Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لا_بد_من_أن

ضَأْن

ضَأْن

( {الضَّائِنُ: الضَّعِيفُ) ، والماعِزُ: الحازِمُ المانِعُ مَا وَرَاءَه؛ وقيلَ: رجُلٌ} ضائِنٌ لَيِّنٌ كأَنَّه نَعْجةٌ.
(و) قيلَ: هُوَ (المُسْتَرْخِي البَطْنِ) اللَّيِّنُه. (و) قيلَ: هُوَ (الحَسَنُ الجِسْمِ القَليلُ الطَّعْمِ) ، وكلٌّ مجازٌ.
(و) {الضَّائِنُ: (الأَبيضُ العَريضُ مِن الرَّمْلِ) ، قالَ الجعْدِيُّ:
إِلَى نَعَجٍ من} ضائِنِ الرَّمْلِ أَعْفَرَا (و) {الضَّائِنُ: (خِلافُ الماعِزِ مِن الغَنَمِ، ج} ضَأْنٌ) ، كرَكْبٍ ورَاكِبٍ، (ويُحَرَّكُ) كخَدَمٍ وخادِمٍ، عَن أَبي الهَيْثمِ.
(وكأَميرٍ) كغَزِيَ وقَطِينٍ، (وَهِي {ضائِنَةٌ ج} ضَوائِنُ) ؛ وَمِنْه حدِيثُ شَقِيق: (مَثَلُ قُرَّاء هَذَا الزَّمانِ كمَثَلِ غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوفٍ عِجَافٍ) .
( {وأَضْأَنَ) الرَّجُلُ: (كَثُرَ} ضَأْنُهُ.
(و) يقالُ: ( {أَضْئِنْ} ضَأْنَكَ) : أَي (اعْزِلْها مِن المَعَزِ) .
ونَصّ الأزْهرِيّ: {اضْأَنْ} ضَأْنَكَ وامْعَزْ مَعَزَك، أَي اعْزِلْ ذَا مِن ذَا؛ وَقد {ضَأَنْتُها أَي عَزَلْتُها.
(} والضِّئْنِيُّ، بالكسْرِ: السِّقاءُ الضخْمُ مِن جِلْدَةٍ يَمْخَضُ بهَا الرائِبُ) ؛ صوابُ العِبارَةِ: مِن جِلْدٍ يُمْخَضُ بِهِ الرائِبُ، وَهُوَ مِن نادِرِ مَعْدول النَّسَبِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
إِذا مَا مَشَى وَرْدانُ واهْتَزَّتِ اسْتُهكما اهْتَزَّ {ضِئْنِيٌّ لفَرْعاء يُؤْدَلُ وأَنْشَدَ الأَزْهرِيُّ لحميدِ بنِ ثَوْر:
وجاءَتْ} بضِئْنِيٍّ كأَنَّ دَوِيّهُتَرَنُّمُ رَعْدٍ جاوَبَتْه الرَّواعِدُ ( {والضَّأْنَةُ: الخِزامَةُ إِذا كانتْ من عَقَبٍ) ، عَن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ لابنِ مَيَّادَة:
قطعتُ بمصلالِ الخِشاشِ يَرُدُّهاعلى الكُرْهِ مِنْهَا} ضأنَةٌ وجَدِيلُ وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الضِّئينُ، بالكسْرِ: جَمْعُ} الضَّأْنِ، تَمِيمِيَّةٌ، وَهُوَ داخِلٌ على {الضَّئِينِ، كأَميرٍ، أَتْبعُوا الكَسْر الكَسْر، يطردُ هَذَا فِي جَمِيعِ حُرُوفِ الحلقِ إِذا كانَ المِثالُ فَعِلاً أَو فَعِيلاً، ويُجْمَعُ} الضائِنُ على {الضِّينُ، بالكسْرِ والفتْحِ، مُعْتلاَّن غَيْر مَهْمُوزَيْن، وهُما نادِرَانِ شاذَّانِ، لأنَّ} ضائِناً صَحِيحٌ مَهْموزٌ.
وَقد حُكِي فِي جَمْعِ {الضَّأْنِ} أَضْؤُنٌ {وآضنٌ بالقَلْبِ، وأنْشَدَ يَعْقوب:
إِذا مَا دَعى نَعْمانُ} آضُنَ سالِمٍ عليَّ وَإِن كَانَت مُذانِبُه حُمْرَاأَرادَ: {أَضْؤُناً، فقَلَبَ.
ومِعْزَى} ضِئْنيَّةٌ: تأَلَفُ {الضَّأْنَ، وَهُوَ نادِرٌ مِن مَعْدولِ النَّسَبِ.
ورأْسُ} ضَأْنِ: جَبَلٌ فِي أَرْضِ دَوْسٍ.
! والضَّائِنُ: نوْعٌ مِن الضبابِ خِلافُ الماعِزِ.

أَنْطَرطُوس

أَنْطَرطُوس:
بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص، وقال أبو القاسم الدمشقي: من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عرقة بينهما ثمانية فراسخ ولها برجان حصينان كالقلعتين، وقال أحمد بن يحيى بن جابر: وفتح عبادة بن الصامت في سنة 17 بعد فتح اللاذقية وجبلة أنطرطوس وكان حصنا ثم جلا عنه أهله، فبنى معاوية أنطرطوس وحصّنها وأقطع المقاتلة بها القطائع، وكذلك فعل بمرقية وبليناس، وينسب إليها عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي، قدم دمشق وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود بن مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذّيّال الحزامي الأصبهاني وجماعة كثيرة، روى عنه أبو عليّ الأهوازي وأبو الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطّيّان، وكان يقول: ختمت اثنين وأربعين ألف ختمة، ومولده سنة 295، ومات سنة 390، قال: وتزوّجت بمائة امرأة واشتريت ثلاثمائة جارية، وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن الأوزاعي وأبي عليّ أرطاة بن المنذر، روى عنه محمد بن مصفّى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك، وقال أبو أحمد الحاكم: حديثه ليس بقائم، وعبد الله ابن محمد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن محمد ابن عبيدة المددي الحمصي، روى عنه أبو جعفر محمد ابن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف بالأرزباني، وسليمان بن أحمد الطبراني، قاله أبو القاسم الحافظ الإمام، وأنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي، حدث بدمشق سنة 289 عن عيسى بن سليمان الشيرازي ومخلد بن مالك الحرّاني وأيّوب بن سليمان الرّصافي المعروف بابن مطاعن وجماعة كثيرة، روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وغيرهم.

أَنْدَامِش

أَنْدَامِش:
بكسر الميم، والشين المعجمة: مدينة بين جبال اللّور وجنديسابور، قال الإصطخري: من سابور خواست إلى اللّور ثلاثون فرسخا لا قرية فيها ولا مدينة، ومن اللور إلى مدينة أندامش فرسخان، ومن قنطرة أندامش إلى جنديسابور فرسخان.

أَنَقَ

(أَنَقَ)
- فِي حَدِيثِ قَزَعة مَوْلَى زِيَادٍ «سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ فَآنَقْنَنِي» أَيْ أعجبْنَني. والأَنَق بِالْفَتْحِ الفَرح وَالسُّرُورُ، وَالشَّيْءُ الأَنِيق المُعْجِب. والمحدِّثون يَرْوُونَهُ أيْنَقْنني، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. وَقَدْ جَاءَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: «لَا أيْنَق بِحَدِيثِهِ» أَيْ لَا أُعْجَبُ ، وَهِيَ كَذَا تُرْوَى.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إِذَا وقعتُ فِي آلِ حم وقعتُ فِي رَوْضَاتٍ أَتَأَنَّقُ فِيهِنَّ» أَيْ أُُعْجَب بهنَّ، وأَسْتَلِذ قِرَاءَتَهُنَّ، وأتتبَّع محاسنهنَّ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ «مَا مِنْ عاشِيَةٍ أطْولَ أَنَقاً وَلَا أَبْعَدَ شِبَعًا مِنْ طَالِبِ الْعِلْمِ» أَيْ أشد إعجابا واستحسانا ومحبة وَرَغْبَةً. وَالْعَاشِيَةُ مِنَ الْعَشَاءِ وَهُوَ الْأَكْلُ فِي الليل. وَفِي كَلَامِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «تَرَقَّيْتُ إِلَى مَرْقَاةٍ يقصرُ دُونَهَا الأَنُوق» هِيَ الرَّخَمَة لأنها تبِيض في رؤس الْجِبَالِ وَالْأَمَاكِنِ الصَّعْبَةِ فَلَا يَكَادُ يُظْفَر بِهَا.
وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لَهُ رَجُلٌ افْرض لِي، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَلِوَلَدِي، قَالَ: لَا، قَالَ: وَلِعَشِيرَتِي، قَالَ: لَا، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
طلَب الأبْلَقَ الْعَقُوقَ فَلَمَّا ... لَمْ يَجِدْهُ أَرَادَ بَيْض الأَنُوق
العَقُوق: الْحَامِلُ مِنَ النُّوقِ، والأبْلَق مِنْ صِفَاتِ الذُّكور، والذَّكَر لَا يَحْمل، فَكَأَنَّهُ قَالَ:
طَلَبَ الذَّكر الْحَامِلَ وبَيْض الأَنُوق، مَثَل يُضرب لِلَّذِي يَطْلُبُ الْمُحَالَ الْمُمْتَنِعَ. وَمِنْهُ الْمَثَلُ «أعزُّ مِنْ بَيْضِ الأَنُوق، والأبْلَقِ العَقُوق»

أَنْبِيَاءً

أَنْبِيَاءً
الجذر: ن ب أ

مثال: نَحْن بَشَرٌ ولَسْنا أَنْبِيَاءً
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الصرف.

الصواب والرتبة: -نحن بَشَرٌ ولسنا أَنْبِياءَ [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «أَنْبياء» المنع من الصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.

مَا يسيل من أنف الْإِنْسَان وَغَيره

(بَاب مَا يسيل من أنف الْإِنْسَان وَغَيره)
يُقالُ (207) فِي مِثْلِ المُخاطِ من الإنسانِ: المُخاطُ، ومِنْ ذَوِي الأَظلافِ: الرُّعَامُ (208) والزِّخْرِطُ (209) . ويُقالُ: شاةٌ رَعُومٌ، وَقد رَعَمَ مُخاطُها يَرْعَمُ رُعاماً: إِذا سالَ. وَلَا يُقالُ ذلكَ إلاّ للمَهْزُولَةِ. ويُقالُ لَهُ من ذِي الحافِرِ: الرُّؤالُ والرُّعالُ. وقالَ ابنُ الأعرابيّ (210) : الرُّعامُ من النعجةِ ثُمَّ يُسْتَعَارُ للإنسانِ، [والذَّنينُ والذُّنانُ للإنسانِ] ، والرُّؤالُ للخيلِ ثُمَّ يوصَفُ بِهِ الإنسانُ وغَيْرُهُ. وقالَ ابنُ الأعرابيَ: الرُّعالُ باطِلٌ. ويُقالُ: ذَنَّ أَنْفُهُ يَذِنُّ ذَنيناً. وقالَ الشمّاخُ (211) : تُوائِلُ من مِصَكٍّ أَنْصَبَتْهُ حوالِبُ أَسْهَرَتْهُ بالذَّنينِ الذَّنينُ والُّنانُ للإنسانِ وغيرِهِ. يُقالُ: ذَنَّ أَنْفَهُ. ويُقالُ: رَذَمَ أَنْفُهُ يرذمُ رذاماً: إِذا قَطَرَ. وقالَ الشاعِرُ: من كُلِّ حَنْكَلَةٍ يسِيلُ ذَنِينُها حُبُّ السِّبابِ وطَوْفُها يَتَقَطَّعُ (212) وقالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ (213) : (173) مَنْ ليَ مِنْهَا إِذا مَا جُلْبَةٌ أَزَمَتْ وَمن أُوَيْسٍ إِذا مَا أَنْفُهُ رَذَما الجُلْبَةُ: الشِّدَّةُ من الزمانِ. [و] أُويس: اسمٌ للذئبِ. وكُلُّ قاطِرٍ [من الأنفِ] فَهُوَ رَذَمٌ. ويُقالُ لَهُ من الإبلِ: الذُّنانُ والزِّخْرِطُ [أَيْضا] .

أَنَكَ

(أَنَكَ)
(س) فِيهِ «مَنِ اسْتَمع إِلَى حَديث قَوْم وهُم لَهُ كَارِهُونَ صُبَّ فِي أذُنه الآنُكُ» هُوَ الَّرصاص الْأَبْيَضُ. وَقِيلَ الْأَسْوَدُ. وَقِيلَ هو الخالص منه. ولم يجىء على أفعُل واحداً غَير هَذَا.
فَأَمَّا أشُدُّ فمُخْتَلف فِيهِ هَلْ هُوَ وَاحِدٌ أَوْ جَمْعٌ. وَقِيلَ يَحتمل أَنْ يَكُونَ الآنُك فاعُلا لَا أفْعُلا، وَهُوَ أَيْضًا شَاذٌّ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «مَنْ جَلَسَ إِلَى قَيْنَة ليسْمعَ مِنْهَا صُبَّ فِي أذُنَيه الآنُك يَوْمَ الْقِيَامَةِ» وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي الْحَدِيثِ.

أَنِسَ

(أَنِسَ)
- فِي حَدِيثِ هَاجَرَ وَإِسْمَاعِيلَ «فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَأَنَّهُ آنَسَ شَيْئًا» أَيْ أبْصَرَ ورَأى شَيْئًا لَمْ يَعْهَده. يُقال آنَسْتُ مِنْهُ كَذَا: أَيْ علِمْتُ، واسْتَأْنَسْتُ: أَيِ اسْتَعْلَمْتُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «كَانَ إِذَا دَخَلَ دَارَهُ اسْتَأْنَسَ وتكلَّم» أَيِ اسْتَعْلم وتَبَصَّر قَبْل الدُّخُولِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَلَمْ تَر الْجِنّ وإبْلاَسَها، ويأسَها مِنْ بَعْدِ إِينَاسِهَا» أَيْ أَنَّهَا يَئِسَتْ مِمَّا كَانَتْ تَعْرِفُهُ وتُدركه مِنِ اسْتِراق السَّمع ببعْثَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ نَجْدة الحَرَوْرِيّ وَابْنِ عَبَّاسٍ «حَتَّى يُؤْنَسَ مِنْهُ الرشدُ» أَيْ يُعْلَم مِنْهُ كمالُ الْعَقْلِ وسَدَادُ الْفِعْلِ وحُسْن التَّصَرُّف. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ نَهَى عَنِ الْحُمْرُ الإِنْسِيَّة يَوْمَ خَيْبر» يَعْنِي الَّتِي تألَف البُيوت. وَالْمَشْهُورُ فِيهَا كسْر الْهَمْزَةِ مَنْسُوبَةً إِلَى الإِنْس وَهُمْ بَنُو آدَمَ، الْوَاحِدُ إِنْسِيّ. وَفِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْهَمْزَةَ مَضْمُومَةٌ، فَإِنَّهُ قال: هي التي تَأْلَفُ الْبُيُوتَ والأُنْس، وَهُوَ ضِدُّ الوَحْشة، وَالْمَشْهُورُ فِي ضِدّ الْوَحْشَةِ الأُنْس بالضَّم، وَقَدْ جَاءَ فِيهِ الكَسْر قَلِيلًا. قَالَ وروَاه بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ. قلتُ: إِنْ أَرَادَ أَنَّ الْفَتْحَ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الرِّوَايَةِ فَيَجُوزُ، وَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ لَيْسَ بِمَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ فَلَا، فإِنه مَصْدَر أَنِسْتُ بِهِ آنَسُ أَنَساً وأَنَسَةً.
وَفِيهِ «لَوْ أَطَاعَ اللَّهُ الناسَ فِي النَّاسِ لَمْ يَكُنْ نَاسٌ» قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ النَّاسَ إِنَّمَا يُحِبُّونَ أَنْ يُولَدَ لَهُمُ الذُّكْرانُ دُونَ الْإِنَاثِ، ولَو لَم يكُن الْإِنَاثُ ذهَبَت النَّاس. وَمَعْنَى أَطَاعَ:
اسْتَجَابَ دُعَاءَهُمْ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ صَيَّادٍ «قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أُنَيْسَيَان قَدْ رَابنا شأنُه» هُوَ تَصْغِيرُ إِنْسَانٍ جَاءَ شَاذّاً عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَقِيَاسُ تَصْغِيرِهِ أُنَيْسَان.

لاث

(لاث)
الشّجر والنبات لوثا لبس بعضه بَعْضًا والتف بعضه بِبَعْض فَهُوَ لائث ولاث ولاث وَفُلَان فِي الْأَمر أَبْطَأَ وَيُقَال لاث عَن الْحَاجة أَبْطَأَ بهَا وَمَا لاث فلَان أَن غلب فلَانا مَا احْتبسَ وَمَا أَبْطَأَ والعمامة على رَأسه لفها وعصبها وَيُقَال لاث الشَّيْء أداره مرَّتَيْنِ كَمَا تدار الْعِمَامَة وَالشَّيْء بالشَّيْء خلطه بِهِ ومرسه وَيُقَال لاث الشَّيْء فِي التُّرَاب لطخه بِهِ وَالشَّيْء دلكه فِي المَاء بِالْيَدِ حَتَّى انْحَلَّت أجزاؤه وَالشَّيْء فِي الْفَم وَيُقَال لاث لوثا من كَلَام تكلم بِكَلَام مطوى لم يُبينهُ للاستحياء

ألاَ

ألاَ: حَرْفُ استفتاحٍ يَأْتي على خمسةِ أوجُهٍ: للتَّنْبِيهِ: {ألاَ إنهم هُمُ السُّفَهاءُ} وتُفيدُ التَّحْقيقَ لتَرَكُّبِها من الهمزةِ ولا، وهمزةُ الاِسْتِفْهامِ إذا دَخَلَتْ على النَّفْيِ، أفادَتِ التَّحْقيقَ، وللتَّوْبيخِ والإِنْكارِ:
أَلاَ ارْعِواءَ لِمَنْ ولَّتْ شَبِيبَتُه ... وآذَنَتْ بمَشيبٍ بعدَه هَرَمُ
وللاِسْتِفْهامِ عن النَّفْيِ:
ألاَ اصْطِبارَ لِسَلْمَى أمْ لها جَلَدٌ ... إذاً أُلاقِي الذي لاقاهُ أمْثالِي
وللعَرْضِ والتَّحضيضِ: ومَعْناهُما الطَّلَبُ، لكن العَرْضُ طَلَبٌ بلينٍ: {ألاَ تُحِبُّونَ أنْ يَغْفِرَ اللهُ لكم}

عَلَا

(عَلَا)
[هـ] فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تعالى «الْعَلِيُّ*
والْمُتَعالِ
» فالعَلِيّ: الَّذِي لَيْسَ فوقَه شيءٌ فِي المرْتَبة والحُكْم، فَعِيل بِمَعْنَى فاعِل، مِنْ عَلَا يَعْلُو.
والمُتَعَالِي: الَّذِي جَلَّ عَنْ إفْك المفْتَرِين وعَلا شأنُه. وَقِيلَ: جَلَّ عَنْ كلِّ وَصْفٍ وثنَاء. وَهُوَ مُتَفاعِلٌ مِنَ العُلُوّ، وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى العَالِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «فَإِذَا هُوَ يَتَعَلَّى عَنِّي» أَيْ يَتَرَفَّع عَليَّ.
(س) وَحَدِيثِ سُبَيْعة «فلمَّا تَعَلَّتْ مِنْ نِفاسها» ويُروى «تَعَالَت» : أَيِ ارْتَفَعَتْ وطَهُرَت. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ: تَعَلَّى الرجلُ مِنْ عِلَّته إِذَا برَأ: أي خَرَجَتْ من نِفاسِها وسَلِمت. (س) وَفِيهِ «اليَدُ العُلْيَا خيرٌ مِن اليَد السُّفْلَى» العُلْيَا: المُتَعَفِّفَة، والسُّفْلى: السَّائلة، رُوي ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمر، وَرُوي عَنْهُ أَنَّهَا المُنْفِقةُ. وَقِيلَ: العُلْيَا: المُعْطِية، والسُّفْلَى: الآخِذَة.
وَقِيلَ: السُّفْلى: المانِعَةُ.
(هـ) وَفِيهِ «إنَّ أهلَ الْجَنَّةِ ليَتَراءَوْن أهلَ عِلِّيِّين كَمَا تَرَوْن الكَوْكَبَ الدُّرّيَّ فِي أُفُق السَّمَاءِ» عِلِّيُّون: اسْمٌ لِلسَّمَاءِ السَّابِعَةِ. وَقِيلَ: هُوَ اسمٌ لدِيوَان الْمَلَائِكَةِ الحَفَظَة، تُرْفَع إِلَيْهِ أعمالُ الصَّالِحِينَ مِنَ الْعِبَادِ.
وَقِيلَ: أَرَادَ أَعْلَى الْأَمْكِنَةِ وَأَشْرَفَ الْمَرَاتِبِ وَأَقْرَبَهَا مِنَ اللَّهِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ. ويُعْرَب بِالْحُرُوفِ وَالْحَرَكَاتِ كقِنَّسْرِين وأشْباهِها، عَلَى أَنَّهُ جَمْعٌ أوْ وَاحِد.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «فلمَّا وضعتُ رِجْلي عَلَى مُذَمِّرِ أَبِي جَهْلٍ قَالَ: أَعْلِ عَنِّج» أَيْ تَنَحَّ عَنِّي. يُقَالُ: أَعْلِ عَنِ الْوِسَادَةِ وعَالِ عَنْهَا: أَيْ تَنَحَّ، فَإِذَا أردْت أَنْ يَعْلُوها قُلْتَ: اعْلُ عَلَى الوِسادة، وَأَرَادَ بِعَنَّجْ: عَنِّي، وَهِيَ لُغَةُ قَوْمٍ يقَلِبون الْيَاءَ فِي الوقْف جِيما.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أحُد «قَالَ أَبُو سُفيان لمَّا انْهَزَم الْمُسْلِمُونَ وظَهَروا عَلَيْهِمْ: اعْلُ هُبَلُ، فَقَالَ عُمَر: اللَّهُ أَعْلَى وأجَلّ، فَقَالَ لِعُمَر: أنْعَمَتْ، فعَالِ عَنْهَا» كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قُرَيْشٍ إِذَا أرادَ ابْتِدَاء أمْرٍ عَمَد إِلَى سَهْمَين فكتَب عَلَى أحَدِهما: نَعَم، وَعَلَى الآخَر: لَا، ثُمَّ يتقَدّم إِلَى الصنَّمَ ويُجِيل سِهامَه، فإنْ خرَج سَهْم نَعَم أقْدَم، وَإِنْ خرَج سهْم لاَ امْتَنَع. وَكَانَ أَبُو سُفْيَانَ لمَّا أرادَ الخُروج إِلَى أُحُدٍ استَفْتَى هبلَ، فخرَج لَهُ سَهْمُ الإنْعام، فَذَلِكَ قولُه لِعُمر: «انْعَمَتْ، فعَالِ عَنْهَا» :
أَيْ تَجافَ عَنْهَا وَلَا تَذْكرْها بسُوء، يَعْنِي آلِهَتهم.
(س) وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «لَا يَزَالُ كَعْبُكِ عَالِياً» أَيْ لَا تَزَالِينَ شَرِيفة مُرْتَفعة عَلَى مَنْ يُعادِيك.
وَفِي حَدِيثِ حَمْنَةَ بنتِ جَحْشٍ «كَانَتْ تجْلس فِي المِرْكَنِ ثُمَّ تخْرُج وَهِيَ عَالِيَةُ الدَّم» أَيْ يَعْلُو دَمُها الْمَاءَ.
(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «أخَذْت بعَالِيَة رُمْح» هِيَ مَا يَلِي السِّنان مِنَ القَناة، والْجَمْع: العَوَالِي. (س) وَفِيهِ ذِكر «العَالِيَة والعَوَالِي» فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الْحَدِيثِ. وَهِيَ أماكِنُ بأَعْلَى أرَاضِي الْمَدِينَةِ، والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا: عُلْوِيّ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وأْدَنَاها مِن الْمَدِينَةِ عَلَى أربَعة أمْيال، وأبْعَدُها مِنْ جِهَة نَجْد ثمَانِيةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «وَجَاءَ أعْرَابِيٌّ عُلْوِيٌّ جَافٍ» .
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «فارْتَقى عُلِّيَّة» هِيَ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا: الغُرفة، وَالْجَمْعُ: العَلَالِي.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «قَالَ لِلَبِيد الشَّاعِرِ: كَمْ عطَاؤك؟ قَالَ: أَلْفَانِ وخَمْسمائة. فَقَالَ:
مَا بَالُ العِلَاوَة بَيْنَ الفَوْدَيْن!» العِلَاوَة: مَا عُولِيَ فَوْق الحِمْل وَزِيد عَلَيْهِ.
وَمِنْهُ «ضَرب عِلَاوَته» أَيْ رأسَه. والفَوْدَانِ: العِدْلاَنِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ عَطَاءٍ فِي مَهْبِطِ آدمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «هَبَط بالعَلَاة» وَهِيَ السِّنْدَانُ.
(س) وَفِي شِعْرِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَمْدَحُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
حَتَّى احْتَوى بَيْتُكَ المُهَيْمِنُ مِنْ ... خِنْدِفَ عَلْيَا تَحْتَها النُّطُقُ
عَلْيَاء: اسْمٌ لِلْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ كاليَفاع ، وليْست بِتَأْنِيثِ الأَعْلَى لأنَّها جَاءَتْ مُنَكَّرَة، وفعْلاء أفْعَل يَلْزَمُها التَّعْريف.
وَفِيهِ ذِكْرُ «العُلَى» بالضَّم والقَصْر: مَوْضِعٌ مِنْ ناحِية وَادِي القُرَى، نزَله رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِهِ إِلَى تَبُوك. وَفِيهِ مَسْجِدٌ.
(س) وَفِيهِ «تَعْلُو عنْه العَينُ» أَيْ تَنْبُو عَنه وَلَا تَلْصَق بِهِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ النَّجَاشِيِّ «وَكَانُوا بِهِمْ أَعْلَى عَيْناً» أَيْ أبْصَرَ بِهِمْ وأعْلَم بِحَالِهم.
(س) وَفِيهِ «مَنْ صَامَ الدَّهر ضُيِّقَتْ عَلَيْهِ جَهَنَّمُ» حَمَل بَعْضُهُمْ هَذَا الحديثَ عَلَى ظَاهِرِهِ، وجعَله عُقُوبة لِصائم الدَّهْرِ، كَأَنَّهُ كَرِه صَوْم الدَّهْرِ، ويَشْهد لِذَلِكَ مَنْعُه عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرو عَن صَوْمِ الدَّهْرِ وكَراِهَيُته لَهُ، وَفِيهِ بُعْدٌ، لأنَّ صَوْمَ الدَّهْرِ بالجُملة قُرْبَة، وَقَدْ صَامَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ، فَمَا يَسْتَحِق فاعِلُه تضْيِيَق جهنمَ عليه. وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى أَنَّ «عَلَى» هَاهُنَا بِمَعْنَى عنْ: أَيْ ضُيّقَت عَنْهُ فَلَا يَدْخُلها، وعَن وعَلَى يَتَداخَلان.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي سُفْيَانَ «لولاَ أنْ يأثرُوا عَلَيَّ الكَذب لَكَذَبْت» أَيْ يَرْوُوا عَنّي.
وَمِنْهُ حَدِيثُ زَكَاةِ الفِطْر «عَلَى كُلِّ حُرِّ وَعبْد صاعٌ» وَقِيلَ: «عَلَى» بِمَعْنَى مَعَ، لأنَّ العبْد لَا تَجِب عَلَيْهِ الفِطْرة، وإنَّما تجِب عَلَى سَيِّده، وَهُوَ فِي العَربيَّة كَثِيرٌ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «فَإِذَا انْقَطع مِن عَلَيْهَا رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ» أَيْ مِنْ فوقِها.
وَقِيلَ: مِنْ عِنْدِهَا.
(س) وَفِيهِ «عَلَيْكُم بِكَذَا» أَيِ افْعَلُوهُ، وَهُوَ اسْمٌ لِلْفِعْلِ بِمَعْنَى خُذْ. يُقَالُ: عَلَيْك زَيداً، وعَلَيْك بزيد: أي خذ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

غلا

(غلا)
السّعر وَغَيره غلوا وَغَلَاء زَاد وارتفع وَجَاوَزَ الْحَد فَهُوَ غال وغلي والنبت ارْتَفع وَعظم والتف وَفُلَان فِي الْأَمر وَالدّين تشدد فِيهِ وَجَاوَزَ الْحَد وأفرط فَهُوَ غال (ج) غلاة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تغلوا فِي دينكُمْ} وَالدَّابَّة فِي سَيرهَا ارْتَفَعت فجاوزت حسن السّير وَيُقَال غلا بهَا عظم سمنت والسهم غلوا وغلوا ارْتَفع فِي ذَهَابه وَجَاوَزَ المدى وَكَذَلِكَ الْحجر وبالسهم رفع بِهِ يُرِيد يَدَيْهِ أَن يبلغ بِهِ أقْصَى الْعُلُوّ
غلا
الغُلُوُّ: تجاوز الحدّ، يقال ذلك إذا كان في السّعر غَلَاءٌ، وإذا كان في القدر والمنزلة غُلُوٌّ وفي السّهم: غَلْوٌ، وأفعالها جميعا: غَلَا يَغْلُو . قال تعالى: لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ
[النساء/ 171] . وَالغَلْيُ والغَلَيَانُ يقال في القدر إذا طفحت، ومنه استعير قوله: طَعامُ الْأَثِيمِ كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ كَغَلْيِ الْحَمِيمِ
[الدخان/ 44- 46] ، وبه شبّه غليان الغضب والحرب، وتَغَالَى النّبت يصحّ أن يكون من الغلي، وأن يكون من الغلوّ. والغَلْوَاءُ: تجاوز الحدّ في الجماح، وبه شبّه غَلْوَاءُ الشّباب.
[غلا] غلت القدر تغلى غليا وغليانا. وأغليتها أنا. ولا يقال: غليت. قال أبو الأسود الدؤلي: ولا أقولُ لِقِدْرِ القومِ قد غَلِيَتْ * ولا أقول لباب الدار مَغْلوقُ أي إنى فصيح لا ألحن. وغلا في الامر يغلو غُلَوًّا، أي جاوز فيه الحد. وغَلا السعر غَلاءً. وأغْلى الله السعر. وغَلَوْتُ بالسهم غَلْواً، إذا رميت به أبعدَ ما تقدر عليه. والغَلْوَةُ: الغاية مِقدار رميةٍ. وفى المثل: " جرى المذكيات غلاء ". وغالى باللحم، أي اشتراه بثمن غال وقال: نغالى اللحم للاضياف نيئا * ونرخصه إذا نضج القدور فحذف الباء وهو يريده. ويقال أيضا: أغلى باللحم. وقال:

كأنَّها دُرَّةٌ أغْلى التِجارُ بها * والغالية من الطيب، يقال أول من سماها سليمان بن عبد الملك. تقول منه: تغليت بالغالية. والاغتلاء: الاسراع. وقال: كيف تراها تغتلى يا شرج * وقد سهجناها فطال السهج وناقة مغلاة الوهق: تغتلى إذا تواهقت أخفافها. قال رؤبة:

تنشطته كل مغلاة الوهق * والهاء للخرق، وهو المفازة. وتغالى لحم الناقة، أي ارتفع وذهب. قال لبيد: فإذا تغالى لحمها وتحسرت * وتقطعت بعد الكلال خدامها ورواه ثعلب بالعين غير غمعجمة. والغلواء: الغلو. والغُلَواءُ أيضاً: سرعة الشباب وأوله. عن أبى زيد.
(غلا) - في الحديث: "لا تُغالُوا صُدُقَ النِّساء"
وفي رواية: "لا تَغْلُوا في صَدُقَاتِ النِّساء"
أَصْلُ الغَلاء: الارْتِفاعُ؛ وقد غَلَا غُلُوًّا فهو غالٍ.
والغُلُوُّ: مُجاوزَةُ القَدْر في كلّ شيءٍ. يقال: غَالَيت الشيءَ وبالشيءِ، وأغلَيتُ به، من غَلَاءِ السِّعر؛ ومنه قَولُ الشَّاعر:
* ولو نُسَامُ بِها في الأَمْنِ أُغْلِينَا *
والغَالِيَة في الطِّيب، من غَلَاءِ السِّعر أيضا؛ لأنها استُغلِيَت لكَثْرة ثَمنِها حين عُمِلَت.
- ومنه حديث عائشة - رضي الله عنها: "كنت أُغَلِّل"
وفي رواية: "أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالغَالِيَة"
: أي أُغْلِى. قال الفراء: يقال: تَغَلَّلت بالغَالِيَة ، ولا يقال: تَغَلَّيت.
- وفي الحديث : "بَينَه وبَينَ الطَّرِيقِ غَلْوَةٌ"
الغَلْوَةُ: قَدرُ رَمْيَةٍ.
- وفي الحديث : فسَمَّاه قِتْرَ الغِلاء"
يقال: كم جَعَلْتُم قِتْرَتَكم: أي سِهامَكُم التي للمُغَالاة. وغَالَيْتُه: رَامَيتُه، وتَقتَّر فلُانٌ للرَّمْي: تَهيَّأ له.
وتَقَتَّر عن الشيءِ: اتَّقَاه. وغَلَا بسَهمِه غُلُوًّا: رَمَى به إلى أَقصَى الغَايَة.
وقد تَغَالى الرَّجُلان، وكُلُّ مَرمًى من ذلك غَلْوة.
وقِيلَ: إنَّ ذلك لا يكون إلَّا مع تَصْعيدِ السَّهْم.
وغَالَت الدَّابّةُ غِلاءً في سَيرِها، وغَلْوَةُ الشَّباب: غُلَوَاؤُه؛ أي أَوَّلُهُ.
- في الحديث: "إيّاكم والغُلُوَّ في الدِّين"
: أي التَّشَدُّدَ فيه. كقَوْله: "إن هَذا الدِّين متِين فأوغِل فيه برِفق"
وقيل: مَعْناه البَحثُ عن حَقائقِ الأَشْياء، والكَشْف عن عِلَلها، فإنَّ ذلك قد يُؤَدِّي إلى الاخْتِلاف.

غلا: الغَلاءُ: نَقيضُ الرُّخْصِ. غَلا السِّعْرُ وغيرُه يَغْلُو

غَلاءً، ممدود، فهو غالٍ وغَلِيٌّ؛ الأَخيرة عن كراعٍ. وأَغْلاهُ الله: جَعَلَه

غالِياً. وغالى بالشيءِ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ. وغالى بالشيءِ

وغَلاَّه: سامَ فأَبْعَطَ؛ قال الشاعر:

نُغالي اللَّحمَ للأَضْيافِ نِيئاً،

ونُرْخِصُهُ إِذا نَضِجَ القَديرُ

فحذف الباء وهو يريدُها، كما يقال لَعِبْتُ الكِعابَ ولَعِبْتُ

بالكِعابِ، المعنى نُغالي باللحمِ. وقال أَبو مالك: نُغالي اللحمَ نَشتَريه

غالياً ثم نَبْذُلُه ونُطْعِمُه إِذا نَضِجَ في قُدُورِنا. ويقال أَيضاً:

أَغْلى؛ قال الشاعر:

كأَنَّها دُرَّة أَغْلى التِّجارُ بها

وقال ابن بري: شاهدُ أَغْلى اللحمَ قول شَبيب بن البَرْصاء:

وإِني لأَغْلي اللحمَ نِيئاً، وإنَّني

لمُمْسٍ بهَيْنِ اللحم، وهو نَضِيجُ

الفراء: غالَيْتُ اللحمَ وغالَيتُ باللحم جائز. ويقال: غالَيتُ صَداق

المرأَة أَي أَغْلَيته؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه: لا تُغالوا صُدُقات

النساء، وفي رواية: لا تُغالوا صُدُقَ النساء، وفي رواية: في صَدُقاتِهنَّ،

أَي لا تُبالِغُوا في كثرة الصَّداقِ، وأَصلُ الغَلاء الارتفاعُ

ومُجاوَزة القَدْرِ في كلِّ شيء. وبِعْتُه بالغَلاءِ والغالي والغَلِيّ؛ كلهنَّ

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ولو أَنَّا نُباعُ كَلامَ سَلْمى،

لأَعْطَيْنا به ثَمَناً غَلِيَّا

وغَلا في الدِّينِ والأَمْر يَغْلُو غُلُوّاً: جاوَزَ حَدَّه. وفي

التنزيل: لا تَغْلُوا في دينِكم؛ وقال الحَرِث بن خالد:

خُمْصانة قَلِق مُوَشَّحُها،

رُؤْد الشَّبابِ غَلا بها عَظْمُ

التهذيب: وقال بعضهم غَلَوْت في الأَمر غُلُوّاً وغَلانِيَةً وغَلانِياً

إِذا جاوزْتَ فيه الحَدّ وأفْرَطْت فيه؛ قال الأَعشى: أَنشده ابن بري:

أَوْ زِدْ عليه الغَلانِيا

وفي التهذيب: زادوا فيه النونَ؛ قال ذو الرمة:

وذو الشَّنْءِ فاشْنَأْه، وذو الوِدِّ فاجْزِه

على وِدِّه، وازْدَدْ عليه الغَلانِيا

زاد فيه النونَ. وفي الحديث: إِياكم والغُلُوَّ في الدين أَي

التَّشَدُّدَ فيه ومجاوَزة الحَدِّ، كالحديث الآخر: إِنَّ هذا الدينَ مَتِينٌ

فأَوْغِلْ فيه بِرفْقٍ، وقيل: معناه البحثُ عن بواطنِ الأَشْياء والكَشْفُ عن

عِلَلِها وغَوامِضِ مُتَعَبَّداتِها؛ ومنه الحديث:

وحاملُ القرآن غيرُ الغالي فيه ولا الجافي عنه، إِنما قال ذلك لأَنَّ من

آدابه وأَخلاقِه التي أَمرَ بها القَصْدَ في الأُمورِ، وخيرُ الأُمورِ

أَوْساطُها.

و:

كلا طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذَمِيمُ

والغُلُوُّ: الإِعْداءُ. وغَلا بالسَّهْمِ يَغْلُو غَلْواً وغُلُوًّا

وغالَى به غِلاءً: رَفَع يدَه يريد به أَقْصَى الغاية وهو من التجاوزِ؛

ومنه قول الشاعر:

كالسَّهْمِ أَرْسَلَه من كَفِّه الغالي

وقال الليث: رمى به؛ وأَنشد للشماخ:

كما سَطَع المِرِّيخُ شَمَّره الغالي

والمُغالي بالسِّهْمِ: الرافِعُ يدَه يريدُ به أَقصَى الغايةِ. ورجلٌ

غَلاَّءٌ: بَعيدُ الغُلُوِّ بالسِّهْم؛ قال غَيْلانُ الرَّبَعِي يصف

حَلْبَة:

أَمْسَوْا فَقادُوهُنّ حولَ المِيطاءْ

بمائَتَيْن بغِلاءِ الغَلاَّءْ

وغَلا السَّهْمُ نفسُه: ارتفَع في ذَهابِه وجاوَزَ المَدَى، وكذلك

الحجَر، وكلُّ مَرْماةٍ من ذلك غَلْوَةٌ؛ وأَنشد:

من مائةٍ زَلْخٍ بمرِّيخٍ غال

وكلُّه من الارتفاعِ والتَّجاوزِ، والجمعُ غَلَواتٌ وغِلاءٌ.

وفي الحديث: أَهْدَى له يَكْسُومُ سِلاحاً وفيه سَهْم فسَمَّاه قِتْرَ

الغِلاءِ؛ الغِلاء، بالكسر والمدّ: من غالَيْته أُغالِيه مُغالاةً وغِلاءً

إِذا رامَيْتَه، والقِترُ سَهْم الهَدَف، وهي أَيضاً أَمَدُ جَرْيِ

الفَرَسِ وشوْطِه، والأَصلُ الأَول.

وفي حديث ابن عمر: بَيْنه وبينَ الطَّرِيق غَلْوةٌ؛ الغَلْوَةُ: قدرُ

رَمْيةٍ بسَهْمٍ، وقد تُسْتَعْمَل الغَلْوة في سِباقِ الخَيْل، والغَلْوَةُ

الغاية مقدار رَمْيةٍ. وفي المثل: جَرْيُ المُذْكيات غِلاءٌ.

والمِغْلاةُ: سهمٌ يُتَّخَذُ لمغالاة الغَلْوَة، ويقال له المِغْلَى،

بلا هاءٍ؛ قال ابن سيده: والمِغْلى سَهْمٌ تُعْلى به أَي تُرْفَعُ به

اليَدُ حتى يَتَجاوزَ المِقدارَ أَو يقارِب ذلك. وسهمُ الغِلاءِ، ممدودٌ:

السهمُ الذي يقدَّر به مَدَى الأَمْيالِ والفراسِخِ والأَرضِ التي يُسْتَبَقُ

إِليها. التهذيب: الفَرْسَخ التامُّ خمسٌ وعشرون غَلْوَةً.

والغُلُوُّ في القافِية: حَرَكَةُ الرَّوِيّ الساكِنِ بعد تمامِ الوزنِ،

والغالي: نونٌ زائدة بعد تلك الحركة، وذلك نحو قوله في إنشادِ من أَنشده

هكذا:

وقاتِم الأَعْماقِ خاوي المُخْتَرَقِنْ

فحركة القافِ هي الغُلُوُّ، والنونُ

بعد ذلك هي الغالي، وإنما اشتُقَّ من الغُلُوِّ الذي هو التجاوُزُ لقدر

ما يحبُ، وهو عندهم أَفْحَشُ من التَّعَدّي، وقد ذكرنا التَّعَدِّيَ في

الموضع الذي يَليق به، ولا يُعْتَدُّ به في الوزنِ لأَنَّ الوزنَ قد

تَناهَى قبلَه، جعلوا ذلك في آخرِ البيت بمَنْزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

والدابَّة تَغْلُو في سَيْرِها غَلْواً وتَغْتَلي بخفَّةِ قوائمِها؛

وأَنشد:فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي

ابن سيده: وغَلَتِ الدابة في سَيرِها غُلُوًّا واغْتَلت ارْتَفَعَت

فجاوَزَت حُسْنَ السَّيْر؛ قال الأَعشى:

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالرِّداف،

إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا

والاغْتِلاءُ: الإِسْراعُ؛ قال الشاعر:

كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يا شَرْجُ،

وقد سَهَجْناها فَطال السَّهْجُ؟

وناقةٌ مِغْلاةُ الوهَقِ إِذا تَوَهَّقت أَخفافُها؛ قال رؤبة:

تَنَشَّطَتهُ كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ،

مَضْبُورَةٍ قَرْواءَ هِرْجابٍ فُنُقْ

الهاء للمُخْتَرَق، وهو المفازة. وغَلا بالجارِية والغلام عَظْمٌ

غُلُوًّا: وذلك في سرعة شبابهما وسَبْقِهِما لداتِهِما، وهو من

التجاوُزِ.وغُلْوانُ الشَّبابِ وغُلَواؤُه: سُرْعَتُه وأَوَّله. أَبو عبيد:

الغُلَواءُ، ممدودٌ، سرعةُ الشبابِ؛ وأنشد قول ابن الرُّقَيَّات:

لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها،

ومَضَتْ على غُلَوائِها

وقال آخر:

فَمَضَى عَلى غُلَوائِهِ، وكأَنَّه

نَجْمٌ سَرَتْ عَنْهُ الغُيُومُ فَلاحَا

وقال طُفَيْل:

فَمَشَوْا إِلى الهَيْجاءِ، في غُلَوائِها،

مَشْيَ اللُّيُوثِ بكُلِّ أَبْيَضَ مُذْهَبِ

وفي حديث علي، رضي الله عنه: شُمُوخُ أَنْفِه وسُمُوُّ غُلَوائِه؛

غُلَواءُ الشبابِ: أَوَّلُه وشِرَّتُه؛ وقال ابن السكيت في قول الشاعر:

خُمْصانَة قَلِق مُوَشَّحُها،

رُؤد الشبابِ غَلا بِها عَظْمُ

قال: هذا مثلُ قول ابن الرقيات:

لمْ تَلْتَفِتْ لِلِداتِها،

ومَضَتْ على غُلَوائِها

وكما قال:

كالغُصْنِ في غُلَوائِهِ المُتَأَوِّدِ

وقال غيرُه: الغالي اللّحْمُ السَّمِينُ، أُخِذَ منه قوله: غَلا بها

عَظْمُ إِذا سَمِنَتْ؛ وقال أَبو وجْزَة السَّعْدي:

تَوَسَّطَها غالٍ عَتِيقٌ، وزانَها

مُعَرّسُ مَهْرِيٍّ، به الذَّيْلُ يَلْمَعُ

أَراد بمُعَرّس مَهْرِيّ حَمْلَها الذي أَجَنَّتْه في رَحِمِها من

ضِرابِ جَملٍ مَهْرِيّ أَي تَوَسَّطَها شَحْم عَتِيق في سنامِها. ويقال للشيء

إذا ارْتَفَع: قد غَلا؛ قال ذو الرمة:

فما زالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا،

ويَزْدادُ حتى لم نَجِدْ ما نَزِيدُها

وغَلا النَّبْت: ارْتَفَع وعَظُمَ والْتَفَّ قال لبيد:

فغَلا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ ، وأَطْفَلَتْ،

بالجَلْهَتَيْنِ ، ظِباؤُها ونَعامُها

وكذلك تغالى واغْلَوْلَى؛ قال ذو الرمة:

مِمَّا تَغَالَى مِنَ البُهْمَى ذَوائِبُه

بالصَّيْفِ، وانْضَرَجَتْ عنه الأَكامِيمُ

وأَغْلى الكَرْمُ: التَفّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نوامِيهِ وطالَ،

وأَغْلاهُ: خَفَّفَ من وَرَقِه لِيَرتَفِعَ ويَجُودَ. وكلّ ما ارْتَفَع فقدْ غَلا

وتَغالى. وتَغالى لَحْمُه: انْحَسر عند الضَّمادِ كأَنّه ضِدٌّ. التهذيب: وتَغالى لحمُ الدابَّة أَو الناقة إذا ارتفع وذهَب، وقيل: إذا

انْحَسَرَ عندَ التَّضْمِير؛ قال لبيد:

فإذا تَغالى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ،

وتقَطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها

تغالى لَحْمُها أَي ارْتفَع وصارَ على رُؤوس العِظام، ورواه ثعلب بالعين

غير المعجمة. والغُلَواءُ: الغُلُوُّ. وغَلْوى: اسمُ فرَسٍ مَشْهورَةٍ.

وغَلَتِ القِدرُ والجَرَّةُ تَغْلي غَلْياً وغَلَياناً وأَغْلاها

وغَلاَّها، ولا يقال غَلِيتْ؛ قال أَبو الأَسود الدُّؤَ :

ولا أَقولُ لِقدرِ القَوْمِ: قدْ غَلِيتْ،

ولا أَقولُ لبابِ الدَّارِ: مَغْلُوقُ

أَي أَني فَصِيح لا أَلْحَنُ. ابن سيده: قال ابن دريد وفي بعْضِ كلامِ

الأَوائِلِ أَنَّ ماءً وغَلِّه، قال: وبعضهم يرويه: أُزَّ ماءً

وغَلِّه.والغالِيَةُ من الطِّيب: معروفة وقد تَغَلَّى بها؛ عن ثعلب ، وغَلَّى

غَيرَه. يقال: إنَّ أَولَ منْ سَمَّاها بذلك سليمانُ بنُ عبدِ المَلكِ،

ويقال منها تَغَلَّلتُ وتَغَلَّفْتُ وتَغَلَّيْت، كله من الغالية. وقال

أَبو نصر: سألت الأَصمعي هل يجوز تغَلَّلت؟ فقال: إنْ أَرَدْتَ أَنَّكَ

أَدْخَلْتَه في لِحْيَتِك أو شارِبك فجائِزٌ. والغَلْوى: الغالية في قول

عَديّ ابن زيد:

يَنْفَحُ من أَرْدانِها المِسْكُ والـ

ـعَنْبَرُ والغَلْوى ولُبْنى قَفُوص

وفي حديث عائشة، رضي الله عنها: كنتُ أُغَلِّفُ لِحْيَةَ رسولِ الله،

صلى الله عليه وسلم، بالغالِيةِ؛ قال: هو نوعٌ من الطِّيب مَرَكَّبٌ من

مِسْكٍ وعَنْبَرٍ وعُودٍ ودُهْنٍ، وهي معروفة، والتَّغلُّف بها

التَّلَطُّخ.

ملا

(ملا)
فلَان ملوا عدا
[ملا] نه: فيه: "ليملي" للظالم، الإملاء: الإمهال والتأخير وإطالة العمر. و"الملي": طائفة من الزمان. ن: وفي ح جبرئيل: فلبثت "مليا"، بتشديد ياء أي وقتًا طويلًا، روى أنه قدر ثلاث ليال، وفي آخر أنه أخبره في ذلك المجلس، والجمع بأنه أخبر في ذلك المجلس وبعد ثلاث أيضًا ولم يسمعه عمر في ذلك المجلس: غ: والليل والنهار "ملوان". وهو أولى به و"أملى"، أي أوسع له. والبس جديدًا و"تمل" حبيبًا، أي ليطل أيامك معه.
باب من
م ل ا: يُقَالُ: (مَلَّاكَ) اللَّهُ حَبِيبَكَ (تَمْلِيَةً) أَيْ مَتَّعَكَ بِهِ وَأَعَاشَكَ مَعَهُ طَوِيلًا. وَ (تَمَلَّيْتُ) عُمْرِي اسْتَمْتَعْتُمِنْهُ. وَ (الْمَلِيُّ) الزَّمَانُ الطَّوِيلُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [مريم: 46] . وَ (الْمَلَوَانِ) اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ الْوَاحِدُ (مَلًا) مَقْصُورٌ. وَ (أَمْلَى) لَهُ فِي غَيِّهِ أَطَالَ لَهُ. وَأَمْلَى اللَّهُ لَهُ أَمْهَلَهُ وَطَوَّلَ لَهُ. وَأَمْلَى الْكِتَابَ وَ (أَمَلَّهُ) لُغَتَانِ جَيِّدَتَانِ جَاءَ بِهِمَا الْقُرْآنُ. قُلْتُ: أَرَادَ بِهِ قَوْلَهُ تَعَالَى: {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ} [الفرقان: 5] وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} [البقرة: 282] وَ (اسْتَمْلَاهُ) الْكِتَابَ سَأَلَهُ أَنْ يُمْلِيَهُ عَلَيْهِ. 
ملا
الْإِمْلَاءُ: الإمداد، ومنه قيل للمدّة الطويلة مَلَاوَةٌ من الدّهر، ومَلِيٌّ من الدّهر، قال تعالى: وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا [مريم/ 46] وتملّيت دهراً:
أبقيت، وتملّيت الثَّوبَ: تمتّعت به طويلا، وتملَّى بكذا: تمتّع به بملاوة من الدّهر، ومَلَاكَ اللهُ غير مهموز: عمّرك، ويقال: عشت مليّا.
أي: طويلا، والملا مقصور: المفازة الممتدّة ، والمَلَوَانِ قيل: الليل والنهار، وحقيقة ذلك تكرّرهما وامتدادهما، بدلالة أنهما أضيفا إليهما في قول الشاعر:
نهار وليل دائم ملواهما على كلّ حال المرء يختلفان
فلو كانا الليل والنهار لما أضيفا إليهما. قال تعالى: وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
[الأعراف/ 183] أي: أمهلهم، وقوله:
الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ
[محمد/ 25] أي: أمهل، ومن قرأ: أملي لهم فمن قولهم: أَمْلَيْتُ الكتابَ أُمْلِيهِ إملاءً. قال تعالى: أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ
[آل عمران/ 178] . وأصل أمليت: أمللت، فقلب تخفيفا قال تعالى: فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الفرقان/ 5] ، وفي موضع آخر: فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ [البقرة/ 282] .

ملا: المِلاوةُ والمُلاوةُ والمَلاوةُ والمَلا والمَلِيُّ، كله: مَدَّة

العيش. وقد تَمَلَّى العَيْشَ ومُلِّيَه وأَمْلاه الله إِياه ومَلاَّهُ

وأَمْلى اللهُ له: أَمْهلَه وطوَّلَ له. وفي الحديث: إنَّ اللهَ لَيُمْلي

للظالم؛ الإِمْلاء: الإِمْهالُ والتأْخير وإِطالةُ العُمُر. وتَمَلَّى

إِخْوانَه: مُتِّعَ بهم. يقال: مَلاَّك الله حَبيبَك أَي مَتَّعَك به

وأَعاشَك معه طويلاً؛ قال التميمي في يزيد بن مِزْيد الشَّيْباني:

وقد كنتُ أَرْجُو أَنْ أُمَلاَّك حِقْبةً،

فحالَ قَضاءُ اللهِ دُونَ رَجائِيا

أَلا فَلْيَمُتْ من شاء بَعْدَكَ، إِنما

عَلَيْكَ، منَ الأَقْدارِ، كان حِذارِيا

وتَمَلَّيْت عُمُري: استمتعت به. ويقال لمن لَبِس الجَديدَ: أَبْلَيْتَ

جَديداً وتَمَلَّيْت حَبيباً أَي عِشْتَ معه مِلاوةً من دهرك وتَمَتَّعْت

به. وأَمْلى للبعير في القَيْدِ: أَرْخى ووَسَّع فيه. وأَمْلى له في

غَيِّه: أَطالَ. ابن الأَنباري في قوله تعالى: إِنما نُمْلي لهم

لِيَزْدادُوا إِثماً؛ اشتقاقه من المَلْوة وهي المدّة من الزمان، ومن ذلك قولهم:

البَسْ جديداً وتَمَلَّ حبيباً أَي لتَطُلْ أَيامُك معه؛ وأَنشد:

بوِدِّيَ لَوْ أَني تَمَلَّيْتُ عُمْرَه

بِما ليَ مِنْ مالٍ طَريفٍ وتالِدِ

أَي طالَتْ أَيامي معَه؛ وأَنشد:

أَلا لَيْتَ شِعْري هل تَرُودَنَّ ناقَتي

بِحزْمِ الرَّقاشِ مِنْ مَتالٍ هَوامِلِ؟

هُنالِكَ لا أُمْلي لها القَيْدَ بالضُّحى،

ولَسْتُ، إِذا راحَتْ عليَّ، بعاقِلِ

أَي لا أُطِيلُ لها القيد لأَنها صارت إِلى أُلاَّفِها فتَقِرُّ وتسكن،

أَخذ الإِمْلاءَ من المَلا، وهو ما اتَّسَع من الأَرض.

ومرَّ مَليٌّ من الليل ومَلاً: وهو ما بين أَوَّله إِلى ثلثه، وقيل: هو

قِطْعة منه لم تُحَدَّ، والجمع أَمْلاء، وتكرر في الحديث: ومرَّ عليه

مَلاً من الدهر أَي قطْعة. والمَليُّ: الهَوِيُّ من الدهر. يقال: أَقامَ

مَلِيّاً من الدهر. ومضى مَليٌّ من النهار أَي ساعةٌ طَويلة. ابن السكيت:

تَمَلأْتُ من الطعام تَمَلُّؤاً. وقد تَمَلَّيْت العيش تَمَلِّياً إِذا عشت

مَلِيّاً أَي طَويلاً. وفي التنزيل: واهْجُرْني مَلِيّاً؛ قال الفراء:

أَي طويلاً.

والمَلَوانِ: الليلُ والنهار؛ قال الشاعر:

نَهارٌ ولَيْلٌ دائمٌ مَلَواهما،

على كلِّ حالِ المَرْءِ يَخْتَلِفانِ

وقيل: المَلَوانِ طَرفا النهار؛ قال ابن مقبل:

أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بالسَّبُعانِ،

أَمَلَّ عَليها بالبِلى المَلَوانِ

واحدهما مَلاً، مقصور. ويقال: لا أَفعله ما اختلف المَلَوانِ. وأَقام

عنده مَلْوةً من الدهر ومُلوةً ومِلوةً ومَلاوةً ومُلاوةً ومِلاوةً أَي

حيناً وبُرهة من الدهر. الليث: إِنه لفي ملاوة من عيش أَي قد أُمْلِيَ له،

والله يُمْلي مَن يشاء فيؤجِّله في الخَفْض والسِّعة والأَمْن؛ قال

العجاج:مُلاوةً مُلِّيتُها، كأَني

ضارِبُ صَنْجِ نَشْوةٍ مُغَنِّي

الأَصمعي: أَمْلى عليه الزَّمنُ أَي طال عليه، وأَمْلى له أَي طَوَّلَ

له وأَمْهَلَه.

ابن الأَعرابي: المُلى الرَّماد الحارُّ، والمُلى الزمان

(* وقوله«

الملى الرماد والملى الزمان» كذا ضبطا بالضم في الأصل.) من الدهر.

والإِمْلاء والإِمْلالُ على الكاتب واحد. وأَمْلَيْتُ الكتاب أُمْلي

وأَمْلَلْتُه أُمِلُّه لغتان جَيِّدتان جاءَ بهما القرآن. واستمليته الكتاب:

سأَلته أَن يُمْلِيَه عليَّ، والله أَعلم.

والمَلاةُ: فَلاة ذات حر، ولجمع مَلاً؛ قال تأَبَّط شرّاً:

ولَكِنَّني أُرْوي مِنَ الخَمْرِ هامَتي،

وأَنْضُو المَلا بالشَّاحِبِ المُتشَلْشِل

وهو الذي تَخَدَّدَ لحمه وقلَّ، وقي: المَلا واحد وهو الفَلاةُ. التهذيب

في ترجمة ملأَ: وأَما المَلا المُتَّسَعُ من الأَرض فغير مهموز، يكتب

بالأَلف والياء والبصريون يكتبونه بالأَلف؛ وأَنشد:

أَلا غَنِّياني وارْفَعا الصَّوْتَ بالمَلا،

فإِنَّ المَلا عِنْدي يَزيدُ المَدى بُعْدا

الجوهري: المَلا، مقصور، الصَّحراء؛ وأَنشد ابن بري في المَلا

المُتَّسعِ من الأَرض لبشر:

عَطَفْنا لهم عَطْفَ الضَّرُوسِ مِنَ المَلا

بِشَهْباء لا يَمْشِي الضَّراءَ رَقِيبُها

والمَلا: موضع؛ وبه فسر ثعلب قول قيس بن ذَريح:

تبكِي على لُبْنى، وأَنْتَ تَرَكْتَها،

وكُنْتَ عَلَيْها بالمَلا أَنْتَ أَقْدَرُ

ومَلا الرجلُ يَمْلُو: عَدا؛ ومنه حكاية الهذلي: فرأَيتُ الذي ذَمى

يَمْلو أَي الذي نَجا بذَمائه. قال ابن سيده: وقضينا على مجهول هذا الباب

بالواو لوجود م ل و وعدم م ل ي.

ويقال: مَلا البعيرُ يَمْلُو مَلْواً أَي سارَ سيراً شديداً؛ وقال

مُلَيْح الهذلي:

فأَلْقَوْا عَلَيْهِنَّ السِّياطَ، فَشَمَّرَتْ

سَعالى عَليْها المَيْسُ تَمْلُو وتَقْذِفُ

ملا
عن إحدى الصيغ البولندية للاسم ميلاني المأخوذ عن اليونانية بمعنى أسمر وأسود. يستخدم للإناث.

شَلَا

(شَلَا)
(هـ) فِيهِ «أَنَّهُ قَالَ لأبَىّ بْنِ كَعْبٍ فِي الْقَوْسِ الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى إقرائِه الْقُرْآنَ: تَقَلَّدها شِلْوَة مِنْ جهنَّم» وَيُرْوَى «شِلْواً مِنْ جَهَنَّمَ» أَيْ قِطْعةً مِنْهَا.
والشِّلْوُ: العُضْو.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «ائْتِنِي بِشِلْوِهَا الأيْمَن» أَيْ بعُضْوها الأيمَن، إِمَّا يَدِها أَوْ رِجْلِها.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي رَجاءِ «لمَّا بَلغَنا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخذَ فِي القَتْل هَرَبْناَ، فاسْتَثَرنا شِلْوَ أرنبٍ دَفيناً» ويْجمع الشِّلْوُ عَلَى أَشْلٍ وأَشْلَاءٍ.
(س) فَمِنَ الْأَوَّلِ حَدِيثُ بكَّار «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بقَوم يَنالُون مِنَ الثَّعْد والحُلْقانِ وأَشْلٍ مِنْ لْحَم» أَيْ قَطَعٍ مِنَ اللَّحْم، وَوَزْنه أفْعُل كأضْرُسٍ، فَحُذِفَتِ الضَّمَّةُ وَالْوَاوُ استِثقالاً وأُلْحِق بالمَنْقُوص كَمَا فُعِل بدَلْوٍ وأدْلٍ.
(س) وَمِنَ الثَّانِي حَدِيثُ عَلِيٍّ «وأَشْلَاء جامِعةً لأعْضائِها» .
(س [هـ] ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «أَنَّهُ سَأَلَ جُبَير بْنَ مُطْعِم ممَّن كَانَ النُّعْمان بْنُ الْمُنْذِرِ؟ فَقَالَ:
كَانَ مِنْ أَشْلَاء قَنَصِ بْنِ مَعَدٍّ» أَيْ مِنْ بَقايا أولادِه، وكأنَّه مِنَ الشِّلْوِ: القِطعة مِنَ اللَّحْمِ؛ لِأَنَّهَا بَقِيَّةٌ مِنْهُ. قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: يُقَالُ بنُو فلانٍ أَشْلَاءٌ فِي بَنِي فُلانٍ: أَيْ بَقايا فِيهِمْ.
(هـ) وَفِيهِ «اللِّصُّ إِذَا قُطِعَت يدُه سبَقَت إِلَى النَّار، فَإِنْ تابَ اشْتَلَاهَا» أَيِ اسْتَنْقَذها.
وَمَعْنَى سَبْقِها: أَنَّهُ بالسَّرِقة اسْتوجَبَ النَّارَ، فَكَانَتْ مِنْ جُمْلة مَا يدْخُل النَّارّ، فَإِذَا قُطِعَت سَبَقَتْه إِلَيْهَا لأنَّها فارَقَتْه، فَإِذَا تابَ اسْتَنْقَذَ بِنْيَتَه حَتَّى يدَه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُطرِّفٍ «وجدْتُ العبْدَ بَين اللَّهِ وَبَيْنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنِ اسْتَشْلَاهُ ربُّه نَجَّاه، وَإِنَّ خَلاَّه والشيطانَ هَلَك» أَيِ اسْتَنْقَذَهُ. يُقَالُ: اشْتَلَاهُ واسْتَشْلَاهُ إِذَا اسْتَنْقَذَه مِنَ الهَلَكة وأخذَه. وَقِيلَ هُوَ مِنَ الدُّعاء. يُقَالُ: أَشْلَيْتُ الكَلْبَ وَغَيْرَهُ، إِذَا دَعَوته إليكَ، أَيْ إنْ أغاثَه اللَّهُ ودَعاَه إِلَيْهِ أنقَذَه.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ فِي الوَرِكِ: ظاهِرُه نَساً وباطِنُه شَلًا» يُرِيدُ لَا لَحَم عَلَى باطِنِه، كَأَنَّهُ اشْتُلِيَ مَا فِيهِ مِنَ اللَّحمِ: أَيْ أُخِذَ.

نجدُ اليَمَن

نجدُ اليَمَن:
قال أبو زياد: فأما ديار همدان وأشعر وكندة وخولان فإنها مفترشة في أعراض اليمن وفي أضعافها مخاليف وزروع وبها بواد وقرى مشتملة على بعض تهامة وبعض نجد اليمن في شرقي تهامة، وهي قليلة الجبال مستوية البقاع، ونجد اليمن غير نجد الحجاز غير أن جنوبي نجد الحجاز يتصل بشمالي نجد اليمن وبين النجدين وعمان برية ممتنعة، ونجد اليمن أراد عمرو بن معدي كرب بقوله:
أولئك معشري وهم خيالي، ... وجدّي في كتيبتهم ومجدي
هم قتلوا عزيزا يوم لحج، ... وعلقمة بن سعد يوم نجد

مَنْعِجٌ

مَنْعِجٌ:
بالفتح ثم السكون، وكسر العين، والجيم، وهو من نعج ينعج إذا سمن، وقياس المكان فتح
العين لفتح عين مضارعه ومجيئه مكسورا شاذّ، على أن بعضهم قد رواه بالفتح والمشهور الكسر: وهو واد يأخذ بين حفر أبي موسى والنباج ويدفع في بطن فلج، ويوم منعج: من أيام العرب لبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم على بني كلاب، قال جرير:
لعمرك لا أنسى ليالي منعج ... ولا عاقلا إذ منزل الحيّ عاقل
عاقل: واد دون بطن الرمة وهو يناوح منعجا من قدامه وعن يمينه أي يحاذيه، وقيل: منعج واد يصبّ من الدهناء، وقال بعض الأعراب:
ألم تعلمي يا دار ملحاء أنه ... إذا أجدبت أو كان خصبا جنابها
أحبّ بلاد الله ما بين منعج ... إليّ وسلمى أن يصوب سحابها
بلاد بها حلّ الشباب تميمتي، ... وأول أرض مسّ جلدي ترابها
وقال أبو زياد: الوحيد ماء من مياه بني عقيل يقارب بلاد الحارث بن كعب، ومنعج: جانب الحمى حمى ضرية التي تلي مهبّ الشمال، ومنعج: واد لبني أسد كثير المياه، وما بين منعج والوحيد بلاد بني عامر لم يخالطها أحد أكثر من مسيرة شهر، ولذلك قالت جمل حيث ذهبت الفزر بإبلها:
بني الفزر ماذا تأمرون بهجمة ... تلائد لم تخلط بحيث نصابها
تظلّ لأبناء السبيل مناخة ... على الماء يعطى درّها ورقابها
أقول وقد ولّوا بنهب كأنه ... قداميس حوضي رملها وهضابها:
ألهفي على يوم كيوم سويقة ... شفى غلّ أكباد فساغ شرابها
فإن لها بالليث حول ضريّة ... كتائب لا يخفى عليه مصابها
إذا سمعوا بالفزر قالوا غنيمة ... وعوذة ذل لا يخاف اغتصابها
بني عامر لا سلم للفزر بعدها ... ولا أمن ما حنّت لسفر ركابها
فكيف اجتلاب الفزر شولي وصبّتي ... أرامل هزلى لا يحلّ اجتلابها
وأربابها بين الوحيد ومنعج ... عكوفا تراءى سربها وقبابها
ألم تعلمي يا فزر كم من مصابة ... رهبنا بها الأعداء ناب منابها
وكلّ دلاص ذات نيرين أحكمت ... على مرّة العافين يجري حبابها
وأن ربّ جار قد حمينا وراءه ... بأسيافنا والحرب يشرى ذبابها

مَنَعَهُ عَنْ

مَنَعَهُ عَنْ
الجذر: م ن ع

مثال: منعه عن التدخين
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدية الفعل إلى مفعوله الثاني بـ «عن».
المعنى: كفّه عنه

الصواب والرتبة: -منعه التدخين [فصيحة]-منعه عن التدخين [فصيحة]-منعه مِن التدخين [فصيحة]
التعليق: ورد الفعل «مَنَعَ» في المعاجم متعديًا بنفسه إلى مفعوليه، كما ورد متعديًا بنفسه إلى المفعول الأول وبحرف الجر «من» إلى مفعوله الثاني، وقد أورده التاج متعديًا كذلك بحرف الجر «عن» إلى مفعوله الثاني، فجاء فيه، «مَنَعَه كذا
... ويقال أيضًا: منعه من كذا، وعن كذا»، وقد جاء الحرفان في نصوص تراثية، كقول الرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «لاتمنعوا النساء من الخروج»، وقول الجاحظ: «يجمع شملهم، ويمنع قويهم عن ضعيفهم».

الزّبد

(الزّبد) الْعَطاء وَفِي الحَدِيث (إِنَّا لَا نقبل زبد الْمُشْركين) أَي هديتهم

(الزّبد) مَا يسْتَخْرج من اللَّبن بالمخض الْقطعَة مِنْهُ زبدة وزبدة الشَّيْء خلاصته

(الزّبد) من المَاء وَالْبَحْر وَالْبَعِير وَاللَّبن وَغَيرهَا الرغوة وَفِي الْمثل (قد صرح الْمَحْض عَن الزّبد) يضْرب لِلْأَمْرِ إِذا انْكَشَفَ وَتبين

تَكَبَّد

تَكَبَّد
الجذر: ك ب د

مثال: تَكَبَّد مشقة السَّفر
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم بهذا المعنى.
المعنى: تحمَّله وعانَى منه

الصواب والرتبة: -كَابَد مشقة السَّفر [فصيحة]-تَكَبَّد مشقة السَّفر [صحيحة]
التعليق: الوارد في المعاجم استعمال «كابد» بمعنى قاسى، أما تكبَّد فلم يرد لهذا المعنى في المعاجم القديمة، ولكن المعجم الوسيط أجاز استعماله بهذا المعنى، ونص على أن الكلمة بهذا المعنى مولّدة.

كَبَّد

كَبَّد
الجذر: ك ب د

مثال: كَبَّد العدوَّ خسائر فادحة
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم القديمة.
المعنى: حمَّله، وكلَّفه

الصواب والرتبة: -جَشَّم العدوَّ خسائر فادحة [فصيحة]-حمَّل العدوَّ خسائر فادحة [فصيحة]-كَبَّد العدوَّ خسائر فادحة [صحيحة]
التعليق: يدور أصل المادة (كبد) في المعاجم القديمة، والحديثة حول معنى الشدة، والمشقة، ومن ذلك: كابد الأمر: قاساه، وتكبّد الأمر: تحمله بمشقة، ولم تذكر معظم المعاجم الفعل كبَّد، حتى الوسيط الذي ذكر مطاوعه «تكبَّد»، وقد أجاز مجمع اللغة المصري استعمال «كَبَّد» بهذا المعنى من قبيل تكملة فروع مادة لغوية لم تُذْكر بقيتها في المعاجم، وقد ورد الفعل في المعاجم الحديثة كالأساسي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.