Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مشهور

البيضاءُ

البيضاءُ:
ضدّ السوداء، في عدة مواضع منها: مدينة مشهورة بفارس، قال حمزة: وكان اسمها في أيام الفرس در درإسفيد فعرّبت بالمعنى، وقال الإصطخري:
البيضاء أكبر مدينة في كورة إصطخر، وإنما سميت البيضاء لأن لها قلعة تبيّن من بعد ويرى بياضها، وكانت معسكرا للمسلمين يقصدونها في فتح إصطخر، وأما اسمها بالفارسية فهو نسايك، وهي مدينة تقارب إصطخر في الكبر، وبناؤهم من طين، وهي تامة العمارة خصبة جدّا، ينتفع أهل شيراز بميرتها، وبينها وبين شيراز ثمانية فراسخ، وينسب إليها جماعة، منهم: القاضي أبو الحسن محمد ابن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البيضاوي الفقيه الشافعي ختن أبي الطيّب الطّبري على ابنته، ولي القضاء بربع الكرخ ببغداد، روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب، وتوفي سنة 468، ومولده في شعبان سنة 392، وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقري أحد قرّاء فارس، سمع من أبي الشيخ الحافظ وأبي بكر الجعابيّ وعبد الله بن محمد القتّات، مات في سنة 393، وهو ثقة، ومحمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله السّلمي البيضاوي، روى عن أبي القاسم بن أبي محمد الوزّان، وعلي بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم ابو الحسن الصوفي المعروف بالكردي البيضاوي، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن فادشاه وأبا بكر بن رنده، ويوسف بن علي بن عبد الله بن يحيى البيضاوي أبو يعقوب المقري الصوفي، روى عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الشاعر، وأحمد بن محمد ابن بهنور أبو بكر البيضاوي يلقّب بلبل الصوفي، كان من أصحاب أبي الأزهر بن حيّان، قدم أصبهان وسمع من أبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن مردويه، روى عن محمد بن أحمد بن أبي المنى البروجردي وغيره، وكان رحل إلى العراق والشام، ومات بشيراز وحمل إلى البيضاء في سنة 455.
والبيضاء أيضا: كورة بالمغرب. والبيضاء: عقبة في جبل المناقب، وقد ذكر المناقب في موضعه.
والبيضاء: ثنية التنعيم بمكة، لها ذكر في كتاب السيرة.
والبيضاء: ماء لبني سلول بالضّمرين، وهما جبلان.
والبيضاء: اسم لمدينة حلب لبياض تربتها. والبيضاء:
دار عمرها عبيد الله بن زياد ابن أبيه بالبصرة، ولما تمّ بناؤها أمر وكلاءه أن لا يمنعوا أحدا من دخولها وأن يتحفّظوا كلاما إن تكلم به أحد، فدخل فيها أعرابيّ وكان فيها تصاوير ثم قال: لا ينتفع بها صاحبها ولا يلبث فيها إلّا قليلا، فأتي به ابن زياد وأخبر بمقالته، فقال له: لم قلت هذا؟ قال: لأني رأيت فيها أسدا كالحا وكلبا نابحا وكبشا ناطحا، فكان الأمر كما قال، ولم يسكنها إلّا قليلا حتى أخرجه أهل البصرة إلى الشام ولم يعد إليها. وفي خبر آخر: أنه لما بنى البيضاء أمر أصحابه أن يستمعوا ما يقول الناس، فجاؤوه برجل فقيل له إن هذا قرأ وهو ينظر إليها:
أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون؟ فقال له: ما دعاك إلى هذا؟ فقال: آية من كتاب الله عرضت لي، فقال: والله لأعملنّ بك بالآية الثالثة: وإذا بطشتم بطشتم جبارين، ثم أمر فبني عليه ركن من أركان القصر. والبيضاء أيضا:
عين ماء قريبة من بومارية بين الموصل وتلّ يعفر.
والبيضاء أيضا: بيضاء البصرة، وهو المخيّس، قال جحدر المحرزي اللّصّ وهو حبس بها:
أقول للصّحب في البيضاء: دونكم ... محلّة سوّدت بيضاء أقطاري
مأوى الفتوّة للأنذال، مذ خلقت، ... عند الكرام محلّ الذّلّ والعار
كأنّ ساكنها من قعرها أبدا، ... لدى الخروج، كمنتاش من النار
والبيضاء: اسم لأربع قرى بمصر، الأولى من كورة الشرقية. والبيضاء ويقال لها منية الحرون قرب المحلّة من كورة جزيرة قوسنيّا. والبيضاء: قرية من كورة حوف رمسيس بين مصر والإسكندرية في غربيّ النيل. والبيضاء أيضا: قرية من ضواحي الإسكندرية. والبيضاء أيضا: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب، قال البحتري يمدح ابن كنداجيق الخزري:
إن يرم إسحاق بن كنداجيق في ... أرض، فكلّ الصيد في جوف الفرا
قد ألبس التاج المعاور لبسه ... في الحالتين، مملّكا ومؤمّرا
لم تنكر الخزرات إلف ذؤابة ... يحتلّ في الخزر الذوائب والذّرى
شرف تزيّد بالعراق إلى الذي ... عهدوه بالبيضاء، أو ببلنجرا
ويروى عهدوه في خمليخ. والبيضاء: ماء لبني عقيل ثم لبني معاوية بن عقيل، وهو المنتفق، ومعهم فيها عامر بن عقيل، قال حاجب بن ذبيان المازني يرثي أخاه معاوية بالبيضاء فقال:
تطاول بالبيضاء ليلي، فلم أنم، ... وقد نام قسّاها وصاح دجاجها
معاوي، كم من حاجة قد تركتها ... سلوبا، وقد كانت قريبا نتاجها!
السلوب في النوق: التي ألقت ولدها لغير تمام.
والبيضاء أيضا: أرض ذات نخل ومياه دون ثاج والبحرين. والبيضاء أيضا: قريّات بالرملة في القطيف فيها نخل. والبيضاء: موضع بقرب حمى
الرّبذة، قال بعضهم:
لقد مات، بالبيضاء من جانب الحمى، ... فتى كان زينا للمواكب والشّرب
تظلّ بنات العمّ والخال عنده ... صوادي، لا يروين بالبارد العذب
يهلن عليه بالأكفّ من الثرى، ... وما من قلى يحثى عليه من التّرب

خُسافُ

خُسافُ:
بضم أوله، وتخفيف ثانيه، وآخره فاء، قال العمراني: مفازة بين الحجاز والشام، قلت أنا:
والصواب أنها برية بين بالس وحلب، مشهورة عند أهل حلب وبالس، وكان بها قرى وأثر عمارة، وهي تمتد خمسة عشر ميلا، قال الأعشى:
من ديار بالهضب هضب القليب ... فاض ماء الشئون فيض الغروب
أخلفتني به قتيلة ميعا ... دي وكانت للوعد غير كذوب
ظبية من ظباء بطن خساف ... أمّ طفل بالجوّ غير ربيب
كنت أوصيتها بألّا تطيعي ... في قول الوشاة والتخبيب

حجن

ح ج ن : الْمِحْجَنُ وِزَانُ مِقْوَدٍ خَشَبَةٌ فِي طَرَفِهَا اعْوِجَاجٌ مِثْلُ: الصَّوْلَجَانِ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ كُلُّ عُودٍ مَعْطُوفِ الرَّأْسِ فَهُوَ مِحْجَنٌ وَالْجَمْعُ الْمَحَاجِنُ وَالْحَجُونُ وِزَانُ رَسُولٍ جَبَلٌ مُشْرِفٌ بِمَكَّةَ. 
حجن: حِجاً: عقل. وجمع في معجم فوك على أَحْجِيَة.
(ح ج ن) : (الْمِحْجَنُ) عُودٌ مُعْوَجُّ الرَّأْسِ كَالصَّوْلَجَانِ.

حجن


حَجَنَ(n. ac. حَجْن)
a. Bent, made crooked.
b. Hooked.

حَجِنَ(n. ac. حَجَن)
a. ['Ala
or
Bi], Was tenacious of, sparing with stuck to.
أَحْجَنُ
(pl.
حُجْن)
a. Hooked, crooked, curved.

مِحْجَن
مِحْجَنَة
(pl.
مَحَاْجِنُ)
a. Hooked stick, crook.
ح ج ن: (الْمِحْجَنُ) كَالصَّوْلَجَانِ وَ (حَجَنْتُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (احْتَجَنْتُهُ) إِذَا جَذَبْتَهُ بِالْمِحْجَنِ إِلَى نَفْسِكَ. وَ (الْحَجُونُ) بِفَتْحِ الْحَاءِ جَبَلٌ بِمَكَّةَ، وَهِيَ مَقْبُرَةٌ. 
(حجن)
الْعود حجنا لواه وَالشَّيْء جذبه بالمحجن وَالدَّابَّة غمزها بالمحجن وَفُلَانًا عَن الشَّيْء صده وَصَرفه

(حجن) حجنا وحجنة التوى واعوج يُقَال حجن أَنفه مَالَتْ أرنبته نَحْو الْفَم وحجنت أُذُنه مَال طرفها الْأَعْلَى إِلَى أَسْفَل وَالشعر تجعدت أَطْرَافه وتلوى وبالدار أَقَامَ وَعَلِيهِ وَبِه ضن فَهُوَ حجن وأحجن وَهِي حجنة وحجناء
[حجن] نه فيه: ليستلم الركن "بمحجنه" هو عصا معقفة الرأس كالصولجان. ط: هو بكسر ميم. نه ومنه ح: كان يسرق الحاج "بمحجنه" وجمعه محاجن. وح القيامة: وجعلت "المحاجن" تمسك رجالاً. وح: توضع الرحم يوم القيامة لها "حجنة كحجنة" المغزل، أي صنارته وهي المعوجة التي في رأسه. وفيه: ما أقطعك العقيق "لتحتجنه" أي تتملكه دون الناس، الاحتجان جمع الشيء وضمه إليك. وفيه: أنه كان على "الحجون" كثيباً، هو بفتح حاء جبل مشرف مما يلي شعب الجزارين بمكة، وقيل: موضع بها فيه اعوجاج. وفي صفة مكة: "احجن" ثمامها، أي بدا ورقه.
[حجن] الحجَنُ بالتحريك: الاعوجاج. وصَقْرٌ أَحْجَنُ المخالب: معوجّها. والمِحْجَنُ كالصولجان. وحجنت الشئ واحتجنته، إذا جذبته بالمِحْجِنِ إلى نفسك. ومنه قول قيس بن عاصم في وصيته: " عليكم بالمال واحتجانه "، وهو ضمكه إلى نفسك وإمساكُك إياه. وحُجْنَةُ المِغْزل بالضم، هي المُنْعَقِفَةُ في رأسه. أبو عبيد: أحجن الثمام، إذا خرجت حجنته، وهى خوصه. والحجون، بفتح الحاء: جبل بمكة، وهى مقبرة. قال الشاعر الجرهمى: كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس ولم يسمر بمكة سامر ويقال أيضا: غزوة حجون، أي بعيدة. وسرنا عُقْبَةً حَجوناً، وهى البعيدة الطويلة.
ح ج ن

عود أحجن، وعصا حجناء بينة الحجن. قال يصف قوساً:

وفي شمالي قضبة من تألب ... في سيتيها حجن كالعقرب

وله حجنة كحجنة المغزل وهي عقافته والطرف المعوج بعينه، وأما الحجن فالعوج، وعصاً محجنة. وجذبه بالمحجن وهو الصولجان. واحتجنت الشيء: اجتذبته بالمحجن.

ومن المجاز: إحتجن فلان مالي. وحجنته عن كذا: صرفته. وفلان يغزو الغزوة الحجون وهي المورّى عنها بغيرها، يظهر أنه يغزو جهة، ثم يخالف عنها إلى أخرى. وفلان محجن مال: حسن القيام بالإبل ضام لقواصيها المنتشرة. قال:

محجن مال أينما تصفا

وفي وصية قيس بن عاصم: عليكم بالال واحتجانه أي استصلاحه. وشعر أحجن: جعودته في أطرافه، وفي ذؤابته حجنة.
(حجن) - في الحَدِيثِ: "أَنَّه كان يَسْتَلِم الرُّكنَ بمِحْجَنهِ".
المِحْجُن: عَصاً مُعقَّفةُ الرَّأسِ كالصَّوْلَجان، وأَصلُ الحَجْن: الاعْوِجَاج، والفِعل بِهَذِه العَصَا الاحْتِجان.
ومنه: الذي كان يَسْرِق الحَاجَّ بمِحْجَنِه -: أي يَحْتَجِن أَمتِعَتَهم بها - فإذا فُطِن به قال: تَعلَّق بِمِحْجَني".
- في الحَديثِ: "أَنه كان على الحَجُونِ كَئِيباً".
قال ابنُ عائِشَة: مَوضِعٌ بمَكَّة فيه اعوِجاجٌ.
وقال غَيرُه: هو الجَبَل المُشرِف بحِذاءِ المَسْجِد الذي يَلي شِعْب الجَزَّارِين، ما بَيْن الحَوضَين الَّلذَين في حائِط عَوْف، وبُيوت ابنِ الصَّيْقَل. وقيل: سُمِّي به، لأَنَّ الطريقَ انْحَجَن منه إلى مِنًى: أي اعْوَجَّ.
حجن خرش وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي بكر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه أَفَاضَ من جَمْع وَهُوَ يَخْرِش بعيرَه بمِحْجَنه. قَالَ الْأَصْمَعِي: المحجن الْعَصَا المُعْوَجَّة الرَّأْس وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع أَنه طَاف على بعير يسْتَلم الْأَركان بِمِحْجَنِهِ. وَقد يكون المحجن الصولجان. قَالَ الْأَصْمَعِي: والخَرْش أَن يضْربهُ بالمحجن ثمَّ يجتذبه إِلَيْهِ يُرِيد بذلك تحريكه للإِسراع فِي السّير وَهُوَ شَبيه بالخَدْش قَالَ أَبُو عبيد: وأنشدنا: [الرجز]

إنّ الجِراء تخترشْ ... فِي بطن أمّ الهمَّرِشْ

يَعْنِي أَنَّهَا تخدش وَهِي فِي بطن أمهَا يُرِيد جراء الكلبة وَقَوله: تخترش إِنَّمَا هُوَ تفتعل من الخرش. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه أسْرع السّير فِي إفاضته من جَمْع.
حجن
الحَجَنُ: اعْوِجاجُ الشَّيْءِ الأحْجَنِ حتّى المِنْقارِ والأُنُوْفِ والشَّعَرِ التي جُعُودَتُه في أطرَافِه. وفَرَسٌ حَجْناءُ. والمِحْجَنُ: عَصاً في طَرَفِها عُقّافَةٌ. والفِعْلُ منها: الاحْتِجَانُ. ويُقال للرَّجُلِ إِذا اخْتَصَّ شَيْئاً دون أصحابه: احْتَجَنَهُ لِنَفْسِه. وحَجَنْتُه عنه: صَدَدْتَه. واحْتَجَنْتُ عليه حُجْنَةً: أي حَجَرْتَ عليه. والغَزْوَةُ الحَجُوْنُ: التي يُظْهِرُ غيرَها ثمَّ يُخَالِفُ إلى ذلك المَوْضِعِ. وقيل: هي البَعِيْدَةُ. وفلانٌ مِحْجَنُ مالٍ: أي حَسَنُ القِيَامِ عليه. واحْتِجانُ المالِ: إصْلاحُه. والحَجُوْنُ: الكَسْلاَنُ. والحَجَنُ في الدّابَّةِ: الإقْعادُ، وهو عَيْبٌ في الرِّجْلِ. وتَيْسٌ أحْجَنُ: أشْعَرُ السّاقِ. وأحْجَنَ الثُّمَامُ: إِذا خَرَجَتْ حُجْنَتُه وهي أمَاصِيخُه. والمُحْجَنُ من الزَّرْعِ: حيثُ انْحنى بين السُّنْبُلِ والسّاقِ. والحُجَنُ: قُضْبَانُ الكَرْمَةِ التي فيها العِنَبُ. والتَّحْجِيْنُ: سِمَةٌ مُعْوَجَّةٌ. والحَجُوْنُ: مَوْضِعٌ بمَكَّةَ، سُمِّيَتْ بذلك لأنَّ الطَّريقَ انْحَجَنَ منه إلى مِنى. وحَيْجُوْنُ وحَيْجَانُ: نَهرانِ بالشّام.
حجن
حجَنَ يَحجِن، حَجْنًا، فهو حاجِن، والمفعول مَحْجون
• حجَن العودَ: لواه. 

احتجنَ يحتجن، احْتِجانًا، فهو مُحْتَجِن، والمفعول مُحْتَجَن
• احتجن مالَ غيره: اقتطعه وسلبه بالمِحْجَن، وهو أداة معوجَّة الرَّأس تُجذب بها الأشياء كالخُطَّاف. 

حَجْن [مفرد]: مصدر حجَنَ. 

حَجْنَة [جمع]: جج حَجَنات وحَجْنات: (نت) غاب، عُشب مُعَمَّر، من الفصيلة النجيليّة، ينمو على الشَّواطئ والجسور وهو أشبه بالقصب. 

مِحْجَن [مفرد]: ج مَحاجِنُ: اسم آلة من حجَنَ: عَقّافة، كلّ شيء مُعْوجّ الرَّأس كالصَّولجان ° فلانٌ مِحْجَنُ مالٍ:
 يصلحه ويحسن القيام عليه.
• مِحْجَن الطَّائر: منقاره. 

مِحْجَنَة [مفرد]: ج مَحاجِنُ: مِحْجَن، كلّ شيء مُعْوجَّ الرَّأس كالصَّولجان. 
الْحَاء وَالْجِيم وَالنُّون

حَجَنَ الْعود يَحْجِنُهُ حَجْنا، وحَجَّنَه: عطفه. والحَجَنُ والحُجْنَةُ والتحَجُّنُ: اعوجاج الشَّيْء. والمْحجَنُ والمحْجَنةُ، الْعَصَا المعوجَّة. وكل مَعْطُوف معوجٍّ، كَذَلِك. قَالَ ابْن مقبل:

قد صَرَّحَ السَّيُر عَن كُتمانَ وابتُذِلَتْ ... وقْعُ المحَاجِنِ بالمهْرِيَّةِ الذُّقُنِ

أَرَادَ: وابتذلت المحاجنُ. وأنَّث الوقع لِإِضَافَتِهِ إِلَى المحاجِنِ.

وَفُلَان لَا يرْكض المِحْجَنَ، أَي لَا غناء عِنْده وأصل ذَلِك أَن يدْخل محْجَنٌ بَين رجْلي الْبَعِير، فَإِن كَانَ الْبَعِير بليدا لم يرْكض ذَلِك المحَجَنَ، وَإِن كَانَ ذكيا ركض المحْجَنَ وَمضى. والاحتِجانُ، الْفِعْل بالمْحجَنِ.

ومِحْجَنُ الطَّائِر منقاره لاعوجاجه.

والتحجِينُ سمة معوجة، اسْم كالتنبيت والتمتين.

وَأذن حَجْناءُ، مائلة أحد الطَّرفَيْنِ من قبل الْجَبْهَة سفلا، وَقيل: هِيَ الَّتِي أقبل أَطْرَاف إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى قبل الْجَبْهَة، وكل ذَلِك مَعَ اعوجاج.

وَشعر حَجِنٌ وأحْجَنُ، متسلسل مسترسل رجل فِي أَطْرَافه شَيْء من جعودة. وَقيل معقف. متداخل بعضه فِي بعض.

وأنف أحْجَنُ، مقبل الروثة نَحْو الْفَم. والحُجْنَةُ، مَوضِع الاعوجاج.

الحُجْنَةُ، مَا اختزنت من شَيْء واختصصت بِهِ نَفسك. واحتَجنَ الشَّيْء: احتوى عَلَيْهِ. واحتَجَن عَلَيْهِ، حَجَّرَ. وحجِن عَلَيْهِ حَجَنا ضن. وحَجنَ بِهِ حَجنا، كحَجِنَ، وَهُوَ نَحْو الأول.

وحَجِنَ بِالدَّار، أَقَامَ.

وحُجْنَةُ الثمام وحَجَنَتُه، خوصته. وأحْجَنَ، خَرَجَتْ حَجَنَتُه. وَفِي حَدِيث " أصيل " حِين قدم من مَكَّة فَسَأَلَهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا فَقَالَ: تركتهَا قد أحْجَنَ ثمامها وأعذق إذخرها وأمشر سلمهَا. فَقَالَ: يَا أصيل، دع الْقُلُوب تقر.

والحَجَنُ قصد تنْبت فِي أَعْرَاض عيدَان الثمام والضعة.

والحَجَنُ، القضبان الْقصار الَّتِي فِيهَا الْعِنَب، واحدتها حَجَنَةٌ.

وَإنَّهُ لمِحْجَنُ مَال، يصلح المَال على يَدَيْهِ وَيحسن رَعيته، قَالَ:

قد عنَّت الجلْعَدُ شَيخا أعجَفا

مِحْجَنَ مالٍ أَيْنَمَا تَصَرَّفا

وحجَنَه عَن الشَّيْء، صدَّه، قَالَ:

ولابُدَّ للمشْغُوفِ من تَبَع الهوَى ... إِذا لم يزَعْه من هوَى النفسِ حاجِنُ

والغَزْوَة الحَجُونُ، الَّتِي تظهر غَيرهَا ثمَّ تخَالف إِلَى غير ذَلِك الْموضع، وَيُقَال: هِيَ الْبَعِيدَة، قَالَ الْأَعْشَى:

ولابُدَّ منْ غَزْوَةٍ فِي الرَّبيعِ ... حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورَا

والحَجُونُ، مَوضِع بِمَكَّة نَاحيَة من الْبَيْت، قَالَ الْأَعْشَى:

فَمَا أنتَ من أهْلِ الحَجونِ وَلَا الصَّفا ... وَلَا لكَ حَقُّ الشرْبِ من ماءِ زمزَمِ

والحَوْجَنُ، بالنُّون، الْورْد الْأَحْمَر عَن كرَاع.

وَقد سموا: حَجْنا، وحُجَيْنا، وحجْنَاء، وأحْجَنَ، وَهُوَ أَبُو بطن مِنْهُم، ومحْجَنا، وَهُوَ مِحْجَنُ بن عُطَارِد الْعَنْبَري شَاعِر الْمَعْرُوف.
باب الحاء والجيم والنون معهما ح ج ن، ن ج ح، ج ح ن، ج ن ح مستعملات

حَجَنَ: المِحْجَنة والمِحْجَن : عصا في طرفها عقافة. واحتجن الرجل: إذا اختصَّ بشيءٍ لنفسه دونَ أصحابه. والاحتجان أيضاً بالمِحْجَن. حَجَنته عنه: أي صَدَدْتُه، قال:

ولا بُدَّ للمشَعُوف من تَبَع الهَوَى ... إذا لم يَزَعْه من هَوَى النفس حاجنُ

وغَزوةٌ حَجون: وهي التي تظهر غيرها ثمَّ تخالف إلى غير ذلك الموضع، [ويُقْصَدُ إليها] . يقال: غَزاهم غَزوةً حَجوناً، ويقال: هي البعيدة، قال الأعشى:

فتلك إذا الحَجونُ ثَنَى عليها ... عِطافَ الهَمِّ واختَلَطَ المَريدُ

والحَجون: مَوضع بمكّة قال:

فما أنتَ من أهل الحَجون ولا الصَفا

والحُجْنة: مَوضع أصابَه اعوِجاجٌ. والحَجَنُ: اعوجاجُ الشيء الأحجن. والصقر وما يشبهه من الطَّير أحْجَن المِنقار. ومن الأُنُوف أحجَن وهو ما أقبَلْتْ رَوثَتُه نحوَ الفَم فاستَأْخَرَتْ ناشزتاه قُبْحاً. وتكون الحُجْنةُ من الشَّعر: الذي جُعُودتُه في أطرافه.

نجح: النُجْح والنَجاح: من الظَّفَر [بالحوائج] . نَجَحَتْ حاجتُك وأنجَحْتُها لك. وسِرْتُ سَيراً نُجحاً وناجحاً ونجيحاً: أي وشيكاً، قال:

يَشُلُّهُنَّ قَرَباً نجيحا  يصف قرباً على طريق المصدر. ورأيٌ نَجيحٌ: صَوابٌ. وتناجحت أحلامه: إذ تَتابَعَت عليه رؤيا صِدقٍ. ونَجَحَ أمره: سَهُل ويَسَر.

جحن: جَيْحُونُ وجَيْحانُ: اسم نهر بالشام . والجحن: السيىء الغِذاء، قال الشّماخ يذكُر ناقةً:

وقد عَرِقَتْ مَغاِبنُها وجادَتْ ... بدرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتينِ

أي قليلُ الطُّعْم.

جنح: جَنَحَ الطائرُ جُنُوحاً: أي كَسَرَ من جَناحَيْه ثم أقبل كالواقع اللاجىء إلى موضع. والرجُلُ يَجْنَحُ: إذا أقبَلَ على الشَيءِ يعَملُه بَيدَيْه وقد حَنَى إليه صدرهَ، قال:

جُنُوحَ الهالكي على يديه ... مكبا يَجْتَلي نُقَبَ النِصال

وقال في جُنوح الطائر:

تَرَى الطَّيْرَ العتاق يَطَلْنَ منه ... جنوحا....  ...... والسَفينةُ تجنَحُ جُنوحاً: إذا انتَهَتْ إلى الماءِ القليل فَلزِقَتْ بالأرض فلم تَمْض. واجتَنَحَ الرجُلُ على رِجْله في مَقْعَده: إذا انكَبَّ على يديه كالمتكىء على يَدٍ واحدة. وجَنَحَ الظَلامُ جُنُوحاً: إذا أقبَلَ الليل، والاسم: الجنح والجُنْح، لغتان، يقال: كأنُّه جنح اللَّيْل يُشَبَّهُ به العَسْكَرُ الجَرّار. وجَناحا الطائر: يداه. ويَدا الإنسان: جناحاه. وجَناحا العَسْكَر: جانِباه. وجَناحا الوادي: أنْ يكونَ له مَجْرى عن يَمينه وعن شمَالِه. وجَنَحَت الناقةُ: إذا كانَتْ باركةً فمالَتْ عن أحَدِ شِقَّيْها. وجَنَحَتِ الإبِل في السَّيْر: أسرَعَتْ، قال:

والعيِسُ المَراسيلُ جُنَّحُ

وناقةٌ مُجَنَّحُة الجَنْبَيْن: أي واسعتها. وجَنَحْتُه عن وجهه جنحاً فاجتَنَحَ: أي أمَلْتُه فمالَ. واجْنَحْتُه فجَنَحَ: أمَلْتُه فمال، قال:

فإن تَنْأ لَيْلَى بعدَ قُرْبٍ ويَنْفَتِلْ ... بها مُجْنَحُ الأَيّام أو مُستقيمُها

وجَوانِح الصدر: الأضلاع المتصلة رءوسها في وَسَط الزَّوْر، الواحدةُ جانحة.

حنج: يقال: حَنَجْتُه فاحتَنَجَ: أي أمَلْتُه فمالَ، وأحْنَجْتُه، لغة، قال العجاج:

فَتُحْمِلِ الأرواحَ حاجاً مُحْنَجاً ... إليَّ أعرِفْ وَجْهَها المُلَجْلَجا

يَعني حاجةً ليسَتْ بواضحةٍ على وجهها ولكنَّها مُمالةُ المَعْنَى. والحَنْج: إمالة الشَيءِ عن وجهه. والمِحْنجة: شَيءٌ من الأدَوات. 

حجن

1 حَجَنَهُ, aor. ـِ (K, TA, [in the CK حَجُنَ,]) inf. n. حَجْنٌ, (TA,) He bent it, or made it crooked [or hooked]; namely, a stick, or branch, or slender piece of wood; as also ↓ حجّنهُ, (K,) inf. n. تَحْجِينٌ. (TA.) b2: (assumed tropical:) He marked him (i. e. a camel) with the brand of the مَحْجَن, which is a line with a crooked, or hooked, end, like the stick called مِحْجَن; inf. n. as above. (TA.) b3: He drew it, or pulled it, [or hooked it,] (S, K,) towards himself (S) with the مِحْجَن; as also ↓ احتجنهُ. (S, K.) b4: (tropical:) He turned him away (K, TA) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (TA.) A2: حَجِنَ عَلَيْهِ and بِهِ, aor. ـَ (K,) inf. n. حَجَنٌ, (TA,) He was, or became, avaricious, tenacious, or niggardly, of it; (K;) like حَجِئَ بِهِ. (TA.) b2: حَجِنَ بِالدَّارِ He remained, stayed, dwelt, or abode, in the house. (K.) 2 حَجَّنَ see 1.4 احجن, said of the ثُمَام [or panic grass], It put forth its خُوص; (A 'Obeyd, S, K; * [in the K its خُوصَة;]) [i. e.] its leaves appeared. (TA.) 5 تحجّن It was, or became, crooked, [or hooked,] or curved: (T, K:) said of a thing that is termed أَحْجَنُ. (T.) 8 إِحْتَجَنَ see 1. b2: [Hence,] احتجن المَالَ (tropical:) He drew the property, or camels &c., together (S, K, TA) to himself, (S, TA,) and took, or took possession of, it, or them. (S, K, TA.) And احتجنهُ (tropical:) He took possession of it (i. e. a portion of land), exclusively of others. (TA from a trad.) and احتجنهُ لِنَفْسِهِ دُونَ أَصْحَابِهِ (tropical:) He appropriated it (a thing) to himself, exclusively of his companions. (T, TA.) And احتجن مَالَ غَيْرِهِ (assumed tropical:) He took away, and stole, the property of another. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) He put the property, or camels &c., into a good, or right, state, and drew together what had become scattered thereof. (TA.) b4: and احتجن عَلَيْهِ (assumed tropical:) He straitened him. (TA.) حَجَنٌ Crookedness, [or hookedness,] or curvature; (S, K;) as also ↓ حُجْنَةٌ. (K.) b2: See also حُجْنَةٌ.

حَجِنٌ: see أَحْجَنُ.

حُجْنَةٌ: see حَجَنٌ. b2: Also Crispness [or recurvation] in the extremities of hair. (T, TA. [See أَحْجَنُ.]) b3: A place of crookedness or curvature (ISd, TA) of a staff or stick. (TA.) b4: The hook in the head of a spindle, (S, * K, * TA,) with which the thread is caught preparatively to the twisting thereof. (TA.) b5: The خُوصَة, (K,) or خُوص, (S,) [i. e.] the leaves [or blades], (TA,) of ثُمَام [or panic grass]; (S, K, TA;) as also ↓ حَجَنَةٌ. (K.) And ↓ حَجَنٌ [of which ↓ حَجَنَةٌ is the n. un., if not a mistranscription of حُجَنٌ,] Tender, or soft, shoots, that grow upon the sides of the stalks of the ثُمَام and the ضَعَة [which is said to be a species of ثُمَام]. (TA.) And حُجَنٌ, pl. of حُجْنَةٌ, The fruit-stalks of grapes. (TA.) A2: Also A thing, or portion of a thing, that one has drawn and appropriated to oneself. (TA.) حَجَنَةٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

حَجُونٌ Sluggish, lazy, or indolent: (K:) from حَجِنَ بِالدَّارِ [q. v.]. (TA.) b2: غَزْوَةٌ حَجُونٌ (tropical:) A hostile, or hostile and plundering, expediton, in which the party feigns to be going in one direction, and then turns to another: (A, K, * TA:) or farextending. (S, K.) And سِرْنَا عُقْبَةً حَجُونًا (tropical:) We journeyed a long stage. (S, TA.) أَحْجَنُ Crooked, [hooked,] or curved: fem.

حَجْنَآءُ: pl. حُجْنٌ. (Ham p. 403.) You say, الصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقَارِ The hawk is crooked [or hooked] in the bill. (TA.) And صَقْرٌ أَحْجَنُ المَخَالِبِ A hawk having crooked [or hooked] talons. (S, TA.) And أَنْفٌ أَحْجَنُ [A hooked nose,] a nose having the tip approaching the mouth, and, Az adds, having its نَاشِرَتَانِ [or two alæ] receding in an ugly manner. (TA.) and أُذُنٌ حَجْنَآءُ An ear having one [app. the upper] of its two extremities turning towards the forehead, downwards: or having its edges turning towards the other ear, in the direction of the forehead: (M, K:) in either case, curving. (M, TA.) And شَعَرٌ أَحْجَنُ (tropical:) Hair that is crisp, or curly, in its extremities: or, accord. to Az, wavy hair: (T:) or hair that is recurvate at its extremities (مُعَقَّفٌ), and intermingling: (M:) or hair forming a succession of rimples (مُتَسَلْسِلٌ), pendulous, wavy, and crisp, or curling, in the extremities; as also ↓ حَجِنٌ. (K.) تَحْجِينٌ (assumed tropical:) A crooked, [or hooked,] or curved, brand, or mark made with a hot iron [upon a camel]: (K:) [originally inf. n. of 2; but in this sense,] a subst., properly speaking, like تَنْبِيتٌ and تَمْتِينٌ. (TA. [See also مِحْجَنٌ.]) مِحْجَنٌ A crooked, [or hooked,] or curved, staff or stick; as also ↓ مِحْجَنَةٌ: (K:) or a stick, (IAth, Mgh, Ham p. 403,) or staff, (IAth, Ham,) or piece of wood, (Msb,) with a crooked, or hooked, head, (IAth, Mgh,) or crooked at the end, (Msb;) like the صَوْلَجَان: (S, Mgh, Msb, Ham:) one draws towards him with it the extremities [of the branches] of trees, and the like: (Ham ubi suprà:) or a stick with a crooked, or curved, end, being naturally so on the tree on which it has grown; distinguished from a صولجان, the end of which is crooked, or curved, artificially: (T:) or, accord. to Az, any stick with a curved head: (Msb:) or it signifies also anything bent, or crooked: (K:) pl. مَحَاجِنُ. (Msb, TA.) The appellation صَاحِبُ المِحْجَنِ [The owner of the crooked stick or staff] was given to a certain man who, in the Time of Ignorance, used to sit in the highway, and take with his محجن one thing after another, of the goods of the passers-by; and if any one were cognizant of his doing, he excused himself, saying that the thing had caught to his محجن. (TA.) You say, فُلَانٌ لَا يَرْكُضُ المِحْجَنَ [lit. Such a one will not kick the crooked stick or staff], meaning (assumed tropical:) such a one is of no use, or stands one in no stead: the saying originating from the fact that a محجن is put between the hind legs of the camel, and if he be inert, or wanting in vigour, he will not kick it; but if he be sharp in spirit, he will kick it and go on. (TA.) And you say, إِنَّهُ لَمِحْجَنُ مَالٍ, meaning (assumed tropical:) Verily he is one who puts the cattle into a good state, and pastures and manages them well. (TA.) Also (assumed tropical:) A brand, or mark made with a hot iron, upon a camel, in the form of a line with a crooked, or hooked, end, like the stick so called. (TA. [See also تَحْجِينٌ.]) b2: And The [hooked] bill of a bird; because of its crookedness. (TA.) مِحْجَنَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَحْجُونٌ A camel marked with the brand termed مِحْجَن (TA.)

حجن: حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه حَجْناً وحَجَّنَه: عطَفَه. والحَجَنُ

والحُجْنةُ والتحَجُّن: اعْوجاج الشيء، وفي التهذيب: اعوِجاجُ الشيء

الأَحْجَنِ. والمِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ: العَصَا المُعْوَجَّةُ. الجوهري:

المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ. وفي الحديث: أَنه كان يَسْتَلِم الرُّكْنَ

بمِحْجَنَهِ؛ المِحْجَنُ: عَصاً مُعَقَّفة الرأْس كالصَّوْلجان، قال: والميم

زائدة، وكلُّ معطوف مُعْوجّ كذلك؛ قال ابن مقبل:

قد صَرَّح السَّيْرُ عن كُتْمانَ، وابتُذِلَت

وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ.

أَراد: وابتُذِلَت المَحَاجِنُ، وأَنَّثَ الوَقْعَ لإضافته إلى

المَحاجِن. وفلانٌ لا يَرْكُضُ المِحْجَن أَي لا غَنَاءَ عنده، وأَصل ذلك أَن

يُدْخَلَ مِحْجَن بين رِجْلَي البعير، فإنْ كان البعيرُ بَليداً لم يَرْكُض

ذلك المِحْجَنَ، وإن كان ذَكِيّاً رَكَض المِحْجَن ومضَى. والاحْتِجانُ:

الفعلُ بالمِحْجَن. والصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ. وصقرٌ أَحْجَنُ

المَخالِب: مُعَوَجُّها. ومِحْجَنُ الطائِرِ: مِنْقَارُه لاعْوِجاجِهِ.

والتَّحْجِينُ: سِمةٌ مُعْوَجَّة، اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتين. ويقال:

حَجَنْت البعيرَ فأَنا أَحْجِنُه، وهو بَعِيرٌ مَحْجون إذا وُسِمَ بِسِمَة

المِحْجَن، وهو خَطٌّ في طرَفِهِ عَقْفة مثل مِحْجَنِ العصا. وأُذُنٌ

حجناء: ماثلةُ أَحد الطرَفين من قِبَل الجبهة سُفْلاً، وقيل: هي التي أَقْبَل

أَطراف إحداهما على الأُخرى قِبَل الجَبْهة، وكلُّ ذلك مع اعْوِجاج.

الأَزهري: الحُجْنةُ مصدرٌ كالحَجَن، وهو الشعرُ الذي جُعودته في أَطرافه.

قال ابن سيده: وشعر حَجِنٌ وأَحْجَنُ مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ،

في أَطْرافه شيءٌ من جُعودةٍ وتكسُّرٍ. وقيل: مُعَقّف متداخلٌ بعضه في

بعض. قال أَبو زيد: الأَحْجَنُ الشعَرُ الرَّجِلُ. والحُجْنةُ: الرَّجَلُ.

والسَّبِطُ: الذي ليست فيه حُجْنة. قال الأَزهري: ومن الأُنوف أَحْجَنُ.

وأَنْف أَحْجَنُ: مُقْبِل الرَّوْثةِ نحوَ الفمِ، زاد الأَزهري:

واستأْخرت ناشِزتاه قُبْحاً. والحُجْنةُ: موضع أَصابه اعْوِجاجٌ من العصا.

والمِحْجَن: عصاً في طرَفها عُقَّافة، والفعل بها الاحْتِجان. ابن سيده:

الحُجْنةُ موضعُ الاعْوِجاج. وحُجْنةُ المِغْزَل، بالضم: هي المُنْعَقِفةُ في

رأْسه. وفي الحديث: توضَع الرحِمُ يومَ القيامة لها حُجْنةٌ كحُجْنةِ

المِغْزَل أَي صِنّارتِه المُعْوَجَّة في رأْسه التي يُعَلَّق بها الخيطُ

يفتل للغَزْل، وكلُّ مُتَعَقِّفٍ أَحْجَنُ. والحُجْنةُ: ما اختَزَنْتَ من

شيء واخْتَصَصْتَ به نفسك؛ الأَزهري: ومن ذلك يقال للرجل إذا اختصَّ بشيء

لنفسه قد احْتَجَنه لنفسه دون أَصحابه. والاحْتِجانُ: جمعُ الشيء وضمُّه

إليك، وهو افْتِعال من المِحْجَن. وفي الحديث: ما أَقْطَعَك العَقيقَ

لتَحْتَجنَه أَي تتملَّكه دون الناس. واحْتَجَن الشيءَ: احْتَوَى عليه. وفي

حديث ابن ذي يَزَن: واحْتَجَنّاه دون غيرنا. واحْتَجَنَ عليه: حَجَر.

وحَجِنَ عليه حَجَناً: ضَنَّ. وحَجِنَ به: كحَجِيَ به، وهو نحو الأَول.

وحَجِنَ بالدار: أَقام. وحُجْنَةُ الثُّمامِ وحَجَنَتُه: خُوصتُه. وأَحْجَنَ

الثُّمامُ: خرجت حُجْنَتُه، وهي خوصه. وفي حديث أُصَيْل حين قَدِمَ من

مكة: فسأَله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: تركتُها قد أَحْجَنَ

ثُمامُها وأَعْذَقَ إذْ خِرُها وأَمْشَرَ سَلَمُها، فقال: يا أُصَيْل، دَعِ

القلوبَ تَقِرُّ، أَي بدا وَرَقُه

(* الضمير عائد إلى الثمان). والثُّمام

نبت معروف. والحَجَنُ: قَصَدٌ ينبُت في أَعراض عِيدان الثُّمام

والضِّعةِ. والحَجَنُ: القُضْبانُ القِصَارُ التي فيها العنب، واحدتُه حَجَنة.

وإنه لمِحْجَنُ مالٍ: يَصْلُح المالُ على يديه ويُحْسِن رِعْيَته والقيامَ

عليه؛ قال نافع بن لقيط الأَسدي:

قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَيْخاً أَعْجَفا،

مِحْجَنَ مالٍ أَينَمَا تَصَرَّفا.

واحْتِجانُ المالِ: إصْلاحُه وجَمْعُه وضَمُّ ما انتشر منه. واحْتِجانُ

مالِ غيرِك: اقتِطاعُه وسَرِقتُه. وصاحبُ المِحْجَن في الجاهلية: رجلٌ

كان معه محجَن، وكان يقْعُد في جادَّة الطريق فيأْخذ بمحْجنِه الشيء بعد

الشيء من أَثاث المارَّة، فإن عُثِرَ عليه اعْتَلَّ بأَنه تعلق بمحْجنه،

وقد ورد في الحديث: كان يَسْرِقُ الحاجَّ بمحْجَنِه. فإِذا فُطِنَ به قال

تعلَّق بمِحْجَني، والجمع مَحاجِنُ. وفي حديث القيامة: وجَعلَت المَحاجِنُ

تُمْسِكُ رجالاً. وحَجَنْت الشيءَ واحْتَجَنْتُه إذا جَذَبْتَه

بالمِحْجَنِ إلى نَفْسِك؛ ومنه قولُ قيس بن عاصم في وصيَّتِه: عليكم بالمال

واحْتِجانِه، وهو ضمُّكَه إلى نفْسِك وإِمساكُكَ إياه. وحَجَنَه عن الشيء:

صَدَّه وصَرَفه؛ قال:

ولا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوى،

إذا لم يَزَعْه من هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ

والغَزْوَةُ الحَجُونُ: التي تُظهر غيرها ثم تخالف إلى غير ذلك الموضع

ويُقْصَدُ إليها، ويقال: هي البعيدة قال الأَعشى:

ولا بُدَّ من غَزوةٍ، في الرَّبيع،

حَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكورا.

ويقال: سِرْنا عقَبةً حَجُوناً أَي بعيدةً طويلة. والحَجُونُ: موضعٌ

بمكة ناحية من البيت؛ قال الأَعشى:

فما أَنتَ من أَهل الحَجُونِ ولا الصَّفا،

ولا لك حَقُّ الشِّرْبِ في ماء زَمْزَم.

قال الجوهري: الحَجونُ، بفتح الحاء، جبلٌ بمكة وهي مَقْبُرة. وقال عمرو

بن الحرث بن مُضاض بن عمرو يتأَسَّف على البيت، وقيل هو للحرث الجُرْهمي:

كأَنْ لم يكن بين الحَجونِ إلى الصَّفا

أَنِيسٌ، ولم يَسْمُر بمكَّة سامِرُ

بَلى نحن كُنّا أَهلَها، فأَبادَنا

صُروفُ الليالي والجُدودُ العواثِرُ.

وفي الحديث: أَنه كان على الحَجُون كَئيباً. وقال ابن الأَثير:

الحَجُونُ الجبلُ المُشْرِف مما يَلي شِعْب الجَزَّارين بمكة، وقيل: هو موضع بمكة

فيه اعْوِجاج، قال: والــمشهور الأَوَّل، وهو بفتح الحاء. والحَوْجَنُ،

بالنون: الوَرْدُ الأَحمر؛ عن كراع. وقد سمَّوْا حَجْناً وحُجَيْناً

وحَجْناءَ وأَحْجَنَ، وهو أَبو بَطْنٍ منهم، ومِحْجَناً، وهو مِحْجَن بن

عُطارِد العَنْبَريّ شاعر معروف؛ وذكر ابن بري في هذه الترجمة ما صورته:

والحَجِنُ المرأَةُ القليلةُ الطَّعْم؛ قال الشمّاخ:

وقد عَرِقَتْ مَغابِنُها، وجادَتْ

بِدرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِ.

قال: والقَتِينُ مثل الحَجِين أَيضاً، أَراد بالحَجِن قُراداً، وجعل

عَرَق هذه الناقة قُوتاً له، وهذا البيت بعينه ذكره الأَزهري وابن سيده في

ترجمة جحن، بالجيم قبل الحاء، فإِما أَن يكون الشيخ ابن بري وجد له وجهاً

فنقله أَو وَهم فيه.

حجن
: (حَجَنَ العُودَ يَحْجِنُه) حَجْناً: (عَطَفَه، كحَجَّنَه) تَحْجِيناً.
(و) حَجَنَ (فُلاناً) عَن الشيءِ: (صَدَّه) عَنهُ (وصرَفَه) ، وَهُوَ مجازٌ؛ قالَ:
وَلَا بُدَّ للمَشْعُوفِ من تَبَعِ الهَوى إِذا لم يَزَعْه عَن هَوَى النَّفْسِ حاجِنُ (و) حَجَنَه حَجْناً: (جَذَبَه بالمِحْجَنِ) إِلى نفْسِه، (كاحْتَجَنَهُ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
(والحَجَنُ، محرَّكةً، والحُجْنَةُ، بالضَّمِّ، والتَّحَجُّنُ: الاِعْوِجاجُ) ؛) اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى.
وَفِي التَّهْذِيبِ: التَّحَجُّنُ: اعْوِجاجُ الشيءِ الأَحْجَنِ.
(و) المِحْجَنُ والمِحْجَنَةُ، (كمِنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ: العَصَا المُعْوَجَّةُ) .
(قالَ الجَوْهرِيُّ: المِحْجَنُ كالصَّوْلَجانِ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: عَصاً مُعَقَّفةُ الرأْسِ؛ وَمِنْه الحدِيْث: (كانَ يَسْتَلِم الحجَر بمِحْجَنِه) ؛ (وكلُّ مَعْطوفٍ مُعْوَجَ) كَذلِكَ؛ قالَ ابنُ مُقْبِل:
قد صَرَّحَ السَّيْرُ عَن كُتْمانَ وابتُذِلَتوَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْرِيَّةِ الذُّقُنِ (و) مِن المجازِ: (احْتَجَنَ المالَ) احْتِجاناً: إِذا (ضَمَّه) إِلى نفْسِه (واحْتَواهُ) ، وَمِنْه قوْلُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ فِي وصيَّتِه: عليكُم بالمالِ واحْتِجانِه.
قالَ الجَوْهرِيُّ: هُوَ ضَمُّكَهُ إِلى نفْسِك وإِمْساكُكَ إِيَّاه.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: يقالُ للرَّجُلِ إِذا اخْتَصَّ بشيءٍ لنفْسِه: قد احْتَجَنَه لنفْسِه دونَ أَصْحابِه.
وَفِي الحدِيْث: (مَا أَقْطَعَكَ العَقيقَ لتَحْجَنَه) ، أَي تَتَملَّكه دوْنَ الناسِ.
وَفِي حدِيْث ابنِ ذِي يَزَنَ: (واحْتَجَنَّاه دوْنَ غَيْرنا) .
(والتَّحْجِينُ: سِمَةٌ مُعْوَجَّةٌ) ؛) اسْمٌ كالتَّنْبيتِ والتَّمْتِينِ.
(والحَجْناءُ: فَرَسُ مُعاوِيَةَ البَكَّائِيّ.
(و) الحَجْناءُ (من الآذانِ: المائلَةُ أَحدِ الطَّرَفَيْنِ قِبَلَ الجَبْهَةِ سُفْلاً أَو الَّتِي أَقْبَلَ أَطْرافُ إِحْداهُما على الأُخْرَى قِبَلَ الجَبْهَةِ) ، وكلُّ ذلِكَ مَعَ اعْوِجاجٍ، كَمَا فِي المُحْكَمِ.
(وشَعَرٌ أَحْجَنُ و) حَجِنٌ، (ككَتِفٍ: مُتَسَلْسِلٌ مُسْتَرْسِلٌ رَجِلٌ جَعْدُ الأَطْرافِ) مُتَكَسِّرٌ.
وقيلَ: مُعَقَّفٌ مُتَداخِلٌ بَعْضه فِي بعضٍ؛ كَمَا فِي المُحْكَم وَهُوَ مجازٌ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُجْنَةُ مَصْدَرٌ كالحَجَنِ، وَهُوَ الشَّعَرُ الَّذِي جُعُودَتُهُ فِي أَطْرافِه.
وقالَ أَبو زيْدٍ: الأَحْجَنُ الشَّعَرُ الرَّجِلُ.
(وحَجِنَ عَلَيْهِ وَبِه، كفَرِحَ) ، حَجَناً: (ضَنَّ) كحجن بِهِ.
(و) حَجِنَ (بالدَّارِ: أَقامَ.
(وحُجْنَةُ الثُّمامِ، بالضَّمِّ ويُحَرَّكُ) ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأُوْلى: (خوصَتُه.
(وحُجْنَةُ المِغْزَلِ: النْعَقِّفَةُ الَّتِي فِي (رَأْسِهِ) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.
وقالَ ابنُ سِيَده: الحُجْنَصلى الله عَلَيْهِ وسلمنُ مَوْضِعُ الاِعْوِجاجِ وَفِي الحَدِيث: (يوضَعُ الرَّحِمُ يَوْم القيامةِ لَهَا حُجْنَصلى الله عَلَيْهِ وسلمنٌ كحُجْنَصلى الله عَلَيْهِ وسلمنِالمِغْزَلِ) أَي: صِنَّارتِه المُعْوَجَّةُ) فِي رأَسِه الَّتِي يُعَلَّق بهَا الخيْطُ ثمَّ يُفْتَل للغَزْلِ. (والحَجونُ: الكسلانُ) ؛) مِن حَجِنَ بالدَّارِ إِذا أَقامَ.
(و) أَيْضاً: (جَبَلٌ بمَعْلاةِ مكَّةَ) مُشْرِفٌ ممَّا يلِي شِعْب الخرَّازِيْن، فِيهِ اعْوِجاجٌ، عنْدَه مَقْبرَةٌ.
قالَ السَّهيليُّ: على فَرْسَخٍ وثلثين من مكَّةَ؛ قالَ الأَعْشَى:
فَمَا أَنتَ مِن أَهْلِ الحَجُونِ وَلَا الصَّفاولا لَك حَقُّ الشِّرْبِ فِي ماءِ زَمْزَموقالَ عَمْرُو بنُ مُضاض الجُرْهُميُّ يتَأَسَّفُ على البيْتِ:
كأَنْ لم يكنْ بَين الحَجونِ إِلى الصَّفاأَنِيسٌ وَلم يَسْمُر بمكَّة سامِرُوهو بفتْحِ الحاءِ.
قالَ شَيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وبعضُ المُتَشدِّقينَ يقولُه بضمِّ الحاءِ وَلَا أَصْل لَهُ.
(و) الحَجونُ: (ع آخَرُ) .
(قالَ محمدُ بنُ عَمْرٍ و: الحَجونُ جَبَلٌ آخَرُ غَيْر هَذَا؛ نَقَلَهُ نَصْر.
(و) مِن المجازِ: الحَجونُ (كلُّ غَزْوة يظهرُ غيرُها ثمَّ يُخالِفُ إِلى ذَلِك الموضِعِ) ، كَذَا فِي النسخِ، والصَّوابُ: إِلى غيرِ ذلِكَ الموضِعِ، ويُقْصَدُ إِليها؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم.
قالَ الأَعْشَى:
وَلَا بُدَّ من غَزْوةٍ فِي الرَّبيعِحَجُونٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكوراوفي الأَساسِ: الغَزْوةُ الحَجونُ: هِيَ المُورَّى عَنْهَا بغيْرِها يظهرُ أَنَّه يَغْزو جِهَةً ثمَّ يُخالِفُ لأُخْرى.
(أَو هِيَ البَعيدَةُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
ويقالُ: سِرْنا عَقَبةً حَجُوناً، وَهِي البَعيدَةُ (الطَّويلَةُ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(وكزُبَيْرٍ) :) حُجَيْنُ (بنُ المُثَنَّى) اليمانيُّ: (مُحَدِّثٌ) ثِقَةٌ قاضٍ رَئِيسٌ رَوَى عَن ابنِ الماجشونِ واللَّيْثِ، وَعنهُ أَحْمَدُ وعبَّاس الدُّورِيُّ، تُوفي سَنَة 305.
قُلْت: الصَّوابُ فِيهِ حُجَيْرٌ، بالرَّاء، وَقد صَحَّفَ المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(والحَجَنُ، محرَّكةً وككَتِفٍ: القُرادُ) ؛) هَكَذَا ذَكَرَه ابنُ بَرِّي وفَسَّر بِهِ قوْلَ الشمَّاخ:
وَقد عَرِقَتْ مَغابِنُها وجادَتْبدِرَّتِها قِرَى حَجِنٍ قَتِينِقالَ صاحِبُ اللِّسانِ: وَهَذَا البَيْتُ بعَيْنِه ذَكَرَه الأَزْهرِيُّ وابنُ سِيْدَه فِي ترْجَمةِ حَجَنَ بالجيمِ قبْلَ الحاءِ؛ فإِمَّا أَنْ يكونَ الشيخُ ابنُ بَرِّي وَجَدَ لَهُ وَجْهاً فنَقَلَه أَو وَهِمَ فِيهِ، واللَّهُ تعالَى أَعْلم.
(و) الحَجَنُ، (بالتَّحْريكِ: الزَّمَنُ فِي الَّدابَّةِ.
(ولِهْبُ بنُ أَحْجَنَ: قَبيلَةٌ) مِن العَرَبِ (تُعْرَفُ بالقيافةِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ: بالعِيافَةِ. وَهُوَ لِهْبُ بنُ أَحْجَنَ بنِ كعْبِ بنِ الحَارِثِ بنِ كعْبِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ مالِكِ بنِ نَصْر بنِ الأَزْدِ.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَكَانَ لِهْبُ أَعْيَفَ العَرَبِ وكانَ إِذا قَدِمَ مكَّةَ أَتاهُ رِجالُ قُرَيْشٍ بغلْمانِهم يَنْظُرُ إِليهم.
(والحَوْجَنُ: الوَرْدُ الأَحْمَرُ) ؛) عَن كُراعٍ وتقدَّمَ فِي المِيمِ أَيْضاً.
(وحَجْنُ بنُ المُرَقِّعِ) الأَزْدِيُّ القائديُّ، لَهُ وِفادَةٌ.
قالَ ابنُ الكلْبيّ: هُوَ الْحجر بالرَّاءِ.
(ومِحْجَنُ بنُ الأَدْرَعِ) الأَسْلَميُّ: قَدِيمُ الإِسْلامِ نزلَ البَصْرةَ واخْتَطَّ مَسْجِدَها، لَهُ أَحادِيثٌ؛ (ومِحْجَنُ بنُ أَبي مِحْجَنٍ) الدَّيْلميُّ المَدنيُّ أَبو يُسْر، وقيلَ: أَبو بشْرٍ، وقيلَ: أَبو بسرٍ، لَهُ حدِيْثٌ فِي صَلاةِ الجَماعَةِ، (صَحابِيُّونَ) ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِينَ.
(وسَمّوْا حُجَيْنَةَ، كجُهَيْنَةَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ: فلانٌ لَا يَرْكُضُ المِحْجَن، أَي لَا غَنَاءَ عنْدَه، وأَصْلُ ذلِكَ أَنْ يُدْخَلَ مِحْجَنٌ بينَ رِجْلَي البَعيرِ، فإِن كانَ البَعيرُ بَليداً لم يَرْكُضْ ذلِكَ المِحْجَنَ، وإِن كانَ ذَكِيًّا رَكَضَ المِحْجَن ومضَى.
والصَّقْرُ أَحْجَنُ المِنْقارِ.
وصَقْرٌ أَحْجَنُ المَخالِبِ: مُعْوَجُّها.
ومِحْجَنُ الطائِرِ: مِنْقارُه لاعْوِجاجِه.
وحَجَنْت البَعيرَ حَجناً، فَهُوَ مَحْجونٌ: إِذا وُسِمَ بسِمَةِ المِحْجَنِ، وَهُوَ خَطٌّ فِي طرَفِه عَقْفه مِثْل مِحْجَنِ العَصَا.
وأَنْفٌ أَحْجَنُ: مُقْبِل الرَّوْثَةِ نحْوَ الفَمِ؛ زادَ الأَزْهرِيُّ واسْتَأْخَرَت ناشِزَتاهُ قُبْحاً.
والحُجْنَةُ: موْضِعٌ أَصابَه اعْوِجاجٌ مِن العَصَا.
والحُجْنَةُ: مَا اخْتَزَنْتَ مِن شيءٍ واخْتَصَصْتَ بِهِ نفْسَكَ.
واحْتَجَنَ عَلَيْهِ: حَجَرَ.
وأَحْجَنَ الثُّمامُ: خَرَجَتْ حُجْنَتُه، أَي بَدا وَرَقُه.
والحَجَنُ: قَصَدٌ يَنْبُتُ فِي أَعْراضِ عِيدانِ الثُّمامِ والضَّعةِ.
والحَجَنُ: القُضْبانُ القِصارُ الَّتِي فِيهَا العِنَبُ، واحِدَتُها حَجَنَةٌ.
وإِنَّه لمِحْجَنُ مالٍ: يَصْلُحُ المالُ على يَدَيْه ويُحْسِن رِعْيَته والقِيامَ عَلَيْهِ؛ قالَ نافِعُ بنُ لقيطٍ الأَسَدِيُّ:
قد عَنَّتَ الجَلْعَدُ شَيْخاً أَعْجَفامِحْجَنَ مالٍ أَيْنَما تصَرَّفا واحْتِجانُ المالِ: إِصْلاحُه وجَمْعُه وضَمُّ مَا انْتَشَرَ مِنْهُ.
واحْتِجانُ مالِ غيرِكَ: اقْتِطاعُه وسَرِقَتُه وحجينُ بنُ عبدِ اللَّهِ: مِن أَتْباعِ التابِعِينَ ثِقةٌ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ.
وصاحِبُ المِحْجَنِ: رجُلٌ كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ مَعَه مِحْجَنٌ، وَكَانَ يِقْعُدُ فِي جادَّةِ الطَّريقِ، فيَأْخُذُ بمِحْجَنِه الشيءَ بعْدَ الشيءِ مِن أَثاثِ المارَّةِ، فإِن فُطِنَ بِهِ اعْتَلَّ وقالَ: إِنَّه اعتقل بمِحْجَنِه، وَقد جاءَ ذِكْرُه فِي الحدِيْثِ.
ومِحْجَنُ بنُ عصارٍ العَنْبرِيُّ: شاعِرٌ مَعْروفٌ.
ومِحْجَنٌ: مَوْضِعٌ لبَني ضبَّةَ بالدَّهْناءِ، قالَهُ نَصْر.
والحجنُ، ككَتِفٍ: المرْأَةُ القَلِيلَةُ الطَّعْمِ؛ عَن ابنِ بَرِّي.
وحُجْنَةُ بنُ وهبٍ، بالضمِّ: بَطْنٌ مِن بَني سامَةَ بنِ لُؤَيَ عَن ابنِ مَاكُولَا.
قُلْت: وَهُوَ أَخُو حمْلِ بنِ وهبٍ.
وحَجَنَ، كمَنَع، وأَحْجَنَ وحجنَ: ضَيَّقَ على عِيالِه فقرا أَو بخلا، وتَقدُّم الجيمِ على الحاءِ لُغَة فِي الكلِّ، وَقد تقدَّمَ.
وأَبو مِحْجَنٍ الثَّقَفيُّ اسْمُه مالِكُ بنُ حبيبٍ؛ وقيلَ: عبدُ اللَّهِ بنُ حَبيبٍ، ذَكَرَه السّهيليّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
وأَبو مِحْجَنٍ توبةُ بنُ نمرٍ البسي قاضِي مِصْرَ ذُكِرَ فِي السِّيْن.

غدمس

غدمس
غُدَامِسُ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الْــمَشْهُور ويفْتَحُ، وبإِعجام الذَال، وَقد أَهْملَه الجَوْهَرِيُّ وَصَاحب اللِّسَان، وأَوْرَدَه الصّاغَانِيُّ، وَلكنه ضَبَطه فِي كِتابَيْه بإِهْمَال الدّال: د، بالمَغْرب ضارِبَةٌ فِي بِلادِ السُّودانِ بَعْدَ بِلَاد زَافُون، منهَا الجُلُودُ الغُذَامِسِيَّةُ، كأَنَّهَا ثِيَابُ الخَزِّ، فِي النًُّعومَة. قلْتُ: وإِليها نُسِب الإِمامُ المُقْرئُ الجَمَالُ أَبو عَبْد الله محمّد ابنُ عبد الله الغُذامِسِيُّ، مِمَّن تَلاَ على الغِزِّ عبْدِ العَزِيزِ بنِ الحَسَنِ بنِ عِيسَى التواتيّ، نزِيلِ الطَّائِف، وَعنهُ عبدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْر بنِ أَحمد الحَضْرَمِيّ الشَّهير ببا شُعَيْب، وغيرهُ.

تهذيب النطق والكلام

تهذيب النطق والكلام
للعلامة، سعد الدين: مسعود بن عمر التفتازاني.
المتوفى: سنة 792، اثنتين وتسعين وسبعمائة.
وهو متن، متين.
ألفه: سنة 789، تسع وثمانين وسبعمائة.
أوله: (الحمد لله الذي هدانا سواء الطريق 000 الخ)
وقال: هذه غاية تهذيب الكلام في تحرير المنطق والكلام.
جعله على قسمين:
الأول: في المنطق.
والثاني: في الكلام.
واختصر المقاصد في كلامه، ولما كان منطقه أحسن ما صنف في فنه اشتهر وانتشر في الآفاق.
فأكب عليه المحققون بالدرس والإقراء، فصنفوا له شروحاً منها:
(شرح الفاضل) العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي، الدواني.
المتوفى: سنة 907، سبع وتسعمائة.
وهو شرح بالقول.
مفيد، مشهور.
لكنه لم يتم.
أوله: (تهذيب المنطق والكلام، توشيحه بذكر المفضل المنعام 000 الخ).
ذكر: أنه لم يلتفت إلى ما اشتهر، ولم يجمد على ما ذكر، بل أتى بتحقيقات خلا عنها الزبر المتداولة، وأشار إلى تدقيقات لم يحوها الصحف المتطاولة، مع أنه أملاها بالاستعجال على طريق الارتجال.
وعليه حواش منها:
حاشية الفاضل، الشهير: بمير، أبي الفتح، السعيدي.
المتوفى: سنة 950، خمسين وتسعمائة تقريباً.
كتبها مع تكملة شرح (الجلال).
ووعد في آخره بشرح كلامه.
واعتذر بعدم وصوله إليه السماكي.
أولها: (أما بعد، أحمد الله، مفيض الصور 000 الخ).
وحاشية: أبي الحسن بن أحمد الأبيوردي، الشهير: بدانشمند.
وحاشية: مصلح الدين: محمد بن صلاح اللاري.
المتوفى: سنة 980، ثمانين وتسعمائة (979) تقريباً.
وله شرح على الأصل.
وحاشية: الفاضل: حسين الحسيني، الخلخالي.
المتوفى: في حدود سنة 1030، ثلاثين وألف.
قلت: وذكر تاريخ وفاته في خلاصة الأثر، في سنة: أربعة عشرة بعد الألف. انتهى.
أوله: (نحمدك، يا من نور قلوب العارفين 000 الخ).
ذكر فيه: أنه علقه لولده برهان الدين: محمد، وتم تدوينه في جمادى الآخرة سنة، 1006 ست وألف.
ومن شروح التهذيب:
شرح المحقق، شيخ الإسلام: أحمد بن محمد، الشهير: بحفيد سعد الدين.
المتوفى: سنة 906، ست وتسعمائة تقريباً.
وهو شرح، ممزوج.
أوله: (أحسن ما توشح به صدور المنطق والكلام 000 الخ).
وشرح: نجم بن شهاب، المدعو: بعبد لله.
وهو شرح بالقول.
وشرح مرشد بن الإمام الشيرازي.
أوله: (تهذيب المنطق، بتهذيب الكلام، في توحيد ولي الحمد والإنعام 000 الخ).
ذكر في عنوانه: السلطان: بايزيد بن محمد خان الفاتح.
وشرح: عبيد الله بن فضل الله الخبيصي.
وهو شرح، ممزوج.
ألفه: بعد المطالعة في شرح الشمسية.
وسماه: (التهذيب).
وذكر في خطبته: عبد اللطيف خان.
أوله: (إن أحق ما يتزين بنشره منطق القاص والحاضر 000 الخ).
ذكر: أن التهذيب مشتمل على أكثر مسائل الرسالة الشمسية.
والمحصلون عن فهم مسائله الصعبة في الاضطراب لغاية إيجاز ألفاظه، فشرحه شرحاً وسيطاً.
وشرح زين الدين: عبد الرحمن بن أبي بكر، المعروف: بابن العيني.
المتوفى: سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.
أوله: (الحمد لله الذي خص النوع الإنساني 000 الخ).
وهو شرح، ممزوج.
ذكر فيه: أنه لم ير في بلاد شرح هذا المتن.
وسماه: (جهد المقل).
وشرح المولى، محيي الدين: محمد بن سليمان الكافيجي.
وهو شرح مبسوط: (بقال، أقول).
وشرح الشيخ: محمد بن إبراهيم بن أبي الصفا، تلميذ بن الهمام.
وشرح: هبة الله الحسيني، الشهير: بشاه مير.
وهو شرح ممزوج.
مختصر.
أوله: (غاية تهذيب الكلام، فتح المنطق بحمد المنعام 000 الخ).
وعلى شرح (الجلال) :
رسالة.
لمولانا أحمد القزويني.
كتبها في دمشق.
في رجب سنة 952، اثنتين وخمسين وتسعمائة.
ومنها:
شرح مظفر الدين: علي بن محمد الشيرازي.
المتوفى: سنة 922، اثنتين وعشرين وتسعمائة.

أَيض

أَيض
{الأَيْضُ: العَوْدُ إِلى الشَّيْءِ،} آضَ {يَئيِضُ} أَيْضاً: عادَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت. قَالَ اللَّيْثُ: الأَيْضُ: صَيْرُورَةُ الشَّيْءِ شيْئاً غيْرَهُ، وتَحْوِيلُه من حَالِهِ، وأَنشد: حَتَّى إِذا مَا {آضَ ذَا أَعْرَافِ كالكَوْدَنِ المَوْكُوفِ بالوِكَافِ الأَيْضُ: الرُّجوعُ: يُقَال: آضَ فُلانٌ إِلى أَهْلِهِ، أَي رَجَعَ إِليْهِم، قَالَ اللَّيْثُ:} وآضَ كَذَا، أَي صَارَ. يُقَالُ: آضَ سَوادُ شَعْرِه بَياضاً. أَصْلُ الأَيْضِ: العَوْدُ. تَقول: فَعَلَ ذلِكَ أَيْضاً، إِذا فَعَلَهُ مُعَاوِداً لَهُ، راجِعاً إِليْه، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. وكَذَا تَقُولُ: افْعَلْ ذلِكَ! أَيضاً، فاسْتُعِيرُ لمَعْنَى الصَّيْرُورَةِ، لِتَقَارُبِهِمَا فِي مَعْنَى الانْتِظَارِ. تَقُولُ: صارَ الفَقِيرُ غَنِيّاً، وَعَاد غَنِيّاً، ومِثْلُه استِعَارَتُهم النِّسْيَانَ للتَّرْكِ، والرَّجَاءَ لِلْخَوْف، لِمَا فِي النِّسْيَان من مَعْنَى التَّرْكِ، وَفِي الرَّجَاءِ مِن مَعْنَى التَّوقُّعِ، وبابُ الاسْتِعارَة أَوْسَعُ من أَنْ يُحَاط بِهِ، كَمَا فِي العبَاب. وَفِي حَدِيثِ سَمُرَةَ إِنَّ الشَّمْسَ اسْوَدَّتْ حتَّى {آضَتْ كَأَنَّهَا تَنُّومَةٌ. قَالَ أَبو عُبَيْد: أَي صارَت ورَجَعَت. بَقِيَ عَلَيْهِ: قَوْلُهُم:} الأَوْضَةُ، بالفَتْح لبَيْتٍ صَغِيرٍ يَأْوِي إِليْهِ الإِنْسَانُ، هَكَذَا هُوَ الــمَشْهُورُ عِنْدَهم، وكَأَنَّهُ من آض إِلى أَهْلِهِ، إِذا رَجَعَ. والأَصْلُ الأَيْضَةُ، إِن كانَتْ عَرَبِيَّةً، أَو غيْر ذَلِك فتَأَمَّلْ.

أَرض

(أَرض) ثقل وَأَبْطَأ وَفِي الأَرْض ذهب والتعب وَغَيره الْعرق أساله
(أَرض) فلَان أَصَابَهُ مرض يُحَرك لَهُ رَأسه بِلَا عمد فَهُوَ مأروض (أَرض) الأَرْض ارتادها ورعاها وَالشَّيْء أصلحه والسقاء أصلحه وَلينه بِنَحْوِ اللَّبن وَالسمن
أَرض
{الأَرْضُ، الَّتِي عَليْهَا النَّاسُ، مُؤَنَّثَةٌ ن قَالَ اللهُ تَعَالَى وَإِلى} الأَرْضِ كيْفَ سُطِحَتْ اسْمُ جِنْسٍ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، أَوْ جَمْعٌ بِلا وَاحِدٍ، وَلم يُسْمَعْ {أَرْضَةُ، وعِبَارَةُ الصّحاح: وَكَانَ حَقُّ الوَاحِدَةِ مِنْهَا أَنْ يُقَال أَرْضَةٌ، ولكنَّهُم لَمْ يَقُولُوا. ج:} أَرْضَاتٌ، هَكَذَا بسُكُونِ الرَّاءِ فِي سَائِرِ النُّسَخِ، وَهُوَ مَضْبُوطٌ فِي الصّحاح بفَتْحِهَا قَالَ: لأَنَّهُمْ يَجْمَعُون المُؤَنَّث الّذِي لَيْسَ فِيهِ هَاءُ التَّأْنِيث بالأَلِفِ والتَّاءِ، كقَوْلِهم: عُرُسات، قَالَ: قد يُجْمَعُ على {أُرُوضٍ، ونَقَلَهُ أَبو حَنِيفَةَ عَن أَبي زَيْدٍ.
وَقَالَ أَبو البَيْدَاءِ: يُقَال: مَا أَكْثَرَ أُرُوضَ بَنِي فُلانٍ. فِي الصّحاح: ثُمَّ قالُوا:} أَرَضُونَ، فجَمَعُوا بِالْوَاوِ والنُّونِ، والمُؤَنَّث لَا يُجْمَع بالْوَاوِ والنّونِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَنْقُوصاً، كثُبَةٍ وظبَةٍ، ولكِنَّهُم جَعَلُوا الوَاوَ والنُّونَ عِوَضاً من حَذْفِهِم الأَلِفَ والتَّاءَ، وتَرَكُوا فَتْحَةَ الرَّاءِ على حَالِهَا، ورُبَّمَا سُكِّنَتْ. انْتَهَى. قُلْتُ: وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: يُقَال: أَرْضٌ وأَرْضُون بالتَّخْفِيف، {وأَرَضُون بالتَّثْقِيل، ذَكَرَ ذلِكَ أَبُو زَيْدٍ. وَقَالَ عَمْرُو بنُ شَأْسٍ.
(ولَنَا مِنَ} الأَرْضِينَ رَابِيَةٌ ... تَعْلُو الإِكَامَ وَقُودُهَا جَزْلُ)
وَقَالَ آخَرُ:
(مِنْ طَيِّ {أَرْضِينَ أَمْ مِنْ سُلَّمٍ نزلٍ ... من ظَهْرِ رَيْمَانَ أَو مِنْ عِرْضِ ذِي جَدَنِ)
وَفِي اللِّسَان: الْوَاو فِي} أَرَضُونَ عِوَضٌ من الهَاءِ المَحْذُوفَة المُقَدَّرَة، وفتحوا الرَّاءَ فِي الجَمْع لِيَدْخُلَ الكَلِمَةَ ضَرْبٌ من التَّكْسِير استِيحَاشاً من أَن يُوَفِّرُوا لَفْظَ التَّصْحِيح لِيُعْلِمُوا أَنَّ {أَرْضاً مِمَّا كَانَ سَبِيلُه لَوْ جُمِع بالتَّاءِ أَنْ تُفْتَح راؤُه فيُقَال} أَرَضاتٌ. فِي الصّحاح: وزَعَمَ أَبُو الخَطّاب أَنَّهُم يقولُون: {أَرْضٌ و} آرَاضٌ، كَمَا قالُوا أَهْلٌ وآهَالٌ. قَالَ ابْن بَرّيّ: الصَّحِيحُ عِنْد المُحَقِّقين فِيمَا حُكِيَ عَن أَبِي الخَطَّاب {أَرْضٌ} وأَرَاضٍ، وأَهْلٍ، كأَنَّهُ جمع {أَرْضَاةٍ وأَهْلاةٍ، كَمَا قَالُوا: ليْلَةٌ ولَيَالٍ، كأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاةٍ، ثمّ قالَ الجَوْهَرِيّ:} - والأَرَاضِي غيْرُ قِيَاسِيٍّ، أَي على غيْرِ قِيَاس، قَالَ كَأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً، هَكَذَا وُجِدَ فِي سائِر النُّسَخ مِنَ الصّحاح، وَفِي بَعْضِها كَذَا وُجِدَ بخَطّه، ووَجَدْتُ فِي هامِش النُّسْخَة مَا نَصُّه: فِي قَوْلِه: كأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ، وذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَ الأَرَاضِي جَمْعَ الآرُضِ لَكَان أآرِض، بوَزْنِ أَعارِض كقَوْلِهِم أَكْلُبٌ وأَكَالِبُ، هَلاَّ قَالَ إِنَّ {- الأَراضِيَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوكٍ، كلَيَالٍ وأَهَالٍ فِي جَمْع لَيْلَةٍ وأَهْلٍ، فكَأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاَةٍ، وإِنْ اعْتَذَر لَهُ مُعْتَذِرٌ فَقَالَ إِنّ الأَرَاضِيَ مَقْلُوبٌ من أآرِضِ لم يَكُن مُبْعِداً، فيَكُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالفُ، كانَ أَرَاضئَ، فخُفِّفَت)
الهَمْزَةُ وقُلِبَت يَاء. انْتَهَى. وقالَ ابنُ بَرّيّ: صوابُه أَنْ يقولَ جَمَعُوا} أَرْضَى مِثْل أَرْطَى، وأَمّا آرُض فقاسُ جَمْعِه أَوَارِضُ. و! الأَرْضُ: أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ، قَالَ الجَوْهَرِيّ. وأَنشدَ لحُمَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً: ولَم يُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَيْطَارُ وَلَا لِحَبْليْهِ بهَا حَبَارُ يَعْنِي لم يُقَلِّب قَوَائِمَهَا لِعِلَّةٍ بِهَا. وَقَالَ غيْرُهُ: الأَرْضُ: سَفِلَةُ البَعِيرِ والدَّابّةِ، وَمَا وَلِيَ الأَرْضَ مِنْهُ. يُقَال: بَعِيرٌ شَدِيدُ الأَرْضِ، إِذا كَانَ شَدِيدَ القَوَائِمِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ كُرَاع:
(فرَكِبْنَاهَا على مَجْهُولِهَا ... بصِلاَبِ الأَرْض فِيهنَّ شَجَعْ)
وَنقل شيخُنَا عَن ابْنِ السِّيد فِي الفَرْقِ: زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنّ الأَرْضَ بالظَّاءِ المُشالَة: قَوَائِمُ الدَّابَّةِ خاصَّةً، ومَا عَدَا ذلكَ فَهُوَ بالضَّاد، قَالَ وَهَذَا غيْرُ مَعْرُوف. والــمَشْهُور أَنّ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ وغيْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد، سَمِّيَتْ لانْخِفَاضِها عَن جِسْمِ الدَّابَّةِ، وأَنَّهَا تَلِي الأَرْضَ. وكُلُّ مَا سَفَلَ فهُوَ {أَرْضَ. وَبِه سَمِّيَ أَسفَلُ القَوَائِمِ. و} الأَرْضُ الزُّكَامُ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ وَهُوَ مُذَكَّر. وَقَالَ كُرَاع: هُوَ مُؤَنَّثٌ، وأَنشد لِابْنِ أَحْمَر:
(وقَالُوا أَنَتْ أَرْضٌ بِهِ وتَحَيَّلَتْ ... فأَمْسَى لِمَا فِي الصَّدْرِ والرَّأْسِ شاكِيَا)
أَنَتْ: أَدْرَكَتْ. ورَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ أَتَتْ: وَقد {أُرِضَ} أَرْضاً. الأَرْضُ: النُّفْضَةُ والرِّعْدَةُ، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ عَبّاسٍ: أَزُلْزِلَت الأَرْضُ أَم بِي أَرْضٌ. كَمَا فِي الصّحَاح، يَعْنِي الرِّعْدَة، وقِيلَ يَعنِي الدُّوَارَ.
وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة يَصفُ صائِداً:
(إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابِكهَا ... أَوْ كَانَ صاحبَ أَرْض أَو بِه المُومُ)
يَقُولون: لَا {أَرْضَ لَكَ. كلاَ أُمَّ لَكَ، نَقله الجَوْهَرِيّ.} وأَرْضُ نُوحٍ: ة، بالبَحْرَيْن، نَقله ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ. يُقَال: هُوَ ابْنُ أَرْضٍ، أَي غَرِيبٌ لَا يُعْرَفُ لَهُ أَبٌ وَلَا أُمٌّ. قَالَ اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ:
(دَعانِي ابْنُ أَرْضِ يَبْتَغِي الزَّادَ بَعْدَمَا ... تَرَامَتْ حُليْمَاتٌ بِهِ وأَجارِدُ)
ويُرْوَى: أَتَانَا ابنُ أَرْضِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ابنُ الأَرْضِ: نَبْتٌ يَخرُجُ فِي رُؤُوسِ الإِكَامِ، لَهُ أَصْلٌ وَلَا يَطُولُ، وكأَنَّه شَعرٌ، وَهُوَ يُؤْكَلُ، وَهُوَ سَرِيعُ الخُرُوجِ سَرِيعُ الهَيْجِ. {والمَأْرُوضُ: المَزْكُومُ. وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ على: أَفْعَلَهُ فَهُوَ مَفْعُولٌ، وَقد} أُرِضَ كعُنِيَ {أَرْضاً،} وآرَضَهُ اللهُ! إِيراضاً، أَي أَزْكَمَهُ، نَقَلَه الجَوْهَريّ.والخَيْرِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ الَّتِي تَرُبُّ الثَّرَى وتَمْرَحُ بالنَّبَات. ويُقَال: {أَرْضٌ} أَرِيضَةٌ بَيِّنَةُ {الأَرَاضَةِ، إِذا كانَتْ لَيِّنَةَ المَوْطِئ، طَيِّبَةَ المَقْعَدِ، كَرِيمَةً، جَيِّدَةَ النَّبَاتِ. قَالَ الأَخْطَلُ:
(ولَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ فِي حَانُوتِهَا ... وشَرِبْتُهَا} بأَرِيضَةٍ مِحْلالِ)
ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنْ أَبِي عَمْرٍ و، يُقَال: نَزَلْنَا {أَرْضاً} أَرِيضَةً، أَي مُعْجِبَة للعَيْن. وَقَالَ غَيْرُهُ: أَرْضٌ أَرِيضَةٌ: خَلِيقَةٌ لِلْخَيْرِ وللنَّبَاتِ، وإِنّهَا لَذَاتُ {إِرَاضٍ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْل:} الأَرِيضَةُ: السَّهْلَةُ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ المُخْصِبَةُ الزَّكِيَّةُ النَّباتِ. {والأُرْضَة، بالكَسْرِ، والضَّمّ، وكِعَنبَةٍ: الكَلأُ الكَثِيرُ. وَقيل:} الأُرْضَةُ من النَّبَاتِ: مَا يَكْفِي المَالَ سَنَةً. رَوَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. {وأَرَضَت الأَرْضُ، من حَدِّ نَصَرَ: كَثُرَ فِيهَا الكَلأُ.} وأَرَضْتُهَا: وجَدْتُهَا كَذلِكَ، أَي كَثِيرَةَ الكَلإِ. قَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: هُوَ {آرَضُهُم بِهِ أَنْ يَفْعَل ذلِكَ، أَي أَجْدَرُهُمْ وأَخْلَقُهُم بِهِ. شَيْءٌ عَرِيضٌ أَرِيضٌ، إِتباعٌ لَهُ، أَو يُفْرَدُ فيُقَالُ: جَدْيٌ أَرِيضٌ، أَي سَمِينٌ، هَكَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ)
عَن بَعْضِهِم. وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(عَرِيضٌ} أَرِيضٌ بَاتَ يَيْعِرُ حَوْلَهُ ... وبَاتَ يُسَقِّينَا بُطُونَ الثَّعَالِبِ)
{وأَرِيضٌ، كأَميرِ، وَعلي اقْتَصَرَ يَاقُوتٌ فِي المُعْجَم، أَو يَرِيضٌ، باليَاءِ التَّحْتِيَّة: د، أَوْ وَادٍ، أَو مَوْضِعٌ فِي قَوْل امْرئ القيْس:
(أَصابَ قُطَيَّاتٍ فسَالَ اللِّوَى لَه ... فوَادِي البَدِيِّ فانْتَحَى} لأَرِيضِ) ويُرْوَى بالوَجْهَيْن، وهُمَا كيَلَمْلَم وأَلَمْلَم، والرُّمْحُ اليَزَنِيّ والأَزَنِيّ. {والإِرَاضُ ككِتَابٍ، العِرَاضُ، عَن أَبي عَمْرٍ و، قَالَ أَبو النَّجْم:
(بَحْرُ هِشَامٍ وهُوَ ذُو فِرَاض ... ِ)

(بَيْنَ فُرُوعِ النَّبْعَةِ الغِضَاض ... ِ)

(وَسْطَ بِطَاحِ مَكَّةَ} الإِرَاض)
ِ
(فِي كُلّ وَادٍ وَاسعِ المُفَاض ... ِ)
وكأَنَّ الهَمزَةَ بَدَلٌ من العَيْن، أَي الوِسَاعُ، يُقَال: أَرْضٌ أَرِيضَة، أَي عَريضَة. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: {الإِرَاضُ: بِسَاطٌ ضَخْمٌ من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. قُلتُ: ونَقَلَه غيْرُه عَن الأَصْمَعيّ وعَلَّلَه غيْرُه بقَوْله: لأَنَّهُ يَلِي الأَرْضَ، وأَطْلَقَه بَعْضُهُم فِي البِسَاط.} وآرَضَهُ اللهُ: أَزْكَمَهُ، فَهُوَ {مَأْرُوضٌ، هكَذَا فِي الصّحاح، وَقد سَبَقَ أَيضاً، وكَان القِيَاس فَهُوَ مُؤْرَض.} والتَّأْرِيضُ: أَنْ تَرْعَى كَلأَ الأَرْضِ، فَهُوَ {مُؤَرِّض نَقله الأَزْهَريّ، وأَنْشَدَ لابْن رالاَن الطّائيّ:
(وهُمُ الحُلُومُ إِذا الرَّبيعُ تَجَنَّبَتْ ... وهُمُ الربيعُ إِذا} المُؤرِّضُ أَجْدَبَا)
قُلتُ: ويُرْوَى: وَهُم الجِبَالُ إِذا الحُلُومُ تَجَنَّنَت قيل: {التَّأْرِيضُ فِي المَنْزل، أَنْ تَرْتَادَهُ وتَتَخيَّرَهُ للنُّزول. يُقَال: تَرَكْتُ الحَيَّ} يَتَأَرَّضُونَ للْمَنْزِل، أَي يَرْتَادُون بَلَداً يَنْزِلُونه. التَّأْرِيضُ: نِيَّةُ الصَّوْمِ وتَهْيِئَتُهُ من اللَّيْل، كالتَّوْرِيض، كَمَا فِي الحَديث: لَا صيَامَ لمَنْ لم! يُؤَرِّضْهُ من الليْلِ أَي لم يُهَيِّئْهُ، وَلم يَنْوِه، وسَيَأْتِي فِي ورض.
التَّأْرِيضُ: تَشْذِيبُ الكَلاَم ِ وتَهْذِيبُه، وَهُوَ فِي مَعْنَى التَّهيئَةِ. يُقَالُ: أَرَّضْتُ الكَلاَمَ، إِذا هَيَّأْتَهُ وسَوَّيْتَهُ. التَّأْرِيضُ: التَّثْقيلُ، عَن ابْن عَبَّادٍ. التَّأْرِيضُ: الإِصْلاَحُ، يُقَال: {أَرَّضْتُ بَيْنَهُم، إِذا أَصْلَحْتَ. التَّأْرِيضُ: التَّلْبِيثُ، وَقد} أَرَّضَهُ {فتَأَرَّضَ، نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ. التَّأْرِيضُ: أَنْ تَجْعَلَ فِي)
السِّقَاء، أَي فِي قَعْره، لَبَناً أَو مَاء، أَو سَمْناً أَوْ رُبّاً. وعبَارَةُ التَّكْملَة: لَبَناً أَو مَاء أَوْ سَمْناً، أَو رُبَّا، وكأَنَّه لإِصْلاحه، عَن ابْن عَبَّادٍ.} والتَّأَرُّضُ: التَّثَاقُلُ إِلى الأَرْض، نَقَلَه الجَوْهَريّ، وَهُوَ قولُ ابْن الأَعْرَابِيّ، وأَنْشَدَ للرّاجز: فَقَامَ عَجْلانَ ومَا {تَأَرَّضَا أَي مَا تَثَاقَل، وأَوَّلهُ: وصاحبٍ نَبَّهْتُه ليَنْهَضَا إِذا الكَرَى فِي عَيْنِه تَمَضْمَضَا يَمْسَحُ بالْكَفَّيْن وَجْهاً أَبْيَضَا فَقَام إِلخ، وَقيل: مَعْنَاه: مَا تَلبَّثَ وأَنْشَدَ غيْرُهُ للجَعْدِيّ:
(مُقيمٌ مَعَ الحَيِّ المُقيمِ وقَلْبُه ... مَعَ الرَّاحلِ الغَادِي الَّذي مَا تأَرَّضَا)
التَّأَرُّضُ: التَّعَرُّضُ والتَّصَدِّي يُقَال: جَاءَ فُلانٌ} يَتَأَرَّضُ لي، أَي يَتَصَدَّى ويَتَعَرَّضُ. نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(قَبُحَ الحُطِيْئَةُ من مُنَاخِ مَطِيَّةٍ ... عَوْجاءَ سائمَةٍ {تَأَرَّضُ للقِرَى)
التَّأَرُّضُ: تَمَكُّنُ النَّبْتِ منْ أَنْ يُجَزَّ، نَقَلَه الجَوْهَريّ. وفَسِيلٌ} مُسْتَأْرِضٌ: لهِ عرْقٌ فِي الأَرْض، فأَمَّا إِذا نَبَتَ على جِذْع أُمِّه فَهُوَ الرَّاكِبُ، وكَذلكَ وَدِيَّةٌ {مُسْتَأْرِضَةٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وَقد تَقَدَّم فِي ر ك ب. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَليْه: أَرْضُ الإِنْسَان: رُكْبَتَاه فَمَا بَعْدَهُمَا. وأَرْضُ النَّعْلِ: مَا أَصَابَ الأَرْضَ منْهَا. ويُقَال: فَرَسٌ بَعيدٌ مَا بَيْنَ أَرْضِه وسَمَائه، إِذَا كَانَ نَهْداً، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ خُفَافٌ:
(إِذَا مَا استَحَمَّت} أَرْضُه منْ سَمَائهِ ... جَرَى وهُوَ مَوْدُوعٌ ووَاعِدُ مَصْدَقِ)
{وتأَرَّضَ فُلانٌ بالمَكَان إِذا ثَبَتَ فَلم يَبْرَحْ. وَقيل: تَأَنَّى وانْتَظَر، وقَامَ على الأَرْض. وتَأَرَّضَ بالمَكَان،} واستَأْرَض بِهِ: أَقَامَ ولَبِثَ. وَقيل: تَمَكَّنَ. {وتَأَرَّضَ لي: تَضَرَّعَ. وَمن سَجَعَات الأَسَاس: فُلانٌ إِن رَأَى مَطْمَعاً تَأَرَّض وإِن مطمعاً أَعرَض.} والأَرْضُ: دُوَارٌ يَأْخُذُ فِي الرَّأْسِ عَن اللَّبَنِ فتُهرَاقُ لَهُ الأَنْفُ والعَيْنَانِ. يُقَال: بِي {أَرضٌ} - فآرِضُونِي، أَي دَاوُونِي. وشَحْمَةُ الأَرْضِ: هِيَ الحُلْكَةُ تَغُوصُ فِي الرَّمْل، ويُشبَّهُ بهَا بَنَانُ العَذَارَى. وَمن أَمْثَالهم: آمَنُ منَ الأَرْض، وأَجْمَعُ من الأَرْض، وأَشَدُّ من الأَرْصِ. وأَذَلُّ من الأَرْضِ. ويُقَال: مَا {آرَضَ هَذَا المَكَانَ أَي مَا) أَكْثَرَ عُشْبَهُ. وقيلَ: مَا آرَضَ هَذِه الأَرْضَ: مَا أَسْهَلَها وأَنْبَتَها وأَطْيَبَهَا. حكاهُ أَبُو حَنيفَةَ عَن اللِّحْيَانيّ. ورَجُلٌ} أَرِيضٌ بَيِّنُ {الأَرَاضَةِ، أَي خَليقٌ للخَيْر، مُتَوَاضِعٌ، وَقد أَرُض، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وتركَه المُصَنِّفُ قُصُوراً، وزَادَ الزَّمَخْشَريّ} وأَرُوضٌ كَذلك. {واسْتَأْرَضَت الأَرْضُ، مثْل} أَرُضَتْ، أَي زَكَتْ ونَمَت. وامرأَةٌ عَرِيضَةٌ {أَرِيضَةٌ: وَلُودٌ كَامِلَةٌ، على التَّشبيه بالأَرْض.
} وأَرْضٌ {مأْرُوضَةٌ:} أَريضَةٌ، وكَذلكَ {مُؤْرَضَةٌ.} وآرَضَ الرَّجُلُ {إِيرَاضاً: أَقَامَ عَلَى} الإِرَاض. وَبِه فَسَّرَ ابنُ عَبَّاسٍ حَديثَ أُمِّ مَعْبَد: فشَرَبُوا حَتَّى {آرَضُوا وقالَ غيْرُه أَي شَرِبوا عَلَلاً بعدَ نَهَلٍ حَتَّى رَوُوا، من:} أَراضَ الوَادِي إِذا اسْتَنْقَعَ فِيهِ الماءُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ. حَتَّى {أَرَاضُوا، أَي نامُوا على} الإِرَاضِ، وَهُوَ البِسَاطُ. وَقيل: حَتَّى صَبُّوا اللَّبَنَ على الأَرْضِ. وقَال ابْن بَرِّيّ: {المُسْتَأْرِضُ: المُتَثاقِلُ إِلى الأَرْض، وأَنشد لِسَاعِدَةَ يَصِفُ سَحَاباً:
(} مُسْتَأْرِضاً بَيْنَ بَطْنِ اللِّيثِ أَيْمَنُهُ ... إِلَى شَمَنْصِيرَ غَيْثاً مُرْسَلاً مَعِجَا)
{وتأَرَّضَ المَنْزِلَ: ارْتَادَهُ، وتَخيَّرَهُ للنُّزُول، قَالَ كُثيِّرٌ:
(} تأَرَّض أَخْفافُ المُنَاخَةِ مِنْهُمُ ... مَكَانَ الَّتِي قد بُعِّثَتْ فازْلأَمَّتِ)
{واستَأْرَضَ السَّحَابُ: انبَسَطَ وقيلَ: ثَبَتَ، وتَمَكَّن، وأَرْسَى.} والأَرَاضَةُ: الخِصْبُ وحُسْنُ الحَالِ.
ويُقَال: مَنْ أَطاعَنِي كُنْتُ لَهُ {أَرْضاً. يُرَادُ التَّوَاضُعُ، وَهُوَ مَجَاز. وفُلانٌ إِنْ ضُرِبَ} فأَرْضٌ، أَي لَا يُبَالِي بضَرْبٍ، وَهُوَ مَجَاز أَيضاً. وَمن أَمثالهم آكَلُ مِنَ {الأَرَضَةِ. وأَفْسدُ من الأَرَضَةِ.

القُرَيْشُ

القُرَيْشُ:
تصغير القرش، وهو الجمع من ههنا وههنا ثم يضمّ بعضه إلى بعض، وقيل: سمّيت قريش قريشا لتقرّشها إلى مكة من حواليها حين غلب عليها قصيّ بن كلاب، وقيل سمّيت قريش لأنهم كانوا أصحاب تجارة ولم يكونوا أصحاب زرع ولا ضرع، والقرش: الكسب، يقال: هو يقرش لعياله ويقترش أي يكتسب، وقد روي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال: قريش دابّة تسكن البحر تأكل دوابه، وأنشد:
وقريش هي التي تسكن البح ر بها سمّيت قريش قريشا وهذا الوجه عندي بارد والشعر مصنوع جامد، والذي تركن إليه نفسي أنه إما أن يكون من التجمع أو تكون القبيلة سميت باسم رجل منهم يقال له قريش ابن الحارث بن يخلد بن النضر بن كنانة وكان دليل بني النضر وصاحب سيرتهم، وكانت العرب تقول قد جاءت عير قريش وخرجت قريش، فغلب عليهم هذا الاسم، وهي عدّة مواضع سميت بأصحابها، منها: مقابر قريش ببغداد وهي مقابر باب التبن التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بكربلاء بن عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنهم، فنسب إلى قريش القبيلة، ونهر قريش: بواسط، وأبو قريش: قرية مشهورة بينها وبين واسط فرسخ في طريق المصعد.

دَرَسَ

دَرَسَ
الجذر: د ر س

مثال: دَرَس الفنَّ الفلاني أو العلم الفلاني
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن هذا التعبير مترجم، وهو يجافي الذوق العربي.
المعنى: مارسه وزاوله

الصواب والرتبة: -مَارَسَ الفَنَّ الفلاني أو العلم الفلاني [فصيحة]-دَرَسَ الفَنَّ الفلاني أو العلم الفلاني [صحيحة]
التعليق: يجري التعبير الأول على الفصيح الــمشهور. أما الثاني فهو من التعبيرات المستحدثة، وقد ذكره المعجم الوسيط فقال: ويقال: دَرَسَ العِلْمَ والفن ..
(دَرَسَ)
(س) فيه «تَدَارَسُوا القرآنَ» أي اقْرَأُوه وتَعَهَّدُوه لِئَلَّا تَنْسَوه. يُقَالُ:
دَرَسَ يَدْرُسُ دَرْساً ودِرَاسَةً. وأصلُ الدِّرَاسَةِ الرياضةُ والتَّعَهُّد لِلشَّيْءِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْيَهُودِيِّ الزَّانِي «فوضَع مِدْرَاسَهَا كفَّه عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ» الْمِدْرَاسُ صَاحِبُ دراسةِ كُتُبهم. ومِفْعل ومِفْعالٌ مِنْ أبْنيةِ المبالغةِ.
فَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ «حَتَّى أَتَى المِدْرَاسَ» فَهُوَ الْبَيْتُ الَّذِي يَدْرُسُونَ فِيهِ. ومِفْعالٌ غريبٌ فِي الْمَكَانِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عِكْرمة فِي صِفة أَهْلِ الْجَنَّةِ «يَركبون نُجُباً ألينَ مَشْياً مِنَ الفِراشِ المَدْرُوسِ» أَيِ المُوَطَّأ الممَّهد.
وَفِي قَصِيدِ كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ فِي رِوَايَةٍ:
مُطرَّحُ البَزِّ والدِّرْسَانِ مأكولُ الدِّرْسَانُ: الْخُلْقَانُ مِنَ الثِّيَابِ، وَاحِدُهَا دَرْسٌ ودِرْسٌ. وَقَدْ يَقَع عَلَى السَّيف والدِّرع والمِغْفر.
دَرَسَ الرَّسْمُ دُرُوسَاً: عَفَا، ودَرَسَتْه الرِّيحُ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
وـ المرأةُ دَرْساً ودُروساً: حاضَتْ، وهي دارِسٌ،
وـ الكِتَابَ يَدْرُسُهُ ويَدْرِسُهُ دَرْساً ودِرَاسَةً: قَرَأَهُ،
كأدْرَسَهُ ودَرَّسَهُ،
وـ الجاريةَ: جَامَعَهَا،
وـ الحِنْطَةَ دَرْساً ودِراساً: داسَها،
وـ البعيرُ: جَرِبَ جَرَباً شديداً، فقُطِرَ،
وـ الثوبَ: أخْلَقَهُ، فَدَرَسَ هو، لازِمٌ مُتَعَدٍّ. وأبو دِراسٍ: فَرْجُ المرأةِ.
والمَدْروسُ: المجنونُ.
والدُّرْسَةُ، بالضم: الرِّياضَةُ.
والدَّرْسُ: الطريقُ الخَفِيُّ، وبالكسر: ذَنَبُ البعيرِ، ويفتحُ،
كالدَّريسِ، والثَّوْبُ الخَلَقُ،
كالدَّرِيسِ والمَدْرُوسِ
ج: أدْرَاسٌ ودُرْسانٌ.
وإدْرِيسُ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم: ليس من الدِّرَاسَةِ، كما تَوَهَّمَهُ كثيرونَ، لأنه أعْجَمِيٌّ، واسمُهُ: خَنُوخُ أو أخْنوخُ.
وأبو إدْرِيسَ: الذَّكَرُ.
والمِدْرَسُ، كمِنْبَرٍ: الكتابُ.
والمِدْراسُ: الموضِعُ يُقْرَأُ فيه القرآنُ، ومنه مِدْراسُ اليَهُودِ.
والدِّرْواسُ، بالكسر: عَلَمُ كَلْبٍ، والكبيرُ الرأس من الكلابِ، والجَمَلُ الذلولُ الغليظُ العُنُقِ، والشُّجَاعُ، والأسَدُ،
كالدِّرْياسِ.
والمُدَرِّسُ: الكثيرُ الدَّرْسِ. وكَمُعَظَّمٍ: المُجَرَّبُ.
والمُدارِسُ: الذي قَارَفَ الذُّنُوبَ، وتلطَّخَ بها، والمُقَارِئ.
و {ليقولوا دارسْتَ} : قرأتَ على اليَهُودِ، وقَرَؤُوا عليك.
وانْدَرَسَ: انْطَمَسَ.

جدي

جدي


جَدَى
أَجْدَيَa. Bled (wound).
جَدْي
(pl.
أَجْدٍ []
جِدَآء []
جَدْيَان [] )
a. Kid.
b. Capricornus.
c. Polar star.

جَدْيَةa. Pad, saddle-stuffing.
جدي: جَدْي: ينطقها أهل الأندلس جِدي بكسرتين (فوك، الكالا) ويريدون بها صغار المواشي ذوات الأربع التي تساق إلى المرعى (جدي الوَعَل: صغير الأيل لم يتجاوز السنة (ألكالا).
والجدي وهو في الأصل الذكر من أولاد المعز ويطلق على نجم من نجوم الدب الأصغر ويسمى عادة النجم القطبي وتعرف به القبلة.
(رينو أبو الفدا. الجريدة الآسيوية 1848، 2: 186، رقم 1).
جادِي: زعفران ويكتب بالدال والذال فيما يقول ابن البيطار (1: 139).
(ج د ي) : (الْجَدْيُ) مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَجَمْعُهُ جِدَاءٌ وَبِهِ سُمِّيَ الْعَاشِرُ مِنْ الْبُرُوجِ وَيُقَالُ لِكَوْكَبِ الْقِبْلَةِ جَدْيُ الْفَرْقَدِ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ فِي تَحَرِّي الْقِبْلَةِ أَهْلُ الْكُوفَةِ يَجْعَلُونَ الْجَدْيَ خَلْفَ الْقَفَا وَالْمُنَجِّمُونَ يُسَمُّونَهُ الْجُدَيَّ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبُرْجِ.
ج د ي: (الْجَدْيُ) مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ وَثَلَاثَةُ (أَجْدٍ) فَإِذَا كَثُرَتْ فَهِيَ (الْجِدَاءُ) وَلَا تَقُلِ الْجَدَايَا وَلَا الْجِدَى بِكَسْرِ الْجِيمِ وَ (الْجَدَا) بِالْقَصْرِ وَ (الْجَدْوَى) الْعَطِيَّةُ وَ (جَدَاهُ) وَ (اجْتَدَاهُ) وَ (اسْتَجْدَاهُ) أَيْ طَلَبَ جَدْوَاهُ وَ (أَجْدَاهُ) أَعْطَاهُ (الْجَدْوَى) وَمَا (يُجْدِي) عَنْكَ هَذَا أَيْ مَا يُغْنِي. 
جدي
جَدْي/ جِدْي [مفرد]: ج أجدٍ وجِداء وجِدْيان: (حن) الذَّكر من أولاد المعز (الذي لم يبلغ سنة).
• الجَدْي:
1 - مدار في النِّصف الجنوبيّ من الكرة الأرضيّة موازٍ لخطّ الاستواء عند خط عرض 23.5 درجة جنوبًا.
2 - (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه العاشر بين القوس والدّلو، وزمنه من 22 من ديسمبر إلى 19 من يناير. 
ج د ي : الْجَدْيُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ هُوَ الذَّكَرُ مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ وَالْأُنْثَى عَنَاقٌ وَقَيَّدَهُ بَعْضُهُمْ بِكَوْنِهِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَالْجَمْعُ أَجْدٍ وَجِدَاءٌ مِثْلُ: دَلْوٍ وَأَدْلٍ وَدِلَاءٍ وَالْجِدْيُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ رَدِيئَةٌ وَالْجَدْيُ بِالْفَتْحِ أَيْضًا كَوْكَبٌ تُعْرَفُ بِهِ الْقِبْلَةُ وَيُقَالُ لَهُ جَدْيُ الْفَرْقَدِ وَجَدَا فُلَانٌ عَلَيْنَا جَدْوًا وَجَدًا وِزَانُ عَصًا إذَا أَفْضَلَ وَالِاسْمُ الْجَدْوَى وَجَدَوْتُهُ وَاجْتَدَيْتُهُ وَاسْتَجْدَيْتُهُ سَأَلْتُهُ فَأَجْدَى عَلَيَّ إذَا
أَعْطَاكَ وَأَجْدَى أَيْضًا أَصَابَ الْجَدْوَى وَمَا أَجْدَى فِعْلُهُ شَيْئًا مُسْتَعَارٌ مِنْ الْإِعْطَاءِ إذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ نَفْعٌ وَأَجْدَى عَلَيْكَ الشَّيْءُ كَفَاكَ. 
الْجِيم وَالدَّال وَالْيَاء

الجَدْي: الذّكر من أَوْلَاد الْمعز.

وَالْجمع: أجدٍ، وجِداء.

والجَدْي من النُّجُوم جَدْيان: أَحدهمَا: الَّذِي يَدُور مَعَ بَنَات نعش، وَالْآخر: الَّذِي بلزق الدَّلْو، وَهُوَ من البروج وَلَا تعرفه الْعَرَب، وَكِلَاهُمَا على التَّشْبِيه بالجدي فِي مرْآة الْعين.

والجَدَاية، والجِدَاية جَمِيعًا: الذّكر وَالْأُنْثَى من أَوْلَاد الظباء إِذا بلغ سِتَّة اشهر أَو سَبْعَة وَعدا وتشدد، وَخص بَعضهم بِهِ الذّكر مِنْهَا.

والجَدْية، والجَدِيَّة: الْقطعَة المحشوة تَحت السرج وظلفة الرحل.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: جمع الجَدْية جَدَيات، قَالَ: وَلم يكسروا الجَدْية على الْأَكْثَر اسْتغْنَاء بِجمع السَّلامَة؛ إِذْ جَازَ أَن يعنوا الْكثير، يَعْنِي أَن فعلة قد تجمع على فعلات يعْنى بِهِ الْأَكْثَر، كَمَا انشد لحسان:

لنا الجفنات....

وجَدَّي الرحل: جعل لَهُ جَدْية.

والجَدِيَّة: لون الْوَجْه.

والجَدِيَّة من الدَّم: مَا لصق بالجسد.

وَقَالَ اللحياني: الجَدِيَّة: الدَّم السَّائِل، فَأَما البصيرة فَإِنَّهُ مَا لم يسل.

وأجْدَى الْجرْح: سَالَتْ مِنْهُ جَدِيَّة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَإِن أجْدَى أظَلاّها ومَرَّت ... لمنهبها عَقَامٌ خنشليل

والجادِيُّ: الزَّعْفَرَان. وجَدَيْته: طلبت جَدواه، لُغَة فِي جدوته.
ج د ي

وقع الجدا وهو المطر العام. وأجداه أعطاه، وهو عظيم الجدا والجدوى. قال العجاج:

ما بال رياً لا نرى جدواها ... نلقى هوى رياً ولا نلقاها

وجدا علينا فلان: أفضل. وجدوته، واجتديته، واستجديته: سألته. قال:

جدوت أناساً موسرين فما جدوا ... ألا الله أجدوه إذا كنت جادياً

وقوم جداة، ومجتدية، ومستجدية. وفلان سخي جدي. وما يجدي عليك وقل جداء عنك وهو الغناء. قال:

لقل جداء على مالك ... إذا الحرب شبت بأجذالها

وتقول: أكل الجداء، قليل الجداء. وتقول ثلاثة في اثنين، جداء ذلك ستة أي مبلغه. ولها جيد جداية وهي الغزالة. قال جميل:

بجيد جداية وبعين أحوى ... تراعى بين أكثبة مهاها

وأوثر جديتي سرجك لا يعقر، وهما ما يبطن به الدفتان من لبد محشو، وكذلك جديتا الرحل والجمع جديٌ وجديات. قال مسكين الدارمي:

ما مس رحلي العنكبوت ولا ... جدياته من وضعه غبر

ويقال لهما: الجديتان، والعوام تسميهما: الجديدتين. ويقال جدا عليه شؤمه إذا جر عليه وهو من باب التعكيس، كقوله تعالى: " فبشره بعذاب أليم " قال ابن شعاء الفزاري:

رعى طرفها الواشون حتى تبينوا ... هواها وقد يجدو على النفس شؤمها

ولا أفعل ذلك جدا الدهر أي أبداً. قال الأعشى:

رواح العشي وسير الغدو ... جدا الدهر حتى تلاقي الخيارا

وتضمخ بالجادي وهو الزعفران، نسب إلى الجادية وهي من أعمال البلقاء. سمعت من يقول: أرضالبلقاء تلد الزعفران.
جدي
) (ي ( {الجَدْيُ: من أَولادِ المَعَزِ ذَكَرُها) ، كَذَا فِي الصِّحاحِ والمُحْكَم. وَمِنْهُم مَنْ قَيَّدَه بأنَّه الَّذِي لم يَبْلغ سَنَة؛ (ج} أَجْدٍ) فِي القلَّةِ، (و) إِذا كَثُرَتْ فَهِيَ ( {جِداءٌ} وجِدْيانٌ، بكسْرِهِما.
(وَلم يَذْكُرِ الجَوْهريُّ الأَخيرَةَ، قالَ: وَلَا تَقُل {الجَدَايا وَلَا} الجِدْي، بكسْرِ الجيمِ. (و) مِن المجازِ: الجَدْيُ (مِن النّجومِ) {جَدْيانِ: أَحَدُهُما (الدَّائِرُ مَعَ بَناتِ نَعْشٍ، و) الآخَرُ: (الَّذِي بلِزْقِ الدَّلُوِ) ، وَهُوَ (بُرْجٌ) مِن البروجِ، و (لاَ تَعْرِفُه العَرَبُ، وكِلاهُما على التَّشْبِيهِ} بالجَدْي فِي مَرآةِ العَيْنِ؛ كَذَا فِي المُحْكَم.
وَفِي الصِّحاح: الجَدْيُ بُرْجٌ فِي السَّماءِ؛ {والجَدْيُ: نَجْمٌ إِلَى جنبِ القُطْبِ تُعْرَفُ بِهِ القِبْلَةُ.
قالَ شيْخُنا: والــمَشْهورُ عنْدَ المُنَجِّمِين أنَّ الَّذِي مَعَ بَناتِ نَعْشِ يُعْرَفُ} بالجُدَيِّ مُصَغّراً؛ قالَ فِي المغربِ: تميزاً للفَرْقِ بَيْنه وبينَ البرجِ.
( {والجَدِيَّةُ، كالرَّمِيَّةِ: القِطْعَةُ) مِن الكِساءِ (المَحْشُوَّةُ تحتَ) دَفَّتَي (السَّرْجِ والرَّحْلِ) ، والجَمْعُ الجَدَايا، وَلَا تَقُل جَدِيدَةٌ، والعامَّةُ تَقُولُه؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
(} كالجَدْيَةِ ج {جَدْياتٌ، بالفَتْح) ، كَذَا فِي النُّسخ تِبْعاً للصَّاغاني فِي التّكْمِلَة ونَصَّه: قالَ أَبو عبيدٍ وأَبو عَمْروٍ والنَّضْر: جَمْع} جَديةِ السَّرْجِ والرَّحْلِ جَدَياتٌ بالتَّخْفيفِ، انتَهَى وضُبِطَ فِي بَعضِ الأُصولِ بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: جَمْعُ {الجَدْيَةِ} جَدَيات، وَلم يُكَسِّرُوا الجَدْيَة على الأكْثَر اسْتِغْناء بجَمْع السَّلامَةِ إِذْ جازَ أَن يَعْنُوا الكَثِيرَ، يَعْني أنَّ فَعْلَة تُجْمَع فَعَلاتٍ يُعْنِى بهِ الأكْثَر كَمَا أَنْشَدَ لحَسَّانَ:
لَنَا الجَفَناتُ.
قَالَ الْجَوْهَرِي وتُجْمَعُ الجديةُ على! جَدىً قَالَ ابنُ بَرِّي صَوَابه {جَدْي كَشْريةٍ وشَرْىٍ واغفال المصنِّف إِيَّاه قُصُورٌ.
(وقالَ اللَّحْيانيُّ:} الجَدِيَّةُ (الدَّمُ السَّائِلُ) والبَصِيرَةُ مِنْهُ مَا لم يسل.
وقالَ أَبو زيْدٍ: الجَدِيَّةُ من الدَّمِ: مَا لَصِقَ بالجَسَدِ، والبَصِيرَةُ مَا كانَ على الأرْضِ.
(و) الجَدِيَّةُ: (النَّاحيةُ) يقالُ: هُوَ على {جديَّتِه، أَي ناحِيَتِه.
(و) أَيْضاً (القِطْعَةُ من المِسْكِ.
(و) أَيْضاً: (لَوْنُ الوَجْهِ) يقالُ: اصْفَرَّتْ} جَدِيَّةُ وَجْهِه؛ قالَ الشَّاعِرُ:
تَخالُ جَدِيَّةَ الأَبْطالِ فِيهَا
غَداةَ الرَّوعِ {جَادِيّاً مَدُوفا (وكَسُمَيَّةَ: جَبَلٌ) . (} والجادِيُّ: الزَّعْفَرانُ) ، نُسِبَ إِلَى {الجادِيَةِ مِن أَعْمالِ البَلْقاء.
قالَ الزَّمْخشريُّ: سمعْتُ مَنْ يقولُ: أَرْضُ البَلْقاءَ تَلِدُ الزَّعْفَرانَ.
هَكَذَا ذَكَرَه الأزْهرِيُّ وابنُ فارِسَ فِي هَذَا التَّرْكيبِ، وَهُوَ عنْدَهما فاعول.
وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ فِي (ج ود) على أنَّه فعلى؛ (} كالجادِيَاء) ذَكَرَه الصَّاغانيُّ فِي ترْكيبِ (م ل ب) .
(و) {الجادِيُّ: (الخَمْرُ) على التَّشْبيهِ فِي اللَّوْنِ.
(} وأَجْدَى الجُرْحُ: سَالَ) دَمُه؛ أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
وإنْ {أَجْدَى أَظَلاَّها ومَرَّتْ
لَمَنْهبِها عَقامٌ خَنْشَلِيلُ (} وجَدَيْتُه: طَلَبْتُ جَداهُ،) لُغَةٌ فِي جَدَوْته.
(! والجَدَايَةُ، ويُكْسَرُ الغَزالُ.
(قالَ الأصْمعيُّ: هُوَ بمنْزِلَةِ العَناقِ من الغَنَمِ؛ قالَ جِرانُ العَوْد: تُريحُ بعد النَّفَسِ المَحْفُوزِإِراحَة {الجَدَايَةِ النَّفُوزِكذا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكَم: هُوَ الذَّكَرُ والأُنْثى مِن أَوْلادِ الظِّباءِ إِذا بَلَغَ ستَّة أَشْهر أَو سَبْعَة وعَدَا وتَشَدَّد، وخصَّ بعضُهم الذَّكَرَ مِنْهَا، والجَمْعُ} الجَدَايا؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أُتِيَ {بجَدَايا وضَغابِيسَ) .
(وكسُميَ:} جُدَيُّ بنُ أَخْطَبَ أَخُو حُيَيِّ.
(و) جُدَيُّ بنُ تدولِ (بنِ بُحْتُرِ) بنِ عتودِ بنِ عتيرِ بنِ سَلامَانِ بنِ ثعلٍ (الشاعِرُ) مِن طيِّىءٍ، ومِن ولدِه القَيْسان.
وجابرُ بنُ ظالمٍ {الجدويُّ: لَهُ صُحْبَةٌ.
(} والجُدَاءُ، كغُرابٍ: مَبْلَغُ حِسابِ الضَّرْبِ) ، كقَوْلِكَ: (ثلاثةٌ فِي ثلاثةٍ {جُداؤُه تِسعَةٌ) ؛) نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} جَدَّى الرَّحْلَ {تَجْديةً: جَعَلَ لَهُ} جَدْيَةً.
{وجادِيَةُ: قرْيَةٌ بالشامِ إِلَيْهَا نُسِبَ الزَّعْفرانُ؛ ويقالُ} جِدْياً بالكسْر أَيْضاً؛ مِنْهَا: عُمَرُ بنُ حفصَ بنِ صَالح المريُّ: {الجديانيُّ المُحَدِّثُ.
} والجَدِيَّةُ: أَوَّلُ دفْعةٍ مِن الدَّم.
وقيلَ: هِيَ الطَّريقَةُ مِن الدَّم.
{والجادِيُّ: الجرادُ لأَنَّه} يَجْدِي كلَّ شَيْء، أَي يأْكُلُه؛ وَبِه رُوِي قَوْلُ الهُذَليّ:
حتَّى كأَنَّ عَلَيها {جادِياً لُبَدا والمَعْروفُ جابِياً، وَقد تقدَّم.
وَفِي كنانَةَ:} جُدَيُّ بنُ ضمرَةَ بنِ بكْرٍ، مِن ولدِهِ عمارَةُ بنُ مخشنٍ لَهُ صحْبَةٌ.
{والجَدِيَّةُ، كغَنِيَّة: أَرضٌ نَجْديَّةٌ لبَني شَيْبان.
وكسُمَيَّة: جَبَلٌ نَجْدِيٌّ فِي دِيارِ طيِّىءٍ.
(جدي) : يُجمْعَ الجَدْيُ جِدْياناً.

سين

سين: غزال صغير الحجم (بوسييه، دوماس مجلة الشرق والجزائر 8: 162، كولمب ص43، غدامس ص333).
سين
السيْنُ: حَرْفُ هِجَاءٍ، يُذَكَّرُ وُيؤنَّثُ. وسِيْنِيْنُ: اسْمُ جَبَلٍ بالشأم.

سين



سِينٌ One of the letters of the alphabet: (S, M, L, K:) [i. e., the name of that letter: (see art. س:)] of the masc. gender as being supposed to be a حَرْف [or letter], and fem. as being supposed to be a كَلِمَة [or word]. (L.) The saying فُلَانٌ لَا يَحْسِنُ سِنَهُ means Such a one will not form well one of the three شُعَب [i. e. teeth, or cusps,] of his س. (S, L.) سِينَآءُ Certain stones, (M, L, K,) so says Zj, (M, L,) well-known: (K:) whence the name of a certain mountain in Syria. (M, L.) سِينِيَّةٌ A certain tree; (M, L, K;) mentioned by AHn on the authority of Akh: (M, L:) pl. سِينِينٌ. (M, L, K.)
سين
طور سَيْنَاءَ: جبل معروف، قال: تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ [المؤمنون/ 20] . قرئ بالفتح والكسر ، والألف في سَيْنَاءَ بالفتح ليس إلّا للتأنيث، لأنه ليس في كلامهم فعلال إلّا مضاعفا، كالقلقال والزّلزال، وفي سِينَاءَ يصحّ أن تكون الألف فيه كالألف في علباء وحرباء ، وأن تكون الألف للإلحاق بسرداح ، وقيل أيضا:
وَطُورِ سِينِينَ
. والسِّينُ من حروف المعجم.
س ي ن

السِّين حَرْفُ هِجَاءٍ وهو حَرْفٌ مَهْمُوسٌ وطُورُ سِينِين وسِينَا وسَيْنَاء جَبَلٌ بالشَّام قال الزَّجَّاج قيل إن سَيْنَاء فهو على وزن صحراء ومن قرأ سِينَاء فهو على وزن عِلْباء إلا أنه اسم للبُقْعَة فلا يَنْصَرِف والسِّينِيَّة شجرةٌ حكاه أبو حنيفة عن الأخفش وجمعها سينين قال وزعم الأخفش أن طُورَ سِينِين مُضَافٌ إليه قال ولم يبلغني هذا عن أحد غيره
س ي ن: طُورُ سِينَاءَ جَبَلٌ بِالشَّامِ وَهُوَ طُورٌ أُضِيفَ إِلَى سِينَاءَ وَهِيَ شَجَرٌ وَكَذَا (طُورُ سِينِينَ) . قَالَ الْأَخْفَشُ: سِينِينَ شَجَرٌ وَاحِدَتُهَا سِينِينَةٌ. قَالَ: وَقُرِئَ: {طُورِ سَيْنَاءَ} [المؤمنون: 20] وَسَيْنَاءُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ، وَالْفَتْحُ أَجْوَدُ فِي النَّحْوِ. وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: إِنَّمَا لَمْ يُصْرَفْ لِأَنَّهُ جُعِلَ اسْمًا لِلْبُقْعَةِ. 
(سين) - قوله تعالى: {طُورِ سَيْنَاءَ} ، و {وَطُورِ سِينِينَ}
الطُّور: الجَبَل. والسِّينَاءُ: الحجارة المباركَة، سُرْيانِّي. وقيل: حَبَشىّ. وقيل: نَبَطِىّ، وقَعَت إلى العرب، فاختَلفَت بها لُغاتُهم.
وقراءَةُ ابن أبى إسحاق وعِيَسى البَصْري: {سَيْنِين} "بفتح السّين".
قال الأزهري: يقال: هو جبَل بين حُلْوان وهَمَذان. قال: والسِّيناء: الحُسْن. ومن قرأ: {سَيْنَاءَ} على وزن صَحْراء، فهو اسْم للمكان لا يُجرَى. ومَن قرأ بالكسْر فليس في الكلام على فِعْلاء، على أنّ الأَلِفَ للتأنيث، وما جاء في الكلام على فِعْلاء نحو حِرْباء وعِلباء وخِرشاء فهو مُنصرِف مذكر، ومَن قَرأَها بالكسر جَعَلها اسماً للبُقْعة فلم يَصْرِفْها.
وقيل: بالكسر لُغة كِنانَة، والفتح إعرابية. وقيل: بالكَسْر يُمدُّ ويُقْصَر، ولا يكون فِعلاء بالكَسْر إلّا مدخولة على غير صِحّة، وإنّما يكون فِعْلاء مقصورة أو ممدودة بِزِيادة كَسِيمْياء وحِرْبياء.
وقال عبدُ الله الأنصاري: {سِينِينَ} أصلُه سَيْناء منصوبة السِّين ومكسورتَها، وهي لُغة حَبَشِية: للشىَّء الحَسَن المبارَك.
و {وَطُورِ سِينِينَ} معناه: جَبَل حَسنٌ مبارك، وهو جَبل الزَّيتون بالشَّام، وإنَّما قال ها هنا: سِينين؛ لأنّ بَاج الآياتِ على النون، كقوله تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} ؛ وهو الآمِن، جعلَها أَمِيناً على بَاجِ آيات السورة، كقَوله تعالى: {حَرَمًا آمِنًا} ، {وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} كما قال تعالى في الصافّات: {سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ} وإنّما هو إلياس، فخُرِّج على بَاجِ آياتِ السُّورة.
وأَصلُ الكلام في مَدْح الجَبَل الحَسَنِ من قِبَل النَّبات والشَّجر والمَاءُ به. وقال: هو جَبَل موسىَ عليه السَّلامُ، وبه البُقْعة المباركة.
وقال الأخفش: سِينين: شَجَر، واحدتُها: السِّينِينَة .
وقيل: هو جبل كلَّم الله تعالى عليه موسىَ عليه الصلاة والسلام.
وقال السّدِّىّ: طور سِينينِ: اسم مسجد. وقيل: قول مَنْ قال: معناه مبارك لو كان كذلك كان نصباً؛ لأن الشيء لا يُضاف إلى نفسِه. وقَولُ الأَنصاري: إنما قاله على باجِ الآياتِ فقولٌ لا أُحِبّه ولا أَجسُرُ أن أَقولَه في القرآن. 
سين
: (} السِّينُ) ، بالكسْرِ: (حَرْفٌ) هجاءِ من حُرُوفِ المعْجمِ، وَهُوَ (مَهْموسٌ) يُذَكَّر ويُؤَنَّث، هَذَا {سِينٌ، وَهَذِه سِينٌ، فَمن أَنَّثَ فعَلَى توَهُّمِ الكَلِمَةِ، وَمن ذَكَّر فعَلَى توهُّمِ الحرْفِ وَهُوَ (مِن حُرُوفِ الصَّفيرِ، ويَمْتازُ عَن الصَّادِ بالاطْباقِ، وَعَن الزَّاي بالهَمْسِ، ويُزادُ) وَقد يخلصُ الفِعْل للاسْتِقبالِ تقولُ سَيَفْعَل، وزَعَمَ الخَليلُ أَنَّها جوابُ لنْ؛ (وتُبْدَلُ مِنْهُ التَّاءُ) ، حَكَاه أَبو زَيْدٍ أَنْشَدَ:
يَا قَبَّحَ الّلهُ بَني السعْلاتِعَمْرو بن يَرْبُوعٍ شِرارَ الناتِليسوا أَعِفَّاء وَلَا أَكْياتِيُريدُ الناسَ والأَكْياسَ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ويقُولُونَ: هَذَا سنه وتنَّه، أَي قرْنُه، ويُريدُونَ السنين والتنين.
(و) } السِّينُ: (جَبَلٌ.
(و) أَيْضاً: (ة بأَصْبَهانَ، مِنْهَا: أَبَوَا مَنْصورٍ المُحَمَّدانِ ابنُ زَكَرِيَّا) بنِ الحَسَنِ بنِ زَكرِيَّا بنِ ثابِتِ بنِ عامِرِ بنِ حكيمٍ الأديبُ مَوْلى الأنْصارِ؛ (و) أَبو مَنْصورِ (بنُ سَكْرَوَيْه) ، كعَمْرَوَيْه، (! السِّينِيَّانِ سَمِعَا) مِن أَبي إسْحق إبراهيمَ (بن خُرْشِيدَ قُولَةَ) التَّاجِرِ.
قالَ الذَّهبيُّ: ووَلِيَ الأخيرُ بَلَد قَضَائِه سِيْن.
(ومحمدُ بنُ عبدِ اللهاِ بنِ سِينٍ) أَبو عبْدِ اللهاِ الأصْبَهانيُّ (مُحدِّثٌ) عَن مُطّين. (و) قوْلُه تعالَى: {يس} (أَي يَا إنْسانُ) ، لأنَّه قالَ: إنَّك لمن المُرْسَلِين؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن عكرمَةَ.
وقالَ ابنُ جنيِّ فِي المُحْتسبِ: ورَوَى هَارُون عَن أَبي بكْرٍ الهُذَليِّ عَن الكَلْبيّ يللهس بالرَّفْع، قالَ: فلَقِيْت الكَلْبيّ فسَأَلْته فقالَ: هِيَ بلُغَةِ طيِّىءٍ يَا إنْسانُ، ثمَّ قالَ: وَمن ضمَّ نُون يللهس احْتَمَل أَمْرَيْن أَحَدهما: أَن يكونَ لالْتِقاءِ السَّاكِنَيْن كحوب فِي الزَّجْرِ، وهيت لَك؛ والآخَرُ: أَنْ يكونَ على مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ الكَلْبيّ ورَوَينا فِيهِ عَن قطْرُب:
فيا لَيْتَني من بعد مَا طافَ أَهْلُهاهلكتُ وَلم أسمع بهَا صوتَ ياسينوقالَ: معْناهُ صَوْت إنْسانٍ؛ قالَ: ويحْتَملُ ذَلِك عنْدِي وَجْهاً ثَالِثا، وَهُوَ أَنْ يكونَ أَرادَيا إنْسانُ؛ (أَو يَا سَيِّدُ) ، إلاَّ أَنَّه اكْتَفَى مِن جميعِ الاسْمِ {بالسِّيْن فقالَ:} ياسِيْن، فيا فِيهِ حَرْف نِدَاء كقوْلِكَ: يَا رَجُل؛ ونَظِيرُ حَذْفِ بعضِ الاسْمِ قوْلُ النَّبيِّ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَفَى بالسَّيْف شا) ، أَي شاهِداً، فَحَذَف العَيْن واللاَّمِ، وكذلِكَ حَذَف مِن إنْسان الفَاءَ والعَيْن، غير أنَّه جَعَل مابَقِي مِنْهُ اسْماً قائِماً برأْسِه وَهُوَ السِّيْن، فقيلَ: يللهس، كقوْلِكَ: لَو قسْت عَلَيْهِ فِي نِداء زيد يَا رَاء، ويُؤَكِّد ذلِكَ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابنُ عبَّاسٍ فِي حم عسق ونحْوهِ أنَّها حُرُوفٌ مِن جمْلَةِ أَسْماء اللهاِ سبْحانَه وتعالَى وَهِي رَحِيمٌ وعَلِيمٌ وسَمِيعٌ وقَدِيرٌ ونَحْو ذلِكَ، وشَبِيه بِهِ قوْلُه: قُلْنا لَهَا قِفِي لنا قالَتْ قَاف أَي وَقَفْت فاكْتَفي بالحَرْف عَن الكَلِمَةِ.
( {وسِيْنا، مَقْصورَةً: جَدُّ) الرَّئِيس (أَبي عليَ الحُسَيْنُ بنُ عبدِ الله) الحَكِيم الــمَشْهور كانَ أَبُوه مِنْ أَهْلِ بَلَخ، فانْتَقَل مِنْهَا إِلَى بُخارَى ووُلِدَ لَهُ ولدُه هَذَا فِي بعضِ قُراها فِي سَنَة 370، ولمَّا بَلَغ عُمره عَشْرَ سِنِيْن حصَّل الفُنُون كُلّها، وصارَ يُدِيم النّظر، وجَالَ فِي البِلادِ وخَدَمَ الدَّولَة السَّامَانِية، وتُوفي بهَمَذَان سَنَة 438 بالقُولَنج، وقيلَ بالصَّرَع، ويقالُ إنَّه ماتَ فِي السِّجْنِ مُعْتقلاً؛ وَمِنْه قوْلُ الشاعِرِ:


رأَيْت ابْن سِينا يُعادِي الرِّجال وَفِي السِّجْن ماتَ أخس المَمَات فَلم يشف مَا نابَه بالشّفاء وَلم يَنْج من مَوْتِه بالنَّجات ومِن مُؤَلَّفاتِه: القانون والشّفاء.
(و) سِيْناءُ، (بالمدِّ؛ حِجارَةٌ م) مَعْروفَةٌ؛ عَن الزَّجَّاج، قالَ: وَهُوَ، وَالله أَعْلَم، اسمُ المَكانِ.
(} وسِينانُ) ، بالكسْرِ: (ة بمَرْوَ) ، مِنْهَا: أَبو عبْدِ الله الفضْلُ بنُ موسَى المَرْوَزيُّ عَن الأَعْمش وعبْدِ المُؤْمن بنِ خَلَف، وثَّقَه ابنُ مُعِين، وُلِدَ سَنَة 115، وماتَ سَنَة 152، يُقالُ تبرم أَهْلُ! سِينان مِن كثْرةِ طَلَبته فوَضَعُوا عَلَيْهِ امْرأَةً تقولُ إنَّه رَاوَدَها، فانْتَقَل إِلَى رامانشاه فيَبِسَ زَرْع سِينانَ، تلْكَ السَّنَةِ فسَألُوه الرّجُوع، فقالَ: حَتَّى تَقرُّوا بالكَذِبِ ففَعَلوا، فقالَ: لَا حاجَةَ لي فيمَنْ يكْذِب؛ وأَخُوه أَحْمدُ.
قالَ ابنُ مَاكُولَا: غَزِيرُ الحديِثِ.
ومحمدُ بنُ بكْرٍ السِّينانيُّ المَرْوَزيُّ عَن بُنْدار وطَبَقَتِه.
ومُفَلّسُ بنُ عبدِ الله الضَّبِّيُّ {السِّينانيُّ شيْخٌ لأبي نُمَيْلة. وَذكر الحافِظُ فِي التَّبْصيرِ ضابطاً فِيهِ.
قالَ أَبو عَمْرو بنُ حبوية: مَنْ جاءَ مِن الكُوفَةِ فَهُوَ شيباني بالمعْجَمَةِ، ومَنْ جاءَ مِنَ الشامِ فَهُوَ سِيبانيٌّ بالمهْمَلَةِ، ومَنْ جاءَ مِن خُرَاسان فَهُوَ} سِينانيٌّ بنَوْنَيْن.
(و) {سِينانُ: (جَدُّ محمدِ بنِ المغيرةِ) الهَمَدانيّ الرَّاوِي عَن بكْرِ بنِ إبراهيمَ.
(و) أَيْضاً: (جَدٌّ لعليِّ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الله) بنِ الهَيْثم الأَصْبهانيّ (صاحِبِ) أَبي القاسِمِ (الطَّبْرَانيِّ) ، كَذَا فِي التَّبْصيرِ، ويقالُ لَهُ ابنُ سِين أَيْضاً.
(وطُورُ} سِنينَ و) طُورُ ( {سِيناءَ) ، مَمْدوداً (ويُفْتَحُ،} وسِينَا، مَقْصورَةً: جَبَلٌ بالشَّامِ) .
قالَ الزَّجَّاجُ: فَمن قَرَأَ {سِينَاءَ على وَزْنِ صَحْراءَ فإنَّها لَا تَنْصَرِف، وَمن قَرَأَ} سِيناء فَهُوَ على وَزْن عِلْباء إلاّ أنَّه اسمٌ للبُقْعةِ فَلَا يَنْصَرِف، وَلَيْسَ فِي كَلامِ العَرَبِ فَعْلاء بالكسْرِ مَمْدوداً.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ الأخْفَش: وقُرِىءَ: {طُور سَيْناءَ} وسِينَاءَ، بالفتْحِ والكسْرِ، والفَتْحِ أَجْودُ فِي النَّحْو، لأنَّه مَبْنيٌّ على فِعْلاء، والكَسْر رَدِىءٌ فِي النّحْوِ لأنَّه ليسَ فِي أَبْنيةِ العَرَبِ فِعْلاء مَمْدود بكسْرِ الأوَّل غَيْر مَصْروفٍ، إلاَّ أَن تَجْعَلَه أَعْجمِيّاً.
وقالَ أَبو عليَ: لم يُصْرَف لأنَّه جُعِل اسْما للبُقْعةِ.
ووَجَدْت فِي نسخةِ الصِّحاحِ للميدانيّ زِيادَةً فِي المَتْن مَا نَصّها: وكانَ أَبو عَمْرو بنُ العَلاءِ يَخْتارُ الكَسْر ويَعْتَبرُهُ بطور {سِينِين، وَهُوَ أَكْثَر فِي القِراءَةِ، واخْتَارَ الكِسائيُّ الفتْحَ وَهُوَ أَصَح فِي النَّحْو؛ انتَهَى.
(} والسِّينِينِيَّة) بالكسْرِ: (شَجَرةٌ) ، حَكَاه أَبو حَنِيفَةَ عَن الأَخْفش، (ج {سِينينَ) ؛ قالَ: وزَعَمَ أَنَّ طُورَ سِينِين مُضافٌ إِلَيْهِ، وَلم يبلغِني هَذَا عَن أَحدٍ غيرِهِ.
ونَقَلَ الجَوْهرِيُّ أَيْضاً قوْلَ الأَخْفَشِ المَذْكُور.
وَالَّذِي نَقَلَه الأزْهرِيُّ وغيرُهُ أَنَّ} سِينِين جَبَلٌ بالشامِ أُضِيفَ إِلَيْهِ الطُّور، وتقدَّمَ للمصنِّفِ قَرِيباً.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قالَ أَبو سعيدٍ: قوْلُهم: فلانٌ لَا يُحْسِن سِينه، يُريدُونَ شُعْبَةً مِن شُعَبِه، وَهُوَ ذُو ثلاثِ شُعَبٍ؟ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
والطرة {السينية الَّتِي على هَيْئةِ} السِّين؛ وَمِنْه قَوْلُ الحَرِيريّ: لَو لم تبْرزْ جَبْهصلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُالسِّين لما قَنْفَشَت الخَمْسِين.
! وسِينانُ: قَرْيةٌ على بابِ هرَاةَ، مِنْهَا: أَبو نَصْر أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ مَنْصورِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدِ بنِ لَيْثٍ {السِّينانيُّ الهَرَوِيُّ عَن أَبي سعيدٍ محمدِ بنِ محمدِ بنِ عبْدِ الله المخلديّ، وَعنهُ عبدُ الله بنُ أحمدَ السَّمَرْقَنْديُّ وأَبو القاسِمِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الله بنِ الهَيْثمِ بنِ} سِيْن، ويقالُ {سِينانيٌّ رَوَى عَنهُ الطَّبْرانيّ وَقد تقدَّمَ
[سين] السين: حرف من حروف المعجم، وهى من حروف الزيادات. وقد تخلص الفعل للاستقبال، تقول: سيفعل. وزغم الخيل أنها جواب لن. أبو زيد: من العرب من يجعل السين تاء. وأنشد : يا قبح الله بنى السعلاة عمرو بن يربوع شرار النات ليسوا أعفاء ولا أكيات يريد الناس والاكياس. قال: ومن العرب من يجعل التاء كافا. وأنشد لرجل من حمير: يا ابن الزبير طالما عصيكا وطالما عنيتنا إليكا لنضربن بسيفنا قفيكا قال أبو سعيد: وقولهم فلان لا يحسن سينه، يريدون شعبة من شعبه، وهو ذو ثلاث شعب. وقوله تعالى: (يس) كقوله (الم) و (حم) في أوائل السور. وقال عكرمة: معناه يا إنسان، لانه قال: (إنك لمن المرسلين) .

(وطور سيناء) : جبل بالشأم، وهو طور أضيف إلى سيناء وهو شجر. وكذلك (طور سينين) . قال الاخفش: السينين: شجر، واحدتها سينينة. قال وقرئ: (طور سيناء) و (سيناء) بالفتح والكسر، والفتح أجود في النحو، لانه بنى على فعلاء. قال: والكسر ردئ في النحو، لانه ليس في أبنية العرب فعلاء ممدود مكسور الاول غير مصروف، إلا أن تجعله أعجميا. وقال أبو على: إنما لم يصرف لانه جعل اسما للبقعة.

الحرف

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.
الحَرف: أعني حرف المباني وهي الحروف الهجائية قال القاري: "قالوا في تعريف الحرف: هو صوتٌ معتمد على مقطع محقق وهو أن يكون اعتمادُه على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة أو مقطع مقدرٌ وهو هواء الفم".
الحرف:
[في الانكليزية] Particle
[ في الفرنسية] Particule
في اصطلاح النحاة كلمة دلّت على معنى في غيره ويسمّى بحرف المعنى أيضا، وبالأداة أيضا. ويسمّيه المنطقيون بالأداة. ومعنى قولهم على معنى في غيره على معنى ثابت في لفظ غيره، فإنّ اللام في قولنا الرجل مثلا يدلّ بنفسه على التعريف الذي هو في الرجل، وهل في قولنا هل قام زيد يدلّ بنفسه على الاستفهام الذي هو في جملة قام زيد. وقيل المعنى على معنى حاصل في غيره أي باعتبار متعلّقه لا باعتباره في نفسه. وهذا هو التحقيق؛ وقد مرّ ذلك مستوفى في لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة كانت أو جازمة أو ناصبة صرفة كان وأخواتها، أو مع الرفع كالحروف المشبّهة بالفعل وهي إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس ما ولا المشبّهتين بليس، وبعضها غير عاملة كحروف العطف كالواو وأو وبل ونحوها مما يحصل به العطف، وحروف الزيادة التي لا يختلّ بتركها أصل المعنى كإن المكسورة المخففة وتسمّى بحروف الصّلة كما يجيء في لفظ الصلة. وحروف النفي الغير العاملة، وحروف النداء التي يحصل بها النداء كيا، وحروف الاستثناء وحروف الاستفهام، وحروف الإيجاب كنعم وبلى، وحروف التنبيه كها وألا، وحروف التحضيض كهلا وألّا، وحروف التفسير كأي، وحروف التنفيس كالسين وسوف، وحرف التوقّع كقد، وحرف الردع أي الزجر والمنع وهو كلّا، وغير ذلك. وإن شئت تفاصيل هذه فارجع إلى كتب النحو.
الحرف:
* " صوت مُعتمد على مقطع محقق أو مقدر "، وهو ما يتألف منه الكلام، وهي (أ، ب، ت .. إلخ، والــمشهور في عدتها تسعة وعشرون حرفاً، منها عشرة أحرف زائدة، وتسعة عشر حرفاً أصلياً، أما (الحروف الزائدة) فمجموعة في (سألتمونيها) وهي التي لا يقع في كلام العرب حرف زائدة في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف العشرة، والمقصود بالزيادة هناك أن يأتي زائداً على وزن (فعل) أي ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها، نحو (استكبر)، وتقع هذه الزوائد في مواضع أخرى أصلاً، ولذلك تلقب بـ (الحروف المذبذبة) وأما (الحروف الأصلية) فهي ما عدا الحروف الزائدة المذكورة وعدتها تسعة عشر حرفاً، وإنما سميت بذلك لأنها لا تقع في كلام العرب إلا أصولاً. وثمة خمسة حروف فرعية زائدة على التسعة والعشرين مستعملة في كلام العرب ونزل بها القرآن الكريم وهي النون الخفيفة والألف الممالة والألف المغلظة كما في طريق الأزرق (ت في حدود 240 هـ) عن ورش (ت 197 هـ) في تغليظ اللامات والصاد المشمة صوت الزاي كما في (صراط) وما أشبه عن حمزة (ت 156 هـ) والهمزة المسهلة بَينَ بَينَ، ويقال لها: (الحروف المشربة) و (الحروف المشوبة) و (الحروف المخالطة)؛ لأنها مشربة بغيرها وتتخالط في اللفظ مع غيرها.
القراءة، " فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً، كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، وكذلك قراءة كل إمام تسمى حرفاً ".
الحرف:
[في الانكليزية] Letter ،phoneme
[ في الفرنسية] Lettre ،phoneme
بالفتح وسكون الراء المهملة في العرف أي عرف العرب كما في شرح المواقف يطلق على ما يتركب منه اللفظ نحو اب ت لا ألف وباء وتاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها كما في النظامي شرح الشافية ويسمّى حرف التهجي وحرف الهجاء وحرف المبني. وماهيته واضحة بديهية وجميع ما ذكر في تعريفها المقصود منها التنبيه على خواصها وصفاتها.
وبهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد على مقطع محقّق وهو أن يكون اعتماده على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة، أو مقطّع مقدّر وهو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له في شيء من أجزاء الفم بحيث إنه ينقطع في ذلك الجزء، ولذا يقبل الزيادة والنقصان ويختصّ بالإنسان وضعا كذا في تيسير القاري.
وعرّفه ابن سينا بأنه كيفية تعرض للصوت بها أي بتلك الكيفية يمتاز الصوت عن صوت آخر مثله في الحدة والثقل تمييزا في المسموع. فقوله كيفية أي هيئة وضعية. وقوله تعرض للصوت أراد به ما يتناول عروضها له في طرفه عروض الآن للزمان، فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول الصوامت كالتاء والطاء والدال فإنها لا توجد إلّا في الآن الذي هو بداية زمان الصوت أو نهايته فلا تكون عارضة له حقيقة، إذ العارض يجب أن يكون موجودا مع المعروض، وهذه الحروف الآنية لا توجد مع الصوت الذي هو زماني. وتوضيح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان والنقطة للخط، فإنّ عروض الشيء للشيء قد يكون بحيث يجتمعان في الزمان وقد لا يكون، وحينئذ يجوز أن يكون كلّ واحد من الحروف الآنية طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. وقوله مثله في الحدّة والثقل ليخرج عن التعريف الحدّة والثّقل فإنّهما وإن كانتا صفتين مسموعتين عارضتين للصوت يمتاز بهما ذلك الصوت عما يخالفه في تلك الصفة العارضة، إلّا أنه لا يمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر يماثله في الحدّة ولا بالثقل صوت عما يشاركه فيه. وقوله تمييزا في المسموع ليخرج الغنّة وهي التي تظهر من تسريب الهواء بعضها إلى جانب الأنف وبعضها إلى الفم مع انطباق الشفتين، والبحوحة التي هي غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة والبحوحة سواء كانتا ملذتين أو غير ملذتين صفتان عارضتان للصوت يمتاز بهما عما يشاركه في الحدّة والثّقل، لكنهما ليسا مسموعين، فلا يكون التمييز الحاصل منهما تمييزا في المسموع من حيث هو مسموع ونحوهما كطول الصوت وقصره، وكونه طيبا وغير طيب، فإنّ هذه الأمور ليست مسموعة أيضا. أما الطول والقصر فلأنهما من الكميات المحضة والمأخوذة مع الإضافة ولا شيء منهما بمسموع وإن كان يتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما يحصل من اعتبار مجموع صوتين صوت حاصل في ذلك الوقت وهو مسموع وصوت حاصل قبل ذلك الوقت وهو ليس بمسموع. وأمّا كون الصوت طيبا أي ملائما للطبع أو غير طيب فأمر يدركه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعني الغنّة والبحوحة ونحوهما والمسموع واحد، وقد تتّحد والمسموع مختلف، وذلك لأنّ هذه الأمور وإن كانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها في أنفسها ليست مسموعة فلا يكون اختلافها مقتضيا لاختلاف المسموع، ولا اتحادها مقتضيا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها يقتضي اختلاف المسموع الذي هو مجموع الصوت وعارضه واتحادها يقتضي اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلك العارض المسموع. والحق أنّ معنى التمييز في المسموع ليس أن يكون ما به التمييز مسموعا بل أن يحصل به التمييز في نفس المسموع بأن يختلف باختلافه ويتّحد باتحاده، كالحرف بخلاف الغنّة والبحوحة ونحوهما، كذا في شرح المواقف في مبحث الأصوات.
ويعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة وتسمّى دلالة الحروف دلالة أولية، ودلالة الكلمة دلالة ثانية، وهو موضوع علم الجفر، وبهذا صرح في بعض رسائل الجفر. ولذا يسمّى علم الجفر بعلم الحروف.
تقسيمات حروف الهجاء
الأول إلى المعجمة وهي المنقوطة وغير المعجمة وهي غير المنقوطة وتسمى بالمهملة أيضا. الثاني إلى نوراني وظلماني. قال أهل الجفر الحروف النورانية حروف فواتح السور ومجموعها صراط علي حق نمسكه والباقية ظلمانية. ومنهم من يسمّى الحروف النورانية بحروف الحق والظلمانية بحروف الخلق. ومنهم من قال: النورانية تسمّى الأعلى والظلمانية قسمان. منها سبعة حروف تسمّى الأدنى وهي:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، والسبعة الباقية تسمّى أدنى الأدنى. كذا في بعض رسائل الجفر. الثالث: إلى المسروري والملبوبي والملفوظي. وفي بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1 - ملفوظى: وهي التي تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف وجيم ودال. وهذه 13 حرفا تنحصر في قسمين: قسم زائد الحركة مثل الألف التي وسطها متحرك وقسم زائد الأول وهو ثلاثة حروف: الميم والنون والواو.
2 - 
ملبوبي: وهو ما يلفظ بحرفين وهي 12 حرفا. انتهى كلامه. وينبغي أن يعلم أنّ الحرف الملفوظي يشترك فيه أن لا يكون أوّله وآخره نفس الحرف، وإلّا فالمسروري يمكن اعتباره من الملفوظي. فحينئذ يلغي التقابل بين الأقسام. وهذا مبطل للتّقسيم الثلاثي ومؤيّد لما ذكره في قاموس جهانگيري حيث قال: إنّ علماء العربية ذكروا أنواع الحروف وقسّموها إلى ثلاثة أقسام: الأول: مسروري وهو ما يتم لفظه بواسطة حرفين اثنين وعددها: 12 حرفا وهي با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا ها يا.

والثاني: ملفوظى: وهو ما يلفظ بثلاثة أحرف لا يكون آخرها مثل أوّلها: وهي 13 حرفا: الف جيم دال ذال سين شين صاد ضاد عين غين قاف كاف لام.

والقسم الثالث: يقال له: ملبوبي ومكتوبي:
وهو ثلاثي الحروف وآخره مثل أوله ومجموعه 3 أحرف هي: الميم والنون والواو. انتهى.
ولا يخفى أنّه في هذا الكلام أطلق اسم الملبوبي على المسروري بعكس الكلام السابق.

الرابع: إلى المنفصلة وغيرها في أنواع البسط يأتي بالألف والدال والذال والراء والزاي والواو ولا، ويسمّيها الحروف السبعة المنفصلة وما عداها يقال لها: غير منفصلة.

الخامس: إلى المفردة والمتزاوجة التي تسمّى بالمتشابهة أيضا. ويقول في أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، وتسمّى أيضا متزاوجة، وهي الحروف التي لا اختلاف بينها في الصورة إلّا في النقط مثل الحاء والخاء.

وإمّا مفردة: وهي التي ليست كذلك. السادس إلى المصوّتة والصامتة فالمصوتة حروف المدّ واللين أي حروف العلّة الساكنة التي حركة ما قبلها مجانسة لها. والصامتة ما سواها سواء كانت متحركة أو ساكنة ولكن ليس حركة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب كونها ساكنة وما قبلها مفتوحا. وإطلاق اسم الألف على الهمزة بالاشتراك اللفظي. وأما الواو والياء فقد تكونان صامتتين أيضا كذا في شرح المواقف. السابع إلى زمانية وآنية. وفي شرح المواقف الحروف إمّا زمانية صرفة كالمصوتة فإنها زمانية عارضة للصوت باقية معه زمانا بلا شبهة. وكذا بعض الصوامت كالفاء والقاف والسين والشين ونحوها ممّا يمكن تمديدها بلا توهّم تكرار، فإنّ الغالب على الظنّ أنها زمانية أيضا. وإمّا آنية صرفة كالتاء والطاء وغيرهما من الصوامت التي لا يمكن تمديدها أصلا فإنها لا توجد في آخر زمان حبس النفس كما في لفظ بيت وفرط، أو في أوله كما في لفظ تراب، أو في آن يتوسطهما، كما إذا وقعت تلك الصوامت في أوساط الكلم فهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة والآن بالنسبة إلى الخط والزمان. وتسميتها بالحروف أولى من تسميتها بغيرها لأنها أطراف الصوت والحرف هو الطرف. وأما آنية تشبه الزمانية وهي أن تتوارد افرادا آنية مرارا فيظن أنها فرد زماني كالراء والحاء والخاء، فإنّ الغالب على الظن أنّ الراء في آخر الدار مثلا راءات متوالية، كلّ واحد منها آني الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا يشعر بامتياز أزمنتها فيظنها حرفا واحدا زمانيا، وكذا الحال في الحاء والخاء كذا في شرح المواقف. الثامن إلى المتماثلة والمتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بينها بذواتها ولا بعوارضها المسمّاة بالحركة والسكون كالياءين المتحركين بنوع واحد من الحركة. والمتخالفة ما ليس كذلك سواء كانت متخالفة بالذات والحقيقة كالياء والميم، أو بالعرض كالياء الساكنة والمتحركة كذا في شرح المواقف. هذا لكن المذكور في فن الصرف أنّ المتماثلة هي المتفقة في الحقيقة وإن كانت مختلفة بالعوارض. قال في الإتقان في بحث الإدغام نعني بالمتماثلين ما اتفقا مخرجا وصفة كالياءين واللامين، وبالمتجانسين ما اتفقا مخرجا واختلفا صفة كالطاء والتاء والظاء والثاء، وبالمتقاربين ما تقاربا مخرجا أو صفة كالدال والسين والضاد والشين انتهى. فالحروف على هذا أربعة أقسام. المتماثلة والمتجانسة والمتقاربة وما ليس شيئا منها. التاسع إلى المجهورة والمهموسة فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحركه. والمهموسة بخلافها أي ما لا ينحصر جري النفس مع تحركه.
والانحصار الاحتباس وهي السين والشين والحاء والخاء والثاء المثلثة والتاء المثناة الفوقانية والصاد المهملة والفاء والهاء والكاف.
والمجهورة ما سواها، ففي المجهورة يشبع الاعتماد في موضعه. فمن إشباع الاعتماد يحصل ارتفاع الصوت، والجهر هو ارتفاع الصوت فسمّيت بها. وكذا الحال في المهموسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد يحصل الهمس وهو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد وجرى الصوت كما في الضاد والزاء والعين والغين والياء فهي مجهورة رخوة، وإذا أشبعته ولم يجر الصوت كالقاف والجيم والطاء والدال فهي مجهورة شديدة. قيل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، والمهموسة تخرج أصواتها من مخارجها في الفم وذلك مما يرخي الصوت، فيخرج الصوت من الفم ضعيفا. ثم إن أردت الجهر بها وإسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. وتمتحن المجهورة بأن تكرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، رفعت صوتك بها أو أخفيته، سواء أشبعت الحركات حتى تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قي قي قي، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت. وأما مع الصوت فلا يجري وذلك لأنّ النّفس الخارج من الصدر وهو مركّب الصوت يحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق على مخرج الحرف، إذ الاعتماد على موضع من الحلق أو الفم يحبس النّفس وإن لم يكن هناك صوت، وإنّما يجري النّفس إذا ضعف الاعتماد. وإنّما كرّرت الحروف في الامتحان لأنك لو نطقت بواحد منها غير مكرّر فعقيب فراغك منه يجري النّفس بلا فصل فيظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تكرّر وطال زمان الحرف ولم يخرج النّفس مع تلك الحروف المكرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. وإنّما جاز إشباع الحركات لأنّ الواو والألف والياء أيضا مجهورة، فلا يجري مع صوتها النّفس. وأما المهموسة فإنّك إذا كرّرتها مع إشباع الحركة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد على مخارجها لا يحبس النّفس، فيخرج النّفس ويجري كما يجري الصوت نحوك، وقس على هذا. العاشر إلى الشديدة والرخوة وما بينهما. فالشديدة ما ينحصر جري صوته في مخرجه عند إسكانه فلا يجري الصوت والرخوة بخلافها. وأما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجري. وإنما اعتبر إسكان الحروف لأنّك لو حرّكتها، والحركات أبعاض الحروف من الواو والياء والألف وفيها رخاوة ما، لجرت الحركات لشدة اتصالها بالحروف الشديدة إلى شيء من الرخاوة فلم يتبين شدتها. فقيد الإسكان لامتحان الشديدة من الرخوة. فالحروف الشديدة الهمزة والجيم والدال والطاء المهملتان والباء الموحدة والتاء المثناة الفوقانية والكاف والقاف. والرخوة ما عدا هذه الحروف المذكورة، وما عدا حروف لم يرو عنا فإنها ليست شديدة ولا رخوة فهي مما بينهما. وإنّما جعل هذه الأحرف الثمانية أي اللام والميم والياء المثناة التحتانية والراء المهملة والواو والعين المهملة والنون والألف مما بينهما أي بين الشديدة والرخوة لأنّ الشديدة هي التي ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف، وهذه الأحرف الثمانية ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف أيضا لكن يعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غير مواضعها.
أما العين فينحصر الصوت عند مخرجه لكن لقربه من الحاء التي هي من المهموسة ينسلّ صوته قليلا فكأنّك وقفت على الحاء. وأما اللام فمخرجها أعني طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه من الحنك عند النطق به، فلا يجري منه صوت، لكن لمّا لم يسدّ طريق الصوت بالكلية كالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فويق مخرجه. وأمّا الميم والنون فإنّ الصوت لا يخرج عن موضعهما من الفم، لكن لمّا كان لهما مخرجان في الفم والخيشوم جرى الصوت من الأنف دون الفم لأنّك لو أمسكت أنفك لم يجر الصوت بهما. وأمّا الراء فلم يجر الصوت في ابتداء النطق به لكنه جرى شيئا لانحرافه وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائل إلى الحاء، وأيضا والراء مكرّر فإذا تكرّر جرى الصوت معه في أثناء التكرير. وكذلك حروف العلّة لا يجري الصوت معها كثيرا، لكن لمّا كان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. واتساع مخرج الألف لهواء صوته أكثر من اتساع مخرجي الواو والياء لهواء صوتهما، فلذلك سمّي الهاوي أي ذا الهواء كالناشب والنابل. وإنّما كان الاتساع للألف أكثر لأنّك تضم شفتيك للواو فتضيق المخرج وترفع لسانك قبل الحنك للياء. وأما الألف فلا يعمل له شيء من هذا، فأوسعهنّ مخرجا الألف ثم الياء ثم الواو، فهذه الحروف أخفى الحروف لاتساع مخارجها وأخفاهن الألف لسعة مخرجها أكثر.
اعلم أنّ الفرق بين الشديدة والمجهورة أن الشديدة لا يجري الصوت بها بل إنّك تسمع به في آن ثم ينقطع. والمجهورة لا اعتبار فيها لعدم جري الصوت بل الاعتبار فيها لعدم جري النّفس عند التصويت بها. هذا كله ما ذهب إليه ابن الحاجب واختاره الرضي. وبعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التي هي من الرخوة أي الضاد والطاء والذال والزاء والعين والغين والياء، فيبقى فيها الحروف الشديدة، وأربعة أحرف مما بينهما وهي اللام والميم والواو والنون، فيكون مجموع المجهورة عنده اثنى عشر حرفا، وهي حروف ولمن أجدك قطبت. وهذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافي الجهر وليس بشيء لأنّ الرخاوة أن يجري الصوت بالحرف، والجهر رفع الصوت بالحرف سواء جرى الصوت أو لم يجر. الحادي عشر إلى المطبقة والمنفتحة. فالمطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان لأنّك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي يخرج بينهما مطبقا عليهما، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء. وأما قول ابن الحاجب من أنّها ما ينطبق على مخرجه الحنك فليس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان وحافته ينطبق عليها الأضراس وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك. قال سيبويه لولا الإطباق في الصاد لكان سينا وفي الظاء لكان ذالا وفي الطاء لكان دالا، ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء من الحروف في موضعها غيرها.
والمنفتحة بخلافها لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها، وهي ما سوى الحروف الأربعة المطبقة. الثاني عشر إلى المستعلية والمنخفضة. فالمستعلية ما يرتفع بسببها اللسان وهي الحروف الأربعة المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف لأنه يرتفع بهذه الثلاثة أيضا اللسان، لكن لا إلى حدّ انطباق الحنك عليها. والمنخفضة ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع وهي ما عدا المستعلية. وبالجملة فالمستعلية أعمّ من المطبقة إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق ويلزم من الإطباق الاستعلاء.
ولذا يسمّى الأحرف الأربعة المطبقة مستعلية مطبقة. الثالث عشر إلى حروف الذّلاقة والمصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ينفك عنه رباعي أو خماسي إلّا شاذا كالعسجد والدهدقة والزهزقة والعسطوس، وهي الميم والراء المهملة والباء الموحدة والنون والفاء واللام. والمصمتة بخلافها وهي حروف ينفك عنها رباعي وخماسي وهي ما سوى حروف الذلاقة.
والذلاقة الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخفّ الحروف. ولذا لا ينفك عنها رباعي وخماسي فسمّيت بها. والشيء المصمت هو الذي لا جوف له فيكون ثقيلا فسمّيت بذلك لثقلها على اللسان. الرابع عشر إلى حروف القلقلة وغيرها. فحروف القلقلة ما ينضم إلى الشدّة فيها ضغط في الوقف وذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة معا. فالجهر يمنع النّفس أن يجري معها، والشدّة تمنع الصوت أن يجري معها، فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلّم عند النطق بها ساكنة فيحتاج إلى قلقلة اللسان وتحريكه عن موضع، حتى يجري صوتها فيسمع، وهي القاف والدال المهملة والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم. وقال المبرّد ليس القاف منها بل الكاف وغيرها ما سواها.
الخامس عشر إلى حروف الصفير وغيرها.
فحروف الصفير ما يصفر بها أي يصوت بها وهي الزاء المعجمة والصاد والسين المهملتان، سمّيت بها لوجود الصفير عند النطق بها وغيرها غيرها. السادس عشر إلى حروف العلّة وغيرها. فحروف العلة الألف والواو والياء، سمّيت بها لكثرة دورانها على لسان العليل فإنّه يقول واي وغيرها غيرها. وحروف العلّة تسمّى بالحروف الجوفية أيضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سكنت تسمّى حروف لين، ثم إذا جانسها حركة ما قبلها فتسمّى حروف مدّ، فكلّ حرف مدّ حرف لين ولا ينعكس. والألف حرف مدّ أبدا والواو والياء تارة حرفا مدّ وتارة حرفا لين، هكذا ذكر في بعض شروح المفصل. وكثيرا ما يطلقون على هذه الحروف حرف المدّ واللين مطلقا، فهو إمّا محمول على هذا التفصيل أو تسمية الشيء باسم ما يئول إليه. هكذا في جاربردي شرح الشافية في بحث التقاء الساكنين. وقيل بتباين المدّ واللين وعدم صدق أحدهما على الآخر، لكن من المحققين من جعل بينهما عموما وخصوصا مطلقا كذا في تيسير القاري. السابع عشر إلى حروف اللين والمدّ وغيرها وقد عرفت قبيل هذا. الثامن عشر إلى الأصلية والزائدة.
فالأصلية ما ثبت في تصاريف اللفظ كبقاء حروف الضرب في متصرفاته. والزائدة ما سقط في بعضها كواو قعود في قعد. ثم إذا أريد تعليم المتعلمين فالطريق أن يقال إذا وزن اللفظ فما كان من حروفه في مقابلة الفاء والعين واللام الأولى والثانية والثالثة فهو أصلي وما ليس كذلك فهو زائد. وليس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الكلمة على ما دلّت عليه وهو فيها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، كذا في جاربردي حاشية الشافية. وحروف الزيادة حروف: اليوم تنساه، أعني أنه إذا وجد في الكلمة زائد لا يكون إلّا من تلك الحروف لا من غيرها.
ولمعرفة الزائد من الأصلي طرق كالاشتقاق وعدم النظير وغيرهما يطلب من الشافية وشروحه في بحث ذي الزيادة.
والحروف في اصطلاح الصوفية الصورة المعلومية في عرضة العلم الإلهي قبل انصباغها بالوجود العيني. كذا قال الشيخ الكبير صدر الدين في النفحات. ويجيء في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل في باب أم الكتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعيان الثابتة في العلم الإلهي، والمهملة منها نوعان، مهملة تتعلق بها الحروف ولا تتعلّق هي بها وهي خمسة: الألف والدال والراء والواو واللام، فالألف إشارة إلى مقتضيات كمالاته وهي خمسة، الذات والحياة والعلم والقدرة والإرادة إذ لا سبيل إلى وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبيل إلى كمالات الذات إلّا بها.
ومهملة تتعلّق بها الحروف وتتعلّق هي بها وهي تسعة. فالإشارة بها إلى الإنسان الكامل لجمعه بين الخمسة الإلهية والأربعة الخلقية وهي العناصر الأربع مع ما تولّد منها فكانت أحرف الإنسان الكامل غير منقوطة لأنّه خلقها على صورته، ولكن تميّزت الحقائق المطلقة الإلهية عن الحقائق المقيّدة الإنسانية لاستناد الإنسان إلى موجد يوجده. ولو كان هو الموجد فإنّ حكمه أن يستند إلى غيره. ولذا كانت حروفه متعلّقة بالحروف وتتعلّق الحروف بها. ولما كان حكم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غير محتاج في وجوده إلى غيره مع احتياج الكلّ إليه.
كانت الحروف المشيرة إلى هذا المعنى من الكتاب مهملة تتعلّق بها الحروف ولا تتعلق هي بحرف منها. ولا يقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحديث النبوي قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
واعلم أنّ الحروف ليست كلمات لأنّ الأعيان الثابتة لا تدخل تحت كلمة كن إلّا عند الإيجاد العيني، وأمّا هي ففي أوجهها وتعيينها العلمي فلا يدخل عليها اسم التكوين، فهي حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت كلمة كن، وليست الأعيان في العلم بهذا الوصف، لكنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حكميا لما تقتضيه ذواتها من استناد وجود الحادث في نفسه إلى قديم. فالأعيان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة في العالم العلمي بالعلم الذي هو ملحق بالعالم فهي بهذا الاعتبار الثاني قديمة انتهى كلامه.

وقال الشيخ عبد الرزاق الكاشي: إنّ حروف الحقائق بسيطة وهي من الأعيان، وأمّا الحروف العالية فهي للشئون الذاتية وهي كامنة في غيب الغيوب، كالشّجرة في النواة. واعلم أنّ أهل الجفر يقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. وذلك كالأوّل والرابع، ومثل هذين الحرفين يتجاوزونهما ويأخذون الحرف الثالث كما سيرد في بحث الوتد. ويقول بعضهم: الحروف أدوار. وهي دائما أربعة:

الأول: حرف زمام، والثاني: الحرف الأخير، والثالث: الحرف الأول للزمام الأخير. والحرف الرابع: الحرف الأخير لذلك. ويسمّى بعضهم الحروف قلوبا. وتلك الحروف هي التي وسط الزمام. وعليه فإذا كانت الحروف والسطور كل منها شفعا فتكون حروف القلوب أربعة وهي وسط جميع الحروف، وإذا كانت مفردة كلاهما. فهو واحد (أي حرف القلب) وفي غير هذا الشّكل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا كان عدد الحروف والسطور كلّ منها تسعة. وعليه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
وإذا كان عدد الحروف ثمانية وعدد السطور أربعة فالحرف الرابع والخامس من كلّ من السطر الثاني والثالث هي حروف قلوب. يعني كل أربعة وإذا كانت الحروف سبعة والسطور أربعة، فالحرف الرابع من كلّ السطرين الثاني والثالث هي حروف قلوب. وإذا كانت الحروف عشرة والسطور خمسة، فالخامس والسادس من السطر الثالث هي حروف قلوب. وعلى هذا فقس. كذا في أنواع البسط. 

الخطرة

(الخطرة) مَا يخْطر فِي الْقلب وَيُقَال مَا أَلْقَاهُ إِلَّا خطرة بعد خطرة إِلَّا حينا بعد حِين
الخطرة:
[في الانكليزية] Fugitive thought ،passing idea
[ في الفرنسية] Pensee fugitive ،idee passagere
بالفتح وسكون الطاء المهملة في اللغة ما يرد على القلب ثم يزول فورا كما في مجمع السلوك. وفي الصراح: الخطور: مرور الفكرة بالقلب. وفي شرح القصيدة الفارضية الخاطر يطلق على ما يخطر بالبال ويطلق أيضا على القلب. وهذا من باب إطلاق لفظ الحال على المحل، يقال ورد لي خاطر ووقع في خاطري كذا انتهى كلامه. وفي لطائف اللغات يقول: إنّ الخطرة في اصطلاح الصوفية عبارة عن أدعية يستدعى بها العبد إلى دكان الحقّ بحيث لا يستطيع العبد دفع ذلك، انتهى كلامه. والخاطر لدى الصوفية: وارد (قلبي) يهبط على القلب في صورة خطاب ومطالبة. والوارد أعمّ من الخاطر وغير الخاطر، مثل:
وارد حزن، أو وارد سرور أو وارد قبض ووارد بسط. وأكثر المتصوّفة على أنّ الخواطر أربعة. خاطر من الحق وهو علم يقذفه الله تعالى من الغيب في قلوب أهل القرب والحضور من غير واسطة. وخاطر من الملك وهو الذي يحث على الطاعة ويرغب في الخيرات ويحرز من المعاصي والمكارم ويلوم على ارتكاب المخالفات وعلى التكاسل من الموافقات. وخاطر من النفس وهو الذي يتقاضى الحظوظ العاجلة ويظهر الدعاوي الباطلة. وخاطر من الشيطان ويسمّى بخاطر العدو إذ الشيطان عدو للمسلم، وهو الذي يدعو إلى المعاصي والمناهي والمكاره. والفرق بين خاطر الحق والملك أنّ خاطر الحق لا يعرضه شيء وسائر الخواطر تضمحل وتتلاشى عنده. سئل بعض الكبار من برهان الحق؟ فقال وارد على القلب تضجر النفس عن تكذيبها، ومع وجود الخاطر الملكي معارضة خاطر النفس وخاطر الشيطان، وأنّ خاطر النفس لا ينقطع بنور الذكر بل يتقاضى إلى مطلوبه لتصل إلى مرادها إلّا إذا أدركها التوفيق الأزلي فيقلع عنها عرق المطالبة. وأمّا خاطر الشيطان فإنّه ينقطع بنور الذكر، ولكن يمكن أن يعود وينسى الذكر ويغويه. وقال بعضهم الخاطر خطاب يرد على القلوب والضمائر. وقيل كل خاطر من الملك فقد يوافقه صاحبه وقد يخالفه بخلاف الخاطر الحقّاني فإنّه لا يحصل خلاف من العبد فيه. وهذا هو الفرق بين الخاطر النفسي والخاطر الشيطاني. فالنفس تتمنّى شيئا معينا وتلحّ على الوصول إليه. وأمّا الشيطاني فلا يدعوه إلى أمر معيّن بل يدعوه إلى معصية ما فلا يجيبه السّالك إليها، فحينئذ يعمد الشيطان إلى وسوسة أخرى يلقيها في نفس السّالك.
وذلك لأنّ مقصود الشيطان ليس محصورا في فعل معيّن، بل قصده أن يهوى بالمرء المسلم في هاوية معصية ما على أيّ حال.
وقال بعضهم الخواطر أربعة. خاطر من الله تعالى وخاطر من الملك وخاطر من النفس وخاطر من العدو. فالذي من الله تنبيه، والذي من الملك حثّ على الطاعة، والذي من النفس مطالبة الشهوة، والذي من العدو تزيين المعصية. فبنور التوحيد يقبل من الله تعالى وبنور المعرفة يقبل من الملك وبنور الإيمان ينهي النفس وبنور الإسلام يردّ على الطاعة.
وسئل الجنيد عن الخطرات فقال الخطرات أربعة. خطرة من الله تعالى وخطرة من الملك وخطرة من النفس وخطرة من الشيطان. فالتي من الله ترشد إلى الإشارة، والتي من الملك ترشد إلى الطاعة والتي من النفس تجرّ إلى الدنيا وطلب عزها، والتي من الشيطان تجرّ إلى المعاصي.
والــمشهور عند مشايخ الصوفية أنّ الخواطر أربعة كلها من الله تعالى بالحقيقة، إلّا أنّ بعضها يجوز أن يكون بغير واسطة، وبعضها بواسطة. فما كان بغير واسطة وهو خير فهو الخاطر الرّبّاني ولا يضاف إلى الله تعالى إلّا الخير أدبا. وما كان بواسطة وهو خير فهو الخاطر الملكي. وإن كان شرا فإن كان بإلحاح وتصميم على شيء معيّن فيه حظّ النفس فهو الخاطر النفساني وإلّا فهو الشيطاني. وجعل بعض المشايخ الواجب أي خطرة الواجب للحق والحرام للشيطان والمندوب للملك والمكروه للنفس. وأمّا المباح فلما لم يكن فيه ترجيح لم ينسب إلى خاطر لاستلزامه الترجيح.
والشيخ مجد الدين البغدادي زاد على الخواطر الأربعة خاطر الروح وخاطر القلب وخاطر الشيخ. وبعضهم زاد خاطر العقل وخاطر اليقين. وبالحقيقة هذه الخواطر مندرجة تحت الخواطر الأربعة. فإنّ خاطر الروح وخاطر القلب مندرجان تحت خاطر الملك.
وأمّا خاطر العقل فإن كان في إمداد الروح والقلب فهو من قبيل خاطر الملك، وإن كان في إمداد النفس والشيطان فهو من قبيل خاطر العدو. وأمّا خاطر الشيخ فهو إمداد همّة الشيخ يصل إلى قلب المريد الطالب مشتملا على كشف معضل وحلّ مشكل في وقت استكشاف المريد ذلك باستمداده من ضمير الشيخ، وفي الحال ينكشف ويتبيّن، وذلك داخل تحت الخاطر الحقّاني لأنّ قلب الشيخ بمثابة باب مفتوح إلى عالم الغيب، فكلّ لحظة يصل إمداد فيض الحق سبحانه على قلب المريد بواسطة الشيخ. وأمّا خاطر اليقين فهو وارد مجرّد من معارضات الشكوك ولا ريب أنّه داخل تحت الخاطر الحقّاني.
فائدة:
تمييز الخواطر كما ينبغي لا يتيسّر إلّا عند تجلية مرآة القلب من الأمور الطبعية الجسمانية بمصقل الزهد والتقوى والذّكر حتى تنكشف فيها صور حقائق الخواطر كما هي.
ومن لم يبلغ من الزهد والتقوى هذه المرتبة ويريد أن يميّز بين الخواطر فله طريق، وذلك بأن يزن أولا خاطره بميزان الشرع، فإن كان من قبيل الفرائض أو الفضائل يمضيه، وإن كان محرما أو مكروها ينفيه، وإن كان من قبيل المباحات فكل جانب يكون أقرب إلى مخالفة النفس يمضيه، والغالب من سجية النفس ميلها إلى شيء دنيّ. ثم يعلم أنّ مطالبات النفس على نوعين بعضها حقوق لا بد منها وبعضها حظوظ.
فالحقوق ضرورة إذ قوام النفس وبقاء حياتها مشروط ومربوط بها، والحظوظ ما زاد عليها، فيلزم تمييز الحقوق من الحظوظ كي تمضي الحقوق وتنفي الحظوظ. وأهل البدايات يلزمهم الوقوف على الحقوق وحدّ الضرورة وتجاوزهم عن ذلك ذنب في حقهم. وأمّا المنتهي فله فتح طريق السعة والخروج عن مضيق الضرورة إلى فضاء المشاهدة والمسامحة وإمضاء خواطر الحظوظ بإذن الحق سبحانه. وإن شئت الزيادة فارجع إلى مجمع السلوك في فصل معرفة الخواطر.

أيها الولد

أيها الولد
رسالة.
للإمام، أبي حامد: محمد بن محمد الغزالي.
المتوفى: سنة خمس وخمسمائة.
كتبها: لبعض أصدقائه نصحا له، وخاطب: بأيها الولد كذا وكذا، وذكر نصائح ووصايا في الزهد، والترغيب والترهيب.
ثم ترجم الأمير: مصطفى بن علي، الــمشهور: بعالي الشاعر.
بالتركية.
وألحق فوائد جمة.
وسمي: (المترجم بتحفة الصلحاء).

سفسق

(سفسق)
الطَّائِر ذرق
س ف س ق

سيف تلوح سفاسقه: طرائقه وهي فرنده. وطريق واضح السفاسق وهي الآثار. قال:

إذا الطريق وضحت سفاسقه ... ولم ينم حتى الصباح واسقه

الذي يريد أن يجمع سير ليله.
سفسق: السَّفاسِقُ: شطب السيوف كأنها عمود في متنه، ممدودة كالخيط. ويقال: بل هو ما بين الشطبتين على صفحة السيف طولا. الواحدة: سِفْسِقة. قال امرؤ القيس :

ومستلئم كشفت بالرمح ذيله ... أقمت بعضب ذي سفاسق ميله

سفسق: سِفْسِقة السيف: طريقتُه، وقيل: هي ما بين الشُّطْبَتَينِ على

صَفْح السيف طولاً، وسَفاسِقُه: طرائقه التي يقال لها الفِرِنْد، فارسي

معرب؛ ومنه قول امرئ القيس:

أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه

قال ابن بري: هذا مُسَمَّط وهو:

ومُسْتَلْئِمٍ كَشَّفْتُ بالرُّمْحِ ذَيْلَه،

أقَمْتُ بِعَضْبٍ ذي سَفاسِقَ مَيْلَه

فَجَعْتُ به في مُلْتَقَى الحيِّ خيْلَه،

تركتُ عِتاقَ الطير تَحْجِلُ حَوْلَه

كأنَّ على سِرْبالهِ نَضْحَ جِرْيالِ

وقال عمارة:

ومِحْوَرٍ أخْضَرَ ذي سَفاسِق

والواحدة سِفْسِقة، وهي شُطْبة السيف كأنَّها عمود في متنه ممدود.

وفي حديث ابن مسعود: كان جالساً إذ سَفْسَقَ على رأسِه عُصْفور فنَكَتَه

بيدِه، أي ذَرَقَ. يقال: سَفْسَقَ وزَقْزَقَ وسَقَّ وزَقَّ إذا حذف

بذَرْقِه. وسَفْسَقَ الطائر إذا رمى بسلحه. وحديث فاطمة بنت قيس: إني أخاف

عليكم سَفاسِفَه؛ قال ابن الأَثير: هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء

ولم يفسره، وقد ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده في السين والقاف،

والــمشهور المحفوظ في حديث فاطمة إنما هو إني أخاف عليك قَسْقاسَتَه، بقافين

قبل السينين، وهي العصا، فأما سَفاسِفه وسفاسقه بالقاف والفاء فلا نعرفه،

إلاّ أن يكون من قولهم لطرائق السيف سَفاسِقه، بفاء بعدها قاف، التي

يقال لها الفِرِنْد، فارسية معرَّبة.

أبو عمرو: فيه سَفْسُوقةٌ من أبيه ودُبَّةٌ

(* قوله «ودبة» هكذا هو في

الأصل مضبوطاً). أي شَبَهٌ. والسَّفْسُوقة: المحجَّة الواضحة.

سفسق
سَفْسقَ الطّائِرُ وسَقْسَقَ: إِذا ذَرقَ عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مَسْعُودٍ: كَانَ جالِساً إِذْ سَفْسَقَ عَلَى رَأسِه عُصْفُورٌ فنَكَتَه بيَدِه.
والسَّفْسُوقَةُ: المَحَجَّةُ الواضِحَةُ، عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ.
وقالَ أَبو عَمْرو: يُقالُ: فِيهِ سَفْسُوقَة من أَبِيهِ ودُبَّة، أَي: شَبَهٌ.
وَقَالَ الفَراءُ: السُّفاسِق كعُلابِطٍ المُمْتَد من كلِّ شَيْء.
وقالَ اللَّيْثُ: سَفْسَقَةُ السَّيْفِ بفَتْحتينِ وبكسرَتينِ، وزادَ غيرُه: سِفسِيقَتُه بالكسرِ وسُفْسوقته بالضمِّ: فِرِنْدُهُ، أَو طَرائقُه التيّ فِيها الفِرِنْد فَارسي مُعَربٌ أَو شطْبَتُه، كأنّها عُودٌ فِي مَتْنِه، أَو هُوَ مَا بَيْنَ الشطْبَتَيْن فِي صفحةِ السيْفِ طُولاً، ج: سَفاسِقُ. وَمِنْه قولُ امْرِىءِ القَيْسِ: أَقَمْتُ بعَضْبٍ ذِي سَفاسِقَ مَيْلَهُ وَهُوَ مُسَمطٌ، وَلَيْسَ لامْرِىءَ القَيْسِ، وَقد تَقَدَّمَ فِي ك ش ف وَقَالَ عُمارَةُ بن أرْطأةَ: ومِحْوَر أْسوَدَ ذِي سفاقس جَوْنٍ كساقِ الحَبَشي الآبِقِ وأَمّا حَدِيثُ فَاطِمَة بِنْتَ قَيْس: إِنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ سفاقسهُ قالُ ابنُ الأَثِيرِ: هكَذا أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَى فِي السِّين والفاءَ، وَلم يُفَسِّرْهُ، وقَدْ ذكَرَهُ العَسْكَرِي بالفاءَ والقافِ، وَلم يُورِدْه فِي السِّينُ والقَافِ والــمشهُورُ المَحْفُوظُ فِيهِ قَسْقاسَتهُ، بقافَيْنِ قبلَ السِّينيْنِ، وَهِي العَصإذا، وأَمإذا سَفاسِفَه، وسَفاسِقَه، بالقافِ. والفاءِ فَلَا نَعْرفُه، وَقد تَقَدَّمت الإِشارةُ إليهِ فِي ق س س وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: طَرِيقٌ واضِحُ السَّفاسِقِ، أَي: الآثارِ. وسَفاسِقُ البُيوتِ: شَظِيَّةٌ كأَنَّها عَمُودٌ فِي مَتْنِها، مَمْدُودٌ كالخَيْطِ.

سَهْو

سَهْو:
مدينة عامرة، بينها وبين زويلة السودان مرحلة.
(سَهْو) سهاوة صَار لينًا سَاكِنا وطيئا
سَهْو
من (س ه و) الغفلة، والليّن السهل من الناس، والسكون.
سَهْو
: (و (} سَهَا فِي الأَمْرِ، كدَعا) ، {يَسْهُو (} سَهْواً) ، بالفَتْح، ( {وسُهُوّاً) ، كعُلُوَ.
هَكَذَا فِي المُحْكَم إلاَّ أَنه لم يُعَدّه بِفي.
وَفِي الصِّحاح: سَهَا عَن الشَّيء يَسْهُو، هَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ بفَتْحِ الهاءِ؛ وبخطِّ أَبي زكريَّا فِي الحاشِيَةِ: سَهِيَ كرَضِيَ، فانْظُرْه.
(نَسِيَه وغَفَل عَنهُ وذَهَبَ قَلْبُه إِلَى غَيْرِه) ؛ كَذَا فِي المُحْكَم والتَّهْذيب؛ واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الغَفْلةِ. وصَرْيحُ سِياقِهم الاتِّحادُ بينَ السَّهْو والغَفْلةِ والنِّسْيان (14) .
ونَقَلَ شيْخُنا عَن الشَّهاب فِي شرْح الشّفاء: أنَّ} السَّهْوَ غَفْلَةٌ يَسيرَةٌ عمَّا هُوَ فِي القوَّةِ الحافِظَةِ يَتَنَبّه بأَدْنى تَنْبيه، والنِّسْيان زَوَالُه عَنْهَا كُلِّيّة، وَلذَا عَدَّه الأطبَّاءُ مِن الأَمْراضِ دُونَه، إلاَّ أنَّهم يستعملونها بِمَعْنى، تَسامحا مِنْهُم، انتَهَى.
وَفِي المِصْباح: وفرَّقُوا بينَ {السَّاهِي والنَّاسِي، بأنَّ النَاسِي إِذا ذُكِّرَ تَذَكَّر،} والسَّاهِي بخِلافِه. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: {سَهَا فِي الشيءِ تَرَكَهُ عَن غَيْرِ عِلْمٍ،} وسَهَا عَنهُ: تَرَكَهُ مَعَ العِلْم.
وَقَالَ المَناوِي فِي التَّوْقيف: {السَّهْوُ ذهولُ المَعْلومِ عَن أَن يَخْطرَ بالبَالِ؛ وقيلَ: خَطَأٌ عَن غَفْلةٍ، وَهُوَ ضَرْبانِ: أَحَدُهما: لَا يكونُ مِن الإِنْسانِ جراليه وموالدته كمَجْنونٍ سَبَّ إنْساناً، الثَّانِي: أَنْ يكونَ مِنْهُ موالدته كمَنْ شَرِبَ خَمْراً ثمَّ ظَهَرَ مِنْهُ مُنْكَر بِلا قَصْدٍ، والأوَّل عَفْو وَالثَّانِي مُؤاخَذ بِهِ.
وقالَ فِي الغَفْلة إنَّها فَقْدُ الشّعورِ بِمَا حَقّه أَن يَشْعرَ بِهِ؛ عَن الحرالي.
وقالَ أَبو البَقاء: هُوَ الذّهولُ عَن الشيءِ.
وَقَالَ الرَّاغبُ:} سَهْوٌ يَعْتري من قلَّةِ التَّحَفّظِ والتّيَقُظِ؛ وقيلَ: مُتابَعَةُ النَّفْسِ على مَا تَشْتَهِيه.
وقالَ فِي النِّسيان: هُوَ تَرْكُ ضَبْط مَا اسْتُودِعَ إمَّا لضعْفِ قَلْبِه وإمَّا عَن غَفْلةٍ أَو عَن قَصْدٍ حَتَّى ينحذفَ عَن القَلْبِ، ذَكَرَه بعضُ عُلماءِ الأُصُولِ.
وعنْدَ الأطبَّاء: نُقصانُ قُوَّة الذَّكاءِ أَو بُطْلانُها.
(فَهُوَ {سَاهٍ} وسَهْوانُ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ:
إنَّ المُوَصَّيْنَ بَنُو {سَهْوانِ.
مَعْناهُ أَنَّك لَا تَحْتاجُ أَن تُوَصِّيَ إلاَّ مَنْ كانَ غافِلاً} ساهِياً؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
( {والسَّهْوُ: السُّكونُ) واللِّينُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.
(و) } السَّهْوُ (من النَّاسِ والأُمورِ) والحَوائجِ: (السَّهْلُ.
(و) {السَّهْوُ (مِن المِياهِ: الزُّلالُ) السَّهْلُ فِي الحَلْقِ.
(و) السَّهْوُ: (الجَمَلُ الوَطِيءُ بَيِّنُ} السَّهاوَةِ.
(! والسَّهْوَةُ: النَّاقَةُ) اللَّيِّنَةُ الوَطِيئَةُ، وَمِنْه قولُ الشاعِر: تُهَوِّنُ بُعْدَ الأرضِ عَنِّي فَريدةٌ
كِنازُ البَضِيعِ {سَهْوةُ المَشيِ بازِلُ (و) } السَّهْوَةُ: (القَوْسُ المُواتِيَةُ) السَّهْلة.
(و) السَّهْوَةُ: (الصَّخْرَة) ، طائيَّةٌ، لَا يسمّونَ بذَلكَ غَيْر الصَّخْر؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وَفِي التَّهذِيب: السَّهْوَةُ فِي كَلامِ طيِّىءٍ: الصَّخْرَةُ يقومُ عَلَيْهَا السَّاقي.
(و) السَّهْوَةُ: (الصَّفَّةُ) بينَ البَيْتَيْن.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأَصْمعي: كالصُّفَّةِ تكونُ بينَ أَيْدِي البيوتِ.
(و) قيلَ: هِيَ (المُخْدَعُ بينَ بَيْتَيْنِ) تَسْتَترُ بهَا سُقاةُ الإِبِلِ.
وقيلَ: حائِطٌ صغيرٌ يُبْنى بينَ حائِطَيْ البيْتِ، ويُجْعَل السقْفُ على الجميعِ، فَمَا كَانَ وسَط البيتِ فَهُوَ سَهْوَةٌ، وَمَا كانَ داخِلَه فمُخْدَعٌ.
(أَو شِبْهُ الرَّفِّ والطَّاقِ يُوضَعُ فِيهِ الشَّيءُ) ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(أَو بَيْتٌ صغيرٌ) مُنْحَدِرٌ فِي الأرضِ وسَمْكُه مُرْتَفِعٌ مِن الأرضِ (شِبْهُ الخِزانَةِ الصَّغيرَةِ) يكونُ فِيهَا المَتاعُ؛ قالَ أَبو عبيدٍ: سَمِعْته من غيرِ واحِدٍ مِن أَهْلِ اليَمَنِ، كَمَا فِي الصِّحاح والأساسِ والمُحْكم.
(أَو) هِيَ (أَرْبَعَةُ أَعْوادٍ أَو ثَلاثَةٌ يُعارَضُ بعضُها على بعضٍ ثمَّ يُوضَعُ عَلَيْهِ) ؛ كَذَا فِي النسُخِ والصَّوابُ عَلَيْهَا؛ (شيءٌ مِن الأَمْتِعَةِ) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
(و) فِي التَّهْذيب: السَّهْوَةُ: (الكُنْدوجُ، والرَّوْشَنُ، والكُوَّةُ) بينَ الدَّارَيْن، (والحجَلَةُ أَو شِبْهُها وسُتْرةٌ) تكونُ (قُدَّامَ فِناءِ البَيْتِ) رُبَّما أَحَاطَتْ بالبَيْتِ شبْهَ سورٍ. (جَمْعُ الكُلِّ: {سِهاءٌ) ، بالكسْرِ، مِثْل دَلْو ودِلاءٍ.
(و) } سَهْوَةُ: (د بالبَرْبَرِ) قُرْبَ زويلَةَ السُّودانِ. (و) أَيْضاً: (ع) ببِلادِ العَرَبِ.
( {وسَهْوانُ} وسِهْيٌ) بالكسْرِ، (كنِهْيِ ويُضَمُّ، {وسُهَيٌّ، كسُمَيَ: مواضِعُ) بدِيارِ العرَبِ.
(ومالٌ لَا} يُسْهَى وَلَا يُنْهَى) : أَي (لَا تُبْلَغُ غايَتُه) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْروٍ، ونَصَّه: عَلَيْهِ مِن المالِ مَا لَا يُسْهَى وَلَا يُنْهَى؛ ومِثْلُه فِي الْمُحكم.
وَفِي التَّهْذيب: يراحُ على بَني فلانٍ مِن المالِ مَا لَا يُسْهَى وَلَا يُنْهَى، أَي لَا يُعَدُّ كَثْرةً.
وَقَالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَعْنى لَا يُسْهَى لَا يُحْزَرُ.
(وأَرْطاةُ بن {سُهَيَّة) المرِّيُّ، (كسُمَيّة: فارِسٌ شاعِرٌ) ،} وسُهَيَّة أُمُّه، واسْمُ أَبيهِ زفرُ؛ نقلَهُ الحافِظُ.
قلْت: أمُّه هِيَ سُهَيَّةُ ابْنَةُ زابل بن مَرْوَان بنِ زهيرٍ، وأَبُوه زُفَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ صخْرَة.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا نحْملُه على الياءِ لعَدَمِ سهي.
( {والأَسْهاءُ: الألْوانُ) ؛ هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ} والأساهِيُّ الألْوان؛ (بِلا واحِدٍ) لَهَا، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكَم، وأَنْشَدَ لذِي الرُّمّة.
إِذا القومُ قَالُوا: لَا عَرامَةَ عِنْدهَا
فسارُوا لقُوا مِنْهَا {أَساهِيَّ عُرَّما (وحَمَلَتِ) المرْأَةُ (} سَهْواً) : إِذا (حَبِلَتْ على حيْضٍ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ والزمخشريُّ والأزهريُّ.
( {وأَسْهَى) الرَّجُل: (بَنَى} السَّهْوَةَ) فِي البَيْتِ.
(! والسَّهْوَاءُ: فَرَسٌ) لأبي الأَفْوه الأوْدِيّ سُمِّيت للِينِ سَيْرِها.
(و) أَيْضاً: (ساعَةٌ من اللَّيْلِ) وصَدْرٌ مِنْهُ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، ولكنَّه مَضْبوطٌ بكسْرِ السِّيْن، فَهُوَ حينَئِذٍ كالتِّهْواءِ، فتأَمَّل. وَقد سَبَقَ فِي تَها أنَّ النّهواءَ {والسِّهْواءَ والسِّعْواءَ كُلُّ ذلكَ بكسْرِ السِّين عَن ابنِ الأعْرابي. وَقد مَرَّ للمصنِّفِ الضمَّ فِي السُّعواءِ أَيْضاً وَهُوَ غَيْرُ مَشْهورٍ، فتأَمَّل.
(} والمُساهاةُ فِي العِشْرَةِ: تَرْكُ الاسْتِقْصاءِ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي المُحْكم: حُسْنُ المُخالَقَةِ؛ ومِثْلُه فِي العَيْن؛ وأَنْشَدَ للعجَّاج:
حلْو {المُساهاةِ وَإِن عادَى أَمَرّ وَفِي التَّهْذيب: حُسْنُ العِشْرَةِ.
وَفِي الأساسِ: المُساهَلَةُ؛ وَهُوَ} يُساهِي أَصْحابَه: أَي يُخالِقُهم ويُحْسِنُ عِشْرتَهم.
(وافْعَلْهُ {سَهْواً رَهْواً: أَي عَفْواً بِلا تَقاضٍ) وَلَا لِزَازٍ؛ نقلَهُ الأزهريُّ والزمخشريُّ.
(} والسُّها) ، بالضَّمِّ مَقْصور: (كَوْكَبٌ) ؛ وَفِي المُحْكم: كُوَيْكِبٌ صغيرٌ؛ (خَفِيُّ) الضَّوْءِ يكونُ مَعَ الكَوْكَبِ الأوْسطِ (من بَناتِ نَعْشٍ الصُّغْرى) ؛ وَفِي الصِّحاح: فِي بَناتِ نَعْشٍ الكُبْرى؛ والنَّاسُ يَمْتَحِنونَ بِهِ أَبْصارَهم.
وَفِي المَثَل:
أُرِيها {السُّها وتُرِيني القَمَر قلْتُ: ويسمَّى أَيْضاً أَسْلَم} والسُّهَيَّا بالتَّصْغير.
(وذُكِرَ فِي (ق ود)) مُفَصِّلاً فراجِعْه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
بعيرٌ {ساهٍ رَاهٍ، وجِمالٌ سَواهٍ رَواهٍ: أَي لَيِّنَةُ السَّيْرِ.
} وسَاهاهُ {مُساهاةً: غافَلَهُ.
وأَيْضاً: سَخِرَ مِنْهُ.
} والأَساهِي: ضُرُوبٌ مُخْتَلِفَةٌ مِن سَيْر الإِبِل، كالاساهِيج.
! وسَهَا فِي الصَّلاةِ وعَنْها: أَي غَفَلَ.
وفَرَسٌ {سَهْوَةٌ: سَهْلَةٌ.
وبَغْلَةٌ سَهْوَةٌ: سَهْلَةُ السَّيْرِ لَا تُتْعِبُ رَاكِبَها كأَنَّها} تُساهِيهِ؛ وَقد جاءَ فِي حديثِ سَلْمانَ
وَلَا يقالُ للبَغْلِ {سَهْوٌ؛ كَمَا فِي التَّهْذيب.
وأَرْضٌ سَهْوةٌ: سَهْلَةٌ لَا جُدُوبَةَ فِيهَا.
} وسَها إِلَيْهِ: نَظَرَ ساكِنَ الطَّرْفِ.
ورِيحٌ سَهْوٌ: لَيِّنَةٌ؛ والجَمْعُ {سِهاءٌ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للشاعِرِ؛ قالَ الفندجاني: هُوَ الحارِثُ بنُ عَوْفٍ أَخُو بَني حرَام:
تَناوَحَتِ الرِّياحُ لفَقْد عَمْروٍ
وكانتْ قَبْلَ مَهْلَكِهِ} سِهاء َأَي ساكِنَة لَيِّنة.
{والسُّهْوَةُ: بيتٌ على الماءِ يَسْتَظِلُّون بِهِ تَنْصِبُه الأَعْرابُ.
وقالَ الأَحْمر: ذَهَبَتْ تمِيمُ فَلَا} تُسْهَى وَلَا تُنْهَى، أَي لَا تُذْكَرُ.

قبط

(قبط)
الشَّيْء قبطا جمعه بِيَدِهِ وَالشَّيْء بِغَيْرِهِ خلطه
قبط
القِبْطُ: هم بُنْكُ مِصْرَ، والنّسْبَةُ اليهم قِبْطِيٌ.
والقُبْطِيَّةُ: ثياب بِيْضٌ من كَتَّانٍ، والجميع قَبَاطِيٌّ.
والقُبَّيْطُ: الناطِفُ، ورُبَّما قالوا قُبَّيْطى. والقابِطُ: العابِسُ الوَجْهِ، هو يَقْبِطُ.
(ق ب ط) : (الْقَبَاطِيُّ) ثِيَابٌ بِيضٌ دَقِيقَةٌ رَقِيقَةٌ تُتَّخَذُ بِمِصْرَ الْوَاحِدَة (قِبْطِيٌّ) بِالضَّمِّ نُسِبَتْ إلَى الْقِبْطِ وَالتَّغْيِيرُ لِلِاخْتِصَاصِ كَدَهْرِيٍّ، وَرَجُلٌ قِبْطِيٌّ وَجَمَاعَةٌ قِبْطِيَّةٌ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ.
ق ب ط

قبط الشيء مثل قطبه إذا جمعه وخلطه، ومنه القبيطى. وتقول: فلان يأخذ القبيطى، فيأكلها السريطى؛ وهي القبيطاء والقبّاط. وهو يلبس القباطيّ والقبطيّة بالضم وهي ثياب من كتان بيض تعمل بمصر نسبت إلى القبط والتغيير للاختصاص، ورجل قبطيٌّ، وجماعة قبطيّة. وتقول: جمع فلان بين الأوزاع والأخلاط، من الأنباط والأقباط.
قبط وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: إِنَّه كسا امْرَأَة قُبطِيّة فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: مرها فلتتخذ تحتهَا غلالة لَا تصف حجم عظامها. يَقُول: إِذا لصق الثَّوْب بالجسد أبدى عَن خلقهَا. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه نهى عَن التلّقي وَعَن ذبح ذَوَات الدَّر وَعَن ذبح قَنِيّ الْغنم.
[قبط] نه: فيه: كسائي صلى الله عليه وسلم "قبطية"، هي من ثياب مصر رقيقة بيضاء كأنه منسوب إلى القبط وهم أهل مصر، وضم القاف من تغيير النسب في الثياب، وأما في الناس فالبكسر. ومنه ح قتل ابن أبي الحقيق: ما دلنا عليه إلا بياضه في سواد الليل كأنه "قبطية". وح: إنه كسا امرأة "قبطية"، وجمعها القباطي. ومنه ح: لا تلبسوا نسائكم "القباطي" فإنه إن لا يشف فإنه يصف. وح: إنه يجلل بدنه "القباطي" والأنماط. ط: أتى "بقباطي"، هو بفتح قاف غير منصرف.
ق ب ط: (الْقِبْطُ) بِوَزْنِ السِّبْطِ أَهْلُ مِصْرَ وَهُمْ بُنْكُهَا أَيْ أَصْلُهَا وَرَجُلٌ (قِبْطِيٌّ) . وَ (الْقُبَّاطُ) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ النَّاطِفُ. وَكَذَا (الْقُبَّيْطُ) بِوَزْنِ الْعُلَّيْقِ وَ (الْقُبَّيْطَى) وَ (الْقُبَيْطَاءُ) إِنْ شَدَّدْتَ قَصَرْتَ وَإِنْ خَفَّفْتَ مَدَدْتَ. وَ (الْقُنَّبِيطُ) بِضَمِّ الْقَافِ وَفَتْحِ النُّونِ وَتَشْدِيدِهَا بَقْلٌ. 
(ق ب ط)

قبط الشَّيْء يقبطه قبطا: جمعه بِيَدِهِ. والقباط، والقبيط، والقبيطاء، والقبيطي: الناطف. مُشْتَقّ مِنْهُ.

وقبط مَا بَين عَيْنَيْهِ: كقطب، مقلوب مِنْهُ، حَكَاهُ يَعْقُوب.

والقبط: جبل بِمصْر.

والقبطية: ثِيَاب كتَّان بيض رقاق تعْمل بِمصْر، وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى القبط، على غير قِيَاس.
[قبط] القبط: أهل مصر، وهم بنكها . ورجل قبطى والقبطية: ثياب بيض رقاق من كتان، تتخذ بمصر. وقد يضم، لانهم يغيرون في النسبة، كما قالوا: سهلى ودهرى. قال زهير: لَيَأتِيَنَّكَ منِّي منطِقٌ قَذِع * باقٍ كما دنَّس القُبْطِيَّةَ الوَدَكُ * والجمع قَباطِيُّ. والقبَّاطُ: الناطفُ، وكذلك القُبَّيْطُ والقبيطى والقبيطاء، إذا خففت مددت وإن شددت قصرت. والقنبيط معروف.

قبط


قَبَطَ(n. ac. قَبْط)
a. Seized, grasped, clutched.
b. Mixed.
c. [ coll. ], Trembled, started.

قَبَّطَ
a. [ coll. ], Startled, made to
tremble.
تَقَبَّطَ
a. [ coll. ]
see I (c)
قَبْطَة
a. [ coll. ], Start.
قِبْط
a. [art.], The Copts.
قِبْطِيّ
(pl.
قَبَاْطِيّ)
a. Copt; Coptic.

قُبْطa. see 2
قُبْطِيّa. see 2yi & 3yit
قُبْطِيَّة
(pl.
قَبَاْطِيّ)
a. Fine linen; fine cloth.

قُبَّاْطa. A kind of sweatmeat.

قَبُّوْط
a. [ coll. ], Woollen cloak.
b. [ coll. ], Young locust;
grass-hopper.
أَقْبَاْطa. see 2
قُبَّيْط قُبَّيْطَى قُبَيْطَآء
a. see 29
ق ب ط : الْقِبْطُ بِالْكَسْرِ نَصَارَى مِصْرَ الْوَاحِدُ قِبْطِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَالْقِبْطِيُّ ثَوْبٌ مِنْ كَتَّانٍ رَقِيقٍ يُعْمَلُ بِمِصْرَ نِسْبَةٌ إلَى الْقِبْطِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْإِنْسَانِ وَثِيَابٌ قُبْطِيَّةٌ أَيْضًا وَجُبَّةٌ قُبْطِيَّةٌ وَالْجَمْعُ قَبَاطِيُّ.
وَقَالَ الْخَلِيلُ: إذَا جَعَلْتَ ذَلِكَ اسْمًا لَازِمًا قُلْتَ قِبْطِيٌّ وَقِبْطِيَّةٌ بِالْكَسْرِ عَلَى الْأَصْلِ وَأَنْتَ تُرِيدُ الثَّوْبَ وَالْجُبَّةَ وَامْرَأَةٌ قِبْطِيَّةٌ بِالْكَسْرِ لَا غَيْرُ لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ اسْمًا لَهَا وَإِنَّمَا يَكُونُ نِسْبَةً وَالْقُبَّيْطَى بِضَمِّ الْقَافِ النَّاطِفُ يُشَدَّدُ فَيُقْصَرُ وَيُخَفَّفُ فَيُمَدُّ. 
قبط
قِبْط [مفرد]: ج أقباط: كلمة يونانيَّة الأصل بمعنى: سكّان مصر، ويُقصد بهم اليوم: المسيحيُّون من المصريِّين. 

قُبْطان [مفرد]: ج قَباطنَة وقباطِينُ: رُبّان؛ قائدُ السَّفينة أو الطّائرة "تفادى قبطان السَّفينة اصطدامها بالشِّعاب المرجانيّة- رحّب قبطان الطَّائرة بالرُّكاب وتمنى لهم رحلة سعيدة". 

قِبْطيّ [مفرد]: ج أقباط وقِبط: ساكن من سكَّان مصر الذين يدينون بالمسيحيّة، مسيحيّ من أبناء الكنيسة المصريّة "تسود علاقات حميمة بين مُسلمِي مصر وأقباطها". 

قِبْطيّة [مفرد]: مذ قِبْطيّ
• اللُّغة القِبْطيَّة: الصُّورة الأخيرة للُّغة المصريَّة القديمة، وقد بدأت كتابتها بالأبجديَّة اليونانيّة منذ القرن الرَّابع أو الخامس الميلاديّ. 
قبط
ابن فارس: القبط: جمعكَ الشئ بيدكَ، يقال: قبطته أقبطه قبطاً.
والقِبط - بالكسر -: أهل مصرَ، وهم بنكها، ورجل قبطي، وامرأة قبطية. ومارية القبطية: أم إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم، ورضي عنهما -.
والقبطيةُ: ثياب بيض رقاق من كتانٍ تتخذُ بمصر، وقد تضم، لأنهم يغيرون كثيراً في النسبة، كما قالوا: سهلي ودهري. وقال الليث فلما ألزمتْ هذا الاسم غيروا اللفظ ليعرف، فالإنسان قبطي والثوب قبطي. ومنه حديث أسامةُ بن زيدٍ - رضى الله عنه - أنه قال: كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوباً قبطياً أو ثياباً قبطية. وقال عبد الله بن عتيك - رضي الله عنه - وذكرَ قتلَ عبد الله بن عتيكٍ - رضى الله عنه - وذكر قتل عبد الله وقيل سلام بن أبي الحقيق: فوالله ما دلنا على الابياضه على الفراش في سوادَ الليلِ كأنه قبيطة، قال زهير بن أبي سلمى يذكرُ الحارث بن ورقاءَ الصيداوي:
لتأتينك مني منطق قذعُ ... باقٍ كما دنس القبطية الودك
والجمعُ: قباطي.
والقبطي: فرشُ عبد المطلب بن عميرُ بن سويد بن حارثة.
وقبطُ: ناحية كانتْ بسر من رأى تجمعُ أهل الفساد.
والقباطُ والقبيط والقبيطى والقبيطاء، إذا خففتَ مددتْ وإذا شددتْ فصرتَ.
وقبط وجهه تقبيطاً: مثلُ قطبه تقطيباً.
والقنيط: يذكرُ فيما بعدُ إن شاء الله تعالى.
قبط: قبط الرجل: جفل مرتاعا (محيط المحيط).
قبط. قبط وجهه: قطبة. وهو مقلوب قطب (محيط المحيط).
قبط: قوم من النصارى في مصر، وتجمع على أقباط (محيط المحيط، بوشر، دي ساسي طرائف 1: 355).
قبط (جمع): يظهر إن معناها طنفسة، فرش، ففي ألف ليلة (برسل 11: 472): وفرش كثيرة من الخز والديباج وقبط الحرير المقصب وفرشوا ذلك جميعه في وسط البستان.
قبطي (بضم القاف وكسرها) أحجار قبطية.
أحجار مصرية وهي أحجار ضخمة وثقيلة جدا. انظر معجم الأسبانية (ص311).
قبطية: المعاجم تفسر ما يراد بالثياب القبطية. وفي الأندلس يقولون قبطية (معجم الأسبانية ص78).
قبطية: كانت هذه الكلمة تطلق اسما لنوع من الثياب.
وقد ذكرها فوك في مادة diploys ومادة espatles.
وقد فسرتها فيما تقدم (انظرها في مادة درنك).
وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص72 ق): حصل لكل فارس غفارة وعمامة وكساء وقبطية وشقة. وفي الحلل (ص9 ق): ومائتا قبطية مختلفة الأنواع والألوان وانظر عبارة الخطيب التي نقلتها في مادة درنك. قباط: في رياض النفوس (ص99 و): القباط الأبيض النضيج ملون وغير ملون وقد كتبت قباد عند أماري ديب (ص204).
وقد أشار الناشر (ص442 رقم س س س) إلى أن الكلمة الإيطالية cubata والصقلية culaita.
تعنيان عجينة من السمسم طبخت بالعسل ونجد في معجم المنصوري أن كلمة قبانيط تدل على نوع من الحلوى تجتوي على سكر ولوز وفستق وصواب الكلمة قبابيط.
قبوط: عند العامة جندب. (محيط المحيط).
قبوط (رومانية= قبوض وكبوت، وكبود، وكبوط): كساء من صرف يلبس فوق الثياب عامية (محيط المحيط) وفيه: العكبوت.
قبطان قبطان (رومانية) والجمع قباطين: ربان المركب. (بوشر، ألف ليلة 2: 116، 4: 468، 442).
قبطان باشا (بالتركية قبودان باشا): قائد الأسطول، أميرال تركي. (بوشر).

قبط: ابن الأَعرابي: القَبْط الجمع، والبَقْط التَّفْرقة. وقد قَبَط

الشيءَ يَقْبِطه قَبْطاً: جمعه بيده. والقُبّاط والقُبَّيْط والقُبَّيْطى

والقُبَيْطاء: الناطِف، مشتقّ منه، إِذا خففت مددت وإِذا شددت الباء قصرت.

وقَبَّط ما بين عينيه كقَطَّب مقلوب منه؛ حكاه يعقوب.

والقِبْط: جِيل بمصر، وقيل: هم أَهل مصر وبُنْكُها. ورجل قِبْطِيّ.

والقُبْطِيَّة: ثياب كتان بيض رِقاق تعمل بمصر وهي منسوبة إِلى القِبْط على

غير قياس، والجمع قُباطِيٌّ، والقِبْطِيَّة قد تضم لأَنهم يغيّرون في

النسبة كما قالوا سُهِليّ ودُهْريّ؛ قال زهير:

ليَأْتِيَنَّك منِّي منطِقٌ قَذَعٌ

باقٍ، كما دنَّس القُبْطِيَّة الوَدَكُ

قال الليث: لما أُلزِمت الثيابُ هذا الاسم غيروا اللفظ فالإِنسان

قِبْطيّ، بالكسر، والثوب قُبْطيّ، بالضم. شمر: القُباطِيّ ثياب إِلى الدقَّة

والرقَّة والبياض؛ قال الكميت يصف ثوراً:

لِياح كأَنْ بالأَتْحَمِيَّةِ مُسْبَعٌ

إِزاراً، وفي قُبْطِيِّه مُتَجَلْبِبُ

وقيل: القُبْطُرِيّ ثياب بيض، وزعم بعضهم أَن هذا غلط، وقد قيل فيه: إِن

الراء زائدة مثل دَمِثٍ ودِمَثْر؛ وشاهده قول جرير:

قومٌ ترى صَدَأَ الحديد عليهمُ،

والقُبْطُرِيّ من اليَلامِقِ سُودا

وفي حديث أُسامة: كساني رسول اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، قُبْطِيّةً؛

القُبْطِيَّةُ: الثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء وكأَنه منسوب إِلى

القِبْط وهم أَهل مصر. وفي حديث قتل ابن أَبي الحُقَيْقِ: ما دلنا عليه إِلا

بياضه في سواد الليل كأَنه قُبْطِيَّة. وفي الحديث: أَنه كَسا امرأَةً

قُبْطِيَّة فقال: مُرْها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصِف حَجْم عظامها، وجمعها

القُباطِيّ؛ ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تُلْبسوا نِساءكم

القَباطِيَّ فإِنه إِن لا يَشِفَّ فإِنه يَصِفُ. وفي حديث ابن عمر: أَنه كان

يُجَلِّلُ بُدْنَه القَباطِيَّ والأَنْماطَ.

والقُنَّبِيطُ: معروف؛ قال جندل:

لكن يَرَوْنَ البَصَل الحِرِّيفا،

والقُنَّبِيطَ مُعْجِباً طَرِيفا

ورأَيت حاشية على كتاب أَمالي ابن بري، رحمه اللّه تعالى، صورتها: قال

أَبو بكر الزبيدي في كتابه لحن العامّة: ويقولون لبعض البقول قَنَّبيط،

قال أَبو بكر: والصواب قُنَّبيط، بالضم، واحدته قُنَّبيطة؛ قال: وهذا

البناء ليس من أَمثلة العرب لأَنه ليس في كلامهم فُعَّليل.

قبط

1 قَبَطَهُ, aor. ـِ so in the margin of a copy of the S, (TA,) inf. n. قَبْطٌ, (TS, O, K,) He collected it together, or comprehended it, with his hand: (TS, O, K:) [like قَبَضَهُ:) in the TS given as on the authority of IDrd: in the O as on that of IF. (TA.) b2: Also, inf. n. as above, He mixed it. (TA.) 2 قَبَّطَ [قبّط وَجْهَهُ He contracted his face much; made it much contracted, or very austere or morose:] تَقْبِيطُ الوَجْهِ is syn. with تَقْبِيطُهُ; (Yaa-koob, K;) and is formed from the latter by transposition. (TA.) القِبْطُ [The Copts; often called by themselves القُبْطُ;] a certain people, or nation, in Egypt; (TA;) the original, or genuine, people of Egypt; (S, K, TA;) the Christians of Egypt: (Msb:) n. un. ↓ قِبْطِىٌّ; (S, Msb, K;) fem. with ة: (Msb, K:) you say إِمْرَأَةٌ قِبْطِيَّةٌ [A Copt woman]: (Msb:) and جَمَاعَةٌ قِبْطِيَّةٌ and أَقْبَاطٌ [A company of Copts; اقباط being a pl. of قِبْطٌ]. (TA.) [See قُبْطِىٌّ.] Authors differ respecting their pedigree: some say, that القِبْطُ was son of حَام [or Ham], son of نُوح [or Noah]: the author of the Shejereh, that مِصْرَائِيم [or Mizraïm] the son of حام left issue from لُوذِيم [or Ludim], and that لوذيم are the قِبْط of Egypt, in the Sa'eed: Aboo-Háshim Ahmad Ibn-Jaafar El-'Abbásee, the genealogist, says, that they are the children of قِبْط son of مِصْر son of قُوط [a mistranscription for فُوط, the Phut of the English Bible, A. V.,] son of حام: and this is verified by Ibn-El-Joowánee the genealogist. (TA.) قُبْطِىٌّ A kind of thin, or fine, (Mgh, Msb,) white, (Mgh,) cloth, (Mgh, Msb,) of linen, (Msb,) made in Egypt; so called in relation to the قِبْط, irregularly, to distinguish between it and the man, who is called قِبْطِىٌّ: (Mgh, Msb:) so says Lth, respecting these two forms: (TA:) you also say, ↓ ثِيَابٌ قِبْطِيَّةٌ, with kesr; but when you convert the rel. n. into a subst, you say قُبْطِيَّةٌ, with damm, to distinguish the subst. from the rel. n. without ثياب; like as you say, رِمَاحٌ خَطِّيَّةٌ, and خِطِّيَّةٌ, with kesr, when you do not mention the رماح: so says Kh: (Msb in art. خط:) it is said in the K, that القُبْطِيَّةُ, with damm, signifies a kind of cloths, so called in relation to the قِبْط; and sometimes it is with kesr; which is a plain assertion that the form with damm is the more common: but in the S it is said, that القِبْطِيِّةُ signifies certain white, thin, or fine, cloths, of linen, made in Egypt; and sometimes it is with damm, because they make a change in the rel. n., as in سُهْلِىٌّ and دُهْرِىٌّ, which (as SM adds) are from سَهْلٌ and دَهْرٌ; and this indicates that the regular form, with kesr, is the more common: (TA:) the pl. is قَبَاطِىٌّ (S, Mgh, Msb, K) and قَبَاطِى: (K [but the latter, being indeterminate, should be written قَبَاطٍ, like مَهَارٍ &c.:]) Sh says, that the قَبَاطِىّ are a kind of cloths inclining to fineness and thinness and whiteness. (TA.) قِبْطِىٌّ and قِبْطِيَّةٌ: see القِبْطُ and قُبْطِىٌّ.

قُبَيْطَآءُ: see what next follows.

قُبَّاطٌ: see what next follows.

قُبَّيْطٌ: see what next follows.

قُبَّيْطَى and ↓ قُبَيْطَآءُ, the former with teshdeed and with a short final alif, and the latter without teshdeed and with a long final alif, (S, Msb, K, *) and ↓ قُبَّيْطٌ and ↓ قُبَّاطٌ, (S, K,) i. q. نَاطِفٌ; (S, Msb, K;) [described by Golius, on the authority of an Arabic and Persian vocabulary, entitled كتاب السامى فى الاسامى, as a very white kind of sweetmeat, which consists of juice of grapes, with an addition of other things, cooked so that it becomes white and hard:] derived from قَبْطٌ signifying the act of “ collecting together. ” (TA.) قُنَّبِيطٌ: see art. قنبط.
قبط
القَبْطُ: جَمْعُكَ الشَيْءَ بِيَدِكَ. عَزاهُ فِي العُبَابِ إِلى ابْنِ فارسٍ، وَفِي التَّكْمِلَةِ إِلى ابْنِ دُرَيْدٍ، وَقد وُجِدَ أَيْضاً فِي بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ على الهامِشِ، يُقَال: قَبَطْتُه أَقْبِطُه قَبْطاً من حَدِّ ضَرَبَ.
والقِبْطُ، بالكَسْرِ: جِيلٌ بمِصْرَ. وَفِي الصّحاحِ: القِبْطُ: أَهْلُ مِصْرَ، وهم بُنْكُها، بالضَّمِّ، أَي أَصلُها وخَالِصُها. قلتُ واخْتلِفَ فِي نَسَبِ القِبْط، فقِيلَ: هُوَ القِبْطُ بنُ حَامِ بنِ نُوحٍ، عَلَيْهِ السّلامُ، وذَكَر صاحبُ الشَّجَرَةِ أنَّ مِصْرَايِم ابْن حامٍ أَعْقَبَ من لوذيم، وأَنَّ لوذيم أَعْقَب قِبْطَ مِصْرَ بالصَّعِيدِ، وذَكَرَ أَبو هاشِمٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَر العَبّاسيُّ الصّالِحِيُّ النَّسّابَةُ قِبْطَ مِصْرَ فِي كِتابِه، فَقَالَ: هم وَلَدُ قِبْط ابْن مِصْرَ بنِ قُوطِ بنِ حامٍ، كَذَا حَقَّقَهُ ابنُ الجَوّانِيِّ النَّسّابَةُ فِي المُقَدِّمةِ، الفاضلِيَّةِ. وإِليهم تُنْسَبُ الثِّيَابُ القُبْطِيَّة، بالضَّمِّ، على غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقد يُكْسَرُ صَرِيحُ هذِه العِبارة أَنَّ الضَّمَّ فيهِ أَكْثَرُ من الكَسْر، والَّذِي فِي الصّحاحِ: والقِبْطِيَّةُ: ثِيَابٌ بِيضٌ رِقاقٌ من كَتّانِ تُتَّخَذ بمِصْرَ، وَقد يُضَمُّ، لأَنَّهُمْ يُغَيِّرُون فِي النِّسْبَةِ، كَمَا قالَوا: سُهْلِيٌّ ودهْرِيٌّ، أَي إِلى سَهْلٍ ودَهْرٍ، بفَتْحِهما، ثمَّ أَنْشَدَ لزُهَيْرٍ:
(لَيَأْتِيَنَّكَ مِنِّي مَنْطِقٌ قَذَعٌ ... بَاقٍ كَمَا دَنَّسَ القِبُطِيَّةُ الوَدَكُ)
فهذَا يَدُلُّ على أَنَّ الكَسْرَ أَكْثَرُ، وَهُوَ القِيَاس، والضَّمّ قليلٌ، فتَأَمَّلْ.
وقالَ اللَّيْثُ: لمّا أُلْزِمَتِ الثِّيَابُ هَذَا الاسْمَ غَيَّرُوا اللٌّ فظَ، فالإِنْسانُ قِبْطِيٌّ، بالكَسْرِ، والثَّوْبُ قُبْطِيٌّ، بالضَّمِّ. ج: قُبَاطِيُّ، بتَشْدِيدِ الياءِ وقَبَاطِي، بتَسْكِينها. وَقَالَ شَمِرٌ: القُبَاطِيّ: ثِيَابُ إِلى الدِّقًّة والرِّقَّة والبَيَاض، قَالَ الكُمَيْت: يَصف ثَوْراً:
(لِيَاح كَأَنْ بالأَتْحَمِيَّة مُسْبَعٌ ... إِزَاراً، وَفِي قُبْطِيَّةٍ مُتَجَلْبِبُ)
وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَر أنَّه كَانَ يُجَلِّلُ بُدْنَهُ القُباطِيَّ والأَنْمَاطِ. ورَجُلٌ قِبْطِيٌّ، بالكَسْرِ، وَهِي بَهاءٍ، وَمِنْهُم: مارِيَةُ القِبْطِيَّةُ الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ المُقَوْقِسُ صاحِبُ الإسْكَنْدَرِيَّةِ، وَهِي أُمُّ إِبْرَاهِيمَ ابنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ورَضِيَ عَنْهَا، تُوُفِّيَتْ زَمَنَ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ عَنهُ. قِبْطُ: نَاحِيَةٌ كانَت بسُرَّ مَن رَأَى، تَجْمَعُ أَهْلَ الفَسَادِ، نَقله الصّاغَانِيُّ. والقُبّاطُ والقُبَّيْطُ والقُبَّيْطَى، بضمّ قافِهِنَّ وشَدِّ بائهِنَّ، والقُبَيْطَاءُ، كحُمَيْراءَ، إِذا خَفَّفْتَ مَدَدْتَ، وإِذا شَدَّدْت قَصَرْتَ النّاطِفُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ من القَبْطِ، بمعْنَى الجَمْعِ. وتَقْبِيطُ الوَجْهِ: تَقْطيبُه، مَقْلُوبٌ مِنْهُ، حَكَاهُ يَعقوب.)
ومَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القِبْطِيُّ: فَرَسُ عبدِ المَلِكِ بن عُمَيْرِ بنِ سُوَيْدِ بنِ حارِثَةَ، نَقَلَه الصّاغَاِنيُّ.
قلتُ: وقَد عُرِفَ هُوَ بفَرَسِه ذلكِ، كَمَا نَقَلَه الحافِظُ. وعُبَيْدٌ القِبْطِيُّ: من قِبْطِ مِصْرَ، عَن أَبِي مُوَيْهِبَةَ، وَعنهُ يَعْلَى بنُ عَطَاء وآخَرُونَ. وقَبَطَ الشَّيْءَ قَبْطاً: خَلَطَهُ. وتَقَول: فُلانٌ يَأَخُذُ القُبَّيْطَى، فيَأْكُلُها السُّرَّيْطَى. وجَمَاعَةٌ قِبْطِيَّةٌ وأَقْبَاطٌ. وعبدُ اللَّطِيفِ القُبَّيْطِيُّ: محدِّثٌ مَشْهُور. وقُبَّيْطَةُ، كجُمَّيْزَة: لَقَبُ الحَافِظِ أَبِي عليٍّ الحَسَنِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ سَلام الفَزارِيِّ البَغْدَادِيِّ، وَثَّقَهُ يُونُس، سَكَن مِصْرَ، وتُوُفِّى فِي حُدُودِ سنة.

صَوت

(صَوت) مُبَالغَة فِي صات وَبِه ناداه وَله أيده بإعطائه صَوته فِي الانتخاب (محدثة) والطست وَنَحْوه جعله يصوت
صَوت
: ( {صاتَ} يَصُوتُ) ، كقالَ يَقولُ. (و) {صاتَ (} يَصَاتُ) ، كخاف يَخافُ، {صَوْتاً، فيهمَا، فَهُوَ صائتٌ، أَي: صائحٌ.} والصَّوْتُ: الجَرْسُ، معروفٌ، مُذكَّر؛ وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: الصَّوْتُ: {صَوتُ الإِنسانِ وغيرِه. والصّائتُ: الصّائح.
وَفِي الصَّحاح: فأَمّا قولُ رُوَيْشِدِ بْنِ كَثِيرٍ الطّائيّ:
يَا أَيُّهَا الرَاكِبُ المُزْجِي مَطِيَّتَهُ
سائِلْ بَنِي أَسَدٍ مَا هذِهِ} الصَّوْتُ فإِنَّما أَنثهُ؛ لأَنّه أَراد الضَّوْضاءَ والجَلَبَة والاستِغاثة.
قَالَ ابنُ مَنْظُور: قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وهاذا قبيحٌ من الضَّرُورَة، أَعني تأْنيث المُذكَّرِ؛ لأَنّه خُرُوجٌ عَن أَصلٍ إِلى فرْع، وإِنّما المُستجازُ من ذالك رَدُّ التَّأْنِيث إِلى التَّذكير؛ لأَنّ التَّذكير؛ هُوَ الأَصْل، بِدَلالة أَنَّ الشَّيْءَ مُذكَّر، وَهُوَ يقعُ على المُذكَّر والمُؤنَّث، فعُلِم بذالك عُمُوم التَّذْكِير، وأَنّه هُوَ الأَصلُ. وَالْجمع: {أَصواتٌ.
} وصاتَ: إِذا (نادَى، {كأَصَاتَ،} وصَوَّتَ) بِه {تَصْويتاً، فَهُوَ} مُصَوِّتٌ. وكذالك إِذا {صَوَّتَ بإِنسان فدعاهُ، وَعَن ابْن بُزُرْجَ:} أَصاتَ الرَّجُلُ بالرَّجُلِ: إِذا شهَّرَه بأَمْرِ لَا يَشتهِيهِ.
(و) يُقَال: (رَجُلٌ {صاتٌ) ، وحمارٌ صاتٌ: (} صَيِّتٌ) ، أَي: شديدُ الصَّوتِ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: يجوزُ أَن يكون {صاتٌ فاعِلاً، ذهبتْ عَيْنُهُ، وأَن يكونَ فَعِلاً مكسور العَيْنِ؛ قَالَ النَّظّارُ الفَقْعَسِيُّ:
كأَنَّنِي فَوْقَ أَقَبَّ سَهُوَقٍ
جَأْبٍ إِذا عَشَّرَ صاتِ الإِرْنَانْ
قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهَذَا كَقَوْلِهِم: رَجُلٌ مالٌ: كثيرُ المالِ، ورَجُلٌ نالٌ: كثيرُ النَّوال، وكَبْشٌ صافٌ: كثيرُ الصُّوف، ويَوْمٌ طانٌ: كثيرُ الطِّينِ؛ وبئْرٌ ماهَةٌ، ورجُلٌ هاعٌ لاعٌ، ورجلٌ خافٌ. وأَصل هاذه الأَوصافِ كلِّها فَعِلٌ بِكَسْر الْعين. انْتهى.
وَفِي الحَدِيث: (كَانَ العَبّاسُ رَجُلاً} صَيِّتاً) ، أَي: شديدَ الصَّوْتِ عالِيَهُ، يُقَال: هُوَ {صَيِّتٌ} وصائتٌ، كمَيِّتٍ ومائتٍ، وأَصلُه الْوَاو، وبِناؤُه فَيْعِلٌ فقُلِبَ وأُدْغِمَ.
( {والصِّيتُ، بالكَسْرِ: الذِّكْرُ) ، يُقَال: ذَهبَ فِي النّاس} صِيتُه، أَي ذِكْرُه، وخَصَّه بعضُهم بالذِّكْرِ (الحَسَنِ) . وَفِي الصَّحاح: الجَميل الّذِي يَنتشِر فِي النّاس دُونَ القَبِيح، وأَصلُه من الْوَاو، وإِنّما انقلبتْ يَاء، لانكسارِ مَا قبلَها، كَمَا قَالُوا: رِيحٌ، من الرَّوْح، كأَنّهُمْ بَنَوْهُ على فِعْلٍ، بِكَسْر الفاءِ، للفَرْقِ بينَ الصَّوْتِ المسموع وبينَ الذِّكْرِ الْمَعْلُوم. وَفِي الحَدِيث: (مَا مِنْ عَبْدٍ إِلاَّ لَهُ {صِيتٌ فِي السَّمَاءِ) أَي ذِكْرٌ وشُهْرَةٌ وعِرْفان قَالَ: ويكونُ فِي الخَير والشَّرِّ (} كالصّاتِ {والصَّوْتِ،} والصِّيتَةِ) ، ورُبَّما قَالُوا: انتَشَر {صَوتُه فِي النّاس، بِمَعْنى} الصِّيت. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: والصَّوْت فِي الصِّيت، لُغَةٌ. وَقَالَ لَبِيدٌ:
وكَمْ مُشْتَرٍ مِنْ مالِهِ حُسْنَ صِيتَةٍ
لآِبائِه فِي كُلِّ مَبْدًى ومَحْضَرِ
وَفِي الحَدِيث: فَصْلُ مَا بَيْنَ الحلالِ والحرامِ، {الصَّوْتُ، والدُّفُّ) يُرِيدُ إِعلانَ النِّكاح، وذَهَابَ الصَّوْت والذِّكْرَ بِهِ فِي النّاس، يُقال: لَهُ صَوْتٌ وصِيتٌ، أَي ذِكْرٌ.
(و) } الصِّيتُ: (المِطْرَقَةُ) نَفْسُها، (و) قيل: الصِّيتُ: (الصّائِغُ. و) قيل: (الصَيْقَلُ) ، نَقله الصّاغانِيُّ.
( {والمِصْوَاتُ) ، بِالْكَسْرِ: (} المُصَوِّتُ) .
(و) قولُهُم: دُعِيَ، {ف (انْصاتَ) : أَي (أَجابَ وأَقْبَلَ) .
(و) انْصاتَ الرّجلُ: (ذَهَبَ فِي تَوَارٍ) ، نقلَهُ الصّاغَانيّ.
(و) } انْصَاتَ (المُنْحَنِي) : إِذا (اسْتَوَى) هاكذا فِي النُّسَخِ، وَفِي أُخْرَى: اسْتَوَى قَائِما، وصوابُه، على مَا فِي الصَّحاح وغيرِه: استَوَتْ (قَامَتُهُ) بعدَ انْحناءٍ، كأَنّه اقْتَبَلَ شَبَابُهُ.
{والمُنْصاتُ: القَوِيمُ القامَةِ، قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الخُرْشُبِ الأَنْمَارِيّ، وَقيل للعَبّاس بْنِ مِرْدَاسٍ السُّلَميّ:
ونَصْرُ بْنُ دُهْمَانَ الهُنيْدَةَ عاشَها
وتِسْعِينَ حَوْلاً ثُمَّ قُوِّمَ} فانْصاتَا
وعادَ سَوادُ الرَّأْسِ بعدَ ابْيِضاضِهِ
ورَاجَعَهُ شَرْخُ الشِّبَابِ الّذِي فاتا
وراجَعَ أَيْداً بَعْدَ ضَعْفِ وقُوَّةٍ
ولاكِنَّهُ من بَعْدِ ذَا كُلِّهِ مَاتَا (و) انْصاتَ (بهِ الزَّمَانُ) {انْصِيَاتاً: إِذا (صَار مشْهُوراً) .
(و) يُقَالُ: (مَا بالدَّارِ} مِصْوَاتٌ) ، أَي: (أَحَدٌ) يُصَوِّتُ. وَفِي بعض النُّسَخِ: {مُصَوِّتٌ، وَالْمعْنَى وَاحِد.
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْهِ:
} أَصات الرجلُ بالرَّجُلِ: إِذا شَهَّرَهُ بأَمْر لَا يَشتهيه. وَفِي الحَدِيث: (أَنّهم كانُوا يَكرهون الصَّوْتَ عندَ القِتالِ) هُوَ أَنْ يُنادِيَ بعْضُهم بَعْضًا، أَو يفعَلَ أَحَدُهُم فعلا لَهُ أَثرٌ، فيَصِيحَ، ويُعَرِّفَ بنفْسِه على طَرِيق الْفَخر والعُجْب. والعَربُ تقولُ: أَسْمَعُ صَوْتاً، وأَرَى فَوْتاً: أَي أَسْمَعُ صَوتاً، وَلَا أَرى فِعْلاً. ومِثلُه: إِذا كُنْت تَسْمَعُ بالشَّيْءِ، ثمّ لَا تَرى تَحْقِيقا، يقالُ: ذِكْرٌ وَلَا حَساسِ.
من أَمثالهم فِي هَذَا الْمَعْنى: لَا خَيْرَ فِي رَزَمَةٍ لَا دِرَّة مَعهَا، أَي: لَا خَيرَ فِي قَولٍ وَلَا فِعْلَ مَعَه.
وكُلُّ ضرْبٍ من الغِناءِ، صَوْتٌ؛ والجمعُ الأَصواتُ. وقولُه، عزَّ وجلَّ: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ {بِصَوْتِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) ، قيل:} بأَصواتِ الغِناءِ والمَزامِيرِ.
{وأَصَاتَ القَوْسَ: جَعلَها} تُصَوِّتُ.
وَفِي الأَساسِ: سابَّ المُخَبَّلُ الزِّبْرِقانَ، فَقَالَ لصَحْبِه: كَيفَ رَأَيْتمُوني؟ قَالُوا: غَلَبَك بِرِيقٍ سَيِّغٍ، {وصَوْتٍ} صَيِّتٍ. 
ساقطٌ برمَّته من الصِّحَاح، وثابت فِي لِسَان الْعَرَبِيّ والتكملة.

مَقَابِرُ قُرَيْشٍ

مَقَابِرُ قُرَيْشٍ:
ببغداد وهي مقبرة مشهورة ومحلّة فيها خلق كثير وعليها سور بين الحربية ومقبرة أحمد ابن حنبل، رضي الله عنه، والحريم الطاهري، وبينها وبين دجلة شوط فرس جيد، وهي التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وكان أول من دفن فيها جعفر الأكبر بن المنصور أمير المؤمنين في سنة 150، وكان المنصور أول من جعلها مقبرة لما ابتنى مدينته سنة 149.

نَجَيْرَمُ

نَجَيْرَمُ:
بفتح أوله وثانيه، وياء ساكنة، وراء مفتوحة، وميم، ويروى بكسر الجيم، وربما قيل نجارم، بالألف بعد الجيم، قال السمعاني: هي محلة بالبصرة، قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب:
نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها مرارا ليست بالكبيرة ولا بها آثار تدل على أنها كانت كبيرة أولا، فإن كان بالبصرة محلة يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلّة، وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب والحديث، منهم: إبراهيم بن عبد الله النجيرمي ويوسف بن يعقوب النجيرمي وابنه بهزاد بن يوسف.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.