Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مؤدى

مُؤَدَّى

مُؤَدَّى
الجذر: أ د ي

مثال: أَلْقَى خطابًا نشرت الصحف مؤداه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم تذكر في المعاجم.

الصواب والرتبة: -ألقى خطابًا نشرت الصحف فحواه- خلاصته [فصيحة]-ألقى خطابًا نشرت الصحف مؤداه [صحيحة]
التعليق: يمكن تصحيح العبارة المرفوضة على اعتبار أن «مؤدَّى» مصدر ميمي من الفعل «أدَّى» بمعنى «أوصل»، ويكون المعنى المقصود هو الهدف أو المرمى من الهدف.

أدي

[أد ي] أًَدَّى الشَّيْءَ: أَوْصَله، والاسمُ الأَداءُ. وهو آدَى للأَمانَةِ مِنْهُ. وأَدَى اللَّبَنُ أُدِيّا: خَثرَ ليَرُوبَ. وأَدَى السِّقاءُ يَأْدِى أُدِيّا: أَمكَنَ ليُمْخَضَ. وهو بإِدائِة: أي بإِزائه، طائِيّةٌ. وآدًَانِي السُّلْطانُ عليه: أعدانى واستأْديتُه عليه: اسْتَعْدَيْتُه. وآدَيْتَهُ عليه: أَعَنْتُه، كُلُّه منه. وإِناءٌ أَدِىٌّ: صَغَيرٌ. وسِقاءٌ أَدِىٌّ: بينَ الصَّغِيرِ والكبَيرِ. ومالٌ أَدِىٌّ، ومَتاعٌ أَدِىٌّ، كِلاهُما: قَلِيلٌ. ورَجُلٌ أَدِىٌّ: خَفِيفٌ مُشَمِّرٌ. وقَطَع اللهُ أَدَيْهِ: أي يَدَيْهِ. وأَدَى الشَّيْءُ: كَثُرَ. وآداهُ مالُه: كَثُرَ عليه فغَلَبَهُ، قال:

(إِذا آدَاك مالُكَ فامْتَهِنْه ... لجاديِه وإِنْ قَرِعَ المُراحُ)

وأَدَى القومُ وآدُوا: كَثُرُوا بالمَوْضِعِ وخَصِبُوا. وإِنّما قَضَيْنا على ما لَمْ تَظْهَرِ الياءُ فيهِ من هذا الباب بالياء لكونِها لامًا.
 أديم: مأدوم. ومنه: سمنكم هريق في أديمكم.

ومن المجاز: فلان مؤدم مبشر للين في خشونة. وليس تحت أديم السماء أكرم منه، وأتيته شد الضحى ورأد الضحى وأديم الضحى، بمعنىً. وظل أديم النهار صائماً، وأديم الليل قائماً، أي كله. قال بشر يصف إبلا:

فباتت ليلة وأديم يوم ... على المتهى يجز لها الثغام

وقال معقل بن عوف بن سبيع:

فباتوا حلونا حرساً وباتت ... أديم الليل لا يعذفن عوداً

وفلان إدام قومه وأدم بني أبيه: لثمالهم وقوامهم ومن يصلح أمورهم. وهو أدمة قومه: لسيدهم ومقدمهم. وأتدم العود إذا جرى فيه الماء.

ومن الكناية: ليس بين الدراهم والأدم مثله، يريدون بين العراق واليمن، لأن تبايع أهلهما بالدراهم والأدم قال أوس ن حجر:

وما عدلت نفسي بنفسك سيداً ... سمعت به بين الدراهم والأدم
أدي
أدَّى/ أدَّى إلى/ أدَّى بـ يؤدِّي، أَدِّ، تَأْدِيَةً، فهو مُؤَدٍّ، والمفعول مُؤَدًّى
• أدَّى عملَه: قام به، أتمَّه وأنجزه، قضاه "أدَّى الصَّلاةَ: أقامها في وقتها- أدَّى واجبَه/ التَّحيّةَ العسكريّة/ اليمينَ الدستوريّة- أدَّى دورَ البطل في المسرحيّة- أدَّى الدَّيْنَ: وفّاه".
• أدَّى الحقَّ/ أدَّى إليه الحقَّ: أوصله، وسلَّمه "أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ وَلاَ تَخُنْ مَنْ خَانَكَ [حديث]- {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} ".
• أدَّى المرضُ إلى الوفاة/ أدَّى به المرضُ إلى الوفاة: انتهى وأفضى به، قاده إليها "أدَّى به الاكتئابُ إلى العزلة- أدَّى به دأبه وجدّه إلى التفوّق- سياسة العنف أدَّت إلى مزيد من التعقيدات- شنُّوا حربًا أدَّت بهم إلى الهلاك- كلُّ الطُّرق تؤدِّي إلى روما [مثل]: يُضرب للوسائل المختلفة التي تقود إلى غاية واحدة". 

تأدَّى/ تأدَّى إلى/ تأدَّى لـ يتأدَّى، تَأَدَّ، تأدّيًا، فهو مُتَأَدٍّ، والمفعول مُتَأَدَّى إليه
• تأدَّى الرَّجلُ:
1 - اتَّخذ الأداةَ واستعدّ.
2 - تأهَّب.
• تأدَّى الأمرُ: انقضى، قُضي "تأدَّتِ المهمَّةُ التي كُلّفتُ بها- تأدَّى دَيْنُه".
• تأدَّى إليه الخبرُ: وصل.
• تأدَّى له من حقِّه: قضاه له. 

أداء [مفرد]:
1 - تسديد أو دَفْع ما هو واجب ومستحقّ "دَيْنُ اللهِ أَحَقُّ بِالأَداءِ مِنْ دَيْن الْعَبْدِ [حديث]- {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} ".
2 - تمثيل "كان أداء الممثِّل أمام الجمهور أكثر من رائع".
3 - تلاوة القرآن كما يتلوه القُرَّاء من إعطاء الأصوات حقَّها من الوضوح والضغط والنبر "لابدَّ لقارئ القرآن أن يكون حسن الأداء".
4 - (جد) إخراج الحروف من مخارجها أو إعطاء الأصوات حقّها من الضغط والنبر والوضوح.
5 - تأدية، طريقة القيام
 بعمل ما "الأداء الحكوميّ".
• أداء فرديّ: (فن) قطعة تمثيليَّة يؤدِّيها ممثّل منفرد. 

أدائيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى أداء.
• الفنُّ الأدائيّ: (فن) شكل من الفنّ تُقدَّم فيه أعمال ذات مغزى واحد بأساليب فنِّيَّة مختلفة في وقت واحد أو بالتَّتابع أمام الجمهور، مثل فنّ الرَّقص أو الدِّراما أو الموسيقى. 

تأدٍّ [مفرد]: مصدر تأدَّى/ تأدَّى إلى/ تأدَّى لـ. 

تَأدِية [مفرد]: مصدر أدَّى/ أدَّى إلى/ أدَّى بـ. 

مُؤَدًّى [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من أدَّى/ أدَّى إلى/ أدَّى بـ.
2 - اسم مفعول من أدَّى/ أدَّى إلى/ أدَّى بـ.
3 - مضمون، فَحْوى "مُؤَدَّى كلامه الموافقة على رأي الأغلبيَّة". 

فرد

الفرد: ما يتناول شيئًا واحدًا دون غيره.
فرد: {وفرادى}: جمع فَرْد، وفَرِد، وفَرِيد. 
ف ر د: (الْفَرْدُ) الْوِتْرُ وَالْجَمْعُ أَفْرَادٌ وَ (فُرَادَى) بِالضَّمِّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ جَمْعُ فَرْدَانَ. وَ (الْفَرِيدُ) الدُّرُّ إِذَا نُظِمَ وَفُصِّلَ بِغَيْرِهِ. وَقِيلَ: (فَرَائِدُ) الدُّرِّ كِبَارُهَا. وَيُقَالُ: جَاءُوا (فُرَادًا) وَ (فُرَادَى) مُنَوَّنًا وَغَيْرَ مُنَوَّنٍ أَيْ وَاحِدًا وَاحِدًا. وَ (فَرَدَ) بِمَعْنَى (انْفَرَدَ) (يَفْرُدُ) بِالضَّمِّ (فَرَادَةً) بِالْفَتْحِ. وَ (تَفَرَّدَ) بِكَذَا وَ (اسْتَفْرَدَهُ) انْفَرَدَ بِهِ. 
[فرد] الفَرْدُ: الوِتْرُ، والجمع أفْرادٌ وفُرادى على غير قياس، كأنَّه جمع فَردانَ. وثورٌ فَرْدٌ، وفارِدٌ، وفرد وفَرِدٌ ، وفَريدٌ، كلُّه بمعنى مُنفرِدٍ. وظبيةٌ فارِدٌ: انقطعت عن القطيع، وكذلك السِدْرَةُ الفارِدَةُ التي انفردتْ عن سائر السدر. والفريد: الدر إذا نُظِمَ وفُصِّل بغيره. ويقال: فَرائِدُ الدرِّ: كبارها. وأفرادُ النجوم: الدَراريُّ في آفاق السماء. ويقال: جاءوا فُراداً وفرادى منوَّناً وغير منوَّن، أي واحداً واحداً. وأفْرَدْتُهُ: عزلته. وأفْرَدْتُ إليه رسولاً. وأفْرَدَتِ الأنثى: وضعتْ واحداً، فهي مُفْرِدٌ وموحِدٌ ومُفِذٌّ. ولا يقال ذلك في الناقة، لأنَّها لا تلد إلا واحداً. وفَرِدَ وانْفَرَدَ، بمعنًى. قال الصِمَّةُ القُشيريُّ: ولم آت البيوتَ مُطَنَّباتٍ * بأكْثِبَةٍ فَرِدْنَ من الرَغامِ وتقول: لقيت زيداً فَرْدَيْنِ: إذا لم يكن معكما أحد. وتفردت بكذا واستفرد ته: إذا انفردت به.
ف ر د

هذا شيء فرد وفارد وفريد. وفي الحديث: " لا تمنع سارحتكم ولا تعد فاردتكم " وهي التي أفردتها عن الغنم تحتلبها في بيتك. وظبية فارد: منقطعة عن القطيع. وهو فارد بهذا الأمر أي منفرد به. وفردته فروداً. وبعثوا في حاجتهم راكباً مفرداً: لا ثاني معه. وجاؤا فرادى. وعددت الدراهم أفراداً أي واحداً واحداً. وطلعت أفراد النجوم وهي الدراري. وأفردت الحامل وأتأمت فهي مفرد ومتئم إذا وضعت فرداً واثنين. واستفردت فلاناً: انفردت به، واستفردته فحدّثته بشقوري أي وجدته فرداً لا ثاني معه. واستطرد للقوم فلما استفرد منهم رجلاً رّ عليه فجدّله. واستفرد الغوّاص هذه الدرّة: لم يجد معها أخرى. وفلان يفصّل كلامه تفصيل الفريد وهو الدرّ الذي يفصل بين الذهب في القلادة المفصّلة فالدر فيها فريد والذهب مفرّد، والواحدة فريدة، وقيل: الفريد: الشذر، ويقال لبائعه: الفرّاد، وتقول: كم في تفاصيل المبرّد، من تفصيل فريد ومفرد. وتقول: رب نائل من أخي ذوس، ولعل أخا دوسٍ في الفردوس؛ وهو البستان الواسع الحسن، وجمعه: فراديس، تقول: خرج الناس كراديس، ينزلون الفراديس؛ أي جماعات.
فرد
الفَرْدُ: ما كانَ وَحْدَه، فَرَدَ يَفْرُدُ، وانْفَرَدَ، وأفْرَدْتُه أنا. وجاءَ القَوْمُ فُرَادى وأفْرَاداً؛ وفُرَادَ فُرَادَ؛ وفَرْدَانَ وفَرْدَانَ: أي واحِداً واحِداً. وفَرَدَ بالأمْرِ فهو فَرْد به، وفَرِدَ فهو فَرِدٌ به وفارِدٌ ومُفرِدٌ. وأفْرَدَ برَأيِه وفَرَّدَ واسْتَفْرَدَ وتَفَرَّدَ. ورَجُل فُرَدَةٌ: يَذْهَبُ وَحْدَه. وعُشْبٌ فَرِدٌ: مُتَفَرقٌ. واسْتَفْرَدَه: وَجَدَه فَرْداً. والمُفَرَّدُ: التَوّ. والفَرِيْدُ: الشذْرُ، الواحِدَةُ فَرِيْدَةٌ، وبَيّاعُهُ: فَرّادٌ. والفارِدُ والفَرْدُ: الثَّوْرُ.
والفَوَارِدُ من الإِبِلِ: التي لا تُشْبِهُها فُحُوْلٌ. والفارِدُ من السُكَّرِ: أجْوَدُه وأشَدُّه بَيَاضاً. والفُرَيْدَةُ في الظَّهْرِ: المَحَالَةُ التي تَخْرُج من الصَّهْوَةِ؛ انْفَرَدَتْ فَوَقَعَتْ بَيْنَ آخِرِ المَحَالِ السِّتِّ.

والفُرْدَاتُ: الإكَامُ والأشْرَافُ. وسَيْفٌ فَرْدٌ وفَرِيْدٌ: إذا كانَ وَحْدَه. وقيل: الفَرَدُ هو ذو الفِرنْدِ، وكذلك المُفَردُ.
والفُرُوْدُ: كَوَاكِب صِغَارٌ.
وفي الحَدِيثِ: " لا تُمْنَعُ سارِحَتُكم ولا تعَدُّ فارِدَتُكم " وهي الشّاةُ المُنْفَرِدَةُ تُحْلَبُ في المَنْزِلِ لا تُضَافُ إلى ما في المَرْعَى. وتَمْرٌ فُرَادٌ: جاف.
[فرد] نه: فيه سبق "المفردون"، وروى تفسيره بمن اهتزوا في ذكر الله، فرد برأيه وأفرد وفرّد واستفرد بمعنى انفرد به، وقيل: فرد- إذا تفقه وخلا بمراعاة الأمر والنهي، وقيل: هم الهرمى الذين هلك أقرانهم من الناس وهم يذكرون الله. ن: هو بفتح فاء وكسر راء مشددة، وروز بسكون فاء. ط: أقول: لعلهم كانوا قافلين من غزو أوسفر قاصدين المدينة وقربوا منها واشتاقوا إلى الأوطان فتفرد منهم جماعة سابقين وتخلف آخرون فقال لهم: سيروا وهذا بجدان، أي قرب الدار، وسبقكم المفردون، وأما جوابهم بقوله صلى الله عليه وسلم: الذاكرون، فمن تلقى المخاطب بغير ما يترقب، أي دعوا سؤالكم عن المفردين لأنه ظاهر واسألوا عن السابقين إلى الخيرات بملازمة الذكر المفردين الله به عمن سواه، ومطابقة السؤال لأن "ما" كما يسأل به عن حقيقة الشيء كذا يسأل عن وصفه. نه: وفي ح الحديبية: لأقاتلنهم حتى "تنفرد" سالفتي، أي حتى أموت، السالفة: صفحة العنق. وفيه: لا تعد "فاردتكم"، يعني الزيادة على الفريضة، أي لا تضم إلى غيرها فتعد معها وتحسب. وفيه" يا خير من يمشي بنعل "فرد"؛ أي نعل هي طاق واحد ولم تخصف طاقا على طاق، وهم يمدحون برقة النعال، وإنما يلبسها ملوكهم وساداتهم، أي يا خير الاكابر من العرب لأن لبس النعال لهم دون العجم. وفيه: فمنكم المزدلف صاحب العمامة "الفردة"، قيل له ذلك لأنه كان إذا ركب لم يعتم معه غيره إجلالًا له. و "فردة" بفتح فاء وسكون راء: جبل في ديار طيء يقال له: فردة الشموس. وفي ش كعب: ترمي الغيوب بعيني "مفرد" لهق؛ الفرد: ثور الوحش، شبه به الناقة.

فرد


فَرَدَ(n. ac. فُرُوْد)
a. Was single, alone; was unique; was simple (
substance ).
b. [Bi], Devoted himself to, occupied himself solely with.
c. ['An], Withdrew, became separaed from.
فَرِدَ
فَرُدَ(n. ac. فُرُوْد)
a. see I (a)
فَرَّدَa. Secluded himself, withdrew from mankind ( to study religion & c. ).
أَفْرَدَa. see I (b)b. rendered single; singled out; isolated.
c. [Bi], Was alone in.
d. Gave birth to one (female).
e. [Ila], Sent a messenger to.
تَفَرَّدَa. see I (b)
& VII (d).
إِنْفَرَدَa. see I (a) (b).
c. [Bi
or
'An], Was independent of; withdrew, became separated
from.
d. [Fī], Had no competitor, was unrivalled in.
إِسْتَفْرَدَa. see I (b)
IV (c) & VII (d).
d. Sought solitude; secluded himself.
e. Sought when alone.
f. [ coll. ], Singled out.

فَرْد
(pl.
فِرَاْد
أَفْرَاْد
38)
a. Single, sole; one; individual.
b. (pl.
فِرَاْد), Half, one ( of a pair ).
c. (pl.
فُرَاْد ya
أَفْرَاْد), Unique; peerless.
d. see 5 (a)e. Wild bull.
f. (pl.
فُرُوْد
فُرُوْدَة
27t) [ coll. ], Pistol.
فَرْدَة
(pl.
فَرَد
أَفْرَاْد
& reg. )
a. fem. of
فَرْدb. (pl.
فُرْد) [ coll. ], Bale ( of
goods ).
فَرَدa. see 5
فَرِدa. Alone, isolated, solitary.
b. Incomparable.
فَرُدa. see 5 (a)
فُرَدَةa. Recluse.

فَاْرِدa. see 5 (a)b. Best, fine (sugar).
فَاْرِدَة
(pl.
فَوَاْرِدُ)
a. fem. of
فَاْرِد
فَرَاْد
فِرَاْد
فُرَاْدa. see 5 (a)
فَرِيْدa. see 5 (a)b. Excellent, incomparable, unsurpassable; unique.

فَرِيْدَة
(pl.
فَرَاْئِدُ)
a. Pearl of great value.

فَرُوْدa. see 5 (a)
فُرُوْدa. see 38
فَرَّاْدa. Pearlmerchant.

فَرْدَاْنُa. see 5 (a)
أَفْرَاْدa. Bright-shining (stars).
N. Ag.
فَرَّدَa. see 9t
N. P.
فَرَّدَa. see 5 (a)b. Gemmed gold-necklace.

N. P.
أَفْرَدَa. Singular; unit.
b. Simple.
c. see 1 (e) & 5
(a).
N. Ag.
إِنْفَرَدَa. see 5 (a)b. Separate.

N. Ac.
إِنْفَرَدَa. Isolation, seclusion, solitude.

N. Ag.
إِفْتَرَدَ
a. see 5 (a)
&
N. Ag.
إِنْفَرَدَ
(a. b ).
مُفْرِدَة (
pl.
reg. )
a. Simple, drug.

فَرْدًا فَرْدًا
a. Separately, one by one, singly.

عَلَى إِنْفِرَادٍ
a. Separately; privily; aside.

فَرْدَسَ
a. Laid prostrate.

فَرْدَ4َةa. Amplitude.

فِرْدَوْس (pl.
فَرَاْدِيْ4ُ), S.
a. Garden of rare beauty.
b. [art.], Paradise.
[ف ر د] الفَرْدُ: نِصْفُ الزَّوْجِ. والفَرْدُ: المُتَّحْدُ، والجَمْعُ فِرادٌ، أنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيٍّ:

(تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ ... )

والفرْدُ أيضاً: الّذِي لا نَظِيرَ لَهُ، والجَمْعُ أَفْرادٌ، يُقال: شيءٌ فَرْدٌ، وفَرَدٌ، وفَرِدٌ، وفَرُدٌ، وفَرُودٌ، وفارِدٌ. وشَجَرَةٌ فارِدٌ وفارِدَةٌ: مُتَنَحِّيَةٌ، قالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ: (في ظِلِّ فارِدَةٍ من السِّدْرِ ... )

وظَبْيَةٌ فارِدٌ: مُنْفَرِدَةٌ عن القَطِيعِ. وقوله: ((لا يَغٌ لَّ فارِدَتُكُم)) فَسَّره ثَعْلَبٌ فقال: معناه من انْفَرَدَ منكُم مثلُ واحِدٍ أو اثْنَيْنِ فأَصابَ غَنِيمَةً فليَرُدَّها على الجَماعَةِ ولا يَغُلَّها، أي لا يَأْخُذْها وَحْدَه. وناقَةٌ فارِدَةٌ ومِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ في المرْعَي، والذَّكَرُ فارِدٌ لا غيرُ. وأَفْرادُ النُّجُومِ: الدَّرِارِيُّ الَّتِي تَطْلُعُ في آفاقِ السَّمِاء سُمِّيِتْ بذِلكَ لتَنَحِّيها وانْفِرادِها من سائِرِ النُّجُومِ. والفَرُودُ من الإِبِلِ: المُتَنَحِّيَةُ في المَرْعَي والمَشْرَبِ. وفَرَدَ بالأَمرِ يَفْرُدُ، وانفْرَدَ، واسْتَفْرَدَ، وأُرَى اللِّحْيانِيّ حَكَى فَرِدَ وفَرُدَ. واسْتَفْرَدَ فُلاناً: انْفَرَدَ به. واسْتَفْرَدَ الشَّيءَْ: أخَرجَهُ من بينِ أَصْحابِه. وأَفْرَدَه: جَعَلَه فَرْداً. وجاءُوا فُرادَي وفِراداً: أي واحِداً بعدَ واحِدٍ. وشاةٌ مُفْرِدٌ: وَلَدَتْ واحِداً. والفَرْدُ: الجانِبُ الواحِدُ من اللَّحْيِ، كأَنَّه يُتَوهَمُ مُفْرَداً، والجمعُ: أَفْرادُ، وهو الّذِي عَناه سِيبَويْهِ بقوله: نحو فَرْدٍ وأَفْرادٍ، ولم يَعْنٍ الفرْدَ الذي هو ضِدُّ الزَّوْجِ؛ لأنَّ ذِلكَ لا يكادُ يَجْمَعُ. وفَرْدٌ: كَثِيبٌ: مُنْفَردٌ من الكُثْبانِ، غَلَبَ ذلك عليهِ، وفيه الألفُ واللاّمُ حتى جُعِلَ ذلك اسْماً له، كزَيْدٍ، ولم يُسْمَعْ فيه الفَرْدُ، قال:

(لعَمْرِي لأَعْرابِيَّةٌ في عَباءةٍ ... تَحُلُّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَِو فَرْداً ... )

وفَرْدَةُ أيضاً: رَمْلَةٌ معروفَةٌ قالَ الرّاعِي:

(إِلى ضَوْءِ نارٍ بَيْنَ فَرْدَةَ والرَّحَي ... ) والفرِيدُ والفَرِائدُ: المَحَالُ التي انْفَردَتْ فوقَعَتْ بين آخِرِ المَحالاتِ السِّتِّ اللاَّتِي تَلَِي دَأْيَ العُنُقِ، وبَيْنَ السِّتِّ التي بينَ العَجْبِ وبينَ هذِه، سُمِّيْتْ به لانْفِرادِها، واحِدَتها فَرِيدَةٌ، وقيل الفرِيدَةُ: المحَالَةُ التي تَخْرُجُ من الصَّهْوَةِ التي تَلِي المَعاقِمَ، وقد تَنْتَأُ من بعضِ الخَيْلِ، وإنَّما دَعِيَتْ فَرِيدَةً؛ لأَنّها وَقَعَت بين فَقارِ الظَّهْرِ ومَعاقِمِ العَجُزِ. والفَرِيدُ، والفَرِائدُ: الشَّذْرُ الّذِي يَفْصِلُ بين اللُّؤْلُؤ والذَّهَبِ، واحِدَتّها فِرِيدةٌ. وقيل: الفَرِيدُ بغيرِ هاءٍ: الجَوْهَرَةُ النَّفيسةُ، كأَنّها مُفْرَدَةٌ في نَوْعِها. والفَرّادُ: صانِعُها. وذَهَبٌ مُفَرَّدٌ: مُفَصَّلٌ بالفَرِيدِ. والفرُودُ: نَجُومٌ حَوْلَ حَضارِ، وقد قَدَّمْتُ أنَّ حَضارِ هذا نَجْمٌ، وهو أَحَدُ المُحْلِفَيْنِ، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

(أَرَى نارَ لَيْلَي بالعَقِيقِ كأَنَّها ... حَضارِ إِذا ما أَعْرَضَتْ وفُرُودُها)

وفَرْدٌ وفَرْدَةُ: اسمْا مَوْضِعَيْنِ، قال بعضُ الأَغْفاَل:

(لعَمْرِي لأَعْرابِيَّةٌ في عَباءةٍ ... تحُلُّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أو فَرْداً)

(أَحَبُّ إلى القَلْبِ الذي لَجَّ في الهَوَى ... من اللاّبِساتِ الرَّيْطَ يُظْهِرْنَةُ كَيْدَا)

أَرْدَفَ أَحدَ البَيْتَيْنِ ولم يُرْدِفِ الآخَرَ، وهذا نادِرٌ، ومثله قَوْلُ أبي فِرْعَوْنَ:

(إذا طَلَبْتُ الماءَ قالَتْ لَيْكاَ ... )

(كأَنَّ شَفْرَبْها إِذا ما احْتَكَّا ... )

(حَرْفا بِرامٍ كُسِراً فاصْطَكَّا ... )

وقد يَجُوزُ أَن يكونَ قولُه: ((أو فَرْداً) مُرَخَّمًا من فَرْدَةَ، رَخَّمَهُ في غيرِ النِّدِاءِ اضْطِراراً، كَقْولِ زَهَيْرٍ:

(خُذُوا خَظَّكُم يا آلَ عِكْرِمَ واذْكُرُوا ... أواصِرَنَا والرٍّ حْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ)

أرادَ عِكْرَمَةَ. والفُرُداتُ: اسمُ مَوْضِعِ، قال عَمْروُ بنُ قَمِيئَِةَ: (نَوازِعُ للخالِ إِذْ شِمْنَةُ ... عَلَى الفُرُداتِ يَسُحُّ السِّجالا)

والفِرِنْدادُ: شَجَرٌ، وقيل: موضِعٌ، وقِيلَ: الفِرِنْدادُ: رَمْلَةٌ مُشْرِفَةٌ في بِلادِ بَنِي تَمِيم، ويَزْعُمُونَ أَنَّ قبرَ ذِي الرُّمَّةِ في ذٍِ رْوَتَها، قال ذُو الرُّمَّة:

(ويافِعِ في فِرنْدادَيْنِ مَلْمُوم ... )

ثَنّاه ضَرُورَة، كما قالَ:

(لَمن الدِّيارُ برامَتَيْنِ فعاقِلٍ ... دَرَسَتْ وغَيَّرَ آيَها القَطْرُ)
فرد: فرد، ومضارعه يفرد: نشر، بسط، مد، حل الفتل وأزال التواءه. (بوشر، همبرت ص127، ألف ليلة 617:3 (والشدة زائدة) 163:40، 302، برسل 171:4، 439:11، 190:12) فرد الصوت: مدة، ففي ألف ليلة (برسل 73:7). (وفردت صوتاً حسناً وأنشدت).
فرد: جبي ضريبة (هلو).
فرد فردة على: فرض ضريبة على (بوشر) فرد: أنفرد، ابتعد عن الناس (هلو).
فرد: حمل. (هلو).
فرد (بالتشديد)، فرد بفلان بالحرب: ولي وحده القيادة العسكرية .. (معجم الطرائف).
أفرد: أفرد بفلان بالحرب: ولاه وحده القيادة العسكرية. (معجم الطرائف).
أفرد فلاناً: تركه وحيداً منفرداً. ففي حيان - بسام (10:1 ق): فجعل الوزراء يتسللون عنه واحداً بعد واحد إلى أن أفرده (أفردوه).
أفرد فلاناً ولفلان: عهد إليه وحده وكلفه وحده بعمل، وفوض إليه أمراً، وقلده إياه، وولاه وحده. يقال مثلاً: أفرده لمحاربة فلان (معجم الطرائف) وكذلك أفرد ب، ففي حيان (ص62 ق): أفرده بالولاية.
أفرد: جعل الكلمة مفردة (غير مثناة ولا جميعاً) البيضاوي 48:2، 49).
أفرد: بسط، نشر. (بوشر) أفرد القلوع: نشر الأشرعة. (ألف ليلة 128:2، يرسل 380:3). تفرد بنفسه: اعتزل الناس، وتنحي عنهم وابتعد. (بوشر).
تفرد إلى: اشتغل ب، كرس وقته له، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص33 ق): تفرد إلى ذلك. انفرد: توحد، اعتزل الناس، وصار في عزلة عنهم. (بوشر).
انفرد: كان فريداً فذاً. (ويحرز ص47).
أنفرد ب: تضلع بالشيء وحده، وأجاده، وأتقنه، ويقال أيضا: كان وحيداً في فنه، وفاق فيه غيره (معجم الطرائف).
أنفرد ب: قاتل شخصاً وحده (معجم الطرائف).
أنفرد عن: انعزل عن: (بوشر).
افرد: امتد، اتسع، انبسط. (بوشر).
افترد=انفرد. (السعدية نشيد في الملحق).
فرد: جمعت في هذه المادة بين فَرْد وفَرَد وفرد بمعنى واحد. والفصحاء لا يجوزون فرد في هذا المعنى (محيط المحيط) وأرى أنه لا فرق بينها في لغة العامة.
فرد: واحد، وحيد يقال: فرد زوجة أي زوجة واحدة (ألف ليلة 9:1) ويقال: لم أملك الدرهم الفرد أي لم أملك الدرهم الواحد (ألف ليلة 16:1) ويقال: فرد طريق أي مرة واحدة (برسل 272:2) ويقال ابتاع فلان فرد البغل، أي بغلاً واحداً.
وفي كتاب العقود: أفراد أفراد أي واحداً واحداً (بوشر) وذكر أفرادهم: ذكرهم واحداً واحداً. (عباد 165:2).
أفراد وأزواج: واحداً واحدا واثنين اثنين. ويقال إفراد أزواج بحذف واو العطف (بوشر).
فرد واحد: واحد (بوشر).
فرد عين: أعور (بوشر).
على فرد: تناغم، توافق الأنغام. (ألكالا).
فرد، والجمع أفراد: شخص. (بوشر).
فرد: نفس. يقال فرد شي، أي نفس الشيء، نذ، سيان. (سوريا). ويقال: هذا وهذاك فرد شيء أي هذا ند هذاك ونظيره ومساو له. ويقال: إذا وإياك فرد عمر، أي أنا وأنت في نفس العمر، في عمر واحد. (بوشر).
حديث فرد= حديث غريب. وهو الذي يرويه صحابي واحد. (دي سلان المقدمة 484:2).
الفرد: سيف عبد الله بن رواحة (محيط المحيط).
فرد، والجمع أفراد: سلة فواكه. (ألكالا).
فرد: سلة من الخوص (لين عادات 218:2، ألف ليلة 26:2، 168:4).
فرد رز: كيس كبير من الرز (بوشر). الفرد الأبيض والجمع الفرود البيض: اسم قديم لعملة من النقد كان الأسبان يسمونها Blanca ( مذكرات الأكاديمية 311:2).
فرد: دينار في القسم الأول من معجم فوك.
فرد، والجمع أفراد وفراد: ثور بقر عند البربر. (بوشر بربرية، هلو، شيرب ديال ص 2151، رولاند ديال ص567، وثور (همبرت ص67).
فرد، والجمع فرود وفرودة: مسدس، طبنجة، غدارة. (بوشر، محيط المحيط).
فرد، وفرد: يقال سيف فرد وفرد، وهو فيما يقول بعض اللغويين سيف سل من غمده. (طرائف دي ساسي 437:2 رقم 20) وانظر (لين).
فردة: تطلق على أحد الزوجين من كل شيء إذا جمعا كانا شيئاً واحداً.
فردة، والجمع فرد (محيط المحيط) وفرادى (بوشر): وهي عند المكارين نصف حمل الدابة. وبالة، حزمة كبيرة، طرد. حزمة بضائع. (بوشر، محيط المحيط، همبرت ص88، 101، هلو، نيبور رحلة 139:1، 140) وفي ألف ليلة 142:1): فردة بساط، وفي برسل (352:1): شقة بساط وكذلك في ماكن (146:1).
ومن كلمة فردة أخذ كثير من الكلمات في اللغات الرومانية منها كلمة fardeau الفرنسية (بمعنى حمل) وكلمة Fardel القديمة وهي تصغير Farde كما أكد ذلك السيد دفيك (ص115).
فردة نعل= فرد. ففي رياض النفوس (ص42 ق): واستعمل لفردة نعل من نعليه قبالاً واهباً.
فردة: سير الركاب، سير من جلد يربط ركاب الفارس في السروج العربية. (شيرب).
فردة: نصف قطعة من نسيج القطن الغليظ تسمى ثوب دمور. وهذا النصف وهو على شكل فوطة طويلة تستعمل وزرة. (بركهارت نوبية ص216، دارفور ص206 دسكرياك ص114، ويرن ص26).
فردة والجمع فرد: مصراع باب، دفة باب (بوشر، ألف ليلة 43:1).
فردة: في اصطلح النجارة كل طرف من طرفي العارضة (الجائز) في هيكل السقف. (معجم الأسبانية ص109).
فردة من كاغد: صفحة من ورق. (ألكالا).
فردة (تصحيف فرضة): ما يفرض من ضريبة على الدخل، ضريبة الدخل، جزية، رسم، مكس، خراج. (معجم الأسبانية ص108).
فردة: عند المولدين ضريبة تؤخذ على الرأس (محيط المحيط) وجمعها فرد في معجم بوشر.
فرد طاب: عصا صغيرة تستخدم في لعبة طاب. (ألف ليلة 584:1) مع التعليقة في ترجمة لين (610:1 رقم 26).
فردية: ربع قطعة النسيج المسماة الطريدة الملكية (هوست ص 269).
الفراد: المفرد في مصطلح النحو. (أبو الوليد ص658 رقم 39، ص660 رقم 74، ص671 رقم 324، ص802 رقم 27).
الفرود: في مصطلح الفلك نجوم الكلب الأكبر المنفردة وسبعة أخرى من البرانية (سديللو ص222).
فرادي: منفرد، لا ينتمي إلى جماعة (أماري ديب ص197).
فرودية: منديل مربع من الموسلين (الموصلي) المطبوع أو المصبوغ أو من الكريب (الكريشة) تعصب به سيدات القاهرة رؤوسهن. (لين عادات 58:1).
فراد: فارس ماهر. (ألكالا).
فرادي: مديردفة سفينة، نوتي الإشارة (الجريدة الآسيوية 1841، 589:1).
تفريد: مزية، امتياز. (هلو).
تفريد: حصة، قسط. (بوشر).
مفرد: فرد. مقابل زوج. (بوشر).
مفرد: ما يختص بالناسك. (ألكالا).
بمفرد: فردياً، فرداً فردا. ويقال: كل واحد بمفرده (بوشر).
بمفرد: على انفراد، انفراداً، في عزلة. (بوشر) بمفرده: أي وحده، يقال مثلاً: استقل بالملك بمفرده، أي وحده. (معجم أبي الفدا).
بمفرده: خاص به، مستقل، شخصي. ففي طرائف دي ساسي (334:1): عملوا لهم مذهباً بمفردهم. وفي الطرائف (7:2): مدينة بمفردها (9:2، المقري 713:2) كل جملة بمفردها: جملة بعد جملة (بوشر) أعطيك جواباً كل جملة بمفردها: أجيبك بتفصيل نقطة بعد نقطة. (بوشر).
بندقية مفردة: بندقية ذات طلقة واحدة (بوشر).
المفرد: في مصر هو حسب ما ذكر في (مملوك 1، 187:1) أملاك الأمير الخاصة. وديوان المفرد: الدائرة التي تشرف على إدارة هذه الأملاك.
وفي موضع آخر من مملوك (1، 27:1) ينقل كاترمير نصاً من (الانشا) يقول: حين تولى الظاهر برقوق السلطة اشترى عدداً كبيراً من المماليك وأنشأ لهم ديواناً يشرف على المقاطعات التي خصصت وارداتها لرواتب هؤلاء المماليك وعلف دوابهم، وقد أطلق على هذا الديوان اسم ديوان المفرد.
مفرد والجمع مفاريد=مفردي. (انظر مفردي). الجهة المفردة. (مملوك 17:1:1) وقد ترجمها كاترمير. بما معناه الضريبة الوحيدة وفي التعليقة: الضريبة الخاصة. ولا أدري أي ضريبة كانت. المفردون: هم الزماميون في الهند وهم الجنود المسجلون في زمام (ديوان) الجيش. (ابن بطوطة) 188:3، 193، 4، 47).
مفردة، والجمع مفردات. الدواء البسيط، العشب الطبي. (بوشر).
مفردي، والجمع مفاردة، وكذلك مفرد والجمع مفاريد: هم الأشخاص الذين كانوا في عداد الحلقة أيام السلاطين المماليك، وكانوا يمتازون عن الجند وعن غيرهم من المماليك (مملوك 1، 187:1، ياقوت 309:2).
منفرد: نجم منعزل. (دون ص61).
منفرد: وحيد، لا نظير له (كوسج طرائف ص65).
منفرد عن الطرفين: حيادي، محايد، لا يميل إلى حزب من الحزبين. (بوشر).

فرد: الله تعالى وتقدس هو الفَرْدُ، وقد تَفَرَّدَ بالأَمر دون خلقه.

الليث: والفَرْد في صفات الله تعالى هو الواحد الأَحد الذي لا نظير له ولا

مثل ولا ثاني. قال الأَزهري: ولم أَجده في صفات الله تعالى التي وردت في

السنَّة، قال: ولا يوصف الله تعالى إِلا بما وصف به نفسه أَو وصفه به

النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ولا أَدري من أَين جاء به الليث. والفرد:

الوتر، والجمع أَفراد وفُرادَى، على غير قياس، كأَنه جمع فَرْدانَ. ابن

سيده: الفَرْدُ نصف الزَّوْج، والفرد: المَنْحَرُ (قوله «المنحر» كذا

بالأصل وكتب بهامشه السيد مرتضى صوابه المتحد وفي القاموس الفرد المتحد.)

والجمع فِرادٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

تَخَطُّفَ الصَّقْرِ فِرادَ السِّرْبِ

والفرد أَيضاً: الذي لا نظير له، والجمع أَفراد. يقال: شيء فَرْدٌ

وفَرَدٌ وفَرِدٌ وفُرُدٌ وفارِدٌ.

والمُفْرَدُ: ثورُ الوَحْشِ؛ وفي قصيدة كعب:

تَرْمِي الغُيوبَ بَعَيْنَي مُفْرَدٍ لَهِقٍ

المفرد: ثور الوحش شبَّه به الناقة. وثور فُرُدٌ وفارِدٌ وفَرَدٌ

وفَرِدٌ وفَرِيد، كله بمعنى مُنْفَرِدٍ. وسِدْرَةٌ فارِدَةٌ: انفردت عن سائر

السِّدْر. وفي الحديث: لا تُعَدُّ فارِدَتُكُم؛ يعني الزائدة على الفريضة

أَي لا تضم إِلى غيرها فتعد معها وتُحْسَب. وفي حديث أَبي بكر: فمنكم

المُزْدَلِفُ صاحِب العِمامة الفَرْدَة؛ إِنما قيل له ذلك لأَنه كان إِذا ركب

لم يَعْتَمّ معه غيرُه إِجلالاً له. وفي الحديث: جاءه رجل يشكو رجلاً من

الأَنصار شَجَّه فقال:

يا خَيْرَ مَنْ يَمْشي بِنَعْلٍ فَرْدِ،

أَوْهَبَه لِنَهْدَةٍ ونَهْدِ

(* قوله «وأهبه» كذا بألف قبل الواو هنا وفي النهاية أيضاً في مادة ن هـ

د وسيأتي للمؤلف فيها وهبه.) أَراد النعل التي هي طاق واحد ولم تُخْصَفْ

طاقاً على طاق ولم تُطارَقْ، وهم يمدحون برقَّة النعال، وإِنما يلبسها

ملوكهم وساداتهم؛ أَراد: يا خير الأَكابر من العرب لأَنَّ لبس النَّعال

لهم دون العجم. وشجرة فارِدٌ وفَارِدَةٌ: متَنَحِّية؛ قال المسيب بن علس:

في ظِلِّ فاردَةٍ منَ السِّدْرِ

وظبية فاردٌ: منفردة انقطعت عن القطيع. قوله: لا بَغُلَّ فارِدَتكم؛

فسره ثعلب فقال: معناه من انفرد منكم مثل واحد أَو اثنين فأَصاب غنيمة

فليردَّها على الجماعة ولا يَغُلَّها أَي لا يأْخذها وحده. وناقة فارِدَةٌ

ومِفْرادٌ: تَنْفَرِدُ في المراعي، والذكر فاردٌ لا غير.

وأَفرادُ النجوم: الدَّرارِيُّ التي تطلع في آفاق السماء، سميت بذلك

لَتَنَحِّيها وانفرادها من سائر النجوم. والفَرُودُ من الإِبل: المتنحية في

المرعى والمشرب؛ وفَرَدَ بالأَمر يَفْرُد وتَفَرَّدَ وانْفَرَدَ

واسْتَفْرَدَ؛ قال ابن سيده: وأُرَى اللحياني حكى فَرِدَ وفَرُدَ واسْتَفْرَدَ

فلاناً: انَفَردَ به. أَبو زيد: فَرَدْتُ بهذا الأَمرِ أَفْرُدُ به

فُروُداً إِذا انفَرَدْتَ به. ويقال: اسْتَفْرَدْتُ الشيء إِذا أَخذته فَرْداً

لا ثاني له ولا مِثْلَ؛ قال الطرماح يذكر قِدْحاً من قِداحِ الميسر:

إِذا انْتَخَت بالشَّمال بارِحةً،

حال بَريحاً واسْتَفْرَدَتْهُ يَدُه

والفارِدُ والفَرَدُ: الثور؛ وقال ابن السكيت في قوله:

طاوِي المَصِيرِ كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الفَرَدِ

قال: الفَرَدُ والفُرُدُ، بالفتح والضم، أَي هو منقطع القَرِينِ لا مثل

له في جَوْدَتِه. قال: ولم أَسمع بالفَرَدِ إِلا في هذا البيت.

واسْتَفْرَدَ الشيءَ: أَخرجه من بين أَصحابه. وأَفرده: جعله فَرْداً.

وجاؤوا فُرادَى وفِرادَى أَي واحداً بعد واحد. أَبو زيد عن الكلابيين:

جئتمونا فرادى وهم فُرادٌ وأَزواجٌ نَوَّنُوا. قال: وأَما قوله تعالى:

ولقد جئتمونا فُرادَى؛ فإِن الفراء قال: فرادى جمع. قال: والعرب تقول قومٌ

فرادى، وفُرادَ يا هذا فلا يجرونها، شبهت بِثُلاثَ ورُباعَ. قال: وفُرادَى

واحدها فَرَدٌ وفَرِيدٌ وفَرِدٌ وفَرْدانُ، ولا يجوز فرْد في هذا

المعنى؛ قال وأَنشدني بعضهم:

تَرَى النُّعَراتِ الزُّرْقَ تحتَ لَبانِه،

فُرادَ ومَثْنى، أَضعَفَتْها صَواهِلُهْ

وقال الليث: الفَرْدُ ما كان وحده. يقال: فَرَدَ يَفْرُدُ وأَفْرَدْتُه

جعلته واحداً. ويقال: جاء القومُ فُراداً وفُرادَى، منوناً وغير منون،

أَي واحداً واحداً.

وعددت الجوز أَو الدارهم أَفراداً أَي واحداً واحداً. ويقال: قد استطرد

فلان لهم فكلما استفرد رجلاً كرّ عليه فَجدَّله. والفَرْدُ: الجانِب

الواحد من اللَّحْي كأَنه يتوهم مُفْرداً، والجمع أَفراد. قال ابن سيده: وهو

الذي عناه سيبويه بقوله: نحو فَرْدٍ وأَفْراداٍ، ولم يعن الفرد الذي هو

ضد الزوج لأَن ذلك لا يكاد يجمع. وفَرْدٌ: كَثِيبٌ منفرد عن الكثبانِ غَلب

عليه ذلك، وفيه الأَلف واللام

(* قوله: وفيه الألف واللام يخالف قوله

فيما بعد: ولم نسمع فيه الفرد.) ، حتى جعل ذلك اسماً له كزيد، ولم نسمع

فيه الفرد ؛ قال:

لَعَمْري لأَعْرابيَّة في عَباءَةٍ

تَحُلُّ الكَثِيبَ من سُوَيْقَةَ أَو فَرْداً

وفَرْدَةُ أَيضاً: رملة معروفة؛ قال الراعي:

إِلى ضَوءِ نارٍ بَيْنٍ فَرْدَةَ والرَّحَى

وفَرْدَةُ: ماء من مياه جَرْم.

والفَريدُ والفَرائِدُ: المَحالُ التي انفردت فوقعت بين آخر المَحالاتِ

السِّتِّ التي تلي دَأْيَ العُنُق، وبين الست التي بيت العَجْبِ وبين

هذه، سميت به لانفرادها، واحدتها فَريدَة؛ وقيل: الفَريدة المَحالةُ التي

تَخْرُجُ من الصَّهْوَة التي تَلي المَعاقِمَ وقد تَنْتَأُ من بعض الخيل،

وإِنما دُعِيت فَريدَة لأَنها وقَعَتْ بين فِقارِ الظهر وبين مَحال الظهر

(* قوله «وبين محال الظهر» كذا في الأصل المعتمد وهي عين قوله بين فقار

الظهر فالأَحسن حذف أحدهما كما صنع شارح القاموس حين نقل عبارته.)

ومعَاقِمِ العَجُزِ؛ المَعاقِمُ: مُلْتَقى أَطراف العِظامِ ومعاقِمِ العجز.

والفَريدُ والفَرائدُ: الشَّذْرُ الذي يَفْصِل بين اللُّؤْلؤ والذهب، واحدته

فَريدَةٌ، ويقال له: الجاوَرْسَقُ بلسان العجم، وبَيَّاعُه الفَرَّادُ.

والفَريدُ: الدُّرُّ إِذا نُظمَ وفُصِلَ بغيره، وقيل: الفَريدُ، بغير هاء،

الجوهرة النفيسة كأَنها مفردة في نوعِها، والفَرَّادُ صانِعُها. وذَهَبٌ

مُفَرَّدٌ: مَفَصَّلٌ بالفريد. وقال إِبراهيم الحربي: الفَريدُ جمع

الفَريدَة وهي الشَّذْرُ من فضة كاللؤْلؤَة. وفَرائِدُ الدرِّ:

كِبارُها.ابن الأَعرابي: وفَرَّدَ الرجلُ إِذا تَفَقَّه واعتزل الناس وخلا

بمراعاة الأَمر والنهي. وقد جاء في الخبر: طوبى للمفرِّدين وقال القتيبي في

هذا الحديث: المُفَرِّدون الذين قد هلَك لِداتُهُم من الناس وذهَب القَرْنُ

الذي كانوا فيه وبَقُواهم يذكرون الله؛ قال أَبو منصور: وقول ابن

الأَعرابي في التفريد عندي أَصوب من قول القتيبي. وفي الحديث عن أَبي هريرة:

أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان في طريق مكة على جبل يقال له

بُجْدانُ فقال: سيروا هذا بُجْدانُ، سَبَقَ المُفَرِّدون، وفي رواية: طوبى

للمُفَرِّدين، قالوا: يا رسول الله، ومن المُفَرِّدون؟ قال: الذاكرون الله

كثيراً والذاكراتُ، وفي رواية قال: الذين اهتزوا في ذكر الله.

ويقال: فَرَدَ

(* قوله «ويقال فرد» هو مثلث الراء.) برأْيه وأَفْرَدَ

وفَرَّد واستَفْرَدَ بمعنى انْفَرَد به. وفي حديث الحديبية: لأُقاتِلَنَّهم

حتى تَنْفَرِدَ سالِفَتي أَي حتى أَموتَ؛ السالفة: صفحة العنق وكنى

بانفرادها عن الموت لأَنها لا تنفرد عما يليها إِلا به. وأَفْرَدْتُه: عزلته،

وأَفْرَدْتُ إِليه رسولاً. وأَفْرَدَتِ الأُنثى: وضعت واحداً فهي

مُفْرِدٌ وموُحِدٌ ومُفِذٌّ؛ قال: ولا يقال ذلك في الناقة لأَنها لا تلد إِلاَّ

واحداً؛ وفَرِدَ وانْفَرَدَ بمعنى؛ قال الصمة القشيري:

ولم آتِ البُيوتَ مُطَنَّباتٍ،

بأَكْثِبَةٍ فَرِدْنَ من الرَّغامِ

وتقول: لِقيتُ زيداً فَرْدَيْنِ إِذا لم يكن معكما أَحد. وتَفَرَّدْتُ

بكذا واستَفْرَدْتُه إِذا انفَرَدْتَ به.

والفُرُودُ: كواكِبُ

(* قوله «والفرود كواكب» كذا بالأَصل وفي القاموس

والفردود، زاد شارحه كسرسور كما هو نص التكملة، وفي بعض النسخ الفرود.)

زاهِرَةٌ حَولَ الثُّرَيَّا. والفُرودُ: نجوم حولَ حَضارِ، وحِضارِ هذا

نَجم وهو أَحد المُحْلِفَيْنِ؛ أَنشد ثعلب:

أَرى نارَ لَيْلى بالعَقِيقِ كأَنَّها

حَضارِ، إِذا ما أَعرضَتْ، وفُرودُها

وفَرُودٌ وفَرْدَة: اسما مَوْضِعَيْنِ؛ قال بعض الأَغفال:

لَعَمْرِي لأَعْرابِيَّةٌ في عَباءَةٍ

تَحُلُّ الكَثِيبَ مِنْ سوُيْقَةَ أَو فرْدا،

أَحَبّ إِلى القَلْبِ الذي لَجَّ في الهَِوِى،

من اللاَّبِساتِ الرَّيْطَ يُظْهِرْنَه كَيْدا

أَرْدَفَ أَحَدَ البيتين ولم يُرْدِفِ الآخر. قال ابن سيده: وهذا نادر؛

ومثله قول أَبي فرعون:

إِذا طَلَبْتُ الماءَ قالَتْ: لَيْكا،

كأَنَّ شَفْرَيْها، إِذا ما احتَكَّا،

حَرْفا بِرامٍ كُسِرا فاصْطَكَّا

قال: ويجوز أَن يكون قوله أَو فَرْداً مُرَخَّماً من فَرْدَة، رخمه في

غير النداءِ اضطراراً، كقول زهير:

خُذوا حَظَّكُم، يا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا

أَواصِرنا، والرِّحْمُ بالغَيْبِ تُذْكَرُ

أَراد عِكرمةَ: والفُرُداتُ: اسم موضع؛ قال عمرو بن قمِيئَة:

نَوازِع للخالِ، إِنْ شِمْنَه

على الفُرُداتِ يَسِحُّ السِّجالا

فرد
فرَدَ يَفرِد، فَرْدًا، فهو فارِد، والمفعول مَفْرود
• فرَدَ الشَّيءَ: مدّه أمامه "فرد الملاءة على السَّرير- فرَد الصحيفة على المنضدة- فرَد أوراق اللّعب على المائدة". 

فرَدَ بـ/ فرَدَ عن/ فرَدَ في يَفرُد، فُرودًا، فهو فارِد، والمفعول مفرود به
• فرَد بالرأي: انفرد به، استبدَّ به، لم يُشرك معه أحدًا فيه "فرَد بالقرار".
• فرَد عن أصدقائه: اعتزلهم، تنحّى عنهم.
• فرَد في مكان منعزل: توحَّد، خلا بنفسه. 

أفردَ يُفرد، إفرادًا، فهو مُفرِد، والمفعول مُفرَد (للمتعدِّي)
• أفرد الشَّيءَ: نحّاه، ميَّزه، فرزه، عزَله عن غيره "أفرد لهذا الموضوع فصلاً خاصًّا- أفرد الطلاب المتفوقين في فصل خاص".
• أفردتِ الأنثى: وضعت واحدًا.
• أفرد في الإحرام: (فق) لم يجمع بين الحجّ والعمرة، خلاف مُقرن، متمتع. 

استفردَ/ استفردَ بـ يستفرد، استفرادًا، فهو مُستفرِد، والمفعول مُستفرَد
• استفرد الشَّيءَ: اختاره وحده من بين نظرائه، وجده وحده لا ثانيَ له "أُُعجب بالصُّور كلّها ولكنّه استفرد واحدة منها- استفرد الغوّاصُ اللُّؤلؤةَ- استفرد المدرِّب لاعبًا فضمّه للفريق القوميّ".
• استفرد فلانًا/ استفرد بفلانٍ: انفرد وخلا به "استفرد أباه يُحادثه".
• استفرد بالرَّأي: فرَد، استبدّ به، لم يشرك معه أحدًا فيه "عاتبوه على استفراده باتِّخاذ القرار". 

انفردَ بـ ينفرد، انفرادًا، فهو منفرِد، والمفعول منفرَد به
• انفردَ بنفسه: خلا، انعزل عن الآخرين "انفرد بنفسه مفكرًا- انفرد بنفسه ليكتب قصة- عاش منفردًا" ° على انفراد: وحده.
• انفرد اللاَّعب بالمرمى: (رض) صار أمامه بمفرده.
• انفرد بالأمر: فرَد، استبدّ به، لم يشرك معه أحدًا فيه "انفرد برأيه/ بالقرار/ بالسُّلطة/ بالعمل- حذّروه من اتخاذ قرار منفرد في الموضوع". 

تفرَّدَ بـ يتفرَّد، تفرُّدًا، فهو مُتفرِّد، والمفعول مُتفرَّدٌ به
• تفرَّد بالأمر:
1 - انفرد به، لم يُشْرك معه أحدًا فيه، تعسَّف "تفرّد بالرأي/ بالقرار".
2 - تميَّز عمَّن سواه، كان فيه فردًا لا نظير له "تفرَّد بأسلوبه/ بطريقة حواره- تفرَّد بقدرته على الإقناع". 

فرَّدَ يفرِّد، تفريدًا، فهو مُفرِّد، والمفعول مُفرَّد
• فرَّد الأشياءَ: باعَد بينها، جعلها أفرادًا "فرّد الخبزَ/ البضاعةَ/ الأطباقَ- فرّد أصناف البضاعة المختلفة- فرَّد الموضوعات".
• فرَّد المميّزات الأسلوبيّة للكاتب: عدَّدها ووضّحها منوِّهًا بها. 

إفراد [مفرد]:
1 - مصدر أفردَ.
2 - (فق) عدم الجمع بين الحج والعمرة في الإحرام.
3 - (نح) خلاف التثنية والجمع "الصفة تطابق الموصوف في الإفراد والتَّثنية والجمع". 

انفراد [مفرد]:
1 - مصدر انفردَ بـ.
2 - (قن) حقّ الملكيَّة أو التّملُّك الفَرْديّ الذي لا يتشارك فيه أحد. 

انفراديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى انفراد ° حَبْسٌ انفراديّ: مكان يُحبس فيه الشّخص بمفرده.
2 - (سق) مقطوعة موسيقيّة يُؤدِّيها صوت واحد آو آلة واحدة مع أو دون مرافقة أو مصاحبة. 

انفراديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انفراد: "حبس في زنزانة انفراديّة- عمليَّة انفراديَّة".
2 - مصدر صناعيّ من انفراد: تكبُّر وتسلُّط "الانفراديّة والهيمنة تولّدان الكراهية- تتصف السياسة الغربية بالانفرادية رغم ادعائها الديموقراطيّة". 

تَفرُّد [مفرد]:
1 - مصدر تفرَّدَ بـ.
2 - (سف) ما به يتشخَّص الكائن ويتعيَّن وجوده في الزَّمان والمكان. 

تفرُّديَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تَفرُّد: صفة مُميّزة "تمتّع بتفرَّدِيّة في عمله وتفكيره". 

فُراد [جمع]: مف فَرْد: فردًا فردًا " {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [ق]: منفردين بلا مال ولا أهل ولا ناصر". 

فُرادَى [جمع]: مف فَرْد (على غير قياس): منفردون " {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} - {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}: منفردين عن المال والأهل والولد" ° جاءوا فُرادَى: واحدًا بعد واحدٍ. 

فَرْد [مفرد]: ج أفراد (لغير المصدر) وفُرادى (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَدَ.
2 - واحد، وتر، متوحّد، وحيد، منفرد " {وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا} - {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى} " ° فَرْدًا فَرْدًا: واحدًا واحدًا.
3 - أحد الزوجين من كل شيء "فَرْد حمام- فَرْدة حذاء" ° فَرْدتا النَّعْل: المتساويان في الدَّناءة.
4 - إنسان، شخص بعينه "ملكية الفرد- الفروق/ الحرية الفرديّة".
5 - لا نظير له، لا مثيل له في جودته "فقيه فَرْد- عالم فَرْد في حقله".
6 - (سف) ما لا يمكن تسمية أجزائه باسم الكل، فالرجل فرد لأن القطعة منه لا تسمَّى رجلاً.
• الفرد: اسم من أسماء الله الحسنى، معناه: المنفرد بالقِدَم والإبداع والتَّدبير، المُنفرِد عن جميع الأشياء، المُمتنِع عن الاختلاط بها، المستغني عنها ° الفرد الصَّمد.
• حُكْم الفرد: (سة) نظام الحكم الذي يقوم على أساس سلطة مطلقة تنحصر في شخص واحد.
• الفَرْدان: الوحيدان. 

فَرْدانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَرْد: على غير قياس "فلسفة/ نظرة فردانيَّة". 

فردانيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من فَرْد.
2 - (سة) مذهب سياسي يعتدّ بالفرد ويحدّ من سلطان الدولة على الأفراد ويرى أن غاية المجتمع رعاية مصلحة الفرد "الفردانيَّة ميزة المجتمعات المتقدمة". 

فَرْديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى فَرْد ° مذهب فرديّ: محوره الفرد قبل الجماعة.
2 - (جب) عدد صحيح لا يقبل القسمة على العدد 2 مثل الأعداد 1، 3، 5.
3 - (سف) خاصّ بشيء محدّد تمييزًا له عن الشَّيء العامّ أو الشامل.
4 - (سق) مؤلَّف أو مرتَّب أو مؤدًّى ليقوم به صوت واحد أو آلة واحدة.
5 - (رض) مستوى من مستويات التنافس في بعض النَّشاطات الرِّياضيّة كالسِّباحة وألعاب القوى "جاء في المركز الأوّل للفرديّ". 

فَرْديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى فَرْد.
2 - مصدر صناعيّ من فَرْد: (نف) نزوع الفَرْد إلى التحرُّر من سلطان الجماعة "فشل في منصبه القياديّ بسبب تمسكه بالفرديّة".
3 - ما يتميّز به شخص عن آخر في خصائصه، يمتلك هُويَّة متميِّزة "فرديّة ذهنيّة".
4 - (سة) مذهب سياسيّ يعتد بالفرد ويحد من سلطان الدولة على الأفراد، ويرى أن غاية المجتمع رعاية مصلحة الفرد "الفَرْدية مِيزة المجتمعات المتطوِّرة".
• مباراة فرديَّة: (رض) مباراة تجرى بين خَصْمين في لعبة التنس أو تنس الريشة. 

فُرود [مفرد]: مصدر فرَدَ بـ/ فرَدَ عن/ فرَدَ في. 

فَريد [مفرد]: ج فَرَائدُ: واحد، نادر، لا نظير له، لا مثيل له "فريد في مجاله/ نوعه- مناسبة فريدة- سيف/ عمل فريد- فريدُ عصرِه/ زمانه- هذا الكتاب فريد من نوعه". 

فريدة [مفرد]: ج فَرَائدُ:
1 - جوهرة نفيسة "فرائد العقد- يضم المتحف فرائد قيّمة" ° فرائد الدُّرِّ: كبارها.
2 - حبَّة من فضَّة وغيرها تفصل بين حبَّات الذَّهب أو اللُّؤلؤ في العِقد. 

مُفرَد [مفرد]:
1 - اسم مفعول من أفردَ ° الأرقام المفردة: غير المزدوجة، كالواحد، والثلاثة، والخمسة، والسبعة، .. إلخ- الضَّريبة المُفْردَة: ضريبة تُفرض على شيء واحد، وهو الأرض، وتشكّل مورد الدَّولة الوحيد.
2 - (نح) واحد، خلاف المثنَّى والجمع "ليس لـ (نساء) مفرد من لفظها" ° بمفرده: وحيدًا.
3 - بسيط، غير مركَّب "مادّة مُفْردة".
4 - مُخصّص لشخص واحد "غرفة مُفردة".
• المُفْرَد من الألفاظ: ما لا يدلُّ جزؤه على جزء معناه.
• ورقة مُفْرَدة: الورقة الوحيدة من نفس المنظومة في يد اللاعب.
• طريقة القيد المفرد: (قص) طريقة في مسك الدفاتر تُقيّد بموجبها الصفقة أو المعاملة في دفاتر الشركة مرة واحدة.
• نقطة مُفْرَدة: (سف) نقطة لا يُوجد فيها مشتقّ المتغيّر الأصليّ بينما تحتوي كلّ المتغيّرات المجاورة على نقاط تبّين فيها المشتق. 

مُفردات [جمع]: مف مُفرَدَة: كلمات "مفردات لغويّة- يحتوي هذا الكتاب على مفردات لغويّة صعبة" ° مُفْردات اللُّغَة: جميع الكلمات الموجودة في اللُّغة. 

مُنفرِد [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انفردَ بـ.
2 - (سق) مؤلَّف أو مُرَتَّب أو مؤدَّى ليقوم به صوت واحد أو آلة واحدة "عَزْف منفرَد". 

فرد

1 فَرَدَ, aor. ـُ [inf. n. فُرُودٌ,] He, or it, was, or became, single; sole; or one, and no more. (Msb.) b2: See also 7, (with which two other forms of the unaugmented verb, namely, فَرِدَ and فَرُدَ, are also mentioned,) in four places.2 فرّد, inf. n. تَفْرِيدٌ, He applied himself to the study of practical religion, or the law, and withdrew from [the rest of] mankind, and attended only to the observance of the commands and prohibitions [of religion]. (IAar, T, L, K.) [See also the part. n., below.]4 افرد as intrans.: see 7. b2: أَفْرَدَتْ She (a female, S, L, a pregnant female, A, or a woman, K) brought forth one only: (S, A, L, K:) opposed to أَتْأَمَتْ: (A:) not said of a she-camel, because she never brings forth more than one. (S, L, K.) b3: افردهُ He made him, or it, to be single; sole; or one, and no more. (Lth, T, M, * L, Msb. *) b4: And He put, or set, him, or it, apart, aside, or away; he separated him, or it. (S, K.) Yousay, افردهُ مِنْهُ [He separated him from him, and rendered him solitary; or he left him solitary]. (A and Mgh in art. وتر.) [See an ex. in a verse cited voce عَاذِبٌ.] b5: [Hence,] افرد فُلاَنًا بِشَىْءٍ He made such a one to have a thing to himself alone, with none to share, or participate, with him in it. (A in art. فرز.) b6: And افرد الحَجَّ عَنِ العُمْرَةِ He performed the rites and ceremonies of the pilgrimage separately from those of the عُمْرَةِ [q. v.]. (Msb.) b7: And افرد إِلَيْهِ رَسُولاً (S, K) He sent [away] a messenger to him. (K.) 5 تَفَرَّدَ see the next paragraph, in two places.7 انفرد and ↓ فَرَدَ signify the same: (S:) the latter, aor. ـُ [inf. n. فُرُودٌ,] is expl. by Lth as signifying He was, or became, alone, by himself, apart from others, or solitary: (T, L:) and thus انفرد بِنَفْسِهِ signifies. (Msb.) And انفرد عَنْهُ He, or it, was, or became, apart, or separate, from him, or it, and alone. (L.) And انفرد بِفُلاَنِ and ↓ استفردهُ are syn. [as meaning He was, or became, alone with such a one]. (M, A, K.) And انفرد بَالأَمْرِ, (Az, T, M, L, K,) and بِكَذَا, (S,) and بِرَأْيِهِ; (L;) and ↓ فَرَدَ, (Az, T, M, L, K,) aor. ـُ (Az, T, M, L,) inf. n. فُرُودٌ; (Az, L;) and ↓ فَرِدَ, and ↓ فَرُدَ, (M, L, K,) mentioned by Lh; (M, L;) and ↓ افرد, (L, K,) and ↓ تفرّد, and ↓ استفرد; (S, M, L, K;) signify alike; (Az, T, S, M, L, K;) i. e. He was, or became, alone; independent of others; without any to share, or participate, with him; in the affair, and in such a thing, and in his opinion: (the lexicons passim: [see اِسْتَبَدَّ:]) and [in like manner] بِالمَالِ ↓ تفرّد [he was without any to share, or participate, with him in the property]. (Msb.) b2: لَأُقَاتِلَنَّهُمْ حتَّى تَنْفَرِدُ سَالِفَتِى, occurring in a trad., means (assumed tropical:) I will assuredly fight with them until I die; lit., until the side of my neck shall become separate from my body; because its separation can be only by death. (L.) 10 استفرد as intrans.: see 7.

A2: استفردهُ: see 7. b2: Also He found him alone, having no second person with him. (A.) [Hence, one says,] اِسْتَطْرَدَ فَجَدَّلَهُ لَهُمْ فَلَمَّا اسْتَفْرَدَ مِنْهُمْ رَجُلاً كَرَّ عَلَيْهِ [He fled, or wheeled about widely, from them, to turn again, by way of stratagem; and when he found a man of them alone, he returned against him, and threw him down upon the ground]. (A, L.) And استفرد الدُّرَّةَ He (the diver) found the pearl alone, having no other with it. (A.) b3: And He took it alone; by itself; without any other, or any like it. (T, L.) He took it forth from among the things that were with it. (M, K.) فَرْدَ Single; sole; only; one, and no more; syn. وِتْرَ; (S, A, L, Msb;) i. e. وَاحِدٌ: (Msb:) [and, used as a subst., a single, or an individual, person or thing:] fem. فَرْدَةٌ and ↓ فَرْدَىْ [which latter is anomalous, as though fem. of فَرْدَانُ]: (Msb:) pl. أَفْرَادٌ and ↓ فُرَادَى which latter is anomalous, as though pl. of فُرْدَانُ (S, L, Msb) and of فَرْدَىْ, like as سُكَارَى is pl. of سُكْرَانُ and of سَكْرَى. (Msb. See also فُرَادٌ, below.) You say, عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ

أَفْرَاداً I counted the dirhems one by one. (T, A.) b2: And Such as has no equal, or like: (Lth, M, L, K:) pl. أَفْرَادٌ (M, K) and فُرَادَى [respecting which latter see above]. (K.) الفَرْدُ as an epithet applied to God means The Single; the Sole; the One; (T;) He who has no equal, or like; the Unequalled: (Lth, T, L:) but Az says, I have not found it so applied in the Sunneh; and no epithet should be applied to God except such as He has applied to Himself, or such as the Prophet has applied to Him. (L.) And one says سَيْفٌ فَرْدٌ, (K,) and ↓ فَرَدٌ, (T, L, K,) and ↓ فُرُدٌ, (L, K,) and ↓ فَرِدٌ, (K,) and ↓ فَرُدٌ, (T, K,) and ↓ فَرِيدٌ and ↓ فَرْدَدٌ, (K, but the third and fifth not in the text of the K as given in the TA,) A sword having diversified wavy marks, streaks, or grain; (ذُو فِرِنْدٍ, K, [in the TA وَفِرِنْدٌ, as though one said also سَيْفٌ فِرِنْدٌ, which is evidently a mistake,]) unequalled (T, L, K) in excellence. (T, L.) b3: And The half [meaning one] of a pair or couple. (M, L, K.) b4: And Such as is alone, by himself or by itself, or apart from others; unconnected with, or unattended by, others; solitary, or separate; syn. مُتَّحِدٌ, (M, L, K,) or مَا كَانَ وَحْدَهُ; (Lth, L;) unmixed with others; [in which sense it is] a word of more common application than وِتْرٌ, and more special than وَاحِدٌ: (Kull p. 278:) pl. فِرَادٌ (M, L, K) [and أَفْرَادٌ and فُرُودٌ also, as will be shown below]: an ex. of the first of these pls. occurs in the saying, (cited by IAar, L,) تَخَلُّفَ السَّقْرِ فِرَادَ السِّرْبِ [As the hawk's seizing, or carrying off by force, those that are apart from the others of the flock of birds]. (M, L. See, again, فُرَادٌ.) [Hence,] one says ثَوْرٌ فَرْدٌ, (S,) and شَىْءٌ فَرْدٌ, (M, K,) and ↓ فَرِدٌ, (S, M, K,) and ↓ فَرَدٌ, and ↓ فَرُدٌ, (M, K,) and ↓ فُرُدٌ, (K,) and ↓ فَارِدٌ, (S, M, K,) and ↓ فَرِيدٌ, (S, K,) and ↓ فَرُودٌ, (M, K,) and ↓ فَرْدَانُ, (K,) [and ↓ مُفْرَدٌ (see an ex. voce شَاةٌ, in art. شوه),] A bull, (S,) and a thing, (M, K,) that is alone, by itself, or apart from others; solitary, or separate from others. (S, M, K.) And ↓ سِدْرَةٌ فَارِدَةٌ A lote-tree apart from others. (S.) And شَجَرَةٌ

↓ فَارِدٌ, (M, K,) and فَارِدَةٌ, (M, TA,) A tree apart from others. (M, K, * TA.) And ↓ ظَبْيَةٌ فَارِدٌ A gazelle apart, or separate, from the herd. (S, M, K.) And ↓ نَاقَةٌ فَارِدٌ, and ↓ مِفْرَادٌ, and ↓ فَرُودٌ, A she-camel that goes away alone, apart from others, in the pasture, (M, L, K, *) and at the water; (M in explanation of the last, and L;) the epithet applied to the male being ↓ فَارِدٌ, only. (M, L.) And بِهٰذَا الأَمْرِ ↓ هُوَ فَارِدٌ He is alone in this affair. (A.) And it is said in a trad., ↓ لاَ تُعَدُّ فَارِدَتُكُمْ, meaning Your ewe, or she-goat, that ye have set apart from the flock, or herd, that ye may milk her in the tent, or house, shall not be reckoned [among those for which ye are to pay the poorrate]: (A:) or the meaning is, what is over and above the فَرِيضَة [or fixed number of camels, &c., to be given in payment of the poor-rate] shall not be added to the latter and reckoned therewith. (L.) And in another it is said, ↓ لاَ يَغُلُّ فَارِدَتُكُمْ, expl. by Th as meaning Such of you as shall segregate himself, as, for instance, one or two, and gain spoil, shall resign it to the collective body, and not act unfaithfully by taking it for himself. (M, L.) And in another, فَمِنْكُمُ المُزْدَلِفُ صَاحِبُ العِمَامَةِ الفَرْدَةِ And of you is El-Muzdelif, he of the solitary turban: this was said of him because, when he rode, no one with him wore a turban, to show honour to him. (L.) b5: لَقِيْتُهُ فَرْدَيْنِ means I met him, we two being alone. (S, L, K.) b6: أَفْرَادُ النُّجُومِ, (S, M, L, K,) as also فُرُودُهَا, (K,) signifies The brightly-shining stars (الدَّرَارِىْءُ) in the horizon [when other stars, there, are invisible]: so called because they are apart from the other [visible] stars. (M, L.) and الفُرُودُ, (T, M, L, and so in some copies of the K,) in some copies of the K ↓ الفُرْدُودُ, [and thus in the CK,] but the former is the right, (TA,) Certain stars, disposed in a row, behind the Pleiades; (K;) in some copies of the K, around the Pleiades: (TA:) certain bright stars around the Pleiades. (T, L.) And (L) Certain stars around حَضَارِ [q. v.], which is one of the two stars called المُحْلِفَانِ, (M, L, TA,) the other whereof is called الوَزْنُ; (TA;) certain small stars with حَضَارِ; so called because situate apart from the latter, by its side. (Kitáb Anwá el-'Arab, TA.) And الفَرْدُ is a name of The star (a) in the hinder part of the neck of الشُّجَاع [the constellation Hydra; which star is also called عُنُقُ الشُّجَاعِ]. (Kzw in his description of الشجاع.) b7: فَرْدٌ signifies also One side of a jaw: (M, L, K:) pl. أَفْرَادٌ. (M, L.) b8: And A sandal such as is termed سِمْطٌ, not patched, nor having a second sole added to it; (K;) a sandal having a single sole; not having a sole composed of two pieces of leather sewed together, one beneath the other; thus in the saying, يَا خَيْرَ مَنْ يَمْشِى بِنَعلٍ فَرْدِ [O best of such as walk with a single-soled sandal], meaning O best of the great men of the Arabs; for sandals were worn by the Arabs, exclusively of the foreigners; and thin sandals, only by the kings and chief persons of the former. (L.) b9: Also, and ↓ فَارِدٌ, A bull [app. a wild bull]. (Lth, T, L. [See also مُفْرَدٌ.]) b10: [The pl.] الأَفْرَادُ as a conventional term in lexicology signifies What have been transmitted by only one of the lexicologists; what is thus transmitted, if the transmitter is a person of exactness (as Aboo-Zeyd and ElKhaleel and others), is admitted. (Mz, 5th نوع.

[See also الآحَادُ, voce أَحَدٌ; a similar, but less restricted, term: and see المَفَارِيدُ.]) فَرَدٌ and فَرِدٌ and فَرُدٌ and فُرُدٌ: see the next preceding paragraph, first quarter: and again, in the second quarter: and for the first and second and third, see also فُرَادٌ.

فَرْدَةٌ fem. of فَرْدٌ [used as an epithet] in the first of the senses assigned to the latter above. (Msb.) فُرَدَةٌ One who goes away alone, (K, TA,) having left his companions. (TA.) فُرْدَاتٌ [Hills, or the like, such as are termed]

آكَام [pl. of أَكَمَةٌ, q. v.]. (K.) فَرْدَى: see فَرْدٌ, first sentence: b2: and see فُرَادٌ.

فَرْدَانُ: see فَرْدٌ, second quarter: b2: and see فُرَادٌ.

فَرَادَ; see the paragraph here following.

فُرَادٌ [is most properly regarded as a quasi-pl. n., rather than as a pl., of فَرْدٌ; and فُرَادُ is similar to it in meaning]. One says, جَاؤُوا فُرَاداً, and ↓ فُرَادَى, (S, M, K,) with tenween and without it, (S,) and فُرَادَ, (K,) like ثُلَاثَ and رُبَاعَ, (TA,) and ↓ فَرَادَ, and فِرَاداً [a pl. of ↓ فَرْدٌ,] and ↓ فَرْدَى, (K,) [and ↓ فُرَّاداً, perhaps thus by poetic license, see an ex. in a verse cited voce مُرْسِمٌ,] They came one by one; one at a time; (S;) one after another: (M, K:) Az relates that the Kilábees said, جِئْتُمُونَا فُرَاداً [Ye came to us one by one; or one after another]: and هُمْ فُرَادٌ وَأَزْوَاجٌ [They are separate persons and pairs], with tenween: and the Arabs said قَوْمٌ فُرَادُ, imperfectly decl., likened to ثُلاَثُ and رُبَاعُ, [A party composed of separate persons, disposed by ones, or one after another,] and ↓ فُرَادَى, which latter is said by Fr to be a pl.: (T, L:) and the sing. [he adds] is ↓ فَرَدٌ and ↓ فَرِدٌ and ↓ فَرِيدٌ and ↓ فَرْدَانُ: (T, K:) but ↓ فَرُدٌ, (so accord. to a copy of the T,) or ↓ فَرْدٌ, (so in the K accord. to the TA, [in the CK فُرْدٌ,]) in this sense, [i. e. in the pl. sense] is not allowable. (T, K.) فَرُودٌ: see فَرْدٌ, second quarter, in two places.

فَرِيدٌ: see فَرْدٌ, former half, in two places: and see فُرَادٌ. b2: Also i. q. شَذْرٌ [app. as meaning The beads that divide the other beads of a string]; (T, A;) in the language of the 'Ajam [app. meaning Persians] called جَاوَرْسَق [a word I do not find in any dictionary]: accord. to Ibráheem El-Harbee, شَذْر of silver, like pearls: (T:) or شَذْر that divide the pearls and gold: (M, L, K:) and pearls that are strung, and divided by other things interposed: (S, L, K:) or pearls that divide the pieces of gold in a necklace: (A:) one thereof is termed ↓ فَرِيدَةٌ: (T, M, A, L:) pl. فَرَائِدُ. (T, M, K.) And A precious, or highly-esteemed, gem; (M, L, K;) as also ↓ فَرِيدَةٌ; (K;) as though it were the only one of its kind; (M, L;) or so called because unequalled; or because [it is a pearl] found alone in its shell: (MF:) and as some say, (S,) ↓ فَرَائِدُ الدُّرِّ signifies the large pearls. (S, L.) b3: Also The intermediate vertebræ between the last of the six vertebræ that are next to the دَأْى [q. v.] of the neck and the six that are between these فَرِيد and the [rump-bone called the] عَجْب; as also ↓ فَرَائِدُ: (M, L, K:) or ↓ فَرِيدَةٌ [the sing.] signifies the vertebra that projects from the part, of the back of a horse, that is next to the lumbar vertebrœ; intervening between the dorsal vertebræ and the lumbar: it projects in some horses. (M, L.) فَرِيدَةٌ, and the pl. فَرَائِدُ: see the next preceding paragraph, in five places.

فُرَادَى: see فَرْدٌ, first sentence: and see also فُرَادٌ, in two places.

فَرَّادٌ One who sells, (T, A, L, K,) and one who makes, (M, L, K,) what are termed فَرِيد, (A, L, K,) i. e. (A) شَذْر. (T, A.) فُرَّادًا: see فُرَادٌ.

فَرْدَدٌ: see فَرْدٌ, first quarter.

الفُرْدُود: see فَرْدٌ, latter half.

فَارِدٌ, and its fem. (with ة): see فَرْدٌ, near the middle, in nine places: b2: and again, near the end. b3: سُكَّرٌ فَارِدٌ Sugar of the best kind, and white. (K.) b4: And إِبِلٌ فَوَارِدُ [She-camels] which stallions do not resemble (لاَ تُشْبِهُهَا). (So in the O and K. [But the right reading is evidently I think, لا تَشْتَهِيهَا, which the Turkish translator of the K appears to have found in a copy of that work; and the meaning, therefore, which stallions do not desire. فَوَارِدُ is pl. of فَارِدَةٌ.]) مُفْرَدٌ: see فَرْدٌ, second quarter. b2: [Hence, as a conventional term, A single, simple, word or vocable;] an expression of which a portion does not denote a portion of its meaning: (KT:) [pl. مُفْرَدَاتٌ. b3: And Singular, as distinguished from dual and plural. b4: And مُفْرَادَاتُ الطِّبِّ The simples of medicine; medicinal simples.] b5: and مُفْرَدٌ signifies also A wild bull. (L. [See, again, فَرْدٌ, near the end.]) مُفْرِدٌ A female, (S, L,) a pregnant female, (A,) or a ewe or she-goat, (M,) or a woman, (K,) bringing forth one only: (S, M, A, L, K:) like مُوحِدٌ and مُفِذٌّ: (S, L:) opposed to مُتْئِمٌ. (A.) [See its verb, 4.]

ذَهَبَ مُفَرَّدٌ Pieces of gold (in a necklace, A) divided, one from another, by فَرِيد [q. v.], (M, A, L, K,) i. e., by pearls. (A.) مُفَرِّدٌ A rider having no other with him: (A:) or a rider having only his camel with him. (K.) b2: طُوبَى لِلْمُفَرِّدِينَ, occurring in a trad., (L,) means Good betide those who apply themselves to the study of practical religion, or the law, and withdraw from [the rest of] mankind, and attend only to the observance of the commands and prohibitions [of religion]: (IAar, T, * L, K, TA:) and (K, TA) it is also said to mean (TA) those who are devoted to the commemoration of the praises of God: (K, TA:) or, as expl. by the Prophet himself, those men and women who commemorate the praises of God much, or frequently: (TA:) also, (K,) or, as KT says in explaining the trad., (TA,) [and as his words are cited in the T,] those whose contemporaries in birth, (K, TA,) and the generation among which they were, (TA,) have perished, or died, while they themselves have remained, (K, TA,) commemorating the praises of God: but Az holds the explanation of IAar to be more correct than this of KT. (TA.) مِفْرَادٌ: see فَرْدٌ, near the middle of the paragraph.

المَفَارِيدٌ as a conventional term in lexicology signifies What have been uttered by only one of the Arabs: differing from الأَفْرَادُ, which signifies what have been transmitted from the Arabs by only one of the leading lexicologists. (Mz, 15th نوع.)
فرد
الفَرْدُ: الذي لا يختلط به غيره، فهو أعمّ من الوتر وأخصّ من الواحد، وجمعه: فُرَادَى. قال تعالى: لا تَذَرْنِي فَرْداً [الأنبياء/ 89] ، أي:
وحيدا، ويقال في الله: فرد، تنبيها أنه بخلاف الأشياء كلّها في الازدواج المنبّه عليه بقوله:
وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ [الذاريات/ 49] ، وقيل: معناه المستغني عمّا عداه، كما نبّه عليه بقوله: غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ [آل عمران/ 97] ، وإذا قيل: هو مُنْفَرِدٌ بوحدانيّته، فمعناه:
هو مستغن عن كلّ تركيب وازدواج تنبيها أنه مخالف للموجودات كلّها. وفَرِيدٌ: واحد، وجمعه فُرَادَى، نحو: أسير وأسارى. قال:
وَلَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى [الأنعام/ 94] .
ف ر د : الْفَرْدُ الْوِتْرُ وَهُوَ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ أَفْرَادٌ وَأَمَّا فُرَادَى فَقِيلَ جَمْعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَقِيلَ كَأَنَّهُ جَمْعُ فَرْدَانَ وَفَرْدَى مِثْلُ سُكَارَى فِي جَمْعِ سَكْرَانَ وَسَكْرَى وَالْأُنْثَى فَرْدَةٌ وَفَرَدَ يَفْرُدُ مِنْ بَابِ قَتَلَ
صَارَ فَرْدًا وَأَفْرَدْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ كَذَلِكَ وَأَفْرَدْتُ الْحَجَّ عَنْ الْعُمْرَةِ فَعَلْتُ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى حِدَةٍ وَانْفَرَدَ الرَّجُلُ بِنَفْسِهِ وَتَفَرَّدَ بِالْمَالِ وَأَفْرَدْتُهُ بِهِ وَأَفْرَدْتُ إلَيْهِ رَسُولًا.

وَالْفِرْدَوْسُ الْبُسْتَانُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثَ قَالَ الزَّجَّاجُ هُوَ مِنْ الْأَوْدِيَةِ مَا يُنْبِتُ ضُرُوبًا مِنْ النَّبْتِ.
وَقَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الْفِرْدَوْسُ بُسْتَانٌ فِيهِ كُرُومٌ قَالَ الْفَرَّاءُ هُوَ عَرَبِيٌّ وَاشْتِقَاقُهُ مِنْ الْفَرْدَسَةِ وَهِيَ السَّعَةُ وَقِيلَ مَنْقُولٌ إلَى الْعَرَبِيَّةِ وَأَصْلُهُ رُومِيٌّ. 

أدا

(أدا)
أَدّوا مَشى مشيا لَيْسَ بالسريع وَلَا بالبطيء وَاللَّبن خثر وَاللَّبن أَدّوا وأديا مخضه وللظبي وَنَحْوه خدعه ليصيده وَيُقَال أدا فلَانا وَله
(أدا) - وفي حديثِ ابنِ مَسْعُود: " ... رجلا نَشِيطاً مُؤدِياً" .
الــمُؤدِى: التَّامُّ السِّلاح، الكامِلُ أَداةِ الحَرب.
وفي تفسير: {وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ} .
: أي مُقْوون مُؤدُون: أي ذَوُو دوابّ قَوِيَّة، كامِلُو أَداةِ الحَرْب. وآدَى للسَّفَر: تأَهَّب له.
أ د ا: (الْأَدَاةُ) الْآلَةُ وَالْجَمْعُ (الْأَدَوَاتُ) وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ قَطَعَ اللَّهُ (أَدَيْهِ) بِمَعْنَى يَدَيْهِ. وَ (أَدَّى) دَيْنَهُ (تَأْدِيَةً) قَضَاهُ وَالِاسْمُ (الْأَدَاءُ) وَهُوَ آدَى لِلْأَمَانَةِ مِنْ فُلَانٍ بِالْمَدِّ وَ (تَأَدَّى) إِلَيْهِ الْخَبَرُ أَيِ انْتَهَى. وَ (الْإِدَاوَةُ) الْمَطْهَرَةُ وَالْجَمْعُ (الْأَدَاوَى) بِوَزْنِ الْمَطَايَا. 
[أدا] نه فيه: جيش "آدى" شيء واعده أي أقوى شيء يقال أدنى عليه بالمد أي قوني، ورجل مؤد أي تام السلاح كامل أداة الحرب. ومنه ح: أرأيت رجلاً خرج "مؤدياً" نشيطا. ق: هو بسكون همزة وخفة ياء أي كامل أداة الحرب. قوله لا نحصيها أي لا نطيقها، وقيل: لا ندري أمعصية أو طاعة. قوله: وإذا شك في نفسه يزيدان من التقوى أن لا يتقدم فيما شك حتى يسأل من عنده علمه، وأوشك أن لا تجدوه أي يفوت ذلك عند ذهاب الصحابة. نه ومنه: وإنا لجميع حاذرون قال: مقوون "مؤدون" أي كاملو أداة الحرب. وفيه: لا تشربوا إلا من ذي "إداء" بالكسر والمد: الوكاء وهو شداد السقاء والإداوة بالكسر إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة وجمعها أداوى. وفيه: "لأستأدينه" عليكم أي لأستعدينه فالهمزة بدل من العين يريد لا شكون إليه فعلكم لينصفني منكم. ط: "لتؤدن" الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ببناء مجهول ورفع الحقوق، وقيل: بضم دال ونصب حقوق والفعل للمخاطبين وغلبوا على الغائبين وغير العاقلين. ك: ليستعير "أداة" أي آلة الحرب من سلاح ونحوه. باب الهمزة مع الذال
[أدا] الأداة: الآلةُ، والجمع الأدَواتُ. وآداهُ على كذا يُؤْديهِ إيداءقواه عليه وأعانه. ومن يؤديني على فلان، أي من يعيننى عليه. وآدى الرجلُ أيضاً، أي قَويَ، من الأَداةِ، فهو مُؤدٍ بالهمز، أي شاكٍ في السلاح. وأمَّا مودٍ بلا همز، فهو من أَوْدى أي هلك. وأهل الحجاز يقولون: آديته على أفعلته، أي أعنته. ويقولون: استأديت الامير على فلان فآداني عليه، بمعنى استعديته فأَعداني عليه. وآدَيْتُ للسفر فأنا مُؤدٍ له، إذا كنتَ متهيئا له، حكاه يعقوب. وتآدى، أي أخذ للدهر أداته. قال الاسود بن يعفر: ما بعد زيد في فتاة فرقوا * قتلا وسبيا بعد حسن تآدى ويقال: أخذت لذلك الأمر أَدِيَّةُ، أي أهبته. ونحن على أَديّ للصلاة، أي تهيُّؤٍ لها. قال الأصمعي: غَنَمٌ أَدِيَّةٌ، على فعيلة، أي قليلة. وأَدَوْتُ له، أي ختلته. يقال: الذئب يأدو للغزال، أي يختله ليأكله . وأنشد أبو زيد: أدوت له لآخذه * فهيهات الفتى حذرا ونصب " حذرا " بفعل مضمر، أي لا يزال حذرا. ويجوز نصبه على الحال ; لان الكلام قد تم بقوله هيهات، كأنه قال: بعد عنى وهو حذر. وأَدى اللبن يَأْدي أُدِيَّا، أي خثر ليروب. وحكى اللحيانى: قطع الله أديه، يريد يديه. ويقال ثوب أدى ويَديٌّ، إذا كان واسعاً. وأَدَّى دَيْنَه تأْديَةً، أي قضاه. والاسم الأَداءُ. وهو آدى للأمانة منك، بمدّ الألف. وتأَدَّى إليه الخبر، أي انتهى. ويقال: اسْتأداهُ. مالاً، إذا صادره واستخرجه منه. والاداوة: المطهرة، والجمع الاداوى، مثل المطايا. قال الراجز:

إذا الاداوى ماؤها تصبصبا * وكان قياسه أدائى مثل رسالة ورسائل، فتجنبوه وفعلوا به ما فعلوا بمطايا وخطايا، فجعلوا فعائل فعالى، وأبدلوا هنا الواو ليدل على أنه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة، فقالوا أداوى. فهذه الواو بدل من الالف الزائدة في إداوة والالف التى في آخر الاداوى بدل من الواو التى في أداوة، وألزموا الواو ههنا كما ألزموا الياء في مطايا.

أدا: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً وأَدَى أُدِيّاً: خَثُرَ لِيَرُوبَ؛ عن

كراع، يائية وواوية. ابن بُزُرْج: أَدا اللَّبَنُ أُدُوّاً، مُثقَّل،

يأْدُو، وهو اللَّبَنُ بين اللَّبَنَيْنِ ليس بالحامِض ولا بالحُلْو. وقد

أَدَتِ الثمرةُ تأْدو أُدُوّاً، وهو اليُنُوعُ والنُّضْجُ. وأَدَوْتُ

اللَّبَن أَدْواً: مَخَضْتُه. وأَدى السِّقاءُ يأْدي أُدِيّاً: أَمْكن

ليُمْخَضَ. وأَدَوْتُ في مَشْيِي آدُو أَدْواً، وهو مَشْيٌ بين المَشْيَيْنِ ليس

بالسَّريع ولا البَطِيء. وأَدَوْت أَدْواً إذا خَتَلْت. وأَدا السَّبُعُ

للغزال يأْدُوا أَدْواً: خَتَلَه ليَأْكُله، وأَدَوْتُ له وأَدَوْتهُ

كذلك؛ قال:

حَنَتْني حانِياتُ الدَّهْر، حَتَّى

كأني خاتلٌ يَأْدُو لِصَيدِ

أبو زيد وغيره: أَدَوْتُ له آدُوا له أَدْواً إذا خَتَلْته؛ وأَنشد:

أَدَوْتُ له لآخُذَهُ؛

فَهَيْهاتَ الفَتى حَذِرا

نَصَبَ حَذِراً بفِعْلٍ مُضْمَر أي لا يزال حَذِراً؛ قال: ويجوز نصبه

على الحال لأَن الكلام تَمَّ بقوله هيهات كأَنه قال بَعُدَ عني وهو حَذِر،

وهو مثل دَأَى يَدْأَي سواء بمعناه. ويقال: الذئب يأْدُو للغَزال أي

يَخْتِلُه ليأْكُلَه؛ قال:

والذئب يأْدُو للغَزال يأْكُلُهْ

الجوهري: أَدَوْتُ له وأَدَيْتُ أي خَتَلْتُه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

تَئِطُّ ويأْدُوها الإفالُ، مُرِبَّةً

بأَوطانها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائل

قال: يأْدوها يَخْتِلُها عن ضُرُوعِها، ومُرِبَّة أَي قلوبها مُرِبَّة

بالمواضع التي تَنْزِعُ إليها، ومُطْرَفات: أُطْرِفوها غَنيمةً من غيرهم،

والحمَائل: المحتَمَلة إليهم المأْخوذة من غيرهم، والإداوَةُ:

المَطْهَرة. ابن سيده وغيره: الإداوَةُ للماء وجمعها أَداوى مثل المَطايا؛

وأَنشد:يَحْمِلْنَ قُدَّامَ الجَآ

جِئ في أَداوى كالمَطاهِر

يَصِف القَطا واسْتِقاءَها لفِراخِها في حَواصلها؛ وأنشد الجوهري:

إذا الأَداوى ماؤُها تَصَبْصَبا

وكان قياسه أَدائيَ مثل رِسالة ورَسائِل، فتَجَنَّبُوه وفعلوا به ما

فعلوا بالمَطايا والخطايا فجعلوا فَعائل فَعالى، وأَبدلوا هنا الواو ليدل

على أَنه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة فقالوا أَداوى، فهذه الواو بدل من

الأَلف الزائدة في إداوَة، والألف التي في آخر الأَداوى بدل من الواو في

إداوَة، وأَلزموا الواو ههنا كما أَلزموا الياء في مَطايا، وقيل: إنما

تكون إداوة إذا كانت من جلدين قُوبِلَ أَحدهما بالآخر. وفي حديث المغيرة:

فأَخَذْتُ الإداوَة وخَرَجْتُ معه؛ الإداوَةُ، بالكسر: إناء صغير من جلد

يُتَّخَذُ للماء كالسَّطِيحة ونحوها. وإداوة الشيء وأَداوته: آلَتُه. وحكى

اللحياني عن الكسائي أَن العرب تقول: أَخَذَ هَداته أي أَداته، على

البدل. وأَخَذَ للدهر أَداتَه: من العُدَّة. وقد تَآدى القومُ تَآدِياً إذا

أَخذوا العدَّة التي تُقَوِّيهم على الدهر وغيره. الليث: أَلِفُ الأَداةِ

واو لأن جمعها أَدَواتٌ. ولكل ذي حِرْفة أَداةٌ: وهي آلته اتلتي تُقيم

حرفته. وفي الحديث: لا تَشْرَبوا إلا من ذي إداء، بالكسر والمد: الوِكاءُ

وهو شِدادُ السِّقاء. وأَداةُ الحَرْبِ: سِلاحُها. ابن السكيت: آدَيْتُ

للسَّفَر فأَنا مُؤْدٍ له إذا كنت متهيِّئاً له. ونحن على أَدِيٍّ للصَّلاة

أَي تَهَيُّؤٍ. وآدى الرجلُ أيضاً أي قَويَ فهو مُؤْدٍ، بالهمز، أي شاكِ

السِّلاح؛ قال رؤبة:

مُؤْدين يَحْمِينَ السَّبيل السَّابلا

ورجل مُؤدٍ: ذو أَداةٍ، ومُؤدٍ: شاكٍ في السلاح، وقيل: كاملُ أَداةِ

السلاح. وآدى الرجلُ، فهو مُؤدٍ إذا كان شاكَ السلاح، وهو من الأَداة. وتآدى

أَي أَخذ للدهر أَداةً؛ قال الأَسود بن يَعْفُر:

ما بَعْدَ زَيدٍ في فَتاةٍ فُرِّقُوا

قَتْلاَ وسَبْياً بَعْدَ حُسْنِ تَآدي

وتَخَيَّروا الأَرضَ الفَضاء لِعِزِّهم،

ويَزيدُ رافِدُهم على الرُّفَّادِ

قوله: بعد حُسْنِ تَآدي أي بعد قُوَّة. وتَآدَيْتُ للأَمر: أَخذت له

أَداتَه. ابن بُزُرْج: يقال هل تآدَيْتُم لذلك الأَمر أي هل تأَهَّبْتم. قال

أَبو منصور: هو مأْخوذ من الأَداة، وأَما مُودٍ بلا همز فهو من أَوْدى

أَي هَلَك؛ قال الراجز:

إني سَأُوديك بسَيْرٍ وَكْنِ

قال ابن بري: وقيل تَآدى تَفاعَل من الآدِ، وهي القُوَّة، وأَراد

الأَسود بن يَعْفُر بزيد زَيْدَ بن مالك ابن حَنْظَلة، وكان المنذر خطب إليهم

امرأَة فأَبوا أَن يزوجوه إياها فغزاهم وقتل منهم. ويقال: أَخَذْت لذلك

الأمر أَديَّه أي أُهْبَتَه. الجوهري: الأَداةُ الآلة، والجمع الأَدَوات.

وآداهُ على كذا يُؤْدِيهِ إيداءً: قَوَّاه عليه وأَعانَه. ومَنْ يُؤْدِيني

على فلان أي من يُعِينني عليه؛ شاهده قول الطِّرِمَّاح ابن حكيم:

فيُؤْدِيهِم عَليَّ فَتاءُ سِنِّي،

حَنانَكَ رَبَّنا، يا ذا الحَنان

وفي الحديث: يَخْرجُ من قِبَل المَشْرق جَيْش آدَى شَيءٍ وأَعَدُّهُ،

أَمِيرُهُم رَجُلٌ طُوالٌ، أَي أقوى شيء. يقال: آدِني عليه، بالمد، أي

قَوِّني. ورجل مؤْدٍ: تامُّ السلاح كاملُ أَداةِ الحرب؛ ومنه حديث ابن مسعود:

أَرأَيْتَ رجلاً خرَج مُؤْدِياً نَشِيطاً؟ وفي حديث الأَسود بن يزيد في

قوله تعالى: وإنَّا لَجَمِيعٌ حَذِرُونَ، قال: مُقْوُون مُؤْدون أَي

كاملو أَداة الحَرْب. وأَهل الحجاز يقولون آدَيْتُه على أَفْعَلْته أي

أَعَنْته. وآداني السلطانُ عليه: أَعْداني. واسْتأْدَيْته عليه: اسْتَعْدَيته.

وآدَيْته عليه: أَعَنْتُه، كله منه. الأَزهري: أهل الحجاز يقولون

اسْتأْدَيت السلطانَ على فلان أي اسْتَعَدَيَتْ فآداني عليه أي أَعْداني

وأَعانَني. وفي حديث هِجْرة الحَبَشة قال: والله لأَسْتَأْدِيَنَّه عليكم أَي

لأَسْتعدِيَنَّه، فأَبدل الهمزة من العين لأَنهما من مخرج واحد، يريد

لأَشْكُوَنَّ إليه فِعْلَكُم بي لِيُعْدِيَني عليكم ويُنْصِفَني منكم. وفي

ترجمة عدا: تقول اسْتَأْداه، بالهمز، فآداه أي فأَعانه وقَوَّاه. وآدَيْتُ

للسفر فأَنا مؤْدٍ له إذا كنت متهيئاً له. وفي المحكم: اسْتعدَدْت له

وأَخذت أَداتَه. والأَدِيُّ: السَّفَر من ذلك؛ قال:

وحَرْفٍ لا تَزالُ على أَدِيٍّ

مُسَلَّمَةِ العُرُوق من الخُمال

وأُدَيَّة

(* أديَّة هي أم مرداس وقيل جدته). أَبو مِرْداس

الحَرُورِيُّ: إما أَن يكون تصغير أَدْوَة وهي الخَدْعَة، هذا قول ابن الأَعرابي،

وإما أَن يكون تصغير أَداة. ويقال: تآدَى القومُ تآدِياً وتَعادَوْا

تَعادِياً أَي تَتابَعُوا موتاً.

وغَنَمٌ أَدِيَّةٌ على فَعِيلة أَي قليلة. الأَصمعي: الأَدِيَّة تقدير

عَدِيَّة من الإبل القليلة العَدَد.

أَبو عمرو: الاداءُ

(* قوله «أبو عمرو الاداء» كذا في الأصل من غير ضبط

لأوله. وقوله «وجمعه أيدية» هكذا في الأصل أيضاً ولعله محرف عن آدية،

بالمد، مثل آنية). الخَوُّ من الرمل، وهو الواسع من الرمل، وجمعه

أَيْدِيَةٌ. والإدَةُ: زَماعُ الأَمر واجْتماعُه؛ قال الشاعر:

وباتوا جميعاً سالمِينَ، وأَمْرُهُم

على إدَةٍ، حتى إذا الناسُ أَصْبَحوا

وأَدَّى الشيءَ: أَوْصَلهُ، والاسم الأَداءُ. وهو آدَى للأَمانة منه،

بمد الأَلف، والعامةُ قد لَهِجوا بالخطإ فقالوا فلان أَدَّى للأَمانة، وهو

لحن غير جائز. قال أَبو منصور: ما علمت أَحداً من النحويين أَجاز آدَى

لأَن أَفْعَلِ في باب التعجب لا يكون إلا في الثلاثي، ولا يقال أَدَى

بالتخفيف بمعنى أَدَّى بالتشديد، ووجه الكلام أَن يقال: فلان أَحْسَنُ أَداءً.

وأَدَّى دَيْنَه تَأْدِيَةً أَي قَضاه، والاسم الأَداء. ويقال:

تأَدَّيْتُ إلى فلان من حقِّه إذا أَدَّيْتَه وقَضَيْته. ويقال: لا يَتَأَدَّى

عَبْدٌ إلى الله من حقوقه كما يَجِبُ. وتقول للرجل: ما أَدري كيف

أَتَأَدَّى إليك مِنْ حَقّ ما أَوليتني. ويقال: أَدَّى فلان ما عليه أَداءً

وتَأْدِيةً. وتَأَدَّى إليه الخَبرُ أَي انْتَهى. ويقال: اسْتأْداه مالاً إذا

صادَرَه واسْتَخْرَجَ منه. وأَما قوله عز وجل: أَنْ أَدُّوا إليَّ عبادَ

الله إني لَكُم رسول أَمين؛ فهو من قول موسى لِذَوِي فرعون، معناه

سَلِّموا إليَّ بني إسرائيل، كما قال: فأَرسل معي بني إسرائيل أَي أَطْلِقْهم من

عذابك، وقيل: نصب عبادَ الله لأَنه منادى مضاف، ومعناه أَدُّوا إليَّ ما

أَمركم الله به يا عباد الله فإني نذير لكم؛ قال أَبو منصور: فيه وجه

آخر، وهو أَن يكون أَدُّوا إليَّ بمعنى استمعوا إليَّ، كأَنه يقول أَدُّوا

إليَّ سمعكم أُبَلِّغكم رسالة ربكم؛ قال: ويدل على هذا المعنى من كلام

العرب قول أَبي المُثَلَّم الهُذَلي:

سَبَعْتَ رِجالاً فأَهْلَكْتَهُم،

فأَدَّ إلى بَعضِهم واقْرِضِ

أَراد بقوله أَدَّ إلى بعضهم أَي استمع إلى بعض من سَبَعْت لتسمع منه

كأَنه قال أدِّ سَمْعَك إليه. وهو بإدائه أَي بإزائه، طائية. وإناءٌ

أَدِيٌّ: صغير، وسِقاءٌ أَدِيٌّ: بَينَ الصغير والكبير، ومالٌ أَدِيٌّ ومتاع

أَدِيٌّ، كلاهما: قليل. ورجلٌ أَدِيٌّ ومتاع أَدِيٌّ، كلاهما: قليل. ورجلٌ

أَدِيٌّ: خفيف مشمِّر. وقَطَع الله أَدَيْه أَي يَدَيه. وثوب أَدِيٌّ

ويَدِيٌّ إذا كان واسعاً. وأَدَى الشيءُ: كَثُر. وآداهُ مالُه: كَثُرَ عليه

فَغلَبَه؛ قال:

إذا آداكَ مالُكَ فامْتَهِنْه

لِجادِيه، وإنْ قَرِعَ المُراحُ

وآدَى القومُ وتَآدَوْا: كَثُروا بالموضع وأَخصبوا.

حشش

(حشش) : اسْتَحَشَّتْ يدُه، يَبِسَتْ، مثل حَشَّتْ وأَحَشَّتْ.
(حشش) - في حَدِيث زَينَبَ بِنتِ جَحْش، رَضى اللهُ عنها: " دَخَل علىَّ رسَولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. فضَرَبَنِى بمَحَشَّةٍ معه".
: أي قَضِيبٍ، جَعلَت تَحرِيكَه لها كالعُودِ الذي تُحَشُّ به النَّارُ: أي تُحرَّك، كأنه حَرَّكَها بعُودٍ لِتَفْهَمَ ما يَقُول لها.
- في حَدِيثِ أَبِى السَّلِيْل قال: "جاءَت ابنَةُ أَبِى ذَرٍّ عليها مَحَشُّ صُوفٍ".
: أي مُخَلَّق، وهو كِساءٌ خَشِن.
- ومنه حَدِيثُ عُمَر، رضي الله عنه: "أَنَّه رَأَى رجلاً يحتَشُّ في الحَرَم فزَبَرهَ" .
: أي يَأخُذ الحَشِيش، وحَشَّ أَيضًا بمَعْناه، والمَحَشُّ: كِساءٌ يُوضَع فيه الحَشِيش كالمِخْلاة لِمَا يُخَتَلى فيه.
قال الأَصَمَعِىُّ: المِحَشُّ - يَعنِى بكَسْر المِيمِ - ما يُقطَع به الحَشِيش، والمَحَشُّ: مَوضِعُه الذي يُوضَع فيه. وحَشَّ فَرسَه: أي احتَشَّ له.
يقال: أَحُشُّك وتُروِّعُنِى، لِلَّذى تُحسِن إليهِ ويُسىءُ إليك. والحَشِيش: اليَابِس منه، كالخَلَا للرَّطب، والكَلأَ لَهُما.
ويقال: إنَّك لَبِمَحَشَّ صِدْق: أي بمَوضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيش.
- في الحَدِيثِ: "إنَّ هَذِه الحُشوشَ مُحْتَضَرة".
: يَعْنِى الكُنُفَ والمَخارِجَ.
الوَاحِد: حَشٌّ بالفَتْح. وأصلُ الحَشِّ: حائِطٌ فيه نَخْل، ويُجْمَع أيضا حُشَّان، كبَطن وبُطْنان. وقد تُضَم حَاؤُه، فإذا استُعْمِل في الكَنِيف فبِالفَتْح لا غَيْر، سُمِّى للجمع فيه. وكُلُّ شىءٍ جَمعتَه فقد حَشَشْتَه.
وسُمِّيت حَفِيرةُ النَّخل به، لأنَّهم كانوا يَقضُون حوائِجَهم فيها.
وَحُشُّ كَوْكَب : مَوضِع بالمَدِينة.
- ومنه حَدِيثُ جَابِر، رَضِى الله عنه، مرفوعا: "نَهَى عن إتْيانِ النِّساءِ في حُشوشِهِنَّ".
كَنَى به عن أَدْبَارِهنّ.
- في حَدِيث زَمْزَم: "فانْفَلَتَت البقرةُ من جَازِرِها بحُشاشَةِ نَفسِها".
: أي بِرَمَقِ بَقِيَّة الحَياةِ. 

حشش


حَشَّ(n. ac. حَشّ)
a. Dried up.
b. Cut, mowed.
c. Fed on hay.
d. Kindled, stirred up ( fire, war ).

أَحْشَشَa. Became dry, ready for cutting.

إِحْتَشَشَa. Gathered, collected (hay).
حَشّ
حِشّ
حُشّ (pl.
حِشَّاْن
حُشَّاْن)
a. Orchard, garden.
b. (pl.
حُشُوْش), Privy.
مَحْشَشa. Place abounding in hay.

مِحْشَش
مِحْشَشَة
(pl.
مَحَاْشِشُ)
a. Scythe.
b. Poker.

حُشَاْش
حُشَاْشَةa. Last breath of life.

حَشِيْشa. Dry herbage; hay, fodder, grass.
b. Hashīsh: Indian hemp ( kind
of opium ).
حَشِيْشَة
(pl.
حَشَاْئِشُ)
a. Wisp of hay.

حَشُوْشa. Great hashish-smoker.
b. Mower; seller of hay.

حَشَاْئِشِيّa. Herbalist.
ح ش ش

حشت يده: يبست. وحش الولد في البطن، ومنه الحشيش. وفي مثل: " أحشك وتروثني " أي أطعمك الحشيش. وإنك بمحش صدق فلا تبرح وهو الموضع الذي يحش فيه. واحتش لدابته. وما بقي منه إلا حشاشة. قال ذو الرمة:

فلما رأين الليل والشمس حية ... حياة التي تقضي حشاشة نازع

ومن المجاز: حشّ النار: أثقبها وأطعمها الحطب، كما تحش الدابة. وحش السهم: راشه. وحش فلاناً: أصلح من حاله. وحش ماله من مال غيره: كثره به. ويقال للشجاع: نعم محش الكتيبة وهم محاش الحروب ومساعرها. وقعد فلان في الحش وهو البستان، فكني به عن المتوضإ. وما بقي من المروءة إلا حشاشة تتردد في أحشاء محتضر. وجئت وما بقي من الشمس إلا حشاشة نازع.
ح ش ش: (الْحَشُّ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا الْبُسْتَانُ وَهُوَ أَيْضًا الْمَخْرَجُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَسَاتِينِ، وَالْجَمْعُ (حُشُوشٌ) . وَ (الْحَشِيشُ) مَا يَبِسَ مِنَ الْكَلَإِ وَلَا يُقَالُ لَهُ رَطْبًا حَشِيشٌ. وَ (الْمَحَشُّ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَكَانُ الْكَثِيرُ الْحَشِيشِ. وَ (الْمِحَشُّ) بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُقْطَعُ بِهِ الْحَشِيشُ. وَالْوِعَاءُ الَّذِي يُجْعَلُ فِيهِ الْحَشِيشُ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ، وَالْفَتْحُ أَجْوَدُ. وَ (حَشَّ) الْحَشِيشَ قَطَعَهُ وَبَابُهُ رَدَّ، وَ (أَحَشَّهُ) طَلَبَهُ وَجَمَعَهُ. وَ (الْحُشَّاشُ) بِالتَّشْدِيدِ الَّذِينَ (يَحْتَشُّونَهُ) . وَ (حَشَّ) فَرَسَهُ أَلْقَى لَهُ حَشِيشًا وَبَابُهُ أَيْضًا رَدَّ. وَفِي الْمَثَلِ: أَحُشُّكَ وَتَرُوثُنِي. وَلَوْ قِيلَ أَحُسُّكَ بِالسِّينِ لَمْ يَبْعُدْ. وَ (أَحَشَّتِ) الْمَرْأَةُ فَهِيَ (مُحِشٌّ) إِذَا يَبِسَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا. وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى جَاءَتْ فِي الْحَدِيثِ (حَشَّ) وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (حُشَّ) بِضَمِّ الْحَاءِ. 
(ح ش ش) : (الْحَشِيشُ) مِنْ الْكَلَأ الْيَابِسُ وَيُسْتَعَارُ لِلْوَلَدِ إذَا يَبِسَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فَأَلْقَتْ حَشِيشًا أَيْ وَلَدًا يَابِسًا (وَحَشَشْتُ الْحَشِيشَ) قَطَعْتُهُ وَاَحْتَشَشْتُهُ جَمَعْتُهُ عَنْ الْجَوْهَرِيِّ (وَفِيهِ) نَظَرٌ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الْقُدُورِيِّ فِي الْكَلَأِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يَمْنَعَهُ وَلَا أَنْ يَبِيعَهُ حَتَّى يَحْتَشَّهُ فَيُحْرِزَهُ وَالْحَشُّ الْبُسْتَانُ وَيُكَنَّى بِهِ عَنْ الْمُسْتَرَاحِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَغَوَّطُونَ فِي الْبَسَاتِينِ (وَمِنْهُ الْحَدِيثُ) «إنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ الْخُبْثِ وَالْخَبَائِثِ» وَهُمَا جَمْعَا خَبِيثٍ وَخَبِيثَةٍ وَالْمُرَادُ شَيَاطِينُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ذُكْرَانُهُمْ وَإِنَاثُهُمْ وَالْمَحَشَّةُ كِنَايَةٌ عَنْ الدُّبُرِ.
(وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - نَهَى أَنْ تُؤْتَى النِّسَاءُ فِي مَحَاشِّهِنَّ» وَرُوِيَ بِالسِّينِ وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «مَحَاشُّ النِّسَاءِ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ» يَعْنِي أَدْبَارَهُنَّ.
حشش وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه أُتِيَ بِامْرَأَة مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا فاعتدّت أَرْبَعَة أشهر وَعشرا ثمَّ تزوجّت رجلا فَمَكثت عِنْده أَرْبَعَة أشهر وَنصفا ثمَّ ولدت ولدا قَالَ: فَدَعَا عمر [نسَاء من -] نسَاء الْجَاهِلِيَّة فسألهن عَن ذَلِك فَقُلْنَ: هَذِه امْرَأَة كَانَت حَامِلا من زَوجهَا الأول فَمَا مَاتَ حَشَّ ولدُها فِي بَطنهَا فَلَمَّا مَسهَا الزَّوْج الآخر تحرّك وَلَدهَا قَالَ: فَألْحق عمر الولدَ بالأوّل. قَوْله: حَشَّ وَلَدهَا فِي بَطنهَا يَعْنِي أَنه يَبِس يُقَال: قد حَشّ يَحِشَ وَقد أحشت الْمَرْأَة وَهِي مُحِشّ إِذا فعل وَلَدهَا ذَلِك قَالَ: وَمِنْه قيل لليد إِذا شلّتْ ويبِستْ: قد حَشّت قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعْضهمْ يرويهِ: حُشّ [وَلَدهَا] بِضَم الْحَاء. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَن الْوَلَد لما جَاءَت بِهِ لأَقل من سِتَّة أشهر من يَوْم تزَوجهَا الآخر لم يلْحق بِهِ لِأَن الْوَلَد لَا يكون لأَقل من سِتَّة أشهر فَلَو جَاءَت بِهِ لأكْثر من سِتَّة أشهر لحق بِالْآخرِ فَكَانَ وَلَده قَالَ أَبُو عبيد: وَكَذَلِكَ سَمِعت أَبَا يُوسُف يَقُول فِي هَذَا: مَا بَينهَا وَبَين سنتَيْن أَن الْوَلَد يلْحق بِالْأولِ مَا لم تُقِرّ الْمَرْأَة بِانْقِضَاء عدَّة قبل ذَلِك.
[حشش] حَشَشْتُ النار أَحُشُّها حَشَّاً: أوقدتها. والحَشُّ والحُشُّ: البستانُ، والجمع الحشان مثل ضيف وضيفان. والحش والحش أيضا: المخرج، لأنَّهم كانوا يَقضون حوائجَهم في البساتين. والجمع حُشوشٌ. والمَحَشَّةُ بالفتح: الدبر. ونهى عن إتيان النساء في محاشهن. وربما جاء بالسين. والحشيش: ما يبس من الكلأ. ولا يقال له رَطْباً حَشيشٌ. والمَحَشُّ: المكان الكثير الحَشيش. ومنه قولهم: " إنّك بمَحَشِّ صِدقٍ فلا تَبرحْه "، أي بموضع كثير الخير. والمِحَشُّ بالكسر: ما يُقْطَعُ به الحَشيشُ. والمَحَشُّ أيضاً: ما تُحرَّك به النارُ من حديد وكذلك المَحَشَّةُ. ومنه قيل للرجل الشجاع: نِعْمَ مِحَشُّ الكتيبة. وأما الذي يُجْعَل فيه الحَشيشُ ففيه لغتان: مَحَشٌّ ومَحِشٌّ، والفتح أفصح. وحَشَشْتُ الحَشيشَ: قطعته. واحْتَشَشْتُهُ: طلبته وجمعته. والحشاش: الذين يحتشون. وحششت فرسي: ألقيت له حشيشاً. وفي المثل: " أحشك وتروثنى "، ولو قيل أيضا بالسين لم يبعد. وحَشَّ الرجل سهمَه، إذا ألزَقَ به القذذ من نواحيه. ويقال للبعير: قد حُشَّ ظهرهُ بجنبَيْن واسعين فهو مَحْشوشٌ، أي إنه مُجْفَرُ الجنبَيْن. والحُشاشُ والحُشاشَةُ: بقيَّة الروح في المريض. وأَحَشَّتِ المرأةُ فهى مُحِشٌّ، إذا يبس ولدُها في بطنها وكذلك أَحَشَّت اليدُ: أي يبست وشلت. وفيه لغة أخرى جاءت في الحديث: " حش ولدها في بطنها ". قال أبو عبيد: وبعضهم يقول " حش " بضم الحاء.
ح ش ش : الْحَشُّ الْبُسْتَانُ وَالْفَتْحُ أَكْثَرُ مِنْ الضَّمِّ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ يُقَالُ لِبُسْتَانِ النَّخْلِ حَشٌّ وَالْجَمْعُ حُشَّانٌ وَحِشَّانٌ فَقَوْلُهُمْ بَيْتُ الْحُشِّ مَجَازٌ لِأَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا يَقْضُونَ حَوَائِجَهُمْ فِي الْبَسَاتِينِ فَلَمَّا اتَّخَذُوا الْكُنُفَ وَجَعَلُوهَا خَلَفًا عَنْهَا أَطْلَقُوا عَلَيْهَا ذَلِكَ الِاسْمَ قَالَ الْفَارَابِيُّ الْحُشُّ الْبُسْتَانُ وَمِنْ ثَمَّ قِيلَ لِلْمَخْرَجِ الْحُشُّ.

وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ الْمَحَشَّةُ الدُّبُرُ وَالْمَحَشُّ الْمَخْرَجُ أَيْ مَخْرَجُ الْغَائِطِ فَيَكُونُ حَقِيقَةً وَالْحُشَاشَةُ بَقِيَّةُ الرُّوحِ فِي الْمَرِيضِ وَقَدْ تُحْذَفُ الْهَاءُ فَيُقَالُ حُشَاشٌ وَالْحَشِيشُ الْيَابِسُ مِنْ النَّبَاتِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ قَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ الْحَشِيشُ الْيَابِسُ مِنْ الْعُشْبِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ الْحَشِيشُ الْيَابِسُ مِنْ الْكَلَإِ قَالُوا وَلَا يُقَالُ لِلرَّطْبِ حَشِيشٌ وَحَشَشْتُهُ حَشًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَطَعْتُهُ بَعْدَ جَفَافِهِ فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَأَلْقَتْ النَّاقَةُ وَلَدَهَا حَشِيشًا إذَا يَبِسَ فِي بَطْنِهَا وَأَحَشَّتْ اللُّمْعَةُ بِالْأَلِفِ إذَا يَبِسَتْ وَأَحَشَّتْ الْيَدُ بِالْأَلِفِ أَيْضًا إذَا يَبِسَتْ فَصَارَتْ كَأَنَّهَا حَشِيشٌ يَابِسٌ وَحَشَّ الشَّخْصُ الْبِئْرَ وَالْبَيْتَ حَشًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ كَنَسَهُ وَقَوْلُ بَعْضِهِمْ يَحْرُمُ عَلَى الْمُحْرِمِ قَطْعُ الْحَشِيشِ لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِهِ فَإِنَّ الْحَشِيشَ هُوَ الْيَابِسُ وَلَا يَحْرُمُ قَطْعُهُ وَإِنَّمَا يَحْرُمُ قَلْعُهُ وَأَمَّا الرَّطْبُ فَيَحْرُمُ قَطْعُهُ وَقَلْعُهُ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ يَحْرُمُ قَطْعُ الْخَلَا وَقَلْعُهُ وَقَلْعُ الْكَلَإِ لَا قَطْعُهُ. 
حشش
حَشَّ حَشَشْتُ، يَحُشّ، احْشُشْ/ حُشَّ، حَشًّا، فهو حَاشّ، والمفعول مَحْشوش
• حشَّ الحشيشَ ونحوَه: جزَّه وجمعه "حَشَشْتُ برسيمًا لأطعم الخرافَ- حشَّ النَّباتات الضارَّة/ الخُضرة". 

أحشَّ يُحِشّ، أحْشِش/ أحِشَّ، إحشاشًا، فهو مُحِشّ
• أحشَّ المكانُ:
1 - نبت فيه الحشيشُ.
2 - كثُر حشيشُه. 

احتشَّ يَحْتشّ، احْتَشِشْ/ احْتَشَّ، احتشاشًا، فهو مُحتشّ
• احتشَّ فلانٌ: جزّ الكلأَ والحشيشَ. 

حشَّشَ يحشِّش، تَحشِيشًا، فهو مُحَشِّش
• حشَّش الشَّخصُ: دخَّن الحشيشَ، وهو نبات مخدِّر. 

حُشاشَة [مفرد]:
1 - بقية الرُّوح والحياة في المريض "ما بقي فيه إلاّ حُشاشة الرّوح- وما بقي من المروءة إلاّ حشاشة تتردّد في أحشاء محتضر".
2 - روح القلب ورمق الحياة "رُدّه إليّ ياربُّ، فقد جفَّت دموعي وذابت حُشاشتي- أكل الحُبُّ من حُشاشة قلبي ... والبقايا تقاسمتها النِّساءُ" ° حُشاشة كبدي: أغلى شيء عندي- لطيف الحُشاشة: أنيس مهذَّب- نجا بحشاشة نفسه: بمفرده. 

حَشّ [مفرد]: مصدر حَشَّ. 

حَشَّاش [مفرد]: ج حَشَّاشون وحَشَّاشة:
1 - قاطع الحشيش وجامعه.
2 - بائع الحشيش.
3 - مُدْمِن تدخين الحشيش المُخَدِّر "رأيته يترنَّح كالحشَّاش- اكتشفت الشُّرطةُ مكانَ اجتماع الحشَّاشين". 

حَشِيش [جمع]: جج حَشَائِش، مف حَشيشة:
1 - كلأٌ، عُشبٌ يُجزّ ويُجمع "وضع الحشيشَ في المعالف".
2 - (نت) كلُّ نبات أخضر له أوراق طويلة شريطيّة، وهو على وجه الخصوص نباتات الفصيلة النجيليّة.
3 - مُخدِّر مستخرج من نبات القِنَّب الهنديّ، مادّة مخدِّرة "دخَّن حَشِيشًا- كم أهلك الحشيشُ من نفوس طيِّبة وأضاع من طاقات خلاَّقة".
• حشيشة الدِّينار: (نت) نبات مُعَمَّر من فصيلة القنَّبيَّات،
 يُزرع في أوربا، وله أزهار أنثويّة خضراء اللون مرتّبة على شكل أشواك مخروطيّة الشَّكل.
• علم الحشائش: (رع) فرع من فروع علم النبات الذي يعنى بدراسة الكلأ والنجيليّات. 

مِحَشّ [مفرد]: ج مَحَاشُّ:
1 - اسم آلة من حَشَّ: مِنْجَلُ الحَشِّ.
2 - ما تُحَرَّك به النَّارُ لتشتعل.
• مِحَش مائي: آلة ميكانيكيّة تُستعمل لحشِّ النَّباتات المائيّة في الأنهار. 

مَحْشَشَة [مفرد]: ج محاشِشُ:
1 - مكان التَّدخين "دخل المدمنون إلى المَحْشَشَة".
2 - مَقْهَى تدخين الحشيش. 

مِحَشَّة [مفرد]: ج مَحَاشُّ:
1 - مِحَشّ، منجل الحشّ.
2 - مِحَشّ، ما تُحرّك به النَّارُ لتشتعل. 

حشش: الحَشِيش: يابِسُ الكَلإِ، زاد الأَزهري: ولا يقال وهو رطب حَشِيش،

واحدته حَشِيشة، والطَّاقة منه حَشِيشة، والفِعْل الاحْتِشاش. وأَحَشَّ

الكلأُ: أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال أَجَزَّ. وأَحَشَّت الأرضُ: كثر

حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش. والعُشْبُ: جِنْس لِلْخَلى والحشِيش،

فالخَلى رَطْبُه، والحشِيشُ يابِسُه؛ قال ابن سيده: هذا قول جمهور أَهل اللغة،

وقال بعضهم: الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه؛ قال: وهذا ليس بصحيح لأَن

موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس والتقَبُّض. الأَزهري: العرب إِذا

أَطْلَقوا اسم الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة، وهو أَجْوَدُ عَلَفٍ

يَصْلُح الخَيْلُ عليه، وهي من خَيْر مراعِي النَّعَم، وهو عُرْوَةٌ في

الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حالت عليه السنة تغَيَّر لونُه

واسْودَّ بعد صُفرتِه، واحْتَوَتْه النَّعَم والخَيل إِلا أَن تُمْحِلَ

السنة ولا تُنْبِتَ البقلَ، وإِذا بدا القومُ في آخر الخَريف قبل وقوع

ربيع بالأَرض فَظَعَنُوا مُنْتحِعين لم ينزلوا بلداً إِلا ما فيه خَلًى،

فإِذا وقع ربيع بالأَرض وأَبْقَلَت الرّياضُ أَغْنَتْهم عن الخلى

والصِّلّيان. وقال ابن شميل: البقْلُ أَجْمَع رَطْباً ويابساً حشيشٌ وعلَفٌ

وخَلًى. ويقال: هذه لُمْعَة قد أَحَشَّت أَي أَمكنت لأَنْ تُخَشَّ، وذلك إِذا

يَبِست، واللُّمْعة من الخَلى، وهو المَوْضع الذي يكثر فيه الحلى، ولا

يقال له لُمْعة حتى يصفَرَّ أَو يَبْيَضَّ؛ قال الأَزهري: وهذا كلام كله

عربي صحيح.

والمَحَشّ والمَحَشَّة: الأَرض الكثيرة الحَشِيش. وهذا مَحَشُّ صِدْقٍ:

لِلْبَلَد الذي يَكثُر فيه الحشيش. وفلان بمَحَشِّ صِدْقٍ أَي بموضع كثير

الحشيش، وقد يقال ذلك لمن أَصاب أَيَّ خَيرٍ كان مَثَلاً به؛ يقال:

إِنَّك بمَحَشّ صِدْق فلا تبْرحْه أَي بموضع كثير الخير.

وحَشّ الحَشِيشَ يَحُشُّه حشّاً واحْتَشَّه، كِلاهما: جَمَعَه. وحَشَشْت

الحشيش: قطعْتُه، واحْتَشَشْتُه طلَبْتُه وجَمَعْته. وفي الحديث: أَنَّ

رجُلاً من أَسْلَمَ كان في غُنَيْمة له يَحُشُّ عَلَيها، وقالوا: إِنما

هو يَهُشُّ، بالهاء، أَي يَضْرب أَغْصانَ الشجَر حتى يَنْتَثِرَ ورَقُهامن

قوله تعالى: وأَهُشُّ بها على غَنمي، وقيل: إِنَّ يَحُشّ ويَهُشّ

بمعنًى، وهو مَحْمول على ظاهره من الحَشِّ قَطْعِ الحَشِيش. يقال: حشّه

واحْتَشَّه وحَشَّ على دابَتِه إذا قَطَع لها الحشيش. وفي حديث عُمَر، رضي

اللَّه عنه: أَنه رَأَى رجُلاً يحْتَشّ في الحَرَم فَزَبَرَهُ؛ قال ابن

الأَثير: أَي يأْخُذ الحشيش وهو اليابس من الكَلإِ. والحُشّاش: الذين

يَحْتَشُّون.

والمِحَشّ والمَحَشّ: منجل ساذَجٌ يُحَشُّ به الحشيش، والفتح أَجود،

وهُما أَيضاً الشيء الذي يُجْعل فيه الحشيش. وقال أَبو عبيد: المِحَشّ ما

حُشّ به، والمَحَشّ الذي يُجْعل فيه الحشيش، وقد تُكْسر ميمُه أَيضاً.

والحِشَاش خاصّة: ما يوضع فيه الحشيش، وجمْعُه أَحِشَّة. وفي حديث أَبي

السَّلِيل: قال جاءت ابْنةُ أَبي ذَرّ عليها مِحَشّ صُوفٍ أَي كساءٌ خَشن

خَلَقٌ، وهو من المِحَش والمَحَش، بالفتح والكسر، والكِساء الذي يوضع فيه

الحَشِيش.

وحَشَشْت فَرَسي: أَلْقَيْتُ له حَشِيشاً. وحَشّ الدابة يحُشّها حشّاً:

علَفَها الحشيشَ. قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول للرجل: حُشَّ فَرَسَك.

وفي المثل

(* قوله «وفي المثل إلخ» في شرح القاموس: ثم إِن لفظ المثل هكذا

هو في الصحاح والتهذيب والأساس والمحكم، ورأيت في هامش الصحاح ما نصه:

والذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأمثال لأبي زيد: أَحشك

وتروثين، وقد صحح عليه.): أَحُشُّكَ وتَرُوثُني، يَعْني فرسَه، يُضْرَبُ

مثَلاً لكلّ من اصطُنِع عنده معروفُ فكافَأَه بضِدِّه أَوْ لَمْ يَشْكُرْه ولا

نَفَعه. وقال الأَزهري: يُضْرب مثَلاً لمن يُسِيء إِليك وأَنت تُحْسن

إِليه. قال الجوهري: ولَوْ قيل بالسين لم يَبْعُدْ، ومعنى أَحُشّك

أَفَأَحُشّ لك، ويكون أَحُشُّك أَعْلِفُك الحشيش، وأَحَشَّه: أَعانَه على جَمْع

الحشيش. وحَشَّت اليَدُ وأَحَشَّت وهي مُحِشّ: يَبِسَت، وأَكثر ذلك في

الشَّلَلِ. وحُكِي عن يونس: حُشّت، على صِيغة ما لم يُسمَّ فاعلُه،

وأَحَشَّها اللَّه. الأَزهري: حَشَّت يدُه تحِش إِذا دقَّت وصغُرت، واستحَشَّت

مثله. وحَشَّ الولَدُ في بطْن أُمِّه يَحِشُّ حَشّاً وأَحَشَّ واستحَشَّ:

جُووِزَ به وقْت الوِلادة فيَبِسَ في البَطْن، وبعضهم يقول: حُشَّ، بضمِّ

الحاء. وأَحَشَّت المرأَة والناقة وهي مُحِشّ: خَشَّ ولدُها في رحِمِها

أَي يَبِسَ وأَلْقَتْه حَشًّا ومَحْشُوشاً وأُحْشُوشاً أَي يابساً، زاد

الأَزهري: وحَشِيشاً إِذا يبس في بطنها. وفي الحديث: أَن رجُلاً أَراد

الخروج إِلى تبوك فقالت له أُمُّه أَو امرأَته: كيف بالوَدِيِّ؟ فقال:

الغَزْوُ أَنْمى لِلْوَدِيّ، فما مَاتَتْ منه وَدِيّةٌ ولا حَشَّت أَي

يَبِسَت.وفي حديث عمر، رضي اللَّه عنه: أَن امرأَة مات زوجُها فاعتدّت أَربعةَ

أَشهر وعشْراً ثم تزوّجت رجلاً فمكثت عنده أَربعة أَشهر ونصفاً ثم ولدت

ولداً، فدعا عمرُ نساءً من نساء الجاهلية فسأَلهن عن ذلك، فقلن: هذه امرأَة

كانت حاملاً من زوجها الأَوّل، فلما مات حَشَّ ولدُها في بطنها، فلما

مسها الزوج الآخر تحرَّك ولدُها، قال: فَأَلْحَقَ عمر الولدَ بالأَول. قال

أَبو عبيد: حَشَّ ولدُها في بطنها أَي يَبِس. والحُشّ: الولد الهالك في

بطن الحاملة. وإَن في بطنها لَحُستّاً، وهو الولد الهالك تنطوي عليه

وتُهْراق دَماً عليه تنطوي عليه أَي يبقى فلم يخرج؛ قال ابن مقبل:

ولقد غَدَوْتُ على التِّجارِ بِجَسْرة

قَلِقٍ حشُوش جَنِينها أَو حائِل

قال: وإِذا أَلقت ولدها يابساً فهو الحشيش، قال: ولا يخرج الحشيش من

بطنها حتى يُسْطى عليها، وأَما اللحم فإِنه يتقطع فيَبُول حَفْزاً في بولها،

والعِظام لا تخرج إِلا بعد السَّطْوِ عليها، وقال ابن الأَعرابي: حَشّ

ولدُ الناقة يَحِشُّ حُشُوشاً وأَحَشَّته أُمّه.

والحُشاشَة: رُوح القلب ورَمَقُ حياة النفْس؛ قال:

وما المَرْءُ، ما دامَتْ حُشاشةُ نَفْسِه،

بمُدْرِكِ أَطْرافِ الخُطُوبِ، ولا آلِ

وكل بقية حُشاشة. والحُشاش والحُشَاشة: بقية الروح في المريض. ومنه حديث

زمزم: فانْفَلَتَت البقرة من جازِرِها بحُشاشَةِ نفْسِها أَي برمق بقيّة

الحياة والروح. وحُشاشاكَ أَن تفعل ذلك أَي مَبْلَغُ جُهْدِكَ؛ عن

اللحياني، كأَنه مشتق من الحشاشة. الأَزهري: حُشاشاكَ أَن تفعل ذاك وغُناماك

وحُماداك بمعنَى واحد. الأَزهري: الحُشاشة رَمَق بقية من حياة؛ قال

الفرزدق:

إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تنَفَّسَتْ

حُشاشَتُها، في غيرِ لَحْمٍ ولا دَم

وأَحَشّ الشحمُ العظمَ فاستَحَشّ: أَدَقّه فاستدقّ، عن ابن الأَعرابي؛

وأَنشد:

سَمِنَتْ فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُها،

لا النِّيُّ نِيٌّ، ولا السَّنامُ سَنام

وقيل: ليس ذلك لأَن العِظام تَدِقّ بالشحم ولكن إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ

عند ذلك فيما يُرى.

الأَزهري: والمُسْتَحِشَّة من النوق التي دقَّت أَوظِفَتُها من عِظَمِها

وكثرةِ لحمها وحَمِشَت سَفِلَتُها في رأْي العين. يقال: استحشَّها الشحم

وأَحَشَّها الشحم. وقام فلان إِلى فلان فاستَحَشَّه أَي صَغُرَ معه.

وحَشَّ النارَ يَحُشُّها حَشّاً: جمع إِليها ما تفرق من الحطب، وقيل:

أَوقدها، وقال الأَزهري: حَشَشْتُ النارَ بالحطب، فزاد بالحطب؛ قال

الشاعر:تاللَّه لولا أَنْ تَحُشَّ الطُّبَّخُ

بِيَ الجَحِيمَ، حين لا مُسْتَصْرَخُ

يعني بالطُّبّخ الملائكةَ الموكَّلين بالعذاب. وحَشَّ الحرب يَحُشُّها

حَشّاً كذلك على المَثَل إِذا أَسعرها وهيجها تشبيهاً بإِسْعار النار؛ قال

زهير:

يَحُشُّونَها بالمَشْرَفِيَّة والقنَا،

وفِتْيانِ صِدْقٍ لا ضِعافٍ ولا نُكْل

والمِحَشُّ: ما تُحَرّكُ به النار من حديد، وكذلك المِحَشَّة؛ ومنه قيل

للرجل الشجاع: نِعْم مِحَشُّ الكَتِيبة. وفي حديث زينب بنت جحش: دخل عليّ

رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، فضربني بِمِحَشِّة أَي قضيب،

جعلَتْه كالعود الذي تُحَشُّ به النار أَي تحرّك به كأَنه حركها به لتَفْهَم ما

يقول لها. وفلان مِحَشُّ حَرْب: مُوقِد نارها ومُؤَرّثُها طَبِنٌ بها.

وفي حديث الرؤيا: وإِذا عنده نار يَحُشُّها أَي يُوقِدُها؛ ومنه حديث أَبي

بَصيرٍ: ويْلُ أُمِّه مِحَشُّ حَرْب لو كان معه رجال ومنه حديث عائشة

تصف أَباها، رضي اللَّه عنهما: وأَطْفَأَ ما حَشَّتْ يهود أَي ما أَوقَدَت

من نيران الفتنة والحرب. وفي حديث عليّ، رضي اللَّه عنه: كما أَزالوكُمْ

حَشّاً بالنِّصالِ أَي إِسْعاراً وتهييجاً بالرمْي. وحَشَّ النَّابِلُ

سهمَه يَحُشُّه حَشّاً إِذا راشَه، وأَلْزَقَ به القُذَذَ من نواحيه أَو

ركَّبها عليه؛ قال:

أَو كمِرِّيخٍ على شَرْيانَةٍ،

حَشَّه الرامِي بِظُهْرانٍ حُشُرْ

(* قوله «حشر» كذا ضبط في الأصل.)

وحُشّ الفرسُ بِجِنْبَيْنِ عظيمين إِذا كان مُجْفَراً. الأَزهري: البعير

والفرس إِذا كان مُجْفَرَ الجنبين يقال: حُشَّ ظهره بجنبين واسِعَين،

فهو مَحْشُوش؛ وقال أَبو دواد الإِيادي يصف فرساً:

منَ الحارِكِ مَحْشُوش،

بِجَنْبٍ جُرْشُعٍ رَحْبِ

وحَشَّ الدابة يَحُشُّها حَشّاً: حملها في السير؛ قال:

قد حَشَّها الليل بعُصْلُبِيِّ،

مُهاجِرٍ، ليس بأَعْرابيِّ

(* وفي رواية أخرى: لفها الليل.)قال الأَزهري: قد حشها أَي قد ضمَّها.

ويَحُشُّ الرجلُ الحطبَ ويَحُشُّ النار إِذا ضمّ الحطب عليها وأَوقَدَها،

وكل ما قُوّيَ بشيء أَو أُعِينَ به، فقد حُشّ به كالحادي للإِبل والسلاحِ

للحرب والحطب للنار؛ قال الراعي:

هو الطِّرْفُ لم تُحْشَشْ مَطِيٌّ بِمِثْلِه،

ولا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدارِ خائِفُ

أَي لم تُرْمَ مَطِيٌّ بمثله ولا أَعينَ بمثله قوم عند الاحتياج إِلى

المعونة.

ويقال: حَشَشْتُ فلاناً أَحُشُّه إِذا أَصْلَحْت من حالِه، وحَشَشْت

مالَه بمالِ فلان أَي كَثَّرْت به؛ وقال الهذلي:

في المُزَنيِّ الذي حَشَشْت له

مالَ ضَرِيكٍ، تِلادُه نُكْد

قال ابن الفرج: يقال أُلْحِق الحِسَّ بالإِسّ، قال: وسمعت بعض بني أَسد

أَلحِق الحِشَّ بالإِشّ، قال: كأَنه يقول أَلحق الشيءَ بالشيء إِذا جاءك

شيء من ناحية فافعل به؛ جاء به أَبو تراب في باب الشين والسين

وتعاقُبِهما. الليث: ويقال حُشَّ عليّ الصيدَ؛ قال الأَزهري: كلام العرب الصحيحُ

حُشْ عليَّ الصيدَ بالتخفيف من حاشَ يَحُوش، ومن قال حَشَشْت الصيدَ بمعنى

حُشْته فإِني لم أَسمعه لغير الليث، ولست أَُبْعِده مع ذلك من الجَواز،

ومعناه ضُمَّ الصيد من جانبيه كما يقال حُشَّ البعيرُ بجَنْبَين واسعين

أَي ضُمّ، غير أَن المعروف في الصيد الحَوْش. وحَشَّ الفرَسُ يَحُشُّ

حَشّاً إِذا أَسْرَعَ، ومثله أَلْهَبَ كأَنه يتوقد في عَدْوِه؛ قال أَبو دواد

الإِيادي يصف فرساً:

مُلْهِب حَشُّه كحشِّ حَرِيقٍ،

وَسْكَ غابٍ، وذاكَ مِنْه حِضَار

والحَشّ والحُشّ: جماعة النخل، وقال ابن دريد: هما النخل المجتمع. والحش

أَيضاً: البستان

(* قوله «والحش البستان» هو مثلث.). وفي حديث عثمان:

أَنه دُفِنَ في حَشِّ كَوْكَبٍ وهو بُسْتان بظاهر المدينة خارج البَقِيع.

والحش: المُتَوَضَّأُ، سمي به لأَنهم كانوا يَذْهبون عند قضاء الحاجة إِلى

البَساتين، وقيل إِلى النخْل المجتمع يَتَغَوَّطُون فيها على نحو تسميتهم

الفناء عَذِرةً، والجمع من كل ذلك حِشَّان وحُشَّان وحَشَاشين؛ الأَخيرة

جمعُ الجمع، كلُّه عن سيبويه. وفي الحديث: أَنَّ رسولَ اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم، اسْتَخْلى في حُشَّان. والمِحَشّ والمَحَشّ جميعاً: الحَشّ

كأَنه مُجْتَمَع العَذِرة. والمَحَشَّة، بالفتح: الدبرُ وذكره ابن

الأَثير في ترجمة حَشَن، قال: في الحديث ذكرُ حُشَّان، وهو بضم الحاء وتشديد

الشين، أُطُمٌ من آطامِ المدينة على طريق قُبور الشُّهَداءِ في الحديث:

أَنه، صلى اللَّه عليه وسلم، نَهَى عن إِتْيان النساء في مَحاشِّهِنّ، وقد

روي بالسين، وفي رواية: في حُشُوشهن أَي أَدْبارهن. وفي حديث ابن مسعود:

مَحاشُّ النساء عليكم حرام. قال الأَزهري: كنى عن الأَدبار بالمَحاشّ كما

يُكْنى بالحُشُوش عن مواضع الغائطِ. والحَشّ والحُشّ: المَخْرَج لأَنهم

كانوا يقضُون حوائجَهم في البساتين، والجمع حشوش. وفي حديث طلحة بن عبيد

اللَه أَنه قال: أَدْخَلوني الحَشّ وقَرَّبوا اللُّجَّ فوضَعُوه على

قَفَيّ فبايعْت وأَنا مُكْرَه. وفي الحديث: إِنَّ هذه الحُشُوش مُحْتَضَرة،

يعني الكُنُفَ ومواضعَ قضاء الحاجة. والحِشاشُ الجُوالِق؛ قال:

أَعْيَا فنُطْناهُ مَنَاطَ الجَرِّ،

بَيْنَ حِشَاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

والحَشْحَشة: الحَرَكة ودُخُولُ بعضِ القوم في بعض. وحَشْحَشَتْه

النَّارُ: أَحْرَقَتْه. وفي حديث علي وفاطمة: دخَل عَلينارسولُ اللَّه، صلى

اللَّه عليه وسلم، وعلينا قَطِيفة فلما رأَيْناه تَحَشْحَشْنا؛ فقال:

مَكانَكُما التَحَشْحُش: التحرُّك للنهوض. وسمعت له حَشْحَشَة وخَشْخَشَة أَي

حركَةً.

حشش
. {حَشَّ النَّارَ} يَحُشُّها {حَشّا: أُوْقَدَها، كَذا نَصُّ الصّحَاح، وَقَالَ غيرُه: جَمَع إِلَيْهَا مَا تَفَرَّقَ من الحَطَبِ، وَقَالَ الأَزهريّ:} حَشَشْتُ النّارَ بالحَطَبِ. فزَادَ: بالحَطَب، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: حَشَّ النّارَ: أَشَبَّهَا وأَطْعَمَها الحَطَبَ كَمَا تُحَشُّ الدَّابَّةُ. وَقَالَ: هُوَ مَجاز. وحَشَّ الوَلَدُ فِي البّطْنِ {يَحِشُّ} حَشّاً: جُووِز بهِ وَقْت الوِلاَدَةِ فيَبِسَ فِي البَطْنِ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبَعْضُهُم يَقُول:! حُشَّ، بِضَمِّ الحَاءِ، وَفِي الحَدِيث فلَمَّا ماتَ {حَشَّ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: حَشَّ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، أَيْ يَبِسَ. و} حَشَّتِ اليَدُ: شَلَّتْ ويَبِسَتْ، كَمَا قَالَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ الأَكْثَر، وقيلَ: دَقَّت وصَغُرَت، وحُكِىَ عَن يُونُسَ: {حُشَّتْ، بضَمِّ الحاءِ،} كأَحَشَّتْ، فهِيَ {مُحِشٌّ،} واسْتَحَشَّتْ مِثْلُه، الأَخِيرَةُ عَن يُونُس. وحَشَّ الوَدِيُّ مِنَ النَّخْلِ: يَبِسَ، وَمِنْه الحَدِيثُ أَنَّ رَجُلاً أَرادَ الخُرُوجَ إلَى تَبُوكَ، فقَالَتْ لَهُ أُمُّه، أَو امرأَتُه: كَيْفَ بالوَدِيِّ فَقَالَ: الغَزْوُ أَنْمَى لِلْوَدِيّ، فَمَا ماتَتْ مِنْهُ وَدِيّةٌ وَلَا {حَشَّتْ، أَيْ يَبِسَتْ. وحَشَّ الفَرَسُ} يَحُشُّ {حَشّاً، إِذا أَسْرَعَ، ومِثْلُه أَلْهَبَ، كأَنَّه يَتَوَقَّد فِي عَدْوِه، قالَ أَبو دُوَادٍ الإِيَادِيّ:
(مُلْهِبٌ} حَشُّهُ {كحَشِّ حَرِيقٍ ... وَسْطَ غابٍ وذاكَ مِنْه حِضَارُ)
و} حَشَّ {الحَشِيشَ} يَحُشُّه {حَشّاَ: قَطَعَهُ وجَمَعَه،} كاحْتَشَّهُ. وَمن المَجَازِ: {حَشَّ فُلاناً} يَحُشُّه {حَشّاً: أَصْلَحَ مِنْ حالِه، وَفِي العُبَابِ: مِنْ مالِه. و} حَشَّ المَالَ بِمَالِ غَيْرِه، إِذا كَثَّرَه بِهِ، وَهُوَ مَجاز أَيْضاً، قَالَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيُّ:
(فِي المُزَنِي الّذِي {حَشَشْتُ لَهُ ... مالَ ضَرِيكٍ تِلادُه نَكِدُ)
قَالَ السُّكَّريُّ:} حَشَشْتُ لَهُ: جَعَلْتثه فِي مَاله، وقالَ الباهِلِيّ: {حَشَشْتُ لَهُ: قَوَّيْتُه بِهِ. وحَشَّ زَيْداً بَعِيراً،} وحَشَّهُ بِبَعِيرٍ: أَعْطَاهُ إِيّاهُ يَرْكَبهُ، الأَخِيرُ عَن ابنِ حَبِيب.ُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، ونصُّ ابنِ شُمَيْل: فِي بَطْنِ الحامِلَةِ، قَالَ: يُقَال إنّ فِي بَطْنِهَا {لَحُشّاً، وهُوَ الوَلَدُ الهَالِكُ تَنْطَوِي عَلَيْه، وتُهراَقُ دَماً عَلَيْهِ، أَيْ يَبْقَى فَلَا يَخْرُج، قَالَ ابنُ مُقْبِل:
(ولقَدْ غَدَوْتُ على التِّجَارِ بجَسْرةٍ ... قَلِقٍ} حُشُوشُ جَنِينِهَا أَو حَائلِ)
{وحُشُّ كَوْكَبٍ، وحُشُّ طَلْحَةَ: مَوْضِعَانِ بالمَديِنَةِ، ظاهِرُ ضَبْطِهما أَنّهما بالضّمِّ، وَالصَّوَاب أَنَّهما بِالْفَتْح، كَمَا ضَبَطه الصاغانيّ وأَبو عُبَيْدٍ البَكْرِيّ، أَما حشُّ كَوْكَبٍ فإنّه بُسْتانٌ بظاهِرِ المَدِينَةِ،)
خارِجَ البِقِيعِ، اشْتَرَاه سَيّدُنَا عُثْمَان، رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنهُ، وزادَهُ فِي البِقِيعِ، وَبِه دُفِنَ. وابنُ} حُشَّةَ الجُهَنِيّ: بالضَّمِّ: تابِعِيٌّ، عَن أَبِي هُرَيْرَة، رَضِيَ اللهُ تَعَالى عَنهُ، وعَنْهُ ابنُ أَبِي ذُؤَيْبٍ ومُحَمّدُ ابنُ عَبْدِ اللهِ بن القاسِمِ {الحَشّاشُ، ككَتّانٍ: مُحَدِّثٌ يَرْوِى عَن عَبْدِ الرّزّاقِ. وزُبَيْنَةُ بنُ مازِنِ بنِ مالِكٍ، وعَبْدُ الله،} وحِشّانُ، والحِرْمازُ واسْمُه الحارِثُ: بَنُو مالِكِ بنِ عَمْرو بنِ تَمِيمٍ، وكَعْبُ بنُ عَمْروِ بنِ تَمِيمٍ، يُقَال لِهذِهِ القَبَائِلِ: {الحِشّانُ، بالكَسْرِ، والَّذِي ذَكَرَه أَبو عُبَيْدٍ وغيرُه عَن أَئِمّةِ النّسَبِ أَنّه يُقَالُ لِبَنِي رَبِيعَةَ ودَارِمٍ وكَعْبِ بنِ مالِكِ بنِ حَنْظَلَةَ: الحِشّانُ، ولِبَنِي طُهَيَّةَ وبَنِي العَدَوِيَّةِ: الجُمَان، فَتَأَمَّل. و} الحُشَّاُن، بالضّمِّ: أُطُمٌ بالمَدِينَةِ، عَلَى طَرِيقِ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، نَقله ابنُ الأَثِيرِ، وَقَالَ الصّاغَانِيّ: وهُوَ من آطامِ اليَهُودِ. وضَبَطَه بالكَسْرِ. وَمن المَجَازِ: {المَحَشَّةُ: الدُّبُرُ،} كالحَشِّ، جَ {مَحَاشُّ،} وحُشُوشٌ، وَفِي الحَدِيث أَنَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم نَهَى عَن إتْيَانِ النِّسَاءِ فِي! مَحَاشِّهِنّ.و {حُشَيْشٌ، كزُبَيْرٍ: ابنُ عِمْرَانَ، فِي تَمِيمٍ، هكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: بن نِمْرَان بن سَيْفِ بنِ عُمَيْرِ بنِ رِيَاحِ بنِ يَرْبُوع. وحُشَيْشُ بنُ هِلاَلٍ فِي) بَجِيلَةَ، وَهُوَ الحارِثُ بن رِيَاح. وحُشَيْشُ بنُ عَدِيّ بنِ عامِرِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارِثِ بن مالِكٍ، فِي كِنَانَةَ. وحُشَيْش بنُ حُرْقُوصٍ، فِي تمِيمٍ، أَيْضاً، وهُوَ ابنُ حُرْقُوصِ ابنِ مازِنِ بنِ مالِكِ بنِ عَمْروِ بنِ تمِيم، ومِنْهُمْ قَطَرِيُّ بنُ الفُجاءَةِ، واخْتُلِفَ فِي جَدِّ مَالِكِ بن الحارِثِ، ومالِكِ بن الحُوَيْرِث الصّحابِيَّيْنِ، رَضِيَ الله تَعالَى عَنْهُمَا، فقِيلَ هَكَذَا، وقِيلَ: كأَمِيرٍ، حَكَى ذلِكَ الأَمِيرُ.
} والمَحَشُّ: المَكَانُ الكَثِيرُ الكَلإِ والخَيْرِ، ومِنْهُ قَوْلُهُم: إنّكَ بمَحَشِّ صِدْقٍ فَلَا تَبْرَحْه، أَي بمَوْضِعٍ كَثِيرِ الحَشِيشِ، كَذَا فِي نُسَخِ الصّحَاح، وَفِي بَعْضِهَا: كَثِير الخَيْرِ، وصُحِّح عَلَيْهِ، وَفِي الأَخِيرِ مَجَازٌ. {والحُشَاشُ،} والحُشَاشَةُ بضَمِّهما: بَقِيَّةُ الرُّوحِ فِي القَلْبِ، وَهُوَ الرَّمَقُ فِي المَرِيضِ والجَرِيحِ، قَالَ الشّاعِرُ:
(وَمَا المَرْءُ مَا دَامَتْ {حُشَاشَةُ نَفْسهِ ... بمُدْرِكِ أَطْرَافِ الخُطُوبِ وَلَا آلِ)
وكُلُّ بَقِيَّةٍ: حُشَاشَةٌ، وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(إِذا سَمِعَتْ وَطءَ الرِّكَابِ تَنَفَّسَتْ ... } حُشَاشَتُهَا فِي غَيْرِ لَحْمٍ وَلَا دَمِ)
{وحُشَاشَاكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا، بالضَّمِّ، وكَذا غُنَامَاكَ وحُمَادَاكَ، أَي قُصَارَاكَ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: أَيْ مَبْلَغُ جُهْدِك، كأَنّه مُشْتَقٌّ مِنَ} الحُشَاشَةِ. ويَوْمُ! حُشَاشٍ من أَيّامِهِم، قَالَ عُمَيْرُ بنُ الجَعْدِ:
(أَأُمَيْمِ هَلْ تَدْرِينَ أَنْ رُبَ صاحِبٍ ... فَارَقْتُ يومَ حُشَاشَ غَيْرِ ضَعِيفِ) (يَسَرٍ إِذا هَبَّ الشِّتَاءُ ومُطْعِمٍ ... لِلَّحْمٍ غيرِ كُبُنَّةٍ عُلْفُوفٍ)
و {الحِشَاشُ، بالكَسْرِ: الجُوَالِقُ فِيهِ الحَشِيشُ، قَالَ الشّاعِرُ:
(أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَنَاطَ الجَرِّ ... بَيْنَ} - حِشَاشَيْ بَازِلٍ جِوَرِّ)
{وحِشاشَا كُلِّ شيْءٍ: جانِبَاه، نَقَلَه الصّاغانِيّ.} والحُشَّةُ، بالضَّمِّ: القُبَّةُ العَظِيمَةُ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسخ: القُبَّةُ بالمُوَحَّدَة، والصَّوابُ القُنَّة بالنُّون، كَمَا ضبَطه الصّاغانِيّ، عَن ابنِ عَبّاد، ج {حُشَشٌ، بضَمٍّ ففَتْحٍ. وأَحْشَشْتُه عنْ حاجَتِه: أَعْجَلْتُه عَنْها، نَقَلَه الصّاغانيّ، كأَنَّه لُغَةٌ فِي أَعْشَشْتُه، بالعَيْنِ. و} أَحْشَشْتُ فُلاناً: {حَشَشْتُ مَعَهُ} الحَشِيشَ، أَيْ جَمَعْتُه وقَطَعْتُه، فكَأَنَّهُ أَعانَه فِي {الحّشِّ.
و} أَحَشَّ الكلأُ: أَمْكَنَ لأَنْ {يُحَشَّ ويُجْمَع، وَلَا يُقَال: أَجَزَّ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: يُقَال: هَذِه لُمْعَةٌ قد} أَحَشَّتْ، أَيْ أَمْكَنَتْ لأَن تُحَشَّ، وذلِكَ إِذا يَبِسَتْ، واللُّمْعَةُ من الحَلِيّ هُوَ المَوْضِع الذِي يَكْثُرُ فِيهِ الحَلِيّ، وَلَا يُقَالُ لهُ لُمْعَة حَتّى يَصْفَرَّ أَو يِبْيَضَّ. وأَحَشَّتْ المَرْأَةُ، والنّاقَةُ، تُحِشُّ، أَي يَبِسَ الوَلَدُ فِي بَطْنِهَا، وَهِي {مُحِشٌّ، وَقد أَلْقَتْهُ حَشّا.} واحْتَشَّ {الحَشِيشَ: طَلَبَه، وجَمَعَه. وأَمّا} حَشّه فبِمَعْنَى) قَطَعَه. {وتَحَشْحَشُوا: تَفَرَّقُوا، وأَيْضاً تَحَرَّكُوا للنُّهُوضِ،} كحَشْحَشُوا، يُقَال: سَمِعْتُ لَهُ! حَشْحَشَةً، بالحَاء والخَاء، أَيْ حَرَكَةً، عَن ابنِ دُرَيْدٍ. ويُقَال: {الحَشْحَشَة: دُخُولُ القَوْم بَعْضهِم فِي بَعْضٍ، فيكونُ ضِدَّ التَّفَرّق، فتَأَمَّل، وَفِي حَدِيِثِ عَلِيٍّ وفَاطِمَة، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمَا، دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، وعَلَيْنَا قَطِيفَةٌ، فلمّا رَأَيْنَاهُ} تَحَشْحَشْنَا، فَقَال: مَكَانَكُما أَي تَحَرَّكْنَا. {والمُسْتَحِشَّةُ من النُّوقِ: الَّتِي دَقَّتْ أَوْظِفَتُها من عِظَمِهَا وكَثْرَةِ شَحْمِهَا، وحَمُشَتْ سَفِلَتُهَا فِي رَأْيِ العَيْن. وقَدْ} اسْتَحَشَّهَا الشَّحْمُ، {وأَحَشَّها} فاسْتَحَشَّ، أَيْ أَدَقَّ عَظْمَها فاسْتَدَقَّ. عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وأَنشد:
(سَمِنَتْ {فاسْتَحَشَّ أَكْرُعُهَا ... لَا النِّيُّ نِيٌّ وَلَا السَّنَامُ سَنَامُ)
وقِيلَ: لَيْسَ ذلِك لأَنّ العِظَام تَدِقُّ بالشَّحْمِ، ولكِنْ إِذا سَمِنَتْ دَقَّتْ عِنْدَ ذلِكَ فِيمَا يُرَى.} واسْتَحَشَّ: عَطِشَ، يُقَالُ: جاءَتِ الخَيْلُ {مُسْتَحِشَّةً، أَي عِطَاشاً، عَن ابنِ عَبّادٍ. و} اسْتَحَشَّ الغُصْنُ: طَالَ.
واسْتَحَشّ سَاعِدُها كَفَّهَا، إِذا عَصُمَ حَتَّى صَغُرَتِ الكَفُّ عِنْدَه، وهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهمْ: قَامَ فُلانٌ إِلَى فُلاَنٍ {فاسْتَحَشَّه، أَيْ صَغُرَ مَعَه. وقالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُ بعضَ بِنِي أَسَد يَقُول: أَلْحِق} الحِشَّ بالإِشِّ، قَال: كَأَنَّه يَقُول: أَلْحِق الشَّيْءَ بالشْيِء أَي إِذا جاءَكَ شَئٌ مِنْ نَاحِيَةٍ فافْعَلْ مِثْلَهُ ذَكَرَهُ أَبو تُرَابٍ فِي بابِ السِّينِ والشِّينِ وتَعَاقُبِهما، وَقد تَقَدَّم ذِكْرُه هُنَاكَ، قالَ الصّاغَانِيّ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على نَبَاتٍ أَو غَيْرِه يَجِفّ ثمّ يُسْتَعَارُ هَذَا فِي غَيره وَقد شَذَّ عَنْ هَذَا التَّرْكِيبِ: {الحُشَاشَة: بَقِيَّةُ النَّفْسِ. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:} حَشَّ عَلَى غَنَمِه، كهَشَّ، أَي ْ ضَرَبَ أَغْصَانَ الشَّجَرَةِ حَتَّى نَثَرَ وَرَقَها، وَمِنْه {المَحَشَّةُ للعَصَا، وقِيلَ: القَضِيب.} وحَشَّ عَلَى دَابَّتِه: قَطَعَ لَهَا {الحَشِيشَ.} والحُشَّاشُ، كرُمَّان: الَّذِين {يَحْتَشُّونَ} الحَشِيشَ. {والحُشَاشُ، كغُرَابٍ، خاصّةً: مَا يُوضَعُ فِيهِ} الحَشِيشُ، وجَمْعُه {أَحِشَّه.} والمِحَشُّ، بالكَسْرِ والفَتْح: كِسَاءٌ من صُوف يُوضَعُ فِيهِ {الحَشِيشُ، نَقَلَهُ ابنُ الأَثِير.} وأَحَشَّ اللهُ يَدَه: دُعَاءٌ للعَرَبِ. {واسْتَحَشَّ الوَلَدُ فِي الرَّحِمِ: يَبِسَ.} والحَشِيشُ، {والمَحْشُوشُ،} والأُحْشُوشُ: {الحُشُّ، وَهُوَ الوَلَدُ الذَّي يَبِسَ فِي بَطْنِ أُمِّه، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:} حَشَّ وَلَدُ النَّاقةِ {يَحِشُّ} حُشُوشاً، {وأَحَشَّتْه أُمُّه.} وحَشَّ الحَرْبَ {يَحُشُّها} حَشّاً: أَسْعَرَها وهَيَّجَهَا، وَهُوَ مَجَازٌ تَشْبِيهاً باسْتِعَارِ النّار، قَالَ زُهَيْرٌ:
( {يَحُشُّونَهَا بالمَشْرَفِيَّةِ والقَنَا ... وفِتْيَانِ صِدْقِ لَا ضِعَافٍ وَلَا نُكْلِ)
} وحَشَّ النابِلُ سَهْمَه {يَحُشُّه} حَشّاً إِذا رَاشَه، كَمَا فِي العُبَابِ، وأَلْزَقَ بِهِ القُذَذَ من نَوَاحِيه، كَمَا فِي)
الصّحاحُ، أَوْ رَكَّبَهَا عَلَيْه. قَالَ:
(أَو كَمِرِّيخٍ على شِرْيَانَةٍ ... {حَشَّهُ الرّامِي بظُهْرَانٍ حُشُرْ)
وَهُوَ مَجازٌ، وَقَالَ الأَزهرِيُّ: إِذا كَانَ البَعِيرُ والفَرَسُ مُجْفَرَ الجَنْبَيْن يُقَال:} حُشَّ ظَهْرُه بجَنْبَيْنِ وَاسِعَيْن، فهُوَ! مَحْشُوشٌ. {وحَشَّ الدّابَّةَ} يَحُشُّهَا {حَشّاً: حَمَلَهَا فِي السَّيْرِ، قَالَ:
(قَدْ حَشَّهَا اللَّيْلُ بعَصْلَبِيِّ ... مُهَاجِرٍ لَيْسَ بأَعْرَابِيِّ)
قَالَ الأَزْهَرِيّ: قَدْ} حَشَّها، أَيْ ضَمَّهَا، وكُلُّ مَا قُوِّيَ بشَيْءٍ أَو أُعِينَ بِهِ فَقَدْ {حُشَّ بِهِ، كالحَادِي للإِبِلِ، والسِّلاحِ للحَرْبِ، والحَطَبِ للنارِ، قَالَ الرّاعِي:
(هُوَ الطِّرْفُ لَمْ} تُحْشَشْ مَطِيٌّ بمِثْلِهِ ... وَلَا أَنَسٌ مُسْتَوْبِدُ الدّارِ خائِفُ)
أَيْ لم تُرْمَ مَطِي بمِثْلهِ، وَلَا أُعِينَ بمِثْلِه قَوْمٌ عِنْد الاحْتِياجِ إلَى المَعُونَة. {والحُشّاشَةُ، كرُمّانَةٍ: القُنَّةُ العَظِيمَة، عَن ابنِ عَبّاد.} وحَشْحَشَتْه النارُ: أَحْرَقَتْه. ويُقَال: أَنْبَطُوا بِئْرَهُم فِي {حَشَّاءَ، أَي حِجَارَةٍ رِخْوَةٍ وحَصْبَاءَ، ويُقَال: خَشّاء، بِالْخَاءِ مُعْجَمَة، نقَلَه الصّاغَانيُّ. وغِبُّ الحَشِيشِ: من أَغْبَابِ بَحْرِ اليَمَنِ.} وحَشْحَشْتُه: خَضْخَضْتُه. {واسْتَحَشُّوا: قَلُّوا. وَمن المَجَازِ: مَا بَقِيَ من المُرُوءَةِ إلاَّ} حُشَاشَةٌ تَتَرَدَّدُ فِي أَحْشَاءِ مُحْتَضَرٍ. وجِئْتُ ومَا بَقِيَ من الشَّمْسِ إِلَّا حُشَاشَةُ نازِعٍ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى. {والحَشَّاءُ: فَرَسُ عَمْروِ بنِ عَمْروٍ، كانَ لَهَا مَا لِلْفَحْلِ وَمَا لِلأُنْثَى، وكانَتْ لَا تُجَارَى، وكَانَتْ ضَبُوباً.} واحْتَشَّ بَلَدُ كَذَا: لمْ يُعْرَفْ خَبَرُه. {وحَشَّ الوَدِيُّ: يَبِسَ.
} والحُشَّاشُ، كُرمّانٍ: الَّذِي يُقْطَعُ بِهِ الحَشِيشُ. وأَبو! حَشِيشَةَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَبي أُمَيَّة َ الطُّنْبُورِيّ، كانَ نَدِيمَ الخُلَفَاء، ولَه كِتَابٌ فِي أَخْبَارِ الطُّنْبُورِيَّين، أَجَادَ فِيه.
[حشش] في ح الرؤبا: وإذا عنده نار "يحشها". ك: بضم مهملة. نه: أي يوقدها، حششت النار ألهبتها. ومنه ح أبي بصير: ويل أمه "يمحش" حرب لو كان معه رجال. حش الحرب إذا هيجها تشبيهاً بأسعار النار. ومنه: يقال للشجاع:غ: و"حشت" يده شلت.

رفق

رفق


رَفَقَ(n. ac. رَفْق)
a. Helped, assisted, favoured.
b. Struck the elbow of; elbowed.
c. Bound the fore-leg of.
d. see infra
(a)
رَفِقَ(n. ac. رَفَق)
a. see infra
(a)
رَفُقَ(n. ac. رِفْق
مَرْفَق
مَرْفِق
مِرْفَق)
a. [Bi
or
'Ala], Was kind, gentle towards, to, with.
b.(n. ac. رَفَاْقَة)
see III
رَفَّقَa. Helped, assisted, aided; relieved.

رَاْفَقَa. Was, became the companion of; accompanied.

أَرْفَقَa. Was kind, gentle to; helped &c.
b. ['Ala], Overcame.
تَرَفَّقَ
a. [Bi], Was kind, gentle to.
تَرَاْفَقَa. Were, became companions.

إِرْتَفَقَa. Leant on his elbow; reclined.
b. [Bi], Profited by; made use, took advantage of.
c. Was full.
d. see X
إِسْتَرْفَقَa. Asked help of.
b. Sought a companion.

رَفْقَة
(pl.
رِفَاْق أَرْفَاْق)
a. Company; travelling company.

رِفْقa. Kindness, gentleness, graciousness; compassion
pity.

رِفْقَةa. see 1t
رُفْقَة
(pl.
رُفَق)
a. see 1t
رَفَقa. Easy; easily got at.

مِرْفَقَةa. Cushion, pillow, bolster.

رِفَاْقa. Rope, cord.

رُفَاْقَةa. see 1t
رَفِيْق
(pl.
رُفَقَآءُ)
a. Companion, comrade; associate; friend.

بالرِّفْق
a. Gently.

مَرَافِق الدَّار
a. Appurtenances of the house; domestic offices: well;
sink; water-closet &c.

مُرْتَفَق [ N.
P.
a. VIII], Couch, sofa.
b. Water-closet.

رفق: الرِّفْق: ضد العنْف. رَفَق بالأَمر وله وعليه يَرْفُق رِفْقاً

ورَفُقَ يَرْفُقُ ورَفِقَ: لطَفَ. ورفَقَ بالرجل وأَرْفَقه بمعنى. وكذلك

تَرفَّق به. ويقال: أَرْفقْته أَي نَفَعْته، وأَوْلاه رافِقةً أَي رِفْقاً،

وهو به رَفِيق لَطِيف، وهذا الأَمر بكَ رفيق ورافِقٌ، وفي نسخة: ورافِقٌ

عليك. الليث: الرِّفق لِين الجانب ولَطافةُ الفعل، وصاحبه رَفِيق وقد

رَفَقَ يَرفُقُ، وإِذا أَمرت قلت: رِفْقاً، ومعناه ارفُق رِفقاً. ابن

الأَعرابي: رَفقَ انْتَظر، ورَفُق إِذا كان رفيقاً بالعمل. قال شمر: ويقال

رَفَق به ورَفُقَ به وهو رافِقٌ به ورَفِيق به. أَبو زيد: رَفق الله بك ورفَق

عليك رِفْقاً ومَرْفِقاً وأَرفقَك الله إِرْفاقاً. وفي حديث المُزارعة:

نهانا عن أَمرٍ كان بنا رافقاً أَي ذا رِفْق؛ والرِّفْقُ: لين الجانب

خِلاف العنف. وفي الحديث: ما كان الرِّفْق في شيء إِلاَّ زانَه أَي اللّطفُ،

وفي الحديث: في إِرْفاقِ ضَعِيفِهم وسَدّه خَلَّتهم أَي إِيصال الرِّفْق

إِليهم؛ والحديثِ الآخر: أَنت رَفِيق واللهُ الطَّبِيبِ أَي أَنت تَرفُق

بالمريض وتُلَطِّفُه والله الذي يُبْرئه ويُعافِيه. ويقال للمُتَطَبِّب:

مُترفِّق ورَفِيق، وكره أَن يقال طبيب في خبر ورد عن النبي، صلى الله

عليه وسلم.

والرِّفْقُ والمِرْفَقُ والمَرْفِقُ والمَرفَقُ: ما اسْتُعِينَ به، وقد

تَرَفَّقَ به وارْتفَق. وفي التنزيل: ويُهَيِّئُ لكم من أَمركم

مِرْفَقاً؛ مَن قرأَه مِرْفَقاً جعله مثل مقْطَع، ومن قرأَه مَرْفِقاً جعله اسماً

مثل مسجد، ويجوز مَرْفَقاً أَي رِفْقاً مثل مَطْلَع ولم يُقرأْ به؛

التهذيب: كسر الحسنُ والأَعمش الميم من مِرْفَق، ونصبَها أَهل المدينة وعاصم،

فكأَن الذين فتحوا الميم وكسروا الفاء أَرادوا أَن يَفْرقُوا بين

المَرفِق من الأَمر وبين المِرْفَق من الإِنسان، قال: وأَكثر العرب على كسر

الميم من الأَمر ومن مِرفَق الإِنسان؛ قال: والعرب أَيضاً تفتح الميم من

مَرفِق الإِنسان، لغتان في هذا وفي هذا. وقال الأَخفش في قوله تعالى

ويهيِّئ لكم من أَمركم مِرْفَقاً: وهو ما ارتفَقْت به، ويقال مَرفِق؛ وقال

يونس: الذي اختاره المَرْفِقُ في الأَمر، والمِرْفَقُ في اليد، والمِرْفَقُ

المُغْتَسَلُ. ومَرافِقُ الدار: مَصابُّ الماء ونحوُها. التهذيب:

والمِرْفَقُ من مَرافِق الدار من المغتسل والكنيف ونحوه. وفي حديث أَبي أَيُّوب:

وجدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِل بها القِبْلةُ، يريد الكُنُفَ

والحُشُوشَ، واحدها مِرْفَق، بالكسر. الجوهري: والمِرْفَق والمَرْفِقُ مَوْصِلُ

الذراع في العَضُد، وكذلك المِرفَق والمَرفِقُ من الأَمر وهو ما ارتفقْت

وانْتفعْت به. ابن سيده: المِرفَق والمَرفِق من الإِنسان والدابة أَعلى

الذِّراع وأَسفلُ العَضُد. والمِرفَقةُ، بالكسر، والمِرْفَقُ: المُتَّكأُ

والمِخَدَّةُ. وقد تَرفَّق عليه وارْتَفَقَ: تَوَكَّأَ، وقد تَمَرْفَقَ

إِذا أَخذَ مِرْفَقةً. وبات فلان مُرتَفِقاً أَي مُتَّكِئاً على مِرفَق يده؛

وأَنشد ابن بري لأَعشى باهِلةَ:

فبِتُّ مُرْتَفِقاً، والعينُ ساهِرةٌ،

كأَنَّ نَوْمي عليَّ، اللَّيلَ، مَحْجُورُ

وقال عز وجل: نِعْمَ الثوابُ وحَسُنَت مُرْتَفَقاً؛ قال الفراء: أُنِّثَ

الفعل على معنى الجنة، ولو ذُكِّرَ كان صواباً؛ ابن السكيت: مرتفَقاً

أَي مُتَّكأً. يقال: قد ارْتفَق إِذا اتَّكأَ على مِرْفَقةٍ. وقال الليث:

المِرفق مكسور من كل شيء من المُتَّكَأِ ومن اليد ومن الأَمر. وفي الحديث:

أَيُّكم ابنُ عبد المطلب؟ قالوا: هو الأَبيضُ المُرتفِق أَي المتكِئُ

على المِرفَقة، وهي كالوِسادة، وأَصله من المِرْفَق كأَنه اسْتعملَ

مِرفقه واتَّكأَ عليه؛ ومنه حديث ابن ذي يَزَنَ:

اشْرَبْ هَنيئاً عليكَ التاج مُرْتَفِقا

وقيل: المِرْفَقُ من الإِنسان والدابة، والمَرْفِقُ الأَمر الرَّفيقُ،

ففُرِقَ بينهما بذلك.

والرَّفَقُ: انْفِتالُ المِرْفَقِ عن الجنب، وقد رَفِقَ وهو أَرْفَقُ،

وناقة رَفْقاء؛ قال أَبو منصور: الذي حفظته بهذا المعنى ناقة دَفْقاء وجمل

أَدْفَقُ إِذا انْفَتَق مِرفَقُه عن جنبه، وقد تقدم ذكره. وبعير

مَرْفوقٌ: يشتكي مِرفَقه. وناقة رَفقاء: اشْتَدَّ إِحليل خِلْفها فحلَبت دماً،

ورَفِقةٌ: وَرِمَ ضَرْعُها، وهو نحو الرَّفْقاء؛ وقيل: الرَّفِقةُ التي

تُوضع التَّوْدِيةُ على إِحليلها فيَقْرَح؛ قال زيد بن كُثْوَةَ: إِذا

انْسَدَّت أَحالِيل الناقة قيل: بها رَفَقٌ، وناقة رَفِقة؛ قال: وهو حرف

غريب. الليث: المِرْفاقُ من الإِبل إِذا صُرَّت أَوْجَعها الصِّرار، فإِذا

حُلِبت خرج منها دم، وهي الرَّفِقةُ: وناقة رَفِقة أَيضاً: مُذْعِنة.

والرِّفاق: حبل يشد من الوَظِيف إِلى العضد، وقيل: هو حبل يشد في عنق

البعير إِلى رُسْغه؛ قال بشر بن أَبي خازم:

فإِنَّكَ والشَّكاةَ مِن آلِ لأْمٍ،

كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشي في الرِّفاقِ

والجمعُ رُفُقٌ. وذاتُ الضغن: ناقة تَنْزِعُ إِلى وَطَنِها، يعني أَنَّ

ذات الضغن ليست بمُستقيمة المشي لما في قلبها من النِّزاع إلى هَواها،

وكذلك أَنا لست بمستقيم لآل لأْم لأَن في قلبي عليهم أَشياء؛ ومثله قول

الآخر:

وأَقْبَلَ يَزْحَفُ زَحْفَ الكَسِير،

كأَنَّ، على عَضُدَيْهِ، رِفاقا

ورَفَقها يرفُقها رَفْقاً: شدَّ عليها الرِّفاق، وذلك إِذا خِيف أَن

تنزِع إِلى وطَنِها فَشَدَّها. الأَصمعي: الرِّفاقُ أَن يُخْشَى على الناقة

أَن تَنزع إِلى وطنها فيُشدَّ عضُدُها شدّاً شديداً لتُخْبَل عن أَن

تُسْرِعَ، وذلك الحبل هو الرِّفاق؛ وقد يكون الرِّفاق أَيضاً أَن تَظلَع من

إِحدى يديها فيَخْشون أَن تُبْطِرَ

اليدُ الصحيحةُ السقيمةَ ذَرْعَها فيَصيرَ الظَّلَعُ كَسْراً، فيُحزَّ

عضُد اليد الصحيحةِ لكي تَضْعُفَ فيكون سَدْوُهما واحداً. وجمل مِرْفاق

إِذا كان مِرْفَقُه يُصيب جنبه.

ورافَق الرجلَ: صاحَبَه. ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك، وقيل: هو الصاحب في

السفر خاصّة، الواحد والجمع في ذلك سواء مثل الصَّدِيق. قال الله تعالى:

وحَسُن أُولئكَ رَفِيقاً؛ وقد يجمع على رُفَقاء، وقيل: إِذا عَدا

الرَّجلان بلا عمل فهما رَفِيقانِ، فإِن عَمِلا على بَعِيرَيْهما فهما

زَمِيلانِ. وتَرافَق القوم وارْتفَقُوا: صاروا رُفَقاء. والرُّفاقةُ والرُّفْقةُ

والرِّفْقة واحد: الجماعة المُترافِقون في السفر؛ قال ابن سيده: وعندي

أَن الرِّفْقةَ جمع رَفِيق، والرُّفْقة اسم للجمع، والجمع رِفَقٌ ورُفَقٌ

ورِفاقٌ. ابن بري: الرِّفاقُ جمع رُفْقةٍ كعُلْبةٍ وعِلابٍ؛ قال ذو

الرمة:قِياماً يَنْظُرُونَ إِلى بِلالٍ،

رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا

قالوا في تفسير الرِّفاق: جمع رُفْقة، ويجمع رُفَق أَيضاً، ومَن قال

رِفْقة قال رِفَقٌ ورِفاقٌ، وقيس تقول: رِفْقة، وتميم: رُفْقة. ورِفاقٌ

أَيضاً: جمع رَفِيق ككريم وكِرام. والرِّفاقُ أَيضاً: مصدر رافَقْتُه. الليث:

الرّفقة يُسمون رفقة ما داموا منضمين في مجلس واحد ومَسير واحد، فإِذا

تفرَّقوا ذهب عنهم اسم الرّفْقة؛ والرّفْقة: القوم يَنْهَضُونَ في سَفَر

يسيرون معاً وينزلون معاً ولا يَفْترِقون، وأَكثرُ ما يُسمَّوْن رفقة إِذا

نهضوا مُيّاراً، وهما رَفِيقانِ وهم رُفقاء. ورَفِيقُك: الذي يُرافِقُك

في السفر تَجْمَعُك وإِيّاه رفقة واحدة، والواحد رَفِيق والجمع أَيضاً

رَفِيق، تقول: رافَقْته وتَرافَقْنا في السفر. والرَّفِيق: المُرافِقُ،

والجمع الرُّفقاء فإِذا تفرَّقوا ذهب اسم الرفقة ولا يذهب اسم الرفيق. وقال

أَبو إِسحاق في معنى قوله: وحسُن أُولئك رفيقاً، قال: يعني النبيين،

صلوات الله عليهم أَجمعين، لأنه قال: ومَن يُطِع الله والرسول فأُولئك، يعني

المُطِيعين مع الذين أَنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشُّهداء

والصالحين، وحسُن أُولئك رفيقاً، يعني الأَنبياء ومَن معهم، قال:

ورفيقاً منصوب على التمييز ينوب عن رُفقاء؛ وقال الفراء: لا يجوز أَن ينوب

الواحد عن الجمع إِلا أَن يكون من أَسماء الفاعلين، لا يجوز حسُن أُولئك

رجلاً، وأَجازه الزجاج وقال: هو مذهب سيبويه. وروي عن النبي، صلى الله عليه

وسلم، أَنه خُيِّرَ عند موته بين البَقاء في الدنيا والتوسِعة عليه فيها

وبين ما عند الله فقال: بل مع الرفيقِ الأَعلى، وذلك أَنه خُيِّر بين

البقاء في الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله، وكأَنه أَراد قوله عز

وجل: وحَسُنَ أُولئك رفيقاً، ولما كان الرفيق مشتقّاً من فعل وجاز أَن

ينوب عن المصدر وُضع مَوْضع الجميع. وقال شمر في حديث عائشة: فوجدت رسول

الله، صلى الله عليه وسلم، يَثْقُل في حِجْري، قالت: فذهبت أَنظر في وجهه

فإِذا بصرهُ قد شَخَص وهو يقول: بل الرفِيقَ الأَعْلى من الجنة، وقُبِضَ؛

قال أَبو عَدْنانَ: قوله في الدعاء اللهم أَلْحِقْني بالرَّفيق الأَعلى،

سمعت أَبا الفَهْدِ الباهِليّ يقول: إِنه تبارك وتعالى رَفِيقٌ وَفِيقٌ،

فكأَن معناه أَلحقني بالرَّفيق أَي بالله، يقال: اللهُ رَفيق بعباده، من

الرِّفْق والرأْفة، فهو فَعِيل بمعنى فاعل؛ قال أَبو منصور: والعلماء

على أَن معناه أَلحقني بجماعة الأَنبياء الذين يسكنون أَعلى عِلِّيِّين،

وهو اسم جاء على فَعِيل، ومعناه الجَماعة كالصَّدِيق والخَليط يقع على

الواحد والجمع، والله عز وجل أَعلم بما أَراد؛ قال: ولا أَعرف الرفيق في صفات

الله تعالى. وروى الأَزهري من طريق آخر عن عائشة قالت: كان رسول الله،

صلى الله عليه وسلم، إِذا ثَقُل إِنسان من أَهله مسَحَه بيده اليمنى ثم

يقول: أَذْهِبِ الباسَ

ربَّ الناسِ، واشْفِ أَنتَ الشافي، لا شِفاء إِلا شِفاؤُك، شِفاءٌ لا

يُغادِرُ سَقَماً؛ قالت عائشة: فلما ثقل أَخذت بيده اليمنى، فجعلت

أَمْسَحُه وأَقولهن، فانتزع يده مني وقال: اللهم اغفر لي واجعلني من الرَّفيق؛

وقوله من الرَّفيق يدل على أَن المراد بالرفيق جماعة الأَنبياء. والرفيقُ:

ضدُّ الأَخْرَق. ورَفِيقةُ الرجل: امرأَته؛ هذه عن اللحياني؛ قال: وقال

أَبو زياد في حديثه سأَلني رَفيقي؛ أَراد زوجتي، قال: ورَفيقُ المرأَة

زوجها؛ قال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يُنشد بيت عبيد:

من بَين مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ

وفسر المُنْصاحَ الفائضَ الجاري على وجه الأرض.

والمُرْتَفِقُ: المُمْتلِئ الواقف الثابت الدائم، كَرَبَ أَن يَمتلئ

أَو امْتلأَ، ورواه أَبو عبيدة وقال: المنصاح المُنْشَقُّ.

والرَّفَقُ: الماءُ القصير الرِّشاء. وماءٌ رَفَقٌ: قصير الرشاء.

ومَرْتَعٌ رَفِيق: لبس بكثير. ومَرْتَعٌ رَفَقٌ: سهل المَطْلَبِ. ويقال: طلبْتُ

حاجة فوجدتها رَفَق البُغْيةِ إِذا كانت سَهْلة. وفي ماله رَفَقٌ أَي

قِلَّةٌ، والمعروف عند أَبي عبيد رَقَقٌ، بقافين.

والرَّافِقةُ: موضع أَو بلد. وفي حديث طَهْفةَ في رواية: ما لم

تُضْمِرُوا الرِّفاق، وفُسِّرَ بالنِّفاق. ومَرْفَقٌ اسم رجل من بني بكر بن وائل

قتلته بنو فَقْعَسٍ؛ قال المَرّارُ الفَقعسِيُّ:

وغادَرَ مَرْفَقاً، والخَيْلُ تَرْدي

بسَيْلِ العِرْضِ، مُسْتَلَباً صَرِيعا

رفق
مُهْمَلٌ عنده.
الخارزنجي: الرَّوَاذق: ما طُبخَ من لَحْمٍ وخُلِطَ بأخْلاطِه، وهو مُعَربٌ، الواحدةُ رَوْذَق.
(رفق)
بِهِ وَله وَعَلِيهِ رفقا ومرفقا لَان لَهُ جَانِبه وَحسن صَنِيعه وَفِي السّير اقتصد وَفُلَانًا ضرب مرفقه وَالْبَعِير رفقا شده بالرفاق فَهُوَ رافق ورفيق

(رفق) فلَان رفاقة صَار رَفِيقًا تَقول كنت فِي رفاقة فلَان فِي صحبته فَهُوَ رَفِيق (ج) رُفَقَاء وَهِي رَفِيقَة (ج) رفائق وَبِه وَله وَعَلِيهِ رفقا رفق يُقَال رفقا بِهِ
رفق رحض ذهب قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: مرافقهم يَعْنِي الكُنُفَ وَاحِدهَا مِرْفَق ويروى أَيْضا: وجدنَا مراحيضهم قد استُقْبِل بهَا الْقبْلَة فَهِيَ تِلْكَ أَيْضا وَاحِدهَا مرحاض. وَهِي الْمذَاهب أَيْضا وَاحِدهَا مَذْهَب. وَمِنْه الحَدِيث الَّذِي يرويهِ [عَنهُ -] الْمُغيرَة بْن شُعْبَة أَنه كَانَ مَعَه فِي سفر قَالَ: فَنزل فأبعد الْمَذْهَب. وكل هَذَا كِنَايَة عَن مَوضِع الْغَائِط.
(ر ف ق) : (رَفَقَ بِهِ وَتَرَفَّقَ) تَلَطَّفَ بِهِ مِنْ الرِّفْقِ خِلَافُ الْخُرْقِ وَالْعُنْفِ وَارْتَفَقَ بِهِ انْتَفَعَ وَعَلَى هَذَا قَوْلُهُمْ تَرَفَّقَ بِنُسُكَيْنِ غَيْرُ سَدِيدٍ وَكَذَا التَّرَفُّقُ بِلُبْسِ الْمَخِيطِ وَالدَّمِ إنَّمَا يَجِبُ بِالتَّرَفُّقِ بِإِزَالَةِ التَّفَثِ (وَمَرَافِقُ) الدَّارِ الْمُتَوَضَّأُ وَالْمَطْبَخُ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَالْوَاحِدُ مِرْفَقٌ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ لَا غَيْرُ وَفِي مِرْفَقِ الْيَدِ الْعَكْسُ لُغَةً وَهُوَ مَوْصِلُ الْعَضُدِ بِالسَّاعِدِ (وَمِنْهُ) الْمِرْفَقَةُ لِوِسَادَةِ الِاتِّكَاءِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ فِي الْإِيلَاءِ عَلَى أَنْ لَا يَجْتَمِعَا فِي مِرْفَقَةٍ وَمَرْفَقَةٌ تَصْحِيفٌ إلَّا أَنْ تَصِحّ رِوَايَتُهَا (وَالرُّفْقَةُ) الْمُتَرَافِقُونَ وَالْجَمْعُ رِفَاقٌ.
ر ف ق

أرفق به وترفق، ورفق به ورفق، وفيه رفق وهو لين الجانب ولطافة الفعل. واسترفقته فأرفقني بكذا: نغمني، وارتفقت به: انتفعت. ومالي فيه مرفق ومرفق. وما فيها مرفق من مرافق الدار نحو المتوضأ والمطبخ ونحوه. وسمعتهم يقولون: مالي في هذا رفق. وأخذ المكّاس الرفق. ورافقته في السفر وارتفقنا وترافقنا، وهو رفيقي وهم رفيقي ورفقائي " وحسن أولئك رفيقاً " وكنت في رفاقة فلان، وخرجت في رفقة من الرفاق، وجمعتني وإياه رفقة واحدة. وفلان زاد الرفاق. وتوكأ على المرفقة، وارتفق عليها. وبت مرتفقاً: متكئاً على مرفقي " وحسنت مرتفقاً " ويقال: نصبوا المرافق على المرافق. وقال أبو النجم:

يكسرن في الأظلال والمشارق ... مرافق السندس للمرافق

ومن المجاز: هذا الأمر رافق بك وعليك ورفيق: نافع. وهذا أرفق بك. وأرفقني هذا الأمر، ورفق بي: نفعني. وبتّ مرتفقاً، والرمل مرفقتي. وتقول بكرمك أثق، وعلى سؤددك أرتفق؛ أي أتوكأ.
ر ف ق: (الرِّفْقُ) ضِدُّ الْعُنْفِ وَقَدْ (رَفَقَ) بِهِ يَرْفُقُ بِالضَّمِّ (رِفْقًا) وَ (رَفَقَ) بِهِ وَ (أَرْفَقَهُ) وَ (تَرَفَّقَ) بِهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (أَرْفَقَهُ) أَيْضًا نَفَعَهُ. وَ (الرُّفْقَةُ) الْجَمَاعَةُ تُرَافِقُهُمْ فِي سَفَرِكَ بِضَمِّ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا أَيْضًا وَالْجَمْعُ (رِفَاقٌ) . تَقُولُ مِنْهُ: (رَافَقَهُ) وَ (تَرَافَقُوا) فِي السَّفَرِ. وَ (الرَّفِيقُ الْمُرَافِقُ) وَالْجَمْعُ (الرُّفَقَاءُ) فَإِذَا تَفَرَّقُوا ذَهَبَ اسْمُ الرُّفْقَةِ وَلَا يَذْهَبُ اسْمُ الرَّفِيقِ وَهُوَ أَيْضًا وَاحِدٌ وَجَمْعٌ كَالصَّدِيقِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] وَ (الرَّفِيقُ) أَيْضًا ضِدُّ الْأَخْرَقِ. وَ (الْمِرْفَقُ) وَ (الْمَرْفِقُ) مَوْصِلُ الذِّرَاعِ فِي الْعَضُدِ وَكَذَلِكَ الْمِرْفَقُ وَالْمَرْفِقُ مِنَ الْأَمْرِ وَهُوَ مَا ارْتَفَقْتَ بِهِ وَانْتَفَعْتَ. فَمَنْ قَرَأَ: {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} [الكهف: 16] جَعَلَهُ مِثْلَ مِقْطَعٍ. وَمَنْ قَرَأَ: «مَرْفِقًا» جَعَلَهُ اسْمًا مِثْلَ مَسْجِدٍ. وَيَجُوزُ مَرْفَقًا أَيْ رِفْقًا مِثْلُ مَطْلَعٍ وَمَطْلِعٍ وَلَمْ يُقْرَأْ بِهِ. وَ (مَرَافِقُ) الدَّارِ مَصَابُّ الْمَاءِ وَنَحْوُهَا. وَ (الْمِرْفَقَةُ) بِالْكَسْرِ الْمِخَدَّةُ وَقَدْ (تَمَرْفَقَ) إِذَا اتَّخَذَ مِرْفَقَةً. وَبَاتَ فُلَانٌ (مُرْتَفِقًا) أَيْ مُتَّكِئًا عَلَى مِرْفَقِ يَدِهِ. 
رفق
الرِّفْقُ والرَّفَقُ: لِيْنُ الجانِبِ ولطافةُ الفِعْل، وهو رَفِيْقٌ، رَفَقَ يَرْفُقُ، ورفقَ لُغَةٌ، فهو رافِقٌ. وأوْلى فلاناً رافِقَةً: أي رِفْقاً. ورَفَقْتُ به وأرْفَقْتُه: بمعنىً واحِدٍ.
والرَّفِيْقُ: الذي يُرَافِقُكَ في السَّفَر، تَرَافَقوا وارْتَفَقُوا، وهُمُ الرُّفَقَاءُ. وقولُه عَزَّ وجَلَّ: " وحَسُنَ أولئكَ رَفِيقاً " أي رفَقَاءَ في الجَنَّة. وفِتْيَةٌ رُفَاقَةٌ: أي رُفَقَاءُ.
وأمّا الرُّفْقَةُ فإنهم ما داموا مُنْضَمِّيْنَ في مَجْلِسٍ واحِدٍ ومَسِيرٍ واحِدٍ فإذا تَفَرقوا زالَ عنهم ذاكَ.
والمِرْفَقُ في كلِّ شَيْءٍ، من الارْتِفاقِ باليَدِ، ومن الأمْرِ - أيضاً -، كقَوْله عَزَّ وجلَّ: " ويُهَيِّءْ لكًم من أمْرِكم مِرْفَقا " أي رِفْقاً وصَلاحاً.
والمَرْفِقُ: من مَرَافِقِ الدار.
والرَّفَقُ: انْفِتَالُ المِرْفَقِ عن الجَنْبِ، ناقَةٌ رَفْقَاء وجَمَلٌ أرْفَقُ.
والرِّفَاقُ: الحَبْلُ الذي يُشَدُّ به عُنُقُ البَعِيرِ إلى رُسْغِه، رَفَقْتُ البَعِيرَ أرْفِقُه رَفْقاً، يفْعَل ذلك من ضِلَعٍ يكونُ به أو تَنَزُّعٍ منه إلى وَطَنِه. وهو - أيضاً -: كهَيْئة الإصْبع يُصْنعُ لِخِلْفِ الناقَةِ إذا أخَذَها الرَّفَقُ يُحْشى تَمْراً ثم يُصَرُّ فَوْقَه الصِّرَارُ ليَبْرَأ، وهي الرَّفَقَةُ والمِرْفاقُ؛ وهي التي إذا صُرَّتْ أوْجَعَها الصِّرَارُ فإذا حُلَّتْ خَرَجَ منها دَمٌ.
والرفَقَاءُ: التي يَنْسَدُّ إحْلِيْلُ خِلْفِها، وهو عَيْبٌ.
ويقولون: طَلَبْتُ الحاجَةَ فَوَجَدْتُها رَفَقَ البِغْيَةِ: أي وَفْقَها.
وماءٌ رَفَقٌ: سَهْلُ المأخَذِ والمَطْلَبِ.
[رفق] الرَِفْقُ: ضدُّ العنف، وقد رَفَقَ به يَرْفُقُ. وحَكى أبو زيد: رَفَقْتُ به وأَرْفَقْتُه بمعنىً، وكذلك تَرفَّقْتُ به. ويقال أيضاً: أَرْفَقْتُهُ، أي نَفَعْتُهُ. والرُفْقَةُ: الجماعةُ تُرافِقُهمْ في سفرك. والرِفْقَةُ بالكسر مثله، والجمع رِفاقٌ. تقول منه: رافَقْتُهُ. وتَرافَقْنا في السفر. والرَفيقُ: المُرافِقُ، والجمع الرُفَقاءُ. فإذا تَفَرَّقْتُمْ ذهب اسم الرُفْقَةِ ولا يذهب اسم الرفيق. وهو أيضاً واحدٌ وجمعٌ، مثل الصديق. قال الله تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} . والرفيق أيضاً: ضدُّ الأخْرق. ورَفَقْتُ الناقة أَرْفُقُها رَفْقاً، وهو أن تشدَّ عضدَها لتُخْبَلَ عن أن تُسرع، وذلك إذا خيف أن تَنزِع إلى وطنها، وذلك الحبل هو الرِفاقُ. ومنه قول بشر: فإنِّي والشَكاةَ وآلَ لأْمٍ كذاتِ الضِغْنِ تمشي في الرِفاقِ والمِرْفَقُ وَالمَرْفِقُ : مَوْصِلُ الذراعِ في العضُد، وكذلك المرْفَقُ والمَرْفِقُ من الأمر، وهو ما ارتفقت به وانتفعت به. ومن قرأ: {ويهيئ لكم من أمركم مرفقا} جعله مثل مقطع، ومن قرأ {مرفقا} جعله اسما مثل مسجد. ويجوز مرفقا، مثل مطلع ومطلع، ولم يقرأ به. ومَرافِقُ الدار: مصابُّ الماء ونحوِها. والمِرْفَقَةُ بالكسر: المخدّةُ. وقد تَمَرْفَقَ، إذا أخذ مرفقة. وباب فلان مُرْتَفِقاً، أي متَّكئاً على مِرْفَقِ يده. وَناقةٌ رَفْقاءُ وجملٌ أَرْفَقٌ: بيِّن الرَفَقِ، وهو انفتال المِرْفَقِ عن الجنب.وماء رفق ومرتع رفق، أي سهل المطلب. والرافقة: اسم بلد.
[رفق] فيه: وألحقني "بالرفيق" الأعلى، الرفيق جماعة الأنبياء الساكنين أعلى عليين، فعيل بمعنى جماعة كالصديق والخليط، يقع على الواحد والجميع. ومنه: "وحسن أولئك "رفيقا"" والرفيق المرافق في الطريق، وقيل معناه ألحقني بالله، يقال: الله رفيق بعباده، من الرفق والرأفة. ومنه ح: بل "الرفيق" الأعلى، وذا حين خُير بين الدنيا وبين ما عند الله. ك: "الرفيق" بالنصب أي اختاره أو اخترته، وبالرفع خبر محذوف أي اخترت الــمؤدى إلى رفافة الملأ الأعلى من الملائكة أو الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وفيه ح: وكان رحيمًا "رفيقًا" من الرفق ضد العنف، وروى بقافين من الرقة. وح: لأعأصوات "رفقة" الأشعريين بالقران، بضم راء وكسرها جماعة ترافقهم في سفرك. ش ومنه: ثم أدخل الناس "رفقة" ويطلق على غيرهم توسعا. نه: وفي ح الزراعة: نهانا عن أمر كان بنا "رافقًا" أي ذا رفق، والرفق لين الجانب وهو خلاف العنف من رفق يرفق ويرفق، ومنه ح: ما كان "الرفق" في شيء إلا زانه، أي اللطف. وح: أنت "رفيق" والله الطبيب، أي أنت ترفق بالمريض وتتلطفه والله يبرئه ويعافيه. وح: في "إرفاق" ضعيفهم وسد خلتهم، أي إيصال الرفق إليهم. وفيه: أيكم ابن عبد المطلب؟ قالوا: هو الأبيض "المرتفق" أي المتكئ على المرفقة، وهي كالوسادة وأصله من المرفق كأنه استعمل مرفقه واتكأ عليه. ك ومنه: تحت رأسه "مرفقة" بكسر ميم وفتح فاء المخدة. وح إلى "المرفقين" بكسر ميم وفتح فاء وبالعكس. نه ومنه:
اشرب هنيئًا عليك التاج "مرتفقا"
وفيه: ما لم تضمروا "الرفاق" وفسر بالنفاق. وفيه: وجدنا "مرافقهم" قد استقبل بها القبلة، يريد الكنف والحشوش، جمع مرفق بالكسر. ط: إن الله "رفيق" يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، الرفق اللطف وأخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها إليه، رفيق أي لطيف بعباده، يريد بهم اليسر لا العسر، ولا يجوز إطلاقه على الله لأنه لم يتواتر ولم يستعمل هنا على وجه التسمية بل تمهيد الأمر أي الرفق أنجح الأسباب وأنفعها فلا ينبغي الحرص في الرزق بل يكل إلى الله. النووي: يجوز تسمية الله بالرفيق وغيره مما ورد في خبر الواحد على الصحيح واختلف أهل الأصول في التسمية بخبر الواحد. غ: "وساءت "مرتفقا"" أي منزلا يرتفق به نازله أو متكأ.
رفق: رفق به وعليه: ساعد رجلاً تعِباً (فوك).
رافق، رافق لأجل الحماية: خفر (بوشر).
رافق: أدّى دوراً مصاحباً في الفناء (بوشر).
رافق فلاناً وبه: تلطف بالإذن له بفعل شيء، ففي مباحث (ص174) من الطبعة الأولى: فطيَّر الراضي حماماً إلى أبيه بذلك فرافقه بتركها والارتحال عنها إلى رُنْدة.
ترفَّق، ترفق في سَيرْه: اقتصد، سار هوناً، تريث، رسالة إلى فليشر (ص117).
ترفّق به: اقتصد، وفّر، ففي القلائد (ص54):
تَرفّق بدمعك لا تفْنه ... فَبينَ يديك بكاء طويل
ترفّق به: انتفع واستعان (ابن جبير ص323).
ارتفق: اتكأ على المِرْفَقة وهي مخدة يتكئ عليها مرفق اليد (تاريخ البربر 1: 291).
ارتفق: قبل الرشاوى (لطائف الثعالبي ص112) وانظر مقالة دفريمري على هذه الطبعة (ص18) من المستل.
استرفق: طلب النفع (ابن جبير ص220). رِفْقَة: ما يدفعه المسافر من المال إلى البدوي لحمايته (برتون 2: 113).
رَفِيق، يجمع على رُفْق (ديوان الهذليين ص30).
سير رفيق: سير رويد، سير هَوْن (عبد الواحد ص249، المقري 2: 272).
رفيق القلب: رؤوف، رحيم (بوشر).
رفيق: بمعنى صاحب، يجمع على أرفاق (ألكالا، بوشر).
رفيق: مساعد، معاون، معاضد (بوشر).
رفيق: عرّاب (إشبين) وعَرَابة، إشبينة (ألكالا).
رفيق: عاشق، عشيق (براون 2: 101).
رفيقة: خليلة (بركهارت نوبية ص 201) وفيه فيقة وهي من غير شك تصحيف رفيقة.
رفيق: البدوي الذي اشترى المسافر حمايته (برتون 2: 111).
رفيق: بنطال الأطفال (برجرن ص 699).
رفيقة: لباس، سروال صَغير (المصدر السابق).
رفيق: النساء يطلقن اسم الرفيق على السراويل (محيط المحيط).
رَفَاقة: رفّ أو سرب طيور طائرة (بولاند).
رُفَاقه: ذووه، خاصته، أتباعه (بوشر).
ترفيق (عند الصوفية): أسند رأسه على ركبتيه (ابن بطوطة 1: 37)، غير أني أرى أن الصواب تزييق وفقاً لما جاء في مخطوطة دي جاينجوس (أنظره في مادة زيَّق). ترْفِق ومِرْفَق، وتجمع على مرافق: غلّة، محصول، قوت، طعم، أسباب العيش (ابن بطوطة 1: 69، ابن جبير ملحق، وكذلك عند مؤلفين آخرين).
مِرْفَق ومَرْفق: هو قسم من اللأمة أو الشكة التي تغطي المرفق أو الذراع (ألف ليلة، برسل 9: 260).
مَرْفَق ومَرْفِق: مسند السرير، قطعة من السرير ما بين المسند ورأس السرير (ألكالا).
مُرْفِق: من عنده فوق الكفاية (محيط المحيط).
مَرْفَقَة: مسند السرير، قطعة من السرير ما بين المسند ورأس السرير (ألكالا).
مُرَافَقَة: موافقة، ملاءمة، مطابقة (بوشر).
مرتفق: رشوة، بِرْطِيل. ففي حيان - بسام (1: 10و): والذين تولوا هذه المناصب لا قبضوا مرتزقاً، ولا نالوا بها مرتفقاً.
ونجد ارتزق وارتفق مذكورتين على هذا المنوال في عبارة المقريزي التي نقلها دفريمري (انظر ارتفق).
مُرْتَفَق (محيط المحيط) ومُسْتَرْفَق: بيت الخلاء (فليشر معجم ص22، باين سميث 1442).
ر ف ق : رَفَقْتُ بِهِ مِنْ بَابِ قَتَلَ رِفْقًا فَأَنَا رَفِيقٌ خِلَافُ الْعُنْفِ وَالرَّفِيقُ أَيْضًا ضِدُّ الْأَخْرَقِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ وَرَفُقَ بِهِ مِثْلُ: قَرُبَ وَرَفَقْتُ الْعَمَلَ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحْكَمْتُهُ وَرَفَقْتُ فِي السَّيْرِ قَصَدْتُ وَالْمَرْفِقُ مَا ارْتَفَقْتَ بِهِ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ الْفَاءِ كَمَسْجِدٍ وَبِالْعَكْسِ لُغَتَانِ وَمِنْهُ مِرْفَقُ الْإِنْسَانِ وَأَمَّا مِرْفَقُ الدَّارِ كَالْمَطْبَخِ وَالْكَنِيفِ وَنَحْوِهِ فَبِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْفَاءِ لَا غَيْرُ عَلَى التَّشْبِيهِ بِاسْمِ الْآلَةِ.

وَجَمْعُ الْمِرْفَقِ مَرَافِقُ وَإِنَّمَا جُمِعَ الْمِرْفَقُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة: 6] لِأَنَّ الْعَرَبَ إذَا قَابَلَتْ جَمْعًا بِجَمْعٍ حَمَلَتْ كُلَّ مُفْرَدٍ مِنْ هَذَا عَلَى كُلٍّ مُفْرَدٍ مِنْ هَذَا وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [المائدة: 6] {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} [المائدة: 6] {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} [النساء: 102] {وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 22] أَيْ وَلِيَأْخُذْ كُلُّ وَاحِدٍ سِلَاحَهُ وَلَا يَنْكِحْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا نَكَحَ أَبُوهُ مِنْ النِّسَاءِ وَلِذَلِكَ إذَا كَانَ لِلْجَمْعِ الثَّانِي مُتَعَلَّقٌ وَاحِدٌ فَتَارَةً يُفْرِدُونَ الْمُتَعَلَّقَ بِاعْتِبَارِ وَحْدَتِهِ بِالنِّسْبَةِ إلَى إضَافَتِهِ إلَى مُتَعَلِّقَةِ نَحْوُ {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً} [التوبة: 103] أَيْ خُذْ مِنْ كُلِّ مَالِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ صَدَقَةً وَتَارَةً يَجْمَعُونَهُ لِيَتَنَاسَبَ اللَّفْظُ بِصِيَغِ الْجُمُوعِ قَالُوا رَكِبَ النَّاسُ دَوَابَّهُمْ بِرِحَالِهَا وَأَرْسَانِهَا أَيْ رَكِبَ كُلُّ وَاحِدٍ دَابَّتَهُ بِرَحْلِهَا وَرَسَنِهَا وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} [المائدة: 6] أَيْ وَلْيَغْسِلْ كُلُّ وَاحِدٍ كُلَّ يَدٍ إلَى مِرْفَقِهَا لِأَنَّ لِكُلِّ يَد مِرْفَقًا وَاحِدًا وَإِنْ كَانَ لَهُ
مُتَعَلَّقَانِ ثَنَّوْا الْمُتَعَلَّقَ فِي الْأَكْثَر قَالُوا وَطِئْنَا بِلَادَهُمْ بِطَرَفَيْهَا أَيْ كُلَّ بَلَدٍ بِطَرَفَيْهَا وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ} [المائدة: 6] وَجَازَ الْجَمْعُ فَيُقَالُ بِأَطْرَافِهَا وَغَسَلُوا أَرْجُلَهُمْ إلَى الْكِعَابِ أَيْ مَعَ كُلِّ طَرَفٍ وَمَعَ كُلِّ كَعْبٍ.

وَالرُّفْقَةُ الْجَمَاعَةُ تُرَافِقُهُمْ فِي سَفَرِكَ فَإِذَا تَفَرَّقْتُمْ زَالَ اسْمُ الرُّفْقَةِ وَهِيَ بِضَمِّ الرَّاءِ فِي لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ وَالْجَمْعُ رِفَاقٌ مِثْلُ: بُرْمَةٍ بِرَامٍ وَبِكَسْرِهَا فِي لُغَةِ قِيسٍ وَالْجَمْعُ رِفَقٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالرَّفِيقُ الَّذِي يُرَافِقُكَ قَالَ الْخَلِيلُ وَلَا يَذْهَبُ اسْمُ الرَّفِيقِ بِالتَّفَرُّقِ وَارْتَفَقْتُ بِالشَّيْءِ انْتَفَعْتُ بِهِ وَارْتَفَقَ اتَّكَأَ عَلَى مِرْفَقِهِ. 
(ر ف ق)

رفق بالامر، وَله وَعَلِيهِ، يرفق، ورفق: ورفق: لطف.

ورفق بِالرجلِ، وأرفقه: كَذَلِك.

واولاه رافقة: أَي رفقا.

وَهُوَ بِهِ رَفِيق: لطيف.

وَهَذَا الْأَمر بك رَفِيق، ورافق. والرفق، والمرفق، والمرفق، والمرفق: مَا استعين بِهِ.

وَقد ترفق بِهِ، وارتفق.

والمرفق: المغتسل.

والمرفق، والمرفق من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة: أَعلَى الذِّرَاع واسفل الْعَضُد.

والمرفق: المتكأ.

وَقد ترفق عَلَيْهِ، وارتفق: توكأ.

وَقيل: الْمرْفق: من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة. والمرفق: الْأَمر الرفيق، فَفرق بَينهمَا بذلك.

والرفق: انفتال الْمرْفق عَن الْجنب.

وَقد رفق، وَهُوَ أرْفق.

وبعير مرفوق: يشتكي مرفقه.

وناقة رُفَقَاء: استد إحليل خلفهَا فحلبت دَمًا.

ورفقة: ورم ضرْعهَا، وَهِي نَحْو الرفقاء.

وَقيل: الرّفْقَة: الَّتِي تُوضَع التودية على إحليلها فيقرح.

وناقة رفْقَة، أَيْضا: مذعنة.

والرفاق: حَبل يشد من الوظيف إِلَى الْعَضُد.

وَقيل: هُوَ حَبل يشد عُنُقه إِلَى رسغه، قَالَ بشر بن أبي خازم:

فَإنَّك والشكاة من آل لأم ... كذات الضغن تمشي فِي الرفاق

وَالْجمع: رفق.

ورفقها يرفقها رفقا: شدّ عَلَيْهَا الرفاق.

ورافق الرجل: صَاحبه.

ورفيقك: الَّذِي يرافقك.

وَقيل: هُوَ الصاحب فِي السّفر خَاصَّة، الْوَاحِد وَالْجمع فِي ذَلِك سَوَاء، وَقد يجمع على: رُفَقَاء.

وَقيل: إِذا عدا الرّجلَانِ بِلَا عمل فهما رفيقان، فَإِن عملا على بعيريهما فهما زميلان. وترافق الْقَوْم، وارتفقوا: صَارُوا رُفَقَاء.

والرفاقة، والرفقة، والرفقة: المترافقون فِي السّفر.

وَعِنْدِي: أَن الرّفْقَة: جمع رَفِيق، والرفقة: اسْم للْجمع، وَالْجمع: رفق، ورفق، ورفاق.

ورفيقة الرجل: امْرَأَته، هَذِه عَن اللحياني، قَالَ: وَقَالَ أَبُو زَاد فِي حَدِيثه: سَأَلَني رفيقي، أَرَادَ: زَوْجَتي.

قَالَ: ورفيق الْمَرْأَة: زَوجهَا.

وَمَاء رفق: قصير الرشاء.

ومرتع رَفِيق: لَيْسَ بِكَثِير ومرتع رفق: سهل الْمطلب.

وَفِي مَاله رفق أَي قلَّة. وَالْمَعْرُوف عِنْد أبي عبيد: رقق، بقافين.

والرافقة: مَوضِع.

ومرفق: اسْم رجل، من بني بكر بن وَائِل، قتلته بَنو فقعس، قَالَ المرار الفقعسي:

وغادر مرفقا وَالْخَيْل تردى ... بسيل الْعرض مستلباً صَرِيعًا
رفق
رفَقَ/ رفَقَ بـ/ رفَقَ على/ رفَقَ في/ رفَقَ لـ يَرفُق ويَرفِق، رِفْقًا، فهو رافق ورفيق، والمفعول مَرْفوق
• رفَق فلانًا: ضرب مِرْفَقَه، وهو موضع اتصال الذراع بالعضد.
• رفَق بفلان/ رفَق على فلان/ رفَق لفلان: لَطَف به، وألان جانبه له، وأحسن الصَّنيع له "عامله برفق- رفَق لحاله- رَفق على المحتاج- إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ [حديث] ".
• رفَق في السَّير: اقتصد فيه "مشى المريض برِفق". 

رفُقَ/ رفُقَ بـ/ رفُقَ على/ رفُقَ لـ يَرفُق، رَفاقةً ورِفقًا، فهو رَفِيق، والمفعول مرفوقٌ به
• رفُق الشَّخصُ: صار صديقًا لغيره مصاحبًا له "كُنتُ في رَفاقة الوزير- الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق [مثل]- {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}: مُرافق ومُصاحب".
• رفُق بفلان/ رفُق على فلان/ رفُق لفلان: رفَق؛ لَطَف به وألان جانبه له وأحسن الصنيع له، عامله برِفْق "رفُق بالمساكين- رفُق على ضحايا الحروب". 

أرفقَ يُرفق، إرفاقًا، فهو مُرفِق، والمفعول مُرفَق
• أرفق ملحقًا بالبحث: ألحقه به "أَرفَق بطلبه شهادةَ تزكية- أَرفق القولَ بالعمل- أرفق الإشارةَ بالكلام- مُرفَقٌ بطلبي شهادة كذا" ° المُرفَقات: المستندات والأوراق التي تُلحق بالخطاب الأساسي. 

ارتفقَ/ ارتفقَ بـ/ ارتفقَ على يرتفق، ارتفاقًا، فهو

مُرتَفِق، والمفعول مُرتفَق به
• ارتفق القومُ: صاروا رِفاقًا أي متصاحبين "ارتفقوا في رحلة الحجّ- {بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}: ساءت رفيقًا والمراد بالرفيق هنا: الشياطين".
• ارتفق بالشَّيء: انتفع واستعان به "ارتفق بعلمه/ بالصُّحبة الطَّيِّبة".
• ارتفق عليه: اتَّكأ على مرفقه "ارتفق على عطفه ومساعدته له- {نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} ". 

ترافقَ يترافق، ترافُقًا، فهو مُترافِق
• ترافق الشَّخصان: تصاحبا، صارا صديقين "ترافقا في السَّفر واشتركا في النَّفقات" ° يترافق مع: يُجعل موازيًا لموضوع أكبر أو أكثر أهميَّة مثلاً. 

ترفَّقَ بـ/ ترفَّقَ في يترفَّق، تَرَفُّقًا، فهو مُترفِّق، والمفعول مُترفَّق به
• ترفَّق بفُلان: رفَق به، عامله باللِّين وأعانه "ترفَّق بالمسكين- الله يترفّق بالضعفاء- إن الترفُّق للمقيم موافق ... وإذا يُسافرُ فالترفُّق أوفقُ".
• ترفَّق في الأمر: تلطَّف. 

رافقَ يرافق، مُرافَقةً، فهو مُرافِق، والمفعول مُرافَق
• رافق الشَّخصَ: صار مصاحبًا له في سفره أو سيره "الفقر يرافق الكسل- اقْتيد المُتَّهم إلى السِّجن يُرافقه عشرة جنود- تجنب مرافقة الأشرار" ° رافقتك السلامة: دُعاءٌ للمغادر.
• رافق الرَّجُلُ المرأةَ: صادقها وخادنها. 

رَفاقة [مفرد]: مصدر رفُقَ/ رفُقَ بـ/ رفُقَ على/ رفُقَ لـ. 

رِفْق [مفرد]:
1 - مصدر رفَقَ/ رفَقَ بـ/ رفَقَ على/ رفَقَ في/ رفَقَ لـ ورفُقَ/ رفُقَ بـ/ رفُقَ على/ رفُقَ لـ ° اللَّهُمَّ رِفقًا بعبادك: دعاء إلى الله أن يلطف بعباده- جَمْعيَّةُ الرِّفق بالحيوان: جمعيَّة أهليَّة ترعى شئون الحيوان- رِفْقًا بالقوارير: رحمة ولُطْفًا بالنِّساء.
2 - ما يُلحق بغيره "نرسل إليكم نقودًا رِفْق كتابنا هذا" ° برفقه/ رِفْقُه: مُلحَقٌ به. 

رُفْقة [مفرد]: ج رِفاق ورُفَقٌ، جج أَرْفاق: صُحبة، جماعة مترافقون "خرجتُ في رفقة من الأصدقاء- جمعتني وإيَّاه رُفْقة واحدة- الرفقة تُولِّد الصداقة- أَنِسْت برُفقة طيبة في سفري الأخير" ° بغير رفقة: غير مصحوب بمرافق أو مرافقين. 

رِفْقة [مفرد]: ج رِفاق ورِفَق، جج أرفاق: رُفْقة. 

رَفيق [مفرد]: ج رِفاق ورفقاءُ، مؤ رفيقة، ج مؤ رَفيقات ورَفائق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رفَقَ/ رفَقَ بـ/ رفَقَ على/ رفَقَ في/ رفَقَ لـ ورفُقَ/ رفُقَ بـ/ رفُقَ على/ رفُقَ لـ ° ذهَب إلى الرَّفيق الأعلى: مات- رفقاء السّوء: صحبة الأشرار- رفيق القلب: رءوف رحيم.
2 - زَوْج "عرض عليها أن تكون رفيقته في الحياة" ° رفيق العُمر/ رفيق الحياة: الزوج- رفيقة العمر/ رفيقة الحياة/ رفيقة الدَّرب: الزَّوجة.
3 - مُواطن (في المجتمع الشيوعي). 

مَرْفِق/ مِرْفَق [مفرد]: ج مَرافِقُ:
1 - رِفْق، ما يُنتفع به ويُستعان "مِرْفَق النقل/ الإضاءة- مرافق الحياة/ البلاد- قام على مرافقهم- {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} " ° المرافق العامَّة: كُلُّ نشاط يُدار لمصلحة الجمهور ووفق أساليب القانون العام كمرافق النقل- مرافق الدَّار: مصابّ الماء ونحوها، وتُعرف بالمنافع مثل المطبخ ودورة المياه.
2 - (شر) موصل الذِّراع في العضد " {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ} ". 

رفق

1 رَفَقَ, (S, O, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. رِفْقٌ (S, * O, Mgh, * Msb, * K) and مَرْفِقٌ and مِرْفَقٌ (Az, O, K,) and مَرْفَقٌ; (O, K;) and رَفِقَ, (JK, O, K,) [aor. ـَ inf. n. رَفَقٌ; (JK;) and رَفُقَ; (JK, O, K;) He was, or became, gentle, soft, tender, gracious, courteous, or civil; or he be haved, or acted, gently, softly, &c. (JK, S, O, Mgh, Msb, K.) You say, رَفَقَ بِهِ, (Az, S, O, Mgh, Msb, K,) and عَلَيْهِ, (Az, O, K,) inf. ns. as above; (O, K;) and رَفِقَ, and رَفُقَ; (K;) He was, or became, gentle, &c., or he behaved, or acted, gently, &c., with him, (Az, S, O, Mgh, Msb, K,) and to him; (Az, O, K;) and in like manner, بِهِ ↓ ترفّق, (S, O, Mgh, K,) and ↓ ارفقهُ. (Az, O, K.) Hence the saying of the Prophet, مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِى رَفَقَ اللّٰهُ بِهِ [He who is gentle, &c., with my people, God will be gentle, &c., with him]. (O.) [Hence, also,] one says, ↓ ترفّق فِى أَمْرِهِ [and رَفَقَ فِيهِ as is indicated in the O] He used gentleness, or acted gently, in his affair; syn. تَأَتَّى. (Msb in art. اتى.) And لِحَاجَتِهِ ↓ ترفّق He applied himself with gentleness to his needful affair or business; syn. تَأَتَّى. (T in art. اتى.) And لِلْأَمْرِ ↓ ترفّق He applied himself with gentle ness to the affair; syn. تَلَطَّفَ. (S in art. لطف.) b2: Hence, رَفُقَ, in form like فَرُبَ, He was, or became, gentle, delicate, nice, neat, or skilful, in work or operation; the contr. of such as is termed أَخْرَق. (Msb.) b3: And رَفَقْتُ العَمَلَ, with fet-h to the ف, aor. ـُ I did, or made, the deed, or work, soundly, thoroughly, skilfully, judiciously, or well. (Msb.) b4: And رَفَقْتُ فِى السَّيْرِ I pro ceeded in a right, or a moderate, manner in journeying, or in pace. (Msb.) A2: See also 4.

A3: رَفَاقَةٌ is an inf. n. signifying The being a رَفَيق. (O, K.) Fr says, I heard a man at 'Arafát saying [to the pilgrims there assembled], جَعَلَكُمُ اللّٰهٌ فِى رَفَاقَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [May God make you to be in the companionship of Mohammad: may God bless and save him]. (O.) [And accord. to the TK, one says, رَفُقَ بِهِ, inf. n. رَفَاقَةٌ, meaning He became a رَفِيق with him: but what is commonly said in this sense is رَافقَهُ, q. v.]

A4: رَفَقَ فُلَانًا, He struck the مِرْفَق [or elbow] of such a one. (K.) b2: And رَفَقَ النَّاقَةَ, (S, O, K,) aor. ـُ inf. n. رَفْقٌ, (S, O,) He bound the she-camel's arm [app. together with the shank (for such is the common practice)], (S, O, K,) to prevent her going quickly, (S, O,) when fearing her yearning towards, or longing for, her home, or accustomed place: (S, O, K:) [or] رَفَقَ البَعِيرَ, aor. ـِ inf. n. رَفْقٌ, he bound the camel's neck (عُنُق [probably, I think, a mistranscription for عَضُد i. e. arm,]) to his pastern, because of a slight lameness therein. (JK.) A5: رَفِقَ said of a camel, aor. ـَ inf. n. رَفَقٌ, He had his elbow dis torted from his side. (TA and TK. [See رَفَقٌ below, and أَرْفَقُ: and see also دَفِقَ.]) b2: [and رَفِقَتْ, inf. n.رَفَقٌ, is probably said of a she-camel, as meaning She had, in her teat, or teats, what is termed رَفَقٌ: see, again, this word below.]2 تَرْفِيقٌ [as the inf. n. of the verb in the phrase رُفِّقَتِ الشَّاةُ, if this verb have been used, means A sheep's, or goat's having the fore legs white to the elbows; for it] is from شَاةٌ مُرَفَّقَةٌ, explained below. (O.) 3 رافقهُ He was, or became, his رَفِيق, or travelling-companion; he accompanied him in a journey; (S, O, Msb, K;) inf. n. مُرَافَقَةٌ (TK) and رِفَاقٌ. (TA.) b2: And this latter inf. n. also signifies The being hypocritical, or acting hypocritically. (TA. [See also 3 in art. رمق.]) 4 ارفقهُ: see 1, second sentence. b2: Also He profited him, or was useful to him; (S, O, K;) as also ↓ رَفَقَهُ. (K.) b3: [And in the present day, it means He associated him بِغَيْرِهِ with another or others.]5 تَرَفَّقَ see 1, in four places.6 ترافقوا They were, or became, travellingcompanions; they travelled, or journeyed, together; as also ↓ ارتفقوا: (JK:) and ترافقا they two were, or became, travelling-companions; &c.: (K:) and ترافقنا فِى السَّفَرِ we were, or became, companions in travelling, or journeying. (S, O.) 8 ارتفق i. q. طلب رفقا [i. e. طَلَبَ رِفْقًا] and استعان [both meaning He sought, or demanded, aid, or help]. (Har p. 395. [See also 10.]) b2: And hence, (Har ibid.,) ارتفق بِهِ He profited, or gained advantage or benefit, by him, or it, (S, Mgh, Msb, TA,) namely, a thing. (Msb.) [This phrase is also often used as meaning He made use of it; namely, a garment, and an implement, &c.]

b3: See also 6.

A2: Also He leaned upon the مِرْفَق of his arm [i. e. upon his elbow]: (O, Msb, * K:) or upon the pillow [called مِرْفَقَة]. (K.) A3: and It was, or became, full, or filled. (K.) 10 استرفقهُ He sought, or demanded, his profiting him, or being useful to him. (TA.) Q. Q. 2 تَمَرْفَقَ He took a مِرْفَقَة, i. e. pillow [upon which to lean with his elbow]. (S.) رِفْقٌ an inf. n. of رَفَقَ; (O, K;) Gentleness, softness, tenderness, graciousness, courteousness, or civility; contr. of عُنْفٌ; (S, O, Mgh, Msb;) i. q. لُطْفٌ, and حُسْنُ صَنِيعٍ, (IDrd, O, K,) or لِينُ جَانِبٍ and لَطَافَةُ فِعْلٍ; and so ↓ رَفَقٌ; (JK;) and ↓ رَافِقَةٌ likewise; whence the phrase أَوْلَى

فُلَانًا رَافِقَةً [He treated such a one with gentleness, &c.]. (JK, IDrd, O.) It is also explained as meaning Good submission to that which conduces to what is comely, or pleasing. (TA.) b2: and Gentleness, delicacy, nicety, neatness, or skilfulness, in work or operation; contr. of خُرْقٌ. (Mgh.) b3: Also A thing by means of which one seeks help or assistance. (K.) See also مِرْفَقٌ.

رَفَقٌ inf. n. of رَفِقَ: see the next preceding paragraph.

A2: [Also Easy of attainment.] Yousay مَرْتَعٌ رَفَقٌ [A place of pasturing, or of unrestrained and plentiful pasturing,] easy to be sought [and attained]. (S, O.) And مَآءٌ رَفَقٌ Water that is easy (JK, S, O, K) to be sought (JK, S, O) and taken: (JK:) or of which the well-rope is short. (K.) And حَاجَةٌ رَفَقُ البِغْيَةِ An object of want that is easy [to be sought and attained]. (O, K.) A3: Also A distortion of the elbow of a camel from the side. (Lth, S, O, K. [Said to be the inf. n. of رَفِقَ, q. v.]) b2: And A stoppage of the orifice of the teat, (K,) or of the orifices of the teats, (O,) of a she-camel: (O, K:) so says Zeyd Ibn-Kuthweh: (O:) or a disorder in the orifice of the teat, in consequence of being badly milked, or of the milker's not shaking the teat to remove what remained in it, so that the milk reverts into the udder, and turns to blood, or becomes coagulated and mixed with yellow water. (K. [Perhaps in this sense, also, an inf. n.: see 1, last sentence.]) A4: See also رُفْقَةٌ.

رَفْقَةٌ: see what next follows.

رُفْقَةٌ, (JK, S, O, Mgh, Msb, K,) in the dial. of Temeem, (Msb,) and ↓ رِفْقَةٌ, (S, O, Msb, K,) in the dial. of Keys, (Msb,) and ↓ رَفْقَةٌ, and on the authority of Ibn-Tal-hah ↓ رُفَاقَةٌ, (K, [in which this last is said to be like ثُمَامَةُ, to indicate that it is with damm to the ر, but not (as will be shown below, voce رَفِيقٌ,) that it is without tenween, imperfectly decl., and determinate like الرُّفْقَةُ,]) Persons travelling, or journeying, together; (Mgh;) a company of persons [travelling, or journeying, or] with whom one is travelling, or journeying; but not when they have separated: (S, O, Msb, K:) or persons with whom one travels, or journeys, as long as they are congregated in one place of assembly, and in one journey; but not when they have separated: (JK:) pl. [of mult.] رِفَاقٌ, (S, O, Mgh, Msb, K,) which is pl. of رُفْقَةٌ, (Mgh, Msb,) and رُفَقٌ, [which is also pl. of رُفْقَةٌ,] and [of pauc.] أَرْفَاقٌ; (O, K;) and the pl. of رِفْقَةٌ is رِفَقٌ: (Msb:) or رُفْقَةٌ is a quasi-pl. n. of ↓ رَفِيقٌ, or syn. with this last used in a pl. sense; and its pl. is رِفَقٌ and رُفَقٌ and [quasi-pl. n.] ↓ رَفَقٌ. (K.) [Golius explains the first and second and third, as on the authority of the KL, by the words “ consortium, societas: ”

but in my copy of the KL, I find only the first and second; and these are explained only by the words گروه همراهان, agreeably with the renderings which I have given above.] b2: The pl. رِفَاقٌ also signifies Camels upon which people have gone forth to purvey for themselves wheat, or corn, or other provisions from the towns or villages; each, or every, company being termed a رُفْقَة. (TA voce رَطَانَةٌ.) رِفْقَةٌ: see the next preceding paragraph.

رَفِقَةٌ as an epithet applied to a she-camel: see أَرْفَقُ.

رِفَاقٌ The cord that is used for the purpose described in the explanation of رَفَقَ النَّاقَةَ, (S, O, K,) or in the explanation of رَفَقَ البَعِيرَ. (JK.) [See 1, in the latter part of the paragraph.] So in the saying of Bishr, (S,) i. e. of Bishr Ibn-Abee- Házim, (O,) فَإِنِّى وَالشَّكَاةَ مِنَ الِ لَأْىٍ

كَذَاتِ الضِغْنِ تَمْشِى فِى الرِّفَاقِ (O,) or وَآلَ لَامٍ, (S, O,) accord. to different readings: (O:) [i. e. And verily I, with respect to the fault, or the complaint, of the family of Läy, or and the family of Lám, am like her that yearns towards, or longs for, her home, or accustomed place, going along with her arm and shank in the رفاق]: he says, I am withheld from satirizing them, like as this she-camel that yearns towards, or longs for, her home, or accustomed place, is bound and withheld; but if they do not what I approve, I will let loose my tongue with satirizing them. (O.) b2: Also A thing in form like a finger, made for the teat of a she-camel when she is affected with the [disorder termed]

رَفَق: it is stuffed with dates, and then the صِرَار [q. v.] is bound over it, in order that it [the teat] may be cured. (JK.) رَفِيقٌ Gentle, soft, tender, gracious, courteous, or civil; (JK, Msb;) as also ↓ رَافِقٌ. (JK.) b2: And hence, (Msb,) Gentle, delicate, nice, neat, or skilful, in work or operation; contr. of أَخْرَقُ. (S, O, Msb, K.) b3: [Hence, also,] هٰذَا الأَمْرُ رَفِيقٌ بِكَ and بِكَ ↓ رَافِقٌ and رَافِقٌ عَلَيْكَ (assumed tropical:) [This affair, or thing, is easy, or convenient, to thee: see أَرْفَقُ]. (O.) A2: Also A companion (JK, S, O, Msb, K) and companions (JK, S, O, K) in travel-ling, or journeying, and afterwards: (Kh, S, O, Msb, K:) used as sing. and pl., (JK, S, O, K,) like صَدِيقٌ (S, O) and خَلِيطٌ: (O:) pl. رُفَقَآءُ; (JK, S, O, K;) with which ↓ رُفَاقَةٌ is syn., as in the phrase فِتْيَةٌ رُفَاقَةٌ [Young men companions &c.]. (JK.) See also رُفْقَةٌ. It is said in the Kur [iv. 71], وَحَسُنَ أُولَائِكَ رَفِيقًا, (JK, S, O,) meaning رُفَقَآءَ [i. e. And good, or very good, will be those as companions after the journey of life] in Paradise! (JK.) And Mohammad is related by 'Áïsheh to have said, [just before his death,] when he had been given his choice between continuance in the present world and what was with God, and had chosen the latter, بَلِ الرَّفِيقَ الأَعْلَى مِنَ الجَنَّةِ [Nay, rather, the highest companions of Paradise]; meaning, I desire the company, or congregation, of the prophets. (O.) رُفَاقَةٌ: see رُفْقَةٌ and رَفِيقٌ.

رَافِقٌ: see رَفِيقٌ, in two places.

رَافِقَةٌ: see رِفْقٌ.

أَرْفَقُ [compar. and superl. of رَفِيقٌ; meaning More, and most, gentle, &c.] b2: [Hence,] one says, هٰذَا الأَمْرُ أَرْفَقُ بِكَ [and عَلَيْكَ] (assumed tropical:) This affair, or thing, is more, or most, easy, or convenient, to thee. (TA in art. عود.) [See also an instance voce مَحْنِيَةٌ (in art. حنو), last sentence.]

A2: Also, applied to a camel, Having the elbow (المِرْفَق) distorted from the side: (JK, S, O, K:) so says Lth: (O:) and so the fem. رَفْقَآءُ, applied to a she-camel: (JK, S:) but Az says that the epithet preserved by him in his memory as heard from the Arabs applied to a camel is أَدْفَقُ, with دال. (O.) b2: Accord. to As, (O,) رَفْقَآءُ applied to a she-camel signifies Having the orifice of her teat stopped up; (O, K;) and so ↓ رَفِقَةٌ: (K:) the latter is said by Zeyd Ibn-Kuthweh to signify, so applied, having the orifices of her teats stopped up. (O.) مَرْفَقٌ: see مِرْفَقٌ, in two places.

مَرْفِقٌ: see what next follows, in three places.

مِرْفَقٌ and ↓ مَرْفِقٌ inf. ns. of رَفَقَ, (Az, O, K,) of which ↓ مَرْفَقٌ also is an inf. n. (O, K.) b2: Also A thing by which one profits, or gains advantage or benefit. (S, O, Msb, K.) It is said in the Kur [xviii. 15], وَيُهَيِّئُ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا or ↓ مَرْفِقًا, accord. to different readers, [i. e. And He will prepare for you a condition of your case by which ye shall profit], but no one reads ↓ مَرْفَقًا, (S, O,) which, however, is allowable, meaning ↓ رِفْقًا. (S. [See رِفْقٌ, last sentence.]) The pl. is مَرَافِقُ. (Msb.) b3: [Hence,] مَرَافِقُ الدَّارِ Such appertenances [or conveniences] of the house as the privy and the kitchen and the like: (Mgh, Msb:) or the sinks, and the like, of the house: (S, O, K:) and particularly privies: (O:) when used in these senses, the sing. is مِرْفَقٌ only, with kesr to the م and fet-h to the ف, (Mgh, Msb,) likened to the noun signifying an instrument. (Msb.) [See also حَيِّزٌ, in art. حوز.] b4: And from the same words in the sense expl. in the second sentence above, (Msb,) مِرْفَقٌ and ↓ مَرْفِقٌ signify also The elbow, or elbow-joint; the place where the ذِرَاع joins upon the عَضُد; (S, O, K;) [in other words,] the place where the عَضُد is connected with the سَاعِد; (Mgh;) the مرفق of a man: (Msb:) [and in like manner in a beast, the elbow, or elbowjoint, as in the JK, S, O, and K, voce أَرْفَقُ; and in countless other instances: but in the K voce رُكْبَةٌ (q. v.), it seems to be applied to the knee of a beast:] pl. as above. (Msb.) مِرْفَقَةٌ A pillow (S, O, Mgh, K) upon which one leans [with the elbow]: from مِرْفَقٌ in the sense explained in the last sentence of the next preceding paragraph. (Mgh.) شَاةٌ مُرَفَّقَةٌ A sheep, or goat, having the fore legs white to the elbows. (O, K.) مِرْفَاقٌ A camel whose elbow hurts (يُصِيبُ) his side. (O, K.) b2: And A she-camel that is hurt by the صِرَار [q. v.] when her udder is bound therewith, and from whom blood issues (JK, O, K) when she is loosed [therefrom] (إِذَا حُلَّتْ), (JK,) or when she is milked (اذا حُلِبَتْ). (O, K.) مَرْفُوقٌ A camel having a complaint of his مِرْفَق [or elbow]. (IDrd, O, K.) مُرْتَفَقٌ A place, or thing, upon which one leans [properly with the مِرْفَق, or elbow]. (Bd in xviii.28 and 30.) مُرْتَفِقٌ Leaning upon his elbow. (S, O.) A2: Also Full, standing, and continuing, or remaining: (O, K:) or nearly full: so explained by IAar as occurring in the following verse of 'Obeyd Ibn-El-Abras, (O,) describing rain that had filled the low tracts of ground: (TA in art. صوح:) فَأَصْبَحَ الرَّوْضُ وَالقِيعَانُ مُمْرِعَةً

مِنْ بَيْنِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا وَمُنْصَاحِ [And the meadows, and the plain, or soft, low tracts, became abundant with herbage, partly by what was full, &c., in consequence thereof, and partly by what was flowing, running upon the surface of the ground]: (O:) or, as some relate it, مُتْرَعَةً [i. e. “ filled ”]; and مُرْتَتِقٍ, which means herbage “ of which the blossoms have not yet come forth from their calyxes; ” and مُنْصَاح [accord. to this reading] meaning herbage “ of which the blossoms have appeared: ” (TA in art. صوح:) [or, accord. to the reading مُرْتَتِقٍ, the meaning may be, “partly such as were compact thereof,” i. e. of the meadows &c., “and partly such as were cracked ” by the heat and drought:] another reading is مِنْ بَيْنِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا وَمِنْ طَاحِى

من طاحى meaning “ of what was flowing and going away. ” (TA ubi suprà.) [Nearly the whole of this art. is wanting in the copies of the TA to which I have had access.]
رفق: {مرتفقا}: متكأ على المرفق.
(رفق) - في حديث رَافِع بنِ خَدِيج، رضي الله عنه: "نَهانَا عن أمرٍ كان بنا رافِقًا" .
: أي ذَا رِفْق، أو كان مُرْفقا، كما قال: مَهْمَهٌ هالكٌ: أي مُهلِك، والرِّفقُ والرَّفْق: لِينُ الجانب ولَطَافَةُ الفِعل.
- ومنه الحديثُ: "أَنتَ الرَّفِيقُ، والله الطَّبِيب" .
وقد رَفَق به، وفي لغة: رَفُق وهو خِلافُ العُنفِ. - في صِفَتِه عليه الصلاة والسلام: "هو الأَبيضُ المُرَتفِق"
: أي المُتَّكِىء، لأنه يستَعمِل مِرفَقَه، كما قيل: مِصْدَغَة ومِخَدَّة لِمَا يُوضَع تَحْتَهُما.
رفق
الرِّفْقُ، بالكسرِ: مَا اسْتعِينَ بِهِ وَقَالَ العَضُدُ: الرِّفْقٌ: حُسنُ الانْقِيادِ لما يؤَدِّي إِلَى الجَميلِ.
والرِّفق: اللُّطْفُ وَهُوَ ضِدُّ العُنْفِ، وَمِنْه الحَدِيث: مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شيءٍ إِلا زانَه، وَقد رَفُقَ بِهِ، وعَلَيْه كلاهُما عَن أَبِي زَيْدِ، زادَ غيرُه: ورَفَقَ لَهُ مُثَلَّثَةً اقْتصرَ الجوهريُّ على رَفَقَ، كنَصَرَ. وكعَلِمَ، وكرُمَ نَقَلَهُما الصاغانِيُّ، وقالَ: هما لُغَتان، وَفِي الحَدِيث: اللهُمّ مَنْ رَفَقَ بأمتِي فارْفُقْ بهِ وقالَ اللّيْث: الرِّفْقُ: ليِنُ الجانِب، ولَطافَةُ الفِعْل، وصاحِبُه رَفِيقٌ، وَقد رَفقَ يَرْفُق رِفقاً بِالْكَسْرِ ومَرْفِقاً كمَجْلسٍ، ومَرفَقاً مثل مَقْعَدِ، ومِرفَقاً، مثل مِنبرٍ الأوّلُ وَالثَّانِي والرابعُ عَن أَبي زَيدٍ، والثالِث عَن غيرِه، وقُرىءَ قولُه تَعَالَى: ويهَيِّىءْ لَكُم من أَمرِكمْ مِرْفَقاً بالوَجْهينِ، أَي: مَا تَرْتَفِقُون بِهِ، قرأَ بفَتحَ الميمَ وكسرِ الْفَاء أَبو جَعْفَرٍ، ونافِع وابنُ عَامر، والأَعْمَشُ والبُرْجُمِيُّ عَن أبي بكر عَن عَاصِم، والباقونَ بكسرِ الميمَ وَفتح الفاءَ، وَلم يَقْرأ بِفَتْح المِيم والفاءَ أَحدٌ، وَفِي التهذيبِ: كَسَرَ الحسنُ والأَعمشُ الْمِيم من مِرْفَق، ونَصَبَها أَهلُ الْمَدِينَة، وعاصِمٌ، فكأَنَ الَّذين فَتَحُوا الْمِيم وكَسَرُوا الْفَاء أَرادُوا أَنْ يُفَرَقوا بَين مِرْفِق من الأَمرِ، وَبَين المِرْفَقِ من الإِنسانِ. والمِرْفَقُ، كمِنبَرٍ، ومَجْلِسٍ: مَوْصِلُ الذّرواعِ فِي العَضُد. كَمَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: المِرْفَق من الإنسانِ والدَّابَّة: أَعْلَى الذِّراعَ، وأَسفلُ العَضُدِ، واَلجمع المَرافِقُ، قَالَ اللهُ تَعالَى: وأَيْدِيَكُم إِلى المَرافِقِ قالَ الأَزْهريُّ: وأَكثر العَرَبِ على كسرِ الْمِيم للمِرفَقِ من الْأَمر، وَمن مِرْفَق الإِنسانِ، قَالَ: والعَرَبُ أَيضاً تفتَح المِيمَ منْ مَرْفِقِ الإِنْسان، لُغَتانِ فِي هَذَا وَفِي هَذَا، وَقَالَ يونُس: الّذي اخْتَارهُ المَرفِقُ: فِي الأَمْرِ، والمرِفَقُ فِي اليدِ.
ومَرافِق الدّارِ: مَصابُّ الماءَ ونَحْوُها، وكانَ ابْن سِيرينَ إِذْا دَخَلَ المِرْفَقَ كَفَّ كُمَّه على كَفِّهِ.
وَفِي التهذِيب: المِرفَقُ من مَرافِقِ الدّارِ من المُغْتَسَل والكَنِيفِ ونَحْوِه، وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوَبَ رضِيَ الله عَنهُ: وَجَدْنا مَرافِقَهم قد اسْتُقْبِلَ بهَا القِبلَة يُريدُ الكُنُفَ والحُشُوشَ، ويُرْوَى: مَراحِيضَهُم. والمِرْفَقَةُ، كمِكْنَسَة: المِخَدَّةُ والمُتَّكَأُ. والرفْقَة، مُثَلّثَة. والرُفاقَةُ كثُمامَةٍ: جماعَة تُرافِقُهم فيَسفَرِك ج: رِفاقٌ، وأَرْفاقٌ، ورُفَقٌ ككِتابٍ، وأَصْحابٍ، وصُرَدٍ قالَ الأَعْشَى يصفُ الجِمالَ:
(قاطِعاتٍ بَطْنَ العَتِيكِ كَمَا تَمْ ... ضِي رِفاق أمامَهُنَّ رِفاقُ)
وَقَالَ تابَّطَ شَراً:)
(سَبّاقِ غاياتِ مَجْدٍ فِي عشَيرَتِه ... مُرَجِّعُ الصَّوْتِ هَدًّا بينَ أَرْفاقِ)
وَقَالَ رُؤْبَةُ: حِينَ احْتَذاها رُفْقَةٌ من الرُّفَقْ والرَّفِيقُ: المُرافِقُ وقيلَ: هُوَ الصاحِبُ فِي السَّفَرِ خاصّة. ج: رُفَقاءُ ككَرِيم وكُرَماءَ، وقِيلَ: إِذا عَدَا الرَّجُلانِ بِلَا عَمَلٍ فهما رَفِيقان، فإِن عَمِلا عَلَى بَعِيرَيْهِما فهُما زَمِيلان، فإِذا تَفرّقُوا ذَهَبَ اسمُ الرّفْقَةِ وَلَا يَذْهَبُ اسْم الرَّفِيق وَهُوَ أَيضاً: للواحِد والجَمِيع مثل: الصَّدِيق، والخَلِيط، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً والْحَدِيث: بل الرَّفِيقَ الأَعْلَى من الجَنَّةِ أَي: جَماعةَ الأَنْبياءَ.
والمَصْدَر الرَّفْاقَةُ، كالسَّماحَةِ وَقَالَ الفَرّاءُ: سمعتُ رَجُلاً بعَرَفات يَقُول: جَعَلَكُم اللهُ فِي رِفاقِ مُحمَّد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم. أَو الرِّفقَةُ بالكسرِ: جَع رَفيِق، والرُّفْقَةُ بالضمِّ: اسمٌ للجَمْع، ج: رِفَقٌ ورِفاقٌ كعِنَب وصُرَد، وجِبالٍ، قالَ ابنُ سِيدَه: وَقَالَ ابنُ بَرِّىٍّ: الرِّفاقُ: جمِعُ رُفْقَة، كعُلْبَةٍ وعِلابٍ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(قيَاما ينْظرونَ إِلى بِلالٍ ... رِفاقَ الحَجِّ أَبْصَرَتِ الهِلالا)
قَالُوا فِي تَفْسِيرِ الرِّفاقِ: جَمْعُ رُفْقَةٍ، ويُجْمَعُ رُفَق أَيضاً، وَمن قالَ: رِفْقَة قالَ: رِفَقٌ ورِفاقٌ، وقَيْسٌ تَقُول: رِفْقَة، وتَمِيم: رُفْقَةٌ. ورِفاقٌ أَيضاً: جَمْعُ رَفِيقٍ، ككَرِيم وكِرامٍ. والرِّفاقُ: مَصدرُ رافَقْتُه. وقالَ اللَّيْثُ: الرُّفْقَةُ يُسَمَّوْنَ رُفْقَةً مَا دامُوا مُنْضَمَينَ فِي مَجْلسِ واحدٍ، ومَسِيرٍ وَاحِد، فَإِذا تَفَرَّقُوا ذَهَب عَنْهُم الرُّفْقَة، والرُّفْقَةُ: القومُ ينهَضُونَ فِي سَفَر، ويسِيرونَ مَعاً، ويَنْزِلُون مَعًا، وَلَا يَفْتَرِقُون، وأَكثرُ مَا يُسَمَّوْنَ رُفْقَةً إِذا نَهضُوا سُيّارًا. والرَّفِيقُ أَيضاً: ضِدُّ الأَخْرَق وَقد رَفُقَ، ككَرُمَ. ورَفَقَ فُلانٌ فُلاناً: إِذا نَفَعَه وكذلِك: رَفَقَ بِهِ، كأَرْفَقَهُ وَمِنْه الحَدِيثُ: فِي إِرْفاقِ ضَعِيفِهم، وسَدِّ خَلَّتِهم أَي: إِيصالِ الرِّفْقِ إِليهم. ورَفَقَه رَفْقاً: ضَرَبَ مِرْفَقَهُ كعَضَدَه، ورَأسَهُ، وصَدَرَه.
ورَفَقَ النّاقَةَ يَرْفُقُها رَفْقاً: شَدَّ عَضُدَها بالحبْلِ، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَذَلِكَ إِذا خِيفَ أَنْ تَنْزِعَ أَي: تَشْتاقَ إِلى وَطَنِها، وذلِكَ الحَبْلُ رِفاقٌ، ككِتابٍ، والجمعُ: رُفُقٌ، بضمَّتَيْنِ، وَهُوَ حَبْلٌ يُشَدُّ من الوَظيفِ إِلَى العَضُد، وقِيلَ: يُشَدُّ فِي عُنُقِ البَعيرِ إِلَى رُسْغِه، قالَ بِشرُ بن أبِي خازِمٍ:
(فإِنِّى والشَّكاةَ مِنَ الِ لأْمٍ ... كذاتِ الضِّغْنِ تَمْشِي فِي الرِّفاقِ)
يَقولُ: أَنا مُمْسِكٌ عَن هِجائهم كهذِه الناقَةِ الَّتِي حَنَّتْ إِلَى وَطَنِها، فشُدَّتْ وحُبِسَتْ، فإِن صارُوا إِلى مَا أُحِبُّ، وإلاّ أَطْلَقْتُ لِسانِي بهِجائِهم. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: بَعِيرٌ مَرْفُوقٌ: إذْا كَانَ يَشْتَكِي) مِرْفَقَهُ. وقالَ اللَّيثُ: جَمَلٌ أَرْفَقُ بَيِّنُ الرَّفَقِ، مُحَرَّكَة أَي: مُنْفَتِلُ المِرْفَق عَن جَنْبِه وَقد رَفِقَ كفَرِحَ، وَهِي رَفْقاءُ، وقالَ الأَزهرِي: الَّذِي حَفِظْتَهُ من العَرَب جَمَلٌ أَدْفَقُ، وناقَةٌ دَفْقاءُ: إِذا انْفَتَق مِرْفَقُه عَن جَنْبِه، بالدّال، وَقد تَقَدَّم ذِكْرُه وناقةٌ رَفْقاءُ عَنوالرافِقةُ أَيْضا: ة، بالبَحْرَيْنِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْدٍ: يُقالُ: أَوْلَى فُلانٌ فُلاناً رافِقَةً، وَهُوَ الرِّفْقُ واللُّطْفُ وحُسْنُ الصَّنِيعَ. وحَكَى أَبو زَيْدٍ: أَرْفَقَهُ أَي: رَفَقَ بِهِ، ويُقالُ أَيضاً: أَرْفَقَه، أيى: نَفَعَهُ وَهُوَ مَجازٌ. وَيُقَال: شاةٌ مُرَفقَةٌ، كمُعَظَّمَة أَي: يَداها بَيْضاوانِ إِلى مِرْفَقَيْها نَقله الصّاغانِيُّ. وارْتَفَق الرَّجُلُ: اتَّكَأَ على مِرْفَقِ يَدِه وَمِنْه الحَدِيثُ: هُوَ الأَبْيَضُ المُرْتَفِقُ. وباتَ فُلانٌ مُرْتَفِقاً: أَي مُتكِئاً على مِرْفَقِ يَدِه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَعْشَى باهِلَةَ:
(فبِتُّ مُرْتَفِقاً والعَينُ ساهِرَةٌ ... كأَنَّ نَوْمِي عَلَىَّ اللَّيْلَ مَحْجُورُ)
أَو ارْتَفَقَ: إِذا اتكَأَ على المِخَدَّةِ. وَمِنْه حَدِيثُ ابْنا ذِي يَزَنَ: فاشْرَبْ هَنِيئاً عَلَيْكَ التّاجُ مُرْتَفِقاً وارْتَفَق: إِذا امْتَلأَ. ومِنهُ المُرْتَفِقُ من القِيعانِ، وَهُوَ: الواقِفُ الثّابتُ الدّائِمُ كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ، أَو امْتَلأً، قَالَ شَمِر عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وَبِه فَسَّرَ بيتَ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ:)
(فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... مِنْ بينِ مُرْتَفِقٍ مِنْهَا ومُنْصاح)
وفَسَّرَ المُنْصاحَ بالفائضِ الجارِي على الأَرْضِ، ورَواه أَبو عُبَيْدٍ: من بينِ مُرْتَتِقٍ ... وَقد تَقَدَّم فيرت ق.
وتَرَفَّقَ بِهِ بِمَعْنى: رَفقَ وأَرْفَقَ. ورافَقَهُ مُرافَقَةً، ورِفاقاً: صارَ رَفِيقَهُ فِي السَّفَرِ والمَسِيرَةِ.
وتَرافَقا فِي السَّفَرِ: صارَا رُفقاءَ. وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ: يُقال: هَذَا الأَمرُ رَفِيقٌ بكَ، ورافِقٌ بكَ، ورافِقٌ عليكَ، أَي: نافِعٌ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وأَنْشَدَ:
(فبعضَ هَذَا الوَجء يَا عَجْرَدٌ ... مَاذَا عَلَى قومِكَ بالرّافِقِ)
وَهُوَ مَجازٌ، وكَذا قولُهم: هَذَا أَرْفَقُ بكَ، أَي: أَنْفَعُ. ورَفَقَ كنَصَر: انْتَظَرَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، ويَقال للمُتَطَبِّبِ: مُتَرَفِّقٌ، ورَفِيقٌ. وارْتَفَقَ بِهِ: تَرَفَّقَ. والمُرْتَفَقُ: المُتَّكَأْ، وَمِنْه قولُه تَعالَى: وحسُنَتْ مُرْتَفَقاً قَالَه ابنُ السِّكِّيتُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: أَنَّثَ الفِعْلَ عَلَى معنى الجَنَّة. والمِرْفَقُ، كمِنْبر: المُتَّكَأْ، قَالَه اللَّيْثُ، وتَمَرْفَقَ: أَخَذَ مِرْفَقاً. وناقَةٌ رَفِقَةٌ، كفَرِحَهْ: مُذْعِنَةٌ. وارْتَفَقُوا: تَرافَقُوا. وَقَالَ أَبو عَدْنان: قَوْلُه فِي الدُّعاءِ: اللهمَّ أَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأَعْلَى، سَمِعْتُ أَبا القَهْدِ الباهِلِيَّ يقولُ: إنَّه تبارَكَ وتَعالى رَفِيقٌ رَفِيقٌ، فكانَّ مَعناهُ أَلْحِقْنِي بالرَّفيقِ، أَي: باللهِ، يُقال: اللهُ رَفِيقٌ بعِبادِه، من الرِّفْقِ والرَّأفَةِ، فَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِل، قَالَ الأَزهرِيُّ: والعُلَماءُ على أَنَّ مَعْنَاهُ أَلْحِقنِي بجَماعةِ الأَنْبِياءِ، وَهُوَ اسمٌ جاءَ على فَعِيلٍ ومعناهُ الجَماعَةُ، قَالَ: وَلَا أَعْرِفُ الرَّفِيقَ فِي صِفاتِ اللهِ.
ورَفِيقَةُ الرَّجُلِ: امْرَأَتُه، هَذِه عَن اللِّحْيانِيِّ، قالَ: وقالَ أَبُو زِيادٍ، فِي حَدِيثِه: سأَلَنِي رَفِيقِي أَرادَ زَوْجَتِي، قالَ: ورَفِيقُ المَرْأَةِ: زَوْجُها. ويُقالُ: فِي مالِهِ رَفَق، مُحَرَّكةً، أَي: قِلَّةٌ، ورواهُ أَبو عُبَيْد بقافَيْن. والرِّفاقُ، ككِتابٍ: مَضمَرُ رافَقَه فِي السفَرِ، وأَيضاً بِمَعْنى النِّفاقِ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ طَهْفَةَ: مَا لم تُضْمِرُوا الرِّفاقَ. ومَرْفَقٌ، كمَقْعَدٍ: اسمُ رَجُلٍ من بَنِي بَكرِ بنِ وائِل قَتَلَتْهُ بَنو فَقْعَس، قالَ المَرّارُ الفَقعَسِيُّ:
(وغادَرَ مَرْفَقاً والخَيْلُ تَرْدِى ... بسَيْلِ العِرْضِ مُستلَباً صَرِيعاً)
واستَرْفَقَة: استَنْفَعَه. وارْتَفَقَ بِهِ: انْتَفَع. والرافِقَة: قريةٌ بمِصْرَ، من أعمالِ الشرقِيّة.

شنق

شنق
عن العبرية بمعنى خنق واختناق.
(شنق) الْعَجِين أَو اللَّحْم قطعه
شنق
من (ش ن ق) هواية الأمر والتعلق به. يستخدم للإناث أو الذكور.
ش ن ق: (الشَّنَقُ) فِي الصَّدَقَةِ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا شِنَاقَ» أَيْ لَا يُؤْخَذُ مِنَ الشَّنَقِ حَتَّى تَتِمَّ. 
(ش ن ق) : (الشَّنَقُ) مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ فِي الزَّكَاةِ وَتَمَامُهُ فِي (وق) وَمِنْهُ وَلَا شِنَاقَ أَيْ لَا يُؤْخَذُ شَيْءٌ مِمَّا زَادَ عَلَى الْخَمْسِ إلَى التِّسْعِ مَثَلًا (وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الضَّرِيرِ) هُوَ مِثْلُ الْخَلَاطِ وَفِيهِ نَظَرٌ (وَأَمَّا الْحَدِيثُ) الْآخَرُ فَقَامَ إلَى قِرْبَةٍ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا ثُمَّ تَوَضَّأَ فَالْمُرَادُ بِهِ الْوِكَاءُ.

شنق


شَنَقَ(n. ac.
شَنْق)
a. Pulled the rein of, curbed, checked.
b. Tied up, tethered.
c. [ coll. ], Strangled; hanged.

شَنَّقَa. Cut up, divided.

أَشْنَقَa. Received the blood-wite, the price of blood.

شَنْق
a. [ coll. ], Strangulation;
hanging.
شَنَق
(pl.
أَشْنَاْق)
a. Blood-wite, price of blood.

أَشْنَقُa. Long.

مَشْنَقَةa. see 20t
مِشْنَقَة
(pl.
مَشَاْنِقُ)
a. [ coll. ], Gallows, gibbet.

شِنَاْقa. Thong, cord.
b. Tall, lanky. —
شَنِيْق شِنِّيْق
Consequential, conceited, priggish; prig.
N. P.
شَنڤقَa. Hanged.
ش ن ق

حل شناق القربة وهو عصامها الذي يشد به فوهاً، واشنق القربة: شدّها. ولا زكاة في الشنق والأشناق وهو ما بين الفريضتين. ولحم مشنق: مشرح مقطع. وشنق الجزار الجزور، وقل للقصاب يشنق اللحم تشنيقاً حسناً. وعجين مشنق: يقطع ويعمل بالزيت. وهو من أشناق الديات.

ومن المجاز: شنق الناقة بالزمام أو الخطام إذا جذب به رأسها ليكفها كما يكبح الدابة بالعنان، وبعير مشنوق. وأنشد طلحة بن عبيد الله قصيدة فمازال شانقاً ناقته حتى كتبت له. وشنقت رأس الدابة إذا شدّدتها إلى شجرة أو شيء مرتفع.
(شنق) - في الحديث: "لا شِنَاقَ"  قال أَحمدُ بنُ حَنْبَل: الشَّنَق: ما دون الفَرِيضَة، كما دون الأَربَعين من الغَنم. ذكر الهَرِوىُّ قولاً آخر.
- في قصة سُليْمان: "احْشُروا الطَّيرَ إلا الشَّنْقَاءَ والرَّنْقَاءَ والبُلْه".
: الشَّنْقاءُ: التي تَزُقُّ فِراخَها.
- في الحديث: "سأل رَجلٌ عُمرَ فقال: عنَّت لي عِكْرِشَة فشَنَقْتها بِجَبُوبة".
: أي رمَيتُها حتى كَفَّت عن العَدْو، وأَصلُ الشَّنْق الكَفُّ.
- في حديث الحَجَّاج:
* .. ضَخْم المنكِبَينْ شِنَاقُ *
: أي طَوِيلٌ.
شنق وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَامَ من اللَّيْل يُصَلِّي فَحل شناق الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: شِناقُ الْقرْبَة [هُوَ -] الْخَيط وَالسير الَّذِي تُعلّق بِهِ القربةُ على الوتد يُقَال مِنْهُ: أشنقتها إشناقا - إِذا علقتها. وقَالَ غَيره: الشَّناق خيط يشد بِهِ فَم الْقرْبَة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هَذَا أشبه الْقَوْلَيْنِ. وَيُقَال أَيْضا: أشْنَقت النَّاقة وَذَلِكَ إِذا مدها راكبهابزمامها إِلَيْهِ كَمَا يُكبح الْفرس. وَقَالَ أَبُو زَيْدُ: شنَقْت النَّاقة - بِغَيْر ألف - أشنقها شنقا.
شنق
شنَقَ يَشنُق، شَنْقًا، فهو شانق، والمفعول مَشْنوق
• شنَق الرَّجُلَ: قتَله بلفِّ حبْلٍ حولَ عنُقه "انتحر شنقًا- حُكم عليه بالإعدام شنقًا". 

شَنْق [مفرد]: مصدر شنَقَ. 

شَنْقاءُ [مفرد]: ج شُنْق: طويلة الرأس "ناقة شنقاءُ". 

مِشنقة [مفرد]: ج مشانِقُ: اسم آلة من شنَقَ: ما يُشنق به المحكوم عليه بالإعدام شنقًا "حبلُ المشنقة". 
شنق: شنق: خنق معلقاً بحبل حول رقبته (فريتاج، فوك، هلو، كرتاس ص164).
أشنق، مُشْنَق: فسرت بالمُعَلَّق الذي لم يجعل في عدل في ديوان امرئ القيس (ص123).
تشنَّق؟ في ألف ليلة (برسل 11: 127): وتَمَّ حملها ووضعت هذه البنية فتشنقت لأنها كانت على غاية من الجمال.
انشنق: شَنِق، علّق من رقبته بالمشنقة.
(فوك، همبرت ص215، ألف ليلة برسل: 128) شَنَق: شَنْق، صَلْبِ، تعليق من الرقبة حتى الموت (بوشر). ولفظة شَنَق مستعملة في مصر وتونس (عوادة ص318).
شَنَق: حبل، وتستعمل مجازاً بمعنى مِشْنقْة (فوك).
مَشْنَق وجمعها مَشانِق: مِشْنقة (فوك) مَشْنق وجمعها مَشانق (في المصادر الوثيقة لا توجد هذه الكلمة بكسر الميم في معجم لين بل بفتحها، ففي محيط المحيط هي اسم المكان الذي يشنق به المجرمون): مِشنقة (الكالا، بوشر، همبرت ص215، أماري ص382، ألف ليلة 2: 107).
مَشْنق: حبل، وتستعمل مجازاً بمعنى المِشْنقة (بوشر).
صيد (او خرج) المشنقة: مستحق الشنق (بوشر).
شنق [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] وَلَو كَانَ هَكَذَا مَا قَالَ معَاذ لم يَأْمُرنِي فِيهِ [رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم -] بِشَيْء وَكَيف يَقُول ذَلِك وَسنة النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم أَن فِي خمس من الْإِبِل شَاة وَفِي عشر شَاتين وَفِي خمس عشرَة ثَلَاثًا وَفِي عشْرين أَرْبعا وَلَكِن الوَقَص عندنَا مَا بَين الفريضتين وَذَلِكَ سِتّ من الْإِبِل وَسبع وثمان وتسع وَمَا زَاد بعد الْخمس إِلَى التسع فَهُوَ وقص لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْء وَكَذَلِكَ مَا زَاد على الْعشْر إِلَى أَربع عشرَة وَكَذَلِكَ مَا فَوق ذَلِك وَجمع الوَقَص أوقاص. وَكَذَلِكَ الشَّنَق وَجمعه أشناق [وَقَالَ الأخطل: (الْبَسِيط)

قَرْمٌ تُعَلَّقُ أشناقُ الدِياتِ بِهِ ... إِذا المِئون أمِرَّت فَوْقه حملا

قَالَ أَبُو عبيد: وَبَعض الْعلمَاء يَجْعَل الأوقاص فِي الْبَقر خَاصَّة والأشناق فِي الْإِبِل خَاصَّة وهما جَمِيعًا مَا بَين الفريضتين قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا أحب الْقَوْلَيْنِ إِلَيّ] . 
ش ن ق : الشَّنَقُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا بَيْنَ الْفَرِيضَتَيْنِ وَالْجَمْعُ أَشْنَاقٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ هُوَ الْوَقَصُ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ يَخُصُّ الشَّنَقَ بِالْإِبِلِ وَالْوَقَصَ بِالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالشَّنَقُ أَيْضًا مَا دُونَ الدِّيَةِ الْكَامِلَةِ وَذَلِكَ أَنْ يَسُوقَ ذُو الْحَمَالَةِ الدِّيَةَ الْكَامِلَةَ فَإِذَا كَانَ مَعَهَا دِيَةُ جِرَاحَاتٍ فَهِيَ الْأَشْنَاقُ كَأَنَّهَا
مُتَعَلِّقَةٌ بِالدِّيَةِ الْعُظْمَى وَالْأَشْنَاقُ أَيْضًا الْأُرُوشُ كُلُّهَا مِنْ الْجِرَاحَاتِ كَالْمُوضِحَةِ وَغَيْرِهَا وَالشَّنَقُ أَيْضًا أَنْ تَزِيدَ الْإِبِلَ فِي الْحَمَالَةِ سِتًّا أَوْ سَبْعًا لِيُوصَفَ بِالْوَفَاءِ وَالشَّنَقُ نِزَاعُ الْقَلْبِ إلَى الشَّيْءِ.

وَالشِّنَاقُ بِالْكَسْرِ خَيْطٌ يُشَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ وَشَنَقْتَ الْبَعِيرَ شَنْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ رَفَعْتَ رَأْسَهُ بِزِمَامِهِ وَأَنْتَ رَاكِبُهُ كَمَا يَفْعَلُ الْفَارِسُ بِفَرَسِهِ وَأَشْنَقْتَهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَأَشْنَقَ هُوَ بِالْأَلِفِ أَيْ رَفَعَ رَأْسَهُ وَعَلَى هَذَا فَيُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِيُّ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا. 
[شنق] فيه: لا "شناق" ولا شغار، الشنق بالحركة ما بين الفريضتين من كل ما تجب فيه الزكاة مثل ما زاد على خمس إبل إلى التسع، أي لا يؤخذ فيها زكاة إلى أن يبلغ الفريضة، وسمى به لأنه أشنق إلى ما يليه مما أخذه منه أي أضيف وجمع، فمعنى لا شناق: لا يشنق رجل غنمه أو إبله إلى مال غيره ليبطل الصدقة، والعرب تقول إذا وجب على الرجل شاة في خمس: قد أشنق، أي وجب عليه شنق، فلا يزال مشنقًا إلى أن تبلغ إبله خمسًا وعشرين ففيها بنت مخاض ويقال له: معقل، أي مؤد للعقال مع ابنة المخاض، فإذا بلغت ستًا وثلاثين فهو مفرض، أي وجبت في إبله الفريضة؛ والشناق المشاركة في الشنق والشنقين وهو ما بين الفريضتين ويقال: شانقني، أي اخلط مالي ومالك لتخف علينا الزكاة؛ وعن أحمد: الشنق ما دون الفريضة مطلقًا كما دون الأربعين من الغنم. وفيه: فحل "شناق" القربة، هو خيط أو سير يشد به فمها أو تعلق به، شنق القربة وأشنقها إذا أوكاها أو علقها. ك: بكسر معجمة وخفة نون وبقاف. نه: إن "أشنق" لها خرم، شنقت البعير وأشنقته إذا كففته بزمامه وأنت راكبه، أي إن بالغ في إشناقها خرم أنفها، ويقال: شنق لها وأشنق لها. ن: ومنه: "شنق" للقصواء الزمام، بخفة نون أي ضمه ليرفع رأسه. نه: ومنه: فما زال "شانقًا" رأسه حتى كتبت له. وغنت له عكرشة "فشنقتها" بجبوبة أي رميتها حتى كفت عن العدو. وفيه: وفي الدرع ضخم المنكبين "شناق"؛ هو بالفتح طويل. وفي ح سليمان: احشروا الطير إلا "الشنقاء" هي التي تزق فراخها.
[شنق] الشَنْقُ في الصدقة: ما بين الفريضتين. وفي الحديث: " لا شناق " أي لا يؤخذ من الشَنَقِ حتَّى يتم. والشَنَقُ أيضاً: ما دونَ الدِية، وذلك أن يسوقَ ذو الحمالَةِ الديةَ كاملةً، فإذا كانت معها دِيَاتُ جِراحاتٍ فتلك هي الأَشْناقُ، كأنها متعلِّقة بالدية العظمى. ومنه قول الشاعر:

بأشناق الديات إلى الكمول * وقال الاخطل: قرم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِياتِ به إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فوقه حَمَلا والشَنيقُ: الدَعِيُّ. قال الشاعر: أنا الداخلُ الباب الذى لا يرومه دنئ ولا يُدْعى إليه شَنيقُ وأَشْنَقْتُ القربة إشناقا، إذا شدد تها بالشناق، وهو خيط يشد به في القربة. وشَنَقْتُ البعير أَشْنُقُهُ شَنْقاً، إذا كَففتَه بزمامه وأنت راكبُه. وأنشد طلحة قصيدة فما زال شانقا راحلته حتى كتبت له، وهو التيمى ليس الخزاعى. وأَشْنَقَ بعيرَه: لغة في شَنَقَهُ. وأَشْنَقَ البعيرُ بنفسه، إذا رفع رأسَه، يتعدَّى ولا يتعدّى. والشَنَقُ: طولُ الرأس. والشِناقُ: الطويلُ. قال الراجز قد قرنونى بامرئ شناق شمردل يابس عظم الساق قال الكسائي: لحمٌ مُشَنَّق، أي مقطَّعٌ. قال: وهو مأخوذ من أَشْناقِ الدِيَة. وقال الأمويّ: يقال للعجين الذي يُقَطَّعُ ويُعْمَلُ بالزيت: مُشَنَّقٌ.
شنق
الشَّنَقُ: طُولُ الرأس. وفَرَسٌ شِنَاق مَشْنُوق: طَويلُ الرَّأْس، قد شُنِقَ شَنْقاً. وبَعِيرٌ شِنَاقٌ: وهو القَويُّ الطَّوبلُ، والجميع الشُنُقُ. ويُوصَفُ به الأسَدُ الذي يَشْنِقُ كُلّ شَيْءٍ يَصِيدُه أي يُعلَقُه من أنيابِه.
وشَنَقْتُ رَأْسَه: إذا شَدَدْتَه إلى أعلى شَجَرةٍ أو وَتدٍ.
وشَنَقْتُ الناقَةَ وأشْنَقْتُها: كَفَفْتها بالزِّمام.
وشَنِقَ قَلْبُ فلانٍ شَنَقاً: هَوِيَ شَيْئاً فصار مُعَلَّقاً به.
وكلُّ خَيْطٍ يُشَذُ به شَيْءٌ فهو شِنَاقٌ، نحو شِناقِ القِرْبَة، يُقال: أشْنَقْتُ القِرْبَةَ إشْناقاً: إذا عَلَّقْتَها بشِناقِها. وما بَيْنَ الفَرِيْضتَيْنِ: شِنَاقٌ.
وأشْنَاقُ الدِّياتِ: أنْ يكونَ ذو الحَمَالة يَسُوْقُ دِيَةً كامِلَةً، وإذا كانتْ معها دِيَاتُ جِراحاتٍ دونَ التَّمام فتلك شِنَاقٌ أيضاً؛ لأنَّها تَعَلَّقَتْ بالدِّيَةِ العُظْمى.
ولَحْمٌ مُشَنَّقٌ: مُقَطَّعٌ، مَأْخُوذٌ من ذلك.
وفي الحَديث: " لا شِنَاقَ ولا شِغَارَ " وهو أنْ يَضُمَّ الرَّجُلُ إبلَه إلى إبِل غَيْرِه لِيَمْنَعَ الصَدَقَةَ. وشانَقْتُ الرًجُلَ: خَلَطْتُ مالَهُ بمالي.
وامْرَأةٌ شِنِّيْقَةٌ: أي مُغازِلةٌ.
والشابُّ المُعْجَبُ بنَفْسِه: شِنِّيْقٌ. والتَّشَنُّقُ: لُبْسُ الثِّيابِ والتَّزَيُّنُ.
والشَّنِقَةُ من النِّساء: تُجْمَعُ شَنِقاتٍ، وشَنَقُها: اسْتِنانُها من الشَّحْم.
وأشْنَقَ فلانٌ على القَوْم: تَطاوَلَ عليهم.
وشِنِقْنَاقُ: اسْمُ داهِيةٍ، وقيل: اسْمُ رُؤساءِ الجِنِّ. والشَّنَقَان: العِدْلانِ.
والشَنَقُ: وَتَرُ القَوْس. والحَبْلُ أيضاً.
(ش ن ق)

شنق الْبَعِير يشنقه ويشنقه شنقا، واشنقه: إِذا جذب خطامه وَهُوَ رَاكِبه من قبل رَأسه حَتَّى يلزق ذفراه بقادمة الرحل.

وَقيل: شنقه: إِذا مده بالزمام حَتَّى يرفع رَأسه.

واشنق هُوَ: رفع رَأسه.

قَالَ ابْن جني: شنق الْبَعِير، واشنق هُوَ: جَاءَت فِيهِ الْقَضِيَّة معكوسة مُخَالفَة للْعَادَة، وَذَلِكَ انك تَجِد فِيهَا " فعل " مُتَعَدِّيا " وَافْعل " غير مُتَعَدٍّ. قَالَ: وَعلة ذَلِك عِنْدِي: انه جعل تعدِي " فعلت " وجمود " افعلت " كالعوض " لفَعَلت " من غَلَبَة " أفعلت " لَهَا على التَّعَدِّي، نَحْو: جلس وأجلست، كَمَا جعل قلب الْيَاء واواً فِي: البقوى والرعوى عوضا للواو من كَثْرَة دُخُول الْيَاء عَلَيْهَا.

والشناق: حَبل يجذب بِهِ رَأس الْبَعِير والناقة. وَالْجمع: اشنقة، وشنق. وشنق الْبَعِير والناقة شنقاً: شدهما بالشناق.

وشنق الخلية يشنقها شنقاً، وشنقها: وَذَلِكَ أَن يعمد إِلَى عود فيبريه ثمَّ يَأْخُذ قرصاً من قرصة الْعَسَل، فَيثبت ذَلِك فِي اسفل القرص، ثمَّ يقيمه فِي عرض الخلية، فَرُبمَا شنق فِي الخلية القرصين وَالثَّلَاثَة. وَإِنَّمَا يفعل هَذَا إِذا ارضعت النحلة أَوْلَادهَا.

وَاسم ذَلِك الشَّيْء: الشنيق.

وشنق رَأس الدَّابَّة: شده إِلَى أَعلَى شَجَرَة أَو وتد، حَتَّى يَمْتَد عُنُقهَا وينتصب.

والشنق: الطول.

عنق اشنق، وَفرس اشنق، ومشنوق: طَوِيل الرَّأْس. وَكَذَلِكَ الْبَعِير، وَالْأُنْثَى: شنقاء، وشناق.

وشنق شنقاً، وشنق: هوى شَيْئا فَبَقيَ كَأَنَّهُ مُعَلّق.

وقلب شنق: هيمان.

وشناق الْقرْبَة: علاقتها.

وكل خيط علقت بِهِ شَيْئا: شناق.

واشنق الْقرْبَة: جعل لَهَا شناقا.

والشناق، والاشناق: مَا بَين الفريضتين من الْإِبِل وَالْغنم، فَمَا زَاد على الْعشْر فَلَا يُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء حَتَّى تتمّ الْفَرِيضَة الثَّانِيَة. وَاحِدهَا: شنق.

وَخص بَعضهم بالأشناق: الْإِبِل.

وَقيل: الشنق: أَن تزيد الْإِبِل على الْمِائَة خمْسا أَو سِتا فِي الْحمالَة.

وأشناق الدِّيَة. ديات جراحات دون التَّمام.

وَقيل: هِيَ زِيَادَة فِيهَا، واشتقاقها من تَعْلِيقهَا بِالدِّيَةِ الْعُظْمَى.

وَقيل الشنق من الدِّيَة: مَا لَا قَود فِيهِ كالخدش وَنَحْو ذَلِك، وَالْجمع اشناق.

وَلحم مشنق: مقطع ماخوذ من اشناق الدِّيَة.

والمشنق: الْعَجِين الَّذِي يقطع وَيعْمل بالزيت.

وَرجل شنيق: شَيْء الْخلق.

وَبَنُو شنوق: بطن. 

شنق

1 شَنَقَ البَعِيرَ, aor. ـُ (S, M, Msb, K) and شَنِقَ, (M, K,) inf. n. شَنْقٌ, (S, M, Msb,) He curbed the camel by means of his زِمَام [or nose-rein], (S, K,) or pulled the خِطَام [or halter, or leadingrope,] of the camel, (M,) while riding him, (S, M,) in the direction of his [own] head, (M,) so as to make the prominences behind his [the camel's] ears cleave to the upright piece of wood rising from the fore part of the saddle: (M, K:) or he raised the camel's head (M, Msb, K) by pulling his زِمَام, (M, Msb,) while riding him, (Msb, K,) like as the rider of the horse does with his horse: (Msb:) and ↓ اشنقهُ signifies the same: (S, M, Msb, K:) or ↓ اشنق is intrans.; you say, شَنَقَ البَعِيرَ and هُوَ ↓ اشنق, the reverse of the usual rule; (IJ, M;) or the latter is intrans. also; (S, Msb, K;) signifying he (the camel) raised his head. (S, M, Msb, K. *) b2: Hence, شَنَقْتُهَا, occurring in a trad., referring to a female hare, inf. n. as above, means, as implying restraint, I cast, or shot, at her, or I struck her, so as to render her incapable of motion. (O.) b3: And شَنَقَ البَعِيرَ, or النَّاقَةَ, (M, K,) inf. n. as above, (M,) He bound the he-camel, or the she-camel, with the شِنَاق [q. v.]. (M, K.) b4: And شَنَقَ رَأْسَ الدَّابَّةِ, (M,) or رَأْسَ الفَرَسِ, (K,) (tropical:) He bound (M, K) the head of the beast, (M,) or the head of the horse, (K,) to the upper part of a tree, (M,) or to the head of a tree, or to a tree, (accord. to different copies of the K,) or to a peg, (M,) or to an elevated peg, (K,) so that his neck became extended and erect. (M, TA.) b5: And شَنَقَ القِرْبَةَ, (IDrd, O, K,) aor. ـُ (IDrd, O,) inf. n. as above, (TA,) (assumed tropical:) He bound the mouth of the water-skin with the bond called وِكَآء, and then bound the extremity of its وِكَآء to its fore legs: (IDrd, O, K, TA: [in the CK, أَوْكَأَها is erroneously put for أَوْكَاهَا, or, as in some copies of the K, وَكَاهَا:]) or he suspended it: and [in like manner] القِرْبَةَ ↓ اشنق, inf. n. as above, he suspended the water-skin to a peg: (TA:) or the latter signifies he put a شِنَاق to the water-skin: (M:) or he bound the water-skin with a شِنَاق, (S, K, TA,) i. e. a cord with which its mouth is bound. (S.) b6: [Hence شَنَقَهُ, as used in the present day, and in post-classical works, meaning (assumed tropical:) He hanged him by the neck, till he died: (see the pass. part. n., below:) whence

↓ مِشْنَقَةٌ, meaning A gallows; pl. مَشَانِقُ.] b7: شَنَقَ الخَلِيَّةَ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. شَنْقٌ; (M;) and ↓ شنّقها, (M, K,) inf. n. تَشْنِيقٌ; (TA;) He put a piece of wood, which is called ↓ شَنِيقٌ, (M, K,) pared for the purpose, (M,) into the hive, and with it raised a portion of the honey-comb in the width of the hive, (M, K, *) having fixed the شينق beneath it; and sometimes two portions of the honey-comb, and three: (M: [accord. to which one says also, شَنَقَ فِى الخَلِيَّةِ القُرْصَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ:]) this is done only when the bees are rearing their young ones. (M, K. *) b8: Accord. to Aboo-Sa'eed, الشَّىْءَ ↓ أَشْنَقْتُ and شَنَقْتُهُ signify the same: (TA: [in which the meaning is not expl.; but it is immediately added, app. to indicate the meaning here intended;]) El-Mutanakhkhil El-Hudhalee says, describing a bow and arrows, شَنَقْتُ بِهَا مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ i. e. I put its string into [the notches of] arrows [broad and long in the heads, made sharp or pointed]. (O, * TA.) A2: شَنِقَ, (M, K,) aor. ـَ (K;) and شَنَقَ, (M, K,) aor. ـِ (K;) He loved a thing, and became attached to it; (M, K, TA;) said of a man: (TA:) and شَنِقَ, inf. n. شَنَقٌ, is said of a man's heart, (O, TA,) meaning as above: (O:) or شَنَقٌ signifies the heart's yearning towards, or longing for, or desiring, a thing. (Msb.) A3: شَنَقٌ also signifies The being long: (M:) or the being long in the head, (JK, S, TA,) as though it were stretched upwards: (TA:) one says of a horse, شَنِقَ inf. n. شَنَقٌ, meaning He was long in the head. (JK.) b2: شَنَقُ المَرْأَةِ, signifies اِسْتِنَانُهَا مِنَ الشَّحْمِ [app. meaning The woman's becoming sleek, like مَسَانّ (or whetstones) by reason of fat: see اِسْتَنَّتِ الفِصَالُ, in art. سن]: and the epithet applied to her is ↓ شَنِقَةٌ, pl. شَنِقَاتٌ. (JK, Ibn-' Abbád, O, TA.) 2 شنّق الخَلِيَّةَ, inf. n. تَشْنِيقٌ: see 1, in the latter half of the paragraph. b2: تَشْنِيقٌ also signifies The cutting [a thing] in pieces. (O, K. [See the pass. part. n.]) b3: And The adorning [a person or thing]. (K. [See 5.]) b4: See also the next paragraph, near the end.3 شانقهُ, inf. n. مُشَانَقَةٌ and شِنَاقٌ, He mixed his cattle with his [i. e. another's] cattle: (K, TA:) this is when [contributions to the poor-rate such as are termed] أَشْنَاق [pl. of شَنَقٌ] are incumbent on a man, or two men, or three, when their cattle are separate, and one says to another, شَانِقْنِى, i. e. Mix thou my cattle and thy cattle; for if they are separate, a شَنَق will be obligatory, or incumbent, on each of us; and if they are mixed, the case will be light to us: so the شِنَاق signifies the sharing in the شَنَق or in the شَنَقَانِ. (L, TA.) [See also what follows in this paragraph: and see شَنَقٌ.] One says also ↓ لَا تَشَانَقُوا [ for لَا تَتَشَانَقُوا] Ye shall not put together what are separate [of cattle]; التَّشَانُقُ being syn. with المُشَانَقَةُ. (TA.) b2: شِنَاقٌ signifies also The taking somewhat from the شَنَق: and hence the trad., لَا شِنَاقَ: (K, TA:) this means There shall not be taken from the شَنَق [any contribution to the poorrate] unless it is complete [in number]: (A' Obeyd, S, TA:) the شَنَق being, of camels, such as exceed five, up to ten; and what exceed ten, up to fifteen: (A 'Obeyd, TA:) Aboo-Sa'eed Ed-Dareer says, up to nine; and up to fourteen: but this is pronounced in the L to be wrong: (TA:) [Mtr also says,] it means there shall not be taken aught of what exceed five, up to nine, for example: or, accord. to Aboo-Sa'eed Ed-Dareer, it is like the mixing; but this requires consideration: (Mgh:) Aboo-Sa'eed says that لَا شِنَاقَ means a man shall not adjoin (↓ لَا يُشْنِقُ [thus written here and thus expl. in the TA]) his sheep or goats, and his camels, to the sheep or goats [and the camels] of another person, in order to annul what is obligatory, or incumbent, on him, of the poor-rate: this is [for instance] in the case in which each of them has forty sheep or goats; so that it is incumbent on them to give two sheep or goats; but when one of them adjoins (أَحَدُهُمَا ↓ فَإِذَا شَنَّقَ [thus in this instance in the TA, perhaps a mistranscription for أَشْنَقَ,]) his sheep or goats to those of another, and the collector of the poorrate finds them in his [the latter's] possession, he takes from them one sheep or goat. (TA.) 4 اشنق: see 1, in five places. b2: إِشْنَاقٌ [as inf. n. of أُشْنِقَ, from أَشْنَقَ القِرْبَةَ expl. in the first paragraph,] also signifies The having the hand attached to the neck by means of a غُلّ [q. v.]. (AA, TA.) b3: See also 3, in the latter half.

A2: Accord. to IAar, (O, TA,) اشنق also signifies He took (O, K, TA) the شَنَق, i. e., (O, TA,) the [fine termed] أَرْش: (O, K, TA:) or it was, or became, obligatory, or incumbent, on him to give the أَرْش; thus having two contr. meanings [assigned to it]: (K:) or it signifies also, accord. to IAar, it was, or became, obligatory on him to give what is termed a شَنَق; and this is the case until his camels amount to five and twenty, when what is due of them is [a she-camed such as is termed]

اِبْنَة مَخَاض. (O.) A man of the Arabs said, مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ, which may mean Of us is he who gives the شُنُق, i. e. cords, pl. of شِنَاقٌ: or it may mean, who gives the شَنَق, i. e. أَرْش. (O.) b2: اشنق عَلَيْهِ He exalted himself above him; domineered over him; or oppressed him. (O, K.) 5 تشنّق He adorned himself; or was, or became, adorned: (JK, O:) and he clad himself with garments. (JK.) 6 تَشَاْنَقَ see 3.

شَنَقٌ What is between one فَرِيضَة and the next فَرِيضَة, (A'Obeyd, S, M, Mgh, Msb, K, TA,) [meaning a number that is between two other numbers whereof each imposes the obligation of giving a due termed فَرِيضَة,] of camels, and of sheep or goats, (M, TA,) in relation to the poorrate: (S, Mgh, K, TA:) so called because nothing is taken therefrom; so that it is adjoined (أُشْنِقَ i. e. أَضِيفَ) to that [number] which is next to it [of the numbers below it]: (JK:) accord. to some, it is syn. with وَقَصٌ; (Mgh, Msb;) but some say that it relates peculiarly to camels; (M, Mgh, Msb;) and وَقَصٌ, to bulls and cows: (Mgh, Msb:) used in relation to sheep or goats, it is what is between forty and a hundred and twenty; and in like manner as to other numbers [that impose the obligation of giving a فريضة]: K, TA:) Ahmad Ibn-Hambal is related to have said that the شَنَق is what is above the فريضة, absolutely; as, for instance, what is above forty sheep or goats: (TA: [I here render the word دُونَ

“ above,” though it also means “ below,” because nothing is due from sheep or goats fewer than forty:]) as A'Obeyd says, it is, of camels, such as exceed five, up to ten; and what exceed ten, up to fifteen: (O, * TA: [see also 3:]) Ks states, on the authority of some one or more of the Arabs, that it is up to twenty-five; and says that it is what does pot impose the obligation of the فريضة; meaning what is between five and twenty-five: (Fr, TA:) [but it is also expl. as applied to the due itself that is to be contributed to the poorrates for certain numbers of camels: thus] Aboo-'Amr Esh-Sheybánee says, the شَنَق for five camels is a sheep or goat; for ten, two sheep or goats; for fifteen three sheep or goats; and for twenty, four sheep or goats; the term شَنَقٌ being applied alike to the sheep or goat, and to the two sheep or goats, and to the three sheep or goats, and to the four sheep or goats; what exceeds this last being termed فَرِيضَةٌ: (TA:) or, in the case of the poor-rate, the lowest شَنَق (الشَّنَقُ الأَسْفَلُ) is a sheep or goat for five camels; and the highest شَنَق (الشَّنَقُ الأَعْلَى) is a بِنْت مَخَاض for five and twenty: (O, K:) the pl. of شَنَقٌ is أَشْنَاقٌ (M, Msb, TA) and شِنَاقٌ. (M.) b2: Also What is above the bloodwit (مَا دُونَ الدِّيَةِ): (As, S, O, Msb, K:) the term أَشْنَاق, (S, M, Msb,) pl. of شَنَقٌ, (M,) being applied to the fines, for wounds, that are sent with the complete bloodwit (S, M, * O, Msb) by him upon whom rests the obligation to send such; (S, O, Msb;) as though they were attached to the main, or greatest, fine: (S, M, * O:) and an addition, in the bloodwit, (M, Msb,) of five, (M,) or of six, (M, Msb,) or of seven, (Msb,) to the hundred camels [which constitute the complete bloodwit], (M, Msb, *) in order that it may be described as ample: (Msb:) [for,] as IAar and As and El-Athram say, the man of rank or quality, when he gave [the bloodwit], used to add to it five [or more] camels, to show thereby his excellence and his generosity: (TA:) a redundancy [in the case of the bloodwit]; (O, K;) one of the explanations of the term given by As: (O:) or in the case of bloodwits (دِيَات), the lowest شَنَق (الشَّنَقُ الأَسْفَلُ) is twenty camels whereof every one is a بِنْت مَخَاض; and the highest شَنَق (الشَّنَقُ الأَعْلَى) is twenty camels whereof every one is a جَذَعَة: (O, K:) and some say that أَشْنَاقُ الدِّيَاتِ means the sorts of bloodwits; the bloodwit for purely-unintentional homicide being a hundred camels, which those who are responsible for it undertake to give in fifths, consisting of twenty whereof every one is an اِبْنَة مَخَاض, and twenty whereof every one is an اِبْنَة لَبُون, and twenty whereof every one is an اِبْن لَبُون, and twenty whereof every one is a حِقَّة, and twenty whereof every one is a جَذَعَة; these also being termed أَشْنَاق. (TA.) b3: It signifies also A fine, or mulct, for a wound or the like; (O, Msb, K;) as, for instance, for a burn, (O, TA,) or such as a wound on the head that lays bare the bone, (Msb, TA,) and other wounds, (Msb,) and for a tooth [knocked out], and for an eye blinded, and for an arm or a hand vitiated, or rendered unsound and motionless, or stiff; and for anything short of what requires the complete bloowit: (TA:) or, as some say, a fine for that which does not render obnoxious to retaliation; as a scratch, or laceration of the skin, and the like: (M:) pl. أَشْنَاقٌ. (M, Msb.) A2: Also A burden borne on one side of a beast, equiponderant to another borne on the other side; syn. عِدْلٌ: (K, TA: [in the CK and my MS. copy of the K, العَدْلُ is erroneously put for العِدْل:]) الشَّنَقَانِ signifies العِدْلَان. (JK, Ibn-' Abbád, O, TA. *) b2: And A rope, or cord. (Ibn-' Abbád, O, K.) b3: And A bow-string; (O, TA;) as also ↓ شِنَاقٌ; (O, K, * TA;) so called because it is bound to the head of the bow: (O, TA:) or, accord. to Sh, a good bow-string, i. e. strong and long. (TA.) [See what follows.]

A3: الشَّنَقُ also signifies العَمَلُ [The making a thing]: (K:) thus accord. to some in the saying of Ru-beh, describing a sportsman [and his bow], سَوَّى لَهَا كَبْدَآءَ تَنْزُو فِى الشَّنَقْ [as though meaning He prepared for it, or them, a bow such that the part whereby it was held filled the hand, springing in the making by reason of its elasticity and strength: but the word which I have written تَنْزُو, and which is thus in one place in the TA, and in another place in the same, where the verse is repeated, تَنْزُوا, is illegible in the copy of the O, and may be a mistranscription]: accord. to others, however, the last word, الشَّنَقْ, here means the bow-string. (O, TA.) شَنِقٌ, applied to a heart, Loving intensely, or very passionately or fondly; syn. هَيْمَانُ. (M, TA.) Accord. to Lth, ↓ قَلْبٌ شَنِقٌ مِشْنَاقٌ signifies طَامِحٌ إِلَى كُلِّ شَىْءٍ [app. meaning A heart aspiring to everything]: (O, L, TA:) in the K, قَلْبٌ شَنِقٌ كَكَتِفٍ مُشْتَاقٌ طَامِحٌ إِلَى كُلِّ شَىْءٍ; but the right reading is قَلْبٌ شَنِقٌ مِشْنَاقٌ كَكَتِفٍ

وَمِحْرَابٍ, and the signification as above; primarily relating to the eye. (TA.) b2: Applied to a man, Cautious; or fearful. (TA.) b3: شَنِقَةٌ, applied to a woman: see 1, last sentence.

شِنَاقٌ A rope, or cord, with which the head of a he-camel and of a she-camel is pulled: [see 1, first sentence:] pl. [of pauc.] أَشْنِقَةٌ and [of mult.]

شُنُقٌ. (M, TA.) b2: A cord, (A' Obeyd, S, K,) or thong, (A' Obeyd, K,) with which the mouth-of a water-skin is bound, (A' Obeyd, S, Mgh, K,) and that of a leathern water-bag, and which is untied in order that the water may pour forth: (A' Obeyd, TA:) or the suspensory cord of a water-skin: and any cord by which a thing is suspended. (M.) b3: See also شَنَقٌ, in the last quarter of the paragraph.

A2: As an epithet, Tall: (ISh, S, K:) used alike as masc. and fem. (ISh, K) and dual (ISh) and pl., (ISh, K,) not dualized nor pluralized: (ISh:) applied to a man, (S, TA,) and to a woman, and to a he-camel, and to a she-camel: applied to a she-camel as meaning tall, and longnecked; as also ↓ شَنْقَآءُ: and to a he-camel as meaning tall and slender: (ISh, TA:) also, and ↓ مَشْنُوقٌ, applied to a horse as meaning tall. (T, TA.) See also أَشْنَقُ.

شَنِيقٌ One whose origin is suspected; syn. دَعِىٌّ: a poet says, أَنَا الدَّاخِلُ البَابَ الَّذِى لَا يَرُومُهُ دَنِىْءٌ وَلَا يُدْعَى إِلَيْهِ شَنِيقُ [I am he who enters the door that the ignoble seeks not, and to which one whose origin is suspected is not invited]. (S.) A2: See also 1, latter half.

شَنِّيقٌ A man evil in disposition: (M, L:) or a self-conceited young man. (JK, Ibn-' Abbád, O, K.) And شَنِّيقَةٌ, like سِكِّينَةٌ, [in some copies of the K شَنِيقَةٌ, like سَكِينَةٌ,] A woman talking, or conversing, or who talks, or converses, in an amorous and enticing manner. (JK, Ibn-' Abbád, O, K.) شِنِقْنَاقٌ a name for A calamity or misfortune (دَاهِيَة): (Ibn-' Abbád, O, K: *) or, as some say, a name of The chiefs of the Jinn, or Genii: (Ibn-'Abbád, O:) or also a certain chief of the Jinn. (K.) أَشْنَقُ Long; applied to a neck. (M.) And, as also ↓ مَشْنُوقٌ, Long in the head; applied to a horse and to a camel; and so شَنْقَآءُ [the fem. of the former] and ↓ شِنَاقٌ applied to the female. (M.) For the fem., see also شِنَاقٌ.

A2: [The fem.]

شَنْقَآءُ signifies [also] A female bird that feeds her young ones with her bill, ejecting the food into their mouths. (O, K.) مِشْنَقَةٌ: see 1, in the latter half of the paragraph.

مُشَنَّقٌ Flesh-meat (Ks, S) cut in pieces: (Ks, S, K:) applied to flesh-meat, (M,) it is from the أَشْنَاق [pl. of شَنَقٌ] of the دِيَة [or bloodwit]. (Ks, S, M.) b2: And Dough cut into pieces, and prepared with oil of olives: (El-Umawee, S, M, K:) or dough cut into lumps, or pieces, upon the table, before it is spread out; also called فَرَزْدَقٌ and عَجَاجِيرُ. (IAar, TA.) مِشْنَاقٌ: see شَنِقٌ.

مَشْنُوقٌ [as pass. part. n. of شَنَقَ means Curbed by means of his nose-rein, &c. b2: And] (assumed tropical:) Hanged: one says, قُتِلَ مَشْنُوقًا (assumed tropical:) He was put to death [by being] hanged. (TA.) A2: See also شِنَاقٌ: and أَشْنَقُ.

شنق: الشَّنَقُ: طولُ الرأْس كأَنما يُمَدُّ صُعُداً؛ وأَنشد:

كأَنَّها كَبْداءُ تَنْزُو في الشَّنَقْ

(* قوله «كأنها كبداء تنزو إلخ» في شرح القاموس ما نصه: هكذا في اللسان

وهو لرؤبة يصف صائداً، والرواية: سوّى لها كبداء).

وشَنَقَ البَعيرَ يَشْنِقُه ويَشْنُقُه شَنْقاً وأَشْنَقَه إذا جذب

خطامه وكفَّه بزمامه وهو راكبه من قِبَل رأْسِه حتى يُلْزِقَ ذِفْراه بقادمة

الرحل، وقيل: شَنَقَه إذا مدّه بالزمام حتى يرفع رأْسه. وأَشْنَقَ

البعيرُ بنفسه: رَفع رأْسَه، يتعدى ولا يتعدى. قال ابن جني: شَنَقَ البعيرَ

وأَشْنَق هو جاءت فيه القضية معكوسة مخالفة للعادة، وذلك أَنك تجد فيها

فَعَلَ متعدياً وأَفْعَلَ غير متعد، قال: وعلة ذلك عندي أَنه جعل تعدِّي

فَعَلْت وجمود أَفْعَلْت كالعوض لِفَعَلْت من غلبة أَفْعَلْت لها على التعدي

نحو جلس وأَجلست، كما جعل قلب الياء واواً في البَقْوَى والرَّعْوَى

عوضاً للواو من كثرة دخول الياء عليها، وأُنْشِدَ طلحةُ قصيدة فما زال

شانِقاً راحلتَه حتى كتبت له، وهو التيمي ليس الخزاعي. وفي حديث علي، رضوان

الله عليه: إن أَشْنَقَ لها خَرَمَ أي إن بالع في إشْناقِها خَرَمَ

أَنْفَها. ويقال: شَنَقَ لها وأَشْنَقَ لها. وفي حديث جابر: فكان رسول الله، صلى

الله عليه وسلم، أَوّلَ طالع فأَشْرَعَ ناقتَه فشَرِبَت وشَنَقَ لها. وفي

حديث عمر، رضي الله عنه: سأَله رجل مُحْرِمٌ فقال عَنَّت لي عِكْرِشةٌ

فشَنَقْتُها بحَبُوبة أَي رميتها حتى كَفَّت عن العدوِ.

والشِّناقُ حبل يجذب به رأْس البعير والناقةِ، والجمع أَشْنِقةٌ

وشُنُقٌ. وشَنَقَ البعيرَ والناقةَ يَشْنِقُه شَنْقاً: شدّهما بالشِّناق.

وشَنَقَ الخلِيّةَ يَشْنِقها شَنْقاً وشَنَّقها: وذلك أَن يَعمِد إلى عود

فيَبْرِيه ثم يأْخذ قُرْصاً من قِرَصةِ العسل فيُثْبت ذلك العودَ في أَسفل

القُرْص ثم يقيمه في عرْضِ الخلية فربما شَنَقَ في الخلية القُرْصَين

والثلاثة، وإنما يفعل هذا إذا أَرْضعت النحلُ أولادهَا، واسم ذلك الشيء

الشَّنِيقُ. وشَنَقَ رأْسَ الدابة: شدَّه إلى أَعلى شجرة أو وَتَدٍ مرتفع حتى

يمتد عنقها وينتصب. والشِّناقُ: الطويل؛ قال الراجز:

قد قَرنَوني بامْرِئٍ شِناقِ،

شَمَرْدلٍ يابسِ عَظْمِ السّاقِ

وفي حديث الحجاج ويزيد بن المهلب:

وفي الدِّرْع ضَخْم المَنْكِبَيْنِ شِناق

أي طويل. النضر: الشَّنَقُ الجيّد من الأوتار وهو السَّمْهَرِيّ الطويل.

والشَّنَقُ: طول الرأْس. ابن سيده: والشَّنَقُ الطولُ. عُنُقٌ أَشْنَقُ

وفرس أَشْنَقُ ومَشْنُوقٌ: طويل الرأْس، وكذلك البعير، والأُنثى شَنْقاء

وشِناق. التهذيب: ويقال للفرس الطويلِ شِناقٌ ومَشْنوقٌ؛ وأَنشد:

يَمَّمْتُه بأَسِيلِ الخَدِّ مُنْتَصبٍ،

خاظِي البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنوق

ابن شميل: ناقة شِناقٌ أَي طويلة سَطْعاء، وجمل شِناقٌ طويل في دِقّةٍ،

ورجلِ شِناقٌ وامرأَة شِناقٌ، لا يثنى ولا يجمع، ومثله ناقةٌ نِيافٌ وجمل

نِيافٌ، لا يثنى ولا يجمع. وشَنِقَ شَنَقاً وشَنَقَ: هَوِيَ شيئاً فبقي

كأَنه مُعلّقٌ. وقَلْبٌ شَنِقٌ: هيْمان. والقلب الشَّنِقُ المِشْناقُ:

الطامحُ إلى كل شيء؛ وأَنشد:

يا مَنْ لِقَلْبٍ شَنِقٍ مِشْناق

ورجل شَنِقٌ: مُعَلَّقُ القلب حذر؛ قال الأَخطل:

وقد أَقولُ لِثُوْرٍ: هل ترى ظُعُناً،

يَحْدو بهنّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ؟

وشِناقُ القِربةِ: علاقتُها، وكل خيط علقت به شيئاً شِناقٌ. وأَشْنَقَ

القربة إشْناقاً: جعل لها شِناقاً وشدَّها به وعلقها، وهو خيط يشد به فم

القربة. وفي حديث ابن عباس: أَنه بات عند النبي، صلى الله عليه وسلم، في

بيت ميمونة، قال: فقام من الليل يصلي فحَلَّ شِناقَ القربة؛ قال أَبو

عبيدة: شِناقُ القربة هو الخيط والسير الذي تُعلّق به القربةُ على الوتد؛ قال

الأَزهري: وقيل في الشِّناق إنه الخيط الذي تُوكِئُ به فمَ القربة أَو

المزادة، قال: والحديث يدل على هذا لأن العِصامَ الذي تُعَلَّق به القربة

لا يُحَلّ إنما يُحَلُّ الوكاء ليصب الماء، فالشِّناقُ هو الوكاء، وإنما

حلّه النبي، صلى الله عليه وسلم، لمّا قام من الليل ليتطهر من ماء تلك

القربة. ويقال: شَنَقَ القربةَ وأَشْنَقَها إذا أَوكأَها وإذا علقها. أَبو

عمرو الشيباني: الشِّناقُ أن تُغَلَّ اليد إلى العُنُقِ؛ وقال عدي:

ساءَها ما بنا تَبَيَّنَ في الأَيْـ

ـدي، وإشْناقُها إلى الأَعْناقِ

وقال ابن الأَعرابي: الإشْناقُ أَن تَرْفَعَ يدَه بالغُلّ إلى عنقه.

أَبو سعيد: أَشْنَقْتُ الشيء وشَنَقْتُه إذا علَّقته؛ وقال الهذلي يصف قوساً

ونبلاً:

شَنَقْت بها مَعابِلَ مُرْهَفاتٍ،

مُسالاتِ الأَغِرَّة كالقِراطِ

قال: شَنَقْتُ جعلت الوتر في النبل، قال: والقِراطُ شُعْلة السِّراج.

والشِّناق والأَشْناقُ: ما بين الفريضتين من الإبل والغنم فما زاد على

العَشْر لا يؤخذ منه شيء حتى تتم الفريضة الثانية، واحدها شَنَقٌ، وخص بعضهم

بالأَشْناق الإبلَ. وفي الحديث: لا شِناقَ أَي لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى

يتمّ. والشِّناقُ أَيضاً: ما دون الدية، وقيل: الشَّنَقُ أَن تزيد الإبل

على المائة خمساً أو ستّاً في الحَمالة، قيل: كان الرجل من العرب إذا حمل

حَمالةً زاد أَصحابَها ليقطع أَلسنتهم ولِيُنْسَبَ إلى الوفاء.

وأَشْناقُ الدية: دياتُ جراحات دون التمام، وقيل: هي زيادة فيها واشتقاقها من

تعليقها بالدية العظمى، وقيل: الشَّنَقُ من الدية ما لا قود فيه كالخَدْش

ونحو ذلك، والجمع أشْناقٌ. والشَّنَقُ في الصدقة: ما بين الفريضتين.

والشَّنَقُ أَيضاً: ما دون الدية، وذلك أَن يسوق ذُو الحَمالةِ مائة من الإبل

وهي الدية كاملة، فإذا كانت معها ديات جراحات لا تبلغ الدية فتلك هي

الأَشْناقُ كأَنها متعلقة بالدية العظمى؛ ومنه قول الشاعر:

بأَشْناقِ الدِّياتِ إلى الكُمول

قال أَبو عبيد: الشِّناقُ ما بين الفريضتين. قال: وكذلك أَشْناقُ

الديات، ورَدّ ابن قتيبة عليه وقال: لم أَر أَشْناقَ الدياتِ من أَشناقِ

الفرائض في شيء لأنّ الديات ليس فيها شيء يزيد على حد من عددها أو جنس من

أجناسها. وأَشْناقُ الديات: اختلاف أَجناسها نحو بنات المخاض وبنات اللبون

والحقاق والجذاع، كلُّ جنس منها شَنَقّ؛ قال أَبو بكر: والصواب ما قال أَبو

عبيد لأَن الأَشْناقَ في الديات بمنزلة الأَشْناقِ في الصدقات، إذا كان

الشَّنَقُ في الصدقة ما زاد على الفريضة من الإبل. وقال ابن الأَعرابي

والأَصمعي والأثرم: كان السيد إذا أَعطى الدية زاد عليها خمساً من الإبل

ليبين بذلك فضله وكرمه، فالشَّنَقُ من الدية بمنزلة الشَّنَقِ في الفريضة

إذا كان فيها لغواً، كما أنه في الدية لغو ليس بواجب إنما تَكرُّمٌ من

المعطي. أَبو عمرو الشيباني: الشَّنَقُ في خَمْسٍ من الإبل شاة، وفي عشر

شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أَربع شياه، فالشاة شَنَقٌ

والشاتان شَنَقٌ والثلاث شياه شَنَقٌ والأربع شياه شَنَقٌ، وما فوق ذلك فهو

فريضة. وروي عن أحمد بن حنبل: أَن الشَّنَقَ ما دون الفريضة مطلقاً كما دون

الأَربعين من الغنم. وفي الكتاب الذي كتبه النبي، صلى الله عليه وسلم،

لوائل بن حُجْر: لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ؛ قال أَبو عبيد: قوله لا

شِناقَ فإن الشَّنَقَ ما بين الفريضتين وهو ما زاد من الإبل على الخمس إلى

العشر، وما زاد على العشر إلى خمس عشرة؛ يقول: لا يؤخذ من الشَّنَقِ حتى

يتم، وكذلك جميع الأشْناقِ؛ وقال الأَخطل يمدح رجلاً:

قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدّيات به،

إذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوْقَه حَملا

وروى شمر عن ابن الأعرابي في قوله:

قَرْم تُعَلَّقُ أَشْناقُ الدِّيات به

يقول: يحتمل الديات وافية كاملة زائدة. وقال غيرُ ابن الأَعرابي في ذلك:

إن أَشْناقَ الديات أَصنافُها، فدِيَةُ الخطإِ المحض مائةٌ من الإبل

تحملها العاقلةُ أَخْماساً: عشرون ابنة مخاض، وعشرون ابنة لبون، وعشرون ابن

لبون، وعشرون حِقَّةً، وعشرون جَذَعةً، وهي أَشْناقٌ أَيضاً كما وصَفْنا،

وهذا تفسير قول الأخطل يمدح رئيساً يتحمل الديات وما دون الديات

فيُؤَدِّيها ليُصْلِحَ بين العشائر ويَحْقُنَ الدِّماء؛ والذي وقع في شعر

الأَخطل: ضَخْمٍ تعلَّق، بالخفض على النعت لما قبله وهو:

وفارسٍ غير وَقَّافٍ برايتهِ،

يومَ الكرَيهة، حتى يَعْمَل الأَسَلا

والأَشْناقُ: جمع شَنَق وله معنيان: أَحدهما أَن يَزِيدَ مُعْطي

الحَمالةِ على المائة خَمْساً أو نحوها ليُعْلَم به وفاؤه وهو المراد في بيت

الأخطل، والمعنى الآخر أَن يُرِيدَ بالأَشْناق الأُرُوشَ كلَّها على ما فسره

الجوهري؛ قال أَبو سعيد الضرير: قول أَبي عبيد الشَّنَقُ ما بين الخَمْس

إلى العشر مُحالٌ، إنما هو إلى تسع، فإذا بلغ العَشْرَ ففيها شاتان،

وكذلك قوله ما بين العشرة إلى خَمْس عَشْرةَ، وكان حقُّه أَن يقول إلى

أَرْبَعَ عَشْرة لأَنها إذا بلغت خَمْسَ عَشْرةَ ففيها ثلاثُ شِياه. قال أَبو

سعيد: وإنما سمي الشَّنَقُ شَنَقاً لأَنه لم يؤخذ منه شيء. وأَشْنَقَ إلى

ما يليه مما أُخذ منه أَي أضيف وجُمِعَ؛ قال: ومعنى قوله لا شِناقَ أَي

لا يُشْنِقُ الرجل غنمه وإبله إلى غنم غيره ليبطل عن نفسه ما يجب عليه من

الصدقة، وذلك أَن يكون لكل واحد منهما أَربعون شاة فيجب عليهما شاتان،

فإذا أَشْنَقَ أَحدُهما غنمَه إلى غنم الآخر فوجدها المُصَدِّقُ في يده

أَخَذَ منها شاة، قال: وقوله لا شِناقَ أي لا يُشْنِقُ الرجلُ غنمه أو إبله

إلى مال غيره ليبطل الصدقة، وقيل: لا تَشانَقُوا فتجمعوا بين متفرق،

قال: وهو مثل قوله ولا خِلاطَ؛ قال أَبو سعيد: وللعرب أَلفاظ في هذا الباب

لم يعرفها أَبو عبيد، يقولون إذا وجب على الرجل شاة في خمس من الإبل: قد

أَشْنَقَ الرجلُ أَي وجب عليه شَنَقٌ فلا يزال مُشْنِقاً إلى أن تبلغ إبله

خمساً وعشرين، فكل شيء يؤدِّيه فيها فهي أَشْناقٌ: أَربَعٌ من الغنم في

عشرين إلى أَربع وعشرين، فإذا بلغت خمساً وعشرين ففيها بنتُ مَخاضٍ

مُعَقَّلٍ أي مُؤَدّىً للعقال، فإذا بلغت إبلُه ستّاً وثلاثين إلى خمس

وأَربعين فقد أَفْرَضَ أي وجبت في إبله فريضة. قال الفراء: حكى الكسائي عن بعض

العرب: الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين. قال والشَّنَقُ ما لم تجب فيه الفريضة؛

يريد ما بين خمس إلى خمس وعشرين. قال محمد بن المكرم، عفا الله عنه: قد

أَطلق أَبو سعيد الضريرُ لِسانَه في أَبي عبيد ونَدَّدَ به بما انْتَقَده

عليه بقوله أَوّلاً إن قوله الشَّنَقُ ما بين الخَمْسِ إلى العَشْرِ

مُحالٌ إنما هو إلى تسع، وكذلك قوله ما بين العَشْرِ إلى خَمْسَ عَشْرةَ كان

حقه أَن يقول إلى أَربعَ عشرة، ثم بقوله ثانياً إن للعرب أَلفاظاً لم

يعرفها أبو عبيد، وهذه مشاحَّةٌ في اللفظ واستخفافٌ بالعلماء، وأَبو عبيد،

رحمه الله، لم يَخْفَ عنه ذلك وإنما قصد ما بين الفريضتين فاحتاج إلى

تسميتها، ولا يصح له قول الفريضتين إلا إذا سماهما فيضطر أن يقول عشر أو خمس

عشرة، وهو إذا قال تسعاً أو أربع عشرة فليس هناك فريضتان، وليس هذا

الانتقاد بشيء، ألا ترى إلى ما حكاه الفراء عن الكسائي عن بعض العرب:

الشَّنَقُ إلى خمس وعشرين؟ وتفسيره بأنه يريد ما بين الخمس إلى خمس وعشرين، وكان

على زعم أبي سعيد يقول: الشَّنَقُ إلى أربع وعشرين، لأنها إذا بلغت خمساً

وعشرين ففيها بنت مخاض، ولم ينتقد هذا القول على الفراء ولا على الكسائي

ولا على العربي المنقول عنه، وما ذاك إلا لأنه قصد حَدَّ الفريضتين،

وهذا انْحِمال من أبي سعيد على أبي عبيد، والله أعلم. والأشْناقُ: الأُروشُ

أَرْش السِنُّ وأَرْشُ المُوضِحة والعينِ القائمة واليد الشلاَّء، لا

يزال يقال له أَرْشٌ حتى يكونَ تكملَة ديةٍ كاملة؛ قال الكميت:

كأَنّ الدِّياتِ، إذا عُلِّقَتْ

مِئُوها به، والشَّنَقُ الأَسْفَلُ

وهو ما كان دون الدِّية من المَعاقِل الصِّغارِ. قال الأَصمعي:

الشَّنَقُ ما دون الدية والفَضْلةُ تَفْضُل، يقول: فهذه الأَشْناقُ عليه مثل

العَلائِق على البعير لا يكترث بها، وإذا أُمِرَّت المئون فوقَه حَمَلها،

وأُمِرَّت: شُدَّت فوقه بمرارٍ، والمِرارُ الحَبْلُ. وقال غيره في تفسير بيت

الكميت: الشَّنَقُ شَنَقانِ: الشَّنَقُ الأَسْفَلُ والشَّنَقُ الأَعلى،

قالشَّنَقُ الأسفل شاةٌ تجب في خَمْس من الإبل، والشَّنَقُ الأعلى ابنةُ

مخاض تجب في خمس وعشرين من الإبل؛ وقال آخرون: الشَّنَقُ الأَسْفلُ في

الديات عشرون ابنة مخاضٍ، والشَّنَقُ الأعلى عشرون جذعةً، ولكلٍّ مقالٌ

لأنها كلَّها أَشْناقٌ؛ ومعنى البيت أنه يستَخِفُّ الحمالاتِ وإعطاءَ

الديات، فكأَنه إذا غَرِمَ دِياتٍ كثيرةً غَرِمَ عشرين بعيراً لاستخفافه

إيّاها. وقال رجل من العرب: مِنَّا مَنْ يُشْنِقُ أي بعطي الأَشْناقَ، وهي ما

بين الفريضتين من الإبل، فإذا كانت من البقر فهي الأَوْقاص، قال: ويكون

يُشْنِقُ يعطي الشُّنُقَ وهي الحبال، واحدها شِناقٌ، ويكون يُشْنِقُ يعطي

الشَّنَقَ وهو الأَرْش؛ وقال في موضع آخر: أَشْنق الرجلُ إذا أخذ

الشَّنَقَ يعني أَرْشَ الخَرْقِ في الثوب. ولحم مُشَنَّقٌ أي مقطّع مأْخوذ من

أشْناق الدية. والشِّناقُ: أن يكون على الرجل والرجلين أو الثلاثةِ أشْناقٌ

إذا تفرّقت أَموالهم، فيقول بعضهم لبعض: شانِقْني أي اخْلِطْ مالي

ومالَك، فإنه إن تفرّق وجب علينا شَنَقانِ، فإن اختلط خَفَّ علينا؛ فالشِّناقُ:

المشاركة في الشَّنَقِ والشَّنَقَينِ.

والمُشَنَّقُ: العجين الذي يُقطَّع ويعمل بالزيت. ابن الأعرابي: إذا

قُطِّع العجين كُتَلاً على الخِوانِ قبل أن يبسط فهو الفَرَزْدَق

والمُشَنَّقُ والعَجاجير.

ورجل شِنِّيقٌ: سَيءُ الخُلُق. وبنو شَنوقٍ: بطن. والشَّنِيق:

الدَّعِيّ؛ قال الشاعر:

أنا الدَّاخِلُ الباب الذي لا يَرومُه

دَنيٌّ، ولا يُدْعَى إليه شَنِيقُ

وفي قصة سليمان، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: احْشُروا الطيرَ إلا

الشَّنْقاءَ؛ هي التي تزُقُّ فِراخَها.

شنق
شَنَقَ البَعِيرَ يَشنُقُه ويَشنِقُه من حَدى نَصَرَ وضَرَبَ: جَذَبَ خِطَامَهُ وكَفهُ بزِمامِه وَهُوَ راكِبُه من قِبَل رَأسِه حَتّى ألزَقَ ذِفْراهُ بقادِمَةِ الرحل، أَو شَنَقَه: إِذا مَدهُ بالزمام حَتّى رَفَعَ رأسَه وَهُوَ راكِبُه، كأشنَقَه، وَفِي حَدِيثِ عَليّ رضِي اللهُ عَنهُ: إِن أَشْنقَ لَها خَرَمَ، أَي: إِن بالَغ فِي إشْناقِها خَرَمَ أَنْفَها، فأشْنَقَ البَعِيرُ بنَفسِه رَفَعَ رَأسه، يَتَعَدى وَلاَ يَتَعَدى، وَهُوَ نَادِر، قالَ ابنُ جِنّى: شَنَقَ البَعِيرَ، وأَشنَقَ هُوَ، جَاءَت فِيه القَضِيةُ مَعكُوسَة مُخالِفَةً للعادَةِ، وَذَلِكَ أَنك تَجِدُ فِيها فَعَلَ مُتَعَدِّياً، وأَفْعَلَ غيرَ مُتَعَدّ، قَالَ:ورُوِى عَن أحمَدَ بنِ حَنْبَل أَن الشنَقَ: مَا دُونَ الفَرِيضَةِ مُطلَقاً، كَمَا دونَ الأربَعِينَ من الغَنَم. وقيلَ: الشَّنَقُ: مَا دونَ الديَةِ، وذلِكَ أَنْ يَسُوقَ ذُو الحِمالَةِ الديَةَ كامِلَةً، فَإِذا كانَت مَعها دياتُ جراحات فَتِلكَ هِيَ الأشناقُ، كأنَّها مُتَعَلِّقَة بالديَةِ العُظمَى، وَمِنْه قولُ الكُمَيتِ:
(فرَهن مَا يَداي لَكم وفاءُ ... بأشناقِ الدّياتِ إِلَى الكُمُولِ)
وقالَ الأخطَلُ يَمدَحُ مَصقَلَه بنَ هُبَيرَةَ الشيبانِيَّ: قَرم تُعَلقُ أشناق الدِّياتِ بهِإِذ المِئُونَ أمِرَّت فَوقه حَمَلاَ رَوى شَمِر عَن ابْنِ الأعْرابِيِّ قالَ: يَقُولُ: يَحتَمِلُ الدِّياتِ وافِيَةً كامِلَةً زائِدةً. وقالَ الأصمَعِي: الشَّنَقُ: الَفضُلُة تفضل وَبِه فُسرَ قَولُ الكُمَيتِ السابِقُ، يَقُول: فَهَذِهِ الأشناقُ عليهِ مثلُ العَلائِقِ على البَعِيرِ، لَا يَكتَرِثُ بهَا، وَإِذا أمِرَّتِ المِئُونٌ فوقَه حَمَلَها، وأمِرت: شُدت فَوْقه بمِرارٍ، والمِرارُ: الحَبْلُ. وقالَ ابنُ عَبّاد: الشنَقُ: الحَبلُ. قالَ: والشَّنَقُ: العِدلُ وهما شَنَقان. أَو الشنَق فِي قَوْلِ الكُمَيتِ شَنَقانِ: الأعلَى والأسْفَلُ، فالأعلَى فِي الدِّياتِ عِشرُونَ جَذَعةً، والأسفل عِشرُونَ)
بنتَ مَخاضٍ، وَفِي الزكاةِ: الأعْلَى تَجِبُ بنتُ مَخاض فِي خمس وعِشرِينَ، والأسفَلُ تَجبُ شَاة فِي خَمسٍ من الإبِل، ولكُلَّ مقَال، لأنّها كُلها أَشْناق، ومَعنَى البيتِ: أَنه يَسْتًخِف الحِمالاتِ وإِعطاء الدِّياتِ،قالَ: والشِّنِّيقُ كسِكِّينٍ: الشّابًّ المُعْجَبُ بنَفْسِه وَفِي اللِّسانِ: هُوَ السَّيئُ الخُلُقِ. قالَ: وشِنِقْناقٌ، كسِرِطراط: رئِيسٌ للجِنِّ، وقِيلَ: الدّاهِيَة.
وأَشْنَقَ القِرْبَةَ إِشْناقاً: شَدَّها بالشناقِ وَهُوَ الخَيْطُ، وقِيلَ: عَلقَها بالوَتِدِ. وقالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أَشْنَقَ الرَّجُلُ: أَخَذَ الشَّنَقَ، وهُو الأرْش، أَو أَشْنَقَ وَجَبَ عَلَيْهِ الأرْش نَقَله ابنُ الْأَعرَابِي أَيْضاً فِي موضِع آخر. وَقَالَ رَجل من العَرَب: مِنّا مَنْ يُشْنِقُ، أَي: يُعْلِى الأَشْناقَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ الفَرِيضَتَيْنِ من الإبِلِ، وَهُوَ ضد، قالَ أَبُو سَعِيدٍ الضًّرِيرُ: أَشْنَقَ الرجلُ، فَهُوَ مُشْنِقٌ: إِذا وَجَبَ)
عَلَيْهِ شَاة فِي خَمْسٍ من الإبِلِ، فَلَا يَزالُ مُشْنِقاً إِلى أَن تَبْلُغَ إِبِلُه خمْساً وعِشْرِينَ، فَفِيهَا بنتُ مخاضٍ وَقد زَالَت أَسماءُ الأشْناقِ، وَيُقَال للَّذي تجب عَلَيْهِ ابنةُ مَخاضٍ، مُعْقِلٌ أَي: مُؤَد للعِقالِ، فَإِذا بَلَغت إِبلُه سِتُّا وثَلاثِينَ إِلى خَمْس وأَرْبَعِينَ فقد أَفْرَضَ، أَي: وَجَبَتْ فِي إِبلِه فَرِيضَة. وأَشْنَقَ عليهِ: إِذا تَطاوَلَ. والتشْنيقُ: التَقْطِيعُ. والتَّشْنِيقُ أَيضاً: التَّزْيِينُ. وقالَ الكِسائِي: المُشَنَّقُ من اللحوم كمُعَظم: المُقَطَّعُ، وَهُوَ مَأخُوذٌ من أشْناقِ الديَةِ، كَمَا فِي الصِّحاحَ. وقالَ الأمَوِيُّ: العَجِين المُقَطعُ المَعْمُولُ بالزَّيْتِ يُقَال لَهُ مُشنقٌ، كَمَا فِي الصِّحاحَ، وقالَ ابنُ الأعرابِي: إِذا قُطِّعَ العَجِينُ كُتَلاً عَلَى الخُوانِ قَبْلَ أَنْ يُبْسَطَ فَهُوَ الفَرَزْدَقُ والمُشَنق والعَجاجِيرُ. وقالَ أَبُو سَعِيد الضَّرِيرُ: شانَقَهُ مُشانَقَة وشِناقاً بالكسرِ: إِذا خَلَطَوالشنَقُ: مَا لم) تَجِب فيهِ الفَرِيضَةُ، يريدُ مَا بينَ خَمْسٍ إِلى خَمْسٍ وعِشرِينَ. قالَ مُحَمدُ بنُ المكَرم مؤلفُ اللسانِ، رضِي اللهُ عَنهُ: قد أطلَقَ أَبُو سَعِيدِ الضَّرِيرُ لِسانَه فِي أبِي عُبَيدٍ، ونَددَ بِمَا انْتَقَده عليهِ بقَولِه أَولا: إِنَّ قولَه: الشنَق: مَا بينَ الخَمسِ إِلَى العَشرِ مُحالٌ إِنّما هُوَ إِلى تِسعٍ، وكذلِكَ قولُه: مَا بينَ العَشرِ إِلَى خمْسَ عَشَرَةَ، وَكَانَ حَقُّه أَن يقولَ: أَربع عَشَرَةَ، ثمَ يَقُول ثانِياً: إِن للعَرَبِ ألفاظاً لم يَعرِفْها أَبُو عُبَيد، وَهَذِه مُشاححة فِي اللّفظِ، واستِخْفاف بالعُلَماء. وَأَبُو عُبَيد رَحِمَه الله لم يَخْفَ عَنهُ ذلِك، وإنّما قَصَدَ مَا بينَ الفَرِيضَتيْنِ، فاحتاجَ إِلى تَسمِيَتِهما، وَلَا يصِح لَهُ قولُ الفَرِيضتينِ إِلاّ إِذا سَماهما، فيُضْطَرًّ أنْ يَقولَ: عَشر أَو خَمْسَ عشرَةَ، وَهُوَ إِذا قالَ تسعا أَو أَربعً عَشَرَة فليسَ هناكَ فَريضتانِ، وليسَ هَذَا الانْتِقادُ بشَيء، أَلا تَرَى إِلَى مَا حَكاهُ الفَرّاءُ عَن الكِسانِيِّ عَن بعضِ العَرَب: الشنَقُ إِلَى خَمْسٍ وعِشرِينَ، وتَفْسِيرُه بأنهُ يريدُ مَا بينَ الخَمسِ إِلى خَمْس وعشْرِينَ، وكانَ على زَعْمِ أَبِي سعيدٍ يَقول: الشَّنَقُ إِلى أَربع وعِشرِينَ، لأنّها إِذا بلَغتْ خَمساً وعِشرِينَ فَفِيهَا بنتُ مَخاضٍ، وَلم يَنْتَقِد هَذَا القَولَ على الفَرّاء وَلَا عَلَى الكِسائِي وَلَا عَلَى العَرَبيِّ المنقُولِ عَنهُ، وَمَا ذاكَ إلاّ لأنهُ قَصَدَ حَدَّ الفَرِيضَتَيْنِ وَهَذَا انْحِمال من أَبِي سَعِيدٍ عَلَى أَبِي عُبَيد، واللهُ أَعلَمُ. وَمِمَّا يُسْتَدركُ عَلَيْهِ: الشنَقُ، مُحركةً: طُولُ الرأسِ، كأنّما يُمَد صُعُداً، قالَ: كَأَنَّهَا كَبْداءُ تَنْزُو فِي الشَّنَق هَكَذَا فِي اللّسانِ، وَهُوَ لرُؤبةَ يَصِفُ صائِداً، والرِّوايَةُ: سَوَّى لَها كَبْداء ... . وبعدَه: نَبعِيةً ساوَرَها بينَ النِّيَقْ وقِيلَ: الشنَقُ هُنَا: وَتَرُ القَوْسِ، وقالَ ابنُ شُمَيْل: هُوَ الجَيدُ من الأوتارِ، وَهُوَ السمْهَرِي الطويلُ، وقِيلَ: العَمَلُ، وَقد ذَكَرهُ المُصَنَّفُ، فَفِيهِ ثلاثةُ أقوالِ. والشِّناقُ، بِالْكَسْرِ: حَبل يُجذَبُ بِهِ رَأس البَعِيرِ والنّاقةِ، والجمعُ أَشنِقَة وشُنُق وَقد أشْنَقَ: إِذا أَعطَى الشنَقَ، وَهِي الحِبالُ، قَالَه ابْن الأعرابِيِّ. وقالَ ابنُ سِيدَه: عُنُقٌ أشْنَقُّ: طَويلٌ، وفرَس أَشْنَقُ ومَشْنُوق: طَوِيلُ الرَّأَسِ، وَكَذَلِكَ البَعِير، وَالْأُنْثَى شَنْقاءُ، وشِناق، وَفِي التهذيبِ: ويُقالُ للفَرَسِ الطوِيل: شِناق ومَشْنُوق، وأَنْشدَ:
(يممتُه بأسِيلِ الخَد منتَصِبٍ ... خاظِى البَضِيع كمِثْل الجِذْع مَشْنُوقِ)
وقالَ ابنُ شُمَيل: ناقَةٌ شِناق: طويلَة سَطعاءُ، وجَمَل شِناق: طَوِيلٌ فِي دِقة. وقَلْب شَنِقٌ: هَيمان.
ورَجُلٌ شَنِقٌ: حَذِر، قَالَ الأخْطَلُ:)
(وَقد أقُولُ لثَور هَل تَرَى ظُعُناً ... يَحدو بهِنَّ حِذارِي مُشْفِقٌ شَنِقُ)
وكُل خَيطٍ عَلفتَ بِهِ شَيْئاً شِناقٌ. والإشناق: أنْ تُغَل اليَدُ إِلَى العُنُقِ، قَالَه أَبُو عَمرو وابنُ الأعرابِي، وأنْشَد الأوَّلُ لعَدِيِّ بنِ زيدٍ:
(ساءَها مَا بِنا تَبَين فِي الأي ... دِي وإِشناقُها إِلى الأعناقِ)
وقالَ أَبو سَعِيدٍ: أَشنَقتُ الشَّيْء، وشَنَقتُه: إِذا عَلقتَه، قَالَ المُتَنَخّلُ الهُذلِي يصِفُ قَوساً ونبلاً:
(شَنَقتُ بهَا مَعابلَ مُرهَفاتٍ ... مُسالاتِ الأغرة كالقِراطِ)
قالَ: شَنَقتُ: جَعَلْتُ الوَتَرَ فِي النَّبل، والقِراطُ: شُعلَةُ السِّراج. قلت: وَمِنْه قَوْلُهم: قُتِلَ مَشْنُوقاً، أَي: مُعَلقاً. ومَغارَةُ المَشْنُوقِ: موضِع من أَعمال مِصر. والتَّشانُقُ: المُشانَقَةُ. والشنقُ، بِالْفَتْح: الضرْبُ المُثْخنُ الكافّ للمَرمِى. وَبَنُو شَنُوقٍ، كصَبورٍ: حَي من العَرَبِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الشَّنِقَةُ من النِّساءَ، كفَرِحَة، وتُجْمَعُ شَنِقْاتٌ، وشَنَقُها: اسْتِنانها من الشَّحْم.
والشنِيقُ، كأمِير: الدَّعِيُّ، قالَ الشاعِرُ:
(أَنا الداخِلُ البابَ الَّذِي لَا يَرُومه ... دَنِى وَلَا يدْعَى إِليهِ شَنِيق)
وشَنُوقة: قريةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ المنوفيةِ.
وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عَلَيْهِ: شنواقي: قريةٌ بمِصْرَ من أَعمالِ الغربية.

الخَلُّ

الخَلُّ:
بلفظ الخلّ الحامض الذي يؤتدم به، والخلّ أيضا: الرجل القليل اللحم، وقد خلّ جسمه خلّا، وخللت الكساء أخلّه خلّا، والخلّ: الطريق في الرمل، قال الشاعر:
يعدو الجواد بها في خلّ خيدبة ... كما يشقّ إلى هدّابه السّرق
والخلّ ههنا: يرحل حاجّ واسط من لينة اليوم الرابع فيدخلون في رمال الخلّ إلى الثعلبية، وهو أن تعارض الطريق إلى الثعلبية، ولينة أقرب إلى
الثعلبية. والخلّ: موضع آخر بين مكة والمدينة قرب مرجح، قال المكشوح المرادي:
نحن قتلنا الكبش، إذ ثرنا به ... بالخلّ من مرجح، إذ قمنا به
وقال القتّال الكلابي:
لكاظمة الملاحة، فاتركيها ... وذمّيها إلى خلّ الخلال
ولاقي من نفاثة كل خرق ... أشمّ سميدع مثل الهلال
كأن سلاحه في جذع نخل، ... تقاصر دونه أيدي الرجال
والخلّ: موضع باليمن في وادي رمع، قال أبو دهبل يمدح ابن الأزرق:
أين الذي ينعش المولى، ويحتمل ال ... جلّى، ومن جاره بالخير منفوح
كأنني، حين جاز الخلّ من رمع، ... نشوان أغرقه الساقون، مصبوح
وقال أيضا:
ماذا رزئنا، غداة الخلّ من رمع ... عند التفرّق، من خيم ومن كرم
والخلّ: ماء ونخل لبني العنبر باليمامة. وخلّ الملح:
موضع آخر في شعر يزيد بن الطّثريّة، قال:
لو انك شاهدت الصبا، يا ابن بوزل، ... بجزع الغضا، إذ واجهتني غياطله
بأسفل خلّ الملح، إذ دين ذي الهوى ... مؤدّى، وإذ خير القضاء أوائله
لشاهدت يوما، بعد شحط من النّوى ... وبعد تنائي الدار، حلوا شمائله
الخَلُّ: ما حَمُضَ من عَصيرِ العِنَبِ وغَيْرِهِ، عَرَبِيٌّ صَحيحٌ،
والطائِفَةُ منه: خَلَّةٌ، وأجْوَدُهُ خَلُّ الخَمْرِ، مُرَكَّبٌ من جَوْهَرَيْنِ حارٍّ وبارِدٍ، نافِعٌ للمَعِدَةِ واللِّثَةِ والقُروحِ الخَبيثةِ والحِكَّةِ ونَهْشِ الهَوامِّ وأكْلِ الأفْيونِ وحَرْقِ النارِ وأوجاعِ الأسْنانِ، وبُخارُ حارِّه للاِسْتِسْقاءِ وعُسْرِ السَّمْعِ والدَّوِيِّ والطَّنينِ.
والخَلُّ أيضاً: الطريقُ يَنْفُذُ في الرَّمْلِ، أو النافِذُ بين رَمْلَتَيْنِ، أو النافِذُ في الرَّمْلِ المُتَرَاكِمِ، ويُؤَنَّثُ، ج: أخُلُّ وخِلالٌ، والنحيفُ المُخْتَلُّ الجِسْمِ،
كالخَليلِ، والثَّوبُ البالي، وعِرْقٌ في العُنُقِ، وفي الظَّهْرِ، وابنُ المَخاضِ،
كالخَلَّةِ، وهي: بهاءٍ أيضاً، والقليلُ الريشِ من الطيرِ، والحَمْضُ، والمَهْزولُ، والسَّمينُ، ضِدٌّ، والفَصيلُ، والشَّرُّ، والشَّقُّ في الثَّوبِ.
ورِمالُ الخَلِّ: قُرْبَ لينَةَ. (ومحمدُ بنُ المُبارَكِ بنِ الخَلِّ: فقيهٌ) .
والخَلَّةُ: الثُّقْبَةُ الصغيرةُ، أو عامٌّ، والرَّمْلَةُ المُنْفَرِدَةُ، والخَمْرُ، أو حامِضَتُها، أو المُتَغَيِّرَةُ بِلا حُموضَةٍ، ج: خَلٌّ،
وة باليمنِ، والمرأةُ الخفيفةُ، ومكانَةُ الإِنسانِ الخاليَةُ بعدَ مَوتِهِ.
وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأشْرِبَةِ تَخْليلاً: حَمُضَتْ وفَسَدَتْ،
وـ العصيرُ: صار خَلاًّ،
كاخْتَلَّ،
وـ الخَمْرَ: جَعَلَها خَلاًّ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ،
وـ البُسْرَ: وضَعَه في الشمسِ ثم نَضَحَه بالخَلِّ، فَجَعَلَهُ في جَرَّةٍ.
و"ما لَه خَلٌّ ولا خَمْرٌ": خيرٌ ولا شرٌّ.
والاختِلالُ: اتِّخاذُ الخَلِّ.
والخَلاَّلُ: بائِعُهُ.
والخُلَّةُ، بالضم: شَجَرَةٌ شاكَةٌ،
وـ من العَرْفَجِ: مَنْبِتُهُ ومُجْتَمَعُه، وما فيه حَلاوَةٌ من النَّبْتِ، وكلُّ أرضٍ لم يكن بها حَمْضٌ، ج: كصُرَدٍ.
وإبِلٌ خُلِّيَّةٌ ومُخِلَّةٌ ومُخْتَلَّةٌ: تَرْعاها.
وأخَلُّوا: رَعَتْها إبِلُهُم.
وخَلَّ الإِبِلَ،
وأخَلَّها: حَوَّلَها إليها.
واخْتَلَّتِ الإِبِلُ: احْتَبَسَتْ فيها.
والخَلَلُ: مُنْفَرَجُ ما بين الشَّيْئَيْنِ،
وـ من السَّحابِ: مَخارِجُ الماءِ،
كخِلالِهِ.
وهو خِلَلُهُم وخِلالُهُم، بكسرهما، ويُفْتَحُ الثاني: بينهمْ.
وخِلالُ الدارِ أيضاً: ما حَوالَيْ حُدودِها، وما بين بُيوتِها.
وتَخَلَّلَهُم: دَخَلَ بينهم،
وـ الشيءُ: نَفَذَ،
وـ المَطَرُ: خَصَّ ولم يكنْ عامّاً،
وـ القومَ: دَخَلَ خِلالَهم،
وـ الرُّطَبَ: طَلَبَه بين خِلالِ السَّعَفِ،
وذلك الرُّطَبُ: خُلالٌ وخُلالَةٌ، بِضَمِّهِما.
وخَلَّلَ أصابِعَه ولِحْيَتَه: أسالَ الماءَ بينهُما.
وخَلَّ الشيءَ، فهو مَخْلولٌ وخَليلٌ،
وتَخَلَّلَهُ: ثَقَبَهُ ونَفَذَهُ. وككِتابٍ: ما خلَّه به، ج: أخِلَّةٌ، وما تُخَلَّلُ به الأسْنَانُ، وعودٌ يُجْعَلُ في لسانِ الفَصِيلِ لِئَلاَّ يَرْضَعَ.
وخَلَّهُ: شَقَّ لِسانَه فأدْخَلَ فيه ذلك العودَ،
وـ الكِساءَ: شَدَّهُ بِخِلالٍ. وذو الخِلالِ: أبو بَكْرٍ الصِدِّيقُ، رضي الله عنه، لأنَّه تَصَدَّقَ بِجَميعِ مالِهِ وخَلَّ كِساءَهُ بِخلالٍ. ومحمدُ بنُ أحمدَ الخِلالِيُّ: محدِّثٌ، وبالفتح والشَّدِّ: إبراهيمُ بنُ عثمانَ الخَلاَّلِيُّ.
واخْتَلَّه بالرُّمْحِ: نَفَذَهُ وانْتَظَمه.
وتَخَلَّلَهُ به: طَعَنَه طَعْنَةً إثْرَ أُخْرَى.
وعَسْكَرٌ خالٌّ ومُتَخَلْخِلٌ: غيرُ مُتَضامٍّ.
والخَلَلُ: الوَهْنُ في الأمرِ، والرِّقَّةُ في الناسِ، والانْتِشارُ، والتَّفَرُّقُ في الرأيِ.
وأمْرٌ مُخْتَلٌّ: واهٍ.
وأخَلَّ بالشيءِ: أجْحَفَ،
وـ بالمَكانِ وغيرِهِ: غابَ عنه وتَرَكَهُ،
وـ الوالي بالثُّغورِ: قَلَّلَ الجُنْدَ بها،
وـ بالرجُلِ: لم يَفِ له.
والخَلَّةُ: الحاجَةُ، والفَقْرُ، والخَصاصَةُ، وفي المَثَلِ:
"الخَلَّهْ تَدْعو إلى السَّلَّهْ"، أي: إلى السَّرِقَةِ.
خَلَّ وأُخِلَّ، بالضم: احْتاجَ.
ورجُلٌ مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَليلٌ وأخَلُّ: مُعْدِمٌ فَقيرٌ.
واخْتَلَّ إليه: احْتاجَ. وما أخَلَّكَ الله إليه: ما أحْوَجَكَ.
والأخَلُّ: الأفْقَرُ.
والخَلَّةُ: الخَصْلَةُ، ج: خِلالٌ، وبالضم: الخَليلَةُ، والصَّداقَةُ المُخْتَصَّةُ لا خَلَلَ فيها، تكونُ في عَفافٍ، وفي دَعارَةٍ، ج: خِلالٌ، ككِتابٍ، والاسمُ: الخُلولَةُ والخِلالَةُ، مُثَلَّثَةً، وقد خالَّهُ مُخالَّةً وخِلالاً، ويُفْتَحُ.
وإنه لَكَريمُ الخِلِّ والخِلَّةِ، بكسرِهِما، أي: المُصادَقَةِ والإِخاءِ.
والخُلَّةُ أيضاً: الصَّديقُ، للذَكَرِ والأنْثَى، والواحِدِ والجَميعِ.
والخُلُّ، بالكسر والضم: الصَّديقُ المُخْتَصُّ، أو لا يُضَمُّ إلاَّ مَعَ وُدٍّ، يقالُ: كانَ لي وُدّاً وخُلاًّ، ج: أخْلالٌ،
كالخَلِيلِ، ج: أخِلاَّءُ وخُلاَّنُ.
أو الخَليلُ: الصادِقُ، أو مَن أصْفَى المَوَدَّةَ وأصَحَّها، وهي: بهاءٍ، جَمْعُها: خَليلاتٌ وخَلائِلُ.
وـ: سَيْفُ سَعيدِ بنِ زَيْدِ ابنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ، رضي الله تعالى عنه، واسمُ مَدينة إبراهيمَ الخَليلِ، صَلواتُ الله وسَلامُه عليه، وهو خَليلِيٌّ.
وخَليلُكَ: قَلْبُكَ، أو أنْفُكَ.
وخَلَّ: خَصَّ، ضِدُّ عَمَّ،
وـ لحْمُهُ يَخِلُّ ويَخُلُّ خَلاًّ وخُلولاً،
واخْتَلَّ: نَقَصَ وهُزِلَ. وكعِنَبٍ وكِتابٍ وثُمامَةٍ: بَقِيَّةُ الطَّعامِ بينَ الأسْنانِ، الواحِدَةُ: خِلَّةٌ، بالكسرِ، وخِلَلَةٌ، وقد تَخَلَّلَهُ.
والمُخْتَلُّ: الشَّديدُ العَطَشِ. والمُخَلِّلُ، كمُحَدِّثٍ: لَقَبُ نافِعِ بنِ خَليفَةَ الغَنَوِيِّ الشاعِرِ. وكسَحابٍ: البَلَحُ.
وأخَلَّتِ النَّخْلَةُ: أطْلَعَتْهُ، وأساءَتِ الحَمْلَ أيضاً، ضِدٌّ. وكغُرابٍ: عَرَضٌ يَعْرِضُ في كلِّ حُلْوٍ فَيُغَيِّرُ طَعْمَهُ إلى الحُموضَةِ.
والخِلَّةُ، بالكسر: جَفْنُ السيفِ المُغَشَّى بالأَدَمِ، أو بِطانَةٌ يُغَشَّى بها جَفْنُ السيفِ، والسَّيْرُ يكونُ في ظَهْرِ سِيَةِ القَوْسِ، وكلُّ جِلْدَةٍ مَنْقوشَةٍ، ج: خِلَلٌ وخِلالٌ،
جج: أخِلَّةٌ.
والخَلْخَلُ، ويُضَمُّ، وكبَلْبالٍ: حَلْيٌ م.
والمُخَلْخَلُ: مَوْضِعُهُ من الساقِ.
وتَخَلْخَلَتْ: لَبِسَتْه.
وثَوبٌ خَلْخالٌ وخَلْخَلٌ: رقيقٌ.
وخَلْخالٌ: د بأَذْرَبيجانَ قُرْبَ السُّلْطانيَّةِ.
وخَلْخَلَ العَظْمَ: أَخَذَ ما عليه من اللَّحْمِ. وخَليلانُ، بضم النونِ: مُغَنٍّ.

التَّرْتِيب

التَّرْتِيب: وَاعْلَم أَن التَّرْتِيب بَين الْفُرُوض الْخَمْسَة وَالْوتر فائتا كلهَا أَو بَعْضهَا فرض _ وَلما وَقعت المناظرة بل المكابرة فِي حصن أَحْمد نكر بيني وَبَين بعض المتعصبين فِي حل الْوِقَايَة وَشَرحهَا فِي بَاب قَضَاء الْفَوَائِت كتبت الْحَوَاشِي عَلَيْهَا وعرضتها على أَصْحَاب الأنصاف. الراغبين عَن التعصب والاعتساف. فاستحسنوها وَقَالُوا الْحق إِلَيْك. وَلَا شَيْء عَلَيْك. وَتلك الْحَوَاشِي هَذِه _. قَالَ المُصَنّف صلي خمْسا أَي صلي خمْسا مَعَ سَعَة الْوَقْت وَلم يذكر هَذَا الْقَيْد لظُهُوره. قَالَ المُصَنّف فَائِتَة أَي فَائِتَة وَاحِدَة لِأَن تَصْوِير الْمَسْأَلَة بِأَن صلي خمْسا مَعَ تذكر الْفَائِتَة إِنَّمَا يتَصَوَّر إِذا كَانَت الْفَائِتَة وَاحِدَة. وَأما إِذا كَانَت الفائتتان فتصوير الْمَسْأَلَة حِينَئِذٍ أَنه صلى أَرْبعا مَعَ تذكر فائتتين وَقس على هَذَا. قَالَ المُصَنّف إِن أدّى سادسا أَي سابعا وَالْمرَاد بأَدَاء السَّادِسَة خُرُوج وَقت الْخَامِسَة أَي إِن خرج وَقت الْخَامِسَة وَدخل وَقت السَّادِسَة والفائتة غير منظورة فِي الْحساب وَإِلَّا فالخامسة مَعهَا سادسة وَالسَّادِسَة مَعهَا سابعة وَهَذَا هُوَ التَّحْقِيق الْحقيق. لِأَن الْفَوَائِت بِمُجَرَّد خُرُوج وَقت الْخَامِسَة تصير سِتَّة. وَإِنَّمَا ذكر أَدَاء السَّادِسَة الَّتِي هِيَ سابعة بِالنّظرِ إِلَى المتروكة ليصير كَون الْفَوَائِت سِتا متيقنا. وَلِهَذَا لَو ترك الْفجْر ثمَّ صلى الظّهْر ثمَّ الْعَصْر ثمَّ الْمغرب ثمَّ الْعشَاء ثمَّ الْفجْر من الْيَوْم الثَّانِي مَعَ تذكر صَلَاة الْفجْر المتروكة ثمَّ طلع الشَّمْس يصير الْفَوَائِت سِتا وتقلب المؤديات صَحِيحَة على أَصْلهَا لوُجُود عِلّة سُقُوط التَّرْتِيب بِخُرُوج وَقت السَّادِسَة. وَهِي صيرورة الْفَوَائِت سِتا. فَلَو قضى صَلَاة الْفجْر المتروكة قبل الزَّوَال أَو بعد أَدَاء الظّهْر لَا تفْسد المؤديات. فَيعلم من هَا هُنَا أَن عِلّة سُقُوط التَّرْتِيب هِيَ كَثْرَة الْفَوَائِت. وحد الْكَثْرَة أَن يصير الْفَوَائِت سِتا. وَلَيْسَ عِلّة ذَلِك السُّقُوط أَدَاء السَّادِسَة الَّتِي هِيَ سابعة هَكَذَا فِي حَوَاشِي الْهِدَايَة. قَوْله: وَهُوَ الْقيَاس لِأَن الْكَثْرَة عِلّة لسُقُوط التَّرْتِيب وَالْعلَّة لَا تُؤثر فِي نَفسهَا بل فِي غَيرهَا وَهُوَ مَا بعد السِّتَّة فالكثرة تكون مصححة للصلوات الَّتِي بعْدهَا فَيكون نَفسهَا فَاسِدَة غير صَحِيحَة. قَوْله: إِن أدّى سادسا يَعْنِي إِن خرج وَقت الْخَامِسَة الَّتِي هِيَ سادسة مَعَ المتروكة وَدخل وَقت السَّادِسَة الَّتِي هِيَ سابعة مَعَ المتروكة.
فَالْحَاصِل: إِن مدَار تَصْحِيح الْخمس لَيْسَ على أَدَاء السَّادِسَة السَّابِعَة. قَوْله: فحين أدّى السَّادِس الَّذِي هُوَ السَّابِع. قَوْله: تبين الخ لِأَن صفة الْكَثْرَة إِذا ثَبت بِوُجُود الْأَخِيرَة أسندت إِلَى أَولهَا. قَوْله: كَانَت فِي الْكثير وَهُوَ الْخَمْسَة مَعَ المتروكة. قَوْله: وَهَذَا بَاطِل اتِّفَاقًا لِأَنَّهُ لَا قَائِل بفرضية التَّرْتِيب فِي الْكثير. قَوْله: إِن كَانَت فِي الْكثير بِأَن أدّى الْخَامِسَة وَخرج وَقتهَا سَوَاء أدّى السَّادِسَة أَو لَا. قَوْله: فَلَا يجوز أَي فَلَا يجوز القَوْل حِينَئِذٍ بِفساد الْغَيْر الْمَوْقُوف لِأَنَّهُ إِذا قيل حِينَئِذٍ بِهَذَا الْفساد يلْزم الْفساد وَهُوَ رِعَايَة التَّرْتِيب فِي الْكثير وَهَذَا بَاطِل بالِاتِّفَاقِ وَضمير لَا يجوز إِلَى رِعَايَة التَّرْتِيب. قَوْله: أَو فِي الْقَلِيل عطف على قَوْله فِي الْكثير أَي حَتَّى يظْهر أَن رِعَايَة التَّرْتِيب إِن كَانَت فِي الْقَلِيل بِأَن أدّى الْفَائِتَة قبل الْخَامِسَة فَيجوز القَوْل بِفساد الْغَيْر الْمَوْقُوف فَيصير مَا أدّى فَاسِدا باتا.
ثمَّ اعْلَم: أَن المُرَاد بالحديثة فِي الْوِقَايَة مَا يكون مُقَارنًا بالــمؤدى وبالقديمة فِيهَا مَا يكون سَابِقًا عَلَيْهِ فاحفظ فَإِنَّهُ ينفعك هُنَاكَ. وَلما ذكر صَاحب (التَّوْضِيح) فِيهِ مَسْأَلَتَيْنِ فِي مِثَال الْجَهْل فِي مَوضِع الِاجْتِهَاد الصَّحِيح وَكَانَ وَجه الْفرق بَين حكميهما خفِيا على الأذهان القاصرة ذكرهمَا بِحَيْثُ يَزُول الخفاء عَنهُ فَأَقُول:
الْمَسْأَلَة الأولى: من صلى الظّهْر بِلَا وضوء يظنّ أَنه على طَهَارَة ثمَّ صلى الْعَصْر بِالْوضُوءِ زاعما صِحَة ظَهره ثمَّ تذكر أَنه صلى الظّهْر بِلَا وضوء ثمَّ قضى الظّهْر بِنَاء على هَذَا التَّذَكُّر ثمَّ صلى الْمغرب على ظن أَن الْعَصْر جَائِز بِنَاء على جَهله بفرضية التَّرْتِيب الَّذِي مَوضِع الِاجْتِهَاد يَصح الْمغرب لِأَن التَّرْتِيب مُجْتَهد فِيهِ وَلَا يضر الْجَهْل فِي مَوضِع الِاجْتِهَاد وَيكون الْجَاهِل بِهَذَا الْجَهْل مَعْذُورًا وَلَا مُؤَاخذَة على الْمَعْذُور فَلَا يجب عَلَيْهِ إِعَادَة الْمغرب وَيجب عَلَيْهِ قَضَاء الْعَصْر عندنَا لِأَنَّهُ أَدَّاهُ زاعما صِحَة ظَهره وَهَذَا الزَّعْم زعم بِخِلَاف الاجماع وَعند الشَّافِعِي رَحمَه الله لَا يحب قَضَاء الْعَصْر لعدم فَرضِيَّة التَّرْتِيب عِنْده. هَذَا إِذا كَانَ يزْعم وَقت أَدَاء الْمغرب أَن عصره جَائِز حَتَّى يصير جَاهِلا عَن التَّرْتِيب الَّذِي هُوَ مَوضِع الِاجْتِهَاد الصَّحِيح. أما لَو علم وَقت أَدَاء الْمغرب أَن عصره لم يجز فَعَلَيهِ إِعَادَة الْمغرب كَمَا يجب عَلَيْهِ قَضَاء الْعَصْر.
وَالْمَسْأَلَة الثَّانِيَة: من صلى الظّهْر بِلَا وضوء ثمَّ علم بِهِ وَزعم صِحَّته ثمَّ صلى الْعَصْر بِالْوضُوءِ زاعما صِحَة ظهر فَلم يقْض الظّهْر يكن عَالما بِعَدَمِ الْوضُوء حَتَّى صلى الظّهْر فَعلم بِهِ وَزعم أَن الصَّلَاة المؤداة بِلَا وضوء من غير علم بذلك صَحِيحَة لَا يجب قَضَاؤُهَا فَلم يقْض الظّهْر بِنَاء على هَذَا الزَّعْم فَالْحكم حِينَئِذٍ أَن عصره غير صَحِيح فَالْوَاجِب عَلَيْهِ قَضَاء الظّهْر ثمَّ إِعَادَة الْعَصْر (فَإِن قيل) إِنَّه كَمَا صلى الْمغرب فِي الْمَسْأَلَة الأولى بِنَاء على زَعمه صِحَة الْعَصْر كَذَلِك صلى الْعَصْر فِي الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة بِنَاء على زَعمه صِحَة الظّهْر فَمَا وَجه الْفرق بَين زعم صِحَة صَلَاة الْعَصْر وَبَين زعم صِحَة صَلَاة الظّهْر حَيْثُ حكمتم بِفساد صَلَاة الْعَصْر وَوُجُوب إِعَادَتهَا وقضائها وبصحة صَلَاة الْمغرب وَعدم قَضَائهَا وإعادتها. (قُلْنَا) فَسَاد الظّهْر قوي وَفَسَاد الْعَصْر ضَعِيف لِأَن فَسَاد الظّهْر الْمَذْكُور مجمع عَلَيْهِ بالِاتِّفَاقِ لِأَنَّهُ لم يذهب أحد من الْمُجْتَهدين إِلَى صِحَّته وَفَسَاد الْعَصْر مُجْتَهد فِيهِ فَمن قَالَ بفرضية التَّرْتِيب يَقُول بفساده وَمن لَا فَلَا ففساده لَيْسَ بقطعي بِخِلَاف فَسَاد الظّهْر الْمَذْكُور فَزعم صِحَّته مُخَالف للاجماع فالجهل بفساده لَا يصلح عذرا فَلَا يكون حكمه مُتَعَدِّيا إِلَى صَلَاة أُخْرَى أَعنِي الْمغرب فَلَا يكون فَاسِدا بل صَحِيحا فَزعم صِحَة الظّهْر الْمَذْكُور وَزعم بِخِلَاف الْمجمع عَلَيْهِ وَزعم صِحَة الْعَصْر زعم بِخِلَاف الْمُجْتَهد فِيهِ. فَالْفرق بَين الزعمين ظَاهر. وَقَالَ أفضل الْمُتَقَدِّمين برهَان الْمُتَأَخِّرين دَلِيل الطالبين سُلْطَان العارفين شاه وجيه الْحق وَالْملَّة وَالدّين الأحمد آبادي قدس سره وَنور مرقده حَاصِل الْفرق إِن فَسَاد الظّهْر بترك الْوضُوء قوي مجمع عَلَيْهِ فَكَانَت متروكة بِيَقِين فَلَا يتَعَدَّى حكمه إِلَى صَلَاة أُخْرَى انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْجَهْل فِي الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة جهل بالاجماع أَي بالمجمع عَلَيْهِ وَهُوَ لَا يصلح عذرا وشبهة وَالْجهل فِي الْمَسْأَلَة الأولى جهل فِي مَوضِع الِاجْتِهَاد وَهُوَ يصلح شبهته دراءة للحد وَمَا يتَرَجَّح فِيهِ معنى الْعقُوبَة من الْكَفَّارَات فَافْهَم.
التَّرْتِيب: لُغَة وضع كل شَيْء فِي مرتبته فَهُوَ أخص من التَّرْكِيب لِأَنَّهُ لم يعْتَبر فِيهِ أَن يكون لبَعض أَجْزَائِهِ نِسْبَة إِلَى الْبَعْض بالتقدم والتأخر. وَاصْطِلَاحا هُوَ جعل الْأَشْيَاء الْكَثِيرَة بِحَيْثُ يُطلق عَلَيْهَا اسْم الْوَاحِد وَيكون لبَعض أَجْزَائِهِ نِسْبَة إِلَى الْبَعْض بالتقدم والتأخر قَالَ الْفَاضِل الجلبي فِي حَوَاشِيه على التَّلْوِيح - قَالَ بعض الأفاضل من نسب الشَّافِعِي رَحمَه الله إِلَى أَنه فهم التَّرْتِيب فِي الْوضُوء من الْوَاو فقد غلط كَيفَ فَإِنَّهُ عَالم بِأَن الْوَاو للْجمع مُطلقًا لَا تَرْتِيب فِيهِ وَإِنَّمَا أَخذ التَّرْتِيب من السّنة وَمن سِيَاق النّظم وتأليفه وَذَلِكَ أَن الله تَعَالَى ذكر الْوُجُوه ووزنه فعول وَذكر الْأَيْدِي ووزنه افْعَل وَأدْخل ممسوحا بَين مغسولين وَقطع النظير عَن النظير لِأَنَّهُ لم يقل فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وامسحوا برؤوسكم وَأَيْدِيكُمْ وأرجلكم. فلولا أَن الْحِكْمَة فِي ذَلِك التَّنْبِيه على التَّرْتِيب لَكَانَ أحسن بالبلاغة أَن يَقُول فَاغْسِلُوا وُجُوهكُم وَأَيْدِيكُمْ وأرجلكم وامسحوا برؤوسكم كَمَا يُقَال رَأَيْت زيدا وعمروا وَدخلت الْحمام وَلَا يُقَال رَأَيْت زيدا وَدخلت الْحمام وَرَأَيْت عمروا. وَلَو قيل ذَلِك لَكَانَ هجنة فِي الْكَلَام. وَمن أحسن من الله قيلا. وَلَكِن التَّرْتِيب لَيْسَ بِفَرْض عِنْد أبي حنيفَة رَضِي الله عَنهُ لما ذكر فِي كتب الْفِقْه.

النّسخ

النّسخ: فِي الْمَنْسُوخ.
النّسخ:
[في الانكليزية] Annulment ،transcription ،copy
[ في الفرنسية] Annulation ،transcription ،copie
بالفتح وسكون السين في اللغة يقال لمعنيين أحدهما الإزالة يقال نسخت الشمس الظّل وانتسخته أي أزالته ونسخت الريح آثار القدم أي أزالتها وغيّرتها. وثانيهما النقل يقال نسخت الكتاب وانتسخته أي نقلت ما فيه إلى آخره ونسخت النحل بالحاء المهملة أي نقلتها من موضع إلى موضع. قال السجستاني النسخ أن يحول ما في الحلبة من النحل والعسل إلى أخرى غيرها، ومنه المناسخة والتّناسخ في الميراث وهي أن تموت ورثة بعد ورثة، سمّي بذلك لانتقال المال من وارث إلى وارث، ومنه التناسخ في الأرواح لأنّها تنتقل من بدن إلى بدن. واختلف في حقيقته فقيل حقيقة لهما فهو مشترك بينهما لفظا، وقيل للأول وهو الإزالة وللنقل مجاز باسم اللازم إذ في الإزالة نقل من حالة إلى حالة. وقيل للثاني وهو النقل وللإزالة مجاز باسم الملزوم. وعند الحكماء قسم من التّناسخ ويفسّر بنقل النفس الناطقة من بدن إنساني إلى بدن إنساني آخر كما سيجيء. وعند أهل البديع قسم من السّرقة ويسمّى انتحالا وقد سبق. وعند أهل الشرع أن يرد دليل شرعي متراخيا عن دليل شرعي مقتضيا خلاف حكمه أي حكم الدليل الشرعي المتقدّم. فالدليل الشرعي المتأخّر يسمّى ناسخا والمتقدّم يسمّى منسوخا، وإطلاق الناسخ على الدليل مجاز لأنّ الناسخ حقيقة هو الله تعالى فخرج التخصيص لأنّه لا يكون متراخيا، وخرج ورود الدليل الشرعي مقتضيا خلاف حكم العقل من الإباحة الأصلية. والمراد بخلاف حكمه ما يدافعه وينافيه لا مجرّد المغايرة كالصوم والصلاة.
وذكر الدليل ليشمل الكتاب والسنة قولا وفعلا وغير ذلك، وخرج ما يكون بطريق الإنساء والإذهاب من القلوب من غير أن يرد دليل، ودخل فيه نسخ التلاوة فقط لأنّه نسخ الأحكام المتعلّقة بالتلاوة بالحقيقة كجواز الصلاة وحرمة القراءة والمسّ للجنب والحائض ونحو ذلك، وإن لم تكن التلاوة نفسها حكما. قالوا لمّا كان الشارع عالما بأنّ الحكم الأول مؤقّت إلى وقت كذا كان الدليل الثاني بيانا محضا لمدة الحكم بالنظر إلى الله تعالى، ولمّا كان الحكم الأول مطلقا عن التأبيد والتوقيت كان البقاء فيه أصلا عندنا معاشر الحنفية لجهلنا عن مدته.
فالثاني يكون تبديلا بالنسبة إلى علمنا حيث ارتفع بقاء ما كان الأصل بقاؤه. ولذا قيل في بعض الكتب وأمّا التبديل وهو النسخ فهو بيان انتهاء حكم شرعي مطلق عن التأبيد والتوقيت بنصّ متأخّر عن مورده. واحترز بالشرعي عن غيره وبالمطلق عن الحكم المؤقّت بوقت خاص فإنّه لا يصحّ نسخه قبل انتهائه فإنّ النسخ قبل تمام الوقت بداء على الله تعالى، تعالى عن ذلك، وبقيد متأخّر خرج التخصيص، ولهذا قيل أيضا هو بيان انتهاء الحكم الشرعي المطلق الذي في تقدير أوهامنا استمراره لولاه بطريق التراخي، وفوائد القيود ظاهرة. وقال بعضهم هو رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخّر لا يقال ما ثبت في الماضي لا يمكن رفعه إذ لا يتصوّر بطلانه لتحققه، وما في المستقبل لم يثبت بعد، فكيف يبطل، فلا رفع حينئذ أيضا.
ولذا فرّوا من الرفع إلى الانتهاء لأنّا نقول ليس المراد بالرفع البطلان بل زوال ما يظنّ من التعلّق بالمستقبل يعني أنّه لولا الناسخ لكان في عقولنا ظنّ التعلّق بالمستقبل، فبالناسخ زال ذلك التعلّق المظنون، فــمؤدّى الرفع والانتهاء واحد.
واعلم أنّ النسخ كما يطلق على ورود دليل شرعي إلى آخره كذلك يطلق على فعل الشارع، وبالنظر إلى هذا عرّفه من عرّفه بالبيان والرفع، وقد يطلق بمعنى الناسخ وإليه ذهب من قال هو الخطاب الدّال على ارتفاع الحكم الثابت بالخطاب المتقدّم على وجه لولاه لكان ثابتا مع تراخيه عنه. قيل يرد عليه أنّ قول العدل نسخ حكم كذا يدخل في الحد مع انه ليس نسخا وان فعل الرسول عليه الصلاة والسلام قد يكون نسخا مع انه يخرج عن الحد واجيب عنهما بان المراد بالدال الدال بالذات وهو قول الله تعالى وخطابه وقول العدل وفعل الرسول إنّما يدلان بالذات على ذلك القول. فإن قيل فعلى هذا لا يكون قول الرسول ناسخا. قلت: يفرّق بين قوله وفعله بأنّه وحي فكأنّه نفس قول الله تعالى، بخلاف الفعل فإنّه إنّما يدلّ عليه. قيل قوله لولاه لكان ثابتا يخرج قول العدل لأنّه قد ارتفع الحكم بقول الشارع رواه العدل أم لا. وقوله مع تراخيه يخرج الغاية مثل صم إلى غروب الشمس والاستثناء ونحوهما وإليه ذهب الإمام أيضا حيث قال هو اللفظ الدّال على ظهور انتفاء شرط دوام الحكم الأول، ومعناه أنّ الحكم كان دائما في علم الله تعالى وأمّا مشروطا بشرط لا يعلمه إلّا هو، وأجل الدوام أن يظهر انتفاء ذلك الشرط فينقطع الحكم ويبطل، وما ذلك إلّا بتوفيقه تعالى إيّاه. فإذا قال قولا. دالا عليه فذلك هو النسخ ويرد عليه أيضا الإيرادان السابقان، والجواب الجواب السابق. وبالنظر إلى هذا أيضا قال الفقهاء هو النصّ الدال على انتهاء أمد الحكم الشرعي مع تراخيه عن مورده أي مع تراخي ذلك النّصّ عن مورده أي موضع ورود ذلك فخرج الغاية ونحوها. ويرد عليه الإيرادان السابقان، والجواب الجواب. وقالت المعتزلة أيضا هو اللفظ الدّال على أنّ مثل الحكم الثابت بالنّصّ المتقدّم زائل على وجه لولاه لكان ثابتا، واعترض عليه بأنّ المقيّد بالمرّة إذا فعل مرة يصدق هذا التعريف على اللفظ الذي يفيد تقييده بالمرّة مع أنّه ليس بنسخ، كما إذا قال الشارع يجب عليك الحج في جميع السّنين مرة واحدة، وهو قد حجّ مرة، فإنّ قوله مرة واحدة لفظ دالّ على أنّ مثل الحكم الثابت بالنصّ السابق زائل عن المخاطب على وجه لولا ذلك اللفظ لكان مثل ذلك الحكم ثابتا بحكم عموم النّصّ الذي يدفعه التقييد بالمرّة. واعلم أنّ جميع هذه التعاريف لا تتناول نسخ التلاوة اللهم إلّا أن يقال إنّه عبارة عن نسخ الأحكام المتعلّقة بنفس النظم كالجواز في الصلاة وحرمة القراءة على الجنب والحائض ونحو ذلك كما عرفت سابقا.

التقسيم:
في الإتقان النسخ أقسام. الأول نسخ المأمور به قبل امتثاله وهو النسخ على الحقيقة كآية النجوى. الثاني ما نسخ مما كان شرعا لمن قبلنا كآية شرع القصاص والدّية، أو كان أمر به أمرا جمليا كنسخ التوجّه إلى بيت المقدس بالكعبة وصوم عاشوراء برمضان، وإنّما يسمّى هذا نسخا تجوّزا. الثالث ما أمر به لسبب ثم يزول السبب كالأمر حين الضعف والقلة بالصبر والصّفح ثم نسخ بإيجاب القتال، وهذا في الحقيقة ليس نسخا بل هو من أقسام المنسأ كما قال تعالى أَوْ نُنْسِها فالمنسئ هو الأمر بالقتال إلى أن يقوي المسلمون وفي حالة الضعف يكون الحكم وجوب الصبر على الأذى، وبهذا يضعف ما ذكره كثيرون من أنّ الآيات في ذلك منسوخة بآية السيف وليس كذلك بل هي من المنسأ بمعنى أنّ كلّ أمر ورد يجب امتثاله في وقت ما لعلّة تقتضي ذلك الحكم ثم ينتقل بانتقال تلك العلة إلى حكم آخر وليس بنسخ، إنّما النسخ الإزالة للحكم حتى لا يجوز امتثاله. وأيضا النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب: ما نسخ تلاوته وحكمه معا.

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: (وكان فيما أنزل الله عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهنّ مما يقرأ من القرآن) رواه الشيخان، أي قارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوفاة أو أنّ التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كلّ الناس إلى بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها. والضرب الثاني ما نسخ حكمه دون تلاوته نحو قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ نسخت بآية القتال، والضرب الثالث ما نسخ تلاوته دون حكمه نحو الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالا من الله انتهى.
فائدة:
محلّ النسخ حكم شرعي قديم أي لم يلحقه تأبيد ولا توقيف فتخرج الأحكام الحسّية والعقلية والأخبار عن الأمور الماضية أو الواقعة في الحال أو الاستقبال مما يؤدّي نسخه إلى جهل، بخلاف الأخبار عن حل الشيء مثل هذا حرام وذلك حلال. وفي الاتقان لا يقع النسخ إلّا في أمر أو نهي ولو بلفظ الخبر، وأمّا الخبر الذي ليس بمعنى الطلب فلا يدخله النسخ ومنه الوعد والوعيد فمن أدخل في كتاب النسخ كثيرا من آيات الأخبار والوعد والوعيد فقد أخطأ.
فائدة:
شرط النسخ التمكّن من الاعتقاد ولا حاجة إلى التمكّن من الفعل عندنا، وعند المعتزلة لا يصحّ قبل الفعل لأنّ المقصود منه الفعل، فقبل حصوله يكون بداء. ولنا أنّه عليه الصلاة والسلام أمر ليلة المعراج بخمسين صلاة ثم نسخ الزائد على الخمس مع عدم التمكّن من الفعل. فائدة:
الناسخ إمّا الكتاب أو السّنّة دون القياس والإجماع، فيكون أربعة أقسام: نسخ الكتاب بالكتاب أو السنة بالسنة أو الكتاب بالسنة أو العكس، هذا عند الحنفية. وقال الشافعي رحمه الله تعالى بفساد الأخيرين، وتوضيح المباحث يطلب من التوضيح والعضدي وغيرهما من كتب الأصول.

الضّروري

الضّروري:
[في الانكليزية] Necessary
[ في الفرنسية] Necessaire
لغة يطلق على ما أكره عليه وعلى ما تدعو الحاجة إليه دعاء قويا كالأكل مما يمخمصه، وعلى ما سلب فيه الاختيار على الفعل والترك كحركة المرتعش. وفي الجرجاني الضرورة مشتقة من الضّرر وهو النازل ممّا لا مدفع له. وفي الحموى حاشية الأشباه هاهنا خمس مراتب: ضرورة وحاجة ومنفعة وزينة وفضول. فالضرورة بلوغه حدّا إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب الهلاك، وهذا يبيح تناول الحرام. والحاجة كالجائع الذي لو لم يجد ما يأكله لم يهلك غير أنّه يكون في جهد ومشقّة، وهذا لا يبيح تناول الحرام ويبيح الفطر في الصوم. والمنفعة كالذي يشتهي خبز البرّ ولحم الغنم والطعام الدّسم. والزينة كالمشتهي بالحلوى والسكر. والفضول التوسّع بأكل الحرام والشبهة انتهى. وفي عرف العلماء يطلق على معان. منها مقابل النظري أي الكسبي، فالمتكلمون على أنّهما أي الضروري والكسبي قسمان للعلم الحادث، فعلم الله تعالى لا يوصف بضرورة ولا كسب. والمنطقيون على أنّهما قسمان لمطلق العلم وعلم الله تعالى داخل عندهم في الضروري لعدم توقّفه على نظر، فعرّفه القاضي أبو بكر من المتكلّمين بأنّه العلم الذي يلزم نفس المخلوق لزوما لا يجد المخلوق إلى الانفكاك عنه سبيلا، أي لزوما لا يقدر المخلوق على الانفكاك عن ذلك العلم مطلقا، أي لا بعد الحصول ولا قبله. فإنّ عدم القدرة من جميع الوجوه أقوى وأكمل من عدمها من بعض الوجوه دون بعض. ولا يخفى أنّ المطلق ينصرف إلى الفرد الكامل، فخرج بهذا النظري فإنّه يقدر المخلوق على الانفكاك عنه قبل حصوله بأن يترك النظر فيه وإن لم يقدر على الانفكاك عنه بعد حصوله، وإنّما صحّ تفسيرنا قوله لا يجد بقولنا لا يقدر لأنّك إذا قلت فلان يجد إلى كذا سبيلا، يفهم منه أنّه يقدر عليه. وإذا قلت لا يجد إليه سبيلا فهم منه أنّه لا يقدر عليه. وإنما اخترنا ذلك التفسير لدفع ما أورد على الحدّ من أنّه يلزم خروج العلوم الضرورية بأسرها لأنّها تنفك بطريان أضداد العلم من النوم والغفلة وبفقد مقتضيه كالحسّ والوجدان والتواتر والتجربة وتوجّه العقل. فإن قلت الانفكاك مقدورا كان أو غير مقدور ينافي اللزوم المذكور في التعريف فالايراد باق بحاله. قلت المراد باللزوم معناه اللغوي وهو الثبوت مطلقا، ثم قيّده بكون الانفكاك عنه غير مقدور. فآخر كلامه تفسير لأوله.
وتلخيص التعريف ما قيل من أنّ الضروري هو ما لا يكون تحصيله مقدورا للمخلوق، ولا شكّ أنّه إذا لم يكن تحصيله مقدورا لم يكن الانفكاك عنه مقدورا وبالعكس، لأنّه لا معنى للقدرة إلّا التمكّن من الطرفين، فإذا كان التحصيل مقدورا يكون تركه الذي هو الانفكاك مقدورا وكذا العكس، أي إذا كان الانفكاك مقدورا يكون تركه الذي هو التحصيل مقدورا فــمؤدّى العبارتين واحد. فمن الضروريات المحسوسات بالحواس الظاهرة فإنّها لا تحصل بمجرّد الإحساس المقدور لنا، وإلّا لما عرض الغلط بل يتوقّف على أمور غير مقدورة لا نعلم ما هي، ومتى حصلت وكيف حصلت، بخلاف النظريات فإنّها تحصل بمجرّد النظر المقدور لنا، فإنّ حصولها دائر على النظر وجودا وعدما فتكون مقدورة لنا إذ لا معنى لمقدورية العلم إلّا مقدورية طريقه، وذا لا ينافي توقّفها على تصوّر الأطراف فتدبّر، فإنّه زلت فيه الأقدام. ومنها المحسوسات بالحواس الباطنة كعلم الإنسان بألمه ولذته. ومنها العلم بالأمور العادية. ومنها العلم بالأمور التي لا سبب لها ولا يجد الإنسان نفسه خالية عنها، كعلمنا بأنّ النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان.
فإن قلت أليس ذلك العلم حاصلا لنا بمجرّد الالتفات المقدور لنا فيكون مقدورا.
قلت الالتفات قدر مشترك بين جميع العلوم فليس ذلك سببا لحصوله بل لخصوصية الأطراف مدخل فيه. ومعنى كون مجرّد الالتفات كافيا فيه أنّه لا احتياج فيه إلى سبب آخر لأنّه سبب تام، والنظري هو العلم المقدور تحصيله بالقدرة الحادثة. والقيد الأخير لإخراج العلم الضروري لأنّه مقدور التحصيل فينا بالقدرة القديمة. وقال القاضي أبو بكر: وأمّا النظري فهو ما يتضمنه النظر الصحيح. قال الآمدي: معنى تضمّنه له أنّهما بحال لو قدر انتفاء الآفات وأضداد العلم لم ينفك النظر الصحيح عنه بلا إيجاب كما هو مذهب البعض، ولا توليد كما هو مذهب البعض الآخر، فإنّ مذهب القاضي أنّ حصوله عقيب النظر بطريق العادة حال كون عدم انفكاك النظر عنه مختصا حصولا بالنظر، فخرج العلم بالعلم بالشيء الحاصل عقيب النظر فإنّه غير منفكّ عن العلم بالشيء عند القاضي، والعلم بالشيء عقيب النظر لا ينفكّ عن النظر، لكنّه لا يكون له اختصاص بالنظر لكونه تابعا للعلم بالشيء، سواء كان العلم بالشيء حاصلا بالنظر أو بدونه. ولا يخفى أنّ تضمّن الشيء للشيء على وجه الكمال إنّما يكون إذا كان كذلك فلا يرد أنّ دلالة التضمّن على القيدين خفية. فمن يرى أنّ الكسب لا يمكن إلّا بالنظر لأنّه لا طريق لنا إلى العلم مقدور سواه فإنّ الإلهام والتعليم لكونهما فعل الغير غير مقدورين لنا، وكذلك التصفية إذ المراد منه أن يكون مقدورا للكلّ أو الأكثر، والتصفية ليس مقدورا إلّا بالنسبة إلى الأقل الذي يفي مزاجه بالمجاهدات الشاقة. فالنظري والكسبي عنده متلازمان فإنّ كلّ علم مقدور لنا يتضمنه النظر الصحيح، وكلّ ما يتضمنه النظر الصحى فهو مقدور لنا. ومن يرى جواز الكسب بغير النظر بناء على جواز طريق آخر مقدور لنا وإن لم نطلع عليه جعله أخصّ بحسب المفهوم من الكسبي لكنه أي النظري يلازم الكسبي عادة بالاتفاق من الفريقين.
اعلم أنّ الضروري قد يقال في مقابلة الاكتسابي ويفسّر بما لا يكون تحصيله مقدورا للمخلوق أي يكون حاصلا من غير اختيار للمخلوق، والاكتسابي هو ما يكون حاصلا بالكسب وهو مباشرة الأسباب بالاختيار كصرف العقل والنظر في المقدّمات في الاستدلاليات والإصغاء وتقليب الحدقة ونحو ذلك في الحسّيات. فالاكتسابي أعمّ من الاستدلالي لأنّه الذي يحصل بالنظر في الدليل. فكل استدلالي اكتسابي دون العكس كالإبصار الحاصل بالقصد والاختيار. وقد يقال في مقابلة الاستدلالي ويفسّر بما يحصل بدون فكر ونظر في دليل.
فمن هاهنا جعل بعضهم العلم الحاصل بالحواس اكتسابيا أي حاصلا بمباشرة الأسباب بالاختيار، وبعضهم ضروريا أي حاصلا بدون الاستدلال، هكذا في شرح العقائد النسفي للتفتازاني.
وقال المنطقيون العلم بمعنى الصورة الحاصلة إمّا بديهي وهو الذي لم يتوقّف حصوله على نظر وكسب ويسمّى بالضروري أيضا، وإمّا نظري وهو الذي يتوقّف حصوله على نظر وكسب، أي البديهي العلم الذي لم يتوقّف حصوله المعتبر في مفهومه فلا يلزم أن يكون للحصول حصول، والتوقف في اللغة درنگ كردن، فتعديته بعلى يتضمّن معنى الترتّب، فيفيد قيد التوقّف أنّه لولاه لما حصل، وقيد الترتّب التقدم فيؤول إلى معنى الاحتياج. ولذا قيل الضروري ما لا يحتاج في حصوله إلى نظر.
فبالقيد الأول دخل العلم الذي حصل بالنظر كالعلم بأن ليس جميع التصوّرات والتصديقات بديهيا ولا نظريا، وبالقيد الثاني العلم الضروري التابع للعلم النظري كالعلم بالعلم النظري فإنّه وإن كان يصدق عليه أنّه لولا النظر لما حصل، لكنّه ليس مترتّبا على النظر على العلم المستفاد من النظر، أنّ المتبادر من الترتّب الترتّب بلا واسطة. وبما ذكرنا ظهر أنّ تعريفهما بما لا يكون حصوله بدون النظر والكسب وبما يكون حصوله به بنقصان طردا وعكسا بالعلمين المذكورين، فظهر أنّه لا يرد على التعريفين أنّ العلوم النظرية يمكن حصولها بطريق الحدس، فلا يصدق تعريف النّظر على شيء من أفراده لأنّه إنما يرد لو فسّر التوقّف على النظر بمعنى أنّه لولاه لامتنع العلم. أمّا إذا فسّر بما ذكرنا أعني لولاه لما حصل فلا. وتفصيل ذلك أنّ طرق العلم منحصرة بالاستقراء في البداهة والإحساس والتواتر والتجربة والحدس، فإذا كان حصوله بشيء سوى النّظر لم يكن الناظر محتاجا في حصوله إلى النظر، ولا يصدق أنّه لولاه لما حصل العلم. وإذا لم يكن حصوله بما عداه كان في حصوله محتاجا إليه، ويصدق عليه أنّه لولاه لما حصل العلم. ثم إنّ البديهي والنظري يختلف بالنسبة إلى الأشخاص فربّما يكون نظريا لشخص بديهيا لشخص آخر، وبالعكس. فقيد الحيثية معتبر في التعريف وإن لم يذكروا. وأمّا اختلافهما بالنسبة إلى شخص واحد بحسب اختلاف الأوقات فمحلّ بحث، لأنّ الحصول معتبر في مفهومهما أولا وهو بالنظر أو بدونه، ربما حرّرنا اندفاع الشكوك التي عرضت للناظرين فتدبر.
تنبيه
قد استفيد من تعريفي البديهي والنظري المطلقين تعريف كلّ واحد من البديهي والنظري من التصوّر والتصديق. فالتصوّر البديهي كتصوّر الوجود والشيء والتصديق البديهي كالتصديق بأنّ الكلّ أعظم من الجزء والتصوّر النظري كتصوّر حقيقة الملك والجنّ والتصديق النظري كالتصديق بحدوث العالم. ثم التصديق عند الإمام لما كان عبارة عن مجموع الإدراكات الأربعة فإنّما يكون بديهيا إذا كان كلّ واحد من أجزائه بديهيا. ومن هاهنا تراه في كتبه الحكمية يستدلّ ببداهة التصديقات على بداهة التصوّرات وعلى هذا ذهب البعض إلى عدم جواز استناد العلم الضروري إلى النظري. وأمّا عند الحكيم فمناط البداهة والكسب هو نفس الحكم فقط، فإن لم يحتج في حصوله إلى نظر يكون بديهيا، وإن كان طرفاه بالكسب. وعلى هذا ذهب البعض إلى جواز استناد العلم الضروري إلى النظري.
هذا كله خلاصة ما في شرح المواقف وما حقّقه المولوي عبد الحكيم في حاشيته وحاشية شرح الشمسية وما في شرح المطالع. وعلم من هذا أنّه لا فرق هاهنا بين المتكلّمين والمنطقيين إلّا بجعلهم الضروري والنظري من أقسام العلم الحادث، وجعل المنطقيين الضروري والنظري من أقسام مطلق العلم. ومنها مرادف البديهي بالمعنى الأخصّ على ما ذكر المولوي عبد الحكيم أي بمعنى الأولي ويؤيّده ما مرّ أنّ الضرورة الذهنية ما يكون تصوّر طرفيها كافيا في جزم العقل بالنسبة بينهما على ما ذكر شارح المطالع، ثم قال في آخر بحث الموجّهات:
البديهي يطلق على معنيين أحدهما ما يكفي تصوّر طرفيه في الجزم بالنسبة بينهما وهو معنى الأوليّ، والثاني ما لا يتوقّف حصوله على نظر وكسب انتهى. ومنها اليقيني الشامل للنظري والضروري. فالضروري على هذا ما لا تأثير لقدرتنا في حصوله سواء كان حصوله مقدورا لنا بأن يكون حصوله عقيب النظر عادة بخلق الله تعالى لا بتأثير قدرتنا فيه أو لم يكن حصوله مقدورا لنا وعلى هذا قال الإمام الرازي العلوم كلها ضرورية لأنّها إمّا ضرورية ابتداء أو لازمة لها لزوما ضروريا، انتهى فإنّ القسم الأول أي الضروري ابتداء هو البديهي. والضروري، والقسم الثاني هو الكسبي، هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم في المقصد الرابع من مرصد العلم.

التوكيد والتكرير

التوكيد والتكرير
التوكيد من أهم العوامل لبث الفكرة في نفوس الجماعات، وإقرارها في قلوبهم إقرارا، ينتهى إلى الإيمان بها، وقيمة التوكيد بدوام تكراره بالألفاظ عينها، ما أمكن ذلك، «فإذا تكرر الشيء رسخ في الأذهان رسوخا، تنتهى بقبوله حقيقة ناصعة» وللتكرار تأثير في عقول المستنيرين، وتأثيره أكبر في عقول الجماعات من باب أولى، والسبب في ذلك كون المكرر ينطبع في تجاويف الملكات اللاشعورية، التى تختمر فيها أسباب أفعال الإنسان، فإذا انقضى شطر من الزمن نسى الواحد منا صاحب التكرار، وانتهى بتصديق المكرر .
واستخدم القرآن التوكيد وسيلة لتثبيت المعنى في نفوس قارئيه، وإقراره في أفئدتهم، حتى يصبح عقيدة من عقائدهم.
وقد يكرر القرآن الجملة المؤكدة عدة مرات بألفاظها نفسها، علما منه بما لذلك.
من أثر في النفس، فتراه مثلا في سورة الشعراء يكرر الجملتين الآتيتين خمس مرات، من غير أن يغير من ألفاظهما حرفا، فقال على لسان بعض رسله: إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (الشعراء 107، 108 و 126 و 144 و 163 و 179).
وهى وإن كانت مقولة على ألسنة عدة رسل، توحى لتكررها بعبارة واحدة، بصدق هؤلاء الرسل وتثبيت التصديق بهم.
ويؤكد القرآن صفات الله، حتى يستقر الإيمان بها في النفوس، وذلك هو الأساس الذى ينبنى عليه الدين، فتسمعه يقول مكررا ومؤكدا في كثير مما يكرره:
إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة 20)، إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (البقرة 110)، إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115)، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (البقرة 153)، فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ (البقرة 158)، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (البقرة 173)، إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (البقرة 190)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (البقرة 195)، أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (البقرة 196)، أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 209)، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222)، إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البقرة 181)، أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 231)، أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (البقرة 267)، إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (آل عمران 5)، إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ (آل عمران 9)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (الرعد 31)، فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (آل عمران 199)، إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (آل عمران 37)، إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (العنكبوت 6)، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (آل عمران 119)، إِنَّ اللَّهَ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (الأنفال 47)، إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (آل عمران 9).
فهذا التأكيد يقرر معانى هذه الصفات في النفس، وإذا تكررت هذه المعانى فى النفس انبثق منها العمل الصالح، المبنى على أساس من الإيمان المكين. وفي أحيان كثيرة يستغنى القرآن عن التوكيد بتكريرها في مواضع شتى، وهذا التكرير للصفات في المناسبات المختلفة مصدر توطيدها في النفس.
ويؤكد القرآن وعده ووعيده، فيكرر مؤكدا قوله: إن الله يحب المتقين، وإن الله مع المتقين، وفي مواضع شتى، وقوله: إن الله لا يحب الكافرين، وإن الله لا يهدى القوم الكافرين، وحينا يكتفى بالتكرير- كما قلنا- عن توكيد الجملة.
ويؤكد كل خبر هو مجال للشك أو الإنكار، وكلما توغل الخبر في ميدان الشك زادت ألوان المؤكدات، وتأمل لذلك قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 11 - 14). أولا تراهم عند ما أنكروا الإفساد في الأرض والسفاهة، أكد اتصافهم بها بألا، وإن، وتعريف ركنى الجملة المؤذن بالقصر، وضمير الفصل. ولمّا كان إقرارهم للمؤمنين بالإيمان بألسنتهم مبعثا للشك في نفوس شياطينهم، دفعهم ذلك إلى تأكيدهم لهم الثبات على مبادئهم، وأنهم لا يبغون عنها حولا.
واقرأ قوله تعالى: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ
(يس 13 - 16). ألا ترى المرسلين قد أكدوا رسالتهم بإن، عند ما كذبهم أصحاب القرية، فلما لج هؤلاء في التكذيب، زادوا في تأكيد رسالتهم مؤكدا جديدا، هو اللام، وأشهدوا ربهم على صدق دعواهم. وللتوكيد أساليب كثيرة في القرآن الكريم، فمنها التوكيد المعنوى بكل وأجمع، كما في قوله تعالى: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (الحجر 30). وفائدة هذا اللون من التوكيد رفع ما يتوهم من عدم الشمول، وإنى أرى هنا ما رآه الفراء من أن كلهم أفادت ذلك، وأجمعون أفادت اجتماعهم على السجود، وأنهم لم يسجدوا متفرقين.
ومنها التوكيد اللفظى، بأن يكرر السابق لفظه، اسما كان، أو فعلا، أو اسم فعل، أو حرفا، أو جملة، كما ترى ذلك في قوله تعالى: كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (الفجر 21). وقوله: فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (الطارق 17). وقوله سبحانه:
هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ (المؤمنون 36). وقوله: أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (المؤمنون 35)، وقوله: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (الشرح 5، 6)، وكثيرا ما تقترن الجملة الثانية بثم، كما في قوله تعالى: وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (الانفطار 17، 18).
ومنه تأكيد الضمير المنفصل بمثله، كما قال تعالى: الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (النمل 3). وتأكيد الضمير المتصل بالمنفصل، فى قوله سبحانه: قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (الأعراف 115)، وفي تأكيدهم ما يشعر بثقتهم بأنفسهم، وقوله تعالى: قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (طه 68). وفي ذلك تثبيت قلب موسى وبعث الطمأنينة إليه.
ومنه تأكيد الفعل بمصدره، ويكون ذلك في الأمور التى يتوهم فيها المجاز، فيأتى الفعل لرفع هذا التوهم، وتأمل ذلك في قوله تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (النساء 104)، فقد يطلق الكلام على الإيحاء، وينصرف الذهن إليه، فجاء المصدر لإزالة هذا التوهم.
وقوله تعالى: إِنَّ عَذابَ رَبِّكَ لَواقِعٌ ما لَهُ مِنْ دافِعٍ يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً وَتَسِيرُ الْجِبالُ سَيْراً (الطور 7 - 10). أو لا ترى أن اضطراب السماء، وسير الجبال، مما قد تتردد النفس في قبوله، فجىء بالمصدر تأكيدا لوقوعه. وقد يؤكد الفعل بمصدر فعل آخر نيابة عن المصدر، كما في قوله تعالى: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (الجن 8). وفي ذلك دلالة على ما للتبتيل من أثر في استجلاب رضوان الله، فأمر به مؤكدا، ولعل السر فى العدول إلى هذا المصدر، هو المحافظة على النغمة الموسيقية للآية.
ومن ألوان التوكيد أن يكون في الجملة أداة من أدوات التوكيد، وهى إن، وأن، ولام الابتداء، والقسم، وألا الاستفتاحية، وهاء التنبيه، وكأن في تأكيد التشبيه، وضمير الشأن، وضمير الفصل، وقد، والسين، وسوف، والنونان في تأكيد الفعل، ودخول الأحرف الزائدة في الجملة، وتؤكد الجملة بذلك لتثبيت معناها وتوطيده في النفس، وكلما كان هذا المعنى مجالا للشك أو الإنكار، كان موضع التوكيد أنسب وأقوى، كما ذكرنا.
وقد يؤكد القرآن أمرا هو من البداهة بمكان، لأنه يرمى من وراء ذلك إلى هدف هام، تتبينه النفس عند ما تتدبر أمر هذا التوكيد، لترى ما موقعه، ولم كان، وتأمل قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (المؤمنون 15، 16). فلما كان تماديهم في الضلال يصرفهم عن التفكير المستقيم، الــمؤدى إلى الإيمان، بالله ورسله، واليوم الآخر، وكانت هذه الغفلة تلفتهم عن التفكير في مصيرهم، فكأنهم مخلدون لا يصيبهم موت ولا فناء- أكد نزول الموت بهم تأكيدين ليفكروا فيه، وفيما يتطلبه نزوله بهم، من عمل صالح ينفعهم بعد هذا الموت.
وقد يكون تقوية التوكيد لقصد الترغيب، كما ترى ذلك في قوله تعالى: ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (البقرة 54)، فتأكيد هذه الصفة بأربعة تأكيدات، لترغيب العباد في التوبة، والرجوع إلى الله سبحانه.
تدخل إن في الكلام، ففضلا عن تأكيدها لمعنى الجملة، تربط ما بعدها بما قبلها. قال عبد القاهر: «هل شىء أبين في الفائدة، وأدل على أن ليس سواء دخولها وألا تدخل من أنك ترى الجملة إذا هى دخلت، ترتبط بما قبلها وتأتلف معه، وتتحد به، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغا واحدا وكأن أحدهم قد سبك فى الآخر، هذه هى الصورة، حتى إذا جئت إلى إن فأسقطتها، رأيت الثانى مبهما قد نبا عن الأول، وتجافى معناه عن معناه، ورأيته لا يتصل به، ولا يكون منه بسبيل، حتى تجىء بالفاء .. ثم لا ترى الفاء تعيد الجملتين إلى ما كانتا عليه من الألفة، وترد عليك الذى كنت تجد بإن من المعنى، وهذا الضرب كثير من التنزيل جدا، من ذلك قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1)، وقوله عز اسمه: يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (لقمان 17)، وقوله سبحانه: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103)، ومن أبين ذلك قوله تعالى:
وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (هود 37). وقد يتكرر في الآية الواحدة، كقوله عز اسمه: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (يوسف 53)، وهى على الجملة من الكثرة، بحيث لا يدركها الإحصاء». وإنما تقع إن موضع الفاء، إذا كانت جملتها توضح ما قبلها، وتبين وجه الفائدة فيه، كتلك الآيات التى أوردها عبد القاهر، فقوله تعالى: إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (الحج 1). يبين سبب أمرهم بالتقوى في قوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ (الحج 1)، وكذلك إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ (التوبة 103). بيان للسبب في طلب الصلاة لهم من النبى، ولكن ذلك لا يطرد في كل موضع، بل هناك ما لا يحصى من الجمل التى لا تقتضى الفاء، كقوله تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (الدخان 51، 52). فقبله إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (الدخان 50)، ولو أنك قلت:
«إن هذا ما كنتم به تمترون، إن المتقين في جنات وعيون» لم يكن كلاما ، وقوله تعالى: لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ (الأنبياء 100، 101). فلو أتينا مكان إن بالفاء لم تجد لها وجها، كما أنه لا يجوز المجيء بالفاء مكان إن في قوله سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ (الحج 17).
وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (الكهف 30).
لأن جملة إن الثانية خبر عن الأولى في الآيتين، والخبر لا يجوز عطفه على المبتدأ.
قال عبد القاهر : «ومن خصائصها أنك ترى لضمير الأمر والشأن معها من الحسن واللطف، ما لا تراه إذا هى لم تدخل عليه، بل تراه لا يصلح حيث يصلح إلا بها، وذلك في مثل قوله: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (التوبة 120).
وقوله: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ (التوبة 63). وقوله: أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ (الأنعام 54). وقوله: إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (المؤمنون 117).
وقوله: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ (الحج 46).
فإن قلت أو ليس قد جاء ضمير الأمر مبتدأ به معرى من العوامل في قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). قيل: هو، وإن جاء هنا فإنه لا يكاد يوجد مع الجملة مع الشرط والجزاء، بل تراه لا يجيء إلا بإن، على أنهم قد أجازوا في قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ألا يكون الضمير للأمر».
ولما كان جواب السؤال والجمل التى تلقى في مواضيع الجدل مما يحتاج إلى إقراره في نفس السائل والمجادل وتثبيته في قلبهما، كانت الجملة التى تقع جوابا من المواضع التى تجىء فيها إن، كما في قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ (الكهف 83، 84). وقوله تعالى: فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (الشعراء 216). وقوله تعالى: قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الأنعام 56). فإذا كان الكلام جواب منكر حشد له أكثر من أداة واحدة للتوكيد.
وقد تدخل إن للدلالة على أن المتكلم كان يظن أمرا فحدث خلافه، فيأتى بهذا التوكيد ليرد على نفسه ظنه، وكأنه يريد لهذه النفس أن يستقر فيها هذا النبأ الجديد الذى لم تكن تتوقعه، بل تتوقع سواه، وكأنها تريد أن تخلى مكانا من القلب قد شغل بخاطر، لتحل فيه خاطرا جديدا، وتأمل قوله تعالى حكاية عن أم مريم: قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ (آل عمران 36). فأم مريم كان الأمل يملأ قلبها في أن تلد ذكرا نذرته لله، ولطول ما شغلها هذا الأمل تجسم في خيالها، حتى صار كأنه حقيقة واقعة، فلما وضعت مريم فوجئت، فأرادت أن تقر هذا الأمر الجديد في قلبها، حتى تروض نفسها عليه، وتستسلم لما كان. وكذلك قوله تعالى: حكاية عن نوح عليه السلام: قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (الشعراء 117). فلم يكن نوح يتوقع أن يكذبه قومه، وقد جاءهم من ربهم بالنور والهدى، فكان تكذيبهم صدمة له يريد أن يوطن عليها نفسه.
والتأكيد بإن أقوى من التوكيد باللام المؤكدة، واللام المؤكدة هى لام الابتداء فى قوله تعالى: لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ (الحشر 13). وقوله سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 4). وقوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (الليل 12، 13). ولام القسم، كما في قوله تعالى: قالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنا. (يوسف 91).
وهنا نقف عند قوله تعالى: وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (مريم 66).
فقد يبدو أن اللام لا موضع لها هنا لأن الإنسان المتحدث منكر للبعث. ولكن التأمل يبين أن هذا الإنسان المنكر إنما يحكى ما حدثه به الرسول حين أكد له هذا البعث.
ومن أمثلة «ألا» التنبيهية التى تفيد التوكيد قوله تعالى: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13) وقوله سبحانه: أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ (هود 8). ومن أمثلة «ها» التنبيهية، ولم ترد في القرآن إلا داخلة على ضمير المخاطبين المخبر عنه باسم الإشارة- قوله تعالى: ها أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ (آل عمران 119).
ويبدو لى أن منشأ التوكيد في البدء بهاتين الأداتين يعود إلى ما فيهما من تنبيه السامع إلى ما سيرد بعدهما من أخبار، وتهيئته لسماعها، وذلك لا يكون إلا حيث يعتنى بهذه الأخبار، لتستقر في النفس ونثبت بها.
ويفيد ضمير الشأن التوكيد من ناحية أنه يثير النفس، ويدفعها إلى معرفة المراد منه، فإذا جاء تفسيره استقر هذا التفسير في النفس، وتأكد فيها، وليس بكثير استخدام هذا الضمير في القرآن، وإنما يكون في المواضع التى يراد بها تعظيم أمر وتفخيمه عن طريق إبهامه ثمّ إيضاحه. ومن أمثلته قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). وفَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46). وفَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا (الأنبياء 97).
أما ضمير الفصل فهو كثير في القرآن، ومن أمثلته قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى وَثَمُودَ فَما أَبْقى وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى (النجم 43 - 52).
وقد استخدم القرآن هنا ضمير الفصل في الأفعال التى هى مظنة الاشتراك، كما ترى ذلك في جملة الإضحاك والإبكاء، والإماتة والإحياء والإغناء والإقناء، أما حيث لا تدعى الشركة فلا حاجة إلى هذا الضمير، كما ترى في جمل خلق الزوجين، والنشأة الأخرى، وإهلاك عاد الأولى.
ومن ذلك قوله تعالى: قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (الشعراء 75 - 82)، وترى هنا ما رأيته في الآية الماضية من المجيء بضمير الفصل حيث يتوهم في الفعل شركة، كما في الهداية والإطعام والشفاء، أما حيث لا تتوهم تلك الشركة فلا يأتى ضمير الفصل كما في الخلق والإماتة والإحياء.
ويقوى التوكيد في ضمير الفصل حتى يدل على القصر والاختصاص، كما ترى ذلك في الآيتين السالفتين، فإن ضمير الفصل نفى الشركة، وجعل الفعل خاصا بالله وحده، وتلمس القصر الذى أفاده ضمير الفصل في قوله سبحانه على لسان عيسى: ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (المائدة 117)، فبعد وفاة عيسى لم يكن الرقيب عليهم سوى الله وحده.
هذا وقد تحدث البلاغيون طويلا فيما تفيده الباء الزائدة في خبر ما، وليس، من تأكيد في الجملة، منشؤه ما للباء الزائدة من معان، منها المصاحبة، ففي قوله تعالى: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (البقرة 144). وقوله تعالى: وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ (المجادلة 10). ترى هذه الباء قد نفت كل صلة تربط بين الله والغفلة، فى الآية الأولى، وبين السحر والضير في الآية الثانية، فلا صحبة بينهما ولا تلاق.
... وكرر القرآن في سورة الرحمن نيفا وثلاثين مرة قوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 16). متسائلا عما يستطيع أن ينكره الجن والإنس مما أولاهما الله من نعم، فلعل في هذا السؤال المتكرر ما يثير في نفس سامعيه اليقين بأنه ليس من الصواب نكران نعم تكررت وآلاء توالت.
وهنا يحسن أن أقف مشيرا إلى ما قد يبدو حينا من أن لا وجه لهذا التساؤل بعد بعض آيات السورة، كما يتراءى ذلك في قوله سبحانه وتعالى: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (الرحمن 26 - 28)، فأى نعمة يذكر بها الجن والإنس في فناء هذا العالم؟
ولكن تأملا في هذه الآيات وما ورد من هذا السؤال بعد وصف اليوم الآخر وأهواله، يدل على أن مثل هذا السؤال سيوجه بعد فناء هذا العالم، فكأن القرآن يقرر أن سيلقى مثل هذا السؤال، يوم تنشق السماء، ويوم يعرف المجرمون بسيماهم، أفلا يجدر بالمرء أن يفكر طويلا، كما أوحى القرآن بذلك، فى تلك الآلاء والنعم، فيقوم بواجب الإيمان بالنعم وشكرها، حتى لا يقف موقف الجاحد لهذه النعم يوم يحاسب الله الثقلين.
وكررت في سورة المرسلات تلك الجملة المنذرة، وهى قوله تعالى: وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (المرسلات 19)، وإذا نظرنا إلى هذه السورة، وجدناها تتحدث عن وقوع اليوم الآخر، وتصفه، فلا جرم كرر هذا الإنذار عقب كل وصف له، أو فعل يقع فيه، أو عمل من الله يدل على قدرة، يحيى بها الناس بعد موتهم، وفي هذا التكرير ما يوحى بالرهبة، ويملأ القلب رعبا من التكذيب بهذا اليوم الواقع بلا ريب.
وفي سورة الشعراء، كررت الآية الكريمة، وهى قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 8، 9). ثمانى مرات وكانت متمكنة من موضعها في كل مكان حلت فيه، فقد جاءت في هذه السورة أولا، بعد أن وجه القرآن نظرهم إلى الأرض، أو ليس فيما تنبته من كل زوج بهيج ما يثير فى النفس التأمل لمعرفة خالق الأرض ومحييها. واستمع إليه سبحانه يقول:
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 7 - 9).
ويكرر الآية في موضع آخر، تحدث فيه عن انفلاق البحر لموسى، ونجاته، وغرق فرعون، وتلك آية من أكبر دلائل قدرته سبحانه، فهى جديرة بتسجيلها والإشارة إليها. قال تعالى: فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (الشعراء 63 - 68).
وكررت تلك الآية ست مرات أخرى عقب كل ما يجدر أن يكون عظة يعتبر بها، كتصوير جند إبليس، وقد كبكبوا في جهنم، وأخذوا يختصمون فيما بينهم، ويقررون أنهم كانوا في ضلالة وعمى، ويتمنون لو عادوا ليصلحوا ما أفسدوه، أو ليس في ذلك من العظة ما ينهى عن مثل هذا المصير.
وكررها كذلك عقب قصة صالح ولوط وشعيب، لأن مصير أقوامهم حقيق بأن تتلقى منه العظات والعبر، وكأن تلك الآية المكررة تشير إلى مرحلة من القول، يحسن الوقوف عندها والتريث لتدبرها، وتأمل ما تحوى من دروس تستفاد مما مضى من حوادث التاريخ.
وختم الآية بوصفه تعالى بالعزة والرحمة فيه كل المناسبة للحديث عن مصير الكافر والمؤمن، فهو عزيز يعاقب الكافر، ورحيم بمن آمن.
وتجد الآية التى كررت في سورة القمر، وهى قوله سبحانه: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (القمر 17 و 22 و 32 و 40) - منبهة في كل موضع وردت فيه، إلى أن ما سيأتى بعدئذ مما عنى القرآن بالحديث عنه، تذكرة وعظة، وهو لذلك جدير بالتأمل الهادئ والتدبر والادكار.
وقد يحدث التكرير في آيتين متواليتين، كما في قوله سبحانه: لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيداً وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا (النساء 131، 132). وذلك لتثبيت الإيمان بغنى الله عن عبادة العابد، في قلوب الناس، ليقبلوا على العبادة مؤمنين بأنها لخيرهم وحدهم، بل قد يكون التكرير في الآية الواحدة وذلك لتثبيت المكرر في النفس، كما في قوله:
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (الحشر 18)، وقوله تعالى: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ (آل عمران 42).
ويوحى التكرير في سورة «الكافرون» باليأس إلى قلوب من كفر من أن ينصرف الرسول عن دينه إلى ما كان يعبد هؤلاء الكفرة، فليتدبروا أمرهم بينهم مليّا، ليروا سر هذا الإصرار من محمد، فعساهم يدركون أن هذا السر هو أن الرسول على حق، فيما يدعو إليه، فلم ينصرف عنه إلى أديان لا سند لها من الصواب والحق.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.