Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: لؤلؤ

الْمكنون

(الْمكنون) المستور الْبعيد عَن الْأَعْين وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فِي كتاب مَكْنُون} والمخفى لم تصل إِلَيْهِ الْأَيْدِي وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَيَطوف عَلَيْهِم غلْمَان لَهُم كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤ مَكْنُون}

الرَّيّ

الرَّيّ:
بفتح أوّله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربيّا فأصله من رويت على الراوية أروي ريّا فأنا راو إذا شددت عليها الرّواء، قال أبو منصور:
أنشدني أعرابي وهو يعاكمني:
ريّا تميميّا على المزايد
وحكى الجوهري: رويت من الماء، بالكسر، أروى ريّا وريّا وروى مثل رضى: وهي مدينة مشهورة من أمّهات البلاد وأعلام المدن كثيرة الفواكه والخيرات، وهي محطّ الحاجّ على طريق السابلة وقصبة بلاد الجبال، بينها وبين نيسابور مائة وستون فرسخا وإلى قزوين سبعة وعشرون فرسخا ومن قزوين إلى أبهر اثنا عشر فرسخا ومن أبهر إلى زنجان خمسة عشر فرسخا، قال بطليموس في كتاب الملحمة: مدينة الريّ طولها خمس وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون درجة وست وثلاثون دقيقة، وارتفاعها سبع وسبعون تحت ثماني عشرة درجة من السرطان خارجة من الإقليم الرابع داخلة في الإقليم الخامس، يقابلها مثلها من الجدي في قسمة النسر الطائر ولها شركة في الشعرى والغميصاء رأس الغول من قسمة سعد بلع، ووجدت في بعض تواريخ الفرس أن كيكاوس كان قد عمل عجلة وركّب عليها آلات ليصعد إلى السماء فسخر الله الريح حتى علت به إلى السحاب ثمّ ألقته فوقع في بحر جرجان، فلمّا قام كيخسرو بن سياوش بالملك حمل تلك العجلة وساقها ليقدم بها إلى بابل، فلمّا وصل إلى موضع الريّ قال الناس: بريّ آمد كيخسرو، واسم العجلة بالفارسيّة ريّ، وأمر بعمارة مدينة هناك فسميت الريّ بذلك، قال العمراني: الرّي بلد بناه فيروز ابن يزدجرد وسمّاه رام فيروز، ثمّ ذكر الرّي المشهورة بعدها وجعلهما بلدتين، ولا أعرف الأخرى، فأمّا الرّي المشهورة فإنّي رأيتها، وهي مدينة عجيبة الحسن مبنية بالآجر المنمق المحكم الملمع بالزرقة
مدهون كما تدهن الغضائر في فضاء من الأرض، وإلى جانبها جبل مشرف عليها أقرع لا ينبت فيه شيء، وكانت مدينة عظيمة خرب أكثرها، واتفق أنّني اجتزت في خرابها في سنة 617 وأنا منهزم من التتر فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية وتزاويق الحيطان بحالها لقرب عهدها بالخراب إلّا أنّها خاوية على عروشها، فسألت رجلا من عقلائها عن السبب في ذلك فقال: أمّا السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد أمرا بلغه، كان أهل المدينة ثلاث طوائف: شافعية وهم الأقل، وحنفية وهم الأكثر، وشيعة وهم السواد الأعظم، لأن أهل البلد كان نصفهم شيعة وأما أهل الرستاق فليس فيهم إلّا شيعة وقليل من الحنفيين ولم يكن فيهم من الشافعيّة أحد، فوقعت العصبيّة بين السنّة والشيعة فتضافر عليهم الحنفية والشافعيّة وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يعرف، فلمّا أفنوهم وقعت العصبيّة بين الحنفية والشافعيّة ووقعت بينهم حروب كان الظفر في جميعها للشافعيّة هذا مع قلّة عدد الشافعيّة إلّا أن الله نصرهم عليهم، وكان أهل الرستاق، وهم حنفية، يجيئون إلى البلد بالسلاح الشاك ويساعدون أهل نحلتهم فلم يغنهم ذلك شيئا حتى أفنوهم، فهذه المحالّ الخراب التي ترى هي محالّ الشيعة والحنفية، وبقيت هذه المحلة المعروفة بالشافعية وهي أصغر محالّ الرّيّ ولم يبق من الشيعة والحنفية إلّا من يخفي مذهبه، ووجدت دورهم كلها مبنية تحت الأرض ودروبهم التي يسلك بها إلى دورهم على غاية الظلمة وصعوبة المسلك، فعلوا ذلك لكثرة ما يطرقهم من العساكر بالغارات ولولا ذلك لما بقي فيها أحد، وقال الشاعر يهجو أهلها:
الرّيّ دار فارغه ... لها ظلال سابغة
على تيوس ما لهم ... في المكرمات بازغه
لا ينفق الشّعر بها ... ولو أتاها النّابغه
وقال إسماعيل الشاشي يذمّ أهل الرّيّ:
تنكّب حدّة الأحد ... ولا تركن إلى أحد
فما بالرّيّ من أحد ... يؤهل لاسم الأحد
وقد حكى الاصطخري أنّها كانت أكبر من أصبهان لأنّه قال: وليس بالجبال بعد الريّ أكبر من أصبهان، ثمّ قال: والرّيّ مدينة ليس بعد بغداد في المشرق أعمر منها وإن كانت نيسابور أكبر عوصة منها، وأمّا اشتباك البناء واليسار والخصب والعمارة فهي أعمر، وهي مدينة مقدارها فرسخ ونصف في مثله، والغالب على بنائها الخشب والطين، قال: وللرّيّ قرى كبار كلّ واحدة أكبر من مدينة، وعدّد منها قوهذ والسّدّ ومرجبى وغير ذلك من القرى التي بلغني أنها تخرج من أهلها ما يزيد على عشرة آلاف رجل، قال: ومن رساتيقها المشهورة قصران الداخل والخارج وبهزان والسن وبشاويه ودنباوند، وقال ابن الكلبي: سميت الريّ بريّ رجل من بني شيلان ابن أصبهان بن فلوج، قال: وكان في المدينة بستان فخرجت بنت ريّ يوما إليه فإذا هي بدرّاجة تأكل تينا، فقالت: بور انجير يعني أن الدّرّاجة تأكل تينا، فاسم المدينة في القديم بورانجير ويغيره أهل الرّيّ فيقولون بهورند، وقال لوط بن يحيى:
كتب عمر بن الخطّاب، رضي الله عنه، إلى عمار بن ياسر وهو عامله على الكوفة بعد شهرين من فتح
نهاوند يأمره أن يبعث عروة بن زيد الخيل الطائي إلى الرّيّ ودستبى في ثمانية آلاف، ففعل وسار عروة لذلك فجمعت له الديلم وأمدوا أهل الرّيّ وقاتلوه فأظهره الله عليهم فقتلهم واستباحهم، وذلك في سنة 20 وقيل في سنة 19، وقال أبو نجيد وكان مع المسلمين في هذه الوقائع:
دعانا إلى جرجان والرّيّ دونها ... سواد فأرضت من بها من عشائر
رضينا بريف الرّيّ والرّيّ بلدة ... لها زينة في عيشها المتواتر
لها نشز في كلّ آخر ليلة ... تذكّر أعراس الملوك الأكابر
قال جعفر بن محمد الرازي: لما قدم المهديّ الرّيّ في خلافة المنصور بنى مدينة الرّيّ التي بها الناس اليوم وجعل حولها خندقا وبنى فيها مسجدا جامعا، وجرى ذلك على يد عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطها، وتمّ عملها سنة 158، وجعل لها فصيلا يطيف به فارقين آجر، والفارقين: الخندق، وسمّاها المحمديّة، فأهل الرّيّ يدعون المدينة الداخلة المدينة ويسمون الفصيل المدينة الخارجة والحصن المعروف بالزينبدى في داخل المدينة المعروفة بالمحمدية، وقد كان المهدي أمر بمرمّته ونزله أيّام مقامه بالرّيّ، وهو مطلّ على المسجد الجامع ودار الإمارة، ويقال: الذي تولّى مرمّته وإصلاحه ميسرة التغلبي أحد وجوه قواد المهدي، ثمّ جعل بعد ذلك سجنا ثمّ خرب فعمره رافع بن هرثمة في سنة 278 ثمّ خرّبه أهل الرّيّ بعد خروج رافع عنها، قال:
وكانت الرّيّ تدعى في الجاهليّة أزارى فيقال إنّه خسف بها، وهي على اثني عشر فرسخا من موضع الرّيّ اليوم على طريق الخوار بين المحمدية وهاشمية الرّيّ، وفيها أبنية قائمة تدل على أنّها كانت مدينة عظيمة، وهناك أيضا خراب في رستاق من رساتيق الرّيّ يقال له البهزان، بينه وبين الرّيّ ستة فراسخ يقال إن الرّيّ كانت هناك، والناس يمضون إلى هناك فيجدون قطع الذهب وربّما وجدوا لؤلؤــا وفصوص ياقوت وغير ذلك من هذا النوع، وبالرّيّ قلعة الفرّخان، تذكر في موضعها، ولم تزل قطيعة الرّيّ اثني عشر ألف ألف درهم حتى اجتاز بها المأمون عند منصرفه من خراسان يريد مدينة السلام فلقيه أهلها وشكوا إليه أمرهم وغلظ قطيعتهم فأسقط عنهم منها ألفي ألف درهم وأسجل بذلك لأهلها، وحكى ابن الفقيه عن بعض العلماء قال: في التوراة مكتوب الرّيّ باب من أبواب الأرض وإليها متجر الخلق، وقال الأصمعي: الرّيّ عروس الدنيا وإليه متجر الناس، وهو أحد بلدان الأرض، وكان عبيد الله ابن زياد قد جعل لعمر بن سعد بن أبي وقاص ولاية الرّيّ إن خرج على الجيش الذي توجّه لقتال الحسين ابن عليّ، رضي الله عنه، فأقبل يميل بين الخروج وولاية الرّيّ والقعود، وقال:
أأترك ملك الرّيّ والرّيّ رغبة، ... أم ارجع مذموما بقتل حسين
وفي قتله النار التي ليس دونها ... حجاب وملك الرّيّ قرّة عين
فغلبه حبّ الدنيا والرياسة حتى خرج فكان من قتل الحسين، رضي الله عنه، ما كان. وروي عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنّه قال: الرّيّ وقزوين وساوة ملعونات مشؤومات، وقال إسحاق بن سليمان: ما رأيت بلدا أرفع للخسيس من الرّيّ،
وفي أخبارهم: الريّ ملعونة وتربتها تربة ملعونة ديلمية وهي على بحر عجاج تأبى أن تقبل الحق، والرّيّ سبعة عشر رستاقا منها دنباوند وويمة وشلمبة، حدث أبو عبد الله بن خالويه عن نفطويه قال: قال رجل من بني ضبّة وقال المدائني:
فرض لأعرابي من جديلة فضرب عليه البعث إلى الري وكانوا في حرب وحصار، فلمّا طال المقام واشتدّ الحصار قال الأعرابي: ما كان أغناني عن هذا! وأنشأ يقول:
لعمري لجوّ من جواء سويقة ... أسافله ميث وأعلاه أجرع
به العفر والظّلمان والعين ترتعي ... وأمّ رئال والظّليم الهجنّع
وأسفع ذو رمحين يضحي كأنّه ... إذا ما علا نشزا، حصان مبرقع
أحبّ إلينا أن نجاور أهلنا ... ويصبح منّا وهو مرأى ومسمع
من الجوسق الملعون بالرّيّ كلّما ... رأيت به داعي المنيّة يلمع
يقولون: صبرا واحتسب! قلت: طالما ... صبرت ولكن لا أرى الصبر ينفع
فليت عطائي كان قسّم بينهم ... وظلّت بي الوجناء بالدّوّ تضبع
كأنّ يديها حين جدّ نجاؤها ... يدا سابح في غمرة يتبوّع
أأجعل نفسي وزن علج كأنّما ... يموت به كلب إذا مات أجمع؟
والجوسق الملعون الذي ذكره ههنا هو قلعة الفرّخان، وحدث أبو المحلّم عوف بن المحلم الشيباني قال: كانت لي وفادة على عبد الله بن طاهر إلى خراسان فصادفته يريد المسير إلى الحجّ فعادلته في العماريّة من مرو إلى الريّ، فلمّا قاربنا الرّيّ سمع عبد الله بن طاهر ورشانا في بعض الأغصان يصيح، فأنشد عبد الله بن طاهر متمثلا بقول أبي كبير الهذلي:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر، ... وغصنك ميّاد، ففيم تنوح؟
أفق لا تنح من غير شيء، فإنّني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعا فشطّت غربة دار زينب، ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح
ثمّ قال: يا عوف أجز هذا، فقلت في الحال:
أفي كلّ عام غربة ونزوح؟ ... أما للنّوى من ونية فنريح؟
لقد طلّح البين المشتّ ركائبي، ... فهل أرينّ البين وهو طليح؟
وأرّقني بالرّيّ نوح حمامة، ... فنحت وذو الشجو القديم ينوح
على أنّها ناحت ولم تذر دمعة، ... ونحت وأسراب الدّموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما، ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى ... فتضحي عصا الأسفار وهي طريح
فإنّ الغنى يدني الفتى من صديقه، ... وعدم الغنى بالمقترين نزوح
فأخرج رأسه من العمارية وقال: يا سائق ألق زمام البعير، فألقاه فوقف ووقف الخارج ثمّ دعا بصاحب
بيت ماله فقال: كم يضمّ ملكنا في هذا الوقت؟
فقال: ستين ألف دينار، فقال: ادفعها إلى عوف، ثمّ قال: يا عوف لقد ألقيت عصا تطوافك فارجع من حيث جئت، قال: فأقبل خاصة عبد الله عليه يلومونه ويقولون أتجيز أيّها الأمير شاعرا في مثل هذا الموضع المنقطع بستين ألف دينار ولم تملك سواها! قال: إليكم عني فإنّي قد استحييت من الكرم أن يسير بي جملي وعوف يقول: عسى جود عبد الله، وفي ملكي شيء لا ينفرد به، ورجع عوف إلى وطنه فسئل عن حاله فقال: رجعت من عند عبد الله بالغنى والراحة من النوى، وقال معن بن زائدة الشيباني:
تمطّى بنيسابور ليلي وربّما ... يرى بجنوب الرّيّ وهو قصير
ليالي إذ كلّ الأحبّة حاضر، ... وما كحضور من تحب سرور
فأصبحت أمّا من أحبّ فنازح ... وأمّا الألى أقليهم فحضور
أراعي نجوم اللّيل حتى كأنّني ... بأيدي عداة سائرين أسير
لعلّ الذي لا يجمع الشمل غيره ... يدير رحى جمع الهوى فتدور
فتسكن أشجان ونلقى أحبّة، ... ويورق غصن للشّباب نضير
ومن أعيان من ينسب إليها أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم صاحب الكتب المصنفة، مات بالرّيّ بعد منصرفه من بغداد في سنة 311، عن ابن شيراز، ومحمد بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي الحافظ المعروف بالقماطري، سمع وروى وجمع، قال أبو بكر الإسماعيلي: حدّثني أبو بكر محمد بن عمير الرازي الحافظ الصدوق بجرجان، وربّما قال الثقة المأمون، سكن مرو ومات بها في سنة نيف وتسعين ومائتين، وعبد الرحمن بن محمد بن إدريس أبو محمد ابن أبي حاتم الرازي أحد الحفّاظ، صنف الجرح والتعديل فأكثر فائدته، رحل في طلب العلم والحديث فسمع بالعراق ومصر ودمشق، فسمع من يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم والربيع بن سليمان والحسن بن عرفة وأبيه أبي حاتم وأبي زرعة الرازي وعبد الله وصالح ابني أحمد بن حنبل وخلق سواهم، وروى عنه جماعة أخرى كثيرة، وعن أبي عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا أحمد محمد بن محمد ابن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ يقول: كنت بالرّيّ فرأيتهم يوما يقرؤون على محمد بن أبي حاتم كتاب الجرح والتعديل، فلمّا فرغوا قلت لابن عبدويه الورّاق: ما هذه الضحكة؟ أراكم تقرؤون كتاب التاريخ لمحمد بن إسماعيل البخاري عن شيخكم على هذا الوجه وقد نسبتموه إلى أبي زرعة وأبي حاتم! فقال: يا أبا محمد اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما هذا الكتاب قالا هذا علم حسن لا يستغنى عنه ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا، فأقعدا أبا محمد عبد الرحمن الرازي حتى سألهما عن رجل معه رجل وزادا فيه ونقصا منه، ونسبه عبد الرحمن الرازي، وقال أحمد بن يعقوب الرازي: سمعت عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي يقول: كنت مع أبي في الشام في الرحلة فدخلنا مدينة فرأيت رجلا واقفا على الطريق يلعب بحيّة ويقول: من يهب لي درهما حتى أبلع هذه الحيّة؟ فالتفت إليّ أبي وقال: يا بني احفظ دراهمك فمن أجلها تبلع الحيّات! وقال أبو يعلى الخليل بن عبد الرحمن بن أحمد الحافظ القزويني: أخذ عبد الرحمن بن أبي حاتم علم أبيه وعلم أبي زرعة وصنّف
منه التصانيف المشهورة في الفقه والتواريخ واختلاف الصحابة والتابعين وعلماء الأمصار، وكان من الأبدال ولد سنة 240، ومات سنة 327، وقد ذكرته في حنظلة وذكرت من خبره هناك زيادة عمّا ههنا، وإسماعيل بن عليّ بن الحسين بن محمد بن زنجويه أبو سعد الرازي المعروف بالسمّان الحافظ، كان من المكثرين الجوّالين، سمع من نحو أربعة آلاف شيخ، سمع ببغداد أبا طاهر المخلص ومحمد بن بكران بن عمران، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو علي الحداد الأصبهاني وغيرهما، مات في الرابع والعشرين من شعبان سنة 445، وكان معتزليّا، وصنف كتبا كثيرة ولم يتأهّل قط، وكان فيه دين وورع، ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد أبو الحسين الرازي والد تمام بن محمد الرازي الحافظان ويعرف في الرّيّ بأبي الرستاقي، سمع ببلده وغيره وأقام بدمشق وصنف، وكان حافظا ثقة مكثرا، مات سنة 347، وابنه تمام بن محمد الحافظ، ولد بدمشق وسمع بها من أبيه ومن خلق كثير وروى عنه خلق، وقال أبو محمد بن الأكفاني: أنبأنا عبد العزيز الكناني قال: توفي شيخنا وأستاذنا تمام الرازي لثلاث خلون من المحرم سنة 414، وكان ثقة مأمونا حافظا لم أر أحفظ منه لحديث الشاميّين، ذكر أن مولده سنة 303، وقال أبو بكر الحداد: ما لقينا مثله في الحفظ والخبر، وقال أبو علي الأهوازي:
كان عالما بالحديث ومعرفة الرجال ما رأيت مثله في معناه، وأبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم ابن الحكم بن عبد الله الحافظ الرازي، قال الحافظ أبو القاسم: قدم دمشق سنة 347 فسمع بها أبا الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرازي والد تمام، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال وأبا الحسن علي بن أحمد الفارسي ببلخ وأبا عبد الله بن مخلد ببغداد وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن الحسين الصابوني بمصر وعمر بن إبراهيم بن الحدّاد بتنّيس وأبا عبد الله المحاملي وأبا العباس الأصمّ، وحدث بدمشق في تلك السنة فروى عنه تمام وعبد الرحمن بن عمر بن نصر والقاضيان أبو عبد الله الحسين بن محمد الفلّاكي الزّنجاني وأبو القاسم التنوخي وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد الجارودي الحافظ وحمزة بن يوسف الخرقاني وأبو محمد إبراهيم بن محمد بن عبد الله الزنجاني الهمداني وعبد الغني بن سعيد والحاكم أبو عبد الله وأبو العلاء عمر بن علي الواسطي وأبو زرعة روح بن محمد الرازي ورضوان بن محمد الدّينوري، وفقد بطريق مكّة سنة 375، وكان أهل الريّ أهل سنّة وجماعة إلى أن تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها فأظهر التشيع وأكرم أهله وقرّبهم فتقرّب إليه الناس بتصنيف الكتب في ذلك فصنف له عبد الرحمن بن أبي حاتم كتابا في فضائل أهل البيت وغيره، وكان ذلك في أيّام المعتمد وتغلبه عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خدمة كوتكين ابن ساتكين التركي، وتغلب على الرّيّ وأظهر التشيع بها واستمرّ إلى الآن، وكان أحمد بن هارون قد عصى على أحمد بن إسماعيل الساماني بعد أن كان من أعيان قواده وهو الذي قتل محمد بن زيد الراعي فتبعه أحمد بن إسماعيل إلى قزوين فدخل أحمد بن هارون بلاد الديلم وأيس منه أحمد بن إسماعيل فرجع فنزل بظاهر الري ولم يدخلها، فخرج إليه أهلها وسألوه أن يتولّى عليهم ويكاتب الخليفة في ذلك ويخطب ولاية الرّيّ، فامتنع وقال: لا أريدها لأنّها
مشؤومة قتل بسببها الحسين بن علي، رضي الله عنهما، وتربتها ديلمية تأبى قبول الحقّ وطالعها العقرب، وارتحل عائدا إلى خراسان في ذي الحجة سنة 289، ثمّ جاء عهده بولاية الرّيّ من المكتفي وهو بخراسان، فاستعمل على الرّيّ من قبله ابن أخيه أبا صالح منصور بن إسحاق بن أحمد بن أسد فوليها ستّ سنين، وهو الذي صنف له أبو بكر محمد بن زكرياء الرازي الحكيم كتاب المنصوري في الطبّ، وهو الكنّاشة، وكان قدوم منصور إليها في سنة 290، والله الموفق للصواب وإليه المرجع والمآب.

مهى

(مهى) الشَّفْرَة مهيا رققها وَالشَّيْء موهه طلاه بِذَهَب أَو فضَّة
مهى ومهو أمهيت له في هذا الأمر حبلاً طويلاً. وأمهيت الفرس أجريته. وأمهيت عدوت بنفسي. والمها البلور، والقطعة مهاة، وقيل هو الدر. وكذلك المهو. وهو الــلؤلؤ. وإناث بقر الوحش، والواحدة مهاةٌ، وجمعها مهيات ومهوات. وإرخاء الحبل ونحوه. وعيب وأود في القدح، والمهاء - ممدود -. ويقولون هو يمهى بزند معتلث أي يقدح بزند مقتضب. والمهية ماء الفحل، وجمعها مهى، وقد أمهى الفحل إمهاءً إذا أنزل. وكذلك المهاة. ويقال للشمس مهاة، وقد طلعت مهاة يا هذا. ومهو الشراب واللبن يمهو مهاوة إذا رق، وشراب مهو. وكذلك اللبن إذا مصل. والحساء نفسه. وقيل في قول عدي
ويستهمون في البهم
أي يخرقون الصفوف في الحرب فلا يقدر عليهم. ومثل: " إنه لأخيب صفقة من شيخ مهوٍ " ومهو: حي من عبد القيس كانت لهم قصة.

جوهر

جوهر



جَوْهَرٌ: see art. جهر.

جَوْهَرِىٌّ: see art. جهر.
الجوهر: ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع، وهو مختصر في خمسة: هيولي، وصورة، وجسم، ونفس، وعقل؛ لأنه إما أن يكون مجردًا أو غير مجرد، فالأول أي المجرد: إما أن يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف، أو لا يتعلق، والأول أي ما يتعلق: العقل، والثاني أي ما لا يتعلق: النفس. والثاني: هو أن يكون غير مجرد، إما أن يكون مركبًا، أو لا. والأول -أي المركب: الجسم. والثاني -أي غير المركب: إما حال، أو محل؛ فالأول -أي الحال: الصورة، والثاني -أي المحل: الهيولي. وتسمى هذه الحقيقة الجوهرية في اصطلاح أهل الله: بالنفس الرحمانية والهيولي الكلية، وما يتعين منها وصار موجودًا من الموجودات: بالكلمات الإلهية، قال الله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} . واعلم أن الجوهر ينقسم إلى: بسيط روحاني، كالعناصر، وإلى مركب في العقل دون الخارج، كالماهيات الجوهرية المركبة من الجنس والفصل، وإلى مركب منهما، كالمولدات الثلاث.
جوهـر
جَواهِرْجيّ [مفرد]: ج جواهرجيّة: اسم منسوب إلى جَواهر: على غير قياس: صائغ المجوهرات وبائعُها "عرض عليه الجَوَاهِرْجيّ مجموعة ثمينة من الأساور الذهبيّة". 

جَواهريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جَواهر: على غير قياس، صانع الجواهر أو بائعها "اشترى خاتمًا من الجواهريّ". 

جَوْهَر1 [مفرد]: ج جَواهرُ:
1 - حقيقة الشّيء وذاته أو أصله ومادّتُه "الأمّة العربيّة ذات جوهر ناصع" ° الجواهر العلويّة: الأفلاك والكواكب- الجوهر الفرد: الذي لا يتجزّأ، ولا يقبل الانقسام- هو جوهرة الرجال: خير الرجال.
2 - (سف) ما قام بنفسه ويقابله العَرَض وهو مايقوم بغيره. 

جَوْهَر2 [جمع]: جج جَواهرُ، مف جوهرة: كلُّ حجرٍ يستخرج منه شيءٌ ينتفع به "كان يتمنّى أن يجود على زوجته بالجواهر- الفضيلة جوهرة غالية الثمن [مثل] " ° الجوهر الحُرّ: الــلؤلؤ- جوهرة التَّاج: حجر ثمين، جزء من ممتلكات وشعارات الملك أو الحاكم. 

جَوْهريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَوْهَر1: غير شكليّ ولا عرضيّ "رأيٌ جوهريّ".
2 - اسم منسوب إلى جَوْهَر2: على غير قياس، صانع الجواهر أو بائعها.
• الصُّورة الجَوْهريَّة: (دب) شخصيّة أو فكرة مركزيّة ينتظم حولها العمل الأدبيّ. 

مُجَوْهَرات [جمع]: مف مُجَوْهَر: حِلًى مرصَّعة بالأحجار الكريمة "تجارة مجوهرات". 
جوهر: جَوْهَرَ: زيَّن بالجواهر (الملابس 96 رقم 3، عبد الواحد ص80، ألف ليلة 3: 109، 249، 360).
وجوهرَ الشرابَ: صفاه (فوك).
وجَوُهره: صَيره جوهرا (محيط المحيط).
تجوهر: صار جوهرا (محيط المحيط). جَوْهَر، جَوْهَرُ السيف (انظر لين). وجوهر الشيء فيما يقول وينزشتاين في (زيشر 11: 520) هو ماهيته وكنهه. ويقال: يصقل الماس حتى يطلع جوهره أي لمعانه وبريقه، كما يقال: يصقل نصل السيف حتى يظهر جوهره.
وجوهر: فولاذ متموج، ففي ألف ليلة (4: 728): وكان له سيف قصير من الجوهر (راجع ترجمة لين 3: 732 رقم 35).
والجوهر عند الرازي: جملة البدن مادته وصورته. وفي معجم المنصوري: جوهر كل شيء أصله والمراد هنا جملة البدن المؤتلفة من مادة وصورة.
وجوهر النبات: النسيج الإسفنجي في النبات. وجوهر الثمر: لبابه أي شحمه. وجوهر المعي: نسجه الإسفنجي والمادة التي يتركب منها.
وجوهر: مثال، ففي المعجم اللاتيني العربي Imago: مثال وصورة وجوهر.
جوهر الحر: الــلؤلؤ (دومب ص83) وأرى أن الصواب أن يقال: الجوهر الحر.
وجوهر الليل: الــلؤلؤ المصنع الزائف (دومب ص83).
وجُمْلَة الجوهر عند الرازي: هو الفعل الواقع عن طبيعة الشيء الخاصة به لا عن سبب معروف.
ففي معجم المستعيني: جملة الجوهر كناية عن الفعل الواقع عن طبيعة الشيء الخاصة به لا عن سبب معروف.
وواحدة الجوهر جوهرة. ويقال مجازا: هو جوهرة الرجال، وأي خير الرجال (بوشر).
وجوهر: أصل الشيء ومادته (فوك).
جَوْهَرِي: أصلي، ذاتي (بوشر).
وجَوْهَرِي: سري، مختص بسر من الأسرار المقدسة ويقال مجازا: كلمة جوهرية أي ضرورية، لازمة، لا بد منها (بوشر).
جَوهَرية: ذكرت في معجم فوك في مادة جوهر الشراب أي صفاه (راجع جَوْهَرَ).
جَوْهَرْجِي: جوهري (بوشر، محيط المحيط).
جَوْهَرْجِيَة: جوهرية، تجار الجوهر (بوشر).
جَوَاهِرِيّ: صائغ الألماس ومركبه وبائعه (بوشر).
جَوَاهِريَّة: صياغة الجوهر، وصناعة الصاغة (بوشر).
جَوَاهَرْجِي: جوهري، جواهري، صائغ المجوهرات وبائعها، ونحات الماس (بوشر).
جَوَاهرجِيَة: جواهرية، صياغة، صناعة الصاغة (بوشر).
مُجَوْهَر. الحمص المجوهر هو الذي حس حتى أصبح أصفر لماعا وهو اللون المناسب له. وحتى زال عنه ما عليه من نقط سود وصار طيب الطعم (زيشر 11: 50).

الدُّورُ

الدُّورُ:
بضم أوله، وسكون ثانيه: سبعة مواضع بأرض العراق من نواحي بغداد، أحدها دور تكريت وهو بين سامرّا وتكريت، والثاني بين سامرّا وتكريت أيضا يعرف بدور عربايا، وفي عمل الدّجيل قرية تعرف بدور بني أوقر وهي المعروفة بدور الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة وفيها جامع ومنبر، وبنو أوقر كانوا مشايخها وأرباب ثروتها، وبنى الوزير بها جامعا ومنارة، وآثار الوزير حسنة، وبينها وبين بغداد خمسة فراسخ، قال هبة الله بن الحسين الإصطرلابي يهجو ابن هبيرة:
قصوى أمانيك الرجو ... ع إلى المساحي والنيّر
متربّعا وسط المزا ... بل، وسط دور بني أقر
أو قائدا جمل الزبي ... ديّ اللعين إلى سقر
والدّور أيضا: قرية قرب سميساط. والدّور أيضا:
محلّة بنيسابور، وقد نسب إلى كل واحد منها قوم من الرّواة، فأما دور سامرّا فمنها: محمد بن فرّوخان بن روزبه أبو الطيب الدوري، حدث عن أبي خليفة وغيره أحاديث منكرة، روى عن الجنيد حكايات في التصوّف، وأما دور بغداد فينسب إليها: أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري والهيثم بن محمد الدوري، قال ابن المقري: حدثنا هيثم ببغداد في الدور، وبالقرب منها قرية أخرى تسمّى دور حبيب من عمل دجيل أيضا، وفي طرف بغداد قرب دير الروم محلة يقال لها الدور، خربت الآن، وأما دور نيسابور فينسب إليها: أبو عبد الله الدوري، له ذكر في حكاية أحمد بن سلمة. ودور الراسبي: قرية من الأهواز بلد مشهور، ينسب إلى دور بغداد: محمد بن عبد الباقي بن أبي الفرج محمد ابن أبي اليسري بن عبد العزيز بن إبراهيم بن إسحاق بن نجيب الدوري البغدادي أبو عبد الله، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن بكران وأبي محمد الحسن ابن عليّ الجوهري ومحمد بن الفتح العشاري، قال ابن شافع: وكان شيخا صالحا خيّرا مولده في شعبان سنة 434، توفي سحرة يوم الأربعاء سابع عشر محرّم سنة 513، وقد خالف أبو سعد السمعاني ابن شافع في غير موضع من نسبه، والأظهر قول ابن شافع لأنه أعرف بأهل بلده.
دُورُ الرَّاسِبيِّ:
كأنه منسوب إلى بني راسب بن ميدعان بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث: بين
الطيب وجنديسابور من أرض خوزستان، منه كان أبو الحسين عليّ بن أحمد الراسبي، ولست أدري هل الدور منسوب إليه أو هو منسوب إلى الدور، وكان من عظماء العمّال وأفراد الرجال، توفي ليلة الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر سنة 301 في أيام المقتدر ووزارة عليّ بن عيسى، ودفن بداره بدور الراسبي، وخلّف ابنة لابنة كانت له وأخا، وكان يتقلد من حدّ واسط إلى حدّ شهرزور وكورتين من كور الأهواز جنديسابور والسوس وبادرايا وباكسايا، وكان مبلغ ضمانه ألف ألف وأربعمائة ألف دينار في كل سنة، ولم يكن للسلطان معه عامل غير صاحب البريد فقط، لأن الحرث والخراج والضياع والشجر وسائر الأعمال كان داخلا في ضمانه، فكان ضابطا لأعماله شديد الحماية لها من الأكراد والأعراب واللصوص، وخلّف مالا عظيما، وورد الخبر إلى بغداد من حامد بن العباس بمنازعة وقعت بين أخي الراسبي وبين أبي عدنان زوج ابنته، وأنّ كل واحد منهما طلب الرياسة لنفسه وصار مع كلّ واحد منهما طائفة من أصحاب الراسبي من غلمانه، فتحاربا وقتل بينهما جماعة من أصحابهما وانهزم أخو الراسبي وهرب وحمل معه مالا جليلا، وأنّ رجلا اجتاز بحامد بن العباس من قبل أبي عدنان ختن الراسبي ومعه كتاب إلى المعروف بأخي أبي صخرة وأنفذ إليه عشرين ألف دينار ليصلح بها أمره عند السلطان، وأنّ حامدا أنفذ جماعة من الفرسان والرّجالة لحفظ ما خلّفه الراسبي إلى أن يوافي رسول السلطان، فأمر المقتدر بالله مؤنسا الخادم بالخروج لحفظ تركته وتدبير أمره، فشخص من بغداد وأصلح بين أبي عدنان وأخي الراسبي وحمل من تركته ما هذه نسخته:
العين أربعمائة ألف وخمسة وأربعون ألفا وخمسمائة وسبعة وأربعون دينارا، الورق ثلاثمائة ألف وعشرون ألفا ومائتان وسبعة وثلاثون درهما، وزن الأواني الذهبية ثلاثة وأربعون ألفا وتسعمائة وسبعون مثقالا، آنية الفضة ألف وتسعمائة وخمسة وسبعون رطلا، ومما وزن بالشاهين من آنية الفضة ثلاثة عشر ألفا وستمائة وخمسة وخمسون درهما، ومن الندّ المعمول سبعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالا، ومن العود المطرّى أربعة آلاف وأربعمائة وعشرون مثقالا، ومن العنبر خمسة آلاف وعشرون مثقالا، ومن نوافج المسك ثمانمائة وستون نافجة، ومن المسك المنثور ألف وستمائة مثقال، ومن السّكّ ألفا ألف وستة وأربعون مثقالا، ومن الغالية ثلاثمائة وستة وستون مثقالا، ومن الثياب المنسوجة بالذهب ثمانية عشر ثوبا قيمة كل واحد ثلاثمائة دينار، ومن السروج ثلاثة عشر سرجا، ومن الجواهر حجرا ياقوت، ومن الخواتيم الياقوتية خمسة عشر خاتما، خاتم فصّه زبرجد، ومن حبّ الــلؤلؤ سبعون حبّة وزنها تسعة عشر مثقالا ونصف، ومن الخيل الفحول والإناث مائة وخمسة وسبعون رأسا، ومن الخدم السودان مائة وأربعة عشر خادما، ومن الغلمان البيض مائة وثمانية وعشرون غلاما، ومن خدم الصقالبة والروم تسعة عشر خادما، ومن الغلمان الأكابر أربعون غلاما بآلاتهم وسلاحهم ودوابهم، ومن أصناف الكسوة ما قيمته عشرون ألف دينار، ومن أصناف الفرش ما قيمته عشرة آلاف دينا، ومن الدواب المهارى والبغال مائة وثمانية وعشرون رأسا، ومن الجمّاز والجمّازات تسعة وتسعون رأسا، ومن الحمير النقالة الكبار تسعون رأسا، ومن قباب الخيام الكبار مائة وخمس وعشرون خيمة، ومن الهوادج السروج أربعة عشر هودجا،
ومن الغضائر الصيني والزجاج المحكم الفاخر أربعة عشر صندوقا.
دَوْرَقُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وراء بعدها قاف: بلد بخوزستان، وهي قصبة كورة سرّق يقال لها دورق الفرس، قال مسعر بن المهلهل في رسالته: ومن رامهرمز إلى دورق تمرّ على بيوت نار في مفازة مقفرة فيها أبنية عجيبة، والمعادن في أعمالها كثيرة، وبدورق آثار قديمة لقباذ بن دارا، وبها صيد كثير إلّا أنه يتجنب الرعي في أماكن منها لا يدخلها بوجه ولا بسبب، ويقال إنّ خاصية ذلك من طلسم عملته أمّ قباذ لأنه كان لهجا بالصيد في تلك الأماكن، فربما أخلّ بالنظر في أمور المملكة مدة فعملت هذا الطلسم ليتجنب تلك الأماكن، وفيها هوامّ قتالة لا يبرأ سليمها، وبها الكبريت الأصفر البحري، وهو يجري الليل كله، ولا يوجد هذا الكبريت في غيرها، وإن حمل منها إلى غيرها لا يسرج، وإذا أتي بالنار من غير دورق واشتعلت في ذلك الكبريت أحرقته أصلا، وأما نارها فإنها لا تحرقه، وهذا من طريق الأشياء وعجيبها لا يوقف على علّته، وفي أهلها سماحة ليست في غيرهم من أهل الأهواز، وأكثر نسائها لا يرددن كفّ لامس، وأهلها قليلو الغيرة، وهي مدينة وكورة واسعة، وقد نسب إليها قوم من الرّواة، منهم: أبو عقيل الدورقي الأزدي التاجي واسمه بشير بن عقبة يعدّ في البصريين، سمع الحسن وقتادة وغيرهما، روى عنه مسلمة بن إبراهيم الفراهيدي وهشيم ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، وأبو الفضل الدورقي، سمع سهل بن عمارة وغيره، وهو أخو أبي عليّ الدورقي، وكان أبو عليّ أكبر منه، ومحمد بن شيرويه التاجي الدورقي أبو مسلم، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ الأصبهاني، وقد نسب قوم إلى لبس القلانس الدّورقيّة، منهم: أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح أبو عبد الله الدورقي أخو يعقوب، وكان الأصغر، وقيل: إن الإنسان كان إذا نسك في ذلك الوقت قيل له دورقيّ، وكان أبوهما قد نسك فقيل له دورقيّ فنسب ابناه إليه، وقيل: بل كان أصله من دورق، روى أحمد عن إسماعيل بن عليّة ويزيد بن هارون ووكيع وأقرانهم، روى عنه أبو يعلى الموصلي وعبد الله بن محمد البغوي، توفي في شعبان سنة 246.
والدورق: مكيال للشراب، وهو فارسيّ معرّب، وقال الأحيمر السعدي، وكان قد أتى العراق فقطع الطريق وطلبه سليمان بن عليّ وكان أميرا على البصرة فأهدر دمه، فهرب وذكر حنينه إلى وطنه فقال:
لئن طال ليلي بالعراق لربما ... أتى لي ليل، بالشآم، قصير
معي فتية بيض الوجوه كأنهم ... على الرحل، فوق الناعجات، بدور
أيا نخلات الكرم! لا زال رائحا ... عليكنّ منهلّ الغمام مطير
سقيتنّ، ما دامت بكرمان نخلة، ... عوامر تجري بينهنّ بحور
وما زالت الأيام، حتى رأيتني ... بدورق ملقى بينهنّ أدور
تذكّرني أطلالكنّ، إذا دجت ... عليّ ظلال الدّوم، وهي هجير
وقد كنت رمليّا، فأصبحت ثاويا ... بدورق ملقى بينهنّ أدور
عوى الذئب، فاستأنست بالذئب إذ عوى، ... وصوّت إنسان فكدت أطير
رأى الله أني للأنيس لشانئ، وتبغضهم لي مقلة وضمير

دِمْيَاطُ

دِمْيَاطُ:
مدينة قديمة بين تنّيس ومصر على زاوية بين بحر الروم الملح والنيل، مخصوصة بالهواء الطيب وعمل ثياب الشرب الفائق، وهي ثغر من ثغور الإسلام، جاء في الحديث عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله، صلى الله
عليه وسلم: يا عمر إنه سيفتح على يديك بمصر ثغران الإسكندرية ودمياط، فأما الإسكندرية فخرابها من البربر، وأما دمياط فهم صفوة من شهداء من رابطها ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيّين والشهداء، ومن شمالي دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر الملح في موضع يقال له الأشتوم، عرض النيل هناك نحو مائة ذراع، وعليه من جانبيه برجان بينهما سلسلة حديد عليها حرس لا يخرج مركب إلى البحر الملح ولا يدخل إلّا بإذن، ومن قبلها خليج يأخذ من بحرها سمت القبلة إلى تنّيس، وعلى سورها محارس ورباطات، قال الحسن بن محمد المهلبي: ومن طريف أمر دمياط وتنيس أنّ الحاكة بها الذين يعملون هذه الثياب الرفيعة قبط من سفلة الناس وأوضعهم وأخسهم مطعما ومشربا، وأكثر أكلهم السمك المملوح والطريّ والصّير المنتن، وأكثرهم يأكل ولا يغسّل يده ثم يعود إلى تلك الثياب الرفيعة الجليلة القدر فيبطش بها ويعمل في غزولها ثم ينقطع الثوب فلا يشك مقلّبه للابتياع أنه قد بخر بالندّ، قال:
ومن طريف أمر دمياط في قبليّها على الخليج مستعمل فيه غرف تعرف بالمعامل، يستأجرها الحاكة لعمل ثياب الشرب فلا تكاد تنجب إلّا بها، فإن عمل بها ثوب وبقي منه شبر ونقل إلى غير هذه المعامل علم بذلك السمسار المبتاع للثوب فينقص من ثمنه لاختلاف جوهر الثوب عليه، وقال ابن زولاق: يعمل بدمياط القصب البلخي من كل فنّ، والشرب لا يشارك تنيس في شيء من عملها، وبينهما مسيرة نصف نهار، ويبلغ الثوب الأبيض بدمياط وليس فيه ذهب ثلاثمائة دينار، ولا يعمل بدمياط مصبوغ ولا بتنيس أبيض، وهما حاضرتا البحر، وبهما من صيد السمك والطير والحيتان ما ليس في بلد، وأخبرني بعض وجوه التجار وثقاتهم أنه بيع في سنة 398 حلّتان دمياطيتان بثلاثة آلاف دينار، وهذا مما لم يسمع بمثله في بلد، وبها الفرش القلموني من كل لون المعلم والمطرّز ومناشف الأبدان والأرجل، وتتحف لجميع ملوك الأرض، وفي أيام المتوكل سنة 238 وولاية عنبسة بن إسحاق الضبي على مصر تهجّم الروم على دمياط في يوم عرفة فملكوها وما فيها وقتلوا بها جمعا كثيرا من المسلمين وسبوا النساء والأطفال وأهل الذمة فنفر إليهم عنبسة بن إسحاق عشية يوم النحر في جيشه ومعه نفر كثير من الناس فلم يدركوهم ومضى الروم إلى تنيس فأقاموا بأشتومها فلم يتبعهم عنبسة، فقال يحيى بن الفضيل للمتوكل:
أترضى بأن يوطأ حريمك عنوة، ... وأن يستباح المسلمون ويحربوا؟
حمار أتى دمياط، والروم رتّب ... بتنيس، منه رأي عين وأقرب
مقيمون بالأشتوم يبغون مثل ما ... أصابوه من دمياط، والحرب ترتب
فما رام من دمياط سيرا، ولا درى ... من العجز ما يأتي وما يتجنّب
فلا تنسنا، إنا بدار مضيعة ... بمصر، وإن الدين قد كاد يذهب
فأمر المتوكل ببناء حصن دمياط، ولم يزل بعد في أيدي المسلمين إلى أن كان شهر ذي القعدة سنة 614 فإن الأفرنج قدموا من وراء البحر وأوقعوا بالملك العادل أبي بكر بن أيوب وهو نازل على بيسان فانهزم منهم إلى خسفين، فعاد الأفرنج إلى عكا فأقاموا بها أياما وخرجوا إلى الطور فحاصروه، وكان قد عمّر فيه الملك المعظم ابن الملك العادل قلعة
حصينة غرم فيها مالا وافرا، فحاصروه مدة فقتل عليه أمير من أمراء المسلمين يعرف ببدر الدين محمد ابن أبي القاسم الهكّاري وقتل كند من أكناد الأفرنج كبير مشهور فيهم، فتشاءموا بالمقام على الطور ورجعوا إلى عكا واختلفوا هناك، فقال ملك الهنكر: الرأي أنا نمضي إلى دمشق ونحاصرها فإذا أخذناها فقد ملكنا الشام، فقال الملك النّوّام، قالوا: إنما سمي بذلك لأنه كان إذا نازل حصنا نام عليه حتى يأخذه أي أنه كان صبورا على حصار القلاع، واسمه دستريج ومعناه المعلم بالريش لأن أعلامه كانت الريش، فقال: نمضي إلى مصر فإن العساكر مجتمعة عند العادل ومصر خالية، فأدّى هذا الاختلاف إلى انصراف ملك الهنكر مغاضبا إلى بلده، فتوجه باقي عساكرهم إلى دمياط فوصلوها في أيام من صفر سنة 615 والعادل نازل على خربة اللّصوص بالشام وقد وجه بعض عساكره إلى مصر، وكان ابنه الملك الأشرف موسى بن العادل نازلا على مجمع المروج بين سلمية وحمص خوفا من عادية تكون منهم من هذه الجهة، واتفق خروج ملك الروم ابن قليج ارسلان إلى نواحي حلب وأخذ منها ثلاثة حصون عظيمة: رعبان وتل باشر وبرج الرّصاص، كلها في ربيع الأول من السنة، وبلغ عسكره إلى حدود بزاعة، وانتهى ذلك إلى الملك الأشرف فجاء فيمن انضم إليه من عساكر حلب فواقعه بين منبج وبزاعة فكسره وأسر أعيان عسكره ثم من عليهم وذلك في ربيع الآخر، وبلغ خبر ذلك إلى ملك الروم وهو قيقاوس بن قليج أرسلان وهو نازل على منبج فقلق لذلك حتى قال من شاهده إنه رآه يختلج كالمحموم ثم تقيّأ شيئا شبيها بالدم ورحل من فوره راجعا إلى بلده والعساكر تتبعه، وكان انفصاله في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة 615، وقد استكمل شهرين بوروده، واستعبد على الفور تل باشر ورعبان وبرج اللصوص، ورجع إليه أصحابه الذين كانوا مقيمين بهذه الحصون الثلاثة وكانوا قد سلموها بالأمان، جمع منهم متقدما وتركهم في بيت من بيوت ربض ترتوش وأضرم فيه النار فاحترقوا، وكان فيهم ولد إبراهيم خوانسلار صاحب مرعش، فرجع إلى بلده وأقام يسيرا ومات واستولى على ملكه أخوه وكان في حبسه، ولما استرجع الملك الأشرف من هذه الحصون الثلاثة ورجع قاصدا إلى حلب ودخل في حدها ورد عليه الخبر بوفاة أبيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب، وكانت وفاته بمنزلة على خربة اللصوص وإنما كانت في يوم الأحد السابع من جمادى الأولى سنة 615، فكتم ذلك ولم يظهره إلى أن نزل بظاهر حلب وخرج الناس للعزاء ثلاثة أيام، وأما الأفرنج فإنهم نزلوا على دمياط في صفر سنة 15 وأقاموا عليها إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 16 وملكوها بعد جوع وبلاء كان في أهلها وسبوهم، فحينئذ أنفذ الملك المعظم وخرّب بيت المقدس وبيع ما كان فيها من الحليّ وجلا أهلها، وبلغ ذلك الملك الأشرف فمضى إلى الموصل لإصلاح خلل كان فيه بين لؤلؤ ومظفّر الدين بن زين الدين، فلما صلح ما بينهما توجه إليها وكان أخوه الملك الكامل بإزاء الأفرنج في هذه المدة، فقدمها الملك الأشرف وانتزعها من أيديهم في رجب سنة 18 ومنّوا على الأفرنج بعد حصولهم في أيديهم، وكان قد وصل في هذا الوقت كند من وراء البحر وحصل في دمياط وخافوا إن لم يمنّوا على الأفرنج أن يتخذوا بحصول ذلك الكند الواصل شغل قلب فصانعوهم بنفوسهم عن دمياط فعادت إلى المسلمين.
وطول دمياط ثلاث وخمسون درجة ونصف وربع، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وربع وسدس، وينسب إلى دمياط جماعة، منهم: بكر بن سهل ابن إسماعيل بن نافع أبو محمد الدمياطي مولى بني هاشم، سمع بدمشق صفوان بن صالح، وببيروت سليمان بن أبي كريمة البيروتي، وبمصر أبا صالح عبد الله ابن صالح كاتب الليث وعبد الله بن يوسف التنيسي وغيرهم، وروى عنه أبو العباس الأصمّ وأبو جعفر الطحاوي الطبراني وجماعة سواهم، قال أبو سليمان ابن زبر: مات بدمياط في ربيع الأول سنة 289، وذكر غير ابن زبر أنه توفي بالرملة بعد عوده من الحجّ، وأن مولده سنة 196.

المَشْخَلَبَةُ

المَشْخَلَبَةُ، كَلِمَةٌ عِراقِيَّةٌ: خَرَزٌ بِيضٌ يُشاكِلُ الــلُّؤْلُؤ والحُلِي يُتَّخَذُ مِنَ اللِّيفِ والخَرَزِ، (وقد تُسَمَّى الجارِيَةُ
مَشْخَلَبَةً، بما عليها مِنَ الخَرَزِ، وليس على بِنائِها شَيْءٌ) .

عَيَنَ 

(عَيَنَ) الْعَيْنُ وَالْيَاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى عُضْوٍ بِهِ يُبْصَرُ وَيُنْظَرُ، ثُمَّ يُشْتَقُّ مِنْهُ، وَالْأَصْلُ فِي جَمِيعِهِ مَا ذَكَرْنَا.

قَالَ الْخَلِيلُ: الْعَيْنُ النَّاظِرَةُ لِكُلِّ ذِي بَصَرٍ. وَالْعَيْنُ تُجْمَعُ عَلَى أَعْيُنٍ وَعُيُونٍ وَأَعْيَانٍ. قَالَ الشَّاعِرُ:

فَقَدَ أَرُوعُ قُلُوبَ الْغَانِيَاتِ بِهِ ... حَتَّى يَمِلْنَ بِأَجْيَادٍ وَأَعْيَانِ

وَقَالَ:

فَقَدْ قَرَّ أَعْيَانَ الشَّوَامِتِ أَنَّهُمْ

وَرُبَّمَا جَمَعُوا أَعْيُنًا عَلَى أَعْيُنَاتٍ. قَالَ:

بِأَعْيُنَاتٍ لَمْ يُخَالِطْهَا قَذَى

وَعَيْنُ الْقَلْبِ مَثَلٌ عَلَى مَعْنَى التَّشْبِيهِ. وَمِنْ أَمْثَالِ الْعَرَبِ فِي الْعَيْنِ، قَوْلُهُمْ: " وَلَا أَفْعَلُهُ مَا حَمَلَتْ عَيْنِيَ الْمَاءَ "، أَيْ لَا أَفْعَلُهُ أَبَدًا. وَيَقُولُونَ: " عَيْنٌ بِهَا كُلُّ دَاءٍ " لِلْكَثِيرِ الْعُيُوبِ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ شَدِيدُ جَفْنِ الْعَيْنِ، إِذَا كَانَ صَبُورًا عَلَى السَّهَرِ. وَيُقَالُ: عِنْتَ الرَّجُلَ، إِذَا أَصَبْتَهُ بِعَيْنِكَ، فَأَنَا أَعِينُهُ عَيْنًا، وَهُوَ مَعْيُونٌ. قَالَ:

قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسُبُونَكَ [سَيِّدًا ... وَإِخَالُ أَنَّكَ] سَيِّدٌ مَعْيُونُ

وَرَجُلٌ عَيُونٌ وَمِعْيَانٌ: خَبِيثُ الْعَيْنِ. وَالْعَائِنُ: الَّذِي يَعِينُ، وَرَأَيْتُ الشَّيْءَ عَيَانًا، أَيْ مُعَايَنَةً. وَيَقُولُونَ: لَقِيتُهُ عَيْنَ عُنَّةٍ، أَيْ عَيَانًا. وَصَنَعْتَ ذَاكَ عَمْدَ عَيْنٍ، إِذَا تَعَمَّدْتَهُ. وَالْأَصْلُ فِيهِ الْعَيْنُ النَّاظِرَةُ، أَيْ إِنَّهُ صَنَعَ ذَلِكَ بِعَيْنِ كُلِّ مَنْ رَآهُ. وَهُوَ عَبْدُ عَيْنٍ، أَيْ يَخْدُمُ مَا دَامَ مَوْلَاهُ يَرَاهُ. وَيُقَالُ لِلْأَمْرِ يَضِحُ: " بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ ".

وَمِنَ الْبَابِ الْعَيْنُ: الَّذِي تَبْعَثُهُ يَتَجَسَّسُ الْخَبَرَ، كَأَنَّهُ شَيْءٌ تَرَى بِهِ مَا يَغِيبُ عَنْكَ. وَيُقَالُ: رَأَيْتُهُمْ أَدْنَى عَائِنَةٍ، أَيْ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، يُرِيدُ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - قَبْلَ كُلِّ نَفْسٍ نَاظِرَةٍ. وَيُقَالُ: اذْهَبْ فَاعْتَنْ لَنَا، أَيِ انْظُرْ. وَيُقَالُ: مَا بِهَا عَيَنٌ، مُتَحَرِّكَةُ الْيَاءِ، تُرِيدُ أَحَدًا لَهُ عَيْنٌ، فَحُرِّكَتِ الْيَاءُ فَرْقًا. قَالَ:

وَلَا عَيَنًا إِلَّا نَعَامًا مُشَمِّرًا

فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: اعْتَانَ لَنَا مَنْزِلًا، أَيِ ارْتَادَهُ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يُفَسِّرُوهُ. وَالْمَعْنَى أَنَّهُ نَظَرَ إِلَى الْمَنَازِلِ بِعَيْنِهِ ثُمَّ اخْتَارَ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَيْنُ الْجَارِيَةُ النَّابِعَةُ مِنْ عُيُونِ الْمَاءِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ عَيْنًا تَشْبِيهًا لَهَا بِالْعَيْنِ النَّاظِرَةِ لِصَفَائِهَا وَمَائِهَا. وَيُقَالُ: قَدْ عَانَتِ الصَّخْرَةُ، وَذَلِكَ إِذَا كَانَ بِهَا صَدْعٌ يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ. وَيُقَالُ: حَفَرَ فَأَعْيَنَ وَأَعَانَ.

وَمِنَ الْبَابِ الْعَيْنُ: السَّحَابُ مَا جَاءَ مِنْ نَاحِيَةِ الْقِبْلَةِ، وَهَذَا مُشَبَّهٌ بِمُشَبَّهٍ، لِأَنَّهُ شُبِّهَ بِعَيْنِ الْمَاءِ الَّتِي شُبِّهَتْ بِعَيْنِ الْإِنْسَانِ. يَقُولُونَ: إِذَا نَشَأَ السَّحَابُ مِنْ قِبَلِ الْعَيْنِ فَلَا يَكَادُ يُخْلِفُ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: يُقَالُ هَذَا مَطَرُ الْعَيْنِ، وَلَا يُقَالُ مُطِرْنَا بِالْعَيْنِ. وَعَيْنُ الشَّمْسِ مُشَبَّهٌ بِعَيْنِ الْإِنْسَانِ. قَالَ الْخَلِيلُ: عَيْنُ الشَّمْسِ: صَيْخَدُهَا الْمُسْتَدِيرُ. وَمِنَ الْبَابِ مَاءٌ عَائِنٌ، أَيْ سَائِلٌ. وَمِنَ الْبَابِ عَيْنُ السِّقَاءِ. قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ لِلسِّقَاءِ إِذَا بَلِيَ وَرَقَّ مَوْضِعٌ مِنْهُ: قَدْ تَعَيَّنَ. وَهَذَا أَيْضًا مِنَ الْعَيْنِ، لِأَنَّهُ إِذَا رَقَّ قَرُبَ مِنَ التَّخَرُّقِ فَصَارَ السِّقَاءُ كَأَنَّهُ يُنْظَرُ بِهِ. وَأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

قَالَتْ سُلَيْمَى قَوْلَةً لِرِيدِهَا ... مَا لِابْنِ عَمِّي صَادِرًا مِنْ شِيدِهَا

بِذَاتِ لَوْثٍ عَيْنُهَا فِي جِيدِهَا

أَرَادَ قِرْبَةً قَدْ تَعَيَّنَتْ فِي جِيدِهَا. وَيُقَالُ سِقَاءٌ عَيَّنٌ، إِذَا كَانَتْ فِيهِ كَالْعُيُونِ، وَهُوَ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ. وَأَنْشَدَ:

مَا بَالُ عَيْنِي كَالشَّعِيبِ الْعَيَّنِ

وَقَالُوا فِي قَوْلِ الطِّرِمَّاحِ:

فَأَخْضَلَ مِنْهَا كُلَّ بَالٍ وَعَيِّنٍ ... وَجَفَّ الرَّوَايَا بِالْمَلَا الْمُتَبَاطِنِ

إِنَّ الْعَيِّنَ الْجَدِيدَ بِلُغَةِ طَيٍّ. وَهَذَا عِنْدَنَا مِمَّا لَا مَعْنَى لَهُ، إِنَّمَا الْعَيِّنُ الَّذِي بِهِ عُيُونٌ، وَهِيَ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا مِنْ عُيُونِ السِّقَاءِ. وَإِنَّمَا غَلِطَ الْقَوْمُ لِأَنَّهُمْ رَأَوْا بَالِيًا وَعَيِّنًا، فَذَهَبُوا إِلَى أَنَّ الشَّاعِرَ أَرَادَ كُلَّ جَدِيدٍ وَبَالٍ. وَهَذَا خَطَأٌ، لِأَنَّ الْبَالِيَ الَّذِي بَلِيَ، وَالْعَيِّنَ: الَّذِي يَكُونُ بِهِ عُيُونٌ. وَقَدْ تَكُونُ الْقِرْبَةُ الْجَدِيدُ ذَاتَ عُيُونٍ لِعَيْبٍ فِي الْجِلْدِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى مَا قُلْنَاهُ قَوْلُ الْقَطَامِيِّ: وَلَكِنَّ الْأَدِيمَ إِذَا تَفَرَّى ... بِلًى وَتَعَيُّنًا غَلَبَ الصَّنَاعَا

وَمِنْ بَاقِي كَلَامِهِمْ فِي الْعَيْنِ الْعِينُ: الْبَقَرُ، وَتُوصَفُ الْبَقَرَةُ بِسَعَةِ الْعَيْنِ فَيُقَالُ: بَقَرَةٌ عَيْنَاءُ. وَالرَّجُلُ أَعْيَنُ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَلَا يُقَالُ ثَوْرٌ أَعْيَنُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: يُقَالُ ثَوْرٌ أَعْيَنُ. قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

رَفِيقُ أَعْيَنَ ذَيَّالٍ تُشَبِّهُهُ ... فَحْلَ الْهِجَانِ تَنَحَّى غَيْرَ مَخْلُوجِ

قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَعْيَنُ: اسْمُ الثَّوْرِ، [وَيُقَالُ] مُعَيَّنٌ أَيْضًا. قَالَ:

وَمُعَيَّنًا يَحْوِي الصِّوَارَ كَأَنَّهُ ... مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إِذَا مَا بَرْبَرًا

وَيُقَالُ قَوَافٍ عِينٌ. وَسُئِلَ الْأَصْمَعِيُّ عَنْ تَفْسِيرِهَا فَقَالَ: لَا أَعْرِفُهُ. وَهَذَا مِنَ الْوَرَعِ الَّذِي كَانَ يَسْتَعْمِلُهُ فِي تَرْكِهِ تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ، فَكَأَنَّهُ لَمْ يُفَسِّرِ الْعِينَ كَمَا لَمْ يُفَسِّرِ الْحُورَ لِأَنَّهُمَا لَفْظَتَانِ فِي الْقُرْآنِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ الــلُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ} [الواقعة: 22] ، إِنَّمَا الْمَعْنَى فِي الْقَوَافِي الْعِينِ أَنَّهَا نَافِذَةٌ كَالشَّيْءِ النَّافِذِ الْبَصَرِ. قَالَ الْهُذَلِيُّ:

بِكَلَامِ خَصْمٍ أَوْ جِدَالِ مُجَادِلٍ ... غَلِقٍ يُعَالِجُ أَوْ قَوَافٍ عِينِ

وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: أَعْيَانُ الْقَوْمِ، أَيْ أَشْرَافُهُمْ، وَهُمْ قِيَاسُ مَا ذَكَرْنَاهُ، كَأَنَّهُمْ عُيُونُهُمُ الَّتِي بِهَا يَنْظُرُونَ، وَكَذَلِكَ الْإِخْوَةُ، قَالَ الْخَلِيلُ: تَقُولُ لِكُلِّ إِخْوَةٍ يَكُونُونَ لِأَبٍ وَأُمٍّ وَلَهُمْ إِخْوَةٌ مِنْ أُمَّهَاتٍ شَتَّى: هَؤُلَاءِ أَعْيَانُ إِخْوَتِهِمْ. وَهَذَا أَيْضًا مَقِيسٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ. وَعِينَةُ كُلِّ شَيْءٍ: خِيَارُهُ، يَسْتَوِي فِيهِ الذَّكَرُ وَالْأُنْثَى، كَمَا يُقَالُ عَيْنُ الشَّيْءِ وَعِينَتُهُ، أَيْ أَجْوَدُهُ; لِأَنَّ أَصْفَى مَا فِي وَجْهِ الْإِنْسَانِ عَيْنُهُ.

وَمِنَ الْبَابِ: ابْنًا عِيَانٍ: خَطَّانِ يَخُطُّهُمَا الزَّاجِرُ وَيَقُولُ: ابْنَيْ عِيَانٍ، أَسْرِعَا الْبَيَانَ! كَأَنَّهُ بِهِمَا يَنْظُرُ إِلَى مَا يُرِيدُ أَنْ يَعْلَمَهُ. وَقَالَ الرَّاعِي يَصِفُ قِدْحًا:

جَرَى ابْنَا عِيَانٍ بِالشِّوَاءِ الْمُضَهَّبِ

وَيُقَالُ: نَظَرَتِ الْبِلَادُ بِعَيْنٍ أَوْ بِعَيْنَيْنِ، إِذَا طَلَعَ النَّبْتُ. وَكُلُّ هَذَا مَحْمُولٌ وَاسْتِعَارَةٌ وَتَشْبِيهٌ. قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذَا نَظَرَتْ بِلَادُ بَنِيَ نُمَيْرٍ ... بِعَيْنٍ أَوْ بِلَادُ بَنِيَ صُبَاحِ

رَمَيْنَاهُمْ بِكُلِّ أَقَبَّ نَهْدٍ ... وَفَتَيَانِ الْعَشِيَّةِ وَالصَّبَاحِ

وَمِنَ الْبَابِ: الْعَيْنُ، وَهُوَ الْمَالُ الْعَتِيدُ الْحَاضِرُ; يُقَالُ هُوَ عَيْنٌ غَيْرُ دَيْنٍ، أَيْ هُوَ مَالٌ حَاضِرٌ تَرَاهُ الْعُيُونُ. وَعَيْنُ الشَّيْءِ: نَفْسُهُ. تَقُولُ: خُذْ دِرْهَمَكَ بِعَيْنِهِ، فَأَمَّا قَوْلُهُمْ لِلْمَيْلِ فِي الْمِيزَانِ عَيَّنَ فَهُوَ مِنْ هَذَا أَيْضًا; لِأَنَّ الْعَيْنَ كَالزِّيَادَةِ فِي الْمِيزَانِ.

وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْعِينَةُ: السَّلَفُ، يُقَالُ تَعَيَّنَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانٍ عِينَةً، وَعَيَّنَهُ تَعْيِينًا. قَالَ الْخَلِيلُ: وَاشْتُقَّتْ مِنْ عَيْنِ الْمِيزَانِ، وَهِيَ زِيَادَتُهُ. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ الْخَلِيلُ [صَحِيحٌ] ; لِأَنَّ الْعِينَةَ لَا بُدَّ أَنْ تَجُرَّ زِيَادَةً.

وَيُقَالُ مِنَ الْعِينَةِ: اعْتَانَ. وَأَنْشَدَ:

فَكَيْفَ لَنَا بِالشُّرْبِ إِنْ لَمْ تَكُنْ لَنَا ... دَرَاهِمُ عِنْدَ الْحَانَوِيِّ وَلَا نَقْدُ

أَنَدَّانُ أَمْ نَعْتَانُ أَمْ يَنْبَرِي لَنَا ... فَتًى مِثْلُ نَصْلِ السَّيْفِ أَبْرَزَهُ الْغِمْدُ

وَمِنَ الْبَابِ عَيْنُ الرَّكِيَّةِ، وَهُمَا عَيْنَانِ كَأَنَّهُمَا نُقْرَتَانِ فِي مُقَدَّمِهَا.

فَهَذَا بَابُ الْعَيْنِ وَالْيَاءِ وَمَا مَعَهُمَا فِي الثُّلَاثِيِّ. فَأَمَّا الْعَيْنُ وَالْأَلِفُ فَقَدْ مَضَى ذِكْرُ ذَلِكَ، لِأَنَّ الْأَلِفَ فِيهِ لَا بُدَّ [أَنْ] تَكُونَ مُنْقَلِبَةً عَنْ يَاءٍ أَوْ وَاوٍ، وَقَدْ ذُكِرَ ذَلِكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 

قبق

قبق
القَبَقُ، بقافين بَينهمَا مُوَحدَة مُحرَّكة، ويُروى بالياءِ أَيْضا، وَسَيَأْتِي: جبَلٌ متّصلٌ ببابِ الأبوابِ وبلادِ اللاّن فِي تُخومِ أذْرَبيجان. وَقَالَ أَبُو بكر أحمدُ بنُ مُحَمَّد الهمدانيّ: وبابُ الأبوابِ: أفْواه شِعابٍ فِي جبَلِ القَبَق، فِيهَا حُصونٌ كَثِيرَة، كَمَا فِي المُعجَم. وَنقل الصاغانيّ عَن أبي عمْرو: القَبِقة، كفَرِحة: الَّتِي صوفُها لِبْد.
(قبق) : القَبِقَةُ: التي صُوفُها لَبِدٌ.
قبق: قبق: بالتركية قبق أو قباق معناها قرع، دباء. ومنه أطلق العرب المعنى وهو صار مرتفع جدا في أعلاه دباءة من الذهب أو الفضة فيها حمامة وعلى الرماة أن يخرقوا بسهامهم هذه الدباءة وهم على ظهور خيولهم وهي تسرع في عدوها، ومن أصاب منهم تسلم ثوب الشرف وحصل على الدباءة ولا تزال كلمة قبق إلى اليوم في مصر ترادف كلمة هدف ولوحة التصويب. (مملوك 1، 1: 242، الجريدة الآسيوية 1848، 2: 220، 185، 2: 182).
قبق العين: جفنها الأعلى (محيط المحيط). وبالتركية قباق أو قيق معناها غطاء، كوز قباغي قبق: من أعظم سفن الحرب (محيط المحيط).
قبقب قبقب الحرق: ارتفع الجلد عنه وتنفخ (محيط المحيط).
قبقب: أحدث صوتا في مشيه بالقبقاب (بوشر).
قبقاب: يقولون اليوم بمصر قبقاب وهي كلمة حميرية (فريتاج منتجات) وجمعها قباقيب وفي معجم فوك قباقب (وكذلك في المقري 3: 391)، وقواقب لأن أهل الأندلس يقولون قوقب في المفرد. وفي معجم الكالا: قوقب والجمع قواقب. وهو سنبك أو مزلج يعلو عادة الأرض من أربع بوصات إلى تسع بوصات، وغالبا ما يكون مرصعا بالصدف والــلؤلؤ والفضة وغير ذلك. ويلبسه الرجال والنساء دائما في الحمامات ولكن النساء لا يلبسه في بيوتهن إلا نادرا.
انظر (الملابس ص347 وما يليها، برجرن ص807) وفي معجم بوشر: جرموق، كالوش، مزلج، سوك. (ميشيل ص216). وكان القبقاب حذاء الفقراء في بغداد (ابن الأثير 10: 333).
قباقيبي: لابس القبقاب، وصانع القباقيب. (بوشر).
قواقبي: قباقبي، نفس المعنى المتقدم (فوك).
مقبقب. الدبوس المقبقب: دبوس الرش، مرش، رشاش. (رينو المرحوم جريجوا ص41).
شيء مقبقب ناعم سمين: كناية عن فرج المرأة (ألف ليلة برسل 3: 274).
ناعم مقبقب: وصف لفرج المرأة (ألف ليلة ماكن 4: 91) وفي طبعة برسلاو: شيء مقبقب.

قضض

قضض قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ويروى بِالْكَسْرِ بقضها وَأَحْسبهُ لُغَة.
(قضض) : القِضَّةُ: الجِنْسُ، قال:
مَعْروفةُ قِضَّتُها زُعْرُ الهامْ
كالخَيْلِ لما جُرِّدَتْ للسُّوّامْ
(ق ض ض) : (انْقَضَّ) الطَّائِرُ سَقَطَ مِنْ الْهَوَاءِ بِسُرْعَةٍ (وَاقْتَضَّ) الْجَارِيَةَ ذَهَبَ بِقِضَّتِهَا وَهِيَ بَكَارَتُهَا (وَمَدَارُ) التَّرْكِيبِ يَدُلُّ عَلَى الْكَسْرِ.
(قضض) : جاءُ وابقِضِّهم، - بالكَسْر -: لغة في قَضِّهم، بالفَتْحِ (رأَى) : أَتَيْتُه حِينَ جَنًّ رُؤْىٌ رُؤْياً - ورأْىٌ رأْياً - أي اخْتَلَط الظلام، [فلم يتراءوْا] وقال أَبو زَيْدٍ: (شدد) الأُشُدُّ: لغةٌ في الأشُدّ في قَوْلِهم: بلغ أَشُدَّه، قال: والأُشُدُّ واحِدٌ.
ق ض ض: (انْقَضَّ) الْحَائِطُ سَقَطَ. وَانْقَضَّ الطَّائِرُ هَوَى فِي طَيَرَانِهِ وَمِنْهُ (انْقِضَاضُ) الْكَوَاكِبِ. وَ (أَقَضَّ) عَلَيْهِ الْمَضْجَعُ تَتَرَّبَ وَخَشُنَ. وَأَقَضَّ اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَضْجَعَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (اسْتَقَضَّ) مَضْجَعَهُ وَجَدَهُ خَشِنًا. 
ق ض ض : قَضَضْتُ الْخَشَبَةَ قَضًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ ثَقَبْتُهَا وَمِنْهُ الْقِضَّةُ بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْبَكَارَةُ يُقَالُ اقْتَضَضْتُهَا إذَا أَزَلْتَ قِضَّتَهَا وَيَكُونُ الِاقْتِضَاضُ قَبْلَ الْبُلُوغِ وَبَعْدَهُ وَأَمَّا ابْتَكَرَهَا وَاخْتَضَرَهَا وَابْتَسَرَهَا بِمَعْنَى الِاقْتِضَاضِ فَالثَّلَاثَةُ مُخْتَصَّةٌ بِمَا قَبْلَ الْبُلُوغِ وَانْقَضَّ الطَّائِرُ هَوَى فِي طَيَرَانِهِ وَانْقَضَّ الشَّيْءُ انْكَسَرَ وَمِنْهُ انْقَضَّ الْجِدَارُ إذَا سَقَطَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ انْقَضَّ إذَا تَصَدَّعَ وَلَمْ يَسْقُطْ فَإِذَا سَقَطَ قِيلَ انْهَارَ وَتَهَوَّرَ. 
(قضض) - في حديثِ صَفْوان بن مُحْرِز: " أنّه بَكَى حتى يُرَى لقد اندَقَّ قَضِيضُ زَوْرِه"
قال القُتَبِيّ: هو عِندي خَطَأ من بَعضِ النَّقَلة، وأُرَاه "قَصَصُ زَوْرِه" وهو وسَط الصَّدر.
وَفيه لُغَة أخرى: "قَصّ" وهو المُسْتَعمَل في الكَلَام.
فأمّا "قَصَصٌ" فَلأَهل الحجازِ. ويحتمل أن يُراد بالقَضِيض: صِغارُ العِظامِ تَشْبِيهًا بصِغَارِ الحجارةِ .
ويجوز أن يكون قَصَصَ الزَّوْرِ؛ وهو المُشاشُ المغرُوزُ فيه أَطْرافُ شراسِيف الأَضْلاع في وسط الصدر
- في الحديث : "فاقْتَضَّ الإداوَة"
: أي فَتَح رَأسَها، وابتدأ بما فيها؛ من اقْتَضاض البِكْر، ورُوِى بالفاء.
ق ض ض

قضّ الحجر: كسره بالمقضّ وهو ما يقضّ به. ووقعنا في قضّة وفي قضض: في حصى صغار مكسّرة. وفي فراشه قضضٌ. وقضّ الطعام يقضّ قضضاً. وأقضّ عليه المضجع، وأقضّه عليه الهمّ. واستقضّه صاحبه. ودرع قضّاء: خشنة المسّ لمّا تنسحق. وقضّ الحائط: هدمه هدماً عنيفاً فانقضّ. وقضّ الــلؤلؤــة: ثبها. والأسد يقضقض فريسته: يكسر أعضاءه وعظامه. قال رؤبة:

كم جاوزت من حيّة نضناض ... وأسد في غيله قضقاض

ومن المجاز: " جاء قضّهم بقضيضهم ". وانقضّت عليهم الخيل، وقضضناها عليهم. ونحن نقضها عليهم. وانقضّ الطائر والنجم، وجئته عند قضّة النجم. ومطرنا بقضّة الأسد. وأقضضت السويق إذا ألقيت فيه شيئاً يابساً من سكّر أو قند. واقتضّ الجارية وذهب بقضّتها. وكان ذلك عند قضّتها أي ليلة عرسها.
[قضض] نه: فيه: يؤتى بالدنيا «بقضها» و «قضيضها»، أي بكل ما فيها، وجاؤا بقضهم وقضيضهم - إذا جاؤوا مجتمعين ينقض أخرهم على أولهم، من قضضنا عليهم ونحن نقضها قضًّا، فالقض بمعنى القاض، والقضيض بمعنى المقضوض، لأن الأول لتقدمه وحمله الأخر على اللحاق به كأنه يقضه على نفسه، فحقيقته جاؤابمستلحقهم ولاحقهم أي بأولهم وأخرهم، والخص منه ما قيل إن القض الحصى الكبار والقضيض الصغار، أي جاؤا بالكبير والصغير. ومنه ح: دخلت الجنة أمة «بقضها» و «قضيضها». وح: ارتحلي «بالقض» والأولاد؛ أي بالأتباع ومن يتصل بك. وفيه: بكى حتى يرى لقد انقد «قضيض» زوره، والصواب: قصص زوره، وهو وسط الصدر - وقد مر، ولو صح يراد بها صغار العظام تشبيهًا بصغار الحصى. وفي هدم الكعبة من ابن الزبير: فأخذ ابن مطيع العتلة فعتل ناحية من الربض «فأقضه»، أي جعله قضضًا أي حصى صغارًا، جمع قضة - بالفتح والكسر. وفيه: «فاقتض» الإداوة، أي فتح رأسها، من اقتضاض البكر، ويروى بفاء - وقد مر. ك: ومنه متى «اقتضها»، هو بقاف ومعجمة أي أزال قضها بكسر قاف أي بكارتها، وقض الــلؤلؤ ثقبها وهو بالفاء بمعناه. وفيه: ولو «انقض» أحد مما فعلتم بعثمان، أي انشق، وروي بفاء. ج: الانقضاض الهوى والسقوط. 

قضض


قَضَّ(n. ac. قَضّ)
a. Pierced, perforated.
b. Broke, pounded, ground, brayed.
c. Threw, pulled down, demolished.
d. [acc. & 'Ala], Sent out against ( the enemy: horsemen).
e. Strewed, sprinkled sugar upon (food).
f. Pulled out (peg).
g.(n. ac. قَضَض), Was gritty; was dusty.
h.(n. ac. قَضِيْض), Cracked.
i. see IV (c)
أَقْضَضَa. see I (e) (g).
c. ['Ala], Was hard, rough for, uncomfortable to.
d. [acc. & 'Ala], Rendered hard, rough, uneasy for.
e. Sought after trifles, trifled.

تَقَضَّضَa. Swooped, darted, pounced down (bird).

إِنْقَضَضَa. Broke, became broken; cracked; was thrown down
demolished; fell.
b. Tottered, threatened to fall.
c. Was cut, severed, sundered, separated.
d. ['Ala], Rushed upon; darted, pounced upon.
إِقْتَضَضَa. Devirginated, deflouered.
b. Opened, untied the mouth of (water-skin).

إِسْتَقْضَضَa. see I (g)b. Found hard (bed).
قَضّa. Pebbles; gravel; grit.
b. Pebbly; gravelly; gritty; dusty.

قَضَّةa. see 1 (a) (b).
c. Pebbly ground.

قِضَّة
(pl.
قِضَض)
a. see 1 (a) (b) &
قَضَّة
(c).
d. Virginity, maidenhead.
e. Devirgination.
f. (pl.
قِضَاْض), Rocks, boulders.
قُضَّةa. Fault, defect.

قَضَضa. see I (a)
قَضِضa. see 1 (b)
أَقْضَضُa. Pebbly; gravelly; stony.
b. Hard; stiff (corselet).
مِقْضَضa. Pounder, braying-instrument.

قَضِيْضa. Pebbles; grit; dust; sand.

جَآء القَوْم قَِضَُّهُم
جَآء القَوْم قَضَضُهُم
جَآء القَوْم قَضِيْضُهُم
a. They came all together, in a mass.
قِضْ
a. Sound; cracking.
[قضض] انْقَضَّ الحائطُ، أي سقط. وانْقَضَّ الطائر: هوى في طَيرانه، ومنه انقضاض الكواكب. ولم يستعملوا منه تفعل إلا مبدلا، قالوا: تقضى، فاستثقلوا ثلاث ضادات فأبدلوا من إحداهن ياء، كما قالوا: تظنى من الظن. قال العجاج:

تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * وقضضنا عليهم الخيل، فانْقَضَّتْ عليهم. والقَضَضُ: الحصى الصغارُ. يقال منه: قَضَّ الطعامُ يَقَضُّ بالفتح، فهو طعامٌ قَضِضٌ. وقد قَضِضْتُ منه أيضاً، إذا أكلته ووقع بين أضراسك حصًى: والقِضَّةُ بالكسر: عُذْرَةُ الجارية. والقِضَّةُ أيضا: أرض ذات حصى. قال الراجز يصف دلوا: قد وقعت في قضة من شرج * ثم استقلت مثل شدق العلج * وأقض الرجلُ مضجعَه، وأقَضَّ عليه المضجعُ أي تترب وخشن. وأقض الله عليه المضجعَ، يتعدى ولا يتعدى. واسْتَقَضَّ مضجعَه، أي وجده خشناً. ودرعٌ قَضَّاءُ، أي خشنةُ المَسِّ لم تَنسَحِقْ بعدُ. ويقال: أقَضَّ فلانٌ، إذا تتبَّعَ المطامعَ الدنيَّةَ. وجاؤا قضهم بقضيضهم، أي جاءوا بأجمعهم. قال الشماخ: أتتنى سليم قضها بقضيضها * تمسح حولي بالبقيع سبالها * وهو منصوب على نية المصدر. ومن العرب من يعربه ويجريه مجرى كلهم. واقتض الجارية: افترعها. وقضضت الــلؤلؤــة أقضها بالضم: ثقبتها. والقضقضة: صوت كسر العظام. وأسد قضقاض: يقضقض فريسته. قال الراجز : كم جاوزت من حية نضناض * وأسد في غيله قضقاض * وكذلك أسد قضاقض.
قضض
قَضَّ1 قَضَضْتُ، يَقُضّ، اقْضُضْ/ قُضَّ، قَضًّا، فهو قاضّ، والمفعول مَقْضوض
• قضَّ الحائطَ: هدَمهُ هَدْمًا شديدًا.
• قضَّ الوَتِدَ: قَلَعَه "قضُّوا أوتادَهُمْ ورَحَلُوا عن المكان ليْلاً".
• قضَّ ورقًا: ثَقَبَه. 

قَضَّ2 قَضِضْتُ، يقَضّ، اقْضَضْ/ قَضَّ، قضَضًا، فهو قَضّ، والمفعول مقضوض (للمتعدِّي)
• قَضَّ الفِراشُ: خَشُنَ كأنَّ به حَصًى بحيث لا يُهْنأ فيه النّوم.
• قَضَّ المكانُ: كثُر فيه الحَصَى والتُّرابُ "مكان قَضّ".
• قَضَّ اللهُ مضجعَه: خشَّنه. 

أقضَّ يُقِضّ، أقْضِضْ/ أقِضَّ، إقْضاضًا، فهو مُقِضّ،

والمفعول مُقَضّ (للمتعدِّي)
• أقضَّ الشَّخصُ: أرِق، لم يَنَمْ.
• أقضَّ المكانُ وغيرُه: صار فيه بعضُ التراب والحصى.
• أقضَّ مَضْجَعَه/ أقضَّ عليه مَضْجَعَه: أقلقه، خشَّنه، جعله لا ينام "إنَّ قوَّة السُّلطة أرهبت أعداءَها وأقضَّت مضاجعَهم" ° أقَضَّ الهَمُّ مَضْجَعه: حرمه النومَ، أقلقه، جعله لا يهنأ بالنوم. 

انقاضَّ ينقاضّ، انقيضاضًا، فهو مُنقاضّ
• انقاضَّ الجدارُ: انهدم وانهال شيئًا فشيئًا " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَاضَّ فَأَقَامَهُ} [ق] ". 

انقضَّ/ انقضَّ على ينقضّ، انْقَضِضْ/ انْقَضَّ، انْقِضاضًا، فهو مُنْقَضّ، والمفعول مُنْقَضٌّ عليه
• انقضَّ الحائِطُ: مُطاوع قَضَّ1 وقَضَّ2: سَقط، انْهار، تصدّع "انقضَّت أوصالُه: تفرَّقت وتقطَّعت- {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} ".
• انقضَّ الطَّائِرُ على الفريسة: هوى بسرعة للوقوع عليها، هجم عليها "انقضَّ الصَّقرُ على فريسته- انقضَّ اللُّصوصُ على المسافرين" ° انقضَّت عليه المصائبُ: نزلت عليه فجأة وبقسوة.
• انقضَّ الجيشُ على العدوّ: اندفع بقوّة. 

قَضّ [مفرد]:
1 - مصدر قَضَّ1.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَضَّ2.
3 - حَصًى كبار ° جاءوا بقضِّهم وقضيضهم: جاءوا جميعًا بكبارهم وصغارهم. 

قَضَض [مفرد]: ج قَضّة (لغير المصدر) وقِضّة (لغير المصدر):
1 - مصدر قَضَّ2.
2 - تراب يعلو الفراشَ.
3 - صغار الحصى وما تفتّت منها، أو ما يقع في الطّعام من حصًى صغار. 

قَضيض [مفرد]:
1 - ما فيه تراب وحَصًى "فراشٌ قَضِيضَ".
2 - حَصًى صِغار ° جاءوا بقضِّهم وقضيضهم: جاءوا جميعًا بكبارهم وصغارهم. 
(ق ض ض) و (ق ض ق ض)

قض عَلَيْهِم الْخَيل يقضها قضا: أرسلها.

وَانْقَضَت عَلَيْهِم الْخَيل: انتشرت.

وانقض الطَّائِر، وتقضض، وتقضى، على التَّحْوِيل: اختات وَهوى، يُرِيد الْوُقُوع.

وانقض الْجِدَار: تصدع من غير أَن يسْقط، وَفِي التَّنْزِيل: (فوجدا فِيهَا جدارا يُرِيد أَن ينْقض) ، هَكَذَا عده أَبُو عبيد وَغَيره ثنائيا، وَجعله أَبُو عَليّ ثلاثيا من: نقض، فَهُوَ عِنْده: " افْعَل ".

وقض الشَّيْء يقضه قضا: كَسره.

وقض الــلؤلؤــة يقضها قضا: ثقبها.

واقتض الْمَرْأَة: افترعها، وَهُوَ من ذَلِك، وَالِاسْم القضة.

واخذ قضتها: أَي عذرتها، عَن اللحياني.

والقضض: الْحَصَا الصغار.

والقضض: التُّرَاب يَعْلُو الْفراش.

قض يقْض قضضا.

وقض الْمَكَان يقْض قضضا، فَهُوَ قض وقضض.

وأقض: صَار فِيهِ القضض.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقيل لأعرابي: كَيفَ رَأَيْت الْمَطَر؟ قَالَ: لَو ألقيت بضعَة مَا قَضَت: أَي لم تترب، يَعْنِي من كَثْرَة العشب.

واستقض الْمَكَان: اقْضِ عَلَيْهِ.

وَمَكَان قض، وَأَرْض قضة: ذَات حَصى.

وقض الطَّعَام يقْض قضضا، فَهُوَ قضض، وأقض: إِذا كَانَ فِيهِ حَصى أَو تُرَاب فَوَقع بَين اضراس الْآكِل.

وَقد قضضت مِنْهُ قضضا.

وَأَرْض قضة: كَثِيرَة الْحِجَارَة وَالتُّرَاب.

وَلحم قض: إِذا وَقع فِي حَصى أَو تُرَاب فَوجدَ ذَلِك فِي طعمه. قَالَ: وانتم اكلتم لَحْمه تُرَابا قضا

وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

وأقضت الْبضْعَة بِالتُّرَابِ، وقضت: أَصَابَهَا مِنْهُ شَيْء، وَقَالَ أَعْرَابِي يصف خصبا مَلأ الأَرْض عشبا: فالأرض الْيَوْم لَو تقذف بهَا بضعَة لم تقض بترب: أَي لم تقع إِلَّا على عشب.

وكل مَا ناله راب من طَعَام أَو ثوب أَو غَيرهمَا: قض.

وَدرع قَضَاء: خشنة لم تنسحق، مُشْتَقّ من ذَلِك. وَقيل: هِيَ الَّتِي فرغ من عَملهَا وَأحكم قَالَ النَّابِغَة:

ونسج سليم كل قَضَاء ذائل

قَالَ بَعضهم: هُوَ مُشْتَقّ من قضيتها: أَي احكمتها. وَهَذَا خطأ فِي التصريف، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ: قضياء.

وقض عَلَيْهِ المضجع، وأقض: نبا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أم مَا لجنبك لايلائم مضجعا ... إِلَّا اقْضِ عَلَيْهِ ذَاك المضجع

واقض الرجل: تتبع مداق الْأُمُور والمطامع الدنيئة وأسف إِلَى خساسها. قَالَ:

والخلق العف عَن الإقضاض

وَجَاءُوا قضهم بقضيضهم: أَي باجمعهم. وانشد سِيبَوَيْهٍ للشماخ:

أَتَتْنِي تَمِيم قضها بقضيضها ... تمسح حَولي بِالبَقِيعِ سبالها

وَكَذَلِكَ: جَاءُوا قضهم وقضيضهم: أَي بِجَمْعِهِمْ، لم يدعوا وَرَاءَهُمْ شَيْئا، وَهُوَ اسْم مَنْصُوب مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: جَاءُوا انقضاضا. قالسيبويه: كَأَنَّهُ يَقُول: انقض آخِرهم على اولهم، وَهُوَ من المصادر الْمَوْضُوعَة مَوضِع الْأَحْوَال، وَمن الْعَرَب من يعربه ويجريه على مَا قبله.

وَجَاء الْقَوْم بقضهم وقضيضهم، عَن ثَعْلَب وَأبي عبيد، وَحكى أَبُو عبيد فِي الحَدِيث: " يُؤْتى بالدنيا بقضها وقضها وقضيضها ".

وَحكى عَن كرَاع: أَتَوْنِي قضهم بقضيضهم، ورأيتهم قضهم بقضيضهم، ومررت بهم قضهم بقضيضهم.

والقضيض: صَوت تسمعه من النسع وَالْوتر عِنْد الإنباض، كَأَنَّهُ قطع.

وَقد قض يقْض.

والقضاض: صَخْر يركب بعضه بَعْضًا كالرضام.

وقضقض الشَّيْء، فتقضق: كَسره فتكسر.

وَأسد قضقاض، وقضاقض: يحطم كل شَيْء.

والقضقاض: أشنان الشَّام. عَن كرَاع.

قضض: قَضَّ عليهم الخيلَ يَقُضُّها قَضّاً: أَرْسَلها. وانْقَضَّتْ

عليهم الخيلُ: انْتَشَرَتْ، وقَضَضْناها عليهم فانْقَضَّتْ عليهم؛

وأَنشد:قَضُّوا غِضاباً عليكَ الخيلَ من كَثَب

وانْقَضَّ الطائرُ وتَقَضَّضَ وتَقَضَّى على التحويل: اخْتاتَ وهَوَى في

طَيَرانه يريد الوقوع، وقيل: هو إِذا هوَى من طيرانه ليَسْقُط على شيء.

ويقال: انْقَضَّ البازي على الصيْدِ وتَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ في طيرانه

مُنْكَدِراً على الصيْدِ، قال: وربما قالوا تَقَضَّى يَتَقَضَّى، وكان في

الأَصل تَقَضَّضَ، ولما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن ياء كما قالوا

تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد. وفي التنزيل العزيز: ثم ذهَب إِلى

أَهله يَتَمَطَّى؛ وفيه: وقد خابَ من دَسّاها؛ وقال العجاج:

إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ،

تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ

أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه.

وانْقَضَّ الجِدار: تَصَدَّعَ من غير أَن يسقط، وقيل: انْقَضَّ سقَط.

وفي التنزيل العزيز: فوجَدا فيها جِداراً يُريد أَن ينقضّ؛ هكذا عدَّه أَبو

عبيد وغيره ثنائيّاً وجعله أَبو علي ثلاثياً من نقض فهو عنده افْعَلَّ.

وفي التهذيب في قوله تعالى: يُريد أَنْ يَنْقَضَّ؛ أَي يَنْكَسِرَ. يقال:

قَضَضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتَه، ومنه قيل للحَصى الصِّغار قَضَضٌ.

وانْقَضَّ الجدارُ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً إِذا تَصَدَّعَ من غير أَن

يَسْقُط، فإِذا سقَط قيل: تَقَيَّض تَقَيُّضاً.

وفي حديث ابن الزبير وهَدْم الكَعْبةِ: فأَخذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَةَ

فَعَتَلَ ناحِيةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه أَي جعله قَضَضاً. والقَضَضُ:

الحصَى الصِّغار جمع قضّة، بالكسر والفتح. وقَضَّ الشيءَ يَقُضُّه قَضّاً:

كسره. وقَضَّ الــلُّؤْلؤــة يَقُضُّها، بالضم، قَضّاً: ثقَبها؛ ومنه قِضّةُ

العَذْراء إِذا فُرِغَ منها.

واقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها وهو من ذلك، والاسم القِضَّةُ، بالكسر.

وأَخذ قِضَّتَها أَي عُذْرَتها؛ عن اللحياني. والقِضّةُ، بالكسر: عُذْرة

الجارية. وفي حديث هوازن: فاقْتَضَّ الإِداوةَ أَي فتَح رأْسَها، من

اقْتِضاضِ البِكْر، ويروى بالفاء، وقد تقدم؛ ومنه قولهم: انْقَضَّ الطائر أَي

هَوَى انْقِضاضَ الكَواكِب، قال: ولم يستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلا

مُبْدَلاً، قالوا تَقَضَّى. وانْقَضَّ الحائِطُ: وقَع؛ وقال ذو الرمة:

جدا قضّة الآساد وارْتَجَزَتْ له،

بِنَوْءِ السّماكَينِ، الغُيُوثُ الرَّوائحُ

(* قوله «جدا قضة إلخ» وقوله «ويروى حدا قضة إلى قوله الاسد» هكذا فيما

بيدنا من النسخ.)

ويروى حدا قضة الآساد أَي تبع هذا الجداير الأَسد. ويقال: جئته عند قضّة

النجم أَي عند نَوْئِه، ومُطِرْنا بقضّة الأَسَد. والقَضَضُ: الترابُ

يَعْلُو الفِراشَ، قَضَّ يَقَضُّ قَضَضاً، فهو قَضٌّ وقَضِضٌ، وأَقَضَّ:

صار فيه القَضَضُ. قال أَبو حنيفة: قيل لأَعرابي: كيف رأَيت المطر؟ قال: لو

أَلْقَيْتَ بَضْعةً ما قَضَّتْ أَي لم تَتْرَبْ، يعني من كَثْرَةِ

العُشْبِ. واسْتَقَضَّ المكانُ: أَقَضَّ عليه، ومكانٌ قَضٌّ وأَرض قَضَّةٌ:

ذاتُ حَصىً؛ وأَنشد:

تُثِيرُ الدَّواجِنَ في قَضَّة

عِراقِيّة وسطها للفَدُورْ

وقضَّ الطعامُ يَقَضُّ قَضَضاً، فهو قَضِضٌ، وأَقَضَّ إِذا كان فيه

حَصىً أَو تراب فوَقع بين أَضراسِ الآكِل. ابن الأَعرابي: قَضَّ اللحمُ إِذا

كان فيه قَضَضٌ يَقَعُ في أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَى الصِّغار. ويقال:

اتَّقِ القِضَّةَ والقَضَّةَ والقَضَضَ في طَعامِك؛ يريد الحصى والتراب.

وقد قَضِضْت الطعام قَضَضاً إِذا أَكلْتَ منه فوقع بين أَضْراسِكَ

حَصىً. وأَرض قِضّةٌ وقَضَّة: كثيرة الحجارة والتراب. وطعامٌ قَضٌّ ولحم قَضٌّ

إِذا وقع في حصى أَو تراب فوُجِد ذلك في طَعْمِه؛ قال:

وأَنتم أَكلتم لحمه تراباً قَضّا

والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والقِضّة والقَضّةُ: الحصى الصغار:

والقِضّة والقَضّة أَيضاً: أَرض ذاتُ حَصى؛ قال الراجز يصف دلواً:

قد وَقَعَتْ في قِضّةٍ مِن شَرْجِ،

ثم اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ

وأَقَضَّتِ البَضْعةُ بالتُّراب وقَضَّتْ: أَصابَها منه شيء. وقال

أَعرابي يصف خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً: فالأَرضُ اليومَ لو تُقْذَفُ بها

بَضْعةٌ لم تَقَضَّ بتُرْب أَي لم تَقَع إِلا على عشب. وكلُّ ما نالَه

ترابٌ من طعام أَو ثوب أَو غيرهما قَضٌّ.

ودِرْعٌ قَضَّاء: خَشِنةُ المَسّ من جِدَّتِها لم تَنْسَحِقْ بَعْدُ،

مشتق من ذلك؛ وقال أَبو عمرو: هي التي فُرِغَ من عَمَلِها وأُحْكِمَ وقد

قَضَيْتُها؛ قال النابغة:

ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائل

قال بعضهم: هو مشتق من قَضَيْتُها أَي أَحكمتُها، قال ابن سيده: وهذا

خطأٌ في التصريف لأَنه لو كان كذلك لقال قَضْياء؛ وأَنشد أَبو عمرو بيت

الهذلي:

وتَعاوَرا مَسْرُودَتَيْن قَضاهُما

داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ

قال الأَزهري: جعل أَبو عمرو القَضَّاء فَعّالاً من قَضى أَي حكَمٍ

وفَرغَ، قال: والقَضَّاء فَعْلاء غير منصرف. وقال شمر: القَضَّاء من

الدُّرُوع الحَدِيثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ من قولك أَقَضَّ عليه

الفِراشُ؛ وقال ابن السكيت في قوله:

كلّ قَضَّاء ذائل

كلُّ دِرْع حديثة العمل. قال: ويقال القضَّاء الصُّلْبةُ التي امْلاس في

مَجَسَّتها قضة

(* قوله «ويقال القضاء إلخ» كذا بالأصل وشرح القاموس».).

وقال ابن السكيت: القَضَّاء المَسْمُورةُ من قولهم قض الجَوْهرة إِذا

ثَقَبَها؛ وأَنشد:

كأَنَّ حصاناً، قَضَّها القَيْنُ، حُرَّةٌ،

لدى حيْثُ يُلْقى بالفِناء حَصِيرُها

شَبَّهها على حَصِيرها، وهو بِساطُها، بدُرّة في صَدَفٍ قَضَّها أَي

قَضَّ القينُ عنها صدَفها فاستخرجها، ومنه قِضَّةُ العَذْراء. وقَضَّ عليه

المَضْجَعُ وأَقَضَّ: نَبا؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجَعاً،

إِلا أَقَضَّ عليكَ ذَاكَ المَضْجَعُ

وأَقَضَّ عليه المَضْجَعُ أَي تَتَرَّبَ وخَشُنَ. وأَقضَّ اللّهُ عليه

المضجعَ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. واستَقَضَّ مضجَعُه أَي وجدَه خَشِناً.

ويقال: قَضَّ وأَقَضَّ إِذا لم ينَمْ نَوْمةً وكان في مضجَعِه خُشْنةٌ.

وأَقَضَّ على فلان مضجَعُه إِذا لم يَطْمَئِنَّ به النومُ. وأَقَضَّ الرجلُ:

تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ على خِساسِها؛

قال:

ما كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ

والخُلُقِ العَفّ عن الإِقْضاضِ

وجاؤوا قَضَّهم بقَضِيضِهم أَي بأَجْمَعهم؛ وأَنشد سيبويه للشماخ:

أَتَتْني سُلَيْمٌ قَضَّها بِقَضِيضِها،

تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيعِ سِبالَها

وكذلك: جاؤوا قَضَّهم وقَضِيضَهم أَي بجمْعهم، لم يدَعُوا وراءهم شيئاً

ولا أَحَداً، وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال جاؤوا

انْقِضاضاً؛ قال سيبويه: كأَنه يقول انْقَضَّ آخِرُهم على أَوَّلهم وهو من

المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ، ومن العرب من يُعْرِبه ويُجريه على ما

قبله، وفي الصحاح: ويُجْرِيه مُجْرى كلِّهم. وجاء القومُ بقَضِّهم

وقَضِيضِهم؛ عن ثعلب وأَبي عبيد. وحكى أَبو عبيد في الحديث: يؤْتى بقَضِّها

وقِضِّها وقَضِيضِها، وحكى كراع: أَتَوْني قَضُّهم بقَضِيضِهم ورأَيتهم

قَضَّهم بقَضِيضِهم ومررت بهم قَضَّهم وقَضِيضِهم. أَبو طالب: قولهم جاء

بالقَضِّ والقَضِيض، فالقَضُّ الحَصى، والقَضِيضُ ما تكسَّر منه ودَقَّ. وقال

أَبو الهيثم: القَضُّ الحصى والقَضِيضُ جمع مثلُ كَلْب وكَليب؛ وقال

الأَصمعي في قوله:

جاءتْ فَزارةُ قَضُّها بقَضِيضِها

لم أَسمعهم يُنْشدون قَضُّها إِلا بالرفع؛ قال ابن بري: شاهد قوله جاؤوا

قضَّهم بقضيضهم أَي بأَجمعهم قولُ أَوْس بن حَجَر:

وجاءتْ جِحاشٌ قَضَّها بقَضِيضِها،

بأَكثَر ما كانوا عَدِيداً وأَوْكَعُوا

(* قوله «وأَوكعوا» في شرح القاموس: أي سمنوا ابلهم وقووها ليغيروا

علينا.)

وفي الحديث: يُؤْتى بالدنيا بقَضَّها وقَضِيضِها أَي بكل ما فيها، من

قولهم جاؤوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم إِذا جاؤوا مجتمعين يَنْقَضُّ آخِرُهم على

أَوَّلهم من قولهم قَضَضْنا عليهم الخيلَ ونحن نقُضُّها قَضّاً. قال ابن

الأَثير: وتلخيصه أَن القَضَّ وُضِع موضع القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ بمعنى

زائر وصائم، والقَضِيض موضعَ المَقْضُوضِ لأَن الأَوّل لتقدمه وحمله

الآخِر على اللِّحاق به كأَنه يقُضُّه على نفسه، فحقيقتُه جاؤوا

بمُسْتَلْحَقِهم ولاحقِهِم أَي بأَوّلِهم وآخِرهم. قال: وأَلْخَصُ من هذا كلّه قولُ

ابن الأَعرابي إِنَّ القَضِّ الحصى الكِبارُ، والقَضِيض الحصى الصِّغارُ،

أَي جاؤوا بالكبير والصغير. ومنه الحديث: دخلت الجنةَ أُمّةٌ بقَضِّها

وقَضِيضِها. وفي حديث أَبي الدحداح: وارْتَحِلي بالقَضِّ والأَوْلادِ أَي

بالأَتْباع ومَن يَتَّصِلُ بكِ. وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرِز: كان إِذا

قرأَ هذه الآية: وسَيعْلَمُ الذين ظلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون،

بكى حتى يُرى لقدِ انْقدّ

(* قوله «انقد» كذا بالنهاية أَيضاً، وبهامش

نسخة منها: اندق أي بدل انقد وهو الموجود في مادة قصص منها.) قَضِيضُ

زَوْرِه؛ هكذا رُوي، قال القتيبي: هو عندي خطأ من بعض النقَلةِ وأَراه قَصَص

زَوْرِه، وهو وسَطُ صَدْرِه، وقد تقدم؛ قال: ويحتمل إنْ صحت الرواية أَن

يُراد بالقَضِيضِ صِغارُ العِظام تشبيهاً بصِغارِ الحَصى.

وفي الحديث: لو أَنَّ أَحدَكم انْقَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّانَ

لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ؛ قال شمر: أَي يتقطَّع، وقد روي بالقاف يكاد

يَنْقَضُّ.

الليث: القضَّةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ ترابها رَمْل وإِلى جانِبِها متن

مُرْتَفِعٌ، وجمعها القِضُونَ

(* قوله «القضون» كذا بالأَصل، والذي في شرح

القاموس عن الليث: وجمعها القضض ا هـ. يعني بكسر ففتح كما هو مشهور في

فعل جمع فعلة.) ؛ وقول أَبي النجم:

بلْ مَنْهل ناءٍ عن الغياضِ،

هامي العَشِيّ، مُشْرِف القَضْقاضِ

(* قوله «هامي» بالميم وفي شرح القاموس بالباء.)

قيل: القِضْقاضُ والقَضْقاضُ ما اسْتَوى من الأَرض؛ يقول: يسْتَبينُ

القِضْقاضُ في رأْي العين مُشْرِفاً لبعده. والقَضِيضُ: صوت تسمعه من

النِّسْعِ والوتَر عند الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ، وقد قَضَّ يَقِضُّ قَضِيضاً.

والقِضاضُ: صَخْر يركَب بعضُه بعضاً كالرِّضام؛ وقال شمر: القضّانةُ الجبل

يكون أَطباقاً؛ وأَنشد:

كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيها، إِذا وَجَفَتْ،

قَرْعُ المَعاوِلِ في قضَّانة قلَع

قال: القَلَعُ المُشْرِفُ منه كالقَلَعة، قال الأَزهري: كأَنه من

قَضَضْتُ الشيءَ أَي دَقَقْتُه، وهو فُعْلانة

(* قوله «فعلانة» ضبط في الأَصل

بضم الفاء، ومنه يعلم ضم قاف قضانة، واستدركه شارح القاموس عليه ولم يتعرض

لضبطه.) منه. وفي نوادر الأَعراب: القِضّةُ الوَسْمُ؛ قال الراجز:

مَعْروفة قِضَّتها رُعْن الهامْ

والقَضّةُ، بفتح القاف: الفَضَّةُ وهي الحجارة المُجْتَمِعةُ

المُتَشَقِّقةُ.

والقَضْقَضَة: كسْرُ العِظام والأَعْضاء. وقَضْقَضَ الشيءَ

فَتَقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّر ودقَّه. والقَضْقَضَةُ: صوتُ كسْرِ العظام. وقَضَضْتُ

السويقَ وأَقْضَضْتُه إِذا أَلقيتَ فيه سكَّراً يابساً. وأَسد قَضْقاضٌ

وقُضاقِضٌ: يحْطِم كلّ شيءٍ ويُقَضْقِضُ فَرِيسَتَه؛ قال رؤْبة بن

العجاج:كمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ،

وأَسَدٍ في غِيلِه قَضْقاضِ

وفي حديث مانِع الزكاة: يُمَثَّلُ له كَنْزُه شُجاعاً فيُلْقِمُه يدَه

فيُقَضْقِضُها أَي يُكَسِّرُها. وفي حديث صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب:

فأَطَلَّ علينا يَهُودِيٌّ فقمت إِليه فضرَبْتُ رأْسَه بالسيف ثم رميت

به عليهم فتَقَضْقَضُوا أَي انْكَسَرُوا وتفرَّقُوا. شمر: يقال قَضْقَضْتُ

جنبه من صُلْبِه أَي قَطَعْتُه، والذئبُ يُقَضْقِضُ العِظام؛ قال أَبو

زيد:

قَضْقَضَ بالتَّأْبِينِ قُلَّةَ رأْسِه،

ودَقَّ صَلِيفَ العُنْقِ، والعُنْقُ أَصْعَرُ

وفي الحديث: أَنَّ بعضهم قال: لو أَن رجلاً انْفَضَّ انْفِضاضاً مما

صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ؛ قال شمر: ينفض، بالفاء، يريد

يَتَقَطَّع. وقد انْقَضَّتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت وتقطَّعَت. قال:

ويقال قَضَّ فا الأَبْعَدِ وفَضَّه؛ والفَضُّ: أَن يَكْسِر أَسنانَه؛ قال:

ويُرْوى بيتُ الكُمَيْت:

يَقُضُّ أُصولَ النخلِ من نَخَواتِه

بالفاء والقاف أَي يقْطَعُ ويرْمي به.

والقَضَّاء من الإِبل: ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين. والقَضَّاء من

الناس: الجِلَّةُ وإِن كان لا حسَب لهم بعد أَن يكونوا جِلَّةً في

أَبْدانٍ وأَسنان. ابن بري: والقَضَّاء من الإِبل ليس من هذا الباب لأَنها من

قضى يَقْضي أَي يُقْضى بها الحُقوقُ. والقَضَّاء من الناس: الجِلَّةُ في

أَسنانهم.

الأَزهري: القِضَةُ، بتخفيف الضاد، ليست من حدّ المُضاعَف وهي شجرة من

شجر الحَمْضُ معروفة، وروي عن ابن السكيت قال: القضة نبت يُجْمع القِضِينَ

والقِضُونَ، قال: وإِذا جمعته على مثل البُرى قلت القِضى؛ وأَنشد:

بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِينَ تَحُشُّه

بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِيةً شُقْرا

قال: وأَما الأَرضُ التي ترابُها رمل فهي قِضَّةٌ، بتشديد الضاد، وجمعها

قِضَّاتٌ.

قال: وأَما القَضْقاضُ فهو من شجر الحَمْضِ أَيضاً، ويقال: إِنه

أُشْنانُ أَهل الشام.

ابن دريد: قِضَّةُ موضع معروف كانت فيه وَقْعة بين بَكْر وتَغْلِب سمي

يوم قِضَّة، شَدَّد الضادَ فيه.

أَبو زيد: قِضْ، خفيفةً، حكايةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ، يقال: قالت

رُكْبَته قِضْ؛ وأَنشد:

وقَوْل رُكْبَتِها قِضْ حين تَثْنِيها

قضض {قَضَّ الــلُّؤْلُؤَــةَ} يَقُضُّها {قَضًّا: ثَقَبَها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللّسَان: ومِنْهُ} قِضَّةُ العذراءِ إِذا فُرِغَ مِنْهَا، كَمَا سَيَأْتِي. و {قَضَّ الشَّيْءَ} يَقُضُّهُ {قَضًّا: دقَّهُ، وكَذلِكَ} قَضْقَضَهُ، والشيءُ المَدْقوقُ: {قَضَضٌ.
و} قَضَّ الوتدَ {يَقُضُّهُ} قَضًّا: قَلْعَهُ، كَمَا فِي العُبَاب، وبينَ دقَّهُ وقَلْعَهُ حُسْنُ التَّقابل. و {قَضَّ النِّسْعُ، وكَذلِكَ الوَتَرُ، يَقِضُّ} قَضيضاً: سُمِعَ لهُ صوتٌ عِنْد الإِنْباضِ، كَأَنَّهُ القَطْعُ، وصوتُه {القَضيضُ، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب والتَّكْمِلَة، وَهُوَ من حدِّ ضَرَبَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: قَضَّ الرَّجُلُ السَّوِيقَ} يَقُضُّهُ {قَضًّا، إِذا أَلقى فيهِ شَيْئا يابِساً، كقَنْدٍ أَو سُكَّرٍ،} كأَقَضَّهُ {إقْضاضاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. و} قَضَّ الطَّعامُ {يَقَضُّ، بالفَتْحِ،} قَضَضاً، وَهُوَ طَعامٌ {قَضَضٌ، مُحَرَّكَةً، وضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ، وسَيَأْتِي للمُصنِّفِ فِي الْمَكَان ضَبْطُه ككَتِفٍ فِيمَا بعد، وهما واحدٌ، إِذا كانَ فِيهِ حَصًى أَو تُرابٌ فوَقَعَ بَيْنَ أَضْراسِ الآكِلِ، وَقَدْ} قَضِضْتُ أَيْضاً مِنْهُ، أَي بالكَسْرِ، وإِنَّما قُلنا أَيْضاً كَمَا هُوَ نصُّ الصّحاح، إِشارةً إِلَى أَنَّ {قَضَّ الطَّعامَ} يَقَضُّ من حَدِّ عَلِمَ، وَقَدْ استُعملَ لازِماً ومُتَعدِّياً إِذا أَكَلْتَهُ وَوَقع بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ، وزادَ غيرُهُ: أَو تُرابٌ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: قَضَّ اللَّحْمَ إِذا كانَ فيهِ قَضَضٌ، يقعُ فِي أَضْراسِ آكِلِهِ شِبْهُ الْحَصَى الصِّغار. ويُقَالُ: اتَّقِ {القَضَّةَ} والقَضَضَ فِي طَعامِك، يُريدُ الْحَصَى والتُّرابَ، وَقَدْ {قَضِضْتُ الطَّعامَ} قَضَضاً: إِذا أَكَلْتَ مِنْهُ فوقعَ بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. و {قَضَّ المكانَ} يَقَضُّ، بالفَتْحِ، {قَضَضاً، مُحَرَّكَةً فَهُوَ} قَضٌّ {وقَضِضٌ ككَتِفٍ: صارَ فِيهِ} القَضَضُ، وَهُوَ التُّرابُ يَعْلو الفِراشَ! كأَقَضّ َ {واسْتَقَضَّ، أَي وجدَهُ} قَضًّا، أَو {أَقَضَّ عَلَيْهِ، و} قَضَّتِ البَضْعَةُ بالتُّرابِ: أَصابَها مِنْهُ شيءٌ {كأَقَضَّ، والصَّوابُ} كأَقَضَّتْ.
وَقَالَ أَعْرابِيٌّ يصفُ خِصْباً ملأَ الأَرضَ عُشْباً: فالأَرْضُ الْيَوْم لَو تقذف بهَا بضعَة لمْ {تَقَضَّ بتُرْبٍ. أَي لم تَقَعْ إلاَّ عَلَى عُشْبٍ. وكلُّ مَا نالَهُ تُرابٌ من طعامٍ أَو ثَوْبٍ أَو غيرِهِمَا: قَضٌّ.
وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ: قيلَ لأَعْرابيٍّ: كَيْفَ رَأَيْتَ الْمَطَر قالَ: لوْ أَلْقَيْتَ بضعَة مَا} قَضَّتْ. أَي لمْ تَتْرَبْ، يَعْنِي من كَثْرَةِ العُشْبِ. {والقِضَّةُ، بالكَسْرِ: عُذْرَةُ الجارِيَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ أَخَذَ} قِضَّتَها، أَي عُذْرَتَها، عَن اللِّحْيانيّ. و {القِضَّةُ: أَرضٌ ذاتُ حَصًى، كَمَا فِي الصّحاح، وَهَكَذَا وُجِدَ)
بخطِّ أَبي سَهْلٍ. وَفِي بعضِ نُسَخِهِ: رَوْضٌ ذاتُ حَصًى، والأَوَّلُ الصَّوابُ، وأَنْشَدَ للرَّجز يَصِفُ دَلْواً: قَدْ وَقَعَتْ فِي} قِضَّةٍ مِنْ شَرْجِ ثمَّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ غيرُه: هِيَ بفتحِ الْقَاف، وأَرادَ بالعِلْج الحِمارَ الوَحْشِيّ. أَو القِضَّةُ: أَرضٌ مُنخفضةٌ تُرابُها رملٌ وإِلى جانِبِها متْنٌ مُرتفعٌ. وَهَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ: قالَ: وَالْجمع القِضَضُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: القِضَّة: الجِنْسُ، وأَنْشَدَ: مَعْروفَةٌ! قِضَّتُها زُعْرُ الهَامْ كالخَيْلِ لمَّا جُرِّدتْ للسُّوَّامْ والقِضَّةُ: الحَصَى الصِّغارُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ويُفتح فِي الكُلِّ. وقِضَّةُ: ع معروفٌ كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ بَكْرٍ وتَغْلِب َ تُسمَّى يومَ قِضَّةَ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وشدَّدَ الضَّادَ فِيهَا وذكَرَها فِي المُضاعفِ، وَقَدْ تُسكَّنُ ضادُهُ الأُولى، وَقَدْ تُخفَّفُ، كَمَا هُوَ فِي المُعجم واقتصَرَ عَلَيْهِ وقالَ: هُوَ ثَنِيَّةٌ بعارِضٍ، جَبَلٍ باليَمامَةِ من قِبَلِ مَهَبِّ الشِّمالِ، بَينهمَا ثلاثَةُ أَيَّام. و {القِضَّةُ: اسمٌ من} اقْتِضاضِ الجارِيَةِ، وَهُوَ افْتِراعُها. و {القَضَّةُ، بالفَتْحِ، مَا تفتَّتَ من الحَصَى، وَهُوَ بعيْنِهِ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ السَّابقُ: الحَصَى الصِّغار، وأَغنى عَنهُ قَوْلُهُ أَوَّلاً: ويُفتح فِي الكلِّ:} كالقَضَضِ، أَي مُحَرَّكَةً. وَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، وَقَالَ: هُوَ الْحَصَى الصِّغارُ، قالَ: ومِنْهُ: {قَضَّ الطَّعامُ. وَقَالَ غَيره:} القَضَضُ: مَا تكسَّرَ من الْحَصَى ودَقَّ. ويُقَالُ: إنَّ القَضَضَ جمعُ {قَضَّةٍ، بالفَتْحِ. والقَضَّةُ: بقيَّةُ الشَّيْءِ.
والقضة الكبة الصَّغِيرَة من الْغَزل والقَضَّةُ: الهَضْبَةُ الصَّغيرَةُ وَقيل هِيَ الْحَرَارَة المجتمعة المتشققة. و} القُضَّةُ، بالضَّمِّ: العَيْبُ، يُقَالُ: لَيْسَ فِي نَسَبِه {قُضَّةٌ، أَي عَيْبٌ. ويُخفَّفُ. ويُقَالُ أَيْضاً: قُضْأَةٌ، بالهمزِ، وَقَدْ تَقَدَّم فِي موضِعِهِ.} واقْتَضَّها، أَي الجارِيَةَ: افْتَرَعَها، كافْتَضَّها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ بِالْقَافِ، والفاءُ لغةٌ فِيهِ. {وانْقَضَّ الجِدارُ انْقِضاضاً: تصدَّعَ ولمْ يقعْ بعدُ، أَي لم يسقُطْ،} كانْقاضَّ {انْقِضاضاً. فَإِذا سقَطَ قيلَ: تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً. هَذَا قَوْلُ أَبي زيدٍ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ وَمن تبعهُ:} انْقَضَّ الحائِطُ، إِذا سقَطَ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى جِداراً يُريد ُ أَنْ {يَنْقَضَّ هَكَذا عَدَّهُ أَبو عبيدٍ ثُنائيًّا، وَجعله أَبو عليّ ثُلاثيًّا مِنْ نَقَضَ فَهُوَ عندَهُ افْعَلَّ. وَفِي التَّهذيبِ: يُريدُ أَنْ يَنْقَضَّ، أَي ينكَسِرَ. وقَرَأَ أَبو شَيْخٍ البُنَانِيّ وخُلَيدٌ العَصَرِيّ فِي إِحدى الرِّوايتينِ عنهُما: يُريدُ أَنْ} يَنْقاضَّ،)
بتشديدِ الضَّادِ. و {انْقَضَّت الخَيْلُ عَلَيْهِمْ، إِذا انتَشَرَتْ، وَقيل: انْدَفَعَتْ، وَهُوَ مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ} بانْقِضاضِ الطَّيْرِ، ويُقَالُ: {انْقَضَّ الطَّائرُ، إِذا هوَى فِي طَيَرانِهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَقَوله ليَقَعَ، أَي يُريدُ الوُقوعَ. ويُقَالُ: هُوَ إِذا هَوَى من طَيَرانِهِ ليَسْقُطَ عَلَى شيءٍ. يُقَالُ: انقَضَّ البَازي عَلَى الصَّيْدِ، إِذا أَسْرَعَ فِي طَيَرانِهِ مُنْكَدِراً عَلَى الصَّيْدِ،} كَتَقَضَّضَ، عَلَى الأَصْلِ يُقَالُ: انْقَضَّ الْبَازِي {وتَقَضَّضَ. وربَّما قَالُوا} تَقَضَّى الْبَازِي {يَتَقَضَّى، عَلَى التَّحْويلِ، وَكَانَ فِي الأَصلِ تَقَضَّضَ، فلمَّا اجتمعتْ ثلاثُ ضَادَاتٍ قُلبتْ إِحْداهنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا: تَمَطَّى، وأَصله تَمَطَّطَ، أَي تمدَّدَ، وكَذلِكَ تَظَنَّى من الظَّنِّ، وَفِي التَّنزيلِ العزيزِ: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا وَقَول الجَوْهَرِيّ: وَلم يستعملوا مِنْهُ تَفَعَّلَ إلاَّ مُبْدَلاً، إِشارةٌ إِلَى أنَّ المُبْدَلَ فِي استِعمالهم هُوَ الأَفصَحُ، فَلَا مُخالَفَةَ فِي كَلَام المُصَنِّفِ لقولِ الجَوْهَرِيّ، كَمَا توهَّمَهُ شَيْخُنَا، فتأَمَّلْ. ومِن المُبْدَلِ المشهورِ قَوْلُ العجَّاجِ يمدحُ عُمَرَ بنُ عبيد الله بن مَعْمَرٍ: إِذا الكِرامُ ابْتَدرُوا البَاعَ بَدَرْ تَقَضَّى البَازِي إِذا البازِي كَسَرْ} والقَضَضُ، مُحَرَّكَةً: التُّرابُ يَعْلُو الفِراشَ، ومِنْهُ قَضَّ المكانُ وأَقَضَّ.! وأَقَضَّ فلانٌ، إِذا تَتَبَّع مداقَّ الأُمورِ الدَّنيئَةِ وأَسَفَّ إِلَى خِساسِها، وَلَو قالَ: تتبَّعَ دِقاقَ المَطَامِع، كَمَا هُوَ نصُّ الصَّاغَانِيُّ وابنِ القَطَّاعِ والجَوْهَرِيّ، لكانَ أَخْصَر. قالَ رُؤْبَةُ: مَا كُنْتُ عَنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ والخُلُقِ العَفِّ عَن {الإِقْضاضِ ويُروى} الأَقضاضِ، بالفَتْحِ. و {أَقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ: خَشُنَ وتترَّب. قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ:
(أَمْ مَا لِجَنْبِكَ لَا يُلائِمُ مَضْجعاً ... إلاَّ} أَقَضَّ عليْكَ ذاكَ المَضْجَعُ)
وقرأْتُ فِي شرحِ الدِّيوان: أَقَضَّ، أَي صارَ عَلَى مضجعِه {قَضَضٌ، وَهُوَ الْحَصَى الصِّغار. يَقُولُ: كأَنَّ تَحْتَ جنبِهِ} قَضَضاً لَا يقدِرُ عَلَى النَّوْمِ لمَكانِهِ. {وأَقَضَّهُ اللهُ، أَي المضجَعَ: جعله كَذلِكَ، لازِمٌ متعَدٍّ. وأَقَضَّ الشَّيْءَ: تَركه} قَضَضاً، أَي حَصى صِغاراً. ومِنْهُ حَدِيث ابنِ الزُّبير وهدْمِ الكعْبة: كانَ فِي المسْجِدِ حُفَرٌ مُنْكَرَةٌ وجَراثيمُ وتَعَادٍ، فأَهابَ بالنَّاسِ إِلَى بَطْحِهِ، فلمَّا أَبْرَزَ عَن رُبْضِهِ دَعا بكُبْرِهِ فَنَظَروا إِلَيْه، وأَخذَ ابنُ مُطيعٍ العَتَلَةَ فعَتَلَ نَاحيَة من الرُّبْضِ {فأَقَضَّه.
ويُقَالُ: جَاءُوا} قضّهم، بفتحِ الضَّادِ وبضَمِّها وفتْح الْقَاف وكسرِها، بقَضِيضِهم. الْكسر عَنْ أَبي) عَمْرو، كَمَا فِي العُبَاب، أَي بأَجمعِهم، كَمَا فِي الصّحاح وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للشَّمَّاخ:
(أَتَتْني سُلَيْمٌ {قضّها} بقَضِيضِها ... تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيع سِبالَهَا)
وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساس. وكَذلِكَ: جاءُوا {قَضَضُهم} وقَضيضُهُم، أَي جَميعُهُم. وَقيل: جَاءُوا مُجْتَمعين، وَقيل: جَاءُوا بجَمْعِهِم لم يَدَعُوا وَرَاءهم شَيْئا وَلَا أَحداً، وَهُوَ اسمٌ منصوبٌ موضوعٌ موضعَ المصدَرِ كَأَنَّهُ قالَ: جَاءُوا! انْقِضاضاً. قالَ سِيبَوَيْه: كَأَنَّهُ يَقُولُ انْقَضّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم، وَهُوَ من المصادر الموضوعَةِ موضِعَ الأَحْوالِ. وَمن العربِ من يُعْرِبُه ويُجريه عَلَى مَا قبلَهُ.
وَفِي الصّحاح: ويُجْريه مَجْرى كُلِّهِم. وجاءَ القومُ بقَضِّهمْ وقَضِيضِهِمْ، عَن ثعلبٍ وَأبي عبيدٍ.
وَحكى أَبو عبيدٍ فِي الحَدِيث: يُؤْتى {بقَضِّها} وقِضِّهَا {وقَضِيضِها. وحكَى كُراع: أَتَوْني قُضُّهُمْ} بقَضِيضِهِم، أَي بالرَّفع، ورأَيْتُ قَضَّهُم {بقَضِيضِهِم، ومررْتُ بهم} قَضِّهِم بقَضِيضِهِم، وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: جَاءَتْ فَزَارَةُ {قَضُّها} بقَضِيضِها لمْ أَسمعْهُم يُنشِدون قَضُّها إلاَّ بالرَّفع. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُ قَوْله جاءُوا {قَضُّهم بقَضِيضِهِم، أَي بأَجمعِهِم، قَوْلُ أَوس بنِ حَجَرٍ:
(وجاءِتْ جِحَاشٌ} قَضُّهَا {بقَضِيضِهَا ... بأَكْثَرِ مَا كانُوا عَديداً وأَوْكَعُوا)
أَوْكَعُوا، أَي سَمَّنوا إِبِلَهُمْ وقوُّوها ليُغِيروا عَلَيْنا. أَو} القَضُّ هُنَا الحَصَى الصِّغارُ، {والقَضيضُ: الحَصى الكِبارُ، وَهُوَ قَوْلُ ابنُ الأَعْرَابيّ، وَهَكَذَا وُجِدَ فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غلطٌ. والصَّوابُ فِي قولِه كَمَا نَقَلَهُ صاحبُ اللّسَان وابنُ الأَثير والصَّاغَانِيُّ: القَضُّ: الحَصَى الكِبارُ، والقَضيضُ: الحَصَى الصِّغارُ. ويدُلُّ لذَلِك تفسيرُهُ فِيمَا بعدُ أَي جاءُوا بالكبيرِ والصَّغيرِ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا أَلْخَصُ مَا قيلَ فِيهِ. أَو} القَضُّ بمَعْنَى {القاضِّ، كزَوْرٍ وصَوْمٍ، فِي زائرٍ وصائمٍ. والقَضيضُ بمَعْنَى} المَقْضوضُ، لأنَّ الأَوَّلَ لتَقَدُّمِهِ وحَمْلِهِ الآخرَ عَلَى اللَّحاقِ بِهِ، كَأَنَّهُ {يَقُضُّهُ عَلَى نفسِهِ، فحقيقَتُه جَاءُوا بمُسْتَلْحَقِهِمْ ولاحِقِهِمْ، أَي بأَوَّلهم وآخرِهم، نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ أَيْضاً، وجَعَلَهُ مُلَخَّص القَوْلِ فِيهِ.} والقِضاضُ، بالكَسْرِ: سَخْرٌ يركبُ بعضُهُ بَعْضاً، كالرِّضام، الواحِدَةُ! قَضَّةٌ، بالفَتْحِ. {والقَضْقاضُ: أَشْنانُ الشَّامِ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: هُوَ الأَخضرُ مِنْهُ السَّبْطُ، ويُروى بالصَّادِ المُهملَةِ أَيْضاً، أَو شَجَرٌ من الحَمْضِ. قالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ دَقيقٌ ضَعيفٌ أَصفَرُ اللَّوْنِ. وَقَدْ تَقَدَّم فِي الصَّادِ أَيْضاً. و} القَضْقَاضُ: الأَسَدُ، يُقَالُ: أَشَدٌ {قَضْقاضٌ:} يُقَضْقِضُ فريسَتهُ، كَمَا فِي الصّحاح،)
وأَنْشَدَ قَوْلُ الرَّاجِزِ، هُوَ رُؤْبَةُ: كَمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ وأَسَدٍ فِي غِيلِهِ {قَضْقاضِ ويُضمُّ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ فُعْلالٌ سِواهُ، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: لم يَجِئْ فِي المُضاعَفِ فُعْلالٌ بضمِّ الفاءِ إلاَّ} قُضْقاض، قالَ: وربَّما وُصِفَ بِهِ الأَسَدُ والحيَّةُ، أَو الشَّيْءُ الَّذي يُسْتَخْبَثُ. وَبِهَذَا سقطَ قَوْلُ شيخِنا: هَذَا قُصورٌ ظاهِرٌ من المُصَنِّفِ، بَلْ وَرَدَ مِنْهُ قُلْقاسٌ وقُسْطاسٌ وخُزْعالٌ المُجْمَع عَلَيْهِ، وكلامُهم كالصَّريحِ بَلْ صَريحٌ أَنَّهُ لَا فُعْلالَ غير خُزْعالٍ، وَقَدْ ذُكر غيرُ هَذِه فِي المُزْهِر، وزِدتُ عَلَيْهِ فِي المُسْفِر، انْتَهَى. ووجهُ السُّقوطِ هُوَ أنَّ المُرادَ من قولِهِ وَلَيْسَ فُعْلالٌ سِواهُ، أَي فِي المُضاعَفِ كَمَا هُوَ نصُّ ابنُ دُرَيْدٍ وَمَا أَوْرَدَهُ من الكَلمات مَعَ مناقَشَةٍ فِي بعضِها فإِنَّها غيرُ وارِدَةٍ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ، {كالقُضاقِضِ، بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً. يُقَالُ: أَسَدٌ} قُضاقِضٌ: يُحطِّمُ فريسَتَهُ، قالَ الرَّاجِزُ: قُضَاقِضٌ عِنْدَ السُّرَى مُصَدَّرُ وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ السَّابقُ: وربَّما وُصِفَ بِهِ الأسدُ والحيَّةُ إِلخ، قُلْتُ: قَدْ تَقَدَّم فِي الصَّادِ المهملةِ عنِ الجَوْهَرِيّ: حيَّةٌ قَصْقاصٌ، نَعْتٌ لَهَا فِي خُبْثِها، وَمثله فِي كتابِ العَيْنِ، ولعلَّهُما لُغتان. وَقَدْ قَدَّمْنا هُناكَ عَن كتابِ العينِ نقلا فِي حُدودِ أَبْنِيَةِ المُضاعَفِ ينبَغي أنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهِ وتَتَأَمَّلَ فِيهِ مَعَ كلامِ ابنِ دُرَيْدٍ هُنَا. و {القَضْقَاضُ: مَا استَوَى من الأَرضِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي النَّجمِ: بَلْ مَنْهَلٍ ناءٍ مِنَ الغِياضِ ومِنْ أَذَاةِ البَقِّ والإِنْقَاضِ هابِي العَشِيِّ مُشْرِفِ القَضْقَاضِ يَقُولُ: يَسْتَبينُ القَضْقَاضُ فِي رَأْيِ العينِ مُشْرِفاً لبُعْدِهِ. قولُه: ويُكسَرُ، خَطَأٌ، وكَأَنَّهُ أَخَذَهُ من قَوْل الصَّاغَانِيُّ: ويُروى} القِضاضُ، فظنَّهُ القِضْقاضُ، وإِنَّما هُوَ {القِضاضُ، بالكَسْرِ، جمعُ قَضَّةٍ، بالفَتْحِ.} والتَّقَضْقُضُ: التَّفَرُّقُ، وَهُوَ من معنى {القَضِّ لَا من لفظِهِ. ومِنْهُ حديثُ صَفِيَّةَ بنتِ عبد المُطَّلِب فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ: فأَطَلَّ عليْنَا يَهودِيٌّ فقُمْتُ إِلَيْه فَضَرَبْتُ رأْسَهُ بالسَّيْفِ ثمَّ رَمَيْتُ بِهِ علَيْهم} فَتَقَضْقَضُوا أَي تَفَرَّقوا. {والقَضَّاءُ: الدِّرْعُ المسْمورَةُ، من} قَضَّ الجوهَرَةَ، إِذا ثَقَبَها، قَالَه ابنُ السِّكِّيتِ. وأَنْشَدَ:)
(كأَنَّ حَصاناً! قَضَّها الْقَيْنَ حُرَّةً ... لَدى حَيْثُ يُلْقَى بالفِناءِ حَصِيرُهَا)
شبَّهها عَلَى حَصيرِها وَهُوَ بِساطُها بدُرَّةٍ فِي صَدَفٍ، قَضَّها أَي قَضَّ القَيِنُ عَنْهَا صَدَفَها فاسْتَخْرَجَهَا، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب. وَقَالَ فِي التَّكْمِلَة، وَقَدْ تفرَّدَ بِهِ ابنُ السِّكِّيتِ. وَالَّذِي قَالَه الجَوْهَرِيّ: دِرْعٌ قَضَّاء، أَي خَشِنَةُ المَسِّ، لم تنسحقْ بعدُ، وقولُه: خَشِنَةُ المسِّ، أَي من حِدَّتِها، فَهُوَ مُشْتَقٌ من قَضَّ الطَّعامُ والمكانُ، ووزنُه عَلَى هذَيْن القولينِ فَعْلاءُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساسِ بنحوِ مَا قالهُ الجَوْهَرِيّ. ويقرُب مِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ شَمِرٍ: القَضَّاءُ من الدُّرُوع: الحديثَةُ العهدِ بالجِدَّةِ، الخشنَةُ المَسِّ، من قولكَ: أَقَضَّ عَلَيْهِ الفِراشُ. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ النَّابِغَة: ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّاءَ ذائِل قالَ: أَي كلّ درعٍ حديثَةِ العَمَلِ. قالَ: ويُقَالُ: القَضَّاءُ: الصُّلبَةُ الَّتِي امْلاس فِي مَجَسَّتها قضة.
وخالَفَهم أَبو عَمْرٍ وفقال: {القَضَّاءُ هِيَ الَّتِي فُرِغَ من عملِها وأُحْكِمَ، وَقَدْ قَضَيْتُها، أَي أَحْكَمْتُها، وأَنْشَدَ بيتَ الهذليّ:
(وتَعَاوَرَا مَسْرُودَتَيْنِ قَضَاهُما ... داوُودُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ)
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا خطأٌ فِي التَّصريف لأنَّه لَو كانَ كَذلِكَ لقالَ قَضْياءَ. وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: جعلَ أَبو عَمْرو} القَضَّاءَ فَعَّالاً من قَضَى، أَي حَكَمَ وفَرَغَ. قالَ: والقَضَّاءُ فَعْلاءُ غيرُ مُنْصَرِفٍ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ فِي المعتلِّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبو بكر: القَضَّاءُ من الإِبلِ: مَا بَيْنَ الثَّلاثينَ إِلَى الأَربعين، كَمَا فِي العُبَاب، والتَّكْمِلَة، وَاللِّسَان، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: القَضَّاءُ بِهَذَا الْمَعْنى لَيْسَ من هَذَا البابِ لأَنَّها من قَضَى يَقْضي، أَي تُقْضَى بِها الحُقوق. و! القَضَّاءُ من النَّاسِ: الجِلَّةُ وإِنْ كانَ لَا حَسَبَ لَهُم بعدَ أَنْ يَكُونُوا جِلَّةً فِي الأَبْدانِ والأَسنانِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الجِلَّة فِي أَسنانِهم. وَقَالَ أَبو زيدٍ: قِضْ بالكَسْرمخفَّفةً: حكايَةُ صوتِ الرُّكْبَةِ إِذا صاتَتْ. يُقَالُ: قالتْ رُكْبَتُه {قِضْ، وأَنْشَدَ: وقَوْلُ رُكْبَتِها قِضْ حينَ تَثْنِيها} واستَقَضَّ مضجَعَهُ، أَي وجَدَهُ خَشِناً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {قَضَّ عليهمُ الخيلُ} يقُضُّها {قَضًّا: أَرْسَلَها أَو دَفَعَها. قالَ: قَضُّوا غِضاباً عَلَيْكَ الخَيْلَ من كَثَبِ} وانْقَضَّ النَّجمُ: هوَى، وَهُوَ مَجاز. ومِنْهُ قولُهُم: أَتَيْنا عِنْد {قَضَّةِ النَّجمِ، أَي عِنْد نَوْئِه. ومُطِرْنا)
} بقَضَّةِ الأَسَدِ. قالَ ذُو الرُّمَّة:
(جَدَا {قَضَّةِ الآسادِ وارْتَجَزَتْ لهُ ... بنَوْءِ السِّماكَيْنِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ)
} وقَضَّ الجِدارُ: هَدَمَهُ بالعُنفِ. وقَضَّ الشَّيْءَ {يَقُضُّهُ} قضًّا: كسرَهُ. {واقْتَضَّ الإِدواةَ: فتحَ رأْسَها. وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيث هَوَازِنَ. ويُروى بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم. وطَعامٌ} قَضٌّ: فِيهِ حَصى وتُرابٌ، وَقَدْ أَقَضَّ. وأَرضٌ {قَضَّةٌ: كثيرَةُ الحِجارةِ والتُّرابِ. ولحمٌ قَضٌّ: وقعَ فِي حَصى، أَو تُرابٍ فوُجدَ ذَلِك فِي طَعْمِهِ. وقَضَّ عَلَيْهِ المضجَعُ: نَبَا، مِثْلُ} أَقَضَّ المذكورُ فِي المَتْنِ. ويُقالُ: قَضَّ {وأَقَضَّ: لمْ يَنَمْ، أَو لم يطمئنّ بِهِ النَّوْمُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: القضيضُ جمعٌ مِثْل كلبٌ وكَليبٍ، والقَضُّ: الأَتْباعُ ومنْ يتَّصِلُ بك. ومِنْهُ قَوْلُ أَبي الدَّحْداحِ: وارْتَحِلِي} بالقَضِّ والأَوْلادِ {والقَضيضُ: صِغارُ العِظام، تَشْبِيها بصغارِ الحصَى، نَقَلَهُ القُتَيْبِيُّ.} وانْقَضَّ {انْقِضاضاً: تقطَّعَ، وأَوْصالُه: تفرَّقتْ. وَقَالَ شَمِرٌ:} القَضَّانَةُ: الجَبَلُ يكونُ أَطْباقاً، وأَنْشَدَ:
(كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيهَا إِذا وجفَتْ ... قَرْعُ المَعَاوِلِ فِي {قَضَّانَةٍ قَلَعِ)
قالَ: القَلَعُ: المشرفُ مِنْهُ كالقَلْعَة. قالَ الأّزْهَرِيّ: كَأَنَّهُ من} قَضَضْتُ الشَّيْءَ، أَي دققتُه وَهُوَ فَعْلانَة مِنْهُ. وَفِي نَوادِرِ الأَعْراب: {القِضَّةُ: الوَسْمُ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الرَّاجِز: مَعْروفَةٌ} قِضَّتُهَا زُعْر الهَامْ وَقَدْ تَقَدَّم للمصنِّف أَنَّهُ بمَعْنَى الجِنْس، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرو. {والقَضْقَضَةُ: كسرُ العِظام والأَعضاءِ.} وقَضْقَضَ الشيءَ {فتَقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّرَ. ومِنْهُ الحَدِيث:} فيُقَضْقِضُهَا أَي يُكسِّرُها. وَقَالَ شمرٌ: يُقَالُ: {قَضْقَضْتُ جَنْبَهُ مِنْ صُلْبِه، أَي قطعتُهُ.} وقَضَّضَ: إِذا أَكثرَ سُكَّرَ سَوِيقهِ، عَن ابنُ الأَعْرَابيّ. {والمِقَضُّ، بالكَسْرِ: مَا} تُقَضُّ بِهِ الحجارَةُ، أَي تُكْسَرُ. {وأَقَضَّهُ عَلَيْهِ الهَمُّ،} واسْتَقَضَّه صاحبُهُ. ويُقَالُ: ذهبَ {بقِضَّتِهَا، وَكَانَ ذَلِك عندَ} قِضَّتِهَا ليلَةَ عُرْسِها، وَهُوَ مَجازٌ.
قضض: {ينقض}: يسقط وينهدم. و {ينقاض}: ينشق ويتقلع.

خرد

خ ر د

رأيت خريدة وخرائد وخرداً: عذارى، وجارية خرود، ونساء خرد: خفرات، وفيهن خرد وتخرد. قال أوس:

ولم تلهها تلك التكاليف إنها ... كما شئت من أكرومة وتخرد

ويقال أخرد الرجل: سكت حياء، وأقرد: سكت ذلاً.

ومن المجاز: لؤلؤــة خريدة: عذراء.
خرد
جارِيَة خَرِيدة: بِكْر، والجميع الخَرائدُ والخُرد.
وجارِيَةٌ خَرُود: خَفِرَةٌ حَيِيةٌ.
وعِيدانٌ خَرِدةٌ: رَطْبَة.
والخَرِيدةُ: الدرة لم تُثْقَب.
وأخْرَدَ الرجُلُ: سَكَتَ.
[خرد] الخَريدَةُ من النساء: الحَيِيَّةُ، والجمع خرائد وخرد وخرد. وربما قالوا جارية خَرودٌ: أي خَفِرَةٌ. ابن الأعرابي: لُؤْلُؤَــةٌ خَريدةٌ: لم تُثقَبْ. قال: وكل عذراء خريدة.
(خرد)
خردا طَال صمته وَيُقَال خردت الــلؤلؤــة ظلت سليمَة لم تثقب وخردت الفتاة ظلت عذراء وَقد جَاوَزت الإعصار وَفُلَان اشْتَدَّ حياؤه وَيُقَال خرد صَوته لَان وَظهر فِيهِ أثر الْحيَاء وَطَالَ سُكُوته فَهُوَ خارد (ج) خرد وَهِي خريد وخريدة وخرود (ج) خرد وخرائد

خرد


خَرِدَ
( n. ac. )
a. Was a virgin.
b. Was bashful, modest, retiring; pure.

أَخْرَدَa. Was silent, quiet.

خُرْدَة
P.
a. Ironmongery, hardware.
b. Small change, coppers.

خَرِيْدa. Soft, gentle (voice).
خَرِيْدَة
(pl.
خُرُد
خُرَّد
خَرَاْئِدُ
46)
a. Virgin, maid.
b. Unbored pearl.

خُرْدَجِيّ (pl.
خُرْدَجِيَّة), P.
a. Ironmonger.

خُرْدُق
a. Small shot, buck-shot, slugs.
خرد: خُرْدَة (بالفارسية خُرْدَة): خردق، حبة صغيرة من المعدن، قطعة صغيرة من الرصاص للصيد (بوشر).
وخُردة: آلات وآنية نحاسية أو حديدة تستعمل في البيوت (بوشر، محيط المحيط) صفة مصر 18 قسم 1 ص322).
وخردة: بزازة، عقادة، تجارة الأقمشة والخردوات (بوشر).
وخردة: ما يحشو به الاسكاف الحذاء بين النعل والبطانة (محيط المحيط).
وخردة: ما يؤخذ من الجمهور للتفرج على التمثيل والبهلوانات والمهرجين وغير ذلك (صفة مصر 12: 181).
وخردة: أصغر نقد في نجد (بلجراف 2: 179).
خُرْدَجي: بائع الخردوات (بوشر، لين عادات 2: 17).
وخردجي: بائع دوار للأقمشة والخردوات (بوشر) وعند همبرت (ص82) خُرْضَجِي وهكذا تنطقها العامة (محيط المحيط).
خُرْداجِي: بائع الحدائد العتيقة (شيرب).
خُرْدَق (بالفارسية خُرَده) واحدته خردقة: حبة صغيرة من المعدن، قطعة صغيرة من الرصاص للصيد (بوشر، محيط المحيط).
أمر مُخَرْدَق: أمر قد تشوش نظامه (محيط المحيط).
عنب مُخَرْدِق: صغير الحب كالخُردُق (محيط المحيط).

خرد: الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ

قط، وقيل: هي الحيية الطويلة السكوت الخافضة الصوت الخَفِرة المتسترة قد

جاوزت الإِعْصار ولم تَعنَس، والجمع خرائد وخُرُد وخُرَّد، الأَخيرة

نادرة لأَن فعيلة لا تجمع على فُعَّل، وقد خَرِدَت خَرَداً وتَخَرَّدت؛ قال

أَوس يذكر بنت فضالة التي وكلها أَبوها بإِكرامه حين وقع من راحلته

فانكسر:

ولم تُلْهِها تلك التكالِيفُ، إِنها

كما شئتَ من أُكْرُومَةٍ وتَخَرُّد

وصوت خَريدٌ: لين عليه أَثر الحياء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

من البيض، أَما الدَّلُّ منها فكامل

مَليح، وأَما صَوْتُها فَخريدُ

والخَرَد: طول السكوت. والمُخْرِد: الساكت.

وأَخْرَد: أَطال السكوت. أَبو عمرو: الخارد الساكت من حياء لا ذل،

والمُخْرِد: الساكت من ذُلٍّ لا حياء. ابن الأَعرابي: خَرِدَ إِذا ذَلَّ،

وخَرِدَ إِذا استحيا، وأَخْرَدَ إِلى اللهو: مال؛ عن ابن الأَعرابي: وكل

عذراء: خَريدة. والخَريدة: الــلؤْلؤَــة قبل ثقبها؛ قال الليث: سمعت أَعرابيّاً

من كلب يقول: الخريدة التي لم تثقب وهي من النساء البكر، وقد أَخْرَدتْ

إِخراداً. ابن الأَعرابي: لؤلؤَــة خريد لم تثقب.

خرد
خرَّدَ يخرِّد، تخريدًا، فهو مخرِّد، والمفعول مخرَّد
• خرَّد الخبيرُ السّيارةَ: حكم بأنّها مستهلكة. 

خُرْدة [مفرد]: ج خُرْدَوات:
1 - قِطَع المعادن الصغيرة، أدَوات معدنيّة مختلفة كالأقفال وأدوات المائدة "اشترى بعض الخُرْدوات" ° محل خُرْدوات: محلّ لبيع الأشياء الصَّغيرة.
2 - ما صغُر وتفرّق من الأمتعة.
3 - أشياء قديمة فقدت صلاحيَتها ويمكن استعمالها من جديد في شكل ما، كقطع الحديد أو الزّجاج، أو الورق العتيق "يتاجر في الخُرْدة" ° تاجر خُرْدة: تاجر يتعامل في المخلفات المعدنيّة. 

خُرْدَوَاتيّ [مفرد]:
1 - صاحب محلّ خُرْدوات.
2 - بائع في محلّ خُرْدوات. 

خريدة [مفرد]: ج خَرَائِدُ وخُرُد وخُرَّد:
1 - لؤلؤــة لم تُثْقَب.
2 - فتاة عذراء لم تُمَسّ. 

خرد

1 خَرِدَتْ, aor. ـَ (L, K,) inf. n. خَرَدٌ, (L,) She was an untouched virgin; (L, K;) as also ↓ اخردت, inf. n. إِخْرَادٌ; (L;) and ↓ تخرّدت: (L, K:) or she was bashful and grave or staid or sedate, or very bashful, long silent, low in voice, one who concealed herself from public view, (L, K,) and did not remain long in her parents' house, or tent, unmarried, after having attained the usual proper age for marriage. (L.) b2: and خَرِدَ He was, or became, affected with shame, bashfulness, or pudency; (IAar;) as also ↓ اخرد (K.) b3: He was, or became, abject. (IAar.) b4: Also, inf. n. as above; and ↓اخرد; He kept long silence: (L, K:) and the latter signifies also he kept silence by reason of abjectness; not by reason of bashfulness: so accord. to the K: but accord. to the A, he kept silence by reason of bashfulness; and اقرد signifies "he kept silence by reason of abjectness:" (TA:) and so says IAar: (TA in art. قرد:) or اخرد accord. to IAar signifies he spoke little. (Har p. 250.) [See also خَارِدٌ.]4 أَخْرَدَ see 1, in three places. b2: اخرد إِلَى اللَّهْوِ He inclined to play, sport, or diversion. (K.) 5 تَخَرَّدَ see 1.

خَرُودٌ:see خَرِيدَةٌ, in two places.

خَرِيدٌ: see the next paragraph. b2: صَوْتٌ خَرِيدٌ A gentle voice, characterized by bashfulness, or modesty. (IAar, K.) خَرِيدَةٌ A virgin: (IAar, S, A:) and a bashful, or modest, woman: and sometimes they said ↓ جَارِيَةٌ خَرُودٌ, meaning a girl bashful and grave or staid or sedate; or very bashful: (S:) or خرِيدَةٌ and ↓ خَرِيدٌ and ↓ خَرُودٌ signify an untouched virgin: or a female bashful, and grave or staid or sedate, or very bashful, long silent, low in voice, who conceals herself from public view, (L, K,) and does not remain long in her parents' house, or tent, unmarried, after having attained the usual proper age for marriage: (L:) pl. خَرَائِدُ and خُرَّدٌ (S, A, L, K) and خُرُدٌ; (S, L, K;) the second of which is contr. to rule. (L.) b2: Also (tropical:) An unbored pearl. (Lth, IAar, S, A, K.) خَارِدٌ Silent by reason of bashfulness; not by reason of abjectness: and ↓ مُخْرِدٌ silent by reason of abjectness; not by reason of bashfulness: so accord. to AA: and the latter, simply, silent. (L.) [See also 1.]

مُخْرِدٌ: see the next preceding paragraph.
خرد
: (الخَرِيدُ و) الخَرِيدةُ (بِهاءٍ، والخَرُودُ) ، كصَبُور، فَهِيَ ثلاثُ لُغَاتٍ، من النّسَاءِ: (البِكْرُ) الَّتِي (لم تُمْسَسْ) قَطُّ، (أَو الخَفِرَةُ) الحَيِيَّةُ (الطَّوِيلَةُ السُّكُوتِ، الخافِضةُ الصَّوْتِ، المُتَسَتِّرَةُ) ، قد جَاوَزَتِ الإِعصارَ وَلم تَعْنَس، (ج: خَرائدُ وخُرُدٌ) بضمْتَيْن، (وخُرَّدٌ) بضمّ فتشديد، الأَخيرة نادرةٌ، لأَن فَعِيلَة لَا تُجْمَع على فُعَّل، (وَقد خَرِدَتْ كفَرِحَ) ، خَرَداً، (وتَخَرَّدَت) ، قَالَ أَوْس يذكر بِنْت فَضَال لتي وَكَّلَها أَبوها بإِكرامه، حِين وَقَعَ من راحِلَته فانكسر:
لم تُلْهِها تِلْك التَّكاليفُ إِنَّها
كَمَا شِئتَ مِنْ أُكْرومة وتَخَرُّدِ
(وصوتٌ خَرِيدٌ: لَيِّنٌ عَلَيْهِ أَثَرُ الحَياءِ) ، أَنشد ابنُ الأَعرابِيّ:
منَ البِيضِ أَما الدَّلُّ مِنْهَا فكامِلٌ
مَلِيحٌ وأَمّا صوتُها فخَرِيدُ
(وخَرْدٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (لَقَبُ سعْدِ بنِ زَيْدٍ مَناةَ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) الخَرَدُ، (بِالتَّحْرِيكِ: طُولُ السُّكُوتِ، كالإِخْراد) .
والمُخْرِد: الساكتُ من ذُلَ لَا حياءٍ. وأَخْرَدَ: أَطالَ السُّكوتَ.
ونصُّ أَبي عَمْرو: الخارِدُ: الساكتُ مِن حياءٍ لَا ذُلّ، والمُخرِد: السَّاكِت من ذُلَ لَا من حَياءٍ. وَفِي سِيَاق المصنِّف قُصورٌ لَا يَخْفَى.
(و) من الْمجَاز: الخَرِيدَةُ: الــلُّؤْلؤَــةْ لم تُثْقَبْ) ، نَقله اللَّيْث عَن أَعرابيٌّ من كَلب. وكلُّ عذراءَ: خرِيدَةٌ، وَقد أَخْرَدَت إِخراداً.
(وأَخْرَدَ: اسْتَحْيَا) ، وَالَّذِي قَالَه ابْن الإِعرابيّ: خَرِدَ، إِذا ذَلَّ، وخَرِدَ إِذا استحْيَا.
(و) أَخْرَدَ (إِلى اللَّهْوِ: مالَ) .
(و) أَخْرَدَ؛ (سَكَتَ من ذُلَ لَا حَيَاءٍ) وَالَّذِي فِي الأَساس: وأَخْرَد: سَكَتَ حَيَاء، وأَقْرَدَ: سَكَتَ ذُلًّا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
خَردٌ، بِالْفَتْح: جدُّ مالكِ بن صَخرٍ الجاهليّ. ذكره ابْن مَاكُولَا.
والحَرِدُ، ككَتِفٍ لقبُ جمَاعَة.
وخربنده ملِكُ العراقِ، فارسيّة، أَي عبد الْحمار.

خصر

(خصر) خصرا برد أَو اشْتَدَّ برده وآلمه الْبرد فِي أَطْرَافه

(خصر) أُصِيب خصره فَهُوَ مخصور
(خصر) - في الحَدِيث: "أَنَّ نعلَه، - صلى الله عليه وسلم -، كانت مُخَصَّرَة ".
: أي قُطِع خَصْراها حتَّى صارا مُسْتَدَقَّين، ورجل مُخصَّر: دَقِيق الخَصْر.
وقيل المُخَصَّرة: التي لها خَصْران، والمُلسَّنة: التي لها لِسان، وهو الهُنَيَّة الناتِئَةُ من مُقدَّمِها.

خصر


خَصِرَ(n. ac. خَصَر)
a. Was cold; was chilled, numbed.

خَاْصَرَa. Walked hand in hand; walked side by side.

تَخَصَّرَ
a. [Bi], Took, held in his hand (staff).

تَخَاْصَرَa. Walked hand in hand.

إِخْتَصَرَa. Placed his hand upon his hip.
b. Abridged, curtailed.
c. see V
خَصْر
(pl.
خُصُوْر)
a. Waist.
b. Hollow of the foot.
c. Road traversing a ravine.

خَصَرa. Cold, sensation of cold.

خَصِرa. Cold, icy.

مِخْصَرَة
(pl.
مَخَاْصِرُ)
a. Staff, rod, sceptre.

خَاْصِرَة
(pl.
خَوَاْصِرُ)
a. Flank, haunch, hip.

N. P.
إِخْتَصَرَa. Summary, epitome, compendium.

N. Ac.
إِخْتَصَرَa. Abbreviation.
خ ص ر: (الْخَصْرُ) وَسَطُ الْإِنْسَانِ وَكَشْحٌ (مُخَصَّرٌ) أَيْ دَقِيقٌ وَ (الْخَاصِرَةُ) الشَّاكِلَةُ. وَ (الْخَصَرُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْبَرْدُ وَقَدْ (خَصِرَ) الرَّجُلُ إِذَا آلَمَهُ الْبَرْدُ فِي أَطْرَافِهِ. وَخَصِرَ يَوْمُنَا اشْتَدَّ بَرْدُهُ. وَمَاءٌ (خَصِرٌ) بَارِدٌ بِكَسْرِ الصَّادِ وَبَابُ الْكُلِّ طَرِبَ. وَ (الْخِنْصِرُ) بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالصَّادِ الْإِصْبَعُ الصُّغْرَى وَالْجَمْعُ (الْخَنَاصِرُ) . وَ (الْمِخْصَرَةُ) بِكَسْرِ الْمِيمِ كَالسَّوْطِ وَكُلِّ مَا اخْتَصَرَ الْإِنْسَانُ بِيَدِهِ فَأَمْسَكَهُ مِنْ عَصًا وَنَحْوِهَا. وَ (خَاصَرَهُ) أَخَذَ بِيَدِهِ فِي الْمَشْيِ. وَ (اخْتِصَارُ) الطَّرِيقِ سُلُوكُ أَقْرَبِهِ. وَاخْتِصَارُ الْكَلَامِ إِيجَازُهُ. 
خ ص ر : الْخَصْرُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَسَطُهُ وَهُوَ الْمُسْتَدِقُّ فَوْقَ الْوَرِكَيْنِ وَالْجَمْعُ خُصُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالِاخْتِصَارُ وَالتَّخَصُّرُ فِي الصَّلَاةِ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْخَصْرِ وَاخْتَصَرْتُ الطَّرِيقَ سَلَكْتُ الْمَأْخَذَ الْأَقْرَبَ وَمِنْ هَذَا اخْتِصَارُ الْكَلَامِ وَحَقِيقَتُهُ الِاقْتِصَارُ عَلَى تَقْلِيلِ اللَّفْظِ دُونَ الْمَعْنَى وَنُهِيَ عَنْ اخْتِصَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَخْتَصِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا وَالثَّانِي أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْ لَهَا
وَالْخِنْصِرُ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَالصَّادِ أُنْثَى وَالْجَمْعُ الْخَنَاصِرُ وَفُلَانٌ تُثْنَى بِهِ الْخَنَاصِرُ أَيْ تَبْدَأُ بِهِ إذَا ذُكِرَ أَشْكَالُهُ لِشَرَفِهِ وَالْمِخْصَرَةُ بِكَسْرِ الْمِيمِ قَضِيبٌ أَوْ عَنَزَةٌ وَنَحْوُهُ يُشِيرُ بِهِ الْخَطِيبُ إذَا خَاطَبَ النَّاسَ. 
[خصر] الخَصْرُ: وَسَطُ الإنسان. وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ، أي دَقيق. ونَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ. ورجلٌ مَخصَّرُ القدمينِ: إذا كانت قَدَمُهُ تَمَسُّ الأرضَ من مُقدَّمِها وعَقِبِها ويَخْوى أَخْمَصُها مع رِقَةٍ فيه. والخاصِرَةُ: الشاكلة. والخَصَرُ بالتحريك: البَرْدُ. وقد خَصِرَ الرجل، إذا آلَمَهُ البَرْدُ في أطرافه. يقال: خَصِرَتْ يَدي. وخَصِرَ يوْمُنا: اشتدّ برْدُهُ. وماءٌ خَصِرٌ: باردٌ. قال الشاعر : رُبَّ خالٍ ليَ لَوْ أَبْصَرْتَهُ * سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخصر - والخنصر : الاصبع الصغرى، والجمع الخناصر. وخناصرة، بضم الخاء: بلد بالشام. والمخصرة كالسوط، وكل ما اخْتَصَرَ الإنسانُ بيده فأمْسَكَهُ من عصا ونحوها. قال الشاعر: يكاد يزيل الارض رفع خطائهم * إذا وصَلوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ - وخاصَرَ الرجُلُ صاحبه، إذا أحذ بيده في المَشْي. قال عبد الرحمن بن حسان: ثم خاصرتها إلى القبة الخَضْ‍ * - راءِ تَمْشي في مَرْمَرٍ مَسْنونِ - وتَخاصَرَ القَوْمُ، إذا أخذَ بعضُهم بيد بعض. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو أن يأخذ صاحِبُكَ في طريقٍ وتأخذ أنت في غيره، حتَّى تلتقيا في مكان. واختصار الطريق: سُلوكُ أقْرَبِه، واختصار الكلامِ: إيجازه.
خصر: خصَّر (بالتشديد): يشك لين في وجود هذا الفعل غير إنه يستعمل في الكلام عن النعل (انظر ديوان الهذليين ص131 البيت الخامس، حيث نجد فيه المصدر تخصير أما الشارح فذكر منه فعل الأمر خَصَّر.
خاصر: أمسك شخصاً (معجم المتفرقات).
اختصر: جعله بسيطاً لا زخرف ولا زينة فيه أو في الكلام عن الشخص صار بسيطاً بعيداً عن التكلف والتصنع. ولكني لم أجد منه ما يدل على هذا المعنى منه إلا اسم المفعول والمصدر، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص255): فلما صرنا إلى العشاء قدم من الادام شيئاً محتضراً (مختصراً) فقلت له وما هذا وأين نعيم قرطبة (حيان ص4 ق، 28و، 29و، ابن جبير ص96، 155، 198، 229. المقري 2: 483، 3: 679) وفي كتاب العبدري (ص49 و): وبه مسجد مختصر مليح. (الجريدة الآسيوية 1849، 1: 189). وفي كتاب الخطيب (ص72 و): محتص (مختصر) الملبس والمطعم (ابن العوام 2: 396).
مختصر الخَصر: هضيم الخصر (عباد 1: 393) وانظر خاصر.
اختصار الحساب، هو في معجم الكالا: cassacion cassacion de cunta وقد ترجمها فكتور بما معناه: إلغاء الحساب وإبطاله وشطبه. غير أن فيه ( cassar la cuenta) معناه: سدَّد الحساب، وفحص الحساب وختمه.
حَصَرْ: لسان أو أنف ارض ضيق (ملر ص58).
خَاصِرَة: وجع الخاصرة: قولنج (الكالا).
أخَصَرُ: أوجز؟ هكذا قرأها دي سلان، بدل أحْضَرُ، في مقدمة 3: 86).
مُخَصَّر: تستعمل وصفاً للملابس، يقال مثلاً: أقبية إسلامية مخصرة الأوساط أي ضيقة الأوساط (تعليقات وخلاصات 13: 212).
(خ ص ر) : (نَهَى عَنْ التَّخَصُّرِ) فِي الصَّلَاةِ وَرُوِيَ أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا أَوْ مُتَخَصِّرًا (التَّخَصُّرُ) وَالِاخْتِصَارُ وَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْخَصْرِ وَهُوَ الْمُسْتَدَقُّ فَوْق الْوَرِكِ أَوْ عَلَى الْخَاصِرَةِ وَهِيَ مَا فَوْقَ الطَّفْطَفِيَّةِ والشراسيف (وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «الِاخْتِصَارُ فِي الصَّلَاةِ رَاحَةُ أَهْلِ النَّارِ» مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا فِعْلُ الْيَهُودِ فِي صَلَاتِهِمْ وَهُمْ أَهْلُ النَّارِ لَا أَنَّ لَهُمْ رَاحَةً فِيهَا وَقِيلَ التَّخَصُّرُ أَخْذُ مِخْصَرَةٍ أَوْ عَصًا بِالْيَدِ يَتَّكِئُ عَلَيْهَا (وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) لِابْنِ أُنَيْسٍ وَقَدْ أَعْطَاهُ عَصًا تَخَصَّرْ بِهَا فَإِنَّ الْمُتَخَصِّرِينَ فِي الْجَنَّةِ قَلِيلٌ فَلُقِّبَ بِذَلِكَ فَقِيلَ عَبْدُ اللَّهِ الْمُتَخَصِّرُ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْ رَوَى الْمُخْتَصِرَ فَقَدْ حَرَّفَ (وَقَوْلُهُ) نَهَى عَنْ اخْتِصَارِ السَّجْدَةِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ هُوَ عَلَى وَجْهَيْنِ الْأَوَّلُ أَنْ يَخْتَصِرَ الْآيَةَ الَّتِي فِيهَا السُّجُودُ فَيَسْجُدَ بِهَا (وَالثَّانِي) أَنْ يَقْرَأَ السُّورَةَ فَإِذَا انْتَهَى إلَى السَّجْدَةِ جَاوَزَهَا وَلَمْ يَسْجُدْ لَهَا وَهَذَا أَصَحُّ وَأَمَّا الْمُتَخَصِّرُونَ فِي الصَّلَاةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ النُّورُ فَهُمْ الَّذِينَ يَتَهَجَّدُونَ فَإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَى خَوَاصِرِهِمْ وَقِيلَ الْمُعْتَمِدُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
خ ص ر

دق خصره وخاصرته ومخصره، ودقت خصورهم وخواصرهم. ورجل مخصر ومخصور البطن. وخاصر المرأة في البضع: قبض على خاصرتيها. وخاصره في الطريق. قال عبد الرحمن بن حسان:

ثم خاصرتها إلى القبة الخض ... راء تمشي في مرمرٍ مسنون

وخرجوا متخاصرين. واختصر الرجل وتخاصر: وضع يده على خصره. واختصر الكلام واختصر الطريق: أخذ في أقربه. وهذا أخصر من ذاك وأقصر. واختصر الجزّ إذا لم يستأصل. واختصر بالعصا: اعتمد عليها في مشيه. ونكت الأرض بالمخصرة وهي قضيب كان الملك يأخذه بيده، يشير به ويصل به كلامه. قال حسان:

يصيبون فصل القول في كل خطبة ... إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر

وتخصر الملك به. قال سهم بن حنظلة:

خذها أبا عبد المليك بحها ... وارفع يمينك بالعصا فتخصر

وخصر يومنا، ويوم خصر. وثغر خصر: بارد المقبل. وخصرت أنامله من البرد، وأخصرها القر.

ومن المجاز: هو تحت خصر قدمه وهو أخمصها. ودقق خصر نعلك، وقدم ونعل مخصرة. وأخذوا خصر الرمل ومخصره: أسفله وما رق منه. قال الراعي:

إذا الرمل لم يعرض له بخصوره ... تعسفن منه كل كبداء عاقر وقال زهير:

أخدن خصور الرمل ثم جرعنه ... على كل قيني قشيب ومفأم

ولطف خصر السهم وهو ما تحت الفوق.
خصر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه جَاءَ إِلَى البقيع وَمَعَهُ مخصرة فَجَلَسَ ونكت بهَا [فِي -] الأَرْض ثُمَّ رفع رَأسه وَقَالَ: مَا من نفس منفوسة إِلَّا [و -] قد كتب مَكَانهَا من الْجنَّة أَو النَّار ثُمَّ ذكر حَدِيثا طَويلا فِي الْقدر. قَوْله: وَمَعَهُ مخصرة فَإِن المخصرة مَا اختصر الْإِنْسَان بِيَدِهِ وأمسكه من عَصا أَو عَنَزة أَو عُكَّازة أَو مَا أشبه ذَلِك وَمِنْه أَن يمسك الرجل بيد صَاحبه فَيُقَال: فلَان مخاصر فلَان. وَمِنْه حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنه كَانَ عِنْده رَجُل من قُرَيْش وَكَانَ مخاصرة. وَأَخْبرنِي مسلمة بْن سهل بشيخ من أهل الْعلم بِإِسْنَاد لَهُ لَا أحفظه أَن يزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ لِأَبِيهِ مُعَاوِيَة: أَلا ترى عَبْد الرَّحْمَن بْن حسان يسب بابنتك فَقَالَ مُعَاوِيَة: مَا قَالَ فَقَالَ قَالَ: [الْخَفِيف]

وهْي زهراءُ مثل لؤلؤــة الغ ... وّاصِ ميزت من جَوْهَر مَكْنُون

فَقَالَ مُعَاوِيَة: صدق فَقَالَ يزِيد: وَقَالَ: ... فَإِذا مَا نَسبتَها لم تجدها ... فِي سناء من المكارم دونِ

فَقَالَ مُعَاوِيَة: صدق فَقَالَ يزِيد: فأبين قَوْله: ... ثُمَّ خَاصرتهَا إِلَى القُبة الخض ... رَاء تمشي فِي مرمرٍ مسنونِ

فَقَالَ مُعَاوِيَة: كذب. قَالَ أَبُو عُبَيْد: قَوْله: خَاصرتهَا [أَي -] أخذت بِيَدِهَا. قَالَ الْفراء: يُقَال: خرج الْقَوْم متخاصرين إِذا كَانَ بَعضهم آخِذا بيد بعض. وَأما الحَدِيث الَّذِي يرْوى أَنه نهى أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا فَلَيْسَ من هَذَا إِنَّمَا ذَاك أَن يُصَلِّي وَهُوَ وَاضع يَده على خَصره فَذَلِك يرْوى فِي كراهيته حَدِيث مَرْفُوع ويروى فِيهِ الْكَرَاهَة أَيْضا عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْها وَأبي هُرَيْرَة و [هُوَ -] فِي بعض الحَدِيث أَنه رَاحَة أهل النَّار.
الْخَاء وَالصَّاد وَالرَّاء

الخَصْرُ: وسط الانسان، وَجمعه خُصور.

والخَصْران، والخاصرتان: مَا بَين الحرَقْفَة والقُصَيْرَى.

وَحكى اللحياني: أَنَّهَا المُنتفخة الخواصر، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل جُزْء خاصرة، ثمَّ جمع على هَذَا، قَالَ الشَّاعِر:

قَلما سَقيناها العَكِيس تمذّحت خواصرها وازداد رشحاً وريدُها

وَرجل مُخصَّر: ضامر الخَصر أَو الخاصرة، ومَخصور: يشتكي خَصره أَو خاصرته.

والاختصار، والتخاصر: أَن يضْرب الرجل يَده إِلَى خَصره فِي الصَّلَاة.

والمخاصرة فِي البُضْع: أَن يضْرب بِيَدِهِ إِلَى خصرها.

وخَصْر القَدم: أخَمصُها.

وَقدم مُخَصَّرة، ومَخْصورة: فِي رُسغها كالخر، وَكَذَلِكَ الْيَد.

وخَصْر الرمل: طَرِيق بَين أَعْلَاهُ واسفله، وَجمعه: خصور، قَالَ سَاعِدَة بن جُؤيّة: اضَرْ بِهِ ضاحٍ فَنَبْطَّا أُسالةٍ فمرٌّ فأعلى جَوزها فَحُصُورُها

وخَصْر النَّعْل: مَا استدقَّ من قدّام الاذنين مِنْهَا.

والخَصر من السهْم: مَا بَين اصل الفُوق وَبَين الرِّيش، عَن أبي حنيفَة.

والخصر: مَوضِع بيُوت الْأَعْرَاب، وَالْجمع من كل ذَلِك خُصور.

وخاصر الرجلَ: مَشى إِلَى جَنبه.

والمُخاصرة: أَن تَأْخُذ فِي طَرِيق وَيَأْخُذ الآخر فِي غَيره حَتَّى تلتقيا فِي مَكَان.

والمخاصرة: اخذ الرَّجل بيد الرجل.

وتخاصر الْقَوْم: اخذ بعضُهم بيد بعض.

والمِخْصَرَةُ شَيْء يَأْخُذهُ الرجلُ بِيَدِهِ ليتوكأ عَلَيْهِ مثل الْعَصَا وَنَحْوهَا، وَهُوَ أَيْضا مَا ياخذه الْملك يُشير بِهِ إِذا خطب، قَالَ:

يكَاد يُزيل الأرضَ وَقْعُ خِطَابِهم إِذا وصلوا ايمانهم بالمخاصر

وَاخْتصرَ الرجلُ: امسك المِخْصَرة.

والاختصار: حذف الفضول من كُل شَيْء.

والخُصَيرْي، كالاختصار، قَالَ رؤبة:

وَفِي الخُصَيري أَنْت عِنْد الُوّد كَهْف تَمِيم كلهَا وسَعْد

والخَصَر: البَردْ.

والخصِر: الْبَارِد من كل شَيْء.
خصر
خصَرَ يخصُر، خَصْرًا، فهو خاصِر، والمفعول مَخْصور
• خصَر فلانًا: ضرب خاصرَته. 

اختصرَ/ اختصرَ في يختصر، اختصارًا، فهو مختصِر، والمفعول مختصَر (للمتعدِّي)
• اختصر فلانٌ: وضع يده على خاصرته.
• اختصر الطَّريقَ: سلك أقربه وأقصره "طريق مختصر".
• اختصر الكلامَ/ اختصر في الكلام: أوجزه دون إخلال بحذف شيء منه "اختصر خطابَه" ° المختصَر المفيد: ما قلَّ ودلَّ. 

تخاصرَ يتخاصر، تخاصُرًا، فهو متخاصِر
• تخاصر الشَّخصان: تماشيا ويدُ كلٍّ منهما عند خَصْرِ صاحبه "تخاصر العروسان". 

تخصَّرَ يتخصّر، تخصُّرًا، فهو متخصِّر
• تخصَّر الشَّخصُ: وضع يده على خَصْره أو خاصرته. 

خاصرَ يُخاصر، مخاصَرَةً، فهو مخاصِر، والمفعول مخاصَر
• خاصر فلانًا: وضع يده على خاصرته "خاصر عروسَه في صورة تذكاريَّة". 

خصَّرَ يُخصِّر، تخصيرًا، فهو مخصِّر، والمفعول مخصَّر
• خصَّر الثَّوبَ: ضيّقه من جانبيه قبالة الخَصْر. 

أخصرُ [مفرد]: اسم تفضيل من اختصرَ/ اختصرَ في: على غير قياس: أكثر إيجازًا "عرض فكرته بأخصر عبارة- أخصرُ طريق إلى النجاح هو العمل". 

اختصار [مفرد]:
1 - مصدر اختصرَ/ اختصرَ في.
2 - اختزال، شكل مختصر لعبارة أو كلمة ° باختصار: بكلمات وجيزة.
• اختصار الكسر: (جب) تحويله إلى كسر أبسط منه بقسمة كلّ من بسطه ومقامه على عامل مشترك. 

خَاصِرة [مفرد]: ج خَواصِرُ
• خاصرة الإنسان: جنبه ما بين عظم الحوض وأسفل الأضلاع، كلُّ جانب من الجسم ابتداء من أسفل الأضلاع إلى الوَرِك، وهما خاصرتان "شَدّ الحزام حول خاصرتيه" ° شكَّةٌ في الخاصرة: وجع في الجنب يضيق التنفس ويعيقه. 

خُصار [مفرد]: (طب) احمرار الأصابع والأذنين مع حَكَّة وألم بسبب البرد والرطوبة. 

خَصْر [مفرد]: ج خُصور (لغير المصدر): مصدر خصَرَ.
• خَصْر الإنسان والحيوان: وسطه، ما بين أسفل القفص الصدري والحوض "فتاة دقيقة الخَصْر".
• خَصْر القدم: باطنها "أصيب في خَصْر قدمِه".
• خَصْر الحشرة: الجزء الضيق من الجزء الأخير من جسمها. 

خِنْصَر/ خِنْصِر [مفرد]: ج خَناصِرُ: (انظر: خ ن ص ر - خِنْصَر/ خِنْصِر). 

مِخْصَرَة [مفرد]: ج مِخْصرات ومَخَاصِرُ:
1 - عصا قصيرة يشير بها رئيس الموسيقى إلى الفرقة ° مخاصر الطَّريق: أقربها.
2 - ما يُتوكّأ عليه من عصا أو عكاز أو نحوِها "إن خانته رجلاه التجأ إلى المخصرة". 

مُخَصَّر [مفرد]: اسم مفعول من خصَّرَ.
• فتاة مخصَّرة: دقيقة الخَصْر.
• قَدَمٌ مخصَّرة: تمَسّ الأرض من مُقَدَّمها وعقبها، ويتجافى عن الأرض باطنُها. 

مخصور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من خصَرَ.
2 - ضامِر، صغير "رجلٌ مخصُور البطن- رجلٌ مخصُوُر القدم".
3 - من يشتكي خَصْره أو خاصرته "وجده يتلوّى كالمخصور". 

خصر

1 خَصرَ, (S, A,) aor. ـَ inf. n. خَصَرٌ, (TK,) It (a day) was, or became, intensely cold. (S, A.) He (a man) suffered pain from the cold in his extremities. (S.) And خَصِرَتْ يَدِى, (S, TA,) and أَنَامِلِى, (TA,) My arm, or hand, and my fingers' ends, were pained by the cold. (S, * TA.) 2 تَخْصِيرٌ [an inf. n. of which the verb, if it have one, is خُصِّرَ]: see مُخَصَّرٌ.3 خاصر المَرْأَةَ, (A,) inf. n. مُخَاصَرَةٌ, (TA,) He laid hold upon the woman's خَاصِرَة [or flank], (A,) or put his hand to her خَصْر [or waist], (TA,) in compressing her. (A, TA.) b2: and خاصرهُ He took his hand in walking, or walked with him hand in hand, (S, A, IAth, K,) so that the hand of each was by the waist (خَصْر) of the other: (IAth:) and, (so in the S, but in the K “ or,”) inf. n. as above, (S,) he took a different way from his (another's) until he met him in a place: (S, K:) مخاصرة as the inf. n. of the verb in this sense is syn. with مُخَازَمَةٌ: (S:) or خاصرهُ signifies he walked with him, and then parted from him, and so continued until he met him at a time, or place, at which they had not appointed to meet: (IAar:) or he walked by his side. (K.) 4 اخصر It (cold) pained a man's arms, or hands, and his fingers' ends. (A, * TA.) 5 تَخَصَّرَ see 8, in the first sentence: A2: and again, in the last two sentences.6 تخاصر: see 8. b2: تخاصروا They took one another by the hand in walking, or walked together hand in hand [so that the hand of each was by the waist (خَصْر) of another: see 3]. (S, K. *) 8 اختصر (A, Mgh, L, Msb, K) and ↓ تخصّر, (Mgh, Msb, K,) or ↓ تخاصر, (A, L,) He put his hand upon his خَصْر [or waist], (A, Mgh, L, Msb,) or upon his خَاصِرَة [or flank], (Mgh, K,) in prayer. (Mgh, L, Msb.) The doing this in prayer [except in the night, when tired, (see المُتَخَصِّرُونَ,)] is forbidden, or disapproved. (Mgh, TA.) A2: اختصر الطَّرِيقَ He went the nearest way. (S, A, Msb, K.) b2: And hence, (Msb, TA,) اختصر الكَلَامَ (tropical:) He abridged the language, or the discourse; syn. أَوْجَزَهُ: (S, A, K:) [and in like manner, الكِتَابَ the book, or writing:] or, accord. to some, the latter (اوجزهُ) signifies “ he expressed its correct meaning concisely, without regard to the original words; ” and the former, he curtailed its words, preserving the meaning: (MF:) or properly, he abridged the expressions, making the words fewer, but preserving the entire meaning: (Msb:) or he abridged the language by omitting superfluities, and choosing from it concise expressions which conveyed the meaning. (L.) [You say, اختصرهُ عَلَى الرُّبْعِ (assumed tropical:) He reduced it by abridgment to the fourth of its original bulk.] And اختصر السَّجْدَةَ (assumed tropical:) He recited the chapter in which a prostration should be performed, omitting the verse requiring prostration, in order that he might not prostrate himself: or he recited only the verse requiring a prostration, to prostrate himself in so doing: both which practices are forbidden. (T, * Mgh, * Msb, * K.) And the verb alone (assumed tropical:) He recited a verse, or two verses, of the last part of the chapter, in prayer; (K;) not the whole chapter. (TA.) b3: Also, the verb alone, He curtailed a thing of its superfluities, (K,) in a general sense. (TA.) b4: And اختصر فِى الجَزِّ, (JK, K, TA,) in some copies of the K فِى الحَزِّ, with ح, (TA,) or اختصر الجَزَّ, (A,) He did not extirpate in cutting; did not cut off entirely, or utterly: (A, K:) or he extirpated in cutting; cut off utterly. (JK.) A3: اختصر also signifies He took a مِخْصَرَة [in his hand]: (S, * K:) and بِهَا ↓ تخصّر he took it in his hand; namely, a مخصرة: (Har p. 122:) or the former, he leaned upon it in walking: (TA:) or he took a مخصرة or a staff in his hand, to lean upon it. (Mgh.) You say also, اختصر العَنَزَةَ [He took in his hand the عنزة: or he leaned upon the عنزة in walking]: it is a thing [i. e. a kind of staff, or short spear,] like the عُكَّازَة: and in like manner, ↓ تخصّر; as in the L &c.: (TA:) and اختصر بِالعَصَا He leaned upon the staff in walking. (A.) خَصْرٌ The middle, or waist, of a man or woman: (S, A, Msb, K;) i. e. the slender part above the hips or haunches: (Msb:) pl. خُصُورٌ. (A, K.) See also الخَاصِرَةُ, in two places. b2: (tropical:) The hollow part of the sole of the foot, which does not touch the ground: (A, K:) pl. as above. (K.) b3: (tropical:) The narrow part of a sandal, before the أُذُنَانِ [which are the two loops whereto is attached the strap that passes behind the wearer's heel]: (TA:) or خَصْرَانِ [the dual] signifies the narrow part of a sandal. (IAar, TA.) b4: (tropical:) The part which is between the base of the notch and the feathers of an arrow: (AHn, A, * K:) pl. as above. (K.) b5: (tropical:) A way between the upper and lower parts of a heap of sand; (K, TA:) or (tropical:) the lower part of a heap of sand; the thin part thereof; as also ↓ مُخَصَّرٌ: (A, TA:) pl. as above. (K.) b6: (assumed tropical:) The place of the بُيُوت [or tents] of the Arabs of the desert: (K:) or, as some say, of such بيوت, a clean place: (TA:) pl. as above. (K.) خَصَرٌ Cold (S, K) which a man feels in his extremities. (TA.) خَصِرٌ, applied to a day, Painfully cold. (A, TA.) b2: Cold, as an epithet, (S, K,) applied to water, (S,) and to anything. (TA.) b3: A man feeling cold [especially in his extremities: see 1]: to signify cold and hungry, the epithet خَرِصٌ is used. (A 'Obeyd.) b4: ثَغْرٌ خَصِرٌ [A mouth, or front teeth,] cold, or cool, in the place that is hissed. (A, TA. [See also مُخَصَّرٌ.]) خُصَيْرَى, (K, TA,) in some copies of the K خُصَيْرِىٌّ, (TA,) [but the former is shown to be the right reading by a verse cited in the TA,] The curtailment of the superfluities of a thing; like اِخْتِصَارٌ. (K, * TA.) الخَاصِرَةُ [The flank; i. e. each of the ilia;] i. q. الشَّاكِلَةُ; (Zj, in his “ Khalk el-Insán; ” S, K;) i. e. the طَفْطَفَة [or quivering flesh] of the side, that reaches to the extremities of the ribs: (Zj, ibid.:) and [so in the K, but more properly “ or,”] الخَاصِرَةُ, (K,) or الخَاصِرَاتَانِ (JK, TA) and ↓ الخَصْرَانِ, (TA,) what is between the حَرْقَفَة [or crest of the hip] and the lowest rib; (JK, K, TA;) i. e. the part from which retires each of the lowest ribs, and in advance of which projects each of the حَجَبَتَانِ: [explained by the words ما قلص عنه القُصَيْرَيَانِ وتقدّم من الحجبتين: but for من الحجبتين, I read مِنْهُ الحَجَبَتَانِ; referring, for corroboration, to explanations of this last word; and therefore I have rendered the passage as above: the meaning seems evidently to be the part between the lowest rib and the crest of the hip, on each side:] the thin skin which is above the خَصْر is called the طَفْطَفَة: so in the M, agreeably with the saying of Ibn-El-Ajdábee, that ↓ الخَصْرُ and الخَاصِرَةُ are syn.; i. e., in this sense: [this assertion, however, requires consideration; for all the explanations of الخاصرة are easily reconcileable:] pl. خَوَاصِرُ [which is also used in the sense of the sing. or dual]. (TA.) You say رَجُلٌ ضَخْمُ الخَواصِرِ [A man large in the flank or flanks]: and Lh mentions the phrase إِنَّهَا لَمُنْتَفِخَةُ الخَوَصِرِ [Verily she is inflated, or swollen, in the flank or flanks]; as though the term خاصرة were applicable to every portion [of the flank]. (TA.) b2: Also A pain in the خَاصِرَة [or flank]: or in the kidneys. (TA.) b3: And it is also said to signify A certain vein (عِرْق) in the kidney, which occasions pain to the person when it is in motion. (TA.) خِنْصِرٌ: see art خنصر.

أَخْصَرُ [Shorter: and shortest]. You say, هٰذَا

أَخْصَرُ مِنْ ذَاكَ This [road] is shorter than that. (A.) But this is irregular; أَخْصَرُ being formed from اُخْتُصِرَ, a verb of more than three letters. (I' Ak p. 237.) مِخْصَرَةٌ A thing like a whip: and anything that a man takes (يَخْتَصِرُ) with his hand, and holds, such as a staff and the like: (S:) a thing which a man takes in his hand, and upon which he leans, such as a staff and the like: (K, * TA:) a rod [or sceptre] which a king used to take in his hand, with which he made signs, or pointed, in holding a discourse, or addressing, (A, K, *) and accompanied what he said, (A,) and in like manner the خَطِيب in reciting a خُطْبَة: (K, * TA:) it was one of the insignia of kings: (TA:) a rod, or what is termed عَنَزَة, or the like, with which the خَطِيب makes signs, or points, in addressing the people: (Msb:) a thing which a man holds in his hand, such as any of the things termed عَصًا and مِقْرَعَةٌ and عَنَزَةٌ and عُكَّازَةٌ and قَضِيبٌ, or the like; and upon which he sometimes leans: (A 'Obeyd:) pl. مَخَاصِرُ. (S, TA.) مُخَصَّرٌ, applied to a man, (TA,) Slender (K, TA) in the waist: (TA:) lean, or lank in the belly: (K:) or, in the خَاصِرَة [or flank]: (TA:) and البَطْنِ ↓ مَخْصُورٌ is also applied to a man [as meaning lank in the belly]. (A, TA.) b2: كَشْحٌ مُخَصَّرٌ A thin [flank or rather waist: see a verse of Imra-el-Keys cited voce مُذَلَّلٌ]. (S, A, K.) b3: قَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ (JK, A, TA) and ↓ مَخْصُورَةٌ (JK, TA) (tropical:) [A foot that touches the ground with its fore part and heel; the middle of the sole being hollow and narrow: this meaning, or a meaning similar to that of يَدٌ مُخَصَّرَةٌ explained below, seems to be indicated in the TA: the latter is the meaning accord. to the JK; but this [ think doubtful, on account of what here follows]. مُخَصَّرُ القَدَمَيْنِ means (tropical:) A man whose feet touch the ground with the fore part and the heel; the middle of the sole being hollow and narrow: (S, K:) and you say also ↓ مَخْصُورُ القَدَمَيْنِ. (A, TA.) b4: يَدٌ مُخَصَّرَةٌ, or ↓ مَخْصُورَةٌ, (as in different copies of the K,) or both, (TA,) (tropical:) An arm, or a hand, in the wrist of which is what is termed ↓ تَخْصِيرٌ, as though it were bound: or which has an encircling groove-like depression. (K, TA.) b5: نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ (tropical:) A sandal narrow in the middle. (S, * A, * K, TA.) b6: See also خَصْرٌ.

A2: ثَغْرٌ بَارِدُ المُخَصَّرِ [A mouth, or front teeth,] cold, or cool, in the place that is kissed. (TA. [See also خَصِرٌ.]) مَخْصُورٌ A man having a complaint of, or a pain in, his خَصْر [or waist], or his خَاصِرَة [or flank]. (TA.) b2: See also the next preceding paragraph, in four places.

مَخَاصِرُ pl. of مِخْصَرَةٌ. (S, TA.) A2: مَخَاصِرُ الطَّرِيقِ The nearest roads or ways; (K;) as also ↓ المُخْتَصَرَاتُ: (TA:) or مُخْتَصِرَاتُ الطُّرُقِ signifies The roads, or ways, that are near, notwithstanding their ruggedness, but not so easy as those that are longer. (L.) المُخْتَصَرَاتُ, or مُخْتَصِرَاتُ الطُّرُقِ: see the paragraph next preceding.

المُتَخَصِّرُونَ, (K,) or المُتَخَصِّرُونَ فِى الصَّلَاةِ, (Mgh,) Those who, in praying in the night, becoming tired thereby, put their hands upon their خَوَاصِر [or flanks]: of such it is said (in a trad., IAth, K) that light shall be [seen] on their faces (IAth, Mgh, K) on the day of resurrection: (IAth, K:) [in other cases, this action is forbidden, or disapproved: see 8:] or, in the instance mentioned above, it may mean those who shall rest upon their righteous works on the day of resurrection: (IAth, Mgh, TA:) this latter is apparently the right meaning: otherwise, two trads. contradict each other. (MF.)

خصر: الخَصْرُ: وَسَطُ الإِنسان، وجمعه خُصُورٌ. والخَصْرانِ

والخاصِرَتانِ: ما بين الحَرْقَفَةِ والقُصَيْرَى، وهو ما قَلَصَ عنه القَصَرَتانِ

وتقدم من الحَجَبَتَيْنِ، وما فوق الخَصْرِ من الجلدة الرقيقةِ:

الطِّفْطِفَةِ. ويقال: رجل ضَخْمُ الخواصر. وحكى اللحياني: إِنها لمُنْتَفِخَةُ

الخَواصِر، كأَنهم جعلوا كل جزء خاصِرَةً ثم جمع على هذا؛ قال الشاعر:

فلما سَقَيْناها العَكِيسَ تَمَذَّحَتْ

خَواصِرُها، وازْدادَ رَشْحاً وَرِيدُها

وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ أَي دقيق. ورجل مَخْصُورُ البطن والقدم ورجل

مُخَصَّرٌ: ضامر الخَصْرِ أَو الخاصِرَةِ. ومَخْصُورٌ: يشتكي خَصْرَهُ أَو

خاصِرَتَه. وفي الحديث: فأَصابني خاصِرَةٌ؛ أَي وجع في خاصرتي، وقيل: وجع في

الكُلْيَتَيْنِ.

والاخْتِصارُ والتَّخاصُرُ: أَن يضرب الرجل يده إِلى خَصْرِه في الصلاة.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى أَن يصلي الرجل

مُخْتَصِراً، وقيل: مُتَخَصِّراً؛ قيل: هو من المَخْصَرَة؛ وقيل: معناه أَن يصلي

الرجل وهو واضع يده على خَصْرِه. وجاء في الحديث: الاخْتِصارُ في الصلاة

راحَةُ أَهل النار؛ أَي أَنه فعل اليهود في صلاتهم، وهم أَهل النار، على

أَنه ليس لأَهل النار الذين هم خالدون فيها راحة؛ هذا قول ابن الأَثير. قال

محمد بن المكرم: ليس الراحة المنسوبة لأَهل النار هي راحتهم في النار،

وإِنما هي راحتهم في صلاتهم في الدنيا، يعني أَنه إِذا وضع يده على

خَصْرِه كأَنه استراح بذلك، وسماهم أَهل النار لمصيرهم إِليها لا لأَن ذلك

راحتهم في النار. وقال الأَزهري في الحديث الأَوّل: لا أَدري أَرُوي

مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً، ورواه ابن سيرين عن أَبي هريرة مختصراً، وكذلك

رواه أَبو عبيد؛ قال: هو أَن يصلي وهو واضع يده على خصره؛ قال: ويروى في

كراهيته حديث مرفوع، قال: ويروى فيه الكراهة عن عائشة وأَبي هريرة، وقال

الأَزهري: معناه أَن يأْخذ بيده عصا يتكئ عليها؛ وفيه وجه آخر: وهو أَن

يقرأَ آية من آخر السورة أَو آيتين ولا يقرأْ سورة بكمالها في فرضه؛ قال ابن

الأَثير: هكذا رواه ابن سيرين عن أَبي هريرة. وفي حديث آخر:

المُتَخَصِّرُون يوم القيامة على وجوههم النورُ؛ معناه المصلون بالليل فإِذا تعبوا

وضعوا أَيديهم على خواصرهم من التعب؛ قال: ومعناه يكون أَن يأْتوا يوم

القيامة ومعهم أَعمال لهم صالحة يتكئون عليها، مأْخوذ من المَخْصَرَةِ. وفي

الحديث: أَنه نهى عن اخْتِصارِ السَّجْدَةِ؛ وهو على وجهين: أَحدهما أَن

يختصر الآية التي فيها السجود فيسجد بها، والثاني اين يقرأَ السورة فإِذا

انتهى إِلى السجدة جاوزها ولم يسجد لها.

والمُخاصَرَةُ في البُضْعِ: أَن يضرب بيده إِلى خَصْرها. وخَصْرُ

القَدَمِ: أَخْمَصُها. وقَدَمٌ مُخَصَّرَةٌ ومَخْصُورَةٌ: في رُسْغِها

تَخْصِير، كأَنه مربوط أَو فيه مَحَزٌّ مستدير كالحَزِّ، وكذلك اليدُ. ورجل

مُخَصَّرُ القدمين إِذا كانت قدمه تمس الأَرض من مُقَدَّمِها وعَقِبها

ويَخْوَى أَخْمَصُها مع دِقَّةٍ فيه. وخَصْرُ الرمل: طريق بين أَعلاه وأَسفله في

الرمال خاصة، وجمعه خُصُورٌ؛ قال ساعدة بن جؤية:

أَضَرَّ به ضاحٍ فَنَبْطا أُسَالَةٍ،

فَمَرٌّ فَأَعْلَى حَوْزِها فَخُصُورُها

وقال الشاعر:

أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثم جَزَعْنَهُ

وخَصْرُ النعل: ما اسْتَدَقَّ من قدّام الأُذنين منها. ابن الأَعرابي:

الخَصْرانِ من النعل مُسْتَدَقُّها. ونعل مُخَصَّرَةٌ: لها خَصْرانِ. وفي

الحديث: أَن نعله، عليه السلام، كانت مُخَصَّرَةً أَي قطع خَصْراها حتى

صارا مُسْتَدِقَّيْنِ. والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ. والخَصْرُ من السهم: ما

بين أَصل الفُوقِ وبين الريش؛ عن أَبي حنيفة. والخَصْرُ: موضع بيوت

الأَعراب، والجمع من كل ذلك خُصُورٌ. غيره: والخَصْرُ من بيوت الأَعراب موضع

لطيف. وخاصَرَ الرجلَ: مشى إِلى جنبه. والمُخاصَرَةُ: المُخازَمَةُ، وهو

أَن يأْخذ الرجلُ في طريق ويأْخذ الآخر في غيره حتى يلتقيا في مكان.

واخْتَصارُ الطريق: سلوكُ أَقْرَبِه. ومُخْتَصَراتُ الطُّرُقِ: التي

تَقْرُبُ في وُعُورِها وإِذا سلك الطريق الأَبعد كان أَسهل. وخاصَرَ الرجلُ

صاحبه إِذا أَخذ بيده في المشي. والمُخاصَرَةُ: أَخْذُ الرجل بيد الرجل؛

قال عبد الرحمن بن حسان:

ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْـ

ـراءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ

أَي أَخذت بيدها، تمشي في مرمر أَي على مرمر مسنون أَي مُمَلَّسٍ. قال

الله تعالى: ولأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النخل؛ أَي على جذوع النخل.

قال ابن بري: هذا البيت يروى لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهري وغيره،

قال: والصحيح ما ذهب إِليه ثعلب أَنه لأَبي دهْبَلٍ الجُمَحِيِّ، وروى

ثعلب بسنده إِلى إِبراهيم بن أَبي عبدالله قال: خرج أَبو دهبل الجمحي يريد

الغزو، وكان رجلاً صالحاً جميلاً، فلما كان بِجَيْرُونَ جاءته امرأَة

فأَعطته كتاباً، فقالت: اقرأْ لي هذا الكتاب، فقرأَه لها ثم ذهبت فدخلت

قصراً، ثم خرجت إِليه فقالت: لو تبلغت معي إِلى هذا القصر فقرأْت هذا الكتاب

على امرأَة فيه كان لك في ذلك حسنة، إِن شاء الله تعالى، فإِنه أَتاها من

غائب يعنيها اَّمره. فبلغ معها القصر فلما دخله إِذا فيه جوارٍ كثيرة،

فأَغلقن عليه القصر، وإِذا امرأَة وضيئة فدعته إِلى نفسها فأَبى، فحُبس

وضيق عليه حتى كاد يموت، ثم دعته إِلى نفسها، فقال: أَما الحرام فوالله لا

يكون ذلك ولكن أَتزوّجك. فتزوجته وأَقام معها زماناً طويلاً لا يخرج من

القصر حتى يُئس منه، وتزوج بنوه وبناته واقتسموا ماله وأَقامت زوجته تبكي

عليه حتى عمشت، ثم إِن أَبا دهبل قال لامرأَته: إِنك قد أَثمت فيّ وفي

ولدي وأَهلي، فأْذني لي في المصير إِليهم وأَعود إِليك. فأَخذت عليه اليهود

أَن لا يقيم إِلا سنة، فخرج من عندها وقد أَعطته مالاً كثيراً حتى قدم

على أَهله، فرأَى حال زوجته وما صارت إِليه من الضر، فقال لأَولاده: أَنتم

قد ورثتموني وأَنا حيّ، وهو حظكم والله لا يشرك زوجتي فيما قدمت به منكم

أَحد، فتسلمت جميع ما أَتى به، ثم إِنه اشتاق إِلى زوجته الشامية وأَراد

الخروج إِليها، فبلغه موتها فأَقام وقال:

صاحِ حَيَّا الإِلَهُ حَيّاً ودُوراً،

عند أَصْلِ القَناةِ من جَيْرُونِ،

طالَ لَيْلِي وبِتُّ كالمَجْنُونِ،

واعْتَرَتْنِي الهُمُومُ بالماطِرُونِ

عن يَسارِي إِذا دَخَلْتُ من البا

بِ، وإِن كنتُ خارجاً عن يَميني

فَلِتِلْكَ اغْتَرَبْتُ بالشَّامِ حتى

ظَنَّ أَهْلي مُرَجَّماتِ الظُّنُونِ

وهْيَ زَهْرَاءُ، مِثْلُ لُؤْلُؤَــةِ الغَـ

ـوَّاصِ، مِيْزَتْ من جوهرٍ مَكنُونِ

وإِذا ما نَسَبْتَها، لم تَجِدْها

في سنَاءٍ من المَكارِم دونِ

تَجْعَلُ المِسْكَ واليَلَنْجُوجَ والنَّـ

ـدَّ صِلاءً لها على الكانُونِ

ثم خاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْـ

ـراءِ تَمْشِي في مَرْمَرٍ مَسْنُونِ

قُبَّةٌ من مَراجِلٍ ضَرَبَتْها،

عند حدِّ الشِّتاء في قَيْطُونِ

ثم فارَقْتُها على خَيْرِ ما كا

نَ قَرِينٌ مُفارِقاً لِقَرِينِ

فبَكَتْ خَشْيَةَ التَّفَرُّقِ للبَيْـ

ـنِ، بُكاءَ الحَزِين إِثْرَ الحَزِينِ

قال: وفي رواية أُخرى ما يشهد أَيضاً بأَنه لأَبي دهبل أَن يزيد قال

لأَبيه معاوية: إِن أَبا دهبل ذكر رملة ابنتك فاقتله، فقال: أَيّ شيء قال؟

فقال: قال:

وهي زهراء، مثل لؤلؤــة الغـ

ـوّاص، ميزت من جوهر مكنون

فقال معاوية: أَحسن، قال: فقد قال:

وإِذا ما نسبتها، لم تجدها

في سناء من المكارم دون

فقال معاوية: صدق؛ قال: فقد قال:

ثم خاصرتها إِلى القبة الخضـ

ـراء تمشي في مرمر مسنون

فقال معاوية: كذب.

وفي حديث أَبي سعيد وذكر صلاة العيد: فخرج مُخاصِراً مَرْوانَ؛

المخاصرة: أَن يأْخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خَصْرِ

صاحبه. وتَخَاصَرَ القومُ: أَخذ بعضهم بيد بعض. وخرج القوم متخاصرين إِذا

كان بعضهم آخذاً بيد بعض.

والمِخْصَرَةُ: كالسوط، وقيل: المخصرة شيء يأْخذه الرجل بيده ليتوكأ

عليه مثل العصا ونحوها، وهو أَيضاً مما يأْخذه الملك يشير به إِذا خطب؛

قال:يَكادُ يُزِيلُ الأَرضَ وَقْعُ خِطابِهِمْ،

إِذا وصَلُوا أَيْمانَهُمْ بالمَخاصِرِ

واخْتَصَرَ الرجل: أَمسك المِخْصَرَةَ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله

عليه وسلم، خرج إِلى البقيع وبيده مِخْصَرَةٌ له فجلس فَنَكَتَ بها في

الأَرض؛ أَبو عبيد: المِخْصَرَةُ ما اخْتَصَر الإِنسانُ بيده فأَمسكه من

عصا أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَةٍ أَو عُكَّازَةٍ أَو قضيب وما أَشبهها،

وقد يتكأُ عليه. وفي الحديث: فإِذا أَسلموا فاسْأَلْهُمْ قُضُبَهُمُ

الثلاثةَ التي إِذا تَخَصَّرُوا بها سُجِدَ لهم؛ أَي كانوا إِذا أَمسكوها

بأَيديهم سجد لهم أَصحابهم، لأَنهم إِنما يمسكونها إِذا ظهروا للناس.

والمِخْصَرَةُ: كانت من شعار الملوك، والجمع المخاصر؛ ومنه حديث عليّ وذكر عمر،

رضي الله عنهما، فقال: واخْتَصَرَ عَنَزَتَهُ؛ العنزة شبه العكازة. ويقال:

خاصَرْتُ الرجلَ وخازَمْتُه، وهو أَن تأْخذ في طريق ويأْخذ هو في غيره

حتى تلتقيا في مكان واحد. ابن الأَعرابي: المُخَاصَرَةُ أَن يمشي الرجلان

ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد.

واخْتِصارُ الكلام: إِيجازه. والاختصار في الكلام: أَن تدع الفضول

وتَسْتَوْجِزَ الذي يأْتي على المعنى، وكذلك الاختصار في الطريق. والاختصار في

الجَزِّ: أَن لا تستأْصله. والاختصارُ: حذفُ الفضول من كل شيء.

والخُصَيْرَى: كالاختصار؛ قال رؤبة:

وفي الخُصَيْرَى، أَنت عند الوُدِّ

كَهْفُ تَمِيم كُلِّها وسَعْدِ

والخَصَرُ، بالتحريك: البَرْدُ يجده الإِنسان في أَطرافه. أَبو عبيد:

الخَصِرُ الذي يجد البرد، فإِذا كان معه جوع فهو خَرِصٌ. والخَصِرُ:

البارِدُ من كل شيء. وثَغْرٌ بارد المُخَصَّرِ: المُقَبَّلِ. وخَصِرَ الرجلُ

إِذا آله البرد في أَطرافه؛ يقال: حَضِرَتْ يدي. وخَصِرَ يومنا: اشتدّ

برده؛ قال الشاعر:

رُبَّ خالٍ ليَ، لو أَبْصَرْتَهُ،

سَبِط المِشْيَةِ في اليومِ الخَصِرُ

وماء خَصِرٌ: بارِدٌ.

خصر
: (الخَصْرُ وَسَطُ الإِنْسَانِ) ، وَقيل: هُوَ المُسْتَدِقُّ فَوق الوَرِكَيْن، كَمَا فِي المِصْباح.
(و) مِنَ المَجَاز: الخَصْر: (أَخْمَصُ القَدَمِ) . وَيُقَال هُوَ تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه.
(و) مِنَ المَجَاز: الخَصْر: (طَرِيقٌ بَيْنَ أَعْلَى الرَّمْلِ وأَسْفَلِهِ) خَاصَّةً. يُقَال: أَخَذُوا خَصْآع الرَّمْلِ ومُخَصَّره، أَي أَسْفَله وَمَا دَقَّ مِنْهُ ولَطُفَ، كَمَا فِي الأَساس. قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:
أَضرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَةٍ
فَمرُّ فأَعْلَى حَوْزِهَا فَخُصُورُهَا
وَقَالَ آخر:
أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَ عَنْه
(و) من المَجَاز: الخَصْر: (مَا بَيْنَ أَصْلِ الفُوقِ) من السَّهْم (والرِّيش) ، عَن أَبي حَنِيفَة. (و) الخَصْر: (مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعرابِ) ، وَقَالَ بَعْضُهم: هُو مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ نَظِيفٌ (جَمْعُ الكُلِّ خُصُورٌ) .
(و) الخَصَر، (بالتَّحْرِيك: البَرْدُ) يَجِدُه الإِنْسَانُ فِي أَطْرَافِهِ. وَمَا أَحْسَنَ بَيْتَ التَّلْخِيص:
لَو اخْتَصَرْتُمْ من الإِحْسَان زُرْتُكُمُ
والعَذْبُ يَهْجَر للإِفراطِ فِي الخَصَرِ
قَالَ شَيْخُنَا: وَوَقَ فِي التَّصْرِيح للشَّيْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ والصّاد المُهْمَلَتْين فِي قَوْلِ امْرِىءِ القَيْسِ:
لَنِعْمَ الفَتى تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِه
طَرِيفُ بْنُ مالٍ لَيْلَة الجُوعِ والحَصَر وَهُوَ غَلَط ظاهِرٌ والصَّواب (والخَصَر) بالخاءِ المُعْجَمَة، كَمَا أَشَرْت إِليه فِي حَاشِيَة التَّوْضِيح.
(و) الخَصِر (ككَتِفٍ: البارِدُ) من كُلِّ شَيْءٍ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: الخَصِر: الَّذِي يَجِد البَرْدَ، فإِذا كَانَ مَعَه الجُوعُ فَهُوَ الخَرِص. وخَصِرَ الرَّجُلُ، إِذا آلَمَه البَرْدُ فِي أَطْرَافِه. يُقال: خَصِرَت يَدِي وخَصِرَتْ أَنامِلِي: تَأَلَّمَتْ من البَرْد، وأَخْصَرها القُرُّ: آلَمَهَا البَرْدُ. ويومٌ خَصِرٌ: أَلِيمُ البَرْدِ. وخَصِرَ يَوْمُنَا: اشتَدَّ بَرْدُه. قَالَ الشَّاعِر:
رُبَّ خَالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْته
سَبِطِ المِشْيَةِ فِي اليَوْمِ الخَصِرْ
ومَاءٌ خَصِرٌ: باردٌ.
(و) المُخَصَّر، (كمُعَظَّم) : الرَّجُلُ (الدَّقِيقُ) الخَصْرِ (الضَّامِرُ) هُ، أَو ضامِرُ الخَاصِرَةِ.
(والخاصِرَةُ: الشَّاكِلَةُ) ، وهما خَاصِرَتَان، (و) قيل: الخَصْرَانِ والخاصِرَتانِ: (مَا بَيْنَ الحَرْقَفَة والقُصَيْرَى) ، وَهُوَ مَا قَلَص عَنهُ القَصَرتَانِ وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وَمَا فَوْق الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقِيقَةِ الطِّفْطِفَة، هاكَذا فِي المُحْكَم وغَيْرِه. فإِذا عَرَفْت ذالك فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدابِيّ إِنّ الخَصْر والخَاصِرَة مُترادِفَانِ، أَي بِهاذا المَعَنى، كَمَا عَرَفْت، هُوَ كَلَام مُوَافِقٌ لِكَلاَم أَئِمَّة اللُّغَة. فقَوْلُ شَيْخِنا إِنّه لَا يُعْرَف وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
(وَمَخاصِرُ الطَّرِيقِ: أَقْربُها) . وَيُقَال لَهَا: المُخْتَصَرَات أَيضاً.
(والمِخْصَرَة كمِكْنَسةٍ) ، كالسَّوْطِ، وَقيل: هُوَ (مَا) يأْخُذُه الرَّجلُ بِيَدِهِ، (يتَوكَّأُ عَلَيْه، كالعَصَا ونَحْوِه) .
(و) يُقَال: نَكَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَة، هُو (مَا يَأْخُذُه المَلِكُ يُشِيرُ بِهِ إِذَا خَاطَبَ) ويَصِل بِهِ كَلاَمَه، (و) كذالك (الخَطيبُ إِذَا خَطَب. والمِخْصرَة: كانَت من شِعَارِ المُلُوكِ، والجعُ المَخَاصِرُ، قَالَ:
يَكادُ يُزِيلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ
إِذَا وَصَلُوا أَيْمَانَهُم بالمَخَاصِر
وَفِي الحَدِيثِ: (أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَرَجَ إِلى البَقِيعِ وبيَدِه مِخْصَرةٌ لَهُ، فجَلَس فنَكَت بِها الأَرضَ) قَالَ أَبو عُبَيْد: الْمِخْصَرة: مَا اخْتَصَر الإِنْسَانُ بِيَدِه فأَمْسَكَه، من عَصاً أَو مِقْرَعَةٍ أَو عَنَزَة أَو عُكَّازَة أَو قَضِيب ومَا أَشْبَهَا، وَقد يُتَّكَأُ عَلَيْه.
(وذُو المِخْصَرَةِ) : لَقَب (عَبْد الله ابْن أُنَيْس) بن أَسْعَد الجِهَنِيّ ثُمَّ الأَنْصَارِيّ حلِيفهم، عَقَبِيّ، ويُكْنَى أَبَا يَحْيَى، رَوَى عَنْه أَولادُه عَطِيَّة وعَمْرٌ ووضَمْرَةُ وعَبْدُ الله، وبُسْر بن سَعِيد، وإِنَّما لُقِّب بِهِ (لأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَعطاهُ مِخْصَرَةً وَقَالَ: (تَلْقَانِي بهَا فِي الجَنَّة)) فلَمَّا مَاتَ أَوصَى أَن تُدْفَن مَعَه فِي قَبْره.
(وذُو الخُوَيْصِرَةِ اليَمَاميّ: صَحابِيٌّ) ، هاكذا بالمِيمِ على الصَّواب، ويُوجَد فِي بَعْضِ نُسَخ المَعَاجِم بالنُّون، (وَهُوَ البائِلُ فِي المَسْجِدِ) ، هاكذا يُرْوَى فِي حَدِيثٍ مُرْسَل. (و) أَما ذُو الخُوَيْصِرةً (التَّمِيمِيُّ) فَهُوَ (حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْر) السَّعْدِيّ (ضِئْضِىءُ الخوارِجِ) ورئِيسُهُم. قَالَ الطَّبَريّ: لَهُ صُحْبة، وأَمَدَّ بِهِ عُمَرُ المُسلمين الَّذِين نَازَلُوا الأَهوازَ فافْتَتَح حُرْقُوصٌ سُوقَ الأَهْواز. وَله أَثَرٌ كَبِيرٍ فِي قِتَالِ الهُرْمُزانِ. ثُمَّ كَانَ مَعَ عَلِيَ بصِفِّين، ثمَّ صَارَ مِنَ الخَوَارِج عَلَيْه، فقُتِل يَوْمَ النَّهْرَوانِ مَعَهم، وَهُوَ القائِل: يَا رَسُولَ الله اعْدِلْ. (و) هُوَ (فِي) صَحِيحِ الإِمام أَبِي عَبْدِ اللهاِ (البُخَارِيِّ) . ونَصُّه ((فأَتاه ذُو الخُوَيْصِرَةِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِل) . (وَقَالَ مَرَّةً) مِن طَرِيقٍ آخَرَ:) (فأَتاهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ ذِي الخُوَيْصِرَةِ)) وَهُوَ ذُو الخُوَيْصِرَة بعَيْنِه، (وكأَنَّه وَهَمٌ) ، وتَفْصِيلُه فِي الإِصَابَة، (واللَّهُ أَعْلَمُ) بالحَقَائِق.
(واخْتَصَرَ) الرَّجُلُ: (أَخَذَهَا) ، أَي المِخْصَرَة، أَوِ اعْتَمَدَ عَلَيْهَا فِي مَشْيِه. وَمِنْه حَدِيث عَلِيّ وذَكَر عُمَر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: (واخْتَصَرَ عَنَزَتَه) ، والعَنَزَة: شِبْه العُكَّازَة. ويُقال فِيهِ: تَخَصَّر، كَمَا صَرَّح بِهِ صاحِبُ اللّسَان وغَيْرُهُ.
(و) اخْتَصَرَ (الْكَلامَ: أَوْجَزَه) ، وَيُقَال: أَصْلُ الاخْتِصار فِي الطَّرِيق، ثمَّ استُعْمِل فِي الكَلامِ مَجازاً. وَقد فَرَّق بَعْضُ المُحَقِّقِين بَيْن الاخْتِصار والإِيجَازِ فَقَالَ: الإِيجَاز تَحْرِيرُ المَعْنَى، من غَيْر رِعَايَة لِلَفْظِ الأَصْل، بلَفْظ يَسِيرٍ. والاخْتِصَار: تَجْرِيدُ اللَّفْظِ اليَسِير مِنَ اللَّفْظِ الكَثِير مَعَ بَقَاءِ المَعْنَى، كَذَا نَقَلَه شَيْخُنَا. وَفِي اللِّسَان: والاخْتِصَارُ فِي الكَلاَم: أَنْ يَدَعَ الفُضُولَ ويَسْتَوْجِزَ الَّذِي يَأْتِي على المَعْنَى، وكَذالِك الاخْتِصَار فِي الطَّرِيق.
(و) اخْتَصعآَ (السَّجْدَةَ: قَرَأَ سُورَتَهَا وتَرَك آيتَها كَيْ لَا يَسْجُدَ، أَو أَفْرَد آيتَها فَقَرَأَ بِها ليَسْجُد فِيهَا، وَقد نُهِيَ عَنْهُمَا) فِي الحَدِيث. ونَصُّه: (نَهَى عَن اخْتِصار السَّجْدَة) . وذَكَرُوا فِيهِ الوَجْهَيْن كَمَا ذَكَرَه المُصَنِّف، وكُرِهَ عِنْدَنَا الأَوَّل لَا الثَّانِي كَمَا فِي الكَنْزِ وشُرُوحِه.
(و) اخْتَصَرَ: (وَضَعَ يَدَه عَلَى خاصِرَتهِ) ، وَفِي الأَساس: على خَصْرِه، (كتَخَصَّرَ) ، وَفِي الأَسَاسِ: تَخَاصَرَ، ويُؤَيّده عِبَارَةُ اللِّسَان.
والاخْتِصَار والتَّخَاصُر: أَن يَضْرِبَ الرَّجُلُ يَدَه إِلى خَصحره فِي الصَّلاة. ورُوِيَ عَن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه نَهَى أَن يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِراً) وَقيل مُتَخَصِّراً، قيل: هُوَ من المخْصَرَة: وَقيل: مَعْنَاه أَنْ يُصَلِّيَ وَهُوَ واضِعٌ يَدَه على خَصْرِه.
وجاءَ فِي الحَدِيث: (الاخْتِصارُ فِي الصَّلاَةِ رَاحَةُ أَهْلِ النّار) ، أَي أَنَّه فِعْلُ اليَهُود فِي صَلاتِهِم وهُم أَهْلُ النَّارِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ فِي الحَدِيث الأَوّل: لَا أَرِي أَرُوِيَ مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً. وَرَوَاهُ ابنُ سِيرينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ: مُخْتَصارً. وكذالك رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد. قَالَ: ويُرْوَى فِي كَراهِيَتِهِ حَدِيثٌ مَرْفُوع، ويُرْوَى فِيهِ أَيضاً عَن عائِشَةَ وأَبِي هُرَيْرَةَ:
(و) اخْتَصَر: (قَرَأَ آيَةً أَو آيَتَيْن من آخرِ السُّورةِ فِي الصَّلاةِ) وَلم يَقْرأْ سُورَةً بكَمَالِها فِي فَرْضه. وَبِه فَسَّرَ الأَزْهَرِيُّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ السَّابِقَ، وَهُوَ أَحَدُ الوَجْهَيْن فِي تَأْوِيله. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هاكذا رَوَاه ابنُ سِيرينَ عَن أَبِي هُرَيْرَةَ. (و) اخْتَصَر: (حَذَفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّيْءِ) عَامّةً، (وَهُوَ الخُصَيْرَى) ، بضَمَ ففَتْح فأَلِف مَقْصُورَة وَفِي بَعْض النُّسَخ بكَسْرِ الرَّاءِ وياءِ النِّسْبَةِ، أَي الخَصْرِيّ كالاخْتِصار. قَالَ رُؤْبَةُ:
وَفِي الخُصَيْرَى أَنتَ عِنْد الوُدِّ
كَهْفُ تَمِيمٍ كُلِّهَا وسَعْدِ
كتاب (و) اخْتَصَرَ (الطَّرِيقَ: سَلَكَ أَقْربَه) . قَالَ بَعْضُهم: هاذا هُوَ الأَصْل (و) . اخْتَصَر (فِي الحَزِّ) ، هاكَذا فِي النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَة والزَّاي، وَفِي بَعْضهِا بالجِيمِ والزَّاي، وَفِي بَعْضِهَا بالجِيمِ والزَّاي، إِذا (مَا اسْتَأْصَلَه) .
(وخاصَرَهُ: أَخذَ بِيَدِه فِي المَشْيِ) . قَالَ عَبْدُ الرَّحْمان بْنُ حَسّان:
ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلى القُبَّةِ الخَضْ
راءِ تَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ
قَالَ ابْن بَرّيّ: هاذَا البَيْت يُرْوَى لعَبْدِ الرّحمان بْنِ حَسّان كَمَا ذَكَرَه الجَوْهِرِيّ وغَيْره. قَالَ:
والصَّحيح مَا ذَهَب إِلَيْهِ ثَعْلَب أَنّه لأَبي دَهْبَل الجُمَحِيّ، وذَكَر قِصَّتَه. وَفِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدِ وذَكَر صَلاَة العِيدِ: (فَخَرَجَ مُخاصِراً مَرْوَان) . قَالَ ابْنُ الأَثِير: والمُخاصَرَة أَن يَأْخُذَ الرَّجُلُ بِيَد رَجُلٍ آخَرَ يَتَمَاشَيَانِ ويَدُ كُلِّ واحِدٍ مِنْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه. (كتَخاصَرَ) ، يُقَال خَرَج القَوْمُ مُتَخاصِرِينَ، إِذا كَانَ بَعْضُهم آخِذاً يَدَ بَعْضٍ.
(أَو) خَاصَرَ: (أَخذَ كُلٌّ فِي طَرِيقٍ حَتّى يَلْتَقِيَا فِي مَكَانٍ) ، وَهُوَ المُخَازَمة. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: أَنْ يَمْشِيَ الرَّجُلانِ ثُمَّ يَفْتَرِقا حَتَّى يَلْتَقِيَا على غَيْرِ مِيعَاد. (أَوْ) خَاصَرَ، إِذَا (مَضَى عِنْدَ) ، وَفِي بَعْض النُّسَخ: إِلَى (جَنْبِه) .
(والخِصَارُ ككِتَاب: الإِزَارُ) ، لأَنَّه يُتَخَصَّر بِهِ.
(وَفِي الحَدِيث: (المُتَخَصِّرُونَ يَوْمَ القِيَامَة على وُجُوهِهِم النُّورُ) ، أَي المُصَلُّونَ باللَّيْلِ، فإِذَا تَعِبُوا وَضَعُوا أَيْدِيَهُم على خَواصِرِهِم) من التَّعَب.
هاكذا أَوردَه ابْنُ الأَثِير وفَسَّره. قَالَ: ومَعْنَاه يَكُون أَنْ يأْتُوا يَوْم القيامةِ ومَعَهم أَعْمَالٌ لَهُم صَالِحَة يَتَّكِئُون عَلَيْهَا. مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَة. قَالَ شَيْخُنَا: وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر الَّذِي ذَكَرَه أَئِمَّةُ الغَرِيبِ وإِلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِيثان فاعْرِفْ ذَلِك.
(وكَشْحٌ مُخَصَّرٌ) ، كمُعَظَّم: (دَقِيقٌ. و) من المَجَاز: (نَعْلٌ مُخَصَّرَةٌ) ، أَي (مُسْتَدِقَّةُ الوَسَطِ) . وخَصْرُ النَّعْلِ: مَا استدقَّ فِي قُدَّامِ الأُذْنَيْن مِنْهَا. قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: الخَصْرَانِ من النَّعْل: مُسْتَدَقُّها. ونَعْلٌ مُخَصَّرةٌ: لَهَا خَصْرانِ. وَفِي الحَدِيث (أَنَّ نَعْلَه ت كَانَت مُخَصَّرَةً) ، أَي قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّى صَارَا مُسْتَدقَّيْن.
(و) من الْمجَاز: (رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَيْنِ) إِذا كانَت (قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا وعَقِبها ويُخَوَّى أَخْمَصُها مَعَ دِقَّةٍ فِيهِ) . وقَدَمٌ مُخَصَّرَة ومَخْصُورَة، (ويَدٌ مُخْصُورَة) ومُخَصَّرَةٌ (فِي رُسْغِها تَخْصِيرٌ كَأَنَّه مَرْبُوطٌ، أَو فِيهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِيرٌ) كالحَزِّ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
رجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ. وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: إِنَّهَا لمُنْتَفِخَةُ الخَوَاصِر، كأَنَّهُم جَعَلُوا كُلَّ جُزْءٍ خاصِرَة، ثمَّ جُمِعَ على هذَا. قَالَ الشَّاعِر:
فَلَمَّا سَقَيْنَاها العَكِيسَ تَمَذَّحَت
خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِيدُهَا
ورَجُلٌ مَخْصُورُ البَطْنِ والقَدَمِ كمُخَصَّر. وَرجل مَخْصُورٌ: يَشْتَكِي خَصْرَه أَو خاصِرَته. وَفِي الحَدِيث: (فَأَصَابَنِي خَاصِرَةٌ) ، أَي وَجَعٌ فِي خَاصِرَتي. وَقيل: وَجَعٌ فِي الكُلْيَتَينِ. وَفِي مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَة يَرْفَعُه: الخَاصِرَة: عِرْقٌ فِي الكُلْيَة إِذا تَحَرَّكَ وَجِخعَ صاحِبُه.
والمُخَاصَرَةُ فِي البُضْعِ: أَن يَضْرِبَ بيَدِه إِلى خَصْرِهَا.
ومُخْتَصَرَات الطُّرُقِ: الَّتِي تَقْرُبُ فِي وُعُورِهَا، وإِذا سُلِكَ الطَّرِيقُ الأَبعَدُ كَانَ أَسْهَل.
وثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر: المُقَبَّلِ. وعِبَارَةُ الأَسَاس: ثَغْر خَصِرٌ، بارِدُ المُقَبَّل.
وهاذا أَخْصَرُ مِنْ ذَاك وأَقْصَر.
(خصر) الثَّوْب أَو النَّعْل دقق جانبيه
خصر الخصر وسط الإنسان. والخاصرتان ما بين الحرقفة والقصيرى. وخصر القدم أخمصها. وقدم مخصرة ومخصورة في رسغها تخصير. وخصر الرمل طرائق بين أعلاه وأسفله. وموضع بيوت الأعراب خصر. وما بين الفوق وما بين الريش في السهم. والطريق السهل في الرمل، وجمعه خصور. والمخاصرة في البضع أن يضرب الرجل يده إلى خصرها. وهو المنهي عنه في الصلاة. والاختصار أن تدع الفضول وتستوجز، وفي الطريق كذلك، وفي الجز أن تستأصله. والخصر من البرد، ثغر خصير بارد المقبل. والمخصرة ما يأخذه الرجل بيده نحو عصا أو نحوها، والجميع المخاصر. والتخصر إمساك القضيب.
باب الخاء والصاد والراء معهما خ ص ر، خ ر ص، ص خ ر، ر خ ص، ص ر خ مستعملات ر ص خ مهمل

خصر: الخَصْرُ: وسط الإنسان. والخاصرتان: ما بين الحَرْقَفة والقُصَيْرَي. وخَصْرُ القَدَم: أخمصها. وقدم مُخَصَّرةٌ ومَخْصُورة، ويدٌ مُخَصَّرةٌ، إذا كان في رُسْغِها تخصير. كأنه مربوط، وفيه منز مستدير. ورجل مخصر: مَخْصُور البطن أو القدم. وخَصْرُ الرمل: طريق أعلاه وأسفلُه في الرمل خاصةً. والخصَرْ ُمن بيوت الأعراب: موضعها. والإختصار في الكلام: ترك الفضول، واستيجاز ما يأتي على المعنى. و [كذلك الإختصار] في الطريق. وفي الجز: ألا تستأصله. والمخُاصَرَةُ في البضع: [أن يضرب بيده إلى خصرها] والخصر: البرد الذي يجده الإنسان في أطرافه، قال :

رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت ... فيضحي وأدما بالعشي فيخصر

وثغر خصر: بارد المقبل. وفلان مخاصِرُ فلانٍ، إذا أخذ بيده في المشي وهو بجنبه، قال:

ثم خاصرتها إلى القبة الحمراء ... تمشي في مرمرٍ مسنونِ

والمخصرة: عصاً أو نحوها بيد صاحبها. ونهي عن التَّخَصُّر في الصلاة، وهو وضع اليدين على الخاصِرة.

خرص: الخَرْصُ: الكذب، والخرّاصون في قوله جل وعز: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ : الكذابون، ويَخْرُصُون: يكذبون. والخَرْص: الحَزْرُ في العدد والكيل، والخارص: يَخْرُص ما على النخلة، ثم يقسم الخراج على ذلك. والخريص: شبه حوضٍ واسعٍ ينبثق فيه الماء من نهر، ثم يعود إلى النهر، والخريص ممتلىء. قال عدي:

والمشرفُ المشمولُ يسقي به ... أخضرَ مَطْموثاً كماءِ الخَريصُ

المطموثُ: الذي شرب به مرةً بعد مرة. والخُرِصُ: القُرْطُ بحبةٍ واحدةٍ في حلقةٍ واحدةٍ، والجميع: خِرَصة. والخُرِصُ من الرماح: رمحٌ قصير يتخذ من خشبٍ منحوت، وقد يقال لدقاق القناة وقصارها: خِرصان، والواحد: خُرْصٌ، قال :

وفي خيزومه خرْصٌ طَرِيرُ

أي: دقيق لطيف. والخُرصُ: العودُ . والخَرِصُ: الذي به جُوعٌ وبردٌ

صخر: الصَّخْرُ: عظامُ الحجارة وصلابها. والصّاخِرُ: إناء من خزف. والصَّخِيرُ: نبات.

رخص: الرَّخْصُ: الناعم من كل شيء. ومن المرأة بشرتها ورقتها، ورخَاصةُ أناملها: لينها. وقد رَخُص رخاصةً ورُخُوصِةً أيضاً. وثوبٌ رخيص: ناعم. والرُّخْصُ في الأشياء: بيع رخيصٌ. رَخُص رُخْصاً. وارْتَخَصْتُه: اشتريتهُ رَخيصاً، وأَرْخَصته: جعلته رَخيصاً. والموت الرَّخيصُ: الذريع. والرُّخْصةُ: تَرْخيصُ الله للعبد في أشياء خففها عليه. ورخصت له [في كذا] : أذنت له بعد النهي عنه.

صرخ: الصَّرْخةُ: صيحة شديدة عند فزعةٍ أو مصيبة. والصَّريخُ: [الذي] يأتي قوما يستغيث بهم عند غارةٍ، أو ينعي لهم ميتاً. والمُسْتَصْرِخُ: المستغيث. والمُصْرِخُ: المغيث. والاصْطِراخُ : التَّصارُخ . والصَّريخُ: المفزع والمعين، أصرختهم: أعنتهم.

مور

مور
المَوْر: الجَرَيان السَّريع. يقال: مَارَ يَمُورُ مَوْراً. قال تعالى: يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً
[الطور/ 9] ومَارَ الدم على وجهه، والمَوْرُ:
التُّراب المتردِّد به الرّيح، وناقة تَمُورُ في سيرها، فهي مَوَّارَةٌ.
م و ر: (مَارَ) مِنْ بَابِ قَالَ، تَحَرَّكَ وَجَاءَ وَذَهَبَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] قَالَ الضَّحَّاكُ: تَمُوجُ مَوْجًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْأَخْفَشُ: تَكَفَّأُ. 
مور: {تمور}: تدور بما فيها.
مور: مور: قندس: حيوان قاضم يمتاز بفروة (الكالا).
مور: بنفسجي (تركية) (هلو) كستنائي اللون، لون الكستناء، (وبالتركية) بنفسج، إلا أنها تطلق، عامة، على الألوان القائمة.
مور: كستناء، لا كستنائي اللون (بوشر).
بقم مور: خشب قياس يستخدم لاستخراج الصبغ الأسود (بوشر) وبالتركية مور وصاري بقم (خشب برازيلي غامق وأصفر).
[مور] نه: فيه: فأما المنفق فإذا أنفق "مارت" عليه، أي ترددت وذهبت وجاءت، من مار يمور مورا- إذا جاء وذهب، ومار الدم- إذا جرى على وجه الأرض. ومنه في بعير نحروه بعود: إن كان "مار مورا" فكلوه. وفي ح ابن الزبير: يطلق عقال الحرب بكتائب "تمور" كرجل الجراد، أي تتردد وتضطرب لكثرتها. وفيه: لما نفخ في آدم الروح "مار" في رأسه فعطس، أي دار وتردد. وح قس: نجوم "تمور"، أي تذهب وتجيء. وفيه: فتركت "المور" وأخذت في الجبل، هو بالفتح: الطريق، لأنه يجاء فيه ويذهب. وفيه: انتهينا فوجدنا سفينة قد جاءت من "مور"، قيل: هو اسم موضع، لمور الماء فيه أي جريانه.
(مور) - في حَديث سَعيد : "سُئِلَ عن بَعير نَحرُوه بِعُودٍ، فقال: إن كانَ مارَ مَورًا فَكُلُوه، وإن ثَرَّدَ فَلَا"
: أي إن تَردَّدَ، وجاء وذَهَبَ في قَطع حُلقُومِه فَلا تَأكُلُوه والمائِرُ: السَّيفُ القاطِعُ يَمورُ في اللَّحمِ، وكذلك السِّنانُ، وناقَةٌ مَوَّارَةٌ: سَرِيعَةٌ.
- في حديث لَيْلَى: "انْتَهَيْنَا إلَى الشُّعَيْثَة فوَجَدْنا سَفِينَةً قد جاءَتْ مِنْ مَوْرٍ".
وهو اسْمُ مَوضِعٍ سُمِّى به؛ لمَوْر الماءِ فيه: أي سَيَلانِه؛ وقد مارَ الدَّمُ على وجْهِ الأرضِ.
م و ر

مار الشيء يمور إذا تردد في عرضٍ كالدّاغصة في الركبة. والدم يمور على وجه الأرض إذا انصبّ فتردد عرضاً. وجملٌ موّار الضّبعين. وفرس موّار الظهر. ومار السّنان في المطعون، وأماره الطّاعن. قال: وأنتم أناس تقمصون من القنا ... إذا مار في أعطافكم وتأطّرا

وأمار الدّهن والطّيب على رأسه. قال الشماخ يصف قوساً ونبعة صفراء:

كأن عليها زعفراناً تميره ... خوازن عطّار يمانٍ كوانز

وجاءت الريح بالمور وهو التراب الذي تمور به، وأمارت الريح التّراب.
م و ر : مَارَ الشَّيْءُ مَوْرًا مِنْ بَابِ قَالَ تَحَرَّكَ بِسُرْعَةٍ وَنَاقَةٌ مَوَّارَةُ الْيَدِ سَرِيعَةٌ.

وَمَارَ تَرَدَّدَ فِي عَرْضٍ.

وَمَارَ الْبَحْرُ اضْطَرَبَ.

وَمَارَ الدَّمُ سَالَ وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْهَمْزَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ مَارَهُ وَأَمَارَهُ إذَا أَسَالَهُ.

وَقَطَاةٌ مَارِيَةٌ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ لُؤْلُؤِــيَّةُ اللَّوْنِ وَقَدْ تُخَفَّفُ وَبِهَا سُمِّيت الْمَرْأَةُ وَالْمَارِيَةُ بِالتَّشْدِيدِ الْبَقَرَةُ الْبَرَّاقَةُ اللَّوْنِ.

وَالْمَارِسْتَانُ بِكَسْرِ الرَّاءِ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ كَلِمَتَانِ وَمَعْنَاهُ بَيْتُ الْمَرْضَى وَجَمْعُهُ مَارِسْتَانَاتٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يُسْمَعْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْقَدِيمِ. 

مور


مَارَ (و)(n. ac. مَوْر)
a. Moved to & fro; went & came; moved about;
oscillated; reeled.
b. Was rough (sea).
c. ['Ala], Flowed, trickled (blood).
d. Plucked, pulled out.
e. Came to the high country.
f. see IV (b)
& VII.
أَمْوَرَa. Raised ( the dust: wind ).
b. Made to flow (blood).
c. [acc. & Fī], Made to move about in.
تَمَوَّرَa. see I (a)
& VII.
إِنْمَوَرَa. Fell out (hair).
إِمْتَوَرَa. Drew, unsheathed (sword).
مَوْرa. Agitation, commotion.
b. Thoroughfare.
c. Wave, billow; flow, flux.

مَار S.
a. Saint.

مَارِيَّة []
a. Fair (woman).
b. A certain bird.

مُوْرa. Dust, dust-cloud.
b. [ coll. ], Sheep of Erzeroum.

مُوْرَة []
a. The Morea, Peloponnesus.
b. see 24t
مَائِر []
a. Light, sharp (arrow).
b. Flowing, streaming.

مُوَارَة []
a. Hair falling off.

مَوَّار []
a. Moving quickly; light, active.

مَوَّارَة []
a. fem. of
مَوَّاْرb. (pl.
مُوْر), Raising the dust (wind)
تَمَوُّر
a. [ N. Ac V], Journeying; departure.

مَائِرَات
a. Streams of blood.

مَارِي
a. see 1A
غَنَم مُوْر
a. [ coll. ]
see 3 (b)
مَارِسْتَان
P.
a. Hospital; hospice.

مَوْرَج
a. [ coll. ], Threshing-machine.

مَوْز
a. Banana-tree; banana.

مَوْزَج (pl.
مَوَاْرِ4َة), P.
a. Boot.
مور
مارَ يَمور، مُرْ، مَوْرًا، فهو مَائِر
• مارَ الشَّيءُ/ مار الرَّجلُ: تحرّك وتدافع في اضطراب ذهابًا وجيئة "مارتِ السَّحابةُ- {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}: تدور وتدوِّم- {ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} " ° مار البحرُ: اضطرب وماج. 

مائر [مفرد]: اسم فاعل من مارَ. 

موْر [مفرد]: مصدر مارَ. 

مورة [مفرد]: (حن) نوع من الأسماك البحريّة له ثلاث زعانف ظهريّة وزعنفتان شرجيّتان، يصل طوله إلى 1.5 مترًا، ووزنه حتى 40 كيلو جرام، انتشاره واسع يغطِّي الجزء الشماليّ من المحيطين الهاديّ والأطلسيّ، وللمورة أهميّة اقتصاديّة كبرى إذ يصاد منها سنويًا حوالي مليون ونصف المليون من الأطنان. 
مور: المَوْرُ: المَوْجُ. ومَصْدَرُ مارَ الشَّيْءُ: إذا تَرَدَّدَ في عَرْضٍ؛ يَمُوْرُ، كالدّاغِصَةِ في الرُّكْبَةِ. والطُّفْيَةُ تَمُوْرُ. وكذلك الدِّمَاءُ إذا انْصَبَّتْ فَتَرَدَّدَتْ. وأمَرْتُ دَمَه فَمَارَ: أي هَرَقْته فَسَالَ.
وانْمَارَتْ لِبْدَةُ الفَحْلِ: إذا سَقَطَتْ عنه أيّامَ الرَّبِيْعِ. وكُلُّ طائفَةٍ منه: مُوَارَةٌ.
والمُوْرَةُ: تُرَابٌ وجَوْلاَنٌ تَمُوْرُ به الرِّيْحُ.
وناقَةٌ مَوّارَةٌ في سَيْرِها: سَرِيْعَةٌ. وفَرَسٌ مَوّارَةُ الظَّهْرِ.
وقَوْلُهم: " لا أُبَالي أغَارَ أمْ مَارَ " قيل: هُوَ من المَوْرِ وهو المَرُّ السَّرِيْعُ، وقيل: ذَهَبَ في الغَوْرِ أم مارَ في إلى نَجْدٍ.
والمُوْرَةُ: شَحْمٌ مارَ فيها أي جَرى ولم يَسْتَحْكِمْ بَعْدُ.
والمَوْرُ: الطَّرِيْقُ. والنَّزْعُ. والنَّتْفُ.
وامْتَارَ السَّيْفَ: اسْتَلَّه.
ومُرْتُ الصُّوْفَ: نَتَفْته؛ فانْمَارَ.
ولا أدري ما سائرٌ من مائرٍ: المائرُ: السَّيْفُ القاطِعُ يَمُوْرُ في اللَّحْمِ مَوْراً، وكذلك السِّنَانُ.
واليَامُوْرُ: من دَوَابِّ البَرِّ، يَجْري عليه الحُكْمُ في الحَرَمِ إذا صِيْدَ.
ويُقال للجَارِ: المَارُ.
[مور] مار الشئ يمور مورا: تَرَهْيَأَ، أي تحرَّك وجاء وذهب، كما تَكَفَّأُ النخلةُ العَيْدانة. والتمَوُّرُ مثله. وقوله تعالى:

(يومَ تَمورُ السماء مَوْراً) *. قال الضحاك: تموج موجاً. وقال أبو عبيدة: تَكَفَّأُ. والأخفش مثله. وأنشد للأعشى: كأنَّ مِشْيَتَها من بيت جارتِها * مَوْرُ السحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ - ويقال: مارَ الدمُ على وجه الارض. وأماره غيره. قال الشاعر :

ومار دم من جار بيبة ناقع * والمائرات: الدماء، في قول الشاعر * حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير - عوض والسعير: صنمان. والمور: الطريق. ومنه قول طرفة:

فوق مور معبد  والمور: الموج. وناقة مَوَّارَةُ اليدِ، أي سريعةٌ. والبعير يَمورُ عَضُداهُ، إذا تَرَدَّدا في عُرض جَنْبه. قال الشاعر:

على ظهرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ * وقولهم: لا أدرى أغارأم مار؟ أي أتى غَوْراً، أم دار فرجع إلى نجد. والمُورُ بالضم: الغُبارُ بالريح. والمُوارَةُ: نَسيلُ الحمار. وقد تَمَوَّرَ عليه نَسيلُهُ، أي سقط. وانْمارَتْ عقيقةُ الحمار، أي سقطت عنه أيامَ الربيع. والقطاة المارية، بتشديد الياء الملساء. ومار سرجس ، من أسماء العجم، وهما اسمان جعلا واحدا. قال الاخطل: لما رأونا والصليب طالعا * ومار سرجيس وموتا ناقعا * خلوا لنا راذان والمزارعا * وحنطة طيسا وكرما يانعا * كأنما كانوا غرابا واقعا * إلا أنه أشبع الكسرة لاقامة الوزن فتولدت منه الياء. 
[م ور] مارَ الشَّيءُ يَمُورُ مَوْرًا ترَدَّدَ في عُرْضٍ والمَوْرُ الطَّرِيقُ المَوْطُوءُ المُسْتَوِي والمَوْزُ المَوْجُ ومارَت النّاقَةُ في سَيْرِها مَوْرًا ماجَت وتَرَدَّدَت وناقَةٌ مَوّارَةٌ سَهْلَةُ السَّيْرِ سَرِيعَةٌ قالَ عَنْتَرَةُ

(خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرَى مَوّارَة ... تَطِسُ الإِكامَ بذاتِ خُفٍّ مِيثَم)

وكذلِكَ الفَرَسُ ومارَ الشَّيءُ مَوْرًا اضْطربَ وتَحرَّكَ هذه عن ابن الأعرابِيِّ وسهم مَائِرٌ خفيفٌ نافذٌ دَاخِلٌ للأَجْسامِ قالَ أبو عارِمٍ الكِلابِيُّ

(لَقَدْ عَلِمَ الذِّئْبُ الَّذِي كان عادِيًا ... عَلَى الناسِ أَنِّي مائِرُ السَّهْمِ نازِعُ)

ومَشْيٌ مَوْرٌ لَيِّنٌ والمُورُ الغُبارُ المُتَرَدِّدُ وقِيلَ التُّرابُ تُثِيرُه الرِّيحُ ورِيحٌ مَوّارَةٌ ورِياحٌ مُورٌ نادِرٌ والعَرَبُ تَقولُ ما أَدْرِي أَغَارَ أَم مارَ حكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ وفَسَّرَه فقالَ غارَ أَتّى الغَوْرَ ومارَ أَتَى نَجْدًا وقَطاةٌ مارِيَّةٌ مَلْساءُ وامْرَأَةٌ مارِيَّةٌ بَيْضَاءُ بَرّاقَةٌ كأَنَّ اليدَ تَمُورُ عَلَيْها أَي تَذْهَبُ وتَجِئُ وقد تكونُ المارِيَّة فاعُولَةٌ من المَرْي وقد تَقَدَّمَ ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمارَ نَتَفْتُه فانْتَتَفَ والمُورَةُ والمُوارَةُ ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجَحْشِ وصُوفِ الشّاةِ حَيَّةً كانَتْ أو مَيْتَةً قالَ

(أَوَيْتُ لعَشْوَةٍ في رَأْسِ نِيقٍ ... ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالاَ)

قالَ وكَذلِكَ الشَّيْءُ يَسْقُطُ من الشيْءِ والشَّيْءُ يَفْنَى فيَبْقَى منه الشَّيْءُ ومارَ الدَّمُ والدَّمْعُ سالَ ومارَ سَرْجِسُ مَوْضِعٌ وقد تَقَدَّمَ 

مور

1 مَارَ, aor. ـُ inf. n. مَوْرٌ, It moved from side to side, (S, M, A, Msb, K,) like the knee-pan on the knee; (A;) or to and fro, like as the tall palm-tree moves; (S;) as also ↓ تموّر: (S:) it came and went; (T;) as also ↓ تموّر. (K.) You say of a camel, تَمُورُ عَضُدَاهُ The upper bones of his two arms move from side to side. (S, TA.) and مَارَ السِّنَانُ فِى المَطْعُونِ [The spear-head moved from side to side in the person pierced]. (A.) And الطَّعْنَةُ تَمُورُ The thrust inclines to the right and left. (TA.) And النُّجُومُ تَمُورُ The stars come and go. (TA.) And مَارَ الغُبَارُ, inf. n. مَوْرٌ, The dust moved to and fro: or became raised by the wind. (M, K.) b2: It moved round about, (T, TA,) and to and fro: (TA:) it was in a state of commotion; in a state of tumult: (S, * M, Msb, K:) said of the sea, (Msb,) &c.: (M:) it was in a state of quick motion or commotion. (Msb.) It is said in a trad., that when the soul, or spirit, was blown into Adam, مَارَ فِى رَأْسِهِ فَعَطَسَ It circulated, and moved to and fro, in his head, and he sneezed. (TA.) And in the Kur, [lii. 9,] يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْرًا On the day when the heaven shall actually be in a state of commotion, or tumult: so accord. to Ed-Dahhák: or shall move from side to side: so accord. to AO and Akh: (S:) or shall come and go; or move to and fro; or reel. (T.) And in a trad. of Ibn-Ez-Zubeyr, بِكَتَائِبَ تَمُورُ كَرِجْلِ الجَرَادِ With troops moving to and fro, in a state of commotion, like the leg of the locust, by reason of their multitude. (TA.) You say also, مَارَتِ النَّاقَةُ فِى سَيْرِهَا The she-camel was in a state of commotion, and reeled, in her pace, or going: and in like manner you say of a mare. (TA.) b3: مَا أَدْرِى أَغَارَ أَمْ مَارَ, a saying of the Arabs, related by IAar, (TA,) I know not whether he have come to low country, or turned and returned to high country (نَجْد): (S, TA:) or have come to the low country, or come to the high country. (IAar, K, * TA.) b4: مَارَ الدَّمُ (S, &c.) The blood ran, or flowed, upon the surface of the ground; (T, S, M, Msb, K;) and in like manner you say of tears, meaning they flowed: (M:) or the blood poured upon the surface of the ground, and went hither and thither, (TA,) sideways. (A.) b5: See also 4.4 امار السِّنَانَ فِى المَطْعَونِ [He made the spearhead to move from side to side in the person pierced]. (A.) امارت الرِّيحُ الغُبَارَ The wind made the dust to go to and fro: or raised the dust. (M, K.) b2: امار الدَّمَ He made the blood to run or flow; (T, S, * IKtt, Msb;) as also ↓ مَارَهُ, (IKtt, Msb,) inf. n. مَيْرٌ. (IKtt. [as in the TA; but this seems to be a mistake for مَوْرٌ.]) 5 تَمَوَّرَ see 1, in two places.

مَوْرٌ A road: (T, S:) or a trodden and even road: (M, K:) an inf. n. used as a subst.: because people come and go upon it. (TA.) مُورٌ Dust moving to and fro (M, K) in the air: (TA:) or raised by the wind: (M, K:) or carried to and fro by the wind. (T, S.) b2: See also مَوَّارٌ.

مَوَّارٌ, (TA,) or مَوَّارُ المِلَاطِ, (S, TA,) A camel that moves the upper bones of his two arms from side to side; (S, TA;) and مَوَّارُ الضَّبْعَيْنِ [signifies the same]. (A.) b2: مَوَّارَةٌ, (M, K,) or مَوَّارَةُ اليَدِ, (S, Msb,) A she-camel quick in her pace: (S, Msb:) or easy in her pace, and quick. (M, K.) b3: رِيحٌ مَوَّارَةٌ Wind that blows the dust to and fro: or that raises the dust: pl. رِيَاحٌ مُورٌ, which is extr. [with respect to rule]. (M.) مَائِرَاتٌ Bloods [flowing, and running hither and thither]. So in the following verse (of Rusheyd Ibn-Rumeyd El-'Anazee, TA; not of El-Aashà [as it is said to be in the S in art. عوض;] Sgh, in TA, art. عوض:) حَلَفْتُ بِمَائِرَاتٍ حَوْلَ عَوْضٍ

وَأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ [or السُّعَيْرِ, i. e., I swore, or I swear, by bloods flowing and running hither and thither, around 'Owd, and stones set up to be worshipped, left by Es-Sa'eer or Es-So'eyr]. 'Owd and Es-Sa'eer [or Es-So'eyr] were two idols. (S, TA.) [See also another verse, cited in art. عز.]

مور: مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما

تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم: تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ

مثله.

والمَوْرُ: الطريق؛ ومنه قول طرفة:

تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ

وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

تُبارِي: تُعارِض. والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. والناجِياتُ:

السريعاتُ. والوظيفُ: عظم الساق. والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. وفي المحكم:

المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي. والمور: المَوْجُ. والمَوْرُ: السرْعة؛

وأَنشد:

ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر

ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ

اليد، وفي المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة:

خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ،

تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ

(* في معلقة عنترة: زيّافةٌ، ووخدُ خفٍّ، في مكان موّارة وذات خفّ.)

وكذلك الفرس. التهذيب: المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كانت

نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها. والبعير يَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا

في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر:

على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ

ومارَ: جَرى. ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد.

قال أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير

الجبال سيراً؛ قال في الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة: تَكَفَّأُ،

والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى:

كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها

مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ

(* في قصيدة الأعشى: مَرُّ السحابة.)

الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل

ما يَفْعل؛ وأَنشد:

يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ

أَي تُبارِيه. والمُماراةُ: المُعارَضةُ. ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب

وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي. وقولهم: لا أَدْري أَغارَ أَمْ

مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد. وسَهْم مائِرٌ:

خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛ قال أَبو عامر الكلابي:

لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الذي كان عادِياً

على الناسِ، أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ

ومَشْيٌ مَوْرٌ: لَيِّنٌ. والمَوْرُ: ترابٌ. والمَور: أَنْ تَمُورَ به

الرِّيحُ.

والمُورُ، بالضم: الغُبارُ بالريح. والمُورُ: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ،

وقيل: التراب تُثيرُه الريحُ، وقد مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ، وريحٌ

موَّارة، وأَرياحٌ مُورٌ؛ والعرب تقول: ما أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ؛ حكاه

ابن الأَعرابي وفسره فقال: غار أَتى الغَوْرَ، ومارَ أَتى نَجْداً.

وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْساءُ. وامرأَةٌ مارِيَّةٌ: بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ

اليَدَ تَمُورُ عليها أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ، وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولة

من المَرْيِ، وهو مذكور في موضعه.

والمَوْرُ: الدَّوَرانُ. والمَوْرُ: مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا

نَتَفْتَهُ وهي المُوَارَةُ والمُراطَةُ: ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار:

نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ.

والمُوارَةُ: نَسِيلُ الحِمارِ، وقد تَمَوَّرَ عنه نَسِيلُه أَي سقط.

وانمارَتْ عقِيقةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَيامَ الربيعِ. والمُورَة

والمُوارَةُ: ما نَسَلَ من عَقِيقَةِ الجحش وصُوفِ الشاةِ، حيَّةً كانت أَو

مَيِّتَةً؛ قال:

أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ،

ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا

قال: وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيءُ يفنى فيبقى منه الشيء. قال

الأَصمعي: وقع عن الحمار مُوارَتُه وهو ما وقع من نُسالهِ.

ومارَ الدمْعُ والدمُ: سال. وفي الحديث عن ابن هُرْمُز عن أَبي هريرة عن

رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ

كمثلِ رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إِلى أَيديهما، فأَما المُنْفِقُ

فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَتْ حتى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ

أَثَرَه، وأَما البخيل فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ

مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فهو يريد أَن يُوسِّعَها ولا تَتَّسِع؛ قال أَبو

منصور: قوله مارت أَي سالت وتردّدت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته؛ وابن

هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج. وفي حديث ابن الزبير: يُطْلَقُ

عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد أَي تتردّد وتضطرب لكثرتها.

وفي حديث عِكْرِمة: لما نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَ في رأْسِهِ فَعَطَسَ

أَي دار وتَردّد. وفي حديث قُسٍّ: ونجوم تَمُورُ أَي تَذهَبُ وتجيء، وفي

حديثه أَيضاً: فتركت المَوْرَ وأَخذت في الجبل؛ المَوْرُ، بالفتح:

الطريق، سمي بالمصدر لأَنه يُجاء فيه ويُذهب، والطعنة تَمُورُ إِذا مالت

يميناً وشمالاً، والدِّماءُ تَمورُ على وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ

فتردّدت. وفي حديث عديِّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له:

أَمِرِ الدمَ بما شئت، قال شمر: من وراه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه

وأَجْرِه؛ يقال: مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وسال، وأَمَرْتُه أَنا؛

وأَنشد:

سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْدا

ةٌ أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ

ورواه أَبو عبيد: امْرِ الدمَ بما شئت أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه، من

مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ. الجوهري: مار الدمُ على

وجه الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه؛ قال جرير بن الخَطَفى:

نَدَسْنا أَبامَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا،

ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ

أَبو مَنْدُوسَة: هو مُرَّة بن سُفيان بن مُجاشع، ومجاشع قبيلة الفرزدق،

وكان أَبو مندوسة قتله بنو يَرْبوع يوم الكُلابِ الأَوّل. وجارُ

بَيْبَةَ: هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمي قتله ثعلبة اليربوعي، وكان في جِوار

الحرث ابن بيبة بن قُرْط بن سفيان بن مجاشع. ومعنى نَدَسْناه: طعنَّاه.

والناقِعُ: المُرْوي. وفي حديث سعيد بن المسبب: سئل عن بعير نحروه بعُود

فقال: إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه، وإِنْ ثَرَّدَ فلا. والمائِراتُ:

الدماءُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض، بالضاد والصاد معجمة وغير معجمة،

العنزي:حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ،

وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ

وعَوْضٌ والسَّعِيرُ: صنمان. ومارَسَرْجِسَ: موضع وهو مذكور أَيضاً في

موضعه. الجوهري: مارَسَرْجِسَ من أَسماء العجم وهما اسمان جعلا واحداً؛

قال الأَخطل:

لما رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً،

ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا،

خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا،

وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا،

كأَنما كانوا غُراباً واقِعا

إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الياء. ومَوْرٌ:

موضع. وفي حديث ليلى: انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سفينةً قد

جاءت من مَوْرٍ؛ قيل: هو اسم موضع سمي به لِمَوْرِ الماء فيه أَي

جَرَيانهِ.

مور
{مارَ الشيءُ} يَمورُ {مَوْراً: تَرَدَّد فِي عَرْضٍ،} كَتمَوَّرَ، كَذَا فِي المُحكم، وَزَاد الزّمخشريّ: كالدَّاغِصَة فِي الرُّكْبَة.
والعَرَب تَقول: مَا أَدري أَغارَ أَمْ مارَ حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ وفَسَّره فَقَالَ: غارَ: أَتى الغَوْرَ، {ومارَ: أَتى نَجْداً. وَقيل فِي تَفْسِيره: أَي أَتى غَوراً أمْ دارَ فرجَع إِلَى نَجْد. وعَلى هَذَا فَيكون المَوْرُ هُوَ الدَّوْر. ومارَ الدَّمُ والدَّمْعُ: سالَ وجَرى، وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَة رَفَعَه: فأَمّا المُنْفِقُ فَإِذا أَنْفَقَ} مارَتْ عَلَيْهِ وسَبَغَت حَتَّى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: مارَتْ، أَي سالَتْ وترَدَّدَتْ عَلَيْهِ وذهَبَتْ وَجَاءَت، يَعْنِي نَفَقَته. وَقَالَ الزّمخشريّ: والدَّم {يَمُور على وَجه الأَرض، إِذا انصَبَّ فتَرَدَّدَ عَرْضاً.} وأَمارَهُ: أَسالَهُ، قَالَ:
(سوفَ تُدْنِيكَ من لَميسَ سَبَندا ... ةٌ {أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ)
وَفِي تَهْذِيب ابْن القطّاع: مارَ الشَّيءَ والدَّمَ مَيْراً، وأَمارَهُ: أَسالَه، فمارَ هُوَ مَوْراً، فَفِيهِ أَنَّ مارَ يتَعَدَّى بِنَفسِهِ وبالهَمز. وَالَّذِي فِي الصِّحَاح والتَّهذيب والمُحْكَم الاقْتصارُ على تعَدِّيه بالهَمْز، وَفِي حَدِيث عَدِيِّ بنِ حاتمٍ أَنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَم قَالَ لَهُ:} أَمِرِ الدَّمَ بِمَا شِئت قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ سَيِّلْهُ وأَجْرِه. من مارَ الدَّمُ، إِذا جرى،! وأَمَرْتُه أَنا. وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: امْرِ الدمَ، أَي سَيِّله واستخرِجْهُ، من مَرَيْتُ الناقةَ، إِذا مسَحْتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ. قلتُ: والعامَّة تَقول: مَيِّرْه، وَهُوَ غلَط. {والمَوْرُ: المَوْجُ، والاضطرابُ والجَرَيانُ على وَجه الأَرْض والتَّحَرُّكُ. يقالُ: مارَ الشّيءُ} مَوْراً، إِذا تَرَهْيَأً، أَي تحَرَّكَ وجاءَ وذهَب، كَمَا تتَكَفَّأُ النَّخلةُ العَيْدانة. . {ومارَتِ الناقةُ فِي سَيرهَا} مَوْراً: ماجَتْ وتَرَدَّدَت، وَكَذَلِكَ الفَرَسُ والبعيرُ {تَمورُ عضُداه إِذا تَردَّدا فِي عُرْضِ جَنْبِه.} ومارَ {يمورُ} مَوْراً، إِذا جعل يذهبُ ويجيءُ ويتَرَدَّد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: يومَ {تَمُورُ السَّماءُ} مَوْراً قَالَ الجَوْهَرِيّ: تَموجُ مَوْجاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تَكَفَّأُ.
والأَخفشُ مثلُه، وأَنشدَ للأَعشى:
(كأَنَّ مِشْيَتَها مِنْ بيتِ جارَتِها ... {مَوْرُ السَّحابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ)
} ومارَ الشيءُ {مَوْراً: اضطَرَبَ وتَحرَّكَ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابْن الأَعرابيِّ، والدِّماءُ} تَمورُ، أَي تجْرِي على وَجْهِ الأَرض. وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير: يُطْلَقُ عِقالُ الحَربِ بكتائبَ {تَمْوُر كرِجلِ الجَراد أَي تترَدَّد وتَضطَرب لكثرَتِها.)
وَفِي حَدِيث عِكرِمة: لما نُفِخَ فِي آدمَ الرّوح مارَ فِي رَأْسِه فَعَطَس. أَي دارَ وترَدَّد. وَفِي حَدِيث قُسٍّ: ونُجوم تَمْوُر، أَي تجيءُ وَتذهب. والطَّعْنة تَمْوُر، إِذا مالتْ يَميناً ويساراً. فِي حَدِيث قُسٍّ: فَتَرَكت المَوْرَ وأخذتُ فِي الْجَبَل المَوْر: الطريقُ المَوْطوء المُستَوي، كَذَا فِي المُحكم، وسُمِّي بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ يُجاءُ فِيهِ ويُذهَب، وَمِنْه قَوْلُ طَرَفَة:
(تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وأَتْبَعتْ ... وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ} مَوْرٍ مُعَبَّدِ)
المُعَبَّد: المُذَلَّل. المَوْر: الشيءُ اللَّيِّن، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه: والمَشْيُ اللَّيِّن قَالَ: ومَشْيُهُنَّ بالحبيبِ {مَوْرُ المَوْر: نَتْفُ الصُّوف، وَقد} مارَه {فانْمار. وَادي مَوْرٍ: ساحلٌ لقُرى الْيمن شَمالِيَّ زَبيد، قيل: سُمِّي} لمَوْرِ الماءِ فِيهِ، أَي جَرَيَانِه. وَفِي حَدِيث لَيْلَى: انْتَهَيْنا إِلَى الشُّعَيْثَةِ فَوَجَدنا سفينة قد جَاءَت من مَوْرٍ قيل: هُوَ هَذَا الْموضع الَّذِي من الْيمن. قلت: وَهُوَ أحدُ أَوْدِية الْيمن الْمَشْهُورَة، وَهُوَ بِالْقربِ من وَادي صَبْيَا. وَنقل ياقوت عَن عُمارة اليمنيّ قَالَ: مَوْرٌ وَذُو المَهْجَم والكَدْراء والوَدْيان، هَذِه الْأَعْمَال الْأَرْبَعَة جُلّ الْأَعْمَال الشماليّة عَن زَبيد. وَإِلَيْهِ يصبُّ أكثرُ أَوْدِيةِ الْيمن، وَهُوَ من زاب تهَامَة الْأَعْظَم، وَقَالَ شاعرٌ يمنيٌّ:
(فُعجْت عِناني للحُصَيْب وأَهْلِه ... {ومَوْرٍ ويَمَّمْت المُصَلَّى وسُرْدُر)
المَوْر، بِالضَّمِّ: الغُبار المُتَرَدِّد فِي الْهَوَاء، قيل: هُوَ التُّراب تُثيره الرّيح، وَقد مارَ مَوْرَاً.} وأمارتْهُ الرِّيحُ، وريحٌ {مَوَّارَة، وأَرْيَاحٌ} مُورٌ. وناقةٌ {مَوَّارة الْيَد، وَفِي المُحكم:} مَوّارةٌ سهلةُ السَّيْر سريعةٌ، قَالَ عَنْتَرة:
(خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارةٌ ... تَطِسُ الإكامَ بذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ)
وَكَذَلِكَ الفرسُ. وسهمٌ {مائرٌ: خفيفٌ نافذٌ داخلٌ فِي الْأَجْسَام. قَالَ أَبُو عَامر الكلابيُّ:
(لَقَدْ عَلِمَ الذئبُ الَّذِي كَانَ عادياً ... على الناسِ أنِّي مائرُ السَّهْمِ نازِعُ)
وامرأةٌ} مارِيَّةٌ: بَيْضَاء بَرَّاقةٌ كأنَّ الْيَد تَمْوُر عَلَيْها، أَي تذهبُ وتجيءُ وَقد تكون المارِيَّةُ فاعُولَةً من المَرْيِ، وَهُوَ مذكورٌ فِي مَوْضِعه. {ومُرْتُ الوَبَرَ} فانْمارَ، أَي نَتَفْتُه فانْتَتَف. {والمُورةُ} والمُوارةَ، بضمِّهما: مَا نَسَلَ من عَقيقةِ الجحش وصُوف الشَّاة، حيَّةً كَانَت أَو ميِّتةً، وَهِي المُرَاطة أَيْضا، قَالَ:
(أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ فِي رأسِ نِيقٍ ... {ومُورةِ نَعْجَةٍ ماتتْ هُزالا)
} وَمَارَ سَرْجِس بِفَتْح الراءِ والسينَيْن المُهملَتَيْن: ع بالعَجَم، وهما اسمانِ جُعلا وَاحِدًا، وَسَيَأْتِي أَيْضا فِي السِّين. وَيُقَال {مَارَ سَرْجِيس. قَالَ الأخطل:
(لمَّا رَأَوْنا والصَّليبَ طالِعا ... } وَمَارَ سَرْجِيسَ وَمَوْتاً ناقِعا)

(خَلَّوْا لنازاذانَ والمزارِعا ... وحِنْطَةً طَيْسَاً وكَرْماً يانِعا)
هَكَذَا أنْشدهُ الجَوْهَرِيّ. {والتَّمَوُّر: المَجيءُ والذَّهاب والتَّردُّد،} كالمَوْر، قَالَه ابنُ سِيدَه. {التَّمَوُّر: أَن يَذْهَب الشَّعرُ يَمْنَةً ويَسْرَةً فَلَا يَبْقَى، أَو هُوَ أَن يَسْقُط الوبرُ ونحوُه عَن الدابَّة،} كالانْمِيار. يُقَال: {تَمَوَّرَ عَن الحِمارِ نَسِيلُه، أَي سقط.
وانْمارَتْ عَقِيقةُ الْحمار، إِذا سقطتْ عَنهُ أيَّامَ الرّبيع.} وامْتارَ السَّيفَ: اسْتَلَّه، لم أجد {الامْتِيار بِمَعْنى الاستِلال فِي كتبِ الغَريب وأُمَّهات اللُّغَة، ولعلَّه أُخِذ من امْتَأَر فلانٌ على فلَان، إِذا احْتَقَد، أَو من غير ذَلِك، فتأَمَّل.} ومُورَانُ، بِالضَّمِّ، هَكَذَا فِي النّسخ على وزن عُثْمَان، وصوابُه! مُورِيَانُ بضمِّ الْمِيم ثمَّ السّكُون وكسرِ الرَّاء: ة بنواحي خُوزِسْتان، مِنْهَا أَبُو أيُّوب سُلَيْمَان ابنُ أبي أيُّوب {المُورِيانِيُّ وَزِير الْمَنْصُور، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه: سُلَيْمَان بن أبي سُلَيْمَان بن أبي مُجالِد، وَقَتله الْمَنْصُور. كَذَا فِي مُعْجم ياقوت. وخُورِيانُ مُورِيان جزيرةٌ ببحرِ الْيمن مِمَّا يَلِي الْهِنْد. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: مارَ مَوْرَاً ومَيْرَاً: سارَ، عَن ابْن القَطّاع.} والمَوْر، بِالْفَتْح: السرعة، وبالضم: جَمْعُ ناقةٍ مائر ومائرة إِذا كَانَت نشيطةً فِي سَيْرِها فتْلاءَ فِي عَضُدِها. {والمَوَّار، كشَدَّاد: البعيرُ تَمُور عَضُداه فِي عُرْضِ جَنْبِه، قَالَ الشَّاعِر: على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصَانِ وريحٌ} مَوَّارة، وأرياحٌ {مُور. وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْسَاء.} ومارِيَّةُ القِبْطِيَّة الَّتِي أهداها المُقَوْقِسُ إِلَى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فاسْتَوْلَدَها، إنْ كَانَت بِالتَّشْدِيدِ فَهَذَا مَوضِع ذِكرِها، أَو بِالتَّخْفِيفِ فَفِي مرى. {والمَوْر: الدَّوَران.} والمُوارة كثُمامة: الشيءُ يسقطُ من الشَّيْء والشيءُ يَفْنَى فَيَبْقى مِنْهُ الشَّيْء. {والمائِرات: الدِّماء، قَالَ رُشَيْد بن رُمَيْض العَنَزيّ:
(حَلَفْتُ} بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السُّعَيْرِ)
عَوْض والسُّعَيْر: صَنَمَان. {ومَوْرَة بِالْفَتْح: حِصْن بالأندلس من أَعمال طُلَيْطلة. يُنسَب إِلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم إسماعيلُ بن يُونُس} - المورِيّ، حدَّث عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاسم الثَّغْريّ، وَعنهُ أَبُو عَمْرُوٍ الهُرْمُزِيّ.{والمائِرُ: الرجلُ اللَّيِّنُ الخَفيفُ العَقْل.} والمَوْرية: مدينةٌ بِالْيمن يُقَال لَهَا مُلْحة، لعَكّ، نَقَلَه ياقوت عَن ابْن الحائك.

مرق

(مرق) الْقدر أمرقها وَالثَّوْب صبغه بالمريق
(مرق) : المُمْرِقُ من اللَّحْم: الذي يَشَكُّ فيه: هَلْ فيه دَسَمٌ أم لا؟ (مشر) : أَذْهَبَهُب مَشَراً: إذا شَتَمَه، أَو هَجَاه، أَو سَمَّعَ به، وقال له ما يَرْوِى الناسُ عليه. 
(مرق)
السهْم من الرَّمية مروقا اخترقها وَخرج من الْجَانِب الآخر فِي سرعَة وَمن الدّين خرج وَفِي الأَرْض ذهب وَالْقدر مرقأ أَكثر مرقها وَالصُّوف وَالشعر من الْجلد المعطون نتفه وَيُقَال مرق الإهاب والصبغ من العصفر أخرجه وَفُلَانًا طعنه فِي عجلة
م ر ق : الْمَرَقُ مَعْرُوفٌ وَالْمَرَقَةُ أَخَصُّ مِنْهُ وَأَمْرَقْتُ الْقِدْرَ وَمَرَّقْتُهَا بِالْأَلِفِ وَالتَّضْعِيفِ أَكْثَرْتُ مَرَقَهَا.

وَمَرَقَ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ مُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ خَرَجَ مِنْهُ مِنْ غَيْرِ مَدْخَلِهِ وَمِنْهُ قِيلَ مَرَقَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقًا أَيْضًا إذَا خَرَجَ مِنْهُ. 
(مرق) - فىِ حديث عَلىِّ - رضي الله عنه -: "سُئِلَ عن مُحرِمٍ أصابَ بَيضَ نَعَام؟ قال: يَنظُر إلى عَدَدِ البَيضِ، فَيُطْرِقُهنَّ الفَحلَ، فما أَنتجْن أهداه. قيل: فإن أزلقَت واحدةٌ منهُنَّ. قال: إنَّ مِن البَيْض ما يَكُون مارِقًا "
: أي فاسِدًا.
يُقال: مَرِقَت البَيْضَةُ وَمذرَت: فَسَدَت، فَصارَت مَاءً.
م ر ق: (الْمَرَقُ) مَعْرُوفٌ وَ (الْمَرَقَةُ) أَخَصُّ مِنْهُ. وَ (مَرَقَ) الْقِدْرَ مِنْ بَابِ نَصَرَ، وَ (أَمْرَقَهَا) أَيْضًا أَيْ أَكْثَرَ مَرَقَهَا. وَ (مَرَقَ) السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ خَرَجَ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ وَبَابُهُ دَخَلَ. وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْخَوَارِجُ (مَارِقَةً) لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» وَجَمْعُ (الْمَارِقِ) (مُرَّاقٌ) . 

مرق


مَرَق(n. ac. مُرُوْق)
a. [Min], Swerved, turned from; overshot.
b.(n. ac. مَرْق) [acc. & Bi], Pierced, transfixed with ( a lance ).
c. Put broth into (cooking-pot).
d. Clipped.
e. [ coll. ], Traversed, passed by.

مَرِقَ(n. ac. مَرَق)
a. Dropped its fruit (palm-tree).
b. Became addled (egg).
مَرَّقَa. Drove through.
b. [ coll. ], Let pass.

أَمْرَقَa. see I (c)
تَمَرَّقَa. Was transfixed.

إِنْمَرَقَ
(م)
a. [Min], Overshot ( the mark: arrow ).

إِمْتَرَقَa. Hurried out.

مَرْقa. Stinking skin or wool.

مِرْق
مِرْقَةa. see 1
مُرْقa. Hairless (wolves).
مَرَق
مَرَقَة
4ta. Broth, soup.

مَرِق
a. [ coll. ], Insolent; impudent
brazen.
مَمْرَقa. Window.

مَاْرِق
a. [ coll. ], Passer.
مَاْرِقَة
(pl.
مُرَّاْق)
a. Schismatic, heretic.

مُرَاْقَةa. Tuft, handful.

مُرُوْقa. Beards ( of an ear of wheat ).
مَرَّاْقَةa. Heretics.

أَمْرَاْقa. see 27
N. Ag.
مَرَّقَa. Lumps of butter.
b. Singer.

مَرِك
a. Wicked man, sinner.

مَرْمَتُوْن
a. [ coll. ], Scullion.
[مرق] المرق معروف، والمرفة أخص منه. والمَرَقُ أيضاً: آفةٌ تصيب الزرع. ومرقت القدر مرقا وأمرقها أيضاً، إذا أكثرتَ مَرَقَها. ومَرَقَ السهمُ من الرَمِيَّةِ مُروقاً، أي خرج من الجانب الآخر، ومنه سمِّيت الخوارجُ مارِقَةً، لقوله عليه السلام: " يَمْرُقونُ من الدين كما يَمْرُقُ السَهم من الرمِيَّة ". وقولهم في المثل: " رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ " وأصله أن امرأة كانت تغرو فحبلتْ، فذُكِرَ لها الغزوُ فقالت: " رويد الغزو ينأي أمهل الغَزْوَ حتَّى يخرج الولد. وجمع المارق مراق. قال حميد الارقط: ما فتئت مراق أهل المصرين سقط عمان ولصوص الجفين والمرق، بالتسكين: الاهاب المُنْتِنُ. والمَرْقُ أيضاً: مصدر مَرَقت الإهابَ، أي نتفت عن الجلد المعطوف صوفه. والمرق أيضا: غناء الامام والسفلة، وهو اسم. والممرق: المغنى. وقد مرق تمريقا. والمراقة بالضم: ما انتتقته من الصوف. وربما قيل لما تنتقه من الكلام لبعيرك مراقة. وأمرق الجلد، أي حان له ينتف.
م ر ق

مرق السهم من الرمية مروقاً، وأمرقته أنا. وأمرقت القدر ومرّقتها: أكثرت مرقها، وأطعمنا فلان مرقة مرقين وهي ماء القدر يعاد عليه اللحم مرتين فصاعداً، ولحم ممرق: دسم جداً يكثر المرق وهو الماء الذي يمرق من اللحم. ومرقت الإهاب: نتفت صوفه فانمرق، ومرقت شعره فانمرق وتمرق. وأعطني مراقة إهابك. وادفن مراقة شعرك ومراطته ومشاقته وهي ما يخرج على المشط. و" أنتن من المرق " وهو العطين من الأهب لينمرق شعره. قال يصف نساء:

يتضوّعن لو تضمخن بالمس ... ك صناناً كأنه ريح مرق

وثوب متموق: مصبوغ بالمريق وهو العصفر. قال:

يا ليتني لك مئزر متمرّق ... بالزعفران لبسته أياماً

ومرقت السفلة والإماء تمريقاً إذا غنّت، وفلان ممرّق، وغناء ممرّق كأنه المخرج من جملة ألحان المغنين. قال:

من نوحها طوراً ومن تمريقها ... بقبقة الصالف من تطليقها

وقال لقيط بن زرارة:

ذهبت معدّ بالعلاء ونهشل ... من بين تالي شعره وممرّق وقال: الممزق في الممرق:

ممن مبلغ النعمان أن ابن أخته ... على العين يعتاد الصفا ويمرّق

ومن المجاز: هو مارق من المراق والمارقة، ومرق من الدين مروقاً. وامترقت الحمامة من الكوّة. وامترق من البيت: أسرع الخروج. وأمرق: أبدى عورته. ومرقت الصبغ من العصفر: أخرجته. ويقال: " ما أنت بأنجاهم مرقة " ومرقاً، " وما أنت بأحرزهم مرقاً " أي ما أنت بأسلمهم نفساً، وأصله أن رجلاً أفلت من بين قوم أخذوا فقيل له ذلك، وهو من باب قوله:

يا جفنةً كإزاء الحوض قد كفئت
[مرق] نه: في ح الخوارج: "يمرقون" من الدين "مروق" السهم من الرمية، أي يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه كما يخرق السهم الشيء المرمي به ويخرج منه- ومر في دين. ومنه ح علي: أمرت بقتل "المارقين"، أي الخوارج. ط: ومنه: يكون أمتي فرقتين فيخرج من بينهما "مارقة" يلي قتلهم أولاهم بالحق، قوله: يلي- صفة مارقة. أي يباشر قتل الخوارج أولاهم أو أولى أمتي بالحق أي بالله، وهو كقوله: "يخرج منهما الــلؤلؤ" فغن المارقة إنما تكون من الفرقة الباطلة لا منهما- ومر في رمية، قوله: ليس منا، بعد قوله: يدعون على كتاب الله، غرشاد على شدة العلاقة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين كتاب الله، وإلا فمقتضى التركيب: ليسوا في كتاب الله من شيء، أقول: لو أجرى على مقتضاه كان نفيًا لعلمهم والمقصد نفي إسلامهم، قوله: من قاتلهم كان أولى بالله، أي قاتلهم من أمتي أولى بالله من باقي أمتي، ويجوز رجع الضمير إليهم من باب: العسل أحلى من الخل، أي القاتل أبلغ في الولاية منهم في العداوة. ج: يمرق مارقة- من مرق السهم في الهدف- إذا نفذ فيه وخرج، والد أن يخرج طائفة من المسلمين فيحاربهم، وروى: يمرقون من الإسلام، أي من طاعة الإمام؛ الخطابي: أجمعوا أن الخوارج على ضلالتهم فرقة من المسلمين، يجوز مناكحتهم وذبحهم وشهادتهم، وقيل لعلي في إكفارهم فقال: من الكفر فروا، فقيل: أهم منافقون؟ فقال: يذكرون الله بكرة وأصيلا والمنافقون لا يذكرون الله إلا قليلًا. نه: وفيه: إن بنتًا لي عروسًا "تمرق" شعرها، وروى: مرضت فامرق شعرها، يقال: مرق شعره وتمرق وامرق- إذا انتثر وتساقط من مرض أو غيره. ك: من المروق: الخروج من موضعه، أو من المرق وهو نتف الصوف. نه: وفيه: إن من البيض ما يكون "مارقا"، أي فاسدًا. و"الممرق" هو المغني، مرق تمريقًا- إذا غنى، والمرق- بالسكون: غناء الإماء والسفلة. وفيه: اطلى حتى بلغ "المراق"، هو بتشديد قاف: مارق من أسفل البطن- ومر في رق. و"مرق"- بفتح ميم وراء وقد تسكن، بئر مرق بالمدينة ذكرت في ح الهجرة.
مرق
مرَقَ من يَمرُق، مُروقًا، فهو مارِق، والمفعول ممروق منه
• مرَق السَّهمُ من الرَّميَّة: اخترقها وخرج منها بسرعة من غير مَدْخَلِه، اخترقها وخرج من الجانب الآخر "مرَقتِ الرَّصاصةُ من جسده- مرَق الولدُ من دون أن نراه- مرقتِ السَّيَّارةُ لتتخطّى سيارة أخرى".
• مرَق الشَّخصُ من الدِّين: خرج منه ببدعة أو ضلالة، أنكره، جحد به "تولّى الحاكمُ قتالَ المارقين بنفسه- اتّهمه بعضُ النَّاس زورًا بأنّه مرَق من دِينه". 

أمرقَ يُمرق، إمراقًا، فهو مُمْرِق، والمفعول مُمْرَق
• أمرقَ الطَّاهي القِدْرَ: أكثر مرقَها. 

مرَّقَ يمرِّق، تمريقًا، فهو مُمرِّق، والمفعول مُمَرَّق
• مرَّق الطّاهي القِدْرَ: أمرقَها؛ أكثر مرقَها. 

مارِق [مفرد]: ج مارقون ومارقة ومُرَّاق: اسم فاعل من مرَقَ من. 

مرِّيق [مفرد]
• المرِّيق: (حن) حيوان ينتشر على شواطئ البحر المتوسِّط الصَّخريَّة، يتميَّز بنتوءات كبيرة وحادَّة على صدفته له غدَّة تفرز صباغًا أخضر اللَّون، سرعان ما يتحوَّل إلى الأرجوانيّ اللَّون عند تعرُّضه للضَّوء. 

مَرَق [مفرد]: ما أُغْلي من الماء مع اللّحم فصار دَسِمًا "أكل الخبزَ بالمرَق- مَرَقٌ مُتَبّل".
• مُكعَّب المَرَق: مكعّب صغير يحوي خلاصةَ الدجاج أو اللّحم المُبهَّر أو الخضراوات، يستخدم في الحساء للنكهة. 

مُرُوق [مفرد]:
1 - مصدر مرَقَ من.
2 - خروج من الدّين ببدعة، إنكار الإيمان. 
مرق: مرق: أنظر الجملة الرابعة في معجم (فريتاج) مرق من وسط: عبر، نفذ من جانب إلى جانب (بوشر). اسم المصدر مرق (معجم التنبيه).
مرق من: عبر من موضع (بوشر) وفي محيط المحيط (والعامة تقول مرق فلان أي اجتاز من جانب إلى جانب آخر أو مر).
مرق: بمعنى حادَ، انعطف وكذلك مرق عن (حيان 22): ونسبوه إلى أن أصر الخلاف للأمير عبد الله والمروق عنه (وفي 65): مرقت سرقسطة عن طاعته.
مرق: رحل بسرعة، ذهب بسرعة، خرج بسرعة، تسلل، انسحب، فر (رسالة إلى السيد فليشر 9: 198).
مرق: نما. كبر (براكس جريدة الشرق والجزائر 8: 347).
مرق (بالتشديد): مرق سيفه من وسط جسده (بوشر).
مرق مشتقة من مرق: انظرها في معجم (فوك) في مادة brodium؛ ممرق: مليء بالعصير، كثير العصارة، خضل، ريان (الكالا وبالأسبانية Sugoso و Xugose) .
تمرق: انظرها عند (فوك) في مادة brodium.
مرق: حساء والجمع مرقان وامراق (فوك) (الكالا- بالأسبانية calda) ( مملوك 1: 27): الكلمة هذه ذات معنى أوسع؛ وقد ترجمها كاترمبر بقدير (يخنة كثيرة التوابل).
مرق الملح أو مرق وحدها: ماء مملح يبخر لاستخراج الملح منه. وعند (الكالا- بالأسبانية Salmuera أي صلصة من الماء والخل والزيت والملح والفلفل).
مرق الجير: نوع من انواع الاسمنت المستخدم في البناء (الكالا).
مرق: خفيف، غير ثخين (بوشر).
مرقة: عامية مرقة: حساء (كارتيرون 74): (حساء لحم الغنم أو الدجاج؛ يغلي في القدر للمرضى فقط) (دوماس حياة 252).
مرقة: مملح وعند (الكالا بالأسبانية Salmuera انظر مرق الملح فيما تقدم).
مرقة: طريق ضيق (انظر الكلمة عند (فوك) في مادة Angustia) .
مرقة: عصارة اللحم المغلي جيدا (بوشر).
مراق: ومؤنثها مراقة (انظرها عند فوك في مادة brodium: مهنة طباخ المرق وبائعه وفي (الموشح 145): دكان مراق.
مريق: (أرامية) (ساكو على الجواليقي 63) ويدعى باللاتينية: carthamus tinctorius: عصفر، قرطم. بهرم (بالفارسية) زرد (بالسنسكريتية) (ابن البيطار 2: 512 b) (Ab) .
مارق: سائل (بوشر).
مارق: منشق، منفصل، خارجي (معجم الجغرافيا).
مارقة= مرقة (ابن العوام 1: 586 ووردت بهذه الصورة في مخطوطتنا).
مارقة: نبات من فصيلة السعديات وحيدات الفلقة يدعى باللاتينية: Cyperus iunciformis وقد سمي بهذا الاسم لأنه، على ما يعتقد، ينمو في وسط الماء: يمرق وسط الماء (براكس جريدة الشرق والجزائر 8: 347).
ممرق والجمع ممارق: هو، في العادة نوع من أنواع المناور (جمع منور) أو برج صغير مزجج في سقف البناء أو سقف الغرفة لتجديد الهواء، مثمن الزوايا في جوانبه وشيعة من خشب تحمل قبة؛ وهناك أيضا من يطلق هذه التسمية على مجرد فتحة في السقف للغرض نفسه أو لغرض الإضاءة (لين عادات 1: 21 وترجمة ألف ليلة 3: 570 رقم 16: 6، 161، 15 من النص وانظر باين سميث 1101).
ممرق= طابق (سامهودي 149: 3).
(م ر ق)

المرق: الَّذِي يؤتدم بِهِ. واحدته: مرقة.

ومرق الْقدر يمرقها، ويمرقها مرقا، وامرقها: اكثر مرقها.

ومرقت الْبَيْضَة: فَسدتْ.

ومرق الصُّوف وَالشعر يمرقه مرقا: نتفه.

والمراقة: مَا انتتف مِنْهُمَا. وَخص بَعضهم بِهِ: مَا ينتتف من الْجلد المعطون إِذا دفن ليسترخي.

قَالَ اللحياني، وَكَذَلِكَ الشَّيْء يسْقط من الشَّيْء، وَالشَّيْء يفنى مِنْهُ فَيبقى مِنْهُ الشَّيْء.

والمرقة: مَا ينتف من عجاف الْغنم. وَالْجمع: مرق.

والمرق: الصُّوف أول مَا ينتف.

وَقيل: هُوَ مَا يبْقى فِي الْجلد من اللَّحْم إِذا سلخ.

وَقيل: هُوَ الْجلد إِذا دبغ فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:

يتضوعن لَو تمضخن بالمس ... ك ضماخا كَأَنَّهُ ريح مرق ففسره هُوَ: بِأَنَّهُ جمع المرقة الَّتِي هِيَ من صوف المهازيل والمرضى، وَقد يجوز أَن يكون يَعْنِي بِهِ الصُّوف أول مَا ينتف، لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ منتن. تَقول الْعَرَب: " أنتن من مرقات الْغنم ". فَيكون " المرق " على هَذَا وَاحِد لَا جمع " مرقة " وَيكون من الْمُذكر الْمَجْمُوع بِالتَّاءِ وَقد يكون يَعْنِي بِهِ: الْجلد الَّذِي يدْفن ليسترخي.

وأمرق الشّعْر: حَان لَهُ أَن يَمْرُق.

والمراقة من النَّبَات: مَا يشْبع المَال.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ الْكلأ الضَّعِيف الْقَلِيل.

ومرقت النَّخْلَة، وأمرقت وَهِي ممرق: سقط حملهَا بَعْدَمَا كبر. وَالِاسْم: المرق.

ومرق السهْم من الرَّمية يَمْرُق مرقا، ومروقا: خرج. وَفِي الحَدِيث: " يَمْرُقُونَ من الدَّين كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية ".

وَقد امرقه.

وَقيل: المروق: أَن ينفذ السهْم الرَّمية فَيخرج طرفه من الْجَانِب الآخر وسائره فِي جوفها.

والامتراق: سرعَة المرق.

وامترقت الْحَمَامَة من وَكرها: خرجت.

ومرق الأَرْض مروقا: ذهب.

ومرق الطَّائِر مرقا: ذرق.

والمرق، والمرق، الْأَخِيرَة عَن أبي حنيفَة عَن الْأَعْرَاب: سفا السنبل. وَالْجمع: امراق.

والتمريق: الْغناء.

وَقيل: هُوَ رفع الصَّوْت بِهِ قَالَ:

ذهبت معد بِالْعَلَاءِ ونهشل ... من بَين تالي شعره وممرق

والممرق أَيْضا من الْغناء: الَّذِي تغنيه السفلة والاماء.

وَقد مرق يَمْرُق تمريقا: إِذا غنى. وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: مرق بِالْغنَاءِ. وَأنْشد:

أَفِي كل عَام أَنْت مهْدي قصيدة ... يَمْرُق مذعور بهَا فالنهابل

فَإِن كنت فاتتك الْعلَا يَا بن ديسق ... فدعها وَلَكِن لَا فتك الأسافل

وامرق الرجل: بَدَت عَوْرَته.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الممرق: اللَّحْم الَّذِي فِيهِ سمن قيل.

ومرق حب الْعِنَب يَمْرُق مروقا: انْتَشَر من ريح أَو غَيره، هَذِه عَن أبي حنيفَة.

والمريق: حب العصفر.

قَالَ: حَكَاهُ أَبُو الْخطب عَن الْعَرَب، قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: هُوَ أعجمي، وَقد غلط أَبُو الْعَبَّاس، لِأَن سِيبَوَيْهٍ يحكيه عَن الْعَرَب فَكيف يكون أعجميا؟؟ وثوب ممرق: صبغ بالمريق.

وتمرق الثَّوْب: قبل ذَلِك قَالَ:

يَا لَيْتَني لَك مئزرا متمرق ... بالزعفران لبسته أَيَّامًا

قَالَ: بالزعفران ضَرُورَة، وَكَانَ حكمه أَن يَقُول: بالعصفر.

وَرجل ممراق: دخال فِي الْأُمُور.

ومرقا الْأنف: حرفاه. قَالَ ثَعْلَب: كَذَا رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي بِالتَّخْفِيفِ، وَالصَّوَاب عِنْده: مرقا الْأنف. وَقد تقدم ذَلِك فِي الثنائي.

مرق: المَرَقُ الذي يؤتدم به: معروف، واحدته مَرَقة، والمَرَقة أَخص

منه. ومَرَق القِدْرَ يَمْرُقُها ويَمْرِقُها مَرْقاً وأَمْرَقَها يُمْرقها

إمْراقاً: أَكثر مَرَقَها. الفراء: سمعت بعض العرب يقول أَطعمنا فلان

مَرَقة مَرَقَيْن؛ يريد اللحم إذا طبخ ثم طبخ لحم آخر بذلك الماء، وكذا قال

ابن الأَعرابي. ومَرِقتِ البيضةُ مَرَقاً ومَذِرتْ مَذَراً إذا فسدت

فصارت ماء. وفي حديث علي: إن من البيض ما يكون مارقاً أَي فاسداً. وقد مرقت

البيضة إذا فسدت. ومَرَقَ الصوفَ والشعر يَمْرقه مَرْقاً: نتفه.

والمُراقة، بالضم: ما انتتف منهما، وخص بعضهم به ما ينتتف من الجلد المَعْطُونِ

إذا دفن ليسترخي، وربما قيل لما تنتفه من الكَلاءِ القليل لبعيرك مُرَاقة؛

وقال اللحياني: وكذلك الشيء يسقط من الشيء، والشيء يفنى منه فيَبْقى منه

الشيءُ. وفي الحديث: أنَّ امرأَة قالت: يا رسول الله، إن بنتاً لي

عَروُساً تمرَّق شعرُها، وفي حديث آخر: مَرِضَتْ فامَّرَقَ شعرها. يقال: مَرَقَ

شَعْرُه وتَمَرَّق وامَّرق إذا انتثر وتساقط من مرض أَو غيره.

والمَرْقة: الصوفة أَول ما تنتف، وقيل: هو ما يبقى في الجلد من اللحم إذا سلخ،

وقيل: هو الجلد إذا دبغ.

والمَرْقُ، بالتسكين: الإهابُ المُنْتِنُ. تقول مَرَقْتُ الإهَابَ أَي

نتفت عن الجلد المعطون صوفه. وأَمْرَق الجلدُ أَي حان له أن ينتف. ويقال:

أَنْتَنُ من مَرْقَاتِ الغنمِ، الواحدة مَرْقة؛ وقال الحرث بن خالد:

ساكناتُ العَقِيقِ أَشْهَى إلى القلـ

ب من الساكناتِ دُورَ دِمَشْقِ

يَتَضَوَّعْنَ، لو تضَمَّخْنَ بالمسـ

ك، ضِماخاً كأنه ريح مَرْقِ

قال ابن الأَعرابي: المَرْقُ صُوف العِجافِ والمَرْضى، وأَما ما أَنشده

ابن الأَعرابي من البيت الأَخير من قوله: كأَنه ريح مَرْق، ففسره هو

بأَنه جمع المَرْقة التي هي من صوف المهازيل والمَرْضى، وقد يجوز أَن يكون

يعني به الصوف أَول ما يُنْتف، لأَنه حينئذ مُنْتِنٌ. تقول العرب: أَنتَنُ

من مرْقات الغنم، فيكون المَرْقُ على هذا واحداً لا جمع مَرْقة، ويكون من

المذكر المجموع بالتاء، وقد يكون يعني به الجلد الذي يُدْفن ليسترخي.

وأَمْرَق الشعرُ: حان له أَن يُمْرَقَ. ابن الأَعرابي: المَرْقُ الطعن

بالعجلة. والمُرْقُ: الذئاب المُمَعَّطة. والمَرْق: الصوف المُنَفَّش. يقال:

أَعطني مَرْقة أَي صوفة. والمَرْق: الإهابُ الذي عُطِنَ في الدباغ وترك

حتى أَنتن وامَّرط عنه صوفه؛ ومَرَقْتُ الإهابَ مَرْقاً فامَّرق

امِّراقاً؛ والمُرَاقة والمْرَاطة: ما سقط من الشعر.

والمُراقة من النبات: ما يُشْبِعُ المال؛ وقال أَبو حنيفة: هو الكلأُ

الضعيف القليل. ومَرِقَت النخلةُ وأَمْرقَتْ، وهي مُمْرِقٌ: سقط حملها

بعدما كبر، والاسم المَرْقُ.

ومَرَقَ السهمُ من الرَّمِيَّة يَمْرُقُ مَرْقاً ومُرُوقاً: خرج من

الجانب الآخر. وفي الحديث وذكر الخوارج: يَمْرْقُونَ من الدِّين كما يَمْرُق

السهم من الرميّة أَي يَجُوزونَهُ ويخرقونَهُ ويتعدّونه كما يخرق السهم

المَرْميّ به ويخرج منه. وفي حديث علي، عليه السلام: أُمِرْتُ بقتال

المارِقينَ، يعني الخوارج، وأَمْرقْتُ السهم إمْراقاً، ومنه سميت الخوارج

مارِقةً، وقد أَمْرَقهُ هو. والمُرُوق: الخروج من شيء من غير مدخله.

والمارِقةُ: الذين مرقوا من الدِّين لغُلُوّهم فيه. والمُرُوق: سرعة الخروج من

الشيء، مَرَق الرجلُ من دِينه ومَرَقَ من بيته، وقيل: المُروق أَن يُنْفِذ

السهم الرميّة فيخرج طرفه من الجانب الآخر وسائره في جوفها. والامْتِراق:

سرعة المَرْقِ. وامْتَرَق وامَّرق الولد من بطن أُمه وامْتَرقت الحمامة

من وَكْرِها: خرجت. ومَرَق في الأرض مُروقاً: ذهب. ومَرَق الطائر

مَرْقاً: ذَرَقَ. والمَرْق والمُرق؛ الأخيرة عن أَبي حنيفة عن الأعراب: سَفا

السنبل، والجمع أَمراق. والتَّمْرِيقُ: الغناء، وقيل: هو رفع الصوت به؛

قال:ذَهَبَتْ مَعَدّ بالعَلاء ونَهْشل،

من بين تالي شِعره ومُمَرِّق

والمَرْق، بالسكون: غِنَاء الإماء والسَّفِلة، وهو اسم. والمُمَرَّق

أَيضاً من الغِناء: الذي تغنيه السَّفِلةُ والإماء. ويقال للمُغَنّي نفسه

المُمَرِّق، وقد مَرَّق يُمَرِّقُ تَمْرِيقاً إذا غنى. وحكى ابن الأَعرابي:

مَرَّق بالغناء؛ وأَنشد:

أفي كلّ عامٍ أَنت مُهْدِي قَصِيدةٍ،

يُمَرّق مَذْعور بها فالنَّهابلُ؟

فإن كنتَ فاتَتْكَ العُلى، يا ابن دَيْسقَ،

فدَعْها، ولكن لا تَفُتْك الأَسافِلُ

قال ابن بري: قال ابن خالويه ليس أَحد فسر التَّمْريقَ إلا أَبو عمرو

الزاهد، قال: هو غناء السفلة والساسة، والنَّصْبُ غناء الركبان. وفي الحديث

ذكر المُمَرِّق، هو المغنّي. واهْتلَبَ السيفَ من غمده وامْتَرقهُ

واخْتلطهُ واعْتَقَّهُ إذا استله. ويقال للذي يُبْدِي عورته: امَّرَقَ

يَمَّرِقُ. وامَّرَقَ الرجلُ: بدت عورته.

وقولهم في المثل: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِق، وأَصله أَن امرأَة كانت

تغزو فحبِلت، فذُكِرَ لها الغزو، فقال: رُوَيْدَ الغَزْوَ يَنْمَرِقُ أَي

أَمهلوا الغزو حتى يخرج الولد؛ قال ابن بري: وقال المفضل هي رَقَاشِ

الكِنانيَّة، وجمع المَارِقِ مُرَّاق؛ قال حميد الأَرقط:

ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهل المِصْرَيْن

سَقْطَ عُمَانَ، ولصوصَ الجُفَّيْن

وقال أَبو حنيفة: المُمْرِقُ اللحم الذي فيه سمن قليل. ومَرَق حَبُّ

العنب يَمْرُق مُرُوقاً: انتشر من ريح أَو غيره؛ هذه عن أَبي حنيفة.

والمُرِّيقُ: حب العصفر، وفي التهذيب: شحم العصفر، وبعضهم يقول هي عربية

محضة، وبعض يقول ليست بعربية. قال ابن سيده: المُرِّيقُ حب العصفر، قال:

وقال سيبويه حكاه أَبو الخطاب عن العرب، قال أَبو العباس: هو أَعجمي وقد

غلط أَبو العباس لأن سيبويه يحكيه عن العرب، فكيف يكون عجميّاً؟ وثوب

مُمَرَّق: صبغ بالمُرّيق؛ وتَمَرَّق الثوب: قَبِلَ ذلك؛ وأنشد الباهلي:

يا ليتَني لكِ مِئْزر مُتَمرَّق

بالزَّعْفران، لبِسْتِه أَياما

قوله مُتَمرَّق: مصبوغ بالعُصْفر، وقال بالزعفران ضرورة، وكان حقه أَن

يقول بالعصفر.

ورجل مِمْراق: دَخّال في الأُمور. والمَارِقُ: العلم النافذ في كل شيء

لا يتعوج فيه.

ومَرَقَا الأَنفِ: حَرْفاه. قال ثعلب: كذا رواه ابن الأعرابي بالتخفيف،

والصواب عنده مَرَقَّا الأنف. وفي الحديث ذكر مَرَق، بفتح الميم والراء،

وقد تسكن، بئر مَرَق بالمدينة لها ذكر في حديث أَول الهجرة. والمَرَق

أَيضاً: آفة تصيب الزرع. وفي الحديث: أَنه اطّلى حتى بلغ المَرَاقّ؛ هو،

بتشديد القاف، ما رق من أَسفل البطن ولان لا واحد له، وميمه زائدة، وقد تقدم

في الراء.

مرق
المَرْقُ: الطّعْنُ بالعَجَلةِ عَن ابنِ الأعْرابيّ. والمَرْقُ: إكْثارُ مَرَقَةِ القِدْر، كالإمْراق. يُقال: مرَقْتُها أمرُقُها وأمرِقُها مرْقاً، وأمْرَقْتُها، أَي: أكثرتُ مَرَقَها. والمَرْقُ: نتْفُ الصّوف والشَّعَر عَن الجِلْدِ.
وخَصّ بعضُهم بِهِ المطْعون إِذا دُفِن ليَستَرْخي. والمَرْقُ: غِناءُ الإماءِ والسَّفِلة وَهُوَ اسمٌ، كالنّصبِ لغِناءِ الرُّكْبانِ. والمَرْقُ: الإهابُ المُنْتِنُ، وَهُوَ الَّذِي عُطِنَ فِي الدِّباغ وتُرِكَ حَتَّى أنْتَن، وامّرَطَ عنهُ صوفُه. قَالَ الْحَارِث بن خالدٍ:
(ساكِناتُ العَقيقِ أشْهى الى القلْ ... بِ من السّاكِناتِ دورَ دِمَشْقِ)

(يتضوّعْنَ لَو تضمّخْنَ بالمِسْ ... كِ ضِماخاً كأنّه ريحُ مرْقِ) والمُرْقُ بالضّمِّ: الذّئابُ المُمَعّطَةُ عَن ابنِ الأعرابيّ. والمِرْقُ بالكسْرِ: الصّوفُ المُنتِنُ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصَوابُه المُنَفَّشُ، كَمَا هُوَ نصُّ ابنِ الأعرابيّ. ومرَقُ بالتّحْريك: ة بالمَوْصِل على مرْحَلَتيْن مِنْهَا للقاصِدِ مصر. والمَرَق: آفَة تُصيبُ الزّرْعَ نَقله الجوهريّ. والمَرَقُ من الطّعام: م معْروف، وَهُوَ الَّذِي يُؤْتَدَمُ بِهِ، واحدَتُه مرَقةٌ، والمَرَقة أخصُّ مِنْهُ، قالَه الجوهريّ. وَفِي الحَدِيث: يَا أَبَا ذرّ إِذا طبَخْت مرَقَةً فأكثِرْ ماءَها، وتعاهَدْ جيرانَك. وَقَالَ ابنُ عبّاد: يُقال: أطعَمَنا فلانٌ مرَقَة مرقَيْن، وَهِي الَّتِي تُطبَخ بلُحوم كَثِيرَة. ومَرَقَ السّهْمُ من الرّمِيّة مرْقاً ومُرُوقاً بالضمِّ: خرَج طرفه من الجانِب الآخَرِ وسائِرُه فِي جوفِها. وَبِه سُمّيت الخَوارِج مارِقَة لخُروجِهم عَن الدِّين وَهُوَ مَجازٌ. وَفِي حَدِيث أبي سَعيد الخُدْريّ رَضِي الله عَنهُ وَذكر الخَوارجَ: يمْرُقونَ من الدّين كَمَا يمْرُقُ السّهْمُ من الرّميّة أَي: يجوزونَه ويخرِقونَه ويتَعدّونه كَمَا يخرِقُ السّهْمُ المَرْميَّ بِهِ ويخرُجُ مِنْهُ. وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: أُمِرْتُ بقِتالِ المارِقين يعْني الخَوارِجَ. وَقَالَ ابنُ رشيقٍ فِي العُمدة: المُروقُ: سُرْعةُ الخُروج من الشّيء.
مرَق الرجلُ من دينِه، وَمن بيْته. ويُقال: كانَت امرأةٌ تغْزو، قَالَ ابنُ برّي: قَالَ المُفضَّل: هِيَ رقاشِ الكِنانيّة كَانُوا يتيمّنون برأيِها، وَكَانَت كاهِنةً لَهَا حزْمٌ ورأْي، فأغارَت طَيِّئٌ وَهِي عَلَيْهِم على إيادِ بنِ نِزارِ بنِ مَعَدٍّ يومَ رَحَى جابِرٍ، فظَفِرَتْ بهم وغنِمَت، وَكَانَ فيمَنْ أصابَت)
من إياد شابٌّ جميلٌ، فاتّخذتْهُ خادِماً، فرأتْ عورَتَه، فأعْجبَتْها، فدعَتْه الى نفسِها فحبِلَتْ، فذُكِر لَهَا الغزْوُ فَقَالُوا: هَذَا زمانُ الغزْوِ فاغزِي إِن كُنتِ تُريدينَ الغزْوَ فَقَالَت: رُوَيْدَ الغزْوَ ينْمَرِقْ، فأرسَلتْها مثلا أَي: أمْهِلِ الغزْوَ حتّى يخرُجَ الولَدُ، ثمَّ جاءُوا لعادَتهم، فوجَدوها نُفَساءَ مُرضِعاً قد ولَدَت غُلاماً، فَقَالَ شاعِرُهم:
(نُبِّئْتُ أَن رَقاشِ بعدَ شِماسِها ... حبِلَتْ، وَقد ولَدَتْ غُلاماً أكْحَلا)

(فاللهُ يُحظيها ويرْفَعُ بُضْعَها ... وَالله يُلْقِحُها كِشافاً مُقْبِلا)

(كانَتْ رَقاشِ تَقود جيْشاً جحْفَلاً ... فصَبَتْ وأحرِ بمَنْ صَبا أَن يحْبَلا)
ومرِقَت النّخْلةُ، كفَرِح: نفَضَت حمْلَها بعدَ الكثْرَة كَمَا فِي العُباب. وَفِي اللّسان: سقَط حملُها بعد مَا كبِرَ. ومرِقَت البيضَةُ مرَقاً، ومذِرَتْ مَذراً: فسَدَت فصارَتْ مَاء. وَفِي حَدِيث عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: إنّ من البيْضِ مَا يَكونُ مارِقاً أَي: فاسِداً. والمُرَّيْقُ، كقُبَّيْطٍ، هَكَذَا فِي سائِر النُسَخ، وَهُوَ غلَط، لِأَنَّهُ قد سبَق لَهُ فِي دَرَأ أَنه ليسَ فِي الكَلامِ فُعِّيل بضمٍّ فكَسْر مَعَ تشْديد إِلَّا دُرِّئ ومُرِّيق هَذَا، فَفِيهِ مُخالَفة ظاهِرة. وَأما الصاغانيّ فإنّه ضبَطَه بضمّ فكَسر، وزادَ فَقَالَ: وبعضُهم يكْسِر الميمَ، فالصّوابُ إِذن ضبْطُه بضمٍّ فكسْر: العُصْفُرُ وَقيل: حَبُّ العُصْفُرِ. وَفِي التّهذيب: شحْمُ العُصْفُر. وَاخْتلفُوا فِيهَا، فَقيل: إنّها عربيّةٌ محضَة، وبعضٌ يَقُول: لَيست بعربيّة. وابنُ دفرَيد يَقُول: أعجميٌّ معرّب، وَهَكَذَا قالَه أَبُو العبّاس. قَالَ ابنُ سيدَه: وَقَالَ سيبَوَيْه: حَكَاهُ أَبُو الخطّاب عَن العرَبِ، فكيفَ يكونُ أعجَميّاً، وَقد حَكَاهُ عَن العرَب. والمُتَمَرَّقُ بفتْحِ الرَّاء: الثّوْب المصْبوغُ بهِ أَو بالزّعْفَران، وَهَكَذَا فسّر المازنيُّ مَا أنشدَه الباهِليّ:
(يَا لَيْتَني لكِ مئْزَرٌ مُتَمرَّقٌ ... بالزّعْفَرانِ لبِسْتِه أيّاما)
وَفِي اللّسان: قولُه متمرَّق، أَي: مصْبوغٌ بالعُصْفُر. وَقَالَ بالزّعْفَران ضَرورةً، وَكَانَ حقُّه أنْ يَقُول بالعُصْفُر. والمتَمَرِّقُ بكسْر الرَّاء: الَّذِي أخذَ فِي السِّمنِ من الخيْل وغيرِها نَحْو المُتَملِّح.
والمُراقَة كثُمامة: مَا انتتَفْتَهُ من الصّوفِ والشَّعر، وخصّ بعضُهم بِهِ مَا يُنْتَفُ من الجِلْدِ المعْطون. أَو مَا انْتَتَفْتَه من الْكلأ القَليل لبَعيرِك رُبّما قيلَ لَهُ ذَلِك، كالمُراطَةِ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ الكَلَأُ الضّعيفُ القَليلُ. وَقَالَ غيرُه: مَا يُشْبِعُ المالَ. قَالَ اللِّحْيانيّ: وكذلِك الشيءُ يسقُطُ من الشّيءِ، والشّيء يفْنى مِنْهُ فيبْقَى مِنْهُ الشيءُ. وَمن المَجاز: أمْرَقَ الرجلُ: إِذا أبْدى عوْرَتَه، نَقله ابنُ عبّاد والزّمخْشَري. وأمْرَقَ الجِلْدُ: حانَ لَهُ أنْ يُنْتَفَ وَذَلِكَ إِذا عطِنَ. والامْتِراقُ: سُرْعة)
المُروق، وَقد امْتَرَقَت الحَمامةُ من الوَكْرِ، وَكَذَا امْتَرَق من البيْتِ: إِذا أسْرَعَ الخُروجَ، وَهُوَ مَجازٌ. وبِئْرُ مرْقٍ بالتّسْكين. وَقد يُحَرَّكُ، بالمَدينَة على ساكِنِها أفضَلُ الصّلاةِ وَالسَّلَام، لَهَا ذِكْرٌ فِي حديثِ أوّلِ الهِجْرة، والتّحْريكُ هُوَ المَشْهورُ عِنْد المُحدّثين، كَمَا فِي النّهاية والمُعْجم.
والمُمَرِّق، كمُحَدِّث: الَّذِي يَصير فوْقَ اللّبَن من الزُّبْد الَّذِي يَصير تبارِيقَ، كأنّها عُيونُ الجَرادِ نقَله الصاغانيّ. والأمْراقُ، والمُروقُ: سَفا السُّنْبُلِ عَن ابْن عبّاد. (سقط: من نِهَايَة الصفحة رقم (385) حَتَّى نِهَايَة الصفحة رقم (387) .) الأَوّلِ، وَقَالَ: مُفْرَدُه المُرْقُ، بالضمِّ، هَكَذَا رَواه عَن الأَعْرابِ، وضَبَطَه غيُره بالفَتْحِ أَيضاً. (ومَرَقِيَّةُ، مُحَرَّكةً: حِصْنٌ بالشّامِ) فِي سَواحلِ حِمْص، كَمَا فِي العُبابِ. (و) يُقال: (أَصابَه ذلِك فِي مَرْقِك) بالفَتْح، (أَى: من جَرَّاك، وَفِي جُرْمِكَ) نَقَلَه الصَّاغانِيُّ. [] وَمِمَّا يُسْتَدرَكُ عَلَيْهِ: تَمرَّقَ الشَّعُر، وامَّرقَ: انتَثَر وتَساقَط من مَرضٍ أَو غيرِه والمَرْقَة، بالفتحِ: الصُّوفة أَولَ مَا تُنْتَفُ، وقِيلَ: هُوَ مَا يَبْقى فِي الجِلْدِ من اللَّحم إِذا سُلِخَ، وقِيلَ: هُوَ الجِلْدُ إِذا دُبِغ، وَالْجمع مَرْقات. يُقال: هُوَ أَنتَنُ من مَرْقاتِ الغَنَم. وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: المَرْق: صُوفُ العِجافِ والمَرْضى. وأَمْرَقَ الشَّعْرُ: حانَ لَهُ أَن يُنْتَفَ. والمُراقَةُ، بالضمِّ: مَا سَقَطَ من الشَّعر بعد الامْتِشاط، وَمِنْه قولُهم: ادفن مُراقَةَ شَعْرِك. وأَمْرَقِت النَّخْلَةُ، وَهِي مُمْرِقٌ: سَقَط حَمْلُها بعد مَا كَبِر. والاسمُ المرْق بِالْفَتْح.
(وأَمْرَقَ السَّهْمَ إِمْراقاً: أَنْفَذَه ... )
وجمعُ المارِق مارِقُون، ومُرّاق. قَالَ حُمَيٌ د الأَرْقَطُ:
(مَا فتِئَتْ مُرّاقُ أَهْلِ المِصْرَيْن ... )

(سَقْطَ عُمانَ ولُصُوصُ الجُفَّيْن) ِ ... وأَمْرَقَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمِّه: امْتَرَق. ومَرقَ فِي الأَرْضِ مُروقاً: ذَهَب. ومَرقَ الطائِرُ مَرْقاً: ذَرق، والزايُ لغةٌ فِيهِ. والتَّمْرِيقُ: الغِناءُ. وقِيلَ: هُوَ رَفْع الصَّوْت بِهِ. قَالَ الشاعِرُ:
(ذهَبَت معَدٌّ بالعلاءِ ونَهْشَلٌ ... من بينِ تالِى شِعْرِه ومُمَرِّقِ) والمُمرَّق، كعُظَمَّ، من الغِناء:
(الَّذِي تُغَنِّيه السَّفِلَةُ والإِماءُ. وَحكى ابنُ الأَعرابي مَرَّقَ بالغِناء، وأَنشد:
(أَفى كُلِّ عامٍ أَنتَ مُهدِي قَصِيدَة ... يُمرِّقُ مَذْعور بهَا فالنَّهابِلُ)
... فإِنْ كُنتَ فاتَتْكَ العُلَا يَا بْنَ دَيْسَقِ ... فدَعْها، وَلَكِن لَا تَفُتْك الأَسافِلُ)
قَالَ ابنُ بَرِّىّ: قالَ ابنُ خالَوَيْةِ: لَيْسَ أَحدٌ فسَّر التَّمْرِيقَ إِلا أَبو عُمَر الزّاهِدُ قالَ: هُوَ غِناءُ الرُّكْبانِ. وَفِي الحَدِيث ذَكَر " المُمَرِّقَ "، وَهُوَ المُغَنِّى. قلتُ: وقالَ الزَّمَخْشَريُّ: وغِناءٌ مُمَرَّق، كمُعَظَّم، كأَنّه المُخْرَج من جُمْلَةِ أَلْحانِ المُغَنِّينَ. وامَّرَقَ الرَجُلُ، على افْتَعَل: بَدَتْ عَورتُه. وامْتَرقَ السّيفَ من غِمْدِه: استَلَّه، كَذَا فِي النَّوادر. والمُمْرقُ، كمُحْسِنٍ: اللَّحْمُ الذى فِيهِ سِمَنٌ قَلِيلٌ، عَن أَبي حنيفةَ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: هُو اللّحم الذى يُشَكُّ فِيهِ، هَل فِيهِ دَسَمٌ أَم لَا. وقالَ غيرُه: لحم مُمرِّقٌ، كمُحدِّث: دَسِمٌ جدًّا، زادَ الزَّمَخْشَرِيّ: يُكثِرُ المَرَق. ومَرَقَ حَبُّ العِنَب يَمْرُق مُروقاً: انتَثَرَ من رِيح أَو غيرِه، عَن أَبى حَنِيفةَ. وثَوْبٌ مُمَرَّق، كمُعَظَّمٍ: مَصْبُوغٌ بالمُرِّيقِ. ومَرقْتُ الصِّبغَ من العُصْفُر: أَخرجتُه، وَهُوَ مجَاز. وَرجل مِمْراقٌ: دَخَّالٌ فِي الأُمورِ، وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالزَّاى، وَهُوَ غَلَط. والمارِقُ العِلْم: النافِذُ فِي كُلِّ شىءٍ لَا يتعَوَّج فِيهِ. وَمن المَجازِ: يُقال: مَا أَنتَ بأَنْجاهُم مَرَقةً ومَرَقاً، وَمَا أَنت بأَحْرَزِهم مَرَقاً، أَى: مَا أَنتَ بأَسْلَمِهم نفسا. وأَصلُه أَنَّ رَجُلًا أَفلَت من بَيْن قَوم أُخِذُوا، فقيلَ لَهُ ذَلِك. والمُمَّرَق: المَخْرَج. قَالَ رؤبَةُ يصِفُ صائِداً بَنَى ناموساً: وَقد بَنَي بيْتاً خفيَّ المُنْزَبَقْ رمْساً من النّاموسِ مسْدودَ النّفَقْ مُقتَدِرَ النّقْبِ خفيَّ المُمَّرَقْ وَكَذَلِكَ المَمْرَق، كمَخْرَجٍ وزْناً ومعْنىً، وَهُوَ شِبْه كوّة تمْرُقُ مِنْهُ الرّيحُ. ومَرَقا الأنفِ، مُحرّكة: حرْفاه. قَالَ ثعْلبٌ: هَكَذَا ضبَطَه ابنُ الأعْرابيّ، والصّوابُ: مرقّا الْأنف بالتّشديدِ، وَقد ذكر فِي ر ق ق. ومُنْيَةُ أُمارقة: قرْية بمِصْر من أَعمال المنْصورة. ومحلّةُ مرقة: أخْرى بالبُحَيْرة.
مرق
المَرَق: جَماعَةُ مَرَقَةٍ. ولَحْمٌ مُمَرِّقٌ: دَسمٌ جِدّاً. وأمْرَقْتُ القِدْرَ إمْراقاً: أكْثَرْت مَرَقَها. وأطْعَمَنا فلانٌ مَرَقَةَ مَرَقِيْنَ: وهي التي تُطْبَخُ بلُحُوْمٍ كثيرةٍ.
والمُرُوْقُ: الخُرُوْجُ من شَيْءٍ. والمارِقَةُ: الذين مَرَقُوا من الدِّيْنِ.
ومَرَقَ السَّهْمُ من الرمِيَّةِ يَمْرُقُ مُرُوْقاً. وأمْرَقْتُه إمْرَاقاً.
وأمْرَقَ الرَّجُلُ: أبْدى عَوْرَتَه.
والامْتِرَاقُ: سُرْعَةُ المُرُوْقِ، كامْتِراقِ الحَمَامَة من الوَكْرِ.
ومَرِقَت البَيْضَةُ مَرَقاً: إذا فَسَدَتْ فصارَتْ ماءً.
والمُرِّيْق: شَحْمُ العُصْفُرِ. وثَوْبٌ مُتَمَرِّقٌ: مَصْبُوغٌ به.
والتَّمْرِيْقُ: الغِنَاءُ، والمُمَرقُ: المُغَنِّي، وهو كلُّ غِنَاءٍ ليس بجَيِّدٍ.
والمُتَمَرِّقُ من الخَيْل وغيرِها: نَحْوُ المُتَمَلَح؛ وهو الذي أخَذَ يسمن.
والمُمَرِّقُ من الزُّبْدِ: الذي يَصِيرُ تَبَارِيقَ فَوْقَ اللَبَنِ، كأنَّها عُيُوْنُ الجَرَادِ فَوْقَ اللَّبَنِ، مَرَّقَ السِّقَاءُ تَمْرِيقاً.
والمُرَاقَةُ من النَّبْتِ: الذي يَبْقى في القَيْظِ، شِبْهُ العلْقَة؛ قدْرَ ما يُشْبعُ المالَ. وهي - أيضاً -: المُشَاطَةُ وما سَقَطَ من الشعر. وكُلُّ ما نُتِفَ من شَعرٍ وصُوفٍ أو جِلْدٍ مَعْطُونٍ فهي المُرَاقَةُ. والمَرْقُ: فِعْلُ ذلك.
وأمْرَقَ الشَّعرً: حانَ له أنْ يُمْرَقَ.
ويقولونَ: " ما أنْتَ بأنْجاهم مَرَقاً ومَرَقَةً " وهي نَفْسُه. وكذلك " ما أنْتَ بأحْرَزِهم مَرَقاً "، يقال ذلك للقَوْم يُصَابُونَ ويُفْلِتُ منهم الرَجُل.
وأصَابَهُ ذاكَ في مَرَقِكَ: أي في جُرْمِكَ ومن جَرّاكَ.
ومَرِقَتِ النَّخْلَةُ: نَفَضَتْ حَمْلَها بعدما يَكْثُرُ. وأصابَها مَرَقٌ.
والأمْرَاقُ والمُرُوْقُ: سَفا السُّنْبُل، وسُمِّيَتْ بذلك لأنَّها تَتَمَرَّق عن الحُبُوب.
وفي المَثَل: " رُوَيْدَ الغَزْوِ يَنْمَرِقُ ".
ومَرَاقُ البَطْنِ - مُخَفَفٌ -: ما بَيْنَ السُّرَةِ إلى العانَةِ. وقد رُوِيَ بالتَّشْديد، وذُكِرَ في بابه.

محل

(م ح ل) : (تَمَحَّلَهُ) طَلَبَهُ بِحِيلَةٍ وَتَكَلُّفٍ.
محل: {المحال}: العقوبة. وقيل: الكيد والمكر، يقال محل فلان بفلان: سعى به إلى السلطان وعرضه للهلاك.
(محل) - في الحديث: "أما مَررْتَ بوادِى أهلِكَ مَحْلاً؟ "
اَلمحْلُ: انقِطاعُ المَطَرِ.
وأرضٌ مَحْلٌ ومُمْحِلَةٌ ومَاحِلَةٌ ومَحُولٌ، وأمْحَلَت الأرضُ والقومُ، وَزَمانٌ ماحِلٌ.
وقيل: هو من الهَلاكِ. وقد محَلَ به؛ إذَا فعَلَ به فِعْلاً يُهلِكُه، ومَحَل به: مَكَرَ به . 
(محل) - في حديث ابن وَاقدٍ: "كُنَّا نَتَماقَلُ في ماجِلٍ أو صِهْرِيج"
الماجِلُ: الماء الكثير المُجْتَمِع.
والجمعُ: المآجِلُ، قاله ابن الأعرابِىِّ، بِكَسْرِ الجيم بِلاَ هَمْزٍ.
وقال الأزهَرِىُّ: هو بفَتح الجيم وبالهَمْزِ مأجَلٌ, مثل مَطْلَعٌ.
وقيل: إنّه مِن بَابِ أجْلٍ، وقيل: هو مُعَرَّبٌ.
م ح ل : مَحَلَ الْبَلَدُ يَمْحَلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ مَاحِلٌ وَأَمْحَلَ بِالْأَلِفِ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مَاحِلٌ أَيْضًا عَلَى تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ وَرُبَّمَا قِيلَ فِي الشِّعْرِ مُمْحَلٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَالِاسْمُ الْمَحْلُ.

وَأَمْحَلَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ أَصَابَهُمْ الْمَحْلُ فَهُمْ مُمْحِلُونَ عَلَى الْقِيَاسِ وَأَرْضٌ مَحْلٌ وَمَحُولٌ. 

محل

4 أَمْحَلَتِ النُّجُومُ The stars set aurorally and brought no rain. (S, K * in art. خوى.) 5 تَمَحَّلْتُ مَالًا بِغَيْرِ ثَمَنٍ I laboured to acquire property without price: (Msb:) or, accord. to Az, تَمَحَّلَ مَالًا means he laboured, and exercised art or management, in seeking [to acquire] property. (TA.) See also تَعَلَّثَ.

مَحْلٌ Drought, or suspension of rain, (S, K, Msb in art. جدب,) and dryness of the earth (S, Msb ubi suprà) depriving it of herbage; (S, TA;) and i. q. جَدْبٌ. (K.) مَحَالَةٌ : see art. حول; and see also فَوْهَآءُ voce

أَفْوَهُ, and فَوْقَآءُ voce أَفْوَقُ, and قَبٌّ.

لَبَنٌ مُمَحَّلٌ Sour milk upon which much fresh is milked: see قَارِصٌ.

مُتَمَاحِلٌ : see رَدَاحٌ.
محل
المَحْلُ: انْقِطاعُ المَطَرِ، ويُبْسُ الأرْضِ: مَحْلٌ: وأرَضُوْن مُحُوْلٌ وأمْحالٌ ومَحُوْلٌ، وأمْحَلَتِ الأرْضُ فهي مُمْحِلٌ. وأمْحَلَ القَوْمُ. وزَمَانٌ ماحِلٌ. والمِحَالُ: من المَكِيْدَةِ، ومنه: تَمَحَّلْتُ الدَّارهِمَ: ومَحَلَ فلانٌ بفلانٍ ومَحِلَ به، إذا كادَهُ، وإِنَّه لَمَحِلٌ دَحِلٌ.
ومَحَلْتُ بفلانٍ: سَعَيْتُ به. ولَبَنٌ مُمَحَّلٌ: حُقِنَ فلم يُتْرَكْ يأْخُذُ الطَّعْمَ حتّى شُرِبَ. والمَحَالُ - والواحِدَةُ: مَحَالَةٌ -: وهي الفَقَارَةُ من فَقَارِ الظَّهْرِ.
والمَحَالُ: ضَرْبٌ من الحُلِيِّ. وذَكَرَ الخَليلُ: المَحَالَةَ التي يَسْتَقي عليها الطَّيّانُوْنَ، وقَوْلهم لا مَحَالَةَ؛ في هذا البابِ، وهو من المُعْتَلِّ. والتَّمَاحُلُ: الطُّوْلُ، وناقَةٌ مُتَمَاحِلَةٌ وجَمَلٌ مُتَماحِلٌ. والمُمَحَّلُ: المُطَوَّلُ. وسَبْسَبٌ مُتَماحِلٌ: بَعِيدٌ.

محل


مَحَلَ(n. ac. مَحْل
مُحُوْل)
a. Was barren.
b.(n. ac. مَحْل
مِحَاْل) [Bi & Ila], Injured, did an ill turn to, lost the favour of.

مَحِلَ(n. ac. مَحْل)
a. see supra
(b)
مَحُلَ(n. ac. مَحَاْلَة)
a. see supra
(a) (b).
مَحَّلَa. Strengthened, invigorated.

مَاْحَلَa. Intrigued against.
b. Vied with in strength.

أَمْحَلَa. see I (a)b. Rendered barren.
c. Was faminestricken.

تَمَحَّلَa. Schemed.
b. [La], Plotted on behalf of.
تَمَاْحَلَ
a. [acc. & La], Schemed.
b. Was vast (desert).
مَحْلa. Barrenness, sterility; dearth; drought.
b. Barren, sterile, dry.
c. Stratagem, ruse.
d. Useless, worthless.
e. Dust.
f. Adversity.

مَمْحَلَةa. New milk-skin.

مَاْحِلa. see 1 (b)b. Informer.

مَحَاْلَة
(pl.
مُحْل
مَحَاْل
22)
a. Pulley; water-wheel.
b. Vertebra.
c. Power; possibility.

مِحَاْلa. Stratagem, ruse, artifice.
b. Astuteness; deceit; cleverness.
c. Dispute.
d. Enmity.
e. Misfortune.
f. Punishment.
g. Industry.

مُحَاْلa. Impossible, nonsensical, absurd; impossibility.

مَحُوْلa. Crafty; plotting; schemer, intriguer.
b. see 1 (b)
مَحَّاْلa. Cunning; astute.
b. Devil.

مِمْحَاْلa. see 1 (b)
N. P.
مَحڤلَa. see 1 (b)
N. P.
مَحَّلَa. Long.
b. Sourish (milk).
N. Ag.
مَاْحَلَa. Small, weakly.

N. Ag.
أَمْحَلَa. see 1 (b)
N. Ag.
تَمَاْحَلَa. see N. P.
مَحَّلَb. Lanky.
c. Distant.

لَا مَحَالَة
a. Doubtless, without a doubt; necessarily; of
course.
م ح ل: (الْمَحْلُ) الْجَدْبُ وَهُوَ انْقِطَاعُ الْمَطَرِ وَيُبْسُ الْأَرْضِ مِنَ الْكَلَأِ. يُقَالُ: بَلَدٌ (مَاحِلٌ) وَزَمَانٌ (مَاحِلٌ) وَأَرْضٌ (مَحْلٌ) وَأَرْضٌ (مُحُولٌ) كَمَا قَالُوا: أَرْضٌ جَدْبَةٌ وَأَرْضٌ جُدُوبٌ يُرِيدُونَ بِالْوَاحِدِ الْجَمْعَ وَقَدْ (أَمْحَلَتْ) . وَ (أَمْحَلَ) الْبَلَدُ فَهُوَ (مَاحِلٌ) وَلَمْ يَقُولُوا: (مُمْحِلٌ) وَرُبَّمَا قَالُوهُ فِي الشِّعْرِ. وَ (أَمْحَلَ) الْقَوْمُ أَجْدَبُوا. وَ (الْمَحْلُ) الْمَكْرُ وَالْكَيْدُ، يُقَالُ: (مَحَلَ) بِهِ إِذَا سَعَى بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَهُوَ (مَاحِلٌ) وَ (مَحُولٌ) وَبَابُهُ قَطَعَ. وَفِي الدُّعَاءِ: وَلَا تَجْعَلْهُ مَاحِلًا مُصَدَّقًا. قُلْتُ: كَأَنَّ الضَّمِيرَ فِي تَجْعَلْهُ لِلْقُرْآنِ فَإِنَّهُ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ» جَعَلَهُ يَمْحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذَا لَمْ يَتَّبِعْ مَا فِيهِ أَيْ يَسْعَى بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَخَصْمٌ مُجَادِلٌ مُصَدَّقٌ. وَ (الْمُمَاحَلَةُ) الْمُمَاكَرَةُ وَالْمُكَايَدَةُ. وَ (تَمَحَّلَ) احْتَالَ فَهُوَ (مُتَمَحِّلٌ) . وَرَجُلٌ (مُتَمَاحِلٌ) أَيْ طَوِيلٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أُمُورٌ مُتَمَاحِلَةٌ» أَيْ فِتَنٌ يَطُولُ أَمْرُهَا. 
[محل] المَحْلُ: الجَدبُ، وهو انقطاع المطر ويبس الارض من الكلاء. يقال: بلدٌ ماحِلٌ، وزمانٌ ماحلٌ، وأرض محل وأرض محول، كما قالوا: بلد سبسب وبلد سباسب، وأرض جدبة وأرض جدوب، يريدون بالواحد الجمع. وقد أَمْحَلَتْ. قال ابن السكيت: أَمْحَلَ البلدُ فهو ما حل، ولم يقولوا ممحل. وربما جاء ذلك في الشعر. قال حسَّان بن ثابت: إمَّا تَرَيْ رأسي تَغَيَّرَ لونُه شَمَطاً فأصبَحَ كالثغامِ المُمْحِلِ وأَمْحَلَ القومُ: أجدبوا. والمَحْلُ: المكرُ والكيد. يقال: مَحَلَ . به، إذا سعى به إلى السلطان، فهو ما حل ومحول. وفي الدعاء " ولا تجعله ماحلاً مُصَدَّقاً ". والمُماحَلَةُ: المماكرة والمكايدة. وتَمَحَّلَ، أي احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ. ورجلٌ متماحلٌ، إذا كان طويلاً. وسَبْسَبٌ مُتماحل، أي بعيدُ ما بين الطرَفين. وفي الحديث " أمورٌ مُتماحلةٌ " أي فتن يطول أمرها. وقول أبى ذؤيب: وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَداتَئِذٍ ذي جَرْدَةٍ مُتماحِلِ فهو من صفة أَشْعَثَ. والمَحالُ والمَحالَةُ: البَكَرَةُ العظيمةُ التي تستقي بها الابل. وقال حميد الارقط : يردن والليل مرم طائره مرخى رواقاه هجودا سامره ورد المحال قلقت محاوره والمحالة أيضا: الفقارة. والممحل، بفتح الحاء مشدّداً: اللبنُ الذي ذهبت عنه حلاوةُ الحَلَب وتغيَّر طعمه قليلا. وقال: ما ذقت ثفلا منذ عام أول إلا من القارص والممحل
م ح ل

أصابهم محلٌ ومحولٌ. وقد أمحلت الأرض، وأمحل أهلها. وبلد وزمان ما حلٌ وممحلٌ، وعن ابن دريد: أمحل الله الأرض، وأرض محلٌ، وأرضون محل ومحولٌ وأمحال. ومحل به إلى السلطان: سعى به. وفي الدعاء " ولا تجعله علينا ماحلاً مصدّقاً ". وإنه لحوّل قلّب دحل محل: محتال كبّاد، وهو يتمحّل: يحتال، وماحله: كايده " وهو شديد المحال ". ورجل متماحل: فاحش الطول. وبلد متماحل: بعيد. قال يصف فرساً:

من المسبطّرات الجياد طمرة ... لجوج هواها السبسب المتماحل

وقال آخر يصف بعيراً:

بعيد من الحادي إذا ما ترقّصت ... بنات الصّوى في السبسب المتماحل وفرس قويّ المحال وهو الفقار الواحدة: محالة والميم أصلية بدليل قول جندل:

أصهب تغتال فضول الأحبل ... منه حوابٍ كقرون الإبل

عوج تساندن إلى ممحّل

إلى مركّب المحال وهو وسط الظهر.

ومن المجاز: أمر متماحل، وفتنة متماحلة: متطاولة لا تكاد تنقضي. وفي حديث عليّ: إن من ورائك أموراً متماحلة. واستقى على المحالة وهي البكرة. وتحلّت المرأة بالمحال والفقر وهو صوغ من الذهب صيغ مفقّراً أي على شكل الفقار. قال مسكين الدارميّ يصف رجلين:

هما حبيا بديباجٍ كريم ... وياقوت يفصّل بالمحال

يريد حاجباً وعطارداً توجهما كسرى بتاجين حين افتكّ حاجب قوسه.
[محل] نه: في ح كذبات الخليل: ما فيها كذبة إلا وهو "يماحل" بها عن الإسلام، أي يدافع ويجادل، من المحال- بالكسر: الكيد، وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدة، ورحل محل أي ذو كيد. ن: وإنما خص في الثنتين في بعضها بأنهما في الله لتضمن الثالثة نفعًا له. نه: ومنه ح: القرآن "ماحل" مصدق، أي خصم مجادل مصدق، وقيل: ساع مصدق، من محل بفلان- إذا سعى به إلى السلطان، يعني أن من اتبعه وعمل به فإنه شافع له مقبول الشفاعة مصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به. ومنه ح: لا تجعله "ماحلًا" مصدقًا. وح: لا ينقض عهدهم عن شية "ماحل"، أي عن وشي واش وسعاية ساع، ويروى: سنة- بسين مهملة ونون. وفي ح عبد المطلب:
لا يغلبن صليبهم ... و"محالهم" غدوا "محالك"
أي كيدك وقوتك. وفيه: إن من ورائكم أمورًا "متماحلة"، أي فتنا طويلة المدة، والمتماحل من الرجال: الطويل. وفيه: أما مررت بوادي أهلك "محلا"، أي جدبا، وأصل المحل: انقطاع المطر، وأمحلت الأرض والقوم، وأرض محل، وزمن محل وماحل. ك: ومنه: فيصبحون "محلين"، أي أصابهم المحل. نه: وفيه: حرمت شجر المدينة إلا مسد "محالة"، هي البكرة العظيمة التي يستقي عليها، وكثيرًا ما يستعملها السفارة على الآبار العميقة. وفي ح قس:
ايقنت أني لا "محا ... لة" حيث صار القوم صائر
أي لا حيلة، أو هو من الحول والقوة أو الحركة وهي مفعلة منهما، وأكثر ما يستعمل بمعنى اليقين والحقيقة أو بمعنى لابد، والميم زائدة. ك: وهو بفتح ميم، ومنه: أدركه لا محالة، أي لا حيلة له في التخلص من إدراك ما كتب عليه. نه: وفيه: إن حولناها عنك "بمحول"، هو بالكسر: آلة التحويل، ويروى بالفتح وهو موضع التحويل، وميمه زائدة. غ: "شديد "المحال"" من محل به وعرضه لما يهلكه، تمحلت الدراهم: سعيت في طلبها، أو شديد القوة والشدة، والمحال: الجدال، وقرئ: المحال- بالفتح، وهو الحول.
محل: محل: جف، جدب، عقم وتقال عن الأشجار أيضا: محلت الأشجار (ابن الأثير 1: 293): نخل ماحلة (معجم الادريسي).
محل: أفنى، أجدب (فوك). تمحل: التي وردت في كليلة ودمنة (5: 124) ليست تمهل التي ذكرها فريتاج بل أن لها معناها الخاص بها.
تمحل: فني، زال، بطل (فوك).
محل: تقال عن الرجل الذي لا فائدة منه ولا يصلح لشيء والجمع محول (حيان بسام 1: 24): قتل الملوك والأئمة بأيدي المحول من عبيدهم وأصحابهم.
محل: جدب، عقم والجمع محول (الأساس، فوك، ديوان الهذليين 245 البيت الرابع عشر عباد 2: 159، أمحل ديوان الهذليين 214 البيت 33 وأمحال معجم مسلم وابن دريد): قد كلبت الامحال.
محل: نوع سمك (معجم الادريسي).
ماحل: مخبر، مذيع وباللاتينية ( delator) والجمع محال (باين سميث).
أمحل: مشقة من محال: سخيف جدا (عبد المسيح الكندي): فإن قلنا أنها ثلاثة آلهة فقد أشركنا وجئنا بأشنع القول وأمحله.
أمحال: وهي جمع شاذ لمحلة من الجذر الاشتقاقي حل: حملة عسكرية، غزوة عسكرية، رتل عسكري (تاريخ تونس 123).
امحال: معسكر، مخيم (تاريخ تونس 123).
امحال: حملة، غزوة. خدمت تسعة امحال (تاريخ تونس 123). وامتدت أعناق الآمال لعودهم لمقر عزهم لولا ما دبره حسن باي قسميطينة، من الغدر ورد الأمحال على أعقابها فتفرقت جموعهم (وفيه ص127): ومن الاتفاق أن ولاية الباشا أمارة الامحال كانت في صفر (وفيه ص136): جمع امحالا ضخمة أوعب (؟) فيها أبطال جنده واعيان مخازنيته (وفيه ص137): وخرجت الأمحال المذكورة لنظر وزيره المذكور (وفي 142): بعث الباشا لأخيه بأمحال مجهزة ليقاوموا المتمردين. ونقرأ أيضا في (تاريخ تونس لسانت جيرفيه 114) (أن الباي يخرج مرتين في السنة لجمع الخراج وبقية العوائد، الأولى في الشتاء والثانية في الصيف يرافقه ثلاثة آلاف جندي نصفهم مشاة والنصف الآخر فرسان بمعسكرين معسكر الأتراك ومعسكر المغاربة يقود الباي معسكر المغاربة وولده معسكر الترك) وعند (دونانت ص63): (ويكون القائد للحملة هو الوارث الظني لأنه مكلف أصلا بقيادة الحملات والمعسكرات التي تقام مرتين في السنة لاستحصال الضرائب المفروضة على القبائل داخل المملكة. وفي (ص133) ورد ما يأتي في (تاريخ تونس): ويباشر ابنه (أي ابن الباشا) الرحلة بالمحلة صيفا وشتاءا التي يطلق عليها: سفر الامحال ففي (ص93): نزل لابنه حموده عن سفر الامحال وفي (ص93) في الحديث عن الداي: ونزل عن سفر الامحال لابنه مراد وفي (ص121): فلما أتاه الله الملك أولاه سفر الامحال وفيه وأولى ابنه محمد باي سفر الامحال وأحيانا تستعمل كلمة السفر وحدها ففيه (ص93): وتداولا السفر والجباية.
محل
محَلَ يَمحَل، مَحْلاً، فهو ماحِل
• محَل المكانُ: أجدَب ولم يُنْبِت "بلد ماحل- أرض ماحلة". 

محُلَ يَمحُل، مَحالَةً، فهو ماحِل
• محُل المكانُ: محَل، مَحِلَ؛ أجدب ولم ينْبت. 

محِلَ/ محِلَ بـ يمحَل، محْلاً، فهو ماحِل، والمفعول ممحول به
• محِل المكانُ: محَل، مَحُلَ؛ أجدب ولم ينبت "أرض ماحِلة".
• محِل به إلى الشّرطة: كاد له وأبلغ عنه. 

أمحلَ يُمحل، إمحالاً، فهو مُمْحِل، والمفعول مُمحَل (للمتعدِّي)
• أمحل المكانُ: أصابه المحلُ وانحبس عنه المطرُ "أمحلتِ البلادُ لشحِّ المطرِ- أمحل العامُ/ الزمانُ".
• أمحل اللهُ الأرضَ: جعلها مُجْدبة. 

تماحلَ يتماحل، تماحُلاً، فهو مُتماحِل
• تماحل القومُ: تنازعوا، جادل بعضُهم بعضًا "لا تتماحلوا في سفاسف الأمور". 

تمحَّلَ لـ يتمحَّل، تمحُّلاً، فهو مُتمحِّل، والمفعول مُتمحَّل له
• تمحَّل الشَّخصُ لبلوغ هدفه: احتال، التمس حيلة، سلك طرقًا ملتوية للوصول إلى الأمرِ "تمحَّل عُذْرًا- يحصل على المال بالتّمحُّل" ° تمحَّلْ لي خيرًا: اطلبْه لي. 

ماحلَ يماحل، مِحالاً ومماحلةً، فهو مُماحِل، والمفعول مُماحَل
• ماحلَ الشَّخصَ:
1 - جادله "ماحل الطالبُ أستاذَه".
2 - ماكره، عاداه وكايده " {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}: شديد الكيد والبطش سبحانه".
3 - عاقبه، نكَّل به " {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}: شديد العقوبة والنَّكال". 

مَحالة [مفرد]: مصدر محُلَ. 

مَحْل [مفرد]: ج أمحال (لغير المصدر) ومحول (لغير
 المصدر):
1 - مصدر محَلَ ومحِلَ/ محِلَ بـ.
2 - انقطاع المطر ويُبس الأرض من النّبات، قحط، جدْب، جفاف "تميّز فصلُ الشتاء في هذه السنة بمحْل شديد- زمان/ عام/ أرض محْل" ° رَجُل محْل الأخلاق: فاجِر. 
(م ح ل)

المَحْلُ: الشدَّة.

والمحْلُ: نقيض الخصب. وَجمعه مُحولٌ وأمحالٌ. وَأَرْض مَحْلَةٌ ومَحْلٌ ومَحُولٌ، وَأرى أَبَا حنيفَة قد حكى: أَرض مُحُولٌ بِضَم الْمِيم. وأرضون مَحْلٌ ومَحْلَةٌ ومُحُول. وَأَرْض مُمْحلَةٌ ومُمْحِلٌ، الْأَخِيرَة على النّسَب. وأمْحَلَ الْبَلَد فَهُوَ ماحِلٌ، على غير قِيَاس. وَقد حكى: مَحُلَت الأَرْض ومَحَلَتْ. وأمحَلَ الزَّمَان.

والمحْلُ: الْغُبَار، عَن كرَاع.

والمُتَماحِلُ من الرِّجَال: الطَّوِيل المضطرب الْخلق، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب: وأشْعثَ بَوْشِيّ شَفَيْنا أُحاحَه ... غداتئِذٍ، ذِي جَردةٍ مُتَماحِلِ

وناقة مُتَماحِلَةٌ، كَذَلِك. وبعير متماحِلٌ كَذَلِك: طَوِيل بعيد مَا بَين الطَّرفَيْنِ، مساند الْخلق مرتفعه.

وَمَكَان مُتَماحلٌ: متباعد. أنْشد ثَعْلَب:

من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ ... لَجوجٌ هَواها السَّبْسَبُ المُتَماحِلُ

وتماحَلَت بهم الدَّار: تَبَاعَدت، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وأعْرِضُ إِنِّي عَن هواكُنَّ مُعْرِضٌ ... تماحَلَ غِيطانٌ بِكُنَّ وبِيدُ

دَعَا عَلَيْهِنَّ حِين سلا عَنْهُن، بكبر أَو شغل أَو تبَاعد.

ومَحَّلَ لفُلَان حَقه: تكلفه لَهُ.

والمُمَحَّلُ من اللَّبن، الَّذِي قد أَخذ طعما من الحموضة. وَقيل: هُوَ الَّذِي حقن ثمَّ لم يتْرك يَأْخُذ الطّعْم حَتَّى شرب.

وتَمَحَّلَ الدَّرَاهِم: انتقدها.

والمِحالُ: الكيد وروم الْأَمر بالحيل. ومَحَلَ بِهِ يَمْحَلُ مَحْلاً، كاده بسعاية إِلَى السُّلْطَان.

وماحَله مُماحَلَةً ومِحَالاً، قاواه حَتَّى يتَبَيَّن أَيهمَا أَشد.

وَقَوله تَعَالَى: (وهُوَ شديدُ المِحالِ) ، قيل: مَعْنَاهُ، شَدِيد الْقُدْرَة وَالْعَذَاب، قَالَ ثَعْلَب: أَصله أَن تسْعَى بِالرجلِ، ثمَّ ينْتَقل إِلَى الهلكة. وَفِي الحَدِيث: " الْقُرْآن ماحِلٌ مُصدق ". يَمْحَلُ بِصَاحِبِهِ إِذا ضيعه.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مَحَلَ بِهِ كاده، وَلم يعين، أعند السُّلْطَان كاده أم عِنْد غَيره، وَأنْشد:

مَصادُ بن كَعْبٍ والخطوبُ كثيرةٌ ... ألم تَرَ أنَّ اللهَ يَمْحَلُ بالألفِ والمَحالُ من الله: الْعقَاب، وَبِه فسر بَعضهم قَوْله تَعَالَى: (وهُوَ شديدُ المحالِ) ، وَهُوَ من النَّاس الْعَدَاوَة. وماحَله مُماحَلةً ومحالاً، عَادَاهُ.

والمَحالةُ: الْفَقْرَة من فقار الْبَعِير، وَجمعه مَحالٌ، وَجمع المحالِ مُحُلٌ، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

كأنَّ حَيْثُ تلتقي مِنْهُ المُحُلْ

من قُطُرَيْهِ وعِلانِ ووَعِلْ

يَعْنِي قُرُون وعلين ووعل، شبه ضلوعه فِي اشتباكها بقرون الأوعال.

والمَحالُ، ضرب من الْحلِيّ يصاغ مفقرا أَي محززا على تفقير وسط الْجَرَاد، قَالَ:

مَحالٌ كأجوازِ الجَرادِ ولؤلؤٌ ... من القَلَعِيّ والكبيسِ المُلَوَّبِ

والمَحالَةُ: الَّتِي يستقى عَلَيْهَا الطيانون، سميت بفقارة الْبَعِير فَعالة، وَقيل: مَفْعَلَةٌ، لتحولها فِي دورانها.

والمَحالَةُ أَيْضا: البكرة الْعَظِيمَة.

محل: المَحْلُ: الشدّة. والمَحْلُ: الجوع الشديد وإِن لم يكن جَدْب.

والمَحْل: نقيض الخِصْب، جمعه مُحول وأَمْحال. الأَزهري: المُحولُ والقُحوطُ

احتباس المطر. وأَرض مَحْلٌ وقَحْطٌ: لم يصبها المطر في حينه. الجوهري:

المَحْل الجدبُ وهو انقطاع المطر ويُبْسُ الأَرض من الكَلإِ. غيره قال:

وربما جمع المَحْل أَمْحالاً؛ وأَنشد:

لا يَبْرَمُون، إِذا ما الأُفْقُ جلَّله

صِرُّ الشتاء من الأَمْحال كالأَدَمِ

ابن السكيت: أَمْحَلَ البلدُ، هو ماحِل، ولم يقولوا مُمْحِل، قال: وربما

جاء في الشعر؛ قال حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رأْسي تَغَيَّر لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالثَّغامِ المُمْحِلِ

فَلَقَدْ يَراني المُوعِدي، وكأَنَّني

في قَصْرِ دُومَةَ أَو سواء الهَيْكَلِ

ابن سيدَه: أرض مَحْلة ومَحْلٌ ومَحُول، وفي التهذيب: ومَحُولة أَيضاً،

بالهاء، لا مَرْعَى بها ولا كَلأَ؛ قال ابن سيده: وأَرى أَبا حنيفة قد

حكى أَرض مُحُولٌ، بضم الميم، وأَرَضُون مَحْل ومَحْلة ومُحُولٌ وأَرض

مُمْحِلة ومُمْحِل؛ الأَخيرة على النسب؛ الأَزهري: وأَرض مِمْحال؛ قال

الأَخطل:

وبَيْداء مِمْحالٍ كأَنّ نَعامَها،

بأَرْحائها القُصْوَى، أَباعِرُ هُمَّلُ

وفي الحديث: أَمَا مَرَرتَ بِوادي أَهلِك مَحْلاً أَي جَدْباً؛ والمَحْل

في الأَصْل: انقطاع المطر. وأَمْحَلَت الأَرْضُ والقومُ وأَمْحَل

البلدُ، فهو ماحِل على غير قياس، ورجل مَحْل: لا يُنْتفع به. وأَمْحَل المطرُ

أَي احتبس، وأَمْحَلْنا نحن، وإِذا احتبس القَطْر حتى يمضِيَ زمانُ

الوَسْمِيِّ كانت الأَرض مَحُولاً حتى يصيبها المطرُ. ويقال: قد أَمْحَلْنا

منذ ثلاث سنين؛ قال ابن سيده: وقد حكي مَحُلَت الأَرض ومَحَلَت. وأَمْحَل

القومُ: أَجْدبوا، وأَمْحَلَ الزمانُ، وزمان ماحِلٌ؛ قال الشاعر:

والقائل القَوْل الذي مِثْلُه

يُمْرِعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

الجوهري: بلد ماحِلٌ وزمان ماحِلٌ وأَرض مَحْل وأَرض مُحُول، كما قالوا

بلد سَبْسَب وبلد سَباسِب وأَرض جَدْبَة وأَرض جُدوب، يريدون بالواحد

الجمع، وقد أَمْحَلَت. والمَحْل: الغُبار؛ عن كراع. والمُتماحِل من الرجال:

الطويلُ المضطرب الخلْق؛ قال أَبو ذؤيب:

وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَه،

غَدَاتَئِذٍ، ذِي جَرْدَةٍ مُتماحِل

قال الجوهري: هو من صفة أَشْعَث، والبَوْشِيُّ: الكثير البَوْشِ

والعِيال، وأُحاحُه: ما يجده في صَدْره من غَمَر وغَيْظٍ أَي شفَينا ما يجده من

غَمَر العِيال؛ ومنه قول الآخر:

يَطْوِي الحَيازيمَ على أُحاحِ

والجَرْدةُ: بُرْدة خلَق. والمُتماحِلُ: الطويل. وفي حديث علي: إِنّ من

وَرائكم أُموراً مُتماحِلة أَي فِتَناً طويلة المدة تطولُ أَيامها ويعظم

خَطَرُها ويَشتدّ كَلَبُها، وقيل: يطول أَمرها. وسَبْسَب مُتماحل أَي

بعيد ما بين الطرَفين. وفَلاة مُتماحلة: بعيدة الأَطراف؛ وأَنشد ابن بري

لأَبي وجزة:

كأَنّ حريقاً ثاقِباً في إِباءةٍ،

هَدِيرُهُما بالسَّبْسَب المُتماحل

وقال آخر:

بَعِيدٌ من الحادي، إِذا ما تَدَفَّعَتْ

بناتُ الصُّوَى في السَّبْسَب المُتماحِل

وقال مزرّد:

هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

وناقة مُتماحِلة: طويلة مُضطَربة الخلْق أَيضاً. وبعير مُتماحِل: طويل

بعيد ما بين الطرفين مُسانِدُ الخلْق مُرْتَفِعهُ. والمَحْلُ: البُعد.

ومكان مُتَماحِل: مُتباعد؛ أَنشد ثعلب:

من المُسْبَطِرَّاتِ الجِيادِ طِمِرَّةٌ

لَجُوجٌ، هَواها السَّبْسَبُ المُتماحِلُ

أَي هَواها أَن تجد مُتَّسعاً بعيد ما بين الطرَفين تغدو به.

وتَماحَلَتْ بهم الدارُ: تباعدت؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأُعْرِض، إِنِّي عن هواكنّ مُعْرِض؛

تَماحَل غِيطانٌ بكُنَّ وبِيدُ

دعا عليهنّ حين سلا عنهن بكبر أَو شغل أَو تباعد. ومَحَلَ لفلان حقه:

تكلَّفه له.

والمُمَحَّل من اللبن: الذي قد أَخذ طعماً من الحموضة، وقيل: هو الذي

حُقِن ثم لم يترك يأْخذ الطعم حتى شرب؛ وأَنشد:

ما ذُقْتُ ثُفْلاً، مُنْذُ عامٍ أَوّلِ،

إِلاَّ من القارِصِ والمُمَحَّلِ

قال ابن بري: الرجز لأَبي النجم يصف راعياً جَلْداً، وصوابه: ما ذاقَ

ثُفْلاً؛ وقبله:

صُلْب العَصا جافٍ عن التَّغَزُّلِ،

يحلِف بالله سِوى التَّحَلُّلِ

والثُّفْل: طعام أَهل القُرى من التمر والزبيب ونحوهما. الأَصمعي: إِذا

حُقِن اللبن في السِّقاء وذهبت عنه حَلاوة الحَلَب ولم يتغير طعمُه فهو

سامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من الريح فهو خامِطٌ، فإِن أَخذ شيئاً من طعم فهو

المُمَحَّل.

ويقال: مع فلان مَمْحَلة أَي شَكْوة يُمَحِّل فيها اللبن، وهو

المُمَحَّل ويديرها . . .

(* هكذا بياض في الأصل) الجوهري: والمُمَحَّل، بفتح

الحاء مشددة، اللبن الذي ذهبت منه حلاوة الحَلَب وتغيَّر طعمُه قليلاً.

وتَمَحَّل الدراهمَ: انْتَقَدَها.

والمِحالُ: الكَيْد ورَوْمُ الأَمرِ بالحِيَل. ومَحَِل به يَمْحَل

(*

قوله «ومحل به يمحل إلخ» عبارة القاموس: ومحل به مثلثة الحاء محلاً

ومحالاً؛ كاده بسعاية إلى السلطان) مَحْلاً: كاده بسِعاية إِلى السلطان. قال ابن

الأَنباري: سمعت أَحمد بن يحيى يقول: المِحال مأْخوذ من قول العرب مَحَل

فلان بفلان أَي سَعَى به إِلى السلطان وعَرَّضه لأَمر يُهْلِكه، فهو

ماحِل ومَحُول، والماحِلُ: الساعي؛ يقال: مَحَلْت بفلان أَمْحَل إِذا سعيت

به إِلى ذي سلطان حتى تُوقِعه في وَرْطة ووَشَيْتَ به. الأَزهري: وأَما

قول الناس تمَحَّلْت مالاً بغريمي فإِن بعض الناس ظن أَنه بمعنى احْتَلْتُ

وقدَّر أَنه من المحالة، بفتح الميم، وهي مَفْعلة من الحيلة، ثم وُجِّهت

الميم فيها وِجْهة الميم الأَصلية فقيل تمَحَّلْت، كما قالوا مَكان

وأَصله من الكَوْن، ثم قالوا تمكَّنت من فلان ومَكَّنْت فلاناً من كذا وكذا،

قال: وليس التمَحّل عندي ما ذهب إِليه في شيء، ولكنه من المَحْل وهو

السعي، كأَنه يسعى في طلبه ويتصرف فيه. والمَحْل: السِّعايةُ من ناصح وغير

ناصح. والمَحْل: المَكْر والكيد. والمِحال: المكر بالحقِّ. وفلان يُماحِلُ

عن الإِسلام أَي يُماكِر ويُدافِع. والمِحالُ: الغضب. والمِحالُ: التدبير.

والمُماحَلة: المُماكَرة والمُكايَدة؛ ومنه قوله تعالى: شدِيد المِحال؛

وقال عبد المطلب بن هاشم:

لا يَغْلِبَنَّ صَلِيبُهُم

ومِحالُهم، عَدْواً، مِحالَك

أَي كيدَك وقوّتك؛ وقال الأَعشى:

فَرْع نَبْعٍ يَهْتزُّ في غُصُنِ المَجْـ

ـدِ، غزِير النَّدَى، شديد المِحال

(* قوله «في غصن المجد» هكذا ضبط في الأصل بضمتين).

أَي شديد المكر؛ وقال ذو الرمة:

ولبّسَ بين أَقوامٍ، فكُلٌّ

أَعَدَّ له الشَّغازِبَ والمِحالا

وفي حديث الشفاعة: إِن إِبراهيم يقول لسْتُ هُناكُم أَنا الذي كَذَبْتُ

ثلاثَ كَذَباتٍ؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: واللهِ ما فيها

كَذْبة إِلا وهو يُماحِلُ بها عن الإِسلام أَي يُدافِع ويُجادِل، من المِحال،

بالكسر، وهو الكيد، وقيل: المكر، وقيل: القوة والشدَّة، وميمه أَصلية.

ورجل مَحِل أَي ذو كَيْد. وتمَحَّلَ أَي احتال، فهو مُتَمَحِّلٌ. يقال:

تَمَحَّلْ لي خيراً أَي اطلُبْه.

الأَزهري: والمِحالُ مُماحَلة الإِنسان، وهي مُناكَرتُه إِياه، يُنْكر

الذي قاله. ومَحَلَ فلانٌ بصاحبه ومَحِل به إِذا بَهَتَه وقال: إِنه قال

شيئاً لم يَقُلْه.

وماحَلَه مُماحَلةً ومِحالاً: قاواه حتى يتبين أَيَّهما أَشدّ. والمَحْل

في اللغة: الشدة، وقوله تعالى: وهو شديد المِحالِ؛ قيل: معناه شديد

القدرة والعذاب، وقيل: شديد القوّة والعذاب؛ قال ثعلب: أَصل أَن يسعى بالرجل

ثم ينتقل إِلى الهَلَكة. وفي الحديث عن ابن مسعود: إِن هذا القرآن شافِعٌ

مُشَفَّع وماحِلٌ مُصدَّق؛ قال أَبو عبيد: جعله يَمْحَل بصاحبه إِذا لم

يتَّبع ما فيه أَو إِذا هو ضيَّعه؛ قال ابن الأَثير: أَي خَصْم مُجادل

مُصدَّق، وقيل: ساعٍ مُصدَّق، من قولهم مَحَل بفلان إِذا سعى به إِلى

السلطان، يعني أَن من اتَّبعه وعَمِل بما فيه فإِنه شافع له مقبول الشفاعة

ومُصدَّق عليه فيما يَرْفع من مَساوِيه إِذا تَرك العملَ به. وفي حديث

الدعاء: لا يُنْقَض عهدُهم عن شِيَةِ ماحِلٍ أَي عن وَشْي واشٍ وسِعاية ساعٍ،

ويروى: سنَّة ماحل، بالنون والسين المهملة. وقال ابن الأَعرابي: مَحَل به

كادَه، ولم يُعَيِّن أَعِنْد السلطان كاده أَم عند غيره؛ وأَنشد:

مَصادُ بنَ كعب، والخطوبُ كثيرة،

أَلم تَرَ أَن الله يَمْحَل بالأَلْف؟

وفي الدعاء: ولا تجْعَلْه ماحِلاً مُصدَّقاً. والمِحالُ من الله:

العِقابُ؛ وبه فسر بعضهم قوله تعالى: وهو شديد المِحال؛ وهو من الناس

العَداوةُ. وماحَله مُماحَلة ومِحالاً: عاداه؛ وروى الأَزهري عن سفيان الثوري في

قوله تعالى: وهو شديدُ المِحال؛ قال: شديد الانتِقام، وروي عن قتادة: شديد

الحِيلة، وروي عن ابن جُريج: أَي شديد الحَوْل، قال: وقال أَبو عبيد

أَراه أَراد المَحال، بفتح الميم، كأَنه قرأَه كذلك ولذلك فسره الحَوْلَ،

قال: والمِحال الكيد والمكر؛ قال عدي:

مَحَلُوا مَحْلَهم بصَرْعَتِنا العا

م، فقد أَوْقَعُوا الرَّحى بالثُّفال

قال: مكَروا وسَعَوْا. والمِحال، بكسر الميم: المُماكَرة؛ وقال القتيبي:

شديد المِحال أَي شديد الكيد والمكر، قال: وأَصلُ المِحال الحِيلةُ؛

وأَنشد قول ذي الرمة:

أَعدَّ له الشغازِبَ والمِحالا

قال ابن عرفة: المِحالُ الجِدالُ؛ ماحَلَ أَي جادَلَ؛ قال أَبو منصور:

قول التقتيبي في قوله عز وجل وهو شديد المِحال أَي الحيلةِ غَلطٌ فاحش،

وكأَنه توهم أَن ميم المِحال ميم مِفْعَل وأَنها زائدة، وليس كما توهَّمه

لأَن مِفْعَلاً إِذا كان من بنات الثلاثة فإِنه يجيء بإِظهار الواو

والياء، مثل المِزْوَد والمِحْوَل والمِحْوَر والمِعْيَر والمِزْيَل والمِجْوَل

وما شاكلها، قال: وإِذا رأَيت الحرف على مثال فِعال أَوّله ميم مكسورة

فهي أَصلية مثل ميم مِهاد ومِلاك ومِراس ومِحال وما أَشبهها؛ وقال الفراء

في كتاب المصادر: المِحال المماحلة. يقال في فَعَلْت: مَحَلْت أَمْحَل

مَحْلاً، قال: وأَما المَحالة فهي مَفْعَلة من الحِيلة، قال أَبو منصور:

وهذا كله صحيح كما قاله؛ قال الأَزهري: وقرأَ الأَعرج: وهو شديد المَحال،

بفتح الميم، قال: وتفسيره عن ابن عباس يدل على الفتح لأَنه قال: المعنى

وهو شديد الحَوْل، وقال اللحياني عن الكسائي: قال مَحِّلْني يا فلان أَي

قَوِّني؛ قال أَبو منصور: وقوله شديد المَحال أَي شديد القوّة.

والمَحالة: الفَقارة. ابن سيده: والمَحالة الفِقْرة من فَقار البعير،

وجمعه مَحال، وجمع المَحال مُحُل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

كأَنّ حيث تَلْتَقِي منه المُحُلْ،

من قُطُرَيْهِ وَعِلانِ وَوَعِلْ

يعني قُرونَ وَعِلَين ووَعِلٍ، شبَّه ضلوعه في اشتباكها بقُرون

الأَوْعال؛ الأَزهري: وأَما قول جندل الطَّهَويّ:

عُوجٌ تَسانَدْنَ إِلى مُمْحَلِ

فإِنه أَراد موضع مَحال الظهر، جعل الميم لما لزمت المَحالة، وهي

الفَقارة من فَقار الظهر، كالأَصلية. والمَحِلُ: الذي قد طُرِد حتى أَعيا؛ قال

العجاج:

نَمْشِي كَمَشْيِ المَحِلِ المَبْهور

وفي النوادر: رأَيت فلاناً مُتماحِلاً وماحِلاً وناحِلاً إِذا تغير

بدَنه. والمَحالُ: ضرْب من الحَلي يصاغ مُفَقَّراً أَي مُحْزَّزاً على تفقير

وسط الجراد؛ قال:

مَحال كأَجْوازِ الجَرادِ، ولؤلؤ

من القَلَقِيِّ والكَبِيسِ المُلَوَّب

والمَحالةُ: التي يستقي عليها الطيَّانون، سميت بفَقارة البعير، فَعالة

أَو هي مَفْعَلة لتَحوُّلها في دَوَرانها. والمحالة والمحال أَيضاً:

البكَرة العظيمة التي تستقي بها الإِبل؛ قال حميد الأَرقط:

يَرِدْن، والليلُ مُرِمٌّ طائرُه،

مُرْخىً رِواقاه هُجودٌ سامِرُه،

وِرْدَ المَحال قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ

والمَحالةُ: البكَرة، هي مَفْعَلة لا فَعالة بدليل جمعها على مَحاوِل،

وإِنما سميت مَحالة لأَنها تدور فتنقل من حالة إِلى حالة، وكذلك المَحالة

لفِقْرة الظهر، هي أَيضاً مَفْعَلة لا فَعالة، منقولة من المَحالة التي

هي البكَرة، قال ابن بري: فحق هذا أَن يذكر في حول. غيره: المَحالة

البكَرة العظيمة التي تكون للسَّانية. وفي الحديث: حَرَّمْت شجر المدينة إِلاَّ

مَسَدَ مَحالة؛ هي البكَرة العظيمة التي يُسْتَقى عليها، وكثيراً ما

تستعملها السَّفَّارة على البِئار العميقة. وقولهم: لا مَحالةَ بوضع موضع لا

بُدَّ ولا حيلة، مَفْعلة أَيضاً من الحَوْل والقوَّة؛ وفي حديث قس:

أَيْقَنْتُ أَني، لا مَحا

لةَ، حيث صار القومُ، صائِرْ

أَي لا حيلة، ويجوز أَن يكون من الحَوْل القوة أَو الحركة، وهي مَفْعَلة

منهما، وأَكثر ما تستعمل لا مَحالة بمعنى اليقين والحقيقةِ أَو بمعنى لا

بدّ، والميم زائدة.

وقوله في حديث الشعبي: إِنْ حَوَّلْناها عنك بِمِحْوَلٍ؛ المحول،

بالكسر: آلةُ التحويلِ، ويروى بالفتح، وهو موضع التحويل، والميم زائدة.

مها

م هـ ا : (الْمَهَا) بِالْفَتْحِ جَمْعُ (مَهَاةٍ) وَهِيَ الْبَقَرَةُ
الْوَحْشِيَّةُ وَالْجَمْعُ (مَهَوَاتٌ) . وَ (الْمَهَاةُ) أَيْضًا الْبِلَّوْرَةُ. وَ (أَمْهَى) الْحَدِيدَةَ سَقَاهَا مَاءً. 
[مها] نه: في ح ابن عباس قال لمن أثنى عليه: "أمهيت"، أي بالغت في الثناء، من أمهى حافر البئر- إذا استقصى في الحفر وبلغ الماء. وفيه: إن رجلًا سأل ربه أن يريه موقع الشيطان من قلب ابن آدم فرأى فيما يرى النائم جسد رجل "ممهي" يرى داخله من خارجه، المها: البلور، وكل شيء صفي فهو ممهي تشبيهًا به، ويقال للكوكب: مها، وللثغر إذا ابيض وكثر ماؤه: مها. غ: و"مهو" الذهب: ماؤه. 
[مها] المَها بالفتح: جمع مَهاةٍ، وهي البقرة الوحشية، والجمع مَهَواتٌ. وقد مَهَتْ تَمْهو مَهًا في بياضها. والمهاة يضم الميم: ماء الفحل في رحم الناقة، وهو من الياء، والجمع مهى، عن ابن السراج. ونظيره من الصحيح رطبة ورطب، وعشرة وعشر. والمهاة بالفتح أيضاً: البِلّورة. قال الأعشى: وتَبْسِمُ عن مَهًا شَبِمٍ غَرِيٍّ * إذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ ويُجمع على مَهَياتٍ ومَهَواتٍ. والمَهْوُ: اللبن الرقيق الكثير الماء، يقال منه: مَهْوَ اللبنُ بالضم يَمْهو مَهاوَةً، وأمْهَيْتُهُ أنا. وناقةٌ مِمْهاةٌ: رقيقة اللبن. ونطفة مهوة: رقيقة. قال الخليل: المَهاءُ ممدودٌ: عيبٌ وأوْدٌ يكون في القِدْحِ. والمَهْوُ: السيف الرقيق. قال صخر الغي:

أبيضُ مهو في متنه ربد * ومهو: أبو حى من عبد القيس. وحفر البئر حتَّى أمْهى: لغة في أماهَ على القلب. وأمْهَيْتُ الحديدة، إذا أحْدَدْتَها. وقال : راشَهُ من ريش ناهِضةٍ * ثم أمْهاهُ على حَجَرِهْ وقال أبو زيد: أمْهَيْتُ الحديدة، أي سقيتها ماء. وأمْهَيْتُ الفرس، إذا أجريته وأحميته.

مها: المَهْوُ من السيوف: الرَّقِيق؛ قال صخر الغي:

وصارِم أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه،

أَبْيَض مَهْو في مَتْنِهِ رُبَدُ

وقيل: هو الكثير الفِرِنْد، وزنه فَلْعٌ مقلوب من لفظ ماه؛ قال ابن جني:

وذلك لأَنه أُرِقَّ حتى صار كالماء. وثوب مَهْوٌ: رَقِيق، شبّه بالماء؛

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عطاء:

قَمِيصٌ من القُوهِيِّ مَهْوٌ بَنائِقُهْ

ويروى: زَهْوٌ ورَخْفٌ، وكل ذلك سواء. الفراء: الأَمْهاء السُّيوف

الحادة. ومَهْوُ الذهَب: ماؤه والمَهْوُ: اللبن الرقيق الكثير الماء، وقد

مَهُوَ يَمْهُو مَهاوَةً وأَمْهَيْتُه أَنا.

والمُهاة، بضم الميم: ماء الفحل في رحم الناقة، مقلوب أَيضاً، والجمع

مُهْيٌ؛ حكاه سيبويه في باب ما لا يُفارق واحدَه إِلا بالهاء وليس عنده

بتكسير؛ قال ابن سيده: وإِنما حمله على ذلك أَنه سمع العرب تقول في جمعه هو

المُها، فلو كان مكسراً لم يَسُغْ فيه التذكير، ولا نظير له إِلا حُكاةٌ

وحُكًى وطُلاةٌ وطُلًى، فإِنهم قالوا هو الحُكَى وهو الطُّلَى، ونظيره من

الصحيح رُطبَةٌ ورُطَب وعُشَرةٌ وعُشَرٌ.

أَبو زيد: المُهَى ماء الفحل، وهو المُهْيةُ.

وقد أَمْهَى إِذا أَنزل الماء عند الضِّراب. وأَمْهَى السمْنَ: أَكثر

ماءه، وأَمْهَى قِدْرَهُ إِذا أَكثر ماءَها، وأَمْهَى الشَّرابَ: أَكثر

ماءه، وقد مَهُوَ هو مَهاوَةً فهو مَهْوٌ، وأَمْهَى الحَدِيدة: سَقاها الماء

وأَحَدَّها؛ قال امرؤ القَيس:

راشَه مِنْ رِيش ناهِضَةٍ،

ثم أَمْهاهُ على حَجَرِهْ

وأَمْهَى النَّصْلَ على السِّنان إِذا أَحدَّه ورقَّقه. والمَهْيُ:

تَرْقيق الشَّفْرة، وقد مَهاها يَمْهِيها. وأَمْهَى الفَرَس: طَوَّلَ

رَسَنَه، والاسمُ المَهْيُ على المعاقبة. ومَها الشيءَ يَمْهاهُ ويَمْهِيه

مَهْياً معاقبة أَيضاً: مَوَّهَه. وحَفَر البئر حتى أَمْهَى أَي بلغ الماء،

لغة في أَماه على القلب، وحَفَرْنا حتى أَمْهَيْنا. أَبو عبيد: حَفَرْتُ

البئر حتى أَمَهْتُ وأَمْوَهْتُ، وإِن شئت حتى أَمْهَيتُ، وهي أَبعد

اللغات، كلها إِذا انتهيت إِلى الماء؛ قال ابن هرمة:

فإِنَّكَ كالقَرِيحةِ عامَ تُمْهَى،

شَرُوبَ الماءِ ثُمَّ تعُودُ ماجَا

ابن بُزُرْج في حَفْرِ البِئرِ: أَمْهَى وأَماهَ، ومَهَتِ العَيْنُ

تَمْهُو؛ وأَنشد:

تَقولُ أُمامةُ عندَ الفِرا

قِ، والعَيْنُ تَمْهُو على المَحْجَرِ

قال: وأَمْهَيْتها أَسَلْت دَمْعَها. ابن الأَعرابي: أَمْهى إِذا بَلَغ

من حاجَته ما أَراد، وأَصله أَن يبلُغَ الماءَ إِذا حَفَر بِئراً. وفي

حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، أَنه قال لعُتْبة بن أَبي سفيان وقد أَثنى

عليه فأَحْسَن: أَمْهَيْتَ يا أَبا الوليدِ أَمْهَيْت أَي بالغْتَ في

الثناء واسْتَقْصَيْت، من أَمْهَى حافِرُ البئرِ إِذا اسْتَقْصَى في

الحَفْرِ وبَلَغَ الماءَ. وأَمْهَى الفَرسَ إِمهاءً: أَجْراه ليَعْرَقَ. أَبو

زيد: أَمْهَيْتُ الفَرَس أَرْخَيت له من عنانه، ومثله أَمَلْت به يَدِي

إِمالَةً إِذا أَرْخَى له من عِنانه. واسْتَمْهَيت الفَرَس إِذا

اسْتَخْرَجْت ما عِنْدَه من الجَرْيِ؛ قال عَدِيّ:

هُمْ يَسْتَجِيبُونَ للدَّاعِي ويُكْرِهُهمْ

حَدُّ الخَمِيس، ويَسْتَمْهُونَ في البُهَمِ

والمَهْوُ: شدَّةُ الجَرْيِ. وأَمْهَى الحَبْلَ: أَرْخاه. وأَمْهَى في

الأَمرِ حَبْلاً طَويلاً على المثل. الليث: المَهْيُ إِرْخاءُ

(* قوله«

المهى إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب.)الحَبل ونحوِه؛ وأَنشد لطرفَة.

لَكا لطِّوَلِ المُمْهَى وثِنْياهُ في اليَدِ

الأُموي: أَمْهَيْت إِذا عَدَوْتَ، وأَمْهَيْت الفرسَ إِذا أَجْرَيْته

وأَحْمَيْته. وأَمْهَيت السَّيفَ: أَحْدَدْته.

والمَهاةُ: الشمسُ؛ قال أُمَيَّةُ بن أَبي الصلْب:

ثُمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبُّ رَحِيمٌ

بمَهاةٍ، شُعاعُها مَنْشُور

واستشهد ابن بري في هذا المكان ببيت نسبه إِلى أَبي الصَّلْتِ

الثَّقَفِي:

ثمَّ يَجْلُو الظَّلامَ رَبٌ قَديرُ

بمَهاةٍ ، لهَا صَفاءٌ ونُورُ

ويقال للكَواكب: مَهاً؛ قال أُمية:

رَسَخَ المَها فيها، فأَصْبَحَ لَوْنُها

في الوارِساتِ، كأَنَّهُنَّ الإِثْمِدُ

وفي النوادر: المَهْوُ البَرَدُ. والمَهْو: حصًى أَبيض يقال له بُصاقُ

القَمَر. والمَهْوُ: الــلُّؤْلُؤُ.ويقال للثغر النَّقِيِّ إِذا ابيضَّ وكثر

ماؤه: مَهاً؛ قال الأَعشى:

ومَهاً تَرِفُّ غُروبُه،

يَشْفِي المُتَيَّمَ ذا الحَرارهْ

والمَهاة: الحِجارة

(* قوله« والمهاة الحجارة» هي عبارة التهذيب.) البيض

التي تَبْرُق، وهي البلَّوْرُ. والمَهاةُ: البلَّوْرة التي تَبِصُّ

لشدَّة بياضها، وقيل: هي الدُّرَّةُ، والجمع مَهاً ومَهَواتٌ ومَهَياتٌ؛

وأَنشد الجوهري للأَعشى:

وتَبْسِمُ عَن مَهاً شَبِمٍ غَرِيٍّ،

إِذا تُعْطي المُقَبِّلَ يَسْتَزيدُ

وفي حديث ابن عبد العزيز: أَن رجلاً سأَل ربُه أَن يُرِيَه مَوْقِع

الشيطان من قَلْب ابنِ آدمَ فرأَى فيما يَرى النائمُ جَسَدَ رجُلٍ مُمَهًّى

يُرى داخِلُه من خارجه؛ المَها: البِلَّوْرُ، ورَأَى الشيطانَ في صورة

ضِفْدع له خُرطُوم كخُرطومِ البَعُوضة قد أَدْخَله في مَنْكِبه الأَيسر،

فإِذا ذكَر اللهَ عز وجل خَنَسَ. وكلُّ شيءٍ صُفِّيَ فأَشبه المها فهو

مَمَهًّى. والمَهاةُ: بَقرةُ الوحش، سُمِّيت بذلك لبياضها على التشبيه

بالبِلَّورْة والدُّرَّة، فإِذا شُبِّهت المرأَة بالمَهاةِ في البَياض فإِنما

يُعنى بها البِلَّوْرة أَو الدُّرَّة، فإِذا شُبهت بها في العينين فإِنما

يُعنى بها البقرة، والجمع مَهاً ومَهَوات، وقد مَهَتْ تَمْهُو مَهاً في

بياضها. وناقةٌ مِمْهاء: رَقِيقة اللَّبن. ونُطْفة مَهْوةٌ: رَقِيقة.

وسَلَحَ سَلْحاً مَهْواً أَي رقِيقاً. والمَهاء، بالمدّ: عيب أَو أَوَدٌ يكون

في القِدْحِ؛ قال:

يقِيمُ مَهاءهُنَّ بإِصْبَعَيْهِ

ومَهَوْت الشيءَ مَهْواً: مثل مَهَيْتُه مَهْياً. والمَهْوَةُ من التمر:

كالمَعْوةِ؛ عن السيرافي، والجمع مَهْوٌ. وبنو مَهْوٍ: بَطْن من عبد

القيس. أَبو عبيد: من أَمثالهم في باب أَفْعَل: إِنه لأَخْيَبُ مِن شيخ

مَهْوٍ صَفْقةً؛ قال: وهم حيّ مِن عبد القَيْس كانت لهم في المَثَل قصة

يَسْمُج ذِكرها. والمِمْهى: اسم موضع؛ قال بشر بن أَبي خازم:

وباتَتْ لَيلةً وأَدِيمَ لَيْل،

على المِمْهى، يُجَزُّ لها الثَّغامُ

نبأ

نبأ: نبأ: نادى به، أعلنه بصوت عال، وعظ (رولاند) proclamer, precher.
نبى عن: annoncer بلغ. أخبر. أشعر (بوشر) كشف المستقبل بالتخمين (بوشر).
نبأ (بالتشديد) prophetiser: تنبأ وأنبأ (الكالا).
نبأ: جعله نبيا (في الحديث عن الله الذي يختار أنبياءه) (عباد 3: 5، النووي، المقدمة ص62).
أنبأ: تنبأ، نطق بوحي الهي، حدس، خمن، تكهن ب. (بقطر).
نبأ. النبأ العظيم: يوم الدينونة، يوم البعث عند المسلمين (سورة النبأ، آية 2).
نبأ. النبأ العظيم: عند الدروز يوم انتصار (الحاكم Hakem) وعباده (دي ساسي كرست 2: 236).
نباء: نبوءة (بوشر). Prophetie.
نبي: أنظر نبو (بوشر).
نبوة. النبوات: مجموعة أحاديث النبي. المقدمة (3: 119: 5).
نبوة. النبوات: التصريحات التي أدلى بها الأنبياء (المقدمة 224: 13).
نبوة: رتبة عالية (بسام 3: 5): لم تكن لهم نبوة مشهورة، ولا حظوظ من الأدب موفورة Haut rang.
نبويات: مدائح نبوية (المقدمة 3: 339): تم تحريك الكلمة على وجهها الصحيح من قبل السيد دي سلان وقد وردت في مخطوطتينا.
أنبا (آرامية): لقب رئيس الدير abbe ( محيط المحيط).
أنبأ: اسم تفضيل من نبأ: أسمى، أعلى (دي ساسي كرست 2: 99 وانظر 236).
منبأة: إمارة، علامة، دلالة (عن) indice ( دي ساسي كرست 2: 401)، (=درة الغواص).
(نبأ) - في الحديث: "قيل له: يا نَبئَ الله، فقال: لَا تَنْبِرُوا اسْمِى، أَنَا نَبىُّ اللهِ"
النَّبِيءُ: فَعِيل من النَّبأ؛ لأنه أَنْبَأَ عن الله - عز وجلّ - قال عبَّاسُ بن مِرْداس:
* يا خاتَمَ النُّبَآءِ إنَّك مُرسَلٌ *
وسائِغ في مثله التَّحقيق والتَّخفِيف، إلّا أَنَّهم استعملوا النَّبِىَّ والبَرِيَّة بلا هَمْز.
وأصل النّبِىّ: الشىء المُرْتَفِع. - ومنه حديث البَراء: "قُلْتُ: ورَسُولِكَ الذي أرْسَلْتَ. قال: ونبيِّك"
لأنه إذا قال: ورَسُولك الذي أرسلتَ صَار البيان مكرّرًا، فقال: ونبيّك إذْ كان نبيًّا قبل أن كان رَسُولًا، لِيَجْمَع له ثَناءَ الاسْمَين معًا، وليكون تَعْدِيدًا للنِّعمة في الحالَيْن، وتَعْظِيمًا لِلْمِنَّة على الوَجْهَين - والله تعالى أعلم.
والنَّبِىُّ: المُنْبِىء المُخبر، فَعِيل بمعنى مفعل.
والرَّسولُ: أخَصُّ من النّبِىَّ، لان كُلَّ رَسول نَبِىّ وليس كلُّ نَبِىٍّ رسُولًا.
وقيل: إنما يقال: ونبيّكَ بلا هَمز، لأنه من الرِّفعة، فيَحْصُل فيه مَعنَى الرِّفعة والرِّسالة معا.
[نبأ] النبأة: الصوت الخفى. قال ذو الرمة:

بنبأة الصوت ما في سمعه كذب * ورمى فأنبأ، إذا لم يشرم ولم يخدش. وسيل نابئ: جاء من بلد آخر، وكذلك رجل نابئ. قال الشاعر : ولكنْ قَذاها كلُّ أشْعَثَ نابِئٍ أتَتْنا به الأقدارُ من حيث لا ندري أبو زيد: نَبَأْتُ على القوم أنْبَأُ نَبْأ ونُبوءًا، إذا طلعت عليهم. قال: ونَبَأتُ من أرضٍ إلى أرض، إذا خرجتَ منها إلى أخرى، وهذا المعنى أراده الاعرابي بقوله: " يا نبئ الله "، أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأنكر عليه الهمز . ونَبَأتُ به الأرض: جاءت به. قال الشاعر : فنفسَكَ أحرِزْ فإنَّ الحتو * فَ يَنْبَأْنَ بالمرء في كلِّ وادِ والنَّبَأُ: الخبر، تقول نَبَأ ونَبَّأ، أي: أخبر، ومنه أخذ النبئ لانه أنبأ عن الله تعالى، وهو فَعيلٌ، بمعنى فاعل. قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلا ويقول: تنبأ مسيلمة بالهمز، غير أنهم تركوا الهمز في النبي كما تركوه في الذرية والبرية والخابية، إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الاحرف، ولا يهمزون في غيرها، ويخالفون العرب في ذلك. وتصغير النبئ نبيئ مثل نُبَيِّعٍ، وتصغير النُبُوءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نبيعة. تقول: العرب كانت نبيئة مسيلمة نبيئة سوء. وجمع النبيِّ نُبَآءُ. قال الشاعر : يا خاتمَ النُبَآءِ إنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخير كلُّ هُدى السَّبيلِ هُداكا ويجمع أيضا على أنبياء، لان الهمز لما أبدل وألزم الابدال جمع جمع ما أصل لامه حرف العلة، كعيد وأعياد، على ما نذكره في باب المعتل إن شاء الله.
[ن ب أ] النَّبَأُ الخبر والجمع أنباءٌ وقوله تعالى {عم يتساءلون عن النبإ العظيم} النبأ 1 2 قيل عن القرآن وقيل عن البعث وقيل عن أمره صلى الله عليه وسلم وقد أنبأه إياه وبه وكذلك نَبَّأه متعدّية بحرف وغير حرف وحكى سيبويه أنا أُنْبُؤُكَ على الإتْباع وقوله

(إلى هِنْدٍ مَتَى مَا تُسْأَلِي تُنْبَىْ ... )

أبدل همزةَ تُنْبَى إبدالاً صحيحًا حتى صارت الهمزة حرف علة فقوله تُنْبَى كقوله تُقْضَى وهكذا رأيت هذا البيت وهو لا محالة ناقص واستنبأَ النبأَ بحث عنه ونابأْتُ الرجلَ أنبأْتُه وأنبأَنِي قال ذو الرمة

(زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهُم سَرَقُوا ... مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُم كَذَبُوا)

والنَّبِىْءُ المُخْبِرُ عن الله عز وجل مكية قال سيبويه الهمز فيه لغة رديئة يعني لقلة استعمالها لأن القياس يمنع من ذلك ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قيل له يا نَبِيْءَ الله فقال لست بِنَبِيْءِ الله ولكن نَبِيُّ الله وذلك أنه صلى الله عليه وسلم أنكر الهمز في اسمه فرده على قائله لأنه لم يدر بم سماه فأشفق أن يُمسك على ذاك وفيه شيء يتعلق بالشرع فيكون بالإمساك عنه مُبِيحَ محظورٍ أو حاظرَ مباحٍ والجمع أَنْبِئَاءُ ونُبآءُ وقوله تعالى {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} الأحزاب 7 فقدمه صلى الله عليه وسلم على نوح في أخذ الميثاق فإنما ذلك لأن الواو معناها الاجتماعُ وليس فيها دليل أن المذكور أولاً لا يستقيم أن يكون معناه التأخير فالمعنى على مذهب أهل اللغة ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ومنك وجاء في التفسير إِنَّنِي خُلِقْتُ قَبْلَ الأَنْبِيَاءِ وبُعِثْتُ بَعْدَهُمْ فعلى هذا لا تقديم في الكلام ولا تأخير هو على نَسَقِه وأَخْذُ الميثاق حيث أُخرجوا من صلب آدم كالذَّرِّ وهي النُّبوءَةُ وتنبأ الرجلُ ادَّعَى النُّبُوءَةَ وقد أنعمت شرح هذه الكلمة وأَبَنْتُ اشتقاقها في الكتاب المخصِّص ونبأ من بلد كذا ينبأُ نَبْأً ونُبُوءًا طَرَأَ والنَّابِيءُ الثَّوْرُ الذي يَنْبَأُ من أرضٍ إلى أرضً أي يخرج ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً هَجَمَ وطلع وكذلك نَبَهَ وطلع كلاهما على البدل ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا ارتفع والنَّبْأَةُ النَّشْزُ والنَّبِيءُ الطريق الواضح والنَّبْأَةُ صوت الكلاب وقيل هو الجِرْسُ أيّا كان وقد نَبَأَ نَبْأً
نبأ
النَّبْأَةُ: الصوت الخفِيُّ، قال ذو الرمَّة:
وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدِسٌ ... بِنَبْأة الصَّوتِ ما في سَمْعِه كَذِبُ
أبو زيد: نَبَأْتُ أنْبَأُ نُبُوْءً: إذا ارتفعت، وكل مُرتفع نابِيءٌ ونَبِيْءٌ، وفي الأحاديث التي لا طرق لها: لا يُصَلّى على النبي، أي: المكان المُرتَفِع المُحدَوْدِب.
ونَبَأْتُ على القوم نبْأ ونُبُوْءً: إذا طلعت عليهم. ونَبَأْتُ من أرض إلى أرض: إذا خرجْت منها إلى أُخرى، وهذا المعنى أراد الأعرابي بقوله: يا نبِيءَ الله؛ أي: يا من خرج من مكة إلى المدينة، فأُنْكِر عليه الهمْز، وقال: إنّا مَعْشر قريش لا نَنْبِر، ويروى: لا تَنْبِر باسمي فإنما أنا نبيُّ الله.
وسيل نابئٌ: جاء من بلد آخر، وكذلك: رجل نابئٌ، قال الأخطل:
ولكِنْ قَذاها كُلُّ أشْعَثَ نابِئٍ ... رَمَتْنا به الغيطانُ من حيثُ لا ندري
ونبَأَتْ به الأرض: جاءَت به، قال حَنَش بن مالك:
فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فإن الحُتوفَ ... يَنْبَأْنَ بالمَرْءِ في كلِّ وادِ
ونُبَاءٌ - بالضم والمد -: موضع بالطائف.
والنَّبَأُ: الخبر، ونَبَّأَ وأنْبَأَ: أي أخبر، ومنه اشتُقَّ النبيءُ؛ لأنه أنْبَأَ عن الله عز وجل، وهو فَعِيْلٌ بمعنى فاعِل، غير أنهم تركوا الهمز في النبي والبريّة والذُرية والخابية إلاّ أهل مكة - حرسها الله تعالى - فإنهم يهمزون هذه الحروف ولا يهمزون غيرها، ويُخالفون العرب في ذلك. وتصغير النَّبيء نُبَيِّئٌ مثال نُبيِّعٍ، وتصغير النُّبُوْءَةِ نُبَيِّئَةٌ مثال نُبَيِّعة، تقول العرب: كانت نُبَيِّئةُ مُسيلِمة نُبَيِّئة سوء. وجمْع النَّبيء نُبَأةُ، قال العباس بن مِرداسٍ السُّلمي:
يا خاتم النُّبَأءِ إنك مُرْسِلٌ ... بالحقِّ كُلُّ هُدى السَّبيلِ هُدَاكا
إنَّ الإلهَ بَنى عليك مَحَبَّةً ... في خَلْقِه ومحمَّداً سَمّاكا
ويروى: " يا خاتم الأنباء ". ويجمع أيضاً على نبيين وأنبياء، لأن الهمز لما أُبدل وأُلزِم الإبدال جُمِع جَمْع ما أصل لامه حرفُ العلة؛ كعيدٍ وأعياد.
ورمى فأنْبَأ: أي لم يَشْرِمْ ولم يَخدِشْ، وقيل: الأنْبَاء: أن يَرمي ولا يُنفذَ.
ونبَّأ نبيئَةً: أخبر.
وقوله تعالى:) لَتُنَبِّئَنَّهم بأمْرِهم هذا (أي: لَتُجازينهم بفعلهم، وتقول العرب للرجل إذا توعَّدوه: لأُنبِّئنَّك ولأُعرِّفنَّك.
قال سيبويه: ليس أحد من العرب إلاّ ويقول: تَنَبَّأَ مسيلمة؛ بالهمز.
ويقال: نابَأْتُ الرجل ونابَأَني: إذا أخبرْته وأخبرَك. وقيل: نابَأْتُهم: تركتُ جِوارهم وتباعدْتُ عنهم، قال ذو الرمّة يهجو قوماً:
زُرْقُ العُيونِ إذا جاوَرْتَهُمْ سَرَقوا ... ما يَسْرِقُ العَبْدُ أو نابأْتَهم كَذَبوا
والاستنباء: الاستِخْبار.
والتركيب يدل على الإتيان من مكان إلى مكان.

نب

أ1 نَبَأَ. (K,) inf. n. نَبْءٌ, (TA,) He uttered a low voice, or sound: or he (a dog) cried, or barked. (K.) [See نَبَحَ.]

A2: نَبَأَ, aor. ـَ inf. n. نَبْءٌ and نُبُوْءٌ, He was exalted, or elevated.

A3: نَبَأَ عَلَيْهِمْ, (K,) inf. n. نَبْءٌ and نُبُوْءٌ, (S,) He assaulted them; came forth upon them: (K:) like نَبَعَ and نَبَهَ: he came upon them. (Az, S.) [See also نَابِئٌ.]

b2: نَبَأَ He went forth from a land to another land. (S, K.) [See نَابِئٌ.] b3: نَبَأَتْ بِهِ الأَرْضُ i. q. جَآءَتْ به, The land brought, or led him: (S, L:) [accord. to Golius, The land brought, or produced, it: but it is a phrase well known to the learned among the Arabs in the present day, as similar to نَادَاهُ تُرَابُهُ “ his dust, or earth, (i. e. the place of his burial,) called him: ” and the explanation which I have given is confirmed by the citation, in the S, of the following verse, of Hanash Ibn-Málik, immediately after نبأت به in the sense of جاءت به:] فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فَإِنَّ الحُتُو فَ يَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فِى كُلِّ وَادْ [Then take good care of thyself; for deaths (of various kinds) bring (or lead) a man into every valley (or place): i. e., fate brings him to the place where he is destined to be buried, whereever it be]. (S.) b4: نَبَأَ, aor. ـَ see 4.2 نبّأ: see 4.3 نابأهُ He acquainted or informed him, and the latter did the same. (K.) b2: Also, simply, He acquainted or informed him. (TA.) b3: نَابَأَهُمْ He quitted their neighbourhood; withdrew to a distance from them. (K.) [See also art. نبو.]4 انبأهُ إِيَّاهُ, and بِهِ, (and عَنْهُ, S, K, art. كود;) and ↓ نبّأهُ (S, * K) and ↓ نَبَأَهُ, (S, * TA,) each followed by ايّاه or به; (TA;) He informed him, or told him, of it: (K:) or these verbs, followed by ايّاه, signify he made him to know it; and followed by به, he informed him, or told him, of it. (TA.) b2: Es-Semeen says, that انبأ and نبّأ and اخبر and خبّر, when they convey the meaning of knowledge, are triply transitive, or may govern three objective complements, the greatest number that any verb can govern: (TA:) [ex. أَنْبَأْتُ زَيْدًا عَمْرًا قَائِمًا I acquainted Zeyd that 'Amr was standing]. b3: It is also said, that ↓ نبّأ

has a more intensive signification than انبأ: ex.

مَنْ أَنْبَأَكَ هٰذَا قَالَ نَبَّأَنِى العَلِيمُ الخَبِيرُ [Who hath acquainted thee with this? He said, The Knowing, the Intelligent (God), hath apprized me: Kur, lxvi. 3]. (TA.) b4: Sb has mentioned أَنَا

أَنَبُؤُكَ [for انا أَنْبَؤُكَ] as used for the sake of conformity in sound with a preceding word. (M, TA.) [See art. جوأ.]

A2: رَمَى فَأَنْبَأَ He cast, or shot, but did not split, or cleave, or make a slight cut, or scratch: (S, K:) or, did not penetrate. (K.) 5 تنبّأ, (S, K,) said to have been pronounced with ء universally; (Sb, S;) but in the L, تنبّى; (TA;) He arrogated to himself the gift of prophecy, or office of a prophet. (L, K.) 10 استنبأ النَّبَأَ He sought, or searched after, information, or news. (K.) b2: وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ (in the Kur, x. 54) means And they will ask thee to inform them, [saying,] Is it true? (Bd.) نَبَأٌ Information; a piece of information; intelligence; an announcement; news; tidings; a piece of news; an account; a narrative, or narration; a story: or what is related from another or others: syn. خَبَرٌ: (S, Msb, K:) it is generally held to be syn. with خَبَرٌ; but accord. to Er-Rághib, signifies an announcement of great utility, from which results either knowledge or a predominance of opinion, and true: (TA:) pl. أَنْبَآءُ. (K.) b2: النَّبَأُ العَظِيمُ [Kur, lxxviii. 2,] accord. to some, The Kur-án: others say, the resurrection: and others, the case of the Prophet. (TA.) b3: الأَنْبَآءُ, in the Kur, xxviii. 66, (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَآءُ) signifies The allegations, pleas, or excuses. (TA.) نَبْأَةٌ An eminence, or protuberance, in the earth, or ground. (TA.) b2: نَبْأَةٌ A low voice, or sound: (S, K:) or the cry, or barking, of dogs. (K.) نَبِىْءٌ, (S, K,) pronounced with ء in the dial. of the people of Mekkeh, (S,) whose pronunciation of it is disapproved by Sb on account of its uncommonness; (TA;) by others, نَبِىٌّ, without ء; (S, K, TA;) A prophet: (TA:) of the measure فَعِيلٌ used in the sense of the measure مُفْعل [i. e.

مُفْعِلٌ or مَفْعَلٌ] (IB) or فَاعِلٌ (S, Es-Sunoosee) or مَفْعُولٌ; (Es-Sunoosee) i. e., who acquaints or informs mankind, (S, K, TA,) or who is acquainted or informed, respecting God and things unseen: or accord. to some, it is derived from نَبْوَةٌ and نَبَاوَةٌ signifying “ elevation; ” (see art. نبو;) in which case it is originally without ء: or, accord. to others, from نَبِىْءٌ in a sense given below; that of “ a conspicuous way. ” (TA.) It is a less special word than رَسُولٌ [when thereby is meant an apostle of God]; for every رسول is a نبىّ, but not every نبىّ is a رسول. (TA.) Pl.

أَنْبِيَآءُ (S, K, without ء, because the ء is changed into ى in the sing., S,) and نُبَأءُ (S, K, like كُرَمَآءُ [pl. of كَرِيمٌ] TA,) and أَنْبَآءٌ [K, these two preserving the original radical ء] and نَبِيُّونَ, (K,) without ء: (TA:) but some pronounced the first and last of these pls., in the Kur-án, with ء; though the more approved pronunciation is without ء. (TA.) The dim. is نُبَيّئٌ, (S, K,) with those who make the pl. نُبَأءٌ [or أَنْبَآءٌ]; but with those who make the pl. أَنْبِيَآء, it is نُبَىٌّ. (K.) b2: An Arab of the desert said to Mohammad, يَا نَبِىْءَ اللّٰهِ, and the latter disapproved of his pronouncing نبىء in this case with ء, because, as it signifies An emigrant, he meant thereby to call him an emigrant from Mekkeh to El-Medeeneh. (S, K, TA.) b3: نَبِىْءٌ A conspicuous, an evident, or a clear, way. (K.) Hence, accord. to some, the apostle [or rather prophet] is so called, because he is the conspicuous, evident, way, that conducts to God. (MF.) b4: نَبِىْءٌ and ↓ نَابِئٌ An elevated, or a protuberant, or gibbous, place. (K.) b5: Hence it is said in a trad., لَا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِىْءِ [Pray not upon the place that is elevated, or protuberant]. (K.) نُبُوْءَةٌ, (K, in the CK نُبُوَّة) in which the ء is sometimes softened in pronunciation, and sometimes [or rather generally] changed into و which is incorporated into the preceding و so that the word is written and pronounced نُبُوَّةٌ, (TA,) Prophecy; the gift of prophecy; the office, or function, of a prophet. (MA, K.) Dim. نُبَيِّئَةٌ. (S, K.) نَابِئٌ act. part. n. of نَبَأَ. b2: A bull [app. a ثَوْرٌ وَحْشِىٌّ] that goes forth from one land or country to another. (TA.) b3: A torrent that comes forth from another land or tract. (S.) b4: A man coming forth unexpectedly from an unknown quarter. (S, A.) b5: [See also نَبِىْءٌ.]

هَلْ عِنْدَكُمْ نَابِئَةُ خَبَرٍ, i. q. جَائِبَةُ خَبَرٍ, [Have ye any current news? or — news from a distant place? &c.: see جائبة]. (A.)
نبأ
نبَأَ يَنبَأ، نَبْئًا، فهو نابئ
• نبَأ الشّخصُ: أخبَرَ. 

أنبأَ يُنبئ، إنباءً، فهو مُنْبِئ، والمفعول مُنْبَأ
• أنبأ الشَّخصُ الخبرَ/ أنبأ الشَّخصُ بالخبرِ: أبلغه، أعلمه إيَّاه "أنْبأ فلانًا النّجاح- أنبأه بمولود جديد/ بقدومه- {قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا} ". 

استنبأَ/ استنبأَ عن يستنبئ، استِنباءً، فهو مُستنبِئ، والمفعول مُستَنْبَأ
• استنبأ الرَّجلَ: سأله، واستخبره عن أمر ما "استنبأه عمّا جرى في الاجتماع- {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ} ".
• استنبأ الخبرَ/ استنبأ عن الخبر: سأل عنه، بحث عنه "استنبأ عن الوضع العامّ- يصغر في أعين الناس من يستنبئ أنباءَهم الخاصّة". 

تنبَّأََ/ تنبَّأَ بـ يتنبَّأ، تنبُّؤًا، فهو مُتنبِّئ، والمفعول مُتنبَّأ به
• تنبَّأ الشَّخصُ:
1 - تنبَّى، ادّعى النُبوءة، وهي تبليغ وحي الله إلى الناس "تنبّأ مُسيلمة فوُصِف بالكذّاب".
2 - ادَّعى
 أنّه قادر على التنبُّؤ بالمستقبل.
• تنبَّأ الشَّخصُ بالأمر: أخبر به قبل وقوعه، أخبر بالغيب، توقّعه "تنبّأ بالحرْب/ بمستقبل باهر/ بالطّقس- تنبّأت النشرةُ الجويّة بسقوط الأمطار". 

نبَّأَ ينبِّئ، تَنْبيئًا وتنْبِئةً، فهو مُنبِّئ، والمفعول مُنبَّأ
• نبَّأه الخبرَ/ نبَّأه بالخبَرِ: خبّره، وأعلمه إيّاه "نبَّأته بقُدوم والده- نبّأه بوقوع الخطر- {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} - {ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}: يجازيكم". 

تَنْبئة [مفرد]: مصدر نبَّأَ. 

تنبُّؤ [مفرد]: ج تنبؤات (لغير المصدر):
1 - مصدر تنبَّأََ/ تنبَّأَ بـ.
2 - تكهُّن أو استشفاف أو توقُّع النتائج أو أحداث المستقبل قبل وقوعها عن طريق التخمين، أو دراسة الماضي، أو التحليل العلميّ والإحصائيّ لوقائع معروفة "تنبؤات جوّيّة/ ماليّة- تنبؤات الطقس".
3 - (فك) قضايا تتعلَّق بأحداث المستقبل تُستنبط من القوانين العامّة، كالقضايا الخاصّة بمسار تحرُّكات الكواكب التي تدور حول الشّمس. 

نَبْء [مفرد]: مصدر نبَأَ. 

نَبَأ [مفرد]: ج أنْباء:
1 - خبَرٌ "نَبأ سياسيّ/ رياضيّ- وكالة الأنباء- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} " ° الأنباء: بيان بحوادث معاصرة ذات أهميّة إخباريّة تنشر بجريدة يوميّة أو دوريّة أو تذاع بالإذاعة- نشرات الأنباء: ملخَّصات الأنباء يُعدّها المكتب المختصّ داخل أية هيئة أو مصلحة أو مؤسَّسة للإعلام عن أنبائها، وتبعث بها للصُّحف والجهات التي يُهمّه أن تطَّلع عليها- وكالة الأنباء: الهيئة التي تتخصَّص في استقاء الأنباء وتوزيعها على الصُّحف والإذاعة وغيرها.
2 - ما له وقعٌ، وشأنٌ عظيمٌ " {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} - {لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ}: يضرب لمن يرتاب في أمر واقع لا محالة- {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ}: القرآن، أو البعث، أو القيامة".
3 - عاقبة " {فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ".
• النَّبَأ: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 78 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها أربعون آية. 

نُبوءة [مفرد]:
1 - تكليف إلهيّ لواحدٍ من البشر، يختاره الله لتبليغ رسالته إلى الناس "اتّبع المؤمنون نُبوءة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم- تحقّقت نبوءتُه".
2 - مقامُ النبيّ وجميع مميِّزاته وخصائصه "نبوءة محمد صلّى الله عليه وسلّم- {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوءَةَ وَالْكِتَابَ} [ق] ".
3 - إخبار عن الشّيء قبل وقته حزْرًا وتخمينًا، إخبار عن الغيب "نبوءة المنجِّمين". 

نُبوّة [مفرد]:
1 - نُبوءة؛ تبليغ وحي الله إلى النَّاس "اتّبع المؤمنون نبوّةَ محمد صلَّى الله عليه وسلَّم" ° عصر النبوّة: الفترة الزمنيّة من بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى وفاته.
2 - مقام النبيّ وجميع مميِّزاته وخصائصه "نُبوّة محمد صلّى الله عليه وسلّم- {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللهِ} ".
3 - إخبار عن الشّيء قبل وقته حزْرًا وتخمينًا، إخبار عن الغيب. 

نَبَويّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نبيّ: "أحاديثُ نبويّة- الكلام النبويّ". 

نبيء [مفرد]: ج أنبياء: صاحب النبوة المُخبر عن الله، وهو إنسان يصطفيه اللهُ من خلقه ليوحى إليه بدين أو شريعة سواء كُلِّف بالإبلاغ أم لا، وتخفّف الهمزُة فيقال نبيّ " {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيءٍ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ} [ق]- {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ ءَاتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيْئًا} [ق] ". 

نبيّ [مفرد]: ج نبيوّن وأنبياء: نبيء، صاحب النبوّة المُخبر عن الله، وهو إنسان يصطفيه اللهُ من خلقه ليوحى إليه بدين أو شريعة، سواء كُلِّف بالإبلاغ أم لا "محمد صلّى الله عليه وسلّم نبيّ الله المختار- {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} - {وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} "
 ° أبو الأنبياء: سيِّدنا إبراهيم عليه السلام- خاتم النَّبيِّين: سيِّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم- سُنَّة النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ما ثبت عنه صلَّى الله عليه وسلَّم من قول أو فعل أو تقرير.
• الأنبياء: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 21 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها اثنتا عشرة ومائة آية. 

نبأ: النَّبَأُ: الخبر، والجمع أَنْبَاءٌ، وإِنَّ لفلان نَبَأً أَي خبراً. وقوله عز وجل: عَمَّ يَتساءَلُون عن النَّبَإِ العظيم. قيل عن القرآن، وقيل عن البَعْث، وقيل عن أَمْرِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم. وقد أَنْبَأَه إِيّاه وبه، وكذلك نَبَّأَه، متعدية بحرف وغير حرف، أَي أَخبر. وحكى سيبويه: أَنا أَنْبُؤُك، على الإِتباع. وقوله:

إِلى هِنْدٍ مَتَى تَسَلِي تُنْبَيْ

أَبدل همزة تُنْبَئِي إِبدالاً صحيحاً حتى صارت الهمزة حرف علة، فقوله تُنْبَيْ كقوله تُقْضَيْ. قال ابن سيده: والبيت هكذا وجد، وهو لا محالة ناقص.

واسْتَنْبأَ النَّبَأَ: بحَث عنه.

ونَابَأْتُ الرجلَ ونابَأَنِي: أَنْبَأْته وأَنْبأَنِي. قال ذو الرمة يهجو قوماً:

زُرْقُ العُيُونِ، إِذا جاوَرْتَهُم سَرَقُوا * ما يَسْرِقُ العَبْدُ، أَو نَابَأْتَهُم كَذَبُوا

وقيل: نَابَأْتَهم: تركْتَ جِوارَهم وتَباعَدْت عنهم.

وقوله عز وجل: فَعمِيَتْ عليهم الأَنْبَاءُ يومئذٍ فهم لا يَتَساءَلون .

قال الفرَّاءُ: يقول القائل قال اللّه تعالى: وأَقْبَلَ بَعضُهم على بعض يَتَساءَلون؛ كيف قال ههنا: فهم لا يتساءَلُون؟ قال أَهل التفسير: انه يقول عَمِيَتْ عليهم الحُجَجُ يومئذٍ، فسكتوا، فذلك قوله تعالى فهم لا يَتَساءَلون. قال أَبو منصور: سمَّى الحُجَج أَنـْبَاءً، وهي جمع النَّبَإِ، لأَنَّ الحُجَجَ أَنْبَاءٌ عن اللّه، عز وجل. الجوهري: والنَبِيءُ: الـمُخْبِر عن اللّه، عز وجل، مَكِّيَّةٌ، لأَنه أَنْبَأَ عنه، وهو فَعِيلٌ بمعنى فاعِلٍ. قال ابن بري: صوابه أَن يقول فَعِيل بمعنى مُفْعِل مثل نَذِير بمعنى مُنْذِر وأَلِيمٍ بمعنى مُؤْلِمٍ. وفي النهاية: فَعِيل بمعنى فاعِل للمبالغة من النَّبَإِ الخَبَر، لأَنه أَنْبَأَ عن اللّه أَي أَخْبَرَ.

قال: ويجوز فيه تحقيق الهمز وتخفيفه. يقال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنـْبَأَ.

قال سيبويه: ليس أَحد من العرب إِلاّ ويقول تَنَبَّأَ مُسَيْلِمة،بالهمز، غير أَنهم تركوا الهمز في النبيِّ كما تركوه في الذُرِّيَّةِ والبَرِيَّةِ والخابِيةِ، إِلاّ أَهلَ مكة، فإِنهم يهمزون هذه الأَحرف ولا يهمزون

غيرها، ويُخالِفون العرب في ذلك. قال: والهمز في النَّبِيءِ لغة رديئة، يعني لقلة استعمالها، لا لأَنَّ القياس يمنع من ذلك. أَلا ترى إِلى قول سيِّدِنا رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: وقد قيل يا نَبِيءَ اللّه، فقال له: لا تَنْبِر باسْمي، فإِنما أَنا نَبِيُّ اللّه. وفي رواية: فقال لستُ بِنَبِيءِ اللّهِ ولكنِّي نبيُّ اللّه. وذلك أَنه، عليه السلام، أَنكر الهمز في اسمه فرَدَّه على قائله لأَنه لم يدر بما سماه، فأَشْفَقَ أَن يُمْسِكَ على ذلك، وفيه شيءٌ يتعلق بالشَّرْع، فيكون بالإِمْساك عنه مُبِيحَ مَحْظُورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. والجمع: أَنْبِئَاءُ ونُبَآءُ. قال العَبَّاسُ بن مِرْداسٍ:

يا خاتِمَ النُّبَآءِ، إِنَّكَ مُرْسَلٌ * بالخَيْرِ، كلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُداكا

إِنَّ الإِلهَ ثَنَى عليك مَحَبَّةً * في خَلْقِه، ومُحَمَّداً سَمَّاكا

قال الجوهري: يُجْمع أَنْبِيَاء، لأَن الهمز لما أُبْدِل وأُلْزِم الإِبْدالَ جُمِعَ جَمْعَ ما أَصلُ لامه حرف

العلة كَعِيد وأَعْياد، على ما نذكره في المعتل. قال الفرَّاءُ: النبيُّ: هو من أَنـْبَأَ عن اللّه، فَتُرِك هَمزه. قال: وإِن أُخِذَ من النَّبْوةِ والنَّباوةِ، وهي الارتفاع عن الأَرض، أَي إِنه أَشْرَف على سائر الخَلْق، فأَصله غير الهمز. وقال الزجاج: القِرَاءة المجمع عليها، في الـنَّبِيِّين والأَنـْبِياء، طرح الهمز، وقد همز جماعة من أَهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا. واشتقاقه من نَبَأَ وأَنْبَأَ أَي أَخبر. قال: والأَجود ترك الهمز؛ وسيأْتي في المعتل.

ومن غير المهموز: حديث البَراءِ. قلت: ورَسُولِكَ الذي أَرْسَلْتَ،

فردَّ عَليَّ وقال: ونَبِيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ. قال ابن الأَثير: انما ردَّ

عليه ليَخْتَلِفَ اللَّفْظانِ، ويجمع له الثناءَ بين معنى النُّبُوَّة

والرِّسالة، ويكون تعديداً للنعمة في الحالَيْن، وتعظيماً لِلمِنَّةِ على

الوجهين. والرَّسولُ أَخصُّ من النبي، لأَنَّ كل رسول نَبِيٌّ وليس كلّ نبيّ رسولاً.

ويقال: تَنَبَّى الكَذَّابُ إِذا ادَّعَى النُّبُوّةَ. وتَنَبَّى كما تَنَبَّى مُسَيْلِمةُ الكَذّابُ وغيرُه من الدجّالين الـمُتَنَبِّينَ.

وتصغير النَّبِيءِ: نُبَيِّئٌ، مثالُ نُبَيِّعٍ. وتصغير النُّبُوءة: نُبَيِّئَةٌ، مثال نُبَيِّعةٍ. قال ابن بري: ذكر الجوهري في تصغير النَّبِيءِ نُبَيِّئٌ، بالهمز على القطع بذلك. قال: وليس الأَمر كما ذَكر، لأَن

سيبويه قال: من جمع نَبِيئاً على نُبَآء قال في تصغيره نُبَيِّئ،

بالهمز، ومن جمع نَبيئاً على أَنْبِياء قال في تصغيره نُبَيٌّ، بغير همز. يريد: من لزم الهمز في الجمع لزمه في التصغير، ومن ترك الهمز في الجمع تركه في التصغير. وقيل: الـنَّبيُّ مشتق من الـنَّبَاوةِ، وهي الشيءُ الـمُرْتَفِعُ. وتقول العرب في التصغير: كانت نُبَيِّئةُ مُسَيْلِمَة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ.

قال ابن بري الذي ذكره سيبوبه: كانت نُبُوّةُ مسيلمة نُبَيِّئةَ سَوْءٍ،

فذكر الأَول غير مصغر ولا مهموز ليبين أَنهم قد همزوه في التصغير، وإِن لم يكن مهموزاً في التكبير. وقوله عز وجل: وإِذ أَخذنا من النَّبِيِّينَ مِيثاقَهم ومِنْكَ ومِن نُوح. فقدّمه، عليه الصلاة والسلام، على نوح، عليه الصلاة والسلام، في أَخذ المِيثاق، فانما ذلك لإِنّ الواو معناها الاجْتِماعُ، وليس فيها دليلٌ أَن المذكور أَوّلاً لا يستقيم أَن يكون معناه التأْخير، فالمعنى على مذهب أَهل اللغة: ومن نُوح وإِبراهيم ومُوسَى وعيسى

بنِ مريمَ ومِنْكَ. وجاء في التفسير: إِنّي خُلِقْتُ قبل الأَنبياء

وبُعِثْتُ بعدَهم. فعلى هذا لا تقديم ولا تأْخير في الكلام، وهو على نَسَقِه.

وأَخْذُ المِيثاقِ حين أُخْرِجوا من صُلْب آدمَ كالذَّرّ، وهي النُّبُوءة.

وتَنَبَّأَ الرَّجل: ادّعَى النُّبُوءة.

ورَمَى فأَنْبَأَ أَي لم يَشْرِمْ ولم يَخْدِشْ.

ونَبَأْتُ على القوم أَنْبَأُ نَبْأً إِذا طلعت عليهم. ويقال نَبَأْتُ من

الأَرض إِلى أَرض أُخرى إِذا خرجتَ منها إليها. ونَبَأَ من بلد كذا

يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: طَرأَ.

والنابِئُ: الثور الذي يَنْبَأُ من أَرض إِلى أَرض أَي يَخْرُج. قال

عديّ بن زيد يصف فرساً:

ولَهُ النَّعْجةُ الـمَرِيُّ تُجاهَ الرَّكْـ * ـبِ، عِدْلاً بالنَّابِئِ المِخْراقِ

أَرادَ بالنَّابِئِ: الثَّوْرَ خَرَج من بلد إِلى بلد، يقال: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ إِذا خَرج من بلد إِلى بلد.

ونَبَأْتُ من أَرض إِلى أَرض إِذا خَرَجْتَ منها إِلى أُخرى. وسَيْلٌ

نابِئٌ: جاء من بلد آخَر. ورجل

نا بِئٌ. كذلك قال الأَخطل:

أَلا فاسْقِياني وانْفِيا عَنِّيَ القَذَى، * فليسَ القَذَى بالعُودِ يَسْقُطُ في الخَمْرِ

وليسَ قَذاها بالَّذِي قَدْ يَريبُها، * ولا بِذُبابٍ، نَزْعُه أَيْسَرُ الأَمْرِ(1)

(1«وليس قذاها إلخ» سيأتي هذا الشعر في ق ذ ي على غير هذا الوجه.)

ولكِنْ قَذاها كُلُّ أَشْعَثَ نابِئٍ، * أَتَتْنا بِه الأَقْدارُ مِنْ حَيْثُ لا نَدْري

ويروى: قداها، بالدال المهملة. قال: وصوابه بالذال المعجمة. ومن هنا قال الأَعرابي له، صلى اللّه عليه وسلم، يا نَبِيءَ اللّه، فهَمز، أَي يا مَن خَرَج من مكةَ إِلى المدينة، فأَنكر عليه الهمز، لأَنه ليس من لغة قريش.ونَبَأَ عليهم يَنْبَأُ نَبْأً ونُبُوءاً: هَجَم وطَلَع، وكذلك نَبَهَ ونَبَع، كلاهما على البدل. ونَبَأَتْ به الأَرضُ: جاءَت به قال حنش بن مالك:

فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ، فإِنَّ الحُتُو * فَ يَنْبَأْنَ بالـمَرْءِ في كلِّ واد

ونَبَأَ نَبْأً ونُبُوءاً: ارْتَفَعَ.

والنَّبْأَةُ: النَّشْزُ، والنَبِيءُ: الطَّرِيقُ الواضِحُ.

والنَّبْأَةُ: صوتُ الكِلاب، وقيل هي الجَرْسُ أَيّاً كان. وقد نَبَأَ

نَبْأً. والنَّبْأَةُ: الصوتُ الخَفِيُّ. قال ذو الرمة:

وقد تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ، نَدُسٌ، * بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ، ما في سَمْعِه كَذِبُ

الرِّكْزُ: الصوتُ. والـمُقْفِرُ: أَخُو القَفْرةِ، يريد الصائد.

والنَّدُسُ: الفَطِنُ. التهذيب: النَّبْأَةُ: الصوتُ ليس بالشديد. قال

الشاعر:

آنَسَتْ نَبْأَةً، وأَفْزَعَها القَنَّاصُ * قَصْراً، وقَدْ دَنا الإِمْساءُ

أَرادَ صاحِبَ نَبْأَةٍ.

نبأ
: ( {النَّبَأُ مُحَرَّكَةً الخَبَرُ) وهما مترادفانِ، وفرَّق بَينهمَا بعضٌ، وَقَالَ الراغبُ:} النَّبأُ: خَبَرٌ ذُو فائدةٍ عظيمةٍ، يَحْصُل بهِ عِلْمٌ أَو غَلَبَةٌ ظَنَ، وَلَا يُقال للخَبَر فِي الأَصْلِ {نَبَأٌ حَتَّى يَتَضَمَّنَ هَذِه الأَشياءَ الثلاثةَ ويَكونَ صادِقاً، وحقُّه أَنْ يَتَعرَّى عنِ الكَذِب، كالمُتَواتِر وخَبَرِ اللَّهِ وخَبرِ الرسولِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ولتَضَمُّنِه معنى الخَبَرِ يُقَال: أَنْبَأْتُه بِكَذَا، ولتَضَمُّنه معنى العِلْمِ يُقَال:} أَنْبَأَتُه كَذَا. قَالَ: وَقَوله تَعَالَى: {1. 031 إِن جَاءَكُم فَاسق! بنبإ} (الحجرات: 6) الْآيَة، فِيهِ تَنْبِيه على أَنّ الخَبرَ إِذا كَانَ شَيئًا عَظيماً فحقُّه أَن يُتَوَقَّفَ فِيهِ، وإِن عُلِمَ وغَلَبَ صِحَّته على الظنِّ حَتَّى يُعادَ النَّظَرُ فِيهِ ويَتَبَيَّن (فَضْلَ تَبَيُّنٍ يُقَال {نَبَّأْته} وأَنْبَأْته) (ج {أَنباءٌ) كخَبَرٍ وأَخبارٍ، وَقد (} أَنْبَاه إِيَّاه) إِذا تضمَّن مَعْنَى العِلْم، (و) {أَنبأَ (بِهِ) إِذا تَضَمَّن معنى الخَبَر، أَي (أَخْبَره،} كنَبَّأَهُ) مشدَّداً، وحَكى سيبويهِ: أَنا {أَنْبُؤُك، على الإِتباع. وَنقل شيخُنا عَن السَّمِين فِي إِعرابه قَالَ: أَنْبَأَ ونَبَّأَ وأَخْبَرَ، مَتى ضُمِّنَتْ معنى العِلْم عُدِّيَت لِثلاَثةِ وَفِي نِهايَةُ التَّعَدِّي، وأَعلمته بِكَذَا مُضَمَّنٌ معنى الإِحاطة، قيل: نَبَّأْتُه أَبلَغُ من أَنْبَأْتُه، قَالَ تَعَالَى: {مَنْ} أَنبَأَكَ هَاذَا قَالَ {- نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} (التَّحْرِيم: 3) لم يقل} - أَنْبَأَني، بل عَدَل إِلى نَبَّأَ الَّذِي هُوَ أَبلغُ، تَنْبِيهاً على تَحْقيقِه وكَوْنِه مِن قِبَلِ الله تَعَالَى. قَالَه الرَّاغِب.
( {واسْتَنْبَأَ النَّبأَ: بَحَثَ عَنهُ،} ونَابَأَه) {ونَابَأْتُه} أَنبؤة {وأَنْبَأَته أَي (أَنْبَأَ كُلٌّ مِنْهُمَا صاحِبَه) قَالَ ذُو الرّمَّة يهجو قوما:
زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهُمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
(} - والنَّبِيءُ) بِالْهَمْز مكِّيَّة، فَعِيلٌ بِمَعْنى مُفْعِل، كَذَا قَالَه ابنُ بَرِّيّ، هُوَ (المُخْبِرُ عَن اللَّهِ تَعَالَى) فإِن الله تَعَالَى أَخبره بتوحيده، وأَطْلَعَه على غَيْبه وأَعلمه أَنه نبيُّه. وَقَالَ الشَّيْخ السنوسي فِي شَرْحِ كُبْرَاه: {النَّبِيءُ، بِالْهَمْز، من النَّبَإِ، أَي الْخَبَر لأَنه أَنبأَ عَن الله أَي أَخبر، قَالَ: وَيجوز فِيهِ تَحْقِيق الْهَمْز وتَخْفيفه، يُقَال نَبَأَ ونَبَّأَ وأَنْبَأَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: لَيْسَ أَحدٌ من الْعَرَب إِلا وَيَقُول} تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ، بِالْهَمْز، غير أَنهم تَرَكُوا فِي الْهَمْز النَّبِيّ كَمَا تَرَكوه فِي الذُّرِّيَّة واليَرِية والخَابِيَة، إِلا أَهل مَكَّة فإِنهم يهمزون هَذِه الأَحرف، وَلَا يَهْمزون فِي غَيرهَا، ويُخالفونٍ العَربَ فِي ذَلِك، قَالَ: والهمز فِي النبيّ لغةٌ رَدِيئة، أَي لِقلَّة اسْتِعْمَالهَا، لَا لِكَوْنِ القياسِ يَمنع ذَلِك (وتَرْكُ الهَمْزِ) هُوَ (المُخْتارُ) عِنْد الْعَرَب سوى أَهل مَكَّة، وَمن ذَلِك حديثُ البَرَاء: قلتُ: ورسُولِك الَّذِي أَرسَلْتَ، فردَّ عليّ وَقَالَ (وَنبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، قَالَ ابنُ الأَثير، وإِنما رَدَّ عَلَيْهِ ليختلِفَ اللفظانِ وَيَجْمَع لَهُ الثَّناءَ بَين معنى النُّبُوَّة والرِّسالة، وَيكون تَعْدِيداً اللنِّعْمَة فِي الحالَيْنِ وتعظيماً للمِنَّة على الوَجْهَيْنِ. والرسولُ أَخصُّ من النَّبِيّ، لأَن كلَّ رسولٍ نَبِيٌّ وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيَ رَسُولا (ج {أَنْبِيَاءُ) قَالَ الْجَوْهَرِي: لأَن الْهَمْز لما أَبْدِل وأُلْزِم الإِبدالَ جُمِعَ جَمْعَ مَا أَصْلُ لامه حَرْفُ العلّة، كَعِيدٍ وأَعْياد، كَمَا يأْتي فِي المعتلّ (} ونُبَآءُ) ككُرَمَاءَ، وأَنشد الجوهريُّ للعَبَّاسِ بنِ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيِّ رَضِي الله عَنهُ:
يَا خَاتَم {النُّبَآءِ إِنَّكَ مُرْسَلٌ
بِالْخَيْرِ كُلُّ هُدَى السَّبِيلِ هُدَاكَا
إِنَّ الإِلاهَ بَنَى عَلَيْكَ مَحَبَّةً
فِي خَلْقِه ومُحَمَّداً سَمَّاكَا
(} وأَنْبَاءٌ) كَشهِيدٍ وأَشْهَادٍ، قَالَ شَيخنَا وخُرِّجتْ عَلَيْهِ آياتٌ مَبْحوثٌ فِيهَا، {والنَّبِيئونَ جمعُ سَلامةٍ، قَالَ الزجَّاجُ القِراءَةُ المُجْمَع عَلَيْهَا فِي} النَّبِيِّينَ {والأَنْبِياءِ طَرْحُ الهَمْزِ، وَقد همز جَماعةٌ من أَهل الْمَدِينَة جميعَ مَا فِي الْقُرْآن من هَذَا، واشتقاقُه من نَبأَ وأَنبأَ، أَي أَخبر، قَالَ: والأُجودُ تَرْكُ الْهَمْز، انْتهى (والاسمُ} النُّبُوءَةُ) بِالْهَمْز، وَقد يُسَهَّل، وَقد يُبْدَل وَاواً ويُدْغم فِيهَا، قَالَ الرَّاغِب: {النُّبُوَّةُ: سِفارَةٌ بَين اللَّهِ عزَّ وجلَّ وَبَين ذَوِي العُقولِ الزَّكِيَّة لإِزَاحَةِ عِلَلِهَا.
(} وَتَنَبَّأَ) بِالْهَمْز على الِاتِّفَاق، وَيُقَال تَنَبَّى، إِذا (ادَّعَاها) أَي النُّبُوَّةَ، كَمَا! تَنَبَّى مُسَيْلِمَةُ الكَذَّاب وغيرُه من الدجَّالين، قَالَ الرَّاغِب: وَكَانَ من حَقّ لَفظه فِي وضْع اللغةِ أَن يَصِحَّ استعمالُه فِي {- النَّبِيءِ إِذا هُوَ مُطَاوع نَبَّأَ كَقَوْل زَيَّنَه فَتَزَيَّنَ وحَلاَّه فَتَحلَّى (وجَمَّلَه فَتَجمَّل) لَكِن لمَّا تُعُورفَ فِيمَن يَدَّعي النبُوَّة كَذِباً جُنِّبَ استعْمَالُه فِي المُحِقّ وَلم يُسْتَعْمَل إِلاَّ فِي المُتَقَوِّلِ فِي دَعْوَاهُ. (وَمِنْه} المُتَنَبّىءُ) أَبو الطَّيِّبِ الشاعرُ (أَحمدُ بنُ الحُسينِ) بن عبد الصَّمد الجُعْفِيّ الكِنْدِيّ، وَقيل مَوْلاَهم، أَصلُه من الكُوفة (خَرَج إِلى بَني كَلْب) ابْن وَبرَة من قُضَاعة بأَرض السَّمَاوَة، وتَبِعه خلْقٌ كثيرٌ، وَوضع لَهُم أَكاذيبَ (وادَّعَى) أَوَّلاً (أَنَّه حَسَنِيّ) النّسَب ثمَّ ادَّعَى النُّبُوَّةَ فشُهِدَ) بِالضَّمِّ (عَلَيْهِ بالشأْم) يَعْنِي دِمَشْقَ (وحُبِسَ دَهْراً) بِحِمْصِ حِين أَسرَه الأَميرُ لُؤْلُؤٌ نَائِب الإِخشيد بهَا، وفَرَّق أَصحابَه، وادَّعى عَلَيْهِ بِمَا زَعمه فأَنكر (ثُمَّ اسْتُتِيبَ) وكَذَّب نَفْسه (وأُطْلِقَ) من الحَبْس وطَلَب الشِّعْرَ فقاله وأَجاد، وفاقَ أَهلَ عَصْرِه، واتصلَ بِسَيْفِ الدَّوْلَةِ بنِ حَمْدَانَ، فمدَحه، وَسَار إِلى عَضُد الدَّوْلَة بفارِس، فمدحه، ثمَّ عَاد إِلى بغدادَ فقُتِل فِي الطّريق بقُرْبِ النَّعْمَانية سنة 354 فِي قِصّةٍ طويلةٍ مَذكورة فِي مَحلّها، وَقيل: إِنما لُقِّب بهِ لِقُوَّة فَصاحَته، وشِدَّةِ بلاغته، وكَمَالِ مَعرفته، وَلذَا قيل:
لَزْ يَرَ النَّاسُ ثَانِيَ {- المُتَنَبِّي
أَيُّ ثَانٍ يُرَى لِبِكْر الزَّمَانِ
هُوَ فِي شِعْرِه نَبِيٌّ ولكِنْ
ظَهَرْتْ مُعْجِزِاتُه فِي المَعَانِي
وَكَانُوا يُسمُّونه حَكيمَ الشعراءِ، وَالَّذِي قَرَأْتُ فِي شَرْحِ الواحدي نقلا عَن ابنِ جِنّي أَنه إِنما لُقِّب بقوله:
أَنَا فِي أُمَّةٍ تَدَارَكَها اللَّهُ
غَرِيبٌ كَصَالِحٍ فِي ثَمُودِ
(ونَبَأَ كمنَع} نَبْأً {ونُبُوءًا: ارْتَفع) قَالَ الفَرَّاء: النَّبِيُّ هُوَ من أَنْبأَ عَن الله، فتُرِك همزُه، قَالَ: وإِن أُخِذَت من} النُّبُوَّة! والنَّبَاوَة وَهِي الِارْتفَاع (عَن الأَرض) أَي أَنه أَشرف على سَائِر الخَلْق فأَصله غير الْهَمْز.
(و) نَبَأَ (عَلَيْهِم) {يَنْبَأُ} نَبْأً {ونُبُوءًا: هَجَم و (طَلَعَ) وَكَذَلِكَ نَبَهَ ونَبَعَ، كِلَاهُمَا على الْبَدَل، ونَبَأْتُ على الْقَوْم نَبْأَ إِذا اطَّلَعْت عَلَيْهِم، (و) يُقَال: نَبَأَ (مِنْ أَرْضٍ إِلى أَرْض) أُخْرَى أَي (خَرَج) مِنْها إِليها.} والنَّابِىءُ: الثورُ الَّذِي يَنْبَأُ ن أَرضٍ إِلى أَرْض، أَي يَخْرُج، قَالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَساً:
وَلَهُ النَّعْجَةُ المَرِيُّ تُجَاهَ الرّ
كْبِ عِدْلاً بِالنَّابِيء المِخْرَاقِ
أَراد! بالنابىءِ ثَوْراً خَرَج من بَلدٍ إِلى بلد، يُقَال: نَبَأَ وطَرَأَ ونَشِطَ، إِذا خرَج من بَلدٍ إِلى بلدِ، وسَيْلٌ نَابِيءٌ: جاءَ من بلدٍ آخَرَ، ورجلٌ نابِيءٌ، أَي طارِيءٌ من حَيْثُ لَا يُدْرَى، كَذَا فِي (الأَساس) ، قَالَ الأَخطل:
أَلاَ فَاسْقِيَاني وَانْفِيَا عَنِّيَ القَذَى
فَلَيْسَ القَذَى بِالعُودِ يَسْقُطُ فِي الخَمْرِ
وَلَيْسَ قَذَاهَا بِالَّذِي قَدْ يَرِيبُهَا
وَلاَ بِذُبَابٍ نَزْعُهُ أَيْسَرُ الأَمْرِ
وَلكِنْ قَذَاهَا كُلُّ أَشْعَثَ نَابِيءٍ
أَتَتْنَابِهِ الأَقْدَارُ مِنْ حَيْثُ لَا نَدْرِي
(و) مِن هُنَا مَا جاءَ فِي حَدِيثٍ أَخرَجه الحاكمُ فِي (المُسْتَدرك) ، عَن أَبي الأَسود، عَن أَبي ذَرَ وَقَالَ إِنه صَحِيح على شَرْط الشَّيْخَيْنِ (قولُ الأَعرابيّ) لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (يَا نَبِيءَ اللَّهِ، بِالْهَمْز، أَي الخارِجَ من مَكَّة إِلى الْمَدِينَة) فَحِينَئِذٍ (أَنكَره) أَي الْهَمْز (عَلَيْهِ) على الأَعرابيّ، لأَنه لَيْسَ من لُغة قُرَيْش، وَقيل: إِن فِي رُوَاته حُسَيْن الجُعْفيّ وَلَيْسَ من شَرطهمَا، وَلذَا ضَعَّفه جماعَةٌ من القُرَّاءِ والمُحَدِّثين، وَله طَرِيق آخرُ مُنقطِع، رَوَاهُ أَبو عُبَيد: حَدَّثنا مُحمدُ بن سَعْدٍ عَن حَمْزَة الزَّياتِ عَن حِمْران بن أَعْيَنَ أَن رجلا فَذكره، وَبِه استدَلَّ الزركشيُّ أَن المختارَ فِي النَّبِيّ تَرْمُ الهمزِ مُطلقاً، وَالَّذِي صرَّح بِهِ الجوهريُّ والصاغاني، بأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِنما أَنكره لأَنه أَراد يَا مَنْ خَرَج من مَكَّة إِلى الْمَدِينَة، لَا لكَونه لم يكن من لُغته، كَمَا توهَّموا، وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى: {لاَ تَقُولُواْ راعِنَا} (الْبَقَرَة: 104) فإِنهم إِنما نُهُوا عَن ذَلِك لأَن اليهودَ كَانُوا يَقْصِدون استعمالَه مِن الرُّعونة، لَا من الرِّعاية، قَالَه شيخُنا، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: الهمزُ فِي النبيِّ لغةٌ رَدِيئَة، يَعْنِي لِقِلّة اسْتِعْمَالهَا، لَا لأَنّ القِياس يمْنَع من ذَلِك، أَلاَ تَرَى إِلى قَول سيِّدنا رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلموقد قيل لَهُ يَا نَبيءَ اللَّهِ (فقالَ) لَهُ (إِنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ لَا نَنْبِرُ، ويروى: (لَا تَنْبِزْ باسمى) كَذَا فِي النُّسخ الْمَوْجُودَة، من النَّبَزِ وَهُوَ اللَّقَب، أَي لَا تَجْعَل لَا سمى لَقَباً تَقْصِدُ بِهِ غيرَ الظَّاهِر. وَالصَّوَاب: لَا تَنْبِرْ، بالراءِ أَي لَا تَهْمِزْ، كَمَا سيأْتي (فإِنّما أَنَا نبِيُّ اللَّهِ، أَي بِغَيْر همزٍ) وَفِي رِوَايَة فَقَالَ: (لَسْتُ {- بِنَبِيءِ اللَّه وَلَكِن نَبِيُّ الله، وَذَلِكَ أَنه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنكر الْهَمْز فِي اسْمه، فرَدَّه على قَائِله، لأَنه لم يَدْرِ بِمَا سمَّاه، فأَشفق أَن يُمْسِكَ على ذَلِك، وَفِيه شَيْء يتعلَّق بالشرْع، فَيكون بالإِمساك عَنهُ مُبِيحَ مَحْظورٍ أَو حاظِرَ مُباحٍ. [كَذَا فِي (اللِّسَان) ، قَالَ أَبو عليّ الفارسيّ: وَيَنْبَغِي أَن تكون روايةُ إِنكارِه غيرَ صحيحةٍ عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام، لأَن بعض شُعرائه وَهُوَ العبَّاسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ قَالَ (يَا خَاتَمَ النُّبَآءِ) وَلم يَرِدْ عَنهُ إِنكارُه لذَلِك، فتأَمَّل.
(} - والنَّبِيءُ) على فَعِيل (: الطريقُ الواضِحُ) يُهمز وَلَا يُهمز، وَقد ذكره المُصَنّف أَيضاً فِي المعتلّ، كَمَا سيأْتي، قَالَ شَيخنَا: قيل: وَمِنْه أُخذ الرَّسُول، لأَنه الطريقُ المُوَضِّحُ المُوَصِّلُ إِلى الله تَعَالَى، كَمَا قَالُوا فِي {1. 031 أهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم} (الْفَاتِحَة: 6) هُوَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا فِي الشِّفَا وشُرُوحه. قلت: وَهُوَ مفهومُ كلامِ الكِسائيّ) فإِنه قَالَ: النَّبِيءُ: الطريقُ، والأَنْبِياءُ: طُرُق الهُدى. (و) النبيءُ (: المكانُ المرتفِعُ) الناشِزُ (المُحْدَوْدِبُ) يُهمَزُ وَلَا يُهْمَز (كالنَّابِيء) وَذكره ابنُ الأَثير فِي المُعتلّ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : نَبَأَ نَبْأً ونُبُوءًا إِذا ارْتَفع (وَمِنْه) مَا وَردَ فِي بعض الأَخبار وَهِي من الأَحاديث الَّتِي لَا طُرُقَ لَهَا (لَا تُصَلُّوا عَلَى النَّبِيءِ) بِالْهَمْز، أَي المكانِ المُرْتَفع المُحْدَوْدِب، وَمِمَّا يُحَاجَى بِهِ: صَلُّوا على النَّبِيء، وَلَا تُصَلُّوا على النَّبِيء، وَغلط المُلاَّ عليّ فِي ناموسه، إِذ وَهَّم المَجْدَ فِي ذِكْرِه فِي المهموز، اغترَاراً بابنِ الأَثير، وظَنًّا أَنه من النَّبْوة بِمَعْنى الِارْتفَاع، وَقد نَبَّه على ذَلِك شيخُنا فِي شَرحه ( {والنَّبْأَةُ) : النَّشْزُ فِي الأَرض، و (: الصَّوْتُ الخَفِيُّ) أَو الخَفِيف، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
وقدْ تَوَجَّسَ رِكْزاً مُقْفِرٌ نَدُسٌ
بِنَبْأَةِ الصَّوْتِ مَا فِي سَمْعِهِ كَذِبُ
الرِّكْزُ: الصَّوْتُ، والمُقْفِرُ: أَخو القَفْرَةِ، يُرِيد الصائدَ. والنَّدُسُ: الفَطِنُ وَفِي (التَّهْذِيب) :} النَّبْأَةُ: الصَّوْت لَيْسَ بالشديد، قَالَ الشَّاعِر:
آنَسَتْ {نَبَأَةً وأَفْزَعَهَا الْقَنَّ
اصُ قَصْراً وَقَدْ دَنَا الإِمْساءُ
أَرادَ صَاحِبُ نَبْأَةٍ (أَو) النَّبْأَة (صَوْتُ الكِلابِ) قَالَ الحَرِيرِيّ فِي مقاماته: فسمعنا فسمِعنا نَبْأَة مُسْتَنْبِح، ثمَّ تَلَتْهَا صَكَّةُ مُسْتَفْتِح، وَقيل: هِيَ الجَرْسُ أَيًّا كَانَ، وَقد (نَبَأَ) الْكَلْب (كمَنَعَ) نَبْأً.
(} ونُبَيْئَةُ) بِالضَّمِّ (كجُهَيْنَةَ ابنُ الأَسْوَدِ العُذْرِيّ) وَضَبطه الْحَافِظ هَكَذَا، وَقَالَ: هُوَ زَوْج بُثَيْنَة العُذْرِيَّة صاحِبةِ جَمِيلِ بن مَعْمَرٍ، وابنُه سَعِيدُ بنُ نُبَيْئَةَ، جاءَت عَنهُ حِكاياتٌ، وتَصغير النَّبِيءِ نُبَيِّيءٌ مِثال نُبَيِّع (و) يَقُولُونَ فِي التصغير كَانَت (نُبَيِّئَةُ مُسَيْلِمَةَ) مِثال نُبَيِّعَة، نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ (تصغيرُ النُّبُوءَةِ وَكَانَ نُبَيِّيءَ سَوْءٍ) بِالْفَتْح، وَهُوَ (تَصْغِير نَبِيءٍ) بِالْهَمْز، قَالَ ابْن بَرِّيّ: الَّذِي ذكره سيبويهِ: كَانَ مُسَيْلِمَة نُبُوَّتُه! نُبَيِّئَةَ سَوْءٍ، فَذكر الأَوَّل غيرَ مُصَغَّرٍ وَلَا مَهْمُوز، لِيُبَيِّن أَنهم قد همزوه فِي التصغير وإِن لم يكن مهموزاً فِي التَّكْبِير، قَالَ ابنُ بَرّيّ: ذكر الجَوْهَرِيُّ فِي تَصْغِير النَّبِيءِ {نُبَيّىءٌ، بِالْهَمْز على الْقطع بذلك، قَالَ: وَلَيْسَ الأَمر كَمَا ذَكر، لأَن سيبويهِ قَالَ (هَذَا فِيمَن يَجْمَعُهُ) أَي} نَبِيئَاً (على نُبَآءَ) كَكُرماء، أَي فيصغره بِالْهَمْز (وأَمّا مَنْ يَجمعُه على أَنْبِياءَ فَيُصَغِّرُه على {- نُبَيٍّ) بِغَيْر همزٍ، يُرِيد: مَنْ لَزِم الهَمْزَ فِي الْجمع لَزِمه فِي التصغير، وَمن ترك الهَمْز فِي الْجمع تَركه فِي التصغير، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (وأَخطأَ الجَوهريُّ فِي الإِطلاق) حَسْبَمَا ذكرنَا، وَهُوَ إِيرادُ ابنِ بَرِّيّ، وَلَكِن مَا أَحلَى تَعبيره بقوله: وَلَيْسَ الأَمْرُ كَذَلِك، فَانْظُر أَين هَذَا من قَوْله أَخْطأَ، على أَنه لَا خطأَ، فإِنه إِنما تَعرَّض لتصغير المهموز فَقَط، وَهُوَ كَمَا قَالَ، وَهُنَاكَ جوابٌ آخُر قَرَّره شَيخنَا.
(و) يُقَال (: رَمَى) فلانٌ (} فَأَنْبَأَ، أَي لم يَشْرِمْ وَلم يَخْدِشْ، أَو) أَنه (لم يُنْفِذْ) نَقله الصَّاغَانِي، وسيأْتي فِي المعتل أَيضاً.
( {ونَابَأَهُمْ) } مُنَابَأَةً (: تَرَكَ جِوَارَهم وتَبَاعَدَ عَنْهُم) قَالَ ذُو الرُّمَّة يهجو قوما:
زُرْقُ العُيُونِ إِذَا جَاوَرْتَهمْ سَرَقُوا
مَا يَسْرِقُ العَبْدُ أَوْ نَابَأْتَهُمْ كَذَبُوا
ويُرْوَى نَاوَأْتَهُم، كَمَا سيأْتي.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَبَأَتْ بِهِ الأَرضُ: جاءَتْ بِهِ، قَالَ حَنَشُ بنُ مَالك:
فَنَفْسَكَ أَحْرِزْ فَإِنَّ الحُتُو
فَ {يَنْبَأْنَ بِالمَرْءِ فِي كُلِّ وَادِ
} ونُبَاءٌ كَغُرَاب: موضِعٌ بِالطَّائِف.
وَيُقَال: هَل عنْدكُمْ مِن {نَابِئَةِ خَبَر.
} والنُّبَاءَةَ كَثُمَامَة: مَوضِع بِالطَّائِف وقَعَ فِي الحَديث هَكَذَا بالشكّ: خَطَبنا {بالنُّبَاءَة، أَو} بالنُّبَاوَة.
وأَبو نُبَيْئَة الهُذَلِيُّ شاعرٌ.
نبأ: {أنباء}: أخبار. {ويستنبئونك}: يستخبرونك.
(نبأ)
الشَّيْء نبئا ونبوءا ارْتَفع وَظهر وَمن أَرض إِلَى أَرض أُخْرَى خرج مِنْهَا إِلَيْهَا وعَلى الْقَوْم طلع عَلَيْهِم وهجم وَيُقَال نبأ نبئا ونبأة صات صَوتا خَفِيفا ونبأ الرجل نبأ أخبر
ن ب أ: (النَّبَأُ) الْخَبَرُ، يُقَالُ: (نَبَأَ) وَ (نَبَّأَ) وَ (أَنْبَأَ) أَيْ أَخْبَرَ وَمِنْهُ (النَّبِيُّ) لِأَنَّهُ أَنْبَأَ عَنِ اللَّهِ وَهُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ تَرَكُوا هَمْزَهُ كَالذُّرِّيَّةِ وَالْبَرِيَّةِ وَالْخَابِيَةِ إِلَّا أَهْلَ مَكَّةَ فَإِنَّهُمْ يَهْمِزُونَ الْأَرْبَعَةَ. قُلْتُ: وَتَمَامُ الْكَلَامِ فِي النَّبِيِّ مَذْكُورٌ فِي [ن ب ا] مِنَ الْمُعْتَلِّ. 
نبأ: النَّبَأُ مَهْمُوْزٌ: الخَبَرُ، أَنْبَأَه ونَبَّأَه: خَبَّرَه، واسْتَنْبَأْتُه، والجَمِيْعُ الأنْبَاءُ.
والنّابِئَةُ: الطّارِئَةُ تَنْبَأُ عليكَ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
وأَنْبَأَ: صَادَفَ نَبَأً.
والنَّبِيْءُ: مَنْ هَمَزَه من ذلك؛ لأنَّه أَنْبَأَ عن اللهِ تَبَارَكَ وتَعَالى، ومَنْ خَفَّفَه فهو من النَّبْوَةِ للمَكَانِ المُرْتَفِعِ.
والنَّبِيْءُ: التَّلُّ من الرَّمْلِ. والطَّرِيْقُ الواضِحُ يَأْخُذُ بكَ إلى حَيْثُ تُرِيْدُ.
والثَّوْرُ النّابِىءُ: الذي يَنْبَأُ من أرْضٍ إلى أرْضٍ.
والنَّبْأَةُ: صَوْتُ الكِلاَبِ، نَبَأَ به نَبْأً ونَبْأَةً.
والإِنْبَاءُ: أنْ يَرْمِيَ فلا يُنْفِذُ.
ونَابَأْتُ الرَّجُلَ: أي ذَاكَرْتُه ما في نَفْسِه ونَفْسي.
ن ب أ

أتاني نبأ من الأنباء، وأنبئت بكذا وكذا، ونبئت، واستنبأته: استخبرته، ونبّيء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واستنبيء. ورجل نابيء. وسيل نابيء: طارىء من حيث لا يدرى، وقد نبأ علينا وضبأ. وهل عندكم نابئة خبرٍ ومغرّبة خبرٍ وجائبة خبرٍ. وقال خنيش بن مالك:

فنفسك أحرز فإن الحتو ... ف ينبأن بالمرء في كلّ واد

وقال:

ألا فاسقياني وانفيا عنكما القذى ... وليس القذى بالعود يسقط في الخمر ولكن قذاها كل أشعث نابيء ... أتتنا به الأقدار من حيث لا ندري

وقال أبو النجم:

والنابيء العريض من جهالها

وسمعت نبأةً: صوتاً.
[نبأ] نه: فيه: قال لقائل يا "نبئ" الله: "لا تنبر" باسمي فإنما أنا نبي الله، هو بمعنى فاعل من النبأ: الخبر، لأنه أنبأ عن الله، ويجوز تخفيف همزته وتحقيقها، نبأ ونبأ وأنبأ، سيبويه: كل العرب يقول: تنبأ مسيلمة- بالهمزة، غير أنهم خففوا النبي كالذرية والبرية والخابية إلا أهل مكة فإنهم يهمزون هذه الثلاثة لا غيرها؛ الجوهري: نبأت عليهم- إذا طلعت عليهم، ونبأت من أرض- إذا خرجت منها، وأراده الأعرابي، لأنه خرج من مكة، فأنكر عليه الهمز لأنه ليس من لغة قريش، وقيل: هو مشتق من النباوة وهي الشيء المرتفع، ومن المهموز شعر ابن مرداس:
يا خاتم النباء إنك مرسل
ومن الأول ح: قلت: ورسولك الذي أرسلت، فرد وقال: ونبيك الذي أرسلت، وهذا ليختلف اللفظان ويجمع له الثناءين: النبوة والرسالة، والرسول أخص. جك وجه الرد أن فيه مدحًا بوصفين وفي المردود تكرير مدح بوصف، والنبي: المنبئ وإن لم يؤمر بالتبليغ، والرسول: المأمور به، وفيه حجة لمن منع نقل الحديث بالمعنى. ط: لا ونبيك الذي أرسلت، وقيل: لأن الرسول يدخل فيه جبرئيل، وقيل: رعاية للفظ الوارد لاحتمال خاصية فيه. ش: السمت والتؤدة والاقتصاد جزء من أربع وعشرني من "النبوة"، أي من شمائل الأنبياء عليهم السلام لأن النبوة لا يتجزأ ولا أن من جمعها يكون نبيًا. ج: وفيه: فسيكون لها "نبأ"، أي شأن يتحدث به الناس. غ: "عن "النبأ" العظيم" أي القرآن أو أمر القيامة. و""لتنبئنهم" بأمرهم" لتجازينهم بفعلهم، العرب في الوعيد: لأنبئنك ولأعرفنك.
نبأ
[النَّبَأُ] : خبر ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غَلَبَة ظنّ، ولا يقال للخبر في الأصل نَبَأٌ حتى يتضمّن هذه الأشياء الثّلاثة، وحقّ الخبر الذي يقال فيه نَبَأٌ أن يتعرّى عن الكذب، كالتّواتر، وخبر الله تعالى، وخبر النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولتضمُّن النَّبَإِ معنى الخبر يقال: أَنْبَأْتُهُ بكذا كقولك: أخبرته بكذا، ولتضمّنه معنى العلم قيل: أَنْبَأْتُهُ كذا، كقولك: أعلمته كذا . قال الله تعالى: قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ
[ص/ 67 68] ، وقال: عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ
[النبأ/ 1- 2] ، أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ [التغابن/ 5] ، وقال: تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ
[هود/ 49] ، وقال:
تِلْكَ الْقُرى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبائِها
[الأعراف/ 101] ، وقال: ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْقُرى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ [هود/ 100] ، وقوله:
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا
[الحجرات/ 6] فتنبيه أنه إذا كان الخبر شيئا عظيما له قدر فحقّه أن يتوقّف فيه، وإن علم وغلب صحّته على الظّنّ حتى يعاد النّظر فيه، ويتبين فضل تبيّن، يقال:
نَبَّأْتُهُ وأَنْبَأْتُهُ. قال تعالى: أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
[البقرة/ 31] ، وقال:
أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ
[البقرة/ 33] ، وقال: نَبَّأْتُكُما بِتَأْوِيلِهِ
[يوسف/ 37] ، وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ
[الحجر/ 51] ، وقال: أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ
[يونس/ 18] ، قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ [الرعد/ 33] ، وقال: نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ
[الأنعام/ 143] ، قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ [التوبة/ 94] . ونَبَّأْتُهُ أبلغ من أَنْبَأْتُهُ، فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[فصلت/ 50] ، يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ
[القيامة/ 13] ويدلّ على ذلك قوله: فَلَمَّا نَبَّأَها بِهِ قالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ
[التحريم/ 3] ولم يقل: أَنْبَأَنِي، بل عَدَلَ إلى «نَبَّأَ» الّذي هو أبلغُ تنبيهاً على تحقيقه وكونه من قِبَلِ الله. وكذا قوله: قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبارِكُمْ
[التوبة/ 94] ، فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
[المائدة/ 105] والنُّبُوَّةُ: سِفَارَةٌ بين الله وبين ذوي العقول من عباده لإزاحة عللهم في أمر مَعادِهم ومَعاشِهم. والنَّبِيُّ لكونه منبِّئا بما تسكن إليه العقول الذَّكيَّة، وهو يصحُّ أن يكون فعيلا بمعنى فاعل لقوله تعالى: نَبِّئْ عِبادِي
[الحجر/ 49] ، قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ
[آل عمران/ 15] ، وأن يكون بمعنى المفعول لقوله: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم/ 3] . وتَنَبَّأَ فلان: ادَّعى النُّبوَّة، وكان من حقّ لفظه في وضع اللّغة أن يصحّ استعماله في النبيِّ إذ هو مُطاوِعُ نَبَّأَ، كقوله: زَيَّنَهُ فَتَزَيَّنَ، وحَلَّاهُ فَتَحَلَّى، وجَمَّلَهُ فَتَجَمَّلَ، لكن لمَّا تُعُورِفَ فيمن يدَّعِي النُّبوَّةَ كَذِبا جُنِّبَ استعمالُه في المُحقِّ، ولم يُستعمَل إلّا في المُتقوِّل في دَعْواه. كقولك: تَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ، ويقال في تصغير نَبيء: مُسَيْلِمَة نُبَيِّئُ سَوْءٍ، تنبيهاً أنَّ أخباره ليست من أخبار الله تعالى، كما قال رجل سمع كلامه: والله ما خرج هذا الكلام من إلٍّ أي: اللهِ. والنَّبْأَة الصَّوْتُ الخَفِيُّ.

نجد

نجد: {النجدين}: طريقي الخير والشر.
(نجد) الْبَيْت زينه بستور وفرش والوسائد وَنَحْوهَا خاطها وعالجها وَيُقَال نجده الدَّهْر عجمه وَعلمه
(نجد)
الشَّيْء نجودا ارْتَفع وَالْأَمر وضح واستبان يُقَال نجد الطَّرِيق وَفُلَانًا نجدا أَعَانَهُ وَنَصره والعدو غَلبه وَالْأَمر فلَانا كربه

(نجد) الْعرق نجدا سَالَ وَالرجل عرق من عمل أَو كرب

(نجد) نجدة ونجادة شجع فَهُوَ نجد ونجد ونجيد وَالْأَمر نجودا وضح واستبان فَهُوَ ناجد ونجد
نجد قَالَ أَبُو عبيد: أرَاهُ أَرَادَ الحَلي المكلل بالفصوص وَأَصله من النجُود وكل شَيْء زخرفته بِشَيْء فقد نجدته. وَمِنْه تنجيد الْبيُوت بالثياب إِنَّمَا هُوَ تزيينها بهَا وَلِهَذَا سمي عَامل ذَلِك الشَّيْء نّجادا قَالَ ذُو الرمّة يصف الرياض يشبّهها بنجود الْبَيْت: [الْبَسِيط]

حَتَّى كَأَنَ رِيَاضَ القُفِّ ألْبَسَها ... من وَشْىِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وتنجيدُ

وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه لم يكره لَهَا أَن تَطوف بِالْبَيْتِ وَهِي لابسة الحلى أَلا ترَاهُ لم ينهها عَنهُ
ن ج د: (النَّجْدُ) مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ (نِجَادٌ) بِالْكَسْرِ وَ (نُجُودٌ) وَ (أَنْجُدٌ) . وَ (النَّجْدُ) الطَّرِيقُ الْمُرْتَفِعُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] أَيِ الطَّرِيقَيْنِ طَرِيقَ الْخَيْرِ وَطَرِيقَ الشَّرِّ. وَ (التَّنْجِيدُ) التَّزْيِينُ. وَ (النَّجَّادُ) بِوَزْنِ النَّجَّارِ الَّذِي يُعَالِجُ الْفُرُشَ وَالْوِسَادَ وَيَخِيطُهَا. وَ (نَجْدٌ) مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ وَهُوَ خِلَافُ الْغَوْرِ، فَالْغَوْرُ تِهَامَةُ وَكُلُّ مَا ارْتَفَعَ عَنْ تِهَامَةَ إِلَى أَرْضِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ، وَهُوَ مُذَّكَّرٌ. وَ (أَنْجَدَ) دَخَلَ فِي بِلَادٍ نَجْدٍ. وَ (اسْتَنْجَدَهُ فَأَنْجَدَهُ) أَيِ اسْتَعَانَ بِهِ فَأَعَانَهُ. وَ (النِّجَادُ) بِالْكَسْرِ حَمَائِلُ السَّيْفِ. 
نجد
النَّجْد: المكانُ الغليظُ الرّفيعُ، وقوله تعالى:
وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ
[البلد/ 10] فذلك مثلٌ لطريقَيِ الحقِّ والباطلِ في الاعتقاد، والصّدق والكذب في المقال، والجميل والقبيح في الفعال، وبيَّن أنه عرَّفهما كقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ الآية [الإنسان/ 3] ، والنَّجْدُ: اسم صقع، وأَنْجَدَهُ: قَصَدَهُ، ورجل نَجِدٌ ونَجِيدٌ ونَجْدٌ. أي:
قويٌّ شديدٌ بَيِّنُ النَّجدة، واسْتَنْجَدْتُهُ: طلبت نَجْدَتَهُ فَأَنْجَدَنِي. أي: أعانني بنَجْدَتِهِ. أي:
شَجَاعته وقوّته، وربما قيل اسْتَنْجَدَ فلانٌ. أي:
قَوِيَ، وقيل للمكروب والمغلوب: مَنْجُودٌ، كأنه ناله نَجْدَة. أي: شِدَّة، والنَّجْدُ: العَرَق، ونَجَدَهُ الدَّهر . أي: قَوَّاه وشدَّده، وذلك بما رأى فيه من التّجرِبَة، ومنه قيل: فلان ابنُ نَجْدَةِ كَذَا ، والنِّجَادُ: ما يُرْفَعُ به البيت، والنَّجَّادُ: مُتَّخِذُهُ، ونِجَادُ السَّيْف: ما يُرْفَع به من السَّيْر، والنَّاجُودُ: الرَّاوُوقُ، وهو شيءٌ يُعَلَّقُ فيُصَفَّى به الشَّرَابُ.
ن ج د : نَجَدْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَنْجَدْتُهُ أَعَنْتُهُ وَالنَّجْدَةُ الشَّجَاعَةُ وَالشِّدَّةُ وَجَمْعُهَا نَجَدَاتٌ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَنَجُدَ الرَّجُلُ فَهُوَ نَجِيدٌ مِثْلُ قَرُبَ فَهُوَ قَرِيبٌ إذَا كَانَ ذَا نَجْدَةٍ وَهِيَ الْبَأْسُ وَالشِّدَّةُ وَاسْتَنْجَدَهُ فَأَنْجَدَهُ سَأَلَهُ النَّجْدَةَ فَأَعَانَهُ بِهَا.

وَالنَّجْدُ مَا ارْتَفَعَ مِنْ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ نُجُودٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَبِالْوَاحِدِ سُمِّيَ بِلَادٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ دِيَارِ الْعَرَبِ مِمَّا يَلِي الْعِرَاقَ وَلَيْسَتْ مِنْ الْحِجَازِ وَإِنْ كَانَتْ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ قَالَ فِي التَّهْذِيبِ كُلُّ مَا وَرَاءَ الْخَنْدَقِ الَّذِي خَنْدَقَهُ كِسْرَى عَلَى سَوَادِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ إلَى أَنْ تَمِيلَ إلَى الْحَرَّةِ فَإِذَا مِلْتَ إلَيْهَا فَأَنْتَ فِي الْحِجَازِ.
وَقَالَ الصَّغَانِيّ: كُلُّ مَا ارْتَفَعَ مِنْ تِهَامَةَ إلَى أَرْضِ الْعِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ. 
ن ج د

نجد الرجل نجدة، ورجل نجد ونجد ونجيد ومناجد. وناجده: بارزه للقتال. وكان جباناً فاستنجد: صار نجيداً شجاعاً. وتقول معه أجناد، ورجال أنجاد. وهو منجود: مكروب. وتقول: عنده نصرة المجهود، وعصرة المنجود. واستنجدني فأنجدته. قال:

إذا استنجدتهم ودعوت بكراً ... لنصرتنا كسرت بهم همومي

وغار وأنجد. وسار ذكره في الأغوار والنّجاد والنجود. قال:

هن الغياث إذا تهولت السرى ... وإذا توقد في الناد الحزور

واحتبى بنجاده. وبيت منجد: مزين بنجوده وهي ستوره التي تشد على الحيطان. ورجل نجاد: يعالج الفرش والوسائد. وذفراه تنضح النجد: العرق، وقد نجد إذا عرق. وروّقوا الخمر في النّاجود وهو إناء تصفّى فيه. قال الأخطل:

كأنما المسك نهبى بين أرحلنا ... مما تضوّع من ناجودها الجاري

ومن المجاز: " هو طلاع أنجد ": ركّاب لصعاب الأمور. وهو محتب بنجاد الحلم. وفلان طويل النّجاد. ويقال: " هو ابن نجدتها " أي الجاهل بها خلاف قولهم: " هو ابن بجدتها " ذهاباً إلى ابن نجدة الحروري.
(نجد) - في حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أمَّا بَنو هاشِم فَأنجَادٌ " قال الأصمعى: رَجُلٌ نَجْد ونَجِدُ من شدَّةِ البَأس.
وقال غَيرُه: النَّجْدُ: ضِدّ البَليد، والأصْلُ فيهما واحدٌ.
أُخِذَ من نَجْدِ البِلَاد؛ وهو ما عَلا وارْتَفَع مِن الأَرضِ.
والنَّجدُ من الرِّجالِ: الرفيعِ العالى، والجَمْعُ: أنجَادٌ.
وقد نَجُدَ نَجدَةً ونجادَةً، ورَجُلٌ نَجْدٌ ونَجُدٌ ونَجِد ونَجيدٌ: شجاعُ، والجَمْعُ نُجُودٌ، ثم نُجُدٌ، ثم أنجَادٌ، جَمْعُ جَمْعِ الجَمْعِ. وجَمِعُ نجْدٍ نِجَادٌ، ثم نُجُدٌ ثم أنجَادٌ.
- في شِعْر حُميد بن ثورٍ :
* ونَجَدَ الماءُ الذي تَوَرَّدَا *
: أي سال العَرَقُ.
يُقالُ: نَجَدَ ينْجُدُ نجْدًا: عَرِقَ من عَمَل أوْ كَرْب، وتَورُّدُه: تَلَوُّنُه. شَبَّهَه بتلَوُّن السِّيدِ؛ وهو الذئبُ إذا تَوَرَّدَ فجاء مِن كُلّ وَجْهٍ.
- في حديث الشَّعْبِىّ : "بَين أَيديهم ناجُودٌ"
: - أي راوُوق؛ وهو كلّ إناءٍ يُجعَل فيه الشَّرابُ ، والخمر والزعفران، والدم. - في حديث قُسٍّ: "زُخْرِفَ ونُجِّد"
: أي زُيِّن.
نجد: نجد: أعان (فريتاج، محيط المحيط، معجم أبي الفداء).
نجد (بالتشديد): قوى (معجم الأسبانية 311) (فوك).
نجد: ندف، حلج نجد القطن: نظف القطن بالمندف (بوشر).
انجد: قوى (معجم الأسبانية 311) (فوك).
استنجد: طلب العون، استعان، استغاث: demander du secours a وكذلك استنجد ب (محيط المحيط، معجم أبي الفداء، المقري 1: 233).
استنجد: لم يستنجد لضده عباد في طلب رأس ابنه: أي لم يقدم عباد (أو يجسر) على طلب رأس ابنه من خصمه (عباد 3؛ 130).
نجد والجمع نجادة: (ديوان الهذليين 251 البيت 22).
نجدة: تستعمل الكلمة عند الحديث عن قدرة واستيعاب المنجد أو المرشد. (مولر).
نجدة: الجيوش التي تنجد المقاتلين (بوشر). (الاستشهاد الذي اقتبسه فريتاج من هاماكر -الواقدي- فتوح مصر غير صحيح) (انظر النويري أسبانيا 451، مملوك 2، 1، 124، 2).
نجدي: الحصان النجدي الذي تجتمع فيه أعلى خواص الحصان العربي (داسكرياك 311).
نجاد: قطعة من جلد الغنم تضم قوت المتسول السافر (ساندوفال 311).
نجادة: عملية الحلج (باين سميث 1250).
نجاد: نداف، حلاج (باين سميث 1250).
انجد: أكثر شجاعة (أماري 432: 10 إلا أن الملاحظة غير صحيحة لأن مخطوطة A ذكرت: في كانون فأنجد).
منجد: نداف، حلاج (وصف مصر، 18 القسم 2، 380).
منجد: صانع البرادع (او الرحال) أو طقم الفرس، رحله أو عدته أو طقم (زاملة) الدواب (بوشر).
مناجيد= مناجد: خلد أوربي، جلد، حيوان لبون يقتات بالحشرات ويحفر في الأرض وهو شبه أعمى جمعه مناجذ (بالذال) ويطلق الاسم على جلده أيضا (بدرون 99، 8، 10).
نجد رسل وَقَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث آخر عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه قَالَ: إِلَّا من أعطي فِي نجدتها ورسلها. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فنجدتها أَن تكْثر شحومها وتحسن حَتَّى يمْنَع ذَلِك صَاحبهَا أَن يَنْحَرهَا نفاسة بهَا فَصَارَ ذَلِك بِمَنْزِلَة السِّلَاح لَهَا تمْتَنع بِهِ من رَبهَا فَتلك نجدتها وَقد ذكرت ذَلِك الْعَرَب فِي أشعارها قَالَ النمر بن تولب: [الْكَامِل]

أيامَ لم تَأْخُذ إِلَيّ رِماحُها ... إبلي لِجِلَّتِها وَلَا أبكارها

فَجعل شحومها وحسنها رماحًا تمْتَنع بِهِ من أَن تنحر: وَقَالَ الفرزدق يذكر أَنه نحر إبِله: [الطَّوِيل]

فمكنت سَيفي من ذَوَات رماحها ... غشاشًا وَلم أحفل بكاء رعائيًا

غشاشًا - أَي على عجلة. وَأما قَوْله: رسلها - فَهُوَ أَن يُعْطِيهَا وَهُوَ أَن يهون عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا من الشحوم وَالْحسن مَا يبخل بهَا فَهُوَ يُعْطِيهَا رسلًا كَقَوْلِك: جَاءَ فلَان على رسله وَتكلم بِكَذَا وَكَذَا على رسله - أَي مستهينًا بِهِ. فَمَعْنَى الحَدِيث أَنه أَرَادَ من أَعْطَاهَا فِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ فِي النجدة وَالرسل - أَي على مشقة من النَّفس وعَلى طيب مِنْهَا وَهَذَا كَقَوْلِك: فِي الْعسر واليسر والمنشط وَالْمكْره. قَالَ أَبُو عبيد: وَقد ظن بعض النَّاس أَن الرُّسُل هَهُنَا اللَّبن وَقد علمنَا أَن الرُّسُل اللَّبن وَلَكِن لَيْسَ هَذَا فِي مَوْضِعه وَلَا معنى لَهُ [أَن -] يَقُول: فِي نجدتها ولبنها وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء. 24 / ب
[نجد] نه: في ح الزكاة: إلا من أعطى في "نجدتها" ورسلها، هي الشدة، وقيل: السمن- ومر في الراء. ومنه ح: إنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقيل: أرايتك "النجدة" تكون في الرجل؟ فقال: ليست لهما بعدل، هي الشجاعة، رجل نجد أي شديد البأس: ومنه ح علي: أما بنو هاشم "فأنجاد" أمجاد، أي أشداء شجعان، وقيل: أنجاد جمع الجمع كأنه جمع نجدًا على نجاد أو نجود ثم نجد ثم أنجاد، ولا حاجة إليه لأن أفعال في فعل وفعل مطرد، كأعضاد وأكتاف- ومر في مج. ش: النجدة- بفتح نون: الشجاعة، ومنه: ولا أنجد منه. ج: ومنه: حوله و"نجده"، أي قوته وشجاعته. نه: ومنه ح: وأما هذا الحي من همدان "فأنجاد" بسل. وح: تفاضلت فيها المجداء و"النجداء"، هما جمعا مجيد ونجيد بمعنى شريف وشجاع. وفيه: وكانت امرأة "نجودا"، أي ذات رأي كأنها تجهد رأيها في الأمور، من نجد- إذا جهد. وفيه: زوجي طويل "النجاد"، هو حمائل السيف، تريد طول قامته. ك: هو بكسر نون. نه: وفيه: جاءه رجل ليس كله من نجد ولا كله من تهامة ولكن بينهما- ومر في ت، والنجد: ما ارتفع من الأرض: غ: وجمعه نجاد. نه: وهو اسم خاص لما دون الحجاز مما يلي العراق. وفيه: وعليها "مناجد" من ذهب، هو حلي مكلل بالفصوص، وقيل: قلائد من لؤلؤ وذهب، جمع منجد من التنجيد: التزيين، بيت منجد، ونجوده: ستوره التي تعلق على حيطانه يزين بها. ومنه: زخرف و"نجد"، أي زين. وح: بعث إلى أم الدرداء "بأنجاد"، هي جمع نجد- بالحركة، وهو متاع البيت من فرش ونمارق وستور. ن: هو بفتح همزة. غ: "وهديناه "النجدين""، أي طريقي الخير والشر، أو هما الثديان، ورجل منجد- بالدال والذال- إذا جرب الأمور فعقل. نه: وفي ح زكاة الإبل: وعلى أكتافها أمثال "النواجد" شحمًا، هي طرائق الشحم، جمع ناجدة، سميت به لارتفاعها. وفيه: إنه أذن في قطع "المنجدة"، يعني من شجر الحرام، وهي عصا تساق بها الدواب وينفش بها الصوف. وفيه:
و"نجد" الماء الذي توردا
أي سال العرق، من نجد نجدًا- إذا عرق من عمل أو كرب، ونورده: تلونه. وفيه: وبين أيديهم "ناجود" خمر، هو كل إناء يجعل فيه الشراب، ويقال للخمر: ناجود.

نجد


نَجَدَ(n. ac.
نَجْد)
a. Helped, succoured.
b. Overcame, prevailed over.
c. [acc. & Fī], Exerted, exercised in.
d.(n. ac. نُجُوْد), Was clear, plain.
e. [Min], Came forth from.
f. Stayed, remained.
g. see (نَجِدَ) (a).
نَجِدَ(n. ac. نَجَد)
a. Sweated, perspired.
b. Was stupid, dull; was weary.
c. [ & pass.], Was grieved, distressed.
نَجُدَ(n. ac. نَجْدَة
نَجَاْدَة)
a. Was brave, courageous.
b. Was frightened.

نَجَّدَa. Furnished (house).
b. Beat (cotton).
c. Gave experience to (time).
d. Ran.

نَاْجَدَa. see I (a)b. Fought.

أَنْجَدَa. see I (a)
& (نَجِدَ) (a).
c. Was high, lofty.
d. Came to Nejd.
e. Accepted, complied with (invitation).
f. Became clear (sky).
تَنَجَّدَa. see IV (c)b. Swore a great oath.

إِسْتَنْجَدَ
a. [acc. & Bi
or
'Ala], Asked help of.
b. Recovered strength.
c. ['Ala], Returned to the attack against.
نَجْد
(pl.
نُجُد
أَنْجِدَة
أَنْجُد نِجَاْد
نُجُوْد
أَنْجَاْد)
a. High-land; plateau, table-land; mountain-road.
b. Nejd.
c. Skilful guide.
d. (pl.
نِجَاْد
نُجُوْد
27), Furniture; carpets, cushions.
e. A certain tree.
f. Victory.
g. Treeless region.
h. Teat, pap.
i. see 1t (d) & 5
(a).
نَجْدَة
(pl.
نَجَدَات)
a. Courage, valour.
b. Vigour, energy; strenuousness; fortitude.
c. Fight, combat.
d. Distress, affliction.
e. Terror, dismay.
f. Help, assistance.
g. (pl.
نِجَاْد), Small sheep.
نَجْدِيّa. Of Nejd.
b. Male partridge.

نِجْدَةa. see 1t (d)
نَجَدa. Sweat.
b. Stupidity.
c. Lassitude.
d. Stammer; lisp.
e. see 1t (d)
نَجِد
(pl.
أَنْجَاْد)
a. Brave, valiant.
b. Sweating.

نَجُدa. see 1 (b) & 5
(a).
مِنْجَد
(pl.
مَنَاْجِدُ)
a. Necklace, ornament.
b. Cord.
c. A small mountain.

مِنْجَدَة
(pl.
مَنَاْجِدُ)
a. Stick, staff.

نَاْجِد
(pl.
نَوَاْجِدُ)
a. Stupid, stolid.
b. Stammerer; lisper.
c. Active, energetic; expert.
d. see 5 (b)e. [art.], The star γ in
Orion.
نَجَاْدَةa. see 1t (a)
نِجَاْدa. Shoulder-belt, swordbelt.

نِجَاْدَةa. Upholstery; mattress-making.

نَجِيْد
(pl.
نُجُد نُجَدَآءُ)
a. see 5 (a) (b).
c. Sad, grieved.
d. [art.], Lion.
نَجُوْد
(pl.
نُجُد)
a. Handsome.
b. Intelligent (woman).
c. Spirited; strong (camel).
d. Long-necked; tall.
e. see 25 (c)
نَجَّاْدa. Upholsterer; mattress-maker.
b. see 21 (c)
نَاْجُوْد
(pl.
نَوَاْجِيْدُ)
a. Wine.
b. Wine-cup; wine-jar.
c. Blood.
d. Saffron.

نَوَاْجِدُa. Streaks of fat.

مَنَاْجِدُa. Moles (animals).
مِنْجَاْد
(pl.
مَنَاْجِيْدُ)
a. Strong; strenuous.

N. P.
نَجڤدَa. Overcome, overpowered.
b. see 5 (b)نَاْجِد
(a) &
نَجِيْد
(c).
N. Ag.
نَجَّدَa. see 28 (a)
N. P.
نَجَّدَa. see 21 (c)
N. Ag.
نَاْجَدَa. Fighter, combatant.
b. Protector, champion.

أَنْجُدَان
P.
a. Silphium.

طَوِيْل النِّجَاد
a. Tall.

نِجَاد
a. or
هُوَ طَلَّاع أَنْجُد He is very
expert.
(ن ج د) : (النَّجْدَةُ) الشَّجَاعَةُ وَأَنْجَدَهُ أَعَانَهُ وَاسْتَنْجَدَهُ اسْتَعَانَهُ (وَفِي الْحَدِيثِ) «نِعْمَ الْمَالُ أَرْبَعُونَ وَالْكُثْرُ سِتُّونَ وَالْوَيْلُ لِأَصْحَابِ الْمِئِينَ إلَّا مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا وَأَطْرَقَ فَحْلَهَا وَأَفْقَرَ ظَهْرَهَا وَأَطْعَمَ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ نَجْدَتُهَا أَنْ تَكْثُرَ شُحُومُهَا حَتَّى يَمْنَعَ ذَلِكَ صَاحِبَهَا أَنْ يَنْحَرَهَا نَفَاسَةً بِهَا فَصَارَ ذَلِكَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَاعَةِ لَهَا تَمْتَنِعُ بِذَلِكَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنْ أَمْثَالِهِمْ أَخَذَتْ الْإِبِلُ أَسْلِحَتَهَا وَتَتَرَّسَتْ بِتِرَسَتِهَا وَقَالَتْ لَيْلَى الْأَخْيَلِيَّةُ
وَلَا تَأْخُذْ الْكُومَ الصَّفَا يَا سِلَاحَهَا ... لِتَوْبَةٍ فِي نَحْسِ الشِّتَاءِ الصَّنَابِرِ
قَالَ وَرِسْلُهَا أَنْ لَا يَكُونَ لَهَا سِمَنٌ فَيَهُونُ عَلَيْهِ إعْطَاؤُهَا فَهُوَ يُعْطِيهَا عَلَى رِسْلِهِ أَيْ مُسْتَهِينًا بِهَا وَقِيلَ النَّجْدَةُ الْمَكْرُوهُ وَالْمَشَقَّةُ يُقَالُ لَاقَى فُلَانٌ نَجْدَةً وَرَجُلٌ مَنْجُودٌ مَكْرُوبٌ وَالرِّسْلُ السُّهُولَةُ مِنْ قَوْلِهِمْ عَلَى رِسْلِكَ أَيْ عَلَى هَيْنَتِكَ أَرَادَ إلَّا مَنْ أَعْطَى عَلَى كُرْهِ النَّفْسِ وَمَشَقَّتِهَا وَعَلَى طِيبٍ مِنْهَا وَسُهُولَةٍ وَهَذَا قَرِيبٌ مِنْ الْأَوَّلِ وَأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو الْمَرَّارُ
لَهُمْ إبِلٌ لَا مِنْ دِيَاتٍ وَلَمْ تَكُنْ ... مُهُورًا وَلَا مِنْ مَكْسَبٍ غَيْرِ طَائِلِ
مُخَيَّسَةٌ فِي كُلِّ رِسْلٍ وَنَجْدَةٍ ... وَقَدْ عُرِفَتْ أَلْوَانُهَا فِي الْمَعَاقِلِ
وَفَسَّرَ الرِّسْلَ بِالْخِصْبِ وَالنَّجْدَةَ بِالشِّدَّةِ وَقَدْ رَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - التَّفْسِيرَ مَوْصُولًا بِالْحَدِيثِ قَالَ «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَنَجْدَتُهَا عُسْرُهَا وَرِسْلُهَا يُسْرُهَا» (وَالْإِفْقَازُ) الْإِعَارَةُ لِلرُّكُوبِ وَإِطْرَاقُ الْفَحْلِ إعَارَتُهُ لِيَطْرُقَ إبِلَهُ أَيْ لِيَنْزُوَ عَلَيْهَا وَالْقَانِعُ السَّائِلُ وَالْمُعْتَرُّ الَّذِي يَتَعَرَّضُ لِلسُّؤَالِ وَلَا يَسْأَلُ وَالتَّنْجِيدُ التَّزْيِينُ وَيُقَالُ نَجَّدْتُ الْبَيْتَ إذَا بَسَطْتُهُ بِثِيَابٍ مُوَشَّاةٍ (وَنُجُودُ الْبَيْتِ) سُتُورُهُ الَّتِي تُشَدُّ عَلَى حِيطَانِهِ يُزَيَّنُ بِهَا (وَالنَّاجُودُ) مِنْ أَوَانِي الْخَمْرِ.
[نجد] النَجْدُ: ما ارتفع من الأرض، والجمع نِجادٌ ونُجودٌ وأنْجُدٌ. ومنه قولهم: فلان طَلاَّعُ أنْجُدٍ، وطلاّع الثنايا، إذا كان سامياً لمعالي الأمور. قال الشاعر حميد بن أبي شِحاذِ الضّبّي . وقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دون هَمِّهِ * وقد كان لولا القل طَلاّعَ أنْجُدِ - وقال آخر : يَغدو أمامَهُمُ في كلِّ مَرْبأةٍ * طلاّعِ أنْجِدَةٍ في كَشْحِهِ هضَمُ - وهو جمع نُجود، جمع الجمع. والنَجْدُ: الطريق المرتفع . وقال الشاعر امرؤ القيس: غَداةَ غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ * وآخرُ منهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ - والنَجْدُ: ما يُنجَّدُ به البيتُ من المتاع، أي يزيَّنُ، والجمع نجود، عن أبى عبيد. والتنجيد: التزيين قال ذو الرمّة: حتَّى كأنَّ رِياضَ القُفِّ ألْبَسَها * من وَشي عَبْقَرَ تجليلٌ وتنجيدُ - والنَجَّادُ: الذي يعالج الفرش والوسادة ويخيطهما. ورجل منجذ بالذال والدال جميعاً، أي مجرَّبٌ قد نَجَّدَه الدهر، أي جُرِّب وعرف. ونَجْدٌ من بلاد العرب، وهو خلاف الغَوْرِ. والغَوْرُ: تِهامة. وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد، وهو مذكر. وأنشد ثعلب : ذرانيَ من نَجْدٍ فإنَّ سنينهُ * لَعِبْنَ بنا شيباً وشَيَّبْننا مُرْدا - وتقول: أنْجَدْنا، أي أخذنا في بلاد نَجْدٍ. وفي المثل: " أنْجَدَ من رأى حَضَناً "، وذلك إذا عاد من الغَوْرِ. وحضن: اسم جبل. وأنجده فلان الدعوةَ. واسْتَنْجَدَني فأنْجَدْتُهُ، أي استعان بي فأعَنْتُهُ. واسْتَنْجَدَ فلانٌ: قَويَ بعد ضعفٍ. واستَنْجَدَ على فلانٍ، إذا اجترأ عليه بعد هَيبة. ويقال أيضاً: رجلٌ نَجْدٌ في الحاجة إذا كان ناجياً فيها، أي سريعاً. والنَجدة: الشجاعةُ. تقول منه: نَجُدَ الرجل بالضم، فهو نَجِدٌ ونَجُدٌ ونجيد . وجمع نَجِدٍ أنجاد مثل يقظ وأيقاظ. وجمع نجيد نجد ونجداء. ورجلٌ ذو نَجْدَةٍ، أي ذو بأسٍ. ولاقى فلان نَجْدَةً، أي شدَّةً. أبو عبيدة: نَجَدْتُ الرجلَ أنجده: غلبته. وأنجدته: أعنته. وناجدته مُناجَدَةً مثله. ورجل مُناجِدٌ، أي مقاتلٌ. الأصمعي: نَجِدَ الرجلُ بالكسر يَنْجَدُ نَجَداً، أي عرق من عمل أو كرب. والنَجَدُ: العَرَقُ. قال النابغة: يَظَلُّ من خَوفِه المَلاَّحُ معتصماً * بالخَيْزُرانةِ بعد الأينِ والنَجَدِ - والمَنْجودُ: المكروب. وقد نُجِدَ نَجْداً، فهو منجودٌ ونَجيدٌ. قال: والنَجودُ من حُمُر الوحش: التي لا تحمل، ويقال: هي الطويلة المشرفة، والجمع نجد. وعاصم بن أبى النجود، من القراء. والنجاد: حمائل السيف. والناجودُ: كلُّ إناءٍ يُجعَلُ فيه الشراب من جفنة وغيرها. والنجدات: صنف من الخوارج، وهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي.
نجد
نجَدَ1 يَنجُد، نُجُودًا، فهو ناجِد
• نجَد الشّيءُ: ارتفَع. 

نجَدَ2 يَنجُد، نجْدًا، فهو ناجِد، والمفعول مَنْجود
• نجَد فلانًا: أعانه، ونصَره "نجَد ملهوفًا". 

أنجدَ يُنجد، إنجَادًا، فهو مُنجِد، والمفعول مُنجَد (للمتعدِّي)
• أنجدَ المكانُ: نجَد، ارتفع.
• أنجد الشَّخصُ: دخل بلادَ نجْد.
• أنجد فلانًا: نجَده، أغاثه، أعانه ونصره "تدابير مُنجِدة- مُنجد الضُّعفاء". 

استنجدَ/ استنجدَ بـ يستنجد، استِنجادًا، فهو مُستنجِد، والمفعول مُستنجَد
• استنجد فلانًا/ استنجد بفلان: طلب منه النّجدة، استعان به "استنجد جارَه- استنجد بصديقه- استنجدتِ الحكومةُ بقوّات الطوارئ". 

نجَّدَ ينجِّد، تنجِيدًا، فهو مُنجِّد، والمفعول مُنجَّد
• نجَّد البيتَ: زيَّنه بستور وفُرُش.
• نجَّد الوسائدَ ونحوَها: خاطها بعد معالجتها بالحَشْو "قماش التّنْجِيد" ° نجَّده الدّهرُ: علّمه، ودرَّبه. 

تنْجيد [مفرد]:
1 - مصدر نجَّدَ.
2 - حِرْفة أو صِناعة المنجِّد. 

مِنْجَدة [مفرد]: ج مَنَاجِدُ:
1 - اسم آلة من نجَدَ1: عُودٌ يُنْفَش به الصُّوفُ، أو القطنُ "نَفَش المنجِّدُ بالمنجدة".
2 - عصا خفيفة تحثّ بها الدابةَ على السير. 

نِجاد [مفرد]: حمالة السيف ° هو طويلُ النِّجاد: طويل القامة. 

نُجادة [مفرد]: ما تطاير من القطن أو الصوف عند التنجيد "ملأت النُّجادةُ المكانَ". 

نِجادَة [مفرد]: حرفة المنجِّد، صناعة مفروشات الأثاث. 

نَجْد [مفرد]: ج أنْجاد (لغير المصدر {ونِجَاد} لغير
 المصدر) ونُجُود (لغير المصدر):
1 - مصدر نجَدَ2 ° هو جَلْدٌ نَجْدٌ: عَوْنٌ.
2 - ما ارتفع من الأرض وصَلُب.
3 - طريق واضح متَّصل " {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ".
• النَّجْدان: طريق الخير وطريق الشرّ. 

نَجْدة [مفرد]: ج نَجَدات ونَجْدات:
1 - اسم مرَّة من نجَدَ2.
2 - إسعاف، إغاثة سريعة "النجدة! النجدة! - نجدات عسكريّة" ° شرطة النَّجْدة/ بوليس النَّجْدة: فرقة بوليسيّة سريعة التنقُّل مجهزة بأجهزة لاسلكيّة تقوم بإغاثة الناس بأقصى سرعة ممكنة.
3 - شجاعة، شدَّة. 

نُجود [مفرد]: مصدر نجَدَ1. 
(ن ج د)

النَّجْد من الأَرْض: مَا أشرف واستوى.

وَالْجمع: أنْجُد، وأنجاد، ونِجاد، ونُجُود، ونُجُد الْأَخِيرَة عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

لمَا رَأَيْت فِجاجَ البِيد قد وَضَحَت ... ولاح من نُجُد عادِيّةٌ حُصُرُ

وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فِي عانةٍ بجنُوب السِّيّ مَشْرَبها ... غَوْر ومَصْدَرها عَن مَائِهَا نُجُدُ

قَالَ الْأَخْفَش: نُجُدٌ لُغَة هُذَيْل خَاصَّة، يُرِيدُونَ نَجْدا. ويروى: " نُجُد " جمع نَجْدا على نُجُد بعد أَن جعل كل جُزْء مِنْهُ نَجدا هَذَا إِذا عَنى نَجْدا العَلَمىّ، وَإِن عَنى نَجْدا من الأنجاد فَغَوْرٌ: جنس أَيْضا.

وَإنَّهُ لطلاَّع أنْجُدٍ: أَي ضَابِط للأمور غَالب لَهَا، قَالَ:

قد يَقْصُر القُلُّ الفَتَى دون همّه ... وَقد كَانَ لَوْلَا القُلُّ طَلاَّعَ أنْجُدِ وَكَذَلِكَ: طلاَّع نِجاد، وطلاَّع النّجاد، وطلاع أنجِدة، جمع نِجاد الَّذِي هُوَ جمع نَجْد، قَالَ:

يَغْدُو أمامهم فِي كل مَرْبأة ... طَلاَّعُ أنْجِدة فِي كَشْحِه هَضَمُ

والنَّجْد: مَا خَالف الغَوْر. وَالْجمع: نُجُود.

ونَجْد، من بِلَاد الْعَرَب: مَا كَانَ فَوق الْعَالِيَة، والعالية: مَا كَانَ فَوق نجد أَرض تهَامَة، إِلَى مَا وَرَاء مَكَّة، فَمَا كَانَ دون ذَلِك إِلَى أَرض الْعرَاق فَهُوَ نَجْد.

وَيُقَال لَهُ أَيْضا: النَّجْد، والنَّجُدُ؛ لِأَنَّهُ فِي الأَصْل صفة، قَالَ المَرّارالفَقْعَسيّ:

إِذا تَرَكَتْ وَحْشيَّةُ النَّجْد لم يكن ... لعينيك مِمَّا تشكوان طَبِيب

وروى بَيت أبي ذُؤَيْب:

فِي عانة بجنوب السِّيّ مَشْرَبها ... غَوْرٌ ومَصْدَرها عَن مَائِهَا النَّجُدُ

وَقد تقدم أَن الرِّوَايَة: نَجُدُ، وَأَنَّهَا هُذَليَّة. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا استنصلَ الهيفُ السَّفَى بَرَّحت بِهِ ... عِرَاقيَّةُ الأقياظ نَجْدُ المراتع

إِنَّمَا أَرَادَ جمع نَجْدىّ، فَحذف يَاء النّسَب فِي الْجمع كَمَا قَالُوا فِي جمعه: زنج. وَكَذَلِكَ: رومى وروم، حَكَاهَا الْفَارِسِي.

وَقَالَ اللحياني: فلَان من أهل نَجْد، فَإِذا أدخلُوا الْألف وَاللَّام قَالُوا: النُّجَد، قَالَ: ونرى أَنه جمع نَجْد.

وأنْجَد الْقَوْم: أَتَوا نَجْدا.

وأنجدوا من تهَامَة إِلَى نَجْد: ذَهَبُوا، قَالَ جرير:

يَا أمَّ حَزْرة مَا رَأينَا مثلكُمْ ... فِي المُنْجدين وَلَا بغَور الغائر وأنْجَدَ: خرج إِلَى بِلَاد نجد، هَذِه عَن اللحياني.

وأنجد الشَّيْء: ارْتَفع، وَعَلِيهِ وَجه الْفَارِسِي رِوَايَة من روى قَول الْأَعْشَى:

نَبِيٌّ يرى مَا لَا ترَوْنَ وَذكره ... أغار لعمري فِي الْبِلَاد وأنجدَا

فَقَالَ: أغار: ذهب فِي الأَرْض، وأنجد: ارْتَفع، وَلَا يكون " أنجد " فِي هَذِه الرِّوَايَة: أَخذ فِي نَجْد؛ لِأَن الْأَخْذ فِي نَجْد إِنَّمَا يعادل بِالْأَخْذِ فِي الْغَوْر وَذَلِكَ لتقابلهما، وَلَيْسَت أغار من الْغَوْر؛ لِأَن ذَلِك إِنَّمَا يُقَال فِيهِ غَار: أَي أَتَى الْغَوْر، وَإِنَّمَا يكون التقابل فِي قَول جرير:

فِي المنجدين وَلَا بَغْور الغائر

والنَّجُود من الْإِبِل: الَّتِي لَا تبرك إِلَّا على مُرْتَفع من الأَرْض.

والنَّجْد: الطَّرِيق الْمُرْتَفع الْبَين الْوَاضِح، قَالَ:

غَدَاة غَدَوْا فسالِكٌ بَطْنَ نخلةٍ ... وآخَرُ مِنْهُم قاطعٌ نجد كَبْكَبِ

وَفِي التَّنْزِيل: (وَهَديناه النَّجْدَين) أَي: طَرِيق الْخَيْر وَطَرِيق الشَّرّ.

ونَجَدَ الأمرُ يَنْجُدُ نُجُودا، وَهُوَ نَجْد: وَضَح.

ونَجَدَ الطَّرِيق يَنْجُد نُجُودا: كَذَلِك.

وَدَلِيل نَجْد: هاد ماهر.

وَأَعْطَاهُ الأَرْض بِمَا نَجَد مِنْهَا: أَي بِمَا خرج.

والنَّجْد: مَا يُنَجَّد بِهِ الْبَيْت من الْبسط والوسائد والفرش.

وَالْجمع: نُجُود، ونِجَاد.

وَقد نَجَّد الْبَيْت، قَالَ ذُو الرمة:

حَتَّى كَأَن رِيَاضَ القُفّ ألبْسها ... من وَشْى عَبْقَرَ تجليلُ وتنجيدُ

والنَّجود: الَّذِي يعالج النُّجُود بالنَّفْض والبسط والحشو والتنضيد. والمَنَاجِد: حلي مكلل بجوهر بعضه على بعض مزين، وَفِي الحَدِيث: " أَنه رأى امْرَأَة عَلَيْهَا مَنَاجِد من ذب فَنَهَاهَا عَن ذَلِك ".

والنَّجُود من الأُتن وَالْإِبِل: الطَّوِيلَة الْعُنُق.

وَقيل: هِيَ من الأتن خَاصَّة: الَّتِي لَا تحمل.

والنَّجُود من الْإِبِل: المِغزار.

وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة النَّفس.

وناجدَتِ الْإِبِل: غزرت وَكثر لَبنهَا، وَالْإِبِل حِينَئِذٍ بكاء، وَعبر الْفَارِسِي عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ نَحْو الممالح.

وَرجل نَجْد، ونَجِد، ونَجُد، ونَجِيد: شُجَاع مَاض فِيمَا يعجز عَنهُ غَيره.

وَقيل: هُوَ الشَّديد الْبَأْس.

وَقيل هُوَ السَّرِيع الْإِجَابَة إِلَى مَا دعِي إِلَيْهِ، خيرا كَانَ أَو شرا.

وَالْجمع: أنجاد. وَلَا يتوهمن أنجاد جمع نَجيد، كنصير وأنصار، قِيَاسا على أَن " فَعْلا " و" فَعُلا " لَا يكسران لقلتهما فِي الصّفة، وَإِنَّمَا قياسهما الْوَاو وَالنُّون، فَلَا تحسبن ذَلِك؛ لِأَن سِيبَوَيْهٍ قد نَص على أَن أنجادا جمع نَجْد ونَجُد.

وَقد نَجُد نَجادَة.

وَالِاسْم: النَّجْدة.

والنَّجْدة، أَيْضا: الْقِتَال والشدة.

والمُناجِد: الْمقَاتل.

والمُنَجَّد: الَّذِي قد جرب الْأُمُور وقاسها فعقلها، لُغَة فِي المنجَّذ.

ونَجَّده الدَّهْر: عجمه وَعلمه، والذال أَعلَى.

واستنجده فأنجده: استغاثه فأغاثه.

وَرجل مِنجاد: نصور، هَذِه عَن اللحياني.

والإنجاد: الْإِعَانَة.

واستنجده: استعانه.

وأنجده: اعانه. وأنجده عَلَيْهِ: كَذَلِك أَيْضا.

ورَجُل مِنْجاد: مِعْوان.

وأنجده الدعْوَة: اجابها.

واستَنجد فلَان بفلان: ضرى بِهِ واجترأ عَلَيْهِ بعد هيبته إِيَّاه.

والنَّجَد: الْعرق من عمل أَو كرب أَو غَيره.

نَجِد يَنْجِد، ويَنْجُد، الْأَخير نَادِر.

وَرجل نَجِدٌ: عَرِقٌ، وَأما قَوْله:

إِذا نضخت بِالْمَاءِ وازداد فَوْرُها ... نجا وهْو مكروبٌ من الغَمّ ناجد

فَإِنَّهُ أشْبع الفتحة اضطرارا، كَقَوْلِه:

فَأَنت من الغوائل حِين تُرْمَى ... وَمن ذَمّ الرِّجَال بمنتزاح

وَقيل: هُوَ على فَعِلْ، كعمل فَهُوَ عَامل.

والنَّجْدة: الْفَزع والهول.

وَقد نُجِدَ.

والمنجود: المكروب، قَالَ أَبُو زبيد يرثي ابْن أُخْته، وَكَانَ مَاتَ عطشا فِي طَرِيق مَكَّة:

صاديا يستغيثُ غيْرَ مُغاثٍ ... وَلَقَد كَانَ عُصْرة المنجود

والمنجود: الْهَالِك.

والنَّجْدة: الثّقل والشدة، وَلَا يَعْنِي بِهِ شدَّة النَّفس، إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ شدَّة الْأَمر عَلَيْهِ قَالَ طرفَة:

تحسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدةً ... يَا لَقومي للشَّباب المُسْبَكِرّ

ونَجَد الرجل يَنْجُده نَجْداً: غَلبه. والنّجِاد: مَا وَقع على العاتق من حمائل السَّيْف.

وأنجد الرجل: قرب من أَهله. هَذِه عَن اللحياني.

والنّاُجود: الباطِيَة.

وَقيل: هِيَ كل إِنَاء تجْعَل فِيهِ الْخمر من باطية أَو جَفْنَة أَو غَيرهَا.

وَقيل: هِيَ الكأس بِعَينهَا.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: النّاجود: أول مَا يخرج من الْخمر إِذا بُزِل عَنْهَا الزِّقُّ، واحتجّ بقول الأخطل:

كَأَنَّمَا المِسْك نُهْبَى بَين أرحُلِنا ... مِمَّا تضوَّع من ناجودها الْجَارِي

وَاحْتج عَلَيْهِ بقول عَلْقَمَة:

ظَلَّت تُرقرق فِي النّاجُودِ يُصْفِقُها ... وليدُ أعجم بالكَتَّان مَلْثوم

يُصفقها: يحولها من إِنَاء إِلَى إِنَاء لتصفو.

والنَّجْد: شجر يشبه الشُّبْرم فِي لَونه ونبته وشوكه.

والنَّجْدُ: مَكَان لَا شجر فِيهِ.

وَفُلَان من أهل النَّجْد: ي من أهل الْبَادِيَة، طلاهما عَن كرَاع.

والمِنْجَدة: عَصا يساق بهَا الدَّوَابّ وتحث على السّير، وَفِي الحَدِيث: " أذن فِي قطع المِنْجَدة " يَعْنِي: من شجر الْحرم، حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

وناجِد ونَجْد، ونُجَيْد، ومُنَاجد، ونَجْدة: أَسمَاء.

والنَّجَدات: من الحَروريَّة، ينسبون إِلَى نَجْدة ابْن عَامر رجل مِنْهُم.

نجد: النَّجْدُ من الأَرض: قِفافُها وصَلاَبَتُها

(* قوله «قفافها

وصلابتها» كذا في الأصل ومعجم ياقوت أَيضاً والذي لأبي الفداء في تقويم

البلدان قفافها وصلابها.) وما غَلُظَ منها وأَشرَفَ وارتَفَعَ واستَوى، والجمع

أَنْجُدٌ وأَنجادٌ ونِجاد ونُجُودٌ ونُجُدٌ؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

لَمَّا رَأَيْتُ فِجاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ،

ولاحَ مِنْ نُجُدٍ عادِيةً حُصُرُ

ولا يكون النِّجادُ إِلا قُفّاً أَو صَلابة من الأَرض في ارْتِفاعٍ مثل

الجبل معترضاً بين يديك يردُّ طرفك عما وراءه، ويقال: اعْملُ هاتيك

النِّجاد وهذاك النِّجاد، يوحد؛ وأَنشد:

رَمَيْنَ بالطَّرْفِ النِّجادَ الأَبْعَدا

قال: وليس بالشديد الارتفاع. وفي حديث أَبي هريرة في زكاةِ الإِبل: وعلى

أَكتافها أَمْثالُ النّواجِدِ شَحْماً؛ هي طرائقُ الشحْمِ، واحِدتُها

ناجِدةٌ، سميت بذلك لارتفاعها؛ وقول أَبي ذؤَيب:

في عانةٍ بِجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها

غَوْرٌ، ومَصْدَرُها عن مائِها نُجُد

قال الأَخفش: نُجُدٌ لغة هذيل خاصّة يريدون نَجْداً. ويروى النُّجُدُ،

جَمَع نَجْداً على نُجُدٍ، جعل كل جزء منه نَجْداً، قال: هذا إِذا عنى

نَجْداً العَلَمي، وإن عنى نَجْداً من الأَنجاد فغَوْرُ نَجْد أَيضاً،

والغور هو تِهامة، وما ارتفع عن تِهامة إِلى أَرض العراق، فهو نجد، فهي تَرْعى

بنجد وتشرب بِتِهامة، وهو مذكر؛ وأَنشد ثعلب:

ذَرانيَ مِنْ نَجْدٍ، فإنَّ سِنِينَه

لَعِبْنَ بِنا شِيباً، وشَيَّبْنَنا مُرْدا

ومنه قولهم: طَلاَّع أَنْجُد أَي ضابطٌ للأُمور غالب لها؛ قال حميد بن

أَبي شِحاذٍ الضَّبِّي وقيل هو لخالدِ بن عَلْقَمةَ الدَّارمي:

فقد يَقْصُرُ القُلُّ الفَتى دونَ هَمِّه،

وقد كانَ، لَوْلا القُلُّ، طَلاَّعَ أَنجُدِ

يقول: قد يَقْصُرُ الفَقْرُ عن سَجِيَّتِه من السخاء فلا يَجِدُ ما

يَسْخُو به، ولولا فقره لسَما وارتفع؛ وكذلك طَلاَّعُ نجاد وطَلاَّع النَّجاد

وطلاَّع أَنجِدةٍ، جمع نِجاد الذي هو جمعُ نَجْد؛ قال زياد بن مُنْقِذ

في معنى أَنْجِدةٍ بمعنى أَنْجُدٍ يصف أَصحاباً له كان يصحبهم مسروراً:

كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمائِلُه،

جَمِّ الرَّمادِ إِذا ما أَخْمَدَ البَرِمُ

غَمْرِ النَّدى، لا يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُه

إِلاّ غَدا، وهو سامي الطّرْفِ مُبْتَسِمُ

يَغْدُو أَمامَهُمُ في كُلِّ مَرْبأَةٍ،

طَلاْعِ أَنْجِدةٍ، في كَشْحِه هَضَمُ

ومعنى يَثْمُدُه: يُلِحُّ عليه فَيُبْرِزُه. قال ابن بري: وأَنجِدةٌ من

الجموع الشاذة، ومثله نَدًى وأَنْدِيةٌ ورَحًى وأَرْحِيةٌ، وقياسها نِداء

ورِحاء، وكذلك أَنجِدةٌ قياسها نِجادٌ. والمَرْبَأَةُ: المكان المرتفع

يكون فيه الرَّبِيئة؛ قال الجوهري: وهو جمعُ نُجُود جَمْعَ الجمْعِ؛ قال

ابن بري: وهذا وهم من الجوهري وصوابه أَن يقول جمع نِجادٍ لأَن فِعالاً

يُجْمَعُ أَفْعِلة. قال الجوهري: يقال فلان طَلاَّعُ أَنْجُد وطلاَّع

الثَّنايا إِذا كان سامِياً لِمَعالي الأُمور؛ وأَنشد بيت حميد بن أَبي شِحاذٍ

الضَّبِّيّ:

وقد كان لَوْلا القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُد

والأَنْجُدُ: جمعُ النَّجْد، وهو الطريق في الجبل. والنَّجْدُ: ما خالف

الغَوْر، والجمع نجود. ونجدٌ: من بلاد العرب ما كان فوق العاليةِ

والعاليةُ ما كان فوق نَجْدٍ إِلى أَرض تِهامةَ إِلى ما وراء مكة، فما كان دون

ذلك إِلى أَرض العراق، فهو نجد. وقال له أَيضاً النَّجْدُ والنُّجُدُ

لأَنه في الأَصل صفة؛ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ:

إِذا تُرِكَتْ وَحْشِيّةُ النَّجْدِ، لم يَكُنْ،

لِعَيْنَيْكَ مِمَّا تَشْكُوانِ، طَبيبُ

وروي بيت أَبي ذؤَيب:

في عانة بَجَنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُها

غَوْرٌ، ومَصْدَرُها عن مائِها النُّجُد

وقد تقدم أَن الرواية ومصدرُها عن مائِها نُجُدُ وأَنها هذلية.

وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوة، وروى الأَزهري بسنده عن الأَصمعي قال: سمعت

الأَعراب يقولون: إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً، وعَجْلَزٌ فوق

القَرْيَتَيْنِ، فَقَدْ أَنْجَدْتَ، فإِذا أَنجدْتَ عن ثَنايا ذاتِ عِرْق،

فقد أَتْهَمْتَ، فإِذا عَرَضَتْ لك الحِرارُ بنَجْد، قيل: ذلك الحجاز. وروى

عن ابن السكيت قال: ما ارتفع من بطن الرُّمّةِ، والرُّمّةُ واد معلوم،

فهو نجد إِلى ثنايا ذات عِرْق. قال: وسمعت الباهلي يقول: كلُّ ما وراء

الخنْدق الذي خَنْدَقَه كسرى على سواد العراق، فهو نجد إِلى أَن تميل إِلى

الحَرّةِ فإِذا مِلْت إِليها، فأَنت في الحِجاز؛ شمر: إِذا جاوزت

عُذَيْباً إِلى أَن تجاوز فَيْدَ وما يليها. ابن الأَعرابي: نجد ما بين العُذَيْب

إِلى ذات عِرق وإِلى اليمامة وإِلى اليمن وإِلى جبل طَيّء، ومن

المِرْبَدِ إِلى وجْرَة، وذات عِرْق أَوّلُ تِهامةَ إِلى البحرِ وجُدَّةَ.

والمدينةُ: لا تهاميةٌ ولا نجديةٌ، وإِنها حجازٌ فوق الغَوْر ودون نجد، وإِنها

جَلْسٌ لارتفاعها عن الغَوْر. الباهلي: كلُّ ما وراءَ الخندقِ على سواد

العراق، فهو نجد، والغَوْرُ كلُّ ما انحدر سيله مغرِبيّاً، وما أَسفل منها

مشرقيّاً فهو نَجْدٌ، وتِهامةُ ما بين ذات عِرْق إِلى مرحلتين من وراء

مكة، وما وراء ذلك من المغرب، فهو غور، وما وراء ذلك من مَهَبّ الجَنُوب،

فهو السَّراةُ إِلى تُخُوم اليمن. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَنه جاءه رجل وبِكَفِّه وضَحٌ، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: انظُرْ

بطن واد لا مُنْجِد ولا مُتْهِم، فَتَمعَّكْ فيه، ففعل فلم يزد شيئاً

حتى مات؛ قوله لا مُنْجِد ولا مُتْهِم لم يرد أَنه ليس من نجد ولا من

تِهامةَ ولكنه أَراد حدّاً بينهما، فليس ذلك الموضعُ من نجد كلُّه ولا من

تِهامة كلُّه، ولكنه تَهامٍ مُنْجِدٌ؛ قال ابن الأَثير: أَراد موضعاً ذا

حَدٍّ من نجد وحدّ من تهامة فليس كله من هذه ولا من هذه. ونجدٌ: اسم خاصٌّ

لما دون الحجاز مما يَلي العِراق؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا استَنْصَلَ الهَيْفُ السَّفى، بَرَّحَتْ به

عِراقِيّةُ الأَقْياظِ، نَجْدُ المَراتِعِ

قال ابن سيده: إِنما أَراد جمع نَجْدِيٍّ فحذف ياء النسَب في الجمع كما

قالوا زِنْجِيٌّ ثم قالوا في جمعه زِنْج، وكذلك رُومِيٌّ ورُومٌ؛ حكاها

الفارسي. وقال اللحياني: فلان من أَهل نجد فإِذا أَدخلوا الأَلف واللام

قالوا النُّجُد، قال: ونرى أَنه جمع نَجْدٍ؛ والإِنجادُ: الأَخْذُ في بلاد

نجد. وأَنجدَ القومُ: أَتوا نجداً؛ وأنجدوا من تهامة إِلى نجد: ذهبوا؛

قال جرير:

يا أُمَّ حَزْرةَ، ما رأَيْنا مِثْلَكُم

في المُنْجِدينَ، ولا بِغَوْرِ الغائِر

وأنْجَدَ: خرج إِلى بلاد نجد؛ رواها ابن سيده عن اللحياني. الصحاح:

وتقول أَنْجَدْنا أَي أَخذنا في بلاد نجد. وفي المثل: أَنْجَدَ من رأَى

حَضَناً وذلك إِذا علا من الغَوْر، وحَضَنٌ اسم جبل. وأَنْجَد الشيءُ: ارتفع؛

قال ابن سيده: وعليه وجه الفارسي رواية من روى قول الأَعشى:

نَبيٌّ يَرى ما لا تَروْنَ، وذِكْرُه

أَغارَ لَعَمْري في البِلادِ، وأَنْجَدا

فقال: أَغار ذهب في الأَرض. وأَنجد: ارتفع؛ قال: ولا يكون أَنجد إِنما

يُعادَلُ بالأَخذ في الغور، وذلك لتقابلهما، وليست أَغارَ من الغور لأَن

ذلك إِنما يقال فيه غارَ أَي أَتى الغَوْر؛ قال وإِنما يكون التقابل في

قول جرير:

في المُنْجدينَ ولا بغَوْر الغائر

والنَّجُودُ من الإِبل: التي لا تَبْرُك إِلا على مرتفع من الأَرض.

والنَّجْدُ: الطريق المرتفع البَيّنُ الواضح؛ قال امرؤ القيس:

غَداةَ غَدَوْا فَسالِكٌ بَطْنَ نَخْلةٍ،

وآخَرُ منهم قاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ

قال الأَصمعي: هي نُجُود عدّة: فمنها نَجْد كبكب، ونَجْد مَريع، ونَجْدُ

خال؛ قال: ونجد كبكب طريقٌ بِكَبْكَبٍ، وهو الجبل الأَحمر الذي تجعله في

ظهرك إِذا وقفت بعرفة؛ قال وقول الشماخ:

أَقُولُ، وأَهْلي بالجَنابِ وأَهْلُها

بِنَجْدَيْنِ: لا تَبْعَدْ نوىً أُمّ حَشْرَجِ

قال بنَجْدَيْنِ موضع يقال له نَجْدا مَرِيع، وقال: فلان من أَهل نجد.

قال: وفي لغة هذيل والحجاز من أَهل النُّجُد. وفي التنزيل العزيز: وهديناه

النَّجْدين؛ أَي طَرِيقَ الخير وطريقَ الشرّ، وقيل: النجدين الطريقين

الواضحين. والنَّجد: المرتفع من الأَرض، فالمعنى أَلم نعرّفه طريق الخير

والشر بيِّنَين كبيان الطريقين العاليين؟ وقيل: النجدين الثَّدْيَيْنِ.

ونَجُدَ الأَمْرُ ينْجُد نُجُوداً، وهو نَجْدٌ وناجِدٌ: وضَحَ واستبان؛ وقال

أُمية:

تَرَى فيه أَنْباءَ القُرونِ التي مَضَتْ،

وأَخْبارَ غَيْبٍ في القيامةِ تَنْجُد

ونجَدَ الطرِيق ينْجُد نُجُوداً: كذلك. ودليلٌ نَجْدٌ: هادٍ ماهِرٌ.

وأَعطاه الأَرض بما نَجَدَ منها أَي بما خرج. والنَّجْدُ: ما يُنَضَّدُ به

البيت من البُسُط والوسائِد والفُرُشِ، والجمع نُجُود ونِجادٌ؛ وقيل: ما

يُنَجَّدُ به البيت من المتاع أَي يُزَيَّن؛ وقد نَجَّدَ البيت؛ قال ذو

الرمة:

حتى كأَنَّ رِياضَ القُفِّ أَلبَسَها،

مِن وَشْيِ عَبْقر، تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ

أَبو الهيثم: النَّجَّاد الذي يُنَجِّدُ البيوتَ والفُرُشَ والبُسُط.

وفي الصحاح: النجَّاد الذي يعالج الفرش والوِسادَ ويَخِيطُها. والنُّجُود:

هي الثياب التي تُنَجَّدُ بها البيوت فتلبس حيطانها وتُبْسَطُ. قال:

ونَجَّدْتُ البيتَ بسطته بثياب مَوْشِيَّة. والتَّنْجِيد: التَّزْيِينُ. وفي

حديث عبد الملك: أَنه بعث إِلى أُمّ الدرداء بأَنْجادٍ من عنده؛

الأَنْجادُجمع نَجَدٍ، بالتحريك، وهو متاع البيت من فُرُش ونَمارِقَ وستُور؛ ابن

سيده: والنَّجُود الذي يعالج النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْط والحشْوِ

والتَّنْضِيدِ. وبيت مُنَجَّد إِذا كان مزيناً بالثياب والفُرش، ونُجُوده

ستوره التي تعلق على حِيطانِه يُزَين بها. وفي حديث قُسّ: زُخْرِف ونُجِّدَ

أَي زُيِّنَ.

وقال شمر: أَغرب ما جاء في النَّجُود ما جاء في حديث الشُّورَى: وكانت

امرأَةً نَجُوداً، يريد ذاتَ رَأْي كأَنها التي تَجْهَدُ رأْيها في

الأُمور. يقال: نجد نجداً أَي جَهَدَ جَهْداً.

والمَنَاجِدُ: حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بجواهِرَ بعضه على بعض مُزَيَّن. وفي

الحديث: أَنه رأَى امرأَة تَطُوفُ بالبيت عليها

(* قوله «امرأة تطوف بالبيت

عليها» في النهاية امرأة شيرة عليها، وشيرة، بشد الياء مكسورة، أي حسنة

الشارة والهيئة.) مَناجِدُ من ذهب فنهاها عن ذلك؛ قال أَبو عبيدة: أَراد

بالمناجد الحَلْيَ المُكَلَّلَ بالفصوص وأَصله من تنجيد البيت، واحدها

مِنْجَد وهي قَلائِدُ من لُؤْلُؤ وذهَب أَو قَرَنْفُلٍ، ويكون عرضها شبراً

تأْخذ ما بين العنق إِلى أَسفل الثديين، سميت مَناجِدَ لأَنها تقع على

موضع نِجاد السيف من الرجل وهي حَمائِلُه.

والنَّجُود من الأُتُن والإِبِل: الطويلةُ العُنُقِ، وقيل: هي من الأُتن

خاصة التي لا تَحْمِل. قال شمر: هذا منكر والصواب ما روي في الأَجناس

عنه: النَّجُودُ الطويلة من الحُمُر. وروي عن الأَصمعي: أُخِذَتِ النَّجود

من النَّجْد أَي هي مرتفعة عظيمة، وقيل: النجود المتقدمة، ويقال للناقة

إِذا كانت ماضية: نَجُود؛ قال أَبو ذؤيب:

فَرَمَى فأَنْفَذَ من نَجُودٍ عائِطِ

قال شمر: وهذا التفسير في النَّجُود صحيح والذي رُوي في باب حمر الوحْشِ

وهَم. والنَّجُود من الإِبل: المِغْزارُ، وقيل: هي الشديدة النَّفْس.

وناقة نَجُود، وهي تُناجِدُ الإِبلَ فَتَغْزُرُهُنَّ. الصحاح: والنَّجُود

من حُمُر الوحش التي لا تحمل، ويقال: هي الطويلة المشرفة، والجمع نُجُد.

وناجَدَتِ الإِبِلُ: غَزُرَتْ وكَثُر لبنها، والإِبلُ حينئذ بِكاءٌ

غَوازِرُ، وعبر الفارسي عنها فقال: هي نحو المُمانِحِ. وفي حديث النبي، صلى

الله عليه وسلم، في حديث الزكاة حين ذَكَرَ الإِبل وَوَطْأَها يومَ

القيامة صاحِبَها الذي لم يُؤَدِّ زكاتها فقال: إِلاَّ مَنْ أَعْطَى في

نَجْدَتِها ورِسْلِها؛ قال: النَّجْدَةُ الشِّدَّةُ، وقيل: السِّمَنُ؛ قال أَبو

عبيدة: نجدتها أَن تكثر شحومها حتى يمنعَ ذلك صاحِبَها أَن ينحرها نفاسة

بها، فذلك بمنزلة السلاح لها من ربها تمتنع به، قال: ورِسْلُها أَن لا

يكون لها سِمَن فيَهُونَ عليه إِعطاو ها فهو يعطيها على رِسْلِه أَي

مُسْتَهيناً بها، وكأَنَّ معناه أَن يعطيها على مشقة من النفس وعلى طيب منها؛

ابن الأَعرابي: في رِسْلِها أَي بطيب نفس منه؛ ابن الأَعرابي: في رِسْلِها

أَي بطيب نفس منه؛ قال الأَزهري: فكأَنّ قوله في نَجْدتِها معناه أَن لا

تطِيبَ نفسُه بإِعطائها ويشتد عليه ذلك؛ وقال المرّار يصف الإِبل وفسره

أَبو عمرو:

لهمْ إِبِلٌ لا مِنْ دياتٍ، ولم تَكُنْ

مُهُوراً، ولا مِن مَكْسَبٍ غيرِ طائِلِ

مُخَيَّسَةٌ في كلِّ رِسْلٍ ونَجْدةٍ،

وقد عُرِفَتْ أَلوانُها في المَعاقِلِ

الرِّسْل: الخِصْب. والنجدة: الشدة. وقال أَبو سعيد في قوله: في

نَجْدتها ما ينوب أَهلها مما يشق عليه من المغارم والديات فهذه نجدة على صاحبها.

والرسل: ما دون ذلك من النجدة وهو أَن يعقر هذا ويمنح هذا وما أَشبهه

دون النجدة؛ وأَنشد لطرفة يصف جارية:

تَحْسَبُ الطَّرْفَ عليها نَجْدَةً،

يا لَقَوْمي للشَّبابِ المُسْبَكِرْ

يقول: شق عليها النظرُ لنَعْمتها فهي ساجيةُ الطرْف. وفي الحديث عن أَبي

هريرة: أَنه سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من صاحب إِبِل

لا يؤَدِّي حقَّها في نَجْدتها ورِسْلِها ـ وقد قال رسول الله، صلى الله

عليه وسلم: نَجْدتُها ورِسْلُها عُسْرُها ويُسْرُها ـ إِلا بَرَزَ لها

بِقاعٍ قَرْقَرٍ تَطَؤه بأَخْفافِها، كلما جازت عليه أُخْراها أُعِيدَتْ

عليه أُولاها في يوم كان مقدارُه خمسين أَلف سنة حتى يُقْضَى بين الناس،

فقيل لأَبي هريرة: فما حق الإِبِل؟ فقال: تُعْطِي الكرِيمةَ وتَمْنَعُ

الغَزيرةَ

(* قوله «وتمنع الغزيرة» كذا بالأصل تمنع بالعين المهملة ولعله

تمنح بالحاء المهملة) وتُفْقِرُ الظهر وتُطْرِقُ الفَحْل. قال أَبو منصور

هنا: وقد رويت هذا الحديث بسنده لتفسير النبي، صلى الله عليه وسلم،

نَجْدَتَها ورِسْلَها، قال: وهو قريب مما فسره أَبو سعيد؛ قال محمد بن المكرم:

انظر إِلى ما في هذا الكلام من عدم الاحتفال بالنطق وقلة المبالاة

بإِطلاق اللفظ، وهو لو قال إِن تفسير أَبي سعيد قريب مما فسره النبي، صلى الله

عليه وسلم، كان فيه ما فيه فلا سيما والقول بالعكس؛ وقول صخر الغيّ:

لوْ أَنَّ قَوْمي مِن قُرَيْمٍ رَجْلا،

لَمَنَعُوني نَجْدَةً أَو رِسْلا

أَي لمنعوني بأَمر شديد أَو بأَمر هَيِّنٍ.

ورجلٌ نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجياً فيها سريعاً.

والنَّجْدة: الشجاعة، تقول منه: نَجُد الرجلُ، بالضم، فهو نَجِدٌ

ونَجُدٌ ونَجِيدٌ، وجمع نَجَِد أَنجاد مثل يَقَِظٍ وأَيْقاظٍ وجمع نَجِيد نُجُد

ونُجَداء. ابن سيده: ورجُل نَجْدٌ ونَجِدٌ ونَجُد ونَجِيدٌ شجاع ماض

فيما يَعْجِزُ عنه غيره، وقيل: هو الشديد البأْس، وقيل: هو السريع الإِجابة

إِلى ما دُعِيَ إِليه خيراً كان أَو شرًّا، والجمع أَنْجاد. قال: ولا

يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجاد جمع نجيد كَنَصيرٍ وأَنْصار قياساً على أَن فعْلاً

وفِعَالاً

(* قوله «على ان فعلاً وفعالاً» كذا بالأصل بهذا الضبط ولعل

المناسب على أن فعلاً وفعلاً كرجل وكتف لا يكسران أَي على أفعال، وقوله

لقلتهما في الصفة لعل المناسب لقلته أي أَفعال في الصفة لأنه إنما ينقاس في

الاسم) لا يُكَسَّران لقلتهما في الصفة، وإِنما قياسهما الواو والنون فلا

تحسَبَنّ ذلك لأَن سيبويه قد نص على أَن أَنْجاداً جمع نَجُد ونَجِد؛ وقد

نَجُدَ نَجَادة، والاسم النَّجْدَة. واسْتَنْجَد الرجلُ إِذا قوي بعد

ضعف أَو مَرَض. ويقال للرجل إِذا ضَرِيَ بالرجل واجترأَ عليه بعد

هَيْبَتِه: قد اسْتَنْجَدَ عليه. والنَّجْدَةُ أَيضاً: القِتال والشِّدَّة.

والمُناجِدُ: المقاتل. ويقال: ناجَدْت فلاناً إِذا بارزتَه لقِتال.

والمُنَجَّدُ: الذي قد جرّب الأُمور وقاسَها فَعَقَلَها، لغة في المُنَجَّذِ.

ونَجَّده الدهر: عجَمَه وعَلَّمَه، قال: والذال المعجمة أَعلى. ورجل مُنَجَّد،

بالدال والذال جميعاً، أَي مُجَرَّب قد نَجَّده الدهر إِذا جرّب وعَرَفَ.

وقد نَجَّدتْه بعدي أُمور. ورجل نَجِدٌ: بَيِّنُ النَّجَد، وهو البأْس

والنُّصْرة وكذلك النَّجْدة. ورجل نَجْد في الحاجة إِذا كان ناجحاً فيها

ناجِياً. ورجل ذو نَجْدة أَي ذو بأْس. ولاقَى فلان نَجْدة أَي شِدَّة. وفي

الحديث: أَنه ذَكَر قارئَ القرآن وصاحِبَ الصَّدَقة، فقال رجل: يا رسول

الله أَرأَيتَكَ النَّجْدة: الشجاعة. ورجل نَجُدٌ ونَجِد أَي شديد

البأْس. وفي حديث عليّ، رضوان الله عليه: أَما بنو هاشم فأَنْجادٌ أَمْجَاد

أَي أَشِداء شُجْعان؛ وقيل: أَنْجاد جمع الجمع كأَنه جمع نَجُداً

(* قوله

«كأنه جمع نجداً» إِلى قوله قال ابن الأثير كذا في النهاية) على نِجاد أَو

نُجُود ثم نُجُدٍ ثم أَنجادٍ؛ قاله أَبو موسى؛ قال ابن الأَثير: ولا

حاجة إِلى ذلك لأَن أَفعالاً في فَعُل وفَعِل مُطَّرِد

(* قوله «لأن

أَفعالاً في فعل وفعل مطرد» فيه أن اطراده في خصوص الاسم وما هنا من الصفة) نحو

عَضُد وأَعْضاد وكَتِف وأَكْتاف؛ ومنه حديث خَيْفان: وأَما هذا الحي من

هَمْدان فأَنْجَاد بُسْل. وفي حديث عليّ: مَحاسِنُ الأُمور التي

تَفَاضلَتْ فيها المُجَداء والنُّجَداء، جمع مجيد ونجِيد، فالمجيد الشريف،

والنَّجِيد الشجاع، فعيل بمعنى فاعل. واسَتَنْجَده فأَنْجَدَهُ: استغاثه

فأَغاثه. ورجل مِنْجادٌ: نَصُور؛ هذه عن اللحياني. والإِنجاد: الإِعانة.

واسْتَنْجَده: استعانه. وأَنْجَدَه: أَعانه؛ وأَنْجَده عليه: كذلك أَيضاً؛

وناجَدْتُه مُناجَدةً: مثله. ورجل مُناجِد أَي مقاتل. ورجل مِنْجادٌ:

مِعْوانٌ. وأَنْجَدَ فلان الدَّعْوةَ: أَجابها. المحكم: وأَنْجَدَه الدَّعْوَةَ

أَجابها

(* قوله «وأنجده الدعوة أجابها» كذا في الأصل).

واسْتَنْجَد فلان بفلان: ضَرِيَ به واجترأَ عليه بعد هَيْبَتِه إِياه.

والنَّجَدُ: العَرَق من عَمَل أَو كَرْب أَو غيره؛ قال النابغة:

يَظَلُّ مِنْ خَوْفِه المَلاَّحُ مُعْتَصِماً

بالخَيْزُرانةِ، بَعْدَ الأَيْن والنَّجَد

وقد نَجِدَ يَنْجَدُ ويَنْجُدُ نَجْداً، الأَخيرة نادرة، إِذا عَرِقَ من

عَمَل أَو كَرْب. وقد نُجِدَ عَرَقاً، فهو منْجُود إِذا سال.

والمنْجُود: المكروب. وقد نُجِد نَجْداً، فهو منْجُودٌ ونَجِيدٌ، ورجل نَجِدٌ:

عَرِقٌ؛ فأَما قوله:

إِذا نَضَخَتْ بالماءِ وازْدادَ فَوْرُها

نَجا، وهو مَكْرُوبٌ منَ الغَمِّ ناجِدُ

فإِنه أَشبع الفتحة اضطراراً كقوله:

فأَنتَ منَ الغَوائِلِ حينَ تُرْمَى،

ومِنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتزاحِ

وقيل: هو على فَعِلَ كَعَمِلَ، فهو عامِلٌ؛ وفي شعر حميد بن ثور:

ونَجِدَ الماءُ الذي تَوَرَّدا

أَي سالَ العَرَقُ. وتَوَرُّدُه: تَلَوُّنه. ويقال: نَجِدَ يَنْجَدُ

إِذا بَلُدَ وأَعْيَا، فهو ناجد ومنْجُود. والنَّجْدة: الفَزَعُ والهَوْلُ؛

وقد نَجُد. والمنْجُود: المَكْرُوبُ؛ قال أَبو زبيد يرثي ابن أُخته وكان

مات عطشاً في طريق مكة:

صادِياً يَسْتَغِيثُ غَيرَ مُغاثٍ،

ولَقَدْ كانَ عُصْرَةَ المنْجُودِ

يريد المَغْلُوب المُعْيا والمَنْجُود الهالك. والنَّجْدةُ: الثِّقَلُ

والشِّدَّةُ لا يُعْنَى به شدةُ النَّفْس إِنما يُعْنى به شدة الأَمر

عليه؛ وأَنشد بيت طرفة:

تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْها نَجْدَةً

ونَجَدَ الرجُلَ يَنْجُدُه نَجْداً: غَلَبَه.

والنِّجادُ: ما وقع على العاتق من حَمائِلِ السيْفِ، وفي الصحاح: حمائل

السيف، ولم يخصص. وفي حديث أُمّ زرع: زَوْجِي طَوِيلُ النِّجاد؛

النِّجاد: حمائِلُ السيف، تريد طول قامته فإِنها إِذا طالتْ طالَ نِجادُه، وهو من

أَحسن الكنايات؛ وقول مهلهل:

تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأُمِنْتُه،

وإِنَّ جَدِيراً أَن يَكُونَ ويكذبا

تَنَجَّدَ أَي حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظَةً. وأَنْجَدَ الرجلُ: قَرُبَ من

أَهله؛ حكاها ابن سيده عن اللحياني.

والنَّاجُودُ: الباطية، وقيل: هي كل إِناءٍ يجعل فيه الخمر من باطية أَو

جَفْنةٍ أَو غيرها، وقيل: هي الكَأْسُ بعينها. أَبو عبيد: الناجود كل

إِناءٍ يجعل فيه الشراب من جَفْنة أَو غيرها. الليث: الناجُودُ هو

الرّاوُوقُ نَفْسُه. وفي حديث الشعبي: اجتمع شَرْبٌ من أَهل الأَنبار وبين

أَيديهم ناجُودُ خَمْرٍ أَي راوُوقٌ، ويقال للخمر: ناجود. وقال الأَصمعي:

النَّاجُودُ أَول ما يخرج من الخمر إِذا بُزِلَ عنها الدنُّ، واحتج بقول

الأَخطل:

كأَنَّما المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنا،

مِمَّا تَضَوَّعَ مِنْ ناجُودِها الجاري

فاحتج عليه بقول علقمة:

ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ في الناجُودِ، يُصْفِقُها

وَلِيدُ أَعْجَمَ بالكَتَّانِ مَلْثُومُ

يُصْفِقُها: يُحَوِّلُها من إِناءٍ إِلى إِناء لِتَصْفُوَ. الأَصمعي:

الناجُودُ الدَّمُ. والناجودُ: الزعفران. والناجودُ: الخَمْرُ، وقيل: الخمر

الجَيِّدُ، وهو مذكر؛ وأَنشد:

تَمَشَّى بَيْننا ناجُودُ خَمْر

اللحياني: لاقَى فُلانٌ نَجْدَةً أَي شِدّة، قال: وليس من شدة النفس

ولكنه من الأَمر الشديد.

والنَّجْد: شجر يشبه الشُّبْرُمَ في لَوْنِه ونَبْتِه وشوكه.

والنَّجْدُ: مكان لا شجر فيه.

والمِنجَدَةُ: عَصاً تُساقُ بها الدواب وتُحَثُّ على السير ويُنْفَشُ

بها الصّوفُ. وفي الحديث: أَنه أَذن في قَطْعِ المِنْجَدةِ، يعني من شجر

الحَرَمِ، هو من ذلك.

وناجِدٌ ونَجْدٌ ونُجَيْدٌ ومِناجِدٌ ونَجْدَةُ: أَسماء. والنَّجَداتُ:

قوم من الخوارج من الحَرُورِيَّة ينسبون إِلى نَجْدة بنِ عامِرٍ

الحَرُوريّ الحَنَفِيّ، رجل منهم، يقال: هؤلاء النجَداتُ. والنَّجَدِيَّة: قوم من

الحرورية. وعاصِمُ بن أَبي النَّجُودِ: من القُرّاء.

نجد
: (النَّجْدُ: مَا أَشْرَفَ من الأَرضِ) وارتَفَعَ واسْتَوَى وصَلُب وغَلُظَ، (ج أَنْجُدٌ) جمع قِلّة كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، (وأَنْجَادٌ) ، قَالَ شَيخنَا: وَقد أَسْلَفْنا غيرَ مَرَّةٍ أَن فَعْلاً بِالْفَتْح لَا يُجْمَع على أَفْعَالٍ إِلاَّ فِي ثلاثةِ أَفْعَالٍ مَرَّت لَيْسَ هاذا مِنْهَا؛ (ونِجَادٌ) بِالْكَسْرِ، (ونُجُود ونُجُدٌ) بضمهما، الأَخيرة عَن ابْن الأَعرابيّ وأَنشد:
لَمَّا رَأَيْتُ فِجَاجَ البِيدِ قَدْ وَضَحَتْ
وَلاَحَ مِنْ نُجُدٍ عَادِيَّةٌ حُصُرُ
وَلَا يكون النِّجَادُ إِلاَّ قُفًّا مثل الجَبلِ مُعْتَرِضاً بَين يَدَيْكَ يَرُدُّ طَرْفَك عَمَّا وراءَه، وَيُقَال: اعْلُ هاتِيكَ النِّجادَ وَهَا ذَاك النِّجادَ، يُوَحّد وأَنشد:
رَمَيْنَ بِالطَّرْفِ النِّجَادَ الأَبْعَدَا
قَالَ: وَلَيْسَ بالشدِيدِ الِارْتفَاع، (وجَمْعُ النُّجُودِ) ، بِالضَّمِّ، (أَنْجِدَةٌ) أَي أَنه جَمْعُ الجَمْعِ، وهاكذا قَول الجوهريّ، وَقَالَ ابْن بَرِّيّ: وَهُوَ وَهَمٌ، وَصَوَابه أَن يَقُول: جَمْع نِجَادٍ، لأَن فِعَالاً يُجمع على أَفْعِلة، نَحْو حِمَار وأَحْمِرَة، قَالَ: وَلَا يُجْمَع فُعُول على أَفْعِلَة، وَقَالَ: هُوَ من الجموع الشاذَّة وَمثله نَدًى وأَنحدِيَة ورَحاً وأَرْحِيَة، وقياسهما نِدَاءٌ ورِحَاءٌ، وكذالك أَنْجِدَة قياسُها نِجَادٌ.
(و) النَّجْدُ: (الطَّرِيقُ الواضِحُ) 
البَيِّنُ (المُرْتَفِعُ) من الأَرْض. (و) النَّجْدُ (: مَا خَالَف الغَوْرَ، أَي تِهَامَةَ) .
ونَجْدٌ من بِلَاد العربِ مَا كَانَ فَوق (العالِيَةِ والعالِيَةُ مَا كَانَ فَوق) نَجْدٍ إِلى أَرض تِهَامَةَ إِلى مَا وَرَاءَ مَكَّةَ فَمَا دُونَ ذَلِك إِلى أَرْضِ العِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ، (وتُضَمُّ جِيمُه) قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فِي عَانَةٍ بِجُنُوبِ السِّيِّ مَشْرَبُهَا
غَوْرٌ ومَصْدَرُهَا عَنْ مَائِهَا نُجُدُ
قَالَ الأَخفش: نُجُدٌ، لُغَة هُذَيْل خاصَّة، يُرِيد نَجْداً، ويروى (النُّجُد، جَمَعَ نَجْداً عَلَى) نُجُدٍ بضمّتين، جَعَل كُلَّ جُزْءٍ مِنْه نَجْداً، قَالَ: هاذا إِذا عَنَى نَجْداً العَلَمَي، وإِن عَنَى نَجْداً مِن الأَنْجَاد فَغَوْرُ نَجْدٍ أَيضاً، وَهُوَ (مُذَكَّرٌ) . أَنشد ثَعْلَب:
ذَرَانِيَ مِنْ نَجْدٍ فَابنَّ سِنِينَهُ
لَعِبْنَ بِنَا شِيباً وشَيَّبْنَنَا مُرْدَا
وَقيل: حَدُّ نَجْدٍ هُوَ اسمٌ للأَرض الأَرِيضة الَّتِي (أَعْلاَهُ تِهَامَةُ واليَمَنُ، وأَسفَلَهُ العِرَاقُ والشَّامُ) ، والغَوْرُ هُوَ تهَامَة، وَمَا ارتَفَعَ عَن تِهَامَةَ إِلى أَرْضِ العِرَاق فَهُوَ نَجْدٌ وتَشْرَبُ بِتِهامَة (وأَوَّلُه) أَي النَّجْد (مِنْ جِهَةِ الحِجَاز ذَاتُ عِرْقٍ) . وروى الأَزهريُّ بِسَنَدِهِ عَن الأَصمعيِّ قَالَ: سمِعتُ الأَعراب يَقُولُونَ: إِذا خَلَّفْتَ عَجْلَزاً مُصْعِداً وعَجْلَزٌ فَوق القَرْيَتَيْنِ فقد أَنْجَدْتَ. فإِذا أَنْجَدْتَ عَن ثَنَايا ذتِ عِرْقٍ فقد أَتْهَمْتَ، فإِذا عَرَضَتْ لَك الحِرَارُ بِنَجْدٍ قيل: ذالك الحِجَازُ، ورُويَ عَن ابنِ السِّكّيت قَالَ: مَا ارتفَعَ مِن بَطْنِ الرُّمَّة (والرُّمَّةُ وادٍ مَعْلُوم) فَهُوَ نَجْدٌ إِلى ثَنَايَا ذاتِ عِرْق، قَالَ: وسمعتُ الباهِلِيّ يَقُول: كُلُّ مَا وراءع الخَنْدَقِ اذي خَنْدَقَه كِسْرَى على سَوَادِ العِرَاقِ فَهُوَ نَجْدٌ ابلى أَن تَمِيلَ إِلى الحَرَّةِ، فإِذا مِلْتَ إِليها فأَنْتَ بالحِجَازِ. (شَمِرٌ: إِذا جاوزتَ عُذَيْباً إِلى أَن تجَاوز فَيْدَ وَمَا يَليهَا) وَعَن ابْن الأَعرابيّ نَجْدٌ مَا بَيْنَ العُذَيْبِ إِلى ذاتِ عِرْقٍ، وإِلى اليَمَامَةِ وإِلى اليَمَنِ، وإِلى جَبَلَيْ طَيِّىءٍ، وَمن المِرْبَدِ إِلى وَجْرَةَ، وذاتُ عِرْقٍ أَوّلُ تِهَامَةَ إِلى البَحْرِ وجُدَّةَ. والمدينةُ لَا تِهَامِيَّةٌ وَلَا نَجْدِيَّة. وإِنها حِجَازٌ فوقَ الغَوحرِ ودُونَ نَجْد، وإِنها جَلْسٌ لارْتِفَاعِها عَن الغَوْرِ. وَقَالَ الباهليُّ: كُلُّ مَا وَرَاءَ الخَنْدَقِ عَلى سَوادِ العِرَاقِ فَهو نَجْدٌ، والغَوْرُ: كُلُّ مَا انْحَدَرَ سَيْلُه مَغْرِبِيًّا، وَمَا أَسْفَل مِنْهَا مَشْرِقِيًّا فَهُوَ نَجْدٌ، وتِهَامَةُ: مَا بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى مَرْحَلَتَيْنِ مِن وَرَاءِ مَكَّةَ، وَمَا وَراءَ ذالك مِن المَغْرِب فَهُوَ غَوْرٌ، وَمَا وراءَ ذالك من مَهَبِّ الجَنُوبِ فَهُوَ السَّرَاةُ إِلى تُخُومِ اليَمَنِ. وَفِي المَثَل (أَنْجَدَ مِنْ رَأَى حَضَناً) وَذَلِكَ إِذا عَلاَ مِن الغَوْرِ، وحَضَنٌ اسمُ جَبَلٍ.
(و) النَّجْدُ (مَا يُنَجَّدُ) ، أَي يُزَيَّن (بِهِ البَيْتُ) ، وَفِي اللِّسَان مَا يُنَضَّدُ بِهِ البَيْتُ (مِن بُسْطٍ وفُرُشٍ ووَسَائدَ، ج نُجودٌ) ، بِالضَّمِّ، (ونِجَادٌ) ، بِالْكَسْرِ، الأَوّل عَن أَبي عُبَيْدٍ، وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: النَّجَّادُ: الَّذِي يُنَجِّدُ البُيُوتَ والفُرُشَ والبُسُطَ. وَفِي الصِّحَاح: النُّجُود: هِيَ الثِّيابُ الَّتِي يُنَجَّدُ بهَا البُيُوتُ فتُلْبَسُ حِيطَانُها وتُبْسَط، قَالَ: ونَجَّدْت البيْتَ، بَسَطْتُه بثِيابٍ مَوْشِيَّةٍ، وَفِي الأَسَاس والمحكم: بَيْتٌ مُنَجَّدٌ، إِذا كَانَ مُزَيَّناً بالثّيابِ والفُرُشِ ونُجُودُه: سُتُورُه الَّتِي تَعْلُو على حِيطَانِه يُزَيَّنُ بهَا.
(و) النَّجْدُ (: الدَّلِيلُ الماهِرُ) يُقَال: دَلِيلٌ نَجْدٌ: هَادٍ ماهِرٌ.
(و) النَّجْدُ (المَكَانُ لَا شَجعرَ فيهِ، و) النَّجْدُ (: الغَلَبَةُ. و) النَّجْدُ (: شَجَرٌ كالشُّبْرُمِ) فِي لَوْنِه ونَبْتِه وشَوْكِه. (و) النَّجْدُ (أَرْضٌ بِبلادِ مَهْرَةَ فِي أَقْصَى اليَمَنِ) ، وَهُوَ صُقْعٌ واسِعٌ مِن وراءِ عُمَانَ، عَن أَبي مُوسَى، كَذَا فِي مُعْجَم ياقوت.
(و) النَّجْدُ (: الشُّجَاعُ الماضِي فِيمَا يَعْجَزُ) عَنهُ (غَيْرُه) وَقيل: هُوَ الشديدُ البأْسِ، وَقيل: هُوَ السَّرِيعُ الإِجابَةِ إِلى مَا دُعِيَ إِليه، خَيْراً كَانَ أَو شَرًّا، (كالنَّجِدِ، والنَّجُدِ، ككَتِفٍ ورَجُلٍ، والنَّجِيدِ) ، وَالْجمع أَنْجَادٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُتَوَهَّمَنَّ أَنْجَادٌ جَمْعُ نَجِيدٍ، كنَصِيرٍ وأَنْصَارٍ قِياساً على أَنّ فَعْلاً وفِعَالاً لَا يُكَسَّرَانِ لِقلَّتهما فِي الصِّفة، وإِنما قِيَاسُهما الْوَاو وَالنُّون، فَلَا تَحْسَبَنَّ ذِّلك، لأَن سيبويهِ قد نَصَّ على أَنّ أَنْجَاداً جَمْعُ نَجُدٍ ونَجِدٍ. (وَقد نَجُدَ، ككَرُمَ، نَجَادَةً ونَجْدَةً) ، بِالْفَتْح فيهمَا، وجَمْعُ نَجِيدٍ نُجُدٌ ونُجَدَاءُ.
(و) النَّجْدُ (: الكَرْبُ والغَمُّ) ، وَقد (نُجِدَ، كعُنِيَ) ، نَجْداً (فَهُوَ مَنْجُودٌ ونَجِيدٌ: كُرِبَ) ، والمنْجُود: المَكْرُوب، قَالَ أَبو زُبَيْد يرثِي ابنَ أُخْتِه وَكَانَ ماتَ عَطَشاً فِي طريقِ مكَّةَ:
صَادِياً يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغَاثٍ
وَلَقَدْ كَانَ عُصْرَةَ المَنْجُودِ
يُريد المَغْلُوب المُعْيَا، والمَنْجُود: الهالِك. وَفِي الأَساس: وَتقول: عِنْدَه نُصْرَةُ المَجْهُودِ وعُصْرَةُ المَنْجُود.
(و) نَجِدَ (البَدَنُ عَرَقاً) إِذا (سَال) يَنْجَدُ ويَنْجُدُ الأَخيرةُ نادِرَةٌ، إِذا عَرِق من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ فَهُوَ مَنجود ونَجهيد ونَجِدٌ، ككتِفٍ: عَرِقٌ، فأَمّا قَوْله:
إِذا نَضَخَتْ بِالماءِ وَازْدَادَ فَوْرُهَا
نَجَا وهْوَ مَكْرُوبٌ مِنَ الغَمِّ نَاجِدُ فإِنه أُشْبَع الفَتْحَةَ اضطراراً، كَقَوْلِه:
فَأَنْتَ مِنَ الغَوَائلِ حِينَ تَرْمِي
ومنْ ذَمِّ الرِّجالِ بِمُنْتَزَاحِ
وَقيل: هُوَ على فَعِلٍ كعَمِلٍ فَهُوَ عامِلٌ، وَفِي شِعر حُميد بن ثَور:
ونَجِدَ المَاءُ الَّذِي نَوَرَّدَا
أَي سَالَ العَرَقُ، وتَوَرُّدُه: تَلَوُّنُه.
(و) النَّجْدُ (: الثَّدْيُ) والبَطْنُ تَحْتَه كالغَوْرِ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالَى: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ} (سُورَة الْبَلَد، الْآيَة: 10) أَي الثَّدْيَيْنِ، وَقيل: أَي طَرِيقَ الخَيْرِ وطَرِيقَ الشَّرِّ، وَقيل: النَّجْدَيْنِ: الطَّرِيقَيْنِ الواضِحَينِ، والنَّجْدُ: المُرْتَفِع من الأَرْضِ، والمعنَى أَلَمْ نُعَرِّفْه طَرِيقَيِ الخَيْرِ والشَّرِّ بَيِّنَيْنِ كبَيَانِ الطَّرِيقَيْنِ العَالِيَيْنِ.
(و) تَقول: ذِفْرَاهُ تَنْضَحُ النَّجَدَ (بالتَّحْرِيك: العَرَق) من عَمَلٍ أَو كَرْبٍ أَو غيرِه، قَالَ النابغةُ:
يَظَلُّ مِنْ خَوْفِهِ المَلاَّحُ مُعْتَصِماً
بِالخَيْزُرانةِ بَعْدَ الأَيْنِ والنَّجَدِ
(و) هُوَ أَيضاً (البَلاَدَةُ والإِعياءُ) وَقد نَجِدَ، كفَرِحَ، يَنْجَد، إِذا بَلُد وأَعْيَا، فَهُوَ ناجِدٌ ومَنْجُود.
(و) من المَجاز قَوْلهم: (هُوَ طَلاَّعُ أَنْجُدٍ و) طَلاَّعُ (أَنْجِدَةٍ و) طَلاَّعُ (نِجَادٍ، و) طَلاَّع (النِّجاد (أَي) ضابِطٌ للأُمورِ) غالبٌ لَهَا، وَفِي الأَساس: رَكَّابٌ لِصِعَابِ الأُمورِ. قَالَ الجوهريُّ يُقَال: طَلاَّعُ أَنْجُدٍ: وطَلاَّعُ الثَّنَايَا، إِذا كَانَ سامِياً لمَعَالِي الأُمُورِ، وأَنْشَدَ بَيْتَ حُمَيْدِ بنِ أَبي شِحَاذٍ الضَّبِّيّ، وَقيل هُوَ لِخَالِدِ بن عَلْقَمَةَ الدّارِمِيّ:
فَقَدْ يَقْصُرُ الفَقْرُ الفَتَى دُونَ هَمِّهِ
وقَدْ كَانَ لَوْلاَ القُلُّ طَلاَّعَ أَنْجُدِ
يَقُول: قد يَقْصُر الفَقْرُ الفَتَى عَن سَجِيَّتِه من السَّخَاءِ فَلَا يَجِدُ مَا يَسْخُو بِهِ، وَلَوْلَا فَقْرُه لَسَمَا وارْتَفَعَ. وطَلاَّعُ أَنْجِدَةٍ، جَمْع نِجَادٍ، الَّذِي هُوَ جَمْعُ نَجْدٍ، قَالَ زِيَادُ بن مُنْقِذٍ فِي معنَى أَنْجهدَةٍ (بِمَعْنى أَنْجُدٍ) يَصِفُ أَصحاباً لَهُ كَانَ يَصْحَبُهُم مَسْرُوراً:
كَمْ فِيهِمُ مِنْ فَتًى حُلْوٍ شَمَائِلُهُ
جَمِّ الرَّمَادِ إِذا مَا أَخْمَدَ البَرِمُ
غَمْرِ النَّدَى لاَ يَبِيتُ الحَقُّ يَثْمُدُهُ
إِلاَّ غَدَا وَهُوَ سَامِي الطَّرْفِ مُبْتَسِمُ
يَغْدُو أَمَامَهُمُ فِي كُلِّ مَرْبَأَةٍ
طَلاَّعِ أَنْجِدَةٍ فِي كَشْحِةِ هَضَمُ
وَمعنى يَثْمُدُه يُلِحُّ عَلَيْهِ فيُبْرِزُ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وأَنْجهدَة من الجُمُوع الشّاذَّة، كَمَا تقدَّم.
(وأَنْجَدَ) الرَّجلُ (: أَتَى نَجْداً) ، أَو أَخَذَ فِي بِلَاد نَجْدٍ، وَفِي الْمثل (أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَناً) وَقد تَقَدَّم.
وأَنْجَدَ القَوْمُ من تِهَامَةَ إِلى نَجْد: ذَهَبُوا، قَالَ جَرِيرٌ:
يَا أُمَّ حَزْرَةَ مَا رَأَيْنَا مِثْلَكُمْ
فِي المُنْجِدِينَ وَلَا بِغَوْرِ الغَائِرِ
(أَو) أَنجَدَ (: خَرَجَ إِليه) ، رَوَاهَا ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْيَانيّ.
(و) أَنجَدَ الرجلُ (: عَرِقَ) ، كنَجِدَ، مثل فَرِحَ.
(و) أَنْجَدَ (: أَعَانَ) ، يُقَال: استَنْجَدَه فأَنْجَدَه: استَعانه فأَعَانَه، وكذالك اسْتَغَاثه فأَغاثه، وأَنْجَدَه عَلَيْهِ، كَذَلِك.
(و) أَنْجَدَ الشيْءُ (: ارْتَفَعَ) ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعَلِيهِ وَجَّهَ الفارِسِيّ روايةَ مَنْ رَوَى الأَعشى:
نَبِيٌّ يَرَى مَالاَ تَرَوْنَ وَذِكْرُهُ
أَغَارَ لَعَمْرِي فِي البِلادِ وأَنْجَدَا
فَقَالَ: أَغَارَ: ذَهَبَ فِي الأَرْض، وأَنْجَدَ: ارْتَفَعَ. قَالَ: وَلَا يكون أَنْجَدَ فِي هاذه الرِّواية أَخَذَ فِي نَجْدٍ، لأَن الأَخْذ فِي نَجْدٍ إِنما يُعادَلُ بالأَخْذِ فِي الغَوْرِ، وذالك لتقابُلهِمَا، وليستْ أَغَارَ من الغَوْرِ، لأَن ذالك إِنما يُقَال فبه غَارَ، أَي أَتَى الغَوْرَ، قَالَ: وإِنما يكون التقابل فِي قَوْلِ جَرير:
فِي المُنْجِدِينَ وَلاَ بِغَوْرِ الغَائِرِ
(و) أَنْجَدَتِ (السماءُ: أَصْحَتْ) ، حكَاها الصاغانيُّ.
(و) أَنْجَدَ (الرجُلُ: قَرُبَ من أَهْلِه) ، حَكَاهَا ابنُ سِيدَه عَن اللِّحْيَانِيِّ.
(و) أَنْجَدَ فُلانٌ (الدَّعْوَةَ: أَجَابَها) ، كَذَا فِي الْمُحكم.
(والنَّجُودُ) ، كصبور، (من الإِبل والأُتُنِ: الطَّويلةُ العُنُقِ، أَو) هِيَ من الأُتُن خاصَّةً (: الَّتِي لَا تَحْمِلُ) قَالَ شَمِرٌ: هَذَا مُنْكَر، وَالصَّوَاب مَا رُوِيَ فِي الأَجناس: النَّجُودُ: الطويلةُ من الحُمُرِ، وروى عَن الأَصمعيّ: أُخِذَت النَّجُودُ من النَّجْدِ، أَي هِيَ مُرْتَفعة عظيمةٌ، (و) يُقَال: هِيَ (النَّاقَةُ الماضيَةُ) ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَرَمَى فَأَنْفَذَ مِنْ نَجُودٍ عَائِطٍ
قَالَ شَمِرٌ: وهاذا التفسيرُ فِي النَّجودِ صَحِيحٌ. وَالَّذِي روِيَ فِي بَاب حُمُرِ الوَحْشِ وَهَمٌ، (و) قيل: النَّجُود (: المُتَقَدِّمةُ) ، وَفِي الرَّوْض: النَّجُودُ من الإِبل: القَوِيَّةُ، نقلَه شيخُنَا، وَقيل: هِيَ الطَّويلة المُشْرِفَة، وَالْجمع نُجُدٌ. (و) النَّجُود من الإِبل (: المِغْزَارُ) ، وَقيل: هِيَ الشَّدِيدَة النَّفْسِ، (و) قيل: النَّجُود من الإِبل (: الَّتِي) لَا (تَبْرُكُ) إِلاَّ (على المَكَانِ المُرْتَفِعِ) ، نَقله الصاغانيُّ. والنَّجْدُ: الطريقُ المرتفِعُ، (و) قيل: النَّجُود (: الَّتِي تُنَاجِدُ الإِبِلَ فتَغْزُرُ إِذا غَزُرْنَ) ، وَقد نَاجَدَتْ، إِذا غَزُرَتْ وكَثُرَ لَبنُها، والإِبل حينئذٍ بِكَاءٌ غَوَارِزُ وعبَّر الفارسيُّ عَنْهَا فَقَالَ: هِيَ نَحْو المُمَانِح. (و) النَّجُودُ (: المرأَةُ العَاقِلةُ النَّبِيلة) ، قَالَ شَمِرٌ: أَغربُ مَا جاءَ فِي النَّجُود مَا جاءَ فِي حَدِيث الشُّورَى (وكانَت امْرَأَةً نَجُوداً) يُرِيد: ذَاتَ رَأْى كأَنَّهَا الَّتِي تَجْهَد رَأْيَها فِي الأُمورِ، يُقَال نَجَدَ نَجْداً، أَي جَهَدَ جَهْداً. وَزَاد السُّهيل فِي الرَّوض: وَهِي المَكْرُوبة، (ج) نُجُدٌ، (ككُتُب) . (و) أَبو بكر (عاصِمُ بنُ أَبِي النَّجُودِ ابنُ بَهْدَلَةَ وَهِي) أَي بَهدَلَة اسْم (أُمّه) ، وَقيل: إِنه لَقَبُ أَبيه، وَقد أَعادَه المُصنِّف فِي اللَّام (قارِىءٌ) صَدُوقٌ، لَهُ أَوْهَامٌ، حُجَّةٌ فِي القِرَاءَة، وحَديثه فِي الصَّحيحينِ، وَهُوَ من موالِي بني أَسَدٍ، مَاتَ سنة 128.
(والنَّجْدَة) ، بِالْفَتْح (: القِتَالُ والشَّجَاعَةُ) ، قَالَ شيخُنَا: قَضِيَّتُه تَرَادُفُ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ، وأَنهما بِمَعْنى واحدٍ، وَهُوَ الَّذِي صَرَّح بِهِ الجوهريُّ والفيُّوميُّ وغيرُهما من أَهْلِ الغَرِيبِ، ومَشَيِ عَلَيْهِ أَكثرُ شُرَّاحِ الشِّفاءِ، وجزمَ الشهابُ فِي شرْحه بالفَرْقِ بَيْنَهما وَقَالَ: الفَرْقُ مثلُ الصُّبْحِ ظاهِرٌ، فإِن الشجَاعَة جَرَاءَةٌ وإِقدَامٌ يَخوض بِهِ المَهَالِكَ، والنَّجْدَة: ثَبَاتُه على ذالك مُطْمَئِنًّا من غير خَوْفِ أَنْ يَقَع على مَوْتٍ أَو يَقَع المَوْتُ عَلَيْهِ حَتَّى يُقْضَى لَهُ بِإِحْدَى الحُسْنَيَيْنِ: الظَّفْرِ أَو الشَّهادَةِ فَيَحْيَا سَعِيداً أَو يَموت شَهِيداً، فتلكَ مُقَدِّمة وهاذه نَتِيجَتُها. ثمَّ قَالَ شيخُنَا: وَيبقى النَّظَرُ فِي تفسِيرِهَا بالقِتَال، وَهل هُوَ مُرَادِفٌ للشَّجَاعةِ وَلها، فتأَمل. وَفِي بعض الْكتب اللُّغَوِيَّة: النِّجْدَة، بِالْكَسْرِ: البلاءُ فِي الحُرُوبِ، وَنَقله الشِّهاب فِي العِناية أَثناءَ النَّمْلِ، تَقول مِنْهُ: نَجُدَ الرجُلُ بالضمّ فَهُوَ نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجِيدٌ، وجمْع نجُدٍ أَنْجَاد مثل يَقُظٍ وأَيْقَاظ، وَجمع نَجِيد نُجُدٌ ونُجَدَاءُ.
(و) النَّجْدَة (: الشِّدَّةُ) والثِّقَلُ، لَا يُعْنَى بِهِ شِدَّة النَّفْسِ، إِنما يَعَنَى بِهِ شِدَّاة الأَمْرِ عَلَيْهِ، قَالَ طَرَفَةُ:
تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً
وَيُقَال رَجُلٌ ذُو نَجْدَةٍ، أَي ذُو بَأْسٍ، ولاقى فُلاَنٌ نَجْدَةً، أَي شِدَّة. وَفِي حديثِ عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ (أَمَّا بَنُو هَاشِمٍ فأَنْجَادٌ أَمْجَادٌ) أَي أَشِدَّاءُ شُجْعَانٌ، وقيلِ أَنْجَادٌ جَمْعُ الجَمْعِ، كأَنَّه جَمِعَ نَجُداً على نِجَادٍ أَو نُجُودٍ ثمَّ نُجُدٍ ثمَّ أَنْجَادٍ. قَالَه أَبو مُوسَى. وَقَالَ ابْن الأَثير: وَلَا حاجةَ إِلى ذالك، لأَنّ أَفْعَالاً فِي فَعُلٍ وفَعِلٍ مُطَّرِدٌ نَحْو عَضُدٍ وأَعْضَاد وكَتِفٍ وأَكْتَافٍ، وَمِنْه حديثُ خَيْفَان (وأَمَّا هَذَا الحَيُّ من هَمْدَانَ فأَنْجَادٌ بُسْلٌ) ، وَفِي حَدِيث عَلِيَ (مَحَاسِنُ الأُمور الَّتِي تَفَاضَلَ فِيهَا المُجَدَاءُ والنُّجَدَاءُ) ، جمع مَجِيدٍ، نَجِيدٍ، والمَجِيدُ: الشَّرِيفُ. والنَّجِيد: الشُّجَاع. فَعِيلٌ بِمَعْنى فاعِلٍ.
(و) النَّجْدَةُ (: الهَوْلُ والفَزَعُ) ، وَقد نَجُدَ.
(والنَّجِيدُ: الأَسَدُ) ، لشجاعته وَجَرَاءَتِه، فَعِيل بِمَعْنى فاعلٍ.
(والمَنْجُود: الهالِكُ) والمَغْلوب، وأَنشدوا قولَ أَبي زُبَيْدٍ المتقدِّم.
(و) النِّجَاد، (ككِتَابٍ:) مَا وَقَعَ على العاتِق مِن (حَمَائِلِ السَّيْفِ) ، وَفِي الصّحاح: حَمَائِلُ السَّيْفِ، وَلم يُخَصِّصْ، وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ (زَوْجِي طَوِيلُ النِّجادِ) تُرِيدُ طُول قَامَتِه، فإِنها إِذا طَالتْ طالَ نِجَادُه، وَهُوَ من أَحسن الْكِنَايَات.
(و) النَّجَّادُ (ككَتَّانِ: مَنْ يُعَالِج الفُرُشَ والوَسائدَ ويَخيطُهما) ، وعبارَة الصّحاح: والوِسَاد ويَخِيطُهما، وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النَّجَّاد: الَّذِي يُنَجِّد البُيُوتَ والفُرُشَ والبُسُطَ، ومثلُ فِي شَرْحِ ابنِ أَبي الحَدِيد فِي نَهْجِ البَلاغة.
(و) قَالَ الأَصمعيُّ: (الناجُودُ:) أَوَّلُ مَا يَخْرُجُ من (الخَمْر) إِذا بُزِلَ عَنْها الدَّنُّ، واحتَجَّ بقول الأَخْطَل:
كَأَنَّمَا المِسْكُ نُهْبَى بَيْنَ أَرْحُلِنَا
مِمَّا تَضَرَّعَ مِنْ نَاجُودِهَا الجَارِي
وَقيل: الخَمْرُ الجَيِّد، وَهُوَ مُذَكَّر. (و) النَّاجُود أَيضاً (: إِنَاؤُهَا) وَهِي البَاطِيَةُ، وَقيل: كُلُّ إِناءٍ يُجْعَل فِيهِ الخَمْرُ من بَاطِيَة أَو جَفْنَة أَو غيرِهَا، وَقيل: هِيَ الكَأْسُ بِعَيْنِهَا، وَعَن أَبي عُبَيْد: النَّاجُود: كُلُّ إِناءٍ يُجْعَل فِيهِ الشَّرابُ مِن جَفْنَةٍ أَو غيرِهَا، وَعَن الليثِ: النَّاجُود: هُوَ الرَّاوُوقُ نَفْسُه، وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيِّ (وبَيْنَ أَيْدِيهِم نَاجُودُ خَمْرٍ) ، أَيْ رَاوُوقٌ، واحْتَجَّ على الأَصمعيِّ بقول عَلْقَمَةَ:
ظَلَّتْ تَرَقْرَقُ فِي النَّاجُودِ يُصْفِقُهَا
وَلِيدُ أَعْجَمَ بِالكَتَّانِ مَلْثُومُ يَصْفِقُهَا: يُحَوِّلُها من إِنَاءٍ إِلى إِناءٍ لتَصْفُوَ. قلت: والقولُ الأَخير هُوَ الأَكثر وَفِي بعض النُّسخ: أَو إِناؤُهَا، بِلَفْظ (أَو) الدالَّة على تَنَوُّعِ الخِلافِ، (و) عَن الأَصمعيّ: النَّاجُودُ (: الزَّعْفَرَانُ، و) النَّاجُود (الدَّمُ) .
(و) المِنْجَدَةُ (كمِكْنَسَةٍ: عَصاً خَفِيفَةٌ) تُساق و (تُحَثُّ بهَا الدَّابَّةُ عَلَى السَّيْرِ، و) اسْم (عُود) يُنْفَش بِهِ الصُّوف و (يُحْشَى بِهِ حَقِيبَةُ الرَّحْلِ) وبكُلَ مِنْهُمَا فَسِّرَ الحَدِيث (أَذِنع النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي قَطْعِ المَسَدِ والقائمتَيْنِ والمِنْجَدَةِ) يَعْنِي مِن شَجَرِ الحَرَمِ لما فِيهَا من الرِّفْق وَلَا تَضُرُّ بأُصولِ الشَّجر. (والمِنْجَدُ، كمِنْبَرٍ: الجُبَيْلُ) الصغيرُ المُشْرِف على الوادِي، هُذَلِيَّة، (و) المِنْجَدُ (حَلْيٌ مُكَلَّلٌ بالفُصُوصِ) ، وأَصْلُه من تَنْجِيد البَيْتِ (وَهُوَ) قِلاَدَةٌ (من لُؤْلُؤٍ وذَهَبٍ أَو قَرَنْفُلٍ فِي عَرْضِ شِبْرٍ يأْخُذُ من العُنُقِ إِلى أَسْفَلِ الثَّدْيَيْنِ يَقَعُ عَلَى مَوْضِع النِّجَادِ) أَي نِجَادِ السَّيْف من الرجُلِ وَهِي حَمَائِلُه، (ج مَنَاجِدُ) ، قَالَه أَبو سعيدٍ الضَّريرُ. وَفِي الحَدِيث (أَنّه رَأَى امرَأَةً تَطُوف بالبيتِ عَلَيْهَا مَنَاجِدُ مِن ذَهَب فَنَهَاها عَن ذالك) . وفسَّرَه أَبو عُبَيْد بِمَا ذكرْنا.
(و) المُنَجَّدُ، (كمُعَظَّمٍ: المُجَرَّبُ) ، أَي الَّذِي جَرَّبَ الأُمورَ وقاسَهَا فعَقَلَها، لُغَة فِي المُنَجَّذِ، ونَجَّدَه الدَّهْرُ: عَجَمَهُ وعَلَّمَه، قَالَ أَبو مَنْصُور: والذالُ المُعجمة أَعْلَى. ورَجُلٌ مُنَجَّدٌ، بالدالِ والذالِ جَمِيعاً، أَي مُجَرَّبٌ، وَقد نَجَّدَه الدهْرُ إِذا جَرَّبَ وعَرَفَ، وَفد نَجَّدَتْه بَعدِي أُمورٌ.
(واسْتَنْجَدَ) الرجلُ (: استَعَانَ) واستَغَاثَ، فأَنْجَدَ: أَعَانَ وأَغَاثَ.
(و) استنجَدَ الرجلُ إِذا (قَويَ بَعْدَ ضَعْفٍ) أَو مَرَضٍ.
(و) استَنْجَدَ (عَلَيْهِ: اجْتَرَأَ بعْدَ هَيْبَةٍ) وضَرِيَ بِهِ، كاسْتَنْجَدَ بِهِ.
(ونجْدُ مَرِيعٍ) ، كأَمِيرٍ، (ونَجْدُ خَالٍ، ونَجْدُ عَفْرٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، (ونَجْدُ كَبْكَبٍ: مَواضِعُ) ، قَالَ الأَصمعيُّ، هِيَ نُجُودٌ عِدَّةٌ، وذكرَ مِنْهَا الثلاثةَ مَا عدا نَجْدَ عَفْرٍ، قَالَ: ونَجْدُ كَبْكَبٍ: طَرِيقٌ بِكَبْكَبٍ، وَهُوَ الجَبَلُ الأَحْمَرُ الَّذِي تَجْعَلُه فِي ظَهْرِك إِذا وَقَفْتَ بعَرَفَةَ، قَالَ: امْرُؤ القَيْسِ:
فَرِيقَانِ مِنْهُمْ قَاطِعٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ
وآخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ
وَنقل شيخُنا عَن التوشيحِ للجَلال: نَجْدٌ اسمُ عَشَرَةِ مَواضِعَ. وَقَالَ ابنُ مُقْبِل فِي نَجْدِ مَرِيعٍ.
أَمْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ دَهْمَاءَ قَدْ طَلَعَتْ
نَجْدَيْ مَرِيعٍ وقَدْ شَابَ المَقَادِيمُ
قلت: وسيأْتِي فِي المُسْتدرَكَات. وأَنشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ فِي كِتاب المُجْتَبَى:
سَأَلْتُ فَقَالُوا قَدْ أَصَابَتْ ظَعَائِنِي
مَرِيعاً وأَيْنَ النَّجْدُ نَجْدُ مَرِيعِ
ظَعَائِنُ أَمَّا مِنْ هِلاَلٍ فَمَا دَرَى ال
مُخَبِّرُ أَوْ مِنْ عامِرِ بن رَبِيعِ
(و) فِي مُعْجَم ياقوت: قَالَ الأَخطَل فِي (نَجْد العُقَابِ) وَهُوَ مَوضِع (بِدِمَشْقَ) :
ويَامَنَّ عَن نَجْدِ العُقَابِ ويَاسَرَتْ
بِنَا العِيسُ عَن عَذْرَاءَ دَارِ بني الشَّجْبِ
قَالُوا: أَراد ثَنِيَّةَ العُقَابِ المُطِلَّة على دِمَشْق وعَذْرَاء للقَرْيَة الَّتِي تَحْت العَقَبَةِ. (ونَجْدُ الوُدِّ ببلادِ هُذَيْلٍ) فِي خبر أَبي جُنْدَب الهُذليّ.
(ونَجْدُ بَرْقٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وادٍ (باليمَامَةِ) بَين سَعْد ومَهَبِّ الجَنُوبِ.
(ونَجْدُ أَجَأَ: جَبَلٌ أَسوَدُ لِطَيِّىءٍ) بأَجأَ أَحدِ جَبْلَيْ طَيِّىءٍ.
(ونَجْدُ الشَّرَى: ع) فِي شِعْرِ ساعِدَةَ ابنِ جُؤَيصةَ الهُذَلِيّ:
مُيَمِّمَةً نَجْدَ الشَّرَى لَا تَرِيمُهُ
وكَانَتْ طَرِيقاً لَا تَزَالُ تَسِيرُهَا
وَقَالَ أَبو زيد: ونَجْدُ اليمنِ غيرُ نَجْدِ الحِجَاز، غيرَ أَنَّ جَنُوبِيَّ نَجْدِ الحِجاز مُتَّصِلٌ بِشَمالِيِّ نَجْدِ اليَمَنِ، وبَيْن النَّجْدَيْنه وعُمَانَ بَرِّيَّةٌ مُمْتَنِعَةَ، وإِياه أَرادَ عَمْرُو بن مَعْدِ يكَرِبَ بقولِه:
هُمُ قَتَلُوا عَزِيزاً يَوْمَ لَحْجٍ
وعَلْقَمَةَ بْنَ سَعْدٍ يَوْمَ نَجْدِ
(ونَجَدَ الأَمْرُ) يَنْجُد (نُجُوداً) وَهُوَ نَجْدٌ ونَاجِدٌ (: وَضَحَ واسْتَبَانَ) وَقَالَ أُمَيَّةُ:
تَرَى فِيهِ أَنْبَاءَ القُرُونِ الَّتِي مَضَتْ
وأَخْبَارَ غَيْبٍ بالقِيَامَةِ تَنْجُدُ
ونَجدَ الطريقُ يَنْجُدُ نُجُوداً، كذالك.
(وأَبو نَجْدٍ: عُرْوَةُ بنُ الوَرْدِ، شاعِرٌ) مَعْرُوف.
(ونَجْدَةُ بنُ عامِرٍ) الحَرُورِيّ (الحَنَفِيُّ) من بني حَنِيفَة (خَارِجِيٌّ) من اليَمَامَة (وأَصحابُه النَّجَدَاتُ، مُحَرَّكَةً) ، وهم قَوْمُ من الحَرُورِيَّة، وَيُقَال لَهُم أَيضاً النَّجَدِيَّةُ.
(والمُنَاجِدُ: المُقَاتِل) ، وَيُقَال: ناجَدْتُ فُلاناً إِذا بارَزْتَه لقِتَالٍ: وَفِي الأَسَاسِ رجل نَجُدٌ ونَجِدٌ ونَجِيدٌ ومُنَاجِدٌ. (و) المُنَاجِدُ (: المُعِينُ) ، وَقد نَجَدَه وأَنْجَدَه ونَاجَدَه، إِذا أَعانَه، (و) فِي حَدِيث أَبي هُريرَةَ رَضِي الله عَنهُ فِي زَكَاة الإِبلِ (مَا مِنْ صَاحِبِ إِبِلٍ ة يُؤَدِّي حَقِّها إِلا بُعِثَتْ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ، على أَكْتَافِها أَمْثَالُ (النَّوَاجِد) شَحْماً تَدْعُونَه أَنتم الرَّوَادِفَ) ، هِيَ (طَرَائِق الشَّحْم) ، واحِدتها نَاجِدَةٌ، سُمِّيَتْ بذالك لارتفاعِهَا.
(والتَّنْجِيد: العَدْوُ) ، وَقد نَجَّدَ، نقلَه الصاغانيّ.
(و) التَّنْجِيدُ (: التَّزْيِينُ) ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
حَتَّى كَأَنَّ رِيَاضَ القُفِّ أَلْبَسَهَا
مِنْ وَشْيِ عَبْقَرَ تَجْلِيلٌ وتَنْجِيدُ وَفِي حَدِيث قُسَ (زُخْرِفَ ونُجِّدَ) أَي زُيِّنِ.
(و) التَّنْجِيدُ (: التَّحْنِيكُ) والتَّجْرِيب فِي الأُمور، وَقد نَجَّدَه الدهْرُ إِذا حَنَّكَه وجَرَّبَه.
(والتَّنَجُّدُ: الارتفاعُ) فِي مِثْلِ الجَبَلِ، كالإِنجاد.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
كَانَ جَبَاناً فاسْتَنْجَدَ: صَار نَجِيداً شُجَاعاً.
وغَارَ وأَنْجَدَ: سَارَ ذِكْرُه فِي الأَغْوَارِ والأَنْجَادِ.
ونَجْدَانِ، مَوْضِعٌ فِي قَول الشماخ:
أَقُولُ وأَهْلِي بِالجَنَابِ وأَهْلُها
بِنَجْدَيْنِ لَا تَبْعَدْ نوى أُمِّ حَشْرَجِ
وَيُقَال لَهُ: نَجْدَا مَرِيعٍ.
وأَعْطاه الأَرْضَ بِمَا نَجَدَ مِنْهَا، أَي بِمَا خَرَجَ، وَفِي حَدِيث عبد الْملك أَنّه بَعَثَ إِلى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بِأَنْجَادٍ من عِنْده، وَهُوَ جَمْع نَجَدٍ، بالتحرِيك، لمتَاعِ البَيْت من فُرُشٍ ونَمارِقَ وسُتُورٍ.
وَفِي الْمُحكم: النَّجُود، أَي كصَبور، الَّذِي يعالج النُّجُود بالنَّفْضِ والبَسْطِ والتَّنْضِيد.
والنَّجْدَة، بِالْفَتْح السِّمَن، وَبِه فُسِّر حديثُ الزَّكَاة حينَ ذكَر الإِبلَ: (إِلاَّ مَنْ أَعْطَى فِي نَجْدَتِها ورِسْلِها) قَالَ أَبو عبيد: نَجْدَتُها: أَن تَكْثُر شُحومُها حَتَّى يَمْنَع ذالك صاحِبَها أَن يَنْحَرَهَا نَفَاسَةً، فذالك بمنزلةِ السِّلاحِ لَهَا من رَبِّها تَمْتَنع بِهِ، قَالَ: ورِسْلُها: أَن لَا يَكون لَهَا سِمَنٌ فَيَهُونَ عَلَيْهِ إِعطاؤُها، فَهُوَ يُعْطِيها على رِسْلِه أَي مُسْتَهِيناً بهَا، وَقَالَ المَرَّار يَصِف الإِبل، وفَسَّرَه أَبو عَمْرو:
لَهُمْ إِبِلٌ لاَ مِنْ دِيَاتٍ ولَمْ تَكُنْ
مُهُوراً وَلَا مِنْ مَكْسَبٍ غيرِ طَائِل
مُخَيَّسَةٌ فِي كُلِّ رِسْلٍ ونَجْدَةٍ
وقَدْ عُرِفَتْ أَلْوَانُها فِي المَعَاقِلِ
قَالَ: الرِّسْل: الخِصْب. والنَّجْدَة: الشِّدَّة، وَقَالَ أَبو سعيد فِي قَوْله (فِي نَجْدَتِهَا) : مَا يَنُوبُ أَهْلَهَا مِمّا يَشُقُّ عَلَيْهِم من المَغارِم والدِّياتِ، فَهاذِه نَجْدَةٌ على صَاحِبها، والرِّسْل: مَا دونَ ذالكَ من النِّجْدَةِ، وَهُوَ أَن يَعْقِرَ هاذا وَيَمْنَح هاذا وَمَا أَشْبَهَهَ (دونَ النَّجْدَة) وأَنشدَ لِطَرَفَةَ يصف جارِيَةً:
تَحْسَبُ الطَّرْفَ عَلَيْهَا نَجْدَةً
يَا لَقَوْمِي لِلشَّبَابِ المُسْبَكِرْ
يَقُول: شَقَّ عَلَيْهَا النَّظَرُ لِنَعْمَتِها فَهِيَ سَاجِيَةُ الطَّرْفِ، وَقَالَ صَخْرُ الغَيِّ:
لَوْ أَنَّ قَوْمِي مِنْ قُرَيْمٍ رَجُلاَ
لَمَنَعُونِي نَجْدةً أَوْ رِسْلاَ
أَي بأَمْر شَديدٍ أَو بِأَمْرٍ هَيِّنِ.
ورجُلٌ مِنْجَادٌ: نَصُورَ، هاذه عَن اللّحيانيِّ.
والنَّجْدَة الثِّقَلُ، ونَجَدَ الرَّجُلَ يَنْجُده نَجْداً: غَلَبَه.
وتَنَجَّدَ: حَلَفَ يَمِيناً غَلِيظةً، قَالَ مُهَلْهِل:
تَنَجَّدَ حِلْفاً آمِناً فأَمِنْتُهُ
وإِنَّ جَدِيراً أَنْ يَكُونَ ويَكْذِبَا
واستدرك شيخُنا: أَمَا ونَجْدَيْهَا مَا فَعَلْتُ ذَلِك، من جُمْلَة أَيْمَانِ العَرَب وأَقْسَامِهَا، قَالُوا: النَّجْدُ: الثَّدْيُ، والبَطْنُ تَحْتَه كالغَوْرِ، قَالَه فِي العِنَايَة فِي سُورَة البَلَد.
وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: هُوَ مُحْتَبٍ بِنِجَادِ الحِلْم.
وَيُقَال: هُوَ ابنُ نَجْدَتَا، أَي الجَاهِلُ بهَا، بِخِلَاف قولِهِم: هُوَ ابنُ بَجْدَتِهَا، ذَهَاباً إِلى ابْنِ نَجْدَة الحَرُورِيّ.
وناجِدٌ (ونَجْدٌ) ونُجَيد ومُنَاجِدٌ ونَجْدَةُ أَسماءٌ.
والشَّيخ النَّجْدِيُّ يُكْنَى بِهِ عَن الشَّيطانِ.
وأَبو بكر أَحمد بن سُلَيْمَان بن الحَسَن النَّجَّاد فَقِيه حَنْبَليٌّ مُكْثِرٌ، عَن أَبي دَاوُود وَعبد الله بن أَحمد بن حَنْبَل وغيرِهما، ونَجَّادٌ جَدٌّ أَبي طالبٍ عُمَيْرٍ بن إِبراهيم بن سَعد بن إِبراهيم بن نَجَّاد النَّجَّادِيّ الزُّهْرِيّ، فقيهٌ شافعيٌّ بَغداديٌّ، روَى عَنهُ الخَطِيب. وَالتَّخْفِيف عَبَّاس بن نَجَادٍ الطَّرَسُوسِيّ، وَيُونُس بن يزِيد بن أَبي النَّجَادِ الأَيْلِيّ، وَمُحَمّد بن غَسَّان بن عَاقل بن نَجَادٍ بن نَجَادٍ الحِمْصِيّ، ونَجَادَ بن السائبِ المَخْزوميُّ، يُقَال لَهُ صُحْبة، ودَاوود بن عبد الْوَهَّاب بن نَجَادٍ الْفَقِيه، سَمِعَ من أَصحابٍ أَبي البَطيّ بِبَغْدَاد، ورَبِيعَةُ ابنُ ناجِدٍ، رَوَى أَبوه عَن عَلِيَ.

نجد

1 نَجَدَهُ, aor. ـُ (S, L,) inf. n. نَجْدٌ, (L, K,) He overcame, conquered, subdued, overpowered, prevailed over, or surpassed, him. (AO, S, L, K.) b2: نَجَدَ رَأْيَهُ فِى الأُمُورِ, inf. n. نَجْدٌ, He exerted his judgment in affairs. (Sh, L.) b3: نَجُدَ, (S, M, &c.,) [aor. ـُ inf. n. نَجَادَةٌ (M, L, K) and نَجْدَةٌ, (K,) or the latter is a simple subst., (M, L,) He (a man, S, L,) was, or became, courageous, (S, M, L, Msb, K,) and sharp, or vigorous and effective, in those affairs which others lack power or ability to accomplish: (M, L, K:) or, very valiant: or, quick in assenting to that which he was called or invited to do, whether it were good or evil. (M, L.) See also 10, and 4. b4: نَجِدَ, aor. ـَ inf. n. نَجَدٌ; (S, L;) or نُجِدَ, like عُنِىَ, inf. n. نَجْدٌ; (K;) He became [overcome,] afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief, or anxiety. (S, L, K.) b5: نَجِدَ, aor. ـَ (S, L,) and نَجُدَ, which is extr., (L,) [or properly the aor. of نَجُدَ,] inf. n. نَجَدٌ, (S, L,) He (a man, S) sweated, by reason of work, or of sorrow, grief, or anxiety: (S, L:) and ↓ أَنْجَدَ he (a man, TA) sweated. (K.) b6: نُجِدَ عَرَقًا, (K,) or نَجُدَ عَرَقًا, (L,) He, (L,) or it, namely the body, (K,) flowed with sweat. (L, K.) b7: نَجِدَ, aor. ـَ (TA,) inf. n. نَجَدٌ (K) He was, or became, stupid, dull, wanting in intelligence; not penetrating, sharp, vigorous, or effective, in the performing of affairs; soft, without strength, or sturdiness, and without endurance: and weary, or fatigued. (K, TA.) b8: نَجُدَ He became terrified, or frightened. (L.) A2: نَجَدَ, (aor.

نَجُدَ, L,) inf. n. نُجُودٌ, It (a thing, or an affair,) was, or became, apparent, manifest, plain, or evident. (L, K.) b2: نَجَدَ, aor. ـُ inf. n. نُجُودٌ, It (a road) was, or became, apparent, manifest, conspicous, or plain. (L.) b3: أَعْطَاهُ الأَرْضَ بِمَا نَجَدَ مِنْهَا He gave him the land with what came forth from it. (L.) 2 نجّدهُ الدَّهْرُ, (inf. n. تَنْجِيدٌ, K,) Time, or habit, or fortune, tried, or proved, him, and taught him, (S, L,) and rendered him expert, or experienced, and well informed, (L,) or firm, or sound, in judgment: (K:) as also نجّذه, which is more approved. (L.) A2: نجّد, inf. n. تَنْجِيدٌ, He ran; syn. عَدَا. (K.) A3: نجّد, inf. n. تَنْجِيدٌ, He ornamented, or decorated, a house or tent (بيت) with the articles of furniture called نُجُود, pl. of نَجْدٌ: (S, * L, K: *) [and, accord. to present usage, he manufactured beds and the like, and pillows; and teased, separated, or loosened, cotton, for stuffing beds, &c., with the bow and mallet: see also نَجَّادٌ].3 ناجدهُ He went forth to him to fight, or combat. (A.) b2: ناجدت الإِبِلَ She (a camel) vied with the other camels in abundance of milk: she yielded abundance of milk when the other camels had little. (L, K. *) b3: See 4.4 انجد, (S, L, Msb, K,) inf. n. إِنْجَادٌ; (L;) and ↓ نَجَدَ, aor. ـُ (Msb;) and ↓ ناجد, inf. n. مُنَاجَدَةٌ; (S, L;) He aided, or assisted, another: (S, L, Msb, K;) he succoured him. (L.) b2: انجدهُ عَلَيْهِ He aided, or assisted, him against him. (L.) b3: انجد الدَّعْوَةَ (S, L, K) He answered, or complied with, the call, prayer, or invitation. (L, K.) And انجدهُ الدَّعْوَةَ He answered, or complied with, his call, prayer, or invitation. (M, L.) b4: انجد He was, or became, or drew, near to his family, or wife; expl. by قَرُبَ مِنْ أَهْلِهِ. (Lh, ISd, K.) A2: انجدت السَّمَآءُ The sky became clear. (K.) b2: انجد (L, K) and ↓ تنجّد (K) He, or it, (a person, or thing, L, both said of such a thing as a mountain, TA,) became high, or lofty. (L, K.) b3: غَارَ وَأَنْجَدَ (assumed tropical:) He became famous in the low countries and in the high. (A.) b4: انجد, (inf. n. إِنْجَادٌ, L,) He entered upon the country of Nejd: (S, L:) or he came to Nejd, or to high land or country: (L, K:) or he went thither: (L:) or he went forth to, or towards, it. (Lh, ISd, L, K.) b5: أَنْجَدَ مَنْ رَأَى حَضَنَا, a proverb, He enters Nejd who sees Hadan, which is the name of a mountain; i. e., in going up from El-Ghowr, or El-Ghór. (S, L.) 5 تنجّد: see 4. b2: He swore a big oath. (L.) 10 استنجدهُ He asked, or desired, of him aid, or assistance, (S, L, K, *) and succour. (L.) b2: استنجد He (a man) became strong after having been weak, (S, L, K,) or sick. (TA.) b3: استنجد عَلَيْهِ, (S, L,) and بِهِ, (L, TA,) He became emboldened against him, (S, L, K,) and clave to him, (L,) after having regarded him with awe, or fear. (S, L, K.) b4: استنجد He became courageous after having been cowardly. (A.) See also نَجُدَ.

نَجْدٌ High, or elevated, land or country: (S, L, Msb, K:) or hard, and rugged, and elevated, or high, table-land: only stony and rugged, or hard, elevated land, like a mountain, standing over against one and intercepting his view of what is behind it, but not very high, is thus called: (L:) pl. أَنْجُدٌ, (S, L, K,) a pl. of pauc., (TA,) and أَنْجَادٌ, (L, K,) [also a pl. of pauc.,] and نِجَادٌ and نُجُودٌ (S. L, K) and نُجُدٌ; (IAar, L, K;) and pl. of نُجُودٌ, أَنْجِدَةٌ; [another pl. of pauc.;] (S, K;) or this is a mistake, and it is pl. of نِجَادٌ, like as أَحْمِرَةٌ is pl. of حِمَارٌ; or it is a pl. deviating from common rule. (IB, L.) You say أُعْلُ هَاتِيكَ النِّجَادَ Ascend thou these high lands; and هَاذَاكَ النِّجَادَ this high land, making it singular. (L.) b2: نَجْدٌ, (S, L, K, &c.,) and نَجُدٌ, (K,) the latter of the dial. of Hudheyl, (Akh,) of the masc. gender, [The high land, or country;] a division of the country of the Arabs; opposed to الغَوْرُ, [or the low country,] i. e., Tihámeh; all the high land from Tihámeh to the land of El-'Irák; (S, L;) above it are Tihámeh and El-Yemen, and below it El-'Irák and Esh-Shám; (K;) it begins, towards El-Hijáz, at Dhát-'Irk, (Msb, K,) and ends at Sawád of El-'Irák, and hence it is said to form no part of El-Hijáz: (Msb:) or it comprises all that is beyond the moat, or fosse, which Kisrà made to the Sawád of El-'Irák until one inclines to the Harrah (الحَرَّة), when he is in El-Hijáz; (El-Báhilee, T, L, Msb;) and it extends to the east of El-Ghowr, or El-Ghór; which is all the tract of which the torrents flow westwards: Tihámeh extends from Dhát-'Irk to the distance of two days' journey beyond Mekkeh: the tract beyond this, westward, is Ghowr, or Ghór; and beyond this, southwards, is Es-Saráh, as far as the frontiers of El-Yemen: (El-Báhilee, L:) or, as the Arabs of the desert have been heard to say, the country which one enters when, journeying upwards, he leaves behind him 'Ijliz, which is above El-Karyateyn, and which he quits when he descends from the mountain-roads of Dhát-'Irk, where he enters Tihámeh, and when he meets with the stony tracts termed حِرَار in Nejd, where El-Hijáz commences: (As, L:) or the high country from Batn-er-Rummeh to the mountain-roads of Dhát-'Irk: (ISk, L:) or the country from El-'Odheyb to Dhát-'Irk, and to El-Yemámeh, and to El-Yemen, and to the two mountains of Teiyi, and from El-Mirbed to Wejreh: Dhât-'Irk is the beginning of Tihámeh, extending to the sea and Juddeh: El-Medeeneh is not of Tihámeh nor of Nejd, but of El-Hijáz, higher than El-Ghowr, or El-Ghór, and lower than Nejd. (IAar, L.) b3: نَجْدٌ An elevated road: (S:) or an elevated and conspicuous road. (L, K.) A road in a mountain. (L.) [Hence طَلَّاعُ الأَنْجُدِ, expl. below, and in art. طلع.] b4: هَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [Kur, xc. 10] We have shown him the two ways; the way of good and that of evil: (Beyd, Jel, L:) or the two conspicuous ways: (L:) b5: or We have given him the two breasts; (Beyd, L;) for نَجْدٌ also signifies a woman's breast; (L, K;) the belly beneath it being like the [country called] غَوْر. (TA.) b6: أَمَا وَنَجْدَيْهَا مَا فَعَلْتَ ذٰلِكَ Now, by her two breasts, didst thou not that? A form of oath of the Arabs. (MF.) b7: نَجْدٌ and ↓ نَاجِدٌ A thing, or an affair, apparent, manifest, plain, or evident. (L.) b8: هُوَ طَلَّاعُ أَنْجُدٍ, and طلّاع أَنْجِدَةٍ, (S, L, K,) and طلّاع نِجَادٍ, (L, K,) and الأَنْجُدِ, (K, art. طلع,) and النِجَادِ, (L, K,) (tropical:) He is one who surmounts difficult affairs: (A:) or he is one who manages affairs thoroughly, (L, K,) and masters them: (L:) or he is a man expert in affairs, who surmounts and masters them by his knowledge and experience and excellent judgment: or, who aims at lofty things: (K, art. طلع:) or he is one who rises to eminences, or to lofty things or circumstances, or to the means of attaining such things: (S:) as also طَلَّاعُ الثَّنَايَا. (S, K, art. طلع.) See نَجِدٌ, and مُنَاجِدٌ.

A2: نَجْدٌ, sing. of نُجُودٌ (A 'Obeyd, S, L, K) and of نِجَادٌ, (L, K,) which signify The articles of household farniture and the like (متاع) with which a house or tent (بيت) is ornamented, or decorated; (A 'Obeyd, S, L;) the carpets and beds or other things that are spread, and the pillows, used for that purpose: (L, K:) the cloths or stuffs used for this purpose, with which the walls are hung, and which are spread; (L;) the curtains which are hung upon the walls: (A:) and أَنْجَادٌ, pl. of نَجْدٌ, household furniture, consisting of such things as are spread, and pillows, and curtains. (L.) A3: نَجْدٌ A skilful, or an expert, guide of the way. (L, K.) A4: نَجْدٌ, (K,) or ↓ نُجُدٌ, (L,) A place in which are no trees. (L, K.) A5: نَجْدٌ A kind of tree resembling the شُبْرُم (L, K) in its colour and manner of growth and its thorns. (L.) نَجَدٌ Sweat, (S, L, K,) by reason of work, or of sorrow, grief, or anxiety, &c. (L.) A2: النَّجَدَاتُ A certain sect of the Khárijees, (S, L,) of those called the Harooreeyeh; (L;) the companions, (S, K,) or followers, (L,) of Nejdeh Ibn-'Ámir (S, L, K) El-Harooree (L) El-Hanafee, (S, L, K,) of the Benoo-Haneefeh; (TA;) also called ↓ النَّجْدِيَّةُ. (TA.) نَجُدٌ: see نَجِذٌ.

نَجِدٌ and ↓ نَجُدٌ and ↓ نَجِيدٌ (S, M, L, K) and ↓ نَجْدٌ (M, L, K) A courageous man, (S, M, L, K,) sharp, or vigorous and effective, in those affairs which others lack power or ability to accomplish: (M, L, K:) or courageous and strong: (Msb:) or very valiant: or quick in assenting to that which he is called or invited to do, whether it be good or evil: (M, L:) pl. of نَجُدٌ, أَنْجَادٌ, like as أَيْقَاظٌ is pl. of يَقُظٌ; (S, L;) or this is pl. of نَجْدٌ and نَجِدٌ; (Sb, M, L;) and not of نَجِيدٌ: (M, L:) the pl. of this last is نُجُدٌ and نُجَدَآءُ. (S, L.) b2: ↓ النَّجِيدُ The lion: (K:) so called because of his courage. (TA.) b3: نَجِدٌ فِى الحَاجَةِ A man quick in accomplishing that which is wanted, or needed. (S, L.) b4: نَجِدٌ and ↓ مَنْجُودٌ (L) and ↓ نَجِيدٌ (TA) and ↓ نَاجِدٌ, in which last the ا is perhaps inserted by poetic licence, (L,) Sweating, by reason of work, or of sorrow, grief, or anxiety, &c. (L, TA.) See also مَنْجُودٌ.

نُجُدٌ: see نَجْدٌ.

نَجْدَةٌ, a simple subst. (M, L,) Courage, (S, M, L, Msb, K,) and sharpness, or vigour and effectiveness, in those affairs which others lack power or ability to accomplish: (M, L:) or courage with steadiness, and calmness in awaiting fearlessly death, victory, or martyrdom: (EshShiháb [El-Khafájee]:) or great valour: or quickness in assenting to that which one is called or invited to do, whether it be good or evil. (M, L.) b2: ذُو نَجْدَةٍ A man possessing valour. (S, L.) See مُنَاجِدٌ. b3: نَجْدَةٌ Fight; combat; battle. (L, K.) b4: Terror; fright. (L, K.) b5: Difficulty; distress; affliction; adversity: (Lh, S, * L, Msb, * K: *) pl. نَجَدَاتٌ (Msb.) Ex.

لَاقَى فُلَانٌ نَجْدَةً Such a one experienced difficulty, distress, trouble, or adversity. (Lh, S, L.) b6: See also a saying of Sakhr-el-Ghei, and a citation from a trad., voce رِسْلٌ. b7: نَجْدَةٌ Aid; assistance. (Msb.) b8: هُوَ ابْنُ نَجْدَتِهَا (tropical:) He is ignorant thereof: contr. of هو ابن بَجْدَتِهَا. By نجدة is meant an allusion to Nejdeh El-Harooree. (A.) See نَجَدٌ.

نِجْدَةٌ, with kesr, Trial, or affliction, (بَلَاءٌ) [experienced] in wars. (Esh-Shiháb [El-Khafájee] and TA.) النَّجْدِيَّةُ: see نَجَدٌ.

نِجَادٌ The suspensory cords or strings of a sword: (S, K:) or the part thereof that lies upon the shoulder. (L.) b2: طَوِيلُ النِّجَادِ [lit., Having long suspensory cords or strings to his sword,] means (tropical:) a man of tall stature: for when a man is tall his نجاد must be long. (L.) نَجُودٌ, applied to a she-ass, and to a she-camel, Long-necked: (L, K:) or, so applied, (K,) or specially to a she-ass, (L,) or to a wild she-ass, (S,) that does not become pregnant: (S, L, K:) but Sh says, that this meaning is disapproved; and that the correct meaning is tall, applied to a she-ass: (L:) or tall; overpeering: (S, L:) or high and great: from نَجْدٌ [signifying “ high or elevated land ”]: (As, L:) pl. نُجُدٌ. (S, L, K.) b2: Also, applied to a she-camel, Sharp; spirited; vigorous: (L, K:) a correct meaning thus applied: (Sh:) or strong: (R:) one that precedes, or outgoes, others: (L, K:) or strong in spirit: (L:) pl. as above. (K.) b3: Also, so applied, Abounding with milk: (L, K:) and, that vies with the other camels in abundance of milk, (L, K,) and surpasses them therein, (L,) or yields abundance when they have little: (K:) [but for إِذَا غَزُرْنَ, in the copies of the K in my hands, meaning “ when they yield abundance of milk,”

I read اذا غَرَزْنَ:] pl. as above. (K.) b4: Also, so applied, That lies down upon a high, or elevated, place: (K:) or that will not lie down save upon high ground: (L:) pl. as above. (K.) b5: Also, An intelligent woman; sharp, or quick, in intellect: (K:) possessing judgment; as though she exerted her judgment in affairs: a strange meaning in which the word is used in a trad.: (Sh, L:) pl. as above. (K.) b6: See مَنْجُودٌ, and مُنَاجِدٌ.

A2: نَجُودٌ One who works in shaking and spreading and stuffing and arranging [those articles of household furniture which are called] نُجُود [pl. of نَجْدٌ]. (M, L.) See also نَجَّادٌ.

نَجِيدٌ: see نَجِدٌ, and مُنْجُودٌ.

نَجَّادٌ One who manufactures (يُعَالِج) beds and the like, and pillows; and sews them: (S, L, K:) [and, accord. to present usage, who teases, separates, or loosens, cotton, for stuffing beds &c., with the bow and mallet: as also ↓ مُنَجِّدٌ:] one who ornaments, or decorates, houses, and beds and the like, and carpets. (AHeyth, L.) See also نَجُودٌ.

نَاجِدٌ and ↓ مَنْجُودٌ Stupid, dull, wanting in intelligence; not penetrating, sharp, vigorous, or effective, in the performing of affairs; soft, without strength, or sturdiness, and without endurance: and weary, or fatigued. (TA.) b2: See نَجِدٌ.

نَاجِدَةٌ, sing. of نَوَاجِدُ (L,) which signifies Streaks of fat (L, K) upon the shoulders of a camel: occurring in a trad.: so called because of their elevation. (L.) نَاجُودٌ Wine: (As, L, K:) or excellent wine: or the first wine that comes forth when the clay is removed from the mouth of the jar: (As, L:) of the masc. gender. (L.) b2: A wine-vessel: (K:) any vessel into which wine is put, (A 'Obeyd, S, K, *) such as a بَاطِيَة, (L,) or a جَفْنَة &c.: (A 'Obeyd, S, L:) or a wine-cup, or a cup of wine; syn. كَأْسٌ: (L:) or a vessel in which wine is cleared; (A;) a clarifier, or strainer for wine; syn. رَاوُوقٌ; (Lth, L;) which last is the meaning that most assign to the word. (TA.) b3: Saffron. (As, L, K.) b4: Blood. (As, L, K.) مِنْجَدٌ A small mountain (K, [in the CK, for جُبَيْل is put حُبَيْل,]) overlooking a valley. (TA.) b2: مِنْجَدٌ A kind of ornament, (L, K,) worn by women, (L,) adorned with gems, or jewels, (L, K,) one over another: (L:) a necklace of pearls and gold, or of cloves, a span in breadth, extending from the neck to the part beneath the breasts, and lying upon the place of the نِجَاد; (L, K;) i. e. of the نجاد of a man's sword: from نَجَّدَ البَيْتَ: (L:) pl. مَنَاجِدُ. (L, K.) مِنْجَدَةٌ A light staff or stick with which a beast of carriage is urged on. (K.) b2: A stick, or wooden instrument, with which wool is teased, or separated, i. q. مِنْدَفٌ (?) (TA,) and with which the حَقِيبَة of a camel's saddle is stuffed. (K, TA.) مِنْجَادٌ A man who aids, or assists, much or well. (Lh, L.) مَنْجُودٌ Overcome; conquered; subdued; overpowered: and fatigued. (L.) b2: مَنْجُودٌ and ↓ نَجِيدٌ (and ↓ نَجُودٌ applied to a female, R,) Afflicted, distressed, or oppressed, by sorrow, grief or anxiety. (S, L, K.) See also نَجِدٌ. b3: مُنْجُودٌ In a state of perishing or destruction. (L, K.) b4: See نَاجِدٌ.

مُنَجَّدٌ, as also مُنَجَّذٌ, (S, L,) which latter is the more approved, (L,) A man tried and strengthened by experience; expert, or experienced; (S, L, K;) who has had experience in affairs, and has estimated and understood them, and become well informed. (L.) مُنَجِّدٌ: see نَجَّادٌ.

مُنَاجِدٌ A fighter; a combatant. (S, L, K.) b2: An aider; an assistant; (K;) [and so, app., ↓ نَجْدٌ and ↓ نَجْدَةٌ and ↓ نَجُودٌ, mentioned in the A].

نثر

[نثر] نه: فيه: إذا توضأت "فانثر"، وروى: فاستنثر وفلينتثر. ويستنشق ثلاثًا في كل مرة "يستنثر"، نثر ينثر- بالكسر. إذا امتخط، واستنثر- استفعل منه، أي استنشق الماء ثم استخرج ما في الأنف، وقيل: هو من تحريك النثرة وهي طرف الأنف؛ الأزهري: يروى: فأنثر- بألف مقطوعة، والصواب بألف الوصل. قس: واستنشق أي أدخل الماء في أنفه بأن جذبه بريح أنفه، واستنثر- بمثناة فنون فمثلثة، أي أخرجه منه بريحه بإعانة يده أو بغيرها بعد إخراج الأذى، لما فيه من تنقية مجرى النفس، ولما ورد: إن الشيطان يبيت على خيشومه. ومنه: ثم "لينثر"، بضم مثلثة. ط: وأجمعوا على كراهة الزيادة على الثلاثة، وإذا لم يستوعب إلا بغرفتين فهي واحدة. ش: لينثر- بكسر ثاء، وحكى ضمها، والأول المشهور، وحذف مفعوله وهو الماء، والاستنشاق والاستنثار واحد، لحديث تمضمض واستنثر- بدون ذكر الاستنشاق، وقيل: غيره. وح: و"نثر" بيده اليسرى، لما فيه من إزالة الوسخ. وح: و"استنثروا" مرتين بالغتين أو ثلاثًا، هو شك أو تنويع بمعنى إما مرتين بالغتين وإما ثلاثًا مطلقًا، أو للتخيير. نه: وفيه: هذا كهذ الشعر و"نثرًا كنثر" الدقل، أي كما يتساقط الرطب اليابس من العذق إذا هز. ومنه ح: فلما خلا سنى و"نثرت" له ذا بطني، أرادت أنها كانت شابة تلد الأولاد عنده، وامرأة نثور: كثيرة الولد. وح: أيوافقكم العدو حلب شاة "نثور"، هي الواسعة الإحليل كأنها تنثر اللبن نثرًا. وفيه: الجراد "نثرة" الحوت، أي عطسته. ج: النثرة للدواب شبه العطسة، نثرت الدابة- إذا طرحت ما في أنفها من الأذى. غ: نثر السكر ينثره- بضم ثاء. نه: وفيه: يميس في حلق "النثرة"، هي ما لطف من الدروع، أي يتبختر في حلق الدروع.
نثر وَإِذا استجمرت فأوتر. / ب / قَالَ الْأَصْمَعِي: فسر مَالك قَوْله: إِذا استجمرت - أَنه الِاسْتِنْجَاء. قَالَ: وَلم أسمعهُ من غَيره.
نثر قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ مُحَمَّد بْن الْحَسَن: هُوَ الِاسْتِنْجَاء وَقَالَ أَبُو زَيْدُ: هُوَ الِاسْتِنْجَاء بالأحجار. وَقَالَ الْكسَائي وَأَبُو عَمْرو: هُوَ الِاسْتِنْجَاء أَيْضا. قَالَ أَبُو عُبَيْد قَوْله: فانثر - يَعْنِي مَا يسْقط من المنخرين عِنْد الِاسْتِنْشَاق وَإِنَّمَا وَجهه أَنه أمره أَن يستنشق فِي وضوءه.
نثر
نَثْرُ الشيء: نشره وتفريقه. يقال: نَثَرْتُهُ فَانْتَثَرَ.
قال تعالى: وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ
[الانفطار/ 2] ويسمَّى الدِّرْع إذا لُبِسَ نَثْرَةً، ونَثَرَتِ الشاةُ: طَرَحَتْ من أنفها الأَذَى، والنَّثْرَة:
ما يَسِيلُ من الأنف، وقد تسمَّى الأنفُ نَثْرَةً، ومنه: النَّثْرَة لنجم يقال له أنْفُ الأسد، وطَعَنَهُ فَأَنْثَرَهُ: أَلْقَاه على أنفه، والاسْتِنْثَارُ: جعل الماء في النَّثْرة.
ن ث ر: (نَثَرَهُ) مِنْ بَابِ نَصَرَ (فَانْتَثَرَ) وَالِاسْمُ (النِّثَارُ) بِالْكَسْرِ. وَ (النُّثَارُ) بِالضَّمِّ مَا (تَنَاثَرَ) مِنَ الشَّيْءِ. وَدُرٌّ (مُنَثَّرٌ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. وَ (الِانْتِثَارُ) وَ (الِاسْتِنْثَارُ) بِمَعْنًى وَهُوَ نَثْرُ مَا فِي الْأَنْفِ بِالنَّفَسِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَانْثُرْ» . 
[نثر] نثرت الشئ أنثره نثرا، فانْتَثَرَ. والاسم النُثارُ. والنُثارُ بالضم: ما تناثر من الشئ. ودر مُنَثَّرٌ، شدد للكثرة. والانْتِثارُ والاستِنثارُ بمعنى، وهو نثر مافى الأنف بالنَفَس. وفي الحديث: " إذا اسْتَنْشَقْتَ فانْثُر ". والنَثْرَةُ للدوابّ: شِبهُ العطسة. يقال: نَثِرَت الشاةُ، إذا طرحت من أنفها الأذى. قال الأصمعي: النافرُ والناثرُ: الشاةُ تَسْعُلُ فينتثر من أنفها شئ. والنثور: الكثيرة الولدِ. والنَثْرَةُ: الفُرْجَةُ بين الشارِبَيْنِ حيالَ وَتَرة الأنف، وكذلك من الاسد. والنثرة: كوكبان بيتهما مقدارُ شِبر، وفيهما لَطْخُ بياضٍ كأنه قِطعة سحاب، وهي أنفُ الأسد يَنْزِلها القمر. والنَثْرَةُ: الدِرعُ الواسعة. قال ابن السكيت: يقال للدرع نثرة ونثلة. قال: ويقال نَثَرَ درعه عنه، إذا ألقاها عنه. ولا يقال نثلها. ويقال طعنه فأنثره، أي أرعفه. قال الراجز: إن عليها فارسا كعشره * إذا رأى فارس قوم أنثره -

نثر


نَثَرَ(n. ac.
نَثْر
نِثَاْر)
a. Scattered; strewed.
b. Was prolix; gabbled.
c. Had many (children).
d. ['An], Pulled off from.
e.(n. ac. نَثِيْر), Sneezed.
f. see IV (a)g. [ coll. ], Fell (
leaves ).
نَثَّرَa. see I (a)
أَنْثَرَa. Snuffed up water.
b. Blew the nose.
c. Threw down on the nose; made the nose to bleed;
wounded.

تَنَثَّرَa. see VIII (a)
تَنَاْثَرَa. see VIII (a)b. Fell.
c. Fell sick, died.

إِنْتَثَرَa. Was scattered, strewn.
b. see I (e)
IV (a), (b) & VI (
b ).
إِسْتَنْثَرَa. see IV (a) (b).
نَثْرa. Prose.
b. [ coll. ], Embroidery.
c. see N. P.
I (a)
نَثْرَةa. Cartilage of the nose.
b. Division in the upper lip.
c. Two stars in Leo.
d. Sneeze.
e. Corselet.
f. Act of scattering.

نَثْرِيّa. Prosaic; prosy.

نَثَرa. see 24t
نَثِرa. Garrulous, talkative, loquacious.

مِنْثَرa. see 5
نَاْثِرa. Writer of prose, prosaist.
b. Sneezing, coughing.
c. see 45
نِثَاْرa. Scattering.

نُثَاْرa. see 24tb. Things strewn.

نُثَاْرَةa. Crumbs, scraps, leavings.

نَثِيْرa. Scattered, strewn; shedding its petals
(rose).
b. Sneezing.

نَثُوْرa. Prolific.
b. see 21 (b)
مِنْثَاْرa. Casting its fruit (palm-tree).

N. P.
نَثڤرَa. Scattered, strewn.
b. Prose.
c. Gilly-flower; wall-flower.

N. P.
نَثَّرَa. see N. P.
I (a)b. Worthless man.
c. [ coll. ], Embroidered.

N. Ag.
تَنَاْثَرَa. see N. P.
I (a)
N. Ac.
تَنَاْثَرَa. Falling off of the hair.

N. Ag.
إِنْتَثَرَa. see N. P.
I (a)
نَيْثُرَان
a. see 5
نثر: النَّثْرُ: نَثْرُكَ الشَّيْءَ بِيَدِكَ تَرْمي به مُتَفَرِّقاً.
والنُّثَارَةُ: فُتَاتُ ما يَتَنَاثَرُ حَوَالَي الخِوَانِ.
والنَّثَرُ: اسْمُ ما يُنْثَرُ. والنِّثَار: الفِعْلُ.
والمِنْثَارُ من النَّخْلِ: التي يَتَنَاثَرُ بُسْرُها.
والنَّيْثُرَانُ: الكَثِيْرُ الكَلامِ يَنْثُرُ كلامَه نَثْراً، وهو النَّثِرُ أيضاً والنِّثْرُ.
ونَثَرَ فلانٌ قِرَاءَتَه نَثْراً: أسْرَعَ فيها.
ورَجُلٌ نَثِرٌ: لا يَكْتُمُ سِرّاً.
والدّارِعُ يَنْثُرُ الدِّرْعَ على نَفْسِه. والدِّرْعُ: النَّثْرَةُ.
وطَعْنَه فأنْثَرَه: أي أرْعَفَه.
والنَّثْرَةُ: الفُرْجَةُ بَيْنَ الشّارِبَيْنِ حِيَالَ وَتَرَةِ الأنْفِ. وكَوْكَبٌ في السَّمَاءِ يُسَمّى نَثْرَةَ الأسَدِ؛ وهو من مَنَازِلِ القَمَرِ.
والنَّثِيْرُ للدَّوَابِّ: شِبْهُ العُطَاسِ للنّاسِ.
والإِنْسَانُ يَسْتَنْثِرُ: إذا اسْتَنْشَقَ الماءَ ثُمَّ اسْتَخْرَجَ ذاكَ بنَفَسِ الأنْفِ.
وشَاةٌ ناثِرٌ: يَنْثِرُ من أنْفِها إذا سَعَلَتْ. والنَّثُوْرُ من الإِبِلِ: التي تَنْثُرُ جِرَّتَها، وهي من النِّسَاءِ: الكَثِيْرَةُ الوَلَدِ؛ يُقال: نَثَرَتْ بَطْنَها.
والمُنَثَّرُ: الضَّعِيْفُ الذي لا خَيْرَ فيه.
ن ث ر : نَثَرْتُهُ نَثْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَضَرَبَ رَمَيْتُ بِهِ مُتَفَرِّقًا فَانْتَثَرَ وَنَثَرْتُ الْفَاكِهَةَ وَنَحْوَهَا.

وَالنِّثَارُ بِالْكَسْرِ وَالضَّمُّ لُغَةٌ اسْمٌ لِلْفِعْلِ كَالنَّثْرِ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْمَنْثُورِ كَالْكِتَابِ بِمَعْنَى الْمَكْتُوبِ وَأَصَبْتُ مِنْ النِّثَارِ أَيْ مِنْ الْمَنْثُورِ وَقِيلَ النِّثَارُ مَا يَتَنَاثَرُ مِنْ
الشَّيْءِ كَالسِّقَاطِ اسْمٌ لِمَا يَسْقُطُ وَالضَّمُّ لُغَةٌ تَشْبِيهًا بِالْفَضْلَةِ الَّتِي تُرْمَى.

وَنَثَرَ الْمُتَوَضِّئُ وَاسْتَنْثَرَ بِمَعْنَى اسْتَنْشَقَ وَمِنْهُمْ مَنْ يُفَرِّقُ فَيَجْعَلُ الِاسْتِنْشَاقَ إيصَالَ الْمَاءِ وَالِاسْتِنْثَارَ إخْرَاجَ مَا فِي الْأَنْفِ مِنْ مُخَاطٍ وَغَيْرِهِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ لَفْظُ الْحَدِيثِ كَانَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَسْتَنْثِرُ وَفِي حَدِيثٍ إذَا اسْتَنْشَقْتَ فَانْثِرْ بِهَمْزَةِ وَصْلٍ وَتُكْسَرُ الثَّاءُ وَتُضَمُّ وَأَنْثَرَ الْمُتَوَضِّئُ إنْثَارًا لُغَةٌ وَحَمَلَ أَبُو عُبَيْدٍ الْحَدِيثَ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ. 
باب الثاء والراء والنون معهما ن ث ر يستعمل فقط

نثر: النَّثْر: رَمْيُكَ الشيءَ بيَدِكَ متفرِّقاً، ويقال: أخَذَ دِرْعاً فنَثَرَها على نفسه، ويُسَمَّى الدِّرْعُ النَثْرةَ إذا كانت سلسلة المَلْبس. والنَّثْرةُ: الفُرجةُ التي بين الشاربَيْن حِيالَ وتَرةِ الأنف، وكذلك هي من الأَسَد. والنَّثرةُ: كوكب في السماء كأنَّه لَطْخُ سَحابٍ حِيال كَوكَبَين صَغيرين تُسَّميهِ العَرَبُ نَثرةَ الأسد، وهو من منازل الشمس والقَمَر. وهو في علم النجوم من بُروج السَّرَطان. والنُّثارةُ: فُتاتُ ما يَتَناثَرُ من الخِوان ونَحوِه. والنَّثرة للدَّوابِّ: شِبْهُ العَطْسِ للناس، إلاّ أنَّه ليس بغالب، ولكنُه شيء يفعَلهُ بأنفه، تقول: نَثَرَ الحِمارُ ينَثُرُ نَثيراً. والإنسان يَسْتَنْثِرُ إذا استَنْشَقَ، ثمَّ استخرَجَه بنفس الأنف. وامرأةٌ نَثورٌ: كثيرة الوَلَد، يقال: نَثَرتْ بطنُها. ويقال للرجل يَجَأُ بَطنَ الآخر بالسِّكيِّن: قد نَثَرَ أمعاءَه. والنَّثْر: اسمٌ للجَوز والسُّكَّر وما يُنثَرُ من الأشياء، والنِّثار الفِعْل، يقال: أما شَهِدْتَ نِثارَ فلانٍ، وما أَصَبْتَ من نَثر فلانٍ، أي ما نَثَرَ. ويقال: رَضُوا فتناثَروا مَوْتَى .
ن ث ر

نثر الــلؤلؤ وغيره، وقد انتثر وتناثر، ودر ــمنثور ومنثّر ونثير، كأنّ لفظه الدرّ النثير ونثير الدرّ. والتقط نثار الخوان ونثارته وهو الفتات المتناثر حوله. وشهدت نثار فلان بالكسر، وكنّا في نثار فلان اليوم وهو اسم للفعل كالنثر، وما أصبت من نثر فلان شيئاً وهو اسم المنثور من السكر ونحوه كالنشر بمعنى المنشور.

ومن المجاز: نثرت المرأة بطنها، وامرأة نثور. ونثر الحمار والشّاة نثيراً: عطست وأخرجت من أنفها الأذى واستنثر مثله. واستنثر المتوضّيء وأنثر، يقال: إذا استنشقت فأنثر. وفي الحديث " الجراد نثرة حوت " ومنها، نثرة الأسد: لكوكب كأنّه لطخ سحاب، كأنّ الأسد نثر نثرةً أي مخط مخطةً، ومنها: قيل للخيشوم والفرجة بين الشاربين: النثرة. وطعنه فأنثره: ألقاه على نثرته. قال:

إن عليها فارساً كعشره ... إذا رأى فارس قومٍ أنثره

وضربه فأنثره: أرعفه. وأخذ درعاً فنثرها على نفسه: صبّها، ومنها: النثرة وهي الدرع السلسة الملبس. ورجل نثر: مهذار ومذياع للأسرار. قال نصر بن سيّار:

لقد علم الأقوام منّي تحلّمي ... إذا النثر الثرثار قال فأهجرا

وفي الوعيد: " لأنثرنك نثر الكرش ". ووجأه فنثر أمعاءه. وقد نثرت النّخلة فهي ناثر ومنثار: تنفض بسرها. ونثر كنانته فعجم عيدانها عوداً عوداً فوجدني أصلبها مكسراً فرماكم بي. ونثر قراءته: أسرع فيها. وتفرّق القوم وتنثّروا وانتثروا. ومرضوا فتناثروا موتاً. ورأيته يناثره الدرّ إذا حاوره بكلام حسن.
(ن ث ر) : (نَثْرُ) الــلُّؤْلُؤِ وَنَحْوِهِ مَعْرُوفٌ (وَمِنْهُ) نَثَرَتْ الْمَرْأَةُ لِلزَّوْجِ ذَا بَطْنِهَا (وَنَثَرَتْ بَطْنُهَا) إذَا أَكْثَرَتْ الْوَلَدَ (وَامْرَأَةٌ نَثُورٌ) كَثِيرَةُ الْأَوْلَادِ (وَالِاسْتِنْثَارُ) الِاسْتِنْشَاقُ وَلَمْ يُسْمَعْ بِهِ مُتَعَدِّيًا إلَّا فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّهُ اسْتَنْثَرَ أَنْفَهُ وَكَأَنَّهُ نُظِرَ فِيهِ إلَى الْأَصْلِ أَوْ ضُمِّنَ مَعْنَى نَقَّى فَعُدِّيَ تَعْدِيَتَهُ وَعَنْ الْفَرَّاءِ (نَثَرَ) الرَّجُلُ وَانْتَثَرَ وَاسْتَنْثَرَ اسْتَنْشَقَ وَحَرَّكَ (النَّثْرَةَ) وَهِيَ طَرَفُ الْأَنْفِ وَقِيلَ الِاسْتِنْثَارُ وَالنَّثْرُ أَنْ يَسْتَنْشِقَ الْمَاءَ ثُمَّ يَسْتَخْرِجَ مَا فِيهِ مِنْ أَذًى أَوْ مُخَاطٍ وَعَنْ الْجَوْهَرِيِّ الِانْتِثَارُ وَالِاسْتِنْثَارُ نَثْرُ مَا فِي الْأَنْفِ بِنَفَسٍ وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - غَيْرُ الِاسْتِنْشَاقِ مَا رُوِيَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كَانَ إذَا تَوَضَّأَ يَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَسْتَنْثِرُ» وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - قَالَ «إذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ الْمَاءَ فِي أَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْثِرْ» وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «إذَا اسْتَنْشَقْتَ فَانْثُرْ» بِوَصْلِ الْهَمْزَةِ وَقَطْعِهَا وَقَدْ أَنْكَرَ الْأَزْهَرِيُّ الْقَطْعَ بَعْدَمَا رَوَاهُ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ.
نثر: نثر: يمكن أن تتعدى إلى المفعول به مباشرة أو مع حرف الجر (الباء): نثر بالمسك (عباد 1: 385).
نثر النثار: انظر نثار فيما يأتي.
نثر علىالفقراء: وزع عليهم ... (بوشر).
نثر في: كان المسبات في حق فلان (ألف ليلة برسل، 4: 181 و2: 8) (أراد فليشر (في معجمه 96) تصحيح ما ورد في العبارة الأولى من ألف ليلة إلا أنه غير رأيه (انظر أيضا المقدمة ص93) حين صادف العبارة الثانية. أما ما ورد في (ابن بطوطة 2: 227) في قوله نثر فيه الكلام فقد وردت أكثره على سبيل الحذف البلاغي.
تناثر: تساقط الشيء بصورة تدريجية قطعا صغيرة (غوليوس) (ابن بطوطة 4: 384، معجم التنبيه).
انتثر: توزع، تفرق (معجم التنبيه).
نثر. النثر= نثر النثار: (في الأعراس) (أبو إسحاق الشيرازي 20: 205).
نثر: في محيط المحيط ( .. وعند العامة النقش في الثوب).
نثري: غير شعري (بوشر).
نثار: أراد (فريتاج) أن يستعمل هذه الصيغة (أي كسر النون) عند شرحه، أو تعليقه على مقامات الحريري، بدلا من نثار وينطبق هذا على ما ورد في (برسل 2: 50): نثر النثار: وزع هباته السخية (1: 7) والخدام تنثر النثار على رؤوس الصغار والكبار.
نثر: النثر (أي خلاف الشعر) (عباد 2: 164).
نثير: متناثر، مشتت، مبعثر (المقدمة 2: 238).
تناثر الشعر: في محيط المحيط ( ... وعند الأطباء سقوط الشعر لضعف نباته) (الجريدة الآسيوية 1: 1853).
منثر: في محيط المحيط .. ( .. والمنثر عند العامة نسيج ذو نقوش ملونة).
منثور: giroflee منثور، خيري (جنس زهر من الفصيلة الصليبية). violier منثور شتوي (نوع من المنثور الحولي عطري الرائحة) (بوشر) (همبرت 50).
منثور: تين (انظر معجم الادريسي 342).
منثور: خبازة، خبازي (فانسليب 100).
منثور: من أصناف التمور (داسكرياك 200 هذا في حالة ما إذا كان يقصد التمر في كلمة mansour أي المنثور).
الخشخاش المنثور: انظر خشخاش (في الجزء الرابع من الترجمة العربية).
شجر المنثور: هو الخشخاش المنثور أيضا.
الأدب المنثور: هو التاريخ، والشعر والنثر المقفى والحكايات (المقري 1: 137).
ملح منثور: ملح مدقوق؟ (معجم الجغرافيا).
[ن ث ر] النًّثْرُ رَمْيُكَ الشَّيْءَ مُتَفَرِّقًا نَثَرَه يَنْثُره ويَنْثِرُه نَثْرًا ونِثارًا ونَثَّرَه فانْتَثَرَ وتَنَثَّرَ وتَناثَرَ والنُّثارَةُ ما تَناثَرَ مِنْه وخَصَّ اللِّحْيانِيُّ به ما يَنْتَثِرُ من المائِدَةِ فيُؤْكَلُ ويُرْجَى فيه الثَّوابُ وقالَ مَرَّةً نُثارَةُ الحِنْطَةِ والشَّعِيرِ ونَحْوِهما ما انْتَثَرَ منه وشَيْءٌ نَثَرٌ مُنْتَثِرٌ وكَذلك الجَمِيعُ قالَ

(حَدَّ النَّهارِ تُراعِي ثِيرَةً نَثَرَا ... ) وقولُه أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ

(هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذّاءَةٌ ... مُوشِكُ السَّقْطَةِ ذُو لُبٍّ نَثِرْ)

لم يُفَسِّرْ نَثِرًا وعِنْدِي أَنَّه مُتَناثِرٌ مُتَساقِطٌ لا يَثْبُتُ ووَجَأَه فنَثَرَ أَمْعاءَهُ وتَناثَرَ القَوْمُ مَرِضُوا فماتُوا والنَّثُورُ الكَثِير الوَلَدِ وكَذلك المَرْأَةُ وقد نَثَرَ وَلَدًا ونَثَرَ كَلامًا أَكْثَرَ وقِيلَ لامْرَأَةٍ أَيُّ النِّساء أَبْغَضُ إِليكِ فقالت الَّتِي إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ وإن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ ورَجُلٌ نَثِرٌ بَيِّنُ النًّثَرِ ومِنْثَرٌ كِلاهُما كَثِيرُ الكَلام والأُنْثَى نَثِرَةٌ فقط والنَّثْرَةُ الخَيْشُوم وما والاهُ وشاةٌ ناثِرٌ ونَثُورٌ تَطْرَحُ من أَنْفِها كالدُّودِ والنَّثِيرُ للدَّوابِّ والإِبِلِ كالعُطاسِ للنّاسِ وقد نَثَرَ يَنْثُرُ نَثِيرًا أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ

(فما أَفْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بسُدْفَةٍ ... عَلاجِيمُ عِيرِ ابْنَيْ صُباحٍ نَثِيرُها)

واسْتَنْثَر الإنْسانُ اسْتَنْشَق الماءَ ثم اسْتَخْرَجَ ذلِك بنَفَسِ الأَنْفِ والنَّثْرَةُ فُرْجَةُ ما بَيْنَ الشارِبَيْنِ حِيالَ وَتَرَةِ الأَنْفِ وكَذلِك هي من الأَسَدِ وقِيل هِيَ أَنْفُ الأَسَدِ والنَّثْرَةُ نَجْمٌ من نُجُومِ الأَسَدِ يَنْزِلُها القمرُ قال

(جادَ السِّماك بها أَو نَثْرَةُ الأَسَدِ ... )

والعَرَبُ تَقُول إِذا طَلَعَت النَّثْرَةُ قَنَأَت البُسْرَةُ أَي داخَلَ حُمْرَتَها سَوادٌ وطُلُوعُ النَّثْرَةِ على إِثْرِ طُلُوعِ الشِّعْرَى وطَعَنَه فأَنْثَرَه عن فَرَسِه أَي أَلْقاهُ عَلَى نَثْرَتِه قال

(إِنَّ عَلَيْها فارِسًا كعَشْرَهْ ... ) (إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهُ ... )

قَالَ ثَعْلَبٌ مَعْناه طَعَنَه فأَخْرَجَ نَفَسَه من أَنْفِه ويُرْوَى رَئِيسَ قَوْمٍ والنَّثْرَةُ الدِّرْعُ السَّلِسَةُ المَلْبَسِ وقِيلَ هي الواسِعَةُ ونَثَرَ دِرْعَه عَلَيه صَبَّها قالَ ابنُ جِنِّي يَنْبَغِي أَنْ تكونَ الرّاءُ في النَّثْرَةِ بَدَلاً من اللاّمِ لقَوْلِهم نَثَلَ عَلَيْه دِرْعَه ولم يَقُولُوا نَثَرَها واللاَّمُ أَعَمُّ تَصَرُّفًا وهي الأَصْلُ يَعْنِي أَنَّ بابَ نَثَلَ أَكثَرُ من بابِ نَثَرَ
نثر
نثَرَ يَنثُر ويَنثِر، نَثْرًا ونِثَارًا، فهو ناثِر، والمفعول منثور (للمتعدِّي)
• نثَرَ المتوضِّئُ: استنشق، أخرج ما في الأنف من مخاط وغيره.
• نثَر الشّيءَ: رمى به متفرِّقًا، زرَّه، بعثره "نثر الحبَّ في الحقل- نثرتِ الشجرةُ حَمْلَها- نثَر سوادًا في بياض كما ... ذُرَّ فتيت المسك في الوردِ- {فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} ".
• نثَر الكلامَ: صاغه نثْرًا، بلا وزن ولا قافية "أديب ينْثرُ وينظِم".
• نثَر السِّرَّ: نشره، وأفشاه "نثر أخبارًا كاذبة". 

استنثرَ يستنثر، استِنثارًا، فهو مُستنثِر
• استنثر الشَّخصُ: أدخل الماءَ في أنفه ثم دفعه ليخرج ما فيه "استنثر المتوضِّئ بعد أن استنشق- كَانَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَنْشِقُ ثَلاثًا فِي كُلِّ مَرَّةٍ ثُمَّ يَسْتَنْثِرُ [حديث] ". 

انتثرَ ينتثر، انتثارًا، فهو مُنتثِر
• انتثر الشَّيءُ: مُطاوع نثَرَ: تفرّق، تبعثر، توزّع "انتثرت الأوراقُ على الأرض- انتثرت أملاكُه شرْقًا، وغرْبًا- {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ. وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} ".
• انتثر الشَّخصُ: استنشق الماءَ وأدخله في أنفه ثم استخرجه. 

تناثرَ يتناثر، تناثُرًا، فهو مُتناثِر
• تناثر الشَّيءُ: تفرّق، وتوزّع "تناثَر الحبُّ- تناثر الجنودُ في ساحة القتال/ على التلال- قبائل/ بيوت/ عائلة/ أهداف
 متناثِرة". 

تنثَّرَ في يتنثَّر، تنثُّرًا، فهو مُتنثِّر، والمفعول مُتَنثَّرٌ فيه
• تنثَّرت أوراقُ الشَّجر في الخريف: تفرّقت. 

مُتناثِرة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل تناثرَ.
• القصائد المتناثرة: (دب) القصائد الخاصَّة بشاعر معيَّن، وغير المجموعة في ديوانٍ واحد، فقد تكون متفرِّقة في الصُّحف والمجلاّت والكتب أو لا تزال مخطوطة. 

مَنْثور1 [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نثَرَ ° ذهَب هباءً منثورًا: انتهى إلى لا شيء.
2 - (دب) كلامٌ مُرْسلٌ، بغير وزن ولا قافية، عكسه منظوم "شِعْرٌ منثورٌ- جملة من منثور القول". 

مَنْثور2 [جمع]: (نت) جنس زهر من الفصيلة الصليبيّة ذو رائحة ذكيّة، ألوانه متنوّعة بحسب أصنافه.
• الشِّعر المنثور: (دب) نمط من الكلام بين الشِّعر والنَّثر، يختلف عن النّثر بنغمته الموسيقيّة وجمله المنسَّقة تنسيقًا شعريًّا أخَّاذًا، لكن يختلف عن الشِّعر بتحلُّله من الوزن والقافية. 

ناثِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من نثَرَ.
2 - مَنْ تخصَّص في كتابة الكلام المُرسل المُعتمد أصلاً على التفكير الدقيق، لا على التحليل وتصوير العواطف والوزن والقافية "الجاحظ من كبار الناثرين". 

نُثار [مفرد]: ما يتناثر من الشّيء "التقط نُثار المائدة". 

نِثار [مفرد]:
1 - مصدر نثَرَ.
2 - ما يُنثَر في حفلات السرور من حلوى أو نُقودٍ، أو أوراق ملوّنة "ما أصبت من النِثار شيئًا".
• نِثار ذريّ: جسيمات دقيقة وبطيئة السقوط في الغلاف الجَوّيّ تلي انفجارًا وخاصّة انفجارًا نوويًّا. 

نَثْر [مفرد]:
1 - مصدر نثَرَ.
2 - (دب) كلامٌ مُرْسلُ، بلا وزن ولا قافية يحتوي الأفكارَ المنظَّمة تنظيمًا حسنًا، والمعروضة عرضًا جذَّابًا، حَسَن الصياغة، وجيِّد السَّبك، مراعًى فيه قواعد النحو والصَّرف، عكسه: شعر "كُلّ ما ليس شعرًا فهو نثْر- طه حسين من أعلام النثر العربيّ في العصر الحديث".
• النَّثر الشِّعريّ: (دب) نوع من الكتابة المُرسلَة يتميّز ببراعة السَّبك ويستخدم المحسِّنات اللَّفظيّة والمجازات والأوزان الإيقاعيّة والشَّائعة في الشِّعر أحيانًا. 

نَثْرِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى نَثْر: "مقالة/ مسرحيّة نثْريَّة".
2 - قليلٌ "مصاريف نثْريّة: طارئة، عارضة، غير داخلة في باب معين". 

نثر: الليث: النَّثْرُ نَثْرُكَ الشيءَ بيدك تَرْمي به متفرقاً مثلَ

نَثْرِ الجَوْزِ واللَّوْزِ والسُّكَّرِ، وكذلك نَثْرُ الحَبِّ إِذا بُذرَ،

وهو النِّثَارُ؛ وقد نَثَرَهُ يَنْثُرُهُ ويَنْثِرُهُ نَثراً ونِثاراً

ونَثَّرَه فانْتَثَرَ وتناثَرَ؛ والنُّثارةُ: ما تناثَرَ منه، وخص اللحياني

به ما يَنْتَثِرُ من المائدة فَيُؤكل فيرجى فيه الثوابُ. التهذيب:

والنُّثارُ فُتاتُ ما يَتَناثَرُ حَوالي الخِوانِ من الخبز ونحو ذلك من كل

شيء. الجوهري: النُّثارُ، بالضم، ما تناثر من الشيء. ودُرٌّ مُنَثَّرٌ:

شُدِّدَ للكثرة، وقيل: نُثارةُ الحِنْطة والشعيرِ ونحوهما ما انْتَثَرَ منه.

وشيءٌ نَثَرٌ: مُنْتَثِرٌ، وكذلك الجمع؛ قال:

حَدَّ النهارِ تُراعِي ثِيرَةً نَثَرا

ويقال: شَهِدتُ نِثارَ فلان؛ وقوله أَنشده ثعلب:

هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ،

مُوشِكُ السَّقْطةِ، ذُو لُبٍّ نَثِر

قال ابن سيده: لم يفسر نَثِراً، قال: وعندي أَنه مُتَناثِرٌ مُتساقطٌ لا

يَثْبُتْ. وفي حديث ابن مسعود وحذيفةَ في القراءة: هَذًّا كهَذِّ

الشِّعْرِ ونَثْراً كَنَثْرِ الدَّقَلِ أَي كما يَتساقَطُ الرُّطَبُ اليابِسُ

من العِذْقِ إِذا هُزَّ. وفي حديث أَبي ذر: يُوافِقُكُمُ العَدُوُّ حَلْبَ

شاةٍ نَثورٍ؛ هي الواسعة الإِحليلِ كأَنها تَنْثُرُ اللَّبنَ نَثْراً

وتَفْتَحُ سَبِيلَه، ووجأَه فَنَثَر أَمْعاءَهُ. وتَناثَرَ القوم: مَرِضُوا

فماتوا. والنَّثورُ: الكثِيرُ الولد، وكذلك المرأَة، وقد نَثَرَ ولداً

ونثر كلاماً: أَكثره، وقد نَثَرَتْ ذا بَطْنِها ونَثَرَتْ بَطْنَها. وفي

الحديث: فلما خلا سِنِّي ونَثَرْتُ له ذا بَطْني؛ أَرادت أَنها كانت

شابَّةً تَلِدُ الأَولادَ عنده. وقيل لامرأَةٍ: أَيُّ البُغاةِ أَبغضُ إِليكِف

فقالت: التي إِنْ غَدَتْ بَكَرَتْ، وإِن حَدَّثَتْ نَثَرَتْ.

ورجلٌ نَثِرٌ بَيِّنُ النَّثَرِ ومِنْثَرٌ، كِلاهُما: كثيرُ الكلام،

والأُنثى نَثِرَةٌ فقط.

والنَّثْرةُ: الخَيْشومُ وما والاه. وشاةٌ ناثِرٌ ونَثُورٌ: تَطْرَحُ من

أَنفها كالدُّود. والنَّثِيرُ للدّواب والإِبلِ: كالعُطاسِ للناس؛ زاد

الأَزهري: إِلا أَنه ليس بغالب له ولكنه شيءٌ يفعله هو بأَنفه؛ يقال:

نَثَرَ الحِمارُ وهو يَنْثِرُ نَثِيراً. الجوهري: والنَّثْرةُ للدواب شِبْهُ

العَطْسةِ، يقال: نَثَرَتِ الشاةُ إِذا طرحَتْ من أَنفها الأَذى. قال

الأَصمعي: النافر والناثِرُ لشاةُ تَسْعُلُ فَيَنْتَثرُ من أَنفها شيءٌ. وفي

حديث ابن عباس: الجرادُ نَثْرةُ الحوتِ أَي عَطْسَتُهُ؛ وحدثِ كعبٍ:

إِنما هو نَثْرَةُ حوتٍ، وقد نَثَرَ يَنْثِرُ نَثِيراً؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:فما أَنْجَرَتْ حتى أَهَبَّ بِسُدْفَةٍ

علاجِيمَ، عيرُ ابني صُباحٍ نَثِيرُها

واستَنْثَر الإِنسانُ: استَنْشَقَ الماء ثم استخرج ذلك بِنَفَسِ

الأَنفِ. والانْتِثارُ والاستِنْثارُ بمعنى: وهو نَثْرُ ما في الأَنف

بالنَّفَسِ. وفي الحديث: إِذا استَنْشَقْتَ فانْثُر، وفي التهذيب: فانْثِر، وقد

روي: فأَنْثِرْ، بقطع الأَلف، قال: ولا يعرفه أَهل اللغة، وقد وُجِدَ بخطه

في حاشية كتابه في الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِرْ، بكسر الثاء، يقال:

نَثَرَ الجوزَ والدُّرَّ يَنْثُرُ، بضم الثاء، ونَثَرَ من أَنفه يَنْثِرُ،

بكسر الثاء لا غير؛ قال: وهذا صحيح كذا حفظه علماء اللغة. ابن الأَعرابي:

النَّثْرَةُ طَرَفُ الأَنفِ، ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم، في

الطهارة: اسْتَنْثِرْ؛ قال: ومعناه اسْتَنْشِقْ وحَرِّكِ النَّثْرةَ. الفراء:

نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَرَ واسْتَنْثَرَ إِذا حَرَّكَ النَّثْرَةَ في

الطهارة؛ قال أَبو منصور: وقد روي هذا الحرف عن أَبي عبيد أَنه قال في حديث

النبي، صلى الله عليه وسلم: إِذا توضأْت فأَنْثِرْ، من الإِنْثار، إِنما

يقال: نَثَرَ يَنْثِرُ وانْتَثَرَ يَنْتَثِرُ واسْتَنْثَرَ يَسْتَنْثِرُ.

وروى أَبو الزناد عن الأَعرج عن أَبي هريرة، رضي الله عنه، أَنه قال:

إِذا توضأَ أَحدُكم فليجعلِ الماءَ في أَنْفِه ثم لِيَنْثِرْ؛ قال

الأَزهري: هكذا رواه أَهل الضبط لأَلفاظ الحديث، قال: وهو الصحيح عندي، وقد فسر

قوله لِيَنْثِرْ واسْتَنْثِرْ على غير ما فسره الفراء وابن الأَعرابي، قال

بعض أَهل العلم: معنى الاستنثارِ والنَّثْر أَن يستنشق الماء ثم يستخرج

ما فيه من أَذى أَو مُخاط، قال: ومما يدل على هذا الحديث الآخر: أَن

النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يَستنشِق ثلاثاً في كل مرة يَسْتَنْثِرُ؛فجعل

الاستنثار غير الاستنشاق، يقال منه: نَثَر يَنْثِر، بكسر الثاء. وفي

الحديث: من توضأَ فَلْيَنْثِر، بكسر الثاء، لا غير. والإِنسان يستنثر إِذا

استنشق الماء ثم استخرج نَثِيرَه بنَفَس الأَنفِ. ابن الأَثير: نَثَرَ

يَنثِرُ، بالكسر، إِذا امتخط، واستَنْثَر استفعل منه: استنشق الماء ثم

استخرج ما في الأَنف، وقيل: هو من تحريك النَّثْرةِ، وهي طرَف الأَنف؛ قال:

ويروى فأَنْثِر بأَلف مقطوعة، قال: وأَهل اللغة لا يجيزونه والصواب بأَلف

الوصل. ونَثَر السُّكَّر يَنْثُره، بالضم، قال: وأَما قول ابن الأَعرابي

النَّثْرةُ طرف الأَنف فهو صحيح، وبه سمي النجْم الذي يقال له نَثْرةُ

الأَسد كأَنها جعلت طرَف أَنفه. والنثرة: فُرْجة ما بين الشاربين حِيالَ

وتَرةِ الأَنف، وكذلك هي من الأَسَدِ، وقيل: هي أَنف الأَسد. والنَّثْرةُ:

نَجْم من نُجوم الأَسَد ينزلها القمر؛ قال:

كادَ السِّماكُ بها أَو نَثْرةُ الأَسَدِ

التهذيب: النثْرة كوكب في السماء كأَنه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوكبين،

تسميه العرب نثرة الأَسد وهي من منازل القمر، قال: وهي في علم النجوم من

بُرْجِ السرَطانِ. قال أَبو الهيثم: النثرة أَنف الأَسد ومنْخراه، وهي

ثلاثة كواكبَ خَفِيَّة متقاربة، والطرْفُ عينا الأَسَد كوكبان، الجبهة

أَمامَها* قوله« كوكبان، الجبهة امامها» كذا بالأصل. وعبارة القاموس: الطرف

كوكبان يقدمان الجبهة. وهي أَربعةُ كواكِبَ. الجوهري: النثرة كوكبان بينهما

مقدار شبر، وفيهما لَطْخ بياض كأَنه قِطْعة سحاب وهي أَنف الأَسد ينزلها

القمر. والعرب تقول: إِذا طَلَعَتِ النثْرةُ قَنأَتِ البُسْرةُ أَي

داخَلَ حُمْرَتها سَوادٌ، وطلوع النثرة على إِثْر طُلُوع الشِّعْرَى. وطعَنه

فأَنْثَره عن فرسه أَي أَلقاه على نَثْرَتِه؛ قال:

إِنّ عليها فارِساً كَعَشَرَهْ؛

إِذا رَأَى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ

قال ثعلب: معناه طَعَنَه فأَخرج نَفَسَه من أَنفه، ويروى رئِيسَ.

الجوهري: ويقال طعنه فأَنْثَره أًي أَرعفه؛ وأَنشد الراجز:

إِذا رأَى فارس قوم أَنثره

والنثْرةُ: الدِّرْعُ السَّلِسةُ المَلْبَس، وقيل: هي الدرْعُ

الواسِعةُ. ونَثَر دِرْعَه عليه: صَبَّها، ويقال للدِّرعِ: نثْرةٌ

ونَثْلَةٌ.قال ابن جني: ينبغي أَن تكون الراء في النثرة بدلاً من اللام لقولهم

نَثَلَ عليه دِرْعَه ولم يقولوا نثرها، واللام أَعمّ تصرفاً، وهي الأَصل،

يعني أَن باب نَثَلَ أَكثر من باب نثر. وقال شمر في كتابه في السلاح:

النثرة والنثْلةُ اسم من أَسماء الدرْعِ، قال: وهي المَنْثُولةُ؛

وأَنشد:وضاعَفَ مِنْ فَوْقِها نَثْرَةً،

تَرُدُّ القَواضِبَ عنها فُلُولا

وقال ابن شميل: النَّثْلُ الأَدْراعُ، يقال نَثَلَها عليه ونَثَلَها عنه

أَي خَلَعها. ونَثَلَها عليه إِذا لَبِسَها. قال الجوهري: يقال نَثَر

دِرْعه عنه إِذا أَلقاها عنه، قال: ولا يقال نَثَلَها. وفي حديث أُم زرع:

ويَمِيسُ في حَِلَقِ النثْرةِ، قال: هي ما لَطُفَ من الدُّرُوع، أَي

يَتَبَخْتَرُ في حَِلَقِ الدِّرْعِ، وهو ما لطُف منها.

نثر

1 نَثَرَ, aor. ـُ (S, M, A, Msb, K,) and نَثِرَ, (M, Msb, K,) inf. n. نَثْرٌ (S, M, A, Msb, K) and نِثَارٌ, (M, K,) or the latter is a simple subst., (S, A, Msb,) He scattered a thing, sprinkled it, strewed it, dispersed it, or threw it dispersedly, (Lth, T, M, A, Msb, K, TA,) with his hand; (Lth, T;) as, for instance, grain, (Lth, T,) and fruit and the like, (Msb,) walnuts and almonds and sugar, (Lth, T,) and pearls, &c.; (A;) as also ↓ نثّر, (M, K,) inf. n. تَنْثِيرٌ; (TA;) [or the latter is with teshdeed to denote muchness, or frequency, or repetition, of the action; or its application to many objects: see مَنْثُورٌ.] b2: نَثَرَتِ النَّخْلَةُ (tropical:) The palm-tree [scattered or] shook off its unripe dates. (A.) b3: وَجَأَهُ فَنَثَرَ أَمْعَآءَهُ (tropical:) He smote him with a knife and scattered his intestines]. (M, A.) b4: لَأَنْثُرَنَّكَ نَثْرَ الكَرِشِ (tropical:) [I will assuredly scatter thine intestines like as one scatters the contents of the stomach of a ruminant beast]: said in threatening. (A.) b5: نَثَرَ وَلَدًا (tropical:) He (a man, M) had many children born to him. (M, K, TA.) And نَثَرَتِ المَرْأَةُ بَطْنَهَا, (T, A, Mgh TA,) and ذَا بَطْنِهَا, (T, Mgh, TA,) and كَرِشَهَا, (A, in art. كرش,) (tropical:) The woman brought forth many children; (T, A, in art. كرش;) scattered children; للزَّوْجِ to the husband. (Mgh.) b6: نَتَرَ الكَلَامَ (tropical:) He spoke, or talked, much. (M, K, TA.) b7: نَثَرَ قِرَاءَتَهُ (tropical:) He hastened, or was quick, in his reading, or reciting. (A.) b8: نَثَرَ, aor. ـِ inf. n. نَثِيرٌ, (tropical:) He (a beast of carriage, M, K, and a camel, M, and an ass, T) sneezed [app. so as to scatter the moisture in his nostrils]: (T, M, K, TA:) or did with his nose what is like sneezing: (T:) he (an ass, and a sheep or goat) sneezed, and expelled what annoyed or hurt him, from his nose: (A:) or نَثَرَتْ she (a ewe or goat) ejected from her nose what annoyed or hurt her. (S.) And نَثَرَ, (Fr, T, IAth, Mgh, Msb,) aor. ـِ (T, IAth,) inf. n. نَثْرٌ (T, Mgh) [and app. نَثِيرٌ, as above], (tropical:) He [a man] blew his nose; ejected the mucus from his nose; syn. امْتَخَطَ; (IAth;) as also ↓ استنثر: (S, K, art. مخط:) and he ejected what was in his nose, of mucus, and of that which annoyed or hurt him, in performing the ablution termed وُضُوْء; (Sgh, TA;) as also ↓ أَنْثَرَ, accord. to some: (TA:) or ↓ أَنْثَرَ signifies he ejected what was in his nose; or he emitted his breath from his nose; or he introduced the water into his nose; as also ↓ انتثر and ↓ استنثر: (K:) but this last explanation is outweighed in authority; the form ↓ انثر is disallowed by the leading lexicologists; and the author of the K, in respect of this form, follows Sgh, without due consideration: (TA:) [accord. to the more approved opinion,) نَثَرَ signifies he scattered what was in his nose by the breath; as also ↓ انتثر and ↓ استنثر: (S:) or, as some of the learned say, he snuffed up water, and then ejected what was in it, of anything annoying or hurting, or of mucus; as also ↓ استنثر: (IAar, T, Mgh:) or ↓ استنثر (T, M, IAth, K) and ↓ انتثر, (K,) he snuffed up water, and then ejected it (T, M, IAth, K) by the breath of the nose: (T, M, K:) accord. to some, نَثَرَ and ↓ استنثر signify he (a person performing وُضُوْء) snuffed up water: but others say that the latter signifies he ejected what was in his nose, of mucus &c.; agreeably with a trad. to be cited below: (Msb:) IAar says, that ↓ استنثر signifies he snuffed up water, and put in motion the نَثْرَة, or end of the nose, in purification: (T [in the Mgh, this explanation is ascribed to Fr:]) and Fr, that نَثَرَ and ↓ انتثر and ↓ استنثر signify he put in motion the نَثْرَة, in purification. (T.) It is said of Mohammad, كَانَ يَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا فِى كُلِّ مَرَّةٍ يَسْتَنْثِرُ [He used to snuff up water three times, every time ejecting it; &c.] and this indicates that ↓ استنثر differs from استنشق. (T, Mgh, Msb.) And it is said in a trad., إِذَا اسْتَنْشَقْتَ فَانْثُرْ, (S, Msb,) and فَانْثِرْ, with the conjunctive ا, and with damm and kesr to the ث, (Msb,) When thou snuffest up water, scatter what is in thy nose by the breath; (S;) or eject what is in thy nose, of mucus, &c.: (Msb:) or, as A'Obeyd relates it, ↓ فَأَنْثِرْ; inf. n. إِنْثَارٌ: (Msb:) or, as he relates it إِذَا تَوَضَّاتَ فَأَنْثِرْ, with the disjunctive ا; and he does not explain it; but the lexicologists do not allow ↓ أَنْثَرَ, from الإِنْثَارُ; one only says, نَثَرَ and ↓ انتثر and ↓ استنثر. (T.) No instance of ↓ استنثر used transitively has been heard, except in a trad. of El-Hasan Ibn-'Alee, أَنْفَهُ ↓ اِسْتَنْثَرَ [He ejected the contents of his nose; or he blew his nose]; as though the root [نَثَرَ] were regarded in it, or as though it were made to import the meaning of نَقَّى. (Mgh.) 2 نَثَّرَ see 1, first signification.3 نَاْثَرَ [ناثرهُ He contended with him in scattering, strewing, or dispersing, a thing or things. and hence,] b2: رَأَيْتُهُ يُنَاثِرُهُ الدُّرَّ [lit., I saw him contending with him in scattering pearls: meaning,] (tropical:) I saw him holding a disputation, or colloquy, with him, in beautiful, or elegant, language. (A.) 4 انثر as syn. with نَثَرَ and استنثر and انتثر: see 1, latter half, A2: انثرهُ (tropical:) He made his nose to bleed; syn. أَرْعَفَهُ. (S, A, K.) You say, طَعَنَهُ فَأَنْثَرَهُ (tropical:) [He pierced him and made his nose to bleed]: (S:) and ضَرَبَهُ فَأَنْثَرَهُ [He smote him and made his nose to bleed]. (A.) b2: (tropical:) He threw him down upon his نَثْرَة, (M, A, TA,) i. e., (TA,) [upon the end of his nose: or] upon his خَيْشُوم. (K, TA.) You say, طَعَنَهُ فَأَنْثَرَهُ عَنْ فَرَسِه (tropical:) [He pierced him and threw him down upon the end of his nose from his horse]. (M, A. *) 5 تَنَثَّرَ see 8.6 تَنَاْثَرَ see 8.8 انتثر (S, M, A, Msb, K) and ↓ نتاثر (S, M, A, K) and ↓ تنثّر (M, K) It became scattered, strewn, dispersed, or thrown dispersedly: (S, * M, A, Msb, K:) [or the second more properly signifies it became scattered, &c., by degrees, gradually, or part after part; resembling تَسَاقَطَ

&c.: and the third, being quasi-pass. of 2, denotes muchness, or frequency, or repetition, of the action; or its application to many things.] Yousay, انتثرت الكَوَاكِبُ (assumed tropical:) The stars became dispersed: or became scattered like grain. (TA.) And انتثروا and ↓ تنثّروا (tropical:) [They (meaning men) became as though they were scattered by the hand]. (A.) [And الشَّعَرُ ↓ تناثر, and الوَرَقُ, (assumed tropical:) The hair, and the leaves, fell off, and became scattered, by degrees.] And القَوْمُ ↓ تناثر (tropical:) The people fell sick and died [one after another]: (M, K: *) or you say مَوْتًا ↓ مَرِضُوا فَتَنَاثَرُوا [they fell sick and became separated by death, one after another]. (A.) A2: See also 1, latter half, throughout.10 إِسْتَنْثَرَ see 1, latter half, throughout.

نَثْرٌ (tropical:) [Prose: so accord. to general usage: and] rhyming prose: contr. of نَظْمٌ: so called as being likened to [scattered pearls, or] scattered grain. (TA.) نَثَرٌ: see نُثَارٌ: and نِثَارٌ: and مُنْتَثِرٌ.

A2: (tropical:) Loquacity, (M, TA,) and the divulging of secrets. (TA.) نَثِرٌ (tropical:) Loquacious; one who talks much: as also ↓ مِنْثَرٌ (M, K) and ↓ نَيْثُرَانٌ: (Sgh, K:) or vainly or frivolously loquacious, and a divulger of secrets: (A:) fem. نَثِرَةٌ only. (M.) نَثْرَةٌ [A single act of scattering, strewing, dispersing, or throwing dispersedly, with the hand. And hence,] b2: (tropical:) A sneeze: (K:) or the like thereof; peculiar to a beast of carriage (S) [or other beast, and a fish, as appears from what here follows.] It is said in a trad. (A, TA) of Kaab, (TA,) الجَرَادُ نَثْرَةُ حُوتٍ (A, TA) (tropical:) The locust is [produced by] the sneeze of a fish: or, as in a trad. of I'Ab, نَثْرَةُ الحُوتِ the sneeze of the fish. (TA.) [From this it is inferred that the locust is, like fish, lawful to be captured by one in a state of إِحْرَام.]

A2: (tropical:) The end of the nose: (IAar, T:) or i. q., خَيْشُومٌ: (A:) or the خيشوم with what is next to it: (M, K:) and (M, A; but in the K, or) the interstice that is between the two mustaches, (S, M, A, K,) against the partition between the two nostrils: (S, M, K:) so [in a man and] in the lion: (S, M:) or the nose or the lion. (M.) b2: Hence, (T, &c.,) النَّثْرَةُ, (T, S, M, K,) and نَثْرَةُ الأَسَدِ, (T, A,) (tropical:) Two stars, between which is the space of a span, (شبْرٌ, [said in several law-books to be the twelfth part of a رُمْح, and therefore twenty-two minutes and a half, accord. to modern usage; but there is reason to believe that ancient usage differed from the modern with respect to both these measures, and was not precise nor uniform;]) and in [or between] which is a particle (لَطْخٌ) of white, as though it were a portion of cloud; it is the nose of Leo, [which the Arabs extended far beyond the limits which it has upon our globes, (see الذِّرَاعُ,)] (S, K,) and is a Mansion of the Moon: (S:) [app. the Aselli; Asellus Boreus and Asellus Australis; two small stars in Cancer, between which is a little cloud or nebula, called Præsepe: (see Pliny, l. xviii. c. 35:)] a certain star or asterism, which is of the stars or asterisms of Leo, and which is a Mansion of the Moon: (M:) [app. meaning the same, or Præsepe:] or a certain star in the sky, as though it were a particle (لَطْخ) of cloud, over against two small stars, in the science of astronomy pertaining to the sign of Cancer [though accord. to the Arabs belonging to Leo]: (T:) [app. Præsepe; the two small stars adjacent to it being the Aselli:] a certain star, as though it were a particle (لَطْخٌ) of cloud; so called because it appears as though the lion had ejected if from his nose: (A:) [app. meaning the same:] in the Megista [of Ptolemy] it is mentioned by the name of the manger [i. e., Præsepe], and the name of the two small [for المنيرة in my copy of Kzw, I read الصفيرة,] stars is the two asses [i. e., the Aselli]: (Kzw, Description of Cancer:) or the nose and nostrils of the lion, consisting of three obscure stars, near together: الطَّرْفُ is [before them, and is] the two eyes of the lion, consisting of two stars, before which is الجَبْهَةُ, consisting of four stars: (AHeyth:) [app. meaning the Aselli together with Præsepe:] three stars, near together; the nose of the lion; [app. meaning the same;] which compose the Eighth Mansion of the Moon: (Kzw, Description of the Mansions of the Moon:) [these descriptions apply to this Mansion of the Moon accord. to those who make النَّوْء to signify “ the heliacal rising: ” see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل:] or the bright star [app. meaning b] in Cancer: (Kzw, Description of Cancer:) [this agrees with the place of the Eighth Mansion of the Moon accord. to those who make النَّوْء to signify “ the anti-heliacal setting: ” see again مَنَازِلُ القَمَر.] The Arabs say إِذَا طَلَعَتِ النَّثْرَةُ قَنَأَتِ البُسْرَةُ, meaning, When النثرة rises [heliacally], the unripe date begins to have its redness intermixed with blackness: its rising is very soon after that of الشِّعْرَى [or Sirius: about the epoch of the Flight, it rose heliacally, in central Arabia, on the 17th of July, O. S.; and Sirius, on the 13th of the same month]. (M.) نُثَارٌ What becomes scattered, strewn, or dispersed, of, or from, a thing; (S, Msb;) as also ↓ نُثَارَةٌ, (M, K,) and ↓ نَثَرٌ, (K, [but see مُنْتَثِرٌ,]) and, as some say, ↓ نِثَارٌ: (Msb:) so the ↓ نُثَارَة of wheat, and of barley, and the like: (Lh, M:) or نُثَارٌ signifies the crumbs of bread, and of everything, that become scattered around the table: (T:) or the crumbs of the table that become scattered around: as also ↓ نُثَارَةٌ: (A:) or this last, what becomes scattered from the table, and is eaten in the hope of obtaining a recompense [for preventing its being thrown away or trodden under foot]. (Lh, M, K. *) نِثَارٌ, with kesr, a subst. from نَثَرَ, (S, A, Msb,) signifying The act of scattering, strewing, dispersing, or throwing dispersedly, [anything,] (Lth, T, A, Msb,) [and particularly fruits and the like, such as] walnuts and almonds and sugar [and money, &c., on festive occasions,] and grain. (Lth, T.) You say شَهِدْتُ نِثَارَ فُلَانٍ I was present at, or I witnessed, such a one's scattering (Lth, T, A) of fruits, &c. (Lth, T.) And كُنَّا فِى نِثَارِهِ We were at his scattering. (A.) b2: Also, What is scattered, strewn, dispersed, or thrown dispersedly, (A, Msb, TA,) of such things as sugar and fruits and the like, (A, TA,) [and money, &c., on festive occasions;] a subst., (A, TA,) in the sense of مَنْثُورٌ, (A, Msb, TA,) like كِتَابٌ in the sense of مَكْتُوبٌ; (Msb;) as also ↓ نَثَرٌ. (A, TA.) [See also مُنْتَثَرٌ.] You say أَصَنْتُ مِنَ النِّثَارِ I obtained [somewhat] of the scattered [sugar or fruits &c.]. (Msb.) and مَا أَصَبْنَا مِنْ نَثَرِ فُلَانٍ شَيْئًا We did not obtain aught of such a one's scattered things, such as sugar and fruit. (TA.) b3: Accord. to some, i. q. نُثَارٌ in the first of the senses explained above. (Msb.) نَثُورٌ (tropical:) A female, (S, K,) or woman, (M,) having numerous offspring: (S, M, A, K:) and so a male, (M,) or man. (TA.) b2: (tropical:) A ewe, or she-goat, (TA,) having a wide orifice to the teat: (K, TA:) as though she scattered the milk. (TA.) b3: See also نَاثِرٌ.

نَثِيرٌ: see مَنْثُورٌ.

نُثَارَةٌ: see نُثَارٌ, in three places.

نَاثِرٌ (A) and ↓ مِنْثَارٌ (A, K) (tropical:) A palm-tree (نَخْلَةٌ) that shakes off its unripe dates: (A:) or of which the unripe dates become scattered. (K.) b2: and the former, (tropical:) A sheep or goat that coughs, so that something becomes scattered from its nose; as also نَافِرٌ: (As, S:) or a sheep or goat that ejects from its nose what resembles worms; as also ↓ نَثُورٌ: (M, K:) or that sneezes, and ejects from its nose what annoys or hurts it, resembling worms. (TA.) نَيْثُرَانٌ: see نَثِرٌ.

مِنْثَرٌ: see نَثِرٌ.

دُرٌّ مُنَثَّرٌ Pearls scattered, or strewn, much. (S, TA.) See مَنْثُورٌ.

مِنْثَارٌ: see نَاثِرٌ.

دُرٌّ مَنْثُورٌ, and ↓ نَثِيرٌ, Pearls scattered, strewn, dispersed, or thrown dispersedly, with the hand. (A, * TA.) See also مُنْتَثِرٌ, and مُنَثَّرٌ. You say ↓ كَأَنَّ لَفْظَهُ الدُّرُّ النَّثِيرُ [As though his speech were scattered pearls]. (A.) b2: لَهُ كَرِشٌ مَنْثُورَةٌ (tropical:) He has [numerous] young children. (A, art. كرش.) b3: Also مَنْثُورٌ A kind of sweet-smelling flower; (TA;) [the gilliflower: so called in the present day: see also خِيرِىٌّ.] b4: See also خَشْخَاشٌ.

مُنْتَثِرٌ In a scattered or strewn state; in a state of dispersion; (M;) as also ↓ مُتَنَاثِرٌ, (TA,) and ↓ نَثَرٌ, which last is applied to a thing and to things. (M.) See also نِثَارٌ, and نُثَارٌ, and مَنْثُورٌ.

You say ↓ دُرٌّ مُتَنَاثِرٌ [Pearls in a scattered state]. (TA.) مُتَنَاثِرٌ: see مُنْتَثِرٌ.
نثر
نَثَرَ الشيءَ يَنْثُرُه، بالضمّ،منَ المَجاز: النَّثُور: الشاةُ تَعْطِس وتَطْرَحُ من أَنْفِها الْأَذَى كالدُّود، كالنَّاثِر، وَقد نَثَرَتْ. وَقَالَ الأصمعيُّ: النَّافِر والنَّاثِر: الشاةُ تَسْعُل فيَنْتَثِرُ من أَنْفِها شيءٌ. منَ المَجاز: النَّثُور: الشاةُ الواسِعةُ الإحْليل كأنّها تَنْثُر اللَّبَنَ نَثْرَاً، وَبِه فُسِّر حَدِيث أبي ذَرٍّ: أيُواقِفُكم العَدُوُّ حَلْبَ شاةٍ نثور والنَّيْثُران، كرَيْهُقان، والنَّثِر، ككَتِف، والمِنْثَر، كمِنْبَر: الكثيرُ الْكَلَام، والأُنثى نَثِرَة، فَقَط. والأُولى ذَكَرَها الصَّاغانِيّ. قد نَثَرَ الكلامَ وَكَذَلِكَ الوَلَدَ إِذا أَكْثَرَه، فَهُوَ نَثُورٌ، فِي الْأَخير، ومِنْثَرٌ ونَثِرٌ ونَيْثَران، فِي الأوّل. وكلُّ ذَلِك مجَاز. منَ المَجاز: النَّثْرَة، بِالْفَتْح: الخَيْشوم وَمَا وَالَاهُ، قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: النَّثْرَة: طَرَفُ الأنْفِ، أَو هِيَ الفُرْجَة مَا بَيْنَ الشارِبَيْنِ حِيالَ وَتَرَةِ الأنفِ، وَكَذَلِكَ هِيَ من الأسَد، وَقيل: هِيَ أَنْفُ الأسَد، وَهُوَ مَجاز. مِنْهُ النَّثْرَة: كَوْكَبان بَيْنَهما قَدْرُ شِبْرٍ وَفِيهِمَا لَطْخُ بَياضٍ)
كأنّه قِطعةٌ سَحاب، وَهِي أَنْفُ الأسَد يَنْزِلُها القمرُ، كَذَا فِي الصّحاح. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: كأنّ الأسَد مَخَطَ مَخْطَةً. وَفِي التَّهْذِيب: النَّثْرَة: كوكبٌ فِي السَّماءِ كأنّه لَطْخُ سَحابٍ حِيالَ كَوْكَبَيْن تُسمِّيه العربُ نَثْرَة الْأسد. وَهِي من مَنازِل الْقَمَر، قَالَ: وَهِي فِي علم النُّجوم من بُرجِ السَّرَطان. قَالَ أَبُو الْهَيْثَم: النَّثْرَة: أَنْفُ الأسدِ ومَنْخراه، وَهِي ثَلَاثَة كواكبَ خِفِيَّة مُتقارِبَة، والطَّرْفُ: عَينا الْأسد كَوْكَبان، الجَبْهَةُ أمامها وَهِي أربعةُ كواكب. منَ المَجاز: أَخَذَ دِرْعاً فَنَثَرها على نَفْسِه، أَي صبَّها، وَمِنْهَا النَّثْرَة، وَهِي الدِّرْعُ السَّلِسَةُ المَلْبَس أَو الواسعة، وَيُقَال لَهَا نَثْرَةٌ ونَثْلَةٌ. قَالَ ابْن جنّي: يَنْبَغِي أَن تكون الراءُ فِي النَّثْرَة بدَلاً من اللَّام، لقَولهم: نَثَلَ عَلَيْهِ دِرْعَه، وَلم يَقُولُوا نَثَرَها، وَاللَّام أعمُّ تَصَرُّفاً وَهِي الأَصْل، يَعْنِي أنّ بَاب نَثَلَ أكثرُ من بابِ نَثَرَ. وَقَالَ شَمِرٌ فِي كِتَابه فِي السِّلاح: النَّثْرَة والنَّثْلَة: اسمٌ من أسماءِ الدُّروع، قَالَ: وَهِي المَنْثُولة وَأنْشد:
(وضاعَفَ مِن فَوْقِها نَثْرَةً ... تَرُدُّ القَواضِبَ عَنْهَا فُلولا)
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: النَّثْل: الأدْراع يُقَال: نَثَلَها عَلَيْهِ وَنَثَلها عَنهُ، أَي خَلَعَها، ونَثَلَها عَلَيْهِ، إِذا لَبِسَها. قَالَ الجَوْهَرِيّ: يُقَال نَثَرَ دِرْعَه عَنهُ، إِذا أَلْقَاهَا عَنهُ، وَلَا يُقَال نَثَلَها. قلتُ: وَالَّذِي قَالَه أَبُو عُبَيْدة فِي كتاب الدِّرْع لَهُ مَا نصّه: وللدِّرْع أسماءٌ من غيرِ لفظِها، فَمن ذَلِك قَوْلُهم: نَثْلَة، وَقد نَثَلْتُ دِرْعي عني، أَي ألقيْتُها عني، وَيَقُولُونَ: نَثْرَة، وَلَا يَقُولُونَ نَثَرْتُ عنّي الدِّرْع، فتراهم حَوَّلوا اللامَ إِلَى الرَّاء كَمَا قَالُوا: سَمَلْت عَيْنَه وسَمَرْت عَيْنَه. ونُرى أنّ النَّثْلَة هِيَ الأَصْل، لأنّ لَهَا فِعْلاً وَلَيْسَ للنُّثْرَة فِعلٌ. انْتهى، وَهُوَ يُخالف مَا ذهب إِلَيْهِ الجَوْهَرِيّ وأُرى الزَّمَخْشَرِيّ قد اشتقَّ من النَّثْرَةِ فِعلاً، فتأمَّل. النَّثْرَةُ للدوابِّ: شِبه العَطْسَة وَفِي حَدِيث ابنِ عبَّاس: الجَرادُ نَثْرَةُ الحُوتِ أَي عَطْسَتُه وَفِي حَدِيث كَعْب: إنّما هُوَ نَثْرَةُ حُوتٍ. والنَّثير، كأمير للدَّوابِّ وَالْإِبِل كالعُطاسِ لنا، زادَ الأَزْهَرِيّ. إلاّ أَنه لَيْسَ بغالب، ولكنّه شيءٌ يَفْعَله هُوَ بأنفِه، وَقد نَثَرَ الحمارُ، وَهُوَ يَنْثِر نَثِيراً، وَأنْشد ابْن الأَعْرابِيّ:
(فَمَا أَنْجَرَتْ حَتَّى أَهَبَّ بسُدْفَةٍ ... عَلاجيمَ عَيْرِ ابْنيْ صُباح نَثِيرُها)
واسْتَنْثَرَ الإنْسان: اسْتَنْشَقَ الماءَ ثمَّ اسْتَخْرَج ذَلِك بنَفْسِ الْأنف، وَهُوَ مَجاز، كانْتَثَر، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الاسْتِنْثار هُوَ الاسْتِنْشاق وتَحريكُ النَّثْرَةِ وَهِي طَرَفُ الْأنف. وَقَالَ الفَرَّاء: نَثَرَ الرجلُ وانْتَثَر واسْتَنْتثَر، إِذا حرَّك النَّثْرَةَ فِي الطَّهارة. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد رُوي هَذَا الحرفُ عَن أبي عُبَيْد أَنه قَالَ فِي حَدِيث النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: إِذا تَوَضَّأْتَ فأَنْثِر، من الإنْثار، إنّما يُقَال: نَثَرَ يَنْثِر، وَنَثَر يَنْتَثِر وانْتَثَر يَسْتَنْثِر. وَفِي حديثٍ آخر: إِذا تَوَضَّأَ أحدُكم فليَجْعل الماءَ فِي أَنْفِه ثمَّ ليَنْثِرْ قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا رَوَاهُ أهلُ الضَّبْطِ لألفاظِ الحَدِيث. قَالَ: وَهُوَ الصَّحِيح عِنْدِي.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: فأَنْثِرْ، بقَطعِ الألفِ لَا يَعْرِفه أهلُ اللُّغَة. وَقَالَ ابنُ الأَثير: نَثَرَ يَنْثِر، بِالْكَسْرِ، إِذا امْتَخَط، واسْتَنْثَر، اسْتَفْعَل مِنْهُ: اسْتَنْشَق الماءَ ثمَّ استخرجَ مَا فِي الْأنف، ويُروى: فأَنْثِرْ، بِأَلف مَقْطُوعَة، وأهلُ اللُّغَة لَا يُجيزونه.)
والصَّوابُ بألفِ الْوَصْل. قلت: ووُجِد بخطِّ الأَزْهَرِيّ فِي حَاشِيَة كِتَابه فِي الحَدِيث: من توضَّأَ فليَنْثِر بِالْكَسْرِ. يُقَال: نَثَرَ الجَوز والسُّكَّر يَنْثُر، بِالضَّمِّ، وَنَثَر من أَنْفِه يَنْثِر، بِالْكَسْرِ لَا غير. قَالَ: وَهَذَا صَحِيح، كَذَا حَفِظَه علماءُ اللُّغَة.
وَقَالَ بعضُ أهل الْعلم: إنّ الاسْتِنْثارَ غَيْرُ الاستِنْشاق، فإنّ الاسْتنشاق هُوَ إدْخال الماءِ فِي الْأنف. والاستنثار هُوَ اسْتِخراج مَا فِي الْأنف من أَذَى أَو مخاط، ويدلُّ لذَلِك الحَدِيث: أنّ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم كَانَ يَسْتَنْشِقُ ثَلَاثًا، فِي كلِّ مرِّةٍ يَسْتَنْثِر فَجعل الاسْتِنْثار غيرَ الِاسْتِنْشَاق. ويَقرُب من ذَلِك قَوْلُ مَن فسَّره باستِخراج نَثِير الماءِ بنفَسِ الْأنف. والمِنْثار، بِكَسْر الْمِيم: نَخْلَةٌ يَتَنَاثَرُ بُسْرُها. وَفِي الأساس: تَنْفُضُ بُسْرَها، كالنَّاثِر، وَهُوَ مَجاز. منَ المَجاز: قولُ الشَّاعِر:
(إنَّ عَلَيْهَا فارِساً كَعَشَرَهْ ... إِذا رأى فارِسَ قَوْمٍ أَنْثَرَهْ) قَالَ الجَوْهَرِيّ: طَعَنَه فَأَنْثرَه، أَي أَرْعَفَه. وَقَالَ غيرُه: طَعَنَه فَأَنْثرَه عَن فرسِه: أَلْقَاهُ على نَثْرَتِه، أَي خَيْشُومِه، وذكرَهما الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأساس إلاّ أَنه قَالَ فِي الأوّل: ضَرَبَه، وَفِي الثَّانِي: طَعَنَه. أَنْثَر الرجلُ: أَخْرَجَ مَا فِي أَنْفِه من الْأَذَى والمُخاط عِنْد الوُضوء مثل نَثَرَ يَنْثِر، بِالْكَسْرِ، نَقله الصَّاغانِيّ، أَو أخرجَ نَفَسَه من أَنْفِه، وَكِلَاهُمَا مَجاز.
وَقد عَلِمْتَ مَا فِيهِ من أقوالِ أئمّة اللُّغَة، فإنّهم لَا يُجيزون ذَلِك إلاّ أنّه قلَّدَ الصَّاغانِيّ. قيل: أَنْثَر: أَدْخَلَ الماءَ فِي أَنْفِه، كانْتَثَر واسْتَنْثَر، وَهُوَ مَرْجُوحٌ عِنْد أئمّة اللُّغَة، وَقد تقدّم مَا فِيهِ ونَبَّهْنا على أنّ الصَّحِيح أنّ الاسْتِنْثارَ غيرُ الاسْتِنْشاق. منَ المَجاز: المُنَثَّر، كمُعَظَّم: الرجلُ الضَّعيفُ الَّذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، شُدّد للكثرة. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: دُرٌّ نَثير ومُنَثَّر ومَنْثُور. وانْتَثَرَتِ الكَواكِبُ: تفَرَّقت أَو تَناثَرت كالحَبِّ. والنَّثِرُ، ككَتِف: المُتساقِط الَّذِي لَا يَثْبُت، هَكَذَا فسَّر ابنُ سِيدَه مَا أنْشدهُ ثَعْلَبٌ:
(هِذْرِيانٌ هَذِرٌ هَذَّاءَةٌ ... مُوشِكُ السَّقْطَةِ ذُو لُبٍّ نَثِرْ)
ووجَأَه فَنَثَر أمعاءَه: وَهُوَ مَجاز. والنَّثَر، بِالتَّحْرِيكِ: كَثْرَةُ الكلامِ وإذاعةُ الْأَسْرَار. وَيَقُولُونَ: مَا أَصَبْنا من نَثَرِ فلانٍ شَيْئا، وَهُوَ اسْم المَنْثور من نَحْو سُكَّرٍ وفاكِهَةٍ، كالنّثَار. وَنَثَر يَنْثِر، بِالْكَسْرِ، إِذا امْتَخَط. والنَّثْرُ: هُوَ الكلامُ المُقَفَّى بالأسْجاع ضدّ النَّظْم. وَهُوَ مَجاز، على التَّشْبِيه بنَثْرِ الحَبِّ إِذا بُذِر. والمَنْثور: نَوْعٌ من الرَّياحين. وَفِي الوَعيد: لأَنْثُرَنَّكَ نَثْرَ الكَرِشِ. وَيُقَال: نَثَرَ كِنانَتَه فَعَجَم عِيدانَها عُوداً عُوداً فَوَجَدني أَصْلَبَها مَكْسِراً فرماكمْ بِي. وَنَثَر قِراءَته: أَسْرَع فِيهَا. وتفرَّقوا وانْتَثَروا وتَنَثَّروا. ورأيتُه يُناثِره الدُّرَّ، إِذا حاورَه بكلامٍ حسنٍ. وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن المَنْثور الجُهَنِيّ الكُوفيّ مَاتَ سنة وابنُه أَبُو طاهرٍ الحَسَن، روى عَنهُ ابنُ عَسَاكِر. وَنَثْرَةُ، بِالْفَتْح: مَوْضِعٌ، نَقله الصَّاغانِيّ. والنَّثُور، كصَبُور: الاسْت. وروى الزَّمَخْشَرِيّ فِي ربيع الْأَبْرَار عَن أبي هُرَيْرةَ رَضِي الله عَنهُ: كَانَ من دُعائِه: اللَّهُمَّ إنّي أسأَلُك ضِرْساً طَحُوناً، ومَعِدَةً هَضوماً ودُبُراً نَثُوراً. وَنَثْرة، بِالْفَتْح: مَوْضِع ذَكَرَه لبيد بنُ) عُطارِدِ بن حاجِب بن زُرارة التَّميميّ وَقَالَ:
(تَطاوَلَ ليلِي بالإثْمدَيْنِ ... إِلَى الشَّطْبَتَيْن إِلَى نَثْرَهْ)
قَالَه ياقوت.
(نثر) : يَنْثِرُ ما في الجِراب، مثل يَنْثُر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.