كنفث: رجل كُنْفُثٌ وكُنافثٌ: قصير.
: (الكُنْفُثُ) بالفاءِ (كــقُنْفُذ وعُلابِط) ، أَهمله الجوهَرِيّ، وَقَالَ ابنُ دُريد: هُوَ (القَصِيرُ) ، نَقله الصّاغَانيّ وصاحِبُ اللِّسَان.
كنفث: رجل كُنْفُثٌ وكُنافثٌ: قصير.
كندث: الكُنْدُث والكُنادِثُ: الصُّلْب.
كنبث: رجل كُنْبُثٌ وكُنابثٌ: تَداخَلَ بعضُه في بعض؛ وقيل: هو
الصُّلْبُ الشديدُ؛ وقد تَكَنْبَثَ.
ابن الأَعرابي: الكِنْباثُ الرمل المُنْهالُ.
كلبث: رجل كَلْبَثٌ وكُلابِثٌ: بخيل مُنْقَبضٌ. قال ابن دُرَيْد: رجل
كُلْبُثٌ وكُلابِثٌ، وهو الصُّلْبُ الشديدُ.
كلبث: رجل كَلْبَثٌ وكُلابِثٌ: بخيل مُنْقَبضٌ. قال ابن دُرَيْد: رجل
كُلْبُثٌ وكُلابِثٌ، وهو الصُّلْبُ الشديدُ.
كنثب: ابن الأَعرابي: الكِنْثابُ الرمل الـمُنْهال.
كلتب: الكَلْتَبانُ: مأْخوذ من الكَلَب؛ وهي القيادةُ. ابن الأَعرابي: الكَلْتَبةُ القِـيادة، واللّه أَعلم.
كرنب: الكُرُنْبُ: بَقْلَة؛ قال ابن سيده: الكُرُنْبُ هذا الذي يقال له السِّلْق، عن أَبي حنيفة. التهذيب: الكَـِرْنِـيبُ والكِرْنابُ: التَّمْر
باللَّبَن. ابن الأَعرابي: الكَرْنِـيبُ الـمَجِـيع، وهو الكُدَيْراءُ،
يقال: كَرنِبُوا لضَيْفِكم، فإِنه لَتْحانُ.
كبب: كَبَّ الشيءَ يَكُبُّه، وكَبْكَبَه: قَلَبه. وكَبَّ الرجلُ إِناءَه
يَكُبُّه كَبّاً، وحكى ابن الأَعرابي أَكَبَّهُ؛ وأَنشد:
يا صاحبَ القَعْوِ الـمُكَبِّ الـمُدْبِرِ، * إِنْ تَمْنَعي قَعْوَكِ أَمْنَعْ مِحْوَرِي
وكَبَّه لوجهه فانْكَبَّ أَي صَرَعَه.
وأَكَبَّ هو على وجْهه. وهذا من النوادر أَن يقال: أَفْعَلْتُ أَنا،
وفَعَلْتُ غيري. يقال: كَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المسلمين، ولا يقال أَكَبَّ.
وفي حديث ابن زِمْلٍ: فأَكَبُّوا رواحِلَهم على الطريق، هكذا الروايةُ؛ قيل والصوابُ: كَبُّوا أَي أَلْزَموها الطريقَ. يقال: كَبَبْتُه فأَكَبَّ، وأَكَبَّ الرجلُ يُكِبُّ على عَمَلٍ عَمِلَه إِذا لَزِمَه؛ وقيل: هو من باب حذف الجارِّ، وإِيصال الفعل، فالمعنى: جَعَلُوها مُكِـبَّةً على قَطْع الطريق أَي لازمةً له غيرَ عادلةٍ عنه. وكَبَبْتُ القَصْعَةَ: قَلَبْتُها على وجْهِها، وطَعَنه فَكَبَّه لوَجْهه كذلك؛ قال أَبو النجم:
فكَبَّه بالرُّمْح في دِمائِه
وفي حديث معاوية: إِنكم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِـيَ كَبَّةَ النار؛ الكَبَّة، بالفتح: شِدَّة الشيء ومُعْظَمُه. وكَبَّةُ النار: صَدْمَتُها. وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبلَ عليه يفعله؛ ولَزِمَه؛ وانْكَبَّ بمعنًى؛ قال لبيد:
جُنُوحَ الهالِكيِّ على يَدَيهِ * مُكِـبّاً، يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ
وأَكَبَّ فلانٌ على فلانٍ يُطالِـبُه. والفرسُ يَكُبُّ الـحِمارَ إِذا
أَلقاه على وجهه؛ وأَنشد:
فهو يَكُبُّ العِـيطَ منها للذَّقَنْ
والفارسُ يَكُبُّ الوَحْشَ إِذا طعنها فأَلقاها على وجوهها. وكَبَّ
فلانٌ البعير إِذا عَقَرَه؛ قال:
يَكُبُّونَ العِشارَ لمن أَتاهم، * إِذا لم تُسْكِتِ المائةُ الوَليدا
أَي يَعْقِرُونَها.
وأَكَبَّ الرَّجلُ يُكِبُّ إِكْباباً إِذا ما نَكَّسَ. وأَكَبَّ على الشيءِ: أَقبل عليه ولزمه. وأَكَبَّ للشَّيء: تَجانَـأَ.
ورجل مُكِبٌّ ومِكْبابٌ: كثير النَّظَر إِلى الأَرض. وفي التنزيل
العزيز: أَفَمَنْ يَمْشي مُكِبّاً على وَجْهه. وكَبْكَبه أَي كَبَّه، وفي
التنزيل العزيز: فكُبْكِـبُوا فيها.
والكُبَّةُ، بالضم: جماعةُ الخيل، وكذلك الكَبْكَبةُ. وكُبَّةُ الخيلِ:
مُعْظَمُها، عن ثعلب. وقال أَبو رِياشٍ: الكُبَّة إِفْلاتُ الخيل(1)
(1 قوله «والكبة إفلات إلخ» وقوله فيما بعد، والكبكبة كالكبة: بضم الكاف وفتحها فيهما كما في القاموس.) ، وهي على الـمُقَوَّسِ للجَرْي، أَو للحملة.
والكَبَّةُ، بالفتح: الـحَمْلةُ في الحرب، والدَّفْعة في القتال والجَرْي، وشدَّتُه؛ و أَنشد:
ثارَ غبار الكَبَّة الماثرُ
ومن كلام بعضهم لبعضِ الملوك: طَعَنْتُه في الكَبَّة، طَعْنةً في
السَّبَّة، فأَخرجْتُها من اللَّبَّة.
والكَبْكَبة: كالكَبَّةِ. ورماهم بكَبَّتِه أَي بجماعته ونَفْسِه وثِقْلِه. وكَبَّةُ الشِّتاءِ: شدَّته ودَفْعَتُه. والكَبَّةُ: الزِّحام. وفي حديث أَبي قتادة: فلما رأَى الناسُ الـمِـيضأَة تَكابُّوا عليها أَي ازْدَحَموا، وهي تَفَاعَلُوا من الكُبَّةِ، بالضم، وهي الجماعة من الناس وغيرهم. وفي حديث ابن مسعود: أَنه رأَى جماعة ً ذَهَبَتْ فرَجَعَتْ، فقال:
إِياكم وكُبَّةَ السُّوقِ فإِنها كُبَّةُ الشيطان أَي جماعةَ السُّوق.
والكُبُّ: الشيءُ الـمُجْتَمِعُ من ترابٍ وغيره.
وكُبَّةُ الغزل: ما جُمِعَ منه، مشتق من ذلك. الصِّحاح: الكُبَّةُ
الجَرَوْهَقُ من الغزلِ، تقول منه: كَبَبْتُ الغَزل أَي جَعَلْته كُبَباً. ابن سيده: كَبَّ الغَزْلَ: جَعَله كُبَّةً.
والكُبَّةُ: الإِبلُ العظيمة. وفي المثل: إِنَّكَ لكالبائع الكُبَّةَ بالـهُبَّة؛ الـهُبَّةُ: الريحُ. ومنهم مَن رواه: لكالبائع الكُبَةَ بالـهُبَة، بتخفيف الباءَين من الكلمتين؛ جعل الكُبَة من الكابي، والـهُبَة من الهابي. قال الأَزهري: وهكذا قال أَبو زيد في هذا المثل، شدّد الباءَين
من الكُبَّة والـهُبَّةِ؛ قال: ويقال عليه كُبَّةٌ وبَقَرة أَي عليه عِـيالٌ.
ونَعَمٌ كُبابٌ إِذا رَكِبَ بعضُه بعضاً من كثرته؛ قال الفرزدق:
كُبابٌ من الأَخطارِ كانَ مُراحُهُ * عليها، فأَوْدَى الظِّلْفُ منه وجامِلُهْ
والكُبابُ: الكثيرُ من الإِبل، والغنم ونحوهما؛ وقد يُوصَفُ به فيقال: نَعَمٌ كُبابٌ.
وتَكَبَّـبَتِ الإِبلُ إِذا صُرِعَتْ من داءٍ أَو هُزال. والكُبابُ: التُّراب؛ والكُبابُ: الطين اللازِبُ؛ والكُبابُ: الثَّرَى؛ والكُبابُ، بالضم: ما تَكَبَّبَ من الرَّمل أَي تَجَعَّدَ لرُطوبته؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطاةٍ ليَكْنِسَ فيه من الـحَرِّ:
تَوَخَّاه بالأَظْلافِ، حتى كأَنما * يُثِرْنَ الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتنِ مِحْمَلِ
هكذا أَورده الجوهري يُثِرْنَ؛ قال ابن بري: وصواب إِنشاده: يُثِـيرُ أَي توخَّى الكِناسَ يَحْفِرُه بأَظْلافِه. والـمِحْمَل: محمل السيفِ، شَبَّه عِرْقَ الأَرْطَى به.
ويقال: تَكَبَّبَ الرملُ إِذا نَدِيَ فتَعَقَّد، ومنه سُمِّيت كُبَّةُ الغَزْل.
والكُبابُ: الثَّرى النَّدِيُّ، والجَعْدُ الكثير الذي قد لَزمَ بعضُه
بعضاً؛ وقال أُمَيَّة يذكر حمامةَ نوحٍ:
فجاءَت بعدما ركَضَتْ بقطْفٍ، * عليه الثَّـأْطُ والطينُ الكُبابُ
والكَبَابُ: الطَّباهِجَةُ، والفعل التَّكْبِـيبُ، وتَفْسيرُ الطَّباهجة مذكور في موضعه. وكَبَّ الكَبَابَ: عَمِلَهُ.
والكُبُّ: ضَرْبٌ من الـحَمْضِ، يَصْلُح وَرَقُه لأَذْنابِ الخَيْلِ،
يُحَسِّنُها ويُطَوِّلُها، وله كُعُوبٌ وشَوْكٌ مثلُ السُّلَّجِ، يَنْبُتُ فيما رَقَّ من الأَرض وسَهُلَ، واحدَتُه: كُبَّة؛ وقيل: هو من نَجِـيلِ
العَلاةِ (1)
(1 قوله «من نجيل العلاة» كذا بالأصل والذي في التهذيب من نجيل العداة أي بالدال المهملة.) ؛ وقيل: هو شجر. ابن الأَعرابي: من الـحَمْضِ النَّجيلُ والكُبُّ؛ وأَنشد:
يا إِبلَ السَّعْدِيِّ !لا تَـأْتَبِّي * لِنُجُلِ القَاحَةِ، بعدَ الكُبِّ
أَبو عمرو: كَبَّ الرجلُ إِذا أَوْقَدَ الكُبَّ، وهو شجر جَيِّدُ الوَقُود، والواحدة كُبَّة.
وكُبَّ إِذا قُلِبَ. وكَبَّ إِذا ثَقُلَ. وأَلْقَى عليه كُبَّتَه أَي ثِقْلَه.
قال: والـمُكَبَّـبة حِنْطة غَبْراء، وسُنْبُلُها غليظٌ، أَمثالُ العصافير، وتِـبْنُها غَليظٌ لا تَنشَطُ له الأَكَلة. والكُبَّة: الجماعةُ من الناس؛ قال أَبو زُبَيْدٍ:
وصَاحَ مَنْ صاحَ في الإِحْلابِ وانْبَعَثَتْ، * وعاثَ في كُبَّةِ الوَعْواعِ والعِـيرِ
وقال آخر :
تَعَلَّمْ أَنَّ مَحْمِلَنا ثَقيلٌ، * وأَنَّ ذِيادَ كُبَّتِنا شَديدُ
والكَبْكَبُ والكَبْكَبةُ: كالكُبَّةِ. وفي الحديث: كَبْكَبَةٌ مِن بني إِسرائيل أَي جماعةٌ. والكَبابةُ: دواء.
والكَبْكَبَةُ: الرَّمْيُ في الـهُوَّةِ، وقد كَبْكَبَه.
وفي التنزيل العزيز: فَكُبْكِـبُوا فيها هُمْ والغاوونَ؛ قال الليثُ: أَي دُهْوِرُوا، وجُمِعُوا، ثم رُمِـيَ بهم في هُوَّةِ النار؛ وقال الزجاج:
كُبْكِـبُوا طُرحَ بعضُهم على بعض؛ قال أَهلُ اللغة: معناه دُهْوِرُوا، وحقيقةُ ذلك في اللغة تكرير الانْكِـبابِ، كأَنه إِذا أُلْقِـيَ
يَنْكَبُّ مَرَّةً بعد مرَّة، حتى يَسْتَقِرَّ فيها، نَسْتَجيرُ باللّه منها؛ وقيل قوله: فكُبْكِـبُوا فيها أَي جُمِعُوا، مأْخوذ من الكَبْكَبة.
وكَبْكَبَ الشيءَ: قَلَبَ بعضَه على بعض.
ورجل كُباكِبٌ: مجتمع الخَلْق. ورجل كُبَكِبٌ (2)
(2 قوله «ورجل كبكب» ضبط في المحكم كعلبط وفي القاموس والتكملة والتهذيب كــقنفذ لكن بشكل القلم لا بهذا الميزان.): مجتمع الخَلْق شديد؛ ونَعَمٌ كُبَاكِبٌ: كثير. وجاءَ مُتَكَبْكِـباً في ثيابه أَي مُتَزَمِّلاً. وكَبْكَبٌ: اسم جبل بمكة، ولم يُقَيِّده في الصحاح بمكان؛ قال الشاعر:
يَكُنْ ما أَساءَ النارَ في رَأْسِ كَبْكَبَا
وقيل: هو ثَنِـيَّة؛ وقد صَرَفَه امْرؤ القيس في قوله:
غَداةَ غَدَوْا فسَالكٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ، * وآخَرُ منْهم جازِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ
وتَرَكَ الأَعْشَى صَرْفَه في قوله:
ومَنْ يَغْتَرِبْ عن قَوْمِهِ، لا يَزَلْ يَرَى * مَصارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرّاً ومَسْحَبا
وتُدْفَنُ منه الصالحاتُ، وإِن يُسِئْ * يكنْ ما أَساءَ النارَ في رأْسِ كَبْكَبا
ويقال للجارية السمينة (1)
(1 قوله «ويقال للجارية السمينة إلخ» مثله في التهذيب. زاد في التكملة وكواكة وكوكاءة ومرمارة ورجراجة، وضبطها كلها بفتح أولها وسكون ثانيها.): كَبْكابة وبَكْباكَةٌ.
وكَبابٌ وكُبابٌ وكِـبابٌ: اسم ماء بعينه؛ قال الراعي:
قامَ السُّقاةُ، فناطُوها إِلى خَشَبٍ * على كُبابٍ، وحَوْمٌ حامسٌ بَرِدُ
وقيل: كُبابٌ اسم بئرٍ بعَيْنها.
وقَيْسُ كُبَّةَ: قبيلةٌ من بني بَجيلةَ؛ قال الراعي يَهْجُوهم:
قُبَيِّلَةٌ من قَيْسِ كُبَّةَ ساقَها، * إِلى أَهْلِ نَجْدٍ، لُؤْمُها وافْتِقارُها
وفي النوادر: كَمْهَلْتُ المالَ كَمْهَلةً، وحَبْكَرْتُه حَبْكَرةً، ودَبْكَلْتُه دَبْكَلَةً، وحَبْحَبْتُه حَبْحَبةً، وزَمْزَمْتُه زَمْزَمَةً، وصَرْصَرْتُه صَرْصَرةً، وكَرْكَرْتُه إِذا جمعته، ورَدَدْتَ أَطْرافَ ما انْتَشرَ منه؛ وكذلك كَبْكَبْتُه.
جلهم: جُلْهُمَتا الوادي: ناحيتاه، وقيل: حافتاه؛ ومنه حديث أَبي
سُفْيان: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَخَّرَ أَبا سُفْيانَ في الإِذْنِ
وأَدْخَلَ
غيرَه من الناس قبله، فقال: ما كِدْتَ تَأْذَنُ لي حتى تَأْذَنَ لحجارة
الجُلْهُمَتَيْنِ؛ قال أَبو عبيد: أَراد جانبَي الوادي، قال: والمعروف
الجَلْهَتان؛ قال أَبو عبيد: ولم أَسمع بالجُلْهُمةِ إِلا في هذا الحديث
وما جاءت إِلا ولها أَصل؛ وقال شمر: لم أَسمع الجُلْهُمَة إِلا في هذا
الحديث وحرفاً آخر، قال أَبو زيد: يقال هذا جُلْهُمٌ. قال ابن بري: يروى أَن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له أَنْتَ كما قِيل: كل الصيد في جَوْف
الفَرا؛ أَراد، صلى الله عليه وسلم، أَن يَتأَلَّفَه بهذا الكلام وكان من
المؤَلَّفَةِ قلوبهم، وهو أَبو سفيان بن الحرث بن عبد المُطَّلِبِ، وكان
هجا النبي، صلى الله عليه وسلم، هجاءً قبيحاً؛ قال: والمشهور في
الروايتين الجلَهْمَتَيْنِ، بفتح الجيم، قال: ولم يَرْوِ أَحدٌ الجُلْهُمَتَيْن،
بضم الجيم، إِلا شمر وابن حالويه، قال: والدليل على أَنه مفتوح قول أَبي
عبيد: إِنه أَراد الجَلْهَتَيْنِ
فزاد الميم، قال: ولو كانت الجيم مضمومة لم تكن الميم زائدة. وقال أَبو
هَفَّانَ المِهْزَمِيُّ: جُلْهُمَةُ اسم رجل، بالضم، منقول من الجُلْهمة
لطَرَفِ الوادي، قال: والمحدّثون يُخْطئُون ويقولون الجَلْهَمَتَيْن،
قال: والجَلْهَةُ ناحية الوادي؛ وأَنشد:
كأَنَّها وقد بَدا عُوارِضُ،
واللَّيْلُ بين قَنَوَيْنِ رَابِضُ،
بِجَلْهَةِ الوادِي قَطعاً نواهِضُ
وقال ابن الأَثير في تفسير الحديث: الجُلْهُمَةُ فم الوادي، وقيل:
جانبه، زيدت فيها الميم كما زيدت في زُرْقُمٍ وسُتْهُمٍ؛ قال أَبو منصور:
العرب زادت الميم في حروف كثيرة، منها قولهم قَصْمَل الشيءَ إِذا كسره
وأَصله قَصَلَ، وجَلْمَطَ شعره إِذا حَلقه والأَصل جَلَطَ، وفَرْصَمَ
الشيء إِذا قطعه والأَصل فَرَصَ، والله أَعلم. وجُلْهُمَة، بالضم: اسم
رجل. وجُلْهُمُ: اسم امرأَة؛ أَنشد سيبويه للأَسود بن يَعْفُرَ:
أَوْدَى ابنُ جُلْهُمَ عَبَّادٌ بصِرْمَتِهِ؛
إِنَّ ابنَ جُلْهُمَ أَمْسَى حَيَّةَ الوادي
أَراد المرأَة ولذلك لم يَصْرِفْ، قال سيبويه: والعرب يسمون الرجل
جُلْهُمَةَ والمرأَة جُلْهُمَ. والجُلْهُمِ: القارَةُ الضخمة
(* قوله «القارة
الضخمة» كذا بالقاف في الأصل والتهذيب والتكملة، وتحرّفت في نسخ القاموس
بالفأرة)، وحَيٌّ من ربيعة يقال لهم الجَلاهِمُ.
مزع: المَزْعُ: شدّةُ السير؛ قال النابغة:
والخَيْلَ تَمْزَعُ غَرْباً في أَعِنَّتها،
كالطَّيْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذي البَرَدِ
مَزَعَ البعيرُ في عَدْوِه يَمْزَعُ مَزْعاً: أَسْرَع في عَدْوه، وكذلك
الفرسُ والظبْيُ، وقيل: العَدْو الخفيف، وقيل: هو أَوّل العدْو وآخر
المشْي. ويقال للظبي إِذا عَدا: مَزَعَ وقَزَعَ، وفرس مِمْزَعٌ؛ قال
طفيل:وكلّ طَمُوحِ الطَّرْفِ شَقَّاءَ شَطْبةٍ
مُقَرِّبةِ كَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ
والمَزْعِيُّ: النَّمّامُ، وقد يكون السيّارَ بالليل. والقنافِذُ
تَمْزَعُ بالليل مَزْعاً إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ؛ وأَنشد الرياشي لعبدة بن
الطبيب يضرب مثلاً للنمام:
قومٌ، إِذا دَمَسَ الظّلامُ عليهمُ،
حَدَجُوا قَنافِذَ بالنميمةِ تَمْزَعُ
لبن الأَعرابي: الــقُنْفُذُ يقال لها المَزّاعُ. ومَزَعَ القُطْنَ
يَمْزَعُه مَزْعاً: نَفَشَه. ومَزَّعَتِ المرأَةُ القطنَ بِيَدِها إِذا
زَبَّدَتْه وقَطَّعَتْه ثم أَلَّفَتْه فجوّدته بذلك. والمُزْعةُ: القِطْعةُ من
القُطْنِ والرِّيشِ واللحم ونحوِها. والمِزْعةُ، بالكسر، من الريش والقطن
مثل المِزْقةِ من الخِرَقِ، وجمعها مِزَعٌ؛ ومنه قول الشاعر يصف ظليماً:
مِزعٌ يُطَيِّره أَزَفُّ خَذُومُ
أَي سريع. ومُزاعةُ الشيء: سُقاطَتُه. ومَزَّعَ اللحمَ فَتَمزَّع:
فَرَّقَه فتفرق. وفي حديث جابر: فقال لهم تَمَزَّعُوه فأَوفاهُمُ الذي لهم أَي
تقاسَموه وفَرَّقُوه بينكم. والتَّمزِيعُ: التفْرِيقُ. يقال: مَزَّعَ
فلان أَمرَه تَمْزِيعاً إِذا فَرَّقَه. والمُزْعةُ: بقيَّةُ الدسَمِ.
وتَمَزَّعَ غيظاً: تقطّع. وفي الحديث: أَنه غَضِبَ غَضَباً شديداً حتى تَخَيَّلَ
لي أَنّ أَنفه يَتَمَزَّعُ من شدةِ غَضَبِه أَي يَتَقَطَّعُ ويتشقّق
غَضَباً. قال أَبو عبيد: ليس يتمزع بشيء ولكني أَحسبه يَتَرَمَّعُ، وهو أَن
تراه كأَنه يُرْعِدُ من الغضب، ولم ينكر أَبو عبيد أَن يكون التمزع بمعنى
التقَطّع وإِنما استبعد المعنى. والمُزْعةُ، بالضم: قِطْعةُ لحم، يقال:
ما عليه مُزْعةُ لحم أَي ما عليه حُزّةُ لحم، وكذلك ما في وجهه لُحادةُ
لحم. أَبو عبيد في باب النفي: ما عليه مُزْعةُ لحم. وفي الحديث: لا تَزالُ
المسأَلة بالعبد حتى يلقى الله وما في وجهه مُزْعةُ لحم أَي قِطْعةٌ يسيرة
من اللحم. أَبو عمرو: ما ذُقْتُ مُزْعةَ لحم ولا حذْفةً ولا حِذْيةً ولا
لحبةً ولا حِرْباءةً ولا يَرْبوعةً ولا ملاكاً ولا ملُوكاً بمعنى واحد.
ومَزَّعَ اللحمَ تَمْزِيعاً: قطَّعه؛ قال خبيب:
وذلكَ في ذاتِ الإِلَهِ، وإِن يَشَأ
يُبارِكْ على أَوْصالِ شِلْوٍ مُمَزّعِ
وما في الإِناءِ مُزْعةٌ من الماءِ أَي جُرعةٌ.
نقذ: نَقَذَ نَقْذاً: نجا؛ وأَنْقَذَه هو وتنقَّذه واستنقذه.
والنَّقَذُ، بالتحريك، والنقيذ والنقيذة: ما استُنْقذ وهو فَعَل بمعنى مفعول مثل
نَفَضٍ وقَبَضٍ. الجوهري: أَنقَذَه من فلان واستنقذه منه وتَنَقَّذه بمعنى
أَي نجّاه وخلَّصه.
وفرس نَقَذٌ إِذا أُخِذَ من قوم آخرين. وخيل نقائذ: تُنُقِّذَتْ من
أَيدي الناس أَو العدوّ، واحدها نَقِيذٌ، بغير هاء؛ عن ابن الأَعرابي،
وأَنشد:وزُفَّتْ لِقَوْمٍ آخرينَ كَأَنَّها
نَقِيذٌ حَوَاها الرُّمحُ من تحتِ مُقْصِدِ
قال لُقَيْمُ بن أَوْسٍ الشَّيْباني:
أَو كان شُكرك أَن زعَمْت نفاسةً
نَقْذِيكَ أَمسِ، وليتني لم أَشْهَدِ
نَقْذِيك: من الإِنقاذ كما تقول ضَرْبِيكَ. قال الأَزهري: تقول
نَقَذْتُه وأَنقذته واستنقذته وتنقَّذته أَي خلصته ونجّيته. وواحد الخيل النقائذ:
نَقِيذ، بغير هاء. والنقائذ من الخيل: ما أَنقذته من العدوِّ وأَخذته
منهم، وقيل: واحدها نقيذة. قال الأَزهري: وقرأْت بخط شمر: النقيذة الدِّرْع
المُسْتَنْقَذة من عدوّ؛ قال يزيد بن الصعق:
أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ كلَّ نَقِيذَةٍ
أُنُفٍ كلائِحَة المُضِلِّ جَرُور
أُنُف: لم يلبسها غيره. كلائحة المُضِلِّ: يعني السراب. وقال المفضل:
النقيذة الدرع لأَن صاحبها إِذا لبسها أَنقذته من السيوف. والأُنف الطويلة
جعلها تبرق كالسَّراب لحدَّتها.
ورجل نَقَذٌ: مُسْتَنْقَذ.
ومُنْقِذٌ: من أَسمائهم. ونَقَذَة: موضع.
قنفل: القَنْفَل: العَنْز الضخمة؛ عن الهجري؛ وأَنشد:
عَنْزٌ من السُّكِّ ضَبُوبٌ قَنْفَلُ،
تَكَادُ من غُزْرٍ تَدقُّ المِقْيَل
وقُنْفُل: اسم.
قندس: ابن الأَعرابي: قَنْدَسَ الرجلُ إِذا تاب بعد مَعصية، وقيل:
قَنْدَسَ إِذا تَعَمَّد معصية. أَبو عمر: قَنْدَس فلان في الأَرض قَنْدَسَة
إِذا ذهب على وجهه سارياً في الأَرض؛ وأَنشد:
وقَنْدَسْتَ في الأَرض العَريضة تَبْتَغِي
بها مَلَسى، فكنت شَرَّ مُقَنْدِسِ
قمعل: القُمْعُل والقُلْعُم: القدَح الضخم بلغة هذيل؛ وقال راجزهم ينعت
حافر الفرس:
بَلَتْهُم الأَرضُ بَوأْبٍ حَوْأَبِ،
كالقُمْعُلِ المُنْكَبِّ فوقَ الأَثْأَبِ
وقال اللحياني: قدح قُمْعُل محدَّد الرأْس طويله. والقُمْعَل
والقُمْعُل: البظْر؛ عنه أَيضاً.
والقِمْعال: سيِّد القوم؛ وقال ابن بري: القِمْعال رئيس الرُّعاة، وكذلك
القُمادِية؛ عن ابن خالويه. ويقال: خرج مُقَمْعِلاً إِذا كان على
الرَّعايا يأْمرهم وينهاهم. والقِمْعالة: أَعْظم الفَياشِل.
وقَمْعَل النبتُ: خرجت بَراعيمُه؛ عن أَبي حنيفة، قال: وهي القَماعِيل.
ويقال للرجل إِذا كان في رأْسه عُجَر: في رأْسه قَماعِيل، واحدها
قُمْعول؛ قال الأَزهري: قال ذلك ابن دريد.
ابن الأَعرابي: القَعْمَلة الطَّرْجَهارة وهي القَمْعَلة.
قصمل: قَصْمَل الشيءَ: قطعه وكسره، وقَصْمَل عنقَه: دَقَّه؛ عن
اللحياني. قال الأَزهري: القَصْمَلة مأْخوذة من القَصْل، وهو القطع، والميم
زائدة. والقَصْمَلة: شدة العَضِّ والأَكل، يقال: أَلقاه في فيه فالتقمه
القَصْمَلى، مقصوراً؛ وأَنشد في وصف الدهر:
والدهر أَخْنَى يقْتُل المقاتِلا،
جارحَة أَنيابُه قَصَاملا
والمُقَصْمِل: الشديد العصا من الرعاء؛ قال أَبو النجم:
ليس بمُلْتَاثٍ ولا عَمَيْثَلِ،
وليس بالفَيَّادَةِ المُقَصْمِلِ
لأَن الراعي إِنما يوصف بلين العصا. وفي نوادر الأَعراب: قَصْفَل
الطعامَ وقَصْمَله وقَصْبَله إِذا أَكله أَجمع. ابن الأَعرابي: رميت أَرْنَباً
فَدَرْبَيْتها وقَصْمَلْتها وقَرْمَلْتُها إِذا صَرَعْتها؛ وزَحْزَحْته
مثلُه، ورميته بحجر فَتَدَرْبأَ. والقَصْمَلة: دُوَيْبَّة تقَع في
الأَسنان والأَضراس فلا تلبث أَن تُقَصْمِلها فتَهْتِك الفَمَ. والقَصْمَلة من
الماء ونحوه: مثل الصُّبَابة. والقُصَمِل، على مثال عُلَبِط، من الرجال:
الشديد. وقَصْمَل الرجلُ إِذا قارب الخُطَى في مشيه. والقِصْمِل: من
أَسماء الأَسد.
قصعل: القُصْعُل، مثل الفُرْزُل: اللئيم؛ وأَنشد ابن بري:
قامة القُصْعُلِ الضعيفِ، وكَفٌّ
خِنْصَراها كُذَيْنِقا قَصَّار
(* ورد هذا البيت في مادة كذلق وفيه الضئيل بدل الضعيف).
والقُصْعُل: ولد العقرب، والفاء لغة، وقيل: القِصْعل، بكسر القاف، ولد
العقرب والذئب.
واقْصَعَلَّت الشمس: تكبَّدت السماءَ.
قرمل: القَرْمَلُ: نبات، وقيل: شجر صغار ضِعاف لا شوك له، واحدته
قَرْمَلة. قال اللحياني: القَرْمَلة شجرة من الحَمْض ضعيفة لا ذُرى لها ولا
سُتْرة ولا مَلْجأ، قال: وفي المثَل: ذليلٌ عاذَ بقَرْمَلة، وبعضهم يقول:
ذليلٌ عائذ بقَرْمَلة؛ يقال هذا لمَن يستعين بمَن لا دفع له وبأَذَلَّ منه،
والعرب تقوله للرجل الذَّليل يَعُوذ بمن هو أَضعف منه؛ قال جرير:
كأَنِ الفرزدقَ، إِذْ يَعوذُ بخاله،
مثلُ الذليل يَعوذ تحت القَرْمَل
يضرَب لمن استعان بضعيف لا نُصْرة له، لأَن القَرْمَلة شجرة على ساق لا
تُكِنُّ ولا تُظِلُّ، والقَرْمَلة من دِقّ الشجر لا أَصل له؛ قال أَبو
النجم:
يَخْبِطْنَ مُلاَّحاً كَذاوي القَرْمَل
وقال أَبو حنيفة: القَرْمَلة شجرة ترتفع على سُوَيْقة قصيرة لا تستر،
ولها زَهْرة صغيرة شديدة الصفرة وطعمها طعم القُلاَّم.
والقِرْمِلة: إِبل كلها ذو سَنامَيْن. الجوهري: القَرامِل الإِبل ذوات
السنامين. والقُرامِل: البُخْتيُّ
(* قوله «والقرامل البختي إلخ» هكذا في
الأصل) أَو ولده. والقِرْمِل: الصغار من الإِبل. الجوهري: القِرْمِل،
بالكسر، ولد البُخْتيِّ. التهذيب: والقِرْمِلِيَّة من الإِبل الصغار الكثيرة
الأَوبار، وهي إِبل التُّرْك. وقال أَبو الدقيش: أُمُّها البُخْتِيَّة
وأَبوها الفالِجُ، والفالِجُ: الجمل الضخم يحمَل من السند للفِحْلة. وفي
حديث عليّ، رضي الله عنه: أَنّ قِرْمِلِيّاً تَرَدَّى في بئر. وفي حديث
مسروق: تَرَدَّى قِرْمَل في بئر فلم يقدروا على نحره فسأَلوه فقال: جُوفوه
ثم اقطعوه أَعضاء أَي اطعَنوه في جَوْفه. ابن الأَعرابي: يقال رميت
أَرْنَباً فَدَرْبَيْتُها وقَصْمَلْتُها وقَرْمَلْتُها إِذا صرعتَها.
وقَرْمَل: مَلِك من اليمن. وقُرْمُل: اسم قَيْل من أَقْيال حِمْير.
وقَرْمَل: اسم فرس عُرْوة بن الوَرْد؛ قال:
كَلَيلة شَيْباء التي لستُ ناسِياً
ولَيْلَتنا، إِذْ مَنَّ، ما مَنَّ، قَرْمَلُ
والقَرامِيل: ما وصلت به الشعر من صوف أَو شعر؛ التهذيب: والقَرامِيل من
الشعر والصوف ما وصلت به المرأَة شعرها. الجوهري: القَرامِل ما تشدُّه
المرأَة في شعرها؛ قال الراجز:
تَخالُ فيه القُنَّة القُنُونا،
أَو قَرْمَلِيّاً مانِعاً دَفُونا
(* قوله «تخال فيه إلخ» هكذا في الأصل هنا، واعاده في مادة قنن ضمن
ابيات من المشطور في صفة بحر).
وفي الحديث: أَنه رخَّص في القَرامِل، وهي ضفائر من شعر أَو صوف أَو
إِبريسم تصِلُ به المرأَةُ شعرها.
وحكى ابن الأَثير: القَرْمَل، بالفتح، نبات طويل الفروع ليِّن.
قرطق: في حديث منصور: جاء الغلام وعليه قُرْطَقٌ أبيض أي قَبَاءٌ، وهو
تعريب كُرْتَهْ، وقد تضم طاؤه، وإبدال القاف من الهاء في الأسماء المعربة
كثير كالبَرْق والباشَقِ والمُسْتُقِ. وفي حديث الخوارج: كأني أنظر إليه
حبشي عليه قُرَيطق؛ هو تصغير قُرطَق.
قنزع: القَنْزَعةُ والقُنْزُعُة؛ الأَخيرة عن كراع: واحدة القَنازِعِ،
وهي الخُصْلةُ من الشعَر تُتْرَكُ على رأْس الصبيّ، وهي كالذّوائِبِ في
نواحي الرأْس. والقَنْزَعةُ: التي تتخذها المرأَة على رأْسها. وفي الحديث:
أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لأُم سليم: خَضِّلِي قَنازِعَكِ أَي
نَدِّيها ورَطِّلِيها بالدُّهْنِ لِيَذْهَبَ شَعَثُها، وقَنازِعُها خُصَلُ
شَعَرِها التي تَطايَرُ من الشَّعَثِ وتَمَرَّطُ، فأَمرها بتَرْطِيلِها
بالدُّهْن ليذهب شَعَثُه؛ وفي خبر آخر: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى
عن القَنازِعِ؛ هو أَن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرّقة لا تؤخذ
كالقَزَعِ. ويقال: لم يبق من شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ، والعُنْصُوةُ مثل
ذلك، قال: وهذا مثل نهيه عن القَزَعِ. وفي حديث ابن عمر: سئل عن رجل أَهَلَّ
بعُمْرةٍ وقد لَبَّدَ وهو يريد الحج فقال: خذ من قَنازِعِ رأسك أَي مما
ارتفع من شعرك وطال. وفي الحديث: غَطِّي قَنازِعَكِ يا أُمّ أَيْمَنَ،
وقيل:هو القليل من الشعر إِذا كان في وسط الرأْس خاصّةً؛ قال ذو الرمة يصف
القَطا وفِراخَها:
يَنُؤْنَ، ولم يُكْسَيْنَ إِلاَّ قَنازِعاً
من الرِّيشِ، تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ
وقيل: هو الشعر حَوالَي الرأْس؛ قال حميد الأَرقط يصف الصَّلَعَ:
كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه
مَرْتاً، تَزِلُّ الكَفُّ عن قِلاته
(* قوله« قلاته» كذا بالأصل، وهو جمع القلت بالفتح: النقرة في الجبل
يستنقع فيها الماء، وفي شرح القاموس: صفاته، واحد الصفا بالفتح فيهما.)
والجمع قُنْزُعٌ؛ قال أَبو النجم:
طَيَّر عنها قُنْزُعاً من قُنْزُعِ
مَرُّ اللَّيالِي؛ أَبْطِئِي وأَسْرِعِي
ويروى:
سُيِّرَ عنه قُنْزُعٌ عن قُنْزُعِ
والقُنْزُعُ والقُنْزُعةُ: الريش المجتمع في رأْس الديك. والقُنْزُعةُ:
المرأَة القصيرة. الأَزهري: القنزعة المرأَة القصيرة جدّاً. والقَنازِعُ:
الدّواهِي. والقُنْزُعةُ: العَجْبُ. وقَنازِعُ الشعر: خُصَلُه، وتشبه بها
قنازِعُ النصِيِّ والأَسْنِمةِ؛ قال ذو الرمة:
قَنازِع أَسْنامٍ بها وثُغام
والقَنَازِعُ وقَنازِعُ من الشعَر: ما تَبَقَّى في نَواحِي الرأْسِ
متفرقاً؛ وأَنشد:
صَيَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ،
واحْتَلَقَ الشَّعْرَ على الهاماتِ
والقَنازِعُ في غير هذا: القبيحُ من الكلام؛ قال عدي بن زيد:
فَلَمْ أَجْتَعِلْ فيما أَتيْتُ مَلامةً،
أَتيْتُ الجَمالَ، واجْتَنَبْتُ القَنازعا
ابن الأَعرابي: القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ من الكلام، فاستوى
عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام، فأَما في الشعَر فلم أَسمع إِلا
القَنازِعَ. وروى الأَزهري عن سَرْوَعةَ الوُحاظِيِّ قال: كنا مع أَبي أَيوبَ
في غَزْوةٍ فرَأَى رجلاً مريضاً فقال له: أَبشر ما من مسلم يَمْرَضُ في
سبيل الله إِلاَّ حَطّ الله عنه خَطاياه ولو بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه،
قال: ورواه بُنْدارٌ عن أَبي داودَ عن شُعْبةَ، قال بُنْدارٌ: قلت لأَبي
داود: قل قُنْزُعة، فقال: قُنْذُعة، قال شمر: والمعروفُ في الشعَر
القُنْزُعةُ والقَنازِعُ كما لَقَّنَ بندار أَبا داود فلم يَلْقَنْه. والقَنازِعُ:
صِغارُ الناسِ. والقُنْزُعةُ: حَجر أَعظم من الجَوْزةِ.
قفع: قَفِعَ قَفَعاً وتَقَفَّعَ وانْقَفَعَ؛ قال:
حَوْزَها من عَقبٍ إِلى ضَبُعْ
في ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ،
وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ
والقَفَعُ: انْزِواء أَعالي الأُذن وأَسافِلِها كأَنما أَصابتها نار
فانْزَوَتْ، وأُذُنٌ قَفْعاء، وكذلك الرِّجْلُ إِذا ارتدَّت أَصابعها إِلى
القدم فَتَزَوَّتْ عِلّةً أَو خِلْقةً، ورِجْلٌ قَفْعاءُ، وقد قَفِعَتْ
قَفَعاً. يقال: رجُل أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ بيِّنةُ القَفَعِ. وقَفَّعَ
البَرْدُ أَصابِعَه: أَيْبَسَها وقَبَّضَها، وبذلك سمي المُقَفَّعُ؛ ورجل
أَقْفَعُ وامرأَة قَفْعاءُ وقوم قُفْعُ الأصابع ورجل مُقَفَّعُ اليدين.
ونظر أَعرابي إِلى قُنْفُذةٍ وقد تقبضت فقال: أَتُرى البرد قَفَّعَها؟ أَي
قَبَّضَها.
والقُفاعُ: داءٌ تَشَنَّجُ منه الأَصابع، وقد تَقَفَّعَت هي.
والمِقْفَعةُ: خشبة تضرب بها الأَصابع. وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرةَ:
أَنّ غُلاماً مرّ به فَعَبَث به فتناوله القاسِمُ بمِقْفَعةٍ قَفْعةً
شديدةً أَي ضربه؛ المِقْفَعةُ: خشبة يضرب بها الأَصابع؛ قال ابن الأَثير:
وهو من قَفَعَه عما أَراد إِذا صرفه عنه. يقال قَفَعْتُه عما أَراد إِذا
مَنَعْتَه فانْقَفَعَ انقِفاعاً.
والقَفْعُ: نبت. والقُفّاعُ: نبات مُتَقَفِّعٌ كأَنه قُرُونٌ صَلابةً
إِذا يَبِسَ؛ قال الأَزهري: يقال له كَفُّ الكلْبِ. والقَفْعاءُ: حَشِيشةٌ
ضعيفة خَوّارةٌ وهي من أَحرار البُقُولِ، وقيل: هي شجرة تنبت فيها حَلَقٌ
كحَلَقِ الخَواتِيمِ إِلا أَنها لا تلتقي، تكون كذلك ما دامت رَطْبة،
فإِذا يَبِسَت سقط ذلك عنها؛ قال كعب بن زهير يصف الدُّرُوعَ:
بِيضٌ سَوابِغُ قد شُكَّتْ لها حَلَقٌ،
كأَنَّه حَلَقُ القَفْعاء مَجْدُولُ
والقَفْعاءُ: شجر. قال أَبو حنيفة: القَفْعاءُ شجرة خضراء ما دامت
رَطْبةً، وهي قُضْبانٌ قِصارٌ تخرج من أَصل واحد لازمة للأَرض ولها وريق صغير؛
قال زهير:
جُونيَّة كَحصاةِ القَسْمِ، مَرْتَعُها
بالسِّيّ،ما تُنْبتُ القَفْعاءُ والحَسَكُ
قال الأَزهري: القَفْعاءُ من أَحْرارِ البُقُولِ رأَيتها في البادية ولها
نَوْرٌ أَحمر وذكرها زهير في شعره فقال: جُونِيَّة؛ قال الليث:
القَفْعاءُ حشيشةٌ خَوّارةٌ من نبات الربيع خَشْناء الورَقِ، لها نَور أَحمر مثل
شَرَرِ النار، وورَقُها تَراها مُسْتَعْلِياتٍ من فوق وثمرها مُقَفَّعٌ من
تحت؛ وقال بعض الرواة: القَفْعاء من أَحرار البقول تنبت مُسْلَنْطِحةً،
ورقها مثل ورق اليَنْبُوتِ وقد تَفَقَّعَتْ هي، والقَيْفُوعُ نحوها،
وقيل: القَيْفُوعُ نِبْتةٌ ذات ثمرة في قرونٍ، وهي ذاتُ ورق وغِصنَةٍ تنبُتُ
بكل مكان.
وشاة قَفْعاءُ: وهي القصِيرةُ الذنب وقد قَفِعَتْ قَفَعاً، وكَبْشٌ
أَقْفَعُ، وهنّ الكِباشُ القُفْعُ؛؛ قال الشاعر:
إِنَّ وَجَدْنا العِيسَ خَيراً بَقِيّةً
من القُفْعِ أَذْناباً، إِذا ما اقْشَعَرَّتِ
قال الأَزهريّ: كأَنه أَراد بالقُفْع أَذناباً المِعْزَى لأَنها
تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ، وأَما الضأْنُ فإِنها لا تَقْشَعِرُّ من الصَّرَدِ.
والقَفْعاءُ: الفَيْشَلةُ.
والقَفْعُ: جُنَنٌ كالمَكابِّ من خشب يدخل تحتها الرجال إِذا مشوا إِلى
الحُصونِ في الحرب؛ قال الأَزهري: هي الدّبّاباتُ التي يُقاتَلُ تحتها،
واحدتها قَفْعةٌ. والقَفْعُ: ضَبْرٌ تُتَّخَذُ من خشَبٍ يمشي بها الرجالُ
إِلى الحُصونِ في الحرب يدخل تحتها الرجال.
والقُفّاعةُ: مِصْيَدةٌ للصيْدِ، قال ابن دري: ولا أَحسبها عربية.
والقَفعاتُ: الدُّوّاراتُ التي يجعل فيها الدّهّانون السِّمْسِمَ
المطحون يضعون بعضه على بعض ثم يَضْغَطُونَه حتى يَسِيل منه الدهن.
والقَفَعةُ: جماعةُ الجرادِ. وفي حديث عمر: أَنه ذكر عنده الجراد فقال:
لَيْتَ عندنا منه قَفْعةً أَو قَفْعَتَيْن؛ القَفْعةُ: هو هذا الشبيه
بالزَّبِيل، وقال الأَزهري: هو شيء كالقفة يتخذ واسعَ الأَسفل ضَيِّقَ
الأَعلى، حَشْوُها مكانَ الحلفاءِ عَراجِينُ تُدَقُّ، وظاهرها خُوص على عمَلِ
سِلالِ الخوص. وفي المحكم: القَفْعةُ هَنةٌ تُتَّخَذُ من خوص تشبه
الزَّبِيلَ ليس بالكبير، لا عُرى لها، يُجْنى فيها الثمر ونحوه وتسمى بالعِراق
القُفّة. وقال ابن الأَعرابي: القُفْعُ القِفافُ، واحدتها قَفْعةٌ. وقال
محمد بن يحيى: القَفْعةُ الجُلّة بلغة اليمن يحمل فيها القطن.
ويقال: أَقْفِعْ هذا أَي أَوْعِه
قال: ورجل قَفّاع لماله إِذا كان لا يُنْفِقُه، ولا يبالي ما وقع في
قَفْعَتِه أَي في وِعائِه.
وحكى الأَزهري عن الليث: يقال أَحمر قُفاعِيّ، وهو الأَحمر الذي
يَتَقَشَّر أَنفه من شدة حُمْرته، وقال: لم أَسمع أَحمر قُفاعِيّ، القاف قبل
الفاء، لغير الليث، والمعْروفُ في باب تأْكيد صفة الألوان أَصفر فاقعٌ
وقُفاعِيٌّ، وقد ذكر في موضعه.