلى بلد. والطائر يَنْفِي بجناحيه

نَفَياناً كما تَنْفي السحابةُ الرَّشَّ والبَرَدَ. والنَّفَيانُ والنَّفِيُّ

والنَّثِيُّ: ما وقَع عن الرِّشاء من الماء على ظهر المُسْتَقي لأَن

الرِّشاء يَنْفيه، وقيل: هو تطايُر الماء عن الرِّشاء عند الاستقاء، وكذلك هو

من الطين. الجوهري: ونَفِيُّ المطر، على فَعِيل، ما تَنْفِيه وتَرُشُّه،

وكذلك ما تطاير من الرشاء على ظَهْر الماتح؛ قال الأَخيل:

كأَنَّ مَتَنَيْهِ من النَّفِيّ،

مِن طُولِ إِشْرافِي على الطَّويّ،

مَواقِعُ الطَّيْرِ على الصُّفِيّ

قال ابن سيده: كذا أَنشده أَبو عليّ، وأَنشده ابن دريد في الجمهرة:

كأَنَّ مَتْنَيَّ، قال: وهو الصحيح لقوله بعده:

من طول إِشرافي على الطويّ

وفسره ثعلب فقال: شَبَّه الماء وقد وقع على مَتْنِ المُسْتَقِي بذَرْقِ

الطائر على الصُّفِيّ؛ قال الأَزهري: هذا ساقٍ كان أَسْوَدَ الجِلْدة

واسْتَقَى من بئر مِلْحٍ، وكان يَبْيَضُّ نَفِيُّ الماء على ظهره إِذا ترشش

لأَنه كان مِلْحاً. ونَفِيُّ الماء: ما انْتَضَحَ منه إِذا نُزِع من

البئر. والنَّفِيُّ: ما نَفَتْه الحَوافِر من الحَصَى وغيره في السير.

وأَتاني نَفِيُّكم أَي وعيدكم الذي توعدونني.

ونُفايَةُ الشيءِ: بقيته وأَردؤه، وكذلك نُفاوته ونَفاته ونَفايَتُه

ونِفْوَته ونِفْيته ونَفِيُّه، وخص ابن الأَعرابي به رديء الطعام. قال ابن

سيده: وذكرنا النِّفْوة والنُّفاوة ههنا لأَنها معاقبة، إِذ ليس في الكلام

ن ف و وضعاً. والنُّفايةُ: المَنفِيُّ القليل مثل البُراية والنُّحاتة.

أَبو زيد: النِّفْية والنِّفْوة وهما الاسم لنَفِيِّ الشيء إِذا

نَفَيْته. الجوهري: والنِّفوة، بالكسر، والنِّفْية أَيضاً كل ما نَفَيْتَ.

والنُّفاية، بالضم: ما نَفَيْته من الشيء لرداءَته.

ابن شميل: يقال للدائرة التي في قصاص الشعر النَّافِية، وقُصاصُ

الشَّعَرِ مُقدَّمه. ويقال: نَفَيتُ الشعر أَنْفِيه نَفْياً ونُفاية إِذا

رَدَدْتَه. والنَّفِيّة: شِبْه طَبَق من خوص يُنْفى به الطعام. والنَّفِيَّة

والنُّفْية: سُفرة مُدَوَّرَة تتخذ من خوص؛ الأَخيرة عن الهروي. ابن

الأَعرابي: النُّفية والنَّفِيّة شيء مُدوَّر يُسَفُّ من خصوص النخل، تسميها

الناس النَّبِيَّة وهي النَّفِيَّة. وفي الحديث عن زيد بن أَسلم قال:

أَرسلني أَبي إِلى ابنعمر، وكان لنا غنم، فجةئت ابن عمر فقلت: أَأَدخل وأَنا

أَعرابي نشأْت مع أَبي في البادية؟فكأَنه عرف صوتي فقال: ادخل، وقال: يا

ابن أَخي إِذا جئت فوقفت على الباب فقل السلام عليكم، فإِذا ردُّوا عليك

السلام فقل أَأَدخل؟ فإِن أَذِنوا وإِلا فارجع، فقلت: إِنَّ أَبي أَرسلني

إِليك تكتب إِلى عاملك بخيبر يصنع لنا نَفِيَّتَيْن نُشَرِّرُ عليهما

الأَقطَ، فأَمر قَيِّمة لنا بذلك، فبينا أَنا عنده خرج عبد الله بن واقد من

البيت إِلى الحُجْرة وإِذا عليه مِلحفة يَجُرُّها فقال: أَيْ بُنيَّ

ارفع ثوبك، فإِني سمعت النبي،صلى الله عليه وسلم ، يقول: لا ينظر الله إِلى

عبد يجرّ ثوبه من الخُيلاء، فقال: يا أَبتِ إِنما بي دماميل؛ قال أَبو

الهيثم: أَراد بِنَفِيَّتَين سُفْرتين من خوص؛ قال ابن الأَثير: يروى

نَفِيتَيْن، بوزن بعيرين، وإِنما هو نَفِيَّتَيْن، على وزن شَقِيَّتين،

واحدتهما نَفِيَّة كطَوِيَّة، وهي شيء يعمل من الخوص شِبه الطَّبَق عريض. وقال

الزمخشري: قال النضر النُّفْتة بوزن الظُّلْمة، وعوض الياء تاء فوقها

نقطتان؛ وقال غيره: هي بالياء وجمعها نُفًى كنُهْية ونُهًى، والكل شيء يعمل

من الخوص مدوَّر واسع كالسفرة. والنَّفيُّ، بغير هاء: تُرْسٌ يعمل من

خوص. وكلُّ ما رددته فقد نَفَيته.

ابن بري: والنُّفَأُ لُمَعٌ من البقل، واحدتُه نُفْأَةٌ؛ قال:

نُفَأٌ من القُرَّاصِ والزُّبّاد

وما جَرَّبْتُ عليه نُفْية في كلامه أَي سقَطةً وفضيحةً. ونَفَيْتُ

الدَّراهم: أَثَرْتُها للانتقاد؛ قال:

تَنْفِي يَداها الحَصَى في كلّ هاجِرةٍ،

نَفْيَ الدراهِمِ تَنْقادُ الصَّياريف

نزح

(ن ز ح)

نَزَحَ الشَّيْء يَنْزَحُ نزْحا ونُزُوحا: بعد. وَشَيْء نُزُحٌ ونَزُوحٌ: نازِحٌ، أنْشد ثَعْلَب:

إنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ ... عَن دارِ قومِكِ فاتركي شَتْمي

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

وصَرَّحَ الموتُ عَن غُلْبٍ كأنهمُ ... جُرْبٌ يُدافِعها السَّاقي مَنازِيحٌّ

إِنَّمَا هُوَ جمع مِنْزَاحٍ، وَهِي الَّتِي تأتى على المَاء عَن بعد. ونَزَح بِهِ وأنْزَحَه. وبلد نازِحٌ: بعيد. وَوصل نازِحٌ: بعيد.

ونَزَحَ الْبِئْر ينزَحُها وينزِحُها نَزْحا، وأنزَحَها: إِذا استقى مَا فِيهَا حَتَّى ينْفد، وَقيل: حَتَّى يقل مَاؤُهَا. ونَزَحَت الْبِئْر تنزَحُ نَزْحا ونُزُوحا فَهِيَ نازِحٌ ونَزَحٌ ونَزُوحٌ: نفد مَاؤُهَا. وَجمع النَّزَحِ أنْزَاحٌ. وَجمع النَّزُوحِ نُزُحٌ. وَمَاء لَا يُنْزَحُ وَلَا يَنْزَحُ، أَي لَا ينْفد وأنْزَح الْقَوْم: نزحَتْ مياه آبارهم.

والنَّزَحُ: المَاء الكدر.

نزح

1 نَزَحَ, aor. ـَ and نَزِحَ, inf. n. نَزْحٌ and نُزُوحٌ; (K;) and ↓ انتزح; (TA;) He, or it, (a thing, TA,) became distant, or remote. (K.) b2: نَزَحَتِ الدَّارُ, inf. n. نُزُوحٌ, The house, or dwelling, became distant, or remote. (S.) b3: نُزِحَ بِفُلَانٍ, (S, K,) a verb like عُنِىَ, [pass. in form, but neut. in signification,] (K,) Such a one became far removed from his dwelling-place. (S, K.) A2: نَزَحَ البِئْرَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb) and نَزِحَ, (TA,) inf. n. نَزْحٌ (S, Msb) and نُزُوحٌ; (Msb;) and ↓ أَنْزَحَهَا; (K;) He drew forth all the water of the well; exhausted it entirely: (S, Msb, K:) or he drew from it until little water remained in it; nearly exhausted it. (K.) b2: نَزَحَتِ البِئْرُ, (A, Msb, K,) aor. ـَ (TA,) inf. n. نَزَحٌ (K) and نُزُوحٌ, (TA,) The well became entirely exhausted: (A, Msb, K:) or, became nearly exhausted. (K.) See 4. b3: قَدْ نَزَحْتَنِى (assumed tropical:) Thou hast exhausted me of what I had, or possessed. (L, from a trad.) 4 أَنْزَحَ القَوْمُ, (L, and so in some copies of the K, [agreeable with analogy,]) or ↓ نَزَحَ, (so in other copies of the K,) The people had the water of their wells entirely, or nearly, exhausted. (L, K.) See 1.8 إِنْتَزَحَ see 1.

شَرُّكَ سَرْحٌ وَخَيْرُكَ نَزْحٌ (tropical:) [Thy wickedness ranges abroad unrestrained, and] thy goodness is little. (A.) نَزَحٌ: see نَازِحٌ. b2: Also, Turbid water. (K.) نُزُحٌ and نَزُوحٌ and نَزِيحٌ: see نَازِحٌ.

نَازِحٌ and ↓ نُزُحٌ and ↓ نَزُوحٌ and ↓ نَزِيحٌ A thing, (K,) or dwelling, (TA,) distant, or remote. (K.) بَلَدٌ نَازِحٌ A distant, or remote, town, or country: (S:) and دَارٌ نَازِحَةٌ a distant, or remote, house, or dwelling. (Msb.) b2: ↓ قَوْمٌ مَنَازِيحُ A distant, or remote, people. (S, K.) And إِيِلٌ منازيح Camels from distant regions. (A.) ISd says, that it is pl. of ↓ مِنْزَاحٌ, meaning That comes to the water from a distant place. (L.) A2: نَازِحٌ and ↓ نُزُحٌ and ↓ نَزُوحٌ A well entirely exhausted: or nearly exhausted: (K:) or ↓ بِئْرٌ نَزُوحٌ signifies a well containing little water: pl. نُزُحٌ: (S:) and بِئْرٌ

↓ نَزَحٌ, نَزَحٌ being of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, a well containing no water; and it is allowable to say مَنْزُوحَةٌ: (Msb:) or a well of which the water has been exhausted: (so in some copies of the S, and the like in the Nh:) or a well of which most of the water has been drawn forth. (So in other copies of the S, and in the K.) See an ex., voce مُدَارَةٌ, art. دور.

مِنْزَحَةٌ A bucket (K) with which water is drawn; (TA;) and the like thereof. (K.) مِنْزَاحٌ and مَنَازِيحُ: see نَازِحٌ.

انت بِمُنْتَزَحٍ مِنْ كَذَا (tropical:) Thou art far removed from such a thing; (S, K *;) and, by poetic licence, بِمُنْتَزَاحٍ, with أَلِف إِشْبَاع. (S.) Ex.

أَنْتَ مِنَ الدَّمِّ بِمُنْتَزَحٍ (tropical:) Thou art far removed from blame. (A.)
ن ز ح: (نَزَحَ) الْبِئْرَ اسْتَقَى مَاءَهَا كُلَّهُ، وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (نَزَحَتِ) الدَّارُ بَعُدَتْ وَبَابُهُ خَضَعَ. 
[نزح] نه: فيه: نزل الحديبية وهي "نزح"، هي بئر أخذ ماؤها، من نزحت البئر ونزحتها، لازم ومتعد. ومنه ح ابن المسيب لقتادة: ارحل عني فقد "نزحتني"، أي أنفدت ما عندي، وروى: نزفتني. وفيه: جاء من بلد "نزيح"، أي بعيد.
(نزح)
نزحا نزوحا بعد يُقَال نزحت الدَّار والبئر قل مَاؤُهَا أَو نفذ وَالْقَوْم نزحت آبارهم والبئر وَنَحْوهَا نزحا فرغها حَتَّى قل مَاؤُهَا أَو نفد

(نزح) بفلان غَابَ عَن بِلَاده غيبَة بعيدَة
(ن ز ح) : (نَزَحْتُ) الْبِئْرَ وَنَزَحْتُ مَاءَهَا اسْتَقَيْتُهُ أَجْمَعَ (وَنَزَحَتْ الْبِئْرُ) قَلَّ مَاؤُهَا نَزْحًا وَنُزُوحًا فِيهِمَا جَمِيعًا (وَقَوْلُهُ) كُلَّمَا نُزِحَ الْمَاءُ كَانَ أَطْهَرَ لِلْبِئْرِ أَيْ كَانَ النَّزْحُ أَبْلَغَ طَهَارَةً.
نزح نَزَحَتِ الدّارُ تَنْزَحُ نُزُوْحاً إذا بَعُدَتْ، وبَلَدٌ نازِحٌ. وإِنَّ لكَ عندنا لَمُنْتَزَحاً ومُنْتَدَحاً أي مَنْدُوحَةً.
وَنَزَحْتُ البِئْرَ. وبِئْرٌ نَزُوْحٌ وآبارُ نُزُحٌ: قَلَّ ماؤها أو اسْتُقِيَ ما فيها. وبِئْرٌ نَزَحٌ أيضاً، وجَمْعُها: أنْزَاح. وانْتَزَحَ: بَعُدَ وتَنَحّى. ونِيَّةٌ نَزَحٌ وقَذَفٌ. وإِبِلٌ مَنَازِيْح: جاءتْ من المَكانِ النّازِح.
(نزح) - في حدِيثِ سَعِيد ابن المُسَيَّبِ: "قال لقَتادَةَ: ارْحَلْ عَنّى، فقَدْ نَزَحْتَنِي" وفي رِوَايةٍ: "نَزفْتَنى": أي: أَنْفَذْتَ مَا عِنْدِى.
يُقالُ: نِزَحْتُ البِئرَ؛ إذا اسْتَقَيتَ مَاءَها كُلّه، فهى نَزوحٌ، وهُنَّ نَزُوحٌ، وَنُزُحٌ أيضا: أي قَليلَة الماءِ، والجَمْعُ: أنزَاح.
وقوله: "ارحَل عَنّى": أي تَأخَّر وابعُدْ.
ن ز ح : نَزَحْتُ الْبِئْرَ نَزْحًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَنُزُوحًا اسْتَقَيْتُ مَاءَهَا كُلَّهُ وَنَزَحَتْ هِيَ يُسْتَعْمَلُ
لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا وَبِئْرٌ نَزَحٌ بِفَتْحَتَيْنِ لَا مَاءَ فِيهَا فَعَلَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ النَّفَضِ وَالْخَبَطِ وَيَجُوزُ مَنْزُوحَةٌ.

وَنَزَحَتْ الدَّارُ نُزُوحًا بَعُدَتْ فَهِيَ نَازِحَةٌ. 
ن ز ح

نزحت البئر، وبئر نزوح ونزح: قليلة الماء. وبلد نازح، وقد نزح نزوحاً، وانتزح انتزاحاً: بعد. وإبل منازيح: من بلاد بعيدة. قال أبو ذؤيب:

وصرّح الموت عن غلب كأنهم ... جرب يدافعها الساقي منازيح

ومن المجاز: أنت من الذّم بمنتزح. قال:

وأنت من الغوائل حين ترمى ... ومن ذم الرجال بمنتزاح

ويقال: إن شرّك لسرح، وخيرك نزح؛ قليل.
[نزح] نَزَحْتُ البئرَ نَزْحاً: استقيت ماءها كلَّه. وبئرٌ نَزوحٌ: قليلة الماء، ورَكايا نُزُحٌ. والنَزَحُ بالتحريك: البئر التي نُزِحَ أكثر مائها. قال الراجز: لا يستقى في النزح المضفوف * إلا مدارات الغروب الجوف ونَزَحَتِ الدار نُزوحاً: بَعُدَتْ. وبلدٌ نازِحٌ، وقومٌ منازيحٌ. وقد نُزِحَ بفلان، إذا بعُد عن دياره غيبة بعيدة. وأنشد الاصمعي: ومن يُنْزَحْ به لا بُدَّ يوماً * يجئ به نعى أو بشير وتقول: أنت بمُنْتَزَحٍ من كذا، أي ببُعْدٍ منه. قال ابن هَرْمَةَ يرثي ابنه: فأنتَ من الغَوائِلِ حين تُرْمى * ومن ذَمِّ الرِجالِ بمُنْتَزاحِ إلا أنَّه أشبع فتحة الزاى فتولدت الالف.
نزح: نزح: نظف، نظف الحفرة نزح بالترمبة (بوشر) curer. نزح: ضخ بواسطة مضخة pomper ( بوشر).
نزح: سكب (ألف ليلة 692): نزح الماء على رأسه verser.
نزح: جرى. سال (بوشر): s'ecouler.
نُزحَ: فالماء لا ينزح (ديوان الهذليين 289: 2).
نزح عن: ابتعد عن (دي ساسي كرست) (2: 30): نزحوا عن البلاد. انظر انتزح من المحتمل إذ تكون نزح إلى (المذكورة في مخطوطات البلاذري 171: 6) على صواب (في المعجم يقترح الناشر أن تحل كلمة نزع موضعها إلا أن معجمه الجغرافي أظهر لي أنه ما زال مؤيدا لرأيي).
انتزح: (المصدر انتزاح) ابتعد (محمد بن الحارث 225، ويجرز 46: 5، الاكتفاء 163) ان سارجوز لم يؤسر من المور بقي مع المستعين ابن هود لانتزاحه وبعده واعتضاده بجيرانه الروم (أبو عبد الواحد 364: 26): ذوو انتزاح ومنتأى وبعد أي ذوو بلدان -بعيدة- نازحة. وفي (414: 7): في بلد انتزاح وجلاء.
نزح عن: ابتعد عن (محمد بن الحارث 1318): منزحا عن الناس ملتزما البادية.
نزح: تفريغ (بوشر).
طير النزاح= غراب البين (المقري 1: 665) انظر (بليشر برشت 217).
نزاح: منظف. نزاح الوحل: الذي يرفع الطين من الطرق (بوشر).
نزح
نزَحَ/ نزَحَ إلى/ نزَحَ عن يَنزَح ويَنزِح، نَزْحًا ونُزوحًا، فهو نازِح، والمفعول مَنْزوح
• نزَح البئرَ ونحوَها: فرّغها حتى قلّ ماؤها أو نفِد "نزحت الدموعَ من عيني".
• نزَح الشّخصَ عن ديارِه: أبعده عنها "نزحهم قهرًا".
• نزَح إلى العاصمة: انتقل، سافر "نزح من الريف إلى المدينة".
• نزَح الشّخصُ عن أرضه: بعُد عنها "السكان النازحون عن ديارهم- نزوح جماعيّ- مقاومة النزوح بإيجاد فرص عمل". 

مِنْزَحَة [مفرد]: ج مَنازحُ: اسم آلة من نزَحَ/ نزَحَ إلى/
 نزَحَ عن: ما يُنزح به الماءُ كالدّلْو. 

نازحون [جمع]: مف نازح: مستعمرون، جماعة يتركون بلادَهم ليسكنوا بلادًا جديدة يؤلّفون فيها جالية هامّة ذات تأثير ونفوذ "نازحون فينيقيُّون أسَّسوا قرطاجة- استوطن عدد من النازحين الأفغان البلاد المجاورة لهم- يمثِّل النازحون قوَّة مؤثِّرة في توجيه سياسة البلاد" ° النَّازحون الفلسطينيّون: تلك الفئة من الفلسطينيين المقيمين حاليًا في المناطق التي لا تقع في نطاق سلطة الحكم الذاتي، لكنَّهم ينحدرون من المناطق التي تشملها أو ستشملها مفاوضات الوضع النهائيّ في المستقبل، وهم غير اللاّجئين. 

نَزْح [مفرد]: مصدر نزَحَ/ نزَحَ إلى/ نزَحَ عن. 

نُزوح [مفرد]: مصدر نزَحَ/ نزَحَ إلى/ نزَحَ عن ° النُّزوح القسريّ: الهجرة التي يقوم بها الأهالي هربًا من القصف والأعمال الحربيَّة التي تدفعهم إلى الانتقال قسريًّا- نزوح جماعيّ: هجرة جماعيّة بسبب الحرب أو البطالة أو المجاعة. 

نزح: نَزَحَ الشيءُ يَنْزَحُ

(* قوله «نزح الشيء ينزح إلخ» بابه منع

وضرب كما في القاموس.) نَزْحاً ونُزوحاً: بَعُدَ.وشيءٌ نُزُحٌ ونَزُوحٌ:

نازحٌ؛ أَنشد ثعلب:

إِنَّ المَذَلَّةَ مَنْزِلٌ نُزُحٌ

عن دار قَوْمِكِ، فاتْرُكُي شَتْمِي

ونَزَحت الدارُ فهي تَنْزِحُ نُزُوحاً إِذا بَعُدَتْ. وقوم مَنازيحُ؛

قال ابن سيده وقول أَبي ذؤيب:

وصَرَّحَ الموتُ عن غُلْبٍ كأَنهمُ

جُرْبٌ، يُدافِعُها الساقي، مَنازيحُ

إِنما هو جمع مِنْزاح وهي التي تأْتي إِلى الماءِ عن بُعْدٍ؛ ونَزَحَ به

وأَنْزَحَه. وبلد نازحٌ، ووَصْلٌ نازحٌ: بعيد. وفي حديث سَطيح: عبدُ

المَسِيح جاءَ من بلدٍ نَزيحٍ أَي بعيدٍ، فعيل بمعنى فاعل. ونَزَحَ البئرَ

يَنْزِحُها ويَنْزَحُها نَزْحاً وأَنْزَحها إِذا استقى ما فيها حتى

يَنْفَدَ؛ وقيل: حتى يَقِلَّ ماؤُها. ونَزَحَتِ البئرُ ونَكِزَتْ تَنْزِحُ

نَزْحاً ونُزُوحاً فهي نازح ونُزُحٌ ونَزُوحٌ: نَفِدَ ماؤُها؛ قال الليث:

والصواب عندنا نُزِحَتِ البئرُ إِذا اسْتُقِيَ ماؤُها. وفي الحديث: أَنه نزل

الحُدَيْبِية وهي نَزَحٌ؛ النَزَح، بالتحريك: البئر التي أُخذ ماؤُها.

يقال: نَزَحتِ البئرُ ونَزَحْتُها، لازم ومتعدّ؛ ومنه حديث ابن المُسَيّب

قال لقتادة: ارْحَلْ عني فلقد نَزَحْتَني أَي أَنْفَدْتَ ما عندي، وفي

رواية نَزَفْتَني. الجوهري: وبئر نَزُوح قليلة الماءِ، ورَكايا نُزُح.

والنَّزَحُ، بالتحريك: البئر التي نُزِحَ أَكثر مائها؛ قال الراجز:

لا يَستَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ،

إِلا مُداراتُ الغُرُوبِ الجُوفِ

وجمع النَّزَحِ أَنْزاحٌ وجمع النَّزوحِ نُزُحٌ. وماءٌ لا يَنْزِحُ ولا

يَنْزَحُ أَي لا يَنْفَدُ.

وأَنْزَحَ القومُ

(* قوله «وأَنزح القوم إلخ» كذا بالأصل كبعض نسخ

القاموس وفي بعضها نزح بدون همزة كما نبه عليه شارحه.): نَزَحَتْ مياه

آبارهم.والنَّزَحُ: الماءُ الكَدِرُ.

وقد نُزِحَ بفلان إِذا بَعُدَ عن دياره غَيبَةً بعيدة؛ وأَنشد الأَصمعي:

ومن يُنْزَحْ به، لا بُدَّ يوماً

يَجيءُ به نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ

وأَنت بمُنْتَزَحٍ من كذا أَي ببعد منه؛ قال ابن هَرْمَة يَرْثي ابنه:

فأَنتَ، من الغَوائلِ، حين تُرْمى،

ومن ذَمِّ الرجالِ، بمُنْتَزاحِ

إِلا أَنه أَشبع فتحة الزاي فتولدت الأَلف.

نزح
: (نَزَحَ) الشيْءُ، (كمَنَعَ وضَرَبَ) يَنْزَح ويَنْزِحُ (نَزْحاً) إِذا (بَعُدَ) ، كانْتَزَحَ انتِزَاحاً. (و) نَزَحَ (البِئرَ) يعنزَحها نَزْحاً (: اسْتَقَى ماءَهَا حَتّى يَنْفَدَ أَو يَقِلّ، كأَنْزَحَهَا. ونَزَحَتْ هِيَ) ، أَي البِرُ والدَّارُ تَنْزَحُ (نَزْحاً) ونُزُوحاً (فَهِيَ نازِحٌ ونُزُحٌ) ، بضمّتين، (ونَزُوحٌ) ، كصَبورٍ، (فِي البُعْد والبِئْرِ) ، فَهُوَ لازمٌ ومُتعدّ. وشيءٌ نُزُحٌ ونازِحٌ: بعيدٌ، أَنشدَ ثَعْلَب:
إِن المَذَلّة مَنْزِلٌ نُزُحٌ
عَن دارِ قَوْمكِ فاتْرُكي شَتْمِى
وَفِي (الصّحَاح) : بِئر نَزُوحٌ: قَليلةُ الماءِ، ورَكَايَا نُزُحٌ.
وَفِي حَدِيث ابْن المسيِّب قَالَ لقَتَادَة: (ارحلْ عنِّي فَلَقَد نَزَحْتَني) ، أَي أَنفَدْتَ مَا عِندِي.
(والنَّزَحُ، محرَّكَة: الماءُ الكَدِرُ، و) النَّزَح أَيضاً: (البِئرُ) الّتي (نُزِحَ أَكثرُ مائِهَا) ، كَذَا فِي (الصّحاح) ، قَالَ الراجز:
لَا يَسْتَقِي فِي النَّزَحِ المَضْفُوفِ
إِلاّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ
وعِبَارَة النّهَايَة: الَّتِي أُخِذَ مَاؤْهَا.
(والنِّزِيحُ: البَعِيد) ، وَفِي حَدِيث سَطِيح: (عبدُ المَسِيِح، جاءَ من بَلدٍ نَزيح) فَعيلٌ بمعنَى فَاعل.
(والمِنْزَحَة، بِالْكَسْرِ: الدَّلْوُ) يُنزَح بهَا الماءُ (وشِبهُها) .
(وَهُوَ بِمُنْتَزَحٍ) من كذَا، أَي (بِبُعْدٍ) مِنْهُ، (و) قد (نُزِحَ بهِ، كعُنِى: بَعُدَ عَنْ دِيَارِه غَيبَةً بعيدَةً) ، وأَنشد الأَصمعيّ للنّابغة:
ومَن يُنزَحْ بِهِ لَا بُدَّ يَوماً
يَجِيءُ بِهِ نَعِيٌّ أَو بَشِيرُ
(وقَوْمٌ مَنَازِيحُ) وإِبِلٌ مَنَازيحُ، من بلادٍ بعيدَة. قَالَ ابْن سِيدَه: وَقَول أَبي ذؤَيب:
وصَرَّحَ الموتُ عَن غُلْبٍ كأَنّهُمُ
جُرْبٌ يُدَافِعها السَّاقِي مَنَازِيحُ
إِنّما هُوَ جمْع مِنزاحٍ، وَهِي الَّتِي تأْتي إِلى الماءِ مِن بُعْد. (ونَزَحَ القَوْمُ) ، وَفِي بعض النّسخ: أَنزَحَ القَوْمُ: (نَزَحَتْ) مِياهُ (آبارهم. ومحمّدُ بنُ نازحٍ، محدِّثٌ، روَى عَن اللَّيْث بن سعدٍ) ، ذكره الأَمير والحافظ ابْن حجر.
(وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ: قَالَ ابنُ هُرْمَة يَرثِي ابنَه) :
فأَنتَ مِنَ الغوائِل حِين تُرمَى
ومِن ذَمِّ الرِّجَالِ بمُنْتزَاحٍ
أَشبعَ فَتحَةَ الزَّايِ فتولَّدَت الأُف، هاكذا فِي (اللِّسَان) وَغَيره، وَهُوَ (سَهْوٌ) مِنْهُ، (وإِنَّمَا يَمدَحُ القاضِيَ جَعفَرَ بنَ سُلَيْمَانَ) بن عليّ الهاشميّ. ووجدْتُ فِي هَامِش نُسخة (الصّحاح) مِمَّا وُجد بخطّ أَبي سَهْلٍ، أَنّ البَيتَ من قصيدةٍ مَدَحَ بهَا بَعْضَ القُرشيّين، مَن اسمُه محمّد، وَكَانَ قاضِياً لجعفرِ بن سُليمانَ بن عليّ، وفيهَا:
رأَيتُ محمَّداً تَحْوِي يَدَاهُ
مَفَازَ الخَارِجَاتِ من القِدَاحِ
فليُنظَرْ هاذا مَعَ قَول المصنّف وَمَعَ قَول شَيخنَا.
قلت: لَا سهْو، فإِنّ القصيدة مُشْتَمِلَة على الأَمرَين رِثَاءِ الْوَلَد ومَدح جَعفر، فَلَا مُنَافَاة وَلَا سَهْو.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَنْزَحَه، وماءٌ لَا يَنْزِحُ وَلَا يَنْزَحُ، أَي لَا يَنْفَدُ.
وَمن الْمجَاز: أَنت من الذمّ بمُنْتَزَح. وَيُقَال: شَرُّكَ سُرُحٌ، وخَيْرُك نُزُحٌ، أَي قَلِيل، كَمَا فِي (الأَساس) .

نزح


نَزَحَ(n. ac.
نَزْح
نُزُوْح)
a. Was remote; removed; emigrated.
b. Exhausted ( a well ).
c. Was exhausted &c.

أَنْزَحَa. Had little water.

إِنْتَزَحَa. see I (a)
نَزْحa. Little.

نَزَحa. Well nearly dry.
b. Turbid water.

نُزُحa. see 21 (a)
مِنْزَحَة
(pl.
مَنَاْزِحُ)
a. Bucket.

نَاْزِحa. Distant, remote.
b. see 4 (a)
نَاْزِحَةa. fem. of
نَاْزِحb. Graceful (woman).
نَزِيْحa. see 21 (a)
نَزُوْح
(pl.
نُزُح)
a. see 4 (a) & 21
(a).
مِنْزَاْحa. see 21 (a)
مَنَاْزِيْحُa. Distant; coming from afar.

نُزِحَ بِفُلَان
a. He was absent for a long time.

مسح

المسح: إمرار اليد المبتلة بلا تسييل.
مسح: {المسيح}: في اشتقاقه ستة أقوال أحدها أن يكون مبالغة فيكون معناه يمسح المرض عن المريض.
م س ح: (مَسَحَ) بِرَأْسِهِ وَبَابُهُ قَطَعَ. وَ (تَمَسَّحَ) بِالْأَرْضِ. وَ (مَسَحَ) الْأَرْضَ يَمْسَحُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا (مِسَاحَةً) بِالْكَسْرِ ذَرَعَهَا. وَ (مَسَحَهُ) بِالسَّيْفِ قَطَعَهُ. وَ (الْمَسِيحُ) عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاةُ السَّلَامُ. وَالْمَسِيحُ الْكَذَّابُ الدَّجَّالُ. وَ (الْمِسْحُ) بِوَزْنِ الْمِلْحِ الْبِلَاسُ وَالْجَمْعُ (أَمْسَاحٌ) وَ (مُسُوحٌ) . وَ (التِّمْسَاحُ) بِوَزْنِ التِّمْثَالِ مِنْ دَوَابِّ الْمَاءِ مَعْرُوفٌ. 
مسح وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الله بن عَمْرو أَنه قَالَ: لَا تُمْسَحُ الأرضُ إِلَّا مَرَّةً وَتركهَا خير من مائَة نَاقَة كلهَا أسودُ المُقْلة. ويروى عَن حَاتِم بن أبي صَغِيرَة عَن عَمْرو بن دِينَار يسْندهُ إِلَى أبي ذَر أنّه قَالَ مثل ذَلِك لعياش بن أبي ربيعَة. وفسّره بَعضهم قَالَ: إنّما ذَلِك لِأَن التُّرَاب والحصى يَسْتَبِق إِلَى وَجه الرجل إِذا سجد يَقُول: فَدَعْ مَا سبق مِنْهُ إِلَى وَجهك.

بن قَالَ أَبُو عبيد: فَلهَذَا كره تَسْوِيَة الْحَصَى] .

أَحَادِيث عمرَان الحُصين
(م س ح) : (الْمَسْحُ) إمْرَارُ الْيَدِ عَلَى الشَّيْءِ يُقَالُ مَسَحَ رَأْسَهُ بِالْمَاءِ أَوْ بِالدُّهْنِ يَمْسَحُهُ مَسْحًا (وَقَوْلُهُمْ) مَسَحَ الْيَدَ عَلَى رَأْسِ الْيَتِيمِ عَلَى تَضْمِينِ مَعْنَى أَمَرَّ (وَأَمَّا مَسَحَ بِرَأْسِهِ) فَعَلَى الْقَلْبِ أَوْ عَلَى طَرِيقِ قَوْله تَعَالَى {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} [الأحقاف: 15] (وَالْمِسْحُ) بِالْكَسْرِ وَاحِدُ الْمُسُوحِ وَهُوَ لِبَاسُ الرُّهْبَانِ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ تَمِيمِ بْنِ (مُسَيْحٍ) الْغَطَفَانِيِّ الَّذِي وُجِدَ لَقِيطًا وَقِيلَ مُسْلِمُ بْنُ مُسَيْحٍ وَلَمْ يَصِحَّ (وَالتِّمْسَاحُ) مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ شَبِيهٌ بِالسُّلَحْفَاةِ إلَّا أَنَّهُ أَضْخَمُ وَهُوَ مَثَلٌ فِي الْقُبْحِ.
مسح برر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: تَمَسَّحُوْا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بِكُم بَرَّة. قَوْله: تَمسحُوا يَعْنِي للصَّلَاة عَلَيْهَا وَالسُّجُود يَعْنِي أَن تباشرها بِنَفْسِك فِي الصَّلَاة من غير أَن يكون بَيْنك وَبَينه شَيْء يُصَلِّي عَلَيْهِ. وَإِنَّمَا هَذَا عندنَا عَليّ وَجه الْبر لَيْسَ على أَن من ترك ذَلِك كَانَ تَارِكًا للسّنة وَقد رُوِيَ عَن النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام وَغَيره من أَصْحَابه أَنه كَانَ يسْجد على الخُمْرَةِ فَهَذَا هُوَ الرُّخْصَة وَذَلِكَ على وَجه الْفضل. وَأما قَوْله فَإِنَّهَا بكم بَرَّةٌ يَعْنِي أَنه مِنْهَا خلقهمْ وفيهَا معاشهم وَهِي بعد الْمَوْت كفاتهم فَهَذَا وَأَشْبَاه لَهُ كثير من بر الأَرْض بِالنَّاسِ. وَقد تَأَول بَعضهم قَوْله: تَمسحُوا بِالْأَرْضِ على التَّيَمُّم وَهُوَ وَجه حسن. وَقد روى عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود أَنه كره أَن يسْجد الرجل على شَيْء دون الأَرْض وَلَكِن الرُّخْصَة فِي هَذَا أَكثر من الْكَرَاهَة.
[مسح] مَسَحَ برأسه وتَمَسَّحَ بالأرض. ومَسَحَ الأرضَ مِساحَةً، أي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأة: جامعَها. ومَسَحَهُ بالسيف: قطعه. وإذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فأدماه قيل: به حاز، وإن لم يدمه قيل: به ماسح. والمسحاء: الارض المستوية ذات حصى صغار لا نبات فيها. ومكانٌ أمْسَحُ. قال الفراء: يقال: مررت بخَريقٍ من الأرض بين مَسْحاوَيْنِ. وعلى فلان مَسْحَةٌ من جمال. والمَسْحاءُ: المرأة الرَسْحاءُ. ومَسَحَتِ الإبلُ يومَها، أي سارتْ. والمَسيحَةُ من الشَعَرِ: واحدة المَسائِحِ، وهي الذوائب. والماسِحَةُ: الماشطة. والمَسيحَةُ: القوسُ. قال الشاعر : لها مسائح زور في مراكِضِها * لين وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ قال الأصمعيّ: المَسيحُ: القِطعة من الفضَّة. والدرهمُ الاطلس مسيح. والمسيح: عيسى عليه السلام. والمسيح الكذاب الدجال. والمسيح: العرق. قال الراجز: يا رِيَّها وقد بَدا مَسيحي * وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَضيحِ والمسح: البلاس، والجمع أمساح ومسوح. والأمْسَحُ: الذي تصيب إحدى رَبْلَتَيْهِ الأخرى. تقول منه: مَسِحَ الرجل بالكسر مسحا. والتمساح من دواب الماء معروف. 
(مسح)
فِي الأَرْض مسوحا ذهب وَالشَّيْء المتلطخ أَو المبتل مسحا أَمر يَده عَلَيْهِ لإذهاب مَا عَلَيْهِ من أثر مَاء وَنَحْوه وعَلى الشَّيْء بِالْمَاءِ أَو الدّهن أَمر يَده عَلَيْهِ بِهِ وَيُقَال مسح بالشَّيْء وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إِلَى الْكَعْبَيْنِ} وَمسح يَده على رَأس الْيَتِيم عطف عَلَيْهِ وَالله الْعلَّة عَن العليل شفَاه وَفُلَانًا بالْقَوْل قَالَ لَهُ قولا حسنا يخدعه بِهِ وَالْقَوْم مر بهم وَلم يقم عِنْدهم وَالْحجر الْأسود لمسه أَو تسلمه تبركا وشعره مشطه وَفُلَانًا بِالسَّيْفِ قطعه بِهِ فَهُوَ ماسح وَالْمَفْعُول مَمْسُوح ومسيح وَيُقَال مسح الْقَوْم قتلا أثخن فيهم وَمسح سَاقه أَو عُنُقه وَبهَا قطعهَا وَبهَا فسر بَعضهم مَا فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والأعناق} وَالْإِبِل أتعبها وأدبرها وهزلها وَيُقَال مسحت الْإِبِل الأَرْض يَوْمه ادأبا سَارَتْ فِيهَا سيرا شَدِيدا متواصلا والمساح الأَرْض مسحا ومساحة قاسها بالذراع وَنَحْوه

(مسح) فلَان مسحا احْتَرَقَ بَاطِن رُكْبَتَيْهِ لخشونة الثَّوْب واصطك بَاطِن إِحْدَى فَخذيهِ بِالْأُخْرَى فَحدث لذَلِك تشقق وَالْمَرْأَة كَانَت قَليلَة لحم الْعَجز وَلم يكن لثدييها حجم واستوت قدمهَا فَلَيْسَ لرجلها أَخْمص فَهِيَ مسحاء وَهُوَ أَمسَح
مسح المَسْحُ: مَسْحُكَ شَيْئاً بِيَدِكَ. وفي الدُّعاء: مَسَحَ اللهُ ما بكَ. ورَجُلٌ مَمْسُوْحُ الوَجْهِ مَسِيْحٌ: أي مُسْتَوٍ. والمَسِيْحُ: الدَّجّالُ. وقيل: عيسى بنُ مَرْيَمَ، وسُمِّيَ بذلك لأنَّه كانَ أمْسَحَ الرِّجْلِ: لا أخْمَصَ له، أو لأنَّه يَمْسَحُ الأرضَ: يَقْطَعُها. والمَسَاحي: جَمْعُ المَسْحَاءِ من الأرضِ، وأرَضُوْنَ مَسَاحٍ ومُسُحٌ: وهي ذاتُ حِجَارَةٍ. والأمْسَحُ من المَفَاوِزِ: الأمْلَسُ، والجَميعُ: الأماسِحُ. والمَسْحُ: ضَرْبُ العُنُقِ مَسْحاً بالسَّيْفِ. والمِسَاحَةُ: ذَرْعُ الأرْضِ. والتِّمْسَحُ والتِّمْسَاحُ: خَلْقٌ في الماء. والمُمَاسَحَةُ: المُلايَنَةُ في المُعَاشَرَةِ والقُلُوبُ غيرُ صافِيَةٍ. وعليه مَسْحَةٌ من جَمالٍ. والمَسِيْحَةُ من الشَّعَرِ: ما تُرِكَ فلم يُعَالَجْ بِشَيْءٍ. والتِّمْسَحُ: الكَذّابُ، وكذلك التِّمْسَاحُ. وهو المُداهِنُ أيضاً. والمِسْحُ: مَعْرُوفٌ. والمَسَائحُ: القِسِيُّ الجِيَادُ، واحِدَتُها: مَسِيْحَةٌ. والأُمْسُوْحُ: كُلُّ خَشَبَةٍ طَويلةٍ في السَّفينة. والمَسِيْحُ: العَرَقُ. وقِطْعَةٌ من الفِضَّةِ. والمَسْحُ: النِّكاح. وامْرَأةٌ مَسْحَاءُ: زَلاَّءُ. وجاء يَتَمَسَّحُ: أي لا شَيْءَ معه كأنَّه يَمْسَحُ ذِرَاعَيْهِ، كَقَوْلهم: جاء يَضْرِبُ لِحْفَ اسْتِه. والمُسُوْحُ: الطُّرُقُ الجادَّةُ، الواحِدُ: مِسْحٌ. وبَعِيرٌ به ماسِحٌ: أي حازٌّ، وجَمْعُه: مَوَاسِحُ. وغارَةٌ مَسْحَاء: من مَسَحَهم إِذا مَرَّ بهم خَفِيفاً.
مسح
المَسْحُ: إمرار اليد على الشيء، وإزالة الأثر عنه، وقد يستعمل في كلّ واحد منهما. يقال:
مسحت يدي بالمنديل، وقيل للدّرهم الأطلس:
مسيح، وللمكان الأملس: أمسح، ومسح الأرضَ: ذرعها، وعبّر عن السّير بالمسح كما عبّر عنه بالذّرع، فقيل: مسح البعيرُ المفازةَ وذرعها، والمسح في تعارف الشرع: إمرار الماء على الأعضاء. يقال: مسحت للصلاة وتمسّحت، قال تعالى: وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ
[المائدة/ 6] . ومسحته بالسيف: كناية عن الضرب، كما يقال: مسست، قال تعالى:
فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ [ص/ 33] ، وقيل سمّي الدّجّال مَسِيحاً، لأنّه ممسوح أحد شقّي وجهه، وهو أنه روي «أنه لا عين له ولا حاجب» ، وقيل: سمّي عيسى عليه السلام مسيحا لكونه ماسحا في الأرض، أي: ذاهبا فيها، وذلك أنه كان في زمانه قوم يسمّون المشّاءين والسّيّاحين لسيرهم في الأرض، وقيل: سمّي به لأنه كان يمسح ذا العاهة فيبرأ، وقيل: سمّي بذلك لأنه خرج من بطن أمّه ممسوحا بالدّهن. وقال بعضهم : إنما كان مشوحا بالعبرانيّة، فعرّب فقيل المسيح وكذا موسى كان موشى . وقال بعضهم: المسيح: هو الذي مسحت إحدى عينيه، وقد روي: «إنّ الدّجّال ممسوح اليمنى» و «عيسى ممسوح اليسرى» . قال: ويعني بأنّ الدّجّال قد مسحت عنه القوّة المحمودة من العلم والعقل والحلم والأخلاق الجميلة، وأنّ عيسى مسحت عنه القوّة الذّميمة من الجهل والشّره والحرص وسائر الأخلاق الذّميمة. وكنّي عن الجماع بالمسح، كما كنّي عنه بالمسّ واللّمس، وسمّي العرق القليل مسيحا، والمِسْحُ: البِلَاسُ. جمعه:
مُسُوح وأَمساح، والتِّمْسَاح معروف، وبه شبّه المارد من الإنسان.
(مسح) - في الحديث: "تَمَسَّحُوا بالَأرْضِ "
: أي بَاشِرُوها في السُّجُود ، من غير أن يكون بَيْنَكُما حائِلٌ تُصَلُّون عليه، وهذا على وجه البِرِّ، لا [على ] أَنّ مَن تَركَ ذلك كان تارِكاً للسُّنَّةِ.
وقيل: أرادَ به التَّيمُّم، وهو حَسَنٌ.
- وفي الحديث: "لَمَّا مَسَحْنَا البَيْتَ أحْلَلْنَا"
: أي طُفْنَا به؛ لأنَّ مَن طافَ به مَسَحَ الرُّكْن، فَصارَ اسمًا لازمًا للطَّوَاف، قال عُمَر بن أبى رَبيعَة: وَلمَّا قَضَيْنا مِن مِنىً كُلَّ حاجَةٍ
ومسَّحَ بالأركان مَن هو ماسِحُ
- وفي حديث عَمَّارٍ - رضي الله عنه -: "أَنّه دُخِلَ عليه وهو يُرَجِّل مَسَائِحَ مِن شَعْرِه"
قال الأصمعىُّ: المسائِحُ: ما بين الأذنِ والحاجِب تصعَدُ حتى تكونَ دُونَ اليافُوخ.
وقيل: المسَائحُ: الذَّوائبُ، وشَعَرُ جانِبَىِ الرأْسِ، الواحِدَةُ: مَسِيحَةٌ.
والماسِحَةُ: الماشِطَةُ؛ لأنها تُعالج مَسائِح الرَّأسِ
وقيل: المَسِيحَةُ: ما تُرِكَ من الشَّعَرِ فلم يعالج بشىءٍ.
- وفي حديث: "أَنَّ مَسِيحَ الدَّجَّال". أضِيفَ إلى صِفَتِه، كأنَّه أضَافَ صِفَةً إلى صِفَةٍ، أو يَكُون مَسِيحٌ اسمًا له.
- في حديث ابنِ عبّاس - رضي الله عنهما -: "إذَا كان الغُلامُ يتيمًا فامْسَحُوا رَأسَه من أَعلاه إلى مُقَدَّمِهِ، وإذا كان له أَبٌ، فامْسَحُوا من مُقَدَّمِهِ إلى قَفاه"
كذا وَجدتُه مكْتُوبًا، ولا أَعْرِفُ الحديث، ولا مَعْناه.
- في الحديث : "أنَّ عَلَفَه ورَوْثَه، ومَسْحًا عنه، في مِيزانِه" : أي في جَنَّتِهِ، لَأنَّه يَمسَح عنه التُّرابَ وغيرَه.
م س ح

مسحه بالماء والدهن، ومسح رأسه: أمرّ يده عليه، ومسح يده على رأس اليتيم. وامسح عن فرسك: فرجنه. ورجل أمسح الرجل: لا أخمص له. وامرأة رسحاء مسحاء. قال:

جاءت به ذات قرون صهب ... رسحاء مسحاء هبيت القلب

تهرّ في الحيّ هرير الكلب

ومشّطت مسائحها: ذوائبها. قال كثير يصف عبد الملك بن مروان:

مسائح فودى رأسه مسبغلّة ... جري مسك دارين الأحمّ خلالها

وتقول: فلان إذا ذكر نزول المسيح، رشح جبينه بالمسيح: بالعرق. وفلان يعصف في أكله عصف الريح، وكأنه تمساح من التماسيح. وسرنا في الأماسح وهي السباسب الملس. وقذف عليه أمساحه وتعبّد.

ومن المجاز: به مسحة من جمال. وفلان يتمسّح به أي يتبرّك. ورجل ممسوح الوجه: لا عين ولا حاجب. ودرهم مسيح: أطلس لا نقش عليه. وتمسّح للصلاة: توضأ. " وتمسحوا بالأرض فإنها بكم برّة ". ومسحت القوم: مررت بهم مرّاً خفيفاً. ومسحت الإبل يومها: سارت سيراً شديداً. والخيل تمسح الأرض بحوافرها. ومسح المسّاح الأرض مساحة. ومسح المرأة: جامعها مثل مسها. وماسحته: صافحته، والتقوا فتماسحوا: فتصافحوا، وتماسحوا على كذا: تصافقوا عليه وتحالفوا. وماسحته عليه: عاهدته. وغضب فلان فماسحته حتى لان: داريته. وفلان يمسح رأس فلان: يخدعه. قال:

وإنّ بني سعدٍ ومسح رءوسهم ... على دائهم والقرح لم يتقوّب

ومسح الناقة ومسخها: هزلها وأدبرها. ومسح عنقه وعضده بالسيف: قطعها. ومسح القوم قتلاً: أثخن فيهم. " فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ". ومسح المسفّر أطراف الكتاب بسيفه، وكتب على الأطراف الممسوحة. ومسح الله ما بك. وتقول: منّ الله عليك بالمسحه: وأذاقك حلاوة الصّحّة.

مسح


مَسَحَ(n. ac. مَسْح)
a. Wiped.
b. Wiped away, removed.
c. Stroked. smoothed; combed (hair).
d. [acc. & Bi], Washed with (water); anointed with (
oil ).
e. Created ( blest or accurst ).
f. Deceived, befooled.
g.(n. ac. مُسُوْح) [Fī], Journeyed through ( a country ).
h. Journeyed all day.
i.(n. ac. مَسْح
تَمْسَاْح), Lied.
j.(n. ac. مَسْح
مِسَاْحَة), Measured, surveyed (land).
k.(n. ac. مَسْح), Smote; severed; slew.
l. see II (c)
& VIII.
مَسِحَ(n. ac. مَسَح)
a. Had sore thighs.

مَسَّحَa. Wiped; rubbed.
b. see III (a)c. Exhausted, overdrove (camels).

مَاْسَحَa. Coaxed, wheedled, cajoled, flattered.
b. Shook hands with; made a covenant with.

تَمَسَّحَa. Wiped himself.
b. Wiped; stroked.
c. [Bi], Washed himself with (water).
d. [Min], Wiped off.
تَمَاْسَحَa. Made a bargain together; shook hands.

إِمْتَسَحَa. Drew, unsheathed (sword).
مَسْحa. Wiping; anointing; salving; unction.
b. Friction.

مَسْحَةa. Rub, wipe.
b. Trace, mark; impression, print; trait.

مِسْح
(pl.
مُسُوْح أَمْسَاْح)
a. Hair-cloth; sack-cloth.
b. Saddle-cloth.
c. Middle of the road; high road.

مِسْحَةa. see 1t (a)
أَمْسَحُ
(pl.
مُسْح)
a. Flat-footed.
b. Having chapped thighs.
c. Smooth, level; flat (ground).
d. (pl.
أَمَاْسِحُ), A plain; a desert.
e. see 21 (c)
مِمْسَحa. see 21 (c)
مِمْسَحَةa. Duster; dish-clout, wiper.

مَاْسِحa. Wiping &c.
b. Rubbed, chafed (camel).
c. Liar.
d. Slayer, killer.

مَاْسِحَة
(pl.
مَوَاْسِحُ)
a. fem. of
مَاْسِحb. Female hair-dresser.

مِسَاْحَةa. Measurement.
b. Mensuration; surveying, survey.

مَسِيْح
(pl.
مَسْحَى
مُسَحَآءُ
43)
a. Smooth.
b. Anointed.
c. [art.], The Messiah, Christ.
d. Sweat.
e. Piece of gold or silver.
f. Napkin, towel.
g. Beautiful.
h. Great traveller.
i. True.
j. see 21 (c) (d) &
مَسَّاْح
(a).
مَسِيْحَة
(pl.
مَسَاْئِحُ)
a. Lock ( of hair ).
b. Temple (forehead).
c. Bow.
d. see 25 (e)
مَسِيْحِيّ
( pl.
reg. &
مَسِيْحِيَّة)
a. Messianic; christian.

مَسِيْحِيَّة
a. [art.], Christianity.
مَسَّاْح
(pl.
مَسَّاْحَة)
a. Surveyor.
b. Geometrician.
c. see 21 (a)
مِسِّيْحa. see 25 (h)
مَسْحَآءُa. fem. of
أَمْسَحُb. Level, stony ground.
c. Liar; scandal-monger (woman).

تَمْسَاْحa. Falsehood, untruth.

N. P.
مَسڤحَa. Wiped; rubbed.
b. Anointed.
c. Ugly; misshapen.

تِمْسَح
a. Dissembler, deceiver; liar.
b. see infra.

تِمْسَاح (pl.
مَسَاْحِ4ُ
مَسَاْحِيْ4ُ)
a. Crocodile.

أُمْسُوْح (pl.
مَسَاْحِيْ4ُ
67)
a. Plank, board ( in a ship ).
مَسْحَة المَرْضَى
a. [ coll. ], Extreme unction.

عِْلْم المِسَاحَة
a. Geometry.

أَلْمَسِيْح الدَّجّال
a. Antichrist.

فُلَان يَتَمَسَّح
a. Such a one has not anything, is empty-handed.
(م س ح)

المَسْحُ: إمرارك يدك على الشَّيْء السَّائِل أَو المتلطخ تُرِيدُ إذهابه بذلك، كمسْحِكَ رَأسك من المَاء وجبينك من الرشح. مَسَحه يَمْسَحُه مسحا ومسّحَه وتمسّح مِنْهُ وَبِه. وَقَوله تَعَالَى: (فامسحوا برءوسكم وأرجلِكم إِلَى الكعبينِ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: نزل الْقُرْآن بالمَسحِ، وَالسّنة بِالْغسْلِ.

وَفُلَان يُتَمَسَحُ بِثَوْبِهِ: أَي يمر بِهِ على الْأَبدَان فيتقرب بِهِ إِلَى الله.

وَفِي الدُّعَاء للْمَرِيض: مَسَح الله عَنْك مَا بك، أَي أذهب.

والمَسَحُ: احتراق بَاطِن الرّكْبَة من خشنة الثَّوْب. وَقيل: هُوَ أَن يمس بَاطِن إِحْدَى الفخذين بَاطِن الْأُخْرَى فَيحدث لذَلِك مشق وتشقق. وَقد مَسِحَ. وَامْرَأَة مَسْحاءُ رسحَاءُ. وَالِاسْم المَسَحُ.

والمَسَحُ أَيْضا: نقص وَقصر فِي ذَنْب القعاب.

وعضد مَمْسوحةٌ: قَليلَة اللَّحْم.

وَرجل مَمْسوحُ الْوَجْه ومَسيحٌ، لَيْسَ على أحد شقي وَجهه عين وَلَا حَاجِب والمَسيحُ الدَّجَّال، مِنْهُ. وَقيل: سمي بِهِ لِأَنَّهُ مَمْسُوح الْعين.

ومَسَح فِي الأَرْض يَمْسَحُ مُسُوحا، ذهب، وَالصَّاد لُغَة، وَقد تقدم.

ومَسَحَت الْإِبِل الأَرْض، سَارَتْ فِيهَا سيرا شَدِيدا.

والمَسيحُ: الصّديق. والمسيحُ عِيسَى بن مَرْيَم، قيل: سمي بِهِ لصدقه، وَقيل: سمي بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ سائرا فِي الأَرْض لَا يسْتَقرّ، وَقيل: سمي بذلك لِأَنَّهُ كَانَ يَمْسَحُ يَده على العليل والأكمة والأبرص فيبرئه بِإِذن الله.

والأمْسَحُ من الأَرْض: المستوي. وَالْجمع الأماسحُ. والمَسْحاءُ، الأَرْض المستوية ذَات الْحَصَى الصغار. وَالْجمع مِساحٌ ومَساحِي، غلب فَكسر تكسير الِاسْم.

ومَسَحَ الأَرْض يَمْسَحُها مَسْحا ومِساحةً: ذرعها. وَالِاسْم المِساحةُ.

ومَسَحَ الْمَرْأَة يمْسَحُها مَسْحا: نَكَحَهَا.

ومَسَح عُنُقه، وَبهَا، يمسَحُ مَسْحا: ضربهَا. وَقيل: قطعهَا. وَقَوله تَعَالَى: (رُدُّوها عَليَّ، فَطَفِقَ مَسْحاً بالسُّوقِ والأعناقِ) يُفَسر بهما جَمِيعًا. وَقَالَ ذُو الرمة:ومُستامةٍ تُستامُ وَهِي رخِيصَةٌ ... تُباعُ بساحاتِ الأيادي وتُمْسَحُ

مستامة: يَعْنِي أَرضًا تسوم فِيهَا الْإِبِل، وتُباع تمد فِيهَا أبواعها وأيديها، وتُمْسَح تقطع.

والماسِحَةُ: الماشطة.

والتماسُحُ: التصادق.

والمُماسَحَةُ: الملاينة فِي القَوْل والقلوب غير صَافِيَة. والتِّمْسَحُ، الَّذِي يلاينك فِي القَوْل وَهُوَ يغشك. والتِّمْسَحُ والتمساحُ من الرِّجَال، المارد الْخَبيث، وَقيل: الْكذَّاب الَّذِي لَا يصدق أَثَره، يكذبك من حَيْثُ جَاءَ. وَقَالَ الَّلحيانيّ هُوَ الْكذَّاب. فَعم بِهِ.

والتمْساحُ: الْكَذِب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

قد غَلَبَ الناسَ بَنو الطَّمَّاحِ

بالإفْكِ والكذابِ والتمساحِ

والتِّمسَحُ والتمساح: خلق على شكل السلحفاة إِلَّا انه ضخم قوي يكون بنيل مصر وببعض أَنهَار الْهِنْد.

والمَسِيحةُ: الذؤابة، وَقيل: هُوَ مَا تُرك من الشّعْر فَلم يعالج بدهن. وَقيل: المسيحة من رَأس الْإِنْسَان، مَا بَين الْأذن والحاجب يتَصَعَّد حَتَّى يكون دون اليافوخ، وَقيل: هُوَ مَا وَقعت عَلَيْهِ يَد الرجل إِلَى أُذُنه من جَوَانِب شعره، قَالَ:

مَسائحُ فَوْدَىْ رأسِه مَسْبَغِلَّة ... جرَى مِسْكُ دارِينَ الأحمُّ خِلالها

وَقيل: المسائحُ: مَوضِع يَد الماسح.

والمَسائحُ: القسي الْجِيَاد، واحدتها مسيحةٌ.

والمِسْح: الكساء من الشّعْر، وَالْجمع الْقَلِيل أمْساحٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ثمَّ شَرِبْنَ بنَبْطٍ والجمالُ كَأَن ... الرشْحَ منهُنَّ بالآباطِ أمْسَاحُ

وَالْكثير مُسُوحٌ.

وَعَلِيهِ مَسْحَةٌ من جمال: أَي شَيْء مِنْهُ، قَالَ ذُو الرمة: على وجهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحةٍ ... وتحتَ الثيابِ الخِزْيُ لَو كَانَ باديا

والمسيحُ والمَسيحةُ: الْقطعَة من الْفضة.

والمَسيحُ: الْعرق. قَالَ لبيد:

فراشُ المَسيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ
م س ح : مَسَحْتُ الشَّيْءَ بِالْمَاءِ مَسْحًا أَمْرَرْتُ الْيَدَ عَلَيْهِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ الْمَسْحُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يَكُونُ مَسْحًا وَهُوَ إصَابَةُ الْمَاءِ وَيَكُونُ غَسْلًا يُقَالُ مَسَحْتُ يَدِي بِالْمَاءِ إذَا غَسَلْتَهَا وَتَمَسَّحْتُ بِالْمَاءِ إذَا اغْتَسَلْتَ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: أَيْضًا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَوَضَّأُ بِمُدٍّ وَكَانَ يَمْسَحُ بِالْمَاءِ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ وَهُوَ لَهَا غَاسِلٌ قَالَ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ} [المائدة: 6] الْمُرَادُ بِمَسْحِ الْأَرْجُلِ غَسْلُهَا وَيُسْتَدَلُّ بِمَسْحِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِرَأْسِهِ وَغَسْلِهِ رِجْلَيْهِ بِأَنَّ فِعْلَهُ مُبَيِّنٌ بِأَنَّ الْمَسْحَ يُسْتَعْمَلُ فِي الْمَعْنَيَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ إذْ لَوْ لَمْ نَقُلْ بِذَلِكَ لَزِمَ الْقَوْلُ بِأَنَّ فِعْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَاسِخٌ لِلْكِتَابِ وَهُوَ مُمْتَنِعٌ وَعَلَى هَذَا فَالْمَسْحُ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ مَعْنَيَيْنِ فَإِنْ جَازَ إطْلَاقُ اللَّفْظَةِ الْوَاحِدَةِ وَإِرَادَةُ كِلَا مَعْنَيَيْهَا إنْ كَانَتْ مُشْتَرَكَةً أَوْ حَقِيقَةً فِي أَحَدِهِمَا مَجَازًا فِي الْآخَرِ كَمَا هُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ فَلَا كَلَامَ وَإِنْ قِيلَ بِالْمَنْعِ فَالْعَامِلُ مَحْذُوفٌ وَالتَّقْدِيرُ وَامْسَحُوا بِأَرْجُلِكُمْ مَعَ إرَادَةِ الْغَسْلِ وَسَوَّغَ حَذْفَهُ تَقَدُّمُ لَفْظِهِ وَإِرَادَةُ التَّخْفِيفِ وَلَكَ أَنْ تَسْأَلَ عَنْ شَيْئَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّكُمْ قُلْتُمْ الْبَاءُ فِي بِرُءُوسِكُمْ لِلتَّبْعِيضِ فَهَلْ هِيَ كَذَلِكَ فِي الْأَرْجُلِ حَتَّى سَاغَ عَطْفُهَا بِالْجَرِّ لِأَنَّ الْمَعْطُوفَ شَرِيكُ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ فِي عَامِلِهِ وَالْجَوَابُ نَعَمْ لِأَنَّ الرِّجْلَ تَنْطَلِقُ إلَى الْفَخِذِ وَلَكِنْ حُدِّدَتْ بِقَوْلِهِ إلَى الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ عَطْفُ بَعْضٍ مُبَيَّنٍ عَلَى بَعْضٍ مُجْمَلٍ وَلَا لَبْسَ فِيهِ كَمَا يُقَالُ خُذْ مِنْ هَذَا مَا أَرَدْتَ وَمِنْ هَذَا نِصْفَهُ وَقَدْ قَرَأَ نِصْفُ السَّبْعَةِ بِالْجَرِّ وَنِصْفُهُمْ بِالنَّصْبِ فَوَجْهُ الْجَرِّ مُرَاعَاةُ لَفْظِ الْعَامِلِ لِأَنَّهُ لِلتَّبْعِيضِ كَمَا تَقَدَّمَ وَهَذَا يُقَوِّي مَذْهَبَ الشَّافِعِيِّ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى هَذِهِ
الْقِرَاءَةِ غَسْلٌ أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الرِّجْلِ لَوْ كَانَ مَسْحًا كَمَسْحِ الرَّأْسِ لَمَا حُدِّدَ إلَى الْكَعْبَيْنِ كَمَا جَاءَ التَّحْدِيدُ فِي الْيَدَيْنِ إلَى الْمَرَافِقِ وَقَالَ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ بِغَيْرِ تَحْدِيدٍ وَوَجْهُ النَّصْبِ اسْتِئْنَافُ الْعَامِلِ وَهَذَا يُقَوِّي مَذْهَبَ مَنْ يَمْنَعُ حَمْلَ الْمُشْتَرَكِ عَلَى مَعْنَيَيْهِ أَوْ عَطْفُهُ عَلَى مَحَلِّ الْبَاءِ لِأَنَّ التَّقْدِيرَ وَامْسَحُوا بَعْضَ رُءُوسِكُمْ فَعُطِفَ عَلَى الْمُقَدَّرِ عَلَى تَوَهُّمِ وُجُودِهِ وَالْعَطْفُ عَلَى الْمَعْنَى وَيُسَمَّى الْعَطْفَ عَلَى التَّوَهُّمِ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَالثَّانِي عَنْ قَوْله تَعَالَى {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] لَا يَخْلُو إمَّا أَنْ يُقَالَ الْمُرَادُ الْبَشَرَةُ وَالشَّعْرُ بَدَلٌ عَنْهَا أَوْ بِالْعَكْسِ فَإِنْ قِيلَ بِالْأَوَّلِ وَهُوَ أَنَّ الْبَشَرَةَ أَصْلٌ فَلَا يَجُوزُ لِمَنْ حَلَقَ بَعْضَ رَأْسِهِ أَنْ يَمْسَحَ عَلَى الشَّعْرِ لِتَمَكُّنِهِ مِنْ الْأَصْلِ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمَذْهَبِ قَالَ بِهِ وَإِنْ قِيلَ بِالثَّانِي وَهُوَ أَنَّ الشَّعْرَ أَصْلٌ فَيَنْبَغِي أَنْ يَجُوزَ الْمَسْحُ عَلَى أَيِّ مَوْضِعٍ كَانَ مِنْ الشَّعْرِ سَوَاءٌ خَرَجَ الْمَمْسُوحُ عَنْ مَحَلِّ الْفَرْضِ أَوْ لَا وَلَمْ يَقُولُوا بِهِ.

وَمَسَحْتُ الْأَرْضَ مَسْحًا ذَرَعْتُهَا وَالِاسْمُ الْمِسَاحَةُ بِالْكَسْرِ وَالْمِسْحُ الْبَلَاسُ وَالْجَمْعُ الْمُسُوحُ مِثْلُ حِمْلٍ وَحُمُولٍ.

وَالْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ بِالشِّينِ مُعْجَمَةً.

وَالْمَسِيحُ الدَّجَّالُ صَاحِبُ الْفِتْنَةِ الْعُظْمَى قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْمَسِيحُ الَّذِي مُسِحَ أَحَدُ شِقَّيْ وَجْهِهِ وَلَا عَيْنَ لَهُ وَلَا حَاجِبَ وَسُمِّيَ الدَّجَّالُ مَسِيحًا لِأَنَّهُ كَذَلِكَ وَمِنْهُ دِرْهَمٌ مَسِيحٌ أَيْ أَطْلَسُ لَا نَقْشَ عَلَيْهِ وَقَدْ جَمَعَ الشَّاعِرُ بَيْنَ الِاسْمَيْنِ فَقَالَ
إنَّ الْمَسِيحَ يَقْتُلُ الْمَسِيحَا
وَالْمَسِيحَةُ الذُّؤَابَةُ وَالْجَمْعُ الْمَسَائِحُ.

وَالتِّمْسَاحُ مِنْ دَوَابِّ الْبَحْرِ يُشْبِهُ الْوَرَلَ فِي الْخَلْقِ لَكِنْ يَكُونُ طُولُهُ نَحْوَ خَمْسِ أَذْرُعٍ وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ وَيَخْتَطِفُ الْإِنْسَانَ وَالْبَقَرَةَ وَيَغُوصُ بِهِ فِي الْمَاءِ فَيَأْكُلُهُ وَالتِّمْسَحُ كَأَنَّهُ مَقْصُورٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ تَمَاسِحُ وَتَمَاسِيحُ. 
مسح: مسح: (مختصر مسح بالدهن) دهن، مرخ، (بوشر، همبرت 155، دي ساسي كرست 2: 474) كرس (ملكا) (بوشر).
مسح: نظف بالفرشاة، نظف، قصر القماش، نزع الشحم من الشيء. (الكالا- وبالأسبانية Alimpiar) ( هيلو): مسح، نشف (همبرت 199).
مسح: فرجن، حس الفرس (ابن العوام 2: 551).
مسح الحديد: جلا، صقل (بوشر).
مسح عطفه أو عطفيه أو أعطافه: مجازا أطراه وتملقه (حيان، بسام 1: 120): خاطبه أولا بكتاب يدعوه فيه إلى طاعته ومسح أعطافه وأجمل مواعده وفيه (3: 3) مسحا أعطافه ولثما أطرافه (بسام 2: 3) لم يرد واحدا إلا وهو يمسح عطفه، ويمشي بين يديه أو خلفه (عبد الواحد 89، 13 البربرية 1: 572). ألا أن مسح أعطاف دولته هي جعل الأمن يستتب في أطراف دولته (البربرية 2: 140): بعد تسعة أشهر من الأسفار وصل تلمسان وقد تثقف أطراف ملكه ومسح أعطاف دولته.
مسح: أخفى (مجازا) بدد، قشع، أزال (البربرية 1: 454: مسح الضغينة عن صدره وفيه (2: 541) مسح ما كان في صدره (أزال ما كان من مخاوفه) وفيه (561: 7 و 264: 2) ما يتعلق باختفاء الطعام في معدة آكليه (انظر الفقرة التي نشرتها في مادة زلط). يمسح النظر: في الحديث عن مرض الساد (تكشف في عدسة العين يمنع الأبصار) انظر (عنبية) في مادة (عنب).
مسح: سوى وجه الكيل بالمسطرة أو أي أداة أخرى على إناء مليء بالحبوب أو الملح ... الخ للقسط أي للتعادل (الكالا- بالأسبانية: ( rasar la arrasar, medida ( المقري 1: 801 وما بعده، معجم الجغرافيا).
مسح: حلق. وذلك في الحديث عن الحصان الذي لم يتم وشمه (قبل أن تظهر التجاويف في ثنايا أسنانه) (بوشر).
مسح: قطع، بتر، استأصل القضيب والخصية خاصة (معجم الجغرافيا).
مسح على: مسح دموع فلان (المقدمة 3: 32).
ماسح: لامس (معجم الادريسي).
تمسح بالماء: أغتسل (م. المحيط). ويقال أيضا تمسح بالتراب وبالحجر (فوك Lavare) أي حك ونظف جسده بالرمل والحجارة (عندما لا يجد الماء) اتباعا لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة (وردت في فاليتون 5 عبارة يبدو لي أن الناشر لم يفهمها) (ص13).
مسح: في محيط المحيط (وتمسحه بالماء والدهن بمعنى مسحه وكذلك تمسح الشيء وبالماء اغتسل).
تمسح بأذيال فلان: المعنى الحرفي مسح يديه أو وجهه بذيل رداء فلان، وهذا ما يفعله أحد الناس حين يعتقد بقداسة غيره راجيا أن يستمطر بركات السماء حين يلمس أطراف الرداء (أبو الفداء 1: 244): حين يشتد الجفاف يأتي الناس أفواجا في (طلب إنزال المطر من الله تعالى على وجه مخصوص عند الحاجة إليه، م. المحيط). أن المطر يبدأ بالهطول قبل ان يعود الناس إلى المدينة (فأقبل الناس يتمسحون بأذيال العباس) ويقال على سبيل المجاز والاستعارة تمسح بفلان وهو المعنى السابق نفسه (ابن جبير 20: 288. 1: 289 عبد الواحد 8: 132 ابن بطوطة 2: 81 ابن الخطيب 88): يتزاحمون عليه في طريقه ويتمسحون به (أبو الفداء أخبار الجاهلية 5: 170) في الحديث عن مذهب بعض الهنود من عباد البقر: ويتضرعون في التوبة إلى التمسح بها. ويقال أيضا تمسح بمشهد أي لامس ضريح أحد القديسين لكي يستميل لنفسه بركات السماء (ابن بطوطة 2: 79) (ضحح فيتمسحون).
تمسح: تبرك (وباللاتينية Pretereo) أخطر وأتسمح وأذهب وأفوت.
لا ينمسح: لا ينظف، لا يصلح، غير قابل للتهذيب (بوشر).
امتسح: انظرها عند (فوك) في مادة tergere- نظف، نشف.
مسح. مسح المرضى: المسحة الأخيرة (بوشر).
مسح: عيار، مكيال (همبرت 122).
مسح: قطعة كبيرة وغليظة من شعر الماعز (المرعز) أو شعر الحمار (انظر الملابس للمصنف ص406 هامش 1) ومن وبر الجمل (الادريسي 33: 2). وعند (بوشر) هو نسيج من صوف غليظ، أو متين، أو خشن أسمر اللون وفي الازرقي (180: 4): يعمل منه الخيم والحقائب التي تحتوي حاجات المسافرين والحيوانات وثياب الرهبان والنساك (أنظر الملابس ص405) (المقري 1: 330 موللر 49: 2) وباللاتينية cilicium مسح شعر - كذا في المعجم (اللاتيني العربي). وفي (المقري 2: 772): هو رداء الوبر الخشن الذي تلبسه إماء النصارى.
مسحة: دهنة. اصطلاح طقسي (بوشر، همبرت 155): وكذلك مسحة المرضى (م. المحيط). وآخر مسحة (بوشر، همبرت 155).
مسحة: تنظيف، جلاء، تنقية، تطهير (الكالا- وبالأسبانية: Alimpiadura) .
مسحة: عملية تسوية وجه الكيل للحبوب (لتحقيق التعادل الكمي في الوزن) (انظر ما سبق).
كسحة: قشارة، كشاطة (الكالا).
مسحة: منجر، مسحاج، مصولة (بوشر).
مسوح: دهان، مرهم، مروخ (دي ساسي كرست 2: 474 والجمع مسوحات، محيط المحيط).
مسوح: الكلمات الأخرى التي وردت في (جوليوس وفريتاج) ليست من هذه الكلمة بل من مسيح.
مساحة: المساحة متاع المشايخ (إكراميات للمشايخ) أعطيات يقدمها المالك لشيخه (وصف مصر 11ك 486).
مساحة: علم المساحة (محيط المحيط، همبرت 92، المقري 1: 364، المساحة التطبيقية، مسح الأراضي) (همبرت 83، المقدمة 3: 103، فخري 3: 373) مساحة المثلثات (بوشر). خراج على المساحة: (سمي بهذا لأن الأمير كان ملزما بذرع الملاكين) هو من نوعين فالأول يدفع سنويا على الأرض المحروثة وهو استثناء من القاعدة والثاني لا يدفع من غير الأرض المحروثة دون أن يعتمد على طبيعة التربة ومنتجاتها وطريقة الري وقربها أو بعدها عن الموانئ والأسواق) (معجم البلاذري 86، معجم الجغرافيا).
مسيحي: نصراني (فوك، بوشر).
مساح: ماسح الأرضية في الدور (بوشر).
مساح الصرم: صباغ الأحذية (بوشر).
مساح: مهندس أو مساح الأراضي، عالم الرياضيات (همبرت 83، 92. وصف مصر11:480).
مساحة: معول (همبرت 178).
أمسح: مخصي، مستأصلة منه الخصيتان وعضو الذكر (بوشر).
ممسح: انظر الكلمة الآتية (بار على 4656).
ممسحة والجمع مماسح: محكة الأحذية خرقة المسح، ليفة الصحون (بوشر، همبرت 199، باين سميث 1799 وفيه 1298): ممسحة الدواب.
ممسوح: مسيح تقال عن الدرهم المملس (معجم البلاذري).
ممسوح: مخصي، محروم من الخصيتين وعضو الذكر (انظر أمسح) (ألف ليلة 3: 166): فصار الرجل ممسوحا ليس له ذكر وفي (طبعة برسل 12: 328) أملس.
[مسح] نه: فيه "المسيح" عيسى، لأنه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برأ، أو لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، أو لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها، وقيل: المسيح: الصديق، وقيل: هو بالعبرانية مشيحا فعرب، ويسمى به الدجال لأن عينه الواحدة ممسوحة، ورجل ممسوح الوجه ومسيح وهو أن لا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلا سوي، أو لأنه يقطع الأرض، وقيل: إنه مسيح- بوزن سكيت، وإنه الذي مسح خلقه أي شوه، وليس بشيء. ك: يقول: في المسيح والمسيح ليس بينهما فرق بل هما واحد يستعملان في عيسى والدجال، وقال أبو داود: المثقل هو الدجال، والمخفف عيسى، وأخطأ من زعم أن الدجال مسيخ- بمعجمة. نه: وفي ح الملاعنة: إن جاءت به "ممسوح" الأليتين، هو من لزقت أليتاه بالعظم ولم يعظما، رجل أمسح وامرأة مسحاء. وفيه: "تمسحوا" بالأرض فإنها بكم برة، أراد به التيمم، وقيل: أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل، والأمر ندب لا إيجاب. ومنه: إنه "تمسح" وصلى، أي توضأ، من تمسح الرجل: توضأ، والمسح يكون مسحًا باليد وغسلًا. وفيه: لما "مسحنا" البيت أحللنا، أي طفنا به، لأن من طاف به مسح الركن. ك: فلما مسحنا البيت، أي بركنه وهو كناية عن الطواف. نه: وفي صفته صلى الله عليه وسلم: "مسيح" القدمين، أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق، فإذا أصابهما الماء نبا عنهما. شفا: سمي به عيسى لأنه لم يكن أخمص، فورد إذا وطئ بقدمه وطئ بكلها، ليس له أخمص، وهو يخالف ح: كان خمصان الأخمصين، أي متجافي أخمص القدم وهو موضع لا تناله
مسح
مسَحَ1/ مسَحَ على يمسَح، مَسْحًا، فهو ماسِح، والمفعول مَمْسوح ومَسِيح
• مسَحَ الشَّيءَ المتلطَّخ: أزال ما عليه من أثر "مسَحَ المقعدَ المبتلّ- مسَحَ الغبارَ عن التلفاز- مسَحَ ما على السيّارة من وَحْل".
• مسَحَ الخطوطَ: محاها "مسَحَ الأسماءَ المكتوبة على الحائط" ° مسحَ اللهُ ذنوبَه.
• مسَحَ الحجرَ الأسودَ: لمسه واستلمه تبرُّكا.
• مسَحَ المشكلةَ: تتبَّع تفصيلاتها "تقوم الحكومةُ بمَسْح شامل لمشاكل الشّباب".
• مسَحَ القومَ قتلاً: بالغ في قتلهم " {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} "? مسحَ الساقَ بالسّيف: ضربها، قطعها به- مسحَه من الوجود: قضى عليه، أهلكه.
• مسَحَ الشَّخصَ: شفاه "مسَح اللهُ علَّتَه".
• مسَحَ المكانَ: فحصه وتتبَّع تفاصيلَه "مسَح المنطقةَ لتعقّب أوكار المجرمين".
• مسَحَ الشَّيءَ بالماء ونحوه/ مسَحَ على الشَّيءِ بالماء ونحوه: أمَرَّ يده عليه به "مسَح القِدْرَ بالدُّهن- مسَح وجهَه بمنديل- {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ
 وَأَيْدِيكُمْ} "? مسح بيده على رأس اليتيم: عطف عليه- مسح فلانًا بالقول: خدعه بقول حسن. 

مسَحَ2 يمسَح، مِساحةً ومَسْحًا، فهو ماسح، والمفعول مَمْسوح
• مسَحَ الأرضَ: قاسها ليعلم مِساحتَها بالأمتار المربَّعة ونحوها وقسَّمها، حَدَّد أبعادَها "مسحَ المهندسُ قطعةَ الأرض قبل بنائها". 

امَّسحَ يمَّسِح، امِّساحًا، فهو مُمَّسِح
• امَّسح الشَّيءُ: ذهب ما كان عالقًا به. 

انمسحَ ينمسح، انمساحًا، فهو مُنْمَسِح
• انمسح الشَّيءُ: مُطاوع مسَحَ1/ مسَحَ على: امَّسح؛ ذهب ما كان عالقًا به "انمسحتِ العلامةُ- انمسحتِ الألوانُ بالحكّ". 

تمسَّحَ بـ يتمسَّح، تمسُّحًا، فهو مُتمسِّح، والمفعول مُتَمَسَّح به
• تمسَّح الشَّخْصُ بالماء: اغتسل ° تمسّح للصَّلاة: توضّأ.
• تمسَّح الشَّخْصُ بالأرض: تيمَّم "تَمَسَّحُوا بِالأرْضِ فَإِنَّها بِكُمْ بَرَّةٌ [حديث] "? تمسَّح بأعتابه: تقرَّب إليه وتذلَّل، تملَّقه- فلانٌ يُتَمَسَّح به: يُتَبَرَّك به لفضله. 

ماسحَ يماسِح، مماسَحةً، فهو مُماسِح، والمفعول مُماسَح
• ماسحَ الشَّخصَ: لاينه في القولِ غشًّا وغِلاًّ "غضب فلان فماسَحه حتى لان". 

مسَّحَ يمسِّح، تمسيحًا، فهو مُمسِّح، والمفعول مُمسَّح
• مسَّح الشَّيءَ: بالغ في مسحه، وإزالة ما عليه من أثر. 

أَمْسحُ [مفرد]: ج أماسِحُ، مؤ مُسَحَاءُ، ج مؤ مَساحٍ ومساحَى
• الأمسحُ من العملات المعدنيَّة: ما ذهب نقشُه. 

تِمْساح [مفرد]: ج تَماسِيحُ: (حن) حيوان برمائيّ من رتبة التمساحيّات وفصيلة الزواحف، كبير الجسم، طويل الذَّنَب، قصير الأرجل يغطي جسمه تُرْس متين كتُرس السّلاحف، مؤلّف من فلوس قرنيّة متّصل بعضها ببعض ° دُمُوعُ التَّماسيح [مَثَل]: يُضرب لمن يتباكى ويتظاهر بالحزن لأن التَّماسيح تسيل دموعها وهي تلتهم فريستها. 

ماسح [مفرد]: ج ماسحون ومَسَحة ومُسَّاح، مؤ ماسحة، ج مؤ ماسحات ومُسَّح ومواسحُ: اسم فاعل من مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2 ° ماسح الأحذية: مَنْ يَمسَح الأحذيةَ ويُلَمِّعها.
• ماسح إلكترونيّ نفقيّ: (فز) مجهر؛ ميكروسكوب؛ مايكروسكوب؛ مكرسكوب؛ مكروسكوب؛ آلة تحرِّك حزمة أشعّة الرادار بنمط معيَّن باتِّجاه نَفَق أو حجرة معيَّنة للبحث عن هدف. 

مُساحة [مفرد]
• مُساحة المائدة: ما تبقّى بعد مسحها. 

مِساحة [مفرد]:
1 - مصدر مسَحَ2.
2 - (هس) عدد الوحدات المربَّعة صحيحًا أو كسرًا التي يضمّها محيط لشكل هندسيّ مستوٍ.
• علم المِساحة: علمٌ يبحث في طرق قياس الخطوط والسُّطوح والأجسام. 

مَسْح [مفرد]:
1 - مصدر مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2.
2 - إجراء مُنظَّم لجمع المعلومات، يتضمَّن مجموعة من الأسئلة يجاب عنها تحريريًّا أو شفاهةً عن عيِّنَة ممثّلة للمجموعة التي يتمّ بحثها. 

مِسْح [مفرد]: ج أمساح ومُسوح:
1 - كساء غليظ من شَعَر.
2 - ثوب الرَّاهب ° لبِس المُسوحَ: أصبح راهبًا- لبِس مُسوحَ الرُّهبان: تظاهر بالبراءة والطِّيبة. 

مَسْحَة [مفرد]: ج مَسْحات ومَسَحات:
1 - اسم مرَّة من مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2: "نظفت بمَسْحةٍ واحدة".
2 - أثرٌ ظاهرٌ خفيف من جَمال ونحوه يبقى على الجسم "عليه مَسْحَة من جَمال وبهاء- ظهرت عليه مَسْحَة المرض/ الهزال".
3 - (حي) عيِّنة دم مثلا على شريحة للفحص المجهريّ، أو على سطح مستنبت. 

مَسَّاح [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من مسَحَ1/ مسَحَ على ومسَحَ2.
2 - مَنْ حرفتُه المِساحة (قياس الأرض). 

مَسَّاحة [مفرد]:
1 - مؤنَّث مَسَّاح.
2 - اسم آلة من مسَحَ1/ مسَحَ على: أداة تُمْسَح بها الكتابةُ وغيرها "مسَّاحة السَّبُّورة/ البلاط/ الزُّجاج".
• مسّاحة سيَّارة: أداة لمسح ماء المطر عن زجاج السّيّارة الأماميّ والخلفيّ. 

مَسيح [مفرد]: ج مُسَحَاءُ ومَسْحَى: صفة ثابتة للمفعول من مسَحَ1/ مسَحَ على.
• المَسيح: لقب رسول الله عيسى ابن مريم عليه السلام " {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ} ".
• المَسيحُ الدَّجَّال: المسيخ الدَّجَّال؛ شخص يدَّعي الألوهيّة، يخرج آخر الزّمن يتّصف بالسّحر والكذب والتّمويه على النَّاس، ويُعَدّ ظهورُه إحدى علامات الساعة الكُبْرى. 

مَسِيحانيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَسيح: على غير قياس "ناقش العديد من التصوّرات المسيحانيّة لدى البروتستانت". 

مَسيحيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَسيح.
2 - مَنْ كان على دين المَسيح. 

مَسيحيَّة [مفرد]: مؤنَّث مَسيحيّ: "فتاة مسيحيّة".
• المسيحيَّة: ديانة تُنْسَب إلى المسيح عليه السَّلام، النَّصرانيَّة، الدِّين المسيحيّ. 

مِمْسَحَة [مفرد]: ج مَماسحُ: اسم آلة من مسَحَ1/ مسَحَ على: خِرْقة تُمْسَح بها الأرضُ أو السَّبُّورةُ أو نحوهما "الممسحة المطاطيّة: أداة على شكل حرف ( T) لها قطعة مستعرضة ذات حافة مطاطيّة أو جلديّة يمسح بها سطح لإزالة الماء- ممسحة أقدام: توضع عند مدخل الباب لمسْح الأحذية". 

مسح

1 مَسَحَ شَيْئًا, aor. ـَ inf. n. مَسْحٌ; and ↓ مسّحهُ, inf. n تَمْسِيحٌ; He wiped a thing that was wet or dirty, with his hand, or passed his hand over it to remove the wet or dirt that was upon it: (L:) مَسْحٌ and تَمْسِيحٌ and ↓ تَمَسُّحٌ signifying the passing the hand over a thing that is flowing [with water or the like], or dirtied, soiled, or polluted, to remove the fluid or dirt, or soil or pollution; (L, K;) as when one wipes his head with his hand to remove water; and his forehead, to remove sweat. (L.) [It often signifies He stroked a thing with his hand; as, for instance, the Black Stone of the Kaabeh; see below.] b2: مَسَحَ رَأْسَهُ مِنَ المَآءِ; and جَبِينَهُ الرَّشَحِ; He wiped his head with his hand to remove the water that was upon it; and his forehead to remove the sweat. (L.) b3: مَسَحَ بِرَأْسِهِ (S) He wiped with his hand, or passed his hand closely over, his head, or a part thereof, without making any water to flow upon it: so in the Kur, v. 8; where it is said, فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ

إِلَى الْكَعْبَيْنِ: here أَرْجُلَكُمْ is in the acc. case as an adjunct to ايديكم; [i.e., as a third objective complement to the verb اغسلوا; not as an adjunct to رؤوسكم;] but some read أَرْجُلِكُمْ, putting it in the gen. case because of its proximity to رؤوسكم; (Jel;) [in like manner as خَرِبٍ is put in the gen. case in the phrase هٰذَا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ, an ex. given by many of the grammarians, showing that this is allowable in prose,] notwithstanding that it is said, by Aboo-Is-hák the grammarian, that the putting a noun in the gen. case because of its proximity to a preceding noun in that case is not allowable except in poetry, when necessity requires it: (L:) the head, which is wiped, is mentioned between the arms and the feet, which are washed, to show the order which is to be observed in the purification. (Jel.) But مَسَحَ signifies both he wiped with the hand, and also he washed: so says IAth: (L:) and Az and IKt say the like: (Msb:) you say مَسَحْتُ يَدَىَّ بالمَآءِ, meaning I washed my hands with water. (Az, Msb.) b4: مَسَحَ شَيْئًا بِالمَآءِ He wiped a thing with his hand wetted with water; passed his hand, wetted with water, over a thing. (Msb.) b5: مَسَحَ البَيْت He compassed the House [of God, i.e. the Kaabeh: because he who does so passes his hand over the corner in which is the Black Stone]. (L.) b6: مَسَحَ اللّٰهُ عَنْكَ مَا بِكَ May God remove that which is in thee! (L;) or, wash and cleanse thee from thy sins! (TA, art. مصح.) A prayer for a sick person. (L, from a trad.) b7: مَسَحَهُ He anointed him or it with oil. (A.) b8: مُسِحَ بِالكَرَمِ, inf. n. مَسْحٌ, (tropical:) He was characterized by somewhat, or by some sign or mark, of nobility. (L.) [See مَسْحَةٌ.] b9: مَسَحَ, inf. n. مَسْحٌ, He combed and dressed hair; syn. مَشَطَ. (K.) b10: مَسْحُ اللُّحِىَ [The stroking of the beards] was a sign of reconciliation. (S, O, in art. عق: see عَقُ بِالسَّهْمِ.) b11: مَسَحَهُ, or مَسَحَهُ بِالمَعْرُوفِ, i. e. بالمعروف مِنَ القَوْلِ, (L,) inf. n. مَسْحٌ; (L, K;) and ↓ مسّحهُ, (L,) inf. n. تَمْسِيحٌ; (L, K;) He spoke to him good words, deceiving, or beguiling, him therein, (L, K,) and giving him nothing. (L.) b12: فُلَانٌ يَمْسَحُ رَأْسَ زَيْدٍ (tropical:) Such a one beguiles, or deceives, Zeyd. (A.) [See also 3.] b13: مَسَحَ, inf. n. مَسْحٌ and تَمْسَاحٌ He lied; uttered what was false. (K.) b14: مَسَحَ فِى الأَرْضِ, inf. n. مُسُوحٌ, He set forth journeying through the land, or earth: (A'Obeyd, K: *) as also مَصَحَ. (TA.) b15: مَسَحَهُمْ (tropical:) He passed lightly by them, or brushed by them, without remaining by them. (L.) b16: مَسِحَ, [aor. ـَ inf. n. مَسَحٌ, The inner sides of his (a man's, S) thighs rubbed together, (S, L, K,) so as to become sore and chapped: (L:) or he had the inner side of his knee inflamed by the roughness of his garment. (L, K.) b17: مَسَحَ الإِبِلَ, inf. n. مَسْحٌ (tropical:) He made the camels to journey all the day long: and he made the backs of the camels to be wounded by the saddles, and emaciated them; as also ↓ مَسَّحَهَا, inf. n. تَمْسِيحٌ: (K:) and in the latter sense you say مَسَحَ النَّاقَةَ, and ↓ مسّحها. (TA.) b18: مَسَحَتِ الإِبِلُ يَوْمَهَا (tropical:) The camels journeyed all the day. (S.) مَسَحَتِ الإِبِلُ الأَرْضَ يَوْمَهَا دَأْبًا (tropical:) The camels journeyed all the day laboriously. (TA.) A2: مَسَحَ, (S,) inf. n. مَسْحٌ (K) and مِسَاحَةٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) (tropical:) He measured land. (S, K.) A3: مَسَحَ, inf. n. مَسْحٌ, (tropical:) He cut, or severed: and he struck, or smote: (K:) he severed the neck, and the arm. (TA.) مَسَحَ عُنُقَهُ and بِعُنُقِهِن, aor. ـَ inf. n. مَسْحٌ, He smote his neck: or, as some say, severed it, or cut it through. Agreeably with both these significations مَسْحًا is rendered in the Kur, xxxviii. 32: some say that what is here meant is the wiping with the hand wetted with water: accord. to IAth, Solomon is here said to have smitten the necks and hock-tendons of the horses. (L.) [See art. طفق.] مَسَحَهُ بِالسَّيْفِ He smote him with the sword: (L:) and he cut him with the sword: (S, L:) or مَسَحَهُ signifies he struck him gently with a staff, or stick, and with a sword. (TA in art. دهن.) b2: See 8. b3: Also مَسَحَهُمْ He slew them. (L.) A4: مَسَحَهُ, (inf. n. مَسْحٌ, K,) He (God) created him blessed, (AHeyth, K,) and goodly: (AHeyth:) b2: and, contr., created him accursed, (AHeyth, K,) and foul, or ugly. (AHeyth.) A5: مَسَحَ, (S,) inf. n. مَسْحٌ, (K,) (tropical:) Inivit feminam. (S, K.) 2 مَسَّحَ see 1, in four places.3 ماسحهُ (tropical:) He took him by the hand; applied the palm of his hand to the palm of the other's hand. (TA.) b2: (tropical:) He made a compact, or covenant, with him. (TA.) b3: مَاسَحَا (tropical:) They used blandishing, soothing, or wheedling, words, one to the other, deceiving thereby; (K;) their hearts not being sincere. (TA.) You say غَضِبَ فَمَاسَحْتُهُ حَتَّى لَانَ (tropical:) He was angry, and I coaxed, or wheedled, him until he became gentle, or mild. (TA.) [See also 1.]5 تمسّح بِالمَآءِ He washed himself with water. (A, Z.) b2: تمسّح (tropical:) He performed the ablution called الوُضُوْء. (IAth.) b3: تمسّح بِالأَرْضِ (S, L) (tropical:) He performed the action termed التَّيَمُّم: or he made his forehead to touch the ground in prostration, without anything intervening. (L.) b4: فُلَانٌ يُتَمَسَّحُ بِثَوْبِهِ (tropical:) Such a one has his garment passed over men's persons as a means of their advancing themselves in the favour of God: (L:) [i.e., he is a holy man, from the touch of whose garment a blessing is derived: see St. Matthew's Gospel, ix., 20 and 21]. فُلَانٌ يُتَمَسَّحُ بِهِ (tropical:) Such a one is a person by means of whom one looks for a blessing (بُتَبَرَّكُ بِهِ,) by reason of his excellence, (K,) and his devotion; (TA;) as though one advanced himself in the favour of God by approaching him. (L.) [See also an ex. voce رُكْنٌ.] b5: فُلَانٌ يَتَمَسَّحُ (tropical:) Such a one has nothing with him, or in his possession; as though he wiped his arms with his hands: (K:) [for it is a custom of the Arabs to do thus as an indication of having nothing.] b6: تمسّح He wiped himself, مِنْ شَىْءٍ to remove a thing, and بِشَىْءٍ, with a thing. (L.) [See also 1.]6 تَمَاسَحَا (tropical:) They acted in a friendly or sincere manner, one to the other; syn. تَصَادَقَا: or they made a contract, or bargain, one with the other, and each struck the palm of the other's hand with the palm of his own hand [to confirm it], (K,) and swore to the other. (TA.) b2: تَمَاسَحُوا (tropical:) They took one another by the hand. (TA.) 8 امتسح He drew a sword (K) from its scabbard; as also ↓ مَسَحَ. (TA.) مَسْحٌ i. q. بَلَاسٌ; (S, K;) i.e., A garment of thick, or coarse, hair-cloth: so in the T: and a piece of such stuff as is spread in a house or tent: (TA:) a بلاس such as is worn by monks: (Mgh:) a كِسَآء of hair-cloth: (L:) an old and worn-out garment: (Kull:) pl. أَمْسَاحٌ and مُسُوحٌ; (S;) the former a pl. of pauc., and the latter a pl. of mult. (L.) b2: مِسْحٌ The main part, and middle, of a road; syn. جَادَّةٌ: (K:) pl. أَمْسَاحٌ (TA) and مُسُوحٌ. (K.) مَسَحٌ, a subst., Paucity of flesh in the posteriors and thighs; or smallness of the buttocks, and their sticking together; or paucity of flesh in the thighs; syn. رَسَحٌ. (L.) عَلَى فُلَانٍ مَسْحَةٌ مِنْ جَمَالٍ, (S, K,) or ↓ مِسْحَةٌ, (L,) (tropical:) Upon such a one there appears somewhat of beauty; (L, K;) or, some sign, or mark, or trait, of beauty: (L:) and مسحةُ كَرَمٍ, some sign, or mark, trait, or indication, of nobility; and the like: a mode of expression said, by Sh, to be used only in praise; so that you do not say عَلَيْهِ مسحةُ قُبْحٍ: (L:) but you say also بِهِ مسحةٌ مِنْ هُزَالٍ in him is somewhat, or some sign, or mark, of leanness; (L, K;) which is a phrase of the Arabs mentioned by Az. (L.) b2: مَسْحَةٌ in the cheek of a horse: see صِفَاحٌ.

مِسْحَةٌ: see مَسْحَةٌ.

مَسِيحٌ Anointed: wiped over with some such thing as oil. (K.) b2: A king. (El-'Eynee.) b3: المَسِيحُ [The Messiah, the Christ, the Anointed,] Jesus, on whom be peace ! (S, Msb, K,) [correctly] an arabicized word, [from the Hebrew,] originally مَشِيحَا, with ش: (T, Msb:) but the learned differ as to this word, whether it be Arabic or arabicized: F relates, in the K, his having mentioned, in his Expos. of the Meshárik el-Anwár, fifty opinions respecting the derivation of it; and in another work he has made the number fifty-six. (TA.) b4: Also, (K,) or المَسِيحُ الكَذَّابُ, (S,) or ↓ المِسِّيحُ, (K,) [The Messiah, or Christ, surnamed the Great Liar; the False Christ; Antichrist; also called] EdDejjál, الدَّجَّالُ: (S, K:) it is not allowable, however, to apply to him the appellation المَسِيحُ without restriction; wherefore one says المَسِيحُ الدَّجَّالُ [or الكَذَّابُ]; (TA;) [unless in a case like the following, in which] a poet says إِذَا المَسِيحُ يَقْتُلُ المَسِيحَ [When the true Messiah shall slay the false Messiah] (Msb.) [Many opinions respecting the derivation of the appellation thus applied are also mentioned by various authors.] b5: مَسِيحٌ Sweat: (T, S, K:) so called because it is wiped off (يُمْسَحُ) when it pours forth. (T.) b6: مَسِيحٌ (tropical:) A dirhem [or silver coin] of which the impression is obliterated; syn. أَطْلَسُ; (S, Msb, K;) having no impression. (Msb.) b7: مَسِيحٌ (S, K) and ↓ مَسِيحَةٌ (TA) A piece of silver. (As, S, K.) b8: مَسِيحٌ. (tropical:) i. q. مَمْسُوحُ الوَجْهِ, (K,) i.e., A man having one side of his face plain, without eye or eyebrow: said to apply in this sense to EdDejjál, among others. (IF, L.) b9: One-eyed. (Az.) [See also أَمْسَحُ.] b10: مَسِيحٌ A rough napkin, or kerchief, with which one wipes himself: (L, K:) so called because the face is wiped with it, or because it retains the dirt. (TA.) [A dusting-cloth, or dish-clout, or the like, is now called ↓ مِمْسَحَةٌ.] b11: مَسِيحٌ Beautiful in the face. (TA.) b12: مَسِيحٌ One who journeys or goes about much for the sake of devotion, or as a devotee; as also ↓ مِسِّيحٌ (K,) and ↓ أَمْسَحُ, (TA,) the fem. of which is مَسْحَآءُ. (K, TA.) See مَسَّاحٌ.

A2: مَسِيحٌ (tropical:) Multum coiens; as also ↓ مَاسِحٌ. (K.) b2: مَسِيحٌ Erring greatly. (TA.) b3: مَسِيحٌ A great liar; one who lies much; as also ↓ مَاسِحٌ and ↓ مِمْسَحٌ (K) and ↓ تِمْسَحٌ (Lh, K) and ↓ أَمْسَحُ, (TA,) the fem. of which last is مَسْحَآءُ. (K, TA.) See مَاسِحٌ.

A3: مَسِيحٌ Very veracious; syn. صِدِّيقٌ: (K, L, TA: in the CK صَدِيقٌ:) a meaning unknown to many of the lexicologists, and probably obsolete in their time. (L.) A4: مَسِيحٌ Created blessed, and goodly; (L;) created (مَمْسُوحٌ) with blessing, or prosperity: (K:) b2: and, contr., created accursed, and foul, or ugly; (L;) created with unfortunateness. (K.) مِسَاحَةٌ (tropical:) Mensuration of land. (Msb.) [See also 1.] b2: See also تَكْسِيرٌ.

مَسِيحَةٌ i. q. ذُؤَابَةٌ, [a portion, or lock, of hair hanging down loosely from the middle of the head to the back; or the hair of the fore part of the head; the hair over the forehead; or the part whence that hair grows; or a plait of hair hanging down; &c.]: (S, L, K:) or hair that is left without its being dressed with oil or anything else: or that part of a man's head that is between the ear and the eyebrow, rising to the part below that where the sutures of the scull unite: or that part of the side of the hair upon which a man puts his hand, next to his ear: or the hair of each side of the head: pl. مَسَائِحُ: or مسائح signifies the place which a man wipes with his hand: or, accord. to As, the hair: or, accord. to Sh, the hair which one wipes with his hand, upon his cheek and his head. (L.) b2: See مَسِيحٌ.

A2: مَسِيحَةٌ A bow: (S, K:) or an excellent bow: (L.) pl. مَسَائحُ. (S, K.) مَسَّاحٌ (tropical:) A measurer of land; (TA;) as also ↓ مَسِيحٌ. (L.) مِسِّيحٌ and المِسِّيحُ: see مَسِيحٌ.

بِهِ مَاسِحٌ He (a camel) has a fretting of the edge of the callosity upon his breast, produced by his elbow, without making it bleed: if he make it bleed, you say بِهِ حَازٌّ: (S, L:) and he has a chafing of his arm-pit produced by his elbow, but not violent, by reason of the disease called ضَاغِط. (L.) b2: See مَسِيحٌ. b3: مَاسِحٌ and ↓ مَسِيحٌ A great slayer; one who slays much, or many. (Az, L.) مَاسِحَةٌ A woman who combs and dresses hair; syn. مَاشِطَةٌ. (S.) أَمْسَحُ A flat place, with small pebbles, and without plants, or herbage. (S.) b2: مَسْحَآءُ A plain tract of land, with small pebbles, (S, K,) and without plants, or herbage: (S:) [ex.] مَرَرْتُ بِخَرِيقٍ مِنَ الأَرْضِ بِيْنَ مَسْحَاوَيْنِ [I passed by a depressed tract of land containing herbage between two plain tracts containing small pebbles and without herbage]: (Fr, S:) or a piece of flat ground, bare, abounding with pebbles, containing no trees nor herbage, rugged, somewhat hard, like a flat place in which camels &c. are confined, or in which dates are dried, not what is termed قُفّ, nor what is termed سَهْلَة: (ISh:) pl. مَسَاحٍ and مَسَاحى [i. e. مَسَاحَى or مَسَاحِىُّ]; pl. forms proper to substs.; as it is an epithet in which the quality of a subst. predominates. (L.) b3: Also مَسْحآءُ Red land. (K.) b4: مَسْحَآءُ A woman having little flesh in her posteriors and thighs; or foul, ugly, or unseemly; syn. رَسْحَآءُ. (S.) [In the K., الأَرْضُ الرَّسْحَآءُ, given as an explanation of المَسْحَآءُ, is an evident mistake for المَرْأَةُ الرَّسْحَآءُ, as observed by Freytag.] b5: أَمْسَحُ, or أَمْسَحُ القَدَمِ, A man having a flat sole to his foot, without any hollow: (L:) fem. مَسْحَآءُ: (L, K:) and ↓ مَسِيحٌ, or القَدَمَيْنِ ↓ مَسِيحُ, signifies the same: and also having smooth and soft feet, without fissures or chaps, so that they repel water when it falls upon them. (L.) b6: Also مَسْحَآءُ, (K,) or مسحآءُ الثَّدْىِ, (L,) A woman whose breast has no bulk. (L, K.) b7: Also مَسْحَآءُ A one-eyed woman: [see also مَسِيحٌ:] and such as is termed بِخْقَآءُ, whose eye is not مُلَوَّزَة: so in [most of] the copies of the K., but in some, بِلَّوْرَة: (TA:) [the meaning seems to be whose eye has no crystalline humour]. b8: أَمْسَحُ A man having little flesh in his posteriors and thighs; or having small buttocks sticking together; syn. ارسح: fem. مَسْحَآءُ: pl. مُسْحٌ. (L.) b9: أَمْسَحَ A man (S) having the inner sides of his thighs rubbing together (S, L, K) so as to become sore and chapped: (L:) or having the inner side of his knee inflamed by the roughness of his garment: (L, K:) fem. مَسْحَآءُ, and pl. مُسْحٌ. (L.) b10: غَارَةٌ مَسْحَآءُ (tropical:) A hostile attack, or incursion, by a troop of horse, in which the attacking party passes lightly by the party attacked, or brushes by them, without remaining by them. (L, from a trad.) b11: See مَسِيحٌ.

أَمْسَح [app. used as a subst., and therefore with, or without, tenween,] A flat tract of land: pl. أَمَاسِحُ. (TA.) b2: A smooth desert; or smooth waterless desert. (Lth.) أُمْسُوحٌ Any long piece of wood in a ship: (K:) pl. أَمَاسِيحٌ. (TA.) مِمْسَحٌ and مِمْسَحَةٌ: see مَسِيحٌ.

مَمْسُوحُ الأَلْيَتَيْنِ Having the buttocks cleaving to the bone, and small. (L.) b2: مَمْسُوحٌ A eunuch whose testicles have been extirpated. (TA.) b3: عَضُدٌ مَمْسُوحَةٌ An arm, from the shoulder to the elbow, having little flesh. (TA.) b4: مَمْسُوحُ A thing foul, or ugly, and unfortunate, and changed from its proper form, or make. (TA.) [See art. مسخ.]

تِمْسَحٌ A dissembler; a deceiver; (K;) one who blandishes, soothes, or wheedles, one with his words, and deceives him. (TA.) b2: تِمْسَحٌ An audacious, or insolent, and wicked, or corrupt, man: (L, K:) or a great liar, who, if asked, will not tell thee truly whence he comes; who lies to thee even as to the place whence he comes. (L.) [See also مَسِيحٌ.] b3: See تِمْسَاحٌ.

تِمْسَاحٌ, (S, Msb, K,) and ↓ تِمْسَحٌ, (Msb, K,) the latter app. a contraction of the former, (Msb,) [The crocodile]; a well-known aquatic animal, (S,) a creature like the tortoise, of great size, found in the Nile of Egypt and in the river Mihrán, (K,) which is the river of Es-Sind; (TA;) or [rather] resembling the وَرَل about five cubits long, and less; that seizes men and oxen, and dives into the water with them and devours them: pl. of the former تَمَاسِيحٌ, and of the latter تَمَاسِحُ. (Msb.)
مسح
: (المَسْحُ، كالمَنْع: إِمرارُ) كَ (اليَدَ على الشّيْءِ السَّائلِ) أَ (والمُتَلطِّخِ لأَذهابِه) بذالك، كمَسْحِك رأْسَك من الماءِ وجَبِينَك من الرَّشْح، (كالتَّمسيحِ والتَّمَسُّح) ، مَسَحه يَمسَحه مَسْحاً، ومسَّحَه، وتَمسَّح مِنْهُ وَبِه. وَفِي حَدِيث فرَسِ المُرَابطِ (أَنّ عَلَفَه ورَوْثَهُ ومَسْحاً عنهُ، فِي مِيزَانه) يُرِيدُ مَسْحَ التُّرَابِ عَنهُ وتَنظيفَ جِلْدِه. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَقَوله تَعَالَى: {7. 007 وامسحوا برؤوسكم. . الى الْكَعْبَيْنِ} (الْمَائِدَة: 6) فسَّره قعلبٌ فَقَالَ: نزَل القُرآنُ، بالمَسْح والسُّنَّةُ بالغسْل، وَقَالَ بعضُ أَهلِ اللُّغَة: من خَفَض (أَرجُلِكم) فَهُوَ على الجِوَارِ. وَقَالَ أَبو إِسحاق النّحوي: الخفْضُ على الجِوَارِ لَا يجوز فِي كتابِ الله عزّ وجلّ، وإِنّما يجوز ذالك فِي ضَرورة الشِّعْر، ولاكنّ المَسْحَ على هاذه القراءةِ كالغَسْل. وممّا يَدلُّ على أَنّهُ غَسْلٌ أَنّ المسحَ على الرِّجْل لَو كانَ مَسْحاً كمَسْحِ الرَّأْس لَم يَجُزْ تَحديدُه إِلى الكَعْبَيْن كَمَا جَازَ التحديدُ فِي اليَديْن إِلى الْمرَافِق، قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} بِغَيْر تَحْدِيد فِي الْقُرْآن، وَكَذَلِكَ فِي التَّيمُّمِ {7. 007 فامسحوا بوجوهكم واءَيديكم مِنْهُ} (الْمَائِدَة: 6) من غير تَحديد، فهاذا كلُّه يُوجِب غَسْلَ الرِّجلين. وأَمّا مَن قرأَ {7. 007 واءَرجلكم} فَهُوَ على وَجهَين: أَحدهما أَنّ فِيهِ تَقديماً وتأْخيراً، كأَنّه قَالَ: فاغْسِلُوا وُجُوهَكم وأَيديَكم إِلى المَرافقِ وأَرجُلَكم إِلى الكَعبين (وامْسحُوا برُؤُوسكم، فقدّمَ وأَخَّرَ ليَكُون الوضُوءُ وِلاءً شَيْئا بعد شيْءٍ. وَفِيه قولٌ آخَر، كأَنّه أَراد: واغسلوا أَرْجُلَكم إِلى الْكَعْبَيْنِ) لأَنَّ قَوله إِلى الكَعْبَيْنِ قد دَلَّ على ذالك كَمَا وصَفْنَا، ويُنسَق بالغَسْل، كَمَا قَال الشَّاعِر:
يَا لَيْتَ زَوْجَك قد غَدَا
مُتَقَلِّداً سيْفاً ورُمْحَا
الْمَعْنى متقلّداً سَيْفا وحاملاً رُمحاً.
وَفِي الحَدِيث: (أَنّه تَمسَّهَ وصَلَّى) أَي تَوضّأَ. قَالَ ابْن الأَثير: يُقَال للرَّجل إِذا تَوَضَّأَ: قد تَمَسَّح، والمسْحُ يكون مَسْحاً باليَد وغَسْلاً. وَنقل شيخُنا هاذه العبارةَ بالاختصار ثمَّ أَتبعها بِكَلَام أَبي زيد وَابْن قُتيبة مَا نصُّه: قَالَ أَبو زيد: المَسْحُ فِي كَلَام الْعَرَب يكون إِصابَةَ البَللِ، وَيكون غَسْلاً، يُقَال مَسَحْتُ يَدي بالماءِ، إِذا غَسَلْتُها، وتَمسَّحْتُ بالماءِ، إِذا اغُتسلْتُ، وَقَالَ ابْن قُتيبةَ أَيضاً: كَانَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلميَتوضّأُ بِمدَ، فَكَانَ يَمْسح بالماءِ يدَيْه ورِجْلَيْه وَهُوَ لَهَا غاسلٌ قَالَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {7. 007 وامسحوا برؤوسكم واءَرجلكم} المُرَاد بمسْحِ الأَرجُلِ غَسْلُها. ويستدلّ بِمَسْحه صلى الله عَلَيْهِ وسلمرِجلَيْه بأَنّ فِعْلَه مُبيِّن بأَنّ المسحَ مُسْتَعْمَل فِي المَعنيَينِ المذكُورَيْن، إِذ لَو لم يُقَلْ بذالك لَزِم القولُ بأَنّ فِعلَه عَلَيْهِ السَّلَام بطرِيقِ الْآحَاد ناسخٌ للْكتاب، وَهُوَ مُمتنعٌ. وعَلى هاذا فالمسْحُ مُشتركٌ بَين مَعنيين، فإِن جَازَ إِطلاقُ اللَّفْظةِ الواحدَة وإِرادةُ كلاَ مَعنَييها إِن كَانت مُشتركةً أَو حَقيقةً فِي أَحَدِهما مَجازاً فِي الآخر، كَمَا هُوَ قولُ الشافِعيّ، فَلَا كَلاَمَ. وإِنْ قيل بالمَنْع فالعامِلُ محذُوفٌ، والتّقدير: وامْسَحوا بأَرْجْلِكم مَعَ إِرادة الغَسْلِ.
(و) من الْمجَاز: المَسْحُ: (القَوْلُ الحَسَنُ) من الرّجُل، وَهُوَ فِي ذالك (ممَّن يَخْدَعُك بِهِ) . مَسَحَه بِالْمَعْرُوفِ، أَي بِالْمَعْرُوفِ من القوْل وَلَيْسَ مَعَه إِعطاءٌ، قَالَه النَّصْر بن شُميل. وَقيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيح الدَّجَّال، لأَنّه يَخْدَع بقوله وَلَا إِعطاءَ. (كالتَّمسيح. و) المَسْحُ (المَشْطُ) . والماسِحَةُ: الماشِطَةُ. قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّال، لأَنّه يُزَيّن ظاهرَه ويُمَوِّهُه بالأَكاذيب والزَّخارِف. (و) من الْمجَاز: المَسْحُ: (القَطْع) : وَقد مَسَحَ عُنُقَه وعَضُدَهُ: قَطَعهما.
وَفِي (اللِّسَان) : مَسَحَ عُنُقَه وَبهَا، يَمسَحُ مَسْحاً: ضَرَبها، وَقيل قَطَعها. قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيحُ الدَّجّال، لأَنّه يضرِب أَعناقَ الّذِين لَا يَنقادون لَهُ. وَقَوله تَعَالَى: {7. 007 ردوهَا عَليّ فَطَفِقَ. . والاءَعناق} (ص: 33) يُفسَّر بهما جَمِيعًا. وروَى الأَزهَرِيّ عَن ثَعْلَب أَنّه قيل لَهُ: قَالَ قُطْرب: يَمْسَحُهَا يُبَرِّك عَلَيْهَا فأَنكره أَبو العبّاس وَقَالَ: لَيْسَ بشيْءٍ. قيل لَهُ: فأَيْش هُوَ عندَك؟ فَقَالَ: قَالَ الفرَّاءُ وغيرُه: يَضْرِب أَعناقَها وسُوقعها، لأَنّهَا كانَت سَبَبَ ذَنْبه. قَالَ الأَزهريّ: ونحْو ذالك قَالَ الزّجاجُ، قَالَ: وَلم يَضرِب سُوقَها وَلَا أَعناقَهَا إِلاّ وَقد أَباحَ اللَّهُ لَهُ ذالك، لأَنْه لَا يَجعلُ التوْبَةَ من الذّنبِ بِذَنْبٍ عَظيمٍ. قَالَ: وَقَالَ: قَومٌ إِنّه مَسَحَ أَعْنَاقَها وسُوقَها بالماءِ بيَدِه. قَالَ: وهاذا لَيْسَ يُشبِه شَغْلَهَا إِيّاه عَن ذِكْرِ الله، وإِنّما قَالَ ذالك قَومٌ لأَنَّ قتْلَها كَانَ عِنْدهم مُنْكَراً، وَمَا أَباحه اللَّهُ فَلَيْسَ بِمنْكر، وجائزٌ أَن يُبيحَ ذالك لِسليمانَ عَلَيْهِ السّلامُ فِي وَقْتِه ويَحْظُرُه فِي هاذَا الوقْتِ. قَالَ ابنُ الأَثير: وَفِي حَدِيث سُليمانَ عَلَيْهِ السلامُ: {7. 007 فَطَفِقَ مسحا بِالسوقِ والاءَعناق} قيل: ضَرَبُ أَعناقَهَا وعَرْقَبَهَا. يُقَال: مَسَحَه بالسَّيْف، أَي ضَرَبَه، ومَسَحه بالسَّيف: قطَعَه. وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
ومُستَامَةٍ تُسْتامُ وهْيَ رَخِيصةٌ
تُباعُ بسَاحاتِ الأَيادِي وتُمْسَحُ
تُمْسَح أَي تُقْطَع: والماسِح: القَتَّال.
(و) المَسْح: (أَنْ يَخْلُق اللَّهُ الشَيْءَ مُبَارَكاً أَو مَلْعُوناً) . قَالَ المُنذرِيّ: قلت لأَبي الهَيْثَم: بلَغَني أَنَّ عِيسَى إِنّمَا سُمِّيَ مَسِيحاً لأَنهُ مُسِحَ بالبَرَكة، وسُمِّيَ الدَّجّالُ مَسيحاً لأَنّه ممسوحُ العَيْنِ، فأَنْكرَه وَقَالَ: إِنَّمَا الْمَسِيح (ضِدُّ) الْمَسِيح، يقالُ مَسَحه الله، أَي خلَقه خَلْقاً مُبارَكاً حَسَناً، ومسَحَه اللَّهُ أَي خَلَقَه خَلْقاً قَبيحاً ملعوناً.
قلت: وهاذا الَّذِي أَنكره أَبو الهَيثم قد قَالَه أَبو الْحسن القابسيّ: ونقلَه عَنهُ أَبو عَمْرٍ الداني، وَهُوَ الوَجه الثَّانِي وَالثَّالِث. وقَولُ أَبي الْهَيْثَم الرابعُ وَالْخَامِس.
(و) المَسْح: (الكَذِبُ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيح الدجّال لكَونه أَكْذبَ خلْقِ اللَّهِ، وَهُوَ الوَجْه السَّادِس، (كالتَّمْسَاح، بِالْفَتْح) ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
قَد غَلَبَ النَّاسَ بَنو الطمَّاحِ
بالإِفْك والتَّكذَابِ والتَّمساحِ
وَفِي المزهر للجلال، قَالَ سَلاَمةُ بنُ الأَنباريّ فِي شرح المَقامات: كلُّ مَا ورَدَ عَن الْعَرَب من المصادر على تَفعال فَهُوَ بِفَتْح التّاءِ، إِلاّ لفظتينِ: تِبْيَان وتِلْقَاء. وَقَالَ أَبو جَعْفَر النّحّاسُ فِي شرح المُعلّقَات: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب اسمٌ على تِفعالٍ إِلاّ أَربعة أَسماءٍ وخامسٌ مختلَف فِيهِ، يُقَال تِبْيَان، ولقِلادةِ المرأَةِ: تِقْصَارُ، وتِعْشَارٌ وتِبْرَك مَوضعانِ، وَالْخَامِس تِمْساحٌ، وتَمْسَحٌ أَكثرُ وأَفصحُ. كذَا نَقله شَيخنَا. فَكَلَام ابْن الأَنباريّ فِي المصدرَين، وَكَلَام ابْن النّحّاس فِي الأَسماءِ. (و) من الْمجَاز المَسْحُ (: الضَّرْبُ) ، يُقَال: مَسَحَه بالسَّيْف: أَي ضَرَبَه. وَقَوله تَعَالَى: {7. 007 فَطَفِقَ مسحا. . والاءَعناق} ، قيل: ضَرَب أَعْنَاقَها وعَرْقَبَها، وَقد تقدّم قَرِيبا. وَمِنْه: مَسَحَ أَطرافَ الكَتَائِبِ بِسَيْفه.
وَقَالَ الأَزهَرِي: المَسيح: الماسح، وَهُوَ الْقِتَال، وَبِه سُمِّيَ، كَذَا ذَكَره المصنِّف فِي (البصائر) . قلت: وَهُوَ قريبٌ فِي المَسْحِ بمعْنى القَطْع، وَهُوَ الوَجْه السَّابِع.
(و) من الْمجَاز المَسْحُ: (الجِماع) وَقد مَسَحَها مَسْحاً، ومتَنَها مَتْناً: نَكَحَهَا.
(و) من الْمجَاز: المَسْحُ: (الذَّرْع كالمِسَاحَة، بِالْكَسْرِ) ، يُقَال مَسَحَ الأَرْضَ مَسْحاً ومسَاحَةً: ذَرَعَهَا، وَهُوَ مَسَّاحٌ.
(و) المَسْح: (أَنْ تَسيرَ الإِبِل يَومَها) ، يُقَال مَسَحَت الإِبل الأَرْضَ يَومَها دَأْباً، أَي سارَتْ فِيهَا سَيراً شَديداً. (و) مَسْحُ الناقَة أَيضاً (أَن تُتْعِبَها وتُدْبِرَهَا وتهزِلَهَا، كالتَّمْسيح) ، يُقَال مَسَحْتها ومَسَّحْتها، قَالَه الأَزهري، وَهُوَ مَجاز.
(و) المِسْحُ (بِالْكَسْرِ: البَلاَسُ) بِكَسْر الموحّدة وتفتح، ثَوْبٌ من الشَّعرِ غليظٌ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) . وَجمعه بُلُسٌ، وسيأْتي فِي السِّين، قيل: وَبِه سمِّي المسيحُ الدّجال، لِذُلِّه وهَوَانِهِ وابتذاله، كالمسْح الَّذِي يُفْرَش فِي البَيْت، قيل: وَبِه سُمِّيَ كلمة اللَّهِ أَيضاً للبْسه البَلاسَ الأَسودَ تَقشفاً. فهما وَجْهانِ ذَكرَهما المصنّف فِي (البصائر) .
(و) المِسْح: (الجادَّةُ) من الأَرض، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح، لأَنّه سالِكُها، قَالَه المصنّف فِي (البصائر) . (ج مُسُوحٌ) ، وَهُوَ الجْمع الكثيرُ، وَفِي الْقَلِيل أَمساحٌ. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
ثمَّ شَرِبْن بنَبْط والجِمالُ كأَ
نّ الرَّشْحَ مِنْهُنَّ بااباطِ أَمساحُ
قَالَ السكّريّ: يَقُول تَسْوَدُّ جْلودُهَا على العَرَق، كأَنّهَا مُسوحٌ. ونَبْط: موضعٌ. (و) المَسَحُ (بِالتَّحْرِيكِ: احتراقُ باطنِ الرُّكْبَة لخشونة الثَّوبِ) ، وَفِي نُسْخَة: من خُشْنَة الثّوْب. (أَو) هُوَ (اصْطِكَاكُ الرَّبْلَتَيْنِ) ، هُوَ مس باطنِ إِحدَى الفَخذيْنِ باطنَ الأُخْرَى، فيَحدُث لذالك مَشَقٌ وتَشقّقٌ، والرَّبْلَة بِالْفَتْح وَسُكُون الموحَّدةِ وَفتحهَا: باطنُ الفَخذِ، كَمَا سيأْتي. وَفِي بعض النُّسخ (الرُّكبتَين) وَهُوَ خطأٌ. قَالَ أَبو زيد: إِذا كَانَ إِحدى رَبْلَتَيِ الرّجلِ تُصِيب الأُخرَى قيل. مَشق مَشَقاً. ومَسحَ، بِالْكَسْرِ، مَسَحاً، (والنَّعْتُ أَمْسَحُ، و) هِيَ (مَسْحَاءُ) ، رَسْحاءُ، وقَوم مُسْحٌ رُسْحٌ. وَقَالَ الأَخطل:
دُسْمُ العَمائمِ مُسْحٌ لَا لُحومَ لهُمْ
إِذا أَحَسُّوا بشَخْص نابىء أَسدُوا
وَفِي حَدِيث اللِّعان أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال فِي وَلدِ الملاعَنَة: (إِنْ جاءَتْ بِهِ مَمْسُوحَ الأَلْيتيْن) ، قَالَ شَمِرٌ: الّذي لَزِقَتْ أَلْيَتاه بالعَظْمِ وَلم يَعْظُما. قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّال، لأَنّه معيوب بكلِّ عَيبٍ قبيحٍ.
(والمَسِيحُ: عِسَى) بن مَرْيم (صَلَّى الله) تَعَالى (عَلَيْه) وعَلى نبيِّنَا (وسَلَّم، لبَرَكَتِهِ) ، أَي لأَنّه مُسحَ بالبَرَكَة، قَالَه شَمرٌ، وَقد أَنكرَه أَبو الهيثَمِ، كَمَا سيأْتي، أَو لأَنَّ جبريلَ مَسَحه بالبَركة، وَهُوَ قَوْله تَعَالَى: {7. 007 وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا اءَينما كنت} (مَرْيَم: 31) ولأَنّ الله مَسَحَ عَنهُ الذُّنوبَ. وهاذانِ القَولانِ من كتاب دَلَائِل النوّة لأَبي نُعَيم: وَقَالَ الرَّاغب: سُمِّيَ عيسَى بالمسيح لأَنّه مُسِحَت عَنهُ القُوَّةُ الذّميمةُ من الجَهْل والشَّرَهِ والحِرْص وَسَائِر الأَخلاقِ الذميمة، كَمَا أَنَّ الدَّجَّال مُسِحَت عَنهُ القُوَّة المحمودة من العِلْم والعَقْلِ والحلْم والأَخْلاق الحَميدة. (وذَكَرْت فِي اشتقاقه خَمسين قَولاً فِي شَرْحى لمَشَارِقِ الأَنوَارِ) النَّبَوِيَّة للصاغَانيّ. وشَرحُه المسمَّى بشوارِقِ الأَسْرَارِ العليّة، وَلَيْسَ بمَشارِقِ القَاضِي عياضٍ، كَمَا تَوهَّمَه بعضٌ. وَسبق للمصنّف كلامٌ مثل هَذَا فِي ساح، وذَكرَ هُنَاكَ أَنَّه أَوردَهَا فِي شرْحه لصحيح البخاريّ، فلعلَّله المُرَاد فِي قَوْله (وغَيْرِهِ) كَمَا لَا يَخفَى.
قلت: وَقد أَوصلَه المصنّف فِي بصائر ذَوي التَّمْيِيز فِي لطائف كتاب الله الْعَزِيز، مجلدان، إِلى ستّة وَخمسين قولا، مِنْهَا مَا هُوَ مَذْكُور هُنَا فِي أَثناءِ المادّة، وَقد أَشرْنا إِليه، وَمِنْهَا مَا لم يَذكره. وتأْليف هاذا الكِتاب بعد تأْليف الْقَامُوس، لأَني رأَيتُه قد أَحالَ فِي بعض مواضِعه عَلَيْهِ. قَالَ فِيهِ: واختُلِف فِي اشتقاق الْمَسِيح، فِي صِفة نَبِيّ الله وكلَمته عيسَى، وَفِي صِفةِ عدوّ الله الدّجّال أَخزاه الله، على أَقْوالٍ كَثِيرَة تنِيف على خمسين قولا. وقَال ابْن دِحْيَةَ الحافظُ فِي كِتَابه (مَجمع الْبَحْرين فِي فَوَائِد المَشرقَيْنِ والمَغرِبَين) : فِيهَا ثلاثَةٌ وَعِشْرُونَ قَولاً، وَلم أَرَ مَنْ جَمعها قَبْلي ممَّن رَحَلَ وجالَ، ولقِيَ الرِّجَال. انْتهى نَص ابْن دِحيَهَ.
قَالَ: الفَيْروز آباذي: فأَضَفْت إِلى مَا ذكَره الْحَافِظ من الْوُجُوه الحَسَنة والأَقوالِ البديعة، فتمّتْ بهَا خَمْسُونَ وَجْهاً. وَبَيَانه أَنَّ العلماءَ اخْتلفُوا فِي اللَّفْظَة، هَل هِيَ عربيّة أَم لَا، فَقَالَ بَعضهم: سريانيّة، وأَصلُهَا مَشيخا، بالشين الْمُعْجَمَة، فعرّبتها الْعَرَب، وَكَذَا ينطِق بهَا الْيَهُود، قَالَه أَبو عُبيد، وهاذا القَوْل الأَوّل. وَالَّذين قَالُوا إِنّها عربيّة اخْتلفُوا فِي مادّتها، فَقيل: من سيح، وَقيل: من مسح، ثمَّ اخْتلفُوا، فَقَالَ الأَوّلون مَفْعل، من ساح يسيح، لأَنّه يَسِيح فِي بُلدَانِ الدُّنْيا وأَقْطَارِهَا جميعِها، أَصُلها مَسْيِح فأُسْكِنَت الياءُ ونُقِلتْ حَركَتها إِلى السِّين، لاستثقالهم الكسرةَ على الياءِ وهاذا القولُ الثَّانِي، وَقَالَ الْآخرُونَ: مَسيحٌ مُشتقُّ من مَسَحَ، إِذا سارَ فِي الأَرض وقَطَعها، فَعيل بمعنَى فاعِل. والفريق بَين هاذا وَمَا قبله أَنَّ هاذا يَختصّ بقَطْع الأَرضِ وَذَاكَ بقَطْع جميعِ البلادِ، وهاذا الثَّالِث، ثمَّ سَردَ الأَقوالَ كلَّهَا، وَنحن قد أَشرْنا إِليها هُنَا على طَرِيق الاستيفاءِ ممزوجَةً مَعَ قَول المصنّق فِي الشّرْح، وَمَا لم نَجِدْ لَهَا مناسَبَة ذكرناهَا فِي المستدركات لإِجل تَتميم الْمَقْصُود وتَعميم الْفَائِدَة.
(و) المَسِيح: (الدَّجَّالُ لشُؤْمِهِ) ، وَلَا يجوز إِطلاقُه عَلَيْهِ إِلاّ مقيَّداً فَيُقَال المَسيحُ الدَّجّالد، وَعند الإِطلاق إِنما يَنصرف لعيسَى عَلَيْهِ السلامُ، كَمَا حَقَّقه بعضُ العلماءِ. (أَو هُوَ) ، أَي الدّجّال، مِسِّيح (كَسِكِّينٍ) ، رَوَاهُ بعض المحَدِّثين. قَالَ ابْن الأَثير: قَالَ أَبو الهَيثم: إِنّه الَّذِي مُسِحَ خَلْقُه، أَي شُوِّهِ. قَالَ: وَلَيْسَ بشيْءٍ.
(و) المَسِيح والمَسِيحة: (القِطْعَةُ من الفِضَّةِ) ، عَن الأَصمعيّ، قيل: وبهُ سُمِّيَ عيسَى عَلَيْهِ السلامُ لحُسْنِ وَجْهه. ذكرَه ابْن السِّيد فِي الْفرق. وَقَالَ سَلَمة بن الخُرشُب يصف فرسا:
تَعَادَى من قَوائمها ثَلاثٌ
بتَحْجِيلٍ وَوَاحدةٌ بَهيمُ
كأَنّ مَسِيحَتيْ وَرِقٍ عَلَيْهَا
نَمَتْ قُرْطَيهما أُذُنٌ خذِيمُ
قَالَ ابْن السِّكّيت: يَقُول كأَنَّمَا أُلبِسَتْ صفيحَةَ فِضَّةٍ من حُسْن لوّنِهَا وبَرِيقها، وَقَوله نَمَتْ قُرْطَيهما، أَي نَمَتِ القُرطَين اللَّذَيْنِ من المَسِيحتَين، أَي رَفَعَتْهما، وأَراد أَنَّ الفِضَّة مِمَّا تُتَّخذ للحَلْيِ، وذالك أَصفَى لَهَا.
(و) المَسيح: (العَرَقُ) : قَالَ لبيد:
فَرَاشُ المَسِيحِ كالجُمَانِ المُثقَّبِ
وَقَالَ الأَزهريّ: سُمِّيَ العَرقُ مَسِيحاً لأَنّه يُمْسَح إِذا صُبَّ. قَالَ الرّاجز:
يَا رِيَّهَا وَقد بَدَا مَسِيحى
وابتَلَّ ثَوْبَايَ من النَّضِيحِ
وخَصَّه المصنّف فِي (البصائر) بعَرق الخَيْل، وأَنشد:
وَذَا الجِيَادُ فِضْنَ بالمَسيحِ
قَالَ: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ.
(و) المَسِيح: (الصِّدّيقُ) بالعبرانيّة، وَبِه شُمِّيَ عسَى عَلَيْهِ السلامُ، قَالَه إِبراهيم النّخَعيّ، والأَصمعيّ، وابنُ الأَعرابيّ، قَالَ ابْن سَيّده: سُمِّيَ بذالك لصِدْقِه. وَرَوَاهُ أَبو الْهَيْثَم كذالك، وَنَقله عَنهُ الأَزهريّ. قَالَ أَبو بكر: واللُّغويّون لَا يعْرفُونَ هاذا. قَالَ: ولعلّ هاذا كَانَ يُسْتَعْمَل فِي بعض الأَزمان فَدَرَسَ فِيمَا دَرَسَ من الْكَلَام قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: وَقد دَرَسَ من كَلَام الْعَرَب كثيرٌ. وَقَالَ الأَزهريّ: أُعرِب اسمُ المسيحِ فِي الْقُرْآن على مَسيح، وَهُوَ فِي التَّوْرَاة مَشيحا فعُرِّب وغَيِّر، كَمَا قيل موسَى وأَصلُه مُوسى.
(و) من الْمجَاز عَن الأَصمعيّ: المعسيح (الدِّرْهَمُ الأَطْلَسُ) ، هاكذا فِي (الصّحاح) و (الأَساس) ، وَهُوَ الَّذِي لَا نَقْشَ عَلَيْهِ. وَفِي بعض النّسخ (الأَملس) قيل: وَبِه سُمِّي المسيحُ، وَهُوَ مناسبٌ للأَعورِ الدّجّال، إِذْ أَحَدُ شقَّيْ وَجْهِه مَمْسُوحٌ.
(و) المَسِيح: (المَمْسُوح بمثْلِ الدَّهْنِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ عِيسَى عَلَيْهِ السّلام، لأَنّه خَرَجَ من بطْنِ أُمِّه مَمسوحاً بالدُّهْن أَو كأَنّه مَمسوحُ الرّأْسِ، أَو مُسِح عندَ وِلادته بالدُّهْن، فَهِيَ ثلاثَةُ أَوْجه أَشار إِليها المصنّف فِي (البصائر) .
(و) الْمَسِيح أَيضاً: الممسوحُ (بالبَرَكَةِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام، لأَنّه مُسِح بالبَرَكَةِ، وَقد تقدّم.
(و) المَسِيح: الْمَمْسُوح (بالشُّؤْمِ) ، قيل: وَبِه شمِّيَ الدَّجّال.
(و) من الْمجَاز: المَسيح هُوَ الرجل (الكثيرُ السِّيَاحَة) ، قيل وَبِه سُمِّيَ عَلَيْهِ السلامُ، لأَنّه مَسَحَ الأَرضَ بالسِّياحَةِ. وَقَالَ ابْن السّيد: سُمِّيَ بذالك لجَوَلانه فِي الأَرض. وَقَالَ ابْن سَيّده: لأَنّه كَانَ سائحاً فِي الأَرض لَا يسْتَقرّ، (كالمِسِّيحِ، كسكِّينٍ) ، راجعٌ للَّذي يَلِيهِ، وَهُوَ يصلُح أَن يكون تَسميةً لعيسى عَلَيْهِ السَّلَام، كَمَا يَصلح لتَسمية الدَّجّال، لأَنّ كلاًّ مِنْهُمَا يَسِيح فِي الأَرض دَفعةً، كَمَا هُوَ مَعْلُوم، وإِنْ كانَ كَلامُ المصنّق يُوهِمُ أَنَّ المشدَّد يَختص بالدجّال، كَمَا مرَّ. فقد جَوَّز السُّيُوطِيّ الأَمرَينِ فِي التوشيح، نَقله شَيخنَا.
(و) من الْمجَاز: المَسِيح: الرَّجُلُ (الكَثِيرُ الجِمَاعِ، كالمَاسِحِ،) وَقد مَسَحَهَا يَمسَحُهَا، إِذا نَكَحَهَا، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدّجّال، قَالَه ابْن فَارس.
(و) من الْمجَاز: المعسيح هُوَ الرَّجل (المَمْسُوحُ الوَجْهِ) ، لَيْسَ على أَحَد شقَّيْ وَجْهِه عَينٌ وَلَا حاجِبٌ، والمسيحُ الدّجّالُ مِنْهُ على هاذه الصِّفة، وَقيل سُمِّيَ بذالك لأَنّه مَمْسُوح العَينِ. وَقَالَ الأَزهريّ: الْمَسِيح: الأَعورُ، وَبِه سُمِّيَ الدّجّالُ. ونحوَ ذَلِك (قَالَ أَبو عَبيد) .
(و) المَسِيحُ: (المِنْدِيلُ الأَخْشَنُ) ، لكَونه يُمْسَح بِهِ الوَجْهُ، أَو لكَونه يُمسِك الوَسَخَ. قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسِيح الدّجّالُ، لاتِّساخه بدَرَن الكُفْرِ والشِّرْك، قَالَه المصنِّف.
(و) المَسيح: (الكذَّاب، كالماسِحِ، والممْسَحِ) وأَنشد:
إِنِّي إِذَا عَنَّ مِعَن مِتْيَحُ
ذَا نَخْوةِ أَو جَدَلٍ بَلَنْدَحُ
أَو كَيْذُبَانٌ مَلَذانٌ مِمْسَح
(والتِّمْسَحِ) ، وهاذا عَن اللِّحْيَانيّ، (بِكَسْر أَوّلهما) ، والأَمْسَحِ.
(و) عَن ابْن سَيّده: (المَسْحَاءُ: الأَرض المسْتَوِيَةُ ذاتُ حَصًى صِغارٍ) لَا نَبَاتَ فِيهَا، والجمْعُ مَسَاحٍ وَمَسَاحى غُلِّب فكُسِّر تكسيرَ الأَسماءِ. ومكانٌ أَمْسَحُ. (و) المَسْحاءُ (: الأَرْضُ الرَّسْحَاءُ) . قَالَ ابْن شُمَيل: المَسحاءُ: قِطعةٌ من الأَرض مُستوِيَةٌ جَرداءُ كثيرةُ الحَصَى، لَيْسَ فِيهَا شجرٌ وَلَا نَبْت، غَليظةٌ جَلَدٌ، تَضرِب إِلى الصَّلاَبة، مثْل صَرْحَةِ المِرْبَدِ، وليستْ بقُفّ وَلَا سَهْلَةٍ. ومكانٌ أَمسحُ. قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيحُ الدّجّال، لعَدَمِ خَيْرِه وعِظَمِ ضَيْرِه، قَالَه المصنّف فِي (البصائر) .
وَقَالَ الفرّاءُ يُقَال مَرَرْت بخَرِيقٍ من الأَرض بَين مَسْحاوَيْنِ. والخَرِيقُ: الأَرض الّتى تَوَسَّطَها النَّبَاتُ.
(و) قَالَ أَبو عَمرٍ و: المَسْحاءُ: (الأَرْضُ الحَمْرَاءُ) ، والوَحْفَاءُ: السّوداءُ.
(و) المعسْحَاءُ: (المَرْأَةُ) قَدَمُها مُستَوِية (لَا أَخْمَصَ لَهَا) ، ورَجلٌ أَمسَحُ القَدَمِ. وَفِي صفَة النَّبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (مَسِيحُ القَدَمَين) ، أَراد أَنَهما مَلْساوان لَيِّنتان لَيْسَ فيهمَا تَكسُّرٌ وَلَا شُقَاقٌ، إِذا أَصابَهما الماءُ نَبَا عَنْهُمَا. قِيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ عيسَى، لأَنّه لم يعكن لرِجْله أَخْمَصُ، نُقل ذالك عَن ابْن عبّاس رَضِيَ اللَّهُ عنهُما.
(و) المَسْحَاءُ: المرأَةُ (الَّتِي مَا لِثَدْيَيْهَا حَجْمٌ. و) المسحاءُ: (العَوْرَاءُ) . والّذي فِي (التَّهْذِيب) : المَسِيح: الأَعورُ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال. (و) المَسْحَاءُ: (البَخْقَاءُ الّتي لَا تكون عَيْنُها مُلَوَّزَة) ، هاكذا عندنَا فِي النُّسخ بِالْمِيم وَاللَّام والزّاي، وَفِي بعض الأُمهات (بِلَّوْرة) بِكَسْر الموحّدَة وشدّ اللاّم وَبعد الواوِ راءٌ. (و) المَسْحَاءُ: (السَّيّارَةُ فِي سِياحَتِهت) والرَّجلُ أَمْسحُ. (و) المَسْحَاءُ: (الكَذّابة) ، والرَّجلُ أَمْسحُ، وتَخْصِيصُ المرأَةِ بِهاذِه المعانَي غير الأَوّلين غير ظَاهر، وإِحالةُ أَوْصافِ الإِناث على الذُّكور خلافُ الْقَاعِدَة، كَمَا صرّحَ بِهِ شَيخنَا.
(و) من الْمجَاز: (تَماسَحَا) ، إِذا (تَصَادَقَا، أَوْ) تَماسَحَا إِذا (تَبَايَعَا فتَصَافَقَا) وتحَالَفا: (ومَاسَحَا) ، إِذا (لاَيَنَا فِي القَوْلِ غِشًّا) ، أَي والقُلوب غير صافِيَةِ، وَهُوَ المُدَاراةُ. وَمِنْه قَوْلهم: غَضِبَ فمَاسَحْتُه حتَّى لاَنَ، أَي دَارَيْته. قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال، كَذَا فِي (الْمُحكم) . قَالَ المصنِّف فِي (البصائر) : لأَنّه يَقُول خلاف مَا يُضمِر.
(والتِّمْسَحُ) والتِّمْساح، بكسرهما، من الرِّجَال: (المارِدُ الخَبِيثُ) ، والكَذَّاب الّذِي لَا يَصْدُق أَثَرَه، يَكْذِبك من حَيْثُ جاءَ. (و) التِّمْسَحُ: (المُدَاهِنُ) المُدارِي الَّذِي يُلايِنُك بالقَولِ وَهُوَ يَغُشُّك. قيلَ: وَبِه سمِّيَ الْمَسِيح الدّجّال، لأَنّه يَغُشّ ويُدَاهِنُ.
(و) التِّمسَح كأَنّه مقصورٌ من (التِّمْسَاح، وَهُوَ خَلْقٌ كالسُّلَحْفَاةِ ضَخْمٌ) ، وَطوله نَحْو خَمسةِ أَذرعٍ وأَقلّ من ذالك يَخطف الإِنسانَ والبَقَرَ ويَغوص بِهِ فِي الماءِ فيأْكله، وَهُوَ من دوابِّ الْبَحْر (يَكُونُ بنِيلِ مِصْرَ وبنَهْرِ مَهْرَانَ) ، وَهُوَ نهر السَّند. وبهاذا استدلُّوا أَن بينهُما اتِّصالاً، على مَا حَقّقه أَهلُ التَّارِيخ. قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدجّال، لضَررِه وإِيذائه، قَالَه المصنِّف فِي (البصائر) .
(والمَسِيحَةُ: الذُّؤَابَةُ) ، وَقيل: هِيَ مَا تُرِك من الشَّعر فَلم يُعالَج بدُهْن وَلَا بشيْءٍ. وَقيل: المَسِيحَة من رأْسِ الإِنسانِ: مَا بَين الأُذُنِ والحاجِبِ، يَتصعَّدُ حَتَّى يكون دون اليافُوخِ. وَقيل: هُوَ مَا وَقَعَتْ عَلَيْهِ يدُ الرَّجُلِ إِلى أُذنِه من جَوانِب شَعرِه، قَالَ:
مَسائح فَوْدَيْ رَأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ
جَرَى مِسْكُ دَارِينَ الأَحَمُّ خِلاَلَهَا
وَقيل: المسائِحُ: موضِعُ يدِ الماسِح. ونقلَ الأَزهريّ عَن الأَصمعيّ: المسائحُ: الشَّعرُ. وَقَالَ شَمِرٌ: وهِي مَا مَسحْتَ من شَعرك فِي خَدِّك ورأْسِك، وَفِي حَدِيث عَمَّار (أَنّه دخَلَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُرجِّل مَسائِحَ من شَعره) ، قيل هِيَ الذّوائبُ وشَعرُ جانِبَيِ الرأْس قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجال، لأَنّه يأْتِي آخِرَ الزَّمَانِ، تَشبِيهاً بالذّوائب، وَهِي مَا نَزلَ من الشَّعرِ على الظَّهْر، قَالَه المصنّف فِي (البصائر) .
(و) المَسِيحة: (القَوْسُ) الجَيِّدة. (ج مَسَائحُ) قَالَ أَبو الهَيثم الثَّعلبيّ:
لَنَا مَسَائحُ زُورٌ فِي مَراكِضِها
لِينٌ ولَيْسَ بِهَا وَهْنٌ وَلَا رَقَقُ
قيل: وَبِه سُمِّيَ المَسيح عيسَى، لقُوّته وشِدّته واعتِدَالِه وتَعْدَلته، كَذَا قَالَه المصنّف فِي (البصائر) .
(و) المَسِيحة: (وادٍ قُرْبَ مَرِّ الظَّهْرَانِ) .
(و) من الْمجَاز: (عَلَيْهِ مَسْحَةٌ) ، بِالْفَتْح، (منْ جَمَالٍ) ، ومَسْحَةُ مُلْكٍ. أَي أَثر ظاهرٌ مِنْهُ. قَالَ شَمرٌ الْعَرَب تَقول: هاذا رجلٌ عَلَيْهِ مَسْحَةُ جَمال ومَسْحَةُ عِتْقٍ وكَرَمٍ، وَلَا يُقَال ذالك إِلاّ فِي الْمَدْح. قَالَ: وَلَا يُقَال عَلَيْهِ مَسْحَةُ قُبحٍ. وَقد مُسِحَ بالعِتْق والكَرمِ مَسْحاً. قَالَ الكُمَيْت:
خَوَادِمُ أَكْفَاءٌ عليهنّ مَسْحَةٌ
من العِتْق أَبْدَاها بَنَانٌ ومَحْجِرُ
(أَو) بِهِ مَسْحَةٌ (من هُزَالٍ) وسِمَنٍ، نَقله الأَزهريّ عَن الْعَرَب، أَي (شَيءٌ مِنْهُ) .
(وذُو المَسْحَةِ جَرِيرُ بنُ عبْدِ الله) ابْن جابرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر أَبو عَمرٍ و (البَجَليّ) رَضِيَ اللَّهُ عنهُ. وَفِي الحَدِيث عَن إِسماعيلَ بن قَيْسٍ قَالَ: سمِعْت جَريراً يَقُول مَا رَآنِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلممنذ أَسلَمْتُ إِلاّ تَبسَّمَ فِي وَجْهي، قَالَ: ويَطْلُع عَلَيْكُم رَجلٌ من خيارٍ ذِي يَمَنٍ على وَجْهِه مَسْحَةُ مُلْك. وهاذا الحديثُ فِي النِّهايَة لِابْنِ الأَثير (يَطلُعُ عَلَيْكُم مِن هاذا الفَجِّ رَجلٌ من خَير ذِي يَمَنٍ، عَلَيْهِ معسْحَةُ مُلْكٍ) فَطَلَع جَريرُ بنُ عبد الله، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) عَن أَبي عُبيد (المُسُوحُ: الذَّهَابُ فِي الأَرض) ، وَقد مَسَحَ فِي الأَرض مُسُوحاً إِذا ذَهَبَ، وَالصَّاد لُغَة فِيهِ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدّجّال.
(وتَلُّ ماسِحٍ: ع بقِنَّسْرِينَ) . (وامْتَسَحَ السَّيْفَ) من غِمْده، إِذا (اسْتَلَّهُ) .
(والأُمْسُوحُ، بالضّمّ: كُلُّ خَشَبَةٍ طَوِيلَةٍ فِي السَّفِينةِ) وجمْعه الأَماسيحُ.
(و) من الْمجَاز: (هُوَ يَتَمَسَّحُ بِه) ، كأَنّه يَتَقَرّبُ إِلى الله تَعَالَى بالدُّنُوّ مِنْهُ، ويَتمَسَّحُ بثَوبه أَي يُمِرَّ ثَوْبَه على الأَبدانِ فَيتقرّب بِهِ إِلى الله تَعَالَى. قيلَ وَبِه سُمِّيَ المسيُ عيسَى، قَالَه الأَزهريّ.
(و) من الْمجَاز: (فُلانٌ يتمسَّح أَي لَا شيءَ مَعَهُ، كأَنّه يَمْسَحُ ذِراعَيْهِ) ، قيل: وَبِه سُمِّيَ المسيحُ الدَّجّالُ لإِفلاسهِ عَن كل خَيرٍ وبَركة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
مَسَحَ الله عَنك مَا بكَ، أَي أَذهَبَ، وَقد جاءَ فِي حَدِيث الدُّعاءِ للمرض.
والماسِحُ من الضَّاغِطِ، إِذَا مَسَحَ المُرْفقُ الإِبطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شَدِيدا. وإِذا أَصابَ المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرةِ البَعيرِ فأَدْمَاه قيل: بل حَازٌّ، وإِن لم يُدْمِه قيل: بل ماسِحٌ، كَذَا فِي (الصّحاح) .
وخَصِيٌّ مَمسوحٌ، إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرهُ.
والمَسَحُ: نَقْضٌ وقِصَرٌ فِي ذَنَبِ العُقَابِ قيل: وَبِه سُمِّيَ فِي ذَنَبِ العُقَابِ قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدّجَّال، ذكرَه المصنّف فِي البصائر، كأَنّه سُمِّيَ بِهِ لننْصِه وقِصَر مُدّته.
وعَضُدٌ مَمسوحَةٌ: قليلةُ اللَّحْمِ؛ وَقيل: سُمِّيَ الْمَسِيح لأَنّه كَانَ يَمسَح بيدِه على العَليل والأَكْمهِ والأَبرصِ فيُبْرِئه بإِذن الله تَعَالَى. ورُويَ عَن ابنّ عبّاس أَنّه كَانَ لَا يَمسَح بِيَدِهِ ذَا عاهَةٍ إِلاّ بَرَأَ. وَقيل: سُمِّيَ عِيسَى مَسيحاً اسمٌ خَصَّه الله بِهِ، ولمَسْحِ زكرِيّا إِيّاه، قَالَه أَبو إِسحاق الحربيّ فِي غَريبهِ الْكَبِير. ورُوِيَ عَن أَبي الهَيثم أَنّه قَال: الْمَسِيح ابْن مريَمَ الصِّدِّيق، وضِدّ الصِّدِّيق المسيحُ الدَّجّال، أَي الضِّلِّيل الكَذّاب، خلقَ الله المَسِيحين، أَحدُهما ضِدُّ الآخَر، فَكَانَ الْمَسِيح ابْن مَريمِ يُبْرِىءُ الأَكمَهَ والأَبرص ويُحيِي الموتَى بإِذن الله، وكذالك الدجَّال يُحِيي الميتَ بإِذن الله، ويُميت الحَيّ ويُنشِىء السَّحَابَ ويُنْبِت النّباتَ بإِذن الله، فهما مَسيحانِ. وَفِي الحَدِيث (أَمَّا مَسيح الضَّلالةِ فكَذَا) ، فدلَّ هاذا الحَدِيث على أَنّ عِيسَى مَسِيحِ الهُدَى، وأَنّ الدّجّال مَسيحُ الضَّلالةِ.
والأَمْسحُ من الأَرض المستوِي، والجمْع الأَماسِح. وَقَالَ اللَّيث: الأَمْسحُ من المَفَاوِز كالأَمْلسِ.
والماسِحُ: القَتَّال، قَالَه الأَزهريّ؛ وَبِه سُمِّيَ المسِيح الدّجّال، على قَول.
والشيءُ الْمَمْسُوح: القَبيحُ المشئُوم المُغيَّر عَن خِلْقته.
والمَسيح: الذَّراع، قيل: وَبِه سُمِّي المسيحُ الدّجّال، لأَنّه يَذْرَع الأَرضَ بِسَيْره فِيهَا.
والأَمسحُ: الذِّئب الأَزلُّ المسرِع، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح الدّجّال لخُبثِه وسُرْعَةِ سَيرِه ووُثُوبِه.
وَمن الْمجَاز فِي حَدِيث أَبي بكر (أَغِرْ عَلَيْهِمْ غَارة مَسْحاءَ) هُوَ فَعْلاءُ من مَسَحَهم يَمسَحهم، إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خَفيفاً لَا يُقِيم فِيهِ عندَهم.
وَفِي (الْمُحكم) : مَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ: سارَت فِيهَا سَيْراً شَدِيداً، قيل: وَبِه سُمِّيَ الْمَسِيح، لِسُرْعَة سَيرِه. والمسيحُ أَيضاً الضِّلِّيل، ضدّ الصِّدِّيق، وَهُوَ من الأَضداد، وَبِه سُمِّيَ الدّجّال، لضلالتِه، قَالَه أَبو الْهَيْثَم.
وَيُقَال: مَسَحَ النّاقَةَ، إِذا هَزَلَها وأَدْبرَهَا وضَعَّفَها. وَقيل: وَبِه سُمِّيَ الدّجّال، كأَنّه لُوحِظَ فِيهِ أَنّ مُنْتَهَى أَمرِه إِلى الهلاكِ والدَّبَارِ.
وَيُقَال: مَسَح سَيفَه، إِذا سَلَّه من غِمْدِه. قيل: وَبِه سُمِّيَ الدّجّال، لشَهْرِه سُيوفَ البَغْيِ والعُدْوانِ.
وَقيل: سُمِّيَ المسيحُ عيسَى لحُسْن وَجْهِه، والمسيحُ هُوَ الحسَنُ الوجْهِ الجميلُ.
وَقَالَ أَبو عُمَر المُطرِّز: المَسِيح السَّيْف. وَقَالَ غَيره: المَسيح المُكَارِي. وَقَالَ قُطْرُب: يُقَال مَسَحَ الشيءَ، إِذا قَالَ لَهُ: بارَكَ الله عَلَيْك. وَفِي (مُفْرَدَات الراغِبِ) : رُوِيَ أَن الدجَّال كَانَ مَمسوحَ اليُمْنَى، وأَن عِيسى كَانَ ممسوحَ اليُسْرَى، انْتهى.
وَقيل: سُمِّيَ الْمَسِيح لأَنّه كَانَ يمشِي على الماءِ كمَشْيِه على الأَرض. وَقيل الْمَسِيح: الملِك. وهاذان الْقَوْلَانِ من العَيْنيّ فِي تَفْسِيره. وَقيل: لمّا مشَى عيسَى على الماءُ قَالَ لَهُ الحَواريُّون: بمَ بَلَغْت؟ قَالَ: تَرَكتُ الدُّنْيَا لأَهلِها فاستوَى عندِي بَرُّ الدُّنيا وبَحْرُهَا. كَذَا فِي (البصائر) .
وَعَن أَبي سَعِيدٍ: فِي بعض الأَخبار (نَرْجُو النَّصْر على مَنْ خالَفَنا، ومَسْحَةَ النِّقْمَةِ على مَن سَعَى) . مَسْحتها: آيتُها وحِلْيَتُها. وَقيل: مَعْنَاهُ أَنّ أَعناقهم تُمْسَح، أَي تُقطف.
وسِرْنَا فِي الأَمَاسيح، وَهِي السَّبَاسِب المُلْس.
وَمن من الْمجَاز تَمسَّحَ للصَّلاةِ: تَوضّأَ وَفِي الحَدِيث: (أَنّه تَمسَّح وصلَّى) أَي تَوضّأَ. قَالَ ابْن الأَثِير: يُقَال للرجُلِ إِذا تَوضأَ: قد تَمسَّحَ.
والمَسْحُ يكونُ مَسْحاً باليَدِ وغَسْلاً.
ومَسْحُ البَيت: الطَّوافُ.
وَفِي الحَدِيث: (تَمسَّحُوا بالأَرْضِ فإِنّها بِكُم بَرّةٌ) ، أَراد بِهِ التَّيَمُّمَ، وَقيل: أَرادَ مُباشرةَ تُرابها بالجبَاةِ فِي السُّجود من غير حائلٍ.
والخَيْلُ تَمْسَح الأَرضَ بحَوافرها.
وماسَحَه: صافَحَه، والْتقَوْا فتمَاسَحُوا: تصَافَحوا. وماسَحَه: عاهَدَه.
ومَسَحَ القَوْمَ قَتْلاً: أَثْخنَ فيهم. ومَسَحَ أَطْرافَ الكَتائب بسَيفِه. وكَتَبَ على الأَطرافِ المَمْسُوحةِ. وكلُّ ذالك من الْمجَاز.
وماسُوحُ: قَريةٌ من قُرَى حسبان من الشّام نُسب إِليها جَماعةٌ من المحدِّثين.
وأَبو عليّ أَحمد بن عليّ المُسُوحيّ بالضَّمّ، من كبار مَشَايِخ الصُّوفِيّة صحِبَ السَّرِيّ، وسَمعَ ذَا النُّون، وَعنهُ جَعفرٌ الخلديّ.
وَتَمِيم بن مُسَيح، كزُبير، يروِي عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ، وَعنهُ ذُهْل بن أَوْس.
وَعبد الْعَزِيز بن مُسَيح، روَى حديثَ قَتَادَة.
(مسح) الشيءمبالغة فِي مسح وَفُلَانًا قَالَ لَهُ قولا حسنا ليخدعه وَالْإِبِل مسحها

مسح: المَسْحُ: القول الحَسَنُ من الرجل، وهو في ذلك يَخْدَعُكَ، تقول:

مَسَحَه بالمعروف أَي بالمعروف من القول وليس معه إِعطاء، وإِذا جاء

إِعطاء ذهب المَسْحُ؛ وكذلك مَسَّحْتُه. والمَسْحُ: إِمراركَ يدك على الشيء

السائل أَو المتلطخ، تريد إِذهابه بذلك كمسحك رأْسك من الماء وجبينك من

الرَّشْح، مَسَحَه يَمْسَحُه مَسْحاً ومَسْحَه، وتَمَسَّح منه وبه. في حديث

فَرَسِ المُرابِطِ: أَنَّ عَلَفَه ورَوْثه ومَسْحاً عنه في ميزانه؛ يريد

مَسْحَ الترابِ عنه وتنظيف جلده. وقوله تعالى: وامْسَحُوا برؤُوسكم

وأَرجلكم إِلى الكعبين؛ فسره ثعلب فقال: نزل القرآن بالمَسْح والسنَّةُ

بالغَسْل، وقال بعض أَهل اللغة: مَنْ خفض وأَرجلكم فهو على الجِوارِ؛ وقال

أَبو إِسحق النحوي: الخفض على الجوار لا يجوز في كتاب الله عز وجل، وإِنما

يجوز ذلك في ضرورة الشعر، ولكن المسح على هذه القراءة كالغسل، ومما يدل

على أَنه غسل أَن المسح على الرجل لو كان مسحاً كمسح الرأْس، لم يجز تحديده

إِلى الكعبين كما جاز التحديد في اليدين إِلى المرافق؛ قال الله عز وجل:

فامسحوا برؤُوسكم؛ بغير تحديد في القرآن؛ وكذلك في التيمم: فامسحوا

بوجوهكم وأَيديكم، منه، من غير تحديد، فهذا كله يوجب غسل الرجلين. وأَما من

قرأَ: وأَرْجُلَكم، فهو على وجهين: أَحدهما أَن فيه تقديماً وتأْخيراً

كأَنه قال: فاغسلوا وجوهكم وأَيديكم إِلى المرافق، وأَرْجُلَكم إِلى

الكعبين، وامسحوا برؤُوسكم، فقدَّمَ وأَخَّرَ ليكون الوضوءُ وِلاءً شيئاً بعد

شيء، وفيه قول آخر: كأَنه أَراد: واغسلوا أَرجلكم إِلى الكعبين، لأَن قوله

إِلى الكعبين قد دل على ذلك كما وصفنا، ويُنْسَقُ بالغسل كما قال

الشاعر:يا ليتَ زَوْجَكِ قد غَدَا

مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحا

المعنى: متقلداً سيفاً وحاملاً رمحاً.

وفي الحديث: أَنه تَمَسَّحَ وصَلَّى أَي توضأ. قال ابن الأَثير: يقال

للرجل إِذا توضأ قد تَمَسَّحَ، والمَسْحُ يكون مَسْحاً باليد وغَسْلاً. وفي

الحديث: لما مَسَحْنا البيتَ أَحْللنا أَي طُفْنا به، لأَن من طاف

بالبيت مَسَحَ الركنَ، فصار اسماً للطواف.

وفلان يُتَمَسَّحُ بثوبه أَي يُمَرُّ ثوبُه على الأَبدان فيُتقرَّبُ به

إِلى الله. وفلان يُتَمَسَّحُ به لفضله وعبادته كأَنه يُتَقَرَّبُ إِلى

الله بالدُّنُوِّ منه.

وتماسَحَ القومُ إِذا تبايعوا فتَصافَقُوا. وفي حديث الدعاء للمريض:

مَسَحَ الله عنك ما بك أَي أَذهب. والمَسَحُ: احتراق باطن الركبة من

خُشْنَةِ الثوب؛ وقيل: هو أَن يَمَسَّ باطنُ إِحدى الفخذين باطنَ الأُخْرَى

فيَحْدُثَ لذلك مَشَقٌ وتَشَقُّقٌ؛ وقد مَسِحَ. قال أَبو زيد: إِذا كانت

إِحدى رُكْبَتَي الرجل تصيب الأُخرى قيل: مَشِقَ مَشَقاً ومَسِحَ، بالكسر،

مَسَحاً. وامرأَة مَسْحاء رَسْحاء، والاسم المَسَحُ؛ والماسِحُ من الضاغِطِ

إِذا مَسَحَ المِرْفَقُ الإِبِطَ من غير أَن يَعْرُكَه عَرْكاً شديداً،

وإِذا أَصاب المِرْفَقُ طَرَفَ كِرْكِرَة البعير فأَدماه قيل: به حازٌّ،

وإِن لم يُدْمِه قيل: به ماسِحٌ.

والأَمْسَحُ: الأَرْسَحُ؛ وقوم مُسْحٌ رُسْحٌ؛ وقال الأَخطل:

دُسْمُ العَمائمِ، مُسْحٌ، لا لُحومَ لهم،

إِذا أَحَسُّوا بشَّخْصٍ نابئٍ أَسِدُوا

وفي حديث اللِّعانِ: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال في ولد

الملاعنة: إِن جاءت به مَمْسُوحَ الأَلْيَتَينِ؛ قال شمر: هو الذي لَزِقَتْ

أَلْيَتاه بالعظم ولم تَعْظُما؛ رجل أَمْسَحُ وامرأَة مَسْحاءُ وهي

الرَّسْحاء. وخُصًى مَمْسُوحٌ إِذا سُلِتَتْ مَذاكِيرُه. والمَسَحُ أَيضاً: نَقْصٌ

وقِصَرٌ في ذنب العُقابِ. وعَضُدٌ مَمْسوحة: قليلة اللحم. ورجل أَمْسَحُ

القَدَم والمرأَة مَسْحاء إِذا كانت قَدَمُه مستويةً لا أَخْمَصَ لها.

وفي صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: مَسِيحُ القدمين؛ أَراد أَنهما

مَلْساوانِ لَيِّنَتانِ ليس فيهما تَكَسُّرٌ ولا شُقاقٌ، إِذا أَصابهما الماء

نَبا عنهما.

وامرأَة مَسْحاءُ الثَّدْي إِذا لم يكن لثديها حَجْم. ورجل مَمْسوح

الوجه ومَسِيحٌ: ليس على أَحد شَقَّيْ وجهِه عين ولا حاجبٌ. والمَسِيحُ

الدَّجَّالُ: منه على هذه الصفة؛ وقيل: سمي بذلك لأَنه مَمْسوحُ العين.

الأَزهري: المَسِيحُ الأَعْوَرُ وبه سمي الدجال، ونحو ذلك قال أَبو

عبيد.ومَسَحَ في الأَرض يَمْسَحُ مُسُوحاً: ذهب، والصاد لغة، وهو مذكور في

موضعه. ومَسَحَتِ الإِبلُ الأَرضَ يومها دَأْباً أَي سارت فيها سيراً

شديداً.

والمَسيحُ: الصِّدِّيقُ وبه سمي عيسى، عليه السلام؛ قال الأَزهري: وروي

عن أَبي الهيثم أَن المَسِيحَ الصِّدِّيقُ؛ قال أَبو بكر: واللغويون لا

يعرفون هذا، قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأَزمان فَدَرَسَ فيما

دَرَسَ من الكلام؛ قال: وقال الكسائي: قد دَرَسَ من كلام العرب كثير. قال ابن

سيده: والمسيح عيسى بن مريم، صلى الله على نبينا وعليهما، قيل: سمي بذلك

لصدقه، وقيل: سمي به لأَنه كان سائحاً في الأَرض لا يستقرّ، وقيل: سمي

بذلك لأَنه كان يمسح بيده على العليل والأَكمه والأَبرص فيبرئه بإِذن

الله؛ قال الأَزهري: أُعرب اسم المسيح في القرآن على مسح، وهو في التوراة

مَشيحا، فعُرِّبَ وغُيِّرَ كما قيل مُوسَى وأَصله مُوشَى؛ وأَنشد:

إِذا المَسِيحُ يَقْتُل المَسِيحا

يعني عيسى بن مريم يقتل الدجال بنَيْزَكه؛ وقال شمر: سمي عيسى المَسِيحَ

لأَنه مُسِحَ بالبركة؛ وقال أَبو العباس: سمي مَسِيحاً لأَنه كان

يَمْسَحُ الأَرض أَي يقطعها. وروي عن ابن عباس: أَنه كان لا يَمْسَحُ بيده ذا

عاهة إِلاَّ بَرأَ، وقيل: سمي مسيحاً لأَنه كان أَمْسَحَ الرِّجْل ليس

لرجله أَخْمَصُ؛ وقيل: سمي مسيحاً لأَنه خرج من بطن أُمه ممسوحاً بالدهن؛

وقول الله تعالى: بكلِمةٍ منه اسمه المسيحُ؛ قال أَبو منصور: سَمَّى اللهُ

ابتداءَ أَمرِه كلمة لأَنه أَلقى إِليها الكلمةَ، ثم كَوَّنَ الكلمة

بشراً، ومعنى الكلمة معنى الولد، والمعنى: يُبَشِّرُكِ بولد اسمه المسيح.

والمسيحُ: الكذاب الدجال، وسمي الدجال، مسيحاً لأَن عينه ممسوحة عن أَن يبصر

بها، وسمي عيسى مسيحاً اسم خصَّه الله به، ولمسح زكريا إِياه؛ وروي عن

أَبي الهيثم أَنه قال: المسيح بن مريم الصِّدِّيق، وضدُّ الصِّدِّيق

المسيحُ الدجالُ أَي الضِّلِّيلُ الكذاب. خلق الله المَسِيحَيْنِ: أَحدهما ضد

الآخر، فكان المسِيحُ بن مريم يبرئ الأَكمه والأَبرص ويحيي الموتى بإِذن

الله، وكذلك الدجال يُحْيي الميتَ ويُمِيتُ الحَيَّ ويُنْشِئُ السحابَ

ويُنْبِتُ النباتَ بإِذن الله، فهما مسيحان: مسيح الهُدَى ومسيح الضلالة؛

قال المُنْذِرِيُّ: فقلت له بلغني أَن عيسى إِنما سمي مسيحاً لأَنه مسح

بالبركة، وسمي الدجال مسيحاً لأَنه ممسوح العين، فأَنكره، وقال: إِنما

المسِيحُ ضدُّ المسِيحِ؛ يقال: مسحه الله أَي خلقه خلقاً مباركاً حسناً،

ومسحه الله أَي خلقه خلقاً قبيحاً ملعوناً. والمسِيحُ: الكذاب؛ ماسِحٌ

ومِسِّيحٌ ومِمْسَحٌ وتِمْسَحٌ؛ وأَنشد:

إِني، إِذا عَنَّ مِعَنٌّ مِتْيَحُ

ذا نَخْوَةٍ أَو جَدَلٍ، بَلَنْدَحُ،

أَو كَيْذُبانٌ مَلَذانٌ مِمْسَحُ

وفي الحديث: أَمَّا مَسِيحُ الضلالة فكذا؛ فدلَّ هذا الحديث على أَن

عيسى مَسِيحٌ الهُدَى وأَن الدجَّال مسيح الضلالة.

وروى بعض المحدّثين: المِسِّيح، بكسر الميم والتشديد، في الدجَّال بوزن

سِكِّيتٍ. قال ابن الأَثير: قال أَبو الهيثم: إِنه الذي مُسِحَ خَلْقُه

أَي شُوِّه، قال: وليس بشيء. وروي عن ابن عمر قال: قال رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، أَراني اللهُ رجلاً عند الكعبة آدَمَ كأَحْسَنِ من رأَيتُ،

فقيل لي: هو المسيح بن مريم، قال: وإِذا أَنا برجل جَعْدٍ قَطِطٍ أَعور

العين اليمنى كأَنها عِنَبَةٌ كافية، فسأَلت عنه فقيل: المِسِّيحُ

الدجَّال؛ على فِعِّيل.

والأَمْسَحُ من الأَرض: المستوي؛ والجمع الأَماسِح؛ وقال الليث:

الأَمْسَحُ من المفاوز كالأَمْلَسِ، وجمع المَسْحاء من الأَرض مَساحي؛ وقال أَبو

عمرو: المَسْحاء أَرض حمراء والوحْفاء السوداء؛ ابن سيده: والمَسْحاء

الأَرض المستوية ذاتُ الحَصَى الصِّغارِ لا نبات فيها، والجمع مِساحٌ

ومسَاحِي

(* قوله«والجمع مساح ومساحي» كذا بالأصل مضبوطاً ومقتضى قوله غلب

فكسر إلخ أن يكون جمعه على مساحي ومساحَى، بفتح الحاء وكسرها كما قال ابن

مالك وبالفعالي والفعالى جمعا صحراء والعذراء إلخ.)، غلب فكُسِّرَ تكسير

الأَسماء؛ ومكان أَمْسَحُ. قال الفراء: يقال مررت بخَرِيق من الأَرض بين

مَسْحاوَيْنِ؛ والخَرِيقُ: الأَرض التي تَوَسَّطَها النباتُ؛ وقال ابن

شميل: المَسْحاء قطعة من الأَرض مستوية جَرْداء كثيرة الحَصَى ليس فيها شجر

ولا تنبت غليظة جَلَدٌ تَضْرِبُ إِلى الصلابة، مثل صَرْحة المِرْبَدِ ليست

بقُفٍّ ولا سَهْلة؛ ومكان أَمْسَحُ.

والمَسِيحُ: الكثير الجماع وكذلك الماسِحُ.

والمِساحةُ: ذَرْعُ الأَرض؛ يقال: مَسَحَ يَمْسَحُ مَسْحاً.

ومَسَحَ الأَرضَ مِساحة أَي ذَرَعَها. ومَسَحَ المرأَة يَمْسَحُها

مَسْحاً ومَتَنَها مَتْناً: نكحها. ومَسَحَ عُنُقَه وبها يَمْسَحُ مَسْحاً:

ضربها، وقيل: قطعها، وقوله تعالى: رُدُّوها عليَّ فَطفِقَ مَسْحاً

بالسُّوقِ والأَعْناقِ؛ يفسر بهما جميعاً. وروى الأَزهري عن ثعلب أَنه قيل له:

قال قُطْرُبٌ يَمْسَحُها ينزل عليها، فأَنكره أَبو العباس وقال: ليس بشيء،

قيل له: فإِيْش هو عندك؟ فقال: قال الفراء وغيره: يَضْرِبُ أَعناقَها

وسُوقَها لأَنها كانت سبب ذنبه؛ قال الأَزهري: ونحو ذلك قال الزجاج وقال: لم

يَضْرِبْ سُوقَها ولا أَعناقَها إِلاَّ وقد أَباح الله له ذلك، لأَنه لا

يجعل التوبة من الذنب بذنب عظيم؛ قال: وقال قوم إِنه مَسَحَ أَعناقَها

وسوقها بالماء بيده، قال: وهذا ليس يُشْبِه شَغْلَها إِياه عن ذكر الله،

وإِنما قال ذلك قوم لأَن قتلها كان عندهم منكراً، وما أَباحه الله فليس

بمنكر، وجائز أَن يبيح ذلك لسليمان، عليه السلام، في وقتهِ ويَحْظُرَه في

هذا الوقت؛ قال ابن الأَثير: وفي حديث سليمان، عليه السلام: فطَفِقَ

مَسْحاً بالسوق والأَعناق؛ قيل: ضَرَبَ أَعناقَها وعَرْقَبها. يقال: مَسَحه

بالسيف أَي ضربه. ومَسَحه بالسيف: قَطَعَه؛ وقال ذو الرمة:

ومُسْتامةٍ تُسْتامُ، وهي رَخِيصةٌ،

تُباعُ بساحاتِ الأَيادِي، وتُمْسَحُ

مستامة: يعنني أَرضاً تَسُومُ بها الإِبلُ. وتُباعُ: تَمُدُّ فيها

أَبواعَها وأَيديَها. وتُمْسَحُ: تُقْطَع.

والماسحُ: القَتَّال؛ يقال: مَسَحَهم أَي قتلهم.

والماسحة: الماشطة.

والتماسُحُ: التَّصادُق.

والمُماسَحَة: المُلاينَة في القول والمعاشرة والقلوبُ غير صافية.

والتِّمْسَحُ: الذي يُلايِنُك بالقول وهو يَغُشُّك. والتِّمْسَحُ

والتِّمْساحُ من الرجال: المارِدُ الخبيث؛ وقيل: الكذاب الذي لا يَصْدُقُ

أَثَرَه يَكْذِبُكَ من حيث جاء؛ وقال اللحياني: هو الكذاب فَعَمَّ به.

والتَّمْساحُ: الكذب؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قد غَلَبَ الناسَ بَنُو الطَّمَّاحِ،

بالإِفْكِ والتَّكْذابِ والتَّمْساحِ

والتِّمْسَحُ والتِّمْساحُ: خَلْقٌ على شَكْل السُّلَحْفاة إِلاَّ أَنه

ضَخْم قويّ طويل، يكون بنيل مصر وبعض أَنهار السِّنْد؛ وقال الجوهري:

يكون في الماء.

والمَسِيحةُ: الذُّؤَابةُ، وقيل: هي ما نزل من الشَّعَرِ فلم يُعالَجْ

بدهن ولا بشيء، وقيل: المَسِيحةُ من رأْس الإِنسان ما بين الأُذن والحاجب

يَتَصَعَّد حتى يكون دون اليافُوخ، وقيل: هو ما وَقَعَتْ عليه يَدُ الرجل

إِلى أُذنه من جوانب شعره؛ قال:

مَسائِحُ فَوْدَيْ رأْسِه مُسْبَغِلَّةٌ،

جَرى مِسْكُ دارِينَ الأَحَّمُّ خِلالَها

وقيل: المَسائح موضعُ يَدِ الماسِح. الأَزهري عن الأَصمعي: المَسائح

الشعر؛ وقال شمر: هي ما مَسَحْتَ من شعرك في خدّك ورأْسك. وفي حديث عَمَّار:

أَنه دخل عليه وهو يُرَجِّل مَسائحَ من شَعَره؛ قيل: هي الذوائب وشعر

جانبي الرأْس. والمَسائحُ: القِسِيُّ الجِيادُ، واحدتها مَسِيحة؛ قال أَبو

الهيثم الثعلبي:

لها مَسائحُ زُورٌ، في مَراكِضِها

لِينٌ، وليس بها وَهْنٌ ولا رَقَقُ

قال ابن بري: صواب إِنشاده لنا مَسائح أَي لنا قِسِيٌّ. وزُورٌ: جمع

زَوْراء وهي المائلة. ومَراكِضُها: يريد مِرْكَضَيْها وهما جانباها من عن

يمين الوَتَرِ ويساره. والوَهْنُ والرَّقَقُ: الضَّعْف.

والمِسْحُ: البِلاسُ. والمِسْحُ: الكساء من الشَّعَر والجمع القليل

أَمْساح؛ قال أَبو ذؤَيب:

ثم شَرِبْنَ بنَبْطٍ، والجِمالُ كأَنْـ

ـنَ الرَّشْحَ، منهنَّ بالآباطِ، أَمْساحُ

والكثير مُسُوح.

وعليه مَسْحةٌ من جَمالٍ أَي شيء منه؛ قال ذو الرمة:

على وَجْهِ مَيٍّ مَسْحةٌ من مَلاحَةٍ،

وتحتَ الثِّيابِ الخِزْيُ، لو كان بادِيا

وفي الحديث عن إِسمعيل بن قيس قال: سمعت جَريراً يقول: ما رآني رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، مُنْذُ أَسلمت إِلا تَبَسَّم في وجهي؛ قال:

ويَطْلُع عليكم رجل من خيار ذي يَمَنٍ على وجهه مَسْحةُ مُلْكٍ. وهذا الحديث

في النهاية لابن الأَثير: يطلُع عليكم من هذا الفَجِّ رجلٌ من خير ذي

يَمَنٍ عليه مَسْحةُ مُلْك؛ فطلع جرير بن عبد الله. يقال: على وجهه مَسْحَة

مُلْك ومَسْحةُ جَمال أَي أَثر ظاهر منه. قال شمر: العرب تقول هذا رجل

عليه مَسْحةُ جَمال ومَسْحة عِتْقٍ وكَرَم، ولا يقال ذلك إِلا في المدح؛

قال: ولا يقال عليه مَسْحةُ قُبْح. وقد مُسِح بالعِتْقِ والكَرَم مَسْحاً؛

قال الكميت:

خَوادِمُ أَكْفاءٌ عليهنَّ مَسْحَةٌ

من العِتْقِ، أَبداها بَنانٌ ومَحْجِرُ

وقال الأَخطل يمدح رجلاً من ولد العباس كان يقال له المُذْهَبُ:

لَذٌّ، تَقَيَّلَهُ النعيمُ، كأَنَّما

مُسِحَت تَرائبُه بماءٍ مُذْهَبِ

الأَزهري: العرب تقول به مَسْحَة من هُزال وبه مَسْحَة من سِمَنٍ

وجَمال.والشيءُ المَمْسوحُ: القبيح المَشؤُوم المُغَيَّر عن خلقته. الأَزهري:

ومَسَحْتُ الناقةَ ومَسَّحْتُها أَي هَزَلْتُها وأَدْبَرْتُها.

والمَسِيحُ: المِنْديلُ الأَخْشَنُ. والمَسيح: الذِّراع. والمَسِيحُ

والمَسِيحةُ: القِطْعَةُ من الفضةِ. والدرهمُ الأَطْلَسُ مَسِيحٌ.

ويقال: امْتَسَحْتُ السيفَ من غِمْده إِذا اسْتَلَلْتَه؛ وقال سَلَمة بن

الخُرْشُبِ يصف فرساً:

تَعادَى، من قوائِمها، ثَلاثٌ،

بتَحْجِيلٍ، وواحِدةٌ بَهِيمُ

كأَنَّ مَسيحَتَيْ وَرِقٍ عليها،

نَمَتْ قُرْطَيْهما أُذُنٌ خَديمُ

قال ابن السكيت: يقول كأَنما أُلْبِسَتْ صَفِيحةَ فِضَّةٍ من حُسْن

لَوْنها وبَريقِها، قال: وقوله نَمَتْ قُرْطَيْهما أَي نَمَتِ القُرْطَيْنِ

اللذين من المَسيحَتَين أَي رفعتهما، وأَراد أَن الفضة مما يُتَّخَذُ

للحَلْيِ وذلك أَصْفَى لها. وأُذُنٌ خَديمٌ أَي مثقوبة؛ وأَنشد لعبد الله ابن

سلمة في مثله:

تَعْلى عليه مَسائحٌ من فِضَّةٍ،

وتَرى حَبابَ الماءِ غيرَ يَبِيسِ

أَراد صَفاءَ شَعْرَتِه وقِصَرَها؛ يقول: إِذا عَرِقَ فهو هكذا وتَرى

الماءَ أَوَّلَ ما يبدو من عَرَقه. والمَسيح: العَرَقُ؛ قال لبيد:

فَراشُ المَسِيحِ كالجُمانِ المُثَقَّبِ

الأَزهري: سمي العَرَق مَسِيحاً لأَنه يُمْسَحُ إِذا صُبَّ؛ قال الراجز:

يا رَيَّها، وقد بَدا مَسِيحي،

وابْتَلَّ ثَوْبايَ من النَّضِيحِ

والأَمْسَحُ: الذئب الأَزَلُّ. والأَمْسَحُ: الأَعْوَرُ الأَبْخَقُ لا

تكون عينه بِلَّوْرَةً. والأَمْسَحُ: السَّيَّارُ في سِياحتِه.

والأَمْسَحُ: الكذاب. وفي حديث أَبي بكر: أَغِرْ عليهم غارَةً مَسْحاءَ؛ هو فَعْلاء

من مَسَحَهم يَمْسَحُهم إِذا مَرَّ بهم مَرًّا خفيفاً لا يقيم فيه

عندهم.أَبو سعيد في بعض الأَخبار: نَرْجُو النَّصْرَ على من خالَفَنا

ومَسْحَةَ النِّقْمةِ على من سَعَى؛ مَسْحَتُها: آيَتُها وحِلْيَتُها؛ وقيل:

معناه أَن أَعناقهم تُمْسَحُ أَي تُقْطَفُ.

وفي الحديث: تَمَسَّحُوا بالأَرض فإِنها بكم بَرَّةٌ؛ أَراد به التيمم،

وقيل: أَراد مباشرة ترابها بالجِباه في السجود من غير حائل، ويكون هذا

أَمر تأْديب واستحباب لا وجوب. وفي حديث ابن عباس: إِذا كان الغلام يتيماً

فامْسَحُوا رأْسَه من أَعلاه إِلى مُقَدَّمِه، وإِذا كان له أَب فامسحوا

من مُقَدَّمه إِلى قفاه؛ وقال: قال أَبو موسى هكذا وجدته مكتوباً، قال:

ولا أَعرف الحديث ولا معناه. ولي حديث خيبر: فخرجوا بمَساحِيهم

ومَكاتِلِهم؛ المَساحِي: جمعُ مِسْحاةٍ وهي المِجْرَفَة من الحديد، والميم زائدة،

لأَنه من السَّحْوِ الكَشْفِ والإِزالة، والله أَعلم.

أما

(أما) تكون حرف شَرط وتفصيل وتوكيد وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كذبت ثَمُود وَعَاد بالقارعة فَأَما ثَمُود فأهلكوا بالطاغية وَأما عَاد فأهلكوا برِيح صَرْصَر عَاتِيَة}
(أما)
تكون حرف استفتاح مثل أَلا نَحْو أما وَالله مَا فعلت هَذَا
وحرف عرض مثل أما تَأْكُل مَعنا
وَتَكون بِمَعْنى حَقًا نَحْو أما أَنَّك مُصِيب
أما
أمَا [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف استفتاح وتنبيه ويكثر بعده القسم "أما والله ما فعلت هذا- {أَمَا أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ} [ق] ".
2 - حرف عَرْض "أما تزورنا".
3 - حرف بمعنى حقًّا "أما أنّك ناجح". 
أما
: وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أما: أَما بالتَّخْفيفِ مِن حُروف التَّنْبِيه وَلَا تَدْخُل إِلاَّ على الجُمْلةِ كألا. تقولُ أَما إنَّك خارِجٌ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
أَما وَالَّذِي أَبْكَى وأضْحَكَ وَالَّذِي
أَماتَ وأَحْيَى وَالَّذِي أَمْره الأَمْرُلقد تَرَكْتني أَحْسِد الْوَحْش أنْ أَرَى
أليفَيْنِ مِنْهَا لَا يروعُهما الذّعْرُ وَقد تبدلُ الهَمْزة هَاء وعَيْناً فيُقالُ: هما واللهاِ وَعَما وَالله.
وأَمَّا، بالتّشْديدِ: وَقد تقدَّمَ الكَلامُ عَلَيْهِمَا فِي حرفِ المِيم.
أما: الأمة: المرأة ذات العُبُوديّة، وقد أَقَرَّتْ بالأمُوَّة. قال:

[تركتُ الطّيرَ حاجلةً عليه] ... كما تردي إلى العُرُسات آمي  

أي: إماء، ويجمع أيضاً على إمْوانٍ وأَمَواتٍ ويقال: ثلاث آمٍ، وهو على: (أَفْعُل) . وتقول: تأمّيتُ أَمَةً، أي: اتّخذت أَمَةً، وأمّيت أيضا، قال :

يَرْضَوْنَ بالتّعبيد والتأمي

ولو قيل: تأمت، أي: صارت أمةً كان صوابا. ويقُال في جمع أمة: إماء وآم أيضا قال يزيد:

إذا تبارَيْنَ معاً كالآمي ... في سَبسَبٍ مُطَّرِدِ القتامِ

يعني: قطاً كأنّهن إماء يبتدرنَ شيئا. وأُمَيَّةُ: اسم رَجُلٍ، والنِّسبةُ إليه: أَمَويّ.
أ م ا: (الْأَمَةُ) ضِدُّ الْحُرَّةِ وَالْجَمْعُ (إِمَاءٌ) وَ (آمٌ) بِوَزْنِ عَامٍ وَ (إِمْوَانٌ) بِوَزْنِ إِخْوَانٍ وَهِيَ (أَمَةٌ) بَيِّنَةُ (الْأُمُوَّةِ) وَ (إِمَّا) بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيدِ حَرْفُ عَطْفٍ بِمَنْزِلَةِ أَوْ فِي جَمِيعِ أَحْكَامِهَا إِلَّا فِي وَجْهٍ وَاحِدٍ وَهُوَ أَنَّكَ تَبْتَدِئُ فِي أَوْ مُتَيَقِّنًا ثُمَّ يُدْرِكُكَ الشَّكُّ وَإِمَّا تَبْتَدِئُ بِهَا شَاكًّا. وَلَا بُدَّ مِنْ تَكْرِيرِهَا تَقُولُ جَاءَنِي إِمَّا زَيْدٌ وَإِمَّا عَمْرٌو. وَقَوْلُهُمْ فِي الْمُجَازَاةِ إِمَّا تَأْتِنِي أُكْرِمْكَ هِيَ إِنِ الشَّرْطِيَّةُ وَمَا زَائِدَةٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} [مريم: 26] ، وَ (أَمَّا) بِالْفَتْحِ لِافْتِتَاحِ الْكَلَامِ وَلَا بُدَّ مِنَ الْفَاءِ فِي جَوَابِهِ تَقُولُ أَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَقَائِمٌ، لِتَضَمُّنِهِ مَعْنَى الْجَزَاءِ كَأَنَّكَ قُلْتَ: مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ فَعَبْدُ اللَّهِ قَائِمٌ. وَ (أَمَا) مُخَفَّفٌ تَحْقِيقٌ لِلْكَلَامِ الَّذِي يَتْلُوهُ تَقُولُ: أَمَا إِنَّ زَيْدًا عَاقِلٌ تَعْنِي أَنَّهُ عَاقِلٌ عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ.
أما: أَما: استفهامُ جَحْد، تقول: أَما تستحي من الله؟ أما عندك زيد؟. فإِذا قلت: أَما إنّه لرجلٌ كريم، وأما والله لئن سهرت كلّ ليلة لأدعنّك نادما، وأما لو علمت بمكانك لأُزْعجنّك ... فإِنّها توكيد لليمين يوجب به الأمر. فإِذا قلت: إمّا ذا وإما ذا بكسر الألف فهذا اختيار في شيء من أمرين. وهي في الأصل: إنْ و (ما) صلة لها، غير أنّ العرب تلزمها في أكثر الكلام، تقول: إمّا أنْ تَزُورَني وإمّا أنْ أزورك، بتكرارها مرّتين. وتقول العرب: إمّا أن تفعلَ كذا وكذا، أو تفعل كذا، فيجعلون التكرار بأَوْ وهم يريدون بها: إمّا. وتقول: افعل كذا إمّا مُصيباً وإمّا مُخطئا، فلو قلت في هذا المعنى: إنْ مُصِيباً وإنّ مُخْطئاً جاز ذلك.. وتقول العرب على هذا المعنى: إن أصبت أو أخطأت.فأمّا إذا كان نحو: تجهّز فإِمّا أنْ تزورَ فلاناً وإمّا فلاناً فإن (ما) لا تخرج من هذا الكلام، لأن (ما) إذا وقعت [على] نحو (أَنْ) لَزِمَتْ. وأمّا ما يَحْسُنُ خروج (ما) منه فإِذا وقعت على فِعْلٍ أو نعتٍ أو اسمٍ، كقولك: أعطني من غلمانك إمّا فلاناً وإما فلاناً فلو شئت قلت: إنْ فلانا وإنْ فلانا، وكذلك جاء في الشِّعر. وأمّا (أَمّا) بالفتح فتوجب كلّ كلامٍ عطفته كإِيجاب أوّل الكلام، وجوابها بالفاء كقولك: أمّا زيدٌ فأخوك، وأما عمرو فابن عمِّك.

تم باب الميم، بحمد الله ومنه بتمام اللفيف منه ولا رباعي له ولا خماسي 
أما: بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْمِيم حرف الشَّرْط. وَقد تقدر إِمَّا توهما أَو مطابقا للْوَاقِع كَمَا سَيَجِيءُ فِي (توهم أما) إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَبِدُون التَّشْدِيد حرف التَّنْبِيه وبكسرها حرف الترديد والمتبادر مِنْهَا فِي تقاسيم الْأَشْيَاء هُوَ الِانْفِصَال الْحَقِيقِيّ أَو الْمَانِع من الْخُلُو إِذْ بِأَحَدِهِمَا تصير الْأَقْسَام مضبوطة دون الْمَانِع من الْجمع إِذْ لَا يعلم بِهِ عدد الْأَقْسَام الْمَقْصُود من التَّقْسِيم قطعا فَإنَّك إِذا قلت هَذَا الشَّيْء إِمَّا حجر وَإِمَّا شجر لَا يعلم مِنْهُ انحصاره فيهمَا لجَوَاز أَن يكون لَا شَجرا وَلَا حجرا بل مدرا أَو غير ذَلِك. وَهَا هُنَا بحث وَهُوَ أَن قَوْلهم الْعلم إِمَّا تصور أَو تَصْدِيق مثلا إِمَّا أَن يكون مُنْفَصِلَة حَقِيقِيَّة أَو مَانِعَة الْجمع أَو مَانِعَة الْخُلُو وَالْأولَى تصدق عَن صَادِق وكاذب كَقَوْلِنَا هَذَا الْعدَد إِمَّا أَن يكون زوجا أَو لَا زوجا وَالثَّانيَِة تصدق عَن كاذبين كَقَوْلِنَا زيد إِمَّا أَن يكون شجر أَو حجرا. أَو عَن صَادِق وكاذب كَقَوْلِنَا زيدا إِمَّا أَن يكون إنْسَانا أَو حجرا وَالثَّالِثَة تصدق عَن صَادِقين كَقَوْلِنَا زيد إِمَّا أَن يكون لَا حجرا أَو لَا إنْسَانا. وَلَا صدق فِي الموجبات فِي غير مَا ذكرنَا فعلى الْأَوَّلين لَا يفهم أَن للْعلم قسمَيْنِ وعَلى الثَّالِثَة لَا يحصل الْجَزْم بِهِ مَعَ أَنه مَقْصُود وَكَذَا الْكَلَام فِي قَوْلهم وكل مِنْهُمَا بديهي أَو نَظَرِي.
وَأجِيب عَنهُ بِأَن هَذِه الْقَضِيَّة لَيست بمنفصلة وَإِنَّمَا هِيَ حملية شَبيهَة بالمنفصلة. قَالَ السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَوَاشِيه على القطبي والــمنافاة قد تعْتَبر فِي القضايا وَهِي المنفصلات وَقد تعْتَبر فِي الْمُفْردَات بِحَسب صدقهَا على ذَات وَهِي الحمليات الشبيهة بالمنفصلات فَلَا يلْزم مَا ذكره.
[أما] ألأَمَةُ: خلاف الحُرَّةِ، والجمع إماءٌ وآمٍ. وقال الشاعر: مَحَلَّهُ سَوْء أَهْلَكَ الدهرُ أَهْلَها * فلم يَبْقَ فيها غيرُ آمٍ خَوالِفِ وتجمع أيضا على إموان، مثل إخوان. وقال القتال * إذا ترامى بنو الاموان بالعار * وأصل أمة أموة بالتحريك، لان يجمع على آم، وهو أفعل مثل أينق، ولا تجمع فعلة بالتسكين على ذلك. وتقول: ما كنت أمة، ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّةْ. والنسبة إليه أموى بالفتح، وتصغيرها أمية. وأمية أيضا: قبيلة من قريش، والنسبة إليها أموى بالضم، وربما فتحوا. ومنهم من يقول أميى فيجمع بين أربع ياءات. وهو في الاصل اسم رجل. وهما أميتان الاكبر والاصغر: ابنا عبد شمس بن عبد مناف، أولاد علة. فمن أمية الكبرى أبو سفيان بن حرب، والعنابس، والاعياص. وأمية الصغرى هم ثلاثة أخوة لام اسمها عبلة، يقال لهم العبلات بالتحريك. ويقال: استام أمة غير أمتك، بتسكين الهمز، أي إتحذ. وتاميت أمة. وأمت السنور تَأْمو أُماءً، أي صاحت. وكذلك ماءت تموء مواء. و (إما) بالكسر والتشديد: حرف عطف (*) بمنزلة أو في جميع أحكامها، إلا في وجه واحد، وهو أنك تبتدئ في أو متيقنا ثم يدركك الشك، وإما تبتدئ بها شاكا. ولابد من تكريرها. تقول: جاءني إما زيد وإما عمرو. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام المخلس يريد: إن ترى رأسي، وما زائدة. وليس من إما التى تقتضي التكرير في شئ. وكذلك في المجازاة، تقول: إما تأتني أكرمك. قال الله تعالى (فإما ترين من البشر أحدا) . وقولهم (أما) بالفتح فهو لافتتاح الكلام. وأما يتضمن معنى الجزاء، ولابد من الفاء في جوابه، تقول: أما عبد الله فقائم. وإنما احتيج إلى الفاء في جوابه لان فيه تأويل الجزاء، كأنك قلت: مهما يكن من شئ فعبد الله قائم. وقولهم (أيما) و (إيما) يريدون أما وإما، فيبدلون من إحدى الميمين ياء. قال الاحوص * أيما إلى جنة أيما إلى نار * وقد تكسر. و (أما) مخفف تحقيق للكلام الذى يتلوه، تقول: أما إن زيدا عاقل، تعنى أنه عاقل على الحقيقة لا على المجاز. وتقول: أملله قد ضرب زيد عمرا.

أما: الأَمَةُ: المَمْلوكةُ خِلاف الحُرَّة. وفي التهذيب: الأَمَة

المرأَة ذات العُبُودة، وقد أَقرّت بالأُمُوَّة. تقول العرب في الدعاء على

الإِنسان: رَماه الله من كل أَمَةٍ

بحَجَر؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ قال ابن سيده: وأُراهُ

(* قوله «قال ابن

سيده وأراه إلخ» يناسبه ما في مجمع الامثال: رماه الله من كل أكمة بحجر).

مِنْ كل أَمْتٍ بحَجر، وجمع الأَمَة أَمَواتٌ وإِماءٌ وآمٍ وإِمْوانٌ

وأُمْوانٌ؛ كلاهما على طرح الزائد، ونظيره عند سيبويه أَخٌ وإِخْوانٌ: قال

الشاعر:

أَنا ابنُ أَسْماءَ أَعْمامي لها وأَبي،

إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوانِ بالعار

وقال القَتَّالُ الكِلابي:

أَما الإِماءُ فلا يَدْعُونَني وَلَداً،

إِذا تَرامى بَنُو الإِمْوانِ بالعار

ويروى: بَنُو الأُمْوانِ؛ رواه اللحياني؛ وقال الشاعر في آم:

مَحَلَّةُ سَوْءٍ أَهْلَكَ الدَّهْرُ أَهْلَها،

فلم يَبْقَ فيها غَيْرُ آمٍ خَوالِفِ

وقال السُّلَيْك:

يا صاحِبَيَّ، أَلا لا حَيَّ بالوادي

إِلا عبيدٌ وآمٍ بين أَذْواد

وقال عمرو بن مَعْديكرب:

وكُنْتُمْ أَعْبُداً أَوْلادَ غَيْلٍ،

بَني آمٍ مَرَنَّ على السِّفاد

وقال آخر:

تَرَكْتُ الطيرَ حاجِلَةً عليه،

كما تَرْدي إِلى العُرُشاتِ آمِ

(* قوله «العرشات» هكذا في الأصل وشرح القاموس بالمعجمة بعد الراء،

ولعله بالمهملة جمع عرس طعام الوليمة كما في القاموس. وتردي: تحجل، من ردت

الجارية رفعت إحدى رجليها ومشت على الأخرى تلعب).

وأَنشد الأَزهري للكميت:

تَمْشِي بها رُبْدُ النَّعام

تَماشِيَ الآمِ الزَّوافِر

قال أَبو الهيثم: الآم جمع الأمَة كالنَّخْلة والنَّخْل والبَقْلَة

والبَقْل، وقال: وأَصل الأَمَة أَمْوَة، حذفوا لامها لَمَّا كانت من حروف

اللين، فلما جمعوها على مثال نَخْلَة ونَخْل لَزِمَهم أَن يقولوا أَمَة

وأَمٌ، فكرهوا أَن يجعلوها على حرفين، وكرهوا أَن يَرُدُّوا الواو المحذوفة

لما كانت آخر الاسم، يستثقلون السكوت على الواو فقدموا الواو فجعلوها

أَلفاً فيما بين الأَلف والميم. وقال الليث: تقول ثلاث آمٍ، وهو على تقدير

أَفْعُل، قال أَبو منصور: لم يَزد الليث على هذا، قال: وأُراه ذهب إِلى

أَنه كان في الأَصل ثلاث أَمْوُيٍ، قال: والذي حكاه لي المنذري أَصح وأَقيس،

لأَني لم أَرَ في باب القلب حرفين حُوِّلا، وأُراه جمع على أَفْعُل، على

أَن الأَلف الأُولى من آم أَلف أَفْعُل، والألف الثانية فاء أَفعل،

وحذفوا الواو من آمُوٍ، فانكسرت الميم كما يقال في جمع جِرْوٍ ثلاثة أَجْرٍ،

وهو في الأَصل ثلاثة أَجْرُوٍ، فلما حذفت الواو جُرَّت الراء، قال: والذي

قاله أَبو الهيثم قول حَسَنٌ، قال: وقال المبرد أَصل أَمَة فَعَلة،

متحركة العين، قال: وليس شيء من الأَسماء على حرفين إِلاَّ وقد سقط منه حرف،

يُسْتَدَل عليه بجمعه أَو بتثنيته أَو بفعل إن كان مشتقّاً منه لأَن

أَقلَّ الأُصول ثلاثة أَحرف، فأَمَةٌ الذاهب منه واو لقولهم أُمْوانٌ. قال:

وأَمَةٌ فَعَلة متحركة يقال في جمعها آمٍ، ووزن هذا أَفْعُل كما يقال

أَكَمَة وآكُم، ولا يكون فَعْلة على أَفْعُل، ثم قالوا إِمْوانٌ كما قالوا

إِخْوان. قال ابن سيده: وحمل سيبويه أَمَة على أَنها فَعَلة لقولهم في

تكسيرها آمٍ كقولهم أَكَمة وآكُم قال ابن جني: القول فيه عندي أَن حركة

العين قد عاقَبَتْ في بعض المواضع تاء التأْنيث، وذلك في الأَدواء نحو رَمِث

رَمَثاً وحَبِطَ حَبَطاً، فإِذا أَلحقوا التاء أَسكنوا العين فقالوا

حَقِلَ حَقْلةً ومَغِلَ مَغْلةً، فقد ترى إِلى مُعاقبة حركة العين تاءَ

التأْنيث، ومن ثم قولهم جَفْنة وجَفَنات وقَصْعة وقَصَعات، لَمَّا حذفوا

التاء حَرَّكوا العين، فلما تعاقبت التاءُ وحركة العين جَرَتا في ذلك مَجْرى

الضِّدين المتعاقبين، فلما اجتمعا في فَعَلة تَرافَعا أَحكامَهما،

فأَسقطت التاءُ حُكْمَ الحركة وأَسقطت الحركةُ حكمَ التاء، وآل الأَمر بالمثال

إِلى أَن صارَ كأَنه فَعْلٌ، وفَعْلٌ بابٌ تكسيره أَفْعُل. قال الجوهري:

أَصل أَمَة أَمَوَة، بالتحريك، لأَنه يُجْمع على آمٍ، وهو أَفْعُل مثل

أَيْنُق. قال: ولا يجمع فَعْلة بالتسكين على ذلك. التهذيب: قال ابن كيسان

يقال جاءَتْني أَمَةُ الله، فإِذا ثنَّيت قلت جاءَتني أَمَتا الله، وفي

الجمع على التكسير جاءَني إِماءُ الله وأُمْوانُ الله وأَمَواتُ الله،

ويجوز أَماتُ الله على النقص. ويقال: هُنَّ آمٌ لزيد، ورأَيت آمِياً لزيد،

ومرَرْت بآمٍ لزيد، فإِذا كَثُرت فهي الإِماء والإِمْوان والأُمْوان.

ويقال: اسْتَأْمِ أََمَةً غير أَمَتِك، بتسكين الهمزة، أَي اتَّخِذ،

وتَأَمَّيْتُ أَمةً. ابن سيده: وتَأَمَّى أَمَةً اتَّخَذها، وأَمَّاها

جعلَها أَمَة. وأَمَتِ المرأَةُ وأَمِيَتْ وأَمُوَتْ؛ الأَخيرة عن اللحياني،

أُمُوَّةُ: صارت أَمَةً. وقال مُرَّة: ما كانت أَمَةً ولقد أَمُوَت

أُمُوَّة. وما كُنْتِ أَمَةً ولقد تَأَمَّيْتِ وأَمِيتِ أُمُوَّة. الجوهري:

وتَأَمَّيتُ أَمَةً أَي اتَّخَذت أَمَة؛ قال رؤبة:

يَرْضَوْن بالتَّعْبِيدِ والتَّآمي

ولقد أَمَوْتِ أُمُوَّة.

قال ابن بري: وتقول هو يأْتَمِي بزيد أَي يَأْتَمُّ به؛ قال الشاعر:

نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقي،

وأَمّا بفِعْل الصَّالحِينَ فَيَأْتَمِي

والنسبة إِليها أَمَويٌّ، بالفتح، وتصغيرها أُمَيَّة.

وبَنو أُمَيَّة: بطن من قريش، والنسبة إِليهم أُمَويٌّ، بالضم، وربما

فَتَحوا. قال ابن سيده: والنسب إِليه أُمَويٌّ على القياس، وعلى غير القياس

أَمَويٌّ. وحكى سيبويه: أُمَيِّيٌّ على الأَصل، أَجروه مُجْرى نُمَيْريّ

وعُقَيْلّي، وليس أُمَيِّيٌّ بأَكثر في كلامهم، إِنما يقولها بعضهم. قال

الجوهري: ومنهم من يقول في النسبة إليهم أُمَيِّيٌّ، يجمع بين أَربع

ياءَات، قال: وهو في الأَصل اسم رجل، وهما أُمَيَّتانِ: الأَكبر والأَصغر،

ابنا عَبْدِ شمس بن عبد منافٍ، أَولاد عَلَّةٍ؛ فمِنْ أُمَيَّة الكُبْرى

أَبو سفيان بن حرب والعَنابِسُ

والأعْياصُ، وأُمَيَّة الصُّغْرى هم ثلاثة إِخوة لأُم اسمها عَبْلَة،

يقال هم العَبَلات، بالتحريك. وأَنشد الجوهري هذا البيت للأَحْوَص

(* قوله

«وأنشد الجوهري هذا البيت للاحوص» الذي في التكملة: أن البيت ليس للاحوص

بل لسعد بن قرط بن سيار الجذامي يهجو أمه). وأَفرد عجزه:

أَيْما إِلى جنة أَيما إِلى نار

قال:وقد تكسر. قال ابن بري: وصوابه إِيما، بالكسر، لأَن الأَصل إِما،

فأَما أَيْما فالأَصل فيه أَمّا، وذلك في مثل قولك أَمّا زيد فمنطلق، بخلاف

إِمّا التي في العطف فإِنها مكسورة لا غير. وبنو أَمَة: بطن من بني نصر

بن معاوية.

قال: وأَمَا، بالفتح، كلمة معناها الاستفتاح بمنزلة أَلا، ومعناهما

حقّاً، ولذلك أَجاز سيبويه أَمَا إِنَّه منطلق وأَما أنه، فالكسر على أَلا

إِنَّه، والفتح حقّاً أَنَّه. وحكى بعضهم: هَما والله لقد كان كذا أَي

أَما والله، فالهاء بدل من الهمزة. وأَمَّا أَما التي للاستفهام فمركبة من

ما النافية وأَلف الاستفهام. الأَزهري: قال الليث أَمَا استفهام جحود

كقولك أَمَا تستحي من الله، قال: وتكون أَمَا تأْكيداً للكلام واليمين كقولك

أَما إِنَّه لرجلٌ كريم، وفي اليمين كقولك: أَمَا والله لئن سهرت لك

ليلة لأَدَعَنَّكَ نادماً، أَمَا لو علمت بمكانك لأُزعجنك منه. وقال الفراء

في قوله عز وجل: مِمّا خَطاياهم، قال: العرب تجعل ما صِلَةً فيما ينوى به

الجزاء كأَنه من خطيئاتهم ما أغرقوا، قال: وكذلك رأَيتها في مصحف عبد

الله وتأْخيرها دليل على مذهب الجزاء، ومثلها في مصحفه: أَيَّ الأَجَلَيْنِ

ما قَضَيْتُ؛ أَلا ترى أَنك تقول حَيْثُما تكن أَكن ومهْما تَقُلْ

أَقُلْ؟

قال الفراء: قال الكسائي في باب أَمَّا وإِمَّا: إذا كنت آمراً أَو

ناهياً أَو مخبراً فهو أَمّا مفتوحة، وإِذا كنت مشترطاً أَو شاكّاً أَو

مُخَيِّراً

أَو مختاراً فهي إِمَّا، بكسر الأَلف؛ قال: وتقول من ذلك في الأَول

أَمَّا اللهَ فاعْبُدْه وأَمّا الخمر فلا تشرَبْها وأَمّا زيد فقد خرج، قال:

وتقول في النوع الثاني إِذا كنت مشترطاً إِمّا تَشْتُمَنَّ فإِنه يَحْلُم

عنك، وتقول في الشك: لا أَدري من قام إِمَّا زيد وإِمَّا عمرو، وتقول في

التخيير: تَعَلَّمْ إِمَّا الفقه وإِما النحو، وتقول في المختار: لي دار

بالكوفة فأَنا خارج إِليها، فإِما أَن أَسكنها، وإِمّا أن أَبيعها؛ قال

الفراء: ومن العرب من يجعل إِمّا بمعنى أَمّا الشرطية؛ قال: وأَنشدني

الكسائي لصاحب هذه اللغة إِلاَّ أَنه أبدل إِحدى الميمين ياء:

يا لَيْتَما أُمَّنا شالت نَعامتُها،

إِيما إلى جنة إِيما إِلى نار

قال الجوهري: وقولهم إِيما وأَيْما يريدون أَمّا، فيبدلون من إِحدى

الميمين ياء. وقال المبرد: إِذا أَتيت بإِمّا وأَما فافتحها مع الأَسماء

واكسرها مع الأَفعال؛ وأَنشد:

إِمَّا أَقَمْتَ وأَمّا أَنت ذا سفر،

فاللهُ يَحْفَظُ ما تأْتي وما تَذَرُ

كسرت إِمّا أَقمتَ مع الفعل، وفتحت وأَمّا أَنت لأَنها وَلِيَت الاسم؛

وقال:

أَبا خُراشة أَمَّا أَنتَ ذا نَفَرٍ

المعنى: إِذا كنت ذا نَفَر؛ قال: قاله ابن كَيْسان. قال: وقال الزجاج

إِمّا التي للتخيير شبهت بأَن التي ضمت إِليها ما مثل قوله عز وجل: إِمّا

أَن تُعذبَ وإِما أَن تَتَّخذَ فيهم حُسْناً؛ كتبت بالأَلف لما وصفنا،

وكذلك أَلا كتبت بالأَلف لأَنها لو كانت بالياء لأَشبهت إِلى، قال: قال

البصريون أَمّا هي أَن المفتوحة ضمت إِليها ما عوضاً من الفعل، وهو بمنزلة

إِذ، المعنى إِذا كنت قائماً فإِني قائم معك؛ وينشدون:

أَبا خراشة أَمَّا كنت ذا نفر

قالوا: فإِن ولي هذه الفعل كسرت فقيل إِمَّا انطلقتَ انطلقتُ معك؛

وأَنشد:

إِمّا أَقمت وأَما أَنت مرتحلا

فكسر الأُولى وفتح الثانية، فإِن ولي هذه المكسورة فعل مستقبل أَحدثت

فيه النون فقلت إِمّا تذهبنَّ فإِني معك، فإِن حذفت النون جزمت فقلت إِما

يأْكلْك الذئب فلا أَبكيك. وقال الفراء في قوله عز وجل: انا هديناه السبيل

إِمّا شاكراً وإِمَّا كفوراً، قال: إِمّا ههنا جزاء أَي إِن شكر وإِن

كفر. قال: وتكون على إِما التي في قوله عز وجل: إِمّا يعذبهم وإِما يتوب

عليهم، فكأَنه قال خلقناه شقيّاً أَو سعيداً. الجوهري: وإِمّا، بالكسر

والتشديد، حرف عطف بمنزلة أَو في جميع أَحوالها إِلا في وجه واحد، وهو أَنك

تبتدئ بأَو متيقناً ثم يدركك الشك، وإما تبتدئ بها شاكّاً ولا بد من

تكريرها. تقول: جاءني إِمّا زيد وإِمّا عمرو؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لونُه

شَمَطاً فأَصْبَح كالثَّغام المُمْحِل

(* قوله «الممحل» كذا في الأصل، والذي في الصحاح: كالثغام المخلس، ولم

يعز البيت لاحد).

يريد: إِنْ تَرَيْ رأْسي، وما زائدة؛ قال: وليس من إِمّا التي تقتضي

التكرير في شيء وذلك في المجازاة تقول: إِمّا تأْتني أُكرمْك. قال عز من

قائل: فإِمَّا تَرَيِنَّ من البشر أَحداً. وقولهم: أَمَّا، بالفتح، فهو

لافتتاح الكلام ولا بد من الفاء في جوابه تقول: أَما عبد الله فقائم، قال:

وإِنما احتيج إِلى الفاء في جوابه لأَن فيه تأويل الجزاء كأَنك قلت مهما

يكن من شيء فعبد الله قائم. قال: وأَمَا، مخفف، تحقيق للكلام الذي يتلوه،

تقول: أَمَا إِن زيداً عاقل، يعني أَنه عاقل على الحقيقة لا على المجاز.

وتقول: أَمَا والله قد ضرب زيد عمراً.

الجوهري: أَمَتِ السِّنَّوْرُ تَأْمو أُماء أَي صاحت، وكذلك ماءت

تَمُوءُ مُواء.

وغب

(وغب)
الْجمل (يوغب) وغوبة ووغابة ضخم
[وغب] نه: فيه: غياكم وحمية"الأوغاب"! هم اللئام والأوغاد، جمع وغب ووغد، ويروى بقاف.

وغب


وَغُبَ(n. ac. وُغُوْبَة)
a. Was big, strong.

وَغْب
(pl.
وِغَاْب
أَوْغَاْب
38)
a. Sack.
b. Big camel.
c. Utensils, chattels.
d. Foolish; weak.

وَغَبَةa. Foolish.
وغب
الوَغْبُ: الجَمَلُ الضَّخْمُ الشَّدِيدُ، وَغُبَ وُغُوبَةً. وأوْغابُ البَيْتِ: أسْقاطُه، والناس: أرْذالُهم. والوَغْبُ - كالوَغْدِ -: الضَّعِيفُ. وأصْلُه غِرَارَةٌ يُطْرَحُ فيها أسْقاطُ البَيْتِ.
[وغب] الاصمعي: الوغب: الاحمق. قال الراجز :

ولا ببرشاع الوخام وغب * والوغب أيضاً: سَقَطُ المتاعِ. وأوْغابُ البيت كالقَصعة والبُرْمَةِ ونحوهما. والوَغْبُ أيضاً: الجمل الضَخم. وقد وَغُبَ الجملُ بالضم وغوبة.
(وغ ب)

الوغب: الضَّعِيف فِي بدنه.

وَقيل: الأحمق.

وَجمعه اوغاب ووغاب.

وَالْأُنْثَى: وغبة.

وَقَالَ ثَعْلَب: الوغبة: الاحمق، فحرك، وَأرَاهُ إِنَّمَا حرك لمَكَان حرف الْحلق.

وغب

1 وَغُبَ, aor. ـْ inf. n. وُغُوبَةٌ (and وَغَابَةٌ, IM and others), He (a camel) was, or became, large, big, or bulky. (S, K.) وَغْبٌ What is of a mean sort, of the utensils and furniture of a house, or tent: (S, K:) pl. أَوْغَابٌ and وِغَابٌ: (K:) the former, of pauc.; the latter, of mult. (TA.) The اوغب of a house, or tent, are the wooden bowl and the stone cooking-pot and the like: (S:) [as also أَوْقَاب]. b2: A sack, such as is called غِرَارَة: (K:) but this is included among the meaner sort of the utensils of a house, or tent; and is therefore not particularly mentioned by any of the lexicographers except T. (TA.) b3: وَغْبٌ (As, S, K) and وَغَبَةٌ (Th, K) Stupid: foolish; of little sense: (S, K:) i. q. لَغْبٌ, a weak, stupid, man: (TA, voce لغب:) pl. as above. (K, TA.) See also وَقْبٌ. b4: وَغْبٌ Weak in body: (as also وَغْدٌ: TA:) pl. as above. (K.) b5: Base; mean; vile.: (as also وَغْدٌ: TA:) pl. as above. (K.) b6: وَغْبٌ A large, big, or bulky, camel: (S, K:) pl. as above: fem. with ة. (K.)

وغب: الوَغْبُ والوَغْدُ: الضعيف في بَدَنه، وقيل: الأَحْمَقُ؛ قال رؤْبة:

لا تَعْذِلِـيني، واسْتَحي بإِزْبِ،

كَزِّ الـمُحَيَّا، أُنَّحٍ، إِرْزَبِّ،

ولا بِبِرْشامِ الوِخامِ وَغْبِ

قال ابن بري: الذي رواه الجوهري في ترجمة برشع: ولا بِبِرْشاع الوِخامِ وَغْب؛ قال: والبِرْشاعُ الأَهْوَجُ. وأَما البِرْشام، فهو حِدَّةُ النَّظر. والوِخامُ، جَمْعُ وَخْم: وهو الثقيل. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقَصيرُ الغَليظُ. والأُنَّحُ: البخيل الذي إِذا سُئِلَ تَنَحْنَح. وجَمْعُ الوَغْب: أَوْغابٌ ووِغابٌ؛ والأُنثى: وَغْبَةٌ.

وفي حديث الأَحْنَف: إِياكم وحَمِـيَّةَ الأَوْغابِ؛ هم اللِّئام والأَوْغادُ.

وقال ثعلب: الوَغَبَةُ الأَحْمَقُ، فحرَّك؛ قال ابن سيده: وأُراه إِنما

حرك، لمكان حرف الحلق.

والوَغْبُ أَيضاً: سَقَطُ المتاع. وأَوْغابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتاعه،

كالقَصْعة، والبُرْمة، والرَّحَيينِ، والعُمدِ، ونحوها. وأَوغابُ البُيوتِ: أَسْقاطُها، الواحدُ وَغْبٌ. والوَغْبُ أَيضاً: الجمل الضَّخْمُ؛

وأَنشد:

أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَـلاًّ وغْبا

وقد وَغُبَ الجملُ، بالضم، وُغُوبةً ووَغابةً.

وغب
: ( {الوَغْبُ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (الغِرَارَةُ) ، بِالْكَسْرِ.
(و) الوَغْبُ: (سَقَطُ المَتَاعِ) .} وَأَوْغَابُ البيتِ: رَدِيءُ مَتَاعِه، كالقَصْعَة والبُرْمَة والغِرَارَة، وَنَحْوهَا، فَيكون قولُه: الغِرَارَة، مُسْتَدرَكاً؛ لأَنّه داخلٌ تَحت سَقَطِ المَتَاع، وَلذَا لم يذكرهُ أَحدٌ من أَئمّة اللُّغَة برأْسه، أَو يكون تَخْصِيصًا بعدَ تَعْمِيم.
(و) الوَغْبُ: (الأَحْمَق، {كالوَغَبَةِ، مُعرَّكَةً) ، والتَّحْرِيكُ عَن ثَعْلَب. قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وأُراه إِنّما حُرِّكَ لمَكَان حرف الحَلْق.
(و) الوَغْبُ، والوَغْدُ: (الضَّعِيفُ فِي بَدَنِهِ) ، وَقيل: الأَحمقُ، وَقد تقدَّمَ فِي قَول المؤلِّف.
(و) الوَغْبُ، والوَغْد: (اللئيمُ الرَّذْلُ) ، بِسُكُون الذّال المُعْجمَة؛ وأَنشدَ فِي الصَّحاح قولَ رُؤبَةَ:
وَلَا بِبِرْشَاعِ الوِخَامِ} وَغْبِ
هاكذا فِي نسختنا. وَفِي الْهَامِش مَا نَصُّهُ بخطّه: وَلَا بِبِرْشَام. قلت: قَالَ ابْن بَرِّيّ فِي حَوَاشِيه: الّذِي رَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ فِي تَرْجَمَة برشع:
وَلَا ببِرْشاعِ الوِخامِ وغْبِ
وأَوّلُهُ:
لَا تَعْدِلِيني واسْتَحِي بِإِزْبِ
كَزِّ المُحَيّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ قَالَ: البِرْشاعُ: الأَهْوَج. وأَمَّا البِرْشَامُ: فَهُوَ حِدَّةُ النَّظَرِ. والوِخَامُ: جمعُ وَخْمٍ، وَهُوَ الثَّقيل. والإِرْزَبُّ: اللَّئيم، والقصير، والغَلِيظ. والأُنَّحُ: البخيلُ الّذي إِذا سُئلَ تَنحنحَ.
(و) الوَغْبُ، أَيضاً: (الجَمَلُ الضَّخْمُ) ، وأَنشد:
أَجَزْتُ حِضْنَيْهِ هِبَلاًّ وَغْبَا
(ضِدٌّ) . قَالَ شيخُنَا: لَا مُنافاةَ بينَ الضَّعِيف من بني آدَمَ والجَمَلِ الضَّخْم حتّى يُعَدَّ مِثلُهُ ضِدّاً، فتأَمَّل. (ج {أَوْغابٌ) فِي القِلّة، (} ووِغَابٌ) بِالْكَسْرِ فِي الْكَثْرَة.
قَالَ شيخُنا: وَقد قالُوا: أَوْغَابُ البَيْتِ: نحوُ القَصْعةِ والبُرْمَةِ، وَلم يذكُرْه المصنِّف. قلتُ: وقولُ المُصَنّف: سقَطُ المتَاعِ، أَغنَى عَن هاذا كَمَا تقدّم.
(وَهِي) ، أَي الأُنثى: ( {وَغْبَة) .
وَفِي حَدِيث الأَحنف: (إِيّاكم وحَمِيَّةَ الأَوْغَاب) هم اللِّئامُ والأَوْغادُ. ويروى: الأَوْقاب، وسيأْتي فِي وَقب. قَالَ أَبو عَمْرٍ و: هُوَ بالغَيْن، أَي الضُّعَفاء، أَو الحَمْقَى.
(و) قد (وَغُبَ) الجَمل، (كَكَرُم،} وُغُوبةً) بالضَّمّ، {ووَغَابةً بِالْفَتْح: (ضَخُمَ) . وعَلى الأَوّل اقْتصر الجوهَرِيُّ، وَجمع بينَهما ابْنُ مَنْظُور وغيرُهُ.

طبب

ط ب ب: (الطَّبِيبُ) الْعَالِمُ بِالطِّبِّ وَجَمْعُ الْقِلَّةِ (أَطِبَّةٌ) وَالْكَثْرَةِ (أَطِبَّاءُ) تَقُولُ مِنْهُ: (طَبِبْتَ) يَا رَجُلُ بِالْكَسْرِ (طِبًّا) أَيْ صِرْتَ طَبِيبًا. وَ (الْمُتَطَبِّبُ) الَّذِي يَتَعَاطَى عِلْمَ الطِّبِّ. وَ (الطُّبُّ) بِضَمِّ الطَّاءِ وَفَتْحِهَا لُغَتَانِ فِي (الطِّبِّ) . وَكُلُّ حَاذِقٍ عِنْدَ الْعَرَبِ (طَبِيبٌ) . 
ط ب ب :
طَبَّهُ طِبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ دَاوَاهُ وَفِي الْمَثَلِ اعْمَلْ عَمَلَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ وَالِاسْمُ الطِّبّ بِالْكَسْرِ وَالنِّسْبَةُ طِبِّيٌّ عَلَى لَفْظِهِ وَهِيَ نِسْبَةٌ لِبَعْضِ أَصْحَابِنَا فَالْعَامِلُ طَبِيبٌ وَالْجَمْعُ أَطِبَّاءُ وَيُقَالُ أَيْضًا طَبٌّ وَصْفٌ بِالْمَصْدَرِ وَمُتَطَبِّبٌ وَفُلَانٌ يَسْتَطِبُّ لِوَجْهِهِ أَيْ يَسْتَوْصِفُ وَيُقَالُ لِلْعَالِمِ بِالشَّيْءِ وَلِلْفَحْلِ الْمَاهِرِ بِالضِّرَابِ طَبُّ وَطَبِيبٌ أَيْضًا. 

طبب


طَبَّ(n. ac.
طَبّ
طِبّ
طُبّ)
a. Was a doctor, practised medicine.
b. Treated medically; healed, cured.
c. Acted gently, kindly.
d. Repaired, mended (water-skin).
e. [ coll. ], Inverted (
vessel ).
طَبَّبَa. Attended, doctored, physicked ( sick person).
b. see I (d)c. Let a piece, a gore into (garment).
d. Shook to & fro (milk-skin).
e. Fascinated.

طَاْبَبَa. see II (a)
تَطَبَّبَa. Studied, practised medicine, became a doctor.
b. [ coll. ], Had himself
physicked, doctored; dieted himself.
إِسْتَطْبَبَa. Asked for medicine, sought a remedy; consulted a
doctor.

طَبّa. Skilful, clever, expert, adroit.
b. see 3
طَبَّةa. see 1 (a)b. [ coll. ], Wadding ( of a
gun ).
طِبّa. see 3b. Will, desire.
c. Habit, custom.
d. Enchantment.
e. Knowledge.

طِبَّة
(pl.
طِبَب)
a. Strip, piece, band ( of leather ); strip
piece, tract ( of land ); streak, band ( of
cloud ).
طِبِّيّa. Therapeutical, medicinal, curative; medical.

طُبّa. Medicine, art of healing; medical treatment.

طُبِّيّa. see 2yi
طِبَاْبَة
(pl.
طِبَاْب)
a. see 2t
طَبِيْب
(pl.
أَطْبِبَة
أَطْبِبَآءُ
68)
a. Doctor, medical man, physician.
b. Clever; learned.
c. Industrious.

N. Ag.
تَطَبَّبَa. see 25 (a)
طِبَب الشَّمْس
a. Sunbeams; rays of light.

طَبَاهَج
a. A certain dish.
طبب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: قَوْله: طب يَعْنِي سحر يُقَال مِنْهُ: رَجُل مطبوب قَالَ أَبُو عُبَيْد: ونرى أَنه إِنَّمَا قيل لَهُ: مطبوب لِأَنَّهُ كنى بالطب عَن السحر كَمَا كنوا عَن اللديغ [فَقَالُوا -] سليم تطيرا إِلَى السَّلامَة من اللدغ وكما كنوا عَن الفلاة وَهِي الْمهْلكَة الَّتِي لَا مَاء فِيهَا فَقَالُوا: مفازة تطيرا من الْهَلَاك إِلَى الْفَوْز وأصل الطِّبّ: الحذق بالأشياء والمهارة بهَا يُقَال: رَجُل طب وطبيب إِذا كَانَ كَذَلِك وَإِن كَانَ فِي غير علاج الْمَرَض قَالَ عنترة: [الْكَامِل]

إِن تغد دوني القِنَاعَ فإنني ... طَب بِأخذ الفارِسِ المستلئِم

وَقَالَ عَلْقَمَة بْن عَبدة: [الطَّوِيل]

فَإِن تَسْأَلُونِي بِالنسَاء فإنني ... بَصِير بأدواء النِّسَاء طبيبُ

قَوْله: تَسْأَلُونِي بِالنسَاء يُرِيد عَن النِّسَاء وَمِنْه قَوْله {فاسأل بِهِ خَبِيرا} وَكَذَلِكَ قَول النَّاس: أَتَيْنَا فلَانا نسْأَل بِهِ هُوَ من هَذَا. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الطَّيرَة والعيافة والطرق من الجبت.
[طبب] نه: احتجم حين "طب"، أي لما سحر، ورجل مطبوب أي مسحور، كني به عن السحر تفاؤلًا بالبرء. ومنه ح: فلعل "طبا" أصابه، أي سحرا. وح: إنه "مطبوب". وفي ح سلمان وأبي الدرداء بلغني أنك، جعلت "طبيبًا"، هو في الأصل الحاذق بالأمور وكني به هنا عن القضاء بين الخصوم لأنه يصلح بينهم كإصلاحه بدنهم؛ والمتطبب من يعاني الطب ولا يعرفه جيدًا. وفي ح الشعبي ووصف معاوية: كان كالجمل "الطب"، أي الحاذق بالضراب، وقيل: الطب من الإبل الذي لا يضع خفه إلا حيث يبصر، فاستعار أحد المعنيين لأفعاله وخلاله. ك: يخيل أنه "مطبوب"، أي مسحور، وإنما خيل إليه في أمر النساء وإتيانهن دون أمر الدين، وكان يظهر له من نشاطه عليهن على عادته القديم فإذا دنا منهن أخذه السحر فلم يتمكن منهن. ط: وإنه ليخيل إليه أنه فعل أي وطئ نساءه أو قادر عليه فإذا دنا منهن لم يقدر. وفيه: قال له صلى الله عليه وسلم: أعالج الذي بظهرك فإني "طبيب"، فقال: أنت رفيق والله "الطبيب"، يريد خاتم النبوة وكان ناتئًا فظن أنه سلعة تولدت من فضلات البدن فأشار إلى أنه لا يعالج بل كلامك يفتقر إلى العلاج حيث سميت نفسك بالطبيب وإنما أنت ترفق بالمريض وتحميه ما يخشى وتطعمه ما به الرفق، والطبيب هو العالم بحقيقة الداء والدواء والقادر على الشفاء وإنما هو الله، ولم يرد نفي اسم الطبيب عنه بل أن ما يرجون عن الطبيب فإن الله فاعله، ولا يطاق الطبيب عليه تعالى اسمًا ويجوز: اللهم أنت المصح والممرض والمداوي والطبيب، لا يا طبيب، فإنه بعيد من الأدب وتعد عن التوقيف. ج: من "تطبب" وهو لا يعلم، أي من طب أحدًا وليس بطبيب فأذاه فهو ضامن.
ط ب ب

هو طبيب: بين الطّبّ، وطبّ ومتطبب، وقد طب يطب، مثل: لب يلب، ويا طبيب طب لنفسك، وطبه يطبه: مثل: أساه يأسوه، وطابه مطابة، مثل: داواه مداواة، وجاء فلان يستطب لوجعه أي يستوصف الطبيب. قال:

لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها

وهذا طباب هذه العلة أي ما يطب به. وطببت الجارية المزادة: جعلت جلدة على ملتقى طرفي الأديمين يقال لها: الطباب والطبابة كأنها تطب المزادة بها أي تصلحها وتحكمها. وطببت الخياط الثوب: زاد فيه طبابة أي بنيقة ليتسع، وأعطني طبة من ثوبك وطبيبة: شقة مستطيلة في عرض شبر أو نحوه، وطبباً منه وطبائب.

ومن المجاز: أنا طب بهذا الأمر: عالم به. قال:

لا يربك الذي ترين فإن الله ... طب بما ترين عليم

وفحل طب: رفيق بالفحلة لا يبسر الطروقة أي لا يضربها وما بها ضبعة، وجاء يستطب لإبله: يطلب لها فحلاً طباً. وبعير طب: يتعهد مواطيء خفّه أين يضعه. وفلان مطبوب: مسحور. وطب الرجل، وهو يشكو الطب، وما ذاك بطبيّ: بدأبي، وفلان طبه المجون. وقال عمرو:

فما إن طبهم جبن ولكن ... رميناهم بثالثة الأثافي

وأنا أطاب هذا الأمر منذ حين كي أبلغه. وامتدت طبب الشمس وطبابها: حبالها. وأخذنا في طبة من الأرض وهي قطعة مستطيلة دقيقة كثيرة النبات، ومشينا في طبابة من الأرض وطريدة، وله طبابة حسنة وهي ديار متساطرة. وفلان في تلك الطبة وهي الناحية. وإنك لتلقى فلاناً على طبب مختلفة: على ألوان.
[طبب] الطبيب: العالم بالطب، وجمع القلة أطِبَّةٌ، والكثير أطِبَّاء. تقول: ما كنتَ طبيباَ ولقد طَبِبت، بالكسر. والمتطبِّب: الذي يتعاطى عِلم الطِّب. والطُبُّ والطَبُّ لغتان في الطِبِّ. وفي المثل: " إن كنت ذا طِبٍّ فطِبَّ لعينيك " وطُبَّ، وطَبَّ . وكلُّ حاذقٍ طبيبٌ عند العرب. قال المرار : يَدينُ لِمَزْرورٍ إلى جَنْب حَلْقة * من الشِبْه سوَّاها برفق طبيبُها وفلان يستطبّ لوجعه، أي يستوصف الدواءَ أيُّه يصلُح لدائه. والطُبُّ: السحر، تقول منه: طُبَّ الرجل فهو مطبوب. وتقول أيضاً: ما ذاك بِطِبِّي، أي بدهري وعادتي. قال الشاعر : وما إنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن * منايانا ودَولَةُ آخَرينا ورجل طَبٌّ بالفتح، أي عالم. وفَحل طَبٌّ، أي ماهر بالضِرابِ. الأصمعي: الطِبابة: الجلدة التي يغَطَّى بها الخُرَزُ، وهي معترِضة كالإصبع مَثْنِيَّةٌ على موضع الخَرْز، والجمع الطِباب. قال جرير: بَلى فارفضَّ دمعُك غير نَزْرٍ * كما عيَّنْتَ بالسَرَبِ الطِبابا تقول منه: طَبَبْتُ السِقاء أطُبُّه، وطبَّبْتُه أيضاً، شدِّد للكثرة. قال الكميت يصف قَطاً: أو الناطقات الصادقات إذا غَدَتْ * بأسقِيَةٍ لم يَفْرِهِنَّ المُطَبِّبُ والطِبابة أيضاً: طريقةٌ من رمل أو سَحاب. وكذلك الطِبَّة بالكسر. والطِبَّة أيضاً: الشُقَّة المستطيلة من الثوب، والجمع الطِبَبُ. وكذلك طِبَبُ شُعاع الشمس، وهي الطرائق التي تُرى فيها إذا طَلَعَتْ. والتطبيب: أن تعلّق السِقاء من عمود البيت ثم تَمخُضه. والطبطبة: صوت الماء ونحوه، وقد تطبطب. وقال: إذا طحنت دُرْنِيَّةٌ لعيالها * تَطبطبَ ثدياها فطار طحينها
[ط ب ب] الطِّبُّ: عِلاجُ الجِسْمِ والنَّفْسِ. رَجُلٌ طَبٌّ وطَبِيبٌ، وقَدْ طَبَّ يِطُبُّ وَيَطِبُّ طِباّ، وتَطَبَّبَ. وقَالُوا: تَطَبَّتَ له: سَأَلَ له الأَطِبّاءَ. وقَالُوا: إِنْ كُنْتَ ذَا طِبٍّ - وَطَبٍّ وطُبِّ - فَطِبٍّ - وطُبَّ وطَبَّ - لِعَيْنَيْكَ. وفي المثل: ((من أَحبَّ طَبَّ)) أي: تَأَتَّي لِلاُمورِ وتَلَطَّفَ. و ((اصْنَعْ في ذَلَكَ صَنْعةَ مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ)) . آثَرُوا حَبَّ ليُوازِنَ طَبَّ. وجَاءَ يَسْتَطِبُّ لوِجَعِه، أي: يَسْتَوْصِفُ. والطِّبُّ: الرِّفْقُ. والطَّبِيبُ: الرَّفِيقُ، قَالَ الأَسَديُّ يَصِفُ جَمَلاً:

(يَدِينُ لِمَزْرُورٍ إلى جَنْبِ حَلْقَةٍ ... من الشِّبهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُها)

والطَّبُّ والطَّبِيبُ: الحَاذِقُ من الرجالِ الماهِرُ بعَمَلهِ، أَنْشَدَ ثَعلبٌ في صِفَةِ غِراسَةٍ نَخْلٍ:

(جَاءَتْ عَلَى غَرْسِ طَبِيبٍ مَاهرِ ... ) وقَدْ قِيلَ: إنَّ اشْتَقاقَ الطَّبِيبِ منه، ولَيْس بِقَوِيٍّ. وفَحلٌ طَبٌّ: حاذِقٌ بالضِّرابِ، يَعرِفُ اللاّفِحَ من الحائِلِ، والضَّبِعَةَ من المَبْسُورَةِ، ويَعرِفُ نَقْصَ الوَلَد في الرَّحمِ، ويكْرُفُ ثُمّ يَعودُ فَيَضْرِبُ. وفَي المَثَلِ: ((أَرْسِله طَبّا ولا تُرْسِلْه طَاطاً)) ، وبعضُهم يُروِيه: ((أَرْسِله طَاباّ)) . وبَعيرٌ طَبٌّ: يتَعاهَدُ مَوْضِعَ خَفِّه أينَ يَطَأُ به. والطِّبُّ: السِّحْرُ، قَالَ ابنُ الأَسْلَتِ:

(ألا مَنْ مُبِلغٌ حَسّانَ عَنِّي ... أَطِبٌّ كانَ داءَكَ أَمْ جُنونُ)

وروَاهُ سِيبَويِه: ((أَسحْرٌ كانَ طِبَّكَ)) . والمَطْبُوبُ: المَسْحورُ، وفي الحَديثِ: ((طُبَّ النَّبُي صلى الله عليه وسلم)) أي: سُحِرَ. قَالَ أَبو عُبيدٍ: إنَّما سُمِّيَ السِّحُر طِبّا على التَّفَاؤلُ، والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ. وما ذاكَ بِطِبِّي، أي: بدَهْرِي وشَأْنِي. والطِّبُّ: الطَّوِيَّةُ والشَّهْوَةُ والإرادةُ، قالَ:

(إنْ يكُن طِبُّكِ الفِراقِ فإنَّ البَيْنَ ... أنْ تَعطِفِي صُدورُ الجِمالِ)

وقَوله:

(فما إِنْ طِبُّنا جُبْنٌ ولكن ... مَنَايانَا ودَوْلَةُ آخرِينَا)

يَجوزُ أن يكونَ معناه: ما دَهْرُنا وشَأْنُنا، وأنْ يكونَ معناهُ شَهَوتُنا. والطِّبَّةُ والطِّبابَةُ والطَّبِيبةً: الطَّرِيِقَةُ المُسْتَطِيلَةُ من الثَّوبِ والرَّمِل والسَّحابِ وشُعاعِ الشَّمسِ، والجَمْعُ: طِبابٌ وطِبَبٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الثَّورَ:

(حَتَّى إذا مَالَها في الجَذْرِ واتَّخَدَتْ ... شَمسُ النَّهارِ شَعاعًا بينَها طِبَبُ)

والطِّبَّةُ: الجِلْدةُ المُسْتَطِيلةُ أو المُرَبَّعَةُ أو المُسْتَديِرةُ في المَزادةِ والسُّفْرِة والدَّلْوِ ونَحِوها. والطِّبابةُ والطِّبابُ: الجِلْدةُ التي تَجْعَلُ عَلَى طَرفَيِ الجِلدِ والسِّقاءِ والإدَاوةِ إذا سُوِّى ثم خُرَزَ غَيرَ مَثْنِيٍّ. والطِّبابَةُ: سَيٌ ر عَريضٌ تَقَعُ الكُتَبُ والخُرَزُ فيه، والجَمعُ: طِبابٌ، وقد طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبّا، وكذلكَ طَبَّ السِّقاءًَ، وطَبَّبَه. وربُمَّا سُمِّيتَ القِطعةُ التي تُخْرَزُ على حَرفِ الدَّلْوِ، أو حاشِيَةِ السُّفرِة: طِبَّةً، والجمعُ: طِبَبٌ وطِبابٌ. وطِبابَةُ السَّماءٍِ، وطبابُها: طُرَّتُها الُمْستَطِيلَةُ، قَالَ مَالِكُ بنُ خَالدٍ الهُذَلِيُّ:

(أرَتْهُ من الجَرْباءِ في كُلِّ موضِعِ ... طِباباً فمَثْواه النَّهارَ المَراكِدُ ... )

يَصفُ حِمارَ وَحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ، فَلجأَ إلى جَبَلِ، فَصَارَ في بَعْضِ شِعَابِه، فهو يَرَى أُفَقَ السَّماءِ مُسْتَطِيلاً، وقَالَ الآخَرُ:

(وسَدَّ السَّماءَ السِّجْنُ إلاَّ طِبابَةً ... كتُرسِ المُرامِي مُسْتكِفّا جُنُوبُها)

فالحِمارُ رَأَي السَّمَاءَ مُستطيلةً، لأَنَّه في شِعْبٍ، والرَّجُلُ رآها مُسْتَدِيرةً، لأنَّه في السَّجنِ. وقال أَبو حَنِيفَةَ: الطِّبَّةُ، والطَّبِيبةُ، والطِّبابةُ: المُسْتطيلُ الضَّيِّقُ من الأَرْضِ، الكثيُر النَّباتِ. والطَّبْطَبَةُ: صَوتُ تَلاطُمِ السَّيِلِ، وقِيلَِ: هو صَوتْ الماءِ إِذا اضْطَرَبَ واصْطَكَّ عن ابنِ الأَعرابِيِّ، وأَنْشَد:

(كأنَّ صَوتَ الماءِ في أَمْعائِها ... )

(طَبْطَبةُ المِيثِ إلى جِوائِها ... )

عَدَّاه بإلي؛ لأَنَّ فيه مَعنَى تَشَكِّي المِيثِ، أو اسْتغاثَةِ المِيثِ. والطَّبْطَابةُ: خَشَبةٌ عَرِيضةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرِة.
طبب
طَبَّ1 طبَبْتُ، يَطُبّ، اطْبُبْ/ طُبّ، طَبًّا، فهو طابّ وطبيب، والمفعول مَطْبوب
• طبَّ المريضَ ونحوَه: داواهُ وعالجهُ "ياطبيب طُبَّ لنفْسِكَ [مثل]: يُضرب لمن يعظُ غيرَه ويأمره بالصَّلاح وهو إلى ذلك أحوجُ". 

طَبَّ2 طبَبْتُ، يَطِبّ، اطْبِبْ/ طِبّ، طَبًّا وطِبًّا، فهو طبيب
• طبَّ فلانٌ:
1 - مَهَر وحَذقَ "طَبَبْتُ في صنعتي".
2 - تَرَفّق وتأنّى وتلطّف "مَن حبَّ طبَّ [مثل] ".
3 - سقَط "سمِع خبرًا سيّئا فطبّ ساكتا". 

استطبَّ بـ/ استطبَّ لـ يَستطِبّ، اسْتَطْبِبْ/ اسْتَطِبَّ،

استطبابًا، فهو مُستطِبّ، والمفعول مُستطَبٌّ به
• استطبَّ بالدَّواء ونحوه: تداوى، وتعالج "استطبَبْتُ بالأعشاب- *لكُلِّ داءٍ دواءٌ يُستطَب به*".
• استطبَّ لدائه: سأل الطبيبَ أن يصف له الدواءَ "استطبّ لمرض طِفله". 

تطبَّبَ يَتطبَّب، تطبُّبًا، فهو مُتطبِّب
• تطبَّب الشَّخصُ: مارس الطبّ وهو لا يعرفه "حلاَّقٌ مُتطبِّب".
• تطبَّبَ راجيًا الشِّفاءَ: مُطاوع طبَّبَ: تداوى، تلقّى العلاجَ وخضَع لإرشادات الطبيب "تَطبَّبْ فإنَّ لكلِّ داءٍ دواء". 

طبَّبَ يُطبِّب، تطبيبًا، فهو مُطبِّب، والمفعول مُطبَّب
• طبَّب المريضَ: طبّه، عالجه وداواه "أيها الطبيبُ طَبِّبْ نفسَك: يضرب لمن يعظ غيره وينسى نفسه- ذِكْرٌ يُطبِّب القلوبَ القاسية". 

تطبيب [مفرد]: مصدر طبَّبَ.
• تطبيب تجريبيّ: (طب) ممارسة الطبّ المبنيّة على التجربة العمليّة أكثر من النظريّة العلميّة.
• تطبيب أيونيّ: (طب) علاج بتحليل الأدوية السائلة بواسطة التيّار الكهربيّ وبذلك يتوزَّع الدواء داخل جسم المريض. 

طَبّ [مفرد]: مصدر طَبَّ1 وطَبَّ2. 

طِبّ [مفرد]:
1 - مصدر طَبَّ2.
2 - عمل الطبيب، وهو معالجة المرضى جسميًّا أو نفسيًّا "عمل بمهنة الطبّ- درس في كليّة الطبّ- إذا كنت ذا طبٍّ فطُبَّ لنفسِك: ابدأ أولاً بإصلاح نفسك".
• الطِّبّ النَّوويّ: (طب) فرع من الطِّب يستخدم الإشعاع النَّوويّ في تشخيص وعلاج الأمراض.
• طبّ الأسنان: (طب) فرع من الطبّ يختصُّ بعلاج الأسنان والعناية بها.
• طبّ الأعشاب: (طب) طبٌّ بديل يقوم على العلاج بالأعشاب.
• طِبّ إشعاعيّ: (طب) فرع من الطبّ يُعنَى فيه بالمواد المشعّة المفيدة في التشخيص والعلاج.
• طِبّ بيطريّ/ طِبّ الحيوان: (طب) معالجة الحيوانات والدواجن خاصة.
• طِبّ شرعيّ: (طب) طب يختص بتحديد طبيعة الإصابات أو الوفيات وأسبابها من الناحية القانونية أو تحليل الخطوط لمعرفة شخصيَّة المتهم خدمةً للعدالة.
• طِبّ طبيعيّ: (طب) طريقة للعلاج لا تستعمل العقاقير بل القوى الطبيعية كالهواء والشمس والتدليك.
• طِبّ نفسيّ/ طِبّ نفسانيّ: (طب) فرع من الطب يتناول دراسة ومعالجة الأمراض النفسيّة والعصبية والعقلية.
• طِبّ باطِنيّ: (طب) فرع من الطبّ يهتم بتشخيص الأمراض التي تصيب الأعضاء الداخليّة للجسم وما تسبّبه من آفات واضطرابات، وهو يختصُّ بالتشخيص والعلاج غير الجراحيّ.
• طبّ اجتماعيّ: (طب) فرع من الطبّ يُعنى بدراسة العوامل الاجتماعية والعادات والتقاليد والمعتقدات المؤدّية للأمراض، كما يُعنى بالأمراض الاجتماعيّة التي تنشأ عن أسباب ذات طبيعة اجتماعية، كإدمان المخدِّرات والخمر.
• طبّ وقائيّ: (طب) فرع من الطبّ يعمل على دعم الصحّة ومنع حدوث المرض، واقٍ من المرض أو يبطّئ تطوُّره.
• علم الطِّبّ: (طب) علم دراسة أسباب الأمراض البشريّة ومعالجتها، بما في ذلك طرق المداواة والشفاء المتعلِّقة بالأمراض التي يعالجها طبيب أو جرَّاح.
• الطِّبّ البديل:
1 - (طب) أسلوب حديث في العلاج يتعامل مع المريض ككلّ ويحاول أن يكتشف مكان العطب الحقيقيّ ولا يكتفي بمعالجة الجزء المصاب، وقد يكتشف علَّة خفيَّة لا يشكو منها المريض.
2 - (طب) أسلوب للعلاج غير الكيميائيّ كالمعالجة بالأعشاب، أو بالطاقة الحيويّة، أو بالوخز بالإبر الصينيّة، أو بالموسيقى، أو بالتنويم المغناطيسيّ، أو بالرمل، أو بالمياه الكبريتيّة، أو العلاج بالحجامة ونحو ذلك. 

طبيب [مفرد]: ج أطبّاء وأطِبّة: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من طَبَّ1 وطَبَّ2: مَن مهنتُه معالجة المرضى بدنيًّا أو نفسيًّا ° مساعد الطَّبيب: شخص مدرَّب لتقديم مساعدة طبية أساسية تحت إشراف طبيب.
• الطَّبيب: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الشَّافي، وهو العالم بحقيقة الدَّاء والدَّواء، القادر على الصِّحَّة والشِّفاء.
• طبيب شرعيّ: طبيب مختصّ بتحديد أسباب الوفيات من الناحية القانونيَّة، وهو مُؤهَّل للشهادة أمام المحاكم.
• طبيب اختصاصيّ: مختص في حقل طبيّ معيّن، كطبيب الأسنان، وطبيب الأطفال، وطبيب الأذن والأنف والحنجرة، وطبيب الأمراض النّسائيّة، وطبيب نفسيّ، وطبيب العيون أو غير ذلك.
• طبيب عام: ممارس عامّ، طبيب غير مختصّ في حقل طبِّيّ معيّن. 

مَطَبّ [مفرد]: ج مَطبَّات: مَزْلَق، منخفض ممتد بعرض الطريق لإجبار السيارات على تخفيف سرعتها "اجتزنا جميع المطبَّات الخَطِرة- مطبّ صناعي مُحكم- تقلُّ المطبَّات على الطرق الصحراوية". 

طبب: الطِّبُّ: علاجُ الجسم والنَّفسِ.

رجل طَبٌّ وطَبِـيبٌ: عالم بالطِّبِّ؛ تقول: ما كنتَ طَبيباً، ولقد

طَبِـبْتَ، بالكَسر(1)

(1 قوله بالكسر زاد في القاموس الفتح.)

والـمُتَطَبِّـبُ: الذي يَتعاطى عِلم الطِّبِّ.

والطَّبُّ، والطُّبُّ، لغتان في الطِّبِّ. وقد طَبَّ يَطُبُّ ويَطِبُّ،

وتَطَبَّـبَ.

وقالوا تَطَبَّـبَ له: سأَل له الأَطِـبَّاءَ. وجمعُ القليل: أَطِـبَّةٌ، والكثير: أَطِـبَّاء.

وقالوا: إِن كنتَ ذا طِبٍّ وطُبٍّ وطَبٍّ فطِـُبَّ لعَيْنِك.

ابن السكيت: إِن كنتَ ذا طِبٍّ، فَطِبَّ لنَفسِكَ أَي ابْدأْ أَوَّلاً

بـإِصلاح نفسكَ. وسمعتُ الكِلابيّ يقول: اعْمَلْ في هذا عَمَلَ مَن طَبَّ، لمن حَبَّ. الأَحمر: من أَمثالهم في التَّنَوُّق في الحاجة وتحْسينها: اصْنَعْه صَنْعَة من طَبَّ لمن حَبَّ أَي صَنْعَة حاذِقٍ لمن يُحِـبُّه.

وجاء رجل إِلى النبي، صلى اللّه عليه وسلم، فرأَى بين كتِفَيْه خاتم النُّـبُوَّة، فقال: إِنْ أَذِنْتَ لي عالجتُها فإِني طبيبٌ. فقال له النبي، صلى اللّه عليه وسلم: طَبيبُها الذي خَلَقَها، معناه: العالمُ بها خالقُها الذي خَلَقها لا أَنت.

وجاءَ يَسْتَطِبُّ لوجَعه أَي يَسْتَوصِفُ الدواءَ أَيـُّها يَصْلُح لدائه.

والطِّبُّ: الرِّفْقُ.

والطَّبِـيبُ: الرفيق؛ قال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِـيُّ، يصف جملاً، وليس للـمَرّار الـحَنظلي:

يَدِينُ لِـمَزْرورٍ إِلى جَنْبِ حَلْقةٍ، * من الشِّبْهِ، سَوّاها برفْقٍ طَبيبُها

ومعنى يَدِينُ: يُطيع. والـمَزرورُ: الزِّمامُ المربوطُ بالبُرَة، وهو

معنى قوله: حَلْقة من الشِّبْه، وهو الصُّفْر، أَي يُطيع هذه الناقةَ

زِمامُها المربوطُ إِلى بُرَةِ أَنفِها.

والطَّبُّ والطَّبيبُ: الحاذق من الرجال، الماهرُ بعلمه؛ أَنشد ثعلب في صفة غِراسةِ نَخْلٍ:

جاءتْ على غَرْسِ طَبيبٍ ماهِرِ

وقد قيل: إِن اشتقاقَ الطبيب منه، وليس بقويٍّ. وكلُّ حاذقٍ بعمَله: طبيبٌ عند العرب.

ورجل طَبٌّ، بالفتح، أَي عالم؛ يقال: فلان طَبٌّ بكذا أَي عالم به. وفي حديث سَلْمان وأَبي الدرداء: بلغني أَنك جُعِلْتَ طَبيباً. الطَّبيبُ في الأَصل: الحاذقُ بالأُمور، العارف بها، وبه سمي الطبيب الذي يُعالج الـمَرْضى، وكُنِـيَ به ههنا عن القضاء والـحُكْمِ بين الخصوم، لأَن منزلة القاضي من الخصوم، بمنزلة الطبيب من إِصلاح البَدَن.

والـمُتَطَبِّبُ: الذي يُعاني الطِّبَّ، ولا يعرفه معرفة جيدة.

وفَحْلٌ طَبٌّ: ماهِرٌ حاذِقٌ بالضِّراب، يعرفُ اللاقِح من الحائل،

والضَّبْعَة من الـمَبْسورةِ، ويَعرفُ نَقْصَ الولد في الرحم، ويَكْرُفُ ثم يعودُ ويَضْرِبُ. وفي حديث الشَّعْبـي: وَوصَفَ معاوية فقال: كان كالجَمَلِ الطَّبِّ، يعني الحاذقَ بالضِّرابِ. وقيل: الطَّبُّ من الإِبل الذي لا يَضَعُ خُفَّه إِلا حيثُ يُبْصِرُ، فاستعار أَحدَ هذين المعنيين لأَفْعاله وخِلاله.

وفي المثل: أَرْسِلْه طَبّاً، ولا تُرْسِلْهُ طاطاً. وبعضهم يَرْويه:

أَرْسِلْه طاباً. وبعير طَبٌّ: يتعاهدُ موضع خُفِّه أَينَ يَطَـأُ به.

والطِّبُّ والطُّبُّ: السِّحْر؛ قال ابن الأَسْلَت:

أَلا مَن مُبْلِـغٌ حسّانَ عَنِّي، * أَطُـِبٌّ، كانَ دَاؤُكَ، أَم جُنونُ؟

ورواه سيبويه: أَسِحْرٌ كان طِـبُّكَ؟ وقد طُبَّ الرجلُ.

والـمَطْبوبُ: الـمَسْحورُ.

قال أَبو عبيدة: إِنما سمي السِّحْرُ طُبّاً على التَّفاؤُلِ بالبُرْءِ.

قال ابن سيده: والذي عندي أَنه الـحِذْقُ. وفي حديث النبي،

صلى اللّه عليه وسلم: أَنه احْتَجَمَ بقَرْنٍ حين طُبَّ؛ قال أَبو عبيد:

طُبَّ أَي سُحِرَ. يقال منه: رجُل مَطْبوبٌ أَي مَسْحور، كَنَوْا بالطِّبِّ عن السِّحْر، تَفاؤُلاً بالبُرءِ، كما كَنَوْا عن اللَّديغ، فقالوا سليمٌ، وعن الـمَفازة، وهي مَهْلكة، فقالوا مَفازة، تَفاؤُلاً بالفَوز والسَّلامة. قال: وأَصلُ الطَّبِّ: الـحِذْق بالأَشياءِ والمهارةُ بها؛ يقال: رجل طَبٌّ وطَبِـيبٌ إِذا كان كذلك، وإِن كان في غير علاج المرض؛ قال عنترة:

إِن تُغْدِفي دوني القِناعَ، فإِنـَّني، * طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ الـمُسْتَلْئِم

وقال علقمة:

فإِن تَسْأَلوني بالنساءِ، فإِنَّني * بَصيرٌ بأَدْواءِ النِّساءِ طَبيبُ

وفي الحديث: فلعل طَبّاً أَصابَه أَي سِحراً. وفي حديث آخر: إِنه

مَطْبوبٌ. وما ذاكَ بِطِبِّي أَي بدهْري وعادتي وشأْني.

والطِّبُّ: الطَّويَّة والشهوة والإِرادة؛ قال:

إِنْ يَكُنْ طِبُّكِ الفِراقَ، فإِن البَـ * ـينَ أَنْ تَعْطِفي صُدورَ الجِمالِ

وقول فَرْوةَ بنِ مُسَيْكٍ الـمُرادِي:

فإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاّبونَ، قِدْماً، * وإِنْ نُغْلَبْ فغَيرُ مُغَلَّبِـينا

فما إِنْ طِـبُّنا جُبْنٌ، ولكن * مَنايانا ودَوْلةُ آخَرينا

كذاك الدهرُ دَوْلَتُه سِجالٌ، * تَكُرُّ صُروفُه حِـيناً فحينا

يجوز أَن يكون معناه: ما دَهْرُنا وشأْنُنا وعادَتُنا، وأَن يكون معناه: شهوتُنا. ومعنى هذا الشعر: إِن كانت هَمْدانُ ظَهرت علينا في يوم الرَّدْم فغلبتنا، فغير مُغَلَّبين. والـمُغَلَّبُ: الذي يُغْلَبُ مِراراً أَي لم نُغْلَبْ إِلا مرة واحدة.

والطِّبَّةُ والطِّبابة والطَّبيبة: الطريقةُ المستطيلة من الثوب،

والرمل، والسحاب، وشُعاعِ الشمسِ، والجمع: طِـبابٌ وطِبَبٌ؛ قال ذو الرمة يصف الثور:

حتى إِذا مالَها في الجُدْرِ وانحَدَرَتْ * شمسُ النهارِ شُعاعاً، بَيْنَها طِـبَبُ

الأَصمعي الخَـِبَّة والطِّبَّة والخَبيبة والطِّبابَةُ: كل هذا طرائق في

رَمْل وسحابٍ. والطِّبَّةُ: الشُّقَّةُ المستطيلة من الثوب، والجمع:

الطِّبَبُ؛ وكذلك طِـبَبُ شُعاع الشمس، وهي الطرائق التي تُرَى فيها إِذا طَلَعَت، وهي الطِّباب أَيضاً.

والطُّبَّة: الجِلْدةُ المستطيلة، أَو المربعة، أَو المستديرة في

الـمَزادة، والسُّفْرَة، والدَّلْو ونحوها.

والطِّبابةُ: الجِلْدة التي تُجْعَل على طَرَفَي الجِلْدِ في القِرْبة،

والسِّقاءِ، والإِداوة إِذا سُوِّيَ، ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِـيٍّ. وفي الصحاح: الجِلدةُ التي تُغَطَّى بها الخُرَزُ، وهي معترضة مَثْنِـيَّةٌ، كالإِصْبَع على موضِع الخَرْزِ.

الأَصمعي: الطِّبابةُ التي تُجْعَل على مُلْتَقَى طَرَفَي الجِلدِ إِذا خُرِزَ في أَسفلِ القِربة والسِّقاءِ والإِداوة. أَبو زيد: فإِذا كان الجِلدُ في أَسافل هذه الأَشياء مَثْنِـيّاً، ثم خُرِزَ عليه، فهو عِراقٌ، وإِذا سُوِّيَ ثم خُرِزَ غيرَ مَثْنِـيٍّ، فهو طِـبابٌ.

وطَبيبُ السِّقاءِ: رُقْعَتُه.

وقال الليث: الطِّبابة من الخُرَزِ: السَّيرُ بين الخُرْزَتَين.

والطُّبَّةُ: السَّيرُ الذي يكون أَسفلَ القرْبة، وهي تَقارُبُ الخُرَز. ابن

سيده: والطِّبابة سَير عريض تَقَعُ الكُتَب والخُرَزُ فيه، والجمع: طِـبابٌ؛ قال جرير:

بَلى، فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَير نَزْرٍ، * كما عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبابا

وقد طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبّاً، وكذلك طَبَّ السِّقاءَ وطَبَّبَهُ، شُدِّد للكثرة؛ قال الكُمَيتُ يصف قَطاً:

أَو الناطِقات الصادقات، إِذا غَدَتْ * بأَسْقِـيَةٍ، لم يَفْرِهِنَّ الـمُطَّبِّبُ

ابن سيده: وربما سميت القِطْعةُ التي تُخْرَزُ على حرف الدلو أَو حاشية السُّفْرة طُبَّة؛ والجمع طُبَبٌ وطِـبابٌ.

والتطبيب: أَن يُعَلَّقَ السِّقاءُ في عَمود البيت، ثم يُمْخَضَ؛ قال

الأَزهري: لم أَسمع التَّطبيبَ بهذا المعنى لغير الليث، وأَحْسِـبُه

التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البيتُ.

ويقال: طَبَّبْتُ الديباجَ تَطْبيباً إِذا أَدْخَلْتَ بَنِـيقةً تُوسِعُهُ بها.

وطِـبابةُ السماء وطِـبابُها: طُرَّتُها المستطيلة؛ قال مالك بن خالد

الهذلي:

أَرَتْهُ من الجَرْباءِ، في كلِّ مَوطِنٍ، * طِـباباً، فَمَثْواه، النَّهارَ، الـمَراكِدُ(1)

(1 قوله «أرته من الجرباء إلخ» أنشده في جرب وركد غير أنه قال هناك يصف حماراً طردته الخيل، تبعاً للصحاح، وهو مخالف لما نقله هنا عن الأزهري.)

يصف حمار وحش خافَ الطِّرادَ فَلَجأَ إِلى جَبل،

فصار في بعضِ شِعابه، فهو يَرَى أُفُقَ السماءِ مُسْتَطِـيلاً؛ قال الأَزهري: وذلك أَن الأُتُنَ أَلجأَت الـمِسْحَلَ إِلى مَضِـيقٍ في الجبل، لا يَرَى فيه إِلا طُرَّةً من السماء. والطِّبابَةُ، من السماء: طَريقُه وطُرَّتهُ؛ وقال الآخر:

وسَدَّ السماءَ السِّجْنُ إِلا طِـبابَةً، * كَتُرْسِ الـمُرامي، مُسْتَكِنّاً جُنوبُها

فالـحِمارُ رأَى السماء مُستطيلة لأَنه في شِعْب، والرجل رآها مستديرة لأَنه في السجن.

وقال أَبو حنيفة: الطِّبَّة والطَّبيبةُ والطِّبابةُ: المستطيلُ الضَّيِّقُ من الأَرض، الكثيرُ النبات.

والطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ تَلاطُمِ السيل، وقيل: هو صوت الماء إِذا

اضْطَرَب واصْطَكَّ، عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنَّ صَوْتَ الماءِ، في أَمْعائها، * طَبْطَبَـةُ الـمِيثِ إِلى جِوائها

عدّاه بإِلى لأَنَّ فيه معنى تَشَكَّى الـمِيث.

وطَبْطَبَ الماءَ إِذا حركه. الليث: طَبْطَبَ الوادي طَبْطَـبَةً إِذا

سالَ بالماءِ، وسمعت لصوته طَباطِبَ.

والطَّبْطَبَـةُ: شيءٌ عَريض يُضْرَبُ بعضُه ببعض. الصحاح: الطَّبْطَبَة صوتُ الماءِ ونحوه، وقد تَطَبْطَبَ؛ قال:

إِذا طَحَنَتْ دُرْنِـيَّةٌ لِعيالِها، * تَطَبْطَبَ ثَدْياها، فَطار طَحِـينُها

والطَّبْطابَةُ: خَشَبَةٌ عَريضَةٌ يُلْعَبُ بها بالكُرَة. وفي التهذيب:

يَلْعَبُ الفارسُ بها بالكُرَة.

ابن هانئ، يقال: قَرُبَ طِبٌّ، ويقال: قَرُبَ طِبّاً، كقولك: نِعْمَ

رَجلاً، وهذا مَثَلٌ يقال للرجل يَسْـأَلُ عن الأَمر الذي قد قَرُبَ منه، وذلك أَن رجلاً قَعَدَ بين رِجْلي امرأَةٍ، فقال لها: أَبِكر أَم ثَيِّب؟ فقالت له: قَرُبَ طِبٌّ.

طبب
( {الطَبُّ مُثَلَّثَة الطَّاءِ) هُوَ (هِلَاجُ الجِسْمِ والنَّفْس) واقْتَصَرَ على الكَسْرِ فِي الاسْتِعْمال. والفَتْح والضَّمُّ لُغَتَان فِيهِ. وَقد} طَبَّ ( {يَطُبُّ) بالضَّمِّ على القِيَاسِ فِي المُضَاعَف المُتَعَدِّي (} ويَطِبّ) بالكَسْر على الشُّذُوذ طِبًّا فَهُوَ مِمَّا جَاءَ بالوَجْهَيْن كعَلَّه يَعُلُّه وأَخَوَاته وإِنُ لم يَذْكُرُوه فِيهَا، وَلَيْسَ هَذَا من زِيَادَات المُؤَلِّف كَمَا زَعمه شيخُنَا، بل سَبَقَه فِي الْمُحكم ولِسَان العَرَب وغَيْرهما.
(و) من الْمجَاز: الطِّبُّ بمَعْنَى (الرِّفْق) . {والطَّبِيبُ الرَّفِيقُ، قيل: وَمِنْه فَحْلٌ} طَبٌّ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة، لَا يَضّرُّ الطَّرُوقَةَ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. قَالَ العرَّارُ بْنُ سَعِيد الفَقْعَسِيّ يَصِفُ جَمَلاً، ولَيْس للمَرَّار الحَنْظَلِيّ:
يَدِينُ لمَزْرُور إِلَى جَنْبِ حَلْقَة
من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ {طَبِيبُهَا
يَدِينُ: يُطِيعُ. والمَزْرُورُ: الزِّمامُ المَرْبُوطُ بالبُرَةِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِه: حَلْقَة مِن الشِّبْهِ، وَهُوَ الصُّفْرُ، أَي يَطِيع هَذِه النَّاقَة زِمَامُهَا إِلَى بُرَةِ أَنْفِها، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب.
(و) مِنَ المَجَازِ: الطُّبُّ بِمَعْنى السِّحْرِ. قَالَ ابنُ لأَسْلَتِ:
أَلَا مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي:
أُطِبٌّ كَانَ دَاؤُكَ أَم جُنُونُ
وَرَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ: أَسِحْرٌ كَانَ} طُبُّكَ.
وَقد طُبَّ الرَّجُلُ. {والمَطْبُوبُ: المَسْحُورُ. قالَ أَبُو عُبَيْدَة: إِما سُمِّي السِّحْرُ} طُبًّا على التفاؤل بالبُرْءِ. ومِثْلُه فِي النِّهَايَة، وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم (احْتَجَمَ بقَرْنٍ حينَ طُبَّ) . وَيَرى أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَمَّا قِيلَ لَهُ {مَطْبُوبٌ؛ لأَنَّه كَنى} بالطّب عَن السِّحْر، كَمَا كَنَوْا عَن اللَّدِيغ فَقَالُوا: سَلِيم، وَعَن المَفَازَة وَهِي مَهْلَكَة فَقَالُوا: مَفَازَة تَفَاؤُلاً بالفَوْزِ والسَّلَامَةِ. وَفِي الحَدِيث: (فَلَعَلَّ {طَبًّا أَصَابَه) . وَفِي (حَدِيث) آخر أَنَّه} مَطْبُوبٌ.
(و) الطِّبُّ (بالكَسْرِ) الطَّوِيَّة و (الشَّهْوَةُ والإِرادَةُ) . قَالَ:
إِن يَكُن {طِبُّكَ الفِرَاقَ فإِن ال
بَيْنَ أَن تَعْطِفِي صُدُورَ الجِمَال
(و) مِنَ المَجَازِ: الطِّبُّ: الدَّأْبُ و (الشَّأْنُ والعَادَةُ) والدَّهْرُ. يقَال: مَا ذَاكَ} - بطِبِّي أَي بِدَهْري وعَادَتِي وشَأْنِي.
فِي لِسَان الْعَرَب: وَقَول فَرْوَة بْنِ مُسَيْكِ المُرَادِيّ:
فَإِنْ تَغْلبْ فَعَلَّابُون قِدْماً
وإِن نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
فَمَا إِنْ {طِبُّنَا جُبْنٌ ولكِنْ
مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينا
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ
تَكُرُّ صُرُوفُه حِيناً فَحينَا
يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاه: مَا دَهْرُنَا وشَأْنُنا وَعادَتُنَا، وأَنْ يَكُونَ مَعْنَاه شَهْوَتَنَا. ومَعْنَى هَذَا الشّعْر: إِن كانَت هَمْدَانُ ظَهَرَت عَلَيْنَا فِي يَوْم الرَّدمِ فغَلَبَتْنَا فغَيْر مُغْلَّبِين. والمُغَلَّبُ: الَّذِي يُغْلَبُ مِرَاراً أَيْ لَمْ نُغْلَبْ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً.
(و) الطَّبُّ (بالفَتْحِ) وَحكى، التَّثْلِيثَ إِمَّا أَصَالَة أَو عَلَى الوَصْفِ بالمَصْدَر وَهُوَ الظَّاهِرُ، قَالَه شَيْخنا، وهُو الَعَالِم، قَالَه أَبُو حَيَّان والطَّبُّ: (المَاهِرُ الحَاذِقُ) الرَّفِيقُ كَمَا فِي النِّهَايَة.
وقَال ابْنُ سِيدَه فِي تَفْسير شِعْر ابْنِ الأَسْلَت المُتَقَدِّم ذِكْرُه: والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ، وَمثله قَالَ المَيْدَانِيّ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: الطَّبُّ: الحَاذِقُ من الرِّجَالِ المَاهِر (بعِلْمِه،} كالطَّبِيبِ) أَنْشَدَ ثَعْلَب فِي صفَة غَرَاسَةِ نَخْل:
جَاءَتْ على غَرْسِ طَبِيبٍ ماهِرِ
وَقد قِيلَ: إِنَّ اشْتِقَاقَ {الطَّبِيبِ مِنْهُ، ولَيْسَ بِقَوِيّ، وكُلُّ حَاذِقٍ بِعِلْمِهِ} طَبِيبٌ عِنْد العَرَب. ويقَال: فُلَانٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي عَالِمٌ بِهِ. وَفِي الحكم: وسَمِعْتُ الكِلَابِيَّ يَقُولُ: اعمَلْ فِي هَذَا عَمَل مَنْ {طَبَّ لِمَنْ حَبَّ.
وعَن الأَحْمَر: وَمن أَمْثَالِهم فِي التُّنَوُّق فِي الحَاجَة وتَحْسِينِها: (اصنَعْه صَنْعَة مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ) أَيْ صَنْعَة حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبه. وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسلم فرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتمَ النُّبُوَّة، فَقَالَ: إِنْ أَذِنْتَ لِي عالجْتُهَا فإِنِّي طَبِيبٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (} طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لَا أَنْتَ) . وَفِي حَدِيثِ سَلْمَانَ وأَبِي الدَّرْدَاء: (بَلَغَنِي أَنَّكَ جَعَلْتَ طَبِيباً) الطَّبِيبُ فِي الأَصْلِ: انحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا، وبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالجُ الَرْضَى، وكُنِي بِه هَا هُنَا عَن القَضَاءِ والحُكْم بَيْن الخُصُوم، لأَنَّ مَنْزِلَةَ القَاضِي من الخُصُوم بمَنْزِلَة الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلَاح البَدَنِ.
وَفِي التَّهْذِيب: أَصْلُ الطَّبِّ الحِذْقُ بالأَشْيَاء والمَهَارَةُ بهَا. يُقَال: رجل طَبن وطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كَذَلِك، وإِنْ كَانَ فِي غَيْر عِلَاج المَرَضِ. قَالَ عَنْتَرَةُ:
إِن تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإِنَّنِي
! طَبٌّ بأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ
وَقَالَ عَلْقَمَةُ:
فإِن تَسْأَلُونِي عَن نِسَاء فإِنَّنِي
بَصِيرٌ بأَدْوَاء النِّسَاء طَبِيبُ
(و) الطَّبُّ: (البَعيرُ يَتَعَاهَد مَوْضِع خُفِّه) أَيْنَ يَطَأُ بِهِ. (و) الطَّبُّ: (الفَحْلُ الحاذِقُ) المَاهِرُ (بالضِّرَاب) يَعْرف الَّلاقِحَ مِنَ الحَائِل، والضَّبْعَةَ من المَبْسُورَةِ، ويَعْرِفُ نَقْصَ الوَلَد فِي الرَّحِمِ ويَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ ويَضْرِبُ، وَفِي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ وَوَصَفَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: (كَانَ كَالجَمَل لطَّبِّ) يَعْني الحاذِق بالضِّرَابِ. وَقيل: مِنَ الإِبل الَّذِي لَا يَضَعُ خُفَّه إِلَّا حَيْثُ يُبْصِر، فاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَيْن المَعْنَيَيْن لأَفْعَالِه وخِلَالِه.
(و) الطَّبُّ: (تَغْطِيَةُ الخُرَزِ بِالطِّبَابَةِ) . وَقد طَبَّ الخَرْزَ يَطُبُّه طَبًّا، كَذَلِك طَبَّ السِّقَاءَ وطَبَّبَه (كالتَّطبِيبِ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَة.
(و) {الطُّبُّ (بالضَّمِّ: ع) .
(} والطِّبَّة {والطِّبَابَةُ بِكَسرِهما} والطَّبِيبَة) كَحَبِيبَة: القِطْعَةُ (المُسْتَطِيلَةُ) الضَّيِّقَةُ (من الأَرْضِ) الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ قَالَه أَبُو حَنِيفَة.
(و) {الطِّبَّةُ} والطَّبِيبَةُ والطِّبَابَةُ: الطِّرِيقَةُ المُسْتَطِيلَةُ مِنَ (الثَّوْبِ) والرَّمْلِ (والسَّحَاب) وشُعَاع الشَّمْسِ (والجِلْدِ) . وَقيل: الطِّبَّةُ: الشُّقَّةُ المُسْتَطِيلَةُ من الثَّوْبِ والجِلْدِ أَو المُرَبَّعَة، من الأَخِيرِ، أَو المُسْتَدِيرَة فِي المَزَادَة والسُّفْرَةِ ونحْوِهَا.
وَقَالَ الأَصْمعيّ: الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ الطِّبَابَةُ كُلُّ هَذَا طَرَائِقُ فِي رَمْلٍ وسَحَاب، وَكَذَلِكَ طِبَبُ شُعَاع الشَّمْسِ، وَهِيَ الطَّرَائِق الَّتِي تُرَى فِيهَا إِذَا طَلَعَت، وَهِي {الطِّبَابُ أَيْضاً.
(ج} طِبَابٌ) بالكَسْر ( {وطِبَبٌ) على وزن عِنَب.
وَفِي الأَسَاس فِي المَجَازِ: وامْتَدَّت طِبَبُ الشَّمْس وطِبَابُهَا أَي حِبَالُهَا. وأَخَذْنَا فِي طِبّةٍ: قِطْعَة مُسْتَطِيلَة دَقِيقَة كَثِيرَة النَّبْتِ. ومَشْينا فِي} طِبَابَةٍ وطَرِيدةٍ وَهِي دِيارٌ مُتَساطِرَةٌ.
( {والطُّبَّةُ بالضَّمِّ والطِّبَابَةُ بالكَسْرِ: السَّيْرُ يَكُونُ فِي أَسْفَلِ القِرْبَة بَيْنَ الخُرْزَتَيْنِ) قَالَه اللَّيْث، ونَصُّ كَلَامِه:} الطِّبَابَةُ من الخُرَزِ: السَّيْرُ بَين الخُرْزَتَيْن، والطُّبَّةُ: السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ فِي أُسْفَلِ القِرْبة، وَهُوَ يُقَارِبُ الخُرَزَ، فالمُؤَلِّفُ خَلَطَهُمَا عَلَى عَادَتِه فِي الاخْتِصَارِ، وَلَو تَنَبَّه لَه شَيْخُنَا فِي هَذَا لجَلَب عَلَيْه خَيْل سِنَانه ورَجِلَ ملَامِه ولَمْ يَرَ لَهُ وَجْه الاعْتِذَارِ.
وَفِي الْمُحكم: الطِّبَابَةُ: سَيْرٌ عَرِيضٌ تَقَعُ الكُتَبُ والخُرَزُ فِيهِ، والجَمْعُ طِبَابٌ. قَالَ جَرِير:
بَكَى فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَيْرَ نَزْرٍ
كَمَ عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ {الطِّبَابَا
وَفِي الْمُحكم أَيضاً: وربَّمَا سُمِّيَت القِطْعَةُ الَّتي تُخْرَزُ عَلَى حَرْفه الدَّلْوِ أَوْ حَاشِيَة السُّفْرَة طُبَّة. وَالْجمع} طُبَبٌ {وطِبَابٌ.
وَفِي غير: الطِّبَابَةُ والطِّبَابُ: الجلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ على طَرَفَي الجِلْدِ فِي القِرْبَة والسِّقَاءِ والإِدَاوَة إِذَا سُوِّي ثمَّ خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيً.
وَفِي الصَّحَاحِ: الجِلْدَةُ الَّتِي يُغَطَّى بِهَا الخُرَز وَهِي مُعْتَرِضَةٌ كالإِصْبَع مَثْنِيَّة على مَوْضِعِ الخَرْزِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الطِّبَابَةُ: الَّتِي تتُجْعَلُ عَلى مُلْتَقَى طَرَفَي الجلْدِ إِذَا خُرِزَ فِي أَسْفَلِ القِرْبَةِ والسِّقَاءِ والإِدَاوَة. وعَنْ أَبِي زَيْد: فإِذَا كَانَ الجِلْدُ فِي أَسَافِلِ هَذِه الأَشْيَاءِ مَثْنِيًّا ثمَّ خُرِزَ عَلَيْه فَهُوَ عِرَاقٌ، وإِذَا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيّ فَهُوَ طِبَابٌ.
وطَبِيبُ السِّقَاء: رُقْعَتُه.
(و) رَجُل} طَبٌّ {وطَبِيبٌ: عَالِم بالطِّبِّ. تَقُولُ: (مَا كُنْتَ} طَبِيباً، ولَقَد طَبِيْتَ بالكَسْرِ) ، وعَليه اقْتصر فِي لِسَان الْعَرَب (والفَتْح. ج) فِي القَلِيلِ ( {أَطِبَّةٌ. و) فِي الكَثِيرِ (} أَطِبَّاء) . وبِمَا شَرَحْنَاه اتَّضَحَ أَن كَلَامَ المُؤَلِّف فِي غَايَةٍ من الاسْتِقَامَة والوُضُوحِ، لَا كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا أَنَّه لَا يَخْلُو من تَنَافرٍ وقَلَق.
( {والمُتَطَبِّبُ: مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ) وَقَد} تَطَبَّبَ. وقَالُوا: {تَطَبَّبَ لَهُ: سَأَل لَهُ} الأَطِبَّاءَ.
والَّذِي فِي النِّهَايَة: {المُتَطَبِّبُ: الَّذِي يُعَانِي عِلْمَ الطِّبِّ وَلَا يَعْرِفُه مَعرِفَةً جَيِّدَةٌ.
قلتُ: أَي لِكَوْنِه من بَابِ التَّفَعُّلِ وَهُوَ للِتكَلف غَالِباً.
(و) قَالُوا: (إِنْ كُنْتَ ذَا} طِبٍّ) {وطُبٍّ} وطَبٍّ (! فَطُبَّ لِعَيْنِك) بِالإِفْرَادِ، كَذَا فِي نُسْخَتِنَا، وَفِي أُخْرَى بالتَّثْنِيَة، ومِثْلُه فِي لِسَان الْعَرَب (مُثَلَّثَةَ الطّاءِ فِيهِمَا) ، وعَلى الأَوَّل اقْتَصَرَ فِي المُحْكَمِ.
وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: إِن كُنْتَ طِبَ فطِبَّ لِنَفْسِكَ أَي ابْدَأُ أَوَّلاً بإِصلاحه نَفْسِكَ.
(و) كَذَا قَوْلهم: (مَنْ أَحَبّ {َ طَبَّ) واختَالَ لِمَا يُحِبُّ أَيْ (تَأَتَّى للأُمُورِ وَتَلَطَّفَ) .
(وهُو} يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه) أَي (يَسْتَوْصِفُ) الدَّوَاءَ أَيُّهَا يَصْلُحِ لِدَائِهِ.
( {وطِبَابَةُ السَّمَاءِ} وَطِبَابُها: طُرَّتُها المُسْتَطِيلَةُ) . قَالَ مَالِكُ بْنُ خَالِد الهُذَلِيُّ:
أَرَتْهُ من الجَرْبَاءِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ
{طِبَاباً فَمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ
يصفُ حِمَارَ وحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ فلَجَأَ إِلَى جَبَل فصَارَ فِي بَعْضه شِعَابِه، فَهُوَ يَرَى أُفُقَ السَّمَاءِ مُسْتَطِيلاً. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وذَلِكَ أَنَّ الأُتُنَ أَلْجَأَتِ المِسْحَلَ إِلَى مَضِيقٍ فِي الجَبَل لَا يَرَى فِيهِ إِلا طُرَّةً من السَّمَاءِ.
} والطِّبَابُ مِنَ السَّمَاء: طَرِيقُه وطُرَّتُه. وقَالَ الآخَرُ:
وسَدَّ السَّمَاءَ السِّجْنُ إِلَّا {طِبَابَةً
كتُرْسِ المُرَامِي مُسْتَكِنًّا جُنُوبُهَا
فالحِمَارُ رَأَى السَّمَاءَ مُسْتَطِيلَة لأَنَّه فِي شِعْب، والرَّجُلُ رَآهَا مُسْتَدِيرَة لأَنَّه فِي السجْن.
(} والطَّبْطَبَةُ: صَوْتُ الماءِ) إِذَا اضْطَرَب واصْطَكَّ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
كأَنَّ صَوْتَ المَاءِ فِي أَمْعَائِها
{طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلَى جِوَائِهَا
عدّاه بإِلَى لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى تَشَكِّي المِيث.
(و) } الطَّبْطَبَةُ: (صَوْتُ تَلَاطُمِ) وَفِي بعضُ النُّسَخ تَلَاطُع (السَّيْل) . {وطَبْطَبَ المَاءَ إِذَا حَرَّكه. وَعَن اللَّيْث:} طَبْطَبَ الوَادِي طَبْطَبَة إِذَا سَالَ بالمَاءِ. وسَمِعْتُ لِصَوْتِه {طَبَاطِبَ. وقَد} تَطَبْطَبَ المَاءُ والثَّدْيُ. قَالَ: {تَطَبْطبَ ثَدْيَاها فَطَار طَحِينها
(و) الطَّبْطَبَةُ: شيءٌ عَرِيضٌ يُضْرَبُ بَعْضُهِ ببَعْضٍ.
(} والطَّبْطَابَةُ: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ يُلْعَبُ بِهَا بالْكُرَة) وَفِي التَّهْذِيبِ: يَلْعَبُ الفَارِسُ بِهَا بالكُرَة. وقَال ابنُ دُرَيد: {الطَّبْطَابُ: الَّذِي يُلْعَبُ بِهِ لَيْسَ بِعَرَبيّ.
(و) عنْ ابْنِ هَانِىء: يُقَالُ: (قَرُبَ طِبٌّ) . وهَذَا مَثَلٌ يُقَالُ للرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الَّذِي قد قَرُبَ مِنْهُ، وذَلِكَ أَنَّهُ (تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرأَةً فَهُدِيَتُ إِلَيْه) أَي أَي زُفَّت (فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَهُ من النِّسَاءِ) أَي بَيْنَ رِجْلَيْهَا (قَال لَهَا: أَبِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌّ، فَقَالَت) لَهُ (قَرُبَ) كَكَرُمَ (طِبٌّ) فَاعِلُه (ويُرْوَى طِبًّا) بالنَّصْبِ على التَّمْيِيزِ، كقَوْلِكَ: نَعْمَ رَجُلاً (فَذَهَبَتْ مَثَلاً) . قَالَ شَيْخُنَا ويُقَالُ فِي هَذَا المَعْنى: أَنتَ على المُجَرَّب.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} المُطَابَّةُ) مُفَاعَلَة بِمَعْنَى (المُدَاورَة) وأَنَا أُطَابُّ هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِين كَيْ أُبَلِّغَه كَمَا فِي الأَسَاس.
( {والتَّطْبِيبُ أَن تُعَلِّقَ السِّقَاءَ من عُودٍ) كَذَا فِي نُسْخَتِنَا، وصَوَابُه فِي عَمُود أَي مِنَ الْبَيْتِ (ثمَّ تَمُخُضَه) قَالَ الأَزْهرِيّ: وَلم أَسْمَع} التَّطْبِيبَ بِهَذَا الْمَعْنى لغَيّرِ اللَّيْثِ، وأَحْسِبُه التَّطْنِيبَ كَمَا يُطَنَّبُ البَيْتُ.
(و) {التَّطْبِيبُ: (أَن تُدْخِلَ فِي الدِّيبَاج بَنِيقَةً تُوَسِّعُه بهَا) وَعبارَة الأَسَاس:} وطَبَّبَ الخَيَّاطُ الثَّوْبَ: زَادَ فِيه بَنِيقَةً لِيَتسَع.
( {والطَّبْطَبِيَّهُ: الدِّرَّةُ) لأَنَّ صَوْتَ وَقْعِهَا} طَبْ! طَبْ، ومِنْهُ الحَدِيث قَالت مَيْمُونَةُ بِنْتُ كَرْدَمٍ: (رأَيْتُ رسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي حَجَّة الوَدَاع وَهُوَ عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ، وَهُوَ عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ، فسمعتُ الأَعْرابَ والنَّاسَ يَقُولُون: الطَّبْطَبِيَّة الطَّبْطَبِيَّةَ) أَي الدِّرَّةَ الدِّرَّةَ نَصْباً على التَّحْذِيرِ.
( {وطَبْطَبَ) اليَعْقُوبُ: (صَوَّت) نَقله الصاغَانيّ.
} والطَّبَاطِبُ: العَجَمُ، كَذَا فِي لِسَان الْعَرَب. ( {وطَبَاطَبَا) لَقَبُ الشَّرِيف (إِسْمَاعِيل) الدِّيبَاج (بن إِبراهيم) الْغمر (ابْن الحَسَنِ) المُثَنَّى (بن الحَسَن) السِّبْط (بْنِ عَلِيِّ) بْنِ أَبي طَالِب كرَّم اللهُ وَجْهَه ورضِي عَنْهُم. وَالَّذِي صَرّحَ بِهِ النسابة أَنه لَقَبُ ابْنِه إِبْرَاهِيم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، وَهُوَ الصَّوَابُ. وإِنما (لُقّب بِهِ لأَنّه كَانَ يُبْدِلُ القَافَ طَاءً) للثّغَةٍ فِي لِسَانِه (أَو لأَنَّه أُعْط 2 قَبَاءً فَقَالَ:} طَبَاطَبَا) وَهُوَ (يُرِيدُ قَبَاقَبَا) وَلَا مُنَافَاة بَين الوَجْهَيْن كَمَا هُو ظَاهِر.
وَفِي كِتَاب النَّسَب للإِمَامِ النَّاصِر للْحَقِّ، يُقَال: إِنَّ أَهلَ السَّوَاد لَقَّبُوه بِذَلِكَ. وطَبَاطَبَا بِلِسَان النَّبَطِيَّة: سَيِّدُ السَّادَات، نَقَل ذَلِك أَبُو نَصْر البُخَارِيّ عَنهُ، وَقيل: لأَنَّ أَبَاه أَرَادَ أَنْ يَقْطَع لَهُ ثَوْباً وَهُوَ طِفْل فَخَيَّرَه بَيْن قَمِيص وقَبَاءٍ فَقَالَ: طَبَاطَبَا يَعْنِي قَبَاقَبَا. قُلتُ: وهم بَيْتٌ مَشْهُورٌ بالحَدِيثِ والفِقْهِ والنَّسَبِ. والنِّسْبَة إِليه {- طَبَاطَبِيّ.
ومَشْهَد} الطَّبَاطِبَة بقَرَافَةِ مصر، مِنْهُم أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ الحَسَن بن إِبراهيم طَبَاطَبَا، وحَفِيدُه شَيْخُ الأَهْل مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيًّ، لوَلَدِه رِيَاسَ. وأَبُو عَلِيّ محمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْن عَلِيِّ بن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ إِبرَاهِيمَ طَبَاطَبَا وَلَدُه سَادَةٌ مُحَدِّثُون. وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ القَاسِم بْنِ إِبْرَاهِيمَ طَبَاطَبَا، وَلَدُهُ نُقَبَاءُ بِمصْر. والمُسْتَنْجِد حَسَنُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد بْنِ القَاسِمِ بْنِ طَبَاطَبَا، وَله ذُرِّيَّةٌ يُعْرَفُونَ بِهِ، وَهَذَا البَيْتُ عَظِيمٌ فِي الطَّالِبِيِّين. ( {والطَّبْطَابُ) أَي بالفَتْح كَمَا هُوَ قَاعِدَةُ إِطْلَاقِه: (طَائِرُ لَهُ أُذُنَانِ كَبِيرَتَان) نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وَهَكَذَا فِي حَيَاةِ الْحَيَوَان.
ومِمَّا بَقيَ عَلَى المُؤلِّفِ:
فِي الأَسَاسِ: وذَا} طِبَابُ هَذِه العلَّة، أَي مَا يُطَبّ بِهِ.
ومِنَ المَجَازِ: وَله {طِبَابَةٌ حَسَنَةٌ} والطِّبَّةُ: النَّاحِيَة.
وإنَّكَ لتَلْقَى فُلَاناً على {طِبَبٍ مُخْتَلِفَة أَي عَلَى أَلْوَانٍ، انْتهى.
وَفِي المَثَل: (أَرْسِلْه} طَبًّا) . ويُرْوَى {طَابًّا. وَيَا طَبِيبُ طبَّ لنَفْسِك. لمَنْ يَدَّعى مَا لَا يُحْسِنه، القَوْمُ} طَبُّونَ. وَغير ذَلِك انْظُر فِي المُسْتَقصَى ومَجْمَع الأَمْثَالِ وغَيْرِهِما.
! وطَبَبٌ مُحَرَّكَة: جَبَلٌ نَجْديّ.
(طبب) : طَبَبْتَ، تَطِبُّ، مثل: دَبَبْتَ تَدِبُّ: لغةٌ في طَبِبْتَ تَطَبُّ.
طبب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: فَلَعَلَّ طِبًّا أَصَابَهُ ثمَّ نشّره بِقُلْ أَعُوْذُ بِرَبِّ النَّاسِ. قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الطبّ الِسحر وَإِنَّمَا كنى عَن السِحْر بالطَبّ كَمَا كنى عَن اللديغ بالسليم والطبّ: الرجل الحاذق بالأمور قَالَ عنترة: [الْكَامِل] إِن تُغْدفْي دُوْنِي القِنَاعَ فانَّني ... طَبّ بِأخذ الْفَارِس المستلئمِ

والمستلئم الَّذِي لبس لأمته واللأمة الدرْع.

وجد

وجد: الوَجْدُ: من الحُزْنِ. والمَوْجِدَةُ: من الغَضَبِ. وتَوَجَّدْتُ عليه: من الوَجْدِ. وتَوَجَّدَ أمْرَ كذا: أي شَكاه. ووَجَدْتُ عليه أجِدُ وأجُدُ وَجْداً. والوَجْدُ: الوِجْدَانُ. ومن المَقْدُرَةِ: وَجْدٌ ووُجْدٌ ووِجْدٌ وجِدَةٌ. والجِدَةُ: من قَوْلكَ وَجَدْتُ الشَّيْءَ: أي أصَبْتَه. ووَجَدَ الشَّيْءَ يَجِدُه ويَجُدُه بضَمِّ الجِيم وكَسْرِها. وكذلك من المَوْجِدَةِ. ووَجَدْتُ الضّالَّةَ أجدُها وأجِدُها وِجْدَاناً. وقد وَجِدَ بِكَسْرِ الجِيم، والأكْثَرُ: وَجَدَ. ويقولونَ: لَمْ أجِدْ من ذلك بُدّاً. ووَجَدَ الشِّيْءَ، واتَّجَدَه يَيَّجِدُه. والواجِدُ: الغَنِيُّ. والحَمْدُ للهِ الي أوْجَدَني بَعْدَ فَقْرٍ: أي أغْنَاني، وآجَدَني. والوِجْدُ بِكَسْرِ الواوِ: لُغَةٌ في الوُجْدِ، وقُرِىء: " مِنْ وِجْدِكم " والوِجَادُ: مَنَاقِعُ الماءِ، الواحدُ وَجْدٌ. والوَجِيْدُ: ما اسْتَوى من الأرْضِ، وجَمْعُه وُجْدَانٌ.
الوجد: ما يصادف القلب ويرد عليه بلا تكلف وتصنع، وقيل: هو بروقٌ تلمع، ثم تخمد سريعًا.
(وجد) - قوله تعالى: {مِنْ وُجْدِكُمْ}
: أي مِمَّا تَجدون في غِناكم ومَالِكم.
- في الحديث: "لم يَجِدِ الصَّائمُ على المُفْطِر"
: أي لم يَغضَبْ، من المَوجِدَةِ.
(وجد)
فلَان (يجد) وجدا حزن وَعَلِيهِ موجدة غضب وَبِه وجدا أحبه وَفُلَان وجدا وَجدّة صَار ذَا مَال ومطلوبه وجدا ووجدا وَجدّة ووجودا ووجدانا أدْركهُ وَيُقَال وجد الضَّالة وَالشَّيْء كَذَا علمه إِيَّاه يُقَال وجدت الْحلم نَافِعًا

(وجد) الشَّيْء من عدم وجودا خلاف عدم فَهُوَ مَوْجُود
و ج د

وجد الشّيء وجوداً خلاف عدم، ووجدت الضّالّة، وأوجدنيه الله. وهو واجدٌ بفلانة وعلى فلانة ومتوجّد، ووجد بها وتوجذد، وله بها وجدٌ وهو المحبّة. وتواجد فلان: أرى من نفسه الوجد. ووجد عليه موجدةً: غضب عليه، وهو واجد على صاحبه. وهو غنيٌّ واجد، وقد وجد وجداً وجدةً، وأوجده الله: أغناه. ووجدت زيداً ذا الحفاظ: علمته. قال:

إن الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد يوماً على من يتّكل

إن لم يعلم على من يتّكل " ووجدك عائلاً فأغنى ".
و ج د: (وَجَدَ) مَطْلُوبُهُ يَجِدُهُ بِالْكَسْرِ (وُجُودًا) وَيَجُدُ بِالضَّمِّ لُغَةٌ عَامِرِيَّةٌ لَا نَظِيرَ لَهَا فِي بَابِ الْمِثَالِ. وَ (وَجَدَ) ضَالَّتَهُ (وِجْدَانًا) وَ (وَجَدَ) عَلَيْهِ فِي الْغَضَبِ (مَوْجِدَةً) بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (وِجْدَانًا) أَيْضًا بِكَسْرِ الْوَاوِ. وَ (وَجَدَ) فِي الْحُزْنِ (وَجْدًا) بِالْفَتْحِ. وَ (وَجَدَ) فِي الْمَالِ (وُجْدًا) بِضَمِّ الْوَاوِ وَفَتْحِهَا وَكَسْرِهَا، (وَجِدَةً) أَيْضًا بِالْكَسْرِ أَيِ اسْتَغْنَى. وَ (أَوْجَدَهُ) اللَّهُ مَطْلُوبَهُ أَظْفَرَهُ بِهِ. وَأَوْجَدَهُ أَغْنَاهُ. 
[وجد] وَجَدَ مطلوبه يَجِدُهُ وُجوداً، ويجده أيضا بالضم، لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال. قال لبيد وهو عامري: لو شئت قد نقع الفؤاد بشربة * تدع الصوادى لا يجدن غليلا - ووَجَدَ ضالَّته وِجْداناً. وَوَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً، ووِجْداناً أيضاً، حكاها بعضهم. وأنشد : كِلانا رَدَّ صاحِبَهُ بغَيْظٍ * على حَنَقٍ ووِجْدانٍ شَديدِ - ووَجَدَ في الحزن وَجْداً بالفتح، ووَجَدَ في المال وُجْداً ووِجْداً وجِدَةً، أي استغنى. وأوْجَدَه الله مطلوبهُ، أي أظفره به. وأوْجَدَهُ، أي أغناه. يقال: الحمد لله الذى أوجدني بعد فقر، وآجدني بعد ضعفٍ، أي قوَّاني. ووُجِدَ الشئ عن عدم فهو موجود، مثل حم فهو محموم. وأوجده الله، ولا يقال وجده، كمالا يقال حمه. وتوجدت لفلان، أي حزنت له.
و ج د : وَجَدْتُهُ أَجِدُهُ وِجْدَانًا بِالْكَسْرِ وَوُجُودًا وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي عَامِرٍ يَجِدُهُ بِالضَّمِّ وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي بَابِ الْمِثَالِ وَوَجْهُ سُقُوطِ الْوَاوِ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ وُقُوعُهَا فِي الْأَصْلِ بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ ثُمَّ ضُمَّتْ الْجِيمُ بَعْدَ سُقُوطِ الْوَاوِ مِنْ غَيْرِ إعَادَتِهَا لِعَدَمِ الِاعْتِدَادِ بِالْعَارِضِ وَوَجَدْتُ الضَّالَّةَ أَجِدُهَا وِجْدَانًا أَيْضًا وَوَجَدْتُ فِي الْمَالِ وُجْدًا بِالضَّمِّ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ وَجِدَةً أَيْضًا.

وَأَنَا وَاجِدٌ لِلشَّيْءِ قَادِرٌ عَلَيْهِ وَهُوَ مَوْجُودٌ مَقْدُورٌ عَلَيْهِ.

وَوَجَدْتُ عَلَيْهِ مَوْجِدَةً غَضِبْتُ وَوَجَدْتُ بِهِ فِي الْحُزْنِ وَجْدًا بِالْفَتْحِ.

وَالْوُجُودُ خِلَافُ الْعَدَمِ وَأَوْجَدَ اللَّهُ الشَّيْءَ مِنْ الْعَدَمِ فَوُجِدَ فَهُوَ مَوْجُودٌ مِنْ النَّوَادِرِ مِثْلُ أَجَنَّهُ اللَّهُ فَجُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ. 

وجد


وَجَدَ
a. [ يَجِدُ] (n. ac.
جِدَة [] وُجْد
وُجُوْد
وِجْدَاْن
إِجْدَان [
وِجْدَاْن]), Found; met with, came upon; perceived.
b.(n. ac. وَجْد
وِجْد
وِجْدَة
وُجْد), Had enough, plenty of.
c.(n. ac. وَجْد
وِجْدَة
مَوْجِدَة
وِجْدَاْن) ['Ala], Became angry with.
d.(n. ac. وَجْد) [Bi], Was in love with.
e.(n. ac. وُجُوْد) [pass.], Was found; was at hand; existed, was; was created.
f. see infra.

وَجِدَ(n. ac. وَجَد)
a. [Bi], Grieved for.
أَوْجَدَa. Brought into existence, created, made;
produced.
b. Made to find; procured for.
c. Enriched.
d. Strengthened, invigorated.
e. [acc. & 'Ala], Compelled, drove to.
f. [ coll. ], Invented, devised;
imagined.
تَوَجَّدَa. Complained of.
b. [La]
see (وَجِدَ).
c. see I (d)
تَوَاْجَدَa. Grieved.

إِنْوَجَدَ
a. [ coll. ], Was found; met.

وَجْد
(pl.
وُجُوْد)
a. Emotion, feeling; passion; rapture, ecstasy.
b. Riches.
c. (pl.
وِجَاْد), Pond.
وِجْد
وِجْدَة
وُجْدa. see 1 (b)
وَجِيْد
(pl.
وُجْدَاْن)
a. Level ground.

وُجُوْدa. Existence, being.
b. Invention, discovery.

وُجُوْدِيَّةa. Existence; individuality, personality.

وِجْدَاْنa. see 1 (a)
N. P.
وَجڤدَa. Found.
b. Existing, extant.

وِجْدَانِيَّات
a. Perceptions.

المَوْجُوْدَات
a. Existing things.

غَابَ عَن الوُجُوْد
a. [ coll. ], He lost
consciousness.
وجد
الوجود أضرب: وجود بإحدى الحواسّ الخمس. نحو: وَجَدْتُ زيدا، ووَجَدْتُ طعمه.
ووجدت صوته، ووجدت خشونته. ووجود بقوّة الشّهوة نحو: وَجَدْتُ الشّبع. ووجود بقوّة الغضب كوجود الحزن والسّخط. ووجود بالعقل، أو بواسطة العقل كمعرفة الله تعالى، ومعرفة النّبوّة، وما ينسب إلى الله تعالى من الوجود فبمعنى العلم المجرّد، إذ كان الله منزّها عن الوصف بالجوارح والآلات. نحو: وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ [الأعراف/ 102] . وكذلك المعدوم يقال على هذه الأوجه. فأمّا وجود الله تعالى للأشياء فبوجه أعلى من كلّ هذا. ويعبّر عن التّمكّن من الشيء بالوجود. نحو: فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [التوبة/ 5] ، أي:
حيث رأيتموهم، وقوله تعالى: فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ [القصص/ 15] أي: تمكّن منهما، وكانا يقتتلان، وقوله: وَجَدْتُ امْرَأَةً إلى قوله: يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ [النمل/ 23- 24] فوجود بالبصر والبصيرة، فقد كان منه مشاهدة بالبصر، واعتبار لحالها بالبصيرة، ولولا ذلك لم يكن له أن يحكم بقوله: وَجَدْتُها وَقَوْمَها الآية، وقوله: فَلَمْ تَجِدُوا ماءً
[النساء/ 43] ، فمعناه: فلم تقدروا على الماء، وقوله: مِنْ وُجْدِكُمْ
[الطلاق/ 6] ، أي:
تمكّنكم وقدر غناكم وقد يعبّر عن الغنى بالوجدان والجدة، وقد حكي فيه الوَجْد والوِجْد والوُجْد ، ويعبّر عن الحزن والحبّ بالوَجْد، وعن الغضب بالمَوْجِدَة، وعن الضالّة بالوُجُود.
وقال بعضهم: الموجودات ثلاثة أضرب: موجود لا مبدأ له ولا منتهى، وليس ذلك إلا الباري تعالى، وموجود له مبدأ ومنتهى كالنّاس في النّشأة الأولى، وكالجواهر الدّنيويّة، وموجود له مبدأ، وليس له منتهى، كالنّاس في النّشأة الآخرة.
[وجد] نه: فيه "الواجد" تعالى، هو الغني الذي لايفتقر، وجد يجد جدة أي استغنى غنى لا فقر بعده. ومنه: لي "الواجد" يحل عقوبته، أي القادر على قضاء دينه. وفيه: إني سائلك فلا "تجد" عليّ، أي لا تغصب من سؤالي، من وجد عليه وجدا وموجدة. ك: تجد- بالجزم نهيا. نه: ومنه: "لم يجد" الصائم على المفطر. وفي ح اللقطة: أيها الناشد! غيرك "الواجد"، من وجد ضالته وجدانا- إذا رأها ولقيها. ن: "لا يجد" من يقبلها لكثرة الأموال بظهور كنز الأرض، وذا بعد هلاك يأجوج وقلة الناس وقلة أمالهم لقرب الساعة. بي: وهل يسقط الزكاة فيه قولان. ن: "تجدونه" في صدوركم، فلا عتب عليهم لأنه بغير كسب فلا يمنعكم الطيرة عن أمر توجهتم إليه فإنه مقدوركم. وح: إنه "يجد" الشيء في الصلاة، أي يجد خروج الحدث منه. وح: إن "وجدتم" غير أنيتهم فلا تأكلوا فيها، لأنهم يطبخون فيها الخمر والخنزير فاستقذرت وإن طهرت بالغسل. نه: وفيه: وما بطنها بوالد ولا زوجها "بواجد"، أي أنه لا يحبها، من وجدت بها وجدا - إذا أحببتها حبًا شديدًا. ومنه: فمن "وجد" منكم بماله شيئًا فليبعه، أي أحبه واغتبط به. ن: ومنه: من شدة "وجد" أمه، ويطلق على الحزن والحب، والحزن أظهر، وروي: من شدة موجدته. ك: "وجدت" في كتابي - أي ما حفظته هو الذي رويته - لكن ما وجدته في كتابي، هو بخيار- منكرًا، وفي بعضها بإضافته إلى ثلاث مرات، وفي بعضها: يختار - بلفظ الفعل، فحينئذ يحتمل أن يكون ثلاثا ًمتعلقًا بيختار، قوله: فإن صدقا، يحتمل أن يكون من المحفوظ ومن المكتوب. وح: ما "تجدون" في كتابكم؟ لم يكن

وجد: وجَد مطلوبه والشيء يَجِدُه وُجُوداً ويَجُده أَيضاً، بالضم، لغة

عامرية لا نظير لها في باب المثال؛ قال لبيد وهو عامريّ:

لو شِئْت قد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَرْبةٍ،

تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا

بالعَذبِ في رَضَفِ القِلاتِ مَقِيلةً

قَِضَّ الأَباطِحِ، لا يَزالُ ظَلِيلا

قال ابن بريّ: الشعر لجرير وليس للبيد كما زعم. وقوله: نَقَعَ الفؤادُ

أَي روِيَ. يقال نَقَعَ الماءُ العطشَ أَذْهبه نَقْعاً ونُقوعاً فيهما،

والماء الناقعُ العَذْبُ المُرْوي. والصَّادِي: العطشان. والغليل: حَرُّ

العطش. والرَّضَفُ: الحجارة المرضوفةُ. والقِلاتُ: جمع قَلْت، وهو نقرة في

الجبل يُستَنْقَعُ فيها ماء السماء. وقوله: قَِضّ الأَباطِحِ، يريد أَنها

أَرض حَصِبةٌ وذلك أَعذب للماء وأَصفى.

قال سيبويه: وقد قال ناس من العرب: وجَدَ يَجُدُ كأَنهم حذفوها من

يَوْجُد؛ قال: وهذا لا يكادُ يوجَدُ في الكلام، والمصدر وَجْداً وجِدَةً

ووُجْداً ووجُوداً ووِجْداناً وإِجْداناً؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:وآخَر مُلْتاث، تَجُرُّ كِساءَه،

نَفَى عنه إِجْدانُ الرِّقِين المَلاوِيا

قال: وهذا يدل على بَدَل الهمزة من الواو المكسورة كما قالوا إِلْدةٌ في

وِلْدَة.

وأَوجَده إِياه: جَعَلَه يَجِدُه؛ عن اللحياني؛ ووَجَدْتَني فَعَلْتُ

كذا وكذا، ووَجَدَ المالَ وغيرَه يَجِدُه وَجْداً ووُجْداً وجِدةً.

التهذيب: يقال وجَدْتُ في المالِ وُجْداً ووَجْداً ووِجْداً ووِجْداناً وجِدَةً

أَي صِرْتُ ذا مال؛ ووَجَدْت الضَّالَّة وِجْداناً. قال: وقد يستعمل

الوِجْدانُ في الوُجْد؛ ومنه قول العرب: وِجْدانُ الرِّقِين يُغَطِّي أَفَنَ

الأَفِين. وفي حديث اللقطة: أَيها الناشدُ، غيرُك الواجِدُ؛ مِن وَجَدَ

الضَّالّة يَجِدُها. وأَوجده الله مطلوبَه أَي أَظفره به.

والوُجْدُ والوَجْدُ والوِجْدُ: اليسار والسَّعةُ. وفي التنزيل العزيز:

أَسكِنُوهُنَّ من حيثُ سكَنْتم من وَجْدِكم؛ وقد قرئ بالثلاث، أَي من

سَعَتكم وما ملكتم، وقال بعضهم: من مساكنكم.

والواجِدُ: الغنِيُّ؛ قال الشاعر:

الحمدُ للَّه الغَنِيِّ الواجِد

وأَوجَده الله أَي أَغناه. وفي أَسماء الله عز وجل: الواجدُ، هو الغني

الذي لا يفتقر. وقد وجَدَ تَجِدُ جِدة أَي استغنى غنًى لا فقر بعده. وفي

الحديث: لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه أَي القادرِ على قضاء

دينه. وقال: الحمد لله الذي أَوْجَدَني بعد فقر أَي أَغناني، وآجَدَني

بعد ضعف أَي قوّاني. وهذا من وَجْدِي أَي قُدْرتي. وتقول: وجَدْت في الغِنى

واليسار وجْداً ووِجْداناً

(* قوله «وجداً ووجداناً» واو وجداً مثلثة،

أفاده القاموس.) وقال أَبو عبيد: الواجدُ الذي يَجِدُ ما يقضي به دينه.

ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم، فهو موجود، مثل حُمّ فهو محموم؛ وأَوجَدَه الله

ولا يقال وجَدَه، كما لا يقال حَمّه.

ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً

ووِجْداناً: غضب. وفي حديث الإِيمان: إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لا

تَغْضَبْ من سؤالي؛ ومنه الحديث: لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطر، وقد تكرَّرَ

ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد اللحياني قول صخر الغيّ:

كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ

وتَأْنِيبٍ، ووِجْدانٍ شَديدِ

فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ

عليه، ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها. ووَجَدَ به

وَجْداً: في الحُبِّ لا غير، وإِنه ليَجِدُ بفلانة وَجْداً شديداً إِذا كان

يَهْواها ويُحِبُّها حُبّاً شديداً. وفي الحديث، حديث ابن عُمر وعُيينة بن

حِصْن: والله ما بطنها بوالد ولا زوجها بواجد أَي أَنه لا يحبها؛ وقالت

شاعرة من العرب وكان تزوجها رجل من غير بلدها فَعُنِّنَ عنها:

مَنْ يُهْدِ لي مِن ماءٍ بَقْعاءَ شَرْبةً،

فإِنَّ له مِنْ ماءِ لِينةَ أَرْبعَا

لقد زادَني وَجْداً بِبَقْعاءَ أَنَّني

وَجَدْتُ مَطايانا بِلِينةَ ظُلَّعا

فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بالرَّمْلِ أَنني

بَكَيْتُ، فلم أَترُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعا؟

تقول: من أَهدى لي شربة من ماءِ بَقْعاءَ على ما هو من مَرارة الطعم

فإِن له من ماءِ لِينةَ على ما هو به من العُذوبةِ أَربعَ شربات، لأَن بقعاء

حبيبة إِليَّ إِذ هي بلدي ومَوْلِدِي، ولِينةُ بَغِيضَةٌ إِليّ لأَن

الذي تزوجني من أَهلها غير مأْمون عليّ؛ وإِنما تلك كناية عن تشكيها لهذا

الرجل حين عُنِّنَ عنها؛ وقولها: لقد زادني حبّاً لبلدتي بقعاء هذه أَن هذا

الرجل الذي تزوجني من أَهل لينة عنن عني فكان كالمطية الظالعة لا تحمل

صاحبها؛ وقولها: فمن مبلغ تربيّ

(البيت) تقول: هل من رجل يبلغ صاحِبَتَيَّ بالرمل أَن بعلي ضعف عني

وعنن، فأَوحشني ذلك إِلى أَن بكيت حتى قَرِحَتْ أَجفاني فزالت المدامع ولم

يزل ذلك الجفن الدامع؛ قال ابن سيده: وهذه الأَبيات قرأْتها على أَبي

العلاء صاعد بن الحسن في الكتاب الموسوم بالفصوص. ووجَد الرجلُ في الحزْن

وَجْداً، بالفتح، ووَجِد؛ كلاهما عن اللحياني: حَزِنَ. وقد وَجَدْتُ فلاناً

فأَنا أَجِدُ وَجْداً، وذلك في الحزن.

وتَوَجَّدْتُ لفلان أَي حَزِنْتُ له. أَبو سعيد: تَوَجَّد فلان أَمر كذا

إِذا شكاه، وهم لا يَتَوَجَّدُون سهر ليلهم ولا يَشْكون ما مسهم من

مشقته.

وجد:
لو وجدَ: لو استطاع ذلك (البربرية 519:2): دسَّ له إن أهل الدولة مضطربون على سلطانهم ومستبدلون به لو وجدوا (المقري 248:2): وقد كان يغوص في الأرض لو وجد لشدّة ما حل به عما سمع ورأى بحذف بلاغي تقديره لو وجد إلى ذلك سبيلاً.
وجد: عانى، قاسى (شراً)، وعلى سبيل المثال وجد غماً (بقطر) وجد ألماً (الكامل 13:218، النويري أسبانيا 459: وجد في نفسه غماً شديداً (دي ساسي كرست 139:1)
ليت هنداً أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما نجد
(بدرون 9:291): وجد حرارة ففصد بمبضع مسموم فمات. وفي (الحُلل 7): فشكوا إليه ما يجدونه من ذلك (كليلة ودمنة 3:254): فلما سمع الملك ذلك سرّى عنه ما كان يجده في الغم. وكذلك في (10:252): وكلميه بما تعلمين أنه تطيب به نفسه ويُذُهب الذي يجده، أي يزول ما يعانيه من غم وهي عبارة لم يفهمها (فريتاج). وعليه ينبغي أن تحذف ما ورد في عدد 6.
وجِد حاله: وجد نفسه، شعر أو أحس أنه في وضع معين (بقطر).
كيف تجدّك: كيف حالك؟ (معجم البلاذري).
وجد في: تكمن من، تألف، اشتمل على، ارتكز consisteren ( همبرت 93).
يجد تصحيف يوجد: عند (المقدسي في معجم الجغرافيا).
وجّد: حضر، هيأ (همبرت 2 - الجزائر - هلو).
أوجد: ابتكر (بقطر) inventer.
تواجد: زاح (ابن بطوطة 158:3) se
Lamenter ( كان يعظ المؤمنين في أيام الجمع وكان جمع غفير منهم يطلب الغفران أمامه حالقين رؤوسهم وهو يتواجدون). وفي (ابن طفيل 4:181): فشرع أسأل (اسم شخص) في الصلاة والقراءة والدعاء والبكاء والتضرع والتواجد.
تواجد: ندم على ذنوبه، تاب إلى الله، انسحق قلبه se repentir ( الترجمة العربية لأسفار موسى الخمسة السامرية 6:6 سِفْر التكوين): وتواجد الله لما صنع الناس في الأرض (7).
تواجد: كان في نشوة الافتتان والذهول
(ديوان ابن الفارض) (جي. جي شولتز): وإذا استمع وتواجد وغلب عليه الحال يزداد وجهه جمالاً ونوراً.
أنوجد: التقي، وجد نفسه setrouver، وجد نفسه في ذلك المكان أو كان فيه (بقطر).
وجْد: نشوة العشق الإلهي في أعلى حالات تدفق مشاعر الحب. ذكر (بربروجر 278) هذه الكلمة وجمعها على مواجد. ووردت أيضاً عند (دي سلان المقدمة 84:1، ملاحظات ومقتطفات 366:12، 377، المقدمة 6:171 و 164:2). هنا جمعت على مواجيد (المقري 571:1).
وجد على والجمع مواجد: إن هذا الجمع يستعمل، أيضاً، في حالات الغضب (مع حرف الجر على) (البربرية 2:555:2): وقد ذهب مواجد السلطان بالأندلس عليهم وصار إلى جميل رأيه فيهم إذ هكذا ينبغي أن تقرأ هذه الجملة (مع طبعة بولاق) بدلاً من مواجة!. حطّ وجده في: زاد النيران اشتعالاً، شرع، في القضية، بحرارة، اهتم بفلان جداً (بقطر).
وحدة: أنظر وحدة بالحاء عند (بقطر).
وحدات: ميكال للحنطة يستخدم في مدينة وحدة في أفريقيا (البكري 5:87): ومدُ وجدة يسمى بالوجدات.
وجدان: في (محيط المحيط): (مصدر وعند الصوفية مصادفة الحق تعالى). وفي (المقدمة 177:1 و185:12 و70:111): نشوة، ذهول، شطح، إعجاب شديد.
وجدان: في (محيط المحيط): (وفي اصطلاح غيرهم فالمشهور انه النفس وقواها الباطنية). أنظر (المقدمة 9:370:2): إناء نشهد في أنفسنا بالوجدان الصحيح وجود ثلاثة عوالم. وقد ترجمها (دي سلان ب: اعتقاد conviction) .
وجود: الوجود خلاف العدم (عبد الواحد 8:212).
وجود: الذي هو موجود (الملابس 4:282).
وجود: طبيعة الأشياء (البربرية 8:1 و 14:1).
وجود: إجراء، إنجاز realization ( دي ساسي دبلوماسية 486:9): المصالح التي يعم نفعها ويحسن في الوجود وقعها.
وجود: أنظر (المقري 571:1 لمعرفة معنى كلمة وجود عند الصوفية في التعريفات).
في (فوك) ورد ذكر أُنيّة = esse اللاتينية (أنظرها في الجزء الأول من ترجمة هذا المعجم في كلمة إنْ).
وجود: غاب عن الوجود: أنظر كلمة غيب في الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم.
خطر في وجودي السفر: عنّ لي أو عرض لي أن أبادر إلى السفر (ألف ليلة. برسل 6:4).
وجود: ثروة، غنى، يُسر opulence ( رياض النفوس 78) (أعتقد انه كان قادراً على إطعام القديس لأنه كان له وجود).
استاد الوجود: مدرس جليل القدير وهو وصف يصف به الأتراك مَنْ كان بهذه المرتبة ويقولون صاحب وجود أيضاً (مرسفيج 1:6 و17، عدد 39)، أي شخص له مقام عال.
وجادة: في (محيط المحيط): (والوجادة عند المحدثين أن نجد أحاديث بخط يعرف كاتبه. يقال هذا حين يقرأ أحد الناس مجموعة من الأحاديث كتبها طبيب. إلا أن محتواها لم
ينقل شفاهاً ولا (بالإجازة) ( ijâza) . في هذه الحالة ينبغي أن لا يقال أخبرنا بل وجدتُ أو قرأتُ. (إضافات على المقري 2:834:1) (لوحظ أن حرف العلة في الكلمة الأولى، أي وجادة، قد وردت بالفتح في -محيط المحيط- خلافاً لسبرنجر). إن هذه الكلمة ترد أيضاً في أمر آخر غير الأحاديث؛ وبناءً على ذلك فأن معنى أنشد من وجادة يتعلق، بالشعر، الغزلي خاصة، في مواضع مرت على الرواة في أوقات متفرقة لا يتذكرون زمنها أو مواضعها أو عناوينها أو في مجاميع لم تعد في حوزتهم (المقري 281:3 و7:322).
واحد. أنا للشيء واحد أي قادر عليه (محيط المحيط).
واجد: في الحديث عن الخالق تعالى يقال: عالمٌ علماً مجرداً (القاموس التركي).
واجد: مستعدّ (بقطر باربييه) (هلو).
أوجد: أكثر تواتراً، أكثر تردداً (ابن العوام 3:45:1).
أوجد: غنيٌّ جداً (ابن جبير 2:228، البربرية: 289:2).
إيجاد والجمع إيجادات: اكتشافات، مبتكرات (بقطر).
موجدة: occasion فرصة، باعث، دافع.
موجود: نستعمل في مواضع شبيهة بقولنا وكان الحرّ موجوداً أي كان الجو حاراً (ابن إياس 343) فإن الغلاء كان موجوداً أي كان هناك ارتفاع في الأسعار (أنظر 385).
موجود: متناول اليد، كان تحت اليد، كان قريب المأخذ (فريتاج كرست 8:64): واعلمي يا بنيّة إن الكحل هو الحسن الموجود، والماء هو أطيب الطيب المفقود.
موجود: نعت للخالق (ألف ليلة 14:67:2): الكائن الدائم.
موجودات الله: الكائنات التي خلقها (ابن الخطيب 32): وفي موجودات الله تُعلى عِبَرّ وأغربها عالم الإنسان لما جُبلوا عليه من الأهواء المختلفة .. الخ.
مَوجودهُ: ما يملكه، أمواله (أماري 7:347، البربرية 10:545:1) (مملوك 8:44:1:1): (موجودات المفلس: عند التجار ما بقي له من العقار والنقود والذمم) (م. المحيط).
مواجِد ومواجيد: أنظر وجدّ.

وجد

1 وَجَدَهُ, aor. ـِ and يَجُدُ, (S, L, Msb, K,) the latter of the dial. of the tribe of 'Ámir (S, L, Msb) Ibn-Saasa'ah, (MF,) and without a parallel (S, L, Msb, K) in verbs of this class, (S, L, Msb,) the و in it being dropped because it falls out in the original form of the aor. , (Msb,) both of which forms are said by several authors to apply to the verb in all its significations, though F seems to restrict the latter to two significations, (TA,) inf. n. وُجُودٌ (S, L, Msb, K) and وِجْدَان (L, Msb, K,) and إِجْدَانٌ, (IAar, L, K,) in which the و is changed into ء, (L,) and وَجْدٌ and وُجْدٌ and جِدَةٌ; (L, K;) and وَجِدَهُ, aor. ـِ (K;) but this form of the verb is not found in the lexicons, [the K only accepted,] (MF,) in the sense here assigned to it; (TA;) He found it; lighted on it; attained it; obtained it by searching or seeking; discovered it; perceived it; saw it; experienced it, or became sensible of it; (F, in the K and in the Basáïr, on the authority of Abu-l-Kásim El-Isbahánee;) namely, a thing sought, sought for or after, or desired; (S, L, K;) and simply a thing. (L.) وُجُود is of several kinds. It is The finding, &c., by means of any one of the five senses: as when one says وَجَدْتُ زَيْدًا [I found, &c., Zeyd]: and وَجَدَتُ طَعْمَهُ, and رَائِحَتَهُ, and صَوْتَهُ, and خُشُونَتَهُ, [I found, or perceived, &c., its taste, and its odour, and its sound, and its roughness]. Also, The finding, &c., by means of the faculty of appetite, [or rather of sensation, which is the cause of appetite:] as when one says وَجَدْتُ الشِّبَعَ [I found, experienced, or became sensible of, satiety]. Also, The finding, &c., by the intellect, or by means of the intellect: of which kind is one's knowing God: and here it should be observed, that وجود attributed to God is simple knowledge: (Abu-l-Kásim El-Isbahánee, cited in the Basáïr:) وَجَدَ اللّٰهُ, wherever it occurs, means God knew. (Er-Rághib, Z, &c.) i. e., in the Kurn. (TA.) b2: وَجَدَ [He found, in the sense of] he knew [by experience]. (A, TA, &c.) [In this sense, it is a verb of the kind called أَفْعَالُ القُلُوبِ; having two objective complements; the first of which is called its noun, and the second its predicate.] Ex. وَجَدْتُ زَيْدًا ذَا الحِفَاظِ I [found, or] knew Zeyd to possess the quality of defending those things which should be sacred, or inviolable. (A.) Used in this sense, as doubly trans., its inf. n. is وَجْدَانٌ (Akh) and وُجُودٌ. (Seer.) It is also used as singly trans., as syn. with عَلِمَ. (TA.) b3: When وَجَدَ signifies he found, or lighted on, a thing after it had gone away, its inf. n. is وِجْدَانٌ. (IKtt.) b4: وَجَدَ الضَّالَّةَ, (S, A, Msb,) aor. ـِ (Msb) and يَجُدُ, (MF,) inf. n. وَجْدَانٌ (S, Msb) and لَمْ أَجِدْ مِنْ ذٰلِكَ بُدًّا (Msb) [He found the stray beast]. b5: لَمْ أَجِدْ مِنْ ذٰلِكَ بُدًّا, for which one also says لَمْ اجدِ, I found no means of avoiding, or escaping, that. (Kz, TA.) b6: وَجَدَ, (L,) and وَجَدَ فِى المَالِ, (Fs, T, S, L, Msb,) and وَجَدَ المَالَ وَغَيَرَهُ, (Lh, M, K,) aor. ـِ (Lh, M, L, K,) inf. n. وُجْد and وِجد and وَجْدٌ- and جِدَهٌ (Lh, T, S, M, K) and وِجْدَانٌ (T, L) an[id وُجُودٌ, (Yz,) He became possessed of wealth, or property: (T:) or he was, or became, rich; possessed of competence, or sufficiency; in no need; without wants, or with few wants; (S, M, L, K;) so as not to be poor afterwards: (L:) and he gained, acquired, or earned wealth. (Exps. of the Fs.) Hence the saying of the Arabs, وِجْدَانُ الرَّقِينِ يُغَطِّى أَفَنَ الأَفِينِ [The possession of money hides the weakness of judgment of the weak in judgment]. (T, L.) A2: وَجَدَ عَلَيْهِ, (S, L, K, &c.) aor. ـِ (Fs, M, L, K) and يَجُدُ; (M, L, K;) and وَجِدَ, as heard by Fr from certain of the Arabs; (Kzz;) inf. n. مَوْجِدَةٌ, (Fs, S, A, L, Msb, K,) by some pronounced مَوْجَدَةٌ, (Fr,) and وَجْدٌ and جِدَةٌ (L, K) and وِجْدَانٌ (Lh, S, M, L) and وُجُودٌ (Fr, Kzz) He was angry with him: (Fs, S, A, L, Msb, K) or he was angry with him with the anger that proceeds from a friend. (TA, voce عَتْبٌ.) A3: وَجَدَ بِهِ, (aor. ـِ L,) inf. n. وَجْدٌ, He loved him. (L, K.) وَجَدَ بِهَا, (A, L,) and ↓ توّجد, (A,) He loved her; (A, L;) he loved her passionately or fondly. (L.) لَهُ بِهَا وَجْدٌ He has a love [or passionate or fond love] for her. (A.) A4: وَجَدَ, [aor. ـِ ('Eyn, Fs, S, L, Msb, &c.,) and وَجِدَ, [aor. ـْ (El-Hejeree, M, K,) the latter the only form mentioned in the K, but the former is the only form generally known, (MF, TA,) and وَجُدَ, (Lh, M, L,) inf. n. وَجْدٌ, (S, L, Msb, K, &c.,) He grieved; mourned; sorrowed. (S, L, Msb, K, &c.) You say, وَجَدْتُ بِهِ, (Msb,) and لَهُ ↓ توجّدت, (S, L,) I grieved, mourned, or sorrowed, for such a one. (S, L, Msb.) Ibn-Hishám El-Lakhmee says, that in this sense وجد is not transitive: (MF:) [i. e., without a prep.].

A5: وُجِدَ, (inf. n. وُجُودٌ, A, Msb,) It existed; it became existent (A, Msb) from a state of nonexistence. (S, L, K.) 4 اوجدهُ إِيَّاهُ He (God, S, A, L) made him to find, attain, or obtain, it; (Lh, S, A, L, K;) namely, the thing that he sought, sought for or after, or desired; (S, L, K;) or a stray beast. (A.) b2: اوجدهُ He (God, S, &c.) enriched him; made him to be possessed of wealth or property; to be possessed of competence or sufficiency; to be in no need, or without wants, or with few wants. (S, A, L, K.) Ex. الحَمْدُ لِلّٰهِ الِّذِى

أَوْجَدَنِى بَعْدَ فَقْرٍ وَآجَدَنِى بَعْدَ ضَعْفٍ Praise be to God who enriched me after poverty and strengthened me after weakness. (S, L.) b3: He strengthened him after weakness; like آجَدَهُ. (K.) [But see what immediately precedes.]

A2: اوجدهُ, (inf. n. إِيجَادٌ, TA,) He (God) made it; meaning, created it; originated it; caused it to be or exist, or to come to pass; brought it into existence (S, L, Msb, K) from a state of nonexistence, (Msb,) not after the similitude of anything preëxisting. (TA.) وَجَدَهُ in this sense is not allowable. (S, L, K.) 5 توجّدهُ He complained of it; namely, sleeplessness by night, (L, K,) &c., (K,) or a particular affair. (L.) A2: See 1, in two places.6 تواجد He feigned, or made a show of, love [or passionate love]. (A.) وَجْدٌ and جِدَةٌ: see وُجْدٌ; and see 1.

وُجْدٌ and ↓ وِجْدٌ and ↓ وَجْدٌ [and ↓ جِدَةٌ &c., see 1,] (the first of which is the most chaste, IKh, MF) Richness, or competence, or sufficiency; state of being in no need, or of having no wants, or few wants: (M, L, K:) ability; capacity; power. (M, L.) b2: هٰذَا مِنْ وُجْدِى This is a result of my power, or ability. (L.) وَاجِدٌ, act. part. n of 1, Finding; or a finder; &c. (L.) b2: Rich; possessing competence, or sufficiency; in no need; without wants, or with few wants; (L;) solvent; one who finds that wherewith to pay what he owes. (A 'Obeyd, L.) Ex. لَىُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ The solvent man's putting off the payment of his debt with promises repeated time after time makes his punishment allowable. (L, from a trad. See Mgh art. لوى.) الوَاجِدُ, as an epithet applied to God, He who has no wants. (IAth, L.) A2: هُوَ وَاجِدٌ عَلَى صَاحِبِهِ He is angry with his companion. (A.) A3: أَنَا وَاجِدٌ لِلشَّىْءِ I am able to do the thing. (Msb.) A4: هُوَ وَاجِدٌ بِفُلَانَةَ, and عَلَيْهَا, and ↓ مُتَوَجِّدٌ, He is in love [or passionately in love] with such a female. (A.) b2: وُجُدٌ is mentioned in the Towsheeh as a pl. of وَاجِدٌ; but this is strange. (TA.) مَوْجُودٌ, part. n. of وُجِدَ, Being, or existing; come to pass: (S, L, K:) or, as an irreg. pass. part. n. of أَوْجَدَهُ, caused to be, or exist; or to come to pass; brought into existence: (MF:) pl. مَوْجُودَاتٌ: which is a term applied to three kinds of things: namely, that which exists and has neither beginning nor end; and such is only God: that which exists and has a beginning and an end; as the substances of the present world: and that which exists and has a beginning but no end; as men in the world to come. (TA.) b2: [Present.] b3: مَوْجُودٌ A thing within one's power; over which one has power. (Msb.) مُتَوَجِّدٌ: see وَاجِدٌ.
وجد
وجَدَ1/ وجَدَ بـ يجِد، جِدْ، وَجْدًا، فهو واجِد، والمفعول موجود به
• وجَد فلانٌ: حزن "وجَدتِ الأمُّ لسفر ابْنها- ولم أرَ مِثْلي اليومَ أكثر حاسِدًا ... كأنَّ قلوبَ النّاس لي قلبُ واجدُ".
• وجَد بشخصٍ: أحبّه حُبًّا شديدًا "إنه ليجدُ بفلانةٍ وجْدًا شديدًا- وَجَد بامرأةٍ جميلة". 

وجَدَ على يجِد، جِدْ، مَوجِدَةً، فهو واجِد، والمفعول موجود عليه
• وجَد على خادمه: غَضِب عليه وكرِهه. 

وجَدَ2 يجِد، جِدْ، وَجْدًا ووِجدانًا وجِدَةً، فهو واجِد، والمفعول مَوْجود
• وجَدَ مطلوبَه: أصابه وأدرَكه وظفِر به، عَثَر عليه "وجد ضالّتَهُ/ مسكنًا/ الحلَّ- ذَرَّة موجودة ولا دُرَّة مفقودة [مثل]- وجد تمرة الغراب [مثل]: التعبير عن حصول المرء على ما يريد- {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وَجْدِكُمْ} [ق]- {وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا} ".

وجَدَ3 يَجِد، جِدْ، وُجْدًا وجِدَةً، فهو واجِد
• وجَد الشّخصُ: استغنى وصار ذا مال "وجَد الفقيرُ بعد عناءٍ ومشقّة- {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ} ". 

وجَدَ4 يجِد، جِدْ، وجودًا، فهو واجِد، والمفعول مَوْجود
• وجَد الحوارَ صريحًا: عَلِمه وعَرَفه "وجدْتُ الحِلمَ نافعًا- وجدتُ كلامَه صادقًا- {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} ".
• وجَد صاحبَه في الحفل: لَقِيه، صادفه "وجَد الهدايةَ في كتاب الله- {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ} ". 

وُجِدَ يُوجَد، وُجودًا، والمفعول مَوْجود
• وُجد الكوكبُ من عدم: كان وحصل، خلاف عُدِم "وُجِدت السَّمواتُ من عدم". 

أوجدَ يُوجد، إيجادًا، فهو مُوجِد، والمفعول مُوجَد
• أوجد عملاً لأخيه: دبَّر "أوجدت الحكومةُ عملاً للعاطلين- أوجد صاحب المصنع عملاً لمئات العُمَّال".
• أوجده مطلوبَه: أظفره به "أوجد ابنه اللُّعبة بعد أن أخفاها عنه".
• أوجد الشَّخصَ: أغناه "الحمد لله الذي أوجدني بعد فقر".
• أوجد اللهُ الكونَ: أنشأه من غير سَبْق مثال "أوجد اللهُ الخلقَ".
• أوجده إليه: اضطرّه. 

تواجدَ يتواجد، تواجُدًا، فهو مُتواجِد
• تواجد الشَّخصُ: أظهر من نفسه الوجدَ أو الحُزن "تواجد أمام أهل الفقيد".
• تواجد الأصدقاءُ: وُجدوا مع بعضِهم "تواجدت الجماعةُ- تواجدت أقوامٌ على أرض الوطن- اتّفقنا على التَّواجد في ساعة معيّنة". 

جِدَة [مفرد]: مصدر وجَدَ2 ووجَدَ3. 

مُوجِد [مفرد]: اسم فاعل من أوجدَ.
• المُوجِد: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: المنشئ، الخالق على غير مثالٍ سابق. 

مَوْجِدَة [مفرد]: مصدر وجَدَ على. 

موجود [مفرد]:
1 - اسم مفعول من وُجِدَ ووجَدَ على ووجَدَ1/ وجَدَ بـ ووجَدَ2 ووجَدَ4.
2 - (سف) ثابت في الذِّهن وفي الخارج "النفط موجود في باطن الأرض العربيَّة بكميّات جيّدة". 

موجودات [جمع]: مف موجود
• الموجودات: (جر) الأصول، المدخلات أو الموارد الاقتصاديّة التي تملكها مؤسَّسة تجاريَّة أو رجل أعمال، وتتضمَّن النَّقد والأسهم والقيمة المعنويّة التي يكتسبها محلّ تجاريّ على مرّ السِّنين. 

واجِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وجَدَ على ووجَدَ1/ وجَدَ بـ ووجَدَ2 ووجَدَ3 ووجَدَ4.
2 - مُوسِرٌ غنيّ عن النّاس "لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعِرْضَهُ [حديث]: مطله بالدَّيْن".
• الوَاجِد: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الغنيّ المستغني عن كلّ شيء، العالِم الذي لا يضلّ عنه شيء ولا يفوته شيء، ولا يعوزه شيء. 

وِجادة [مفرد]: ج وِجاد: (حد) اسم لما أُخِذَ من العلم من صحيفة من غير سماع ولا إجازة ولا مناولة. 

وَجْد [مفرد]:
1 - مصدر وجَدَ1/ وجَدَ بـ ووجَدَ2.
2 - (سف) ما يصادف القلب ويَرِد عليه دون تكلُّف وتصنّع من فزع أو غمّ أو رؤية معنى من أحوال الآخرة، أو هو لهب يتأجّج من شهود عارض القلق. وللوجد مراتب هي: التواجد، والوجد، والوجود وهو المرتبة العليا والأخيرة. 
5550 - 
وُجْد [مفرد]: مصدر وجَدَ3. 

وِجْدان [مفرد]:
1 - مصدر وجَدَ2.
2 - (نف) موطن كل العواطف والرغبات والأحاسيس بالسعادة أو بالحزن أو بالأمل أو باليأس "حكم في الأمر بحسَب وِجْدانه".
3 - (نف) ضَربٌ من الحالات النّفسيّة من حيث تأثُرها باللَّذّة أو الألم في مقابل حالات أخرى تمتاز بالإدراك والمعرفة. 

وِجْدانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى وِجْدان: ما يُدرك بالقوى الباطنة، ما يجده كلُّ واحد من نفسه "صِدَام وجدانيّ- مشاركة وجدانيّة: قدرة على فهم وإدراك مشاعر الآخرين والإحساس بها".
• الشِّعر الوجدانيّ: (دب) الشِّعر القائم على الحسّ الشَّخصيّ والتّصوير النَّفْسيّ الصَّادق ° شاعر وجدانيّ: شاعر غنائيّ.
• الإدراك الوجدانيّ: (سف) الحَدْس بالحقائق الأخلاقيّة عن طريق القلب والعاطفة من غير تدخُّل للعقل.
• الأثر الوجدانيّ: (نف) الذي يدلُّ على ما يصاحب الإحساسات من لذَّة أو ألم.
• تناقض وجدانيّ: (نف) الانفعالات المتضاربة في آن واحد، كالحبّ والكراهية التي تتأرجح في باطن النفس، وهي في مظهرها الحادّ تتصل بعدم القدرة على اتخاذ القرار وتحويل الانفعالات وبسرعة من شخص إلى آخر أو من فكرةٍ إلى أخرى. 

وِجْدانيَّة [مفرد]: ج وِجْدَانيّات:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وِجْدان: "يسعى الشاعر لتحقيق المشاركة الوجدانية بينه وبين القارئ".
2 - مصدر صناعيّ من وِجْدان: قصيدة رومانسيّة تعتمد على التعبير عن الذات والمشاعر الشخصيّة ورصد الانفعالات الخاصَّة بالشاعر "ألقى الشاعر أبياتًا من وجدانيته الأخيرة أمام جمهور المثقفين". 

وُجود [مفرد]:
1 - مصدر وُجِدَ ووجَدَ4.
2 - كلّ ما هو موجود أو يمكن أن يوجد، كَوْنُ الشَّيء واقعًا وهو نوعان: ذهنيٌّ وخارجيّ، عكسه العدم "ظهرت السيَّارة الجديدة للوجود- غاب عن الوجود: أُغمي عليه- برز إلى الوجود- في حيِّز الوجود" ° أثبت وجوده.
3 - (سف) مذهب من يجعلون الله والعالم شيئًا واحدًا وله صور مختلفة باختلاف الفلاسفة.
4 - حضور، ويقابله الغيبة، وهي عدم التواجد "اشتدّت المناقشةُ بينهما بوجود عدد من العلماء".
5 - بقاء، دوام.
• علم الوجود: (سف) فرع من فروع الميتافزيقا (علم ما وراء الطَّبيعة) الذي يبحث في طبيعة الوجود.
• واجب الوجود: (سف) الذي يكون وجوده من ذاته ولا يحتاج إلى شيء، وهو الله سبحانه وتعالى. 

وُجوديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى وُجود: عكسه عَدَميّ.
2 - قائل بمذهب الوجود أو الوُجوديّة "سارتر من الوجودييّن- هو فيلسوف وجوديّ". 

وُجوديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى وُجود: "الفلسفة الوجوديّة".
2 - مصدر صناعيّ من وُجود.
3 - (سف) مذهب فلسفيّ يرى أنّ الوجود سابق على الماهيّة، وأن الإنسان حُرّ يستطيع أن يصنع نفسه ويتّخذ موقفه كما يبدو له تحقيقًا لوجوده الكامل، كما يراها سارتر. 
وجد
: ( {وَجَدَ المَطلوبَ) والشيْءَ (كوَعَدَ) وهاذَه هِيَ اللُّغَة الْمَشْهُورَة الْمُتَّفق عَلَيْهَا (و) } وَجِدَه مثل (وَرِمَ) غير مَشْهُورَة، وَلَا تُعرَف فِي الدَّوَاوِين، كَذَا قَالَه شيخُنَا، وَقد وَجَدْت المصنِّفَ ذكَرَها فِي البصائر فَقَالَ بعد أَن ذَكَر المفتوحَ: {ووَجِدَ، بِالْكَسْرِ، لُغَةٌ وأَورده الصاغانيّ فِي التكملة فَقَالَ:} وَجِد الشَيءَ، بِالْكَسْرِ، لُغَة فِي وَجَدَه ( {يَجدُه،} ويَجُدُهُ، بِضَم الْجِيم) ، قالَ شَيخنَا: ظَاهره أَنه مُضارعٌ فِي اللغتينِ السابقَتين، مَعَ أَنه لَا قائلَ بِهِ، بل هَاتَانِ اللغتانِ فِي مُضارِعِ! وَجَدَ الضالَّة ونَحْوها، المَفْتوح، فالكسر فِيهِ على الْقيَاس لُغَةٌ لجميعِ العَرَب، والضمُّ مَعَ حذفِ الْوَاو لُغَة لبني عامرِ بن صَعْصَعَةَ، (وَلَا نَظِيرَ لَهَا) فِي بَاب المِثَال، كَذَا فِي ديوَان الأَدب للفَارابيّ، والمصباح، وَزَاد الفيُّوميُّ: ووَجْه سُقُوطِ الْوَاو على هاذه اللغةِ وُقوعُها فِي الأَصل بَين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ، ثمَّ ضُمَّت الْجِيم بعد سُقوط الواِ من غير إِعادتها، لعدمِ الِاعْتِدَاد بالعارِض، ( {وَجْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون (} وجِدَةً) ، كعِدَة، ( {ووُجْداً) ، بالضَّمّ، (} ووُجُوداً) ، كقُعُود، ( {ووِجْدَاناً} وإِجْدَاناً، بِكَسْرِهما) ، الأَخِيرة عَن ابْن الأَعْرابيّ (: أَدْرَكَه) ، وأَنشد:
وآخَر مُلْتَاث يجُرُّ كِساءَه
نَفَى عَنْه {إِجْدَانُ الرِّقِينَ المَلاَوِيَا
قَالَ: وهاذا يَدُلّ على بَدَلِ الْهمزَة من الواوِ المسكورةِ، كَمَا قَالُوا إِلْدَة فِي وِلْدَة. وَاقْتصر فِي الفَصيح على} الوِجْدَان، بِالْكَسْرِ، كَمَا قَالُوا فِي أَنَشَد: نِشْدَان، وَفِي كتاب الأَبنيَة لِابْنِ القطّاع: {وَجَدَ مَطْلوبَه} يَجدَه {وُجُوداً} ويَجُدُه أَيضاً بالضمّ لُغَة عامِريّة لَا نَظير لَهَا فِي بَاب المِثال، قَالَ لَبِيدٌ وَهُوَ عامِرِيٌّ:
لَمْ أَرَ مِثْلَكِ يَا أُمَامَ خَلِيلاَ
آبَى بِحَاجَتِنَا وَأَحْسَنَ قِيلاَ
لَوْ شِئْتِ قَدْ نَقَعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ
تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا! يَجُدْنَ غَلِيلاَ
بِالعَذْبِ مِنْ رَضَفِ القِلاَتِ مَقِيلَةً
قَضَّ الأَباطِحِ لاَ يزالُ ظَلِيلاَ
وَقَالَ ابْنُ بَرّيّ: الشِّعْرُ لِجَرِيرٍ وَلَيْسَ للبيدٍ، كَمَا زعم الجوهَرِيُّ. قلت: وَمثله فِي البصائر للمُصَنِّف وَقَالَ ابْن عُدَيْس: هاذه لُغَة بني عامرٍ، والبيتُ للبيد، وَهُوَ عامرِيٌّ، وصرّحَ بِهِ الفرَّاءُ، وَنَقله القَزَّاز فِي الْجَامِع عَنهُ، وحكاها السيرافيُّ أَيضاً فِي كتاب الإِقناع، واللِّحْيَانيُّ فِي نوادِرِه، وكُلُّهم أَنشدوا البَيْتَ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: وَلم نسْمع لَهَا بنَظِيرٍ، زَاد السيرَافيّ: ويُروَى: {يَجِدْن، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقيَاس، قَالَ سِيبويهِ: وَقد قَالَ ناسٌ من الْعَرَب وَجَد يَجُد، كأَنهم حَذَفوها مِن يَوجُدُ، قَالَ: وهاذا لَا يكادُ} يُوجد فِي الْكَلَام. قلت: وَيفهم من كَلَام سِيبَوَيْهٍ هاذا أَنَّهَا لُغَة فِي وَجعد بِجَمِيعِ معانِيهِ، كَمَا جَزَم بِهِ شُرَّاح الكتابِ، ونقلَه ابنُ هِشَامٍ اللَّخميُّ فِي شَرْح الفَصِيح، وَهُوَ ظاهرُ كلامِ الأَكثير، ومقتضَى كَلَام المصنّف أَنها مقصورةٌ على مَعْنَى وَجَدَ المَطلوبَ، ووَجَد عَلَيْهِ إِذا غَضِب، كَمَا سيأَتي، ووافقَه أَبو جَعفر اللَّبْلِيّ فِي شَرْح الفصيحِ، قَالَ شيخُنَا: وجَعلُها عامَّةً هُوَ الصَّوَاب، ويدلُّ لَهُ البيتُ الَّذِي أَنشدُوه، فإِن قَوْله: (لَا يَجُدْن غَلِيلا) لَيْسَ بشيْءٍ مِمَّا قَيَّدُوه بِهِ، بل هُوَ من {الوِجْدَانِ، أَو من معنَى الإِصابة، كَمَا هُوَ ظَاهر، وَمن الْغَرِيب مَا نَقَلَه شيخُنَا فِي آخرِ المادّة فِي التَّنْبِيهَات مَا نَصُّه: الرابِع، وقَعَ فِي التسهيل للشَّيْخ ابْن مالكٍ مَا يَقْتَضِي أَن لُغَة بني عَامر عامَّة فِي اللِّسَان مُطْلقاً، وأَنَّهُم يَضُمُّون مُضَارِعَه مُطْلَقاً من غيرِ قَيْدٍ} بِوَجَدَ أَو غيرِه، فَيَقُولُونَ {وَجَد} يَجُد ووَعَدَ يَعُدُ، ووَلَدَ يَلُدُ، ونَحْوها، بضمّ المضارِع، وَهُوَ عجيبٌ مِنْهُ رَحمَه الله، فإِن الْمَعْرُوف بَين أَئمّة الصَّرْف وعُلماءِ العَربيَّةِ أَن هاذه اللغةَ العامريَّةَ خاصَّةٌ بهاذا اللَّفْظ الَّذِي هُوَ {وَجَدَ، بل بعضُهم خَصَّه ببعضِ مَعَانِيه، كَمَا هُوَ صَنِيعُ أَبي عُبيدٍ فِي المُصَنَّف، واقتضاه كلامُ المُصَنِّف، ولذالك رَدّ شُرَّاحُ التسهيل إِطلاقَه وتَعَقَّبُوه، قَالَ أَبو حَيَّان: بَنو عامرٍ إِنما رُوِيَ عَنْهُم ضَمُّ عَيْنِ مُضَارِعِ} وَجَدَ خاصَّةً، فَقَالُوا فِيهِ {يَجُدُ، بالضّمّ، وأَنشدوا:
يَدَعُ الصَّوَادِيَ لاَ} يَجُدْنَ غَلِيلاَ
على خلافٍ فِي رِوَايَةِ البيتِ، فإِن السيرافيّ قَالَ فِي شرح الْكتاب: ويُرْوَى بِالْكَسْرِ، وَقد صرَّح الفارَابِيُّ وغيرُه بِقَصْرِ لُغَةِ بني عامرِ بن صَعْصَعَة على هاذه اللفظةِ، قَالَ: وَكَذَا جَرَى عَلَيْهِ أَبو الْحسن بن عُصْفُور فَقَالَ: وَقد شَذَّ عَن فَعَل الَّذِي فاؤه واوٌ لفظةٌ واحدةٌ، فجاءَت بالضمّ، وَهِي {وَجَدَ} يَجُد، قَالَ: وأَصلُه {يَوْجُد فحُذِفت الْوَاو، لكَون الضَّمَّة هُنَا شاذَّةً، والأَصل الكسْر. قلت: وَمثل هاذا التَّعْلِيل صَرَّحَ بِهِ أَبو عليَ الفارسيُّ قَالَ:} ويَجُد كانَ أَصلُه {يَوْجُد، مثل يَوْطُؤُ، لاكنه لما كَانَ فِعْلٌ} يُوْجَدُ فِيهِ يَفْعِل ويَفْعُلُ كأَنَّهم توَهَّموا أَنه يَفْعَلُ، وَلما كَانَ فِعْلٌ لَا يُوجَد فِيهِ إِلاَّ يَفْعِل لم يَصِحّ فِيهِ هاذا.
(و) وَجَدَ (المالَ وغَيْره {يَجِدُه} وجْداً، مثلَّثَةً {وجِدَةً) ، كعِدَةٍ (: اسْتَغْنَى) ، هاذه عبارةُ المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيب يُقَال} وَجْدَتُ فِي المَال {وُجْداً} ووَجْداً {ووِجْداً} ووِجْدَاناً {وجِدَةً، أَي صرْتُ ذَا مالٍ، قَالَ: وَقد يُستعمل} الوِجْدَانُ فِي {الوُجْدِ، وَمِنْه قولُ العَرَب (} وِجْدَانُ الرِّقِينَ يُغَطِّي أَفَنَ الأَفِينِ) . قلت: وَجرى ثعلبٌ فِي الفصيح بمثْلِ عبارةِ التهذيبِ، وَفِي نوادِر اللِّحْيَانيِّ: {وَجَدْتُ المالَ وكُلّ شيْءٍ} أَجِدُه {وَجْداً} ووُجْداً {ووِجْداً} وجِدَةً، قَالَ أَبو جَعْفَر اللَّبْليُّ: وَزَاد اليزيديُّ فِي نوادِره {ووُجُوداً، قَالَ: ويُقَال وَجَدَ بعد فَقْرٍ، وافتقَرَ بَعْدَ} وَجْدٍ. قلْت: فَكَلَام المصنّف تَبَعاً لابنِ سيدَه يقتضِي أَنه يَتَعَدَّى بنفسِه. وَكَلَام الأَزهريّ وثَعْلبٍ أَنه يتعدَّى بِفي، قَالَ شيخُنا: وَلَا منافاةَ بَينهمَا، لأَن الْمَقْصُود {وَجَدْتُ إِذا كَانَ مَفْعُولُه المالَ يكون تَصريفُه ومصدَرُه على هَذَا الوَضْعه، وَالله أَعلَم. فتأَمّل، انْتهى. وأَبو العباسِ اقتصرَ فِي الفصيح على قَوحلِه:} وَجَدْت المالَ {وُجْداً، أَي بالضمّ} وجِدَةً، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ: استَغْنَيْتُ وكَسَبْتُ. قلت: وَزَاد غيرُه وِجْدَاناً، فَفِي اللسانِ: وَتقول {وَجَدْت فِي الغِنَى واليَسَارِ} وُجداً {ووِجْدَاناً.
(و) وَجَدَ (عَلَيْهِ) فِي الغَضَب (} يَجِدُ {ويَجُدُ) ، بالوجهينِ، هاكذا قَالَه ابنُ سِيدَه، وَفِي التكملة: وَجَدَ عَلَيْهِ} يَجُدُ لُغَة فِي {يَجِدُ، وَاقْتصر فِي الفصيحِ على الأَوَّل (} وَجْداً) بِفَتْح فَسُكُون ( {وجِدَةً) ، كعِدَةٍ، (} ومَوْجِدَةً) ، وَعَلِيهِ اقْتصر ثعلبٌ، وَذكر الثلاثةَ صاحبُ الواعِي،! ووِجْدَاناً، ذكرَه اللحيانيُّ فِي النَّوَادِر وابنُ سِيدَه فِي نَصِّ عِبارته، والعَجَب من المُصَنِّف كَيفَ أَسْقَطَه مَعَ اقتفائِه كلاَمه (: غَضِبَ) . وَفِي حديثِ الإِيمان: (إِنِّي سائِلُكَ فَلَا {تَجِدْ عَلَيَّ) ، أَي لَا تَغْضَبْ مِن سُؤَالي، وَمِنْه الحَدِيث (لم} يَجِدِ الصائمُ على المُفْطِرِ) وَقد تَكَرَّر ذِكْرُه فِي الحَدِيث اسْماً وفِعْلاً ومَصدَراً، وأَنشدَ اللِّحيانيُّ قولَ صَخْرِ الغَيِّ:
كِلاَنَا رَدَّ صَاحِبَهُ بِيَأْسٍ
وتَأْنِيبٍ {وَوِجْدَانٍ شَدِيدِ
فهاذا فِي الغَضَب، لأَن صَخْرَ الغَيِّ أَيْأَسَ الحَمَامَةَ مِن وَلَدِهَا فَغَضِبَتْ عَلَيْهِ، ولأَن الحمامةَ أَيأَسَتْه من وَلَده فغَضِبَ عَلَيْهَا، وَقَالَ شُرَّاح الفصيحِ: وَجَدْتُ على الرَّجُلِ} مَوْجِدَةً، أَي غَضِبْتُ عَلَيْهِ، وأَنا {واجِدٌ عَلَيْهِ، أَي غَضْبَانُ، وحكَى القَزَّازخ فِي الجامِع وأَبو غالبٍ التَّيّانِيّ فِي المُوعب عَن الفَرَّاءِ أَنه قَالَ: سَمِعْت بعضَهم يَقُول: قد} وَجِدَ، بِكَسْر الْجِيم، والأَكثر فَتْحُهَا، إِذا غَضِبَ، وَقَالَ الزمخشريُّ عَن الفراءِ: سَمِعْت فِيهِ {مَوْجَدَةً، بِفَتْح الْجِيم، قَالَ شيخُنَ: وَهِي غَرِيبَةٌ، وَلم يَتَعَرَّض لَهَا ابنُ مالكٍ فِي الشَّواذِّ، على كَثْرَةِ مَا جَمَع، وزادَ القَزَّازخ فِي الجامِع وصاحبُ المُوعب كِلاهُمَا عَن الفَرَّاءِ} وُجُوداً، من {وَجَدَ: غَضِبَ وَفِي الْغَرِيب المُصَنَّف لأَبي عُبَيد أَنه يُقَال: وَجَد} يَجُد مِن {المَوْجِدَة} والوِجْدَانِ. جَمِيعاً. وَحكى ذالك القَزَّازُ عَن الفَرَّاءِ، وأَنشد البيتَ، وَعَن السيرافيّ أَنه رَوَاه بالكَسْرِ، وَقَالَ: هُوَ القياسُ، قَالَ شيخُنَا: وإِنما كانَ القِيَاسَ لأَنه إِذا انضَمَّ الجيمُ وَجَبَ رَدُّ الواوِ، كقولِهم وَجُه يَوْجُه، مِن الوَجَاهة، ونَحْوه.
(و) {وَجَد (بِهِ} وَجْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، (فِي الحُبِّ فَقَطْ) ، وإِنه {لَيَجِد بِفُلاَنَةَ} وَجْداً شَديداً، إِذا كانَ يَهْوَاها ويُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدا، وَفِي حَدِيث وَفْد هَوَازِنَ قَوْلُ أَبي صُرَد (مَا بَطْنُها بِوَالِد، وَلَا زَوجُها! بِوَاجِد) أَي أَنه لَا يُحِبُّهَا، أَوردَه أَبو جَعْفَر اللبلّى، وَهُوَ فِي النِّهَايَة، وَفِي الْمُحكم: وقالتْ شاعِرَةٌ مِن الْعَرَب وكَانَ تَزَوَّجَهَا رجُلٌ مِن غَيْرِ بَلَدِهَا فَعُنِّنَ عَنْهَا.
وَمَنْ يُهْد لي مِنْ مَاءٍ بَقْعَاءَ شَرْبَةً
فَإِنَّ لَهُ مِنْ مَاءِ لِينَةَ أَرْبَعَا
لَقَدْ زَادَنَا {وَجْداً بِبَقْعَاءَ أَنَّنَا
} وَجَدْنَا مَطَايَانَا بِلِينَةَ ظُلَّعَا
فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ بِالرَّمْلِ أَنَّنِي
بَكَيْتُ فَلَمْ أَتْرُكْ لِعَيْنَيَّ مَدْمَعَا
تَقول: من أَهْدَى لِي شَرْبَةَ ماءٍ مِن بَقْعَاءَ على مَا هُوَ بِهِ مِنْ مَرَارَةِ الطَّعْمِ فإِن لَهُ مِن ماءِ لِينَةَ على مَا هُوَ بِهِ مِن العُذُوبةِ أَرْبَعَ شَرَبَاتٍ، لأَن بقْعَاءَ حَبِيبَةٌ إِليَّ إِذْ هِي بَلَدي ومَوْلِدي، ولِينَةُ بَغِيضَةٌ إِليَّ، لأَن الَّذِي تَزَوَّجَنِي مِن أَهْلِها غيرُ مَأْمُونٍ عَلَيَّ. وإِنما تِلْكَ كِتابَةٌ عَنْ تَشَكِّيها لهاذا الرَّجُلِ حِين عُنِّن عَنْهَا. وقولُها: لقد زَادَني (تَقول لقد زادني) حُبًّ لِبَلْدَتِي بَقْعَاءَ هاذِهِ أَن هاذا الرجُلَ الَّذِي تَزَوَّجَني من أَهلِ لِينَةَ عُنِّنَ عَنِّي، فكانَ كالمَطِيَّةِ الظَّالِعَةِ لَا تَحْمِلُ صاحِبَها، وَقَوْلها: فَمَنْ مُبْلِغٌ تِرْبَيَّ الْبَيْت، تَقول: هَلْ مِن رَجُلٍ يُبْلِغُ صاحِبَتَيَّ بالرَّمْلِ أَنَّ بَعْلِي ضعُفَ عَنِّي وعُنِّنَ فأَوْحَشَني ذالك إِلى أَنْ بَكَيْتُ حَتّى قَرِحَتْ أَجفانِي فزَالَتِ المَدَامِعُ، وَلم يَزُلْ ذالك الجَفْنُ الدَّامِعُ، قَالَ ابنُ سِيدَه، وهاذه الأَبياتُ قَرَأْتُها على أَبِي العَلاءِ صاعِدِ بنِ الحَسَن فِي الكِتَاب المَوْسُوم بالفُصُوصِ.
(وَكَذَا فِي الحُزْنِ ولاكن بِكَسْرِ ماضِيه) ، مُرَاده أَن {وَجِدَ فِي الحُزْنِ مِثْل} وَجَدَ فِي الحُبِّ، أَي لَيْسَ لَهُ إِلاَّ مَصْدَرٌ واحِدٌ، وَهُوَ! الوَجْدُ، وإِنما يُخَالِفهُ فِي فِعْله، ففِعل الحُبِّ مَفْتُوح، وفِعْل الحُزن مَكسورٌ، وَهُوَ المُرَاد بقوله: ولاكن بكسرِ ماضِيه. قَالَ شيخُنا: وَالَّذِي فِي الفصيح وغيرهِ من الأُمَّهات القديمةِ كالصّحاحِ والعَيْنه ومُخْتَصر العينِ اقتَصَرُوا فِيهِ على الفَتْح فَقَط، وكلامُ المصنّف صَرِيحٌ فِي أَنه إِنما يُقال بالكَسْرِ فقطْ، وَهُوَ غَرِيبٌ، فإِن الَّذين حَكَوْا فِيهِ الكَسْرَ ذَكَرُوه مَعَ الفَتْح الَّذِي وَقَعَتْ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الجماهيرِ، نَعمْ حَكَى اللَّحْيَانيُّ فِيهِ الكسْرَ والضَّمَّ فِي كتابِه النوادِر، فظَنَّ ابنُ سِيدَه أَن الفَتْحَ الَّذِي هُوَ اللغةُ المشهورةُ غير مَسمُوعٍ فِيهِ، وَاقْتصر فِي المُحكمِ على ذِكْرِهما فَقَط، دون اللغَةِ المشهورةِ فِي الدَّوَاوِين، وَهُوَ وَهَمٌ، انْتهى. قلت: وَالَّذِي فِي اللسانِ: ووَجَدَ الرَّجُلُ فِي الحُزْنِ {وَجْداً، بِالْفَتْح، ووَجِدَ، كِلاَهُمَا عَن اللِّحيانيّ: حَزِنَ. فَهُوَ مُخَالِفٌ لما نَقَلَه شَيْخُنَا عَن اللِّحْيَانيِّ من الكَسْرِ والضّمِّ، فليتأَمَّل، ثمَّ قَالَ شيخُنَا: وابنُ سَيّده خالَفَ الجُمْهُورَ فَأَسْقَطَ اللُّغَةَ المشهورَةَ، والمُصَنِّف خالَف ابنَ سِيدَه الَّذِي هُوَ مُقْتَدَاه فِي هاذه المادَّةِ فاقتَصَر على الكَسْرِ، كأَنَّه مُرَاعاةً لِرَدِيفه الَّذِي هُوَ حَزِنَ، وعَلى كُلِّ حالٍ فَهُوَ قُصُورٌ وإِخلالٌ، والكَسْر الَّذِي ذَكَرَه قد حَكَاهُ الهَجَرِيُّ وأَنشَدَ:
فَوَاكَبِدَا مِمَّا} وَجِدْتُ مِن الأَسَى
لَدَى رَمْسِه بَيْنَ القَطِيلِ المُشَذَّب
قَالَ: وكأَنَّ كَسْر الجِيمِ مِن لُغَتِه، فتحَصَّل مِن مجموعِ كَلامِهم أَنَّ وَجَدَ بعنى حَزِن فِيهِ ثلاثُ لُغَاتٍ، الفتْح الَّذِي هُوَ الْمَشْهُور، وَعَلِيهِ الْجُمْهُور، والكسْر الَّذِي عَلَيْهِ اقْتصر المُصَنَّف والهَجَرِيّ وغيرُهما، والضمُّ الَّذِي حَكَاهُ اللِّحيانيّ فِي نَوَادِرِه، ونقلَهما ابنُ سِيده فِي المُحْكَم مقتَصِراً عَلَيْهِمَا.
(والوَجْدُ: الغِنَى، ويُثَلَّث) ، وَفِي الْمُحكم: اليَسَار والسَّعَةُ، وَفِي التنزيلِ الْعَزِيز: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مّن {وُجْدِكُمْ} (سُورَة الطَّلَاق، الْآيَة: 6) وَقد قُرِىء بِالثلَاثِ، أَي فِي سَعَتِكم وَمَا مَلَكْتُم، وَقَالَ بعضُهم: مِن مَسَاكِنِكُم. قلت: وَفِي البصائر: قَرَأَ الأَعْرَجُ ونافِعٌ ويَحْيَى بن يَعْمُر وسَعيد بن جُبَير وطَاوُوس وابنُ أَبي عَبْلَة وأَبو حَيْوَةَ: (مِنْ} وَجْدِكُم) ، بِالْفَتْح، وقرأَ أَبو الحَسن رَوْحُ بن عبد المُؤْمن: (من وِجْدِكم) بِالْكَسْرِ، والباقُون بالضَّمّ، انْتهى، قَالَ شيخُنَا: والضمُّ أَفْصَح، عَن ابنِ خَالَوَيْه، قَالَ: وَمَعْنَاهُ: من طَاقَتِكُم ووُسْعِكُم، وحكَى هاذا أَيضاً اللّحيانيُّ فِي نَوَادِرِه.
(و) الوَجْدُ، بِالْفَتْح (: مَنْقَعُ الماءِ) ، عَن الصاغانيِّ، وإِعجام الدَّال لغةٌ فِيهِ، كَمَا سيأْتي (ج {وِجَادٌ) ، بِالْكَسْرِ.
(} وأَوْجَدَه: أَغْنَاهُ) .
وَقَالَ اللِّحيانيُّ: {أَوْجَدَه إِيَّاه: جَعَلَه} يَجِدُه.
(و) {أَوْجَدَ الله (فُلاناً مطلُوبَهُ) ، أَي (أَظْفَرَهُ بِهِ) .
(و) أَوْجَدَه (عَلى) الأَمْرِ: أَكْرَهَهُ وأَلْجَأَه، وإِعجام الدَّال لُغَةٌ فِيهِ.
(و) أَوْجَدَهُ (بَعْدَ ضُعْفٍ: قَوَّاهُ،} كآجَدَه) وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وقالُوا: الحَمْدُ لله الَّذِي {- أَوْجَدَني بَعْدَ فَقْر، أَي أَغْنَاني،} - وآجَدَنِي بَعْدَ ضَعْف، أَي قَوَّانِي.
(و) عَن أَبي سعيدٍ: ( {تَوَجَّدَ) فلانٌ (السَّهَرَ وغَيْرَه: شَكَاهُ) ، وهم لاَ} يَتَوَجَّدُونَ سَهَرَ لَيْلِهم وَلَا يَشْكُونَ مَا مَسَّهم مِنْ مَشَقَّتِه.
( {والوَجِيدُ: مَا اسْتَوَى من الأَرْضِ، ج} وُجْدَانٌ، بالضَّمّ) ، وسيأْتي فِي المُعجَمَة.
( {ووُجِدَ) الشيْءُ (مِن العَدَمِ) ، وَفِي بعضِ الأُمّهات: عَن عَدَمِ، ومثلُه فِي الصَّحاح (كعُنِيَ، فَهُوَ} مَوجودٌ) : حُمَّ، فَهُوَ مَحْمُومٌ، (وَلَا يُقَال: {وَجَدَه الله تَعَالَى) ، كَمَا لَا يُقَال: حَمَّه الله، (وإِنما يُقَال:} أَوْجَدَه الله تَعَالى) وأَحَمَّه، قَالَ الفَيُّومِيّ: {الْمَوْجُود خِلافُ المَعْدُومِ،} وأَوْجَد الله الشيْءَ من العَدَمِ {فوُجِدَ فَهُوَ} مَوْجُود، من النَّوادِر، مثْل أَجَنَّه الله فجُنَّ فَهُوَ مَجْنُونٌ، قَالَ شيخُنا: وهاذا البابُ من النوادرِ يُسَمِّيه أَئمّةُ الصَّرْفِ والعَربيَّةِ بابَ أَفْعَلْتُه فَهُوَ مَفْعُولٌ، وَقد عَقَدَ لَهُ أَبو عُبَيْدٍ بَاباً مُستقِلاًّ فِي كتابِه الغَرِيب المُصَنَّف وَذكر فِيهِ أَلفاظاً مِنْهَا: أَحَبَّه فَهُوَ مَحْبُوبٌ. قلت: وَقد سبق البَحْثُ فِيهِ فِي مواضِعَ مُتَعَدِّدةٍ فِي ح ب ب. وس ع د، ون ب ت، فراجِعْه، وسيأْتي أَيضاً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الواجِدُ: الغَنِيُّ قَالَ الشاعِر:
الحَمْدُ لِلَّهِ الغَنِيِّ {الوَاجِدِ
وَفِي أَسماءِ الله تَعَالَى: الواجِدُ، هُوَ الغَنِيُّ الَّذِي لَا يَفْتَقِر.
وَقد وَجَدَ يَجِدُ} جِدَةً، أَي استَغْنَى غِنًى لَا فَقْرَ بَعْدَه، قَالَه ابنُ الأَثير، وَفِي الحَدِيث (لَيُّ {الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَهُ) أَي القادِر على قَضَاءِ دَيْنِه، وَفِي حديثٍ آخَرَ (أَيُّهَا النَّاشِدُ، غَيْرُك الوَاجِدُ) مِنْ وَجَدَ الضّالَّةَ} يَجِدُهَا.
{وتَوَجَّدْتُ لِفُلانٍ: حَزِنْتُ لَهُ.
واستَدْرَك شيخُنَا:
} الوِجَادَةَ، بِالْكَسْرِ، وَهِي فِي اصْطِلاح المُحَدِّثين اسمٌ لما أُخِذ من العِلْمِ مِن صَحِيفَةٍ مِن غَيْرِ سَمَاعٍ وَلَا إِجَازَةٍ وَلَا مُنَاوَلَةٍ، وَهُوَ مُوَلَّدٌ غيرُ مَسموعٍ، كَذَا فِي التقريبِ للنووي.
{والوُجُدُ، بِضَمَّتَيْنِ، جَمعُ} واجِد، كَمَا فِي التَّوشيحِ، وَهُوَ غَرِيبٌ، وَفِي الْجَامِع للقَزَّاز: يَقُولُونَ: لم {أَجْدِ مِن ذالك بُدًّا، بِسُكُون الْجِيم وكسْرِ الدَّال، وأَنشد:
فَوَالله لَوْلاَ بُغْضُكُمْ مَا سَبَبْتُكُمْ
ولاكِنَّنِي لَمْ أَجْدِ مِنْ سَبِّكُمْ بُدَّا
وَفِي المُفْردات للراغب:} وَجَدَ الله: عَلِم، حَيْثُمَا وقَعَ، يعنِي فِي القُرآنِ، ووافقَه على ذالك الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه.
وَفِي الأَساس وَجَدْت الضَّالَّةَ، {وأَوْجَدَنِيه الله، وَهُوَ} واجِدٌ بِفُلانَةَ، وَعَلَيْهَا، {ومُتَوَجِّدٌ.
} وتَوَاجَدَ فُلانٌ: أَرَى مِن نَفْسِه {الوَجْدَ.
} ووَجَدتُ زَيْداً ذَا الحِفَاظِ: عَلِمْتُ.
{والإِيجادُ: الإِنشاءُ من غير سَبقِ مِثَالٍ.
وَفِي كِتَاب الأَفْعَال لابنِ القطَّاع:} وأُوْجِدَتِ النّاقَةُ: أُوثِقَ خَلْقُهَا.
تَكْمِيل وتذنيب:
قَالَ شَيخنَا نقلا عَن شَرْحِ الفصيح لابنِ هشامٍ اللَّخميِّ: وَجدَ لَهُ خَمْسَةُ مَعَانٍ، ذَكرَ مِنْهَا أَرْبَعَةً وَلم يَذكر الخَامِس، وَهُوَ: العِلْمُ والإِصابَةُ والغَضَبو الإِيسارُ وَهُوَ الاستغْنَاءُ، والاهتمام وَهُوَ الحُزْن، قَالَ:
وَهُوَ فِي الأَوّل مُتَعَدَ إِلى مفعولينِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: { {وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَى وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى} (سُورَة الضُّحَى، الْآيَتَانِ: 7 و 8) .
وَفِي الثَّانِي مُتَعدَ إِلى واحِدٍ، كقولِه تَعَالَى: {وَلَمْ} يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا} (سُورَة الْكَهْف، الْآيَة: 53) .
وَفِي الثالثِ متَعدَ بحرْف الجَرِّ، كقولِ {وَجَدْت على الرَّجُلِ، إِذا غَضِبْتَ عَلَيْهِ.
وَفِي الْوَجْهَيْنِ الأَخِيرَين لَا يَتَعَدَّى، كقولِك: وَجَدْت فِي المالِ، أَي أَيْسَرْت، ووَجَدْتُ فِي الحُزْن، أَي اغْتَمَمْتُ.
قَالَ شيخُنَا: وبقيَ عَلَيْهِ: وَجَدَ بِهِ، إِذَا أَحَبَّه} وَجْداً، كَمَا مَرَّ عَن المُصنِّف، وَقد استدرَكه الفِهْرِيُّ وغيرُه على أَبي العَبَّاسِ فِي شَرْحِ الفصيح، ثمَّ إِن وَجَدَ بِمَعْنى عَلِمَ الَّذِي قَالَ اللّخميّ إِنه بَقِيَ على صاحِبِ الفصيح لم يَذْكُر لَهُ مِثَالاً، وكأَنّه قَصَدَ وَجَدَ الَّتِي هِيَ أُخْتُ ظَنَّ، ولذالك قَالَ يَتَعَدَّى لِمَفْعُولينِ، فَيبقى وَجَدَ بمعنَى عَلِم الَّذِي يتعدَّى لمعفولٍ واحِدٍ، ذكرَه جمَاعَةٌ، وقَرِيبٌ من ذالك كلامُ الجَلاَلِ فِي هَمْعِ الهَوَامِعِ، وَجَدَ بمعنَى عَلِمَ يتعَدَّى لمفعولينِ ومَصْدَرُه {وِجْدَانٌ، عَن الأَخْفَش،} ووُجُود، عَن السيرافيّ، وَبِمَعْنى أَصَابَ يتعدَّى لواحِدٍ، ومَصْدرُه، وِجْدَانٌ، وَبِمَعْنى اسْتَغْنَى أَو حَزِنَ أَو غَضِب لازِمَةٌ، ومصدر الأَوَّل {الوَجْد، مثلّثة، وَالثَّانِي الوَجْدُ، بِالْفَتْح، وَالثَّالِث المَوْجِدَة. قلت: وأَخْصَرُ من هاذا قولُ ابنِ القَطّاعِ فِي الأَفعال:} وَجَدْتُ الشيْءَ {وِجْدَاناً بعد ذَهَابِهِ وَفِي الغِنَى بَعْدَ الفَقْرِ} جِدَةً، وَفِي الغَضَبِ {مَوْجِدَةً وَفِي الحُزْن} وَجْداً حَزِنَ.
وَقَالَ المُصَنّف فِي البصائرِ نقلا عَن أَبي الْقَاسِم. الأَصبهانيّ.
{الوُجُودُ أَضْرُبٌ،} وُجُودٌ بِإِحْدَى الحَوَاسِّ الخَمْسِ، نَحْو {وَجَدْتُ زَيْداً} وَوَجَدْتُ طَعْمَه ورائحتَه وصَوتَه وخُشُونَتَه، {ووجُودٌ بِقُوَّةِ الشَّهْوَةِ نَحْو} وَجَدْتُ الشِّبَع، ووُجُودٌ أَمَدَّه الغَضَبُ، {كوُجُودِ الحَرْبِ والسَّخَطِ، ووُجُودٌ بالعَقْل أَو بِوسَاطَة العَقْلِ، كمَعْرِفَة الله تَعَالَى، ومَعْرِفَة النُّبُوَّةِ. وَمَا نُسِب إِلى الله تَعَالَى مِن الوُجُود فبمَعْنَى العِلْمِ المُجَرَّدِ، إِذ كَانَ الله تعالَى مُنَزَّهاً عَن الوَصْفِ بالجَوَارِحِ والآلاتِ، نَحْو قولِه تَعالى: {وَمَا} وجدنَا لأكثرهم من عهد وَإِن وجدنَا أَكْثَرهم لفاسقين 2} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 102) وَكَذَا الْمَعْدُوم، يُقَال على ضِدّ هاذه الأَوْجُه. ويَعبَّر عَن التَمَكُّنِ من الشيءِ {بالوُجُودِ نَحْو {فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ} وَجَدتُّمُوهُمْ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 6) أَي حَيْثُ رَأَيْتُمُوهُم، وَقَوله تَعَالَى: {9. 024 إِن {وجدت امْرَأَة تملكهم} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 23) ، وَقَوله: {} وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 24) وَقَوله: { {وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 39) } وَوُجُود بالبصيرة، وَكَذَا قَوْله: {وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّا} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 44) وَقَوله: {فَلَمْ {تَجِدُواْ مَآء فَتَيَمَّمُواْ} (سُورَة النِّسَاء، الْآيَة: 43) أَي إِن لم تَقْدِروا على الماءِ.
وَقَالَ بَعضهم:} المَوْجُودَات ثلاثةُ أَضْرُبٍ: {مَوْجُودٌ لَا مَبْدَأَ لَهُ وَلَا مُنْتَهَى، وَلَيْسَ ذالك إِلاَّ البارِىءَ تَعالَى،} ومَوْجُودٌ لَهُ مَبْدَأٌ ومُنْتَهًى، كالجَوَاجِرِ الدُّنْيَوِيَّة، {وموجودٌ لَهُ مَبْدَأٌ وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهًى، كالنَّاسِ فِي النّشْأَةِ الآخِرِة، انْتهى.
قَالَ شيْخنا فِي آخِر هاذه الْمَادَّة مَا نصُّه: وهاذا آخِرُ الجزءِ الَّذِي بخطّ المُصَنّف، وَفِي أَوّل الَّذِي بَعْدَه: الْوَاحِد، وَفِي آخر هاذا الجزءِ عَقِبَ قَوله: وإِنما يُقَال} أَوجَدَه الله، بِخَط المُصَنّف رَحمه الله تَعَالَى مَا نَصُّه: هاذا آخِرُ الجُزءِ الأَوَّل مِن نُسْخَةِ المُصَنِّف الثانِيَة مِن كِتَابِ القَامُوسِ المُحِيط والقَابُوس الوَسِيطَ فِي جَمْع لُغَاتِ العَرب الَّتِي ذَهَبَتْ شَماطِيطَ، فَرغَ مِنْهُ. مُؤَلِّفه مُحمد بن يَعْقُوب بن مُحمّد الفَيْرُوزَاباديّ فِي ذِي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ وسِتّينَ وسَبْعِمَائةٍ. انْتهى من خطّه، وانْتهى كَلَام شَيْخِنَا.
قلت: وَهُوَ آخِر الجزءِ الثَّانِي من الشَّرْحِ وَبِه يَكْمُل رُبْعُ الكِتَابِ مَا عدَا الكلامَ على الخُطْبَة، وعَلى الله التيسيرُ والتَّسْيل فِي تَمَامه وإِكماله على الوَجْهِ الأَتَمِّ، إِنّه بكُلّ شيْءٍ قدير، وبكُلِّ فَضْل جَدير، عَلَّقَه بِيَدِه الفَانِيَةِ الفَقيرُ إِلى مَوْلَاهُ عَزَّ شَأْنُه مُحمّد مُرْتَضَى الحُسَيني الزَّبيدِيُّ، عُفِيَ عَنه، تَحرِيراً فِي التاسِعَة مِن لَيْلَةِ الاثْنَيْنِ المُبَارَكِ عاشِر شهرِ ذِي القِعْدَةِ الحَرَامِ من شهور سنة 1181 خُتِمَتْ بِخَيْرٍ، وذالك بِوكالة الصَّاغَةِ بِمصْر.
قَالَ مُؤَلِّفه: بلَغ عِرَاضُهُ على التَّكْمِلَة للصاغانيّ فِي مَجالِسَ آخِرُها يَوْم الِاثْنَيْنِ حادِي عَشَرَ جُمَادَى سنة 1192، وَكتبه مُؤَلِّفه مُحَمَّد مرتضى، غَفعر لَهُ بمَنِّه.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.