من (م ر م ر) نسبة إلى مَرْمر بمعنى الرخام.
من (م ر م ر) نسبة إلى مَرْمر بمعنى الرخام.
مرس: المَرَسُ والمِراسُ: المُمارَسَةُ وشدة العِلاج. مَرِسَ مَرَساً،
فهو مَرِسٌ، ومارَسَ مُمَارَسَةً ومِرَاساً. ويقال: إِنه لمَرِسٌ بَيِّنُ
المَرَسِ إِذا كان شديدَ المِرَاسِ. ويقال: هُمْ على مَرِسٍ واحد، بكسر
الراء، وذلك إِذا استَوَتْ أَخْلاقُهُم. ورجل مَرِسٌ: شديد العلاج بَيِّنُ
المَرَسِ. وفي حديث خَيْفانَ: أَما بنو فلان فَحَسَكٌ أَمْراسٌ؛ جَمعُ
مَرِسٍ، بكسر الراء، وهو الشديد الذي مارَسَ الأُمورَ وجَرَّبها؛ ومنه
حديث وحشيّ في مَقْتَل حمزة، رضي اللَّه عنه: فَطَلَعَ عَليَّ رَجُلٌ حَذِرٌ
مَرِسٌ أَي شديد مجرَّب للحروب. والمَرْسُ في غير هذا: الدَّلْكُ.
والتَّمَرُّسُ: شدة الالْتِواء والعُلُوقِ. وفي الحديث: أَنَّ من اقْتِراب
السَّاعة أَن يَتَمَرَّسَ الرَّجُلُ بِدِينِه كما يَتَمَرَّسُ البَعِيرُ
بالشجرة؛ القتيي: يَتَمَرَّسُ بِدينه أَي يَتَلَعَّبُ به ويَعْبَثُ به كما
يَعْبَثُ البعير بالشجرة ويَتَحَكَّكُ بها، وقيل: تَمَرُّسُ البعير
بالشجرة تَحَكُّكُهُ بها من جَرَبٍ وأُكالٍ، وتَمَرُّسُ الرجل
(* قوله «وتمرس
الرجل إلخ» عبارة النهاية: وقيل أَراد أَن يمارس الفتن إلخ.) بدينه أَن
يُمَارِسَ الفِتَنَ ويُشادَّها ويَخْرُجَ على إِمامه فيضرَّ بدينه ولا ينفعه
غُلُوُّه فيه كما أَن الأَجرب من الإِبل إِذا تَحَكَّكَ بالشجرة
أَدْمَتْه ولم تُبْرِئْهُ من جربه. ويقال: ما بِفُلانٍ مُتْمَرّسٌ إِذا نعت
بالجلَد والشدة حتى لا يقاومه من مارَسَه. وقال أَبو زيد: يقال للرجل اللئيم
لا ينظر إِلى صاحبه ولا يعطي خيراً: إِنما ينظر إِلى وجه أَمْرَسَ أَملس
لا خير فيه ولا يَتَمرَّس به أَحد لأَنه صلب لا يُسْتَغَلُّ منه شيء.
وتمَرَّسَ بالشيء: ضَرَبه؛ قال:
تَمَرَّسَ بي من جَهْلِهِ وأَنا الرَّقِم
وامْتَرَسَ الشُّجعان في القتال وامْتَرَسَ به أَي احْتَكَّ به
وتَمَرَّس به. وامْتَرَسَ الخُطَباءُ وامْتَرَسَت الأَلسُن في الخصومة: تَلاجَّتْ
وأَخذ بعضها بعضاً؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً وأَن حُمُر الوحش قربت منه
بمنزلة من يَحْتَكُّ بالشيء فقال:
فَنَكِرْنَهُ فَنَفَرْنَ، وامْتَرَسَتْ بِهِ
هَوْجاءُ هادِيَةٌ، وهادٍ جُرْشُعُ
وفَحْلٌ مَرَّاسٌ: شديد المِراس.
والمَرَسَةُ: الحبل لِتَمَرُّسِ الأَيدي به، والجمع مرَسٌ، وأَمْراسٌ
جَمْعُ الجمعِ، وقد يكون المَرَسُ للواحد. والمَرَسَةُ أَيضاً: حبل الكلب؛
قال طرفة:
لو كُنْتَ كَلْب قَنِيصٍ كُنْت ذا جدَدٍ،
تكونُ أُرْبَتُه في آخِرِ المَرَسِ
والجمع كالجمع؛ قال:
يُوَدِّعُ بالأَمْراسِ كلَّ عَمَلَّسٍ،
من المُطْعِماتٍ اللَّحْمِ غَيرِ الشَّواحِنِ
والمَرْسُ: مصدر مَرَسَ الحَبْلُ يَمْرُسُ مَرْساً، وهو أَن يقع في أَحد
جانبي البَكْرَةِ بين الخُطَّافِ والبكرة. وأَمرسه: أَعاده إِلى مجراه.
يقال: أَمرسْ حبلك أَي أَعِدْهُ إِلى مجدراه؛ قال:
بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ أَمْرِسْ أَمْرِسِ،
إِمَّا على قَعْوٍ وإِمَّا اقْعَنْسِسِ
أَراد مَقامٌ يقال فيه أَمْرِسْ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
وقد جَعَلَتْ بَينَ التَّصَرُّفِ قامَتِي
وحُسْن القرى مِمَّا تقُولُ تَمَرَّسُ
لم يفسر معناه، قال غيره: ضَرَب هذا مثلاً، أَي قد زَلَّت بَكْرَتي عن
القَوام، فهي تَمْرَسُ بين القَعْو والدَّلْو. والمَرَسُ أَيضاً: مصدر
قولك مَرِسَت البَكْرَةُ تَمْرَسُ مَرَساً. وبكرة مَرُوسٌ إِذا كان من
عادتها أَن يَمْرُسَ حبلُها أَي يَنْشَب بينها وبين القَعْو؛ وأَنشد:
دُرْنا ودَارَتْ بَكْرَةٌ نَخِيسُ،
لا ضَيْقةُ المَجْرى ولا مَرُوسُ
وقد يكون الإِمْراسُ إِزالَةَ الرِّشاءِ عن مَجْراه فيكون بمعنيين
متضادّين. قال الجوهري: وإِذا أَنْشَبْتَ الحَبْلَ بين البَكْرَة والقَعْو
قلتَ: أَمْرَسْتُه، قال: وهو من الأَضداد؛ عن يعقوب؛ قال الكميت:
سَتَأْتِيكم، بُمُتْرَعَةٍ ذُعاقاً،
حِبالُكُمُ التي لا تُمْرِسُونا
أَي لا تُنْشِبُونَها إِلى البَكْرة والقَعْو. ومَرَسَ الدَّواءَ
والخبزَ في الماء يَمْرُسُه مَرْساً: أَنْقَعَه. ابن السكيت: المَرْسُ مصدر
مَرَسَ التَّمر يَمْرُسُه ومَرَثَهُ يَمْرُثُهُ إِذا دَلَكَه في الماء حتى
يَنْماثَ. ويقال للتريد: المَرِيسُ لأَن الخبزَ يُماتُ. ومَرَسْتُ التَّمر
وغيرَه في الماء إِذا أَنْقَعْتَه ومرثْتَه بيدك. ومَرَس الصَّبيُّ
إِصبعَه يَمْرُسُه: لغة في مَرَثَه أَو لُثْغَةٌ. ومَرَسْتُ يدي بالمنديل أَي
مسحت، وتَمَرَّسَ به. وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها: كنت أَمْرُسُه
بالماء أَي أَدْلُكُه وأَذِيفُه، وقد يطلق على الملاعبة. وفي حديث عليّ،
كرم اللَّه وجهه: زعم أَني كنت أُعافِسُ واُُمارِسُ أَي أُلاعب النساء.
والمَرْسُ: السير الدائم. وبيننا وبين الماء وبيننا وبين مكانِ كذا ليلَةٌ
مَرَّاسَةٌ: لا وتِيرَة فيها، وهي الليلة الدَّائِبَةُ البَعيدة. وقالوا:
أَخْرسُ أَمْرَسُ
(* قوله «أَخرس أَمرس» هكذا بالأَصل. وفي شرح القاموس
في مادة خرس: وفيه هنا أَمرس أَملس.)، فبالغُوا به كما يقولون: شَحِيحٌ
بَحِيحٌ، ورواه ابن الأَعرابي.
ومَرِيسٌ: من بُلْدانِ الصعيد. والمَرِيسِيَّةُ، الريح الجَنُوبُ التي
تأْتي من قِبَلِ مَرِيسٍ. قال أَبو حنيفة: ومَرِيسٌ أَدنى بلاد النُّوبِ
التي تلي أَرض أُسْوانَ؛ هكذا حكاه مصروفاً.
والــمَرْمَرِيــس: الأَمْلَسُ ؛ ذكره أَبو عبيدة في باب فَعْلَليل؛ ومنه
قولهم في صفة فرس: والكَفَل الــمَرمَرِيــس؛ قال الأَزهري: أَخذَ الــمَرْمَريــس
من المَرْمَرِ وهو الرُّخام الأَملس وكسعه بالسين تأْكيداً.
والــمَرْمَريــسُ: الأَرض التي لا تُنْبِت. والمَزمَرِيس: الداهية والدَّرْدَبِيسُ، قال:
وهو فَعْفَعِيل، بتكرير الفاء والعين، فيقال: داهية مَرْمَرِيــسٌ أَي
شديدة. قال محمد بن السريّ: هي من المَراسَةِ. والــمَرْمَرِيــسُ الدَّاهِي من
الرجال، وتحقيره مُرَيْرِيسٌ إِشعاراً بالثلاثيّة؛ قال سيبويه: كأَنهم
حقَّروا مَرَّاساً. قال ابن سيده: وقال مَرْمَرِيــتٌ فلا أَدْري لُغَة أَم
لُثْغَة. قال: وقال ابن جني ليس من البعيد أَن تكون التاء بدلاً من السين
كما أُبدلت منها في سِتٍّ؛ وفيما أَنشد أَبو زيد من قول الشاعر:
يا قاتَلَ اللَّهُ بَني السَّعْلاتِ:
عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شِرار النَّاتِ،
غَيْرَ أَعِفَّاءَ ولا أَكْياتِ
فأَبدل السين تاء، فإِن قلت فإِنا نجد لِــمَرْمَرِيــثٍ أَصلاً نختاره
إِليه، وهو المَرْتُ، قيل: هذا هو الذي دعانا إِلى أَنه يجوز أَن تكون التاء
في مَرْمَرِيــثٍ بدلاً من السين في مَرْمَرِيــسٍ، ولولا أَن معنا أَمْراتاً
لقلنا إِن التاء فيه بدل من السين البتة كما قلنا ذلك في سِتٍّ
والنَّاتِ وأَكْياتٍ.
والمِراسُ: داء يأْخذ الإِبل وهو أَهون أَدوائها ولا يكون في غيرها؛ عن
الهجري.
وبنو مُرَيْسٍ وبنو مُمَارِس: بَطْنان. الجوهري عن يعقوب:
الْمَارَسْتَانُ، بفتح الراء، دار المَرْضَى، وهو معرّب.
مرت: المَرْتُ: مفازة لا نبات فيها. أَرْضٌ مَرْتٌ، ومكان مَرتٌ: قَفْرٌ
لا نبات فيه؛ وقيل: الأَرضُ التي لا نَبْتَ فيها؛ وقيل: المَرْتُ الذي
ليس به قليل ولا كثير؛ وقيل: هو الذي لا يَجفُّ ثَرَاه، ولا يَنْبُت
مَرْعاه. وقيل: المَرْتُ الأَرضُ التي لا كلأَ بها وإِن مُطِرَتْ، والجمع
أَمْراتٌ ومُرُوتٌ؛ قال خِطامٌ المُجاشِعِيُّ:
ومَهْمَهَيْنِ قَذَفَيْنِ مَرْتَيْنِ،
ظَهْرَاهُما مثلُ ظُهورِ التُّرْسَيْن،
جُبْتُهما بالنَّعْتِ لا بالنَّعْتَيْن
والاسم: المُروتةُ. وحكى بعضهم: أَرضٌ مَرُوتٌ كمَرْتٍ؛ قال كثير:
وقَحَّمَ سَيْرَنا من قُورِ حِسْمَى
مَرُوتُ الرِّعْيِ، ضاحيةُ الظِّلالِ
هكذا رواه أَبو سعيد السُّكَّري بالفتح، وغيره يَرْوِيه مُرُوتُ
الرِّعْيِ، بالضم؛ وقيل أَيضاً: أَرضٌ مَمْرُوتةٌ؛ قال ابن هَرْمَةَ:
كم قد طَوَيْنَ، إِليك، من مَمْرُوتَةٍ
ومَناقِلٍ مَوْصُولةٍ بِمَناقِلِ
وأَرضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ، فإِنْ مُطِرَتْ في الشتاء فإِنها لا يقال لها
مَرْتٌ، لأَِن بها حينئذ رَصَداً؛ والرَّصَدُ الرَّجاءُ لها، كما تُرْجَى
الحاملة؛ ويقال: أَرضٌ مُرْصِدة، وهي قد مُطِرَتْ، وهي تُرْجَى لأَن
تُنْبِتَ؛ قال رؤْبة:
مَرْتٌ يُنَّاصِي خَرْقَها مَرُوتُ
وقول ذي الرمة:
يَطْرَحْنَ، بالمهَارِقِ الأَغْفَالِ،
كلَّ جَنِينٍ لَثِقِ السِّرْبالِ
حَيِّ الشَّهِيقِ، مَيِّتِ الأَوْصالِ،
مَرْتِ الحَجاجَيْنِ من الإِعْجالِ
يصف إِبلاً أَجهَضَت أَولادَها قبلَ نَبات الوَبر عليها، يقول: لم
يَنْبُتْ شَعَرُ حَجاجَيْهِ؛ قال أَبو منصور: كأَنَّ التاء مبدلة من المَرْثِ.
ورجلٌ مَرْتُ الحاجب إِذا لم يكن على حاجبه شعر؛ وأَنشد بيت ذي الرمة:
مَرْتِ الحَجاجَينِ من الإِعْجالِ
والمَرُّوتُ: بلد لباهلةَ، وعَزاه الفَرَزدَقُ والبَعِيثُ إِلى
كُلَيْبٍ؛ فقال الفرزدق:
تقول كليبٌ، حينَ مَتَّتْ جُلُودُها،
وأَخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِها كلُّ جانِبِ
وقال البَعِيثُ:
أَأَنْ أَخْصَبَتْ مِعْزَى عَطِيَّةَ، وارْتَعَتْ
تِلاعاً من المَرُّوتِ أَحْوَى جَمِيمُها
إِلى أَبيات كثيرة نسبا فيها المَرُّوت إِلى كُلَيْبٍ. الصحاح:
المَرُّوتُ، بالتشديد، اسم وادٍ؛ قال أَوسٌ:
وما خَليجٌ من المَرُّوتِ ذو شُعَبٍ،
يَرْمِي الضَّريرَ بخُشْبِ الطَّلْحِ والضَّالِ
ومنه: يوم المَرُّوت، بين بني قُشَيرٍ وتَميم. ومَرَتَ الخُبْزَ في
الماء: كمَرَدَه، حكاه يعقوب؛ وفي المُصَنَّف: مَرَثَه، بالثاء.
والــمَرْمَريــتُ: الداهيةُ؛ وقال بعضهم: إِنَّ التاءَ بدل من السين.
رأم: رَئِمتِ الناقةُ ولدها تَرْأَمُهُ رَأْماً ورَأَماناً: عطفتْ عليه
ولزمته، وفي التهذيب: رِئْماناً أَحَبَّتْهُ؛ قال:
أَم كيف يَنْفَعُ ما تُعْطي العَلُوقُ به
رئْمانُ أَنْفٍ، إِذا ما ضُنَّ باللبن؟
ويروى رِئْمانَ ورِئْمانُ، فمن نصب فعلى المصدر، ومن رفع فعلى البدل من
الهاء. والناقة رؤوم ورائِمَةٌ: عاطفة على ولدها، وأَرْأَمَها عليه:
عَطَّفها فَتَرأّمتْ هي عليه تعطَّفت، ورَأْمُها ولدُها الذي تَرْأَمُ
عليه؛ قال أَبو ذؤيب:
بمَصْدَرِه الماءَ رَأْمٌ رَذِيّ
قال ابن سيده: وعندي أَنه سماه بالمصدر الذي هو في معنى مفعول كأَنه
مَرْؤُوم رَذيّ. والرُّؤَامُ والرُّؤَالُ: اللُّعاب. ابن الأَعرابي:
الرَّأْمُ الولد. الجوهري: يقال للبَوّ والولد رَأْمٌ. وقال الليث: الرَّأْمُ
البَوُّ أَو ولد ظُئِرَتْ عليه غير أُمّه؛ وأَنشد:
كأُمهات الرِّئْم أَو مَطافِلا
وقد رَئِمَتْه، فهي رائِمٌ ورَؤومٌ. ابن سيده: والرَّأْم البَوّ. وكل من
لزم شيئاً وأَلِفَهُ وأَحبَّه فقد رَئِمَهُ؛ قال عُبَيْدُ الله بن عبد
الله بن عُتْبَة:
أَبى اللهُ والإِسلامُ أَن تَرْأَمَ الخنى
نفوسُ رِجالٍ، بالخَنَى لم تُذَلَّلِ
ابن السكيت: أَرْأَمْتُهُ
على الأَمر وأَظْأَرته إِذا أَكرهته. والرَّوائم: الأَثافِيُّ لرِئمانها
الرمادَ، وقد رَئِمَتِ الرمادَ، فالرماد كالولد لها. وأَرْأَمْنا الناقة
أَي عَطَّفناها على رَأْمِها. الأَصمعي: إِذا عُطِّفت الناقة على ولد
غيرها فَرَئِمَتْه فهي رائم، فإِن لم تَرْأَمْهُ ولكنها تشَمُّهُ ولا تَدرّ
عليه فهي عَلوق. وفي حديث عائشة تصف عمر، رضي الله عنهما: تَرْأَمُهُ
ويأْباها، تريد الدنيا أَي تَعْطِف عليه كما تَرْأَمُ الأُم ولدها والناقة
حُوارَها فتشمه وتَتَرشَّفُه. وكلُّ من أَحبَّ شيئاً
وأَلِفَهُ فقد رَئِمَهُ. ورَئِم الجُرْحُ رَأْماً ورِئْماناً حسناً:
التَأَم، وفي المحكم: انضم فُوه للبُرْء؛ وأَرْأَمَهُ إِرآماً: داواه وعالجه
حتى رَئِمَ، وفي الصحاح: حتى يبرأَ أَو يلتئم. وأَرْأَمَ الرجلَ على
الشيء: أَكرهه. ورَأَمَ الحبلَ يَرْأَمُه وأَرْأَمَه: فتله فتلاً
شديداً.والرُّومَةُ، بغير همز: الغِراء الذي يُلصَقُ به ريش السهم، وحكاها ثعلب
مهموزة. الجوهري: الرُّؤمَة الغِراء الذي يلصق به الشيء. والرِّئْمُ:
الخالص من الظِّباء وقيل: هو ولد الظَّبي، والجمع أَرْآم، وقلبوا فقالوا
آرام، والأُنثى رِئْمَة؛ أَنشد ثعلب:
بمثل جِيد الرِّئْمة العُطْبُلِّ
شدد للضرورة كقوله بعد هذا:
ببازلٍ وَجْناء أَو عَيْهَلِّ
أَراد أَو عَيْهَلٍ فشدَّد. الأَصمعي: من الظِّباء الآرام وهي البيض
الخالصة البياض، وقال أَبو زيد مثله، وهي تسكن الرِّمال. والرَّؤُوم من
الغنم: التي تلحس ثياب من مرَّ بها. ورَأَمَ القَدَحَ يَرْأَمُهُ رَأْماً
ولأَمَهُ: أَصلَحَه كَرأَبَهُ. الشيباني: رأَمْتُ شَعْب القَدَح إِذا
أَصلحته؛ وأَنشد:
وقَتْلى بِحِقْفٍ من أُوارَةَ جُدِّعَتْ،
صَدَعْنَ قلوباً لم تُرَأّمْ شُعوبها
والرُّئِمُ: الاست؛ عن كراع، حكاها بالأَلف واللام، ولا نظير لها إِلاَّ
الدُّئِل وهي دُوَيْبَّةٌ؛ قال رؤبة:
ذَلَّ وأَقْعَتْ بالحَضِيضِ رُئِمُه
ورِئام: موضع. وقيل: هي مدينة من مدائن حِمْير يَحُلُّها أَولادُ
أَوْدٍ، قال الأَفْوَه الأَوْدي:
إِنَّا بَنُو أَوْدِ الذي بِلِوائه
مُنِعَتْ رِئامُ، وقد غَزاها الأَجْدع
صلع: الصَّلَعُ: ذَهابُ الشعر من مقدَّم الرأْس إِلى مُؤَخره، وكذلك إِن
ذهب وسَطُه، صَلِعَ يَصْلَعُ صَلَعاً، وهو أَصْلَعُ بَيِّنُ الصَّلَعِ،
وهو الذي انْحَسَرَ شعَرُ مُقَدَّم رأْسِه. وفي حديث الذي يَهْدِمُ
الكعبةَ: كأَني به أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ؛ هو تصغيرُ الأَصْلَعِ الذي انحسَرَ
الشعرُ عن رأْسِه. وفي حديث بدر: ما قتلنا إِلاَّ عجائزَ صُلْعاً أَي
مشايِخَ عَجَزَةً عن الحرب، ويجمع الأَصْلَعُ على صُلْعانٍ. وفي حديث عمر:
أَيُّما أَشرَفُ الصُّلعْانُ أَو الفُرْعانُ؟ وامرأَةٌ صَلْعاءُ، وأَنكرها
بعضهم قال: إِنما هي زَعْراءُ وقَزْعاءُ. والصَّلَعةُ والصُّلْعةُ: موضِعُ
الصَّلَعِ من الرأْس، وكذلك النَّزَعةُ والكَشَفةُ والجَلَحَةُ جاءَتْ
مُثَقَّلاتٍ كلُّها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
يَلُوحُ في حافات قَتْلاهُ الصَّلَعْ
أَي يَتَجَنَّبُ الأَوْغادَ ولا يقتُل إِلاَّ الأَشرافَ وذَوِي
الأَسْنانِ لأَن أَكثر الأَشرافِ وذوِي الأَسنانِ صُلْع كقوله:
فَقُلْتُ لَها: لا تُنْكِرِيني فَقَلَّما يَسُودُ الفَتَى حتى يشِيبَ
ويَصْلَعا
والصَّلْعاءُ من الرِّمال: ما ليس فيها شجر. وأَرضٌ صَلْعاءُ: لا نبات
فيها. وفي حديث عمر في صفة التمر
(* قوله« حديث عمر في صفة التمر» كذا
بالأصل، والذي في النهاية هنا وفي مادة حرش أيضا: حديث أبي حثمة في صفة التمر،
وساق ما هنا بلفظه): وتُحْتَرَشُ به الضِّبابُ من الأَرضِ الصَّلْعاء؛ يريد
الصحراء التي لا تنبت شيئاً مثل الرأْس الأَصْلَعِ، وهي الحَصَّاءُ مثل
الرأْس الأَحَصّ.
وصَلِعَتِ العُرْفُطة صَلَعاً، وعُرْفُطةٌ صَلْعاءُ إِذا سقطت رُؤُوس
أَغصانِها أَو أَكلَتْها الإِبل؛ قال الشماخ في وصف الإِبل:
إِن تُمْسِ في عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَماجِمُه
من الأَسالِقِ، عارِي الشَّوْكِ مَجْرُودِ
(* قوله« إن تمس إلخ» جوابه في البيت بعده كما في شرح القاموس:
تصبح وقد ضمنت ضراتها غرقاً
من طيّب الطعم حلو غير مجهود)
والصَّلْعاءُ: الداهيةُ الشديدةُ، على المَثَل، أَي أَنه لا مُتَعَلَّقَ
منها، كما قيل لها مَرْمَريــسٌ من المَراسةِ أَي المَلاسةِ، يقال: لَقِيَ
منه الصَّلْعاءَ؛ قال الكميت:
فَلَمّا أَحَلُّوني بِصَلْعاءَ صَيْلَمٍ
بإحْدَى زُبى ذِي اللِّبْدَتَيْنِ أَبي الشِّبْلِ
أَراد الأَسد. وفي الحديث: أَن معاوية قَدِمَ المدينة فدخل على عائشة،
رضي الله عنها، فذكرت له شيئاً فقال: إِنَّ ذلك لا يَصْلُح، قالت: الذي لا
يَصْلُح ادِّعاؤُك زِياداً، فقال: شَهِدَت الشهودُ، فقالت: ما شَهِدَت
الشُّهودُ ولكن رَكِبْتَ الصُّلَيعاء
(* قوله« ركبت الصليعاء» هو بهذا الضبط
في القاموس والناية ونص القاموس بعد قولها ركبت الصليعاء: تعني في ادعائه
زياداً وعمله بخلاف الحديث الصحيح: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وسمية لم
يكن لأبي سفيان فراشاً)؛ معنى قولها ركبت الصُّليعاء أَي شَهِدوا بِزُور؛
وقال ابن الأَثير: أَي الداهيةَ والأَمرَ الشديدَ أَو السَّوْءةَ
الشنيعةَ البارزة المكشوفة؛ قال المعتمر: قال أَبي الصُّلَيْعاءُ الفخْرُ.
والصَّلْعاءُ في كلام العرب: الداهيةُ والأَمر الشديد؛ قال مُزَرِّدٌ أَخو
الشمّاخ:
تَأَوُّهَ شَيْخٍ قاعِدٍ وعَجوزه،
حَرِيَّيْنِ بالصَّلْعاءِ أَو بالأَساوِدِ
والأَصْلَعُ: رأْس الذكر مُكَنًّى عنه. وفي التهذيب: الأُصَيْلِعُ الذكر،
كنى عنه ولم يُقَيِّدْ برأْسه. والأَصْلَعُ: حيّة دقيقة العنق
مُدَحْرَجةُ الرأْس كأَنّ رأْسها بندقة، ويقال الأُصيلع، وأَراه على التشبيه بذلك.
وقال الأَزهري: الأُصَيْلِعُ من الحيّاتِ العريضُ العُنُق كأَنّ رأْسه
بندقة مدحرجة. والصَّلَعُ والصُّلَّعُ: الموضع الذي لا نَبْتَ فيه. وقول
لقمانَ بن عادٍ: إِن أَرَ مَطْمَعي فَحِدَأٌ وُقَّعٌ، وإِلاَّ أَرَ
مَطمَعي فوَقَّاعٌ بِصُلَّعٍ؛ قيل: هو الحبْل الذي لا نبت عليه أَو الأَرض التي
لا نبات عليها، وأَصله من صَلَعِ الرأْس وهو انحِسارُ الشعَر عنه. وفي
الحديث: يكون كذا وكذا ثم تكون جَبَرُوّةٌ صَلْعاءُ؛ قال: الصلعاءُ ههنا
البارزةُ كالجبل الأَصْلَعِ البارزِ الأَمْلسِ البرّاقِ؛ وقول أَبي ذؤيب:
فيه سِنانٌ كالمَنارةِ أَصْلَعُ
أَي بَرَّاق أَمْلَسُ؛ وقال آخر:
يَلوحُ بها المُذَلَّقُ مُذْ رماه
خُروجَ النَّجْمِ من صَلَعِ الغِيامِ
وفي الحديث: ما جَرى اليَعْفورُ بصُلَّعٍ. وفي الحديث: أَن أَعرابيّاً
سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الصُّلَيْعاء والقُرَيْعاء؛ هي تصغير
الصلعاء الأَرض التي لا تُنْبِتُ.
والصُّلَّعُ: الحجر. والصُّلاّعُ، بالضم والتشديد: الصُّفّاحُ العريضُ
من الصخْر، الواحدة صُلاّعةٌ. والصُّلَّعةُ: الصخرة الملساء. وصَلَّع
الرجلُ إِذا أَعْذَرَ، وهو التَّصْلِيعُ، والتصْلِيعُ، والسُّلاحُ، اسم
كالتَّنْبيت والتَّمْتين، وقد صَلَّع إِذا بَسَطه. والصَّوْلَعُ: السَّنانُ
المَجْلُوُّ.
وصِلاعُ الشمسِ: حرُّها، وقد صَلَعَتْ: تكبَّدَتْ وسَطَ السماء،
وانْصَلَعَت وتصَلَّعَت: بدت في شدّة الحرّ ليس دونها شيء يسترها وخرجت من تحت
الغَيمِ. ويوم أَصلع: شديد الحرّ. وتصَلَّعتِ السماء تَصَلُّعاً إِذا انقطع
غَيمُها وانجَرَدت، والسماء جَرْداء إِذا لم يكن فيها غيم.
وصَيْلَعٌ: موضع.
قال ابن بري: ويقال صَلَّعَ الرجلُ إِذا أَحدَث. ويقال للعِذْيَوْطِ
إِذا أَحدَث عند الجماع: صَلَّعَ.
شطس: الشَّطْسُ: الدَّهاءُ والعلم والفِطْنَةُ، والجمع أَشْطاسٌ؛ قال
رؤبة:
يا أَيها السائلُ عن نُحاسِي
عَنِّي، ولمَّا يَبْلُغُوا أَشْطاسي
ورجل شُطَسِيٌّ: داهٍ مُنْكَرٌ ذو أَشْطاسٍ. أَبو تراب عن عَرَّامٍ:
شَطَفَ فلان في الأَرض وشَطَسَ إِذا دخل فيها إِما راسخاً وإِما واغلاً؛
وأَنشد:
تَشِبُّ لعَيْنَيْ رامِقٍ شَطَسَتْ به
نَوًى غُرْبَةٌ، وَصْلَ الأَحبَّة تَقْطَعُ
سلف: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً وسُلُوفاً: تقدَّم؛ وقوله:
وما كلُّ مُبْتاعٍ، ولو سَلْفَ صَفْقُه،
بِراجِعِ ما قد فاتَه برَدادِ
إنما أَراد سَلَفَ فأَسكن للضرورة، وهذا إنما أَجازه الكوفيون
(* هكذا
بياض في الأصل.) ...... في المكسور والمضموم كقوله في عَلِم عَلْمَ وفي
كَرُمَ كَرْمَ، فأَما في المفتوح فلا يجوز عندهم؛ قال سيبويه: أَلا ترى أَن
الذي يقول في كَبِدٍ كَبْدٍ. وفي عْضُدٍ عَضْدٍ لا يقول في جَمَلٍ
جَمْل؟ وأَجاز الكوفيون ذلك واستظهروا بهذا البيت الذي تقدم إنشاده.
والسَّالِفُ: المتقدمُ. والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ: الجماعَةُ
المتقدمون. وقوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثلاً للآخرين، ويُقرأُ: سُلُفاً
وسُلَفاً؛ قال الزجاج: سُلُفاً جمع سَلِيفٍ أَي جَمْعاً قد مضى، ومن قرأَ
سُلَفاً فهو جمع سُلْفةٍ أَي عُصبة قد مضت. والتَّسْلِيفُ: التَّقديم؛ وقال
الفراء: يقول جعلناهم سلَفاً متقدّمين ليتعظ بهم الآخِرون، وقرأَ يحيى
بن وثّابٍ: سُلُفاً مضمومةً مُثقلة، قال: وزعم القاسم أَنه سمع واحدها
سَلِيفاً، قال: وقرئ سُلَفاً كأَن واحدته سُلْفةٌ أَي قِطْعة من الناس مثل
أُمّةٍ. الليث: الأُمم السَّالِفةُ الماضية أَمام الغابرة وتُجْمع
سَوالِفَ؛ وأَنشد في ذلك:
ولاقَتْ مَناياها القُرُونُ السَّوالِفُ،
كذلك تَلْقاها القُرونُ الخَوالِفُ
الجوهري: سَلَفَ يَسْلُفُ سَلَفاً مثال طلَبَ يَطلُب طلَباً أَي مضى.
والقومُ السُّلاَّفُ: المتقدّمون. وسَلَفُ الرجل: آباؤُه المتقدّمون،
والجمع أَسْلاف وسُلاَّفٌ. وقال ابن بري: سُلاَّفٌ ليس بجمع لسَلَفٍ وإما هو
جمع سالِفٍ للمتقدّم، وجمع سالِفٍ أَيضاً سَلَفٌ، ومثله خالفٌ وخَلَفٌ،
ويجيء السلَفُ على معان: السَّلَفُ القَرْضُ والسَّلَم، ومصدر سَلَفَ
سَلَفاً مضى، والسَّلَفُ أَيضاً كلُّ عملٍ قدَّمه العبدُ، والسَّلَفُ القوم
المتقدّمون في السير؛ قال قيس بن الخطيم:
لو عَرّجُوا ساعةً نُسائِلُهُمْ،
رَيْثَ يُضَحّي جِمالَه السَّلَفُ
والسَّلُوفُ: الناقةُ تكون في أَوائل الإبل إذا وردت الماء. ويقال:
سَلَفَت الناقةُ سُلُوفاً تقدّمت في أَول الوِرْد. والسَّلُوفُ: السريع من
الخيل. وأَسْلَفه مالاً وسَلَّفَه: أَقْرَضه؛ قال:
تُسَلِّفُ الجارَ شِرْباً، وهي حائمةٌ،
والماءُ لَزْنٌ بكيءُ العَيْن مُقْتَسَم
وأَسْلَفَ في الشيء: سَلَّم، والاسم منهما السَّلَفُ. غيره: السَّلَفُ
نوع من البيوع يُعَجَّل فيه الثمن وتضبط السِّلْعةُ بالوصف إلى أَجل
معلوم، وقد أَسْلَفْتُ في كذا، واسْتَسْلَفْت منه دراهم وتَسلَّفْت فأَسلفني.
الليث: السَّلَفُ القَرْضُ، والفعل أَسْلَفْت. يقال: أَسْلَفْتُه مالاً
أَي أَقْرَضْتُه. قال الأَزهري: كلُّ مالٍ قدَّمته في ثمن سلعة مَضْمونة
اشتريتها لصفة، فهو سَلَف وسَلَم. وروي عن النبي، صلى اللّه عليه وسلم،
أَنه قال: مَن سَلَّفَ فَلْيُسْلِفْ في كيل معلوم ووزن معلوم إلى أَجل
معلوم؛ أَراد من قدَّم مالاً ودفَعه إلى رجل في سلعة مضمونة. يقال سلَّفْتُ
وأَسْلَفْت تَسْلِيفاً وإسْلافاً وأَسْلَمْت بمعنى واحد، والاسم السلَف،
قال: وهذا هو الذي تسميه عوامُّ الناس عندنا السَّلَم. قال: والسَّلَفُ في
المُعاملات له معنيان: أَحدهما القَرْضُ الذي لا منفعة للمُقْرِض فيه
غير الأَجر والشكر وعلى المُقْتَرِض ردُّه كما أَخذه، والعربُ تسمي القَرْض
سلَفاً كما ذكره الليث، والمعنى الثاني في السلف هو أَن يُعْطِي مالاً
في سِلعة إلى أَجل معلوم بزيادة في السِّعْر الموجود عند السَّلَف، وذلك
مَنْفعة للمُسْلِفِ، ويقال له سلَم دون الأَول قال: وهو في المعنيين معاً
اسم من أَسلفت، وكذلك السلَم اسم من أَسْلَمْتُ. وفي الحديث: أَنه
اسْتَسْلَفَ من أَعرابي بَكراً أَي اسْتَقْرَضَ. وفي الحديث: لا يَحِلُّ سَلَفٌ
وبَيْعٌ؛ هو مثل أَن يقول بعتُك هذا العبد بأَلف على أَن تُسْلِفَني
أَلفاً في مَتاع أَو على أَن تُقْرِضَني أَلفاً، لأَنه إنما يُقْرِضُه
لِيُحابيَه في الثمن فيدخل في حدّ الجهَالة، ولأَنَّ كل قَرْض جَرَّ مَنْفعةً
فهو رِباً، ولأَنَّ في العقْد شرطاً ولا يَصِحُّ. وللسَّلَف مَعْنيان
آخران: أَحدهما أَن كل شيء قدَّمه العبدُ من عمل صالح أَو ولد فَرَط
يُقَدِّمه، فهو له سَلَفٌ، وقد سَلَفَ له عمل صالح، والسلَفُ أَيضاً: من
تقدَّمَك من آبائك وذوي قَرابَتِك الذين هم فوقَك في السنِّ والفَضْل، واحدهم
سالِفٌ؛ ومنه قول طُفيل الغَنَوي يَرْثي قومه:
مَضَوْا سَلَفاً قَصْدُ السبيلِ عليهمُ،
وصَرْفُ المَنايا بالرِّجال تَقَلَّبُ
أَراد أَنهم تقدّمونا وقصدُ سَبيلِنا عليهم أَي نموت كما ماتوا فنكون
سَلَفاً لمن بعدنا كما كانوا سلفاً لنا. وفي الدعاء للميت: واجعله سلَفاً
لنا؛ قيل: هو من سَلَفِ المال كأَنه قد أَسْلَفَه وجعله ثمناً للأَجر
والثواب الذي يُجازى على الصبر عليه، وقيل: سَلَفُ الإنسان مَن تقدَّمه
بالموت من آبائه وذوي قَرابته، ولهذا سمي الصدْر الأَول من التابعين السلَف
الصالح؛ ومنه حديث مَذْحِجٍ: نحن عُبابُ سَلَفِها أَي مُعْظَمها وهم
الماضون منها. وجاءَني سَلَفٌ من الناس أَي جماعة. أَبو زيد: جاء القوم سُلْفةً
سُلفةً إذا جاء بعضهم في إثر بعض.
وسُلاَّفُ العَسْكر: مُتَقَدِّمتُهم. وسَلَفْتُ القوم وأَنا أَسْلُفُهم
سَلَفاً إذا تقدَّمْتهم.
والسالِفةُ: أَعلى العُنُق، وقيل: ناحيةُ مُقدَّمِ العنق من لَدُنْ
مُعَلَّقِ القُرْط على قَلْتِ التَّرْقُوَةِ. والسالِفُ: أَعلى العنق، وقيل:
هي ناحيته من معلق القرط على الحاقنة. وحكى اللحياني: إنها لوَضّاحةُ
السَّوالِفِ، جعلوا كل جزء منها سالِفةً ثم جمع على هذا. وفي حديث الحديبية:
لأُقاتِلَنَّهم على أَمْري حتى تَنْفَرد سالِفتي؛ هي صَفْحة العنق، وهما
سالِفَتانِ من جانِبَيه، وكَنى بانْفِرادِها عن الموت لأَنها لا تنفرد
عما يليها إلا بالموت، وقيل: أَراد حتى يُفَرَّقَ بين رأْسي وجَسدي.
وسالِفةُ الفرَس وغيره: هادِيتُه أَي ما تقدَّم من عُنقه.
وسُلافُ الخمر وسُلافَتُها: أَوَّل ما يُعْصَر منها، وقيل: هو ما سال من
غير عصر، وقيل: هو أَوَّلُ ما ينزل منها، وقيل: السُلافةُ أَوَّلُ كل
شيء عُصِر، وقيل: هو أَوَّل ما يُرفع من الزبيب، والنَّطْلُ ما أَعِيدَ
عليه الماء. التهذيب: السُّلافةُ من الخمر أَخْلَصُها وأَفْضَلُها، وذلك إذا
تَحَلَّب من العنب بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك من التمر والزبيب ما لم
يُعَدْ عليه الماء بعد تَحَلُّب أَوَّله. والسلافُ: ما سال من عصير
العنب قبل أَن يعصر، ويسمى الخمر سُلافاً. وسُلافةُ كلِّ شيء عصرْتَه:
أَوَّلُه، وقيل: السلافُ والسلافةُ من كل شيء خالِصُه.
والسَّلْفُ، بالتسكين: الجِرابُ الضَخْمُ، وقيل: هو الجراب ما كان،
وقيل: هو أَدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُه، والجمع أَسْلُفٌ وسُلُوفٌ؛ قال بعض
الهذليين:
أَخَذْتُ لهم سَلْفَيْ حَتِيٍّ وبُرْنُسا،
وسَحْقَ سَراويلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ
أَراد جِرابَيْ حَتِيٍّ، وهو سَوِيقُ المُقْلِ. وفي حديث عامر بن ربيعة:
وما لنا زاد إلا السَّلْفُ من التمر؛ هو بسكون اللام، الجِرابُ الضخْمُ،
ويروى: إلا السّفُّ من التمر، وهو الزَّبيلُ من الخوص.
والسَّلِفُ: غُرْلةُ الصبيّ. الليث: تسمى غُرْلةُ الصبيّ سُلْفَةً،
والسُّلفةُ: جلد رقيق يجعل بِطانةً للخِفافِ وربما كان أَحمرَ وأَصفر.
وسَهْم سَلُوفٌ: طويلُ النصْلِ. التهذيب: السّلُوفُ من نِصالِ السِّهامُ
ما طالَ؛ وأَنشد:
شَكَّ سَلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ
وسَلَفَ الأَرضَ يَسْلُفُها سَلْفاً وأَسْلَفَها: حَوَّلها للزرْعِ
وسَوَّاها، والمِسْلَفَةُ: ما سَوَّاها به من حجارة ونحوها. وروي عن محمد بن
الحنفية قال: أَرض الجنة مَسْلُوفَةٌ؛ قال الأَصمعي: هي المستَوية أَو
المُسَوَّاةُ، قال: وهذه لغة أَهل اليمن والطائف يقولون سَلَفْتُ الأَرضَ
أَسْلُفُها سَلْفاً إذا سَوَّيتها بالمِسْلَفَةِ، وهي شيء تُسَوَّى به
الأَرضُ، ويقال للحجر الذي تسوَّى به الأَرضُ مِسْلَفَةٌ؛ قال أَبو عبيد:
وأَحْسَبُه حجراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجُ به على الأَرض لتَسْتَوي، وأَخرج
ابن الأَثير هذا الحديث عن ابن عباس وقال: مَسْلوفَةٌ أَي مَلْساء لَيِّنةٌ
ناعمة، وقال: هكذا أَخرجه الخطابي والزمخشري، وأَخرجه أَبو عبيد عن عبيد
بن عمير الليثي وأَخرجه الأَزهري عن محمد بن الحنفية، وروى المنذري عن
الحسن أَنه أَنشده بيت سَعْدٍ القَرْقَرَةِ:
نَحْنُ، بِغَرْسِ الوَدِيِّ، أَعْلَمُنا
مَنّا بِركْضِ الجِيادِ في السُّلَفِ
(* ورد هذا البيت في مادة سدف وفي السَّدَف بدل السَّلف.)
قال: السُّلَفُ جمع السُّلْفةِ من الأَرض وهي الكَرْدة المُسَوَّاةُ.
والسَّلِفانِ والسَّلْفان: مُتَزَوِّجا الأَُختين، فإما أَن يكون
السَّلِفانِ مُغَيَّراً عن السِّلْفانِ، وإما أَن يكون وضعاً؛ قال عثمان بن
عفان، رضي اللّه عنه:
مُعاتَبةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةً،
فإنْ أَدْمَنا إكْثارَها، أَفْسَدَا الحُبَّا
والجمع أسْلافٌ، وقد تَسالَفا، وليس في النساء سِلْفةٌ إنما السِّلْفانِ
الرَّجلانِ؛ قال ابن سيده: هذا قول ابن الأَعرابي، وقال كراع:
السِّلْفتان المرأَتان تحت الأَخَوين. التهذيب: السِّلْفانِ رجلان تزوَّجا بأُختين
كلُّ واحدٍ منهما سِلْفُ صاحبه، والمرأَة سِلْفةٌ لصاحِبتها إذا تزوَّج
أَخَوان بامرأَتين. الجوهري: وسَلِفُ الرَّجل زوجُ أُخْتِ امرأَته، وكذلك
سِلْفه مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ.
والسُّلَفُ: ولد الحَجَلِ؛ وقيل: فَرْخُ القَطاةِ؛ عن كراع؛ وقد روى هذا
البيت:
كأَنَّ فَدَاءَها، إذْ حَرَّدُوه
وطافوا حَوْلَهُ، سُلَفٌ يَتِيمُ
ويروى: سُلَكٌ يَتِيمُ، وسيأْتي ذكره في حرف الكاف، والجمع سِلْفانٌ
وسُلْفانٌ مثل صُرَدٍ وصِرْدانٍ، وقيل: السّلْفانُ ضرب من الطير فلم
يُعَيَّن. قال أَبو عمرو: لم نسمع سُلَفةً للأُنثى، ولو قيل سُلَفةٌ كما قيل
سُلَكَةٌ لواحد السِّلْكانِ لكان جيِّداً؛ قال القشيري:
أُعالِجُ سِلْفاناً صِغاراً تَخالُهُمْ،
إذا دَرَجُوا، بُجْرَ الحَواصِل حُمَّرَا
يريد أَولاده، شبههم بأَولاد الحجل لِصِغَرِهم؛ وقال آخر:
خَطِفْنَه خَطْفَ القُطامِيِّ السُّلَفْ
غيره: والسُّلَفُ والسُّلَكُ من أَولاد الحَجل، وجمعه سِلْفانٌ
وسِلْكانٌ؛ وقول مُرَّةَ بن عبداللّه اللحياني:
كأَنَّ بَناتِه سِلْفانُ رَخْمٍ،
حَواصِلُهُنَّ أَمثالُ الزِّقاقِ
قال: واحد السِّلْفان سُلَف وهو الفَرْخُ، قال: وسُلَكٌ وسِلْكانٌ
فِراخُ الحَجل.
والسلْفةُ، بالضمّ: الطعامُ الذي تَتَعَلَّلُ به قبل الغِذاء، وقد
سَلِّفَ القومَ تَسْلِيفاً وسَلَّفَ لهم، وهي اللُّهنة يَتَعَجَّلُها الرجلُ
قبيل الغذاء. والسُّلفةُ: ما تَدَّخِرُه المرأَةُ لِتُتْحِفَ به مَن
زارَها. والمُسْلِفُ من النساء: النَّصَفُ، وقيل: هي التي بلغت خمساً وأَربعين
ونحوها وهو وصْف خُصّ به الإناثُ؛ قال عمر بنُ أَبي ربيعةَ:
فيها ثَلاثٌ كالدُّمَى
وكاعِبٌ ومُسْلِفُ
والسَّلَفُ: الفَحْلُ؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
لها سَلَفٌ يَعُوذُ بكُلِّ رَيْعٍ،
حَمَى الحَوْزاتِ واشْتَهَرَ الإفالا
حَمَى الحَوْزاتِ أَي حَمَى حَوْزاتِه أَي لا يدنو منها فحل سواه.
واشْتَهَرَ الإفالا: جاء بها تُشبهُه، يعني بالإفالِ صِغارَ الإبل.
وسُولاف: اسم بلد؛ قال:
لما الْتَقَوْا بِسُولاف.
وقال عبداللّه بن قيْس الرُّقّيات:
تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بيني وبينها،
وسُولافُ رُسْتاقٌ حَمَتْه الأَزارِقهْ
غيره: سُولافُ موضع كانت به وقعة بين المُهَلَّبِ والأَزارِقةِ؛ قال رجل
من الخوارج:
فإن تَكُ قَتْلَى يومَ سِلَّى تَتابعَتْ،
فَكَمْ غادَرَتْ أَسْيافُنا من قَماقِمِ
غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيّةُ فِيهِمُ
بِسُولافَ، يومَ المارِقِ المُتَلاحِمِ
عربس: العِرْبِسُ والعَرْبَسِيسُ: مَتْنٌ مُسْتَوٍ من الأَرض ويوصف به
فيقال:أَرض عَرْبَسِيسٌ؛ أَنشد ثعلب:
أَوْ في فَلاً قَفْرٍ مِنَ الأَنِيسِ،
مُجْدِبَةٍ حَدْباءَ عَرْبَسِيسِ
وأَنشد الأَزهري للطِّرِمَّاحِ:
تُراكِلُ عَرْبَسِيسَ المَتْنِ مَرْتاً،
كظَهْرِ السَّيْحِ، مُطَّرِدَ المُتُونِ
قال: ومنهم من يقول عِرْبَسِيس، بكسر العين، اعتباراً بالعِرْبِسِ؛ قال
الأَزهري: وهذا وهَم لأَنه ليس في كلامهم على مثال فِعْلَلِيلٍ، بكسر
الفاء، اسم؛ وأَما فَعْلَلِيل فكثر من نحو مَرْمَرِيــس ودَرْدَبِيس
وخَمْجَرير وما أَشبهها. ابن سيده: العَرْبَسِيسُ الداهية؛ عن ثعلب.
قلس: القَلْسُ: أَن يبلغ الطعام إِلى الحَلْق ملْءَ الحلق أَو دونه ثم
يرجع إِلى الجوف، وقيل: هو القَيء، وقيل: هو القذف بالطعام وغيره، وقيل:
هو ما يخرج إِلى الفم من الطعام والشراب، والجمع أَقلاس؛ قال رؤبة:
إِن كُنْت من دائِك ذا أَقْلاسِ،
فاسْتَسْقِيَنْ بِثَمر القَسْقاسِ
الليث: القَلْس ما خرج من الحلف مِلْءَ الفم أَو دونه، وليس بِقيء،
فإِذا غلَب فهو القَيْءُ. ويقال: قَلَسَ الرجل يَقْلِسُ قَلْساً، وهو خروج
القَلْس من حلقه. أَبو زيد: قَلَس الرجل قَلْساً، وهو ما خرج من البطن من
الطعام أَو الشراب إِلى الفم أَعاده صاحبُه أَو أَلقاه، وهو قالس. وفي
الحديث: من قاء أَو قَلَس فليتوضأْ؛ القَلَس، بالتحريك، وقيل بالسكون من
ذلك. وقد قَلَس يَقْلِسُ قَلْساً وقَلَساناً، فهو قالس. وقَلَسَت الكأْس
إِذا قذفت بالشراب لشدَّة الامتلاء؛ قال أَبو الجراح في أَبي الحسن
الكسائي:أَبا حَسَنٍ، ما زُرْتُكم منذُ سَنْبَةٍ
من الدهر، إِلا والزُّجاجةُ تَقْلِسُ
كَرِيم إِلى جَنْبِ الخِوانِ، وزَوْرُه
يُحَيَّا بأَهلاً مَرْحباً، ثم يَجْلِسُ
وقَلَسَ الإِناءُ يَقْلِسُ إِذا فاضَ؛ وقال عمر بن لجإِ:
وامْتَلأَ الصَّمَّان ماءً قَلْسا،
يَمْعَسْن بالماء الجِواءَ مَعْسَا
وقَلَسَ السَّحابُ قَلْساً، وهو مثل القَلْسِ الأَول. والسَّحابة
تَقْلِسُ الندى إِذا رمت به من غير مطر شديد؛ وأَنشد:
نَدَى الرَّمْلِ مَجَّتْة العِهادُ القَوالِسُ
ابن الأَعرابي: القَلْسُ الشرب الكثير من النبيذ؛ والقَلْس الغِناء
الجيِّد، والقَلْسُ الرقص في غناء. وقَلَسَتِ النحلُ العسلَ تَقْلِسُه
قَلْساً: مجَّتْه. والقَليس: العسل، والقَليس أَيضاً: النحل؛ قال
الأَفوه:من دُونها الطَّير، ومن فَوْقِها
هَفاهِفُ الرِّيح كَجُثِّ القَليس
والقَلْس والتَّقْلِيس: الضرب بالدُّفِّ والغِناءُ. والمُقَلِّس: الذي
يلعب بين يدي الأَمير إِذا قدم المصر؛ قال الكميت يصف دُبّاً أَو ثور
وحش:فَرْدٌ تُغَنِّيه ذِبَّانُ الرِّياضِ، كما
غَنَّى المُقَلِّسُ بِطريقاً بأَسْوارِ
أَراد مع أَسْوار. وقال أَبو الجَرَّاح: التَّقْلِيسُ استقبال الوُلاة
عند قدومهم بأَصناف اللَّهْو؛ قال الكميت يصف ثوراً طعَن في الكلاب فتبعه
الذُّباب لِمَا في قَرنِه من الدم:
ثم اسْتَمَرَّ تُغَنِّيه الذُّباب، كما
غَنَّى المُقَلِّسُ بِطْرِيقاً بِمزْمارِ
(* رواية بيت الكميت هنا تختلف عن روايته السابقة في الحقل نفسه.)
وقال الشاعر:
ضَرْب المُقَلِّس جَنْبَ الدُّفِّ للعَجَم
ومنه حديث عمر، رضي اللَّه عنه، لما قدم الشأْم: لقيه المُقَلِّسون
بالسيوف والرَّيْحان. والقَلْس: حَبْل ضخم من لِيفٍ أَو خُوص، قال ابن دريد:
لا أَدري ما صحته، وقيل: هو حبل غليظ من حبال السفُن. والتَّقْليس: ضَرْب
اليدين على الصدر خضوعاً. والتَّقْليس: السجود. وفي الحديث: لما
رَأَوْهُ قَلَّسُوا له؛ التَّقْليس: التَّكْفير وهو وضع اليدين على الصدر
والانحناءُ خضوعاً واستكانة. أَحمد ابن الحريش: التَّقْليس هو رفع الصوت
بالدعاء والقِراءة والغناء.
وفي الحديث ذكْر قالِسٍ، بكسر اللام: موضع أَقْطعه النبي، صلى اللَّه
عليه وسلم، له ذكر في حديث عَمرو بن حزم.
والقُلَّيْسُ، بالتشديد، مثال القُبَّيْطِ: بِيعَة للحَبَش كانت
بصَنْعاء بناها أَبْرَهة وهدمتها حِمير. وفي التهذيب: القُلَّيسة بِيعة كانت
بصَنْعاء للحَبَشة. الليث: التَّقْليس وضع اليدين على الصدر خضوعاً كما تفعل
النصارى قَبْل أَن تَكْفُر أَي قبل أَن تسجُد. قال: وجاء في خبر لمَّا
رأَوه قَلَّسوا ثم كَفَرُوا أَي سجدوا.
والقَلْسُوَة والقَلْساة والقَلَنْسُوة والقُلَنْسِيَة والقَلَنْسَاة
والقلْنِيسَةُ: من ملابس الرُّؤوس معروف، والواو في قلَنْسُوة للزيادة غير
الإِلحاق وغير المعنى، أَما الإِلحاق فليس في الأَسماء مثل فَعَلُّلَة،
وأَما المعنى فليس في قلنسوة أَكثر مما في قَلْساة، وجمع القَلَنْسُوة
والقُلَنْسِيَة والقَلَنْساة قَلانِسُ وقَلاسٍ وقَلَنْسٍ؛ قال:
لا مَهلَ حتى تَلْحَقِي بعَنْسِ،
أَهل الرِّياطِ البِيضِ والقَلَنْسِي
وقَلَنْسَى؛ وكذلك روى ثعلب هذا البيت للعجير السلولي:
إِذا ما القَلَنْسَى والعمائم أُجْلِهَتْ،
ففِيهنَّ عن صلع الرجال حُسُورُ
قال: وكلاهما من باب طَلْحة وطَلْح وسَرحة وسَرْحٍ. قوله أَُجْلِهَتْ
نُزِعَت عن الجَلْهَة. والجَلْهَةُ: الذي انحسر الشعر منه عن الرأْس
(* قوله
«انحسر الشعر منه عن الرأس» لعله انحسر الشعر عنه من مقدم الرأس.)، وهو
أَكثر من الجَلَح، والضمير في قوله فيهنَّ يعود على نساء؛ يقول: إِن
القَلاسِي والعمائم إِذا نُزِعَت عن رؤوس الرجال فبدا صلعهم ففي النساء عنهم
حُسُور أَي فُتور.
وقد قَلْسَيْتُه فَتَقَلْسَى وتَقَلْنَسَ وتَقَلَّسَ أَي أَلبسته
القَلَنْسوة فلَبِسها، قال: وقد حُدَّ فقيل: إِذا فتحت القاف ضممت السين، وإِن
ضممت القاف كسرت السين وقلبت الواو ياء، فإِذا جمعت أَو صغَّرت فأَنت
بالخيار لأَن فيه زيادتين الواو والنون، فإِن شئت حذفت الواو فقلت قلانس،
وإِن شئت حذفت النون فقلت قلاسٍ، وإِنما حذفت الواو لاجتماع الساكنين، وإِن
شئت عوَّضت فيهما وقلت قَلانيس وقَلاسِيُّ؛ الجوهري: وتقول في التصغير
قُلَيْنسة، وإِن شئت قُلَيْسَة، ولك أَن تعوِّض فيهما فتقول قُلَيْنِيسة
وقُلَيسِيَّة، بتشديد الياء الأَخيرة، وإِن جَمعت القَلَنْسُوَة بحذف
الهاء قلت قَلَنْس، وأَصله قَلَنْسُوٌ إِلا أَنك رفضت الواو لأَنه ليس في
الأَسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضَمَّه، فإِذا أَدّى إِلى ذلك قياس وجب
أَن يُرفض ويُبدل من الضمة كسرة فيصير آخر الاسم ياء مكسوراً ما قبلها،
وذلك يوجب كونه بمنزلة قاضٍ وغازٍ في التنوين، وكذلك القول في أَحْقٍ
وأَدْلٍ جمع حِقْوٍ ودَلْوٍ، وأَشباه ذلك فقِس عليه، وقد قَلْسَيْتُه
فتَقَلْسَى. قال ابن سيده: وأَما جمع القُلَنْسِيَة فَقَلاسٍ، قال: وعندي أَن
القُلَنْسِيَة ليست بلغة كما اعتدَّها أَبو عبيد إِنما هي تصغير أَحد هذه
الأَشياء، وجمع القَلْساة قَلاسٍ لا غير، قال: ولم نسمع فيها قَلْسَى
كَعَلْقَى؛ والقَلاَّس: صانِعها، وقد تَقَلْنَسَ وتَقَلْسَى، أَقَرُّوا النون
وإِن كانت زائدة، وأَقرُّوا أَيضاً الواو حتى قَلبوها ياء. وقَلْسَى
الرجلَ: أَلبسه إِياها؛ عن السيرافي. والتقليسُ: لُبْسُ القَلَنْسُوَة
(* قوله
«والتقليس لبس القلنسوة» هكذا بالأصل ولعل الظاهر والتقلس لبس إلخ أَو
والتقليس إِلباس القلنسوة.).
وبحرٌ قَلاَّسٌ أَي يقذف بالزَّبَدِ.