Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لا_بد_من_أن

أنصنا

أَنْصِنَا:
بالفتح ثم السكون، وكسر الصاد المهملة، والنون مقصور: مدينة أزلية من نواحي الصعيد على شرقي النيل، قال ابن الفقيه: وفي مصر في بعض رساتيقها وهو الذي يقال له أنصنا:
 قرية كلّهم مسوخ، منهم رجل يجامع امرأته حجر وامرأة تعجن وغير ذلك، وفيها برابي وآثار كثيرة نذكرها في البرابي، قال المنجمون: مدينة أنصنا طولها إحدى وستون درجة في الإقليم الثالث، وطالعها تسع عشرة درجة من الجدي تحت ثلاث درجات من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت حياتها ثلاث درج من الحمل، بيت عاقبتها ثلاث درج من الميزان، وقال أبو حنيفة الدينوري: ولا ينبت اللّبخ إلا بأنصنا، وهو عود تنشر منه الألواح للسّفن، وربما أرعف ناشرها، ويباع اللّوح منها بخمسين دينارا ونحوها، وإذا اشتدّ منها لوح بلوح وطرح في الماء سنة التأما وصارا لوحا واحدا، هذا آخر كلامه، وقد رأيت أنا اللبخ بمصر وهو شجر له ثمر يشبه البلح في لونه وشكله ويقرب طعمه من طعمه وهو كثير ينبت في جميع نواحي مصر، وينسب إلى أنصنا قوم من أهل العلم، منهم: أبو طاهر الحسين بن أحمد بن حيّون الأنصناوي مولى خولان، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الأنصناوي المعروف بالطبري، روى عن أبي عليّ هارون بن عبد العزيز الأنباري المعروف بالأوارجي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الناقد بمصر.

لَوْلَا

(لَوْلَا)
حرف يدل على امْتنَاع شَيْء لوُجُود غَيره وَتَأْتِي على ثَلَاثَة أوجه
1 - أَن تدخل على جملتين اسمية ففعلية لربط امْتنَاع الثَّانِيَة بِوُجُود الأولى نَحْو لَوْلَا العلاج لهلك أَي لَوْلَا العلاج مَوْجُود
وَإِذا ولى (لَوْلَا) مُضْمر فحقه أَن يكون ضمير رفع نَحْو {لَوْلَا أَنْتُم لَكنا مُؤمنين} وَسمع قَلِيلا لولاي ولولاك ولولاه
2 - أَن تكون للتحضيض وَالْعرض فتختص بالمضارع أَو مَا فِي تَأْوِيله نَحْو {لَوْلَا تستغفرون الله} و {لَوْلَا أخرتني إِلَى أجل قريب}
3 - أَن تكون للتوبيخ والتنديم فتختص بالماضي نَحْو {لَوْلَا جاؤوا عَلَيْهِ بأَرْبعَة شُهَدَاء}
وأصل (لَوْلَا) لَو ركبت مَعَ لَا وَلَا بُد لَهَا من جَوَاب مَذْكُور أَو جَوَاب مُقَدّر إِذا دلّ عَلَيْهِ دَلِيل نَحْو {وَلَوْلَا فضل الله عَلَيْكُم وَرَحمته وَأَن الله تواب حَكِيم} وتكثر اللَّام فِي جوابها إِلَّا إِذا كَانَ منفيا بلم فَيمْتَنع دُخُولهَا عَلَيْهِ أَو بِمَا فيقل دُخُولهَا عَلَيْهِ
لَوْلَا
:) ! لَوْلَا: قالَ الجَوْهري: مُرَكَّبةٌ مِن مَعْنى أَنْ ولَوْ، وَذَلِكَ أنَّ لَوْلَا تَمْنَعُ الثَّانِي مِن أَجْلِ وُجُودِ الأوَّلِ تقولُ: لَوْلَا زَيْدٌ لهَلكَ عَمْرو، أَي امْتَنَعَ وُقُوعُ الهَلاكِ مِن أجْلِ وُجُودِ زَيْد هُنَاكَ.
قَالَ ابنُ برِّي: ظاهِرُ كلامِ الجَوْهرِي يَقْضِي بأَنَّ لَوْلَا مُركَّبَةٌ مِن أَن المَفْتوحَة وَلَو، لأَنَّ لَو للامْتِناعِ وأنْ للوُجُودِ، فجَعَلَ لَوْلَا حَرْفَ امْتِناعٍ لوُجُودٍ، انتَهَى.
وَقَالَ المبرِّدُ: لَوْلَا تَمْنَعُ الشيءَ مِن أَجْلِ وُقُوعِ غيرِهِ.
وَقَالَ ابنُ كَيْسان: المَكْنِيُّ بَعْدَ لَوْلا لَهُ وَجْهان: إنْ شِئْتَ جِئْتَ بمَكْني المَرْفوع فقلْتَ لَوْلا هُوَ {ولَوْلا هُمْ ولَوْلا هِيَ ولَوْلا أَنْتَ، وإنْ شِئْتَ وصلْتَ المَكْنيَّ بهَا فَكَانَ كمَكْنِيِّ الخَفْضِ، والبَصْريّون يقولونَ: هُوَ خَفْض، والفرَّاء يقولُ. وَإِن كانَ فِي لَفْظِ الخَفْضِ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ الرَّفْع، قالَ: وَهُوَ أَقْيَسُ القَوْلَيْن، تَقول:} لَوْلاكَ مَا قُمْتُ {ولَوْلايَ} ولَوْلاهُ {ولَوْلاهَا} ولَوْلاهُم، والأجْودُ لَوْلا أَنْتَ كَمَا قَالَ، عزَّ وجلَّ: {لَوْلَا أَنْتُم لكُنَّا مُؤْمِنِين} ؛ وَقَالَ الشاعرُ:
ومَنْزلِةٍ لَوْلايَ طِحْتَ كَمَا هَوَى
بأَجْرامِه مِن قُنَّةِ النِّيقِ مُنْهَويوأَنْشَدَ الفرَّاء:
أَيَطْمَعُ فِينا مَنْ أَراقَ دِماءَنا
! ولَوْلاهُ لَمْ يَعْرِضْ لأَحْسابِنا حَسَنْورَوَى المُنْذري عَن ثَعْلب قالَ: لَوْلا إِذا وَلِيَتِ الأسْماء كانتْ جَزَاء وَإِذا وَلِيَتِ الأفْعالَ كانتْ اسْتِفْهاماً.
وَفِي البصائِرِ للمصنِّفِ: لَوْلا على أرْبَعَةِ أَوْجُهٍ:
(أَحَدُها:) أَن تَدْخُلَ على جملتين اسْمِيَّةٍ ففعْلِيَّةٍ لرَبْطِ امْتِناعِ الثَّانِيَةِ بوُجُودِ الأُولى، نَحْو: لَوْلا زَيْد لأَكْرَمْتكَ، أَي لَوْلا زَيْدٌ مَوْجودٌ وأَمَّا الحديثُ: (لَوْلاَ أَنْ أَشقَّ على أُمَّتي لأَمَرْتَهم بالسّواكِ عنْدَ كلِّ صلاةٍ) ، فالتَّقْدير: لَوْلا مَخافَة أَنْ أَشقَّ لأَمَرْتَهم أَمْرَ إيجابٍ وإلاَّ لانْعَكَس مَعْناهُ إِذا المُمْتَنِع المَشَقَّة والمَوْجُودُ الأَمْر.
(الثَّاني:) تكونُ للتَّحْضيضِ والعَرض فتَخْتَص بالمُضارِعِ أَو مَا فِي تأْوِيلِه نَحْو: {لَوْلا تَسْتَغْفرونَ الله} ، و {لَوْلا أَخَّرْتَني إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} ، والفَرْقُ بَيْنهما أنَّ التَّحْضِيضَ طَلَبٌ بِحَثَ والعَرْض طَلَبٌ برِفْقٍ وتأَدّبٍ.
(الثَّالث:) تكونُ للتَّوْبيخِ والتَّنْديدِ فتَخْتَص بالماضِي، كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَوْلا جاؤُوا عَلَيْهِ بأَرْبَعَةِ شُهداءٍ} { {فلَوْلا نَصْرهم الَّذين اتَّخَذُوا مِن دُون الله قرْباناً آلِهَةً} ؛ وَمِنْه: {} ولَوْلا إِذا سَمِعْتمُوه قُلْتُم} إلاَّ أنَّ الفِعْل أُخِّر؛ وقولُ جرير:
تَعُدُّونَ عَقْرَ النِّيبِ أَفْضَلَ مَجْدِكُم
بَنِي ضَوْطَرَى لَوْلا الكَمِيَّ المُقَنَّعَاإلاَّ أنَّ الفِعْل أُضْمِر، أَي لَوْلا عَدَدْتُم أَو لَوْلا تَعُدُّونَ عَقْرَ الكَمِيّ المُقَنَّع مِن أَفْضَل مَجْدِكم، وَقد فُصلت مِن الفِعْل بإذ وَإِذا مَعْمُولَيْن لَهُ، وبجُمْلَةِ شَرْطٍ مُعْتَرِضَةٍ، فالأوَّل نَحْو: { {وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُموه قُلْتُم} ؛ وَالثَّانِي والثَّالثِ: {} فلَوْلا إِذا بَلَغَت الحُلْقُوم} {فلَوْلا إِن كُنْتُم غَيْر مدينين ترجعونها} .
(الَّرابع:) الاسْتِفهامُ، نَحْو: {لَوْلا أَخَّرْتَني إِلَى أَجَلٍ قرِيبٍ} ، {لَوْلا أنزلَ إِلَيْهِ ملك} كَذَا مثلُوا والظاهِرُ أنَّ الأولى للعَرْضِ، والثانِيَة مِثْل { {لَوْلا جاؤُوا عَلَيْهِ بأَرْبَعةِ شُهداءِ} .
وَالْخَامِس: أنْ تكونَ نافِيَةً بمعْنَى لم، عَن الفرَّاء، وَمثله بقوله تَعَالَى: {} فلَوْلا كانَ مِن القُرونِ مِن قَبْلكم أُولو بَقِية يَنْهونَ} ، قَالَ: لم يَكُنْ أَحدٌ كَذلكَ إلاَّ قَلِيلا، فإنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا يَنْهون فَنَجوا، وَهُوَ اسْتِثناءٌ على الانْقِطاع ممَّا قَبْله، كَمَا قَالَ، عزَّ وجلَّ: {إلاَّ قَوْم يُونُس} ، وَلَو كانَ رَفْعاً لكانَ صَواباً، هَذَا نَصّ الفرَّاء. ومَثَّله غيرُه بقوله تَعَالَى: {فلَوْلا كَانَت قَرْيَة آمَنَتْ فنَفَعَها إيمانُها إلاَّ قَوْم يُونُس} ، والظاهِرُ أَنَّ المَعْنى على التَّوْبيخ، أَي فهَلاَّ كانتْ قَرْيَة واحِدَة مِن القُرَى المُهْلَكَة تابَتْ عَن الكُفْر قَبْل مجيءِ العَذَابِ فنَفَعَها ذلكَ، هَكَذَا فَسَّره الأَخْفَش والكِسائي وعليُّ بنُ عِيسَى والنحَّاسُ، ويُؤَيّدُه قِراءَةُ أُبيَ وعبدِ اللهِ {فهَلاَّ} ويَلْزَمُ مِن هَذَا المَعْنى النَّفْي لأنَّ التَّوْبيخَ يَقْتَضِي عَدَمُ الوُقُوعِ. وذَكَرَ الزَّمَخْشَري فِي قولهِ تَعَالَى: {فلَوْلا إِذْ جاءَهُم بأْسُنا تَضَرَّعُوا} ، جيءَ {بلَوْلا ليُفادَ أَنَّهم لم يَكُنْ لهُم عذْرٌ فِي تَرْكِ التَّضرُّعِ إلاَّ عَنَادهم وقَسْوَة قُلُوبِهم وإعْجابهم بأَعْمالِهم الَّتِي زَيَّنها الشَّيْطانُ لَهُم؛ وقولُ الشاعرِ:
أَلا زَعَمَتْ أَسْماء أَنْ لَا أُحبُّها
فقُلْتُ: بَلَى لَوْلا يُنازَعني شغلِقيل: إنَّها الامُتِناعِيَّة والفِعْل بَعْدَها على إضْمارِ أَن، وَقيل: لَيْسَتْ مِن أَقْسام لَوْلا بل هُما كَلِمتانِ بمنْزِلَةِ قَوْلكَ لَو لم. قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَمَّا قولُ الشاعرِ:
} لَلَوْلا حُصَيْنٌ عَيْبَهُ أَن أَسُوءَه
وأَنَّ بَني سَعْدٍ صَديقٌ ووَالِدُفإنَّه أَكَّدَ الحَرْفَ باللاّم.

مَنَاذِرُ

(مَنَاذِرُ)
- فِيهِ ذِكْرُ «مَنَاذِر» هِيَ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَتَخْفِيفِ النُّون وَكَسْرِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ:
بلدةٌ معروفةٌ بِالشَّامِ قديمةٌ.
مَنَاذِرُ:
بالفتح، والذال معجمة مكسورة، وإن كان عربيّا فهو جمع منذر، وهو من أنذرته بالأمر أي أعلمته به، وقد روي بالضم فيكون من المفاعلة كأن كلّ واحد ينذر الآخر، والأصح أنه أعجميّ، قال الأزهري: مناذر، بالفتح، اسم قرية واسم رجل، وهو محمد بن مناذر الشاعر، وذكر الغوري في اسم الرجل الفتح والضم وفي اسم البلد الفتح لا غير، وهما بلدتان بنواحي خوزستان: مناذر الكبرى ومناذر الصّغرى، أول من كوّره وحفر نهره أردشير بن بهمن الأكبر بن إسفنديار بن كشتاسب، ومما يؤكد الفتح ما ذكره المبرّد أن محمد بن مناذر الشاعر كان إذا قيل ابن مناذر، بفتح الميم، يغضب ويقول:
أمناذر الكبرى أم مناذر الصغرى؟ وهي كورتان من كور الأهواز، إنما هو مناذر على وزن مفاعل من ناذر يناذر فهو مناذر مثل ضارب فهو مضارب، والمناذر ذكر في الفتوح وأخبار الخوارج، قال أهل السير: ووجّه عتبة بن غزوان حين مصّر البصرة في سنة 18 سلمى بن القين وحرملة بن مريطة كانا من المهاجرين مع النبي، صلّى الله عليه وسلّم، وهما من بلعدوية من بني حنظلة ونزلا على حدود ميسان ودستميسان حتى فتحا مناذر وتيرى في قصة طويلة، وقال الحصين بن نيار الحنظلي:
ألا هل أتاها أن أهل مناذر ... شفوا غللا لو كان للناس زاجر؟
أصابوا لنا فوق الدّلوث بفيلق ... له زجل ترتدّ منه البصائر
قتلناهم ما بين نخل مخطّط ... وشاطي دجيل حيث تخفى السرائر
وكانت لهم فيما هناك مقامة ... إلى صيحة سوّت عليها الحوافر

بَدَرَ عن

بَدَرَ عن
الجذر: ب د ر

مثال: بَدَرَ عنه ما ساء زملاءه
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجرّ «عن» بدلاً من حرف الجرّ «من».

الصواب والرتبة: -بَدَرَ منه ما ساء زملاءه [فصيحة]-بَدَرَ عنه ما ساء زملاءه [صحيحة]
التعليق: المذكور في المراجع تعدية الفعل «بدر» بـ «من»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومن الأمثلة على نيابة «عن» عن حرف الجر «من» قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} الشورى/25، وقول صاحب التاج: «منعه من كذا، وعن كذا»، وقول ابن خلدون: «علم المنطق علم يعصم الذهن عن الخطأ»، وقول ميخائيل نعيمة: «يمتاز عن القديم بأن له
... »؛ ومن ثَمَّ يمكن تصحيح المثال المرفوض على تضمين الفعل «بدر» معنى فعل آخر يتعدى بـ «عن» كـ «صدر»، أو «نشأ»، أو نحوهما.

هدبد

(هـ د ب د) : (الْهُدَبِدُ) اللَّبَنُ الْخَاثِرُ وَالْأَصْلُ هُدَابِدُ فَقُصِرَ.
هدبد: الهدَبِدُ: داء يكون في العين. وَلَبَنٌ هُدَبِد، أي ثخين. 
[هدبد] الهُدابِدُ: اللبن الخاثر جدًّا. والهُدَبِدُ مقصورٌ منه. ويقال: بعينه هدبد، أي عمش. وقال: إنه لا يبرئ داء الهدبد * إلا القلايا من سنام وكبد - قوله " إنه " بضمة مختلسة، كما قال آخر : فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب -

هدبد



هُدَبِدٌ and ↓ هُدَابِدٌ Very thick milk: (S, L, K:) sour and thick milk. (L.) The former word is a contraction of the latter. (S.) b2: Also the former, Smallness of the eyes, and weakness of the sight; or nyctalopia, or the seeing better by night than in the day, and in a cloudy day than in a clear one; syn. خَفَشٌ: (L, K:) or (so in the L, in the K, and) weakness of the eye, (K,) or, of the sight: (L:) or (so in the L; in the K, and) [that weakness of the sight which is termed] عَشًا, [which is a badness of sight by night and day; or the quality of seeing by day but not by night,] (El-Mufaddal, L, K,) also termed شَبْكَرَةٌ: (El-Mufaddal, L:) or weakness of the sight, with a flowing of the tears at most times; syn. عَمَشٌ: (S, L:) or this is a mistake: (K:) or any injurious affection of the eye. (M, F.) b3: Also, Weak-sighted: (L, K:) an epithet applied to a man. (L.) b4: Also, Black gum (L, K) which flows from trees. (L.) هُدَابِدٌ: see هُدَبِدٌ.

هدبد: الهُدَبِدُ والهُدابِدُ: اللبن الخاثر جداً. ولَبَنٌ هُدَبِدٌ

وفُدَفِدٌ، وهو الحامض الخاثر، وهو أَيضاً عَمَشٌ يكون في العينين، وقيل:

الهُدَبِدُ الخَفَشُ، وقيل: هو ضعف البصر. ورجل هُدَبِدٌ: ضعيف البصر؛

وبِعَيْنِه هُدَبِدٌ أَي عَمَشٌ؛ قال:

إِنه لا يُبْرِئُ داءَ الهُدَبِدْ

مِثْلُ القَلايا مِنْ سَنَامٍ وكَبِدْ

قوله إِنه بضمة مُخْتَلسَة مثل قول العُجَيْرِ السَّلولي:

فَبَيْناهُ يَشْري رَحْلَه قال قائلٌ:

لِمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نجِيبُ؟

قال ابن بري: هذه الرواية هي المشهورة عند النحويين، قال: والصواب في

إِنشاده على ما هو في شعر العجير: رَِخو المِلاط طَوِيلُ، لأَن القصيدة

لامية؛ وبعده:

مُحلًّى بِأَطْواقٍ عِتاقٍ كأَنها

بَقايا لُجَيْنٍ، جَرْسُهُنَّ صَلِيل

المفضل: الهُدَبِدُ الشْبكَرةُ، وهو العَشاء يكون في العين؛ يقال: بعينه

هُدَبِدٌ. والهدَبِدُ: الصمغ الذي يسيل من الشجَر أَسْوَدَ.

هدبد
: (الهُدَبِدُ، كعُلَبِطٍ: اللَّبَنُ الخاثِر جِدًّا) ، قَالَ شيخُنا: وَهُوَ من الأَلفاظ الَّتِي استعْمَلوها ساماً وصهفَةً وَلَا فِعْل لَهُ (كالهُدَابِدِ) ، كعُلابِطٍ؛ ولَبَنٌ هُدَبِد وفُدَفِدٌ، وَهُوَ الحامِضُ الخائِرُ، (و) قيل: الهُدَبِدُ (: الخَفَشُ، و) قيل: هُوَ (ضَعْفُ العيْنِ) ، وَفِي غيرِ الْقَامُوس (البَصَرِ) بدل (الْعين) ، (و) الهُدَبِدُ (: صَمْغٌ أَسْودُ) يَسِيل من الشَّجَر، (و) الهُدَبِدُ (: الضَّعيفُ البَصَرِ) ، يُستَعمل اسْماً وصِفَةً، كَمَا تقدَّمَ، (و) قَالَ المفضَّل: الهُدَبِدُ: الشَّبْكَرَةُ، وَهُوَ (العَشَا) يَكُون فِي العَيْنِ، يُقَال: بِعَيْنِه هُدَبِدٌ، (لَا العَمَشُ، وغَلِطَ الجَوْهَريُّ) وأَنشد:
إِنَّهُ لَا يُبْرِىءُ دَاءَ الهُدَبِدْ
مِثْلُ القَلاَيَا مِنْ سَنَامٍ وَكَبِدْ
وهاذا الَّذِي ذَهَب ابليه الجوهريُّ هُوَ قَوْلٌ لبعضِ أَهلِ اللُّغة، والخَطْبُ فِي ذالك سَهْلٌ، ومثْلُ هاذا لَا يُعَدُّ الذاهِبُ إِليه غَالِطاً، وَقَالَ شيخُنَا: وَقيل إِنه كُلُّ مَا يُصيب العَيْنَ. فيصِحُّ على جِهَةِ العُمُومِ، ويَدُلُّ لَهُ أَنّ المُصَنِّف نَفْسَه فسَّرَه أَوّلاً بِضَعْفِ العَيْنِ، وَالله أَعلم، فتأَمّلْ.

جَنْبَد أو جَنْبذَ

جَنْبَد أو جَنْبذَ: فعل مشتق من الاسم جُنبذة، وهو أن تملأ الكيل حتى يكون جنبذة وهي ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة.
وينقل الكباب (ص118 و) رأي مالك فيقول: لا يطفف ولا يجلب فأن الله تعالى (يقول): ويل للمطففين. فلا خير في التطفيف، ولكن يصب عليه حتى يجتبده فإذا اجتبده أرسل يده ولم يمسك.
ثم ينقل بعد ذلك هذه التعليقة للقاضي أبي الوليد ابن رشد: وقد في الرواية: حتى يجتبده ولم يمسك، والصواب يجنبده فإذا جنبده. قال بعض أهل اللغة: الجنبة المكان المرتفع من الأرض، وإنما قلنا هو الصواب لأن الاجتباد هو الجلب الذي منع منه.
وقد اعتمد دي غويه في معجم المتفرقات على هذا النص فقال: إن الفعل المشتق من الاسم هو أجَتَبَد، وأرى إنه قد أخطأ في ذلك. ولا بد من أن نلاحظ أن عبارة مالك فيها الفعل يجتبد واجتبد، وهو صيغة افتعل من جبد أو جبذ وقال ابن رشد، الذي نقل الكلمة الأولى والأخيرة من العبارة، أن هذا خطأ، والصواب يجنبده واذا جنبده. وألف اجنبده في قوله فإذا اجنبده التي جاءت في المخطوطة زائدة، وإنها إنما جاءت من تصحيف الكلمة إلى اجتبده.
جَنْبَذ (بالفارسية كَّنُبْدَ): معبد النار في فارس.
وآزاج، وقبة - ومعبد ذو ضريح (معجم المتفرقات).
جُنْبُذ: هي نفس الكلمة السابقة، وتطلق مجازاً على كُمّ الزهرة قبل أن تتفتح (معجم المتفرقات)، وفي مفردات ابن البيطار (1: 265): جنبذ الرمان (بالذال في مخطوطتنا وبالدال المهملة في مخطوطة ب).
أنظر في المستعيني زهر الرمان، ويجمع على جنبذات (أبو الوليد ص570).
جُنبذَة وجُنبذة بفتح الباء أو هو لحن: صرح ذو قبة (معجم المتفرقات - والمرتفع من الأرض (أنظر الفعل جنبذ أعلاه).
مُجَنْبَذ: مقبب، في شكل القبة (معجم المتفرقات).

نعْبد

نعْبد: قَالَ الشَّيْخ بهاء الدّين العاملي فِي الكشكول ذكر الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْله تَعَالَى: {إياك نعْبد وَإِيَّاك نستعين} وُجُوهًا عديدة للإتيان بنُون الْجمع وَالْمقَام مقَام الانكسار والمتكلم وَاحِد. وَمن جيد تِلْكَ الْوُجُوه مَا أوردهُ الإِمَام الرَّازِيّ فِي التَّفْسِير الْكَبِير - وَحَاصِله أَنه قد ورد فِي الشَّرِيعَة المطهرة إِن بَاعَ أجناسا مُخْتَلفَة صَفْقَة ثمَّ خرج بَعْضهَا معيبا فَالْمُشْتَرِي مُخَيّر بَين رد الْجَمِيع وإمساكه وَلَيْسَ لَهُ تبعيض الصَّفْقَة برد الْمَعِيب وإبقاء السَّلِيم وَهَا هُنَا حَيْثُ يرى العابد أَن عِبَادَته نَاقِصَة مَعِيبَة لم يعرضهَا وَحدهَا على حَضْرَة ذِي الْجلَال بل ضم إِلَيْهَا عبَادَة العابدين من الْأَنْبِيَاء والأولياء والصلحاء. وَعرض الْكل صَفْقَة وَاحِدَة راجيا قبُول عِبَادَته فِي الضمن لِأَن الْجَمِيع لَا يرد الْبَتَّةَ إِذْ بعضه مَقْبُول ورد الْمَعِيب وإبقاء السَّلِيم تبعيض للصفقة. وَقد نهى سُبْحَانَهُ عباده عَنهُ فَكيف يَلِيق بكرمه العميم فَلم يبْق إِلَّا قبُول الْجَمِيع وَفِيه المُرَاد انْتهى.
وَلَا يخفى مَا فِيهِ من أَن الله سُبْحَانَهُ عَالم بالمعيب والسليم قبل الْقبُول فجنابه الأقدس منزه عَن الِاطِّلَاع على الْمَعِيب بعد الصَّفْقَة الْوَاحِدَة بِقبُول الْجَمِيع فَتَأمل - وَلما قَالَ الشَّيْخ إِن الْمُفَسّرين ذكرُوا وُجُوهًا مِنْهَا هَذَا الْوَجْه الْوَجِيه صرفت عنان الْقَلَم عَن تَحْرِير مَا سمح بِهِ خاطري الفاتر وَمَا ذكره قُرَّة عَيْني غُلَام إِسْحَاق. أتم الله تَعَالَى فضائله وَحسن خصائله وَسلمهُ فِي الْآفَاق. لجَوَاز أَن يكون هَذَانِ الْوَجْهَانِ من تِلْكَ الْوُجُوه {رب نور وَجْهي يَوْم تبيض وُجُوه وَتسود وُجُوه} .

هَا أنا أفعل

هَا أنا أفعل
الجذر: هـ ا

مثال: ها أنا أفعل المطلوب مني
الرأي: مرفوضة
السبب: لدخول «ها» على الضمير دون اسم الإشارة.

الصواب والرتبة: -هأنذا أفعل المطلوب مني [فصيحة]-ها أنا أفعل المطلوب مني [صحيحة]
التعليق: المشهور في الاستعمال العربي لـ «ها» التنبيه الداخلة على الضمير أن يكون الخبر اسم إشارة، وجاء إلى جانب ذلك العديد من الأساليب والشواهد الواردة عن العرب التي جاء فيها الضمير مع «ها» دون اسم إشارة، وقد اعتمد مجمع اللغة المصري على هذه الشواهد، فصحَّح هذا الاستعمال، ومن هذه الشواهد: قول الشاعر:
فها أنا أبكي والفؤاد قريح
ومن النثر قول خالد بن الوليد: «ثم ها أنا أموت على فراشي».

أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا

{أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
وسأل نافع عن معنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا}
فقال ابن عباس: أجدر ألا تميلوا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
إنا اتبعنا رسولَ اللهِ واطَّرحوا. . . قولَ النبي وعالوا في الموازين
(تق، ك، ط)
= الكلمتان من آية النساء 3:
{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} ويأتي الدنو في (القرآن) فعلاً ماضياً ومُضارعاً، واسم فاعل "دان" "ودانية" ومعنى الجدارة في "أدنى" يأتي من دلالة الدنو على القرب. والكلمات الثلاث: أدنى وأجدر، وأقرب، قرآنية. وهي متقاربة، وإن كان اختلاف ألفاظها يؤذن باختلاف في المعنى. ولعل الأصل في الأقرب أنه يقابل الأبعد، وفي الأدنى أنه مقابل الأنأى، والأجدرُ بمعنى الأوْلى.
وأما كلمة "تعولوا" فوحيدة الصيغة في القرآن.
وجاء اسم الفاعل في آية الضحى: {وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى}
والمصدر في آية التوبة 28: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}
والواوى واليائى منه متقاربان، لتداخلهما فيما يلحق عينهما من إعلال وإبدال. وقيل: أكثر ما يستعمل الواوىُّ في العِولَ والعالة والعويل. واليائىُّ في العَيْلة، من: عال يعيل عيلا وعيلة إذا افتقر، والاسم العيلة. قاله الفراء، (1 / 255) وشاهد اليائي منه بمعنى الفقر، بيتٌ "أحيحة بن الجلاح":
ولا يدري الفقير متى غناه. . . ولا يدري الغني متى يعيل
ونحوه في جامع القرطبي، بالشاهد لأحيحة. وهو اشتقاقه في (القاموس) واستدرك عليه مُحَشَّية فنقل على هامشه: في (شرح الشفا) : "والصحيح ورود العيلة بمعنى العيال".
وتقول في الواوى: "عالَ اليتامى يعولهم فهو عائل وهم عيال. كما تقول في اليائى: يتيم عائل، أي فقير" وفسره الأخفش في الآية، بالفقر (معاني القرآن 2 / 329)
وتفسير العول بالميل، فيما نُقِلَ من قول ابن عباس، على وجه تقريب اشار إليه "الراغب" فقال: ومعنى الجور جاء من ترك النصفة، بأخذ الزيادة: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} - المفردات. وإليه ذهب "أبو عبيدة" قال: أي أقرب ألا تجوروا (مجاز القرآن 1 / 117) واختاره الطبري. فيُفهم الميل، بمعنى الجور ميلا عن الإنصاف.
ولا يفوتنا مع هذا التقريب، ما في دلالة العول من الضيق وثقل العبء على العائل.

فَتِيلًا

{فَتِيلًا}
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: {وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
ما الفتيل: قال: ما في شق النواة، وما فتلت بين أصابعك من الوسخ، قال فيه زيد الفوارس:
أعاذلَ بعض لومك لا تِلجَّى. . . فإن اللوم لا يغني فتيلا (وق) واقتصر في (تق، ك، ط) على: التي تكون في شق النواة وشاهده في الثلاثة قول النابغة:
يجمع الجيش ذا الألوف ويغزو. . . ثم لا يرزأ الأعادى فتيلا
زاد في (ك، ط) وقال الأول:
أعاذلَ بعضَ لومك * البيت
= الكلمة في آيات:
النساء 49: {بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
77: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
الإسراء 71: {فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا}
وليس في القرآن من المادة سواها. وسياقها جميعاً في حساب الله تعالى عباده، لا يظلم أحدٌ فتيلاً.
القولان في تأويلهما في المسألة، قالها الفراء في معنى الكلمة بآية النساء (1 / 273) وابن قتيبة في باب الاستعارة من (مشكل اعراب القرآن 1 / 104) وكذلك رواهما الطبري بإسناده عن ابن عباس وغيره من أهل التأويل، والقرطبي في الجامع، والراغب في (المفردات) . وذكر معه: ما تفتله بين أصابعك من خيط أو وسخ.
مع التوجيه إلى معناه المجازي: أي أن الله تعالى لا يظلم عباده بأقل الأشياء ولو كان لا خطر له ولا قيمة (الطبري) وكناية عن الحقير والتافه (ابن قتيبة) وعن التحقير والتصغير (القرطبي) . وكذلك الفتيل في الشاهين، لا يراد بهما حقيقة المفتول أو ما في شق النواة، بل المعنى المجازي من الضآلة والتفاهة هو المراد.

جلا

جلا وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث أم سَلمَة أَنَّهَا كَانَت تكره للمحد أَن تَكْتَحِل بالجلاء. وَقَالَ أَبُو عبيد: هُوَ عندنَا الإثمد سمي بذلك لِأَنَّهُ يجلو الْبَصَر فيقويه أَو يجلو الْوَجْه فيحسنه قَالَ بعض الهذليين: (المتقارب)

وأكحْلك بالصاب أَو بالجلا ... ففقِّح لذَلِك أَو غَمِّضِ

التفقِيح فتح الْعين يُقَال للجِرو: قد فَقّح إِذا فتح عَيْنَيْهِ.
(جلا)
الْقَوْم عَن الوطن وَمِنْه جلاء وجلوا خَرجُوا من الْخَوْف أَو الجدب وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَوْلَا أَن كتب الله عَلَيْهِم الْجلاء لعذبهم فِي الدُّنْيَا} وَالْأَمر جلاء وضح فَهُوَ جلي وَفُلَان عينه اكتحل وبثوبه رمي بِهِ والعدو أَو الجدب الْقَوْم عَن أوطانهم جلوا وجلاء أخرجهم مِنْهَا والنحل جلاء دخن عَلَيْهَا ليشتار الْعَسَل وَالسيف وَالْفِضَّة والمرآة وَنَحْوهَا جلوا وجلاء كشف صدأها وصقلها وَيُقَال جلا بَصَره بالكحل والماشطة الْعَرُوس على بَعْلهَا جلاء وجلوة عرضتها عَلَيْهِ مجلوة وَالزَّوْج عروسه نظر إِلَيْهَا مجلوة وَالزَّوْج عروسه وصيفة أَو غَيرهَا جلوا أَعْطَاهَا إِيَّاهَا وَقت الجلوة وَالْأَمر جلاء كشفه ووضحه وَفُلَانًا الْأَمر وَعنهُ جلوا أظهره لَهُ وَفُلَانًا وَعنهُ الْهم أذهبه
(جلا) - في حَديثِ ابنِ سِيرِين: "أنه كرِه أن يُجَلِّىَ الرَّجلُ امرأتَه شَيئًا ثم لا يَفِى به".
يقال: جَلَّى الرَّجلُ امرأتَه وصِيفًا: أَعطَاها إيَّاه، ويقال: ما جَلَوْتُها : أَيْ ما أَعطيتُها عند جَلْوَتِها، وما تُعطى جِلوةً أَيضا.
- في صِفَة المَهْدِيّ: "أَجلَى الجَبْهَة" .
الأَجلَى والأَجلَحُ والأَجْلَه: الخَفِيف ما بين النَّزْعتَين. وجَبْهة جَلْواءُ: وَاسِعَة حسَنَة، وهو البَيَان، وقِيلَ: الجَلاءُ: ذَهابُ الشَّعَر إلى نِصِفِه، والجَلَح دُونَه، والجَلَه فَوقَه.
- وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة: "كَرِهَتْ للمُحِدِّ أن تَكْتَحِل بالجلاء ".
وهو الِإثْمِدُ، لأنه يَجلُو البَصَر.
قال الجَبَّان: الجَلاء، بالمَدِّ والقَصْر: ضَربٌ من الكُحْل، وذَكَره بفَتْح الجِيمِ . قال: وقيل: هو الحُلاءُ بالحاء .
- في حديث أبي شَجَرة، عن عَبدِ الله بن عُمَر مرفوعاً: "إنَّ رَبِّي، عَزَّ وجَلّ، قد رَفَع لِيَ الدُّنيَا، وأنا أَنظُر إليها جلِّيَاناً مِن اللهِ عَزَّ وجل".
بتَشْدِيدِ اللَّام، أي إِظهارًا وكَشفاً, وعلى وزنه الصِّلِّيان فعِلِّيان من الجَلاِء أَيضا. 
ج ل ا: (الْجَلِيُّ) ضِدُّ الْخَفِيِّ وَ (الْجَلِيَّةُ) الْخَبَرُ الْيَقِينُ. وَاسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى (الْجَالِيَةِ) أَيْ عَلَى جِزْيَةِ أَهْلِ الذِّمَّةِ. وَ (الْجَلَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الْأَمْرُ الْجَلِيُّ تَقُولُ مِنْهُ جَلَا لِيَ الْخَبَرُ يَجْلُو (جَلَاءً) أَيْ وَضُحَ. وَ (الْجَلَاءُ) أَيْضًا الْخُرُوجُ مِنَ الْبَلَدِ وَالْإِخْرَاجُ أَيْضًا وَقَدْ (جَلَوْا) عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَ (جَلَاهُمْ) غَيْرُهُمْ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَبَابُهُمَا كَمَا قَبْلَهُمَا. وَيُقَالُ أَيْضًا: (أَجْلَوْا) عَنِ الْبَلَدِ وَأَجْلَاهُمْ غَيْرُهُمْ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَأَجْلَوْا عَنِ الْقَتِيلِ لَا غَيْرُ أَيِ انْفَرَجُوا. وَ (جَلَا) أَيْ أَوْضَحَ وَكَشَفَ وَجَلَا بَصَرَهُ بِالْكُحْلِ مِنْ بَابِ عَدَا وَ (جِلَاءً) أَيْضًا بِالْمَدِّ وَالْكَسْرِ وَ (جَلَا) هَمَّهُ عَنْهُ أَذْهَبَهُ وَجَلَا السَّيْفَ أَيْ صَقَلَهُ يَجْلُو (جِلَاءً) فِيهِمَا بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ وَ (جَلَا) الْعَرُوسَ يَجْلُوهَا (جِلَاءً) وَ (جِلْوَةً) أَيْضًا بِالْكَسْرِ فِيهِمَا وَاجْتَلَاهَا بِمَعْنًى أَيْ نَظَرَ إِلَيْهَا (مَجْلُوَّةً) . وَ (الْجِلَاءُ) أَيْضًا كُحْلٌ. وَ (جَلَّى) السَّيْفَ (تَجْلِيَةً) كَشَفَهُ وَ (تَجَلَّى) الشَّيْءُ تَكَشَّفَ وَانْجَلَى عَنْهُ الْهَمُّ انْكَشَفَ.
[جلا] نه فيه: "فجلى" صلى الله عليه وسلم أمرهم ليتأهبوا، أي كشف وأوضح، ك: جلى بخفة لام وشدتها أي كشفه من غير تورية. ك: "فجلى" الله لي بيت المقدس، بتشديد لام وتخفيفها كشفه. نه ومنه ح الكسوف: حتى "تجلت" الشمس، أي انكشفت وخرجت من الكسوف. وفي صفة المهدى أنه "أجلى" الجبهة، الأجلى خفيف شعر ما بين النزعتين من الصدغين، والذي انحسر الشعر عن جبهته. ومنه في صفة الدجال: إنه "أجلى" الجبهة. در: الفائق "الجلا" ذهاب شعر الرأس إلى نصفه، والجلح دونه، والجله فوقه. نه: "الجلاء" بالكسر والمد الإثمد، وقيل بالفتح والمد والقصر ضرب من الكحل، والحلاء بضم مهملة مود حكاكة حجر على حجر يكتحل بها فيتأذى البصر، والمراد في الحديث الأول. وفيه تبايعون محمداً صلى الله عليه وسلم على أن تحاربوا العرب والعجم "مجلية" أي حرباً مجلية عن الدار والمال. ومنه: خير وفد بزاخة بين الحرب "المجلية" والسلم المخزية، أي حرب تخرج عن دياركم أو سلم "تخزيكم"، وجلا عن الوطن يجلو وأجلى يجلي إذا خرج مفارقاً، وجلوته أنا وأجليته كلاهما لازم ومتعد. ومنه ح الحوض: يرد على رهط من أصحابي "فيجلون" عن الحوض أي ينفون، وروى بحاء مهملة وهمزة. وفي ح ابن سيرين: أنه كره أن "يجلى" امرأته شيئاً ثم لا يفي به، جلى الرجل امرأته وصيفاً أي أعطاها إياه. وفيه فقمت حتى "تجلاني" الغشي أي غطاني، وأصله تجللني فأبدلت اللام ألفاً، ويجوز كونه من الجلاء بمعنى ذهب بقوتي وصبري. وفي ح الحجاج: أنا ابن "جلا" وطلاع الثنايا
أي أنا ظاهر لا يخفى، ويقال للسيد: ابن جلا. وفيه: إن ربي قد رفع لي الدنيا وأنا أنظر إليها "جليانا" من الله، أي إظهاراً وكشفاً، وهو بكسر جيم وشدة لام. ن: "فيتجلى" لهم يضحك، أي يظهر بإزالة المانع من الرؤية، ويضحك أي يرضى. وح: فاستشاره في "الجلاء" بفتح جيم ومد الفرار من بلد إلى غيره. ج ومنه: ونزل من نزل على "الجلاء". ط: أن "أجليكم" من هذه الأرض، أراد إجلاء من بقي بعد إخراج بني النضير وقريظة بعد السنة السابعة، قوله أسلموا تسلموا من "الجلاء" فمن وجد بماله شيئاً، باء "بماله" كباء بعته "بهذا" أي من وجد شيئاً مما لا يتيسر نقله فليبعه كالأرض والأشجار، وأوجب مالك إخراج الكفار من الجزيرة، وخصه الشافعي بالحجاز، ولا يمنعون من التردد مسافرين دون ثلاثة إلا مكة فإن دخلها خفية أخرج، وجوز أبو حنيفة دخولهم الحرم.

جلا: جَلا القومُ عن أَوطانهم يَجْلُون وأَجْلَوْا إِذا خرجوا من بلد

إِلى بلد. وفي حديث الحوض: يرد عليَّ رَهْط من أَصحابي فيُجْلَوْن عن

الحوض؛ هكذا روي في بعض الطرق أَي يُنْفَوْن ويُطْردون، والرواية بالحاء

المهملة والهمز. ويقال: اسْتُعْمِل فلان على الجَالِيَة والجَالَةِ.

والجَلاءُ، ممدود: مصدر جَلا عن وطنه. ويقال: أَجْلاهم السلطان فأَجْلَوْا أَي

أَخرجهم فخرجوا. والجَلاءُ: الخروج عن البلد. وقد جَلَوْا عن أَوطانهم

وجَلَوْتُهم أَنا، يَتَعَدَّى، ولا يتعدى. ويقال أَيضاً: أَجْلَوْا عن البلد

وأَجْلَيْتهم أَنا، كلاهما بالأَلف؛ وقيل لأَهل الذمة الجالِيَة لأَن عمر

بن الخطاب، رضي الله عنه، أَجلاهم عن جزيرة العرب لما تقدم من أَمر

النبي، صلى الله عليه وسلم، فيهم، فسُمُّوا جَالِية ولزمهم هذا الاسم أَين

حَلُّوا، ثم لزم كلَّ من لزمته الجزيةُ من أَهل الكتاب بكل بلد، وإِن لم

يُجْلَوْا عن أَوطانهم. والجَالِىَة: الذين جَلَوْا عن أَوْطانهم. ويقال:

اسْتُعْمِل فلان على الجَالِية أَي على جِزْية أَهل الذمة. والجالَةُ: مثل

الجَالِية. وفي حديث العَقَبة: وإِنكم تُبايِعون محمداً على أَن

تُحارِبوا العرب والعجم مُجْلِيةً أَي حَرْباً مُجْلِية مُخْرِجة عن الدار

والمال. ومنه حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه خيَّر وفد بُزاخَة بينَ

الحَرْبِ المُجْلِية والسِّلْم المُخْزِيَةِ. ومن كلام العرب: اخْتاروا

فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِية وإِمَّا سِلْم مُخْزِية أَي إِمَّا حَرْب تخرجكم من

دياركم أَو سِلْمٌ تُخْزيكم وتُذِلُّكم. ابن سيده: جَلا القومُ عن الموضع

ومنه جَلْواً وجَلاءً وأَجْلَوْا: تفرَّقوا، وفَرَق أَبو زيد بينهما

فقال: جَلَوا من الخوف وأَجْلَوْا من الجَدْب، وأَجْلاهم هو وجَلاَّهم لغة

وكذلك اجتلاهم؛ قال أَبو ذؤيب يصف النحل والعاسل:

فلَمّا جَلاها بالأُيامِ، تَحَيَّزَت

ثُباتٍ عليها ذُلُّها واكْتِئابُها

ويروى: اجْتلاها، يعني العاسلَ جلا النحلَ عن مواضعها بالأُيام، وهو

الدُّخان، ورواه بعضهم تحَيَّرت أَي تحيَّرت النحل بما عَراها من الدخان.

وقال أَبو حنيفة: جلا النحلَ يَجْلُوها جَلاءً إِذا دَخَّنَ

عليها لاشْتِىارِ العسل. وجَلْوة النحلِ: طَرْدُها بالدُّخان. ابن

الأَعرابي: جَلاهُ عن وطنه فجَلا أَي طرده فهرب. قال: وجَلا إِذا عَلا، وجَلا

إِذا اكتَحَل، وجَلا الأَمرَ وجَلاَّه وجَلَّى عنه كشَفه وأَظهره، وقد

انْجَلى وتجَلَّى. وأَمرٌ جَلِيٌّ: واضح؛ تقول: اجْلُ لي هذا الأَمرَ

أَي أَوضحه. والجَلاءُ، ممدود: الأَمر البَيِّنُ

الواضح. والجَلاءُ، بالفتح والمد: الأَمرُ

الجَليُّ، وتقول منه: جَلا لي الخبرُ أَي وَضَح؛ وقال زهير:

فإِنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ:

يَمِينٌ أَو نِفارٌ أَو جَلاءُ

(* قوله «أو جلاء» كذا أورده كالجوهري بفتح الجيم، وقال الصاغاني:

الرواية بالكسر لا غير، من المجالاة).

أَراد البينة والشهود، وقيل: أَراد الإِقرار، والله تعالى يُجَلِّي

الساعةَ أَي يظهرها. قال سبحانه: لا يُجَلِّيها لِوْقْتِها إِلا هو. وييقال:

أَخْبرني عن جَلِيَّةِ الأَمر أَي حقيقته؛ وقال النابغة:

وآبَ مُضِلُّوه بعَيْنٍ جَلِيَّةٍ،

وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ

يقول: كذبوا بخبر موته أَولَ ما جاء فجاءَ

دافنوه بخبر ما عاينوه. والجَلِيُّ: نقيض الخَفِيِّ. والجَلِيَّة: الخبر

اليقين. ابن بري: والجَلِيَّة البَصِيرة، يقال عينٌ جَلِيَّة؛ قال أَبو

دواد:

بَلْ تَأَمَّلْ، وأَنت أَبْصَرُ مِنِّي،

قَصْدَ دَيْرِ السَّوادِ عَينٌ جَلِيَّهْ

وجَلَوْت أَي أَوضحت وكشَفْتُ. وجَلَّى الشيءَ

أَي كشفه. وهو يُجَلِّي عن نفسه أَي يعبر عن ضميره. وتَجَلَّى الشيءُ

أَي تكشَّف. وفي حديث كعب بن مالك: فجَلا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

للناس أَمرَهم ليتَأَهَّبوا أَي كشف وأَوضح. وفي حديث ابن عمر: إِن ربي

عز وجل قد رَفَعَ لي الدُّنيا وأَنا أَنظر إِليها جِلِّياناً من الله أَي

إِظْهاراً وكَشْفاً، وهو بكسر الجيم وتشديد اللام. وجِلاءُ السيف، ممدود

بكسر الجيم، وجَلا الصيقلُ السيفَ والمِرآةَ ونحوَهُما جَلْواً

وجِلاءً صَقَلَهما. واجْتَلاه لنفسه؛ قال لبيد:

يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

وجَلا عينَه بالكُحْل جَلْواً وجَلاءً، والجَلا والجَلاءُ والجِلاءُ:

الإِثْمِدُ.

ابن السكيت: الجَلا كحل يَجْلو البصر، وكتابته بالأَلف. ويقال: جَلَوْتُ

بصري بالكحل جَلْواً. وفي حديث أُم سلمة: أَنها كرهت للمُحِدِّ أَن

تكْتَحِل بالجِلاء، هو، بالكسر والمد، الإِِثمد، وقيل: هو، بالفتح والمد

والقصر، ضرب من الكحل. ابن سيده: والجَلاءُ

والجِلاءُ الكحل لأَنه يجلو العين؛ قال المتنخل الهذلي:

وأَكْحُلْكَ بالصابِ أَو بالجَلا،

ففَقِّحْ لذلك أَو غَمِّض

قال ابن بري: البيت لأَبي المُثَلَّم، قال: والذي ذكره النحاس وابن

وَلاد الجَلا، بفتح الجيم والقصر، وأَنشد هذا البيت، وذكر المهلبي فيه المد

وفتح الجيم، وأَنشد البيت.

وروي عن حماد عن ثابت عن أَنس قال: قرأَ رسول الله، صلى ا لله عليه

وسلم: فلما تجَلَّى ربُّه للجبل جعله دَكّاً، قال: وضع إِبهامه على قريب من

طَرَفِ أُنْمُلَهِ خِنْصَرِه فساخَ الجبل، قال حماد: قلت لثابت تقول هذا؟

فقال: يقوله رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويقوله أَنس وأَنا أَكْتُمه

وقال الزجاج: تجَلَّى ربه للجبل أَي ظهر وبانَ، قال: وهذا قول أَهل

السُّنة والجماعة، وقال الحسن: تجلَّى بَدَا للجبل نُور العَرْش.

والماشطة تَجْلُو العَرُوس، وجَلا العروسَ على بَعْلها جَلْوة وجِلْوة

وجُلوة وجِلاءً واجْتَلاها وجَلاَّها، وقد جُلِيت على زوجها واجْتَلاها

زوجها أَي نَظر إِليها. وتَجلَّيت الشيءَ: نظرت إِليه. وجَلاَّها زوجُها

وصيفةً: أَعطاها إِياها في ذلك الوقت، وجِلْوَتُها ما أَعطاها، وقيل: هو ما

أَعطاها من غُرَّةٍ أَو دراهم. الأَصمعي: يقال جَلا فلان امرأَته وصيفة

حين اجتلاها إِذا أَعطاها عند جَلْوَتها. وفي حديث ابن سيرين: أَنه كره

أَن يَجْلِيَ امرأَته شيئاً لا يَفِيَ به. ويقال: ما جِلْوَتُها، بالكسر،

فيقال: كذا وكذا. وما جِلاءُ فلان أَي بأَيِّ شيءٍ يخاطب من الأَسماء

والأَلقاب فيُعظَّم به. واجْتَلَى الشيءَ: نظر إِليه. وجَلَّى ببصره: رَمى.

والبازِي يُجَلِّي إِذا آنَسَ الصيدَ فرفع طرْفَه ورأْسَه. وجَلَّى

ببصره تَجْلِيَةً إِذا رمى به كما ينظر الصقر إِلى الصيد؛ قال لبيد:

فانْتَضَلْنا وابن سَلْمَى قاعِدٌ،

كعَتيقِ الطير يُغْضِي ويُجَلْ

أَي ويُجَلِّي. قال ابن بري: ابن سَلْمى هو النعمان ابن المنذر. قال ابن

حمزة: التجلِّي في الصقر أَن يغمض عينه ثم يفتحها ليكون أَبصر له،

فالتجلي هو النظر؛ وأَنشد لرؤبة:

جَلَّى بصيرُ العَيْنِ لم يُكَلِّلِ،

فانقَضَّ يَهْوي من بَعيدِ المَخْتَلِ

ويقوي قولَ ابن حمزة بيت لبيد المتقدم. وجَلَّى البازي تجَلِّياً

وتَجْلِيَةً: رفع رأْسه ثم نظر؛ قال ذو الرمة:

نَظَرْتُ كما جَلّى، على رأْسِ رَهْوَةٍ،

من الطيرِ، أَقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أَوْرَقُ

وجبهة جَلْواءُ: واسعة. والسماءُ جَلْواءُ أَي مُصْحِية مثل جَهْواء.

وليلة جَلْواءُ: مُصْحِية مُضِيئة.

والجَلا، بالقصر: انْحسار مُقَدَّمِ الشعرِ، كتابته بالأَلف، مثل

الجَلَهِ، وقيل: هو دون الصَّلَعِ، وقيل: هو أَن يبلغ انحسار الشعر نصفَ

الرأْسِ، وقد جَلِيَ جَلا وهو أَجْلَى. وفي صفة المهديّ: أَنه أَجْلَى

الجَبْهَةِ؛ الأَجْلَى: الخفيف شعر ما بين النَّزَعتين من الصُّدغين والذي انحسر

الشعر عن جبهته. وفي حديث قتادة في صفة الدجال: أَنه أَجْلَى الجَبْهةِ،

وقيل: الأَجْلَى الحسنُ الوجهِ الأَنْزَعُ. أَبو عبيد: إِذا انحسر الشعر

عن نصف الرأْس ونحوه فهو أَجْلى؛ وأَنشد:

مع الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ

وقد جَلِيَ يَجْلَى جَلاً، تقول منه: رجل أَجْلَى بيِّنُ الجَلا.

والمَجالي: مقاديمُ الرأْس، وهي مواضع الصَّلَع؛ قال أَبو محمد الفقعسي

واسمه عبد الله بن رِبْعيّ:

رَأَيْنَ شيخاً ذَرِئَتْ مَجالِيهْ

قال ابن بري: صواب إِنشاده: أَراه شيخاً، لأَن قبله:

قالت سُليْمى: إِنني لا أَبْغِيهْ،

أَراهُ شيخاً ذَرِئَتْ مَجالِيهْ،

يَقْلي الغَواني والغَواني تَقْلِيهْ

وقال الفراءُ: الواحد مَجْلىً واشتقاقه من الجَلا، وهو ابتداء الصَّلع

إِذا ذهب شعر رأْسه إِلى نصفه.

الأَصمعي: جالَيْتُه بالأَمر وجالَحْته إِذا جاهرته؛ وأَنشد:

مُجالَحة ليس المُجالاةُ كالدَّمَسْ

والمَجالي: ما يُرَى من الرأْس إِذا استقبل الوجه، وهو موضع الجَلَى.

وتجالَيْنا أَي انكشف حال كل واحد منا لصاحبه. وابنُ جَلا: الواضحُ

الأَمْرِ. واجْتَلَيْتُ العمامة عن رأْسي إِذا رفعتها مع طَيِّها عن جَبِينك.

ويقال للرجل إِذا كان على الشرف لا يخفى مكانُه: هو ابنُ جَلا؛ وقال

القُلاخ:

أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بن جَلا

وجَلا: اسم رجل، سمي بالفعل الماضي. ابن سيده: وابنُ جَلا الليثي،

سُمِّي بذلك لوضوح أَمره؛ قال سُحَيْم بن وَثِيل:

أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا،

مَتى أَضَعِ العِمامةَ تَعْرِفُوني

قال: هكذا أَنشده ثعلب، وطلاَّعُ الثنايا، بالرفع، على أَنه من صفته لا

من صفة الأَب كأَنه قال وأَنا طلاَّع الثنايا، وكان ابنُ جَلا هذا صاحبَ

فَتْك يطلعُ في الغارات من ثَنِيَّة الجبل على أَهلها، وقوله:

مَتى أَضع العمامة تعرفوني

قال ثعلب: العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السِّلْم. قال عيسى بن عمر:

إِذا سمي الرجل بقَتَلَ وضرَبَ ونحوهما إِنه لا يصرف، واستدل بهذا البيت،

وقال غيره: يحتمل هذا البيت وجهاً آخر، وهو أَنه لم ينوِّنه لأَنه

أَراد الحكاية، كأَنه قال: أَنا ابنُ

الذي يقال له جلا الأُمور وكشَفَها فلذلك لم يصرفه. قال ابن بري: وقوله

لم ينونه لأَنه فعل وفاعل؛ وقد استشهد الحجاج بقوله:

أَنا ابنُ جَلا وطلاَّعُ الثَّنايا

أَي أَنا الظاهر ا لذي لا يخفى وكل أَحد يعرفني. ويقال للسيد: ابنُ

جَلا. وقال سيبويه: جَلا فعل ماض، كأَنه بمعنى جَلا الأُمورَ أَي أَوضحها،

وكشفها؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا،

أَبو خَناثِيرَ أَقُود الجَمَلا

وابن أَجْلَى: كابنِ جَلا. يقال: هو ابن جَلا وابن أَجْلى؛ قال العجاج:

لاقَوْا بِه الحجاجَ والإِصْحارا،

به ابن أَجلى وافَقَ الإِسْفارا

لاقوا به أَي بذلك المكان. وقوله الإِصْحارَ: وَجَدوه مُصْحِراً.

ووَجَدُوا به ابنَ أَجْلى: كما تقول لقيت به الأَسَدَ. والإِسْفارُ: الصُّبْح.

وابن أَجْلى: الأَسدُ، وقيل: ابن أَجْلى الصبح، في بيت العجاج. وما أَقمت

عنده إِلاَّ جَلاءَ يومٍ واحد أَي بياضَه؛ قال الشاعر:

ما ليَ إِنْ أَقْصَيْتَني من مقْعدِ،

ولا بهَذِي الأَرْضِ من تَجَلُّدِ،

إِلاَّ جَلاءَ اليومِ أَو ضُحَى غَدِ

وأَجْلى الله عنك أَي كشَفَ؛ يقال ذلك للمريض. يقال للمريض: جَلا الله

عنه المرضَ أَي كشَفَه. وأَجْلى يعْدُو: أَسْرَعَ بعضَ الإِسْراع.

وانْجَلى الغَمُّ، وجَلَوْتُ عني هَمِّي جَلْواً إِذا أَذهبته. وجَلَوْتُ السيفَ

جِلاءً، بالكسر، أَي صَقَلْتُ. وجَلَوْتُ العروسَ جِلاءً وجَلْوَةً

واجْتَلَيْتُها بمعنىً إِذا نظرت إِليها مَجْلُوّةً. وانْجَلى الظلامُ إِذا

انكشف. وانْجَلى عنه الهَمُّ: انكشف. وفي التنزيل العزيز: والنهار إِذا

جَلاَّها؛ قال الفراء: إِذا جَلَّى الظُّلمةَ فجازت الكناية عن الظُّلْمة

ولم تذكر في أَوله لأَن معناها معروف، أَلا ترى أَنك تقول: أَصْبَحتْ

باردَةً وأَمْسَتْ عَرِيَّةً وهَبَّتْ شَمالاً؟ فكُني عن مُؤَنَّثاتٍ لم

يَجْرِ لهنَّ ذكر لأَن معناهن معروف. وقال الزجاج: إِذا جلاَّها إِذا بيَّنَ

الشمسَ لأَنها تتَبين إِذا انبسط النهار. الليث: أَجْلَيْتُ عنه الهمَّ

إِذا فرَّجت عنه، وانّجَلت عنه الهموم كما تنْجَلي الظلمة. وأَجْلَوْا عن

القتيل لا غير أَي انفرجوا. وفي حديث الكسوف: حتى تجلت الشمس أَي انكشفت

وخرجت من الكسوف، يقال: تجلَّتْ وانْجَلت. وفي حديث الكسوف أَيضاً:

فقُمْت حتى تجَلاَّنيَ الغَشْيُ أَي غَطَّاني وغشَّاني، وأَصله تجللني،

فأُبدلت إِحدى اللاَّمين أَلفاً مثل تَظَنَّى وتمَطَّى في تظنَّن وتمطَّط،

ويجوز أَن يكون معنى تجلاَّني الغشيُ ذهب بقوَّتي وصبري من الجَلاءِ، أَو

ظَهَر بي وبانَ عليَّ. وتجلَّى فلانٌ مكانَ كذا إِذا عَلاه، والأَصل

تجَلَّله؛ قال ذو الرمة:

فلما تَجَلَّى قَرْعُها القاعَ سَمْعَه،

وبانَ له وسْطَ الأَشاءِ انْغِلالُها

(* قوله «وبان له» كذا بالأصل والتهذيب والذي في التكملة: وحال له).

قال أَبو منصور: التَّجَلِّي النظرُ بالإشْراف. وقال غيره: التَّجلِّي

التَّجَلُّل أَي تَجَلَّل قَرْعُها سَمْعَه في القاع؛ ورواه ابن

الأَعرابي:تحَلَّى قَرْعُها القاعَ سَمْعَهُ

وأَجْلى: موضع بين فَلْجة ومطلع الشمس، فيه هُضَيْبات حُمْر، وهي

تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيانَ. وجَلْوَى، مقصور: قرية. وجَلْوَى: فرس

خُفاف ابن نُدْبة؛ قال:

وقَفْتُ لها جَلْوَى، وقد قام صُحْبتي،

لأَبْنِيَ مَجْداً، أَو لأَثْأَرَ هالِكا

وجَلْوَى أَيضاً: فرس قِرْواشِ بن عَوْفٍ. وجَلْوَى أَيضاً: فرس لبني

عامر. قال ابن الكلبي: وجَلْوَى فرس كانت لبني ثعلبة بن يَرْبُوع، وهو ابن

ذي العِقالِ، قال: وله حديث طويل في حرب غطفان؛ وقول المتلمس:

يكون نَذِيرٌ من وَرَائِيَ جُنَّةً،

ويَنْصُرُنِي منْهُمْ جُلَيّ وأَحْمَسُ

(* قوله «جليّ» هو بهذا الضبط في الأصل).

قال: هما بطنان في ضُبَيْعة.

[جلا] الجَليُّ: نقيض الخفيّ. والجَلِيَّةُ: الخبر اليقين. والجالية: الذين جَلَوْا عن أوطانهم. يقال: استُعمِل فلانٌ على الجالِيَةِ، أي على جزية أهل الذمة. والجالة أيضا مثل الجالية. والجلاء بالفتح والمد: الأمر الجَليُّ. تقول منه: جَلا لي الخبر، أي وَضَح. وقول زهير فإن الحق مقطعه ثلاث * يمينٌ أو نِفارٌ أو جلاَءُ يريد الإِقرارُ. والجَلاءُ أيضاً: الخروج من البلد. وقد جَلَوْا عن أوطانهم، وجَلَوْتُهُمْ أنا، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ويقال أيضاً أَجْلَوْا عن البلد، وأَجْلَيْتُهُمْ أنا، كلاهما بالألف. وأَجْلَوا عن القتيل لا غير، أي انفرجوا عنه. وجَلَوْتُ، أي أوضحت وكشفت. وجلا: اسم رجل، سمى بالفعل الماضي. قال سحيم بن وثيل الرياحي: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني وحكى عن عيسى بن عمر أنه قال: إذا سمى الرجل بقتل وضرب ونحوهما فإنه لا ينصرف، واستدل بهذا البيت. وقال غيره: يحتمل هذا البيت وجها آخر، وهو أنه لم ينونه لانه أراد الحكاية، كأنه قال أنا ابن الذى يقال له جلا الامور وكشفها، فلذلك لم يصرفه. وجلوت بصرى بالكحل. وجَلَوْتُ همِّي عنّي، أي أذهبته. وجَلَوْتُ السيف جِلاءً بالكسر، أي صقلت. وجلوت العروس جلاء أيضا، عن أبي نصر، وجِلْوَةً، واجْتَلَيْتُها بمعنىً، إذا نظرتَ إليها مَجْلُوَّةً. والجلاء أيضا: كحل. قال بعض الهذليين : وأكحلك بالصاب أو بالجلا * ء ففتح لذلك أو غمض وجلاها زوجها وصيفاً، أي أعطاها. يقال: ما جِلْوَتُها بالكسر؟ فيقال: كذا وكذا. ويقال: ما جِلاءُ فلان؟ أي بأى شئ يخاطب من الاسماء والألقاب فيُعَظَّم به. واجْتَلَيْتُ العمامة عن رأسي، إذا رفعتَها مع طيّها عن جَبِينك. والجَلاءُ: انحسار الشَعر عن مقدَّم الرأس، مثل الجَلَةِ. يقال منه: رجلٌ أجْلى بيِّن الجَلاء. والمَجالي: مَقادمُ الرأس، وهى مواضع الصلع. قال الراجز : رأين شيخاً ذَرِئَتْ مَجاليهْ * يَقْلي الغَواني والغواني تقليه قال الفراء: الواحدُ مَجْلىً. واشتقاقه من الجَلا، وهو ابتداء الصَلَع إذا ذهبَ شعر رأسه إلى نصفه. قال الكسائي: السماء جَلْواءُ، أي مُصْحِيَةٌ، مثل جَهْواء. وقول المتلمس:

وتنصرني منهم جلى وأحمس * هما بطنان من ضبيعة. وجَلِّى ببصره تَجْلِيَةً، إذا رمى به كما ينظر الصَّقر إلى الصيد. قال لبيد: فانتضلنا وابن سلمى قاعد * كعتيق الطير يغضى ويجل أي ويجلى. ويقال أيضا: جلى الشئ، أي كشفه. وهو يُجَلِّي عن نفسه، أي يعبِّر عن ضميره. وانْجَلى عنه الهمُّ، أي انكشفَ. وتجلى الشئ، أي تكشف. قال الأصمعي: جَالَيْتُهُ بالأمر وجالَحْتُهُ، إذا جاهرتَه به. وأنشد:

مُجالَحَة ليس المجالاة كالدمس * (*) وتجالينا، أي انكشفت حالُ كلِّ واحدٍ منا لصاحبه. وجلوى: اسم فرس خفاف بن ندبة.

خَلا

خَلا المَكَانُ خُلُوًّا وخَلاءً
وأَخْلَى واسْتَخْلَى: فَرَغَ.
ومكانٌ خَلاءٌ: ما فيه أحَدٌ.
وأخْلاهُ: جَعَلَهُ أو وَجَدَهُ خالِياً.
وخَلاَ: وَقَعَ في مَوْضِعٍ خالٍ لا يُزاحَمُ فيه،
كأَخْلَى،
وـ على بَعْضِ الطَّعامِ: اقْتَصَرَ.
واسْتَخْلَى المَلِكَ، فأخْلاهُ،
وـ به، واسْتَخْلَى به،
وخَلا به،
وـ إليه،
وـ معه، خَلْواً وخَلاءً وخَلْوَةً: سألَه أن يَجْتَمِعَ به في خَلْوَةٍ فَفَعَلَ، وأخْلاهُ معه.
ووَجَدَهُما خِلْوَيْنِ،
بالكسر: خالِيَيْنِ. وكغَنِيٍّ: الفارِغُ
ج: خَلِيُّونَ وأخْلياءُ، ومَنْ لا زَوْجَةَ له.
والخِلْوُ، بالكسر: الخَلِيُّ أيضاً، وهي خِلْوَةٌ وخِلْوٌ
ج: أخْلاءٌ.
والخَالي: العَزَبُ، والعَزَبَةُ
ج: أَخْلاءٌ.
وخَلَّى الأمْرَ،
وتَخَلَّى منه،
وـ عنه،
وخالاهُ: تَرَكَهُ.
والخَلِيَّةُ والخَلِيُّ: ما يُعَسِّلُ فيه النَّحْلُ، أو مِثلُ الرَّاقودِ من طِينٍ أو خَشَبَةٍ، تُنْقَرُ ليُعَسِّلَ فيها، أو أسْفَلُ شجرةٍ تُسَمَّى الخَزَمَةَ، كأنَّهُ رَاقُودٌ.
والخَلِيَّةُ من الإِبِلِ: المُخَلاَّةُ للحَلْبِ، أو التي عَطَفَتْ على وَلَدٍ، أو خَلَتْ من وَلَدِها، فَتُسْتَدَرُّ بغيرِهِ، ولا تُرْضِعُهُ، بَلْ تَعْطِفُ على حُوارٍ تُسْتَدَرُّ به من غيرِ إرْضاعٍ، أو التي تُنْتَجُ، وهي غَزيرَةٌ، فيُجَرُّ ولَدُها من تَحْتها، فَيُجْعَلُ تَحْتَ أُخْرَى، وتُخَلَّى هي للحَلْبِ، أو ناقَةٌ أَو ناقَتانِ أو ثلاثٌ يَعْطِفْنَ على واحِدٍ، فَيَدْرُرْنَ عليه، فَيَرْضَعُ الوَلَدُ من واحِدَةٍ،
ويَتَخَلَّى أهْلُ البيتِ بما بَقِيَ، أي: يَتَفَرَّغُ، والمُطْلَقَةُ من عِقالٍ، والسَّفينَةُ العظيمةُ، أو التي تَسيرُ من غيرِ أن يُسَيِّرَها مَلاَّحٌ، أو التي يَتْبَعُها زَوْرَقٌ صغيرٌ، وكنايَةٌ عن الطَّلاقِ.
وخَلاَ مكانُهُ: ماتَ، ومَضَى،
وـ عن الأمْرِ،
وـ منه: تَبَرَّأ،
وـ عن الشيءِ: أرْسَلَهُ،
وـ به: سَخِرَ منه.
وخَلا: من حُروفِ الاسْتثْناءِ.
وأنا منه فالِجُ بنُ خَلاوَةَ، بالفتح، أي خَلاءٌ بَرِيءٌ.
والخَلاوَةُ: بَطْنٌ من تُجِيبَ، منهم مالِكُ بنُ عبدِ الله بنِ سَيْفٍ الخَلاوِيُّ.
والخَلاَءُ: المُتَوَضَّأُ، والمكانُ لا شيءَ به.
وخَلاؤُكَ أقْنَى لِحَيائِكَ، أي: مَنْزِلُكَ إذا خَلَوْتَ فيه ألْزَمُ لِحَيائِكَ.
وجاؤُونِي خُلُوَّ زَيْدٍ،
أي: خُلُوَّهُمْ منه، أي: خالينَ منه.

المَنّ 

المَنّ
هذه كلمة مأخوذة من أهل الكتاب، وعرفتها العرب، قال أعشى ميمون:
لو أُطْعِمُوا الْمَنَّ والسَّلْوَى مكانَهُمُ ... ما أبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فيهِمُ نَجَعَا
وأهل الكتاب لم يهتدوا لاشتقاقها. ففي سفر الخروج (16:13 - 15، 21): "فكان في المساء أن السلوى صعد وغطَّت المحلّة، وفي الصباح كان سقيط الندى حَوالي المحلّة. ولما ارتفع سقيط الندى إذا على وجه البرّيّة شيء دقيق مثل قشور، دقيق كالجليد على الأرض. فلما رأى بنو إسرائيل قال بعضهم لبعض: مَنْ هو؟ لأنهم لم يعرفوا ما هو. فقال لهم موسى: هو الخبز الذي أعطاكم الربّ لتأكلوا ... وكانوا يلتقطونه صباحاً فصباحاً كلّ واحد حسب أكله، وإذا حميت الشمس كان يذوب".
وهذا الاشتقاق كما ترى. والأشبه أنه سُمِّي "مَنّاً"، لما كان منّاً من ربهم. ويؤيده ما جاء في هذا الإصحاح ف 31 :
"ودعا بيت إسرائيل اسمه منّاً، وهو كبَزْر الكُزْبُرة [أبيض]، وطعمه كرُقاق العسل" ويؤيده ما جاء في الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"الكَمأَةُ مِنَ المَنِّ" .
أي كلمة "المنّ" يشتمل كل ما منَّ الله به مما تخرجه الأرض القفر للناس.
ويؤيده تسمية الطير التي أتتهم "السلوى". ولسان العبرانية أقرب من العربية.
والروايات التي عندنا مأخوذة مما قدّمنا من سفر الخروج. فعن مجاهد :
"المنّ: صبغة" .
وعن السُّدِّي :
"المنّ كان يسقط على شجر الزنجبيل" . وعن وَهْب : "خبز الرُّقاق مثل الذُّرة ومثل النَّقِيّ" .
وهذا لما سبق من قول موسى عليه السلام: "هو الخبز الذي أعطاكم". وقد كثر في الصحف إطلاق الخبز على الطعام، ولعله أيضاً مأخوذ من قول أهل الكتاب، مما فسّروا به المنّ. ففي سفر العدد (11: 7 - 8):
"وأما المنّ فكان كبِزر الكُزبَرة، ومنظرُه كمنظر المُقل. كان الشعب يطوفون ليلتقطوه، ثم يطحنونه بالرحى، أو يدُقّونه في الهاوَن، ويطبخونه في القُدور، ويعملونه ملاّتٍ، وكان طَعمه كطعم قطائِفَ بزيت".
والظاهر أن هذا التفسير مما أدخله المتأخرون منهم إذ لم يفهموا معنى الخبز.
وعن قتادة:
"كان المن ينزل عليهم مثل الثلج" .
وهذا لما سبق. "دقيق كالجليد على الأرض".
وعن ابن زيد :
"المن عَسَل كان ينزل [لهم] من السماء"
فهذه الأقوال كلها مأخوذة من أهل الكتاب.

المستثنى منه

المستثنى منه:
[في الانكليزية] Word followed by an exception or a subtraction
[ في الفرنسية] Mot suivi d'une exception ou d'une soustraction
هو المذكور قبل إلّا وأخواتها المخالف لما بعده أي المستثنى نفيا وإثباتا ويسمّيه المحاسبون في باب الجبر والمقابلة بالزائد. فإذا قلنا جاءني القوم إلّا زيدا فالقوم مستثنى منه وزيد مستثنى. وإذا قلنا عندي مائة الّا مال فالمائة مستثنى منه وزائد والمال مستثنى وناقص. ثم إن كان المستثنى من جنس المستثنى منه فالاستثناء متّصل نحو: جاءني القوم إلّا زيدا. وإن لم يكن من جنس المستثنى منه فالاستثناء منقطع ويسمّى منفصلا أيضا نحو جاءني القوم إلّا حمارا. ومن قال بالاشتراك اللفظي أو المجاز عرّف الاستثناء المنفصل بما دلّ على مخالفته بإلّا غير الصفة أو إحدى أخواتها من غير إخراج، والمتصل بما دلّ على مخالفته بإلّا غير الصفة أو إحدى أخواتها مع إخراج، فحينئذ لا يمكن الجمع بينهما بحدّ واحد لأنّ مفهومه حينئذ حقيقتان مختلفتان. فإن قيل ربّما تجتمع الحقائق المختلفة في حدّ كأنواع الحيوان. قلنا ذلك عند اتحاد مفهوم مشترك بينهما والتقدير هاهنا تعدّد المفهوم. ثم المراد بالإخراج المنع عن الدخول مجازا، ولا ضير في ذلك، فإنّ تعريفات القوم مشحونة بالمجاز وذلك لأنّه إن اعتبر الإخراج في حقّ الحكم فالبعض المستثنى غير داخل فلا إخراج حقيقة، وإن اعتبر في حقّ تناول اللفظ إيّاه وانفهامه منه فلأنّ التناول بعد باق. وللتحرّز عن المجاز عرّف الاستثناء المتصل صاحب التوضيح بأنّه المنع من دخول بعض ما تناوله صدر الكلام في حكمه أي في حكم صدر الكلام بإلّا وأخواتها. وقال الغزالي الاستثناء المتّصل هو قول ذو صيغ مخصوصة محصورة دالّ على أنّ المذكور به لم يرد بالقول الأول، ثم ذكر أنّ القول احتراز عن التخصيص لأنّه قد لا يكون بقول بل بفعل أو قرينة أو دليل عقلي، وإذا كان بقول فلا ينحصر صيغه، فلهذا احترز بصيغ مخصوصة عن مثل رأيت المؤمنين ولم ار زيدا، إذ المراد من الصّيغ أدوات الاستثناء وحينئذ لا يرد ما قيل من أنّه يرد على طرده الشرط والصّفة بمثل الذي والغاية كما كرّم بني تميم إن دخلوا داري أو الذين دخلوا داري أو الداخلين في داري أو إلى أن يدخلوا، والمراد ذو إحدى صيغ مخصوصة، فلا يرد على عكسه قام القوم إلّا زيدا فإنّه ليس بذي صيغ بل ذو صيغة واحدة. وأجيب أيضا بأنّ هذا مندفع لظهور المراد وهو أنّ جنس الاستثناء ذو صيغ وكلّ الاستثناء ذو صيغة والمناقشة في مثله لا يحسن كلّ الحسن. وبقوله دالّ خرج المنقطع لأنّه لم يتناول المذكور حتى يفيد عموم إرادته.
وقيل هذا الحدّ لأدوات الاستثناء كأنّه قال أدوات الاستثناء كلمات ذو صيغ. ووجه تقييد الصّفة بمثل الذي أنّ الذي يذكر بعده شيء هو الصّلة كأدوات الاستثناء يذكر بعدها المستثنى وهذا خبط عظيم. وقيل في الأحكام الاستثناء المتّصل لفظ متصل بجملة لا يستقلّ بنفسه دالّ على أنّ مدلوله غير مراد مما اتصل به ليس بشرط ولا صفة ولا غاية. واحترز بالمتّصل عن المنفصل من لفظ أو عقل أو غيرهما. وبقوله لا يستقلّ عن اللفظ المتصل المستقل مثل قام القوم ولم يقم زيد. وبقوله دالّ عن المتصلات الغير المخصصة. وبقوله ليس بشرط الخ عن تلك الثلاث. ويرد على طرده قام القوم لا زيد وما قام القوم بل زيد أو لكن زيد، وعلى عكسه ما جاء إلّا زيد بعدم الاتصال بالجملة بناء على أنّ زيدا فاعل. وقيل النقل ليس بصحيح فإنّ المذكور في الأحكام أنّه لفظ متصل بجملة لا يستقلّ بنفسه دالّ على أنّ مدلوله غير مراد مما اتصل به بحرف إلّا أو إحدى أخواته ليس بشرط ولا صفة ولا غاية.
فاللفظ احتراز عن غير اللفظ من الدلالات المخصوصة الحسّية أو العقلية أو العرفية.
وبالمتصل عن الدلائل المنفصلة. وبقوله لا يستقلّ من مثل قام القوم ولم يقم زيد وبقوله دالّ عن الصيغ المهملة. وبقوله على أنّ مدلوله عن الأسماء المؤكّدة والنعتية نحو جاءني القوم العلماء كلّهم. وبحرف إلّا وأخواتها عن مثل قام القوم دون زيد أو لا زيد. وفوائد باقي القيود ظاهرة. ومثل ما جاء إلّا زيد في تقدير ما جاء أحد إلا زيد، فإنّ مذهب الجمهور أنّ المفرّغ استثناء متصل ليس بفاعل ولا مفعول حقيقة ولذا جاز ما جاء إلّا هند وامتنع ما جاء هند بدون تأنيث الفعل. وذهب بعضهم إلى أنّ الفاعل مضمر وإلّا زيد بدل.

تنبيه:

قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي: الاستثناء قد يقال بمعنى المصدر أعنى الإخراج أو المخالفة وبمعنى المستثنى وهو المخرج والمذكور بعد إلّا من غير إخراج وبمعنى اللفظ الدالّ على ذلك كالشرط والصفة.
فإذا قلنا جاءني القوم إلّا زيدا فالاستثناء يطلق على إخراج زيد المخرج وعلى لفظ زيد المذكور بعد إلا وعلى مجموع إلّا زيد، وبهذه الاعتبارات اختلفت العبارات في تفسير الاستثناء، ويجب حمل كلّ تفسير على ما يناسبه من المعاني الأربعة. فمن عرّف الاستثناء بما دلّ على مخالفة الخ فقد أراد به المعنى الأخير.
ومن عرّفه بأنّه لفظ متصل بجملة الخ فالظاهر منه أنّه أراد به المستثنى انتهى كلامه. أقول ومن عرّفه بالمنع من الدخول الخ فقد أراد به المعنى المصدري. ومن عرّفه بقول ذو صيغ الخ فقد أراد به مجموع إلّا زيدا أي المعنى الأخير أيضا.
فائدة:
قيل لا يكون المنقطع إلّا بعد إلّا وغير وبيد مضافا إلى أنّ مشددة.

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 2 1530 فائدة: ..... ص: 1530

ل لا يكون المنقطع إلّا بعد إلّا وغير وبيد مضافا إلى أنّ مشددة.
فائدة:
لا بدّ لصحة الاستثناء المنقطع من مخالفة بوجه من الوجوه. وقد يكون بأن ينفي من المستثنى الحكم الذي ثبت للمستثنى منه نحو جاءني القوم إلّا حمارا، فقد نفينا المجيء من الحمار بعد ما أثبتناه للقوم. وقد يكون بأن يكون المستثنى نفسه حكما آخر مخالفا للمستثنى منه بوجه مثل ما زاد إلّا ما نقص، وما نفع إلّا ما ضرر. فما الأولى نافية والثانية مصدرية والمعنى ما زاد لكن النقصان فعله أو لكن النقصان شأنه وأمره على ما قدره السيرافي.
فالنقصان هو المستثنى حكم مخالف للزيادة وهي المستثنى منه. وكذا الحال في ما نفع إلّا ما ضرر، وليس المعنى ما زاد شيئا غير النقصان على أن يكون فاعل زاد مبهما ومفعوله محذوفا على ما قيل لأنّه حينئذ يكون متصلا مفرّغا لا منقطعا، ولا يقال ما جاءني زيد إلّا أنّ الجوهر الفرد حقّ إذ لا مخالفة بينهما بأحد الوجهين.
فائدة:

قال أهل العربية: الاستثناء من الإثبات نفي ومن النفي إثبات. فلو قال له عليّ عشرة إلّا تسعة إلّا ثمانية وجبت تسعة إذ المعنى إلّا تسعة لا يلزمني إلّا ثمانية يلزمني، فيلزم الثمانية والواحد الباقي من العشرة. والطريق فيه وفي نظائره أن يجمع كلّما هو إثبات وكلّما هو نفي ويسقط المنفي من المثبت فيكون الباقي هو الواجب. ثم إن كان المذكور أوّلا شفعا فالإشفاع مثبته أو وترا فعكسه كذا في شرح المنهاج وبه قال الشافعي. وقال الحنفية إنّه ليس كذلك بل هو تكلّم بالباقي بعد الثنيا وتوضيح ذلك يطلب من العضدي والتوضيح وحواشيهما.
فائدة:
اختلف علماء الأصول في كيفية دلالة الاستثناء على المقصود على ثلاثة أقوال. الأول أنّ العشرة في قولنا عندي عشرة إلّا ثلاثة مجاز عن السبعة أعني أطلق العشرة على السبعة مجازا وإلّا ثلاثة قرينة. والثاني أنّ المراد بعشرة معناها أي عشرة أفراد فيتناول السبعة والثلاثة معا ثم أخرج منها ثلاثة ثم أسند الحكم إلى العشرة المخرج منها ثلاثة وهو سبعة، فلم يقع الإسناد إلّا على سبعة. والثالث أنّ المجموع أعني عشرة إلّا ثلاثة هو موضوع بإزاء سبعة حتى كأنّها وضع لها اسمان مفرد وهو سبعة ومركّب وهو عشرة إلّا ثلاثة. والتفصيل في كتب الأصول.
أعلم أنّ الاستثناء إن تضمّن ضربا من المحاسن يصير من المحسّنات البديعية كقوله تعالى فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً فإن إخبار هذه المدة بهذه الصيغة تمهيد بعذر نوح في دعائه على قومه بدعوة أهلكتهم عن آخرهم، إذ لو قيل فلبث فيهم تسعمائة وخمسين عاما لم يكن فيه من التهويل ما في الأول، لأنّ لفظ الألف في الأول أول ما يطرق السمع فيشتغل بها عن سماع بقية الكلام، وإذا جاء الاستثناء لم يبق له بعد ما تقدّمه وقع يزيل ما حصل عنده من ذكر الألف كذا في الإتقان.

مِنى

مِنى: موضع بقرب مكة في الحرم والغالبُ عليه التذكير والصرفُ، وقد تُكتب بالألف. والمَنى: بالفتح الموتْ وقدرُ الله وأيضاً القصدُ، والمُنى: جمع المُنْية البُغيةُ.
مِنى:
بالكسر، والتنوين، في درج الوادي الذي ينزله الحاجّ ويرمي فيه الجمار من الحرم، سمّي بذلك لما يمنى به من الدماء أي يراق، قال الله تعالى:
من مَنِيٍّ يُمْنى 75: 37، وقيل: لأن آدم، عليه السّلام، تمنّى فيها الجنّة، قيل: منى من مهبط العقبة إلى محسّر وموقف المزدلفة من محسّر إلى أنصاب الحرم وموقف عرفة في الحلّ لا في الحرم، وهو مذكر مصروف، وقد أمتني القوم إذا أتوا منى، عن يونس، وقال ابن الأعرابي: أمنى القوم ومنى الله الشيء قدّره وبه سمي منى، وقال ابن شميل: سمي منى لأن الكبش مني به أي ذبح، وقال ابن عيينة: أخذ من المنايا: وهي بليدة على فرسخ من مكة، طولها ميلان، تعمّر أيام الموسم وتخلو بقية السنة إلا ممن يحفظها، وقلّ أن يكون في الإسلام بلد مذكور إلا ولأهله بمنى مضرب، وعلى رأس منى من نحو مكة عقبة ترمى عليها الجمرة يوم النحر، ومنى شعبان بينهما أزقّة والمسجد في الشارع الأيمن ومسجد الكبش بقرب العقبة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهي بين جبلين مطلّين عليها، وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها لأنها ومكة كمصر واحد، فلما حج أبو بكر الجصّاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة وقال: هذه مصر من أمصار المسلمين تعمّر وقتا وتخلو وقتا وخلوها لا يخرجها عن حد الأمصار، وعلى هذه العلة يعتمد القاضي أبو الحسن القزويني، قال البشّاري:
وسألني يوما كم يسكنها وسط السنة من الناس؟ قلت:
عشرون إلى ثلاثين رجلا قلّما تجد فيه مضربا إلا وفيه امرأة تحفظه، فقال: صدق أبو بكر وأصاب فيما علّل، قال: فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغوي بنيسابور حكيت له ذلك فقال: العلة ما نص به الشيخ أبو الحسن، ألا ترى إلى قول الله عز وجل: ثم محلّها إلى البيت العتيق، وقال تعالى: هديا بالغ الكعبة، وإنما يقع النحر بمنى؟ وقد ذكر منى الشعراء فقال بعضهم:
ولما قضينا من منى كلّ حاجة،
ومسّح بالأركان من هو ماسح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا، ... وسألت بأعناق المطيّ الأباطح
وقال العرجي:
نلبث حولا كلّه كاملا ... لا نلتقي إلا على منهج
الحج إن حجّت، وماذا منى ... وأهله إن هي لم تحجج؟
وقال الأصمعي وهو يذكر الجبال التي حول حمى ضريّة فقال: ومنى جبل، وأنشد:
أتبعتهم مقلة إنسانها غرق ... كالفصّ في رقرق بالدمع مغمور
حتى تواروا بشعف والجمال بهم ... عن هضب غول وعن جنبي منى زور

حِصْنُ مَنْصُورٍ

حِصْنُ مَنْصُورٍ:
من أعمال ديار مضر لكنه في غربي الفرات قرب سميساط، وكان مدينة عليها سور وخندق وثلاثة أبواب، وفي وسطها حصن وقلعة عليها سوران، ومن حصن منصور إلى زبطرة مرحلة، وهو منسوب إلى منصور بن جعونة بن الحارث العامري القيسي، كان تولّى بناء عمارته ومرمّته، وكان مقيما به أيام مروان بن محمد ليردّ العدوّ ومعه جند كثيف من أهل الشام والجزيرة وأرمينية، وكان منصور هذا على أهل الرّها حين امتنعوا في أول الدولة العباسية فحصرهم أبو جعفر المنصور، وهو عامل أخيه السّفّاح على الجزيرة وأرمينية، فلما فتحها هرب منصور ثم أمّن فظهر، فلما خلع عبد الله بن علي أبا جعفر المنصور ولّى منصورا شرطته، فلما هرب عبد الله إلى البصرة استخفى منصور بن جعونة فدل عليه في سنة 141، فأتي به المنصور فقتله بالرّقّة عند منصرفه من البيت المقدس، وقوم يقولون إن منصور ابن جعونة أعطي الأمان بعد هرب عبد الله بن علي فظهر ثم وجدت له كتب إلى الروم يغشّ المسلمين فيها فقتله المنصور بالرقة، ثم إن الرشيد بنى حصن منصور وأحكمه وشحنه بالرجال في أيام أبيه المهدي، وينسب إليه أبو عمرو عبد الجبّار بن نعيم بن إسماعيل الحصني، قال أبو سعد: يروي عن أبي فروة يزيد بن محمد الرّهاوي، روى عنه أبو بكر محمد ابن إبراهيم المقري، سمع منه بحصن منصور، وقال أبو بكر بن موسى: روى عن أبي رفاعة، روى عنه ابن المقري وقال ابنا عبد الجبار بن نعيم الحصني بحصن منصور، قال ابنا أبي رفاعة، قال: سمعت أبا الوليد يقول أهديت إلى مالك قارورة غالية فقبلها.

ابد

ابد

1 أَبَدَ, aor. ـِ inf. n. أُبُودٌ, He remained, stayed, abode, or dwelt, (T, S, M, K,) constantly, continually, or permanently, without quitting, (T, L,) بِمَكَانٍ in a place; (T, S, M, K;) and so أَبَدَ having for its aor. ـُ (TA.) b2: أَبَدَ, (S, M, A, &c.,) aor. ـِ and اَبُدَ, (T, S, M, L, Msb, K,) inf. n. أُبُودٌ; (M, L, Msb;) and ↓ تأبّد; (T, M, A, Mgh, L;) He (a beast) became wild, or sky; syn. تَوَحَّشَ: (S, M, A, Mgh, L, Msb, K:) [because wild animals live long, unless killed by accident; accord. to what is said by As and others in explanation of أوَابِدٌ (sing. آبِدَةٌ) applied to animals, as meaning wild:] took fright, and fled, or ran away at random: (Mgh:) took fright at, and shunned, mankind. (T, Msb.) أُبُودٌ also signifies The shrinking from a thing, or shunning it; syn. نُفُورٌ. (Kull pp. 30 and 31.) And أَبِدَ, (S, K,) aor. ـَ (K;) and ↓ تأبّد; (A, K;) He (a man, S, A,) became unsocial, unsociable, unfamiliar, or sky; like a wild animal; syn. توحّش. (S, A, K.) b3: [Hence,] أَبَدَ, (K,) aor. ـِ inf. n. أُبُودٌ, (TA,) (tropical:) He (a poet) made use, in his verses, of words, or phrases, strange, unusual, unfamiliar, or far from being intelligible, (K, * TA,) such as were not understood (K) at first sight, or on first consideration. (TA.) b4: [And perhaps from أَبِدَ in the sense explained above, but more probably, I think, by the substitution of أ for و,] أَبِدَ, aor. ـَ (T, S, &c.,) inf. n. أَبَدٌ, (L,) He (a man, S) was angry; (T, S, M, L, K;) as also أَمِدَ and وَبِدَ and وَمِدَ and عَبِدَ. (T, L.) You say, أَبِدَ عَلَيْهِ He was angry with him. (L.) 2 أبّد, inf. n. تَأْبِيدٌ, He made, or rendered, perpetual. (S, K.) [See also the pass. part. n. below.] لَمْ أَفْعَلْ تَأْبِيدًا is a phrase used as though meaning ↓ لَمْ آتِ بِآبِدَةٍ [I did not a deed ever to be remembered, or mentioned]. (Ham p. 191.) b2: He, or it, made [a beast] to take fright; to become wild, or sky. (KL.) 5 تأبّد: see 1, in two places. b2: He (a man) was long distant from his home; expl. by طَالَتْ غُرْبَتُهُ; (K;) or was long in a state of celibacy; طالت عُزْبَتُهُ, as in one copy of the K; (TA;) and became little in need, or little desirous, of women. (K.) b3: It (a place of abode or sojourning) became deserted [by mankind]: (T, M, K:) and became inhabited by wild animals. (T, M, A.) إِبْدٌ: see إِبِدٌ

أَبَدٌ Time, syn. دَهْرٌ, (S, M, Msb, K,) in an absolute sense: (TA:) or a long time, syn. دَهْرٌ طَوِيلٌ: (A, and Mgh: [and this may be meant in the S &c. by the syn. دَهْرٌ alone, q. v.:]) or, properly, a long time (دهر طويل) that is unlimited: (Msb, TA:) or an extended space of time that is indivisible; for you say زَمَانُ كَذَا: “ the time of such a thing,” but not أَبَدُ كَذَا: (Er-Rághib:) [and generally, time, or duration, or continuance, or existence, without end; endless time, &c.; prospective eternity; opposed to أَزَلٌ, which signifies “ time, or duration, &c., without beginning: ” (see the latter word for further explanations, &c.:) each of these significations may be meant by the explanation in the S and M and K, which is also given in the Msb: each correctly applies in particular instances:] pl. [of pauc.] آبَادٌ (S, M, Msb, K) and [of mult.] أُبُودٌ (S, M, K) [and أَبَدُونَ, of which an ex. will be found below]: but the use of these pls. is restricted to particular cases, to signify portions of time, or to serve as corroboratives to the sing.: (MF:) as signifying an extended indivisible space of time, [or the like,] أَبَدٌ should have neither dual nor pl.; but آبَادٌ is sometimes said, when the sing. is restricted to denote a particular part, or portion, of the whole of that to which it applies, in like manner as a generic noun is restricted to a special and partial signification: some, however, have mentioned آبَادٌ as being post-classical; not of the language of the Arabs called العَرَبُ العَرْبَآءُ. (Er-Rághib.) طَالَ الأَبَدْ عَلَى لُبَدْ [The time became long to Lubad, the last, and the longest of life, of Luk-mán's seven vultures, to the term of the life of which his own term of life was decreed to extend,] is a proverb applied to any thing that has been of long duration. (M.) And you say, رَزَقَكَ اللّٰهُ عُمُرًا طَوِيلَ الآبَادِ بَعِيدَ الآمَادِ [May God grant thee a life long in duration (lit. durations, the pl. form being used not in its proper sense, but to give intensiveness of signification), and remote in limit (lit. limits)]. (A.) And كَانَ هٰذَا فِى آبَادِ الدَّهْرِ This was a long time ago. (Mgh.) And ↓ أَبَدٌ آبِدٌ (TA) and ↓ أَبَدٌ أَبِيدٌ, (S, M, TA,) meaning دَائِمٌ [in an intensive sense]; (TA;) [A long, or an endless, period of time;] like as you say, دَهْرٌ دَاهِرٌ (S) or دَهْرٌ دَهِيرٌ. (M.) [In each of these phrases, the latter word is added as a corroborative, or to give intensiveness to the signification.] لِلْأَبِدَ and لِأَبِدٍ and [in an intensive sense, as will be seen below,] لِأَبِدَ أَبَدٍ and لِأَبَدِ الأَبَدِ, accord. to different recitals of a trad., signify To the end of time; for ever; and for ever and ever. (TA.) أَبَدًا is an adv. n., of which the signification includes all future time; [meaning Ever; like قَطُّ in relation to past time;] (El-Khafájee, El-Bedr Ed-Demámeenee, MF;) and عَلَى الأَبَدِ signifies the same. (TA.) [So, too, does الأَبَدَ, unless used in a limited sense known to the hearer.] When you say, لَا أُكَلِّمُهُ أَبَدًا, you mean, [I will not speak to him as long as I live, or henceforth, or ever; or I will never speak to him; i. e.,] from the time of your speaking to the end of your life. (Msb.) [In this case, أَبَدًا may also be considered as a mere corroborative. It is used in both these ways (للتَّأْسِيسِ and لِلتَّوْكِيدِ) in affirmative as well as negative sentences. For exs. of its use in affirmative sentences, see the Kur xviii. 2 and iv. 60, &c.] One also says, لَا أَفْعَلُهُ, (S, M, A,) and لَا آتِيهِ, (T, K,) أَبَدَ الآبَادِ, (T, M, A, K,) which, though of classical authority, is said to be no evidence of the use of آباد as a pl. of أَبَدٌ in a general way by the Arabs of the classical ages, as it is here added merely as a corroborative, as آزال is in the phrase أَزَلَ الآزَالِ; (MF;) and أَبَدَ الأَبَدِينَ, (M, A, K,) in which the latter word is not a rel. n., for if so it would be الأَبَدِيِّينَ, but app. a pl., (M,) like أَرَضُونَ; (M, K;) and ↓ أَبَدَ الآبِدِينَ, (S, K,) like as you say, دَهْرَ الآبِدِينَ; (S;) and ↓ أَبَدَ الأَبَدِيَّةِ; (M, K;) and ↓ أَبَدَ الأَبِيدِ; (T, S, M, A, K;) and أَبِيدَ

↓ الأَبِيدِ; (M, K;) and أَبَدَ الأَبَدِ; (K;) and أَبَدَ الدَّهْرِ; (M, K; [in the T يَدَ الدَّهْرِ;]) all of which phrases are the same in meaning; (K;) [i. e. I will not do it, and I will not come to him, (or لا آتيه may here mean the same as لا افعله,) during the endless space of all future times, or time; or the like; or for ever and ever; εἰς αἰῶνα τῶν αἰώνων ; in seculum seculorum; in omne ævum;] the last word in every case being a corroborative. (MF.) b2: Also, [for ذُو أَبَدٍ, and (applied to a fem. n.) ذَاتُ أَبَدٍ,] Lasting: or everlasting. (S, A, K.) So in the saying, الدُّنيَاء أَمَدٌ وَالآخِرَةُ أَبَدٌ [The present state of existence is limited in duration, but the final state of existence is everlasting]. ('Obeyd Ibn-'Omeyr and L.) And الأَبَدُ signifies [The Everlasting; i. e. God; because He alone is ↓ البَاقِى الأَبَدِيّ The Enduring without end or cessation; for the Muslims hold that all living creatures (even the angels) must die, and be raised again to life: or] The Ancient without beginning. (K.) A2: Also Offspring that is a year old. (K.) أَبِدٌ Unsocial, unsociable, unfamiliar, or shy; like a wild animal; applied to a man, and to a young camel: (S, L:) and ↓ إِبِدٌ, applied to a female slave, and to a she-ass, signifies shunning mankind, shy, or wild. (K.) [See also آبِدٌ.]

A2: See also إِبِدٌ, in four places.

إِبِدٌ: see أَبِدٌ.

A2: This word, (Lth, ISh, S, K,) said by Lth and ISh to be the only word of its measure heard from the Arabs except إِبِلٌ and نِكِحٌ and خِطِبٌ, but Az says that he had not heard the last two from any person worthy of reliance, and that they are pronounced نِكْحٌ and خِطْبٌ, (L,) [see إِبِلٌ,] and ↓ أَبِدٌ and ↓ إِبْدٌ, (K,) which are thought by Az to be dial. vars. of the first, (L,) applied to a female slave, and to a she-ass, signify Prolific; that breeds, or brings forth, plentifully; (S, K;) and ↓ أَبِدٌ and ↓ أَبِدَةٌ (Aboo-Málik, TA) and ↓ إِبِدَةٌ, (Aboo-Málik, K,) applied to a she-camel, signify the same: (Aboo-Málik, K, TA:) and إِبِدٌ (Lth, ISh, L) and ↓ أَبِدٌ, (M, L,) applied to a female slave, (M, L,) and to a she-ass, (Lth, ISh, M, L,) and to a mare, (M, L,) that brings forth every year; (Lth, ISh, L;) or applied as a pl. to the female slave and the mare and the she-ass, that breed, or bring forth: (M, L:) and الإِبِدَانِ the female slave and the mare. (K, TA.) In the following saying, الَّابِجَدِّ ذِى الإِبِدْ لَنْ يُقْلِعَ الجَدُّ النَّكِدْ فِى كُلِّ مَا عَامٍ تَلِدْ [Hard fortune will not depart save with the fortune which is the necessary attendant of the possessor of the female slave, as long as he possesses her, (or, if we take ذى in the sense of هٰذِهِ, save with the fortune of this female slave,) who every year (ما being redundant) brings forth,] الابد means the female slave because her being prolific is an obstacle to prosperity, and is not good fortune; i. e., she only increases evil [and brings reproach upon her master by bearing him children; for the Arab in ancient times was considered as dishonoured by his having a child by a slave]. (S.) The Arabs also said, ↓ الاَّ الأَبِدْ لَنْ يَبْلُغَ الجَدَّ النَّكِدْ, meaning Nothing will attain to the object of removing hard fortune save female slaves and beasts or cattle which breed, or bring forth. (M, L: [in the latter of which is added, فِى كُلِّ عَامٍ تَلِدْ in every year bringing forth.]) أَبِدَةٌ: see إِبِدٌ.

إِبِدَةٌ: see إِبِدٌ.

أَبَدِىٌّ: see أَبَدٌ, last sentence but one.

أَبَدِيَّةٌ [The quality, or attribute, of unlimited, indivisible, or endless, duration; everlastingness]. (M, K.) See أَبَدٌ. b2: أَبَدِيَّاتٌ a term applied to Sayings of which the following is an ex.: لَا آتِيكَ مَا بَلَّ بَحْرٌ صُوفَةً. (M in art. صوف [q. v.]; &c.) أَبُودٌ: see آبِدٌ.

أَبِيدٌ: see أَبَدٌ, in three places.

آبِدٌ Remaining, staying, abiding, or dwelling, constantly, continually, or permanently, in a place; applied to a man [and to a bird]. (L.) And أَوَابِدُ [pl. of آبِدَةٌ] Birds that remain in a country constantly, winter and summer; (T, L;) contr. of قَوَاطِعُ. (A, L.) b2: For the phrases أَبَدٌ آبِدٌ and أَبَدَ الآبِدِينَ, see أَبَدٌ. b3: A wild animal; (M, L, Msb;) that shuns, and takes fright at, mankind, amp;c.: (L, Msb:) fem. with ة: pl. [properly fem.]

أَوَابِدُ, (M, Mgh, L,) and [masc. and fem.] أُبَّدٌ: (M, L:) and ↓ أَبُودٌ is syn. with آبِدٌ; (M;) as also ↓ مُتَأَبِّدٌ. (A.) Wild animals are called أَوَابِدُ (S, M, L, K) and أُبَّدٌ (M, L, K) because they endure for a long, or [naturally] unlimited, time; (M, L;) because they do not die a natural death, (As, M, L, K,) but from some evil accident; and the same is asserted of the serpent. (As, M, L.) [See also أَبِدٌ.] [Hence,] قَيْدُ الأَوَابِدِ (assumed tropical:) The light, or active, horse, which overtakes the wild animals, and which they can hardly, or never, escape: so called because he prevents their escaping the pursuer like a shackle. (Msb.) [See also art. قيد.] [Hence also the saying,] النِّعَمُ أَوَابِدُ فَقَيِّدُوهَا بِالشُّكْرِ (tropical:) [Benefits are fugitive, or fleeting; therefore detain ye them by gratitude]. (A trad.) آبِدَةٌ fem. of آبِدٌ, q. v. b2: Also, [as a subst.,] (assumed tropical:) A deed, (Har p. 364,) or a calamity, (S, M, K,) ever to be remembered, or mentioned, (S, M, K, Har,) by reason of its extraordinary nature, and its grievousness: (Har:) or a great, or formidable, event, at which people take fright, or are alarmed: (TA:) or a strange, abominable, or evil, thing: (Ham p. 627:) pl. أَوَابِدُ. (K.) You say, جَاءَ فُلَانٌ بِآبِدَةٍ Such a one did, or brought to pass, [a deed or] calamity ever to be remembered, or mentioned. (S.) See also 2. b3: (tropical:) A strange, an unusual, or an unfamiliar, word or saying; one far from being intelligible; (M;) pl. أَوَابِدُ, signifying expressions of subtile meanings; so called because remote from perspicuity. (Msb.) b4: The pl. also signifies (tropical:) Strange, unusual, unfamiliar, or extraordinary, rhymes, or verses, or poems; syn. شَوَارِدُ مِنَ القَوَافِى, (S,) or قَوَافٍ شُرَّدٌ. (K.) El-Farezdak says, لَنْ تُدْرِكُوا كَرَمِى بِلُؤْمِ أَبِيكُمُ وَ أَوَابِدِى بِتَنَحُّلِ الأَشْعَارِ [Ye will not attain to my nobility with the ignobleness of your father, nor to my extraordinary verses by arrogating to yourselves the verses of other men]. (S.) [See أَبَدَ.]

مُؤَبَّدٌ [Made, or rendered, perpetual]. Yousay, وَقَفَ أَرْضَهُ وَقْفًا مُؤَبَدًا He made his land an unalienable bequest for pious uses in perpetuity, not to be sold nor to be inherited. (T.) b2: Also, with ة, A she-camel that is wild, and intractable, or unmanageable; syn. وَحْشِيَّةٌ مُعْتَاصَةٌ. (K.) مُتَأَبِّدٌ: see آبِدٌ.

سُوَيْقَةُ عبدِ الوَهّابِ

سُوَيْقَةُ عبدِ الوَهّابِ:
محلة قديمة بغربي بغداد، تنسب إلى عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله ابن عباس، قال ابن أبي مريم: مررت بسويقة عبد الوهاب وقد خربت منازلها وعلى جدار منها مكتوب:
هذي منازل أقوام عهدتهم ... في رغد عيش رغيب ما له خطر
صاحت بهم نائبات الدّهر فارتحلوا ... إلى القبور فلا عين ولا أثر

بَدَعَ 

(بَدَعَ) الْبَاءُ وَالدَّالُ وَالْعَيْنُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا ابْتِدَاءُ الشَّيْءِ وَصُنْعُهُ لَا عَنْ مِثَالٍ، وَالْآخَرُ الِانْقِطَاعُ والْكَلَالُ.

فَالْأَوَّلُ قَوْلُهُمْ: أَبْدَعْتُ الشَّيْءَ قَوْلًا أَوْ فِعْلًا: إِذَا ابْتَدَأْتُهُ لَا عَنْ سَابِقِ مِثَالٍ. وَاللَّهُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: ابْتَدَعَ فُلَانٌ الرَّكِيَّ: إِذَا اسْتَنْبَطَهُ. وَفُلَانٌ بِدْعٌ فِي هَذَا الْأَمْرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9] ، أَيْ: مَا كُنْتُ أَوَّلَ. وَالْأَصْلُ الْآخَرُ قَوْلُهُمْ: أُبْدِعَتِ الرَّاحِلَةُ: إِذَا كَلَّتْ وَعَطِبَتْ، وَأُبْدِعَ بِالرَّجُلِ: إِذَا كَلَّتْ رِكَابُهُ أَوْ عَطِبَتْ وَبَقِيَ مُنْقَطِعًا بِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي» . وَيُقَالُ: الْإِبْدَاعُ لَا يَكُونُ إِلَّا بِظَلْعٍ. وَمِنْ بَعْضِ ذَلِكَ اشْتُقَّتِ الْبِدْعَةُ.

بَدَنَ

(بَدَنَ)
(هـ) فِيهِ «لَا تُبَادِرُوني بِالرُّكُوعِ والسُّجود، إنِّي قَدْ بَدُنْتُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ هَكَذَا رُوِيَ فِي الْحَدِيثِ بَدُنت، يَعْنِي بِالتَّخْفِيفِ، وَإِنَّمَا هُوَ بَدَّنْتُ بِالتَّشْدِيدِ: أَيْ كبِرت وأسْننْتْ، وَالتَّخْفِيفُ مِنَ البَدَانَة وَهِيَ كَثْرَةُ اللَّحْمِ، وَلَمْ يَكُنْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِينًا. قلتُ: قَدْ جَاءَ فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي هَالَةَ: بَادِن مُتَماسك، والبَادِن الضَّخم. فَلَمَّا قَالَ بَادِنٌ أرْدَفَه بِمُتَماسِك، وَهُوَ الَّذِي يُمْسك بعضُ أَعْضَائِهِ بَعْضًا، فَهُوَ مُعتدل الْخَلْق.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أتُحِبّ أَنَّ رجُلا بَادِناً فِي يومٍ حَارٍّ غَسَلَ مَا تحْت إزَارِه ثُمَّ أعطَاكَهُ فَشَرِبْتَهُ» . وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «لَمَّا خَطَبَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قِيلَ: مَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: فَرسي وبَدَنِي» البَدَن الدرْع مِنَ الزَّرَد. وَقِيلَ هِيَ الْقَصِيرَةُ مِنْهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ سَطِيح.
أبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّدَاء والبَدَن
أَيْ وَاسِعُ الدرْع. يُريد بِهِ كَثْرَةَ الْعَطَاءِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مسْح الخفَّين «فَأَخْرَجَ يدَه من تحت بَدَنِهِ» استعار البَدَن ها هنا للجُبّة الصَّغِيرَةِ، تَشْبِيهًا بِالدِّرْعِ. وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُريد بِهِ مِنْ أَسْفَلِ بدَن الجُبة، وَيَشْهَدُ لَهُ مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى «فَأَخْرَجَ يدَه مِنْ تَحْتِ البَدَنِ» وَفِيهِ «أُُتِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بخَمْس بَدَنَات» البَدَنَة تَقَعُ عَلَى الْجَمَلِ وَالنَّاقَةِ وَالْبَقَرَةِ، وَهِيَ بِالْإِبِلِ أَشْبَهُ. وَسُمِّيَتْ بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها. وَقَدْ تَكَرَّرَتْ فِي الْحَدِيثِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ «قِيلَ لَهُ إِنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ يَقُولُونَ إِذَا أَعْتَقَ الرَّجُلُ أمَتَه ثُمَّ تَزَوَّجَهَا كَانَ كَمَنْ يَرْكَب بَدَنَتَهُ» أَيْ إِنَّ مَنْ أَعْتَقَ أَمَتَهُ فَقَدْ جَعَلَهَا مُحَرَّرَةً لِلَّهِ، فَهِيَ بِمَنْزِلَةِ الْبَدَنَةِ الَّتِي تُهْدَى إِلَى بَيْتِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْحَجِّ، فَلَا تُركَب إِلَّا عَنْ ضَرُورَةٍ، فَإِذَا تَزَوَّجَ أَمَتَهُ المعْتَقة كَانَ كَمَنْ قَدْ رَكِبَ بَدَنَتَه الْمُهْدَاةَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.