صورة كتابية صوتية من حَرِيش: الشديد الخشونة، وحيوانات من كثيرات الأرجل.
صورة كتابية صوتية من حَرِيش: الشديد الخشونة، وحيوانات من كثيرات الأرجل.
دمغ: الدِّماغُ: حَشْوُ الرأْسِ، والجمع أَدْمِغةٌ ودُمُغٌ. وأُمّ
الدِّماغِ: الهامةُ، وقيل: الجلدة الرَّقِيقةُ المشتملة عليه.
والدَّمْغُ: كسر الصَّاقُورةِ عن الدِّماغ. دَمَغَه يَدْمَغُه دَمْغاً،
فهو مَدْموغٌ ودَمِيغٌ، والجمع دَمْغى، وكذلك مَرَةٌ دَمِيغٌ من نِسْوةٍ
دَمْغى؛ عن أَبي زيد. وفي حديث عليّ، عليه السلام: رأَيت عَيْنَيْه
عَيْنَيْ دَمِيغٍ؛ رجل دَمِيغٌ ومَدْموغ: خرج دِماغُه. ودَمَغَه: أَصابَ
دِماغَه. ودَمَغَه دَمْغاً: شَجَّه حتى بَلَغَتِ الشجّةُ الدّماغ، واسمها
الدَّامِغةُ. وفي حديث علي، عليه السلام: دامِغِ جَيْشاتِ الأَباطِيل أَي
مُهْلِكِها. يقال: دَمَغَه دَمْغاً إذا أَصاب دِماغَه فقتله. وفي حديث ذكر
الشِّجاجِ: الدامغةُ التي انتهت إلى الدماغ، والدَّامِغةُ من الشجاج التي
تَهْشِمُ الدّماغ حتى لا تُبْقي شيئاً. والشجاج عشرة: أَولها القاشرةُ
وهي الحارِصةُ ثم الباضعةُ ثم الدّاميةُ ثم المُتَلاحِمةُ ثم السِّمْحاقُ
ثم المُوضِحة ثم الهاشِمةُ ثم المُنَقِّلةُ ثم الآمّةُ ثم الدَّامِغة،
وزاد أَبو عبيد: الدّامِغةُ بعين مهملة بعد الدامية. ودَمَغَتْه الشمسُ
دَمْغاً: آلَمَتْ دِماغَه. ودَمِيغُ الشيطان: نَبْزُ رجل من العرب كان
الشيطانُ دَمَغَه. والدّامِغةُ: حَدِيدةٌ تُشَدُّ بها آخرةُ الرَّحل.
الأَصمعي: يقال للحديدة التي فوق مؤخَّرة الرحل الغاشِيةُ، وقال بعضهم: هي
الدّامِغةُ؛ وقال ذو الرمة:
فَرُحْنا وقُمْنا، والدَّوامِغُ تَلْتَظي
على العِيسِ من شَمْسٍ بَطِيءٍ زَوالُها
قال ابن شميل: الدَّوامِغُ على حاقِّ رُؤوس الأَحْناء من فوقها،
واحِدتُها دامِغة، وربما كانت من خشب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أَسْراً شديداً، وهي
الخَذارِيفُ، واحدها خُذْرُوف. وقد دَمَغَتِ المرأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ
دَمْغاً. قال الأَزهري: الدّامغة إذا كانت من حديد عُرِّضَت فوق طرَفَي
الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمارين، والخذاريفُ تشدّ على رؤوس
العَوارِضِ لئلا تتفَكَّكَ. أَبو عمرو: أَحْوَجْتُه إلى كذا وأَحْرَجْتُه
وأَدْغَمْتُه وأَدْمَغْتُه وأَجْلَدْتُه وأَزْأَمْتُه بمعنًى واحد. والدّامِغةُ:
طَلْعةٌ طَوِيلةٌ صُلْبة تخرج من بين شَظِيّاتِ قُلْبِ النَّخْلة
فَتُفْسِدُها إِن تُرِكَتْ، فإِذا عُلِم بها امْتُصِخَتْ، والقَهْرُ والأَخْذُ
من فوقُ دَمْغٌ كما يَدْمَغُ الحَقُّ الباطلَ. ودَمَغَه يَدْمَغُه
دَمْغاً: غَلَبه وأَخذه من فوق. وفي التنزيل: بَل نَقْذِفُ بالحقِّ على الباطل
فيَدْمَغُه؛ أَي يَعْلوه ويغلبه ويُبْطِله؛ قال الأَزهري: فيَدْمَغُه
فيذهب به ذَهابَ الصَّغارِ والذُّلِّ.
وأَدْمَغَ الرجلُ طَعامَه: ابتلَعه بعد المَضْغ، وقيل قَبْلَه، وهو
أَشبه. ودَمَغَتِ الأَرضُ: أَكَلتْ؛ عن ابن الأَعرابي. وحكى اللحياني:
دَمَغَهم بمُطْفِئةِ الرَّضْف، يعني بمُطْفئة الرضْف الشاةَ المهْزولة، ولم
يفسر دمغهم إلا أَن يَعْني غَلَبَهم.
هيض: هاضَ الشيءَ هَيْضاً: كسَره. وهاضَ العظمَ يَهِيضُه هَيْضاً
فانْهاضَ: كسَره بعد الجُبور أَو بعدما كاد يَنْجَبِرُ، فهو مَهِيضٌ. واهْتاضَه
أَيضاً، فهو مُهْتاضٌ ومُنْهاضٌ؛ قال رؤْبة:
هاجَك مِن أَرْوى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ
لأَنه أَشد لوجعه. وكلُّ وجَع على وجع، فهو هَيْضٌ. يقال: هاضَني الشيءُ
إِذا رَدَّك في مرَضِك. وروي عن عائشة أَنها قالت في أَبيها، رضي اللّه
عنهما، لما توُفِّيَ رسولُ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم: واللّه لو نزل
بالجبال الرّاسيات ما نزلَ بأَبي لهاضَها أَي كسَرها؛ الهَيْضُ: الكَسْرُ
بعد جُبورِ العظْمِ وهو أَشدُّ ما يكون من الكسر، وكذلك النُّكْسُ في
المَرض بعد الانْدِمال؛ قال ذو الرمة:
ووَجْه كقَرْنِ الشمسِ حُرّ، كأَنَّما
تَهِيضُ بهذا القَلْبِ لَمْحَتُه كَسْرا
وقال القطامي:
إِذا ما قُلْتُ قد جُبِرَتْ صُدوعٌ،
تُهاضُ، وما لِما هِيضَ اجْتِبارُ
وقال ابن الأَعرابي في قول عائشة لَهاضَها أَي لأَلانَها. والهَيْضُ:
اللِّينُ، وقد هاضَه الأَمرُ يَهِيضُه؛ وفي حديث أَبي بكر والنّسّابةِ:
يَهِيضُه حِيناً وحِيناً يَصْدَعُهْ
أَي يكسِرُه مرة ويشُقُّه أُخرى. وفي الحديث: قيل له خَفِّضْ عليك
فإِنَّ هذا يَهِيضُك. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: اللهم قد هاضَني
فَهِضْه.والمُسْتَهاضُ: الكَسِيرُ يَبْرَأُ فيُعْجَلُ بالحَمْلِ عليه والسَّوْق
له فينكسر عظمه ثانية بعد جَبْر وتَماثُل.
والهَيْضةُ: مُعاودةُ الهَمّ والحُزْنِ والمَرضِ بعد المَرض، وقد
تَهَيَّضَ؛ قال:
وما عادَ قَلْبي الهمُّ إِلاَّ تَهَيَّضا
والمُسْتَهاضُ: المريض يبرأُ فيعمل عملاً فيشق عليه أَو يأْكل طعاماً
أَو يشرب شراباً فيُنْكَسُ. وكل وجع هَيْضٌ. وهاضَ الحُزْنُ قلبَه: أَصابه
مرّة بعد أُخرى. والهَيْضةُ: انْطِلاقُ البطن، يقال: بالرجلَ هيْضة أَي
به قُياء وقِيامٌ جميعاً. وأَصابت فلاناً هَيْضةٌ إِذا لم يُوافِقْه شيء
يأْكله وتغيَّرَ طَبْعُه عليه، وربما لانَ من ذلك بطنُه فكثر اختلافه.
والهَيْضُ: سَلْحُ الطائرِ، وقد هاضَ هَيْضاً؛ قال:
كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ
مَهايِضُ الطيرِ على الصفِيِّ
والمعروف مَواقِعُ الطير. قال ابن بري: هيَّضه بمعنى هَيَّجه؛ قال
هِمْيانُ بن قُحافةَ:
فهَيَّضُوا القلبَ إِلى تَهَيُّضِه
ثرمط: الثُّرْمُطةُ والثُّرَمِطةُ على مثال عُلَبِطةٍ؛ الأَخيرة عن
كراع: الطين الرَّطْبُ؛ قال الجوهري: لعل الميم زائدة. الفراء: وقع فلان في
ثُرْمُطةٍ أَي في طين رطْب.
قال شمر: واثْرَنْمَط السِّقاء إِذا انْتَفَخ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
تأْكلُ بَقْل الرِّيفِ حتى تَحْبَطا،
فبَطْنُها كالوَطْبِ حين اثْرَنْمَطا
والاثْرِنْماطُ: اطْمِحْرارُ السِّقاء إِذا راب ورَغا، وكَرْثأَ إِذا
ثَخُنَ اللبن عليه كَرْثَأَةً مثلَ اللِّبإِ الخَثِرِ.
أَبو عمرو: الثُّرْمُوطُ الرجل العظيمُ اللُّقَمِ الكثير الأَكْل.
ستر: سَتَرَ الشيءَ يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْراً وسَتَراً: أَخفاه؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
ويَسْتُرُونَ الناسَ مِن غيرِ سَتَرْ
والستَر، بالفتح: مصدر سَتَرْت الشيء أَسْتُرُه إِذا غَطَّيْته
فاسْتَتَر هو. وتَسَتَّرَ أَي تَغَطَّى. وجاريةٌ مُسَتَّرَةٌ أَي مُخَدَّرَةٌ.
وفي الحديث: إِن اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ يُحِبُّ
(* قوله: «ستير يحب» كذا
بالأَصل مضبوطاً. وفي شروح الجامع الصغير ستير، بالكسر والتشديد).
السَّتْرَ؛ سَتِيرٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعل أَي من شأْنه وإِرادته حب الستر
والصَّوْن. وقوله تعالى: جعلنا بينك وبين الذين لا يؤْمنون بالآخرة حجاباً
مستوراً؛ قال ابن سيده: يجوز أَن يكون مفعولاً في معنى فاعل، كقوله تعالى: إِنه
كان وعْدُه مَأْتِيّاً؛ أَي آتِياً؛ قال أَهل اللغة: مستوراً ههنا بمعنى
ساتر، وتأْويلُ الحِجاب المُطيعُ؛ ومستوراً ومأْتياً حَسَّن ذلك فيهما
أَنهما رَأْساً آيَتَيْن لأَن بعض آي سُورَةِ سبحان إِنما «وُرا وايرا»
وكذلك أَكثر آيات «كهيعص» إِنما هي ياء مشدّدة. وقال ثعلب: معنى مَسْتُوراً
مانِعاً، وجاء على لفظ مفعول لأَنه سُتِرَ عن العَبْد، وقيل: حجاباً
مستوراً أَي حجاباً على حجاب، والأَوَّل مَسْتور بالثاني، يراد بذلك كثافة
الحجاب لأَنه جَعَلَ على قلوبهم أَكِنَّة وفي آذانهم وقراً. ورجل مَسْتُور
وسَتِير أَي عَفِيفٌ والجارية سَتِيرَة؛ قال الكميت:
ولَقَدْ أَزُورُ بها السَّتِيـ
ـرَةَ في المُرَعَّثَةِ السَّتائِر
وسَتَّرَه كسَتَرَه؛ وأَنشد اللحياني:
لَها رِجْلٌ مُجَبَّرَةٌ بِخُبٍّ،
وأُخْرَى ما يُسَتِّرُها أُجاجُ
(* قوله: «أجاج» مثلثة الهمزة أَي ستر. انظر و ج ح من اللسان).
وقد انْسَتَر واستَتَر وتَسَتَّر؛ الأَوَّل عن ابن الأَعرابي.
والسِّتْرُ معروف: ما سُتِرَ به، والجمع أَسْتار وسُتُور وسُتُر. وامرأَةٌ
سَتِيرَة: ذاتُ سِتارَة. والسُّتْرَة: ما اسْتَتَرْتَ به من شيء كائناً ما كان،
وهو أَيضاً السِّتارُ والسِّتارَة، والجمع السَّتائرُ. والسَّتَرَةُ
والمِسْتَرُ والسِّتارَةُ والإِسْتارُ: كالسِّتر، وقالوا أُسْوارٌ لِلسِّوار،
وقالوا إِشْرارَةٌ لِما يُشْرَرُ عليه الأَقِطُ، وجَمْعُها الأَشارير.
وفي الحديث: أَيُّما رَجُلٍ أَغْلَقَ بابه على امرأَةٍ وأَرْخَى دُونَها
إِستارَةً فَقَدْ تمء صَداقُها؛ الإِسْتارَةُ: من السِّتْر، وهي
كالإِعْظامَة في العِظامَة؛ قيل: لم تستعمل إِلاَّ في هذا الحديث، وقيل: لم تسمع
إِلاَّ فيه. قال: ولو روي أَسْتَارَه جمع سِتْر لكان حَسَناً. ابن
الأَعرابي: يقال فلان بيني وبينه سُتْرَةٌ ووَدَجٌ وصاحِنٌ إِذا كان سفيراً بينك
وبينه. والسِّتْرُ: العَقْل، وهو من السِّتارَة والسّتْرِ. وقد سُتِرَ
سَتْراً، فهو سَتِيرٌ وسَتِيرَة، فأَما سَتِيرَةٌ فلا تجمع إِلاَّ جمع
سلامة على ما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو، ويقال: ما لفلان سِتْر ولا
حِجْر، فالسِّتْر الحياء والحِجْرُ العَقْل. وقال الفراء في قوله عز وجل: هل
في ذلك قَسَمٌ لِذي حِجْرٍ؛ لِذِي عَقْل؛ قال: وكله يرجع إِلى أَمر واحد
من العقل. قال: والعرب تقول إِنه لَذُو حِجْر إِذا كان قاهراً لنفسه
ضابطاً لها كأَنه أُخذَ من قولك حَجَرْتُ على الرجل. والسِّتَرُ: التُّرْس،
قال كثير بن مزرد:
بين يديهِ سَتَرٌ كالغِرْبالْ
والإِسْتارُ، بكسر الهمزة، من العدد: الأَربعة؛ قال جرير:
إِنَّ الفَرَزْدَقَ والبَعِيثَ وأُمَّه
وأَبا البَعِيثِ لشَرُّ ما إِسْتار
أَي شر أَربعة، وما صلة؛ ويروى:
وأَبا الفرزْدَق شَرُّ ما إِسْتار
وقال الأَخطل:
لَعَمْرُكَ إِنِّنِي وابْنَيْ جُعَيْلٍ
وأُمَّهُما لإِسْتارٌ لئِيمُ
وقال الكميت:
أَبلِغْ يَزِيدَ وإِسماعيلَ مأْلُكَةً،
ومُنْذِراً وأَباهُ شَرَّ إِسْتارِ
وقال الأَعشى:
تُوُفِّي لِيَوْمٍ وفي لَيْلَةٍ
ثَمانِينَ يُحْسَبُ إِستارُها
قال: الإِستار رابِعُ أَربعة. ورابع القومِ: إِسْتَارُهُم. قال أَبو
سعيد: سمعت العرب تقول للأَربعة إِسْتار لأَنه بالفارسية جهار فأَعْربوه
وقالوا إِستار؛ قال الأَزهري: وهذا الوزن الذي يقال له الإِستارُ معرّب
أَيضاً أَصله جهار فأُعرب فقيل إِسْتار، ويُجْمع أَساتير. وقال أَبو حاتم:
يقال ثلاثة أَساتر، والواحد إِسْتار. ويقال لكل أَربعة إِستارٌ. يقال:
أَكلت إِستاراً من خبز أَي أَربعة أَرغفة. الجوهري: والإِسْتَارُ أَيضاً وزن
أَربعة مثاقيل ونصف، والجمع الأَساتير. وأَسْتارُ الكعبة، مفتوحة الهمزة.
والسِّتارُ: موضع. وهما ستاران، ويقال لهما أَيضاً السِّتاران. قال
الأَزهري: السِّتاران في ديار بني سَعْد واديان يقال لهما السَّوْدة يقال
لأَحدهما: السِّتارُ الأَغْبَرُ، وللآخر: السِّتارُ الجابِرِيّ، وفيهما عيون
فَوَّارَة تسقي نخيلاً كثيرة زينة، منها عَيْنُ حَنيذٍ وعينُ فِرْياض
وعين بَثاءٍ وعين حُلوة وعين ثَرْمداءَ، وهي من الأَحْساء على ثلاث ليال؛
والسّتار الذي في شعر امرئ القيس:
على السِّتارِ فَيَذْبُل
هما جبلان. وسِتارَةُ: أَرض؛ قال:
سَلاني عن سِتارَةَ، إِنَّ عِنْدِي
بِها عِلْماً، فَمَنْ يَبْغِي القِراضَا
يَجِدْ قَوْماً ذَوِي حَسَبٍ وحال
كِراماً، حَيْثُما حَبَسُوا مخاضَا
غدف: الغُداف: الغُراب، وخص بعضهم به غُراب القيظ الضخْمَ الوافِرَ
الجناحين، والجمع غُدْفانٌ، وربما سُمّي النَّسْرُ الكثيرُ الريشِ غُدافاً،
وكذلك الشعر الأَسود الطويل والجناح الأَسود. وشعرٌ غُداف: أَسود وافر؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجال بفاحِم
غُدافٍ، وتَصْطادين عُثّاً وجُدْجُدا
(* قوله «عثاً» بالثاء المثلثة كما في مادة عثت فما وقع في هذا البيت في
مادة جدد عشاً بالشين المعجمة تبعاً للاصل خطأ.)
وقال رؤبة:
رُكِّب في جناحِك الغُدافي
من القُدامى ومن الخَوافي
وجَناح غُداف: أَسود طويل؛ قال الكميت يصف الظَّليمَ وبَيْضَه:
يَكْسُوه وحْفاً غُدافاً من قَطيفته
ذاتِ الفُضُولِ مع الإشفاق والحَدَب
ويقال: أَسود غُدافيٌّ إذا كان شديد السواد نُسبَ إلى الغُداف، وقيل: كل
أَسْودَ حالِكٍ غُدافٌ.
واغدَوْدَفَ الليلُ وأَغْدَفَ: أَقْبَل وأَرخى سُدُولَه. وأَغْدَفَ
الليلُ ستوره إذا أَرسل ستور ظُلَمه؛ وأَنشد:
حتى إذا الليلُ البَهِيمُ أَغْدَفا
وأَغْدَفَتِ المرأَة قِناعها: أَرسلته. وأَغْدَف قِناعَه: أَرسله على
وجهه؛ قال عنترة:
إنْ تُغْدِفي دوني القِناعَ، فإنني
طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِم
وأَغْدَفَ عليه سِتْراً: أَرْسله. وفي الحديث: أَنه أَغْدَفَ على عليّ
وفاطِمة، عليهما السلام، سِتراً أَي أَرسله؛ روي أَنه حين قيل له هذا عليّ
وفاطمة قائمينِ بالسُّدَّة فأَذِنَ لهما فدخلا، فأَغْدَفَ عليهما
خَمِيصةً سوداء أَي أَرسلها. وأَغدف بالطائر وأَغدف عليه: أَرسل عليه الشبكة.
وفي الحديث: إنَّ قلْب المؤمن أَشَدُّ اضْطِراباً من الخَطيئة يُصيبُها من
الطائر حين يُغْدَفُ به؛ أَراد حين تُطْبَقُ الشِّباكُ عليه فيضطرب
ليُفْلَتَ؛ وأَغدفَ الصيادُ الشبكة على الصيد.
والغِدْفَةُ: لِباسُ المَلِك. والغِدفةُ والغَدَفَةُ: لباس الفول
(*
قوله «والغدفة لباس الفول» كذا ضبط في الأصل.) والدَّجْر ونحوهما.
وعَيْش مُغْدِف: مُلْبس واسع. والقومُ في غِدافٍ من عيشتهم أَي في
نَعْمة وخصْب وسعَة. وأَغْدَفَ في خِتان الصبيّ: استأْصَله؛ عن اللحياني، قال
ابن سيده: وعندي أَن أَغْدَف ترك منه وأَسْحَتَ استأْصله. وقال اللحياني:
أَغْدَف في خِتان الصبي إذا لم يُسْحِت، وأَسْحَت إذا استأْصل. ويقال:
إذا خَتَنْت فلا تُسحت، ومعنى لم يُغْدف أَي لم يُبْق شيئاً كبيراً من
الجلد، ولم يَطْحر: لم يَسْتأْصل. وأَغْدَف البحر اعْتَكرَت أَمْواجه.
والغادِفُ: المَلاَّح، يمانية. والغادِفُ والمِغدَفةُ والغادوف
والمِغْدَفُ: المِجْدافُ، يمانية.
واغْتَدفَ فلان من فلان اغْتِدافاً إذا أَخذ منه شيئاً كثيراً.
شنبر: خِيار شَنْبَر: ضَرْب من الخروب، وقد ذكرناه في ترجمة خير.
شحا: شَحا فاهُ يَشْحوه ويَشْحاه شَحْواً: فتَحه. وشَحا فُوهُ يَشْحُو:
انفَتَحَ، يَتعدَّى ولا يتَعدَّى. ابن الأَعرابي: شَحا فاهُ وشَحا فُوهُ
وأَشْحى فاهُ وشَحَّى فُوه، ولا يقال أَشْحى فُوهُ. ويقال: شَحا فاهُ
يَشْحاهُ شَحْياً فتَحه، وهو بالواو أَعرف. واللجامُ يَشْحى فمَ الفرس
شَحْياً؛ وأَنشد:
كأَن فاها، واللِّجامُ شاحِيهْ،
جَنْبا غَبِيطٍ سَلِسٍ نَواحِيهْ
وجاءت الخيلُ شَواحِيَ وشاحِياتٍ: فاتَحاتٍ أَفواهَها. وشَحا الرجلُ
يَشْحُو شَحْواً: باعَد ما بينَ خُطاهُ. والشَّحْوةُ: الخَطْوةُ. ويقال
للفرس إذا كان واسِعَ الذَّرْعِ: إنه لرَغِيب الشَّحْوةِ. وفي حديث علي، عليه
السلام، ذكرَ فِتْنةً فقال لعمّارٍ: واللهِ لتَشْحُوَن فيها شَحْواً لا
يُدْرِكُك الرجلُ السريعُ؛ الشَّحْوُ: سَعَةُ الخَطْوِ، يريد بذلك
تَسْعى فيها وتتَقَدَّم؛ ومنه حديث كعب يصف فتنة قال: ويَكونُ فيها فَتىً من
قُرَيْشٍ يَشْحُو فيها شَحْواً كَثيراً أَي يُمْعِنُ فيها ويتَوسَّعُ.
ويقال: ناقةٌ شَحْوى أَي واسِعَةُ الخَطْو؛ ومنه: أَنه كان للنبي، صلى الله
عليه وسلم، فرس يقال لها الشَّحَاءُ كذا رُوي بالمدِّ وفُسِّرَ
بالواسِعِ الخَطْوَة. وفرسٌ رَغِيبُ الشَّحْوةِ كثيرُ الأَخْذِ من الأَرض وفرسٌ
بعيدُ الشَّحْوةِ أََي بعِيدُ الخَطْو. وجاءَنا شاحِياً أَي في غير حاجة،
وشاحِياً خاطِياً من الخَطْوة. وبيْرُ واسِعة الشَّحْوَة وضَيِّقَتُها
أَي الفَمِ.
وتَشَحَّى الرجلُ في السَّوْمِ: اسْتامَ بسِلْعَته وتَباعَدَ عن الحقِّ.
أَبو سعيد: تَشَحَّى فلان على فلان إذا بَسَط لسانَهُ فيه، وأَصله
التَّوَسُّع في كلِّ شيءٍ.
وشَحاةُ: ماءٌ، وكذلك شَحا؛ قال:
ساقي شَحا يميلُ مَيْلَ السَّكْرانْ
وقد قيل: إنما هو وَشْحى، فاحتاج الشاعر فغَيَّره. الأَزهري: الفراء
شَحا ماءَةٌ لبعض العرب، يُكْتَب بالياء وإن شئتَ بالأَلف، لأَنه يقال
شَحَوْت وشحَيْت ولا تُجْرِيها، تقول هذه شَحى، فاعلم. قال ابن الأَعرابي:
سَجا، بالسين والجيم، اسم بئرٍ، قال: وماءَةٌ أُخرى يقال لها وَشْحى، بفتح
الواو وتسكين الشين؛ قال الراجز:
صَبَّحْنَ مِنْ وَشْحى قَلِيباً سُكَّا
وقال ابن بري: شَحى اسم بئرٍ؛ وأَنشد:
ساقي شَحى يَميل مَيْلَ المَخْمُورْ
قال: وهذا قول الفراء، قال: وقال ابن جني سُميت شَحى لأَنها كفَمٍ
مَشْحُوٍّ، قال ابن بري: وأَما ابن الأَعرابي فقال: هي سَجا بالسين والجيم،
قال: وهو الصحيح، وقول الفراء غلط.
وأَشْحى: اسم موضع؛ قال معن بن أَوس:
قعْرِيَّة أَكَلَتْ أَشْحى، ومَدْفَعُه
أَكْنافُ أَشْحى، ولم تُعْقَلْ بأَقْيادِ
(* قوله «قعرية إلخ» هكذا في الأصل والمحكم).
دغف: الدَّغْفُ: الأَخذ الكثير. دَغَفَ الشيءَ يَدْغَفُه دَغْفاً: أَخذه
أَخذاً كثيراً. ودَغَفَهم الحَرُّ: دَغِمَهُم؛ وأَبو الدَّغْفاء:
كنْيَةُ الأَحمق؛ قال:
أَبا الدغفاء ولِّدْها فقارا