مثال: حَتْحَتَ الشيءَ
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها مما شاع على ألسنة العامة.
الصواب والرتبة: -حَتَّ الشيءَ [فصيحة]-حَتْحَتَ الشيءَ [صحيحة]
التعليق: (انظر: فعلل للمبالغة).
غــمض: الغُــمْضُ والغَماضُ والغِماضُ والتَّغْماضُ والتَّغْمِيضُ
والإِغْماضُ: النوم. يقال: ما اكتَحَلْتُ غَماضاً ولا غِماضاً ولا غُــمْضــاً،
بالضم، ولا تَغْمِيضاً ولا تَغْماضاً أَي ما نمت. قال ابن بري: الغُــمْضُ
والغُمُوضُ والغِماضُ مصدر لفعل لم ينطق به مثل القَفْر؛ قال رؤبة:
أَرَّقَ عَيْنَيْكَ، عن الغِماضِ،
بَرْقٌ سَرَى في عارِضٍ نَهَّاضِ
وما اغْتَــمَضَــتْ عَيْنايَ وما ذُقْتُ غُــمْضــا ولا غِماضاً أَي ما ذقت
نوماً، وما غَــمَضْــتُ ولا أَغْــمَضْــتُ ولا اغْتَــمَضْــتُ لغات كلها؛ وقوله:
أَصاحِ تَرى البَرْقَ لَمْ يَغْتَــمِضْ،
يَمُوتُ فُواقاً ويَشْرَى فُواقا
إِنما أَراد لم يَسْكُن لَمَعانُه فعبر عنه بيغتــمِض لأَن النائم تسكُن
حركاته. وأَغْــمَضَ طرْفَه عنِّي وغَــمَّضــه: أَغْلَقَه، وأَغْــمَضَ الميِّتَ
إِغْماضاً وتَغْمِيضاً. وتغميضُ العين: إِغْماضُها. وغَــمَّضَ عليه
وأَغْــمَضَ: أَغْلَقَ عينيه؛ أَنشد ثعلب لحسين بن مطير الأَسدي:
قَضَى اللّهُ، يا أَسماءُ، أَن لَسْتُ زائِلاً،
أُحِبُّكِ حتى يُغْــمِضَ العَيْنَ مُغْــمِضُ
وغَــمَّضَ عنه: تجاوَزَ. وسَمِعَ الأَمرَ فأَغْــمَضَ عنه وعليه، يكنى به
عن الصبر. ويقال: سمعت منه كذا وكذا فأَغْــمَضْــتُ عنه وأَغْضَيْتُ إِذا
تَغافَلْتَ عنه. وأَغْــمَضَ في السِّلْعة: اسْتَحَطَّ من ثمنها لرداءتِها،
وقد يكون التَّغْمِيض من غير نوم. ويقول الرجل لبيِّعه: أَغْــمِضْ لي في
البِياعةِ أَي زِدْني لمكان رداءته أَو حُطَّ لي من ثمنه. قال ابن الأَثير:
يقال أَغْــمَضَ في البيع يُغْــمِضُ إِذا استزاده من المَبيعِ واستحطَّه من
الثمن فوافقه عليه؛ وأَنشد ابن بري لأَبي طالب:
هُما أَغْــمَضــا للقوْمِ في أَخَوَيْهِما،
وأَيْدِيهِما من حُسْنِ وصْلِهِما صِفْرُ
قال: وقال المتنخل الهذلي:
يَسُومُونَه أَن يُغْــمِضَ النَّقْدَ عِنْدَها،
وقد حاوَلُوا شِكْساً عليها يُمارِسُ
وفي التنزيل العزيز: ولَسْتم بآخذيه إِلاَّ أَن تُغْــمِضُــوا فيه؛ يقول:
أَنتم لا تأْخذونه إِلا بِوَكْسٍ فكيف تعطونه في الصَّدَقةِ؟ قاله الزجاج،
وقال الفراء: لستم بآخذيه إِلاَّ على إِغْماضٍ أَو بِإِغْماضٍ، ويدُلّك
على أَنه جزاء أَنك تجد المعنى إِن أَغْــمَضْــتم بعد الإِغماض أَخذتموه.
وفي الحديث: لم يأْخذه إِلا على إِغْماضٍ؛ الإِغْماضُ: المُسامَحةُ
والمُساهَلةُ. وغَــمَضْــتَ عن فلان إِذا تَساهَلْتَ عليه في بيع أَو شراء،
وأَغْــمَضْــت. الأَصمعي: أَتاني ذاك على اغْتِماضٍ أَي عَفْواً بلا تَكَلُّفٍ ولا
مَشَقَّةٍ؛ وقال أَبو النجم:
والشِّعْرُ يأْتِيني على اغْتِماضِ،
كَرْهاً وطَوْعاً وعلى اعْتِراضِ
أَي أَعْتَرِضُه اعتِراضاً فآخذ منه حاجتي من غير أَن أَكون قدّمت
الروِيّة فيه.
والغَوامِض: صغار الإِبل، واحدها غامِضٌ. والغَــمْضُ والغامِضُ: المطمئنّ
المنخفض من الأَرض. وقال أَبو حنيفة: الغَــمْضُ أَشدّ الأَرض تَطامُناً
يَطمئِنُّ حتى لا يُرَى ما فيه، ومكان غَــمْض، قال: وجمعه غُمُوضٌ
وأَغماضٌ؛ قال الشاعر:
إِذا اعْتَسَفْنا رَهْوةً أَو غَــمْضــا
وأَنشد ابن بري لرؤبة:
بلالِ، يا ابنَ الحَسَبِ الأَمْحاضِ،
لَيْسَ بأَدْناسٍ ولا أَغْماضِ
جمع غَــمْض وهو خلاف الواضح، وهي المَغامِضُ، واحدها مَغْــمَضٌ وهو أَشدُّ
غُؤُوراً.
وقد غَــمَضَ المكانُ وغَــمُضَ وغَــمَضَ الشيءُ وغَــمُضَ يَغْــمُضُ غُموضاً
فيهما: خفي. اللحياني: غَــمَض فلان في الأَرض يَغْــمُضُ ويَغْــمِضُ غُموضاً
إِذا ذهب فيها. وقال غيره: أَغْــمَضَــتِ الفَلاةُ على الشخُوص إِذا لم تظهر
فيها لتغْييبِ الآلِ إِيّاها وتَغَيُّبِها في غُيوبِها؛ وقال ذو الرمة:
إِذا الشخْصُ فيها هَزَّه الآلُ، أَغْــمَضَــتْ
عليه كإِغْماضِ المُغَضِّي هُجُولُها
أَي أَغْــمَضَــت هُجُولُها عليه. والهُجُولُ: جمع الهَجْل من الأَرض. وفي
الحديث: كان غامِضــاً في الناس أَي مَغْموراً غير مشهور.
وفي حديث معاذ: إِيّاكم ومُغَــمِّضــاتِ الأُمور
(* قوله «ومغــمضــات الأمور
إلخ» هذا ضبط النهاية بشكل القلم وعليه فمغــمضــات من غــمض بشد الميم، وفي
القاموس مغــمضــات كمؤمنات من اغــمض، واستشهد شارحه بهذا الحديث فلعله جاء
بالوجهين.)، وفي رواية: المُغَــمِّضــاتِ من الذنوب، قال: هي الأُمور العظيمة
التي يَرْكَبُها الرجل وهو يعرفها فكأَنه يُغَــمِّضُ عينيه عنها تَعامِياً
وهو يُبْصِرُها، قال ابن الأَثير: وربما روي بفتح الميم وهي الذنوب الصغار،
سميت مُغَــمِّضــاتٍ لأَنها تَدِقُّ وتخفى فيركبها الإِنسان بِضَرْب من
الشُّبْهة ولا يعلم أَنه مُؤاخذ بارتكابها. وكلُّ ما لم يَتَّجِهْ لك من
الأُمور، فقد غَــمَضَ عليك. ومُغْــمِضــاتُ الليلِ: دَياجِير ظُلَمِه، وغَــمُضَ
يَغْــمُضُ غُمُوضاً وفيه غُمُوضٌ. قال اللحياني: ولا يكادون يقولون فيه
غُموضةٌ. والغامِضُ من الكلام: خلافُ الواضحِ، وقد غَــمُضَ غُموضةً
وغَــمَّضْــتُه أَنا تَغْمِيضاً؛ قال ابن بري: ويقال فيه أَيضاً غَــمَضَ، بالفتح،
غَمُوضاً، قال: وفي كلام ابن السراج قال: فتأَمله فإِنّ فيه غُمُوضاً
يَسِيراً. والغامِضُ من الرجال: الفاتِرُ عن الحَمْلةِ؛ وأَنشد:
والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ،
لا يَسْتَطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ
ويقال للرجل الجيِّدِ الرأْي: قد أَغْــمَضَ النظر. ابن سيده: وأَغْــمَضَ
النظر إِذا أَحْسَنَ النظر أَو جاء برأْي جيِّد. وأَغْــمَضَ في الرأْي:
أَصابَ. ومسأَلة غامِضــةٌ: فيها نَظر ودِقّةٌ. ودارٌ غامِضــةٌ إِذا لم تكن على
شارع، وقد غَــمَضَــتْ تَغْــمُضُ غُمُوضاً. وحَسَبٌ غامِض: غير مشهور.
ومعنىً غامِضٌ: لطِيف. ورجل ذُو غَــمْضٍ أَي خامل ذلِيل؛ قال كعب بن لؤيّ
لأَخيه عامر بن لؤيّ:
لئن كنتَ مَثْلُوجَ الفُؤادِ، لقد بَدَا
لِجَمْعِ لُؤيٍّ منكَ ذِلَّةُ ذي غَــمْضِ
وأَمرٌ غامِض وقد غَــمَضَ، وخَلْخالٌ غامِض: قد غاصَ في السَّاق، وقد
غَــمَضَ في السَّاق غُموضاً. وكعْبٌ غامِض: واراه اللحم. وغَــمَضَ في الأَض
يَغْــمِضُ ويَغْــمُضُ غُموضاً: ذهَب وغاب؛ عن اللحياني. وما في هذا الأَمر
غَمِيضةٌ وغُمُوضةٌ أَي عَيْب. وغَــمَّضَــتِ الناقةُ إِذا رُدَّت عن الحَوْض
فحمَلَت على الذّائد مُغــمِّضــة عَيْنَيْها فَوَرَدَت؛ قال أَبو النجم:
يُرْسِلُها التغْمِيضُ، إِنْ لم تُرْسَلِ،
خَوْصاء، ترمي باليَتِيمِ المُحْثَلِ
مضــض: الــمَضُّ: الحُرْقةُ. مَضَّــني الهَمُّ والحُزْنُ والقول يَــمُضُّــني
مَضّــاً ومَضِــيضاً وأَــمَضَّــني: أَحْرَقَني وشقّ عليّ. والهمُّ يَــمُضُّ
القلبَ أَي يُحْرِقُه؛ وقال رؤبة
(* قوله «وقال رؤبة من إلخ» كذا بالأَصل،
وعبارة القاموس مع شرحه: والــمضــماض، بالكسر، الحرقة؛ قال رؤبة: من
يتسخط...):مَنْ يَتَسَخَّطْ فالإِلهُ راضِي
عَنْكَ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ في مِضْــماضِ
أَي في حُرْقةٍ. ومَضِــضْتُ منه: أَلِمْتُ. ومَضَّــني الجُرح وأَــمَضَّــني
إِــمْضــاضاً: آلمَني وأَوْجَعَني، ولم يعرف الأَصمعي مَضَّــني، وقدّم ثعلب
أَــمَضَّــني؛ قال ابن سيده: وكان من مضَــى يقول مَضَّــني، بغير أَلف،
وأَــمَضَّــني جلدي فدَلَكْتُه: أَحَكَّني؛ قال ابن بري: شاهد مَضَّــني قول حَرِّيّ بن
ضَمْرةَ:
يا نَفْسُ، صَبْراً على ما كان مِنْ مَضَــضٍ،
إِذْ لم أَجِدْ لفُضُولِ القَوْلِ أَقْرانا
قال: وشاهد أَــمَضَّــني قول سِنان بن محرش السَّعْدي:
وبِتّ بالحِصْنَيْنِ غَيْرَ راضِي،
يَمْنَعُ مِنِّي أَرْقمِي تَغْماضِي
من الحَلُوء صادِقِ الإِــمْضــاضِ،
في العينِ لا يَذْهَبُ بالتَّرْحاضِ
والتَّرْحاض: الغَسل. والــمَضَــضُ: وجع المصيبة، وقد مَضِــضْتَ يا رجل منه،
بالكسر، تَــمَضُّ مَضَــضاً ومَضِــيضاً ومَضــاضة. ومَضَّ الكحلُ العينَ
يَــمُضُّــها ويَــمَضُّــها وأَــمَضَّــها. آلَمَها وأَحْرَقَها. وكُحل مَضٌّ: يُــمِضُّ
العين، ومَضِــيضُه حُرْقَتُه؛ وأَنشد:
قد ذاقَ أَكْحالاً من الــمَضــاضِ
(* قوله «قد ذاق إلخ» في شرح القاموس: والــمضــاض كسحاب الاحتراق، قال
رؤبة: قد ذاق إلخ.)
وكَحَله كُحْلاً مَضّــاً إِذا كان يُحْرِق، وكحله بمُلْمُولٍ مَضٍّ أَي
حارٍّ. ومرأَةٌ مَضّــةٌ: لا تحتمل شيئاً يَسُوءُها كأَنَّ ذلك يَــمُضُّــها؛
عن ابن الأَعرابي، قال: ومنه قول الأَعْرابية حين سُئلَتْ: أَيّ الناس
أَكرم؟ قالت: البيضاء البَضَّة الخَفِرةُ الــمَضّــة. التهذيب: الــمضّــة التي
تؤلِمُها الكلمة أَو الشيء اليسير وتؤْذيها. أبو عبيدة: مَضَّــني الأَمر
وأَــمَضَّــني، وقال: أَــمَضَّــني كلام تميم. ويقال: أَــمَضَّــني هذا الأَمرُ
ومَضِــضْت له أَي بَلَغْتُ منه المشَقّةَ؛ قال رؤبة:
فاقْني وشَرُّ القَوْلِ ما أَــمَضّــا
ومُضــاضٌ: اسم رجل.
وإِذا أَقر الرجل بحق قيل: مِضِّ يا هذا أَي قد أَقررْت، وإِن في مِضّ
وبِضّ لَمَطْمَعاً، وأَصل ذلك أَن يسأَل الرجلُ الرجلَ الحاجةَ فيُعَوّجَ
شَفَته فكأَنه يُطْمِعُه فيها. الليث: الــمِضُّ أَن يقول الإِنسان بطرف
لسانه شبه لا، وهو هِيجْ بالفارسية؛ وأَنشد:
سأَلْتُها الوَصْلَ فقالَتْ: مِضِّ،
وحرَّكَتْ لي رأَْسَها بالنَّغْضِ
(* قوله «سألتها الوصل» كذا بالأَصل، والذي في الصحاح وشرح القاموس:
سألت هل وصل؟)
النَّغْضُ: التحريكُ. قال الفراء: مِضِّ كقول القائل يقولها بأَضراسه
فيقال: ما علَّمَك أَهلُك إِلا مِضِّ ومِضُّ، وبعضهم يقول إِلاَّ مِضّــاً
بوُقُوعِ الفعل عليها. الفراء: ما علّمك أَهلك من الكلام إِلا مِضّــاً
ومِيضاً وبِضّاً وبِيضاً. الجوهري: مِضِّ، بكسر الميم والضادِ، كلمة تستعمل
بمعنى لا وهي مع ذلك كلمةُ مُطْمِعةٌ في الإِجابة.
أَبو زيد: كثرت الــمَضــائضُ بين الناسِ أَي الشرُّ؛ وأَنشد:
وقدْ كَثُرَتْ بَين الأَعَمِّ الــمَضــائضُ
ومَضْمَضَ إِناءه ومَصْمَصَه إِذا حرّكه؛ وقيل: إِذا غَسلَه، وتَــمَضْمضَ
في وضُوئه. والــمضمضــةُ: تحريك الماء في الفم. ومضمضَ الماءَ في فيه:
حرَّكه، وتَــمَضْمَضَ به. الليث: الــمَضُّ مَضِــيضُ الماء كما تَمْتَصُّه.
ويقال: لا تَــمُضَّ مَضِــضَ العنْزِ، ويقال: ارْشُفْ ولا تَــمُضَّ إِذا شرِبْتَ.
ومَضَّــت العنزُ تَــمُضّ في شُربها مَضِــيضاً إِذا شرِبت وعَصَرَتْ
شَفَتَيْها. وفي الحديث: ولَهم كلْب يَتَــمضْمَضُ عَراقِيبَ الناسِ أي يَــمَضُّ.
قال ابن الأَثير: يقال مَضِــضْتُ أَــمَضُّ مثل مَصِصْتُ أَمَصُّ. ومَضْمَضَ
النعاسُ في عينه: دَبَّ، وتــمضمضــت به العينُ وتَــمضْمَضَ النعاسُ في عينه؛
قال الراجز:
وصاحِب نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا،
إِذا الكَرى في عَيْنِه تَــمَضْمَضــا
ومَضْمَضَ: نامَ نَوْماً طويلاً. والــمِضْــماضُ: النومُ. وما مَضْمَضَــتْ
عيني بِنوْم أَي ما نامَتْ. وما مَضْمَضْــت عيني بنوم أَي ما نِمْتُ. وفي
حديث عليّ، عليه السلام: ولا تَذُوقُوا النوْمَ إِلا غِراراً ومَضْمَضــةً،
لمّا جعل النوم ذَوْقاً أَمرهم أَن لا ينالوا منه إِلا بأَلْسِنَتِهم ولا
يُسِيغُوه، فشبهه بالــمَضْمَضــةِ بالماء وإِلقائِه من الفم من غير
ابْتلاعٍ. وتَــمَضْمَضَ الكلبُ في أَثَره. هَرَّ. وفي حديث الحسَن: خَباثِ كلَّ
عِيدانِك قد مَضِــضْنا فوجدْنا عاقِبَتَه مُرّاً؛ خَباثِ بوَزْنِ قَطامِ
أَي يا خَبِيثةُ يريد الدُّنيا، يعني جَرَّبْناكِ واختبرناكِ فوجدْناك
مُرّة العاقبة. والــمِضْــماضُ: الرجل الخَفيفُ السريع؛ قال أَبو النجم:
يَتْرُكْنَ كُلَّ هَوْجلٍ نَغّاضِ
فَرْداً، وكُلَّ مَعِضٍ مِضْــماضِ
ابن الأَعرابي: مَضَّــضَ إِذا شَرِبَ الــمُضــاض، وهو الماء الذي لا يُطاقُ
مُلوحةً، وبه سمي الرجلُ مُضــاضاً، وضدّه من المياه القَطِيعُ، وهو الصافي
الزُّلالُ. وقال بعض بني كلاب فيما روى أَبو تراب: تَماضَّ القوم
وتَماصُّوا إِذا تلاجُّوا وعَضَّ بعضهم بعضاً بأَلسِنَتِهم.
حــمض: الحَــمْضُ من النبات: كل نبت مالحٍ أَو حامضٍ يقوم على سُوق ولا
أَصل له، وقال اللحياني: كل ملْحٍ أَو حامض من الشجر كانت ورقتُه حيَّةً
إِذا غَمَزّتها انْفَقَأَتْ بماءٍ وكان ذَفِرَ المَشَمِّ يُنْقِي الثوب إِذا
غسل به أَو اليد فهو حَــمْض، نحو النَّجِيل والخِذْراف والإِخْرِيط
والرِّمْث والقِضَة والقُلاَّم والهَرْم والحُرُض والدَّغَل والطَّرْفاء وما
أَشبهها. وفي حديث جرير: من سَلَمٍ وأَراكٍ وحُمُوضٍ؛ هي جمع الحَــمْض وهو
كل نبت في طعمه حُموضة. قال الأَزهري: والمُلُوحة تسمَّى الحُموضة.
الأَزهري عن الليث: الحَــمْضُ كل نبات لا يَهيجُ في الربيع ويبقى على القيظ
وفيه ملوحة، إِذا أَكلته الإِبل شَرِبَت عليه، وإِذا لم تجده رَقَّت
وضَعُفَت. وفي الحديث في صفة مكة، شرفها اللّه تعالى، وأَبْقَلَ حَــمْضُــها أَي
نبت وظهَرَ من الأَرض. ومن الأَعراب من يسمِّي كل نبت فيه مُلوحة حَــمْضــاً.
واللَّحْم حَــمْضُ الرجال. والخُلَّةُ من النبات: ما كان حُلْواً، والعرب
تقول: الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبل والحَــمْضُ فاكهتُها ويقال لَحْمُها،
والجمع الحُموض؛ قال الراجز:
يَرْعَى الغَضَا من جانِبَيْ مُشَفِّقِ
غِبّاً، ومَن يَرعَ الحُموضَ يَغْفِقِ
أَي يَرِدُ الماءَ كلَّ ساعة. ومنه قولهم للرجل إِذا جاءَ متهدداً:
أَنْتَ مُخْتَلٌّ فَتَحَــمَّضْ. وقال ابن السكيت في كتاب المعاني: حَــمَّضْــتها
يعني الإِبل أَي رَعَّيْتها الحَــمْضَ؛ قال الجعدي:
وكَلْباً ولَخْماً لم نزَلْ منذ أَحْــمَضَــت،
يُحَــمِّضُــنا أَهْلُ الجَنابِ وخَيْبَرا
أَي طَرَدْناهم ونفَيْناهم عن منازلهم إِلى الجَنابِ وخَيْبر؛ قال ومثله
قولهم:
جاؤوا مُخِلِّينَ فلاقَوْا حَــمْضــا
أَي جاؤوا يشتهون الشر فوجدوا مَنْ شَفاهم مما بهم؛ وقال رؤبة:
ونُورِدُ المُسْتَوْرِدِينَ الحَــمْضــا
أَي مَنْ أَتانا يَطلب شرّاً شفيناه من دائه، وذلك أَن الإِبل إِذا
شَبِعْت من الخُلَّة اشتهت الحَــمْض.
وحــمَضَــت الإِبل تَحْــمُضُ حَــمْضــاً وحُموضاً: أَكلت الحَــمْضَ، فهي
حامِضــةٌ، وإِبل حَوامِضُ، وأَحْــمَضَــها هو.
والمَحْــمَضُ، بالفتح: الموضعُ الذي ترعى فيه الإِبل الحَــمْض؛ قال هميان
بن قحامة:
وقَرَّبُوا كلَّ جُمالِيٍّ عَضِهْ،
قَريبة نُدْوَتُه من مَحْــمَضِــه،
بَعِيدة سُرَّته من مَغْرِضِهْ
من مَحْــمَضــة أَي من موضعه الذي يَحْــمُض فيه، ويروى: مُحْــمَضــه بضم الميم.
وإِبل حَــمْضــيّة وحَــمَضــيّة: مقيمة في الحَــمْض؛ الأَخيرة على غير قياس.
وبعير حَــمْضِــيٌّ: يأْكُلُ الحَــمْض. وأَحْــمَضَــت الأَرض وأَرض مُحْــمِضــة:
كثيرة الحَــمْض، وكذلك حَــمْضِــيّة وحَمِيضةٌ من أَرَضِين حــمْضٍ، وقد أَحْــمَضَ
القومُ أَي أَصابوا حَــمْضــاً. ووَطِئْنا حُموضاً من الأَرض أَي ذواتِ
حَــمْضٍ.
والحُموضة: طعم الحامِض. والحُموضةُ: ما حذَا اللسانَ كطعم الخل واللبن
الحازِر، نادرٌ لأَن الفُعولة إِنما تكون للمَصادرِ، حَــمَضَ يَحْــمُضُ
(*
قوله «حــمض يحــمض إلخ» كذا ضبط في الأصل. وفي القاموس وشرحه ما نصه: وقد
حــمض ككرم وجعل وفرح، الاولى عن اللحياني. ونقل الجوهري هذه: وحــمض من حد
نصر، وحــمض كفرح في اللبن خاصة حــمضــاً، محركة، وهو في الصحاح بالفتح وحموضة
بالضم.) حَــمْضــاً وحُموضةً وحَــمُضَ، فهو حامِضٌ؛ عن اللحياني، ولبن حامِضٌ
وإِنه لشديد الحَــمْضِ والحُموضةِ. والمُحَــمِّضُ من العِنَب: الحامِضُ.
وحَــمَّضَ: صار حامضــاً. ويقال: جاءَنا بأَدِلَّةٍ ما تُطاق حَــمْضــاً، وهو
اللبن الخاثر الشديد الحموضة. وقولهم: فلانٌ حامِضُ الرِّئَتينِ أَي مُرُّ
النَّفْسِ. والحمّاضةُ: ما في جَوْفِ الأُتْرُجَّةِ، والجمع حُمّاضٌ.
والحُمَّاض: نَبْتٌ جَبَلِيٌّ وهو من عُشْب الربيع وورَقُه عِظامٌ ضُخْم
فُطْح إِلا أَنه شديدُ الحَــمْضِ يأْكله الناس وزهره أَحمر وورقه أَخضر
ويَتناوَسُ في ثمره مثلُ حَبِّ الرُّمان يأْكله الناس شيئاً قليلاً:
واحدته حُمّاضة؛ قال الراجز رؤبة:
تَرَى بها من كلِّ رَشَّاشِ الوَرَقْ
كثامِرِ الحُمّاضِ من هَفْتِ العَلَقْ
فشبَّه الدم بنَوْرِ الحُمّاض. وقال أَبو حنيفة: الحُمَّاض من العُشْب
وهو يطول طولاً شديداً وله ورقة عظيمة وزهرة حمراء، وإِذا دنا يُبْسُه
ابيضَّت زهرته، والناس يأْكلونه؛ قال الشاعر:
ماذا يُؤَرِّقُني، والنومُ يُعْجِبُني،
من صوت ذي رَعَثاتٍ ساكن الدار؟
كأَن حُمّاضةً في رأْسِه نَبَتَتْ،
من آخر الصَّيف، قد همَّت بإِثْمارِ
فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قول وَبْرةَ وهو لِصٌّ معروف يصف
قوماً:
على رؤُوسِهمُ حُمّاضُ مَحْنِية،
وفي صُدورِهم جَمْرُ الغَضَايَقِدُ
فمعنى ذلك أَن رؤُوسهم كالحُمّاض في حُمْرة شعورهم وأَن لِحاهم مَخْضوبة
كجَمر الغضا، وجعلَهَا في صدورهم لعظمها حتى كأَنها تضرب إِلى صدورهم،
وعندي أَنه إِنما عنى قولَ العرب في الأَعداء صُهْب السِّبال، وإِنما
كُنِيَ عن الأَعداء بذلك لأَن الروم أَعداءُ العرب وهم كذلك، فوُصِف به
الأَعداءُ وإِن لم يكونوا رُوماً. الأَزهري: الحُمَّاض بقلة بَرِّيَّة تنبت
أَيام الربيع في مسايل الماء ولها ثمرة حمراء وهي من ذكور البقول؛ وأَنشد
ابن بري:
فتداعَى مَنْخَراهُ بِدَم،
مِثلَ ما أَثمرَ حُمّاض الجبَلْ
ومَنابتُ الحُمّاضِ: الشُّعَيْبات ومَلاجئ الأَودية وفيها حُموضةٌ،
وربما نبَّتها الحاضرةُ في بَساتِينهم وسَقَوْها ورَبَّوْها فلا تَهِيجُ وقت
هَيْجِ البُقولِ البَرِّيَّةِ.
وفلان حامضُ الفُؤاد في الغضب إِذا فسد وتغير عَداوةً. وفُؤادٌ حَــمْضٌ،
ونَفْسٌ حَــمْضــة: تَنْفِر من الشيء أَولَ ما تسمعه. وتَحَــمَّض الرجلُ:
تحوَّل من شيءٍ إِلى شيءٍ. وحَــمَّضــه عنه وأَحْــمَضَــه: حَوَّله؛ قال
الطرماح:لا يَني يُحْــمِضُ العَدُوَّ، وذو الخُـ
لمَّة يُشْفَى صَداهُ بالإِحْماض
قال ابن السكيت: يقال حَــمَضــت الإِبلُ، فهي حامضــة إِذا كانت ترعى
الخُلَّة، وهو من النبت ما كان حُلْواً، ثم صارت إِلى الحَــمْض ترعاه، وهو ما كان
من النبت مالحاً أَو حامضــاً. وقال بعض الناس: إِذا أَتى الرجلُ المرأَة
في غير مأْتاها الذي يكون موضع الولد فقد حَــمَّضَ تَحْمِيضاً كأَنه تحول
من خير المكانين إِلى شرِّهما شَهْوَةً مَعْكوسة كفعل قوم لوطٍ الذين
أَهلكهم اللّه بحجارة من سِجِّيل. وفي حديث ابن عمر وسئل عن التحــمُّض قال:
وما التحــمُّض؟ قال: يأْتي الرجل المرأَة في دُبُرِها، قال: ويَفْعَلُ هذا
أَحدٌ من المسلمين ويقال للتَّفْخيذ في الجماع: تَحْمِيض. ويقال:
أَحْــمَضْــت الرجلَ عن الأَمر حَوَّلْته عنه وهو من أَحْــمَضَــت الإِبلُ إِذا
مَلَّتْ من رَعْي الخُلَّة، وهو الحُلْوُ من النبات، اشْتَهَت الحَــمْضَ
فتحوَّلَت إِليه؛ وأَما قول الأَغلب العجلي:
لا يُحْسِنُ التَّحْمِيضَ إِلا سَرْدا
فإِنه يريد التَّفْخِيذ. والتَّحْمِيضُ: الإِقلال من الشيء. يقال:
حَــمَّضَ لنا فلانٌ في القِرَى أَي قلَّل. ويقال: قد أَحْــمَضَ القومُ إِحْماضاً
إِذا أَفاضوا فيما يُؤْنِسُهم من الحديث والكلامِ كما يقال فَكِهٌ
ومُتَفَكِّهٌ. وفي حديث ابن عباس: كان يقول إِذا أَفاضَ مَنْ عِنْده في الحديث
بعد القرآن والتفسير: أَحْــمِضُــوا، وذلك لَمّا خافَ عليهم المَلالَ
أَحَبَّ أَن يُرِيحَهم فأَمَرَهم بالإِحْماض بالأَخْذِ في مُلَح الكلام
والحكايات.
والحَــمْضــة: الشَّهْوة إِلى الشيء، وروى أَبو عبيدة في كتابه حديثاً لبعض
التابعين وخرجه ابن الأَثير من حديث الزهري قال: الأُذُنُ مَجّاجَةٌ
وللنفس حَــمْضــةٌ أَي شَهْوة كما تشتهي الإِبلُ الحَــمْضَ إِذا مَلَّت
الخُلَّة، والمَجَّاجَةُ: التي تمُجُّ ما تَسْمعه فلا تَعِيه إِذا وُعِظت بشيءٍ
أَو نُهيَت عنه، ومع ذلك فلها شَهْوة في السماع؛ قال الأَزهري: والمعنى
أَن الآذان لا تَعِي كلَّ ما تَسْمَعُه وهي مع ذلك ذات شَهْوَةٍ لما
تَسْتَظْرِفُه من غرائبِ الحديث ونوادر الكلام.
والحُمَّيْضى: نبت وليس من الحُموضة.
وحَــمْضــة: اسم حَيِّ بَلْعاءَ بن قيس الليثي؛ قال:
ضَمِنْتُ لِحَــمْضَــةَ جِيرانَه،
وذِمَّةَ بَلْعاءَ أَن تُؤْكَلا
معناه أَن لا تؤْكل. وبنو حُمَيْضة: بطن. وبنو حَــمْضــة: بطن من العرب من
بني كنانة. وحُمَيْضة: اسم رجل مشهور من بني عامر بن صعصعة. وحَــمْضٌ:
ماءٌ معروف لبني تميم.
رمض: الرَّــمَضُ والرَّــمْضــاءُ: شِدّةُ الحَرّ. والرَّــمَضُ: حَرُّ الحجارة
من شدّة حَرّ الشمس، وقيل: هو الحرّ والرُّجوعُ عن المَبادِي إِلى
المَحاضِر، وأَرضٌ رَــمِضَــةُ الحجارة. والرَّــمَضُ: شدة وَقْع الشمس على الرمل
وغيره: والأَرضُ رَــمْضــاءُ. ومنه حديث عَقِيلٍ: فجعل يَتَتَبَّعُ الفَيْءَ
من شدّةِ الرَّــمَضِ، وهو، بفتح الميم، المصدر، يقال: رَــمِضَ يَرْــمَضُ
رَــمَضــاً. ورَــمِضَ الإِنسانُ رَــمَضــاً: مَضــى على الرَّــمْضــاءِ، والأَرضُ
رَــمِضــةٌ. ورَــمِضَ يَومُنا، بالكسر، يَرْــمَضُ رَــمَضــاً: اشتدَّ حَرُّه. وأَرْــمَضَ
الحَرُّ القومَ: اشتدّ عليهم. والرَّــمَضُ: مصدر قولك رَــمِضَ الرجلُ
يَرْــمَضُ رَــمَضــاً إِذا احترقت قدماه في شدة الحر؛ وأَنشد:
فَهُنّ مُعْتَرِضاتٌ، والحَصى رَــمِضٌ،
والرِّيحُ ساكنةٌ، والظِّلُّ مُعْتَدِلُ
ورَــمِضَــتْ قَدَمُه من الرمْضــاءِ أَي احترَقَتْ. ورَــمِضَــتِ الغنم
تَرْــمَضُ رَــمَضــاً إِذا رَعَتْ في شدّة الحر فحَبِنَتْ رِئاتُها وأَكْبادُها
وأَصابها فيها قَرَحٌ. وفي الحديث: صلاةُ الأَوّابين إِذا رَــمِضَــتِ الفِصالُ؛
وهي الصلاةُ التي سنَّها سيدنا رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، في
وقتِ الضُّحَى عند ارتفاعِ النهار. وفي الصحاح: أَي إِذا وجَدَ الفَصيلُ
حرَّ الشمس من الرَّــمْضــاءِ، يقول: فصلاة الضحى تلك الساعةَ؛ قال ابن
الأَثير: هو أَن تَحْمى الرَّــمْضــاءُ، وهي الرَّمْلُ، فتَبْرُكَ الفِصالُ من
شدة حرِّها وإِحراقِها أَخْفافَها. وفي الحديث: فلم تَكْتَحِلْ حتى كادَتْ
عيناها تَرْــمَضــانِ، يروى بالضاد، من الرَّــمْضــاء وشدة الحرّ. وفي حديث
صفية: تَشَكَّتْ عَيْنَيْها حتى كادتْ تَرْــمَضُ، فإِن روي بالضاد أَراد حتى
تَحْمى. ورَــمَضُ الفِصالِ: أَن تَحْتَرِقَ الرَّــمْضــاءُ وهو الرمل فتبرك
الفصال من شدة حرها وإِحراقها أَخفافَها وفَراسِنَها. ويقال: رَــمَضَ
الراعي مواشِيَه وأَرمَضَــها إِذا رَعاها في الرَّــمْضــاءِ وأَرْبَضَها عليها.
وقال عمر بن الخطاب، رضي اللّه عنه، لراعي الشاءِ: عليكَ الظَّلَفَ من
الأَرضِ لا تُرَــمِّضْــها؛ والظَّلَفُ من الأَرض: المكان الغليظ الذي لا
رَــمْضــاءَ فيه. وأَرْــمَضَــتْني الرَّــمْضــاءُ أَي أَحرقتني. يقال: رَــمَّضَ الراعي
ماشيته وأَرمَضَــها إِذا رعاها في الرَّــمْضــاء.
والتَّرَــمُّضُ: صَيْدُ الظبي في وقت الهاجرة تتبعه حتى إِذا تَفَسَّخَت
قوائمُه من شدة الحر أَخذته. وترَــمَّضْــنا الصيْدَ: رَمَيْناه في الرمضــاء
حتى احترقت قوائمُه فأَخذناه. ووجَدْتُ في جسَدِي رَــمَضــةً أَي
كالمَلِيلةِ. والرَّــمَضُ: حُرْقةُ الغَيْظِ. وقد أَرْــمَضَــه الأَمرُ ورَــمِضَ له، وقد
أَرْــمَضَــني هذا الأَمرُ فَرَــمِضْــتُ؛ قال رؤبة:
ومَنْ تَشَكَّى مُغْلةَ الإِرْماضِ
أَو خُلَّةً، أَعْرَكْتُ بالإِحْماضِ
قال أَبو عمرو: الإِرْماضُ كلُّ ما أَوْجَع. يقال: أَرْــمَضَــني أَي
أَوْجَعَني. وارْتَــمَضَ الرجل من كذا أَي اشتدّ عليه وأَقْلَقَه؛ وأَنشد ابن
بري:
إِنَّ أُحيحاً ماتَ من غيرِ مَرَضْ،
ووُجْدَ في مَرْــمَضِــه، حيث ارْتــمض
عساقِلٌ وجِبَأٌ فيها قَضَضْ
وارْتَــمَضَــتْ كَبِدُه: فسَدَتْ. وارْتَــمضْــتُ لفلانٍ: حَزِنْتُ له.
والرَّــمَضِــيُّ من السحاب والمطر: ما كان في آخر القَيْظِ وأَوّلِ
الخَرِيف، فالسحابُ رَــمَضِــيٌّ والمطر رَــمَضِــيٌّ، وإِنما سمي رَــمَضِــيّاً لأِنه
يدرك سُخونة الشمس وحرّها. والرَّــمَضُ: المطر يأْتي قُبُلَ الخريف فيجد
الأَرض حارّة محترقة. والرَّــمَضِــيَّةُ: آخر المِيَرِّ، وذلك حين تحترِقُ
الأَرض لأَنَّ أَوّلَ المِيَرّ الرَّبَعِيَّةُ ثم الصَّيْفِيّةُ ثم
الدَّفَئِيّةُ، ويقال: الدَّثَئِيّةُ ثم الرَّــمَضِــيّةُ.
ورمضــانُ: من أَسماء الشهور معروف؛ قال:
جاريةٌ في رمضــانَ الماضي،
تُقَطِّعُ الحديثَ بالإِيماضِ
أَي إِذا تبَسَّمَتْ قطَّعَ الناسُ حديثهم ونظروا إِلى ثَغْرِها. قال
أَبو عمر مُطَرِّزٌ: هذا خطأٌ، الإِيماضُ لا يكون في الفم إِنما يكون في
العينين، وذلك أَنهم كانوا يتحدّثون فنظرت إِليهم فاشتغلوا بحسن نظرها عن
الحديث ومضــت، والجمع رَــمَضــاناتٌ ورَماضِينُ وأَرْــمِضــاءُ وأَرْــمِضــةٌ
وأَرْــمُضٌ؛ عن بعض أَهل اللغة، وليس بثبَت. قال مطرز: كان مجاهد يكره أَن
يُجْمَعَ رمضــانُ ويقول: بلغني أَنه اسم من أَسماء اللّه عزّ وجلّ؛ قال ابن
دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي
فيها فوافَقَ رمضــانُ أَيامَ رَــمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به. الفَرّاء: يقال
هذا شهر رمضــان، وهما شهرا ربيع، ولا يذكر الشهر مع سائر أَسماء الشهور
العربية. يقال: هذا شعبانُ قد أَقبل. وشهر رمضــانَ مأْخوذ من رَــمِضَ الصائم
يَرْــمَضُ إِذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال اللّه عزّ وجلّ: شهر رمضــان
الذي أُنزل فيه القرآن؛ وشاهدُ شهْرَيْ ربيع قول أَبي ذؤيب:
به أَبَلَتْ شَهْرَيْ رَبِيعٍ كِلَيْهِما،
فَقَد مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها
نَسْؤُها: سِمَنُها. واقْتِرارُها: شِبَعُها.
وأَتاه فلم يُصِبْه فَرَــمَّضَ: وهو أَن ينتظِره شيئاً. الكسائي: أَتيته
فلم أَجِدْه فرَــمَّضْــتُه تَرْمِيضاً؛ قال شمر: تَرْمِيضُه أَن تنتظره
شيئاً ثم تَــمْضــي.
ورَــمَضَ النَّصْلَ يَرْــمِضُــه ويَرْــمُضُــه رَــمْضــاً: حدّده. ابن السكيت:
الرَّــمْضُ مصدر رَــمَضْــتُ النصْلَ رَــمْضــاً إِذا جعلته بين حجرين ثم دقَقْتَه
ليَرِقَّ. وسِكِّينٌ رَمِيضٌ بيّنُ الرَّماضةِ أَي حديدٌ. وشفْرةٌ
رَمِيضٌ ونَصْلٌ رَمِيضٌ أَي وَقِيعٌ؛ وأَنشد ابن بري للوضّاح بن
إِسمعيل:وإِنْ شِئْتَ، فاقْتُلْنا بِمُوسَى رَمِيضةٍ
جَمِيعاً، فَقَطِّعْنا بِها عُقَدَ العُرا
وكل حادٍّ رَمِيضٌ. ورَــمَضْــتُه أَنا أَرْــمُضُــه وأَرْــمِضُــه إِذا جعلته
بين حجرين أَمْلَسَيْنِ ثم دقَقْته ليَرِقّ. وفي الحديث: إِذا مَدَحْتَ
الرجل في وجهه فكأَنما أَمْرَرْتَ على حلقه مُوسَى رَمِيضاً؛ قال شمر:
الرَّمِيضُ الحديد الماضي، فَعِيل بمعنى مفعول؛ وقال:
وما رُــمِضَــتْ عِنْدَ القُيونِ شِفارُ
أَي أُحِدّتْ. وقال مُدْرِكٌ الكلابي فيما روى أَبو تراب عنه:
ارْتَمَزَتِ الفرَسُ بالرجل وارْتَــمَضَــتْ به أَي وثَبَتْ به.
والمَرْمُوضُ: الشِّواءُ الكَبِيسُ. ومَرَرْنا على مَرْــمِضِ شاةٍ
ومَنْدَه شاةٍ، وقد أَرْــمَضْــتُ الشاةَ فأَنا أُرْــمِضُــها رَــمْضــاً، وهو أَن
تَسْلُخَها إِذا ذبحتها وتَبْقُرَ بطنها وتخرج حُشْوَتها، ثم تُوقِدَ على
الرِّضافِ حتى تَحْمَرَّ فتصير ناراً تتّقِدُ، ثم تطرحها في جوف الشاة وتكسر
ضلوعها لتنطبق على الرضاف، فلا يزال يتابِعُ عليها الرِّضافَ المُحْرقَةَ
حتى يعلم أَنها قد أَنْضَجَتْ لحمَها، ثم يُقْشر عنها جلدُها الذي
يسلَخُ عنها وقد استوى لحمها؛ ويقال: لحم مَرْمُوض، وقد رُــمِضَ رَــمْضــاً. ابن
سيده: رَــمَضَ الشاة يَرْــمِضُــها رَــمْضــاً أَوقد على الرضْفِ ثم شقَّ الشاة
شقّاً وعليها جلدها، ثم كسّر ضُلوعَها من باطن لتطمئنّ على الأَرض، وتحتها
الرّضْفُ وفوقها المَلَّةُ، وقد أَوْقَدُوا عليها فإِذا نَضِجَتْ
قَشَرُوا جلدَها وأَكلوها، وذلك الموضع مَرْــمِضٌ، واللحمُ مَرْمُوض.
والرَّمِيضُ: قريب من الحَنِيذِ غير أَن الحَنِيذ يكسَّر ثم يُوقَدُ
فوقه.
وارْتَــمَضَ الرجل: فسَدَ بطنه ومَعِدَتُه؛ عن ابن الأَعرابي.
ومض: ومَضَ البرْقُ وغيره يَــمِضُ ومْضــاً ووَمِيضاً ووَــمَضــاناً وتوْماضاً
أَي لَمَعَ لمْعاً خفسًّا ولم يَعْتَرِضْ في نَواحي الغَيم؛ قال امرؤ
القيس:
أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه،
كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
وقال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف سحاباً:
أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ له زَجَلٌ،
إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا
وأَنشد في ومض:
تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ،
مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَــمَضْ
يريد لما أن ومَضَ. الليث: الوَــمْضُ والوَمِيضُ والوَمِيضُ من لَمَعانِ
البرْقِ وكلِّ شيء صافي اللوْنِ، قال: وقد يكون الوَمِيضُ للنار.
وأَوْــمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَــمَضَ، فأَما إِذا لَمع واعْتَرَضَ في نواحِي الغيم
فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطارَ في وسَط السماء وشقّ الغيم من غير أَن
يَعْتَرِضَ يميناً وشمالاً فهو العَقِيقةُ. وفي الحديث: أَنه سأَل عن
البرْقِ فقال: أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً؟ وأَوْــمَضَ: رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نار؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوائِه،
رأَى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْــمَضــا
اسْتَناها: نظَر إِلى سَناها. ابن الأَعرابي: الوَمِيضُ أَن يُومِضَ
البرقُ إِماضةً ضعيفة ثم يَخفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْسٌ من مطر قد يكون
وقد لا يكون. وأَوْــمَضَ: لمع. وأَوْــمَضَ له بعينه: أَوْمأَ. وفي الحديث:
هَلاَّ أَومَضْــتَ إِليَّ يا رسول اللّه أَي هلاَّ أَشَرْتَ إِليَّ
إِشارة خفيَّة من أَوْــمَض البرقُ ووَــمَض. وأَوْــمَضَــت المرأَةُ: سارقَتِ
النظَر. ويقال: أَوْــمَضَــتْه فلانة بعينها إِذا برَقت.
مضــغ: مَضَــغَ يَــمْضَــغُ ويَــمْضُــغُ مَضْــغاً: لاكَ. وأَــمْضَــغَه الشيءَ
ومَضَّــغَه: أَلاكَه إِياه؛ قال:
أُــمْضِــغُ مَن شاحَنَ عُوداً مُرّا
شاحَن: عادَى؛ وقال:
هاعٍ يُــمَضِّــغُني ، ويُصْبِحُ سادِراً ،
سلكاً بِلَحْمِي ، ذِئْبُه لا يَشْبَعُ
ومَضَــغَ الطعامَ يَــمْضَــغه مَضْــغاً.
والــمَضــاغ، بالفتح: ما يُــمْضَــغُ، وفي التهذيب: كلُّ طعام يُــمْضَــغ. وما
ذُقْتُ مَضــاغاً ولا لَواكاً أَي ما ذُقتُ ما يُــمْضَــغ. ويقال:ما عندنا
مَضــاغٌ، وهذه كِسرة لَيِّنة الــمَضــاغِ. وفي حديث أَبي هريرة: أَكلَ حَشَفةً من
تمراتٍ قال: فكانت أَعْجَبَهُنّ إِليَّ لأَنها شَدَّتْ في مَضــاغي؛
الــمضــاغ، بالفتح: الطعام يُــمْضَــغُ، وقيل: هو الــمَضْــغُ نفسُه. يقال: لُقمةٌ
ليِّنةُ الــمضــاغ وشديدة الــمَضــاغِ، أَراد أَنها كان فيها فوِّة عند
مَضْــغِها.وكَلأٌ مَضِــغٌ: بَلَغ أَن تــمَضَــغَه الرّاعِيةُ؛ ومنه قول أَبي فَقْعَسٍ
في صفة الكلإِ: خَضِعٌ مَضِــع ضافٍ رَتِع؛ أَراد مَضِــغ فحوَّل الغين عيناً
لِما قبله من خَضِع ولما بعده من رَتِع.
والــمُضــاغةُ، بالضم: ما مُضِــغَ. والــمُضــاغةُ: ما يَبْقى في الفَم من آخر
ما مَضَــغْتَه.
والمَواضِغُ: الأَضْراسُ لــمَضْــغِها، صفة غالبة.
والماضِغانِ والماضِغتانِ والــمَضِــيغتان: الحَنَكانِ لــمضْــغِهما
المأْكولَ، وقيل: هما رُوذا الحَنَكَيْن
(* قوله «روذا الحنكين» كذا بالأصل،
ولعلهما رؤدا اللحيين بالهمز، ففي مادة رأد من اللسان: والرأد والرؤد أيضاَ
رأد اللحي وهو اصل اللحي التاتئ تحت الاذن، وقيل أَصل الاضراس في اللحي،
وقيل الرأدان طرفا اللحيين الدقيقان اللذان في اعلاهما.) لذلك، وقيل: هما
عِرْقان في اللِّحْيَين، وقيل: هما أَصْلا اللَّحْيَين عند مَنْبِت
الأَضراس بِحياله، وقيل:هما ما شَخَصَ عند الــمَضْــغِ.
والــمَضِــيغةُ: كل عَصبةٍ ذاتِ لحْم، فإِما أَن تكون مما يُــمْضَــغُ، وإِما
أَن تشبه بذلك إن كان مما لا يؤكل. والــمَضِــيغَةُ: لحم باطِن العَضُد،
لذلك أَيضاً. وقال ابن شميل: كل لحم على عظم مَضِــيغةٌ، والجمع مَضِــيغٌ
ومَضــائِغُ. وقال الليث: كل لحمَة يَفْصِلُ بينها وبين غيرها عِرْقٌ فهي
مَضِــيغةٌ، قال: واللِّهْزِمةُ مَضِــيغةٌ والعَضَلةُ مَضِــيغة. والــمَضــائِغ من
وَظيفَي الفرس: رؤوسُ الشّظايتين
(* قوله «الشظايتي» كذا بالأصل، والذي في
القاموس: الشظئ عظيم لازق بالركبة أَو بالذراع أو بالوظيف أو عصب صفار
فيه.) لأَن آكِلَها من الوحش يَــمْضَــغُها، وقد تكون على التشبيه كما تقدم
لمَكان الــمضــغ أَيضاً. والــمَضِــغة: ما بُلَّ وشُدَّ على طرَف سِيةِ القَوْسِ من
العَقَب لأَنه يُــمْضَــغُ، وقيل: هي العَقَبةُ التي على طرَف السِّيةِ.
الأَصمعي: الــمَضــائِغُ العَقَباتُ اللَّواتي على طرَفِ السِّيَتَيْن.
والــمُضْــغةُ: القِطْعةُ من اللَّحم لمكان الــمضــغ أَيضاً. التهذيب: الــمُضْــغة قِطعة
لحم، وقيل: تكون الــمُضــغة غيرَ اللحم. يقال: أَطْيَبُ مُضْــغةٍ أَكَلَها
الناسُ صَيْحانِيّةٌ مَصْلِيَّةٌ. وقال خالد بن جَنْبةَ: الــمُضْــغةُ من
اللحمَ قدْرُ ما يُلْقي الإِنسانُ في فيه، ومنه قيل: في الإِنسان مُضــغتانِ
إِذا صَلَحَتا صَلَحَ البَدَنُ: القلْبُ واللِّسانُ، والجمع مُضَــغٌ، وقلْب
الإِنسان مُضْــغة من جسَده. التهذيب: إِذا صارت العَلَقة التي خُلِقَ
منها الإِنسان لَحْمة فهي مُضــغة. وفي الحديث: إن خلق أَحدكم يجمع في بطن
أُمه أَربعين يوماً نطفة ثم أَربعين يوماً عَلَقَة ثم أَربعين يوماً مضــغة ثم
يبعث الله إليه الملَك. وفي الحديث: إن في ابن آدم مُضْــغةً إِذا صَلَحَت
صلَحَ الجسدُ كله، يعني القَلْبَ لأَنه قِطْعةُ لحم من الجسد.
والــمَضَّــاغةُ: الأَحْمَقُ.
والــمُضَــغُ من الجِراحِ: صِغارُها، وقول عمر، رضي الله عنه: إنّا لا
نتَعاقَلُ الــمُضَــغَ بَيْنَنا، أَراد الجراحات، والــمُضَــغُ جمع مُضْــغةٍ، وهي
القطْعة من اللحم قدر ما يُــمْضَــغُ وسمّاها مُضَــغاً على التشبيه بــمُضْــغةِ
الإِنسان في خلْقه، يَذْهبُ بذلك إلى تَصْغيرها وتَقْليلها. والــمُضَــغُ: ما
ليس له أَرْشٌ مُقَدَّرٌ معلوم من الجِراحِ والشِّجاج، شُبِّهَت بــمُضْــغةِ
الخَلْقِ قبل نَفْث الرُّوحِ، وبالــمُضْــغةِ الواحدة شُبِّهت اللُّقْمة
تُــمْضَــغُ، وقيل: شبهها بالــمضــغة من اللحم لقلتها في جنب ما عَظُمَ من
الجِناياتِ. وقال أَحمد لإِسحق: ما الذي لا تَعْقِلُ العاقِلةُ؟ قال: ما دون
الثلُث؛ وقال ابن راهويه: لا تَعْقِلُ العاقلةُ ما دُونَ المُوضِحةِ إنما
فيها حُكومةٌ، وتَحْمِلُ العاقِلةُ المُوضِحةَ فما فوقَها، وقالا معاً: لا
تعقل المرأَة والصبي مع العاقلة.
وأَــمْضَــغَ التمرُ: حان أَن يُــمْضَــغَ. وتْمرٌ ذُو مَضْــغةٍ: صُلْبٌ متِين
يُــمْضَــغُ كثيراً. وهَجاه هِجاءً ذا مَــمْضَــغةٍ: يصفه بالجَوْدةِ
والصَّلابة كالتمر ذي المَــمْضَــغةِ. وإِنه لذو مُضْــغةٍ إذا كان من سُوسِهِ اللحمُ.
ومُضَــغُ الأُمورِ: صِغارُها، وكلاهما من الــمَضْــغِ.
وماضَغَه القِتالَ والخُصومةَ: طاوَلَه إيّاهُما.
مضــر: مَضَــرَ اللَّبَنُ يَــمْضُــرُ مُضُــوراً: حَــمُضَ وابْيَضَّ، وكذلك
النبيذ إِذا حَــمُضَ. ومَضَــرَ اللبنُ أَي صار ماضِراً، وهو الذي يَحْذِي
اللسانَ قبل أَن يَرُوبَ.
ولبن مَضِــيرٌ: حامِضٌ شديد الحُموضة؛ قال الليث: يقال إِن مُضَــر كان
مُولَعاً بشربه فسمي مُضَــرَ به؛ قال ابن سيده: مُضَــرُ اسم رجل قيل سمي به
لأَنه كان مولعاً بشرب اللبن الماضر، وهو مُضَــرُ بن نِزار بن مَعَدِّ بن
عدنان، وقيل: سمي به لبياض لونه من مَضِــيرة الطبيخ.
والــمَضِــيرَة: مُرَيْقَة تطبخ بلبن وأَشياء، وقيل: هي طبيخ يتخذ من اللبن
الماضر. قال أَبو منصور: الــمضــيرة عند العرب أَن تطبخ اللحم باللبن البحث
الصريح الذي قد حذى اللسانَ حتى يَنْضَجَ اللحمُ وتَخْثُرَ الــمضــيرة،
وربما خلطوا الحليب بالحَقِين وهو حينئذ أَطيب ما يكون.
ويقال: فلان يَتَــمَضَّــرُ أَي يتعَصَّبُ لــمضــر، ونقل لي مُتَحَدِّث أَن في
الروض الأُنف للسهيلي قال في الحديث: لا تَسُبُّوا مُضَــرَ ولا ربيعة
فإِنهما كانا مُؤمِنَيْن. الجوهري: وقيل لــمُضَــرَ الحَمْراءُ ولربيعَةَ
الفَرَسُ لأَنهما لما اقتسما الميراث أُعْطِيَ مُضَــرُ الذهبَ، وهو يؤنث،
وأُعطي ربيعةُ الخيل. ويقال: كان شِعارهم في الحرب العمائم والراياتِ الحُمْر
ولأَهل اليمن الصفر. وقال الجوهري: سمعت بعض أَهل العلم يفسر قول أَبي
تمام يصف الربيع:
مُحْمَرَّة مُصْفَرَّة فكأَنها
عُصُبٌ، تَيَمَّنُ في الوغى وتَــمَضَّــرُ
ابن الأَعرابي: لبَن مَضِــرٌ، قال ابن سيده: وأُراه على النسب كَــمَضِــرٍ
وطَعِمٍ لأَن فِعْله إِنما هو مَضَــر، بفتح الضاد لا كسرها، قال: وقلما
يجيء اسم الفاعل من هذا على فَعِلٍ.
ومُضــارَةُ اللبن: ما سال منه. والماضِرُ: اللبن الذي يَحْذي اللسانَ قبل
أَن يُدْرِك، وقد مَضَــرَ يَــمْضُــر مُضُــوراً، وكذلك النبيذ. وفي حديث
حذيفة، وذكر خروج عائشة فقال: يُقاتِلُ معها مُضَــرُ، مَضَّــرَها الله في النار،
أَي جعلها في النار، فاشتق لذلك لفظاً من اسمها؛ يقال: مَضَّــرْنا فلاناً
فَتَــمَضَّــرَ أَي صيرناه كذلك بأَن نسبناه إِليها؛ وقال الزمخشري:
مَضَّــرها جَمَعها كما يقال جَنَّدَ الجُنودَ، وقيل: مَضَّــرها أَهلكها، من قولهم:
ذهَب دمُهُ خِضْراً مِضْــراً أَي هَدَراً، ومِضْــرٌ إِتباع، وحكى الكسائي
بِضْراً، بالباء؛ قال الجوهري: نُرَى أَصلَه من مُضُــورِ اللبنِ وهو
قَرْصُه اللسانَ وحَذْيُه له، وإِنما شدد للكثرة والمبالغة.
والتَّــمَضُّــرُ: التشبه بالــمُضَــرِيَّةِ. وفي الحديث: سأَله رجلٌ فقال: يا
رسولَ الله، ما لي مِنْ ولَدِي؟ قال: ما قَدَّمْتَ منهم، قال: فَمَنْ
خَلَّفْتُ بَعْدِيف قال: لك منهم ما لِــمُضَــرَ من ولَدِه أَي أَنّ مُضَــر لا
أَجْرَ له فيمن مات من ولده اليَوْمَ وإِنما أَجره فيمن مات من ولده
قبله.وخذ الشيء خِضْراً مِضْــراً وخَضِراً مَضِــراً أَي غَضًّا طَرِيًّا.
والعرب تقول: مَضَّــرَ اللهُ لك الثناء أَي طَيَّبَه. وتُماضِرُ: اسم امرأَة،
مشتق من هذه الأَشياء؛ قال ابن دريد: أَحسبَهُ من اللبن الماضر.
عرمض: العَرْــمَضُ والعِرْماضُ: الطُّحْلُبُ؛ قال اللحياني: وهو الأَخضر
مثل الخِطْمِيّ يكون على الماء، قال: وقيل العَرْــمَضُ الخُضْرَةُ على
الماء، والطُّحْلُبُ الذي يكون كأَنه نسج العنكبوت. الأَزهري: العرمض رخو
أَخضر كالصوف في الماء المزمن وأَظنهه نباتاً. قال أَبو زيد: الماء
المُعَرْــمِضُ والمُطَحْلِبُ واحد، ويقال لهما: ثَوْرُ الماء، وهو الأَخضر الذي
يخرج من أَسفل الماء حتى يكون فوق الماء. قال الأَزهري: العَرْــمَضُ
الغَلْفَقُ الأَخضرُ الذي يَتَغَشَّى الماء، فإِذا كان في جوانبه فهو
الطُّحْلُب. يقال: ماءٌ مُعَرْــمِضٌ؛ قال امرؤ القيس:
تَيَمَّمَتِ العَينَ التي عندَ ضارِجٍ،
يَفيءُ عليها الظِّلُّ عَرْــمَضُــها طامي
وعَرْــمَضَ الماءُ عَرْــمَضَــةً وعِرْماضاً: علاه العرمض؛ عن اللحياني.
والعَرْــمَضُ والعِرْــمِض؛ الأَخيرة عن الهجري: من شجر العِضاهِ لها شوك
أَمثال مَناقِير الطير وهو أَصلبها عِيداناً، والعَرْــمَضُ أَيضاً: صغار
السَّدْرِ والأَراك؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:
بالرّاقِصاتِ على الكَلالِ عَشِيَّةً،
تَغْشَى مَنابِتَ عَرْــمَضِ الظَّهْرانِ
الأَزهري: يقال لصغار الأَراك عَرْــمَضٌ. والعَرْــمَضُ: السِّدْر صِغاره،
وصغار العِضاه عَرمض.
مضــح: يقال: مَضَــحَ الرجلُ عِرْض فلان أَو عرض أَخيه يَــمْضَــحه مَضْــحاً
وأَــمْضَــحه إِذا شانَه وعابه؛ قال الفرزدق:
وأَــمْضَــحْتَ عِرْضِي في الحياة، وشِنْتَني،
وأَوْقَدْتَ لي ناراً بكلّ مكانِ
قال ابن بري: صواب إِنشاده: وأَــمْضَــحْتِ، بكسر التاء، لأَنه يخاطب
النَّوارَ امرأَته؛ وقبله:
ولو سُئلتْ عَنِّي النَّوارُ ورَهْطُها،
إِذاً لم تُوارِ الناجذَ الشَّفَتان
لَعَمْري، لقد رَقَقْتِني قبلَ رِقَّتِي،
وأَشْعَلْتِ فِيَّ الشَّيْبَ قبلَ أَوان
قال الأَزهري: وأَنشدنا أَبو عمرو في مَضَــح لبكر بن زيد القُشَيْري:
لا تَــمْضَــحَنْ عِرْضِي فإِني ماضِحُ
عِرْضَكَ، إِن شاتمتَني، وقادِحُ
في ساقِ مَن شاتَمني، وجارحُ
والقادح: عيب يُصيب الشجرة في ساقها. وساقُ الشجرة: عَمُودُها الذي
تتفرّع فيه الأَغصانُ؛ يريد: أَنه يُهْلك من شاتمه ويفعل به ما يؤدي إِلى
عَطَبه كالقادح في الشجرة. وفي نوادر الأَعراب: مَضَــحت الإِبلُ ونَضَحت
ورَفَضَت إِذا انتشرت. ومَضَــحت الشمس ونَضَحت إِذا انتشر شعاعُها على
الأَرض.
مضــد: الــمَضْــدُ: لغة في ضَمْدِ الرأْس، يمانية. الليث: نَضَدَ ومَضَــدَ
إِذا جمع.
مضــي: مَضَــى الشيءُ يَــمْضِــي مُضِــيّاً ومَضــاء ومُضُــوًّا: خلا وذهب؛
الأَخيرة على البدل. ومَضَــى في الأَمر وعلى الأَمر مُضــوًّا، وأَمْرٌ مَــمْضُــوٌّ
عليه، نادر جِيء به في باب فَعُول بفتح الفاء. ومَضَــى بِسَبيله: مات.
ومَضَــى في الأَمر مَضــاء: نَفَذَ. وأَــمضــى الأَمرَ: أَنفذه. وأَــمضــيت الأَمر:
أَنفذته. وفي الحديث: ليسَ لَك من مالِكَ إِلا ما تَصَدَّقْت فأَــمْضَــيْت
أَي أَنْفَذْتَ فيه عَطاءك ولم تتوقف فيه. ومَضَــى السيفُ مَضــاء: قطع؛ قال
الجوهري: وقول جَرير:
فَيَوْماً يُجازِينَ الهَوى غَيْرَ ماضِيٍ،
ويَوْماً تُرَى مِنْهُنَّ غُولٌ تُغَوَّلُ
قال: فإِنما ردَّه إِلى أَصله للضرورة لأَنه يجوز في الشعر أَن يُجرى
الحرفُ المُعتلُّ مُجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه لأَنه الأَصل؛ قال ابن
بري: وروي يُجارِينَ، بالراء ومُجاراتُهنَّ الهَوى يعني بأَلسِنَتِهنَّ
أَي يُجاريِنَ الهَوى بأَلسنتهنَّ ولا يُــمْضِــينَه، قال: ويروى غيرَ ما
صِباً أَي من غير صِباً منهن إِليَّ؛ وقال ابن القطاع: الصحيح غير ما صباً،
قال: وقد صحَّفه جماعة. ومَضَــيْتُ على الأَمر مُضِــيّاً ومَضَــوْتُ على
الأَمر مَضُــوًّا ومُضُــوًّا مثل الوَقُودِ والصعودِ، وهذا أَمرٌ مَــمْضُــوٌّ
عليه، والتَّــمَضِّــي تَفَعُّل منه، قال:
أَصْبَحَ جِيرانُكَ، بَعْدَ الخَفْضِ،
يُهْدِي السَّلامَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ
وقَرَّبوا، لِلْبَيْنِ والتَّــمَضِّــي،
جَوْلَ مَخاضٍ كالرَّدَى المُنْقَضِّ
الجَوْلُ: ثلاثون من الإِبل.
والــمُضَــواء: التَّقدُّم؛ قال القطامي:
فإِذا خَنَسْنَ مَضــى على مُضَــوائِه،
وإِذا لَحِقْنَ به أَصَبْنَ طِعانا
وذكر أَبو عبيد مُضَــواء في باب فُعَلاء وأَنشد البيت، وقال بعضهم:
أَصلها مُضَــياء فأَبدلوه إِبدالاً شاذّاً، أَرادوا أَن يُعَوَّضوا الواو من
كثرة دخول الياء عليها. ومَضــى وتَــمَضَّــى: تقدَّم؛ قال عمرو بن شاس:
تَــمَضَّــتْ إِليْنا لم يرِبْ عَيْنَها القَذى
بكَثْرةِ نِيرانٍ، وظَلْماءَ حِنْدِسِ
يقال: مَضَــيْت بالمكان ومَضَــيْتُ عليه. ويقال: مَضَــيْتُ بَيْعِي
(* قوله« ويقال مضــيت بيعي إلخ» كذا بالأصل. وعبارة التهذيب: ويقال أمضــيت
بيعي ومضــيت على بيعي أي إلخ.) أَجَزْتُه.
والــمَضــاءُ: اسم رجل، وهو الــمَضــاء بن أَبي نُخَيْلةَ يقول فيه أَبوه:
يا رَبِّ مَنْ عابَ الــمَضــاءَ أَبَدا،
فاحْرِمْه أَمْثالَ الــمَضــاءِ ولدا
والفرس يكنى أَبا الــمَضــاء.