Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=118735#8dd414
مَلُوقــة
من(ل و ق) مؤنث ملوق.
من(ل و ق) مؤنث ملوق.
لوق: لاقَ الشيءَ لَوْقاً ولَوَّقه: ليَّنه. ولَوَّق طعامه: أَصلحه
بالزُّبْد. وفي حديث عُبادة بن الصامت: ولا آكل إلا ما لُوِّق لي؛ قال أبو
عبيد: هو مأخوذ من اللُّوقة، وهي الزبدة في قول الفراء والكسائي؛ وقال ابن
الكلبي: هو الزبد بالرطب. واللُّوقةُ: الرطبُ بالزُّبْد، وقيل بالسمن،
وفيه لغتان: لُوقَة: وأَلُوقة؛ وقال رجل من بني عُذرْه:
وإنِّي لِمَنْ سالَمْتُمُ لأَلُوقة،
وإنِّي لِمَنْ عاديْتُم سُمُّ أَسْودِ
وقال الآخر:
حديثك أَشْهى عِنْدنا من أَلُوقةٍ،
تَعَجَّلهَا ظمآنُ شَهْوانُ للطُّعْم
واللُّوَقُ: جمع لُوقَة وهي الزبدة بالرطب، والذي أَراد عبادةُ بقوله
لُوِّقَ لي أَى لُيِّن لي من الطعام حتى يكون كالزُّبْد في لينه، وأصله من
اللُّوقةِ وهي الزبدة.
والألْوق: الأَحمق في الكلام بيّنُ اللَّوَق. ورجل عَوِقٌ لَوِقٌ:
إتباع، وكذلك ضيّق ليّق عَيّق، كل ذلك على الإتباع.
واللُّوقُ: كل شيء لين من طعام وغيره. ويقال: ما ذقت لَوَاقاً أَي
شيئاً.ولُوَاق: أرض معروفة؛ قال أبو دواد:
لمَنْ طَلَلٌ كعُنْوان الكتابِ
ببطْن لُوَاق، أَو بطن الذُّهابِ؟
زملق: الزُّمَّلِقُ: الخفيف الطائش؛ وأَنشد:
إِن الزُّبَيْرَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ
بتشديد الميم. والزُّمَّلِق من الرجال: الذي إِذا أَراد امرأَة أَنزل
قبل أَن يمسَّها، وهو الزُّمالِق والاسم الزَّمْلَقة. الأَزهري:
والزِّهْلِقُ الحمار وهو الزُّمَّلِق، وقد ذكر عامة ذلك في زلق. قال الأَزهري: سمعت
بعض العرب يقول للغلام النّزِّ الخَفِيفِ زُــمْلوق وزُمالِق، لا يكاد
يَقْبِضُ عليه مَن طلَبه لخفّتِه في عَدْوِه ورَوَغانِه.
دملق: المُدَمْلَق من الحجر ومن الحافرِ: الأَملس المُدَوَّر مثل
المُدَمْلَك والمُدَمْلَج؛ قال رؤبة:
بِكُلّ موْقُوعِ النُّسورِ أخْلَقا
لأمٍ يَدُقُّ الحجَر المُدَمْلَقا
قال: وكذلك الحافر؛ قال:
وحافِرٌ صُلْب العُجَى مُدَمْلَقُ،
وساقُ هَيْقٍ أنْفُها مُعَرَّقُ
وأنشد ابن بري لأَبي النجم:
وكلّ هِنْدِيّ حَديدِ الرَّوْنَقِ،
يَفْلِقُ رأسَ البيضةِ المُدَمْلَقِ
وحجر دُمَلِقٌ ودُــمْلُوقٌ ودُمالِقٌ مُدَمْلَقٌ دُــمْلُوقٌ: شديدُ
الاسْتدارة؛ وأنشد:
وعَضَّ بالناس زَمانٌ عارقُ،
يَرْفَضُّ منه الحَجرُ الدُّمالِقُ
أبو خيرة: الدُّــمْلُوق والدُّمالق الحجر الأَملس مثل الكف. وفي حديث
ثمود: رماهم الله بالدَّمالِق أي بالحجارة المُلْسِ، وجمع دَمالِق
دَمالِيقُ، وقد دُمْلِقَ؛ وقيل: الدُّمَلِقُ الحجر الأَملس الصُّلب؛ يقال:
دَمْلَقَه ودَمْلَكه إذا مَلَّسه وسَوّاه؛ ومنه حديث ظَبْيانَ وذكر ثموداً فقال:
رماهم الله بالدَّمالِق وأهلكهم بالصَّواعِق؛ التفسير الأَخير لابن
قتيبة. وفَرج دُمالِقٌ: واسع عظيم؛ قال جندل بن المثنى:
جاءتْ به مِن فَرجها الدُّمالِقِ
وشيخ دُمالِقٌ: أصلعُ. ورجل دُمالق الرأسِ: محلوقُه. ورجل دَمَلَّقُ
الوجه: مُحَدَّده. قال أبو حنيفة: الدُّمالِقُ من الكَمأة أصغر من العُرْجون
وأقصر ما يكون في الروض، وهو طيّب، وقلَّما يَسودّ، وهو الذي كأن رأسه
مِظَلّة.
ليق: لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً، وهي أغرب، فلاقَتْ: لَزِق
المداد بِصُوفها، وهي لائق لغة قليلة، ولُقْتُها لَيْقاً أيضاً، والاسم
منه اللِّيقةُ، وهي لِيقةُ الدَّوَاة. التهذيب: اللِّيقة لِيقةُ الدواة وهي
ما اجتمع في وَقْبتَها من سوادها بمائها. وحكى ابن الأعرابي: دَواة
مَلُوقــة أي مَلِيقة إذا أصلحت مِدَادها، وهذا لا يلحقها بالواو لأنه إنما هو
على قول بعضهم لُوقَتْ في لِيقَتْ، كما يقول بعضهم بُوعَتْ في بِيعَت، ثم
يقولون على هذا مَبُوعة في مَبِيعة.
ولاقَ الشيءُ بقلبي لَيْقاً ولَياقاٌ ولَيقاناً والْتاق، كلاهما: لَزِق.
وما لاقَ ذلك بصَفَري أي لم يوافقني. وقال ثعلب: ما يَليقُ ذلك بصَفري
أي ما ثبت في جوفي، وما يليق هذا الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه،
وهو من ذلك. والْتَاقَ قلبي بفلان أي لَصِق به وأحبه. ويقال: الْتاقَ به
استغنى به؛ قال ابن ميادة:
ولا أن تكونَ النَّفْسُ عنها نَجِيحةً
بشي، ولا مُلْتاقةً ببَدِيلِ
وما لاقَتْ عند زوجها ولا عاقَتْ أي ما حظيت ولم تَلْصَقْ بقلبه؛ ومنه:
لاقَت الدواةُ تَلِيقُ أَي لصقت، ولِقتُها، يتعدى ولا يتعدى. قال ابن
بري: وحكى الزجاجي لُقُتُ الدواة ألُوقُها. ويقال: هذا الأمر لا يَلْبَق بك
أي لا يَزْكو بك، فإذا كان معناه لا يعلق قيل لا يليق بك. الأزهري:
والعرب تقول هذا أمر لا يَلِيقُ بك، معناه لا يحسن بك حتى يَلْصقَ بك؛ وتقول
لا يَلْبَيق بك، معناه أَنه ليس يوفّق لك، ومنه تَلْبِقُ الثريد بالسمن
إذا أكثر أدمه؛ وقول أبي العيال:
خِضَمّ لم يُلِقْ شيئاً،
كأَن حُسامَهُ اللَّهَبُ
أَي لم يُلِقْ شيئاً إلا قطعه حُسَامه. يقال: ما أَلاقَني أي ما حبسني
أي لا يحبس شيئاً. ويقال: فلان ما يُلِيقُ شيئاً من سخائه أي ما يمسك.
وألاقُوه بأَنفسهم أي ألزقوه واستلاطوه؛ قال زُمَيْل بن أُبَيْرٍ:
وهل كُنْت إلا حَوْتكيّاً أَلاقَهُ
بنو عَمّه، حتى بَغَى وتجبّرا؟
ويقال: هذا البيت لخارجة بن ضِرارٍ المُرّي. واللَّيقُ: شيء أسود يجعل
في دواء الكحل، واحدته لِيقَةٌ، وقد يكون اللِّيقُ واللِّيقةُ من باب
الفُوق والفُوقةِ. وما يَلِيقُ بكفه درهم أي ما يحتبس، وما يُلِيقُه هو أَي
ما يحبسه ولا يَلْصَق به؛ قال:
تقول، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للذَّةٍ،
فُكَيْهةُ: هل شيء بكَفَّيْكَ لائقُ؟
وقال كَفَّاك كَفٌّ ما تُلِيقُ درهمَا
جوداً، وأُخرى تُعْط بالسيف الدَّمَا
(* قوله: تعْط: كذا في الأصل).
وفلان ما يَلِيقُ ببلد أَي ما يمتسك، وما يُلِيقُه بلد أَي ما يمسكه.
وقال الأصمعي للرشيد: ما أَلاقَتْني أَرض حتى أَتيتك يا أَمير المؤمنين
وفي التهذيب أَن الأَصمعي قال: ما أَلاقَتْني البَصْرةُ أَي ما ثَبَتّ
فيها. ويقال: ما لِقْتُ بَعْدك بأَرض أي ما ثَبَتّ. ابن الأَعرابي: يقال فلان
لا يَلِيق بيده مال ولا يُلِيقُ مالاً ولا يَليق ببلد ولا يَلِيقُ به
بلد. والالْتِياقُ: لزوم الشيء الشيءَ.ولَيَّق الطعامَ: ليّنة. وما في
الأرض ليَاق أَي شيء من مَرْتع. وما وجدت عنه شيئاً أُلِيقُه، وهو منه.
واللِّيقةُ: الطينة اللزِجةُ يُرمى بها الحائط فتَلزق به. أَبو زيد: هو
ضَيْق لَيْق وضَيِّق لَيِّق. وقد الْتاق فلانٌ بفلان إذا صافاهُ كأَنه
لَزِقَ به. ولاقَ به فلان أي لاذ به. ولاقَ به الثوب أَي لبق به.
حملق: الحِمْلاقُ والحُمْلاقُ والحُــمْلوقُ: ما غَطَّت الجُفُونُ
من بَياضِ المُقْلةِ؛ قال:
قالِبُ حِمْلاقَيْهِ قد كادَ يُجَنْ
وقال عَبِيدٌ:
يَدِبُّ مِنْ خَوْفِها دَبِيباً،
والعينُ حِمْلاقُها مَقْلوب
والحِملاق: ما لَزِقَ بالعين من موضع الكُحْل من باطن، وقيل: الحملاقُ
باطن الجفن الأَحمر الذي إِذا قُلب للكَحْل بدَتْ حُمرته. وحَمَلَقَ
الرَّجل إِذا فتح عينيه، وقيل: الحَمالِيقُ من الأَجفان ما يَلي المُقلة من
لحمها، وقيل: هو ما في المقلة من نَواحِيها، وقيل: الحملاق ما وَلِي
المقلةَ من جِلْدِ الجَفن. الجوهري: حملاقُ العبن باطن أَجفانها الذي يُسوِّده
الكُحْل. يقال: جاء فلان مُتَلَثِّماً لا يظهر من حسن وجهه إِلا
حَمالِيقُ حَدَقتيه. وحَمْلَق الرجل إِذا انقلب حملاق عينيه من الفزَع؛
وأَنشد:رأَتْ رجُلاً أَهْوَى إِليها، فحَمْلَقَت
إِليه بماقي عَيْنِها المُتَقَلِّب
والمُحَمْلِقُ من الأََعين: التي حَولَ
مُقْلَتَيْها بياض لم يُخالِطها سواد، وعين مُحَمْلِقة من ذلك، وقيل:
حَمالِيقُ العين بياضها أَجمعُ ما خلا السوادَ. وحَمْلَق إِليه: نظر، وقيل:
نظرَ نظراً شديداً؛ قال الراجز:
والليْثُ إِن أَوْعَدَ يَوماً، حَمْلَقا
بمُقْلةٍ تُوقِدُ فَصّاًّ أَزْرقا
التهذيب: حَمالِيقُ المرأَة ما انْضَمَّ عليه شُفْرا عَوْرَتِها؛ وقال
الراجز:
وَيْحَكِ يا عراب لا تُبَرْبِري،
هلْ لكِ في ذا العَزَبِ المُخَصَّرِ؟
يَمشِي بعَرْدٍ كالوَظِيفِ الأَعْجَرِ،
وفَيْشةٍ متى تَراها تشْفرِي،
تَقْلِبُ أَحيْاناً حَمالِيقَ الحِرِ
ملق: المَلَقُ: الوُدّ واللطف الشديد، وأَصله التليين وقيل: المَلَقُ
شدة لطف الودّ، وقيل: الترفق والمداراة، والمعنيان متقاربان، مَلِقَ
مَلَقاً وتمَلَّقَ وتَملَّقَهُ وتمَلّقَ له تمَلُّقاً وتِمِلاَّقاً أَي تودد
إليه وتلطف له: قال الشاعر:
ثلاثة أَحْبابٍ: فَحُبُّ عَلاقَةٍ،
وحُبُّ تِمِلاَّقٍ، وحُبٌّ هو القَتْل
وفي الحديث: ليس من خُلُق المؤمن المَلَقُ؛ هو بالتحريك الزيادة في
التَّوَدُّد والدعاء والتضرع فوق ما ينبغي. وقد مَلِقَ، بالكسر، يَمْلَقُ
مَلَقاً. ورجل مَلِقٌ: يعطي بلسانه ما ليس في قلبه؛ ومنه قول المتنخل:
أَرْوَى بجِنّ العَهْد سَلْمَى، ولا
يُنْصِبْكَ عَهْدُ المَلِقِ الحُوَّلِ
قوله بجِنّ العَهْد أَي سقاها الله بحِدْثان العهد لأَنه يثبت ويدوم،
وجِنُّ الشباب: أوله وقوله: ولا يُنْصِبْكَ عهد المَلِق أَي من كان مَلِقاً
ذا حِوَلٍ فَصَرَمَك فلا يُنْصِبْكَ صَرْمهُ؛ ورجل مَلِقٌ ومَلاَّق،
وقيل: المَلاَّق الذي لا يصدق وُدُّه. والمَلِقُ أَيضاً: الذي يَعِدُك
ويُخْلِفك فلا يفي ويتزين بما ليس عنده. أَبو عمرو: المَلَقُ اللين من الحيوان
والكلام والصُّخور. والمَلَقُ: الدعاء والتضرع؛ قال:
لاهُمّ، ربَّ البَيْتِ والمُشَرَّقِ،
إيّاكَ أَدْعُو، فتَقَبَّل مَلَقِي
يعني دعائي وتضرُّعي. ويقال: إنه لمَلاَّق مُتَمَلَّق ذو مَلَقٍ، ولا
يقال منه فَعِلَ يَفْعَلُ إلاَّ على يتملق، والمَلَقُ من التَّمَلُّق،
وأصله من التليين. ويقال للصَّفاة الملساء اللينة مَلَقةٌ، وجمعها مَلَقات؛
وقال الراجز:
وحَوْقل ساعِدهُ قد امَّلَقْ
أَي لانَ. خالد بن كلثوم: المَلِقُ من الخيل الذي لا يُوثق بجريه، أُخذ
من مَلَق الإنسان الذي لا يصدق في مودَّته؛ قال الجعدي:
ولا مَلِقٌ يَنْزُو ويُندِر رَوْثَهُ
أُحادَ، إذا فَأْسُ اللجام تَصَلْصلا
أبو عبيد: فرس مَلِقٌ والأنثى مَلِقةٌ والمصدر المَلَقُ وهو أَلطف
الحُضْر وأَسرعه، وأَنشد بيت الجعدي أَيضاً.
ومَلَّق الشيءَ: ملسه. وانْمَلَق الشيء وامَّلَق، بالإدغام، أَي صار
أَملس؛ قال الراجز:
وحَوْقل ساعدُهُ قد انْمَلَقْ،
يقول: قَطْباً ونِعِمّا، إن سَلَقْ
قوله انْمَلَقَ يعني انْسَحَجَ من حَمْل الأَثقال. وانْمَلَق مني أَي
أَفْلت. والمَلَق: الصُّفُوح اللينة الملتزقة من الجبل، واحدتها مَلَقة،
وقيل: هي الآكام المفترشة، والمَلَقةُ: الصَّفاةُ الملساء؛ قال صخر الغي
الهذلي:
ولا عُصْماً أَوابِدَ في صُخُور،
كُسِينَ على فَراسِنِها خِدامَا
أُتِيحَ لها أُقَيْدِر ذو حَشيف،
إذا سامَتْ على المَلَقات سَامَا
والإمْلاق: الافْتِقار. قال الله تعالى: ولا تقتلوا أَولادكم من إمْلاق.
وفي حديث فاطمة بنت قيس: أَما معاوية فرجل أْمْلق من المال أَي فقير منه
قد نَفِد ماله. يقال: أَمْلَق الرجل، فهو مُمْلِق، وأَصل الإملاق
الإنْفاق. يقال: أَمْلَق ما معه إمْلاقاً، ومَلَقه مَلْقاً إذا أَخرجه من يده
ولم يحبسه، والفقر تابع لذلك، فاستعملوا لفظ السبب في موضع المسبب حتى صار
به أَشهر. وفي حديث عائشة: ويَرِيشُ مُمْلِقَها أَي يغني فقيرها.
والإمْلاق: كثرة إنفاق المال وتبذيره حتى يورث حاجة، وقد أَمْلَقَ وأَمْلَقَه
الله، وقيل: المُمْلِق الذي لا شيء له. وفي الحديث: أَن امرأَة سأَلت ابن
عباس: أَأُنفق من مالي ما شئت؟ قال: نعم أَمْلقي من مالك ما شئت. قال
الله تعالى: خَشْيَةَ إملاق، معناه خشية الفقر والحاجة. ابن شميل: إنه
لمُمْلِق أي مفسد. والإملاق: الإفساد؛ قال شمر: أملق لازم ومتعد. يقال:
أَمْلَقَ الرجلُ، فهو مُمْلِقٌ إذا افتقر فهذا لازم، وأَمْلَقَ الدهرُ ما
بيده؛ ومنه قول أَوس:
لما رأَيتُ العُدْمَ قَيَّدَ نائِلي،
وأَمْلَقَ ما عندي خُطُوب تَنَبَّلُ
وأَمْلَقَتْهُ الخُطُوب أَي أَفقرته. ويقال: أَمْلَقَ مالي خُطُوبُ
الدهر أَي أَذهبه.
ومَلَقَ الأَديمَ يَمْلُقه مَلْقاً إذاً دلكه حتى يلين. ويقال: مَلَقْتُ
جلده إذا دلكته حتى يَمْلاسّ؛ قال:
رأَت غلاماً جِلْدهُ لم يُمْلَقِ
بماءٍ حَمَّامٍ، ولم يُخَلَّقِ
يعني ولم يُمَلَّس من الخَلْق وهو الملاسة. ومَلَقَ الثوبَ والإناء
يَمْلُقه مَلْقاً: غسله. والمَلْقُ: الرضع. ومَلَقَ الجَدْي أُمه يَمْلُقُها
مَلْقاً: رضعها، وكذلك الفَصِيل والصبيّ، وقرئ على المنذري: مَلَقَ
الجدي أُمه يَمْلِقُها، قال: وأَحسب مَلَقَ الجدي أُمه يَمْلُقها إذا رضعها
لغة. ومَلَقَ الرجل جاريته ومَلَجَها إذا نكحها، كما يَمْلُق الجدي أُمه
إذا رضعها. وفي حديث عَبِيدَةَ السَّلْمانِيّ: أَن ابن سيرين قال له ما
يوجب الجنابة؟ قال: الرَّفّ والاسْتِمْلاقُ؛ الرَّفّ المص، والاسْتِملاق
الرضع، وهو اسْتِفْعال منه، وكنى به عن الجماع لأن المرأة ترتضع ماء الرجل،
من مَلَق الجدي أُمه إذا رضعها، وأَراد أَن الذي يوجب الغسل امتصاص
المرأة ماء الرجل إذا خالطها كما يرضع الرضيع إذا لقم حَلَمة الثَّدْي.
ومَلَقَ عينه يَمْلُقُها مَلْقاً: ضربها. ومَلَقهُ بالسوط والعصا يَمْلُقه
مَلْقاً: ضربه. ويقال: مَلَقهُ مَلَقاتٍ إذا ضربه. والمَلْقُ: ضرب الحمار
بحوافره الأرض؛ قال رؤبة يصف حماراً:
مُعْتَزِم التَّجْليح مَلاَّخ المَلَقْ،
يَرْمي الجَلامِيدَ بجُلْمُودٍ مِدَقْ
أَراد المَلْقَ فثقَّله؛ يقول: ليس حافر هذا الحمار بثقيل الوَقْع على
الأرض. والمَلَقُ: ما استوى من الأرض، وأَنشد بيت رؤبة: مَلاَّخ المَلَقْ،
وقال: الواحدة مَلَقَة. والمَلْقُ: مثل المَلْخِ وهو السير الشديد.
والمَيْلَقُ: السريع؛ قال الزفيان:
ناجٍ مُلحّ في الخَبَارِ مَيْلَقُ،
كأَنه سُوذانِقٌ أَو نِقْنِقُ
والمَلْقُ: المحو مثل اللَّمْقِ. ومَلْقُ الأَدِيم: غسله. والمَلْقُ:
الحُضْر الشديد. والمَلْقُ: المَرّ الخفيف. يقال: مَرّ يَمْلُقُ الأَرض
مَلْقاً. ورجل مَلِقٌ: ضعيف. والمالَقُ: الخشبة العريضة التي تشدّ بالحبال
إلى الثَّوْرين فيقوم عليها الرجل ويجرها الثوران فيُعَفِّي آثار
اللُّؤَمَةِ والسِّنّ؛ وقد مَلَّقُوا أَرضهم يُمَلِّقُونها تَمْلِيقاً إذا فعلوا
ذلك بها؛ قال الأزهري: مَلَّقوا ومَلَّسوا واحد وهي تملِّسُ الأرض، فكأنه
جعل المالَقَ عربيّاً؛ وقيل: المالَقُ الذي يقبض عليه الحارث.
وقال أَبو حنيفة: المِمْلَقة خشبة عريضة يجرها الثيران. الليث: المالَقُ
الذي يملّس الحارث به الأرض المُثارة. أَبو سعيد: يقال لمالَج الطَّيّان
مالَقُ ومِمْلَقٌ. ويقال: ولدت الناقة فخرج الجنين مَلِيقاً من بطنها
أَي لا شعر عليه. والمَلقُ: المِلوسة. وقال الأَصمعي: الجنين مَلِيطٌ،
بالطاء، بهذا المعنى.
سوط: السَّوْطُ: خَلْطُ الشيء بَعْضِه ببعض، ومنه سمي المِسْواطُ. وساطَ
الشيءَ سَوْطاً وسَوَّطَه: خاضَه وخَلَطَه وأَكثَرَ ذلك. وخصَّ بعضُهم
به القِدْرَ إِذا خُلِطَ ما فيها. والمِسْوَطُ والمِسْواطُ: ما سِيطَ به.
واسْتَوَطَ هو: اخْتَلَطَ، نادر. وفي حديث سَوْدة: أَنه نظَرَ إِليها وهي
تنظر في رَكْوةٍ فيها ماء فنَهاها وقال: إِني أَخافُ عليكم منه
المِسْوطَ، يعني الشيْطانَ، سمي به من ساطَ القِدْرَ بالمِسْوطِ والمِسْواطِ، وهو
خشبة يُحَرّكُ بها ما فيها ليخْتَلِطَ، كأَنه يُحَرِّك الناس للمعصيةِ
ويجمعهم فيها. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه: لتُساطُنَّ سَوْطَ
القِدْر، وحديثه مع فاطمةَ، رضوان اللّه عليهما:
مَسْوطٌ لَحْمُها بِدَمي ولَحْمي
أَي مَمْزوجٌ ومَخْلُوط؛ ومنه قصيد كعب بن زهير:
لكِنَّها خُلَّةٌ، قدْ سِيطَ من دَمِها
فَجْعٌ وَوَلْعٌ، وإِخْلافٌ وتَبْدِيلُ
أَي كأَنَّ هذه الأَخْلاقَ قد خُلِطَتْ بدمها. وفي حديث حَلِيمةَ:
فشَقّا بَطْنَه فهما يَسُوطانِه. وسَوْطَ رَأْيَه: خَلَّطَه. واسْتَوَطَ عليه
أَمرُه: اضْطَرَبَ. وأَمْوالُهم بينهم سَوِيطةٌ مُسْتَوِطةٌ أَي
مُخْتلِطةٌ. وإِذا خَلَّط الإِنسانُ في أَمره قيل: سَوَّطَ أَمرَه تَسْوِيطاً؛
وأَنشد:
فَسُطْها ذَميمَ الرَّأْي، غَيرَ مُوَفَّقٍ،
فَلَسْتَ على تَسْوِيطِها بِمُعانِ
وسمي السَّوْطُ سَوْطاً لأَنه إِذا سِيطَ به إِنسان أَو دابّة خُلِطَ
الدمُ باللحمِ، وهو مُشْتَقٌّ من ذلك لأَنه يَخْلِطُ الدم باللحم
ويَسُوطُه. وقولهم: ضربت زيداً سَوْطاً إِنما معناه ضربته ضربة بسوط، ولكن طريق
إِعرابه أَنه على حذف المضاف أَي ضربته ضربة سَوْطٍ، ثم حذفت الضربة على
حذف المضاف، ولو ذهبت تتأَوّل ضربته سوطاً على أَن تقدَّر إِعرابه ضربةً
بسوط كما أَن معناه كذلك أَلزمك أَن تُقدِّر أَنك حذفتَ الباء كما يُحْذَفُ
حَرْفُ الجرِّ في نحو قوله أَمَرْتُكَ الخير وأَسْتَغْفِرُ اللّه ذنباً،
فتحتاج إِلى اعْتذارٍ من حذف حرف الجر، وقد غَنِيتَ عن ذلك كله بقوله
إِنه على حذف المضاف في ضربة سوطٍ، ومعناه ضربةً بسوط، وجمعه أَسْواطٌ
وسِياطٌ. وفي الحديث: معَهم سِياطٌ كأَذْنابِ البقر؛ هو جمع سَوْطٍ الذي
يُجْلَد به، والأَصل سِواطٌ، بالواو، فقلبت ياء للكسرة قبلها، ويجمع على
الأَصل أَسْواطاً. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: فجعلنا نضْرِبه
بأَسْياطِنا وقِسيِّنا؛ قال ابن الأَثير: هكذا روي بالياء وهو شاذّ والقياسُ
أَسْواطِنا، كما يقال في جمع ريح أَرياح شاذّاً والقياس أَرواحٌ، وهو
المُطَّرِدُ المستعمل، وإِنما قلبت الواو في سِياط للكسرة قبلها، ولا كَسرةَ
في أَسواط. وقد ساطَه سَوْطاً وسُطْتُه أَسُوطُه إِذا ضربته بالسَّوْط؛
قال الشَّماخ يصف فرسَه:
فصَوَّبْتُه كأَنَّه صَوْبُ غَبْيةٍ
على الأَمْعَزِ الضَّاحِي، إِذا سِيطَ أَحْضَرا
صَوَّبْتُه: حملته على الحُضرِ في صَبَبٍ من الأَرض. والصَّوْبُ: المطر،
والغَبْيَةُ: الدُّفْعةُ منه. وفي الحديث: أَوَّلُ من يدخل النارَ
السَّوَّاطونَ؛ قيل هم الشُّرَطُ الذين معهم الأَسْواط يَضْربون بها الناس.
وساطَ دابَّته يَسُوطُه إِذا ضربه بالسوْطِ. وساوَطَني فسُطْتُه أَسُوطه؛
عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئاً؛ قال ابن سيده: وأَراه إِنما أَراد
خاشَنَني بسَوْطِه أَو عارَضَنِي به فغلبته، وهذا في الجَواهِر قليل إِنما
هو في الأَعْراضِ. وقوله عزّ وجلّ: فصَبَّ عليهم ربُّك سَوْطَ عَذابٍ؛ أَي
نَصِيبَ عَذابٍ، ويقال: شدَّته لأَن العذاب قد يكون بالسوط؛ وقال
الفراء: هذه الكلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب يدخل فيه السوْطُ جرى به
الكلام والمثَل، ويروى أَن السوطَ من عذابهم الذي يُعذّبون به فجرى لكل
عذاب إِذ كان فيه عندهم غايةُ العذابِ.
والمِسْياطُ: الماء يبقى في أَسفل الحوض؛ قال أَبو محمد الفقعسي:
حتى انتهت رَجارِجُ المِسْياطِ
والسِّياطُ: قُضْبانُ الكُرّاثِ الذي عليه ماليقه
(* قوله «ماليقه» كذا
بالأصل، والذي في القاموس: زماليقه.) تشبيهاً بالسياط التي يضرب بها؛
وسَوَّطَ الكراثُ إِذا أَخرج ذلك.
وسَوْطُ باطلٍ: الضوء الذي يدخل من الكُوَّة، وقد حكيت فيه الشين.
والسُّوَيْطاء: مرقة كثيرة الماء تساط أَي تخلط وتضرب.
زلق: الزَّلَقُ: الزَّللُ، زَلِقَ زَلَقاً وأَزْلَقَه هو. والزَّلَقُ:
المكان المَزْلَقة. وأَرض مَزْلقة ومُزْلقة وزَلَقٌ وزَلِقٌ ومَزْلَق: لا
يثبت عليها قدم، وكذلك الزَّلاَّقة؛ ومنه قوله تعالى: فتُصْبِحَ صَعيداً
زَلَقاً؛ أَي أَرْضاً مَلْساء لا نبات فيها أَو ملساء ليس بها شيء؛ قال
الأَخفش: لا يثبت عليها القدمان. والزَّلَقُ: صَلا الدابة؛ قال رؤبة:
كأَنَّها حَقْباءُ بَلْقاءُ الزَّلَقْ،
أَو حادِرُ الليِّتَينِ مَطويّ الحق
(* قوله «الحق» هكذا في الأصل)
والزَّلَقُ: العَجُز من كل دابة. وفي الحديث: هَدَرَ الحَمامُ فزَلِقَت
الحمامة؛ الزَّلَقُ العَجُز، أَي لمَّا هدر الذكر ودار حول الأُنثى
أَدارت إِليه مؤخرَها. ومكان زَلَقٌ، بالتحريك، أَي دَحْضٌ، وهو في الأَصل
مصدر قولك زَلِقَت رجلُه تَزْلَقُ زَلَقاً وأَزْلَقها غيرُه.
وفي الحديث: كان اسْمُ تُرْسِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الزَّلوقَ أَي
يَزْلَق عنه السلاح فلا يَخْرقه. وزَلَّقَ المكانَ: مَلَّسه. وزَلَق
رأْسَه يَزْلِقُه زَلْقاً: حلَقه وهو من ذلك، وكذلك أَزْلَقَه وزَلَّقَه
تزليقاً ثلاث لغات. قال ابن بري: وقال علي بن حمزة إِنما هو زَبَقَه،
بالباء، والزَّبْقُ النَّتْفُ لا الحَلْق. والتَّزْلِيقُ: تمْلِيسُك الموضِعَ
حتى يصير كالمَزْلَقةِ، وإِن لم يكن فيه ماء. الفراء: يقول للذي يحلِقُ
الرأْس قد زَلَّقَه وأَزْلَقه. أَبو تراب: تَزَلَّقَ فلان وتَزَيَّقَ إِذا
تزَيَّن. وفي الحديث: أَن عليّاً رأَى رجُلين خرجا من الحمّام
مُتزلِّقَين فقال: مَنْ أَنتما؟ قالا: من المهاجرين، قال: كذبتما ولكنكما من
المُفاخِرين تَزَلَّق الرجل إِذا تنعم حتى يكون للونه بَرِيقٌ وبَصِيص.
والتزلُّق: صِبْغةُ البدن بالأَدهان ونحوها.
وأَزْلَقت الفرسُ والناقةُ: أَسْقَطت، وهي مُزْلِق، أَلْقَتْ لغير تمام،
فإِن كان ذلك عادة لها فهي مِزلاق، والولد السقط زَلِيق؛ وفرس مِزْلاقٌ:
كثير الإِزْلاق. الليث: أَزْلَقَت الفرسُ إِذا أَلقَتْ ولدَها تامّاً.
الأَصمعي: إِذا أَلقت الناقة ولدها قبل أَن يَسْتَبين خَلْقُه وقبل الوقت
قيل أَزْلَقَت وأَجهَضَت، وهي مُزْلِق ومُجْهِض، قال أَبو منصور: والصواب
في الإِزْلاق ما قاله الأَصمعي لا ماقاله الليث.
وناقة زَلوق وزَلوجٌ: سريعة. وريحٌ زَيْلَقٌ: سريعة المرّ؛ عن كراع.
والمِزْلاقُ: مِزْلاجُ الباب أَو لغة فيه، وهو الذي يُغْلق به الباب
ويفتح بلا مفتاح. وأَزْلَقَه ببصره: أَحدَّ النظر إِليه، وكذلك زَلَقه
زَلَقاً وزَلَّقه؛ عن الزجاجي. ويقال: زَلَقَه وأَزْلَقَه إِذا نحّاه عن
مكانه. وقوله تعالى: وإِن يكادُ الذين كفروا لَيُزْلِقُونك بأَبصارهم؛ أَي
ليُصِيبُونك بأَعينهم فيزِيلونك عن مقامك الذي جعله الله لك، قرأَ أَهل
المدينة ليَزْلِقونك، بفتح الياء، من زَلَقْت وسائرُ القراء قرؤوها بضم
الياء؛ الفراء: لَيُزْلِقونك أَي لَيَرْمون بك ويُزيلونك عن موضعك بأَبصارهم،
كما تقول كاد يَصْرَعُني شدَّةُ نظرهه وهو بيِّن من كلام العرب كثير؛ قال
أَبو إِسحق: مذهب أَهل اللغة في مثل هذا أَن الكفار من شدةِ إِبْغاضِهم
لك وعداوتهم يكادون بنظرهم إِليك نظر البُغَضاء أَن يصرعوك؛ يقال: نظر
فلان إِليَّ نظراً كاد يأْكلني وكاد يَصْرَعُني، وقال القتيبي: أَراد أَنهم
ينظرون إِليك إِذا قرأْت القرآن نظراً شديداً بالبغضاء يكاد يُسْقِطك؛
وأَنشد:
يَتقارَضونَ، إِذا الْتَقَوْا في مَوْطِنٍ،
نظراً يُزِيلُ مَواطِئَ الأَقْدامِ
وبعض المفسرين يذهب إِلى أَنهم يصيبونك بأَعينهم كما يُصِيب الغائنُ
المَعِينَ؛ قال الفراء: وكانت العرب إِذا أَراد أَحدهم أَن يَعْتانَ المالَ
يجُوع ثلاثاً ثم يعرِض لذلك المال، فقال: تالله ما رأَيت مالاً أكثرَ ولا
أَحسنَ فيتساقط، فأَرادوا برسول الله، صلى الله عليه وسلم، مثل ذلك
فقالوا: ما رأَينا مثل حُجَجه، ونظروا إِليه ليَعِينوه.
ورجل زَلِقٌ وزُمَلِقٌ مثال هُدَبِد وزُمالِقٌ وزُمَّلِقٌ، بتشديد
الميم: وهو الذي يُنْزِل قبل أَن يجامِعَ؛ قال القُلاخ بن حَزْن
المِنْقَري:إِن الحُصَيْنَ زَلِقٌ وزُمَّلِقْ،
كذنبِ العَقْربِ شَوّال غَلِقْ،
جاءَت به عنْسٌ من الشَّأْم تَلِقْ
وقوله إِن الحصين، صوابه إِن الجُلَيد وهو الجُلَيد الكلابي؛ وفي رجزه:
يُدْعَى الجُلَيْدَ وهو فينا الزُّمَّلِقْ،
لا آمِنٌ جلِيسهُ ولا أَنِقْ،
مُجَوَّعُ البَطْنِ كِلابيُّ الخُلُقْ
التهذيب: والعرب تقول رجل زَلِقٌ وزُمَّلِق، وهو الشَّكَّاز الذي
يُنْزِل إِذا حدّث المرأَة من غير جماع، وأَنشد الفراء هذا الرجز أَيضاً،
والفعل منه زَمْلَقَ زَمْلَقة، وأَنشد أَبو عبيد هذا الرجز في باب
فُعَّلِل.ويقال للخفيف الطيّاش: زُمَّلِق وزُــمْلوق وزُمالِقٌ.
والزُّلَّيْقُ، بالضم والتشديد: ضَرْبٌ من الخَوخ أَمْلَس، يقال له
بالفارسية شَبْتَهْ رَنْك.
عنز: العَنْزُ: الماعِزَةُ، وهي الأُنثى من المِعْزَى والأَوْعالِ
والظِّباءِ، والجمع أَعْنُزٌ وعُنُوزٌ وعِنازٌ، وخص بعضهم بالعِنازِ جمع
عَنْزِ الظِّباءِ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
أبُهَيُّ، إِنَّ العَنْزَ تَمْنَع رَبَّها
مِن أَنْ يُبَيِّتَ جارَهُ بالحائِل
أَراد يا بُهَيَّةُ فرخَّم، والمعنى أَن العنز يتبلغ أَهلُها بلبنها
فتكفيهم الغارةَ على مال الجار المستجير بأَصحابها. وحائل: أَرض بعينها،
وأَدخل عليها الأَلف واللام للضرورة، ومن أَمثال العرب: حَتْفَها تَحْمِلُ
ضأْنٌ بأَظلافها. ومن أَمثالهم في هذا: لا تَكُ كالعَنْزِ تَبْحَثُ عن
المُدْيَةِ؛ يضرب مثلاً للجاني على نفسه جناية يكون فيها هلاكه، وأَصله أَن
رجلاً كان جائعاً بالفلاة فوجد عنزاً ولم يجد ما يذبحها به، فبحثت بيديها
وأَثارت عن مدية فذبحها بها. ومن أَمثالهم في الرجلين يتساويان في الشرف
قولهم: هما كَرُكْبَتَيِ العَنْزِ؛ وذلك أَن ركبتيها إِذا أَرادت أَن
تَرْبِضَ وقعتا معاً. فأَما قولهم: قَبَّحَ اللهُ عَنْزاً خَيْرُها
خُطَّةٌ فإِنه أَراد جماعة عَنْزٍ أَو أَراد أَعْنُزاً فأَوقع الواحد موقع
الجمع. ومن أَمثالهم: كُفِيَ فلانٌ يومَ العَنْزِ؛ يضرب للرجل يَلْقَى ما
يُهْلِكُه. وحكي عن ثعلب: يومٌ كيومِ العَنْزِ، وذلك إِذا قاد حَتْفاً؛ قال
الشاعر:
رأَيتُ ابنَ ذِبْيانَ يَزِيدَ رَمَى به
إِلى الشام يومُ العَنْزِ، واللهُ شاغِلُهْ
(* قوله« رأيت ابن ذبيان» الذي في الاساس: رأيت ابن دينار.)
قال المفضل: يريد حَتْفاً كحتف العَنْزِ حين بحثت عن مُدْيَتِها.
والعَنْزُ وعَنْزُ الماءِ، جميعاً: ضَرْبٌ من السمك، وهو أَيضاً طائر من طير
الماء. والعَنْزُ: الأُنثى من الصُّقور والنُّسور. والعَنْزُ: العُقاب،
والجمع عُنُوزٌ. والعَنْزُ: الباطل. والعَنْزُ: الأَكَمَةُ السوداء؛ قال
رؤبة:
وإِرَمٌ أَخْرَسُ فوقَ عَنْزِ
قال الأَزهري: سأَلني أَعرابي عن قول رؤبة:
وإِرَمٌ أَعْيَسُ فوقَ عَنْزِ
فلم أَعرفه، وقال: العَنْزُ القارة السوداء،والإِرَمُ عَلَمٌ يبنى
فوقها، وجعله أَعيس لأَنه بنى من حجارة بيض ليكون أَظهر لمن يريد الاهتداء به
على الطريق في الفلاة. وكلُّ بناءٍ أَصَمَّ، فهو أَخرس؛ وأَما قول
الشاعر:وقاتَلَتِ العَنْزُ نصف النَّها
رِ، ثم تَوَلَّتْ مع الصَّادِرِ
فهو اسم قبيلة من هوزان؛ وقوله:
وكانت بيومِ العَنْزِ صادَتْ فُؤادَهُ
العنز: أَكمة نزلوا عليها فكان لهم بها حديث. والعَنْزُ: صخرة في الماء،
والجمع عُنُوزٌ. والعَنْزُ: أَرض ذات حُزُونَةٍ ورمل وحجارة أَو أَثْلٍ،
وربما سميت الحُبارَى عَنْزاً، وهي العَنْزَةُ أَيضاً والعَنَزُ.
والعَنَزَةُ أَيضاً: ضَرْبٌ من السباع بالبادية دقيق الخَطْمِ يأْخذ
البعير من قِبَلِ دُبُرِه، وهي فيها كالسَّلُوقِيَّةِ، وقلما يُرَى؛ وقيل:
هو على قدر ابن عُرْسٍ يدنو من الناقة وهي باركة ثم يَثِبُ فيدخل في
حيائها فَيَنْدَمِصُ فيه حتى يَصِلَ إِلى الرَّحِم فَيَجْتَبِذُها فَتَسْقُطُ
الناقةُ فتموت، ويزعمون أَنه شيطان؛ قال الأَزهري: العَنَزَةُ عند العرب
من جنس الذئاب وهي معروفة، ورأَيت بالصَّمَّانِ ناقةً مُخِرَتْ من قِبَلِ
ذنبها ليلاً فأَصبحت وهي مَمْخُورة قد أَكلت العَنَزَةُ من عَجُزِها
طائفةً فقال راعي الإِبل، وكان نُمَيْرِيّاً فصيحاً: طَرَقَتْها العَنَزَةُ
فَمَخَرَتْها، والمَخْرُ الشَّقُّ، وقلما تظهر لخبثها؛ ومن أَمثال العرب
المعروفة:
رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا
وفيها يقول الشاعر:
شَرَّ يَوْمَيْها وأَغواهُ لها،
رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا
قال الأَصمعي: وأَصله أَن امرأَة من طَسْمٍ يقال لها عَنْزٌ أُخِذَتْ
سَبِيَّةً، فحملوها في هَوْدَج وأَلطفوها بالقول والفعل فعند ذلك قالت:
شر يوميها وأَغواه لها
تقول: شَرُّ أَيامي حين صرت أُكرم للسِّباء؛ يضرب مثلاً في إِظهار
البِرِّ باللسان والفعل لمن يراد به الغوائل. وحكى ابن بري قال: كان
المُمَلَّكُ على طَسْمٍ رجلاً يقال له عُــمْلُوقٌ أَو عِمْلِيقٌ، وكان لا تُزَفُّ
امرأَةٌ من جَدِيسَ حتى يؤْتى بها إِليه فيكون هو المُفْتَضّ لها أَولاً،
وجَدِيسُ هي أُخت طَسْمٍ، ثم إِن عُفَيْرَةَ بنت عَفَارٍ، وهي من سادات
جَدِيسَ، زُفَّتْ إِلى بعلها، فأَُتِيَ بها إِلى عِمْلِيقٍ فنال منها ما
نال، فخرجت رافعة صوتها شاقة جيبها كاشفة قُبُلَها، وهي تقول:
لا أَحَدٌ أَذَلَّ من جَدِيسِ
أَهكذا يُفْعَلُ بالعَرُوسِ
فلما سمعوا ذلك عظم عليهم واشتد غضبهم ومضى بعضهم إِلى بعض، ثم إِن أَخا
عُفَيْرَةَ وهو الأَسود ابن عَفَار صنع طعاماً لعُرْسِ أُخته عُفَيرة،
ومضى إِلى عِمْلِيقٍ يسأَله أَن يَحْضُرَ طعامه فأَجابه، وحضر هو وأَقاربه
وأَعيان قومه، فلما مَدُّوا أَيديهم إِلى الطعام غَدَرَتْ بهم جَدِيسُ،
فَقُتِلَ كل من حضر الطعام ولم يُفلِتْ منهم أَحد إِلا رجل يقال له
رِياحُ بن مُرَّة، توجه حتى أَتى حَسَّان بن تُبَّعٍ فاسْتَجاشَهُ عليهم
ورَغَّبَهُ فيما عندهم من النِّعم، وذكر أَن عندهم امرأَة يقال لها عَنْز، ما
رأَى الناظرون لها شِبْهاً، وكانت طَسْم وجَدِيسُ بجَوِّ اليمامة،
فأَطاعه حسانُ وخرج هو ومن عنده حتى أَتوا جَوًّا، وكان بها زرقاءُ اليمامة،
وكانت أَعلمتهم بجيش حسان من قبل أَن يأْتي بثلاثة أَيام، فأَوقع بجديس
وقتلهم وسبى أَولادهم ونساءَهم وقلع عيني زرقاء وقتلها، وأُتِيَ إِليه
بعَنْز راكبة جملاً، فلما رأَى ذلك بعض شعراء جديس قال:
أَخْلَقَ الدَّهْرُ بِجَوٍّ طَلَلا،
مثلَ ما أَخْلَقَ سَيْفُ خِلَلا
وتَداعَتْ أَرْبَعٌ دَفَّافَةٌ،
تَرَكَتْه هامِداً مُنْتَخِلا
من جَنُوبٍ ودَبُورٍ حِقْبَةً،
وصَباً تُعْقبُ رِيحاً شَمْأَلا
وَيْلَ عَنْزٍ واسْتَوَتْ راكِبَةً
فوقَ صَعْب، لم يُقَتَّلْ ذُلُلا
شَرَّ يَوْمَيْها وأَغْواهُ لها،
رَكِبَتْ عَنْزٌ بِحِدْجٍ جَمَلا
لا تُرَى من بيتها خارِجَةً،
وتَراهُنَّ إِليها رَسَلا
مُنِعَتْ جَوّاً، ورامَتْ سَفَراً
تَرَكَ الخَدَّيْنِ منها سَبَلا
يَعْلَمُ الحازِمُ ذو اللُّبِّ بِذا،
أَنما يُضْرَبُ هذا مَثَلا
ونصب شر يوميها بركبت على الظرف أَي ركبت بحدج جملاً في شر يوميها.
والعَنَزَةُ: عصاً في قَدْر نصف الرُّمْح أَو أَكثر شيئاً فيها سِنانٌ
مثل سنان الرمح، وقيل: في طرفها الأَسفل زُجٌّ كزج الرمح يتوكأُ عليها
الشيخ الكبير، وقيل: هي أَطول من العصا وأَقصر من الرمح والعُكَّازَةُ قريب
منها. ومنه الحديث لما طُعِنَ أُبيّ ابن خلف بالعَنَزَة بين ثَدْيَيْه
قال: قتلني ابنُ أَبي كَبْشَة.
وتَعَنَّزَ واعْتَنَزَ: تَجَنَّب الناسَ وتنحى عنهم، وقيل: المُعْتَنِزُ
الذي لا يُساكِنُ الناسَ لئلا يُرْزَأَ شيئاً. وعَنَزَ الرجلُ: عَدَلَ،
يقال: نزل فلان مُعْتَنِزاً إِذا نزل حَرِيداً في ناحية من الناس.
ورأَيته مُعْتَنِزاً ومُنْتَبِذاً إِذا رأَيته متنحياً عن الناس؛ قال
الشاعر:أَباتَكَ اللهُ في أَبياتِ مُعْتَنِزٍ،
عن المَكارِمِ، لا عَفٍّ ولا قارِي
أَي ولا يَقْرِي الضيفَ ورجل مُعَنَّزُ الوجه إِذا كان قليل لحم الوجه
في عِرْنِينِه شَمَمٌ. وعُنِّزَ وجه الرجل: قَلَّ لحمه. وسمع أَعرابي يقول
لرجل: هو مُعَنَّزُ اللِّحْيَة، وفسره أَيو داود بُزْرِيش: كأَنه شبه
لحيته بلحية التيس.
والعَنْزُ وعَنْزٌ، جميعاً: أَكَمَةٌ بعينها. وعَنْزُ: اسم امرأَة يقال
لها عَنْز اليمامة، وهي الموصوفة بحدَّة النظر. وعَنْزٌ: اسم رجل، وكذلك
عِنازٌ، وعُنَيْزَةُ اسم امرأَة تصغير عَنَزَة. وعَنَزَةُ وعُنَيْزَةُ:
قبيلة. قال الأَزهري: عُنَيْزَة في البادية موضع معروف، وعُنَيْزَة قبيلة.
قال الأَزهري: وقبيلة من العرب ينسب إِليهم فيقال فلان العَنَزِيّ،
والقبيلة اسمها عَنَزَةُ. وعَنَزَةُ: أَبو حي من ربيعة، وهو عَنَزَة ابن أَسد
بن ربيعة بن نِزار؛ وأَما قول الشاعر:
دَلَفْتُ له بِصَدْرِ العَنْزِ لَمَّا
تَحامَتْهُ الفَوارِسُ والرِّجالُ
فهو اسم فرس؛ والعَنْزُ في قول الشاعر:
إِذا ما العَنْزُ من مَلَقٍ تَدَلَّتْ
هي العُقاب الأُنثى. وعُنَيْزَةُ: موضع؛ وبه فسر بعضهم قول امرئِ
القيس:ويوم دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
وعُنازة: اسم ماء؛ قال الأَخطل:
رَعَى عُنازَةَ حتى صَرَّ جُنْدُبُها،
وذَعْذَعَ المالَ يومٌ تالِعٌ يَقِرُ