Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: محلول

نترج

نترج
نتْرجَ ينترج، نترجةً، فهو مُنترِج، والمفعول مُنَتْرَج
• نترج الــمحلولَ:
1 - حوَّله إلى نِتْرات.
2 - مزجه أو عالجه بالنتروجين أو أحد مركّباته. 

نترجة [مفرد]: مصدر نتْرجَ. 

الحلال

الحلال:
[في الانكليزية] Licit ،lawful ،permitted
[ في الفرنسية] Licite ،legal ،permis
بالفتح هو في الشرع ما أباحه الكتاب والسنة بسبب جائز مباح. وفي الطريقة ما لا بدّ فيه من العلم ولا يكون فيه شبهة كأكل هدايا الملوك والسلاطين. ما دام لا يعلم يقينا أنّها حرام فبعض العلماء أفتى بحلّها، ولكن علماء الطريقة يرون الامتناع عنها حتى يتأكّدوا تماما من كونها حلالا. كذا في مجمع السلوك. وفي خلاصة السلوك الحلال هو الذي قد انقطع عنه حقّ الغير. وقال سهل ما لا تعصى الله فيه.
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: (من أكل الحلال أربعين يوما نوّر الله قلبه وتجري ينابيع الحكمة من قلبه) انتهى. قال ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس: الحلال ضد الحرام لغة وشرعا.
والحلال البيّن أي الظاهر هو ما نصّ الله تعالى ورسوله أو أجمع المسلمون على تحليله بعينه أو جنسه. ومنه أيضا ما لم يعلم فيه منع على أسهل القولين. والحرام البيّن ما نصّ أو أجمع على تحريمه بعينه أو جنسه، أو على أنّ فيه حدّا أو تعزيرا أو وعيدا. والمشتبه ما ليس بواضح.
الحلّ والحرمة مما تنازعته الأدلة وتجاذبته المعاني والأسباب، فبعضها يعضده دليل الحرام وبعضها يعضده دليل الحلال. ومن ثمّ فسّر أحمد وإسحاق وغيرهما المشتبه بما اختلف في حلّ أكله كالخيل أو شربه كالنبيذ أو لبسه كجلود السباع أو كسبه كبيع العينة. وفسّره أحمد مرّة باختلاط الحلال والحرام. وحكم هذا أنّه يخرج قدر الحرام ويأكل الحلال عند كثيرين من العلماء سواء قلّ الحرام أم كثر. ومن المشتبه معاملة من في ماله حرام. فالورع تركه مطلقا وإن جازت. وقيل واعتمده الغزالي إن كان أكثر ماله الحرام حرمت معاملته. ثم الحصر في الثلاثة صحيح لأنّه إن نصّ أو أجمع على الفعل فالحلال، أو على المنع جازما فالحرام، أو سكت عنه أو تعارض فيه نصّان ولم يعلم المتأخّر منهما فالمشتبه. وليس المراد بتعارضها تقابلها على جهة واحدة في الترجيح، فإنّ هذا كلام متناقض، بل المراد التعارض بحيث يتخيّل الناظر في ابتداء نظره فإذا حقّق فكره رجح.
والمشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس لتعارض الأدلّة. وأمّا العلماء فيعرفون حكمها بنصّ أو إجماع أو قياس أو استصحاب ونحوها. فإذا تردّد شيء بين الحلّ والحرمة ولم يكن فيه نصّ ولا إجماع اجتهد المجتهد فيه وأخذ بأحدهما بالدليل الشرعي فيصير حلالا أو حراما. وقد يكون دليله غير خال عن الاحتمال فيكون الورع تركه. وما لم يظهر لمجتهد فيه شيء فهو باق على اشتباهه بالنسبة إلى العلماء وغيرهم، كشيء وجده في بيته ولم يدر هل هو له أو لغيره، وحينئذ اختلفوا فيما يأخذ به، فقيل بحلّه والورع تركه، وقيل بحرمته لأنّه يوقع في الحرام، وقيل لا يقال فيه واحد منهما، قال القرطبي والصواب الأوّل. قال المصنف أي النووي الظاهر أنّ هذا الخلاف مخرّج على الخلاف في الأشياء قبل ورود الشرع وفيه أربعة مذاهب. الأول وهو الأصح أنّه لا يحكم بتحليل ولا تحريم ولا إباحة ولا غيرها، لأنّ التكليف عند أهل الحق لا يثبت إلّا بالشرع.
والثاني أنّ الحكم الحلّ والإباحة. قال القرطبي دليل الحلّ أنّ الشرع أخرجها من قسم الحرام، وأشار إلى أنّ الورع تركها بقوله: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك). وممن عبّر بأنّها حلال يتورّع عنها أراد بالحلال مطلق الجائز الشامل للمكروه بدليل قوله: (يتورّع عنها) لا المباح المستوي الطرفين لأنّه لا يتصوّر فيه ورع ما داما مستويين، بخلاف ما إذا ترجّح أحدهما. فإن كان الراجح الترك كره أو الفعل نذب. والثالث المنع. والرابع التوقّف. ولقد أطنب ابن الحجر هاهنا الكلام وذكر أقسام المشتبهات مفصلا.
فمن أراد فليرجع إلى شرحه المذكور.
وقال العيني في شرح البخاري في كتاب العلم في شرح هذا الحديث بعد ذكر أكثر الأقوال المذكورة: فحصل لنا مما تقدّم ذكره أنّ في المتشابهات المذكورة في الحديث التي ينبغي اجتنابها أقوالا. أحدها أنّها التي تعارضت فيها الأدلة فاشتبهت، فمثل هذا يجب فيه الوقف إلى الترجيح لأنّ الإقدام على أحد الأمرين من غير رجحان الحكم بغير دليل محرم. وثانيها أنّها المكروهات وهو قول الخطابي والمازري وغيرهما ويدخل فيه مواضع اختلاف العلماء.
وثالثها أنّها المباحات. وقال بعضهم هي حلال يتورّع عنها، وقد ردّه القرطبي واختار القول الثاني. فإن قيل هذا يؤدّي إلى رفع معلوم من الشرع وهو أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء بعد وأكثر أصحابه عليهم السلام كانوا يزهدون في التنعّم في المآكل وغيره. قلت ذلك محمول على موجب شرعي اقتضى ترجيح الترك على الفعل فلم يزهدوا في مباح، لأنّ حقيقته التساوي، بل في أمر مكروه. ولكن المكروه تارة يكرهه الشرع من حيث هو وتارة يكرهه لأنّه يؤدّي إليه كالقبلة للصائم فإنّها مكروهة لما يخاف منها من إفساد الصوم. وقد اختلف أصحاب الشافعي رحمه الله في ترك الطّيب وترك لبس الناعم، فقيل ليس بطاعة وقيل إنّه طاعة. وقال ابن الصّبّاغ يختلف ذلك باختلاف أحوال الناس وتفرّغهم للعبادة واشتغالهم بالضيق والسعة. وقال الرافعي من أصحابنا هو الصواب. وأما ما يخرج إلى باب الوسوسة من تجويز الأمر البعيد، فهذا ليس من الشبهات المطلوب اجتنابها، كترك النكاح من نساء بلدكم خوفا عن أن يكون له فيها محرم بنسب أو رضاع أو مصاهرة، وترك استعمال ماء لجواز عروض النجاسة، إلى غير ذلك ممّا يشتبه بهذا بأن يكون سبب التحريم فيه مجرّد توهّم ليس من الورع. قال القرطبي الورع في مثل هذا وسوسة شيطانية إذ ليس فيه من معنى الشّبهة شيء، وسبب الوقوع في ذلك عدم العلم بالمقاصد الشرعية انتهى. ويجيء ما يتعلّق بهذا في لفظ الشبهة والورع. 
الحلال: ما انتفى عن حكم التحريم فينتظم بذلك ما يكره، وما لا يكره ذكره الحرالي.

وقال غيره: ما لا يعاقب عليه. وأصل الحل حل العقدة ومنه {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} ، وحللت نزلت، من حل الأحمال عند النزول ثم جرد استعماله للنزول فقيل حل حلولا نزل، وأحله غيره، وحل الدين انتهى أجله فوجب اداؤه. والمحلة محل النزول. وعن حل العقدة استعير قولهم حل الشيء حلا. والحلائل النساء، والحليل: الزوج، والحليلة: الزوجة، إما لحل كل منهما الآخر أو لنزوله معه. والحلة إزار ورداء. الإحليل مخرج البول لكونه محلول العقدة.

السُّلَيُّ

السُّلَيُّ:
بضم أوّله، وفتح ثانيه، وتشديد يائه، علم مرتجل، والقياس يقتضي أن يكون تصغير سلا مثل عطاء وعطيّ إلّا أنّه لم يجيء ممدودا، قال نصر:
السّليّ عقبة دون حضرموت من طريق اليمامة ونجد، وقال أبو زياد: السليّ بين اليمامة وهجر، قال: والسليّ أيضا رياض في طريق اليمامة إلى البصرة بين بنبان واد والطّنب، وقال أبو الحسن:
السلّيّ واد من حجر، وأنشد:
لعمرك ما خشيت على أبيّ ... متالف بين حجر والسّليّ
ولكني خشيت على أبيّ ... جريرة رمحه في كلّ حيّ
من الفتيان محلول ممرّ ... وأمّار بإرشاد وغيّ

غرو

غرو


غَرَا(n. ac. غَرْو)
a. Glued, stuck together; smeared, bedaubed, coated
plastered over; covered.
غ ر و

لا غرو من كذا أي لا عجب. وأغريَ بكذا وغرّيَ به إذا أولع به.
(غ ر و) : (الْغِرَاءُ) مَا يُلْصَقُ بِهِ الشَّيْءُ يَكُونُ مِنْ السَّمَكِ (وَالْغَرَّا) بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ لُغَةٌ.
غرو: غَرَا: عَجِب، ديوان الهذليين (ص289، البيت الحادي عشر) مع شرحه.
تغَرَّى: لَصِق بالغراء، لزق. (فوك).
غراوة: لُصوق. (بوشر).
غَرَايَة وغِرَايَة: مداعبة العاشق المغرم (معجم مسلم).
مِغراوي: مولع بالنساء. (فوك).
غرو
لا غَرْوَ: أي لا عَجَبَ. وإنَّ الصَّمْغَ لَيَغْرُو كَبدي: أي يُعْجبُها وُيصْلِحُها.
وغَرَوْتُه أغْروْهُ: أي ألْزَقْته، من الغِرَاء فانْغَرى. وأغْرَيْتُه أيضاً، وهو مُغْرىً ومُغَرّى.
وغَرِيْتُ بكَذا: أوْلعْتَ به، وهو الغِرَاءُ.
وغَرَوْتُ السَّهْمَ. وفي المَثَل: " أدْرِكْني ولو بأحَدِ المَغْرُوَّيْن " أي بأحَدِ السَّهْمَيْنِ.
والمَغْرُوُّ: المُلْصقُ بالقَوْم. والغَرا: وَلَدُ البَقَرَةِ - مَقصُورٌ -، وتَثْنِيَتُه غَرَوانِ.
والغَرا: المَهْزُوْلُ، وجَمْعُه أغْرَاءُ، وكذلك الغَرَاةُ. وغَرَا اللهُ الأرْضَ يَغْرُوْها: أي مَطَرَهَا. والغَرِيُّ: اسْمُ وَثَنٍ مَنْصوبٍ.والغَرِيّان: مَوضِعٌ.
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْوَاو

غرا السّمن قلبه يغروه غروا: لزق بِهِ وغطاه.

وغرى بالشَّيْء غرا، وغراء: اولع.

وَكَذَلِكَ: اغرى بِهِ.

وغرى، واغراه بِهِ لَا غير.

وَالِاسْم الغروى وَقَول كثير:

إِذا قلت اسلو غارت الْعين بالبكا ... غراء ومدتها مدامع حفل

هُوَ " فاعلت " من قَوْلك: غريت بِهِ غراء.

وغرى بِهِ غراة، فَهُوَ غرى: لزق بِهِ وَلَزِمَه عَن اللحياني.

واغرى بَينهم الْعَدَاوَة: القاها كَأَنَّهُ الزقها بهم.

والإغراء: الإيساد.

وَقد اغرى الْكَلْب بالصيد وَهُوَ مِنْهُ، لِأَنَّهُ إلزق.

وغرا الشَّيْء غروا، وغراه: طلاه.

وقوس مغروة، ومغرية، بنيت الْأَخِيرَة على " غريت " وَإِلَّا فاصله الْوَاو، وَكَذَلِكَ: السهْم. وَفِي الْمثل: " ادركني وَلَو باحد المغروين ".

والغراء: مَا طلى بِهِ قَالَ بَعضهم: غرا السرج، مَفْتُوح الأول مَقْصُور، فَإِذا كَسرته مددته وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قوم يفتحون الغرى فيقصرونه، وَلَيْسَت بالجيدة.

والغرى: صبغ احمر كَأَنَّهُ يغرى بِهِ، قَالَ: كَأَنَّمَا جَبينه غرى

والغرى: صنم كَانَ طلي بِدَم، انشد ثَعْلَب:

كغرى اجسدت رَأسه ... فرع بَين رئاس وَحَام

والغرا " مَقْصُور ": الْحسن.

والغرى: الْحسن من الرِّجَال وَغَيرهم.

وكل بِنَاء حسن: غرى.

والغريان المشهوران بِالْكُوفَةِ: مِنْهُ، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، انشد ثَعْلَب:

لَو كَانَ شَيْء لَهُ أَلا يبيد على ... طول الزَّمَان لما باد الغريان

والغرو: مَوضِع، قَالَ عُرْوَة بن الْورْد:

وبالغرو والغراء مِنْهَا منَازِل ... وحول الصَّفَا من أَهلهَا متدور

والغرى، والغرى: مَوضِع، عَن ابْن الْأَعرَابِي وانشد:

اغرك يَا مَوْصُول مِنْهَا ثمالة ... وبقل باكناف الغرى تؤان

أَرَادَ: تؤام، فابدل.

والغرا: ولد الْبَقَرَة. تثنيته: غروان، وَجمعه: اغراء.

وَلَا غرو، وَلَا غروى: أَي لَا عجب.

وَرجل غراء: لَا دَابَّة لَهُ، قَالَ أَبُو نخيلة:

بل لفظت كل غراء مُعظم

وغرى الْعد: برد مَاؤُهُ، وروى بَيت عَمْرو ابْن كُلْثُوم:

كَأَن متونهن متون عد ... تصفقه الرِّيَاح إِذا غرينا 
باب الغين والراء و (وا يء) معهما غ ر و، غ ر ي، غ ور، غ ي ر، ر غ و، وغ ر، ر وغ مستعملات

غرو، غري: لا غرو، أي: لا عجب. والغَرا: وَلَدُ البَقَرة. والغِراءُ: ما غَرَّيت به شيئا، ما دام لونا واحدا. وأغريته أيضا. [ويقال] : مطلي مُغَرَّى، بالتشديد. والإِغراءُ: الإيلاعُ، قال الله تعالى: فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ . و [أما] قول الحارث بن حلزة:

لا تَخَلنْا على غَراتك إنّا ... قبلُ ما قد وَشَى بنا الأعداء

فإن الغراة هاهنا: الكتف.

غور، غير: الغَوْر: تِهامةُ وما يلي اليمن، وأغار الرجل: دخل الغَوْر. وغَوْرُ كلِّ شيء: بُعْدُ قَعْره. وتقول: غارتِ النُّجومُ، وغَار القمر، و [غارت] العين، تغور غؤورا. وغارت الشمس غيارا، قال:

وإلا طلوعُ الشّمس ثم غيارُها

واستغارت الجرحة والقَرْحَةُ، [إِذا] تَوَرَّمتْ، قال:

رَعَتْهُ أَشْهُراً وخلا عليها ... فطار النِّيُّ فيها واستغارا  والغارُ: نبات طيّب الرِّيحِ على الوقود، ومنه السُّوسُ العَجمي. قال عدي بن زيد :

ربّ نارٍ كُنت أَرْمُقها ... تَقْضَمُ الهِنْديِّ والغارا

وغار الفم: أتطاعه في الحنكينِ. والغارُ: الفرج. والغارُ: الغَيرةُ، قال:

ضرائر حِرْميّ تفاحش غارُها

والغارُ: مَغارةٌ كالسَّرْبِ. والغارُ: القَبيلةُ الكَثيرةُ العَدَد، وَجَمْعه: غِيرانٌ، قال:

أتفخرُ يا هشامُ وأنت عبدٌ ... وغَارُك ألأم الغِيرانِ غارا

ورجلٌ غَيْرانُ: غَيُور، ويجمع الغَيور على الغُيُر، قال:

يا قوم لا تأمنوا [إن كُنْتُم غُيُراً] ... على نسائكم كِسرَى وما جَمَعا

وامرأة غَيْرَى وغيور. ورجل [مِغوار] : كثير الغارات، وهو يُغيرُ إغارة، ويقال: بل هو المقاتل. والمغيرة: خيل قد أَغارتْ.والإِغارة: شدةُ فَتْلِ الحَبْلِ. وفَرَس مُغارٌ: شديد المفاصل. والغِيرةُ: المِيرةُ، يقال: خرج يَغيرُ لأهله، أي: يَميرُ، هُذَليّة، والغِيرةُ. النفع، قال:

ماذا يَغيرُ ابنتي ربعٍ عويلُهما ... لا تَرْقُدانِ، ولا بؤسى لمن رقدا

[والتغوير: يكون نزولاً للقائلةِ، ويكون سَيْراً في ذلك الوقت. والحجةُ للنزول قول الراعي:

ونحن إلى دُفوف مُغَوِّرات ... نَقيسُ على الحَصَى نُطَفاً بَقينا

وقال ذو الرمة في التغرير فجعله سيرا:

براهُنَّ تغويري إذا الآل أرفلت ... به الشمسُ أزرَ الحَزْوَرات العوانكِ

قال: أرفلت، أي: بلغت به الشَّمسُ أوساط الحزورات] . وغير يكون استثناء مثل قولك: هذا دِرْهَمٌ غيرَ دانقٍ، معناه: إلا دانقاً. ويكون اسماً، تقول: مررتُ بغَيْرِك، وهذا غَيْرُك.

رغو: رغا البعير، والنّاقة، يرغو رُغاء. [والضَّبُعُ تَرْغو، وسَمِعْتُ رَواغيَ الإِبِل، أي: رُغاءَها وأصواتَها. وأَرْغى فلانٌ بَعيرَهُ: إذا فَعلَ بِهِ فِعْلاً يَرْغو منه، لِيسمعَ الحيُّ صوته فيدعوه إلى القِرَى. وقد يُرغي صاحب الإِبل إِبِلَهُ باللّيل، ليَسْمَعَ ابن السّبيلِ رُغاءَها فيميل إليها] . والرَّغوةُ: زبد اللبن. والارتغاءُ: حَسْوُ الرّغوة، واحتساؤُها، وإنّه لذو حَسْوٍ في ارتغاء [يضرب مثلا لمن يظهر طلب القليل وهو يسر أخذ الكثير] . وأَرْغَى الَّلبَنُ: اجتمعتْ عليه الرَّغوة. وأَرْغى البائلُ: [صار لبوله رَغوة] .

وغر: الوَغَرُ: اجتراع الغَيْظ. وَغِرَ صدري عليه يَوْغَرُ [وهو أن يحترق القلب مِنْ شدة الغيظ] . وتقول: لَقِيتُه في وَغْرَةٍ الهاجرة، أي: حيثُ تتوسّطُ العَيْنُ السماء. والوَغيرُ: لحمٌ يَنْشوي على الرَّمْضاء. والوَغيرة: لَبَنْ مُسَخَّنٌ. ووَغَرَ العاملُ الخَراجَ، أي: استوفاه.

روغ: الرَّوّاغُ: الثّعلبُ. وفي مثل: [هو] أَرْوَغُ من ثَعْلب. قال:

كُلُّهُمُ أَرْوَغُ من ثعلبٍ ... ما أَشْبهَ الليلةَ بالبارحة

وما زال فلانٌ يَروغُ عنّي، أي: يحيد. وطريقٌ رَائغٌ، أَي: مائل. وراغ فلانٌ إلى فلانٌ، أَي: مَال إليه سرّاً. وبقول: يُديرني فلانٌ عن أمرٍ وأنا أُرِيغُهُ، قال:

يُديرونني عن سالمٍ وأُريغه ... وجِلْدةُ بين العَيْنِ والأنف سالم

والرّائغ: ما حادَ عن الطّريق الأعظم. وتقول: راغ عليه بضَرْبةٍ، أي: نال، إذا فعل ذلك سِرّاً، قال جل وعز: فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ

. وقول الله جل وعز. فَراغَ* إِلى أَهْلِهِ فَجاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ . كلّ ذلك انحرافٌ في استخفاء. والرِّياغ: التُّرابُ، قال رؤبة:

وإن أثارتْ من رِياغ سَمْلَقا ... تهوي حواميها به مُذَلَّقا
غرو
غرَا يَغْرو، اغْرُ، غَرْوًا، فهو غارٍ، والمفعول مَغْرُوّ
• غرا الخَشَبَ: ألصقه بالغِراء. 

غرِيَ بـ يَغرَى، اغْرَ، غَرًا وغَراءً، فهو غَرِيّ، والمفعول مَغْرِيٌّ به
• غَرِي بالفَنِّ: أُولِع به، وتعلَّق به قلبُه من حيث لا يحمله عليه حامل "غرِي الشّابُّ بقراءة الرِّوايات البوليسيّة". 

غُرِيَ بـ يُغرَى، غَرًا وغَراءً، والمفعول مَغْرِيٌّ به
• غُرِي بالموسيقى: أُولع بها، وتعلَّق قلبُه بها، عشِقها "غُري بالرَّسم". 

أغرى يُغري، أغْرِ، إغراءً، فهو مُغرٍ، والمفعول مُغرًى
• أغرتهم الفتاةُ بجمال صوتها: أثارتهم "إغراءٌ لا يقاوم" ° ابتسامة مغرية: فيها إغراء- حركات مغرية: فيها إغراء- سعر مغرٍ: مناسب، ملائم- عرض مغرٍ: يثير الرغبة- فتاة مغرية: فيها إغراء- نَظْرة مغرية: فيها إغراء.
• أغراه بالشَّيء/ أغراه على الشَّيء: حضَّه عليه "أغراه بقبول الوظيفة- أغرته اللّذة بارتكاب المحرّمات- إنّ أصدقاءه يغرونه على الزّواج- {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً} "? أغرى الكلبَ بالصَّيد/ أغرى الولدَ بالفضيلة.
• أغرى العداوةَ بين النَّاس: ألقاها بينهم "أغرى بين جيرانه: أفسد بينهم- {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ".
• أغرى المهملُ زميلَه: حمَله على عدم تحمُّل المسئوليَّة والبعد عن مبادئ السّلوك المقبول والتصرُّف السليم. 

أُغريَ بـ يُغرَى، إغْراءً، والمفعول مُغْرًى به
• أُغري بجمالها: أُولع به، أُثير به. 

غرَّى يغرِّي، غَرِّ، تغريةً، فهو مُغرٍّ، والمفعول مُغرًّى
• غرَّى الخشبَ: غرَاه؛ طلاه بالغِراء وألصقه به "غرَّى أثاثًا/ لوحةَ إعلان- تغرية مُلْصقات". 

غُرِّيَ بـ يُغرَّى، تغريةً، والمفعول مغرًّى به
• غُرِّى بلعبة كرة القدم: أُولع بها. 

إغراء [مفرد]: ج إغراءات (لغير المصدر):
1 - مصدر أغرى وأُغريَ بـ ° إغراء الثَّروة/ إغراء السِّينما: ما يثير الرَّغبة أو الشَّهوة- إغراء في النَّفس: ما يحمل على فعلٍ باستهواء- الإغراء عند المرأة: اجتذاب الرّجُلُ إمّا بتوسُّل مفاتنها، وإمّا بالكلام المبطّن الواعد- وسائل الإغراء: ما يتعلّق بالتجاذب الجنسيّ بين الرّجل والمرأة.
2 - (نح) حثّ المخاطب على أمر محمود ليلزمه، كقولنا: العملَ الصالحَ، أخاك أخاك، الصدقَ والأمانةَ، وحكمه النَّصب بفعل محذوف تقديره (الزمْ). 

تغرية [مفرد]: مصدر غرَّى وغُرِّيَ بـ. 

غارٍ [مفرد]: اسم فاعل من غرَا. 

غَرا/ غِرا [مفرد]: ج أَغْراء: غِراء؛ ما يلصَق به الورقُ والجلدُ والخشبُ، وهي مادّة تذوب بالنَّار، تُتَّخذ غالِبًا من تجفيف الهلام الحيوانيّ أو النَّباتيّ "يُلصق النّجّارُ الأخشابَ بعضها ببعض بالغراء". 

غَرًا [مفرد]: مصدر غُرِيَ بـ وغرِيَ بـ. 

غَراء [مفرد]: مصدر غُرِيَ بـ وغرِيَ بـ. 

غِراء [مفرد]: ج أَغْراء: غَرا، غِرا؛ ما يلصَق به الورقُ والجلدُ والخشبُ، وهي مادّة تذوب بالنَّار، تُتَّخذ غالِبًا من تجفيف الهلام الحيوانيّ أو النَّباتيّ "طلَى خشبًا بغِراء"
 ° سائل غِرائيّ: لزِج. 

غَرَّاية [مفرد]: اسم آلة من غرَا: آلة للغِراء. 

غَرْو [مفرد]:
1 - مصدر غرَا.
2 - عَجَب "لا غَرْو في أنّه أكثرهم نجاحًا، فهو أشدّهم نشاطًا" ° لا غَرْو من كذا: لا عَجَب. 

غَرَوانيّ/ غِرَوانيّ [مفرد]: ما يشبه الغِرا، شِبه غَرَوِيّ "وحل غروانيّ" ° تشتُّت غروانيّ: ذو علاقة بالمادّة الغروانيّة. 

غَرَوِيّ/ غِرَوِيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى غَرا/ غِرا: لزِج "وحل/ سائِل غِرَويّ".
• النَّسيج الغِرَوِيّ: نسيج في النَّباتات مؤلَّف من خلايا متطاولة ذات جدران غليظة. 

غَرِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غرِيَ بـ. 

غُرَيَّا [مفرد]: (كم) محلول النّترات أو أسيتات السِّلولوز في مُذيب عُضويّ، يُستعمل في الجراحة والتّصوير الضَّوئيّ. 
غرو
: (و ( {غَرَا السِّمَنُ قَلْبَهُ) } يَغْرُوه {غَرْواً: (لَزِقَ بِهِ وغَطَّاه) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(و) غَرَا (الجِلْدَ) يَغْرُوه غَرْواً: (ألْصَقَهُ} بالغِراءِ.
(وقَوْسٌ {مَغْرُوَّةٌ} ومَغْرِيَّةٌ) أَيْضاً حَكَاها ابنُ السِّكِّيت، كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ ابنُ سِيدَه: بُنِيَتِ الأخيرَةُ على {غَرَيْت؛ وَإِلَّا فأصْلُه الْوَاو.
(} وغَرِيَ بِهِ، كرَضِيَ {غَراً) ، مَقْصورٌ، عَن أبي الخطَّاب، (} وغِراءً) ، ككِساءٍ، وضَبَطَه فِي المُحْكم كسَحابٍ، وجَعَلَه الجَوْهرِي اسْماً؛ (أُولِعَ) بِهِ ولَزِمَه من حيثُ لَا يَحْملُه عَلَيْهِ حامِلٌ، فَهُوَ {غَرٍ بِهِ مَنْقوصٌ؛ (} كأُغْرِيَ بِهِ {وغُرِّيَ، مضمُومَتَيْنِ) ، الأخيرَةُ مُشدَّدَة، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
(و) } غَرِيَ (الغَدِيرُ: بَرَدَ ماؤُه) ، هَكَذَا فِي سائِرِ النسخِ والصَّوابُ: غَرِيَ العِدُّ بَرَدَ؛ كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم؛ وأَنْشَدَ لِعَمْرِو بنِ كُلْثوم:
كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدَ
تُصَفِّقُه الرِّياحُ إِذا {غَرِينا
(} وأَغْراهُ بِهِ) ، لَا غَيْر، أَي لَا يقالُ فِيهِ {غَراهُ بِهِ؛ (والاسْمُ} الغَرْوَى) :) أَي (ولَّعُه) بِهِ فَهُوَ {مُغْرًى بِهِ؛ وَمِنْه} إغْراءُ الكَلْبِ بالصَّيْدِ.
(و) مِن المجازِ: {أغْرَى (بَيْنَهم العَداوَةَ) والبَغْضاءَ، والاسْمُ} الغَراةُ، كَمَا فِي الصِّحاح، أَي (أَلْقاها كأَنَّه أَلْزَقَها بهم.
( {والغَرَا) ، كالعَصَا، (مَا طُلِيَ بِهِ) ؛) عَن شَمِرٍ، (أَو لُصِّقَ بِهِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاح، وَهُوَ مَعْمولٌ من الجُلُودِ، كَمَا فِي المِصْباح.
(أَو شيءٌ يُسْتَخْرَجُ من السَّمَكِ؛} كالغِراءِ، ككِساءٍ) ، إِذا فَتَحْته قَصَرْت، وَإِذا كَسَرْته مَدَدْتَ.
قالَ شَمِرٌ: {الغِراءُ، مَمْدودٌ، الطّلاءُ الَّذِي يُطْلَى بِهِ، ويقالُ: إنَّه الغَرا بفَتْح الغَيْن مَقْصورٌ.
وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: قوْمٌ يَفْتحونَ الغَرَاء فيَقْصُرُونَه وليسَتْ بالجَيِّدَةِ.
(و) } الغَرَا: (ولَدُ البَقَرةِ) ؛) وخَصَّ بعضٌ بالوَحْشِيَّةِ؛ تَثْنِيَتُه {غَرَوانِ، والجَمْعُ} أَغْراءٌ، ويُرْسَمُ بالألِفِ.
ويقالُ للحُوارِ أَوَّل مَا يُولَدُ: غَراً أَيْضاً.
وقيلَ: هُوَ الوَلَدُ الرَّطْبُ جِدّاً.
(و) قيلَ: (كُلُّ مَوْلودٍ) غَراً حَتَّى يَشْتَدَّ لَحْمه.
يقالُ: أيُكلِّمُني وَهُوَ غَراً.
(و) الغَرَا: (المَهْزُولُ) جِدًّا، على التَّشْبيهِ.
( {كالغَراةِ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (لَا تَذْبَحُوه} غَرَاةً حَتَّى يَكْبَرَ) (ج {أغْراءٌ.
(و) الغَرَا: (الحُسْنُ؛ و) مِنْهُ} الغَرِيُّ، (كَغَنِيَ: الحَسَنُ) الوَجْهِ (مِنَّا، و) الحَسَنُ (مِن غيرِنا.
(و) الغَرِيُّ: (البِناءُ الجَيِّدُ) الحَسَنُ.
(وَمِنْه! الغَرِيَّانِ) :) وهُما (بِناءان مَشْهورانِ بالكوفةِ) عنْدَ الثَّوِيَّة حيثُ قَبْر أَمِيرِ المُؤْمِنِين عليّ، رضِيَ اللهُ عَنهُ، زَعَمُوا أنَّهما بَناهُما بعضُ مُلوكِ الحِيرَةِ؛ قالَهُ نَصْر، وَفِيهِمَا يقولُ الشاعِرُ: لَو كانَ شيءٌ لَهُ أَلاَّ يَبِيدَ على
طُولِ الزَّمانِ لَمَا بادَ الغَريَّانِوقالَ الجَوْهرِي: هُما بِناآنِ طَوِيلانِ يقالُ هُما قَبْرا مالِكٍ وعَقِيلٍ نَدِيمَي جَذيمَةَ الأبْرش، وسُمَّيا {غَريِّيْن لأنَّ النُّعْمانَ بن المنْذرِ كانَ} يُغَرِّيهما بدَمِ مَنْ يَقْتُله إِذا خَرَجَ فِي يَوْم بُؤْسِه؛ فسِياقُ الجَوْهرِي يَقْتَضِي أنَّهما سُمِّيا {بالتّغْرِيَةِ وَهُوَ الإلْصاقُ.
وسِياقُ المصنِّف أنَّه مِن الحُسْنِ.
(وَلَا} غَرْوَ وَلَا {غَرْوَى) ؛) وعَلى الأوَّل اقْتَصَرَ الجَوْهرِي، أَي (لَا عَجَبَ) .
(وَفِي الصِّحاح: أَي ليسَ بعَجَبٍ.
(ورجلٌ} غِراءٌ، ككِساءٍ: لَا دابَّةَ لَهُ) ، وَمِنْه قولُ أَبي نُخَيْلة السَّعْدي:
بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِراءٍ معصم ( {وغارَى بينَ الشيئينِ) } غِراءً: (وَالَى) ؛) حكَاهُ أَبو عبيدٍ عَن خالِدِ بنِ كُلْثوم، وَمِنْه قولُ كثيِّرٍ:
إِذا قُلتُ: أَسْلُو فاضَتِ العَيْنُ بالبُكى
غِراءً ومَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُقالَ: وقالَ أَبو عُبيدَةَ: هِيَ فاعَلَت من {غَرِيت بالشيءِ} أَغْرَى بِهِ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) {غارَى (فُلاناً) } يُغارِيه مُغارَاةً {وغِراءً: (لاجَّهُ) ؛) عَن أَبي الهَيْثمِ وأَنْكَرَ غَرِيَ بِه غِرَاءً.
(} والتَّغْرِيَةُ: التَّطْلِيَةُ) .) يقالُ: مَطْلِيٌّ {مُغَرًّى، بالتَّشْديدِ.
(} والغُراوَى، كالرُّغامَى: الرَّغْوَةُ، ج) ! غَراوي، (بالفَتْح) ، وكأَنَّه مَقْلوبٌ مِنْهُ، فإنَّه تقدَّمَ لَهُ الرَّغاوى الرَّغْوَة وجَمْعُه بالفَتْح.
(و) {غَرِيَّةٌ، (كغَنِيَّةٍ: ع) بحَوْرَانَ.
وأَيْضاً: مَوْضِعٌ قُرْبَ فيد بَيْنهما مَسافَةُ يَوْم، وَثمّ ماءٌ يقالُ لَهُ غمر غَرِيَّة، ويقالُ هُوَ بالزَّاي.
(و) } غُرَيَّةُ، (كسُمَيَّة: ماءٌ لغَنِيَ) قُرْبَ جَبَلَة وَهُوَ أَغْزَرُ ماءٍ لَهُم.
(و) {غُرَيٌّ، (كسُمَيَ: ماءٌ قُرْبَ أجأَ) لطَيِّىءٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الغَرِيُّ، كغَنِيَ: صِبْغٌ أَحْمَر كأنَّه {يُغْرِي قالَ الشاعِرُ:
كأنَّما جَبِينُه} غَرِيُّ وأَيْضاً: اسْمُ صَنَمٍ كانَ يُطْلَى بِهِ ويُذْبَح عَلَيْهِ.
ومَشْهَدُ {الغَرِيّ: بالعِرَاقِ.
} والغَرِيَّانِ: خَيَالانِ مِن أَخْيِلَةِ حمَى فَيْد يَطَؤُهُما طَرِيقُ الحاجِّ بَيْنهما وبينَ فَيْد سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً؛ وَمِنْه قولُ خطام المُجاشِعِيّ:
أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ {بالغَرِيَّيْنْ
وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ} والغَرِيُّ، كغَنِيَ: موضِعٌ؛ وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
وبَقْلٌ بأَكْنافِ {الغَرِيِّ تُؤَانُ أَرادَ: تُؤَامُ فأَبْدَلَ.
} والغَرْوُ: مَوْضِعٌ آخَرُ.
وَفِي المَثَلِ: أَدْرِكْنِي وَلَو بأَحَدِ {المَغْرُوَّيْنِ، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن.
وقالَ ثَعْلبٌ: أَدْرِكْني بسَهْمٍ أَو برُمْحٍ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، والقَوْلُ الأوَّل هُوَ الَّذِي ذَكَرَه أَبو عليَ فِي البصريات.
ويقالُ أَيْضاً: أَنْزِلْني وَلَو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن؛ وأَصْلُه أَنَّ رجُلاً رَكِبَ بَعِيراً فَتَقَحَّمَ بِهِ فاسْتغاثَ بصاحِبٍ لَهُ مَعَه سَهْمانِ فقالَ ذلكَ.
} والغَرَا: الغِرْسُ يَنْزلُ مَعَ الصَّبيّ.
{وغَرَيْت السَّهْمَ: مثْلُ} غَرَوْته.
{وغِرْيان، بالكسْر أَو بالفَتْح: كُورَةٌ بالمَغْرِبِ مِن أَعْمالِ طَرَابُلُس ينْبتُ بهَا الزَّعْفران، مِنْهَا: عبدُ الرحمنِ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ} الغَرْيانيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بتُونس، وكانَ أَبوهُ قاضِياً بطَرَابُلُس، قالَهُ الحافِظُ.
ونفيسُ بنُ عبدِ الرحمنِ {الغَرَوِيُّ سَمِعَ ابنَ قدامَةَ، وكأَنَّه مَنْسوبٌ إِلَى} الغَرِي الَّذِي بالكُوفَةِ.
{وغَرِيَ فلانٌ: إِذا تَمادَى فِي غَضَبِه.
} وغَرَوْت: أَي عجبْتُ؛ نقَلَهُما الجَوْهرِي.
{وأَغْرى اللهُ تَعَالَى الشَّيءَ: حَسَّنَه؛ عَن ابنِ القطَّاع.

غرو

1 غَرَا الجِلْدَ, (K,) first Pers\. غَرَوْتُ, (S, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. غَرْوٌ, (TA,) He glued the skin; i. e., made it to adhere with غِرَآء. (S, Msb, K.) And غَرَيْتُ السَّهْمَ signifies the same as غَرَوْتُهُ [i. e. I glued the feathers upon the arrow: see the two pass. part. ns.]. (TA.) [And accord. to present usage, ↓ غَرَّاهُ, inf. n. تَغْرِيَةٌ, signifies He glued it.] b2: غَرَا السِّمَنُ قَلْبَهُ, (K, TA,) aor. and inf. n. as above, (TA,) Fatness adhered to his heart, and covered it: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) A2: غَرِىَ بِهِ It adhered to it [as glue or the like]. (Ksh and Bd in v. 17. [And used in this sense in the S and K as an explanation of لَزِجَ بِهِ.]) b2: And [hence], aor. ـْ (S, Msb, K,) inf. n. غَرًا (Abu-l-Khattáb, Msb, K, TA) and غِرَآءٌ, (K, TA,) like كِسَآءٌ, but in the M like سَحَاب [i. e. غَرَآءٌ], which J [in the S] pronounces to be a subst., (TA,) He became attached to it, or fond of it; was eagerly desirous of it; he adhered, clung, or clave, to it; or loved it; syn. أُولِعَ بِهِ; (Msb, K, TA;) and لَزِمَهُ; (TA;) without his being incited thereto by another; (Msb, TA;) and بِهِ ↓ أُغْرِىَ signifies the same, (Msb, * K, TA,) as also بِهِ ↓ غُرِّىَ, (K, TA,) each with damm, (K,) and the latter with teshdeed, as is stated in the M. (TA.) b3: See also 3. b4: And غَرِىَ فُلَانٌ Such a one persisted, or persevered, in his anger. (S, TA.) b5: غَرِىَ said of what is termed عِدٌّ, [i. e. of the water thus termed,] (M, and so in some copies of the K,) or of a غَدِير, [or pool of water left by a torrent,] (so in other copies of the K [but the former is said in the TA to be the right],) It became cold, or cool, (M, TA,) or its water became cold, or cool. (K.) A3: غَرَوْتُ, (inf. n. غَرْوٌ, S, * Msb,) also signifies I wondered. (S, Msb, TA.) [See غَرْوٌ, below.]2 غرّاهُ: see 1, third sentence. b2: [The inf. n.]

تَغْرِيَةٌ is syn. with تَطْلِيَةٌ [The daubing, smearing, or rubbing over; perhaps particularly, or originally, with غِرَآء i. e. glue]. (K.) b3: غرّاهُ بِهِ: see 4. And غُرِّىَ بِهِ: see 1, latter half.3 غارى بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ, (S, K,) inf. n. غِرَآءٌ, (S,) He made no interruption between the two things: (S, K:) mentioned by A'Obeyd, from Khálid Ibn-Kulthoom: and hence the saying of Kutheiyir, إِذَا قُلْتَ أَسْلُو فَاضَتِ العَيْنُ بِالبُكَا غِرَاءً وَمَدَّتْهَا مَدَامِعُ حُفَّلُ [When thou sayest, “I will be forgetful,” or “ unmindful,” the eye overflows with weeping, uninterruptedly, and copious flowings of tears pour into it and replenish it]: AO says that the verb is from غَرِيتُ بِالشَّيْءِ. (S, TA.) b2: and غارى فُلَانًا, (K, TA,) inf. n. مُغَارَاةٌ and غِرَآءٌ, (TA,) He wrangled, quarrelled, or contended, with such a one: (K, TA:) mentioned on the authority of AHeyth, who disallowed بِهِ ↓ غَرِىَ, inf. n. غرآء. (TA. [Whether AHeyth disallowed the latter in this sense or in one of the senses mentioned in the first paragraph is not stated.]) 4 اغراهُ بِهِ He made him to become attached to it, or fond of it; to be eagerly desirous of it; to adhere, cling, or cleave, to it; or to love it; (Msb, K;) syn. وَلَّعَهُ: (K:) one should not say بِهِ ↓ غرّاهُ. (TA. [But one says غُرِّىَ بِهِ: see 1.]) And أُغْرِىَ بِهِ: see 1. b2: He incited, urged, or instigated, him to do it. (MA, and Har p. 355.) You say, أَغْرَيْتُ الكَلْبَ بِالصَّيْدِ (S) I incited, urged, or instigated, the dog, to, or against, the object, or objects, of the chase. (Kull.) b3: And اغراهُ بِهِمْ He set him upon them, or over them; or made him to have mastery, dominion, or authority, over them. (Jel in xxxiii. 60.) b4: اغرى بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ (tropical:) He occasioned enmity between them: (Jel in v. 17:) he cast enmity between them, as though he made it to cleave to them: (K, TA:) a tropical phrase. (TA.) And أَغْرَيْتُ بَيْنَهُمْ [in which an objective complement is understood] (S, Msb) i. q. أَفْسَدْتُ [meaning (assumed tropical:) I excited disorder, disturbance, dis-agreement, discord, dissension, strife, or quarrel-ling, or I made, or did, mischief, between them, or among them]. (Msb.) A2: اغرى الشَّىْءَ, said of God, He made, or rendered, the thing goodly, or beautiful. (IKtt, TA.) 6 هُمَا يَتَغَارَيَانِ فِى الغَضَبِ [app. They two wrangle, quarrel, or contend, in anger]. (JK. [See 3.]) لَاغَرْوَ signifies لَا عَجَبَ [meaning There is no case of wonder], (Msb, K, and Ham p. 603,) the enunciative of لَا being suppressed, as though the saying were لَاغَرْوَ فِى الدُّنْيَا [there is no case of wonder in the present world] or مَوْجُودٌ [existing]; (Ham;) as also ↓ لَا غَرْوَى: (K:) or لَيْسَ بِعَجَبٍ

[meaning it is not a case of wonder]. (S.) One says, لَا غَرْوَ مِنْ كَذَا i. e. لَا عَجَبَ [meaning There is no case of wonder arising from such a thing, or, using غرو as an inf. n., (see 1, last signification,) there is no wondering at such a thing]. (Har p. 488.) And the saying وَلَا غَرْوَ أَنْ يَحْذُو الفَتَى حَذْوَ وَالِدِهْ means And it is not a case of wonder (لَيْسَ بِعَجَبٍ), i. e. there is no wondering (لَا عَجَبَ), that the [young] man should follow the example of his father, doing the like of his deed. (Har p. 86.) غَرًا: see غِرَآءٌ, in two places. b2: Also The غِرْس [q. v.] that descends [from the womb] with the child. (TA.) b3: And The young one of the cow: (K, TA:) or, as some say, peculiarly, of [the species of bovine antelope called] the wild cow: dual غَرَوَانِ: and pl. أَغْرَآءٌ. (TA.) It is also applied to The young camel when just born: and, some say, it signifies a youngling that is very sappy or soft or tender: (TA:) and anything brought forth (K, TA) until its flesh becomes firm, or hard. (TA.) b4: And (K, TA) [hence], by way of comparison, (TA,) as also ↓ غَرَاةٌ, (assumed tropical:) Lean, meagre, or emaciated, (K, TA,) in a great degree: (TA:) pl. أَغْرَآءٌ. (K, TA.) Hence the trad., لَا حَتًّى يَكْبَرَ ↓ تَذْبَحُوهُ غَرَاةً (assumed tropical:) [Do not ye slaughter it while very lean, &c., until it become full-grown] (TA. [See 4 in art. فرع.]) A2: Also Goodliness, or beauty. (S, K. [See غَرِىٌّ.]) غَرَاةٌ [Excitement of disorder, disturbance, disagreement, &c.;] the subst. from أَغْرَيْتُ بَيْنَهُمْ [q. v.]. (S.) A2: See also غَرًا, in two places.

غَرْوَى: see the next paragraph: A2: and see also لَا غَرْوَ.

غَرَآءٌ [A state of attachment, or fondness, &c.;] the subst. from غَرِىَ بِهِ [q. v.] as meaning أُولِعَ بِهِ: (S, Msb, TA:) or, accord. to the M, this is an inf. n.; and the subst. accord. to the K is ↓ غَرْوَى. (TA.) غِرَآءٌ and ↓ غَرًا (S, Mgh, Msb, K) [Glue;] a substance with which a thing is made to adhere, (S, Mgh, Msb, K,) obtained from fish, (S, Mgh,) or made from skins, and sometimes made from fish: (Msb:) or the substance with which one smears; (Fr, K, TA;) and thus the former word is expl. by Sh: (TA:) or a certain thing that is extracted from fish: (K:) [and mucilage, which by concretion becomes gum; the former word is used in this sense in the K voce صَمْغٌ. q. v.:] and it is said that the trees [app. that produce the mucilage termed غِرَآء, otherwise [know not what can be meant thereby,] are [called] غَرًى [or ↓ غَرًا]; but AHn says that certain persons pronounce the word thus, but it is not the approved way. (TA.) A2: رَجَلٌ غِرَآءٌ means A man who has not a beast [to carry him] (لَا دَابَّةَ لَهُ). (K.) غَرِىٌّ Made to adhere; syn. مُلْصَقٌ. (TA voce عَرِيرٌ.) b2: [And hence, (assumed tropical:) An adherent. (See عَرِيرٌ.) b3: Hence also, Daubed, smeared, or rubbed over; as will be shown in the course of this paragraph. (See also مَغْرُوٌّ.) b4: ] And The goodly, or beautiful, (S, K, TA,) in respect of face, (TA,) of mankind, (S, K, TA,) and the goodly, or beautiful, of others than mankind: and [particularly] a goodly building: (K, TA:) and hence. b5: الغَرِيَّانِ Two well-known buildings, in El-Koofeh, (K, TA,) at Eth-Thaweeyeh, where is the tomb of 'Alee, the Prince of the Faithful, asserted to have been built by one of the Kings of El-Heereh: (TA:) or two tall buildings, said to be the tombs of Málik and Akeel, the two cup-companions of Jedheemeh ElAbrash; thus called because En-Noamán Ibn-El-Mundhir used to smear them (كَانَ يُغَرِّيهِمَا) with the blood of him whom he slew when he went forth in the day of his evil fortune [or ill omen, the story of which is well known], (S, TA.) b6: الغَرِىُّ is also the name of A certain idol [or object of idolatrous worship, app. from what here follows, a mass of stone, like as اللَّاتُّ is said to have been by some, and like as were several other objects of worship of the pagan Arabs], with which [probably meaning with the blood on which] one used to smear himself, and upon which one used to sacrifice [victims]. (TA.) b7: And غَرِىٌّ signifies also A certain red dye. (TA.) غُرَاوَى i. q. رَغْوَةٌ [i. e. Froth]: (K, TA: [الغُراءىٰ in the CK is a mistranscription:]) app. formed by transposition; for رُغَاوَى has been mentioned [in art. رغو] as syn. with رَغْوَةٌ: (TA:) pl. with fet-h [i. e. غَرَاوَى]. (K, TA.) هُوَ مُغْرًى بِهِ, from أَغْرَاهُ بِهِ [q. v.], He is made to become attached to it, or fond of it; &c. (TA.) مَغْرُوٌّ [pass. part. n. of غَرَا, q. v.; Glued, &c. b2: Hence, for سَهْمٌ مَغْرُوٌّ, lit. A glued arrow, meaning an arrow having the feathers glued upon it, i. e.] a feathered arrow. (Meyd in explanation of what here follows.) It is said in a prov., أَدْرِكْنِى وَلَوْ بِأَحَدِ المُغْرُوَّيْنِ, meaning [Reach thou me, though] with one of the two [feathered] arrows: or, as Th says, with an arrow or with a spear: (S:) El-Mufaddal says, there were two brothers, of the people of Hejer, a people to whom the Arabs ascribe stupidity, and one of those two rode an intractable she-camel, and the one that did not ride had with him a how, and his name was Huneyn; so the one that was riding called to him, and said, يَا هُنَيْنُ وَيْلَكَ انْزِلْنِى وَلَوْ بِأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ, [in which انزلنى seems to be a mistranscription for ادركنى,] meaning, with his arrow; whereupon his brother shot at him and laid him prostrate; and his saying became a prov., applied on an occasion of necessity, or difficulty, and of the after failing of stratagem. (Meyd.) One says also قَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ [A glued bow] (S, Msb, K) and ↓ مَغْرِيَّةٌ. (S, K.) قَوْسٌ مَغْرِيَّةٌ: see what next precedes.

قلو

قلو


قَلَا(n. ac. قَلْو)
a. Fried.
b. ( n. ac.

قَِلَاء [قَلَاْو
])
a. Hated, detested.
c. Thrust, drove away.
قلو and قلى 1 قَلَا and قلى He fried wheat; i. e. roasted

it in a مَقْلَى [or frying-pan or roasting-pan]. (Mgh.)

b2: قَلَى with يَقْلَى for its aor. : see أَبَى.

b3: هُوَ يَقْلُو البُرَّ: see بَرَى.

b4: قَلَى He roasted in a frying-pan (MA, KL) flesh-meat (MA) or anything: (KL:) and شَوَى signifies the same. (MA.) قَلَى البُرَّ بِالمِقْلَى and المِقْلاَةِ means شَوَاهُ

[i. e. he parched, or roasted, the wheat with the مقلى]. (Mgh.) The aor. is يَقْلِى and يَقْلُو, and the inf. n. قَلْىٌ (MA, Mgh) and قَلْوٌ. (Mgh.)

قَلْىٌ

Potash; as is shown by the explanations in the S, K, and TA. Hence our term “ alkali. ”

See حُرْضٌ.

مِقْلًى

A frying-pan; i. q. طاَجَِنٌ. (Msb in art. طجن.)
ق ل و
قلا الصبيّ بالقلة والصبيان بالقلين: رموا بها. والقلاء يقلي الحبّ ويقلوه على المقلى والمقلاة، وجلبوا المقالي من القلاءة وهي الموضع الذي تعمل فيه. وطرح الصبّاغ القلى في 
العصفر وهو الشّنجار ويقال: له القلياء والقيلياء. وهو يقليه ويقلاه: يبغضه، وفعل ذلك عن قلّي ومقليةٍ، وتقلّى إليه: تبغّض، وتقالوا: تباغضوا، وبينهم تقالٍ.

ومن المجاز: قلا الحمار أُتنه: طردها. والناقة تقلو براكبها. وهو يتقلّى على فراشه: يتململ ولا يستقر. وأنشد الجاحظ:

لست أدري أطال ليلي أم لا ... كيف يدري بذاك من يتقلّى

وفلان على المقلاة: من الجزع. والقولي الرجل: استوفز وتجافى عن مكانه. قال:

سمعن غنائي بعد ما نمن نومةً ... من الليل فاقلولين فوق المضاجع
قلو
القَلْوُ: رَمْيُكَ بالقُلَةِ، والجميع القُلِيْنُ. والمِقْلاَةُ: خَشَبَتُها.
والقِلْوَةُ: الدابَّةُ تَقْلُو بصاحِبِها قَلْواً: وهو تَقدُّمُها به في السَيْر، جاء يقلُو به حِمَارُه. واقْلَوْلَتِ الحُمُرُ: أسْرَعَتْ.
وفي الحَديثِ: " كانَ ابنُ عُمَر لا يُرى إلاَ مُقْلَوْلياً أي مُنْكَمِشاً. والقِلْوُ: الجَحْشُ الفَتي الذي قد رُكِبَ وحُمِّلَ. والقَلْوُ: الاتِّباعُ، قَلَوْتُه أقْلُوه: إذا تَبِعْته. وقَلَوْتُ الحَبَّ على المِقْلى وقَلَيْتُه. واقْلَوْلى مكاناً: عَلاَه. ويَتَقلى على فراشه: أي يَتَمَلْملُ.
قلى
القَلْيُ: قَلْيُكَ شَيْئاً على مِقْلىً. والقَلّاءَةُ - مَمْدُودةٌ -: الموضِعُ الذي تُتَّخَذُ فيه المَقَالي. والقلاءُ: الذي يَقْلي البرَّ للبَيْع.
والقَلِيَّةُ: مَرَقَةُ معروفة.
والقِلى: البُغْضُ، قَلَيْتُه أقْلِيه وأقْلاه قِلىً، ومنه قَوْلُه عزّ ذِكْرُه: " ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلى ". وقد يُفْتَحُ القافُ ويُمَدُّ.
والقِلى - مَقْصُور أيضاً: القُرَادُ. وجاءَ القَوْمُ بِقَلِيتهم: أي بجَماعتهم.
الْقَاف وَاللَّام وَالْوَاو

الْقلَّة: عود يَجْعَل فِي وَسطه حَبل، ثمَّ يدْفن وَيجْعَل للحبل كفة فِيهَا عيدَان، فَإِذا وطئ الظبي عَلَيْهَا عضت على أَطْرَاف اكارعه.

والمقلي: كالقلة.

والقلة، والمقلي، والمقلاء، كُله: عودان يلْعَب بهما الصّبيان.

فالمقلاء: الْعود الْكَبِير الَّذِي يضْرب بِهِ.

والقلة: الْخَشَبَة الصَّغِيرَة الَّتِي تنصب، وَهِي قدر ذِرَاع.

وَالْجمع: قلات، وقلون، وقلون، على مَا يكثر فِي أول هَذَا النَّحْو من التَّغْيِير.

وقلا بهَا قلواً، وقلاها: رمى، قَالَ ابْن مقبل:

كَأَن نزو فراخ الْهَام بَينهم ... نزو القلات زهاها قَالَ قالينا

أَرَادَ: " قلو قالينا، فَقلب، فَتغير الْبناء للقلب كَمَا قَالُوا: لَهُ جاه عِنْد السُّلْطَان، وَهُوَ من الْوَجْه، فقلبوا " فعلا " إِلَى " فلع "، لِأَن الْقلب مِمَّا قد يُغير الْبناء، فَافْهَم.

وقلوت بالقلة والكرة: ضربت.

وقلا الْإِبِل قلواً: سَاقهَا سوقا شَدِيدا. وقلا العير آتنه قلواً: شلها وطردها.

والقلو: الْحمار الْخَفِيف.

وَقيل: هُوَ الجحش الفتي.

وَالْأُنْثَى: قلوة.

وكل شَدِيد السُّوق: قلو.

وَقيل: القلو: الْخَفِيف من كل شَيْء.

والقلوة: الدَّابَّة تتقدم بصاحبها.

وَقد قلت بِهِ، واقلولت.

واقلولى الْقَوْم: رحلوا، وَكَذَلِكَ: الرجل، كِلَاهُمَا عَن اللحياني.

واقلولى فِي الْجَبَل: صعد أَعْلَاهُ فَأَشْرَف.

وكل مَا عَلَوْت ظَهره: فقد اقلوليته، نَادِر، لأَنا لَا نَعْرِف " افعوعل "، متعدية، إِلَّا اعرورى واحلولى.

واقلولى الطَّائِر: وَقع على أَعلَى الشَّجَرَة، هَذِه عَن اللحياني.

والقلولى: الطَّائِر إِذا ارْتَفع فِي طيرانه.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قلولى: الطَّائِر، جعله علما أَو كَالْعلمِ فَأَخْطَأَ.

والمقلولي: المستوفز المتجافي.

والمقلولي: المنكمش، قَالَ:

قد عجبت مني وَمن بعيليا ... لما رأتني خلقا مقلوليا

وَقَوله:

سمعن غناء بَعْدَمَا نمن نومَة ... من اللَّيْل فاقلولين فَوق الْمضَاجِع

يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: خفقن لصوته وقلقن، فَزَالَ عَنْهُن نومهن واستثقالهن على الأَرْض.

وَبِهَذَا يعلم أَن لَام " اقلوليت " وَاو لَا يَاء. وقلا الشَّيْء فِي المقلى قلواً، وَقد تقدّمت هَذِه الْكَلِمَة فِي الْيَاء، لِأَنَّهَا يائية وواوية.

وقلوت الرجل: شنئته، لُغَة فِي: قليته.

والقلو: الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ الصّباغ فِي العصفر، وَقد تقدم فِي الْيَاء، لِأَن القلي فِيهِ لُغَة.
قلو
: (و ( {القِلْوُ، بالكسْرِ: الخفيفُ من كلِّ شيءٍ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) قيلَ: هُوَ (الحِمارُ الفَتِيُّ) .
(وَفِي الصِّحاح: الحِمارُ الخفيفُ؛ زادَ ابنُ سِيدَه: وَقيل: هُوَ الجَحْشُ الفَتِيُّ؛ زادَ الأزْهرِي: الَّذِي قد أَركَبَ وحَمَل.
(و) } القِلْوَةُ، (بهاءٍ: الدَّابَّةُ تَتَقَدَّمُ بصاحِبِها) ، وَقد {قَلَتْ بِهِ} قَلْواً. وَهُوَ تَقَدِّيها فِي السَّيْر فِي سُرْعةٍ؛ قالَهُ اللَّيْثُ.
( {والقُلَةُ) ، بالضمِّ مُخَفَّفَةً: أَصْلُها} قَلْوٌ، والهاءُ عِوَضٌ. قالَ الفرَّاء: وإنَّما ضم أوَّلها ليدلَّ على الواوِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
( {والقِلَىوالمِقْلَى، مكْسُورَتَيْنِ) ؛) هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسخِ وَهُوَ غَلَطٌ والصَّوابُ {والمِقْلَى والمِقْلاءُ مكْسُورَتَيْنِ أَي على مِفْعَل ومِفْعَال، والأخيرَتانِ نقلَهُما ابنُ سِيدَه وضَبَطَهما كَمَا ذَكَرْت.
وقالَ الجَوْهرِي:} المِقْلاءُ على مِفْعالٍ عَن أَبي عَمْرٍ و، وليسَ فِي أَصْلٍ من الأُصُولِ! القِلَى على مَا فِي النّسخ.
قالَ ابنُ سِيدَه: {والقُلَةُ} والمِقْلى {والمِقْلاءُ، على مِفْعال، (عُودانِ يَلْعَبُ بهما الصِّبْيانُ) ؛) } فالمِقْلَى: العُودُ الكَبيرُ الَّذِي يضربُ بِهِ؛ والقُلَةُ: الخَشَبَةُ الصَّغِيرَةُ الَّتِي تُنصبُ وَهِي قَدْر ذِرَاعٍ.
قالَ ابنُ برِّي: شاهِدُ {المِقْلاء قولُ امْرىءِ القَيْسِ:
فأَصْدَرَهَا تَعْلُو النَّجادَ عَشِية
أقبُّ كمِقْلاءِ الوَليدِ خَمِيصُ (ج} قِلاتٌ) ، بالكسْرِ؛ وَفِي الصِّحاح: {قُلاةٌ بالضمِّ وَالْهَاء مُدَوَّرَة؛ (} وقُلُونَ) ، بالضمِّ، ( {وقِلُونَ) ، بالكسْرِ على مَا يَكْثُر فِي أَوَّلِ هَذَا النَّحْو مِن التَّغَيّرِ؛ وأَنْشَد الفرَّاء:
مِثْل} المَقالي ضُربَتْ قِلِينُها قالَ الأزْهرِي: جَعَلَ النونَ كالأَصْلِيَّة فرَفَعَهَا، وذلكَ على التَّوهُّمِ، ووَجْه الكَلامِ فَتْح النُّون لأنَّها نونُ الجَمْع.
( {وقَلاها) } قَلْواً؛ كَمَا فِي الصِّحاح؛ (و) {قَلا (بهَا) قَلْواً: (رَمَى بهَا) .) } وقَلاَهَا قَلْياً: لُغَةٌ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي كَمَا سَيَأْتِي.
وقالَ الأصْمعي: {قَلَوْتُ بالقُلةِ والكُرةِ: ضَرَبْت.
(و) } قَلا (الإِبِلَ) {قَلْواً: (ساقَها) سَوْقاً (شَديداً.
(و) قَلا (اللّحْمَ) } يَقْلُوه {قَلْواً: شَواهُ حَتَّى (أَنْضَجَهُ فِي} المِقْلَى) ؛) وكَذلكَ الحَبَّ {يُقْلَى على} المِقْلَى.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: قَلَيْتُ البُرَّ والبُسْر؛ وبعضُهم يقولُ {قَلَوْتُ.
وقالَ الكِسائي: قَلَيْتُ الحَبَّ على} المِقْلَى {وقَلَوْتُه.
قالَ الجَوْهرِي: قَلَيْت السَّويق، واللحْمَ فَهُوَ مَقْلِيٌّ،} وَقَلَوْتُه فَهُوَ {مَقْلُوٌّ لُغَةٌ.
(و) } قَلا) (زَيداً! قِلاً) ، بالكسْرِ مَقْصورٌ؛ عَن ابنِ الأعْرابي؛ ( {وقَلاءً) ، بالفَتْح مَمْدُودٌ: (أَبْغَضَهُ) .
(قالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلَا يكونُ فِي البُغْضِ إلاَّ قَلَيْ يَعْني بالياءِ.
(} واقْلَوْلَى) الرَّجلُ: (رَحَلَ) ؛) وكذلكَ القَوْمُ؛ كِلاهُما عَن اللَّحْياني.
(و) {اقْلَوْلَى: (قَلِقَ) واسْتَوْفَزَ (وتَجافَى) عَن محلِّه.
وَفِي الحديثِ: (لَو رأَيْتَ ابنَ عُمر ساجِداً لرَأَيْته} مُقْلَوْلِيا) ، هُوَ المُتَجافِي المُسْتَوْفِزُ؛ وقيلَ: هُوَ مَن {يَتَقَلَّى على فِراشِه أَي يَتَمَلْمَل وَلَا يَسْتَقِرّ.
قالَ أَبُو عبيدٍ: وبعضُ المُحدِّثِين كانَ يفسِّرُ مَقْلَوْلِيا كأَنه على} مِقْلًى؛ قالَ: وليسَ هَذَا بشيءٍ إنَّما هُوَ مِن التَّجافِي فِي السُّجودِ.
{والمُقْلَوْلِي: المُسْتَوْفِزُ المُتَجافِي. وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لذِي الرُّمّة:
} واقْلَوْلَى على عُودِه الحُجْلُ وقولُ الشاعرِ:
سَمِعْنَ غِناءً بعدَما نِمْنَ نَوْمَةً
من الليلِ {فاقْلَوْلَيْنَ فوقَ المَضاجِع ِيَجوزُ أَنْ يكونَ مَعْناه خَفَقْنَ لصَوْتِه وقَلِقْنَ فزالَ عنْهنَّ نَوْمهنَّ واسْتِثْقالهنَّ على الأرضِ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَبِهَذَا يُعْلَم أَنَّ لامَ} اقْلَوْلَيْت واوٌ لَا يَاء.
(و) {اقْلَوْلَى الرَّجلُ فِي أَمْرِهِ: إِذا (انْكَمَشَ) ؛) نقلَهُ الجَوْهرِي؛ قَالَ الشاعرُ:
قد عَجِبَتْ منِّي ومِن بُعَيْلِيا
لمَّا رَأَتْني خَلَقاً} مُقْلَوْلِيا (و) {اقْلَوْلَى (فِي الجَبَلِ: صَعِدَ أَعْلاهُ فَأَشْرَفَ) .) وكُلُّ مَا عَلَوْتَ ظَهْرَه فقد} اقْلَوْلَيْتَه.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا نادِرٌ لأنَّا لَا نَعْرِفُ افْعَوْعَلَ متعدِّيَة إلاَّ اعْرَوْرَى واحْلَوْلَى.
(و) اقْلَوْلَى (الطَّائِرُ: وَقَعَ علَى أَعْلَى الشَّجرِ) ؛) هَذِه عَن اللّحْياني.
( {والقَلَوْلَى، كخَجْوَجَى: الطَّائِرُ) الَّذِي (يَرْتَفِعُ فِي طَيَرانِهِ) ؛) وَقد اقْلَوْلَى، أَي ارْتَفَعَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي. ووَجَدْتُ فِي هامِشِ الصِّحاح مَا نَصّه: هَذَا ممّا خطىءَ فِيهِ الفرَّاء فِي المَقْصورِ والممدودِ، وَهُوَ قوْلُه:} القَلَوْلَى الطائِرُ، وإِنَّما يقالُ اقْلَوْلَى فجعلَ الفِعْل اسْماً وأَدْخَلَ عَلَيْهِ الألِف، واللامَ، انتَهَى.
وَفِي المُحكم: قالَ أَبو عبيدٍ: {قَلَوْلَى الطائِرُ جَعَلَه عَلَماً أَو كالعَلَم فأَخْطَأَ.
وقالَ ابنُ برِّي: أَنْكَرَ المُهَلبي وغيرُهُ قَلَوْلَى، قالَ: وَلَا يقالُ إِلاَّ} مُقْلَوْلٍ فِي الطائِرِ مِثْل مُحْلَوْلٍ.
وقالَ أَبو الطَّيّب: أَخْطَأَ مَنْ رَدَّ عَلى الفرَّاء {قَلَوْلَى؛ وأَنْشَدَ لحميدِ بنِ ثَوْرٍ يصِفُ قَطاً:
وَقَعْنَ بجَوْف الماءِ ثمَّ تَصَوَّبَتْ
بهنَّ} قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُوفي التكْمِلَةِ: والقَطاةُ {القَلَوْلاةُ الَّتِي} تقلَوْلِي فِي السَّماء.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{القُلَةُ: عُودٌ يُجْعَل فِي وَسَطِه حَبْلٌ ويُدْفَنُ ويُجْعَل للحَبْل كِفَّة فِيهَا عِيدانُ فإِذا وَطِىءَ الظَّبْيُ عَلَيْهَا عَضَّت على أَطْرافِ أكارِعِه؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
} والقالِي: الَّذِي يَضْربُ {القُلةَ} بالمِقْلَى؛ والجَمْعُ {قُلاةٌ} وقَالُون؛ قَالَ ابنُ مُقْبل: كأنَّ ثَزْوَ فِراخِ الهامِ بَيْنَهُمُ
نَزْوُ {القُلاةِ زَهاها قالُ} قالِينا أَرادَ قَلْوُ قالِينا فقَلَبَ.
وَقَالَ الأصْمعي: القالُ هُوَ {المِقْلاَءُ،} والقَالُون: الذينَ يَلْعَبُون بهَا.
وجَمْعُ {المِقْلَى} المَقالِي؛ وأَنْشَدَ الفرَّاء:
مِثْل المَقالِي ضُرِبَتْ قِلِينُها {وقَلا العَيْرُ أُتُنَهُ} قَلْواً: شَلَّها وطَرَدَها؛ قالَ ذُو الرُّمّة:
{يَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً
وُرْقَ السَّرابِيلِ فِي أَلْوَانِها خَطَبُوكلُّ شَديدِ السَّوقِ:} قِلْوٌ، بالكَسْر.
{واقْلَوْلَتِ الدابَّةُ: تَقدَّمَتْ بصاحِبِها.
وجاءَ} يَقْلُو بِهِ حِمارُه.
واقْلَوْلَتِ الحُمُر فِي سُرْعَتِها.
{واقْلَوْلَى عَلَيْهَا: نَزَا؛ وأَنْشَدَ الأحْمر للفَرَزْدَق يَهْجُو جَرِيرًا وقوْمَه كُلَيْباً يَرْمِيهم بأَنَّهم يَأْتُونَ الأُتُنَ} واقْلِيلاؤُه نُزوُّه عَلَيْهَا، وإقْرادُها سُكُونُها؛ وقَبْله:
وليسَ كليبى إِذا جنَّ لَيْلُه
إِذا لم يَجِدْ رِيحَ الأَتانِ بنائِم ِيقُولُ إِذا {اقْلَوْلَى عَلَيْهَا وأَقْرَدَتْ
أَلا هَلْ أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بِدَائِمِ؟ وقالَ ابنُ الأعْرابي: هَذَا كانَ يَزْني بهَا فانْقَضَتْ شَهْوتُه قبْلَ انْقِضاءِ شَهْوَتِها، وأَقْرَدَتْ: ذَلَّت.
} واقْلَوْلَى: ذَهَبَ؛ وَبِه فَسَّر أَبو عَمْرٍ وقولَ الطِّرمَّاح:
حَوائم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً
إِذا! اقْلَوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ أَي ذَهَبْنَ.
{والقِلْوُ: الَّذِي يَسْتَعْملُه الصبَّاغُ فِي العُصْفُر؛ واوِيٌّ يائيٌّ.
باب القاف واللام و (وا يء) معهما ق ل و، ل ق و، ق ول، ل وق، ل ي ق، ول ق، ق ي ل، وق ل، ل ق ي مستعملات

قلو: القُلوُ: رميك ولعبك بالقُلَةِ، وتجمع على قلين. وهو أن ترمي بها في الجو ثم تضربها بمِقْلاةٍ، وهي خشبة قدر ذراع فتستمر القُلَةُ، فإذا وقعت كان طرفاها ناشبين عن الأرض. وجاء فلان يقلُو به دابته قَلْواً، وهو تقديها به في السير سرعة. واقلَوْلَتِ الحمر والدواب في السرعة. وكان ابن عمر لا يرى إلا مُقْلَوْلِياً أي منكمشاً، قال:

لما رأتني خلقاً مُقْلَوْلِيا

ويقال: المُقْلَوْلي: المتجافي المستوفز. والقِلْو: الجحش الفتي الذي يركب. وقَليْتُ اللحم والحب على المقلاة قلياً أي قلبته قلباً

لقو: اللَّقْوةُ داء يأخذ في الوجه يعوج منه الشدق ورجل ملقو قد لُقي. واللًّقْوة واللِّقوة: العقاب السريعة السير. ولَقيته لَقْيةً واحدة ولقاءة واحدة، ولغة تميم لِقاءةٌ.

قول: المِقْوَلُ: اللسان. والمِقْوَل (بلغة أهل اليمن) : القَيْل، وهم المَقاوِلة والأقيال والأقوال، والواحد القَيْل. ورجل تِقْوالةٌ أي منطيق، وقَوّالٌ وقَوّالةٌ أي كثير القَوْل. وتَقَوَّلَ باطلاً أي قال ما لم يكن. واقتالَ قولاً أي اجتر إلى نفسه قولاً من خير أو شر. وانتشرت له قالةٌ حسنة أو قبيحة في الناس، والقالة تكون في موضع القائلة كما قال بشار: أنا قالها أي قائلها والقالةُ: القول الفاشي في الناس. والقِيلُ من القول اسم كالسمع من السمع، والعرب تقول: كثر فيه القيلُ والقال، ويقال: اشتقاقهما من كثرة ما يقولون: قالَ وقيلَ، ويقال: بل هما اسمان مشتقان من القول. ويقال: قِيلٌ على بناء فِعلِ، وقِيلَ على بناء فُعِلَ، كلاهما من الواو، وقال أبو الأسود:

وصله ما استقام الوصل منه ... ولا تسمع به قيلاً وقالا

لوق: الألْوَقُ: الأحمق في كلامه بين اللَّوَقِ.

ولق، ألق: الأَوْلَقُ: الممسوس، ورجل مأَلُوق، وبه أَوْلَقُ أي مس من جنون، قال رؤبة في السفر:

يوحي إلينا نظر المألوق  واللُّوقةُ: الزبدة، ويقال: هي الزبد بالرطب. وألوقة لغة.

وفي الحديث: لا آكل إلا ما لُوِّقَ لي

، أي لين من الطعام فصار كالزبدة في لينه، قال:

وإني لمن سالمتم لأَلُوقَةٌ ... وإني لمن عاديتم سم أسودا

والألْقَةُ توصف بها السعلاة والذئبة والمرأة الجريئة لخبثهن. والوَلْق: سرعة سير البعير، وتقول: وَلَقَ يَلِقُ وَلْقاً، قال:

تنجو إذا هن ولَقْنَ وَلْقا

والإنسان يَلِقُ الكلام: يريده، وقوله تعالى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ

أي تريدونه، وتَلِقُّونَه أي يأخذ بعضكم عن بعض. والوَليقةُ: طعام من دقيق وسمن ولبن. والتَأَلُّقُ: التلألؤ من البرق ونحوه، وتقول: ائْتَلَقَ يَأْتَلِقُ ائْتِلاقاً.

ليق: اللِّيقُ: شيء يجعل في دواء الكحل، والقطعة منه لِيقةٌ، ولِيقةُ الدواة: ما اجتمع في وقبتها من السواد بمائها. وأَلَقْتُ الدواة إِلاقةً ولِقتُها لِقَةً، والأول أعرف. وهذا الأمر لا يليق بك أي لا يزكو، فإذا كان معناه لا يَعْلَقُ بك قلت لا يليق بك.

وقل: وفرس وَقِلٌ أحسن من وغل، وهو حسن الدخول بين الجبال، وتقول: وَقَل يَقِلُ وَقْلاً وهو فرس وقِلٌ ووقُلٌ لغة، والواقِلُ: الصاعد بين حزونة الجبال. والوَقَلُ: الحجارة والجمع الوُقول، والواحدة وَقَلةٌ. والوَقْل: نوى المقل.

قيل: القَيْلُ رضعة نصف النهار، قال:

من الصبوح والغبوق والقَيْلْ

جعل القَيْلَ هنا شربة نصف النهار. وهي القائلةُ والمَقيلُ: الموضع. وفلان يَقيلُ مقيلاً. وقِلْتُه البيع قَيْلاً، وأقَلْتُه إِقالةً أحسن، وتَقايَلا بعد ما تبايعا أي تتاركا.

قلي: القَلْيُ: قَلْيُكَ الشيء على المِقْلاةِ، والقَلِيَّةُ: مَرَقَةٌ من لحم الجزور وأكبادها. والقَلاّءُ: الذي يَقلي البر للبيع. والقَلاّءَةُ: الموضع الذي يتخذ فيه مقالي البر. والقِلًى: البغض، وقَلَيْتُه أقليهِ قليً: أبغضته.

لقي: اللُّقيانُ: كل شيئين يَلْقَى أحدهما صاحبه فهما لقيان. ورجل لَقِيٌّ شقي: لا يزال يَلقَى شراً، وامرأة لَقِيَّة أي شقية. ونهى عن التَلَقّي أي يَتَلَقَّى الحضري البدوي فيبتاع منه متاعه بالرخيص ولا يعرف سعره. واللَّقَى: ما أَلْقَى الناس من خرقة ونحوه. والأُلْقِيَّةٌ: واحدة من قولك: لَقِيَ فلان الأَلاقيَّ من عسر وشر أي أفاعيل، وقال في اللَّقَى:

كفى حزنا كري عليه كأنه ... لقى بين أيدي الطائفين حريم

أي لا يمس. والاستِلقاءُ على القَفَا، وكل شيء فيه كالانبطاح فيه استِلقاءٌ. ولاقيت بين فلان وفلان، وبين طرفي القضيب ونحوه حتى تلاقَيا واجتمعا، وكل شيء من الأشياء إذا استقبل شيئاً أو صادفه فقد لَقِيَه. والمَلْقَى: إشراف نواحي الجبل يمثل عليها الوعل فيستعصم من الصياد، قال صخر الهذلي:

إذا ساقت على المَلقاةِ ساما

والمَلْقاةُ، والجميع المَلاقي، شعب رأس الرحم، وشعب دون ذلك أيضاً، والرجل يُلقي الكلام والقراءة أي يُلقِّنه. وتَلَقَّيْتُ الكلام منه: أخذته عنه. 

شف

(شف)
الثَّوْب وَنَحْوه شفوفا رق حَتَّى يرى مَا خَلفه وَالشَّيْء لم يحجب مَا وَرَاءه يُقَال شف الْإِنَاء وشف السَّائِل وَنحل ودق من هم أَو مرض وتحرك لخفته وَالرِّيح هبت بَارِدَة وَالشَّيْء شفا ضمره وأرقه وَيُقَال شفه الْحبّ أَو الْهم والهواء المَاء وَغَيره ذهب بِبَعْضِه والشارب المَاء أَو الشَّرَاب تقصى شربة وَلم يسئر مِنْهُ شَيْئا والرسم رسمه من خلال شفاف (محدثة)
باب الشين والفاء ش ف، ف ش يستعملان

شف: الشَّفُّ: السترُ الرّقيق يُري ما خلفه واستشففتُ ما وراءه، أي: أبصرت. والشِّفُّ: الربح، وهو الزِّيادةُ والفضلُ. والشِّفٌّ: من المهنأ، تقول: شفِّ لك يا فلان، إذا غبطته بشيء قلت له ذلك. والشفوف: نحول الجسمِ من الهمِّ والوجد، قال :

فأرسلت إلى سلمى ... بأن النَّفس مشفُوفه

وقال :

وهم يَشِفُّ الجسمُ مني مكانه ... وأحداث دهرٍ ما تعرى بلاؤها

والشَّفيفُ: بردُ ريحٍ في ندوة، واسم تلك الرِّيح: شفّان. والشَّفشاف: الرِّيح الطَّيبة البرد، والمصدر: الشَّفشفة.

فش: الفشُّ: حملُ الينبوتِ. الواحدةُ: فشّة، والجميع: الفشاش. والفشُّ: تتبُّعُ السَّرقة الدُّون، قال :

نحن وليناهُ فلا تفشُّه ... كيف يُواتيهِ ولا يؤشُّه

والفشّ: الفُساءُ والفش: الحلبُ، فششتُ النّاقة: حَلبتها، وافتششتها [أيضاً] والفشوش: الناقةُ الواسعة الإحليل. والفِشاشُ: الكساءُ الغليظ. والانفِشاشُ: الكسلُ عن الأمر. 
شف: الشَّفُّ: ضَرْبٌ من السُّتُوْرِ يُسْتَشَفُّ ما وَرَاءَه أي يُرى. وثَوْبٌ شَفٌّ وشِفٌّ. والشِّفُّ: من المَهْنَأِ. والزِّيَادَةُ والفَضْلُ، شَفَّ الشَّيْءُ يَشِفُّ، وأشَفَّ الشَّيْءُ على الشَّيْءِ إشْفَافاً، ويَسْتَشِفُّ: أي يَزِيْدُ. وو النُّقْصَانُ أيضاً. وهو من الأضْدَادِ. وفي حَسَبِه شِفٌّ: أي عَيْبٌ. وهو يَشِفُّ عليك في الفَضْلِ، ويَشِفُّ دُوْنَكَ في التَّقْصِير. وشَفَّفَ على صاحِبِه: إذا كانَ أفْضَلَ منه. وفلانٌ شُفَفٌ وشَفِيْفٌ: أي قَلِيلٌ مُقِلٌّ من مالٍ أو لإَسعَالٍ أو عَشِيْرَةٍ. والشُّفُوْفُ: القِلَّةُ. وشَفَّ الماءُ. وماءٌ مَشْفُوْفٌ: كَثُرَ عليه النّاسُ. والشُّفَافَةُ: بَقِيَّةُ الماءِ في الإِناء. وفي المَثَل: " لَيْسَ الرِّيُّ عن التَّشَافِّ ". وإنما أنْتَ شُفَافَةُ المِصْرِ: أي بَقِيَّتُه. والشُّفُوْفُ: نُحُوْلُ الجِسْمِ من الهَمِّ. ونَفْسٌ مَشْفُوْفَةٌ. والشَّفِيْفُ: بَرْدُ رِيْحٍ في نُدُوَّةٍ، واسْمُ الرِّيْحِ: شَفّانٌ. ووَجَعٌ يُصِيْبُ الانسانَ. والشَّفَاشِفُ: شِدَّةُ العَطَشِ. وشَفَّ لبفَمُ يَشِفُّ: وهو بَثْرٌ يَخْرُجُ فيه. ووَجَدْتُ في أسْناني شَفِيْفاً: أي بَرْداً. ورِيْحٌ شَفْشَفَةٌ: بَارِدَةٌ. والشَّفْشَفَةُ: تَشْيِيْطُ الصَّقِيْعِ نَبْتَ الأرْضِ فَيُحْرِقُه. وثَوْبٌ شَفْشَافٌ: إذا لم يُحْكَمُ [234أ] عَمَلُه. والشَّفِيْفُ: الرِّقَّةُ في الثَّوْبِ. وشَفَّ يَشِفُ: َحَرَّكَ. وأشْفَفْتُ بَعْضَ وَلَدي على بَعْضٍ: أي فَضَّلْت. فش: الفَشُّ: حَمْلُ الينْبُوتِ، الواحِدَةُ فَشَّةٌ، وجَمْعُه فِشَاشٌ. ومَنَاقِعُ الماءِ وٌَرَارَتُه. وتَتَبُّعُ السَّرَقِ الدُّوْنِ. والانْفِشَاشُ: الفَشَلُ والانْكِسَارُ عن الأمْرِ، فَشَشْتُه: كَسَرْته. وفَشَّ السِّقَاءَ يَفُشُّه: إذا عَصَرَه فأخْرَجَ منه الرِّيْحَ. وفي المَثَلِ: " َلَفُشَّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ " أي َلأخَرِجَنَّ غَضَبَكَ. وفَشَشْتُ الوَطْبَ: بمعناه. وانْفَشَّ الرَّجُلُ: سَكَنَ غَضَبُه. ويقولونَ: " فَشَاشِ فُشِّيْهِ من اسْتِهِ إلى فيه " للرَّجُلِ إذا غَضِبَ فلم يَقْدِرْ على تَغْيِيرٍ. والفَشُّ: الفُسَاءُ. والجُشَاءُ، وامْرَأَةٌ فَشُوْشٌ. والحَلَبُ أيضاً. وناقَةٌ فَشُوْشٌ: واسِعَةُ الإِحْلِيْلِ. والفِشَاشُ: الكِسَاءُ الغَلِيْظُ الرَّخْوُ، وكذلك الفَشْفَاش. وفَشْفَشَ فلانٌ امْرَأتَه: نَكَحَها. وثَوْبٌ فَشْقَاشٌ: لم يُحْكمُ عَمَلُه. والفَشَّةُ: كَوْكَبٌ كَبِيرَةٌ تَطْلُعُ من الشَّرْقِ. وفَشِيْشَةُ: لَقَبٌ لِحَيٍّ من العَرَبِ. والفَشْفَاشُ: المُنْتَفِخُ بالكَذِيِ المِكْثارُ إذا رُدَّ عليه.
الشين وَالْفَاء

شَفَّه الْحبّ والحزن يَشُفّه شَفّا، وشُفُوفا: لذع قلبه.

وَقيل: أنحله.

وَقيل: أذهب عقله، وَبِه فسر ثَعْلَب قَوْله:

وَلَكِن رأونا سَبْعَة لَا يشفُّنا ... ذكاءٌ وَلَا فِينَا غُلَام حَزَوَّرُ

وشفَّ كبِدَه: أحرقها، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فهنّ عُكُوف كنَوْح الْكَرِيم ... فقد شَفَّ أكبادَهن الهَوى

وشفّه الْحزن: أظهر مَا عِنْده من الْجزع.

والشَّفّ، والشِّفّ: الثَّوْب الرَّقِيق.

وَقيل: السّتْر الرَّقِيق يرى مَا وَرَاءه.

وجمعهما: شُفوف.

وشَفّ السّتْر يشِفّ شُفُوفا، وشَفِيفاً، واستشَفّ: ظهر مَا وَرَاءه.

واستشفَّه هُوَ: رأى مَا وَرَاءه.

وشفّ المَاء يشُفَه شَفّا، واشتفه، واستشفه، وتشافَّه، وتشافَاه؛ وَهَذِه الْأَخِيرَة من محلول التَّضْعِيف لِأَن أَصله تشافه، كل ذَلِك: تقصى شربه، قَالَ بعض الْعَرَب لِابْنِهِ فِي وصاته: أقبح طاعم المقتف وأقبح شَارِب المشتف، واستعاره عبد الله بن سبره الْحَرَشِي فِي الْمَوْت فَقَالَ:

ساقيتُه الموتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِره ... فَمَا استكان لِمَا لَاقَى وَلَا ضَرَعا

أَي حَتَّى شرب آخر الْمَوْت، وَإِذا شرب آخِره فقد شربه كُله، وَفِي الْمثل: " لَيْسَ الرّيّ عَن التشاف ".

والشُّفَافة: بَقِيَّة المَاء وَاللَّبن فِي الْإِنَاء.

والشَّفّ والشِّفّ: الْفضل وَالرِّبْح وَالزِّيَادَة. وَهُوَ أَيْضا النُّقْصَان.

والشَّفِيف: كالشف يكون الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَهُوَ أَيْضا النُّقْصَان.

وَقد شفَّ عَلَيْهِ يشِفّ شُفُوفا، وشَفَّف، واستشفّ.

وشَفَفْتُ فِي السّلْعَة: ربحت.

وأشفَّ عَلَيْهِ: فَضله فِي الْحسن وفاقه.

وأشَفّ بعض وَلَده على بعض: فَضله، وَفِي الحَدِيث: " قلت قولا شفا " أَي فضلا.

وشفَّ عَنهُ الثَّوْب يَشِفّ: قصر.

وشفَّ لَك الشَّيْء: دَامَ وَثَبت.

والشَّفَف: الرقة والخفة، وَرُبمَا سميت رقة الْحَال شغفا.

والشَّفِيف: شدَّة الْحر.

وَقيل: شدَّة لذع الْبرد.

وَوجد فِي أَسْنَانه شَفيفا: أَي بردا.

وَقيل: الشفيف: برد مَعَ ندوة.

والشَّفَّان: الرّيح الْبَارِدَة مَعَ الْمَطَر، قَالَ:

إِذا اجْتمع الشَّفَّانُ والبلد الجَدْبُ

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

ويعوذ بالأرْطَى إِذا مَا شَفَّه ... قَطْرٌ وراحَتْه بَلِيلٌ زَعْزَعُ

إِنَّمَا يُرِيد: شفَّت عَلَيْهِ وقبضته لبردها. وَلَا يكون من قَوْلك: شفه الْهم والحزن لِأَنَّهُ فِي صفة الرّيح والمطر. وتَشَفشف النَّبَات: أَخذ فِي اليبس.

وشفشف الْحر النَّبَات وَغَيره: أيبسه.

والمُشَفْشَف، والمُشَفْشِف: السخيف السَّيئ الْخلق.

وَقيل الغيور، قَالَ الفرزدق:

ويُخْلِفن مَا ظنّ الغَيُور المشفشَف

ويروى: " المشفشِف " الْكسر عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقيل: المشفشَف: الَّذِي كَأَن بِهِ رعدة واختلاطا من شدَّة الْغيرَة.

شف

1 شَفَّ, aor. ـِ inf. n. شُفُوفٌ (S, Mgh, O, Msb, K) and شَفِيفٌ (S, O, K) and شَفَفٌ, (CK, [but not in my MS. copy of the K nor in the TA,]) It (a garment, or piece of cloth,) was thin, fine, or delicate, (S, Mgh, O, Msb, K,) so that what was behind it was visible, (S, * IB, Mgh, [ for خَلَقَهُ in some copies of the S, and خَلْفَهُ in others, I read مَا خَلْفَهُ, which is the right reading accord. to IB and the TA, agreeably with the reading in the Mgh, which is مَا وَرَآءَهُ,]) or so as to tell what was beneath it: (O, K:) [and it, (a gem, or the like,) was translucent: or was transparent. (See شَفَّافٌ.)] One says, شَفَّ عَلَيْهِ ثَوْبُهُ His garment was thin, &c., upon him. (S.) b2: b3: And شَفَّ جِسْمُهُ, aor. ـِ inf. n. شُفُوفٌ, His body became lean, or emaciated. (S, O, K.) A2: شَفَّ, aor. ـِ inf. n. شِفٌّ, It (a thing, O, Msb) exceeded; or was, or became, redundant. (S, O, Msb, K.) Hence, in a trad., شَفَّ نَحْوًا مِنْ دَانِقٍ It exceeded by about a دانق. (Sh, O.) And one says, شَفَّ عَلَيْه, aor. ـُ [so in the L and TA, contr. to rule, probably a mistranscription for يَشِفُّ,] inf. n. شُفُوفٌ; and ↓ شفّف, and ↓ استشفّ; [app. meaning, as seems to be indicated by the context, It exceeded it:] and شَفِفْتُ فِى السِّلْعَةِ [app. a mistranscription for شَفَفْتُ] I gained in, or upon, the the article of merchandise: (TA: [and so, app., ↓ شَفَّفْتُ: see شَفَّى:]) and فى تِجَارَتِهِ ↓ استشفّ [He obtained what is termed شِفٌّ in his traffic; i. e.] he made gain, or profit, in his traffic; syn. رَبِحَ. (S and K in art. ربح.) b2: And sometimes (Msb) it signifies also the contr.; i. e. It fell short; or was, or became, deficient. (Msb, K.) One says, (O, Msb,) of a dirhem, (O,) هٰذَا يَشِفُّ قَلِيلًا This falls short, or is deficient, a little. (O, Msb.) And شَفَّ عَنْهُ الثَّوْبُ, aor. ـِ The garment was too short for him. (TA.) A3: Also شَفَّ, (O, K,) aor. ـِ (O,) It (a thing, O) was, or became, in a state of motion, commotion, or agitation. (O, K.) A4: And شَفَّ لَكَ الشَّىْءُ i. q. دَامَ and ثَبَتَ [app. meaning The thing belonged, or pertained, to thee permanently, or constantly; or may the thing belong, &c.]. (TA.) A5: شَفَّهُ, (S, M, O, K,) aor. ـُ inf. n. شَفٌّ (S, M, TA) and شُفُوفٌ, (M, TA,) It (anxiety) rendered him lean, or emaciated; (S, O, K;) as also ↓ شَفْشَفَهُ; (S;) both are also expl. as meaning it rendered him lean, or lank in the belly, so that he became slender: (TA:) or, accord. to the M, it (grief, and love,) pained his heart: or rendered him lean, or emaciated: or deprived him of his reason: and it is said of grief as meaning it manifested what he felt of impatience. (TA.) And شَفَّ النُّفُوسَ, as used in a verse of Towbeh Ibn-El- Homeiyir, It hurt and melted the souls. (Ham p. 594.) A6: See also 8, in two places.2 شَفَّّ see the preceding paragraph, in two places.4 أَشْفَفْتُهُمْ I preferred them, or judged them to excel. (K.) You say, أَشْفَفْتُ بَعْضَ وَلَدِى عَلَى

بَعْضٍ I preferred some of my children above some. (S. [And the like is said in the Mgh.]) And أَشْفَفْتُ هٰذَا عَلَى هٰذَا I preferred this above this. (Msb.) b2: And اشفّ فُلَانٌ الدِّرْهَمَ Such a one made the dirhem to exceed: or, made it to fall short. (TA.) A2: أَشَفَّ عَلَيْهِ [if not a mistranscription for أُشِفَّ, which I rather think it to be,] He excelled him, or surpassed him. (TA.) A3: أَشَفَّ الفَمُ The mouth had in it a fetid odour. (Ibn-Buzurj, TA.) 6 تَشَافَفْتُهُ I took away his or its, شِفّ, i. e. excess, or redundance. (O, K.) b2: See also the next paragraph, in three places.8 اشتفّ مَا فِى الإِنَآءِ (S, O, K) كُلَّهُ (K) He drank what was in the vessel, all of it, (S, O, K,) even the شُفَافَة [or last drop or remains], (O,) not leaving any of it remaining; (S;) [and so اِجْتَفَّ;] as also ↓ تشافّ: (S, O, K:) and ↓ استشفّ المَآءَ He drank the water to the uttermost, not leaving any of it remaining; as also ↓ شَفَّهُ, aor. ـُ inf. n. شَفٌّ: and المَآءَ ↓ شَفَفْتُ I drank much of the water without having my thirst satisfied. (TA.) [Hence,] in the trad. of Umm-Zara, وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ [And if he drank, he drank up all that was in the vessel]. (S, O.) And it is said in a prov., ↓ لَيْسَ الرِّىُّ عَنِ التَّشَافِّ (S, O, TA) i. e. The satisfying of thirst is not from the drinking up all that is in the vessel; for it is sometimes effected by less than this: (O, TA:) it is applied in forbidding one's going to the utmost in an affair, and persevering therein. (S, * O, TA.) Accord. to IAar, one says also تَشَافَيْتُ المَآءَ I exhausted the water; which, ISd says, is originally ↓ تَشَافَفتُ. (TA.) b2: 'Abd-Allah Ibn-Sebreh El-Harashee uses the first of these verbs metaphorically in relation to death; saying, سَاقَيْتُهُ المَوْتَ حَتَّى اشْتَفَّ آخِرَهُ meaning (tropical:) [I vied with him in giving the draught of death] until he drank the last of it, i. e., the last of death. (TA.) b3: And اشتفّ البَعِيرُ الحِزَامَ كُلَّهُ means The camel filled, and took up wholly, the girth, (O, K, TA,) so that nothing remained of it redundant, by reason of the largeness of the middle of his body. (TA.) 10 استشفّهُ, (O, K,) or استشفّ مَا وَرَآءَهُ, (S, Msb,) He saw what was behind it. (O, Msb, K.) [Thus the former signifies He saw through it: and it is used in this sense both properly and tropically.] b2: Hence the saying to the seller of cloths, اِسْتَشِفَّ هٰذَا الثَّوْبَ, [which may be rendered Look thou through this garment, or piece of cloth; but is expl. as] meaning make thou this garment, or piece of cloth, single, [by unfolding it,] and raise it, or hold it up, in shade, in order that I may see whether it be close in texture or flimsy. (TA.) b3: استشفّ also signifies [agreeably with the explanation of استشفّ مَا وَرَآءَهُ mentioned above] (assumed tropical:) He distinguished a thing plainly, like as one distinguishes plainly a thing behind glass. (Har p. 244.) b4: And one says, كَتَبْتُ كِتَابًا فَاسْتَشَفَّهُ, meaning (assumed tropical:) [I wrote a letter, or writing, &c., and] he examined attentively what was in it. (TA.) A2: See also 8.

A3: And see 1, in two places.

A4: [Freytag mentions as a signification of استشفّ “ Desiderio alicujus rei implevit; ”

with الى before the object: but he names no authority for this; and I doubt its correctness.] R. Q. 1 شَفْشَفَهُ: see 1, latter part. b2: Also, accord. to IAar, (O, TA,) inf. n. شَفْشَفَةٌ, (K, TA,) It (heat, and cold,) dried it up; namely, a thing, (O, K, TA,) such as herbage, (O, TA,) &c. (TA.) And accord. to AA, الشَّفْشَفَةُ signifies The hoar-frost's burning [meaning blasting] the herbage of the earth: or the burning of a medicament that is sprinkled upon a wound: (O:) or it has the former of these two meanings, and signifies also the sprinkling of a medicament upon a wound. (K. [But I think that, for وَذَرُّ الدَّوَآءِ in the K, we should read وَذَرِّ الدَّوَآءِ, and thus reconcile the K in this case with the O: see, however, what next follows; which may be regarded either as confirming the reading in the K, or as having misled its author, in this instance.]) A2: الشَّفْشَفَةُ signifies also The sprinkling of urine and the like. (K.) You say, شَفْشَفَ بِبَوْلِهِ He sprinkled his urine. (O.) A3: Also The trembling, and the being confused (الاِخْتِلَاطُ), (O, K, TA,) resulting from intense jealousy. (TA. [See مُشَفْشَفٌ.]) b2: And شَفْشَفَ عَلَيْهِ He was solicitously affectionate, or pitiful or compassionate, towards him, (TA.) [See, again, مُشَفْشَفٌ.]) R. Q. 2 تَشَفْشَفَ, said of herbage, It began to dry up. (TA.) شَفٌّ A thin, fine, or delicate, garment or piece of cloth; (Az, S, Mgh, O, * Msb, K; *) as also ↓ شِفٌّ (Az, S, O, Msb, K) and ↓ شَفِيفٌ: (Msb:) you say ثَوْبٌ شَفٌّ (S, Mgh, Msb) and ↓ شِفٌّ (S, Msb) and ↓ شَفِيفٌ. (Msb:) [see also شَفَّافٌ:] and the garment, or piece of cloth, itself, is termed شَفٌّ and ↓ شِفٌّ: (Har p. 70:) [i. e. each of these words is also used as a subst.; and this is perhaps meant in the O and K: or] شَفٌّ signifies also a certain thin, fine, or delicate, veil or covering: or, accord. to Aboo-Nasr, a certain thin, fine, or delicate, veil or covering, of wool, through which one sees what is behind it: (S:) pl. شُفُوفٌ. (O, Msb, K.) Among the verses of “ the Book ” [of Sb, cited as exs. therein], is the following: لَلْبْسُ عَبَآءَةٍ وَتَقَرُّ عَيْنِى

أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ لُبْسِ الشُّفُوفِ [Verily the wearing of a woollen cloak, my eye being therewithal unheated by tears, is more pleasing to me than the wearing of thin, fine, or delicate, garments]. (O.) A2: See also شِفٌّ.

A3: شفّ [app. شَفٌّ] also signifies Pimples, or small pustules, that come forth and then go away. (Ibn-Buzurj, TA.) شِفٌّ: see شَفٌّ, in three places.

A2: Also, (S, Mgh, O, K,) and ↓ شَفٌّ, (L, K,) but the former is that which is well known, (L, TA,) and ↓ شَفِيفٌ, (TA,) Gain, or profit; increase obtained in traffic: and excess, surplus, or redundance: syn. رِبْحٌ [q. v.] : and فَضْلٌ; (S, Mgh, O, K;) and زِيَادَةٌ. (Mgh, TA.) Hence (Mgh) نَهَى عَنْ شِفِّ مَا لَم يُضْمَنْ, meaning [He (the Prophet, TA) forbade] the رِبْح [i. e. gain, or profit, of that for which one has not made himself responsible to the purchaser]. (O, Mgh.) And one says, لِهٰذَا عَلَى هٰذَا شِفّق [There is, or pertains, to this, an excess above this]. (Ksh in ii. 15.) And قَالَ قَوْلًا شِفًّا He said a saying that was a redundance. (TA.) b2: And A deficiency: thus having two contr. meanings. (ISk and S and O in explanation of the first word, K in explanation of the first and second words, and TA in explanation of all.) b3: Also, the first word, i. q. مَهْنَأٌ: one says to a person when regarding him with a wish for the like of a thing that he has attained, or that he possesses, without desiring that it should pass away from him, شِفٌّ لَكَ يَا فُلَانُ [May it be an unalloyed gratification to thee, O such a one]. (TA.) b4: And A thing that is little, or small, in quantity; mean, or paltry. (TA.) [See also شَفِيفٌ, last signification.]

شَفَفٌ: see شَفِيفٌ, last signification.

A2: Also i. q. خِفَّةٌ [Lightness, &c.]. (TA.) b2: And sometimes it signifies Evilness, or narrowness of the circumstances, (رِقَّة,) of one's state, or condition. (TA.) شُفَافٌ: see شُفَافَةٌ.

شَفِيفٌ: see شَفٌّ, in two places: A2: and see شِفٌّ.

A3: Also Cold, as a subst.; (ISk, S, O, Msb;) thus in the saying, وَجَدَ فِى أَسْنَانِهِ شَفِيفًا [He felt, or experienced, in his teeth, cold]; (S, O;) and so ↓ شَفَّانٌ: (ISk, Msb:) or, as some say, (O,) the hurting, or paining, (لَذْع, [in the CK لَدْغ,] of cold: (S, O, K:) and intense cold, with rain and wind; and شِفَافٌ is its pl.: (TA:) or intense cold [alone]: (Msb:) or a cold wind in which is moisture: (O:) and ↓ شَفَّانٌ signifies the cold of a wind in which is moisture: (S:) or شَفِيفٌ has this last signification; and ↓ شَفَّانٌ, the signification next preceding it: one says, لَهَا ↓ أَلْجَأَهُ شَفَّانٌ شَفِيفٌ A cold and moist wind, having [much] cold and moisture, made him to betake himself to a covert: (IDrd, IF, Msb:) or شَفِيفٌ signifies rain and hail: (O:) or so ↓ شَفَّانٌ; [or rain and cold: for برد is written in my original without any syll. sign;] wherefore some of the lawyers say that it is rain and more: (Msb:) or شَفِيفٌ signifies also rain in which is hail: (K, TA:) or rain in which is cold: (CK:) or a cold wind; (K;) as also ↓ شَفْشَافٌ: (O, K:) or this last signifies a wind of mild cold: (S, TA:) and ↓ شَفَّانٌ, cold and wind: (O, K:) one says, غَدَاةٌ ذَاتُ شَفَّانٍ a morning having cold and wind (S, * O, K) with moisture. (S.) b2: And Intense heat (IDrd, EsSarakustee, O, Msb, K) of the sun: (IDrd, O, K:) thus having two contr. significations. (K.) b3: And Pain in the stomach. (Aboo-Sa'eed, O.) A4: [Also Affected with pain: or with hurt, or grief. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.)]

A5: Also Small, or little, in number, quantity, or amount; and so ↓ شَفَفٌ. (O, K.) [See also شِفٌّ, last signification.]

شُفَافَةٌ A portion of water remaining in a vessel; (S, O, K;) and likewise, of milk: (TA:) or the last drop remaining in a vessel: (Ham p.

239:) IAth says that some of the later writers mention it as being with س. (TA.) Dhu-rRummeh uses the phrase الشَّفَا ↓ شُفَافَ, in a verse, as meaning In the remaining portion of the day. (O.) شَفَّافٌ Extremely [or very] thin or fine or delicate, so that a thing behind it is visible: (KL:) [translucent:] transparent: applied to a gem, or the like; and to a garment, or piece of cloth. (TA.) [See also شَفٌّ.]

شَفَّانٌ: see شَفِيفٌ, in six places.

شَفْشَافٌ A garment, or piece of cloth, not well or strongly or compactly [woven or] made. (O, K.) A2: See also شَفِيفٌ.

شَفَاشِفُ Vehement thirst. (O, K.) أَشَفُّ [a noun denoting excess]. It is said in a trad. of Ráfi', فَكَانَ الخَلْخَالُ أَشَفَّ مِنْهَا قَلِيلًا, meaning [And the anklet, or pair of anklets, was] more than they [in value or weight]; (syn. أَفْضَل and أَزْيَد;) i. e. more [in value or weight] than the dirhems. (Mgh.) And one says, فُلَانٌ أَشَفُّ مِنْ فُلَانٍ, meaning Such a one is a little greater, or older, (أَكْبَرُ قَلِيلًا,) than such a one. (TA.) مَشْفُوفٌ is said by Ibn-Buzurj to be like مَجْفُوفٌ [part. n. of جَفَّهُ; i. e. Collected; or collected together and taken away]. (TA.) مُشَفْشَفٌ (O, K) and ↓ مُشَفْشِفٌ, (K,) the latter on the authority of IAar, (TA,) Slender, shallow, or weak, in intellect, and evil in disposition. (O, K.) And [both words agreeably with different explanations of the verb] One in whom is, (K,) or, accord. to Saad, one who is as though there were in him, (O,) a trembling, and confusion, (O, K,) resulting from jealousy, (K,) or from vehement jealousy, (O,) and solicitous affection, or pity or compassion, for his حُرَم [or wives, or women under covert, and household, (in the CK his حَرَم,)] as though jealousy wasted his heart, and made him lank and lean: or evil in disposition, and very jealous: and ↓ the latter word, solicitously affectionate; or pitying, or compassionating. (TA.) مُشَفْشِفٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

أجج

أجج: الأجاج: المُرُّ، الشديد الملوحة.

أجج: الأَجِيجُ: تَلَهُّبُ النار. ابن سيده: الأَجَّةُ والأَجِيجُ صوت

النار؛ قال الشاعر:

أَصْرِفُ وَجْهي عن أَجِيج التَّنُّور،

كأَنَّ فِيه صوتَ فِيلٍ مَنْحُور

وأَجَّتِ النارُ تَئِجُّ وتَؤُجُّ أَجِيجاً إِذا سمعتَ صَوتَ لَهَبِها؛

قال:

كأَنَّ تَرَدُّدَ أَنفاسِهِ

أَجِيجُ ضِرامٍ، زفَتْهُ الشَّمَالْ

وكذلك ائْتَجَّتْ، على افْتَعَلَتْ، وتَأَجَّجَتْ، وقد أَجَّجَها

تَأْجيجاً.

وأَجِيجُ الكِيرِ: حفيفُ النار، والفعل كالفعل.

والأَجُوجُ: المضيءُ؛ عن أَبي عمرو، وأَنشد لأَبي ذؤَيب يصف برقاً:

يُضيءُ سَنَاهُ راتِقاً مُتَكَشِّفاً،

أَغَرَّ، كمصباح اليَهُودِ، أَجُوج

قال ابن بري: يصف سحاباً متتابعاً، والهاء في سناه تعود على السحاب،

وذلك أَن البرقة إِذا برقت انكشف السحاب، وراتقاً حال من الهاء في سناه؛

ورواه الأَصمعي، راتق متكشف، بالرفع، فجعل الراتق البرق. وفي حديث

الطُّفَيْلِ: طَرَفُ سَوْطه يَتَأَجَّجُ أَي يضيء، من أَجِيج النار

تَوَقُّدِها.وأَجَّجَ بينهم شَرًّا: أَوقده. وأَجَّةُ القوم وأَجِيجُهم: اخْتِلاطُ

كلامهم مع حَفيف مشيهم. وقولهم: القومُ في أَجَّة أَي في اختلاط؛ وقوله:

تَكَفُّحَ السَّمائِم الأَوَاجِج

إِنما أَراد الأَوَاجَّ، فاضطر، ففك الإِدغام.

أَبو عمرو: أَجَّج إِذا حمل على العدوّ، وجَأَجَ إِذا وقف جُبْناً،

وأَجَّ الظَّليمُ يَئِجُّ ويَؤُجُّ أَجّاً وأَجِيجاً: سُمع حَفيفُه في

عَدْوِه؛ قال يصف ناقة:

فرَاحَتْ، وأَطْرافُ الصُّوَى مُحْزَئِلَّةٌ،

تَئِجُّ كما أَجَّ الظَّليم المُفَزَّعُ

وأَجَّ الرَّجُلُ يَئِجُّ أَجِيجاً: صَوَّتَ؛ حكاه أَبو زيد، وأَنشد

لجميل:

تَئِجُّ أَجِيجَ الرَّحْلِ، لمَّا تَحَسَّرَتْ

مَناكِبُها، وابْتُزَّ عنها شَليلُها

وأَجَّ يَؤُجُّ أَجّاً: أَسرع؛ قال:

سَدَا بيدَيه ثم أَجَّ بسيره،

كأَجِّ الظَّليم من قَنِيصٍ وكالِب

التهذيب: أَجَّ في سيره يَؤُجُّ أَجّاً إِذا أَسرع وهرول؛ وأَنشد:

يَؤُجُّ كما أَنَّ الظَّليمُ المُنَفَّرُ

قال ابن بري: صوابه تؤُج بالتاء، لأَنه يصف ناقته؛ ورواه ابن دريد:

الظليم المُفَزَّعُ. وفي حديث خيبر: فلما أَصبح دعا عليّاً، فأَعطاه الراية،

فخرج بها يَؤُجُّ حتى ركَزَها تَحْتَ الحِصْنِ. الأَجُّ: الإِسراعُ

والهَرْوَلةُ.

والأَجِيجُ والأُجاجُ والائْتِجاجُ: شدَّةُ الحرِّ؛ قال ذو الرمة:

بأَجَّةٍ نَشَّ عنها الماءُ والرُّطَبُ

والأَجَّةُ: شدة الحرِّ وَتَوَهُّجه، والجمع إِجاجٌ، مثل جَفْنَةٍ

وجِفَانٍ؛ وائْتَجَّ الحَرُّ ائْتِجاجاً؛ قال رؤبة:

وحَرَّقَ الحَرُّ أُجاجاً شاعلاَ

ويقال: جاءت أَجَّةُ الصيف. وماءٌ أُجاجٌ أَي ملح؛ وقيل: مرٌّ؛ وقيل:

شديد المرارة؛ وقيل: الأُجاجُ الشديد الحرارة، وكذلك الجمع. قال الله عز

وجل: وهذا مِلْحٌ أُجاجٌ؛ وهو الشديد الملوحة والمرارة، مثل ماء البحر. وقد

أَجَّ الماءُ يَؤُجُّ أُجوجاً. وفي حديث علي، رضي الله عنه: وعَذْبُها

أُجاجٌ؛ الأُجاج، بالضم: الماءُ الملح، الشديد الملوحة؛ ومنه حديث

الأَحنف: نزلنا سَبِخَةً نَشَّاشَةً، طَرَفٌ لها بالفلاة، وطَرَفٌ لها بالبحر

الأُجاج.

وأَجِيجُ الماءِ: صوتُ انصبابه.

ويأْجُوجُ ومأْجُوجُ: قبليتان من خلف الله، جاءَت القراءَة فيهما بهمز

وغير همز. قال: وجاءَ في الحديث: أَن الخلق عشرة أَجزاء: تسعة منها

يأْجوجُ ومأْجوجُ، وهما اسمان أَعجميان، واشتقاقُ مثلهما من كلام العرب يخرج من

أَجَّتِ النارُ، ومن الماء الأُجاج، وهو الشديد الملوحة، المُحْرِقُ من

ملوحته؛ قال: ويكون التقدير في يأْجُوجَ يَفْعول، وفي مأْجوج مفعول،

كأَنه من أَجِيج النار.؛ قال: ويجوز أَن يكون يأْجوج فاعولاً، وكذلك مأْجوج؛

قال: وهذا لو كان الاسمان عربيين، لكان هذا اشتقاقَهما، فأَمَّا

الأَعْجَمِيَّةُ فلا تُشْتَقُّ من العربية؛ ومن لم يهمز، وجعل الأَلفين زائدتين

يقول: ياجوج من يَجَجْتُ، وماجوج من مَجَجْتُ، وهما غير مصروفين؛ قال

رؤبة:لو أَنَّ يَاجُوجَ ومَاجوجَ معا،

وعَادَ عادٌ، واسْتَجاشُوا تُبَّعا

ويَأْجِجُ، بالكسر: موضع؛ حكاه السيرافي عن أَصحاب الحديث، وحكاه سيبويه

يَأْجَجُ، بالفتح، وهو القياس، وهو مذكور في موضعه.

(أجج) : اليَأْجُوجُ: الذي يَؤجُّ هكذا وهكذا، قال الأحمَرُ بنُ شُجاعٍ الكَلْبِيُّ:
يَخْشَيْنَ منه عُرَامات وغَيْرَته ... وأَنَّه رَبِذُ التَّقْريبِ يَأْجُوجُ
[أجج] فيه: أنه صلى الله عليه وسلم أعطى الراية علياً رضي الله عنه فخرج "يأج" حتى ركزها تحت الحصن "الأج" الإسراع، وفيه: طرف سوطه يتأجج أي يضيء من أجيج النار توقدها، والأجاج بالضم الماء المالح الشديد الملوحة.
أ ج ج

أجج النار فتــأججــت وأجت، وللنار أجيج، واشتدت أجة المصيف. وتقول: هجير أجاج، للشمس فيه مجاج، وهو لعاب الشمس. وماء أجاج: يحرق بملوحته.

ومن المجاز: مرّ يؤج في سيره إذا كان له حفيف كحفيف اللهب، وقد أج أجة الظليم. وسمعت أجة القوم: حفيف مشيهم واضطرابهم.
أج ج: (الْأَجِيجُ) تَلَهُّبُ النَّارِ وَقَدْ (أَجَّتْ) تَؤُجُّ أَجِيجًا وَ (أَجَّجَهَا) غَيْرُهَا (فَتَأَجَّجَتْ) وَ (أْتَجَّتْ) وَمَاءٌ (أُجَاجٌ) أَيْ مِلْحٌ مُرٌّ وَقَدْ (أَجَّ) الْمَاءُ يَؤُجُّ (أُجُوجًا) بِالضَّمِّ، وَ (يَأْجُوجُ) وَ (مَأْجُوجُ) يُهْمَزُ وَيُلَيَّنُ. 
[أجج] الأجيج: تَلَهُّب النار. وقد أجت توج أجيجا. وأججتها فتأججت وائتجت أيضا، على افتعلت. والاجوج: المضئ، عن أبي عمرو. وأنشد لأبي ذُؤيب يصف برقا:

أَغَرُّ كمصباح اليهودِ أَجوجُ * وأجَّ الظليم يؤج أجّاً، أي عدا وله حفيف في عدوه. قال الشاعر:

يؤج كما أجَّ الظليمُ المُنَفَّرُ * وقولهم: القوم في أجَّةٍ، أي في اختلاط. والأَجَّةُ: شدة الحر وتوهُّجه، والجمع إجاج، مثل جفنة وجفان. تقول منه: ائتج النهار ائتجاجا. وماءٌ أُجاجٌ، أي مِلْحٌ مرّ. وقد أجَّ الماءُ يؤُجُّ أجوجا. قال الاخفش: من همز يأجوج ومأجوج ويجعل الالف من الاصل يقول يأجوج يفعول، ومأجوج مفعول، كأنه من أجيج النار. قال: ومن لا يهمز ويجعل الالفين زائدتين يقول ياجوج من يججت، وماجوج من مججت وهما غير مصروفين. قال رؤبة: لو أن ياجوج وماجوج معا * وعاد عاد واستجاشوا تبعا
(أجج) - قَولُه تَبارَك وتَعالى: {يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ} .
قيل: هما مشتقان من أَجَّةِ الحَرِّ، وهي شِدّته وتَوقُّده، ومنه أَجِيجُ النَّار: تَوقُّدها.
وهو في حديث الطُّفَيل: "طَرفُ سَوطِه يتأجَّج".
فعَلَى هذا يكون مهموزا.
والتَّقدِير في يَأْجوج (يَفْعول)، وفي مَأْجُوج (مَفْعُول)، فلهذا تَركَ هَمزتَهما، ذكر ذَلِك الأَزهرِىّ قال: ويجوز أن يكونا مفعولين وإنما لم يُصرفَا للتَّعريف والتَّأنِيث، لأنّهما اسمان لقَبِيلَتَين، وأَكثرهُم على أنهما اسمان أَعجَمِيّان، فلذلك لم يُهمزَا ولم يُصرَفا للعُجمة والتَّعريف.
وقال سَعِيدٌ الأَخفشُ: يَاجُوج من يَجَّ، ومَاجُوج من مَجَّ وقال قُطْرب: مَنْ لم يَهْمِز فَمَاجُوج: فَاعُول، مِثْل دَاوُد وجَارُود، ويكون من المَجّ، ويَاجُوج فاعول من يَجّ، ذَكَره في الكِتاب الكَبِير في القِراءَات والأَسْماءِ الأعجَمِية، ومثلها لا يُهمَز نَحْو: هَارُوت، ومَارُوت، وطَالُوت، وجَالُوت، وقَارُون.
قال قُطرْب: يجوز أَن يكون الأَصلُ الهَمزَ فخَفَّف إذا لم يُهمَز كسائر ما يُهمَز، وإن كانا أعجمِيَّين، فإن العرب تَلفِظ بالعجمية بألفاظ مختلفة، ويجوز أن يكونا من الأَجَّة، وهي الاخْتِلاط كما قال تعالى في صفتهم: {وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ} جاء في تفسيره: أي مُخْتَلِطين بعضهم في بعض، مُقْبِلين ومُدْبِرين حَيارَى.
ولَعلَّ يَجَّ الذي ذَكَره الأَخفَشُ وقُطرْب مُخَفَّف الهَمْز من أَجَّ, وإلاّ فإِن يَجَّ لا يُعرَف في كلام العرب لِقُربِ مَخرجَى الجِيمِ واليَاء.
وقال الجَبَّان: هما اسمان مُعرَّبان من يَغُوغَاء ومَغُوغَاء، ولعلَّهما من لسان التُّرك، والله تعالى أعلم.
(أج ج)

الأجَّة، والأجيج: صَوت لَهب النَّار، قَالَ:

أصرف وَجْهي عَن أجِيج التَّنور

كَأَن فِيهِ صوتَ فيلٍ منحورْ

وأجَّت النَّار تئجّ أجيجا: إِذا سَمِعت صَوت لهبها، قَالَ:

كأنَّ تردُّد أنفاسِه ... أجيجُ ضِرَام زَفَتْه الشَّمال

وَكَذَلِكَ: ائْتَجَّت؛ وتأجَّجت، وَقد أجَّجَها.

وأجِيجُ الْكِير: حفيف النَّار، وَالْفِعْل كالفعل.

وأجَّج بَينهم شراًّ: أوقده.

وأجَّةُ الْقَوْم، وأجِيجهم: اخْتِلَاط كَلَامهم مَعَ حفيف مشيهم، وَقَوله:

تَلَفُّحَ السمائم الأواجِج

إِنَّمَا أَرَادَ: الأواجَّ فاضطر ففك الْإِدْغَام.

وأجَّ الظليم يئجّ أجّاًّ، وأجيجا: سمع حفيفه فِي عدوه؛ قَالَ يصف نَاقَة:

فراحتْ وأطرافُ الصُّوَى محزئلَّة ... تئِجُّ كَمَا أجَّ الظَّلِيمُ المُفَزَّعُ

وأجّ الرَّحْلُ يئجّ أجيِجا: صَوت، حَكَاهُ أَبُو زيد، وَأنْشد لجميل:

تئجُّ أجِيج الرَّحْل لما تحسَّرت ... مَنَاكِبُها وابتُزَّ عَنْهَا شَلِيلُها

وأجّ يؤجّ أجاًّ: أسْرع، قَالَ:

سدا بيدَيْهِ ثمَّ أجّ بسَيره ... كأجّ الظلِيم من قَنِيصٍ وكالِب والأجِيج، والأُجَاج، والائتجاج: شدَّة الْحر.

وَمَاء أُجَاج: مِلْح.

وَقيل: مر.

وَقيل: شَدِيد المرارة.

وَقيل: الأُجاج: الشَّديد الْحَرَارَة، وَكَذَلِكَ: الْجمع.

وأجِيجُ المَاء: صَوت انصبابه.

ويأجُوج ومَأجوج: قبيلتان.

ويأجِج، بِالْكَسْرِ: مَوضِع، حَكَاهُ السيرافي عَن أَصْحَاب الحَدِيث، وَحَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ: يأجج، بِالْفَتْح، وَهُوَ الْقيَاس. وَسَيَأْتِي الرباعي.
أجج
أَجَّ1 أَجَجْتُ، يَؤُجّ، اؤجُج/ أُجَّ، أَجًّا وأَجيجًا، فهو أجوج
• أجَّتِ النارُ: تلهَّبت واضطرمت وتوقَّدت، وسُمع صوت لهيبها "أجَّت النيرانُ وامتدّ الحريقُ في الدار".
• أجَّ النَّهارُ: اشتدّ حرُّه. 

أجَّ2 أَجَجْتُ، يَؤُجّ، اؤجُجْ/ أُجَّ، أُجُوجًا وأُجُوجةً، فهو أُجاج، والمفعول مَأْجوج (للمتعدِّي)
• أجَّ الماءُ: اشتدَّت ملوحتُه " {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} ".
• أجَّ الماءَ: صيَّره شديد الملوحة. 

أجَّجَ يؤجِّج، تأجيجًا، فهو مُؤجِّج، والمفعول مُؤجَّج
• أجَّجْتُ النَّارَ: ألهبتُها وأشعلتها "أجَّج لهيبَ الذكرى".
• أجَّج الشَّرَّ بينهم: أثاره وأوقده "أجَّج العداوةَ/ الحقد/ الفتنة بينهم- أجّج ثورةً في الأقاليم".
• أجَّج الماءَ: أجَّهُ، صيَّره شديد الملوحة. 

تأجَّجَ يتأجَّج، تأجُّجًا، فهو مُتأجِّج
• تأجَّجتِ النَّارُ: مُطاوع أجَّجَ: اشتعلت، التهبت وتوقّدت "تأجَّج اللهب- تأجَّجتِ المشاعرُ" ° تأجَّج فلان غضبًا أو ذكاءً: ظهر عليه الغضب أو الذكاء بوضوح- شوق مُتأجِّج: مشتعل، حارٌّ شديد.
• تأجَّج الحَرُّ: اشتدّ. 

أُجاج [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أجَّ2.
• الأُجاج: (كم) ماءٌ أو محلول شديد الملوحة والمرارة. 

أجّ [مفرد]: مصدر أَجَّ1. 

أَجوج [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من أَجَّ1. 

أُجوج [مفرد]: مصدر أجَّ2. 

أُجوجة [مفرد]: مصدر أجَّ2. 

أَجيج [مفرد]:
1 - مصدر أَجَّ1.
2 - صوتُ التهاب النار.
3 - (كم) تفاعل كيميائيّ شديد يولِّد حرارة أو ضوءًا أو كليهما، ولكنّه لا يحدث بسرعة تكفي لإحداث انفجار. 
(أجج) النَّار ألهبها وَبينهمْ الشَّرّ أوقده وأثاره وَالْمَاء جعله أجاجا (مج)

خَلَلَ

(خَلَلَ)
فِيهِ «إِنِّي أبْرَأُ إِلَى كُلّ ذِي خُلَّةٍ مِنْ خُلَّتِهِ» الْخُلَّة بالضَّم: الصَّدَاقة والمَحَبَّة الَّتِي تَخَلَّلَتِ القَلْب فَصَارَتْ خِلَالَهُ: أَيْ فِي بَاطِنِهِ. والْخَلِيلُ: الصَّدِيق، فَعِيل بِمَعْنَى مُفاعِل، وَقَدْ يكُون بِمَعْنَى مَفْعول، وإنَّما قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّ خُلَّتَهُ كَانَتْ مَقْصُورَة عَلَى حُبّ اللَّهِ تَعَالَى، فَلَيْسَ فِيهَا لِغَيرِه مُتَّسَع وَلَا شَرِكَة مِنْ مَحابِّ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ. وَهَذِهِ حَال شَرِيفَة لَا يَنَالها أحدٌ بِكسْب واجْتِهاد، فإنَّ الطِّبَاع غالبَة، وإنَّما يَخُصُّ اللَّهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَاِده مِثْل سَيِّد الْمُرْسَلِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، ومَن جَعَل الخَلِيل مُشْتَقاًّ مِنَ الخَلَّة وَهِيَ الْحَاجَةُ والفَقْر، أَرَادَ إِنِّي أبْرَأ مِنَ الاعْتِماد والافْتِقار إِلَى أحَدٍ غَيْر اللَّهِ تَعَالَى. وَفِي رِوَايَةٍ «أبْرَأ إِلَى كُلّ خِلٍّ مِنْ خَلَّتِهِ» بِفَتْحِ الْخَاءِ وَبِكَسْرِهَا وهُما بمعْنى الخُلَّة والخَلِيل.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيلًا لاتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ» .
وَالْحَدِيثُ الْآخَرُ «الْمَرْءُ بِخَلِيلِهِ، أَوْ قَالَ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فلْيَنْظرِ امْرؤٌ مَنْ يُخَالِلْ» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذكْره فِي الْحَدِيثِ. وَقَدْ تُطْلَق الْخُلَّة عَلَى الخَلِيل، وَيسْتَوي فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، لِأَنَّهُ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. تَقُولُ خَلِيل بَيِّن الخُلَّة والخُلُولَة، ومنه قصيدُ كعب بن زهير:
ياَوَيْحَها خُلَّة لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ ... مَوْعُودَهَا أَوْ لَوَ انَّ النُّصْح مَقْبُولُ
وَمِنْهُ حَدِيثُ حُسْن العَهْد «فَيُهْديها فِي خُلَّتِهَا» أَيْ أهْل ودِّها وصَدَاقَتِها.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «فَيُفَرّقُها فِي خَلَائِلِهَا» جَمْع خَلِيلَةٍ.
(هـ) وَفِيهِ «اللَّهُم سَادَّ الخَلَّة» الخَلَّةُ بالفَتح: الحاجة والفَقْر: أي جَابِرَها.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ لِلْمَيِّتِ «اللَّهُم اسْدُد خَلَّتَهُ» وأصْلُها من التَّخَلُّلِ بين الشّيئين، وَهِيَ الفُرْجة والثُّلْمَة الَّتِي تَرَكَهَا بَعْدَهُ؛ مِنَ الْخَلَل الَّذِي أَبْقَاهُ فِي أُمُورِهِ.
(هـ) وَمِنْهُ حديث عامر بن ربيعة «فو الله ماعدا أَنْ فَقَدْنَاهَا اخْتَلَلْنَاها» أَيِ احْتَجْنا إِلَيْهَا فَطَلَبْناها.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «عَلَيْكُم بِالْعِلْمِ فَإِنَّ أحَدَكُم لَا يَدْري مَتَى يُخْتَلُّ إِلَيْهِ» أَيْ يُحتاج إِلَيْهِ.
وَفِيهِ «أَنَّهُ أُتِي بَفَصِيل مَخْلُولٍ أَوْ مَحْلول» : أَيْ مَهْزُول، وَهُوَ الَّذِي جُعل عَلَى أنْفِهِ خِلَالٌ لِئِلاَّ يرضَع أُمَّهُ فتُهْزل. وَقِيلَ الْمَخْلُولُ: السَّمِين ضِدَّ المَهْزول. والمهْزول إنِّما يُقَالُ لَهُ خَلٌّ ومُخْتَلٌّ، وَالْأَوَّلُ الوجْه. وَمِنْهُ يُقَالُ لِابْنِ المَخاض خَلٌّ لِأَنَّهُ دَقيق الجِسْم.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ «كَانَ لَهُ كسَاء فَدكِيُّ فإذَا ركِبَ خَلَّه عَلَيْهِ» أَيْ جَمَع بَيْنَ طَرَفيْه بِخِلَال مِنْ عُود أَوْ حَديد.
وَمِنْهُ: خَلَلْتُهُ بالرُّمْح إِذَا طَعَنْتَه بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ بَدْرٍ وقَتلِ أميَّةَ بْنِ خَلَف «فَتَخَلَّلُوه بالسُّيوف مِنْ تحْتي» أَيْ قَتَلُوه بِهَا طَعنا حَيْثُ لَمْ يقْدِروا أَنْ يَضْربوه بِهَا ضَرْباً.
(س) وَفِيهِ «التَّخَلُّلُ مِنَ السُّنَّة» هُوَ اسْتعمال الخِلَال لِإِخْرَاجِ مَا بَيْنَ الْأَسْنَانِ مِنَ الطَّعام.
والتَّخَلُّلُ أَيْضًا والتَّخْلِيلُ: تَفْرِيقُ شَعَر اللِّحْية وَأَصَابِعِ اليديْن والرِّجلين فِي الْوُضُوءِ. وَأَصْلُهُ مِنْ إِدْخَالِ الشَّيء فِي خِلَال الشَّيْءِ، وَهُوَ وسْطُهُ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «رَحِم اللَّه الْمُتَخَلِّلِين مِنْ اْمَّتي فِي الْوُضُوءِ وَالطَّعَامِ» .
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «خَلِّلُوا بَيْنَ الأصَاَبِع لَا يُخَلِّلُ اللَّه بينَها بالنَّار» .
وَفِيهِ «إنَّ اللَّه يُبْغِضُ البليغَ مِنَ الرِّجال الَّذِي يَتَخَلَّلُ الْكَلَامَ بلسَانه كَمَا تَتَخَلَّلُ البَاقِرة الكَلأَ بِلِسَانها» هُوَ الَّذِي يَتَشَدَّق فِي الْكَلَامِ ويُفَخّم بِهِ لسَانه ويَلُفُّه كَمَا تَلُفُّ الْبَقَرَةُ الْكَلَأَ بِلِسَانِهَا لفَّا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الدَّجّال «يَخْرُجُ مِنْ خَلَّة بَيْن الشَّام والعِرَاق» أَيْ فِي طَرِيق بينهما. وَقِيلَ للطَّريق والسَّبِيل خَلَّةٌ؛ لِأَنَّهُ خَلَّ مَا بَيْن البَلَدين: أَيْ أخَذ مَخِيط مَا بَيْنَهُما. وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، مِنَ الحُلُول: أَيْ سَمْتَ ذلك وقُبَالَتَه.
(س) وَفِي حَدِيثِ المِقْدام «مَا هَذَا بِأَوَّلِ مَا أَخْلَلْتُمْ بِي» أَيْ أوْهَنْتُموني وَلَمْ تُعِينُوني.
والْخَلَل في الأمر والحَرْب كالوَهْنِ والفسَاد.
(س) وَفِي حَدِيثِ سِنان بْنِ سَلَمَةَ «إِنَّا نَلْتَقِطُ الْخِلَال» يَعْني البُسْر أَوَّلَ إدْرَاكِه، واحِدَتُها خَلَالَة بِالْفَتْحِ.

حَلَبُ

حَلَبُ:
بالتحريك: مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات طيبة الهواء صحيحة الأديم والماء، وهي قصبة جند قنّسرين في أيامنا هذه، والحلب في اللغة: مصدر قولك حلبت أحلب حلبا وهربت هربا وطربت طربا، والحلب أيضا: اللبن الحليب، يقال: حلبنا وشربنا لبنا حليبا وحلبا، والحلب من الجباية مثل الصدقة ونحوها، قال الزّجّاجي: سمّيت حلب لأن إبراهيم، عليه السلام، كان يحلب فيها غنمه في الجمعات ويتصدّق به فيقول الفقراء حلب حلب، فسمي به، قلت أنا: وهذا فيه نظر لأن إبراهيم، عليه السلام، وأهل الشام في أيامه لم يكونوا عربا إنما العربية في ولد ابنه إسماعيل، عليه السلام، وقحطان، على أن إبراهيم في قلعة حلب مقامين يزاران إلى الآن، فإن كان لهذه اللفظة، أعني حلب، أصل في العبرانية أو السريانية لجاز ذلك لأن كثيرا من كلامهم يشبه كلام العرب لا يفارقه إلا بعجمة يسيرة كقولهم كهنّم في جهنم، وقال قوم: إن حلب وحمص وبرذعة كانوا إخوة من بني عمليق فبنى كلّ واحد منهم مدينة فسمّيت به، وهم بنو مهر بن حيص بن جان بن مكنّف، وقال الشرقي: عمليق بن يلمع بن عائذ ابن اسليخ بن لوذ بن سام، وقال غيره: عمليق بن لوذ بن سام، وكانت العرب تسميه غريبا وتقول في مثل: من يطع غريبا يمس غريبا، يعنون عمليق ابن لوذ، ويقال: إن لهم بقية في العرب لأنهم كانوا قد اختلطوا بهم، ومنهم الزّبّاء، فعلى هذا يصحّ أن يكون أهل هذه المدينة كانوا يتكلمون بالعربية فيقولون حلب إذا حلب إبراهيم، عليه السلام.
قال بطليموس: طول مدينة حلب تسع وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس وعشرون دقيقة، داخلة في الإقليم الرابع، طالعها العقرب، وبيت حياتها إحدى وعشرون درجة من القوس، لها شركة في النسر الطائر تحت إحدى عشرة درجة من السرطان، وخمس وثلاثون دقيقة، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، قال أبو عون في زيجه: طول حلب ثلاث وستون درجة، وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلث، وهي في الإقليم الرابع، وذكر أبو نصر يحيى بن جرير الطبيب التكريتي النصراني في كتاب ألّفه أن سلوقوس الموصلي ملك خمسا وأربعين سنة، وأول ملكه كان في سنة ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسع وخمسين لآدم، عليه السلام، قال:
وفي سنة تسع وخمسين من مملكته، وهي سنة أربعة آلاف وثماني عشرة لآدم، ملك طوسا المسمّاة سميرم مع أبيها وهو الذي بنى حلب بعد دولة الإسكندر وموته باثنتي عشرة سنة، وقال في موضع آخر:
كان الملك على سوريا وبابل والبلاد العليا سلوقوس نيقطور، وهو سريانيّ، وملك في السنة الثالثة عشرة لبطليموس بن لاغوس بعد ممات الإسكندر، وفي السنة الثالثة عشرة من مملكته بنى سلوقوس اللاذقية وسلوقية وأفامية وباروّا وهي حلب واداسا وهي الرّها وكمل بناء أنطاكية، وكان بناها قبله، يعني أنطاكية، انطيقوس في السنة السادسة من موت الإسكندر، وذكر آخرون في سبب عمارة حلب أن العماليق لما استولوا على البلاد الشامية وتقاسموها بينهم استوطن ملوكهم مدينة عمّان ومدينة أريحا الغور ودعاهم الناس الجبارين، وكانت قنّسرين مدينة عامرة ولم يكن يومئذ اسمها قنّسرين وإنما كان اسمها صوبا، وكان هذا الجبل المعروف الآن بسمعان
يعرف بجبل بني صنم، وبنو صنم كانوا يعبدونه في موضع يعرف اليوم بكفرنبو، والعمائر الموجودة في هذا الجبل إلى اليوم هي آثار المقيمين في جوار هذا الصنم، وقيل: إن بلعام بن باعور البالسي إنما بعثه الله إلى عبّاد هذا الصنم لينهاهم عن عبادته، وقد جاء ذكر هذا الصنم في بعض كتب بني إسرائيل، وأمر الله بعض أنبيائهم بكسره، ولما ملك بلقورس الأثوري الموصل وقصبتها يومئذ نينوى كان المستولي على خطّة قنسرين حلب بن المهر أحد بني الجان بن مكنّف من العماليق، فاختط مدينة سمّيت به، وكان ذلك على مضي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعين سنة لآدم، وكانت مدة ملك بلقورس هذا ثلاثين عاما، وكان بناها بعد ورود إبراهيم، عليه السلام، إلى الديار الشامية بخمسمائة وتسع وأربعين سنة لأن إبراهيم ابتلي بما ابتلي به من نمرود زمانه، واسمه راميس، وهو الرابع من ملوك أثورا، ومدة ملكه تسع وثلاثون سنة، ومدة ما بينه وبين آدم، عليه السلام، ثلاثة آلاف وأربعمائة وثلاث عشرة سنة، وفي السنة الرابعة والعشرين من ملكه ابتلي به إبراهيم فهرب منه مع عشيرته إلى ناحية حرّان ثم انتقل إلى جبل البيت المقدس، وكانت عمارتها بعد خروج موسى، عليه السلام، من مصر ببني إسرائيل إلى التيه وغرق فرعون بمائة وعشرة أعوام، وكان أكبر الأسباب في عمارتها ما حل بالعماليق في البلاد الشامية من خلفاء موسى، وذلك أن يوشع بن نون، عليه السلام، لما خلف موسى قاتل أريحا الغور وافتتحها وسبى وأحرق وأخرب ثم افتتح بعد ذلك مدينة عمّان، وارتفع العماليق عن تلك الديار إلى أرض صوبا، وهي قنّسرين، وبنوا حلب وجعلوها حصنا لأنفسهم وأموالهم ثم اختطوا بعد ذلك العواصم، ولم يزل الجبارون مستولين عليها متحصّنين بعواصمها إلى أن بعث الله داود، عليه السلام، فانتزعهم عنها.
وقرأت في رسالة كتبها ابن بطلان المتطبّب إلى هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي في نحو سنة 440 في دولة بني مرداس فقال: دخلنا من الرّصافة إلى حلب في أربع مراحل، وحلب بلد مسوّر بحجر أبيض وفيه ستة أبواب وفي جانب السور قلعة في أعلاها مسجد وكنيستان وفي إحداهما كان المذبح الذي قرّب عليه إبراهيم، عليه السلام، وفي أسفل القلعة مغارة كان يخبئ بها غنمه، وكان إذا حلبها أضاف الناس بلبنها، فكانوا يقولون حلب أم لا؟
ويسأل بعضهم بعضا عن ذلك، فسميت لذلك حلبا، وفي البلد جامع وست بيع وبيمارستان صغير، والفقهاء يفتون على مذهب الإمامية، وشرب أهل البلد من صهاريج فيه مملوءة بماء المطر، وعلى بابه نهر يعرف بقويق يمد في الشتاء وينضب في الصيف، وفي وسط البلد دار علوة صاحبة البحتري، وهو بلد قليل الفواكه والبقول والنبيذ إلا ما يأتيه من بلاد الروم، وفيها من الشعراء جماعة، منهم: شاعر يعرف بأبي الفتح بن أبي حصينة، ومن جملة شعره قوله:
ولما التقينا للوداع، ودمعها ... ودمعي يفيضان الصبابة والوجدا
بكت لؤلؤا رطبا، ففاضت مدامعي ... عقيقا، فصار الكل في نحرها عقدا
وفيها كاتب نصراني له في قطعة في الخمر أظنه صاعد بن شمّامة:
خافت صوارم أيدي المازجين لها، ... فألبست جسمها درعا من الحبب
وفيها حدث يعرف بأبي محمد بن سنان قد ناهز العشرين وعلا في الشعر طبقة المحنّكين، فمن قوله:
إذا هجوتكم لم أخش صولتكم، ... وإن مدحت فكيف الريّ باللهب
فحين لم ألق لا خوفا ولا طمعا ... رغبت في الهجو، إشفاقا من الكذب
وفيها شاعر يعرف بأبي العباس يكنى بأبي المشكور، مليح الشعر سريع الجواب حلو الشمائل، له في المجون بضاعة قوية وفي الخلاعة يد باسطة، وله أبيات إلى والده:
يا أبا العباس والفضل! ... أبا العباس تكنى
أنت مع أمّي، بلا شكّ، ... تحاكي الكركدنّا
أنبتت، في كل مجرى ... شعرة في الرأس، قرنا
فأجابه أبوه:
أنت أولى بأبي المذمو ... م بين الناس تكنى
ليت لي بنتا، ولا أنت، ... ولو بنت يحنّا
بنت يحنّا: مغنية بأنطاكية تحنّ إلى القرباء وتضيف الغرباء مشهورة بالعهر، قال: ومن عجائب حلب أن في قيسارية البزّ عشرين. دكانا للوكلاء يبيعون فيها كل يوم متاعا قدره عشرون ألف دينار مستمرّ ذلك منذ عشرين سنة وإلى الآن، وما في حلب موضع خراب أصلا، وخرجنا من حلب طالبين أنطاكية، وبينها وبين حلب يوم وليلة، آخر ما ذكر ابن بطلان.
وقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل، وفيه صندوق به قطعة من رأس يحيى بن زكرياء، عليه السلام، ظهرت سنة 435، وعند باب الجنان مشهد علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، رؤي فيه في النوم، وداخل باب العراق مسجد غوث فيه حجر عليه كتابة زعموا أنه خطّ علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وفي غربي البلد في سفح جبل جوشن قبر المحسن بن الحسين يزعمون أنه سقط لما جيء بالسّبي من العراق ليحمل إلى دمشق أو طفل كان معهم بحلب فدفن هنالك، وبالقرب منه مشهد مليح العمارة تعصّب الحلبيّون وبنوه أحكم بناء وأنفقوا عليه أموالا، يزعمون أنهم رأوا عليّا، رضي الله عنه، في المنام في ذلك المكان، وفي قبلي الجبل جبّانة واحدة يسمونها المقام، بها مقام لإبراهيم، عليه السلام، وبظاهر باب اليهود حجر على الطريق ينذر له ويصبّ عليه ماء الورد والطيب ويشترك المسلمون واليهود والنصارى في زيارته، يقال إن تحته قبر بعض الأنبياء.
وأما المسافات فمنها إلى قنّسرين يوم وإلى المعرّة يومان وإلى أنطاكية ثلاثة أيام وإلى الرّقّة أربعة أيام وإلى الأثارب يوم وإلى توزين يوم وإلى منبج يومان وإلى بالس يومان وإلى خناصرة يومان وإلى حماة ثلاثة أيام وإلى حمص أربعة أيام وإلى حرّان خمسة أيام وإلى اللاذقية ثلاثة أيام وإلى جبلة ثلاثة أيام وإلى طرابلس أربعة أيام وإلى دمشق تسعة أيام، قال المؤلف، رحمة الله عليه: وشاهدت من حلب وأعمالها ما استدللت به على أن الله تعالى خصّها بالبركة وفضّلها على جميع البلاد، فمن ذلك أنه يزرع في أراضيها القطن والسمسم والبطيخ والخيار والدخن والكروم والذرة والمشمش والتين والتفاح عذيا لا يسقى إلا بماء المطر ويجيء مع ذلك رخصا
غضّا رويّا يفوق ما يسقى بالمياه والسيح في جميع البلاد، وهذا لم أره فيما طوّفت من البلاد في غير أرضها، ومن ذلك أن مسافة ما بيد مالكها في أيامنا هذه، وهو الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر يوسف بن أيوب ومدبّر دولته والقائم بجميع أموره شهاب الدين طغرل، وهو خادم روميّ زاهد متعبّد، حسن العدل والرأفة برعيته، لا نظير له في أيامه في جميع أقطار الأرض، حاشا الإمام المستنصر بالله أبي جعفر المنصور بن الظاهر ابن الناصر لدين الله، فإن كرمه وعدله ورأفته قد تجاوزت الحدّ فالله بكرمه يرحم رعيتهما بطول بقائمها، من المشرق إلى المغرب مسيرة خمسة أيام، ومن الجنوب إلى الشمال مثل ذلك، وفيها ثمانمائة ونيف وعشرون قرية ملك لأهلها ليس للسلطان فيها إلا مقاطعات يسيرة، ونحو مائتين ونيف قرية مشتركة بين الرعية والسلطان، وقفني الوزير الصاحب القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن إبراهيم الشيباني القفطي، أدام الله تعالى أيامه وختم بالصالحات أعماله، وهو يومئذ وزير صاحبها ومدبر دواوينها، على الجريدة بذلك وأسماء القرى وأسماء ملّاكها، وهي بعد ذلك تقوم برزق خمسة آلاف فارس مراخي الغلة موسع عليهم، قال لي الوزير الأكرم، أدام الله تعالى علوّه: لو لم يقع إسراف في خواصّ الأمراء وجماعة من أعيان المفاريد لقامت بأرزاق سبعة آلاف فارس لأن فيها من الطواشية المفاريد ما يزيد على ألف فارس يحصل للواحد منهم في العام من عشرة آلاف درهم إلى خمسة عشر ألف درهم، ويمكن أن يستخدم من فضلات خواصّ الأمراء ألف فارس، وفي أعمالها إحدى وعشرون قلعة، يقام بذخائرها وأرزاق مستحفظيها خارجا عن جميع ما ذكرناه، وهو جملة أخرى كثيرة، ثم يرتفع بعد ذلك كله من فضلات الإقطاعات الخاصة بالسلطان من سائر الجبايات إلى قلعتها عنبا وحبوبا ما يقارب في كل يوم عشرة آلاف درهم، وقد ارتفع إليها في العام الماضي، وهو سنة 625، من جهة واحدة، وهي دار الزكاة التي يجبى فيها العشور من الأفرنج والزكاة من المسلمين وحق البيع، سبعمائة ألف درهم، وهذا مع العدل الكامل والرفق الشامل بحيث لا يرى فيها متظلّم ولا متهضّم ولا مهتضم، وهذا من بركة العدل وحسن النية.
وأما فتحها فذكر البلاذري أن أبا عبيدة رحل إلى حلب وعلى مقدمته عياض بن غنم الفهري، وكان أبوه يسمّى عبد غنم، فلما أسلم عياض كره أن يقال له ابن عبد غنم فقال: أنا عياض بن غنم، فوجد أهلها قد تحصنوا، فنزل عليها فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأولادهم وسور مدينتهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها، فأعطوا ذلك واستثنى عليهم موضع المسجد، وكان الذي صالحهم عياض، فأنفذ أبو عبيدة صلحه، وقيل: بل صالحوا على حقن دمائهم وأن يقاسموا أنصاف منازلهم وكنائسهم، وقيل: إن أبا عبيدة لم يصادف بحلب أحدا لأن أهلها انتقلوا إلى أنطاكية وأنهم إنما صالحوا على مدينتهم بها ثم رجعوا إليها.
وأما قلعتها فبها يضرب المثل في الحسن والحصانة لأن مدينة حلب في وطاء من الأرض وفي وسط ذلك الوطإ جبل عال مدوّر صحيح التدوير مهندم بتراب صح به تدويره، والقلعة مبنيّة في رأسه، ولها خندق عظيم وصل بحفره إلى الماء، وفي وسط هذه القلعة مصانع تصل إلى الماء المعين، وفيها جامع وميدان وبساتين ودور كثيرة، وكان الملك الظاهر غازي بن
صلاح الدين يوسف بن أيوب قد اعتنى بها بهمّته العالية فعمّرها بعمارة عادية وحفر خندقها وبنى رصيفها بالحجارة المهندمة فجاءت عجبا للناظرين إليها، لكن المنية حالت بينه وبين تتمّتها، ولها في أيامنا هذه سبعة أبواب: باب الأربعين، وباب اليهود، وكان الملك الظاهر قد جدّد عمارته وسمّاه باب النصر، وباب الجنان، وباب أنطاكية، وباب قنّسرين، وباب العراق، وباب السرّ، وما زال فيها على قديم الزمان وحديثه أدباء وشعراء، ولأهلها عناية بإصلاح أنفسهم وتثمير الأموال، فقلّ ما ترى من نشئها من لم يتقيل أخلاق آبائه في مثل ذلك، فلذلك فيها بيوتات قديمة معروفة بالثّروة ويتوارثونها ويحافظون على حفظ قديمهم بخلاف سائر البلدان، وقد أكثر الشعراء من ذكرها ووصفها والحنين إليها، وأنا أقتنع من ذلك بقصيدة لأبي بكر محمد بن الحسن بن مرّار الصّنوبري وقد أجاد فيها ووصف متنزهاتها وقراها القريبة منها فقال:
احبسا العيس احبساها، ... وسلا الدار سلاها
واسألا أين ظباء ال ... دّار أم أين مهاها
أين قطّان محاهم ... ريب دهر ومحاها
صمّت الدار عن السا ... ئل، لا صمّ صداها
بليت بعدهم الدا ... ر، وأبلاني بلاها
آية شطّت نوى الإظ ... عان، لا شطّت نواها
من بدور من دجاها، ... وشموس من ضحاها
ليس ينهى النفس ناه ... ما أطاعت من عصاها
بأبي من عرسها وسخ ... طي، ومن عرسي رضاها
دمية إن جلّيت كا ... نت حلى الحسن حلاها
دمية ألقت إليها ... راية الحسن دماها
دمية تسقيك عينا ... ها، كما تسقي مداها
أعطيت لونا من الور ... د، وزيدت وجنتاها
حبّذا الباءات باءت، ... وقويق ورباها
بانقوساها بها با ... هي المباهي، حين باهى
وبباصفرا وبابل ... لا ربا مثلي وتاها
لا قلى صحراء نافر ... قلّ شوقي، لا قلاها [1]
لا سلا أجبال باسل ... لين قلبي، لا سلاها
وبباسلّين فليب ... غ ركابي من بغاها
وإلى باشقلّيشا ... ذو التناهي يتناهى [1] قوله: نافر، بسكون الراء، هكذا في الأصل.
وبعاذين، فواها ... لبعاذين، وواها
بين نهر وقناة ... قد تلته وتلاها
ومجاري برك، يجلو ... همومي مجتلاها
ورياض تلتقي آ ... مالنا في ملتقاها
زاد أعلاها علوّا ... جوشنا لمّا علاها
وازدهت برج أبي الحا ... رث حسنا وازدهاها
واطّبت مستشرف الحص ... ن، اشتياقا، واطّباها
وأرى المنية فازت ... كلّ نفس بمناها
إذ هواي العوجان السا ... لب النفس هواها
ومقيلي بركة التّل ... ل وسيبات رحاها
بركة تربتها الكا ... فوز، والدّرّ حصاها
كم غراني طربي حي ... تانها لما غراها
إذ تلى مطبّخ الحي ... تان منها مشتواها
بمروج اللهو ألقت ... عير لذّاتي عصاها
وبمغنى الكامليّ اس ... تكملت نفسي مناها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن غيثا، وغراها
كلأ الراموسة الحس ... ناء ربي، وكلاها
وجزى الجنّات بالسّع ... دى بنعمى، وجزاها
وفدى البستان من فا ... رس صبّ وفداها
وغرت ذا الجوهريّ ال ... مزن، محلولــا عراها
واذكرا دار السّليما ... نيّة اليوم، اذكراها
حيث عجنا نحوها العي ... س تبارى في براها
وصفا العافية المو ... سومة الوصف صفاها
فهي في معنى اسمها حذ ... وبحذو، وكفاها
وصلا سطحي وأحوا ... ضي، خليليّ، صلاها
وردا ساحة صهري ... جي على سوق رداها
وامزجا الراح بماء ... منه، أو لا تمزجاها
حلب بدر دجّى، أن ... جمها الزّهر قراها
حبّذا جامعها الجا ... مع للنفس تقاها
موطن مرسي دور ألب ... رّ بمرساة حباها [1]
شهوات الطرف فيه، ... فوق ما كان اشتهاها
قبلة كرّمها الل ... هـ بنور، وحباها
ورآها ذهبا في ... لازورد من رآها
ومراقي منبر، أع ... ظم شيء مرتقاها
وذرى مئذنة، طا ... لت ذرى النجم ذراها
والنّواريّة ما لا ... ترياه لسواها
قصعة ما عدت الكع ... ب، ولا الكعب عداها
أبدا، يستقبل السّح ... ب بسحب من حشاها
فهي تسقي الغيث إن لم ... يسقها، أو إن سقاها
كنفتها قبّة يض ... حك عنها كنفاها
قبّة أبدع بانى ... ها بناء، إذ بناها
ضاهت الوشي نقوشا، ... فحكته وحكاها
لو رآها مبتني قب ... بة كسرى ما ابتناها
فبذا الجامع سرو ... يتباهى من تباهي
جنّبا السارية الخض ... راء منه، جنّباها
قبلة المستشرف الأع ... لى، إذا قابلتماها
حيث يأتي خلفه الآ ... داب منها من أتاها
من رجالات حبّى لم ... يحلل الجهل حباها
من رآهم من سفيه ... باع بالعلم السفاها
وعلى ذاك سرور ال ... نفس منّي وأساها
شجو نفسي باب قنّس ... رين، وهنا، وشجاها
حدث أبكي التي في ... هـ، ومثلي من بكاها
أنا أحمي حلبا دا ... را، وأحمي من حماها
أيّ حسن ما حوته ... حلب، أو ما حواها
سروها الداني، كما تد ... نو فتاة من فتاها
آسها الثاني القدود ال ... هيف، لمّا أن ثناها [1] هذا البيت مختل الوزن ولعل فيه تصحيفا.
نخلها زيتونها، أو ... لا فأرطاها عصاها
قبجها درّاجها، أو ... فحباراها قطاها
ضحكت دبسيّتاها، ... وبكت قمريّتاها
بين أفنان، تناجي ... طائريها طائراها
تدرجاها حبرجاها ... صلصلاها بلبلاها
ربّ ملقي الرّحل منها، ... حيث تلقى بيعتاها
طيّرت عنه الكرى طا ... ئرة، طار كراها
ودّ، إذ فاه بشجو، ... أنه قبّل فاها
صبّة تندب صبّا، ... قد شجته وشجاها
زيّنت، حتى انتهت ... في زينة في منتهاها
فهي مرجان شواها، ... لازورد دفّتاها
وهي تبر منتهاها، ... فضّة قرطمتاها
قلّدت بالجزع، لمّا ... قلّدت، سالفتاها
حلب أكرم مأوى، ... وكريم من أواها
بسط الغيث عليها ... بسط نور، ما طواها
وكساها حللا، أب ... دع فيها إذ كساها
حللا لحمتها السّو ... سن، والورد سداها
إجن خيرياتها بال ... لحظ، لا تحرم جناها
وعيون النرجس المن ... هلّ، كالدمع نداها
وخدودا من شقيق، ... كاللظى الحمر لظاها
وثنايا أقحوانا ... ت، سنا الدّرّ سناها
ضاع آذريونها، إذ ... ضاء، من تبر، ثراها
وطلى الطّلّ خزاما ... ها بمسك، إذ طلاها
وانتشى النّيلوفر الشّو ... ق قلوبا، واقتضاها
بحواش قد حشاها ... كلّ طيب، إذ حشاها
وبأوساط على حذ ... والزنابير حذاها
فاخري، يا حلب، المد ... ن يزد جاهك جاها
إنه إن لم تك المد ... ن رخاخا، كنت شاها
وقال كشاجم:
أرتك ندى الغيث آثارها، ... وأخرجت الأرض أزهارها
وما أمتعت جارها بلدة ... كما أمتعت حلب جارها
هي الخلد يجمع ما تشتهي، ... فزرها، فطوبى لمن زارها!
وكفر حلب: من قرى حلب. وحلب الساجور:
في نواحي حلب، ذكرها في نواحي الفتوح، قال:
وأتى أبو عبيدة بن الجرّاح، رضي الله عنه، حلب الساجور بعد فتح حلب وقدم عياض بن غنم إلى منبج.
وحلب أيضا: محلّة كبيرة في شارع القاهرة بينها وبين الفسطاط، رأيتها غير مرّة.

بلور

[بلور] فيه: الأعور "البلورة" من عينه ناتئة.
ب ل و ر : الْبَلُّورُ حَجَرٌ مَعْرُوفٌ وَأَحْسَنُهُ مَا يُجْلَبُ مِنْ جَزَائِرِ الزَّنْجِ وَفِيهِ لُغَتَانِ كَسْرُ الْبَاءِ مَعَ فَتْحِ اللَّامِ مِثْلُ: سِنَّوْرٍ وَفَتْحُ الْبَاءِ مَعَ ضَمِّ اللَّامِ وَهِيَ مُشَدَّدَةٌ فِيهِمَا مِثْلُ: تَنُّورٍ. 

بلور



بِلَّوْرٌ (M, Msb, K) and بَلُّورٌ (Msb, K) and بِلَوْرٌ, (K,) or the last only, (IAar, T,) [a coll. gen. n., signifying Crystal;] the kind of stone called مَهًا, (M,) which shines by reason of its whiteness and clearness; (TA in art. مهو;) a well-known kind of stone, the best of which is brought from the islands of the Zinj (الزِّنْج); (Msb;) a well-known kind of precious stone, (K, TA,) white and transparent: (TA:) [Golius says, but I know not on what authority, if on any better ground than the resemblance of the name, “Græc.

βήρυλλος, beryllus, lapidis genus: de quo vide Plin. xxxvii. 5: aut potius, quo illum lapidem adulterari idem scribit, crystallum: ”] n. un. with ة: (M:) some say that it is a kind of glass [or factitious crystal; what we term crystal-glass; and to this the word is commonly applied in the present day; though still also applied to rock-crystal]. (TA.)
بلور
بلورَ يبلور، بَلْوَرَةً، فهو مُبلوِر، والمفعول مُبلوَر
• بلور الحجرَ ونحوَه: جعله بلّورات "بلْور سُكّرًا/ ملْحًا".
• بلور الأفكارَ ونحوَها: استخلصها ونفى عنها الغموض، أوضَحها وحدَّدها "بلْور الموقف- بلور رئيس الجلسة آراء المجتمعين في مقترحات محدَّدة". 

تبلورَ يتبلور، تبلورًا، فهو مُتبلوِر
• تبلور الحجرُ ونحوُه: مُطاوع بلورَ: صار مثل البَلُّور في الشّكل أو في الصّفاء.
• تبلورتِ الأفكارُ ونحوُها: اتّضحت، اتّخذتَ شكلاً محدّدًا واضحَ المعالم "تبلور الموقفُ/ الموضوعُ/ الوضعُ الاقتصاديّ/ الاتِّجاهُ السياسيّ- تبلورت ذكريات/ خطة/ أفكار- تبلورت في شِعْره أفكارُ أُمَّته". 

بَلُّور/ بِلَّوْر [مفرد]:
1 - حجر أبيض شفّاف "صخور بلّوريَّة" ° تلاصق بلّوريّ: بلّور معقَّد التركيب، ناتج من اتّحاد عدَّة بلّورات موجَّهة بطريقةٍ مختلفة.
2 - نوع من الزُّجاج نقيّ صافٍ ° عدسة بلّوريَّة: عدسة العين.
3 - حلية من حلى النساء. 

بِلّوْرانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بَلُّور/ بِلَّوْر: على غير قياس. 

بَلُّوريّات/ بِلَّوْريّات [جمع]: مف بَلُّوريَّة/ بِلَّوْريَّة:
1 - آنية، أشياء بلّوريّة.
2 - (فز) علم يبحث في تكوين البلّور وانتظام جزيئاته في أشكال هندسيَّة. 

بَلْوَرة [مفرد]: مصدر بلورَ ° بلورة متزامنة: كون أجسام متشاكلة تتبلور معًا في بلّور واحد متجانس، بنسب ما- دراسة البلورة: علم تكوين البلّورات- علم البلورة: علم يتناول بالبحث الأشكال البلوريّة. 

تبلْوُر [مفرد]:
1 - مصدر تبلورَ.
2 - (كم) عمليّة تتحوّل بها مادّة ما من حالتها المنصهرة أو الغازيّة أو من محلولــها المشبع إلى بلّورات.
• تبلْوُر تجزيئيّ: (كم) تكرار بَلْوَرة المادّة من المذيب لفصلها عن غيرها من الموادّ وللحصول عليها في حالة نقية. 

البُرْنُوفُ

(البُرْنُوفُ، كعُصْفورٍ: نباتٌ م كثيرٌ بِمِصْرَ، مَسْحُ عُصارتِه في مَحْلولِ النِيلَنْجِ على مَفَاصِلِ الصِّبْيانِ نافِعٌ من صَرَعٍ يَعْرِضُ لهم جِدّاً، وكذا سَقْيُ دِرْهَمٍ بِلَبَنِ أُمِّه، وشَمُّ ورقِهِ نافعٌ للزُّكامِ، وسُدَدِ الدِماغِ، وأمْغاصِ الأطْفالِ من الرياحِ الباردة، وقَطْعِ سَيَلانِ لُعَابِهِم) .

علم السحر

علم السحر
هو: علم يستفاد منه حصول ملكة نفسانية يقتدر بها على أفعال غريبة بأشياء خفية قاله في كشاف اصطلاحات الفنون.
وفي كشف الظنون: هو ما خفي سببه وصعب استنابطه لأكثر العقول.
وحقيقته: كل ما سحر العقول وانقادت إليه النفوس بخدعة وتعجب واستحسان فتميل إلى إصغاء الأقوال والأفعال الصادرة عن الساحر.
فعلى هذا التقدير هو: علم باحث عن معرفة الأحوال الفلكية وأوضاع الكواكب وعن ارتباط كل منها مع الأمور الأرضية من المواليد الثلاثة على وجه خاص ليظهر من ذلك الارتباط والامتزاج عللها وأسبابها وتركيب الساحر في أوقات المناسبة من الأوضاع الفلكية والأنظار الكوكبية بعض المواليد ببعض فيظهر ما جل أثره وخفي سببه من أوضاع عجيبة وأفعال غريبة تحيرت فيها العقول وعجزت عن حل خفاها أفكار الفحول.
أما منفعة هذا: العلم فالاحتراز عن عمله لأنه محرم شرعا إلا أن يكون لدفع ساحر يدعي النبوة فعند ذلك يفترض وجود شخص قادر لدفعه بالعمل ولذلك قال بعض العلماء:
إن تعلم السحر فرض كفاية وإباحة الأكثرون دون عمله إلا إذا تعين لدفع المتنبي.
واختلف الحكماء في طرق السحر:
فطريق الهند: بتصفية النفس وطريق النبط: بعمل العزائم في بعض الأوقات المناسبة.
وطريق اليونان: بتسخير روحانية الأفلاك والكواكب.
وطريق العبرانيين والقبط والعرب: بذكر بعض الأسماء المجهولة المعاني فكأنه قسم من العزائم زعموا أنهم سخروا الملائكة القاهرة للجن. فمن الكتب المؤلفة في هذا الفن: الإيضاح للأندلسي والبساطين لاستخدام الأنس وأرواح الجن والشياطين وبغية الناشد ومطلب القاصد على طريقة العبرانيين والجمهرة أيضا ورسائل أرسطو إلى الإسكندر وغاية الحكيم للمجريطي وكتاب طيماؤس وكتاب الوقوفات للكواكب على طريقة اليونانيين وكتاب سحر النبط لابن وحشية وكتاب العمي على طريقة العبرانيين ومرآة المعاني في إدراك العالم الإنساني على طريقة الهند انتهى ما في كشف الظنون
وفي تاريخ ابن خلدون علم السحر والطلسمات هو: علم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر إما بغير معين أو بمعين من الأمور السماوية والأول هو: السحر والثاني: هو الطلسمات.
ولما كانت هذه العلوم مهجورة عند الشرائع لما فيها من الضرر ولما يشترط فيها من الوجهة إلى غير الله من كوكب أو غيره كانت كتبها كالمفقود بين الناس إلا ما وجد في كتب الأمم الأقدمين فيما قبل نبوة موسى عليه السلام مثل: النبط والكلدانيين فإن جميع من تقدمه من الأنبياء لم يشرعوا الشرائع ولا جاؤوا بالأحكام إنما كانت كتبهم مواعظ توحيد الله وتذكير بالجنة والنار وكانت هذه العلوم في أهل بابل من السريانيين والكلدانيين وفي أهل مصر من القبط وغيرهم وكان لهم فيها التأليف والآثار ولم يترجم لنا من كتبهم فيها إلا القليل مثل:
الفلاحة النبطية من أوضاع أهل بابل فأخذ الناس منها هذا العلم وتفننوا فيه ووضعت بعد ذلك الأوضاع مثل: مصاحف الكواكب السبعة وكتاب طمطم الهندي في صور الدرج والكواكب وغيرهم.
ثم ظهر بالمشرق جابر بن حيان كبير السحرة في هذه الملة فتصفح كتب القوم واستخرج الصناعة وغاص على زبدتها واستخرجها ووضع فيها غيرها من التآليف وأكثر الكلام فيها وفي صناعة السيمياء لأنها من توابعها لأن إحالة الأجسام النوعية من صورة إلى أخرى إنما يكون بالقوة النفسية لا بالصناعة العملية فهو من قبيل السحر ثم جاء مسلمة بن أحمد المجريطي إمام أهل الأندلس في التعاليم والسحريات فلخص جميع تلك الكتب وهذبها وجمع طرقها في كتابه الذي سماه غاية الحكيم ولم يكتب أحد في هذا العلم بعده ولنقدم هنا مقدمة يتبين بها حقيقة السحر وذلك أن النفوس البشرية وإن كانت واحدة بالنوع فهي مختلفة بالخواص وهي أصناف كل صنف مختص بخاصية واحدة بالنوع لا توجد في الصنف الآخر وصارت تلك الخواص فطرة وجبلة لصنفها.
فنفوس الأنبياء عليهم السلام لها خاصية تستعد بها للمعرفة الربانية ومخاطبة الملائكة عليهم السلام عن الله - سبحانه وتعالى - كما مر وما يتبع ذلك من التأثير في الأكوان واستجلاب روحانية الكواكب للتصرف فيها والتأثير بقوة نفسانية أو شيطانية.
فأما تأثير الأنبياء فمدد إلهي وخاصية ربانية ونفوس الكهنة لها خاصية الاطلاع على المغيبات بقوى شيطانية وهكذا كل صنف مختص بخاصية لا توجد في الآخر.
والنفوس الساحرة على مراتب ثلاثة يأتي شرحها:
فأولها: المؤثرة بالهمة فقط من غير إله ولا معين وهذا هو الذي تسميه الفلاسفة: السحر.
والثاني: بمعين من مزاج الأفلاك أو العناصر أو خواص الأعداد ويسمونه: الطلسمات وهو أضعف رتبة من الأول. والثالث: تأثير في القوى المتخيلة يعمد صاحب هذا التأثير إلى القوى المتخيلة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقي فيها أنواعا من الخيالات والمحاكات وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحسن من الرائين بقوة نفسه المؤثرة فيه فينظر الراؤون كأنها في الخارج وليس هناك شيء من ذلك كما يحكي عن بعضهم أنه يرى البساتين والأنهار والقصور وليس هناك شيء من ذلك ويسمى هذا عند الفلاسفة: الشعوذة أو الشعبذة هذا تفصيل مراتبه.
ثم هذه الخاصية تكون في الساحرة بالقوة شأن القوى البشرية كلها وإنما تخرج إلى الفعل بالرياضة ورياضة السحر كلها إنما تكون بالتوجه إلى الأفلاك والكواكب والعوالم العلوية والشياطين بأنواع التعظيم والعبادة والخضوع والتذلل فهي لذلك وجهه إلى غير الله وسجود له والوجهة إلى غير الله كفر فلهذا كان السحر كفرا والكفر من مواده وأسبابه كما رأيت ولهذا اختلف الفقهاء في قتل الساحر هل هو لكفره السابق على فعله أو لتصرفه بالإفساد وما ينشأ عنه من الفساد في الأكوان والكل حاصل منه.
ولما كانت المرتبتان الأوليان من السحر لهما حقيقة في الخارج والمرتبة الأخيرة الثالثة لا حقيقة لها اختلف العلماء في السحر هل هو حقيقة أو إنما هو تخييل؟
فالقائلون بأن له حقيقة: نظروا إلى المرتبتين الأوليين.
والقائلون بأن لا حقيقة له: نظروا إلى المرتبة الثالثة الأخيرة فليس بينهم اختلاف في نفس الأمر بل إنما جاء من قبل اشتباه هذه المراتب والله أعلم.
واعلم أن وجود السحر لا مرية فيه بين العقلاء من أجل التأثير الذي ذكرناه وقد نطق به القرآن قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} .
وسحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله وجعل سحره في مشط ومشاقة وجف طلعة ودفن في بئر ذروان فأنزل الله عز وجل عليه في المعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} .
قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرأ على عقدة من تلك العقد التي سحر فيها إلا انحلت.
وأما وجود السحر في أهل بابل وهم الكلدانيون من النبط والسريانيون فكثير ونطق به القرآن وجاءت به الأخبار
وكان للسحر في بابل ومصر زمان بعثه موسى عليه السلام أسواق نافقة ولهذا كانت معجزة موسى من جنس ما يدعون ويتناغون فيه وبقي من آثار ذلك في البرابي بصعيد مصر شواهد دالة على ذلك ورأينا بالعيان من يصور صورة الشخص المسحور بخواص أشياء مقابلة لما نواه وحلوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من أسماء وصفات في التأليف والتفريق
ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها مقام الشخص المسحور عينا أو معنى ثم ينفث من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارا للعزيمة ولتلك البنية والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما يحاوله الساحر.
وشاهدنا أيضا من المنتحلين للسحر عمله من يشير إلى كساء أو جلد ويتكلم عليه في سره فإذا هو مقطوع مترف ويشير إلى بطون الغنم كذلك في مراعيها بالبعج فإذا أمعاؤها ساقطة من بطونها إلى الأرض.
وسمعنا أن بأرض الهند لهذا العهد من يشير إلى إنسان فيتحتت قلبه ويقع ميتا وينقب عن قلبه فلا يوجد في حشاه ويشير إلى الرمانة وتفتح فلا يوجد من حبوبها شيء.
وكذلك سمعنا أن بأرض السودان وأرض الترك من يسحر السحاب فيمطر الأرض المخصوصة.
وكذلك رأينا من عمل الطلسمات عجائب في الأعداد المتحابة وهي رك رف د أحد العددين مائتان وعشرون والآخر مائتان وأربعة وثمانون.
ومعنى المتحابة: أن أجزاء كل واحد التي فيه من نصف وثلث وربع وسدس وخمس وأمثالها إذا جمع كان مساويا للعدد الآخر صاحبه فيسمى لأجل ذلك: المتحابة.
ونقل أصحاب الطلسمات: أن لتلك الأعداد أثرا في الإلفة بين المتحابين واجتماعهما إذا وضع لهما مثالان أحدهما بطالع الزهرة وهي في بيتها أو شرفها ناظرة إلى القمر نظر مودة وقبول ويجعل طالع الثاني سابع الأول ويضع على أحد التمثالين أحد العددين والآخر على الآخر ويقصد بالأكثر الذي يراد ائتلافه أعني المحبوب ما أدري الأكثر كمية أو الأكثر أجزاء فيكون لذلك من التأليف العظيم بين المتحابين ما لا يكاد ينفك أحدهما عن الآخر قاله صاحب الغاية وغيره من أئمة هذا الشأن وشهدت له التجربة.
وكذا طابع الأسد ويسمى أيضا: طابع الحصى وهو أن يرسم في قالب هذا الطابع صورة أسد شائلا ذنبه عاضا على حصاة قد قسمها بنصفين وبين يديه صورة حية منسابة من رجليه إلى قبالة وجهه فاغرة فاها إلى فيه وعلى ظهره صورة عقرب تدب ويتحين برسمه حلول الشمس بالوجه الأول أو الثالث من الأسد بشرط صلاح النيرين وسلامتهما من النحوس فإذا وجد ذلك وعثر عليه طبع في ذلك الوقت في مقدار المثقال فما دونه من الذهب وغمس بعد في الزعفران محلولــا بماء الورد ورفع في خرقة حرير صفراء فإنهم يزعمون أن لممسكه من العز على السلاطين في مباشرتهم وخدمتهم وتسخيرهم له ما لا يعبر عنه وكذلك السلاطين فيه من القوة والعز على من تحت أيديهم ذكر ذلك أيضا أهل هذا الشأن في الغاية وغيرها وشهدت له التجرية.
وكذلك وفق المسدس المختص بالشمس ذكروا أنه يوضع عند حلول الشمس في شرفها وسلامتها من النحوس وسلامة القمر بطالع ملوكي يعتبر فيه نظر صاحب العاشر لصاحب الطالع نظر مودة وقبول ويصلح فيه ما يكون في مواليد الملوك من الأدلة الشريفة ويرفع خرقة حرير صفراء بعد أن يغمس في الطيب فزعموا أنه له أثرا في صحابة الملوك وخدمتهم ومعاشرتهم وأمثال ذلك كثيرة.
وكتاب الغاية لمسلمة بن أحمد المجريطي هو مدون هذه الصناعة وفيه استيفاؤها وكمال مسائلها. وذكر لنا1 أن الإمام الفخر بن الخطيب وضع كتابا في ذلك وسماه: بالسر المكتوم وإنه بالمشرق يتداوله أهله ونحن لم نقف عليه والإمام لم يكن من أئمة هذا الشأن فيما نظن ولعل الأمر بخلاف ذلك وبالمغرب صنف من هؤلاء المنتحلين لهذه الأعمال السحرية يعرفون بالبعاجين وهم الذين ذكرت أولا أنهم يشيرون إلى الكساء أو الجلد فيتخرق ويشيرون إلى بطون الغنم بالبعج فتنبعج ويسمى أحدهم لهذا العهد باسم: البعاج لأن أكثر ما ينتحل من السحر بعج الأنعام يرتب بذلك أهلها ليعطوه من فضلها وهم متسترون بذلك في الغاية خوفا على أنفسهم من الحكام لقيت منهم جماعة وشاهدت من أفعالهم هذه بذلك وأخبروني أن لهم وجهة ورياضة خاصة بدعوات كفرية وإشراك روحانيات الجن والكواكب سطرت فيها صحيفة عندهم تسمى الخزيرية يتدارسونها وإن بهذه الرياضة والوجهة يصلون إلى حصول هذه الأفعال لهم وإن التأثير الذي لهم إنما هو فيما سوى الإنسان الحر من المتاع والحيوان والرقيق يعبرون عن ذلك بقولهم: إنما انفعل فيما تمشي فيه الدراهم أي: ما يملك ويباع ويشترى من سائر الممتلكات هذا ما زعموه وسألت بعضهم فأخبرني به.
وأما أفعالهم فظاهرة موجودة وقفنا على الكثير منها وعاينتها من غير ريبة في ذلك هذا شأن السحر والطلسمات وآثارهما في العالم
فأما الفلاسفة ففرقوا بين السحر والطلسمات بعد أن أثبتوا أنهما جميعا أثر للنفس الإنسانية واستدلوا على وجود الأثر للنفس الإنسانية بأن لها آثارا في بدنها على غير المجرى الطبعي وأسبابه الجسمانية بل آثار عارضة من كيفيات الأرواح تارة كالسخونة الحادثة عن الفرح والسرور من جهة التصورات النفسانية أخرى كالذي يقع من قبل التوهم فإن الماشي على حرف حائط أو على حبل منتصب إذا قوي عنده توهم السقوط سقط بلا شك ولهذا تجد كثيرا من الناس يعودون أنفسهم ذلك حتى يذهب عنهم هذا الوهم فتجدهم يمشون على حرف الحائط والحبل المنتصب ولا يخافون السقوط فثبت أن ذلك من آثار النفس الإنسانية وتصورها للسقوط من أجل الوهم وإذا كان ذلك أثرا للنفس في بدنها من غير الأسباب الجسمانية الطبيعية فجائز أن يكون لها مثل هذا الأثر في غير بدنها إذ نسبتها إلى الأبدان في ذلك النوع من التأثير واحدة لأنها غير حالة في البدن ولا منطبعة فيه فثبت أنها مؤثرة في سائر الأجسام.
وأما التفرقة عندهم بين السحر والطلسمات فهو: أن السحر لا يحتاج الساحر فيه إلى معين وصاحب الطلسمات يستعين بروحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر كما يقوله المنجمون.
ويقولون: السحر اتحاد روح بروح. والطلسم: اتحاد روح بجسم.
ومعناه عندهم: ربط الطبائع العلوية السماوية بالطبائع السفلية.
والطبائع العلوية هي: روحانيات الكواكب ولذلك يستعين صاحبه في غالب الأمر بالنجامة.
والساحر عندهم: غير مكتسب لسحره بل هو مفطور عندهم على تلك الجبلة المختصة بذلك النوع من التأثير.
والفرق عندهم بين المعجزة والسحر أن المعجزة إلهية تبعث في النفس ذلك التأثير فهو مؤيد بروح الله على فعله ذلك والساحر إنما يفعل ذلك من عند نفسه وبقوته النفسانية وبإمداد الشياطين في بعض الأحوال.
فبينهما الفرق في المعقولية والحقيقة والذات في نفس الأمر وإنما نستدل نحن على التفرقة بالعلامات الظاهرة وهي: وجود المعجزة لصاحب الخير وفي مقاصد الخير وللنفوس المتمحضة للخير والتحدي بها على دعوى النبوة والسحر إنما يوجد لصاحب الشر وفي أفعال الشر في الغالب من التفريق بين الزوجين وضرر الأعداء وأمثال ذلك وللنفوس المتمحضة للشر
هذا هو الفرق بينهما عند الحكماء الإلهيين وقد يوجد لبعض المتصوفة وأصحاب الكرامات تأثير أيضا في أحوال العالم وليس معدودا من جنس السحر وإنما هو بالإمداد الإلهي لأن طريقتهم ونحلتهم من آثار النبوة وتوابعها ولهم في المدد الإلهي حظ على قدر حالهم وإيمانهم وتمسكهم بكلمة الله وإذا اقتدر أحد منهم على أفعال الشر فلا يأتيها لأنه متقيد فيما يأتيه ويذره للأمر الإلهي فما لا يقع لهم فيه الإذن لا يأتونه بوجه ومن أتاه منهم فقد عدل عن طريق الحق وربما سلب حاله.
ولما كانت المعجزة بإمداد روح الله والقوى الإلهية فلذلك لا يعارضها شيء من السحر وانظر شأن سحرة فرعون مع موسى في معجزة العصا كيف تلقفت ما كانوا يأفكون وذهب سحرهم واضمحل كأن لم يكن وكذلك لما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - في المعوذتين {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لا يقرؤها على عقدة من العقد التي سحر فيها إلا انحلت فالسحر لا يثبت مع اسم الله وذكره.
وقد نقل المؤرخون أن زركش كاويان وهي راية كسرى كان فيه الوفق المئيني العددي منسوجا بالذهب في أوضاع فلكية رصدت لذلك الوفق ووجدت الراية يوم قتل رستم بالقادسية واقعة على الأرض بعد انهزام أهل فارس وشتاتهم وهو الطلسمات والأوفاق مخصوص بالغلب في الحروب وإن الراية التي يكون فيها أو معها لا تنهزم أصلا إلا أن هذه عارضها المدد الإلهي من إيمان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتمسكهم بكلمة الله فانحل معها كل عقد سحري ولم يثبت وبطل ما كانوا يعملون.
وأما الشريعة فلم تفرق بين السحر والطلسمات وجعلتهما بابا واحدا محظورا لأن الأفعال إنما أباح لنا الشارع منها ما يهمنا في ديننا الذي فيه صلاح آخرتنا أو في معاشنا الذي فيه صلاح دنيانا وما لا يهمنا في شيء منهما فإن كان فيه ضرر ونوع ضرر كالسحر الحاصل ضرره بالوقوع يلحق به الطلسمات لأن أثرهما واحد وكالنجامة التي فيها نوع ضرر باعتقاد التأثير فتفسد العقيدة الإيمانية برد الأمور إلى غير الله تعالى فيكون حينئذ ذلك الفعل محظورا على نسبته في الضرر وإن لم يكن مهما علينا ولا فيه ضرر فلا أقل من أن تركه قربة إلى الله فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه فجعلت الشريعة باب السحر والطلسمات والشعوذة بابا واحدا لما فيها من الضرر وخصته بالحظر والتحريم.
وأما الفرق عندهم بين المعجزة والسحر: فالذي ذكره المتكلمون أنه راجع إلى التحدي وهو دعوى وقوعها على وفق ما ادعاه قالوا: والساحر مصروف عن مثل هذا التحدي فلا يقع منه وقوع المعجزة على وفق دعوى الكاذب غير مقدور لأن دلالة المعجزة على الصدق عقلية لأن صفة نفسها التصديق فلو وقعت مع الكذب لاستحال الصادق كاذبا وهو محال فإذا لا تقع المعجزة مع الكاذب بإطلاق.
وأما الحكماء: فالفرق بينهما عندهم كما ذكرناه فرق ما بين الخير والشر في نهاية الطرفين فالساحر لا يصدر منه الخير ولا يستعمل في أسباب الخير وصاحب المعجزة لا يصدر منه الشر ولا يستعمل في أسباب الشر فكأنهما على طرفي النقيض في أصل فطرتهم والله يهدي من يشاء وهو القوي العزيز لا رب سواه.
ومن قبيل هذه التأثيرات النفسانية الإصابة بالعين وهو تأثير من نفس المعيان عندما يستحسن بعينه مدركا من الذوات أو الأحوال ويفرط في استحسانه وينشأ عن ذلك الاستحسان حينئذ أنه يروم معه سلب ذلك الشيء عمن اتصف به فيؤثر فساده وهو جبلة فطرية أعني هذه الإصابة بالعين.
والفرق بينها وبين التأثيرات وإن كان منها ما لا يكتسب أن صدورها راجع إلى اختيار فاعلها والفطري منها قوة صدروها لا نفس صدروها ولهذا قالوا: القاتل بالسحر أو بالكرامة يقتل والقاتل بالعين لا يقتل وما ذلك إلا لأنه ليس مما يريده ويقصده أو يتركه وإنما هو مجبور في صدوره عنه والله أعلم بما في الغيوب ومطلع على ما في السرائر انتهى كلام ابن خلدون ومن عينه نقلت هنا وفي كل موضع من هذا الكتاب والله تعالى الموفق للحق والصواب.

يود

(يود)
الدَّوَاء وَنَحْوه أَدخل اليود فِي تركيبه (مج)
يود
يُود [مفرد]:
1 - (كم) عنصر لا فِلِزّيّ صُلْب، لونه بنفسجيّ داكن، له بريق، يتحوّل إلى بخار عند تسخينه وينْحَلّ في الكُحُول ويُستعمل في تطهير الجروح، وفي التصوير الشمْسيّ.
 2 - (كم) مادّة هالوجينيّة لامعة رماديَّة سوداء آكلة وسامّة ذات نظائر إشعاعيَّة، تستخدم كعنصر استشفافيّ وفي تشخيص وعلاج أمراض الغدّة الدرقيَّة، لها مركّبات تستخدم كمبيدات للجراثيم ومطهِّرات وصبغات.
• صبغة اليُود: (كم) صبغة من اليود المذاب في الكحول الإثيليّ وتستخدم كمطهِّر للجروح. 

يودات [مفرد]: (كم) ملح الحامض اليُوديّ. 

يودوفور [مفرد]: (كم) مادّة تتألّف من اليود وعامل مذيب تحرِّر اليود غير المتّحد في محلول

يودوفورم [مفرد]: (كم) مركّب يوديّ مصفر يستخدم كمطهِّر. 

يوديد [مفرد]: (كم) مركب كيميائيّ شقّه الحامضيّ اليود.
• يوديد البوتاسيوم: (كم) مركّب يستخدم في التصوير الفوتوغرافيّ وفي صنع الأدوية وكعامل للتحليل.
• يوديد الفضَّة: (كم) مركّب حسّاس للضوء يستخدم كطبقة حسّاسة في التصوير الفوتوغرافيّ وفي الطبّ كمطهر. 

يُوديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يُود.
2 - محتوٍ على يود أو خاصّ به "ماء يوديّ".
• الحمض اليوديّ: (كم) مسحوق بلَّوريّ أبيض أو شفَّاف يستخدم كمطهِّر ومزيل للرَّائحة. 

نِلْتُهُ

نِلْتُهُ أنِيلُهُ وأنالُهُ نَيْلاً ونالاً ونالَةً: أصَبْتُهُ.
وأنَلْتُهُ إياهُ وأنَلْتُ له ونِلْتُهُ.
والنَّيْلُ والنائِلُ: ما نِلْتَه، وما أصابَ منه نَيْلاً ولا نَيْلَةً ولا نُولَةً، بالضم.
ونالَةُ الدارِ: قاعَتُها.
والنِّيلُ، بالكسر: نَهْرُ مِصْرَ،
وة بالكُوفةِ، وأُخْرَى بِيَزْدَ،
ود بينَ بَغْدادَ وواسِطَ، ونَباتُ العِظْلِمِ، ونَباتٌ آخَرُ ذو ساقٍ صُلْبٍ وشُعَبٍ دِقاقٍ وورَقٍ صِغارٍ مُرَصَّفَةٍ من جانِبَيْنِ. ومن العِظْلمِ يُتَّخَذُ النيلَجُ، بأن يُغْسَلَ ورَقُه بالماءِ الحارِّ، فَيَجْلُو مَا عليه من الزُّرْقَةِ، ويُتْرَكَ الماءُ فَيَرْسُبَ النيلَجُ أسْفَلَهُ كالطينِ، فَيُصَبَّ الماءُ عنه ويُجَفَّفَ. وهو مُبَرِّدٌ يَمْنَعُ جميعَ الأوْرامِ في الابتِداءِ. وإذا شُرِبَ منه أربعُ شَعِيراتٍ مَحْلولــاً بماءٍ، سَكَّنَ هَيجَانَ الأوْرامِ والدَّمِ، وأذْهَبَ العِشْقَ قَبْلَ تَمَكُّنِه، ويَجْلو الكَلَفَ والبَهَقَ، ويَقْطَعُ دَمَ الطَّمْثِ، ويَنْفَعُ داءَ الثَّعْلَبِ وحَرْقَ النارِ. وشرْبُ دِرْهَمٍ من الهِنْدِيِّ في أُوقِيَّةِ وَرْدٍ مُرَبًّى يُذْهِبُ الوَحْشَةَ والغَمَّ والخَفَقَانَ. ومحمدُ بنُ نِيلٍ الفِهْرِيُّ، وأبو النِّيلِ الشاميُّ، وقد يُفْتحانِ: محدِّثانِ.
ونالَ من عِرْضِه: سَبَّهُ.
ونُيال، بالضم: ع.

ورنش

ورنش
ورنشَ يورنش، ورنشةً، فهو مُورنِش، والمفعول مُورنَش
• ورنش حذاءَه: دهنه، طلاه بالورنيش. 

وَرْنيش [مفرد]: محلول مادَّة راتينجيَّة أو زيت جَفوف، في سائل طيَّار كالكحول وزيت التَّربنتينا وغيرهما، يُستعمل في الدِّهان "ورنيش الأرضية- اشترى ورنيشًا لحذائه الجديد". 

الزنجار

(الزنجار) صدأ النّحاس (مَعَ)
الزنجار: معرف الزنكار وَهُوَ عَمَلي يصنع من النّحاس والنوشادر والخل وَمَاء الليمون.
ف (54) : 
الزنجار: مُعرب الزنكار وَهُوَ عَمَلي يصنع من النّحاس والنوشادر والخل وَمَاء الليمون وَله طرق اذْكُرْهَا بِالْفَارِسِيَّةِ لعُمُوم النَّفْع، اجلب طاسا من برادة النّحاس وَأَرْبَعَة طاسات من من عصير زهر الليمون وطاسا وَاحِدَة من النوشادر الْأَبْيَض، وَيجب أَن تكون برادة النّحاس فِي إِنَاء من النّحاس غير مَدْخُول بالرصاص، ثمَّ يراق عَلَيْهِ عصير زهر الليمون وَأما النوشادر فَيقسم إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام، يُضَاف إِلَى الْمَخْلُوط قسم كل يَوْم على التوالي بعْدهَا يُحَرك المزيج جيدا حَتَّى لَا يلتصق، هَكَذَا عدَّة ثَلَاثَة أَيَّام، بعد ذَلِك يتْرك لثَلَاثَة أَيَّام بعْدهَا يُعَاد حلّه ثمَّ يتْرك حَتَّى يجِف، وَإِذا أردنَا اسْتِعْمَاله فِيمَا بعد فنضيف عَلَيْهِ عصير الليمون وَيسْتَعْمل.
طَريقَة أُخْرَى: إِنَاء من برادة النّحاس وَخَمْسَة إناءات من عصير الليمون والنوشادر يعادل الْجَمِيع، يوضع عصير الليمون فِي وعَاء من النّحاس غير مَدْخُول بِرَصَاصٍ، ثمَّ فِي الْمنزل تَحت الأَرْض لمُدَّة ثَلَاثَة أشهر بعْدهَا يسْتَخْرج ويفرش على حَصِير من سعف النّخل وَيُوضَع فِي الظل غير رطب، فَإِذا كَانَ الــمحلول غير خامر، فيعاد إِلَى حفظه مُدَّة شهر آخر.
طَرِيق آخر يوضع إِنَاء من برادة النّحاس وَمَا يعادله من النوشادر ويخلطان ثمَّ يدْفن الْمَخْلُوط فِي أَرض ندية ورطبة لمُدَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا، طَريقَة الزنجار، وَهُوَ لطيف وشديد الخضرة، اجلب إِنَاء من برادة النّحاس فِي ثَلَاثَة أواني، ضع اثْنَيْنِ مِنْهَا فِي وعَاء من النّحاس وأقفل فَتحته بإحكام وَأدْخلهُ فِي تنور حَتَّى يسخن وَأخرجه بعد يَوْم وَاحِد.

برنف

برنف
) الْبُرْنُوفُ، كصَعْفُوقٍ أَهْمَلَهُ الجماعَةُ، ثمَّ وَزْنُهُ بصَعْفُوقٍ مَعَ كَوْنِهِ نَادِراً نَادِرٌ: نَبَاتٌ م مَعْرُوفٌ كَثيرٌ بمِصْرَ ينْبُتُ عَلَى حُرُوفِ التُّرَعِ والجُسُورِ، وَفِي الأرْضِ السَّهْلَةِ، لَا فَرْقَ بَيْنَه وَبَين الطيون إلاّ نُعُومَةُ أَوْرَاقِه، وعدُم الدِبْقِ فِيهِ، وَفِي رائِحتِه لُطْفٌ، وهوَ الشاه بابك بالفارسيَّةِ، وَله خَواصُّ، قَالُوا: مَسْحُ عُصَارَتِهِ فِي مَحْلُولِ النِّيلَنْجِ عَلَى مَفاصِلِ الصِّبْيانِ نافِعٌ مِن صَرَعٍ يَعْرِض لَهُم جِداً، وَكَذَا سَقْىُ دِرْهَمٍ مِنْهُ بِلَبَنِ أُمِّهِ يفْعَلُ ذلِك وشَمُّ وَرَقِهِ نَافِعٌ للزُّكَام وسُدَدِ الدِّماغِ، وأَمْغَاصِ الأَطْفَالِ مِن الرِّياحِ الْبَارِدَةِ، وقَطْعِ سَيَلانِ لُعَابِهِمْ، ويُذْهِبُ النِّسْيَانَ والجُنُونَ، عَن تَجْرِبَةٍ مَحْكِيَّةٍ.

الفنيك

(الفنيك) من الْإِنْسَان مُجْتَمع اللحيين فِي وسط الذقن ومجتمع الْوَرِكَيْنِ حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ ومنبت الذَّنب ومحلول سَام مطهر (د)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.