Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: مأكل

سمن

سمن
عن الفارسية سمن بمعنى الياسمين. يستخدم للذكور والإناث.
(س م ن) : (السَّمْنُ) مَا يَخْرُجُ مِنْ الزُّبْدِ وَهُوَ يَكُونُ لِأَلْبَانِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ (وَسَمْنَانُ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعٌ عَنْ الْغُورِيِّ وَهُوَ مِنْ أَعْمَالِ الرَّيِّ وَهُوَ فِي شِعْرِ الْحَمَاسَةِ.
سمن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الحجّاج أنّه أُتِي بِسَمَكَةٍ فَقَالَ للَّذي عَمِلها: سَمِّنها فَلم يدر مَا يَقُول فَقَالَ لَهُ عَنْبَسَة بن سعيد: أَنه يَقُول لَك بَرِّدْها. وَهَذِه كلمة أَرَاهَا طائفية يسمون التبريد التسمين.
(سمن)
لفُلَان سمنا أَدَم لَهُ بالسمن وَالطَّعَام وَنَحْوه عمله بالسمن أَو لته بِهِ وَفُلَانًا أطْعمهُ سمنا

(سمن) سمنا وسمانة كثر لَحْمه وشحمه فَهُوَ سامن وسمين وَهِي سَمِينَة (ج) سمان

(سمن) سمنا وسمانة سمن فَهُوَ سمين
سمن
السِّمَنُ: ضدّ الهزال، يقال: سَمِينٌ وسِمَانٌ، قال: أَفْتِنا فِي سَبْعِ بَقَراتٍ سِمانٍ [يوسف/ 46] ، وأَسْمَنْتُهُ وسَمَّنْتُهُ: جعلته سمينا، قال:
لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ
[الغاشية/ 7] ، وأَسْمَنْتُهُ: اشتريته سمينا، أو أعطيته كذا، واسْتَسْمَنْتُهُ: وجدته سمينا: والسُّمْنَةُ: دواء يستجلب به السِّمَنُ، والسَّمْنُ سمّي به لكونه من جنس السِّمَنِ، وتولّده عنه. والسُّمَانَى: طائر.

سمن


سَمَنَ(n. ac. سَمْن)
a. Greased; buttered; fed on oily food &c.

سَمِنَ(n. ac. سِمَن
سَمَاْنَة)
a. Was, became fat, plump, fleshy.

سَمَّنَa. Fattened.
b. Greased &c.

أَسْمَنَa. Was fat, plump, fleshy.
b. Had, bought grease, fat, butter.
c. Had, bought a fat beast; had fat cattle.

تَسَمَّنَa. see IV (a)
إِسْتَسْمَنَa. Considered fat.
b. Asked for fat &c.

سَمْن
(pl.
أَسْمُن
سُمُوْن سُمْنَاْن)
a. Clarified butter, ghee.

سُمْنَةa. Fattening food.

سَاْمِنa. Buttery.

سُمَاْنَة
سُمَاْن a. ya
(pl.
سُمَانِيَات), Quail (bird).
سَمِيْن
(pl.
سِمَاْن)
a. Fat, plump, fleshy.
b. Rich (land).
سَمَّاْنa. Butter-man.

سُمُّنَة (pl.
سُمُّن
سَمَامِن )
a. see 24t
سَمَانَجُوْنِيّ
P.
a. Sapphire.
b. Azure.

سَمَنْدَر
P.
a. Salamander.
سَمَنْدَل
a. Phœnix.
[سمن] نه: فيه: يكون في آخر الزمان قوم "يتسمنون" أي يتكثرون بما ليس فيهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: أراد جمعهم الأموال، وقيل: يحبون التوسع في الــمأكل والمشارب. ط: أي يجمعون المال ويغفلون عن الدين فان السمين غالبا لا يهتم بالرياضة، والظاهر أنه حقيقة في معناه. فه: ومنه ح: ويظهر فيهم "السمن". ج: كأنه استعار السمن في الأحوال من السمن في الأبدان. نه: يحبون "السمانة" بفتح سين هي السمن، والمراد كثرة اللحم، والمذموم منه ما يستكسبه بالتوسع في الأكل لا من فيه ذلك خلقة، وقيل: أراد جمع المال. ط: "السمانون" بياعون السمن. نه: وفيه: ويل "المسمنات" يوم القيامة من فترة في العظام، أي اللاتى يستعملن السمنة وهو دواء يتسمن به النساء. وفيه: أتى بسمكة مشوية فقال لمن جاء: "سمنها" فلم يدر ما يريد يعنى برد ما قليلا.
س م ن

سمن الشاة وأسمنها. وسمن حتى زمن. وتعالجت فلانة بالسمنة. وفي الحديث " ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة في العظام " واستسمنه. وطعام مسمون: فيه سمن، وسمنت القوم: أطعمتهم السمن. وذهب مذهب السمنية وهم دهريون من الهند.

ومن المجاز: كلام غث وسمين. وقد أسمنت القدر. ودار سمينة: كثيرة الأهل. وسمنوا لفلان: أعطوه عطاء كثيراً، وسمنت في الحمد: أعطيت فيه الكثير. قال ابن مقبل:

تركت الخنا لست من أهله ... وسمنت في الحمد حتى سمن

وسمع أعرابيّ يقول لآخر: جعلت لك الدار بغير ثمن ليكون أسمن لحظي عندك. وانقلب بلدهم سمنة وعسلة إذا كثرتا فيه. وفي مثل " سمنكم هريق في أديمكم " أي مالكم ينفق عليكم.
سمن
السمَنُ: نَقِيْضُ الهُزَالِ، سَمِنَ يَسْمَنُ. ورَجُل مُسْمَنٌ: سَمِينٌ. وأسْمَنَ الرجلُ: اشْتَرى سَمِيْناً. واسْتَسْمَنَه: وَجَدَه سَمِيْناً. والسمْنَةُ: دَوَاء تُسَمَّنُ به النسَاءُ، وامْرَأةٌ مُسَمنَةٌ ومُسْمَنَةٌ. وأسْمَنْتُه إسْمَاناً. وأسْمَنَ القَوْمُ: سَمِنَتْ إبِلهم.
والتسْمِيْنُ: التَبْرِيْدُ. ودار سمِيْنَةٌ: كثيرةُ الأهْلِ. وسَمنْت في الحَمْدِ: إذا أنْفَقَ فيه وأعْطى الكَثِيرَ. وسَمنُوا لفُلانٍ: أعْطَوْه حَقَه تاماً.
والسمْنُ: سِلَاءُ اللبَنِ. وسَمَّنْتُ الطَّعَامَ: جَعَلْت فيه السَّمْنَ؛ فهو مُسْمُوْنٌ. وفي المَثَلِ: " سَمْنُكُمْ هُرِيْقَ في أدِيْمِكُم " أي مالُكم يُنْفَقُ عليكم.
والسُمَانى - خَفِيْفَة -: طائِرٌ شِبْهُ الفَرُّوْجَةِ، الواحِدَة سُمَانَاة. والسُّمَنِيَةُ: قَوْمٌ من أهْلِ الهِنْدِ. وسُمْنَانُ: مَوْضِعٌ بالبادِيَةِ.
والسمْنَةُ: عُشْبَةٌ ذاتُ قَصَبٍ لها نَوْرَةٌ بَيْضَاء.
س م ن : السَّمْنُ مَا يُعْمَلُ مِنْ لَبَنِ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالْجَمْعُ سُمْنَانٌ مِثْلُ: ظَهْرٍ وَظُهْرَانٍ وَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَسَمِنَ يَسْمَنُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ قَرُبَ إذَا كَثُرَ لَحْمُهُ وَشَحْمُهُ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَبِالتَّضْعِيفِ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ وَفِي الْمَثَل سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ وَاسْتَسْمَنَهُ عَدَّهُ سَمِينًا وَالسِّمَنُ وِزَانُ عِنَبٍ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ سَمِينٌ وَجَمْعُهُ سِمَانٌ وَامْرَأَةٌ سَمِينَةٌ وَجَمْعُهَا سِمَانٌ أَيْضًا.

وَالسُّمَانَى طَائِرٌ مَعْرُوفٌ قَالَ ثَعْلَبٌ وَلَا تُشَدَّدُ الْمِيمُ وَالْجَمْعُ سُمَانَيَاتٌ.

والسُّمَنَةُ بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الْمِيمِ مُخَفَّفَةً فِرْقَةٌ تَعْبُدُ الْأَصْنَامَ وَتَقُولُ بِالتَّنَاسُخِ وَتُنْكِرُ حُصُولَ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ قِيلَ نِسْبَةٌ إلَى سومنات بَلْدَةٌ مِنْ الْهِنْدِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. 
س م ن: (السَّمْنُ) مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ (سُمْنَانٌ) كَعَبْدٍ وَعُبْدَانٍ. وَ (سَمَنَ) الرَّجُلُ الطَّعَامَ مِنْ بَابِ نَصَرَ لَتَّهُ بِالسَّمْنِ فَهُوَ طَعَامٌ (مَسْمُونٌ) وَ (سَمِينٌ) أَيْضًا.
وَ (السَّمَّانُ) إِنْ جَعَلْتَهُ بَائِعَ السَّمْنِ انْصَرَفَ وَإِنْ جَعَلْتَهُ مِنَ السَّمِّ لَمْ يَنْصَرِفْ فِي الْمَعْرِفَةِ. وَ (سَمَّنَ) الْقَوْمَ (تَسْمِينًا) زَوَّدَهُمُ السَّمْنَ. وَ (التَّسْمِينُ) فِي لُغَةِ أَهْلِ الطَّائِفِ وَالْيَمَنِ التَّبْرِيدُ. وَ (السَّمِينُ) ضِدُّ الْمَهْزُولِ وَقَدْ (سَمِنَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ فَهُوَ (سَمِينٌ) وَ (تَسَمَّنَ) مِثْلُهُ وَسَمَّنَهُ غَيْرُهُ (تَسْمِينًا) . وَفِي الْمَثَلِ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ. وَ (السُّمْنَةُ) بِالضَّمِّ دَوَاءٌ تُسَمَّنُ بِهِ النِّسَاءُ. وَ (اسْتَسْمَنَهُ) عَدَّهُ سَمِينًا. وَاسْتَسْمَنَهُ طَلَبَ مِنْهُ هِبَةَ السَّمْنِ. وَ (السُّمَانَى) طَائِرٌ. وَلَا يُقَالُ: سُمَّانَى بِالتَّشْدِيدِ. الْوَاحِدَةُ (سُمَانَاةٌ) وَالْجَمْعُ (سُمَانَيَاتٌ) . وَ (السُّمَنِيَّةُ) بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِ الْمِيمِ فِرْقَةٌ مِنْ عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ تَقُولُ بِالتَّنَاسُخِ وَتُنْكِرُ وُقُوعَ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ. 
[سمن] السَمْنُ للبقر، وقد يكون للمعزى، ويجمع على سمنان مثل عبد وعبدان، وظهر وظهران. قال امرؤ القيس وذكرَ مِعْزىً له: فَتَمْلأُ بيتنا أَقِطاً وسَمْناً وحَسبُك من غِنىً شِبَعٌ ورِيُّ وسَمَنْتُ لهم الطعام أَسمُنُهُ سَمْناً، إذا لَتَتَّهُ بالسمنِ. وقال: عظيمُ القَفا رِخْوُ الخواصرِ أَوْهَبَتْ له عَجْوَةٌ مَسْمونَةٌ وخمير والسَمَّانُ إن جعلتَه بائع السَمْنِ انصرف، وإن جعلته من السَمِّ لم ينصرف في المعرفة. وسَمَّنْتُ القوم تَسْميناً: زوّدتهم السمن. والتسمين في لغة أهل الطائف واليمن: التبريد. وأتى الحجاج بسمكة [مشوية ] ، فقال للطباخ سمنها: أي بردها. والسمين: خلاف المهزول. وقد سَمِنَ سِمَناً ، فهو سَمِينٌ. وتَسَمَّنَ مثله، وسَمَّنَهُ غيره. وفي المثل: " سَمَّنْ كلبك يأكك ". والسُمْنَةُ بالضم: دواء تُسَمَّنُ به النساء. وأسمن الرجل: ملك شيئا سَميناً، أو أعطى غيره. واسْتَسْمَنَهُ: عدَّه سَميناً. وجاءوا يَسْتَسْمِنونَ، أي يطلبون أن يوهَب لهم السَمْنَ. وقول الراجز: فبا كرتنا جفنة بطينه لحمَ جَزورٍ غَثَّةٍ سَمينَهُ أي مَسْمونَةً من السَمْنِ، لا من السِمَنِ. والسُماني: طائر، ولا يقال سمانى بالتشديد. قال الشاعر:

نفسي تمقس من سمانى الاقبر * الواحدة سماناة، والجمع سمانيات. والسمنية بضم الوفتح الميم: فرقة من عبدة الاصنام تقول بالتناسخ، وتنكر وقوع العلم بالاخبار.
س م ن

السِّمَنُ نَقِيضُ الهُزَال سَمِنَ سِمَناً وسَمَانَة عن ابن الأعرابيّ وأنشد

(رَكِبْناها سَمَانَتَها فَلَمَّا ... بَدَتْ مِنْهَا السَّناسِنُ والضلُّوعُ)

أراد رَكِبْناها طولَ سَمَانَتِها وشيءٌ سامِنٌ وسَمينٌ والجمعُ سِمانٌ قال سيبويه ولم يقولوا سُمَناء استغْنَوا عنْهُ بسِمَانٍ وقال اللّحيَاني إذا كانَ السِّمَن خِلْقَةً قيل هذا رَجُلٌ مُسْمِنٌ وقد أسْمَن وسمَّنَهُ جَعَلَهُ سَمِيناً وقالوا اليَنَمَةُ تُسْمِنُ ولا تُغْزرُ أي أنها تجعل الإِبلَ سَمِينَة ولا تَجْعَلُها غِرازاً وقال بعضُهم امرأةٌ مُسْمَنَةٌ سَمِينَةٌ ومُسَمَّنةٌ بالأدْوِيَةِ وأسْمَنَ الرجُلُ مَلَكَ سَميناً أو اشتراهُ أو وَهَبَه وأَسْمَنَ القومُ سَمِنَتْ مَواشِيهم واسْتَسْمَنَ الشيءَ طلبَه سَمِيناً أو وَجَدَه كذلك وطَعامٌ مَسْمَنَةٌ للجسم والسُّمْنَةُ دَواءٌ يُتَّخذُ للسِّمَنِ وأرضٌ سَمِينَةٌ جيِّدةُ التُرْب قليلة الحجارة قَوِيَّةٌ على تَرْشيحِ النَّبْتِ والسَّمْنُ سِلاءُ الزُّبْدِ والجمع أسْمُن وسُمون وسُمْنَان وسَمَنَ الطَّعامَ يَسْمُنُهُ سَمْناً عَمِلَه بالسَّمن وسَمَن الخُبْزَ وسمَّنَهُ وأسْنَمَهُ لَتَّهُ بالسَّمْنِ وأسْمَنَ القومُ كَثُرَ عندهم السَّمْن وقومٌ سامِنون ذَوُو سَمْنٍ وسَمَنَ القومَ يَسْمُنُهم سَمْناً أطعَمَهم السَّمنَ وسمَّنَهم زَوَّدهم السَّمن وجاءُوا يَسْتَسْمِنُون أي يطلبون السَّمْن أن يُوهَبَ لهُم والسَّمَّانُ بائع السَّمن والتَّسْمينُ التَّبْرِيدُ طائِفِيَّةٌ وفي حديث الحجَّاج

أنَّهُ أُتِيَ بسَمَكَةٍ مَشْوِية فقال للذي حَمَلها سَمِّنْها فلم يَدْرِ ما يُريدُ فقال له عَنْبَسَةُ بن سعيد إنّه يقول لك بَرِّدْهَا والسُّمَانَي طائِرٌ واحدتُهُ سُمَانَاةٌ وقد يكونُ السُّمانَي واحداً والسَّمَانُ أصْبَاغٌ يُزَخْرَفُ بِها اسمٌ كالجَبَّانِ وسَمْنٌ وسَمْنانُ وسُمَنَانُ وسُمَنِيَّةٌ مواضِعُ والسُّمَنِيَّةُ قَوْمٌ من أهلِ الهنْدِ دَهْرِيُّونَ والسَّمْنَةُ عُشْبَةٌ ذاتُ وَرَقٍ وقُضُبٍ دَقيقةُ العِيدانِ لها نَوْرَةٌ بيضاءُ وقال أبو حنيفة السَّمْنَةُ من الجَنْبَةِ تَنْبُتُ بِنُجُومِ الصَّيْفِ وتَدُومُ خُضْرتُها
سمن
سمُنَ/ سمُنَ بـ/ سمُنَ على يَسمُن، سِمَنًا وسَمانةً، فهو سَمين، والمفعول مسمونٌ به
• سمُن الحيوانُ/ سمُن الحيوانُ بالعلف/ سمُن الحيوانُ على العلف: كثر لحمُه وشحمُه، نقيض هُزِلَ "سمُن الدَّجاجُ بالعلف- قد يسمُن المرءُ بالأكل القليل المتواتر [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: يسمُن الثَّور بضرسه- {فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ} ". 

سمِنَ يَسمَن، سِمَنًا وسَمانةً، فهو سامِن وسَمين
• سمِن الإنسانُ أو الحيوانُ: سمُن، كثر لحمُه وشحمُه، نقيض هُزِلَ "سمِن بعد شفائه من مرضه- لم تسمَن الماشية لقلّة المرعى- رجلٌ سمين". 

أسمنَ يُسمِن، إسمانًا، فهو مُسمِن، والمفعول مُسمَن
• أسمن الإنسانَ أو الحيوانَ: صيّره سَمِينًا كثيرَ اللّحم والشَّحم "أسمن الفرسَ- تغيير المرعى يُسمن العجولَ [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: سافرْ ففي الأسفار خمس فوائد- {لاَ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}: غير مفيد، غير نافع".
• أسمن الخبزَ: لتَّه بالسَّمْن. 

استسمنَ يَستسمِن، استسمانًا، فهو مُستسمِن، والمفعول مُستسمَن (للمتعدِّي)
• استسمن الرَّجلُ:
1 - طلب أن يوهب له السَّمين.
2 - طلب سَمْنًا.
• استسمن الشَّيءَ: عدّه سمينًا، وجده سمينا "قد استسمنت ذا وَرَم [مثل]: حَسبت المتورِّم سمينًا، ويُضرب لمن يغترّ بالظَّاهر المخالف لحقيقة الواقع".
• استسمن الحيوانَ: طلبه سَمِينًا، أو وجده سمينًا. 

تسمَّنَ يتسمَّن، تَسَمُّنًا، فهو مُتَسَمِّن
• تسمَّن الرَّجلُ: مُطاوع سمَّنَ: سَمِن، كثر لحمُه وشحمُه. 

سمَّنَ يسمِّن، تسمينًا، فهو مُسمِّن، والمفعول مُسمَّن
• سمَّن الحيوانَ: أسمنه، صيّره وجعله سمينًا كثيرَ اللَّحم والشَّحم "سمَّن الخروفَ ليذبحه- سمّن الشَّاة/ الدَّجاج" ° سَمِّنْ كلبك يأكلْك [مثل]: يُضرب لمن يَلْقى شرًّا ممّن يُحْسِن إليه- سمّن له: أعطاه عطاءً كثيرًا. 

سَمانة [مفرد]: مصدر سمِنَ وسمُنَ/ سمُنَ بـ/ سمُنَ على. 

سُمانَى [جمع]: مف سُماناة: (حن) سَلْوى؛ وهو طائر من رتبة الدّجاجيّات، جسمه منضغط ممتلئ له ريش بُنيّ وذيل قصير وهو من القواطع التي تهاجر شتاءً إلى الحبشة والسُّودان، يستوطن أوربا وحوض البحر المتوسِّط. 

سَمّان [مفرد]: بائع السّمْن. 

سُمَّان [جمع]: مف سُمْنة: (حن) نوعٌ من الطَّير من فصيلة الشَّحروريَّات يُصاد للحمه اللذيذ. 

سَمْن [مفرد]: ج أَسمُن وسُمنان وسُمُون: ما يُذاب ويُخلَّص من الزُّبد بعد إغلائه ° سَمْنكم هُرِيق في دَقيقكم [مثل]: مالكم يُنفق عليكم- هما سمن على عسل. 

سَمِن [مفرد]: سمين. 

سِمَن [مفرد]:
1 - مصدر سمِنَ وسمُنَ/ سمُنَ بـ/ سمُنَ على.
2 - بدانة وكثرة لحم وشحم "خفَّف من سِمَنه بكثرة التَّمارين الرِّياضيّة". 

سَمْنة [مفرد]: سَمْن، ما يُذاب ويُخلَّص من الزُّبد بعد إغلائه "وضعت السَّمنة على الدَّقيق لعمل بعض الفطائر". 

سِمْنة [مفرد]: كثرة اللحم أو الشَّحم في الجسم، زيادة في وزن الجسم بسبب التَّراكم الشَّديد للدُّهون "تخلَّصْ من السِّمْنة بممارسة التَّمارين الرِّياضيَّة". 

سمنيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من سَمْن: دالّ على مأكولات الإنسان. 

سَمِين [مفرد]: ج سِمان:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سمِنَ وسمُنَ/ سمُنَ بـ/ سمُنَ على ° أَرْض سَمينة: جيّدة التُّربة قليلة الحجارة قويَّة على ترشيح النَّبت.
2 - رصين حكيم، عكسه غَثّ "كلام سَمين" ° لا يعرف الغثَّ من السَّمين: لا يميِّز بين الطَّيِّب والخبيث. 

سمن

1 سَمِنَ, (S, M, L, Msb, K,) aor. ـَ (L, Msb, K;) and سَمُنَ, aor. ـُ (Msb;) inf. n. of the former سِمَنٌ (S, M, L, K) and سَمَانَةٌ, (M, L, K,) or the former is a simple subst. (Msb) [and the latter by rule inf. n. of the latter verb]; He was, or became, fat, or plump; (S, M, L;) or in the condition of having much flesh and fat: (Msb:) and ↓ تسمّن has a like meaning [i. e. he was, or became, fattened, rendered plump, or made to have much flesh and fat]. (S, L. *) A poet says, رَكِبْنَاهَا سَمَانَتَهَا فَلَمَّا بَدَتْ مِنْهَا السَّنَاسِنُ وَالضُّلُوعُ (IAar, M, L,) meaning We rode her during her state of fatness, or plumpness, [but when the edges of her vertebræ, and the ribs, became apparent, ...] (M, L.) b2: [Hence,] سَمِنَ البُرُّ, inf. n. سِمَنٌ, (assumed tropical:) The wheat became full in the grain. (A in art. صفر.) A2: سَمَنَهُ, (S, M, L, K,) aor. ـُ inf. n. سَمْنٌ, (S, M, L,) He made it, [or prepared it,] namely, food, with سَمْن [q. v. infrà]; (M, L, K;) as also ↓ سمّنه, and ↓ اسمنهُ: (K:) or the first signifies, (S,) or signifies also, and so ↓ the second and ↓ third, (M, L,) he moistened it, and stirred it about, (S, M, L,) namely, food, (S, L,) or bread, (M, L,) with سَمْن, (S, M, L,) لَهُمْ for them. (S.) b2: Also, and ↓ اسمنهُ, (L,) or سَمَنَ القَوْمَ, (M, K,) aor. and inf. n. as above, (M,) He fed him, or the people, or party, with سَمْن. (M, L, K.) b3: And سَمَنْتُ لَهُ I seasoned his bread for him with سَمْن. (L.) 2 سمّنهُ, (S, M, L, Msb, K,) inf. n. تَسْمِينٌ; (K;) He, or it, rendered him fat, or plump; (S, M, L, K; *) or caused him to have much flesh and fat: (Msb:) and ↓ اسمنهُ signifies the same. (M, L, Msb.) It is said in a prov., سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ [Fatten thy dog, and he will eat thee]. (S, L, Msb. [See Freytag's Arab. Prov., i. 609.]) b2: سَمَّنَهُمْ, (S, M, L,) inf. n. as above, (S, L,) He furnished them with سَمْن for travelling-provision, &c. (S, M, L.) b3: See also 1, in two places.

A2: تَسْمِينٌ also signifies The act of cooling, (S, M, L, K,) in the dial. of Et-Táïf (S, M, L) and ElYemen. (S.) A fish was brought to El-Hajjáj, (S, M, L,) broiled, (L,) and he said to the cook, (S,) or to the man who brought it, (M, L,) سَمِّنْهَا, (S, M, L,) meaning Cool it: (S:) the man who brought it knew not what he meant; so 'Ambeseh Ibn-Sa'eed said to him, He says to thee Cool it (M, L) a little. (L.) 4 اسمن He (a man, M, L) was fat, or plump, by nature. (M, L, K.) b2: He (a man, S, M, L) possessed a thing that was fat, or plump: (S, M, L, K:) or bought such: (M, L, K:) or gave such (S, M, L, K) to another. (S.) And اسمن القَوْمُ The people, or party, became in the state of those whose cattle had become fat, or plump. (M, L, K. *) b3: Also He bought سَمْن. (L.) b4: and اسمنوا They became in the condition of having much سَمْن. (M, L, K.) A2: اسمنهُ: see 2: b2: and see also 1, in three places.5 تَسَمَّنَ see 1. b2: [Hence,] تسمّن also signifies (assumed tropical:) He prided himself in the abundance of his wealth, and collected it but did not expend it: (TA in art. هنأ:) or he made a boast of abundance of goodness, or goods, which he did not possess; and laid claim to nobility that was not in him: or collected wealth for the purpose of attaining to the condition of the noble: or loved to indulge himself largely in eatables and drinkables that are the causes of fatness, or plumpness. (L.) 10 استسمنهُ He deemed, or reckoned, (S, L, Msb, K,) or he found, (M, L, K,) it, or him, (namely, a thing, M, L, and flesh-meat, L, or a man, K,) to be fat, or plump, (S, M, L, K,) or to have much flesh and fat: (Msb:) or he sought it, or demanded it, fat, or plump. (M, L.) A2: and جَاؤُوا يَسْتَسْمِنُونَ They came seeking, or demanding, that سَمْن [in the CK السَّمِين i. e. that which was fat or plump] should be given to them. (S, M, L, K. *) سَمْنٌ Clarified butter; ghee; i. e. سِلَآء of fresh butter, (M, L, K,) or of milk; (L;) it is of the cow, and sometimes of the goat: (S, L:) what comes forth, (Mgh,) or is made, (Msb,) [or clarified, by cooking it, or boiling it, sometimes with an admixture of سَوِيق (or meal of parched barley or wheat), or dates, or globules of gazelles' dung, (see خُلَاصَةٌ, and قِشْدَةٌ, and قِلْدَةٌ,)] from the milk of cows, and of goats, (Mgh, Msb,) or sheep: (Msb:) [n. un. with ة:] pl. [of mult.] سُمْنَانٌ (S, M, L, Msb, K, in the CK [erroneously] سِمْنَانٌ) and سُمُونٌ and [of pauc.] أَسْمُنٌ: (M, L, K:) it counteracts all poisons, clears away the filth from foul ulcers, matures all tumours, and removes the [discoloration and spots termed] كَلَف and نَمَش from the face, applied as a liniment. (K.) b2: سَمْنُ الهَبِيدِ [Decocted juice of the colocynth, or of its pulp, or seed]. (TA voce خَوْلَعٌ, q. v.) سِمَنٌ Fatness, or plumpness; contr. of هُزَالٌ; (M, L;) or the condition of having much flesh and fat. (Msb.) [See 1, first sentence.]

سَمْنَةٌ, (M, L,) or ↓ سُمْنَةٌ, with damm, (K,) A certain herb, (M, L, K,) having leaves, and slender twigs, and a white flower: said by AHn to be of the [kind called] جَنْبَة, (M, L,) which grows forth بِنُجُومِ الصَّيْفِ [which may mean either by the influence of the stars of the season called الصيف, i. e., of its rains, or with the herbs of that season, in either case in spring or summer,] and is evergreen. (M, L, K.) سُمْنَةٌ A medicine for fattening, or rendering plump: (M, L, K:) or a medicine by which women are fattened, or rendered plump. (T, S, L.) b2: See also سَمْنَةٌ.

السُّمَنِيَّةُ A certain sect of idolaters, who assert the doctrine of metempsychosis, and deny that knowledge comes from informations; (S, Msb;) a certain people, of the Indians, who hold that the duration of the present world is from eternity, or that it is everlasting, (M, L, K,) and assert the doctrine of metempsychosis: (K:) the word is said to be an irregular rel. n. from سُومَنَات, a town of India. (Msb.) سَمِينٌ Fat, or plump; (S, M, L, K; *) contr. of مُهْزُولٌ; (S, L;) or having much flesh and fat; (Msb;) and ↓ سَامِنٌ signifies the same: (M, L, K:) fem. with ة: (M, L, Msb:) [see سَاحّق:] pl. (of the first, and of its fem., Msb) سِمَانٌ, (Sb, M, L, Msb, K,) used instead of سُمَنَآءُ, which they did not say: (Sb, M, L:) accord. to Lh, (M, L,) ↓ مُسْمِنٌ signifies fat, or plump, by nature; (M, L, K;) applied to a man: and some say اِمْرَأَةٌ

↓ مُسمِنَةٌ meaning a woman fat, or plump, syn. سَمِينَةٌ, (M, L,) or ↓ امرأة مُسْمَنَةٌ, like مُكْرَمَةٌ [in measure], meaning [a woman rendered fat, or plump,] by nature; (K;) and بِالأَدْوِيَةِ ↓ مُسَمَّنَةٌ [rendered fat, or plump, by medicines]; (M, L, K;) and woe, on the day of resurrection, by reason of languor in the bones, is denounced in a trad. against women who make use of medicine to render themselves thus. (L.) b2: [Hence,] أَرْضٌ سَمِينَةٌ (assumed tropical:) [Fat land; i. e.] land of good soil, with few stones, strong to foster plants or herbage: (M, L:) or land consisting of soil in which is no stone. (K.) b3: And كَلَامٌ سَمِينٌ (assumed tropical:) Chaste, eloquent, or excellent, language. (L in art. قصد.) b4: See also مَسْمُونٌ.

سُمَانَى [accord. to those who make the alif to be a sign of the fem. gender] or سُمَانًى [accord. to those who make that letter to be one of quasicoordination] A certain bird, (S, M, L, Msb, K,) well known; (Msb;) [the quail; tetrao coturnix: so called in the present day: and also called سَلْوَى:] used as a pl. and as a sing.; (M, L, K;) sometimes as a sing.: (M, L:) [or] the n. un. is سُمَانَاةٌ: (S, M, L, K:) pl. سُمَانَيَاتٌ: (S:) one should not say سُمَّانى, with teshdeed. (S, L.) سَمَّانٌ A seller of سَمْن. (S, M, L.) A2: Also Certain dyes [or pigments] with which one decorates, or embellishes. (M, L, K.) [See also سِمَّانٌ, in art. سم.]

A3: سَمَّانُ, the name of A certain plant, see in art. سم.

سَامِنٌ: see سَمِينٌ. b2: Also A possessor of سَمْن: (M, L, K:) like لَابِنٌ and تَامِرٌ as meaning “ a possessor of milk ” and “ of dates. ” (L.) أَسْمَانٌ Waist-wrappers; syn. أُزُرٌ [pl. of إِزَارٌ]: and old and worn-out garments or pieces of cloth: (L:) or old and worn-out أُزُر. (K.) مُسْمَنٌ: see its fem., with ة, voce سَمِينٌ.

مُسْمِنٌ; and its fem., with ة: see سَمِينٌ. b2: قَوْمٌ مُسْمِنُونَ A people, or party, whose cattle have become fat, or plump. (L.) طَعَامٌ مَسْمَنَةٌ لِلْجِسْمِ [Food that is a cause of fattening to the body]. (M, L, K: * in the CK [erroneously] مُسْمِنَةٌ.) [See also an ex. voce كِظَّةٌ.]

مُسَمَّنٌ: see its fem., with ة, voce سَمِينٌ.

مَسْمُونٌ Food made [or prepared] with سَمْن: (L:) or moistened, and stirred about, therewith: (S:) [and ↓ سَمِينٌ signifies the same; for] a rájiz says, لَحْمُ جَزُور" غَثَّةٍ سَمِينَةْ [And a capacious bowl came to us early in the morning, flesh of a slaughtered camel, lean, prepared with clarified butter]: i. e. فَبَاكَرَتْنَا جَفْنَةٌ بَطِينَةْ, from السَّمْنُ, not from السِّمَنُ. (S, L.)
سمن
: (سَمِنَ كسَمِعَ، سَمَانَةً بِالْفَتْح) ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ وأَنْشَدَ:
رَكِبْناها سَمانَتَها فلمَّابَدَتْ مِنْهَا السَّناسِنُ والضُّلوعُأَي طُولُ سَمانَتِها. (وسِمَناً، كعِنَبٍ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، (فَهُوَ سامِنٌ وسَمِينٌ) ، وعَلى الأَخيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ، (ج سِمَانٌ) ، بالكسْرِ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَلم يقولُوا سُمَناء، اسْتَغْنَوا عَنهُ بسِمانٍ.
(و) قالَ اللّحْيانيُّ: المُسْمِنُ، (كمُحْسِنٍ: السَّمِينُ خِلْقَةً، وَقد أَسْمَنَ) الرَّجُلُ، (وسَمَّنَهُ) غيرُهُ (تَسْمِيناً) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: سَمِّنْ كَلْبَك يأْكُلْك.
(و) قالَ بعضُهم: (امْرأَةٌ مُسْمَنةٌ، كمُكْرَمَةٍ) : سَمِينَةٌ (خِلْقَةً، ومُسَمَّنَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ) : إِذا كانتْ سَمِينَةً (بالأَدْويَةِ) ، وَقد سُمِنَتْ.
وَفِي الحدِيثِ: (وَيْلٌ للمُسَمَّناتِ يوْمَ القِيامَةِ من فَتْرة فِي العِظامِ) ، أَي اللَّاتِي يَسْتَعْملْن الأَدْويَة للسِّمَن.
(وأَسْمَنَ) الَّرجُلُ: (مَلَكَ) شَيْئا (سَمِيناً، أَو اشْتَراهُ، أَو وَهَبَه) ؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَوَّل والثالثِ.
(و) أَسْمَنَ: (سَمِنَتْ ماشِيَتَهُ) ونعمَهُ فَهُوَ مُسْمِنٌ.
(واسْتَسْمَنَ: طَلَبَ أنْ يُوهَبَ لَهُ السّمِينُ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أنْ يُوهبَ لَهُ السِّمَنُ.
وَفِي اللّسانِ: واسْتَسْمَنه: طَلَبَه سَمِيناً.
(و) اسْتَسْمَنَ (فلَانا: وجَدَهُ سَمِيناً: أَو عَدَّهُ سَمِيناً) كَمَا فِي الصِّحاحِ وَمِنْه المَثَلُ: (وَلَقَد اسْتَسْمَنْت ذَا وَرَم) . (وطَعامٌ مُسْمَنَةٌ) للجسْمِ) كمَرْحَلَةٍ أَي: تَحْمِلُه على السّمنِ، (وأَرضٌ سَمِينَةٌ) (تَرِبَةٌ) أَي: جَيِّدة الترْبَةِ (لَا حَجَرَ فِيهَا) قوِيَّة على تَرْشِيح النَّبْتِ.
(والسَّمْنُ: سِلاءُ الزُّبْدِ) ، والزُّبْدُ) سِلاءُ اللّبَنِ، وَهُوَ للبَقَرِ وَقد يكونُ للمِعْزى؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِىءِ القَيْسِ وَذكر مِعْزًى لَهُ:
فتَمْلأُ بَيْتَنا أَقِطاً وسَمْناً وحَسْبُكَ من غِنًى شِبَعٌ ورِيُّ (يُقاوِمُ السُّمُومَ كُلَّها ويُنَقِّي الوَسَخَ مِن القُروحِ الخَبيثَةِ ويُنْضِجُ الأَوْرامَ كُلَّها ويُذْهِبُ الكَلَفَ والنَّمَشَ من الوجْهِ طِلاءً ج أَسْمُنٌ وسُمونٌ وسُمْنانٌ) ، مِثْل أَعْبُدٍ وعُبودٍ وعُبْدانٍ وأَظْهُرٍ وظُهورٍ وظُهْرانٍ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الأَخِيرَيْن.
(وسَمَنَ الطَّعامَ) وغيرَهُ، فَهُوَ مَسْمونٌ: (عَمِلَهُ بِهِ) ولَتَّهُ بِهِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
عَظِيمُ القَفا رِخْوُ الخَواصِرِ أَوْهَبَتْله عَجْوَةٌ مَسْمُونَةٌ وخَمِيرُقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ حَمْزَةَ: إنَّما هُوَ أُرْهِنَتْ أَي أُعِدَّتْ وأُدِيمَتْ. (كسَمَّنَهُ) تَسْمِيناً، (وأَسْمَنَه.
(و) سَمَنَ (القوْمَ) يَسْمُنُهم سمناً: (أَطْعَمَهُم سَمْناً.
(وأَسْمَنُوا: كَثُرَ سَمْنهُم.
(وهم سامِنُونَ) : أَي ذَوُوا سَمْنٍ، كَمَا يقالُ: تامِرُون ولابِنُون.
(و) أَبو المكارِمِ (فِتْيانُ بنُ أَحمدَ بنِ سَمْنِيَّة) ، بِفَتْح فَسُكُون فَكسر وتشْديدِ ياءٍ تَحْتية: (شيْخٌ لابنِ نُقْطَةَ) وَهُوَ ضَبَطَه.
(والتَّسْمِينُ: التَّبْريدُ) ، بلُغَةِ أَهْلِ الطَّائِفِ واليَمَنِ وأُتِيَ الحجَّاجُ بسَمَكةٍ مَشْويَّةٍ فقالَ للطبَّاخِ سَمِّنْها؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي النَّهايَةِ: فقالَ للَّذي حَمَلَها: سَمِّنها، فَلم يدْرِ مَا يريدُ: فقالَ عَنْبسةُ بنُ سعيدٍ: إنَّه يقولُ لَك بَرِّدْها قَلِيلاً.
(والسُّمَانَى، كحُبارَى) ، وَلَا يقالُ سُمَّانَى بالتَّشْديدِ: (طائِرٌ) ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ:
نفْسِي تَمَقَّسُ من سُمَانَى الأَقْبُر ويقالُ: هُوَ السّلوَى ووَقَعَ للمصنِّفِ فِي (ح ور) مَا نَصّه: وأَحْمدُ بنُ أَبي الحُوارَى، كسُكَارَى وسُمَّانَى، مُغايراً بَين سُكَارَى وسُمَّانَى وشدَّدَ المِيم بالقَلَم، وتقدَّمَ التَّنّبِيه عَلَيْهِ فِي ذلِكَ.
يَقَعُ (للواحِدِ والجَمْعِ أَو الواحِدَةُ سُمَاناةٌ) والجَمْعُ سُمَانياتٌ.
(والسَّمَّانُ، كشَدَّادٍ: أَصْباغٌ يُزَخْرفُ بهَا) ، اسمٌ كالجَبَّانِ.
(والسُّمَنِيَّةُ، كعُرَنِيَّةٍ) ، أَي بضمٍ ففتحٍ، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، ووَقَعَ فِي بعضِ النسخِ كعَربيَّةٍ كالمَنْسوبِ للعَرَبِ وَهُوَ تَصْحيفٌ، (قوْمٌ بالهِنْدِ) من عبَدَةِ الأَصْنامِ، (دُهْريُّونَ) ، بضمِ الدَّالِ، (قائِلُونَ بالتَّناسُخِ) ويُنْكِرُونَ وُقُوعَ العِلْم بالإِخْبارِ، ويقالُ: إنَّه نسْبَةٌ إِلَى سِمَنٍ، كزِنَةٍ، اسمُ صَنَمٍ لَهُم. كَذَا بخطِّ الإمامِ أَبي عبْدِ الّلهِ القصَّار.
وَفِي شرْحِ بديعِ ابنِ السَّاعاتي: أَنَّ نسْبَتَهم إِلَى بلدٍ بالهِنْدِ يقالُ لَهَا سومنات.
قلْتُ: وَهَذَا هُوَ الَّذِي صرَّحُوا بِهِ فتكونُ النِّسْبَة حينَئذٍ على غيرِ قياسٍ.
(والسُّمْنَةُ، بالضَّمِّ: عُشْبَةٌ) ذاتُ وَرَقٍ وقُضُبٍ دَقيقَةُ العِيدَانِ لَهَا نَوْرَة بَيْضاءُ.
وقالَ أَبو حَنيفَةَ: السُّمْنَةُ مِن الجَنْبَة (تَنْبُتُ بنجُومِ الصَّيْفِ وتَدُومُ خُضْرتُها.
(و) السُّمْنةُ: (دَواءُ السِّمَنِ) .
وَفِي التَّهْذيبِ: تُسَمَّن بِهِ المرْأَةُ.
(و) سُمْنةٌ: (ع) .
وقالَ نَصْر: ناحِيَةٌ بجَرَشَ.
(و) سُمْنةٌ: (ة ببُخارَى، مِنْهَا) العِمادُ (محمدُ بنُ علِيِّ بنِ عبْدِ المَلِكِ الفَقيهُ) ، المُفْتِي، إمامُ جامِعِ بُخارَى، تَفَقَّه على القونويِّ، وكانَ فِي حُدودِ خَمْسين وستّمائَةٍ، تَفَقَّه عَلَيْهِ فخرُ الدِّيْن البونتي.
(و) سُمْنةُ: (لَقَبُ الزُّبيرِ بنِ محمدٍ العُمَريِّ المُقْرِىءِ) المَدنيّ، قَرَأَ على قالون؛ ضَبَطَه أَبو العَلاءِ العطَّار. (وسَمْنانُ: ع) قُرْبَ اليَمامَةِ مِن دِيارِ تميمٍ.
(و) سِمْنانُ، (بِالْكَسْرِ: د) بقوْمَس بينَ خُرَاسان والرَّيِّ، مِنْهُ أَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ دَاوُد المحدِّثُ؛ ترْجَمَه الحاكِمُ؛ وجوَّزَ نَصْر فِيهِ الفتْحَ أَيْضاً، وَقَالُوا هُوَ الأَصْل.
(و) سُمْنانُ، (بالضَّمِّ: جَبَلٌ) ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(وسَامَانُ بنُ عبدِ المَلِكِ السَّامانِيُّ: محدِّثٌ) نُسِبَ إِلَى جَدِّه، أَو إِلَى إحْدَى القُرَى الْآتِي ذِكْرها.
(والمُلوكُ السَّامانِيَّةُ) : مُلوكُ مَا وَرَاء النَّهْرِ وخُرَاسان، (تُنْسَبُ إِلَى سَامانَ بنِ حَيَّا) أَحَدِ أَجْدادِهِم، وَكَانُوا مِن أَحْسَن المُلوكِ سِيرَةً، يرجعُونَ إِلَى عَقْلٍ ودِيْنٍ وعلْمٍ.
وقالَ ياقوت: يُنْسَبونَ إِلَى قرْيَةٍ بنواحِي سَمَرْقَنْد يقالُ لَهَا سَامانُ، مِنْهُم: المَلِكُ أَحمدُ بنُ أَسدِ بنِ سَامانَ البُخارِيُّ عَن ابنِ عُيَيْنة، ويَزِيدِ بنِ هَارون، ماتَ سَنَة 250، وَعنهُ ولدُه الأَميرُ الماضِي أَبو إبراهيمَ إسْمعيلُ بنُ أَحمدَ، وتولَّى بعْدَه ولدُه الأَميرُ نَصْر، وماتَ سَنَة 277؛ ثمَّ أَخُوه إسْمعيلُ بنُ أَحمدَ المَذْكُور، وَقد رَوَى عَن أَبِيه وكانَ مُكْرِماً للعُلَماءِ عادِلاً، ماتَ سَنَة 295، رَوَى عَنهُ عبدُ اللهاِ بنُ يَعْقوب البُخارِيُّ وآخَرْون.
(وسُمْنٌ، بالضَّمِّ: ع) ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
(و) سُمَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: أَوَّلُ مَنْزِلٍ من النِّباجِ لقاصِدِ البَصْرَةِ) لبَني عَمْرو بنِ تمِيمٍ، وَهُوَ وادٍ، قالَهُ نَصْر.
(والأَسْمانُ: الأُزُرُ الخُلْقانُ) ، كالأَسْمالِ، عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وسامِينٌ: ة بهَمَذَانَ.
(وسَامانُ: ة بالرَّيِّ. (و) أَيْضاً: (مَحَلَّةٌ بأَصْبَهانَ مِنْهَا: أَحمدُ بنُ عليِّ) الأَسْمهانيّ السَّامانيُّ (الصَّحَّافُ) حدَّثَ عَن أَبي الشيْخِ.
(وسِمْنينُ، بالكسْرِ: د.
(و) السَّمِينُ، (كأَميرٍ) : خِلافُ المَهُزولِ، وَهُوَ (لَقَبُ عبدِ اللهاِ بنِ عَمْرو بنِ ثَعْلَبَةَ، لأَنَّه كانَ بينَ أَخٍ وعَمَ وعدَدٍ كثيرٍ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
تَسَمَّنَ الرَّجُلُ: صارَ سَمِيناً؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وتَسَمَّنَ: تكَثَّرَ بِمَا ليسَ فِيهِ مِن الخيْرِ، أَو ادَّعَى بِمَا ليسَ فِيهِ مِن الشَّرَفِ أَو جَمْع المالِ ليُلْحَقَ بذوِي الشَّرَفِ، أَو أَحَبَّ التَّوسُّعَ فِي المآكلِ والمَشارِبِ وَهِي أَسبابُ السِّمَنِ؛ وبكلِّ ذلِكَ فُسِّرَ الحدِيثُ: (يكونُ فِي آخِرِ الزَّمانِ قوْمٌ يَتَسمَّنونَ) .
وَقَالُوا: اليَنَمةُ تُسْمِنُ وَلَا تُغْزُو أَي إنَّما تَجْعَلُ الإِبِلَ سَمِينَةً وَلَا تَجْعلها غِزاراً.
وسَمَنْتُ لَهُ: أَدَمْتُ لَهُ بالسَّمْن.
وأَسْمَنَ: اشْتَرى سَمْناً.
واسْتَسْمَنَ: طَلَبَ أَن يُوهَبَ لَهُ السّمْنُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وسَمَّنَهم تَسْمِيناً: زَوَّدَهُم السَّمْنَ.
والسَّمَّانُ: بائِعُ السَّمْنِ، واشْتَهَرَ بِهِ أَبو صالِحٍ ذَكْوانُ بن عبْدِ اللهاِ مَوْلَى باهِلَةَ، تابِعيٌّ مَشْهورٌ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: السَّمَّانُ إنْ جَعَلْته بائِعَ السَّمْنِ انْصَرَفَ، وَإِن جَعَلْتَه مِن السَّمِّ لم يَنْصرِف فِي المَعْرفَةِ.
وأَسْمَنَه: أَطْعَمَهُ السَّمْنَ، وقوْلُ الرَّاجزِ:
لحْمَ جَزُورٍ غَثَّةٍ سَمِنيه أَي مَسْمونَة مِن السَّمْن لَا مِنَ السِّمَنِ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وأَسْمَنَ الشَّاةَ مِثْلُ سَمَّنَها.
ودارٌ سَمِينَةٌ: كثيرَةُ الأَهْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وسمَّنُوا لفلانٍ: أَعْطوه كَثيراً.
وَهَذَا كَلامٌ سَمِينٌ.
وَهُوَ أَسْمَنُ حظّاً مِن فلانٍ.
وانْقَلَبَتْ بلْدَتُهم سَمْنةً وعَسْلَةً، كثُرَتا فِيهِ.
وَفِي المَثَلِ: سَمْنكُم هُرِيقَ، فِي أَدِيمكم، أَي مالكُم يُنْفَقُ عَلَيْكُم، وَمِنْه أَخَذتِ العامَّةُ: سَمْنكُم فِي دَقيقِكم.
والسَّمِينُ، كأَمِينٍ: لَقَبُ أَبي مُعاوِيَةَ صَدَقة بن أَبي عبدِ الّلهِ القُرَشِيّ الدِّمَشْقيّ عَن ابنِ المُنْكَدرِ؛ ولَقَبُ أَبي عبدِ الّلهِ محمدِ بنِ حاتِمِ بنِ مَيْمون المَرْوَزيّ البَغْدادِيّ عَن وكيعٍ؛ ولَقَبُ أَبي المَعالِي أَحمدَ بن عبْدِ الجبَّارِ البَغْدادِيّ عَن ابنِ البطر.
والسَّمِينُ: صاحِبُ إعْرابِ القُرآنِ والمُفْرداتِ مَشْهورٌ.
وبالضمِّ وفَتْحِ الميمِ وأَخُوه عُمَر سَمِعاً مِن ابنِ شانيل.
وسُمْنةٌ، بالضمِّ: ماءَةٌ بينَ المَدينَةِ والشامِ قُرْبَ وادٍ الْقرى؛ عَن نَصْر. وسَمْنانُ، بالفتْحِ: شعبٌ لبَني رَبيعَةَ بنِ مالِكٍ فِيهِ نَخْلٌ؛ عَن نَصْر.
وبالكسْرِ قَرْيَةٌ بِنَسَا، لَهَا نَهْرٌ كبيرٌ، مِنْهَا: أَبو الفَضْلِ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ إسْحق عَن أَبي بكْرٍ الإِسْماعِيليّ، ماتَ سَنَة 400.
وسَمْنانُ: جَدُّ القاضِي أَبي جَعْفرٍ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ مَحْمود بنِ سَمْنان العِرَاقيّ نَزِيلُ بَغْدادَ أَحدُ مشايخِ الخَطِيبِ، سَمِعَ الدَّارْقطْنيّ، وماتَ بالموصلِ قاضِياً سَنَة 444.
وسَامانُ: مِن قُرَى سَمَرْقَنْد، عَن ياقوت وَقد تقدَّمَ.
وسَامانُ: قرْيَةٌ بدِيارِ بكْرٍ، مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ سعيدِ بنِ عبدِ الّلهِ بنِ بنْدارٍ السَّامانيُّ تَرْجَمه السبكيّ، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى.

قَلَبَ 

(قَلَبَ) الْقَافُ وَاللَّامُ وَالْبَاءُ أَصْلَانِ صَحِيحَانِ: أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى خَالِصِ شَيْءٍ وَشَرِيفِهِ، وَالْآخَرُ عَلَى رَدِّ شَيْءٍ مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ. فَالْأَوَّلُ الْقَلْبُ: قَلْبُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ، سُمِّيَ لِأَنَّهُ أَخْلَصُ شَيْءٍ فِيهِ وَأَرْفَعُهُ. وَخَالِصُ كُلِّ شَيْءٍ وَأَشْرَفُهُ قَلْبُهُ. وَيَقُولُونَ: عَرَبِيٌّ قَُلْبٌ. قَالَ:

[فَلَا] تُكْثِرُوا فِيهَا الضَّجَاجَ فَإِنَّنِي ... تَخَيَّرْتُهَا مِنْهُمْ زُبَيْرِيَّةً قَُلْبَا

وَالْقُلَابُ: دَاءٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ فَيَشْتَكِي قَلْبَهُ. وَالْقُلْبُ مِنَ الْأَسْوِرَةِ: مَا كَانَ قَلْبًا وَاحِدًا لَا يُلْوَى عَلَيْهِ غَيْرُهُ. وَهُوَ تَشْبِيهٌ بِقَلْبِ النَّخْلَةِ. ثُمَّ شُبِّهَ الْحَيَّةُ بِالْقُلْبِ مِنَ الْحَلْيِ فَسُمِّيَ قُلْبًا. وَالْقَلْبُ: نَجْمٌ يَقُولُونَ إِنَّهُ قَلْبُ الْعَقْرَبِ. [وَ] قَلَبْتُ النَّخْلَةَ: نَزَعْتُ قَلْبَهَا. وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَلَبْتُ الثَّوْبَ قَلْبًا. وَالْقَلَبُ: انْقِلَابُ الشَّفَةِ، وَهِيَ قَلْبَاءُ وَصَاحِبُهَا أَقْلَبُ. وَقَلَبْتُ الشَّيْءَ: كَبَبْتُهُ، وَقَلَّبْتُهُ بِيَدِي تَقْلِيبًا. وَيُقَالُ: أَقْلَبَتِ الْخُبْزَةُ، إِذَا حَانَ لَهَا أَنْ تُقْلَبَ. وَقَوْلُهُمْ: مَا بِهِ قَلْبَةٌ، قَالُوا: مَعْنَاهُ لَيْسَتْ بِهِ عِلَّةٌ يُقْلَبُ لَهَا فَيُنْظَرُ إِلَيْهِ. وَأَنْشَدُوا:

وَلَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا بَيْطَارُ ... وَلَا لِحَبَلَيْهِ بِهَا حُبَارُ

أَيْ لَمْ يُقَلِّبْ قَوَائِمَهَا مِنْ عِلَّةٍ بِهَا. وَالْقَلِيبُ: الْبِئْرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَى; وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ قَلِيبًا لِأَنَّهَا كَالشَّيْءِ يُقْلَبُ مِنْ جِهَةٍ إِلَى جِهَةٍ، وَكَانَتْ أَرْضًا فَلَمَّا حُفِرَتْ صَارَ تُرَابُهَا كَأَنَّهُ قَلْبٌ. فَإِذَا طُوِيَتْ فَهِيَ الطَّوِيُّ. وَلَفْظُ الْقَلِيبِ مُذَكَّرٌ. وَالْحُوَّلُ الْقَلْبِ: الَّذِي يُقَلِّبُ الْأُمُورَ وَيَحْتَالُ لَهَا. وَالْقِيَاسُ فِي جَمِيعِ مَا ذَكَرْنَاهُ وَاحِدٌ. فَأَمَّا الْقِلِّيبُ وَالْقِلَّوْبُ فَيُقَالُ إِنَّهُ الذِّئْبُ. وَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ فَيُقَالُ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِتَقَلُّبِهِ فِي طَلَبِ مَأْكَلِــهِ. قَالَ:

أَيَا جَحْمَتَا بَكِّي عَلَى أُمِّ عَامِرٍ ... أَكِيلَةِ قِلَّوْبٍ بِإِحْدَى الْمَذَانِبِ.

غَذَى 

(غَذَى) الْغَيْنُ وَالذَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْــمَأْكَلِ، وَعَلَى جِنْسٍ مِنَ الْحَرَكَةِ.

فَأَمَّا الْــمَأْكَلُ فَالْغِذَاءُ، وَهُوَ الطَّعَامُ وَالشَّرَابُ. وَغَذِيُّ الْمَالِ وَغَذَوِيُّهُ: صِغَارُهُ، كَالسِّخَالِ وَنَحْوِهَا. وَسُمِّيَ غَذَوِيَّا لِأَنَّهُ يُغْذَى.

وَأَمَّا الْآخَرُ فَالْغَذَوَانُ: النَّشِيطُ مِنَ الْخَيْلِ، سُمِّيَ لِشَبَابِهِ وَحَرَكَتِهِ. وَيُقَالُ غَذَّى الْبَعِيرُ بِبَوْلِهِ يُغَذِّي، إِذَا رَمَى بِهِ مُتَقَطِّعًا. وَغَذَا الْعِرْقُ يَغْذُو، أَيْ يَسِيلُ دَمًا. قَالَ:

وَطَعْنٍ كَفَمِ الزِّقِّ ... غَذَا وَالزِّقُّ مَلْآنُ

عَذَبَ 

(عَذَبَ) الْعَيْنُ وَالذَّالُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ، لَكِنَّ كَلِمَاتِهِ لَا تَكَادُ تَنْقَاسُ، وَلَا يُمْكِنُ جَمْعُهَا إِلَى شَيْءٍ وَاحِدٍ. فَهُوَ كَالَّذِي ذَكَرْنَاهُ آنِفًا فِي بَابِ الْعَيْنِ وَالذَّالِ وَالرَّاءِ. وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ اللُّغَةَ كُلَّهَا لَيْسَتْ قِيَاسًا، لَكِنْ جُلُّهَا وَمُعْظَمُهَا.

فَمِنَ الْبَابِ: عَذُبَ الْمَاءُ يَعْذُبُ عُذُوبَةً، فَهُوَ عَذْبٌ: طَيِّبٌ. وَأَعْذَبَ الْقَوْمُ، إِذَا عَذُبَ مَاؤُهُمْ. وَاسْتَعْذَبُوا، إِذَا اسْتَقَوْا وَشَرِبُوا عَذْبًا.

وَبَابٌ آخَرُ لَا يُشْبِهُ الَّذِي قَبْلَهُ، يُقَالُ: عَذَبَ الْحِمَارُ يَعْذِبُ عَذْبًا وَعُذُوبًا فَهُوَ عَاذِبٌ [وَ] عَذُوبٌ: لَا يَأْكُلُ مِنْ شِدَّةِ الْعَطَشِ. وَيُقَالُ: أَعْذَبَ عَنِ الشَّيْءِ، إِذَا لَهَا عَنْهُ وَتَرَكَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَعْذِبُوا عَنْ ذِكْرِ النِّسَاءِ» . قَالَ:

وَتَبَدَّلُوا الْيَعْبُوبَ بَعْدَ إِلَهِهِمْ ... صَنَمًا فَفِرُّوا يَا جَدِيلَ وَأَعْذِبُوا

وَيُقَالُ لِلْفَرَسِ وَغَيْرِهِ عَذُوبٌ، إِذَا بَاتَ لَا يَأْكُلُ شَيْئًا وَلَا يَشْرَبُ، لِأَنَّهُ مُمْتَنِعٌ مِنْ ذَلِكَ.

وَبَابٌ آخَرُ لَا يُشْبِهُ الَّذِي قَبْلَهُ: الْعَذُوبُ: الَّذِي لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السَّمَاءِ سِتْرٌ، وَكَذَلِكَ الْعَاذِبُ. قَالَ نَابِغَةُ الْجَعْدِيُّ: فَبَاتَ عَذُوبًا لِلسَّمَاءِ كَأَنَّهُ ... سُهَيْلٌ إِذَا مَا أَفْرَدَتْهُ الْكَوَاكِبُ

فَأَمَّا قَوْلُ الْآخَرِ:

بِتْنَا عُذُوبًا وَبَاتَ الْبَقُّ يَلْسِبُنَا ... عِنْدَ النُّزُولِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ

فَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ: لَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ السَّمَاءِ سِتْرٌ، وَمُمْكِنٌ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْأَوَّلِ إِذَا بَاتُوا لَا يَأْكُلُونَ وَلَا يَشْرَبُونَ.

وَحَكَى الْخَلِيلُ: عَذَّبْتُهُ تَعْذِيبًا، أَيْ فَطَمْتُهُ. وَهَذَا مِنْ بَابِ الِامْتِنَاعِ مِنَ الْــمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ.

وَبَابٌ آخَرُ لَا يُشْبِهُ الَّذِي قَبْلَهُ: الْعَذَابُ، يُقَالُ مِنْهُ: عَذَّبَ تَعْذِيبًا. وَنَاسٌ يَقُولُونَ: أَصْلُ الْعَذَابِ الضَّرْبُ. وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ زُهَيْرٍ:

وَخَلْفَهَا سَائِقٌ يَحْدُو إِذَا خَشِيَتْ ... مِنْهُ الْعَذَابَ تَمُدُّ الصُّلْبَ وَالْعُنُقَا

قَالَ: ثُمَّ اسْتُعِيرَ ذَلِكَ فِي كُلِّ شِدَّةٍ.

وَبَابٌ آخَرُ لَا يُشْبِهُ الَّذِي قَبْلَهُ، يُقَالُ لِطَرَفِ السَّوْطِ عَذَبَةٌ، وَالْجَمْعُ عَذَبٌ. قَالَ:

غُضْفٌ مُهَرَّتَةُ الْأَشْدَاقِ ضَارِيَةٌ ... مَثَلُ السَّرَاحِينِ فِي أَعْنَاقِهَا الْعَذَبُ

وَالْعَذَبَةُ فِي قَضِيبِ الْبَعِيرِ: أَسَلَتُهُ. وَالْعُذَيْبُ: مَوْضِعٌ. 

طَوِيَ 

(طَوِيَ) الطَّاءُ وَالْوَاوُ وَالْيَاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى إِدْرَاجِ شَيْءٍ حَتَّى يُدْرَجَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ، ثُمَّ يُحْمَلَ عَلَيْهِ تَشْبِيهًا. يُقَالُ: طَوَيْتُ الثَّوْبَ وَالْكِتَابَ طَيًّا أَطْوِيهِ. وَيُقَالُ: طَوَى اللَّهُ عُمْرَ الْمَيِّتِ. وَالطَّوِيُّ: الْبِئْرُ الْمَطْوِيَّةُ. قَالَ:

فَقَالَتْ لَهُ هَذَا الطَّوِيُّ وَمَاؤُهُ ... وَمُحْتَرِقٌ مِنْ يَابِسِ الْجِلْدِ قَاحِلُ

وَمِمَّا حُمِلَ عَلَى هَذَا الْبَابِ قَوْلُهُمْ لِمَنْ مَضَى عَلَى وَجْهِهِ: طَوَى كَشْحَهُ. وَأَنْشَدَ:

وَصَاحِبٍ لِي طَوَى كَشْحًا فَقُلْتُ لَهُ ... إِنَّ انْطِوَاءَكَ عَنِّي سَوْفَ يَطْوِينِي

وَهَذَا هُوَ الْقِيَاسُ ; لِأَنَّهُ إِذَا مَضَى وَغَابَ عَنْهُ فَكَأَنَّهُ أُدْرِجَ. وَمِنَ الْبَابِ: أَطْوَاءُ النَّاقَةِ، وَهِيَ طَرَائِقُ شَحْمِ جَنْبَيْهَا. وَالطَّيَّانُ: الطَّاوِي الْبَطْنَ. وَيُقَالُ طُوِيَ ; وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا جَاعَ وَضَمُرَ صَارَ كَالشَّيْءِ الَّذِي لَوِ ابْتُغِيَ طَيُّهُ لَأَمْكَنَ. فَإِنْ تَعَمَّدَ لِلْجُوعِ قَالَ: طَوَى يَطْوِي طَيًّا، وَذَلِكَ فِي الْقِيَاسِ صَحِيحٌ ; لِأَنَّهُ أَدْرَجَ الْأَوْقَاتَ فَلَمْ يَأْكُلْ فِيهَا، قَالَ الشَّاعِرُ فِي الطَّوَى:

وَلَقَدْ أَبَيْتُ عَلَى الطَّوَى وَأُظِلُّهُ ... حَتَّى أَنَالَ بِهِ كِرِيمَ الْــمَأْكَلِ

ثُمَّ غَيَّرُوا هَذَا الْبِنَاءَ أَدْنَى تَغْيِيرٍ، فَزَالَ الْمَعْنَى إِلَى غَيْرِهِ، فَقَالُوا: الطَّايَةُ ; وَهِيَ كَلِمَةٌ صَحِيحَةٌ تَدُلُّ عَلَى اسْتِوَاءٍ فِي مَكَانٍ. قَالَ قَوْمٌ: الطَّايَةُ: السَّطْحُ. وَقَالَ آخَرُونَ: هِيَ مِرْبَدُ التَّمْرِ. وَقَالَ قَوْمٌ: هِيَ صَخْرَةٌ عَظِيمَةٌ فِي أَرْضٍ ذَاتِ رَمْلٍ.

رَتَعَ 

(رَتَعَ) الرَّاءُ وَالتَّاءُ وَالْعَيْنُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ; وَهِيَ تَدُلُّ عَلَى الِاتِّسَاعِ فِي الْــمَأْكَلِ. تَقُولُ: رَتَعَ يَرْتَعُ، إِذَا أَكَلَ مَا شَاءَ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الْخِصْبِ. وَالْمَرَاتِعُ: مَوَاضِعُ الرَّتْعَةِ، وَهَذِهِ الْمَنْزِلَةُ يَسْتَقِرُّ فِيهَا الْإِنْسَانُ.

جَزْلٌ 

(جَزْلٌ) الْجِيمُ وَالزَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا عِظَمُ الشَّيْءِ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَالثَّانِي الْقَطْعُ.

فَالْأَوَّلُ الْجَزْلُ، وَهُوَ مَا عَظُمَ مِنَ الْحَطَبِ، ثُمَّ اسْتُعِيرَ، فَقِيلَ: أَجْزَلَ فِي الْعَطَاءِ. وَمِنْهُ الرَّأْيُ الْجَزْلُ مِنَ الْبَابِ الثَّانِي، وَسَنَذْكُرُهُ. فَأَمَّا قَوْلُ الْقَائِلِ:

فَوَيْهًا لِقِدْرِكَ وَيْهًا لَهَا ... إِذَا اخْتِيرَ فِي الْمَحْلِ جَزْلُ الْحَطَبِ

فَإِنَّهُ اخْتَصَّ الْجَزْلَ لِأَنَّ اللَّحْمَ يَكُونُ غَثَّا فَيُبْطِئُ نُضْجُهُ فَيُلْتَمَسُ لَهُ الْجَزْلُ.

وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَيَقُولُ الْعَرَبُ: جَزَلْتُ الشَّيْءَ جِزْلَتَيْنِ، أَيْ قَطَعْتُهُ قِطْعَتَيْنِ. وَهَذَا زَمَنُ الْجَِزَالِ أَيْ صِرَامِ النَّخْلِ. قَالَ:

حَتَّى إِذَا مَا حَانَ مِنلِهَا

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْجَزَلُ، أَنْ يُصِيبَ غَارِبَ الْبَعِيرِ دَبَرَةٌ، فَيُخْرَجُ مِنْهُ عَظْمٌ فَيَطْمَئِنُّ مَوْضِعُهُ. وَبَعِيرٌ أَجْزَلُ إِذَا فُعِلَ بِهِ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو النَّجْمِ:

يُغَادِرُ الصَّمَدَ كَظَهْرِ الْأَجْزَلِ

وَالْجِزْلَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ التَّمْرِ. فَأَمَّا قَوْلُهُمْ جَزْلُ الرَّأْيِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الثَّانِي، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ رَأْيٌ قَاطِعٌ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنِ الْبَابِ الْجَوْزَلُ، وَهُوَ فَرْخُ الْحَمَامِ، قَالَ:

قَالَتْ سُلَيْمَى لَا أُحِبُّ الْجَوْزَلَا ... وَلَا أُحِبُّ السَّمَكَاتِ مَأْكَلًــا

وَيُقَالُ: الْجَوْزَلُ السُّمُّ.

أَكَلَ 

(أَكَلَ) الْهَمْزَةُ وَالْكَافُ وَاللَّامُ بَابٌ تَكْثُرُ فُرُوعُهُ، وَالْأَصْلُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، وَمَعْنَاهَا التَّنَقُّصُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَكْلُ مَعْرُوفٌ وَالْأَكْلَةُ مَرَّةٌ، وَالْأُكَلَةُ اسْمٌ كَاللُّقْمَةِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَكُولٌ كَثِيرُ الْأَكْلِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْأَكَلَةُ جَمْعُ آكِلٍ، يُقَالُ: " مَا هُمْ إِلَّا أَكَلَةُ رَأْسٍ ". وَالْأَكِيلُ: الَّذِي يُؤَاكِلُكَ. وَالْــمَأْكَلُ مَا يُؤْكَلُ، كَالْمَطْعَمِ. وَالْمُؤْكِلُ الْمُطْعِمُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَعَنَ اللَّهُ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ» . وَالْــمَأْكَلَــةُ الطُّعْمَةُ. وَمَا ذُقْتُ أَكَالًا، أَيْ: مَا يُؤْكَلُ. وَالْأُكْلُ - فِيمَا ذَكَرَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ -: طُعْمَةٌ كَانَتِ الْمُلُوكُ تُعْطِيهَا الْأَشْرَافَ كَالْقُرَى، وَالْجَمْعُ آكَالٌ. قَالَ:

جُندُكَ التَّالِدُ الطَّرِيفُ مِنَ السَّا ... دَاتِ أَهْلِ الْقِبَابِ وَالْآكَالِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ: " أَكَّلْتِنِي مَا لَمْ آكُلْ " أَيِ ادَّعَيْتِهِ عَلَيَّ. وَالْأَكُولَةُ: الشَّاةُ تُرْعَى لِلْأَكْلِ لَا لِلْبَيْعِ وَالنَّسْلِ، يَقُولُونَ: " مَرْعًى وَلَا أَكُولَةَ " أَيْ: مَالٌ مُجْتَمِعٌ لَا مُنْفِقَ لَهُ. وَأَكِيلُ الذِّئْبِ: الشَّاةُ وَغَيْرُهَا إِذَا أَرَدْتَ مَعْنَى الْمَأْكُولِ، وَسَوَاءٌ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى، وَإِذَا أَرَدْتَ بِهِ اسْمًا جَعَلْتَهَا أَكِيلَةَ ذِئْبٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْأَكِيلَةُ فَرِيسَةُ الْأَسَدِ. وَأَكَائِلُ النَّخْلِ: الْمَحْبُوسَةُ لِلْأَكْلِ. وَالْآكِلَةُ عَلَى فَاعِلَةٍ: الرَّاعِيَةُ، وَيُقَالُ: هِيَ الْإِكْلَةُ. وَالْأَكِلَةُ، عَلَى فَعِلَةٍ: النَّاقَةُ يَنْبُتُ وَبَرُ وَلَدِهَا فِي بَطْنِهَا يُؤْذِيهَا وَيَأْكُلُهَا. وَيُقَالُ: ائْتَكَلَتِ النَّارُ: إِذَا اشْتَدَّ الْتِهَابُهَا; وَائْتَكَلَ الرَّجُلُ: إِذَا اشْتَدَّ غَضَبُهُ. وَالْجَمْرَةُ تَتَأَكَّلُ، أَيْ: تَتَوَهَّجُ; وَالسَّيْفُ يَتَأَكَّلُ إِثْرُهُ. قَالَ أَوْسٌ:

: إِذَا سُلَّ مِنْ جَفْنٍ تَأَكَّلَ إِثْرُهُ ... عَلَى مِثْلِ مِصْحَاةِ اللُّجَيْنِ تَأَكُّلًا

وَيُقَالُ فِي الطِّيبِ إِذَا تَوَهَّجَتْ رَائِحَتُهُ تَأَكَّلَ. وَيُقَالُ: أَكَلَتِ النَّارُ الْحَطَبَ، وَآكَلْتُهَا أَطْعَمْتُهَا إِيَّاهُ. وَآكَلْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ أْفسَدْتُ. وَلَا تُؤْكِلْ فُلَانًا عِرْضَكَ، أَيْ: لَا تُسَابُّهُ فَتَدَعَهُ يَأْكُلَ عِرْضَكَ. وَالْمُؤْكِلُ النَّمَّامُ. وَفُلَانٌ ذُو أُكْلَةٍ فِي النَّاسِ: إِذَا كَانَ يَغْتَابُهُمْ. وَالْأُكْلُ: حَظُّ الرَّجُلِ وَمَا يُعْطَاهُ مِنَ الدُّنْيَا. وَهُوَ ذُو أُكْلٍ، وَقَوْمٌ ذَوُو آكَالٍ. وَقَالَ الْأَعْشَى:

حَوْلِي ذَوُو الْآكَالِ مِنْ وَائِلٍ ... كَاللَّيْلِ مِنْ بَادٍ وَمِنْ حَاضِرِ

وَيُقَالُ: ثَوْبٌ ذُو أُكْلٍ، أَيْ: كَثِيرُ الْغَزْلِ. وَرَجُلٌ ذُو أُكْلٍ: ذُو رَأْيٍ وَعَقْلٍ. وَنَخْلَةٌ ذَاتُ أُكْلٍ. وَزَرْعٌ ذُو أُكْلٍ. وَالْأُكَالُ: الْحُكَاكُ; يُقَالُ: أَصَابَهُ فِي رَأْسِهِ أُكَالٌ. وَالْأَكَلُ فِي الْأَدِيمِ: مَكَانٌ رَقِيقٌ ظَاهِرُهُ تَرَاهُ صَحِيحًا، فَإِذَا عُمِلَ بَدَا عُوَارُهُ. وَبِأَسْنَانِهِ أَكَلٌ، أَيْ: مُتَأَكِّلَةٌ، وَقَدْ أُكِلَتْ أَسْنَانُهُ تَأْكَلُ أَكَلًا. قَالَ الْفَرَّاءُ: يُقَالُ: لِلسِّكِّينِ آكِلَةُ اللَّحْمِ، وَمِنْهُ الْحَدِيثُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَضْرِبُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ بِمِثْلِ آكِلَةِ اللَّحْمِ ثُمَّ يَرَى أَنْ لَا أُقِيدَهُ. قَالَ أَبُو زِيَادٍ: الْمِئْكَلَةُ قِدْرٌ دُونَ الْجِمَاعِ، وَهِيَ الْقِدْرُ الَّتِي يَسْتَخِفُّ الْحَيُّ أَنْ يَطْبُخُوا فِيهَا. وَأُكُلُ الشَّجَرَةِ: ثَمَرُهَا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25] . 

فرو

(فرو) : الفَرا، الفَرُّوجُ ووَلَدُ الدَّبَى.
فرو: فروة: فرو، جلد بعض الحيوانات كالدببة والثعالب تدبغ ويتخذ منها ملابس للدفء، وللزينة وعباءة مبطنة بفرو. والجمع فراوي (بوشر) وأفرية (فوك، ابن خلدون مخطوطة رقم 4: البيت 12).
فروة: نوع من غطاء الرأس. ففي الأزرقي (ص72): إن النبي (ص) رأى عمرو بن لحي يجر قصبه (يعني أمعاءه) في النار على رأسه فروة.

فرو


فَرَا
فَرَّوَa. Furred, lined with fur.

إِفْتَرَوَa. Put on, wore (pelisse).
فَرْو (pl.
فِرَآء [] )
a. Fur, Skin; pelisse, fur-coat.
b. Crown.
c. Abundance.

فَرْوَة []
a. see 1 (a)b. Scalp, skin of the head.
c. Pouch, wallet, bag.
فَرَّآء []
a. Furrier.

مُفَرَّاة
a. Furred, lined with fur, furry (garment).

أَبُو فَرْوَة
a. The chestnut.

[[ذو الفروة]]
ذُو الفَرْوَة
a. Beggar, mendicant.
b. Rich.
[ف ر و] الفَرْوُ والفَرْوَةُ مَعْروف الذي يُلبَسُ والجمعُ فِراءٌ وافْتَرَيْتُ فَرْوًا لَبِسْتُه قال العَجّاج

(قَلْبَ الخُراسانِيِّ فَرْوَ المُفْتَرِي ... )

وفَرْوَةُ الرأسِ أَعْلاه وقِيلَ هُو جِلْدَتُه بما عَلَيْهِ من الشَّعرِ يكونُ للإنْسانِ وغَيْرِهِ قالَ الرّاعِي

(دَنِسُ الثِّيابِ كأَنَّ فَرْوَةَ رَأْسِه ... غُرِسَتْ فأَنْبَتَ جانِباهَا فُلْفُلاَ)

والفَرْوَةُ كالثَّرْوَةِ في بعضِ اللُّغاتِ وزَعَمَ يَعْقُوبُ أنّ فاءَها بدَلٌ وفَرْوَةُ وفَرْوانُ اسمانِ
ف ر ولأسلخنّ فروة رأسك. وفي الحديث: " إن الأمة ألفت فروة رأسها من وراء الجدار " أي تبدّلت وخرجت من غير أن تتلفّع كالحرة. وضربه على أمّ فروته وهي هامته. وتقول: هو فقير وإن كنز الإبريز، ولبس فروة إبرويز، وهي تاجه. وتقول: المفتري لا يجد البرد: تريد لابس الفرو. وقال العجاج:

قلب الخراسانيّ فرو المفتري

وقد افترى فلان فرواً حسناً، وعليه فروة دافئة وهي نحو الجبة. وفلان يفري الفريّ إذا أتى بالعجب. ويقال: قد أفريت وما فريت أي أفسدت وما أصلحت.

ومن المجاز: تفرّى الليل عن بياض النهار. وتفرّت الأرض بالعيون.
فرو: الفَرْوُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الفِرَاءُ. والمُفْتَرِي: اللاّبِسُ للفَرْوِ. وجُبَّةٌ مُفَرّاةٌ.
وفَرْوَةُ الرَّأْسِ: جِلْدَتُه بشَعرِها.
وهُوَ ذُوْ فَرْوَةٍ وَثَرْوَةٍ: واحِدٌ.
والفَرْوَةُ: الخِمَارُ، ومنه حَدِيْثُ عُمَرَ رضي اللهُ عنه: " إنَّ الأَمَةَ ألْقَتْ فَرْوَةَ رَأْسِها وَرَاءَ الجِدَارِ ".
ويُقال لِهَامَةِ الرَّأْسِ: أُمُّ فَرْوَةَ.
وفَرَوْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ بمَعْنَى فَرَيْتُه: أي شَقَقْته.
والفَرْوَةُ: الوَفْضَةُ يَجْعَلُ فيها السّائلُ صَدَقَتَه. والسّائلُ يُدْعى: ذا الفَرْوَةِ.
والفَرْوَةُ: نِصْفُ كِسَاءٍ يُتّخَذُ من أوْبَارِ الإِبِلِ. وهي أيضاً: جُبَّةٌ شُمِّرَ كُمّاها.
(ف ر و) : (فَرْوَةُ) الرَّأْسِ جِلْدَتُهُ بِشَعْرِهَا وَهِيَ فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الْأَمَةُ أَلْقَتْ فَرْوَتَهَا مِنْ وَرَاءِ الدَّارِ مُسْتَعَارَةٌ لِخِمَارِهَا أَوْ قِنَاعِهَا أَوْ الْمُرَادُ أَنَّهَا تَبَرَّزَتْ مِنْ الْبَيْتِ مَكْشُوفَةَ الرَّأْسِ غَيْرَ مُتَقَنِّعَةٍ (وَبِهَا سُمِّيَ فَرْوَةُ) بْنُ عُمَيْرٍ فِي الدَّعْوَى وَفَرْوَةُ بْنُ مُسَيْكٍ وَفَرْوَةُ بْنُ عُمَرَ الْبَيَاضِيُّ فِي قِسْمَة خَيْبَرَ (وَكُنِّيَتْ أُمُّ فَرْوَةَ) بِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - وَهِيَ الَّتِي تَزَوَّجَهَا أَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ بَعْدَ رُجُوعِهِ وَإِسْلَامِهِ بَعْدَ ارْتِدَادِهِ (الْفُرْهَةُ) فِي خ ي.
فرو
فرَّى يفرِّي، فَرِّ، تفريةً، فهو مُفرٍّ، والمفعول مُفرًّى
• فرَّى الثَّوبَ: بطَّنه بفرو "مِعطف مُفرًّى- فرَّى الجُبَّة لينعَم بالدفء". 
3759 - 
تفرية [مفرد]: مصدر فرَّى. 

فَرَا [مفرد]: ج أفراء وفِراء: حمار الوحش، وقيل الفتيّ منها ° كل الصيد في جَوْفِ الفَرَا [مثل]: يقصد به أن شخصًا واحدًا قد يَفْضُل جماعة ويُغني عنهم. 

فِراءة [مفرد]: صناعة الفِراء. 

فرَّاء [مفرد]:
1 - صانِع الفِرَاء "يعمل فَرّاءً".
2 - بائع الفراء "اشتريت فِراءً من الفرّاء بسعر زهيد". 

فَرْو [مفرد]: ج فِراء: جُلود بعض الحيوان كالثَّعلب والدُّبّ تُدبغ ويُتخذ منها ملابس للدفْء وللزينة "مِعْطَف فَرْو- تزهو بعض النِّساء بلبس الفَرْو في الشِّتاء- فَرْو نَمِر". 

فَرْوَة [مفرد]: ج فَرَوات وفَرْوات وفِراء: جلدة ذات شَعْر "فَرْوة الرأس/ الثعلب/ الأرنب/ الدُّب" ° أبو فَرْوة: الكَسْتَناء- ضرَبه على أمِّ فروته: على هامته. 

فرو

2 فرّى الجُبَّةَ, inf. n. تَفْرِيَةٌ, He furred, or lined with fur, the garment called جُبَّة: see the pass. part. n., below.]4 افرى He was, or became, abundant in cattle, or other property: like أَثْرَى. (M in art. ثرو.

[See فَرْوَةٌ, last sentence.]) 8 افترى فَرْوًا He wore فَرْو [i. e. fur]: (S, M, K:) [and so, app., افترى alone: see مُفْتَرٍ, below.]

فَرْوٌ signifies A certain thing that is worn; (S, Msb;) as also ↓ فَرْوَةٌ: (Msb:) each of these is a word of well-known meaning: (M:) [but the former is properly a coll. gen. n., and ↓ فَرْوَةٌ is its n. un.; agreeably with what here follows:] الفَرْوُ is well known [as being fur]; and ↓ فَرْوَةٌ is the appellation applied when it is [a furred garment] like the جُبِّة: (Lth, T:) and signifies also a skin, but not unless having upon it وَبَر [i. e. fur, or soft hair,] or wool: (T:) [in general,] this latter word signifies, (K, TA,) and some say the former also, (TA,) a kind of garment, well known, (K, TA,) lined with the skins of various species of animals, the most highly esteemed whereof is the سَمَّور [or sable], tanned, and sewed together; this garment being worn for preservation from the cold: (TA:) فِرَآءٌ is the pl. (S, M, Msb, TA) of mult., and the pl. of pauc. is أَفْرٍ: so says Aboo-'Alee El-Kálee. (TA.) فَرْوَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places. b2: Also The scalp, or skin of the head: (S, Msb, K:) or فَرْوَةُ الرَّأْسِ signifies the scalp, or skin of the head, with the hair thereof, (Lth, T, M, Mgh,) of a man, and of other than man: (M:) or the upper part of the head: (M, TA:) and one says, ضَرَبَهُ عَلَى أُمِّ فَرْوَتِهِ meaning [He struck him upon] his هَامَة [crown, &c.]. (TA.) [Hence,] it is metaphorically applied, in a trad., to (tropical:) The skin of the face. (TA.) b3: and (tropical:) A woman's [head-covering such as is called]

خِمَار, (Mgh, K, TA,) or [such as is called] قِنَاع; occurring in a trad.; (Mgh, TA;) metaphorically applied thereto. (Mgh.) b4: And (assumed tropical:) A crown, such as is worn by a king: (Z, K, * TA:) [said to be] so called because made of skins. (TA.) b5: and A [garment of the kind called] جُبَّة of which the two sleeves have been tucked up. (K.) b6: and The half of a [garment such as is called] كِسَآء

made of the soft hair of camels; (K, TA;) now known by the appellation of جبة [evidently a mistranscription, app. for خِبَّة, q. v.]. (TA.) b7: and A [bag such as is termed] وَفْضَة [q. v.], (K, TA,) [i. e.] like the خَرِيطَة, made of skin, (TA,) in which the beggar puts his alms. (K, TA.) and hence, (TA,) ذُو الفَرْوَة means The beggar. (K, TA.) b8: And A portion of herbage collected together and dry. (S, K.) b9: And Waste, or uncultivated, land, having in it no herbage (T, K) and no بَرَش [or maculæ, or spots differing in colour from the rest]. (T.) b10: أَبُو فَرْوَةٍ signifies The بَلُّوط [here meaning chestnut, which is called in Egypt ابو فروة in the present day]; of the dial. of Egypt: it is thus called because within its husk is what resembles the soft hair of camels. (TA.) A2: Also i. q. ثَرْوَةٌ, (Fr, As, ISk, T, S, M, Msb, K,) and غِنًى; (S, K;) [i. e. Abundance, and richness &c.;] accord. to Yaakoob [i. e. ISk], (M,) formed from ثَرْوَةٌ by substitution (S, M) of ف for ث: (M:) one says, إِنَّهُ لَذُو ثَرْوَةٍ مِنَ المَالِ and فَرْوَةٍ, both meaning the same [i. e. Verily he is a possessor of abundance of property]; (T, S; [in some copies of the latter, فِى المَالِ;]) so says ISk, (T,) or Fr; (S;) and As says the like: (S:) the latter says, فُلَانٌ ذُو فَرْوَةٍ and ثَرْوَةٍ, meaning Such a one is a possessor of abundant property. (T.) فَرَّآءٌ A manufacturer of فِرَآء [i. e. furs, or furred garments]: b2: and A seller thereof. (TA.) جُبَّةٌ مُفَرَّاةٌ [A furred جبّة;] a [garment of the kind called] جبّة upon which is a فَرْوَة [or fur, i. e., that is lined therewith].

مُفْتَرٍ [act. part. n. of 8]. المُفْتَرِى لَا يَجِدَ البَرْدَ [The wearer of fur will not feel the cold] is a saying of the Arabs. (TA.) Quasi فروز Q. Q. 1 فَرْوَزَ see in art. فرز.
باب الراء والفاء و (وا يء) معهما ف ر و، ف ور، ور ف، وف ر، ر ي ف، ف ر ي، ر فء، رء ف، ف رء، فء ر، ء ف ر، ء ر ف مستعملات

فرو: فَرْوَةُ الرّأس: جِلْدَتُه بشَعَرها. والفَرْوُ: معروفٌ، وجَمعُه فِراء، وإذا كان الفَرْوُ كالجبة فاسمه: فروة. فور: الفَوْرُ: فَوْرُ القدر والنّار، والدُّخانِ والغَضَب. والفَوّارة: العين تجيش وتفور بمائها. وفي الكَرِش فَوّارتانِ في باطنهما غُدَّتان من كلّ ذي لحم، يقال: ماء الرّجل يَقَع في الكُلْية، ثمّ في الفوّارة، ثمّ في الخُصْية، وتلك الغُدّةُ لا تُؤْكَلُ. وجاء القوم من فَوْرهم، أي: جاشُوا للحَرْب فأَقْبلوا من وَجْههم ذلك، وكلّ جائش فائر. والفِيرة: حُلبة تُطبَخ حتّى إذا فارت فوراتها أُلْقِيَتْ في مِعْصَرة فصُفِّيَتْ، ثم يُلْقَى عليها تمر فتتحسّاها المرأة النُّفَساء. والفائرُ: المنتشر العَصَب من الدّوابّ وغيرها. وفار العِرْقُ يَفُورُ فوراً، أي: انتفخ قال :

[لها رُسُغٌ أَيِّدٌ مُكرَبٌ] ... فلا العَظْمُ واهٍ ولا العِرْقُ فارا

وقال زهير :

تَهْوِي على رَبِذاتٍ غيرِ فائرةٍ ... [تُحْذَى وتُعْقَدُ في أَرْساغِها الخَدَمُ]

ورف: الوارِفُ من الشَّجَر: النَّضِرُ الذّي يَهتَزُّ من ريه، وهو الوريف كذلك. ووَرَفَ الشَّجَرُ يَرِفُ وَرِيفاً [ووُرُوفاً] إذا رأيتَ لخُضْرته بَهْجةً من رِيِّه ونَعْمَتِهِ، قال:

ذات غُصونٍ يَهتَزُّ وارِفُها

وفر: الوَفْرُ: المالُ الكثير الذّي لم يَنقُصْ منهُ شيء، وهو مَوْفُورٌ. والوافرُ: التّامّ، وقد وَفَرْناه فِرةً، ووُفورا، والمستعمل: وَفَّرْناه توفيرا. والوَفْرَةُ من الشَّعَر: ما بلغ الأُذُنَيْن ... وشَعَرٌ مُوَفَّر. والوافر: ضَرْبٌ من الشِّعر.

ريف: الرِّيفُ: الخِصْبُ والسَّعَةُ في الــمَأْكل والمَطْعَم.

فري: الفَرْيُ: الشَّقُّ.. خَلَقْتُ الأَديم ثم فَرَيته، إذا أعلمتَ عليه علاماتِ المقاطع ثمّ قطعته. وفَرَيْت الشّيء بالسَّيف وبالشَّفْرة: قطعته وشَقَقْته. وفريته: أَصْلَحته. والفَرْية: الجَلَبة. ويقال: للرَّجُل الشُّجاع: ما يَفْرِي أَحَدٌ فَرْيَهُ، خفيفة، ومن ثقّل فقد غَلِط. وفَرَى يَفْري فلانٌ [الكَذِبَ] إذا اختلقه. والفِرية: الكَذِبُ والقذف. والفَرِيُّ: الأَمرُ العَظيم في قوله: جلّ وعزّ: لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا . [والفَرِيَّة: المزادة] وفَرِيّةٌ وَفْراء: واسعة، فإِذا قلتَ: مَفرِيّة فهي مشقوقة، والتَّفرِّي: التَّشَقُّقُ، ويُقال: تَبَجَّسَتِ الأرضُ بالعيون وتَفَرَّتْ، قال زهير :

[رَعوْا ما رَعَوْا من ظِمْئِهِمْ ثمّ أَوْرَدوا] ... غِماراً تَفَرَّى بالسِّلاحِ وبالدَّمِ

رفأ: رجلٌ رفّاءٌ بين الرِّفاءة والرِّفاية. والثَّوْبُ مَرْفُوٌّ، [أي: مَلْؤُومٌ خَرْقُه] . والرِّفاءُ: يكون الاتّفاق، وحُسْن الاجتماع، ويكون من الهُدُوء والسُّكُون،

وفي الحديث: بالرِّفاء والبنين ..

والمُرافَأة: المحاباةُ في البيع.. رافأتُهُ في البَيع مُرافأَةً، قال:

ولمّا أن رأيت أبا رُدَيْمٍ يُرافِئُني ويَكْرَهُ أن يلاما

وأمَا بيت أبي خراش:

رَفَوْني وقالوا: يا خُوَيْلِدُ لا تُرَعْ ... فقلتُ، وأَنكَرْتُ الوجوه: هم هم فإِنّه من الهدوء والسُّكون. وأَرْفأتُ السّفينة: قرَّبتُها إلى الشَّطِّ. إرفاءً. واليَرْفَئيٌّ: راعي الغنم.

رأف: الرّأفة: الرَّحْمَةُ، وقد رَؤُفَ يَرْؤُفُ رأفة، ويُقالُ: رَأَفَ يَرْأَفُ، فهو رَأْفٌ ورؤوفٌ.

فرأ: الفَرَأُ، مقصور: الفَتِيُّ من حُمُر الوَحش، ومَنْ تَرَكَ الهَمْزَ قال: فَرَا.

فأر: الفَأْر، مهموز، والواحدةُ: فأرة، والجميع: الفِئران. وأرضٌ مَفْأرةٌ، ويُقال: فَئِرةٌ. وفأرة المسك: نافجته.

أفر: أَفَرَتِ القِدْرُ تأفِر أَفْراً، إذا جاشَتْ واشتدّ غَلَيانُها، كأنّما تَنْزو نَزْواً، قال:

باخوا وقِدرُ الحَرْب تَغْلي أَفرا

والمِئْفَر من الرّجال: الذي يَسعَى بين يدي الرَّجل يُعينُهُ ويَخْدُمه، ويقال: إنّه ليأفِرُ بين يَدَيهِ، وقد اتُّخذَ مِئْفراً، قال:

لم يُنْجِهِمْ منك النجاء المئفر  والإنسانُ يَأْفِرُ أَفْراً، إذا وَثَبَ ومَشَى عَدْواً.

أرف: الآُرْفيُّ: اللبّن المحض الطّيّب، ويقال أيضاً لِلَبَنِ الظِّباء. أرفت الدار تأريفا، أي: قَسَمْتها وحَدَّدتها. وبَنَيت أُرْفَ الدّار، وهي: المَعالِمُ. الواحدة: أرفة، ورفة خفيفة.
فرو
: (و} الفَرْوَةُ: لُبْسٌ م) مَعْروفٌ، قيلَ بإثْباتِ الهاءِ، وقيلَ بحذْفِها، والجَمْعُ {فِراءٌ، كسَهْمٍ وسِهامٍ، وَهُوَ على أَنْواعٍ فَمِنْهَا: السمور والأزق والقاقون والسنجاب والناقة والفرسق أولَاهُنَّ أَعْلاهنَّ؛ وَهِي جُلُودُ حَيَواناتٍ تُدْبَغُ فتخيطُ ويُلْبسُ بهَا الثِّياب فيلبسُونَها اتِّقاءَ البَرْدِ.
وقالَ الأزْهرِي: الجلْدَةُ إِذا لم يَكُنْ عَلَيْهَا وَبَرٌ وَلَا صُوفٌ لَا تُسمَّى} فرْوَة.
وقالَ أَبو عليَ القالِي: ثلاثُ {أَفْرٍ فَإِذا كَثُرَتْ فَهِيَ} الفِراءُ؛ قالَ: {والفِراءُ أَيْضاً جَمْعُ} فِراً لحمارِ الوَحْش.
قُلْت: وَهَذَا تقدَّمَ فِي الهَمْزةِ.
(و) الفَرْوَةُ: (جِلْدَةُ الَّرأْسِ) بِمَا عَلَيْهِ من الشَّعَرِ يكونُ للإنْسانِ وغيرِهِ؛ قالَ الرّاعِي:
دَنِس الثِّياب كأَنَّ فَرْوَة رَأْسِه
غُرِسَتْ فأَنْبَت جانِبَاها فُلْفُلاوقد تُسْتعارُ لجِلْدَةِ الوَجْه؛ وَمِنْه الحَدِيث: (أَنَّ الكافِرَ إِذا قُرِّبَ المُهْلُ مِن فِيهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِه) .
(و) الفَرْوَةُ: (الأرضُ البَيْضاءُ) اليابِسَةُ، (ليسَ بهَا نَباتٌ) وَلَا برش؛ وَمِنْه الحديثُ: (إنَّ الخَضِر جَلَسَ على فَرْوةٍ بَيْضاء فاهْتَزَّتْ تَحْتَه خَضْرَاء) .
(و) الفَرْوَةُ: (الغِنَى، والثَّرْوَةُ) إبدالٌ؛ قالَ الفرَّاءُ: إنَّه لَذُو فَرْوةٍ مِن المالِ وثَرْوةٍ بمعْنًى؛ والأَصْمعي مِثْلُه؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) فَرْوَةٌ: (رجُلٌ) ، وَهُوَ فَرْوَةُ بنُ مسيكٍ الْمرَادِي الصَّحابيُّ رَوَى عَنهُ الشَّعْبي وجماعَةٌ.
{وفَرْوَةُ بنُ قَيْسٍ عَن عَطاء.
وفَرْوَةُ بنُ مُجاهدٍ اللخميُّ من شُيُوخ إبْراهيمَ بنِ أَدْهم.
وفَرْوَةُ بنُ أَبي المغراءِ الكِنْدي من شيوخِ البُخاري والدَّارِمي.
وفَرْوَةُ بنُ نوفلٍ الأشْجعِي عَن عليَ.
وفَرْوَةُ بنُ يُونُس الكِلابي عَن هِلالِ بنِ جُبَيْرٍ، وجماعَةٌ آخَرُون يسمّون بذلكَ.
(و) قالَ الجَوْهرِي: الفَرْوَةُ (قِطْعَةُ نَباتٍ مُجْتَمِعَةٌ يابِسَةٌ) ، قالَ:
وهامةٍ} فَرْوَتُها! كالفَرْوة (و) قالَ الأزْهرِي: الفَرْوَةُ: (جُبَّةٌ شُمِّرَ كُمَّاها) ؛) قالَ الكُمَيْت:
إِذا التَفَّ دُونَ الفَتاةِ الكَمِيع
وَوَحْوَح ذُو الفَرْوَةِ الأَرْمَلُ (و) قيلَ: الفَرْوَةُ: (نِصْفُ كِساءٍ يُتَّخَذُ مِن أَوْبارِ الإِبِلِ) ، وَهُوَ المَعْروفُ الآنَ بالجُبَّةِ.
(و) الفَرْوَةُ: (الوَفْضَةُ) شِبْه الخَرِيطَةِ من الجِلْدِ (يَجْعَلُ السَّائِلُ فِيهَا صَدَقَتَهُ.
(و) الفَرْوَةُ: (التَّاجُ) ؛) وَمِنْه قولُ الزَّمَخْشري: هُوَ فَقيرٌ وَإِن كَنَز الإبْزيز ولَبِسَ فَرْوَةَ أَبْرويز، أَي تاجَهُ، وإنَّما سُمِّيَت بِهِ لأنَّه كانَ مُتَّخَذاً مِن الجُلُودِ. (و) الفَرْوَةُ: (خِمارُ المَرْأَةِ) ؛) وَمِنْه الحديثُ: (إنَّ الأَمَةَ أَلْقَتْ فَرْوَةَ رَأْسِها مِن وَراء الجِدارِ) ؛ قالَهُ عُمَرُ حينَ سُئِلَ عَن حدِّها، أَي قِناعَها أَو خِمارَها، أَي تبَذَّلَتْ وخَرَجَتْ بغيرِ تَلَفّعٍ كالحرَّةِ.
(وجُبَّةٌ {مُفَرَّاةٌ) ، بالتّشْديدِ: أَي (عَلَيْهَا فَرْوَةٌ.
(} وافْتَرَى فَرْواً) حَسَناً: (لَبِسَهُ) ؛) وَمِنْه قوْلُهم: {المُفْتَرِي لَا يَجِدُ البَرْدَ: أَي لابِسُ الفَرْوَةِ؛ قالَ العجَّاج:
يَقْلِبُ أُولاهُنَّ لَطْم الأَعْسَرِ
قَلْبَ الخُراسانيِّ فَرْوَ المُفْتَرِي (وذُو الفَرْوَةِ: السَّائِلُ) لأنَّهُ يَأْتِي مُشْتمِلاً} بفَرْوَتِه، وَهِي الوَفْضَةُ الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها.
(وذُو {الفَرْوَيْنِ) ، مُثَنَّى} الفَرْو: (جَبَلٌ بالشَّامِ) .) وَفِي مُعْجم نَصْر: جِبالٌ بالشامِ.
(وساقُ الفَرْوَيْنِ: جَبَلٌ بنَجْدٍ) فِي دِيارِ بَنِي أَسَدٍ، وساقٌ جَبَلٌ آخرُ يُذْكَرُ مُفْرداً ومُضافاً كَمَا تقدَّمَ.
(وذُو {الفُرَيَّةِ، كسُمَيَّةَ: فارِسٌ) كانَ إِذا أَرادَ القِتالَ أَعْلَم} بفَرْوَةٍ، كأَنَّه مُصَغَّرُ فَرْوَة.
(و) ذُوالفُرَيَّةِ: وهبُ بنُ الحارِثِ القُرَشِيُّ الزهريُّ (شاعِرٌ) ؛) نقلَهُ الحافِظُ.
( {وفَرْوانُ: اسْمُ) رجُلٍ.
(} وفارِيانانِ) ؛) وَفِي كتابِ السّمعاني! فِرْيانانِ، بالكَسْرِ، وَإِذا فموضِعُه الترْكِيبُ الَّذِي يَلِيه؛ (ة) بمَرْوَ، (مِنْهَا: محمدُ بنُ تميمٍ؛ و) أَبو عبدِ الرحمنِ (أَحمدُ بنُ) عبدِ اللهِ بن (حكيمٍ) الهَمَدانيُّ عَن أَنَس بنِ عِياضٍ وغيرِهِ، رَوَى عَنهُ الثِّقاتُ وَقد تُكلِّمَ فِيهِ.
( {وفَرَاوَةُ: د بخُرَاسانَ) ؛) قالَ الحافِظُ: اخْتُلِفَ فِي ضمِّها وفَتْحِها؛ قالَ ابنُ نُقْطَة: الفَتْحُ أَكْثَر وأَشْهَرُ، وَهِي بُلَيْدَةٌ بثَغْرِ خُرَاسانَ ممَّا يلِي خَوَارزم وتُعْرَفُ فِي العَجَمِ} بفَراوُوه بوَاوَيْن أُولاهُما مَضْمُومَة، وَبهَا رِباطٌ بناهُ عبدُ اللهِ بنُ طاهِرٍ فِي خِلافَةِ المأْمُون، مِنْهَا: أَبو نُعَيْم محمدُ بنُ القاسِمِ {الفَراويُّ صاحِبُ رِباطِها عَن حميدِ بنِ زِنْجَوَيَه وغيرِهِ؛ وَمِنْهَا أَبو الفَضْل محمدُ بنُ الفَضْل الفَراوِيُّ الإمامُ المَشْهورُ ذُو الكُنَى رَاوِيَةُ صَحِيحِ مُسْلم وَفِيه يقولونَ أَلفُراوي ألف رَاوِي، وتَرْجَمَتُه واسِعَةٌ مَشْهُورَةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فَرْوَةُ الرأْسِ: أَعْلاهُ؛ وَبِه فُسِّر قولُ الرَّاعِي السابِقُ.
وضَرَبَه على أُمِّ} فَرْوَتِه: أَي هامَتِه.
وأُمُّ فَرْوَةَ: ثلاثَةٌ من الصحابيات.
وأَبو فَرْوَة:) البَلُّوطُ، مِصْريَّةٌ؛ سُمِّي بذلكَ لأنَّ فِي داخِلِ قِشْرِه كَهَيْئةِ وَبَرِ الإبِلِ.
{والفرَّاءُ: مَنْ يَصْنَعُ} الفِراءَ؛ وأَيْضاً مَنْ يَبِيعُها، وَقد نُسِبَ كَذَلِك جَماعَةٌ من المحدِّثِين، مِنْهُم: أَبو القاسِمِ نُوحُ بنُ صالِحٍ النَّيْسابُورِي عَن مالِكٍ، ومُسْلم الزنْجِي، وابنُ المُبارَكِ، وأَبو يَعْلى محمدُ بنُ الحُسَيْن بنِ خَلَف بنِ أَحمدَ! الفرَّاء فَقِيهٌ حَنْبليٌّ رَوَى عَن أَبي القاسِمِ البَغَوي ويَحْيَى بنِ صاعِدٍ، وَعنهُ أَبو بكْرٍ الأنْصارِي وغيرُهُ ماتَ فِي رَمَضانَ سَنَة 458؛ وأَخُوه أَبو حازِمٍ عَن الدَّارقْطني، وَعنهُ الخطيبُ، ماتَ بتنيس سَنَة 438 ودُفِنَ بدِمْياط واخْتَلَطَ آخِرَ عُمْرِه.
وأَمَّا أَبو زَكَرِيَّا يَحْيى بنُ زِيادِ بنِ عبدِ اللهِ الكُوفي اللُّغَوي فإنَّه قيلَ لَهُ الفرَّاءُ لِأَنَّهُ كانَ يَفْرِي الكَلامَ فَهُوَ إِذا مِن فَرَى يَفْرِي محلُّه فِي الترْكيبِ الَّذِي بَعْده؛ يقالُ: هُوَ ومحمدُ بنُ الحَسَنِ ابْنا خالَةٍ ثِقَة رَوَى عَن الكِسائي، وماتَ سَنَة 307 عَن ثلاثٍ وسِتِّين.
وإسْحاقُ بنُ محمدِ بنِ إسْماعيلَ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أَبي فَرْوَة القرشيُّ {الفَرَويُّ مَوْلى عُثْمان ثِقَةٌ عَن مالِكٍ؛ وَعنهُ أَبو زَرْعَةَ وأَبو حاتِمٍ والبُخارِي.
} وفَرْوانُ: بَلَدٌ بفارِسَ، مِنْهَا: أَبو وهبٍ منبهُ بنُ محمدٍ الواعِظُ ماتَ فِي حُدودِ سَنَة خَمْسمائَةٍ.
{وفَرَوَةُ، محرّكةً: قَرْيةٌ بسرخس، مِنْهَا: أَبو عليَ لُقْمانُ بنُ عليَ الفَرَويُّ حدَّثَ عَنهُ أَبو أَحمدَ بنُ عديَ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
فزو: فَزَاوةُ، بالفَتْح: جدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ عليِّ بنِ الحُسَيْن بنِ يوسُفَ بنِ النَّضْر بن فَزَاوَةَ الفَزَاوِيُّ النّسفيّ مِن أَهْلِ أَفْرَان نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ، سَمِعَ إبراهيمَ بن سَعْدٍ النَّسفي، وَعنهُ حَفِيدُه أَبو الأَزْهرِ أحمدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر الإفراني ماتَ سَنَة 320.

ظل

الظل: ما نسخته الشمس، وهو من الطلوع إلى الزوال، وفي اصطلاح المشايخ: هو الوجود الإضافي الظاهر بتعينات الأعيان الممكنة وأحكامها التي هي معدومات ظهرت باسمه النور، الذي هو الوجود الخارجي المنسوب إليها، فبستر ظلمة عدميتها النور الظاهر بصورها، صار ظلًا لظهور الظل بالنور وعدميته في نفسه، قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ} أي: بسط الوجود الإضافي على الممكنات.

الظل الأول: هو العقل الأول؛ لأنه أول عين ظهرت بنوره تعالى.

ظل الإله: هو الإنسان الكامل المتحقق بالحضرة الواحدية.
ظل: ظَلَّ يَظَلُّ: لا يُسْتَعْمَلُ إلاَّ لكُلِّ عَمَلٍ بالنَّهار، ورُبَّما جاء باللَّيْلِ في الشِّعْرِ نادِراً. وظَلِلْتُ وظِلْتُ وظَلْتُ، والمَصْدَرُ الظُّلُوْلُ، ويُقال: ظَلَلْتُ أيضاً.
والظِّلُّ: ضِدُّ الضِّحِّ، والجَمِيعُ الظِّلاَلُ والظُّلُوْلُ. وسَوَادُ اللَّيْلِ: ظِلٌّ. ومَكَانٌ ظَلِيْلٌ: دائمُ الظِّلِّ، وقد دامَتْ ظَلاَلَتُه. وكُلُّ مَوْضِعٍ يكونُ فيه الشَّمْسُ فزالَتْ عنه فهو: ظِلٌّ وفَيْءٌ.
والظِّلُّ الظَّلِيْلُ: الجَنَّةُ.
والظِّلُّ: الخَيَالُ يُرى من الجِنِّ وغَيْرِه.
والظِّلَّةُ: الظِّلاَلُ.
والظُّلَّةُ: ما سَتَرَكَ من فَوْقُ.
وثَوْبٌ لَيْسَ عليه ظِلٌّ: أي زِئْبِرٌ.
وهو في ظِلِّه: أي كَنَفِه.
ووَجْهُه كظِلِّ الحَجَرِ: أي أسْوَدُ.
وفي مَثَلٍ: " تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه " إذا نَفَرَ.
والظُّلَّةُ: كهيئة الصُّفَّةِ في التفسير.
والمَظَلَّةُ: البُرْطُلَّةُ. وما يُتَّخَذُ من خَشَبٍ يُسْتَظَلُّ به.
والظَّلِيْلَةُ: الرَّوْضَةُ.
والإِظْلاَلُ: الدُّنُوُّ، أظَلَّكَ فلانٌ: بمعنى دَنا كأنَّه ألْقى عليه ظِلَّه.
ومُلاَعِبُ ظِلِّه: طائِرٌ، ومُلاَعِبَا ظِلِّهما، ومُلاعِبَاتُ ظِلِّهِنَّ.
والأَظَلُّ: باطِنُ مَنْسِمِ البَعِيرِ، والجَميعُ الأَظْلاَلُ والظُّلُّ. وفي الإنسان: أُصُوْلُ بُطُوْنِ الأصابعِ مِمّايَلي صَدْرَ القَدَم.
والظَّلَلُ: الماءُ الذي يكونُ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ولا تُصِيْبُه الشَّمْسُ. والظَّلِيْلَةُ: مُسْتَنْقَعُ ماءٍ قَلِيْلٍ في مَسِيْلٍ ونَحْوِه.
وكانَ ذلك في ظِلِّ الشَّبَابِ: أي أوَّلِه.
والظَّلاَلَةُ: غَيَايَةٌ من الطَّيْرِ أي جَمَاعَةٌ.

وظَلَّلْتُ بالسَّوْطِ: أي أشَرْتُ به تَخْوِيفاً.
وظَلاَلَةُ البَعِيْرِ: شَخْصُه.
والظَّلِيْلُ: الحَصِيْرُ من ظُهُوْرِ السَّعَفِ، وتُجْمَعُ أظِلَّةً.
واسْتَظَلَّتْ عَيْنُ النّاقَةِ: إذا غارَتْ، فهي مُسْتَظِلَّةٌ.
لظ: الإِلْظَاظُ: الإِلْحَاحُ على الشَّيْءِ، أَلَظَّ على الشَّيْءِ وألَظَّ به. ومنه المُلاَظَّةُ في الحَرْبِ.
ورَجُلٌ مِلْظَاظٌ مُلِظٌّ: شَدِيْدُ الإِيْلاَعِ بالشَّيْءِ. وفي الحَدِيث: " أَلِظُّوا بيا ذا الجَلاَلِ والإِكْرَام " أي داوِموا السُّؤالَ بها.
وهو مُلِظٌّ به: إذا رَأيْتَه يَطْرُدُه، واللَّظُّ: الطَّرْدُ، ومَرَّتِ الفُرْسَانُ تَلاَظُّ.
والإِلْظَاظُ: الطَّلَبُ باللِّسَانِ. والمِلْظَاظُ: المِلْحَاحُ. ورِسَالَةٌ مُلِظَّةٌ.
ورَجُلٌ لَظٌّ: عَسِرٌ مُتَشَدِّدٌ.
واللَّظْلَظَةُ: من قَوْلِكَ: الحَيَّةُ تُلَظْلِظُ: وهو تَحْرِيْكُ رَأْسِها من شِدَّةِ اغْتِيَاظِها.
وإنَّه لَحَدِيْدٌ لَظْلاَظٌ: أي عَسِرُ الخُلقِ.
والمِلَظُّ: الشَّدِيْدُ الطَّلَبِ المُلِحُّ على الشَّيْءِ.
وأَلَظَّ على كذا وبه: لَزِمَه.
باب الظاء واللام ظ ل، ل ظ يستعملان

ظل: [ظَلَّ فلانٌ نَهارَه صائماً، ولا تقول العرب: ظَلَّ يَظَلُّ اِلاّ لكل عَمَل بالنهار، كما لا يقولون: باتَ يَبيتُ إِلاّ باللَّيل، ومن العَرَب من يحذف لام ظَلِلتُ ونحوِها حيث يظهران] ، فأما أهل الحِجاز فيكسِرون الظاء على كسرة اللام التي أُلقِيَتْ، فيقولون ظِلْنا وظِلْتُم، والمصدر الظلول، [والأمر منه ظَلَّ واظلَلْ، وقال اللهُ- جلَّ وعَزّ-: ظَلْتَ عَلَيْهِ عاكِفاً وقرىء: ظِلْتَ عليه، فمَن فَتَحَ فالأصلُ فيه ظَلِلتَ عليه، ولكن اللامَّ حُذِفت لثِقَل التضعيف والكسر، وبقيت الظاء على فتحها، ومن قَرَأ: ظِلْتَ، بالكسر، حَوَّلَ كسرةَ اللام على الظاء، وقد يجوز في غير المكسور نحو: هَمتُ، بذاكَ أي هَمَمْتُ، وأحَسْتُ تُريدُ أَحْسَسْتُ، وحَلتُ في بني فُلانٍ، بمعنى حَلَلْتُ وليس بقياس إنّما هي أحرف قليلة معدودة] . وتميم تقول: ظَلْتُ. وسَواد الليل يُسَمَّى ظِلاًّ، قال:

وكم هَجَعَتْ وما أطلقت عنها ... وكم دَلَجَتْ وظِلُّ اللَّيْلِ داني

ومكان ظليلٌ: دائِمُ الظِّلِّ دامَت ظِلالُه. والظُّلَّةُ كهَيئة الصُّفَّة، وعَذابُ يومِ الظُّلَّة، يقال: عذابُ يومِ الصُّفَّة، واللهُ أعلَم. والمِظَلَّة: البُرْطُلَّة، والظُّلَّة والمِظَلَّة سواء وهما ما يُستَظَلُّ به من الشمْس، ويقال: مظلة. والإِظْلالُ: الدُّنُوُّ، يقال: أظَلَّكَ فلانٌ، أي كأنَّه أَلْقَى عليكَ ظِلَّه من قُرْبه، [وأظَلَّ شَهرُ رمضانَ، أي دَنَا منكَ] . ويقال: لا يُجاوز ظِلّي ظِلَّكَ. ومُلاعِبُ ظله: طائر يُسَمَّى بذلك، وهُما مُلاعِبا ظِلِّهما ومُلاعباتُ ظِلِّهِنَّ في لغة، فإذا جَعَلتَه نكرةً أخرجْتَ الظِلَّ على العِدَّة فقلت: هُنَّ مُلاعبات [أَظْلالِهِنّ] . والأَظَلُّ: باطِن مَنْسِم البعير، والجميع الأظلال، قال:

تَشْكُو الوَجَى من أظَللٍ وأظلَلِ

أظهر التضعيف، وإنَّما هو أظَلُّ، [وقال ذو الرُّمَّة:

دامي الأظل بعيد السأو مَهْيُومُ]

والظِّلُّ لون النَهار تغلِبُ عليه الشَّمْسُ. والظِّلُّ من الخيال سِترٌ من الجن. والمظلمة تُتَّخَذُ من الخَشَب يُسْتَظَلُّ بها. والظَّليلة: مُستَنقِعُ ماءٍ قليل في مَسيل، وينقطع السَّيْلُ ويبقى ذلك الماء فيه، قال رؤبة:

غادَرَهُنّ السيل في ظلائلا  لظ: الإِلظاظ: الإِلْحاحُ على الشيء، وألظ به، ومنه المُلاظَّةُ في الحَرْبِ. ورجل مِلْظاظ: مُلِظٌّ شديدُ الإيلاع بالشيء، مُلجٌّ، قال:

عَجِبتُ والدَّهْر له لَظيظُ

ويقال: رجلٌ كَظٌّ لَظٌّ، أي عَسِرٌ مُتَشدِّد. والتَّلَظْلُظُ واللَّظْلَظَةُ من قولك: حَيَّةٌ تَتَلَظلَظُ، وهو تحريكُ رأسِها من شِدَّةِ اغتياظِها. وحَيَّةٌ تَتَلَظَّى من خُبثها وتَوَقُّدِها، والحَرُّ يَتَلَظَّى كأنَّه يلتهب مثل النار، وسُمِّيَتِ النّارُ لَظىّ من لُزُوقها بالجلد، ويقال: اشتقِاقُه من الإِلظاظ، فأَدْخَلوا الياءَ كما أَدْخَلُوها على الظن فقالوا: تَظَنَّيتُ، وإِنَّما هو: تَظَنَّنْت،

وفي الحديث: ألظوا بيا ذا الجَلالِ والإِكرام

أي سَلِّمُوا بها وداوِمُوا عليها، أي على هذه الكلمة. [وأما قولهم في الحَرِّ: يَتَلَظَّى فكأنّه يَتَلَهَّبُ كالنّارِ من اللَّظَى] .
ظل: ظلَّ: مكث، لبث، بقي، دام، استمر، ويقال: ظل واقفاً: لبث واقفاً وظل على حاله: عني بصحبته، لم يشخ ويطعن في السن ولم يأسن ويتعفن (بوشر).
ظلَل: معناها الأصلي أظلّ، فيأ، وجعله في الظلّ.
ويقال مجازاً: ظلَّلَته مَسَرَّتُه (عباد 1: 66) مثل ما نقول: ارتسم السرور على وجهه.
ظَلَّل: جعله في الظلّ، خصص له مكاناً فيه ظلّ (معجم البلاذري).
ظَلَّل ب: غطاه من أعلاه ففي المقري (1: 380): مَسارح للطيور مظلَّلة بالشباك (مِطِيرة بناء كبير مخصص لتربية الطيور).
أظلَّله: دنا منه، صار قريباً منه (لين، فليشر في تعليقه على المقري 1: 660، بريشت ص216 معجم مسلم) وقد تغير معنى هذا الفعل فصار يدل على شيء أو وقت قد حان حينه.
ففي رحلة ابن بطوطة (1: 22) مثلاً: أظلني بتونس عيد الفطر، أي اقبل عيد الفطر وأنا بتونس،. وفيها (1: 26): أظلنا عيد الأضحى في بعض تلك المراحل أي اقبل علينا عيد الأضحى في بعض تلك المراحل. وفي ملّر (ص12): أظلتنا بها ليلة شتائية أي كنا في ليلة ممطرة. وفي معجم مسلم: أظلهم رعب أي استولى عليهم رعب.
ظَلّ؟: يقول ريشاردسون (مراكش 2: 30) ذَلّ تعني مِظلّة ولعلها تصحيف مَظلّ (انظر مَظَلّ) وعند بوسيبه ظلّيلة وهي لفظة مراكشية تعني مِظلَّة.
ظِلّ: وجمع الجمع أظَاليل (ديوان الاخطل ص8 ورايت).
ظل الشمْس: مِزُولة، ساعة شمسية (الكالا).
ظُلَّة: مدخنة الموقد (فوك، الكالا).
ظِلّي: هو نوع من الزبيب في سلجماسة وقد سمي بذلك لأنه يجفف في الظل (البكري ص148).
ظِلاَلة: نوع من الأخبية للوقاية من الشمس مثل مظلَّة (ابن جبير ص178، 187).
الظِلالات عند الصوفية عبارة عن الأسماء الإلهية (محيط المحيط).
ظِلاِليّ: ترجمة كلمة السريانية طالما (باين سميث 1470).
مظّل: خيمة كبيرة فسطاط. ففي المعجم اللاتيني- العربي ( tentorium فسطاط ومَظَلّ).
ويطلق على هذا الاسم على خيمة السلطان. فعند ابن القوطية (ص40 ق): ولم يُؤذَّن بالظُهْر إلا وقد اجتمع على باب المظل ثلاثون ألف رأس.
وفي حيان (ص72 ق) وأمر الأمير عبد الله بإنزال العسكر وإقامة المظل فاتفق من سوء الطيرة أن المظل لما قام عمود (عموده) وشُدَّ باطنابه اندقَّ العمود فخر المظل ثم أهوى إلى عمود فامتلخه وتقدّم به إلى المظل فعمده فاستوى على ساقه. كما يطلق هذا الاسم على خيمة ولد السلطان ففي حيان (ص90 ق) في كلامه عن عاصفة واقتلعت مظل الولد أبان وقبةّ القائد أحمد (والمظل في هذا الخبر مرداف قبة).
مَظْلّ وجمعه مظلات: عرزال وهو سقيفة من أغصان الأشجار تحمي من الشمس (الكالا).
وفي المعجم اللاتيني العربي ذكرت هذه الكلمة مقابل الكلمة اللاتينية umbraculum ولهذه الكلمة معنيان أحدهما هو هذه السقيفة والثاني مظلّة.
مَظَلّ وجمعها مظلات: طابق دور (الكالا).
وهو يذكر لفظة مدل التي تعني عنده دائماً مَظَلّ وجمعها مظلات في المادة اللاتينية Madera tinada de وأرى من الصعب معرفة المراد من هذه الكلمة. غير أني حين رجعت إلى معجم نبريجا، حيث رتبت فيه الكلمات نفس الترتيب في معجم الكالا، وجدت فيه: tina de madera وهو يترجم هذه بالكلمة اللاتينية contignation ( أي طابق، دور) وقد ذكر في القسم اللاتيني - الأسباني أن معنى الكلمة هو دور وطابق. وهذا ما تدل عليه كلمة مَظْلْ.
مَظَلّ: مظلة شمسية (هوست ص153، هلو).
مَظَلّ وجمعها مظلات: نوع من القبعات تعتمر لتحمي لابسها من الشمس (فوك) وقبعة من القش (دوماس عادات ص38) وقال دوماس (حياة العرب ص67): وهي لا تلبس الا في حمارَّة القيظ، وهي عالية جداً وذات حاشية عريضة جداً، وترى في الصحراء خاصة وهي مغطاة بريش النعام (انظر المادة التالية) مِظلّة (بفتح الميم وكسرها): البيت الذي يذكره لين والذي ينتهي بكلمة المظلي موجود في ديوان الهذليين (ص196 البيت 71).
مَظَلَّة: مثل ظُلْة التي اشتقت منها الكلمة الأسبانية تولدا، تولدا (انظر معجم الأسبانية ص351): جنفاص يمد على ساحة الدار والشارع والمحفة والزورق ليمحيها من الشمس أو من المطر (مختارات من تاريخ العرب ص452، 580، ابن جبير ص63) وفي رحلة ابن بطوطة (4: 290): واجتمعت بتلك الخليج من السفن طائفة كبيرة لهم القلاع الملونة ومظلات الحرير.
وقد ترجمها المترجم بالمعنى المألوف وهو شمسية لكن قارن هذا بما جاء في (4: 271) وهو: ويظللّون على المركب بثياب الخ ثم ان في مخطوطة السيد جاينجوس مظلّلات بدل مظلات.
مظلَّة: ظُلَّة في أعلى السرير (بوشر).
مظلّة: قبعة من خوص النخيل (بليسييه ص152) وقبعة عريضة الحاشية جداً تصنع من خوص الدوم وهي شجرة المقل (اسبينا مجلة الشرق والجزائر 13: 145، كاريت جغرافية ص228، يراكس مجلة الشرق والجزائر 5: 215).
وعند البربر الخوص التي يلبسها الأوربيون (برجون).
مظلَّة: خيمة حيث كانت سفينة نوح (بوشر). عيد المظلة: عيد العرازيل عند اليهود (بوشر، دي ساسي طرائف 1: 93) وفي محيط المحيط: عيد المظال مُظلَّل: ما تعلوه الظُلَّة (ابن البيطار 4: 390).
مظلّل بالجلال: يعلوه الجلال (بوشر).
مُظَلّل وتجمع على مُظللات: انظرها في مادة مُظلَّة.
مُظلّل: مظلة شمسية، (ابن بطوطة 2: 421) وفي مخطوطة جاينجوس مظلات بدل مظلاّت في المطبوع من الرحلة).

ظل

1 ظَلَّ, aor. ـِ inf. n. ظِلَالَةٌ: see 4.

A2: ظَلَّ, (T, M, Msb, K,) first Pers\. ظَلِلْتُ, (T, S, M, O, Msb, K,) [and accord. to SM ظَلَلْتُ also, for he says that] the verb is of the class of مَنَعَ as well as of the class of تَعِبَ, (TA,) and ظَلْتُ, (T, S, * M, O, K,) likened to لَسْتُ, (M, K, *) formed by rejecting the former ل in ظَلِلْتُ, (T, O,) and ظِلْتُ, which is [also] originally ظَلِلْتُ, (Sb, T, M, O, K,) formed by transferring to the ظ the vowel of the rejected ل, (Sb, T, M, O,) anomalously, (Sb, M,) the latter of the dial. of the people of El-Hijáz; (T;) aor. ـَ (S, * M, O, * Msb, K;) imperative اِظْلَلْ and ظَلْ (T) [and it is implied in the M voce قَرَّ that one says also اِظْلِلْ and ظِلْ, which indicates that the aor. is also يَظِلُّ, but this requires confirmation, which I have not anywhere found]; inf. n. ظُلُولٌ (T, S, M, O, Msb, K) and ظَلٌّ (M, K) and ظِلٌّ; (thus also in a copy of the M; [but this I think doubtful;]) accord. to Lth, (T,) or Kh, (Msb,) [i. e. accord. to the author of the 'Eyn,] is said only of a thing that is done in the day, or daytimes; (T, S, M, O, Msb;) like as بَاتَ, aor. ـِ is said only of a thing that is done in the night: (T:) it is an incomplete [i. e. a non-attributive] verb, relating to a time in which is a shade from the sun, from morning to evening, or from sunrise to sunset: (Esh-Shiháb, TA:) one says, ظَلَّ فُلَانٌ نَهَارَهُ صَائِمًا [Such a one was during his day fasting; or he passed his day fasting]: (Lth, T:) and ظَلَّ نَهَارَهُ يَفْعَلُ كَذَا [He was in, or during, his day doing such a thing; or he passed his day doing such a thing]: (M, K:) and ظَلِلْتُ أَعْمَلُ كَذَا [I was in the day or daytime, or I passed the day, doing such a thing; or] I did such a thing in the day or daytime. (S, O, Msb. *) In the saying of 'Antarah, وَلَقَدْ أَبِيتُ عَلَى الطَّوَى وَأَظَلُّهُ حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ الــمَأْكَلِ [app. meaning And verily I pass the night in hunger, and I pass the day in it, that I may attain thereby plentiful eating], أَظَلُّهُ is for أَظَلُّ عَلَيْهِ. (S, O.) And accord. to some, (TA,) ظَلَّ لَيْلَهُ occurs in poetry; (M, K, TA;) so that one says, ظَلَّ لَيْلَهُ يَفْعَلُ كَذَا [He was in, or during, his night, or he passed his night, doing such a thing]: but it is said that in this case the verb has the meaning next following. (TA.) b2: and it signifies also He, or it, became; syn. صَارَ: (Er-Rághib, TA:) being in this sense likewise an incomplete [i. e. a non-attributive] verb, divested of that meaning of time which it radically denotes; as in the phrase in the Kur [xvi. 60 and xliii. 16], ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا [His face becomes black]: so says Ibn-Málik: (TA:) or this may mean his face continues all the day black: (Bd in xvi. 60:) and one says also, ظَلَّ يَفْعَلُ كَذَا meaning He continued doing such a thing: this too is mentioned by Ibn-Málik, and is of the dial. of the people of Syria. (TA.) b3: It is also a complete [i. e. an attributive] verb as meaning He, or it, continued; as is said in the Expos. of the “ Shifè,” and by Ibn-Málik; and, as Ibn-Málik likewise says, it was, or became, long. (TA.) 2 ظللّٰهُ عَلَيْهِ [He made it to give shade over him, or it,] (M,) inf. n. تَظْلِيلٌ. (O.) It is said in the Kur [vii. 160, and the like is said in ii. 54], وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الغَمَامَ And we made the clouds to give shade over them. (M.) b2: [And ظللّٰهُ signifies He shaded him, or it. See an ex. in a verse of Jereer in art. ردف, conj. 3.] لٰكِنْ عَلَى الأَثَلَاتِ لَحْمٌ لَا يُظَلَّلُ [But at the tamarisk-trees is flesh that will not be shaded, or, accord. to the reading given by Meyd, بِالأَثَلَاتِ,] is a prov., said by Beyhes, in allusion to the flesh of his slain brothers, on the occasion of persons saying, ظَلِّلُوا لَحْمَ جَزُورِكُمْ [Shade ye the flesh of your slaughtered camel]. (S, O.) A2: See also 4.

A3: One says also ظلّل بِالسَّوْطِ, meaning He made a sign with the whip for the purpose of frightening. (Ibn-'Abbád, O, K.) 4 اظلّ, said of a day, It was, (S, O,) or became, (M, K,) shady, or a day having shade: (S, M, O, K:) or it was a day having clouds, or other [causes of shade]: (T:) or it was continually shady; as also ↓ ظَلَّ, aor. ـِ inf. n. ظِلَالَةٌ. (Msb.) b2: And, said of a thing, [It extended its shade; or] its shade extended; as also ↓ ظلّل. (Msb.) A2: أَظَلَّتْنِى الشَّجَرَةُ [The tree shaded me, or afforded me shade]: and in like manner one says of other things than trees. (S, O.) أَظَلَّكَ said of a building, or of a mountain, or of a cloud, means It protected thee, and cast its shade upon thee. (Mgh.) b2: [Hence,] اظلّهُ (assumed tropical:) He took him into his shelter, or protection: (TA:) or he guarded, or protected, him, and placed him within the scope of his might, or power of resistance or defence. (Er-Rághib, TA.) b3: And أَظَلَّنِى (assumed tropical:) It (a thing) covered me: (M, K:) or it approached me, or drew near to me, so as to cast its shade upon me: (K:) or it has both of these meanings: (M:) or أَظَلَّكَ means he, (T, S,) or it, (O,) approached thee, or drew near to thee, as though he, or it, cast his, or its, shade upon thee. (T, S, O.) And hence one says, أَظَلَّكَ أَمْرٌ (assumed tropical:) An event approached thee, or drew near to thee: (S, O:) and in like manner one says of a month. (T, S, O.) And اظلّ [alone] (assumed tropical:) It (a thing) advanced: or approached, or drew near. (Msb.) And i. q. أَشْرَفَ [app. as meaning (assumed tropical:) He, or it, became within sight, or view]. (Msb.) 5 تَظَلَّّ see the next paragraph. It is also pronounced تَظَلَّى: (IAar, T:) and signifies He kept to shady places, and to ease, or repose: (IAar, T and K in art. ظلى:) it is like تَظَنَّيْتُ from الظَّنُّ. (T in that art.) 10 استظلّ, (T,) or استظلّ بِالِظِّلِّ, (Msb, TA,) He (a man, T) sheltered, or protected, himself by means of the shade: (T, TA:) or the latter means he inclined to the shade and sat in it. (M, K.) And استظلّ مِنَ الشَّىْءِ and بِهِ means↓ تَظَلَّلَ [i. e. he shaded himself (تظلّل being quasi-pass. of ظَلَّلَهُ) from the thing and by means of it]. (M, K.) You say, استظلّ بِهِ مِنَ الشَّمْسِ [He shaded himself with it, or by means of it, from the sun]. (T.) And استظلّ بِالشَّجَرَةِ He shaded and sheltered himself by means of the tree. (Ibn-'Abbád, S, O.) b2: استظلّ الدَّمُ The blood was in the جَوْف [or belly, or interior of the belly, or the chest]. (T, O, K, TA. [In the CK, من الجَوْفِ is put for فِى الجَوْفِ.]) b3: استظلّت العَيْنُ, (T, Ibn-'Abbád, O,) or العُيُونُ, (K,) The eye, (T, Ibn-'Abbád, O,) meaning that of a she-camel, (Ibn-'Abbád, O,) or the eyes, (K,) sank, or became depressed, in the head. (T, Ibn-'Abbád, O, K.) b4: And استظلّ الكَرْمُ The grape-vine became luxuriant, or abundant and dense, in its branches whereon were the bunches. (M, K.) ظِلٌّ properly signifies Shade; i. e. the light of the sun without the rays: when there is no light, it is ظُلْمَةٌ, not ظِلٌّ: (S, O:) contr. of ضِحٌّ: (M, K:) or i. q. فَىْءٌ: (K:) so some say: (M:) or so the [common] people say: (IKt, Msb:) or the former is [shade] in the morning; and the latter is in the evening: (M, K:) or, accord. to IKt, the former is in the morning and in the evening; but the latter is only after the declining of the sun from the meridian: ISk says that the former is from the rising of the sun to its declining; and the latter, from the declining to the setting: Th says that the ظِلّ of a tree &c. is in the morning; and the فَىْء, in the evening: (Msb:) Ru-beh says, (M, Msb,) any place, (M,) or any thing, (Msb,) upon which the sun has been and which it has quitted is termed ظِلٌّ and فَىْءٌ; (M, Msb;) but a thing [or place] upon which the sun has not been is termed ظِلٌّ [only]; and hence it is said that the sun annuls, or supersedes, the ظِلّ, and the فَىْء annuls, or supersedes, the sun: (Msb:) AHeyth says, the ظِلّ is anything upon which the sun has not come; and the term فَىْء is applied only after the declining of the sun; the فَىْء being eastwards and the ظِلّ being westwards; and the ظِلّ being termed ظِلّ from the beginning of the day to the declining of the sun; after which it is termed فَىْء until the night: (T, TA:) one says the ظِلّ of Paradise, but not its فَىْء, because the sun will never replace its ظِلّ; but En-Nábighah El-Jaadee has assigned to Paradise فَىْء having ظِلَال: (M, TA:) in a verse of Aboo-Sakhr ElHudhalee, ظِلٌّ is made fem. as meaning مَنِيَّة [i. e. death]: (Ham p. 161:) the pl. [of mult.] is ظِلَالٌ (S, M, O, K) and ظُلُولٌ and [of pauc.] أَظْلَالٌ. (M, O, K.) The saying of a rájiz, كَأَنَّمَا وَجْهُكَ ظِلٌّ مِنْ حَجَرْ [As though thy face were a shade of a stone] is said to mean hardness of face, and shamelessness: or the being black in the face: (T, TA:) for the Arabs say that there is nothing more dense in shade than a stone. (TA.) قَدْ ضَحَا ظِلُّهُ [His shade, or shadow, has become sun] is said of the dead. (TA.) مَرَّ بِنَا كَأَنَّهُ ظِلُّ ذِئْبٍ [He passed by us as though he were the shadow of a wolf] means swiftly, as does a wolf. (M.) اِنْتَعَلَتْ ظِلَالَهَا (assumed tropical:) [They made their shadows to be as though they were sandals to them] is said of camels or other beasts when it is midday in summer and they have no shadow [but such as is beneath them]: a rájiz says, قَدْ وَرَدَتْ تَمْشِى عَلَى ظِلَالِهَا وَذَابَتِ الشَّمْسُ عَلَى قِلَالِهَا [They came to the water walking upon their shadows, and the sun was intensely hot upon the tops of their heads and humps]. (T.) And one says, هُوَ يَتْبَعُ ظِلَّ نَفْسِهِ (tropical:) [He follows the shadow of himself; i. e. a thing that he will not overtake; for], as a poet says, the shadow that goes with thee thou wilt not overtake by following: and هُوَ يُبَارِى ظِلَّ نَفْسِهِ (tropical:) [He strives to outstrip the shadow of himself], meaning that he walks with a proud and self-conceited gait: so in the A. (TA.) And اِنْتَقَلْتُ عَنْ ظِلِّى (tropical:) I left my state, or condition. (TA.) And تَرَكَ الظَّبْىُ ظِلَّهُ: so in the T and S and O: (TA:) but [said to be] correctly, أَتْرُكُهُ تَرْكَ الظَّبْىِ ظِلَّهُ, (K,) or لَأَتْرُكَنَّهُ, (M, TA,) i. e. [I will forsake him, or I will assuredly forsake him, as the gazelle forsakes] the place of its shade: (O, TA:) [each, however, is app. right; and the former is the more agreeable with the following explanations:] a prov., (M,) applied to the man who is wont to take fright and flee; for the gazelle, when it takes fright and flees from a thing, never returns to it: (S, O, K:) by the ظِلّ is here meant the covert in which it shades and shelters itself in the vehemence of the heat; then the hunter comes to it and rouses it, and it will not return thither; and one says, تَرَكَ الظَّبْىُ ظِلَّهُ, meaning the place of its shade: it is applied to him who takes fright and flees from a thing, and forsakes it so as not to return to it; and to the case of a man's forsaking his companion. (Meyd.) [ثَقِيلُ الظِّلِّ as applied to a man, see expl. in art. ثقل: see also Har p. 250, where it is indicated that it may be rendered One whose shadow, even, is oppressive, and therefore much more so is his person.] In the phrase وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ, (M, K) in the Kur [xxxv. 20], Th says, accord. to some, (M,) الظِّلُّ means Paradise; (M, K;) and الحَرُورُ, the fire [of Hell]: but he adds, I say that الظِّلُّ is the ظِلّ itself [i. e. shade], and الحَرُورُ is the حَرّ itself [i. e. heat]: (M: [see also حَرُورٌ:]) and Er-Rághib says that ظِلٌّ is sometimes assigned to anything; whether it be approved, as in the phrase above mentioned; or disapproved, as in وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ

in the Kur [lvi. 42, meaning And shade of smoke, or black smoke]. (TA.) And الظِّلَالُ meansظِلَالُ الجَنَّةِ [The shades of Paradise]: (Fr, T, O, K, TA:) in some copies of the K, وَالظِّلَالُ الجَنَّةُ, which is a mistake: (TA:) [but this requires consideration; for] El-'Abbás Ibn-'Abd-El-Muttalib says, مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِى الظِّلَالِ وَفِى مُسْتَوْدَعٍ حَيْثُ يُخْصَفُ الوَرَقُ [Before it t?? wast good in, or in the shades of, Paradise, and in a depositary in the part where leaves are sewed together to conceal the pudenda]; (T, O, TA;) i. e. before thy descent to the earth (to which the pronoun in قبلها relates), thou wast good in the loins of Adam when he was in Paradise. (TA.) الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ [Paradise is beneath the shades of the swords] is a trad., meaning that fighting against unbelievers is a way of attaining to Paradise. (Marg. note in a copy of the “ Jámi' es-Sagheer.) مُلَاعِبُ ظِلِّهِ is an appellation of A certain bird; [see art. لعب;] and one says مُلَاعِبَا ظِلِّهِمَا; and مُلَاعِبَاتُ ظِلِّهِنَّ: but when you make them indeterminate, you say مُلَاعِبَاتُ أَظْلَالِهِنَّ. (T, O, K. [But in the TA in art. لعب, it is said that one dualizes and pluralizes both nouns, because the appellation becomes determinate.]) b2: ظِلُّ اللَّيْلِ means (tropical:) The blackness of the night: (T, S, O, Msb;) metaphorically thus termed; (S;) as in the saying, أَتَانَا فِى ظِلِّ اللَّيْلِ [He came to us in the blackness of the night]: (S, O:) or it signifies جُنْحُ اللَّيْلِ [app. as meaning the darkness, and confusedness, of the night; see جُنْحٌ]; (M, TA;) or so الظِّلُّ: (K:) or this means the night, (M, K, TA,) itself; (M, TA;) so the astronomers say: (TA:) all the night is ظِلٌّ: and so is all the period from the shining of the dawn to the rising of the sun. (T.) b3: ظِلُّ النَّهَارِ is The colour of the day when the sun predominates over it [app. meaning when the light of the sun predominates over that of the early dawn]. (K.) b4: ظِلُّ السَّحَابِ means Such, of the clouds, as conceal the sun: or the blackness of the clouds. (M, K.) b5: And ظِلَالُ البَحْرِ means The waves of the sea; (O, K, TA;) because they are raised so as to shade the ship and those that are in it. (TA.) b6: ظِلٌّ also signifies A خَيَال (M, O, K) that is seen, (M, K,) [i. e. an apparition, a phantom, or a thing that one sees like a shadow, i. e. what we term a shade,] of the jinn, or genii, and of others: (M, O, K:) or the like of a خَيَال of the jinn. (T.) b7: Also Anything that shades one. (TA.) b8: And it is the subst. from أَظَلَّنِى الشَّىْءُ meaning “ the thing covered me; ” (M, K;) [i. e. it means A covering;] in which sense Th explains it in the phrase إِلَى ظِلٍّ ذِى ثَلَاثِ شُعَبٍ [in the Kur lxxvii. 30, Unto a covering having three parts, or divisions]; saying, the meaning is that the fire will have covered them; not that its ظِلّ will be like that of the present world. (M. [See شُعْبَةٌ.]) And ظِلُّ الشَّىْءِ means (assumed tropical:) That which serves for the veiling, covering, or protecting, of the thing; syn. كِنُّهُ. (M.) [Hence] one says, فُلَانٌ يَعِيشُ فِى ظِلِّ فُلَانٍ i. e. (assumed tropical:) [Such a one lives] in the shelter, or protection, of such a one. (T, * S, O, Msb, * K. *) And السُّلْطَانُ ظِلُّ اللّٰهِ فِى الأَرْضِ, (O, TA,) a saying of the Prophet, (O,) [meaning (assumed tropical:) The sovereign, or ruling, power is God's means of defence in the earth,] because he wards off harm from the people like as the ظِلّ [properly so called] wards off the harm of the heat of the sun: (TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) God's means of protection: or God's خَاصَّة [or special servant]. (O, TA.) b9: Also (assumed tropical:) Might; or power of resistance or defence: (M, K, TA:) whence [as some say] its usage in the Kur xiii. 35, and the usage of [the pl.] ظِلَال in xxxvi. 56 and in lxxvii. 41: [but the primary signification is more appropriate in these instances:] and so in the saying, جَعَلَنِى فِى ظِلِّهِ [i. e. (assumed tropical:) He placed me within the scope of his might, or power of resistance or defence]: so says Er-Rághib. (TA.) b10: And (assumed tropical:) A state of life ample in its means or circumstances, unstraitened, or plentiful, and easy, pleasant, soft, or delicate. (TA.) b11: Also (assumed tropical:) The beginning of winter. (T, O. [Accord. to the copies of the K, of youthfulness: but I think that الشَّبَاب in this instance, in the K, is evidently a mistranscription for الشِّتَآء.]) And (assumed tropical:) The vehemence (T, O, K) of the heat (T, O) of summer. (T, O, K.) b12: Also (assumed tropical:) The شَخْص [as meaning person of a human being, and as meaning the bodily or corporeal form or figure or substance which one sees from a distance, or the material substance,] of anything; (M, K, TA; [in the second and third of which is added, “or its كِنّ,” a signification which I have mentioned above on the authority of the M;]) because of its [apparent] blackness [or darkness, resembling that of a shade or shadow]: (M, TA:) whence the saying, لَا يُفَارِقُ ظِلِّى ظِلَّكَ (assumed tropical:) [My person will not quit thy person]; like the saying, لَا يُفَارِقُ سَوَادِى سَوَادَكَ: and the following exs. have been cited as instances of ظِلّ in the sense of شَخْص: the saying of a poet, لَمَّا نَزَلْنَا رَفَعْنَا ظِلَّ أَخْبِيَةٍ

[as though meaning When we alighted, we raised the material fabric of tents], for it is said that they do not set up the ظِلّ which is the فَىْء, but they only set up the tents; and the saying of another, تَتَبَّعَ أَفْيَآءَ الظِّلَالِ عَشِيَّةً

[as though meaning He followed the shadows of the material objects in the evening]: but Er-Rághib says that the former means, we raised the tents, and so raised the ظِلّ thereof; and in the other ex., الظلال is a general term, and الفَىْء [or افيآء] is a special term, so that it is an instance of the إِضَافَة of a thing to its kind [i. e. of prefixing a noun to one significant of its kind]. (TA.) [See also ظَلَالَةٌ.] b13: And accord. to Ibn-'Abbád, (O,) it signifies also The nap, or villous substance, upon the surface of a garment, or piece of cloth; syn. زِئْبِرٌ. (O, K.) ظَلَّةٌ i. q. إِقَامَةٌ [Continuance, residence, abode, &c.]. (K.) b2: And i. q. صِحَّةٌ: thus accord. to the copies of the K; but this may be a mistranscription; for Az and others mention, among the significations of ظلّة, [in a copy of the T, written in this case, as in others, ↓ ظُلَّة,] that of صَيْحَةٌ [q. v.]. (TA.) ظُلَّةٌ A thing that covers, or protects, [or shades,] one, overhead: accord. to Lth, i. q. ↓ مَظَلَّةٌ or مِظَلَّةٌ meaning a thing that shades one from the sun: (T:) see an ex. voce مِظَلَّةٌ: a covering: and i. q. بُرْطُلَّةٌ: (M, K:) this latter word correctly signifies a مِظَلَّة for the summer: (TA in art. برطل:) and a thing by which one is protected from the cold and the heat: (M:) anything that protects and shades one, as a building or a mountain or a cloud: (Mgh:) the first portion that shades (Az, S, K) of a cloud (Az, S) or of clouds; (K;) accord. to Er-Rághib, mostly said of that which is deemed unwholesome, and which is disliked; whence the use of the word in the Kur 7:171: (TA:) and what shades one, of trees: (K:) or anything that forms a covering over one, (T, TA,) or shades one: (T:) and [particularly] a thing like the صُفَّة [q. v.], (S, M, O, K,) by which one protects himself from the heat and the cold: (K:) or, accord. to the lawyers, ظُلَّةُ الدَّارِ means the سُدَّة [or projecting roof] over the door of the house: or that of which the beams have one end upon the house and the other end upon the wall of the opposite neighbour: (Mgh:) pl. ظُلَلٌ (S, M, O, K) and ظِلَالٌ. (M, K.) [See also ظَلَالٌ.] One says also, دَامَتْ ظُلَّةُ الظِّلِّ and الظِّلِّ ↓ ظِلَالَةُ, meaning That whereby one shades himself, (K, TA,) of trees, or of stones, or of other things, (TA,) [continued.] عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ, in the Kur. [26:189], is said to mean [The punishment of the day of] clouds beneath which was a hot wind (سَمُوم): (S, O, K:) or an overshadowing cloud, beneath which they collected themselves together, seeking protection thereby from the heat that came upon them, whereupon it covered them, (T, * K, TA,) and they perished beneath it: (T, TA:) or, accord. to some, i. q. عَذَابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ. (T: see art. صف.) and لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ, in the Kur [36:16], means To them shall be above them coverings of fire, and beneath them coverings to those below them; Hell consisting of stages, one beneath another. (T, TA.) Seditions, or conflicts and factions, are mentioned in a trad. as being like ظُلَل, by which are meant Mountains, and clouds: and El-Kumeyt likens waves of the sea to ظُلَل. (TA.) And [the pl.]

ظُلَلٌ is used as meaning The chambers of a prison. (M, TA.) A2: See also ظَلَّةٌ.

ظِلَّةٌ i. q. ظِلَالٌ; (T, K, TA;) app. a pl. of ظَلِيلٌ, like as طِلَّةٌ is of طَلِيلٌ. (TA.) ظَلَلٌ Water that is beneath a tree, (O,) or beneath trees, (K,) upon which the sun does not come. (O, K.) [See also ضَلَلٌ.]

ظَلَالٌ, like سَحَابٌ, [so accord. to the K, but in my copies of the S, ↓ ظِلَال,] A thing that shades one, (IAar, S, O, K, TA,) such as a cloud, (IAar, S, TA,) and the like. (IAar, TA.) [See also ظُلَّةٌ.]

ظِلَالٌ pl. of ظِلٌّ: (S, M, O, K:) b2: and of ظُلَّةٌ. (M, K.) b3: [Also, app., pl. of ظَلِيلٌ: see ظِلَّةٌ. b4: Freytag has app. understood it to be expl. in the K as syn. with مَظَلَّةٌ; though it certainly is not.] b5: See also ظَلَالٌ.

مَكَانٌ ظَلِيلٌ A place having shade: (M, K:) or having constant shade. (T, S, M, O, K.) and hence ظِلٌّ ظَلِيلٌ (M, K) Constant shade: (S:) or extensive shade: (O:) or in this case the latter word denotes intensiveness [meaning dense]; (M, K, TA;) being like شَاعِرٌ in the phrase شِعْرٌ شَاعِرٌ. (TA.) ظِلًّا ظَلِيلًا in the Kur iv. 60 is said by Er-Rághib to be an allusion to ease and pleasantness of life. (TA.) One says also أَيْكَةٌ ظَلِيلَةٌ A collection of trees tangled, or luxuriant, or abundant and dense. (TA.) In the saying of Uheyhah Ibn-El-Juláh, describing palm-trees, هِىَ الظِّلُّ فِى الحَرِّ حَقَّ الظَّلِ?? ??لِ وَالمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ [ISd says] in my opinion, he means الشَّىْءُ الظَّلِيلُ حَقَّ الظَّلِيلِ; [so that the verse should be rendered They are the shade in the heat, the shady thing, the extremely shady, and the most goodly, the most beautiful, thing at which one looks; (see the phrase هٰذَا العَالِمُ حَقَّ العَالِمِ, voce حَقٌّ;)] the inf. n. being put in the place of the subst. (M.) لَا ظَلِيلٍ in the Kur [lxxvii. 31] means Not profitable as the shade in protecting from the heat. (TA.) ظَلَالَةٌ, (M, TA,) with fet-h, (TA,) the subst. from the verb in the phrase ظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الغَمَامَ [expl. above, see 2; as such app. meaning either The making to give shade, like the inf. n. تَظْلِيلٌ, or a thing that gives shade, like ظِلَالَةٌ]. (M, TA.) b2: And i. q. شَخْصٌ [expl. above, see ظِلٌّ, last quarter]: (O, K:) and so طَلَالَةٌ, with ط. (O.) ظِلَالَةٌ: see ظُلَّةٌ. b2: Also A cloud that one sees by itself, and of which one sees the shadow upon the earth. (K.) b3: And one says, رَأَيْتُ ظِلَالَةً مِنَ الطَّيْرِ i. e. غَيَابَةً [app. meaning I saw a covert, or place of concealment, of birds]. (TA.) ظَلِيلَةٌ A place in which a little water collects and stagnates in a water-course and the like: (Lth, T:) or a place in which water collects and stagnates in the lower part of the torrent of a valley: (M, K:) or the like of an excavated hollow in the interior of a water-course, such that the water stops, and remains therein: (AA, O:) pl. ظَلَائِلُ. (Lth, AA, T, O.) And A meadow (رَوْضَة) abounding with collections of trees, or of dense and tangled trees: (AA, T, O, K:) pl. as above. (K.) ظُلَّيْلَةٌ A thing which a man makes for himself, of trees, or of a garment, or piece of cloth, by which to protect himself from the heat of the sun: a vulgar word. (TA.) ظُلْظُلٌ i. q. سُعْنٌ, i. e. A ↓ مِظَلَّة [q. v.; or as expl. in the L, in art. سعن, a ظُلَّة (q. v.), or a thing like the ظُلَّة, which is made upon the flat house-tops, for the purpose of guarding against the dew that comes from the direction of the sea in the time of the greatest heat]; on the authority of IAar. (T. [Accord. to the O and K, i. q. سُفُنٌ, which is evidently a mistranscription.]) أَظَلُّ [More, and most, dense in shade]. The Arabs say, لَيْسَ شَىْءٌ أَظَلَّ مِنْ حَجَرٍ [There is not anything more dense in shade than a stone]. (TA.) b2: And أَظَلّ, [as a subst., i. e. أَظَلٌّ accord. to a general rule, or, if regarded as originally an epithet, it may be أَظَلُّ,] by poetic license أَظْلَل, (S, M, O, K,) signifies The under part, (S, O,) or the concealed part, (M, AHei, K,) of the مَنْسِم, (S, M, O, K,) or of the خُفّ, (AHei, TA,) [the former app. here used, as it is said be in other cases, in the same sense as the latter, meaning the foot,] of the camel; (S, M, O, AHei, K;) so called because of its being concealed: (AHei, TA:) and, (M, K,) in a human being, (M,) الأَظَلُّ signifies بَطْنُ الإِصْبَعِ; (M, K;) and [ISd says] this is in my opinion the right explanation; but it is said that أَظَلُّ الإِنْسَانِ signifies بُطُونُ أَصَابِعِهِ, which means the portion, of what is next to the fore part [of the bottom] of the foot, from the root of the great toe to the root of the little toe, of the human being: (M:) the pl. is ظُلٌّ, which is anomalous, (M, K,) or formed after the manner of the pl. of an epithet: (M:) or الظُّلُّ فِى الإِنْسَانِ means the roots, or bases, (أُصُول) of what are termed بُطُونُ الأَصَابِعِ, next to the fore part [of the bottom] of the foot. (Ibn-'Abbád, O.) Hence the prov., إِنْ يَدْمَ أَظَلُّكَ فَقَدْ نَقِبَ خُفِّى [If the fore part of the sole of thy foot be bleeding, the sole of my foot has become worn through, in holes: see نَقِبَ]: said to the complainer to him who is in a worse condition than he. (AHei, TA.) مظلّ [app. مَظِلٌّ, being from ظَلَّ of which the aor. is يَظِلُّ; A place of shade, or of continual shade]. One says, هٰذَا مُنَاخِى وَمَحَلِّى وَبَيْتِى وَمظلِّى

[This is my nightly resting-place for the camels, and my place of abode, and my tent, and my place of shade, or of continual shade]. (TA.) مُظِلٌّ A thing having shade; by means of which one shades himself; as also ↓ مُظَلِّلٌ. (Msb.) And [A cloudy day;] a day having clouds: or having continual shade. (TA.) مِظَلَّةٌ (T, S, M, Msb, K) and مَظَلَّةٌ, (T, M, Msb, K,) the former with kesr to the م as an instrumental noun, (Msb,) [and the latter with fet-h as a noun of place,] A large tent of [goats'] hair; (S, O, Msb;) more ample than the خِبَآء; so says El-Fárábee: (Msb:) one of the kinds of tents of the Arabs of the desert, the largest of the tents of [goats'] hair; next after which is the وَسُوط; and then, the خِبَآء, which is the smallest of the tents of [goats'] hair; so says Az: but Aboo-Málik says that the مظلّة and the خبآء are small and large: IAar says that the خَيْمَة is of poles roofed with [the panic grass called] ثَمَام, and is not of cloths; but the مظلّة is of cloths: (T:) or it is of the tents called أَخْبِيَة; (M;) such as is large, of the أَخْبِيَة; (K;) and it is said to be only of cloths; and it is large, having a رِوَاق [q. v.]; but sometimes it is of one oblong piece of cloth (شُقَّة), and of two such pieces, and of three; and sometimes it has a كِفَآء, which is its hinder part: or, accord. to Th, it is peculiarly of [goats'] hair: (M:) see also ظُلَّةٌ, and ظُلْظُلٌ: the pl. is مَظَالُّ; (M, Msb;) and مَظَالِ or مَظَالِى

occurs at the end of a verse of Umeiyeh Ibn-Abee-'Áïdh El-Hudhalee, for مَظَالِّ; the [latter]

ل being either elided, or changed into ى. (M.) عِلَّةٌ مَا عِلَّةُ أَوْتَادٍ وَأَخِلَّةٍ وَعَمَدِ المِظَلَّةِ اُبْرُزُوا لِصِهْرِكُمْ

↓ ظُلَّةٌ [A pretext: what is the pretext of tentpegs, and of pins for fastening together the edges of the pieces of the tent-cloth, and of the poles of the large tent? go ye forth: he who has married among you has a tent for shade from the sun:] is a prov., and was said by a girl who had been married to a man, and whose family delayed to conduct her to her husband, urging in excuse that they had not the apparatus of the tent: she said this to urge them, and to put a stop to their excuse: (Meyd, TA: *) and the prov. is applied in attributing untruth to pretexts. (Meyd.) b2: Hence, as being likened thereto, (assumed tropical:) A booth, or shed, made of palm-sticks, and covered with [the panic grass called] ثُمَام. (Msb.) b3: And The thing [i. e. umbrella] by means of which kings are shaded on the occasion of their riding; called in Pers\. چَتْر. (TA.) عَرْشٌ مُظَلَّلٌ [A booth, or shed, shaded over] is from الظِّلُّ. (S.) مُظَلِّلٌ: see مُظِلٌّ.

مُسْتَظِلٌّ Blood that is in the جَوْف [or belly, or interior of the belly, or the chest]. (T, O.) b2: And [Az says,] I heard a man of the tribe of Teiyi apply the term المُسْتَظِلَّاتُ [so accord. to a copy of the T, but in the TA المُسْتَظِلُّ,] to Certain thin flesh, adhering to the interior of the two fetlock-joints of the camel, than which there is in the flesh of the camel none thinner, nor any softer, but there is in it no grease. (T.)

طل

(طل) دم الْقَتِيل طلا وطلولا هدر وَبَطل وَلم يثأر بِهِ وَلم تُؤْخَذ دِيَته وَالْأَرْض وَنَحْوهَا أَصَابَهَا الطل وَاللَّبن وَنَحْوه قل وَدم فلَان طلا أهدره وأبطله وَفُلَانًا مطله وسعى فِي بطلَان حَقه وَفُلَانًا حَقه مَنعه إِيَّاه وسعى فِي بُطْلَانه والمطر الأَرْض وَنَحْوهَا أَصَابَهَا وقطر عَلَيْهَا وَالشَّيْء بالدهن وَغَيره طلاه وَالْإِبِل وَنَحْوهَا سَاقهَا سوقا عنيفا

(طل) دَمه طلا طل وَهَذَا أَكثر اسْتِعْمَالا من الْمَبْنِيّ للمعلوم فَهُوَ مطلول وَالْأَرْض وَنَحْوهَا أَصَابَهَا الطل فَهِيَ مطلولة

(طل) طلا وطلالة حسن وأعجب وَفُلَان إبتهج وَفَرح
باب الطاء واللام

طل: الطَّلُّ: المَطَرُ الضَّعيفُ القَطْرِ الدّائمُ، وهو أَرْسَخُ المَطَرِ ندىً. [تقول] : طَلَّتِ الأرضُ. وتقول: رَحُبَتِ الأَرْضُ وطلّتْ. ومن قال: طَلَّتِ ذهب إلى معنى: طلّت عليك السّماء، ورَحُبَتْ عليك الأرض، أي: أتّسعَتْ. والطَّلُّ: المَطْلُ للدِّياتِ وإبطالُها. والإطلالُ: الإِشرافُ على الشّيء. وطَلَلُ السَّفينة: جِلالُها، والجميع: الأَطْلال. وطَلَلُ الدّار: يُقال: [إنّه] مَوْضِعٌ في صَحْنِها يُهَيَّأُ لمجلس أهلها، قال أبو الدُّقَيْش: كأنْ يكون بفِناءِ كُلِّ حيٍّ دُكّانٌ عليه الــمأْكَلُ والمَشْرَب، فذلك الطَّلَل، قال جميل:

رسمُ دارٍ وقفت في طَلَلِهْ ... كِدْتُ أَقْضي الغَداةَ من جلله

لط: اللَّطُّ: إلزاقُ الشّيء، والنّاقة تَلِطّ بذَنَبها، أي: تُلْزِقُهُ بفَرْجها وتدخله بين فخذيها. واللَّطُّ: [السّتر والإخفاء] كما [يقال] : لطّ فلانٌ الحقّ بالباطل. والمِلْطاطُ: حرفٌ من الجَبَل في أعلاه. ومِلْطاطُ البَعير: حَرْفٌ في وَسَط رأسه. والإلطاط: الإلحاح.. أَلَطّ عليه: أَلَحَّ. واللِّطْلِطُ: الغَليظ من الأَسْنان، قال جرير:

تَفْتَرُّ عن قَردِ المَنابِتِ لِطْلِطٍ ... مِثلِ العِجانِ وضِرْسُها كالحافر

واللِّطْلِطُ واللّطاء: [العجوز] الدّرداء التّي سقطت أسنانُها [وتأكّلت] وبَقِيَتْ أُصُولُها، وهي: الجَعْماءُ واللَّطْعاءُ [أيضاً] .
طل
الطَل: المَطَرُ الضَعِيْفُ القَطْرِ الدّائِمُ. وطُلَّتِ الأرْضُ وطَلَّتْ. ونَبَاتٌ مَطْلُوْلٌ. والطَّلَلُ: الطَّلُ. والطَّلُّ: المَطْلُ للديَاتِ وإبْطالُها. وطُل دَمُه فهو مَطْلُوْل. والطِّلُ - بالكَسْر -: مِثْلُه. وأطِلَّ، وطَلَّ الدمُ نَفْسُه. وذَهَبَ دَمُه طِلاً: أي هَدَراً. وشَيْء طَل: أي طَرِيء ناعِمٌ. وأطْلَلْتُ عليه: ألْحَحْتُ. والإِطْلالُ: الإِشْرَافُ على الشيْءِ. وأطَلَّ على حَقَي فَذَهَبَ به: أي ألْمَا عليه. وطَلَلُ الدّارِ: ما شَخَصَ من آثَارِها، والجَميعُ الأطْلالُ والطُّلُوْلُ. وطَلَلُ السَّفِيْنَةِ: جِلالُها، والإِنْسَانِ: شَخْصُه. وتَطَالَلْتُ للشيْءِ وتَطَاوَلْتُ: بمعنىً. وطَلالَه الرَّجُلِ: وَجْهُه وعُنُقُه. وهو الحُسْنُ أيضاً. والظَلالَةُ - أيضاً -: الحَلاوة والفَرَحُ، وليستْ له طَلالَةٌ: أي لَيْسَ له ما يُفْرح به. والطَلِيْلُ: الحلْوُ؛ في كَلام هُذَيْلٍ. ورَجُلَ طَل، وامْرَأةَ طَلّةٌ: حَسَنًةٌ لَطِيْفَةٌ طَرِئَةٌ. وخَمْرٌ طَلَّةٌ: لَذِيْذَةٌ. ومِيَاهٌ طَلةٌ: عَذْبَةٌ. والطَلةُ: امْرَأةُ الرَّجُلِ. والرطْبَةُ من الرِّيَاح. وما ذُقْتُ عِنْدَهُ طُلاً، وما بها طُل: وهو اللَّبَنُ. والطَلِيْلُ: الحَصِيْرُ. والطُّلاَطِلَةُ: الدّاهِيَةُ، وكذلك الطُّلَطِلَةُ. وهو - أيضاً -: داءٌ في البَطْنِ، وقيل: هي الذُّبْحَةُ في الحَلْق. والطَّلْطَلَةُ: تَحْريك اليَدَيْنِ في المَشْي. وطُلاء بالوَرْسِ: أي طُلِيَ به. والطلاّءُ: الدمُ نَفْسُه، وقيل: شِبْهُ جُلَيْدَةٍ على وَجْهِه. وتَطَالتِ الناقَةُ للتَمَامِ: وهو الدُّنُو من النِّتَاج. ومَشى على طَلَلِ الماءِ: أي على ظَهْرِه. واسْتَطَل الفَرَس بذَنَبِه: أي مَرَّ مُطَلِّلاً به إذا ناصَبَه في السمَاء. والتطَالُ: الاطلاع من فَوْقِ المَكانِ.

طل

1 طَلَّتِ السَّمَآءُ الأَرْضَ, [aor. ـُ inf. n. طَلٌّ, The sky rained small rain upon the earth, or land. (MA.) And طُلَّتِ الأَرْضُ, (S, O, K,) inf. n. as above, (TA,) [meaning, as is implied in the S and O, The earth, or land, was rained upon by the weakest of rain; or was rained upon, or bedewed, by the طَلّ, q. v.; or] the طَلّ descended upon the earth, or land: (K:) and طَلَّهَا النَّدَى [The rain, or dew, moistened it]: (S, O, TA:) and طَلَّت, with fet-h, signifies [accord. to some] It became moist, or moistened: one says, طُلَّتْ بِلَادُكَ, and طَلَّتْ; the former meaning May thy countries, or tracts of country, be rained upon; and the latter, become moist, or moistened: or, accord. to Aboo-Is-hák, [i. e. Zj,] طُلَّتْ only, with damm; [and he adds,] one says, رَحُبَتْ بِلَادُكَ وَطُلَّتْ, with damm, [i. e. May thy tracts of country be spacious to thee, and be moistened by the طَلّ, (or, as in art. رحب in the TA, أَرْحَبَتْ عَلَيْكَ وَطُلَّتْ)], not طَلَّتْ; because the طَلّ is not from them, [i. e. it is not from the tracts of country,] but they are the objects thereof. (TA.) [Golius mentions, among the significations of طَلَّ, as on the authority of Z, i. q. رحب, said of land, or the earth, and followed by على relating to a person: but I think it most probable that he inferred this signification from his finding, in a copy of the A, the phrase رَحُبَتْ عَلَيْكَ الأَرْصُ وَطَلَّتْ (for وَطُلَّتْ), without any explanation. And Freytag mentions ↓ أُطِلَّ as meaning It was watered by fine rain; from the Deewán of the Hudhalees.] And [it is said that] طَلَّتِ السَّمَآءُ signifies اِشْتَدَّ وَقْعُهَا [i. e. The rain fell vehemently]. (TA.) A2: طَلَّ دَمَهُ, (Az, S, O, Msb,) said of God, (S,) or of the ruling power, (Msb,) first Pers\. طَلَلْتُهُ, (K,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. طَلٌّ (Msb, K) and طُلُولٌ, (K,) He made his blood to go for nought, unretaliated, and uncompensated by a mulct; made it to be of no account: (Az, S, O, Msb, K, TA:) or held it to be of little account, as though it were but [the rain, or dew, termed] طَلّ, in its result; this, accord. to Er-Rághib, being the proper meaning: (TA:) and ↓ اطلّهُ signifies the same. (Az, S, O, Msb, K.) And طُلَّ دَمُهُ His blood was made to go for nought, &c.; (Az, S, Mgh, O, Msb, K;) as also دَمُهُ ↓ أُطِلَّ: (Az, S, O, Msb, K:) and طَلَّ دَمُهُ, (S, O, Msb, K,) with fet-h, accord. to Ks and AO, (S, O, Msb,) aor. ـُ [contr. to analogy], (Msb,) or طَلِّ [agreeably with analogy]; (K;) and طَلَّ, originally طَلِلَ, (Msb, K, *) aor. ـَ (Msb, K;) [his blood went for nought, &c.;] but this is disallowed by Az; (S, O, Msb;) and it is more commonly with damm. (K.) b2: And طَلَّهُ حَقَّهُ, aor. ـُ He diminished, or impaired, to him his right, or due; or deprived, or defrauded him of it, partly, or wholly: (K, TA:) or, accord. to Khálid Ibn-Jembeh, (TA,) he denied him, or refused him, his right, or due; (K, TA;) and withheld it [from him]: (TA:) and he annulled it; or made it to go for nought, as a thing of no account, or as a thing that had perished or become lost. (K, TA.) You say, طَلُّوا فُلَانًا حَقَّهُ, aor. ـُ inf. n. طَلٌّ, They denied, or refused, such a one his right, or due: so says Khálid Ibn-Jembeh. (O.) b3: And طَلَّ غَرِيمَهُ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. طَلٌّ, (O, K,) He delayed, or deferred, with his creditor, or put him off, by promising time after time to pay him. (O, * K.) b4: and طَلٌّ signifies also The driving of camels roughly, or rigorously. (K.) You say, طَلَّ الإِبِلَ, inf. n. طَلٌّ, He drove the camels roughly, or rigorously! (TK.) A3: طَلَّ, [sec. Pers\. طَلِلْتَ, aor. ـَ inf. n. طَلَالَةٌ; like مَلَّ, [sec. Pers\. مَلِلْتَ, aor. ـَ (K, TA,) inf. n. مَلَالَةٌ; (TA;) [accord. to Freytag, followed by لَهُ, and in the Deewán of the Hudhalees by إِلَيْهِ; and so, accord. to him, ↓ استطلّ, followed by لَهُ;] He, or it, was, or became, pleasing, (K, TA,) and goodly. (TA.) A4: And طَلَّهُ, (K,) inf. n. طَلٌّ, (TA,) is also syn. with طَلَاهُ: (K:) so in the phrase طَلَّهُ بِالوَرْسِ [He smeared it, or rubbed it over, with ورس, q. v.]; namely, a thing. (Ibn-'Abbád, O.) 4 أَطْلَ3َ see 1, former half: A2: and the same, latter half, in two places.

A3: اطلّ عَلَيْهِ He (a man, Msb) looked upon it, looked upon it from above, looked down upon it, got a view of it, or saw it; syn. أَشْرَفَ, (S, O, K,) [i. e.] أَشْرَفَ عَلَيْهِ, (Msb,) or أَوْفَى عليه; (Ham p. 208;) properly أَوْفَى

عَلَيْهِ بِطَلَلِهِ, i. e. بِشَخْصِهِ [meaning he looked upon it, &c., with his body; not in imagination]; (Er-Rághib, TA;) and ↓ استطلّ signifies the same: (K:) and so أَطَفَّ عليه. (O in art. طف.) [See also 6.] Hence, in a trad., the saying of Safeeyeh the daughter of 'Abd-El-Muttalib, فَأَطَلَّ عَلَيْنَا يَهُودِىٌّ فَقُمْتُ فَضَرَبْتُ رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ ثُمَّ رَمَيْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ [And a Jew looked upon us, and I arose, and smote off his head with the sword, then cast it upon them]. (O.) b2: [Hence, perhaps,] اطلّ الزَّمَانُ (assumed tropical:) The time drew near. (Msb.) b3: and اطلّ عَلَى حَقِّى فَذَهَبَ بِهِ (assumed tropical:) He got possession of my right, or due, and took it away, or went away with it. (Ibn-'Abbád, O.) [See also أَطَفَّ.] b4: And اطلّ عَلَيْهِ (tropical:) He importuned him, (Ibn-'Abbád, O, TA,) حَتَّى غَلَبَهُ [so that, or until, he overcame him]. (TA.) And اطلّ فُلَانٌ عَلَى

فُلَانٍ بِالأَذَى (assumed tropical:) Such a one kept continually, or constantly, to the annoying, or molesting, or hurting, of such a one. (TA.) A4: An Arab woman of the desert is related to have said, مَا أَطَلَّ شِعْرَ جَمِيلٍ

وَأَحْلَاهُ [How pleasing is the poetry of Jemeel, and how sweet is it!]. (TA.) 5 هٰذِهِ الأَرْضُ قَدْ تَطَلَّلَتْ This land has produced herbage, and become replete, [for تَخَيَّرَتْ (to which I cannot assign any apposite meaning), in my original, I read تَحَيَّرَتْ,] and has not been trodden by any one: so says AA. (O.) 6 تَطَالَّ (S, O, in the K in art. طول written تَطَالَلَ,) إِلَى الشَّىْءِ (O) He stretched out his neck, looking at the thing, it being far from him: (S, O:) or he stretched out his neck to look: (TA in art. دمخ:) or تَطَالَلْتُ signifies I stood upon my toes, and stretched my stature, to look at a thing, (تَطَاوَلْتُ, K, TA, both of these verbs meaning thus, TA in art. طول,) and looked: (K, TA:) or, accord. to AA, التَّطَالُّ signifies the looking from above a place, or from a curtain or the like. (TA.) [See an ex. in a verse cited in art. شرف, conj. 10: and see also 4 in the present art.]10 إِسْتَطْلَ3َ see 4. b2: استطلّ الفَرَسُ بِذَنَبِهِ is expl. by Ibn-'Abbád as signifying مَرَّمُطِلًّا بِهِ إِذَا نَاصَبَهُ فِى

السَّمَآءِ [app. meaning The horse went along raising his tail toward the sky: for I think that إِذَا نَاصَبَهُ should be إِذَا كَانَ نَاصِبَهُ or أَىْ نَاصِبَهُ]. (O.) A2: See also 1, last sentence but one. R. Q. 1 طَلْطَلَهُ He moved him, agitated him, shook him, or put him into a state of motion or commotion; (K, TA;) like تَلْتَلَهُ: (TA:) [or,] accord. to Ibn-'Abbád, الطَّلْطَلَةُ signifies the moving about the arms in walking. (O.) طَلٌّ Light, (Msb,) or weak, (K,) [i. e. drizzling,] rain: (Msb, K:) or the lightest, (K,) or weakest, of rain: (S, O, Msb, K:) or dew (نَدًى, K, TA) that descends from the sky in cloudless weather: (TA:) or above نَدًى and less than مَطَرٌ: (K:) or, accord. to Er-Rághib, rain that has little effect; and so in the Kur ii. 267: (TA:) pl. طِلَالٌ (S, O, K) and طِلَلٌ, (O, K,) the latter mentioned by Fr, and said by him to be the only instance of the kind that has been heard except حِرَفٌ pl. of حَرْفٌ as meaning the حَرْف of a mountain; (O;) [or] طَلَلٌ is a contraction of طِلَالٌ: in a saying of a poet, cited by IAar, (TA,) ↓ الطَّلَل occurs for الطَّلّ [in the CK الطُّلّ]: or in this instance, as some relate it, the word is الطِّلَل. (K, TA.) b2: And Milk: (K:) or so ↓ طُلٌّ, with damm, in the saying مَا بِالنَّاقَةِ طُلٌّ [There is not in the she-camel any milk], as Yaakoob says, and as is related on the authority of AA, (S,) and thus in the saying مَا بِالدَّارِ طُلٌّ [There is not in the house any milk]: (O:) or طُلٌّ signifies thus: or blood. (K. [But see this word below.]) b3: And Paucity of milk of a camel; as also ↓ طُلٌّ. (K.) b4: And Fat, or fatness; syn. طِرْقٌ [in the CK طَرَقٌ, and in my MS. copy of the K طُرْقٌ]: thus in the saying مَا بِالنَّاقَةِ طَلٌّ [There is not in the she-camel any fat, or fatness]. (M, K, TA: in the CK طُلٌّ.) A2: [It is also used as an epithet.] You say يَوْمٌ طَلٌّ, meaning ذُو طَلٍّ, i. e. [A day having drizzling rain, or dew; or] moist, or humid. (TA.) And أَرْضٌ طَلَّةٌ Land moistened by dew [or by drizzling rain]; (TA;) as also ↓ مَطْلُولَةٌ: (S, TA:) and [in like manner]

طَلَّةٌ signifies a meadow (رَوْضَةٌ) moistened by طَلّ. (K.) And طَلٌّ signifies Anything moist. (TA.) b2: [Hence, app.,] Goodly, or good, or beautiful, and pleasing: thus applied to a night, and to poetry (شِعْر [in the CK شَعَر]), and to water, &c.: (K, TA:) applied to these as meaning good, or beautiful; and so to discourse; (TA;) and thus ↓ طَلِيلَةٌ applied to a خُطْبَة. (Ibn-'Abbád, O, TA.) And اِمْرَأَةٌ طَلَّةٌ means A beautiful, elegant, or graceful, woman. (TA,) And خَمْرٌ طَلَّةٌ Pleasant, or delicious, wine: (S, O, K: *) or, as some say, such as descends easily [or pleasantly down the throat]. (TA.) And طَلَّةٌ applied to an odour (رَائِحَةٌ, K, TA, or رَيَّا, TA) likewise signifies Pleasant, or delicious. (K, TA.) A3: Also An aged man: (Kr, K:) and طَلَّةٌ signifies an old woman: (K, TA:) and a woman foul, unseemly, or obscene, in tongue; (K, * TA;) annoying, or molesting. (TA.) b2: And A serpent; (K;) thus accord. to IAar: (O:) and so ↓ طِلٌّ; (K;) thus accord. to AA; (O;) like طِلْعٌ. (TA in art. طلع.) طُلٌّ: see طَلٌّ, in two places. [But the signification of “ blood ” there mentioned requires consideration; for Sgh adds immediately after explaining the saying مَا بِالدَّارِ طُلٌّ what here follows.] b2: ذَهَبَ دَمُهُ طُلًّا and ↓ طِلًّا means هَدَرًا [i. e. His blood went for nought, unretaliated, and uncompensated by a mulct]. (Ibn-'Abbád, O. [Then follows immediately in the O الطُّلَّآءُ, expl. as below.]) طِلٌّ: see طَلٌّ, last sentence: A2: and see also طُلٌّ.

طَلَّةٌ [fem. of طَلٌّ, q. v. b2: And also used as a subst.: signifying] A wife. (S, O, K.) A2: and Daintiness, or delicacy, in food and clothing. (K, TA. [In the CK, النِّعْمَةُ is erroneously put for النَّعْمَةُ.]) طُلَّةٌ The neck. (K.) A2: And A draught of milk; (Az, K, TA;) as also ↓ طُلَّى: (Az, TA:) pl. of the former طُلَلٌ. (K.) طَلَلٌ A portion still standing of the remains of a dwelling or house; (S, O, Msb, * K;) as also ↓ طَلَالَةٌ: (K:) pl. أَطْلَالٌ and طُلُولٌ, (S, O, Msb, K,) the latter pl. sometimes used: (Msb:) what cleaves to the ground is termed رَسْمٌ: (TA:) the people of the towns or villages apply the term أَطْلَالٌ to the remains of walls and of places of worship; and the people of the tents to [the remains of] places of eating and of drinking and of sleeping: (Ham p. 541:) [and] as pl. of طَلَلٌ it signifies elevated places: one says, رَأَيْتُ طَلَلَ القَرْيَةِ, meaning I saw what was elevated of the land of the town, or village. (Har p. 139.) b2: And The شَخْص [or body, or bodily or corporeal form or figure or substance, such as one sees from a distance,] of a thing, (Msb, K,) whatever it be; as also ↓ طَلَالَةٌ: pl. of the former as above: (K:) the شَخْص [as meaning body, or person,] of a man; as also ↓ طَلَالَةٌ: (S, O:) or, of a man, the erect شَخْص. (Msb voce جُثَّةٌ.) And ظَلَالَةٌ, with ظ, signifies the same. (O and K in art. ظل.) One says, حَيَّا اللّٰهُ طَلَلَكَ and ↓ طَلَالَتَكَ, meaning [May God preserve, or save,] thy شَخْص [i. e. body, or person]. (S, O.) And حَيَّا اللّٰهُ طَلَلَكَ and أَطْلَالَكَ, meaning مَا شَخَصَ مِنْ جَسَدِكَ [i. e. May God preserve, or save, what has risen into view of thy body, or person]. (TA.) b3: Also A place in the صَحْن [or court] of a house, prepared for the household to sit upon: ADk says that there was a place on which to eat and drink in the فِنَآء [or yard] of every house, called the طَلَل: (Az, TA:) accord. to ISd, (TA,) the طَلَل of a house is, or was, like the [kind of wide bench, of stone or brick &c., generally built against a wall, called] دُكَّانَة [or دُكَّان], upon which to sit. (K, TA.) b4: And The جِلَال [or deck] of a ship or boat; (M, Mgh, O, K;) i. e. (Mgh) the covering thereof, which is like the roof (Mgh, Msb) of a house or chamber: (Mgh:) pl. أَطْلَالٌ. (Mgh, Msb, TA.) [In the TA it is said to mean the شِرَاع of a ship or boat; which is a mistake, as is sufficiently shown by its being there immediately added, “hence the trad. of Aboo-Bekr, that he used to pray upon the اطلال of the ship or boat. ”] b5: [Hence, app.,] one says, (of a man, Ibn-'Abbád, O,) مَشَى عَلَى طَلَلِ المَآءِ i. e. على

ظَهْرِهِ, (Ibn-'Abbád, O, K,) which, Z says, means على وَجْهِهِ [i. e. (tropical:) He walked, or went along, upon the surface of the water: but whether this relates to a pretended miracle or to sliding upon ice, I know not]: and he adds that it is a tropical phrase. (TA.) A2: Also Anything fresh, or juicy, or [like طَلٌّ] moist; syn. طَرِىٌّ. (K.) b2: See also طَلٌّ, first sentence.

طَلِيلٌ: see مَطْلُولٌ.

A2: Also Sweet; syn. حُلْوٌ: (so accord. to the O and some copies of the K: accord. to other copies of the K, i. q. خِلق; i. e., accord. to some of these copies, خَلْقٌ; accord. to some, خَلَقٌ; and accord. to some, خَلِقٌ:) thus expl. by Ibn-'Abbád; and said by him to be of the dial. of Hudheyl. (O.) [The explanation in the O is, I doubt not, the right: and hence] b2: طَلِيلَةٌ applied to a خُطْبَة: see طَلٌّ, latter part.

A3: Also A mat; syn. حَصِيرٌ: (IAar, O, K:) or such as is woven of [the leaves of the]

دَوْم [or Theban palm-tree]; or of the leaves of the date-palm; or of the قُشُور [app. meaning the peels of the branches] thereof: (K, TA:) so in the M: in the T it is said that ↓ طَلِيلَةٌ means, accord. to AA, a [mat of the kind called] بُورِيَآء; and accord. to As, a بَارِىّ [which signifies the same as بوريآ]: (TA:) pl. أَطِلَّةٌ and طِلَّةٌ and طُلُلٌ. (K.) طَلَالَةٌ [an inf. n.: see 1, last sentence but one. And, as a simple subst.,] A good, or goodly, state or condition; and a beautiful aspect, appearance, mien, or guise. (IAar, O, K.) and Beauty, or beauty of colour, or brightness: (O, K:) so in the saying, عَلَى مَنْطِقِهِ طَلَالَةُ الحُسْنِ [Upon his diction is the glow of beauty]. (O.) Accord. to As, i. q. حُسْنٌ and مَآءٌ [i. e. Goodliness, or beauty, and, app., lustre]. (TA.) b2: Also, (AA, O, K,) and some say ↓ طُلَالَةٌ, (AA, O,) Joy, gladness, or happiness. (AA, O, K.) A2: See also طَلَلٌ, in four places. b2: [Hence,] one says فَرَسٌ حَسَنُ الطَّلَالَةِ, meaning [A horse goodly, or beautiful,] in what is high, or elevated, of his frame, or make. (TA.) طُلَالَةٌ: see the next preceding paragraph.

طَلِيلَةٌ: see طَلِيلٌ.

طُلَّى: see طُلَّةٌ.

طُلَّآءٌ, (Ibn-'Abbád, O, K,) like سُلَّآءٌ, (K, TA,) [in the CK, طَلّاء, like سَلّاء, and] in some copies of the K, erroneously, طِلَّآء, (TA,) Blood, itself: and some say, a pellicle upon the surface thereof: (O:) [and in like manner طُلَّآء is expl. in the K in art. طلأ:] or blood that has been made to go for nought, unretaliated, and uncompensated by a mulct: (K: [and from the context in the O, it seems that this is probably meant by Ibn-'Abbád: see طُلٌّ:]) accord. to AAF, (TA,) the ء in this word is originally ل. (K, TA.) طُلْطُلٌ A chronic, or permanent, disease. (IAar, Az, K.) طُلَطِلٌ: see طُلَاطِلَةٌ.

طُلَطِلَةٌ: see طُلَاطِلَةٌ: each in two places.

طَلَاطِلُ: see طُلَاطِلَةٌ: each in two places.

طُلَاطِلٌ: see the next paragraph, in three places.

طُلَاطِلَةٌ A calamity, or misfortune; (S, O, K;) as also ↓ طُلَطِلَةٌ [in the CK طَلْطَلَة] and ↓ طُلَطِلٌ [in the CK طَلْطَل]. (K, TA.) b2: Also, (S, O,) or ↓ طُلَاطِلٌ, (M, K,) A disease that wearies the physicians, (S, M, O, K,) for which there is no remedy: (S, O:) and said in the M to be a pain in the back. (TA.) And the former, A disease that attacks a man in his belly; as also ↓ طُلَطِلَةٌ. (O.) And A disease in the backs of asses, that breaks their backs; (K, * TA;) so in the M; (TA;) as also طِلاطل with damm and fet-h [i. e.

↓ طُلَاطِلٌ and ↓ طَلَاطِلُ]. (K.) b3: And Death; as also ↓ طُلَاطِلٌ; (K, TA;) so in the M, with damm; and with fet-h [i. e. ↓ طَلَاطِلُ]. (TA.) b4: And A certain piece of flesh in the fauces: (ISd, K, TA:) or the piece of flesh extending downwards upon [the upper extremity of] the مُسْتَرَط [or مَسْرَط, i. e. the gullet]; (As, Az, O, K, * TA;) [meaning] the لَهَاة [or uvula]: (TA:) or, (O, K,) accord. to AHeyth, (O,) the falling of the لَهَاة [or uvula], so that neither food nor beverage passes the fauces easily by reason of it. (O, K.) أَطْلَالُ is the name of a certain mare, (O, K,) or of a she-camel, (K,) which, in reply to her rider's commanding her to leap a river, on the day of El-Kádiseeyeh, is asserted to have spoken, saying, وَثْبٌ وَسُورَةِ البَقَرَةِ [A leap, by the Chapter of the Cow!]. (O, K.) [Freytag has erroneously said, as on the authority of the K, that it is a name of the chapter of the Kur-án otherwise called بقرة.]

مُطَلٌّ: see مَطْلُولٌ.

أَمْرٌ مُطِلٌّ An affair not settled, or not established. (So accord. to some copies of the S and K, expl. by the words لَيْسَ بِمُسْتَقِرٍّ: in other copies of both, and in the O, ليس بِمُسْفِرٍ [to which I am unable to assign any probable meaning].) مُطَلِّلٌ i. q. ضَبَابٌ [Mist; or moisture like clouds, or like dust, covering the earth in the early mornings; or thin clouds, like smoke; &c.: see art. ضب]. (TA.) مَطْلُولٌ: see its fem., with ة, voce طَلٌّ. b2: Also Blood made to go for nought, unretaliated, and uncompensated by a mulct; (S, O, K;) and so ↓ طَلِيلٌ and ↓ مُطَلٌّ. (K.) b3: Also [or لَبَنٌ مَطْلُولٌ] Pure milk with froth upon it, upon which water has been poured, and which one imagines to be good, or pleasant, whereas there is no goodness in it; and so ↓ مَطْلُولَةٌ: or this latter, some say, signifies a piece of skin soaked and softened [ for مَوْزُونَةٌ in my original, which I think a mistranscription, I read مَوْدُونَةٌ,] with pure milk, which they eat [app. in a time of scarcity].

مَطْلُولَةٌ: see the next preceding paragraph.

خن

(خن)
فلَان خنينا خرج صَوت بكائه أَو ضحكه من أَنفه وَبكى دون الانتحاب وَفُلَان الْقَوْم خنا وطئ مخنتهم وَمَاله أَخذه ووعاء التَّمْر وَغَيره استخرج مِنْهَا شَيْئا بعد شَيْء

(خن) خننا وخنينا وخنة خرج كَلَامه من خياشيمه فَهُوَ أخن وَهِي خناء (ج) خن

(خن) الْبَعِير أَصَابَهُ الخنان فَهُوَ مخنون
خن الخنين من كباء المرأة دون الانتحاب. والخنخنة أن لا يبين الكلام فيخنخن في خياشيمه. والخنان في الإبل كالزكام في الناس، خن البعير فهو مخنون. والخنة الغنة، وامرأة خناء. وفيه مخنة. والمخن الرجل الطويل في اعتدال. والخنين الضحك الجافي، خن يخن خنيناً. واتخذه مخنة أي مضحكة. والمخنة الفناء. وعفو المرعى وأنفه. وفلان يخن مال فلان أي يأخذه. وخن في الأكل وغيره أسرف فيه. ونحن في خنان من العيش. وينة مخنة أي خصب، وقد أخنت وخننت تخنيناً. وعشب أخن ملتف. وخن ماله أي ساقها. والخنة العزلة. والخنان مثل الختان. واستخنت البئر أنتنت. والتخنيخ الإذابة.
الْخَاء وَالنُّون

الخَنِينُ، من بكاء النِّسَاء: دون الانتحاب، وَقيل: هُوَ تردد الْبكاء حَتَّى تصير فِي الصَّوْت غنة، وَقيل: هُوَ رفع الصَّوْت بالبكاء، وَقيل: هُوَ صَوت يخرج من الْأنف، خَنَّ يَخِنُّ خَنِيناً.

والخَنِينُ: الضحك إِذا أظهره الْإِنْسَان فَخرج خافيا، وَالْفِعْل كالفعل.

والخَنَنُ والخُنَّةُ والمَخَنَّةُ، كالغنة، وَقيل: هُوَ فَوق الغنة وأقبح مِنْهَا.

وَرجل أخَنُّ: مسدود الخياشيم، وَقيل: هُوَ السَّاقِط الخياشيم، وَالْأُنْثَى خَنَّاءُ، وَقد خَنَّ.

والخُنَنَةُ: الثور المسن الضخم.

والخَنْخَنَةُ: أَلا يبين الْكَلَام فَيُخَنْخِنُ فِي خياشيمه.

والخُنَانُ فِي الْإِبِل، كالزكام فِي النَّاس.

وزمن الخُنانِ: زمن مَاتَت فِيهِ الْإِبِل عَنهُ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ زمن مَعْرُوف عِنْد الْعَرَب قد ذَكرُوهُ فِي أشعارهم، وَلم نسْمع فِيهِ من عُلَمَائِنَا تَفْسِيرا شافيا، وَالْأول عِنْدِي أصح. والخُنانُ: دَاء يَأْخُذ الطير فِي حلوقها، وَهُوَ أَيْضا: دَاء يَأْخُذ الْعين، قَالَ جرير:

وأَشفِى مِنْ تَحَلُّجِ كُلِّ داءٍ ... وأكوى النَّاظِرَيْنِ مِنَ الخُنانِ

ووطيء مِخَنَّتَهم، ومَخَنَّتَهم، أَي حريمهم.

والمِخَنُّ: الرجل الطَّوِيل، وَالصَّحِيح المَخْنُ، وَسَيَأْتِي ذكره.
باب الخاء والنون خ ن، ن خ مستعملان

خن: خَنَّتِ المرأةُ تخنُّ خَنيناً، وهو دونَ الانتحابِ من البُكاء، والخَنْخَنَةُ: ألا يُبَيِّنَ الكلام فيُخَنُخِنُ في خَياشيمه، قال :

خَنْخَنَ لي في قوله ساعةً ... وقال لي شيئا فلم أسمعِ

والخُنانُ: داء يأخُذ الطير في حلوقها، فيقال: طير مَخْنونٌ. والخُنانُ في الإبل كالزُّكامِ في الناس فيقال: خن [البعير] فهو مَخْنونٌ. والخُنَّةُ كالغُنَّة كأن الكلام يرجع إلى الخياشيم، يقال: امرأة خنّاء وغَنّاء، وفيها مَخَنَّة، أي: خُنّة. والمِخَنُّ: الرَّجلُ الطويل في اعتدال. والخَنِينُ: الضَّحِكُ، إذا اظهرته فخرج جافياً، يقال: خنَّ يَخِنُّ خنيناً، فإذا خرج رقيقاً، فهو الرَّنينُ فإذا أخفاه فهو الهَنِينُ.

نخ: النَّخَّةُ والنُّخَّةُُ، لغتان: اسمٌ جامعٌ للحُمُرِ.

وفي الحديث ليس في النَّخَّة صدقة .

والنَّخُ: أن تُناخَ النَّعَمُ قريبةً من المُصَدِّق حتّى يُصَدُّقَها، قال:

أَكْرِمْ أمير المؤمنين النَّخَا

والنَّخُ: الزَّجْرُ، كقولك للبعير: إِخْ إخْ، وقد نَخَّها يَنُخُّها، قال

إنّ لها لسائقاً مِزَخّا ... أعجمَ إلا أن يَنُخَّ نخّا

والنَّخُ لم يَتْرُكْ لهنّ مُخّا

وهو التأنيخ أيضا. والنَّخْنَخَةُ من الإناخة، تقول: أَنَخْتُها فاستناخَتْ، أي: بَرَكَتْ، ونَخْنَخْتُها فَتَنَخْنَخَتْ، من الزجر [أي: أبركتها فبركت] . قال :

ولو أنخنا جمعهم تَنَخْنَخُوا

خن

1 خَنَّ, (Sh, S, K,) aor. ـِ (S, K,) inf. n. خَنِينٌ, (Sh, S, *, K * TA,) He made a sound from the nose, like حَنِين from the mouth: (TA:) he made a sound like weeping, (S, *, K * TA,) and (so in the S, but in the K “ or ”) like laughing, in the nose: (S, * K, * TA:) he reiterated a sound of weeping in the air-passages of the nose; and sometimes خَنِينٌ is [the reiterating a sound in the nose] from faint laughing: (Sh, TA:) or he laughed faintly. (JK.) [See also خَنِينٌ below.]

A2: خُنَّ He (a camel) was affected with the disease termed خُنَان: (JK, TA:) [and in like manner, a bird: see مَخْنُونٌ.]4 اخنّهُ اللّٰهُ i. q. أَجَنَّهُ [God caused him to be bereft of reason; or mad, insane, &c.]. (Lh, K.) R. Q. 1 خَنْخَنَ, (TA,) inf. n. خَنْخَنَةٌ, (JK, S, K, TA,) [like خَمْخَمَ,] He snuffled; i. e., spoke through his nose: (TA:) he spoke indistinctly, making a sort of twang (يُخَنْخِنُ) in his خَيَاشِيم [or air-passages of the nose]. (JK, S, K.) A poet says, خَنْخَنَ لِى فِى قَوْلِهِ سَاعَةً

فَقَالَ لِى شَيْئًا وَلَمْ أَسْمَعِ [He snuffled to me in his speech awhile, and said to me something, but I heard not]. (TA.) b2: خَنْخَنَةٌ also signifies The crying of the ape. (IAar, TA.) خُنَّةٌ i. q. غُنَّةٌ [i. e. A nasal sound or twang; or a snuffling sound]; (JK, K;) the latter word explained by Mbr as meaning a mixture of the sound of the خَيْشُوم [or air-passage of the nose] in the pronunciation of a letter or word; (TA;) as also ↓ مَخَنَّةٌ: (K:) or the first is like غُنَّةٌ; (S, K;) as also ↓ خَنَنٌ: (ISd, TA:) or, (Mbr, K,) as also ↓ مَخَنَّةٌ, (TA,) louder than غُنَّةٌ: (Mbr, K, TA:) or more open than غُنَّةٌ: (K, TA. [In the CK, أَقْبَحُ is put in the place of أَفْتَحُ.]) خَنَنٌ: see what next precedes.

خُنَانٌ A certain disease that attacks in the nose: (S, TA:) a disease that attack camels in their nostrils, and from which they die; (As, TA;) a rheum that affects camels; (K;) in camels, like the زُكَام in human beings. (JK.) زَمَنُ الخُنَانِ [The time of the خنان] was in the age of ElMundhir Ibn-Má-es-Semà; in consequence thereof the camels died: (K:) it is well known with the Arabs, is mentioned in their verses, (TA,) and became an era to them. (As, TA.) b2: Also A certain disease that attacks birds in their throats. (S, M, K.) b3: And A certain disease in the eye. (M, K.) خَنِينٌ The issuing of a sound from the nose, like حَنِينٌ from the mouth: [see حَنِينٌ, in two places:] this is the primary signification: (TA:) and it is [the making a sound] like weeping, and (so in the S, but in the K “ or ”) like laughing, in the nose: (S, K:) IB says that there is a kind of خنين like weeping in the nose: (TA:) or a weeping of women, (JK,) or a kind of weeping, (IAth, TA,) less than what is termed اِنْتِحَابٌ: (JK, IAth, TA:) and a faint laughing. (JK.) [See also 1.] b2: And Stoppages in the خَيَاشِيم [or air-passages of the nose]. (TA.) أَخَنٌّ i. q. أَغَنٌّ [as meaning Having a nasal twang]; (S, K, TA;) who snuffles; i. e., speaks from [i. e. through] his nose: (TA voce أَدْغَمُ:) [or] as meaning having the خَيَاشِيم [or airpassages of the nose] stopped up: or, as some say, having the خياشيم [here app. meaning certain cartilages in the upper, or inmost, part of the nose] delapsed: [see 1 in art. خشم:] fem. خَنَّآءُ: (TA:) and pl. خُنٌّ. (S, K.) مَخَنَّةٌ: see خُنَّةٌ, in two places.

A2: Also The nose: (S, K:) written by J [accord. to some of the copies of the S, but not accord. to all,] with kesr to the م: (TA:) or the extremity thereof. (K.) A3: And i. q. مَأْكَلَــةٌ: so in the phrase, فُلَانٌ مَخَنَّةٌ لِفُلَانٍ [Such a one is to such a one a person from whom to obtain what to eat]. (S, K.) b2: You say also, البِطِّيخُ لِى مَخَنَّةٌ i. e. [The melon, or water-melon, is to me] a usual food. (JM.) مَخْنُونٌ A camel, and a bird, affected with the disease termed خُنَان. (TA.) b2: And i. q. مَجْنُونٌ [Bereft of reason; or mad, insane, &c.]. (Lh, K.) [See R. Q. 1 in art. خم.]

الطلل

الطلل: مَا شخص من آثَار الديار وَجمعه أطلال.
(الطلل) مَا بَقِي شاخصا من آثَار الديار وَنَحْوهَا وَمن الدَّار وَنَحْوهَا مَوضِع مُرْتَفع فِي صحنها يهيأ لمجلس أَهلهَا أَو يوضع عَلَيْهِ الــمأكل وَالْمشْرَب وَمن السَّفِينَة أَو السيارة وَنَحْوهمَا غطاء تغشى بِهِ كالسقف (ج) أطلال وطلول

صَرَدَ

(صَرَدَ)
(س) فِيهِ «ذَاكرُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الغَافِلين مِثْلُ الشَّجَرة الخَضْراء وسْط الشَّجر الَّذِي تَحاتَّ ورَُقَه مِنَ الصَّرِيد» الصَّرِيد: البرْد، ويُروى مِنَ الجَلِيِدِ .
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سُئل ابْنُ عُمر عمَّا يموتُ فِي البَحْر صَرْداً، فَقَالَ: لَا بَأْسَ بِهِ» يَعْنِي السَّمك الَّذِي يَمُوتُ فِيهِ مِنَ البرْد.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «سألَهُ رجلٌ فَقَالَ: إِنِّي رجلٌ مِصْرَادٌ» هُوَ الَّذِي يشتدُّ عَلَيْهِ البرْدُ وَلَا يُطيقُه ويَقِلُّ لَهُ احتمالُه. والمِصْرَاد أَيْضًا القَوِيُّ عَلَى البَرد، فَهُوَ مِنَ الأضْداد.
(س) وَفِيهِ «لَنْ يدخُل الْجَنَّةَ إَّلا تَصْرِيداً» أَيْ قَليلا. وَأَصْلُ التَّصْرِيد: السَّقْىُ دُونَ الَرّيَّ. وصَرَّدَ لَهُ العطاءَ قَلله.
وَمِنْهُ شِعْرُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَرْثِي عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ:
يُسْقَونَ فِيهَا شَراباً غَيْرَ تَصْرِيد (س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَي المُحْرِم عَنْ قتْل الصُّرَدِ» هُوَ طائرٌ ضخْمُ الرأسِ والمِنْقَار، لَهُ رِيشٌ عَظِيمٌ نِصْفُه أَبْيَضُ وَنِصْفُهُ أسْود.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا «أَنَّهُ نَهَي عَنْ قَتْل أرْبع مِنَ الدَّواب:
النَّمْلةِ، والنَّحْلةِ، والهُدْهدِ، والصُّرَد» قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إِنما جَاءَ فِي قَتْل الَّنمل عَنْ نوعٍ مِنْهُ خاصٍّ، وَهُوَ الكِبَار ذَوات الأرجُل الطَّوال، لِأَنَّهَا قَليلةُ الأذَى وَالضَّرَرِ. وَأَمَّا النَّحْلَةُ فلِمَا فِيهَا مِنَ المَنْفَعَة وَهُوَ العَسَلُ والشَّمع. وَأَمَّا الهُدهُد والصُّرَد فَلِتَحْرِيمِ لحْمهما، لأنَّ الحَيَوَانَ إِذَا نُهِيَ عَنْ قَتْله وَلَمْ يكن ذَلِكَ لاحْتِرَامِه أوْ لضَرر فِيهِ كَانَ لِتَحْرِيمِ لَحْمِه. ألاَ تَرَى أَنَّهُ نُهِي عَنْ قتْل الحَيوان لِغَير مأكَلِــةٍ.
وَيُقَالُ إنَّ الهُدهُد مُنْتِن الرِّيحِ فَصَارَ فِي مَعْنى الجَلاَّلة، والصُّرَد تتشَاءمَ بِهِ العربُ وتَتطيُّر بصَوتِه وشخْصِه. وَقِيلَ إِنَّمَا كَرِهُوه مِنَ اسْمِهِ، مِنَ التَّصْرِيد وَهُوَ التَّقْلِيل.

هَمَذَانُ

هَمَذَانُ:
بالتحريك، والذال معجمة، وآخره نون، في الإقليم الرّابع، وطولها من جهة المغرب ثلاث وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، قال هشام بن الكلبي: همذان سميت بهمذان بن الفلّوج ابن سام بن نوح، عليه السّلام، وهمذان وأصبهان أخوان بنى كل واحد منهما بلدة، ووجد في بعض كتب السريانيين في أخبار الملوك والبلدان: إن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن حليمون، وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما كان نادمه ومعناه المحبوبة، وروي عن شعبة أنه قال: الجبال عسكر وهمذان معمعتها وهي أعذبها ماء وأطيبها هواء، وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة 24 من الهجرة، وفي آخر: وجّه المغيرة بن شعبة وهو عامل عمر بن الخطاب على الكوفة بعد عزل عمار بن ياسر عنها جرير بن عبد الله البجلي إلى همذان في سنة 23 فقاتله أهلها وأصيبت عينه بسهم فقال: أحتسبها عند الله الذي زين بها وجهي ونوّر لي ما شاء ثم سلبنيها في سبيله، وجرى أمر همذان على مثل ما جرى عليه أمر نهاوند وذلك في آخر سنة 23 وغلب على أرضها قسرا وضمّها المغيرة إلى كثير بن شهاب والي الدينور، وإليه ينسب قصر كثير في نواحي الدينور، وقال بعض علماء الفرس: كانت همذان أكبر مدينة بالجبال وكانت أربعة فراسخ في مثلها، طولها من الجبل إلى قرية يقال لها زينوآباذ، وكان صنف التجار بها وصنف الصيارف بسنجاباذ، وكان القصر الخراب الذي بسنجاباذ تكون فيه الخزائن والأموال، وكان صنف البزازين في قرية يقال لها برشيقان، فيقال إن بخت نصّر بعث إليها قائدا
يقال له صقلاب في خمسمائة ألف رجل فأناخ عليها وأقام يقاتل أهلها مدة وهو لا يقدر عليها، فلما أعيته الحيلة فيها وعزم على الانصراف استشار أهله فقالوا:
الرأي أن تكتب إلى بخت نصر وتعلمه أمرك وتستأذنه في الانصراف، فكتب إليه: أما بعد فإني وردت على مدينة حصينة كثيرة الأهل منيعة واسعة الأنهار ملتفة الأشجار كثيرة المقاتلة وقد رمت أهلها فلم أقدر عليها وضجر أصحابي المقام وضاقت عليهم الميرة والعلوفة فإن أذن لي الملك بالانصراف فقد انصرفت.
فلما وصل الكتاب إلى بخت نصر كتب إليه: أما بعد فقد فهمت كتابك ورأيت أن تصوّر لي المدينة بجبالها وعيونها وطرقها وقراها ومنبع مياهها وتنفذ إليّ بذلك حتى يأتيك أمري، ففعل صقلاب ذلك وصوّر المدينة وأنفذ الصورة إليه وهو ببابل، فلما وقف عليه جمع الحكماء وقال: أجيلوا الرأي في هذه الصورة وانظروا من أين تفتح هذه المدينة، فأجمعوا على أن مياه عيونها تحبس حولا ثم تفتح وترسل على المدينة فإنها تغرق، فكتب بخت نصر إلى صقلاب بذلك وأمره بما قاله الحكماء، ففتح ذلك الماء بعد حبسه وأرسله على المدينة فهدم سورها وحيطانها وغرق أكثر أهلها فدخلها صقلاب وقتل المقاتلة وسبى الذرّية وأقام بها فوقع في أصحابه الطاعون فمات عامتهم حتى لم يبق منهم إلا قليل ودفنوا في أحواض من خزف فقبورهم معروفة توجد في المحالّ والسكك إذا عمروا دورهم وخرّبوا، ولم تزل همذان بعد ذلك خرابا حتى كانت حرب دارا بن دارا والإسكندر فإن دارا استشار أصحابه في أمره لما أظله الإسكندر فأشاروا عليه بمحاربته بعد أن يحرز حرمه وأمواله وخزائنه بمكان حريز لا يوصل إليه ويتجرد هو للقتال، فقال:
انظروا موضعا حريزا حصينا لذلك، فقالوا له: إن من وراء أرض الماهين جبالا لا ترام وهي شبيهة بالسند وهناك مدينة منيعة عتيقة قد خربت وبارت وهلك أهلها وحولها جبال شامخة يقال لها همذان فالرأي للملك أن يأمر ببنائها وإحكامها وأن يجعل في وسطها حصنا يكون للحرم والخزائن والعيال والأموال ويبني حول الحصن دور القوّاد والخاصة والمرازبة ثم يوكل بالمدينة اثني عشر ألف رجل من خاصة الملك وثقاته يحمونها ويقاتلون عنها من رامها، قال: فأمر دارا ببناء همذان وبنى في وسطها قصرا عظيما مشرفا له ثلاثة أوجه وسماه ساروقا وجعل فيه ألف مخبإ لخزائنه وأمواله وأغلق عليه ثمانية أبواب حديد كل باب في ارتفاع اثني عشر ذراعا ثم أمر بأهله وولده وخزائنه فحوّلوا إليها وأسكنوها، وجعل في وسط القصر قصرا آخر صيّر فيه خواص حرمه وأحرز أمواله في تلك المخابىء، ووكل بالمدينة اثني عشر ألفا وجعلهم حراسا، وحكى بعض أهل همذان عنها مثل ما حكيناه أولا عن بخت نصر من حبس الماء وإطلاقه على البلد حتى خربه وفتحه، والله أعلم، ويقال إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السّلام، وسماها سارو، ويعرب فيقال ساروق، وحصّنها بهمن بن إسفنديار، وإن دارا وجد المدينة حصينة المكان دارسة البناء فأعاد بناءها ثم كثر الناس بها في الزمان القديم حتى كانت منازلها تقدر بثلاثة فراسخ، وكان صنف الصاغة بها بقرية سنجاباذ واليوم تلك القرية على فرسخين من البلد، قال شيرويه في أخبار الفرس بلسانهم:
سارو جم كرد دارا كمر بست بهمن إسفنديار بسر آورد، معناه بنى الساروق جم ونطّقه دارا أي سوّره وعمم عليه سورا واستتمه وأحسنه بهمن بن إسفنديار، وذكر أيضا بعض مشايخ همذان أنها
أعتق مدينة بالجبل، واستدلوا على ذلك من بقية بناء قديم باق إلى الآن وهو طاق جسيم شاهق لا يدرى من بناه وللعامة فيه أخبار عامية ألغينا ذكرها خوف التهمة، وقال محمد بن بشار يذكر همذان وأروند:
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ريما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه، ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان
كاد الفؤاد يطير مما شفّه ... شوقا بأجنحة من الخفقان
فكسا الربيع بلاد أهلك روضة ... تفترّ عن نفل وعن حوذان
حتى تعانق من خزاماك الذي ... بالجلهتين شقائق النعمان
وإذا تبجّست الثلوج تبجّست ... عن كوثر شبم وعن حيوان
متسلسلين على مذانب تلعة ... تثغو الجداء بها على الحملان
قال المؤلف: ولا شك عند كل من شاهد همذان بأنها من أحسن البلاد وأنزهها وأطيبها وأرفهها وما زالت محلّا للملوك ومعدنا لأهل الدين والفضل إلا أن شتاءها مفرط البرد بحيث قد أفردت فيه كتب وذكر أمره بالشعر والخطب وسنذكر من ذلك مناظرة جرت بين رجل من أهل العراق يقال له عبد القاهر بن حمزة الواسطي ورجل من همذان يقال له الحسين بن أبي سرح في أمرها فيه كفاية، قالوا:
وكانا كثيرا ما يلتقيان فيتحادثان الأدب ويتذاكران العلم وكان عبد القاهر لا يزال يذمّ الجبل وهواءه وأهله وشتاءه لأنه كان رجلا من أهل العراق وكان ابن أبي سرح مخالفا له كثيرا يذم العراق وأهله، فالتقيا يوما عند محمد بن إسحاق الفقيه وكان يوما شاتيا صادق البرد كثير الثلج وكان البرد قد بلغ من عبد القاهر مبالغه، فلما دخل وسلم قال: لعن الله الجبل ولعن ساكنيه وخص الله همذان من اللعن بأوفره وأكثره! فما أكدر هواءها وأشد بردها وأذاها وأشد مؤونتها وأقلّ خيرها وأكثر شرها، فقد سلط الله عليها الزمهرير الذي يعذب به أهل جهنم معما يحتاج الإنسان فيها من الدثار والمؤن المجحفة فوجوهكم يا أهل همذان مائلة وأنوفكم سائلة وأطرافكم خصرة وثيابكم متسخة وروائحكم قذرة ولحاكم دخانية وسبلكم منقطعة والفقر عليكم ظاهر والمستور في بلدكم مهتوك لأن شتاءكم يهدم الحيطان ويبرز الحصان ويفسد الطرق ويشعث الآطام، فطرقكم وحلة تتهافت فيها الدواب وتتقذر فيها الثياب وتتحطم الإبل وتخسف فيها الآبار وتفيض المياه وتكف السطوح وتهيج الرياح العواصف وتكون فيها الزلازل والخسوف والرعود والبروق والثلوج والدّمق فتنقطع عند ذلك السبل ويكثر الموت وتضيق المعايش، فالناس في جبلكم هذا في جميع أيام الشتاء يتوقعون العذاب ويخافون السخط والعقاب ثم يسمونه العدو المحاصر والكلب الكلب، ولذلك كتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، إلى بعض عماله: إنه قد أظلّكم الشتاء وهو العدو المحاصر فاستعدوا له الفراء واستنعلوا الحذاء، وقد قال الشاعر:
إذا جاء الشتاء فأدفئوني، ... فإن الشيخ يهدمه الشتاء
فالشتاء يهدم الحيطان فكيف الأبدان لا سيما شتاؤكم
الملعون، ثم فيكم أخلاق الفرس وجفاء العلوج وبخل أهل أصبهان ووقاحة أهل الريّ وفدامة أهل نهاوند وغلظ طبع أهل همذان على أن بلدكم هذا أشد البلدان بردا وأكثرها ثلجا وأضيقها طرقا وأوعرها مسلكا وأفقرها أهلا، وكان يقال أبرد البلدان ثلاثة: برذعة وقاليقلا وخوارزم، وهذا قول من لم يدخل بلدكم ولم يشاهد شتاءكم، وقد حدثني أبو جعفر محمد بن إسحاق المكتّب قال: لما قدم عبد الله بن المبارك همذان أوقدت بين يديه نار فكان إذا سخن باطن كفه أصاب ظاهرها البرد وإذا سخن ظاهرها أصاب باطنها البرد، فقال:
أقول لها ونحن على صلاء: ... أما للنار عندك حرّ نار؟
لئن خيّرت في البلدان يوما ... فما همذان عندي بالخيار
ثم التفت إلى ابن أبي سرح وقال: يا أبا عبد الله وهذا والدك يقول:
النار في همذان يبرد حرّها، ... والبرد في همذان داء مسقم
والفقر يكتم في بلاد غيرها، ... والفقر في همذان ما لا يكتم
قد قال كسرى حين أبصر تلّكم: ... همذان لا! انصرفوا فتلك جهنم
والدليل على هذا أن الأكاسرة ما كانت تدخل همذان لأن بناءهم متصل من المدائن إلى أزرميدخت من أسدآباذ ولم يجوزوا عقبة أسدآباذ، وبلغنا أن كسرى أبرويز همّ بدخول همذان فلما بلغ إلى موضع يقال له دوزخ دره، ومعناه بالعربية باب جهنم، قال لبعض وزرائه: ما يسمى هذا المكان؟ فعرّفه، فقال لأصحابه: انصرفوا فلا حاجة بنا إلى دخول مدينة فيها ذكر جهنم، وقد قال وهب بن شاذان الهمذاني شاعركم:
أما آن من همذان الرحيل ... من البلدة الحزنة الجامدة
فما في البلاد ولا أهلها ... من الخير من خصلة واحده
يشيب الشباب ولم يهرموا ... بها من ضبابتها الراكدة
سألتهم: أين أقصى الشتاء ... ومستقبل السنة الواردة؟
فقالوا: إلى جمرة المنتهى، ... فقد سقطت جمرة خامدة
وأيضا قد قال شاعركم:
يوم من الزمهرير مقرور ... على صبيب الضباب مزرور
كأنما حشوه جزائره ... وأرضه وجهها قوارير
يرمي البصير الحديد نظرته ... منها لأجفانه سمادير
وشمسه حرّة مخدّرة ... تسلّبت حين حمّ مقدور
تخال بالوجه من ضبابتها ... إذا حذت جلده زنابير
وقال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها ... والزمهرير، وحرّها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها، ... فكأنما تموزها كانون
وسأل عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، رجلا: من أين أنت؟ فقال: من همذان، فقال: أما إنها مدينة همّ وأذى تجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها، وقد قال شاعركم أيضا وهو أحمد بن بشّار يذم بلدكم وشدة برده وغلظ طبع أهله وما تحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائكم، وقيل لأعرابي دخل همذان ثم انصرف إلى البادية: كيف رأيت همذان؟
فقال: أما نهارهم فرقّاص وأما ليلهم فحمّال، يعني أنهم بالنهار يرقصون لتدفأ أرجلهم وبالليل حمّالون لكثرة دثارهم، ووقع أعرابيّ إلى همذان في الربيع فاستطاب الزمان وأنس بالأشجار والأنهار، فلما جاء الشتاء ورد عليه ما لم يعهده من البرد والأذى فقال:
بهمذان شقيت أموري ... عند انقضاء الصيف والحرور
جاءت بشرّ شرّ من عقور، ... ورمت الآفاق بالهرير
والثلج مقرون بزمهرير، ... لولا شعار العاقر النزور
أمّ الكبير وأبو الصغير ... لم يدف إنسان من الخصير
ولقد سمعت شيخا من علمائكم وذوي المعرفة منكم أنه يقول: يربح أهل همذان إذا كان يوم في الشتاء صافيا له شمس حارّة مائة ألف درهم، وقيل لابنة الحسن: أيّما أشد الشتاء أم الصيف؟ فقالت: من يجعل الأذى كالزّمّانة! لأن أهل همذان إذا اتفق لهم في الشتاء يوم صاف فيه شمس حارّة يبقى في أكياسهم مائة ألف درهم لأنهم يربحون فيه حطب الوقود وقيمته في همذان ورساتيقها في كل يوم مائة ألف درهم، وقيل لأعرابي: ما غاية البرد عندكم؟ فقال: إذا كانت السماء نقيّة والأرض نديّة والريح شاميّة فلا تسأل عن أهل البريّة، وقد جاء في الخبر أن همذان تخرب لقلة الحطب، ودخل أعرابيّ همذان فلما رأى هواءها وسمع كلام أهلها ذكر بلاده فقال:
وكيف أجيب داعيكم ودوني ... جبال الثلج مشرفة الرّعان
بلاد شكلها من غير شكلي، ... وألسنها مخالفة لساني
وأسماء النساء بها زنان، ... وأقرب بالزّنان من الزواني
فلما بلغ عبد القاهر إلى هذا المكان التفت إليه ابن أبي سرح وقال له: قد أكثرت المقال وأسرفت في الذمّ وأطلت الثّلب وطوّلت الخطبة، ثم صمد للإجابة فلم يأت بطائل أكثر من ذكر المفاخرة بين الصيف والشتاء والحر والبرد، ووصف أن بلادهم كثيرة الزهر والرياحين في الربيع وأنها تنبت الزعفران، وأن عندهم أنواعا من الألوان لا تكون في بلاد غيرهم، وأن مصيف الجبال طيّب فلم أر الإطالة بالإتيان به على وجهه، قالوا: وأقبل عبيد الله بن سليمان بن وهب إلى همذان في سنة 284 بمائة ألف دينار وسبعين ألف دينار بالكفاية على أن لا مؤونة على السلطان، وهي أربعة وعشرون رستاقا: همذان، وفرواز، وقوهياباذ، واناموج، وسيسار، وشراة العليا، وشراة الميانج، والاسفيذجان، وبحر، واباجر، وارغين، والمغارة، واسفيذار، والعلم الأحمر، وارناد، وسمير، وسردروذ، والمهران، وكوردور، وروذه، وساوه، وكان منها بسا وسلفانروذ وخرّقان ثم نقلت إلى قزوين، وهي ستمائة وستون قرية، وعملها من باب الكرج إلى سيسر طولا،
وعرضا من عقبة أسدآباذ إلى ساوه، قالوا: ومن عجائب همذان صورة أسد من حجر على باب المدينة يقال إنه طلسم للبرد من عمل بليناس صاحب الطلسمات حين وجّهه قباذ ليطلسم آفات بلاده، ويقال إن الفارس كان يغرق بفرسه في الثلج بهمذان لكثرة ثلوجها وبردها، فلما عمل لها هذا الطلسم في صورة الأسد قلّ ثلجها وصلح أمرها، وعمل أيضا على يمين الأسد طلسما للحيّات وآخر للعقارب فنقصت وآخر للغرق فأمنوه وآخر للبراغيث فهي قليلة جدّا بهمذان، ولما عمل بليناس هذه الطلسمات بهمذان استهان بها أهلها فاتخذ في جبلهم الذي يقال له أروند طلسما مشرفا على المدينة للجفاء والغلظ فهم أجفى الناس وأغلظهم طبعا، وعمل طلسما آخر للغدر فهم أغدر الناس فلذلك حوّلت الملوك الخزائن عنها خوفا من غدر أهلها، واتخذ طلسما آخر للحروب فليست تخلو من عسكر أو حرب، وقال محمد بن أحمد السلمي المعروف بابن الحاجب يذكر الأسد على باب همذان:
ألا أيها الليث الطويل مقامه ... على نوب الأيام والحدثان
أقمت فما تنوي البراح بحيلة، ... كأنك بوّاب على همذان
أطالب ذحل أنت من عند أهلها؟ ... أبن لي بحقّ واقع ببيان
أراك على الأيام تزداد جدّة، ... كأنك منها آخذ بأمان
أقبلك كان الدهر أم كنت قبله ... فنعلم أم ربّيتما بلبان؟
وهل أنتما ضدّان كلّ تفرّدت ... به نسبة أم أنتما أخوان؟
بقيت فما تفنى وأفنيت عالما ... سطا بهم موت بكل مكان
فلو كنت ذا نطق جلست محدثا، ... وحدثتنا عن أهل كل زمان
ولو كنت ذا روح تطالب مأكلــا ... لأفنيت أكلا سائر الحيوان
أجنّبت شر الموت أم أنت منظر ... وإبليس حتى يبعث الثقلان
فلا هرما تخشى ولا الموت تتّقى ... بمضرب سيف أو شباة سنان
وعمّا قريب سوف يلحق ما بقي، ... وجسمك أبقى من حرا وأبان
قال: وكان المكتفي يهمّ بحمل الأسد من باب همذان إلى بغداد وذلك أنه نظر إليه فاستحسنه وكتب إلى عامل البلد يأمره بذلك، فاجتمع وجوه أهل الناحية وقالوا: هذا طلسم لبلدنا من آفات كثيرة ولا يجوز نقله فيهلك البلد، فكتب العامل بذلك وصعّب حمله في تلك العقاب والجبال والمدور، وكان قد أمر بحمل الفيلة لنقله على العجلة، فلما بلغه ذلك فترت نيته عن نقله فبقي مكانه إلى الآن، وقال شاعر أهل همذان وهو أحمد بن بشار يذم همذان وشدة برده وغلظ طبع أهله وما يحتاجون إليه من المؤن المجحفة الغليظة لشتائهم:
قد آن من همذان السير فانطلق، ... وارحل على شعب شمل غير متّفق
بئس اعتياض الفتى أرض الجبال له ... من العراق وباب الرزق لم يضق
أما الملوك فقد أودت سراتهم ... والغابرون بها في شيمة السّوق
ولا مقام على عيش ترنّقه ... أيدي الخطوب، وشرّ العيش ذو الرّنق
قد كنت أذكر شيئا من محاسنها ... أيّام لي فنن كاس من الورق
أرض يعذّب أهلوها ثمانية ... من الشهور كما عذّبت بالرّهق
تبقى حياتك ما تبقى بنافعة ... إلّا كما انتفع المجروض بالدمق
فإن رضيت بثلث العمر فارض به ... على شرائط من يقنع بما يمق
إذا ذوى البقل هاجت في بلادهم ... من جربيائهم نشّافة العرق
تبشّر الناس بالبلوى وتنذرهم ... ما لا يداوى بلبس الدّرع والدّرق
تلفّهم في عجاج لا تقوم لها ... قوائم الفيل فيل الماقط الشّبق
لا يملك المرء فيها كور عمّته ... حتى تطيّرها من فرط مخترق
فإن تكلم لاقته بمسكنة ... ملء الخياشيم والأفواه والحدق
فعندها ذهبت ألوانهم جزعا، ... واستقبلوا الجمع واستولوا على العلق
حتى تفاجئهم شهباء معضلة ... تستوعب الناس في سربالها اليقق
خطب بها غير هين من خطوبهم ... كالخنق ما منه من ملجا لمختنق
أمّا الغنيّ فمحصور يكابدها ... طول الشتاء مع اليربوع في نفق
يقول أطبق وأسبل يا غلام وأر ... خ السّتر واعجل بردّ الباب واندفق
وأوقدوا بتنانير تذكرهم ... نار الجحيم بها من يصل يحترق
والمملقون بها سبحان ربهم ... ماذا يقاسون طول الليل من أرق!
صبغ الشتاء، إذا حلّ الشتاء بها، ... صبغ المآتم للحسّانة الفنق
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم ... من أن يخالط أهل الدار والنّسق
فويل من كان في حيطانه قصر ... ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه، ... والمستغيث بشرب الخمر في عرق
أمّا الصلاة فودّعها سوى طلل ... أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق
تمسي وتصبح كالشيطان في قرن ... مستمسكا من حبال الله بالرّمق
والماء كالثلج، والأنهار جامدة، ... والأرض أضراسها تلقاك بالدّبق
حتى كأنّ قرون الغفر ناتئة ... تحت المواطئ والأقدام في الطرق
فكلّ غاد بها أو رائح عجل ... يمشي إلى أهلها غضبان ذا حنق
قوم غذاؤهم الألبان مذ خلقوا، ... فما لهم غيرها من مطعم أنق
لا يعبق الطيب في أصداغ نسوتهم، ... ولا جلودهم تبتلّ من عرق
فهم غلاظ جفاة في طباعهم ... إلّا تعلّة منسوب إلى الحمق
أفنيت عمري بها حولين من قدر ... لم أقو منها على دفع ولم أطق
قلت: وهذه القصيدة ليست من الشعر المختار وإنما كتبت للحكاية عن شرح حال همذان، وللشعراء أشعار كثيرة في برد همذان ووصف أروند، فأما أروند فقد ذكر في موضعه، وأما الأشعار التي قيلت في بردها ففي ما ذكرنا كفاية، وقال البديع الهمذاني فيها:
همذان لي بلد أقول بفضله، ... لكنه من أقبح البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه: قال الأستاذ أبو العلاء محمد بن عليّ بن الحسن بن حستون الهمذاني الوزير من قصيدة:
يا أيها الملك الذي وصل العلا ... بالجود والإنعام والإحسان
قد خفت من سفر أطلّ عليّ في ... كانون في رمضان من همذان
بلد إليه أنتمي بمناسبي، ... لكنه من أقذر البلدان
صبيانه في القبح مثل شيوخه، ... وشيوخه في العقل كالصبيان
وقال شيرويه أيضا: إن سليمان بن داود، عليه السلام، اجتاز بموضع همذان فقال: ما بال هذا الموضع مع عظم مسيل مائه وسعة ساحته لا تبنى فيه مدينة! فقالوا: يا نبيّ الله لا يثبت أحد فيه لأن البرد ينصبّ فيه صبّا ويسقط الثلج قامة الرمح، فقال، عليه السّلام، لصخر الجني: هل من حيلة؟
قال: نعم، فاتخذ سبعا من حجر منقور ونصب طلسما للبرد وبنى المدينة، وقيل: أول من أسسها دارا الأكبر، قال كعب الأحبار: متى أراد الله أن يخرّب هذه المدينة سقط ذلك الطلسم فتخرب بإذن الله، قال شيرويه: والسبع هو الأسد المنحوت من الحجر الخورزني، وخورزن: جبل بباب همذان الموضوع على الكثيب الذي على ذنب الأسد، وهذا الأسد من عجائب همذان منحوت من صخرة واحدة وجوارحه غير منفصلة عن قوائمه كأنه ليث غابة ولم يزل في هذا الموضع منذ زمن سليمان، عليه السّلام، وقيل: من زمان قباذ الأكبر لأنه أمر بليناس الحكيم بعمله إلى سنة 319 فإن مرداويج دخل المدينة ونهب أهلها وسباهم فقيل له إن هذا السبع طلسم لهذه المدينة من الآفات وفيه منافع لأهله، فأراد حمله إلى الرّيّ فلم يقدر فكسرت يداه بالفطّيس.

الفَرْزَلُ

الفَرْزَلُ:
ناحية من نواحي معرّة النعمان في العلاة، والعلاة كورة من كورها، والفرزل أيضا: من قرى بقاع بعلبك كبيرة نزهة في لحف جبلها الغربي فيها الزبيب الجوزاني ويعمل بها الملبّن المسمى بجلد الفرس وهو من خصائصها، وبها قوم يعرفون ببني رجاء وهم رؤساؤها معروفون بالكرم وإقراء الضّيوف والتجمّل الظاهر في الملبس والــمأكل والمشرب والمركب.

صِقِلِّيَّةُ

صِقِلِّيَّةُ:
بثلاث كسرات وتشديد اللام والياء أيضا مشددة، وبعض يقول بالسين، وأكثر أهل صقلّيّة يفتحون الصاد واللام: من جزائر بحر المغرب مقابلة إفريقية، وهي مثلثة الشكل بين كلّ زاوية والأخرى مسيرة سبعة أيّام، وقيل: دورها مسيرة خمسة عشر يوما، وإفريقية منها بين المغرب والقبلة، وبينها وبين ريو، وهي مدينة في البر الشمالي الشرقي الذي عليه مدينة قسطنطينيّة، مجاز يسمى الفارو في أطول جهة منها اتّساعه عرض ميلين وعليه من جهتها مدينة تسمى المسيني التي يقول فيها ابن قلاقس الإسكندري:
من ذا يمسّيني على مسّيني
وهي مقابلة ريو، وبين الجزيرة وبرّ إفريقية مائة وأربعون ميلا إلى أقرب مواضع إفريقية وهو الموضع المسمّى إقليبية وهو يومان بالريح الطيبة أو أقلّ،
وإن طولها من طرابنش إلى مسيني إحدى عشرة مرحلة وعرضها ثلاثة أيّام، وهي جزيرة خصيبة كثيرة البلدان والقرى والأمصار، وقرأت بخط ابن القطّاع اللغوي على ظهر كتاب تاريخ صقلية: وجدت في بعض نسخ سيرة صقلية تعليقا على حاشية أن بصقلية ثلاثا وعشرين مدينة وثلاثة عشر حصنا ومن الضياع ما لا يعرف، وذكر أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه في تاريخ صقلية حاكيا عن القاضي أبي الفضل أن بصقلية ثماني عشرة مدينة إحداها بلرم، وأن فيها ثلاثمائة ونيفا وعشرين قلعة، ولم تزل في قديم وحديث بيد متملّك لا يطيع من حوله من الملوك وإن جلّ قدرهم لحصانتها وسعة دخلها، وبها عيون غزيرة وأنهار جارية ونزه عجيبة، ولذلك يقول ابن حمديس:
ذكرت صقلّيّة والهوى ... يهيّج للنّفس تذكارها
فإن كنت أخرجت من جنّة ... فإنّي أحدّث أخبارها
وفي وسطها جبل يسمى قصر يانه، هكذا يقولونه بكسر النون، وهي أعجوبة من عجائب الدّهر، عليه مدينة عظيمة شامخة وحولها من الحرث والبساتين شيء كثير، وكلّ ذلك يحويه باب المدينة، وهي شاهقة في الهواء والأنهار تتفجّر من أعلاها وحولها وكذلك جميع جبال الجزيرة، وفيها جبل النار لا تزال تشتعل فيه أبدا ظاهرة لا يستطيع أحد الدّنوّ منها فإن اقتبس منها مقتبس طفئت في يده إذا فارق موضعها، وهي كثيرة المواشي جدّا من الخيل والبغال والحمير والبقر والغنم والحيوان الوحشيّ وليس فيها سبع ولا حيّة ولا عقرب، وفيها معدن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزيبق وجميع الفواكه على اختلاف أنواعها، وكلأها لا ينقطع صيفا ولا شتاء، وفي أرضها ينبت الزعفران، وكانت قليلة العمارة خاملة قبل الإسلام، فلمّا فتح المسلمون بلاد إفريقية هرب أهل إفريقية إليها فأقاموا بها فعمّروها فأحسنوا عمارتها ولم تزل على قربها من بلاد الإسلام حتى فتحت في أيام بني الأغلب على يد القاضي أسد بن الفرات، وكان صاحب صقلية رجلا يسمى البطريق قسطنطين، فقتله لأمر بلغه عنه فتغلّب فيمي على ناحية من الجزيرة ثمّ دبّ حتى استولى على أكثرها ثمّ أنفذ صاحب القسطنطينيّة جيشا عظيما فأخرج فيمي عنها فخرج في مراكبه حتى لحق بإفريقية ثمّ بالقيروان منها مستجيرا بزيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب، وهو يومئذ الوالي عليها من جهة أمير المؤمنين المأمون بن هارون الرشيد، وهوّن عليه أمرها وأغراه بها فندب زيادة الله الناس لذلك فابتدروا إليه ورغبوا في الجهاد فأمّر عليهم أسد ابن الفرات، وهو يومئذ قاضي القيروان، وجمعت المراكب من جميع السواحل وتوجّه نحو صقلية في سنة 212 في أيّام المأمون في تسعمائة فارس وعشرة آلاف راجل فوصل إلى الجزيرة وجمع الروم جمعا عظيما فأمر أسد بن الفرات فيمي وأصحابه أن يعتزلوهم وقالوا لا حاجة لنا إلى الانتصار بالكفار، ثمّ كبّر المسلمون وحملوا على الروم حملة صادقة فانهزم الروم وقتل منهم قتلا ذريعا وملك أسد بن الفرات بالتنقّل جميع الجزيرة، ثمّ توفي في سنة 213، وكان رجلا صالحا فقيها عالما، أدرك حياة مالك بن أنس، رضي الله عنه، ورحل إلى الشرق، وبقيت بأيدي المسلمين مدّة وصار أكثر أهلها مسلمين وبنوا بها الجوامع والمساجد ثمّ ظهر عليها الكفار فملكوها فهي اليوم في أيديهم، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة صقلية طولها أربعون درجة، وعرضها خمس وثلاثون درجة، طالعها السنبلة، عاشرها ذراع الكلب ولها
شركة في الفرع المؤخر تحت عشر درجات من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، رابعها مثلها من الميزان، بيت ملكها مثلها من الحمل، ومن فضل جزيرة صقلية أن ليس بها سبع ضار ولا نمر ولا ضبع ولا عقرب ولا أفاع ولا ثعابين، وفيها معادن الذهب موجودة في كلّ مكان ومعادن الشّبّ والكحل والفضة ومعدن الزاج والحديد والرصاص وجبال تنعش، وكثيرا ما يوجد النوشادر في جبل النار ويحمل منه إلى الأندلس، وغيرها كثير، وقال أبو علي الحسن بن يحيى الفقيه مصنف تاريخ صقلية: وأما جبل النار الذي في جزيرة صقلية فهو جبل مطلّ على البحر المتصل بالمجاز، وهو فيما بين قطانية ومصقلة وبقرب طبرمين، ودوره ثلاثة أيّام، وفيه أشجار وشعارى عظيمة أكثرها القسطل وهو البندق والصنوبر والأرزن، وحوله أبنية كثيرة وآثار عظيمة للماضين ومقاسم تدلّ على كثرة ساكنيه، وقيل إنّه يبلغ من كان يسكنه من المقاتلة في زمن الطّورة ملك طبرمين ستين ألف مقاتل، وفيه أصناف الثمار، وفي أعلاه منافس يخرج منها النار والدخان وربما سالت النار منه إلى بعض جهاته فتحرق كلّ ما تمرّ به ويصير كخبث الحديد ولم ينبت ذلك المحترق شيئا، ولا تمشي اليوم فيه دابة، وهو اليوم ظاهر يسميه الناس الأخباث، وفي أعلى هذا الجبل السحاب والثلوج والأمطار دائمة لا تكاد تنقطع عنه في صيف ولا شتاء، وفي أعلاه الثلج لا يفارقه في الصيف فأمّا في الشتاء فيعم أوّله وآخره، وزعمت الروم أن كثيرا من الحكماء الأولين كانوا يرحلون إلى جزيرة صقلية ينظرون إلى عجائب هذا الجبل واجتماع هذه النار والثلج فيه، وقيل إنّه كان في هذا الجبل معدن الذهب ولذلك سمّته الروم جبل الذهب، وفي بعض السنين سالت النار من هذا الجبل إلى البحر وأقام أهل طبرمين وغيرهم أيّاما كثيرة يستضيئون بضوئه، وقرأت لابن حوقل التاجر فصلا في صفة صقلية ذكرته على وجهه ففيه مستمتع للناظر في هذا الكتاب، قال: جزيرة صقلية على شكل مثلث متساوي الساقين، زاويته الحادة من غربي الجزيرة طولها سبعة أيّام في أربعة أيّام، وفي شرقي الأندلس في لجّ البحر وتحاذيها من بلاد الغرب بلاد إفريقية وباجة وطبرقة إلى مرسى الخزر، وغربيها في البحر جزيرة قرشف وجزيرة سردانية من جهة جنوب قرشف، ومن جنوب صقلية جزيرة قوصرة، وعلى ساحل البحر شرقيها من البر الأعظم الذي عليه قسطنطينية مدينة ريو ثمّ نواحي قلورية، والغالب على صقلية الجبال والحصون، وأكثر أرضها مزرعة، ومدينتها المشهورة بلرم وهي قصبة صقلية على نحر البحر، والمدينة خمس نواح محدودة غير متباينة ببعد مسافة، وحدود كل واحدة ظاهرة، وهي: بلرم وقد ذكرت في بابها، وخالصة وهي دونها وقد ذكرت أيضا، وحارة الصقالبة وهي عامرة وأعمر من المدينتين المذكورتين وأجلّ، ومرسى البحر بها، وبها عيون جارية وهي فاصلة بينها وبين بلرم ولا سور لها، والمدينة الرابعة حارة المسجد وتعرف بابن صقلاب، وهي مدينة كبيرة أيضا وشرب أهلها من الآبار ليس لهم مياه جارية، وعلى طريقها الوادي المعروف بوادي العباس، وهو واد عظيم وعليه مطاحنهم ولا انتفاع لبساتينهم به ولا للمدينة، والخامسة يقال لها الحارة الجديدة، وهي تقارب حارة ابن صقلاب في العظم والشبه وليس عليها سور، وأكثر الأسواق فيها بين مسجد ابن صقلاب والحارة الجديدة، وفي بلرم والخالصة والحارات المحيطة بها ومن ورائها من المساجد نيف وثلاثمائة مسجد، وفي محالّ تلاصقها وتتصل بوادي العباس
مجاورة المكان المعروف بالعسكر وهو في ضمن البلد إلى البلد المعروف بالبيضاء قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد، قال: ولقد رأيت في بعض الشوارع في بلرم على مقدار رمية سهم عشرة مساجد، وقد ذكرتها في بلرم، قال: وأهل صقلية أقل الناس عقلا وأكثرهم حمقا وأقلهم رغبة في الفضائل وأحرصهم على اقتناء الرذائل، قال: وحدثني غير إنسان منهم أن عثمان بن الخزّاز ولي قضاءهم وكان ورعا فلمّا جرّبهم لم يقبل شهادة واحد منهم لا في قليل ولا في كثير، وكان يفصل بين الناس بالمصالحات، إلى أن حضرته الوفاة فطلب منه الخليفة بعده فقال:
ليس في جميع البلد من يوصى إليه، فلمّا توفي تولى قضاءهم رجل من أهلها يعرف بأبي إبراهيم إسحاق بن الماحلي، ثمّ ذكر شيئا من سخيف عقله، قال:
والغالب على أهل المدينة المعلّمون، فكان في بلرم ثلاثمائة معلّم، فسألت عن ذلك فقالوا: إن المعلم لا يكلّف الخروج إلى الجهاد عند صدمة العدو، وقال ابن حوقل: وكنت بها في سنة 362، ووصف شيئا من تخلّقهم ثم قال: وقد استوفيت وصف هؤلاء وحكاياتهم ووصف صقلية وأهلها بما هم عليه من هذا الجنس من الفضائل في كتاب وسمته بمحاسن أهل صقلية ثمّ ذكرت ما هم عليه من سوء الخلق والــمأكل والمطعم المنتن والأعراض القذرة وطول المراء مع أنّهم لا يتطهّرون ولا يصلّون ولا يحجّون ولا يزكون، وربّما صاموا رمضان واغتسلوا من الجنابة، ومع هذا فالقمح لا يحول عندهم وربّما ساس في البيدر لفساد هوائها، وليس يشبه وسخهم وقذرهم وسخ اليهود، ولا ظلمة بيوتهم سواد الأتاتين، وأجلّهم منزلة تسرح الدجاج على موضعه وتذرق على مخدته وهو لا يتأثر، ثمّ قال: ولقد عررت كتابي بذكرهم، والله أعلم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.