قرية باليمامة، عن الحفصي.
قرية باليمامة، عن الحفصي.
شرد: شَرَدَ البعيرُ والدابة يَشْرُدُ شَرْداً وشِراداً وشُروداً:
نَفَرَ، فهو شارِدٌ، والجمع شَرَدٌ. وشَرُودٌ في المذكر والمؤَنث، والجمع
شُرُودٌ؛ قال:
ولا أُطيق البَكَراتِ الشَّرَدا
قال ابن سيده: هكذا رواه ابن جني شَرَدا على مثال عَجَلٍ وكُتُبٍ
استَعْصَى وذَهَبَ على وجْهه؛ الجوهري: الجمع شَرَدٌ على مثال خادِمٍ وخَدَم
وغائِب وغَيَب، وجمع الشَّرُود شُرُدٌ مِثْلُ زَبُورٍ وَزُبُر؛ وأَنشد أَبو
عبيدة لعبد مناف بن ربيع الهذلي:
حتى إِذا أَسْلَكوهُمْ في قُتائِدَةٍ
شَلاًّ، كما تَطْرُد الجمَّالةُ الشُّرُدا
ويروى الشَّرَدا. والتَّشْريدُ: الطَّرْد. وفي الحديث: لَتَدْخُلُنَّ
الجنةَ أَجمعون أَكتعون إِلا من شَرَدَ على الله أَي خرج عن طاعته وفارق
الجماعة من شَرَدَ البعيرُ إِذا نفر وذهب في الأَرض. وفرس شَرُود: وهو
المُسْتَعْصي على صاحبه. وقافَيَةٌ شَرُودٌ: عائِرَةٌ سائِرَةٌ في البلاد
تَشْرُدُ كمن يشرد البعير؛ قال الشاعر:
شَرُودٌ، إِذا الرَّاؤُونَ حَلُّوا عِقالَها،
مُحَجَّلةٌ، فيها كلامٌ مُحَجَّلُ
وشَرَدَ الجمل شُروداً، فهو شارد، فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَريد
طَريد.وتقول: أَشْرَدْتُه وأَطْرَدْتُهُ إِذا جعلته شَريداً طَريداً لا
يُؤْوى. وشَرَدَ الرجلُ شُروداً: ذهب مَطْرُِوداً. وأَشْرَدَه وشَرَّدَه:
طَردَه. وشَرَّدَ به: سَمَّع بعيوبه؛ قال:
أُطَوِّفُ بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْم،
مَخافةَ أَنْ يُشَرِّدَ بِي حَكِيمُ
معناه أَن يُسَمِّعَ بي. وأُطَوِّفُ: أَطُوفُ. وحَكِيمٌ: رجل من بني
سُلَيْم كانت قريش ولته الأَخذ على أَيدي السفهاء. ورجل شَريدٌ: طَرِيدٌ.
وقوله عز وجل: فَشَرِّدْ بهمْ مَنْ خَلْفَهم؛ أَي فَرِّق وبَدِّدْ جمعهم.
وقال الفراء: يقول إِن أَسرتهم يا محمد فَنَكِّلْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهم
ممن تَخافُ نَقْضَهُ العهد لعلهم يذكرون فلا ينقضون العهد. وأَصل التشريد
التَّطْريدُ، وقيل: معناه سَمِّعْ بهم من خَلْفَهم، وقيل: فَزِّعْ بهم
مَنْ خلفهم. وقال أَبو بكر في قولهم: فلان طريد شريد: أَمَّا الطَّريدُ
فمعناه المَطْرود، والشريد فيه قولان: أَحدهما الهارب من قولهم شَرَدَ البعير
وغيرُه إِذا هرب؛ وقال الأَصمعي: الشريد المُفْرَدُ؛ وأَنشد اليمامي:
تَراهُ أَمامَ النَّاجِياتِ كأَنه
شرَيدُ نَعانٍ، شَذَّ عَنه صَواحِبُه
قال: وتَشَرَّدَ القَوْمُ ذَهبوا.
وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لَخوَّات بن جُبَيْر:
ما فَعَلَ شِرادُك؟ يُعَرِّضُ بقضيّته مع ذات النِّحْيَيْن في الجاهلية،
وأَراد بشِراده أَنه لما فزع تَشَرَّد في الأَرض خوفاً من التَّبَعة؛ قال
ابن الأَثير: كذا رواه الهرويّ والجوهريّ في الصحاح وذكر القصة؛ وقيل:
إِن هذا وهمٌ من الهروي والجوهري، ومن فَسَّرَه بذلك قال: والحديث له قصة
مَرْويَّةٌ عن خَوَّات أَنه قال: نزلت مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
بِمَرِّ الظَّهْرانِ فخرجت من خِبائي فإِذا نسوة يتَحَدّثن فأَعجبنني،
فرجعت فأَخرجت حُلَّةً من عَيْبَتي فَلبسْتُها ثم جلست إِليهن، فمرّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فهِبتُه فقلت: يا رسول الله جمل لي شَرُود
وأَنا أَبْتَغِي له قَيْداً فمضى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتَبِعْتُه
فأَلقى إِليَّ رداءه ثم دخل الأَراكَ فقضى حاجته وتوضأَ، ثم جاء فقال:
يا أَبا عبد الله ما فعل شَروُدُك؟ ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني إِلا قال:
السلام عليكم، يا أَبا عبد الله، ما فعل شِرادُ جَملك؟ قال: فتعجلت إِلى
المدينة واجتنبت المسجدَ ومُجالَسة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما
طال ذلك عليّ تَحَيّنْتُ ساعةَ خَلْوَةِ المسجد ثم أَتيت المسجد فجعلت
أُصلي، فخرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من بعض حُجَرِه فجاء فصلى
ركعتين خفيفتين وطوّلت الصلاة رجاءَ أَن يذهبَ ويدَعَني، فقال: طوِّلْ يا أَبا
عبد الله ما شئت فلستُ بقائم حتى تنصرف، فقلت: والله لأَعتذرن إِليه،
فانصرفت، فقال: السلام عليكم أَبا عبد الله ما فعل شِرادُ الجمل؟ فقلت:
والذي بعثك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجمل مُنْذُ أَسلمت، فقال: رحمك الله
مرتين أَو ثلاثاً ثم أَمسك عني فلم يعد.
والشَّريدُ: البقية من الشيء. ويقال: في إِداواهُمْ شَريدٌ من ماء أَي
بقية. وأَبْقَتِ السَّنَةُ عليهم شَرائِدَ من أَموالهم أَي بقايا، فإِما
أَن يكون شَرائِدُ جمع شَريد على غير قياس كَفيلٍ
(* قوله «كفيل» كذا
بالأَصل المعوّل عليه، ولعل الأَولى كأفيل بالهمز، وهو الفصيل من الإبل كما
في القاموس.) وأَفائِلَ، وإِما أَن يكون شَريدَةٌ لغة في شَريد. وينو
الشَّريدِ: حَيٌّ، منهم صخر أَخو الخنساء؛ وفيهم يقول:
أَبَعْدَ ابنِ عَمْرٍو من آلِ الشَّر يـ
ـدِ، حَلَّتْ به الأَرضُ أَثْقالَها
وبنو الشَّريدِ: بَطْنٌ مِنْ سُلَيْم.
طرد: الطَّرْدُ: الشَّلُّ؛ طَرَدَه يَطْرُدُه طَرْداً وطَرَداً
وطَرَّده؛ قال:
فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتابَعَتْ
عليَّ، ولم أَبْرَحْ بِدَيْنٍ مُطَرَّدا
حُدْباً: يعني دَواهِيَ، وكذلك اطَّرَدَه؛ قال طريح:
أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوب، وأَصْبَحَتْ
زَرْقاءَ تَطَّرِدُ القَذَى بِحِباب
والطَّرِيدُ: المَطْرُودُ من الناس، وفي المحكم المَطْرُود، والأُنثى
طَريدٌ وطَريدة؛ وجمعهما مَعاً طَرائِدُ. وناقة طَريدٌ، بغير هاء: طُرِدَتْ
فَذُهِبَ بها كذلك، وجمعها طَرائِدُ. ويقال: طَردْتُ فلاناً فَذَهَبَ،
ولا يقال فاطَّرَدَ. قال الجوهري: لا يُقالُ مِن هذا انْفَعَلَ ولا
افْتَعَلَ إِلا في لغة رديئة.
والطَّرْدُ: الإِبْعَادُ، وكذلك الطَّرَدُ، بالتحريك. والرجل مَطْرُودٌ
وطَريدٌ. ومرَّ فُلانٌ يَطْرُدُهم أَي يَشُلُّهم ويَكْسَو هُمْ.
وطَرَدْتُ الإِبِلَ طَرْداً وطَرَداً أَي ضَمَمْتُها من نواحيها، وأَطْرَدْتُها
أَي أَمرتُ بِطَرْدِها.
وفلانٌ أَطْرَدَه السلطان إِذا أَمر بإِخْراجه عن بَلَده. قال ابن
السكيت: أَطْرَدْتُه إِذا صَيَّرْتَه طريداً، وطَرَدْتُه إِذا نَفَيْتَه عنك
وقلتَ له: اذهب عنا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَطْرَدْنا
المُعْتَرفِينَ. يقال: أَطْرَدَه السلطانُ وطَرَدَه أَخرجه عن بَلدِه، وحَقِيقَتُه
أَنه صيَّره طريداً. وطَرَدْتُ الرجل طَرْداً إِذا أَبْعَدته، وطَرَدْتُ
القومَ إِذا أَتَيْتَ عليهم وجُزْتَهُم. وفي حديث قيام الليل: هو قُرْبَةٌ
إِلى الله تعالى ومَطْرَدَةُ الداء عن الجَسَد أَي أَنها حالةٌ من شأْنها
إِبْعادُ الداء أَو مكانٌ يَخْتَصُّ به ويُعْرَفُ، وهي مَفْعَلة من
الطَّرْدِ. والطَّريدُ: الرجل يُولَدُ بعدَ أَخيه فالثاني طَريدُ الأَول؛
يقال: هو طريدُه. والليل والنهار طَريدان، كلُّ واحد منهما طريد صاحبه؛ قال
الشاعر:
يُعيدانِ لي ما أَمضيا، وهما معاً
طَريدانِ لاَ يَسْتَلْهِيان قَرارِي
وبَعِيرٌ مُطَّرِدٌ: وهو المتتابع في سيره ولا يَكْبو؛ قال أَبو النجم:
فَعُجْتُ مِنْ مُطَّرِدٍ مَهْديّ
وطَرَدْتُ الرجل إِذا نَحَّيْتَهُ. وأَطْرَدَ الرجلَ: جعله طَريداً
ونفاه. ابن شميل: أَطرَدْتُ الرجل جعلته طريداً لا يأْمن. وطَرَدْتُه:
نَحَّيْتُه ثم يَأْمَنُ. وطَرَدَتِ الكِلابُ الصَّيْدَ طَرْداً: نَحَّتْه
وأَرهَقَتْه. قال سيبويه: يقال طَرَدْتُه فذهب، لا مضارع له من لفظه.
والطريدة: ما طَرَدْتَ من صَيْدٍ وغيره. طَرَّادٌ: واسع يَطَّرِدُ فيه
السَّرابُ. ومكان طَرَّادٌ أَي واسعٌ. وسَطْحُ طَرَّادٌ: مستو واسع؛ ومنه
قول العجاج:
وكم قَطَعْنا من خِفافٍ حُمْسِ،
غُبْرِ الرِّعانِ ورِمالٍ دُهْسِ،
وصَحْصَحَانٍ قَذَفٍ كال??ُّرْسِ،
وعْرٍ، نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ،
والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ
قوله نُسامِيها أَي نُغالبها. بسَيْرٍ وهْسٍ أَي ذي وَطْءٍ شديد. يقال:
وهسه أَي وَطِئَه وَطْأً شديداً يَهِسُه وكذلك وعَسَه؛ وخَرَج فلان
يَطْرُد حمر الوحش. والريح تَطْرُد الحصَى والجَوْلانَ على وجْه الأَرض، وهو
عَصْفُها وذَهابُها بِها. والأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُد السَّرابَ طَرْداً؛
قال ذو الرمة:
كأَنه، والرَّهاءُ المَرْتُ يَطْرُدُه،
أَغراسُ أَزْهَر تحتَ الريح مَنْتوج
واطَّرَدَ الشيءُ: تَبِعَ بعضُه بعضاً وجرى. واطَّرَدَ الأَمرُ:
استقامَ. واطَّرَدَتِ الأَشياءُ إِذا تَبِعَ بعضُها بعضاً. واطَّرَدَ الكلامُ
إِذا تتابَع. واطَّرَدَ الماءُ إِذا تتابَع سَيَلانُه؛ قال قيس بن
الخطيم:أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذاهِبِ
أَراد بالمَذاهب جلوداً مُذْهَبَةً بخطوط يرى بعضها في إِثر بعض فكأَنها
مُتَتابعَة؛ وقولُ الراعي يصف الإِبل واتِّباعَها مواضع القطر:
سيكفيكَ الإِلهُ ومُسْنَماتٌ،
كَجَنْدَلِ لُبْنَ، تَطّرِدُ الصِّلالا
أَي تَتَتابَعُ إِلى الارَضِين الممطورة لتشرب منها فهي تُسْرِعُ
وتَسْتَمرُّ إِليها، وحذَفَ فأَوْصَلَ الفعل وأَعْمَلَه.
والماءُ الطَّرِدُ: الذي تَخُوضه الدوابُّ لأَنها تَطَّرِدُ فيه وتدفعه
أَي تتتابع. وفي حديث قتادة في الرجل يَتَوَضَّأُ بالماءِ الرَّمَلِ
والماءِ الطَّرِدِ؛ هو الذي تَخُوضه الدوابُّ.
ورَمْلٌ مُتَطارِد: يَطْرُدُ بعضُه بعضاً ويتبعه؛ قال كثير عزة:
ذَكَرتُ ابنَ ليْلى والسَّماحَةَ، بعدَما
جَرَى بينَنا مُورُ النَّقَا المُتطَارِد
وجَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ: سريعُ الجَرْيَة. والأَنهارُ تطَّرِدُ أَي تَجْري.
وفي حديث الإِسراء: وإِذا نَهْران يَطَّرِدان أَي يَجْرِيان وهما
يَفْتَعِلان. وأَمرٌ مُطَّردٌ: مستقيم على جهته.
وفلان يَمْشي مَشْياً طِراداً أَي مستقيماً.
والمُطارَدَة في القتال: أَن يَطْرُدَ بعضُهم بعضاً. والفارس
يَسْتَطْرِدُ لِيَحْمِلَ عليه قِرْنُه ثم يَكُرُّ عليه، وذلك أَنه يَتَحَيَّزُ في
اسْتِطْرادِه إِلى فئته وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصة لمطاردته، وقد
اسْتَطْرَدَ له وذلك ضَرْب من المَكِيدَة. وفي الحديث: كنت أُطارِدُ حيَّةً أَي
أَخْدَعُها لأَصِيدَها؛ ومنه طِرادُ الصَّيْد. ومُطارَدَة الأَقران
والفُرْسان وطِرادُهم: هو أَن يَحْمِلَ بعضهم على بعض في الحرب وغيرها. يقال: هم
فرسان الطِّرادِ.
والمِطْرَدُ: رُمْحٌ قصير تُطْعَنُ به حُمُر الوحش؛ وقال ابن سيده:
المِطْرَد، بالكسر، رمح قصير يُطْرَد به، وقيل: يُطْرَد به الوحش.
والطِّرادُ: الرمح القصير لأَن صاحبه يُطارِدُ به. ابن سيده: والمِطْرَدُ من الرمح
ما بين الجُبَّةِ والعالية.
والطَّرِيدَةُ: ما طَرَدْتَ من وحش ونحوه. وفي حديث مجاهد: إِذا كان عند
اطِّراد الخيل وعند سَلِّ السيوف أَجزأَ الرجلَ أَن تكون صلاتُهُ
تكبيراً. الاضْطِرادُ: هو الطِّرادُ، وهو افتِعالٌ، من طِرادِ الخَيْل، وهو
عَدْوُها وتتابعها، فقلبت تاء الافتعال طاء ثم قلبت الطاء الأَصلية ضاداً.
والطَّريدة: قَصَبَة فيها حُزَّة تُوضَع على المَغازِلِ والعُودِ والقِداح
فَتُنْحَتُ عليها وتُبْرَى بها؛ قال الشماخُ يصف قوساً:
أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها،
كما قَوَّمَت ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ
أَبو الهيثم: الطَّرِيدَةُ السَّفَن وهي قَصَبة تُجَوَّفُ ثم يُغْفَرُ
منها مواضع فَيُتَّبَعُ بها جَذْب السَّهْم. وقال أَبو حنيفة: الطَّرِيدَة
قِطْعَةُ عُودٍ صغيرة في هيئة المِيزابِ كأَنها نصف قَصَبة، سَعَتُها
بقدر ما يَلزمُ القَوْسَ أَو السَّهْمَ. والطَّرِيدَةُ: الخِرْقَة الطويلة
من الحرير. وفي حديث مُعاوية: أَنه صَعِدَ المنبر وبيده طَرِيدَةٌ؛
التفسير لابن الأَعرابي حكاه الهرويّ في الغريبين. أَبو عمرو: الجُبَّةُ
الخِرْقَة المُدَوَّرَة، وإِن كانت طويلة، فهي الطَّرِيدَة. ويقال للخِرْقَة
التي تُبَلُّ ويُمْسَحُ بها التَّنُّورُ: المِطْرَدَةُ والطَّرِيدَة.
وثَوْبٌ طَرائد، عن اللحياني، أَي خَلَقٌ. ويوم طَرَّادٌ ومُطَرَّدٌ: كاملٌ
مُتَمَّم؛ قال:
إِذا القَعُودُ كَرَّ فيها حَفَدَا
يَوْماً، جَديداً كُلَّه، مُطَرَّدا
ويقال: مَرَّ بنا يومٌ طَرِيدٌ وطَرَّادٌ أَي طويلٌ. ويومٌ مُطَرَّدٌ
أَي طَرَّادٌ؛ قال الجوهري: وقول الشاعر يصف الفرس:
وكأَنَّ مُطَّرِدَ النَّسِيم، إِذا جرى
بَعْدَ الكَلالِ، خَلِيَّتَا زُنْبُورِ
يعني به الأَنْفَ.
والطَّرَدُ: فِراخُ النحلِ، والجمع طُرُود؛ حكاه أَبو حنيفة.
والطَّرِيدَةُ: أَصلُ العِذْق. والطَّرِيدُ: العُرْجُون.
والطَّرِيدَةُ: بُحَيْرَةٌ من الأَرضِ قلِيلَة العَرْضِ إِنما هي
طَريقَة. والطَّرِيدَةُ: شُقَّةٌ من الثَّوب شُقَّتْ طولاً. والطَّرِيدَة:
الوَسيقَة من الإِبل يُغِيرُ عليها قومٌ فَيَطْرُدُونها؛ وفي الصحاح: وهو ما
يُسْرَقُ من الإِبل. والطَّرِيدَة: الخُطَّة بين العَجْبِ والكاهِلِ؛ قال
أَبو خراش:
فَهَذَّبَ عنها ما يَلي البَطْنَ، وانْتَحَى
طَرِيدَةَ مَتْنٍ بَيْنَ عَجْبٍ وكاهِلِ
والطَّريدَةُ: لُعْبَةُ الصِّبْيانِ، صِبْيانِ الأَعراب، يقال لها
المَاسَّةُ والمَسَّةُ، وليست بِثَبَت؛ وقال الطِّرِمَّاح يَصِفُ جَواري
أَدرَكْنَ فَتَرَفَّعْن عن لَعِب الصّغار والأَحداث:
قَضَتْ من عَيَافٍ والطَّريدَةِ حاجةً،
فهُنَّ إِلى لَهْوِ الحديث خُضُوعُ
وأَطْرَدَ المُسابِقُ صاحِبَه: قال له إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا. وفي
الحديثِ: لا بأْسَ بالسِّباق ما لم تُطْرِدْه ويُطْرِدْك. قال
الإِطْرادُ أَن تقولَ: إِن سَبَقْتَني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُكَ فلي عليك
كذا. قال ابن بُزُرج: يقال أَطْرِدْ أَخاك في سَبَقٍ أَو قِمارٍ أَو صِراعٍ
فإِن ظَفِرَ كان قد قضى ما عليه، وإِلا لَزِمَه الأَوَّلُ والآخِرُ.
ابن الأَعرابي: أَطْرَدْنا الغَنَم وأَطْرَدْتُمْ أَي أَرْسَلْنا
التُّيوس في الغنم. قال الشافعي: وينبغي للحاكم إِذا شَهِدَ الشهودُ لرجل على
آخر أَن يُحْضِرَ الخَصْم، ويَقْرأَ عليه ما شهدوا به عليه، ويُنْسِخَه
أَسماءَهم وأَنسابهم ويُطْرِدَه جَرْحَهم فإِن لم يأْتِ به حَكَمَ عليه؛
قال أَبو منصور: معنى قوله يُطْرِدَه جرحهم أَن يقول له: قد عُدِّلَ
هؤُلاءِ الشهودُ، فإِن جئتَ بجرحهم وإِلا حَكَمْتُ عليك بما شهدوا به عليك؛
قال: وأَصله من الإِطْرادِ في السِّباق وهو أَن يقول أَحد المتسابقين
لصاحبه: إِن سبقْتني فلك عليّ كذا، وإِن سَبَقْتُ فلي عليك كذا، كأَنَّ الحاكم
يقول له: إِن جئت بجرح الشُّهودِ وإِلا حكمت عليك بشهادتهم.
وبنو طُرُودٍ: بَطْن وقد سَمَّتْ طَرَّاداً ومُطَرِّداً.
جنح: جَنَحَ إِليه
(* قوله «جنح إِليه إلخ» بابه منع وضرب ونصر كما في
القاموس.) يَجْنَحُ ويَجْنُحُ جُنُوحاً، واجْتَنحَ: مالَ، وأَجْنَحَه هو؛
وقول أَبي ذؤيب:
فَمَرَّ بالطيرِ منه فاحِمٌ كَدِرٌ،
فيه الظِّباءُ وفيه العُصْمُ أَجْناحُ
إِنما هو جمع جانح كشاهد وأَشهاد، وأَراد مَوائِلَ. وفي الحديث: مَرِضَ
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوجد خِفَّةً فاجْتَنحَ على أُسامة حتى
دخل المسجد أَي خرج مائلاً متكئاً عليه. ويقال: أَقمت الشيء فاستقام.
واجْتَنَحْتُه أَي أَمَلته فَجَنَحَ أَي مال. وقال الله عز وجل: وإِن
جَنَحُوا للسِّلْم فاجْنَحْ لها؛ أَي إِن مالوا إِليك
(* قوله «مالوا إليك» هكذا
في الأَصل والأَمر سهل.) فَمِلْ إِليها، والسِّلْمُ: المُصالحة، ولذلك
أُنثت؛ وقول أَبي النجم يصف السحاب:
وسَحَّ كلُّ مُدْجنٍ سَحَّاحِ،
يَرْعُدُ في بَِيضِ الذُّرَى جُنَّاحِ
قال الأَصمعي: جُنَّاح دانية من الأَرض، وقال غيره: جُنَّاح مائلة عن
القصد. وجَنَحَ الرجلُ واجْتَنَحَ: مال على أَحد شقَّيه وانحنى في
قَوْسِه.وجُنُوح الليل: إِقباله. وجَنَحَ الظلامُ: أَقْبلَ الليلُ. وجَنَحَ
الليلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَقبل.
وجُنْحُ الليل وجِنْحُه: جانِبُه، وقيل: أَوَّله، وقيل: قطعة منه نحو
النصف، وجُنْحُ الظلام وجِنْحُه لغتان، ويقال: كأَنه جُِنْحُ ليل يُشَبَّه
به العَسْكَرُ الجرّار؛ وفي الحديث: إِذا اسْتَجنح الليلُ فاكْفِتُوا
صِبيانكم؛ المراد في الحديث أَوَّل الليل. وجِنْحُ الطريق
(* قوله «وجنح
الطريق إلخ» هذا وما بعده بكسر الجيم لا غير، كما هو ضبط الأَّصل. ومفاد
الصحاح والقاموس وفي المصباح: وجنح الليل، بضم الجيم وكسرها، ظلامه
واختلاطه، ثم قال: وجنح الطريق، بالكسر، جانبه.): جانبه؛ قال الأَخْضَر بن
هُبَيْرة الضَّبّي:
فما أَنا يومَ الرَّقْمَتَيْنِ بِناكِلٍ،
ولا السيفُ إِن جَرَّدْتُه بكَلِيلِ
وما كنتُ ضَغَّاطاً، ولكنَّ ثائراً
أَناخَ قليلاً، عند جِنْحِ سَبيلِ
وجِنْحُ القوم: ناحيتُهم وكَنَفُهم؛ وقال:
فبات بِجِنْحِ القومِ حتى إِذا بدا
له الصُّبْحُ، سام القومَ إِحدى المَهالكِ
وجَناحُ الطائر: ما يَخْفِق به في الطيران، والجمع أَجْنِحة وأَجْنُحٌ.
وجَنَحَ الطائرُ يَجْنَحُ جُنُوحاً إِذا كَسَرَ مِن جَناحَيْه ثم أَقبل
كالواقع اللاجئ إِلى موضع؛ قال الشاعر:
تَرَى الطيرَ العِتاقَ يَظَلْنَ منه
جُنُوحاً، إِنْ سَمِعْنَ له حَسِيسا
وجَناحا الطائر: يداه. وجَناحُ الإِنسان: يَدُه. ويد الإِنسان: جَناحاه.
وفي التنزيل: واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمة؛ أَي أَلِنْ
لهما جانِبَكَ. وفيه: واضْمُمْ إِليك جَناحَك من الرَّهْب؛ قال الزجاج:
معنى جَناحك العَضُدُ، ويقال اليد كلُّها جَناحٌ، وجمعه أَجْنِحة
وأَجْنُحٌ، حكى الأَخيرة ابن جني وقال: كَسَّرُوا الجَناحَ وهو مذكَّر على
أَفْعُلٍ، وهو من تكسير المؤَنث لأَنهم ذهبوا بالتأْنيث إِلى الرِّيشَة، وكله
راجع إِلى معنى المَيْل لأَن جَناحَ الإِنسان والطائر في أَحد شِقَّيْه.
وفي الحديث: إِن الملائكة لَتَضَعُ أَجْنِحتها لطالب العلم أَي تضعها لتكون
وِطاءً له إِذا مَشَى؛ وقيل: هو بمعنى التواضع له تعظيماً لحقِّه؛ وقيل:
أَراد بوضع الأَجنحة نزولَهم عند مجالس العلم وتَرْكَ الطيران؛ وقيل:
أَراد إِظلالهم بها؛ وفي الحديث الآخر: تُظِلُّهم الطيرُ بأَجنحتها.
وجَناحُ الطائر: يَدُه.
وجَنَحَه يَجْنِحُه جَنْحاً: أَصاب جَناحَه.
الأَزهري: وللعرب أَمثال في الجَناح، منها قولهم في الرجل إِذا جَدَّ في
الأَمر واحتفل: رَكِبَ فلانٌ جَناحَيْ نَعامة؛ قال الشماخ:
فمن يَسْعَ أَو يَرْكَبْ جَناحَيْ نَعامةٍ،
لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بالأَمْسِ، يُسْبَق
ويقال: ركب القومُ جَناحَيِ الطائر إِذا فارقوا أَوطانهم؛ وأَنشد
الفرَّاء:
كأَنما بِجَناحَيْ طائِرٍ طاروا
ويقال: فلان في جناحي طائر إِذا كان قَلِقاً دَهِشاً، كما يقال: كأَنه
على قَرْن أَعْفَر، ويقال: نحن على جَناح سَفَر أَي نريد السفر، وفلان في
جنَاح فلان أَي في ذَراهُ وكنفه؛ وأَما قول الطِّرِمَّاحِ:
يَبُلُّ بمَعْصورٍ جَناحَيْ ضَئِيلَةٍ
أَفاوِيقَ، منها هَلَّةٌ ونُقُوعُ
فإِنه يريد بالجَناحين الشفتين، ويقال: أَراد بهما جَناحَيِ اللَّهاةِ
والحَلْقِ. وجَناحا العَسْكَرِ: جانباه. وجَناحا الوادي: مَجْرَيانِ عن
يمينه وشماله. وجَناحُ الرَّحَى: ناعُورُها. وجَناحا النَّصْلِ: شَفْرَتاه.
وجَناحُ الشيء: نَفْسُه؛ ومنه قول عَدِيِّ ابن زيد:
وأَحْوَرُ العينِ مَرْبُوبٌ، له غُسَنٌ،
مُقَلَّدٌ من جَناحٍ الدُّرِّ تِقْصارا
وقيل: جَناحُ الدُّرِّ نَظْمٌ منه يُعَرَّضُ. وكلُّ شيء جعلته في
نِظامٍ، فهو جَناحٌ.
والجَوانح: أَوائل الضُّلُوع تحت الترائب مما يلي الصدر، كالضلوع مما
يلي الظهر، سميت بذلك لجنوحها على القلب، وقيل: الجوانح الضُّلُوع القِصارُ
التي في مُقَدَّمِ الصدرِ، والواحدة جانحة؛ وقيل: الجوانح من البعير
والدابة ما وقعت عليه الكتف وهو من الإِنسان الدَّئيُّ، وهي ما كان من قبل
الظهر وهي ست: ثلاث عن يمينك وثلاث عن شمالك؛ قال الأَزهري: جَوانِحُ
الصَّدْرِ من الأَضلاع المتصلة رُؤُوسها في وَسَطِ الزَّوْرِ، الواحدة جانحة؛
وفي حديث عائشة: كان وَقِيذَ الجَوانِح، هي الأَضلاع مما يلي الصدر.
وجُنِحَ البعيرُ: انكسرت جَوانِحُه من الحِمْل الثقيل. وجَنَحَ البعيرُ
يَجْنَحُ جَنُوحاً: انكسر أَوَّلُ ضُلُوعه مما يلي الصدر. وناقة
مُجْتَنِحَة الجَنْبَينِ: واسعتهما. وجَنَحَتِ الإِبلُ: خَفَضَتْ سَوالِفَها في
السير، وقيل: أَسرعت.
ابن شميل: الاجْتِناحُ في الناقة كأَنَّ مُؤَخَّرَها يُسْنَدُ إِلى
مُقَدَّمها من شدّة اندفاعها بحَفْزِها رجليها إِلى صدرها؛ وقال شمر:
اجْتَنَحَتِ الناقة في سيرها إِذا أَسرعت؛ وأَنشد:
من كلِّ وَرْقاء لها دَفٌّ قَرِحْ،
إِذا تَبادَرْنَ الطريقَ تَجْتَنِحْ
وقال أَبو عبيدة: المُجْتَنِحُ من الخيل الذي يكون حُضْرُه واحداً
لأَحَدِ شِقَّيْه يَجْتَنِحُ عليه أَي يعتمده في حُضْره؛ والناقة الباركة إِذا
مالت على أَحد شقيها يقال: جَنَحَتْ؛ قال ذو الرمة:
إِذا مالَ فوقَ الرَّحْلِ، أَحْيَيْتِ نَفْسَه
بذكراكِ، والعِيسُ المَراسِيلُ جُنَّحُ
وجَنَحَتِ السفينة تَجْنَحُ جُنُوحاً: انتهت إِلى الماء القليل
فَلَزِقَتْ بالأَرض فلم تَمْضِ. واجْتَنَحَ الرجلُ في مَقْعَده على رحله إِذا
انْكَبَّ على يديه كالمُتَّكِئ على يدٍ واحدة. الأَزهري: الرجل يَجْنَحُ
إِذا أَقبل على الشيء يعمله بيديه وقد حَنَى عليه صَدْرَهُ؛ وقال لبيد:
جُنُوحَ الهَالِكِيّ على يديهِ،
مُكِبّاً يَجْتَلِي ثُقَبَ النِّصالِ
وروى أَبو صالح السَّمَّانُ عن أَبي هريرة أَن رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، أَمَرَ بالتَّجَنُّحِ في الصلاة، فشَكا ناسٌ إِلى النبي، صلى الله
عليه وسلم، الضَّعْفَةَ فأَمَرَهم أَن يستعينوا بالرُّكَبِ؛ وفي رواية:
شكا أَصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الاعتمادَ في السجود
فَرَخَّصَ لهم أَن يستعينوا بمرافقهم على رُكَبهم. قال شمر: التَّجَنُّحُ
والاجْتِناحُ كأَنه الاعتماد في السجود على الكفين، والادِّعامُ على الراحتين
وترك الافتراش للذراعين؛ قال ابن الأَثير: هو أَن يرفع ساعديه في السجود عن
الأَرض ولا يفترشهما، ويجافيهما عن جانبيه ويعتمد على كفيه فيصيرَان له
مثل جَناحَيِ الطائر؛ قال ابن شميل: جَنَحَ الرجل على مِرْفَقَيْه إِذا
اعتمد عليهما وقد وضعهما بالأَرض أَو على الوسادة يَجْنَحُ جُنُوحاً
وجَنْحاً.
والمَجْنَحة: قطعة أَدَمٍ تُطرح على مُقَدَّم الرحل يَجْتَنِحُ الراكب
عليها.
والجُناح، بالضم: الميل إِلى الإِثم، وقيل: هو الإِثم عامّة. والجُناحُ:
ما تُحُمِّلَ من الهَمِّ والأَذى؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
ولاقَيْتُ، من جُمْلٍ وأَسبابِ حُبِّها،
جُناحَ الذي لاقَيْتُ من تِرْبِها قَبْلُ
قال: وأَصل ذلك من الجُناح الذي هو الإِثم. وقال أَبو الهيثم في قوله عز
وجل: ولا جُناحَ عليكم فيما عَرَّضتم به؛ الجُناح: الجناية والجُرْمُ؛
وأَنشد قول ابن حِلِّزَةَ:
أَعَلينا جُناحُ كِنْدَةَ، أَن يَغْـ
ـنَمَ غازيهمُ، ومنا الجَزاءُ؟
وصف كندة بأَنهم غَزَوْكم فقتلوكم وتُحَمِّلوننا جزاءَ فعلهم أَي عقاب
فعلهم، والجزاء يكون ثواباً وعقاباً؛ وقيل في قوله: لا جُناح عليكم أَي لا
إِثم عليكم ولا تضييق. وفي حديث ابن عباس في مال اليتيم: إِني لأَجْنَحُ
أَن آكُلَ منه أَي أَرى الأَكل منه جُناحاً وهو الإِثم؛ قال ابن
الأَثير: وقد تكرر الجُناحُ في الحديث، فأَين ورد فمعناه الإِثم والميل. ويقال:
أَنا إِليك بحُناحٍ أَي متشوّق، كذا حكي بضم الجيم؛ وأَنشد:
يا لَهْفَ هِنْدٍ بعدَ أُسْرَةِ واهِبٍ،
ذَهَبُوا، وكنتُ إِليهمُ بجُناحِ
بالضم، أَي مُتَشَوِّقاً. وجَنَحَ الرجلُ يَجْنَحُ جُنُوحاً: أَعطى
بيده. ابن شميل: جَنَحَ الرجلُ إِلى الحَرورِيَّة، وجَنَحَ لهم إِذا تابعهم
وخضع لهم.
وجَناحٌ: اسم رجل، واسم ذئب؛ قال:
ما راعَني إِلاَّ جَناحٌ هابطا،
على البُيوتِ، قَوْطَه العُلابِطا
وجَنَّاحٌ: اسم رجل. وجَنَّاحٌ: اسم خِباءٍ من أَخبيتهم؛ قال:
عَهْدي بجَنَّاحٍ إِذا ما اهْتَزَّا،
وأَذْرَتِ الريحُ تُراباً نَزَّا،
أَنْ سَوْفَ تَمْضِيهِ، وما ارْمَأَزَّا
وتمضيه: تمضي عليه.
رشد: في أَسماء الله تعالى الرشيدُ: هو الذي أَرْشَد الخلق إِلى مصالحهم
أَي هداهم ودلهم عليها، فَعِيل بمعنى مُفْعل؛ وقيل: هو الذي تنساق
تدبيراته إِلى غاياتها على سبيل السداد من غير إِشارة مشير ولا تَسْديد
مُسَدِّد.
الرُّشْد والرَّشَد والرَّشاد: نقيض الغيّ. رَشَد الإِنسان، بالفتح،
يَرْشُد رُشْداً، بالضم، ورَشِد، بالكسر، يَرْشَد رَشَداً ورَشاداً، فهو
راشِد ورَشيد، وهو نقيض الضلال، إِذا أَصاب وجه الأَمر والطريق. وفي الحديث:
عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي؛ الراشدُ اسم فاعل من رَشَد
يَرُشُد رُشْداً، وأَرْشَدته أَنا. يريد بالراشدين أَبا بكر وعمر وعثمان
وعليّاً، رحمة الله عليهم ورضوانه، وإِن كان عامّاً في كل من سار
سِيرَتَهم من الأَئمة. ورَشِدَ أَمرَه، وإِن لم يستعمل هكذا. ونظيره: غَبِنْتَ
رأْيَك وأَلِمْتَ بطنَك ووفِقْتَ أَمرَك وبَطِرْتَ عيشك وسَفِهْتَ
نفسَك.وأَرشَدَه الله وأَرشَدَه إِلى الأَمر ورشَّده: هداه. واستَرْشَده: طلب
منه الرشد. ويقال: استَرْشَد فلان لأَمره إِذا اهتدى له، وأَرشَدْتُه فلم
يَسْتَرْشِد. وفي الحديث: وإِرشاد الضال أَي هدايته الطريقَ وتعريفه.
والرَّشَدى: اسم للرشاد. إِذا أَرشدك إِنسان الطريق فقل: لا يَعْمَ
(* قوله
«لا يعم إلخ» في بعض الأصول لا يعمى؛ قاله في الاساس.) عليك الرُّشْد.
قال أَبو منصور: ومنهم من جعل رَشَدَ يَرْشُدُ ورَشِدَ يَرْشَد بمعنى واحد
في الغيّ والضلال. والابرشاد: الهداية والدلالة. والرَّشَدى: من الرشد؛
وأَنشد الأَحمر:
لا نَزَلْ كذا أَبدا،
ناعِمين في الرَّشَدى
ومثله: امرأَة غَيَرى من الغَيْرَة وحَيَرى من التحير. وقوله تعالى: يا
قوم اتبعون أَهدكم سبيل الرشاد، أَي أَهدكم سبيلَ القصدِ سبيلَ الله
وأُخْرِجْكم عن سبيل فرعون. والمَراشِدُ: المقاصد؛ قال أُسامة بن حبيب
الهذلي:تَوَقَّ أَبا سَهْمٍ، ومن لم يكن له
من الله واقٍ، لم تُصِبْه المَراشِد
وليس له واحد إِنما هو من باب محاسِنَ وملامِحَ. والمراشِدُ: مقاصِدُ
الطرق. والطريقُ الأَرْشَد نحو الأَقصد. وهو لِرِشْدَة، وقد يفتح، وهو نقيض
زِنْيَة. وفي الحديث: من ادعى ولداً لغير رِشْدَة فلا يرِث ولا يورث.
يقال: هذا وعلى رِشْدَة إِذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: وَلد
زِنْية، بالكسر فيهما، ويقال بالفتح وهو أَفصح اللغتين؛ الفراء في كتاب
المصادر: ولد فلان لغير رَشْدَةٍ، وولد لِغَيَّةٍ ولِزَنْيةٍ، كلها بالفتح؛ وقال
الكسائي: يجوز لِرِشْدَة ولِزَنْيةٍ؛ قال: وهو اختيار ثعلب في كتاب
الفصيح، فأَما غَيَّة، فهو بالفتح. قال أَبو زيد: قالوا هو لِرَشْدة
ولِزِنْية، بفتح الراء والزاي منهما، ونحو ذلك؛ قال الليث وأَنشد:
لِذِي غَيَّة من أُمَّهِ ولِرَشْدة،
فَيَغْلِبها فَحْلٌ على النَّسْلِ مُنْجِبُ
ويقال: يا رَِشْدينُ بمعنى يا راشد؛ وقال ذو الرمة:
وكائنْ تَرى من رَشْدة في كريهة،
ومن غَيَّةٍ يُلْقَى عليه الشراشرُ
يقول: كم رُشد لقيته فيما تكرهه وكم غَيّ فيما تحبه وتهواه.
وبنو رَشدان: بطن من العرب كانوا يسمَّوْن بني غَيَّان فأَسماهم سيدنا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بني رَشْدان؛ ورواه قوم بنو رِشْدان، بكسر
الراء؛ وقال لرجل: ما اسمك؟ فقال: غَيَّان، فقال: بل رَشدان، وإِنما قال
النبي، صلى الله عليه وسلم، رَشْدان على هذه الصيغة ليحاكي به غَيَّان؛
قال ابن سيده: وهذا واسع كثير في كلام العرب يحافظون عليه ويدَعون غيره
إِليه، أَعني أَنهم قد يؤثرون المحاكاة والمناسبة بين الأَلفاط تاركين
لطريق القياس، كقوله، صلى الله عليه وسلم: ارجِعْنَ مأْزورات غير مأْجورات،
وكقولهم: عَيْناء حَوراء من الحير العين، وإِنما هو الحُور فآثَروا قلب
الواو ياء في الحور إِتباعاً للعين، وكذلك قولهم: إِني لآتيه بالغدايا
والعشايا، جمعوا الغداة على غدايا إِتباعاً للعشايا، ولولا ذلك لم يجز تكسير
فُعْلة على فَعائل، ولا تلتفتنّ إِلى ما حكاه ابن الأَعرابي من أَن
الغدايا جمع غَدِيَّة فإِنه لم يقله أَحد غيره، إِنما الغدايا إِتباع كما
حكاه جميع أَهل اللغة، فإِذا كانوا قد يفعلون مثل ذلك محتشمين من كسر
القياس، فأَن يفعلوه فيما لا يكسر القياس أَسوغ، أَلا تراهم يقولون: رأَيت
زيداً، فيقال: من زيداً؟ ومررت بزيد، فيقال: من زيد؟ ولا عذر في ذلك إِلا
محاكاة اللفظ؛ ونظير مقابلة غَيَّان بِرَشْدان ليوفق بني الصيغتين استجازتهم
تعليق فِعْل على فاعِل لا يليق به ذلك الفعل، لتقدم تعليق فِعْل على
فاعل يليق به ذلك الفِعْل، وكل ذلك على سبيل المحاكاة، كقوله تعالى: إِنما
نحن مستهزئُون، الله يستهزئ بهم؛ والاستهزاء من الكفار حقيقة، وتعليقه
بالله عز وجل مجاز، جل ربنا وتقدس عن الاستهزاء بل هو الحق ومنه الحق؛
وكذلك قوله تعالى: يخادعون الله، وهو خادعهم؛ والمُخادَعة من هؤلاء فيما يخيل
إِليهم حقيقة، وهي من الله سبحانه مجاز، إِنما الاستهزاء والخَدع من
الله عز وجل، مكافأَة لهم؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحدٌ علينا،
فنَجْهَلَ فوقَ جَهْلِ الجاهِلينا
أَي إِنما نكافئهُم على جَهْلهم كقوله تعالى: فمن اعتدى عليكم فاعتدوا
عليه بمثل ما اعتدى عليكم؛ وهو باب واسع كبير. وكان قوم من العرب يسمَّوْن
بني زِنْية فسماهم النبي، صلى الله عليه وسلم، ببني رِشْدة. والرَّشاد
وحب الرشاد: نبت يقال له الثُّفَّاء؛ قال أَبو منصور: أَهل العراق يقولون
للحُرْف حب الرشاد يتطيرون من لفظ الحُرْف لأَنه حِرْمان فيقولون حب
الرشاد؛ قال: وسمعت غير واحد من العرب يقول للحجر الذي يملأُ الكف الرَّشادة،
وجمعها الرَّشاد، قال: وهو صحيح.
وراشِدٌ ومُرْشِد ورُشَيْد ورُشْد ورَشاد: أَسماء.
فلل: الفَلُّ: الثَّلْم في السيف، وفي المحكم: الثَّلْم في أَيّ شيء
كان، فَلَّه يفُلُّه فَلاًّ وَفَلَّلَه فتفَلَّل وانفَلَّ وافْتَلَّ؛ قال
بعض الأَغْفال:
لو تنطِح الكُنادِرَ العُضْلاَّ،
فَضَّت شُؤونَ رأْسِه فافْتَلاَّ
وفي حديث أُمّ زَرْع: شَجَّكِ أَو فَلَّكِ أَو جَمَع كُلاًّ لَكِ،
الفلُّ: الكسر والضرب، تقول: إِنها معه بين شجّ رأْس أَو كسر عُضو أَو جمع
بينهما، وقيل: أَرادت بالفَلِّ الخصومة. وسيف فَلِيل مَفْلول وأَفَلُّ أَي
مُنْفَلٌّ؛ قال عنترة:
وسَيْفي كالعَقِيقة، وهو كِمْعي،
سِلاحي، لا أَفَلَّ ولا فُطارا
وفُلولُه: ثُلَمُه، واحدها فَلٌّ، وقد قيل: الفُلول مصدر، والأَول أَصح.
والتَّفْلِيل: تَفَلُّل في حد السكين وفي غُرُوب الأَسْنان وفي السيف؛
وأَنشد:
بهِنَّ فُلُولٌ من قِراع الكَتائبِ
وسيف أَفَلُّ بيِّنُ الفَلَل: ذو فُلول. والفَلُّ، بالفتح: واحد فُلول
السيف وهي كُسور في حدِّه. وفي حديث سيف الزبير: فيه فَلَّة فُلَّها يوم
بدر؛ الفَلَّة الثَّلْمة في السيف، وجمعه فُلول؛ ومنه حديث ابن عوف: ولا
تَفُلُّوا المُدى بالاختلاف بينكم؛ المُدى جمع مُدْية وهي السكين، كنى
بفَلِّها عن النزاع والشقاق. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما:
ولا فَلُّوا له صَفاةً أَي كَسَروا له حجراً، كنَتْ به عن قوَّته في
الدِّين. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: يَسْتَنزِلّ لُبَّك ويَسْتَفِلّ
غَرْبَك؛ هو يستفعل من الفَلِّ الكسْرِ، والغرب الحدُّ. ونَصِيٌّ مُفَلَّل إِذا
أَصاب الحجارة فكسرته. وتَفَلَّلَتْ مَضاربه أَي تكسرت.
والفَلِيل: ناب البعير المتكسر، وفي الصحاح: إِذا انثلَم.
والفَلُّ: المنهزِمون. وفَلَّ القومَ يفُلُّهم فلاًّ: هزمهم فانفَلُّوا
وتَفَلَّلوا. وهم قوم فَلٌّ: منهزمون، والجمع فُلول وفُلاَّل؛ قال أَبو
الحسن: لا يخلو من أَن يكون اسم جمع أَو مصدراً، فإِن كان اسم جمع فقياس
واحده أَن يكون فالاًّ كشارِب وشَرْب، ويكون فالٌّ فاعلاً بمعنى مفعول
لأَنه هو الذي فُلَّ، ولا يلزم أَن يكون فُلولٌ جمعَ فَلٍّ بل هو جمع فالٍّ،
لأَن جمع اسم الجمع نادِر كجمع الجمع، وأَمَّا فُلاَّل فجمع فالٍّ لا
محالة، لأَن فَعْلاً ليس مما يكسر على فُعَّال وإِن كان مصدراً فهو من باب
نَسْج اليمين أَي أَنه في معنى مفعول؛ قال ابن سيده: هذا تفسير ما أَجمله
أَهل اللغة. والفَلُّ: الجماعة، والجمع كالجمع، وهو الفَلِيل. والفَلُّ:
القوم المنهزمون وأَصله من الكسر، وانْفَلّ سِنُّه؛ وأَنشد:
عُجَيِّز عارِضُها مُنْفَلُّ،
طَعامُها اللُّهْنةُ أَو أَقَلُّ
وثَغْر مُفَلَّل أَي مؤشَّر. والفُلَّى: الكتيبة المُنْهزمة، وكذلك
الفُرَّى، يقال: جاء فَلُّ القوم أَي منهزموهم، يستوي فيه الواحد والجمع؛ قال
ابن بري: ومنه قول الجعدي:
وأَراه لم يُغادِر غير فَل
أَي المَفْلول. ويقال: رجل فَلٌّ وقوم فَلٌّ، وربما قالوا فَلُول
وفِلال. وفَلَلْت الجيش: هزمته، وفَلَّه يفُلُّه، بالضم. يقال: فَلَّه فانفَلَّ
أَي كسره فانكسر. يقال: مَن فَلَّ ذلّ ومن أُمِرَ فَلّ. وفي حديث الحجاج
بن عِلاط: لعلّي أُصِيبُ من فَلِّ محمد وأَصحابه؛ الفَلُّ: القوم
المنهزمون من الفَلِّ الكسر، وهو مصدر سمي به، أَراد لعلّي أَشتري مما أُصيب من
غنائمهم عند الهزيمة. وفي حديث عاتكة: فَلّ من القوم هارب؛ وفي قصيد
كعب:ان يترك القِرْن إِلاَّ وهو مَفْلولُ
أَي مهزوم: والفَلُّ: ما نَدَر من الشيء كسُحالة الذهب وبُرادة الحديد
وشَرَر النار، والجمع كالجمع. وأَرض فَلٌّ وفِلٌّ: جَدْبة، وقيل: هي التي
أَخطأَها المطر أَعواماً، وقيل: هي الأَرض التي لم تمطرَ بين أَرْضَين
ممطورتين؛ أَبو عبيدة: هي الخَطِيطة فأَما الفِلُّ فالتي تمطَر ولا تُنبِت.
قال أَبو حنيفة: أَفَلَّت الأَرض صارت فَلاًّ؛ وأَنشد:
وكم عسَفت من مَنْهَل مُتخاطَإٍ
أَفَلَّ وأَقْوى، فالجِمَام طَوامِي
غيره: الفِلُّ: الأَرض التي لم يصبها مطر. وأَرض فلٌّ: لا شيء بها،
وفَلاةٌ منه، وقيل: الفِلُّ الأَرض القفرة، والجمع كالواحد، وقد تكسَّر على
أَفْلال. وأَفْلَلْنا أَي صرنا في فَلٍّ من الأَرض. وأَفْلَلْنا: وطئنا
أَرضاً فِلاًّ؛ وقال عبد الله بن رواحة يصف العُزَّى وهي شجرة كانت
تُعبد:شَهِدْت، ولم أَكذِب، بأَنَّ محمداً
رسولُ الذي فوق السموات من عَلُ
وأَنَّ التي بالجِزْع من بَطْن نخلةٍ،
ومَنْ دانَها، فِلٌّ من الخير مَعزِلُ
أَي خالٍ من الخير، ويروى: ومن دونها أَي الصَّنَم المنصوب حوْل
العُزَّى؛ وقال آخر يصف إِبلاً:
حَرَّقَها حَمْضُ بلادٍ فِلِّ
وغَتْمُ نَجْم غير مُسْتَقِلِّ،
فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي
الغتْم: شدة الحر الذي يأْخذ بالنفَس. وقال ابن شميل: الفَلالِيُّ
واحدته فِلِّيَّة وهي الأَرض التي لم يصبها مطر عامِها حتى يصيبها المطرُ من
العام المقبل. ويقال: أَرض أَفْلال؛ قال الراجز:
مَرْتُ الصَّحارِي ذُو سُهُوبٍ أَفْلالْ
وقال الفراء: أَفَلَّ الرجلُ صار بأَرض فَلٍّ لم يصبه مطر؛ قال الشاعر:
أَفَلَّ وأَقْوَى، فهو طاوٍ، كأَنما
يُجاوِبُ أَعْلى صَوتِه صوتُ مِعْوَل
وأَفَلَّ الرجل: ذهب ماله، مأْخوذ من الأَرض الفَلِّ.
واسْتَفَلَّ الشيءَ: أَخذ منه أَدنى جزء لعُسْره. والاسْتِفْلال: أَن
يُصيب من الموضع العَسِر شيئاً قليلاً من موضع طلَب حقٍّ أَو صِلَة فلا
يَسْتَفِلّ إِلا شيئاً يسيراً.
والفَلِيلة: الشعر المجتمع. المحكم: الفَلِيلة والفَلِيل الشعر المجتمع،
فإِما أَن يكون من باب سَلَّة وسَلٍّ، وإِما أَن يكون من الجمع الذي لا
يفارق واحده إِلا بالهاء؛ قال الكميت:
ومُطَّرِدِ الدِّماء، وحيث يُلْقى
من الشَّعَر المضَفَّر كالفَلِيل
قال ابن بري: ومنه قول ابن مقبل:
تَحَدَّرَ رَشْحاً لِيتُه وفَلائِلُه
وقال ساعدة بن جؤية:
وغُودِرَ ثاوِياً، وتَأَوَّبَتْه
مُذرَّعةٌ، أُمَيْمُ، لها فَلِيلُ
وفي حديث معاوية: أَنه صَعِد المنبر وفي يده فَلِيلة وطَريدة؛
الفَلِيلة: الكُبَّة من الشعر. والفَلِيل: الليفُ، هذلية.
وفَلَّ عنه عقله يَفِلُّ: ذهب ثم عاد.
والفُلْفُل، بالضم
(* قوله «والفلفل بالضم إلخ» عبارة القاموس: والفلفل
كهدهد وزبرج حب هندي): معروف لا ينبُت بأَرض العرب وقد كثر مجيئه في
كلامهم، وأَصل الكلمة فارسية؛ قال أَبو حنيفة: أَخبرني من رأَى شجرَه فقال:
شجره مثل شجر الرمَّان سواء، وبين الورَقتين منه شِمْراخان مَنْظومان،
والشِّمْراخ في طول الأُصبع وهو أَخضر، فيجتنى ثم يُشَرُّ في الظل فيسودّ
وينكمِش، وله شوك كشوك الرمان، وإِذا كان رطْباً رُبِّب بالماء والملح حتى
يُدْرِك ثم يؤكل كما تؤكل البُقول المُرَبَّبة على الموائد فيكون
هاضُوماً، واحدته فُلْفُلة، وقد فَلْفل الطعام والشراب؛ قال:
(* امرؤ القيس في معلقته).
كأَنَّ مَكاكِيَّ الجِواءِ، غُدَيَّةً،
صُبِحْنَ سُلافاً من رَحيقٍ مُفَلْفَل
ذكَّر على إِرادة الشراب. والمُفَلْفَل: ضرب من الوَشْي عليه كصَعَارِير
الفُلْفُل. وثوب مُفَلْفَل إِذا كانت داراتُ وَشْية تحكي استِدارة
الفُلْفُل وصِغَرَه. وخمرٌ مُفَلْفَل أُلقي فيه الفُلْفُل فهو يَحْذِي
اللسانَ. وشرابٌ مُفَلْفَل أَي يلذَع لذْع الفُلْفُل. وتَفَلْفَل قادِمَتا
الضَّرْع إِذا اسودَّت حَلَمَتاهما؛ قال ابن مقبل:
فمرَّتْ على أَطْراف هِر ، عَشِيَّةً،
لها تَوْأَبانِيَّانِ لم يَتَفَلْفَلا
التَّوْأَبانِيَّان: قادِمَتا الضرع. والفُلْفُل: الخادم الكيِّس. وشعَر
مُفَلْفَل إِذا اشتدَّت جُعودته. المحكم: وتَفَلْفَل شعر الأَسود
اشتدَّت جُعودته، وربما سمي ثمر البَرْوَقِ فُلْفُلاً تشبيهاً بهذا الفُلْفُل
المتقدم؛ قال:
وانْتَفَضَ البَرْوَقُ سُودا فُلْفُلُه
ومن روى قِلْقِله فقد أَخطأَ، لأَن القِلْقِل ثمر شجر من العِضاه، وأَهل
اليمن يسمون ثمر الغافِ فُلْفُلاَ. وأَدِيم مُفَلْفَل: نَهَكه الدِّباغ.
وفي حديث عليّ: قال عَبْد
خَيرٍ إِنه خرج وقت السحَر فأَسرعْت إِليه لأَسأَله عن وقت الوِتر فإِذا
هو يتَفَلْفَل، وفي رواية السُّلمي: خرج علينا عليٌّ وهو يتَفَلْفَل؛
قال ابن الأَثير: قال الخطابي يقال جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء
والمِسواك في فِيه يَشُوصُه؛ ويقال: جاءَ فلان يتفلفل إِذا مشى مِشْية
المتبختر، وقيل: هو مُقارَبة الخُطى، وكلا التفسيرين محتمل للروايتين؛ وقال
القتيبي: لا أَعرف يتَفَلْفَل بمعنى يستاك، قال: ولعله يتَتَفَّل لأَن من
استاك تَفَل. وقال النضر: جاء فلان مُتَفَلْفِلاً إِذا جاء يشُوص فاه
بالسِّواك. وفَلْفَل إِذا استاك، وفَلْفَل إِذا تبختر، قال: ومن خفيف هذا الباب
فُلُ في قولهم للرجل يا فُلُ؛ قال الكميت:
وجاءتْ حَوادِث في مِثْلِها
يُقال لمثليَ: وَيْهاً فُلُ
وللمرأَة: يا فُلَة. قال سيبويه: وأَما قول العرب يا فُلْ فإِنهم لم
يجعلوه اسماً حذف منه شيء يثبت فيه في غير النداء، ولكنهم بنوا الاسم على
حرفين وجعلوه بمنزلة دَم؛ قال: والدليل على أَنه ترخيم فُلان أَنه ليس أَحد
يقول يا فُلْ، وهذا اسم اختص به النداء، وإِنما بُني على حرفين لأَن
النداء موضع حذف ولم يجز في غير النداء، لأَنه جعل اسماً لا يكون إِلا كناية
لمنادى نحو يا هَنَة ومعناه يا رجل، وقد اضطر الشاعر فاستعمله في غير
النداء؛ قال أَبو النجم:
تَدافَعَ الشيبُ، ولم تقْتلِ
في لَجَّة، أَمْسِكْ فُلاناً عن فُلِ
فكسر اللام للقافية؛ الجوهري: قولهم في النداء يا فُلُ مخففاً إِنما هو
محذوف من يا فلان لا على سبيل الترخيم، قال: ولو كان ترخيماً لقالوا يا
فُلا. وفي حديث القيامة: يقول الله تبارك وتعالى: أَي فُلْ أَلم أُكْرِمْك
وأُسَوِّدْك؛ معناه يا فُلان؛ قال ابن الأَثير: وليس ترخيماً لأَنه لا
يقال إِلا بسكون اللام ولو كان ترخيماً لفتحوها أَو ضموها؛ قال سيبويه:
ليست ترخيماً وإِنما هي صِيغة ارتُجِلت في باب النداء، وجاء أَيضاً في غير
النداء؛ وقال الجوهري: ليس بترخيم فُلان ولكنها كلمة على حِدَة، فبنو
أَسَد يوقعونها على الواحد والاثنين والجمع والمؤنث بلفظ واحد، وغيرهم يثني
ويجمع ويؤنث، وفُلان وفُلانة كناية عن الذكر والأُنثى من الناس، فإِن
كنيت بهما عن غير الناس قلت الفُلان والفُلانة، قال: وقال قوم إِنه ترخيم
فُلان، فحذفت النون للترْخيم والأَلف لسكونها، وتفتح اللام وتضم على مذهبي
الترخيم. وفي حديث أُسامة في الوالي الجائر: يُلْقَى في النار
فَتَنْدَلِق أَقْتابه فيقال له أَي فُل أَين ما كنت تصف؟