Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: متقون

حلس

ح ل س : الْحِلْسُ كِسَاءٌ يُجْعَلُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ رَحْلِهِ وَالْجَمْعُ أَحْلَاسٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْحِلْسُ بِسَاطٌ يُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ. 
(ح ل س) : (الْحِلْسُ) كِسَاءٌ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْبَعِيرِ تَحْتَ الْبَرْذَعَةِ وَيُبْسَطُ فِي الْبَيْتِ تَحْتَ حُرِّ الْمَتَاعِ (وَمِنْهُ) اسْتَحْلَسَ الْخَوْفَ لَزِمَهُ.
حلس: حِلْس نُفِضَت بك الأحلاسُ: أي حلو عندك وأقاموا (نفض إقامة) (معجم مسلم: نَفَضت بك الآمال أحلاس الغنى. وهو نفس المعنى السابق: تراجع الترجمة اللاتينية.
أَحْلَس وجمعه حُلس: أملس (بوشر، محيط المحيط). ويقولون هو احلس أملس. وهي حلساء ملساء (محيط المحيط).
حلس
تمحلَسَ لـ يتمحلَس، تََمَحْلُسًا، فهو مُتمحلِس، والمفعول مُتمحلَسٌ له (انظر: م ح ل س - تمحلَسَ لـ). 

محلَسَ يمحلِس، مَحْلَسةً، فهو مُمحلِس، والمفعول مُمحلَس (انظر: م ح ل س - محلَسَ). 
ح ل س

رأيته قاعداً على حلس وهو مسح يبسط في البيت وثجلل به الدابة.

ومن المجاز: كن حلس بيتك أي الزمه. ونحن أحلاس الخيل، ولست من أحلاسها وهم الآلفون لركوبها. ورفضت كذا ونفضت أحلاسه إذا تركته. وحلس بكذا: لزمه فهو حلس به. وقد حلس في هذا الأمر. وفلان يجالس بني فلان ويحالسهم أي يلازمهم. واستحلسنا الخوف: لزمناه. واستحلس النبت: غطى الأرض بكثرته وطوله، وفي أرض بني فلان عشب مستحلس. واستحلس الليل بالظلام: تراكم. واستحلس السنام: ركبته روادف الشحم ورواكبه. وأحلست السماء: مطرت مطراً رقيقاً دائماً. وأحلست فلاناً يميناً: أمررتها عليه.
(حلس) - في حديث أبى هريرة، رَضِى الله عنه، في مَانِعِى الزكاة "مُحْلَسٌ أَخفافُها شَوْكًا".
: أي طُورِقَت أَخفافُها بشَوكٍ من حَدِيد، مَأْخُوذ، من الحِلْسِ لمُلازَمَتِه الظَّهر، وحَلَسْتُ البَعِيرَ أَحْلِسُه: طَرحْت الحِلْسَ عليه، وحَلَسَتِ الِإِبِل بالأَرضِ والمَرْتَع: لَزِمَتْهما، وحَلِس بي هَذَا الأَمر: لَزِمَنِى.
ويُحتَمل أن يكون من قَولِهم: اسْتَحْلَس النَّبتُ، إذا غَطَّى الأرض، وعُشْب مُحلِس ومُتَحلِّس : تَراكَم بَعضُه فَوقَ بَعضٍ، وكذا أَرضٌ مُحلِسة ومُسْتَحْلِسَة: صار النَّباتُ فيها كالحِلْس، وكذا اللَّيل بالظَّلام والسَّنام بالشَّحم . 
حلس
الحِلْسُ: كُلُّ شَيْءٍ وَلِيَ الظَّهْرَ تَحْتَ الَّرحْلِ. وفُلانٌ من أحْلاسِ الخَيْلِ: في الفُرُوْسَةِ، وقيل: هو الكِفْلُ الذي ليس بفارِسٍ. وأحْلاسُ البَيْتِ: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المَتَاعِ، حَلَسْتُ البَعيرَ أحْلِسُه. وأحْلَسَتِ السَّمَاءُ: مَطَرَتْ مَطَراً رَفِيْقاً دائماً. وعُشْبٌ مُسْتَحْلِسٌ: له طَرائِقُ بَعْضُها فوق بَعْضٍ من تَرَاكُمِه، ومُحْلِسٌ أيضاً. وأرْضٌ مُحْلِسَةٌ: صارَ النَّبَاتُ عليها كالحِلْسِ، ومُسْتَحْلِسَةٌ. وكذلك اللَّيْلُ بالظَّلام، والسَّنَامُ بالشَّحْم. ورأيْتُ حِلْساً من النّاس: أي كثيراً. والرّابعُ: من القِدَاحِ: الحِلْسُ. وقال النَّضْرُ: الحُلاساءُ من الإِبِلِ: التي قد حَلِسَتْ بالحَوْضِ والمَرْتَعِ، من قَولِهم: حَلِسَ بي هذا الأمْرُ. ورَجُلٌ مُحْلِسٌ: أي مُفْلِسٌ. والحَلْسُ: أنْ يَأْخُذَ المُصَدِّقُ النَّقْدَ مكانَ الإِبِلِ. والحَلْسَاءُ من الشّاءِ: التي شَعَرُ ظَهْرِها أسْوَدُ وتَخْتَلِطُ به شَعْرَةٌ حَمْراءُ. والمَحْلُوْسُ من الأحْرَاحِ: كالمَهْلُوْسِ، وهو القَليلُ اللَّحْمِ.
[حلس] الحِلْسُ للبعير، وهو كساءٌ رقيق يكون تحت البَرْذَعَةِ. وحكى أبو عبيد: حِلْسُ وحَلَسٌ، مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ، ومِثْلٍ ومَثَلٍ. وأَحْلاسُ البيوتِ: ما يُبْسَطُ تحت الحُرِّ من الثياب. وفي الحديث: " كُنْ حِلْسَ بيتك " أي لا تبرحْ. وأمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتانِ. والحِلْسُ أيضاً: الرابع من سهام الميسر. وقولهم: نحنُ أحْلاسُ الخيل، أي نقتنيها ونلزم ظهورها. وأَحْلَسْتُ البعيرَ، أي ألبسته الحِلْسَ. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً، إذا أَمْرَرْتَها عليه. وأَحْلَسَتِ السماءُ، أي مَطَرَتْ مَطَراً دقيقاً دائماً. واسْتَحْلَسَ النبتُ، إذا غطَّى الأرضَ بكثرته. والحَلِسُ بكسر اللام: الشجاع. قال رؤبة: إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ * ويقال أيضا: رجل حلس، للحريص. وكذلك حلسم بزيادة الميم، مثل سلغد. وأنشد أبو عمرو: ليس بقصل حلس حلسم * عند البيوت راشن مقم * والاحلس: الذي لونه بين السواد والحُمْرة. تقول منه: احلس احلساسا. قال المعطل الهذلى يصف سيفاً: لَيْنٌ حُسامٌ لا يليق ضَريبَةً * في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثر أحلس
[حلس] في حديث الفتن: عد منها فتنة "الأحلاس" هي جمع حلس وهو كساء يلي ظهر البعير تحت القتب، شبهت به للزومها ودوامها، ويتم قريباً. شم ومنه: وجبريل ساقط "كالحلس" البالي من خشية الله، وهو بكسر حاء وسكون لام، وروى: حلس لاطئ، ويجيء في لام. نه ومنه: كونوا "أحلاس" بيوتكم، أي الزموها. ومنه: كن "حلس" بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية. وح: قالوا- أي بنو فزارة: يا خليفة رسول الله! نحن "أحلاس" الخيل، يريدون لزومهمدخنها كذا، واللطمة الضرب بالكف، وهو مجاز عن وصول تلك الفتن إلى كلم ن حضرها حتى يصير أهل الزمان فرقتين: مسلم خالص وكافر خالص، فإذا قيل: انقضت تلك الفتنة، تمادت أي بلغت الغاية، والفسطاط مدينة يجتمع فيها، وغضافته إلى الإيمان بجعل المؤمنين نفسه.
(ح ل س)

الحِلْسُ والحَلَسُ، كل شَيْء ولى ظهر الْبَعِير وَالدَّابَّة تَحت الرحل والقتب والسرج، وَهِي بِمَنْزِلَة المرشحة تكون تَحت اللبد. وَالْجمع أحْلاسٌ وأحْلُسٌ، قَالَ المرار الاسدي:

أَو كلُّ بازلِ عامها مَلْمومةٍ ... وجْناءَ مشرفةٍ مَكَان الأحْلُسِ

وَالْكثير، حُلوسٌ. وحَلَس النَّاقة وَالدَّابَّة يَحْلِسُهما حَلْسا، غشاهما بحِلْسٍ.

وحِلْسُ الْبَيْت، مَا يبسط تَحت حر الْمَتَاع من مسح وَنَحْوه.

وَفُلَان حِلْسُ بَيته: إِذا لم يبرحه، على الْمثل. وَمِنْه الحَدِيث فِي الْفِتْنَة: كن حِلْسا من أحلاسِ بَيْتك حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة أَو منية قاضية.

وَرجل حِلْسٌ وحَلِسٌ ومُستحْلِسٌ، ملازم لَا يبرح الْقِتَال، وَقيل: مَكَانَهُ، شبه بحِلْس الْبَعِير أَو الْبَيْت.

وَفُلَان من أحلاسِ الْخَيل: أَي هُوَ فِي الفروسية كالحِلْسِ اللَّازِم لظهر الْفرس.

وَرجل حَلوسٌ: حَرِيص ملازم.

وأحلَسَت الأَرْض واستَحْلَستْ، كثر بذرها فالبسها. وَقيل: اخضرت واستوى نباتها.

واستحَلْس اللَّيْل بالظلام: تراكم.

واستَحْلَسَ السنام: ركبته روادف الشَّحْم.

وبعير أحْلَسُ: كتفاه سوداوان وأرضه وذروته أقل سوادا من كَتفيهِ. والحَلْساءُ من الْمعز: الَّتِي بَين السوَاد والحمرة، ولون بَطنهَا كلون ظهرهَا.

وأحْلَسَت السَّمَاء: مطرَت مَطَرا رَفِيقًا دَائِما.

والحَلْسُ: أَن يَأْخُذ الْمُصدق النَّقْد مَكَان الْإِبِل.

والإحْلاسُ: الْحمل على الشَّيْء، قَالَ:

وَمَا كنتُ أخْشَى الدهرَ إحلاسَ مُسلمٍ ... من الناسِ ذَنْبا جَاءَهُ وَهُوَ مُسْلِما

الْمَعْنى: مَا كنت أخْشَى إحْلاسَ مُسلم مُسلما ذَنبا جَاءَهُ، وَهُوَ، يرد " هُوَ " على مَا فِي " جَاءَهُ " من ذكر مُسلم. قَالَ ثَعْلَب: يَقُول: مَا كنت أَظن أَن إنْسَانا ركب ذَنبا هُوَ، وَآخر ينْسبهُ إِلَيْهِ دونه. وَمَا تَحَلّسَ منع بِشَيْء، وَمَا تحَلّس مِنْهُ شَيْئا، أَي أصَاب مِنْهُ.

والحِلْسُ: الرَّابِع من قداح الميسر. قَالَ الَّلحيانيّ: فِيهِ أَرْبَعَة فروض وَله غنم أَرْبَعَة أنصباء إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غرم أَرْبَعَة أنصباء إِن لم يفز.

وَبَنُو حِلْسٍ: بطين من الأزد، ينزلون نهر الْملك.

وَأَبُو الحُلَيْسِ: رجل.

والأحْلَس الْعَبْدي: من رِجَالهمْ، ذكره ابْن الْأَعرَابِي.

حلس: الحِلْسُ والحَلَسُ مثل شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ: كلُّ شيء

وَليَ ظَهْرَ البعير والدابة تحت الرحل والقَتَبِ والسِّرْج، وهي بمنزلة

المِرشَحة تكون تحت اللِّبْدِ، وقيل: هو كساء رقيق يكون تحت البرذعة،

والجمع أَحْلاس وحُلُوسٌ. وحَلَس الناقة والدابة يَحْلِسُها ويَحْلُسُها

حَلْساً: غَشَّاهما بحلس. وقال شمر: اُحْلَسْتُ بعيري إِذا جعلت عليه

الحِلْسَ. وحِلْسُ البيت: ما يُبْسَطُ تحت حُرِّ المتاع من مِسْحٍ ونحوه،

والجمع أَحْلاسٌ. ابن الأَعرابي: يقال لِبِساطِ البيت الحِلْسُ ولحُصُرِه

الفُحولُ. وفلانٌ حِلْسُ بيته إِذا لم يَبْرَحْه، على المَثَل. الأَزهري عن

الغِتَّريفيِّ: يقال فلانٌ حِلْسٌ من أَحْلاسِ البيت الذي لا يَبْرَحُ

لبيت، قال: وهو عندهم ذم أَي أَنه لا يصلح إِلا للزوم البيت، قال: ويقال

فلان من أَحْلاس البلاد للذي لا يُزايلها من حُبِّه إِياها، وهذا مدح، أَي

أَنه ذو عِزَّة وشدَّة وأَنه لا يبرحها لا يبالي دَيْناً ولا سَنَةً حتى

تُخْصِب البلادُ. ويقال: هو مُتَحَلِّسٌ بها أَي مقيم. وقال غيره: هو

حِلْسٌ بها. وفي الحديث في الفتنة: كنْ حِلْساً من أَحْلاسِ بيتك حتى

تأْتِيَك يَدٌ خاطِئَة أَو مَنِيَّة قاضِية، أَي لا تَبْرَحْ أَمره بلزوم بيته

وترك القتال في الفتنة. وفي حديث أَبي موسى: قالوا يا رسول اللَّه فما

تأْمرنا؟ قال: كونوا أَحْلاسَ بُيُوتِكم، أَي الزموها. وفي حديث الفتن: عدَّ

منها فتنة الأَحْلاس، هو الكساء الذي على ظهر البعير تحت القَشَب، شبهها

بها للزومها ودوامها. وفي حديث عثمان: في تجهيز جيش العُسْرة على مائة

بعير بأَحْلاسِها وأَقتابها أَي بأَكسيتها. وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه،

في أَعلام النبوَّة: أَلم تَرَ الجِنَّ وإِيلاسَها، ولُحوقََها

بالقِلاصِ وأَحْلاسَها؟ وفي حديث أَبي هريرة في مانعي الزكاة: مُحْلَسٌ أَخفافُها

شوكاً من حديد أَي أَن أَخفافها قد طُورِقَتْ بشَوْكٍ من حديد

وأُلْزِمَتْه وعُولِيَتْ به كما أُلْزِمَتْ ظهورَ الإِبل أَحْلاسُها. ورجل حِلْسٌ

وحَلِسٌ ومُسْتَحْلِس: ملازم لا يبرح القتال، وقيل. لا يبرح مكانه،

شُبِّه بِحِلْسِ البعير أَو البيت. وفلان من أَحْلاسِ الخيلِ أَي هو في

الفُروسية ولزوم ظهر الخيل كالحِلْسِ اللازم لظهر الفرس. وفي حديث أَبي بكر:

قام إِليه بنو فزارة فقالوا: يا خليفة رسول اللَّه، نحن أَحلاس الخيل؛

يريدون لزومهم ظهورها، فقال: نعم أَنتم أَحْلاسُها ونحن فُرْسانُها أَي أَنتم

راضَتُها وساسَتُها وتلزمون ظُهورها، ونحن أَهل الفُروسية؛ وقولهم نحن

أَحْلاسُ الخيل أَي نَقْتَنيها ونَلْزَم ظُهورها.

ورجل حَلُوسٌ: حريص ملازم. ويقال: رجل حَلِسٌ للحريص، وكذلك حِلْسَمٌّ،

بزيادة الميم، مثل سِلْغَدٍّ؛ وأَنشد أَبو عمرو:

ليس بقِصْلٍ حَلِسٍ حِلْسَمِّ،

عند البُيوتِ، راشِنٍ مِقَمِّ

وأَحْلَسَتِ الأَرضُ واسْتَحْلَسَت: كثر بذرها فأَلبسها، وقيل: اخضرت

واستوى نَباتها. وأَرضٌ مُحْلِسَة: قد اخضرت كلها. وقال الليث: عُشْبٌ

مُسْتَحْلِسٌ تَرى له طرائقَ بعضها تحت بعض من تراكبه وسواده. الأَصمعي: إِذا

غطى النبات الأَرض بكثرته قيل قد اسْتَحْلَسَ، فإذا بلغ والتف قيل قد

استأْسد؛ واسْتَحْلَسَ النبتُ إِذا غطى الأَرضَ بكثرته، واستَحْلَسَ الليل

بالظلام: تراكم، واسْتَحْلَسَ السَّنامُ: ركبته رَوادِفُ الشَّحْم

ورواكِبُه.

وبعير أَحْلَسُ: كتفاه سوْداوانِ وأَرضه وذِرْوته أَقل سَواداً من

كَتِفَيْه. والحَلْساءُ من المَعَزِ: التي بين السواد والخُضْرَة لون بطنها

كلون ظهرها. والأَحْلَسُ الذي لونه بين السواد والحمرة، تقول منه: احْلَسَّ

احْلِساساً؛ قال المُعَطَّلُ الهذلي يصف سيفاً:

لَيْنٌ حُسامٌ لا يَلِيقُ ضَريبَةً،

في مَتْنِه دَخَنٌ وأَثْرُ أُحْلَسُ

(* قوله «قال المعطل إلخ» كذا بالأصل ومثله في الصحاك، لكن كتب السيد

مرتضى ما نصه: الصواب أَنه قول أَبي قلابة الطابخي من هذيل اهـ. وقوله

«لين» كذا بالأصل والصحاح، وكتب بالهامش الصواب: عضب.)

وقول رؤبة:

كأَنه في لَبَدٍ ولُبَّدِ،

من حَلِسٍ أَنْمَرَ في تَرَبُّدِ،

مُدَّرِعٌ في قِطَعٍ من بُرْجُدِ

وقال: الحَلِسُ والأَحْلَسُ في لونه وهو بين السواد والحُمْرة.

والحَلِسُ، بكسر اللام: الشجاع الذي يلازم قِرْنَه؛ وأَنشد:

إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِبُ

وقد حَلِسَ حَلَساً. والحَلِسُ والحُلابِسُ: الذي لا يبرح ويلازم

قِرْنه؛ وأَنشد قول الشاعر:

فقلتُ لها: كأَيٍّ من جَبانٍ

يُصابُ، ويُخْطَأُ الحَلِسُ المُحامي

كأَيٍّ بمعنى كم. وأَحْلَسَتِ السماءُ: مَطَرَتْ مطراً رقيقاً دائماً.

وفي التهذيب: وتقول حَلَسَتِ السماءُ إِذا دام مطرها وهو غير وابل.

والحَلْسُ: أَن يأْخذ المُصَّدِّقُ النَّقْدَ مكان الإِبل، وفي التهذيب:

مكان الفريضة. وأَحْلَسْتُ فلاناً يميناً إِذا أَمررتها عليه.

والإِحْلاسُ: الحَمْلُ على الشيء؛ قال:

وما كنتُ أَخْشى، الدَّهرَ، إِحْلاسَ مُسْلِمٍ

من الناسِ ذَنْباً جاءَه وهو مُسْلِما

المعنى ما كنت أَخشى إِحلاس مسلم مسلماً ذَنْباً جاءه، وهو يرد هو على

ما في جاءه من ذكر مسلم؛ قال ثعلب: يقول ما كنت أَظن أَن إِنساناً ركب

ذنباً هو وآخر ينسبه إِليه دونه.

وما تَحَلَّسَ منه بشيء وما تَحَلَّسَ شيئاً أَي أَصاب منه. الأَزهري:

والعرب تقول للرجل يُكْرَه على عمل أَو أَمر: هو مَحْلوسٌ على الدَّبَرِ

أَي مُلْزَمٌ هذا الأَمرَ إِلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ. وسَيْرٌ مُحْلَسٌ:

لا يُفْتَر عنه. وفي النوادر: تَحَلَّسَ فلان لكذا وكذا أَي طاف له وحام

به. وتَحَلَّسَ بالمكان وتَحَلَّز به إِذا أَقام به. وقال أَبو سعيد:

حَلَسَ الرجل بالشيء وحَمِسَ به إِذا تَوَلَّعَ.

والحِلْسُ والحَلْسُ، بفتح الحاء وكسرها: هو العهد الوثيق. وتقول:

أَحْلَسْتُ فلاناً إِذا أَعطيته حَلْساً أَي عهداً يأْمن به قومك، وذلك مثل

سَهْم يأْمن به الرجلُ ما دام في يده.

واسْتَحْلَس فلانٌ الخوفَ إِذا لم يفارقه الخوفُ ولم يأْمن. وروي عن

الشعبي أَنه دخل على الحجاج فعاتبه في خروجه مع أَبي الأَشعث فاعتذر إِليه

وقال: إِنا قد اسْتَحْلَسْنا الخوفَ واكتَحَلْنا السَّهَرَ وأَصابتنا

خِزْيةٌ لم يكن فيها بَرَرَرةٌ أَتْقِياء ولا فَجَرة أَقوياء، قال: للَّه

أَبوك يا شَعْبيُّ ثم عفا عنه. الفراء قال: أَنت ابنُ بُعثُطِها

وسُرْسُورِها وحِلْسِها وابن بَجْدَتها وابن سِمسارِها وسِفْسِيرِها بمعنى واحد.

والحِلْسُ: الرابع من قداح المَيْسِر؛ قال اللحياني: فيه أَر بعة فروض، وله

غُنْم أَربعة أَنصباء إِن فاز، وعليه غرم أَربعة أَنصباء إِن لم يفز.

وأُم حُلَيْسٍ: كنية الأَتان. وبنو حِلْس: بُطَيْنٌ من الأَزْدِ ينزلون

نَهْر المَلِك. وأَبو الحُلَيْس: رجل. والأَحْلَسُ العَبْدِي: من رجالهم؛

ذكره ابن الأَعرابي.

حلس
الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة؟ عن الفَرّاء -. ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه. ومنه حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلّم -: أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء. وفي حديثه الآخر: أنَّه ذَكَرَ الفِتَنَ حتى ذَكَرَ فتنة الأحْلاس، فقال قائل: يا رسول الله وما فِتنة الأحْلاس؟ قال: هي هَرَبٌ وحَرَبٌ؛ ثم فتنة السَرَّاء دَخَنُها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي يزعُمُ أنّه مني وليس منّي؛ إنّما أوليائي الــمتَّقون، ثم تصطَلِحُ على رجل كَوَرِكٍ على ضِلَعٍ، ثم فتنة الدُّهَيماء لا تدع أحداً من هذه الأمة إلاّ لطَمْتَه. كأنَّ لها أحْلاساً تَغشَّيها الناس لِظُلمَتِها والْتشباسِها، أو هي ذات شرور ودَوَاهٍ راكِدَةٍ لا تُقلِعُ بل تِلْزَمُ لزومَ الأحْلاسِ، والسَّرّاءُ البطحاء.
ومنه حديثه الآخَر: مَرَرْتُ على جَبْرَئيْلَ ليلةَ أُسرِيَ بي كالحِلْسِ من خَشيةِ الله.
وأنشد ابن دريد:
ولا تَغُرَّنَك أحقادٌ مُزَمَّلَةٌ ... قد يُضرَب الدَّبَرُ الدامي بأحْلاسِ
وقال: هذا مَثَلُ يُضرب للرجل الذي يُظهر لك البِشرَ ويُضمِر غير ذلك.
وفي حديث معاوية - رضي الله عنه -: أنَّه دخل عليه الضَّحّاك بن قيس - رضي الله عنه - فقال:
تَطاوَلْتُ للضَحّاك حتى رَدَدْتُهُ ... إلى حَسَبٍ في قومِهِ مُتَقَاصِرِ
فقال الضَّحّاك: قد عَلِمَ قومنا أنّا أحْلاس الخيل، فقال: صدقت؛ أنتم أحْلاسُها ونحن فرسانها. أرادَ: أنتم راضَتُها وساسَتُها فتلزمون ظهورَها أبَداً، ونحن أهل الفروسيّة. ويَحتَمِل أنْ يذهَبَ بالأحلاس إلى الأكسية؛ ويريد أنَّكم بمنزلتها في الضَّعَةِ والذِّلَّةِ، كما يقال للمُسْتَضعَف: برذَعَة ووَلِيَّة.
وفي حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه مَرَّ بالناس في معسكَرِهشم بالجُرْفِ، فجعل يَنْسُبُ القبائل حتى مرَّ ببني فَزَازَة، فقام له رجل منهم، فقال له أبو بكر - رضي الله عنه -: مرحباً بكم، قالوا: نحن يا خليفة رسول الله الله أحْلاس الخيل وقد قدناها معنا، فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بارك الله فيكم. وقال رؤبة بن يصِف الأسد:
أشجَعُ خَوّاضُ غِيَاضٍ جَوّاسْ ... في نَمِرات لِبدُهُنَّ أحْلاسْ
وقال ابن دريد: بنو حِلْسٍ بُطَيْنٌ من العرب، وهم من الأزد، ينزلون نهر الملك، وقوم ينزلون دُوْتبايا وماذَرْيَنْبُو من المُبارَكِ.
وحكى أبو عُبَيد في حِلْس البعير: حِلْسٌ وحَلَسٌ؛ مثال شِبْهٍ وشَبَهٍ ومِثْلٍ ومَثَلٍ.
وأُمُّ حِلْسٍ: كُنْيَةُ الأتَانِ.
والحِلسُ - أيضاً -: الرابع من سِهام المَيسَر. وقال ابن فارس: الحَلِس: الرابع من القِدَاح - بفتح الحاء وكسر اللام -، قال: والذي سَمِعتُه في الغريب المَصَنَّف: حِلُسٌ - بكسر الحاء وسكون اللام -.
وقال ابن عبّاد: رأيتُ حِلْساً من الناس: أي كثيراً.
وقال ابن حبيب: في كِنانة بن خُزَيمَة: حِلْسُ بن نُفاثة بن عَدي بن الدّيل بن عبد مناة بن كِنانة.
قال: وحِلْسٌ: وهم عِباد دخلوا في لَخْمٍ، وهو حِلْسُ بن عامر بن ربيعة بن تَدُوْلَ.
ويقال: فلان ابنُ حِلسِها: كما يقال ابن جدَّتِها.
قال: وفي كِنانَة - أيضاً -: حُلَيس بن يَزيد.
وقال الزبير بن بكّار: حُلَيْسُ بن عَلقَمَة الحارثيُّ سيد الأحابيش، وهو الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلّم - يوم الحديبية: هذا من قومٍ يُعَظِّمونَ البُدْنَ فابْعَثوها في وجهه.
والحُلَيسيَّة: ماءة لبَني الحُلَيْسِ.
وقال ابن دريد في قوله:
يوم الحَليسِ بذي الفقاركأنّه كلب يضرب جماجم ورقاب
يعني: الحُليس بن عُتيبة.
وحَلِسْت البعير أحلِسَه حلساً - مثال ضَرَبْتَه أضرِبُهُ ضرباً -: إذا غَشَّيْتَه بِحِلْسٍ.
والعرب تقول للرجل يُكرَه على عمل أو أمر: هو مَحلوسٌ على الدَّبَرِ: أي مُلْزُم هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وحَلَسَت السماء: إذا دام مطرها وهو غير وابِل. والحَلْسُ والحِلْسُ - بالفتح والكسر -: العهد والميثاق.
وقال الأصمعي: الحَلْسُ: أن يأخُذ المُصَدِقُ النقد مكان الفريضة.
وقال ابن عبّاد: المحلوس من الأحرَاج: كالمَهلوس؛ وهو القليل اللحم.
والحَلساء من الشاءِ: التي شعر ظهرِها أسود ويختلِط به شعرَةٌ حمراء.
قال: والحُلاساء من الإبل: التي قد حَلِسَت بالحَوضِ والمَرْتَعِ؛ من قولهم: حَلِسَ بي هذا الأمر.
والحَلِسُ - مثال كَنِفٍ -: الشجاع، قال رؤبة يمدح الحارث بن سُلَيم الهُجَيمي:
ذو صَولَةٍ تُرمى بك المَدَالِثُ ... إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ
وهو الشجاع الذي لا يكاد يبرح.
ويقال - أيضاً -: رجل حَلِس: للحريص، وكذلك: حِلْسَم بزيادة الميم - مثال سِلْغَدٍّ -؛ عن أبي عمرو، وأنشد:
ليس بِقِصلٍ حَلِسٍ حِلْسَمُ ... عند البيوتِ راشنٍ مِقَمِ
والأحلَس: الذي لونه بين السواد والحَمرة، وقال أبو قِلابة، ويُروى للمُعَطَّل الهَذلي يصف سيفاً:
ليْنٌ حسامٌ لا يُليقُ ضَريبَةً ... في مَتْنِهِ دَخَنٌ وأثرٌ أحْلَسُ
وقيل الأحلس: الذي في وسطه لون يُخالف سائر الألوان التي تكون في وسطه. والحَلَسُ أصله أن يكون موضع الحِلْسِ من البعير يخالف لون البعير؛ فيقال: أثرٌ أحْلَسُ. أي قد خالَفَ لون السيف. وقال أبو عمرو: أحْلَسُ: أي لاصِق به، من قولهم: حَلِسَ به إذا لَصِقَ به.
وحَلِسَ بالمكان: إذا لزمه، وقال رؤبة يعاتب ابنه عبد الله:
أقول يكفيني اعتداء المعتدي ... وأسدٌ إن شَدَّ لم يُعَرِّدِ
كأنه في لِبَدٍ لِبَدِ ... من حَلِسٍ أتْمَرَ في تَزَبُّدِ
والحَلاس - بالضم -: هو أبو الحُلاس بن طلحة بن أبي طَلْحة بن عبد العُزّي بن عثمان بن عبد الدار، قُتِلَ كافراً.
وأم الحلاَّس: بنت خالد بن محمد بن عبد الله بن زهير بن أُمَيّة.
وأم الحلاَّس: بنت بَعلى بن أُمَيّة بن أبي عبيدة بن سعد بن زيد بن صخر ابن سُوَيد بن اباس بن الحارث بن البكّاء بن زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مَنَاة بن تميم.
وقال ابن السكِّيت: الحَوَالِس: لعبة الصبيان العرب؛ وهي أن يُبَيَّتَ خمسة أبيات في أرض سهلة؛ ويُجمَع في كلِّ بيت خمسة بَعَرات؛ وبينها خمسة أبيات ليس فيها شيء؛ ثم يُجَرُّ البعر إليها. وقال الغَنَوي: الحَوَالِس لعبة يلعب بها الصبيان مثل أربعة عشر، قال: والحالس خطٌ منها. قال عبد الله بن الزبير الأسَدِيّ:
وأسلَمَني حِلْمي وبِتُّ كأنني ... أخو مَرِنٍ يُلْهيه ضَربُ الحَوالِسِ
وأحْلَسْتُ البعير: ألْبَسْتُهُ الحِلْسَ.
وأحْلَسْتُ فلاناً يميناً: إذا أمررتها عليه.
وأحْلَسَتِ السماءُ: مطرت مطراً دقيقاً دائماً.
والعرب تقول للرجل المُكرَه على الأمر: ما هو إلاّ مُحْلَسٌ على الدَّبَرِ: أي أُلْزِمَ هذا الأمر إلزام الحِلْسِ الدَّبَرَ.
وسيرٌ مُحْلِسٌ: لا يُفَتَّرُ عنه، قال:
ومَهْمَهٍ ليس به مُعَرَّسُ ... وتحت أعلاقِ القتود عِرْمِسِ
كأنَّها والسَّيرُ ناجٍ مُحْلِسُ ... أسْفَعُ مَوْشِي شواهُ أخْنَسُ
وأرض مُحْلِسَة: إذا صار النبات عليها كالحِلسِ لها، ومكان مُحلِس.
وقال أبو عمرو: الإحلاسُ: غَبن في البيع إذا غَبَنَه.
وقال ابن عبّاد: المُحْلِسُ: المُفْلِسُ.
واستَحْلَسَ النَّبْتُ: إذا غطى الأرض بكَثْرَتِه؛ مثل أحلَسَت، يقال: عشبٌ مُسْتَحْلِس.
واسْتَحْلَسَ السَّنام: إذا رَكِبَتْه رَوادف الشحم ورَواكبه.
واستَحلَسَ الخوف: إذا لم يفارقه الخوف ولم يأمَن. وفي حديث عامر بن شراحيل الشعبي: أنَه أُتي به الحجاج فقال: أَخَرَجْتَ عليَّ يا شعبي؟ فقال: أصلح الله الأمير؛ أجدَبَ بنا الجَنَابُ؛ وأحزن بنا المنزل؛ واستَحْلَسَنا الخوف؛ واكْتَحَلَنا السهر؛ فأصابتنا خَزْيَة لم تكن فيها بررة أتقياء ولا فَجَرة أقوياء، فقال: لله أبوك، ثم أرسَله. قولُه: اسْتَحْلَسْنا الخوفَ: أي صيّرنا كالحِلس الذي يُفْتَرَش.
والمُستَحلِس: الذي يبيع الماء ولا يسقيه.
واحْلَسَّ احلِساساً: صار أحْلَسَ؛ وهو الذي لونه بين السواد والحُمرة، وقد مضى ذكره.
وتحَلَّسَ فلان لكذا: أي طاف له وحام به.
وتَحَلَّس بالمكان: إذا أقام به.
والتركيب يدل على الشيء يلزم الشيء.
ح ل س: (حِلْسُ) الْبَيْتِ كِسَاءٌ يُبْسَطُ تَحْتَ حُرِّ الثِّيَابِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ» أَيْ لَا تَبْرَحْ. 

حلس


حَلَسَ(n. ac.
حَلْس)
a. Rained continuously.

أَحْلَسَa. Covered the soil (vegetation).
b. see I
حِلْس
حَلَس
(pl.
حِلَسَة
حُلُوْس
أَحْلَاْس)
a. Woollen covering ( placed under the saddle).
b. Undergarment.

حَلِسa. Courageous.
b. Eagerly desirous.

أَحْلَسُa. Chestnut colour.
(حلس) : الحَوالِسُ: لُعْبَةٌ يَلعبُ بها الصِّبْيانُ، مثلُ أَرْبَعَ عَشَرةَ، والحالِسُ: خَطٌّ منها. قال ابنُ الزَّبِيرِ:
[فأَسْلَمَنِي حلْمِي فبثُّ كأَنَّني ... أخو حَزَنِ يُلْهِيه ضَرْبُ الحَوالِيس]

حلس

1 حَلَسَ البَعِيرَ, aor. ـِ (Sgh, L, K) and حَلُسَ, (L,) inf. n. حَلْسٌ; (TA;) and ↓ احلسهُ, (S, K, &c.,) inf. n. إِحْلَاسٌ; (TA;) He clad, or covered, the camel with a حِلْس [q. v.]; (S, K, &c.;) put upon him a حِلْس. (Sh.) A2: حَلَسَتِ السَّمَآءُ, (T, K,) inf. n. حَلْسٌ, (TA,) (tropical:) The sky rained continually; as also ↓ احلست: (K:) or rained a fine and continual rain; (T;) and so ↓ the latter. (T, S, A, K.) 4 أَحْلَسَ see 1, in three places: b2: and see 10, in two places.10 استحلسهُ He made it to be as a حِلْس. (TA.) b2: So the verb signifies in the phrase استحلس فُلَانٌ الخُوْفَ [in the CK فُلانًا الخَوْفُ] (TA) (tropical:) Such a one relinquished not fear. (Mgh, * K, TA.) b3: استحلس اللَّيْلُ بِالظَّلَامِ (tropical:) The night became dense with darkness. (A, TA.) b4: استحلس النَّبْتُ (tropical:) The herbage covered the land with its abundance (As, S, K, TA) and tallness; (Z, TA;) as also ↓ احلس. (K.) And الأَرْضُ ↓ أَحْلَسَتِ (tropical:) The land became altogether green [as though covered with a حِلْس: see the part. n. below]: (Sh, TA:) or, as also استحلستَ, became clad with sprouting herbage: or became green, with erect herbage. (TA.) حِلْسٌ A piece of cloth (كِسَآء), (S, A, Mgh, Msb, K,) of thin texture, (S, TA,) which is put on the back of a camel, (S, A, Mgh, Msb, K,) beneath the بَرْذَعَة, (S, A, Mgh, K,) or beneath the رَحْل; (Msb;) a piece of hair-cloth used as a covering for a horse or the like: (A:) or anything that is next the back of the camel or other beast, beneath the saddle, in the place of the مِرْشَحَة, being beneath the felt cloth: (TA:) and a [piece of cloth of the kind called] كِسَآء, (S, * A, Mgh, K,) or a piece of hair-cloth, (A,) or the like, (TA,) or a carpet, (IAar, Msb,) that is spread in a house or tent, (S, A, Mgh, Msb, K,) beneath the best of the pieces of cloth: (S, Mgh, K:) and ↓ حَلَسٌ signifies the same, in both applications: (A 'Obeyd, S, K:) pl. [of pauc.] أَحْلَاسٌ (S, Msb, K) and [of mult.] حُلُوسٌ (K) and حِلَسَةٌ. (Fr, Sgh, K.) b2: [Hence,] فُلَانٌ مِنْ أَحْلَاسِ الخَيْلِ (tropical:) Such a one is of those who train and manage horses and are constantly upon their backs. (TA.) And نَحْنُ أَحْلَاسُ الخَيْلِ (tropical:) We are acquirers of horses and constantly upon their backs. (S.) b3: أُمُّ الحِلْسِ (assumed tropical:) The she-ass. (S, K.) b4: هُوَ حِلْسُ بَيْتِهِ (tropical:) He is one who does not quit his place [or house or tent]: (K:) said [generally] in dispraise; meaning, that he is not fit for anything but to keep to the house or tent. (Az, TA.) [But it does not always imply dispraise; for] it is said in a trad., (S,) كُنْ حِلْسَ بَيْتِكَ, (S, A,) or كُنْ حِلْسًا مِنْ أَحْلَاسِ بَيْتِكَ, (TA,) (tropical:) Keep thou to thy house or tent; (A;) quit not thou thy house or tent: (S:) meaning, in a case of sedition. (TA.) You say also, فُلَانٌ مِنْ أَحْلَاسِ البِلَادِ, and حِلْسٌ بِهَا (tropical:) Such a one does not quit the country, by reason of his love of it: and this is said in praise; meaning, that he is a person of might and strength, and that he does not quit it, not caring for debt nor for dearth or drought, waiting until the country be fruitful. (Az, TA.) And فُلَانٌ كَالْحِلْسِ المُلْقَى [Such a one is like the castaway حلس] meaning, (assumed tropical:) is one who stands in no stead when an event presses heavily upon him, or oppresses him suddenly: and, accord. to El-Marzookee, هُوَ كَالْحِلْسِ, as meaning (assumed tropical:) He is one who does not sit a horse well; is not a horseman. (Ham p. 143.) And هٰذَا مِنْ أَحْلَاسِ فُلَانٍ (assumed tropical:) This is not of the implements, or apparatus, or the like, of such a one. (Ham ibid.) b5: حِلْسٌ مِنَ النَّاسِ (tropical:) A great one of men; syn. كَبِيرٌ; (K, TA;) because he keeps to his place of abode, not quitting it: but [SM adds] I have seen, in the Moheet, this expression explained by كَثِيرٌ [a multitude of men]; and Sgh explains it as meaning a company of men. (TA.) b6: هُوَ حِلْسُهَا [app., (assumed tropical:) He is the careful and skilful manager of it, constantly attending to it]: accord. to Fr, this expression, and هُوَ ابْنُ بُعْثُطِهَا, and سُرْسُورُهَا, and ابْنُ بَجْدَتِهَا, and ابْنُ سِمْسَارِهَا, and سَفِيرُهَا, all signify the same. (TA.) b7: رَفَضْتُ فُلَانًا وَ نَفَضْتُ أَحْلَاسَهُ (tropical:) I have forsaken, or abandoned, such a one. (A, TA.) A2: الحِلْسُ The fourth of the arrows used in the game called المَيْسِر; (A 'Obeyd, S, K;) as also ↓ الحَلِسُ: (IF, K:) it has four notches, and four portions assigned to it if it be successful, and the forfeiture of four portions if unsuccessful. (Lh, TA.) حَلَسٌ: see حِلْسٌ.

الحَلِسُ: see حِلْسٌ.

أَرْضٌ مُحْلِسَةٌ (tropical:) Land covered with abundant herbage, as though with a حِلْس: (K, TA:) or altogether green. (Sh, TA.)

مثل

مثل: {المثلات}: العقوبات، واحدها: مثلة. وقيل: الأمثال بالعبرية. {أمثلهم}: أعدلهم.
(مثل)
الرجل بَين يَدي فلَان مثولا قَامَ بَين يَدَيْهِ منتصبا وَزَالَ عَن مَوْضِعه وَفُلَان فلَانا صَار مثله يسد مسده وَيُقَال مثل فلَانا فلَانا وَبِه شبهه بِهِ وسواه والتماثيل صورها بالنحت وبفلان مثلا ومثلة نكل بِهِ بجدع أَنفه أَو قطع أُذُنه أَو غَيرهمَا من الْأَعْضَاء وَيُقَال مثل بِالْحَيَوَانِ

(مثل) فلَان بَين يَدي الْوَالِي مثولا قَامَ منتصبا وَالرجل مثالة فضل فَهُوَ مثيل (ج) مثلاء
مثل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَكيف يكون من غشّنا لَيْسَ مثلنَا. وَإِنَّمَا وَجهه عِنْدِي وَالله أعلم أَنه أَرَادَ لَيْسَ منا أَي لَيْسَ هَذَا من أَخْلَاقنَا وَلَا من فعلنَا إِنَّمَا نفى الْغِشّ أَن يكون من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ وَهَذَا شَبيه بِالْحَدِيثِ الآخر: يُطبع الْمُؤمن على كل شَيْء إِلَّا الْخِيَانَة وَالْكذب إنَّهُمَا ليسَا من أَخْلَاق الْإِيمَان وَلَيْسَ هُوَ على معنى أَنه من غش أَو من كَانَ خائنًا فَلَيْسَ بِمُؤْمِن وَمثله كثير فِي الحَدِيث.
مثلهَا مَعهَا.

مثل قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا نرَاهُ وَالله أعلم أَنه كَانَ أخّر عَنهُ الصَّدَقَة عَاميْنِ وَلَيْسَ وَجه ذَلِك إِلَّا أَن يكون من حَاجَة بِالْعَبَّاسِ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ قد يجوز للْإِمَام أَن يؤخرها إِذا كَانَ ذَلِك على وَجه النّظر ثمَّ يَأْخُذهَا مِنْهُ بعد وَمن هَذَا حَدِيث عمر أَنه أخّر الصَّدَقَة عَام الرَّمَادَة فَلَمَّا أَحْيَا النَّاس فِي الْعَام الْمقبل أَخذ مِنْهُم صَدَقَة عَاميْنِ. وَأما الحَدِيث الَّذِي يرْوى أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِنَّا قد تعجلنا من الْعَبَّاس صَدَقَة عَاميْنِ فَهُوَ من هَذَا عِنْدِي أَيْضا إِنَّمَا تعجل مِنْهُ أَنه أوجبهَا عَلَيْهِ وضمنها إِيَّاه وَلم يقبضهَا مِنْهُ فَكَانَت دَينا على الْعَبَّاس رَحمَه اللَّه أَلا ترى أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول: فَإِنَّهَا عَلَيْهِ وَمثلهَا مَعهَا
م ث ل: مِثْلٌ كَلِمَةُ تَسْوِيَةٍ يُقَالُ: هَذَا (مِثْلُهُ) وَ (مَثَلُهُ) كَمَا يُقَالُ: شِبْهُهُ وَشَبَهُهُ. وَ (الْمَثَلُ) مَا يُضْرَبُ بِهِ مِنَ (الْأَمْثَالِ) . وَ (مَثَلُ) الشَّيْءِ أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ صِفَتُهُ. وَ (الْمِثَالُ) الْفِرَاشُ وَالْجَمْعُ (مُثُلٌ) بِضَمِّ الثَّاءِ وَسُكُونِهَا. وَ (الْمِثَالُ) أَيْضًا مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ (أَمْثِلَةٌ) وَ (مُثُلٌ) . وَ (مَثَّلَ) لَهُ كَذَا (تَمْثِيلًا) إِذَا صَوَّرَ لَهُ مِثَالَهُ بِالْكِتَابَةِ أَوْ غَيْرِهَا. وَ (التِّمْثَالُ) الصُّورَةُ وَالْجَمْعُ (التَّمَاثِيلُ) . وَ (مَثَلَ) بَيْنَ يَدَيْهِ انْتَصَبَ قَائِمًا وَبَابُهُ دَخَلَ. وَمَثَلَ بِهِ نَكَّلَ بِهِ وَبَابُهُ نَصَرَ وَالِاسْمُ (الْمُثْلَةُ) بِالضَّمِّ. وَ (مَثَلَ) بِالْقَتِيلِ جَدَعَهُ وَبَابُهُ أَيْضًا نَصَرَ. وَ (الْمَثُلَةُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الثَّاءِ الْعُقُوبَةُ وَالْجَمْعُ (الْمَثُلَاتُ) . وَ (أَمْثَلَهُ) جَعَلَهُ مُثْلَةً يُقَالُ: أَمْثَلَ السُّلْطَانُ فُلَانًا إِذَا قَتَلَهُ قَوَدًا. وَفُلَانٌ أَمْثَلُ بَنِي فُلَانٍ أَيْ أَدْنَاهُمْ لِلْخَيْرِ. وَهَؤُلَاءِ (أَمَاثِلُ) الْقَوْمِ أَيْ خِيَارُهُمْ. وَ (الْمُثْلَى) تَأْنِيثُ (الْأَمْثَلِ) كَالْقُصْوَى تَأْنِيثُ الْأَقْصَى. وَ (تَمَاثَلَ) مِنْ عِلَّتِهِ أَقْبَلَ. وَ (تَمَثَّلَ) بِهَذَا الْبَيْتِ وَتَمَثَّلَ هَذَا الْبَيْتَ بِمَعْنًى. وَ (امْتَثَلَ) أَمْرَهُ احْتَذَاهُ. 
[مثل] مِثْلَ: كلمة تسوية. يقال: هذا مِثلُهُ ومَثَلهُ كما يقال شِبْهُهُ وشَبَهُهُ بمعنًى. والعرب تقول: هو مُثَيْلُ هذا، وهم أُمَيْثالُهُمْ: يريدون أنَّ المُشَبَّه به حقيرٌ كما أنَّ هذا حَقيرٌ. والمثَلُ: ما يُضرب به من الأمثال. ومثل الشئ أيضا: صفته. والمثال: الفِراشُ، والجمع مُثُل، وإن شئت خفَّفتَ. والمِثالُ معروفٌ، والجمع أمثلةٌ ومُثُلٌ. ومَثَّلْتُ له كذا تمثيلاً، إذا صوَّرت له مِثالَه بالكتابَةِ وغيرها. والتِمْثالُ: الصورَةُ، والجمع التماثيلُ. ومثل بين يديه مُثولاً، أي انتصبَ قائماً. ومنه قيل لمَنارَةِ المسرجة: ماثلة. ومثل، أي لطأ بالأرض، وهو من الأضداد. وقال :

رسوم فمنها مستبين وماثل * (*) والمستبين: الأطلالُ. والماثلُ: الرُسُومُ. ومَثَلَ به يَمْثُلُ مَثْلاً، أي نَكَّلَ به. والاسم المُثْلَةُ بالضم. ومَثَّلَ بالقتيل: جدعه. والمثلة بفتح الميم وضم الثاء: العقوبة، والجمع المثلات. وأَمْثَلَهُ: جعله مُثْلَةً. يقال: أمْثلَ السلطانُ فُلاناً، إذا قتله قوَداً. ويقال للحاكم: أَمْثِلْني، وأَقِصَّني، وأَقِدْني. وفلانٌ أمثلُ بني فلانٍ، أي أدناهم للخير. وهؤلاء أماثلُ القومِ، أي خيارُهم. وقد مَثُل الرجلُ بالضم مَثالةً، أي صار فاضلاً. والمثلى: تأنيث الامثل، كالقصوى تأنيث الاقصى. وتماثل من عِلَّتِهِ، أي أَقْبَلَ. وتمثل بهذا البيتِ وهذا البيتَ بمعنًى. وامتثل أمره، أي احتذاه. قال ذو الرمة يصف الحمار والاتن: رباع لها مذ أورق العود عنده خماشات ذحل ما يراد امتثالها
م ث ل

لي مثله ومثيله ومماثله. ومثّل به مثلةً، " ولا تمثّلوا بنامية الله " وهو أن يقطع بعض أعضائه أو يسوّد وجهه، وحلّت به المثلة: العقوبة والمثلات. ومثل قائماً: انتصب مثولاً، ورأيته ماثلاً بين يديه. وتماثل من مرضه. ومثّله به شبّهه، وتمثّل به: تشبّه به. ومثل الشيء بالشيء: سوّيَ به وقدّر تقديره. قال سلم بن معبد الوالبيّ:

جزى الله الموالي فيك نصفاً ... وكلّ صحابة لهم جزاء

بفعلهم فإن خيراً فخيراً ... وإن شراً كما مثل الحذاء

وحذاه على المثال وعلى الأمثلة والمثل، ومثّل مثالاً، وممثّله: اعتمله. ومثّل التماثيل ومثلها: صوّرها. قال طرفة:

أتعرف رسم الدار قفراً منازله ... كجفن اليماني زخرف الوشي مائله

ونام على المثال وهو الفراش: وهذا البيت مثل نتمثّله عندنا ونتمثّل به ونمتثله ونمتثل به. وامتثلت الأمر: احتذيته. وامتثل منه: اقتص، وأمثله منه القاضي: أقصّه، وأخذ المثال: القصاص. قال الكميت يصف الوتد:

إلا شجيج أصابته منقّلةٌ ... لا عقل فيها ولا المشجوج يمتثل

المنقلة من الشجّاج. وهو أمثل بني فلان وهم أماثلهم. وطريقته المثلى. ومثل الرجل مثالة وهو مثيل، وهم مثلاء. ويقال: زادك الله رعاله، كلما ازددت مثاله. قال العبّاس:

أبلغ نفير بني شهاب كلهم ... وذوي المثالة من بني عتّاب

ويقول المريض: أنا اليوم أمثل.
(مثل) - في الحديث : "أشَدّ النّاسِ عَذَاباً مُمثِّلٌ مِن المُمَثِّلِين"
: أي مُصَوِّر. يُقَالُ: مَثَلْتُ - بالتّخفِيف والتَّثقيل -: صَوّرتُ مِثَالاً.
والتِّمثَال: الاسمُ منه. وظِلُّ كلّ شىَءٍ: تِمثالُه.
ومُثِّلَ الشىَّءُ بالشىّء. سُوَّى به. - ومنه "لا تُمَثِّلُوا بِنَامِيَةِ الله".
: أي بِخلْقِه.
- في حديث اِلمقْدَاد - رَضى الله عنه -: "إن لَقِيتُ رجُلاً من الكفار فضَرب إحدَى يدَىَّ بالسَّيف فقَطَعها، ثم لَاذَ مِنِّى بشَجَرةٍ فقال: لَا إله إلّا الله أَأقتُله؟ فقال: إن قَتَلْتَه كنتَ مثلَه قبل أن يَقُولَ كَلِمَتَه، وهو بمنزِلَتِك قَبل أن تَقتُلَه"
: أي تكون مِن أَهل النّار، تَقتُلُه مُسلِماً كما كان هو قبل الكَلِمَة مِن أهلِ النَّار بكُفْرِه ، لا أَنّه يَصِير كافِرًا بقَتْله.
- وفي حديث صاحبِ النِّسْعة . "إن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه"
جاء في رواية أبى هريرة - رضي الله عنه -: "أنَّ الرجُل قال: واللهِ ما أَردتُ قَتْلَه"
فمعناه: أنَّه قد ثَبت قَتْلُه إيَّاه، وأَنَّه ظالمٌ له، فإن صَدَقَ هو في قوله: إنّه لم يُرِدْ قَتْله، ثم قَتَلْتَه كنتَ ظاِلماً مثلَه.
- في حديث عِكْرِمة: "أنَّ رجُلاً مِن أهل الجنّة كان مُسْتَلْقِيًا على مُثُلِهِ".
وهو جَمْع مِثَال، وهو الفِراشُ.
- قوله تبارك وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شىءٌ}
كأَنَّ المِثْل صِلةٌ: أي ليس كَهُو شىء، كقوله تعالى: {فَإنْ آمَنُوا بمثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} : أي بما آمَنتُم به - والله تعالى أعلَم -.
مثل قَالَ أَبُو عبيد: فَأرى الْأَحَادِيث كلهَا إِنَّمَا دلّت على الِاسْتِغْنَاء وَمِنْه حَدِيثه الآخر: من قَرَأَ الْقُرْآن فَرَأى أَن أحدا أعْطى أفضل مِمَّا أعْطى فقد عظم صَغِيرا وَصغر عَظِيما. وَمعنى الحَدِيث: لَا يَنْبَغِي لحامل الْقُرْآن أَن يرى أحدا من أهل الأَرْض أغْنى مِنْهُ وَلَو ملك الدُّنْيَا برحبها. وَلَو كَانَ وَجهه كَمَا يتأوله بعض النَّاس أَنه الترجيع بِالْقِرَاءَةِ وَحسن الصَّوْت لكَانَتْ الْعقُوبَة قد عظمت فِي ترك ذَلِك أَن يكون: من لم يرجع صَوته بِالْقُرْآنِ فَلَيْسَ من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ: لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ وَهَذَا لَا وَجه لَهُ وَمَعَ هَذَا أَنه كَلَام جَائِز فَاش فِي كَلَام الْعَرَب وأشعارهم أَن يَقُولُوا: تَغَنَّيْت تغَنِّيا وَتَغَانَيْت تَغَانِيًا يَعْنِي اسْتَغْنَيْت قَالَ الْأَعْشَى:

[المتقارب]

وَكنت امْرأ زَمنا [بالعراق ... عفيفَ المناخِ] طويلَ التغنْ

يُرِيد الِاسْتِغْنَاء أَو الْغنى وَقَالَ الْمُغيرَة بْن حبناء التَّمِيمِي يُعَاتب أَخا لَهُ:

[الطَّوِيل]

كِلَانَا غنى عَن أَخِيه حَيَاته ... وَنحن إِذا متْنا أَشد تَغَانِيًا

59 - / ب يُرِيد أَشد اسْتغْنَاء / هَذَا وَجه الحَدِيث وَالله أعلم. وَأما قَوْله: وَمِثَال رث فَإِنَّهُ الْفراش قَالَ الْكُمَيْت: [الطَّوِيل] بِكُل طُوال الساعدين كَأَنَّمَا ... يرى بسرى اللَّيْل الْمِثَال الممهدا
باب الثاء واللام والميم معهما م ث ل، ث م ل، ل ث م، ث ل م مستعملات

مثل: المَثَلُ: الشيءُ يُضرَبُ للشيء فيُجْعَل مِثْلَه. والمَثَلُ: الحديث نفسُه. وأكثرُ ما جاءَ في القرآن نحوُ قوله- جَلَّ وعزَّ-: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْــمُتَّقُونَ * فيها أنهار، فمَثَلُها هو الخَبَرُ عنها. وكذلك قوله تعالى: ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ، ثمّ أخبَرَ: أَنَّ الذين تَدعونَ من دونِ اللهِ، فصارَ خَبَرُه عن ذلك مَثَلاً، ولم تكن هذه الكلماتُ ونحوُها مَثَلاً ضُرِبَ لشيءٍ آخر كقوله تعالى: كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ، وكَمَثَلِ الْكَلْبِ . والمِثلُ: شِبْهُ الشيءِ في المِثال والقَدْر ونحوِه حتى في المعنى. ويقال: ما لهذا مَثيلٌ. والمِثالُ: ما جُعِلَ مقداراً لغيره، وجمعُه مُثُل، وثلاثة أمثلةٍ. والمُثُول: الانتِصابُ قائماً، والفعل: مَثَلَ يَمْثُلُ، قال لبيد:

ثُمَّ أصدرناهما في واردٍ ... صادر وهم صواه قد مَثَلْ

والتَّمثيل: تصويرُ الشيءِ كأنَّه تنظُر إليه. والتِّمثال: اسْمٌ للشيءِ المُمَثَّل المُصَوَّر على خِلْقةِ غيره، كَسَرْتَ التاءَ حيث جَعَلت اسماً بمنزلةِ التِّجفافِ وشِبْهِهِ، ولو أرَدْتَ مصدراً لفَتَحتَ، وجاءتْ تِفعالٌ في حروف قليلةٍ نحو تِمراد وتِلقاء، وإنّما صارَ تِلقاءُ اسماً لأنّه صار في حال لدُن، وفي حال حِيال، وما كانَ مصدراً فالتّاء مفتوحةٌ يُجرَى مُجرَى المصدر في كلام العرب، لا يُجمَع ولا يُصَغَّرُ، وهذا أمثَلُ من ذلك، أي أفضَلُ.

ثمل: الثَّميلةُ: الماءُ القليل الباقي في الحَوض والسِّقاء. والثَّمَلةُ: خِرْقة الهِناء، وتكون ايضاً من الصوف ونحوِه. والثَّمَل: الظِّلُّ. والثَّمَل: السُّكْرُ. والمُثَمَّلُ: السُّمُّ لأنه يُثَمِّلُ من يلجأ إليه. لثم: اللَّثْمُ: وضعُكَ فاكَ على في آخَرَ، ومنه اللِّثامُ، أي شَدُّكَ الفَمَ بالمِقنَعةِ.

ثلم: الثَّلمة معروفة، ثَلْمَةُ الحائط ونحوِه.

ملث: مَلثُ الظلام ونحوِه أي اختِلاط السواد.
مثل: مثل: قلد (نماذج) الخطوط (المقدمة 2: 347).
كثل: نكل، بتر عضوا وكذلك مثل ب 1 بوشر. بدرون 13: 127).
ماثل: اقتدى، تشبه بفلان (بوشر).
تمثل من: اتخذ مثلا (أبحاث 2) - اقتباس بعض الأبيات من شاعر قديم وتطبيقها على الحالة الراهنة، بعد إجراء بعض التغييرات أو اقتباس مصراع من الشعر من شاعر قديم والبناء عليه (عباد 1: 91).
تمثل: في موضع امتثل (قرطاس 161:4): كانت أوامره لا تتمثل أي لا يمتثل أو يخضع أو ينقاد لها أحد. تماثل في: اقتدى بفلان. (بقطر).
امتثال الخدمة: عين خادما لفلان (ابن جبير 3: 299).
مثل. ثمن المثل: الثمن اللائق وكذلك مهر المثل (معجم التنبيه).
مثل والجمع مثول: أنموذج (فوك).
مثله: في هذه الوضعية (معجم البيان 30).
مثل: نموذج وبالأسبانية: ( exemplo que damos) (explo que tomamos) ؛ مثلا: على سبيل المثال، ترد عادة في وسط الجملة (م. المحيط والمقري 2: 383 ابن بطوطة 3: 345 و408).
مثل: نسخة وبالأسبانية (عند الكالا): exemplar de donde sacamos وكذلك materia ole donol sacamos, وباللاتينية عند (بنريجا): exemplum, apographum.
مثلة: بتر عضو، قطع عضو ومجازا تشويه، (فوك) خصاء (المقري 2: 57).
مال مثلى: في م. المحيط (المثلي نسبة إلى المثل وعند الفقهاء ما يوجد له مثل في الأسواق بلا تفاوت بين أجزائه يعتد به ويسمى بالدنن وغير المثلى بخلافه كالحيوانات ... الخ (انظر فإن در برج 47).
المثليات= مال مثلي (معجم التنبيه- انظر ما سبق).
مثال والجمع مثالات: أنموذج (سعديا، مزمور المقدمة).
ما مثاله: أي أن ما صيغته أو قاعدته أو صورته أو أنموذجه هي ما يأتي (مملوك 1: 1: 176).
مثال ذلك: مثلا (فوك).
مثال: أمر مكتوب (أماري دبلوماسية 5: 167).
مثال: مذكرة صغيرة، تعطي للجندي الذي نال رتبة عسكرية (مملوك 1: 159، 161، 219). مثالة: وجمعها مثالات ومثائل: في م. المحيط (المثالة الحصة من الكتاب يتعلمها الدارس ويسمعها لأستاذه دفعة واحدة وهي من كلام المولدين). (بوشر).
ماثل وجمعها مثل: دي ساسي كرست (2: 139).
أمثل: (ابن بطوطة 2: 384): ثم يدخل الناس للسلام الأمثل فالأمثل ثلاثة ثلاثة: أي وفقا لمنزلتهم.
أماثل: تكلف، بعد عن البساطة، أساليب إجبارية، وعيقات ومربكات (بوشر). رجل أماثل: رجل رقيق الحاشية، غزل. ظريف، أنيق، لطيف، صرماح (بوشر).
أمثولة وانجمع أمثولات وأماثيل: في م. المحيط (ما يتمثل به من الأبيات. وربما استعمال المؤلدون الأمثولة بمعنى المثالة من الدرس والجمع أمثولات وأماثيل).
تمثال: مثال، أنموذج للصنع (باترون) (بوشر).
تمثال: نصب تذكاري (بوشر).
تمثال: وثن، صنم (فوك).
تمثال: نقود وباللاتينية moneta أي نقود (المعجم اللاتيني- العربي).
تمثال: من مصطلحات علم التنجيم، موضوع (المقدمة 3: 129).
تماثل: مقال ثابت، قاعدة ثابتة (مملوك أو 2: 201).
مماثل: مهرج (الكالا).
(م ث ل) : (الْمِثْلُ) وَاحِدُ الْأَمْثَالِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95] أَيْ فَعَلَيْهِ جَزَاءٌ مُمَاثِلٌ لِمَا قَتَلَ مِنْ الصَّيْدِ وَهُوَ قِيمَةُ الصَّيْدِ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَعِنْدَ مُحَمَّدٍ وَالشَّافِعِيِّ رَحِمَهُمَا اللَّهُ مِثْلُهُ نَظِيرُهُ مِنْ النَّعَمِ فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ عُدِلَ إلَى مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ فَمِنْ النَّعَمِ عَلَى الْأَوَّلِ بَيَانٌ لِلْهَدْيِ الْمُشْتَرَى بِالْقِيمَةِ وَعَلَى الثَّانِي لِلْمِثْلِ وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ لِأَنَّ التَّخْيِيرَ بَيْنَ الْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ عَلَيْهِ ظَاهِرٌ وَانْتِصَابُ هَدْيًا عَلَى أَنَّهُ حَالٌ عَنْ جَزَاءٍ لِأَنَّهُ مَوْصُوفٌ أَوْ مُضَافٌ عَلَى حِسَابِ الْقِرَاءَتَيْنِ أَوْ عَنْ الضَّمِيرِ فِي بِهِ (وَمَثَلَ بِهِ مُثْلَةً) وَذَلِكَ بِأَنْ يُقَطِّعَ بَعْضَ أَعْضَائِهِ أَوْ يُسَوِّدَ وَجْهَهُ.

(وَالتِّمْثَالُ) مَا تَصْنَعُهُ وَتُصَوِّرُهُ مُشَبَّهًا بِخَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ ذَوَاتِ الرُّوحِ وَالصُّورَةِ عَامٌّ وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا ذُكِرَ فِي الْأَصْلِ «أَنَّهُ صَلَّى وَعَلَيْهِ ثَوْبٌ فِيهِ تَمَاثِيلُ» كُرِهَ لَهُ قَالَ وَإِذَا قُطِعَ رُءُوسُهَا فَلَيْسَتْ بِتَمَاثِيلَ وَفِي مُتَّفَقِ الْجَوْزَقِيِّ «أَنَّ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ سَتَرْتُ سَهْوَةً لِي بِقِرَامٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ فَلَمَّا رَآهُ هَتَكَهُ» الْحَدِيثَ وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الصُّورَةَ الْمَنْهِيَّ عَنْهَا مَا لَهُ شَخْصٌ دُونَ مَا كَانَ مَنْسُوجًا أَوْ مَنْقُوشًا فِي ثَوْبٍ أَوْ جِدَارٍ فَهَذَا الْحَدِيثُ يُكَذِّبُ ظَنَّهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ أَوْ تَصَاوِيرُ» كَأَنَّهُ شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي وَأَمَّا (قَوْلُهُمْ) وَيُكْرَهُ التَّصَاوِيرُ وَالتَّمَاثِيلُ فَالْعَطْفُ لِلْبَيَانِ وَأَمَّا (تَمَاثِيلُ شَجَرٍ) فَمَجَازٌ إنْ صَحَّ وَ (الْمِثَالُ الْفِرَاشُ) الَّذِي يُنَامُ عَلَيْهِ (وَامْتَثَلَ أَمْرَهُ) احْتَذَاهُ وَعَمِلَ عَلَى (مِثَالِهِ) وَقَوْلُهُ مِنْ عَادَةِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي تَصَانِيفِهِ أَنْ يُمَثِّلَ بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى وَكَأَنَّهُ ظَنَّ أَنَّهُ بِمَعْنَى يَقْتَدِي فَعَدَّاهُ تَعْدِيَتَهُ.

مثل


مَثَلَ(n. ac. مُثُوْل)
a. Resembled, was like; took after.
b. [acc. & Bi], Compared with, likened to; assimilated to.
c.(n. ac. مَثْل
مُثْلَة) [Bi], Made an example of.
d. Appeared & disappeared.
e. see infra
(a)
مَثُلَ(n. ac. مُثُوْل)
a. Stood up.
b.(n. ac. مَثَاْلَة), Was distinguished &c.
مَثَّلَ
a. [acc. & La], Represented; described, portrayed to.
b. [acc.
or
Bi], Employed, used ( a simile ); quoted
adduced ( an example ); related, told ( a
story ).
c. Allegorized, metaphorized; personified.
d. see I (b) (c).
مَاْثَلَa. Resembled.
b. see I (b)c. [Bi], Recovered.
أَمْثَلَa. Made an example of, punished.
b. Avenged.
c. Made similar to.

تَمَثَّلَ
a. [Bi], Assimilated himself, became similar to; imitated.
b. Imagined, fancied.
c. [Min], Quoted, got from.
d. Became personified.
e. see (مَثُلَ) (a) & II (b).
تَمَاْثَلَa. Resembled each other, were alike; imitated each
other.
b. [Min], Recovered from.
إِمْتَثَلَa. Imitated, followed ( the conduct & c. of ).
b. Obeyed ( the orders of ).
c. [Min], Retaliated, took vengeance upon.
d. see II (b) (c).
مِثْل
(pl.
أَمْثَاْل)
a. Resemblance, similarity; likeness; counterpart, image
fac-simile, type.

مِثْلِيّa. Like.

مُثْلَةa. Example; warning; exemplary punishment
chastisement.

مُثْلَىa. fem. of
أَمْثَلُ
مَثَل
(pl.
أَمْثَاْل)
a. see 2b. Simile, similitude: parable; image, figure, allegory
metaphor, metonymy; fable; proverb; tale, story; example
illustration.
c. Model; precedent; instance, case; maxim
sentence.
d. Argument, proof.

مَثَلِيّa. Metaphorical, allegorical, figurative; typical
symbolical; parabolic.

مَثُلَةa. see 3t
أَمْثَلُ
(pl.
أَمَاْثِلُ)
a. Liker, &c.
b. More perfect, complete; better; best.

مَاْثِلa. Effaced, obliterated (trace).

مَاْثِلَةa. Lamp, light; torch.

مَثَاْلَةa. Excellence, superiority; merit.
b. ( pl.
reg.
&
مَثَاْئِلُ
46), [ coll. ], Lesson, task.

مِثَاْل
(pl.
مُثْل
مُثُل
أَمْثِلَة
15t)
a. Likeness; image, counterpart, facsimile, type, symbol;
model; example.
b. Form; formula; formulary.
c. Quantity; quality.
d. Assimilated verb ( one beginning with
و
or
ي ).
مَثِيْل
(pl.
مُثُل)
a. Like, similar; alike.
b. Excellent; eminent, superior.

مَثِيْلَة
a. [ coll. ]
see 22t (b)
أَمَاْثِلُ
a. [art.], The great men; the principal personages.

N. Ac.
مَثَّلَa. Comparison.
b. Analogy.
c. Assimilation.
d. Personification.

N. Ag.
مَاْثَلَ
a. [La], Like, resembling; corresponding, equal, equivalent
to; fellow to.
N. Ac.
تَمَاْثَلَa. Resemblance, similarity, likeness.

مُمَاثَلَة [ N.
Ac.
مَاْثَلَ
(مِثْل)]
a. see N. Ac.
VI
أُمْثُوْلَة
a. Example, maxim; quotation, citation.
b. [ coll. ]
see 22t (b)
تِمْثَال (pl.
تَمَاْثِيْل)
a. Likeness; representation: image, figure; statue;
effigy; portrait.

مِثْل مَاثِل
a. Striking example; remarkable case.

مَثَلًا
a. For instance, for example.
b. As an instance, an example, an illustration.

مِثْل كَمِثْل
a. As; like as, just as.

مِثْلَمَا
a. As, as also, as well as.

مَثَلِيًّا
a. Figuratively, allegorically.

ضَرَبَ مَثَلًا
a. He made use of a proverb, of an illustration.

مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ
تَمَثَّلَ بَيْنَ يَدَيْهِ
a. He stood before him, in his presence.
مثل: المَثَلُ: الذي تَضْرِبُه العَرَبُ. والصِّفَةُ، من قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ: " مَثَلُ الجَنَّةِ التي وُعِدَ الــمُتَّقُوْنَ " أي صِفَتُها. والحُجَّةُ أيضاً. والحَدِيْثُ نَفْسُه، ورَجُلٌ مِمْثَالٌ.
ومَثَلْتُه أبْيَاتاً: أي غَنَّيْته بها، وجارِيَةٌ مُمَثِّلَةٌ. والتَّمَثُّلُ: الغِنَاءُ، وكذلك الأمَاثِيْلُ؛ واحِدُها أُمْثُوْلَةٌ.
والِمِثْلُ: شِبْهُ الشَّيْءِ في المِثَالِ والقَدْرِ والخِلْقَةِ، وهو المَثِيْلُ أيضاً.
والمِثَالُ: المِقْدَارُ، والجَمِيْعُ المُثُلُ، وثَلاَثَةُ أمْثِلَةٍ.
والمَثُلاَتُ: الأِشْبَاهُ والنَّظَائِرُ.
والتَّمْثِيْلُ: تَصْوِيْرُ الشَّيْءِ في المِثَالِ والقَدْرِ والخِلْقَةِ، وهو المَثِيْلُ أيضاً.
والمِثَالُ: المِقْدَارُ، والجَمِيْعُ المُثُلُ، وثَلاَثَةُ أمْثِلَةٍ.
والمَثُلاَتُ: الأشْبَاهُ والنَّظَائِرُ.
والتَّمْثِيْلُ: تَصْوِيْرُ الشَّيْءِ. والتِّمْثَالُ: الاسْمُ.
وظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ: تِمْثَالُه.
وهذا أمْثَلُ من ذاكَ: أي أفْضَلُ.
وتَمَاثَلَ العَلِيْلُ: بَرَأَ.
والمَثَالَةُ: الفَضْلُ، مَثِيْلٌ بَيِّنُ المَثَالَةِ. ومُثَلاَءُ القَوْمِ: خِيَارُهم.
ويقولونَ: " زَادَكَ اللهُ رَعَالَه؛ كُلَّما ازْدَدْتَ مَثَالَه ". والرَّعَالَةُ: الحُمْقُ.
والمُثْلُ: مَصْدَرٌ كالمَثَالَةِ.
وامْتَثَلْتُ أمْرَه.
ومَثَّلْتُه بفلانٍ، ومَثَّلْتُه فلاناً. ومَثَلْتُ مِثَالاً بالتَّخْفِيْفِ: في مَعْنى التَّشْدِيْدِ؛ أي صَوَّرْته.
ومُثِّلَ الشَّيْءُ بالشَّيْءِ: سُوِّيَ به. والمِثَالُ والمُمَاثَلَةُ: المُسَاوَاةُ.
والمُثُوْلُ الانْتِصَابُ قائماً، مَثَلَ يَمْثُلُ. والماثِلُ: المُنْتَصِبُ، واللاّطِىءُ بالأرْضِ، من الأضْدَادِ.
والمُثْلَةُ والمَثُلاَتُ والمُثَلُ: العُقُوْبَةُ والتَّنْكِيْلُ، ومَثَلْتُ به أمْثُلُ، ومنه قَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " وقَدْ خَلَتْ من قَبْلِهم المَثُلاَتُ "، وقُرِىءَ: " المُثُلاَتُ " بضَمِّ المِيْمِ و " المُثْلاتُ " بتَسْكِيْنِ الثّاءِ.
وامْتَثَلْتُ من فلانٍ: اقْتَصَصْتُ منه. وامْتَثِلْني من فلانٍ. والمَثْلُ: أن يُقْتَلَ مِثْلٌ بمِثْلٍ. وفي الحَدِيْثِ: " لا تُمَثِّلُوا بنَامِيَةِ اللهِ " يقولُ: لا تَقْتَصُّوا من خَلْقِ اللهِ بالقَتْلِ فتَقْتُلُوا المِثْلَ بالمِثْلِ.
وهو مُثْلَةٌ في الخَيْرِ والشَّرِّ: أي عَجَبٌ وآفَةٌ، وجَمْعُه مُثْلاَتٌ.
والمِثَالُ: الفِرَاشُ، وجَمْعُه مُثُلٌ. وهو من الإِبِلِ: الفَحْلُ، وجَمْعُه أمْثِلَةٌ. ويُكْنى عن قَضِيْبِ الإِنْسَانِ بالمِثَالِ.
والأمْثَالُ: أرْضٌ ذاتُ جِبَالٍ من أرْضِ البَصْرَةِ؛ وهي أرْضٌ سَهْلَةٌ، واحِدُها مِثْلٌ.
ورَحَا المِثْلِ: مَوْضِعٌ.

مثل

1 مَثَلَ aor. ـُ , inf. n. مُثُولٌ; (S, M, K, &c.;) and مَثُلَ; (M, K;) He stood erect; (S, M, K, &c.;) بَيْنَ يَدَيْهِ before him. (S, &c.) b2: مَثَلَ بِهِ, inf. n. مُثْلَةٌ, He mutilated him; castrated him; namely, a sheep or goat. (TA in art. دجن, from a trad.) 2 مَثَّلَ : see a verse of Kutheiyir in art. رود, conj. 4. b2: مَثَّلَهُ: see شَبَّهَهُ.3 مَاثَلَهُ i. q. شَابَهَهُ. (TA.) 4 أَمْثَلَهُ He set it up: from مَثَلَ “ he stood erect. ” b2: He set up a butt or mark: see an ex. voce غَرَضٌ.5 تَمَثَّلَ بِكَذَا [He affected to be like, or imitated, such a thing;] i. q. تَشَبَّهَ بِهِ. (TA, art. شبه.) b2: تَمَثَّلَ البَيْتَ and [more commonly] بِالبَيْتِ He used, or applied, the verse as a proverb, or proverbially. (MA.) b3: See تَشَبَّهَ.6 تَمَاثَلَ He became nearly in a sound, or healthy, state; or near to convalescence: (K:) or he became more like the sound, or healthy, than the unsound, or unhealthy, who is suffering from a chronic and pervading disease; (TA;) or so تماثل لِلْبُرْءِ. (M.) Said also of a wound: (T, S in art. دمل:) and of a disease; like أَشْكَلَ. (TA, art. شكل.) b2: تَمَاثَلَا i. q. تَشَابَهَا. (M, K in art. سوى.) 8 اِمْتَثَلَ أَمْرَهُ He followed his command, order, bidding, or injunction; did like as he commanded, ordered, &c.; (Mgh;) he obeyed his command, order, &c. (Msb.) مِثْلٌ A like; a similar person or thing; match; fellow; an analogue. (K, &c.) See نِدٌّ and voce بَدَلٌ. b2: A likeness, resemblance, or semblance; see شَبَهٌ. b3: An equivalent; a requital. b4: مِثْلَ, used as a denotative of state, means Like. Ex. مَرَّ مِثْلَ البَرْقِ He passed like the lightning. See an ex. in the Kur li. 23; and another, from Sakhr-el-Gheí, voce فَرْضٌ.

مَثَلٌ i. q. صِفَةٌ [as meaning A description, condition, state, case, &c.]; (S, K, &c.;) or وَصْفٌ [meaning the same]: (Msb:) or this is a mistake: (Mbr, AAF, TA:) or it may be a tropical signification: (MF, TA:) for in the language of the Arabs it means a description by way of comparison: (AAF, TA:) you say مثل زيد مثل فلان [The description of Zeyd, by way of comparison, or the condition, &c., is that of such a one]: it is from المِثاَلُ and الحَذْوُ: (Mbr, TA:) it is metaphorically applied to a condition, state, or case, that is important, strange, or wonderful. (Ksh, Bd in ii. 16.) The phrase here given is more literally, and better, rendered, The similitude of Zeyd is the similitude, or is that, of such a one; for a similitude is a description by way of comparison. b2: You say also, جَعَلَهُ مَثَلًا لِكَذَا [He made it (an expression or the like) to be descriptive, by way of comparison, of such a thing]. (TA passim.) [And مَثَلٌ لِكَذَا meansAn expression denoting, by way of similitude, such a thing.] b3: عَلَى المَثَلِ As indicative of resemblance to something. b4: See بَدَلٌ.

مِثَالٌ Quality, made, manner, fashion, and form; (Msb;) a model according to which another thing is made or proportioned; a pattern, (مِقْدَارٌ) by which a thing is measured, proportioned, or cut out: (T:) an example of a class of words, of a rule, &c. b2: مِنْ غَيْرِ سَبْقِ مِثاَلٍ [Without there having been any precedent]. (Msb in art. قرح, &c.) b3: [A bed:] بَناَتُ المِثَالِ The daughters of the bed; meaning women. (T in art. بنى.) جَوْزُ مَاثِلٍ : see جَوْزٌ.

تَمَاثِيلُ , in the following hemistich of Ibn-Ahmar, تَمَاثِيلُ قِرْطَاسٍ عَلَى هَبْهَبِيَّةٍ signifies كُتُبٌ يَكْتُبُونَهَا. (L, in TA, voce هَبْهَبِىٌّ, as signifying a “ light, or active,” camel.)
م ث ل : الْمِثْلُ يُسْتَعْمَلُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ بِمَعْنَى الشَّبِيهِ وَبِمَعْنَى نَفْسِ الشَّيْءِ وَذَاتِهِ وَزَائِدَةٍ وَالْجَمْعُ أَمْثَالٌ وَيُوصَفُ بِهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ فَيُقَالُ هُوَ وَهِيَ وَهُمَا وَهُمْ وَهُنَّ مِثْلُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} [المؤمنون: 47] وَخَرَّجَ بَعْضُهُمْ عَلَى هَذَا قَوْله تَعَالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] أَيْ لَيْسَ كَوَصْفِهِ شَيْءٌ وَقَالَ هُوَ أَوْلَى مِنْ الْقَوْلِ بِالزِّيَادَةِ لِأَنَّهَا عَلَى خِلَافِ الْأَصْلِ وَقِيلَ فِي الْمَعْنَى لَيْسَ كَذَاتِهِ شَيْءٌ كَمَا يُقَالُ مِثْلُكَ مَنْ يَعْرِفُ الْجَمِيلَ وَمِثْلُكَ لَا يَعْرِفُ كَذَا أَيْ أَنْتَ تَكُونُ كَذَا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ} [الأنعام: 122] أَيْ كَمَنْ هُوَ وَمِثَالُ الزِّيَادَةِ {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ} [البقرة: 137] أَيْ بِمَا قَالَ ابْنُ جِنِّي فِي الْخَصَائِصِ قَوْلُهُمْ مِثْلُكَ لَا يَفْعَلُ كَذَا قَالُوا مِثْلُ زَائِدَةٌ وَالْمَعْنَى أَنْتَ لَا تَفْعَلُ كَذَا قَالَ وَإِنْ كَانَ الْمَعْنَى كَذَلِكَ إلَّا أَنَّهُ عَلَى غَيْرِ هَذَا التَّأْوِيلِ الَّذِي رَأَوْهُ مِنْ زِيَادَةِ مِثْلٍ وَإِنَّمَا تَأْوِيلُهُ أَنْتَ مِنْ جَمَاعَةٍ شَأْنُهُمْ كَذَا لِيَكُونَ أَثْبَتَ لِلْأَمْرِ إذَا كَانَ لَهُ فِيهِ أَشْبَاهٌ وَأَضْرَابٌ وَلَوْ انْفَرَدَ هُوَ بِهِ لَكَانَ انْتِقَالُهُ عَنْهُ غَيْرَ مَأْمُونٍ وَإِذَا كَانَ لَهُ فِيهِ أَشْبَاهٌ كَانَ أَحْرَى بِالثُّبُوتِ وَالدَّوَامِ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ
وَمِثْلِي لَا تَنْبُو عَلَيْكَ مَضَارِبُهُ.

وَالْمَثَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْمَثِيلُ وِزَانُ كَرِيمٍ
كَذَلِكَ وَقِيلَ الْمَكْسُورُ بِمَعْنَى شِبْهٍ وَالْمَفْتُوحُ بِمَعْنَى الْوَصْفِ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا أَيْ وَصْفًا.

وَالْمِثَالُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْ مَاثَلَهُ مُمَاثَلَةً إذَا شَابَهَهُ وَقَدْ اسْتَعْمَلَ النَّاسُ الْمِثَالَ بِمَعْنَى الْوَصْفِ وَالصُّورَةِ فَقَالُوا مِثَالُهُ كَذَا أَيْ وَصْفُهُ وَصُورَتُهُ وَالْجَمْعُ أَمْثِلَةٌ.

وَالتِّمْثَالُ الصُّورَةُ الْمُصَوَّرَةُ وَفِي ثَوْبِهِ تَمَاثِيلُ أَيْ صُوَرُ حَيَوَانَاتٍ مُصَوَّرَةٍ وَمَثَلْتُ بِالْقَتِيلِ مَثْلًا مِنْ بَابَيْ قَتَلَ وَضَرَبَ إذَا جَدَعْتَهُ وَظَهَرَتْ آثَارُ فِعْلِكَ عَلَيْهِ تَنْكِيلًا وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ وَالِاسْمُ الْمُثْلَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ.

وَالْمَثُلَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَضَمِّ الثَّاءِ الْعُقُوبَةُ.

وَمَثَلْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ مُثُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ انْتَصَبْتُ قَائِمًا وَامْتَثَلْتُ أَمْرَهُ أَطَعْتُهُ. 
[م ث ل] المِثْلُ الشٍّ بْهُ قالَ ابنُ جِنِّي وقَوْلُه تَعالَى {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} الذاريات 23 جعل مثل وما اسمًا واحِدًا فبَنَى الأوَّلَ علَى الفَتْحِ وهما جَمِيعًا عِنْدَهُم في موضع رَفْعٍ لكونِهما صِفَةً لحَقّ فإِن قُلْتَ فما مَوْضِعُ {أنكم تنطقون} قيلَ هو جَرٌّ بإِضافَةِ مثلَ ما إِليه فإِن قُلْتَ ألا تَعْلَمُ أَنَّ ما على بِنائِها لاَنَّها على حَرْفَيْنِ الثّانِي منهُما حَرْفُ لِينٍ فكيَف تَجُوزُ إِضافَةُ المَبْنِي قيل ليسَ المُضافُ ما وحدها إِنما المُضافُ الاسمُ المَضْمُومُ إِليه ما فلم تَعْدُ ما هذه أن تكونَ كتاءِ التَّأَنِيثِ في نَحْوِ هذه جارِيةُ زَيْدٍ أَو كالأَلِفِ والنُّون في سِرْحان عَمْرٍ وأو كَياءِ الإضافَةِ في بَصْرِيِّ القَوْمِ أَو كَأَلِفَيِ التَّأْنِيثِ في صَحْراءَ زُمٍّ أَو كالأَلِفِ والتّاءِ في قَوْلِه

(في غائلاتِ الحائرِ المُتَوِّهِ ... )

وقَوْلُه تَعالَى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} الشورى 11 أَرادَ لَيْسَ مِثْلَه لا يكونُ إِلا ذَلك لأنَّه إِن لَمْ يَقُلْ هذا أَثْبَتَ له مثلاً تَعالَى الله عن ذلِك ونَظِيرُه ما أَنْشَدَه سِيبَوَيْهِ

(لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ ... )

أي مَقَقٌ وقولُه تَعالَى {فَإِنْ أَمَنُوا بِمِثْلِ مَاءَاَمنتمُ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا} البقرة 137 قال أَبُو إِسحاقَ إِنْ قالَ قائلٌ وهَل للإيمانِ مِثْلٌ هو غيرُ الإيمانِ قِيلَ له المَعْنَى واضِحٌ بَيِّنٌ وتَأْوِيلُه فإِن أَتَوْا بتَصْدِيقٍ مثلِ تَصْدِيقِكُم في إِيمانِكُمْ بالأَنْبِياءِ وتَصْدِيقِكُم بكُلِّ ما أَتَتْ به الأَنْبِياءُ وتَوْحِيدِكُم فقَد اهْتَدَوْا أَي فقَدْ صارُوا مُسْلِمِينَ مِثْلَكُم والمَثَلُ والمَثِيلُ كالمِثْلِ والجَمْعُ أَمْثالٌ وهُما يَتَماثَلان وقولُهم فُلانٌ مُسْتَرادٌ لِمِثْلِه وفُلانَةٌ مُسْتَرادَةٌ لِمِثْلِها أَي مِثْلُه ومثلها يُطْلَبُ ويُشَحُّ بهِ لنَفَاسَتِه وقِيلَ مَعْناهُ مُسْتَرادٌ مِثْلُه أَو مِثْلُها واللامُ زائِدةٌ والمَثَلُ الحَدِيثُ نَفْسُه وقولُه تعالَى {ولله المثل الأعلى} النحل 60 قالَ الزَّجَاجُ جاءَ في التَّفْسِيرِ أَنَّه قولُ لا إِلهَ إِلاّ الله وتَأْوِيلُه أَنَّ الله أَمَرَ بالتَّوْحِيدِ ونَفْيِ كُلِّ إِلهٍ سِواهُ وهِي الأَمْثالُ وقد مَثَّلَ بهِ وامْتَثَلَه وتَمَثَّلَ به وتَمَثَّلَه قالَ جَرِيرٌ (والتَّغْلَبِي إِذا تَنَحْنَحَ للقِرَى ... حَكَّ اسْتَه وتَمَثَّلَ الأَمْثالا)

عَلَى أَنّ هذا قد يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ به تَمَثَّلَ بالأَمْثالِ ثم حَذَفَ وأَوْصَلَ وامْتَثَلَ القَوْمَ وعندَ القَوْمِ مَثَلاً حَسَنًا وتَمَثَّلَ إِذا أَنْشَدَ بَيْتًا ثم آخرَ ثم آخَرَ وهِيَ الأُمْثُولَةُ وقَولُه تَعالى {مَثَلُ الجَنَّةِ} الرعد 35 محمد 15 قال أَبُو إِسحاقَ معناهُ صِفَةُ الجَنَّةِ ورَدَّ ذلِكَ أَبُو عَلِيٍّ قال لأَنَّ المَثَل الصِّفَة غيرُ مَعْروفٍ في كَلامِ العَرَبِ إِنَّما مَعْناه التَّمْثِيل وتَمَثَّلَ بالشَّيءِ ضَرَبَه مَثَلاً والمِثالُ المِقْدارُ وهو من الشَّبَه وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ المِثالُ قالَبٌ يُدْخَلُ عَيْن النَّصْلِ في خَرْقٍ في وَسَطِه ثُمّ يُطْرَقُ غِراراهُ حتى يَنْبَسِطا والجمعُ أَمْثِلَةٌ ومُثُلٌ وتَماثَلَ العَلِيلُ قارَبَ البُرْءَ فصارَ أَشْبَه بالصَّحِيح من العَلِيلِ المَنْهُوك والأَمْثَلُ الأَفْضَلُ وهو مِنْ أَمائِلِهِمْ وذَوِي مَثالَتِهِم وقد مَثُلَ والطَّرِيقَةُ المُثْلَى التي هي أَشْبَهُ بالحَقِّ وقوله تعالى {إذ يقول أمثلهم طريقة} طه 104 مَعْناه أَعْدَلُهُم وأَشبَهُهُم بأَهْلِ الحَقِّ وقال الزَّجاجُ {أمثلهم طريقة} أَعْلَمُهم عند نَفْسِه بما يَقُول والمَثِيلُ الفاضِلُ وإِذا قِيلَ مَنْ أَمْثَلُكُم قيل كُلُّنا مَثِيلٌ حكاه ثَعْلَبٌ قال وإِذا قِيلَ مَنْ أَفْضَلَكُمُ قلتَ كُلُّنا فاضِلٌ أَي إِنَّكَ لا تَقُول كُلُّنا فَضِيلٌ كما تَقُول كُلُّنا مَثِيلٌ وماثَلَ الشَّيْءَ شابَهَهُ والتِّمْثالُ الصُّورَةُ والجمعُ التَّماثيلُ ومَثَّلَ له الشَّيْءَ صَوَّرَهُ حتّى كأًنَّه يَنْظُرُ إِليه وامْتَثَلَه هو تَصَوَّرَه وامْتَثَلَ طَرِيقَتَه تَبٍ عَها فلم يَعْدُها ومَثَلَ الشَّيْءُ يَمْثُلُ مُثُولاً ومَثُلَ قامَ مُنْتَصِبًا ومَثَلَ لَطِيءَ بالأَرْضِ وقَوْلُ لَبِيدٍ

(ثُمّ أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمَثَلْ)

فَسَّرَه المُفَسِّرُ فقالَ المَثَلُ الماثِلُ ووَجْهُه عِنْدِي أَنَّه وَضَع المَثَلَ مَوْضِعَ المُثُولِ وأَرادَ كَذِي المَثَلِ فحَذَف المُضافَ وأَقامَ المُضافَ إِليه مُقامَه ويجوزُ أَن يَكُونَ المَثَلُ جَمْعَ ماثِلٍ كغائبٍ وغَيَبٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ وموضعُ الكافِ الزِّيادَةُ كما قال رُؤْبَةُ

(لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيها كالمَقَقْ ... )

أَي فِيها مَقَقٌ وَمثَلَ يَمْثُلُ زالَ عن مَوْضِعِه قالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِيُّ

(يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجِيحُ لما يَرَى ... فمِنْهُ بُدُوٌّ مَرَّة ومُثُولُ)

ومَثَلَ بالرَّجُلِ يمثُل مَثْلاً ومُثْلَةً الأَخيرةُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ ومَثَّلَ كِلاهُما نَكَّلَ به وهي المَثُلَةُ والمُثْلَةُ وقَوْلُه {وقد خلت من قبلهم المثلات} الرعد 6 قال الزَّجّاجُ الضَّمَّةُ فيها عِوَضٌ من الحَذْفِ ورَدَّ ذلِكَ أَبُو عَلِيٍّ وقالَ هُو من بابِ شاةٌ لَجِبَةٌ وشِياهٌ لَجِباتٌ وأَمْثَلَ الرَّجُلَ قَتَلَه بقَوَدٍ وامْتَثَلَ منه اقْتَصَّ قالَ (إِنْ قَدَرْنا يَوْمًا على عامِرٍ ... نَمْتَثِلْ مِنْه أَو نَدَعْهُ لَكُمْ)

وتَمَثَّلَ منه كامْتَثَلَ وقالُوا مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ عن ابنِ الأَعْرابِيّ وأَنْشَدَ

(مَنْ لا يَضَعْ بالرَّمْلَةِ المَعاوِلا ... )

(يَلْقَ من القامَةِ مِثْلاً ماثِلاً ... )

(وإِنْ تَشَكَّى الأَيْنَ والتَّلاتلا ... )

وعَنَى بالتَّلاتِلِ الشَّدائِدَ والمِثالُ الفِراشُ وجَمْعُه مُثُلٌ والمِثالُ حَجَرٌ قد نُقِرَ في وَجْهِه نَقْرٌ عَلَى خِلْقَةِ السِّمَةِ سواءً فيُجْعَلُ فيهِ طَرَفٌ العَمُودِ أَو المُلْمُولِ المُضَهَّبِ فلا يَزالُونَ يَحْنُون منه بأَرْفَق ما يَكُونُ حَتَّى يَدْخُلَ المِثالُ فيه فيكونَ مِثْلَهُ والمِثْلُ مَوْضِعٌ قالَ مالِكُ بن الرَّيْبِ

(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَتِ الرَّحَى ... رَحَى المِثْلِ أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا)
[مثل] نه: فيه: نهى عن "المثلة"، يقال: مثلت بالحيوان مثلًا- إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل- إذا جدعت أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو شيئًا من أطرافه، والاسم المثلة، ومثل- بالتشديد للمبالغة. ن: لكنه لم يرو منه، وقد مثل به- بضم ميم وكسر مثلثه. ك: بكسر مثلثة مشددة، ومنه: ستجدون في القوم "مثلة"، هي بفتح ميم وضم ثاء، وقيل: بضم ميم كغرفة، وقيل: بفتح فسكون مصدر، يريد أنهم جدعوا أنوفهم وشقوا بطونهم كحمزة ولم تسؤني لأنكم أعدائي، وقد كانوا قتلوا ابنه يوم بدر. نه: ومنه: نهى أن "يمثل" بالدواب، أي تنصب فترمى أو تقطع أطرافها وهي حية، وروى: وأن تؤكل الممثول بها. ومنه: لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني ثم قال: "امثل" منه، وروى: امتثل، فعفا، أي اقتص منه، من أمثل السلطان فلانًا- إذا أقاده، وتقول للحاكم: أمثلني، أي أقدني، ومنه ح صفة الصديق: فحنت له قسيها و"امتثلوه" غرضًا، أي نصبوه هدفًا لسهام ملامهم وأقوالهم، وهو افتعل من المثلة. ج: "مثل" به نكل، والاسم المثلة. غ: "مضى "مثل" الأولين" ذكر عقوباتهم. نه: وفيه: من "مثل" بالشعر فليس له عند الله خلاق، مثلة الشعر: حلقة من الخدود، وقيل: نتفه أو تغييره بالسواد، وعن طاووس: جعله الله طهرة فجعله نكالًا. وفيه: من سره أن "يمثل" له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار، أي يقومون له وهو جالس، مثل مثولًا- إذا انتصب قائمًا، وهو زي الأعاجم تكبرًا وإذلالًا للناس. ن: أي يمثل- بضم ثاء. ط: أي من أحب أن يقومالدنيا ويؤدي ما عليه من الفرض ويمنعه عن قيامه بعض الأصحاب، وتخصيص الغروب مناسب للغريب فإن أول منزل ينزل عند الغروب، وعند غروبها- حال من الشمس لا ظرف مثلث، ويمسح- حال من ضمير يجلس. و"المثلاث" جمع مثلة- بفتح ميم وضم مثلثة، بمعنى المثل وهي العقوبة الفاضحة، وأصله الشبه وما يعتبر به، يريد بمن خلا من الأمم. غ: ""مثل" الجنة" صفتها. "وله "المثل" الأعلى" أي التوحيد والخلق والأمر ونفي كل إله سواه. و "محاريب و"تماثيل""، ذكر أنها صورة الأنبياء. "ويذهبا بطريقتكم "المثلى"" تأنيث الأمثل، أي يصرفان وجوه أماثل الناس إليها، امتثل أماثلهم: اختار أفاضلهم، الواحد مثل، والأماثل جمع أمثال أو أمثل. نه: وفيه: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم "الأمثل فالأمثل"، أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة. ك: أتى بثم أولًا ثم بالفاء إعلامًا بالبعد بين مرتبة الأنبياء وغيرهم وعدمه بين ولى وولى إذ رتبة بعض الأولياء قريب من البعض، ووجه أشدية البلاء عليهم كونهم مخصوصين بكمال الصبر ومعرفة أنها نعمة، وليتم الخير لهم ويضاعف الأجر. ومنه: وهو "أمثل" له غذاء، أي أفضل، قوله: إلى غيرها، متعلق بيمنعها، أي منعها منتهيًا إلى رضاع غيرها. نه: ومنه ح عمر للتراويح: لو جمعت الناس على قارئ واحد لكان "أمثل"، أي أولى وأصوب. وفيه: قال بعد وقعة بدر: لو كان أبو طالب حيًا لرأي سيوفنا قد بسأت "بالمياثل"، أي اعتادت واستأنست بالأماثل. ج: و"أمثل" ما تداويتم، أي أشرف وأجود.
مثل
مثَلَ يَمثُل، مُثولاً، فهو ماثل، والمفعول ممثول (للمتعدِّي)
• مثَل الشَّخصُ بين يدي فلان: مَثُل؛ قام بين يديه منتصبًا "أمر القاضي بمثول الشّهود بين يديه- مَثَل بين يدي الرئيس- مثَلُوا أمام المحكمة".
• مثَل التَّماثيلَ: صوّرها بالنّحت.
• مثَله بفلان: شبّهه وسوّاه به. 

مثُلَ1/ مثُلَ لـ يَمثُل، مُثولاً، فهو ماثل، والمفعول ممثول له
• مثُل الشَّخصُ بين يدي فلان: مثَل؛ قام بين يديه منتصبًا "مثُل للتّحقيق بين يدي القاضي".
• مثُلت الجريدةُ للطِّبع: أعدّت وتهيَّأت للطِّباعة. 

مثُلَ2 يمثُل، مَثالةً، فهو مثيل
• مثُل الشّخصُ: فضُل وكان ذا مزّية في نوعه "مثُل بين أقرانه". 

امتثلَ/ امتثلَ لـ/ امتثلَ من يمتثل، امتثالاً، فهو مُمتثِل، والمفعول مُمتثَل
• امتثل المثلَ: تصوّره.
• امتثل طريقةَ فلان: اتّبعها وعمل على مثالها "امتثل أسلوبَ المتنبِّي في شعره".
• امتثل الأمرَ/ امتثل للأمر: أطاعه واحتذاه "ممتثل لأوامر الله".
• امتثل من فلان: اقتصّ منه. 

تماثلَ/ تماثلَ من يتماثل، تماثُلاً، فهو مُتماثِل، والمفعول مُتماثَل منه
• تماثل الشَّيئان: تشابها "تماثل الرأيان/ العددان- أبنية متماثلة".
• تماثل المريضُ من عِلَّته: قارب البُرْءَ، بدأت صحّتُه تتحسَّن "تماثل للشّفاء". 

تمثَّلَ/ تمثَّلَ بـ/ تمثَّلَ لـ/ تمثَّلَ من يتمثّل، تمثُّلاً، فهو مُتمثِّل، والمفعول مُتمثَّل
• تمثَّل الشَّيءَ: تصوّر مثالَه "تمثَّل الشَّجاعةَ في شخص فلان- كرّر وجهة نظره المُتَمَثَّلَة في كذا".
• تمثَّل الجسمُ الغذاءَ: أخذه وامتصّ ما فيه من نفع.
• تمثَّل بِبَيْت من الشِّعر في خطابه: ضربه مثلاً.
• تمثَّل بأبيه في الحزم: تشبّه به "تمثّل بالكرام- يحاول الطالبُ التمثُّل بأستاذه".
• تمثَّل الشَّيءُ له: تصوّر له، تشخَّص له " {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} ".
• تمثَّل من خَصْمه: امتثل منه، اقتصّ منه. 

ماثلَ يماثل، مثالاً ومُماثلةً، فهو مُماثِل، والمفعول مُماثَل
• ماثل الشَّيءُ الشَّيءَ: شابهه "كان يماثل أستاذَه في العلم والمعرفة- ماثل أباه شجاعة وكرمًا- ذوقه يماثل ذوقي".
• ماثل فلانٌ فلانًا: قلّده "ماثَل الطالبُ أستاذَه في طريقة الكلام والنِّقاش".
• ماثل فلانًا بفلان: مثله به، شبَّههُ به (ولا تكون المماثلة إلاّ بين المتفقين) "ماثلت أخي بأحد أصدقائي". 

مثَّلَ/ مثَّلَ بـ يمثِّل، تمثيلاً، فهو مُمثِّل، والمفعول مُمثَّل
• مثَّل التَّماثيلَ: مثلَها؛ صوّرها.
• مثَّل المسرحيّةَ: عرضها على المسرح "مثَّل دورَ البطل: لبس شخصيّته- مثل دورَ السُّلطان: قام بهذا الدّور" ° مثَّل دورًا أمام رئيسه: تظاهر به.
• مثَّل الجريمةَ: أعاد تمثيلَ وقائعها أمام المحقِّقين لمساعدتهم في اكتشاف الحقيقة, ومعرفة الظروف التي ارتُكبت فيها.
• مثَّل فلانًا: (قن) قام بعمل قانونيّ باسم غيره بمقتضى توكيل قانونيّ أو اتِّفاق، ناب عنه "مثّل المحامي مصالحَ الشركة- مثل المحامي المتّهمَ في قضيّته".
• مثَّل الشَّيءَ بالشَّيء: مثلَه به، شبّهه به "مثّل الحياة بالحُلم".
• مثَّل الشَّيءَ لفلانٍ: صوّره له بكتابة أو غيرها كأنّه ينظر

إليه.
• مثَّل قومَه في دولة أو مؤتمر: ناب عنهم "مثّل بلادَه في اجتماع القمّة العربيّة"? بدل التَّمثيل: هو ما يصرف لمن ينوبون عن الدولة في الخارج.
• مثَّل به: عذّبه ونكّل به بجدع أنفه أو قطع أذنه أو غيرها من الأعضاء "قتله ومثَّل بجثّته أبشع تمثيل". 
4740 - 
أمثلُ [مفرد]: ج أماثِلُ، مؤ مُثْلى، ج مؤ مُثْلَيات: أفعل تفضيل من مثُل2؛ أفضلُ، أحسنُ "اتّبع الحلّ الأمثل- إنّه من أماثل الناس: خيارُهم- {وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى} ". 

أُمْثولة [مفرد]: ج أمثولات وأماثيلُ: ما يُتَمثَّل به، عِبْرة، عِظة، ما يضرب مثلا "جعله أُمثولة للجميع- هو أمثولة في الصِّدق والوفاء". 

امتثال [مفرد]: مصدر امتثلَ/ امتثلَ لـ/ امتثلَ من.
• أمر بالامتثال أمام المحكمة: (قن) وثيقة قانونيّة صادرة بالأمر لأحد الأفراد بأن يظهر أمام المحكمة في وقتٍ مُعيَّن، والإخلال بهذا الأمر قد يُعرِّض الفردَ للعقوبة. 

امتثاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى امتثال: "قيم امتثاليّة".
2 - مصدر صناعيّ من امتثال: كون الإنسان مسايرًا في أفكاره وعواطفه للعُرْف العام في المجتمع الذي يعيش فيه "يجب الانصياع لامتثاليّة الحياة العاديَّة مع انضباط صارم- كان مهيّأ لتلقِّي قرارات رؤسائه والتكيُّف معها بامتثاليّة وانضباط شديد". 

تماثُل [مفرد]:
1 - مصدر تماثلَ/ تماثلَ من.
2 - (بغ) تشارك في أمرٍ ما.
3 - (جب) تساوي العددين.
4 - (لغ) تأثُّر الأصوات المتجاورة بعضُها ببعض. 

تِمثال [مفرد]: ج تماثيلُ: اسم ذات، ما يُنحت مُشبَّهًا بالمخلوقات من عباد وحيوان وغيرها، صورة مصوَّرة "صنعوا له تمثالاً من رُخام- تماثيل العظماء- {مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ} ". 

تمثيل [مفرد]:
1 - مصدر مثَّلَ/ مثَّلَ بـ.
2 - استيعاب المعلومات استيعابًا ينظمها في الحياة العقليّة.
3 - (بغ) تشبيه صورة مركّبة بأخرى مركّبة.
4 - (سف) إلحاق جُزَيء بجزيء آخر في حكمه لمعنى مشترك بينهما، ومنه القياس الفقهيّ.
5 - (قن) انتداب شخص مُعيّن للقيام بعمل ما باسم غيره ولحسابه بمقتضى توكيل.
• التَّمثيل: (فن) أداء أدوار في عمل مسرحيّ أو سينمائيّ أو تليفزيونيّ.
• التَّمثيل الغذائيّ: (حي) تحوّل الموادّ الغذائيَّة التي يتناولها الكائنُ الحيّ إلى موادّ يتألّف منها جسمُه، وتعرف هذه العمليّة بالأيض النَّباتي.
• التَّمثيل النِّسبيّ: (سة) محاولة توزيع المقاعد أو المناصب بالنِّسبة إلى القوى السِّياسيّة المتنافسة في البرلمان أو في الحكومة أو في وظائف أخرى.
• التَّمثيل الضَّوئيّ: (نت) عمليّة يقوم بها النَّبات الأخضر مكوِّنًا موادّ كربوهيدراتيّة (نشويّة وسكَّريّة) شريطة وجود البلاستيدات الخضراء (الكلوروفيل) والضَّوء وثاني أكسيد الكربون والماء. 

تمثيليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تمثيل: "مشهد تمثيليّ".
2 - مسرحيّ "فرقة تمثيليّة". 

تمثيليَّة [مفرد]: (فن) عمل فنيّ منثور أو منظوم يؤلّف على قواعد خاصّة ليمثِّل حادثًا حقيقيًّا أو متخيّلاً "تمثيليّة إذاعيّة- تمثيليّات فكاهيّة". 

ماثِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من مثَلَ ومثُلَ1/ مثُلَ لـ.
2 - متصوّر "فكرة ماثلة في ذهنه".
3 - واضح بيِّن "ماثل للعَيان- ماثل أمام عينيه حاضر، باد". 

مِثال [مفرد]: ج أمثلة (لغير المصدر) ومُثُل (لغير المصدر):
1 - مصدر ماثلَ.
2 - قالَب ونموذج يُقدّر على مِثْله "مُثُل عُليا- صنع القرطَ على مثال اختاره المشتري".
3 - صورة الشّيء التي تمثِّل صفاتِهِ "إنّها مثال الشّرف والأمانة- على سبيل المثال" ° على مثاله: على منواله.
4 - شاهد يذكر لإيضاح القاعدة "قرّب المعلّم الفهمَ إلى تلامذته بأمثلة عديدة".
5 - ما يعبّر عنه موضوع الفنّ حِسّيًّا (في علم الجمال).
6 - قدوة يحتذى به.
• المثال: (نح) المعتل الفاء من الأفعال مثل: وعد، وزن. 

مَثالة [مفرد]: مصدر مثُلَ2. 

مِثاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مِثال: وصف لكلّ ما هو كامل في بابه، ويُقتدى به "خُلُق/ زوج/ سلوك مثاليّ- الأمّ المثاليّة- الطّالب المثاليّ".
2 - من يتّخذ لنفسه مَثَلا أعلى يتّبعه في حياته. 

مثاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى مِثال.
2 - مصدر صناعيّ من مِثال.
• المثاليَّة:
1 - (سف) مذهب فلسفيّ ينكر حقيقة ذاتيّة الأشياء المتميِّزة من (أنا) ولا يقبل منها إلاّ الفكر، وهو مذهب يقابل الواقعيّة بوجهٍ عام "فيلسوف من دعاة المثاليّة".
2 - الميل نحو المثال والبحث عنه "في سلوكه مثاليّة واضحة تبعده عن الواقع والتكيف معه". 

مثَّال [مفرد]: صانع التماثيل "نحت المثَّالُ تمثالاً لشاعرٍ كبير". 

مَثَل [مفرد]: ج أمثال:
1 - جملة من القول مقتطعة من كلام، أو مرسلة بذاتها، تنقل ممّا وردت فيه إلى مشابهة بدون تغيير مثل (الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق) "ضرب مثلاً- {وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} " ° صار مضرب الأمثال: مشهور معروف- مثل سائر: قول مأثور شائع بين الناس.
2 - عبرة، درس، آية " {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ} ".
3 - شبه ونظير " {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} ".
4 - أسطورة على لسان حيوان أو جماد "أمثال كليلة ودمنة".
5 - حُجّة ودليل "أقام له مثلاً- سجّلت على اللوحة مثلاً على ذلك- ضرب لهم مثلا من نفسه- {وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ} ".
6 - غاية في بابه من جميع النواحي "هو مثلٌ في الأخلاق العالية". 

مِثْل [مفرد]: ج أمثال: شبه، نظير، مشابه "هو مِثْل أبيه كرمًا- لا تتفوّه بِمثْل هذا الكلام- {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} - {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}: يضرب للحثّ على عمل الخير والاتِّجاه إلى أمجد المقاصد- {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} " ° في مثل هذه الحالة: في حالة كهذه- معاملة بالمِثْل: معاملة على النّحو ذاته. 

مَثُلة [مفرد]: ج مَثُلات: عقوبة " {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ} ". 

مُثْلَة [مفرد]: ج مُثُلات ومُثْلات:
1 - تنكيل بجدع الأنف أو قطع الأذن " {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المُثُلاَتُ} [ق]- {وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ المُثْلاَتُ} [ق] ".
2 - عقوبة. 

مُثول [مفرد]: مصدر مثَلَ ومثُلَ1/ مثُلَ لـ. 

مثيل1 [مفرد]: ج مُثَلاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مثُلَ2. 

مَثيل2 [مفرد]: ج أمثال: شبيه ونظير متساوٍ مع غيره في الأهمية أو الرُّتبة أو الدرجة "هذه اللوحة لا مثيل لها: فريدة- تلك الطالبة تختلف عن مثيلاتها- هو مثيله في أخلاقه" ° لم يسبِق له مثيل: فريد، منقطع النَّظير لا شبيه له. 

مُماثلة [مفرد]
• المُماثلة:
1 - (جد) تساوي الفاصلتين في الطُّول أو الوزن أو هما معًا " {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ. وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ} ".
2 - (لغ) تأثُّر الأصوات اللُّغويّة بعضها ببعض تأثيرًا يهدف إلى نوع من المشابهة بينها ليزداد مع مجاورتها قربها في الصِّفات أو المخارج. 

مُمَثِّل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من مثَّلَ/ مثَّلَ بـ ° الممثِّل التِّجاريّ: الوكيل- ممثّل الشَّعب: النّائب وهو من ينتخبه الشّعبُ لينوب عنه في سنّ قوانين البلاد وفي المحافظة على حقوقه- ممثِّل حزب: مَنْ خُوِّل السُّلطةَ ليتصرَّف بالنِّيابة عن جماعة- ممثِّل دبلوماسيّ: مَنْ عيَّنه بلدُهُ ليمثِّله لدى بلد آخر.
2 - (فن) من يزاول مهْنة التمثيل على المسرح أو في السينما أو التلفزيون ° الممثِّل البديل: الذي يحلّ محلّ ممثل آخر اعتذر عن أداء الدور، أو الذي يقوم بمشاهد تحتاج إلى مهارة بدلاً عن الممثِّل الأصليّ.
3 - وكيل "ممثِّل النِّيابة". 
مثل
المِثْل، بالكَسْر والتحريك، وكأَميرٍ: الشِّبْه، يُقَال: هَذَا مِثْلُه وَمَثَلُه، كَمَا يُقَال: شِبهُه وَشَبَهُه. قَالَ ابنُ بَرِّي: الفرقُ بَين المُماثَلةِ والمُساواةِ أنّ المساواةَ تكونُ بَين المُختَلِفَيْنِ فِي الجِنسِ والمُتَّفِقَيْن لأنّ التساويَ هُوَ التكافُؤُ فِي المِقدارِ لَا يزيدُ وَلَا يَنْقُصُ، وأمّا المُماثَلةُ فَلَا تكونُ إلاّ فِي المُتَّفِقَيْن، تَقول: نَحْوُه كَنَحْوِه وفِقهُه كفِقْهِه وَلَوْنُه كَلَوْنِه وَطَعْمُه كَطَعْمِه، فَإِذا قيل: هُوَ مِثلُه، على الْإِطْلَاق، فَمَعْنَاه أنّه يَسُدُّ مَسَدَّه، وَإِذا قيل: هُوَ مثلُه فِي كَذَا، فَهُوَ مُساوٍ لَهُ فِي جِهةٍ دونَ جِهةٍ، انْتهى. وقرأتُ فِي الرِّسالةِ البغداديّةِ للحاكمِ أبي عَبْد الله النَّيْسابوريِّ وَهِي عِنْدِي مَا نَصُّه: أنّ ممّا يَلْزَمُ الحَدِيثِيَّ من الضبطِ والإتقانِ إِذا ذَكَرَ حَدِيثا وساقَ المَتْنَ ثمّ أَعْقَبَه بإسْنادٍ آخَرَ أَن يَفْرُقَ بَين أَن يَقُول: مِثلُه أَو نَحْوُه، فإنّه لَا يحِلُّ لَهُ أَن يَقُول: مِثلُه إلاّ بعدَ أَن يَقِفَ على المَتنَيْنِ والحديثِ جَمِيعًا، فيعلمَ أنّهما على لفظٍ واحدٍ، فَإِذا لم يُميِّزْ ذَلِك حَلَّ لَهُ أَن يَقُول: نَحْوُه، فإنّه إِذا قالَ نَحْوُه فقد بيَّنَ أنّه مِثلُ مَعانيه، وقَوْله تَعالى: لَيْسَ كمِثلِه شيءٌ وَهُوَ السميعُ البَصير أرادَ لَيْسَ مِثلَه، لَا يكونُ إلاّ ذَلِك لأنّه إنْ لم يقُلْ هَذَا أَثْبَتَ لَهُ مِثْلاً، تَعَالَى اللهُ عَن ذَلِك، ونَظيرُه مَا أنشدَ سِيبَوَيْهٍ: لَواحِقُ الأَقْرابِ فِيهَا كالمَقَقْ)
وقولُهم: فلانٌ مُسْتَرادٌ لمِثلِه، وفلانٌ مُسْتَرادةٌ لمِثلِها: أَي مِثلُه يُطلَبُ ويُشَحُّ عَلَيْهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ مُسْتَرادٌ مِثلُه أَو مِثلُها، واللامُ زائدةٌ. والمَثَل، مُحَرَّكَةً: الحُجّةُ، وَأَيْضًا: الحديثُ نَفْسُه، وقولُه عزَّ وجلَّ: وللهِ المَثَلُ الأعْلى جاءَ فِي التفسيرِ أنّه قولُ: لَا إِلَه إلاّ الله، وتأويلُه أنّ اللهَ أَمَرَ بالتوحيدِ ونَفْيِ كلِّ إِلَه سِواه، وَهِي الأمْثال. وَقد مَثَّلَ بِهِ تَمْثِيلاً وامْتَثلَه وَتَمَثَّلَه وَتَمَثَّلَ بِهِ، قَالَ جَريرٌ: (والتَّغْلَبِيُّ إِذا تَنَحْنَحَ للقِرَى ... حَكَّ اسْتَه وَتَمَثَّلَ الأمْثالا)
على أنّ هَذَا قد يجوزُ أَن يريدَ بِهِ تمَثَّلَ بالأَمْثالِ، ثمّ حَذَفَ وأَوْصَلَ. المَثَلُ أَيْضا: الصِّفة، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَمِنْه قَوْله تَعالى: مَثَلُ الجنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الــمُتَّقون، قَالَ الليثُ: مثَلُها هُوَ الخبَرُ عَنْهَا، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: معناهُ صِفةُ الجنّةِ، قَالَ عُمرُ بنُ أبي حَنيفة: سَمِعْتُ مُقاتِلاً صاحبَ التفسيرِ يَسْأَلُ أَبَا عَمْرِو بنَ العلاءِ عَن هَذِه الآيةَ فقالَ مَا مثَلُها فَقَالَ: فِيهَا أَنْهَارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ قَالَ: مَا مَثَلُها فَسَكَتَ أَبُو عمروٍ، قَالَ: فَسَأَلتُ يونُسَ عَنْهَا فَقَالَ: مَثَلُها: صِفَتُها، قَالَ مُحَمَّد بن سَلاّمٍ: ومِثْلُ ذَلِك قولُه: ذَلِك مثَلُهم فِي التَّوراةِ وَمَثَلُهم فِي الْإِنْجِيل أَي صِفتُهم، قَالَ الأَزْهَرِيّ: ونحوُ ذَلِك رُوِيَ عَن ابنِ عبّاسٍ، وأمّا جوابُ أبي عمروٍ حينَ سألَه مَا مثَلُها فَقَالَ: فِيهَا أَنْهَارٌ من ماءٍ غيرِ آسِنٍ ثمّ تَكْرِيرُه السُّؤال: مَا مثَلُها وسُكوتُ أبي عمروٍ عَنهُ فإنّ أَبَا عمروٍ أَجَابَهُ جَوَابا مُقنِعاً، ولمّا رأى نَبْوَةَ فَهْمِ مُقاتِلٍ سَكَتَ عَنهُ لِما وَقَفَ من غِلَظِ فَهْمِه، وَذَلِكَ أنّ قَوْله تَعالى: مَثَلُ الجنَّة تَفْسِيرٌ لقولِه تَعَالَى: إنّ اللهَ يُدخِلُ الذينَ آمنُوا وعَمِلوا الصالِحاتِ جَنّاتٍ تجْرِي من تَحْتِها الْأَنْهَار وَصَفَ تلكَ الجنّاتِ فَقَالَ: مثَلُ الجنَّةِ الَّتِي وَصَفْتُها، وَذَلِكَ مِثلُ قولِه: مثَلُهُم فِي التَّوراةِ ومثَلُهم فِي الْإِنْجِيل أَي ذَلِك صِفةُ مُحَمَّد صلّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وسلَّم وأصحابِه فِي التَّوْراة، ثمّ أعلمَهُم أنّ صِفتَهم فِي الإنجيلِ كَزَرْعٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وللنحويين فِي قَوْله تَعالى: مثَلُ الجنّةِ الَّتِي وُعِدَ الــمُتَّقون قولٌ آخَرُ، قَالَه مُحَمَّد بن يَزيدَ المُبَرِّدَ فِي كتابِ المُقْتَضَبِ، قَالَ: التقديرُ: فِيمَا يُتلى عليكُم مثَلُ الجنّةِ، ثمّ: فِيهَا، وفيهَا، قَالَ: وَمَنْ قالَ: إنّ مَعْنَاهُ صِفةُ الجنّةِ فقد أَخْطَأَ، لأنّ مَثَل لَا يُوضَعُ فِي مَوْضِعِ صِفة، إنّما يُقَال: صِفةُ زَيْدٍ أنّه ظَريفٌ، وأنّه عاقِلٌ، وَيُقَال: مثَلُ زَيدٍ مثَلُ فُلانٍ، إنّما المثَلُ مأخوذٌ من المِثال، والحَذْوِ، والصِّفةُ تَحْلِيَةٌ وَنَعْتٌ، انْتهى. قلت: ومِثْلُ ذَلِك لأبي عليٍّ الفارسيِّ فإنّه قَالَ: تَفْسِيرُ المثَلِ بالصِّفةِ غيرُ معروفٍ فِي كلامِ الْعَرَب، إنّما مَعْنَاهُ التَّمْثيل، قَالَ شيخُنا: ويمكنُ أَن يكونَ إطْلاقُه عَلَيْهَا من قَبيلِ المَجازِ لعلاقَةِ الغَرابة. وامْتَثلَ عندَهم مَثَلاً حَسَنَاً، وَكَذَا: امْتَثلَهُم مَثَلاً حَسَنَاً. وَتَمَثَّلَ: أَي)
أنشدَ بَيْتَاً، ثمّ آخَرَ، ثمّ آخَرَ، وَهِي الأُمْثولَة، بالضَّمّ. وَتَمَثَّلَ بالشيءِ: ضَرَبَه مثَلاً، يُقَال: هَذَا البيتُ مثَلٌ يَتَمَثَّلُه، وَيَتَمثَّلُ بِهِ. والمِثال، بالكَسْر: المِقْدار، وَهُوَ من الشِّبَهِ والمِثْلِ مَا جُعِلَ مِثالاً، أَي مِقداراً لغَيرِه يُحذى عَلَيْهِ، والجمعُ أَمْثِلَةٌ ومُثُلٌ، وَمِنْه أَمْثِلَة الأفعالِ والأسماءِ فِي بابِ التصريف. قَالَ أَبُو زيدٍ: المِثال: القِصاص، وَهُوَ اسمٌ من أَمْثَلَه إمْثالاً، كالقِصاصِ اسمٌ من أَقَصَّه إقْصاصاً. المِثال: صفَةُ الشيءِ. أَيْضا: الفِراش، وَمِنْه حديثُ عَبْد الله بن أبي نَهيك: أنّه دَخَلَ على سَعدٍ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ وعندَه مِثالٌ رَثٌّ. أَي: فِراشٌ خَلَقٌ. وَفِي حديثٍ آخَر: فاشْترى لكلِّ واحدٍ مِنْهُم مِثالَيْن، قَالَ جَريرٌ: قلتُ للمُغيرَةِ مَا مِثالان قَالَ: نَمَطَان، والنَّمَط: مَا يُفْتَرَشُ من مَفارِشِ الصُّوفِ المُلَوَّنةِ، قَالَ الْأَعْشَى:
(بكُلِّ طُوالِ السّاعِدَيْن كأنّما ... يرى بسُرى اللَّيْلِ المِثالِ المُمَهَّدا)
ج: أَمْثِلَةٌ ومثُلٌ، بضمَّتَيْن، وإنْ شِئتَ خَفَّفْت. وتماثَلَ العَليلُ: قارَبَ البُرْءَ فصارَ أَشْبَه بالصحيحِ من العَليلِ المَنْهوك، وَقيل: هُوَ من المُثُولِ وَهُوَ الانتصاب، كأنّه هَمَّ بالنهوضِ والانتصابِ، وَفِي الصِّحاح: تَماثَلَ من عِلَّتِه: أَي أَقْبَلَ. والأَمْثَل: الأَفْضَل، يُقَال: هُوَ أَمْثَلُ قَوْمِه: أَي أَفْضَلُهم، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: الأَمْثَل: ذُو العَقلِ الَّذِي يَسْتَحِقُّ أَن يُقال هُوَ أَمْثَلُ بضني فلانٍ، وَفِي الحَدِيث: أشَدُّ الناسِ بَلاءً الأنبياءُ ثمّ الأَمْثَلُ فالأَمْثَل، أَي الأشْرَفُ فالأشرف، والأعلى فالأعلى فِي الرُّتبَةِ والمَنزِلة. وَفِي حديثِ التَّروايح: لَكانَ أَمْثَلَ، أَي أَوْلَى وأَصْوَب، ج: أماثِل. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: فلانٌ أَمْثَلُ بَني فلانٍ: أَي أَدْنَاهم للخَير، وهؤلاءِ أماثِلُ القومِ: أَي خِيارُهم. والمَثَالَة: الفَضْل، وَقد مَثُلَ ككَرُمَ مَثالَةً، أَي صارَ فاضِلاً، وَيُقَال: من ذَوي مَثالَتِهم. المُثْلَى: تأنيثُ الأَمْثَل، كالقُصْوى تَأْنِيث الأقْصى، قَالَه الأخفشُ، وقَوْله تَعالى: وَيَذْهَبا بطَريقَتِكُمُ المُثْلَى أَي بجماعَتِكُم الأَفْضَلِين. وَقيل: الطريقةُ المُثْلى: الَّتِي هِيَ الأشْبَهُ بالحقِّ. قَوْله تَعالى: إِذْ يقولُ أَمْثَلُهم طَريقَة مَعْنَاهُ: أَعْدَلُهم وأَشْبَهُهم بالحقِّ، أَو أَعْلَمهُم عِنْد نَفْسِه بِمَا يَقُول. قَالَه الزّجّاج.
المَثيل، كأَميرٍ: الفاضِل، وَإِذا قيل: مَن أَمْثَلُكم قلتَ: كلُّنا مَثيلٌ، حَكَاهُ ثعلبٌ، وَإِذا قيل: مَن أَفْضَلُكم قلتَ: كلُّنا فاضِلٌ، أَي أنّك لَا تَقول: كلُّنا فَضيلٌ كَمَا تَقول: كلُّنا مَثيلٌ. والتَّمْثال، بالفَتْح: التَّمْثيل، وَهُوَ مصدرُ مَثَّلْتُ تَمْثِيلاً وتَمْثَالاً، وذِكرُ الفتحِ مُسْتَدرَكٌ إِذْ قولُه فِيمَا بعد: وبالكَسْر الصُّورَةُ يُغْني عَنهُ، وَهِي الشيءُ المَصنوعُ مُشَبَّهاً بخَلقٍ من خَلْقِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأصلُه من مَثَّلْتُ الشيءَ بالشيءِ: إِذا قَدَّرْتَه على قَدْرِه، والجمعُ التَّماثيل، وَمِنْه قَوْله تَعالى: مَا هَذِه)
التَّماثيلُ أَي الْأَصْنَام، وقَوْله تَعالى: من مَحارِيبَ وتَماثِيلَ هِيَ صُوَرُ الأنبياءِ عَلَيْهِم السَّلام، وكانَ التَّمْثيلُ مُباحاً فِي ذَلِك الْوَقْت. التِّمْثال: سَيْفُ الأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ الكِنْدِيِّ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَهُوَ القائلُ فِيهِ: قَتَلْتُ وَتْرِيَّ مَعًا وسِنْجالْ فقد تَوافَتْ حِمَمٌ وآجالْ وَفِي يَميني مَشْرَفِيٌّ قَصّالْ أسماؤُهُ المَلْك اليَمانِي تِمْثالْ ومثَّلَه لَهُ تَمْثِيلاً: صوَّرَه لَهُ بكتابةٍ أَو غيرِها حَتَّى كأنّه ينظرُ إِلَيْهِ. وامْتَثلَه هُوَ: أَي تَصَوَّرَه، فَهُوَ مُطاوِعٌ، قَالَ الله تَعالى: فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرَاً سَوِيّاً أَي تصَوَّر. يُقَال: امْتَثلَ مِثالَ فلانٍ: إِذا احْتَذى حَذْوَه وَسَلَكَ طريقَتَه. وامْتَثلَ طريقَتَه: تَبِعَها فَلم يَعْدُها. وَفِي الصِّحاح: امْتَثلَ أَمْرَه: أَي احْتَذاه.
امْتَثلَ مِنْهُ: اقْتَصَّ، قَالَ:
(إنْ قَدَرْنا يَوْمَاً على عامِرٍ ... نَمْتَثِلْ منهُ أَو نَدَعْهُ لكمْ)
وَفِي حديثِ سُوَيْدِ بنِ مُقَرِّنٍ: امْتَثِلْ مِنْهُ، فَعَفَا، أَي: اقتَصَّ مِنْهُ، كَتَمَثَّلَ مِنْهُ، كَذَا فِي المُحْكَم. وَمَثَلَ الرجلُ بَيْنَ يَدَيْه يَمْثُلُ مُثولاً: قامَ مُنتَصِباً، وَمِنْه الحَدِيث: فَمَثَلَ قائِماً، كمَثُلَ، بالضَّمّ أَي من حَدِّ كَرُمَ، مُثولاً بالضَّمّ، فَهُوَ ماثِلٌ. مَثَلَ: أَي لَطَأَ بالأرضِ، وَهُوَ ضِدٌّ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لزُهَيرٍ:
(تحَمَّلَ مِنْهَا أَهْلُها وَخَلَتْ لَهَا ... رُسومٌ فمِنها مُسْتَبينٌ وماثِلُ) وَقَالَ زُهَيْرٌ: أَيْضا فِي الماثِلِ بِمَعْنى المُنتَصِب:
(يَظَلُّ بهَا الحِرْباءُ للشمسِ ماثِلاً ... على الجِذْلِ إلاّ أنّه لَا يُكَبِّرُ)
مَثَلَ: زالَ عَن مَوْضِعِه، قَالَ أَبُو عمروٍ: كانَ فلانٌ عندَنا ثمّ مَثَلَ: أَي ذَهَبَ. يُقَال: مَثَلَ فلَانا فلَانا ومَثَلَه بِهِ: شبَّهَه بِهِ وسَوّاه بِهِ. مَثَلَ فلانٌ فلَانا: صارَ مِثلَه، أَي يَسُدُّ مَسَدَّه. مَثَلَ بفلانٍ مَثْلاً، ومَثْلَةً، بالضَّمّ وَهَذِه عَن ابْن الأَعْرابِيّ: نكَّلَ تَنْكِيلاً بقَطعِ أطرافِه والتشويهِ بِهِ، وَمَثَلَ بالقَتيل: جَدَعَ أَنْفَه وأُذُنَه، أَو مَذاكِيرَه، أَو شَيْئا من أطرافِه، وَفِي الحديثِ: من مَثَلَ بالشَّعَرِ فليسَ لَهُ عِنْد اللهِ خَلاقٌ يومَ القيامةِ، أَي حَلَقَه من الخُدود، أَو نَتَفَه، أَو غَيَّرَه بالسّوادِ، ورُوِيَ عَن طَاوس أنّه قَالَ: جَعَلَه اللهُ طُهْرَةً فَجَعَله نَكالاً. وَفِي حديثٍ آخَر: أنّه نهى عَن المُثْلَةِ، كمَثَّلَ) تَمْثِيلاً، التشديدُ للمُبالغةِ، وَفِي الحَدِيث: نَهَى أَن يُمَثَّلَ بالدّوابِّ وأنْ تُؤكَلَ المَمْثولُ بهَا، وَهُوَ أَن تُنصَبَ فتُرمى أَو تُقَطَّعَ أَطْرَافُها وَهِي حَيَّةٌ. وَهِي المَثُلَةُ، بضمِّ الثاءِ وسُكونِها، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، أَي مَعَ فَتْحِ الميمِ، وَفِي الصِّحاح المَثُلَة، بفتحِ الميمِ وضمِّ الثَّاء: العُقوبة، وزادَ الصَّاغانِيّ: والمُثُلَة، بضمّتَيْن، والمُثْلَة، بالضَّمّ، فَهِيَ ثلاثُ لغاتٍ اقتصرَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا على الأُولى، وَلم أرَ أَحَدَاً ضَبَطَها بسكونِ الثاءِ مَعَ الفتحِ، كَمَا هُوَ مُقتَضى عبارَتِه فتأمَّلْ ذَلِك، وقولُه ج: مُثُولاتٌ ومَثُلاتٌ، هَكَذَا فِي النسخِ وَهُوَ غلَطٌ والصحيحُ أنّ مَثُلاتٍ
بضمِّ الثَّاء جمعُ مَثُلَةٍ، وَمن قَالَ: مُثُلَة بضمّتَيْن قَالَ فِي جَمْعِه مُثُلاتٍ بضمّتَيْن أَيْضا، وَمن قَالَ مُثْلَة بالضَّمّ قَالَ فِي جَمْعِه مُثْلات بالضَّمّ أَيْضا، وَأَيْضًا مُثُلاتٌ بضمّتَيْن، وَأَيْضًا، مُثَلاتٌ بِالتَّحْرِيكِ، وأمّا مُثُولات الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّف فَلم أَرَهُ فِي كتابٍ، فاعْرِفْ ذَلِك، وَقَالَ الزّجّاج: الضمُّ فِي المَثُلاتِ عِوَضٌ عَن الحذفِ، ورَدَّ ذَلِك أَبُو عليٍّ، وَقَالَ: هُوَ من بابِ شاةٌ لَجِبَةٌ وشِياهٌ لَجِبَاتٌ، قَالُوا فِي تفسيرِ قولِه: وَقد خَلَتْ من قَبْلِهم المَثُلات أَي وَقد علِموا مَا نَزَلَ من عقوبتنا بالأُمَمِ الخاليةِ فَلم يعتبروا بهم، وَقَالَ بعضُهم: أَي وَقد تقدّمَ من العذابِ مَا فِيهِ مُثْلَةٌ ونَكالٌ لَهُم لَو اتَّعَظوا، وكأنّ المَثْلَ مأخوذٌ من المَثَلِ لأنّه إِذا شَنَّعَ فِي عقوبتِه جَعَلَه مَثَلاً وَعَلَماً، وَنقل الصَّاغانِيّ عَن ابنِ اليَزيديِّ، أنّ المُرادَ بالمَثُلاتِ هُنَا الأمْثال والأشْباه. وَفِي كتابِ المُحتَسبِ لابنِ جِنِّي: قراءةُ عِيسَى الثَّقَفيِّ وَطَلْحةَ بنِ سُلَيْمان: المَثْلات وَقَرَأَ: المُثْلات يحيى بنُ وَثّابٍ، وقراءةُ النَّاس: المَثُلات رَوَيْناه عَن أبي حاتمٍ، قَالَ: روى زائدةُ عَن الأعمَشِ عَن يحيى: المَثْلاتُ بالفَتْح والإسْكان، قَالَ: وَقَالَ زائِدَةُ: ربّما ثَقَّلَ سُلَيْمانُ يَعْنِي الأعمَشَ يقولُ: المَثُلات، وأصلُ هَذَا كلُّه المَثُلات، بفتحِ الميمِ وضمِّ الثَّاء، فأمّا من قَرَأَ: المَثُلات فعلى أصلِه كالسَّمُراتِ جمع سَمُرَةٍ. وَمن قَالَ: المُثْلات بضمِّ الْمِيم وسكونِ الثاءِ احتملَ عندنَا أَمْرَيْن: إمّا أنّه أرادَ المَثُلات، ثمّ آثَرَ إسْكانَ الثاءِ اسْتِثقالاً للضمّةِ فَفَعَلَ ذَلِك إلاّ أنّه نَقَلَ الضمّةَ إِلَى الميمِ، فَقَالَ: المُثْلات، أَو أنّه خَفَّفَ فِي الواحدِ فصارتْ مَثُلَة إِلَى مُثْلَةٍ، ثمّ جَمَعَ على ذَلِك فَقَالَ: المُثْلات. ثمّ قَالَ بعد توجيهِ كَلَام: وَرَوَيْنا عَن قُطْرُب أنّ بعضُهم قَرَأَ: المُثُلات بضمّتَيْن، فَهَذَا إمّا عامَلَ الحاضِرَ مَعَه
فثَقُلَ عَلَيْهِ، وإمّا فِيهَا لغةٌ أُخرى وَهِي مُثُلَة كبُسُرَة، فِيمَن ضمَّ السينَ وإمّا فِيهَا لغةٌ ثالثةٌ وَهِي مُثْلَة كغُرْفَةٍ. وأمّا من قَالَ: المَثْلات، بفتحِ الميمِ وسكونِ الثاءِ فإنّه أَسْكَنَ عَيْنَ المَثُلاتِ اسْتِثقالاً لَهَا فَأَقَرَّ الميمَ مَفْتُوحةً، وَإِن شِئتَ قلتَ: أَسْكَنَ عَيْنَ الواحدةَ فَقَالَ:) مَثْلَة، ثمّ جَمَعَ وأقرَّ السكونَ بحالِه وَلم يَفْتَحْ الثاءَ، كَمَا يُقَال فِي جَفْنَةٍ وتَمْرَةٍ جَفَنَاتٌ وتَمَرَاتٌ، لأنّها ليستْ فِي الأصلِ فَعْلَة، وإنّما هِيَ مُسَكَّنةٌ من فَعُلَةٍ، فَفَصَل بذلك بَين فَعْلَةٍ مُرتَجِلَةٍ وفَعْلَةٍ مصنوعة مَنْقُولةٍ من فَعُلَةٍ، كَمَا ترى، وَإِن شِئتَ قلتَ: قد أَسْكَنَ الثاءَ تَخْفِيفًا فَلم يرَ مُراجعةَ تحريكِها إلاّ بحركَتِها الأصليّةِ لَهَا، وَقد يُمكنُ أَيْضا أَن يكونَ من قَالَ: المَثُلات ممّن يرى إسْكانَ الواحدِ تَخْفِيفًا، فلمّا صارَ إِلَى الجمعِ وآثَرَ التحريكَ فِي الثاءِ عاوَدَ الضمّةَ لأنّها هِيَ الأصلُ لَهَا، وَلم يَرْتَجِلْ لَهَا فَتْحَةً أَجْنَبيّةً عَنْهَا، كلُّ ذَلِك جائزٌ، انْتهى. وأَمْثَلَه من صاحبِه إمْثالاً: قَتَلَه بقَوَدٍ، يقولُ الرجلُ للحاكمِ أَمْثِلْني من فلانٍ، وأَقِصَّني، وأَقِدْني، بِمَعْنى واحدٍ، والاسمُ المِثالُ والقِصاصُ والقَوْدُ. قَالُوا: مِثْلٌ ماثِلٌ: أَي جَهدٌ جاهِدٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد: مَن لَا يَضَعْ بالرَّمْلَةِ المَعاوِلا يَلْقَ منَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا وَإِن تشَكَّى الأَيْنَ والتّلاتِلا والماثُول: ع بالمدينةِ من نَوَاحِيهَا على ساكنِها أفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام. والماثِلَة: مَنارةُ المِسْرَجةِ، هَكَذَا هُوَ بكسرِ الميمِ من المِسْرَجَةِ فِي نسخِ الصِّحاح بخطِّ الجَوْهَرِيّ، والصوابُ
بفتحِها، نبَّه عَلَيْهِ المُحَشُّون، وَفِي العُباب: الماثِلَة: المَسْرَجةُ لانتِصابِها. والماثِلُ من الرُّسوم: مَا ذَهَبَ أثَرُه وَدَرَسَ، وشاهدُه قَوْلُ جَريرٍ السَّابِق: ... . فمِنها مُسْتَبينٌ وماثِلُ قَالَ الجَوْهَرِيّ: المُستَبين: الأَطْلال، والماثِل: الرُّسوم، وَهُوَ بعَينِه بِمَعْنى اللاطِئ بالأرضِ، فإنّها إِذا ذَهَبَ أثَرُها فقد لَطِئَتْ بالأرضِ، فتأمَّلْ ذَلِك. وبالكَسْر: المِثْلُ بنُ عِجْلِ بنِ لُجَيْمِ بنِ صَعْبِ بن بَكْرِ بنِ وائلٍ مَلِكُ الْيمن، وصَحَّفَ عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوَانَ فَقَالَ لقومٍ من الْيمن: مَا الميلُ مِنْكُم فَقَالُوا: يَا أميرَ المُؤمنين كانَ ملِكٌ لنا يُقَال لَهُ: المِثْلُ، فخَجِلَ عبدُ الملِك، وعرفَ أنّه وَقَعَ فِي التَّصحيف، وَهَذَا من حُسنِ الأدَبِ فِي الجَواب. وبَنو المِثْلِ بنِ مُعاوِيَة: قبيلةٌ من العربِ، مِنْهُم أَبُو الشَّعْثاءِ يزيدُ بنُ زيادٍ الكِنْديُّ، وَقَالَ أَبُو عمروٍ: هُوَ من بني أسَدٍ. المُثْل، بالضَّمّ: ع، بفَلْجٍ، وَيُقَال لَهُ رَحى المُثْلِ أَيْضا، قَالَ مالكُ بنُ الرَّيْب:
(فيا لَيْتَ شِعري هَل تغَيَّرَتِ الرَّحى ... رَحى المُثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كَمَا هِيَا)
والأَمْثال: أَرَضونَ مُتشابِهةٌ أَي يُشبهُ بعضُهم بَعْضًا، وَلذَلِك سُمِّيتْ أمْثالاً، ذاتُ جبالٍ قُربَ)
البَصرةِ على لَيْلَتَيْن، نَقله ياقوت. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ أَبُو حنيفَة: المِثال: قالَبٌ يُدخَلُ عَيْنُ النَّصْلِ فِي خَرْقٍ فِي وسَطِه ثمّ يُطرَقُ غِراراهُ حَتَّى يَنْبَسِطَ، والجمعُ أَمْثِلَةٌ. وامْتَثلَه غَرَضَاً: نَصَبَه هَدَفَاً لسِهامِ المَلامِ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ، أَي أحسنُ مُثولاً وانتِصاباً، ثمّ جُعِلَ صفة للإقبالِ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: مَعْنَاهُ أحسنُ حَالا من حالةٍ كانتْ قَبْلَها، وَهُوَ من قولِهم: هُوَ أَمْثَلُ قَوْمِه. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: المَثالَة: حُسنُ الحالِ، وَمِنْه قولُهم: كلّما ازْدَدْتَ مَثالَةً: زادكَ اللهُ رَعالَةً، والرَّعالَة: الحُمق. وَقَالَ أَبُو الهيثَم: قولُهم: إنّ قومِي مُثُلٌ، بضمّتَيْن: أَي ساداتٌ ليسَ فَوْقَهم أحَدٌ، كأنّه جمعُ الأَمْثَل. وَفِي الحَدِيث: أنّه قالَ بعدَ وَقْعَةِ بَدرٍ: لَو كانَ أَبُو طالبٍ حَيّاً لرَأى سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: مَعْنَاهُ اعتادَتْ واسْتَأْنسَتْ بالأَماثِل. وماثَلَه: شابَهَه. وَفِي الحَدِيث: قامَ مُمَثِّلاً ضُبِطَ كمُحدِّثٍ ومُعظَّمٍ: أَي مُنتَصِباً قَائِما، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هَكَذَا شُرِحَ، قَالَ: وَفِيه نظَرٌ من جهةِ التَّصريف. ويُجمَعُ ماثِلٌ على مَثَلٍ، كخادِمٍ وَخَدَمٍ، وَمِنْه قَوْلُ لَبيدٍ:
(ثمّ أَصْدَرْناهما فِي وارِدٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ كالمَثَلْ)
وَيُقَال: المَثَلُ بِمَعْنى الماثِل. والمُثول: الزَّوالُ عَن الْموضع، قَالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَليُّ:
(يُقَرِّبُه النَّهْضُ النَّجيحُ لِما يرى ... فمنهُ بُدُوٌّ تَارَة ومُثولُ)
وأَمْثَلَه: جَعَلَه مُثْلَةً. وأَمْثَلَ السلطانُ فلَانا: أرادَه. وَتَمَثَّلَ بَين يَدَيْه: قامَ مُنتَصِباً. والعربُ تَقول: هُوَ مُثَيْلُ هَذَا، ومُثَيْلُ هاتِيَّا، وهم أُمَيْثالُهُم، يريدونَ أنّ المُشَبَّه بِهِ حَقيرٌ كَمَا أنّ هَذَا حَقيرٌ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَمَثَولِي، بفتحِ الميمِ والثاءِ وكسرِ اللامِ: مَدينةٌ بالهِند.

مثل: مِثل: كلمةُ تَسْوِيَةٍ. يقال: هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه

وشَبَهُه بمعنى؛ قال ابن بري: الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن

المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس والمتَّفقين، لأَن التَّساوِي هو

التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص، وأَما المُماثَلة فلا تكون

إِلا في المتفقين، تقول: نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه

كطعمِه، فإِذا قيل: هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه،

وإِذا قيل: هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ، والعرب تقول:

هو مُثَيْلُ هذا وهم أُمَيْثالُهم، يريدون أَن المشبَّه به حقير كما أَن

هذا حقير. والمِثْل: الشِّبْه. يقال: مِثْل ومَثَل وشِبْه وشَبَه بمعنى

واحد؛ قال ابن جني: وقوله عز وجل: فَوَرَبِّ السماء والأَرض إِنه لحقٌّ

مثل ما أَنَّكم تَنْطِقون؛ جَعَل مِثْل وما اسماً واحداً فبنى الأَولَ على

الفتح، وهما جميعاً عندهم في موضع رفعٍ لكونهما صفة لحقّ، فإِن قلت: فما

موضع أَنكم تنطِقون؟ قيل: هو جر بإِضافة مِثْلَ ما إِليه، فإِن قلت:

أَلا تعلم أَن ما على بِنائها لأَنها على حرفين الثاني منهما حرفُ لِينٍ،

فكيف تجوز إِضافة المبني؟ قيل: ليس المضاف ما وحدَها إِنما المضاف الاسم

المضموم إِليه ما، فلم تَعْدُ ما هذه أَن تكون كتاء التأْنيث في نحو جارية

زيدٍ، أَو كالأَلف والنون في سِرْحان عَمْرو، أَو كياء الإِضافة في

بَصْرِيِّ القومِ، أَو كأَلف التأْنيث في صحراء زُمٍّ، أَو كالأَلف والتاء في

قوله:

في غائلاتِ الحائِر المُتَوّهِ

وقوله تعالى: ليس كَمِثْلِه شيء؛ أَراد ليس مِثْلَه لا يكون إِلا ذلك،

لأَنه إِن لم يَقُل هذا أَثبتَ له مِثْلاً، تعالى الله عن ذلك؛ ونظيرُه ما

أَنشده سيبويه:

لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

أَي مَقَقٌ. وقوله تعالى: فإِن آمنوا بمثل ما آمنتم به؛ قال أَبو إِسحق:

إِن قال قائل وهل للإِيمان مِثْل هو غير الإِيمان؟ قيل له: المعنى واضح

بيِّن، وتأْويلُه إِن أَتَوْا بتصديقٍ مِثْلِ تصديقكم في إِيمانكم

بالأَنبياء وتصديقكم كتوحيدكم

(* قوله «وتصديقكم كتوحيدكم» هكذا في الأصل،

ولعله وبتوحيد كتوحيدكم) فقد اهتدوا أَي قد صاروا مسلمين مثلكم. وفي حديث

المِقْدام: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: أَلا إِنِّي أُوتِيتُ

الكِتاب ومِثْلَه معه؛ قال ابن الأَثير: يحتمل وجهين من التأْويل: أَحدهما

أَنه أُوتِيَ من الوَحْي الباطِن غيرِ المَتْلُوِّ مثل ما أُعطيَ من

الظاهر المَتْلُوِّ، والثاني أَنه أُوتي الكتابَ وَحْياً وأُوتي من البَيان

مثلَه أَي أُذِنَ له أَن يبيِّن ما في الكتاب فيَعُمَّ ويَخُصَّ ويَزيد

وينقُص، فيكون في وُجوب العَمَل به ولزوم قبوله كالظاهِر المَتْلوِّ من

القرآن. وفي حديث المِقْدادِ: قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إِن

قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه قبلَ أَن يقولَ كلمته أَي تكون من أَهل النار إِذا

قتلتَه بعد أَن أَسْلَمَ وتلفَّظ بالشهادة، كما كان هو قبل التلفُّظ

بالكلمة من أَهل النار، لا أَنه يصير كافراً بقتله، وقيل: إِنك مِثْله في

إِباحة الدَّمِ لأَن الكافرَ قبل أَن يُسْلِم مُباحُ الدم، فإِن قتله أَحد

بعد أَن أَسلم كان مُباحَ الدم بحقِّ القِصاصِ؛ ومنه حديث صاحب

النِّسْعةِ: إِن قَتَلْتَه كنتَ مِثْلَه؛ قال ابن الأَثير: جاء في رواية أَبي

هريرة أَنَّ الرجلَ قال والله ما أَردت قَتْله، فمعناه أَنه قد ثَبت قَتْلُه

إِياه وأَنه ظالم له، فإِن صَدَقَ هو في قوله إِنه لم يُرِد قَتْله ثم

قَتَلْتَه قِصاصاً كنتَ ظالماً مثلَه لأَنه يكون قد قَتَلَه خطأً. وفي حديث

الزكاة: أَمَّا العبَّاس فإِنها عليه ومثلُها مَعها؛ قيل: إِنه كان

أَخَّرَ الصَّدَقة عنه عامَيْن فلذلك قال ومثلُها معها، وتأْخير الصدقةِ جائز

للإِمام إِذا كان بصاحبها حاجةٌ إِليها، وفي رواية قال: فإِنها عَليَّ

ومثلُها معها، قيل: إِنه كان اسْتَسْلَف منه صدقةَ عامين، فلذلك قال

عَليَّ. وفي حديث السَّرِقة: فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيْه؛ هذا على سبيل

الوَعِيدِ والتغليظِ لا الوُجوبِ ليَنْتَهِيَ فاعِلُه عنه، وإِلاّ فلا واجبَ

على متلِف الشيء أَكثر من مِثْلِه، وقيل: كان في صدْر الإِسلام تَقَعُ

العُقوباتُ في الأَموال ثم نسِخ، وكذلك قوله: في ضالَّة الإِبِلِ غَرامَتُها

ومثلُها معها؛ قال ابن الأَثير: وأَحاديث كثيرة نحوه سبيلُها هذا السبيل

من الوعيد وقد كان عمر، رضي الله عنه، يحكُم به، وإِليه ذهب أَحمدُ

وخالفه عامَّة الفقهاء. والمَثَلُ والمَثِيلُ: كالمِثْل، والجمع أَمْثالٌ،

وهما يَتَماثَلانِ؛ وقولهم: فلان مُسْتَرادٌ لمِثْلِه وفلانةُ مُسْتَرادةٌ

لمِثْلِها أَي مِثْلُه يُطلَب ويُشَحُّ عليه، وقيل: معناه مُسْتَراد

مِثْله أَو مِثْلها، واللام زائدة: والمَثَلُ: الحديثُ نفسُه. وقوله عز وجل:

ولله المَثَلُ الأَعْلى؛ جاء في التفسير: أَنه قَوْلُ لا إِله إِلاَّ الله

وتأْويلُه أَن الله أَمَر بالتوحيد ونَفى كلَّ إِلهٍ سِواهُ، وهي

الأَمثال؛ قال ابن سيده: وقد مَثَّلَ به وامْتَثَلَهُ وتَمَثَّلَ به

وتَمَثَّله؛ قال جرير:

والتَّغْلَبيّ إِذا تَنَحْنَح للقِرى،

حَكَّ اسْتَهُ وتَمَثَّلَ الأَمْثالا

على أَن هذا قد يجوز أَن يريد به تمثَّل بالأَمْثال ثم حذَف وأَوْصَل.

وامْتَثَل القومَ وعند القوم مَثَلاً حَسَناً وتَمَثَّل إِذا أَنشد

بيتاً ثم آخَر ثم آخَر، وهي الأُمْثولةُ، وتمثَّل بهذا البيتِ وهذا البيتَ

بمعنى. والمَثَلُ: الشيء الذي يُضرَب لشيء مثلاً فيجعل مِثْلَه، وفي

الصحاح: ما يُضرَب به من الأَمْثال. قال الجوهري: ومَثَلُ الشيء أَيضاً صفته.

قال ابن سيده: وقوله عز من قائل: مَثَلُ الجنَّةِ التي وُعِدَ الــمُتَّقون؛

قال الليث: مَثَلُها هو الخبر عنها، وقال أَبو إِسحق: معناه صِفة الجنة،

وردّ ذلك أَبو علي، قال: لأَن المَثَلَ الصفة غير معروف في كلام العرب،

إِنما معناه التَّمْثِيل. قال عمر بن أَبي خليفة: سمعت مُقاتِلاً صاحبَ

التفسير يسأَل أَبا عمرو بن العلاء عن قول الله عز وجل، مَثَل الجنة: ما

مَثَلُها؟ فقال: فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ، قال: ما مثلها؟ فسكت

أَبو عمرو، قال: فسأَلت يونس عنها فقال: مَثَلُها صفتها؛ قال محمد ابن سلام:

ومثل ذلك قوله: ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل؛ أَي

صِفَتُهم. قال أَبو منصور: ونحوُ ذلك رُوي عن ابن عباس، وأَما جواب أَبي

عمرو لمُقاتِل حين سأَله ما مَثَلُها فقال فيها أَنْهار من ماءٍ غير آسِنٍ،

ثم تكْريرُه السؤال ما مَثَلُها وسكوت أَبي عمرو عنه، فإِن أَبا عمرو

أَجابه جواباً مُقْنِعاً، ولما رأَى نَبْوةَ فَهْمِ مُقاتِل سكت عنه لما وقف

من غلظ فهمه، وذلك أَن قوله تعالى: مَثَل الجنة، تفسير لقوله تعالى: إِن

الله يُدْخِل الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ جناتٍ تجري من تحتها

الأَنهار؛ وَصَفَ تلك الجناتِ فقال: مَثَلُ الجنة التي وصفْتُها، وذلك مِثْل

قوله: ذلك مَثَلُهم في التوراة ومَثَلُهم في الإِنجيل؛ أَي ذلك صفةُ محمدٍ،

صلى الله عليه وسلم، وأَصحابِه في التوراة، ثم أَعلمهم أَن صفتهم في

الإِنجيل كَزَرْعٍ. قال أَبو منصور: وللنحويين في قوله: مثل الجنة التي وُعِد

الــمتقون، قولٌ آخر قاله محمد بن يزيد الثمالي في كتاب المقتضب، قال:

التقدير فيما يتلى عليكم مَثَلُ الجنة ثم فيها وفيها، قال: ومَنْ قال إِن

معناه صِفةُ الجنةِ فقد أَخطأَ لأَن مَثَل لا يوضع في موضع صفة، إِنما يقال

صفة زيد إِنه ظَريفٌ وإِنه عاقلٌ. ويقال: مَثَلُ زيد مثَلُ فلان، إِنما

المَثَل مأْخوذ من المِثال والحَذْوِ، والصفةُ تَحْلِية ونعتٌ.

ويقال: تمثَّل فلانٌ ضرب مَثَلاً، وتَمَثَّلَ بالشيء ضربه مَثَلاً. وفي

التنزيل العزيز: يا أَيُّها الناسُ ضُرِب مَثَل فاستَمِعوا له؛ وذلك

أَنهم عَبَدُوا من دون الله ما لا يَسْمَع ولا يُبْصِر وما لم ينزِل به

حُجَّة، فأَعْلَم اللهُ الجوَاب ممَّا جعلوه له مَثَلاً ونِدًّا فقال: إِنَّ

الذين تَعْبُدون من دون الله لن يخلُقوا ذُباباً؛ يقول: كيف تكونُ هذه

الأَصنامُ أَنْداداً وأَمثالاً للهِ وهي لا تخلُق أَضعفَ شيء مما خلق اللهُ

ولو اجتمعوا كلُّهم له، وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ الضعيفُ شيئاً لم

يخلِّصوا المَسْلوبَ منه، ثم قال: ضَعُفَ الطالِبُ والمَطْلوبُ؛ وقد يكون

المَثَلُ بمعنى العِبْرةِ؛ ومنه قوله عز وجل: فجعلناهم سَلَفاً ومَثَلاً

للآخرين، فمعنى السَّلَفِ أَنا جعلناهم متقدِّمين يَتَّعِظُ بهم

الغابِرُون، ومعنى قوله ومَثلاً أَي عِبْرة يعتبِر بها المتأَخرون، ويكون المَثَلُ

بمعنى الآيةِ؛ قال الله عز وجل في صفة عيسى، على نبينا وعليه الصلاة

والسلام: وجعلناه مَثَلاً لبني إِسرائيل؛ أَي آيةً تدلُّ على نُبُوّتِه.

وأَما قوله عز وجل: ولَمَّا ضُرِب ابنُ مريم مثلاً إِذا قومُك منه يَصُدُّون؛

جاء في التفسير أَن كفَّارَ قريشٍ خاصَمَتِ النبيَّ، صلى الله عليه

وسلم، فلما قيل لهم: إِنكم وما تعبُدون من دون الله حَصَبُ جهنم، قالوا: قد

رَضِينا أَن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى والملائكةِ الذين عُبِدوا من دون

الله، فهذا معنى ضَرْبِ المَثَل بعيسى. والمِثالُ: المقدارُ وهو من

الشِّبْه، والمثل: ما جُعل مِثالاً أَي مقداراً لغيره يُحْذَى عليه، والجمع

المُثُل وثلاثة أَمْثِلةٍ، ومنه أَمْثِلةُ الأَفعال والأَسماء في باب التصريف.

والمِثال: القالَِبُ الذي يقدَّر على مِثْله. أَبو حنيفة: المِثالُ

قالَِب يُدْخَل عَيْنَ النَصْل في خَرْق في وسطه ثم يُطْرق غِراراهُ حتى

يَنْبَسِطا، والجمع أَمْثِلةٌ.

وتَماثَل العَليلُ: قارَب البُرْءَ فصار أَشْبَهَ بالصحيح من العليل

المَنْهوك، وقيل: إِن قولَهم تَماثَل المريضُ من المُثولِ والانتصابِ كأَنه

هَمَّ بالنُّهوض والانتصاب. وفي حديث عائشة تَصِفُ أَباها، رضوان الله

عليهما: فَحَنَتْ له قِسِيَّها وامْتَثَلوه غَرَضاً أَي نَصَبوه هَدَفاً

لِسِهام مَلامِهم وأَقوالِهم، وهو افتَعل من المُثْلةِ.

ويقال: المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي أَحسن مُثولاً وانتصاباً ثم جعل صفة

للإِقبال. قال أَبو منصور: معنى قولهم المريضُ اليومَ أَمْثَلُ أَي

أَحسن حالاً من حالةٍ كانت قبلها، وهو من قولهم: هو أَمْثَلُ قومه أَي أَفضل

قومه. الجوهري: فلانٌ أَمْثَلُ بني فلانٍ أَي أَدناهم للخير. وهؤلاء

أَماثِلُ القوم أَي خيارُهم.

وقد مَثُل الرجل، بالضم، مَثالةً أَي صار فاضِلاً؛ قال ابن بري:

المَثالةُ حسنُ الحال؛ ومنه قولهم: زادك الله رَعالةً كلما ازْدَدْتَ مَثالةً،

والرَّعالةُ: الحمقُ؛ قال: ويروى كلما ازْددْت مَثالة زادك اللهُ

رَعالةً.والأَمْثَلُ: الأَفْضَلُ، وهو من أَماثِلِهم وذَوِي مَثَالَتِهم. يقال:

فلان أَمْثَلُ من فلان أَي أَفضل منه، قال الإِيادي: وسئل أَبو الهيثم عن

مالك قال للرجل: ائتني بقومك، فقال: إِن قومي مُثُلٌ؛ قال أَبو الهيثم:

يريد أَنهم سادات ليس فوقهم أَحد. والطريقة المُثْلى: التي هي أَشبه

بالحق. وقوله تعالى: إِذ يقول أَمْثَلُهم طريقةً؛ معناه أَعْدَلُهم

وأَشْبهُهم بأَهل الحق؛ وقال الزجاج: أَمْثَلُهم طريقة أَعلمهم عند نفسه بما يقول.

وقوله تعالى حكاية عن فرعون أَنه قال: ويَذْهَبا بطريقتكم المُثْلى؛ قال

الأَخفش: المُثْلى تأْنيثُ الأَمْثَل كالقُصْوى تأْنيث الأَقْصَى، وقال

أَبو إِسحق: معنى الأَمْثَل ذو الفضل الذي يستحق أَن يقال هو أَمثل قومه؛

وقال الفراء: المُثْلى في هذه الآية بمنزلة الأَسماء الحُسْنى وهو نعت

للطريقة وهم الرجال الأَشراف، جُعِلَتِ المُثْلى مؤنثةً لتأْنيث الطريقة.

وقال ابن شميل: قال الخيل يقال هذا عبدُ الله مِثْلك وهذا رجل مِثْلك،

لأَنك تقول أَخوك الي رأَيته بالأَمس، ولا يكون ذلك في مَثَل.

والمَثِيلُ: الفاضلُ، وإِذا قيل مَنْ أَمْثَلُكُم قلت: كُلُّنا مَثِيل؛

حكاه ثعلب، قال: وإِذا قيل مَنْ أَفضلكُم؟ قلت فاضِل أَي أَنك لا تقول

كلُّنا فَضيل كما تقول كُلُّنا مَثِيل. وفي الحديث: أَشدُّ الناس بَلاءً

الأَنبياءُ ثم الأَمْثَلُ فالأَمْثَلُ أَي الأَشرفُ فالأَشرفُ والأَعلى

فالأَعلى في الرُّتبةِ والمنزلة. يقال: هذا أَمثلُ من هذا أَي أَفضلُ

وأَدنَى إِلى الخير. وأَماثِلُ الناس: خيارُهم. وفي حديث التَّراويح: قال عمر

لو جَمَعْت هؤلاء على قارئ واحد لكان أَمْثلَ أَي أَولى وأَصوب.

وفي الحديث: أَنه قال بعد وقعةِ بَدْر: لو كان أَبو طالب حَيّاً لَرَأَى

سُيوفَنا قد بَسَأَتْ بالمَياثِل؛ قال الزمخشري: معناه اعتادت

واستأْنستْ بالأَماثِل. وماثَلَ الشيءَ: شابهه.

والتِّمْثالُ: الصُّورةُ، والجمع التَّماثيل. ومَثَّل له الشيءَ: صوَّره

حتى كأَنه ينظر إِليه. وامْتَثله هو: تصوَّره. والمِثالُ: معروف، والجمع

أَمْثِلة ومُثُل. ومَثَّلت له كذا تَمْثيلاً إِذا صوَّرت له مثالة

بكتابة وغيرها. وفي الحديث: أَشدُّ الناس عذاباً مُمَثِّل من المُمَثِّلين أَي

مصوِّر. يقال: مَثَّلْت، بالتثقيل والتخفيف، إِذا صوَّرت مِثالاً.

والتِّمْثالُ: الاسم منه، وظِلُّ كل شيء تِمْثالُه. ومَثَّل الشيء بالشيء:

سوَّاه وشبَّهه به وجعله مِثْلَه وعلى مِثالِه. ومنه الحديث: رأَيت الجنةَ

والنار مُمَثَّلَتين في قِبْلةِ الجِدار أَي مصوَّرتين أَو مثالُهما؛ ومنه

الحديث: لا تمثِّلوا بنَامِيَةِ الله أَي لا تشبهوا بخلقه وتصوِّروا مثل

تصويره، وقيل: هو من المُثْلة. والتِّمْثال: اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً

بخلق من خلق الله، وجمعه التَّماثيل، وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء

إِذا قدَّرته على قدره، ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به، واسم ذلك

الممثَّل تِمْثال.

وأَما التَّمْثال، بفتح التاء، فهو مصدر مَثَّلْت تمثيلاً وتَمْثالاً.

ويقال: امْتَثَلْت مِثالَ فلان احْتَذَيْت حَذْوَه وسلكت طريقته. ابن

سيده: وامْتَثَلَ طريقته تبِعها فلم يَعْدُها.

ومَثَلَ الشيءُ يَمْثُل مُثُولاً ومَثُل: قام منتصباً، ومَثُل بين يديه

مُثُولاً أَي انتصب قائماً؛ ومنه قيل لِمَنارة المَسْرَجة ماثِلةٌ. وفي

الحديث: مَنْ سرَّه أَن يَمْثُل له الناس قِياماً فَلْيَتَبَوَّأْ

مَقْعَده من النار أَي يقوموا قِياماً وهو جالس؛ يقال: مَثُل الرجل يَمْثُل

مُثولاً إِذا انتصب قائماً، وإِنما نهى عنه لأَنه من زِيِّ الأَعاجم، ولأَن

الباعث عليه الكِبْر وإِذلالُ الناس؛ ومنه الحديث: فقام النبي، صلى الله

عليه وسلم، مُمْثِلاً؛ يروى بكسر الثاء وفتحها، أَي منتصباً قائماً؛ قال

ابن الأَثير: هكذا شرح، قال: وفيه نظر من جهة التصريف، وفي رواية:

فَمَثَلَ قائماً. والمَاثِلُ: القائم. والماثِلُ: اللاطِيءُ بالأَرض. ومَثَل:

لَطِئَ بالأَرض، وهو من الأَضداد؛ قال زهير:

تَحَمَّلَ منها أَهْلُها، وخَلَتْ لها

رُسومٌ، فمنها مُسْتَبِينٌ وماثِلُ

والمُسْتَبِين: الأَطْلالُ. والماثلُ: الرُّسومُ؛ وقال زهير أَيضاً في

الماثِل المُنْتَصِبِ:

يَظَلُّ بها الحِرْباءُ للشمس ماثِلاً

على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّرُ

وقول لبيد:

ثم أَصْدَرْناهُما في وارِدٍ

صادِرٍ وَهْمٍ، صُوَاه كالمَثَلْ

فسَّره المفسِّر فقال: المَثَلُ الماثِلُ؛ قال ابن سيده: ووجهه عندي

أَنه وضع المَثَلَ موضع المُثُولِ، وأَراد كَذِي المَثَل فحذف المضاف وأَقام

المضاف إِليه مقامه؛ ويجوز أَن يكون المَثَلُ جمع ماثِل كغائب وغَيَب

وخادِم وخَدَم وموضع الكاف الزيادة، كما قال رؤبة:

لَوَاحِقُ الأَقْرابِ فيها كالمَقَقْ

أَي فيها مَقَقٌ. ومَثَلَ يَمْثُل: زال عن موضعه؛ قال أَبو خِراش

الهذلي:يقرِّبه النَّهْضُ النَّجِيجُ لِما يَرى،

فمنه بُدُوٌّ مرَّةً ومُثُولُ

(* قوله «يقربه النهض إلخ» تقدم في مادة نجح بلفظ ومثيل والصواب ما

هنا).أَبو عمرو: كان فلان عندنا ثم مَثَل أَي ذهب. والماثِلُ: الدارِس، وقد

مَثَل مُثولاً.

وامْتَثَلَ أَمرَه أَي احتذاه؛ قال ذو الرمة يصف الحمار والأُتُن:

رَبَاعٍ لها، مُذْ أَوْرَقَ العُودُ عنده،

خُماشاتُ ذَحْلٍ ما يُراد امتِثالُها

ومَثَلَ بالرجل يَمْثُل مَثْلاً ومُثْلة؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

ومَثَّل، كلاهما: نكَّل به، وهي المَثُلَة والمُثْلة، وقوله تعالى: وقد

خَلَت من قبلهمُ المَثُلاتُ؛ قال الزجاج: الضمة فيها عِوَض من الحذف، وردّ

ذلك أَبو علي وقال: هو من باب شاةٌ لَجِبَة وشِياهٌ لَجِبات. الجوهري:

المَثُلة، بفتح الميم وضم الثاء، العقوبة، والجمع المَثُلات. التهذيب: وقوله

تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المَثُلات؛ يقول:

يستعجلونك بالعذاب الذي لم أُعاجلهم به، وقد علموا ما نزل من عُقوبَتِنا

بالأُمَمِ الخالية فلم يعتبروا بهم، والعرب تقول للعقوبة مَثُلَه

ومُثْلة فمن قال مَثُله جمعها على مَثُلات، ومن قال مُثْلة جمعها على مُثُلات

ومُثَلات ومُثْلات، بإِسكان الثاء، يقول: يستعجلونك بالعذاب أَي يطلبُون

العذاب في قولهم: فأَمطر علينا حجارةً من السماء؛ وقد تقدم من العذاب ما

هو مُثْلة وما فيه نَكالٌ لهم لو اتَّعظوا، وكأَن المَثْل مأْخوذ من

المَثَل لأَنه إِذا شَنَّعَ في عُقوبته جعله مَثَلاً وعَلَماً.

ويقال: امْتَثَل فلان من القوم، وهؤُلاء مُثْلُ القوم وأَماثِلُهم، يكون

جمع أَمْثالٍ ويكون جمع الأَمْثَلِ.

وفي الحديث: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَن يُمَثَّل بالدوابِّ

وأَن تُؤْكَلَ المَمْثُول بها، وهو أَن تُنْصَب فترمَى أَو تُقَطَّع

أَطرافها وهي حَيَّة. وفي الحديث: أَنه نهى عن المُثْلة. يقال: مَثَلْت

بالحيوان أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به، ومَثَلْت

بالقتيل إِذا جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه،

والاسم المُثلة، فأَما مَثَّل، بالتشديد، فهو للمبالغة. ومَثَلَ بالقتيل:

جَدَعه، وأَمْثَله: جعله مُثْلة. وفي الحديث: من مَثَلَ بالشَّعَر فليس له

عند الله خَلاق يوم القيامة؛ مُثْلة الشَّعَر: حَلْقُه من الخُدُودِ، وقيل:

نتفُه أَو تغيِيرُه بالسَّواد، وروي عن طاووس أَنه قال: جعله الله

طُهْرةً فجعله نَكالاً.

وأَمْثَلَ الرجلَ: قَتَلَه بقَوَدٍ. وامْتَثَل منه: اقتصَّ؛ قال:

إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ،

نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم

وتَمَثَّل منه: كامْتَثَل. يقال: امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي

اقتصصت منه؛ ومنه قول ذي الرمة يصف الحمار والأُتن:

خُماشات ذَحْلٍ ما يُرادُ امْتِثالُها

أَي ما يُراد أَن يُقْتَصَّ منها، هي أَذل من ذلك أَو هي أَعز عليه من

ذلك. ويقول الرجل للحاكم: أَمْثِلْني من فلان وأَقِصَّني وأَقِدْني أَي

أَقِصَّني منه، وقد أَمْثَله الحاكم منه. قال أَبو زيد: والمِثالُ القِصاص؛

قال: يقال أَمْثَله إِمْثالاً وأَقصَّه إِقْصاصاً بمعنى، والاسم

المِثالُ والقِصاصُ. وفي حديث سُويد بن مقرّن: قال ابنُه معاوية لَطَمْتُ

مَوْلىً لنا فدَعاه أَبي ودعاني ثم قال امْثُل منه، وفي رواية: امْتَثِل،

فعَفا، أَي اقتصَّ منه. يقال: أَمْثَلَ السلطانُ فلاناً إذا أَقادَه.

وقالوا: مِثْلٌ ماثِلٌ أَي جَهْدٌ جاهِدٌ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:

مَن لا يَضَعْ بالرَّمْلةِ المَعاوِلا،

يَلْقَ مِنَ القامةِ مِثْلاً ماثِلا،

وإِنْ تشكَّى الأَيْنَ والتَّلاتِلا

عنى بالتَّلاتِل الشدائد. والمِثالُ: الفِراش، وجمعه مُثُل، وإِن شئت

خفَّفت. وفي الحديث: أَنه دخل على سعد وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي فِراش

خَلَق. وفي الحديث عن جرير عن مغيرة عن أُم موسى أُم ولد الحسين بن علي

قالت: زوَّج علي بن أَبي طالب شابَّين وابْني منهما فاشترى لكل واحد منهما

مِثالَيْن، قال جرير: قلت لمُغيرة ما مِثالان؟ قال: نَمَطان، والنّمَطُ ما

يُفْترش من مَفارش الصوف الملوَّنة؛ وقوله: وفي البيت مِثالٌ رَثٌّ أَي

فِراش خلَق؛ قال الأَعشى:

بكلِّ طُوَالِ السَّاعِدَيْنِ، كأَنما

يَرَى بِسُرَى الليلِ المِثالَ المُمَهَّدا

وفي حديث عكرمة: أَن رجلاً من أَهل الجنة كان مُسْتَلْقِياً على مُثُله؛

هي جمع مِثال وهو الفِراش. والمِثالُ: حجَر قد نُقِر في وَجْهه نَقْرٌ

على خِلْقة السِّمَة سواء، فيجعل فيه طرف العمود أَو المُلْمُول

المُضَهَّب، فلا يزالون يَحْنون منه بأَرْفَق ما يكون حتى يَدخل المِثال فيه فيكون

مِثْله.

والأَمْثال: أَرَضُون ذاتُ جبال يشبه بعضُها بعضاً ولذلك سميت أَمْثالاً

وهي من البَصرة على ليلتين. والمِثْل: موضع

(* قوله «والمثل موضع» هكذا

ضبط في الأصل ومثله في ياقوت بضبط العبارة، ولكن في القاموس ضبط بالضم) ؛

قال مالك بن الرَّيْب:

أَلا ليت شِعْري عل تَغَيَّرَتِ الرَّحَى،

رَحَى المِثْل، أَو أَمْسَتْ بفَلْجٍ كما هِيَا؟

(مثل) بفلان مثل (وَالتَّشْدِيد للْمُبَالَغَة) وَالشَّيْء بالشَّيْء تمثيلا وتمثالا شبهه بِهِ وَقدره على قدره وَالشَّيْء لفُلَان صوره لَهُ بِكِتَابَة أَو غَيرهَا حَتَّى كَأَنَّهُ ينظر إِلَيْهِ وَقَومه فِي دولة أَو مؤتمر نَاب عَنْهُم (مج) والمسرحية عرضهَا على المسرح عرضا يمثل الْوَاقِع للعظة وَالْعبْرَة (مج) والتماثيل صورها
مثل
أصل المُثُولِ: الانتصاب، والمُمَثَّلُ:
المصوّر على مثال غيره، يقال: مَثُلَ الشيءُ.
أي: انتصب وتصوّر، ومنه قوله صلّى الله عليه وسلم: «من أحبّ أن يمثل له الرّجال فليتبوّأ مقعده من النّار» .
والتِّمْثَالُ: الشيء المصوّر، وتَمَثَّلَ كذا: تصوّر. قال تعالى: فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا
[مريم/ 17] والمَثَلُ عبارة عن قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر بينهما مشابهة، ليبيّن أحدهما الآخر ويصوّره. نحو قولهم: الصّيف ضيّعت اللّبن فإن هذا القول يشبه قولك: أهملت وقت الإمكان أمرك. وعلى هذا الوجه ما ضرب الله تعالى من الأمثال، فقال: وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ
[الحشر/ 21] ، وفي أخرى: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ [العنكبوت/ 43] . والمَثَلُ يقال على وجهين:
أحدهما: بمعنى المثل. نحو: شبه وشبه، ونقض ونقض. قال بعضهم: وقد يعبّر بهما عن وصف الشيء . نحو قوله: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْــمُتَّقُونَ [الرعد/ 35] . والثاني: عبارة عن المشابهة لغيره في معنى من المعاني أيّ معنى كان، وهو أعمّ الألفاظ الموضوعة للمشابهة، وذلك أنّ النّدّ يقال فيما يشارك في الجوهر فقط، والشّبه يقال فيما يشارك في الكيفيّة فقط، والمساوي يقال فيما يشارك في الكمّيّة فقط، والشّكل يقال فيما يشاركه في القدر والمساحة فقط، والمِثْلَ عامّ في جميع ذلك، ولهذا لمّا أراد الله تعالى نفي التّشبيه من كلّ وجه خصّه بالذّكر فقال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ [الشورى/ 11] وأما الجمع بين الكاف والمثل فقد قيل: ذلك لتأكيد النّفي تنبيها على أنه لا يصحّ استعمال المثل ولا الكاف، فنفى ب (ليس) الأمرين جميعا. وقيل: المِثْلُ هاهنا هو بمعنى الصّفة، ومعناه: ليس كصفته صفة، تنبيها على أنه وإن وصف بكثير ممّا يوصف به البشر فليس تلك الصّفات له على حسب ما يستعمل في البشر، وقوله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى [النحل/ 60] أي: لهم الصّفات الذّميمة وله الصّفات العلى. وقد منع الله تعالى عن ضرب الأمثال بقوله: فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ [النحل/ 74] ثم نبّه أنه قد يضرب لنفسه المثل، ولا يجوز لنا أن نقتدي به، فقال: إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل/ 74] ثمّ ضرب لنفسه مثلا فقال: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْداً مَمْلُوكاً الآية [النحل/ 75] ، وفي هذا تنبيه أنه لا يجوز أن نصفه بصفة مما يوصف به البشر إلا بما وصف به نفسه، وقوله: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ الآية [الجمعة/ 5] ، أي: هم في جهلهم بمضمون حقائق التّوراة كالحمار في جهله بما على ظهره من الأسفار، وقوله: وَاتَّبَعَ هَواهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ [الأعراف/ 176] فإنه شبّهه بملازمته واتّباعه هواه وقلّة مزايلته له بالكلب الذي لا يزايل اللهث على جميع الأحوال. وقوله:
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً
[البقرة/ 17] ، فإنه شبّه من آتاه الله تعالى ضربا من الهداية والمعارف، فأضاعه ولم يتوصّل به إلى ما رشّح له من نعيم الأبد بمن استوقد نارا في ظلمة، فلمّا أضاءت له ضيّعها ونكس فعاد في الظّلمة، وقوله تعالى: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً [البقرة/ 171] فإنه قصد تشبيه المدعوّ بالغنم، فأجمل وراعى مقابلة المعنى دون مقابلة الألفاظ، وبسط الكلام: مثل راعي الذين كفروا والّذين كفروا كمثل الّذي ينعق بالغنم، ومثل الغنم التي لا تسمع إلّا دعاء ونداء. وعلى هذا النحو قوله: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
[البقرة/ 261] ومثله قوله:
َلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ
[آل عمران/ 117] وعلى هذا النحو ما جاء من أمثاله. والمِثَالُ: مقابلة شيء بشيء هو نظيره، أو وضع شيء مّا ليحتذى به فيما يفعل، والْمُثْلَةُ: نقمة تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع به غيره، وذلك كالنّكال، وجمعه مُثُلَاتٌ ومَثُلَاتٌ، وقد قرئ: مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ [الرعد/ 6] ، و (الْمَثْلَاتُ) بإسكان الثّاء على التّخفيف. نحو: عَضُدٍ وعَضْدٍ، وقد أَمْثَلَ السّلطان فلانا: إذا نكّل به، والأَمْثلُ يعبّر به عن الأشبه بالأفاضل، والأقرب إلى الخير، وأَمَاثِلُ القومِ: كناية عن خيارهم، وعلى هذا قوله تعالى: إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً
[طه/ 104] ، وقال:
وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى
[طه/ 63] أي:
الأشبه بالفضيلة، وهي تأنيث الأمثل.

نهر

(نهر) : والناهِرُ والنَّهَرُ: العِنَبُ الأَبيض.
ن هـ ر [ونهر]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ .
قال: النّهر: السعة.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قيس بن الخطيم وهو يقول:
ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها 
(نهر)
نَهرا سَالَ بِقُوَّة وَالْمَاء جرى فِي الأَرْض وَجعل لنَفسِهِ مجْرى والحفار بلغ المَاء فِي حفره يُقَال حفر بِئْرا حَتَّى نهر وَالْأَرْض شقها وَفُلَانًا زَجره وأغضبه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَلَا تقل لَهما أُفٍّ وَلَا تنهرهما} و {وَأما السَّائِل فَلَا تنهر} وَالنّهر حفره وأجراه

(نهر) الشَّيْء نَهرا كثر وغزر فَهُوَ نهير
ن هـ ر

نَهْرٌ نَهِرٌ: كثير الماء، واستنهر النّهر: اتّسع. وأنهرت فتق الضربة: وسّعته. وأنهرت الدّم: أسلته. وأمام داره منهرة: فضاء يلقون فيه الكناسات. ورجل نهر: عامل نهار. قال:

لست بليليّ ولكنّي نهر ... لا أدلج الليل ولكن أبتكر

ونهر وانتهره: استقبله بكلام يزجره به. وسمعت من بعض شحاحذة الحجاز يقول لأصحابه: ليس الرجل من يكترث لأوّل نهرةٍ ولا الثانية ولا الثالثة.
[نهر] نه: فيه: "أنهروا" الدم بما شئتم إلا الظفر والسن، الإنهار: الإسالة والصب بكثرة، شبه خروج الدم بجري الماء في النهر، ونهى عن السن والظفر لأن من تعرض للذبح بهما خنق ولم يقطع. ن: نهر الجنة بفتح هاء أجود من سكونها وبه ورد القرآن. نه: وفيه: "نهران" مؤمنان- إلخ، ومر شرحه في الهمز. وفيه: فأتوا "منهرًا"- ومر هو وغيره في ميم، غ: و"المنهرة": فضاء بين بيوت القوم. و"في جنات و"نهر""، أي أنهار، أو جمع نهر وهو جمع نهار أي في جنات وضياء لا ظلمة فيه، ج: وفيه: و"انتهره"، أي زبره وأنكر عليه ما فعله أو قاله، ومنه: فانتهرني.
(نهر) - قَولُه تبَاركَ وتعَالى: {فَلَا تَنْهَرْ}
: أي لا تَزْجُرْ، والنَّهْرُ، والانتهَارُ: الزَّجْرُ: وقد نَهَرهَ وانتَهَره بمعنىً. - في الحديث : "نَهْرَانِ مؤمِنانِ، ونَهران كافِران، فالمُؤمِنانِ: النِّيلُ والفُرَاتُ، والكافِرانِ: دَجْلةُ ونَهْرُ بَلْخ"
قيل: إنّما جَعَل الأوَّلَين مؤمنين على التّشبِيه؛ لأنهما يَفيضان على الأرضِ، ويَسْقِيَان الحَرثَ والشّجر بلا تَعبٍ ولا مَؤُونةٍ، وهما في الخَير والنَّفع كالمؤمنين؛ وأمَّا الآخَرَان فبخلافِهما.
- قوله تعالى: {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}
: أي مكان واسع ومتَّسَع من الجنة؛ لأنّ أَصلَ النهر السَّعَة؛ وقد ورد به حديث
(ن هـ ر) : (فِي الْحَدِيثِ «أَنْهِرْ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ إلَّا مَا كَانَ مِنْ سِنٍّ أَوْ ظُفْرٍ» (الْإِنْهَارُ) الْإِسَالَةُ بِسِعَةٍ وَكَثْرَةٍ مِنْ النَّهْرِ وَهُوَ الْمَجْرَى الْوَاسِعُ وَأَصْلُهُ الْمَاءُ (وَنَهْرُ) الْمَلِكِ عَلَى طَرِيقِ الْكُوفَةِ مِنْ بَغْدَادَ وَهُوَ يُسْقَى مِنْ الْفُرَاتِ (وَمِنْهُ النَّهَارُ) لِأَنَّهُ اسْمٌ لِضَوْءٍ وَاسِعٍ مُمْتَدٍّ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلَى غُرُوبِهَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى تَأْوِيلِ الْيَوْمِ أَنْشَدَ أَبُو الْهَيْثَمِ
لَوْلَا الثَّرِيدَانِ هَلَكْنَا بِالضُّمُرْ ... ثَرِيدُ لَيْلٍ وَثَرِيدٌ بِالنُّهُرْ
وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْفُقَهَاءِ وُجُودُ الصَّوْمِ فِي (النُّهُرِ) وَيُقَالُ (نَهَرَهُ) وَانْتَهَرَهُ إذَا زَجَرَهُ بِكَلَامٍ غَلِيظٍ (يَوْمُ النَّهْرَوَانِ) فِي ن ك.
نهر
النَّهْرُ والنَّهَرُ: لُغَتَانِ، والجميع الأنْهَارُ والنُّهُرُ. واسْتَنْهَرَ النَّهرُ: أخَذَ لِمَجْراه مَوْضِعاً. والمَنْهَرُ: مَوِضعُ النَّهِر. وسُمِّيَ النَّهرَ لاتِّسَاعِه. والمَنْهَرُ: فَضَاءٌ بَيْنَ بُيُوتِ الحَيِّ يُلْقُوْنَ فيه كُناسَتَهم.
والنَّهَارُ: ضِيَاءُ ما بَيْنَ طُلوع الفَجْر إلى وَقْتِ غُروب الشَّمس، لا يُجْمَعُ. ورَجُلٌ نَهِرٌ: صاحِبُ نَهَارٍ، والنُّهُرُ: جَمْعُ النَّهَار. والنَّهَارُ: فَرْخُ الحُبَاري والقَطا. وأدْنَى العَدَدِ: أنْهِرَةٌ.
والنَّهْرُ من الانْتِهار، وذلك إذا اسْتَقْبَلْتَه بكلامٍ تَزْجُرُه عن شَرٍّ. وضَرَبْتُه ضَرْبَةً أنْهَرْتُ فَتْقَها: أي وَسَّعْتَها. وأنْهَرْتُ في العَدْوِ: أبْطَأْتَ فيه. وحَفَرْتُ حتّى نَهَرْتُ أنْهَرُ: أي انْتَهَيْتَ إلى الماء. وأنْهَرْتُ: لم أُصِبْ خَيْراً. وأنْهَرَتِ المَرْأةُ: سَمِنَتْ.
ن هـ ر : (النَّهَارُ) ضِدُّ اللَّيْلِ وَلَا يُجْمَعُ كَمَا لَا يُجْمَعُ الْعَذَابُ وَالسَّرَابُ فَإِنْ جَمَعْتَهُ قُلْتَ فِي الْقَلِيلِ (أَنْهُرٌ) وَفِي الْكَثِيرِ (نُهُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ كَسَحَابٍ وَسُحُبٍ. وَأَنْشَدَ ابْنُ كَيْسَانَ:

لَوْلَا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنَا بِالضُّمُرْ ... ثَرِيدُ لَيْلٍ وَثَرِيدٌ بِالنُّهُرْ
وَ (النَّهَرُ) بِسُكُونِ الْهَاءِ وَفَتْحِهَا وَاحِدُ (الْأَنْهَارِ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} [القمر: 54] أَيْ أَنْهَارٍ وَقَدْ يُعَبَّرُ بِالْوَاحِدِ عَنِ الْجَمْعِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] وَقِيلَ: فِي ضِيَاءٍ وَسَعَةٍ. وَ (نَهَرَ) النَّهْرَ حَفَرَهُ. وَنَهَرَ الْمَاءُ جَرَى فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ لِنَفْسِهِ نَهْرًا وَبَابُهُمَا قَطَعَ. وَكُلُّ كَثِيرٍ جَرَى فَقَدَ (نَهَرَ) وَ (اسْتَنْهَرَ) . وَ (أَنْهَرَ) الدَّمَ أَرْسَلَهُ. وَأَنْهَرَ دَخَلَ فِي النَّهَارِ. وَ (نَهَرَهُ) زَجَرَهُ وَبَابُهُ قَطَعَ، وَ (انْتَهَرَهُ) مِثْلُهُ. 
نهر: نهر: فتش، نقب هنا وهناك، بحث (الكالا) ( hurgar: نبش).
نهره على: وبخه، أنبه (بوشر).
نهر: في (محيط المحيط): (نهر فلانا دعاه، عامية).
نهر: سقط. وفي (المعجم اللاتيني -العربي) أسقط وأنهر وأسجد: cado.
أنهر: أدمى (هلو): saigner.
نهر: قناة. والقناة اكبر من الساقية والجدول اصغر منها. وفي (محيط المحيط): ( .. والنهر فوق الساقية وهي فوق الجدول والجمع انهر وانهار ونهر ونهور). 0معجم التنبيه)؛ أحل (معجم المراصد الجغرافي) [2: 308 و12 و13] كلمة ساقية التي ذكرها [ياقوت 3: 778: 9 و11] محل نهر، وبذلك كدر صفاء العبارة.
نهر: أنبوب مائي من المعدن (معجم الجغرافيا).
نهر: قناة، ساقية، جدول، مخدة مجوفة توضع داخل الانبيق لتحيط به؛ وفي هذه القناة يجمع السائل (أو البخار المكثف). وهذه الكلمة كثيرا ما ترد عند (ابن العوام) في فصل التقطير (في 2: 410: 4 على سبيل المثال).
نهر أردن: الأردن L'Eridan ( كوكب) (بوشر).
نهرة: تعنيف، توبيخ (بوشر).
نهري: منسوب إلى النهر (بوشر).
نهري: سمك (فوك وباللاتينية Piscis؛ ولعله سمك النهر).
نهري: شبوط، سمك الكارب Carpe ( همبرت 96، الجزائر).
نهار: في (محيط المحيط): (والجمع أنهر ونهر والعامة تقول نهارات أو لا يجمع كالعذاب والسراب).
نهار: مسيرة يوم (معجم الجغرافيا).
منهر: المنهر، في بلاد الاراغوان، هي المنارة almenara وتصاغ من اسم الجمع الناهر، والنهر هو القناة التي تجري إلى النهر الطافح من مياه قنوات السقي أو الطواحين. ومناهر. في (المقري 1: 371: 9) اسم جمع يقصد به القنوات.
نهر
النَّهْرُ: مَجْرَى الماءِ الفَائِضِ، وجمْعُه: أَنْهَارٌ، قال تعالى: وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً
[الكهف/ 33] ، وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلًا
[النحل/ 15] وجعل اللهُ تعالى ذلك مثلا لما يَدِرُّ من فَيْضِهِ وفَضْلِهِ في الجنَّة على الناس. قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ
[القمر/ 54] ، وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً
[نوح/ 12] ، جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ [المائدة/ 119] .
والنّهر: السّعة تشبيها بنهر الماء، ومنه: أَنْهَرْتُ الدَّمَ. أي: أسلته إسالة، وأَنْهَرَ الماء: جرى، ونَهْرٌ نَهِرٌ: كثير الماء، قال أبو ذؤيب:
أقامت به فابتنت خيمة على قصب وفرات نهر
والنهارُ: الوقت الذي ينتشر فيه الضّوء، وهو في الشرع: ما بين طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس، وفي الأصل ما بين طلوع الشمس إلى غروبها. قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً [الفرقان/ 62] وقال:
أَتاها أَمْرُنا لَيْلًا أَوْ نَهاراً [يونس/ 24] وقابل به البيات في قوله: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً [يونس/ 50] ورجل نَهِرٌ:
صاحب نهار، والنهار: فرخ الحبارى، والمنهرة:
فضاء بين البيوت كالموضع الذي تلقى فيه الكناسة، والنَّهْرُ والانتهارُ: الزّجر بمغالظة، يقال: نَهَرَهُ وانتهره، قال: فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما
[الإسراء/ 23] ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ
[الضحى/ 10] .
ن هـ ر : النَّهْرُ الْمَاءُ الْجَارِي وَالْمُتَّسِعُ وَالْجَمْعُ نُهُرٌ بِضَمَّتَيْنِ وَأَنْهُرٌ وَالنَّهْرُ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ وَالْجَمْعُ أَنْهَارٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ ثُمَّ أُطْلِقَ النَّهْرُ عَلَى الْأُخْدُودِ مَجَازًا لِلْمُجَاوَرَةِ فَيُقَالُ جَرَى النَّهْرُ وَجَفَّ النَّهْرُ كَمَا يُقَالُ جَرَى الْمِيزَابُ وَالْأَصْلُ جَرَى مَاءُ النَّهْرِ وَنَهَرَ الدَّمُ يَنْهَرُ بِفَتْحَتَيْنِ سَالَ بِقُوَّةٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَنْهَرْتُهُ وَفِي الْحَدِيثِ أَنْهِرْ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ إلَّا مَا كَانَ مِنْ سِنٍّ أَوْ ظُفْرٍ.

وَالنَّهَارُ فِي اللُّغَةِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ وَهُوَ مُرَادِفٌ لِلْيَوْمِ وَفِي حَدِيثٍ إنَّمَا هُوَ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ وَلَا وَاسِطَةَ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَرُبَّمَا تَوَسَّعَتْ الْعَرَبُ فَأَطْلَقَتْ النَّهَارَ مِنْ وَقْتِ الْإِسْفَارِ إلَى الْغُرُوبِ وَهُوَ فِي عُرْفِ النَّاسِ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ إلَى غُرُوبِهَا وَإِذَا أُطْلِقَ النَّهَارُ فِي الْفُرُوعِ انْصَرَفَ إلَى الْيَوْمِ نَحْوُ صُمْ نَهَارًا أَوْ اعْمَلْ نَهَارًا لَكِنْ قَالُوا إذَا اسْتَأْجَرَهُ عَلَى أَنْ يَعْمَلَ لَهُ نَهَارَ يَوْمِ الْأَحَدِ مَثَلًا فَهَلْ يُحْمَلُ عَلَى الْحَقِيقَةِ اللُّغَوِيَّةِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُهُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَوْ يُحْمَلُ عَلَى الْعُرْفِ حَتَّى يَكُونَ أَوَّلُهُ مِنْ طُلُوعِ الشَّمْسِ لِإِشْعَارِ الْإِضَافَةِ بِهِ لِأَنَّ الشَّيْءَ لَا يُضَافُ إلَى مُرَادِفِهِ نُقِلَ فِيهِ وَجْهَانِ وَقِيَاسُ هَذَا اطِّرَادُهُ فِي كُلِّ صُورَةٍ يُضَافُ فِيهَا النَّهَارُ إلَى الْيَوْمِ كَمَا لَوْ حَلَفَ لَا يَأْكُلُ أَوْ لَا يُسَافِرُ نَهَارَ يَوْمِ كَذَا وَالْأَوَّلُ هُوَ الرَّاجِحُ دَلِيلًا لِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ
يُضَافُ إلَى نَفْسِهِ عِنْدَ اخْتِلَافِ اللَّفْظَيْنِ نَحْوُ {وَلَدَارُ الآخِرَةِ} [يوسف: 109] وَ {حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: 95] وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى نُهُرٍ بِضَمَّتَيْنِ.

وَنَهَرْتُهُ نَهْرًا مِنْ بَابِ نَفَعَ وَانْتَهَرْتُهُ زَجَرْتُهُ.

وَالنِّهْرَوَانُ وِزَانُ زَعْفَرَانٍ وَمِنْ الْعَرَبِ مَنْ يَضُمُّ الرَّاءَ بَلْدَةٌ بِقُرْبِ بَغْدَادَ نَحْوَ أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ. 
نهـر
نهَرَ يَنهَر، نَهْرًا، فهو ناهِر، والمفعول منهور (للمتعدِّي)
• نهَر الماءُ: جرى في الأرض وحفر لنفسِه مجرًى "نهَر الدَّمُ من الطّعنة: سال بقوَّة- آثارُ نَهْرِ السَّيل".
• نهَر الشّخصَ: زجرَه وأغضبه "نهَر تلميذَه- {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ} - {فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا} ".
• نهرَ الأرضَ: شقَّها. 

انتهرَ/ انتهرَ عن ينتهر، انتهارًا، فهو مُنتهِر، والمفعول مُنتهَر (للمتعدِّي)
• انتهر النَّهرُ: أخذ مجراه.
• انتهر العِرْقُ: سال دمُه ولم ينقطع.
• انتهر صبيًّا: زجرَه بعُنف وأغضبه "انتهر السّائلَ- انتهر مساعديه فأثار نقمتَهم عليه".
• انتهرَ فلانٌ عن فلانٍ: انزجرَ بعنفٍ. 

نَهار [مفرد]: ج أنهُر ونُهُر: ضياء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشَّمس، ضدّه ليل "طوال النَّهار- وضَح النّهار- طرفا النّهار: أوّله وآخره- {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ} " ° جوارح النَّهار: مصائبه- قام ميزانُ النَّهار- كالشّمس في رائعة النّهار: أمر شديد الوضوح- نهَارًا ولَيلاً/ لَيلَ نهَار: بدون انقطاع/ باستمرار- نهارك سعيد: تعبير للسَّلام والمجاملة- وَجْهٌ النّهار: أوّله، صدره، الصَّباح. 

نَهاريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَهار: ما يحدث نهارًا لا ليلاً "عمل نَهارِيّ- أشغال نهاريّة".
2 - حاصل أو مُلائم للاستخدام خلال النَّهار. 

نَهْر [مفرد]: ج أنهار (لغير المصدر {وأنهُر} لغير المصدر) ونُهُر (لغير المصدر):
1 - مصدر نهَرَ.
2 - مجرًى مائيّ يصبُّ في البحر أو البحيرة أو غيرهما، مياهه عذبة غزيرة "النَّهر الجاري: الذي لا يجفّ- ملاحة نهريّة- سمك نهْريّ: يعيش في النَّهر- {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْــمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ} " ° سالت تآليفُه أنهارًا: كثُرت وغزُرت.
3 - ماء عذب غزير جارٍ "نهر النّيل هو شريان الحياة والحضارة لمصر".
• نهر النِّيل: أهم أنهار إفريقية ومن أطول أنهار العالم، يجري حوالي 6.677 كم، ومن أهم فروعه الرئيسيّة النيل الأزرق والنيل الأبيض اللذان يلتقيان في الخرطوم في السودان، ويصُبُّ في البحر المتوسط شمال مصر.
• نهر جليديّ: كتلة كبيرة من الثَّلج تنساب ببطء على مساحة كبيرة من الأرض حيث تتشكَّل من الثَّلج المدمج والملتصق مع بعضه البعض من منطقة تفوق فيها تجمُّعاتُ الثَّلج عمليّةَ الذَّوبان والتَّبخير.
• فَرَس النَّهر: (حن) حيوان برمائيّ ثدييّ ضخم الجثَّة، يقضي معظمَ وقته في قاع النهر أو البحيرة، يصعد من وقت لآخر؛ ليستنشق الهواء الجوِّيّ ويتغذَّى على الأعشاب.
• جار النَّهر: (نت) عشب الماء وله أشواك صغيرة.
• حقّ نهريّ: حقّ صاحب الأرض الَّتي يجري بها النَّهر في الصَّيْد واستخدام مَجْرى النهْر. 

نَهَر [مفرد]: ج أنهار:
1 - سَعَة " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} ".
2 - ضياء "طلع الفجرُ وأخذ النَّهَر يعمُّ البلادَ- {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ} ".
3 - نَهْر " {وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَرًا} ". 
(ن هـ ر)

النَّهْرُ والنَّهَرُ: من مجاري الْمِيَاه، وَالْجمع أنهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

سُقِيُتنَّ مَا زالَتْ بِكِرْمانَ نَخلَةٌ ... عَوامِرَ تَجرِي بَينكُنَّ نُهورُ

هَكَذَا أنْشدهُ " مَا زَالَت " وَأرَاهُ " مَا دَامَت " وَقد يتَوَجَّه " مَا زَالَت " على معنى " مَا ظَهرت وَارْتَفَعت " قَالَ النَّابِغَة:

كأَنَّ رَحْلِي وقدْ زالَ النَّهارُ بِنا ... يَومَ الجَليلِ عَلى مُستأنِسٍ وحَدِ

ونَهَرَ النَّهْرَ يَنْهَرُه نَهْراً: أجْراه.

واستَنْهَرَ النَّهرُ: أَخذ لمجراه موضعا مكينا.

والمَنْهَر: مَوضِع فِي النَّهر يحتفره المَاء.

والمَنْهَرُ: خرق فِي الْحصن نَافِذ يجْرِي مِنْهُ مَاء، وَهُوَ فِي حَدِيث عبد الله بن أنس: " فَأتوا مَنْهَراً فاختبؤوا " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وحفر الْبِئْر حَتَّى نَهَرَ يَنْهَرُ، أَي بلغ المَاء مُشْتَقّ من النَّهر.

ونَهْرٌ نَهِرٌ وَاسع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أقامَتْ بهِ فابتنَتْ خَيْمَةً ... عَلى قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ

وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي وفرات نَهَرْ، على الْبَدَل، وَمثله لأَصْحَابه فَقَالَ: هُوَ كَقَوْلِك: مَرَرْت بظريف رجل، وَكَذَلِكَ مَا حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، من أَن ساية وَاد عَظِيم فِيهِ أَكثر من سبعين عينا نَهرا تجْرِي، إِنَّمَا النَّهر بدل من الْعين.

وأنهَرِ الطَّعنَةَ: وسَّعها، قَالَ قيس بن الخطيم يصف طعنة: ملَكتُ بهَا كَفِّي فَأنهَرْتُ فَتْقَها ... يَرَى قائمٌ منْ دونِها مَا وراءَها

ملَكتُ بهَا، أَي شددت وقويت.

فَأَما قَوْله تَعَالَى: (إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ) فقد يجوز أَن يَعْنِي بِهِ السعَة وَأَن يَعْنِي بِهِ النَّهر الَّذِي هُوَ مجْرى المَاء، على وضع الْوَاحِد مَوضِع الْجَمِيع، كَمَا قَالَ:

لَا تُنكِرُوا القَتلَ وقَدْ سُبِينا

فِي حَلقِكُمْ عَظْمٌ وقَدْ شُجِينا

وَمَاء نَهِرٌ: كثير.

وناقة نَهِيرَةٌ: كَثِيرَة اللَّبن، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

حَنْدَلسٌ غَلْباءُ مِصْباحُ البُكَرْ

نَهِيرَةُ الأخْلافِ فِي غَيرِ فَخَرْ

حَنْدَلِسٌ: ضخمة عَظِيمَة، وَالْفَخْر: أَن يعظم الضَّرع فيقل اللَّبن.

وأنْهَرَ العِرْقُ: لم يرقأ دَمه.

وأنهَرَ الدَّم: أظهره.

والمَنْهَرَةُ: فضاء يكون بَين بيُوت الْقَوْم يطرحون فِيهِ كناساتهم.

وحفروا بِئْرا فَأَنْهَروا: لم يُصِيبُوا خيرا، عَن اللحياني.

والنَّهارُ: ضِيَاء مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى غرُوب الشَّمْس، وَقيل: من طُلُوع الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا. وَقَالَ بَعضهم: النَّهَار: انتشار ضوء الْبَصَر وافتراقه، وَاللَّيْل: انحسار ضوء الْبَصَر واجتماعه، وَالْجمع أنهِرَةٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي ونُهُرٌ، عَن غَيره، قَالَ:

لَوْلَا الثَّرِيدانِ لَبِثْنا بالضُّمُرْ

ثَريدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ

وَرجل نَهِرٌ: صَاحب نَهارٍ على النّسَب، كَمَا قَالُوا: عمل، وَطعم، وسته، قَالَ:

لَستُ بِلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: فَقَوله: " بليلي " يدل على أَن نَهِراً على النّسَب، حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: " نَهاريٌّ ".

وَقَالُوا: نَهارٌ أنهَرُ، كليل أليل، ونَهارٌ نَهِرٌ، كَذَلِك، كِلَاهُمَا على الْمُبَالغَة.

والنَّهارُ: فرخ القطا والغطاط، وَالْجمع أنهِرَةٌ، وَقيل: النَّهارُ: ذكر البوم، وَقيل: هُوَ ولد الكروان، وَقيل: هُوَ ذكر الحباري وَالْأُنْثَى: لَيْلٌ. وَذكر التوزي عَن أبي عُبَيْدَة أَن جَعْفَر بن سُلَيْمَان قدم من عِنْد الْمهْدي، فَبعث إِلَى يُونُس فَقَالَ: إِنِّي وأمير الْمُؤمنِينَ اخْتَلَفْنَا فِي هَذَا الْبَيْت:

والشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي السَّواد كأنهُ ... لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَيْهِ نَهارُ

فَمَا اللَّيْل وَالنَّهَار؟ قَالَ: اللَّيْل الَّذِي تعرف، وَالنَّهَار الَّذِي تعرف، فَقَالَ: زعم الْمهْدي أَن اللَّيْل فرخ الكروان، وَأَن النَّهَار فرخ الحباري.

ونَهَرَ الرجل يَنْهَرُه نَهْراً، وانتهَرَه: زَجره.

ونَهارٌ: اسْم رجل.

والنَّهْرَوانُ: مَوضِع.

نهر

1 نَهَرَ, (S, Msb,) aor. ـَ (Msb,) It (water) ran upon, or along, the ground, (S, TA,) and made for itself a نَهْر [or channel like that of a river]. (S.) See also 10. b2: It (anything, as in one copy of the S, or anything copious, as in another copy of the S and in the TA) ran, or flowed; (S, TA;) as also ↓ استنهر, (S,) or ↓ انتهر. (TA.) b3: It (blood) flowed with force: (Msb:) and ↓ أَنْهَرَ it (blood) flowed (K, TA) like a river: (TA:) and the latter also, it (a vein) flowed and would not stop; (K, TA;) meaning, it flowed like a river; (TA;) as also ↓ انتهر: (Sgh, K, TA:) and ↓ انهر also signifies the same said of the belly; (TA;) or it (the belly) became loose, or relaxed; or it discharged itself; (JK;) as also ↓ انتهر. (JK, K.) A2: نَهَرَ, (S, K.) aor. ـَ (K,) inf. n. نَهْرٌ, (TA,) He (a man, S) dug a نَهْر [or channel for a river]: (S, TA:) he made a نَهْر [or river] to run, or flow. (K, TA.) A3: نَهرَ, inf. n. نَهْرٌ, He made an inroad or incursion, or inroads or incursions, into the territory or territories of enemies, in the day-time. (TA.) A4: نَهَرَهُ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) aor. ـَ inf. n. نَهْرٌ; (TA;) and ↓ انتهرهُ; (S, Mgh, Msb, K, &c.;) He chid him; he checked him, restrained him, or forbade him, with rough speech; syn. زَجَرَهُ, (Mgh, Msb, K, and so in a copy of the S,) or زَبَرَهُ, (as in another copy of the S,) بِكَلَامٍ غَلِيظٍ: (Mgh:) be addressed him with chiding speech, (JK, A,) forbidding him from doing evil. (JK. [in the TA, citing the last explanation from the T, عَنْ خَيْرٍ is erroneously put for عَنْ شَرٍّ.]) It is said in the Kur, [xciii. 10,] وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ [And as for the beggar, thou shalt not chide him, or address him with rough speech]. And in a trad., مَنِ انْتَهَرَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ مَلَأَ اللّٰهُ قَلْبَهُ أَمْنًا وِإِيمَانًا وَأَمَّنَهُ اللّٰهُ مِنَ الفَزَعِ الْأَكْبَر [Whoso chideth, or checketh with rough speech, the author of an innovation in religion, God will fill his heart with security and faith, and God will preserve him from the greatest terror]. (TA.) 4 انهر: see 1. in three places.

A2: (tropical:) He made blood to flow: (S:) or to appear and flow: (K:) or to flow amply and copiously: (Mgh:) or to flow with force: (Msb:) or he poured it forth copiously. (TA.) It is said in a trad., أَنْهِرِ الدَّمَ بِمَا شِئْتَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ سِنِّ أَوْ ظُفُرٍ [Make thou the blood to flow, &c., with what thou pleasest, except with what is made of a tooth or a talon.] (Mgh, Msb.) The issuing forth of the blood from the place of slaughter is likened to the flowing of water in a river. (TA.) b2: (assumed tropical:) He made it wide; (S, K;) namely, a spear-wound or the like, (S, TA,) or a نَهْر [or channel of a river], as is implied in the K, but in other lexicons as in the S. (TA.) A3: He was, or became, in day-time: (S, * K, * TA:) he entered upon day-time: (MS:) from النَّهَارُ. (S.) 8 إِنْتَهَرَ see 1, in five places.10 إِسْتَنْهَرَ see 1. b2: It (a river [in the CK النَّهْرَ is put by mistake for النَّهْرُ]) took a place, (JK,) or a settle place, (K,) for its channel. (JK, K.) b3: It (a thing) became wide. (S.) نَهْرٌ and ↓ نَهَرٌ (S, A, Mgh, Msb, K) A channel in which water runs: (A, K:) so most say: or the water itself [that runs therein; i. e., a river; a rivulet; a brook; a canal of running water]: (TA:) or a wide channel in which water runs: originally, the water [that runs therein]: (Mgh:) or properly, wide running water: and by a secondary application, which is tropical. (tropical:) the trench or channel [in which it runs]: (Msb, TA *:) pl. [of pauc.] أَنْهُرٌ, (Msb, K,) a pl. of the former, (Msb,) and أَنْهَارٌ, (S, Msb, K,) a pl. of the latter, (Msb,) [but used as a pl. of either, both of pauc. and of mult. and the most common of all the pls.,] and نُهُرٌ, (Msb, and so in some copies of the K,) with two dammehs, a pl. of the former, (Msb,) or نُهْرٌ, (as in some copies of the K and in the TA,) and نُهُورٌ, (IAar, K.) You say, جَرَى النَّهْرُ [The river ran, or flowed]; like as you say, جَرَى المِيزَابُ. (Msb.) And نَهْرٌ كَثِير المَآءِ [A channel of running water having much water]. (A.) And ↓ نَهَرٌ is also used in a pl. sense: as in the Kur, [liv. 54], فِى جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ [In gardens and among rivers], i. e., أَنْهَارِ; like the phrase in the Kur, (same chap. verse 45,] وَيُوَلُّونَ الدُّبْرَ, (Fr, S.) meaning الأَدْبَارَ, (Fr, TA:) but it is otherwise explained. (S.) See نَهَرٌ below.

نَهَرٌ: see نَهْرٌ, in two places.

A2: Amplitude: (K:) or light and amplitude: so, accord. to some, in the Kur, liv. 54, differently explained above: see نَهْرٌ, (S, TA.) or, accord. to Th, نَهَر is a pl. [or rather quasi pl.] of نُهُرٌ, which is a pl. of نهَارٌ. (TA.) نَهِرٌ Much, (TA;) as also ↓ نَهيرٌ; (K, TA;) both applied to water. (TA.) b2: A wide نَهْر [or river, or channel in which water runs]. (K.) A2: رَخُلٌ نَهِرٌ A man of day-time; syn. صَاحِبُ نَهَارٍ; (S, K;) who makes inroads or incursions into the territories of enemies therein: (S:) or who works therein: (A:) a kind of rel. n.; as is shown by the ex.

لَسْتُ بِلَيْلِىٍّ وَلٰكِنِّى نهِرٌ لَا أُدْلِجُ اللَّيْلَ وَلٰكِنْ أَبْتَكِرْ [I am not one of the night-time, but I am one of the day-time; I do not journey in the night, but I go forth early in the morning]: as though he said ↓ نَهَارِىّ. (Sb.) The verse is correctly related as above; not as it is given in the S. (IB.) b2: See also أَنْهَرُ.

نَهَارٌ Day; or day-time; contr. of لَيْلٌ: (S, TA:) or broad daylight, (Mgh,) from sunrise to sunset: (Mgh, Msb, K:) this is the original signification: (TA;) or this is the signification in the vulgar conventional language: but in the classical language it signifies the time from the rising of the dawn to sunset: (Msb:) or the light between the rising of the dawn and sunset: (K:) and so accord. to the lawyers: (TA:) in the trads., it is the whiteness of the نهار, and the blackness of the ليل; and there is nothing intervening between the ليل and the نهار: but sometimes the Arabs amplified, and applied نهار to the time from the clear shining of the dawn to the setting [of the sun]: (Msb.) or (so accord. to the TA. but in some copies of the K, and the spreading of the light [which is a cause] of sight and its dispersion: (K:) in this explanation in the L, in the place of وَافْتِرَاقُهُ we find وَاجْتِمَاعُهُ [and its collecting together]: (TA:) it is also syn. with يَوْمٌ; and is so when used without restriction in the non-fundamental sciences of religion, (الفُرُوع,) as in the phrases صُمْ نَهَارًا [fast thou a day] and إِعْمَلْ نَهَارًا [work thou a day]: and it may be so used, or in its proper classical sense, when prefixed to يَوْم, governing the latter in the gen. case: (Msb:) it has no proper dual, (Mgh, Msb,) and no proper pl., (S, Mgh, Msb, K, (like عَذَابٌ and سَرَابٌ; (S, K;) the former of which, however, has a pl. assigned to it [by Zj and] in the K, namely, أَعْذِبَةٌ; (MF;) [and respecting the latter see شَرَابٌ, with ش;] [for] نهار is a name applied to every يَوْم [or day]; and لَيْلٌ, to every لَيْلَة [or night]: one does not say نَهَارٌ وَنَهَارَانِ, nor لَيْلٌ وَلَيْلَانِ: but the sing. of نهار is يَوْمٌ (TA.) and the dual, يَوْمَانِ, (Msb, TA:) and the pl., أَيَّامٌ. (Msb:) and the contr. of يوْمٌ is لَيْلَةٌ, so says Az, on the authority of AH(??) (TA:) or it has pls.: namely, أَنْهُرٌ, (IAar, S, K,) a pl. of pauc., (S,) in some lexicons أَنْهِرَةٌ, (TA,) also a pl. of pauc.,] and نُهُرٌ, (S, Mgh, Msb, K,) a pl. of mult. (S) [See also نَهَرٌ.] Ibn-Keys(??) cites the following ex., لَوْلَا الثَّرِيدَان لَمُتْنَا بِالضُّمُرْ ثَرِيدُ لَيْلٍ وَثرِيدٌ بِالنَّهُرْ [Were it not for the two thereeds (or messes of crumbled bread moistened with broth), we had died of leanness: the thereed of night, and thereed in the day-times]. (S.) نَهِيرٌ: see نَهِرٌ.

نَهَارِىٌّ: see نَهِرٌ. b2: Food that is eaten in the beginning of the day. (TA.) نَهَارٌ أَنْهَرُ, and ↓ نَهرٌ, [A bright day:] in each of these phrases the epithet has an intensive effect, (K, * TA,) as the epithet in لَيْلٌ أَلْيَلُ. (TA.) مَنْهَرٌ The place of a river. (T, TA.) b2: A place which the water hollows out in a نَهْر [or channel of a river]. (K.) b3: A cleft, (K, TA,) or hole, (TA,) in a fortress, passing through [the wall], whence water runs. (K, TA,) or by which water enters: (TA:) pl. مَنَاهِرُ. (TA.)

نهر: النَّهْرُ والنَّهَرُ: واحد الأَنْهارِ، وفي المحكم: النَّهْرُ

والنَّهَر من مجاري المياه، والجمع أَنْهارٌ ونُهُرٌ ونُهُورٌ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

سُقِيتُنَّ، ما زالَتْ بكِرْمانَ نَخْلَةٌ،

عَوامِرَ تَجْري بينَكُنَّ نُهُورُ

هكذا أَنشده ما زالت، قال: وأُراهُ ما دامت، وقد يتوجه ما زالت على معنى

ما ظهرت وارتفعت؛ قال النابغة:

كأَنَّ رَحْلي، وقد زالَ النَّهارُ بنا

يوم الجَلِيلِ، على مُسْتأْنِسٍ وَحِدِ

وفي لحديث: نَهْرانِ مؤمنان ونَهْرانِ كافران، فالمؤمنان النيل والفرات،

والكافران دجلة ونهر بَلْخٍ. ونَهَرَ الماءُ إِذا جرى في الأَرض وجعل

لنفسه نَهَراً. ونَهَرْتُ النَّهْرَ: حَفَرْتُه. ونَهَرَ النَّهْرَ

يَنْهَرُهُ نَهْراً: أَجراه. واسْتَنْهَرَ النَّهْرَ إِذا أَخذ لِمَجْراهُ

موضعاً مكيناً. والمَنْهَرُ: موضع في النَّهْزِ يَحْتَفِرُه الماءُ، وفي

التهذيب: موضع النَّهْرِ. والمَنْهَرُ: خَرْق في الحِصْنِ نافذٌ يجري منه

الماء، وهو في حديث عبد الله بن أَنس: فأَتَوْا مَنْهَراً فاختَبَؤوا. وحفر

البئر حتى نَهِرَ يَنْهَرُ أَي بلغ الماء، مشتق من النَّهْرِ. التهذيب:

حفرت البئر حتى نَهِرْتُ فأَنا أَنْهَرُ أَي بلغتُ الماء. ونَهَر الماءُ

إِذا جَرى في الأَرض وجعل لنفسه نَهْراً. وكل كثير جرى، فقد نَهَرَ

واسْتَنْهَر. الأَزهري: والعرب تُسَمِّي العَوَّاءَ والسِّماكَ أَنْهَرَيْنِ

لكثرة مائهما. والنَّاهُور: السحاب؛ وأَنشد:

أَو شُقَّة خَرَجَتْ من جَوْفِ ناهُورِ

ونَهْرُ واسع: نَهِرٌ؛ قال أَبو ذؤيب:

أَقامت به، فابْتَنَتْ خَيْمَةً

على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ

والقصب: مجاري الماء من العيون، ورواه الأَصمعي: وفُراتٍ نَهَرْ، على

البدل، ومَثَّلَه لأَصحابه فقال: هو كقولك مررت بظَرِيفٍ رجلٍ، وكذلك ما

حكاه ابن الأَعرابي من أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فيه أَكثر من سبعين عيناً

نَهْراً تجري، إِنما النهر بدل من العين. وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ: وسَّعها؛

قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:

مَلَكْتُ بها كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها،

يَرى قائمٌ من دونها ما وراءَها

ملكت أَي شددت وقوّيت. ويقال: طعنه طعنة أَنْهَرَ فَتْقَها أَي وسَّعه؛

وأَنشد أَبو عبيد قول أَبي ذؤيب. وأَنْهَرْتُ الدمَ أَي أَسلته. وفي

الحديث: أَنْهِرُوا الدمَ بما شئتم إِلا الظُّفُرَ والسِّنَّ. وفي حديث آخر:

ما أَنْهَرَ الدمَ فَكُلْ؛ الإِنهار الإِسالة والصب بكثرة، شبه خروج الدم

من موضع الذبح يجري الماء في النهر، وإِنما نهى عن السن والظفر لأَن من

تعرّض للذبح بهما خَنَقَ المذبوحَ ولم يَقْطَعْ حَلْقَه.

والمَنْهَرُ: خرق في الحِصْنِ نافذٌ يدخل فيه الماء، وهو مَفْعَلٌ من

النَّهر، والميم زائدة. وفي حديث عبد الله بن سهل: أَنه قتل وطرح في

مَنْهَرٍ من مناهير خيبر. وأَما قوله عز وجل: إِن المتقين في جنات ونَهَرٍ، فقد

يجوز أَن يعني به السَّعَةَ والضِّياءَ وأَن يعني به النهر الذي هو مجرى

الماء على وضع الواحد موضع الجميع؛ قال:

لا تُنْكِرُوا القَتْلَ، وقد سُبِينا،

في حَلْقِكُمْ عَظْمٌ وقد شُجِينا

وقيل في قوله: جنات ونهر؛ أَي في ضياء وسعة لأَن الجنة ليس فيها ليل

إِنما هو نور يتلألأُ، وقيل: نهر أَي أَنهار. وقال أَحمد بن يحيى: نَهَرٌ

جمع نُهُرٍ، وهو جمع الجمع للنَّهار. ويقال: هو واحد نَهْرٍ كما يقال

شَعَرٌ وشَعْرٌ، ونصب الهاء أَفصح. وقال الفرّاء: في جنات ونَهَرٍ، معناه

أَنهار .

كقوله عز وجل: ويولُّون الدُّبُرَ، أَي الأَدْبارَ، وقال أَبو إِسحق

نحوه وقال: الاسم الواحد يدل على الجميع فيجتزأُ به عن الجميع ويعبر بالواحد

عن الجمع، كما قال تعالى: ويولُّون الدبر. وماء نَهِرٌ: كثير. وناقة

نَهِرَة: كثيرة النَّهر؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصْباح البُكَرْ،

نَهِيرَةُ الأَخْلافِ في غيرِ فَخَرْ

حَنْدَلِسٌ: ضخمة عظيمة. والفخر: أَن يعظم الضرع فيقل اللبن. وأَنْهَرَ

العِرْقُ: لم يَرْقَأْ دَمُه. وأَنْهَرَ الدمَ: أَظهره وأَساله.

وأَنْهَرَ دَمَه أَي أَسال دمه. ويقال: أَنْهَرَ بطنُه إِذا جاء بطنُه مثلَ مجيء

النَّهَرِ. وقال أَبو الجَرَّاحِ: أَنْهَرَ بطنُه واسْتَطْلَقَتْ

عُقَدُه. ويقال: أَنْهَرْتُ دَمَه وأَمَرْتُ دَمَه وهَرَقْتُ دَمَه.

والمَنْهَرَةُ: فضاء يكون بين بيوت القوم وأَفْنيتهم يطرحون فيه كُناساتِهم.

وحَفَرُوا بئراً فأَنْهَرُوا: لم يصيبوا خيراً؛ عن اللحياني.

والنَّهار: ضِياءُ ما بين طلوع الفجر إِلى غروب الشمس، وقيل: من طلوع

الشمس إِلى غروبها، وقال بعضهم: النهار انتشار ضوء البصر واجتماعه، والجمع

أَنْهُرٌ؛ عن ابن الأَعرابي، ونُهُرٌ عن غيره. الجوهري: النهار ضد الليل،

ولا يجمع كما لا يجمع العذاب والسَّرابُ، فإِن جمعت قلت في قليلة:

أَنْهُر، وفي الكثير: نُهُرٌ، مثل سحاب وسُحُب. وأَنْهَرْنا: من النهار؛

وأَنشد ابن سيده:

لولا الثَّرِيدَانِ لَمُتْنا بالضُّمُرْ:

ثَرِيدُ لَيْلٍ وثَرِيدُ بالنُّهُرْ

قال ابن بري: ولا يجمع، وقال في أَثناء الترجمة: النُّهُر جمع نَهار

ههنا. وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم قال: النهار اسم وهو ضد الليل، والنهار

اسم لكل يوم، والليل اسم لكل ليلة، لا يقال نهار ونهاران ولا ليل وليلان،

إِنما واحد النهار يوم، وتثنيته يومان، وضد اليوم ليلة، ثم جمعوه

نُهُراً؛ وأَنشد:

ثريد ليل وثريد بالنُّهُر

ورجل نَهِرٌ: صاحب نهار على النسب، كما قالوا عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ؛

قال:

لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ

قال سيبويه: قوله بليليٍّ يدل أَن نَهِراً على النسب حتى كأَنه قال

نَهاريٌّ. ورجل نَهِرٌ أَي صاحب نَهارٍ يُغِيرُ فيه؛ قال الأَزهري وسمعت

العرب تنشد:

إِن تَكُ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ،

متى أَتى الصُّبْحُ فلا أَنْتَظِرُ

(* قوله« متى أتى» في نسخ من الصحاح متى أرى.)

قال: ومعنى نَهِر أَي صاحب نهار لست بصاحب ليل؛ وهذا الرجز أَورده

الجوهري:

إِن كنتَ لَيْلِيّاً فإِني نَهِرُ

قال ابن بري: البيت مغير، قال: وصوابه على ما أَنشده سيبويه:

لستُ بلَيْلِيٍّ ولكني نَهِرْ،

لا أُدْلِجُ الليلَ، ولكن أَبْتَكِرْ

وجعل نَهِر في نقابلة لَيْلِيٍّ كأَنه قال: لست بليليّ ولكني نهاريّ.

وقالوا: نهارٌ أَنْهَرُ كَلَيْلٍ أَلْيَل ونَهارٌ نَهِرٌ كذلك؛ كلاهما على

المبالغة. واسْتَنْهَرَ الشيءُ أَي اتسع. والنَّهار: فَرْخُ القَطا

والغَطاط، والجمع أَنْهِرَةٌ، وقيل: النَّهار ذكر البُوم، وقيل: هو ولد

الكَرَوانِ، وقيل: هو ذكر الحُبَارَى، والأُنثى لَيْلٌ. الجوهري: والنهار فرخ

الحبارى؛ ذكره الأَصمعي في كتاب الفرق. والليل: فرخ الكروان؛ حكاه ابن

بري عن يونس بن حبيب؛ قال: وحكى التَّوْزِيُّ عن أَبي عبيدة أَن جعفر بن

سليمان قدم من عند المهدي فبعث إِلى يونس بن حبيب فقال إِني وأَمير

المؤْمنين اختلفنا في بيت الفرزدق وهو:

والشَّيْبُ يَنْهَضُ في السَّوادِ كأَنه

ليلٌ، يَصِيح بجانِبيهِ نَهارُ

ما الليل والنهار؟ فقال له: الليل هو الليل المعروف، وكذلك النهار، فقال

جعفر: زعم المهدي أَنَّ الليل فرخ الكَرَوان والنهار فرخُ الحُبارَى،

قال أَبو عبيدة: القول عندي ما قال يونس، وأَما الذي ذكره المهدي فهو معروف

في الغريب ولكن ليس هذا موضعه. قال ابن بري: قد ذكر أَهل المعاني أَن

المعنى على ما قاله يونس، وإِن كان لم يفسره تفسيراً شافياً، وإِنه لما

قال: ليل يصيح بجانبيه نهار، فاستعار للنهار الصياح لأَن النهار لما كان

آخذاً في الإِقبال والإِقدام والليل آخذ في الإِدبار، صار النهار كأَنه

هازم، والليل مهزوم، ومن عادة الهازم أَنه يصيح على المهزوم؛ أَلا ترى إِلى

قول الشَّمَّاخ:

ولاقَتْ بأَرْجاءِ البَسِيطَةِ ساطعاً

من الصُّبح، لمَّا صاح بالليل نَفَّرَا

فقال: صاح بالليل حتى نَفَر وانهزم؛ قال: وقد استعمل هذا المعنى ابن

هانئ في قوله:

خَلِيلَيَّ، هُبَّا فانْصُراها على الدُّجَى

كتائبَ، حتى يَهْزِمَ الليلَ هازِمُ

وحتى تَرَى الجَوْزاءَ نَنثُر عِقْدَها،

وتَسْقُطَ من كَفِّ الثُّريَّا الخَواتمُ

والنَّهْر: من الانتهار. ونَهَرَ الرجلَ يَنْهَرُه نَهْراً وانْتَهَرَه:

زَجَرَه. وفي التهذيب: نَهَرْتَه وانْتَهرْتُه إِذا استقبلته بكلام

تزجره عن خبر. قال: والنَّهْرُ الدَّغْر وهي الخُلْسَةُ.

ونَهار: اسم رجل. ونهار بن تَوْسِعَةَ: اسم شاعر من تميم.

والنَّهْرَوانُ: موضع، وفي الصحاح: نَهْرَوانُ، بفتح النون والراء، بلدة، والله

أَعلم.

نهر
النَّهْرُ، بِالْفَتْح ويُحَرَّكُ: مَجرى الماءِ، وَهَذَا قَول الأَكثر، وَقيل هُوَ الماءُ نفسُه، وصريح الْمِصْبَاح أَنَّه حقيقةٌ فِي الماءِ مَجازٌ فِي الأُخدود، قَالَه شيخُنا. ج أَنهارٌ ونُهْرٌ، بضَمٍّ فَسُكُون، ونُهورٌ وأَنْهُرٌ. وأَنشد ابْن الأَعرابيّ.
(سُقِيتُنَّ مَا زالتْ بِكِرْمانَ نخلَةٌ ... عوامِرَ تَجري بينَكُنَّ نُهورُ)
والنَّهْرِيُّون: أَبو البركات عبد الله بن عليّ بن مُحَمَّد، عَن عَاصِم بن الحَسَن، وَعنهُ ابْن طَبَرْزَد، وأَبوه عَليّ بن مُحَمَّد كَانَ فَقِيها حنبليّاً، من أَقران أَبي الْوَفَاء عليّ بن عقيل. أَبو غَالب أَحمد بن عُبيد الله، عَن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الحَرَّاني، وَعنهُ أَبو الْعَلَاء العطّار الهَمَذانيّ المحدّثان، وعليُّ بن حسن بن مَيمُون الشّاعر الْمَعْرُوف بالسِّمْسِميّ وفاتَه: أَزهَرُ بن عبد الوهّاب بن أَحمد بن حَمْزَة النّهْريّ، من أَهل نهر القلاّئين وأَولادُه وأَبو البَركات ابْن الأَنماطيّ يُقَال لَهُ النَّهريّ أَيضاً، قَالَه الْحَافِظ. ونَهَرَ النَّهْرَ، كمَنَعَ، يَنْهَرُه نَهْراً: حفَرَه وأَجْراه. ونَهَرَ الرَّجلَ ينْهَرُه نَهْراً: زَجَرَهُ، كانتهرَه، قَالَ الله تَعَالَى: وأَمّا السَّائِلَ فَلَا تُنْهَرْ. وَفِي الحَدِيث: من انتهَرَ صاحِبَ بِدْعَةٍ مَلأ الله قلبه أَمْناً وإيماناً، وآمنَه الله من الْفَزع الأَكبر، وَقَالَ الشَّاعِر:
(لَا تَنْهَرَنَّ غَرِيبا طالَ غُرْبَتُه ... فالدَّهْرُ يَضْرِبُه بالذُلِّ والمِحَنِ)

(حَسْبُ الغريبِ منَ البَلْوى ندامَتُهُ ... فِي فرقَةِ الأَهْلِ والأَحبابِ والوَطَنِ)
وَفِي التَّهذيب: نَهَرْتُه وانتهَرْته، إِذا استقبلِته بكلامٍ تَزْجُرُه عَن خَبَرٍ. واستَنْهَرَ النَّهرُ، إِذا أَخذَ لِمَجراهُ مَوضِعاً مَكيناً.)
وكلُّ كثير جَرَى فقد نَهَرَ واستنْهَرَ. والمَنْهَرُ، كمَقْعَد: مَوضِعٌ فِي النَّهْر يحْتَفِرُه الماءُ، وَفِي التَّهذيب: مَوضع النَّهرِ.
المَنْهَر: شَقٌّ، وَفِي بعض الأُصول: خَرْقٌ فِي الحِصْنِ نافذٌ يجْرِي مِنْهُ، وَفِي بعض الأُصول، يدْخل فِيهِ ماءٌ، وَفِي بعض النُّسَخ، الماءُ، وَمِنْه حَدِيث عَبْد الله بن سَهْل أَنَّه قُتِلَ وطُرِحَ فِي مَنْهَر من مَناهِر خَيْبَر. المَنْهَرَة، بهاءٍ: فَضَاءٌ بينَ أَفنِيَة القَوم. وَفِي الأَساس: أَمامَ دارِهم للكناسات تُلْقى فِيهِ. يُقَال: حَفَرَ البئرَ حَتَّى نَهَرَ، كمَنَعَ وسَمِع، أَي بَلَغ الماءَ، مُشْتَقٌّ من النَّهْر، هَكَذَا فِي التّهذيب. كأَنْهَرَ، نَقله الصَّاغانِيّ، يُقَال: حَفَرْتُ حَتَّى نَهَرْتُ وأَنْهَرْتُ، أَي انْتَهَيْت إِلَى المَاء. والنَّهَرُ، مُحَرَّكَةً: السَّعَةُ والضِّياءُ، وَبِه فسَّر بَعضهم قولَه تَعَالَى: إنَّ المُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ أَي لأَنَّ الجَنَّة لَيْسَ فِيهَا ليلٌ، إنَّما هُوَ نورٌ يتلألأُ. وَقَالَ ثعلبٌ: نَهَرٌ: جمع نُهُر، وَهُوَ جَمع الجَمْع للنَّهار. وَيُقَال: هُوَ واحِدُ نَهْر، كَمَا يُقَال شَعَرٌ وشَعْرٌ. ونَصْبُ الهاءِ أَفصح. وَقَالَ الفَرَّاءُ: فِي جَنَّاتٍ ونَهَر مَعْنَاهُ أَنهار، كَقَوْلِه عزّ وجلّ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ أَي الأَدبار. وَقَالَ أَبو إِسْحَاق نحوَه، وأَنَّ الِاسْم الْوَاحِد يدلُّ على الْجَمِيع، فيُجْتَزَأُ بِهِ عَن الْجَمِيع، ويُعبّر بِالْوَاحِدِ عَن الجَمْع. ونَهَرٌ نَهِرٌ، ككَتِف: واسِعٌ. قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
(أَقامَتْ بِهِ فابْتَنَتْ خَيْمَةً ... على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ)
وَرَوَاهُ الأَصمعيّ. وفراتٍ نَهَرْ، على الْبَدَل. وَكَذَلِكَ ماءٌ نَهِرٌ، أَي كثير. وأَنْهَرَهُ، أَي النَّهرَ: وَسَّعَه. وَالَّذِي فِي أُصول اللُّغَة: وأَنْهَرَ الطَّعْنَةَ: وَسَّعَها. قَالَ قيس بن الخَطيم يَصف طَعْنَةً:
(مَلَكْتُ بهَا كَفِّي فأَنْهَرْتُ فَتْقَها ... يَرَى قائمٌ من دونِها مَا وَراءَها)
وَيُقَال: طَعَنَه طَعْنَةً أَنْهَرَ فَتْقَها، أَي وَسَّعَه. أَنْهَرَ الدَّمَ: أَظْهَرَه وأَسالَه وصَبَّه بِكَثْرَة، وَمِنْه الحديثُ: أَنْهِروا الدَّمَ بِمَا شِئْتُم إلاّ الظُّفُرَ والسِّنَّ وَفِي حَدِيث آخر مَا أَنْهَرَ الدَّمَ فكُلْ وَهُوَ مَجاز، شَبَّه خُرُوج الدَّم من مَوضِع الذَّبْح بِجَرْيِ المَاء فِي النَهْر. أَنْهَرَ العِرْقُ: لم يَرْقَأْ دَمُه، وَمَعْنَاهُ: سالَ مَسيلَ النَّهر، كانْتَهَرَ، وَهَذِه عَن الصاغانيّ. حَفَرَ فلانٌ بِئْرا فأَنْهَرَ: لم يُصِبْ خَيراً، عَن اللِّحيانيّ. أَنْهَرَت المَرأَةُ: سَمِنَتْ، نَقله الصَّاغانِيّ. أَنْهَرَ الدَّمُ: سالَ سيلَ النَّهْرِ. والنَّهِيرُ من الماءِ: الكثيرُ، والنَّهِيرَةُ: النّاقةُ الغَزيرةُ، عَن ابْن الأَعرابيّ وأَنشد:
(حَنْدَلِسٌ غَلْباءُ مِصباحُ البُكُرْ ... نَهِيرَةُ الأَخلافِ فِي غَيْر فَخَرْ) والنَّهارُ، كسَحاب اسمٌ، وَهُوَ ضِدُّ اللّيل. والنَّهار اسمٌ لكلِّ يومٍ، واللّيل اسمٌ لكُلِّ لَيْلَة، لَا يُقَال نَهار ونَهَارانِ، وَلَا ليلٌ ولَيْلانِ، إنَّما وَاحِد النَّهار يومٌ وتَثْنِيَتُه يومانِ، وضِدّ الْيَوْم لَيْلَة، هَكَذَا رَوَاهُ الأَزهريّ عَن أَبي الْهَيْثَم، واختُلِفَ فِيهِ فَقَالَ أَهلُ الشَّرْع: النَّهارُ هُوَ ضِياءُ مَا بينَ طُلوعِ الفَجْرِ إِلَى غُروبِ الشَّمْس، أَو من طُلُوع الشَّمْس إِلَى غُرُوبهَا، وَهَذَا هُوَ الأَصْل. قَالَ بَعضهم: هُوَ انتشارُ ضَوءِ البَصَرِ وافتِراقُه. وَفِي اللِّسَان: واجتِماعه، بدل: وافتِراقُه. وَفِي بعض النُّسخ: أَو انتشار. ج أَنْهُرٌ، عَن ابْن الأَعرابيّ، هَكَذَا فِي النُّسخ. وَفِي بعض الأُصول: أَنْهِرَةٌ، ونُهُرٌ،)
بضَمَّتين، عَن غَيره: أَو لَا يُجمَعُ، كالعَذابِ والسَّراب، وَهَذِه عبارَة الجَوْهَرِيّ، وَقَالَ بعد ذَلِك: فَإِن جَمعْت قلْت فِي قَلِيله: أَنْهُرٌ، وَفِي الْكثير: نُهُر، مثل سَحابٍ وسُحُب، قَالَ شَيخنَا: وَقد سبق للمصنِّف فِي عَذاب أَنَّ جَمْعه أَعذِبَة، وَهُوَ قياسيّ، كطعام وأَطعِمَة، وشَراب وأَشْرِبة، انْتهى، وأَنشد ابْن سِيدَه:
(لَوْلَا الثَّريدانِ لمُتْنا بالضُّمُرْ ... ثَريدُ لَيْلٍ وثَريدٌ بالنُّهُرْ)
ورَجلٌ نَهِرٌ، ككَتِفٍ: صاحبُ نَهارٍ، على النَّسَب، كَمَا قَالُوا: عَمِلٌ وطَعِمٌ وسَتِهٌ، قَالَ: لَسْتُ بِلَيْلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَوْله: بلَيْلِيّ، يدلُّ على أَنَّ نَهِراً على النَّسَب، حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ: نهاريّ. ورجُلٌ نَهِرٌ، أَي صَاحب نَهارٍ يُغِيرُ فِيهِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وسمعْتُ العربَ تُنْشِد:
(إنْ تَكُ لَيْلِيّاً فإنِّي نَهِرُ ... مَتى أَتى الصُّبْحُ فَلَا أَنْتَظِرُ)
قَالَ ابْن برِّيّ: وصوابُه على مَا أَنشدَه سِيبَوَيْهٍ:
(لَسْتُ بلَيْلِيٍّ ولكِنِّي نَهِرْ ... لَا أُدْلِجُ اللَّيْلَ ولكنْ أَبْتَكِرْ)
وَقد أَنْهَرَ: صَار فِي النَّهار. قَالُوا: نَهارٌ أَنْهَرُ، ونَهِرٌ، ككَتِفٍ كَذَلِك كِلَاهُمَا مُبالَغة، كلَيْلٍ أَلْيَلُ. والنَّهارُ: فَرْخُ القَطا والغَطاطِ، أَو ذَكَرُ البُومِ، أَو ولَدُ الكَرَوان، أَو ذَكَر الحُبَارَى، ج أَنْهِرَةٌ ونُهُرٌ، وأَنْثاهُ اللَّيْلُ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: والنّهار فَرْخُ الحُبارى، ذكره الأَصمعي فِي كتاب الفَرْق، والليْل: فَرْخ الكَرَوان، حَكَاهُ ابْن برِّيّ عَن يُونُس بن حبيب، قَالَ: وحَكَى التَّوَّزيُّ عَن أَبي عُبيدةَ: أَنَّ جَعْفَر بن سُلَيْمَان قدمَ من عِنْد المَهْديّ فَبعث إِلَى يُونُس بن حبيب فَقَالَ: إنِّي وأَميرُ المُؤمنين اخْتَلَفْنَا فِي بَيت الفرَزْدَقِ وَهُوَ:
(والشَّيْبُ يَنْهَضُ فِي السَّوادِ كأَنَّهُ ... لَيْلٌ يَصيحُ بجانِبَيْه نَهارُ)
مَا اللَّيْل والنَّهار فَقَالَ لَهُ: اللّيْلُ هُوَ اللَّيْل المَعروف وَكَذَلِكَ النَّهار، فَقَالَ جَعْفَر: زَعَمَ المَهْدِيُّ أَنُّ الليلَ فَرْخُ الكَرَوان، والنَّهارَ فرخُ الحُبارَى. قَالَ أَو عُبَيْدَة: القولُ عِنْدِي مَا قَالَ يونُس، وأَما الَّذِي ذكرَه المَهدِيُّ فمعروفٌ فِي الغَريب، وَلَكِن لَيْسَ هَذَا موضعُه، قَالَ ابنُ بّرِّيّ: قد ذكرَ أَهلُ المَعاني أَنَّ المَعنى على مَا قالَه يونُس وإنْ كَانَ لمْ يُفَسِّرْه تَفْسِيرا شافياً، وأَنَّه لمّا قَالَ ليلٌ يصيحُ بجانبيه نَهارُ، فاسْتَعارَ للنَّهار الصِّياحَ، لأَنَّ النَّهارَ لمّا كَانَ آخِذاً فِي الإقبال والإقدام، والليلُ آخذٌ فِي الإدْبار، صَار النَهارُ كأَنَّه هازمٌ والليلُ كأَنَّه مَهزومٌ، وَمن عَادَة الهازم أَنَّه يَصِيح على المَهزوم. والنَّهْرَوان، بِفَتْح النُّون وتثليث الرَّاءِ وبضَمِّهما، وأَكثرُ مَا يجْرِي على الأَلسِنَة بِكَسْر النُّون، وَهُوَ خَطأٌ وَهِي ثلاثُ قرى: أَعلى وأَوْسَطُ وأَسْفَلُ، هُنَّ بَين واسِطَ وبَغدادَ وَهِي كُورَةٌ واسعةٌ من الْجَانِب الشَّرقيّ، حَدُّها الأَعلى متصلٌ بِبَغْدَاد، وفيهَا عِدَّة بلادٍ متوسِّطة، مِنْهَا إسْكافٌ وجَرْجَرايا والصَّافية ودَيْرُ قُنَّى، وَكَانَ بهَا وَقعةٌ لأَمير)
الْمُؤمنِينَ عليّ رَضِي الله عَنهُ مَعَ الْخَوَارِج مَشْهُورَة. قَالَ ياقوت، وَهُوَ الْآن خرابٌ ومُدُنُه وقُراهُ تِلالٌ يَرَاهَا الناسُ بهَا والحيطان قائمةٌ لاخْتِلَاف السَّلاطين وقتالهم فِي أَيّام السّلجوقيّة. وَكَانَ فِي ممَرِّ العساكر فجلا عَنهُ أَهلُه واستَمَرَّ خرابُه. وَقد خرج مِنْهَا جماعةٌ من العلماءِ والمُحَدِّثين. وبالمَغربِ مَوضعٌ يُسَمَّى النَّهْرَوان، نَقله ياقوت، عَن أَبي عبد الله الحُمَيْدِيّ فِي قصَّة ذكَرَها، والنَّاهُورُ: السَّحاب، قَالَ الشَّاعِر:
(كأَنَّها بُهْثَةٌ تَرْعَى بأَقْرِيَةٍ ... أَو شقَّةٌ خَرجَتْ من جوفِ ناهُورِ)
ويُرْوَى ساهُور، وَهُوَ القمَر، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه. والأَنْهَران: العَوَّاءُ والسِّماكُ، سُمِّيا لكَثْرَة مائهما، نَقله الأَزْهَرِيّ عَن الْعَرَب. ونَهارُ بنُ تَوْسِعَةَ شاعرٌ من بَكْر بن وَائِل، وَهُوَ نَهَار بن تَوْسِعَة بن تَميم، من ولَد الْحَارِث بن تيم الله بن ثَعْلَبَة بن عُكابَة بن صعْب بن عليّ بن بَكر بن وَائِل. وَوَقع فِي اللِّسَان: شاعرٌ من تَمِيم. وَهُوَ غَلطٌ، وَصَوَابه مَا ذكَرنا. وانْتَهَرَ بطْنُه: اسْتَطْلَقَ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ وَهُوَ قَول أَبي الجَرَّاح أَنْهَر بَطْنُه، إِذا جاءَ مثلَ مجيءِ النَّهْر.
والنَّاهِرُ والنَّهِرُ ككَتِف: العِنَبُ الأَبْيضُ. قَالَ ابْن الأَعرابيّ: النَّهْرَةُ: الدَّعْوَة، هَكَذَا فِي نسخ الْكتاب، والصَّواب الدَّغْرَة، بِالْعينِ مُعجَمَة والرَّاء كَمَا ضَبطَه الصَّاغانِيّ، قَالَ: هِيَ الخَلْسَةُ. وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: نَهَرَ الماءُ: جَرى فِي الأَرضِ. ونَهِرَ الرَّجلُ نَهَراً: أَغار فِي النَّهار. ونَهارٌ اسْم رَجل، وَهُوَ نَهارُ بنُ عبد الله العَبْدِيّ، تابعيّ، عِدادُه فِي عبد الْقَيْس، يَروي عَن أَبي سعيد الخُدْرِيّ. والنَّهاريُّ: الطَّعامُ يُؤكلُ أَوَّل النَّهارِ. وبَنو النَّهاريّ: قبيلةٌ من الأَشراف بِالْيمن، مِنْهُم مُحَمَّد بن عمر بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عليّ بن يُوسُف النَّهاريّ المُلقَّب بقَمَر الصَّالحين، المدفون فِي الرِّباط الْمَنْسُوب إِلَيْهِ بجَبَل تِعَار. ونَهْرُ بن مَنْصُور المَعَافِرِيّ أَبُو المُفرج، شَيْخٌ لِابْنِ وَهْب، ذكّره ابْن يُونُس، ونَهر بن زَيد بن لَيْث القُضاعِيّ، يُنسب إِلَيْهِ النَّهرِيُّون المذكورون. وَفِي هَمْدان: نَهْرُ بنُ مُرْهِبَة بن دُعام، وَفِي عبد الْقَيْس صُباح بن نَهْر. والرَّائش بن نَهَار: شاعرٌ من كَلْب، من بني عَبْد الله بن كنَانَة. ونَهْرانُ: من قُرى الْيمن، من أَعمال ذِمار. وأَمّا الأَنهار الَّتِي لَا تُعرف إلاّ بِذكر النَّهر، من مَحلَّةٍ أَو قريةٍ أَو مَدِينَة وَنسب إِلَيْهَا المُحَدِّثون والعلماءُ والرُّواةُ فإنَّها اثْنَان وَثَمَانُونَ نَهراً، أَوردَها ياقوت فِي المعجم، وَقد ذكرنَا كلاًّ مِنْهَا فِيمَا يُناسبُ من محلِّ إِيرَاده.

نهر


نَهَرَ(n. ac. نَهْر)
a. Flowed, streamed.
b. Caused to flow.
c. Checked, chid.
d. [ coll. ], Called, summoned.
e. see infra.

نَهِرَ(n. ac. نَهَر)
a. Reached water ( in digging ).
أَنْهَرَa. see I (a) (b) & (نَهِرَ)
d. Bled.
e. Enlarged.
f. Was, did in the day-time.
g. Became fat.
h. Was worthless.

إِنْتَهَرَa. see I (a) (c) & IV (d).
d. [ coll. ], Scolded.
إِسْتَنْهَرَa. see I (a)b. Became wide, spacious; enlarged its bed (
river ).
نَهْر
(pl.
نُهُر
أَنْهُر نُهُوْر
أَنْهَاْر)
a. River; stream.

نَهْرَةa. Robbery.
b. [ coll. ], Reprimand.

نَهْرِيّa. Belonging to rivers; fluvial; river.
b. Sewer.
c. [ coll. ], Carp.
نَهَرa. Amplitude.
b. see 1
نَهِرa. Working, acting in the daytime; clear, open.
b. Wide, broad.
c. White grape.
d. see 14 & 25
أَنْهَرُa. Bright, clear (day).
مَنْهَر
(pl.
مَنَاْهِرُ)
a. Bed, channel; river-bed.
b. Cleft, breach.

مَنْهَرَةa. Open space between tents.

نَاْهِرa. see 5 (c)
نَهَاْر
(pl.
نُهُر أَنْهُر
&
a. نَهَرَات ), Day; daytime;
day-light.
b. (pl.
نُهُر
أَنْهِرَة
15t), Young bustard.
نَهَاْرِيّa. see 5 (a)
نَهِيْرa. Abundant, plentiful.
b. Flowing.

نَاْهُوْرa. Cloud.

N. Ac.
إِنْتَهَرَ
a. [ coll. ], Reproof; reprimand.

نَهَارًا
a. By day.

نُهَيْر
a. Rivulet, brook; lake.
[نهر] النهارُ: ضد الليل. ولا يجمع كما لا يجمع العَذابُ والسرابُ. فإن جمعته قلت في قليله نهر، مثل سحاب وسحب. وأنشد ابن كيسان: لولا الثريدان لمتنا بالضمر * ثريد ليل وثريد بالنهر - والنهار: فرخ الحبارى: ذكره الاصمعي في كتاب الفرق. ونهار بن توسعة. اسم شاعر من تميم. والنَهْرُ والنَهَرُ: واحد الأَنْهارِ. وقوله تعالى:

(في جَنَّاتٍ ونَهَرٍ) * أي أنهارٍ وقد يعبر بالواحد عن الجمع، كما قال تعالى:

(ويولون الدبر) *. ويقال: في ضياء وسعة. ورجل نهر، أي صاحب نهار يُغيرُ فيه. قال الراجز: إن كنت ليليا فإنى نهر * متى أرى الصبح فلا أنتظر - ونهرت النهرَ: حفرتُهُ. ونَهَرَ الماءُ، إذا جرى في الأرض وجعل لنفسه نهرا.

= هو الشرب مثلثة الشين اه‍. والذى في نسخ الصحاح والمختار وترجمتي الصحاج والقاموس: السراب بالمهملة لا المعجمة، وعند طبع القاموس اتبعنا كلام المحشى بدون مراجعة عاصم. قاله نصر.

في المخطوطة: " هلكنا بالضمر ".

في اللسان: " إن تك "، " متى أتى الصبح ". قال ابن برى: البيت مغير، وصوابه على ما أنشده سيبويه: لست بليليٍّ ولكنِّي نهرْ * لا أدلج الليل ولكن أبتكر - وقد ورد في المخطوطة بهذه الرواية الاخيرة. وكل كثير جرى فقد نَهَرَ واسْتَنْهَرَ. قال أبو ذؤيب: أقامتْ به فابْتَنَتْ خَيْمَةً * على قَصَبٍ وفُراتٍ نَهِرْ - وأَنْهَرْتُ الدمَ، أي أَسَلْتُهُ. وأنْهَرْتُ الطعنةَ: وسَّعتها. قال قيس بن الخطيم: مَلَكْتُ بها كفِّي فأَنْهَرَتْ فَتْقَها * يَرى قائمٌ من دونِها ما وراءها - واستنهر الشئ: اتسع. وأنهرنا من النهار. ونَهَرَهُ وانْتَهَرَهُ، أي زَبَرَهُ. ونهروان بفتح النون والراء: بلد. والمَنْهَرَةُ: فضاءٌ يكون بين أفنية القوم يلقون فيه كناستهم.

تقن

(تقن) أرضه أرسل فِيهَا المَاء الخاثر لتجود
ت ق ن: (إِتْقَانُ) الْأَمْرِ إِحْكَامُهُ. 
ت ق ن

إذا عملت عملاً فأتقنه. ورجل متقن، وتقن، وفلان تقن من الأتقان: موصوف بالإتقان أي حاذق في عمله. وإنه لأرمى من ابن تقن. والفصاحة من تقنه أي من سوسه.
[تقن] ن: فيه خلق "التقن" يوم الثلاثاء. التقن ما يقوم به المعاش ويصلح به التدبير من جواهر الأرض. ومنه: "إتقان" الشيء إحكامه، وفي مسلم: وخلق المكروه، ولا منافاة فكلاهما خلقا فيه.
تقن
التَقْنُ: رُسَابَةُ الماءِ في الرَّبيع وما يَحمِلُه الماءُ من الخُثُورَةِ، تَقَنُوا أرْضَهم: أي أرْسَلُوا الماءَ الخاثِرَ فيها لِتَجُود.
والإتْقَانُ: الإحْكامُ للأشياء. والتًّقْنُ: السُّوْسُ والطَّبْعُ.
ورَجُلٌ تَقِنٌ: حاذقٌ بالأشياء.
وبقولون في المَثَل: " أرْمَى من ابنِ تِقْنٍ ".
(ت ق ن) : (التَّقْنُ) رُسَابَةُ الْمَاءِ فِي الرَّبِيعِ وَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ بِهِ الْمَاءُ مِنْ الْخُثُورَةِ عَنْ اللَّيْثِ وَفِي جَامِعِ الْغُورِيِّ التَّقْنُ ترنوق الْبِئْرِ وَالْمَسِيلِ وَهُوَ الطِّينُ الرَّقِيقُ يُخَالِطُهُ حَمَأَةٌ (وَمِنْهُ) مَا فِي حَاشِيَةِ الْمَسْعُودِيِّ بِخَطِّ شَيْخِنَا الْبَقَّالِيِّ فِي كَرْي النَّهْرِ لِأَنَّهُ طَارِحٌ التَّقْنَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي فِيهِ الْمَاءُ فَكَانَ عَلَيْهِ إخْرَاجُهُ.
تقن: تقن، ومضارعه يتِقن: فطن، فهم، أدرك (بوشر).
أتقن: أتم، كمل (بوشر) - وأتقن قراء الكتاب: قرأه بعناية وأحكام (كليلة ودمنة 3) وأتقن: فطن، فهم، أدرك (بوشر).
وأتقن في شيء: أحكمه (بوشر).
تِقني: تقابل المعنى الثاني الذي ذكره لين (راجع المقري 1: 488).
تَقَانَة: إتقان (فوك) وإحكام (أخبار 12).
أَتْقَنُ: أحذق، أمهر. ففي الخطيب 27و: أتقن أهل عصره خطأ إتقان: أحكام، تفكير، تأملَ.
من غير إتقان: بلا تبصر، بطيش، بلا تأمل (بوشر).
وإتقان: مهارة (مصطلح فني) بوشر، المقدمة 2: 339، 341، 342، 343) مُتْقَن: محكم الصنعة (بوشر).
مُتْقِن: ذو معارف متينة (دي ساسي لطائف 1: 114).
متْقُون: مفهوم، مدرك- وممعن فيه النظر، مقول أو مفعول بتفكير - ومحكم الصنعة (بوشر).
(ت ق ن)

التقن: ترنوق الْبِئْر والدمن، وَهُوَ الطين الرَّقِيق يخالطه حمأة.

وَقد تتقنت، وَاسْتَعْملهُ بعض الاوائل فِي تكدر الدَّم ومتكدره.

والتقنة: رسابة المَاء وخثارته.

وتقنوا أَرضهم: أرْسلُوا فِيهَا المَاء الخاثر لتجود.

والتقن: الطبيعة.

والفصاحة من تقنه: أَي من سوسه.

واتقن الشَّيْء أحكمه. وَفِي التَّنْزِيل: (صنع الله الَّذِي اتقن كل شَيْء) وَرجل تقن وتقن: متقن للاشياء حاذق بهَا.

وَابْن تقن: رجل، قَالَ:

يرْمى بهَا أرمى من ابْن تقن
تقن
: (أَتْقَنَ الأَمْرَ) إتْقاناً: (أَحْكَمَهُ) .
(وَهُوَ فِي الاصْطِلاحِ: مَعْرِفَةُ الأدلَّةِ وضَبْطُ القَواعِدِ الكُلِّيَةِ بجُزْئِيَّاتِها.
(والتِّقْنُ، بالكسْرِ: الطَّبيعَةُ) .
(يقالُ: الفَصاحَةُ مِن تِقْنِه أَي مِن سُوسِه وطَبْعِه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ. (و) التِّقْنُ: (الرَّجلُ الحاذِقُ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ؛ والجَمْعُ أتقانٌ.
(و) أَيْضاً: (رجُلٌ من الرُّماةِ يُضْرَبُ بجَوْدَةِ رَمْيِه المَثَلُ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
يَرْمِي بهَا أَرْمي من ابنِ تِقْنِ (و) التِّقْنُ: (تَرْنُوقُ البِئْرِ ورَسابَةُ الماءِ فِي الجَدْوَلِ أَو المَسِيلِ.
(و) يقالُ: (تَقَّنوا أَرضَهُم تَتْقِيناً أَسْقَوْها الماءَ الخاثِرَ لِتَجُودَ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
التِّقْنُ، بالكسْرِ: مَا يقومُ بِهِ المَعاشُ ويصلحُ بِهِ التَّدْبيرُ كالحديدِ وغيرِهِ مِن جَواهِرِ الأَرضِ. وكلُّ مَا يقومُ بِهِ صَلاحُ شيءٍ فَهُوَ تِقْنُه؛ ذَكَرَه العَلاَّمَةُ ابنُ ثابِتٍ فِي شرْحِ حدِيْثِ بدْءِ الخَلْق: وخلقَ التِّقْن يومَ الأُرْبعاءِ. وذَكَرَه أَيْضاً الحافِظُ أَبو بَكْرٍ بنُ العَرَبيّ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فِي تَرْتيبِ رحْلَتِه.

تقن

2 تَقَّنُوا أَرْضَهُمْ, (JK, K,) inf. n. تَتْقِينَ, (K,) They watered their land with thick, or muddy, water, [or water containing تِقْن,] (JK, * K,) in order that it might become good. (K.) 4 اتقنهُ, (K,) inf. n. إِتْقَانٌ, (JK, S,) i. q. أَحْكَمَهُ [He made it, or rendered it, (namely, a thing, JK, or an affair, S and K,) firm, stable, strong, solid, compact, sound, or free from defect or imperfection, by the exercise of skill; he made it firmly, strongly, solidly, compactly, so that it was firmly and closely joined or knit together, soundly, thoroughly, skilfully, judiciously, or well; he so constructed, constituted, established, settled, arranged, did, performed, or executed, it; he put it into a firm, solid, sound, or good, state, or on a firm, solid, sound, or good, footing]. (JK, S, K.) [And اتقن لَهُ signifies the same as اتقنهُ: or he exercised, or possessed, the skill requisite for it; namely, an affair.] الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَّىْءٍ, in the Kur xxvii. 90, means Who hath created everything firmly, strongly, solidly, &c., (أَحْكَمَ خَلْقَهُ,) and made it, fashioned it, or disposed it, in the fit, proper, or right, manner. (Bd.) [You say also, اتقن عِلْمَهُ, meaning He made his knowledge sound; or made himself thoroughly learned.] and اتقن عَنْهُ He knew it, or learned it, (namely, a tradition [&c.],) soundly, thoroughly, or well, from him. (TA in art. ذبر.) تِقْنٌ The رُسَابَة of water, (JK, Mgh, K,) in a rivulet or in the channel of a torrent, (K,) in the [season called] رَبِيع; (Lth, JK, Mgh;) i. e., (Mgh,) [its sediment, or] the thick matter that is borne by it [and that sinks to the bottom; used for improving land]: (Lth, JK, Mgh:) and (K) the تُرْنُوق of a well (Mgh, K) and of the channel of a torrent; i. e., the slime, mixed with black, or black and fetid, mud; accord. to the Jámi' of El-Ghooree. (Mgh.) b2: A thing by means of which one subsists, and makes good, or improves, the performance, or execution, or management, of an affair; as iron, and other things, of the جَوَاهِر [i. e. precious stones, or native ores,] of the earth: and anything by means of which a thing is made good, or improved, is called its تِقْن. (TA.) b3: A skilful man: (JK, S, K:) pl. أَتْقَانٌ. (TA.) b4: [Hence, probably,] تِقْنٌ [or اِبْنُ تِقْنٍ] is also the name [or surname] of a certain man proverbial for his excellence in shooting. (S, K. [In the latter it is implied that this name or surname is التِّقْنُ.]) The rájiz says, يَرَمِى بِهَا أَرْمَى مِنِ ابْنِ تِقْنِ [One more skilled in shooting than Ibn-Tikn shoots it]. (S.) b5: Nature, or natural disposition. (JK, S, K.) You say, الفَصَاحَةُ مِنْ تِقْنِهِ Chasteness of speech, or eloquence, is [a quality] of his nature. (S.)
تقن
تقِنَ يَتقَن، تَقَنًا وتَقانةً، فهو تِقْن وتَقِن
• تقِنَ الشَّخصُ: حذِق وأجاد. 

أتقنَ يُتقن، إتقانًا، فهو مُتقِن، والمفعول مُتقَن
• أتقنَ العملَ: أحكمه، أجاده، ضبطه "أتقن عددًا من اللّغات- {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} ". 

إتقان [مفرد]:
1 - مصدر أتقنَ ° في غاية الإتقان: بمنتهى الدقة.
2 - (سف) معرفة الأدلة وضبط القواعد الكلِّيّة بجزئيَّاتها. 

تَقانة [مفرد]:
1 - مصدر تقِنَ.
2 - إحكام على وجه الدّقّة والضّبط.
3 - تطبيق العلم والهندسة لتطوير الآلات والإجراءات من أجل تجويد أو تحسين الظروف الإنسانيَّة أو رفع فعاليَّة الإنسان من وجهة ما. 

تِقانة [مفرد]: علم الصنائع والفنون والأساليب المستخدمة في مختلف فروع الصِّناعة. 

تِقانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تِقانة: "للأجهزة التقانية دور لا غنى عنه في حياتنا".
2 - مصدر صناعيّ من تِقانة: إحكام ودِقّة "للتقانيّة دور كبير في تحقيق التنمية". 

تَقَن [مفرد]: مصدر تقِنَ. 

تَقِن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من تقِنَ. 

تِقْن [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من تقِنَ. 

تِقْنَويَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تِقْن: على غير
 قياس "استخدم معطيات العصر العلميَّة والتِقْنَويَّة في أبحاثه".
2 - مصدر صناعيّ من تِقْن: "التِقْنَويَّة والمبادأة من أهم عوامل النصر في المعارك الحديثة". 

تِقْنيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تِقْن: فنِّيّ "تجهيز/ عامل/ مستشار تِقْنِيّ".
2 - ما له علاقة بالعلوم الصناعيّة. 

تِقْنيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تِقْن: "تُعِدّ المعاهد التِّقْنِيّة خبراء تِقْنِيِّين في مختلف الحقول".
2 - مصدر صناعيّ من تِقْن: أسلوب أو فنِّيَّة في إنجاز عمل أو بحث علميّ ونحو ذلك، أو جملة الوسائل والأساليب والطرائق التي تختص بمهنة أو فنّ "تقنيّة القصّة/ الرِّواية/ البناء- يتميّز العصر الحديث بتقدّم التِّقنيّات في مختلف الميادين".
• علم التِّقنيَّة: التِّكنولوجيا، علم الصِّناعة. 

تقن: التِّقْنُ: تُرْنوقُ البئرِ والدِّمَن، وهو الطينُ الرقيقُ يُخالطه

حَمْأَة يخرُج من البئر، وقد تتَقَّنَتْ، واستعمله بعضُ الأَوائل في

تكَدُّر الدم ومُتكدِّره. والتِّقْنةُ: رُسابة الماء وخُثارتُه. الليث:

التِّقْنُ رُسابةُ الماء في الرِّبيع، وهو الذي يجيءُ به الماءُ من

الخُثورةِ. والتِِّقْنُ: الطِّينُ الذي يذهَب عنه الماء فيتشقَّقُ. وتَقَّنُوا

أَرْضَهم: أَرْسَلوا فيها الماءَ الخاثرَ لتجُودَ. والتَّقْنُ: بقيَّةُ

الماءِ الكدِرِ في الحوض. ويقال: زَرَعْنا في تِقْنِ أَرضٍ طيِّبة أَو خبيثةٍ

في تُرْبَتِها. والتِّقْنُ: الطبيعةُ. والفَصاحةُ من تِقْنِه أَي من

سُوسِه وطَبْعِه. وأَتْقَنَ الشيءَ: أَحْكَمَه، وإتْقانُه إِحْكامُه.

والإتْقانُ: الإحكامُ للأَشياء. وفي التنزيل العزيز: صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ

كلَّ شيء. ورجل تِقْنٌ

وتَقِن: مُتْقِنٌ للأَشياء حاذِقٌ. ورجل تِقْنٌ: وهو الحاضرُ المَنْطِق

والجواب. وتِقْنٌ: رجلٌ من عادٍ. وابنُ تِقْنٍ: رجلٌ. وتِقْنٌ: اسم رجل

كان جيِّدَ الرَّمي، يُضْرَب به المثل، ولم يكن يَسْقُط له سَهْم؛ وأَنشد

فقال:

لأَكْلةٌ من أَقِطٍ وسَمْنِ،

وشَرْبتانِ من عَكيِّ الضأْنِ،

أَلْيَنُ مَسّاً في حَوايا البَطْنِ

من يَثرَبيّاتٍ قِذاذٍ خُشْنِ،

يَرْمي بها أَرْمى من ابن تِقْنِ

قال أَبو منصور: الأَصل في التِّقْن ابنُ تِقْنٍ هذا، ثم قيل لكل حاذق

بالأَشياء تِقْنٌ، ومنه يقال: أَتْقَنَ فلانٌ

عمَله إذا أَحْكَمَه؛ وأَنشد شمر لسليمان بن ربيعة بن دَبّاب

(* قوله «ابن دباب» كذا في الأصل، والذي في مادة د ب ب من شرح القاموس:

ودباب بن عبد الله بن عامر بن الحرث بن سعد بن تيم بن مرة من رهط أَبي

بكر الصديق وابنه الحويرث بن دباب وآخرون اهـ. وفي نسخة من التهذيب ابن

ريان). بن عامر بن ثعلبة بن السيِّد: أَهلكن طَسماً، وبَعْدَهمُ غَذِيّ بهم

وذا جُدون

(* قوله «أهلكن إلخ» كذا في الأصل والتهذيب. وأَهْلُ جاشٍ،

وأَهلُ مَأْرِب، وحيّ لقن والتُّقون واليُسْر كالعسر، والغنى كالعدم، والحياة

كالمنون فجمعه على تُقونٍ لأَنه أَراد تِقْناً، ومَن انتسب إليه.

والتُّقونُ: من بَني تِقْن بن عاد، منهم عُمر بن تِقْن، وكعْب بنِ تِقْن، وبه

ضُرب المثل فقيل: أَرْمى من ابن تِقْن.

وعد

وعد
وَعَدَه خَيْراً وشَرّاً، وَعْداً وَمَوْعِداً ومَوْعِدَةً وعِدَةً. والمِيْعَادُ: لا يكونُ إلاّ وَقْتاً أو مَوْضِعاً. وأوْعَدْتُه: تَهَدَّدْتَه. واتَّعَدَ: وَثِقَ بِعِدَتِكَ. وأرْضٌ واعِدَةٌ وشَجَرٌ واعِدٌ: يُرْجى خَيْرُهُما.
[وعد] نه: فيه: دخل حائطًا فإذا فيه جملان يصرفان و"يوعدان"، وعيد فحل الإبل: هديره إذا أراد أن يصول، أوعد إيعادًا، والوعد يستعمل في الخير والشر بالتقييد، وعند الإطلاق ينصرف العدة والوعد إلى الخير، والإيعاد والوعيد إلى الشر. ك: قضى ابن الأشوع "بالوعد" بإنجازه. وفيه: إن "موعدكم" الحوض، أي مكان وفاء الوعد وألا فمكان الوعد المدينة المشرفة. وح: والله "الموعد"، مصدر أو مكان أو زمان، والحمل بحذف أو تجوز، أي يظهر يوم القيامة أنكم على الحق في الإنكار أو أنى عليه في الإكثار - ومر في مل من م. ن: من أجل ذلك "وعد" الــمتقون، فإنه لما وعدهم بالجنة ورغبهم فيها كثر سؤال العباد إياها بالثناء عليه. غ: "ما أخلفنا "موعدك"" أي عهدك. وهذه غداة "تعد" البرد - إذا عرفت أمارات ذلك فيها. ش: و"توعدهم"، التوعد: التهدد. وح: "وعد" صهره - يجيء في وفى.
و ع د

وعدته كذا. وأوعدته بالعقوبة وتوعدته. وقد أخلف وعده وعدته وموعده وموعدته وموعوده وميعاده، وهذا الوقت والمكان ميعادهم وموعدهم، وتواعدوا واتعدوا، ووعدته فاتعد: قبل الوعد نحو وعظته فاتعظ. واشتدّ الوعيد.

ومن المجاز: وعدته شراً " الشيطان يعدكم الفقر " وأصبحت أرضهم واعدة إذا رُجيَ خيرها، وقد وعدت. ويوم وعام واعد. ورأيت شجرها ونباتها واعداً. وفرس واعد يعد الجري. قال في صفة النخل:

كيف تراها واعداً صغارها ... تسوء شنّاء العدا كبارها

وأنشد ابن دريد:

راحت ركائبهم وفي أكوارها ... ألفان من عم الأثيل الواعد

ما إن رأيت ولا سمعت بأركبٍ ... حملت حدائق كالظّلام الرّاكد

أراد السجل بالنخل الموهوب. وقال سويد:

رعى غير مذعور بهنّ وراقه ... لعاع تهاداه الدّكادك واعد

وقال ابن ميّادة يصف مطراً:

سبقت أوائله أواخر نوئه ... بمشرّع عذبٍ ونبتٍ واعد

وقال خفاف:

جدّ سبوحاً غير ذي سقطةٍ ... مستفراً ميعته واعد

وقال:

إذا ما استحمّت أرضه من سمائه ... جرى وهو مودوع وواعد مصدق

وأوعد الفحل وعيداً شديداً إذا هدر وهم أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعد قلب الأعزل
[وعد] الوَعْدُ يستعمل في الخير والشر. قال الفراء: يقال: وعدتُه خيراً ووعدتُه شرًّا. قال الشاعر : أَلا عَلِّلاني كلُّ حيٍّ مُعلَّلِ * ولا تَعِداني الشَرَّ والخيرُ مُقْبِلُ - فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوَعْدُ والعِدَةُ، وفي الشر الإيعادُ والوَعيدُ. قال الشاعر : وإنِّي وإنْ أوْعَدْتُهُ أو وَعَدْتُهُ * لمُخْلِفُ إيعادي ومُنْجِزُ مَوْعِدي - فإن أدخلوا الباء في الشر جاءوا بالألف. قال الراجز: أَوْعَدَني بالسجنِ والأَداهمِ * رِجْلي ورِجْلي شَثْنَةُ المناسِمِ - تقديره: أوْعَدَني بالسجن، وأوْعَدَ رِجلي بالأداهم. ثم قال: رِجْلي شَثْنَةٌ، أي قويَّةٌ على القيد. والعِدَةُ: الوَعْدُ، والهاء عوضٌ من الواو، ويجمع على عِداتٍ، ولا يجمع الوَعْدُ. والنسبة إلى عِدَةٍ عِدِيٌّ، وإلى زنة زنى، فلا ترد الواو كما تردها في شية. والفراء يقول: عدوى وزنوى، كما يقال شيوى. قال: وقول الشاعر زهير: إن الخليط أجدوا البين فانجردوا * وأخلفوك عدا الامر الذى وعدوا - أراد عدة الامر، فحذف الهاء عند الاضافة. والميعادُ: المُواعدَةُ، والوقتُ، والموضعُ. وكذلك الموعد، لان ما كان فاء الفعل منه واو أو ياء ثم سقطتا في المستقبل نحو: يعد، ويزن، ويهب، ويضع، ويئل ، فإن المفعل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعا، ولا تبالي منصوبا كان يفعل منه أو مكسورا، بعد أن تكون الواو منه ذاهبة، إلا أحرفا جاءت نوادر: قالوا: دخلوا موحد موحد ، وفلان بن مورق، وموكل اسم رجل أو موضع، وموهب اسم رجل، وموزن موضع، هذا سماع والقياس فيه الكسر. فإن كانت الواو من يفعل فيه ثابتة نحو يوجل ويوجع ويوسن ففيه الوجهان. فإن أردت به المكان والاسم كسرته، وإن أردت به المصدر نصبته فقلت موجل وموجل. فإن كان مع ذلك معتل الآخر فالمفعل منه منصوب، ذهبت الواو في يفعل أو ثبتت، كقولك: المولى والموفى والموعى، من يلى ويفى ويعى. ويقال: تواعد القوم، أي وَعَدَ بعضهم بعضاً. هذا في الخير، وأمَّا في الشرّ فيقال اتَّعَدوا. والاتِّعادُ أيضاً: قَبول الوعد، وأصله الاوْتِعادُ، قلبوا الواوَ تاءً ثم أدغموا. وناس يقولون: ائتعد يأتعد فهو مؤتعد بالهمز، كما قالوا يأتسر في أيسار الجزور. والتوعد: التهدد. ويوم واعِدٌ، إذا وَعَدَ أوَّله بحرٍّ: أو برد. وأرضٌ واعِدَةٌ، إذا رُجيَ خيرُها من النبت. ووَعيدُ الفحل: هديره إذا هَمَّ أن يصول.
وعد:
وعده يوماً يجمع فيه أهل المملكة (كليلة ودمنة 1:30، ابن الأثير 3:359:6): وعدتني للقبة التي في جنتي. (أشارت إلى القبة التي في حديقتي وقالت إن موعدها معي فيها) (المقري 14:541:2).
واعد فلاناً: وعده ب (فهرست المخطوطات، ليدن 2:155:1): وواعدوه بخمسمائة درهم قبض منها ثلاثمائة.
وعد: وعده الأمر قال انه يجريه له أو ينيله إياه ويؤمله به (بقطر).
وعد فلاناً ووعد ب: ضرب له موعداً في المكان الفلاني (البربرية 441:1): واعدهم بمرسى تونس (409:2، وانظر 2:455).
أوعد فلاناً وأوعد ب: وعد فلاناً بشيء (بقطر).
أوعد نفسه بالباطل: تعلل بالأوهام الباطلة (بقطر).
وعد إلى فلان ووعد أن: أمر فلاناً بكذا (عبّاد 204:2)؛ إلا إنني اشك أن وعد إلى هنا ينبغي أن تكون أوعز إلى.
تواعدوا الصباح: اتفقوا، فيما بينهم، على أن يباشروا القتال صباح اليوم الثاني (حيّان 51، ابن الأثير 12:356:6): تواعدوا يوماً يحضر مازيار عنده.
اتّعد له أو لهم واتعّد إلى أو إليهم: في الحديث عن شخصين أو أكثر حددوا وقتاً أو موضعاً، للقيام بعمل معين (معجم الطرائف، الجغرافيا، البربرية 4:568:11 و1:203:2).
وَعْد: وقت محدد (كليلة ودمنة 3:29): فلما تم الحول أنفذ إليه الملك أن قد جاء الوعد فماذا صنعتَ.
وعد: اتفاق، عهد (مخطوطة صيغ العقود 7): والوعد بينهما يوم كذا ووقت كذا في شهر كذا.
وعد: قدَر (زيتشر 679:11، ألف ليلة 202:3، 11): كل حي ووعدَه، (لين: (أي كل حي وما قدر عليه)، ليل الوعد = ليلة القدر (المقري 7:572:1).
وعدة: وعد Promesse ( بقطر).
وعد: أجل، موعد الدفع؛ تمام وعدة: انتهاء الأجل، حلول موعد الاستحقاق؛ وعدة ثلاثين يوم: استحقاق كمبيالة، اصطلاح تجاري، أجل الثلاثين يوماً (بقطر).
موعِد: ميعاد (الأغاني 5:64، قرطاس 7:1:6، مولر 1:18).
اجتماعات مواعد: لقاءات بأوقات محددة (الإدريسي كليم 6: قسم الخامس): بها أسواق واجتماعات مواعد يأتونها من أقاصي البلاد المتجاورة والأقطار المصاقبة.
موعود والجمع مواعيد: وعود أيضاً في (بقطر).
موعود: أمر، حكم (الكالا): order, commandement.
ميعاد: الوعد (ومثال ذلك ما ورد في القرآن الكريم، الجزء الثالث 7) والجمع ميعادات (فوك).
ميعاد: ملقى (بقطر، عبّاد 171:1، ألف ليلة برسل 12:162:2).
ميعاد: وقت محدد مسبقاً (النويري أسبانيا 425): وأتى الناس أفواجاً عند الميعاد؛ في الميعاد: أي في الوقت المحدد أو الأجل، وكذلك الوقت المعين للدفع؛ ميعاد الدفع وقت حلول الأجل؛ ميعاد الساعي: يوم وصول أو رحيل ساعي البريد؛ فوت الميعاد اصطلاح قانوني يتعلق بسقوط الحق لغواتهِ، أي لعدم تنفيذه في وقته؛ فوات ميعاد: تقادم، حق اكتساب بمرور الزمن أو التقادم المكسب Presciption وكذلك طريقة الحصول على الملكية أو حجبها عن الخصم في المحكمة؛ أو سقوط الدين بسبب عدم المطالبة به في الوقت المحدد؛ فات ميعاده: سقط بالتقادم (بقطر).
ميعاد: الميعاد الجديد: العهد الجديد: مجموعة القوانين (مخطوطة الأسكوريال). موعد والجمع مواعيد: موعظة دينية (مملوك 47:2:2، المقري 1: - 585، الإدريسي كليم 3، القسم الخامس (أورشليم): مائدة العشاء السري ما زالت موجودة ولها ميعاد في يوم الخميس.
ميعادة: اتفاق، معاهدة (أماري دبلوماسية 2:178) (التصحيح من الناشر).
(وع د)

وَعَدهُ الْأَمر وَبِه عِدَةً ووَعْداً ومَوْعِداً ومَوْعِدَةً ومَوْعُوداً ومَوْعُودَةً، وَهُوَ من المصادر الَّتِي جَاءَت على مَفعول ومَفْعُولة كالمحلوف والمرجوع والمصدوقة والمكذوبة. قَالَ ابْن جني: وَمِمَّا جَاءَ من المصادر مجموعا معملا قَوْلهم:

مَوَاعِيد عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَتْرَب

والوَعْدُ من المصادر الْمَجْمُوعَة قَالُوا: الوُعود. حَكَاهُ ابْن جني. وَقَوله تعال (ويَقُولونَ مَتى هَذَا الوَعْدُ إنْ كُنْتمْ صَادِقينَ) أَي إنجاز هَذَا الوَعْدِ أرونا ذَلِك. وَقَوله (وَإذْ وَاعَدْنا مُوسى أرْبَعِينَ لَيْلَةً) وَيقْرَأ وَعَدْنا، قَالَ أَبُو إِسْحَاق: اخْتَار جمَاعَة من أهل اللُّغَة: وَإِذ وَعَدنا - بِغَيْر ألف - وَقَالُوا: إِنَّمَا اخترنا هَذَا لِأَن المواعدة إِنَّمَا تكون من الْآدَمِيّين فَاخْتَارُوا وعدنا وَقَالُوا: دليلنا قَوْله (إنَّ اللهَ وَعَدَكمْ وَعْدَ الحَقّ) وَمَا أشبهه. قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكرُوهُ لَيْسَ مثل هَذَا، وَأما واعدنا هَذَا فجيد لِأَن الطَّاعَة فِي الْقبُول بِمَنْزِلَة المُوَاعَدَةِ فَهُوَ من الله تَعَالَى وَعْدٌ وَمن مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبُول وَاتِّبَاع فَجرى مجْرى المُواعَدَةِ.

والميعادُ: وَقت الوَعْدِ وموضعه. وَقد تواعد الْقَوْم واتَّعَدُوا.

ووَاعَدَهُ الْوَقْت والموضع. وَفِي التَّنْزِيل (وَوَاعَدْنا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَة) وقريء ووعدنا قَالَ ثَعْلَب فوَاعَدْنا من اثْنَيْنِ ووَعَدْنا من وَاحِد. وَقَالَ:

فَوَاعِدْ بِهِ سَرْحَتْي مالِك ... أَو الَّذِي بَينهمَا أسْهَلا

ووَاعَدَه فوَعده: كَانَ أَكثر وَعدا مِنْهُ.

وَفرس واعِدٌ: يعدك جَريا بعد جري.

وَأَرْض واعِدَةٌ: كَأَنَّهَا تَعِد بالنبات.

وسحاب واعِدٌ: كَأَنَّهُ وعَد بالمطر.

وَيَوْم واعِدٌ: يَعدُ بِالْحرِّ.

والوعِيدُ التهدد وَقد أوْعدَه وتَوَعَّدَه. قَالَ الْفراء: يُقَال: وَعَدْتُه خيرا ووعَدْتُه شرا، بِإِسْقَاط الْألف، فَإِذا اسقطوا الْخَيْر وَالشَّر قَالُوا فِي الْخَيْر وَعَدْتُه. وَفِي الشَّرّ: أوْعَدْته. وَفِي الْخَيْر الوَعْدُ والعِدَةُ، وَفِي الشَّرّ: الإيعاد والوَعيدُ. فَإِذا قَالُوا: أوْعَدْتُه بِالشَّرِّ أثبتوا الْألف مَعَ الْبَاء، وَأنْشد لبَعض الرجاز:

أوْعدَنِي بالسِّجْنِ والأدَاهِمِ ... رِجْلِي ورِجْلِي شَشْنَةُ المناسِمِ

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: أوْعدْته خيرا، وَهُوَ نَادِر، وَأنْشد:

يَبْسُطُنِني مَرَّةً ويُوعِدُنِي ... فَضْلاً طَرِيفا إِلَى أياديه
و ع د : وَعَدَهُ وَعْدًا يُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْبَاءِ فَيُقَالُ وَعَدَهُ الْخَيْرَ وَبِالْخَيْرِ وَشَرًّا وَبِالشَّرِّ وَقَدْ أَسْقَطُوا لَفْظَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَقَالُوا فِي الْخَيْرِ وَعَدَهُ وَعْدًا وَعِدَةً وَفِي الشَّرِّ وَعَدَهُ وَعِيدًا فَالْمَصْدَرُ فَارِقٌ وَأَوْعَدَهُ إيعَادًا وَقَالُوا أَوْعَدَهُ خَيْرًا وَشَرًّا بِالْأَلِفِ أَيْضًا وَأَدْخَلُوا الْبَاءَ مَعَ الْأَلِفِ فِي الشَّرِّ خَاصَّةً وَالْخُلْفُ فِي الْوَعْدِ عِنْدَ الْعَرَبِ كَذِبٌ وَفِي
الْوَعِيدِ كَرَمٌ قَالَ الشَّاعِرُ 
وَإِنِّي وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
وَلِخَفَاءِ الْفَرْقِ فِي مَوَاضِعَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ انْتَحَلَ أَهْلُ الْبِدَعِ مَذَاهِبَ لِجَهْلِهِمْ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَقَدْ نُقِلَ أَنَّ أَبَا عَمْرٍو بْنِ الْعَلَاءِ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ طَاغِيَةُ الْمُعْتَزِلَةِ لَمَّا انْتَحَلَ الْقَوْلَ بِوُجُوبِ الْوَعِيدِ قِيَاسًا عَلَى الْعَجَمِيَّةِ مِنْ الْعُجْمَةِ أُتِيتَ أَبَا عُثْمَانَ إنَّ الْوَعْدَ غَيْرُ الْوَعِيدِ وَيُمْكِنُ الْفَرْقُ بِأَنَّ الْوَعْدَ حَاصِلٌ عَنْ كَرَمٍ وَهُوَ لَا يَتَغَيَّرُ فَنَاسَبَ أَنْ لَا يَتَغَيَّرَ مَا حَصَلَ عَنْهُ.

وَالْوَعِيدُ حَاصِلٌ عَنْ غَضَبٍ فِي الشَّاهِدِ وَالْغَضَبُ قَدْ يَسْكُنُ وَيَزُولُ فَنَاسَبَ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ مَا حَصَلَ عَنْهُ وَفَرَّقَ بَعْضُهُمْ أَيْضًا فَقَالَ الْوَعْدُ حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ أَوْلَى بِالْوَفَاءِ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى وَالْوَعِيدُ حَقُّ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنْ عَفَا فَقَدْ أَوْلَى الْكَرَمَ وَإِنْ وَاخَذَ فَبِالذَّنْبِ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ الْوَاوُ مِنْ يَعِدُ وَشِبْهِهِ لِوُقُوعِهَا بَيْنَ يَاءٍ مَفْتُوحَةٍ وَكَسْرَةٍ وَحُذِفَتْ مَعَ بَاقِي حُرُوفِ الْمُضَارَعَةِ طَرْدًا لِلْبَابِ أَوْ لِلِاشْتِرَاكِ فِي الدَّلَالَةِ عَلَى الْمُضَارَعَةِ وَيُسَمَّى هَذَا الْحَذْفُ اسْتِدْرَاجَ الْعِلَّةِ وَأَمَّا يَهَبُ وَيَضَعُ وَنَحْوُهُ فَأَصْلُهُ الْكَسْرُ وَالْحَذْفُ لِوُجُودِ الْعِلَّةِ فِي الْأَصْلِ ثُمَّ فُتِحَ بَعْدَ الْحَذْفِ لِمَكَانِ حَرْفِ الْحَلْقِ وَأَمَّا يَذَرُ فَفُتِحَتْ بَعْدَ الْحَذْفِ حَمْلًا عَلَى يَدَعُ وَالْعَرَبُ كَثِيرًا مَا تَحْمِلُ الشَّيْءَ عَلَى نَظِيرِهِ وَقَدْ تَحْمِلُهُ عَلَى نَقِيضِهِ وَالْحَذْفُ فِي يَسَعُ وَيَطَأُ مِمَّا مَاضِيهِ مَكْسُورٌ شَاذٌّ لِأَنَّهُمْ قَالُوا فَعِلَ بِالْكَسْرِ مُضَارِعُهُ يَفْعَلُ بِالْفَتْحِ وَاسْتَثْنَوْا أَفْعَالًا تَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ لَيْسَتْ هَذِهِ مِنْهَا.

وَالْعِدَةُ تَكُونُ بِمَعْنَى الْوَعْدِ وَالْجَمْعُ عِدَاتٌ وَأَمَّا الْوَعْدُ فَقَالُوا لَا يُجْمَعُ لِأَنَّهُ مَصْدَرٌ.

وَالْمَوْعِدُ يَكُونُ مَصْدَرًا وَوَقْتًا وَمَوْضِعًا وَالْمِيعَادُ يَكُونُ وَقْتًا وَمَوْضِعًا وَالْمَوْعِدَةُ مِثْلُ الْمَوْعِدِ وَوَاعَدْتُهُ مَوْضِعَ كَذَا مُوَاعَدَةً.

وَتَوَعَّدْتُهُ تَهَدَّدْتُهُ وَتَوَاعَدَ الْقَوْمُ فِي الْخَيْرِ وَعَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. 
وعد
الوَعْدُ يكون في الخير والشّرّ. يقال وَعَدْتُهُ بنفع وضرّ وَعْداً ومَوْعِداً ومِيعَاداً، والوَعِيدُ في الشّرّ خاصّة. يقال منه: أَوْعَدْتُهُ، ويقال: وَاعَدْتُهُ وتَوَاعَدْنَا. قال الله عزّ وجلّ: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِ
[إبراهيم/ 22] ، أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ
[القصص/ 61] ، وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها
[الفتح/ 20] ، وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
[المائدة/ 9] إلى غير ذلك. ومن الوَعْدِ بالشّرّ:
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ
[الحج/ 47] وكانوا إنّما يستعجلونه بالعذاب، وذلك وَعِيدٌ، وقال: قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحج/ 72] ، إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ
[هود/ 81] ، فَأْتِنا بِما تَعِدُنا
[الأعراف/ 70] ، وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ
[الرعد/ 40] ، فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ
[إبراهيم/ 47] ، الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
[البقرة/ 268] .
ومما يتضمّن الأمرين قول الله عزّ وجلّ:
أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌ
[يونس/ 55] ، فهذا وَعْدٌ بالقيامة، وجزاء العباد إن خيرا فخير وإن شرّا فشرّ. والمَوْعِدُ والمِيعَادُ يكونان مصدرا واسما.
قال تعالى: فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً
[طه/ 58] ، لْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً
[الكهف/ 48] ، مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ [طه/ 59] ، بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ
[الكهف/ 58] ، قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ
[سبأ/ 30] ، وَلَوْ تَواعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعادِ
[الأنفال/ 42] ، إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [لقمان/ 33] أي: البعث إِنَّ ما تُوعَدُونَ لَآتٍ
[الأنعام/ 134] ، بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا
[الكهف/ 58] . ومِنَ المُواعَدَةِ قوله: وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا
[البقرة/ 235] ، وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً
[الأعراف/ 142] ، وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [البقرة/ 51] وأربعين وثلاثين مفعول لا ظرف. أي: انقضاء ثلاثين وأربعين، وعلى هذا قوله: وَواعَدْناكُمْ جانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ
[طه/ 80] ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ
[البروج/ 2] وإشارة إلى القيامة كقوله عزّ وجلّ:
مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ [الواقعة/ 50] . ومن الإِيعَادِ قوله: وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ
[الأعراف/ 86] ، وقال: ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ
[إبراهيم/ 14] ، فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ [ق/ 45] ، لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ
[ق/ 28] ورأيت أرضهم وَاعِدَةً: إذا رجي خيرها من النّبت، ويومٌ وَاعِدٌ:
حرّ أو برد، ووَعِيدُ الفحلِ: هديره، وقوله عزّ وجلّ: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله:
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ [النور/ 55] وقوله:
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ تفسير لوَعَدَ كما أنّ قوله عزّ وجلّ: لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ [النساء/ 11] تفسير الوصيّة. وقوله: وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّها لَكُمْ
[الأنفال/ 7] فقوله:
أَنَّها لَكُمْ بدل من قوله: إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ، تقديره: وَعَدَكُمُ اللهُ أنّ إحدى الطائفتين لكم، إما طائفة العير، وإما طائفة النّفير. والعِدَةُ من الوَعْدِ، ويجمع على عِدَاتٍ، والوَعْدُ مصدر لا يجمع. ووَعَدْتُ يقتضي مفعولين الثاني منهما مكان، أو زمان، أو أمر من الأمور. نحو: وَعَدْتُ زيداً يوم الجمعة، ومكان كذا، وأن أفعل كذا، فقوله: أَرْبَعِينَ لَيْلَةً لا يجوز أن يكون المفعول الثاني من: واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ
[البقرة/ 51] لأنّ الوَعْدَ لم يقع في الأربعين بل انقضاء الأربعين وتمامها: لا يصحّ الكلام إلا بهذا.

وعد

1 وَعَدَ, aor. ـِ inf. n. وَعْدٌ and عِدَةٌ, (S, L, Msb, K,) [in which the ة is a substitute for the elided و,] or the latter is a quasi-inf. n., (L,) and مَوْعِدٌ and مَوْعِدَةٌ, (L, Msb, K,) or the last is a quasi-inf. n., (L,) and مَوْعُودٌ and مَوْعُودَةٌ, (L, K,) the last two being instances of inf. ns. of the measures مَفْعُولٌ and مَفْعوُلَةٌ, (L,) He promised. (TA.) It is trans. immediately, and by means of the prep. ب; (L, Msb, K;) but some say that the ب is redundant in this case; and most of the lexicologists disallow it with this form of the verb, allowing it only with أَوْعَدَ. (TA.) It is also used with reference to good and evil: (S, L, Msb, K:) you say وَعَدَهُ خَيْرًا [He promised him good]: and وَعَدَهُ شَرًّا (tropical:) [He threatened him with evil]: (Fr, Fs, S, L, Msb, K, &c.:) and, [accord. to some,] وعده بِخَيْرٍ, and بِشَرّ. (IKoot, Msb.) When neither good nor evil is mentioned, if you mean the former, you say وَعَدَ [He promised good]: and if you mean the latter, ↓ أَوْعَدَ, (Fr, T, S, L, Msb, K,) inf. n. إِيعَادٌ, with which وَعِيدٌ is syn., (S, L, Msb, K,) being one irregular inf. n., [or quasiinf. n.,] (Msb,) [He threatened,] or threatened with, evil]; and ↓ أَوْعَدَهُ [He threatened him, menaced him, or threatened him with evil]; (Msb;) as also ↓ توعّدهُ, (L, Msb,) inf. n. تَوَعُّدٌ; (S, L, K;) and ↓ اتّعدهُ. (L.) You also say خَيْرًا ↓ اوعد [He promised good]; (IAar, T, ISd, Msb, K;) but this is extr.: (L:) and بِشَرٍّ ↓ اوعد [He threatened, or threatened with, evil]: (S, L, Msb, K:) when ب is introduced after this form of the verb, it relates only to evil: (Fs, Msb:) but you also say شَرًّا ↓ اوعده. (Msb.) b2: Failure of performance, with respect to a promise, the Arabs regard as a lie; but with regard to a threat, as generosity. A poet says, وَإِنِّى وَإِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ لَمُخْلِفُ إِيعَادِى وَمُنْجِزُ مَوْعِدِى

[And verily I, if I threaten him or promise him, fail to perform my threat, but fulfil my promise]. (Msb.) Nay, they do not apply the term خُلْفٌ to the failure of performing a threat. (TA.) b3: يَوْمُنَا يَعِدُ بَرْدًا (tropical:) Our day promises cold. (L.) b4: وَعَدَتِ الأَرض (tropical:) The land promised good produce. (A.) b5: وَاعَدَهُ فَوَعَدَهُ: see 3.3 واعدهُ, inf. n. مُوَاعَدَةٌ, He promised him, the latter doing the same to him. (Aboo-Mo'ádh, L.) b2: وَاعَدَهُ فَوَعَدَهُ He vied with him in promising, and surpassed him therein, by promising more. (L, K. *) b3: وَاعَدهُ الوقْتَ, and المَوْضِعَ, [He appointed with him the time, and the place]. (L, K.) أَوْعَدَنِى مَوْعِدًا is a vulgar mistake. (Aboo-Bekr, L.) 4 أَوْعَدَ see 1 throughout.

A2: اوعد, (A, L,) inf. n. إِيعَادٌ, (L,) in the sense of which وَعِيدٌ is also used [as a quasi-inf. n.], (S, A, L, K) (tropical:) He (a stallion-camel) brayed, (هَدَرَ, S, A, &c.) on his being about to attack and fight with other camels. (S, A, L.) 5 تَوَعَّدَ see 1.6 تواعدوا and ↓ اتّعدوا signify the same, [They promised one another]: (K *, TA:) or the former relates to good, (S, Msb, K,) signifying they promised one another something good: (S, Msb,) and the latter, to evil, (S, L, K,) signifying they threatened one another: (L:) and this distinction is commonly admitted and observed. (TA.) b2: تَواَعَدْنَا المَوْضِعَ, [and الوَقْتَ, We appointed mutually the place, and the time]. (Msb.) 8 اتّعد, (A,) [aor. ـّ inf. n. إِتِّعَادٌ, (S, L, K,) He accepted a promise: (S, A, L, K:) originally إِوْتَعَدَ; the و being changed into ت and then incorporated [into the augmentative ت]: some persons say ائْتَعَدَ, aor. ـْ (inf. n. ائْتِعَادٌ, TA) and pronounce the act. part. n. مُؤْتَعِدٌ, with ء; (S, L, K;) like as they say يَأْتَسِرُ: (S, L:) but [if they do not change the و into ت] they should say إِيتَعَدَ, and يَاتَعِدُ, and مُوتَعِدٌ, without وَعُدَ. (IB, L.) b2: Also, He confided in the promise of another. (L.) b3: See also 1: b4: and 6.

وَعْدٌ and ↓ عِدَةٌ (in which latter the ة is a substitute for the [elided] و, S, L) and ↓ مَوْعِدٌ and ↓ مَوْعِدَةٌ and ↓ مَوْعُودٌ (A) and ↓ مَوْعُودَةٌ: (L:) see 1: A promising; a promise; (A, L;) meaning, of something good: (S, L, &c.:) pl. of the first, وُعُودٌ; (IJ, L;) or this has no pl.: (T, S, L, Msb:) and of the second, عِدَاتٌ: (T, S, L, Msb:) (and of the ↓ third, مَوَاعِدُ:] and of ↓ موعود, مَوَاعِيدُ. (L.) When عِدَة is used as a prefixed n., [in a case of wasl,] the ة is elided, (Fr, S, L,) and ى is substituted for it: (Fr, L:) a poet says, وَأَخْلَفُوكَ عِدَى الْأَمْرِ الَّذِى وَعَدُوا [And they have broken to thee the promise of the thing which they promised]. (Fr, S, L.) b2: عَطِيَّةٌ ↓ العِدَةُ [A promise is equivalent to a gift]: i. e., it is base to break it as it is to take back a gift. A proverb. (TA.) b3: الثريَّا ↓ وَعَدَهُ عِدَةَ بِالقَمَرِ [He promised him as the moon promises the Pleiades]: for the moon and the Pleiades are in conjunction once in every month. Another proverb. (TA.) [Perhaps we may also read عِدَّةَ الثُّزَيَّا القَمَرَ: see مدَاد, in art. عد.] b4: إِخْلَافُ الوَعْدِ مِنْ أَخْلَاقِ الوَغْدِ [The breaking of a promise is one of the natural habits of the mean and base]. A saying of the Arabs. (MF.) b5: وَعْدٌ also signifies The fulfilment of a promise. Ex. مَتَى هٰذَا الوَعْدُ, in the Kur, [x. 49, &c.] means, When shall be the fulfilment of this promise? (L.) b6: Also, a thing promised. (TK, art. نجز.) عِدَةٌ: see وَعْدٌ, and 1.

عِدِىٌّ Of, or relating or belonging to, a promise: rel. n. of عِدَةٌ, like زِنِىٌّ of زِنَةٌ, formed without restoring the و like as it is restored in [the rel. n. of] شِيَةٌ: [see art. شيو:] but Fr says عِدَوِىٌّ and زِنَوِىٌّ, like شِيَوِىٌّ. (S, L.) وَعِيدٌ: see 1: A threatening; a threat: (S, L, K:) also written وِعِيدٌ. (TA.) See also 4.

الوَعِيدِيَّةُ A certain sect of the خَوَارِج, who are extravagant in threatening; asserting that transgressors [who have been true believers] shall remain in hell for ever. (TA.) وَاعِدٌ (tropical:) A horse that promises run after run. (L, K.) b2: (tropical:) A beast that promises to be productive of good, and fortunate. (L.) (tropical:) See an ex. in a verse cited voce مَصْدَق. b3: (tropical:) A tree, or herbage, promising good produce. (A.) b4: (tropical:) A cloud, which, as it were, promises rain. (L, K.) b5: (tropical:) A day which promises heat; (L;) as also a year: (TA:) or of which the commencement promises heat; or cold. (S, L, K.) b6: أَرْضٌ وَاعِدَةٌ (tropical:) Land of which the herbage is hoped to prove good and productive, (As, S, A, L, K,) by reason of its first appearance. (As, L.) مَوْعِدٌ signifies A covenant, or compact. So, accord. to Mujáhid, in ch. xx. vv. 89 and 90, of the Kurn. (L.) b2: مَوْعِدٌ and مَوْعِدَةٌ: see 1, and وَعْدٌ. b3: See also مِيعَادٌ.

مِيعَادٌ (S, A, L, Msb, K) and ↓ مَوْعِدٌ (S, A, L, Msb) A time, and a place, of promise: (S, A, L, Msb, K:) [and , of appointment; an appointed time, and place]. b2: مِيعَادٌ A mutual promising, or promise. (S, K.) مَوْعُودٌ and مَوْعُودَةٌ: see 1, and وَعْدٌ b2: اليَوْمُ الموعود [The promised day; meaning] the day of resurrection. (TA.) b3: مَعْهُودٌ وَمَشْهُودٌ وَمَوْعُودٌ Past and present and future: the tenses of a verb. (Kh, in L, art. عهد.) b4: مَوْعُودٌ is one of the inf. ns. which have pls. governing as verbs; its pl. being مَوَاعِيدُ.

Ex. مَوَاعِيدَ عُرْقوب أَخَاهُ بِيَثْرِبَ [As 'Orkoob's promisings of his brother in Yethrib.] (IJ, ISd.) See عُرْقُوبٌ.
وعد
وعَدَ1 يَعِد، عِدْ، وَعْدًا وعِدَةً، فهو واعد، والمفعول مَوْعود
• وعَد فلانًا الأمرَ/ وعَد فلانًا بالأمر:
1 - منّاه به، قال إنه يجريه له أو ينيله إيّاه "وعَده بجائزة/ بهديَّة- {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إلاَّ غُرُورًا} " ° أنجزَ حُرَّ ما وَعد [مثل]: يُضرب في الحثّ على الوفاء بالوعد- وَعد بالقمر: مَنَّى بالمستحيل، أو بغير الممكن.
2 - بشَّره " {وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً} ".
3 - أخبره " {أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ} ".
4 - أنذر وهدَّد " {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} ". 

وعَدَ2 يَعِد، عِدْ، وَعيدًا، فهو واعِد، والمفعول مَوْعود
• وعَد فلانًا: تهدّده "وعَده بالعقاب- {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} ". 

أوعدَ يُوعد، إيعادًا، فهو مُوعِد، والمفعول مُوعَد
• أوعد فلانًا:
1 - تهدّده "أوعده شرًّا- {وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ} ".
2 - وعَده؛ منّاه "أوعده خيرًا". 

اتَّعدَ يتّعد، اتِّعادًا، فهو مُتَّعِد، والمفعول مُتَّعَد (للمتعدِّي)
• اتَّعد القومُ: تواعدوا، وعَد بعضُهم بعضًا في الشَّرِّ.
• اتَّعد فلانٌ: قبِل الوعدَ ووَثِق به.
 • اتَّعد فلانًا: أوْعدَهُ؛ تهدَّده. 

استوعدَ يستوعد، استيعادًا، فهو مُستوعِد، والمفعول مُستوعَد
• استوعد فلانًا: طلب إليه أنْ يَعِده "استوعده إنجازُ عمَلٍ". 

تواعدَ يتواعد، تواعُدًا، فهو مُتواعِد
• تواعد القومُ: وعَد بعضُهم بعضًا في الخير "تواعدوا على اللِّقاء في النادي الثّقافيّ- {وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ} ". 

توعَّدَ يتوعَّد، توعُّدًا، فهو مُتوعِّد، والمفعول مُتوعَّد
• توعَّد فلانًا: هدَّده وخوَّفَه بالعقوبة "توعَّد تلميذًا بالعقاب- جاءني غاضبًا يصرخ ويتوعَّد". 

واعدَ يواعد، مُواعَدةً، فهو مُواعِد، والمفعول مُواعَد
• واعد صديقَه: وعَد كلٌّ منهما الآخر "واعده على العمل معًا".
• واعده الموضعَ أو الوقتَ: عاهَدَهُ على أن يُوافيَه في موضع أو في وقت معيّن " {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ} - {وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الأَيْمَنَ} ". 

عِدَة [مفرد]: ج عِدات (لغير المصدر):
1 - مصدر وعَدَ1.
2 - وَعْد؛ ما يقطع من عهد في الخير والشَّرّ، التزام باحترام عهد والتَّقيُّد به بأمانة. 

مَعاد [مفرد]
• المَعاد: الآخرة، دار البقاء. 

مَوْعِد [مفرد]: ج مَواعِدُ:
1 - مصدر ميميّ من وعَدَ1: " {قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} ".
2 - اسم مكان من وعَدَ1 ووعَدَ2: "كان على الموعد- {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} ".
3 - اسم زمان من وعَدَ1 ووعَدَ2: وقت محدَّد لإنجاز عمل "حان موعِدُ الإفطار- {إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ} ".
4 - عَهْد "وفى بموعده- أنت الكريم وقد قدَّمت مبتدئًا ... وَعْدًا وكلّ كريم عند مَوْعِدِه- {فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي}: عهدي". 

مَوْعِدة [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من وعَدَ1.
2 - وَعْد؛ ما يُقطع من عهد في الخير والشَّرّ، التزام باحترام عهد والتَّقيُّد به بأمانة " {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} ". 

مَوْعود [مفرد]: اسم مفعول من وعَدَ1 ووعَدَ2.
• اليوم المَوْعود: يوم القيامة " {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} ". 

ميعاد [مفرد]: ج مواعيدُ:
1 - مواعدة، موعد "ميعادُ الأصدقاء- كلّما قلت متى ميعادنُا ... ضحكت هند وقالت بعد غد" ° على غير ميعاد/ من غير ميعاد: مصادفة.
2 - وقت الوَعْد "زاره من غير ميعاد- صدرت الجريدة في ميعادها- {إِنَّ اللهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} " ° ميعاد العمل: دوامه ووقته- مواعيد عُرْقوب/ مواعيد عُرْقوبيَّة: وعود كاذبة، وهو وصف حال من يعد ويخلف، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخُلفه بالوعد.
3 - موضع الوَعْد ° أَرْض الميعاد: أرض كنعان أو أَرْض الرجوع؛ بدعة يهوديّة اختلقها اليهود زاعمين أن الله وعدها إبراهيم ونسله.
4 - (قن) أجل، تاريخ "ميعاد سقوط الحقّ". 

واعِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من وعَدَ1 ووعَدَ2.
2 - مَرْجُوّ خيرُه ° أَرْض واعدة: رُجيَ خيرها وتمام نبتها- سحاب واعد: كأنَّه وعد بالمطر- شباب واعد: توفَّر له من تمام الكفاية والخُلُق ما يرجى معه الخير- فرسٌ واعد: يعدك جَرْيًا بعد جَرْي- نَظْرة واعدة: مليئة بالوعود- يَوْمٌ واعد: يعدك أوّله بحرٍّ أو بردٍ. 

وَعْد [مفرد]: ج وعود (لغير المصدر):
1 - مصدر وعَدَ1.
2 - ما يُقْطَع من عهد في الخير والشرّ، التزام باحترام عَهد والتقيُّد به بأمانة "وَعْدُ الحُرِّ دَيْنٌ عليه- وَفّى بوَعْده: أتمّه- وَعْد بلا وفاء، عداوة بلا سبب [مثل]- {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ} " ° أخلف بوعده: نكثه- قطَع الوَعْدَ على نفسه بكذا: ألزم نفسَه بشيء ما- وَعْدٌ صوريّ: التزام شكليّ-
 وَعْدٌ عرقوبيّ: التزام كاذب، وهو وصف حال من يعد ويخلف، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخلفه بالوعد.
• الوَعْدان: عذاب الدُّنيا، وعذاب الآخرة. 

وَعيد [مفرد]:
1 - مصدر وعَدَ2.
2 - تهديد وتوعّد بالشَّرّ، إنذار بما سيحدث من دمار ونكبات " {وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} - {فَذَكِّرْ بِالْقُرْءَانِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} ".
• يوم الوَعيد: يوم القيامة " {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} ". 
وعد
: (} وعَدَه الأَمْرَ) ، مُتَعَدِّياً بِنَفسِهِ، (و) {وعَدَه (بِهِ) . مُتَعدِّياً بالباءِ وَهُوَ رأْيُ كَثيرٍ، وَقيل: الْبَاء زائدةٌ ومَنَع جَماعَةٌ دُخُولَها مَعَ الثلاثيِّ، قَالُوا: وإِنما تكون مَعَ الرُّباعيّ، (} يَعِدُ {عِدَةً) ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ الْقيَاس فِي كُلِّ مِثَالٍ، ورُبَّمَا فُتِح كسَعَةٍ، (} ووَعْداً) ، وَهُوَ من المصادر المَجْموعة، قَالُوا {الوُعُودُ، حَكَاهَا ابنُ جِنِّي، وَقَوله تَعَالَى: {مَتَى هَاذَا} الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (سُورَة يُونُس، الْآيَة: 48) أَي إِنجاز هاذا الوَعْد، أَرُونَا ذَلِك. وَفِي التَّهْذِيب: الوَعْدُ {والعِدَةُ يَكُونَانِ مَصْدَراً واسْماً، فأَمَّا} العِدَةُ فتُجْمَع {عِدَات،} والوَعْد لَا يُجْمَع، وَقَالَ الفراءُ {وَعَدْتُ} عِدَةً، ويَحذِفون الهاءَ إِذا أَضَافُوا، وأَنشد:
إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّوا البَيْنَ فَانْجَرَدُوا
وأَخْلَفُوكَ {عِدَى الأَمْرِ الذِي} وَعَدُوا
وَقَالَ ابْن الأَنبارِيّ وغيرُه: الفَرَّاءُ يَقُول: {عِدَةٌ} وعِدًى، قَالَ: ويُكْتَب بالياءِ. وَفِي الصّحاح {والعِدَةُ:} الوَعْدُ، والهاءُ، عِوَضٌ من الْوَاو، ويُجْمَع على {عِدَاتٍ، وَلَا يُجْمَع} الوَعْدِ، والنِّسْبَةُ إِلى {عِدَةٍ} عِدِىٌّ، وإِلى زِنَةٍ زِنِيٌّ، فَلَا تَرُدُّ الواوَ كَمَا تَرُدُّهَا فِي شِيَةٍ. الفراءُ يَقُول {- عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كَمَا يُقَال شِيَوِيٌّ. قلت: وَقَوله: وَلَا يُجْمَع، أَي لكَوْنِه مَصدَراً، والمصادِرُ لَا تُجْمَع إِلاَّ مَا شَذَّ، كالأَشْغَالِ والحُلُومِ، كَمَا قَالَه سيبويهِ وغيرُه، (} ومَوْعِداً {ومَوْعِدَةً) ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ أَيضاً مِن المَقِيس فِي بَاب المِثَالِ، فَيُقَال فِيهِ مَفْعِلَة بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْعين، وَمَا جَاءَ بالفَتْح فَهُوَ علِى خِلافِ القِياسِ كمَوْحَد، وَمَا مَعَه من الأَلفاظ الَّتِي جاءَ بهَا الجوهريُّ وذكَرَها ابنُ مالِكٍ وغيرُه من أَئمَّةِ الصرْفِ، وَهنا للجوهريِّ مباحثُ وقواعِدُ صَرْفِيَّة أَغفلَها المُصنِّفُ لعدَمِ إِلْمامه بذالك الفَنِّ. قلْتُ: وسَنَسُوقُ عِبَارَةَ الجَوْهَرِيِّ وسَببَ عُدولِ المُصَنِّف عَنْهَا قَرِيبا. وَفِي لِسَان الْعَرَب: ويَكُون} المَوْعِدُ مصدرَ {وَعَدْتُه، وَيكون} المَوْعِدلم يَلْتَفِتْ إِليه المُصنِّف، وزَعَم شيخُنَا سامحه الله تَعَالَى أَنه لجَهْلِه بالقَوَاعِد الصَّرْفِيَّة، وَهُوَ تَحَامُلٌ مِنْهُ عَجِيبٌ، (وَ {مَوْعُوداً} ومَوْعُودَةً) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ من المصادر الَّتِي جاءَت على مَفْعُولٍ ومَفْعُولَةٍ كالمَحْلُوف والمَرْجُوعِ والمَصْدُوقَة والمَكْذُوبَةِ، قَالَ ابنُ جِنِّي: وَمِمَّا جاءَ مِن المصادِر مجْمُوعاً مُعْمَلاً قولُهم:
{مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ
قَالَ شَيخنَا: ووُرُود مَفْعُولٍ مَصْدَراً من الثلاثي الجُمْهُورُ حَصَرُوه فِي السَّمَاعِ، وَقَصْروه على الْوَارِد، وأَبو الخَطَّاب الأَخفشُ الكبيرُ فِي جَمَاعَة قاسُوه فِي الثُّلاثيِّ، كَمَا قَاس الْكل اسْمَ مَفعولٍ مَصْدَراً فِي غيرِ الثلاثي، على مَا عُرِف فِي الصَّرْف.
(و) } وَعَدَه (خَيْراً وشَرًّ) ، فَيُنْصَبَانِ على المفعوليَّة المُطلقَة، وَقيل: على إِسقَاطَ الجَار، والصوابُ الأَوّل، كَمَا حَقَّقَه شيخُنَا، وعبارَة الفَصِيح: وَعَدْت الرجُلَ خيرا وشَرًّا قَالَ شُرَّاحُه. أَي مَنَّيْتُه بهما، قَالَ الله تَعَالَى فِي الخيرِ.
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} (سُورَة الْفَتْح، الْآيَة: 29) ومثلُه كَثِيرُ، وَقَالَ فِي الشَّرِّ {قُلْ أَفَأُنَبّئُكُم بِشَرّ مّن ذالِكُمُ النَّارُ {وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} (سُورَة الْحَج، الْآيَة: 27) وأَنْشَدُوا:
إِذَا} وَعَدَتْ شَرّاً أَتَى قَبْلَ وَقْتِهِ
وَإِنْ وَعَدَتْ خَيْراً أَرَاثَ وعَتَّمَا
قلت: وصَرَّح الزمخشريّ فِي الأَساس بأَن قولَهم وَعَدْتُه شَرًّا، وَكَذَا قَول الله تَعَالَى: {الشَّيْطَانُ! يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 268) من المَجازِ، (فَإِذا أُسْقِطَا) أَي الْخَيْر والشَّرّ (قِيلَ فِي الخَيْرِ {وَعَدَ) ، بِلَا أَلف، (وَفِي الشَّرِّ} أَوْعَدَ) ، بالأَلف، قَالَه المُطرّز، وَحَكَاهُ القُتَيْبِيّ عَن الفرَّاءه، وَقَالَ اللَّبْليّ فِي شَرْح الفَصِيح: وهاذا هُوَ المَشْهورُ عِنْد أَئِمَّة اللغَةِ. وَفِي التَّهْذِيب: كلامُ العَرَب: {وَعَدْتُ الرجُلَ خَيْراً، ووعَدْتُه شَرًّا،} وأَوْعَدْتُه خَيْراً، {وأَوْعَدْتُه شَرًّا، فإِذا لم يَذْكُرُوا الخَيْرَ قالُوا} وَعَدْتُه، وَلم يُدْخِلُوا أَلِفاً، وإِذا لم يَذْكروا الشرَّ قالُوا {أَوْعَدْتُه وَلم يُسْقِطُوا الأَلف، وأَنْشَدَ لِعَامِرِ بنِ الطفَيْل:
وإِنِّي وَإِنْ} أَوْعَدْتَه أَوْ {وَعَدْتُهُ
لأَخْلِفُ} إِيعَادِي وأُنْجِزُ {مَوْعِدِي
(وَقَالُوا:} أَوْعَدَ الخَيْرَ) ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابْن الأَعرابِيِّ، وَهُوَ نادِرٌ، وأَنشد:
يَبْسُطُنهي مَرَّةً {- ويُوعدُنِي
فَضْلاً طَريفاً إِلى أَيَادَيه
(و) أَوْعَدَه (بالشَّرِّ) ، أَي إِذا أَخَلوا الباءَ لم يكن إِلاَّ فِي الشَّرِّ، كَقَوْلِك: أَوْعَدْتُه بالضَّرْبِ، وعبارةُ الفَصِيحِ: فإِذا أَدْخَلْت الباءَ قُلْتَ: أَوْعَدْتُه بِكَذا وكَذَا، تَفْنِي مِن الوَعِيد، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ مِن الوَعِيد، قَالَ شُرَّاحُه: مَعْنَاهُ أَنهم إِذا أَدْخَلوا الباءَ أَتَوْا بالأَلفِ مَعَهَا، فَقَالُوا، أَوْعَدْتُه: بِكَذَا، وَلَا تَدْخُلُ البَاءُ فِي وَعَدَ بغيرٍ أَلِفٍ، فَلَا تَقُلْ وَعَدْتُه بِخَيْرٍ وبِشَر وعَلى هَذَا القولِ أَكثَرُ أَهلِ اللغةِ، قلت: وَفِي الْمُحكم: وَفِي الخَيْرِ الوَعْدُ} والعِدَةُ وَفِي الشرِّ {الإِيعادُ} والوَعِيدُ، فإِذا قَالُوا {أَوْعَدْتُه بالشرّ أَثبتُوا الأَلِفَ مَعَ الباءِ، وأَنْشَد لبعْضِ الرُّجَّازِ:
} - أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ والأَدَاهِمِ
رِجْلِي ورِجْلي شَئْنَةُ المَنَاسِمِ
قَالَ الْجَوْهَرِي: تقديرُه {- أَوْعَدَني بالسِّجْنِ،} وأَوْعَدَ رِجْلِي بالأَدَاهِم، ورِجْلي شَئْنَةٌ، أَي قَوِيَّة على القَيْدِ. قلت، وحكَى ابنُ القُوطِيَّة، {وَعَدْتُهُ خَيْراً وشَرًّا، وبِخَيْر وبَشَرَ، فعلى هَذَا لَا تَخْتَصُّ الباءُ} بأَوْعَدَ، بل تكون مَعَهَا وَمَعَ وَعَدَ، فَتَقول: {أَوْعَدْته بِشرَ،} ووعَدْته بِخَيْرٍ، لَكِن الأَكْثَر مَا مَرَّ. وَحكى قُطْرَب فِي كِتاب فَعَلْت وأَفعلْت: {وَعَدْت الرَّجُلَ خَيْراً،} وأَوْعَدْتُه خيرا، و {وعدته شَرًّا،} وأَوْعَدْتُه شَرًّا. ( {والمِيعَادُ: وَقْتُه ومَوْضِعُه و) كَذَا (} المُواعَدَةُ) يكون وقتا ومَوْضِعاً، قَالَ الجوهَرِيُّ، وكذالك {المَوْعِدُ، أَي يكون وَقْتاً ومَوْضِعاً. وَفِي الأَساس: وهاذا الوَقْتُ والمَكَانُ} مِيعَادُهم {ومَوْعدُهُم.
(} وتَوَاعَدُوا {واتَّعَدُوا) بِمَعْنى واحدٍ، (أَو الأُولَى فِي الخَيْرِ، والثانِيَةُ فِي الشَّرِّ) ، وهاذا الفَرْقُ هُوَ المَشْهورُ الَّذِي عَلَيْهِ الجُمهُورُ، فَفِي اللّسَان:} اتَّعَدْت الرَّجُلَ، إِذا {أَوْعَدْتَه، قَالَ الأَعْشَى:
فَإِنْ} - تَتَّعِدْنِي {أَتَّعِدْكَ بِمِثْلِهَا
وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم:} أَوْعَدْت الرجُلَ {أُوعِدُه} إِيعَاداً، {وتَوَعَّدْتُه} تَوَعُّداً. {واتَّعَدْت} اتِّعَادا، ( {ووَاعَدَه الوَقْتَ والمَوْضِعَ) وواعَدَه (} فَوَعَدَه: كَانَ أَكْثَرَ {وَعْداً مِنه) ، وَقَالَ أَبو مُعاذٍ:} وَاعَدْتُ زَيْداً، إِذ وَعَدَك {وَوَعَدْتَه،} ووَعَدْتُ زَيْداً، إِذا كَانَ الوَعْدُ مِنْك خاصَّةً.
(و) من المَجاز (فَرَسٌ {وَاعِداً: يَعِدُكَ جَرْياً بعْدَ جَرْيٍ) ، وعبارَةُ الأَساسِ: يَعِدُ الجَرْيَ. (و) من المَجاز أَيضاً (سَحَابٌ) واعِدٌ، (كأَنَّهُ وَعَدَ بالمَطَرِ، و) من المَجاز أَيضاً (يَوْمٌ) واعِدٌ: (يَعِدُ بالحَرِّ) وَكَذَا عَامٌ واعِدٌ، (أَو) يَوْمٌ واعِدٌ:} يَعِدُك (بالبَرْدِ أَوَّلُه) ، وَيُقَال: يَوْمُنَا يَعِدُ بَرْداً، ويَوْمٌ {واعِدٌ، إِذا} وَعَدَ أَوَّلُه بَحَرَ أَو بَرْدٍ، كَذَا فِي اللِّسَان.
(و) من المَجاز أَيضاً: (أَرْضٌ! واعِدَةٌ: رُجِيَ خَيْرُهَا مِن النَّبْتِ) ، قَالَ الأَصمعيُّ: مَرَرْتُ بأَرْضِ بني فُلانٍ غِبَّ مَطَرٍ وَقَعَ بهَا فرأَيْتُهَا وَاعِدَةً، إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وتَمَامُ نَبْتِها فِي أَوَّلِ مَا يَظْهَرُ النَّبْتُ، قَالَ سُوَيْدُ بن كُرَاع:
رَعَى غَيْرَ مَذْعُورٍ بِهِنَّ ورَاقَهُ
لُعَاعٌ تَهَادَاهُ الدَّكَادِكُ {وَاعِدُ
(و) اشتدّ (} الوَعِيدُ) وَهُوَ (التَّهْدِيد) ، وَقد أَوْعَدَه، وَقَالَ يَعقُوبُ عَن الفَرصاءِ: وَفِي الخَيْرِ {الوَعْدُ} والعِدَةُ، وَفِي الشَّرّ {الإِيعادُ} والوَعِيدُ، وَحَكَاهُ أَيضاً صاحِبُ المُوعب، قَالَ: وَقَالُوا: الجَنَّةُ لِمَن خَافَ وعيدَ الله، كسروا الْوَاو.
(و) من المَجاز: الوَعِيدُ (: هَدِيرُ الفَحْلِ) إِذا هَمَّ أَن يَصُولَ. وَفِي الحَدِيث (دَخَلَ حَائِطاً مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ فإِذا فِيهِ جَمَلاَنِ يَصْرِفَانِ {ويُوعِدَانِ) ، أَي يَهْدِرَانِ، وَقد} أَوْعَدَ {يُوعِدُ} إِيعاداً.
( {والتَّوَعُّد: التَّهْدُّد،} كالإِيعادِ) ، وَقد {أَوْعَدَه} وتَوَعَّدَهُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: {أَوْعَدْتُ الرجُلَ} أَوعِدُه {إِيعَاداً،} وتَوَعَّدْتُه {تَوَعُّداً،} واتَّعَدْت {اتِّعَاداً، ونقلَ ابنُ مَنْظُورٍ عَن الزَّجَّاجِ أَنَّ العَامَّة تُخْطِىءُ وَتقول أَوْعَدَنِي فُلاَنٌ مَوْعِداً أَقِفُ عَلَيْهِ.
(} والاتِّعَادُ: قَبُولُ {العِدَةِ، وأَصلُه الاوتِعَادُ، قَلَبُوا الوَاوَ تَاءً وأَدْغَمُوا، وناسٌ يَقُولون} ائْتَعَد {يَأْتَعِد) } ائْتِعَاداً (فَهُوَ {مُؤْتَعِدٌ، بالهَمْز) ، كَمَا قَالُوا يَأْتَسِرُو فِي ائْتِسارِ الجَزُورِ، قَالَ ابنُ بَرِّيَ: صَوَابُه} ايتَعَدَ، {يَاتَعِدُ، فَهُوَ} مُوتَعِدٌ، من غير همزٍ، وكذالك ايتَسَرَ، يَاتَسِرُ، فَهُوَ مُوتَسِرٌ، بِغَيْر هَمْزٍ، وَكَذَلِكَ ذَكَرَه سِيبويه، وأَصْحَابُه يُعِلُّونَه على حَرَكَةِ مَا قَبْلَ الحَرْفِ المُعْتَلِّ، فيجعَلُونَه يَاءً إِن انْكَسَرَ مَا قَبْلَها، وأَلِفاً إِن انْفَتح مَا قَبلهَا، وواوا إِن انضمّ مَا قَبْلَها، (قَالَ) وَلَا يَجُوز بِالْهَمْز، لأَنه لَا أَصْلَ لَهُ فِي بَاب الوَعْد، واليسْرِ، وعَلى ذالك نَصَّ سِيبويهِ وجميعُ النحويِّينَ البصرِيِّينَ، كَذَا فِي اللِّسَان.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المَوْعِدُ: العَهْدُ، وَبِه فسّرَ مُجَاهِدٌ قولَه تَعَالَى: {مَآ أَخْلَفْنَا} مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا} (سُورَة طه، الْآيَة: 87) وكذالك قَوْله: {9. 028 فاءَخلفتم موعدي} (سُورَة طه، الْآيَة: 86) قَالَ: عَهْدِي.
وَيُقَال للدّابَّة والماشِيَةِ إِذا رُجِيَ خَيْرُهَا وإِقْبَالُها: واعِدٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَيُقَال: هَذَا غُلامٌ تَعدُ مَخايِلُه كَرَماً، وشِيَمُه تَعِدُ جَلَداً وصَرَامَةً، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقَالَ بعضُهم: فُلان يَتَّعِدُ إِذا وَثِقَ بَعِدَتِك، وَقَالَ:
إِنِّي ائْتَمَمْتُ أَبَا الصَّبَّاحِ {- فَاتَّعِدِي
وَاسْتَبْشِرِي بِنَوَالٍ غَيْرِ مَنْزُورِ
{وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (سُورَة البروج، الْآيَة: 2) يومِ الْقِيَامَة، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} (سُورَة الْوَاقِعَة، الْآيَة: 50) وَفِي الأَمْثَال (} العِدَةُ عَطِيَّةٌ) أَي تُعدُّ لَها أَو يَقْبُح إِخْلاَفُهَا كاسترِجَاعِ العَطِيَّة، وَقَوْلهمْ ( {وَعَدَه عِدَةَ الثُّرَيَّا بالقَمَرِ) ، لأَنهما يَلْتَقِيَانِ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، قَالَه الميدانيُّ.
والطَّائِفَةُ} الوَعيدِيَّةُ، فِرْقَةٌ من الخَوَارِج أَفْرَطوا فِي الوَعِيدِ فَقَالُوا بِخُلوده الفُسَّاق فِي النّار.

تَابع كتاب تذييل.
قَالَ الله تَعَالَى: {9. 029 وذ {واعدنا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَة} (سُورَة الْبَقَرَة، الْآيَة: 51) قرأَ أَبو عَمْرٍ و: وَعَدْنَا بغيرِ أَلفٍ، وقرأَ ابنُ كَثِيرٍ ونَافِعٌ وابنُ عامِرٍ وعاصمٌ وحَمْزَةُ والكسَائيُّ: واعَدْنَا، بالأَلف، قَالَ أَبو إِسحَاقَ، اخْتَارَ جَمَاعَةٌ مِن أَهلِ اللغةِ (وإِذ} وَعَدْنَا) بِغَيْر أَلفٍ وَقَالُوا: إِنما اخْتَرْنَا هَذَا لأَن {المُوَاعَدَة إِنما تَكُونُ مِن الآدَمِيّينَ، فاختارَوا (} وَعَدْنا) وقالُوا: دليلنا قولُ الله تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ {وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقّ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 22) وَمَا أشبَهَه، قَالَ: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرُوه لَيْسَ مِثْلَ هاذا. وأَمّا} وَاعَدْنَا هَذَا فجيد، لِأَن الطاعَةَ فِي القَبُولِ بمنزِلةِ {المُوَاعَدَةِ فَهُوَ من الله وَعْدٌ ومِن مُوسى قبولُ واتِّبَاعٌ، فَجَرَى مَجْرى} المُواعَدَة، وَقد أَشارَ لَهُ فِي التَّهْذِيب والمُحكم، ونُقَل مثلُ ذَلِك عَن ثَعْلبٍ. تَكْمِيل:
قَالُوا: إِذا وَعَدَ خَيْراً فَلم يَفْعَلْه قَالُوا: أَخْلَفَ فُلانٌ، وَهُوَ العَيْبُ الفاحِش، وإِذا أَوْعَدَ وَلم يَفْعَلْ فَذَلِك عِنْدهم العَفْوُ والكَرَمُ، وَلَا يُسَمُّون هاذا خُلْفاً، فإِن فَعَلَ فَهُوَ حَقُّه، قَالَ ثَقلبٌ: مَا رَأَيْنَا أَحَداً إِلاَّ وقولُه إِن الله جلَّ وَعَلاَ إِذا وَعَدَ وَفَى وإِذا أَوْعَدَ عَفَا، وَله أَن يُعَذِّب. قَالَه المُطرّز فِي الياقُوت، وحَكَى صاحبُ المُوعب عَن أَبي عمرِو بنِ العَلاَءِ أَنه قَالَ لعَمْرِو بن عُبَيْدٍ إِنّك جاهِلٌ بلُغةِ العَرَب، إِنهم لَا يععُدُّونَ العَافيَ مُخْلِفاً، إِنما يَعُدُّون مَن وَعَدَ خَيْراً فَلم يَفْعَلْ مُخْلِفاً، وَلَا يَعُدُّونَ مَن وَعَدَ شَرًّا فعَفَا مُخْلفاً. أَمَا سَمِعْت قولَ الشاعرِ:
وَلاَ يَرْهَبُ المَوْلَى ولاَ العَبْدُ صَوْلَتِي
وَلاَ اخْتَتِي مِنْ صَوْلَةِ المُتَهَدِّدِ
وإِنِّي وإِنْ أَوْعَدْتُه أَوْ وَعَدْتُه
لَمُخْلِف إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي
وَقد أَوْسَع فِيهِ صاحبُ المُجْمل فِي رِسَالةٍ مُخْتَصَّةٍ بالفَرْق بَين الوَعْد والوَعِيد، فراجِعْهَا.
واختُلِف فِي حُكْم الوفاءِ {بالوْعد، هَل هُوَ واجِبٌ أَو سُنَّة؟ أَقوالٌ. قَالَ شيخُنَا: وأَكثرُ العلماءِ على وجوب الوفَاءِ بالوَعْدِ وتَحْرِيمِ الخَلْفِ فِيهِ، وكاَتْ العرَبُ تَستَعِيبه وتَسْتَقْبِحه، وَقَالُوا: إِخْلافُ الوَعْد من أَخلاق الوَغْد، وَقيل: الوَفَاءُ سُنَّة، والإِخلاف مكروهٌ واستَشْكَلَه بعضُ العلماءِ، وَقَالَ القَاضِي أَبو بكر بن العَرَبيّ بعد سَرْدِ كلامٍ: وخُلْفُ الوَعدِ كَذِبٌ نِفاقٌ، وإِن قَلَّ فَهُوَ مَعْصِيَةٌ. وَقد أَلَّف الحافِظُ السَّخَاوِيُّ فِي ذالك رِسَالَةً مستقلَّة سمَّاهَا (الْتِمَاس السَّعْد فِي الوَفَاءِ بالوَعْد) جمعَ فِيهَا فأَوْعَى. وكذَا الْفَقِيه أَحمد بن حَجَر المَكِّيّ أَلَمَّ على هاذا البَحْثِ فِي (الزَّواجِرِ) ، ونَقلَ احاصِلَ كلامِ السَّخاوِيّ بِرُمَّتِه، فراجِعْه، ثمّ قَالَ شيخُنَا: وأَمَّا الأَخْلافُ فِي} الإِيعاد الَّذِي هُوَ كَرَمٌ وعَفْوٌ فمُتَّفَقٌ على تَخَلُّفِه والتمدُّحِ بِترْكِه، وإِنما اختَلَفوا فِي تَخَلُّفِ الوَعِيدِ بالنِّسْبَة إِليه تَعالَى، فأَجَازَه جَمَاعَة وقالُوا: هُوَ من العَفْوِ والكَرَمِ اللائقِ بِهِ سُبْحَانَه. ومَنَعَه آخَرُونَ، وَقَالُوا: هُوَ كَذِبٌ ومُخَالِفٌ لِقَوْلِه تَعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ} (سُورَة ق، الْآيَة: 29) وَفِيه نَسْخُ الخَبَره، وَغير ذالك، وصُحِّح الأَوَّلُ وَقد أَورَدَهَا مبْسُوطَةً أَبو المُعِين النَّفسيّ فِي التَّبْصِرَة. فراجِعْهَا، وَالله أَعلَمُ.
وعد: {الوعد}: والعدة: وعد الخير.

وعد


وَعَدَ
a. [ يَعِدُ] (n. ac.
وَعْدعِدَة []
مَوْعِد
مَوْعِدَة
مَوْعُوْد
مَوْعُوْدَة), Made promises to.
b. [acc. & acc.
or
Bi], Promised; gave hope of; announced to; threatened
with; foretold; intimated to.
c.(n. ac. وَعْد
وَعِيْد), Bellowed.
وَاْعَدَa. Promised definitely; pledged.
b. Outdid in promising.

أَوْعَدَa. see I (b)
& V.
تَوَعَّدَa. Threatened, menaced; intimidated, frightened.

تَوَاْعَدَa. Made promises to each other.
b. [Ila], Agreed upon, fixed.
إِوْتَعَدَ
(a. ت
or
ي ), Received a promise; was
promised.
b. Threatened each other.

وَعْد
(pl.
وُعُوْد)
a. Promise; pledge; assurance; asseveration.

وَعْدَةa. see 1b. Vow.

وِعْدَة
(pl.
عِدَات)
a. see 1
مَوْعِد
(pl.
مَوَاْعِدُ)
a. Time or place, term of a promise.

وَاْعِدa. Promising; promiser.
b. Announcing, giving signs of; portending.

وَاْعِدَةa. fem. of
وَاْعِد
وَعِيْدa. Threats, menaces.
b. Bellowing.

وَعِيْدِيَّةa. A certain sect.

مِوْعَاْد
(pl.
مَوَاْعِيْدُ)
a. see 18b. Fulfilment of a promise.

N. P.
وَعڤدَ
(pl.
مَوَاْعِيْدُ)
a. Promised.
b. see 1
عِد
a. see 1
عِدِيّ عِدَوِيّ
a. Promissory; by way of promise.
b. Promised.

أَرْض المِيْعَاد
a. The Promised Land.
و ع د: (الْوَعْدُ) يُسْتَعْمَلُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، يُقَالُ: (وَعَدَ) يَعِدُ بِالْكَسْرِ (وَعْدًا) . قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: (وَعَدْتُهُ) خَيْرًا وَوَعَدْتُهُ شَرًّا فَإِذَا أَسْقَطُوا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ قَالُوا فِي الْخَيْرِ: (الْوَعْدُ) وَ (الْعِدَةُ) وَفِي الشَّرِّ (الْإِيعَادُ) وَ (الْوَعِيدُ) فَإِنْ أَدْخَلُوا الْبَاءَ فِي الشَّرِّ جَاءُوا بِالْأَلِفِ، فَقَالُوا: (أَوْعَدَهُ) بِالسَّجْنِ وَنَحْوِهِ. (وَالْعِدَةُ) الْوَعْدُ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

وَأَخْلَفُوكَ عِدَ الْأَمْرِ الَّذِي وَعَدُوا
أَرَادَ عِدَةَ الْأَمْرِ فَحَذَفَ الْهَاءَ عِنْدَ الْإِضَافَةِ. وَ (الْمِيعَادُ الْمُوَاعَدَةُ) وَالْوَقْتُ وَالْمَوْضِعُ وَكَذَا (الْمَوْعِدُ) . (وَتَوَاعَدَ) الْقَوْمُ وَعَدَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. هَذَا فِي الْخَيْرِ. وَأَمَّا فِي الشَّرِّ فَيُقَالُ: (اتَّعَدُوا) . (وَالِاتِّعَادُ) أَيْضًا قَبُولُ الْوَعْدِ. (وَالتَّوَعُّدُ) التَّهَدُّدُ. 

وعد: وعَدَه الأَمر وبه عِدةً ووَعْداً ومَوْعداً ومَوْعِدةٍ ومَوْعوداً

ومَوْعودةً، وهو من المَصادِرِ التي جاءَت على مَفْعولٍ ومَفْعولةٍ

كالمحلوفِ والمرجوعِ والمصدوقةِ والمكذوبة؛ قال ابن جني: ومما جاء من المصادر

مجموعاً مُعْمَلاً قوله:

مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ أَخاه بِيَثْرِبِ

والوَعْدُ من المصادر المجموعة، قالوا: الوُعودُ؛ حكاه ابن جني. وقوله

تعالى: ويقولون متى هذا الوَعْدُ إِن كنتم صادقين؛ أَي إِنجازُ هذا

الوَعْد أَرُونا ذلك؛ قال الأَزهري: الوَعْدُ والعِدةُ يكونان مصدراً واسماً،

فأَما العِدةُ فتجمع عِدات والوَعْدُ لا يُجْمَعُ. وقال الفرء: وعَدْتُ

عِدةً، ويحذفون الهاء إِذا أَضافوا؛ وأَنشد:

إِنَّ الخَلِيطَ أَجَدُّو البَيْنَ فانجَرَدُوا،

وأَخْلَفُوكَ عِدى الأَمرِ الذي وَعَدُوا

وقال ابن الأَنباري وغيره: الفراء يقول: عِدةً وعِدًى؛ وأَنشد:

وأَخْلَفُوكَ عِدَى الأَمرِ

وقال أَراد عدة الأَمر فحذف الهاء عند الإِضافة، قال: ويكتب بالياء. قال

الجوهري: والعِدةُ الوَعْدُ والهاء عوض من الواو، ويجمع على عِداتٍ ولا

يجمع الوَعْدُ، والنسبة إلى عِدَةٍ عَدِيّ وإِلى زِنةٍ زنيٌّ، فلا تردَّ

الواو كما تردُّها في شية. والفراء يقول: عِدَوِيٌّ وزِنَوِيٌّ كما يقال

شِيَوِيٌّ؛ قال أَبو بكر: العامة تخطئ وتقول أَوعَدَني فلان مَوْعِداً

أَقِفُ عليه. وقوله تعالى: وإِذْ واعدنا موسى أَربعين ليلة، ويقرأُ:

وَعَدْنا. قرأَ أَبو عمرو: وعدنا، بغير أَلف، وقرأَ ابن كثير ونافع وابن عامر

وعاصم وحمزة والكسائي واعدنا، باللأَلف؛ قال أَبو إِسحق: اختار جماعة من

أَهل اللغة. وإِذا وعدنا، بغير أَلف، وقالوا: إِنما اخترنا هذا لأَن

المواعدة إِنما تكون من الآدميين فاختاروا وعدنا، وقالوا دليلنا قول الله عز

وجل: إِن الله وعدكم وعد الحق، وما أَشبهه؛ قال: وهذا الذي ذكروه ليس مثل

هذا. وأَما واعدنا فجيد لأَن الطاعة في القبول بمنزلة المواعدة، فهو من

الله وعد، ومن موسى قَبُول واتّباعٌ فجرى مجرى المواعدة قال الأَزهري: من

قرأَ وعدنا، فالفعل لله تعالى، ومن قرأَ واعدنا، فالفعل من الله تعالى

ومن موسى. قال ابن سيده: وفي التنزيل: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة، وقرئ

ووعدنا؛ قال ثعلب: فواعدنا من اثنين ووعدنا من واحد؛ وقال:

فَواعِديهِ سَرْحَتَيْ مالِكٍ،

أَو الرُّبى بينهما أَسْهَلا

قال أَبو معاذ: واعدت زيداً إِذا وعَدَك ووَعَدْته. ووعدت زيداً إِذا

كان الوعد منك خاصة.

والمَوْعِدُ: موضع التواعُدِ، وهو المِيعادُ، ويكون المَوْعِدُ مصدر

وعَدْتُه، ويكون المَوْعِدُ وقتاً للعِدةِ. والمَوْعِدةُ أَيضاً: اسم

للعِدةِ. والميعادُ: لا يكون إِلا وَقْتاً أَو موضعاً. والوَعْدُ: مصدر حقيقي.

والعدة: اسم يوضع موضع المصدر وكذلك المَوْعِدةُ. قال الله عز وجل: إِلا

عن مَوْعِدةٍ وعدها إِياه. والميعادُ والمُواعَدةُ: وقت الوعد وموضعه.

قال الجوهري: وكذلك الموعِدُ لأَن ما كان فاء الفعل منه واواً أَو ياء

سقطتا في المستقبل نحو يَعِدُ ويَزِنُ ويَهَبُ ويَضَعُ ويَئِلُ، فإِن

المَفْعِل منه مكسور في الاسم والمصدر جميعاً، ولا تُبالِ أَمنصوباً كان

يَفْعَلُ منه أَو مكسوراً بعد أَن تكون الواو منه ذاهبة، إِلا أَحْرُفاً جاءَت

نوادر، قالوا: دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، وفلان ابن مَوْرَقٍ، ومَوْكلٌ اسم

رجل أَو موضع، ومَوْهَبٌ اسم رجل، ومَوزنٌ موضع؛ هذا سماع والقياس فيه

الكسر فإِن كانت الواو من يَفْعَلُ منه ثانية نحو يَوْجَلُ ويَوْجَعُ

ويَوْسَنُ ففيه الوجهان، فإِن أَردت به المكان والاسم كسرته، وإِن أَردت به

المصدر نصبت قلت مَوْجَلٌ ومَوْجِلٌ مَوْجِعٌ، فإِن كان مع ذلك معتل الآخر

فالفعل منه منصوب ذهبت الواو في يفعل أَو ثبتت كقولك المَوْلى والمَوْفى

والمَوْعَى من يلي ويَفِي ويَعِي. قال ابن بري: قوله في استثنائه إِلا

أَحرفاً جاءَت نوادر، قالوا دخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، قال: موحد ليس من

هذا الباب وإِنما هو معدول عن واحد فيمتنع من الصرف للعدل والصفة كأُحادَ،

ومثله مَثْنى وثُناءَ ومَثْلَثَ وثُلاثَ ومَرْبَعَ ورباع. قال: وقال

سيبويه: مَوْحَدَ فنحوه لأَنه ليس بمصدر ولا مكان وإِنما هو معدول عن واحد،

كما أَن عُمَرَ معدول عن عامر.

وقد تَواعَدَ القوم واتَّعَدُوا، والاتِّعادُ: قبول الوعد، وأَصله

الاوْتِعادُ قلبوا الواو تاء ثم أَدغموا. وناس يقولون: ائْتَعَدَ يأْتَعِدُ،

فهو مُؤْتَعِدٌ، بالهمز، كما قالوا يأْتَسِرُ في ائْتِسار الجَزُور. قال

ابن بري: ثوابه إِيتَعَد ياتَعِدُ، فهو مُوتَعِدٌ، من غير همز، وكذلك

إِيتَسَر ياتَسِرُ، فهو موتَسِرٌ، بغير همز، وكذلك ذكره سيبويه وأَصحابه

يُعِلُّونه على حركة ما قبل الحرف المعتل فيجعلونه ياء إِن انكسر ما قبلها،

وأَلفاً إِن انفتح ما قبلها، وواواً إِذا انضم ما قبلها؛ قال: ولا يجوز

بالهمز لأَنه أَصل له في باب الوعد واليَسْر؛ وعلى ذلك نص سيبويه وجميعُ

النحويين البصريين. وواعَدَه الوقتَ والموضِعَ وواعَدَه فوعَده: كان أَكبر

وعْداً منه. وقال مجاهد في قوله تعالى: ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ

بِمَلْكِنَا؛ قال: المَوْعِدُ العَهْد؛ وكذلك قوله تعالى: وأَخلفتم مَوْعِدي؛

قال: عَهْدي. وقوله عز وجل: وفي السماءِ رِزْقُكم وما تُوعَدون؛ قال: رزقكم

المطر، وما توعدون: الجنةُ. قال قتادة في قوله تعالى: واليَوْمِ

المَوْعُودِ؛ إِنه يوم القيامة.

وفرس واعِدٌ: يَعِدُك جرياً بعد جري. وأَرض واعِدةٌ: كأَنها تَعِدُ

بالنبات. وسَحاب واعِدٌ: كأَنه يَعِدُ بالمطر. ويوم واعِدٌ: يَعِدُ بالحَرِّ؛

قال الأَصمعي: مررت بأَرض بني فلان غِبَّ مطر وقع بها فرأَيتها واعِدةً

إِذا رجي خيرها وتمام نبتها في أَول ما يظهر النبت؛ قال سويد بن كراع:

رَعَى غيرَ مَذْعُورٍ بِهنَّ وَراقَه

لُعاعٌ، تَهاداهُ الدَّكادِكُ، واعِدُ

ويقال للدابّة والماشية إِذا رُجِيَ خيرها وإِقبالها: واعد؛ وقال

الراجز:كيفَ تَراها واعِداً صِغارُها،

يَسُوءُ شنَّاءَ العِدى كِبارُها؟

ويقال: يَوْمُنا يَعِدِ بَرْداً. ويَوْمٌ واعِدٌ إِذا وَعَدَ أَوَّلُه

بَحَرٍّ أَو بَرْدٍ. وهذا غلام تَعِدُ مَخايِلُه كَرَماً، وشِيَمُه تَهِدُ

جَلْداً وصَرامةً.

والوَعِيدُ والتَّوَعُّدُ: التَّهَدُّدُ، وقد أَوْعدَه وتَوَعَّدَه. قال

الجوهري: الوَعْدُ يستعمل في الخير والشرّ، قال ابن سيده: وفي الخير

الوَعْدُ والعِدةُ، وفي الشر الإِيعادُ والوَعِيدُ، فإِذا قالوا أَوْعَدْتُه

بالشر أَثبتوا الأَلف مع الباء؛ وأَنشد لبعض الرُّجاز:

أَوعَدَني بالسِّجْنِ والأَداهِمِ

رِجْلي، ورِجْلي شثْنةُ المَناسِمِ

قال الجوهري: تقديرهُ أَوعدني بالسجن وأَوعَدَ رجلي بالأَداهم ورجلي

شَثْنة أَي قويّة على القَيْد. قال الأَزهري: كلام العرب وعدْتُ الرجلَ

خَيراً ووعدته شرّاً، وأَوْعَدْتُه خيراً وأَوعَدْتُه شرّاً، فإِذا لم يذكروا

الشر قالوا: وعدته ولم يدخلوا أَلفاً، وإِذا لم يذكروا الشر قالوا:

أَوعدته ولم يسقطوا الأَلف؛ وأَنشد لعامر بن الطفيل:

وإِنّي، إِنْ أَوعَدْتُه، أَو وَعَدْتُه،

لأُخْلِفُ إِيعادِي وأُنْجِزُ مَوْعِدِي

وإِذا أَدخلوا الباء لم يكن إِلا في الشر، كقولك: أَوعَدُتُه بالضرب؛

وقال ابن الأَعرابي: أَوعَدْتُه خيراً، وهو نادر؛ وأَنشد:

يَبْسُطُني مَرَّةً، ويُوعِدُني

فَضْلاً طَرِيفاً إِلى أَيادِيهِ

قال الأَزهري: هو الوَعْدُ والعِدةُ في الخَيْر والشرّ؛ قال القطامي:

أَلا عَلِّلاني، كُلُّ حَيٍّ مُعَلَّلُ،

ولا تَعِداني الخَيْرَ، والشرُّ مُقْبِلُ

وهذا البيت ذكره الجوهري:

ولا تعداني الشرّ، والخير مُقبل

ويقال: اتَّعَدْتُ الرجلَ إِذا أَوْعَدْتَه؛ قال الأَعشى:

فإِنْ تَتَّعِدْني أَتَّعِدْك بِمِثْلها

وقال بعضهم: فلان يَتَّعِدُ إِذا وثقِ بِعِدَتكَ؛ وقال:

إِني ائْتَمَمْتُ أَبا الصَّبّاحِ فاتَّعِدي،

واسْتَبْشِرِي بِنوالٍ غير مَنْزُورِ

أَبو الهيثم: أَوْعَدْتُ الرجل أَتَوَعَّدُه إِيعاداً وتَوَعَّدْتُه

تَوَعُّداً واتَّعَدْتُ اتِّعاداً.

ووَعِيدُ الفحْل: هَديرهُ إِذا هَمَّ أَنْ يَصُولَ. وفي الحديث: دخَلَ

حائِطاً من حيطان المدينة فإِذا فيه جَمَلان يَصْرِفان ويُوعِدانِ؛ وعِيدُ

فَحْلِ الإِبل هَديرُه إِذا أَراد أَنْ يصول؛ وقد أَوْعَد يُوعدُ

إِيعاداً.

الحَنَسُ

الحَنَسُ، بالتحريك: لُزومُ وَسَطِ المَعْرَكَةِ شَجاعَةً، وبضمَّتَيْنِ: الوَرِعونَ الــمُتَّقُونَ.
والحَوَنَّسُ، كعَمَلَّس: الذي لا يضيمُهُ أَحَدٌ، وإذا قَام في مكانٍ، لا يُحَلْحِلُهُ أحَدٌ. وكتَنُّورٍ: حَنُّوسُ بنُ طارِقٍ الْمَغْرِبِيُّ.

الجنة

الجنة:
[في الانكليزية] Paradise
[ في الفرنسية] Paradis
بالفتح بمعنى بهشت والسّبعية من هذا يريدون راحة الأبدان من التكليفات الشّرعية كما سيأتي.
الجنة
تحدث القرآن كثيرا عن الجنة وما فيها من النعيم، الذى ينتظر من آمن وعمل صالحا، وعند ما أراد أن يقرّب إلى أذهاننا سعة هذه الجنة وضخامتها، قال:
وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (آل عمران 133). ولما كان العرض عادة أضيق من الطول ترك للخيال أمر تصور طول يكون عرضه السموات والأرض؛ وقد أعد في هذه الجنة مساكن وصفها القرآن بأنها طيّبة، تطيب فيها الحياة، ويسعد فيها المقيم.
عنى القرآن أكثر ما عنى وهو يتحدث عن الجنة بأن الأنهار تجرى من تحتها، فكثيرا ما تسمع فيه هذا الوصف الذى ورد في قوله سبحانه: أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 89). ولا ريب أن للأنهار منظرا يروق العين، ويثلج النفس، ويهيج القلب، فضلا عن أن الماء يوحى بمعنى الحياة والاطمئنان إليها، وليست هذه الأنهار الجارية مياها متدفقة فحسب، ولكنها أنهار متنوعة بين ماء عذب، ولبن سائغ، وخمر شهى، وعسل صاف، مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْــمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى (محمد 15). ومن هذه الأنهار يعب الشاربون كما
يشاءون. ولا يكتفى القرآن بذكر هذه الأنهار الجارية فيها، بل يحدثنا عن العيون المتفجرة في أرجائها، ولتفجر العيون في النفس أثره المبهج السار.
ويعيش أهل الجنة في جو لا يؤذيه حر الشمس ولا قوة البرد، لا يَرَوْنَ فِيها شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً (الإنسان 13). ولكنها ظل ظليل لا يمحوه وهج الشمس، وقد أكثر القرآن من الحديث عن ظلّ الجنة، فقال مرة: وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (النساء 57). وقال: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (المرسلات 41). وقال: أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها (الرعد 35). وقال:
وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها (الإنسان 14). وقال: هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ (يس 56). والظل مما تجد النفس عنده الطمأنينة، وتشعر لديه بالهدوء والغبطة يلجأ إليه السائر في حرّ الظهيرة، فيجد راحة نفسه وهدوء قلبه، وكأن           القرآن بهذا الوصف يعقد مباينة تامة بين النار الملتهبة لا يجد فيها الإنسان مأوى من لظاها، وبين الجنة ذات الظل الوافر الظليل.
وأجمل القرآن مرّة ما في الجنة من نعيم الطعام والشراب حين قال: يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ (الزخرف 71). وخص القرآن من بين أنواع الطعام، الفواكه بالحديث يجمعها حينا، ويعدد بعض أنواعها حينا آخر، ويتحدث عن قرب مجتناها، ودنو قطوفها، فقال مرة: أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (الصافات 41 - 43). وقال ثانية:
وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ (الزخرف 72، 73). وقال أخرى: وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ذَواتا أَفْنانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ كَأَنَّهُنَّ الْياقُوتُ وَالْمَرْجانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ مُدْهامَّتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (الرحمن 45 - 68). وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ (ص 49 - 51). وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (الواقعة 27 - 33). إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً حَدائِقَ وَأَعْناباً (النبأ 31 - 32).
وأشار إلى اللحم بعامة، ولحم الطيور بخاصة في موضعين من القرآن. ولعل العناية بذكر الفاكهة، مع أن القرآن قد أشار إلى أن في الجنة من كل الثمرات، وبذكر اللحم تشير إلى ما فيه أهل الجنة من الترف والنعيم، فالمعتاد أن هذين النوعين من الطعام يسعد بغزارتهما الأغنياء المترفون.
وخص القرآن من بين أنواع الشراب الماء واللبن والخمر والعسل، وتحدث كثيرا عن خمر الجنة وما تمتاز به من خمر هذه الحياة، فهى خمر خالصة للذة لا تعتدى على العقل، ولا تنتهب قواه، يُطافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ (الصافات 45 - 47). خمر يحتفظ فيها الشارب بخير ما أعطى من النعم وهو عقله، وإذا كانت الخمر يجمل شربها من يد ساق جميل، فقد أعد في الجنة هؤلاء السقاة وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (الطور 24).
هذا إلى ألوان أخرى من الشراب، خصت بها الجنة، هذا، وما في الجنة من ألوان الطعام والشراب دائم لا نفاد له، إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ (ص 54).
ويقدم الطعام والشراب في صحاف وأكواب صنعت من الذهب والفضة وَيُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً (الإنسان 15، 16).
أما ملابسهم فمن الحرير والإستبرق ، يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ (الكهف 31). ويجلسون متقابلين مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (الرحمن 54). وعَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (الواقعة 15 - 16).
يتحدثون، وقد بدت على وجوههم البهجة والسرور، تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (المطففين 24). قد اطمأنت نفوسهم إلى هذا النعيم المقيم، وملأ الرضا نفوسهم فلا غلّ فيها ولا حفيظة، وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (الحجر 47)، تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ (الأعراف 43). وهذا مجلس من مجالس أهل الجنة يصفه القرآن في قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ لا تَسْمَعُ فِيها لاغِيَةً فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (الغاشية 8 - 16). ويصف مجلسا آخر من مجالسها قائلا: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً (الواقعة 10 - 26). قد امتلأت نفوسهم بالغبطة لرضا الله عنهم ورضاهم عن نتيجة أعمالهم، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ (المائدة 119). وتدور بينهم أطيب
الأحاديث وأسعدها، وها هم أولاء قد ضمهم مجلس، فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ أَفَما نَحْنُ بِمَيِّتِينَ  إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الصافات 50 - 60).
وها هم أولاء قد ضمهم مجلس ثان، وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (الطور 25 - 28). ويصورهم يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (المدثر 40 - 47).
وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (الأعراف 47).
أوليس في هذا التصوير ما يدفع إلى التفكير العميق حذرا من كارثة مقبلة.
ويملأ هذه الجنة أنسا هؤلاء الزوجات اللاتى جمعن بين جمال الجسم وجمال النفس، فهن حور كواعب، كأنهن الياقوت والمرجان، عين كأنهن بيض مكنون، أما خلقهن فإنهن يتزيّن بأجمل صفات النساء وأسماها، وهى صفة العفة التى عبر القرآن عنها بقصر الطرف، إذ وصفهن مرارا بقوله: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ (ص 52). وبذا كله تصبح الجنة كما وصفها القرآن- نعيما وملكا كبيرا.
تلك هى الجنة كما رسمها القرآن، نعيم مقيم، ولذة دائمة، ومتعة لا تنفد، وقد يقال إن القرآن قد أكثر من ذكر اللذائذ الجسمية، والمتع الجسدية، ولكن يجب ألا ننسى أن الإنسان الطبيعى الكامل جسما وعقلا يسرّ لهذه اللذائذ ويهش لها، ويتمنى أن لو عاش تلك الحياة السعيدة المنعمة، فليس في الطبيعة البشرية زهد فى اللذائذ ولا كراهة لها، فلا جرم كان الوعد بالحصول عليها جزاء العمل الطيب، مغريا بهذا العمل وحاثا عليه، ولم يعمل الناس ويجاهدون؟ إنهم يعملون للحصول على مستوى رفيع في الحياة، يمكنهم من الحصول على السعادة الجسمية والروحية، ومن يزعم أن الطبيعة البشرية المثالية تتجه إلى الزهد أو تميل إليه فهو مغال مسرف، بل جاهل بحقيقة الطبيعة البشرية، فالناس في هذه الحياة يجاهدون ليصلوا بحياتهم المادية إلى مستوى سام رفيع، ويحصلوا على أكثر ما يستطيعون الحصول عليه من هذه السعادة المادية، لها يجاهد الناس، ومن أجلها تقتتل الأمم، وكان لذلك وصف النعيم مثيرا في النفس رغبة العمل لنيله والحصول عليه، وكان وصف لذائذ الجنة المادية مما يتفق مع طبيعة الإنسان، والقرآن بهذا يلحظ الجانب الواقعى من حياة الإنسان. ومع قوة ما للنعيم المادى من أثر في قوة توجيه المرء إلى الصالح النافع، لم ينس القرآن اللذة الروحية في وصف نعيم الجنة، فهذا الرضا النفسى عن نتيجة الأعمال التى قدمها المرء في هذه الحياة، والسرور برضوان الله، لكل هذه لذة روحية سامية، بل لقد أشار القرآن إلى أن هذا الرضوان من الله أكبر من هذه اللذائذ حين قال: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 72). أرأيت أن القرآن لم يغفل الجانب الروحى فى الإنسان، جانب السرور بمغفرة الله ورضوانه، وأنه لم يغفل غرائز الإنسان التى تندفع إلى طلب اللذائذ واجدة في هذه الملذات سعادتها وهناءتها، ولو أن القرآن اقتصر على وصف اللذة الروحية، كان في ذلك الاتجاه انحراف عن الطريق الطبيعى الذى تسير فيه الطبيعة الإنسانية السليمة.
الجنة: بالضم، ما يتوقى من الأذى، والفتح في الأصل المرة من الجن وهو مصدر جنة إذا ستره، ومدار التركيب على ذلك، سمي به الشجر المظلم لالتفاف أغصانه وستر ما تحته، ثم البستان لما فيه من الأشجار المتكاثفة المظلة، ثم دار الثواب لما فيها من الجنان.

جنة الأفعال عند القوم: الجنة الصورية الحسية.

المثل

المثل: إن كان من الجنس فهو ما سد مسد غيره في الجنس، وإن كان من غيره فالمراد ما كان فيه معنى يقرب به من غيره كقربه من جنسه. وقال الراغب: المثل عبارة عن قول في شيء قولا في شيء آخر بينهما مشابهة ليبين أحدهما الآخر ويصوره. وقال الحرالي: المثل أمر ظاهر للحس ونحوه يعتبر به أمر خفي يطابقه فينفهم معناه باعتباره. وقال في موضع آخر: المثل ما يتحصل في باطن الإدراك من حقائق الأشياء المحسوسة فيكون ألطف من الشيء المحسوس فيقع لذلك جاليا لمعنى مثل المعنى المعقول، ويكون الأظهر منهما مثلا للأخفى.
المثل:
[في الانكليزية] Similar ،proverb
[ في الفرنسية] Semblable ،Proverbe
بفتح الميم والثاء المثلثة في الأصل بمعنى النظير ثم نقل منه إلى القول السائر أي الفاشي الممثّل بمضربه وبمورده، والمراد بالمورد الحالة الأصلية التي ورد فيها الكلام وبالمضرب الحالة المشبّهة بها التي أريد بالكلام وهو من المجاز المركّب، بل لفشو استعمال المجاز المركّب بكونه على سبيل الاستعارة، سمّي بالمثل ثم إنّه لا تغيّر ألفاظ الأمثال تذكيرا وتأنيثا وإفرادا وتثنية وجمعا، بل إنما ينظر إلى مورد المثل. مثلا إذا طلب رجل شيئا ضيّعه قبل ذلك تقول له: ضيّعت اللّبن بالصيف بكسر تاء الخطاب لأنّ المثل قد ورد في امرأة، وذلك لأنّ الاستعارة يجب أن يكون لفظ المشبّه به المستعمل في المشبّه، فلو تطرق تغيّر إلى الأمثال لما كان لفظ المشبّه به بعينه فلا يكون استعارة فلا يكون مثلا. وتحقيق ذلك أنّ المستعار يجب أن يكون اللفظ الذي هو حقّ المشبّه به، أخذ منه عارية للمشبّه، فلو وقع فيه تغيير لما كان هو اللفظ الذي يختصّ المشبّه به فلا يكون أخذ منه عارية. وينبغي أن لا يلتبس عليك الفرق بين المثل والإشارة إلى المثل كما في ضيّعت على صيغة المتكلّم فإنّه مأخوذ من المثل وإشارة إليه فلا ينتقض به الحكم لعدم تغيّر الأمثال. وللأمثال تأثير عجيب في الآذان وتقرير غريب لمعانيها في الأذهان. ولكون المثل مما فيه غرابة استعير لفظه للحال أو الصفة أو القصة إذا كان لها شأن عجيب ونوع غرابة كقوله تعالى مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً أي حالهم العجيب الشأن. وكقوله وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى أي الصفة العجيبة.
وكقوله مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْــمُتَّقُونَ أي فيما قصصنا عليكم من العجائب قصّة الجنة العجيبة، هكذا من المطول وحاشيته لأبي القاسم والأطول.
فائدة:

في الإتقان أمثال القرآن قسمان: ظاهر مصرّح به كقوله مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً الآيات ضرب فيها للمنافقين مثلين مثلا بالنار ومثلا بالمطر، وكامن. قال الماوردي:
سمعت أبا إسحاق ابراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول: سمعت أبي يقول: سألت الحسين بن الفضل فقلت: إنّك تخرّج أمثال العرب والعجم من القرآن. فهل تجد في كتاب الله خير الأمور أوسطها؟ قال: نعم، في أربعة مواضع. قوله لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ وقوله وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً وقوله وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ، وقوله وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ الآية. قلت فهل تجد فيه من جهل شيئا عاداه؟

قال: نعم، في موضعين بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ. قلت فهل تجد فيه: لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين. قال هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ. قلت: فهل تجد فيه قولهم لا تلد الحيّة إلّا الحية؟ قال: وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً. وفي مجمع الصنائع يقول: إنّ إرسال المثل عند الشعراء هو: أن يورد الشاعر في كلّ بيت مثلا. مثاله: ومعناه: لا يطفئ ماء الخصم نارك. ولا تسحب حرارة الشمس حلقات الأفعى. ومثال آخر: معناه:
العظمة تقتضي منك الكرم فما لم تبذر الحبّ لا ينبت وأمّا إرسال مثلين فهو إيراد مثلين في بيت واحد ومثاله (ومعناه):
نصيحة كلّ الناس كالهواء في القفص وهي في أذن الجهّال كالماء في غربال
المثل:
[في الانكليزية] Equal ،identical
[ في الفرنسية] Pareil ،identique
بالكسر والسكون عند الحكماء هو المشارك للشيء في تمام الماهية، قالوا التماثل والمماثلة اتّحاد الشيئين في النوع أي في تمام الماهية. فإذا قيل هما متماثلان أو مثلان أو مماثلان كان المعنى أنّهما متفقان في تمام الماهية. فكلّ اثنين إن اشتركا في تمام الماهية فهما المثلان وإن لم يشتركا فهما المتخالفان، وكذا عند بعض المتكلّمين حيث قال في شرح الطوالع: حقيقته تعالى لا تماثل غيره أي لا يكون مشاركا لغيره في تمام الماهية. وفي شرح المواقف: الله تعالى منزّه عن المثل أي المشارك في تمام الماهية. وقال بعضهم كالأشاعرة: التماثل هو الاتحاد في جميع الصفات النفسية وهي التي لا تحتاج في توصيف الشيء بها إلى ملاحظة أمر زائد عليها كالإنسانية والحقيقة والوجود والشيئية للإنسان. وقال مثبتوا الحال: الصفات النفسية ما لا يصحّ توهّم ارتفاعها عن موصوفها ويجيء ذكرها في محلها.
فالمثلان والمتماثلان هما الموجودان المشتركان في جميع الصفات النفسية، ويلزم من تلك المشاركة المشاركة فيما يجب ويمكن ويمتنع، ولذلك يقال المثلان هما الموجودان اللذان يشارك كلّ منهما الآخر فيما يجب له ويمكن ويمتنع أي بالنظر إلى ذاتيهما فلا يرد أنّ الصفات منحصرة في الأقسام الثلاثة، فيلزم منه اشتراك المثلين في جميع الصفات، سواء كانت نفسية أولا، فيرتفع التعدّد عنهما. وقد يقال بعبارة أخرى المثلان ما يسدّ أحدهما مسدّ الآخر في الأحكام الواجبة والجائزة والممتنعة، أي بالنظر إلى ذاتيهما، وتلازم التعاريف الثلاثة ظاهر بالتأمّل. ثم لما كانت الصفة النفسية ما يعود إلى نفس الذات لا إلى معنى زائد على الذات فالتّماثل أيضا من الصفات النفسية لأنّه أمر ذاتي ليس معلّلا بأمر زائد عليها. وأمّا عند مثبتي الأحوال منا كالقاضي ففيه تردّد إذ قال تارة إنّه زائد على الصفات النفسية ويخلو موصوفه عنه بتقدير عدم خلق الغير، فلا يكون من الأحوال اللازمة التي تنحصر الصفات النفسية فيها. وقال تارة أخرى إنّه غير زائد.
ويكفي في اتصاف الشيء بالتّماثل تقدير الغير، فيكون الشيء حال انفراده في الوجود متصفا بالتماثل غير خال عنه، ثم أيّد هذا بأنّ صفات الأجناس لا تعلّل بالغير اتفاقا، فلا يكون التماثل موقوفا على وجود الغير تحقيقا، وأمّا تقديرا فلا يضر. ثم من الناس من ينفى التّماثل لأنّ الشيئين إن اشتركا من كلّ وجه فلا تعدّد فضلا عن التّماثل، وإن اختلفا من وجه فلا تماثل، والجواب منع الشرطية الثانية إذ قد يختلفان بغير الصفة النفسية. وقال جمهور المعتزلة المثلان هما المتشاركان في أخصّ وصف النفس، فإن أرادوا أنّهما مشتركان في الأخص دون الأعم فمحال، وإن ارادوا اشتراكهما في الأخص والأعم جميعا فما ذكر سابقا أصرح من هذا. ولهم أن يقولوا الاشتراك في الأعم وإن كان لازما منه لكنه خارج عن مفهوم التماثل إذ مداره على الاشتراك في الأخصّ. فقيد الأخصّ ليس احترازيا بل لتحقيق الماهية. ويرد عليهم أنّ التماثل للمثلين إمّا واجب الحصول لموصوفه عند حصول الموصوف فلا يعلّل على رأيهم، إذ من قواعدهم أنّ الصفة الواجبة يمتنع تعليلها فلا يجوز تعريفه بالاشتراك في أخصّ صفات النفس لاقتضائه كونه معلّلا بالأخصّ، أولا يكون واجب الحصول فيجوز حينئذ كون السوادين مختلفين تارة وغير مختلفين أخرى. وقال النّجّار من المعتزلة المثلان هما المشتركان في صفة إثبات وليس أحدهما بالثاني قيد الصفة بالثبوتية لأنّ الاشتراك في الصفات السلبية لا يوجب التماثل ويلزمه تماثل السواد والبياض لاشتراكهما في صفات ثبوتية كالعرضية واللونية والحدوث، وكذا مماثلة الرّبّ للمربوب إذ يشتركان في بعض الصفات الثبوتية كالعالمية والقادرية. اعلم أنّ المتشاركين في بعض الصفات النفسية أو غيرها لهم تردّد وخلاف ويرجع إلى مجرّد الاصطلاح، لأنّ المماثلة في ذلك المشترك ثابتة معنى والمنازعة في إطلاق الاسم. قال القاضي القلانسي من الأشاعرة:
لا مانع من ذلك في الحوادث معنى ولفظا إذ لم يرد التماثل في غير ما وقع فيه الاشتراك حتى صرّح القلانسي بأنّ كلّ مشتركين في الحدوث متماثلان في الحدوث، وعليه يحمل قول النّجار، فلا مماثل عنده للحوادث في وجوده عقلا أي بحسب المعنى، والنزاع في إطلاق المتماثل للحدوث عليه تعالى، ومأخذ الإطلاق السمع. فللنّجار أن يلزم التماثل بين الرّبّ والمربوب معنى وإن منع إطلاق اللفظ عليه وأن يلزم في السواد والبياض معنى ولفظا.
فائدة:
كلّ متماثلين فإنّهما لا يجتمعان في محلّ وإليه ذهب الشيخ الأشعري ومنعه المعتزلة، واتفقوا على جواز اجتماعهما مطلقا إلّا شرذمة منهم فإنّهم قالوا لا تجتمع الحركتان المتماثلتان في محلّ وإن شئت التفصيل فارجع إلى شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم.

الاتِّقَاء 

الاتِّقَاء
الاتّقاء: افتعال من: وقَى يقِي، فالمجرّد يتعدّى إلى مفعولين، كما قال تعالى: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ} .
أي حفظهم عنه.
وأما الافتعال منه فيتعدى إلى مفعول واحد، اتقيت الشر: تحفّظت منه، اتقيت السيف بالتُّرس: جعلتَه حاجزاً بينك وبين السيف. قال تعالى:
{أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} .
قال النابغة:
سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إسْقَاطَهُ ... فَتَنَاوَلَتْهُ واتَقَتْنَا بِالْيَدِ
وفي الحديث:
"اتَقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ" .
أي التمِسوا وقايةً من النار، ولو بشِقّ تمرةٍ تُعطوها الفقراءَ. وربّما يُراد به -على التجريد- محضُ جعل الشيء من القدّام كالحاجز كما قال امرؤ القيس:
تَصدُّ وتُبْدِي عَن أَسِيلٍ وتَتَّقِي ... بِنَاظِرَةٍ مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ مُطْفِلِ
فجرّد عن مفهوم الخوف، وهو قليل. فإنّ الاتقاء في أصل معناه يكون من خوف ضرر. وعلى هذا يأتي على أربعة أوجه:
الأول هو التحفظ عما يخاف الضرر منه، كما في قوله تعالى:
{إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} .
أيضاً:
{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} .
والثاني هو الخوف من شرّ، كما في قوله تعالى:
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} .
أيضاً:
{وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} .
أيضاً: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} .
والثالث هو التخشّع بين يدي المنعم القدّوس الذي يرحم على الشاكر البارِّ، ولا يرضى بالكفر والإثم، وهو العالم بكل شيء. وبهذا الوجه يشبه "الرهبة"، كما في قوله تعالى:
{إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} .
أيضا:
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} .
أيضا:
{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا} .
وهذا كثير.
والرابع هو الوجه الجامع للوجوه الثلاثة، ويدل على التحفّظ عن الإثم من خوف نتائجه السيئة ومن خوف سخط الرب. وهذا المعنى الجامع يراد منه كثيراً إذا جاء مجرداً عن المفعول. ويعبّر عنه بالتقوى، كما في قوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} .
أيضاً:
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} .
أيضاً: {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} .
أيضاَ:
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} .
أيضاً:
{ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
فالمتقي بهذا المعنى: من أُشِربَ قلبهُ تعظيمَ الرب وخوفَ سخطه ونتائج الإثم. ولذلك كثر في القرآن مدح المتقين ومقابلتهم بالمجرمين الطاغين.
والقرآن تارةً يكتفي بهذه الكلمة الجامعة، وتارةً يفصّل معناه، وتارةً يريد الوجوه الثلاثة على سواء، وتارةً يريد وجهاً خاصاً أوّلاً وبالذات. وباقي الوجوه ثانياً حسبمَا يناسب المقام، كما هو الأصل في فهم الكلمات الجامعة.
فأمّا الاكتفاء بهذا الاسم مع إرادة المعنى الجامع فكثير. وذلك حيث مدح الله المتّقين، ولم ينبّه على بعض أوصافهم الخاصة.
وأما الإلماع إلى بعض وجوهه حسب محله فأيضاً كثير. ومنه قوله تعالى:
{أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} .
أي الذين يجتنبون الإثم مع الخشية، فإن "الفجور" هو ارتكاب الإثم مع الجسارة.
أيضاً: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
الآيتان متقابلتان، كما هو ظاهر. وجاءت كلمة {اتَّقَى} في مقابلة {استغنى} فالمراد به: مَن تخشّع للرب تعالى خاشياً راجياً، فلم يستغن عنه.
وأما تفصيل المعنى الجامع، فكما ترى في قوله تعالى:
{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} إلى قوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْــمُتَّقُونَ} .
وذكر قبله أبواب الإيمان والأعمال الصالحة، فدلَّ على أن المتقين هم الذين جمعوا هذه الصفات.
واعلم أن جهة الحال والكيفية أظهرُ في معناها من جهة العمل، وجهة الكفِّ أغلبُ من جهة الفعل. ولذلك تارةً تقترن بالفعل على سبيل التقابل، كما في قوله تعالى:
{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا} .
وتارةً تقترن بالكفّ على سبيل البيان، كما في قوله تعالى:
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} .
ومع ذلك لكونها حالة هي مَنبع الأعمال، فتقترن بالإيمان على سبيل التقابل والتفصيل، كما ترى في قوله تعالى. {وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا} .
وهذا كثير، ثم هي منبع العلم أيضاً لكونها حالةً تصلح القلب
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.