Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: كبير

رُهاطٌ

رُهاطٌ:
بضم أوّله، وآخره طاء مهملة: موضع على ثلاث ليال من مكّة، وقال قوم: وادي رهاط في بلاد هذيل، وقال عرّام فيما يطيف بشمنصير: وهو جبل قرية يقال لها رهاط بقرب مكّة على طريق المدينة، وهي بواد يقال له غران، وبقرب وادي رهاط الحديبية، وهي قرية ليست كبيرة، وهذه المواضع لبني سعد وبني مسروح، وهم الذين نشأ فيهم رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ينسب إليها سهيل بن عمرو الرّهاطي، سمع عائشة، رضي الله عنها، روى حديثه أبو عاصم عن يزيد بن عمرو التّيمي، وقال ابن الكلبي: اتخذت هذيل سواعا ربّا برهاط من أرض ينبع، وينبع عرض من أعراض المدينة.

قضض

قضض قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: ويروى بِالْكَسْرِ بقضها وَأَحْسبهُ لُغَة.
(قضض) : القِضَّةُ: الجِنْسُ، قال:
مَعْروفةُ قِضَّتُها زُعْرُ الهامْ
كالخَيْلِ لما جُرِّدَتْ للسُّوّامْ
(ق ض ض) : (انْقَضَّ) الطَّائِرُ سَقَطَ مِنْ الْهَوَاءِ بِسُرْعَةٍ (وَاقْتَضَّ) الْجَارِيَةَ ذَهَبَ بِقِضَّتِهَا وَهِيَ بَكَارَتُهَا (وَمَدَارُ) التَّرْكِيبِ يَدُلُّ عَلَى الْكَسْرِ.
(قضض) : جاءُ وابقِضِّهم، - بالكَسْر -: لغة في قَضِّهم، بالفَتْحِ (رأَى) : أَتَيْتُه حِينَ جَنًّ رُؤْىٌ رُؤْياً - ورأْىٌ رأْياً - أي اخْتَلَط الظلام، [فلم يتراءوْا] وقال أَبو زَيْدٍ: (شدد) الأُشُدُّ: لغةٌ في الأشُدّ في قَوْلِهم: بلغ أَشُدَّه، قال: والأُشُدُّ واحِدٌ.
ق ض ض: (انْقَضَّ) الْحَائِطُ سَقَطَ. وَانْقَضَّ الطَّائِرُ هَوَى فِي طَيَرَانِهِ وَمِنْهُ (انْقِضَاضُ) الْكَوَاكِبِ. وَ (أَقَضَّ) عَلَيْهِ الْمَضْجَعُ تَتَرَّبَ وَخَشُنَ. وَأَقَضَّ اللَّهُ عَلَيْهِ الْمَضْجَعَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ. وَ (اسْتَقَضَّ) مَضْجَعَهُ وَجَدَهُ خَشِنًا. 
ق ض ض : قَضَضْتُ الْخَشَبَةَ قَضًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ ثَقَبْتُهَا وَمِنْهُ الْقِضَّةُ بِالْكَسْرِ وَهِيَ الْبَكَارَةُ يُقَالُ اقْتَضَضْتُهَا إذَا أَزَلْتَ قِضَّتَهَا وَيَكُونُ الِاقْتِضَاضُ قَبْلَ الْبُلُوغِ وَبَعْدَهُ وَأَمَّا ابْتَكَرَهَا وَاخْتَضَرَهَا وَابْتَسَرَهَا بِمَعْنَى الِاقْتِضَاضِ فَالثَّلَاثَةُ مُخْتَصَّةٌ بِمَا قَبْلَ الْبُلُوغِ وَانْقَضَّ الطَّائِرُ هَوَى فِي طَيَرَانِهِ وَانْقَضَّ الشَّيْءُ انْكَسَرَ وَمِنْهُ انْقَضَّ الْجِدَارُ إذَا سَقَطَ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ انْقَضَّ إذَا تَصَدَّعَ وَلَمْ يَسْقُطْ فَإِذَا سَقَطَ قِيلَ انْهَارَ وَتَهَوَّرَ. 
(قضض) - في حديثِ صَفْوان بن مُحْرِز: " أنّه بَكَى حتى يُرَى لقد اندَقَّ قَضِيضُ زَوْرِه"
قال القُتَبِيّ: هو عِندي خَطَأ من بَعضِ النَّقَلة، وأُرَاه "قَصَصُ زَوْرِه" وهو وسَط الصَّدر.
وَفيه لُغَة أخرى: "قَصّ" وهو المُسْتَعمَل في الكَلَام.
فأمّا "قَصَصٌ" فَلأَهل الحجازِ. ويحتمل أن يُراد بالقَضِيض: صِغارُ العِظامِ تَشْبِيهًا بصِغَارِ الحجارةِ .
ويجوز أن يكون قَصَصَ الزَّوْرِ؛ وهو المُشاشُ المغرُوزُ فيه أَطْرافُ شراسِيف الأَضْلاع في وسط الصدر
- في الحديث : "فاقْتَضَّ الإداوَة"
: أي فَتَح رَأسَها، وابتدأ بما فيها؛ من اقْتَضاض البِكْر، ورُوِى بالفاء.
ق ض ض

قضّ الحجر: كسره بالمقضّ وهو ما يقضّ به. ووقعنا في قضّة وفي قضض: في حصى صغار مكسّرة. وفي فراشه قضضٌ. وقضّ الطعام يقضّ قضضاً. وأقضّ عليه المضجع، وأقضّه عليه الهمّ. واستقضّه صاحبه. ودرع قضّاء: خشنة المسّ لمّا تنسحق. وقضّ الحائط: هدمه هدماً عنيفاً فانقضّ. وقضّ اللؤلؤة: ثبها. والأسد يقضقض فريسته: يكسر أعضاءه وعظامه. قال رؤبة:

كم جاوزت من حيّة نضناض ... وأسد في غيله قضقاض

ومن المجاز: " جاء قضّهم بقضيضهم ". وانقضّت عليهم الخيل، وقضضناها عليهم. ونحن نقضها عليهم. وانقضّ الطائر والنجم، وجئته عند قضّة النجم. ومطرنا بقضّة الأسد. وأقضضت السويق إذا ألقيت فيه شيئاً يابساً من سكّر أو قند. واقتضّ الجارية وذهب بقضّتها. وكان ذلك عند قضّتها أي ليلة عرسها.
[قضض] نه: فيه: يؤتى بالدنيا «بقضها» و «قضيضها»، أي بكل ما فيها، وجاؤا بقضهم وقضيضهم - إذا جاؤوا مجتمعين ينقض أخرهم على أولهم، من قضضنا عليهم ونحن نقضها قضًّا، فالقض بمعنى القاض، والقضيض بمعنى المقضوض، لأن الأول لتقدمه وحمله الأخر على اللحاق به كأنه يقضه على نفسه، فحقيقته جاؤابمستلحقهم ولاحقهم أي بأولهم وأخرهم، والخص منه ما قيل إن القض الحصى الكبار والقضيض الصغار، أي جاؤا بالــكبير والصغير. ومنه ح: دخلت الجنة أمة «بقضها» و «قضيضها». وح: ارتحلي «بالقض» والأولاد؛ أي بالأتباع ومن يتصل بك. وفيه: بكى حتى يرى لقد انقد «قضيض» زوره، والصواب: قصص زوره، وهو وسط الصدر - وقد مر، ولو صح يراد بها صغار العظام تشبيهًا بصغار الحصى. وفي هدم الكعبة من ابن الزبير: فأخذ ابن مطيع العتلة فعتل ناحية من الربض «فأقضه»، أي جعله قضضًا أي حصى صغارًا، جمع قضة - بالفتح والكسر. وفيه: «فاقتض» الإداوة، أي فتح رأسها، من اقتضاض البكر، ويروى بفاء - وقد مر. ك: ومنه متى «اقتضها»، هو بقاف ومعجمة أي أزال قضها بكسر قاف أي بكارتها، وقض اللؤلؤ ثقبها وهو بالفاء بمعناه. وفيه: ولو «انقض» أحد مما فعلتم بعثمان، أي انشق، وروي بفاء. ج: الانقضاض الهوى والسقوط. 

قضض


قَضَّ(n. ac. قَضّ)
a. Pierced, perforated.
b. Broke, pounded, ground, brayed.
c. Threw, pulled down, demolished.
d. [acc. & 'Ala], Sent out against ( the enemy: horsemen).
e. Strewed, sprinkled sugar upon (food).
f. Pulled out (peg).
g.(n. ac. قَضَض), Was gritty; was dusty.
h.(n. ac. قَضِيْض), Cracked.
i. see IV (c)
أَقْضَضَa. see I (e) (g).
c. ['Ala], Was hard, rough for, uncomfortable to.
d. [acc. & 'Ala], Rendered hard, rough, uneasy for.
e. Sought after trifles, trifled.

تَقَضَّضَa. Swooped, darted, pounced down (bird).

إِنْقَضَضَa. Broke, became broken; cracked; was thrown down
demolished; fell.
b. Tottered, threatened to fall.
c. Was cut, severed, sundered, separated.
d. ['Ala], Rushed upon; darted, pounced upon.
إِقْتَضَضَa. Devirginated, deflouered.
b. Opened, untied the mouth of (water-skin).

إِسْتَقْضَضَa. see I (g)b. Found hard (bed).
قَضّa. Pebbles; gravel; grit.
b. Pebbly; gravelly; gritty; dusty.

قَضَّةa. see 1 (a) (b).
c. Pebbly ground.

قِضَّة
(pl.
قِضَض)
a. see 1 (a) (b) &
قَضَّة
(c).
d. Virginity, maidenhead.
e. Devirgination.
f. (pl.
قِضَاْض), Rocks, boulders.
قُضَّةa. Fault, defect.

قَضَضa. see I (a)
قَضِضa. see 1 (b)
أَقْضَضُa. Pebbly; gravelly; stony.
b. Hard; stiff (corselet).
مِقْضَضa. Pounder, braying-instrument.

قَضِيْضa. Pebbles; grit; dust; sand.

جَآء القَوْم قَِضَُّهُم
جَآء القَوْم قَضَضُهُم
جَآء القَوْم قَضِيْضُهُم
a. They came all together, in a mass.
قِضْ
a. Sound; cracking.
[قضض] انْقَضَّ الحائطُ، أي سقط. وانْقَضَّ الطائر: هوى في طَيرانه، ومنه انقضاض الكواكب. ولم يستعملوا منه تفعل إلا مبدلا، قالوا: تقضى، فاستثقلوا ثلاث ضادات فأبدلوا من إحداهن ياء، كما قالوا: تظنى من الظن. قال العجاج:

تَقَضِّيَ البازي إذا البازي كَسَرْ * وقضضنا عليهم الخيل، فانْقَضَّتْ عليهم. والقَضَضُ: الحصى الصغارُ. يقال منه: قَضَّ الطعامُ يَقَضُّ بالفتح، فهو طعامٌ قَضِضٌ. وقد قَضِضْتُ منه أيضاً، إذا أكلته ووقع بين أضراسك حصًى: والقِضَّةُ بالكسر: عُذْرَةُ الجارية. والقِضَّةُ أيضا: أرض ذات حصى. قال الراجز يصف دلوا: قد وقعت في قضة من شرج * ثم استقلت مثل شدق العلج * وأقض الرجلُ مضجعَه، وأقَضَّ عليه المضجعُ أي تترب وخشن. وأقض الله عليه المضجعَ، يتعدى ولا يتعدى. واسْتَقَضَّ مضجعَه، أي وجده خشناً. ودرعٌ قَضَّاءُ، أي خشنةُ المَسِّ لم تَنسَحِقْ بعدُ. ويقال: أقَضَّ فلانٌ، إذا تتبَّعَ المطامعَ الدنيَّةَ. وجاؤا قضهم بقضيضهم، أي جاءوا بأجمعهم. قال الشماخ: أتتنى سليم قضها بقضيضها * تمسح حولي بالبقيع سبالها * وهو منصوب على نية المصدر. ومن العرب من يعربه ويجريه مجرى كلهم. واقتض الجارية: افترعها. وقضضت اللؤلؤة أقضها بالضم: ثقبتها. والقضقضة: صوت كسر العظام. وأسد قضقاض: يقضقض فريسته. قال الراجز : كم جاوزت من حية نضناض * وأسد في غيله قضقاض * وكذلك أسد قضاقض.
قضض
قَضَّ1 قَضَضْتُ، يَقُضّ، اقْضُضْ/ قُضَّ، قَضًّا، فهو قاضّ، والمفعول مَقْضوض
• قضَّ الحائطَ: هدَمهُ هَدْمًا شديدًا.
• قضَّ الوَتِدَ: قَلَعَه "قضُّوا أوتادَهُمْ ورَحَلُوا عن المكان ليْلاً".
• قضَّ ورقًا: ثَقَبَه. 

قَضَّ2 قَضِضْتُ، يقَضّ، اقْضَضْ/ قَضَّ، قضَضًا، فهو قَضّ، والمفعول مقضوض (للمتعدِّي)
• قَضَّ الفِراشُ: خَشُنَ كأنَّ به حَصًى بحيث لا يُهْنأ فيه النّوم.
• قَضَّ المكانُ: كثُر فيه الحَصَى والتُّرابُ "مكان قَضّ".
• قَضَّ اللهُ مضجعَه: خشَّنه. 

أقضَّ يُقِضّ، أقْضِضْ/ أقِضَّ، إقْضاضًا، فهو مُقِضّ،

والمفعول مُقَضّ (للمتعدِّي)
• أقضَّ الشَّخصُ: أرِق، لم يَنَمْ.
• أقضَّ المكانُ وغيرُه: صار فيه بعضُ التراب والحصى.
• أقضَّ مَضْجَعَه/ أقضَّ عليه مَضْجَعَه: أقلقه، خشَّنه، جعله لا ينام "إنَّ قوَّة السُّلطة أرهبت أعداءَها وأقضَّت مضاجعَهم" ° أقَضَّ الهَمُّ مَضْجَعه: حرمه النومَ، أقلقه، جعله لا يهنأ بالنوم. 

انقاضَّ ينقاضّ، انقيضاضًا، فهو مُنقاضّ
• انقاضَّ الجدارُ: انهدم وانهال شيئًا فشيئًا " {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَاضَّ فَأَقَامَهُ} [ق] ". 

انقضَّ/ انقضَّ على ينقضّ، انْقَضِضْ/ انْقَضَّ، انْقِضاضًا، فهو مُنْقَضّ، والمفعول مُنْقَضٌّ عليه
• انقضَّ الحائِطُ: مُطاوع قَضَّ1 وقَضَّ2: سَقط، انْهار، تصدّع "انقضَّت أوصالُه: تفرَّقت وتقطَّعت- {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ} ".
• انقضَّ الطَّائِرُ على الفريسة: هوى بسرعة للوقوع عليها، هجم عليها "انقضَّ الصَّقرُ على فريسته- انقضَّ اللُّصوصُ على المسافرين" ° انقضَّت عليه المصائبُ: نزلت عليه فجأة وبقسوة.
• انقضَّ الجيشُ على العدوّ: اندفع بقوّة. 

قَضّ [مفرد]:
1 - مصدر قَضَّ1.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قَضَّ2.
3 - حَصًى كبار ° جاءوا بقضِّهم وقضيضهم: جاءوا جميعًا بكبارهم وصغارهم. 

قَضَض [مفرد]: ج قَضّة (لغير المصدر) وقِضّة (لغير المصدر):
1 - مصدر قَضَّ2.
2 - تراب يعلو الفراشَ.
3 - صغار الحصى وما تفتّت منها، أو ما يقع في الطّعام من حصًى صغار. 

قَضيض [مفرد]:
1 - ما فيه تراب وحَصًى "فراشٌ قَضِيضَ".
2 - حَصًى صِغار ° جاءوا بقضِّهم وقضيضهم: جاءوا جميعًا بكبارهم وصغارهم. 
(ق ض ض) و (ق ض ق ض)

قض عَلَيْهِم الْخَيل يقضها قضا: أرسلها.

وَانْقَضَت عَلَيْهِم الْخَيل: انتشرت.

وانقض الطَّائِر، وتقضض، وتقضى، على التَّحْوِيل: اختات وَهوى، يُرِيد الْوُقُوع.

وانقض الْجِدَار: تصدع من غير أَن يسْقط، وَفِي التَّنْزِيل: (فوجدا فِيهَا جدارا يُرِيد أَن ينْقض) ، هَكَذَا عده أَبُو عبيد وَغَيره ثنائيا، وَجعله أَبُو عَليّ ثلاثيا من: نقض، فَهُوَ عِنْده: " افْعَل ".

وقض الشَّيْء يقضه قضا: كَسره.

وقض اللؤلؤة يقضها قضا: ثقبها.

واقتض الْمَرْأَة: افترعها، وَهُوَ من ذَلِك، وَالِاسْم القضة.

واخذ قضتها: أَي عذرتها، عَن اللحياني.

والقضض: الْحَصَا الصغار.

والقضض: التُّرَاب يَعْلُو الْفراش.

قض يقْض قضضا.

وقض الْمَكَان يقْض قضضا، فَهُوَ قض وقضض.

وأقض: صَار فِيهِ القضض.

قَالَ أَبُو حنيفَة: وَقيل لأعرابي: كَيفَ رَأَيْت الْمَطَر؟ قَالَ: لَو ألقيت بضعَة مَا قَضَت: أَي لم تترب، يَعْنِي من كَثْرَة العشب.

واستقض الْمَكَان: اقْضِ عَلَيْهِ.

وَمَكَان قض، وَأَرْض قضة: ذَات حَصى.

وقض الطَّعَام يقْض قضضا، فَهُوَ قضض، وأقض: إِذا كَانَ فِيهِ حَصى أَو تُرَاب فَوَقع بَين اضراس الْآكِل.

وَقد قضضت مِنْهُ قضضا.

وَأَرْض قضة: كَثِيرَة الْحِجَارَة وَالتُّرَاب.

وَلحم قض: إِذا وَقع فِي حَصى أَو تُرَاب فَوجدَ ذَلِك فِي طعمه. قَالَ: وانتم اكلتم لَحْمه تُرَابا قضا

وَالْفِعْل كالفعل، والمصدر كالمصدر.

وأقضت الْبضْعَة بِالتُّرَابِ، وقضت: أَصَابَهَا مِنْهُ شَيْء، وَقَالَ أَعْرَابِي يصف خصبا مَلأ الأَرْض عشبا: فالأرض الْيَوْم لَو تقذف بهَا بضعَة لم تقض بترب: أَي لم تقع إِلَّا على عشب.

وكل مَا ناله راب من طَعَام أَو ثوب أَو غَيرهمَا: قض.

وَدرع قَضَاء: خشنة لم تنسحق، مُشْتَقّ من ذَلِك. وَقيل: هِيَ الَّتِي فرغ من عَملهَا وَأحكم قَالَ النَّابِغَة:

ونسج سليم كل قَضَاء ذائل

قَالَ بَعضهم: هُوَ مُشْتَقّ من قضيتها: أَي احكمتها. وَهَذَا خطأ فِي التصريف، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لقَالَ: قضياء.

وقض عَلَيْهِ المضجع، وأقض: نبا، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أم مَا لجنبك لايلائم مضجعا ... إِلَّا اقْضِ عَلَيْهِ ذَاك المضجع

واقض الرجل: تتبع مداق الْأُمُور والمطامع الدنيئة وأسف إِلَى خساسها. قَالَ:

والخلق العف عَن الإقضاض

وَجَاءُوا قضهم بقضيضهم: أَي باجمعهم. وانشد سِيبَوَيْهٍ للشماخ:

أَتَتْنِي تَمِيم قضها بقضيضها ... تمسح حَولي بِالبَقِيعِ سبالها

وَكَذَلِكَ: جَاءُوا قضهم وقضيضهم: أَي بِجَمْعِهِمْ، لم يدعوا وَرَاءَهُمْ شَيْئا، وَهُوَ اسْم مَنْصُوب مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر، كَأَنَّهُ قَالَ: جَاءُوا انقضاضا. قالسيبويه: كَأَنَّهُ يَقُول: انقض آخِرهم على اولهم، وَهُوَ من المصادر الْمَوْضُوعَة مَوضِع الْأَحْوَال، وَمن الْعَرَب من يعربه ويجريه على مَا قبله.

وَجَاء الْقَوْم بقضهم وقضيضهم، عَن ثَعْلَب وَأبي عبيد، وَحكى أَبُو عبيد فِي الحَدِيث: " يُؤْتى بالدنيا بقضها وقضها وقضيضها ".

وَحكى عَن كرَاع: أَتَوْنِي قضهم بقضيضهم، ورأيتهم قضهم بقضيضهم، ومررت بهم قضهم بقضيضهم.

والقضيض: صَوت تسمعه من النسع وَالْوتر عِنْد الإنباض، كَأَنَّهُ قطع.

وَقد قض يقْض.

والقضاض: صَخْر يركب بعضه بَعْضًا كالرضام.

وقضقض الشَّيْء، فتقضق: كَسره فتكسر.

وَأسد قضقاض، وقضاقض: يحطم كل شَيْء.

والقضقاض: أشنان الشَّام. عَن كرَاع.

قضض: قَضَّ عليهم الخيلَ يَقُضُّها قَضّاً: أَرْسَلها. وانْقَضَّتْ

عليهم الخيلُ: انْتَشَرَتْ، وقَضَضْناها عليهم فانْقَضَّتْ عليهم؛

وأَنشد:قَضُّوا غِضاباً عليكَ الخيلَ من كَثَب

وانْقَضَّ الطائرُ وتَقَضَّضَ وتَقَضَّى على التحويل: اخْتاتَ وهَوَى في

طَيَرانه يريد الوقوع، وقيل: هو إِذا هوَى من طيرانه ليَسْقُط على شيء.

ويقال: انْقَضَّ البازي على الصيْدِ وتَقَضَّضَ إِذا أَسْرَعَ في طيرانه

مُنْكَدِراً على الصيْدِ، قال: وربما قالوا تَقَضَّى يَتَقَضَّى، وكان في

الأَصل تَقَضَّضَ، ولما اجتمعت ثلاثُ ضادات قلبت إِحداهن ياء كما قالوا

تَمَطَّى وأَصله تَمَطَّط أَي تمدَّد. وفي التنزيل العزيز: ثم ذهَب إِلى

أَهله يَتَمَطَّى؛ وفيه: وقد خابَ من دَسّاها؛ وقال العجاج:

إِذا الكِرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ،

تَقَضِّيَ البازِي إِذا البازِي كَسَرْ

أَي كسَر جَناحَيْه لِشدَّة طَيرانِه.

وانْقَضَّ الجِدار: تَصَدَّعَ من غير أَن يسقط، وقيل: انْقَضَّ سقَط.

وفي التنزيل العزيز: فوجَدا فيها جِداراً يُريد أَن ينقضّ؛ هكذا عدَّه أَبو

عبيد وغيره ثنائيّاً وجعله أَبو علي ثلاثياً من نقض فهو عنده افْعَلَّ.

وفي التهذيب في قوله تعالى: يُريد أَنْ يَنْقَضَّ؛ أَي يَنْكَسِرَ. يقال:

قَضَضْتُ الشيءَ إِذا دَقَقْتَه، ومنه قيل للحَصى الصِّغار قَضَضٌ.

وانْقَضَّ الجدارُ انْقِضاضاً وانْقاضَ انْقِياضاً إِذا تَصَدَّعَ من غير أَن

يَسْقُط، فإِذا سقَط قيل: تَقَيَّض تَقَيُّضاً.

وفي حديث ابن الزبير وهَدْم الكَعْبةِ: فأَخذَ ابنُ مُطِيعٍ العَتَلَةَ

فَعَتَلَ ناحِيةً من الرُّبْضِ فأَقَضَّه أَي جعله قَضَضاً. والقَضَضُ:

الحصَى الصِّغار جمع قضّة، بالكسر والفتح. وقَضَّ الشيءَ يَقُضُّه قَضّاً:

كسره. وقَضَّ اللُّؤْلؤة يَقُضُّها، بالضم، قَضّاً: ثقَبها؛ ومنه قِضّةُ

العَذْراء إِذا فُرِغَ منها.

واقْتَضَّ المرأَة افْتَرَعَها وهو من ذلك، والاسم القِضَّةُ، بالكسر.

وأَخذ قِضَّتَها أَي عُذْرَتها؛ عن اللحياني. والقِضّةُ، بالكسر: عُذْرة

الجارية. وفي حديث هوازن: فاقْتَضَّ الإِداوةَ أَي فتَح رأْسَها، من

اقْتِضاضِ البِكْر، ويروى بالفاء، وقد تقدم؛ ومنه قولهم: انْقَضَّ الطائر أَي

هَوَى انْقِضاضَ الكَواكِب، قال: ولم يستعملوا منه تَفَعَّلَ إِلا

مُبْدَلاً، قالوا تَقَضَّى. وانْقَضَّ الحائِطُ: وقَع؛ وقال ذو الرمة:

جدا قضّة الآساد وارْتَجَزَتْ له،

بِنَوْءِ السّماكَينِ، الغُيُوثُ الرَّوائحُ

(* قوله «جدا قضة إلخ» وقوله «ويروى حدا قضة إلى قوله الاسد» هكذا فيما

بيدنا من النسخ.)

ويروى حدا قضة الآساد أَي تبع هذا الجداير الأَسد. ويقال: جئته عند قضّة

النجم أَي عند نَوْئِه، ومُطِرْنا بقضّة الأَسَد. والقَضَضُ: الترابُ

يَعْلُو الفِراشَ، قَضَّ يَقَضُّ قَضَضاً، فهو قَضٌّ وقَضِضٌ، وأَقَضَّ:

صار فيه القَضَضُ. قال أَبو حنيفة: قيل لأَعرابي: كيف رأَيت المطر؟ قال: لو

أَلْقَيْتَ بَضْعةً ما قَضَّتْ أَي لم تَتْرَبْ، يعني من كَثْرَةِ

العُشْبِ. واسْتَقَضَّ المكانُ: أَقَضَّ عليه، ومكانٌ قَضٌّ وأَرض قَضَّةٌ:

ذاتُ حَصىً؛ وأَنشد:

تُثِيرُ الدَّواجِنَ في قَضَّة

عِراقِيّة وسطها للفَدُورْ

وقضَّ الطعامُ يَقَضُّ قَضَضاً، فهو قَضِضٌ، وأَقَضَّ إِذا كان فيه

حَصىً أَو تراب فوَقع بين أَضراسِ الآكِل. ابن الأَعرابي: قَضَّ اللحمُ إِذا

كان فيه قَضَضٌ يَقَعُ في أَضْراسِ آكِلِه شِبْه الحصَى الصِّغار. ويقال:

اتَّقِ القِضَّةَ والقَضَّةَ والقَضَضَ في طَعامِك؛ يريد الحصى والتراب.

وقد قَضِضْت الطعام قَضَضاً إِذا أَكلْتَ منه فوقع بين أَضْراسِكَ

حَصىً. وأَرض قِضّةٌ وقَضَّة: كثيرة الحجارة والتراب. وطعامٌ قَضٌّ ولحم قَضٌّ

إِذا وقع في حصى أَو تراب فوُجِد ذلك في طَعْمِه؛ قال:

وأَنتم أَكلتم لحمه تراباً قَضّا

والفعلُ كالفعل والمصدر كالمصدر. والقِضّة والقَضّةُ: الحصى الصغار:

والقِضّة والقَضّة أَيضاً: أَرض ذاتُ حَصى؛ قال الراجز يصف دلواً:

قد وَقَعَتْ في قِضّةٍ مِن شَرْجِ،

ثم اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ

وأَقَضَّتِ البَضْعةُ بالتُّراب وقَضَّتْ: أَصابَها منه شيء. وقال

أَعرابي يصف خِصْباً مَلأَ الأَرض عُشْباً: فالأَرضُ اليومَ لو تُقْذَفُ بها

بَضْعةٌ لم تَقَضَّ بتُرْب أَي لم تَقَع إِلا على عشب. وكلُّ ما نالَه

ترابٌ من طعام أَو ثوب أَو غيرهما قَضٌّ.

ودِرْعٌ قَضَّاء: خَشِنةُ المَسّ من جِدَّتِها لم تَنْسَحِقْ بَعْدُ،

مشتق من ذلك؛ وقال أَبو عمرو: هي التي فُرِغَ من عَمَلِها وأُحْكِمَ وقد

قَضَيْتُها؛ قال النابغة:

ونَسْجُ سُلَيْمٍ كلّ قَضَّاء ذائل

قال بعضهم: هو مشتق من قَضَيْتُها أَي أَحكمتُها، قال ابن سيده: وهذا

خطأٌ في التصريف لأَنه لو كان كذلك لقال قَضْياء؛ وأَنشد أَبو عمرو بيت

الهذلي:

وتَعاوَرا مَسْرُودَتَيْن قَضاهُما

داودُ، أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ

قال الأَزهري: جعل أَبو عمرو القَضَّاء فَعّالاً من قَضى أَي حكَمٍ

وفَرغَ، قال: والقَضَّاء فَعْلاء غير منصرف. وقال شمر: القَضَّاء من

الدُّرُوع الحَدِيثةُ العَهْدِ بالجِدّةِ الخَشِنةُ المَسِّ من قولك أَقَضَّ عليه

الفِراشُ؛ وقال ابن السكيت في قوله:

كلّ قَضَّاء ذائل

كلُّ دِرْع حديثة العمل. قال: ويقال القضَّاء الصُّلْبةُ التي امْلاس في

مَجَسَّتها قضة

(* قوله «ويقال القضاء إلخ» كذا بالأصل وشرح القاموس».).

وقال ابن السكيت: القَضَّاء المَسْمُورةُ من قولهم قض الجَوْهرة إِذا

ثَقَبَها؛ وأَنشد:

كأَنَّ حصاناً، قَضَّها القَيْنُ، حُرَّةٌ،

لدى حيْثُ يُلْقى بالفِناء حَصِيرُها

شَبَّهها على حَصِيرها، وهو بِساطُها، بدُرّة في صَدَفٍ قَضَّها أَي

قَضَّ القينُ عنها صدَفها فاستخرجها، ومنه قِضَّةُ العَذْراء. وقَضَّ عليه

المَضْجَعُ وأَقَضَّ: نَبا؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

أَمْ ما لِجَنْبِكَ لا يُلائِمُ مَضْجَعاً،

إِلا أَقَضَّ عليكَ ذَاكَ المَضْجَعُ

وأَقَضَّ عليه المَضْجَعُ أَي تَتَرَّبَ وخَشُنَ. وأَقضَّ اللّهُ عليه

المضجعَ، يتعدَّى ولا يتعدَّى. واستَقَضَّ مضجَعُه أَي وجدَه خَشِناً.

ويقال: قَضَّ وأَقَضَّ إِذا لم ينَمْ نَوْمةً وكان في مضجَعِه خُشْنةٌ.

وأَقَضَّ على فلان مضجَعُه إِذا لم يَطْمَئِنَّ به النومُ. وأَقَضَّ الرجلُ:

تَتَبَّع مَداقَّ الأُمور والمَطامعَ الدَّنِيئةَ وأَسَفَّ على خِساسِها؛

قال:

ما كُنْتَ مِنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ

والخُلُقِ العَفّ عن الإِقْضاضِ

وجاؤوا قَضَّهم بقَضِيضِهم أَي بأَجْمَعهم؛ وأَنشد سيبويه للشماخ:

أَتَتْني سُلَيْمٌ قَضَّها بِقَضِيضِها،

تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيعِ سِبالَها

وكذلك: جاؤوا قَضَّهم وقَضِيضَهم أَي بجمْعهم، لم يدَعُوا وراءهم شيئاً

ولا أَحَداً، وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأَنه قال جاؤوا

انْقِضاضاً؛ قال سيبويه: كأَنه يقول انْقَضَّ آخِرُهم على أَوَّلهم وهو من

المَصادِر الموْضُوعةِ موضِع الأَحْوالِ، ومن العرب من يُعْرِبه ويُجريه على ما

قبله، وفي الصحاح: ويُجْرِيه مُجْرى كلِّهم. وجاء القومُ بقَضِّهم

وقَضِيضِهم؛ عن ثعلب وأَبي عبيد. وحكى أَبو عبيد في الحديث: يؤْتى بقَضِّها

وقِضِّها وقَضِيضِها، وحكى كراع: أَتَوْني قَضُّهم بقَضِيضِهم ورأَيتهم

قَضَّهم بقَضِيضِهم ومررت بهم قَضَّهم وقَضِيضِهم. أَبو طالب: قولهم جاء

بالقَضِّ والقَضِيض، فالقَضُّ الحَصى، والقَضِيضُ ما تكسَّر منه ودَقَّ. وقال

أَبو الهيثم: القَضُّ الحصى والقَضِيضُ جمع مثلُ كَلْب وكَليب؛ وقال

الأَصمعي في قوله:

جاءتْ فَزارةُ قَضُّها بقَضِيضِها

لم أَسمعهم يُنْشدون قَضُّها إِلا بالرفع؛ قال ابن بري: شاهد قوله جاؤوا

قضَّهم بقضيضهم أَي بأَجمعهم قولُ أَوْس بن حَجَر:

وجاءتْ جِحاشٌ قَضَّها بقَضِيضِها،

بأَكثَر ما كانوا عَدِيداً وأَوْكَعُوا

(* قوله «وأَوكعوا» في شرح القاموس: أي سمنوا ابلهم وقووها ليغيروا

علينا.)

وفي الحديث: يُؤْتى بالدنيا بقَضَّها وقَضِيضِها أَي بكل ما فيها، من

قولهم جاؤوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم إِذا جاؤوا مجتمعين يَنْقَضُّ آخِرُهم على

أَوَّلهم من قولهم قَضَضْنا عليهم الخيلَ ونحن نقُضُّها قَضّاً. قال ابن

الأَثير: وتلخيصه أَن القَضَّ وُضِع موضع القاضِّ كزَوْرٍ وصَوْمٍ بمعنى

زائر وصائم، والقَضِيض موضعَ المَقْضُوضِ لأَن الأَوّل لتقدمه وحمله

الآخِر على اللِّحاق به كأَنه يقُضُّه على نفسه، فحقيقتُه جاؤوا

بمُسْتَلْحَقِهم ولاحقِهِم أَي بأَوّلِهم وآخِرهم. قال: وأَلْخَصُ من هذا كلّه قولُ

ابن الأَعرابي إِنَّ القَضِّ الحصى الكِبارُ، والقَضِيض الحصى الصِّغارُ،

أَي جاؤوا بالــكبير والصغير. ومنه الحديث: دخلت الجنةَ أُمّةٌ بقَضِّها

وقَضِيضِها. وفي حديث أَبي الدحداح: وارْتَحِلي بالقَضِّ والأَوْلادِ أَي

بالأَتْباع ومَن يَتَّصِلُ بكِ. وفي حديث صَفْوانَ بن مُحْرِز: كان إِذا

قرأَ هذه الآية: وسَيعْلَمُ الذين ظلَموا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون،

بكى حتى يُرى لقدِ انْقدّ

(* قوله «انقد» كذا بالنهاية أَيضاً، وبهامش

نسخة منها: اندق أي بدل انقد وهو الموجود في مادة قصص منها.) قَضِيضُ

زَوْرِه؛ هكذا رُوي، قال القتيبي: هو عندي خطأ من بعض النقَلةِ وأَراه قَصَص

زَوْرِه، وهو وسَطُ صَدْرِه، وقد تقدم؛ قال: ويحتمل إنْ صحت الرواية أَن

يُراد بالقَضِيضِ صِغارُ العِظام تشبيهاً بصِغارِ الحَصى.

وفي الحديث: لو أَنَّ أَحدَكم انْقَضَّ مما صُنِعَ بابن عَفَّانَ

لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ؛ قال شمر: أَي يتقطَّع، وقد روي بالقاف يكاد

يَنْقَضُّ.

الليث: القضَّةُ أَرْضٌ مُنْخَفِضةٌ ترابها رَمْل وإِلى جانِبِها متن

مُرْتَفِعٌ، وجمعها القِضُونَ

(* قوله «القضون» كذا بالأَصل، والذي في شرح

القاموس عن الليث: وجمعها القضض ا هـ. يعني بكسر ففتح كما هو مشهور في

فعل جمع فعلة.) ؛ وقول أَبي النجم:

بلْ مَنْهل ناءٍ عن الغياضِ،

هامي العَشِيّ، مُشْرِف القَضْقاضِ

(* قوله «هامي» بالميم وفي شرح القاموس بالباء.)

قيل: القِضْقاضُ والقَضْقاضُ ما اسْتَوى من الأَرض؛ يقول: يسْتَبينُ

القِضْقاضُ في رأْي العين مُشْرِفاً لبعده. والقَضِيضُ: صوت تسمعه من

النِّسْعِ والوتَر عند الإِنْباضِ كأَنه قُطِعَ، وقد قَضَّ يَقِضُّ قَضِيضاً.

والقِضاضُ: صَخْر يركَب بعضُه بعضاً كالرِّضام؛ وقال شمر: القضّانةُ الجبل

يكون أَطباقاً؛ وأَنشد:

كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيها، إِذا وَجَفَتْ،

قَرْعُ المَعاوِلِ في قضَّانة قلَع

قال: القَلَعُ المُشْرِفُ منه كالقَلَعة، قال الأَزهري: كأَنه من

قَضَضْتُ الشيءَ أَي دَقَقْتُه، وهو فُعْلانة

(* قوله «فعلانة» ضبط في الأَصل

بضم الفاء، ومنه يعلم ضم قاف قضانة، واستدركه شارح القاموس عليه ولم يتعرض

لضبطه.) منه. وفي نوادر الأَعراب: القِضّةُ الوَسْمُ؛ قال الراجز:

مَعْروفة قِضَّتها رُعْن الهامْ

والقَضّةُ، بفتح القاف: الفَضَّةُ وهي الحجارة المُجْتَمِعةُ

المُتَشَقِّقةُ.

والقَضْقَضَة: كسْرُ العِظام والأَعْضاء. وقَضْقَضَ الشيءَ

فَتَقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّر ودقَّه. والقَضْقَضَةُ: صوتُ كسْرِ العظام. وقَضَضْتُ

السويقَ وأَقْضَضْتُه إِذا أَلقيتَ فيه سكَّراً يابساً. وأَسد قَضْقاضٌ

وقُضاقِضٌ: يحْطِم كلّ شيءٍ ويُقَضْقِضُ فَرِيسَتَه؛ قال رؤْبة بن

العجاج:كمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ،

وأَسَدٍ في غِيلِه قَضْقاضِ

وفي حديث مانِع الزكاة: يُمَثَّلُ له كَنْزُه شُجاعاً فيُلْقِمُه يدَه

فيُقَضْقِضُها أَي يُكَسِّرُها. وفي حديث صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب:

فأَطَلَّ علينا يَهُودِيٌّ فقمت إِليه فضرَبْتُ رأْسَه بالسيف ثم رميت

به عليهم فتَقَضْقَضُوا أَي انْكَسَرُوا وتفرَّقُوا. شمر: يقال قَضْقَضْتُ

جنبه من صُلْبِه أَي قَطَعْتُه، والذئبُ يُقَضْقِضُ العِظام؛ قال أَبو

زيد:

قَضْقَضَ بالتَّأْبِينِ قُلَّةَ رأْسِه،

ودَقَّ صَلِيفَ العُنْقِ، والعُنْقُ أَصْعَرُ

وفي الحديث: أَنَّ بعضهم قال: لو أَن رجلاً انْفَضَّ انْفِضاضاً مما

صُنِعَ بابن عَفَّان لَحَقَّ له أَن يَنْفَضَّ؛ قال شمر: ينفض، بالفاء، يريد

يَتَقَطَّع. وقد انْقَضَّتْ أَوْصالُه إِذا تفرَّقَت وتقطَّعَت. قال:

ويقال قَضَّ فا الأَبْعَدِ وفَضَّه؛ والفَضُّ: أَن يَكْسِر أَسنانَه؛ قال:

ويُرْوى بيتُ الكُمَيْت:

يَقُضُّ أُصولَ النخلِ من نَخَواتِه

بالفاء والقاف أَي يقْطَعُ ويرْمي به.

والقَضَّاء من الإِبل: ما بين الثلاثين إِلى الأَربعين. والقَضَّاء من

الناس: الجِلَّةُ وإِن كان لا حسَب لهم بعد أَن يكونوا جِلَّةً في

أَبْدانٍ وأَسنان. ابن بري: والقَضَّاء من الإِبل ليس من هذا الباب لأَنها من

قضى يَقْضي أَي يُقْضى بها الحُقوقُ. والقَضَّاء من الناس: الجِلَّةُ في

أَسنانهم.

الأَزهري: القِضَةُ، بتخفيف الضاد، ليست من حدّ المُضاعَف وهي شجرة من

شجر الحَمْضُ معروفة، وروي عن ابن السكيت قال: القضة نبت يُجْمع القِضِينَ

والقِضُونَ، قال: وإِذا جمعته على مثل البُرى قلت القِضى؛ وأَنشد:

بِساقَيْنِ ساقَيْ ذِي قِضِينَ تَحُشُّه

بأَعْوادِ رَنْدٍ، أَو أَلاوِيةً شُقْرا

قال: وأَما الأَرضُ التي ترابُها رمل فهي قِضَّةٌ، بتشديد الضاد، وجمعها

قِضَّاتٌ.

قال: وأَما القَضْقاضُ فهو من شجر الحَمْضِ أَيضاً، ويقال: إِنه

أُشْنانُ أَهل الشام.

ابن دريد: قِضَّةُ موضع معروف كانت فيه وَقْعة بين بَكْر وتَغْلِب سمي

يوم قِضَّة، شَدَّد الضادَ فيه.

أَبو زيد: قِضْ، خفيفةً، حكايةُ صوتِ الرُّكْبة إِذا صاتَتْ، يقال: قالت

رُكْبَته قِضْ؛ وأَنشد:

وقَوْل رُكْبَتِها قِضْ حين تَثْنِيها

قضض {قَضَّ اللُّؤْلُؤَةَ} يَقُضُّها {قَضًّا: ثَقَبَها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وَفِي اللّسَان: ومِنْهُ} قِضَّةُ العذراءِ إِذا فُرِغَ مِنْهَا، كَمَا سَيَأْتِي. و {قَضَّ الشَّيْءَ} يَقُضُّهُ {قَضًّا: دقَّهُ، وكَذلِكَ} قَضْقَضَهُ، والشيءُ المَدْقوقُ: {قَضَضٌ.
و} قَضَّ الوتدَ {يَقُضُّهُ} قَضًّا: قَلْعَهُ، كَمَا فِي العُبَاب، وبينَ دقَّهُ وقَلْعَهُ حُسْنُ التَّقابل. و {قَضَّ النِّسْعُ، وكَذلِكَ الوَتَرُ، يَقِضُّ} قَضيضاً: سُمِعَ لهُ صوتٌ عِنْد الإِنْباضِ، كَأَنَّهُ القَطْعُ، وصوتُه {القَضيضُ، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب والتَّكْمِلَة، وَهُوَ من حدِّ ضَرَبَ. وقالَ الزَّجَّاجُ: قَضَّ الرَّجُلُ السَّوِيقَ} يَقُضُّهُ {قَضًّا، إِذا أَلقى فيهِ شَيْئا يابِساً، كقَنْدٍ أَو سُكَّرٍ،} كأَقَضَّهُ {إقْضاضاً، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. و} قَضَّ الطَّعامُ {يَقَضُّ، بالفَتْحِ،} قَضَضاً، وَهُوَ طَعامٌ {قَضَضٌ، مُحَرَّكَةً، وضبَطَهُ الجَوْهَرِيّ ككَتِفٍ، وسَيَأْتِي للمُصنِّفِ فِي الْمَكَان ضَبْطُه ككَتِفٍ فِيمَا بعد، وهما واحدٌ، إِذا كانَ فِيهِ حَصًى أَو تُرابٌ فوَقَعَ بَيْنَ أَضْراسِ الآكِلِ، وَقَدْ} قَضِضْتُ أَيْضاً مِنْهُ، أَي بالكَسْرِ، وإِنَّما قُلنا أَيْضاً كَمَا هُوَ نصُّ الصّحاح، إِشارةً إِلَى أَنَّ {قَضَّ الطَّعامَ} يَقَضُّ من حَدِّ عَلِمَ، وَقَدْ استُعملَ لازِماً ومُتَعدِّياً إِذا أَكَلْتَهُ وَوَقع بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. هَذَا نصُّ الجَوْهَرِيّ، وزادَ غيرُهُ: أَو تُرابٌ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: قَضَّ اللَّحْمَ إِذا كانَ فيهِ قَضَضٌ، يقعُ فِي أَضْراسِ آكِلِهِ شِبْهُ الْحَصَى الصِّغار. ويُقَالُ: اتَّقِ {القَضَّةَ} والقَضَضَ فِي طَعامِك، يُريدُ الْحَصَى والتُّرابَ، وَقَدْ {قَضِضْتُ الطَّعامَ} قَضَضاً: إِذا أَكَلْتَ مِنْهُ فوقعَ بَيْنَ أَضْراسِكَ حَصًى. و {قَضَّ المكانَ} يَقَضُّ، بالفَتْحِ، {قَضَضاً، مُحَرَّكَةً فَهُوَ} قَضٌّ {وقَضِضٌ ككَتِفٍ: صارَ فِيهِ} القَضَضُ، وَهُوَ التُّرابُ يَعْلو الفِراشَ! كأَقَضّ َ {واسْتَقَضَّ، أَي وجدَهُ} قَضًّا، أَو {أَقَضَّ عَلَيْهِ، و} قَضَّتِ البَضْعَةُ بالتُّرابِ: أَصابَها مِنْهُ شيءٌ {كأَقَضَّ، والصَّوابُ} كأَقَضَّتْ.
وَقَالَ أَعْرابِيٌّ يصفُ خِصْباً ملأَ الأَرضَ عُشْباً: فالأَرْضُ الْيَوْم لَو تقذف بهَا بضعَة لمْ {تَقَضَّ بتُرْبٍ. أَي لم تَقَعْ إلاَّ عَلَى عُشْبٍ. وكلُّ مَا نالَهُ تُرابٌ من طعامٍ أَو ثَوْبٍ أَو غيرِهِمَا: قَضٌّ.
وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ: قيلَ لأَعْرابيٍّ: كَيْفَ رَأَيْتَ الْمَطَر قالَ: لوْ أَلْقَيْتَ بضعَة مَا} قَضَّتْ. أَي لمْ تَتْرَبْ، يَعْنِي من كَثْرَةِ العُشْبِ. {والقِضَّةُ، بالكَسْرِ: عُذْرَةُ الجارِيَةِ، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ أَخَذَ} قِضَّتَها، أَي عُذْرَتَها، عَن اللِّحْيانيّ. و {القِضَّةُ: أَرضٌ ذاتُ حَصًى، كَمَا فِي الصّحاح، وَهَكَذَا وُجِدَ)
بخطِّ أَبي سَهْلٍ. وَفِي بعضِ نُسَخِهِ: رَوْضٌ ذاتُ حَصًى، والأَوَّلُ الصَّوابُ، وأَنْشَدَ للرَّجز يَصِفُ دَلْواً: قَدْ وَقَعَتْ فِي} قِضَّةٍ مِنْ شَرْجِ ثمَّ اسْتَقَلَّتْ مِثْلَ شِدْقِ العِلْجِ قالَ الصَّاغَانِيُّ: هُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَالَ غيرُه: هِيَ بفتحِ الْقَاف، وأَرادَ بالعِلْج الحِمارَ الوَحْشِيّ. أَو القِضَّةُ: أَرضٌ مُنخفضةٌ تُرابُها رملٌ وإِلى جانِبِها متْنٌ مُرتفعٌ. وَهَذَا قَوْلُ اللَّيْثِ: قالَ: وَالْجمع القِضَضُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: القِضَّة: الجِنْسُ، وأَنْشَدَ: مَعْروفَةٌ! قِضَّتُها زُعْرُ الهَامْ كالخَيْلِ لمَّا جُرِّدتْ للسُّوَّامْ والقِضَّةُ: الحَصَى الصِّغارُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ويُفتح فِي الكُلِّ. وقِضَّةُ: ع معروفٌ كَانَت فِيهِ وَقْعَةٌ بَيْنَ بَكْرٍ وتَغْلِب َ تُسمَّى يومَ قِضَّةَ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، وشدَّدَ الضَّادَ فِيهَا وذكَرَها فِي المُضاعفِ، وَقَدْ تُسكَّنُ ضادُهُ الأُولى، وَقَدْ تُخفَّفُ، كَمَا هُوَ فِي المُعجم واقتصَرَ عَلَيْهِ وقالَ: هُوَ ثَنِيَّةٌ بعارِضٍ، جَبَلٍ باليَمامَةِ من قِبَلِ مَهَبِّ الشِّمالِ، بَينهمَا ثلاثَةُ أَيَّام. و {القِضَّةُ: اسمٌ من} اقْتِضاضِ الجارِيَةِ، وَهُوَ افْتِراعُها. و {القَضَّةُ، بالفَتْحِ، مَا تفتَّتَ من الحَصَى، وَهُوَ بعيْنِهِ قَوْلُ الجَوْهَرِيّ السَّابقُ: الحَصَى الصِّغار، وأَغنى عَنهُ قَوْلُهُ أَوَّلاً: ويُفتح فِي الكلِّ:} كالقَضَضِ، أَي مُحَرَّكَةً. وَقَدْ ذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً، وَقَالَ: هُوَ الْحَصَى الصِّغارُ، قالَ: ومِنْهُ: {قَضَّ الطَّعامُ. وَقَالَ غَيره:} القَضَضُ: مَا تكسَّرَ من الْحَصَى ودَقَّ. ويُقَالُ: إنَّ القَضَضَ جمعُ {قَضَّةٍ، بالفَتْحِ. والقَضَّةُ: بقيَّةُ الشَّيْءِ.
والقضة الكبة الصَّغِيرَة من الْغَزل والقَضَّةُ: الهَضْبَةُ الصَّغيرَةُ وَقيل هِيَ الْحَرَارَة المجتمعة المتشققة. و} القُضَّةُ، بالضَّمِّ: العَيْبُ، يُقَالُ: لَيْسَ فِي نَسَبِه {قُضَّةٌ، أَي عَيْبٌ. ويُخفَّفُ. ويُقَالُ أَيْضاً: قُضْأَةٌ، بالهمزِ، وَقَدْ تَقَدَّم فِي موضِعِهِ.} واقْتَضَّها، أَي الجارِيَةَ: افْتَرَعَها، كافْتَضَّها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ بِالْقَافِ، والفاءُ لغةٌ فِيهِ. {وانْقَضَّ الجِدارُ انْقِضاضاً: تصدَّعَ ولمْ يقعْ بعدُ، أَي لم يسقُطْ،} كانْقاضَّ {انْقِضاضاً. فَإِذا سقَطَ قيلَ: تَقَيَّضَ تَقَيُّضاً. هَذَا قَوْلُ أَبي زيدٍ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ وَمن تبعهُ:} انْقَضَّ الحائِطُ، إِذا سقَطَ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى جِداراً يُريد ُ أَنْ {يَنْقَضَّ هَكَذا عَدَّهُ أَبو عبيدٍ ثُنائيًّا، وَجعله أَبو عليّ ثُلاثيًّا مِنْ نَقَضَ فَهُوَ عندَهُ افْعَلَّ. وَفِي التَّهذيبِ: يُريدُ أَنْ يَنْقَضَّ، أَي ينكَسِرَ. وقَرَأَ أَبو شَيْخٍ البُنَانِيّ وخُلَيدٌ العَصَرِيّ فِي إِحدى الرِّوايتينِ عنهُما: يُريدُ أَنْ} يَنْقاضَّ،)
بتشديدِ الضَّادِ. و {انْقَضَّت الخَيْلُ عَلَيْهِمْ، إِذا انتَشَرَتْ، وَقيل: انْدَفَعَتْ، وَهُوَ مَجازٌ عَلَى التَّشبيهِ} بانْقِضاضِ الطَّيْرِ، ويُقَالُ: {انْقَضَّ الطَّائرُ، إِذا هوَى فِي طَيَرانِهِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَقَوله ليَقَعَ، أَي يُريدُ الوُقوعَ. ويُقَالُ: هُوَ إِذا هَوَى من طَيَرانِهِ ليَسْقُطَ عَلَى شيءٍ. يُقَالُ: انقَضَّ البَازي عَلَى الصَّيْدِ، إِذا أَسْرَعَ فِي طَيَرانِهِ مُنْكَدِراً عَلَى الصَّيْدِ،} كَتَقَضَّضَ، عَلَى الأَصْلِ يُقَالُ: انْقَضَّ الْبَازِي {وتَقَضَّضَ. وربَّما قَالُوا} تَقَضَّى الْبَازِي {يَتَقَضَّى، عَلَى التَّحْويلِ، وَكَانَ فِي الأَصلِ تَقَضَّضَ، فلمَّا اجتمعتْ ثلاثُ ضَادَاتٍ قُلبتْ إِحْداهنَّ يَاء، كَمَا قَالُوا: تَمَطَّى، وأَصله تَمَطَّطَ، أَي تمدَّدَ، وكَذلِكَ تَظَنَّى من الظَّنِّ، وَفِي التَّنزيلِ العزيزِ: وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا وَقَول الجَوْهَرِيّ: وَلم يستعملوا مِنْهُ تَفَعَّلَ إلاَّ مُبْدَلاً، إِشارةٌ إِلَى أنَّ المُبْدَلَ فِي استِعمالهم هُوَ الأَفصَحُ، فَلَا مُخالَفَةَ فِي كَلَام المُصَنِّفِ لقولِ الجَوْهَرِيّ، كَمَا توهَّمَهُ شَيْخُنَا، فتأَمَّلْ. ومِن المُبْدَلِ المشهورِ قَوْلُ العجَّاجِ يمدحُ عُمَرَ بنُ عبيد الله بن مَعْمَرٍ: إِذا الكِرامُ ابْتَدرُوا البَاعَ بَدَرْ تَقَضَّى البَازِي إِذا البازِي كَسَرْ} والقَضَضُ، مُحَرَّكَةً: التُّرابُ يَعْلُو الفِراشَ، ومِنْهُ قَضَّ المكانُ وأَقَضَّ.! وأَقَضَّ فلانٌ، إِذا تَتَبَّع مداقَّ الأُمورِ الدَّنيئَةِ وأَسَفَّ إِلَى خِساسِها، وَلَو قالَ: تتبَّعَ دِقاقَ المَطَامِع، كَمَا هُوَ نصُّ الصَّاغَانِيُّ وابنِ القَطَّاعِ والجَوْهَرِيّ، لكانَ أَخْصَر. قالَ رُؤْبَةُ: مَا كُنْتُ عَنْ تَكَرُّمِ الأَعْراضِ والخُلُقِ العَفِّ عَن {الإِقْضاضِ ويُروى} الأَقضاضِ، بالفَتْحِ. و {أَقَضَّ عَلَيْهِ المَضْجَعُ: خَشُنَ وتترَّب. قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ:
(أَمْ مَا لِجَنْبِكَ لَا يُلائِمُ مَضْجعاً ... إلاَّ} أَقَضَّ عليْكَ ذاكَ المَضْجَعُ)
وقرأْتُ فِي شرحِ الدِّيوان: أَقَضَّ، أَي صارَ عَلَى مضجعِه {قَضَضٌ، وَهُوَ الْحَصَى الصِّغار. يَقُولُ: كأَنَّ تَحْتَ جنبِهِ} قَضَضاً لَا يقدِرُ عَلَى النَّوْمِ لمَكانِهِ. {وأَقَضَّهُ اللهُ، أَي المضجَعَ: جعله كَذلِكَ، لازِمٌ متعَدٍّ. وأَقَضَّ الشَّيْءَ: تَركه} قَضَضاً، أَي حَصى صِغاراً. ومِنْهُ حَدِيث ابنِ الزُّبير وهدْمِ الكعْبة: كانَ فِي المسْجِدِ حُفَرٌ مُنْكَرَةٌ وجَراثيمُ وتَعَادٍ، فأَهابَ بالنَّاسِ إِلَى بَطْحِهِ، فلمَّا أَبْرَزَ عَن رُبْضِهِ دَعا بكُبْرِهِ فَنَظَروا إِلَيْه، وأَخذَ ابنُ مُطيعٍ العَتَلَةَ فعَتَلَ نَاحيَة من الرُّبْضِ {فأَقَضَّه.
ويُقَالُ: جَاءُوا} قضّهم، بفتحِ الضَّادِ وبضَمِّها وفتْح الْقَاف وكسرِها، بقَضِيضِهم. الْكسر عَنْ أَبي) عَمْرو، كَمَا فِي العُبَاب، أَي بأَجمعِهم، كَمَا فِي الصّحاح وأَنْشَدَ سِيبَوَيْه للشَّمَّاخ:
(أَتَتْني سُلَيْمٌ {قضّها} بقَضِيضِها ... تُمَسِّحُ حَوْلي بالبَقِيع سِبالَهَا)
وَهُوَ مَجازٌ كَمَا فِي الأَساس. وكَذلِكَ: جاءُوا {قَضَضُهم} وقَضيضُهُم، أَي جَميعُهُم. وَقيل: جَاءُوا مُجْتَمعين، وَقيل: جَاءُوا بجَمْعِهِم لم يَدَعُوا وَرَاءهم شَيْئا وَلَا أَحداً، وَهُوَ اسمٌ منصوبٌ موضوعٌ موضعَ المصدَرِ كَأَنَّهُ قالَ: جَاءُوا! انْقِضاضاً. قالَ سِيبَوَيْه: كَأَنَّهُ يَقُولُ انْقَضّ آخِرُهم عَلَى أَوَّلهم، وَهُوَ من المصادر الموضوعَةِ موضِعَ الأَحْوالِ. وَمن العربِ من يُعْرِبُه ويُجريه عَلَى مَا قبلَهُ.
وَفِي الصّحاح: ويُجْريه مَجْرى كُلِّهِم. وجاءَ القومُ بقَضِّهمْ وقَضِيضِهِمْ، عَن ثعلبٍ وَأبي عبيدٍ.
وَحكى أَبو عبيدٍ فِي الحَدِيث: يُؤْتى {بقَضِّها} وقِضِّهَا {وقَضِيضِها. وحكَى كُراع: أَتَوْني قُضُّهُمْ} بقَضِيضِهِم، أَي بالرَّفع، ورأَيْتُ قَضَّهُم {بقَضِيضِهِم، ومررْتُ بهم} قَضِّهِم بقَضِيضِهِم، وَقَالَ الأصمعيّ فِي قَوْله: جَاءَتْ فَزَارَةُ {قَضُّها} بقَضِيضِها لمْ أَسمعْهُم يُنشِدون قَضُّها إلاَّ بالرَّفع. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: شاهِدُ قَوْله جاءُوا {قَضُّهم بقَضِيضِهِم، أَي بأَجمعِهِم، قَوْلُ أَوس بنِ حَجَرٍ:
(وجاءِتْ جِحَاشٌ} قَضُّهَا {بقَضِيضِهَا ... بأَكْثَرِ مَا كانُوا عَديداً وأَوْكَعُوا)
أَوْكَعُوا، أَي سَمَّنوا إِبِلَهُمْ وقوُّوها ليُغِيروا عَلَيْنا. أَو} القَضُّ هُنَا الحَصَى الصِّغارُ، {والقَضيضُ: الحَصى الكِبارُ، وَهُوَ قَوْلُ ابنُ الأَعْرَابيّ، وَهَكَذَا وُجِدَ فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غلطٌ. والصَّوابُ فِي قولِه كَمَا نَقَلَهُ صاحبُ اللّسَان وابنُ الأَثير والصَّاغَانِيُّ: القَضُّ: الحَصَى الكِبارُ، والقَضيضُ: الحَصَى الصِّغارُ. ويدُلُّ لذَلِك تفسيرُهُ فِيمَا بعدُ أَي جاءُوا بالــكبيرِ والصَّغيرِ. قالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهَذَا أَلْخَصُ مَا قيلَ فِيهِ. أَو} القَضُّ بمَعْنَى {القاضِّ، كزَوْرٍ وصَوْمٍ، فِي زائرٍ وصائمٍ. والقَضيضُ بمَعْنَى} المَقْضوضُ، لأنَّ الأَوَّلَ لتَقَدُّمِهِ وحَمْلِهِ الآخرَ عَلَى اللَّحاقِ بِهِ، كَأَنَّهُ {يَقُضُّهُ عَلَى نفسِهِ، فحقيقَتُه جَاءُوا بمُسْتَلْحَقِهِمْ ولاحِقِهِمْ، أَي بأَوَّلهم وآخرِهم، نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ أَيْضاً، وجَعَلَهُ مُلَخَّص القَوْلِ فِيهِ.} والقِضاضُ، بالكَسْرِ: سَخْرٌ يركبُ بعضُهُ بَعْضاً، كالرِّضام، الواحِدَةُ! قَضَّةٌ، بالفَتْحِ. {والقَضْقاضُ: أَشْنانُ الشَّامِ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: هُوَ الأَخضرُ مِنْهُ السَّبْطُ، ويُروى بالصَّادِ المُهملَةِ أَيْضاً، أَو شَجَرٌ من الحَمْضِ. قالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ دَقيقٌ ضَعيفٌ أَصفَرُ اللَّوْنِ. وَقَدْ تَقَدَّم فِي الصَّادِ أَيْضاً. و} القَضْقَاضُ: الأَسَدُ، يُقَالُ: أَشَدٌ {قَضْقاضٌ:} يُقَضْقِضُ فريسَتهُ، كَمَا فِي الصّحاح،)
وأَنْشَدَ قَوْلُ الرَّاجِزِ، هُوَ رُؤْبَةُ: كَمْ جاوَزَتْ من حَيَّةٍ نَضْناضِ وأَسَدٍ فِي غِيلِهِ {قَضْقاضِ ويُضمُّ. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَلَيْسَ فُعْلالٌ سِواهُ، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: لم يَجِئْ فِي المُضاعَفِ فُعْلالٌ بضمِّ الفاءِ إلاَّ} قُضْقاض، قالَ: وربَّما وُصِفَ بِهِ الأَسَدُ والحيَّةُ، أَو الشَّيْءُ الَّذي يُسْتَخْبَثُ. وَبِهَذَا سقطَ قَوْلُ شيخِنا: هَذَا قُصورٌ ظاهِرٌ من المُصَنِّفِ، بَلْ وَرَدَ مِنْهُ قُلْقاسٌ وقُسْطاسٌ وخُزْعالٌ المُجْمَع عَلَيْهِ، وكلامُهم كالصَّريحِ بَلْ صَريحٌ أَنَّهُ لَا فُعْلالَ غير خُزْعالٍ، وَقَدْ ذُكر غيرُ هَذِه فِي المُزْهِر، وزِدتُ عَلَيْهِ فِي المُسْفِر، انْتَهَى. ووجهُ السُّقوطِ هُوَ أنَّ المُرادَ من قولِهِ وَلَيْسَ فُعْلالٌ سِواهُ، أَي فِي المُضاعَفِ كَمَا هُوَ نصُّ ابنُ دُرَيْدٍ وَمَا أَوْرَدَهُ من الكَلمات مَعَ مناقَشَةٍ فِي بعضِها فإِنَّها غيرُ وارِدَةٍ عَلَيْهِ، فتأَمَّلْ، {كالقُضاقِضِ، بالضَّمِّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً. يُقَالُ: أَسَدٌ} قُضاقِضٌ: يُحطِّمُ فريسَتَهُ، قالَ الرَّاجِزُ: قُضَاقِضٌ عِنْدَ السُّرَى مُصَدَّرُ وقولُ ابنِ دُرَيْدٍ السَّابقُ: وربَّما وُصِفَ بِهِ الأسدُ والحيَّةُ إِلخ، قُلْتُ: قَدْ تَقَدَّم فِي الصَّادِ المهملةِ عنِ الجَوْهَرِيّ: حيَّةٌ قَصْقاصٌ، نَعْتٌ لَهَا فِي خُبْثِها، وَمثله فِي كتابِ العَيْنِ، ولعلَّهُما لُغتان. وَقَدْ قَدَّمْنا هُناكَ عَن كتابِ العينِ نقلا فِي حُدودِ أَبْنِيَةِ المُضاعَفِ ينبَغي أنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهِ وتَتَأَمَّلَ فِيهِ مَعَ كلامِ ابنِ دُرَيْدٍ هُنَا. و {القَضْقَاضُ: مَا استَوَى من الأَرضِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبي النَّجمِ: بَلْ مَنْهَلٍ ناءٍ مِنَ الغِياضِ ومِنْ أَذَاةِ البَقِّ والإِنْقَاضِ هابِي العَشِيِّ مُشْرِفِ القَضْقَاضِ يَقُولُ: يَسْتَبينُ القَضْقَاضُ فِي رَأْيِ العينِ مُشْرِفاً لبُعْدِهِ. قولُه: ويُكسَرُ، خَطَأٌ، وكَأَنَّهُ أَخَذَهُ من قَوْل الصَّاغَانِيُّ: ويُروى} القِضاضُ، فظنَّهُ القِضْقاضُ، وإِنَّما هُوَ {القِضاضُ، بالكَسْرِ، جمعُ قَضَّةٍ، بالفَتْحِ.} والتَّقَضْقُضُ: التَّفَرُّقُ، وَهُوَ من معنى {القَضِّ لَا من لفظِهِ. ومِنْهُ حديثُ صَفِيَّةَ بنتِ عبد المُطَّلِب فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ: فأَطَلَّ عليْنَا يَهودِيٌّ فقُمْتُ إِلَيْه فَضَرَبْتُ رأْسَهُ بالسَّيْفِ ثمَّ رَمَيْتُ بِهِ علَيْهم} فَتَقَضْقَضُوا أَي تَفَرَّقوا. {والقَضَّاءُ: الدِّرْعُ المسْمورَةُ، من} قَضَّ الجوهَرَةَ، إِذا ثَقَبَها، قَالَه ابنُ السِّكِّيتِ. وأَنْشَدَ:)
(كأَنَّ حَصاناً! قَضَّها الْقَيْنَ حُرَّةً ... لَدى حَيْثُ يُلْقَى بالفِناءِ حَصِيرُهَا)
شبَّهها عَلَى حَصيرِها وَهُوَ بِساطُها بدُرَّةٍ فِي صَدَفٍ، قَضَّها أَي قَضَّ القَيِنُ عَنْهَا صَدَفَها فاسْتَخْرَجَهَا، كَمَا فِي اللّسَان والعُبَاب. وَقَالَ فِي التَّكْمِلَة، وَقَدْ تفرَّدَ بِهِ ابنُ السِّكِّيتِ. وَالَّذِي قَالَه الجَوْهَرِيّ: دِرْعٌ قَضَّاء، أَي خَشِنَةُ المَسِّ، لم تنسحقْ بعدُ، وقولُه: خَشِنَةُ المسِّ، أَي من حِدَّتِها، فَهُوَ مُشْتَقٌ من قَضَّ الطَّعامُ والمكانُ، ووزنُه عَلَى هذَيْن القولينِ فَعْلاءُ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَساسِ بنحوِ مَا قالهُ الجَوْهَرِيّ. ويقرُب مِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ شَمِرٍ: القَضَّاءُ من الدُّرُوع: الحديثَةُ العهدِ بالجِدَّةِ، الخشنَةُ المَسِّ، من قولكَ: أَقَضَّ عَلَيْهِ الفِراشُ. وأَنْشَدَ ابنُ السِّكِّيتِ قَوْلَ النَّابِغَة: ونَسْجِ سُلَيْمٍ كُلُّ قَضَّاءَ ذائِل قالَ: أَي كلّ درعٍ حديثَةِ العَمَلِ. قالَ: ويُقَالُ: القَضَّاءُ: الصُّلبَةُ الَّتِي امْلاس فِي مَجَسَّتها قضة.
وخالَفَهم أَبو عَمْرٍ وفقال: {القَضَّاءُ هِيَ الَّتِي فُرِغَ من عملِها وأُحْكِمَ، وَقَدْ قَضَيْتُها، أَي أَحْكَمْتُها، وأَنْشَدَ بيتَ الهذليّ:
(وتَعَاوَرَا مَسْرُودَتَيْنِ قَضَاهُما ... داوُودُ أَوْ صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ)
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا خطأٌ فِي التَّصريف لأنَّه لَو كانَ كَذلِكَ لقالَ قَضْياءَ. وَقَالَ الأّزْهَرِيّ: جعلَ أَبو عَمْرو} القَضَّاءَ فَعَّالاً من قَضَى، أَي حَكَمَ وفَرَغَ. قالَ: والقَضَّاءُ فَعْلاءُ غيرُ مُنْصَرِفٍ. قُلْتُ: وسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ فِي المعتلِّ إِن شَاءَ الله تَعَالَى. وَقَالَ أَبو بكر: القَضَّاءُ من الإِبلِ: مَا بَيْنَ الثَّلاثينَ إِلَى الأَربعين، كَمَا فِي العُبَاب، والتَّكْمِلَة، وَاللِّسَان، وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: القَضَّاءُ بِهَذَا الْمَعْنى لَيْسَ من هَذَا البابِ لأَنَّها من قَضَى يَقْضي، أَي تُقْضَى بِها الحُقوق. و! القَضَّاءُ من النَّاسِ: الجِلَّةُ وإِنْ كانَ لَا حَسَبَ لَهُم بعدَ أَنْ يَكُونُوا جِلَّةً فِي الأَبْدانِ والأَسنانِ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: الجِلَّة فِي أَسنانِهم. وَقَالَ أَبو زيدٍ: قِضْ بالكَسْرمخفَّفةً: حكايَةُ صوتِ الرُّكْبَةِ إِذا صاتَتْ. يُقَالُ: قالتْ رُكْبَتُه {قِضْ، وأَنْشَدَ: وقَوْلُ رُكْبَتِها قِضْ حينَ تَثْنِيها} واستَقَضَّ مضجَعَهُ، أَي وجَدَهُ خَشِناً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {قَضَّ عليهمُ الخيلُ} يقُضُّها {قَضًّا: أَرْسَلَها أَو دَفَعَها. قالَ: قَضُّوا غِضاباً عَلَيْكَ الخَيْلَ من كَثَبِ} وانْقَضَّ النَّجمُ: هوَى، وَهُوَ مَجاز. ومِنْهُ قولُهُم: أَتَيْنا عِنْد {قَضَّةِ النَّجمِ، أَي عِنْد نَوْئِه. ومُطِرْنا)
} بقَضَّةِ الأَسَدِ. قالَ ذُو الرُّمَّة:
(جَدَا {قَضَّةِ الآسادِ وارْتَجَزَتْ لهُ ... بنَوْءِ السِّماكَيْنِ الغُيُوثُ الرَّوائحُ)
} وقَضَّ الجِدارُ: هَدَمَهُ بالعُنفِ. وقَضَّ الشَّيْءَ {يَقُضُّهُ} قضًّا: كسرَهُ. {واقْتَضَّ الإِدواةَ: فتحَ رأْسَها. وَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيث هَوَازِنَ. ويُروى بالفاءِ وَقَدْ تَقَدَّم. وطَعامٌ} قَضٌّ: فِيهِ حَصى وتُرابٌ، وَقَدْ أَقَضَّ. وأَرضٌ {قَضَّةٌ: كثيرَةُ الحِجارةِ والتُّرابِ. ولحمٌ قَضٌّ: وقعَ فِي حَصى، أَو تُرابٍ فوُجدَ ذَلِك فِي طَعْمِهِ. وقَضَّ عَلَيْهِ المضجَعُ: نَبَا، مِثْلُ} أَقَضَّ المذكورُ فِي المَتْنِ. ويُقالُ: قَضَّ {وأَقَضَّ: لمْ يَنَمْ، أَو لم يطمئنّ بِهِ النَّوْمُ. وَقَالَ أَبو الْهَيْثَم: القضيضُ جمعٌ مِثْل كلبٌ وكَليبٍ، والقَضُّ: الأَتْباعُ ومنْ يتَّصِلُ بك. ومِنْهُ قَوْلُ أَبي الدَّحْداحِ: وارْتَحِلِي} بالقَضِّ والأَوْلادِ {والقَضيضُ: صِغارُ العِظام، تَشْبِيها بصغارِ الحصَى، نَقَلَهُ القُتَيْبِيُّ.} وانْقَضَّ {انْقِضاضاً: تقطَّعَ، وأَوْصالُه: تفرَّقتْ. وَقَالَ شَمِرٌ:} القَضَّانَةُ: الجَبَلُ يكونُ أَطْباقاً، وأَنْشَدَ:
(كأَنَّما قَرْعُ أَلْحِيهَا إِذا وجفَتْ ... قَرْعُ المَعَاوِلِ فِي {قَضَّانَةٍ قَلَعِ)
قالَ: القَلَعُ: المشرفُ مِنْهُ كالقَلْعَة. قالَ الأّزْهَرِيّ: كَأَنَّهُ من} قَضَضْتُ الشَّيْءَ، أَي دققتُه وَهُوَ فَعْلانَة مِنْهُ. وَفِي نَوادِرِ الأَعْراب: {القِضَّةُ: الوَسْمُ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ الرَّاجِز: مَعْروفَةٌ} قِضَّتُهَا زُعْر الهَامْ وَقَدْ تَقَدَّم للمصنِّف أَنَّهُ بمَعْنَى الجِنْس، وَهُوَ قَوْلُ أَبي عَمْرو. {والقَضْقَضَةُ: كسرُ العِظام والأَعضاءِ.} وقَضْقَضَ الشيءَ {فتَقَضْقَضَ: كسَّره فتكسَّرَ. ومِنْهُ الحَدِيث:} فيُقَضْقِضُهَا أَي يُكسِّرُها. وَقَالَ شمرٌ: يُقَالُ: {قَضْقَضْتُ جَنْبَهُ مِنْ صُلْبِه، أَي قطعتُهُ.} وقَضَّضَ: إِذا أَكثرَ سُكَّرَ سَوِيقهِ، عَن ابنُ الأَعْرَابيّ. {والمِقَضُّ، بالكَسْرِ: مَا} تُقَضُّ بِهِ الحجارَةُ، أَي تُكْسَرُ. {وأَقَضَّهُ عَلَيْهِ الهَمُّ،} واسْتَقَضَّه صاحبُهُ. ويُقَالُ: ذهبَ {بقِضَّتِهَا، وَكَانَ ذَلِك عندَ} قِضَّتِهَا ليلَةَ عُرْسِها، وَهُوَ مَجازٌ.
قضض: {ينقض}: يسقط وينهدم. و {ينقاض}: ينشق ويتقلع.

الشّاذِياخُ

الشّاذِياخُ:
بعد الذال المكسورة ياء مثناة من تحت، وآخره خاء معجمة: قرية من قرى بلخ يقال لها الشاذياخ. وشاذياخ أيضا: مدينة نيسابور أمّ بلاد خراسان في عصرنا، وكانت قديما بستانا لعبد الله بن طاهر بن الحسين ملاصق مدينة نيسابور، فذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور:
أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور واليا على خراسان ونزل بها ضاقت مساكنها من جنده فنزلوا على الناس في دورهم غصبا فلقي الناس منهم شدة فاتفق أن بعض أجناده نزل في دار رجل ولصاحب الدار زوجة حسنة وكان غيورا فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته، فقال له الجندي يوما: اذهب واسق فرسي ماء، فلم يجسر على خلافه ولا استطاع مفارقة أهله فقال لزوجته: اذهبي أنت واسقي فرسه لأحفظ أنا أمتعتنا في المنزل، فمضت المرأة وكانت وضيئة حسنة، واتفق ركوب عبد الله بن طاهر فرأى المرأة فاستحسنها وعجب من تبذلها فاستدعى بها وقال لها: صورتك وهيئتك لا يليق بهما أن تقودي فرسا وتسقيه فما خبرك؟ فقالت: هذا فعل عبد الله بن طاهر بنا قاتله الله! ثمّ أخبرته الخبر، فغضب وحوقل وقال: لقد لقي منك يا عبد الله أهل نيسابور شرّا، ثمّ أمر العرفاء أن ينادوا في عسكره من بات بنيسابور حلّ ماله ودمه، وسار إلى الشاذياخ وبنى فيه دارا له وأمر الجند ببناء الدور حوله، فعمّرت وصارت محلّة كبيرة واتصلت بالمدينة فصارت من جملة محالّها ثمّ بنى أهلها بها دورا وقصورا، هذا معنى قول الحاكم، فإنّني كتبت من حفظي إذ لم يحضرني أصله، ولذلك قال الشاعر يخاطب عبد الله بن طاهر:
فاشرب هنيئا عليك التاج مرتفقا ... بالشاذياخ ودع غمدان لليمن
فأنت أولى بتاج الملك تلبسه ... من ابن هوذة يوما وابن ذي يزن
ثمّ انقضت دولة آل طاهر وخربت تلك القصور فمرّ بها بعض الشعراء فقال:
وكان الشاذياخ مناخ ملك، ... فزال الملك عن ذاك المناخ
وكانت دورهم للهو وقفا، ... فصارت للنّوائح والصّراخ
فعين الشّرق باكية عليهم، ... وعين الغرب تسعد بانتضاخ
وقال آخر:
فتلك قصور الشاذياخ بلاقع، ... خراب يباب والميان مزارع
وأضحت خلاء شاذمهر وأصبحت ... معطّلة في الأرض تلك المصانع
وغنّى مغنّي الدّهر في آل طاهر ... بما هو رأي العين في الناس شائع
عفا الملك من أولاد طاهر بعد ما ... عفا جشم من أهله والفوارع
وقال عوف بن محلّم في قطعة طويلة أذكرها بتمامها في الميان، إن شاء الله:
سقى قصور الشّاذياخ الحيا ... من بعد عهدي وقصور الميان
فكم وكم من دعوة لي بها ... ما إن تخطّاها صروف الزّمان
وكنت قدمت نيسابور في سنة 613، وهي الشاذياخ، فاستطبتها وصادفت بها من الدّهر غفلة خرج بها عن عادته واشتريت بها جارية تركية لا أرى أن الله تعالى خلق أحسن منها خلقا وخلقا وصادفت من نفسي محلّا كريما، ثمّ أبطرتني النعمة فاحتججت بضيق اليد فبعتها فامتنع عليّ القرار وجانبت المأكول والمشروب حتى أشرفت على البوار، فأشار عليّ بعض النصحاء باسترجاعها، فعمدت لذلك واجتهدت بكلّ ما أمكن فلم يكن إلى ذلك سبيل لأن الذي اشتراها كان متموّلا وصادفت من قلبه أضعاف ما صادفت مني، وكان لها إليّ ميل يضاعف ميلي إليها، فخاطبت مولاها في ردّها عليّ بما أوجبت به على نفسها عقوبة، فقلت في ذلك:
ألا هل ليالي الشاذياخ تؤوب؟ ... فإنّي إليها، ما حييت، طروب
بلاد بها تصبي الصّبا ويشوقنا ال ... شمال ويقتاد القلوب جنوب
لذاك فؤادي لا يزال مروّعا، ... ودمعي لفقدان الحبيب سكوب
ويوم فراق لم يرده ملالة ... محبّ ولم يجمع عليه حبيب
ولم يحد حاد بالرّحيل، ولم يزع ... عن الإلف حزن أو يحول كثيب
أئنّ ومن أهواه يسمع أنّتي، ... ويدعو غرامي وجده فيجيب
وأبكي فيبكي مسعدا لي فيلتقي ... شهيق وأنفاس له ونحيب
على أن دهري لم يزل مذ عرفته ... يشتّت خلّان الصّفا ويريب
ألا يا حبيبا حال دون بهائه ... على القرب باب محكم ورقيب
فمن يصح من داء الخمار فليس من ... خمار خمار للمحبّ طبيب
بنفسي أفدي من أحبّ وصاله، ... ويهوى وصالي ميله ويثيب
ونبذل جهدينا لشمل يضمّنا، ... ويأبى زماني، إنّ ذا لعجيب!
وقد زعموا أن كل من جدّ واجد، ... وما كلّ أقوال الرجال تصيب
ثمّ لما ورد الغزّ إلى خراسان وفعلوا بها الأفاعيل في سنة 548 قدموا نيسابور فخرّبوها وأحرقوها فتركوها تلالا فانتقل من بقي منهم إلى الشاذياخ فعمّروها، فهي المدينة المعروفة بنيسابور في عصرنا هذا، ثمّ خرّبها التتر، لعنهم الله، في سنة 617 فلم يتركوا بها جدارا قائما، فهي الآن فيما بلغني تلول تبكي العيون الجامدة وتذكي في القلوب النيران الخامدة.

قَلْعَةُ أبي طَويل

قَلْعَةُ أبي طَويل:
بإفريقية، قال البكري: هي قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة وتمصّرت عند خراب
القيروان وانتقل إليها أكثر أهل إفريقية، قال:
وهي اليوم مقصد التجار وبها تحل الرحال من الحجاز والعراق ومصر والشام، وهي اليوم مستقر مملكة صنهاجة، وبهذه القلعة احتصن أبو يزيد مخلد بن كيداد من إسماعيل الخارجي.

الفَحْصُ

الفَحْصُ:
بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره صاد مهملة: بالمغرب من أرض الأندلس مواضع عدة تسمى الفحص، وسألت بعض أهل الأندلس: ما تعنون به؟ فقال: كل موضع يسكن سهلا كان أو جبلا بشرط أن يزرع نسميه فحصا ثم صار علما لعدة مواضع، فأما في لغة العرب فالفحص شدة الطلب خلال كل شيء، ومفحص القطاة: موضع بيضها، والدجاجة تفحص برجلها لتتخذ أفحوصة تبيض فيها أو تجثم، والفحص: ناحية كبيرة من أعمال طليطلة ثم عمل طلبيرة. والفحص أيضا: إقليم من أقاليم أكشونية. والفحص أيضا: إقليم بإشبيلية.
وفحص البلوط ذكر في البلوط. وفحص الأجم:
حصن منيع من نواحي إفريقية. وفحص سورنجين:
بطرابلس، ذكر في سورنجين.

القَرْيَتَانِ

القَرْيَتَانِ:
بالفتح، تثنية القرية، وأصله من قروت الأرض إذا تبّعت ناسا بعد ناس، وقال بعضهم:
ما زلت أستقري هذه الأرض قرية قرية، ويجوز أن يكون من قولهم: قريت الماء في الحوض أي جبيته، وجمعته، وقيل: هي القرية والقرية، بالفتح والكسر، والكسر يمان، ونذكر باقي ما يجب ذكره في القرى، والقريتان: مكة والطائف، وقد ذكرهما تعالى في تنزيله فقال عز من قائل:
وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم، وإياها أراد معن بن أوس بقوله:
لها مورد بالقريتين ومصدر ... لفوت فلاة لا تزال تنازله
والقريتان: قريبة من النباج في طريق مكة من البصرة، قال السكوني: هما قرية عبد الله بن عامر ابن كريز وأخرى بناها جعفر بن سليمان وبها حصن يقال له العسكر، وهو بلد نخل بين أضعافه عيون في مائها غلظ وأهلها يستعذبون من ماء عنيزة، وهي منها على ميلين، قال جرير:
تغشى النباج بنو قيس بن حنظلة ... والقريتين بسرّاق ونزّال
ويقال لقرّان وملهم قريتان لبني سحيم باليمامة.
والقريتان أيضا: قرية كبيرة من أعمال حمص في طريق البرية بينها وبين سخنة وأرك أهلها كلهم نصارى، وقال أبو حذيفة في فتوح الشام: وسار خالد بن الوليد، رضي الله عنه، من تدمر إلى القريتين، وهي التي تدعى حوّارين، وبينها وبين تدمر مرحلتان، وإياها عنى ابن قيس الرّقيّات بقوله:
وسرت بغلتي إليك من الشا ... م، وحوران دونها والعوير
وسواء وقريتان وعين ال ... تمر خرق يكلّ فيه البعير
فاستقت من سجاله بسجال ... ليس فيها من ولا تكدير
وقد نسب إليها خالد بن سعيد أبو سعيد الكلبي من أهل القريتين، حدث عن عبد الله بن الوليد العذري، روى عنه محمد بن عنبسة الحديثي، قاله في تاريخ دمشق ثم قال في ترجمة عبد الله بن دينار: أبو الوليد العذري الدمشقي، حدث عن الأوزاعي، روى عنه خالد بن سعيد أبو سعيد من أهل القريتين، ويقال خلف بن سعيد فيما يراه، فاختلف وخالد أصح.

سَرَقُسْطَةُ

سَرَقُسْطَةُ:
بفتح أوّله وثانيه ثمّ قاف مضمومة، وسين مهملة ساكنة، وطاء مهملة: بلدة مشهورة بالأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة، ذات فواكه عذبة لها فضل على سائر فواكه الأندلس، مبنية على نهر كبير، وهو نهر منبعث من جبال القلاع، قد انفردت بصنعة السّمّور ولطف تدبيره تقوم في طرزها
بكمالها منفردة بالنسج في منوالها، وهي الثياب الرقيقة المعروفة بالسرقسطية، هذه خصوصية لأهل هذا الصقع، وهذا السّمّور المذكور هنا لا أتحقق ما هو ولا أيّ شيء يعنى به وإن كان نباتا عندهم أو وبر الدابّة المعروفة، فإن كانت الدابّة المعروفة فيقال لها الجندبادستر أيضا، وهي دابّة تكون في البحر وتخرج إلى البرّ وعندها قوّة ميز، وقال الأطباء:
الجندبادستر حيوان يكون في بحر الروم ولا يحتاج منه إلّا إلى خصاه فيخرج ذلك الحيوان من البحر ويسرح في البر فيؤخذ ويقطع منه خصاه ويطلق فربّما عرض له الصيادون مرّة أخرى فإذا علم أنّهم ماسكوه استلقى على ظهره وفرّج بين فخذيه ليريهم موضع خصيتيه خاليا فيتركوه حينئذ، وفي سرقسطة معدن الملح الذّرآني وهو أبيض صافي اللون أملس خالص، ولا يكون في غيرها من بلاد الأندلس، ولها مدن ومعاقل، وهي الآن بيد الأفرنج صارت بأيديهم منذ سنة 512، وينسب إلى سرقسطة أبو الحسن عليّ بن إبراهيم بن يوسف السرقسطي، قال السلفي: كان من أهل المعرفة والخط، وكان بيني وبينه مكاتبة، وهو الذي تولى أخذ إجازات الشيوخ بالأندلس سنة 512، وروى في تآليفه عن صهر أبي عبد الله بن وضّاح وغيره كثيرا، وصنّف كتابا في الحفّاظ فبدأ بالزهري وختم بي، كلّه عن السلفي، وأنبل من نسب إلى سرقسطة ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى العوفي من ولد عوف بن غطفان، وقيل: بل الرواية عبد الرحمن بن عوف الزهري أبو القاسم، سمع بالأندلس من محمد بن وضّاح والخشني وعبد الله بن مرّة وإبراهيم بن نصر السرقسطي ومحمد بن عبد الله بن الفار بن الزبير بن مخلد، رحل إلى المشرق هو وابنه قاسم في سنة 288 فسمعا بمكّة من عبد الله بن عليّ بن الجارود ومحمد بن عليّ الجوهري وأحمد بن حمزة، وبمصر من أحمد بن عمر البزّاز وأحمد بن شعيب النسائي، وكان عالما متقنا بصيرا بالحديث والفقه والنحو والغريب والشعر، وقيل إنّه استقضى ببلده، وتوفي بسرقسطة سنة 313 عن 95 سنة، ومولده سنة 217، وابنه قاسم بن ثابت، كان أعلم من أبيه وأنبل وأروع، ويكنى أبا محمد، رحل مع أبيه فسمع معه وعني بجمع الحديث واللغة فأدخل إلى الأندلس علما كثيرا، ويقال إنّه أوّل من أدخل كتاب العين للخليل إلى الأندلس وألّف قاسم كتابا في شرح الحديث ممّا ليس في كتاب أبي عبيد ولا ابن قتيبة سمّاه كتاب الدلائل، بلغ فيه الغاية في الإتقان، ومات قبل كماله فأكمله أبوه ثابت بعده، قال ابن الفرضي: سمعت العبّاس بن عمرو الورّاق يقول سمعت أبا عليّ القالي يقول: كتبت كتاب الدلائل وما أعلم وضع في الأندلس مثله، ولو قال إنّه ما وضع في المشرق مثله ما أبعد، وكان قاسم عالما بالحديث والفقه متقدّما في معرفة الغريب والنحو والشعر، وكان مع ذلك ورعا ناسكا أريد على أن يلي القضاء بسرقسطة فامتنع من ذلك وأراد أبوه إكراهه عليه فسأله أن يتركه يتروّى في أمره ثلاثة أيّام ويستخير الله فيه، فمات في هذه الثلاثة أيّام، يقولون إنّه دعا لنفسه بالموت، وكان يقال إنّه مجاب الدعوة، وهذا عند أهله مستفيض، قال الفرضي: قرأت بخط الحكم المستنصر بالله توفي قاسم بن ثابت سنة 302 بسرقسطة، وابنه ثابت بن قاسم بن ثابت من أهل سرقسطة، سمع أباه وجدّه، وكان مليح الخط، حدث بكتاب الدلائل، وكان مولعا بالشراب، وتوفي سنة 352، قال: وجدته بخط المستنصر بالله
أمير المؤمنين. وسرقسطة أيضا: بليد من نواحي خوارزم، عن العمراني الخوارزمي.

الْفَتى والفتاة

الْفَتى والفتاة: الشَّاب والشابة وَيُسمى العَبْد وَالْأمة فَتى وفتاة وَإِن كَانَا كبيرين لِأَنَّهُمَا لَا يوقران توقير الْكِبَار لرقيتهما.

كنش

(كنش)
الكساء كنشا فتل أَطْرَافه والسواك الخشن لين رَأسه

كنش: التهذيب: ابن الأَعرابي الكَنْشُ أَن يأْخذ الرجل المِسْواكَ

فَيُلَيِّنَ رأْسَه بعد خُشونته، يقال: قد كَنَشَه بعد خُشونة. والكَنْشُ:

قَتْلُ الأَكْسِيَة.

كنش


كَنَشَ(n. ac. كَنْش)
a. Twisted, plaited.

أَكْنَشَa. Hurried on, made to hasten.

كُنَّاْشَةa. Stump, stock.

كِنْشَآء
a. Hairy, hirsute.

كَنْشِلِيْر
a. [ coll. ], Chancellor; recorder;
registrar.
كنش
مُهْمَلٌ عنده.
الخارزنجيُّ: الكِنْشَاءُ: الرَّجُلُ الجَعْدُ القَطَطُ القَبِيْحُ الوَجْهِ. وأكْنَشَه عن الأمر: أعْجَلَه عنه.
والكُنَاشَاتُ: الأُصُولُ التي منها يَنْشَعِبُ الفُرُوْعُ.
كنش
. الكَنْشُ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هُوَ فَتْلُ الأَكْسِيَة. وأَيْضاً: هُوَ تَلْيِينُ رَأْس ِ السِّوَاكِ الخَشِنِ، يُقَالُ: قَدْ كَنَشَه بَعْدَ خُشُونَتِه. والكَنْشَاءُ، بالكَسْرِ: الرَّجُلُ الجَعْدُ القَطَطُ القبيحُ الوَجْهِ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبّادٍ. والكُنّاشاتُ، بالضّمِّ والشَّدِّ: الأُصُولُ الَّتِي تَتَشَعَّبُ منْهَا الفُرُوعُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابْن عَبّادٍ. قلتُ: وَمِنْه الكُنّاشَةُ، لأَوْرَاقٍ تُجْعَل كالدَّفْتَرِ يُقَيَّدُ فِيهَا الفَوَائِدُ والشَّوَارِدُ للضَّبْطِ، هَكَذَا يَسْتَعْمِلُه المَغَارِبةُ، واسْتَعْمَلَهُ شَيْخُنَا فِي حاشِيَتِه عَلَى هَذَا الكِتَابِ كَثِيراً. وأَكْنَشَهُ عَنِ الأَمْرِ: أَعْجَلَه، نقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابنِ عَبَّادٍ.
كنش:
كنش (سريانية) جمع من الناس (باتين سميث 1774).
كنّاش وكنَّاشة (آرامية ومعناها مجموعة) وجمعها كنانيش: مجموعة ملاحظات طبية يطلق عليها، باللاتينية القديمة، اسم بندريكتا Pendectoe التي هي مجموعة ملاحظات في مزايا النباتات (ص56 الجزء الأول ابن البيطار): أما ريطن فقد عدّه جماعة من التراجمة في أنواع الأقحوان ومن أجل ذلك نجد في كثير من الكنانيش الموضوعة في هذا الفن منافع أما ريطن هذا -كذا- فمذكورة مع الأقحوان الكناش إذن هو بحث أو مقالة في الطب والعلاجات حيث يرد ذكر أعضاء الجسم الإنساني باستمرار وطرائق العناية به وشفائه حين يمرض (انظر كتاب رينان: ابن رشد 449، 6، 5 و2، 5 الذي وردت فيه أربع مرات كلمة الكنايش بدلاً من الكنانيش) وما يجب اتخاذه من إجراءات أو ما يجب اجتنابه تحقيقاً للشفاء (انظر ملر في كتابه نصوص من ابن الخطيب وابن خاتمة في أخبار الطاعون الــكبير 1863 الجزء الثاني ص3 والجزء الأول ص1): كلّ ما قرره المصنّفون في ذلك في كنانيش العلاج استعمالاً واجتناباً، وكذلك تطلق كلمة كناش على البحوث التي تتعلق بكل ما يخص الطب على نحو عام من ذلك كتاب علي بن العباس المجوسي الذي عنوانه الكناش الملكي أو الكناش العضدي وكذلك كتاب كامل الصناعة الطبية في الطب (انظر فهرست المخطوطات، ليدن 236:3. إن هناك الكثير من المؤلفين الذين صنفوا كتبهم ووضعوا لها الكناش عنواناً) (انظر ابن البيطار 197:1 و190:2، 370، 373 حاجي خليفة 244:5، 5) وكذلك تطلق هذه التسمية على غير الطب أيضاً فالكناش هو عنوان مجموعة منتجات في علم النحو لحاجي خليفة فهو إذن: مفكرة أو مذكرة ومجموعة ملاحظات أو مخلصات .. الخ يستخدمها الباحث خلال البحث (بارجيس 407) وفي محيط المحيط ص794 والكناشة عند المغاربة مجموعة تدرج فيها قواعد وفوائد.

نَجَيْرَمُ

نَجَيْرَمُ:
بفتح أوله وثانيه، وياء ساكنة، وراء مفتوحة، وميم، ويروى بكسر الجيم، وربما قيل نجارم، بالألف بعد الجيم، قال السمعاني: هي محلة بالبصرة، قال عبيد الله الفقير إليه مؤلف هذا الكتاب:
نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها مرارا ليست بالــكبيرة ولا بها آثار تدل على أنها كانت كبيرة أولا، فإن كان بالبصرة محلة يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلّة، وقد نسب إليها قوم من أهل الأدب والحديث، منهم: إبراهيم بن عبد الله النجيرمي ويوسف بن يعقوب النجيرمي وابنه بهزاد بن يوسف.

غَدِيرٌ

غَدِيرٌ:
بفتح أوله، وكسر ثانيه، وأصله من غادرت الشيء إذا تركته، وهو فعيل بمعنى مفعول كأن السيل غادره في موضعه فصار كل ماء غودر من ماء المطر في مستنقع صغيرا كان أو كبيرا غير أنه لا يبقى إلى القيظ سمّي غديرا، وغدير الأشطاط في شعر ابن قيس الرقيات ذكر في الأشطاط، وغدير خمّ: بين مكة والمدينة، بينه وبين الجحفة ميلان، وقد ذكر خمّ في موضعه، وقال بعض أهل اللغة: الغدير فعيل من الغدر، وذاك أن الإنسان يمرّ به وفيه ماء فربما جاء ثانيا طمعا في ذلك الماء فإذا جاءه وجده يابسا فيموت عطشا، وقد ضربه صديقنا فخر الدولة محمد بن سليمان قطرمش مثلا في شعر له فقال:
إذا ابتدر الرجال ذرى المعالي ... مسابقة إلى الشرف الخطير
يفسكل في غبارهم فلان ... فلا في العير كان ولا النفير
أجفّ ثرى وأخدع من سراب ... لظمآن وأغدر من غدير
والغدير: ماء لجعفر بن كلاب. وغدير الصلب: ماء لبني جذيمة، قال الأصمعي: والصلب جبل محدّد، قال مرّة بن عباس:
كأنّ غدير الصلب لم يصح ماؤه ... له حاضر في مربع ثم رابع
والغدير: بلد أو قرية على نصف يوم من قلعة بني حمّاد بالمغرب، ينسب إليها أبو عبد الله الغديري المؤدّب أحد العبّاد، عن السلفي، قال أبو زياد:
الغدير من مياه الضباب على ثلاث ليال من حمى ضريّة من جهة الجنوب. والغدير الأسفل: لربيعة بن كلاب، والله الموفق للصواب.

الاتّحاد

الاتّحاد:
[في الانكليزية] Union
[ في الفرنسية] Union ،fusion
هو في عرف علماء الظاهر يطلق على خمسة معان، على ثلاثة منها على سبيل الاستعارة، وعلى اثنين على سبيل الحقيقة.
فنقول المفهوم الحقيقي للاتحاد هو أن يصير شيء بعينه شيئا آخر. ومعنى قولنا بعينه أنّه صار من غير أن يزول عنه شيء أو ينضمّ إليه شيء شيئا آخر. وإنّما كان هذا مفهوما حقيقيا لأنه المتبادر من الاتحاد عند الإطلاق. وإنّما يتصوّر هذا المعنى الحقيقي على وجهين: أحدهما أن يكون هناك شيئان كزيد وعمرو مثلا فيتّحدان بأن يقال زيد عمرو أو بالعكس. ففي هذا الوجه قبل الاتحاد شيئان وبعده شيء واحد كان حاصلا قبله. وثانيهما أن يكون هناك شيء واحد كزيد فيصير بعينه شخصا آخر غيره فيكون قبل الاتحاد أمر واحد وبعده أمر آخر لم يكن حاصلا قبله بل بعده، وهذا المعنى الحقيقي باطل بالضرورة. ولذا قالوا الاثنان لا يتّحدان.
وأمّا المفهوم المجازي له فهو إمّا صيرورة شيء ما شيئا آخر بطريق الاستحالة، أعني التغيّر والانتقال دفعيّا كان أو تدريجيا، كما يقال صار الماء هواء والأسود أبيض. ففي الأوّل زال حقيقة الماء بزوال صورته النوعية عن هيولاه وانضمّ إلى تلك الهيولى الصورة النوعية للهواء، فحصل حقيقة أخرى هي حقيقة الهواء. وفي الثاني زال صفة السواد عن الموصوف بها واتّصف بصفة أخرى هي البياض. وإمّا صيرورة شيء شيئا آخر بطريق التركيب وهو أن ينضمّ شيء إلى ثان فيحصل منهما شيء ثالث كما يقال صار التراب طينا والخشب سريرا.
والاتحاد بهذين المعنيين لا شك في جوازه بل في وقوعه أيضا. وإمّا ظهور شخص في صورة شخص آخر كظهور الملك في صورة البشر وربما يعبّر عنه بالخلع واللّبس فلا خفاء في جوازه أيضا عند المتكلّمين. هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته لمولانا مرزا زاهد في بحث الوحدة.
وفي عرف السالكين عبارة عن شهود وجود واحد مطلق من حيث أنّ جميع الأشياء موجودة بوجود ذلك الواحد معدومة في أنفسها، لا من حيث أنّ لما سوى الله تعالى وجودا خاصا به يصير متّحدا بالحق، تعالى عن ذلك علوا كبيرا. قال الشاعر: حاشا لله أن يكونوا قائلين بهذا أو أنهم يسعون لمثل هذا الاتحاد
كذا في كشف اللغات.

جِدِّيَّة

جِدِّيَّة
الجذر: ج د د

مثال: لَمْ يُظْهِر جِدِّيَّة في العمل
الرأي: مرفوضة
السبب: لعدم ورودها في المعاجم القديمة.

الصواب والرتبة: -لم يُظْهِر الجِدَّ في العمل [فصيحة]-لم يُظْهِر جِدِّيَّة في العمل [فصيحة]
التعليق: جاء ضمن قرارات مجمع اللغة المصري أنه «إذا أريد صنع مصدر من كلمة يزاد عليها ياء النسب والتاء»، وقد اعتمد مجمع اللغة المصري على هذه الصيغة اعتمادًا كبيرًــا لتكوين مصطلحات جديدة تعبِّر عن مفاهيم العلم الحديث، وكان قد انتهى فريق من العلماء واللغويين إلى وجود أصل لهذه الصيغة في لغة العرب، فقد جاء في القرآن الكريم «جاهليّة» و «رهبانيّة»، وجاء في الشعر والنثر الجاهليين كثير من الأمثلة، منها: «لصوصيّة» و «عبوديّة» و «حريّة» و «رجوليّة» و «خصوصيّة»، وقد انتهى هذا الفريق - بعد دراسة أجراها على المصادر الصناعية المستعملة حديثًا- إلى أنَّ المصدر الصناعي يصاغ من معظم أنواع الكلام العربيّ، فيصاغ من المصدر الصريح كما في هذا المثال، وقد شاعت كلمة «الجديّة» في لغة العصر الحديث، وذكرتها بعض المعاجم مثل الأساسي الذي يقول: «جدِّيَّة: مصدر صناعي من الجدّ .. ».

ضمرز

ضمرز


ضَمْرَزَ
ضَمْرَزa. Strong, hardy.
b. [art.], Lion.
ضِمْرِزa. see 51 (a)
ضُمَارِز
a. see 51 (a)
ضُمْرُوْط
a. Hiding-place; passage.

ضمرز: ناقة ضِمْرِزٌ: مسنة، وهي فوق العَوْزَمِ، وقيل: كبيرة قليلة

اللبن. والضَّمْرَزُ من النساء: الغليظة؛ قال:

ثَنَّتْ عُنُقاً لم ثَتْنِها حَيْدَرِيَّةٌ

عَضادٌ، ولا مَكْنُوزَةُ اللحم ضَمْرَزُ

وضَمْرَزُ: اسم ناقة الشَّماخ؛ قال:

وكلُّ بَعيرٍ أَحْسَنَ الناسُ نَعْتَه،

وآخَرُ لم يُنْعَتْ فِداءٌ لضَمْرَزا

وبعير ضُمارِزٌ: صُلب شديد؛ قال:

وشِعْب كلِّ بازِلٍ ضُمارِزِ

أَراد ضُمازِراً فقلب. أَبو عمرو: فحل ضُمارِزٌ وضُمازِرٌ غليظ؛ وأَنشد:

ترد شِعْبَ الجُمَّحِ الجَوامِزِ،

وشِعْبَ كُلّ باجِحٍ ضُمارِزِ

الباجِجُ: الفَرِح كأَنه الذي هو فيه. ويقال: في خُلُقه ضَمْرَزَةٌ

وضُمارِز أَي سوء وغلظ، وعد يعقوب قوله ناقة ضِمْرزٌ ثلاثياً واشتقه من الرجل

الضِّرِزّ، وهو البخيل، والميم زائدة، قال: وقياسه أَن يكون رباعيًّا.

وناقة ضِمْرزٌ أَي قوية.

ضمرز
الضِّمْرِزُ والضُّمارِز، كزِبْرِج وعُلابِط، أهمله الجَوْهَرِيّ: وَهِي من النُّوق المُسِنَّة وَهِي فَوْقَ العَوْزَمِ أَو الــكبيرةُ القليلةُ اللَّبَن. وعدّه يعقوبُ ثُلاثِيّاً واشتَقَّه من الرجل الضَّرِزِّ، وَهُوَ الْبَخِيل، والميمُ زَائِدَة، وَلذَا ذَكَرَه الصَّاغانِيّ هُنَاكَ، ولكنّ القياسَ يَقْتَضِي أَن يكون رُباعيّاً، كَمَا حقَّقه غَيْرُ واحدٍ. الضَّمْرَز، كَجَعْفَر: الأَسَد، لغِلَظِه وِدَّته، وَسبق للمُصنِّف فِي حرف الرَّاء. قَالَ أَبُو عَمْرو: فَحلٌ ضُمارِزٌ: غليظٌ، وضُمارِزٌ، بالزاي وبالراء. وَأنْشد لإهاب بن عُمَيْر العَبْشَميّ:
(يَرُدُّ شَغْبَ الجمَّحِ الجَوامِزِ ... وشَغْبَ كلِّ باجِحٍ ضُمارِزِ)
الباجِح: الفَرِح بمكانه الَّذِي هُوَ فِيهِ، وَقيل: أَرَادَ ضُمارِز فقَلب، وهما بِمَعْنى، وَقد ذكرَ ضمرز، وضَمْرَزَ عَلَيْهِ البلدُ أَو القبرُ، أَي غَلُظَ، وَقد سبق للمُصنِّف فِي حَرْفِ الرَّاء هَذَا بِعَيْنِه، واقْتصرَ هُنَاكَ على الْبَلَد، وَزَاد هُنَا القَبْر. والضَّمْرَز، كَجَعْفَر: الشديدُ الصُّلْبُ من الْأَرْضين، وَقد سبق لَهُ فِي حرف الرَّاء أَيْضا مِثله. الضَّمْرَزَة، بهاءٍ: الغليظةُ من الحِرَار الَّتِي لَا تُسلَك بِاللَّيْلِ لصعوبَتِها. الضَّمْرَزَةُ من النِّسَاء: الغليظةُ. وَسبق لَهُ فِي حرف الرَّاء بِغَيْر هاءٍ، ومثلُه فِي اللِّسان، وتقدّم الإنشادُ هُنَاكَ. ناقةٌ ضَمْرَز: قوِيّة، ذَكَرَه ابْن السِّكِّيت فِي الثلاثيّ. وضَمْرَزُ، كَجَعْفر اسْم نَاقَة الشَّمَّاخ، وَقد ذكره المُصَنِّف فِي حَرْفِ الرَّاء. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: ضَمْرَزٌ، كَجَعْفَر، بزاءَيْن: جبلٌ صَغيرٌ، مُنفَرِدٌ عَن الْجبَال، عَن ابنِ شُمَيْل، وَهَكَذَا ضَبَطَه الصَّاغانِيّ والأَزْهَرِيّ فِي ضمز.

رتل

ر ت ل

ثغر مرتل ورتل ورتل: مفلج مستوى النبتة حسن التنضيد.

ومن المجاز: رتل القرآن ترتيلاً إذا ترسل في تلاوته وأحسن تأليف حروفه. وهو يترسل في كلامه ويترتل.
(ر ت ل) : (التَّرْتِيلُ) فِي الْأَذَانِ وَغَيْرِهِ أَنْ لَا يَعْجَلَ فِي إرْسَالِ الْحُرُوفِ بَلْ يَتَثَبَّتَ فِيهَا وَيُبَيِّنَهَا تَبْيِينًا وَيُوَفِّيَهَا حَقَّهَا مِنْ الْإِشْبَاعِ مِنْ غَيْرِ إسْرَاعٍ مِنْ قَوْلِهِمْ ثَغْرٌ مُرَتَّلٌ وَرَتِلٌ مُفَلَّجٌ مُسْتَوِي الثَّنِيَّةِ حَسَنُ التَّنْضِيدِ.
رتل
الرَّتَلُ: اتّساق الشيء وانتظامه على استقامة، يقال: 
رجل رَتَلُ الأسنان، والتَّرْتِيلُ: إرسال الكلمة من الفم بسهولة واستقامة. قال تعالى:
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا
[المزمل/ 4] ، وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا
[الفرقان/ 32] .
[رتل] التَرْتيلُ في القراءة: التَرَسُّلُ فيها والتبيين بغير بغى. وكلام رَتِلٌ بالتحريك، أي مُرَتَّلٌ. وثغرٌ رَتَلٌ أيضاً، إذا كان مستويَ النبات . ورجلٌ رَتِلٌ، مثال تَعِبٍ، بين الرتل، أي مفلج الاسنان. والرتيلا: جنس من الهوام، ويمد أيضا.
[رتل] فيه: كان "يرتل" أية أية، ترتيل القراءة التأني فيها والتمهل وتبيين الحروف والحرات تشبيهًا بالثغر المرتل، وهو المشبه بنور الأقحوان، رتل القراءة وترتل فيها. ش: كان في كلامه "ترتيل" أو ترسيل على الشك، وفي المصابيح: وترسيل، قيل: الترتيل تبيين الحروف، والترسيل عدم العجلة، وقيل: هما سواء. غ: "ورتلناه "ترتيلا"" أي أنزلناه مرتلًا وهو ضد المعجل.
باب التاء والراء واللام معهما ر ت ل يستعمل فقط

رتل: الرتل: تنسيق الشيء، وثَغْرٌ رَتِلٌ: حَسَنُ المُتَنَضَّد، ومُرَتَّلٌ: مُفَلَّجٌ. ورَتَّلْتُ الكلامَ تَرتيلاً إذا أمهَلْتُ فيه وأحسَنْتُ تأليفَه، وهو يَتَرَتَّل في كلامه، وَيتَرسَّلُ إذا فَصَلَ بعضَه من بعض. والرُّتَيْلاءُ: دابَّة تَسُمُّ فتَقْتُل.
رتل
الرتَلُ: تَنَسُّقُ الشيْءِ، ثَغْر رَتِل: حَسَن التَّنْضِيْدِ؛ ورَتَلٌ. ورَتَلْت القِرَاءَةَ: مَهَلْتُ فيها. ورَجُلٌ أرْتَلُ في لِسَانِه: وهو نَحْو الأرَتِّ، وامْرَأةٌ رَتْلَاءُ. والرُتَيْلاءُ والرُتَيْلى والرُّتَيْلُ: من الحَشَرَات.           

رتل


رَتِلَ(n. ac. رَتَل)
a. Was well-arranged, well-managed; was regular
even.

رَتَّلَa. Read or spoke well, distinctly.
b. Sang; chanted.

تَرَتَّلَ
a. [Fī], Spoke slowly, distinctly.
رَتَلa. Good arrangement, good management.
b. Elegant speech.
c. Whiteness of the teeth.

رَتِلa. Well-arranged.
b. Elegant (speech).
أَرْتَلُa. see 5 (a) (b).
c. Stammering.

N. Ac.
رَتَّلَ
(pl.
تَرَاْتِيْل)
a. Chant; singing.

رُتَيِلَآء رُتَيْلَى
a. Venomous spider: phalangium.
[ر ت ل] الرَّتَلُ: حُسْنُ تَناسُقِ الشَّىْءِ. وثَغْرٌ رَتِلٌ ورَتَلٌ: حَسَنُ التَّنْضِيدِ، وقِيلَ: مُفَلَّجٌ، وقيلَ: بينَ أَسْنانِه فُرُوجٌ، لا يَرْكَبُ بعضُها بعضاً. والرَّتَلُ: بَياضُ الأَسْنانِ وكَثْرَةُ مائِها، ورُبَّما قالُوا: رَجُل رَتِلٌ الأَسْنانِ. وكَلامٌ رَتَلٌ، ورِتَلٌ: حَسَنٌ عَلَى تُؤَدَةٍ. ورَتَّلَ الكَلامَ: أَحْسَن تَأْلِيفَه وأَبانَه، وتَرِتْيلُ القُرآنِ منه، وفي التنَّزْيِلِ: {وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتْيلاً} [المزمل: 4] . وقولُه تَعالَى: {ورتلناه ترتيلا} [الفرقان: 32] : أي أَنْزَلْناه على التَّزْتِيلِ، وهو ضِدُّ العَجَلةِ والتّمَكُّثِ فِيه. هذا قولُ الزَّجَّاجِ. وتَرَتَّلَ في الكَلامِ: تَرَسَّلَ. والرَّتَلُ والرِتَّلُ: الطَّيِّبُ من كُلِّ شيءٍ. وماءٌ رَتِلٌ، بَيِّنُ الرَّتَلِ: بارِدٌ، كلاهُما عن كُراع. والرُّتَيْلا، مقصورٌ ومَمْدٌ ودُ عن السِّيرافِيِّ: جِنْسٌ من الهَوامِّ. والرَّاِتلَةُ: أنْ يَمْشِى الرَّجُلُ مُتَكَفَّئاً في جانِبَيهُ، كأنَّه متُكَسِّرُ العِظامِ، والَمْعرُوفُ الرَّأتلَةُ.
رتل: رَتَّل (بالتشديد): رَنَّم، لحَّن في قراءة المزامير (بوشر، همبرت من 155) وفي معجم فوك ere cum conta.
ورتَّل: غنَّى، شدا (همبرت ص155)، وشدا في الكنيسة (بوشر).
ورتل: غنّى، صَوَّت صرصر. في الكلام عن الزيز والجدجد وصرّار الليل وغيرها من الحشرات (بوشر). وفي المعجم اللاتيني - العربي depromit يجتلب ويُرّتّل.
ترتّل: ذكرت في معجم فوك في مادة: legere cum conta.
رَتْلَة: عنكبوت (ألكالا).
رتلية: حراثة منسقة بخطوط متقاربة يخطها المحراث (ابن العوام 2: 11، 83).
رُتَيْلة: عنكبوت (فوك، ألكالا، محيط المحيط) تسمى اليوم في إفريقية رَتِيلة (دومب ص67، هلو) وعند جاكسون (ص85): عنكبوت سام.
رُتَيْلاء: نوع من العناكب (بوشر).
رُتَيْلاء: عنكبوت كبير، تارنتية وهي نوع عناكب سامة معروفة في مدينة تارانتا الإيطالية (بوشر)، أما النبات المعروف باسم رُتَيْلاَء فانظر ابن البيطار (1: 490).
رَتَّال: مرتّل، منشد (بوشر)، وفي النويري (الأندلس ص479): وكان ذلك كله على أيدي عشرة رجال حَجَّامين وجَزَّارين وحاكة ورتالين وهم جُنْد ابن عبد الجبار.
تَرْتِيل: نشيد الكنيسة (بوشر)، وفي محيط المحيط: والترتيل عند المولدين التلحين في تلاوة الصلوات وهو من اصطلاح النصارى.
مُرَتِّل: منشد في الكنيسة، منشد، مغني (همبرت ص155).

رتل: الرَّتَلُ: حُسْن تَناسُق الشيء. وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ: حَسَن

التنضيد مُستوي النباتِ، وقيل المُفَلَّج، وقيل بين أَسنانه فُروج لا يركب

بعضها بعضاً. والرَّتَلُ: بياض الأَسنان وكثرة مائها، وربما قالوا رجل

رَتِلُ الأَسنان مثل تَعِبٍ بَيِّنُ الرَّتَل إِذا كان مُفَلَّج الأَسنان.

وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ على تؤدة.

ورَتَّلَ الكلامَ: أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه. والترتيلُ في

القراءة: التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بَغْيٍ. وفي التنزيل العزيز:

ورَتِّل القرآن ترتيلاً؛ قال أَبو العباس: ما أَعلم الترتيل إِلاَّ

التحقيق والتبيين والتمكين، أَراد في قراءة القرآن؛ وقال مجاهد: الترتيل:

الترسل، قال: ورَتَّلته ترتيلاً بعضه على أَثر بعض؛ قال أَبو منصور: ذهب به

إِلى قولهم ثغر رَتَلٌ إِذا كان حسن التنضيد، وقال ابن عباس في قوله:

ورتل القرآن ترتيلاً؛ قال: بَيِّنْه تبييناً؛ وقال أَبو إسحق: والتبيين

(*

قوله «وقال أبو إسحق والتبيين إلخ» عبارة التهذيب: وقال أبو إسحق ورتل

القرآن ترتيلاً بينه تبييناً، والتبيين إلخ) لا يتم بأَن يَعْجَل في

القراءة، وإِنما يتم التبيين بأَن يُبَيِّن جميع الحروف ويُوفِّيها حقها من

الإِشباع؛ وقال الضحاك: انْبِذْه حرفاً حرفاً. وفي صفة قراءة النبي، صلى الله

عليه وسلم: كان يُرَتِّل آية آية؛ ترتيلُ القراءة: التأَني فيها

والتّمهُّلُ وتبيين الحروف والحركات تشبيهاً بالثغر المُرَتَّلِ، وهو المُشَبَّه

بنَوْر الأُقْحُوان، يقال رَتَّلَ القراءة وتَرَتَّل فيها. وقوله عز

وجل: ورَتَّلْناه ترتيلاً، أَي أَنزلناه على الترتيل، وهو ضد العجلة

والتمكُّث فيه؛ هذا قول الزجاج. وترتّل في الكلام: تَرَسَّل، وهو يترتل في كلامه

ويترسل.

والرَّتَلُ والرَّتِلُ: الطيِّب من كل شيء. وما رَتِل بيِّن الرَّتَل:

بارد؛ كلاهما عن كراع.

والرُّتَيْلاء، مقصور وممدود؛ عن السيرافي: جنس من الهوام.

والرَّأْتَلَةُ: أَن يمشي الرجل مُتَكَفِّئاً في جانبيه كأَنه متكسر العظام، والمعروف

الرأْبَلةُ.

رتل
الرَّتَلُ، مُحَرَّكَةً: حُسْنُ تَناسُقِ الشَّيْءِ، وانْتِظامِهِ على اسْتِقامَةٍ، وَأَيْضًا: بَياضُ الأَسْنانِ، وكَثْرَةُ مائِها، وَأَيْضًا: الْحَسَنُ من الكَلامِ، والطَّيِّبُ مِنْ كُلَّ شَيْءٍ، كالرَّتِلِ، ككَتِفٍ فيهمَا، يُقال: كلامٌ رَتَلٌ، ورَتِلٌ، والرَّتَلُ أَيْضا: المُفَلَّجُ من الأسْنانِ، والْحَسَنُ، وَفِي نُسْخَةٍ: أَو الحَسَن التَّنَضُّدِ، الشِّدِيدُ الْبَياضِ، الْكَثِيرُ الْماءِ مِن الثُّغُورِ، يُقال: ثَغْرٌ رَتَلٌ، إِذا كَانَ مُسْتَوِيَ النَّباتِ، كالرَّتِلِ، ككَتِفٍ. ورَتَّلَ الْكَلامَ، تَرْتِيلاً: أَحْسَنَ تَأْلِيفَهُ، أَو بَيَّنَهُ تَبْييناً بغيرِ بَغْي، وَقَالَ الرَّاغِبُ: التَّرْتِيلُ: إرْسالُ الكلمةِ من الْفَمِ بِسُهُولَةٍ واسْتِقامَةٍ. قلتُ: هَذَا هُوَ الْمَعْنى اللَّغَوِيُّ، وعُرْفاً: رِعايَةُ مَخارِجِ الحُرُوفِ، وحِفْظُ الوُقوفِ، وَهُوَ خَفْضُ الصَّوْتِ والتَّحَزُّنُ بالقراءَةِ، كَمَا حَقَّقه المُناوِي. وَفِي العُبابِ: قولُه تَعَالَى: ورَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً، أَي أنْزَلْناهُ مُرَتَّلاً، وَهُوَ ضِدُّ الْمُعَجَّلِ. وتَرَتَّلَ فِيهِ: إِذا تَرَسَّلَ. وماءٌ رَتِلٌ، ككَتِفٍ: بَيِّنُ الرَّتَلِ، مُحَرَّكَةً: أَي بَارِدٌ. والرُّتَيْلاءُ، بالضَّمِّ، والْمَدِّ، ويُقْصَرُ: جِنْسٌ مِنَ الْهَوامِّ، وَهُوَ أَنْواعٌ كثيرةٌ، أشْهَرُها شِبْهُ الذُّبابِ الَّذِي يَطِيرُ حَوْلَ السِّراجِ، وَمِنْهَا مَا هِيَ سَوْداءُ رَقْطاءُ، وَمِنْهَا صَفْراءُ زَغْباءُ، ولَسْعُ جَمِيعِها مُوَرِّمٌ مُؤْلِمٌ، وَرُبمَا قَتَلَ. والرُّتَيْلاءُ أَيْضا، أَي بالْمَدِّ: نَباتٌ زَهْرَهُ كَزَهْرِ السَّوْسَنِ، يَنْفَعُ مِن نَهْشِها، وَلذَا سُمِّيَ بِهِ ويَنْفَعُ أَيْضا مِن نَهْشِ الْعَقْرَبِ، كَمَا هُوَ مذكورٌ فِي كُتُبِ الطِّبِّ. والرَّاتِلَةُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجالِ. والأَرْتَلُ: الأَرَتُّ، كَمَا فِي العُباب، والتَّرْكيبُ يَدُلُّ على تَساوٍ فِي أَشْياءَ مُتَناسِقَةٍ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: أَرْتُلُ،)
كأَفْلُس: حِصْنٌ، أَو قَرْيَةٌ باليَمَنِ، مِن حازة بني شِهَابٍ، قالَهُ ياقُوتُ.
رتل
رتِلَ يَرتَل، رَتَلاً، فهو راتِل ورَتِل
• رتِل الكلامُ: تناسَق، انتظم وحسُن تأليفُه. 

ترتَّلَ في يُترتَّل، ترتُّلاً، فهو مترتِّل، والمفعول مترتَّلٌ فيه
• ترتَّل في كلامه: ترسَّل فيه وتأنَّى. 

رتَّلَ يُرتِّل، ترتيلاً، فهو مُرتِّل، والمفعول مُرتَّل
• رتَّل القارئُ القُرآنَ: جوَّد تلاوتَه وتأنَّق فيها ولم يعجل " {وَرَتِّلِ الْقُرْءَانَ تَرْتِيلاً} " ° المُصحف المُرتَّل: القُرآن المجوَّد بدون تغنٍّ أو تلحين- رتَّل على مسامعكم: تعبير إذاعي يَتْبَع قراءة القرآن.
• رتَّل الكلامَ: أحسن تأليفه وجوَّده.
• رتَّل اللهُ القرآنَ: أنزله مقسّمًا على حسب الأسباب في تؤدة وتمهّل " {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} ". 

ترتيل [مفرد]:
1 - مصدر رتَّلَ.
2 - (جد) رعاية مخارج الحروف وحفظ الوقوف.
3 - إرسال الكلمة بسهولة واستقامة. 

تَرْتيلة [مفرد]: ج ترتيلات وتراتيلُ:
1 - اسم مرَّة من رتَّلَ.
2 - أنشودة تُتلى مُنغَّمة عند المسيحيِّين في الكنيسة. 

رَتَل [مفرد]: ج أرتال (لغير المصدر):
1 - مصدر رتِلَ.
2 - جماعة من الخيل أو السيارات أو نحوهما يتبع بعضُها بعضًا "تجمعت أرتالُ السيارات في نقطة الحدود". 

رَتِل [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رتِلَ: كلامٌ حسُن تأليفُه. 

رُتَيْلاءُ [مفرد]: ج رُتَيْلاوات:
1 - (حن) جنس حشرات من العناكب أنواعه قليلة متوسطة القدِّ، وهي قانصة مفترسة وسامّة.
2 - (نت) نبات زهر العنكبوت كزهرِ السوسن، يتبع الفصيلة الزنبقيّة، تُستعمل أزهاره وبذوره كمدرّ للطمث والبول، وضدّ لدغ العقرب والعناكب السامّة.
• رُتَيْلاء الماء: (حن) نوع من العنكبوت يتحرَّك في الماء بسهولة حيث يأتي إلى سطح الماء ليجدِّد هواء تنفُّسه. 

رتل

1 رَتِلَ الثَّغْرُ, aor. ـَ inf. n. رَتَلٌ, The front teeth were, or became, even in their growth, (Msb,) [or separate, one from another, and even in the manner of growth, well set together, and (accord. to some) very white and lustrous: see رَتَلٌ and رَتِلٌ, below.] b2: And رَتِلَ الشَّىْءُ, aor. and inf. n. as above, The thing was, or became, well arranged or disposed. (TK.) 2 تَرْتِيلٌ, in its original sense, relates to the teeth; signifying تَفْلِيج thereof [i. e., as inf. n. of the verb in its pass. form, Their being separate, one from another]. (Bd in xxv. 34.) b2: [Hence,] رتّل الكَلَامَ, (T, M, K,) inf. n. تَرْتِيلٌ, (K,) He put together and arranged well the component parts of the speech, or saying, (M, K,) and made it distinct: and hence تَرْتِيلُ القُرْآنِ [explained in what follows]: (M:) or he proceeded in a leisurely manner in the speech, or saying, [making the utterance distinct,] and put together and arranged well its component parts: (T:) and رَتَّلْتُ القُرْآنَ inf. n. as above, I read, or recited, the Kur-án in a leisurely manner; without haste: (Msb:) or التَّرْتِيلُ in reading, or reciting, [and particularly in the reading, or reciting, of the Kur-án,] is the proceeding in a leisurely manner, and uttering distinctly, without exceeding the proper bounds or limits: (S:) [and hence, conventionally, the chanting of the Kur-án in a peculiar, distinct, and leisurely, manner:] and فِى كَلَامِهِ ↓ ترتّل, (T,) or فِى الكَلَامِ, (M, K,) signifies [in like manner] he proceeded in a leisurely manner (T, M, K) in his speech, or saying, (T,) or in the speech, or saying: (M, K:) Mujáhid explains التَّرْتِيل as signifying the proceeding in a leisurely manner [in reading, or reciting], and as being consecutive in its parts, or portions; regarding it as etymologically relating to ثَغْرٌ رَتِلٌ [q. v.]: (T:) accord. to Er-Rághib, it signifies the pronouncing the word [or words] with ease and correctness: this is the proper signification: but the conventional meaning, as verified by El-Munáwee, is the being regardful of the places of utterance of the letters, and mindful of the pauses, and the lowering of the voice, and making it plaintive, in reading, or reciting: (TA:) [accord. to Mtr,] the [proper] meaning of الترتيل in [the reciting, or chanting, of the Kur-án and of] the call to prayer &c. is the pronouncing of the letters in a leisurely manner, and distinctly, and so giving them their proper full sound; from the phrase ثَغْرٌ مُرَتَّلٌ and رَتِلٌ signifying “ front teeth separate, one from another, and even in the manner of growth, and well set together. ” (Mgh.) [See also تَرْسِيلٌ.] وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا, in the Kur [xxv. 34], means And we have sent it down unto thee in a leisurely manner: (M, TA:) or we have recited it to thee part after part, in a deliberate and leisurely manner; in [the course of] twenty years, or three and twenty: تَرْتِيلٌ in its original sense relating to the teeth, and having the signification explained in the beginning of this paragraph. (Bd.) 5 تَرَتَّلَ see the next preceding paragraph.

رتَلٌ inf. n. of 1: (Msb:) [Evenness in the growth of the front teeth: or their being separate, one from another, and even in the manner of growth, and well set together: (see 1 and رَتِلٌ:) or] whiteness, [or much whiteness,] and much lustre, of the teeth. (M, K.) b2: And A good, (M, K, TA,) and correct, or right, (TA,) state of arrangement or disposition of a thing. (M, K, TA.) b3: The quality, in a man, of having the teeth separate, one from another, (S,) [and even in the manner of growth, &c.] b4: And Coldness, or coolness, of water. (Kr, M, K.) A2: See also the next paragraph, in three places.

رَتِلٌ (T, M, Mgh, Msb, K) and ↓ رَتَلٌ, (S, M, K,) [the latter an inf. n. used as an epithet,] applied to front teeth, (ثَغْرٌ, T, S, M, Mgh, Msb, K,) Well set together: (T, M:) or even in growth: (S, Msb:) or separate, one from another; or having interstices between them, not overlapping one another: (M:) or separate, one from another, and even in the manner of growth, and well set together; as also ↓ مُرَتَّلٌ: (Mgh:) or separate, one from another, well set together, very white, and very lustrous. (K.) b2: And رَتِلٌ, (S,) or رَتِلُ الأَسْنَانِ, (M,) [or الثَّغْرِ,] A man having the teeth [or the front teeth] separate, one from another, (S, M,) &c. (M.) b3: And ↓ رَتَلٌ (S, M, K) and رَتِلٌ, (M, K,) applied to speech, or language, (S, M, K,) i. q. ↓ مُرَتَّلٌ; i. e. uttered in a leisurely manner, and distinctly, without exceeding the proper bounds or limits: (S:) or good, (M, K,) and uttered in a leisurely manner. (M.) b4: And رَتِلٌ and ↓ رَتَلٌ, applied to anything, Good, sweet, or pleasant. (M, K.) b5: And the former, applied to water, Cold, or cool. (Kr, M, K.) رُتَيْلَى and ↓ رُتَيْلَآءُ A certain genus of هَوَامّ [or venomous creeping things]; (S, M, K;) [the genus of insects called phalangium; applied thereto in the present day; and (perhaps incorrectly) to the tarantula:] there are several species thereof; (K;) many species; (TA;) the most commonly known thereof is [in its body, app.,] like the fly (ذُبَاب) that flies around the lamp; another is black speckled with white (سَوْدَآءُ رَقْطَآءُ); another is yellow and downy; and the bite of all causes swelling and pain; (K;) and sometimes is deadly. (TA.) b2: Also, the latter (↓ رُتَيْلَآءُ), A certain plant, the flower of which resembles that of the lily; [app. the plant called (like the insect above mentioned) phalangium, (as Golius states it to be,) and, by Arabs in the present day, زَهْرُ العَنْكَبُوتِ;] good as a remedy against the bite of the venomous creature above mentioned, (K,) for which reason it is thus called, (TA,) and against the sting of the scorpion. (K.) رُتَيْلَآءُ: see the next preceding paragraph, in two places.

رَاتِلَةٌ Short; (K;) applied to a man. (TA.) أَرْتَلُ i. q. أَرَتُّ [i. e. Having a vitiousness, or an impediment, in his speech, or utterance: see art. رت]. (O, K.) مُرَتَّلٌ: see رَتِلٌ, in two places.
رتل: {رتل}: بين، تفصل الحروف بعضها عن بعض، ومنه ثغر رَتَل: أي مفلج، لا يركب بعضه بعضا. 
ر ت ل: (التَّرْتِيلُ) فِي الْقِرَاءَةِ التَّرَسُّلُ فِيهَا وَالتَّبْيِينُ بِغَيْرِ بَغْيٍ. 
ر ت ل : رَتِلَ الثَّغْرُ رَتَلًا فَهُوَ رَتِلٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْتَوَى نَبَاتُهُ وَرَتَّلْتُ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا تَمَهَّلْتُ فِي الْقِرَاءَةِ وَلَمْ أَعْجَلْ. 
(رتل)
رتلا اسْتَوَى وانتظم وَحسن تأليفه وَيُقَال رتل الثغر أَو الْأَسْنَان ورتل الْكَلَام فَهُوَ رتل وَهِي رتلة

(رتل) الشَّيْء نسقه ونظمه وَالْكَلَام أحسن تأليفه وجود تِلَاوَته وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ورتل الْقُرْآن ترتيلا} وَيُقَال ثغر مرتل منضد مستوي الْأَسْنَان

يقطين

يقطين
يَقْطِين [جمع]: مف يقطينة: (نت) كلّ شجر لا يقوم على ساق، كالبطيخ والقِثّاء، وغلب إطلاقه على القَرْع، وتُطلق الكلمة أيضا على ثمار هذا الشّجر، وهي ثمار كبيرة لبيّة دائريّة ذات قشرة سميكة " {وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ}: المراد: القرع- يؤكل اليقطين مطبوخًا". 

قلا

قلا: قلا: سمك في بحيرة بنزرت. (معجم الإدريسي).
ق ل ا: (قَلَا) السَّوِيقَ وَاللَّحْمَ فَهُوَ (مَقْلِيٌّ) وَ (مَقْلُوٌّ) وَبَابُهُ رَمَى وَعَدَا وَالرَّجُلُ (قَلَّاءٌ) . وَ (الْقَلِيَّةُ) مِنَ الطَّعَامِ جَمْعُهُ (قَلَايَا) . وَ (الْمِقْلَى) وَالْمِقْلَاةُ الَّذِي يُقْلَى عَلَيْهِ وَهُمَا (مِقْلَيَانِ) وَالْجَمْعُ (الْمَقَالِي) . وَ (الْقِلَى) الْبُغْضُ تَقُولُ: (قَلَاهُ) يَقْلِيهِ (قِلًى) وَ (قَلَاءً) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَيَقْلَاهُ لُغَةُ طَيِّئٍ. وَ (الْقِلْيُ) الَّذِي يُتَّخَذُ مِنَ الْأُشْنَانِ. وَ (قَالِي قَلَا) مَوْضِعٌ وَهُمَا اسْمَانِ جُعِلَا وَاحِدًا وَبُنِيَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى الْوَقْفِ. 
(قلا) - في حديث عمر - رضي الله عنه -: "لا نُحْدِثُ في مدينَتِنا كنيسَةً ولا قَلِيَّةً"
كذا وَرَدَ. وقيل: إنّها شِبْهُ الصوْمَعَةِ تكون للرَّاهب.
وقال الجَبَّانُ: القَلَّايَةُ: شِبْهُ صَومعةٍ للنَّصارَى. قال: وقيل: هي مُعَرَّبةٌ عن كَلَّادةٍ - وَان كانت عربيّةً كانت فَعَّالةً، مِن قَلَا القُلَّةَ يَقْلُوهَا: إذَا رفَعَها.
وفيه نظر لمكانِ الياءِ. وإن كَسَرت القافَ كَانت فِعْلايَةً؛ من باب الإقلالِ والاستقلال، وهما الارتفاعُ والرفعُ كَدِرْحَايَة وَدِعْكَايَةٍ. ويُقالُ: جاءَ القَومُ بِقَلِيَّتِهم؛ أي بجَماعَتِهم، فيحتمل أن تكون مِن هذا، ويريد به شِبْهَ الكَنِيسَةِ يَجتَمعون فيه.
قلا خوا حفز وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الله بن عمر رَحمَه الله حِين قَالَ: لَو رَأَيْت ابْن عمر سَاجِدا لرأيته مُقْلَوِليا. المُقْلَوِلي: المُتَجافي المُسْتَوفُزِ [قَالَ -] وأنشدني الْأَحْمَر: [الطَّوِيل]

يَقُول إِذا أقْلَوْلَي عَلَيْهَا وأقْرَدَتْ ... أَلا هَل أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بدائمِ

[وَقَالَ الآخر: (الرجز)

قد عَجَبتْ مني وَمن يُعَيْلِيا ... لما رأتني خَلَقا مُقْلَوْلِيا

قَوْله: يُعَيْلِيا تَصْغِير يَعْلى والمُقْلَولِي: المستوفِز الَّذِي لَيْسَ بمطمئن. وَبَعض الْمُحدثين كَانَ يفسّر مُقْلَوليا: كَأَنَّهُ على مِقْلًى وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء إِنَّمَا هُوَ من التَّجَافِي فِي السُّجُود كَحَدِيث عَليّ رضوَان الله عَلَيْهِ: إِذا صلى الرجل فَلْيُخَوِ وَإِذا صلت الْمَرْأَة فَلْتَحْتَفٍزْ - حدّثنَاهُ أَبُو نوح عَن يُونُس ابْن أبي إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن الْحَارِث عَن عَليّ ذَلِك. قَوْله: فَلْيُخَوِّ يَعْنِي فليتفتّح ولَيَتجافِى حَتَّى يُخّوِىَ مَا بَين عَضُدَيه وجَنْبَيه وكالحديث الْمَرْفُوع: أَنه كَانَ إِذا سجد جافى عضديه عَن جَنْبَيْهِ. وَأما قَول عَليّ: إِذا صلت الْمَرْأَة فَلْتَحتَفِزْ يَقُول: تتضامّ إِذا جَلَست وَإِذا سجدت] .
[قلا] قَلَيْتُ السويق واللحم فهو مَقْليٌّ، وقَلَوْتُهُ فهو مَقْلُوٌّ لغة. والرجل قلاء. والقلية من الطعام، والجمع قَلايا. والمِقْلاةُ والمِقْلى: الذي يُقْلَى عليه، وهما مِقْلَيانِ، والجمع المَقالي. وقَلا العير أُتُنَهُ يَقْلوها، قلوا، أذا طردها وساقها. قال ذو الرمة:

يقلو نحائص أشباها محملجة * والقلى: البغض ; فإن فتحت القاف مددت. تقول: قلاه يقليه قلى ونقلاء، ويقلاه لغة طيئ. وأنشد ثعلب:

أيام أم الغمرلا نقلاها * وتقلى، أي تبغض. وقال . أسيئ بنا أو أحسني لا مَلومَةً * لدينا ولا مَقْلِيَّةً إن تَقَلَّتِ خاطَبها ثم غايَبَ. أبو عمرو: المِقلاءُ على مِفعالٍ، والقُلَةُ مخففةً: عودان يلعب بهما الصبيان. والمقلاء: الذى (*) يضرب به، والقُلَةُ: الصغيرة التي تنصب. تقول: قَلَوْتُ القُلَةَ أقْلو قَلْواً، وقليت أقلى قليا لغة، وأصلها قلو والهاء عوض. وكان الفراء يقول: إنما ضم أولها ليدل على الواو. والجمع قلات وقلون وقلون بكسر القاف وضمها. والقلو بالكسر: الحمار الخفيف. والقلى: الذى بتخذ من الأشنان. والقَلَوْلي: الطائر الذي يرتفع في طيرانه. وقد اقْلَوْلى، أي ارتفع. والمقلولى: المتجافى المستوفز. يقال: اقلولى الجل في أمره، إذا انكمش. واقْلَوْلَتِ الحُمُرُ في سرعتها. وأنشد الاحمر : يقول إذا اقْلَوْلى عليها وأقْرَدَتْ * ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم وقلت الناقة براكبها قلوا، إذا تقدمت به. وقالى قلا: موضع، وهما اسمان جعلا واحدا. قال ابن السراج: بنى كل واحد منهما على الوقف، لانهم كرهوا الفتحة في الياء والالف.

قلا: ابن الأَعرابي: القَلا والقِلا والقَلاء المَقْلِيةُ. غيره:

والقِلَى البغض، فإِن فتحت القاف مددت، تقول قَلاه يَقْلِيه قِلًى وقَلاء،

ويَقْلاه لغة طيء؛ وأَنشد ثعلب:

أيامَ أُمِّ الغَمْرِ لا نَقْلاها،

ولو تَشاءُ قُبِّلَت عَيْناها

فادِرُ عُصْمِ الهَضْب لو رآها،

مَلاحةً وبَهْجةً، زهاها

قال ابن بري: شاهد يَقْلِيه قول أَبي محمد الفقعسي:

يَقْلِي الغَواني والغَواني تَقْليه

وشاهد القَلاء في المصدر بالمد قول نُصَيْب:

عَلَيكِ السَّلامُ لا مُلِلْتِ قَرِيبَةً،

وما لَكِ عِنْدي، إِنْ نَأَيْتِ، قَلاءُ

ابن سيده: قَلَيْتُه قِلًى وقَلاء ومَقْلِيةً أَبغضته وكَرِهْتُه غاية

الكَراهة فتركته. وحكى سيبويه: قَلى يَقلَى، وهو نادر، شبهوا الأَلف

بالهمزة، وله نظائر قد حكاها كلها أَو جلها، وحكى ابن جني قَلاه وقَلِيَه.

قال: وأُرى يَقْلَى إِنما هو على قَلِيَ، وحكى ابن الأَعرابي قَلَيْته في

الهجر قِلًى، مكسور مقصور، وحكى في البُغْض: قَلِيته، بالكسر، أَقْلاه على

القياس، وكذلك رواه عنه ثعلب. وتَقَلَّى الشيءُ: تَبَغَّضَ؛ قال ابن

هَرْمةَ:

فأَصْبَحْتُ لا أَقْلي الحَياةَ وطُولَها

أَخيراً، وقد كانتْ إَلَيَّ تَقَلَّتِ

الجوهري: وتَقَلّى أَي تَبَغَّض؛ قال كثير

أَسِيني بنا أو أَحسني، لا مَلُولةٌ

لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إِن تَقَلَّتِ

خاطَبها ثم غايَبَ. وفي التنزيل العزيز: ما وَدَّعَك ربُّك وما قَلَى؛

قال الفراء: نزلت في احتباس الوحي عن سيدنا رسول الله،صلى الله عليه وسلم

خمس عشرة ليلة، فقال المشركون: قد وَدَّعَ محمداً ربُّه وقَلاه التابعُ

الذي يكون معه، فأَنزل الله تعالى: ما وَدَّعك ربك وما قَلَى؛ يريد وما

قَلاك، فأُلقيت الكاف كما تقول قد أَعْطَيْتُك وأَحْسَنْتُ، معناه أَحسنت

إِليك، فيُكْتَفَى بالكاف الأُولى من إِعادة الأُخرى. الزجاج: معناه لم

يَقطع الوحي عنك ولا أَبْغَضَك. وفي حديث أَبي الدرداء: وجَدْتُ الناسَ

اخْبُرْ تَقْلِهْ؛ القِلَى: البُغْضُ، يقول: جَرِّب الناس فإِنك إِذا

جرّبتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر لك من بَواطِن سرائرهم، لفظه لفظ الأَمر

ومعناه الخبر أَي من جرَّبهم وخبرهم أَبغضهم وتركهم، والهاء في تقله للسكت،

ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولاً فيهم هذا القول، وقد تكرر ذكر القِلى

في الحديث.

وقَلَى الشيء قَلْياً: أَنْضَجَه على المِقْلاة. يقال: قَلَيْت اللحم

على المِقْلَى أَقْلِيه قَلْياً إِذا شويته حتى تُنْضِجه، وكذلك الحبّ

يُقْلَى على المِقلى. ابن السكيت: يقال قَلَوْت البُرَّ والبُسْر، وبعضهم

يقول قَلَيْت، ولا يكون في البُغْض إِلا قَلَيْت. الكسائي: قَلَيْت الحَبّ

على المِقْلَى وقَلَوْته. الجوهري: قَلَيْت السويق واللحم فهو مَقْلِيٌّ،

وقَلَوْت فهو مَقْلُوّ، لغة.

والمِقْلاة والمِقْلَى: الذي يُقْلَى عليه، وهما مِقْلَيانِ، والجمع

المَقالي. ويقال للرجل إِذا أَقْلقَه أَمر مُهمّ فبات ليله ساهراً: باتَ

يَتَقَلَّى أَي يتقَلَّب على فراشه كأَنه على المِقْلى. والقَلِيَّةُ من

الطعام، والجمع قَلايا، والقَلِيَّة: مرَقة تتخذ من لحوم الجَزُور

وأَكْبادِها. والقَلاَّء:

الذي حرفته ذلك. والقَلاء: الذي يَقْلي البُرّ للبيع. والقَلاَّءة،

ممدودة: الموضع الذي تتخذ فيه المَقالي، وفي التهذيب: الذي تتخذ فيه مَقالي

البر، ونظيره الحَرَّاضةُ للمَوضِع الذي يطبخ فيه الحُرُضُ.

وقَلَيْت الرَّجل: ضربت رأْسه.

والقِلْيُ والقِلَى: حب يشبب به العصفر. وقال أَبو حنيفة: القِلْي يتخذ

من الحَمض وأَجوده ما اتخذ من الحُرُض، ويتخذ من أَطراف الرِّمث وذلك

إِذا اسْتَحْكَم في آخر الصيف واصفرَّ وأَوْرَس. الليث: يقال لهذا الذي

يُغسل به الثياب قِلْيٌ، وهو رَماد الغَضَى والرِّمْث يُحرق رَطباً ويرش

بالماء فينعقد قِلْياً. الجوهري: والقِلْيُ الذي يتخذ من الأُشْنان، ويقال

فيه القِلَى أَيضاً، ابن سيده: القُلة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل

للحبل كِفَّة فيها عيدان، فإِذا وَطِئ الظبي عليها عَضَّت على أَطراف

أَكارِعِه. والمِقْلَى: كالقُلةِ. والقُلةُ والمِقْلَى والمِقْلاء، على

مِفْعالٍ، كلهُ: عودانِ يَلعب بهما الصبيان، فالمِقْلَى العود الــكبير الذي

يضرب به، والقُلةُ الخَشبة الصغيرة التي تنصب وهي قدر ذراع . قال

الأَزهري: والقالي الذي يَلعب فيَضْرب القُلةَ بالمِقْلَى. قال ابن بري: شاهد

المِقْلاء قول امرئ القيس:

فأَصْدَرَها تَعْلُو النِّجادَ، عَشِيَّةً،

أَقبُّ، كمِقْلاءِ الوَليدِ، خَمِيصُ

والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ وقِلُونَ على ما يَكثر في أَوَّل هذا النحو من

التغيير؛ وأَنشد الفراء:

مِثْل المقالي ضُرِبَتْ قِلِينُها

قال أَبو منصور: جعل النون كالأَصلية فرفعها، وذلك على التوهم، ووجه

الكلام فتح النون لأَنها نون الجمع. وتقول: قَلَوْت القُلة أَقْلُو قَلْواً،

وقَلَيْتُ أَقْلي قَلْياً لغة، وأَصلها قُلَوٌ، والهاء عوض، وكان الفراء

يقول: إِنما ضم أَوّلها ليدل على الواو، والجمع قُلاتٌ وقُلُونَ

وقِلُون، بكسر القاف. وقَلا بها قَلْواً وقَلاها: رَمى؛ قال ابن مقبل:

كأَنَّ نَزْوُ فِراخِ الهامِ، بَيْنَهُمُ،

نَزْوُ القُلاتِ زَهاها قالُ قالِينا

أَراد قَلْوُ قالِينا فقلب فتغير البناء للقَلْب، كما قالوا له جاهٌ عند

السلطان، وهو من الوجه، فقلبوا فَعْلاً إِلى فَلْع لأَن القلب مما قد

يغير البناء، فافهم.

وقال الأصمعي: القالُ هو المِقْلاء، والقالُون الذين يلعبون بها، يقال

منه قَلَوْت أَقْلُو. وقَلَوْتُ بالقُلة والكُرة: ضربت.

ابن الأَعرابي: القُلَّى القصيرة من الجواري. قال الأَزهري: هذا فُعْلَى

من الأَقَلّ والقِلَّةِ.

وقَلا الإِبل قَلْواً: ساقَها سَوْقاً شديداً. وقَلا العَيْرُ آتُنَهُ

يَقْلُوها قَلْواً: شَلَّها وطَرَدَها وساقَها. التهذيب: يقال قَلا

العَيرُ عانته يَقْلُوها وكَسَأَها وشَحَنَها وشَذَّرَها إِذا طَرَدَها؛ قال ذو

الرمة:

يَقْلُو نَحائِصَ أَشْباهاً مُحَمْلَجَةً،

وُرْقَ السَّرابِيلِ، في أَلْوانِها خَطَبُ

والقِلْوُ: الحمار الخفيف، وقيل: هو الجحش الفَتيُّ، زاد الأَزهري: الذي

قد أَركَب وحَمَل، والأُنثى قِلْوة، وكل شديد السوق قِلْوٌ، وقيل:

القِلو الخفيف من كل شيء، والقِلوة الدابة تتقدَّم بصاحبها، وقد قَلَتْ به

واقْلَوْلَتْ.

الليث: يقال الدابة تَقْلُو بصاحبها قَلْواً، وهو تَقَدِّيها به في

السير في سرعة. يقال: جاء يَقْلو به حماره. وقَلَت الناقة براكبها قَلْواً

إِذا تقدمت به. واقْلَوْلَى القوم: رحلوا، وكذلك الرجل؛ كلاهما عن

اللحياني. واقْلَولَى في الجبل: صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ. وكلُّ ما عَلَوت ظهره

فقد اقْلَوْلَيْتَه، وهذا نادر لأَنَّا لا نعرف افْعَوْعَل متعدِّية إِلا

اعْرَوْرَى واحْلَوْلى. واقْلَوْلَى الطائر: وقع على أَعلى الشجرة؛ هذه

عن اللحياني. والقَلَوْلَى: الطائر إِذا ارتفع في طيرانه. واقْلولَى أَي

ارتفع. قال ابن بري: أَنكر المهلبي وغيره قَلَوْلَى، قال: ولا يقال إِلا

مُقْلَوْلٍ في الطائر مثل مُحْلَوْلٍ. وقال أَبو الطيب: أَخطأَ من ردَّ

على الفراء قَلَوْلَى؛ وأَنشد لحميد بن ثور يصف قطاً:

وَقَعْنَ بِجَوْف الماء، ثم تَصَوَّبَتْ

بِهِنَّ قَلَوْلاةُ الغُدُوِّ ضَرُوبُ

ابن سيده: قال أَبو عبيدة قَلَوْلَى الطائر جعله علماً أَو كالعلم

فأَخطأَ. والمُقْلَوْلِي: المُسْتَوْفِز المُتَجافي. والمُقْلَولي:

المُنْكَمِش؛ قال:

قد عَجِبَتْ مِنِّي ومِن بُعَيْلِيا،

لَمَّا رأَتْني خَلَقاً مُقْلوْلِيا

وأَنشد ابن بري هنا لذي الرمة:

واقْلَولَى على عُودِه الجَحْلُ

وفي الحديث: لو رأَيت ابن عُمر ساجداً لرأَيته مُقْلَوْلِياً؛ هو

المُتَجافي المُسْتَوْفِزُ، وقيل: هو مَن يَتَقَلَّى على فراشه أَي يَتَمَلمَل

ولا يَسْتَقِرّ، قال أَبو عبيد: وبعض المحدثين كان يفسر مُقْلَوْلِياً

كأَنه على مِقْلًى، قال: وليس هذا بشيء إِنما هو من التجافي في السجود.

ويقال: اقْلَولى الرجل في أَمره إِذا انكمش، واقْلَوْلَتِ الحُمر في سرعتها؛

وأَنشد الأَحمر للفرزدق:

تقُولُ، إِذا اقْلَوْلَى عليها وأَقْرَدَتْ:

أَلا هَل أَخُو عَيْشٍ لَذيذٍ بدائمِ؟

قال ابن الأَعرابي: هذا كان يزني بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها،

وأَقْرَدَتْ: ذَلَّت؛ قال ابن بري: أَدخل الباء في خبر المبتدإِ حملاً على

معنى النفي كأَنه قال ما أَخو عيش لذيذ بدائم؛ قال: ومثله قول الآخر:

فاذْهَبْ، فأَيُّ فَتًى، في الناس، أَحْرَزَه

مِنْ يَوْمِه ظُلَمٌ دُعْجٌ ولا خَبَلُ؟

وعلى ذلك قوله سبحانه وتعالى: أَوَلم يروا أَن الله الذي خلق السموات

والأَرض بقادر؛ ومن هذا قول الفرزدق أَيضاً:

أَنا الضَّامِنُ الحانِي عَليهِم، وإِنَّما

يُدافِعُ عن أَحْسابِهِم أَنا، أَو مِثْلِي

والمعنى ما يُدافِع عن أَحسابهم إِلا أَنا؛ وقوله:

سَمِعْنَ غِناءً بعدما نِمْنَ نَوْمةً،

من الليلِ، فاقْلَوْلَيْنَ فوق المَضاجع

(* قوله« غناء» كذا بالأصل والمحكم، والذي في الاساس غنائي، بياء

المتكلم.)

يجوز أَن يكون معناه خَفَقْنَ لصوته وقَلِقْنَ فزال عنهن نومهن

واستثقالهن على الأَرض، وبهذا يعلم أَن لام اقْلَوْ لَيْت واو لا ياء؛ وقال أَبو

عمرو في قول الطرماح:

حَواتم يَتَّخِذْنَ الغِبَّ رِفْهاً،

إِذا اقْلَوْلَيْنَ بالقَرَبِ البَطينِ

اقْلَوْلَيْنَ أَي ذَهبن.

ابن الأَعرابي: القُلى رُؤوس الجِبال، والقُلى هامات الرجال، والقُلى

جمع القُلةِ التي يلعب بها. وقلا الشيءَ في المِقْلى قَلْواً، وهذه الكلمة

يائية وواوية.

وقَلَوْت الرجل: شَنِئْتُه لغة في قَلَيْتُه . والقِلُْو: الذي يستعمله

الصباغ في العفصر، وهو يائي أَيضاً لأَن القِلْيَ فيه لغة . ابن

الأَثير في حديث عمر ، رضي الله عنه: لما صالح نصارى أَهل الشأْم كتبوا له

كتاباً إنا لا نُحدِث في مدينتنا كنيسة ولا قَلِيّة ولا نَخْرج سَعانِينَ

ولا باعُوثاً ؛ القَلِيَّةُ: كالصومعة ، قال: كذا وردت ، واسمها عند

النصارى القَلاَّيةُ ، وهي تَعْريب كَلاذةَ ، وهي من بيوت عباداتهم .

وقالي قَلا: موضع ؛ قال سيبويه: هو بمنزلة خمسة عشر ؛ قال :

سَيُصْبِحُ فَوْقي أَقْتَمُ الرِّيشِ واقِعاً

بِقالي قَلا ، أَو من وَراء دَبيلِ

ومن العرب من يضيف فينوِّن . الجوهري: قالي قَلا اسمان جعلا واحداً ؛

قال ابن السراج: بني كل واحد منهما على الوقف لأَنهم كرهوا الفتحة؛ في

الياء والأَلف .

[قلا] في صلح عمر مع النصارى: لا تحدث في مدينتنا كنيسة ولا «قلية» ولا تخرج سعانين ولا باعوثًا، القلية كالصومعة واسمها عند النصارى القلاية - معرب كلاذة، وهو من بيوت عباداتهم. وفيه: لو رأيت ابن عمر ساجدًا لرأيته «مقلوليًّا»، هو المتجافي المستوفز، وفلان يتلقى على فراشه أي يتململ ولا يستقر، وفسر بأنه كأنه على مقلى، وليس بشيء. وفيه: اخبر «تقله»، القلى: البغص، قلاه قلى وقلاء: أبغضه؛ الجوهري: إذا فتحت مددت، ومقلاة لغة طيئ، يقول جرب الناس فإنك إذا جربتهم قليتهم وتركتهم لما يظهر عليك من بواطن سرائرهم، ولفظه أمر ومعناه خبر أي من جربهم أبغضهم وتركهم، وهاء «تقله» للسكت، أي وجدتهم مقولًا فيهم ذلك.

الدُّستُور

الدُّستُور: القاعدة يعمل بمقتضاها- الإجازة- الوزير الــكبير- الدفتر تكتب فيه أسماء الجند ومرتَّباتهم- وقيل: الذي تُجمع فيه قواعد المَلِك وقوانينه.

الْفَتْوَى

(الْفَتْوَى) الْجَواب عَمَّا يشكل من الْمسَائِل الشَّرْعِيَّة أَو القانونية (ج) فتاو وفتاوى وَدَار الْفَتْوَى مَكَان الْمُفْتِي 
الْفَتْوَى: فِي السخاء وَالْكَرم. وَعند أَرْبَاب الْحَقَائِق أَن تُؤثر الْحق على نَفسك بالدنيا وَالْآخِرَة. ثمَّ اعْلَم أَن فتيا على وزن دنيا اسْم مَأْخُوذ من فتا بِالْفَتْح مصدر فَتى على وزن علم كَمَا أَن تقيا اسْم مَأْخُوذ من تقى وَالْفَتْوَى بِالْفَتْح لُغَة فِي فتيا كَمَا أَن تقوى لُغَة فِي تقيا وأصل فَتْوَى فتيا الْيَاء مَقْلُوبَة عَن الْوَاو للخفة. وَقَالَ بَعضهم إِن أفتى فرع فَتْوَى وفتوى فرع فتيا وفتيا فرع فتا مصدرا فافتا فرع الْمصدر بوسائط وَهَذَا الْفِعْل فِي الْمَزِيد من الْأَفْعَال المتصرفة يُقَال أفتى يُفْتِي إِفْتَاء واستفتى يستفتي استفتاء وَفِي الْمغرب أَن فَتْوَى مَأْخُوذ من فَتى وَمعنى فتيا حَادِثَة مُبْهمَة والافتاء تَبْيِين ذَلِك الْمُبْهم والاستفتاء السُّؤَال من الافتاء واشتقاقه اشتقاق صَغِير وَرُبمَا يمال فَتْوَى كَمَا يمال تقوى وَدَعوى وَيجْعَل حَرَكَة الْفَاء تَابِعَة لحركة الْوَاو فِي الْفَتْوَى لَا فِي التَّقْوَى وَالدَّعْوَى وَيكْتب الْألف فِي كلهَا على صُورَة الْيَاء لِأَن الْحَرْف الرَّابِع مَقْصُور إِلَّا وَقت الْإِضَافَة إِلَى الْمُضمر فَيُقَال فتواه ودعواه وتقواه بِخِلَاف فَتْوَى الْعلمَاء وَدَعوى الخصماء وتقوى الأتقياء وَجمع الْفَتْوَى فَتَاوَى بِفَتْح الْوَاو والمفتي من يبين الْحَوَادِث المبهمة. وَفِي الشَّرْع هُوَ الْمُجيب فِي الْأُمُور الشَّرْعِيَّة. والنوازل الفرعية. أُولَئِكَ هم خير الْبَريَّة. وَقَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي الشريفية شرح السِّرَاجِيَّة فِي بَاب مقاسمة الْجد وَمن رسم الْمُفْتِي أَنه إِذا كَانَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى فِي جَانب وصاحباه فِي جَانب كَانَ هُوَ مُخَيّرا فِي أَي الْقَوْلَيْنِ شَاءَ انْتهى.
ثمَّ اعْلَم أَن هَا هُنَا إشارات ولطائف: الأولى: إِن أفتا بِاعْتِبَار الثلاثي الْمُجَرّد من الْأَفْعَال الْغَيْر المتصرفة وَبِاعْتِبَار الْمَزِيد فِيهِ من الْأَفْعَال المتصرفة فَيَنْبَغِي للمفتي أَن لَا يتَصَرَّف فِي الْأُصُول والنصوص بِوَجْه من الْوُجُوه بل لَهُ جَوَاز التَّصَرُّف وَالِاخْتِيَار فِي الفرعيات والمستنبطات والمجتهدات. الثَّانِيَة: إِن أفتا مُتَعَدٍّ فَيَنْبَغِي أَن يكون علمه مُتَعَدِّيا إِلَى الْغَيْر. وَالثَّالِثَة: إِن أفتا من بَاب الْأَفْعَال وَهُوَ أول أَبْوَاب الْمَزِيد فَمن وصل إِلَى دَرَجَة الْإِفْتَاء لَهُ رَجَاء فتح أَبْوَاب الْمَزِيد. وَالرَّابِعَة: إِن الْمُفْتِي يَنْبَغِي أَن يكون ذَا فتوة فَإِن بَين الافتا والفتوة أخوة فَلَا يطْمع من المستفتي شَيْئا وَلَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الملال من كَثْرَة السُّؤَال. وَالْخَامِسَة: إِن أول أفتا وَآخره. ألف يُشِير أَن الْمُفْتِي يَنْبَغِي أَن يكون فِي الِابْتِدَاء والانتهاء متصفا بِوَصْف الاسْتقَامَة والصدق وَالْقِيَام بِأُمُور الدّين وَالْألف الْقطعِي الَّذِي فِي أَوله يُشِير أَن أول مَا وَجب على الْمُفْتِي هُوَ قطع الطمع. وَالسَّادِسَة: إِن عدد حُرُوف افتا وَهُوَ بِحِسَاب الْجمل أَربع مائَة وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ يُشِير أَن عدد كتب الْمُفْتِي فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع لَا يَنْفِي أَن يكون نَاقِصا عَنهُ. وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ بعد تفحص كتب ظَاهر الرِّوَايَة أَن عدد كتب الافتاء يصل إِلَى ذَلِك الْعدَد وَتلك الْكتب خَمْسَة صنفها الإِمَام مُحَمَّد رَحمَه الله تَعَالَى وأساميها فِي هَذَا الْبَيْت.
(مَبْسُوط وجامعين وزيادات باسير ... در ظَاهر الرِّوَايَة ايْنَ بنج رانكر)
وَالْمرَاد بالجامعين: الْجَامِع الصَّغِير وَالْجَامِع الْــكَبِير. وَالسَّابِعَة: إِن حُرُوف افتا خَمْسَة تُشِير أَن للمفتي أَن يُلَاحظ أَحْكَام الْكتب الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة ويحفظ الْأَركان الْخَمْسَة الإسلامية. وَإِنَّمَا قُلْنَا إِن بَاب الْأَفْعَال أول أَبْوَاب الْمَزِيد لِأَن الْمَزِيد نَوْعَانِ مَا فِيهِ همزَة الْوَصْل وَمَا لَيست فِيهِ وَالْأَصْل هُوَ الثَّانِي لِأَنَّهُ لَا يسْقط فِيهِ حرف زَائِد من ماضيه لَا فِي الِابْتِدَاء وَلَا فِي الدرج. ثمَّ الأَصْل فِي ذَلِك الأَصْل بَاب الْأَفْعَال لِأَن الزَّائِد فِي أَوله حرف من مبدأ المخارج وَهِي الْهمزَة.
ثمَّ اعلموا أَيهَا الناظرون أَن هَا هُنَا فَوَائِد غَرِيبَة نافعة بالعبارة الفارسية فِي كتاب مُخْتَار الِاخْتِيَار كتبتها فِي هَذَا الْمقَام. لينْتَفع بهَا الْخَواص والعوام.
الْفَتْوَى: اعْلَم أَن الافتاء فرض كِفَايَة. أما فرض الْكِفَايَة قد يصبح فرض عين فِي وَقت يصبح من المتوجب والمتعين اعطاء على من كَانَ الافتاء عَلَيْهِ فرض كِفَايَة. وَفِي (الْكَشَّاف) أَن لُقْمَان الْحَكِيم كَانَ يُفْتِي قبل بعثة دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام، فَلَمَّا بعث دَاوُد ترك لُقْمَان الافتاء.
وَفِي الْكِفَايَة قَالَ إِن الْإِفْتَاء فرض كِفَايَة مثل الْقَضَاء، وَأدنى دَرَجَات فرض الْكِفَايَة هُوَ (الندبة) ، إِذا فالمندوب فِي أَمر الافتاء هُوَ من كَانَ أَهلا لذَلِك، لِأَن فِيهِ خطر عَظِيم لأجل ذَلِك هُوَ بَحر لَا يصل إِلَى شواطئه كل سابح. حَتَّى إِذا كَانَ هُوَ بِذَاتِهِ يُوصل النَّاس إِلَى بر السَّلامَة (ظهر الْمُفْتِي جسر جَهَنَّم) وَهِي إِشَارَة إِلَى أَن أَحْيَانًا هبوب رِيحه يكون شَدِيدا: {مِنْهُ آيَات محكمات هن أم الْكتاب وَأخر متشابهات وَمَا يعلم تَأْوِيله إِلَّا الله} فتعصف الرّيح وتتلاطم أمواج الِاشْتِبَاه والأشكال وتتراكم وَلَا ترسو وَلَا تَسْتَقِر عِنْدهَا سفية الراسخين على شاطئ التَّوْفِيق الإلهي وَلَا تتحرك فلك الْمُجْتَهدين من دون انسياب نسيم الْفَيْض اللامتناهي. أما شَرط الافتاء فَهُوَ الْإِسْلَام وَالْعقل. وَالْبَعْض قَالَ. إِن شَرط الْإِفْتَاء هُوَ نَفسه شَرط الْقَضَاء أَي الْإِسْلَام وَالْعقل وَالْبُلُوغ وَالْعَدَالَة. وَهَذَا مَا يكون من أهل الِاجْتِهَاد. وَأما الصَّحِيح فَهُوَ أَن هَذَا شَرط الْكَمَال، وَأول الشَّرْط الصِّحَّة، وأهلية الِاجْتِهَاد شَرط الأولية، وَفِي صَحِيح الْمذَاهب فِي (الْفُصُول) جَاءَ إِجْمَاع الْعلمَاء، أَن من الْوَاجِب أَن يكون الْمُفْتِي من أهل الِاجْتِهَاد من أجل أَنه هُوَ الَّذِي يبين أَحْكَام الشَّرْع هَذَا يكون مُمكنا عِنْدَمَا يكون عَالما بالدلائل الشَّرْعِيَّة.
قَالَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله تَعَالَى، لَا يحل لأحد أَن يُفْتِي بقولنَا حَتَّى يعلم من أَيْن قُلْنَاهُ. وَفِي (الغياث) جَاءَ أَن معنى هَذَا الْكَلَام هُوَ أَن لَا يُقَاس على الْمَسْأَلَة من عِنْده مَا دَامَ هُوَ لَا يعلم من أَي وَجه أعْطى الإِمَام جَوَابه على الْمَسْأَلَة الأولى. وَجَاء فِي (الْمُلْتَقط) وَغَيره، وَلِأَن جَوَابه غَالب على خطائه، فَمن الْجَائِز لنا الْأَخْذ إِذا مَا أعْطى هُوَ الْفَتْوَى حَتَّى وَلَو لم يكن الْآخِذ من أهل الإجتهاد، وَلَكِن لَا يحل لَهُ أَن يُفْتِي إِلَّا عَن طَرِيق الرِّوَايَة عَن قَول الْفُقَهَاء.
قَالَ فِي (المفاتيح) وَيَنْبَغِي أَن يكون الْمُفْتِي عَاقِلا بَالغا عَالما باللغة والنحو وَالْأَحَادِيث الْمُتَعَلّقَة بِالْأَحْكَامِ والناسخ والمنسوخ وَالصَّحِيح والسقيم وَأَن يكون فَقِيه النَّفس عَالما بالتواريخ وسير الصَّحَابَة ومذاهب الْأَئِمَّة وأصول الْفِقْه. وَجَاء فِي شرح (الْقَدُورِيّ) أَن الإِمَام أَبُو يُوسُف رَحمَه الله فِي هَذَا الْمَعْنى قد أَخذ الْأَمر بِشدَّة وَقَالَ، لَا يصل أحد إِلَى إِعْطَاء الْفَتْوَى إِذا لم يكن من أهل الْعقل والرأي وَإِذا لَا يعرف أَحْكَام الْكتاب وَالسّنة والناسخ والمنسوخ وأقوال الصَّحَابَة وسيرهم ووجوه الْكَلَام، وَيظْهر من هَذِه الْأَقْوَال جَوَاز الْإِفْتَاء مَعَ الِاجْتِهَاد والتقليد مَعَ أَوْلَوِيَّة الأول.
أما الْآدَاب والمستحبات فِي ذَلِك هِيَ أَنه إِذا لم يكن الْمُفْتِي من أهل الِاجْتِهَاد فليجب على الْفُرُوع فَذَلِك أسلم وأحوط، وَكَذَلِكَ أَن لَا يتجرأ على الافتاء استنادا إِلَى علمه وَيَقُول لقد أجازني علمي، لَكِن عَلَيْهِ أَن يلازم الْمُفْتِينَ وَيَأْخُذ الْإِجَازَة عَلَيْهِم حَتَّى يصبح على بَصِيرَة من أمره، قَالُوا وَإِن حفظ جَمِيع كتب أَصْحَابنَا فَلَا بُد أَن يتلمذ للْفَتْوَى حَتَّى يهتدى إِلَيْهِ. وَكَذَلِكَ لَا تقدم على الْجَواب قبل الْقِرَاءَة والمطالعة الجديدة والتأمل الطَّوِيل واجتنب الْمُبَادرَة والتعجيل فِي إِعْطَاء الْجَواب، حَتَّى إِذا وَقع الْخَطَأ عذرت وَمَسْأَلَة التَّحَرِّي فِي هَذَا الْمقَام هِيَ الدَّلِيل التَّام، ويروى عَن الإِمَام الْأَعْظَم رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه لم يجب على كثير من الْمسَائِل الَّتِي سُئِلَ عَنْهَا. وَلَا يجب الِالْتِفَات إِلَى إلحاح المستفتي، ويروى عَن أَبُو نصر رَحْمَة الله عَلَيْهِ أَنه كَانَ يَقُول للَّذي يستفتيه ويلح عَلَيْهِ بِالْجَوَابِ وَيَقُول لَهُ أرد جَوَاب فقد أتيت من طَرِيق بعيد:
(فَلَا نَحن ناديناك من حَيْثُ جئتنا ... وَلَا نَحن عمينا عَنْك الذهبا)
وَكَذَلِكَ أَن تصبح ملولا من كَثْرَة السُّؤَال وَالْجَوَاب وَأَن لَا تُعْطِي جَوَابا وَأَنت مشتت الذِّهْن، فَإِذا أجبْت فَلَا تَدعِي الْجَواب لنَفسك وَتقول أَنا أَقُول إِن الحكم كَذَا وَأَنا أُفْتِي بِكَذَا وَغير ذَلِك بل قل بالرواية عَن الْعلمَاء هَكَذَا وَفِي الْكتاب الْفُلَانِيّ هَكَذَا.
وَكَذَلِكَ إِذا سُئِلَ عَن الْعِبَادَات صِحَّتهَا وفسادها وَوجه فَسَادهَا وصحتها، فاختر وَجه الْفساد، وَإِذا كَانَ السُّؤَال فِي الْمُعَامَلَات فاختر وَجه الصِّحَّة، وَكَذَلِكَ جَاءَ فِي (الْمُحِيط) وَفِي (الذَّخِيرَة) أَنه فِي هَذَا النَّوْع من الْمسَائِل فِي المعتقدات عَلَيْهِ أَن يخْتَار الْإِيمَان وَمهما أمكن أَلا يحكم بالْكفْر. وَأَيْضًا أَن لَا يَأْخُذ أجرا على الْإِفْتَاء نَفسه لِأَنَّهُ (طَاعَة) وَهَذِه الْمَسْأَلَة قد فصلناها فِي بَاب (الْأجر) ، وعَلى كل حَال فَإِن عدم أَخذ الْأجر فِي الْعِبَادَات أولى وَأَحْرَى لقَوْله تَعَالَى: {قل لَا أَسأَلكُم عَلَيْهِ أجرا} ، وَأَيْضًا إِذا سَأَلَهُ أحدهم عَن جَوَاب مَسْأَلَة فَلْيقل إِنَّه على قَول الإِمَام الْأَعْظَم جوابها هَكَذَا.
وَفِي بَاب السيوم من كتاب النِّكَاح لشيخ الْإِسْلَام خُوَاهَر زَاده جَاءَ إِذا زوجت امْرَأَة بكر بَالِغَة شافعية الْمَذْهَب من رجل شَافِعِيّ أَو حَنَفِيّ ووالدها كَانَ غَائِبا، فَإِن هَذَا النِّكَاح يكون صَحِيحا، على الرغم من أَنه عِنْد الشَّافِعِي غير صَحِيح، لِأَن عِنْده يجب أَن يكون الزَّوْج وَالزَّوْجَة على الْمَذْهَب الشَّافِعِي، وعَلى الرغم من اعتقادنا أَن الشَّافِعِي فِي هَذِه الْمَسْأَلَة كَانَ على خطأ، إِلَّا أَن الْوَاجِب علينا أَن نعطي الْجَواب بغض النّظر عَمَّا هُوَ اعتقادنا فِي الْمَسْأَلَة. وَإِذا كَانَ السُّؤَال مَا هُوَ جَوَاب الشَّافِعِي على هَذِه الْمَسْأَلَة، فَالْوَاجِب أَن نقُول إِنَّهَا صَحِيحَة وَعند أبي حنيفَة كَذَا رَحمَه الله تَعَالَى، وَالله أعلم. وَإِذا كَانَ السُّؤَال عَن مسَائِل مؤيده (مصدقه) فَإِن على الْمُفْتِي فِيهَا (ديانَة لَا قَضَاء) مَا هُوَ حكم الدّيانَة فِي هَذِه الْمَسْأَلَة. فَإِذا كَانَ الْجَواب مَكْتُوبًا فَيكْتب (لَيْسَ مُصدقا، بل قَضَاء) وَإِذا كَانَ الْجَواب شفويا فَيَقُول (مُصدق، وديانة لَيْسَ سليما) .
أَن لَا يُبَادر إِلَى الْجَواب فِي حُضُور شخص أعلم مِنْهُ، لَا تقريرا وَلَا تحريرا وَإِذا ورد عَلَيْهِ جَوَاب مفت آخر على مَسْأَلَة مَا وَيظْهر ان ذَلِك الْمُفْتِي قد أَخطَأ فَإِن ذَلِك الْمُفْتِي مَعْذُور فِي ترك الْجَواب ورد الْفَتْوَى إِذا مَا كَانَ مُجْتَهدا. أما إِذا كَانَ مَنْصُوص عَلَيْهِ فَهُوَ لَيْسَ مَعْذُورًا فِي الرَّد بل يحْتَفظ بِهِ أَو أَن يمزقه حَتَّى لَا يعْمل بِهِ.
وَقد أورد (كَمَال البياعي) أَنه فِي الْفَتَاوَى لَيْسَ مَعْذُورًا مُطلقًا فِي ردهَا إِذا علم بخطئه وَأدْركَ أَنه سيعمل بهَا.
وَإِذا وَردت عَلَيْهِ رقْعَة فِيهَا استفتاء لم يسْتَوْف الْقُيُود الأساسية لَهُ فَلَيْسَ لَهُ أَن لَا يُجيب عَلَيْهِ بل يُعِيدهُ للمستفتي حَتَّى يكمله، وَإِذا قَيده مَعَ التمَاس المستفتي فَإِنَّهُ غير سليم. وَعَلِيهِ أَن يُرَاعِي فِي الْقُيُود شُرُوط الإيجاز ويبتعد عَن الْأَطْنَاب وَكَذَلِكَ الحشو والتطويل، مِثَال الإيجاز: قَالَ زيد لِزَيْنَب كَذَا، وَمِثَال الْأَطْنَاب زيد الْحر والمكلف قَالَ لِزَيْنَب الْحرَّة والمكلفة كَذَا وَكَذَا. وَمِثَال الحشو زيد رجل ابْن عمر قَالَ لِزَيْنَب الْمَرْأَة وَابْنَة خَالِد كَذَا. وَمِثَال التَّطْوِيل زيد الْــكَبِير فِي دَار الْإِسْلَام قَالَ على زَيْنَب الْــكَبِيرَــة فِي دَار الْإِسْلَام كلَاما نابيا وسبها. وَلَا يجب على الْكَلَام النابي حد الْقَذْف الَّذِي هُوَ عبارَة عَن ثَمَانِينَ جلدَة.
وَيجب أَن يحْتَرز من أَن يضر الْقَيْد بالمستفتي، وَأَن لَا يُعْطِيهِ الرقعة من دون اسْتِحْقَاق الْإِجَابَة أَو أَن يكون مشعرا بالحيلة والالتباس. وَإِذا كَانَت الْمَسْأَلَة من الخلافات الَّتِي لَهَا أَكثر من قَول فيعطي الْفَتْوَى على إِحْدَى الْأَقْوَال والطريقة فِي ذَلِك أَن يعلم أَنه فِي هَذِه الْحَادِثَة لَا تُوجد رِوَايَة أُخْرَى تنقض الْفَتْوَى، حَتَّى لَا يطعن بِهِ ويتهم لَدَى الْعَامَّة. وَأَن يجْتَنب مُطلقًا تَعْلِيم الْحِيَل والتلبيس حَتَّى لَا يسْتَحق الْحجر وَالْمَنْع، وَقَالَ الإِمَام الْأَعْظَم رَحمَه الله أَن الْحجر لَا يجوز إِلَّا على ثَلَاثَة وعد الْمُفْتِي الماجن من ضمنهم. وَجَاء فِي (الذَّخِيرَة) وَقد أَمر أَن تستر عَورَة الْمُرْتَد عَن الْإِسْلَام لِأَن زَوجته قد حرمت عَلَيْهِ لِأَنَّهُ أصبح كَافِرًا، نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا.
وَجَاء فِي (جَوَاهِر الْفَتَاوَى) وكل مفتي حَنَفِيّ يَأْمر مُطلقَة بِالثَّلَاثَةِ أَن تنقل مذهبها إِلَى الْمَذْهَب الشَّافِعِي وتقر أَن نِكَاحهَا كَانَ بَاطِلا بِسَبَب كَونهَا من دون ولي من الْوَاجِب على سُلْطَان الزَّمَان أَن يزجره ويمنعه. وَقد قَالَ صَاحب (الْجَوَاهِر) لقد أستفتي أَئِمَّة بخارا عَن هَذِه الْمَسْأَلَة فَكَانَت إجاباتهم على هَذَا النَّحْو. أجَاب الإِمَام ظهير الدّين المرغيناني بعد قَول المستفتي كَانَ من الْوَاجِب على سُلْطَان الزَّمَان زَجره وَمنع هَذَا الْمُفْتِي وتعزيزه وَالله أعلم، وَعَن أَئِمَّة السّلف، سُئِلَ عَن مثل هَذِه الْمَسْأَلَة فَأجَاب، أعتقد هَذَا رجل خرج من دنيا الْإِيمَان وَالله العاصم. وَالْقَاضِي الإِمَام فَخر الدّين حُسَيْن بن مَنْصُور الأوزجندي أجَاب بِمثل ذَلِك وَالله أعلم. أما الإِمَام قوام الدّين الصفار فَأجَاب لَا يجب أَن يفعل وَإِن فعل فَذَلِك لَيْسَ حَلَالا. وعَلى سُلْطَان الْوَقْت أَن يزجره وَأَن يحْجر على هَذَا الْمُفْتِي وَألا يفعل مثل ذَلِك. وَلَيْسَ سليما من الْمُفْتِي أَن يقبل الْهَدِيَّة وَلَكِن إِذا قبل الْهَدِيَّة بعد الاستفتاء وَالْجَوَاب عَلَيْهِ هُوَ أقرب للْحلّ وَأبْعد عَن الرِّشْوَة.
يَقُول شيخ الْإِسْلَام خُوَاهَر زَاده إِذا جَاءَ المستفتي بهدية إِلَى الْمُفْتِي بعد الاستفتاء وَالْجَوَاب عَلَيْهِ فَلَا عيب فِي قبُولهَا.
وَيجب عَلَيْهِ أَن يحْتَاط كثيرا فِي أُمُور الْفرج بِقدر الِاسْتِطَاعَة كَمَا جَاءَ فِي (الْمُحِيط) ، وَأَن يذيل الرِّوَايَة بِلَفْظ (هُوَ الْأَصَح) أَو (هُوَ الأولى) أَو (هُوَ الْأَيْسَر) أَو (افتى بِهِ فلَان) أَو (بِهِ أَخذ فلَان) أَو (عَلَيْهِ فَتْوَى فلَان) أَو (مَا فِي هَذَا الْمَعْنى) وَيجوز للمفتي أَن يُفْتِي اعْتِمَادًا على الرِّوَايَات بِمَا خَالف ذَلِك. أما إِذا كَانَت الرِّوَايَة مذيلة بِلَفْظ (عَلَيْهِ الْفَتْوَى) أَو (هُوَ الصَّحِيح) أَو (هُوَ الْمَأْخُوذ للْفَتْوَى) أَو (بِهِ يُفْتِي) وَمَا شابه ذَلِك، فَلَا يجوز عِنْدهَا للمفتي أَن يُفْتِي بِخِلَاف ذَلِك. وَقد جَاءَ فِي (الْمُضْمرَات) بعض عَلَامَات الْفَتْوَى هِيَ: (عَلَيْهِ الْفَتْوَى) _ بِهِ نَأْخُذ _ بِهِ يعْتَمد _ عَلَيْهِ الِاعْتِمَاد _ عَلَيْهِ عمل النَّاس الْيَوْم _ عَلَيْهِ عمل الِاعْتِمَاد _ هُوَ الصَّحِيح _ هُوَ الظَّاهِر _ هُوَ الْأَظْهر _ هُوَ الْمُخْتَار _ عَلَيْهِ فَتْوَى مَشَايِخنَا _ هُوَ الْأَشْبَه _ هُوَ الْأَوْجه. وَفِي حَاشِيَة (بزدوي) أَن لفظ (الْأَصَح) يَقْتَضِي أَن يكون غير صَحِيحا، أما لفظ (صَحِيح) فَلَا يَقْتَضِي أَن يكون غير صَحِيحا:
(انْظُر أَيهَا الْقلب كم هِيَ شُرُوط الافتاء عِنْد الْمُجْتَهدين ... )
(وَلَكِن فِي عصرنا فَإِن للمفتي حكم العنقاء والكيمياء ... )
وَمن الحرمان والخسران أنني قضيت مُدَّة من عمري الْعَزِيز فِي طلب هَذِه الطَّائِفَة فَلم أجد إِلَّا الْقَلِيل مِنْهُم الَّذين يتحلون بِهَذِهِ الصِّفَات، ولأنني حرمت من تَحْقِيق مقصودي فقد رَأَيْت كثيرا من الَّذين لَا علم لَهُم وَلَا عمل ويتصدون لهَذَا الْأَمر الْجَلِيل عَن جهل وَعدم الدّين فأنشدت قصيدة من ثَلَاثِينَ بَيْتا:
(قيل الْآن كَانَ مفتي كل مَدِينَة ... على اطلَاع على الْعُلُوم الدِّينِيَّة)
(وَكَانُوا من سالكي طَرِيق الله ... وَمن وارثي علم الْمُصْطَفى)
(وَكَانَ علمهمْ دستورا قبل حلمهم ... عُلَمَاء فِي الْعلم وحلمهم عَامر ومعمور) (تنير الدُّنْيَا من نور علمهمْ ويتضوع ... الْعَالم من عطر زهورهم)
(طويتهم نور تحرق الظلمَة وَلَكِن ... علمهمْ بِنَاء وَدينهمْ ثَابت)
(أقلامهم تسطر علم الْغَيْب ... ورسم توقيعهم بَرِيء من الْعَيْب)
(كل وَاحِد مِنْهُم فِي صفائه كَأَنَّهُ صوفي ... وَالثَّانِي أَبُو حنيفَة الْكُوفِي)
(سعيت سنوات عدَّة من أجل اكْتِسَاب ... الْكَمَال جادا وجاهدا)
(فدرست علم النَّحْو وَالصرْف ورأينا ... الْمنطق وَالْحكمَة وَالْبَيَان)
(وَبعد أَن أنفقت السنوات فِي هَذِه الْعُلُوم ... اتجهت إِلَى علم الْأُصُول)
(فَأَصْبَحت مَشْهُورا بَين الْخَاصَّة والعامة ... فِي علم الْأُصُول والْحَدِيث وَالْفِقْه وَالْكَلَام)
(بعد ذَلِك اتجهت لعلم الْفِقْه ... وقضيت السنوات فِي ممارسته)
(وَمُدَّة أُخْرَى سرا وجهرا كنت ... تركض وَرَاء الأساتذة)
(وَلما أَصبَحت فِي الدُّنْيَا صَاحب علم الْعلم ... فَجعلت من الْعلم أفضل من الْعَمَل)
(وَإِذا لم يبْق من الْمَرْء عَلامَة وَاسم ... فَلَا أثر لَهُ فِي هَذِه الدُّنْيَا)
(من هُوَ الْمُفْتِي فِي هَذِه الْأَيَّام ... أشخص جَاهِل بعيد عَن النّسَب وحسبه عاطل)
(لَك كل مَا أردْت من الفضول وَعدم الْمَعْنى ... فَهُوَ لَا يعرف من الْجَهْل الْمَوْجُود من عَدمه)
(يَقُولُونَ إِن الْحق وبال ... وَالدَّم الْحَرَام حَلَال)
وَهَكَذَا حَتَّى الآخر.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.