Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: قدم

فرع

الفرع: خلاف الأصل، وهو اسم لشيء يبنى على غيره.
(فرع) فلَان ذبح الْفَرْع وَبَين المتخاصمين فرق وَأصْلح وَفِي قومه طَال وَمن الأَصْل الْمسَائِل استخرجها وَجعلهَا فروعا يُقَال فلَان حسن التَّفْرِيع للمسائل والجبل وَفِي الْجَبَل صعد وَالْأَرْض وفيهَا فرع
(ف ر ع) : (الْفَرَعُ) أَوَّلُ مَا تَلِدُهُ النَّاقَةُ وَكَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ (وَالْفَرَعَةُ) مِثْلُهُ (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «لَا فَرَعَةَ وَلَا عَتِيرَةَ» وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ (فُرَيْعَةُ) بِنْتُ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ.
(فرع)
الشَّيْء فراعة طَال وَعلا فَهُوَ فارع وَالشَّيْء فرعا وفروعا علاهُ وَيُقَال فرع قومه علاهم وجاهة وشرفا وَالْأَرْض جول فِيهَا وفرسه كبحها وَبَين المتخاصمين فصل بَينهم وَالْبكْر افتضها

(فرع) فرعا غزر شعره فَهُوَ أفرع وَهِي فرعاء (ج) فرع وفرعان
ف ر ع: (فَرْعُ) كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ. وَ (الْفَرْعُ) أَيْضًا الشَّعْرُ التَّامُّ. وَ (الْفَرَعُ) بِفَتْحَتَيْنِ أَوَّلُ وَلَدٍ تُنْتِجُهُ النَّاقَةُ كَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ فَيَتَبَرَّكُونَ بِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةَ» وَ (الْأَفْرَعُ) ضِدُّ الْأَصْلَعِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْرَعَ. وَ (تَفَرَّعَتْ) أَغْصَانُ الشَّجَرَةِ كَثُرَتْ. 
(فرع) - في الحديث: "أَىُّ الشَّجَرِ أَبعدُ من الخَارِف ؟ قالوا: فَرعُها. قال: وكَذلِك الصَّفُّ الأَولُ"
فَرعُ كُلِّ شيءٍ: أَعلاه؛ وقد فَرعَ الشيءَ: عَلَاه.
- ومنه حديثُ عَطاءٍ: "وسُئِل من أَينَ أَرمِي الجَمْرتَيْن؟ قال: تَفْرَعُهُما"
: أي تَقِف على أَعلَاهُما فتَرْمِيهما. - في حديث عَلْقَمَةَ: "أنَّه كان يُفَرِّع بين الغَنَم ."
ذَكَرَه الهَرَوِيُّ في القَافِ، وذَكرتُه في الهَفَواتِ.
فرع
فَرْعُ الشّجر: غصنه، وجمعه: فُرُوعٌ. قال تعالى: أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ
[إبراهيم/ 24] ، واعتبر ذلك على وجهين:
أحدهما: بالطّول، فقيل: فَرَعَ كذا: إذا طال، وسمّي شعر الرأس فَرْعاً لعلوّه، وقيل: رجل أَفْرَعُ، وامرأة فَرْعَاءُ، وفَرَّعْتُ الجبل، وفَرَّعْتُ رأسَهُ بالسّيف، وتَفَرَّعْتُ في بني فلان: تزوّجت في أعاليهم وأشرافهم. والثاني: اعتبر بالعرض، فقيل: تَفَرَّعَ كذا، وفُرُوعُ المسألة، وفُرُوعُ الرّجل: أولاده.
و (فِرْعَوْنُ) : اسم أعجميّ، وقد اعتبر عرامته، فقيل: تَفَرْعَنَ فلان: إذا تعاطى فعل فرعون، كما يقال: أبلس وتبلّس، ومنه قيل للطّغاة: الفَرَاعِنَةُ والأبالسة.
فرع قَالَ أَبُو عُبَيْد: الحمم الفحم واحدتها حممة وَبِه سمي الرجل حممة وَقَالَ طرفَة: [المديد]

أشْجاكَ الربعُ أم قِدَمُــهْ ... أم رَمَادٌ دارس حممه

[و -] قَوْله: أضلّ اللَّه - أَي أضلّ عَنْهُ فَلَا يقدر عَليّ. وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا فرعة وَلَا عتيرة. قَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ الفرعة وَالْفرع - بِنصب الرَّاء قَالَ: وَهُوَ أول ولد تلده النَّاقة وَكَانُوا يذبحون ذَلِك لآلهتهم فِي الْجَاهِلِيَّة فنهوا عَنْهُ وَقَالَ أَوْس بْن حجر يذكر أزمة فِي سنة شَدِيدَة الْبرد: [المنسرح]

وشُبِّهَ الهَيْدبُ العَبَامُ من الأقوام ... سقبا مُجَلَّلاً فرعا يَعْنِي أَنه قد لبس جلد السقب من شدَّة الْبرد. يُقَال: قد أفرع الْقَوْم - إِذا فعلت إبلهم ذَلِك.
ف ر ع

الفرع ينبت حوله الغصن. وتقول: بنو هاشم ولدهم أشرف، وفروع الدوحة ظلها أورف.

ومن المجاز: فلان فرع قومه أي شريفهم، وهو من فروعهم. قال الأعشى:

كلا أبويكم كان فرعاً دعامةً ... ولكنهم زادوا وأصبحت ناقصاً

وفرع فرع أذنه. ونزلوا فرع الوادي أي أعلاه. وأجلست فرع فلان أي فوقه. وامرأة طويلة الفروع وهي الشعر، ولها فرع تطؤه، وتقول: لابدّ للقرعاء، من حسد الفرعاء؛ وهي ذات الفرع. وضربه على فرعي أليتيه وهما المماستان للأرض إذا قعد. وقال الشماخ:

حتى إذا انجرد النسيل وقد بدا ... فرع من الجوزاء لم يتصوب

أراد أولها، ومنه: فرع رأسه بالسيف أو العصا. وجبل فارع: مرتفع، وفرعت الجبل وفيه وتفرّعت: صدعت. قال عبد الله بن عنمة:

كأني غداة الصمد لما دعوته ... تفرّعت حصناً لا يرام ممدّدا

وأفرعت في الوادي وفرّعت: انحدرت. وسمع أعرابي يقول: لقيت فلاناً فارعاً مفرعاً أي صاعداً أنا، منحدراً هو. وفرع قومه وتفرّعهم: علاهم شرفاً مثل تذرّاهم. وتفرّعت في بني فلان: تزوّجت سيّدتهم. قال:

وتفرّعنا من ابني وائل ... هامة العزّ وخرطوم الكرم

وتفرع فلان القوم: ركبهم بالشتم والأذى. وأتِ فرعة من فراع الجبل فانزلها وهي ذروته. وأتيته في فرعة من النهار وهي الصدر. وهو مفترع أبكار المعاني. وهو حسن التفريع للمسائل. وفرع بين المتخاصمين وفرّع إذا فرّق بينهما.

فرع


فَرَعَ(n. ac. فَرْع)
a. [acc.
or
Fī], Ascended (mountain).
b. [acc.
or
Min], Descended.
c. [acc. & Bi], Smote, hit with.
d.(n. ac. فَرْع
فُرُوْع), Surpassed, excelled; overtopped.
e. [acc. & Bi], Pulled in, stopped by the ( bridle:
horse ).
f. [Bain], Interposed between; reconciled.
g. see IV (e)
& VIII (a).
فَرِعَ(n. ac. فَرَع)
a. Had abundant hair.

فَرَّعَa. see I (a) (b), (f) & IV (
e ).
e. [acc. & Min], Deduced, derived from.
f. [ coll. ], Sprouted, branched
out.
g. [ coll. ], distributed.

فَاْرَعَa. Took the responsibility of.

أَفْرَعَ
a. [Fī]
see I (a)b. [Min]
see I (b)c. see X (b)d. [Bi], Alighted at; came upon ( a company ).
e. Explored (country).
f. Commenced, began.
g. Caused to bleed.
h. [La], Blood appearid upon ( a woman ).
i. [ coll. ]
see II (f) (g).
تَفَرَّعَa. Became plentiful, numerous (branches).
b. [Min], Was deduced from.
c. Espoused the best of ( a tribe's women ).
d. Set upon.
e. see I (d)
& VIII (a).
إِفْتَرَعَa. Defloured, devirginated.
b. Began; originated.

إِسْتَفْرَعَa. see IV (f)b. Slaughtered ( young camel & c. ).
فَرْع
(pl.
فُرُوْع)
a. Uppermost; upperpart, top.
b. Branch; derivative; sub-division; consequence;
conclusion; corollary.
c. Abundant hair.
d. Nobleman; chief.
e. (pl.
فِرَاْع), Ravine.
f. Bow.
g. Property.
h. see 1t (a)
فَرْعَة
(pl.
فِرَاْع)
a. Louse.
b. Summit (mountain).
c. [ coll. ]
see 4t (b)
فَرْعِيّa. Deduced, derived.

فَرَع
(pl.
فُرُع)
a. Firstling (sacrificed).
b. Portion, share.
c. see 1 (g) & 1t
(a).
فَرَعَةa. see 1t (b)b. Upper leather, vamp (shoe).
أَفْرَعُ
(pl.
فُرْع فُرْعَاْن)
a. Long-haired; hairy.

مِفْرَع
(pl.
مَفَاْرِعُ)
a. Peacemaker, reconciler; restrainer.

فَاْرِعa. High, tall; overtopping.
b. Comely.
c. (pl.
فَرَعَة), Body-guard (sultan).
فَاْرِعَة
(pl.
فَوَاْرِعُ)
a. fem. of
فَاْرِعb. see 1t (b)
فَرَّاْعَة
a. [ coll. ], Hatchet.
N. Ac.
فَرَّعَa. Ramification.
b. Derivation, deduction; development.
c. [ coll. ], Distribution.

N. P.
أَفْرَعَa. see 21 (a)
الفُرُوْع وَالأُصُوْل
a. Conclusions & principles.
فرع: فرع الخشب: فلعه، ومشقه، وفلقه. (بوشر، همبرت ص74).
فرع: شذب، عضد، قلم. (بوشر).
فَرَع: نبت، نتش. كما في السيريانية والعبرية (نرث). (موكس ارشيف 1: 176).
فرَّعَ (بالتشديد). فرع النبات: أخرج فروعا وفسائل (فوك). ويقال: فرع فروعا. (بوشر أبو الوليد ص586).
فرع: جدل أغصان الشجرة. (الكالا).
فرَّع أو أفرع: أنبت، انتش النبات، أخرج رأسه من الأرض قبل أن تشتد عروقه فيها (موكس أرشيف 1: 176).
فرعنى بنصله: علاني به (ديوان الهذليين ص291 البيت الثالث) وانظر لين في مادة فرع، يقال: فرعت رأسه بالعصا.
تفرع: صار ذا فروع، تشعب، ويقال مجازا تفرع إلى (المقري 1: 135) وفي كتاب الخطيب (ص28 و): وتفرع الكلام على قولي.
متفرع: علامة، ذو علوم ومعارف متنوعة (بسان 3: 86و).
متفرع: صادر عن، ناشئ عنه تنشأ أغصان الشجرة وتتكاثر (عباد 1: 168).
متفرع: نابت، منتش (سركس أرشيف 1: 176).
انفرع: نبت، انتشى. (سركس أرشيف 1: 176).
افترع: فتح البلد واستولى عليه بقوة السلاح. فعند ابن القوطية (ص10 ق): افترعنا البلد. (المقري 1: 179). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص45 و) افترع بالفتح أرضا.
فرع: غصن صغير، برعم، زمعة، بتيلة، فسيلة تنبت في أسفل ساق الشجر. (بوشر).
فرع: فسل، قضيب الغرس، سرغ، (قلم) وهو قضيب صغير يقطع من بعض الشجر كالكرم مثلا ويغرس. (بوشر).
فرع: أغصان وأفنان تفرعت من نفس الساق. وأجزاء الشيء المركب. (بوشر).
فروع: نوع من الشجر ضئيل أعقف. (بارت 1: 131).
فرع: علم خاص (المقري) (1: 526) وقد أراد فليشر أن يقرأها نوع. غير أن طبعة بولاق تؤيد ما جاء في نص المقري.
فرع: صور، نسخة، (في القسم الأول من معجم فوك)، وشبيه، مثيل، نظير. (في القسم الثاني منه).
فرع: رأس غنم، نعجة، (المــقدمــة 3: 363).
فرعة: غشاء المهبل، طية غشائية تكون عادة في مدخل المهبل (وهو قناة تصل الشفر بعنق الرحم) عند العذارى. (معجم مسلم).
فرعة: جلدة تزداد في القربة، وجلدة تخاط في النعل، ويقال فرعة أيضا. (معجم مسلم). فرعة: أنظر المادة السابقة.
فروع. قولهم فيح نجم الفروع الذي ذكره لين موجود في ديوان الهذليين (ص186، البيت 31) غير أنها بالغين. وأنظر فروع الصبح في الكامل (ص160).
فرَّاع حطب: فالق حطب، كسار حطب (بوشر).
فرَّاعة: فأس. (بوشر، همبرت ص84 و) (محيط المحيط).
فاروعة: فأس. (محيط المحيط).
تفريع، والجمع تفاريع: من مصطلح العمارة ولعله أعلى البرج، قمة القبة. ففي رسائل مخطوطة (2: 21و) للخطيب: الطاعن في نحر الجو بالجامور الهائل والتاج المفخم المتعدد القسي والتفافيج والتفاريع. وفيها: بحسب الأماكن والشوكات والتفاريع.
مفرع: ذو فروع وأغصان وأفنان (بوشر).
فرع وَله وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سُئِلَ عَن الفَرَع فَقَالَ: حِقّ وَأَن تتركه حَتَّى يكون ابْن مَخَاض أَو ابْن لبون زُخْزُبّا خير من أَن تكفأ إناءك وتولَّه نَاقَتك وتذبحه يلصق لَحْمه بوبره. قَوْله: الْفَرْع هُوَ أول شَيْء تنتجه النَّاقة فَكَانُوا يجعلونه لله فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: هُوَ حقّ وَلَكنهُمْ كَانُوا يذبحونه حِين يُولد فكره ذَلِك وَقَالَ: دَعه حَتَّى يكون ابْن مَخَاض أَو ابْن لبون فَيصير لَهُ طعم قَالَ أَوْس بن حجر: [المنسرح]

ٍوشُبِّه الهيدبُ العبامُ من ال ... أَقوام سَقْبا مُجَلَّلا فّرَعا

والزُّخْرُبّ: هُوَ الَّذِي قد غلظ جِسْمه وَاشْتَدَّ لَحْمه. وَقَوله: خير من أَن تكفأ إناءك يَقُول: إِنَّك إِذا ذبحته حِين تضعه أمه بقيت الأُم بِلَا ولد ترْضِعه فَانْقَطع لذَلِك لَبنهَا يَقُول: فَإِذا فعلت ذَلِك فقد كفأت إناءك وهرقته وَإِنَّمَا ذكر الْإِنَاء هَهُنَا لذهاب اللَّبن وَمن هَذَا الْمَعْنى قَول الْأَعْشَى يمدح رجلا: [الْخَفِيف]

رُبّ رَفْد هرقته ذَلِك اليو ... م وَأسرى من معشر أقتالِ

فالرفد: هُوَ الْإِنَاء الضخم فَأَرَادَ بقوله: هرقته ذَلِك الْيَوْم [إِنَّك -] استقت الْإِبِل فَتركت أَهلهَا ذَاهِبَة ألبانهم فارغة آنيتهم مِنْهَا. وَأما قَوْله: تولَّه نَاقَتك فَهُوَ ذبحك وَلَدهَا وكل أُنْثَى فقدت وَلَدهَا فَهِيَ واله وَمِنْه الحَدِيث الآخر فِي السَّبي أَنه نهى أَن توله وَالِدَة عَن وَلَدهَا يَقُول: لَا يفرق بَينهمَا فِي البيع. وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا النَّهْي من النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْفَرْع أَنهم كَانُوا يذبحون ولد النَّاقة أول مَا تضعه وَهُوَ بِمَنْزِلَة الغراء أَلا تسمع قَوْله: يخْتَلط أَو يلصق لَحْمه بوبره فَفِيهِ ثَلَاث خِصَال من الْكَرَاهَة: إِحْدَاهُنَّ أَنه لَا ينْتَفع بِلَحْمِهِ وَالثَّانيَِة أَنه إِذا ذهب وَلَدهَا ارْتَفع لَبنهَا وَالثَّالِثَة أَنه يكون قد فجعها بِهِ فَيكون آثِما فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: دَعه حَتَّى يكون ابْن مَخَاض وَهُوَ ابْن سنة أَو ابْن لبون وَهُوَ ابْن سنتَيْن ثمَّ اذبحه حِينَئِذٍ فقد طَابَ لَحْمه واستمتعت بِلَبن أمه سنة وَلَا يشقّ عَلَيْهَا مُفَارقَته لِأَنَّهُ قد اسْتغنى عَنْهَا وَكبر.
[فرع] فرع كل شئ: أعلاه. ويقال: هو فرْعُ قومه، للشريف منهم. والفَرْعُ أيضاً: الشَعْرُ التامُّ. والفَرْعُ أيضاً: القوسُ التي عُمِلَتْ من طرف القضيب. يقال: قوس فرع، أي غير مشقوق. وقوس فلق، أي مشقوق. وقال: أرمى عليها وهى فرع أجمع * وهى ثلاث أذرع وإصبع * ويقال أيضا: ائْتِ فَرْعَةً من فِراعِ الجبل فانزِلها. وهي أماكن مرتفعة منه. وفَرَعْتُ رأسَه بالعصا، أي عَلَوْتُهُ، وبالقاف أيضا. وفرعت قومي، أي علوتهم بالشرف أو بالجمال. وجبلٌ فارْعٌ، إذا كان أطول مما يليه. وفَرَعْتُ فرسي باللجام، أي قدعته. قال أبو النجم:

نفرعه فرعا ولسنا نعتله * وفرعت بينهما، أي حجزت وكففت، عن أبى نصر. وفارع: اسم حصن. وفارعة: اسم امرأة. وفارعة الجبل: أعلاه، يقال: انْزل بفارِعَةِ الوادي واحْذَر أسفله. وتِلاعٌ فَوارِعُ، أي مشرفاتُ المسايل. وفَرَعْتُ الجبلَ: صعدته. وأفْرَعْتُ في الجبل: انحدرت. قال رجل من العرب: لقيت فلانا فارعا مفرعا. يقول: أحدنا مصعد والآخر منحدر. قال الشمّاخ: فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنبِ سَخَطي * لا يدْهَمَنَّكَ إفْراعي وتَصْعيدي * وفرعت في الجبل تفريعا، أي انحدرت. وفرعت [في ] الجبل أيضاً: صَعَّدْتُ، وهو من الأضداد. وفُروعُ الجوزاء: أشدُّ ما يكون من الحر. قال أبو خراش: وظلَّ لنا يومٌ كأن أواراه * ذكا النارِ من نَجْمِ الفروعِ طويلُ * قرأته على أبى سعيد بالعين غير معجمة. وأفرعنا بفلان فما أحمدناه، أي نزلنا به. ورجلٌ مُفْرَعُ الكتف، أي عريضها. وأفرع بنو فلان، أي انتحعوا في أوَّل الناس. ويقال: بئس ما أفْرَعْتَ به، أي ابتدأت. وأفرعت الارض، أي جولت فيها فعرفت خبرها. والفَرَعُ بالتحريك: أوَّل ولدٍ تنتجه الناقة، وكانوا يذبحونه لآلهتهم يتبركون بذلك. قال أوس ابن حجر يذكر أزمة في سنةٍ شديدة البرد: وشبِّه الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال‍ * أقوامِ سقبا مجللا فرعا * أي جلد فرع. وفى الحديث: " لا فرع ولا عتيرة ". تقول منه: أفرع القوم، إذا ذبحوه. والفرع أيضا: المال الطائل المعد، واسم موضع. والفرعة: القملة، تسكن وتحرك، والجمع فرع وفرع. وبتصغيرها سمِّيت فُرَيْعَةُ. والفَرَعُ أيضاً: مصدر الأفْرَعِ، وهو التامُّ الشعر. وقال ابن دريد: امرأةٌ فرعاءُ كثيرة الشعر. قال: ولا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية أو الجمَّةِ أفْرَعُ وإنَّما يقال رجلٌ أفرع لضد الاصلع. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرع. وتفرعت أغصان الشجر، أي كثرت. وتَفَرَّعْتُ بني فلانٍ، أي تزوَّجتُ سيِّدة نسائهم. وافترعت البكر، إذا اقتضضتها .
[فرع] فيه: لا "فرعة" ولا عتيرة، الفرعة بالفتح، والفرع أول ما تلد الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم فنهى عنه، وقيل: كانوا في الجاهلية من تمت إبله مائة قدم بكرًا فنحره لصنمه وهو الفرع، وكان يفعله المسلمون أولًا فنسخ. ن: ومنه: في كل سائمة "فرع"، أي في كل مائة، وهو بفتحتين. نه: ومنه" "فرعوا" إن شئتم ولكن لا تذبحوه غراة حتى يكبر، أي صغيرا لحمه كالغراة. وهي القطعة من الغراء- ومر في غ. وح: إنه سئل عن "الفرع" فقال: حقرسول الله صلى الله عليه وسلم "أفرع"، هو جمع أفرع، وهو الوافي الشعر، وقيل: من له جمة، وكان صلى الله عليه وسلم ذا جمة. وفيه: لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا "أفرع"، أي الموسوس. و"الفرع"- بضم فاء وسكون راء: موضع بين الحرمين. ك: "يفترعها" الحر، هو بفاء وراء ومهملة، أي يفتضها، يقيم ذلك الحكم- أي الحاكم أي القاضي بموجب الافتراع، قوله: ذلك الافتراع- أي موجبه ومقتضاه ومقدر ثمنها، أي يقسط قيمتها- يعن يأخذ الحاكم من الرجل المفترع من أجل الأمة دية الافتراع بنسبة إلى أرش النقص، وهو التفاوت بين كونه بكرًا أو ثيبًا، ويقيم بمعنى يقوم.
فرع
فرَعَ يَفرَع، فَرَاعةً، فهو فارِع، والمفعول مَفْرُوع (للمتعدِّي)
• فرَع قَوَامُه: طال، علا، حسُن "فارِع القامة/ الطول/ الشَّعْر".
• فرَعت الشّجرةُ سائرَ أشجار الحديقة: علتهم طولاً ° فارع الطُّولِ: واسع الغنى واليسار- فَرَع قومَه جاهًا: علاهم شرفًا. 

تفرَّعَ/ تفرَّعَ عن/ تفرَّعَ من يتفرَّع، تفرُّعًا، فهو مُتفرِّع، والمفعول مُتفرَّعٌ عنه
• تفرَّعتِ الأغصانُ: كثُرت؛ أطلقَت فروعًا.
• تفرَّعتِ المسائلُ: تشعّبت "تفرّعت القضيَّة/ المشكلة" ° تفرّعت الشَّركة إلى فروع متعدِّدة: فتحت مقارَّ جديدة لها، تعدَّدت نشاطاتها ولم تقتصر على نشاط واحد.
• تفرَّع عنه/ تفرَّع منه: كان فرْعًا له، نجم ونتج منه أو عنه "تفرَّع من الأصل/ العائلة الأمّ- تفرَّعت كُلُّ هذه المذاهب من الدِّين الإسلاميّ- لكلِّ واحد من العلوم الفلسفيَّة فروع تتفرّع عنه". 

فرَّعَ يفرِّع، تفريعًا، فهو مُفرِّع، والمفعول مُفرَّع
• فرَّع المسألةَ: جعلها فروعًا أي شُعبًا "فرَّع الأستاذُ الموضوعَ لتلاميذه ليسْهُل فهمه" ° فرّع بينهم: فرَّق- فرّع في قومه: طال. 

تفريعة [مفرد]:
1 - اسم مرَّة من فرَّعَ.
2 - أحد الانقسامات التي يحدثها مجرى مائيّ عن يمينه وشماله، وقد تكون هذه الانقسامات صناعيَّة، ولا تلتقي مع المجرى المائيّ إلا عند نقطة الانقسام "تفريعة قناة السويس". 

فارِعة [مفرد]: ج فارعات وفَوَارع: صيغة المؤنَّث لفاعل فرَعَ.
• الفارعة من النِّساء: الطَّويلة. 

فَراعة [مفرد]: مصدر فرَعَ. 

فرَّاعة [مفرد]: (رع) فأس كبيرة لقطع الحطب والشجر والأخشاب. 

فَرْع [مفرد]: ج أفْرُع وفُروع:
1 - غُصْن، شُعْبَة؛ امتداد خشبيّ قصير يخرج من الجذع الرئيسيّ للشّجرة، يقابله أصل "فروع الشجرة: أغصانها- {كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} ".
2 - ما يتفرَّع من غيره، يقابله أصل "فروع المسألة: أقسامها، ما تفرَّع منها- ينتمي إلى الفرع الفقير من العائلة" ° فروع الرَّجل: أولاده- فروع الشَّركة: مكاتبها.
3 - (شر) كلَّ ما يخرج متشعِّبًا من أصل كالأوردة والشرايين والأعصاب ونحوها.
• فرع النَّهر: (جو) مجرى مائيّ يتفرَّع من نهر ولا يعود إليه. 

فَرْعيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى فَرْع: ثانويّ "طريق/ عنوان فرعيّ- مسألة فرعيّة- تواصل اللجان الفرعيّة أعمالها" ° الخطّ الفرعيّ: خطّ متفرِّع من خطّ حديديّ رئيسيّ- انتخاب فرعيّ: يتناول مقعدًا فرديًّا أو بعض مقاعد- طريق فرعيّ: طريق سريع يمرُّ حول أو على جانب واحد من منطقة مغلقة أو مزدحمة. 
فرع
فَرَّعَ فُرُوْعاً. وأفْرَعَ: في مَعْنى صَعِدَ وهَبَطَ جميعاً. ويُقال في الهُبُوط: فَرَّعَ؛ أيضاً. وفَرَعْتُه: عَلَوْتَه. وفَرَعْتُ أرْضَ كذا: جَوَّلْتُ فيها فَعَلِمْتُ خَبَرَها. وفَرَعْتُ الفَرَسَ: قَدَعْتَه. وفَرَعْتُ بينهم: حَجَزْتَ. ورَجُلٌ مِفْرَعٌ وقَوْمٌ مَفَارِعُ: إِذا كَفُّوا بين النّاس وَقَوَوْا على ذلك، وفي الحديث: " أنَّ جارِيَتَيْنِ أخَذَتا بِرُكْبَتَي النبيِّ صلّى الله عليه وآلِهِ وسَلَّم - وهو في الصَّلاة فَفَرَّع بينهما " أي فَرَّقَ.
وفَرَعًها وافْتَرَعَها: اقْتَضَّها. وأَفْرَعَتْ: رأتِ الدَّمَ عندَ الوِلادَة أوْ في أوَّل ما حاضَتْ.
وهو أوَّلُ صَيْدٍ فَرَعْنا دَمَه: أي صَبَبْناه. وأفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغَنَم: أفْسَدَتْ وأدْمَتْ، وكذلك أفْرَعَ اللِّجَامُ الفَرَسَ: أي أدْمى فاه. ورُوِيَ عنهم: بِئسَ ما أفْرَعْتَ: أي ابْتَدَأْتَ.
وأفْرَعُوا الفَرَعَةَ واسْتَفْرَعوا وفَرَّعُوا: نَحَروْها. والفَرَعَةُ: أوَّل نِتَاج الناقَة، وكانوا يَتَبَرَّكُونَ بنَحْرِه. وقيل: كانوا إِذا بَلَغَ الإبِلُ المائةَ نَحَروا واحِداً وأُطْعِمَ الناس وهو الفَرَعَة. ويُقال: أَفْرَعَتِ الإبِلُ: أي نُتِجَتِ الفَرَعَ. وأفْرَعُوا: فَعَلَتْ إبِلهم ذلك.
والفَرَعُ: القِسْم. وأتَيْتُه في فَرْع الضُّحى: أي في أوَّله. وفَرَعَةُ الجَبَل وفارِعتُه: قُلَّتُه. والفُرْعَانُ: الشِّعَابُ في الجِبَال، والواحِد: فَرَعٌ. والفَرَعَةُ: القَمْلةُ الصَّغيرة، وقيل الكَبيرة، والجَميعُ: الفَرَعُ. ويُقال: الفَرْعَةُ - بِسُكُون الرّاء -؛ والفَرْعُ الجَمْع، ومنه: حَسَّانُ بن الفُرَيْعَة. والفَرَعَة: جِلْدَةٌ تُزَادُ في القِرْبَة أو الجِراب إِذا ضَاقَ.
وأُفْرِعَ بِسَيِّد بَني فلانٍ: أي أخَذُه. وأفْرَعُوا: انْتَجَعُوا في أَوَّل الناس. ووَادٍ مُفْرعٌ: كَفَى أهْلَه. وأفْرَعَ فلانٌ: طالَ وارتَفَعَ. وأفْرَعْتُ به فما أحْمَدْتُه: نَزَلْتُ به. وفارِعَة الوادي: أعْلاه. والفَرْعُ: أعْلى كُلِّ شيءٍ. وقَوْسٌ فَرْعٌ: إِذا اتُّخِذَتْ من رَأْسِ القَضِيْب.
والفَرْعُ: المالُ المُعَدُّ: والشَّعَرُ؛ جميعاً، يُقال: فَرِعَ وهو أفْرَعُ وفارعٌ. الجَميعُ: الفُرْعَان.
وفَرْعَةُ الطَّريْق وفارِعَتُه: حَوَاشِيْه. وقيل: الفارِعَةُ: ما ارْتَفَعَ منه وظَهَرَ؛ والجَميعُ: الفَوَارعُ. والفَرْعَاءُ والمَفْرَعُ مِثْلُه. وهو مُفْرَعُ الكَتِفِ؛ أي عَرِيْضُها. وتَفَرَّعْتُم: تَزَوَّجْتَ في سادَتِهم.
والمُفْرِعُ: الطَّويلُ من كُلِّ شَيءٍ. وفَوَارِعُ: مَوَاضِع. وفارعٌ: اسْمُ حِصْنٍ كان المَدينَةِ لحسّان بن ثابِت. فأمّا قَوْلُ الهُذَليِّ:
وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُوْع
فهي فُروعُ الجَوْزاء، وهو أشَدُّ ما يَكون من الحَرِّ، ويُرْوى: الفُرُوْغِ؛ بالغَيْن مُعْجَمَةً.
وقَوْلُ أُمَيَّةَ:
حَيِّ داوودَ وابنَ عَادٍ ومُوسى ... وفُرَيْعٌ بُنْيَانُه بالثِّقَالِ
فيُقال: أرادَ ب فُرِيْعٍ فِرْعَوْنَ.
رفع: المَرْفُوْعُ من سَيْرِ الفَرَس: دُوْنَ الحُضْر وفَوْقَ المَوْضوع، ويُقال: أرْفَعْ من دابَّتِكَ.
والرَّفْعَةُ: مِثْلُ جَرْي الفَرَس إِذا فَعَلَه البَعيرُ. ورافَعَني فلانٌ وخَافَضَني: داوَرَني كُلَّ مُدَاوَرَةٍ. ورَفُعَ رَفَاعَةً فهو رَفِيْعٌ. ورَفَّعَ الحِمَارُ في العَدْو: إِذا كان بعضُه أرْفَعَ من بعضٍ. والرَّفِيْعَةُ: ما تَرْفَعُه على غيرك عند السُّلْطان. والرِّفْعَة: نَقِيْضُ الذِّلَّة. والرِّفَاعَةُ: ما تُنَفِّجُ به المرْأَةُ عَجِيْزَتَها. وأرْفَعَ بهم: أتَّقى عليهم. ورَافَعْتُه: تارَكْتَه. ورَفَّعْتُهم: باعَدْتَهم في الحَرْب. ورَفَعْتُه رَفْعاً: خَبَأْتَه وَأَحْرَزْتَه. وقيل: في قَوْل جَرير:
رَفَعْنَ الكُسَا والعَبْقَرِيَّ المُرَقَّما.
اتَّخَذْتَها رَفِيْعَةً فاخِرة. وفي صَوْتِه رُفَاعَةٌ رَفَاعَةٌ: أي ارتِفاعٌ. ورَفَعْتُه: نَسَبْتَه، ومنه: حَدِيْثٌ مَرْفُوْعٌ. وهذا زَمَنُ رَفَاعِ الزَّرْعِ ورِفَاعِه: وذلك حين يُحْصَدُ فَيُرْفَع.
(ف ر ع)

فَرْعُ كل شَيْء: أَعْلَاهُ. وَالْجمع فُرُوعٌ لَا يكسر على غير ذَلِك، وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

مِن المنطِياتِ الموْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرَى فِي فُرُوعِ المُقْلَتَينِ نُضُوبُ

إِنَّمَا يُرِيد أعاليها.

وقوس فَرْعٌ: عملت من رَأس الْقَضِيب وطرفه، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الفَرْعُ من خير القسي، يُقَال قَوس فَرْعٌ وفَرْعَةٌ. قَالَ أَوْس:

عَلى ضَالَةٍ فَرْعٍ كأنَّ نَذِيرَها ... إِذا لم يُخَفِّضْهُ عَنِ الوَحْشِ أفكَلُ

وفَرَعَ الشَّيْء يَفْرَعُه فَرْعا وفُرُوعا وتَفَرَّعَهُ: علاهُ.

وفَرَعَ الْقَوْم وتَفَرَّعَهُم: فاقهم. قَالَ:

تُعَيِّرُني سَلْمَى ولَيْسَ بِقُضْأةٍ ... ولَوْ كُنْتُ من سَلْمى تَفَرعتُ دارِما

والفَرَعَةُ رَأس الْجَبَل وَأَعلاهُ خَاصَّة وَجَمعهَا فِرَاعٌ.

وجبل فارِعٌ، ونقا فارِعٌ: عَال أطول مِمَّا يَلِيهِ.

وفَرَعَةُ الجلة: أَعْلَاهَا من التَّمْر.

وكتف مُفْرَعَةٌ عالية مشرفة عريضة.

وكل عَال طَوِيل مُفْرَعٌ.

وفَرْعَةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه كُله: أَعْلَاهُ ومنقطعه، وَقيل: مَا ظهر مِنْهُ وارتفع، وَقيل: فارِعَتُهُ: حَوَاشِيه.

والفُرُوع: الصعُود.

وفَرَع رَأسه بالعصا وَالسيف فَرْعا: علاهُ.

وأفْرَع فلَان: طَال وَعلا.

وأفْرَع فِي قومه وفَرَّعَ: طَال وارتفع. قَالَ لبيد: فَأفْرَعَ بِالرَّبابِ يَقُودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عَنِ السِّخالِ

شبه الْبَرْق بِالْخَيْلِ البلق فِي أول النَّاس.

وتَفَرَّّعَ الْقَوْم: ركبهمْ بالشتم وَنَحْوه وعلاهم.

وتَفَرَّعَهُم: تزوج سيدة نِسَائِهِم وعلياهن.

وفَرَّعَ وأفْرَع: صعد، وَانْحَدَرَ، قَالَ الشماخ:

فإنْ كَرِهْتُ هِجائي فاجتنب سَخَطِي ... لَا يُدْرِكَنَّكَ إفْرَاعِي وتَصْعيدي

وفَرَعَ - بِالتَّخْفِيفِ - صعد وَعلا عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وأصْعَدَ فِي لؤمه وأفْرَعَ: أَي انحدر.

وَبئسَ مَا أفْرَعَ بِهِ: أَي ابْتَدَأَ.

والفَرَعُ والفَرَعَةُ: أول نتاج الْإِبِل وَالْغنم. وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يذبحونه لآلهتهم وَجمع الفَرَعِ فُرُعٌ، أنْشد ثَعْلَب:

كَفَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رَأسَهُ ... فُرُعٌ بَينَ رِئاسٍ وحامِ

رئاس وَحَام: فحلان.

وأفْرَعُوا: أنتجوا.

والفَرَعُ والفَرَعَةُ: ذِبْحٌ كَانَ يُذبح إِذا بلغت الْإِبِل مَا يتمناه صَاحبهَا، وجمعهما، فِرَاعٌ.

والفَرَعُ: بعير كَانَ يذبح فِي الْجَاهِلِيَّة. إِذا كَانَ للْإنْسَان مائَة بعير نحر مِنْهَا بَعِيرًا كل عَام فأطعم النَّاس وَلَا يذوقه هُوَ وَلَا أَهله.

والفَرَعُ: طَعَام يصنع لنتاج الْإِبِل كالخرس لولاد الْمَرْأَة.

والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفصيل فيلبسه آخر وَتعطف عَلَيْهِ نَاقَة سوى أمه فتدر عَلَيْهِ. قَالَ أَوْس بن حجر:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الْ ... أقوامِ سَقْبا مُجَلَّلاً فَرَعا والفَرَعُ: المَال الطائل الْمعد قَالَ:

فَمَنَّ واسْتَبْقى وَلم يَعْتَصِرْ ... مِنْ فَرْعِه مَالا وَلَا المَكْسِرِ

أَرَادَ من فَرَعِهِ فسكن للضَّرُورَة. والمكسر: مَا يكسر من أصل مَاله، وَقيل: إِنَّمَا الفَرْعُ هَاهُنَا الْغُصْن، فكنى بالفَرْعِ عَن حَدِيث مَاله وبالمكسر عَن قديمه، وَهُوَ الصَّحِيح.

وأفْرَعَ الْوَادي أَهله: كفاهم.

وفارَعَ الرجل: كَفاهُ وَحمل عَنهُ، قَالَ حسان بن ثَابت:

وأنْشُدُكُمْ والبغْىُ مُهْلكُ أهْلِهِ ... إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ لهُ منْ يُفارِعهْ

وفَرِعَ فَرَعا فَهُوَ أفْرَع: كثر شعره.

والأفْرَعُ: ضد الأصلع وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعان.

وفَرْعُ الْمَرْأَة: شعرهَا، وَجمعه فُروعٌ.

وَامْرَأَة فارعة وفَرْعاءُ: طَوِيلَة الشّعْر.

وأفْرَع بِهِ: نزل.

وفَرَعَ الأَرْض وفَرَّعَ فِيهَا: جَوَّل فِيهَا وَعلم علمهَا.

وفرَعَ بَين الْقَوْم يَفْرَع فَرْعا: حجز وَأصْلح.

وأفْرَع سَفَره وَحَاجته: أَخذ فيهمَا.

وأفْرَعُوا من سفرهم: قدمُــوا وَلَيْسَ ذَلِك أَوَان قدومهم.

وفَرَعَ فرسه يَفْرَعُه فَرْعا: كبحه وكفه قَالَ:

نَفْرَعُه فَرْعا ولسنا نعتله

وأفْرَعَتِ الْمَرْأَة: حَاضَت.

وأفْرَعَها الْحيض: أدماها والإفْرَاعُ: أول مَا ترى الماخض من النِّسَاء أَو الدَّوَابّ دَمًا.

وأفْرَعَ لَهَا الدَّم: بدا لَهَا. وأفْرَعَ اللجام الْفرس: أدماه، قَالَ الْأَعْشَى:

صَدَدْتُ عَن الأعْدَاءِ يَوْمَ عُباعِبٍ ... صدَودَ المذَاكي أفْرَعَتْها المساحِلُ

المساحل: اللجم، وَاحِدهَا مسحل، يَعْنِي أَن المساحل أدمتها كَمَا أفْرَع الْحيض الْمَرْأَة بِالدَّمِ.

وافْترَع الْمَرْأَة: اقتضَّها.

والفُرْعَةُ: دَمهَا.

وَهَذَا أوَّلُ صيد فَرَعَهُ: أَي أراق دَمه.

والفَرَعُ: القِسم وَخص بِهِ بَعضهم المَاء.

وأُفْرِعَ بِسَيِّد بني فلَان: أُخذ فَقتل.

وأفْرَعَتِ الضبع فِي الْغنم: قتلتها وأفسدتها أنْشد ثَعْلَب:

أفْرَعْتِ فِي فُرَارِي كأنَّما ضِرَارِي ... أرَدْتِ يَا جَعارِ

وَهِي أفسد شَيْء رئى. والفرار: الضَّأْن.

والفَرَعة: القملة الْعَظِيمَة، وَقيل: الصَّغِيرَة، وَجَمعهَا فِرَاعٌ.

والفِرَاعُ: الأودية.

والفَوَارِعُ: مَوضِع.

وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعَةُ وفارِعَةُ كلهَا أَسمَاء رجال.

وفارِعَةُ اسْم امْرَأَة، وفُرْعانُ: اسْم رجل.

ومنازل بني فُرْعان: من رَهْط الْأَحْنَف ابْن قيس.

والأفْرَعُ: بطن من حمير.

وفَرْوَعٌ: مَوضِع.

قَالَ البريق الْهُذلِيّ: وقَد هاجني مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ ... وأجْزَاعِ ذِي اللَّهْبَاءِ مَنزِلَةٌ قَفْرُ

وفارِعٌ: حصن بِالْمَدِينَةِ، يُقَال: أنَّه حصن حسان بن ثَابت.

والفارِعان: اسْم أَرض. قَالَ الطرماح:

ونحْنُ أجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هامُنا ... طُهَيَّةَ يوْمَ الفارِعَيْنِ بِلا عَقْدِ

والفُرْعُ: مَوضِع، وَهُوَ أَيْضا مَاء بِعَيْنِه، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَأنْشد:

تربَّعَ الفُرْعَ بمرعىً محمودْ

فرع: فَرْعُ كلّ شيء: أَعْلاه، والجمع فُرُوعٌ، لا يُكَسَّر على غير

ذلك. وفي حديث افْتِتاحِ الصلاة: كان يَرْفَعُ يديه إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ

أَي أَعالِيها. وفَرْعُ كل شيء: أَعلاه. وفي حديث قيام رمضان: فما كنا

نَنْصَرِفُ إِلا في فُرُوعِ الفجْر؛ ومنه حديث ابن ذي المِشْعارِ: على أَن لهم

فِراعَها؛ الفِراعُ: ما عَلا من الأَرض وارْتَفَعَ؛ ومنه حديث عطاء:

وسئل ومن أَين أَرْمِي الجمرتين؟ فقال: تَفْرَعُهما أَي تَقِفُ على

أَعْلاهما وتَرْمِيهما. وفي الحديث: أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ من الخارِفِ؟ قالوا:

فَرْعُها، قال: وكذلك الصفُّ الأَوَّلُ؛ وقوله أَنشده ثعلب:

مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَما

يُرَى، في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ

إِنما يريد أَعالِيَهما. وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ من رأْس القَضِيبِ

وطرَفه. الأَصمعي: من القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فالقضيب التي عملت من

غُصْنٍ واحد غير مشقوق، والفَرْعُ التي عملت من طرف القضيب. وقال أَبو

حنيفة: الفَرْعُ من خير القِسِيِّ. يقال: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قال

أَوس:على ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها،

ِذا لَمْ تُخَفِّضْه عن الوَحْشِ، أَفْكَلُ

يقال: قوس فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مشقوق؛ وقال:

أَرْمي عليها، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ،

وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ

وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وبالقاف أَيضاً. وفَرَعَ الشيءَ

يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه. وقيل: تَفَرَّعَ فلانٌ

القومَ عَلاهم؛ قال الشاعر:

وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ،

هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ

وفَرَعَ فلان فلاناً: عَلاه. وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قال:

تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ،

ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دارما

والفَرْعةُ: رأْسُ الجبل وأَعْلاه خاصّة، وجمعها فِراعٌ؛ ومنه قيل: جبل

فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مما يَلِيهِ. ويقال: ائْتِ فَرْعةً

من فِراعِ الجبل فانْزِلْها، وهي أَماكنُ مرتفعة. وفارعةُ الجبل:

أَعلاه. يقال: انزل بفارِعة الوادي واحذر أَسفَله. وتِلاعٌ فَوارِعُ:

مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وبذلك سميت المرأَة فارِعةً. ويقال: فلان فارِعٌ. ونَقاً

فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طويل. والمُفْرِعُ: الطويلُ من كل شيء. وفي حديث شريح:

أَنه كان يجعل المُدَبَّر من الثلث، وكان مسروق يجعله الفارِعَ من

المال.والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِّءُ الحَسَنُ. والفارِعُ: العالي.

والفارِعُ: المُسْتَفِلُ. وفي الحديث: أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ

(* قوله« أعطى

يوم حنين إلخ» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: اعطى العطايا إلخ.)

فارِعةً من الغَنائِمِ أَي مُرْتَفِعة صاعِدة من أَصلها قبل أَن تُخَمَّسَ.

وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها من التمر. وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عالية مُشْرِفة

عريضة. ورجل مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وقيل مرتفعها، وكل عالٍ طويلٍ

مُفْرِعٌ. وفي حديث ابن زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولاً أَي

يَطُولُهم ويَعْلُوهم، ومنه حديث سودةَ: كانت تَفْرَعُ الناسَ

(* قوله«تفرع

الناس» كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية: النساء.) طُولاً. وفَرْعةُ الطريقِ

وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كله: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وقيل: ما

ظهر منه وارتفع، وقيل: فارِعتُه حواشِيه. والفُرُوعُ: الصُّعُود.

وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا والسيف فَرْعاً:

عَلاه. ويقال: هو فَرْعُ قَوْمِه للشريف منهم. وفَرَعْتُ قوْمي أَي

عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا. وأَفْرَعَ في

قومِه وفَرَّعَ: طال؛ قال لبيد:

فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً

مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عن السِّخالِ

شبَّه البَرْقَ بالخيل البُلْقِ في أَوّلِ الناسِ. وتَفَرَّعَ القومَ:

رَكِبَهم بالشتْمِ ونحوه. وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم

وعُلْياهُنَّ. يقال: تَفَرَّعْتُ ببني فلان تزوَّجْتُ في الذُّرْوةِ منهم

والسَّنامِ، وكذلك تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم. وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ

وانْحَدَرَ. قال رجل من العرب: لَقِيتُ فلاناً فارِعاً مُفْرِعاً؛ يقول:

أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قال الشماخ في الإِفْراعِ بمعنى

الانْحِدارِ:

فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي،

لا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي

إِفْراعي انْحِداري؛ ومثله لبشر:

إِذا أَفْرَعَتْ في تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بها،

ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد

وفَرَّعْتُ في الجبل تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ في الجبل:

صَعَّدْتُ، وهو من الأَضداد. وروى الأَزهري عن أَبي عمرو: فَرَّعَ الرجُلُ

في الجبل إِذا صَعَّدَ فيه، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ. وحكى ابن بري عن

أَبي عبيد: أَفْرَعَ في الجبل صَعَّدَ، وأَفْرَعَ منه نزل؛ قال معن بن أَوس في

التفريع بمعنى الانحدار:

فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا

جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا

قال شمر: وأَفْرَعَ أَيضاً بالمعنيين، ورواه فأَفْرَعوا أَي انحدروا؛

قال ابن بري: وصواب إِنشاد هذا البيت: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ منصوبة؛

وبعده:

فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه

مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قد تَنَجَّدا

وأَنشد ابن بري بيتاً آخر في الإِصْعاد:

إِنِّي امْرُؤٌ من يَمانٍ، حين تَنْسُبُني،

وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي

قال: والإِفْراعُ هنا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وهو

الانْحِدارُ. وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نزلت. قال ابن

الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، من الأَضْداد؛ قال عبد الله بن

همّام السّلُولي:

فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي،

أُصَعِّدُ سِرًّا في البِلادِ وأُفْرِعُ

(* قوله «سراً» تــقدم انشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.)

وفَرعَ، بالتخفيف: صَعَّدَ وعَلا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقولُ، وقد جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ

صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها

وأَصْعَدَ في لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ. وبئس ما أَفْرَعَ به أَي

ابتدأَ. ابن الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ.

والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان

أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون،

وجمع الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثعلب:

كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه

فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ

رئاس وحام: فحلانِ. وفي الحديث: لا فَرَعَ ولا عَتِيرةَ. تقول: أَفْرَعَ

القومُ إِذا ذبحوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه الناقة لآلِهتهم. وأَفْرَعُوا:

نُتِجُوا. والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كان يُذْبَحُ إِذا بلت الإِبل ما

يتمناه صاحبها، وجمعهما فِراعٌ. والفَرَعُ: بعير كان يذبح في الجاهلية

إِذا كان للإِنسان مائة بعير نحر منها بعيراً كل عام فأَطْعَمَ الناسَ ولا

يَذُوقُه هو ولا أَهلُه، وقيل: إِنه كان إِذا تمت له إِبله مائة قدَّم

بكراً فنحره لصنمه، وهو الفَرَع؛ قال الشاعر:

إِذْ لا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا،

كما تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ

وقد كان المسلمون يفعلونه في صدر الإِسلام ثم نسخ؛ ومنه الحديث:

فَرِّعُوا إِن شئتم ولكن لا تَذْبَحوه غَراةً حتى يَكْبَرَ أَي صغيراً لحمه

كالغَراة وهي القِطْعة من الغِراء؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن الفَرَعِ

فقال: حق، وأَن تتركه حتى يكون ابن مخاضٍ أَو ابن لَبُونٍ خير من أَن

تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بِوَبَرِه، وقيل: الفَرَعُ طعام يصنع لنَتاجِ الإِبل

كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. والفَرَعُ: أَن يسلخ جلد الفَصِيلِ

فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عليه سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عليه؛ قال أَوس بن حجر يذكر

أَزْمةً في شدَّة برد:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الـ

ـأَقوام سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعا

أَراد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ، فاختصر الكلام كقوله:واسأَلِ القرية

أَي أَهل القرية. ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فعلت إِبلهم ذلك

والهَيْدَبُ:الجافي الخِلْقة الكثيرُ الشعر من الرجال. والعَبامُ: الثَّقِيلُ.

والفَرَعُ: المال الطائلُ المُعَدّ؛ قال:

فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِرْ،

مِنْ فَرْعِه، مالاً ولا المَكْسِرِ

أَراد من فَرَعِه فسكن للضرورة. والمَكْسرُ: ما تَكَسَّرَ من أَصل ماله،

وقيل: إِنما الفَرْعُ ههنا الغُصْنُ فكنى بالفَرْعِ عن حديث ماله

وبالمَكْسِرِ عن قديمه، وهو الصحيح.

وأَفْرَعَ الوادي أَهلَه: كَفاهُم. وفارَعَ الرجلَ: كفاه وحَمَلَ عنه؛

قال حسان بن ثابت:

وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه،

إِذا الضَّيْفُ لم يُوجَدْ له مَنْ يُفارِعُهْ

والفَرْعُ: الشعر التام. والفَرَعُ: مصدر الأَفْرَعِ، وهو التامُّ

الشعَر. وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وهو أَفْرَعُ: كثر شعَره.

والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وجمعهما فُرْعٌ وفُرْعانٌ. وفَرْعُ المرأَة:

شعَرُها، وجعه فُرُوعٌ. وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طويلة الشعر، ولا يقال

للرجل إِذا كان عظيم اللحية والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يقال رجل أَفْرَعُ

لضدّ الأَصْلَع، وكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذا جُمَّة. وفي

حديث عمر: قيل الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُففقال: الفُرعان،

قيل: فأَنت أَصْلَعُ؛ الأَفْرَعُ: الوافي الشعر، وقيل: الذي له جُمَّةٌ.

وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشجرة أَي كثرت. والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تزاد في

القِرْبة إِذا لم تكن وفْراء تامة.

وأَفرَعَ به: نزل. وأَفرَعْنا بفلان فما أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا به.

وأَفْرَعَ بنو فلان أَي انتجعوا في أَوّل الناس. وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها

وفرَّع فيها جوَّل فيها وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بين

القوم يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وفي الحديث: أَن جاريتين جاءتا

تَشْتَدّانِ إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي فأَخذتا بركبتيه

فَفَرَعَ بينهما أَي حَجَزَ وفرَّق؛ ويقال منه: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً،

وفَرَّع بين القوم وفرَّقَ بمعنى واحد. وفي الحديث عن أَبي الطفيل قال: كنت

عند ابن عباس فجاءه بنو أَبي لهب يختصمون في شيء بينهم فاقْتَتَلُوا عنده

في البيت، فقام يُفَرِّعُ بينهم أَي يَحْجُزُ بينهم. وفي حديث علقمة: كان

يُفَرِّعُ بيْن الغنم أَي يُفَرِّقُ، قال ابن الأَثير: وذكره الهرويّ في

القاف، وقال: قال أَبو موسى وهو من هَفَواته. والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ،

وجمعه فَرَعةٌ، وهو مثل الوازِعِ. وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فيهما.

وأَفْرَعُوا من سفَره: قدمــوا وليس ذلك أَوانَ قدومهم. وفرَعَ فرسَه

يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قال أَبو النجم:

بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ

نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ

(* قوله« بمفرع إلخ» سيأتي إِنشاده في مادة عتل) :

من مفرع الكتفين حر عطله

شمر: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قال الشاعر

يرثي عبيد بن أَيوب:

ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حتى تَرَكْتَنِي،

إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا

وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها.

وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دماً قَبْلَ الولادة. والإِفْراعُ: أَوّلُ ما تَرَى

الماخِضُ من النساء أَو الدوابّ دماً. وأَفْرَعَ لها الدمُ: بدا لها. وأَفْرَعَ

اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قال الأَعشى:

صَدَدْت عن الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ،

صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ

المَساحِلُ: اللُّجُمُ، واحدها مِسْحَلٌ، يعني أَنَّ المَساحِل

أَدْمَتْها كما أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بالدم.

وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دمها، وقيل له افْتِراعٌ

لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وهذا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دمه. قال

يزيد بن مرة: من أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قال: وهو مُشَبَّه

بأَوَّلِ النِّتاجِ. والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ به بعضهم الماء. وأُفْرِعَ

بسيد بني فلان: أُخِذَ فقتل. وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ في الغنم: قتلتها

وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثعلب:

أَفْرَعْتِ في فُرارِي،

كأَنَّما ضِرارِي

أرَدْتِ، يا جَعارِ

وهي أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. والفُرارُ: الضأْن، وأَما ما ورد في الحديث: لا

يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ ولا أَزَنّ ولا أَفْرَعُ؛ الأَفْرَعُ ههنا:

المُوَسْوِسُ.

والفَرَعةُ: القَمْلةُ العظيمة، وقيل: الصغيرةُ، تسكن وتحرك، وبتصغيرها

سميت فُرَيْعةُ، وجمعها فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ. والفِراعُ:

الأَوْدِيةُ.والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كلها:

أَسماء رجال. وفارِعة: اسم امرأَة. وفُرْعانُ: اسم رجل. ومَنازِلُ بن

فُرْعانَ: من رهط الأَحْنَف بن قَيْسٍ. والأَفْرَعُ: بطن من حِمْيَرٍ.

وفَرْوَعٌ: موضع؛ قال البريق الهذلي:

وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ،

وأَجْزاعِ ذي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ

وفارِعٌ: حِصْنٌ بالمدينة يقال إِنه حصن حسّان بن ثابت؛ قال مِقْيَسُ بن

صُبابةَ حين قَتَلَ رجلاً من فِهْرٍ بأَخيه:

قَتَلْتُ به فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه

سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ

وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَسشَّداً،

وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ

والفارِعانِ: اسم أَرض؛ قال الطِّرِمّاحُ:

ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَهُنا

طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ

والفُرْعُ: موضع وهو أَيضاً ماء بِعَيْنِه؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود

وفي الحديث ذكر الفُرْع، بضم الفاء وسكون الراء، وهو موضع بين مكة

والمدينة، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ ما يكون من الحَرّ، قال أَبو

خِراشٍ:وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه

ذَكا النّارِ من نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ

قال: وقرأْته على أَبي سعيد بالعين غير معجمة؛ قال أَبو سعيد في قول

الهذلي:

وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُرو

عِ، مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال

قال: هي فُروعُ الجَوْزاءِ بالعين، وهو أَشدّ ما يكون من الحر، فإِذا

جاءت الفروغُ، بالغين، وهي من نُجُوم الدّلْو كان الزمان حينئذ بارداً ولا

فَيْحَ يومئذ.

فرع

1 فَرَعَ [He, or it, overtopped, or surpassed in height or tallness: this seems to be the primary signification]. It is said in a trad., يَكَادُ يَفْرَعُ النَّاسَ طُولًا (O, TA) He is, or was, near to overtopping the people, or surpassing them in tallness. (TA.) And one says, فَرَعَ فِى قَوْمِهِ i. e. طَالَ [app. meaning He surpassed in tallness among his people or party]; as also ↓ افرع. (TA.) And فَرَعَ القَوْمَ, (K,) or فَرَعْتُ قَوْمِى, (S, O,) inf. n. فَرْعٌ and فُرُوعٌ, (assumed tropical:) He was, or became, superior to the people or party, (K,) or I was, or became, superior to my people or party, (S, O,) in eminence, or nobility, or in beauty, or goodliness. (S, O, K.) And فَرَعَ صَاحِبَهُ (assumed tropical:) He was, or became, superior to his companion; he excelled him. (IAar, TA in art. برع.) [See also 5.] b2: And فَرَعَ, (O, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. فَرْعٌ (TK [as is indicated in the K, and, in the former of the two senses here following, فُرُوعٌ also, said in the TA to be syn. with صُعُودٌ]), (tropical:) He (a man, O) ascended: and also he descended: thus having two contr. significations: (O, K, TA:) or, accord. to IAar, it has the former meaning, and ↓ افرع has the latter meaning: (TA: [but see what follows:]) you say, فَرَعْتُ الجَبَلَ (S, TA) and فِى الجَبَلِ, (TA,) I ascended the mountain; (S, TA;) as also ↓ فَرَّعْتُهُ, (S, O, * K, *) inf. n. تَفْرِيعٌ: (S, O, K:) and فِى الجَبَلِ ↓ فَرَّعْتُ I descended the mountain; as also فِيهِ ↓ أَفْرَعْتُ: (S, O, K:) or, as IB says, on the authority of A 'Obeyd, فِى الجَبَلِ ↓ افرع means he ascended the mountain: and مِنْهُ ↓ افرع he descended it. (TA.) b3: And فَرَعْتُ رَأْسَهُ بِالعَصَا, (S, O, K, * TA, *) inf. n. فَرْعٌ; (O, TA;) as also قَرَعْتُهُ, (S, O,) inf. n. قَرْعٌ; (O;) (tropical:) I smote his head, [or assailed it, smiting,] syn. عَلَوْتُهُ (S, O, K, * TA) بِهَا (K, TA) ضَرْبًا, (TA,) [with the staff, or stick], and بِالسَّيْفِ [with the sword]. (TA.) b4: فَرَعْتُ فَرَسِى بِاللِّجَامِ, (S, O, K, *) aor. ـَ inf. n. فَرْعٌ, (S, O,) (assumed tropical:) I pulled in my horse by the bridle and bit, to stop him. (S, O, K.) b5: فَرَعْتُ بَيْنَهُمَا, (S, O,) or بَيْنَهُمْ, (K, TA,) aor. ـَ inf. n. فَرْعٌ, (TA,) (tropical:) I interposed, or intervened as a barrier, (S, O, K, TA,) between them two, (S, O, TA,) or between them, (K, TA,) and restrained (S, O, K, TA) them two, (S, O, TA,) or them, and made peace, or effected a reconciliation, between them: (K, TA:) and ↓ فرّع بَيْنَ القَوْمِ, inf. n. تَفْرِيعٌ, (assumed tropical:) He made a separation, and interposed, or intervened as a barrier, between the people, or party: and hence the saying in a trad., بَيْنَ الغَنَمِ ↓ كَانَ يُفَرِّعُ i. e. He was making a separation between the sheep, or goats: IAth says that Hr has mentioned it as with ق; but, he adds, Aboo-Moosà says, it is one of his mistakes. (TA.) A2: هٰذَا أَوَّلُ صَيْدٍ فَرَعَهُ meansThis is the first object of the chase of which he shed, or has shed, the blood. (TA. [See also 4.]) b2: See also 8.

A3: فَرَعَ الأَرْضَ: see 4.

A4: فَرِعَ, [aor. ـَ (TA,) inf. n. فَرَعٌ, (S, O, K, TA,) He (a man) was, or became, abundant, (TA,) or free from deficiency, (S, O, K,) in respect of the hair [of the head]. (S, O, K, TA.) [See أَفْرَعُ.]2 فَرَّعَ see 1, near the middle, in two places.

A2: فَرَّعْتُ مِنْ هٰذَا الأَصْلِ مَسَائِلَ, (Msb, K, but in the latter فَرَّعَ,) inf. n. تَفْرِيعٌ, (TA,) (tropical:) I derived, or deduced, questions, or problems, or propositions, from this fundamental axiom or principle; (Msb;) or made questions to be the فُرُوع [i. e. the branches, meaning derivatives,] of this fundamental axiom or principle: (K, TA:) a tropical phrase. (TA.) A3: See again 1, latter half, in two places.

A4: And see also 4, former half, in three places.3 فارع الرَّجُلَ He sufficed the man; and bore, or took upon himself, a responsibility for him. (TA.) 4 أَفْرَعَ see 1, in five places. b2: You say افرع بِهِم meaning He alighted at their abode [as a guest]; syn. نَزَلَ. (K.) And أَفْرَعْنَا بِفُلَانٍ فَمَا أَحْمَدْنَاهُ i. e. نَزَلْنَا بِهِ [We alighted as guests at the abode of such a one, and we did not find him to be such as should be commended]. (S, O.) b3: And افرع فى لومه [app. فِى لُؤْمِهِ] i. e. اِنْحَدَرَ [as though meaning (tropical:) He lowered himself in his meanness, or sordidness; but I suspect it to be a mistranscription]; a tropical phrase. (TA.) A2: افرع الأَرْضَ He went round, or about, or round about, (S, O, K, TA,) or did so much, (S, O, TA,) in the land, (S, O, K, TA,) as also ↓ فَرَعَهَا, and ↓ فرّعها, (TA,) and consequently knew its state, or case, or circumstances. (S, O, K, TA.) A3: افرعت الإِبِلُ The camels brought forth the [firstlings, or] first offspring (الفَرَعَ). (O, K.) b2: And أَفْرَعُوا, (O,) or القَوْمُ افرع, (K,) They, (O,) or the people, or party, (K,) were, or became, persons whose camels had brought forth the first offspring. (O, K.) b3: And افرع القَوْمُ The people, or party, sacrificed the فَرَع [or firstling of a camel, or of a sheep or goat]: (S, Msb:) or افرع الفَرَعَةَ he sacrificed the فَرَعَة, (O, K,) which signifies the same as the فَرَع; (Mgh, Msb;) and so الفَرَعَةَ ↓ استفرع; (O;) or [simply] ↓ استفرع; (K;) and افرع [alone]; (O;) and ↓ فرّع, (O, K,) inf. n. تَفْرِيعٌ; (K;) he sacrificed the فَرَعَ; (O, K;) whence the trad., ↓ فَرِّعُوا

إِنْ شَئْتُمْ وَلٰكِنْ لَا تَذْبَحُوا غَرَاةً حَتَّى يَكْبَرَ i. e. Slaughter ye the firstling [of a camel, or of a sheep or goat], but slaughter not one that is little, whose flesh is like glue, [until it be full-grown.] (O, TA. *) b4: And [hence, perhaps,] أَفْرَعْتُهُ I made him to bleed. (Msb.) And أَفْرَعَتِ الضَّبُعُ الغَنَمَ, (O, K, TA,) so says Ibn-'Abbád, (O, TA,) or فِى الغَنَمِ, so in the L, (TA,) The hyena, or female hyena, injured, and made to bleed, (O, K, TA,) or killed, and injured, (L, TA,) the sheep or goats. (O, L, K, TA.) And افرع اللِّجَامُ الفَرَسَ The bit made the mouth of the horse to bleed. (O, K. [See also 1, near the end.]) and افرع المَرْأَةَ, said of menstruating, It made the woman to bleed. (TA.) And [hence, app.,] افرع العَرُوسَ He accomplished his want in respect of the compressing of the bride. (AA, O, K. * [See also 8.]) b5: And افرعت She (a woman) saw blood on the occasion of childbirth: (O, K:) or, as some say, before childbirth: (A'Obeyd, TA:) or at the first of her menstruating: (Ibn-'Abbád, O, K:) or she menstruated: (A'Obeyd, L, TA:) or she (a woman, or a beast,) first saw blood when taken with the pains of parturition, or near to bringing forth: and افرع لَهَا الدَّمُ the blood appeared to her. (L, TA.) A4: And افرع He began, or commenced, discourse, or a narration; (K;) and so ↓ استفرع; (Sh, O, K, TA;) and ↓ افترع: (Sh, TA:) and likewise, as also ↓ استفرع, a thing. (K.) One says, بِئْسَ مَا أَفْرَعْتَ بِهِ Very evil is that with which thou hast begun, or commenced: (S, O:) and نِعْمَ مَا أَفْرَعْتَ [or أَفْرَعْتَ بِهِ] Very good is that which [or with which] thou hast begun. (Msb.) And افرع سَفَرَهُ, and حَاجَتَهُ, He began, commenced, or entered upon, his journey, and his needful affair. (TA.) And افرعوا مِنْ سَفَرِهِمْ They came, or arrived, from their journey when it was not the proper time for their coming. (TA.) b2: And افرعوا They sought after herbage in its place (اِنْتَجَعُوا) among the first, or foremost, of the people. (S, O, K.) A5: افرع أَهْلَهُ, thus in all the copies of the K, expl. as meaning كَفَلَهُمْ, and likewise in the O, is a mistranscription by Sgh, whom the author of the K has here followed: it is correctly, افرع الَوادِى أَهْلَهُ i. e. The valley sufficed its people; syn. كَفَاهُمْ. (TA.) A6: أُفْرِعَ بِسَيِّدِ بَنِى فُلَانٍ, (O, K,) with damm, (K,) means The chief of the sons of such a one was taken (O, K, TA) and slain. (TA.) 5 تفرّعت أَغْصَانُ الشَّجَرِ The branches of the trees became abundant. (S, O, K. *) b2: and [hence,] تفرّع الوَادِى (assumed tropical:) [The valley branched forth]. (TA.) b3: [See also an ex. in a verse cited voce فَظِيعٌ.] b4: تَفَرَّعَتْ مِنْ هٰذَا الأَصْلِ مَسَائِلُ (O, Msb, K, TA) (tropical:) Questions, or problems, or propositions, were derived, or deduced, from this fundamental axiom or principle; (Msb;) or were made to be the فُرُوع [i. e. the branches, meaning derivatives,] thereof; (K, TA;) [they ramified therefrom;] is a tropical phrase. (TA.) A2: تَفَرَّعَهُمْ (tropical:) He set upon them (O, K, TA) with reviling and the like; as in the A and L: (TA:) and he was, or became, superior to them, (O, K, TA,) in eminence, or nobility; and excelled them: (TA: [see also 1:]) or it signifies, (S, K, TA,) or signifies also, (O,) (tropical:) he married, or took to wife, the chief of their women, (S, O, K, TA,) and the highest of them: (TA:) and تَفَرَّعْتُ بِبَنِى فُلَانٍ (tropical:) I married among the noble and high of the sons of such a one; like تَذَرَّيْتُهُمْ and تَنَصَّيْتُهُمْ. (TA.) 8 افترع: see 4, latter half. b2: Hence, (TA,) He devirginated a maid; (S, O, Msb, K, TA;) as also ↓ فَرَعَهَا. (K.) b3: And hence, افترع قَصِيدَةَ كَذَا (tropical:) [He broached such an ode], and مَعَانِىَ كَذَا [such meanings]: (Har p. 61:) and يَفْتَرِعُ أَبْكَارَ المَعَانِى (tropical:) [He broaches virgin meanings]. (TA, and Har ubi suprà.) 10 إِسْتَفْرَعَ see 4, former half, in two places: A2: and the same again, latter half, in two places.

فَرْعٌ The upper, or uppermost, part of anything; (S, O, Msb, K;) the فَرْع being what branches forth (يَتَفَرَّعُ) from the lower, or lowest, part thereof: (Msb:) pl. فُرُوعٌ only. (TA.) It is said in a trad. أَىُّ الشَّجَرِ أَبْعَدُ مِنَ الخَارِفِ قَالُوا فَرْعُهَا قَالَ وَكَذٰلِكَ الصَّفُّ الأَوَّلُ [What part of trees is furthest from the plucker of the fruit? they said, The uppermost part thereof; he said, And such like is the first row of the persons worshipping in the mosque]. (TA.) Thus فَرْعُ الأُذُنِ signifies The upper, or uppermost, part of the ear; (K, * MF, TA;) pl. as above. (TA.) And فُرُوعُ المُقْلَتَيْنِ The upper, or uppermost, parts of the two eyeballs. (TA.) b2: [Hence,] A branch of a tree or plant: (KL, TA:) or the head of a branch: or a great branch: and a branch of anything. (MA.) b3: [And hence, (assumed tropical:) A branch, or subdivision, or derivative, of anything that is regarded as a fundamental or a whole;] a thing that is built, or founded, upon another thing; opposed to أَصْلٌ: (K, TA:) [the pl. فُرُوعٌ, as opposed to أُصُولٌ meaning “ fundamentals,” signifies, in the conventional language of the lawyers and the men of science in general, the derivative institutes of the law, &c.: see 2:] عِلْمُ الفُرُوعِ [the science of the derivative institutes of the law] is what is commonly known by the appellation of عِلْمُ الفِقْهِ [the science of jurisprudence; because it is mainly concerned with institutes derived from fundamentals]. (Hájjee Khaleefeh.) b4: And (tropical:) The hair of a woman: pl. as above [app. used in a collective sense like the French “ cheveux ”]: (K, TA:) one says اِمْرَأَةٌ طَوِيلَةُ الفُرُوعِ [meaning (tropical:) A long-haired woman]. (TA.) And (K) (tropical:) Full [or abundant] hair. (S, O, K, TA.) b5: And (tropical:) The noble, or man of eminence, of a people or party: (S, O, K, TA:) pl. as above: (TA:) one says, هُوَ فَرْعُ قَوْمِهِ (tropical:) He is the noble, or man of eminence, of his people or party, (S, O, TA, *) and مِنْ فُرُوعِهِم of their nobles, &c. (TA.) b6: And [app. from the same word as signifying “ a branch of a tree,”] (assumed tropical:) A valley branching off. (TA.) And (assumed tropical:) A channel in which water runs to the شِعْب (K, TA) i. e. the وَادِى [here meaning the water-course in a low tract or between the two acclivities of two mountains]: (TA:) [but] in this sense its pl. is فِرَاعٌ. (K, TA.) A2: Also [or قَوْسٌ فَرْعٌ] A bow that is made from the extreme portion of a branch, (As, S, O, K, TA,) from the head thereof: (As, TA:) and (K) a bow that is not [made from a branch] divided lengthwise (S, O, K, TA) is called قَوْسٌ فَرْعٌ; (S, O, TA;) such as is [made from a branch] divided lengthwise being called قَوْسٌ فِلْقٌ: (S, O:) or the فَرْع is [one] of the best of bows: (AHn, K, TA:) and [this word is used as an epithet, i. e.] one says قَوْسٌ فَرْعٌ and فَرْعَةٌ. (K.) A3: Also, i. e. فَرْعٌ, Property that is beneficial, or serviceable, and made ready, or prepared: (O, K, TA:) or, accord. to the S, it is ↓ فَرَعٌ which has this signification; but this is said by Sgh [app. in the TS], and after him by the author of the K, to be a mistake; and a verse in which it occurs with the ر quiescent is cited in the O and K as an ex. of it in this sense: it may be, however, that the poet has made the ر quiescent of necessity [by poetic license, for the sake of the metre]; or it may here [properly] signify

“ a branch,” and be metonymically used as meaning recent property. (TA.) A4: See also the next paragraph, latter half.

فَرَعٌ The firstling of the camel, (S, Mgh, O, Msb, K,) or of the sheep or goat, (L, K,) which they used to sacrifice to their gods, (S, Mgh, O, Msb, K,) looking for a blessing thereby; (S, O, Msb;) and ↓ فَرَعَةٌ signifies the same: (Mgh, Msb:) hence, (Mgh, O, K,) it is said in a trad., [implying the prohibition of this custom,] لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرَةٌ, (S, O, K, *) or وَلَا عَتِيرَةَ ↓ لَا فَرَعَةَ: (Mgh: [see عَتِيرَةٌ:]) or when the camels amounted to the number for which their owner wished, they sacrificed [a firstling]: (TA:) or when one's camels amounted to a complete hundred, (K, TA,) he sacrificed a he-camel thereof every year, and gave it to the people to eat, neither he nor his family tasting it, or rather, it is said, (TA,) he sacrificed a young, or youthful, he-camel to his idol: and the Muslims used to do it in the first part of ElIslám: then it was abrogated: (K, TA:) accord. to the Bári' and the Mj, the firstling of camels and also that of sheep or goats are thus called: (Msb:) the pl. [of فَرَعٌ] is فُرُعٌ, with two dammehs. (K.) It is said in a prov., أَوَّلُ الصَّيْدِ فَرَعٌ [The first of what are taken by the chase or the like is a فرع] as being likened to a firstling: so says Yezeed Ibn-Murrah. (TA. [See Freytag's Arab. Prov., i. 35.]) b2: The poet Ows Ibn-Hajar, (S, O,) or Bishr Ibn-Abee-Kházim, has used it as meaning The skin of a فَرَع; (S, O; *) suppressing the prefix جِلْد: (S:) for they used to clothe with its skin another young one of a camel, in order that the mother of the one sacrificed might incline to it [and yield her milk]. (O; and the like is said in the TA.) A2: Also, and ↓ فَرْعٌ, Lice: (S, K:) or, as some say, small lice: (TA:) and one thereof is termed ↓ فَرَعَةٌ and ↓ فَرْعَةٌ: (S, K:) or, accord. to some, فرعة signifies a large louse. (TA.) A3: And the former (فَرَعٌ), Food that is prepared [app. for persons invited to partake of it] on the occasion of camels' bringing forth; like as خُرْسٌ signifies such as is on the occasion of a woman's bringing forth. (TA.) b2: And A portion, or share; syn. قِسْمٌ: (O, K, TA:) accord. to some, peculiarly of water. (TA.) b3: See also فَرْعٌ, last quarter.

A4: It is also the inf. n. of فَرِعَ. (TA. [See 1, last sentence.]) فَرْعَةٌ A high, or an elevated, place of a mountain: pl. فِرَاعٌ: so in the saying, اِيْتِ فَرْعَةً مِنْ فِرَاعِ الجَبَلِ فَانْزِلْهَا [Come thou to one of the high places of the mountain and descend it]: (S, TA:) or, as some say, it signifies particularly the head of a mountain. (TA. [See also فَارِعَةٌ.]) b2: and فَرْعَةُ الجُلَّةِ The highest, or uppermost, of the dates of the [receptacle called] جُلَّة [q. v.]. (TA.) b3: And فرعة الطريق [i. e. فَرْعَةُ الطَّرِيقِ] and فرعته [sic, app. ↓ فَرَعَتُهُ,] and ↓ فَرْعَاؤُهُ and ↓ فَارِعَتُهُ all signify The highest part of the road, and the place where it ends: or the conspicuous and elevated part thereof: or ↓ فَارِعَتُهُ signifies the sides, or borders, thereof. (TA. [See also قَارِعَةُ الطَّرِيقِ.]) b4: and one says, أَتَيْتُهُ فِى فَرْعَةٍ مِنَ النَّهَارِ (tropical:) I came to him in a first part of the day. (TA.) A2: See also فَرَعٌ, latter half.

فُرْعَةٌ The blood of the virgin on the occasion of devirgination.

فَرَعَةٌ: see فَرْعَةٌ.

A2: [Also] A piece of skin that is added in the قِرْبَة [or water-skin] when the latter is not full-sized, or complete. (O, K.) A3: See also فَرَعٌ, first quarter, in two places: A4: and the same again, latter half, in one place.

A5: It is also a pl. of فَارِعٌ [q. v.]. (O, K.) فُرُوعُ الجَوْزَآءِ means The most intense degree of heat: (S, O, TA:) [or rather الفُرُوعُ is a name of a certain asterism of الجَوْزَآءُ (which is an appel-lation of Orion and of Gemini, either whereof may be here appropriately meant,) at the season of the auroral rising of which the heat becomes most intense:] Aboo-Khirásh says, وَظَلَّ لَهَا يَوْمٌ كَأَنَّ أُوَارَهُ ذَكَا النَّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ

[And a day continued to them, the heat whereof was as though it were the blazing of fire, from the asterism of the فُرُوعِ; a long day]: (S, * O, TA:) in the S, وَظَلَّ لَنَا; but correctly لَهَا, meaning to the she-asses: (TA:) and Aboo-Sa'eed related it as above with the unpointed ع in الفروع: (S, * TA:) in the same manner, also, it is expl. by him as used in the phrase فَيْحُ نَجْمِ الفُرُوعِ [which I would render the vehement raging of the heat of the asterism of the فروع] in a verse of Umeiyeh Ibn-Abee-'Áïdh: El-Jumahee related it differently, with غ; but the فُرُوغ [or rather the فَرْغَانِ] are of the stars of Aquarius; and the season thereof [i. e. of their auroral rising] is cold; there is then no فيح. (TA.) فُرَيْعٌ, occurring [with tenween, perfectly decl.,] in a verse of Umeiyeh Ibn-Abi-s-Salt, (O, K,) i. q. ↓ فِرْعَوْنُ, (O,) which is a proper name of such as was King of the Amalekites [or rather of the ancient Egyptians, in general], like as قَيْصَر was of the Room [or Greeks of the Lower Empire], and كِسْرَى of the Persians, (Ksh in ii.

46,) [and also] a foreign word, (Msb,) [wherefore it is imperfectly decl., in Hebr.

פַּרְעֹה, i. e. Pharaoh,] a dial. var. of فِرْعَوْنُ, or used by poetic license: (K:) the pl. of the latter is فَرَاعِنَةٌ. (Msb.) فِرْعَوْنُ: see the next preceding paragraph.

فَارِعٌ [Overtopping, or surpassing in height or tallness: this seems to be the primary signification]. You say جَبَلٌ فَارِعٌ A mountain higher, or taller, than what is next to it. (S, O.) b2: and High, or tall; applied to a man, and to an extended gibbous piece of sand. (TA.) b3: and High, or elevated; goodly in form or aspect or appearance; beautiful: (Aboo-'Adnán, O, K:) or [simply] high [app. in rank or dignity]: (IAar, O:) and also low, ignoble, or mean: (IAar, O, K:) thus having two contr. significations. (O, K.) b4: And a man of the Arabs said, ↓ لَقِيتُ فُلَانًا فَارِعًا مُفْرِعًا, meaning [I met such a one] one of us ascending and the other descending. (S, O, TA.) A2: Also sing. of فَرَعَةٌ, which signifies The armed attendants, or guards, of the Sultán, or sovereign: (O, K, TA:) it is like وَازِعٌ. (TA.) فَارِعَةٌ The higher, or highest, part of a mountain [and of a valley]: one says, اِنْزِلْ بِفَارِعَةِ الوَادِى

وَاحْذَرْ أَسْفَلَهُ [Alight thou in the higher, or highest, part of the valley, and beware of its lower, or lowest, part]. (S, O.) See also فَرْعَةٌ, in two places. b2: الفَارِعَةُ مِنَ الغَنَائِمِ means The surplus that is deducted [so I render المُرْتَفِعَةُ الصَّاعِدَةُ, app. such things as cannot be divided and are therefore removed,] from the main stock of the spoils before they are divided into fifths. (TA.) b3: And فَوَارِعٌ, (pl. of فَارِعَةٌ, TA,) applied to تِلَاع, [a word variously explained, here, I think, used as signifying either high, or low, grounds, (see its sing. تَلْعَةٌ,)] (S, O, * K, *) means Of which the channels wherein the torrents flow are in high, or elevated, parts. (S, O, K.) فَيْفَرْعٌ (K, TA) and فَيْفَرَعٌ (TA) A species of trees. (K, TA.) أَفْرَعُ Free from deficiency in the hair [of the head]; (S, O, K;) contr. of أَصْلَعُ; (IDrd, S, O, K;) used only in this sense; not applied to a man who is large in the beard or in the whole head of hair: (IDrd, S, O:) the Prophet was أَفْرَع, (S, O,) and so was Aboo-Bekr, (O, K,) and 'Omar was أَصْلَع: (O:) fem. فَرْعَآءُ; (S, O, K;) accord. to IDrd, applied to a woman as meaning having much hair: (S, O:) pl. فُرْعَانٌ, (O, K,) like its contr. صُلْعَانٌ; (O;) and also فُرْعٌ. (K.) 'Omar, being asked, “Are the صُلْعَان better or the فُرْعَان,” said “ The فرعان are better,” meaning to assert the superior excellence of Aboo-Bekr over himself. (O.) b2: فَرْعَآءُ الطَّرِيقِ: see فَرْعَةٌ.

A2: Also i. q. مُوَسْوِسُ [app. as meaning Such as is subject to diabolical promptings or suggestions]: so in the trad., لَا يَؤُمَّنَّكُمُ الأَفْرَعُ [The افرع shall by no means act as your Imám]. (Nh, K, TA.) مُفْرَعٌ Anything tall. (TA.) b2: مُفْرَعُ الكَتِفِ A man broad in the shoulder-blade: (S, O, TA:) or high therein. (TA.) And كَتِفٌ مُفْرَعَةٌ A shoulder-blade high, projecting, and broad. (TA.) مُفْرِعٌ: see فَارِعٌ, last sentence but one.

مِفْرَعٌ One who interposes as a restrainer between persons [at variance], (O, K, TA,) and makes peace, or effects a reconciliation, between them: (TA:) pl. مَفَارِعُ. (S, O, K.)
فرع
فَرْعُ كلِّ شيءٍ: أَعْلَاهُ، والجمعُ: فُروعٌ، لَا يُكَسَّرُ على غيرِ ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: أيُّ الشجَرِّ أَبْعَدُ من الخارِف قَالُوا: فَرْعُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الصَّفُّ الأوّل. منَ المَجاز: الفَرْعُ من القومِ: شَريفُهم، يُقَال: هُوَ من فُروعِهم، أَي من أَشْرَافِهم. الفَرْعُ: المالُ الطائلُ المُعَدُّ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيّ فحرَّكَه.
قلتُ: لم يَضْبِطْه الجَوْهَرِيّ بِالتَّحْرِيكِ، وإنّما ذَكَرَه بعدَ قولِه: وَفِي الحَدِيث: لَا فَرْعَ ثمّ قَالَ: والفَرْعُ أَيْضا ففُهِمَ مِنْهُ أنّه مُحرَّكٌ. قَالَ الشُّوَيْعِرُ:
(فَمَنَّ واسْتَبقى وَلم يَعْتَصِرْ ... من فَرْعِهِ مَالا وَلم يَكْسِرِ)
هَكَذَا أنشدَه فِي العُباب، وَفِي اللِّسان: مَالا وَلَا المَكْسِرِ. ومِثلُه فِي التكملة، وَهُوَ الصوابُ، ثمّ إنّ المُصَنِّف قلَّدَ الصَّاغانِيّ فِي تَوهيمِه الجَوْهَرِيّ فِي ذِكرِه، والصوابُ مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الجَوْهَرِيّ تبَعاً لغيرِه من الأئمّة. وأمّا قولُ الشاعرِ فيُجابُ عَنهُ بجوابَيْن: الأوّلُ: أنّه أرادَ من فَرْعِهِ، فسكَّنَ للضَّرُورَة، وَالثَّانِي: لأنّ الفَرْعَ هُنَا الغُصْنَ، كنى بِهِ عَن حديثِ مالِه، وبالكَسْر عَن قَديمِه، وَهُوَ الصَّحِيح، فتأمَّلْ. الفَرْع: الشَّعْرُ التّامُّ وَهُوَ مَجاز، قَالَ امرؤُ القَيسِ:
(وفَرْعٍ يَزينُ المَتْنَ أَسْوَدَ فاحِمٍ ... أَثيثٍ كقِنْوِ النخْلَةِ المُتَعَثْكِلِ) الفَرعُ: القَوسُ عُمِلَتْ من طرف القضيبِ ورأْسِه، قَالَه الأَصمعيُّ. والقَوسُ: الفَرعُ: الغَيرُ المَشقوقَة، والفِلْقُ: المَشْقوقَةُ، أَو الفَرْع: من خَيرِ القِسِيِّ قَالَه أَبو حنيفةَ، قَالَ الشَّاعِر:
(أَرمي عَلَيْهَا وَهِي فَرْعٌ أَجمعُ ... وهْيَ ثلاثُ أَذْرُعٍ وإصبَعُ)
وَقَالَ أَوسٌ:
(على ضالَةٍ فَرعٍ كأَنَّ نَذيرَها ... إِذا لم تُخَفِّضْهُ عَن الوَحشِ أَفْكَلُ)
وَيُقَال: قوسٌ فَرْعٌ وفَرْعَةٌ. الفَرْعُ من المرأَة: شَعرُها، يُقال: لَهَا فَرْعٌ تَطَؤُه، ج: فُروعٌ، يُقَال: امرأَةٌ طَويلَةُ الفُروعِ، وَهُوَ مَجازٌ. الفَرْعُ: مَجرى المَاء إِلَى الشِّعْبِ، وَهُوَ الْوَادي، ج: فِراعٌ، بالكَسرِ. الفَرْعُ من الأُذُنِ فَرْعُه، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، قَالَ شيخُنا: وَفِيه نظَرٌ ظاهرٌ لَفظاً ومَعنىً، أَمّا لَفظاً فَلَا يَخفى أَنَّ الأُذُنَ مؤَنَّثَةٌ إِجْمَاعًا، فَكَانَ الصّوابُ فرعَها، والتَّأْويلُ بالعُضْوِ ونَحوِه لَا يَخفى مَا فِيهِ، وأَمّا مَعنىً فَلَا يَخفى مَا فِيهِ من الرَّكاكَةِ، فَهُوَ كقولِه: وفَسَّرَ الماءَ بعدَ الجُهْدِ بالماءِ. بل تفسيرُ المَاء بالماءِ أَسهَلُ، وحَقُّ العِبارَةِ: ومِنْ الأُذُنِ: أَعلاها، هَذَا هُوَ الصَّوابُ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ فِي حَدِيث افْتِتَاح الصَّلاةِ: كانَ يَرفَهُ يَدَيْهِ إِلَى فُروع أُذُنَيْهِ. أَي أَعاليها،)
وفَرعُ كُلِّ شيءٍ: أَعلاه، فبيَّنَ المُرادَ. انْتهى. الفُرْعٌ، بالضَّمِّ: ع، بالحِجاز، وَهُوَ من أَضخَم أَعراضِ المَدينةِ، على ساكِنِها أَفضَلُ الصَّلاة والسَّلام. قلتُ: وَهِي قريَةٌ بهَا مِنبَرٌ ونَخْلٌ ومِياهٌ، بَين مكَّةَ والرَّبَذَةِ عَن يسارِ السُّقيا، بَينهمَا وَبَين الْمَدِينَة ثمانيةُ بُرُدٍ، وَقيل: أَربَعُ ليالٍ. الفُرْعُ أَيضاً: فَرْعٌ، أَي وادٍ يتفرَّعُ من كَبْكَبٍ بعرَفاتٍ، ويُفتَحُ، وَبِه ضَبَطَ البَكرِيُّ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: الفُرْعُ: ماءٌ بعينِه، وأَنشدَ: تَرَبَّعَ الفُرْعُ بِمَرْعىً مَحمودْ الفُرْعُ: جمعُ الأَفْرَعِ، لِضِدِّ الأَصْلَعِ، كالفُرعانِ، بالضَّمِّ، كالصُّمّانِ والعُميانِ والعُورانِ والكُسْحانِ والصُّلْعانِ، فِي جموع الأَصَمِّ والأَعمى، والأَعوَرِ والأَكْسَحِ والأَصْلَعِ. وسُئلَ عُمرُ رَضِي الله عَنهُ: آلصُّلْعانُ خَيرٌ أَم الفُرْعانُ فَقَالَ: الفُرعانُ خَيرٌ. أَرادَ تفضيلَ أبي بَكْرٍ رَضِي الله عَنهُ على نفسِه، وَقد تــقدَّم فِي صلع. وَقَالَ نصرُ بنُ الحَجّاجِ، حينَ حلَقَ عمَرُ رَضِي الله عَنهُ لِمَّتَهُ:
(لقدْ حسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعَ لم يَكُنْ ... إِذا مَا مَشى بالفَرْعِ بالمُتَخايِلِ)
الفَرْعُ، بالتَّحريكِ: أَوَّلُ ولَدٍ تُنتِجُهُ النّاقَةُ، كَمَا فِي الصحاحِ، أَو الغَنَمُ، كَمَا فِي اللسانِ. وَكَانُوا يَذبَحونَه لآلِهَتِهِم، يتبرَّكونَ بذلكَ، وَلَو قَالَ: أَوّلُ نِتاجِ الإبِلِ والغَنَمِ كانَ أَخْصَرَ، وَمِنْه الحديثُ: لَا فَرَعَ وَلَا عَتيرَةَ، أَو كَانُوا إِذا بلَغَت الإبِلُ مَا يتمنّاهُ صاحِبُها ذبَحوا، أَو إِذا تَمَّتْ إبِلُ وَاحِدِ مائةٍ نحَرَ مِنْهَا بَعِيرًا كلَّ عامٍ، فأَطعَمَه النّاسَ، وَلَا يَذوقُهُ هُوَ، وَلَا أَهلُه، وَقيل: بل قدَّمَ بَكْرَهُ، فنَحَرَهُ لِصَنَمِهِ، قَالَ الشاعِرُ:
(إذْ لَا يَزالُ قَتيلٌ تحتَ رايَتِنا ... كَمَا تَشَحَّطَ سَقْبُ النّاسِكِ الفَرَعُ)
قد كانَ المسلِمونَ يفعلونَه فِي صدر الْإِسْلَام ثمَّ نُسِخَ، وَمِنْه الحديثُ: فَرِّعوا إنْ شِئتُمْ، ولكنْ لَا تَذْبَحوهُ غَراةً حتّى يَكْبَرَ أَي اذْبَحوا الفَرَعَ، وَلَا تَذبحوهُ صَغيراً لَحمُهُ مُلْتَصِقٌ كالغِراءِ، ج: فُرُعٌ بضَمَّتينِ، أَنشدَ ثعلَب:
(كغَرِيٍّ أَجْسَدَتْ رأْسَه ... فُرُعٌ بينَ رِئاسٍ وحَامْ)
رِئاسٌ وحَام: فَحلانِ. الفَرَعُ: القِسْمُ، وخَصَّ بِهِ بعضُهُم الماءَ. الفَرَعُ: ع، بَين البَصرة والكُوفَةِ، قَالَ سُوَيْدُ بنُ أَبي كاهِلٍ:
(حَلَّ أَهلي حَيثُ لَا أَطْلُبُها ... جانِبَ الحِصْنِ وحَلَّتْ بالفَرَعْ)

وَقَالَ الأَعشى:
(بانَتْ سُعادُ وأَمْسى حَبْلُها انْقَطَعا ... واحْتَلَّت الغَمْرَ فالجُدَّيْنِ فالفَرَعا)
الفَرَعُ: مَصدَرُ الأَفرَعِ للرَّجُلِ، والفَرْعاءُ للتّامِّ الشَّعرِ، الأَخيرُ عَن ابْن دُرَيْدٍ. وَقد فَرِعَ فَرَعاً: إِذا كَثُرَ شَعرُه، وَهُوَ ضِدُّ صَلِعَ، وَمن سَجَعاتِ الأَساسِ: لابُدَّ للقَرْعاءِ من حَسَدِ الفَرْعاءِ، وَكَانَ أَبو بَكْرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ أَفرَعَ، أَي وافِيَ الشَّعْرِ، وَقيل: ذَا جُمَّةٍ. وَكَانَ عُمَرَُ رَضِي الله عَنهُ أَصلَعَ، وَقد تــقدَّم. وَفِي الحَدِيث: كَانَ رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم أَفرَعَ ذَا جُمَّةٍ، وَيُقَال: إنَّه لَا يُقال للرَّجُلِ إِذا كَانَ عظيمَ اللِّحيَةِ والجُمَّةِ: أَفرَعُ، وإنَّما يُقال: رَجُلٌ أَفرَعُ لِضِدِّ الأَصلَعِ. قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. الفرَعُ: القَمْلُ، وَقيل: هُوَ الصَّغيرُ مِنْهُ، ويُسَكَّنُ. والفَرَعَةُ واحِدَتُها، وتُسَكَّنُ، وَيُقَال: الفَرَعَةُ: القَمْلَةُ العَظيمَةُ، وبتَصغيرِها سُمِّيَتْ فُرَيْعَةُ. وجَمْعُها أَفْراعٌ. الفَرَعَةُ: جِلْدَةٌ تُزادُ فِي القِرْبَةِ إِذا لَمْ تكُنْ وَفراءَ تامَّةً. وفَرَعَ الرَّجُلُ فِي الجَبَلِ، كمنَعَ، إِذا صَعِدَ وعَلا، عَن ابْن الأَعْرابِيِّ، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ
(أَقولُ وَقد جاوَزْنَ من صَحْنِ رابِغٍ ... صَحاصِحَ غُبْراً يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها)
قَالَ غيرُه: فَرَعَ، إِذا نزَلَ وانْحَدَرَ، فَهُوَ ضِدُّ. فَرَعَ البِكْرَ: افْتَضَّها، كافْتَرَعَها، الأَخيرُ عَن الجَوْهَرِيِّ، وَقيل لَهُ: افْتِراعٌ، لأَنَّهُ أَوَّلُ جِماعِها. منَ المَجاز: فَرَعَ رأْسَهُ بالعَصا والسَّيْفِ فرْعاً: عَلاهُ بهَا ضَرْباً، ويُروَى بالقافِ أَيضاً، كَمَا فِي الصِّحاحِ. فَرَعَ القَومَ فَرْعاً وفُروعاً: عَلاهُم بالشَّرَفِ أَو بالجَمالِ. وَفِي حديثِ ابْن زِمْلٍ: يَكادُ يَفرَعُ النّاسَ طُولاً، أَي يَعلوهُم، وَفِي حَدِيث سَودَةَ: كَانَت تَفرَعُ النّاسَ طُولاً. فَرَعَ الفَرَسَ باللِّجامِ يَفرَعُه فَرْعاً: قدَعَهُ، كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُه: وكَبَحَهُ وكَفَّهُ، قَالَ أَبو النَّجم:
(بِمُفْرِعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَيْطَلُهْ ... نَفْرَعُه فَرْعاً ولَسنا نَعْتِلُه)
منَ المَجاز: فَرَعَ بينَهُم يَفرَعُ فَرعاً: حجَزَ، وكَفَّ، وأَصلَحَ، وعِبارةُ الصِّحاحِ: وفَرَعْتُ بينَهُما، أَي حجَزْتُ وكَفَفْتُ، عَن أَبي نَصْرٍ. عَن أَبي عَدنانَ: الفارِعُ: المُرتَفِعُ العالي الهَيِّئُ الحَسَنُ. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الفارِعُ: العالي، والفارِعُ: المُسْتَفِلُ، فَهُوَ ضِدُّ. وفارِعٌ: ْنٌ بالمدينةِ، يُقَال: إنَّه حِصْنُ حسّانَ بنِ ثابتِ، قَالَ مِقْيَسُ بنُ صُبابَةَ حينَ قتل رجلا من فِهْرٍ بأَخيه هِشامِ بنِ صُبابَةَ اللَّيْثِيِّ رَضِي الله عَنهُ، ولَحِقَ مكَّةَ مُرْتَدّاً:
(ثأَرْتُ بهِ فِهْراً وحَمَّلْتُ عَقْلَهُ ... سَراةَ بَني النَّجَّارِ أَرْبابَ فارِعِ)

(وأَدرَكْتُ ثأْري واضْطَجَعْتُ مُوَسَّداً ... وكنتُ إِلَى الأَوثانِ أَوَّلَ راجِعِ)
وَقَالَ كُثَيِّرٌ يصفُ سَحاباً:
(رَسا بينَ سَلْعٍ والعَقيقِ وفارِعٍ ... إِلَى أُحُدٍ لِلمُزْنِ فيهِ غَشامِرُ)
فارِعُ: ة، بوادي السَّراةِ قُربَ سايَةَ، وسايَةُ: وادٍ عظيمٌ قربَ مَكَّةَ. فارِعٌ: ع، بالطَّائف. قَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: الفَرَعَةُ، مُحَرَّكَةً: أَعوانُ السُّلطانِ، جَمْعُ فارِعٍ، وَهُوَ مِثلُ الوازِعِ. والفَوارِعُ: تِلاعٌ مُشرِفاتُ المَسايِلِ، جمعُ فارِعَةٍ. الفَوارِعُ أَيضاً: ع، قَالَ النّابِغَةُ الذُّبيانِيُّ:
(عَفا ذُو حُسىً مِنْ فَرْتَنَى فالفَوارِعُ ... فجَنبَا أَريِكٍ فالتِّلالُ الدَّوافِعُ)
وكُجَهَيْنَةَ: فُرَيعَةُ بنتُ أَبي أُمامَةَ أَسعدَ بنِ زُرارَةَ، أَوصى بهَا أَبوها وبأُخْتَيْها إِلَى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. فُرَيْعَةُ بنتُ رافِع بنِ مُعاوِيَةَ، فُرَيْعَةُ بنتُ عُمَرَ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ ولمْ أَجِدْ لَهَا ذِكْراً فِي المَعاجِمِ. فُرَيْعَةُ بنتُ قَيسٍ، من بَني جَحْجَبَى، ذكَرَها ابنُ إسحاقَ. فُرَيْعَةُ بنتُ مالِكِ بنِ الدَّخْشَمِ،صاعِدٌ، لأَنَّ مُصْعِداً بمَعنى مُنحَدِر.)
قلتُ: ومثلُه فِي الأَساسِ، وَعِنْدِي فِي ذلكَ نظَرٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ للشّمّاخِ:
(فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي ... لَا يُدْرِكَنَّكَ إفراعِي وتَصعيدي)
إفْراعي: انحِداري، ومثلُه لِبَشْرٍ:
(إِذا أَفْرَعَتْ فِي تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بهَا ... وَمن يطلُبِ الحاجاتِ يُفرِعْ ويُصْعِدِ)
كفَرَّعَ تَفريعاً، قَالَ مَعنُ بنُ أَوْسٍ:
(فَسَارُوا فأَمّا جُلُّ حَيِّى ففَرَّعوا ... جَميعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فصَعَّدوا)
أَفرَع بهم: نزَلَ، يُقَال: أَفْرَعنا بفُلانٍ فَمَا أَحْمَدْناه، أَي نَزَلنا بِهِ. أَفرَعَ الفَرَعَةَ، مُحَرَّكَةً: نَحَرَها، وَمِنْه الحَدِيث: أَفرِعوا، وَقد تــقدَّم. أَفرعَتِ الإبِلُ: نُتِجَت الفَرَعَ، مُحَرَّكَةً، وَهُوَ أَوَّلُ النَّتاجِ. أَفْرَعَ القومُ: فعلَتْ إبلُهُم ذلكَ: أَي نُتِجَت الفَرَع. أَفرعَ بَنو فُلانٍ، أَي انْتَجَعوا فِي أَوَّل النّاسِ. أَفرَعَ فُلانٌ أَهْلَهُ: كَفَلَهُمْ، هَكَذَا فِي سَائِر النُّسَخِ، ومثلُه فِي العبابِ، وَهُوَ تَحريفٌ وقعَ فِيهِ الصَّاغانِيُّ، فقلَّدَه المُصَنِّفُ، وصوابُه: وأَفرَع الْوَادي أَهلَه: كفاهُم، فتأَمَّلْ. أَفرَعَ اللِّجامُ الفرَسَ: أَدْمَى فاهُ، قَالَ الأَعشى:
(صَدَدْتَ عَن الأَعداءِ يومَ عُباعِبٍ ... صُدودَ المَذاكِي أَفرَعَتْها المَساحِلُ) يَعْنِي أَنَّ المَساحِلَ أَدْمَتْها، كَمَا أَفرَعَ الحَيْضُ المرأَةَ بالدَّمِ. أَفرَعَ الحديثَ والشيءَ: ابتدأَه، يُقال: بئسَ مَا أَفرعْتَ بِهِ، أَي ابتدأْتَ بِهِ، كاسْتَفْرَعَهُ، وَهَذَا عَن شَمِرٍ، قَالَ الشاعِرُ يَرثي عُبيدَ بنَ أَيُّوبَ:
(ودَلَّهْتَني بالحُزْنِ حتّى تَرَكْتَني ... إِذا اسْتَفرَعَ القومُ الأَحاديثَ سَاهِيا)
أَفرَعَ الأَرضَ: جَوَّلَ فِيهَا، فعرَفَ خبرَها، وعلِمَ عِلْمَها. قَالَ أَبو عَمروٍ: أَفرَعَ فُلانٌ العَروسَ: فَرَغَ، أَي قضى حاجَتَه من غِشْيانِها، أَي من غِشْيانِه بهَا. أَفرَعَت المَرأَةُ: رأَت الدَّمَ عندَ الوِلادَةِ، كَمَا فِي العبابِ، وَقيل: قَبلَ الوِلادَة، كَمَا هُوَ نَصُّ أَبي عُبيدٍ، وَفِي اللِّسانِ: الإفراعُ: أَوَّل مَا تَرى الماخِضُ من النِّساءِ أَو الدَّوابِّ دَماً. أَفرَعَ لَهَا الدَّمُ: بَدا لَهَا. أَفرعَتْ: رأَتْ دَماً فِي أَوَّلِ مَا حاضَتْ، كَمَا فِي المُحيطِ، وَفِي اللِّسانِ: أَفرَعَتْ: حاضَتْ. وَهُوَ نَصُّ أَبي عُبيدٍ. فِي المُحيطِ: أَفرَعَتْ الضَّبُعُ الغَنَمَ: أَفسَدَتْ وأَدْمَتْ، وَفِي اللِّسانِ: أَفرَعَت الضَّبُعُ فِي الغَنَمِ: قتلَتْها وأَفسَدَتها، وأَنشدَ ثعلبٌ:
(أَفْرَعْتِ فِي فُراري ... كأَنَّما ضِراري)
) أَرَدْتِ ياجَعارِ وَهِي أَفْسَدُ شيءٍ رُئِيَ، والفُرارُ: الضَّأْنُ. وأُفْرِعَ بسَيِّدِ بَني فُلانِ، بالضمِّ: أَخذوه فَقَتَلُوهُ. وفرَّعَ تَفْرِيعا: انحَدَرَ، وصَعِدَ، ضِدُّ، نَقله الجَوْهَرِيّ وغيرُه، وَلَا يَخفى أَنَّ التَّفريعَ بِمَعْنى الانحِدارِ قد سبَقَ لهُ قَرِيبا، فإعادَتُه ثَانِيًا كأَنَّه لِبَيانِ الضِّدِّيَّةِ، وسَبَقَ شاهِدُهُ أَوَّلاً، وَيُقَال: فرَّعْتُ فِي الجَبَلِ تَفريعاً، أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ فِي الجَبَلِ، أَي صَعَّدت، وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيِّ: أَفْرَعَ: هَبَطَ، وفَرَّعَ: صَعَّدَ. فرَّعَ الرَّجُلُ تَفْرِيعا: ذَبَحَ الفَرَعَ، مُحَرَّكَةً، وَمِنْه الحَدِيث: فَرِّعوا إنْ شِئتُمْ، وَلَكِن لَا تَذبَحوا غَراةً ويُروَى: أَفرِعوا، وَقد تــقدَّمَ، كاسْتَفْرَعَ، وأَفْرَعَ، نَقله الصَّاغانِيُّ. يُقَال: فرَّعَ من هَذَا الأَصلِ مسائلَ، أَي جعلَها فروعَهُ، فتَفَرَّعَتْ، وَهُوَ مَجازٌ، يُقال: هُوَ حسَنُ التَّفريعِ للمسائلِ.
وتَفَرَّعَ القَومَ: رَكِبَهُم بالشَّتْمِ ونَحوِه، كَمَا فِي اللِّسَان والأَساسِ، وَهُوَ مَجازٌ. قيل: تَفَرَّعَهُم: عَلاهُمْ شَرَفاً، وفَاقَهُم، قَالَ الشَّاعِرُ:
(وتَفَرَّعْنا من ابْنَيْ وائلٍ ... هامَةَ العِزِّ وجُرثومَ الكَرَمْ)
تَفَرَّعَهُم: تزَوَّجَ سيِّدَةَ نِسائهم وعُلْياهُنَّ. ويُقال: تَفَرَّعْتُ ببَني فُلانٍ، أَي تزَوَّجْتُ فِي الذِّرْوَةِ مِنْهُم والسَّنامِ، وكذلكَ تذَرَّيْتُهُم وتنَصَّيْتُهُم، وَهُوَ مَجازٌ. تَفَرَّعَتِ الأَغصانُ: كَثُرَتْ فُروعُها. وفَرْوَعٌ، كجَدْوَلٍ: ع، قَالَ البُرَيْقُ الهُذَلِيُّ:
(وَقد هاجَني مِنْهَا بوَعساءِ فَرْوَعٍ ... وأَجزاعِِ ذِي اللَّهْباءِ مَنزِلَةٌ قَفْرُ)
ورواهُ الأَصمعيُّ لعامر بن سَدوسٍ، ويُروَى: بوَعساءِ قَرْمَدٍ ... فأَذْناب. قَالَ أَبو زَيدٍ فِي كتاب الأَشْجارِ: الفَيْفَرعُ، كفَيْفَعلٍ: شَجَرٌ، ضُبِطَ بِسُكُون الرَّاءِ وفتحِها. فُرَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: لقبُ ثعلبةَ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ ثعلبةَ بنِ جَذيمَةَ بنِ عوفِ بنِ بكرِ بنِ أَنمارِ بنِ عَمرو بنِ وَديعَةَ بنِ لُكَيْزِ بنِ أَفصى بنِ عبدِ القَيْسِ، هَكَذَا ضبطَه الرُّشاطِيُّ وابنُ السَّمعانِيّ، وتعقَّبَهُ الرَّضِيُّ الشَّاطِبِيُّ بأَنَّه بالقافِ. فُرَيْع: لُغَةٌ فِي فِرْعَوْنَ، أَو ضَرورَةُ شِعْرٍ فِي قَول أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلت:
(حَيِّ داوودَ وابْنَ عادٍ ومُوسَى ... وفُرَيْعٌ بُنْيانُه بالثِّقالِ)
أَي: وفِرْعَون، كَمَا فِي العُباب. وفُرْعانُ بنُ الأعْرَف، بالضَّمّ: أحَدُ بَني النَّزَّال بنِ سعدٍ المِنْقَريِّ، وَهُوَ الَّذِي قَالَ لنَفسِه وَهُوَ يَجودُ بهَا: اخْرُجي لَكاعِ. وفُرْعانُ بنُ الأعْرَف أَيْضا: أحدُ بَني مُرَّةَ بنِ عُبَيْدِ بنِ الحارثِ بنِ عَمْرِو بن مُقاعِسِ بن كَعْبِ بنِ زَيْدِ مَناة: شاعرٌ لِصٌّ.
أَبُو عبد الرحمنِ عَبْد الله بنُ لَهيعَةَ بنِ عُقبَةَ بنِ فُرْعانَ بنِ رَبيعَةَ الحَضْرَميُّ قَاضِي مِصر،) مُحدِّثٌ، وَسَيَأْتِي للمُصنِّف فِي لهع ونذكرُ ترجمتَه هُنَاكَ. والمَفارِع: الَّذين يَكُفُّون بينَ الناسِ ويُصلِحون، الواحدُ مِفْرَعٌ كمِنبَرٍ، يُقَال: رجلٌ مِفْرَعٌ، من قومٍ مَفارِعَ. وَفِي الحَدِيث: لَا يَؤُمَنَّكُم الأَفْرَع. نصُّ الحَدِيث: لَا يَؤُمَنَّكم أَنْصَرُ، وَلَا أزَنُّ، وَلَا أَفْرَعُ أَي المُوَسْوَسُ كَمَا فِي النِّهَايَة، والأنْصَر: تــقدّم مَعْنَاهُ، والأزَنُّ سَيَأْتِي. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الفِراع، بالكَسْر: مَا علا من الأرضِ وارتفعَ، جَمْعُ فَرْعَةٍ، وَيُقَال: ائتِ فَرْعَةً من فِراعِ الجبَل فانْزِلْها، وَهِي أماكنُ مرتفعَةٌ، وَقيل: الفَرْعَة: رأسُ الجبلِ خاصّةً، وفارِعَةُ الجبلِ: أَعْلَاهُ، يُقَال: انزِلْ بفارِعَةِ الْوَادي، واحذَرْ أَسْفَله. وَيُقَال: فلانٌ فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: مُرتفِعٌ طويلٌ. والمُفْرِع: الطويلُ من كلِّ شيءٍ. وفُروعُ المُقْلَتَيْن: أعاليهما، وأنشدَ ثعلبٌ:
(من المُنْطِيَاتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرى فِي فروعِ المُقلتَيْنِ نُضوبُ)
وَفَرَعَ فلانٌ فلَانا فَرْعَاً وفُروعاً: عَلاه والفارِعَةُ من الْغَنَائِم: المُرتفِعةُ الصاعِدةُ من أصلِها قبل أَن تُخَمَّسَ. وفَرْعَةُ الجُلَّة: أَعْلَاهَا من التَّمْر. وكَتِفٌ مُفْرِعَة: عالِيَةٌ مُشرِفَةٌ عريضةٌ، ورجلٌ مُفْرِعُ الكَتفِ: عريضُها، وَقيل: مُرتفِعُها. وفَرْعَةُ الطريقِ، وفَرَعَتُه، وفَرْعَاؤُه، وفارِعَتُه، كلُّه: أَعْلَاهُ ومُنقَطَعُه، وَقيل: مَا ظَهَرَ مِنْهُ وارتفعَ، وَقيل: فارِعَتُه: حَواشيه. والفُروع: الصُّعود.
وأَفْرَعَ فِي قَوْمِه، وفرَّعَ: طالَ، قَالَ لَبيدٌ:
(فَأَفْرَعَ بالرُّبابِ يَقودُ بُلْقاً ... مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عَن السِّخَالِ)
شبَّه البَرقَ بالخَيلِ البُلُقِ فِي أوّلِ النَّاس. وَحكى ابنُ بَرِّيّ عَن أبي عُبَيْدٍ: أَفْرَعَ فِي الجبلِ: صَعَّدَ، وأَفْرَعَ مِنْهُ: نزلَ، ضِدٌّ، وَأنْشد ابنُ برِّيٍّ فِي الإفْراعِ بِمَعْنى الإصْعادِ:
(إنِّي امرؤٌ من يَمانٍ حِين تَنْسُبني ... وَفِي أُميَّةَ إفْراعي وتَصْويبي)
قَالَ: فالإفْراعُ هُنَا: الإصعاد لأنّه ضمَّه إِلَى التصويب، وَهُوَ الانحدار، وَقَالَ عَبْد الله بنُ هَمَّامٍ السَّلُولِيُّ:
(فإمّا تَرَيْني اليومَ مُزْجي ظَعينَتي ... أُصَعِّدُ سِرَّاً فِي البلادِ وأُفْرِعُ)
وأَصْعَدَ فِي لُؤمِه وأَفْرَعَ، أَي انحدر، وَهُوَ مَجاز. وَضَرَبه على فَرْعَيْ أَلْيَتَيْه، وهما المُماسَّانِ للأرضِ إِذا قعدَ، وَهُوَ مَجاز. والفَرَعُ، محرّكةً: طعامٌ يُصنَعُ لنَتاجِ الْإِبِل، كالخُرْسِ لوِلادِ الْمَرْأَة. والفرَع: أَن يُسلَخَ جِلدُ الفَصيلِ فيُلبَسَه آخَرُ، وتُعطَفَ عَلَيْهِ ناقةٌ سوى أمِّه، فتَدِرُّ عَلَيْهِ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لأوسِ بنِ حَجَرٍ يذكرُ أَزْمَةً فِي شِدّةِ بَرْدٍ:)
(وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبَامُ من ال ... أقوامِ سَقْبَاً مُجَلّلاً فَرَعَا)
أرادَ مُجَلّلاً جِلْدَ فَرَعِ، فاختَصرَ الكلامَ. وَيُقَال: قد أَفْرَعَ القومُ، إِذا فَعَلَت إبلُهم ذَلِك. والهَيْدَب: الجافي الخِلقَةِ، الكثيرُ الشَّعرِ من الرِّجال، والعَبام: الثقيل. وفارَعَ الرجلَ: كَفاه، وحملَ عَنهُ، قَالَ حَسّانُ بنُ ثابتٍ رَضِي الله عَنهُ:
(وأُنشِدُكم والبَغْيُ مُهلِكُ أَهْلِه ... إِذا الضيفُ لم يوجَدْ لَهُ من يُفارِعُهْ)
وَفَرَعَ الأرضَ، وفَرَّعَها: جَوَّلَ فِيهَا، كَأَفْرَعَها. وفرَّعَ بَين القومِ تَفْرِيعاً: فرَّقَ وَحَجَزَ، وَمِنْه حديثُ عَلْقَمةَ: كَانَ يُفَرِّعُ بَين الغنَمِ. أَي يُفَرِّق. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وَذكره الهرَويُّ فِي الْقَاف.
وَقَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: وَهُوَ من هَفَوَاتِه. وأَفْرَعَ سَفَرَه وحاجتَه: أخذَ فيهمَا. وأَفْرَعوا من سفَرِهم: قدِمــوا وليسَ ذَلِك أوانَ قُدومِهم. وافْتَرَعوا الحديثَ: ابْتَدَؤُوه، عَن شَمِرٍ. وأَفْرَعها الحَيضُ: أَدْمَاها. والفُرْعَة، بالضَّمّ: دَمُ البِكرِ عِنْد الافْتِضاض. وَيُقَال: هَذَا أوّلُ صَيْدٍ فَرَعَه، أَي أراقَ دَمَه. قَالَ يزيدُ بنُ مُرَّةَ: من أمثالِهم: أوّل الصيدِ فَرَعٌ. قَالَ: وَهُوَ مُشبَّهٌ بأوّلِ النِّتاج.
وفارِعٌ وفُرَيْعةٌ، وفارِعَةٌ: أسماءُ رجالٍ، وَمن الثَّانِي: عَبْد الله بنُ مُحَمَّد بنِ فُرَيْعةَ الأزْديُّ، عَن عَفّانَ. ومُنازِلُ بنُ فُرْعانَ: من رَهْطِ الأحنفِ بنِ قَيْسٍ. قلتُ: وَهُوَ أَخُو فُرْعانَ بنِ الأعْرَفِ الَّذِي ذَكَرَه. والأفْرَع: بطنٌ من حِمْيَرَ. والفارِعان: اسمُ أرضٍ، قَالَ الطِّرْماحُ: ونحنُ أجارَتْ بالأُقَيْصِرِ هامُناطُهَيَّةَ يَوْمَ الفارِعَيْنِ بِلَا عَقْدِ وفُروعُ الجَوْزاءِ: أشَدُّ مَا يكون من الحرِّ، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لأبي خَراشٍ:
(وظَلَّ لنا يَوْمٌ كأنَّ أُوارَهُ ... ذَكا النارِ من نَجْمِ الفُروعِ طَويلُ)
قلتُ: والروايةُ: وظلَّ لَهَا. أَي للأُتُن، وَهَكَذَا رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ: الفُروع بالعَين المُهمَلةِ، وَقَالَ فِي قولِ الهُذَليِّ وَهُوَ أُميَّةُ بنُ أبي عائِذٍ:
(وَذَكَرها فَيْحُ نَجْمِ الفُرُو ... عِ من صَيْهَبِ الحَرِّ بَرْدَ الشَّمالِ)
قَالَ: هِيَ فُروعُ الجَوْزاءِ بِالْعينِ، وَهُوَ أشدُّ مَا يكون من الحَرِّ، فَإِذا جاءتْ الفُروع، بالغين، وَهِي من نجومِ الدَّلْوِ، كَانَ الزمانُ حينَئِذٍ بارِداً وَلَا فَيْحَ حينئذٍ. قلتُ: وَرَوَاهُ الجُمَحيُّ بالغين، وَسَيَأْتِي. وَمُحَمّد بنُ عُمَيْرةَ بن أبي شَمِرِ بنِ فُرْعانَ بن قَيْسِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْد الله: شاعرٌ، وَهُوَ المعروفُ بالمُقَنَّع، كَانَ مُقَنَّعاً الدهرَ، وَسَيَأْتِي فِي قنع. وأَتَيْتُه فِي فَرْعَةٍ من النَّهَار، وَهِي الصَّدْرُ، وَهُوَ مَجاز. وَيُقَال: هُوَ يَفْتَرِعُ أَبْكَارَ الْمعَانِي، وَهُوَ مَجاز. وفُرَيْعُ بنُ سَلامان،)
كزُبَيْرٍ: بَطْنٌ من الأَزْدِ. واختُلِفَ فِي عَبْد الله بنِ عِمْرانَ التَّميميِّ الفُرَيْعيِّ الَّذِي روى عَن مُجاهِدٍ، وَعنهُ شُعبَةُ، فَقيل: بِالْفَاءِ، وَقيل: بِالْقَافِ، كَمَا سَيَأْتِي. ومُوسَى بنُ جابرٍ الجُعْفِيُّ يعرفُ بابنِ الفُرَيْعَة: شاعرٌ. وفُرْعانُ الكِنْديُّ المُلقَّبُ بِذِي الدُّروعِ، ذَكَرَه المُصَنِّف فِي درع والفَرْعُ بالفَتْح: مَوْضِعٌ وراءَ الفُرُكِ. وَذُو الفَرْعِ: أَطْوَلُ جبَلٍ بأَجَأَ، بأَوْسَطِها.
ف ر ع : الْفَرْعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَعْلَاهُ وَهُوَ مَا يَتَفَرَّعُ مِنْ أَصْلِهِ وَالْجَمْعُ فُرُوعٌ وَمِنْهُ يُقَالُ فَرَّعْتُ مِنْ هَذَا الْأَصْلِ مَسَائِلَ فَتَفَرَّعَتْ أَيْ اسْتَخْرَجْتُ فَخَرَجَتْ وَالْفَرَعُ بِفَتْحَتَيْنِ أَوَّلُ نِتَاجِ النَّاقَةِ وَكَانُوا يَذْبَحُونَهُ لِآلِهَتِهِمْ وَيَتَبَرَّكُونَ بِهِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ وَالْمُجْمَلِ أَوَّلُ نِتَاجِ الْإِبِلِ وَالْغَنَمِ

وَأَفْرَعَ الْقَوْمُ بِالْأَلِفِ ذَبَحُوا الْفَرَعَ وَالْفَرَعَةُ بِالْهَاءِ مِثْلُ الْفَرْعِ وَالْفُرْعُ وِزَانُ قُفْلٍ عَمَلٌ مِنْ أَعْمَالِ الْمَدِينَةِ وَالصَّفْرَاءُ وَأَعْمَالُهَا مِنْ الْفُرْعِ وَكَانَتْ مِنْ دِيَارِ عَادٍ.

وَافْتَرَعْتُ
الْجَارِيَةَ أَزَلْتُ بَكَارَتَهَا وَهُوَ الِافْتِضَاضُ قِيلَ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَفْرَعْتُهُ وِزَانُ أَكْرَمْته إذَا أَدْمَيْته وَقِيلَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ نِعْمَ مَا أَفْرَعْتَ أَيْ ابْتَدَأْتَ.

وَفِرْعَوْنُ فِعْلَوْنُ أَعْجَمِيٌّ وَالْجَمْعُ فَرَاعِنَةٌ قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ وَهُمْ ثَلَاثَةٌ فِرْعَوْنُ الْخَلِيلِ وَاسْمُهُ سِنَانٌ وَفِرْعَوْنُ يُوسُفَ وَاسْمُهُ الرَّيَّانُ بْنُ الْوَلِيدِ وَفِرْعَوْنُ مُوسَى وَاسْمُهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُصْعَبٍ.

العلّة

العلّة:
[في الانكليزية] cause ،sickness
[ في الفرنسية] cause ،maladie
بالكسر وتشديد اللام لغة اسم لعارض يتغيّر به وصف المحلّ بحلوله لا عن اختيار، ولهذا سمّي المرض علّة. وقيل هي مستعملة فيما يؤثّر في أمر سواء كان المؤثّر صفة أو ذاتا. وفي اصطلاح العلماء تطلق على معان منها ما يسمّى علّة حقيقية وشرعية ووصفا وعلّة اسما ومعنى وحكما، وهي الخارجة عن الشيء المؤثّرة فيه. والمراد بتأثيرها في الشيء اعتبار الشارع إيّاها بحسب نوعها أو جنسها القريب في الشيء الآخر لا الإيجاد كما في العلل العقلية.

ولهذا قالوا: العلل الشّرعية كلّها معرّفات وأمارات لأنّها ليست في الحقيقة مؤثّرة بل المؤثّر هو الله تعالى. فبقولهم الخارجة خرج الركن. وبقولهم المؤثّرة خرج السّبب والشرط والعلامة إذ المتبادر بالتأثير ما هو الكامل منه وهو التأثير ابتداء بلا واسطة. ولهذا قيل العلّة في الشرع عبارة عما يضاف إليه وجوب الحكم ابتداء. فالمراد بالإضافة الإضافة من كلّ وجه، بأن كان موضوعا لذلك الحكم بأن أضيف الحكم إليه ومؤثّرا فيه، أي في ذلك الحكم، ويتصل الحكم به، واحترز به عن العلامة والسّبب الحقيقي. وبقيد وجوب الحكم احترز عن الشّرط. والقيد الأخير احتراز عن السّبب في معنى العلّة وعلّة العلّة. وبالجملة المعتبر في العلّة الحقيقية أمور ثلاثة إضافة الحكم إليها وتأثيرها فيه وحصول الحكم معها في الزمان؛ وهي قسمان: العلّة الموضوعة كالبيع المطلق للملك والنكاح لملك المتعة وتسمّى بالمنصوصة أيضا، والعلة المستنبطة بالاجتهاد. وأيضا هي إمّا متعدّية وهي التي تتعدّى الأصل فتوجد في غيره وتسمّى مؤثّرة أيضا لأنّها وصف ظهر أثرها في جنس الحكم المعلّل به كالطواف علّة لسقوط نجاسة سور سواكن البيوت، وإمّا قاصرة وهي بخلافها أي التي لا تتعدّى الأصل. ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما وهي ما يضاف الحكم إليه ولا يكون مؤثّرا فيه ويتراخى الحكم عنه بأنّ لا يترتّب عليه. ومعنى إضافة الحكم إلى العلّة ما يفهم من قولنا قتل بالرمي وعتق بالشّرى وهلك بالجرح. والمراد بالإضافة الإضافة بلا واسطة لأنّها المفهومة عند الإطلاق. وما قيل العلّة اسما ما تكون موضوعة في الشرع لأجل الحكم أو مشروعة إنّما يصحّ في العلل الشرعية لا في مثل الرمي والجرح. مثاله المعلّق بالشّرط فإنّ وقوع الطلاق بعد دخول الدار مثلا ثابت بالتطليق السابق ومضاف إليه فيكون علّة اسما، لكنه ليس بمؤثّر في وقوع الطلاق قبل دخول الدار، بل الحكم متراخ عنه. ومنها ما يسمّى بالعلّة معنى وهو ما يكون مؤثّرا في الحكم بلا إضافة الحكم إليه، ولا ترتّب له عليه كالجزء الأول من العلّة المركّبة من الجزءين، وكذا أحد الجزءين الغير المترتّبين كالقدر والجنس لحرمة النّساء فإنّ مثل ذلك الجزء مؤثّر في الحكم ولا يضاف إليه الحكم، بل إلى المجموع، ولا يترتّب عليه أيضا. وهي عند الإمام السرخسي سبب محض لأنّ أحد الجزءين طريق يفضي إلى المقصود ولا تأثير له ما لم ينضمّ إليه الجزء الأخير. وذهب فخر الإسلام إلى أنها وصف له شبه العلية لأنّه مؤثّر، والسّبب المحض غير مؤثّر، وهذا يخالف ما تقرّر عندهم من أنّه لا تأثير لأجزاء العلّة في أجزاء المعلول وإنّما المؤثّر هو تمام العلّة في تمام المعلول. ومنها ما يسمّى بالعلّة حكما وهي ما يترتّب عليه الحكم بلا إضافة له إليه ولا تأثير فيه كالشرط الذي علّق عليه الحكم، كدخول الدار في قولنا إن دخلت الدار فأنت طالق، يتصل به الحكم من غير إضافة ولا تأثير. وإذا كانت العلّة اسما وحكما فالجزء الأخير علّة حكما فقط، وكذا الجزء الأخير من السّبب الداعي إلى الحكم.
ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما ومعنى وهي ما يضاف إليه الحكم ويكون مؤثّرا فيه بلا ترتّب للحكم عليه، كالبيع الموقوف والبيع بالخيار للملك فإنّه علّة للملك اسما لإضافة الملك إليه ومعنى لتأثيره فيه لا حكما لعدم الترتّب. ومنها ما يسمّى بالعلّة اسما وحكما، وهي ما يضاف إليه الحكم ويترتّب عليه بلا تأثيره فيه كالسّفر فإنّه علّة للرخصة اسما لأنّها تضاف إليه في الشرع وحكما لأنّها تثبت بنفس السّفر متصلة به لا معنى، لأنّ المؤثّر في ثبوتها ليس نفس السفر بل المشقة. ومنها ما يسمّى بالعلّة معنى وحكما وهي ما يؤثّر في الحكم ويترتّب الحكم عليه بلا إضافة له إليه كالجزء الأخير من العلّة المركّبة فإنّه مؤثّر في الحكم، وعنده يوجد الحكم ولكنه لا يضاف الحكم إليه، فإنّ القرابة والملك علّة للعتق، فأيّهما تأخّر وجودا فهو علّة معنى وحكما. فهذه المعاني السبعة من مصطلحات الأصوليين يطلق عليها لفظ العلة بالاشتراك أو الحقيقة أو المجاز. فما قيل العلّة سبعة أقسام علّة اسما ومعنى وحكما وهو الحقيقة في الباب، وعلّة اسما فقط وهو المجاز، وعلّة معنى فقط وعلّة حكما فقط وعلّة اسما ومعنى فقط وعلّة اسما وحكما فقط وعلّة معنى وحكما فقط أريد به تقسيم ما يطلق عليه لفظ العلّة إلى أقسامه كما يقسم العين إلى الجارية والباصرة وغيرهما، والأسد إلى الشجاع والسّبع.
فائدة:
لا نزاع في تــقدّم العلّة على المعلول بمعنى احتياجه إليها ويسمّى التــقدّم بالذات وبالعلّية، ولا في مقارنة العلّة التامة العقلية لمعلولها بالزمان لئلّا يلزم التخلّف. وأمّا في العلل الشرعية فالجمهور على أنّه يجب المقارنة بالزمان إذ لو جاز التخلّف لما صحّ الاستدلال بثبوت العلّة على ثبوت الحكم، وحينئذ يبطل غرض الشارع من وضع العلل للأحكام، وقد فرّق بعض المشايخ كأبي بكر محمد بن الفضل وغيره بين الشرعية والعقلية، فجوّز في الشرعية تأخير الحكم عنها؛ وتخلّف الحكم عن العلّة جائز في العلل الشرعية لأنّها أمارات وليست موجبة بنفسها، فجاز أن تجعل أمارة في محلّ دون محلّ. هذا كله خلاصة ما في التلويح والحسامي ونور الأنوار وغيرها. ومنها ما اصطلح عليه المحدّثون وهو سبب خفي قادح غامض طرأ على الحديث وقدح في صحته، مع أنّ الظاهر السلامة منه؛ والحديث الذي وقع فيه أو في إسناده أو فيهما جميعا علّة يسمّى معلّلا بصيغة اسم المفعول من التعليل، ولا يقال له المعلول كذا قال ابن الصلاح. وقال العراقي الأجود في تسميته المعلّل. وقد وقع في عبارة كثير من المحدّثين كالترمذي والبخاري وابن عدي والدارقطني وكذا في عبارة الأصوليين والمتكلّمين تسميته بالمعلول، وقد يسمّى أيضا بالمعتلّ والعليل. وإنّما عمّم الوقوع إذ العلّة قد تقع في المتن وهي تسري إلى الإسناد مطلقا لأنّه الأصل، وقد تقع في الإسناد وهي لا تسري إلى المتن إلّا بهذا الإسناد، وقد تقع فيهما. ولا بد للمحدّث من تفحّص ذلك، وطريقه أن ينظر إلى الرّاوي هل هو منفرد ويخالفه غيره أم لا، ويمعن في القرائن المنبّهة للعارف على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث كما في المدرج، أو وهم وخلط من الراوي في أسماء الرّواة والمتن كما في المصحّف نظرا بليغا، بحيث يغلب على ظنّه ذلك، فيحكم بمقتضاه أو يتردّد فيتوقّف، وكلّ ذلك قادح في صحة ما وقع فيه. قال علي بن المديني: الباب إذا لم يجمع طرقه لم يتبيّن خطأه. وبالجملة فهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقّها ولا يقوم به إلّا من رزقه الله فهما ثابتا وحفظا واسعا ومعرفة تامة بمراتب الرواة وملكة قوية بالأسانيد والمتن. ولهذا لم يتكلّم فيه إلّا قليل من أهل هذا الشأن كعلي بن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري والدارقطني ويعقوب ونحوهم. وقد يقصر عبارة المعلّل عن إقامة الحجّة على دعواه كصيرفي نقد الدراهم والدنانير حتى قال البعض إنّه إلهام لو قلت له من أين قلت هذا لم يكن له حجة.
وقد تطلق العلّة عندهم على غير المعنى المذكور ككذب الرّاوي وفسقه وغفلته وسوء حفظه ونحوها من أسباب ضعف الحديث كالتدليس. والترمذي يسمّي النّسخ علّة. قال السخاوي فكأنّه أراد علّة مانعة من العمل لا الاصطلاحية. وأطلق بعضهم على مخالفة لا تقدح في الصحة كإرسال ما وصله الثّقة حتى قال: من الصحيح ما هو معلّل، كما قال آخر:
من الصحيح ما هو شاذ. هذا خلاصة ما في شرح النخبة وشرحه وخلاصة الخلاصة.
ومنها ما يسمّى علّة عقلية وهي في اصطلاح الحكماء ما يحتاج إليه الشيء إمّا في ماهيته كالمادة والصورة أو في وجوده كالغاية والفاعل والموضوع، وذلك الشيء المحتاج يسمّى معلولا، وهذا أولى مما قيل العلّة ما يحتاج إليه الشيء في وجوده لعدم توهّم خروج علّة الماهية عنه. وإنّما قلنا الأولى لأنّ علّة الماهية لا تخرج عن هذا التعريف أيضا لأنّ المعلول المركّب من المادة والصورة يتوقّف وجوده أيضا عليهما، وتوقّف الماهية عليهما لا ينافي ذلك. إن قيل يخرج من التعريفين علّة العدم، قلت العلّية في العدم مجرّد اعتبار عقلي مرجعه عدم علّية الوجود للوجود. ثم المحتاج إليه أعمّ من أن يكون محتاجا إليه بنفسه أو باعتبار أجزائه، فيشتمل التعريف العلّة التامة المركّبة من المادة والصّورة والفاعل فإنّه محتاج إليه باعتبار الفاعل. وأمّا ذاته أعني المجموع فهو محتاج إلى مجموع المادة والصّورة الذي هو عين المعلول احتياج الكلّ إلى جزئه.
ثم العلّة على قسمين علّة تامّة وتسمّى علة مستقلّة أيضا، وعلّة غير تامة وتسمّى علة ناقصة وغير مستقلّة. فالعلّة التامة عبارة عن جميع ما يحتاج إليه الشيء في ماهيته ووجوده أو في وجوده فقط كما في المعلول البسيط، والناقصة ما لا يكون كذلك، ومعناه أن لا يبقى هناك أمر آخر يحتاج إليه لا بمعنى أن تكون مركّبة من عدة أمور البتّة، وذلك لأنّ العلّة التامة قد تكون علّة فاعلية إمّا وحدها كالفاعل الموجب الذي صدر عنه بسيط إذا لم يكن هناك شرط يعتبر وجوده، ولا مانع يعتبر عدمه، وإمّا إمكان الصادر فهو معتبر في جانب المعلول، ومن تتمته، فإنّا إذا وجدنا ممكنا طلبنا علّته، فكأنّه قيل العلّة ما يحتاج إليه الشيء الممكن الخ فلا يعتبر في جانب العلّة. وأمّا التأثير والاحتياج والوجود المطلق الزائد على ذاته تعالى والوجوب السابق فليس شيء منها مما يحتاج إليه المعلول، بل هي أمور إضافية ينتزعها العقل من استتباع وجود العلّة لوجود المعلول وحكم العقل بأنّه أمكن، فاحتاج فأثّر فيه الفاعل فوجب وجوده فوجد إنّما هو في الملاحظة العقلية وليس في الخارج إلّا المعلول الممكن والعلّة الموجبة لوجوده فتدبّر. وإمّا مع الغاية كما في البسيط الصادر عن المختار. وقد تكون مجتمعة من الأمور الأربعة أو الثلاثة كما في المركّب الصادر عن المختار والمركّب الصادر عن الموجب. وقد تطلق العلّة التامة على الفاعل المستجمع لشرائط التأثير.
اعلم أنّ العلّة مطلقا متــقدّمــة على المعلول تــقدمــا ذاتيا إلّا العلة التامة المركّبة من أربع أو ثلاث، فتــقدّمــها على المعلول بمعنى تــقدّم كلّ واحد من أجزائها عليها، وأمّا تــقدّم الكلّ من حيث هو كلّ ففيه نظر، إذ مجموع الأجزاء المادية والصورية هو الماهية بعينها من حيث الذات، ولا يتصوّر تــقدّمــها على نفسها فضلا عن تــقدّمــها على نفسها مع انضمام أمرين آخرين إليهما وهما الفاعل والغاية. وأجيب بأنّ المعلول من الماهية المركّبة من المادة والصورة إنّما هو التركيب والانضمام، فاللازم تــقدّم المادة والصورة على التركيب والانضمام، فتــقدّم العلّة التامة لا يستلزم تــقدّم الماهية على نفسها.
ثم العلّة الناقصة أربعة أقسام لأنّها إمّا جزء الشيء أو خارج عنه، والأول إن كان به الشيء بالفعل فهو الصورة وإن كان به الشيء بالقوة فهو المادة. فالعلة الصورية ما به الشيء بالفعل أي ما يقارن لوجوده وجود الشيء بمعنى أن لا يتوقّف بعد وجوده على شيء آخر. فالباء في به للملابسة، فخرج مادة الأفلاك والأجزاء الصورية والجزء الصوري لمادة المركّب كصورة الخشب للسرير فإنّها أجزاء مادية بالنسبة إلى المركّب، فإنّ العلّة الصورية للسرير هي الهيئة السريرية، وحمل الباء على السّببية القريبة يحتاج إلى القول بأنّ العلة التامة والفاعل سببان بعيدان بواسطة الصورة. لا يقال صورة السّيف قد تحصل في الخشب مع أنّ السيف ليس حاصلا بالفعل لعدم ترتّب آثار السيف عليه، لأنّا نقول الصورة السيفية المعيّنة الحاصلة في الحديد المعيّن إذا حصلت شخّصها حصل السيف بالفعل قطعا وليست الحاصلة في الخشب عين تلك الصورة بل فرد آخر من نوعها به يتحقّق بالفعل ما يشبه السيف. وأيضا الآثار المترتّبة على السيف الحديدي ليست آثارا لنوع السيف بل لصنفه وهو السيف الحديدي فتدبّر.
والعلة المادية ما به الشيء بالقوة كالخشب للسرير وليس المراد بالعلّة الصورية والمادية في عباراتهم ما يختصّ بالجواهر من المادة والصورة الجوهريتين بل ما يعمّهما وغيرهما من أجزاء الأعراض التي لا يوجد بها إلّا الأعراض إمّا بالفعل أو بالقوة. فإطلاق المادة والصورة على العلّة المادية والصورية مبني على التسامح، وهاتان العلّتان أي المادة والصورة علّتان للماهية داخلتان في قوامها كما أنّهما علتان للوجود أيضا فتختصان باسم علّة الماهية تمييزا لهما عن الباقيين أي الفاعل والغاية المتشاركين لهما في علّة الوجود وباسم الركن أيضا. وفي الرشيدية العلّة ما يحتاج إليه الشيء في ماهيته بأن لا يتصوّر ذلك الشيء بدونه كالقيام والركوع في الصلاة، وتسمّى ركنا، أو في وجوده بأن كان مؤثّرا فيه فلا يوجد بدونه كالمصلي لها أي الصلاة انتهى. والثاني أي ما يكون خارجا عن المعلول إمّا ما به الشيء وهو الفاعل والمؤثّر فالفاعل هو المعطي لوجود الشيء، فالباء للسببية كالنّجّار للسرير، والمجموع من الواجب والممكن، وإن كان فاعله جزءا منه لكن ليس فاعليته إلّا باعتبار فاعليته لممكن فيكون خارجا عن المعلول، وإمّا ما لأجله الشيء وهو الغاية أي العلّة الغائية كالجلوس على السرير للسرير، وهاتان العلّتان تختصّان باسم علّة الوجود لتوقّفه عليهما دون الماهية. ثم الأولى لا توجد إلّا للمركّب وهو ظاهر والثانية لا تكون إلّا للفاعل المختار. وإن كان الفاعل المختار يوجد بدونها كالواجب تعالى عند الأشعرية فالموجب لا يكون لفعله غاية وإن جاز أن يكون لفعله حكمة وفائدة؛ وقد تسمّى فائدة فعل الموجب غاية أيضا تشبيها لها بالغاية الحقيقية التي هي غاية للفعل وغرض مقصود للفاعل. والغاية علّة لعلّية العلّة الفاعلية أي أنّها تفيد فاعلية الفاعل إذ هي الباعثة للفاعل على الإيجاد ومتأخّرة وجودا عن المعلول في الخارج، إذ الجلوس على السرير إنّما يكون بعد وجود السرير في الخارج لكن يتــقدّم عليه في العقل.
إن قلت حصر العلّة الناقصة في الأربع منقوض بالشرط مثل الموضوع كالثوب للصابغ، والآلة كالقدّوم للنّجار، والمعاون كالمعين للمنشار، والوقت كالصيف لصبغ الأديم، والداعي الذي ليس بغاية كالجوع للأكل، وعدم المانع مثل زوال الرطوبة للإحراق، وبالمعد مثل الحركة في المسافة للوصول إلى المقصد، لأنّ كلا منها علّة لكونه محتاجا إليه وخارج عن المعلول مع أنّه ليس ما منه الشيء ولا ما لأجله الشيء. قلت إنّها بالحقيقة من تتمة الفاعل لأنّ المراد بالفاعل هو المستقلّ بالفاعلية والتأثير سواء كان مستقلا بنفسه أو بمدخلية أمر آخر، ولا يكون كذلك إلّا باستجماع الشرائط وارتفاع الموانع، فالمراد بما به الشيء ما يستقلّ بالسّببية والتأثير كما هو المتبادر، سواء كان بنفسه أو بانضمام أمر آخر إليه، فيكون ذكر هذا القسم مشتملا على أمور الفاعل المستقل بنفسه وذات الفاعل والشرائط، وعلى كلّ واحد منها مما يحتاج إليه المعلول، وعلى أنها ناقصة، إنّما المتروك تفصيله وبيان اشتماله على تلك الأمور.
وقد تجعل من تتمة المادة لأنّ القابل إنّما يكون قابلا بالفعل عند حصول الشرائط. ومنهم من جعل الأدوات من تتمة الفاعل وما عداها من تتمة المادة، وتقرير ذلك على طور ما سبق.
وعلى هذا فلا يرد ما قيل سلّمنا أنّ المراد بالفاعل هو المستقل بالفاعلية وبالمادة هو القابل بالفعل، لكن كلّ ما ذكرنا من الشروط والآلات ورفع المانع والمعد مما يحتاج إليه المعلول ولا يصدق عليه أحد تلك الأقسام. ولا نعني بعدم الحصر إلّا وجود شيء يصدق عليه المقسم ولا يصدق عليه شيء من الأقسام.
إن قلت عدم المانع قيد عدمي فلا يكون جزءا من العلّة التامة وإلّا لا تكون العلّة التامة موجودة. قلت العلّة التامة لا تجب أن تكون وجودية بجميع أجزائها بل الواجب وجود العلّة الموجدة منها لكونها مفيدة للوجود، ولا امتناع في توقّف الإيجاد على قيد عدمي. ومنهم من خمّس القسمة وجعل هذه المذكورات شروطا، وقال العلّة الناقصة إن كانت داخلة في المعلول فمادية إن كان بها وجود الشيء بالقوة وإلّا فصورية. وإن كانت خارجة ففاعلية إن كان منها وجود الشيء وغائية إن كان لأجلها الشيء، وشرط إن لم يكن منها وجود الشيء ولا لأجلها، ولا يضرّ خروج الجنس والفصل فإنّهما وإن كانا من العلل الداخلة لكنهما ليسا مما يتوقّف عليه الوجود الخارجي والكلام فيه. ولك أن تقول في تفصيل أقسام العلّة الناقصة بحيث لا يحتاج إلى مثل تلك التكلّفات بأنّ ما يتوقّف عليه الشيء إمّا جزء له أو خارج عنه، والثاني إمّا محلّ للمقبول فهو الموضوع بالقياس إلى العرض، والمحلّ القابل بالقياس إلى الصورة الجوهرية المعيّنة فإنّها محتاجة في وجودها إلى المادة، وإن كانت مطلقها علّة لوجود المادة، وإمّا غير محلّ له فإمّا منه الوجود وإمّا لأجله الوجود، أولا هذا ولا ذاك، وحينئذ إمّا أن يكون وجوديا وهو الشرط أو عدميا وهو عدم المانع؛ وأمّا المعدّ وهو ما يكون محتاجا إليه من حيث وجوده وعدمه معا فداخل في الشرط باعتبار وفي عدم المانع باعتبار، والأول أعني ما يكون جزءا إمّا أن يكون جزءا عقليا وهو الجنس والفصل أو خارجيا وهو المادة والصورة.
فائدة:
حيث يذكر لفظ العلّة مطلقا يراد به الفاعلية ويذكر البواقي بأوصافها وبأسماء أخرى، وكما يقال لعلّة الماهية جزء وركن يقال للمادية مادة وطينة باعتبار ورود الصّور المختلفة عليها، وقابل وهيولى من جهة استعدادها للصّور وعنصر إذ منها يبتدأ التركيب، واسطقس إذ إليها ينتهي التحليل. ويقال للغائية غاية وغرض.

تقسيمات أخر:
العلّة مطلقا فاعلية كانت أو صورية أو مادية أو غائية قد تكون بسيطة. فالفاعلية كطبائع البسائط العنصرية، والمادية كهيولاتها والصّورية كصورها والغائية كوصول كلّ منها إلى مكانه الطبيعي. وقد تكون مركّبة، فالفاعلية كمجموع الفعل والصّورة بالنسبة إلى الهيولى على ما تقرّر من أنّ الصورة شريكة لفاعل الهيولى، والمادية كالعناصر الأربعة بالنسبة إلى صور المركّبات، والصورية كالصورة الإنسانية المركّبة من صور أعضائها الآلية، والغائية كمجموع شرى المتاع ولقاء الحبيب بالنسبة إلى الصّورة الشوقية.
وأيضا كلّ واحد من العلل إمّا بالقوة، فالفاعلية كالطبيعة بالنسبة إلى الحركة حال حصول الجسم في مكانه الطبيعي، والمادية كالنطفة بالنسبة إلى الإنسانية، والصّورية كصورة الماء حال كون هيولاها ملابسة لصورة الهواء، والغائية كلقاء الحبيب قبل حصوله. وإمّا بالفعل، فالفاعلية كالطبيعة حال كون الجسم متحركا إلى مكانه الطبيعي وعلى هذا القياس. وأيضا كلّ واحد منها إمّا كلية أو جزئية، فالفاعلية الكلّية كالبناء للبيت والجزئية كهذا البناء له وعلى هذا القياس. وأيضا كلّ واحد منها إمّا ذاتية أو عرضية. فالعلّة الذاتية تطلق على ما هو معلول حقيقة والعلّة العرضية تطلق باعتبارين، أحدهما اقتران شيء بما هو علّة حقيقة، فإنّ الشيء إذا اقترن بالعلّة الحقيقية اقترانا مصححا لإطلاق اسمها عليه يسمّى علّة عرضية، وثانيهما اقتران شيء ما بالمعلول كذلك، فإنّ العلّة بالقياس إلى ذلك الشيء المقترن بالمعلول تسمّى علّة عرضية. فالفاعلية العرضية كالسقمونيا بالنسبة إلى البرودة فإنّ السقمونيا يسهّل الصفراء الموجبة لسخونة البدن المانعة عن تبريد الباردة التي في البدن إياه، فلما زال المانع عنه برّدته بطبعها.
فالفعل الصادر عن الأجزاء الباردة التي في البدن أعني التبريد ينسب بالعرض إلى ما يقرنها ويزيل مانعها وهو السقمونيا، والمادية العرضية كالخشب للسرير إذا أخذ مع صفة البياض مثلا، فإنّ ذات الخشب علّة مادية ذاتية وما يقرنها أعني الخشب مأخوذا مع صفة البياض علّة مادية مع صفة البياض، والصّورية العرضية كصورة السرير إذا أخذت مع بعض عوارضها، والغائية العرضية كشرى المتاع أيضا مثلا بالنسبة إلى السفر إذا كان المقصود منه لقاء الحبيب وحصل بتبعه شراء المتاع أيضا. وأيضا كلّ واحد من العلل إمّا عامّة أو خاصة. فالعامّة تكون جنسا للعلّة الحقيقية كالصانع الذي هو جنس للبناء، والخاصّة هي العلّة الحقيقية كالبناء، وكذلك سائر العلل. وأيضا كلّ واحد منها قريبة أو بعيدة. فالفاعلية القريبة كالعفونة بالنسبة إلى الحمّى والبعيدة كالاحتقان مع الامتلاء بالنسبة إلى الحمّى. وأيضا كل منها مشتركة أو خاصة.
فالفاعلية المشتركة كبنّاء واحد لبيوت متعدّدة، والخاصة كبنّاء واحد لبيت واحد، وعلى هذا القياس.
فائدة:
ومن العلل المعدّة ما يؤدّي إلى مثل كالحركة إلى منتصف المسافة المؤدّية إلى الحركة إلى منتهاها، أو إلى خلاف كالحركة إلى البرودة المؤدّية إلى السخونة التي هي مخالفة للحركة لها، أو إلى ضدّ كالحركة إلى فوق المؤدّية إلى الحركة إلى الأسفل والأعداد قريب كأعداد الجنين بالنسبة إلى الصورة الإنسانية أو بعيد كأعداد النطفة بالنسبة إليها. ومن العلل العرضية ما هو علّة معدّة ذاتية بالنسبة إلى ما هو علّة فاعلية عرضية له، فإنّ شرب السقمونيا علّة فاعلية عرضية لحصول البرودة مع أنّه علّة معدّة ذاتية لحصول البرودة.
فائدة:
الفرق بين جزء العلّة المؤثّرة أي الفاعلية وشرطها في التأثير هو أنّ الشرط يتوقّف عليه تأثير المؤثّر لا ذاته، كيبوسة الحطب للإحراق إذ النار لا تؤثّر في الحطب بالإحراق إلّا بعد أن يكون يابسا، والجزء يتوقّف عليه ذات المؤثّر فيتوقّف عليه تأثيره أيضا، لكن لا ابتداء بل بواسطة توقّفه على ذاته المتوقفة على جزئه، وعدم المانع ليس مما يتوقّف عليه التأثير حتى يشارك الشرط في ذلك بل هو كاشف عن شرط وجودي، كزوال الغيم الكاشف عن ظهور الشمس الذي هو الشرط في تجفيف الثياب وعدّه من جملة الشروط نوع من التجوّز. وفي اصطلاح مثبتي الأحوال من المتكلّمين صفة توجب لمحلّها حكما. والمراد بالصّفة الموجودة بناء على عدم تجويز تعليل الحال بالحال كما هو رأي الأكثرين أو الثابتة ليشتمل ما ذهب إليه أبو هاشم من تعليل الأحوال الأربعة بالحال الخامس. ومعنى الإيجاب ما يصحح قولنا وجد فوجد أيّ ثبت الأمر الذي هو العلّة فثبت الأمر الذي هو المعلول. والمراد لزوم المعلول للعلّة لزوما عقليا مصحّحا لترتّبه بالفاء عليها دون العكس، وليس المراد مجرّد التعقيب، فخرج بقيد الصفة الجواهر فإنّها لا تكون عللا للأحوال، ويتناول الصفة القديمة كعلم الله تعالى وقدرته فإنّهما علتان لعالميته وقادريته والمحدثة كعلم الواحد منّا وقدرته وسواده وبياضه.
والمعنى أنّ العلّة صفة قديمة كانت أو محدثة توجب تلك الصفة أي قيامها بمحلّها حكما أي أثرا يترتّب على قيامها بأن يتّصف ذلك المحلّ به ويجري عليه. وفي قولهم لمحلها إشعار بأنّ حكم الصفة لا يتعدّى محلّ تلك الصفة فلا يوجب العلم والقدرة والإرادة للمعلوم والمقدور. والمراد حكما لأنّها غير قائمة بها كيف، ولو أوجبت لها أحكاما لكان المعدوم الممتنع إذا تعلّق به العلم متصفا بحكم ثبوتيّ وهو محال. واعلم أنّ هذا التعريف إنّما كان على اصطلاح مثبتي الأحوال دون نفاتها، لأنّ المثبتين كلّهم قائلون بالمعاني الموجبة للأحكام في محالها، وهي عندهم علل تلك الأحكام.
ونفاة الأحوال من الأشاعرة لا يقولون بذلك إذ عندهم لا علّية ولا معلولية فيما سوى ذاته تعالى، فضلا عن أن يكون بطريق الإيجاب واللزوم العقلي لا للموجود ولا للحال. أمّا عدم العلّية للأحوال فظاهر لعدم قولهم بالحال، وأمّا عدم العلّية للموجود فلاستناد الموجودات كلّها عندهم إليه تعالى ابتداء. والمعلول على هذا التعريف هو الحكم الذي توجبه الصفة في محلها، وهذا التعريف هو الأقرب. وأمّا نحو قولهم العلّة ما توجب معلولها عقيبها بالاتصال إذا لم يمنع مانع، أو العلة ما كان المعتلّ به معلّلا وهو أي كون المعتلّ به معلّلا قول القائل كان كذا لأجل كذا، كقولنا كانت العالمية لأجل العلم فدوريّ. أمّا الأول فلأنّ المعلول مشتقّ من العلّة إذ معناه ما له علّة فيتوقّف معرفته على معرفتها فلزم الدور وأمّا الثاني فلأنّه عرّف العلّة بالمعتلّ والمعلّل ومعرفة كلّ منهما موقوفة على معرفة العلّة. وقولهم العلّة ما يغيّر حكم محلّها أي ينقله من حال إلى حال، أو العلّة هي التي يتجدّد بها أي يتجدّد بها الحكم يخرج الصفة القديمة إذ لا تغيير ولا تجدّد فيها مع أنّها من العلل فإنّ علمه تعالى علّة موجبة لعالميته عندهم. ولك أن تأخذ من كلّ هذه التعريفات المزيّفة للعلّة تعريفات للمعلول فتقول المعلول ما أوجبته العلّة عقيبها بالاتصال إذا لم يمنع مانع أو المعتلّ المعلّل بالعلّة أو ما كان من الأحكام متغيرا بالعلّة أو ما يتجدّد من الأحكام بالعلّة.
فائدة:
الفرق بين العلّة والشرط على رأي مثبتي الأحوال من وجوه. الأول العلّة مطّردة فحيثما وجدت وجد الحكم، والشرط قد لا يطّرد كالحياة للعلم، فإنّها شرط للعلم وقد لا يوجد معها العلم. الثاني العلّة وجودية أي موجودة في الخارج باتفاقهم، والشرط قد يكون عدميا كانتفاء أضداد العلم بالنسبة إلى وجوده إذ لا معنى للشرط إلّا ما يتوقّف عليه المشروط في وجوده لا ما يؤثّر في وجود المشروط حتى يمتنع أن يكون عدميا. وقيل الشرط لا بد أن يكون وجوديا أيضا. الثالث قد يكون الشرط متعدّدا كالحياة وانتفاء الأضداد بالنسبة إلى وجود العلم أو مركّبا بأن يكون عدة أمور شرطا واحدا للمشروط.
الرابع الشرط قد يكون محلّ الحكم بخلاف العلّة، أي محلّ الحكم لا يجوز أن يكون علّة للحكم لأنّه لا يكون مؤثّرا فيه، بل المؤثّر فيه صفة ذلك المحلّ التي هي العلّة لكن محلّ الحكم يكون شرطا للحكم من حيث إنّه يتوقّف وجوده عليه. الخامس العلّة ولا تتعاكس أي لا تكون العلّة معلولة لمعلولها بخلاف الشرط فإنّه يجوز أن يكون مشروطا لمشروطه، إذ قد يشترط وجود كلّ من الأمرين بالآخر، قال به القاضي وعنى بالتوقّف المأخوذ في تعريف الشرط عدم جواز وجوده بدون الموقوف عليه، وبه قال أيضا المحقّقون من الأشاعرة، ومنعه بعضهم. والحق الجواز إن لم يوجب تــقدّم الشرط على المشروط بل يكتفى بمجرّد امتناع وجود المشروط بدون الشرط كقيام كلّ من البينتين المتساندتين بالأخرى، فإنّ قيام كلّ منهما يمتنع بدون قيام الأخرى، ومثل ذلك يسمّى دور معية ولا استحالة فيه. السادس الشرط قد لا يبقى ويبقى المشروط وذلك إذا توقّف عليه المشروط في ابتداء وجوده دون دوامه، كتعلّق القدرة على وجه التأثير فإنّه شرط الوجود ابتداء لا دواما، فلذلك يبقى الحادث مع انقطاع ذلك التعلّق. السابع الصفة التي هي علّة كالعلم مثلا له شرط كالمحل والحياة وليس له علّة فإنّ العلم من قبيل الذوات وهي لا تعلّل بخلاف الأحكام، فالعلّة لا تكون معلولة في نفسها بخلاف الشرط فإنّه قد يكون معلولا، فإنّ كون الحيّ حيّا شرط لكونه عالما مع أنّ كونه حيّا معلول للحياة. الثامن العلّة مصحّحة لمعلولها اتفاقا بخلاف الشرط إذ فيه خلاف. التاسع الحكم الواجب لم يتفق على عدم شرط بل اتفق على أنّه لا يوجد بدون شرط كالعالمية له تعالى فإنّها مشروطة بكونه حيّا، وقد يختلف في كون الحكم الواجب معلّلا بعلّة، فإنّ مثبتي الأحوال من الأشاعرة يعلّلونه بصفات موجودة. ومن المعتزلة ينفونه سوى البهشمية فإنّهم يعلّلون الحال بالحال. وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى شرح المواقف.

الأبدال

(الأبدال) الزهاد و (عِنْد الصُّوفِيَّة) لقب يطلقونه على رجال الطَّبَقَة من مَرَاتِب السلوك عِنْدهم
الأبدال: جمع بدل، وهم طائفة من الأولياء، قال أبو البقاء: كأنهم أرادوا أنهم أبدال الأنبياء وخلفاؤهم، وهم عند القوم سبعة لا يزيدون ولا ينقصون، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة، لكل بلد إقليم فيه ولايته، منهم واحد على قدم الخليل وله الإقليم الأول، والثاني على قدم الكليم والثالث على قدم هارون والرابع على قدم إدريس والخامس على قدم يوسف والسادس على قدم عيسى على ترتيب الأقاليم. وهم عارفون بما أودع الله تعالى في الكواكب السيارة من الأسرار والحركات والمنازل وغيرها، ولهم من الأسماء أسماء الصفات، وكل واحد بحسب ما يعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول والإحاطة ومنه يكون تلقيه.
الأبدال:
[في الانكليزية] Substituted
[ في الفرنسية] Substitues
بفتح الألف جمع البدل والبديل وكذا البدلاء بالضمّ على ما عرفت. ومولوي عبد الغفور
في حاشية نفحات الأنس للجامي إنّ لفظ الأبدال في اصطلاح الصوفية هو لفظ مشترك، فهو يطلق تارة على جماعة بدّلوا صفاتهم الذميمة بالصفات الحميدة وليس عددهم محصورا، وتارة يطلق على عدد معيّن؛ وعلى هذا فبعضهم يطلق هذا الاصطلاح على أربعين شخصا لهم أوصاف مشتركة، وبعضهم يطلق اسم الأبدال على سبعة رجال، ومن هؤلاء قوم، على أنّ الأبدال هم غير الأوتاد، بينما يقول آخرون: إن الأوتاد هم من جملة الأبدال. واثنان من الأبدال هما إمامان وهما وزيرا القطب والآخر هو القطب. وهؤلاء السّبعة إنما يقال لهم الأبدال لأنهم إذا ذهب واحد حلّ محله الذي يليه في الرتبة، وينال رتبته. ويقول قوم: إنّ تسمية هؤلاء بالأبدال لأنّ الحق جل وعلا أعطاهم قوة بحيث يتنقّلون حيث يشاءون، وإذا أرادوا أمكنهم وضع صورتهم في موضع، فإنهم يضعون شخصا على مثالهم بدلا عنهم. وإذا اكتشف بعضهم الأشخاص المتشابهين فبدون إرادتهم لا يقولون لهم أبدالا، وإنّ كثيرا من الأولياء هم هكذا. انتهى.
وفي بعض التفاسير سئل أبو سعيد عن الأوتاد والأبدال أيهما أفضل فقال الأوتاد.
فقيل كيف. فقال لأنّ الأبدال ينقلبون من حال إلى حال ويبدلون من مقام إلى مقام.
والأوتاد بلغ بهم النهاية وثبتت أركانهم فهم الذين بهم قوام العالم وهم في مقام التمكين.

وفي مرآة الأسرار يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بدلاء أمّتي سبعة». بدلاء في سبعة أقاليم يبقون. فذلك الذي في الإقليم الأول على قلب إبراهيم عليه السلام واسمه عبد الحي، والثاني على قلب موسى عليه السلام واسمه عبد العليم، والثالث على قلب هارون عليه السلام واسمه عبد المريد، والرابع اسمه عبد القادر وهو على قلب إدريس عليه السلام، والذي في الاقليم الخامس على قلب يوسف عليه السلام واسمه عبد القاهر، والذي في السادس هو على قلب عيسى عليه السلام واسمه عبد السميع، وأمّا الذي في السابع فهو على قلب آدم واسمه عبد البصير.
وهؤلاء السبعة هم أبدال الخضر ووظيفتهم معاونة الخلق، وكلهم عارفون بالمعارف والأسرار الإلهية التي في الكواكب السبعة التي جعل الله فيها التأثير في مجريات الأمور. وإن اثنين من الأبدال السبعة المذكورين أي عبد القاهر وعبد القادر، عند نزول مصيبة أو نازلة على قوم أو ولاية، فإنهم يسمّون، والسبب في قهر وعذاب إحدى الولايات أو بعض الأقوام بسبب قيامهم بذلك الأمر. وإذا مات أحد هؤلاء السبعة فإنه ينصّب مكانه أحد الصوفية من عالم الناسوت، ويدعى باسم ذلك الذي مات، أي محبوب ثلاثمائة وسبعة وخمسين رجلا من الأبدال، وكلّهم من سكان الجبال. وطعامهم ورق السّلم وبقية الأشجار وجرار الصحراء، وهم ملتزمون بكمال المعرفة، وهم لا يسيرون ولا يطيرون. وإنّ منهم ثلاثمائة على قلب آدم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق ثلاثمائة نفس قلوبهم على قلب آدم. وله أربعون على قلب موسى. وله سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم. وله خمسة قلوبهم على قلب جبرائيل. وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل. وله واحد قلبه على قلب محمد» عليه الصلاة والسلام. فإذا مات يحلّ محلّه واحد من الثلاثة، وإذا مات واحد من الثلاثة يحلّ محله واحد من الخمسة، وإذا مات أحد الخمسة يحلّ محلّه أحد السبعة، وإذا مات أحد السبعة قام مقامه أحد الأربعين، وإذا مات واحد من الأربعين يرتقي مكانه واحد من الثلاثمائة، وإذا مات أحد الثلاثمائة يحلّ مكانه رجل من زهّاد الصوفية. وإنّ هؤلاء البدلاء حسب الترتيب المذكور يستمدّون الفيوضات الإلهية من القطب الذي قلبه على قلب إسرافيل وهو محبوب الأربعمائة وأربعة البدلاء؛ وقد ذكرنا منهم ثلاثمائة وأربعة وستين، وثمة أربعون آخرون كما قال عليه الصلاة والسلام «بدلاء أمتي أربعون رجلا اثنا عشر بالشام وثمان وعشرون بالعراق».

ويقول في «لطائف أشرفي»: إنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد قسّم العالم إلى قسمين: نصف شرقي ونصف غربي، ومن العراق النصف الشرقي كما أن بلاد خراسان والهند والتركستان وسائر بلاد الشرق داخلة في العراق، ومن الشام النصف الغربي ويشمل الشام ومصر وسائر بلاد الغرب. وهكذا تغمر فيوضات هؤلاء الأربعين المذكورين على جميع العالم، ويدعى أكثر هؤلاء الأبدال بالأبدال الأبرار.

عقب

عقب


عَقَبَ(n. ac. عَقْب)
a. Struck, hit in the heel.
b.(n. ac. عَقْب
عَاْقِبَة
عُقُوْب), Followed, came behind; succeeded; replaced
superseded; took, occupied ( the place of ).

عَقَّبَa. Followed, came after, behind.
b. [Fī], Repeated, reiterated; returned to; waited, stayed
remained behind after (prayer).
عَاْقَبَa. see II (a)b. [Fī], Did, came, used alternately; relieved (
guard ).
c. Punished, chastised.

أَعْقَبَa. Followed, succeeded; rode alternately with.
b. Befell at intervals, attacked periodically (
fit ).
c. Caused, brought on (illness).
d. [acc. & Bi], Rewarded, requited with.
e. Died; left offspring.
f. Improved, became better.

تَعَقَّبَa. Followed, dogged the footsteps of.
b. Reprimanded.
c. ['An], Inquired minutely into.
تَعَاْقَبَa. Followed, succeded each other; alternated.

إِعْتَقَبَa. Detained, retained.
b. [acc. & Min], Got, received, obtained from; experienced from.

إِسْتَعْقَبَa. see V (a)
عَقْب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Heel.
b. Succeeding, following; successor.
c. Posterity, offspring, progeny; descendant; son
grandson.
d. (pl.
عِقَاْب), Course, race.
عِقْبَة
(pl.
عِقَب)
a. Track, trail.
b. Trace, vestige; sign, mark.

عُقْب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Result, consequence, issue; end; term.

عُقْبَة
(pl.
عُقَب)
a. Time; turn, rotation, revolution.
b. Alternation, succession.
c. Rest, remainder, remnant, residue;
dregs, sediment.
عُقْبَىa. End, issue.
b. Recompense, reward; requital, retribution; punishment
penalty.

عَقَب
(pl.
أَعْقَاْب)
a. Sinew, tendon; gut.

عَقَبَة
(pl.
عِقَاْب)
a. Hill; slope, steep, acclivity.

عَقِبa. see 1 (a) (b), (c).
عُقُبa. see 3
مِعْقَبa. Successor.
b. Skilful driver.

عَاْقِبa. Following, succeeding; successor.
b. Representative; substitute; deputy; lieutenant;
vicar.

عَاْقِبَة
(pl.
عَوَاْقِبُ)
a. see 1 (c) & 3
عِقَاْبa. Punishment, chastisement, penalty.

عُقَاْب
(pl.
أَعْقِبَة
أَعْقُب عِقْبَاْن)
a. Eagle; sea-eagle, ospray.
b. [art.], Aquila (coustellation).
عَقِيْبa. Following, succeeding; successive, consecutive;
sequent; subsequent.

عَقُوْبa. Successor.

عُقُوْبَة
( pl.
reg. )
a. see 23
عُقْبَاْنa. End, termination; term.

N. Ag.
عَقَّبَعَاْقَبَa. see 25
N. Ac.
عَاْقَبَ
(عِقْب)
a. see 23
N. Ag.
أَعْقَبَa. see 25
فِى عَقِْبِهِ
a. At the heels, in the rear of; behind, after.

يَعْقُوْب
a. Jacob.
b. (pl.
عَقَاْبِيْ4ُ), Male pigeon.
اليَعَاقِبَة
a. The Jacobites ( religious sect. ).

عَِقْبَة القَمَر
a. The return of the moon: once in a month.

عُقْبَة القَمَر
a. A star which appears with the moon once a year.

عَوَاقِب الإِنْسَان
a. A man's end.

المُعَقِّبَات
a. The Angels of night & day.
b. Ejaculations.
(عقب) : العَقَابُ: الرابِيَةُ، وكلُّ شيءٍ مرتفع إذا لم يَكُن طَوِيلاً جِدّاً.
(عقب) : المُعْقِبُ: الكالُّ المُعْيي [من الإِبل] يقال: قد أَعْقَبَت راحِلَتْكَ.
(عقب) : العُقابُ: اسمُ كَلْبَةٍ، أَنْشَدَ ابنُ الَّسرّاج - في كتاب مَعانِي الشِّعْرِ من تأْليفه -:
قَدْ قُلْتُ لمَّا بَدَتَِ العُقَابُ ... وضَمَّها والبَدَنَ الحِقابُ
جِدِّي، لكُلِّ عامِلٍ ثَوابُ ... الرَّاْسُ والأَكْرُعُ والإِهابُ
(عقب) فلَان تتبع حَقه ليسترده وَفُلَان فِي الصَّلَاة جلس بعد أَن صلى لصَلَاة أُخْرَى أَو لغَيْرهَا وَفِي الْأَمر تردد فِي طلبه مجدا وعَلى فلَان ندد عَلَيْهِ وَبَين عيوبه وأغلاطه وَعَلِيهِ كرّ وَرجع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ولى مُدبرا وَلم يعقب} وَالْقَاضِي على حكم سلفه حكم بِغَيْرِهِ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَالله يحكم لَا معقب لحكمه} وَفُلَانًا خَلفه وَفُلَانًا حَقه مطله وَالشَّيْء شده بالعقب وأتى بِشَيْء بعده والجيش رد قوما مِنْهُم وَبعث آخَرين
عقب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم المُعْتَقِب ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ. [قَوْله -] المُعْتَقِبُ هُوَ الرجل يَبِيع [الرجلَ -] شَيْئا فَلَا ينقُذُه المُشْتَرِي بِالثّمن فيأبَى البَائِع أَن يسلِّم إِلَيْهِ السلعةَ حَتَّى ينقُده فتضيع السّلْعَة عِنْد البَائِع يَقُول: فَالضَّمَان على البَائِع إِنَّمَا مَاتَت السّلْعَة من مَاله وَلَيْسَ على المُشْتَرِي من الثّمن شَيْء. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم أَنه كَانَ لَا يرى بَأْسا بِالصَّلَاةِ فِي دِمَّة الْغنم هَكَذَا يرْوى الحَدِيث. 
عقب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لي خَمْسَة أَسمَاء: أَنا مُحَمَّد وَأحمد والماحي يمحو اللَّه بِي الكفرَ والحاشر أحْشر النَّاس على قَدَمــي وَالْعَاقِب. قَالَ يزِيد: سَأَلت سُفْيَان عَن العاقب فَقَالَ: آخر الْأَنْبِيَاء قَالَ 28 / ب أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَذَلِكَ كل شَيْء خلف بعد شَيْء فَهُوَ عاقب / لَهُ وَقد عَقَبَ يَعْقُب عَقْبا وعقوبا وَلِهَذَا قيل لولد الرجل بعده: هُمْ عَقِبه وَكَذَلِكَ آخر كل شَيْء عَقْبه وَمِنْه حَدِيث عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ أَنه سَافر فِي عَقِبِ رَمَضَان فَقَالَ: إِن الشَّهْر قد تسعسع فَلَو صمنا بَقِيَّته. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: فرس ذُو عقب - إِذْ اكَانَ بَاقِي الجري وَكَذَلِكَ الْعَاقِبَة من كل شَيْء آخِره وَهِي عواقب الْأُمُور. قَالَ أَبُو عبيد: ويروي عَن أبي حَازِم أَنه قَالَ: لَيْسَ لملول صديق وَلَا لحسود غِنىً وَالنَّظَر فِي العواقب تلقيح للعقول. 
(ع ق ب) : (الْعَقَبُ) بِفَتْحَتَيْنِ فِي (ع ص) (وَالْعَقِبُ) بِكَسْرِ الْقَاف مُؤَخَّرُ الْــقَدَمِ (وَعَقِبُ) الشَّيْطَانِ هُوَ الْإِقْعَاء وَعَقِبُ الرَّجُلِ نَسْلُهُ (وَفِي) الْأَجْنَاس هُمْ أَوْلَادُهُ الذُّكُور وَعَنْ بَعْضِ الْفُقَهَاءِ أَوْلَادُ الْبَنَات عَقِبٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28] (وَعَقَبَهُ) تَبِعَهُ مِنْ بَابِ طَلَب وَهُوَ مَعْقُوبٌ (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ مُعَيْقِبُ بْنُ فَاطِمَةَ الدَّوْسِيُّ وَتَرْكُ الْيَاءِ الثَّانِيَة خَطَأٌ (وَتَعَقَّبَهُ) تَتَبَّعَهُ وَتَفَحَّصَهُ وَاسْتِعْمَالُهُمْ إيَّاهُ فِي مَعْنَى عَقَبَهُ غَيْرُ سَدِيدٍ (وَاعْتَقَبَ) الْبَائِعُ الْمَبِيعَ حَبَسَهُ حَتَّى يَأْخُذَ الثَّمَنَ (وَعَنْ) النَّخَعِيِّ الْمُعْتَقِبُ ضَامِنٌ لِمَا اعْتَقَبَ يَعْنِي إنْ هَلَكَ فِي يَده فَقَدْ هَلَكَ مِنْهُ لَا مِنْ الْمُشْتَرِي (وَأَعْقَبَهُ) نَدَمًا أَوْرَثَهُ (وَقَوْلُهُمْ) الطَّلَاقُ يُعْقِبُ الْعِدَّةَ وَالْعِدَّةُ تَعْقُبُ الطَّلَاقَ الْأَوَّلُ مِنْ بَاب أَكْرَمَ وَالثَّانِي مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَالْعُقْبَةُ) النَّوْبَةُ وَمِنْهَا عَاقَبَهُ مُعَاقَبَةً وَعِقَابًا نَاوَبَهُ (وَعُقْبَةُ الْأَجِيرِ) أَنْ يَنْزِلَ الْمُسْتَأْجِرُ صَبَاحًا مَثَلًا فَيَرْكَبَ الْأَجِيرُ (وَقَوْلُ) صَاحِبِ الْإِيضَاحِ فَإِنْ أَمْكَنَهُ أَنْ يَمْشِي أَوْ يَكْتَرِي عُقْبَةً فَلَيْسَ عَلَيْهِ الْحَجّ فِيهِ تَوَسُّع (وَالْعُقَابَانِ) عُودَانِ يُنْصَبَانِ مَغْرُوزَيْنِ فِي الْأَرْضِ يُشْبَحُ بَيْنَهُمَا الْمَضْرُوبُ أَوْ الْمَصْلُوبُ أَيْ يُمَدُّ (وَالْيَعَاقِيبُ) جَمْعُ يَعْقُوبِ وَهُوَ ذَكَرُ الْقَبَجِ (وَأَمَّا) يَعْقُوبُ اسْمُ رَجُلٍ فَأَعْجَمِيٌّ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَبُو يُوسُفَ وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ النَّبِيذُ الْيَعْقُوبِيُّ الَّذِي يُسَمَّى الْجُمْهُورِيُّ.
عقب
العَقِبُ: مؤخّر الرّجل، وقيل: عَقْبٌ، وجمعه: أعقاب، وروي: «ويل للأعقاب من النّار» واستعير العَقِبُ للولد وولد الولد. قال تعالى: وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ [الزخرف/ 28] ، وعَقِبِ الشّهر، من قولهم:
جاء في عقب الشّهر، أي: آخره، وجاء في عَقِبِه: إذا بقيت منه بقيّة، ورجع على عَقِبِه: إذا انثنى راجعا، وانقلب على عقبيه، نحو رجع على حافرته ، ونحو: فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً [الكهف/ 64] ، وقولهم: رجع عوده على بدئه ، قال: وَنُرَدُّ عَلى أَعْقابِنا [الأنعام/ 71] ، انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ [آل عمران/ 144] ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ [آل عمران/ 144] ، ونَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ [الأنفال/ 48] ، فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ [المؤمنون/ 66] . وعَقَبَهُ: إذا تلاه عقبا، نحو دبره وقفاه، والعُقْبُ والعُقْبَى يختصّان بالثّواب نحو: خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً [الكهف/ 44] ، وقال تعالى: أُولئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد/ 22] ، والعاقِبةَ إطلاقها يختصّ بالثّواب نحو: وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [القصص/ 83] ، وبالإضافة قد تستعمل في العقوبة نحو: ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا [الروم/ 10] ، وقوله تعالى: فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ [الحشر/ 17] ، يصحّ أن يكون ذلك استعارة من ضدّه، كقوله: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آل عمران/ 21] . والعُقُوبَةُ والمعاقبة والعِقَاب يختصّ بالعذاب، قال:
فَحَقَّ عِقابِ [ص/ 14] ، شَدِيدُ الْعِقابِ [الحشر/ 4] ، وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ
[النحل/ 126] ، وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ [الحج/ 60] .
والتَّعْقيبُ: أن يأتي بشيء بعد آخر، يقال: عَقَّبَ الفرسُ في عدوه. قال: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ
[الرعد/ 11] ، أي: ملائكة يتعاقبون عليه حافظين له. وقوله: لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ
[الرعد/ 41] ، أي: لا أحد يتعقّبه ويبحث عن فعله، من قولهم: عَقَّبَ الحاكم على حكم من قبله: إذا تتبّعه. قال الشاعر: وما بعد حكم الله تعقيب
ويجوز أن يكون ذلك نهيا للنّاس أن يخوضوا في البحث عن حكمه وحكمته إذا خفيت عليهم، ويكون ذلك من نحو النّهي عن الخوض في سرّ القدر . وقوله تعالى: وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ [النمل/ 10] ، أي: لم يلتفت وراءه. والاعتقاب: أن يتعاقب شيء بعد آخر كاعتقاب اللّيل والنهار، ومنه: العُقْبَة أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر، وعُقْبَة الطائر:
صعوده وانحداره، وأَعقبه كذا: إذا أورثه ذلك، قال: فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً [التوبة/ 77] ، قال الشاعر:
له طائف من جنّة غير معقب
أي: لا يعقب الإفاقة، وفلان لم يُعْقِبْ، أي:
لم يترك ولدا، وأعقاب الرّجل: أولاده. قال أهل اللغة: لا يدخل فيه أولاد البنت، لأنهم لم يعقبوه بالنّسب، قال: وإذا كان له ذرّيّة فإنّهم يدخلون فيها، وامرأة مِعْقَابٌ: تلد مرّة ذكرا ومرّة أنثى، وعَقَبْتُ الرّمح: شددته بالعَقَبِ، نحو: عصبته:
شددته بالعصب، والعَقَبَةُ: طريق وعر في الجبل، والجمع: عُقُب وعِقَاب، والعُقَاب سمّي لتعاقب جريه في الصّيد، وبه شبّه في الهيئة الرّاية، والحجر الذي على حافتي البئر، والخيط الذي في القرط، واليعقوب: ذكر الحجل لما له من عقب الجري .
ع ق ب: (عَاقِبَةُ) كُلِّ شَيْءٍ آخِرُهُ. وَ (الْعَاقِبُ) مَنْ يَخْلُفُ السَّيِّدَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا السَّيِّدُ وَالْعَاقِبُ» يَعْنِي آخِرَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. وَ (الْعَقِبُ) بِكَسْرِ الْقَافِ مُؤَخَّرُ الْــقَدَمِ وَجَمْعُهُ (أَعْقَابٌ) وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ. وَ (عَقِبَ) الرَّجُلِ أَيْضًا وَلَدُهُ وَوُلِدُ وَلَدِهِ وَكَذَا عَقْبُهُ بِسُكُونِ الْقَافِ وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ أَيْضًا عَنِ الْأَخْفَشِ. وَ (الْعُقْبُ) وَ (الْعُقُبُ) الْعَاقِبَةُ مِثْلُ عُسْرٍ وَعُسُرٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} [الكهف: 44] وَتَقُولُ: جِئْتُ فِي عُقْبِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَفِي (عُقْبَانِهِ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَسُكُونِ الْقَافِ فِيهِمَا إِذَا جِئْتَ بَعْدَ مَا مَضَى كُلُّهُ. وَجِئْتُ فِي (عَقِبِهِ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْقَافِ إِذَا جِئْتَ وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ. وَ (الْعُقْبَةُ) بِوَزْنِ الْعُلْبَةِ النَّوْبَةُ. وَ (عَاقَبْتُهُ) فِي الرَّاحِلَةِ إِذَا رَكِبْتَ أَنْتَ مَرَّةً وَرَكِبَ هُوَ مَرَّةً. وَ (أَعْقَبْتُهُ) مِثْلُهُ. وَهُمَا يَتَعَاقَبَانِ كَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وَ (الْعَقَبَةُ) وَاحِدَةُ (عَقَبَاتِ) الْجِبَالِ. وَ (الْعِقَابُ) الْعُقُوبَةُ وَ (عَاقَبَهُ) بِذَنْبِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَعَاقَبْتُمْ} [الممتحنة: 11] أَيْ فَغَنِمْتُمْ. وَعَاقَبَهُ جَاءَ بِعَقِبِهِ فَهُوَ (مُعَاقِبٌ) وَ (عَقِيبٌ) أَيْضًا. وَ (التَّعْقِيبُ) مِثْلُهُ. وَمِنْهُ (الْمُعَقِّبَاتُ) بِتَشْدِيدِ الْقَافِ وَكَسْرِهَا وَهُمْ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لِأَنَّهُمْ يَتَعَاقَبُونَ. وَإِنَّمَا أُنِّثَ لِكَثْرَةِ ذَلِكَ مِنْهُمْ كَعَلَّامَةٍ وَنَسَّابَةٍ. وَتَقُولُ: وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ بِتَشْدِيدِ الْقَافِ وَكَسْرِهَا أَيْ لَمْ يَعْطِفْ وَلَمْ يَنْتَظِرْ. وَ (التَّعْقِيبُ) فِي الصَّلَاةِ الْجُلُوسُ بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَهَا لِدُعَاءٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ عَقَّبَ فِي صَلَاةٍ
فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ» وَ (أَعْقَبَهُ) بِطَاعَتِهِ جَازَاهُ. وَ (الْعُقْبَى) جَزَاءُ الْأُمُورِ. وَ (أَعْقَبَ) الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وَخَلَّفَ (عَقِبًا) أَيْ وَلَدًا. وَأَكَلَ أُكْلَةً (أَعْقَبَتْهُ) سُقُمًا أَيْ أَوْرَثَتْهُ. قُلْتُ: وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا} [التوبة: 77] أَيْ أَوْرَثَهُمْ بُخْلُهُمْ نِفَاقًا. وَأَعْقَبَهُمُ اللَّهُ أَيْ جَازَاهُمْ بِالنِّفَاقِ. وَ (تَعَقَّبَهُ) عَاقَبَهُ بِذَنْبِهِ. وَ (اعْتَقَبَ) الْبَائِعُ السِّلْعَةَ حَبَسَهَا عَنِ الْمُشْتَرِي حَتَّى يَقْبِضَ الثَّمَنَ وَفِي الْحَدِيثِ: «الْمُعْتَقِبُ ضَامِنٌ» يَعْنِي إِذَا تَلِفَ عِنْدَهُ. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فِي آخِرِ ع ق ب: قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فُلَانٌ يَسْعَى (عَقِبَ) آلِ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُمْ. وَلَمْ أَجِدْ فِي الصِّحَاحِ وَلَا فِي التَّهْذِيبِ حُجَّةً عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ النَّاسِ. جَاءَ فُلَانٌ عَقِبَ فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُ إِلَّا هَذَا. وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: جَاءَ (عَقِيبَهُ) بِمَعْنَى بَعْدَهُ فَلَيْسَ فِي الْكِتَابَيْنِ جَوَازُهُ. وَلَمْ أَرَ فِيهِمَا (عَقِيبًا) ظَرْفًا بَلْ بِمَعْنَى الْمُعَاقِبِ فَقَطْ كَاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ عَقِيبَانِ لَا غَيْرُ. قُلْتُ: يُقَالُ: (عَقَّبَ) الْحَاكِمُ عَلَى حُكْمِ مَنْ قَبْلَهُ إِذَا حَكَمَ بَعْدَ حُكْمِهِ بِغَيْرِهِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [الرعد: 41] أَيْ لَا أَحَدَ يَتَعَقَّبُ حُكْمَهُ بِنَقْضٍ وَلَا تَغْيِيرٍ. 
عقب
العَقَبُ: ما يُشَدُ به الرِّماحُ والسِّهامُ. والعَقَبَةُ: طَريْقٌ وَعْرٌ في الجَبَل، والجَميعُ العَقَبُ والعِقَابُ.
والعَقِبُ: مُؤَخَرُ الــقَدَم، وتميمٌ تُخَفِّفُه، والجميعُ الأعْقاب. وفُلانٌ مُوَطَأُ العَقِبِ: الرَّئيس المَتْبوع.
ووَلى على عَقِبه: إِذا أخَذَ في وَجْهٍ ثم انْثَنى راجِعاً. وأعْقَبَ: خَفَفَ عَقِباً.
وقَوْلُ العَرَب: لا عَقِبَ له: أيْ وَلَداً ذَكَراً. ومَالَهُ تَعْقِبَةٌ، أي عَقِبٌ. ويقال للقادِم: مِنْ أيْنَ عَقِبُكَ؟: أي من أيْنَ أقْبَلْتَ؟. ولَوْ كانَ له عَقِبٌ لَتَكَلَمَ: أي جَواب. ووَلى ولم يُعَقبْ: لم يَعْطِفْ؛ ويُقال: لم يُعْقِبْ أيضاً. والتعْقِيْبُ: الغَزْوُ بَعْدَ الغَزْو. والانْصِرافُ من الأمورِ يُريْدُها.
والخَيْلُ تُعَقبُ في عدْوِها لم تَزدَدْ إلا جَودةً، وهو ذو عَقْبٍ. وعَقبَتْ علي في تلك السلْعَةِ عُقَب: أدْرَكَني فيها دَرك.
والتُعْقِبَة: الدركُ. وهُما يُعَقبانِ فلاناً: تَعَاوَنا عليه. وكُل ما خَلَفَ شَيْئاً فقدْ عَقَبَه، وهُما غقِيْبان، وقد اعْتقَبا وتَعَاقَبا. وأتى إليه خَيْراً فَعَقب بغيَر مُكافَأةٍ.
والعقبَة والعِقَاب والعقْبى: المُكافَأَةُ والثواب. وإِذا كانَ للفَرس جَمَام بعدَ انقِطاع الجَرْي قيل له: عِقَاب. وعَقب الأمْرِ وعَاقِبَتُه وعَاقِبُه وعُقْبَاه: آخِرُه، وجمَعُ العَقْب على الأعْقاب؛ والعُقْبى على العُقب. وأعْقَبَ هذا ذاك: صارَ مَكانَه. وأعْقَبْت الطي: إذا طويْتَ البئْر فأعْقَبْتَ الحَوَامى بججارة من خَلْفِها. وأعْقَبَ الأمر عقْبَاناً وعُقْبى، واعْقِبَ عِزاً: أبدل.
واسْتَعْقَبَ مِن كذا خَيْراً وتعقبَ: واحِدٌ. وتَعَقبْتُهُ: تَتبعْتَ أثَرَه. وهُما يتَعاقَبانِ الرُّكُوبَ بينهما أو الأمْرَ: يَرْكَبُ هذا عُقْبَةً وهذا عقْبَةً. والعُقْبَة فَرْسَخان.
وعقْبُ الحَوْض: عُقْره. ولا يَفْعلُ كذا إلا عُقْبَةَ القَمَرِ: وذلك إِذا قّارَنَ الثُّريّا؛ وُيقارنها في السنَةِ مَرّة، وهو من المعَاقَبَة؛ وذلك إِذا اسْتَوى اللَيلُ والنَّهار. وقيل: هو عَوْدَته إذا غَاب.
والعُقْبَةُ: كُلّ ما يُرْعى بَعدَ الحُمُوْضَة. وعُقْبَةُ النّاس بَعد الطًعام: الحَلْوَاء. ولَقِيْتُ منه عُقْبَةَ الضبُع: أي الشَدَة.
وحُكِيَ: كنْتُ مَرهً نشبَةَ وأنا اليَوْمَ عُقْبَة: أي كنتُ أنْشب في الشًر قَديماً قَوياً واليومَ اعْقِبْتُ ضَعْفَاَ. وعُقبَةُ القِمْرِ وعِقْبَتُها: ما يَبْقى فيها من المَرَقِ عندَ رَدَها إذا استَعاروها.
وجِئْت في عُقْبِ الشَهْر وعُقْبانِه: أي بَعْدَ ما يَمْضِي. وفي عَقِبهِ وعَقْبِه: إِذا بقِيَتْ منه بَقِيَةٌ.
وعقْبَةُ: اسْم رَجُلً. وأخَذَ بِعُقْبَةِ فُلانٍ: أي مَكانَه. وهو عالم بعقْبى الكَلام: أي غامضِه. واحذر عَقبَ اللهِ وعِقابَه وعقُوْبَتَه.
وكُلُّ طَريقٍ بَعْضُها خَلْفَ بَعض: أعْقَابٌ؛ كأنَّها مَنْضُودةٌ عَقْبٌ على عَقْبٍ.
والمِعْقَبُ: الخِمَارُ. ونَجْمٌ يُهْتَدى به. والعِقَابُ والعُقَابُ: الخَيْطُ الذي يُجْمَعُ به طَرَفا القُرْطِ في الأذُن. والمِعْقَابُ: المَرْأةُ وِلادَتُها أبَداً أنْ تأتيَ بذَكَرٍ بَعْدَ أنثى. والعَقُوْبانِ: الخَشَبَتان تُنْصَبان على حَرْفَي البِئر. والإعْقَابَةُ: سِمَةٌ في الأذن، وشَاةٌ معَاقَبَةٌ ومُعْقَبَة.
والعُقَابُ: طائرٌ. والعَلَمُ الضَخْم، تَشبيهاً به. وصَخْرَةٌ ناتِئةٌ في عُرْض جَبَل أو حُولِ بئرٍ، وربما كان في البئر من قِبَل الطيِّ إذا زالت الصخرةُ عن مَوْضِعِها، والذي يُسوَيها: مُعَقِّبٌ.ْ ومَسِيْلُ الماء إلى الحَوْض. والجَمْعُ في الكُل: العِقْبَان. وإذا حَلَّفْتَ الرجُلَ فلَمْ تَرْضَ بِيَمين دونَ يمينٍ: فذلك العُقَابانِ. وعليه عِقْبَةُ جَمَال وعُقْبَتُه: أي أثَرُه، وكذلك في السُّرور.
والعِقْبَةُ لُغَةٌ في العِقْمة: لِضَرْبٍ من الثياب. وتَغَيرَ بِعَاقِبَةٍ: أي عن قريب.
وعَاقِبَةٌ من الطيْر: أي يَعْقُبُ بعضُها مكانَ بعض كأنَه تَقَعُ الأخْرى مكانَ الأولى. والعَاقِبُ: آخِرُ الأنْبياء.
والعَوَاقِبُ والمُعَاقِبَةُ من الإبل: التي تأكُلُ من الحَمْض مرةً ومن الخلة أخرى، وقد عَقَبَتْ عُقُوْباً. وعَاقِبَةُ البُرَةِ: حَلْقَتُها. والعَقِب: الخَلِيْفُ. واليَعْقُوْبُ: ذَكَرُ القَبَج والقَطا.
وتسمى الخيل: بعاقيب لسرعتها. واعْتَقَبْتُ الشَيْءَ: حَبَسْتَه. وال
معقب الذي يَتَبعُ عَقِبَ الإِنسانِ في طَلَبِ حَق. وله مُعَقَبَاتٌ من جَوانِبه: أي حَفَظَةٌ.
عقب: عَقَّب (بالتشديد): ًأصلح، قوم، عدّل، صحح، نقّح. (ألكالا، المــقدمــة 1: 12).
عَقَّب: أغنى، أثرى. خلف، أورث (فوك) ففي القسم الأول منه.
عَقَّب لِوِلْدِه: أشبه أباه في أخلاقه (فوك) عاقب. عاقبا المنشار بينهما: جعلا المنشار يذهب ويجيء بينهما بالتناوب والتعاقب. (المــقدمــة 3: 309).
عاقب. عاقب (أو أعْقَب) بين الناس: بدَّل الحامية، أرسل إلى المدينة حامية جديدة لتحل محل الحامية التي كانت فيها. (البلاذري ص223، 236) وقد ذكر في معجم البلاذري غير هذا، إلا أن السيد دي غويه قد اعترف إنه قد أخطأ بذلك.
أعْقَب: أخر عمل الشيء وعمله متأخراً، وهو ضد أسلف. ففي كتاب عبد الواحد (ص88): يقول الشاعر: فيما سبق من الزمن أسلفت دلائل إخلاصي وحبي، وأعترف أني بعد ذلك أعقبتُ أَعْماَل مفسد (وفي المطبوع أعقبتَ وهو من خطأ الطباعة).
أعقب الناقة): نزل عن الناقة ليركب أخرى (معجم مسلم).
أعقب أخاه على زوجته: تزوج أرملة أخيه. (معجم البيان).
أعقب بين الناس: انظرها في عاقب.
أعقب ب: أبدل، أقام في مقام، أحل في محل، استبدل. (وهو جفلايت ص49).
أعقب فلاناً ب. يقال مثلاً: أعقبهم الله بالجوع. أي عاقبهم الله بالجوع (أخبار ص61).
أعقب كلامه ب: أضاف شيئاً إلى خطابه (بوشر).
تعقبَّ: ندم. (البكري ص130).
تعقبَّ: راقب، فتش. ففي حيان- بسام (1: 10و): خدمة التعقب والمحاسبة أي وظيفة المراقبة والتفتيش المالي. وفي بسام (3: 60ق): ولى زمام التعقب على أهل الأندلس.
تعقَّب على فلان: صحح كلامه وعلق عليه.
(عباد 2: 91 ورقم 85، المقري 1: 201، 613، ابن بطوطة 4: 104، العبدري ص111، ابن عبد الملك ص 3ق، الخطيب ص91 ق).
تعقَّب: أعاد عمل الشيء (فوك، ألكالا) وفي معجم الكالا: rehasimiento ( تَعَقُّب وإعادة) وانظر: عقَّب في معجم لين.
تعاقَب: تعاقب القوم في الأمر والشيء: عملوه مناوبة، أو استخدموه مناوبة. (محيط المحيط).
على التعاقب: عدة مرات، مرَّة بعد أخرى. (دي ساسي طرائف 1: 406).
تعاقب: كما يقال تعاقب المسافران على الدابة (لين) يقال عن الرجال: تعاقبوا على امرأة، أي وطؤوها كل واحد بنوبته. (ألف ليلة 2: 232) كما يقال عن عدد من الأشخاص تولوا الملك أو توارثوا لغة أو إرثا واحداً بعد الآخر: تعاقبوا عليه (البكري ص67، المــقدمــة 3: 303).
تعاقب: مطاوع عاقب، بمعنى أصابته عقوبة (معجم مسلم).
انعقب: تأخر (أداء المستحق). ففي العبدري (ص59 و): أراد أمير مكة سجن الحجاج المصريين فقال له تركي: فيما تأخذهم قال له في حقوق وجبت لي على مَلك مِصْر ولي حظ في بيت المال منعقبة (منعقب) أعواماً.
اعتقب: انظر لمفصل (ص89) ففيه: ومن ذلك قِنَّسرَيٌ ونصيَّبيٌ ويبريء فيمن جعل الإعراب قبل النون ومن جعله معتقب الإعراب قال قنسريني.
عُقب: عقيب الاولاد، آخر من يولد منهم (بوشر).
عَقَب: عصاب، وهي أعصاب الجمل تجفف في الشمس وتفرق إلى أجزاء في مثل رقة خيط الحرير. أو هي وبر الجمل المفتول. (دوماس عادات ص264).
عُقِب: قعر الكأس، قعر الإناء. (بوشر).
عَقِب: كتاب مطبوع بعد وفاة مؤلفه. (بوشر).
عقب الرمح: زُجُّ الرمح. (بوشر).
عَقْبة: آخر حصاد الذرة. حصاد الذرة الثالث (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص146).
عِقْبَة: أثر. وتجمع على عِقَب (أبو الوليد ص544).
عَقَبة: مرقى صعب من الجبال، وجمعها في معجم الكالا: عقائب. ويقال: بلادهم عَقْبة (كذا) أي بلادهم مرقى صعب؟ (مارتن ص23).
عَقَبَة: عقدة، معضلة، مشكلة، (ومتاهة، تيه. (بوشر).
عَقَبَة: قربى، قرابة، واشجة النسب (ألكالا).
عَقَبَة: في مصر نوع من القوارب الكبيرة، صندل. وجمعها عقبات وعَقَب. (مملوك 2، 1: 24).
ويقول ستوشوف (ص424): وللأغنياء زوارق خاصة يستخدمونها للتنزه عند زيادة النيل ويسمونها أشبه ( Achaba) وهي قوارب مسطحة، يبلغ كوثلها (مؤخرها) أكثر من نصفها، منها مربعة محاطة بأعمدة درابزين لئلا يزعج النوتية من يجلس فيها. وهي مفروشة في الداخل بطنافس ثمينة. وأعلاها مغطى بقماش مشمع، وداخلها مصبوغ وملون بأنواع الألوان بحيث يرى الجالس فيها إنه في صالة جميلة. انظر وصف ثفينيو المطول أيضاً (1: 465) عند مونكونيس (ص282) حيث تحرفت الكلمة إلى أكور به، وعند لين (عادات 2: 293).
عَقِبَة = كعب، القسم الأسفل من السهم.
(الجريدة الآسيوية 1848، 2: 210).
عَقِبَة: كل طرف من طرفي القوس، قاب القوس. (نفس المصدر السابق).
عُقبى: بمعنى تعويض، بدل، جزاء، مكافأة (لين 2101 في آخر). وفي معجم البلاذري (ص66): وقد خفضت الضريبة عنهم عقبى لهم عن أرضهم التي انتزعت منهم. وقد أعترف السيد دي غويه إنه قد أساء تفسير هذه الكلمة في معجم البلاذري.
عقبا لكل سنة: أتمنى لك سنة سعيدة، وهي تهنئة تقال عادة في اليوم الأول ن السنة في حلب. (بوشر).
عُقاب: عقاب منسوري، عقاب بحري، كاسر العظام. (الكالا).
عُقاب: أبو الخطاف، حدأة. (شيرب).
عُقاب: يطلق أصحاب الكيمياء اسم هذا الطائر على ملح النشادر. (دفيك ص8).
عقَّابية: لوز أخضر. (بوشر). عاقب: كان لنصارى نجران ثلاثة رؤساء: السيد هو القائد العسكري، والعاقب وهو الرئيس المدني، والأسقف. (معجم البلاذري، محيط المحيط).
عاقبة: آخر كل شيء وخاتمته، ويقال مثلاً: عاقبته ترجع عليك (بوشر).
بلسم التعقيبة: صمغ الكبيبة (بوشر).
مُعَقَّب: من له عَقَب. (الكامل ص242).
معاقب: متشدد، متعصب. (بوشر).
ع ق ب : الْعَقَبُ بِفَتْحَتَيْنِ الْأَبْيَضُ مِنْ أَطْنَابِ الْمَفَاصِلِ.

وَالْعَقِبُ بِكَسْرِ الْقَافِ مُؤَخِّرُ الْــقَدَمِ وَهِيَ أُنْثَى وَالسُّكُونُ لِلتَّخْفِيفِ جَائِزٌ وَالْجَمْعُ أَعْقَابٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ» أَيْ لِتَارِكِ غَسْلِهَا فِي الْوُضُوءِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ «وَنَهَى - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ فِي الصَّلَاةِ» وَيُرْوَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ وَهُوَ أَنْ يَضَعَ أَلْيَتَيْهِ عَلَى عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَجْعَلُهُ بَعْضُ النَّاسِ الْإِقْعَاءَ.

وَالْعَقِبُ بِكَسْرِ الْقَافِ أَيْضًا وَبِسُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ الْوَلَدُ وَوَلَدُ الْوَلَدِ وَلَيْسَ لَهُ عَاقِبَةٌ أَيْ لَيْسَ لَهُ نَسْلٌ وَكُلُّ شَيْءٍ جَاءَ بَعْدَ شَيْءٍ فَقَدْ عَاقَبَهُ وَعَقَّبَهُ تَعْقِيبًا وَعَاقِبَةُ كُلِّ شَيْءٍ آخِرُهُ وَقَوْلُهُمْ جَاءَ فِي عَقْبِهِ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِسُكُونِهَا لِلتَّخْفِيفِ أَيْضًا أَصْلُ الْكَلِمَةِ جَاءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَقِبَ عَمْرٍو وَالْمَعْنَى كُلَّمَا رَفَعَ عَمْرٌو قَدَمًــا وَضَعَ زَيْدٌ قَدَمَــهُ مَكَانَهَا ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى قِيلَ جَاءَ عَقِبَهُ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ بِمَعْنَيَيْنِ وَفِيهِمَا مَعْنَى الظَّرْفِيَّةِ أَحَدُهُمَا الْمُتَابَعَةُ وَالْمُوَالَاةُ فَإِذَا قِيلَ جَاءَ فِي عَقِبِهِ فَالْمَعْنَى فِي أَثَرِهِ وَحَكَى ابْنُ السِّكِّيتِ بَنُو فُلَانٍ تُسْقَى إبِلُهُمْ عَقِبَ بَنِي فُلَانٍ أَيْ بَعْدَهُمْ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ فَرَسٌ ذُو عَقِب أَيْ جَرْيٍ بَعْدَ جَرْي وَذَكَرَ تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ ثُمَّ قَالَ وَالْبَابُ كُلُّهُ يَرْجِعُ إلَى أَصْلٍ وَاحِدٍ وَهُوَ
أَنْ يَجِيءَ الشَّيْءُ بِعَقِبِ الشَّيْءِ أَيْ مُتَأَخِّرًا عَنْهُ وَقَالَ فِي مُتَخَيَّرِ الْأَلْفَاظِ صَلَّيْنَا أَعْقَابَ الْفَرِيضَةِ تَطَوُّعًا أَيْ بَعْدَهَا وَقَالَ الْفَارَابِيُّ جِئْتُ فِي عَقِبِ الشَّهْرِ إذَا جِئْتُ بَعْدَ مَا يَمْضِي هَذَا لَفْظُهُ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ أَنَّهُ سَافَرَ فِي عَقِبِ رَمَضَانَ أَيْ فِي آخِرِهِ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ فَرَسٌ ذُو عَقِب أَيْ جَرْيٍ بَعْد جَرْيٍ وَمِنْ الْعَرَبِ مَنْ يُسَكِّنُ تَخْفِيفًا وَقَالَ عُبَيْدٌ
إلَّا لِأَعْلَمَ مَا جَهِلْتُ بِعَقْبِهِمْ
أَيْ أَخَّرْتُ لِأَعْلَمَ آخِرَ أَمْرِهِمْ وَقِيلَ مَا جَهِلْتُ بَعْدَهُمْ وَسَافَرْتُ وَخُلِّفَ فُلَانٌ بِعَقِبِي أَيْ أَقَامَ بَعْدِي وَعَقَّبْتُ زَيْدًا عَقْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُقُوبًا جِئْتُ بَعْدَهُ وَمِنْهُ سُمِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْعَاقِبَ لِأَنَّهُ عَقَبَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ أَيْ جَاءَ بَعْدَهُمْ وَرَجَعَ فُلَانٌ عَلَى عَقِبِهِ أَيْ عَلَى طَرِيقِ عَقِبِهِ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ خَلْفَهُ وَجَاءَ مِنْهَا سَرِيعًا وَالْمَعْنَى الثَّانِي إدْرَاكُ جُزْءٍ مِنْ الْمَذْكُورِ مَعَهُ يُقَالُ جَاءَ فِي عَقِبِ رَمَضَانَ إذَا جَاءَ وَقَدْ بَقِيَ مِنْهُ بَقِيَّةٌ وَيُقَالُ إذَا بَرِئَ الْمَرِيضُ وَبَقِيَ شَيْءٌ مِنْ الْمَرَضِ هُوَ فِي عَقِبِ الْمَرَضِ وَأَمَّا عَقِيبٌ مِثَالُ كَرِيمٍ فَاسْمُ فَاعِلٍ مِنْ قَوْلِهِمْ عَاقَبَهُ مُعَاقَبَةً وَعَقَّبَهُ تَعْقِيبًا فَهُوَ مُعَاقِبٌ وَمُعَقِّبٌ وَعَقِيبٌ إذَا جَاءَ بَعْدَهُ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: أَيْضًا وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ يَتَعَاقَبَانِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبهِ وَالسَّلَامُ يَعْقُبُ التَّشَهُّدَ أَيْ يَتْلُوهُ فَهُوَ عَقِيبٌ لَهُ وَالْعِدَّةُ تَعْقُبُ الطَّلَاقَ أَيْ تَتْلُوهُ وَتَتْبَعُهُ فَهِيَ عَقِيبٌ لَهُ أَيْضًا فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ يَفْعَلُ ذَلِكَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَنَحْوَهُ بِالْيَاءِ لَا وَجْهَ لَهُ إلَّا عَلَى تَقْدِيرِ مَحْذُوفٍ وَالْمَعْنَى فِي وَقْتٍ عَقِيبَ وَقْتِ الصَّلَاةِ فَيَكُونُ عَقِيبٌ صِفَةَ وَقْتٍ ثُمَّ حُذِفَ مِنْ الْكَلَامِ حَتَّى صَارَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ وَقَوْلُهُمْ أَيْضًا يَصِحُّ الشِّرَاءُ إذَا اسْتَعْقَبَ عِتْقًا لَمْ أَجِدْ لِهَذَا ذِكْرًا إلَّا مَا حُكِيَ فِي التَّهْذِيبِ اسْتَعْقَبَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا خَيْرًا وَمَعْنَاهُ وَجَدَ بِذَلِكَ خَيْرًا بَعْدَهُ وَكَلَامُ الْفُقَهَاءِ لَا يُطَابِقُ هَذَا إلَّا بِتَأْوِيلٍ بَعِيدٍ فَالْوَجْهُ أَنْ يُقَالَ إذَا عَقَّبَهُ الْعِتْقُ أَيْ تَلَاهُ.

وَالْعُقْبَةُ النَّوْبَةُ وَالْجَمْعُ عُقَبٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ.

وَتَعَاقَبُوا عَلَى الرَّاحِلَةِ رَكِبَ كُلُّ وَاحِدٍ عُقْبَةً.

وَالْعُقْبُ بِضَمَّتَيْنِ وَالْإِسْكَانُ تَخْفِيفٌ الْعَاقِبَةُ.

وَالْعُقَابُ مِنْ الْجَوَارِحِ أُنْثَى وَجَمْعُهَا عِقْبَانٌ وَأَعْقَبَهُ نَدَمًا أَوْرَثَهُ وَعَاقَبْتُ اللِّصَّ مُعَاقَبَةً وَعِقَابًا وَالِاسْمُ الْعُقُوبَةُ وَالْيَعْقُوبُ يَفْعُولٌ ذَكَرُ الْحَجَلِ وَالْجَمْعُ يَعَاقِيبُ وَالْعَقَبَةُ فِي الْجَبَلِ وَنَحْوِهِ جَمْعُهَا عِقَابٌ مِثْلُ رَقَبَةٍ وَرِقَابٍ وَلَيْسَ فِي صَدَقَتِهِ تَعْقِيبٌ
أَيْ اسْتِثْنَاءٌ وَوَلَّى وَلَمْ يُعَقِّبْ لَمْ يَعْطِفْ وَالتَّعْقِيبُ فِي الصَّلَاةِ الْجُلُوسُ بَعْدَ قَضَائِهَا لِدُعَاءٍ أَوْ مَسْأَلَةٍ. 
[عقب] عاقبة كل شئ: آخره. وقولهم: ليست لفلانٍ عاقبةٌ، أي ولد. وفي الحديث: " السيِّد والعاقب " فالعاقب: مَن يخلف السيدَ بعده. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا العاقب "، يعني آخر الأنبياء، وكلُّ من خَلَفَ بعد شئ فهو عاقبه. والعقب، بكسر القاف: مؤخَّر الــقدم، وهي مؤنّثة. وعقب الرجلِ أيضا: وَلَده وولد ولده. وفيها لغتان عَقِبٌ وعَقْب بالتسكين. وهي أيضاً مؤنَّثة عن الاخفش. وقال أبو عمرو: النعامة تعقب في مرعى بعد مرعى، فمرة تأكل الآء، ومرة تأكل التنوم، وتعقب بعد ذلك في حجارة المرو، وهى عقبته، ولا يغث عليها شئ من المرتع. وهذا معنى قول ذى الرمة يصف الظليم: ألهاه آء وتنوم، وعقبته * من لائح المرو والمرعى له عقب وعقب فلان مكان أبيه عاقبة، أي خلفه، وهو اسم جاء بمعنى المصدر، كقوله تعالى: (ليس لوقعتها كاذبة) . وعقبت الرجل في أهله، إذا بغيتَه بشرٍّ وخَلَفته. وعقَبْتُه أيضاً، إذا ضربتَ عقبه. والعقب، بالتسكين: الجرى يجئ بعد الجري الأول. تقول: لهذا الفرس عَقْبٌ حسن. والعُقْب والعُقُب: العاقبة، مثل عسر وعسر. ومنه قوله تعالى: (هو خيرٌ ثواباً وخيرٌ عُقُباً) . وتقول أيضاً: جئت في عُقْب شهر رمضان، وفي عُقْبانِهِ، إذا جئتَ بعد أن يمضيَ كلُّه، وجئتُ في عَقِبه بكسر القاف، إذا جئتَ وقد بقيت منه بقيّة. حكاه ابن السكيت. والعُقْبَةُ: النَوبة، تقول: تمَّت عُقبتُك. وهما يتعاقبان كالليل والنهار. وتقول أيضاً: أخذت من أسيري عُقْبَةً، إذا أخذت منه بدلاً. وعاقبت الرجل في الرحلة، إذا ركبت أنت مرَّةً وركب هو مرّة. وعُقْبَةُ الطائر: مسافة ما بين ارتفاعه وانحطاطه. والمِعْقاب: المرأة التي من عادتها أن تلد ذكراً بعد أنثى. والعقبة أيضا: شئ من المرق يردُّه مستعير القدر إذا ردَّها. وقولهم: عليه عِقْبه السرو والجمال، بالكسر، أي أثر ذلك وهيئته. ويقال أيضاً: ما يفعلُ ذلك إلا عِقْبة القمر ، إذا كان يفعله في كل شهرٍ مرّةً. والعَقَب بالتحريك: العَصَب الذي تُعمل منه الأوتار، الواحدة عَقَبة، تقول منه عَقَبْت السهمَ والقَدَحَ والقوس عَقْباً، إذا لويت شيئاً منه عليه. قال الشاعر : وأسْمَر من قداح النَبْع فَرعٍ * به عَلمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ وربَّما شدُّوا به القرط لئلا يزيغ. وأنشد الاصمعي: كأن خوق قرطها المعقوب * على دباة أو على يعسوب والعقبة: واحدة عقاب الجبال.ويعقوب: اسم رجل لا ينصرف في المعرفة للعجمة والتعريف، لانه غير عن جهته فوقع في كلام العرب غير معروف المذهب. واليعقوب: ذكر الحجل، وهو مصروف لانه عربي لم يغير وإن كان مزيدا في أوله فليس على وزن الفعل. قال الشاعر:

عال يقصر دونه اليَعْقوبُ * والجمع اليَعاقيب. وإبل مُعاقبة: ترعى مرَّةً في حَمْض ومرة في خلَّة، وأمَّا التي تشرب الماء ثم تعود إلى المَعْطِن ثم تعود إلى الماء فهى العواقب. عن ابن الاعرابي. وأعقبت الرجل، إذا ركبتَ عُقْبَةً وركب هو عُقْبَةً، مثل المعاقبة. والعرب تعقب بين الفاء والثاء وتعاقب، مثل جدث وجدف. العقاب: العقوبة، وقد عاقبته بذنبه. وقوله تعالى: (فَعاقَبتم ، أي فَغَنِمتم. وعاقبَه أي جاء بعَقِبه فهو، مُعاقِبٌ وعقيبٌ أيضاً. والتعقيب مثله. والمعقبات: ملائكة الليل والنهار، لأنهم يتعاقبون، وإنما أنِّث لكثرة ذلك منهم، نحو نَسَّابة وعَلاَّمة. والمعقِّبات: اللواتي يقمن عند أعجاز الابل المعتركات على الحوض، فإذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانها أخرى، وهي الناظرات العُقَب. وعَقَّب العَرْفُج، إذا اصفرّت ثمرته وحان يُبسُه. والتعقيب أيضاً: أن يغزو الرجل ثم يُثَنِّي من سنته. قال طفيلٌ الغَنَويّ يصف الخيل: طِوالُ الهوادي والمتونُ صليبةٌ * مَغاويرُ فيها للأمير مُعَقَّب وعَقَّب في الأمر، إذا تردَّد في طلبه مجدا. قال لبيد يصف حمارا وأتانه: حتى تهجر بالرواح وهاجها * طلب المعقب حقه المظلوم رفع المظلوم وهو نعت للمعقب على المعنى، والمعقب خفض في اللفظ، ومعناه أنه فاعل. وتقول: ولى فلان مدبِراً ولم يُعَقِّب، أي لم يَعطِف ولم ينتظر. والتعقيب في الصلاة: الجلوس بعد أن يقضيها لدعاءٍ أو مسألة. وفي الحديث: " من عَقَّبَ في صلاةٍ فهو في الصلاة ". وتصدَّق فلانٌ بصدقةٍ ليس فيها تعقيبٌ، أي استثناء. وأعقبه بطاعته، أي جازاه. والعُقبى: جزاء الأمر. وأعقَبَ الرجلُ، إذا مات وخلف عقبا، أي ولدا. وأعقبهُ الطائفُ، إذا كان الجنونُ يعاوده في أوقات. قال امرؤ القيس يصف فرساً: ويخْضِدُ في الآرِيِّ حتَّى كأنه * به عُرَّةٌ أو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ والمُعْقِب: نجمٌ يعقب نجماً، أي يطلع بعده. ويقال: أكل أكلةً أعقبته سقماً، أي أورثته. وذهب فلانٌ فأعقبه ابنُه، إذا خَلفه، وهو مثل عَقَبه. وأعقبَ مستعيرُ القدرِ، أي ردَّها وفيها العُقْبة. وقد تَعَقَّبْتُ الرجلَ، إذا أخذته بذنبٍ كان منه. وتَعَقَّبْت عن الخبر، إذا شككتَ فيه وعُدت للسؤال عنه. قال طفيل:

ولم يكُ عما خَبَّروا مُتَعَقَّب * وتَعَقَّب فلانٌ رأيه، أي وجد عاقبتَه، إلى خير. واعْتَقَبَ البائع السِلعة، أي حبسها عن المشتري حتَّى يقبض الثمن. وفى الحديث: " المعتقب ضامن "، يعنى إذا تلفت عنده. واعتقبت الرجلَ: حبسته. وتقول: فعلت كذا فاعتقبتُ منه ندامةً، أي وجدت في عاقبته ندامة. والعقاب: طائر، وجمع القلَّة أعْقُب، لأنَّها مؤنثة، وأفعل بناء يختص به جمع الاناث مثل عناق وأعنق، وذراع وأذرع، والكثير عِقْبان. وعُقاب عَقَنْباةٌ وعَبَنْقاةٌ وبَعَنْقاة على القلب، أي ذات مخالبَ حِداد. قال الطرماح: عُقاب عَقَنْباة كأنَّ وظيفَها * وخَرطومَها الأعلى بنارٍ مُلَوَّحُ والعُقاب: عُقاب الراية . والعُقاب: حجرٌ ناتئ في جوف بئرٍ، يخرِق الدِّلاء، وصخرةٌ ناتئةٌ في عُرض جبل شِبه مِرقاة.
[عقب] نه: من "عقب" في صلاة فهو في الصلاة، أي أقام في مصلاه بعد ما يفرغ من الصلاة. ومنه ح: و"التعقيب" في المساجد بانتظار الصلاة. غ: والتعقيب أن يعمل عملًا يعود فيه. ج: وغذا غزى ثم ثنى من سنة مرة أخرى قيل: قد "عقب". ومنه: من شاء منهم أن "يعقب"؛ ويقال: تعقيبه خير من غزوه. نه: ومنه ح: ما كانت صلاة الخوف إلا سجدتين إلا أنها كانت "عقبا"، أي تصلي طائفة بعد طائفة فهم يتعاقبونها تعاقب الغزاة. وح: وإن كل غازية غزت "يعقب" بعضها بعضًا، أي يكون الغزو بينهم نوبًا فإذا خرجت طائفة ثم عادت لم تكلف أن تعود ثانية حتى يعقبها أخرى غيرها. وح عمر: كان "يعقب" الجيوش في كل عام. ج: الجيش "عقبى"، إذا خرجت منها طائفة بعد طائفة فأقامت في الغزو مدة ثم جاءت أخرى عوضها وعادت الأولى فأقامت فهم يتعاقبون طائفة بعد طائفة. ومنه: إلا أنها كانت "عقبة". نه: وح أنس: سئل عن "التعقيب" في رمضان فأمرهم أن يصلوا في البيوت، التعقيب هو أن تعمل عملًا ثم تعود فيه، وأراد هنا صلاة النافلة بعد التراويح فكره أن يصلوا في المسجد. وفي ح الدعاء: "معقبات" لا يخيب قائلهن ثلاث وثلاثون تسبيحة- إلخ، لأنها عادت مرة بعد مرة، أو لأنها عقيب الصلاة، والمعقب من كل شيء ما جاء عقبباعتبار ملائكة جماعات الناس. ج: أي يصعد ملائكة الليل وينزل ملائكة النهار ويصعد ملائكة النهار وينزل ملائكة الليل. ط: التنكير يدل على أن الثانية غير الأولى. وفيه: أن الرفعة لنا و"العاقبة" في الأخرى، العقب والعقبى يختصان بالثواب، والعاقبة بإطلاقها يختص بالثواب، وقد يستعمل في العقوبة نحو "ثم كان "عاقبة" الذين أساءوا السوأى". ش: "لعقبى" الآخرة، هي جزاء الأمر. غ: "أعقب" أنزل حتى أركب عقبتي. وح: لا يطأ "عقبة" يجيء في نفث.
باب العين والقاف والباء (ع ق ب، ع ب ق، ب ع ق، ب ق ع، ق ب ع، ق ع ب كلهن مستعملات)

عقب: العَقَبُ: العَصَب الذي تُعْمَل منه الأوتار، الواحدةُ عَقَبةٌ، وخِلاف ما بَيْنَه وبين العَصَبِ أن العَصَبَ يَضربُ إلى صُفْرةٍ والعَقَبُ يضرب إلى بياض وهو أصْلَبُها وأمتَنُها. والعَقِبُ: مُؤخَّرُ الــقَدَمِ، تُؤَنَثّهُ العَربُ، وتميمٌ تُخَفِّفُه. وتجمعُ على أعقابِ، وثلاثُ أَعْقِبة وعَقِبُ الرجل: وَلَدُه وولد وَلَدُه الباقونَ من بَعْدِه وقَوْلُهم: لا عَقِبَ له: أي لم يبق له ولد ذَكَرٌ. وتقول: وَلىَّ فلان على عَقِبهِ وعَقِبَيهِ: أي أخَذَ في وَجْهٍ ثم انثنَى راجعِاً. والتَّعْقيبُ: انصرافك راجعاً من أمْرٍ أرَدْتَه أو وَجْهٍ. والمُعَقِّبِ: الذي يتتبع عَقِبَ إنسانٍ في طلب حَقٍ أو نحوه، قال لبيد :

حتّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَه ... طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظلوُمُ

وقوله عز وجل-: وَلَمْ يُعَقِّبْ

* أي لم يَنْتظرْ والتَّعقيبُ: غَزوةٍ بعد غزوةٍ وسَيْر بعد سيرٍ. وقوله عز وجل-: لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ

) أي لا راد لقضائه. والخَيْلُ تُعَقَّبُ في حُضْرِها إذا لم تَزْدَدْ إلا جودةً. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عَقْوٍ وذو عَقْبٍ، فعَفْوُه أول عَدْوِه، وعَقْبُه ان يعقب بحضرٍ أشد من الأول، قال: لا جَرْىَ عندَكَ في عَقْبٍ وفي حُضُرِ

وكُلُّ شيءٍ يُعْقِبُ شيئاً فهو عَقيبُه كقولك: خَلَفَ يَخْلُفُ بمنزلة اللَّيْلِ والنَّهار إذا قضى أحدُهُما عَقِبَ الآخر فهما عقيبان كل واحدٍ منهما عَقيبُ صاحبه، ويَعْتقَبِان ويَتَعاقَبانِ: إذا جاء أحدُهُما ذَهَبَ الآخر. وعَقَبَ اللَّيْل النَّهارَ والنهارُ الليل: أي خَلَفَه. وأتى فُلانٌ إلى فلانٍ خَبَراً فَعَقَبَ بخير منه أي أردَفَ. ويقال: عَقَّبَ أيضاً مشدداً. قال:

فَعَقَبْتُمْ بَذَنوبٍ غير مَرّ

وقال أبو ذؤيب:

أوْدَى بَنِيّ وأعقبونيِ حَسْرَةً ... بعدَ الرُّقادِ وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ

قوله: فأعْقَبونيِ مُخالِفٌ للألفاظ المُتَــقَدِّمَــة ومُوافِقٌ لها في مَعْنىً. ولَعَلَّهما لُغَتان. فمَنْ قال عَقب لا يَقْولُ أعْقَبَ كمن قال: بَدَأتُ به لا يقول: أبْدَأتُ، قال جرير:

عَقَبَ الرَّذاذُ خلافهم فكأنما ... بسط الشواطب بينهنّ حَصيرا

وعَقِبُ الأمِر: آخِرَه. قال:

مَحْذُورُ عَقبِ الأمر في التّنادي

ويجمع أعقابَ الأمور. وعاقِبَةُ كلَّ شَيءٍ: آخرُه، وعاقِبُ أيضاً بلا هاء ويُجْمَعُ عَواقِبَ وعُقُباً. ويقال: عاقِبةٌ وعَواقِبُ وعاقِبٌ وعُقَّبٌ (مُشددٌ ومُخفَّفٌ)

تقُولُ لي ميّالة الذّوائبِ ... كَيْف أخي في عُقَبِ النَّوائبِ

وأَعْقَبَ هذا الأمرُ يُعْقِبُ عُقْباناً وعُقْبىَ، قال ذو الرمة:  أعاذِلُ قد جرَّبتُ في الدهر ما مَضىَ ... ورَوَّأْتُ في أعقابِ حقٍّ وباطِلِ

يعني أواخره. وأعْقَبَه الله خيراً منه والاسم العُقْبىَ شِبْهُ العِوَض والبَدل. وأعْقَبَ هذا ذاك: أي صارَ مَكانَه. وأعْقَبَ عِزَّه ذلاً: أي ابْدَلَ منه، قال:

كم من عزيزٍ أعْقَبَ الذُلّ عِزُّه ... فأصْبحَ مَرْحوماً وقد كان يُحْسَدُ

والبئر تُطْوَى فتُعْقَبُ الحوافي بالحجارة من خلفها، تقول: أعَقْبتُ الطَّيَّ. وكلُّ طَرائِقَ يكون بعضها خَلْفَ بعض فهي أعقابٌ، كأنَّها مَنْضودة، عَقِباً على عَقِبٍ، قال الشماخ:

أعقابُ طيٍّ على الأثباجِ منضودِ.

يصف طرائق شَحْم ظهر النّاقِة. وقد استَعْقبتُ من كذا خيراً وشراً. واستَعْقَبَ من أمره النَّدامةَ وتَعَقَّبَ بمعناه. وتَعَقَّبْتُ ما صَنَعَ فُلانٌ: أي تَتَبَّعْتُ أثره. والرجلان يتعاقَبانِ الرُّكوبَ بينهما والأمر، يَرْكَبُ هذا عقبةً وهذا عُقْبَةً. والعُقْبَةُ فيما قدروا بينهما فَرسْخِان. والعُقوبةُ: اسم المُعاقَبةِ، وهو أن يَجْزيَه بعاقبِة ما فَعَلَ من السوء، قال النابغة:

ومَنْ عَصاَكَ فَعاقِبْهُ مُعاقَبَةً ... تَنْهَى الظَّلُومَ ولا تَقَعُدْ على ضَهَدِ

والعُقْبَة: مَرْقَةٌ تَبْقَى في القِدَر المُعارَةِ إذا رَدُّوها إلى صاحبها. وفلانٌ وفلانٌ يُعَقّبانِ فلاناً: إذا تعاونا عليه، وقوله تعالى: لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أي يحفظونه بأمر الله. والعَقَبَةُ: طَريقٌ في الجَبَل وَعْرٌ يُرْتَقَى بمَشقةٍ وجمعُه عَقَبٍ وعِقابٌ. والعقابُ: طائِرٌ، تُؤنِّثُها العَرَبُ إذا رأته لأنها لا تُعَرفُ إناثُها من ذُكُورِها، فإذا عرفت قيل: عُقابٌ ذَكَرَ. ومثله العَقْربُ، ويُجمعُ على عِقبانٍ وثلاث أعْقُبٍ. والعُقابُ: العَلَمُ الضَّخمُ تشبيهاً بالعُقابِ الطائر، قال الراجز:

ولحق تَلْحَقُ من أقرابها ... تحت لِواء المَوْتِ أو عُقابِها

والعُقابُ: مَرْقىً في عُرْض جَبَلٍ، وهي صخرة نائتة ناشِزةٌ، وفي البئر من حولها، ورُبمَّا كانت من قَبلِ الطَّي، وذلك أن تَزُولَ الصَّخْرةٌ من مَوْضِعِها. والمُعْقِبُ: الذي يَنْزل في البِئِر فيرفَعُها ويُسَوِّيها. وكل ما مَرَّ من العُقَاب نجمعه عِقْبان. واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الحَجَل والقطا، وجمعه يَعاقيبُ. ويَعْقُوبُ: اسم اسرائيل، سمي به لأنه وُلِدَ مع عَيصُو أبي الروم في بطنٍ واحد. وُلِدَ عَيصُو قَبْلَه، ويَعْقُوبُ مُتَعَلِّقٌ بعَقِبِه خرجا معاً. واشتِقاقه من العَقِبِ. وتسمى الخيل يعاقيب لسُرْعَتِها. ويقال: بل سُمِّيَتْ بها تشبيهاً بيَعاقيبِ الحَجَل. ومن أنْكَرَ هذا احتج بأن الطَّيْرَ لا تَرْكُضُ ولكن شبه بها الخَيْلُ، قال سلامة بن جندل:

وَلّى حَثيثاً وهذا الشَّيبُ يَتْبَعُهُ ... لو كان يُدرِكُه رَكْضُ اليعَاقيبِ.

ويقال: أراد بالتعاقيب الخَيْلَ نَفْسَها اشتِقاقاً من تعقيب السَّير والغَزْوِ بعد الغَزْوِ. وامرأةٌ مِعْقابٌ: من عادتها أن تَلِدَ ذَكَراً بعد أنثى. ومِفعال في نَعْت الإناث لا تدخله الهاء.

وفي الحديث: قَدِمَ رسُول الله صلى الله عليه وسلم نَصارى نجرانَ: السَّيِّدُ والعاقِبُ

، فالعاقِبُ من يَخْلُف السيد بعده.

عبق: العَبَاقِيَةُ على تَقدير عَلانِية: الرجل ذو شَرٍَّ ونُكْرٍ، قال:

أطف لها عباقية سرندى ... جَريءُ الصَّدْرِ مُنْسَطِ اليَمينِ

والعَبق: لُزُوق الشيء بالشيء. وامرأةٌ عَبْقَةٌ ورجلٌ عَبِقٌ: إذا تَطيَّب بأدنْى طِيبِ فَبقيَ ريحه أياماً، قال :

عَبِقَ العَنْبَرُ والمِسْك بها ... فهي صَفراء كعُرْجُون القَمَرْ.

أي لَزِق.

قعب: القَعْبُ: القدَحُ الغَليظُ، ويجمع على قِعابٍ قال:

تلكَ المكارمُ لا قَعْبانِ من لَبَنٍ ... شِيبَا بماءٍ فعَادَا بعد أبوالا

والقعبة: شبه حُقَّةٍ مُطْبَقةٍ يكون فيه سَويقُ المرء. والتَّقعيبُ في الحافِر : إذا كان مُقَعَّباً كالقَعْبَةِ في استدارتها، وهكذا خلقته، قال العجاج : ورُسُغاً وحافِراً مَقَعّباً

وأنشد ابن الأعرابي:

يَتْرُكَ خَوّارَ الصَّفا رَكُوبا ... بمُكْرَباتٍ قَعَّبَتْ تَقْعيبا

قبع: قَبَعَ الخنِزيرُ بصوته قَبْعاً وقُباعاً. وقَبَعَ الإنسان قُبُوعاً: أي تَخَلَّفَ عن أصحابه. والقَوابعُ: الخَيْلُ المَسْبُوقُة قد بقيت خلف السابق، قال:

يُثابِرُ حتّى يْتُرَك الخَيْلَ خَلْفَهُ ... قَوابعَ في غُمَّى عَجاجِ وعثِيرَ

والقباع: الأحمق. وقباع بن ضبة كان من أحْمَقِ أهل زَمانِه، يضرب مَثَلاً لكل أحْمَقَ. ويقال: يا ابن قابعاءَ. ويا ابن قُبَعَةَ، يوصف بالحُمْق. ومن النساء القُبَعَةُ الطُّلَعَةُ: تَطْلُعُ مرةً وتَقْبَعُ أُخْرى فتَرجعُ. وقَبيعَةُ السَّيفْ: التي على رأس القائِم، ورُبمَّا اتخذَت القَبيعةُ من الفِضَّةِ على رأس السِّكيَّن. وقُبَعُ: دُوَيِّبَّةٌ، يقال من دَوابِّ البَحْر، قال:

مأُبالي أن تَشَذَّرْتَ لنا ... عادِياً أم بالَ في البَحْرِ قُبَعْ

وقَبَعْتُ السِّقاء: إذا جَعَلَتْ رَأسهُ فيه وجَعَلتُ بَشَرتَه الداخِلةَ.

بعق: البُعاقُ: شدَّة الصَّوتِ. بَعَقَتِ الإبلُ بُعاقاً. والمَطَر الباعقُ: الذي يِفاجِئُكَ بشدةٍ، قال: تَبَعَّقَ فيه الوابلُ المُتَهطّلُ

والإنبعِاقُ: أن يَنْبِعقَ الشَّيء عليك مُفاجَأةً، قال أبو دُؤاد:

بَينمَا المَرْءُ آمناً راعه رائع ... حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انبعِاقَهْ

وقال:

تَيَّممْتُ بالكِدْيَوْنِ كيلا يَفُوتَني ... من المَقْلةِ البَيْضاء تَفريطُ باعِقِ

الباعِقُ: المُؤَذِّنُ إذا انْبَعَقَ بَصوْتهُ. والكِدْيَونُ يقال الثَّقيلُ من الدَّوابِّ. وبَعَقْتُ الإبلَ: نَحَرْتُها.

بقع: البَقَعُ: لَوْنٌ يُخالفُ بَعْضُهَ بعضاً مثل الغُرابِ الأسْوَد ِفي صَدْرِه بيَاض، غراب أبقع، وكلب أبْقَعُ. والبُقْعَةُ: قِطعةٌ من أرض على غير هيئة التي على جَنْبِها. كل واحِدةٍ منها بُقْعةٌ، وجمعُها بقاعٌ وبُقَعٌ. والبَقيعُ: موضعٌ من الأرض فيه أرُومُ شَجَرٍ من ضُرُوبٍ شتى، وبه سُمِّيَ بَقيعُ الغَرْقَدِ بالمدينة والغَرْقُدُ: شَجَرٌ كان ينبت. هُناك، فبَقِيَ الاسمُ مُلازِماً للمَوْضِع وذَهَبَ الشجر. والباقِعَةُ: الدّاهِيةُ من الرجال. وبَقَعَتْهُمْ باقِعَةُ من البواقع: أي داهِيَةٌ من الدواهي.

وفي الحديث: يُوشِكُ أن يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقعانُ أهْلِ الشّامِ

يُريدُ خَدَمُهُم لبياضهم، وشَبَّهَهُمْ بالشيء الأبْقَعِ الذي فيه بَياضٌ، يعني بذلك الروم والسودان. 
الْعين وَالْقَاف وَالْبَاء

عَقِبُ كل شَيْء، وعَقْبُه، وعاقِبته، وعاقِبه، وعُقْبَتُهُ، وعُقْباه، وعُقْبانه: آخِره، قَالَ خَالِد بن زُهَيْر الْهُذلِيّ.

فإنْ كنتَ تَشْكُو مِن خَليل مَجَانَةً ... فَتلك الجَوَازِي عَقْبُها ونُصُورها

يَقُول: جَزَيتك بِمَا فعلت بِابْن عُوَيْمِر. وَفِي التَّنْزِيل: (ولَا يَخافُ عُقْباها) . قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لَا يخَاف الله عزَّ وجلّ عَاقِبَة مَا عمل، أَن يرجع عَلَيْهِ الْعَاقِبَة، كَمَا نَخَاف نَحن، وَقَالُوا: العُقَبَى لَك فِي الْخَيْر: أَي الْعَاقِبَة.

وَجمع العَقِب والعَقْب: أعقاب. لَا يُكسَّر على غير ذَلِك.

وعَقِب الْــقدَم وعَقْبها: مؤخرها، مُؤَنّثَة: مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: " نهى عَن عقب الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يضع إليته على عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ ". وَجَمعهَا: أعْقاب، وأعْقُب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فُرْقَ المَقاديمِ قِصارُ الأعْقُب

وعَقَبَهُ يَعْقُبُهُ عَقْباً: ضرب عَقِبَه. وعُقِبَ عَقْباً: شكا عَقِبَه.

وعَقِبُ النَّعْلِ: مؤخرها، أُنْثَى. ووطئوا عَقِبَ فلَان: مَشوا فِي أَثَره. وولَّى على عَقِبه وعَقِبَيْه: إِذا أَخذ فِي وَجه ثمَّ انثنى.

والتَّعقيب: أَن ينْصَرف من أَمر أَرَادَهُ.

وَجَاء مُعَقِّباً: أَي فِي آخر النَّهَار.

وجئتك فِي عَقِب الشَّهر، وعَقْبه، وعَلى عَقِبِه: أَي لأيام بقيت مِنْهُ: عشرَة أَو أقل.

وَجئْت

فِي عُقْب الشَّهْر، وعَلى عُقْبه، وعُقُبه، وعُقْبانه: أَي بعد مضيه. وَحكى الَّلحيانيّ: جئْتُك عُقُبَ رَمَضَان: أَي آخِره. وَجئْت فلَانا على عُقْب مَمَره، وعُقُبِه وعَقِبه، وعَقْبه، وعُقْبانه: أَي بعد مُرُور. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَتَيْتُك على عُقُب ذَاك، وعُقْب ذَاك، وعَقِب ذَاك، وعَقْب ذَاك، وعُقْبان ذَاك. وجئته عُقْبَ قدومه: أَي بعده. وَحكى الَّلحيانيّ أَيْضا: صَلَّينا عُقُبَ الظُّهْر، وصلَّينا أعقابَ الْفَرِيضَة تطوُّعا: أَي بعْدهَا. وعَقَبَ هَذَا هَذَا: إِذا جَاءَ بعده وَقد بَقِي من الأول شَيْء. وَقيل عَقَب: إِذا جَاءَ بعده. وكل شَيْء جَاءَ بعد شَيْء وَخَلفه، فَهُوَ عَقْبه، كَمَاء الركيَّة، وهبوب الرّيح، وطيران القطا، وعدو الْفرس.

وَفرس ذُو عَقِب وعَقْب: أَي لَهُ جري بعد جري، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

على العَقْب جَيَّاشٌ كأنّ اهتزامه ... إِذا جاشَ فِيهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَلِ

وَفرس يعْقوب: ذُو عَقْب. وَقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْبا.

وَفرس مُعَقِّبٌ فِي عَدْوه: يزْدَاد جودة. وعَقَبَ الشيب يَعْقِب ويَعْقُب عَقُوبا، وعَقَّب: جَاءَ بعد السَّواد.

والعَقِب، والعَقْب والعاقِبة: ولد الرجل، وَولد وَلَده، الْبَاقُونَ بعده. وَقَول الْعَرَب: لَا عَقِبَ لَهُ: أَي لم يبْق لَهُ ولد ذكر. وَقَوله تَعَالَى (وجَعَلَها كلِمةً باقَيةً فِي عَقِبه) : أَرَادَ: عَقِب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام، يَعْنِي لَا يزَال من وَلَده من يوحد الله تَعَالَى. والجميع أَيْضا: أعْقاب.

وأعْقَبَ الرجل: إِذا ترك عَقِبا، يُقَال: كَانَ لَهُ ثَلَاثَة أَوْلَاد، فأعقب مِنْهُم رجلَانِ: أَي تركا عَقِبا، ودرج وَاحِد. وَقَول طفيل الغنوي:

كريمةُ حُرّ الوجْهِ لم تَدْعُ هالِكا ... مِن القوْم هُلْكاً فِي غَدٍ غيرِ مُعْقِبِ

يَعْنِي: انه إِذا هلك من قَومهَا سيد، جَاءَ سيد، فَهِيَ لم تندب سيدا وَاحِدًا لَا نَظِير لَهُ. أَي لَهُ نظراء من قومه.

وعَقَب مَكَان أَبِيه يَعْقُب عَقْباً، وعَقَّب: إِذا خلف، وَكَذَلِكَ عَقَبَه يَعْقُبُهُ عَقْبا. الأول لَازم، وَالثَّانِي مُتَعَدٍّ، وكل مَا خلف شَيْئا فقد عَقَبه، وعَقَّبَه.

وعَقَبوا من خلفنا، وعَقَّبُونا: أَتَوا، وأعْقَبَ هَذَا هَذَا: إِذا ذهب الأول، فَلم يبْق مِنْهُ شَيْء، وَصَارَ الآخر مَكَانَهُ.

وأعْقَبَه نَدَماً وغَماًّ: أورثه إِيَّاه، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

أوْدَى بَنِيَّ وأعْقَبونِي حَسْرَةً ... بعد الرُّقادِ وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ

وعاقبَ بَين الشَّيْئَيْنِ: إِذا جَاءَ بِأَحَدِهِمَا مرّة وبالآخر مرّة.

والعاقِب: الَّذِي دون السَّيِّد. وَقيل: الَّذِي يخلفه. والعَاقِبُ: الآخر. وَفِي الحَدِيث: " أَنا العاقِب " أَي آخر الرُّسُل.

وَفُلَان يَسْتَقِي على عَقِب آل فلَان: أَي فِي آثَارهم.

والمُعَقِّب: الَّذِي يتبع عَقِبَ الْإِنْسَان فِي حق، قَالَ لبيد:

حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّوَاحِ وهاجَهُ ... طَلبُ المعَقِّبِ حَقَّهُ المظْلومُ

وعَقَّب عَلَيْهِ: كَرَّ وَرجع، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلَّى مُدْبِراً وَلم يُعَقَبْ) . وأعْقَب عَن الشَّيْء: رَجَعَ. وأعْقَب الرجل: رَجَعَ إِلَى خير.

وَقَول الْحَارِث بن بدر: " كنت مرَّة نُشْبه، وَأَنا الْيَوْم عُقْبَه ". فسره ابْن الْأَعرَابِي، فَقَالَ: مَعْنَاهُ: كنت مرَّة إِذا نشبت أَو عَلِقْتُ بِإِنْسَان، لَقِي مني شرا، فقد أعقَبْتُ الْيَوْم وَرجعت. وَقَالُوا: العُقْبى إِلَى الله: أَي الْمرجع.

والمُعَقِّب: المنتظر. والمُعَقِّب: الَّذِي يَغْزُو غَزْوَة بعد غَزْوَة، ويسير سيرا بعد سير، وَلَا يُقيم فِي أَهله بعد القُفُول.

وعَقَّب بِصَلَاة بعد صَلَاة، وغزاة بعد غزَاة: والى. وعَقَّب فِي النَّافِلَة، بعد الْفَرِيضَة: كَذَلِك.

وعَقَّب وأعْقَب: إِذا فعل هَذَا مرّة، وَهَذَا مرّة.

وإبل مُعاقِبَة: ترعى مرّة فِي حمض، وَمرَّة فِي خلة.

وعَقَبَتِ الْإِبِل من مَكَان إِلَى مَكَان: تَعْقُبُ عَقْبا، وأعْقَبَتْ، كِلَاهُمَا: تحولت مِنْهُ إِلَيْهِ رعى.

والتَّعاقُب: الْورْد مرّة بعد مرّة.

والمِعْقاب: الَّتِي تَلد ذكرا ثمَّ أُنْثَى.

وعِقبةُ الْقَمَر: عودته. ابْن الْأَعرَابِي: عُقْبة الْقَمَر بِالضَّمِّ: نجم يقارن الْقَمَر فِي السّنة مرّة. قَالَ:

لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكافُورَ لَّمتُهُ ... وَلَا الذَّرِيرةَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ

هُوَ لبَعض بني عَامر، يَقُول: يفعل ذَلِك فِي الْحول مرّة. وَرِوَايَة الَّلحيانيّ: عِقْبة الْقَمَر بِالْكَسْرِ.

والتَّعاقُبُ والاعْتقابُ: التداول.

والعَقِيِب: كل شَيْء أعقبَ شَيْئا. وهما يتعاقبان، ويَعْتَقِبان: أَي إِذا جَاءَ هَذَا ذهب هَذَا.

وعَقَبَ اللَّيل النَّهَار: جَاءَ بعده. وَذهب فلَان وعَقَب فلَان بعد واعْتَقَبه، أَي خَلفه.

ومِعْقَب: نجم يُتَعاقبُ عَلَيْهِ، عَن ثَعْلَب. وَأنْشد:

كَأَنَّهَا بينَ السُّجُوف مِعْقَبُ أَو شادِنٌ ذُو بَهْجةٍ مُرَيَّبُ

وهما يُعَقبانِهِ، ويَعْتَقِبانِ عَلَيْهِ، ويتعاقبان: يتعاونان. وَقَوله تَعَالَى: (لهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيْهِ وَمن خلفِه، يحْفَظونه مِن أمرِ اللهِ) : أَي للْإنْسَان مَلَائِكَة يَعْتَقِبُونَ، يَأْتِي بَعضهم بعَقِب بعض، يَحْفَظُونَهُ من أَمر الله: أَي مِمَّا أَمرهم الله بِهِ، كَمَا يَقُول: يَحْفَظُونَهُ عَن أَمر الله، وبأمر الله، لَا انهم يقدرُونَ أَن يدفعوا أَمر الله.

واعْتُقِب بِخَير، وتُعُقِّبَ: أَتَى بِهِ مرّة بعد مرّة. وأعْقَبه الله بِهِ خيرا. وَالِاسْم مِنْهُ: العُقْبَى، وَهُوَ شبه الْعِوَض.

واسْتَعْقَب مِنْهُ خيرا أَو شرا: اعتاضه.

وتَعَقَّب من أمره: نَدم.

وأعْقَبَ الرجل: كَانَ عَقِيَبه. وأعقبَ الْأَمر عَقْبا وعِقْبِانا، وعُقْبى، حَسَنَة أَو سَيِّئَة. وَفِي الحَدِيث: " مَا من جُرْعةٍ أحمدُ عُقبَى من جُرْعة غيظٍ مكْظومةٍ ".

وأُعْقِب عِزُّه ذُلاّ: أبدل، قَالَ:

كمْ مِن عَزِيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه ... فأصبَح مَرْحوما وَقد كَانَ يُحْسَدُ

وأعْقَبَ طَيَّ الْبِئْر بحجارة من وَرَائِهَا: نضدها. وكل طَرِيق بعضه خلف بعض: أعْقاب، كَأَنَّهَا منضودة عَقْبا على عَقْب. قَالَ الشماخ فِي وصف طرائق الشَّحْم على ظهر النَّاقة:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ ... أعْقابُ نِيّ على الأثْباج مَنْضُودِ

والأعْقاب: الخزف الَّذِي يدْخل بَين الْآجر فِي طي الْبِئْر، لكَي يشْتَد. قَالَ كرَاع: لَا وَاحِد لَهُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْعقَاب: الخزف بَين السافات، وَأنْشد فِي صفة الْبِئْر:

ذاتَ عِقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ

ويروى: " وذاتَ حَمّ "، أَرَادَ: وَذَات حَمْءٍ، ثمَّ اعْتقد إِلْقَاء حَرَكَة الْهمزَة على مَا قبلهَا، فَقَالَ، وَذَات حَمٍ.

وَأكل أَكلَة أعْقَبَتْه سُقماً: أَي أورثته.

وعَقَبَ الرجل فِي أَهله: بغاه بشر وَخَلفه. وعَقَب فِي أثر الرجل بِمَا يكره، يَعْقُبُ عَقْبا: كَذَلِك.

والعُقْبَةُ: قدر فرسخين. والعُقْبة أَيْضا: قدر مَا تسيره. وَالْجمع: عُقَب. قَالَ:

خَوْداً ضِناكاً لَا تَمُدُّ العُقَبا

أَي إِنَّهَا لَا تسير مَعَ الرِّجَال لِأَنَّهَا لَا تحْتَمل ذَلِك، لنعمتها وترفها، كَقَوْل ذِي الرمة:

فَلم تستَطِع مَيٌّ مُهاوَاتَنا السُّرَى ... وَلَا ليلَ عِيْسٍ فِي البُرِينَ خَوَاضعُ

والعُقْبَةُ: الدُّولة. والعُقْبة أَيْضا: الْإِبِل يرعاها الرجل ويسقيها عُقْبته، أَي دولته، كَأَن الْإِبِل، سميت باسم الدولة، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

إنَّ عَلىَّ عُقْبَةً أقْضِيها ... لسْتُ بناسيها وَلَا مُنْسيها

أَي أَنا أسوق عُقْبَتي، وأُحْسِن رعيها.

وَقَوله لست بناسيها وَلَا مُنسيها: يَقُول: لست بتاركها عَجزا، وَلَا بمؤخرها، فعلى هَذَا، إِنَّمَا أَرَادَ: وَلَا منسئها، فأبدل الْهمزَة يَاء، لإِقَامَة الردف. والعُقْبة: الْموضع الَّذِي يركب فِيهِ.

وتَعاقَبَ المسافران على الدَّابَّة: ركب كل وَاحِد مِنْهُمَا عُقْبة، وأعْقَبتُ الرجل، وعاقَبتُهُ: ذَا ركب عُقْبَةً، وَركبت عُقْبَة.

والمُعاقَبة: فِي الزِّحاف: أَي تحذف حرفا لثبات حرف، كَأَن تحذف الْبَاء من " مَفاعِيلُنْ "، وتبقي النُّون، أَو تحذف النُّون، وتبقي الْيَاء. وَهُوَ يَقع فِي جملَة شطور من شطور الْعرُوض.

واعْتَقَبْتُ فلَانا من الرّكُوب: أَي نزلت فَركب.

وعاقَبَ: راوح بَين رجلَيْهِ.

وعُقْبَة الطَّائِر: مَسَافَة مَا بَين ارتفاعه وانحطاطه. وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

وعَرُوبٍ غيرِ فاحِشَةٍ ... قَدْ مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبَا ثُمَّ آلَتْ لَا تُكَلِّمُنا ... كُلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا

معنى قَوْله: مُعْقَب: أَي يصير إِلَى غير حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا.

وتَعَقَّب الْخَبَر: تتبعه. وَفِي الْأَمر مُعَقَّب أَي تَعَقُّب. قَالَ طفيل:

مَغاويرُ من آل الوَجيهِ ولاحِقٍ ... عَناجيجُ فِيهَا للأريب مُعَقَّبُ

وَقَوله: (لَا مُعَقِّبَ لحُكمِه) : أَي لَا راد لقضائه.

واعْتَقَبَ الرجل خيرا أَو شرا بِمَا صنع: كافأه بِهِ.

وعاقبه بِذَنبِهِ مُعاقبَة وعِقابا: أَخذه بِهِ. وَالِاسْم العُقوبة.

والعَقْبُ والمُعاقب، الْمدْرك بالثأر. وَفِي التَّنْزِيل: (وإِن عاقَبْتُمْ فعاقِبُوا بمثلِ مَا عُوقِبْتمْ بِهِ) . وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

وَنحن قَتلنا بالمُخارِق فارِسا ... جزاءَ العُطاسِ لَا يموتُ المُعاقِبُ

أَي لَا يَمُوت ذكر ذَلِك المعاقب بعد مَوته. وَقَوله: " جَزَاءَ العُطاس ": أَي عجَّلنا إِدْرَاك الثأر قدر مَا بَين التَّشميت والعُطاس.

وأعقبهُ على مَا صنع: جازاه.

وعُقْب كل شَيْء وعُقْباه، وعُقْبانُه، وعاقبته: خاتمته. والعُقْبَى: الْمرجع.

وعَقَبَ الرجل يَعْقُب عَقْبا: طلب مَالا أَو غَيره.

وعُقبةُ القِدْر: مَا التزق بأسفلها من تابل وَغَيره. والعُقبة: مَرَقة ترد فِي الْقدر المستعارة. وأعْقَب الرجل: رد إِلَيْهِ ذَلِك، قَالَ الْكُمَيْت:

وحارَدَتِ النُّكد الجِلادُ وَلم يكُنْ ... لعُقْبةِ قِدْرِ المستعيرينَ مُعْقِبُ

والمُعَقِّباتُ: الحَفَظَة، من قَوْله عز وَجل: (لهُ مُعَقِّباتٌ مِن بينِ يدَيهِ ومِن خَلْفِهِ) . وَقَرَأَ بعض الْأَعْرَاب: " لَهُ مَعاقِيبُ ".

والعَقَبة: طَرِيق فِي الْجَبَل وعرٌ. وَالْجمع: عَقَبٌ، وعِقاب. والعُقاب: طَائِر من الْعتاق، مُؤَنّثَة. وَقيل: العُقاب: يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى، وَالْجمع أعْقُب، وأعْقِبة. عَن كرَاع، وعِقْبان. وعَقابينُ: جمع الْجمع. قَالَ:

عَقابِينُ يوْمَ الدَّجْنِ تَعْلو وتَسْفُل

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: من العِقبان عِقبانٌ تسمَّى عِقْبانَ الجرذان، لَيست بسود، وَلكنهَا كُهْب، وَلَا ينْتَفع بريشها إِلَّا أَن يرتاش بِهِ الصّبيان الجماميح. والعُقاب: الْحَرْب. عَن كرَاع. والعُقاب: علم ضخم، يشبه بالعُقاب من الطير، وَهِي مُؤَنّثَة أَيْضا. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وَلَا الراحُ راحُ الشَّام جَاءَت سَبِيئَةً ... لَهَا غايةٌ تُهْدِي الكِرامَ عُقابُها

عُقابها: غايتها. وَحسن تكريره لاخْتِلَاف اللَّفْظَيْنِ، وَجَمعهَا: عِقْبان. والعُقاب: فرس مرداس بن جَعونَة. والعُقاب: صَخْرَة ناتئة فِي الْبِئْر: وَرُبمَا قَامَ عَلَيْهَا المسقى، أُنْثَى، وَالْجمع كالجمع، وَقد عَقَّبها: سوّاها. والعُقاب مرقى فِي عرض الْجَبَل. والعُقابان: خشبتان يشبح الرجل بَينهمَا الْجلد. والعُقابُ: خيط صَغِير يدْخل فِي خرتي حلقتي القرط، يشد بِهِ. وعَقَبَ القرط: شده بِهِ، قَالَ:

كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المَعْقُوب ... عَلى دَباة أوْ عَلى يَعْسُوب

والمِعْقَب: القرط. عَن ثَعْلَب.

واليَعْقوب: الذّكر من الحجل والقطا. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ ذكر القبج. فَلَا ادري مَا عَنى بالقبج؟ الحجل أم القطا، أم الكروان؟ والأعرف القبج: الحجل. وَقيل: اليَعاقيب من الْخَيل: سميت بذلك تَشْبِيها بيعاقيب الحجل، لسرعتها. وَقَول سَلامَة:

ولَّى حَثيثا وَهَذَا الشيبُ يتبَعهُ ... لَو كَانَ يُدركه رَكْضُ اليَعاقيبِ

قيل: يَعْنِي اليعاقيب من الْخَيل. وَقيل: ذُكُور الحجل. واعْتَقَبَ الشَّيْء: حَبسه عِنْده. وَمِنْه قَول إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ: " المُعْتَقب ضَامِن لما اعْتَقَب "، يُرِيد: أَن البَائِع إِذا بَاعَ شَيْئا، ثمَّ مَنعه المشتي حَتَّى يتْلف عِنْد البَائِع: فقد ضمن.

وَقَوله عَلَيْهِ السَّلَام: " لَيُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقوبتَه وعِرْضَه ". عُقُوبَته: حَبسه. وَعرضه: شكايته. حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَفَسرهُ بِمَا ذَكرْنَاهُ.

وعِقبة السَّرو والجَمال وَالْكَرم، وعُقْبَته، وعُقْبُه، كلُّه: أَثَره وهيئته. وَقَالَ الَّلحيانيّ: أَي سيماه وعلامته. قَالَ: وَالْكَسْر أَجود.

والعِقْبة: الوشي، كالعِقْمة. وَزعم يَعْقُوب أَن الْبَاء بدل الْمِيم. وَقَالَ الَّلحيانيّ: العِقْبة: ضرب من ثِيَاب الهودج موشى.

والعَقَب من كل شَيْء: عَصَب المَتْنَين، والسَّاقين، والوظيفين. واحدته: عَقَبة. وَقد يكون فِي جَنْبي الْبَعِير. وَفرق مَا بَين العَقَب والعَصَب: أَن العَصَب يضْرب إِلَى الصُّفْرة، والعَقَب يضْرب إِلَى الْبيَاض، وَهُوَ أصلبهما وأمتنهما. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَقَب: عَقَب المتنين، من الشَّاة وَالْبَعِير والناقة وَالْبَقَرَة.

وعَقَب الشَّيْء يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً، وعَقَّبه: شده بِعَقَب. وعَقَب الخوق يَعْقُبه عَقْباً: خَافَ أَن يزِيغ، فشده بعَقَبٍ. قَالَ:

كأنَّ خَوْقَ قُرْطِها المعُقوبِ

عَلى دَباة أَو على يَعْسُوبِ

وَقد تــقدم انه من العُقاب. وعَقَب قِدحَهُ يَعْقُبُه عَقْبا: انْكَسَرَ فشده بعقَب. وَكَذَلِكَ مَا انْكَسَرَ فشدَّ بعَقَب.

وعَقَبَ فلَان يَعْقُبُ عَقْباً: إِذا طلب مَالا أَو شَيْئا غَيره.

وَقَالُوا: لَو كَانَ لَهُ عَقْبٌ لتكَلَّم: أَي لَو كَانَ لَهُ جَوَاب.

وعَقِبَ النَّبت عَقْباً: دق عوده، واصفر ورقه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعُقَيب، مخفَّف الْيَاء: مَوضِع.

وعَقِب: مَوضِع أَيْضا. أنْشد أَبُو حنيفَة:

حَوَّزَها مِن عَقِب إِلَى ضَبُعْ ... فِي ذَنَبانٍ ويَبليسِ مُنْقَفِعْ ومُعَقِّب: مَوضِع. قَالَ:

رَعَتْ بمُعَقِّبٍ فالبُلْقِ نَبْتا ... إطارَ نسيلَها عَنْهَا فَطارَا

والعُقَيب: طَائِر، لَا يُستعمل إِلَّا مُصغَّرا.

وَكفر تِعْقاب، وكَفْر عاقِب: موضعان.

وَرجل عِقَّبَان: غليظ. عَن كرَاع. قَالَ: والجميع: عِقْبان. قَالَ: وَلست من هَذَا الْحَرْف على ثِقَة.

وَيَعْقُوب: اسْم إِسْرَائِيل أبي يُوسُف عَلَيْهِمَا السَّلَام.

ونِيق العُقاب: مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة.

ونَجْد العُقاب: مَوضِع بِدِمَشْق. قَالَ الأخطل:

وَيَا مَنَّ عَن نجْد العُقاب وياسَرَتْ ... بِنَا العيسُ عَن عَذْرَاءِ دارِ بني الشَّجْبِ

عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،

وعُقْباهُ، وعُقْبانُه: آخِرُه؛ قال خالدُ ابن زُهَيْر الـهُذلي:

فإِنْ كنتَ تَشْكُو من خَليلٍ مَخافةً، * فتِلْكَ الجوازِي عُقْبُها ونُصُورُها

يقول: جَزَيْتُكَ بما فَعَلْتَ بابن عُوَيْمر. والجمعُ: العَواقِبُ والعُقُبُ.

والعُقْبانُ، والعُقْبَـى: كالعاقبةِ، والعُقْبِ. وفي التنزيل: ولا يَخافُ عُقْباها؛ قال ثعلب: معناه لا يَخافُ اللّهُ، عز وجل، عاقِـبةَ ما

عَمِلَ أَن يَرجعَ عليه في العاقبةِ، كما نَخافُ نحنُ.

والعُقْبُ والعُقُبُ: العاقبةُ، مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. ومِنْه قوله تعالى:

هو خَيْرٌ ثواباً، وخَيْرٌ عُقْباً أَي عاقِـبةً.

وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه.

والعُقْبَـى جَزاءُ الأَمْر. وقالوا: العُقبـى لك في الخَيْر أَي العاقبةُ. وجمع العَقِبِ والعَقْبِ: أَعقابٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك.

الأَزهري: وعَقِبُ الــقَدَم وعَقْبُها: مؤَخَّرُها، مؤنثة، مِنْه؛ وثلاثُ

أَعْقُبٍ، وتجمع على أَعْقاب.

وفي الحديث: أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَيْم لتَنْظُرَ له امرأَةً، فقال: انْظُري إِلى عَقِـبَيْها، أَو عُرْقُوبَيها؛ قيل: لأَنه إِذا اسْوَدَّ عَقِـباها، اسودَّ سائرُ جَسَدها. وفي الحديث: نَهَى عن عَقِبِ الشيطانِ، وفي

رواية: عُقْبةِ الشيطانِ في الصلاة؛ وهو أَن يَضَعَ أَلْـيَتَيْه على

عَقِـبَيْه، بين السجدتين، وهو الذي يجعله بعض الناس الإِقْعاءَ. وقيل: أَن يَترُكَ عَقِـبَيْه غيرَ مَغْسُولَين في الوُضوءِ، وجمعُها أَعْقابٌ، وأَعْقُبٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

فُرْقَ الـمَقاديمِ قِصارَ الأَعْقُبِ

وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم: يا عليّ إِني أُحِبُّ لكَ ما أُحِبُّ لنَفْسي، وأَكْرَه لك ما أَكره لنفسي؛ لا تَقْرَأْ وأَنت راكعٌ، ولا تُصَلِّ عاقِصاً شَعْرَك، ولا تُقْعِ على عَقِـبَيْك في الصلاة، فإِنها عَقِبُ الشيطان، ولا تَعْبَثْ

بالـحَصَى وأَنت في الصلاة، ولا تَفْتَحْ على الإِمام.

وعَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً: ضَرَب عَقِـبَه. وعُقِبَ عَقْباً: شَكا عَقِـبَه. وفي الحديث: وَيْلٌ للعَقِبِ من النار، ووَيْلٌ للأَعْقابِ من النار؛ وهذا يَدُلُّ على أَن الـمَسْحَ على الــقَدَمَــيْن غيرُ جائز، وأَنه لا بد من غَسْلِ الرِّجْلَيْن إِلى الكَعْبين، لأَنه، صلى اللّه عليه وسلم، لا يُوعِدُ بالنار، إِلا في تَرْكِ العَبْد ما فُرِضَ عليه، وهو قَوْلُ أَكثرِ أَهلِ العلم. قال ابن الأَثير: وإِنما خَصَّ العَقِبَ بالعذاب، لأَنه العُضْوُ الذي لم يُغْسَلْ، وقيل: أَراد صاحبَ العَقِب، فحذف المضاف؛

وإِنما قال ذلك لأَنهم كانوا لا يَسْتَقْصُون غَسْلَ أَرجلهم في

الوضوءِ.وعَقِبُ النَّعْلِ: مُؤَخَّرُها، أُنْثى. ووَطِئُوا عَقِبَ فلانٍ:

مَشَوْا في أَثَرِه.

وفي الحديث: أَن نَعْلَه كانتْ مُعَقَّبةً، مُخَصَّرةً، مُلَسَّنةً.

الـمُعَقَّبةُ: التي لها عَقِبٌ. ووَلَّى على عَقِـبِه، وعَقِـبَيه إِذا أَخَذَ في وجْهٍ ثم انثَنَى. والتَّعْقِـيبُ: أَن يَنْصَرِفَ من أَمْرٍ أَراده.

وفي الحديث: لا تَرُدَّهم على أَعْقابِهِم أَي إِلى حالتهم الأُولى من

تَرْكِ الـهِجْرَةِ. وفي الحديث: ما زالُوا مُرْتَدِّين على أَعقابهم أَي

راجعين إِلى الكفر، كأَنهم رجعوا إِلى ورائهم.

وجاءَ مُعَقِّباً أَي في آخرِ النهارِ.

وجِئْتُكَ في عَقِبِ الشهر، وعَقْبِه، وعلى عَقِـبِه أَي لأَيامٍ بَقِـيَتْ منه عشرةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ في عُقْبِ الشهرِ، وعلى عُقْبِه، وعُقُبِه، وعُقْبانِه أَي بعد مُضِـيِّه كلِّه. وحكى اللحياني: جِئتُك عُقُبَ

رمضانَ أَي آخِرَه. وجِئْتُ فلاناً على عَقْبِ مَمَرِّه، وعُقُبه،

وعَقِبِه، وعَقْبِه، وعُقْبانِه أَي بعد مُرورِه. وفي حديث عمر: أَنه سافر في عَقِب رمضانَ أَي في آخره، وقد بَقِـيَتْ منه بقية؛ وقال اللحياني: أَتَيْتُك على عُقُبِ ذاك، وعُقْبِ ذاك، وعَقِبِ ذاكَ، وعَقْبِ ذاكَ، وعُقْبانِ ذاك، وجِئتُكَ عُقْبَ قُدُومِه أَي بعده.

وعَقَبَ فلانٌ على فلانة إِذا تزوّجها بعد زوجها الأَوَّل، فهو عاقِبٌ لها أَي آخِرُ أَزواجها.

والـمُعَقِّبُ: الذي أُغِـيرَ عليه فَحُرِب، فأَغارَ على الذي كان

أَغارَ عليه، فاسْتَرَدَّ مالَه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي في صفة فرس:

يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بالفِناءِ، ويُرْ * ضِـيك عِقاباً إِنْ شِـيتَ أَو نَزَقا

قال: عِقَاباً يُعَقِّبُ عليه صاحبُه أَي يَغْزُو مرةً بعد أُخرى؛ قال:

وقالوا عِقاباً أَي جَرْياً بعد جَرْيٍ؛ وقال الأَزهري: هو جمع عَقِبٍ.

وعَقَّبَ فلانٌ في الصلاة تَعْقيباً إِذا صَلَّى، فأَقامَ في موضعه

ينتظر صلاةً أُخرى. وفي الحديث: من عَقَّبَ في صلاةٍ، فهو في الصلاة أَي أَقام في مُصَلاَّه، بعدما يَفرُغُ من الصلاة؛ ويقال: صلَّى القَوْمُ وعَقَّبَ فلان. وفي الحديث: التَّعْقيبُ في المساجد انتظارُ الصلواتِ بعد الصلوات. وحكى اللِّحْيانيُّ: صلينا عُقُبَ الظُّهْر، وصلينا أَعقابَ الفريضةِ تَطَوُّعاً أَي بعدها.

وعَقَبَ هذا هذا إِذا جاءَ بعده، وقد بَقِـيَ من الأَوَّل شيءٌ؛ وقيل:

عَقَبَه إِذا جاءَ بعده. وعَقَبَ

هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأَوَّلُ كلُّه، ولم يَبْقَ منه شيء. وكلُّ شيءٍ جاءَ بعد شيء، وخَلَفَه، فهو عَقْبُه، كماءِ الرَّكِـيَّةِ، وهُبوبِ الريح، وطَيَرانِ القَطا، وعَدْوِ الفَرس.

والعَقْبُ، بالتسكين: الجَرْيُ يجيء بعدَ الجَري الأَوَّل؛ تقول: لهذا

الفرس عَقْبٌ حَسَن؛ وفَرَسٌ ذُو عَقِب وعَقْبٍ أَي له جَرْيٌ بعد جَرْيٍ؛ قال امْرُؤُ القَيْس:

على العَقْبِ جَيَّاشٌ كأَنَّ اهتِزامَهُ، * إِذا جاشَ فيه حَمْيُهُ، غَلْيُ مِرْجَل(1)

(1 قوله «على العقب جياش إلخ» كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.)

وفرسٌ يَعْقوبٌ: ذو عَقْبٍ، وقد عَقَبَ يَعْقِبُ عَقْباً. وفرس

مُعَقِّبٌ في عَدْوِه: يَزْدادُ جودةً. وعَقَبَ الشَّيْبُ يَعْقِبُ ويَعْقُبُ

عُقُوباً، وعَقَّبَ: جاءَ بعد السَّوادِ؛ ويُقال: عَقَّبَ في الشَّيْبِ

بأَخْلاقٍ حَسَنةٍ.

والعَقِبُ، والعَقْبُ، والعاقِـبةُ: ولَدُ الرجلِ، ووَلَدُ ولَدِه الباقونَ بعده. وذَهَبَ الأَخْفَشُ إِلى أَنها مؤنَّثة. وقولهم: ليستْ لفلانٍ عاقبةٌ أَي ليس له ولَد؛ وقولُ العَرَبِ: لا عَقِبَ له أَي لم يَبْقَ له وَلَدٌ ذَكَر؛ وقوله تعالى: وجَعَلَها كَلمةً باقِـيَةً في عَقِـبِه، أَرادَ عَقِبَ إِبراهيم، عليه السلام، يعني: لا يزال من ولده من يُوَحِّدُ اللّه. والجمع: أَعقاب.

وأَعْقَبَ الرجلُ إِذا ماتَ وتَرك عَقِـباً أَي ولداً؛ يقال: كان له

ثلاثةُ أَولادٍ، فأَعْقَبَ منهم رَجُلانِ أَي تَرَكا عَقِـباً، ودَرَجَ

واحدٌ؛ وقول طُفَيْل الغَنَوِيِّ:

كَريمةُ حُرِّ الوَجْهِ، لم تَدْعُ هالِكاً * من القَومِ هُلْكاً، في غَدٍ، غيرَ مُعْقِبِ

يعني: أَنه إِذا هَلَكَ من قَوْمِها سَيِّدٌ، جاءَ سَيِّدٌ، فهي لم تَنْدُبْ سَيِّداً واحداً لا نظير له أَي إِنّ له نُظَراء من قومِه. وذهب فلانٌ فأَعْقَبه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثْلُ عَقَبه.

وعَقَبَ مكانَ أَبيه يَعْقُب عَقْباً وعاقِـبة، وعَقَّبَ إِذا خَلَف؛ وكذلك عَقَبَه يَعْقُبُه عَقْباً، الأَوّل لازم، والثاني مُتَعَدّ، وكلُّ من خَلَف بعد شيء فهو عاقبةٌ، وعاقِبٌ له؛ قال: وهو اسم جاءَ بمعنى المصدر، كقوله تعالى: ليس لوَقْعَتها كاذبةٌ؛ وذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذا خَلَفه، وهو مثلُ عَقَبه؛ ويقال لولد الرجل: عَقِبُه وعَقْبُه، وكذلك آخرُ كلِّ شيء عَقْبُه، وكل ما خَلَف شيئاً، فقد عَقَبَه، وعَقَّبه. وعَقَبُوا من خَلْفِنا، وعَقَّبُونا: أَتَوا. وعَقَبُونا من خَلْفِنا،

وعَقَّبُونا أَي نَزَلُوا بعدما ارتَحَلْنا. وأَعْقَبَ هذا هذا إِذا ذَهَبَ الأولُ، فلم يَبْقَ منه شيءٌ، وصارَ الآخَرُ مكانَه.

والـمُعْقِبُ: نَجْمٌ يَعْقُب نَجْماً أَي يَطْلُع بعده. وأَعْقَبَه نَدَماً وغَمّاً: أَوْرَثَه إِياه؛ قال أَبو ذُؤَيْب:

أَودَى بَنِـيَّ وأَعْقَبُوني حَسْرَةً، * بعدَ الرُّقادِ، وعَبْرَةً ما تُقْلِعُ

ويقال: فَعَلْتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه نَدامةً أَي وجَدْتُ في عاقِبَتِه

ندامةً. ويقال: أَكَلَ أُكْلَةً فأَعْقَبَتْه سُقماً أَي أَورَثَتْه.

ويقال: لَقِـيتُ منه عُقْبةَ الضَّبُع، كما يقال: لَقيتُ منه اسْتَ

الكَلْب أَي لقِـيتُ منه الشِّدَّة.

وعاقَبَ بين الشَّيْئَيْنِ إِذا جاءَ بأَحَدهما مَرَّةً، وبالآخَر أُخْرَى.

ويقال: فلان عُقْبَةُ بني فلانٍ أَي آخِرُ من بَقيَ منهم. ويقال للرجل

إِذا كان مُنْقَطِعَ الكلام: لو كان له

عَقْبٌ لَتَكلم أَي لو كان له جوابٌ.

والعاقِبُ: الذي دُون السَّيِّدِ؛ وقيل: الذي يَخْلُفُه. وفي الحديث:

قَدِمَ على النبي، صلى اللّه عليه وسلم، نَصارى نَجْرَانَ: السَّيِّدُ

والعاقِبُ؛ فالعاقِبُ: مَن يَخْلُفُ السَّيِّدَ بعده. والعاقِبُ والعَقُوبُ:

الذي يَخْلُف من كان قبله في الخَيْرِ. والعاقِبُ: الآخر. وقيل:

السَّيِّدُ والعاقبُ هُمَا مِنْ رُؤَسائِهم، وأَصحاب مراتبهم، والعاقبُ يتلو السيد. وفي الحديث: أَنا العاقِبُ أَي آخر الرسل؛ وقال النبي، صلى اللّه عليه وسلم: لي خمسةُ أَسماء: أَنا مُحَمَّدٌ، وأَنا أَحمدُ، والـمَاحِـي يَمْحُو اللّه بي الكُفْرَ، والحاشِرُ أَحْشُر الناسَ على قَدَمِـــي، والعاقِبُ؛ قال أَبو عبيد: العاقِبُ آخِرُ الأَنبياء؛ وفي المحكم: آخرُ الرُّسُل.وفلانٌ يَسْتَقي على عَقِبِ آلِ فُلان أَي في إِثْرهم؛ وقيل: على عُقْبتهم أَي بَعْدَهم.

والعَاقِبُ والعَقُوب: الذي يَخْلُف مَنْ كان قبله في الخَيْر.

والـمُعَقِّبُ: الـمُتَّبِـعُ حَقّاً له يَسْتَرِدُّه. وذهب فلانٌ وعَقَّبَ فلانٌ بعْدُ، وأَعْقَب. والـمُعَقِّبُ: الذي يَتْبَعُ عَقِبَ الإِنسانِ في حَقٍّ؛ قال لبيدٌ يصفُ حماراً وأَتانَهُ:

حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ، وهاجَهُ * طَلَبُ الـمُعَقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ

وهذا البيتُ استشهد به الجوهري على قوله: عَقَّبَ في الأَمْر إِذا

تَرَدَّد في طلبه مُجِدّاً، وأَنشده؛ وقال: رفع المظلوم، وهو نعتٌ

للـمُعَقِّبِ، على المعنى، والـمُعَقِّبُ خَفْضٌ في اللفظ ومعناه أَنه فاعل. ويقال أَيضاً: الـمُعَقِّبُ الغَريمُ الـمُماطل. عَقَّبَني حَقِّي أَي مَطَلَني، فيكون المظلومُ فاعلاً، والـمُعَقِّبُ مفعولاً. وعَقَّبَ عليه: كَرَّ ورَجَع. وفي التنزيل: وَلَّى مُدْبراً ولم يُعَقِّبْ.

وأَعْقَبَ عن الشيءِ: رَجَعَ. وأَعْقَبَ الرجلُ: رَجَعَ إِلى خَيْر.

وقولُ الحرث بن بَدْر: كنتُ مَرَّةً نُشْبه وأَنا اليومَ عُقْبه؛ فسره ابن

الأَعرابي فقال: معناه كنتُ مَرَّةً إِذا نَشِـبْتُ أَو عَلِقْتُ بإِنسان

لَقِـيَ مني شَرّاً، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ أَي أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً.

وقالوا: العُقْبَـى إِلى اللّه أَي الـمَرْجِـعُ.

والعَقْبُ: الرُّجُوع؛ قال ذو الرمة:

كأَنَّ صِـياحَ الكُدْرِ، يَنْظُرْنَ عَقْبَنا، * تَراطُنَ أَنْباطٍ عليه طَغَامُ

معناه: يَنْتَظِرْنَ صَدَرَنا ليَرِدْنَ بَعْدَنا.

والـمُعَقِّبُ: الـمُنْتَظِرُ. والـمُعَقِّبُ: الذي يغْزُو غَزوةً بعد غَزْوةٍ، ويَسير سَيْراً بعدَ سيرٍ، ولا يُقِـيمُ في أَهله بعد القُفُولِ.وعَقَّبَ بصلاةٍ بعدَ صلاةٍ، وغَزاةٍ بعد غزاةٍ: وَالى. وفي الحديث:

وإِنَّ كلَّ غازيةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بعضُها بعضاً أَي يكونُ الغَزوُ بينهم

نُوَباً، فإِذا خَرَجَتْ طائفةٌ ثم عادت، لم تُكَلَّفْ أَن تَعودَ ثانيةً،

حتى تَعْقُبَها أُخْرى غيرُها. ومنه حديث عمر: أَنه كان يُعَقِّبُ

الجيوشَ في كل عام.

وفي الحديث: ما كانتْ صلاةُ الخَوْفِ إِلا سَجْدَتَيْن؛ إِلا أَنها كانت

عُقَباً أَي تُصَلي طائفةٌ بعد طائفة، فهم يَتَعاقبُونَها تَعاقُبَ الغُزاةِ. ويقال للذي يغْزو غَزْواً بعدَ غَزْوٍ، وللذي يتقاضَى الدَّيْنَ، فيعودُ إِلى غريمه في تقاضيه. مُعَقِّبٌ؛ وأَنشد بيت لبيد:

طَلَبُ الـمُعَقِّبِ حَقَّه الـمَظْلومُ

والـمُعَقِّبُ: الذي يَكُرُّ على الشيءِ، ولا يَكُرُّ أَحدٌ على ما أَحكمَه اللّهُ، وهو قول سلامة بن جَنْدل:

إِذا لم يُصِبْ في أَوَّلِ الغَزْوِ عَقَّبا

أَي غَزا غَزوةً أُخْرى. وعَقَّبَ في النافِلَةِ بعدَ الفَريضَةِ كذلك.

وفي حديث أَبي هريرة: كان هو وامرأَته وخادِمُه يَعْتَقِـبونَ الليل

أَثلاثاً أَي يَتَناوَبُونه في القيام إِلى الصلاة.

وفي حديث أَنس بن مالك: أَنه سُئِلَ عن التَّعْقِـيبِ في رَمَضانَ،

فأَمَرَهم أَن يُصَلُّوا في البُيوت. وفي التهذيب: فقال إِنهم لا يَرْجِعُون إِلا لخير يَرْجُونَه، أَو شَرٍّ يَخافُونَه. قال ابن الأَثير:

التَّعْقِـيبُ هو أَن تَعْمَلَ عَمَلاً، ثم تَعُودَ فيه؛ وأَراد به ههنا صلاةَ

(يتبع...)

(تابع... 1): عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،... ...

النافلة، بعد التراويح، فكَرِهَ أَن يُصَلُّوا في المسجد، وأَحَبَّ أَن يكون ذلك في البيوت. وحكى الأَزهري عن إِسحق بن راهويه: إِذا صَلَّى الإِمامُ في شهر رمضان بالناس تَرْويحةً، أَو تَرويحتين، ثم قام الإِمام من آخر الليل، فأَرسل إِلى قوم فاجْتمعوا فصَلى بهم بعدما ناموا، فإِن ذلك جائز إِذا أَراد به قيامَ ما أُمِرَ أَن يُصَلى من التَّرويح، وأَقلُّ ذلك خَمْسُ تَرويحات، وأَهلُ العراق عليه. قال: فاما أَن يكون إِمام صلى بهم أَوَّلَ الليل الترويحات، ثمَّ رَجَعَ آخِرَ الليل ليُصليَ بهم جماعةً، فإِن ذلك مكروه، لما روي عن أَنس وسعيد بن جبير من كراهيتهما التَّعْقِـيبَ؛ وكان أَنس يأْمُرُهم أَن يُصَلُّوا في بُيوتهم. وقال شمر: التَّعْقِـيبُ أَن يَعْمَلَ عَمَلاً من صلاة أَو غيرها، ثم يعود فيه من يومه؛ يقال: عَقَّبَ بصلاة بعد صلاة، وغزوة بعد غزوة؛ قال: وسمعت ابن الأَعرابي يقول: هو الذي يفعلُ الشيءَ ثم يَعُود إِليه ثانيةً. يقال: صَلى من الليل ثم عَقَّبَ، أَي عاد في تلك الصلاة. وفي حديث عمر: أَنه كان يُعَقِّبُ الجُيوشَ في كل عام؛ قال شمر: معناه أَنه يَرُدُّ قوماً ويَبْعَثُ آخرين يُعاقِـبُونَهم.

يقال: عُقِّبَ الغازيةُ بأَمثالهم، وأُعْقِـبُوا إِذا وُجِّه مكانَهم غيرُهم.

والتَّعْقِـيبُ: أَن يَغْزُوَ الرجلُ، ثم يُثَنِّي من سَنَته؛ قال طفيل

يصف الخيل:

طِوالُ الـهَوادي، والـمُتُونُ صَلِـيبةٌ، * مَغاويرُ فيها للأَميرِ مُعَقَّبُ

والـمُعَقَّبُ: الرجلُ يُخْرَجُ (1)

(1 قوله «والمعقب الرجل يخرج إلخ» ضبط المعقب في التكملة كمعظم وضبط يخرج بالبناء للمجهول وتبعه المجد وضبط في التهذيب المعقب كمحدّث والرجل يخرج بالبناء للفاعل وكلا الضبطين وجيه.) من حانةِ الخَمَّار إِذا دَخَلَها مَن هو أَعْظَمُ منه قدراً؛ ومنه قوله:

وإِنْ تَبْغِني في حَلْقةِ القَوْمِ تَلْقَني، * وإِنْ تَلْتَمِسْني في الـحَوانِيتِ تَصْطَدِ

أَي لا أَكونُ مُعَقَّباً. وعَقَّبَ وأَعْقَبَ إِذا فَعَلَ هذا مرَّةً، وهذا مَرَّةً.

والتَّعْقِـيبُ في الصَّلاةِ: الجلوسُ بعد أَن يَقْضِـيَها لدُعاءٍ أَو مَسْـأَلة.

وفي الحديث: من عَقَّبَ في صلاة، فهو في الصلاةِ.

وتَصَدَّقَ فلانٌ بصَدقةٍ ليس فيها تَعْقِـيبٌ أَي استثناء. وأَعْقَبَه

الطائفُ إِذا كان الجُنُون يُعاوِدُه في أَوْقاتٍ؛ قال امرؤُ القيس يصف فرساً:

ويَخْضِدُ في الآريّ، حَتى كأَنـَّه * به عُرَّةٌ، أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ

وإِبلٌ مُعاقِـبةٌ: تَرْعَى مرةً في حَمْضٍ، ومرةً في خُلَّةٍ. وأَما

التي تَشْرَبُ الماءَ، ثم تَعُودُ إِلى الـمَعْطَنِ، ثم تَعُودُ إِلى الماءِ، فهي العواقِبُ؛ عن ابن الأَعرابي. وعَقَبَتِ الإِبلُ من مكانٍ إِلى

مكانٍ تَعْقُبُ عَقْباً، وأَعْقَبَتْ: كلاهما تحوّلَتْ

منه إِليه تَرْعَى. ابن الأَعرابي: إِبلٌ عاقِـبةٌ تَعْقُب في مَرْتَعٍ بعد الـحَمْضِ، ولا تكون عاقبةً إِلا في سنةٍ جَدْبة، تأْكل الشَّجَر ثم الـحَمْضَ. قال: ولا تكون عاقِـبةً في العُشْبِ.

والتَّعاقُبُ: الوِرْدُ مَرَّةً بعد مرة.

والـمُعَقِّباتُ: اللَّواتي يَقُمْنَ عند أَعْجازِ الإِبل الـمُعْتَرِكاتِ على الـحَوْض، فإِذا انصرفت ناقةٌ دخلت مكانَها أُخرى، وهي الناظراتُ العُقَبِ.

والعُقَبُ: نُوَبُ الوارِدَة تَرِدُ قِطْعةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَرَدَتْ قِطْعةٌ بعدها فشربت، فذلك عُقْبَتُها.

وعُقْبَةُ الماشية في الـمَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّةَ عُقْبةً، ثم تُحَوَّل إِلى الـحَمْضِ، فالـحَمْضُ عُقْبَتُها؛ وكذلك إِذا حُوِّلَتْ من الـحَمْض إِلى الخُلَّة، فالخُلَّة عُقْبَتُها؛ وهذا المعنى أَراد ذو الرمة بقوله يصف الظليم:

أَلْهاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه * من لائحِ الـمَرْوِ، والـمَرعى له عُقَبُ

وقد تــقدّم.

والـمِعْقَابُ: المرأَة التي من عادتها أَن تَلِدَ ذكراً ثم أُنْثَى.

ونخلٌ مُعاقِـبةٌ: تَحْمِلُ عاماً وتُخْلِفُ آخر.

وعِقْبةُ القَمَرِ: عَوْدَتُه، بالكسر. ويقال: عَقْبةُ، بالفتح، وذلك

إِذا غاب ثم طَلَع. ابن الأَعرابي: عُقْبَةُ القمر، بالضم، نَجْمٌ يُقارِنُ

القَمَرَ في السَّنةِ مَرَّةً؛ قال:

لا تَطْعَمُ الـمِسْكَ والكافورَ، لِـمَّتُه، * ولا الذَّريرَةَ، إِلا عُقْبةَ القَمَرِ

هو لبعض بني عامر، يقول: يَفْعَلُ ذلك في الـحَوْلِ مَرَّةً؛ ورواية

اللحياني عِقْبَة، بالكسر، وهذا موضع نظر، لأَن القمر يَقْطَعُ الفَلَك في كل شهر مرة. وما أَعلم ما معنى قوله: يُقارن القمر في كل سنة مرة. وفي الصحاح يقال: ما يَفْعَلُ ذلك إِلا عُقْبةَ القَمر إِذا كان يفعله في كل شهر مرةً.

والتَّعاقُبُ والاعْتِقابُ: التَّداوُل.

والعَقِـيبُ: كلُّ شيءٍ أَعْقَبَ شيئاً.

وهما يَتَعاقَبانِ ويَعْتَقِـبانِ أَي إِذا جاءَ هذا، ذَهَب هذا، وهما يَتَعاقَبانِ كلَّ الليل والنهار، والليلُ والنهارُ يَتَعاقَبانِ، وهما

عَقيبان، كلُّ واحدٍ منهما عَقِـيبُ صاحبه.

وعَقِـيبُك: الذي يُعاقِـبُك في العَمَل، يَعْمَلُ مرَّةً وتَعْمَلُ أَنت مَرَّةً. وفي حديث شُرَيْح: أَنه أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلا أَن تَضْرِبَ فتُعاقِبَ أَي أَبْطَلَ نَفْحَ الدابة برجلها، وهو رَفْسُها، كانَ لا يُلْزِمُ صاحِـبَها شيئاً إِلا أَن تُتْبِـعَ ذلك رَمْحاً. وعَقَبَ الليلُ النهارَ: جاءَ بعدَه. وعاقَبه أَي جاءَ بعَقِـبه، فهو مُعاقِبٌ وعَقِـيبٌ أَيضاً؛ والتَّعْقِـيبُ مثله. وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَهُ فلانٌ بعدُ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه. وهما يُعَقِّبانِه ويَعْتَقِـبانِ عليه ويَتَعاقَبانِ: يَتَعاونانِ عليه. وقال أَبو عمرو: النَّعامَةُ تَعْقُبُ في مَرْعًى بعد مَرْعًى، فمرَّةً تأْكل الآءَ، ومَرة التَّنُّوم، وتَعْقُبُ بعد ذلك في حجارة الـمَرْوِ، وهي عُقْبَته، ولا يَغِثُّ عليها شيء من الـمَرْتَع، وهذا معنى قول ذي الرمة:

................... وعُقْبَتُه * من لائِحِ الـمَرْوِ، والـمَرْعَى له عُقَبُ

وقد ذُكِرَ في صدر هذه الترجمة.

واعْتَقَبَ بخير، وتَعَقَّبَ: أَتى به مرَّةً بعد مرة. وأَعْقَبه اللّهُ بإِحسانِه خَيْراً؛ والاسم منه العُقْبَـى،

وهو شِـبْهُ العِوَضِ، واسْتَعْقَبَ منه خيراً أَو شَرّاً: اعْتاضَه، فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَهُ وأَبدله. وهو بمعنى قوله:

ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِـبْه بطاعَتِه، * كما أَطاعَكَ، وادْلُلْهُ على الرَّشَدِ

وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقاباً إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلى خير.

واسْتَعْقَبْتُ الرجلَ، وتَعَقَّبْتُه إِذا طَلَبْتَ عورته وعَثْرَته.

وتقول: أَخَذْتُ من أَسِـيري عُقْبةً إِذا أَخَذْتَ منه بَدَلاً. وفي

الحديث: سَـأُعْطيكَ منها عُقْبَى أَي بَدَلاً عن الإِبقاءِ والإِطلاق. وفي حديث الضيافة: فإِن لم يَقْرُوه، فله أَن يُعْقِـبَهُم بمثْل قِراهُ أَي

يأْخذ منهم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى. وهذا في الـمُضْطَرِّ

الذي لا يَجِدُ طعاماً، ويخاف على نفسه التَّلَفَ.

يقال: عَقَبَهم وعَقَّبهم، مُشَدَّداً ومخففاً، وأَعْقَبَهم إِذا أَخذ منهم عُقْبَـى وعُقْبةً، وهو أَن يأْخذ منهم بدلاً عما فاته. وتَعَقَّبَ من أَمره: نَدِمَ؛ وتقول: فعلتُ كذا فاعْتَقَبْتُ منه ندامة أَي وجدْتُ في عاقبته ندامة. وأَعْقَبَ الرجلَ: كان عَقِـيبَه؛ وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقاباً وعُقْباناً(1)

(1 قوله «وعقباناً» ضبط في التهذيب بضم العين وكذا في نسختين صحيحتين من النهاية ويؤيده تصريح صاحب المختار بضم العين وسكون القاف وضمها اتباعاً، فانظر من أين للشارح التصريح بالكسر ولم نجد له سلفاً. وكثيراً ما يصرح بضبط تبعاً لشكل القلم في نسخ كثيرة التحريف كما اتضح لنا بالاستقراء، وبالجملة فشرحه غير محرر.) وعُقْبَـى حسَنةً أَو سيئة. وفي الحديث: ما مِنْ جَرْعةٍ أَحْمَدَ عُقْبَـى مِن جَرْعَةِ

غَيْظٍ مَكْظُومَةٍ؛ وفي رواية: أَحمد عُقْباناً أَي عاقبة. وأُعْقِبَ

عِزُّه ذُلاًّ: أُبْدِلَ؛ قال:

كم من عزيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّه، * فأَصْبَحَ مَرْحُوماً، وقد كان يُحْسَدُ

ويقال: تَعَقَّبْتُ الخَبَرَ إِذا سأَلتَ غيرَ من كنتَ سأَلته أَوَّل مرة.

ويقال: أَتَى فلانٌ إِليَّ خيراً فعَقَبَ بخير منه؛ وأَنشد:

فَعَقَبْتُم بذُنُوبٍ غيرَ مَرّ

ويقال: رأَيتُ عاقبةً من طَيْر إِذا رأَيتَ طَيْراً يَعْقُبُ بعضُها

بعضاً، تَقَعُ هذه فتطير، ثم تَقَعُ هذه مَوْقِـعَ الأُولى.

وأَعْقَبَ طَيَّ البئر بحجارة من ورائها: نَضَدَها. وكلُّ طريق بعضُه خلف بعضٍ: أَعْقابٌ، كأَنها مَنْضُودة عَقْباً على عَقْبٍ؛ قال الشماخ في وَصْفِ طرائقِ الشَّحْمِ على ظهر الناقة:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرَّاتُها فَزِعَتْ * أَعقابُ نَيٍّ، على الأَثْباجِ، مَنْضُودِ

والأَعْقابُ: الخَزَفُ الذي يُدْخَلُ بين الآجُرِّ في طَيِّ البئر، لكي

يَشْتَدَّ؛ قال كُراع: لا واحد له. وقال ابن الأَعرابي: العُقابُ

الخَزَفُ بين السافات؛ وأَنشد في وصف بئر:

ذاتَ عُقابٍ هَرِشٍ وذاتَ جَمّ

ويُروى: وذاتَ حَمّ، أَراد وذاتَ حَمْءٍ، ثم اعْتَقَدَ إِلْقاءَ حركة الهمزة على ما قبلها، فقال: وذاتَ حَمّ.

وأَعقابُ الطَّيِّ: دوائرُه إِلى مؤَخَّره. وقد عَقَّبْنا الرَّكِـيَّةَ أَي طوَيْناها بحَجَر من وراءِ حجر. والعُقابُ: حجر يَسْتَنْثِلُ على الطَّيِّ في البئر أَي يَفْضُل. وعَقَبْتُ الرجلَ: أَخذتُ من ماله مثلَ ما أَخَذَ

مني، وأَنا أَعْقُب، بضم القاف، ويقال: أَعْقَبَ عليه يَضْرِبُه.

وعَقَبَ الرَّجُلَ في أَهله: بغاه بشَرٍّ وخَلَفَه. وعَقَبَ في أَثر

الرجل بما يكره يَعْقُبُ عَقْباً: تناوله بما يكره ووقع فيه.

والعُقْبةُ: قدرُ فَرسخين؛ والعُقْبَةُ أَيضاً: قَدْرُ ما تَسِـيرُه،

والجمعُ عُقَبٌ؛ قال:

خَوْداً ضِناكاً لا تَسِـير العُقَبا

أَي إِنها لا تَسير مع الرجال، لأَنها لا تَحْتَملُ ذلك لنَعْمتها

وتَرَفِها؛ كقول ذي الرمة:

فلم تَسْتَطِـعْ مَيٌّ مُهاواتَنا السُّرَى، * ولا لَيْلَ عِـيسٍ في البُرِينَ خَواضِـعُ

والعُقْبةُ: الدُّولةُ؛ والعُقْبةُ: النَّوْبةُ؛ تقول: تَمَّتْ عُقْبَتُكَ؛ والعُقبة أَيضاً: الإِبل يَرْعاها الرجلُ، ويَسْقيها عُقْبَتَه أَي دُولَتَه، كأَنَّ الإِبلَ سميت باسم الدُّولَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

إِنَّ عليَّ عُقْبَةً أَقْضِـيها، * لَسْتُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها

أَي أَنا أَسُوقُ عُقْبَتِـي، وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقوله: لستُ بناسِـيها ولا مُنْسِـيها، يقول: لستُ بتاركِها عَجْزاً ولا بِمُؤَخِّرِها؛ فعلى هذا إِنما أَراد: ولا مُنْسِئِها، فأَبدل الهمزةَ ياء، لإِقامة الرِّدْفِ.والعُقْبةُ: الموضع الذي يُرْكَبُ فيه. وتَعاقَبَ الـمُسافرانِ على الدابة: رَكِبَ كلُّ واحد منهما عُقْبةً. وفي الحديث: فكان الناضِحُ يَعْتَقِـبُه مِنَّا الخَمْسةُ أَي يَتَعاقَبُونه في الرُّكوبِ واحداً بعدَ واحدٍ. يُقال: جاءَتْ عُقْبةُ فلانٍ أَي جاءَتْ نَوْبَتُه ووقتُ رُكوبه. وفي الحديث: مَنْ مَشى عن دابته عُقْبةً، فله كذا، أَي شَوْطاً. ويُقال: عاقَبْتُ الرجلَ، مِن العُقْبة، إِذا راوَحْتَه في عَمل، فكانت لك عُقْبةٌ وله عُقْبةٌ؛ وكذلك أَعْقَبْتُه. ويقول الرجل لزَمِـيله: أَعْقِبْ وعاقِبْ أَي انْزِلْ حتى أَرْكَبَ عُقْبتِـي؛ وكذلك كلُّ عَمل. ولما تَحَوَّلَتِ الخِلافةُ إِلى الهاشميين عن بني أُمَيَّة، قال سُدَيْفٌ شاعرُ بني العباسِ:

أَعْقِـبِـي آلَ هاشِمٍ، يا مَيَّا!

يقول: انْزِلي عن الخِلافةِ حتى يَرْكَبَها بَنُو هاشم، فتكون لهم

العُقْبةُ عليكم.

واعْتَقَبْتُ فلاناً من الرُّكُوبِ أَي نَزَلْتُ فرَكِبَ. وأَعْقَبْتُ الرجلَ وعاقَبْتُه في الراحلة إِذا رَكِبَ عُقْبةً، ورَكِـبْتَ عُقْبةً، مثلُ الـمُعاقَبةِ.

والـمُعاقَبةُ في الزِّحافِ: أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَباتِ حَرْفٍ، كأَنْ تَحْذِفَ الياء من مفاعيلن وتُبْقي النونَ، أَو تَحْذِفَ النون وتُبْقي

الياء، وهو يقع في جملة شُطُورٍ من شطور العَروض.

والعرب تُعْقِبُ بين الفاء والثاء، وتُعاقِبُ، مثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.

وعاقَبَ: رَاوَحَ بين رِجْليْه.

وعُقْبةُ الطائر: مسافةُ ما بين ارتفاعه وانْحطاطِه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

وعَرُوبٍ غَيْر فاحشةٍ، * قد مَلَكْتُ وُدَّها حِقَبا

ثم آلتْ لا تُكَلِّمُنا، * كلُّ حَيٍّ مُعْقَبٌ عُقَبا

معنى قوله: مُعْقَبٌ أَي يصير إِلى غير حالته التي كانَ عليها. وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ: وهو الـمُعادُ في الرِّبابة مَرَّةً بعد مَرَّة، تَيمُّناً

بفَوْزِه؛ وأَنشد:

بمَثْنى الأَيادِي والـمَنيحِ الـمُعَقَّبِ

وجَزُورٌ سَحُوفُ الـمُعَقَّب إِذا كان سميناً؛ وأَنشد:

بجَلْمَة عَلْيانٍ سَحُوفِ الـمُعَقَّبِ

وتَعَقَّبَ الخَبَر: تَتَبَّعَه. ويقال: تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذا َدَبَّرْته. والتَّعَقُّبُ: التَّدَبُّرُ، والنظرُ ثانيةً؛ قال طُفَيْل الغَنَوِيّ:

فلَنْ يَجدَ الأَقْوامُ فينا مَسَبَّـةً، * إِذا اسْتَدْبَرَتْ أَيامُنا بالتَّعَقُّب

يقول: إِذا تَعَقَّبوا أَيامَنا، لم يَجِدُوا فينا مَسَبَّـة.

ويقال: لم أَجد عن قولك مُتَعَقَّباً أَي رُجوعاً أَنظر فيه أَي لم

أُرَخِّصْ لنفسي التَّعَقُّبَ فيه، لأَنْظُرَ آتِـيه أَم أَدَعُه. وفي الأَمر

مُعَقَّبٌ أَي تَعَقُّبٌ؛ قال طُفَيْل:

مَغَاويرُ، من آلِ الوَجِـيهِ ولاحقٍ، * عَناجيجُ فيها للأَريبِ مُعَقَّبُ

وقوله: لا مُعَقِّبَ لِـحُكْمِه أَي لا رادَّ لقضائِه. وقوله تعالى:

وَلَّى مُدْبِراً ولم يُعَقِّبْ؛ أَي لم يَعْطِفْ، ولم يَنْتَظِرْ. وقيل: لم

يمكُثْ، وهو من كلام العرب؛ وقال قتادة: لم يَلْتَفِتْ؛ وقال مجاهد: لم يَرْجِـعْ. قال شمر: وكُلُّ راجع مُعَقِّبٌ؛ وقال الطرماح:

وإِنْ تَوَنَّى التَّالِـياتُ عَقَّبا

(يتبع...)

(تابع... 2): عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،... ...

أَي رَجَعَ. واعْتَقَبَ الرجلَ خيراً أَو شرّاً بما صَنَع: كافأَه به.

والعِقابُ والـمُعاقَبة أَن تَجْزي الرجلَ بما فَعل سُوءًا؛ والاسمُ

العُقُوبة. وعاقَبه بذنبه مُعاقَبة وعِقَاباً: أَخَذَه به.

وتَعَقَّبْتُ الرجلَ إِذا أَخَذْتَه بذَنْبٍ كان منه.

وتَعَقَّبْتُ عن الخبر إِذا شَكَكْتَ فيه، وعُدْتَ للسُّؤَال عنه؛ قال

طُفَيل:

تَـأَوَّبَنِـي، هَمٌّ مع الليلِ مُنْصِبُ، * وجاءَ من الأَخْبارِ ما لا أُكَذِّبُ

تَتابَعْنَ حتى لم تَكُنْ لِـيَ ريبةٌ، * ولم يَكُ عمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ

وتَعَقَّبَ فلانٌ رَأْيَه إِذا وَجَد عَاقِـبَتَه إِلى خَيْر. وقوله تعالى: وإِنْ فاتكم شيءٌ من أَزواجكم إِلى الكفار فعَاقَبْتُم؛ هكذا قرأَها مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَع، وفَسَّرَها: فَغَنِمْتم. وقرأَها حُمَيْد: فعَقَّبْتُم، بالتشديد. قال الفراء: وهي بمعنى عَاقَبْتُم، قال: وهي كقولك: تَصَعَّرَ وتَصَاعَرَ، وتَضَعَّفَ وتَضَاعَفَ، في ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ؛ وقُرِئَ فعَقَبْتُم، خفيفةً. وقال أَبو إِسحق النحوي: من قرأَ فَعاقَبْتُم، فمعناه أَصَبْتُموهم في القتال بالعُقُوبة حتى غَنِمْتم؛ ومن قرأَ

فَعَقَبْتم، فمعناه فَغَنمتم؛ وعَقَّبْتُم أَجودُها في اللغة؛ وعَقَبْتُم

جَيِّدٌ أَيضاً أَي صارَتْ لكم عُقْبَـى، إِلا أَن التشديد أَبلغ؛ وقال

طرفة:

فَعَقَبْتُمْ بِذُنُوبٍ غَيْرَ مَرّ

قال: والمعنى أَن من مَضَت امرأَتُه منكم إِلى مَنْ لا عَهْدَ بينكم

وبينه، أَو إِلى مَنْ بينكم وبينه عهدٌ، فنَكَثَ في إِعْطاءِ الـمَهْرِ،

فغَلَبْتُمْ عليه، فالذي ذهبت امرأَتُه يُعْطَى من الغنيمة الـمَهْرَ مِن

غير أَن يُنْقَصَ من حَقِّهِ في الغنائم شيءٌ، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً، بعد

إِخْراج مُهورِ النساء.

والعَقْبُ والـمُعاقِبُ: الـمُدْرِكُ بالثَّـأْر. وفي التنزيل العزيز: وإِنْ عاقَبْتُم فَعاقِـبُوا بمثل ما عُوقِـبْتُم به؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ونَحْنُ قَتَلْنا بالـمَخارِقِ فارساً، * جَزاءَ العُطاسِ، لا يَمُوتُ الـمُعاقِبُ

أَي لا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلك الـمُعاقِبِ بعد موته.

وقوله: جَزَاءَ العُطاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْراكَ الثَّـأْرِ، قَدْرَ ما بين التشميت والعُطاسِ. وعن الأَصمعي: العَقْبُ: العِقَابُ؛ وأَنشد:

لَـيْنٌ لأَهْلِ الـحَقِّ ذُو عَقْبٍ ذَكَرْ

ويُقال: إِنه لَعَالِـم بعُقْمَى الكلام، وعُقْبَـى الكلام، وهو غامضُ

الكلام الذي لا يعرفه الناس، وهو مثل النوادر.

وأَعْقَبه على ما صَنَع: جازاه. وأَعْقَبه بطاعته أَي جازاه،

والعُقْبَـى جَزاءُ الأَمر. وعُقْبُ كُلِّ شيء، وعُقْباه، وعُقْبانُه، وعاقِـبَتُه: خاتِمتُه. والعُقْبى: الـمَرْجِعُ. وعَقَبَ الرجلُ يَعْقُبُ عَقْباً:

طَلب مالاً أَو غيره. ابن الأَعرابي: الـمِعْقَبُ الخِمار؛ وأَنشد:

كـمِعْقَبِ الرَّيْط إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ

قال: وسُمِّيَ الخِمار مِعْقَباً، لأَنه يَعْقُبُ الـمُلاءة، يكون خَلَفاً مِنْها. والـمِعْقَبُ: القُرْطُ. والـمِعْقَبُ: السائِقُ الحاذِقُ بالسَّوْق. والـمِعْقَب: بعير العُقَبِ. والـمِعْقَبُ: الذي يُرَشَّحُ للخِلافة بعد الإِمام. والـمُعْقِبُ: النَّجْمُ (1)

(1 قوله «والمعقب النجم إلخ» ضبط في المحكم كمنبر وضبط في القاموس كالصحاح بالشكل كمحسن اسم فاعل.)

الذي يَطْلعُ، فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ الـمُعاقِبُ؛ ومنه قول الراجز:

كأَنها بَيْنَ السُّجُوفِ مِعْقَبُ،

أَو شادِنٌ ذو بَهْجَةٍ مُرَبِّبُ

أَبو عبيدة: الـمِعْقَبُ نجْمٌ يَتَعاقَبُ به الزَّميلانِ في السفر، إِذا غابَ نجمٌ وطَلَعَ آخَر، رَكِبَ الذي كان يمشي. وعُقْبَةُ القِدْرِ: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِها من تابلٍ وغيره.

والعُقْبة: مَرقَة تُرَدُّ في القِدْرِ المستعارة، بضم العين، وأَعْقَبَ

الرجُلَ: رَدَّ إِليه ذلك؛ قال الكُمَيْت:

وحارَدَتِ النُّكْدُ الجِلادُ، ولم يكنْ، * لعُقْبةِ قِدْرِ الـمُستَعِـيرين، مُعْقِبُ

وكان الفراء يُجيزها بالكسر، بمعنى البَقِـيَّة. ومن قال عُقْبة، بالضم، جعله من الاعْتِقاب. وقد جعلها الأَصمعي والبصريون، بضم العين. وقَرارَةُ القِدْرِ: عُقْبَتُها.

والـمُعَقِّباتُ: الـحَفَظةُ، من قوله عز وجل: له مُعَقِّباتٌ (2)

(2 قوله «له معقبات إلخ» قال في المحكم أي للإنسان معقبات أي ملائكة يعتقبون يأتي بعضهم بعقب بعض يحفظونه من أمر اللّه أي مما أمرهم اللّه به كما تقول يحفظونه عن أمر اللّه وبأمر اللّه لا أنهم يقدرون أن يدفعوا عنه أمر اللّه.)

من بين يديه ومن خَلْفِه يَحْفَظونه. والـمُعَقِّبات: ملائكةُ الليل

والنهار، لأَنهم يَتَعاقبون، وإِنما أُنِّثَتْ لكثرة ذلك منها، نحو نَسّابة

وعَلاَّمةٍ وهو ذَكَرٌ. وقرأ بعض الأَعراب: له مَعاقِـيبُ. قال الفراء: الـمُعَقِّباتُ الملائكةُ، ملائكةُ الليلِ تُعَقِّبُ ملائكةَ النهار،

وملائكةُ النهار تُعَقِّبُ ملائكةَ الليل. قال الأَزهري: جعل الفراءُ عَقَّبَ بمعنى عاقَبَ، كما يقال: عاقَدَ وعَقَّدَ، وضاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكة النهارِ تحفظ العباد، فإِذا جاءَ الليل جاءَ معه ملائكة الليل، وصَعِدَ ملائكةُ النهار، فإِذا أَقبل النهار عاد من صَعِدَ؛ وصَعِدَ ملائكةُ الليل، كأَنهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً. وكلُّ من عَمِلَ عَمَلاً ثم عاد إِليه فقد عَقَّبَ.

وملائكةٌ مُعَقِّبَةٌ، ومُعَقِّباتٌ جمعُ الجمع؛ وقول النبي، صلى اللّه

عليه وسلم: مُعَقِّباتٌ لا يَخِـيبُ قائلُهُنَّ، وهو أَن يُسَبِّحَ في دُبر صلاته ثلاثاً وثلاثين تسبيحةً، ويَحْمَده ثلاثاً وثلاثين تحميدةً،

ويكبره أَربعاً وثلاثين تكبيرة؛ سُمِّيَتْ مُعَقِّباتٍ، لأَنها

عادَتْ مرةً بعد مرة، أَو لأَنها تُقال عَقِـيبَ الصلاة. وقال شمر: أَراد بقوله مُعَقِّباتٌ تَسْبِـيحات تَخْلُفُ بأْعْقابِ الناسِ؛ قال: والـمُعَقِّبُ من كل شيءٍ: ما خَلَفَ بِعَقِبِ ما قبله؛ وأَنشد ابن الأَعرابي للنمر ابن تَوْلَبٍ:

ولَسْتُ بشَيْخٍ، قد تَوَجَّهَ، دالفٍ، * ولكنْ فَـتًى من صالحِ القوم عَقَّبا

يقول: عُمِّرَ بعدَهم وبَقي.

والعَقَبة: واحدة عَقَباتِ الجبال. والعَقَبةُ: طريقٌ، في الجَبَلِ،

وَعْرٌ، والجمع عَقَبٌ وعِقابٌ. والعَقَبَة: الجبَل الطويلُ، يَعْرِضُ

للطريق فيأْخُذُ فيه، وهو طَويلٌ صَعْبٌ شديدٌ، وإِن كانت خُرِمَتْ بعد أَن تَسْنَدَ وتَطُولَ في السماءِ، في صُعود وهُبوط، أَطْوَلُ من النَّقْبِ، وأَصْعَبُ مُرْتَقًى، وقد يكونُ طُولُهما واحداً. سَنَدُ النَّقْبِ فيه شيءٌ من اسْلِنْقاء، وسَنَدُ العَقَبة مُسْتَوٍ كهيئة الجِدار. قال

الأَزهري: وجمع العَقَبَةِ عِقابٌ وعَقَباتٌ. ويقال: من أَين كانتْ عَقِـبُكَ أَي من أَين أَقْبَلْتَ؟ والعُقابُ: طائر من العِتاقِ مؤنثةٌ؛ وقيل: العُقابُ يَقَع على الذكر والأُنثى، إِلا أَن يقولوا هذا عُقابٌ ذكَر؛ والجمع: أَعْقُبٌ وأَعْقِـبةٌ؛ عن كُراع؛ وعِقْبانٌ وعَقابينُ: جمعُ الجمع؛ قال:

عَقابينُ يومَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ

وقيل: جمع العُقاب أَعْقُبٌ؛ لأَنها مؤنثة. وأَفْعُلٌ بناء يختص به جمعُ الإِناث، مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ، وذراع وأَذْرُعٍ. وعُقابٌ عَقَنْباةٌ؛

ذكره ابن سيده في الرباعي.

وقال ابن الأَعرابي: عِتاقُ الطير العِقْبانُ، وسِـباعُ الطير التي

تصيد، والذي لم يَصِدْ الخَشاشُ. وقال أَبو حنيفة: من العِقبان عِقبانٌ تسمى عِقبانَ الجِرْذانِ، ليست بسُودٍ، ولكنها كُهْبٌ، ولا يُنْتَفَعُ بريشها، إِلاَّ أَن يَرْتاشَ به الصبيانُ الجمامِـيحَ.

والعُقابُ: الراية. والعُقابُ: الـحَرْبُ؛ عن كراع. والعُقابُ: عَلَم

ضَخْمٌ. وفي الحديث: أَنه كان اسم رايته، عليه السلام، العُقابَ، وهي العَلَمُ الضَّخْمُ. والعرب تسمي الناقةَ السوداءَ عُقاباً، على التشبيه. والعُقابُ الذي يُعْقَدُ للوُلاة شُبِّهَ بالعُقابِ الطائر، وهي مؤنثة أَيضاً؛ قال أَبو ذؤيب:

ولا الراحُ راحُ الشامِ جاءَتْ سَبِـيئَةً، * لها غايةٌ تَهْدِي، الكرامَ، عُقابُها

عُقابُها: غايَتُها، وحَسُنَ تكرارُه لاختلاف اللفظين، وجَمْعُها

عِقْبانٌ.

والعُقابُ: فرس مِرْداس بن جَعْوَنَةَ.

والعُقابُ: صَخْرة ناتئةٌ ناشِزَةٌ في البئر، تَخْرِقُ الدِّلاءَ، وربما

كانت من قِـبَلِ الطَّيِّ؛ وذلك أَن تَزُولَ الصَّخْرَةُ عن موضعها،

وربما قام عليها الـمُسْتَقي؛ أُنثى، والجمع كالجَمْعِ. وقد عَقَّبها

تَعْقِـيباً: سَوّاها. والرجُل الذي يَنْزِلُ في البئر فيَرْفَعُها، يقال له:

الـمُعَقِّبُ. ابن الأَعرابي: القَبِـيلَة صَخْرَةٌ على رأْس البئر،

والعُقابانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدانِها.

وقيل: العُقابُ صخرة ناتئة في عُرْضِ جَبل، شِـبْهُ مِرْقاة. وقيل:

العُقابُ مَرْقًى في عُرْضِ الجَبَل. والعُقابانِ: خَشَبتان يَشْبَحُ الرجلُ

بينهما الجِلْدَ. والعُقاب: خَيْطٌ صغيرٌ، يُدْخَلُ في خُرْتَيْ حَلْقَةِ

القُرْطِ، يُشَدُّ به.

وعَقَبَ القُرْطَ: شَدَّه بعَقَبٍ خَشْيةَ أَن يَزِيغَ؛ قال سَيّارٌ الأَبانِـيُّ:

كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِها الـمَعْقوبِ * على دَباةٍ، أَو على يَعْسُوبِ

جَعلَ قُرْطَها كأَنه على دَباة، لقِصَرِ عُنُقِ الدَّباة، فوصَفَها

بالوَقصِ. والخَوْقُ: الـحَلْقَةُ. واليَعْسوبُ: ذكر النحل. والدَّباةُ:

واحدةُ الدَّبى، نَوْعٌ من الجَراد.

قال الأَزهري: العُقابُ الخيطُ الذي يَشُدُّ طَرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.

والـمِعْقَبُ: القُرْطُ؛ عن ثعلب.

واليَعْقُوبُ: الذَّكَرُ من الـحَجَل والقَطَا، وهو مصروف لأَنه عربيّ

لم يُغَيَّرْ، وإِن كان مَزيداً في أَوَّله، فليس على وزن الفعل؛ قال

الشاعر:

عالٍ يُقَصِّرُ دونه اليَعْقُوبُ

والجمع: اليعاقيبُ. قال ابن بري: هذا البيت ذكره الجوهري على أَنه شاهد على اليَعْقُوبِ، لذَكَر الـحَجَل، والظَّاهر في اليَعْقُوبِ هذا أَنه ذَكَر العُقاب، مِثْل اليَرْخُوم، ذَكَرِ الرَّخَم، واليَحْبُورِ، ذَكَرِ الـحُبارَى، لأَن الـحَجَلَ لا يُعْرَفُ لها مِثلُ هذا العُلُوِّ في الطَّيران؛ ويشهد بصحة هذا القول قول الفرزدق:

يوماً تَرَكْنَ، لإِبْراهِـيمَ، عافِـيَةً * من النُّسُورِ عليهِ واليَعاقيب

فذكر اجْتماعَ الطير على هذا القَتِـيل من النُّسور واليَعاقيب، ومعلوم أَن الـحَجَلَ لا يأْكل القَتْلى. وقال اللحياني: اليَعْقُوبُ ذَكَرُ

القَبْجِ. قال ابن سيده: فلا أَدْرِي ما عَنى بالقَبْجِ: أَلـحَجَلَ، أَم

القَطا، أَم الكِرْوانَ؛ والأَعْرَفُ أَن القَبْجَ الـحَجَلُ. وقيل:

اليَعاقِـيبُ من الخَيل، سميت بذلك تشبيهاً بيَعاقِـيبِ الـحَجَل لسُرْعتها؛ قال سلامة بن جَنْدَل:

وَلَّى حَثِـيثاً، وهذا الشَّيْبُ يَتْبَعُه، * لو كان يُدْرِكُه رَكْضُ اليعاقِـيبِ(1)

(1 قوله «يتبعه» كذا في المحكم والذي في التهذيب والتكملة يطلبه، وجوّز في ركض الرفع والنصب.)

قيل: يعني اليَعاقِـيبَ من الخَيْل؛ وقيل: ذكور الحجَل.

والاعْتِقابُ: الـحَبْسُ والـمَنْعُ والتَّناوُبُ. واعتَقَبَ الشيءَ: حَبَسه عنده. واعْتَقَبَ البائِـعُ السِّلْعَة أَي حَبَسها عن الـمُشتري حتى يقبضَ الثمن؛ ومنه قول إِبراهيم النَّخَعِـيّ: الـمُعْتَقِبُ ضامِنٌ لما اعْتَقَبَ؛ الاعْتِقابُ: الـحَبس والمنعُ. يريد أَنَّ البائع إِذا باع شيئاً، ثم منعه المشتريَ حتى يَتْلَفَ عند البائع، فقد ضَمِنَ. وعبارة الأَزهري: حتى تَلِفَ عند البائِع هَلكَ من ماله، وضمانُه منه.

وعن ابن شميل: يقال باعني فلانٌ سِلْعَةً، وعليه تَعْقِبةٌ إِن كانت

فيها، وقد أَدْرَكَتْني في تلك السِّلْعة تَعْقِـبَةٌ.

ويقال: ما عَقَّبَ فيها، فعليك في مالك أَي ما أَدركني فيها من دَرَكٍ فعليك ضمانُه.

وقوله عليه السلام: لَيُّ الواجِد يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وعِرْضَه؛ عُقُوبَتُه: حَبْسُه، وعِرْضُه: شِكايتُه؛ حكاه ابن الأَعرابي وفسره بما ذكرناه.واعْتَقَبْتُ الرجُلَ: حَبَسْتُه. وعِقْبَةُ السَّرْو، والجَمالِ، والكَرَمِ، وعُقْبَتُه، وعُقْبُه: كلُّه أَثَرهُ وهيئتُه، وقال اللحياني: أَي سِـيماهُ وعلامته؛ قال: والكَسْرُ أَجْوَدُ. ويُقال: على فلان عِقْبةُ السَّرْوِ والجَمال، بالكسر، إِذا كان عليه أَثَرُ ذلك.

والعِقْبَةُ: الوَشْيُ كالعِقْمةِ، وزعم يَعْقُوبُ أَن الباءَ بدل من الميم. وقال اللحياني: العِقْبة ضَرْبٌ من ثِـياب الـهَوْدَجِ مُوَشًّى.

ويُقال: عَقْبة وعَقْمَة، بالفتح.

والعَقَبُ: العَصَبُ الذي تُعْمَلُ منه الأَوتار، الواحدة عَقَبَةٌ. وفي

الحديث: أَنه مضغ عَقَباً وهو صائم؛ قال ابن الأَثير: هو، بفتح القاف، العَصَبُ والعَقَبُ من كل شيءٍ: عَصَبُ الـمَتْنَيْنِ، والسّاقين، والوَظِـيفَين، يَخْتَلِطُ باللحم يُمْشَقُ منه مَشْقاً، ويُهَذَّبُ ويُنَقَّى من اللحم، ويُسَوَّى منه الوَتَر؛ واحدته عَقَبةٌ، وقد يكون في جَنْبَـيِ البعير. والعَصَبُ: العِلْباءُ الغليظ، ولا خير فيه، والفرق بين العَقَبِ والعَصَبِ: أَن العَصَبَ يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَقَب يَضْرِبُ إِلى البياض، وهو أَصْلَبُها وأَمْتَنُها. وأَما العَقَبُ، مُؤَخَّرُ الــقَدَم: فهو من العَصَب لا من العَقَب. وقال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد: العَقَبُ عَقَبُ الـمَتْنَيْنِ من الشاةِ والبَعيرِ والناقة والبقرة.

وعَقَبَ الشيءَ يَعْقِـبه ويَعْقُبه عَقْباً، وعَقَّبَه: شَدَّه بعَقَبٍ. وعَقَبَ الخَوْقَ، وهو حَلْقَةُ القُرْطِ، يَعْقُبُه عَقْباً: خافَ أَن يَزيغَ فَشَدَّه بعَقَبٍ، وقد تــقدَّم أَنه من العُقاب. وعَقَبَ السَّهْمَ والقِدْحَ والقَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَى شيئاً من العَقَبِ عليه؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّةِ:

وأَسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ، * به عَلَمانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ

(يتبع...)

(تابع... 3): عقب: عَقِبُ كُلِّ شيءٍ، وعَقْبُه، وعاقِـبتُه، وعاقِـبُه، وعُقْبَتُه،... ...

قال ابن بري: صوابُ هذا البيت: وأَصْفَرَ من قِداحِ النَّبْعِ؛ لأَنَّ

سهام الـمَيْسِرِ تُوصَفُ بالصُّفرة؛ كقول طرفة:

وأَصفَرَ مَضبُوحٍ، نَظَرْتُ حُوارَه * على النار، واستَودَعتُهُ كَفَّ مُجمِدِ

وعَقَبَ قِدْحَه يَعقُبه عَقْباً: انكَسرَ فَشَدَّه بعَقَبٍ، وكذلك كلُّ ما انكَسَر فشُدَّ بعَقَبٍ. وعَقَبَ فلانٌ يَعقُبُ عَقْباً إِذا طَلَب مالاً أَو شيئاً غيره. وعَقِبَ النَّبْتُ يَعقَبُ عَقَباً: دَقَّ عُودُه واصفَرَّ وَرقُه؛ عن ابن الأَعرابي. وعَقَّبَ العَرفَجُ إِذا اصفَرَّتْ ثمرته، وحان يُبسه. وكل شيء كانَ بعد شيء، فقد عَقَبه؛ وقال:

عَقَبَ الرَّذاذُ خِلافَهُم، فكأَنما * بَسَطَ الشَّواطِبُ، بينهنَّ، حَصيرا

والعُقَيب، مخفف الياء: موضع. وعَقِبٌ: موضِـعٌ أَيضاً؛ وأَنشد أَبو حنيفة:

حَوَّزَها من عَقِبٍ إِلى ضَبُع، * في ذَنَبانٍ ويَبِـيسٍ مُنْقَفِـعْ

ومُعَقِّبٌ: موضع؛ قال:

رَعَتْ، بمُعَقِّب فالبُلْقِ، نَبْتاً، * أَطارَ نَسِـيلَها عنها فَطارا

والعُقَّيْبُ: طائر، لا يُستعمل إِلاّ مصغراً.

وكَفْرُتِعْقابٍ، وكفرُعاقِبٍ: موضعان.

ورجل عِقَّبانٌ: غليظٌ؛ عن كراع؛ قال: والجمع عِقْبانٌ؛ قال: ولست من هذا الحرف على ثِقَة.

ويَعْقُوب: اسم إِسرائيل أَبي يوسف، عليهما السلام، لا ينصرف في المعرفة، للعجمة والتعريف، لأَنه غُيِّرَ عن جهته، فوقع في كلام العرب غير معروفِ المذهب. وسُمِّيَ يَعْقُوبُ بهذا الاسم، لأَنه وُلِدَ مع عِـيصَوْ في بطن واحد. وُلِدَ عِـيصَوْ قبله، ويَعْقُوبُ متعلق بعَقِـبه، خَرَجا معاً، فعِـيصَوْ أَبو الرُّوم. قال اللّه تعالى في قصة إِبراهيم وامرأَته، عليهما السلام: فَبَشَّرْناها بإِسْحقَ، ومن وَرَاءِ إِسْحقَ يَعْقُوبَ؛ قُرِئَ يعقوبُ، بالرفع، وقُرِئَ يعقوبَ، بفتح الباءِ، فَمَنْ رَفَع، فالمعنى: ومن وراءِ إِسحق يعقوبُ مُبَشَّر بِهِ؛ وَمَن فتح يعقوب، فإِن أَبا زيد والأَخفش زعما أَنه منصوب، وهو في موضِعِ الخفضِ عطفاً على

قوله بإِسحق، والمعنى: بشرناها بإِسحق، ومِنْ وراءِ إِسحق بيعقوب؛ قال الأَزهري: وهذا غير جائز عند حُذَّاق النحويين من البصريين والكوفيين. وأَما أَبو العباس أَحمد بن يحيـى فإِنه قال: نُصِبَ يعقوبُ بـإِضمار فِعْلٍ آخر، كأَنه قال: فبشرناها بـإِسحقَ ووهبنا لها من وراءِ إِسحق يعقوبَ، ويعقوبُ عنده في موضع النصب، لا في موضع الخفض، بالفعل المضمر؛ وقال الزجاج: عطف يعقوب على المعنى الذي في قوله فبشرناها، كأَنه قال: وهبنا لها إِسحق، ومِن وراءِ إِسحق يعقوبَ أَي وهبناه لها أَيضاً؛ قال الأَزهري: وهكذا قال ابن الأَنباري، وقول الفراءِ قريب منه؛ وقول الأَخفش وأَبي زيد عندهم خطأ. ونِـيقُ العُقابِ: موضع بين مكة والمدينة. ونَجْدُ العُقابِ: موضع بدِمَشْق؛ قال الأَخطل:

ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ * بنا العِـيسُ عن عَذْراءِ دارِ بني السَّحْبِ

عقب

1 عَقَبَهُ, (S, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. عَقْبٌ, (TK,) He struck his عَقِب [or heel]. (S, K, TA.) b2: And عَقَبَهُ, (S, Mgh, Msb, K, TA,) aor. ـُ (Mgh, Msb, TA,) inf. n. عَقْبٌ and عُقُوبٌ, (Msb, TA,) He came after him; [as though at his heel; and hence, properly, close after him; but often meaning near after him;] (S, Mgh, Msb, K, TA;) followed him; succeeded him; (S, Mgh, K, TA;) came in, or took, his place; as also ↓ اعقبهُ: (S, K, TA:) and in like manner both are said of anything, (TA,) as also ↓ عقّبهُ, (Msb, K, TA,) inf. n. تَعْقِيبٌ; (S, Msb, K;) and ↓ عاقبهُ; (S, Msb, K;) and ↓ اعتقبهُ; (TA;) meaning it came after; (S, * Msb, K, * TA;) &c., as above: (TA:) and ↓ تعقّبهُ is used in this sense, but not rightly. (Mgh.) [All primarily denote proximate sequence.] You say, عَقَبُونَا and عَقَبُوا مِنْ خَلْفِنَا They came after us. (TA.) and عَقَبُونَا مِنْ خَلْفِنَا and ↓ عَقَّبُونَا They succeeded us, in alighting, or taking up their abode, after our departure. (TA.) And العِدَّةُ تَعْقُبُ الطَّلَاقَ The عِدَّة [q. v.] follows divorce. (Mgh, Msb.) and ابْنُهُ ↓ ذَهَبَ فُلَانٌ فَأَعْقَبَهُ, as also عَقَبَهُ, Such a one went away, and his son succeeded him, or took his place. (S, O.) And هٰذَا هٰذَا ↓ اعقب [This succeeded this] is said when the latter is gone, and there remains nothing of it, and the former has taken its place. (TA.) And one says, عَقَبَ فُلَانٌ مَكَانَ أَبِيهِ, (S, O, TA,) aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ, (TA,) and quasi-inf. n. ↓ عَاقِبَةٌ, this being a subst. used in the sense of an inf. n., like as كَاذِبَةٌ is [said to be] in the Kur lvi. 2, (S, O,) or it is an inf. n. syn. with عَقْبٌ, (Msb in art. عفو,) Such a one succeeded, or took the place of, his father; (S, O, TA;) as also ↓ عقّب. (TA.) [Hence also several phrases here following.] b3: It is said in a trad., كُلُّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعْقُبُ بَعْضُهَا بَعْضًا i. e. [Every party that goes forth on a warring, or warring and plundering, expedition] shall take its turn, one after another:] when one company has gone forth and returned, it shall not be constrained to go forth again until another has taken its turn after it. (TA.) b4: عَقَبْتُ الرَّجُلَ فِى أَهْلِهِ means بَغَيْتُهُ بِشَرٍّ وَخَلَفْتُهُ [i. e. I sought to do evil to the man, and took his place (see art. خلف), with respect to his wife; i. e. I committed adultery with his wife]: (S, O:) or عَقَبَهُ signifies [simply]

بِغَاهُ بِشَرٍّ [he sought to do evil to him]: (K: [in which وَخَلَفَهُ seems to have been inadvertently omitted: but SM immediately adds what here follows:]) and one says also, عَقَبَ فِى إِثْرِ الرَّجُلِ بِمَا يُكْرَهُ, aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ, meaning He accused the man [app. behind his back] of a thing disliked, or hated; he [so] defamed him, or charged him with a vice or fault or the like. (TA.) b5: عَقَبَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانَةَ [like خَلَفَ عَلَيْهَا] Such a man married such a woman after her first husband. (TA.) b6: عَقَبَ الشَّيْبُ, aor. ـِ and عَقُبَ, inf. n. عُقُوبٌ, Whiteness of the hair, or hoariness, came after [or took the place of] blackness: as also ↓ عقّب. (TA.) b7: عَقَبَ said of a horse, aor. ـِ [or عَقُبَ?], inf. n. عَقْبٌ, [which see below,] He performed a run after another run. (L, TA.) b8: عَقَبَتِ الإِبِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ, aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ; and ↓ اعتقبت; The camels removed from place to place, pasturing. (IAar, TA.) b9: مَا عَقَبَ فِيهَا فَعَلَيْكَ مِنْ مَالِكَ, (TA,) or ↓ مَا عَقَّبَ, (so in the O, [in which فِى مالك is put in the place of من مالك,]) Whatever evil consequence happen to me, with respect to it, (referring to merchandise,) the responsibility for it will be on thee [and compensation shall be made from thy property]: and [تَعْقِبَةٌ (thus in the O) appears, from what follows, to be an inf. n. of the latter verb in this sense; or it may perhaps be from the former verb, like تَهْلِكَةٌ from هَلَكَ; for] one says, بَاعَنِى سِلْعَةً وَعَلَيْهِ تَعْقِبَةٌ إِنْ كَانَت فِيهَا [He sold me an article of merchandise, and was responsible for an evil consequence, (or for damage afterwards found in it,) should there be any in it]. (ISh, O, TA. *) b10: عَقَبَهُ and ↓ عقّبهُ and ↓ اعقبهُ signify also He took, or received, from him something in exchange, an exchange, a substitute, or an equivalent, for another thing: it is said in a trad., إِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يَعْقُبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ If they entertain him not. he shall have a right to take from them as a substitute the like of his entertainment which they denied him: and one says also مِنْهُ خَيْرًا ↓ استعقب, or شَرًّا, He took, or received, from him in exchange good, or evil: (TA:) and عَقَبَ الرَّجُلَ, aor. ـُ He took from the man's property the like of what he (the latter) had taken from him. (O, * TA.) After the words in the Kur lx. 11, وَإِنْ فَاتَكُمْ شَىْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ, there are three different readings, ↓ فَعَاقَبْتُمْ, and ↓ فَعَقَّبْتُمْ, and فَعَقَبْتُمْ: (TA:) the first means and ye take, or carry off, spoil: (Masrook Ibn-El-Ajda', S, TA:) or the second has this meaning; and the first means and ye punish them so that ye take, or carry off, spoil: and the third means and ye have a requital: the second is the best; and the third is also good; but the second has a more intensive meaning: (Aboo-Is-hák the Grammarian, L, TA:) accord. to Fr, the first and second signify the same: (L, TA:) and As says that عَقْبٌ [inf. n. of عَقَبَ] is syn. with عِقَابٌ [inf. n. of عَاقَبَ; but whether with reference to this case, I do not find]. (TA.) b11: And عَقَبَ, aor. ـُ inf. n. عَقْبٌ, also signifies He sought, or sought after, wealth, or some other thing. (TA.) A2: عَقَبَ, (S, O, K,) aor. ـِ and عَقُبَ, (TA,) inf. n. عَقْبٌ, (S, O,) He bound a thing with [the kind of sinew, or tendon, called] عَقَب; as also ↓ عقّب [inf. n. تَعْقِيبٌ, of which see an ex. in a verse cited voce مَصْنَعٌ]: he bound therewith a خَوْق. i. e. the ring of an ear-drop, fearing lest it should incline on one side: or he bound an earring with a thread called عُقَاب: (TA:) and he wound round a bow, (S, O, K,) and an arrow, (S, O,) with [the kind of sinew, or tendon, called]

عَقَب, (O,) or with somewhat thereof: (S, K:) or عَقَبَهُ بِالعَقَبِ he bound it, namely, the [arrow termed] قِدْح, with the عَقَب, in consequence of its having broken. (IB, L, TA.) A3: عَقَبْنَا الرَّكِيَّةَ [thus I find it written without teshdeed, but perhaps it should be ↓ عَقَّبْنَا, from أَعْقَابُ الطَّىّ, (see عَقِبٌ,)] We lined the well with stones behind [the other] stones. (TA. [See also 4.]) A4: [The inf. n.]

العَقْبُ also signifies الرَّجْعُ, [which generally means The making, or causing, to return, or go back; but this may perhaps be a mistake for الرُّجُوعُ, for it is immediately added,] Dhu-rRummeh says, كَأَنَّ صِيَاحَ الكُدْرِ يَنْظُرْنَ عَقْبَنَا تَرَاطُنُ أَنْبَساطٍ عَلَيْهِ طَغَامِ meaning [As though the crying of the dusky she-camels] looking, or waiting, for our returning from watering that they might go to the water after us [were the barbarous talk of low, or ignoble, Nabathæans, over it, i. e. over the water]. (TA.) A5: عَقِبَ النَّبْتُ, [aor. ـَ inf. n. عَقَبٌ, The branches of the plant, or herbage, became slender, and the leaves thereof turned yellow. (IAar, TA. [See also 2.]) 2 عَقَّبَ see 1, first three quarters, in seven places. b2: The inf. n., تَعْقِيبٌ, signifies also The doing a thing and then returning to doing it: (IAth, TA:) the performing an act of prayer, or another act, and then returning to doing it in the same day: (Sh, TA:) and [particularly] the making a warring, or warring and plundering, expedition, and then another in the same year. (S, O, K.) [See also مُعَقِّبٌ.] You say, عقّب بِصَلَاةٍ بَعْدَ صَلَاةٍ, and بِغَزَاةٍ بَعْدَ غَزَاةٍ, He followed up one prayer with another, and one warring, or warring and plundering, expedition with another. (TA.) and صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ ثُمَّ عَقَّبَ He prayed in the night and then repeated the prayer. (IAar, TA.) and عُقِّبَ الغَازِيَةُ بِأَمْثَالِهَا, and ↓ أُعْقِبَ, The warring, or warring and plundering, party was made to be followed by another, consisting of the likes of it, sent in its place. (TA.) And it is said in a trad. of 'Omar, كَانَ كُلَّ عَامٍ يُعَقِّبُ الجُيُوشَ He used, every year, to call back one party of the forces and to send another to take its turn after the former. (O, TA.) b3: Also The performing of prayer (IAth, O, K, TA) as a supererogatory act (TA) after the [prayers called] تَرَاوِيح: (IAth, O, K, TA:) such prayer is to be performed in the house, at home, (IAth, O, TA,) not in the mosque. (IAth, TA.) b4: And The waiting (K, TA) in prayer; or remaining in one's place in prayer waiting for another prayer. (TA.) And you say, عقّب فِى الصَّلَاةِ, (S, O,) inf. n. as above, (S, A, O, Msb, K,) He sat after the performing of the [ordinary] prayer for the purpose of a supplication (S, A, O, Msb, K) or a petition. (S, O, Msb.) وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ, in the Kur [xxvii. 10 and xxviii. 31], means [He did did not turn back retreating] and did not wait; (O, TA;) properly, did not make advancing to follow his retreating: (O:) or and did not turn aside (S, Msb) nor wait in expectation: (S:) or and did not turn aside nor return: (O:) or and did not look aside: (K, * TA.) or and did not return; from عقّب said of a combatant, meaning He returned after fleeing: (Bd in xxvii. 10:) you say, عقّب عَلَيْهِ He returned against him; syn. كَرَّ, and رَجَعَ: and تَعْقِيبٌ signifies also The turning back, or receding, from a thing that one had desired to do. (TA.) b5: عَقَّبَ فِى الشَّيْبِ بِأَخْلَاقٍ حَسَنَةٍ [app. means He had latterly, in the time of hoariness, good dispositions]. (O. [The meaning that I have assigned to this phrase seems to be there indicated by the context: but I incline to think that the right reading is عُقِّبَ, (assumed tropical:) lit. He was made to be followed, in hoariness, by good dispositions; agreeably with what next follows.]) b6: آتَى فُلَانٌ إِلَىَّ خَيْرًا فَعُقِّبَ بِخَيْرٍ مِنْهُ [means Such a one caused good to betide me, and it was made to be followed by what was better than it]. (A, TA. [In the former it is followed by the words وَأَرْدِفَ بِخَيْرٍ مِنْهُ, evidently for the purpose of explanation.]) b7: [Hence,] one says, تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ, meaning اِسْتِشْنَآءٌ [i. e. He gave an alms in which was no making an exception by following it up with a condition]. (S, A, O, Msb. *) b8: عَقَّبَنِى حَقِّى He delayed, or deferred, the giving, or paying, to me my due. (S.) b9: عقّب الأَمْرَ He looked to the consequence, end, issue, or result, of the affair, event, or case. (TA. [See also 5.]) b10: And عقّب فِى الأَمْرِ He went repeatedly to and fro, or made repeated efforts, in seeking to accomplish the affair, striving, or exerting himself. (S, O, L, TA.) In the K, التَّعْقِيبُ [the inf. n.] is expl. as signifying التَّرَدُّدُ فِى طَلَبِ المَجْدِ: but the right reading is فِى طَلَبٍ مُجِدًّا. (TA.) [See also مُعَقِّبٌ.]

A2: عقّب said of the [plant called] عَرْفَج, (S, O,) inf. n. تَعْقِيبٌ, (K,) It became yellow in its fruit, (S, O, K,) and attained to the season of its drying up: (S, O:) from عَقِبَ said of a plant or herbage. (TA.) A3: عقّب عُقَابًا, inf. n. as above, He planed off a stone of the kind called عُقَاب, in a well. (TA. [See also مُعَقِّبٌ.]) A4: See also 1, last quarter, in two places.3 عاقبهُ: see 1, second sentence. b2: Also عاقب الرَّجُلَ, (Mgh, * TA,) inf. n. مُعَاقَبَةٌ and عِقَابٌ, (Mgh,) He did a thing with the man alternately, each taking his turn; (Mgh, TA;) and so ↓ اعقبهُ. (TA.) And [particularly], (TA,) inf. n. مُعَاقَبَةٌ, (S, O,) He rode in his turn after the man, each riding in his turn; (S, O, TA;) as also ↓ اعقبهُ, (S, O, K,) and ↓ اعتقبهُ. (TA.) And عَاقَبْتُ الرَّجُلَ فِى الرَّاحِلَةِ I rode in my turn after the man, upon the camel, he riding in his turn after me. (S, O.) And in like manner you say, ↓ اِعْتَقَبُوهُ, and ↓ تَعَاقَبُوهُ They rode by turns with him, taking their turns after him. (TA.) b3: and عاقب بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ [He made an interchange, or alternation between the two things; he made the two things interchangeable, or commutable;] he brought, or did, the two things interchangeably, or alternately, i. e. one of them one time and the other of them another time. (TA.) [Thus, for instance,] العَرَبُ تُعَاقِبُ بَيْنَ الفَآءِ والثَّآءِ [The Arabs make an interchange between ف and ث; make ف and ث interchangeable, or commutable; i. e. put ف in the place of ث, and ث in the place of ف]; as in جَدَفٌ and جَدَثٌ; and ↓ تُعْقِبُ signifies the same. (S, O.) b4: And عاقب signifies also He stood upon one of his legs one time and upon the other another time; or moved his legs alternately. (TA.) b5: [عاقبهُ as denoting consequence, and retaliation, or retribution, also signifies He punished him.] You say, عاقبهُ بِذَنْبِهِ, (S, Msb, * TA,) inf. n. عِقَابٌ (S, Msb, TA) and مُعَاقَبَةٌ, (Msb, TA,) He punished him for his crime, sin, fault, or offence: (S, * Msb, * TA:) and [in like manner] ↓ تعقّبهُ He punished him (i. e. a man, S, O) for a crime, a sin, a fault, or an offence, that he had committed. (S, O, K.) In the saying in the Kur [xvi. last verse but one], وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمٌ بِهِ [And if ye punish, then punish ye with the like of that with which ye have been afflicted, lit. punished], the verb first denotes punishment, and is afterwards used for the purpose of assimilation: and similar to this is the saying in the same [xxii. 59], وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ [And whoso punisheth with the like of that with which he hath been afflicted, lit. punished]. (O.) For another ex., from the Kur lx. 11, [where it implies retaliation or retribution,] see 1, latter half. [In like manner,] it is said in a trad., أَبْطَلَ النَّفْحَ إِلَّا أَنْ يُضْرَبَ فَيُعَاقِبَ [He made the kicking of a beast with the hind leg to be of no account unless it were beaten by its master, or rider, and retaliated by kicking another person]; meaning, he made nothing to be incumbent on the master of the beast unless the latter made the kicking to be a consequence of that [i. e. unless the beast kicked in consequence of its being beaten by the master, or rider]. (TA.) [See also 4, which has a similar meaning, that of requital.] b6: عُوقِبَتْ said of a mare means She was required to perform run after run. (Ham p. 277.) 4 اعقبهُ: see 1, first quarter, in three places: b2: and see 3, in three places. b3: [Also He made him to take his place. And hence,] He descended from his beast in order that he (another) might ride in his turn: and one says also أَعْقِبْ meaning Descend thou in order that I may ride in my turn: and in like manner with respect to any kind of action: thus, when the office of Khaleefeh became transferred from the sons of Umeiyeh to the Háshimees, Sudeyf, the poet of the 'Abbásees, said, أَعْقِبِى آلَ هَاشِمٍ يَا مَيَّا meaning Descend from the station of the Khaleefehs that the family of Háshim may mount, O Meiyà [for O sons of Umeiyeh]. (TA.) b4: [And It made a thing to follow as a consequence to him: the verb in this sense being doubly trans.] One says, اعقبهُ نَدَمًا It occasioned him as its consequence repentance, (Mgh, Msb, TA,) and هَمًّا anxiety. (TA.) And أَكَلَ أَكْلَةً أَعْقَبَتْهُ سَقَمًا He ate a repast that occasioned him as its consequence a sickness. (S, O.) And [hence] أُعْقِبَ عِزُّهُ ذُلًّا His might was exchanged for, or changed into, [lit. made to be followed by,] abasement. (TA.) See also 2, first quarter, for another ex. [Hence, likewise,] فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا, in the Kur [ix. 78], means [Therefore He caused hypocrisy to follow as a consequence to them; or] He caused them to err, because of their evil deed, as a punishment to them. (O.) And [in like manner] one says, أَعْقَبَهُ اللّٰهُ بِإِحْسَانِهِ خَيْرًا [God gave him, or may God give him, as a recompense, or requital, for his beneficence, good, or prosperity]. (TA.) And اعقبهُ بِطَاعَتِهِ He recompensed, or requited, him for his obedience, (S, O, K, *) and عَلَى مَا صَنَعَ for what he did. (TA. [See also 3, which has a similar meaning, that of retribution.]) اعقبهُ خَيْرًا means also He gave him in exchange good. (TA.) See also 1, latter half, where the verb is expl. in the contr. sense, that of taking, or receiving, in exchange. b5: اعقبهُ الطَّائِفُ The diabolical visitation, or insanity, returned to him at times. (S, O.) b6: اعقب طَىَّ البِئْرِ بِحِجَارَةٍ مِنْ وَرَائِهَا [is app. from

أَعْقَابُ الطَّىِّ (see عَقِبٌ), and] means He laid stones compactly together at the back [behind the regular casing] of the well. (TA. [See also 1, near the end.]) A2: اعقب as intrans., He (a man) died, and left offspring. (S, O, K.) One says, أَعْقَبَ مِنْهُمْ رَجُلَانِ وَدَرَجَ وَاحِدٌ [Two men of them died and left offspring, and one died and left no offspring]: and Tufeyl El-Ghanawee says, كَرِيمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لَمْ تَدْعُ هَالِكًا

↓ مِنَ القَوْمِ هُلْكًا فِى غَدٍ غَيْرَ مُعْقِبِ [A female noble of countenance, (or whose nobility was manifest in what appeared of her countenance,) she did not invoke one of the people dead, on a morrow after an engagement, as having perished without leaving a successor, or one to fill his place:] i. e. when a chief of her people died, another chief came; so that she did not bewail a chief who had not his equal. (TA.) b2: He (a borrower of a cooking-pot) returned a cooking-pot with the remains termed عُقْبَة in it. (S, O, K.) b3: He (a man) returned from evil to good. (TA.) b4: اعقب عَلَيْهِ يَضْرِبُهُ He set upon him beating him. (O.) b5: أَعْقَبَتْ رَاحِلَتُكَ Thy riding-camel became, or has become, jaded, or fatigued. (O.) 5 تعقّب He looked to the consequence, end, issue, or result: and he considered a second time. (TA. [See also 2, last quarter.]) b2: تعقّب مِنْ أَمْرِهِ He repented of his affair. (TA.) b3: تعقّب عَنِ الخَبَرِ He doubted of the information, or questioned it, and asked again respecting it. (S, O, K, TA. [In my copies of the S, and in the O, الخَيْرِ: but see what follows; in which مُتَعَقَّب is used as a noun of place of the verb in this sense.]) Tufeyl says, ↓ وَلَمْ يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ [And there was no place of, or ground for, doubting, and asking again, respecting what they told]. (S, O, TA.) And one says, لَمْ أَجِدْ عَنْ قَوْلِكَ

↓ مُتَعَقَّبًا, (A, TA,) i. e. [I found not] any place of, or ground for, inquiring into, or investigating, thy saying; syn. مُتَفَحَّصًا; (A, TA;) [or questioning it; or returning to examine it;] meaning, thy saying was right and true, so that it did not require التَّعَقُّب; (A;) or I did not allow myself to doubt, and ask again, respecting it, that I might see whether I should do what thou saidst or abstain from it. (TA.) b4: [And the verb is used transitively in a similar sense.] You say, تعقّب الخَبَرَ He searched after the information repeatedly, or time after time; (Mgh, * TA;) syn. تَتَبَّعَ: (Mgh, TA:) and ↓ اعتقب has a like meaning. (Ham p. 287.) And He asked respecting the information another person than the one whom he asked the first time. (A, TA.) b5: and تَعَقَّبْتُ الرَّجُلَ I sought to discover in the man that which he would be ashamed to expose; or the slip, or fault, that he had committed: and ↓ اِسْتَعْقَبْتُهُ signifies the same. (O, K. *) [In critical observations and the like, تعقّبهُ is often used as meaning He found fault with him; animadverted upon him; or impugned his judgment or assertion; بِقَوْلِهِ كَذَا وَكَذَا by his saying so and so. and تعقّب عَلَيْهِ seems to be similarly used as meaning He animadverted upon his saying: (compare اِعْتَرَضَ عَلَيْهِ:) but more commonly as meaning he animadverted upon it, i. e. a saying, and the like.] b6: See also 3, near the middle of the para-graph. b7: تعقّب الأَمْرَ He thought repeatedly upon the affair, or case. (TA in art. روأ.) b8: تعقّب رَأْيَهُ He found his opinion to have a good issue, or result. (S, O. [See a somewhat similar signification of 8 and 10, under the former.]) b9: See also 1, second sentence. b10: [The saying of Aboo-Thumámeh, وَإِنْ مَنْطِقٌ زَلَّ عَنْ صَاحِبِى ↓ تَعَقَّبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ may be rendered, nearly in accordance with an explanation by Et-Tebreezee, And if a speech slip by mistake from my companion, 1 substitute another having superiority: or تعقّبت may here mean I search out: but see the Ham p. 287; where are some remarks, on this verse, that appear to me to be fanciful and far-fetched.]6 يَتَعَاقَبَانِ (T, S, O, Msb, TA) They follow each other [by turns]; or alternate; (T, Msb, TA;) one coming and the other going; (TA;) said of the night and the day; (T, Msb;) or as the night and the day; (S, O, TA;) as also ↓ يَعْتَقِبَانِ. (TA.) You say, تَعَاقَبَ المُسَافِرَانِ عَلَى الدَّابَّةِ The two travellers rode upon the beast, each of them in his turn. (TA: and the like is said in the Msb.) And تعاقبا عَمَلًا They two did a work, or deed, by turns, or alternately: syn. اِرْتَوَحَاهُ, (K and TA in art. روح,) and تَرَاوَحَاهُ (TA in that art.) And تعاقبا They helped each other by turns. (TA.) And بِالضَّرْبِ ↓ يَعْتَقبَانِهِ They two ply him by turns with beating (A.) See also 3, near the beginning. التَّعَاقُبُ also signifies The coming to water [by turns, or] time after time. (TA.) 8 إِعْتَقَبَ see 1, former half, in two places: b2: and see 3, near the beginning, in two places; and 6, also in two places. b3: [اعتقبهُ signifies also He took it, or had it, subsequently. Thus one of the meanings of العُقْبَةُ is expl. in the A and TA by the words مَا يَعْتَقِبُونَهُ بَعْدَ الطَّعَامِ مِنَ الحَلَاوَةِ i. e. What they have, or take, after the main portion of the meal, consisting of sweetmeat. b4: And He had it, or experienced it, as a consequence of an act &c.: and that it may have ↓ مُعْتَقَبُ for an inf. n. in this sense (as well as in other senses agreeably with analogy) seems to be meant by its being said (in the Ham p. 287) that المُعْتَقَبُ signifies أَخْذُ عُقْبَةِ الشَّىْءِ i. e. آخِرِهِ. See also a somewhat similar signification of 5.] One says, فَعَلْتُ كَذَا فَاعْتَقَبْتُ مِنْهُ نَدَامَةً i. e. [I did such a thing and] I found, or experienced, in consequence thereof repentance; (S, O;) as also ↓ اِسْتَعْقَبْتُ. (A, O.) And مِنْ كَذَا خَيْرًا ↓ استعقب He found, or experienced, in consequence of such a thing, or after such a thing, good. (T, Msb.) And hence, perhaps, the saying of the lawyers, يَصِحُّ الشِّرَآءُ عِتْقًا ↓ إِذَا اسْتَعْقَبَ [as meaning The sale, or purchase, is valid when it has emancipation as an after-event]: but this does not agree with the former phrase unless by a far-fetched interpretation; and therefore one should say, إِذَا عَقَبَهُ العِتْقُ i. e. when emancipation follows it. (Msb.) b5: اعتقب also signifies He withheld, or detained, a thing in his possession. (TA.) And [particularly] He (a seller) withheld, or detained, an article of merchandise from the purchaser until he should receive the price: (S, A, O, K:) for the doing of which he is said in a trad. to be responsible; meaning, if it perish in his keeping. (S, A, O.) And He detained, confined, or imprisoned, a man. (S, O.) b6: See also 5.10 إِسْتَعْقَبَ see the next preceding paragraph, in three places: b2: and see also 1, latter half: b3: and 5. b4: [Accord. to Reiske, as mentioned by Freytag, استعقبهُ signifies also He followed his footsteps.]

عَقْبٌ: see عَقِبٌ, in eight places.

عُقْبٌ: see عَقِبٌ, in seven places.

عَقَبٌ The عَصَب [meaning sinews, or tendons,] of which أَوْتَار [i. e. strings for bows or the like] are made: (S, O, K: [see also 1, last quarter:]) n. un. with 3: (S, O:) or such as are white of the أَطْنَاب of the joints; (Mgh, Msb; [see عَصَبٌ;]) the عَصَب being such as are yellow: (Mgh and Msb in art. عصب:) accord. to IAth, the عَصَب [or sinews, or tendons,] of the two portions of flesh next the back-bone on either side, and of the سَاقَانِ and وَظِيفَانِ [meaning the hind and fore shanks], that are intermingled with the flesh, of any animal; the half of one whereof, divided lengthwise from the other half, is extended, or drown out, and trimmed, and cleansed of the flesh, and the وَتَر [or string for the bow or the like] is made thereof; and they are sometimes in the two sides of the camel; but [properly speaking] there is a difference between the عَصَب and the عقَب; the former being such as incline to yellow, whereas the latter incline to white, and are the harder, and firmer, or stronger, of the two: AHn says, on the authority of Aboo-Ziyád, that the عَقَب are [the sinews, or tendons,] of the two portions of flesh next the back-bone on either side, of the sheep or goat, and of the camel, and of the ox or cow,(TA.) [See also عِلْبَآءٌ.]

عَقِبٌ (S, Mgh, O, Msb, K, &c.) and ↓ عَقْبٌ, (Msb, TA,) the latter being a contraction of the former, (Msb,) [The heel of a human being;] the hinder part of the foot of a human being: (S, Mgh, O, Msb, K:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) pl. [of pauc.] أَعْقُبٌ (TA) and [of mult. as well as of pauc.] أَعْقَابٌ: (Msb, TA:) and ↓ عَقِيبٌ is said to signify the same; but MF cites an assertion that this is a word of a bad dialect. (TA.) وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ [Wo to the heels from the fire of Hell], (O, Msb, TA,) and ويل لِلْعَقِبِ من النّار [Who to the heel &c.], (TA,) occurring in a trad., means wo to him who neglects the washing of the heels in the ablution preparatory to prayer. (O, * Msb, TA. *) عَقِبُ الشَّيْطَانِ, (O, Msb, TA,) or, as some say, ↓ عُقْبَةُ الشيطان, (Msb, TA,) with damm, (TA,) which is forbidden in prayer, is expl. as meaning The placing the buttocks upon the heels between the two prostrations; which is what some term الإِقْعَآءُ: (Mgh, * O, Msb, TA:) so says A'Obeyd: (Msb:) or, accord. to some, this means the leaving the heels unwashed in the ablution preparatory to prayer. (O.) وَطِئَ النَّاسُ عَقِبَ فُلَانٍ [lit. The people trod upon the heel of such a one] means the people walked after, or near after, such a one: and in like manner, هُوَ مُوَطَّأُ العَقِبِ [lit. He is one whose heel is trodden upon]: (O, TA; *) because of his having command over people, and their being submissive to him: (O:) the latter phrase means he is one who has many followers: (A, TA: [see also art. وطأ:]) جَآءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَقِبَ عَمْرٍو primarily signifies Zeyd came putting his foot in the place of the foot [or heel] of 'Amr every time that the latter raised his foot. (Msb.) And one says, مِنْ أَيْنَ عَقِبُكَ, (A, O,) or مِنْ أَيْنَ كَانَ عَقِبُكَ, (TA,) meaning Whence camest thou? or Whence hast thou come? (A, O, TA.) and رَجَعَ فُلَانٌ عَلَى عَقِبِهِ Such a one returned by the way of his heel; i. e., by the way that was behind him, and whence he had come; quickly. (Msb.) And وَلَّى عَلَى عَقِبِهِ, and عَلَى عَقِبَيْهِ, He turned back, or receded, from a thing to which he had betaken himself. (TA.) لَا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, occurring in a trad., means Turn not thou them back to their former condition of not emigrating [for the sake of religion]: and مَا زَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ, in another trad., means They ceased not to return to infidelity: as though they went back wards. (TA.) b2: The عَقِب of the نَعْل [or sandal] is The part [or wide strap] that embraces the heel. (AO, in an anom. MS. in my possession.) b3: [And عَقِبُ البَابِ means The pivot (generally of wood) at the bottom of the door, turning in a socket in the threshold.] b4: and عَقِبٌ and ↓ عَقْبٌ (TA) and ↓ عُقُبٌ and ↓ عُقْبٌ (S, O, Msb, K, TA) and ↓ عُقْبَى and ↓ عُقْبَةٌ and ↓ عُقْبَانٌ and ↓ عِقْبَانٌ and ↓ عَاقِبٌ (TA) are syn. with ↓ عَاقِبَةٌ, (S, O, Msb, K, TA,) which signifies, (S, O, Msb, K,) i. e. as signifying, (TA,) The end; or the last, or latter, part or state; [but generally as explanatory of this last word, and often as explanatory of عُقُبٌ and عُقْبٌ and عُقْبَى, as meaning the consequence, or result, or issue;] of anything: (S, O, Msb, K, TA:) [and the same words, app. with the exception of عُقْبَى and عَاقِبَةٌ, signify also a time, or state, of subsequence:] the pl. [of the first four words is أَعْقَابٌ, and] of the last عَوَاقِبُ. (TA.) Hence, (S,) it is said in the Kur [xviii. 42], ↓ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقُبًا [or ↓ عُقْبًا or ↓ عُقْبَى, accord. to different readings, i. e. He is the best in respect of recompense, or reward, and the best in respect of consequence, or result, or issue; i. e., the consequence of the actions &c. of believers]. (S, O.) And in the same [xci. last verse], ↓ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا i. e. And He feareth not the consequence thereof. (Th, TA.) And they said, لَكَ فِى الخَيْرِ ↓ العُقْبَى meaning العَاقِبَةُ [i. e. May the end to thee be in that which is good; or may thy case end in good]. (TA.) And it is said in a trad., سَافَرَ فِى عَقِبِ رَمَضَانَ, (T, O, Msb,) meaning He journeyed in the end, or the last, or latter, part, of Ramadán: (T, Msb:) or, when Ramadán had almost ended. (O.) One says, جِئْتُ فِى عَقِبِ رَمَضَانَ, (ISk, S, O, * Msb, *) with kesr to the ق, (ISk, S,) meaning [I came] when there was somewhat remaining of Ramadán. (ISk, S, O, * Msb.) And جِئْتُكَ فِى عَقِبِ الشَّهْرِ, and ↓ فى عَقْبِهِ, and عَلَى عَقِبِهِ, I came to thee in the latter part of the month, when ten days of it, or less, remained. (L.) هُوَ فِى عَقِبِ المَرَضِ He is in the state of convalescence in which somewhat remains of the disease: (Msb:) and فِى أَعْقَابِ المَرَضِ in the [state in which there are some] remains of the disease. (TA.) One says also, جَآءَ فِى عَقِبِهِ and ↓ عَقْبِهِ, meaning He came after him; or near after him; [as though at his heel; and hence, properly, close after him;] and جَآءَ عَقِبَهُ; from the phrase جَآءَ زَيْدٌ يَطَأُ عَقِبَ عَمْرٍو, meaning as expl. above. (Msb.) And بَنُو فُلَانٍ سَقْىُ إِبِلِهِمْ عَقِبَ بَنِى فُلَانٍ i. e. [The sons of such a one, the watering of their camels is] after [that of] the sons of such a one; a saying mentioned by ISk. (Msb.) And صَلَّيْنَا أَعْقَابَ الفَرِيضَةِ تَطَوُّعًا i. e. [We performed prayer] after the obligatory [by way of supererogation]. (Lh, IF, Msb, TA.) And جِئْتُ فِى عَقِبِ الشَّهْرِ i. e. I came after the month had passed. (El-Fárábee, Msb.) And خَلَفَ فُلَانٌ بعَقِبِى Such a one remained, or stayed, after me. (Msb.) Er-Rázee says, in the Mukhtár es-Siháh, that he had found no authority in the T nor in the S for the phrase جَآءَ فُلَانٌ عقبَ فُلَانٍ

[app. عَقِبَ], meaning Such a one came after such a one, except a similar saying of ISk, cited by Az, in which عقبَ is expl. as signifying after. (TA.) [But if the word in question be عَقِبَ, sufficient authorities for its use in this sense have been cited above: though it seems from what here follows that عُقُبَ or عُقْبَ in this sense is preferable.] One says, شَهْرِ ↓ جِئْتُ فِى عُقْبِ رَمَضَانَ, (S,) or ↓ عُقُبِهِ, (O,) and ↓ عَلَى عُقْبِهِ and ↓ عُقُبِهِ, (L,) and ↓ فِى عُقْبَانِهِ, (S, O,) meaning I came when the whole of the month of Rama-dán had passed: (S, O, L:) and ↓ جِئْتُكَ عُقْبَ رَمَضَانَ I came to thee at the end of Ramadán: and مَمَرِّهِ ↓ جِئْتُ فُلَانًا عَلَى عُقْبِ and ↓ عُقُبِهِ and عَقِبِهِ and ↓ عُقْبَانِهِ I came to such a one after he had gone: and ذَاكَ ↓ أَتَيْتُكَ عَلَى عُقُبِ and عَقِبَ ذاك and ذاك ↓ عَقْبِ and ذاك ↓ عُقْبَانِ I came to thee after that: and قُدُومِهِ ↓ جِئْتُهُ عُقْبَ I came to him after his arrival. (Lh, TA.) One says also, آلِ فُلَانٍ ↓ فُلَانٌ يَسْتَقِى عَلَى عُقْبَةِ Such a one draws water after the family of such a one. (TA.) And MF mentions ↓ جِئْتُكَ عَلَى عَاقِبِهِ [app. meaning I came to thee after him, or it]: and Aboo-Mis-hal mentions [app. in this sense] ↓ عِقْبَانِهِ, with kesr. (TA.) b5: عَقِبٌ (S, A, Mgh, O, Msb, K) and ↓ عَقْبٌ (S, O, Msb, K) also signify The child, or children, (S, A, O, Msb, K,) of a man; (S, O;) as also ↓ عَاقِبَةٌ: (S, O, K:) and the child, or children, of the child or children, (S, A, O, Msb, K,) of a man: (S, O:) applied to such as remain after the father: (TA:) or a man's offspring; (Mgh;) and so ↓ عَاقِبَةٌ: (Msb:) or his male children: and, accord. to some of the lawyers, the children of the daughters [of a man, also]: (Mgh:) of the fem. gender, on the authority of Akh: (S, O:) pl. أَعْقَابٌ. (TA.) The Arabs say, لَا عَقِبَ لَهُ, meaning There is, or are, no male offspring remaining to him: (TA:) and ↓ لَيْسَتْ لِفُلَانٍ عَاقِبَةٌ There is, or are, to such a one, no [remaining] child, or children. (S, O, Msb.) b6: شَىْءٍ ↓ عَقْبُ [or عَقِبُ شَىْءٍ] signifies A thing, whatever it be, that follows, succeeds, comes after, or takes the place of, a thing; as the water of a well, and the blowing of the wind, and the flying of the sand-grouse (القَطَا), and the running of a horse. (TA. [See also عَاقِبٌ.]) b7: And عَقِبٌ, (IAar, IF, A, Msb,) or ↓ عَقْبٌ, (S, K,) or, as As says, each of these, some of the Arabs using the latter form, by way of contraction, (Msb,) A run after another run, (As, IF, S, Msb, K,) of a horse: (As, IF, S, Msb:) or the last, or latter, run, of a horse: (IAar, Msb:) or one says of a courser, هُوَ ذُوْ عَفْوٍ وَعَقِبٍ meaning He has a first run, and a subsequent, and more vehement, run: (A:) and ↓ عِقَابٌ is said in the L to have the first of these meanings: (TA:) or it is pl. of عَقْبٌ [or عَقِبٌ] as having that meaning: (Ham p. 358:) an ex. of it occurs in the following verse, (Ham, TA,) cited by IAar: (TA:) يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ بِالفِنَآءِ وَيُرْ ضِيكَ عِقَابًا إِنْ شِئْتَ أَوْ نَزَقَا [That would satisfy thine eye by his beauty, in the area before the dwelling, and content thee by run after run, or by runs after runs, if thou wilt, or by lightness, or agility]: (Ham, TA:) [or it may be here an inf. n., (of 3,) meaning on an occasion of being required to perform run after run: (see 3, last sentence:)] or, accord. to IAar, the meaning in this instance is, by his owner's making, upon him, warring, or warring and plundering, expeditions time after time: (TA:) accord. to Kh, لَهُ عِقَابٌ, said of a horse, means he has a recovering of strength (جمام [i. e. جَمَامٌ]) after ceasing to run. (Ham ubi suprà.) b8: Hence, A reply: so in the saying, relating to him who stops, or breaks off, in speech, لَوْ كَانَ لَهُ عَقِبٌ لَتَكَلَّمَ [If he had a reply, assuredly he would have spoken]. (A, TA.) b9: See also عِقْبَةٌ.

عُقُبٌ: see the next preceding paragraph, in six places.

عَقْبَةُ القَمَر i. q. عِقْبَةُ القَمَرِ, q. v. (L.) A2: and عَقْبَةٌ and ↓ عِقْبَةٌ signify Variegated, or figured, cloth: (TA:) or one of the sorts of variegated, or figured, cloths [that serve for the covering] of the [women's camel-vehicle called] هَوْدَج: (O, K, TA:) as also عَقْمَةٌ: (O, TA:) accord. to Yaakoob, the ب is a substitute for م. (TA.) عُقْبَةٌ: see عَقِبٌ, in three places. b2: Also The last that remains: so in the saying, فُلَانٌ عُقْبَةُ بَنِى فُلَانٍ [Such a one is the last that remains of the sons of such a one]. (L.) b3: And A turn; or time at which, or during which, anything is, or is to be, done, or had, in succession: (S, Mgh, O, Msb, K:) pl. عُقَبٌ. (Msb.) One says, تَمَّتْ عُقْبَتُكَ Thy turn is completed. (S, O.) And دَارَتْ عُقْبَةُ فُلَانٍ The turn of such a one came round. (TA.) And رَكِبَ عُقْبَةً He rode one turn: and رَكِبَ عُقْبَتَهُ He rode his turn, or in his turn. (TA.) And it is said in a trad., مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِةِ عُقْبَةً فَلَهُ كَذَا Whoso walks a turn to a certain point, instead of his beast, to him shall be given such a thing. (TA.) عُقْبَةُ الأجِيرِ meansThe hired-man's turn to ride; when the hirer dismounts, for example in the morning, and he (the former) rides. (Mgh.) And [the pl.] عُقَبٌ means [particularly] The turns of camels, when they are being watered: the watering of a number of camels together after another number is termed their عُقْبَة. (TA.) [See also عُقْبَى.] b4: And [it is said that] it means also Camels which a man pastures and waters in his turn; and IAar cites as an ex.

إِنَّ عَلَىَّ عُقْبَةً أَقْضِيهَا لَسْتُ بِنَاسِيهَا وَلَا مُنْسِيهَا

[but this I would rather render, Verily I have incumbent on me a turn to pasture and water camels; and I perform it; I am not a neglecter thereof nor a delayer of it]; meaning I drive the camels which I pasture and water in my turn, and I tend them well: مُنْسِيهَا is for مُنْسِئِهَا, for the sake of the rhyme. (TA.) b5: Also The place in which one mounts a beast to ride [app. in his turn]. (TA.) b6: And The distance, or space, of two leagues; i. e. twice the distance termed فَرْسَخ: and the distance to which one journeys [app. from one halting-place to the next; i. e. a stage of a journey]: pl. as above: a poet says, خَوْدًا ضِنَاكًا لَا تَسِيرُ العُقَبَا [Soft, or tender, heavy in the hinder part, that will not perform men's marches]; meaning that she will not [or cannot] journey with men, because she will not endure the doing so on account of her soft and delicate life. (TA.) b7: And The distance, or space, between the ascending and descending of a bird. (S, O, K.) b8: And The night and the day; because they follow each other. (K.) b9: And A substitute; or thing that is given, or taken, in exchange for another thing; (S, O, L, K;) as also ↓ عُقْبَى. (L, TA.) One says, أَخَذْتُ مِنْ أَسِيرِى عُقْبَةً I took, or received, for my captive, a substitute, or something in exchange. (S, O.) And ↓ سَأُعْطِيكَ مِنْهَا عُقْبَى occurs in a trad., meaning I will give thee something in exchange [for her, i. e.] for sparing her life, and liberating her. (L, TA.) b10: And Pasture, or food, of an ostrich, that is eaten after other pasture or food: [and likewise of camels: and of men:] pl. as above. (AA, S, O.) One says of camels, رَعَتْ عُقْبَتَهَا i. e. They pastured upon the [kind of plants termed] حَمْض after the [kind termed] خُلَّة; (A, L;) or upon the خُلَّة after the حَمْض: (L:) and of men one says, أَكَلُوا عُقْبَتَهُمْ They ate their repast of sweetmeat after the other food. (A, TA. [See 8, near the beginning.]) b11: And The remains of the contents of a cooking-pot, adhering to the bottom. (TA.) and Somewhat of broth which the borrower of a cooking-pot returns when he returns the pot. (S, O, K.) b12: [Hence,] أُمُّ عُقْبَةَ is an appellation of The cooking-pot. (T in art. ام.) أَبْو عُقْبَةَ is a surname of The hog. (Har p. 663. [But the origin of this I know not.]) b13: One says also, لَقِيتُ مِنْهُ عُقْبَةَ الصُّنْعِ, meaning I experienced from him, or it, difficulty: [as though lit. signifying, the result of the deed that I had done:] and [simply]

لَقِىَ مِنْهُ عُقْبَةً He experienced from him, or it, difficulty. (TA. [But in a copy of the A, and in my opinion correctly, the last word in this phrase is written ↓ عَقَبَةً: see عَقَبَةٌ, below.]) b14: And كُنْتُ مَرَّةً نُشْبَة وَأَنَا اليَوْمَ عُقْبَة, expl. by IAar as meaning I was such that, when I clung to a man, he experienced evil from me; but now I have reverted from being such, through weakness. (TA. [It is a prov., somewhat differently related in art. نشب, q. v.]) b15: See also the next paragraph, in four places.

عِقْبَةٌ (Lh, S, O, K) and ↓ عُقْبَةٌ, (Lh, O, K,) but the former is the more approved, (Lh, TA,) and عقب, (so in the TA, [app., if not a mistranscription, ↓ عَقِبٌ,]) A mark, sign, trace, impress, characteristic, or outward indication. (Lh, S, O, K.) One says, عَلَيْهِ عِقْبَةُ السَّرْوِ, (S, O,) and ↓ عُقْبَتُهُ, (O,) and الجَمَالِ, (S, O,) i. e. Upon him is the mark &c. [of generosity and manliness, and of beauty]. (S, O, K.) b2: عِقْبَةُ القَمَرِ and ↓ عَقْبَةُ القمر mean The return of the moon, when it has set, or disappeared, and then risen: (L:) [or the return of the moon after the change; for] one says, مَا يَفْعَلُ ذٰلِكَ إِلَّا عِقْبَةَ القَمَرِ, (S,) or ↓ عُقْبَةَ القمر, (so in the O,) meaning He does not that save once in each month: (S, O:) but, accord. to IAar, القَمَرِ ↓ عُقْبَةُ, with damm, is a certain star, or asterism, which is in conjunction with the moon once in the year; and عُقْبَةَ القَمَرِ means once in the year: so in the following verse, of one of the Benoo-'Ámir: لَا يُطْعِمُ المِسْكَ وَالكَافُورَ لِمَّتَهُ وَلَا الذَّرِيرَةَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ [He will not apply to his hair that descends below the ear musk and camphor, nor the perfume called ذريرة, save once in the year]: or, as Lh relates it, عِقْبَةَ القمر: thus in the L; in which it is added that this saying of IAar requires consideration, because the moon cuts [a meridian of] the celestial sphere once in every month: but MF replies that it may be in conjunction with the said star only once in the year, as the moon's path varies in each successive month. (TA. [See also عَقْمَةٌ.]) A2: See also عَقْبَةٌ.

عَقَبَةٌ [A mountain-road;] a road in [or upon] a mountain: (Bd in xc. 11:) or a road in the upper part of a mountain: (Ham p. 287:) or a difficult place of ascent of the mountains: (K:) or it is in a mountain and the like thereof: (Msb:) or [it sometimes signifies] a long mountain that lies across the way, and over which the way therefore leads; long, or high, and very difficult; so called, too, when it is further impassable after it is ascended; rising high towards the sky, ascending and descending; most difficult of ascent; but sometimes its height is one [or uniform]; and its acclivity is in appearance like a wall: (TA:) [generally it means a road over, or up, or down, or over some part of, a mountain:] pl. عِقَابٌ. (S, O, Msb, K.) اِقْتَحَمَ العَقَبَةَ [properly signifying He attempted the mountain-road] is metaphorically used as meaning He entered upon a hard, or difficult, affair. (Bd in xc. 11.) See also عُقْبَةٌ, near the end. b2: It is also n. un. of عَقَبٌ [q. v.]. (S, O.) عُقْبَى: see عَقِبٌ, second quarter, in four places. b2: It occurs in a trad. respecting the prayer of fear; in which it is said of that prayer, كَانَتْ عُقْبَى [It was an affair of turns]; meaning that it was performed by one company after another; several companies performing it successively, by turns. (TA. [Compare عُقْبَةٌ as expl. in the third sentence of the paragraph on that word.]) b3: Also i. q. مرجع [app. مَرْجِعٌ i. e. A returning, &c.]. (TA.) b4: And The requital, or recompence, of an affair, or action. (S, O, K.) b5: See also عُقْبَةٌ, latter half, in two places.

عُقْبِىُّ الكَلَامِ i. q. عُقْمِىُّ الكَلَامِ, [the ب being app. a substitute for م,] i. e. Obscure speech or language, which men do not know. (TA in art. عقم.) عُقْبَانٌ: see عَقِبٌ, in four places.

عِقْبَانٌ: see عَقِبٌ, in two places.

رَجُلٌ عِقِبَّانٌ A rough, coarse, or rude, man; syn. غَلِيظٌ: pl. عقبان [so in the TA, either عِقْبَانٌ or عُقْبَانٌ]: mentioned by Kr: but Az doubted its correctness. (TA.) عُقَابٌ [The eagle;] a certain bird, (S, O, K,) of those that prey, (Msb,) well known: (K:) of the fem. gender: (S, O, Msb:) [though] applied to the male and the female; but with this distinction, that you say of the male, هٰذَا عُقَابٌ ذَكَرٌ [This is a male eagle]: or it is only female; and a bird of another kind couples with it; whence Ibn-'Oneyn says, satirizing a person named Ibn-Seyyideh, Say thou to Ibn-Seyyideh, مَا أَنْتَ إِلَّا كَالْعُقَابِ فَأُمُّهُ مَعْرُوفَةٌ وَلَهُ أَبٌ مَجْهُولُ [“ Thou art not other than the like of the eagle; ” for his mother is known, but he has a father unknown]: (MF, TA:) the pl. (of pauc., S, O) is أَعْقُبٌ, (S, O, K,) because it is of the fem. gender and the measure أَفْعُلٌ specially belongs to pls. of fem. nouns [though not to such exclusively], (S, O,) and أَعْقِبَةٌ, (Kr, TA,) and (of mult., S, O) عِقْبَانٌ (S, O, K) and عَقَائِبُ accord. to AHei, but Ed-Demámeenee thinks this to be strange; and pl. pl. عَقَابِينُ. (TA.) عِقْبَانُ الجِرْذَانِ [The eagles that prey upon the large field-rats] are not black, but of the colour termed كُهْبَة; and no use is made of their feathers, except that boys feather with them round-topped pointless arrows. (AHn, TA.) b2: [Hence,] العُقَابُ is the name of (assumed tropical:) One of the northern constellations, [i. e. Aquila,] the stars of which are nine within the figure, and six without, of the former of which are three well known, called النَّسْرُ الطَّائِرُ [q. v.]. (Kzw.) b3: [Hence also,] (assumed tropical:) The عُقَاب of the banner, or standard; (S, O;) [app. meaning the flag attached to a lance;] what is bound [to a lance] for a prefect, or governor; likened to the bird so called; and of the fem. gender. (L, TA.) It is also the name of (assumed tropical:) The banner, or standard, of the Prophet. (O, K.) And عُقَابٌ also means (assumed tropical:) A large banner or standard. (TA.) And (assumed tropical:) i. q. غَايَةٌ: so in the saying of Aboo-Dhu-eyb, describing wine, لَهَا غَايَةٌ تَهْدِى الكِرَامَ عُقَابُهَا [meaning It has a banner, which guides the generous; like as the military banner guides and attracts warriors: for غَايَةٌ sometimes signifies a sign which the vintner used to set up to attract customers]: the repetition is approvable because of the difference of the two words in themselves: pl. عِقْبَانٌ. (TA.) b4: عُقَابٌ also signifies (assumed tropical:) A black she-camel; as being likened to the bird. [so called], (AA, O.) b5: And A stone (or piece of rock, L) protruding in the inside of a well, which lacerates the [leathern] bucket; (S, O, K, TA;) sometimes it is before [i. e. above] the casing [of stones or bricks]: it is when a mass of stone becomes displaced; and sometimes the water-drawer stands upon it: it is of the fem. gender: pl. as above. (TA.) And The stone upon which the waterer stands, (O, K,) [accord. to SM,] projecting beyond the casing in a well, the same that is meant in the next preceding sentence, (TA,) [but this I think doubtful, for Sgh adds,] between two stones which support it. (O.) Accord. to IAar, the قَبِيلَة is a mass of stone, or rock, at the mouth of a well; and the عُقَابَانِ are [two masses of stone] at the two sides of the قبيلة, supporting it. (TA.) And A rock, or mass of stone, projecting in the side of a mountain, like a stair, or series of steps: (S, O, K:) or an ascent, like stairs, in the side of a mountain. (TA.) b6: Also A hill; syn. رَابِيَةٌ. (O, K.) And Anything elevated, that is not very long or tall. (O, K. *) b7: A channel by which water flows to a trough, or tank. (O, K.) b8: A thing resembling an almond, that comes forth in one of the legs of a beast. (O, K.) b9: A small thread that enters into [or passes through] the two bores of the ring of the قُرْط [or ear-drop], (O, K, *) with which the latter is bound, or fastened: (O:) or, accord. to Az, the thread that binds the two extremities of the ring of the قُرْط. (TA.) b10: Accord. to Th, it signifies also Garments of the kind called أَبْرَاد [pl. of بُرْدٌ, q. v.]. (TA voce خُدَارِيَّةٌ.) b11: And accord. to Kr, [in the Munjid,] i. q. حَرْثٌ [app. meaning A ploughshare]. (TA.) b12: See also أَعْقَابٌ. b13: And العُقَابَانِ signifies Two pieces of wood between which a man is extended to be flogged: (L, TA:) or two pieces of wood which are set up, stuck in the ground, between which he who is beaten, or he who is [to be] crucified, is extended. (Mgh.) عِقَابٌ: see عَقِبٌ, last quarter.

A2: It is also pl. of عَقَبَةٌ [q. v.]. (S, &c.) A3: See also أَعْقَابٌ.

عَقُوبٌ: see عَاقِبٌ, near the end.

عَقِيبٌ Anything that is a sequent, of, or to, another thing; [in an absolute sense,] (S, Msb, TA,) as when you say, السَّلَامُ عَقِيبٌ لِلتَّشَهُّدِ [The salutation is a sequent to the تشهّد (q. v.)], and العِدَّةُ عَقِيبٌ لِلطَّلَاقِ [The عِدَّة (q. v.) is a sequent to divorcement], i. e., one follows the other; (Msb;) and [by alternation,] as when one says of the night and the day, كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَقِيبُ صَاحِبِهِ [Each of them is the alternating sequent of its correlative]: (Az, Msb, TA:) you say of the night and the day, هُمَا عَقِيبَانِ [They are two alternating sequents]; and عَقِيبُكَ signifies He who does a deed, or work, with thee by turn, he doing it one time and thou another: (A, * TA:) and ↓ مُعَاقِبٌ signifies the same, (S, Msb,) as also [↓ مُعْقِبٌ and ↓ مُعْتَقِبٌ and] ↓ مُعَقِّبٌ. (Msb.) As for the saying of the lawyers, يَفْعَلُ ذٰلِكَ عَقِيبَ الصَّلَاةِ [meaning He does that after the prayer], and the like thereof, there is no reason to be given but a suppression; the meaning being, فِى

وَقْتٍ عَقِيب وَقْتِ الصَّلَاةِ [in a time following that of prayer], عقيب being an epithet qualifying وقت: (Msb:) and Er-Rázee says, in the Mukhtár es-Siháh, that he had found no authority in the T nor in the S for the phrase جَآءَ عَقِيبَهُ meaning He came after him. (TA.) See also عَقِبٌ, first sentence. [And compare عَاقِبٌ.]

عُقُوبَةٌ Punishment; (S, * MA, Msb, * KL;) i. q. نَكَالٌ. (MA.) b2: And Detention, confinement, or imprisonment: so in the trad., لَىُّ الوَاجِدِ يُحِلُّ عُقُوبَتَهُ وَعَرْضَهُ i. e. [The solvent man's putting off the payment of his debt with promises repeated time after time renders allowable] the imprisoning of him and the accusing of him. (IAar, TA. [Accord. to one relation, mentioned in the TA in art. عرض, this trad. ends with وَعِرْضَهُ, there said to mean وَنَفْسَهُ.]) عُقَيِّبٌ, with teshdeed of the ى, (O,) or عُقَّيْبٌ, like قُبَّيْطٌ, (K,) A certain bird, (O, K,) well known. (O.) [If the name be correctly as in the O, the bird meant is probably an eaglet, or a small species of eagle.]

عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ, and عَبَنْقَاةٌ, and بَعْنَقَاةٌ, (S, O, K,) and قَعْنَبَاةٌ, (O,) and عَبَنْقَآءُ, (K in art عبق,) the vars. of the first being formed by transposition, (O,) An عُقَاب [or eagle] having sharp talons: (S, O, K:) or having abominable, or hideous, talons: (T, TA:) or quick in seizing, and abominable, or hideous: accord. to IAar, the epithet denotes intensiveness of quality, as in the cases of أَسَدٌ أَسِدٌ and كَلْبٌ كَلِبٌ: accord. to Lth, عَقْنْبَاةٌ applied to an عُقَاب signifies cunning: and the pl. is عَقَنْبَيَاتٌ. (TA.) [See also art. عبق.]

عَاقِبٌ [act. part. n. of عَقَبَ;] Coming after [&c.]. (Msb.) عَاقِبُ شَىْءٍ means Any person [or thing] that comes after, or succeeds, or comes in the place of, a thing. (S, O, TA.) العَاقِبُ is an appellation applied to the Prophet (S, O, Msb) by himself (S, O) because he came after other prophets, (Msb,) meaning The last of the prophets, (S, O.) And عَاقِبٌ لِامْرَأَةٍ means One who is the last of the husbands of a woman. (TA.) b2: [Hence,] عَاقِبَةٌ مِنْ طَيْرٍ Birds succeeding one another, this alighting and flying, and then another alighting in the place where the former alighted. (TA.) And إِبِلٌ عَاقِبَةٌ Camels that betake themselves to plentiful pasture where they feed freely, after eating of the [kind of plants called] حَمْض: [or] they are not so called unless they be camels that, in a severe year, eat of trees, and then of the حمض; not when they pasture upon fresh, juicy, or tender, herbage. (IAar, TA.) And إِبِلٌ عَوَاقِبُ Camels that drink water, and then return to the place where they lie down by the water, and then go to the water again. (IAar, S, O, K.) b3: And عَاقِبٌ signifies also A successor of another in goodness, or beneficence; and so ↓ عَقُوبٌ. (O, K.) b4: And A chief, or lord: or one who is below the chief or lord: (TA:) or the successor of the chief or lord. (S, K.) b5: See also عَقِبٌ, in two places.

عَاقِبَةٌ a quasi-inf. n.: see 1, first quarter. b2: See also عَقِبٌ, in four places.

أَعْقَابٌ pl. of عَقِبٌ [q. v.]. (Msb, TA.) b2: and [hence] Streaks, one behind another; as streaks of fat so disposed. (TA.) b3: And Pottery [or potsherds] put between the bricks in the casing of a well, in order that it may become strong; said by Kr to have no sing.: (TA:) [or,] accord. to IAar, ↓ عِقَابٌ, i. e. like كِتَابٌ, (TA,) or ↓ عُقَابٌ, (thus written in the O,) signifies pottery [or potsherds] between the rows, or courses, of bricks, (O, * TA,) in the casing of a well. (O.) [IAar cites an ex., in a verse, in which اعقاب would not be admissible.] And أَعْقَابُ الطَّىِّ signifies What surround the casing of a well; i. e. what are behind it. (TA. [See 4, latter half.]) تَعْقِيبَةٌ a modern word signifying A catchword at the bottom of a page: pl. تَعَاقِيبُ.]

مُعْقَبٌ [appears, from what here follows, to be used for مُعْقَبٌ حَالُهُ i. e. One whose state is changed]. IAar cites as an ex. of this word, كُلُّ حَىٍّ مُعْقَبٌ عُقَبَا meaning [Every living being] comes to a state different from that in which he was [by turns, or time after time]. (TA.) مُعْقِبٌ [accord. to the O, مِعْقَبٌ, but this I think a mistranscription,] A star that succeeds, i. e. rises after, another star, (S, K, TA,) and on the rising of which, he who rides in his turn, after another, mounts the beast: (TA:) a star at the appearance of which two persons who ride by turns during a journey take each the other's place; when one star sets and another rises, he who was walking mounts the beast. (AO.) See عَقِيبٌ.

A2: See also 4, latter half; where an ex. occurs in a verse.

مِعْقَبٌ He who is brought up for the office of Khaleefeh after the [actual] Imám [or Khaleefeh]. (O, K.) b2: And A skilful driver. (O, K.) b3: And A camel that is ridden by different persons in turns. (O, * TA.) b4: And A woman's خِمَار [i. e. muffler, or head-covering]; (IAar, O, * K, TA;) so called because it takes the place of the مُلَآءَة. (O, TA.) b5: And An ear-drop; syn. قُرْطٌ. (O, K.) مُعَقَّبٌ One who is made to go forth, (so in the CK,) or who goes forth, (O, and so in my MS. copy of the K,) from the shop of the vintner when a greater man than he enters. (O, K.) b2: جَآءَ مُعَقَّبًا He came at the end, or close, of the day. (TA.) b3: قِدْحٌ مُعَقَّبٌ An arrow which [in the game called المَيْسِر] is returned into the رِبَابَة [q. v.] time after time; the prize allotted to which is hoped for. (TA.) b4: جَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّبِ A fat slaughtered camel. (TA.) b5: نَعْلٌ مُعَقَّبَةٌ A sandal having an عَقِب [q. v.]. (O, TA.) مُعَقِّبٌ Coming after, or near after, another thing. (O.) See عَقِيبٌ. b2: It is said that it is applied as an epithet to an angel; that one says مَلَكَ مُعَقِّبٌ [meaning An angel that follows another]; and مَلَائِكَةٌ مُعَقِّبَةٌ; and that مُعَقِّبَاتٌ is a pl. pl. (O.) المُعَقِّبَاتُ means The angels of the night and the day; (S, O, K;) because they succeed one another by turns; and the fem. form is used because of the frequency of their doing so, in like manner as it is in the words نَسَّابَةٌ and عَلَّامَةٌ: (S, O:) the angles called الحَفَظَةُ [pl. of حَافِظٌ, q. v.]: so in the Kur xiii. 12: in which some of the Arabs of the desert read مَعَاقِيبُ: (TA:) this [may be an anomalous pl. of عَقِيبٌ, like as مَهَاجِينُ is of هَجِينٌ, or it] is pl. of مُعَقِّبٌ or of مُعَقِّبَةٌ, the ى being to compensate for the suppression of one of the two ق. (Bd.) b3: المُعَقِّبَاتُ also signifies The she-camels that stand behind those that are pressing towards the wateringtrough, or tank; so that when one she-camel goes away, another comes in her place. (S, O, K.) b4: And The ejaculations of سُبْحَانَ اللّٰهِ, which follow one another, (O, K,) repeated at the end of the ordinary prayer, thirty-three in number, and which are followed by اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ thirty-three times, and اَللّٰهُ أَكْبَرْ thirty-four times. (O.) b5: and مُعَقِّبٌ signifies also One who makes repeatedly warring, or warring and plundering, expeditions; and who journeys repeatedly, and does not stay with his family after his return. (TA.) b6: and One who seeks after a thing repeatedly, striving, or exerting himself: (S, O:) one who follows after a thing that is his due, demanding restitution of it: or one who follows close after a man, for something that is his due: one who seeks to recover his right, or due: and one who, being despoiled of all his property in a hostile attack, makes a hostile attack upon him from whom he has thus suffered, and endeavours to recover his property. (TA.) Lebeed says, describing a [wild] he-ass and his female, حَتَّى تَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ وَهَاجَهَا طَلَبَ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المُظْلُومُ (S, O, but in the latter فِى الرَّوَاحِ,) i. e. [Until he went along in the midday heat, (بالرواح or فى الرواح being redundant,)] and drove her on [by a pursuit] like the seeking of him who is making repeated efforts, having been wronged, to obtain his due: (O:) المظلوم is an epithet qualifying المعقّب, and is in the nom. case agreeable with the meaning, (S, O,) because it is put after its proper place; (O;) and المعقّب is literally in the gen. case, but as to the meaning is an agent: (S, O: *) or, accord. to some, المعقّب [here] signifies the debtor who puts off the payment of his debt; so that المظلوم is an agent and المعقّب is an objective complement: (S:) or, as some say, المعقّب signifies he who demands the payment of a debt and repeats his demand thereof. (TA.) b7: Also Any one returning [app. to the doing of a thing]. (O.) b8: See also مَعَاقِبٌ. b9: لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ, in the Kur [xiii. 41], means There is no repeller of his decree. (TA.) A2: Also A man who descends into a well to raise a stone of the kind called عُقَاب. (TA.) [See also the verb.]

مِعْقَابٌ A woman who usually brings forth a male after a female. (S, O, K.) A2: And A chamber (بَيْت) in which raisins are put. (K.) مُعَاقِبٌ: see عُقِيبٌ, with which it is syn. b2: [Hence,] إِبِلٌ مُعَاقِبَةٌ Camels that eat one time, or turn, of the [kind of plants called] حَمْض, and another of the [kind called] خُلَّة. (S, O, K.) b3: And نَخْلَةٌ مُعَاقِبَةٌ A palm-tree that bears fruit one year, and fails to do so another. (TA.) b4: And مُعَاقِبٌ also signifies A revenger of blood: a poet, cited by IAar, says, وَنَحْنُ قَتَلْنَا بِالمَحَارِقِ فَارِسًا جَزَآءَ العُطَاسِ لَا يَمُوتُ المُعَاقِبُ meaning [And we slew, in El-Mahárik, (app. the name of a place,) a horseman,] taking our bloodrevenge quickly, in the time that elapses between a sneeze and the prayer for the sneezer [which is usually “ God have mercy on thee ”]: the memory of the blood-revenger shall not die. (TA. [It is there also said that العقب (app. a mistranscription for ↓ المُعَقِّبُ, as may be conjectured from the fact that the م after the article is often indistinctly written, and inferred on other grounds,) is syn. with المُعَاقِبُ as here explained.]) مُعْتَقَبٌ: see 8: A2: and see also 5, last sentence.

مُعْتَقِبٌ: see عَقِيبٌ.

مُتَعَقَّبٌ: see 5, former half, in two places.

يَعْقُوبٌ, perfectly decl., because it is an Arabic word, not altered, and, although having an augmentative letter at the beginning, not of the measure of a verb; whereas يعقوب as a proper name of foreign origin is imperfectly decl.; (S, O;) The حَجَل [or partridge]: (K:) or the male of the حَجَل; (S, O, Msb;) or of the قَبْج; (Lh, Mgh;) but ISd says, I know not whether Lh mean by this the حَجَل or the قَطَا or the كَرَوَان, nor do I know that the قَبْح is the same as the حَجَل: (TA:) and the male of the قَطَا [or sand-grouse]: (TA:) pl. يَعَاقِيبُ. (S, Mgh, O, Msb.) كَأَنَّكُمْ يَعَاقِيبُ الحَجَلِ, occurring in a trad., means [As though ye were the males of partridges] in your haste, and your flying into destruction: for they are such that, when they see the female in the possession of the fowler, they throw themselves upon him, so as to fall into his hand. (Z, TA in art. ركب.) b2: and accord. to some, (TA,) the pl. also signifies Horses: they being thus termed as being likened to the يعاقيب of the حَجَل, (O, TA,) because of their swiftness: (TA:) so in the phrase رَكْضَ اليَعَاقِيبِ [As the running of the horses, or of the swift horses]; in a verse of Selámeh Ibn-Jendel: (O, TA:) but others say that the meaning [here] is, the males of the حَجَل. (TA.) It is said in the L that فَرَسٌ يَعْقُوبٌ means A horse that has a run after another run [or the power of repeating his running] (ذُو عَقْبٍ [or عَقِبٍ]). (TA.) b3: J has cited [in the S] the words of a poet, عَالٍ يُقَصِّرُ دُونَهُ اليَعْقُوبُ [High, so that the يعقوب falls short of reaching it] as an ex. of the last word meaning the male of the حَجَل: but IB says that it appears to mean in this case the male of the عُقَاب [or eagle]; like as اليَرْخُومُ means the male of the رَخَم; and اليَحْبُورُ, the male of the حُبَارَى; for the حَجَل is not known to have so high a flight: and ElFarezdak describes يَعَاقِيب as congregating with vultures over the slain. (TA.) اليَعْقُوبِيَّةُ [a coll. gen. n., n. un. يَعْقُوبِىٌّ,] the name of A sect of the خَوَارِج, followers of Yaakoob Ibn-'Alee El-Koofee. (TA.) b2: And A sect of the Christians; the followers of Yaakoob ElBarádi'ee [or Jacobus Baradæus], who assert the unity of the divine and human natures [in the person of Christ], and who are the most unbelieving and stubborn of the Christians: so says El-Mak- reezee, in one of his tracts. (TA.)
عقب
: (العَقْبُ) بفَتْح فَسُكُون: (الجَرْيُ) يجيءُ (بَعْدَ الجَرْيِ) الأَوّل.
وَفِي الأَسَاسِ: ويُقَال للفَرَس الجَوَاد هُوَ ذُو عَفْوٍ وعَقْبٍ، فعَفْوُه: أَوَّل عَدْوِه، وعَقْبُه: أَن يُعْقِب مُحْضِراً أَشَدَّ من الأَوَّل، وَمِنْه قَوْلهم لمِقْطَاع الكَلَام: لَو كَانَ لَهُ عَقْبٌ لتَكَلَّم، أَي جَوَابٌ، وَمثله فِي لِسَان العَرَب.
(و) العَقْب: (الوَلَدُ. وولَدُ الوَلَد) من الرَّجُلِ: البَاقُون بعدَه، (كالعَقِبِ ككَتِفٍ) ، فِي المَعْنَيَيْنِ. تَقول: لِهذَا الفَرَسِ عَقْبٌ حَسَنٌ، وفَرَسٌ ذُو عَقْب أَي لَهُ جَرْيٌ بعد جَرْيٍ. قَالَ امْرُؤ القَيْسِ:
على العَقْبِ جَيَّاش كَأْنَّ اهتِزامَهُ
إِذا جَاشَ فِيهِ حَمْيُه غَلْيُ مِرْجَلِ
قَالَ ابْن منْظُور: وَقَالُوا: عِقَاباً، أَي جَرْياً بَعْدَ جَرْيٍ. وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
يَمْلَأُ عَيْنَيْكَ بالفِنَاء 2 ويُرْ
ضِيكَ عِقَاباً إِنْ شِئتَ أَو نَزَقَا
وَقَول العرَب: لَا عَقِبَ لَهُ، أَي لم يَبْق لَهُ وَلَد ذَكَر، والجَمع أَعْقَابٌ.
(و) العُقْبُ (بالضَّمِّ و) العُقُب (بالضمَّتَيْن) مثل عُسْر وعُسُر: (العاقِبَةُ) . وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} (الْكَهْف: 44) . أَي عَاقِبَة.
(و) العَقْب بالتَّسْكِين و (كَكتِفٍ: مُؤَخَّرُ الــقَدَمِ) ، مُؤَنَّثَة، مِنْهُ، كالعَقِيبِ كأَمِير. ونَقَل شيخُنَا فِي هَذَا أَنّه لُغَيَّة رَدِيئَة، والمَشْهُورُ فِيهِ الأَوّلُ.
وَفِي الْمِصْبَاح: أَنْ عَقِيباً بالياءِ صِفَة وأَن استعمالَ الفُقَهَاءِ والأُصُولِيِّين لَا يَتِمّ إِلا بِحذْفِ مُضَاف، وسَيَأْتِي. وَفِي الحَدِيث (أَنِ بَعَثَ أُمَّ سُلَيم لتَنْظُر لَهُ امرأَةً فَقَالَ: انْظُرِي إِلَى عَقِبَيْهَا أَو عُرْقُوبَيْهَا) فَقيل لأَنَّه إِذا اسوَدَّ عَقِباهَا اسوَدَّ سَائِر جَسَدِها. وَفِي الحَدِيثِ (نَهَى عَن عَقِب الشَّيْطان فِي الصَّلَاة) وَهُوَ أَن يَضَع أَلْيَتَيْه على عَقِبَيْهِ بَيْنَ السَّجْدَتَين. وَفِي حَدِيث عَلِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْه وسَلّم: (يَا عَلِيُّ إِني أُحِبّ لَكَ مَا أُحِبّ لنَفْسِي، وأَكْرَه لَكَ مَا أَكْرهُ لنَفْسِي، لَا تَقرَأُ وأَنْتَ رَاكِعٌ، لَا تُصَلِّ عَاقِصاً شَعْرَك، وَلَا تُقْعِ على عَقِبَيْك فِي الصَّلاة فَإِنَّهَا عَقِب الشَّيْطَانِ، وَلَا تَعْبَث بالحَصى وأَنت فِي الصّلاة، وَلَا تَفْتَح على الإِمام) . وَفِي الحَدِيث: (ويلٌ للعَقِب من النَّار، وَوَيْلٌ للأَعْقَابِ من النَّارِ) . قَالَ ابْن الأَثِيرِ: وإِنمَا خَصَّ العَقِبَ بالعَذابِ؛ لأَنَّه العُضْوُ الَّذِي لم يْغْسَل. وَقيل: أَرادَ صَاحِب العَقِب، فحذَفَ المُضَاف؛ وَجَمْعُها أَعْقَابٌ وأَعْقُبٌ. أَنشَد ابْنُ الأَعْرَابيِّ:
فُرْقَ المَقَادِيم قِصارَ الأَعْقُبِ
(و) العَقَب: (بالتَّحْرِيك: العَصَبُ) الّذِي (تُعْمَلُ مِنْهُ الأَوْتَارُ) الواحِدَة عَقَبَة. وَفِي الحَدِيثِ (أَنّه مَضَغَ عَقَباً وَهُوَ صَائِم) . قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ بفَتْح القَافِ: العَصَبُ. والعَقَبُ من كُلِّ شيءٍ: عَصَبُ المَتْنَيْن والسَّاقَيْن والوَظِيفَيْن يخْتَلِط باللَّحْم يُمْشَق مِنْهُ مَشْقاً ويُهذَّبُ ويُنَقى من اللَّحْم ويُسَوَّى مِنْهُ الوَتَر، وَقد يكو فِي جَنْبَيِ البَعِير. والعَصَبُ: العِلْبَاءُ الغَلِيظ وَلَا خَيْرَ فِيهِ. وأَما العَقْب مُؤَخَّر الْــقدَم فَهُو مِنَ العَصَب لَا مِنَ العَقَب. وَفرق مَا بَين العَصَب والعَقَب أَن العَصَب يَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة، والعَقَب يَضْرِب إِلَى البَيَاضِ وَهُوَ أَصلَبُهما وأَمْتَنُهُمَا، وَقَالَ أَبو حنيفَة: قَالَ أَبو زِيَاد: العَقَبُ: عَقَبُ المَتْنَيْن من الشَّاةِ والبَعِيرِ والنَّاقثَةِ والبَقَرةِ.
(وعَقَبَ) الشيءَ يَعْقِبُه ويَعْقُبُه عَقْباً، وعَقَّبَه: شَدَّه بعَقَبٍ. وعَقَب الخَوْقَ وَهُوَ حَلْقَةُ القُرْطِ يَعْقُبه عَقْباً: خَاف أَن يَزِيغَ فشَدَّه بِعَقَب. وعَقَب السهمَ والقِدْحَ و (القَوْسَ) عَقْباً إِذا (لَوَى شَيْئاً مِنْهَا علَيْهَا) ، قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة:
وأَسمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
بِهِ عَلَمَانِ من عَقَبٍ وضَرْسِ
فِي لِسَانِ العَرَب قَالَ ابنُ بَرِّيّ: صوابُ هَذَا البَيْت: وأَصْفَرَ من قِدَاحِ النَّبْع، لأَنَّ سهامَ المَيْسِر تُوصَفُ بالصُّفرة، كقَوْل طَرَفَةَ:
وأَصفرَ مَضْبُوح نظرتُ حُوَارَه
على النارِ واستَوْدَعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ
ثمَّ قَالَ: وعَقَبَ قِدْحَه بالعَقَب يعْقُبه عَقْباً: انْكَسَر فشَدَّه بعَقَبٍ.
(والعَاقِبَةُ) : مصدر عَقَب مكانَ أَبيه يَعْقُب، و (الوَلَدُ) . يُقَال: لَيست لفُلَان عاقبَةٌ، أَي ليسَ لَهُ وَلَدٌ، فَهُوَ كالعَقْب والعَقِب الْمَاضِي ذِكرُهما، والجَمْع أَعْقَاب. وكُلُّ من خَلَفَ بَعدَ شَيْء فَهُوَ عاقِبَةٌ وعَاقِب لَهُ، وَهُوَ اسْم جاءَ بِمَعْنَى المَصْدَر كَقَوْلِه تَعَالَى: {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} (الْوَاقِعَة: 2) (و) العَقْبُ والعَاقِب والعَاقِبَة والعُقْبَة بِالضَّمِّ العُقْبَى والعَقِب كَكَتِف والعُقْبَان بِالضَّمِّ: (آخر كُلِّ شَيْءٍ) . قَالَ خالدُ بنُ زُهَيْر:
فإِن كُنْتَ تَشْكُو من خَلِيلٍ مَخَافَةً
فتِلْكَ الجَوَازِي عَقْبُها ونُصُورُهَا
يَقُول: حَدِّثْنَا بِمَا فَعلْتَ بِابْن عُوَيْمِر، وَالْجمع العَوَاقِب والعُقُب والعُقْبَان والعُقْبَى بضَمِّهما كالعَاقبَة. وَقَالُوا: العُقْبَى لَكَ فِي الخَيْر، أَي العَاقبَة. وَفِي التَّنْزِيل: {وَلاَ يَخَافُ عُقْبَاهَا} (الشَّمْس: 15) قَالَ ثَعْلَب: مَعْنَاهُ لَا يَخَافُ اللهُ عَزّ وَجَلَّ عاقِبَةَ مَا فَعَل أَي أَن يُرْجع عَلَيْهِ فِي العَاقِبَة كَمَا نَخَافُ نَحْنُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: جِئتُك فِي عَقِب الشَّهْرِ، أَي كتِف، وعَقْبِه بفَتْح فَسُكُون وعَلى عَقِبه، أَي لأَيَّامٍ بَقِيَت مِنْهُ عشَرَةٍ أَو أَقَلَّ. وجِئتُ فِي عُقْبِ الشَّهْر وعَلى عُقْبِه، بِالضَّمِّ والتَّسْكِين فِيهِا، وعُقُبه، بضَمَّتَيْن، وعُقْبَانِه بِالضَّمِّ، أَي بعد مُضِيِّه كُلِّه. وحَكَى اللِّحْيَانيّ: جِئتُك عُقُب رَمَضَان بالضَّمّ أَي آخِرَه، وجِئتُ فلَانا على عُقْبِ ممَرّه، بالضَّمِّ، وعُقُبِه، بضَمَّتَيْنِ، وعَقِبِه كَكَتِف، وعُقْبَانِه، بالضَّمِّ، أَي بَعْدَ مُرُورِه. وَفِي حدِيث عُمَرَ: (أَنَّه سافَر فِي عَقْب رَمَضَان) بالتّسْكين أَي فِي آخِره وَقد بَقِيَتْ مِنْهُ بَقِيَّةٌ. وَقَالَ اللِّحْيانِيّ: أَتيتُك على عُقُب ذَاكَ، بضَمَّتَيْن، وعُقْب ذَاكَ، بضَمَ فَسُكُون، وعَقِبِ ذَاكَ، كَكتِفٍ، وعَقْبِ ذَاكَ، بالتَّسْكِين، وعُقْبَانِ ذَاكَ، بالضَّمِّ، وجئتُه عُقْبَ قُدُومِه، بالضَّمِّ، أَي بَعدَه. قلت: وَفِي الفَصِيح نَحْوٌ مِمَّا ذُكِرَ.
وَفِي المُزْهِرِ: فِي عقِب ذِي الحِجَّة، يُقَال بالفَتْح والكَسْر لِمَا قَرُب من التَّكْمِلَة، وبِضَمَ فسُكُونٍ لِمَا بَعْدَهَا. وَنقل شيخُنا، جِئتُك على عُقْبِه وعُقْبَانِه، أَي بالضَّم وعَاقِبِه وعَقِبِه. قَالَ أَبو جعْفَر: قَالَ ابنُ عُدَيْس: وَزَاد أَبُو مِسْحَل: وعِقْبانِه، أَي بالكَسْرِ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَيُقَال: فلَان عُقْبَةُ بَنِي فُلَانٍ، أَي آخِرُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم. وَحكى اللِّحْيَانيّ: صَلَّينَا عُقُبَ الظُّهْر، وصلَّيْنَا أَعْقَاب الفَرِيضَة تَطَوُّعاً، أَي بَعْدَها.
(والعَاقِبُ) من كل شَيْء: آخِرُه.
والعَاقِبُ: السَّيِّد. وَقيل: الَّذي دُونَ السِّيّد، وَقيل: (الَّذِي يَخْلُف السَّيِّدَ) بعدَه. وَفِي الحَدِيث (قَدِم على النبيّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم نَصَارى نَجْرَان، السَّيِّدُ والعَاقِب) ، (و) العاقِبُ: (الَّذِي يَخْلُف مَنْ كَانَ قَبْلَه فِي الخَيْر كالعَقُوب) ، كصَبُور، وَقيل: السَّيِّدُ والعاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم وأَصْحَاب مَرَاتِبِهِم. وَقَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلّم (لي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: مُحَمَّد. وأَحْمَدُ والمَاحِي يَمْحُو اللهُ بِي الكُفْرَ، والحَاشِرُ أَحشُر الناسَ على قَدَمِــي، والعَاقِبُ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: العَاقب: آخرُ الأَنْبِيَاء. وَفِي المُحْكَم: آخِرُ الرُّسُل.
(وعَقَبَهُ) يَعْقُبُه: (ضَرَبَ عَقِبَه) أَي مُؤَخَّرَ الــقَدَم. (و) يُقَال: عَقَبَه يعقُبه عَقْباً وعُقُوباً إِذا (خَلَفَه) . وكُلُّ مَا خَلَف شَيْئاً فقد عَقَبَه وعَقَّبه (كأَعْقَبه) . وأَعْقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ وتَرَك عَقِباً أَي وَلَداً. يُقَال: كَانَ لَهُ ثَلَاثَةٌ من الأَوْلادِ فأَعْقَب مِنْهُم رَجُلَان أَي تَرَكَا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وَقَول طُفَيْل الغَنَوِيّ:
كريمَةُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِكاً
من القَوْمِ هُلْكاً فِي غَدٍ غَيْرَ مُعْقِب
يَعْنِي أَنَّه إِذا هَلَك مِن قَوْمِهَا سَيِّدٌ جاءَ سَيِّدٌ، فَهِيَ لم تَنْدُب سَيِّداً وَاحِداً لَا نظيرَ لَهُ، أَي أَنّ لَهُ نُظَراءَ من قَوْمه.
وذَهَب فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذَا خَلَفه، وَهُوَ مثل عَقَبه. وعَقَبٍ مكانَ أَبِيهِ يَعقُب عَقْباً وعاقِبةً. وعَقَّبَ إِذا خَلَف. وعَقَبوا من خَلْفِنا وعَقَّبُونَا: أَتَوْا. وعَقَبُونَا مِنْ خَلْفنا وَعَقَّبُونَا أَي نَزَلُوا بَعْدَ مَا ارتَحَلْنَا. وأَعْقَبَ هذَا هذَا، إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فَلم يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ وصارَ الآخَرُ مَكَانَه. (و) عَقَبَ الرَّجُلَ فِي أَهْلِه: (بَغَاهُ بِشَرَ) وَخَلَفَه. وعَقَب فِي أَثَرِ الرَّجُل بِمَا يَكْرَه يَعْقُب عَقْباً: تناوَلَه بِمَا يَكْره وَوَقَع فِيهِ.
(والعُقْبَةُ، بالضَّمِّ) : قدُ فَرْسخَيْنِ، والعُقْبَة أَيضاً: قَدْرُ مَا تَسِيرُه، والجَمْع عُقَبٌ: قَالَ:
خَوْداً ضِنَاكاً لَا تَسِيرُ العُقَبَا
أَي أَنها لَا تَسِيرُ مَع الرِّجَال؛ لأَنَّهَا لَا تَحْتَمِل ذَلِكَ لِنَعْمَتِهَا وتَرَفِهَا. والعُقْبَةُ: (النَّوْبَةُ) . تَقول: تَمْت عُقْبَتُك. (و) العُقْبَةُ: (البَدَلُ) والدُّولَة. والعُقْبَةُ أَيضاً: الإِبلُ يَرْعَاهَا الرَّجُلِ ويَسْقِيها عُقْبَتَه أَي دُولتَه، كأَنْ الإِبلَ سُمِّيَت باس الدُّولَة، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
إِنَّ عَلَيَّ عُقْبَةً أَقْضِيها
لَستُ بِنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها
أَي أَنَا أَسُوقُ عُقْبَتِي وأُحْسِنُ رَعْيَها. وقولُه: لستُ بِنَاسِيها وَلَا مُنْسِيها، يَقُول: لستُ بتَاركها عَجْزاً وَلَا بمُؤَخِّرها، فَعَلَى هَذَا إِنَّما أَرادَ وَلَا مُنْسِئِها، فأَبدَل الهمزَةَ يَاءً لإِقَامَةِ الرِّدْف.
والعُقْبَة: الموضِع الَّذِي يُرْكَب فِيهِ. وتَعاقَب المُسَافرانِ على الدَّابَّة: ركِب كُلُّ واحِدٍ منهُما عُقبَةً. وَفِي الحَدِيث: (فَكَانَ الناضِحُ يعتَقِبُه منا الخَمْسَةُ) . أَي يَتعاقَبُونَه فِي الرُّكُوب وَاحِداً بعد وَاحِدٍ. يُقَال: دارت عُقْبَةُ فلانٍ أَي جاءَت نَوْبَتُه ووقتُ رُكُوبِه. وَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ مَشَى عَنْ دَابَّتِه عُقْبَةً فعلَهُ كَذَا) أَي شَوْطاً. وَيُقَال: عاقبتُ الرجلَ، من العُقْبَة، إِذا رَاوَحْتَه فِي عَمَلٍ، فكانَت لَه عُقْبَةٌ وَلَك عُقْبَةٌ، وَكَذَلِكَ أَعقَبْتُه. ويَقُولُ الرجلُ لزَمِيلِهِ: أَعقِب أَي انْزِل حَتَّى أَركبَ عُقْبَتِي، وكذَلك كُلّ عَمَل، ولمّا تَحَوَّلَتِ الخِلَافَةُ إِلَى الهَاشِمِيّين عَن بَنِي أُمَيَّة، قَالَ سُدَيْفٌ شاعِرُ بَنِي العَبَّاسِ لِبَنِي هَاشِم:
أَعْقبِي آلَ هَاشِم يامَيَّا
يَقُول: انْزِلي عَنِ الخِلَافَة حَتَّى يَرْكَبَهَا بَنُو هَاشِمٍ فتَكُونَ لَهُم العُقْبَةُ.
واعتَقَبتُ فلَانا من الرُّكُوب أَي أَنزَلْتُه فركِبْتُ وأَعقبتُ الرجلَ وعاقَبتُه فِي الراحِلَة إِذا ركِبَ عُقْبَةً وَرَكِبْتَ عُقْبَةً، مثل المُعَاقَبَةِ. ونَقَل شيخُنا عَن الجَوْهَرِيّ تَقول: أَخذتُ من أَسِيرِي عُقْبَةٌ، أَي بَدَلاً.
وَفِي لِسَانِ العَرَبه: وَفِي الحَدِيثِ (سأُعْطِيك مِنْهَا عُقْبى) أَي بَدَلاً عَن الإِبقاءِ والإِطْلاقِ.
وَفِي النِّهَايَةِ: وَفِي حَدِيث الضِّيَافَةِ: (فإِنّ لَم يَقْروه فلَه أَن يُعْقِبَهم بِمثل قِرَاه) أَي يأْخذ مِنْهُم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَى: يُقالُ: عَقَبَهم، مُخَفِّفاً مُشَدَّداً، وأَعْقَبَهُم، إِذا أَخذَ مِنْهُم عُقْبَى وعُقْبَةً، وَهُوَ أَن يؤْخُذَ مِنْهُم بَدَلاً عَمًّا فَاتَه. وَقَالَ فِي مَحَلَ آخَرَ: العُقْبَى: شِبْهُ العِوَض، واسْتَعَقْبَ مِنْهُ خَيْراً أَو شَرًّا: اعْتَاضَه، فأَعْقَبَه خَيْراً، أَي عَوَّضَه وأَبدَلَه، وَهُوَ بمَعْنى قَوْلِهِ:
ومَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطَاعَتِه
كَمَا أَطاعَكَ وادّلُلْه عَلَى الرَّشَدِ
وسَيَأْتِي.
(و) العُقْبَةُ: (اللّيْلُ والنَّهَارُ لأَنَّه 2 ايَتَعَاقَبَان) . والعَقِيبُ كأَمِير: كُلُّ شَيْءٍ أَعقَبَ شَيْئاً، وهما يَتَعَاقَبان ويَعْتَقِبَان إِذَ جاءَ هَذَا وذَهَب هَذَا، كاللَّيْل والنَّهَار، وهما عَقِيبَان، كُلُّ واحِد مِنْهُمَا عَقِيبُ صاحِبِه. وعَقِيبُك: الّذي يُعَاقبُك فِي العَمَل، يعمَلُ مرّة وتَعمَلُ أَنتَ مَرَّة. وعَقَب الليلُ النهارَ: جَاءَ بعدَه، وعاقَبَه: جاءَ بِعَقِبه، فَهُوَ مُعَاقِبٌ وعَقِيبٌ أَيْضاً.
(و) العُقْبَةُ (من الطَّائر: مسافَةُ مَا بَيْنَ ارْتِفَاعِهِ وانْحِطَاطِهِ) . وَيُقَال: رأَيت عاقِبَةً من طَيْر إِذَا رأَيتَ طيراً يعقُب بَعْضُهَا بَعْضاً، تقَع هذهِ فتطِيرُ، ثمَّ تَقَع هَذه مَوقِعَ الأُولى.
وعُقْبَةُ القِدْرِ: قَرَارَتُه، وَهُوَ مَا الْتَزَق بأَسْفَلِهَا من تَابَلٍ وغَيْرِه. (و) العُقْبَةُ أَيضاً: (شَيْءٌ من المَرَقِ يَرُدُّهُ مُسْتَعِيرُ القِدْرِ إِذا رَدَّهَا) أَي القِدْرَ. وأَحسن من هَذَا قَولُ ابْنِ مَنْظور: مَرَقَةٌ تُرَدُّ فِي القِدْر المُسْتَعَارة، ثمَّ قَالَ: وَعْقَبَ الرجُلُ: رَدَّ إِليْه ذلكَ. قَالَ الكُمَيت:
وَحَارَدَتِ النُّكْدُ الجِلَادُ وَلم يَكُن
لعُقْبَةِ قدْرِ المُسْتَعِيرِين مُعْقِبُ
وَكَانَ الفَرَّاء يُجِيزُهَا بالكَسْر بمَعْنَى البَقِيّة.
(و) العُقْبَةُ والعُقْبُ (من الجَمَال) .
(والسَّرْوِ والكَرَم (أَثَرُه. و) قَالَ اللِّحْيَانِيّ، أَي سِيمَاه وعَلَامَتُه و (هَيْئَتُه ويُكْسَر) قَالَ اللّحْيَانيّ: وهُو أَجْوَدُ.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وعُقْبَةُ الماشيةِ فِي المَرْعَى: أَن تَرْعَى الخُلَّة عُقْبَةً ثمَّ تُحَوَّل إِلَى الحَمْض، فالحَمْضُ عُقبَتُها وكَذَلِكَ إِذا تَحَوَّلَت من الحَمْض إِلى الخُلّة فالخُلَّة عُقْبَتُها، وَهَذَا المَعْنَى أَرادَهُ ذُو الرُّمَّة بقَوْلِه يَصِفُ الظَّلِيم:
أَلهَاهُ آءٌ وتَنُّومٌ وعُقْبَتُه
مِن لائِحِ المَرْوِ والمَرْعَى لَهُ عُقَبُ
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: النَّعَامَةُ تَعقُب فِي مَرْعًى بَعْدَ مَرْعًى، فمَرَّة تَأْكُلُ الآءَ وَمَرَّة التَّنُّومَ وتَعْقُب بعد ذَلِك فِي حِجَارَة المَرْوِ وَهِي عُقْبَتُه وَلَا يَغِثُّ عَلَيْهَا شَيْءٌ من المَرْتَع. وَفِيه أَيضاً عِقْبَة القَمَرِ: عودَتُ، بالكَسْر. وَيُقَال عَقْبَة بالفَتْح وَذَلِكَ إِذَا غَاب 2 ثُم طَلَع. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: عُقْبَةُ القَمَر، بالضَّمِ: نجمٌ. يُقَارِنُ القمرَ فِي السَّنَة مَرَّةً. قَالَ:
لَا تَطْعَمُ المِسْكَ والكَافُورَ لِمَّتُه
وَلَا الذَّرِيرَةَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ
هُوَ لبَعْضِ بَنِي عَامر. يَقُول) يَفْعَلُ ذلِكَ فِي الحَوْلِ مَرَّةً، وَرِوَايَة اللِّحْيَانِيّ عِقْبَة، بالكَسْر، وَهَذَا مَوْضِع نَظَرٍ؛ لأَنَّ القَمَر يَقْطَع الفَلَك فِي كُلِّ شَهْر مَرَّة، وَمَا أَعْلَم مَا مَعْنَى قَوْله يُقَارن القَمرَ فِي كُلِّ سنَةٍ مَرَّةً. وَفِي الصِّحَاح يُقَال: مَا يَفْعَلُ ذَلكَ إِلَّا عُقْبَةَ القَمَرِ، إِذَا كَانَ يَفْعَلُه فِي كُلِّ شهرٍ مَرّة، انْتهى.
قَالَ شيخُنا: قلتُ: لَعَلَّ مَعْنَاه أَنّ وإِن كَانَ فِي كُلِّ شَهْر يَقْطَعُ الفَلَك مَرَّة إِلا أَنّه يَمُرُّ بَعِيداً عَن ذَلِك النَّجْم إِلّا فِي يَوْم مِن الحَوْل فيُجامِعُه، وَهَذَا لَيْسَ بَعِيداً لِجَوَازِ اختلافِ مَمَرِّه فِي كُلِّ شهر لِمَمَرِّه فِي الشَّهْر الآخَرِ، كَمَا أَومَأَ إِليه المَقْدِسِيُّ وَغَيْرُه، انْتهى.
(و) العَقَبَة (بالتَّحْرِيك: مرقًى صَعْبٌ من الجبَالِ) ، أَو الجَبَلُ الطَّوِيلُ يعرِضُ للطَّرِيقِ فيأْخُذُ فِيهِ وَهُوَ طَوِيل صَعْبٌ شَدِيدٌ وإِن كَانَت خُرِمَت بَعْدَ أَن تَسْنَد وتَطُولَ فِي السّماءِ فِي صُعُود وهُبُوط (أَطولُ من النَّقْبِ و) أَصْعَبُ مُرتَقًى، وَقد يكون طُولُهما واحِداً. سَنَدُ النَّقْبِ فِيهِ شيءٌ من اسلِنْقاءٍ، وسَنَدُ العَقَبة (مُسْتَوٍ) كهَيْئة الجِدَارِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: و (ج) العَقَبَة (عِقَابٌ) وَعَقَبَاتٌ. قلت: وَمَا أَلْطفَ قَوْلَ الحافِظِ بْنِ حَجَرٍ حِينَ زَارَ بَيْتَ المَقْدِسِ:
قَطَعْنَا فِي مَحَبَّتِه عِقَاباً
وَمَا بَعْدَ العِقَابِ سِوَى النَّعِيم
(ويَعْقُوب اسْمُه إِسْرَائِيل) أَبو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ عَلَيْهِمَا السَّلَام، لَا يَنْصرِف فِي المَعْرِفة للعُجْمَة والتَّعْرِيفِ؛ لأَنَّه غُيِّر عَن جِهَته فوَقَع فِي كَلامِ العَرَب غيرَ مَعْرُوفِ المَذْهَب، كَذَا قالَه الجَوْهَرِيّ، وسُمِّي يَعْقُوبُ بِهَذَا الِاسْم لأَنه (وُلِدَ مَعَ عِيصُو فِي بَطْنٍ وَاحِد) ، وُلِدَ عِيصُو قَبْلَه (وَكَانَ) يعقوبُ (مُتَعَلِّقاً بعَقِبِهِ) خَرجَا مَعًا، فعِيصو أَبُو الرُّوم.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ اللهُ تَعَالَى فِي قِصَّة إبراهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَآء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} (هود: 71) والأَخْفَشُ أَنه منصوبٌ وَهُوَ فِي مَوْضِع الخَفْضِ، عَطْفاً على قَوْله فَبَشَّرنَاها بإِسحاق، ومِنْ وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوب. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا غيرُ جَائِز عِنْد حُذَّاقِ النَحْوِيِّين من البَصْرِيّين والكُوفِيِّين. وأَما أَبو العَبَّاس أَحمد بْنُ يَحْيَى فإِنّه قَالَ: نُصِب يَعْقُوب بإِضمَار فِعْل آخَرَ كأَنه قَالَ: فبَشَّرنَاها بإِسحاقَ وَوَهَبْنا لَهَا من وَرَاءِ إِسْحَاق يَعْقُوبَ، ويعقوبُ عِنْده فِي مَوْضِع النَّصب لَا فِي مَوْضِع الخَفْض، بِالْفِعْلِ المُضْمَر، وَمثله قَوْلُ الزَّجَّاج، وابْنُ الأَنْبارِيّ قَالَ: وقَولُ الأَخفش وأَبِي زيْد عِنْدَهم خَطَأٌ.
(واليَعْقُوبُ) بِاللَّامِ، قَالَ شيخُنَا: هُوَ مَصْروفٌ، لأَنّه عَرَبِيٌّ لم يُغَيَّر وإِن كَانَ مَزِيداً فِي أَوَّلِه فلَيْس على وَزْنِ الفعْل وَهُوَ الذَّكَر من (الحَجَل) والقَطا، قَالَ الشَّاعِر:
عَال يُقَصِّرُ دُونَه اليَعْقُوبُ والجَمعُ اليَعاقِيبُ. قَالَ ابْن بَرِّيّ: هَذَا البيتُ ذكرَه الجَوْهَرِيّ على أَنَّه شَاهِدٌ على اليَعْقُوب لذَكَرِ الحَجَل، والظاهِرُ فِي اليَعْقُوب هَذَا أَنَّه ذَكرُ العُقَابِ، مل اليَرْخُوم ذَكَر الرَّخَم، واليَحْبُور ذَكَر الحُبَارَى؛ لأَن الحَجَل لَا يُعرَفُ لَهَا مثْلُ هَذَا العُلُوِّ فِي الطّيَرَانِ، ويَشْهَدُ بِصِحة هذَا القَوْلِ قولُ الفَرَزْدَق:
يَوْمًا تعركْن لإِبْرَاهِيم عافِيَةً
من النُّسُور عَلَيْه واليَعَاقِيبِ
فذَكَر اجتماعَ الطَّيْر على هَذَا القَتيل من النُّسُور واليَعَاقِيب، ومَعْلُومٌ أَن الحَجَل لَا يأْكُلُ القَتْلَى.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: اليَعْقُوبُ: ذَكَر القَبْجِ، قَال ابنُ سِيدَه: فَلَا أَدْرِي مَا عَنَى بالقَبْجِ، أَلْحَجَلَ أَم القَطَا أَم الكِرْوَانَ. الأَعرفُ أَنَّ القَبْجَ الحَجَلُ، وقيلَ اليَعَاقِيبُ (من) الخَيْل سُمِّيت بذَلِكَ تَشْبِيهاً بيعَاقِيبِ الحَجَل لسُرْعَتِهَا. وقولُ سَلامةَ بْنِ جَنْدَلٍ:
وَلَّى حَثِيثاً وهَذَا الشَّيْبُ يَتْبَعَهُ
لَو كَانَ يُدرِكُه ركْضُ اليَعَاقِيبِ
قيل: يَعْنِي اليَعَاقِيبَ من الخَيْل، وَقيل: ذُكُور الحَجَل، وَقد تعرَّضَ لَهُ ابنُ هِشَام فِي شَرْح الكَعبيَّة، واسْتَغْرَبَ أَن يَكُونَ بمَعْنَى العُقَاب.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وَيُقَال: فَرسٌ يَعْقُوبٌ: ذُو عَقْب، وَقد عَقَب يَعْقِبُ عَقْباً. وزَعَم الدَّمِيرِيُّ أَنَّ المُرَاد باليَعَاقِيب الحَجَل، لقَوْلِ الرَّافِعِيّ: يجبُ الجزاءُ بقَتْل المُتَوَلِّد بَين اليَعْقُوبِ والدَّجاج، قَالَ: وَهَذَا يَردّ قولَ من قَالَ: إِنَّ المُرادَ فِي البَيْتَيْن الأَوّلَيْن هُوَ العُقَابُ، فإِنَّ التَّنَاسُلَ لَا يَقع بَين الدّجَاجِ والعُقَابِ، وإِنَّما يقعُ بَيْنَ حَيَوَانَيْنِ بَيْنَهُمَا تَشَاكُلٌ وتَقَارُبٌ فِي الخَلْق، كالحِمَار الوَحْشِيّ والأَهلِيّ. قَالَ شيخُنَا: وَلَا ينْهض لَهُ مَا ادَّعَى إِلَّا إِذَا قيلَ إِنَّ اليَعْقُوبَ إِنما يُطْلَق على العُقَاب، وأَمَّا مَعَ الإِطْلَاق والاشْتِرَاك فَلَا، كَمَا لَا يخفى على المُتَأَمِّل.
(ويَعْقُوبُ) أَربعة من الصَّحَابَة انْظُر فِي الإِصابة. ويَعْقُوبُ، وَفِي نُسْخَة يحيى (بْنُ سَعِيد، وعَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيَ. وَمُحَمّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمانِ بْنِ مُحَمَّد بْن بَعْقُوب. و) أَبو مَنْصُور (مُحمَّدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَعِيد) بن عليّ البُوشَنْجِيّ الواعِظ، حَدَّثَ عَن أَبي مَنْصُور البُوشَنْجِيّ وغيرِه، وعَنْه ابْن عَسَاكِر فِي شاومانه إِحْدَى قُرَى هَرَاة، وَقع لنا حَدِيثُه عَالِيا فِي مُعْجَمه. وأَبو نَصْر أَسعدُ بْنُ المُوَفَّق بْنِ أَحمَد، القاينيّ الحَنِفيّ منَ شُيُوخِ ابْنِ عَسَاكر، حَدِيثُه فِي المُعْجَم، وذَكَر ابنُ الأَثِيرِ أَبا مَنْصُور مُحَمَّد بنَ إِسماعِيل بْنِ يُوسُفَ بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِيمِ النَّسَفِيّ، رَوى عَن جَده وَعَن أَبِي عُثْمَان سَعِيدِ بْنِ إِبرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِل وأَبي يَعْلَى عَبْدِ المُؤْمِن بْنِ خَلَف. وسَمِعَ مِنْهُ أَهلُ بُخَارَى جامِعَ التِّرْمِذِيّ ستّ مَرَّات، وَعنهُ أَبو العَبَّاس المُسْتَغفِريّ، وَمَات سنة 389 هـ فِي شَهْرِ رَمَضَان، كذَا فِي أَنْسَابِ البُلْبَيسيّ، (اليَعْقُوبِيُّون: مُحَدِّثُونَ.
نِسْبَة كلهم إِلى جَدِّهم الأَعْلَى. وأَما أَبُو العَبَّاس أَحمدَ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَر بْنِ وَاهبِ بن وَاضِحٍ اليَعْقُوبِيّ الكَاتب المِصْرِيّ مَوْلَى أَبِي جَعْفَرٍ المَنْصُور صَاحِبُ التَّارِيخ فنِسْبَتُه إِلَى وَالِدِه، ذَكرَه الرُّشَاطِي. وأَبو يَعْقُوب يُوسُف بن مَعْرُوف الدستيخنيّ وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعِيّ، وأَبو يَعْقُوب إِسْرَائِيلُ بن عَبْدِ المُقْتَدر بْنِ أَحْمَدَ الحَمِيدِيّ الإِربَلِيّ السّائِح. وأَبُو الصَّبْرِ يَعْقُوبُ بنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الحُمَيِدِيّ الإِرْبَلِي، وأَبوُ الفَضْل صَالحُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ حَمْدُون التَّمِيمِيّ. وأَبو الرَّجَاءَ يَعْقُوبُ بنُ أَيُّوبَ بنِ عَلِيَ الهَاشِمِيّ الفارقيّ، حَدَّث عَن أَبِي عَلِيَ الحَبَّاز وغَيْرِه. وأَبو عَبْده الله مُحمَّدُ بْنُ يَعْقُوب بْنِ إِسْحَاقَ شيخُ ابْنِ شَاهِين، وَقد تَــقَدَّم فِي (خَ ض ب) ويعقوبُ بنُ يُوسف بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِيّ النَّخْذِيّ، تَفَقَّه بُخَارَى، وروى عَن أَبِي حَفْص عُمَرَ بْنِ مَنْصُور بن جَنْبٍ البَزَّار مَاتَ بِبَلَدِهِ أَندَخوذ بَين بَلْخ ومَرْو. محدثون.
(وإِبِلٌ مُعَاقِبَةٌ: تَرْعَى مَرَّةً مِن) ، وَفِي نُسْخَة (فِي) (حَمْضٍ) بالفَتْح فالسّكون (ومَرَّة فِي) وَفِي نُسْخَة (من) (خُلَّةٍ) بالضَّم وهما نَبْتَان، (وأَمَّا الَّتي تَشْرَبُ الماءَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَى المَطِن ثُمّ) تَعُودُ (إِلَى المَاءِ، فَهِي العَوَاقبُ) . وَعَن ابْن الأَعْرَابيّ: وعَقَبَت الإِبِلُ من مَكَانٍ إِلى مَكَان تَعْقُب عَقْباً وأَعْقَبَت، كِلَاهُمَا تحَوَّلَت مِنْ إِلَيْهِ تَرْعَى. وَقَالَ أَيضاً: إِبل عَاقِبَةٌ: تَعْقُب فِي مَرْتَعٍ بَعْدِ الحَمْض وَلَا تكونُ عَاقِبَةً إِلَّا فِي سَنَة شَدِيدَة تَأْكُلُ الشَّجَرَ ثمّ الحَمْضَ قَالَ: وَلَا تكون عَاقِبَةً فِي العُشْب. وَقَالَ غيرُه: وَيُقَال: نَخْلَةٌ مُعَاقِبَة: تَحمل عَاما وتُخْلِفُ آخَر.
(وأَعْقَبَ زَيْدٌ عَمْراً) فِي الرَّاحِلَة وعَاقَبَة إِذا (رَكِبَا بالنَّوْبَةِ) ، هَذَا عُقْبَة، وَهَذَا عُقْبَة، وَقد تَــقَدَّم أَيضاً.
(و) عَقَبَ الليلُ النهارَ: جَاءَ بَعْدَه، و (عَاقَبَه، وعَقَّبَ تَعْقِيباً: جَاءَ بعَقِبهِ) فَهُوَ مُعَاقِب وعَقيبٌ أَيضاً. والتَّعْقيبُ مِثْلُه، وذَهَبَ فلانٌ وعَقَبَه فُلَانٌ بَعْدُ، واعْتَقَبَه أَي خَلَفَه، وهما يُعَقِّبَانه ويَعْتَقِبانِ عَلَيْه ويَتَعَاقَبَان: يَتَعَاوَنَان.
(والمُعَقِّبَاتُ) : الحَفَظَة فِي قَوْله عزّ وجلّ: {لَهُ مُعَقّبَاتٌ مّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ} (هود: 11) والمُعْقِّباتُ: (مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ والنَّهَارِ) لأَنَّهم يَتَعاقَبُونَ، وإِنَّمَا أَنَّثَ لكَثْرة ذلِكَ مِنْهُم، نَحْو نَسّابَة وعَلَّامة وقَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب: (لَهُ مَعَاقيبُ) . وَقَالَ الفَرّاء: المُعَقِّبَاتُ: المَلَائِكَة، ملائِكَةُ اللَّيْلِ تَعقُب ملَائِكَةَ النَّهَارِ. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنى عَاقَب، كَمَا يُقَالُ: عَاقَدَ وعَقَّدَ، وضَاعَفَ وضَعَّفَ، فكأَنَّ ملائكَةَ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ، فإِذَا جَاءَ الليلُ جَاءَ مَعَه مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ، وصَعِدَ ملائِكَةُ النَّهارِ، فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عَاد من صَعِد وصَعد ملائكَةُ اللَّيْل، كأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَي نُوَباً، وكُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثمَّ عادَ إِلي فقد عقَّب. وملائكةٌ مُعَقِّبَة، ومُعَقِّباتٌ جَمْعُ الجَمع. (و) قولُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم: (مُعْقِّباتٌ لَا يَخِيبُ قَائِلُهُن) وَهُوَ أَن يُسَبِّح فِي دُبُرِ صَلاته ثَلَاثًا وَثَلَاثِين تَسْبِيحَةً، ويَحْمَده ثَلَاثاً وثَلَاثِين تَحْمِيدَةً، ويكَبِّره أَربعاً وثَلاثين تَكْبِيرَةً، وَهِي (التَّسْبِيحَاتُ) . سُمِّيت (مُعقِّبات) لأَنَّهَا (يَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً) أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّة بعد مَرَّة، أَو لأَنها تُقَالُ عَقِيبَ الصَّلاةِ. وَقَالَ شَمِر: أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِيحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس. قَالَ: والمُعَقِّب من كُلِّ شَيء مَا خَلَف بِعقِبِ مَا قَبْلَه. وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ:
ولستُ بشَيُخٍ قد تَوَجَّهَ دَالِفٍ
ولكنْ فَتًى من صالِح الناسِ عَقَّبَا
يَقُولُ: عُمِّر بَعْدَهم وبَقِيَ.
(و) المُعَقِّبَات: (اللَّوَاتِي يَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجَازِ الإِبِلِ المُعْتَرِكَاتِ عَلى الحَوْضِ، فإِذَا انْصَرَفَت ناقَةٌ دَخَلَتْ مَكَانَها أُخْرَى) وَهِي النِّاطرَات العُقَبِ. والعُقَبُ: نُوَبُ الوَارِدَة، تَرِد قِطْعَةٌ فتَشْرَبُ، فإِذا وَردت قِطْعَةٌ بعْدهَا فشَرِبَت فَذَلِك عُقْبَتُهَا، وَقد تَــقَدَّم الإِشَارَةُ إِليه.
(والتَّعْقِيبُ: اصْفِرَارُ ثَمَرَةِ العَرْفَج) وحَيْنُونَةُ يُبْسِهِ مِن: عَقَبَ النبتُ يعقُب عَقْباً إِذا دَقَّ عُودُه واصْفَرَّ وَرَقُه، عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
(و) التَّعْقِيبُ: (أَن تَغْزُوَ ثمَّ تُثَنِّيَ) أَي تَرْجع ثانِياً (مِنْ سَنَتِك) . والمُعَقِّب: الَّذِي يَغْزُو غَزْوَةً بَعْدَ غَزْوَةٍ ويَسِير سَيْراً بَعْد سَيْر، وَلَا يُقِيم فِي أَهْلِه بعد القُفُول. وعَقَّب بِصلاةٍ بَعْد صَلَاة وغَزَاة بعد غزَاة: وَالَى. وَفِي الحَدِيث: (وإِنَّ كُلَّ غَازِيَةٍ غَزَتْ يَعقُب بعضُهَا بَعْضاً) أَي يكون الغزوُ بينَهُم نُوَباً، فإِذَا خرجَت طَائِفَةٌ ثمَّ عادَت لم تُكَلَّفْ أَن تَعُودَ ثانِيَةً حَتَّى تَعْقُبَهَا أُخْرَى غَيرهَا. وَمِنْه حَدِيثُ عمرَ (أَنَّه كَانَ كُلَّ عَام يُعَقِّبُ الجيوشَ) . قَالَ شَمِر: ومعنَاه أَنه يَرُدُّ قوما ويَبْعَث آخَرين يُعَاقبونَهُم يُقَال: عَقَّب الغَازِيةَ بأَمْثالِهِم وأَعْقَبُوا إِذَا وَجَّه مَكانَهم غَيْرَهُم. (و) التَّعْقِيبُ: (التَّرَدُّدُ فِي طَلَب المَجْدِ) ، هَكَذَا فِي نُسْخَتِنَا وَهُوَ غَلَط، وصوابُه التَّردُّدُ فِي طَلَبٍ مُجِدًّا كَمَا فِي لِسَانِ العَرَب والصّحَاح وغَيْرِهِما. وَيدل لذَلِك قولُه أَيضاً: والمُعَقِّب: المُتَّبِع حَقّاً لَهُ ليَسْتَرِدَّه. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَتْبَع عَقِب الإِنْسَانِ فِي حَقَ. قَالَ لَبِيدٌ يَصِف حِمَاراً وأَتانَه:
حَتَّى تَهَجَّرَ فِي الرَّواحِ وهَاجَه
طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظُلومُ
قَالَ ابْن مَنْظُور: واسْتَشْهَد بِهِ الجَوْهَرِيُّ على قولِه: وعَقَّب فِي الأَمْرِ إِذَا تَرَدَّد فِي طَلَبِه مُجِدًّا، وأَنْشَدَه:
وَقَالَ: رفع الْمَظْلُوم وَهُوَ نَعْتٌ للمُعَقِّب على المَعْنَى، والمُعَقِّب خَفْض فِي اللَّفْظِ ومعنَاه أَنَّه فَاعِل. ويُقَالُ أَيضاً: المُعَقِّب: الغَرِيمُ المُمَاطِلُ. عَقَّبَنِي حَقّي أَي مَطلَني فَيَكُون المَظْلُوم ففَاعِلاً والمُعَقِّب مَفْعُولاً.
وَقَالَ غيرُه: المُعَقِّب: الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فَيَعُود إِلى غَرِيمه فِي تَقاضِيهِ.
(و) التَّعْقِيبُ: (الجُلُوسُ بَعْدَ) أَن يَقْضِيَ (الصَّلَاة لدُعَاء) أَو مَسْأَلة. وَفِي الحَدِيثِ: (مَنْ عَقَّب فِي صَلَاةٍ فَهُوَ فِي الصَّلاة) . (و) فِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالك) أَنَّه سُئل عَن التَّعْقيب فِي رَمَضَانَ فأَمرَهُم أَن يُصلُّوا فِي البُيُوتِ) . قَالَ ابنُ لأَثِيرِ: التَّعْقيبُ: هُوَ أَن تَعمَل عَمَلاً ثمَّ تَعُودَ فِيهِ. وأَراد بِهِ هَا هُنَا (الصَّلَاة) النافِلَة (بَعْدَ التَّرَاوِيحِ) ، فكَرِه أَن يُصَلُّوا فِي المَسْجِد وأَحَبَّ أَن يكونَ ذَلِك فِي البُيوتِ. قلتُ: وَهُوَ رَأْي إِسْحَاقَ بْن راهَوَيه وسَعِيدِ بْنِ جُبَيْر. وَقَالَ شَمِر: التعقِيبُ: أَن يَعْمل عَمَلاً من صَلَاةٍ أَو غيرِهَا ثمَّ يعود فِيهِ من يَوْم. قَالَ: وسمِعتُ ابنَ الأَعْرابيّ يَقُول: هُوَ الّذِي يَفْعَلُ الشيءَ ثمَّ يعودُ ثانيَةً، يُقَال: صَلَّى من اللّيلِ ثمَّ عَقَّبَ، أَي عَادَ فِي تِلْك الصَّلاة.
(و) التَّعْقِيبُ: (المُكْثُ) والانْتِظَار، يُقَال: عَقَّب فُلانٌ فِي الصّلاةِ تَعْقيباً إِذا صلَّى فأَقَامَ فِي مَوْضِعه يَنْتَظِر صَلَاة أُخْرَى. وَفِي الحَدِيث: (مَنْ عَقَّب فِي صَلَاة فَهُو فِي صَلَاة) أَي أَقَامَ فِي مُصَلَّاهُ بَعْدَمَا يَفْرُغُ من الصَّلاةِ. وَيُقَال: صَلَّى القومُ وعَقَّب فلانٌ. والتَّعقِيبُ فِي المَسَاجِد: انتظارُ الصَّلَوَاتِ بَعْد الصَّلَوَات.
(و) التَّعْقِيبُ: (الالْتِفَاتُ) . وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقّبْ} (النَّمْل: 10) قيل أَي لم يَعْطِف وَلم يَنْتَظِر، وَقيل: لم يَمْكُث، وَهُوَ قولُ سفيانَ. وَقيل: لم يَلْتفِت، وَهُو قولُ قَتَادَة. وَقيل: لم يَرْجِع، وَهُوَ قولُ مُجَاهِد. وكلُّ رَاجِعٍ مُعَقِّبٌ. قَالَ العَجّاج:
وإِن تَوَنَّى التَّالِيَاتُ عَقْبَا
(والعُقْبَى) : المَرْجِع، وعَقِبُ كُلِّ شَيْءٍ وعُقْبَاه وعُقْبَانُه وعَاقِبَتُه: خَاتِمَتُهُ.
وَيُقَال: إِنَّه لعالِم بعُقْبَى الكَلامِ وعُقْبَى الكَلامِ وَهُوَ غامِضُ الكَلامِ الَّذِي لَا يَعْرِف الناسُ وَهُوَ مِثْل النّوَادِرِ. والعُقْبَى أَيضاً: (جَزَاءُ الأَمْرِ) يُقَال: العُقْبَى لَكَ فِي الخَيْر، أَي العَاقبَة. (وأَعْقَبَه) بِطَاعَتِه، وأَعْقَبَه على مَا صَنَع أَي (جازَاهُ. و) أَعْقَب (الرَّجُلُ) إِذا (مَاتَ وخَلَّف) ، أَي تَرَك (عَقِباً) أَي وَلَداً. يُقَال: كَانَ لَهُ ثلاثَةُ أَولادٍ فأَعْقَبَ مِنْهُم اثْنان أَي تَركا عَقِباً ودَرَجَ وَاحِدٌ. وَقد تــقدم إِنشادُ قَول طُفَيْلٍ الغَنَوِيُّ. وَيُقَال: أَعقَبَ هذَا هذَا، إِذا ذَهَب الأَولُ فَلم يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ وصارَ الآخرُ مكانَه. (و) أَعْقَبَ (مُسْتَغِيرُ القِدْرِ: رَدَّهَا) إِليه (وفيهَا العُقْبَةُ) الضّم، وَهِي قَرارةُ القِدْر أَو هِيَ مَرَقَةٌ تُرَدُّ فِي القِدْر المُسْتَعَارَةِ. قَالَ الكُمَيْتُ:
وحَاردَتِ النُّكْدُ الجِلَادُ وَلم يَكُن
لعُقْبَةِ قِدْرِ المُسْتَعِيرِينَ مُعْقِبُ
وَقد تَــقَدَّم.
(و) تعقَّب الخَبَرَ: تَتَبَّعَه، وَيُقَال تَعَقَّبْتُ الأَمْرَ إِذَا تَدَّبَّرْتَه، والتَقُّبُ: التّدبُّر والنَّظرُ ثَانِيَة، قَالَ طُفَيْلٌ الغَنَوِيُّ: فلَمْ يَجِدِ الأَقْوَامُ فِينَا مَسَبَّةً
إِذَا اسْتُدْبِرَتْ أَيَّامُنَا بالتَّعَقُّب
يَقُول: إِذا تَعَقَّبُوا أَيَامَنا لم يَجِدُوا فِينَا مَسَبَّةً.
وَيُقَال: لم أَجِدْ عَن قَوْلكِ مُتَعَقَّباً أَي رُجُوعاً أَنْظُرِ فيهِ، أَي لَمْ أُرَخِّص لنَفْسِي التَّعَقُّبَ فِيهِ لأَنظُرَ آتيه أَم أَدَعُه. وقولُه: {لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ} (الرَّعْد: 41) أَي لَا رَادَّ لقَضَائِه. وعَاقَبه بذَنْبِه مُعاقَبَة وعِقَاباً: أَخذَه بِهِ و (تَعقَّبَه: أَخَذَه بذَنْبٍ كَانَ مِنْه. و) تَعَقَّبَ (عَن الخَبَر) إِذا (شَكَّ فِيهِ وعَاد للسُّؤَال عَنْه) قَالَ طُفَيْلٌ:
تَأْوَّبَنِي هَمٌّ مَعَ اللَّيلِ مُنْصبُ
وجَاءَ من الأَخْبَارِ مَا لَا أُكَذِّبُ
تَتابعْنَ حتَّى لم تَكُن لِيَ رِيبَةٌ
وَلم يَكُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ
وَفِي لِسَان الْعَرَب: وتَعَقَّب فلانٌ رأْيَه إِذَا وَجَع عَاقِبَتَه إِلى الخَيْر، وتَعقَّب من أَمْره: نَدِمَ، وَيُقَال: تعقَّبْتُ الخَبَر إِذَا سأَلتَ غيرَ مَنْ كنتَ سأَلْتَه أَوَّلَ مَرَّة، وَيُقَال: أَتَى فلانٌ إِليّ خَيْراً فعَقَبَ بخَيْر مِنْهُ.
(و) الاعتقاب: الحَبْسُ والمَنْعُ والتَّنَاوُبُ. واعْتقَب الشيءَ: حَبَسَه عندَه. و (اعْتَقَبَ) البائعُ (السِّلْعَةَ) أَي (حَبَسَهَا عنِ المُشْتَرِي حَتَّى يَقْبِضَ الثَّمَنَ) وَمِنْه قَولُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيّ: (المُعْتَقِب ضامِنٌ لِمَا اعْتَقَب) يُرِيد أَن البَائِع إِذَا بَاعِ شَيْئا ثمَّ مَنَعه من المُشْتَرِي حَتَّى يَتْلَفَ عِنْد البائعِ فقد ضَمِنَ. وَعبارَة الأَزْهَرِيّ: (حَتَّى تلِفَ عِنْد البَائِع) هَلَكَ من مَاله وضَمَانُه مِنْه. وَعَن ابْن شُمَيْل: يُقَالُ: باعَني فلانٌ سِلْعَةٌ وَعَلِيهِ تَعقِبَةٌ إِن كَانَت فِيهَا. وَقد أَدْرَكَتْني فِي السِّلعة تَعْقِبَةٌ، وَيُقَال: مَا عَقَّب فِيهَا فَعَلَيْكَ مِن مَالك أَي مَا أَدرَكَنِي فِيهَا من دَرَك فعَلَيْك ضمانُه. وقولُه عَلَيْه السَّلَام: (لَيُّ الواجِدِ يُحِلّ عُقُوبَتَه وعِرْضَه) . عقوبَتُه: حَبْسُه. وعِرْضُه: شِكَايَتُه. حكَاهُ ابنُ الأَعْرَابِيّ وفسرّه بِمَا ذَكَرْنَاه. واعْتَقَبْتُ الرّجلَ: حَبَسْتُه، كَذَا فِي لِسَان الْعرَبِ وبَعْضُه فِي المِصْبَاح والأَسَاسِ.
وَيُقَال: ذَهَبَ فلانٌ واعْتَقَب فلانٌ بَعْدُ أَي خَلَفَه، وهما يُعَقِّبَانِه ويَعْتَقِبَان عَلَيْهِ وَيَتَعاقَبان أَي يَتَعَاوَنَان، كَذَا فِي الأَسَاسِ.
والاعْتِقَابُ: التَّدَاوُلُ، كالتَّعَاقُب، وهُمَا يَتَعَاقَبَانِ ويَعْتَقِبَان، أَي إِذا جَاءَ هذَا ذَهَب هذَا.
(والعُقَابُ بالضَّمَّ: طائِرٌ) من العِتَاقِ. وَعبارَة المِصْبَاحِ: من الجَوَارِح (م) أَي مَعْرُوف، يقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى إِلَّا أَن يَقُولُوا: هَذَا عُقَابٌ ذكَرٌ. قَالَ شيخُنَا: وَقَالُوا: لَا يَكُونُ العُقَاب إِلَّا أُنْثَى ونَاكِحُه طَيْرٌ آخَرُ من غير جِنْسِه: وَقَالَ ابْن عُنَيْن يَهْجُو شَخْصاً يقالُ لَهُ ابنُ سَيِّدَةٍ:
قلْ لِابْنِ سَيّدَةِ وإِنْ أَضْحَتْ لَهُ
خَوَلٌ تُدِلّ بكثْرةِ وخُيُولِ
مَا أَنْتَ إِلَّا كالعُقَابِ فأُمّه
مَعْرُوفَةٌ وَله أَبٌ مَجْهُولُ
(ج أَعْقُبٌ) أَي فِي القِلَّة، لأَنَّها مُؤَنَّثَة كَمَا مَرّ وأَفْعُلٌ يختَصُّ بِهِ جمعُ الإِناثِ، كأُذْرُعٍ فِي ذِرَاع، وأَعْتُقٍ فِي عَنَاقٍ، وَهُوَ كَثِير، قَالَه شَيُخُنَا. وحَكَاه فِي لِسَانِ العَرَب أَيضاً بصِيغَة التَّمْرِيض (وعِقْبَانٌ) بالكَسْر جمع الكَثْرَة وأَعْقِبَةٌ، عَن كُرَاع، وعَقَابِينُ جمعُ الجَمْعِ قَالَ:
عَقَابِين يَوْمَ الدَّجْنِ تَعْلُو وتَسْفُلُ
قَالَ شيخُنا، وحَكَى أَبو حَيَّان فِي شَرْح التَّسْهِيل أَنه جُمِعَ على عَقَائب، واستبعَدَه الدَّمامِينِيّ، انْتهى. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: عَتاقُ الطيرِ: العِقْبَانُ، وسِبَاعُ الطيْرِ: الَّتِي تَصِيدُ، والَّذِي لم يَصِدِ: الخَشاشُ. وَقَالَ أَبو حَنيفَة: من العِقْبَان عِقْبَانٌ تُسَمى عِقْبَانَ الجِرْذَانِ، ليْسَت بِسُودٍ ولكنَّهَا كُهْبٌ وَلَا يُنْتَفَع بِرِيشِهَا إِلا أَن يَرْتاشَ بهَا الصبيانُ الجَمَامِيحَ. (و) العُقَابُ: (حَجَرٌ نَاتىءٌ) وعبَارَةُ لِسَانِ العَرَبِ: صَخْرَة نَاتِئَةٌ ناشزَةٌ (فِي جَوْفِ البِئرِ يَخْرِقُ الدَّلْوَ) ، ورُبّمَا كانَت من قِبَل الطَّيِّ، وَذَلِكَ أَن تَزُول الصخرةُ عَن مَوْضِعها، ورُبَّمَا قَامَ عليهَا المُسْتَقِي، أُنْثَى، والجَمْعُ كالجَمْع، وَقد عَقَّبها تَعقيباً: سَوَّاها. والرجُلُ الذِي يَنْزِل فِي البِئر فَيَرْفَعُهَا يُقَال لَهُ المُعَقِّبُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: القَبيلَةُ صَخرةٌ على رَأْسِ البِئر. والعُقابَانِ من جَنَبَتَيْها يَعْضُدَانهَا. (و) قيل العُقَابُ: (صَخْرَةٌ نَاتِئةٌ فِي عُرْضِ جَبَلٍ كمِرْقَاةٍ) وَقيل هُوَ مَرْقًى فِي عُرضِ الجَبَل.
(و) العُقَابُ: (شِبْهُ لَوْزَةٍ تَخْرُجُ فِي إِحْدَى قَوَائِمِ الدَّابَّة) ، نَقله الصَّاغَانِيُّ.
(و) العُقَابُ فيمَا يُقَال: (خَيْطٌ صَغِيرٌ) يَدْخُلُ (فِي خُرْثَيْ) تَثْنِيَة خُرْت بِضَم الخَاءِ وسُكُونِ الرَّاءِ والمُثَنَّاة الفَوْقِيَّةِ آخِره، وَهُوَ ثَقْبُ الأُذُنِ (حَلْقَةِ القُرْطِ) يُشَدُّ بِهِ، وعَقَب القُرطَ: شَدَّه بِهِ. قَالَ سَيَّارٌ الأَبانِيّ:
كأَنَّ خَوْقَ قُرْطِهَا المَعْقُوبِ
عَلَى دَباةِ أَو عَلَى يَعْسُوبِ
جَعَلَ قُرطَهَا كأَنَّه عَلى دَباةٍ لِقِصَر عُنُقِ الدَّبَاةِ، فوصَفَها بالوَقْص. والخَوْقُ: الحَلْقَة. والدّباةُ: نوعٌ من الجَرَاد. واليَعْسُوب: ذَكَرُ النَّحْل.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: العُقابُ: الخيْطُ الَّذي يَشُدُّ طرَفَيْ حَلْقَةِ القُرْط.
(و) العُقَابُ: (مَسِيلُ المَاءِ إِلى الحَوْضِ) قَالَ:
كأَنَّ صَوتَ غَرْبِهَا إِذا انْثَعَبْ
سَيْلٌ على مَتْنِ عُقَاب ذِي حَدَبْ
(و) العُقَابُ: (الحَجَرُ يَقُومُ عَلَيْهِ السَّاقِي) بَيْنَ الحَجَرَيْنِ يَعْمِدَانِهِ.
(و) العُقَابُ: اسْم (أَفْرَاس لَهُم) مِنْهَا فرسُ حُمَيْضَةَ بْنِ سَيَّارٍ الفَزارِيّ، وفَرسُ الحَارِث بْنِ جَوْنٍ العَنْبَرِيّ، وفرسُ مِرْدَاسِ بْنِ جَعْوَنَةَ السَّدُوسيّ والعُقَابُ: الغَايَةُ. قَالَ أَبو ذُؤيْب:
وَلَا الراحُ رَاح الشَّامِ جاءَتْ سَبِيئةً
لَهَا غايةٌ تَهْدِي الكِرَامَ عُقَابُهَا
أَرادَ غَايَتَهَا. وحَسُنَ تَكرَارُه لاخْتِلاف اللَّفْطَين، وَجَمعهَا عِقْبَانٌ.
والعُقابُ: الحَرْبُ عَن كُرَاع (و) العُقَابُ: عَلَمٌ ضَخْمٌ، واسْمُ (رَايَة للنَّبيِّ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم) ، كَمَا وَرَد فِي الحَدِيث.
وَفِي لِسَانِ العَرَبِ: العُقَابُ: الَّذِي يُعْقَدُ للوُلاة، شُبِّه بالعُقاب الطَّائر، وَهِي مُؤَنَّثَة (و) العُقَابُ: (الرَّابِيَةُ، وكُلّ مُرْتَفِعٍ لم يَطُلْ جِدًّا) .
(و) عُقَابُ: (كَلْبَةٌ) عُقابُ: (امْرَأَةٌ) وَهِي أُمُّ جَعْفَر بْنِ عَبْدِ الله الْآتِي ذكْرهُ.
وعُقَاب: موضِعٌ بالأَنْدَلس، كَانَت بِهِ وَقْعَةُ المُوَحِّدِينَ مَشْهُورة، استدْرَكَه شَيْخُنا.
وَفِي لسَان العَرَب: العُقابَان: خَشَبَتَان يَشْبَحُ الرجُلُ بَيْنَهُمَا الْجِلْدَ والعربُ تُسمِّي الناقةَ السوداءَ عُقَاباً على التَّشْبِيهِ.
(و) عُقَيْبٌ، (كزُبَيْرٍ) : ابنُ رُقَيْبَةَ (صَحَابِيٌّ) وَيُقَال فِيهِ: رُقَيْبَة بنُ عُقَيب. قَالَ الحافِظُ تَقِيُّ الدِّين بن فَهْد فِي مُعجَمِهِ: رُقَيْبَةُ بْنُ عُقْبَة أَو عُقَيْبُ بْنُ رُقَيْبَة مَجْهُول، وَله حَديثٌ عجِيب. قُلتُ: أَو مرادُ المُصَنِّف عُقَيْبُ بنُ عَمْرِو بْنِ عَدِيَ، فإِنَّه صحابِيٌّ أَيضاً، شَهِدَ أُحُداً ولابنهِ سَعْد صُحْبَة أَيضاً. سَعْد صُحْبَة أَيضاً. و: مَوْضِعٌ.
ومُعَيْقِيب أَيْضاً صحابيٌّ، استدرَكَه شيخُنا. قلت وهما اثْنَانِ، أَحدهُما مُعَيْقيبُ بنُ أَبِي فَاطِمَة الدَّوْسِيّ حَلِيفُ بني أُميَّة من مُهَاجِرَةِ الحَبَشَة، وَهُوَ الَّذِي عُنِي بِهِ شيخُنا. وثَانِيهما مُعَيْقِيبُ بنُ عرض اليَماميّ تفرّد بِذكرِهِ شاصويْه بن عبيد وَهُوَ يَعْلُو عِنْد الجَوْهَرِيّ، كَذَا فِي المُعْجَم.
(وكالقبَّيْطِ: طائِرٌ) ، لَا يُسْتَعْمَل إِلا مُصَغَّراً.
(و: ع) ضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ مُصَغَّراً مَعَ تَشْدِيد اليَاء المَكْسُورَةِ، عَن ابْنِ دُرَيْد. قلتُ: ولعلَّه من مضافات دِمَشْق، وَقد نُسِب إِليهَا أَبُو إِسحاقَ إِبراهيمُ بْنُ مَحْمُود بْنِ جَوْهَر البَعْلَبَكِّيّ ثمَّ الدِّمَشْقِيّ المقرِىء الحَنْبَلِيّ عُرِف بالبَطَائِحِيّ، حَدَّث بِدِمَشْق وغَيْرِهَا. روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد الحسنُ بنُ أَبِي عِمْرَان المَخْزُومِيّ بِدِمَشْق ومُحَمَّدُ بن عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الله بْنِ عِيسَى اليُونِينِيُّ البَعْلَبَكِّيُّ. وأَبو يُونُس الأَرمَنيّ. ومحمدُ بنُ عُبادَةَ بْنِ مُحَمَّد الأَنْصاريُّ الحَلَبِيُّ، الثَّلاثَةُ بالعُقَّيْبَة.
(و) المَعْقَبُ:: (كمِنْبَر: الخِمَارُ لِلمَرْأَةِ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، لأَنّه يَعْقُبُ المُلاءَة وَيَكُونُ خَلَفاً مِنْها. قَالَ امرؤُ القَيْسِ:
وحَارَ بَعْدَ سَوَادِ بَعْد جِدَّتِه
كمِعْقَبِ الثوبِ إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
(و) المِعْقَبُ: (القخرْطُ) نَقله الصاغَانيّ.
(و) المِعْقَبُ: (السائقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ) ، والمِعْقَبُ: بَعِيرُ العُقَبِ.
(و) المِعْقَبُ: (الذِي يُرَشَّح) مَبْنِيًّا للمَجْهُول وَفِي نُسْخَة بصيغَة الفِعْلِ المَاضِي (للخِلَافَةِ بَعْد الإِمام) أَي يُهَيَّأُ لَهَا.
(و) المُعَقَّبُ (كمُعَظَّم: مَنْ يَخْرُج من حَانَةِ الخَمَّارِ إِذَا دَخَلَها مَنْ هُوَ أَعْظَمُ) قدرا (مِنْه) . قَالَ طَرَفَة:
وإِنْ تَبْغِني فِي حلْقَةِ القَوْمِ تَلْقَنِي
وإِنْ تَلْتَمِسْني فِي الحَوَانِيتِ تَصْطَدِ
أَي لَا أَكُونُ مُعَقَّباً.
والمُعَقِّبُ كمْحَدِّثِ: المُتَّبِع حَقا لَهُ يسْتَرِدُّه. وَالَّذِي أُغِير عَلَيْهِ فَحَرِب فأَغَارَ على الَّذِي أَغَارَ عَلَيْهِ فاستَرَدَّ مَالَه.
(والمِعْقَابُ: البيتُ يُجْعَلُ فِيهِ الزَّبِيبُ) . والمِعْقَابُ: المَرْأَةُ الَّتِي من عادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَكَراً ثمَّ أُنْثَى.
وأَعْقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَعَ مِنْ شَرَ إِلَى خَيْر. (واستَعْقَبَه وتَعَقَّبَه) إِذا (طَلَب عوْرَتَه أَو عَثْرَتَهُ) ، وأَصْلُ التَّعَقُّب التَّتبُّع: واستَعْقَبَ مِنْهُ خَيْراً أَو شَرًّا: اعتَاضَه فأَعْقَبَه خَيْراً أَي عَوَّضَه وبَدَّلَه.
(وعَقِبٌ، ككَتِفِ) : مَوضِع. أَنشد أَبو حَنِيفَة لعُكِّاشَةَ بْنِ أَبي مَسْعَدَة:
حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلَى ضَبُعْ
فِي ذَنَبانٍ ويَبِيسٍ مُنْقَفِعْ
(وكَفْرُ تِعْقَابٍ بالكَسْرِ) وَكَفْرُ عَاقِب: (ع، ويَعْقُوبَا) ، الْمَوْجُود عندنَا فِي النُّسَخِ بالمُثَنَّاة التَحْتِيَّة، وصوابُه بالمُوَحَّدَة: (ة) كَبِيرَةٌ (ببَغْدَاد) على عشرَة فَرَاسِخ مِنْهَا على طَرِيقِ خُرَاسَان.
(واليَعْقُوبِيُّونَ) كَذَلِك صَوابُه بالباءِ: (جَمَاعَةٌ مُحَدِّثُونَ) ، مِنْهُم أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بنُ الحُسَين بنِ عَلِيّ بن حَمْدون قاضيها، رَوَى عَنهُ أَبُو بَكْر الخَطيب توفّي سنة 430 هـ ذكره البُلْبَيسِيّ فِي أَنْسَابِهِ. وَمن بَهْجَة الأَسْرَار: أَبو مُحَمَّد عَلِيُّ بنُ أَبِي بَكْر بن إِدْرِيسَ اليَعْقُوبِيُّ، حدَّث بهَا سنة 616 هـ وأَبُو عَبْدِ الله مُحَمَّدُ بن أَبِي المَكَارِم الفضلُ بن بُخْتيار بن أَبي نَصْر اليَعْقُوبِيّ الوَاعِظ الخَطِيب. وأَبو الفَضْل صَالِحُ بنُ يَعْقُوب بن حَمْدُون اللَّخُميّ اليَعْقُوبِيّ.
(وثَنِيَّةُ العُقَابِ) بضَمِّ العَيْن وكَسْرِهَا (بِدمَشْقَ. وَنِيقُ) ، بالكَسْرِ، (العُقَابِ) : بالضَّم والكَسْر: مَوضِع (بالجُحْفَة) .
(وتِعْقَابٌ بالكَسْر: رَجُلٌ) وإِليه نُسِب الكَفْر، كَمَا نَقَله الصَّاغَانِيّ.
(والعِقْبَة) يالفتح فالسُّكُون (ويُكْسَرُ) : الوَشْيُ كالعِقْمَةِ، وَزعم يَعْقوب أَنَّ الْبَاء بدلٌ من المِيمِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: العِقْبَةُ بالكَسر: (ضَرْبٌ من ثِيابِ الهَوْدَجِ مَوْشِيٌّ) كالعِقْمَة.
(وعُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ وعَبَنْقَاةٌ) بِتَقْدِيم البَاءِ على النُّون (وَبَعَنْقَةٌ) وقَعَنْبَاةٌ، على القَلْب: (ذاتُ مَخَالبَ حِدَادٍ) . وَفِي التَّهْذِيب فِي الرُّبَاعِيّ: هِيَ ذاتُ المَخَالب المْنْكَرَة الخَبِيثَة. قَالَ الطِّرِمَّاحُ، وَقيل: هُوَ لجِرَان العَوْدِ: عُقَابٌ عَقَبْناةٌ كأَنَّ وظِيفَها
وخُرْطُومَها الأَعْلَى بِنارٍ مُلَوَّحُ
وَقيل: هِيَ السَرِيعَةُ الخَطْفِ المُنْكَرَةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: ذَلِك على المُبَالَغَة كَمَا قَالُوا: أَسَدٌ أَسِدٌ وكَلب كلِبٌ. وقَال اللَّيثُ: العَقَنْبَاةُ: الدَاهِيَةُ من العِقْبانِ، وجَمْعُه عَقَنْبَاتٌ.
(وأَبُو عُقابٍ، كغُرَابٍ: تابِعِيٌّ) يُقال اسمُه سُلَيْمَان، رَوَى عَن عَائِشَة وَلم يُدْرِكْها، وَعنهُ أَبو عوَانَة، قَالَه الحَافِظُ. (وَابْن عُقَابَ الشَّاعِرُ) اسمُه (جَعْفَرُ بْنُ عَبْد الله) بن قَبِيصَة. (وعُقَابُ) اسْم (أُمّه) فَلَا يُصرَف للعلَميَّة والتَّأْنِيث.
(والمُعْقب) كمُكْرم: (نَجْمٌ يَعقُب نَجْماً، أَي يَطْلُع بَعْدَه) فيَرْكَبُ بطُلُوعه الزَّميلُ المُعَاقِبُ. وَمِنْه قولُ الراجِزِ:
كَأَنَّهَا بَيْنَ السُّجُوفِ مُعْقِبُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدَة: المُعْقِبُ: نَجْمٌ يتعاقَب فِيهِ الزَّمِيلَانِ فِي السَّفَرِ، إِذَا غَابَ نَجْمٌ وطَلَع آخَر رَكِبَ الَّذي كَانَ يَمْشِي.
(وعَبْدُ المَلِك بنُ عَقَّاب ككَتَّان: (مُحَدِّثٌ) مَوْصِلِيّ، رَوَى عَن حَمَّاد بْنِ أَبي سُلَيْمَان، وَعنهُ أَبُو عَوَانَة وغَيْرُه.
وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ:
فِي الحَديثِ: (نَهَى عَن عُقْبَةِ الشَّيطَانِ) ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الإِقْعَاءُ، وَقد تــقدم.
وعَقبُ النَّعْلِ) مُؤخَّرُهَا أُنْثَى. ووطِئوا عَقِبَ فلانٍ: مَشَوْا فِي أَثَره. وَفِي الحَديثِ (أَنَّ نَعلَه كَانَت مُعقَّبةً مُخَصَّرةً) . المُعَقَّبَة: الَّتِي لَهَا عَقَبٌ. وولَّى عَلَى عَقِبه وعَقِبَيْه، إِذا أَخذَ فِي وَجْه ثمَّ انْثَنَى.
والتّعقيبُ: أَن يَنْصَرِف من أَمرٍ أَرادَه. وَفِي الحَدِيث: (لَا تَرُدَّهم على أَعْقَابهم) أَي إِلى حَالَتهم الأُولَى من تَرْك الهِجْرَة. وَفِي الحَدِيثِ: (مَا زَالُوا مُرتَدِّين على أَعقَابِهِم) أَي راجِعِين إِلى الكُفْر كأَنَّهم رَجَعُوا إِلى وَرَائِهم. وجَاءَ نُعَقِّباً أَي فِي آخر النَّهَار. وعَقَب فلانٌ على فلانَةَ، إِذا تَزَوَّجَهَا بعد زَوْجِهَا الأَوّل، فَهُوَ عاقِبٌ لَهَا أَي آخِرُ أَزواجِهَا، وأَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ:
يَمُلأُ عَيْنَيْك بالفِناء ويُر
ضِيك عقَاباً إِنْ شئتَ أَوْ نَزَقَا
قَالَ: عِقَاباً يُعقِّبُ عَليه صاحِبُه، أَي يَعْزُو مَرَّةً بعد أُخْرَى، وَقيل غير ذَلِك. وَقد تــقدّمــت الابشارة إِليه.
وكُلُّ شَيْءٍ خَلَف شَيْئاً فَهُوَ عَقْبُهُ، كماءِ الرُّكْيةِ، وهُبُوبِ الرِّيحِ وطَيَرَان القَطَا وعَدْوِ الفَرَس. وفرَسٌ مُعَقِّب فِي عَدوِه: يَزْدَادُ جَوْدَةً.
وعَقَبَ الشيبُ يعْقبُ ويَعْقب عُقُوباً وعَقَّب: جاءَ بعد السَّوَادِ. وَيُقَال: عَقَّب فِي الشَّيْب بأَخْلاقٍ حَسَنَة، وأَعقَبَه نَدَماً وَهَم: أَورثَه إِيَّاه. قَالَ أَبُو ذُؤَيْبا أَوحدَى بَنِيّ وأَعْقَبُونِي حَسْرةً
بَعْدَ الرُّقَادِ وعَبْرَةً مَا تُقْلِعُ
وَيُقَال: فعلتُ كَذَا فاعتَقَبْت مِنْهُ نَدَامَةً، أَي وجدتُ فِي عاقِبَتِه ندامَةً. وَيُقَال: أَكلَ أُكْلَةً أَعقَبَتْه سُقْماً أَي أَورثَتْه. وعَاقَبَ بَين الشَّيْئَيْن إِذَا جَاءَ بأَحدِهما مَرَّةً وبالآخَر أُخْرى. ويقَال: فلَان عُقْبَةُ بَني فلانٍ أَي آخِر مَنْ بَقِي مِنْهُم، وفلانٌ يَسْتَقِي على عُقْبَةِ آلِ فلانٍ، أَي بَعْدَهُم. وعَقَّب علَيْهِ: كَرَّ ورَجَع. وقولُ الحَارِث بن بَدْرِ: كنتُ مَرَّةً نُشْبة، وأَنَا اليومَ عُقْبَة. فسّره ابنُ الأَعْرَابِيّ فَقَالَ: مَعْنَاهُ كنتُ مَرّة إِذا نَشبْت أَو عَلِقْت بإِنْسَان لَقِيَ مِنْي شَرًّا، فقد أَعْقَبْتُ اليومَ ورَجَعْتُ، أَي أَعْقَبْتُ مِنْهُ ضَعْفاً، والعَقْبُ: الرَّجْعُ قَالَ ذُو الرُّمَّة: كأَنْ صِيَاحَ الكُدْر يَنْظُرنَ عَقْبَنَا
تَرَاطُنُ أَنباطٍ عَلَيْهِ طَغَامُ
معنَاه ينْتَظِرنْ صَدَرَنا لِيَرِدْنَ بَعْدَنَا.
وَفِي حَدِيثِ صلَاة الخَوْف: (إِلا أَنَّ كانَتْ عُقَباً) أَي يُصَلّي طائِفَةٌ بعد طائِفَة، فهم يَتَعَاقَبُونها تَعاقُبَ الغُزاة.
والمُعَقِّب: الَّذِي يَتَقَاضَى الدَّيْنَ فيَعُودُ إِلى غ 2 رِيمه فِي تَقاضِيه. والَّذي يَكُرّ على الشَّيْء، وَلَا يَكُرُّ (أَحَدٌ) على مَا أَحْكَمَه اللهُ. قَالَ لبيد:
إِذا لم يُصب فِي أَوْلِ الغَزْوِ عَقَّبَا
أَي غَزَا غَزْوَة أُخْرَى.
وتَصدَّقَ فلانٌ بصدَقَة لَيْسَ فِيهَا تَعْقِيبٌ، أَي استثْنَاء، وأَعْقَبَه الطّائفُ إِذا كَانَ الجُنُون يُعاودُه فِي أَوقات. قَالَ امرؤُ القَيْس يَصف فرسا:
ويَخْضِدُ فِي الآرِيّ حَتى كأَنَّه
بِهِ عُرَّةٌ أَو طائفٌ غيرُ مُعْقِبِ
والتعاقُبُ، الوِرْدُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَفِي حَدِيث شُرَيْحٍ (أَنَّه أَبطلَ لنَّفْحَ إِلّا أَن تَضْرِبَ فتُعَاقِب) أَي أَبطل تنَفْح الدَّابة برِجْلهَا وَهُوَ رَفْسُهَا كَانَ لَا يُلْزِم صاحِبَها شَيْئا إِلَّا أَن تُتْبِع ذَلِك رَمُحاً. وأَعْقَبَه اللهُ بإِحسانِه خَيْراً، والاسمُ مِنْهُ العُقْبَى، وَهُوَ شِبْه العِوَض. وأَعقَبَ الرجلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَع من شَرَ إِلى خَيْر. وتَعَقَّبَ مِنْهُ: نَدم، وأَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقَاباً وعقْبَاناً بالكسرِ وعُقْبَى حَسَنَة أَو سَيِّئَة. وَفِي الحَديث (مَا من جرْعَة أَحْمَدَ عُقْبَى من جَرْعَة غَيْظ مَكْظُومَة) . وَفِي رِوَايَة (أَحمد عقْبَانا) بالكَسْر أَي عَاقبة، وأُعْقِب عِزُّه ذُلًّا، مَبْنِيًّا للْمَفْعُول أَي أُبْدِل، قَالَ:
كَمْ من عَزِيزٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّهُ
فأَصْبَح مَرْحُوماً وَقد كَانَ يُحْسَدُ
وَيُقَال: تَعقَّبْتُ الخبَرَ، إِذَا سأَلْتَ غيرَ من كنتَ سأَلتَه أَوَّل مَرّة. وَيُقَال: أَتَى فُلَانٌ إِليَّ خَبَراً فعَقَب بِخَيْرٍ مِنْهُ.
وأَعقَب طَيَّ البِئر بحجَارةٍ من ورائِهَا: نَضَدَها. وكُلُّ طَرِيق بعضُه خَلْفَ بَعْضٍ أَعقَابٌ كأَنَّهَا مَنْضُودَةٌ عَقْباً على عَقْبٍ. قَالَ الشّمْاخُ فِي وَصف طَرَائِقِ الشَّحْمِ على ظَهْر النَّاقَة:
إِذا دَعَت غَوثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزِعَتْ
أَعْقَابُ نَيَ على الأَثْباج مَنْضُودِ
والأَعْقَابُ: الخَزَف الَّذِي يُدْخَل بَيْن الآجُرّ فِي طَيِّ لبِئر لكَي يَشْتَدَّ. قَالَ كُراع: لَا وَاحِدَ لَهُ. وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العقَاب (أَي ككتاب) : الخزفُ بَين السَّافَاتِ، وأَنْشَد فِي وَصْفِ بِئْر:
ذاتَ عقابٍ هَرِشٍ وذَاتَ جَمْ
ويروى: ذَاتَ حَمْ.
وأَعْقَابُ الطَّيِّ: دَوائِرُه أَي مُؤَخَّره، وَقد عَقَّبْنَا الرَّكِيَّةَ أَي طَوَيْنَاهَا بِحَجَرٍ من وراءِ حَجَر. وعَقَبْتُ الرجُلَ: أَخذُتُ من مَالِه مثلَ مَا أَخَذَ منِّي وأَنا أَعقُب بضَمِّ القَافِ.
والمُعَاقَبَة فِي الزِّحافِ: أَن تَحْذِف حَرْفاً لثَبَات حَرْف، كأَن تَحذفَ اليَاءَ من مَفَاعِيلن وتُبْقِيَ النُّونَ، أَوْ أَن تَحْذفَ النُّونَ وتُبْقِيَ اليَاءَ، وَهُوَ يَقَعُ فِي شُطُورٍ من العَرُوضِ.
والعربُ تُعقِبُ بينَ الفَاءِ والثَّاءِ، وتُعَاقِبُ، مِثل جَدَثٍ وجَدَفٍ.
وعاقَب: رَاوَحَ بَيْن رِجْلَيْه وأَنشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
ووَعَرُوبٍ غيرِ فَاحِشَةٍ
قد مَلَكْتُ وُدَّهَا حِقَبَا
ثمَّ آلَتْ لَا تُكَلِّمُنَا
كُلُّ حَيِّ مُعْقَبٌ عُقَبَا
مَعْنَى قَوْله مُعْقَب أَي يَصِيرُ إِلى غَيْرِ حَالَته الَّتِي كَانَ عَلَيْها.
وقِدْحٌ مُعَقَّبٌ وَهُوَ المُعَادُ فِي الرِّبابَة مَرَّةً بعد مَرَّة تَيَمُّناً بفَوْزِه، وأَنْشد:
بمَثْنَى الأَيَادِي والمَنِيحِ المُعَقَّب
وجَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا كَانَ سَمِيناً.
وَفِي الأَساس: وَيُقَال: لم أَجِد عَن قَوْلِك مُتقَّباً، أَي مُتَفَحَّصاً، أَي هُوَ من السَّدَادِ والصِّحَّة بِحَيْث لَا يحْتَاج إِلى تَعَقُّب. وَهُو فِي عَقَابِيل المَرَضِ وأَعْقابِهِ أَي بَقَايَاهُ. ولَقِيَ مِنْهُ عُقْبَةً أَي شِدَّة. وأَكَلُوا عُقْبتَهُم: مَا يَعْتَقِبُونَ بعدَ الطَّعَام من حَلَاوَة. وَفُلَان مُوَطَّأُ العَقِب، أَي كَثِيرُ الأَتْباع.
وَفِي لِسَان الْعَرَب، وقَوْله تَعَالَى: {وَإِن فَاتَكُمْ شَىْء مّنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} (الممتحنة: 11) هَكَذَا قرأَها مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ وفَسَّرها فَغَنِمْتُم، وقرأَهَا حُمَيْد: فَعَقَّبتُم، بالتّشْديد. قَالَ الفرَّاءُ: وَهِي بمَعْنَى عاقَبْتُم. قَالَ: وَهِي كَقَوْلِك: تَصَعَّر وَتَصَاعَر، وتَضَعَّفَ تَضَاعَفَ فِي ماضي فَعَلْتُ وفاعَلْتُ، وقُرِىءَ (فعَقَبْتُم) بالتَّخْفيفِ وَقَالَ أَبو إِسْحَاق النَّحْوِيّ: من قرأَ فعَاقَبْتُم فمَعْنَاه أَصَبْتُموهُم بالعُقُوبَة حَتَّى غَنمْنُمْ. ومَنْ قَرأَ: فعَقَبْتُم فَمَعْنَاه فغَنِمْتم، وَعَقَّبْتُم أَجودُهَا فِي اللغَة، وعَقَبْتُم جَيِّدٌ أَيضاً، أَي صَارَت لكم عُقْبَى، إِلَّا أَنَّ التَّشْدِيدَ أَبلغ. قَالَ: والمعَنَى أَنَّ (مَنْ) مَضَتْ امرأَتُه منْكم إِلى مَنْ لَا عَهْدَ بَيْنَكم وَبَيْنَه وإِلَى مَنْ بَيْنَكُم وَبَيْنَ عَهْدٌ فنَكَث فِي إِعْطَاءِ المَهْر فغَلَبْتُم عَلَيْه فالّذِي ذَهَب امرأَتُه يُعْطَى مِنَ الغنِيمَة المَهْرَ من غَيْر أَن يُنْقَصَ مِن حَقّه فِي الْغَنَائِم شَيئاً، يُعْطَى حَقَّه كَمَلاً بعد إخراجِ مُهُورٍ النِّسَاءِ.
والعَقْبُ والمُعَاقِبُ: المُدْرِكُ بالثّأْرِ. وَفِي التَّنْزِيلِ: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} (النَّحْل: 126) . وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ:
ونَحْنُ قَتَلْنَا بالمَخَارِقِ فَارِساً
جَزَاءَ العُطَاس لَا يَمُوتُ المُعَاقِبُ أَي لَا يَمُوتُ ذِكْرُ ذلِكَ المُعَاقِب بَعْدَ مَوْتِه. وَقَوله: جَزاءَ العُطَاسِ أَي عَجَّلْنا إِدْرَاكَ الثأْرِ قدرَ مَا بَيْنَ التَّشْمِيت والعُطَاس.
وَفِي مُخْتَارِ الصّحاح للرَّازِيّ قلتُ: قَالَ الأَزْهَرِيُّ: قَالَ ابنُ السِّكِّيت: فُلان، أَي بَعْدَهم، وَلم أَجِدْ فِي الصَّحَاح وَلَا فِي التَّهذيب حُجَّة على صِحَّة قولِ لناس: جاءَ فلانٌ عَقِيبَ فُلان أَي بَعْدَه إّلا هذَا. وأَما قَوْلهم: جاءَ عَقِيبَه بِمَعْنى بَعْدَه فَلَيْسَ فِي الكِتَابَيْن جوازُه، وَلم أَرَ فِيهِا عَقِيباً ظَرْفاً بمَعْنَى المُعَاقِب فَقَط كاللَّيْل والنَّهَار عَقِيبَان لَا غَيْره. وَعَن الأَصْمَعِيّ: العَقْبُ: العقَابُ.
وعَقَب الرجُلُ يَعْقُب عَقْباً: طَلَب مَالاً أَو غَيْرَه. وَيُقَال: مِنْ أَيْنَ كَانَ عَقِبُك أَي مِنْ أَينَ أَقبلْتَ.
وَرجل عِقِبَّان بكَسْرِ الأَوَّل والثَّانِي وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة، أَي غَلِيظٌ، عَن كُراعٍ. قَالَ وَالْجمع عِقْبان قَالَ الأَزهريّ: ولستُ مِن هَذا الحَرْف على ثِقَة.
وَفِي أَنْسَابِ البُل 2 يسِيّ: العُقَاة بالضُّم: بطْن من حَضْرَمَوْتَ، مِنْهُم أَدأَبُ بنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد الحَضْرمِيُّ، والعَقَبِيُّون ثلاثَةٌ وسَبْعُونَ رَجلاً وامرأَتان، رَضي اللهُ عَنْهُم، وهُم الَّذين شَهِدُوا بيْعَةَ العَقَبَة قَبْلَ الهجْرَة، ومَحَلُّه فِي كُتُب السِّيَر.
والعَقَبَة وراءَ نهر عيسَى قُربَ دجْلَة. مِنْهَا أَبو أَحْمَد حَمْزَةُ بنُ مُحَمَّد بنِ العَبَّاس بْنِ الفَضْل بْنِ الحَارِثِ الدِّهْقَان، روى عَن الدوريّ والعطارديّ، وَعنهُ الدَّارَقُطْني وَابْن رزقويه، ثِقَة، مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة 347 هـ.
وعقَبَةُ أَيْلَةَ معروفَةٌ بالقُرب من مصْر. والعَقِب ككَتِف: بطنٌ من كنَانَة، مِنْهُ أَبُو العَافية فَضْلُ بنُ عُمَيْر بْنِ راشِد الكنَانِيّ ثمَّ العَقَبِيّ، مِصْرِيّ، وَقد وَهِم فِيهِ ابنُ السَّمْعَانيّ، وتَعَقَّبَه ابنُ الأَثيرِ فَلْيُرَاجَعْ.
قلت: وأَبو يَعْقُوب الأَذْرُعيّ: محدِّث، روى عَنهُ أَبو عَلِيّ بْنُ شُعيْبٍ وغَيْرهِ، وأَبو الْقَاسِم بن أَبي العَقب الدِّمشقِيّ حدَّث عَن أَبي عبد الله مُحَمَّد بن حِصن الأَلوسيّ وَهَاتَانِ الترجمتان من مُعْجم ياقوت، المُسَمَّوْن بعُقْبَة من الصّحابة ثلاثةٌ وثَلَاثُون، رَضِي الله عَنْهُم. رَاجع فِي الإِصابة والمعجم. وأَبو عُقبة وأَبو العَقِب صحابيَّان.
واليَعْقُوبِيَّة: فرقةٌ من الخَوَارِج أَصحاب يَعْقُوب بْن عَلِيّ الكَرخِيّ. وفِرقَةٌ أُخرى من الصنارعى آل يَعْقُوب البرادعيّ، وهم يَقُولُونَ باتِّحَادِ اللَّاهُوتِ والنَّاسُوتِ، وهم أَشَدُّ النَّصَارعى كُفراً وعَناداً، ذكره التقيّ المقريزيّ فِي بعض رَسَائِله.
وَقَالَ شَيخنَا: وعقبان: قَرْيَة بالأَندلس نسب إِليهَا جمَاعَة من أَعلام المالكيّة بتِلِمْسان وَغَيرهَا.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: يُقَالُ: باعَنِي فلانٌ سِلَعةٌ وَعَلِيهِ تَعْقبَةٌ إِن كَانَت فيهَا. وَقد أَدْرَكَتْنِي فِي تلْكَ السِّلْعَة تَعْقِبَةٌ. وَيُقَال: لَقيتُ نه عُقبَةَ الضَّبُعِ واستَ الكَلْب، أَي لَقيتُ مِنْهُ الشِّدَّة. وقولُه تَعَالى: {لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ} . قَالَ الفَراءُ أَي لَا رَادَّ.
والتَّعقِيبُ: شَدُّ الأَوتَارِ عَلَى السَّهْم. قَالَ لَبِيد:
مُرُطُ القِذاذِ فلَيْسَ فِيهِ مَصْنَعٌ
لَا الرِّيشُ يَنْفَعُه وَلَا التَّعْقيبُ
وسَيَأْتِي فِي ر ى ش وَفِي م ر ط.
(عقب) : والمِعْقاب: البيت الذي يُجْعَلُ فيه الزَّبيبُ.
عقب: {عقبى}: عاقبة. {يعقب}: يرجع على عقبيه. وقيل: يلتفت.
(عقب) النبت عقبا دق عوده واصفر ورقه

(عقب) فلَان شكا عقبه
عقب ورك ضجع قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه أكل مرّة مُقعيا فَكيف يُمكن [أَن يكون -] فعل هَذَا وَهُوَ وَاضع أليتيه على عَقِبَيْهِ وَأما الحَدِيث الآخر أَنه نهى عَن عَقِبِ الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة فَإِنَّهُ أَن يضع الرجل أليتيه على عَقِبيهِ فِي الصَّلَاة بَين السَّجْدَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يَجعله بعض النَّاس الإقعاء وَأما حَدِيث عبد الله بْن مَسْعُود أَنه كره أَن يسْجد الرجل متوركا أَو مُضْطَجعا.
(عقب) - في الحديث: "كان عُمَرُ رضي الله عنه، يُعَقِّب الجيوش" .
: أي يَبعَث جَماعَةً؛ ليكونوا في الغَزْو، ويَنْصرِف مَنْ طالت غَيْبَتُه.
- وفي حَديثٍ: "فكَان النّاضحُ يَعْتَقِبُه منَّا الخمسةُ"
: أي يَتَعاقَبُونَه في الرّكِوب واحدًا بعد واحدٍ.
- وفي الحديث: "مَنْ مَشى عن دابَّتِه عُقْبةً فله كذا"
: أي شَوطًا، ودارت عُقبَةُ فُلان: أي جَاءَت نوبَتُه ووقْتُ ركُوبِه. وأصلُ الباب: كَونُ الشيَّءِ عَقيبَ الشيّءِ
- وفي الحديث: "سأُعطِيكَ منها عُقبَى"
: أي عِوضًا.
- وفي حديث الضِّيافَة: "فإن لم يَقْرُوه فَلَه أن يُعْقِبَهم بِمِثْل قِرَاه"
: أي يأخذُ من مالِهم قَدْرَ قِرَاه عِوضًا وعُقْبَى مِمَّا حَرَمُوه من القِرَى؛ وهذا في المُضْطَرِّ الذي لا يَجد طَعامًا، ويَخافُ على نَفسِه التَّلَفَ.
- وفي حديث: "ما من جَرْعَةٍ أَحمَدُ عُقْبانًا"
: أي عاقِبةً. - وفي حديث النَّصَارى: "جاء السَّيِّد والعَاقِبُ"
العاقِبُ: الذي بَعْدَ السَّيِّد.
وفي الحديث : "شُمِّى عَوارِضَها وانْظُرِي إلى عَقِبَيْها أو عَرْقُوبَيْها".
قال الأصمَعِيُّ: يَعني إذا اسْوَدَّ عَقِبَاهَا اسوَدَّ سائِرُ جَسَدِها.
قال النَّابِغَةُ:
* لَيْسَت من السُّودِ أَعقابًا  ...
أراد أن يستَدِلَّ بذَلِك على لَوْن جَسَدها.
- في الحديث: "أَنَّه مَضَغ عَقَبا - بفتح القاف - وهو صَائِمٌ".
وهو عَصَب يَضْرِب إلى البَياض.
وفي رواية: "مَضَغ وَترًا"
ع ق ب

نصاب معقب. ورأيته يعقب قناته: يجعل عليها العقب. وفلان موطّأ العقب أي كثير الأتباع. ووشى بعمّار بن ياسر رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: اللهم إن كان كذب فاجعله موطأ العقب. ويقال للقادم: من أين عقبك؟ أي من أين جئت؟ وهل أعقب فلان؟ أي هل ترك عقباً؟ وما لفلان عاقبة أي عقب. وأنا جئت في عقب الشهر أي في آخره وأنت في عقبه أي بعد مضيّه. ويقال للفرس الجواد: إنه لذو عفو وذو عقب، فعفوه أول عدوه، وعقبه أن يعقب بحضر أشد من الأول، ومنه قولهم لمقطاع الكلام: لو كان له عقب لتكلم. واعتقب البائع المبيع: احتبسه حتى يأخذ الثمن. وعن النخعي: المعتقب ضامن لما اعتقب يعني إن هلك في يده فقد هلك منه لا من المشتري. وهما يعتقبان فلاناً بالضرب أي يتعاونان عليه. " له معقبات " هم ملائكة الليل والنهار يتعاقبون. والملوان عقيبان أي كل واحد معاقب الآخر. تقول: فلان عقيبي: تريد معاقبي في العمل. ولقي منه عقبة الضبع أي الشدة. وأكل القوم عقبتهم وهي ما يتعقبونه بعد الطعام من الحلاوة. ورعت الإبل عقبتها وهي الحمض بعد الخلة. وولّى فلان فلم يعقب أي لم يعطف. وما أحسن التعقيب بعد الصلاة وهو الجلوس للدّعاء، وتصدّق بصدقة ليس فيها تعقيبٌ أي استثناء. وفلانة معقاب: تلد ذكراً بعد أنثى. وأتى فلان خيراً فعقّب بخير منه وأردف بخير منه. واستعقب من أمره الندامة وتعقبها. وتعقبت ما صنع فلان: تتبعته. ولم أجد عن قولك معقّباً أي متفحّصاً يعني أنه من السداد والصحة بحيث لا يحتاج إلى تعقب. وتعقّبت الخبر إذا سألت غير من كنت سألت أول مرة. قال طفيل:

تتابع حتى لم تكن فيه ريبة ... ولم يك عمّا خبّروا متعقّب

وطلبه طلب المعقب وهو الذي يتبع عقب الخصم طالب حقه. وتغير فلان بعاقبة أي بأخرةٍ بعد ما كان مرضياً. أنشد يعقوب:

أرثّ جديد الوصل من أمّ معبد بعاقبة وأخلفت كل موعد

وأنشد ابن الأعرابي:

ألما تسائل أم عمرو لعلها ... بعاقبة أمسى قريباً بعيدها

وقال كثير:

فلا يبعدن وصلٌ لعزة أصبحت ... بعاقبة أسبابه قد تولّت وقال أبو ذؤيب:

نهيتك عن طلابك أمّ عمرو ... بعاقبة وأنت إذٍ صحيح

أي قلت لك: إنك بأخرة ستلقى من طلابك لها ما يسوءك.
عقب
عقَبَ يَعقُب، عَقْبًا وعُقوبًا، فهو عاقِب وعقيب، والمفعول مَعْقوب
• عقَب أباه في منصبه: تلاه، خلفَه فيه من بعده "عقَب والدَه في إمامة المسجد- عقَب الشَّيْبُ السَّوَادَ- يَعقُب العاصفةَ هدوءٌ [مثل أجنبيّ] ". 

أعقبَ يُعقب، إعقابًا، فهو مُعقِب، والمفعول مُعقَب (للمتعدِّي)
• أعقب الرَّجلُ: ترك ولدًا "مات دون أن يُعْقِب".
• أعقب بين الشَّيئين: أتى بأحدهما بعد الآخر "أعقب بين زائرين".
• أعقب أباه في منصبه: عَقبه؛ تلاه وخلفه فيه من بعده "أعقبتِ المفاوضاتُ الحربَ".
• أعقب فلانًا خيرًا: جازاه، عوَّضه وبدَّله "أعقب الرَّجلَ بطاعته".
• أعقب فلانًا ندمًا وحسرةً: أورثه، أتبعه، ألحقه "أعقبه سقمًا- {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} ". 

تعاقبَ/ تعاقبَ في يتعاقب، تَعَاقُبًا، فهو مُتعاقِب، والمفعول مُتعاقَب فيه
• تعاقب اللَّيلُ والنَّهارُ: جاء أحدُهما بعد الآخر "تعاقبت الانتصارات: تتابعت، تلاحقت، توالت- تعاقبت الفصولُ: تتابعت بانتظام" ° المتعاقبان: اللَّيل والنَّهار- على تعاقب العصور: على مرِّ العصور.
• تعاقبوا في الحراسة: تناوبوها وتداولوها "تعاقبوا في الخدمة"? بالتَّعاقب: بالتَّناوب، واحدًا بعد الآخر. 

تعقَّبَ يتعقَّب، تعقُّبًا، فهو مُتعقِّب، والمفعول مُتعقَّب
• تعقَّب هاربًا: تتبَّعه واقتفى أثرَه، طارده ولاحقه، أخذه بذنبٍ كان منه "تعقَّبتِ الشُّرطةُ المجرمين" ° تعقَّب الخبرَ: سأل غير مَنْ كان سأله أوّل مَرَّة. 

عاقبَ يعاقب، عِقابًا ومُعاقبةً وعقوبةً، فهو مُعاقِب وعقيب، والمفعول مُعاقَب (للمتعدِّي)
• عاقب بين الشَّيئين: أتى بأحدهما بعد الآخر "عاقب بين الطَّعام والشَّراب- عاقب بين اللَّعب والمذاكرة".
• عاقب مُجرمًا بذنبه/ عاقبه على ذنبه: جزاه سوءًا بما صنع، أخذه به، انتقم "عاقبه على خطئه- لا جريمة بلا عِقاب- فعلٌ يُعاقِب عليه القانون".
• عاقبه في عمله: ناوبه، جاء بعده "عاقبه في الحراسة/ الخدمة". 

عقَّبَ على يعقِّب، تعقيبًا، فهو مُعقِّب وعقيب، والمفعول مُعقَّب عليه
• عقَّب على قوله: بيَّن ما فيه من عيوبٍ أو محاسنَ، علَّق عليه فإمّا أن ينقضه أو يردّ عليه أو يؤيِّده "عقَّب على المحاضرة/ خطابه/ الأنباء" ° عقَّب في الصَّلاة: جلس -بعد أن صلَّى- لصلاةٍ أخرى أو لدعاءٍ أو نحو ذلك.
• عقَّب القاضي على حُكمِ سَلَفِه: أبطله، حَكم بغيره "عقَّب قاضي الاستئناف على حكم المحكمة الأدنى- {وَاللهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ}: لا رادّ له ولا ناقض".
• عقَّب عليه: كرَّ ورجع "تصدَّق ولم يُعقِّب: لم يستثنِ أحدًا- {وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} ". 

تعاقُب [مفرد]: مصدر تعاقبَ/ تعاقبَ في.
• التَّعاقُب القِمِّيّ: (نت) نمو الأعضاء النَّباتيّة من فروع جانبيّة، وأوراق وبراعم وأزهار متتابعة من القاعدة إلى القمة أو العكس. 

تعقيب [مفرد]: ج تعقيبات (لغير المصدر):
1 - مصدر
 عقَّبَ على.
2 - (سك) أن يوجِّه القائدُ جُندًا من مكان ليحلّ مكانَ جند في مكان آخر. 

عاقِبة [مفرد]: ج عواقبُ:
1 - آخِرُ كلِّ شيءٍ وخاتمتُه، الجزاءُ بالخير أو الشَّرِّ "حسنُ العاقبة- النَّظر في العواقب تلقيح للعقول- من نظر إلى العواقب سَلِمَ من النَّوائب [مثل]- {وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} - {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} " ° أمرٌ وخيم العاقبة: مُضِرّ، رديء سيّئ- العاقبة عندكم في المسرَّات: عبارة تذيَّل بها بطاقات الدّعوة لحفلات الزِّفاف، عبارة تستخدم في المجاملة وردّ التهنئة.
2 - نسل، وَلَد "ليست لفلان عاقبة". 

عُقاب [مفرد]: ج أَعْقُب وعِقْبان: (حن) من كواسِر الطَّير قوِيّ المخالب، حادّ البَصَر، له منقار قصيرأَعْقف (مذكَّر ومؤنَّث) "عُقاب كاسر- أبْصَر من عُقاب [مثل] ".
• العُقاب: راية النَّبيّ عليه السَّلام. 

عِقاب [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ ° عِقاب بدنيّ: جزاء بالضّرب أو بما يؤلم ويؤذي البدنَ.
2 - جزاء فعل السُّوء، الجزاء بالشَّرِّ، عكسه الثَّواب، عذاب "لابد من تطبيق قانون الثَّواب والعقاب في العمل- إذا كان لابدّ من العقاب فليكن على شيء يستحقّ- {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} ". 

عَقْب [مفرد]:
1 - مصدر عقَبَ.
2 - ذرّيّة، الولدُ وابنُ الوَلدِ "لا عَقْبَ له: لم يَبْق له ولدٌ ذكر- {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقْبِهِ} [ق] ". 

عَقِب [مفرد]: ج أعقاب:
1 - (شر) عظمُ مؤخَّر الــقَدَم، وهو أكبر عِظامها "ضربَ عَقِبَه- احرص على غسل عقبيك في الوضوء- وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ [حديث]: لتارك غسلهما في الوضوء- {فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ}: ارتدَّ وانثنى راجعًا- {وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللهُ}: نكفر ونَضِلّ" ° جاء على عقِبه: جاء بعده، خلَفه- سار في أعقابهم: تبعهم، اقتفى أثرَهم- عادوا على أعقابهم/ ارتدُّوا على أعقابهم/ انقلبوا على أعقابهم: تراجعوا، انهزموا، عادوا سريعًا على الطَّريق الذي جاءوا منه، ارتدُّوا كفّارًا بعد إيمانهم، رجعوا إلى ما كانوا عليه- نكص على عقبيه: رجع عمَّا كان عليه من خير.
2 - آخِرُ كلِّ شيءٍ وخاتمتُه "جرى نقاشٌ عَقِبَ الجلسة- تلقّى التّهاني عَقِب الحفلة- جئتك في عَقِب الشهر: لأيّام بقيت منه عشرة أو أقل" ° أعقاب الأمور: أواخرها- عَقِب السِّيجارة: ما يُرمى منها بعد تدخين الجزء الأكبر- في أعقاب الشَّيء: في نهايته، بعده- قلَبه رأسًا على عَقِب: جعل عاليه سافله.
3 - وَلَدُ الوالد الباقي بعده "مات وليس له عقِبٌ- {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} ". 

عُقْب [مفرد]: ج أعقاب:
1 - عَقِب؛ آخر كُلِّ شيءٍ وخاتمتُه "ضربوه بأعقاب البنادق- عُقْبُ سيجارة- جاء في عُقْب الشَّهر: بعد انقضاء الشّهر كلّه".
2 - خيرُ الجزاء " {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا}: وخيرٌ عاقبةً". 

عَقََبَة [مفرد]: ج عَقَبات وعِقاب:
1 - صعوبة، عائقٌ ما يعترض سيرَ العمل، أو يحول دون تحقيق شيء وبلوغِه "تغلب على عَقَبة المسكن- الحياة مليئة بالعَقَبات- {فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ} ".
2 - طريق صعب في الجبل، ويُكنَّى بها عمَّا يحول دون إنجاز أمر أو الصُّعوبة في إنجازه. 

عُقْبى [مفرد]: عقِب، عُقْب، آخرُ كلِّ شيء وخاتمتُه " {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبَى} [ق]- {وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} ".
• العُقْبى: الآخرة، المَرْجِعُ إلى الله " {سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} " ° عُقبى لك: أدعو لك بحسن العاقبة، تقال ردًّا على التَّهنئة بمولودٍ أو نجاحٍ أو زواجٍ أو حجٍّ أو نحو ذلك. 

عُقوب [مفرد]: مصدر عقَبَ. 

عُقوبة [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ.
2 - جزاءُ فعل السُّوء، ما يلحق الإنسان من المحنة بعد الذَّنب في الدُّنيا "لكلّ ذنبٍ عقوبة- عقوبة بدنيّة/ جنائيّة- عقوبة بالأشغال الشَّاقَّة" ° عقوبة اقتصاديَّة: إجراء اقتصاديّ تطبِّقه دولةٌ على أخرى كمقاطعة بضائعها أو الامتناع عن التَّصدير لها.
3 - (قن) ما

يُحكم به على كلِّ من يخالف الأحكامَ القانونيّة "ألغت الدَّولةُ عقوبةَ الإعدام".
• عُقوبة النَّفي: (سة) عُقوبة تقضي بإبعاد شخص خارج حدود بلاده لفترة محدودة أو غير محدودة، وقد نصَّت الدساتير الحديثة على تحريمها.
• العقوبات الذَّكيَّة: تخفيف العقوبات لتقليل الأضرار على شعبٍ ما، والضغط على النِّظام لمنعه من إنتاج أسلحة محظورة "حاولت أمريكا فرض العقوبات الذّكيّة على العراق".
• العُقوبة الدَّوليَّة: إجراء قسريّ تتبنّاه عِدّة دول تعمل مع بعضها البعض ضدَّ بلدٍ واحد قام بخرق القانون الدَّوليّ.
• قانون العقوبات: مجموع التشريعات التي تحدِّد نظام العقوبات المفروضة على مرتكبي المخالفات والجنح. 

عقيب [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عاقبَ وعقَبَ وعقَّبَ على.
2 - معاقِب، تالٍ "هو عقيبه: يأتي بعده".
• العقيبان: اللَّيل والنَّهار، كلُّ واحد منهما عَقيب صاحبه. 

مُعاقبة [مفرد]:
1 - مصدر عاقبَ.
2 - (نح) صلاحية عنصر لغويّ لأن يحلَّ محلَّ عنصر لغويٍّ آخر مثل معاقبةُ الهمزة لـ (هل) في الاستفهام نحو: هل جاءك أخوك؟ أجاءك أخوك؟. 

مُعَقِّبات [جمع]: ملائكةُ النَّهار واللَّيل؛ لأنّهم يتعاقبون على الشَّخص حافظين له " {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ} ". 

نعم

نعم: جواب لكلام لا حجة فيه، قاله الحرالي. 
نعم: هو لتقرير ما سبق من النفي.
(نعم) فلَان قَالَ نعم وَفُلَانًا رفهه وَالشَّيْء جعله نَاعِمًا
نعم: هِيَ لتقرير مَا سبق من الْإِثْبَات وَالنَّفْي. وَقد تكون لتقرير مَا بعْدهَا.
نعم: {والأنعام}: الإبل والبقر والغنم. وهو جمع لا واحد له من لفظه. 
(نعم) حرف جَوَاب وَيكون تَصْدِيقًا للمخبر فِي جَوَاب الْخَبَر فِي نَحْو الظُّلم مرتعه وخيم ووعدا للطَّالِب فِي جَوَاب الْأَمر أَو النَّهْي فِي نَحْو افْعَل وَلَا تفعل وإعلاما للسَّائِل فِي جَوَاب الِاسْتِفْهَام فِي نَحْو هَل أدّيت الْأَمَانَة
نعم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ: إِن أهل الْجنَّة لَيَتَراءَوْنَ أهل عِلَّيَّينَ كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرَّيَّ فِي أفق السَّمَاء وَإِن أَبَا بَكْر وَعمر مِنْهُم وأنْعَمًا. قَالَ الْكسَائي: قَوْله: وأنعما - يَعْنِي زادا على ذَلِك. قَالَ ويُقَال من هَذَا: قد أَحْسَنت إِلَيّ وأنعمت - أَي زِدْت على الْإِحْسَان وَكَذَلِكَ قَوْلهم: دققت الدَّوَاء فأنعمت دقة - أَي بالغت فِي دقة وزدت.
(نعم)
الشَّيْء نعما ونعمة ونعيما لَان ملمسه ونضر وطاب ورفه يُقَال نعم عيشه وباله هدأ واستراح وَبِه سر واستمتع يُقَال نعمت بلقائه ونعمت بِهِ عينا

(نعم) نعومة لَان ملمسه وَصَارَ نَاعِمًا لينًا فَهُوَ ناعم

(نعم) فعل غير متصرف لإنشاء الْمَدْح يُقَال نعم الْفَتى وَنعم الفتاة وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {نعم العَبْد إِنَّه أواب} و {نعم أجر العاملين} وتلحق بِهِ (مَا) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن تبدوا الصَّدقَات فَنعما هِيَ}
ن ع م

جلّت نعمة الله ونعماؤه، وأنعم الله عليهم. ونعم عيشه ينعم وينعم نعمةً، وعيش ناعم وفلان ينعم ويتنعّم، وهو ف يالنعمة والنعيم، ونعّم الله عيشه وناعمه. وجارية منعّمةٌ ومناعمة. ونبت وشعر ناعم ومتناعم. قال ذو الرمة يصف امرأة بيضاء:

هجان نفت المسك في متناعم ... سخام القرون غير صهب ولا زعر

ودقة دقاً نعماً، وأنعم دقّه. وإذا عملت عملاً فأنعمه: فأجده. وأحسن فلان وأنعم: وأجاد وزاد على الإحسان. وانعم صباحاً ومساءً ويقال: عم صباحاً بحذف النون. ونعم رجلاً زيد، ونعيماً هو. وإن فعلت كذا فيها ونعمت وأنعم الله بك عيناً، ونعم الله بك عيناً، ونعمك عيناً. وسألته حاجة فأنعم لي بها إذا قال: نعم، ويقال: نعم ونعمى عين ونعمة عين ونعام عين. وله نعم كثير وأنعام وأناعيم. قال البريق الهذليّ:

قد أشهد لحيّ جميعاً بها ... لهم نعام وعليهم نعم

أي لهم بكرات يستقون عليها ويروح عليهم نعم. وهبّتالنعامى وهي الجنوب. وأجفلوا نعاميّة أي إجفالة كما يجفل النّعام. قال الأفوه الأودي:

وأجفل القوم نعاميّةً ... عنا وفئنا بالنهاب النفيس

ومن المجاز: " خفّت نعامتهم ": ذهبوا. قال زياد الأعجم:

إذا اخترت أرضاً للمقام رضيتها ... لنفسي ولم يثقل عليّ مقامها

ضربت لها جأشاً فقرّت نعامتي ... إذا خفّ منها بالرجال نعامها

وقال السمهريّ العكليّ:

ولما استوت رجلاي في الأرض قلّصت ... نعامه ذي كبلين للشرّ حاذر

كان مسجوناً فأوثق في رجليه ملحفة وألقى نفسه من فوق السجن فحملته الريح حتى سقط فانكسرت قيوده وهرب. وباض النعام على رءوسهم إذا لبسوا البيض. ويقال للطوال: يا ظل النعامة. قال جرير:

فضح المنابر يوم يسلح قائماً ... ظل النعامة شبّة بن عقال
نعم
نَعِمَ نَعْمَةً ومَنْعَماً فهو ناعِمٌ نَعِمٌ. والنُّعْمَى والنَّعْماء والنَّعِيْمُ والنَّعْمَة. وجارِيَةٌ مُنَعَّمَةٌ ومُنَاعَمَةٌ وناعِمَةٌ. والنِّعْمَةُ: اليَدُ البَيْضاء. ونَعِمَ الله بك عَيْناً يَنْعَمُ ويَنْعِمُ، وأنْعَمَ الله بك عَيْناً: لُغَتان.
ونَعَّمَكَ الله عَيْناً: كما يُقال كَفَلْتُك ونِعْمَ الله بك عَيْناً - بسُكُون العَيْن.
وأنْعَمَتِ الرِّيْحُ: هَبَّتْ نُعَامى وهي الجَنُوب، وكأنَّه من النَّعْمَة لرِطُوبَتها. ويُقال: النَّعْمُ في النَّعَمِ: وهو الإِبِلُ والبَقَرُ والشّاءُ، ويُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ. ونَعَمْ: أدَاةٌ تُسْتَعْمَل في جَواب الواجِب.
ويقولون: أفْعَلُه ونَعَامَ عَيْنٍ، ونِعَامَ عَيْنٍ، ونُعْمى عينٍ، ونُعْمَ عينٍ، ونَعِمّا عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونَعَامَةَ عينٍ.
وقال بعضُهم: إذا وَجَدَ الوَحْشِيُّ ماءَ السَّماء ومَرْعىً فيا نُعْمَ هو، كما تقول: هو في نُعْمٍ من عَيْشِهِ. وهو رَجُلٌ نَعِيْمٌ ونَعِمّاً: أي نِعْمَ ما. وإنما نُعَامَاكَ أنْ تَفْعَل كذا: أي قُصَاراك.
والنُّعْمَانُ: نَبْتٌ. ونَعْمَانُ: أرْضٌ بالحجاز. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليَمن. والإِنْعَامُ: الزِّيادَة، ومنه: دَقَقْتُه دَقّاً نِعِمّاً. وَتَنَعَّمْتُهم: تَمَشَّيْتَ إليهم. وتَنَعَّمَ الطَّريقَ وانْتَعَمه: رَكِبَه، وكأنَّهما من ابنِ النَّعَامَة: وهي عَصَبَةٌ في باطِنِ أخْمِصِ الرِّجْل. ونَعَّم قَدَمَــيْه: ابْتَذَلَهما. وتَنَعَّمْتُه: في الحاجَة: اعْتَمَدْتَه. وتَنَعَّمْتُه: ألْحَحْتَ عليه سَوْقاً. وكأنَّه من طَرْدِ النَّعَامَة.
والنَّعَامَةُ: بَيْتٌ من بُيُوْت الأعْرَاب. وصَخْرَةٌ في الرَّكِيَّة ناشِزَةٌ. والنَّعْشُ. وخَشَبَةُ البَكْرَة. وحِجارَةٌ تُنْصَبُ فوقَ الجَبَل لِيُهْتَدى بها. وعَلاَمَةٌ كان يَتَّخِذُها الرَّجُلُ على ظَهْر بَيْتِه في الجاهِليَّة لِيُعْلَمَ أنَّه شَريف، قال البُرَيْقُ الهُذليُّ:
قد أشْهَدُ الحَيَّ جَميعاً بِهمْ ... لَهُمْ نَعَامٌ وعليهمْ نَعَمْ
وشَالَتْ نَعَامَتُهم، ويُرْوى: خَفَّت نَعَامَتُهم: أي ذَهَبُوا و َتَفَرَّقوا، وقيل: النَّعَامَةُ وابْنُ النَّعَامَةِ جميعاً: الطَّريقُ، والمعنى: اسْتَمَرَّ بهم السَّيْرُ؛ ونَقِيْضُه: قَرَّتْ نَعَامَتُهم. وقيل: النَّعَامَةُ: اسْمٌ للنَّفْس وللجَماعة. والنَّعَامَةُ من الفَرَسِ: فَمُه، وقيل: دِماغُه، قال:
خَفيفُ النَّعامة ذو مَيْعَةٍ ... كَثيفُ الفَراشَةِ ناتي الصُّرَدْ ويُقال للمُفْرِط الطُّول: ظِلُّ النَّعَامَة. والنَّعَائمُ: ثَمانِيَةُ كواكِبَ أرْبَعَةٌ في المجَرَّة ويُقال لها الوارِدُ؛ وأرْبَعَةٌ خارِجَةٌ ويُقال لها الصّادِر.

نعم


نَعَمَ(n. ac.
نَعْمَة
مَنْعَم)
a. Lived in ease, affluence.
b. Was pleasant (life).
c. Suited, agreed with.
d. see IV (g)
نَعِمَ(n. ac. نَعَم)
a. Was green & tender (branch).
b. see supra
(a) (b), (c).
e. [Bi], Affirmed.
نَعُمَ(n. ac. نُعُوْمَة)
a. Was soft, tender.

نَعَّمَa. Procured a comfortable life for; prospered.
b. Said yes to, answered in the affirmative.
c. [ coll. ], Rendered soft;
pulverized.
نَاْعَمَa. see I (a)
& II (a).
c. Made firm (cord).
أَنْعَمَ
a. [acc.
or
La]
see II (a)b. Was pleasant.
c. Rendered pleasant.
d. [acc. & 'Ala
or
Bi], Granted to; favoured with.
e. [acc. & Fī], Fixed upon (look).
f. [Fī], Was diligent over.
g. Came bare-foot to.
h. see II (b)
تَنَعَّمَa. see I (a) (b), (c) & IV (
f ).
e. Went bare-foot.
f. Drove.

تَنَاْعَمَa. see I (a)
نَعْمَةa. Well-being; prosperousness; affluence, wealth
fortune.
b. Pleasure, enjoyment.

نِعْمَة
(pl.
نِعَم أَنْعُم
&
a. نِعَمَات ), Favour, benefit
kindness; grace.
b. see 1t (a) (b).
d. [ coll. ], Privilege.

نُعْم
(pl.
أَنْعُم)
a. Prosperity, ease, happiness; enjoyment.

نُعْمَىa. see 1t & 2t
(a).
نَعَم
(pl.
أَنْعَاْم أَنَاْعِيْمُ)
a. Cattle; sheep; camels.

نَاْعِمa. Soft; supple; tender, delicate.
b. Easy, comfortable, luxurious (life).
c. Well-off, wealthy.
d. [ coll. ], Thin, fine;
pulverized.
نَاْعِمَة
(pl.
نَوَاْعِمُ)
a. Garden.

نَعَاْمa. Ostrich.
b. Desert.
c. see 22t (c) (d).
نَعَاْمَة
(pl.
نَعَاْئِمُ
& reg. )
a. see 22 (a) (b).
c. Projecting stone or beam of a well.
d. Sign, road-sign.
e. Road.
f. Joy.
g. Forehead.
h. Crowd.
i. Honour.
j. Darkness; ignorance.

نُعَاْمَى
(pl.
نَعَاْئِمُ)
a. South wind.

نَعِيْم
(pl.
نُعَمَآءُ)
a. Ease; affluence.
b. Pleasant abode: Paradise.
c. Bounty, goodness.
d. see 2t (a)نُعْم
&
نَاْعِم
(c).
نَعِيْمَةa. Delight.

نُعُوْمَةa. Softness.
b. Pleasantness.

نُعْمَاْنa. Blood.
b. Surname of certain Arab kings.

نَعْمَآءُa. see 2t (a)
مِنْعَاْمa. Generous, beneficent.

نَعَاْئِمُ
a. [art.], Name of certain stars.
N. P.
نَعَّمَa. see 21 (c)b. Kind, gentle (speech).
N. Ag.
نَاْعَمَa. see 21 (a)
N. P.
نَاْعَمَa. see 21 (c)
& N. P.
نَعَّمَ
(b).
N. Ag.
أَنْعَمَa. Beneficent; bountiful; benefactor.

N. Ac.
أَنْعَمَ
(pl.
إِنْعَامَات)
a. Beneficence: grace; bounty.

N. Ag.
تَنَعَّمَa. see 21 (c)
N. Ac.
تَنَعَّمَa. Well-being; comfort; satisfaction; joy.

N. Ag.
تَنَاْعَمَa. see 21 (a)
نَعَمْ
a. Yes; certainly; so it is; just so; exactly.

نِعْمَ نَِعِمَّا نِعْمَت
a. Bravo! Well done!

إِنْعَامَة
a. Favour, grace.

تَنْعِيْمَة
a. A thorny tree.

مُنْعُم
a. Broom, brush.

نَُعْم عَيْنٍ
نَُغَام عَيْنٍ
نَعِيْم عَيْنٍ
a. For the sake of.

نَعِيْم البَالِ
a. Easy-going, goodnatured.

وَاسِع النَّعْمَة
a. Affluent, opulent.

شَقَائِق النُّعْمَان
a. Anemone.

نَعَام الصَّادِر
نَعَام الوَارِد
a. Names of certain stars.

أَنْعَمَ اللّٰهُ بِكَ
عَيْنًا
or
نَعَمَ
نَعِمَك اللّٰهُ عَيْنًا
a. May God favour thee!

أَنْعَمَ اللّٰهُ صَبَاحَكَ
a. I wish you a good morning.
نعم
النِّعْمَةُ: الحالةُ الحسنةُ، وبِنَاء النِّعْمَة بِناء الحالةِ التي يكون عليها الإنسان كالجِلْسَة والرِّكْبَة، والنَّعْمَةُ: التَّنَعُّمُ، وبِنَاؤُها بِنَاءُ المَرَّة من الفِعْلِ كالضَّرْبَة والشَّتْمَة، والنِّعْمَةُ للجِنْسِ تقال للقليلِ والكثيرِ. قال تعالى: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها [النحل/ 18] ، اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 40] ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي [المائدة/ 3] ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ
[آل عمران/ 174] إلى غير ذلك من الآيات. والإِنْعَامُ: إيصالُ الإحسانِ إلى الغَيْرِ، ولا يقال إلّا إذا كان المُوصَلُ إليه من جِنْسِ النَّاطِقِينَ، فإنه لا يقال أَنْعَمَ فلانٌ على فَرَسِهِ. قال تعالى: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة/ 7] ، وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ
[الأحزاب/ 37] والنَّعْمَاءُ بإِزَاءِ الضَّرَّاءِ. قال تعالى: وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ
[هود/ 10] والنُّعْمَى نقيضُ البُؤْسَى، قال: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ
[الزخرف/ 59] والنَّعِيمُ: النِّعْمَةُ الكثيرةُ، قال:
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
[يونس/ 9] ، وقال:
جَنَّاتِ النَّعِيمِ [لقمان/ 8] وَتَنَعَّمَ: تَنَاوَلَ ما فيه النِّعْمَةُ وطِيبُ العَيْشِ، يقال: نَعَّمَهُ تَنْعِيماً فَتَنَعَّمَ. أي: جَعَلَهُ في نِعْمَةٍ. أي: لِينِ عَيْشٍ وخَصْبٍ، قال: فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ
[الفجر/ 15] وطعامٌ نَاعِمٌ، وجارية نَاعِمَةٌ. [والنَّعَمُ مختصٌّ بالإبل] ، وجمْعُه: أَنْعَامٌ، [وتسميتُهُ بذلك لكون الإبل عندهم أَعْظَمَ نِعْمةٍ، لكِنِ الأَنْعَامُ تقال للإبل والبقر والغنم، ولا يقال لها أَنْعَامٌ حتى يكون في جملتها الإبل] . قال: وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ
[الزخرف/ 12] ، وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً [الأنعام/ 142] ، وقوله: فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعامُ [يونس/ 24] فَالْأَنْعَامُ هاهنا عامٌّ في الإبل وغيرها. والنُّعَامَى: الرِّيحُ الجَنُوبُ النَّاعِمَةُ الهبُوبِ، والنَّعَامَةُ: سُمِّيَتْ تشبيهاٍ بِالنَّعَمِ في الخِلْقة، والنَّعَامَةُ: المَظَلَّةُ في الجَبَلِ، وعلى رأس البئر تشبيهاً بالنَّعَامَةِ في الهَيْئَة مِنَ البُعْدِ، والنَّعَائِمُ: من مَنَازِلِ القَمَرِ تشبيهاً بِالنَّعَامَةِ وقول الشاعر:
وابْنُ النَّعَامَةِ عِنْدَ ذَلِكَ مَرْكَبِي
فقد قيل: أراد رِجْلَهُ، وجعلها ابنَ النَّعَامَةِ تشبيهاً بها في السُّرْعَة. وقيل: النَّعَامَةُ بَاطِنُ الــقَدَمِ، وما أرَى قال ذلك من قال إلّا من قولهم:
ابْنُ النَّعَامَةِ. وقولهم تَنَعَّمَ فُلَانٌ: إذا مَشَى مشياً خَفِيفاً فَمِنَ النِّعْمَةِ.
و «نِعْمَ» كلمةٌ تُسْتَعْمَلُ في المَدْحِ بإِزَاءِ بِئْسَ في الذَّمّ، قال تعالى: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص/ 44] ، فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ
[الزمر/ 74] ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ [الأنفال/ 40] ، وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ [الذاريات/ 48] ، إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ
[البقرة/ 271] وتقول: إن فَعَلْتَ كَذَا فَبِهَا وَنِعْمَتْ. أي: نِعْمَتِ الخَصْلَةُ هِيَ، وغَسَّلْتُهُ غَسْلًا نِعمَّا، يقال: فَعَلَ كذا وأَنْعَمَ. أي: زَادَ، وأصله من الإِنْعَامِ، ونَعَّمَ اللَّهُ بِكَ عَيْناً.
و «نَعَمْ» كلمةٌ للإيجابِ من لفظ النِّعْمَة، تقول: نَعَمْ ونُعْمَةُ عَيْنٍ ونُعْمَى عَيْنٍ ونُعَامُ عَيْنٍ، ويصحُّ أن يكون من لفظ أَنْعَمَ منه، أي: أَلْيَنَ وأَسْهَلَ.
ن ع م: (النِّعْمَةُ) الْيَدُ وَالصَّنِيعَةُ وَالْمِنَّةُ وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْكَ. وَكَذَا (النُّعْمَى) فَإِنْ فَتَحْتَ النُّونَ مَدَدْتَ فَقُلْتَ: (النَّعْمَاءُ) . وَ (النَّعِيمُ) مِثْلُهُ. وَفُلَانٌ وَاسِعُ (النِّعْمَةِ) أَيْ وَاسِعُ الْمَالِ. وَقَوْلُهُمْ: إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَبِهَا وَ (نِعْمَتِ) أَيْ وَنِعْمَتِ الْخَصْلَةُ. وَ (نِعْمَ) وَبِئْسَ فِعْلَانِ مَاضِيَانِ لَا يَتَصَرَّفَانِ لِأَنَّهُمَا اسْتُعْمِلَا لِلْحَالِ بِمَعْنَى الْمَاضِي، فَنِعْمَ مَدْحٌ وَبِئْسَ ذَمٌّ. وَفِيهَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ: الْأَصْلُ نَعِمَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ ثَانِيهِ. ثُمَّ تَقُولُ: نِعِمَ فَتُتْبِعُ الْكَسْرَةَ الْكَسْرَةَ. ثُمَّ تَطْرَحُ الْكَسْرَةَ الثَّانِيَةَ فَتَقُولُ: نِعْمَ بِكَسْرِ النُّونِ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نَعْمَ بِفَتْحِ النُّونِ. وَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ وَنِعْمَ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. وَإِنْ شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ الْمَرْأَةُ هِنْدٌ. فَالرَّجُلُ فَاعِلُ نِعْمَ وَزَيْدٌ يَرْتَفِعُ مِنْ وَجْهَيْنِ: أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مُبْتَدَأً قُدِّمَ عَلَيْهِ خَبَرُهُ. وَالثَّانِي: أَنْ يَكُونَ خَبَرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هُوَ زَيْدٌ جَوَابٌ لِسَائِلٍ سَأَلَ مَنْ هُوَ؟ لَمَّا قُلْتَ: نِعْمَ الرَّجُلُ. وَ (النُّعْمُ) بِالضَّمِّ خِلَافُ الْبُؤْسِ، يُقَالُ: يَوْمٌ نُعْمٌ وَيَوْمٌ بُؤْسٌ وَالْجَمْعُ (أَنْعُمٌ) وَأَبْؤُسٌ. وَ (نَعُمَ) الشَّيْءُ صَارَ (نَاعِمًا) لَيِّنًا وَبَابُهُ سَهُلَ. وَكَذَا (نَعِمَ) يَنْعَمُ مِثْلُ عَلِمَ يَعْلَمُ. وَفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مُرَكَّبَةٌ مِنْهُمَا وَهِيَ: (نَعِمَ) يَنْعُمُ مِثْلُ فَضِلَ يَفْضُلُ. وَلُغَةٌ رَابِعَةٌ: (نَعِمَ) يَنْعِمُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا وَهُوَ شَاذٌّ. وَ (النَّعْمَةُ) بِالْفَتْحِ التَّنْعِيمُ. وَيُقَالُ: (نَعَّمَهُ) اللَّهُ (تَنْعِيمًا) وَ (نَاعَمَهُ فَتَنَعَّمَ) . وَامْرَأَةٌ (مُنَعَّمَةٌ) وَ (مُنَاعَمَةٌ) بِمَعْنًى. وَ (أَنْعَمَ) اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ النِّعْمَةِ. وَأَنْعَمَ اللَّهُ صَبَاحَهُ مِنَ (النُّعُومَةِ) . وَ (أَنْعَمَ) لَهُ قَالَ لَهُ: نَعَمْ. وَفَعَلَ كَذَا وَأَنْعَمَ أَيْ زَادَ. وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا أَيْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّهُ. وَكَذَا (نَعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَعِمَكَ عَيْنًا. وَ (النَّعَمُ) وَاحِدُ (الْأَنْعَامِ) وَهِيَ الْمَالُ الرَّاعِيَةُ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ هَذَا الِاسْمُ عَلَى الْإِبِلِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّثُ يَقُولُونَ: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ وَجَمْعُهُ (نُعْمَانٌ) كَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْأَنْعَامُ) يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] وَقَالَ: «مِمَّا فِي بُطُونِهَا» ، وَجَمْعُ الْجَمْعِ (أَنَاعِيمُ) . وَ (نَعَمْ) عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ وَجَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ. وَرُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قِيلَ: لَيْسَ لِي عِنْدَكَ وَدِيعَةٌ فَقَوْلُكَ: نَعَمْ وَبَلَى تَكْذِيبٌ. وَ (نَعِمْ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ. وَ (النَّعَامَةُ) مِنَ الطَّيْرِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، وَ (النَّعَامُ) اسْمُ جِنْسٍ مِثْلُ حَمَامٍ وَحَمَامَةٍ وَجَرَادٍ وَجَرَادَةٍ. وَ (النُّعَامَى)
بِالضَّمِّ رِيحُ الْجَنُوبِ لِأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وَأَرْطَبُهَا. وَ (نَعْمَانُ) بِالْفَتْحِ وَادٍ فِي طَرِيقِ الطَّائِفِ يَخْرُجُ إِلَى عَرَفَاتٍ. وَيُقَالُ لَهُ: نَعْمَانُ الْأَرَاكِ. وَقَوْلُهُمْ: (عِمْ) صَبَاحًا كَلِمَةُ تَحِيَّةٍ كَأَنَّهُ مَحْذُوفٌ مِنْ نَعِمَ يَنْعِمُ بِالْكَسْرِ، كَمَا يُقَالُ: كُلْ مِنْ أَكَلَ يَأْكُلُ حُذِفَ مِنْهُ الْأَلِفُ وَالنُّونُ تَخْفِيفًا. وَ (التَّنْعِيمُ) مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. 
(نعم) - قوله تبارك وتعالى: {فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ} .
كَلِمة "نَعَم" تقع في الكَلام جَوابًا لِمَا لا جَحْدَ فيه. وفيه لُغَتان: فتح العَين وكَسْرُها، والكَسْرُ هي قراءة الكسَائِي وجماعَةٌ، وهي قراءة النبى صلَّى الله عليه وسلَّم.
على ما رُوِى عن قتَادة "عن رَجُلٍ من خَثْعَم قال: دُفِعْتُ إلى النبىّ - صَلّى الله عليه وسلّم، وهو بمنى، فَقُلْتُ له: أنتَ الذي تَزْعُم أنّك نبِىٌّ؟ قال: نَعِم" وكَسَرَ العَينَ.  - وقال بعض وَلدِ الزُّبَير: "ما كنتُ أسْمَعُ أشيَاخَ قُريش يَقُولُون: إلاَّ نَعِم" بكَسْر الِعين .
- وقالَ أبو عُثمِانَ النَّهْدِى: أمرَنا أمير المؤمنين عُمَر رَضى الله عنه بأمرٍ فقلنا: نعَمْ. فقال: "لا تَقُولُوا نَعَمْ، ولكن قُولُوا: نَعِم" وكَسَرَ العَيْنَ.
وقال بَعْضُ الأعْرَاب: كَانَ أبى إذَا سِمِعَ رَجُلًا يقُولُ: نَعَمْ يقول: نَعَم: إبلٌ وشَاءٌ، إنّما هي نَعِمْ. وقال الشَّاعر - في اللغَتَين جميعًا -:
دَعَانِي عَبْدُ الله نَفسىِ فدَاؤُه فيَالَكَ مِن دَاع دَعَانَا نعَم نَعِمْ.
- في الحديث: "من تَوضَّأ يوم الجُمعَةِ فبِهَا ونِعْمت"
فيه قولان: أَحَدُهما: ونِعْمَتِ الخَلَّةُ والفَعْلَة، ثمّ يحذِفُ الْفَعْلَةَ اختصارًا والثاني "نَعِمْت"
: أي نَعَّمَك الله، وقال الأصمعي: "فبها": أي فبِالسُّنَّةِ أخَذ.
- وفي حديث أبي مَرْيم الأزْدِى قال: "دَخَلْتُ على مُعاوِية - رضي الله عنه - فقال: ما أَنْعَمَنَا بِكَ؟ "
: أي ما جاءَنا بك، أو ما الذي أعمَلَك إلينَا؛ وإنما يقال ذلك لمن يُفْرَح بلِقائه، كأنّه يقولُ: ما الذي أطلعَكَ علَينا، وأنْعَمَنا بلقَائك، وسَرَّنا برُؤْيَتِكَ. ومن ذلك قَولُهم في التحيَّةِ: أَنْعِمْ صَباحًا.
وَيُحْتَمَل أن يُريد: ما الذي جَشَّمَكَ الإتيَانَ إاليَنا وَالمشىَ علَى نَعَامةِ رِجْلِكَ.
قيل: النَّعَامَةُ: صَدْرُ الــقَدَم. وقيلِ: عَصَبَةٌ في الأخْمَص، ومنه: بهيمة الأنعَاِم وهي الماشِيَةُ التي تمشى على نعَامَته، خِلاف ذوَات الَحَافِر في وَطْئِها.
قال ابن دُرَيد: النّعامَةُ: باطنُ الــقَدَم. وقيل: ابنُ النعَامَة صَدْر الــقَدَم.
وتنعَّم: مشى حافيًا. وقيل: إنه على طريق التفَاؤُل؛ لأن الرُّجْلة عَناءٌ وبُؤْسٌ فقَلَبُوه، وقالوا: تَنعَّمَ: إذا مَشىَ حافيًا، كما قالوا. في اللّدِيغ سَلِيمٌ.
وتَنعَّمتُهُم: مَشيْتُ إِليهِم.
- في الحديث: "مَسَحَ ظَهْرَ آدَمَ بنَعْمان السّحاب"
نَعْمان: جَبَلٌ بقُرْب عَرَفة، وأضافه إلى السَّحاب، لأنّ السّحاب يركد فوْقَهَ لعُلُوّه.
- قوله تعالى: {نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
"نِعْم" يُستَعمَل في حَمْدِ كل شىء وتفَضِيلِه.
يقال: إذا عَمِلت عَمَلا فَأَنْعِمْهُ: أي اعمَله على وجه يُثنَى عليه بنِعْم.
ومنه: دقَّه دقًّا نِعَمًّا قال: رَشِدتَ وأَنعمت. - وفي حديث أبى سفيان: "أنْعَمَتْ فَعالِ عنها"
- يعنى هُبَل - حين أَرادَ الخروجَ إلى أُحُدٍ، كتَب على سَهم: نَعَم، وعلى آخر: لا، فأجالهُما عند هُبَل، فخرج سَهم الإِنعام؛ أي حين قال: اعْلُ هُبَلُ، قال عُمر: الله أعْلَى وأَجَلّ.
أي اتْرُك ذِكْرها، فقد صدَقَت في فَتْواها وأنْعَمَتْ: أجابَت بنعَمَ.
- في حديث ابن ذى يزن:
* أتَي هِرَقْلاً وقد شَالَت نَعامَتُهم *
النَّعامة: الجماعَة: أي تفرّقوا.
- في الحديث: "نِعِمَّا بالمَالِ"
أَصلُه نِعْم ما، فأُدغم وشُدِّد، وما غير موصوفة ولا موصولة كأنه قال: نِعْم شيئا المَالُ، والباء مزيدة، كهى في "كَفَى بالله حَسِيبًا".
ويجوز كَسرُ النّون وفَتحُها، والعين مكسورة.
ن ع م : النَّعَمُ الْمَالُ الرَّاعِي وَهُوَ جَمْعٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ عَلَى الْإِبِلِ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ النَّعَمُ الْجِمَالُ فَقَطْ وَيُؤَنَّثُ وَيُذَكَّرُ وَجَمْعُهُ نُعْمَانٌ مِثْلُ حَمَلٍ وَحُمْلَانٌ وَأَنْعَامٌ
أَيْضًا وَقِيلَ النَّعَمُ الْإِبِلُ خَاصَّةً وَالْأَنْعَامُ ذَوَاتُ الْخُفِّ وَالظِّلْفِ وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَقِيلَ تُطْلَقُ الْأَنْعَامُ عَلَى هَذِهِ الثَّلَاثَةِ فَإِذَا انْفَرَدَتْ الْإِبِلُ فَهِيَ نَعَمٌ وَإِنْ انْفَرَدَتْ الْبَقَرُ وَالْغَنَمُ لَمْ تُسَمَّ نَعَمًا.

وَأَنْعَمْتُ عَلَيْهِ بِالْعِتْقِ وَغَيْرِهِ وَالِاسْمُ النِّعْمَةُ وَالْمُنْعِمُ مَوْلَى النِّعْمَةِ وَمَوْلَى الْعَتَاقَةِ أَيْضًا وَالنُّعْمَى وِزَانُ حُبْلَى وَالنَّعْمَاءُ وِزَانُ الْحَمْرَاءِ مِثْلُ النِّعْمَةِ وَجَمْعُ النِّعْمَةِ نِعَمٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَأَنْعُمٌ أَيْضًا مِثْلُ أَفْلُسٍ وَجَمْعُ النَّعْمَاءِ أَنْعُمٌ مِثْلُ الْبَأْسَاءِ يُجْمَعُ عَلَى أَبْؤُسٍ.

وَالنَّعْمَةُ بِالْفَتْحِ اسْمٌ مِنْ التَّنَعُّمِ وَالتَّمَتُّعِ وَهُوَ النَّعِيمُ وَنَعِمَ عَيْشُهُ يَنْعَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ اتَّسَعَ وَلَانَ وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَنَعَّمَهُ اللَّهُ تَنْعِيمًا جَعَلَهُ ذَا رَفَاهِيَةٍ وَبِلَفْظِ الْمَصْدَرِ وَهُوَ التَّنْعِيمُ سُمِّيَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ وَهُوَ أَقْرَبُ أَطْرَافِ الْحِلِّ إلَى مَكَّةَ وَيُقَالُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَكَّةَ أَرْبَعَةُ أَمْيَالٍ وَيُعْرَفُ بِمَسَاجِدِ عَائِشَةَ.

وَنَعُمَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ نُعُومَةً لَانَ مَلْمَسُهُ فَهُوَ نَاعِمٌ وَنَعَّمْتُهُ تَنْعِيمًا.

وَقَوْلُهُمْ فِي الْجَوَابِ نَعَمْ مَعْنَاهَا التَّصْدِيقُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمَاضِي نَحْوُ هَلْ قَامَ زَيْدٌ وَالْوَعْدُ إنْ وَقَعَتْ بَعْدَ الْمُسْتَقْبَلِ نَحْوُ هَلْ تَقُومُ قَالَ سِيبَوَيْهِ نَعَمْ عِدَةٌ وَتَصْدِيقٌ قَالَ ابْنُ بَابْشَاذْ يُرِيدُ أَنَّهَا عِدَةٌ فِي الِاسْتِفْهَامِ وَتَصْدِيقٌ لِلْإِخْبَارِ وَلَا يُرِيدُ اجْتِمَاعَ الْأَمْرَيْنِ فِيهَا فِي كُلٍّ قَالَ النِّيلِيُّ وَهِيَ تُبْقِي الْكَلَامَ عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنْ إيجَابٍ أَوْ نَفْيٍ لِأَنَّهَا وُضِعَتْ لِتَصْدِيقِ مَا تَــقَدَّمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَرْفَعَ النَّفْيَ وَتُبْطِلَهُ فَإِذَا قَالَ الْقَائِلُ مَا جَاءَ زَيْدٌ وَلَمْ يَكُنْ قَدْ جَاءَ وَقُلْتَ فِي جَوَابِهِ نَعَمْ كَانَ التَّقْدِيرُ نَعَمْ مَا جَاءَ فَصَدَّقْتَ الْكَلَامَ عَلَى نَفْيِهِ وَلَمْ تُبْطِلْ النَّفْيَ كَمَا تُبْطِلُهُ بَلَى وَإِنْ كَانَ قَدْ جَاءَ قُلْتَ فِي الْجَوَابِ بَلَى وَالْمَعْنَى قَدْ جَاءَ فَنَعَمْ تُبْقِي النَّفْيَ عَلَى حَالِهِ وَلَا تُبْطِلُهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] وَلَوْ قَالُوا نَعَمْ كَانَ كُفْرًا إذْ مَعْنَاهُ نَعَمْ لَسْتَ بِرَبِّنَا لِأَنَّهَا لَا تُزِيلُ النَّفْيَ بِخِلَافِ بَلَى فَإِنَّهَا لِلْإِيجَابِ بَعْدَ النَّفْيِ وَأَنْعَمْتُ لَهُ بِالْأَلِفِ قُلْتُ لَهُ نَعَمْ.

وَالنَّعَامَةُ تَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْجَمْعُ نَعَامٌ.

وَنِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ بِكَسْرِ النُّونِ مُبَالَغَةٌ فِي الْمَدْحِ وَالْمَعْنَى لَوْ فُصِّلَ الرِّجَالُ رَجُلًا رَجُلًا فَضَلَهُمْ زَيْدٌ وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِعْمَتْ أَيْ وَنِعْمَتْ الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَالتَّاءُ فِيهَا كَهِيَ فِي قَامَتْ هِنْدٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَالتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الْوَقْفِ.

وَنُعْمَانُ الْأَرَاكِ بِفَتْحِ النُّونِ وَادٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَيَخْرُجُ إلَى عَرَفَاتٍ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ نُعْمَانٌ اسْمُ جَبَلٍ بَيْنَ مَكَّةَ وَالطَّائِفِ وَهُوَ وَجُّ الطَّائِفِ.

وَالنُّعْمَانُ بِالضَّمِّ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الدَّمِ. 
نعم: نعم ب: استمتع ب (عباد 1: 98، 11، 39، 10).
نعم: لطف، حلى (الماء)، جعله (الشيء) ناعم الملمس (بوشر): adoucir.
نعم: رقق (بوشر): subtiliser.
نعم: سحق الشيء وجعله قطعا صغيرة (بوشر).
نعم النظر أو في النظر: أو في النظر: أحد النظر إلى، حدج بطرفه، حدق فيه، حملق regarder fixement ( باين سميث 1183 - 5).
انعم: ضمن أو أمن دخلا (الكالا- renta colar) .
انعم: قال نعم (أبو الوليد 780: 29).
انعم له: في (محيط المحيط): (قال له نعم فسر بذلك) (الكامل 549: 12)، وفي (فوك) concedere له وبه وفيه.
أنعم السؤال له: سمح له، بلطف، أن يتــقدم بأسئلته (معجم أبي الفداء).
انعم: وعد (الكالا): promettre بالفرنسية التي تقابل prometer اللاتينية.
انعم: في (محيط المحيط): (ويقال دققت الدواء وأنعمت أي بالغت وزدت فيه والشيء جعلته ناعما).
أنعم النظر: حقق النظر وبالغ فيه (معجم الجغرافيا).
أنعم بك: تعبير اصطلاحي لم افهم، بدقة، معناه (ألف ليلة 3: 444): ثم أعطاه دينارا وإذا بالسقاء نظر إليه واستقل به وقال له أنعم بك أنعم بك يا غلام صغار قوم كبار قوم آخرين وفي رواية (برسلاو): يا نعم يا نعم.
تنعم: ترفه، تمتع، شعر بالرضا أو خامرته مشاعر الرضا (ابن جبير 87 في حديثه عن تقبيل الحجر الأسود): وللحجر عند تقبيله لدونة ورطوبة يتنعم بها الفم.
نعم والجمع أنعام: بركات، أفضال السماء أو معروفها (الجمع والمفرد له المعنى نفسه) (بوشر).
نعم: كيف؟ إن هذه الكلمة تستعمل للاستعادة حين ترد، في الكلام، كلمة غير مفهومة فيعلق عليها السامع قائلا: (العفو، ماذا قلت) (بوشر). ونعم: أي لا شك أن الأمر كذلك (هوجفلايت 49: 3).
يا نعم يا نعم: (انظر أنعم).
نعمة: فضل السماء، معروف السماء، فضل الله (الكالا: =رحمة).
نعمة: سخاء، كرم (الكالا، النويري مصر 193): كانت له نعمة عظيمة.
نعمة: تقال للتأكيد، في حديث مع أحد الأمراء على سبيل المثال؛ وحق نعمتك (أقسم بحق فضلك على) (ألف ليلة 1: 95).
نعمة: كل ما يتلقاه المرء بفضل من الله ففي (محيط المحيط): ( ... ما أنعم به عليك من رزق ومال وغيره). من هنا جاء ذكر الأموال (النويري أسبانيا 442): سلب نعمته أي سلبه ماله وواسع النعمة هو الغني (محيط المحيط) وأرباب النعم الأغنياء (كوسج كرست 82): وأخرجوا لزوجته الحلل الفاخرة والنعم الظاهرة.
النعم: المباهج السماوية، أفراح الفردوس (معجم بدرون، أبحاث 1 الملحق 111 L. 12) .
نعم: رقة، نعومة (دي ساسي كرست 1: 252): وذكر إنها ورقة التوت فيها لين ونعمة؛ إلا أن هذا النص الذي نقتبسه هنا مليء بالأخطاء إذ ينبغي أن تحل كلمة نعومة في موضع نعمة.
نعمة: بقوة، بشدة، بكثرة fortement, bien وباللاتينية: ( valde - فوك).
نعمة: المعجم اللاتيني ذكر الكلمة ضمن مادة غريبة: bono appetius، نعمة المودة فلو أنها كانت boni appetius لكان النص العربي مودة النعمة.
نعمة: حصاد، ريع، كسب (شيرب ديال 180).
نعمة: خبز (دوماس 271).
نعمى: سعادة (عباد 1: 388).
نعمان: خشخاش، خشخاش منثور (نبات عشبي سنوي من الفصيلة الخشخاشية له زهر أحمر) coguelicot, parot وباللاتينية papaver وعند المستعيني: ماميثا: شبيه بورق الخشخاش أو النعمان. وفي مادة خشخاش لبيض يعادل النعمان الكبير.
نعمان: هو نبات النعمان عند (فورسكال) (بركهارت سوريا 571) ونعمانية حسبما ورد عند (فريتاج) اعتمادا على (فورسكال).
نعماني: (جمال من سلالة طيبة يطلق عليها هذا الاسم للدلالة على المكان الذي تتوالد منه) (بيرتون 16) إلا أنني أعتقد أن هذه الكلمة يجب أن تنطق نعماني بضم النون وليس بالفتح لأنني اعتقد أن هذا الاصطلاح يتعلق بعصافير النعمان.
نعماني: من المواليات، ما كان من سبعة مصاريع (انظر سباعي).
شقيق نعماني: هو نبات الشقار (شقائق النعمان) (بوشر).
نعما: جيدا، بقوة (زيتشر 1: 158، ابن العوام 1: 130 و14: 131، 5، 14 و143: 8 ... الخ) وكذلك قولنا دققته دقا نعما أي نعم ما دققته (لم يحسن فريتاج نطق الكلمة).
نعيم. نعيما: نعما! (كلمة مجاملة تقال لمن يخرج من الحمام أو يشذب لحيته أو يستيقظ من نومه) (بوشر).
نعيم: راحة، استراحة، هدوء (الكالا holgura) . نعيم: رفاهية، سعادة، رخاء دائم (بوشر، عباد 1: 385).
نعيم: الفردوس، الإقامة السعيدة (همبرت 149). وكذلك جنة النعيم (ويجرز 47: 2 والملاحظات المذكورة في ص 164).
نعيم البال: هادئ (الحماسة 732).
نعومة: رقة، طراوة؛ بنعومة: برقة مزاج (بوشر).
نعومة: لين. (نعومة الملمس) (بوشر).
نعومة: أملس، صقيل (ألف ليلة 3: 20 برسل 3: 271).
نعومية: رقة، لطافة (بوشر).
ناعم: رقيق، لذيذ الطعم، مرهف أو رقيق الشعور أو الملمس، لطيف (زيتشر).
ناعما: جيدا، بقوة (الجريدة الآسيوية 1850: 1: 228).
ناعم ناعم: دقيق، مقطع قطعا صغيرة (بوشر).
سكر ناعم: سكر مدقوق (بوشر) وكذلك بن ناعم وتراب ناعم أي محكم الدق (محيط المحيط).
اخذ في الناعم: اطاع، تراجع خوفا doux eiler ( بوشر).
ناعمة: نبات القويسة (انظر بوشر، والمستعيني في اشفاقس) (ابن البيطار 1: 77 b و2: 79).
تنعم: رخاوة، طراوة، حياة البطالة والشهوات (الثعالبي لطائف 30: 3) وكان فيه تخنيث متأنيث وتنعم شديد.
منعم البدن: رقيق، رهيف (فوك).

نعم

1 نَعِمَ عَيْشُهُ His life was, or became, plentiful and easy: (Msb:) was, or became, good, or pleasant. (Mgh.) See عَوْفٌ. b2: نَعِمَ, aor. نَعُمَ

, is like فَضِلَ, aor. نَعُمَ

, and حَضِرَ, aor نَعُمَ

. See the latter. b3: اِنْعِمْ ضَبَاحًا, and عِمْ صَباحًا: see تَرِبَ and صَبَاحٌ. b4: نَعُمَ, inf. n. نُعُومَةٌ; (S, Msb;) and نَعِمَ; (S;) It was, or became, soft, or tender, (S, Msb,) to the feet. (Msb.) 2 نَعَّمَهُ , (S, Msb, K,) and ↓ نَاعَمَهُ, (S, K,) He (God, S, Msb,) made him to enjoy, or lead, a plentiful, and a pleasant or an easy, and a soft, or delicate, state, or life; a state, or life, of ease and plenty. (S, Msb, K.) b2: نَعَّمَهُ He nourished well him, or it; pampered him.3 نَاْعَمَ see 2.4 أَنْعَمَ عَلَيْهِ بِشَىْءِ He conferred, or bestowed, upon him a thing as a favour. See أَحْسَنَ. b2: أَنْعَمَ عَجْنَهُ He kneaded it well, thoroughly, or soundly. (TA, voce رَيْعٌ.) b3: أَنْعَمَ الدَّقَّ He bruised or powdered finely: see دَقَّقَ. b4: أَنْعَمَ طَبْخَهُ He cooked it well; syn. أَجَادَ طَبْخَهُ. (IbrD.) The verb is often used in this sense. b5: أَنْعَمَ اللّٰهُ بِكَ عَيْنًا: see أَبْغَضَ.5 تَنَعَّمَ he enjoyed, or led, an easy, a pleasant, a soft, or a delicate, life, with ampleness of the means of subsistence; a life of ease and plenty. (K.) b2: تَنَعَّمَ It (a tree) became flourishing and fresh, (TK, art. روى, &c.,) luxuriant, succulent, sappy, soft, tender, and supple. See رَوِىَ. b3: تَنَعَّمَ i. q. تَمَتَّعَ. (Msb. *) نُعْمٌ contr. of بُؤْسٌ, (S,) [like ↓ نَعْمَآءُ and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَةٌ and ↓ نَعِيمٌ:] pl. أَنْعُمٌ. (S.) See نِعْمَةٌ.

نَعَمْ Even so; yes; yea. (Msb, &c.) See أَجَلْ and بَجَلْ.

نَعَمٌ Pasturing مَال [or cattle]; mostly applied to camels, and neat, and sheep and goats: or applied to all these, and to camels when alone, but neat and sheep or goats when alone are not thus termed; (Msb;) therefore, cattle, consisting of camels or neat or sheep or goats, or all these, or camels alone.

نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ Excellent, or most excellent, or excellent above all, is the man, Zeyd; or [very or] superlatively good, &c. (Msb.) b2: See بئْسَ.

نَعْمَةٌ subst. of تَنَعُّمٌ (Msb, K) in the sense of تَرَفُّةٌ subst. of تَمَتُّعْ (Msb:) or i. q. b2: تَنَعُّمٌ: (S: in F's smaller copy, تَنَعِيمٌ, an evident mistake:) i. e. plentifulness, and pleasantness or easiness, and softness or delicacy, of life: ease and plenty. b3: نَعْمَةٌ A living in [or rather enjoyment of a life of] softness, daintiness, or delicacy, and ease, comfort, or affluence: (KL:) i. q. ↓ نَعِيمٌ; (Msb;) and مُتْعَةٌ: (Jel in xliv. 26:) it is from التَّنَعُّمُ; and ↓ نِعْمَةٌ is from الإِنْعَامُ. (Ksh, cited in Kull, p. 364.) See نِعْمَةٌ: and see تُرْفَةٌ. b4: نَعْمَةُ الشَّباَبِ [The flourishing freshness, softness, tenderness, or blooming loveliness or graces, of youth. See عَبْعَبٌ.] b5: نَعْمَةٌ Softness; tenderness; bloom; or flourishing freshness (IbrD;) of a branch; and of youth, or youthfulness. (M, art. ملد; &c.) نِعْمَةٌ and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ A benefit; benefaction; favour; boon; or good: (S, Msb:) a blessing; [bounty; gratuity;] or what God bestows upon one: and so ↓ نَعِيمٌ: (S:) [grace of God:] and ↓ نَعِيمٌ and ↓ نَعْمَةٌ, with fet-h, [and ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ and ↓ نُعْمٌ, ease and plenty,] enjoyment; (Msb;) [welfare; well being; weal:] ↓ نُعْمَى and ↓ نَعْمَآءُ are the contr. of بُؤْسَى and بَأْسَآءُ: (TA, art. بأس:) بَعْدَ ضَرَّآءَ ↓ نَعْمَآءُ, in the Kur [xi. 13,] is like health after sickness; and richness, or competence, after want. (Bd.) b2: نِعْمَةٌ A blessing; (S;) a cause of happiness. (K.) A favour: a benefit; and the like. (S.) b3: نِعْمَةٌ Wealth, or property. (K.) The first explanations given to it above are assigned in the K, not to this word, but to ↓ نَعِيمٌ and ↓ نُعْمَى. b4: نِعْمَةٌ with the article seems generally to signify Wealth: and without the article, A benefit, benefaction, favour, boon, or blessing.

نُعْمَةٌ The act of rejoicing by a thing: and the state of rejoicing in a thing. (KL.) نُعْمَى contr. of بُؤْسَى; (S, TA in art. بأس;) and نَعْمَآءُ contr. of بَأَسَآءُ. (TA in that art.) b2: See نِعْمَةٌ.

نَعْمَآءُ : see نِعْمَةٌ.

نَعِيمٌ Enjoyment; [delight; pleasure;] as also ↓ نَعْمَةٌ, q. v.: (Msb:) plenty and ease. (K.) See نِعْمَةٌ.

نَعَامَةٌ The blackness of night. (S in art. سقط.) see an ex. voce سقْطٌ. b2: نَعَامَةٌ The ostrich: it sometimes denotes the female. See مَخْزُومٌ and جَراَدٌ. b3: شاَلَتْ نَعَامَتُهُمْ: see طَائِرٌ, زَأْلٌ, شَالَ, and a verse voce إِمَّا. b4: اِبْنُ النَّعَامَةِ The shank-bone: and a certain vein in the leg: and the middle, or beaten track, of the road: and the brisk, lively, or sprightly, horse: and the drawer of water (السَّانِى) who is at the head of the well. (T in art. بنى.) b5: نَعَامَةٌ and نَعَامَتَانِ of a well see زُرْنُوقٌ. b6: النَّعَائِمُ Nine stars [of Sagittarius], behind الشَّوْلَةُ, four in the Milky Way, [b, g, d, and ε,] called النعائمُ الوَارِدَةُ, as though drinking; and four without the Milky Way β, γ, δ, ε,, [c, s, t, and f,] called النعائمُ الصَّادِرَةُ, as though returning from drinking; and the ninth, λ,] [not mentioned by some,] high between them: each of the two fours forming the corners of a quadrilateral figure. The twentieth Mansion of the Moon. (El-Kazweenee.) عَيْشٌ نَاعِمٌ [A plentiful and easy life. See نَعِمَ عَيْشُهُ.] A pleasant life. (Mgh.) [A soft, or delicate, life.] b2: نَاعِمٌ Soft, or tender: applied to a plant or tree: (Mgh:) [smooth; sleek. And i. q. مُتَنِّعَمٌ.]

مُنَعَّلٌ , applied to a horse, white on the forelegs: see أَقْفَزُ.

أَنَاعِيمُ , pl. pl. of نَعَمٌ: see a verse cited voce دَانَى.
(ن ع م) : (النِّعْمَةُ) وَاحِدَةُ النِّعَمِ (وَالنَّعْمَةُ) بِالْفَتْحِ التَّنَعُّمُ يُقَالُ كَمْ ذِي نِعْمَةٍ لَا نَعْمَةَ لَهُ أَيْ كَمْ ذِي مَالٍ لَا تَنَعُّمَ لَهُ وَيُقَالُ نَعِمَ عَيْشُهُ إذَا طَابَ وَفُلَانٌ يَنْعَمُ نِعْمَةً أَيْ يَتَنَعَّمُ مِنْ بَابِ لَبِسَ (وَقَوْلُهُمْ) نَعِمْتَ بِهَذَا عَيْنًا أَيْ سُرِرْتَ بِهِ وَفَرِحْتَ وَانْتِصَابُ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ ضَمِيرِ الْفَاعِلِ وَلَمَّا كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى صَارَ مَثَلًا فِي الرِّضَا حَتَّى قِيلَ (نَعِمَ) اللَّهُ بِكَ عَيْنًا كَمَا قِيلَ يَدُ اللَّهِ بُسْطَانِ لَمَّا صَارَتْ بَسْطَةُ الْيَدِ عِبَارَةً عَنْ الْجُودِ لَا أَنَّ لِلَّهِ يَدًا وَعَيْنًا تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا (وَأَمَّا) قَوْلُ مُطَرِّفٍ لَا تَقُلْ نَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَا يَنْعَمُ بِأَحَدٍ عَيْنًا وَلَكِنْ قُلْ أَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا فَإِنْكَارٌ لِلظَّاهِرِ وَاسْتِشْبَاعٌ لَهُ عَلَى أَنَّكَ إنْ جَعَلْتَ الْبَاءَ لِلتَّعَدِّي وَنَصَبْتَ عَيْنًا عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْكَافِ الَّذِي هُوَ ضَمِيرُ الْمَفْعُولِ صَحَّ وَخَرَجَ عَنْ أَنْ تَكُونَ الْعَيْنُ لِلَّهِ تَعَالَى وَصَارَ كَأَنَّك قُلْتَ نَعَّمَكَ اللَّهُ عَيْنًا أَيْ نَعَّمَ اللَّهُ عَيْنَكَ وَأَقَرَّهَا وَأَمَّا (أَنْعَمَ اللَّهُ) بِكَ عَيْنًا فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ أَنْعَمَ بِمَعْنَى نَعَّمَ فَتَكُونُ الْبَاءُ مَزِيدَةً أَوْ يَكُونَ بِمَعْنَى دَخَلَ فِي النَّعِيمِ فَتَكُونُ صِلَةً مِثْلُهَا فِي سُرَّ بِهِ وَفَرِحَ وَانْتِصَابُ الْعَيْنِ عَلَى التَّمْيِيزِ مِنْ الْمَفْعُولِ فِي كِلَا الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ صَاحِبُ التَّكْمِلَةِ إنَّمَا أَنْكَرَ مُطَرِّفٌ لِأَنَّهُ لَا يُجَوِّزُ نَعِمَ بِمَعْنَى أَنْعَمَ وَهُمَا لُغَتَانِ كَمَا يُقَالُ نَكِرْتُهُ وَأَنْكَرْتُهُ وَزَكِنْتُهُ وَأَزْكَنْتُهُ أَيْ عَلِمْتُهُ وَأَلِفْتُ الْمَكَانَ وَآلَفْتُهُ قَالَ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَيَشْهَدُ لَهُ مَا فِي تَهْذِيبِ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ نَعَّمَكَ اللَّهُ عَيْنًا وَنَعِمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَأَنْعَمَ اللَّهُ بِكَ عَيْنًا وَعَنْ الْفَرَّاءِ قَالُوا نَزَلُوا مَنْزِلًا يَنْعَمُهُمْ وَيُنْعِمهُمْ ثَلَاثُ لُغَاتٍ وَبِنَعِيمِهِمْ أَرْبَعُ لُغَاتٍ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا وَعَنْ الْكِسَائِيّ كَذَلِكَ وَالتَّنْعِيمُ مَصْدَرُ نَعَّمَهُ إذَا أَتْرَفَهُ وَبِهِ سُمِّيَ (التَّنْعِيمُ) وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنْ مَكَّةَ عِنْدَ مَسْجِدِ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - وَالتَّرْكِيبُ دَالٌّ عَلَى اللِّينِ وَالطِّيبِ وَمِنْهُ نَبْتٌ وَشَعْرٌ (نَاعِمٌ) أَيْ لَيِّنٌ وَعَيْشٌ نَاعِمٌ طَيِّبٌ وَبِهِ سُمِّيَ (نَاعِمٌ) أَحَدُ حُصُونِ خَيْبَرَ (وَالنَّعَامَةُ) مِنْهُ لِلِينِ رِيشِهَا وَمِنْ ذَلِكَ الْأَنْعَامُ لِلْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ إمَّا لِلِينِ خُلُقِهَا بِخِلَافِ الْوَحْشِ وَإِمَّا لِأَنَّ أَكْثَرَ نَعَمِ الْعَرَبِ مِنْهَا وَهُوَ اسْمٌ مُفْرَدُ اللَّفْظِ وَإِنْ كَانَ مَجْمُوعَ الْمَعْنَى وَلِذَا ذُكِّرَ الضَّمِيرُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] هَكَذَا قَالَ سِيبَوَيْهِ فِي الْكِتَابِ وَقَرَّرَهُ السِّيرَافِيُّ فِي شَرْحِهِ (وَعَلَيْهِ) قَوْلُهُ فِي الصَّيْدِ وَاَلَّذِي يَحِلُّ مِنْ الْمُسْتَأْنَسِ الْأَنْعَامُ وَهُوَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ وَالدَّجَاجُ أَلَا تَرَى كَيْفَ قَالَ هُوَ وَلَمْ يَقُلْ هِيَ وَالدَّجَاجُ رُفِعَ عَطْفًا عَلَى الْأَنْعَامِ لَا عَلَى مَا وَقَعَ تَفْسِيرًا لَهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْهُ (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ أَنَّ التَّذْكِيرَ عَلَى تَأْوِيلِ فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنَا كَقَوْلِ مَنْ قَالَ مِثْلَ الْفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهُ عَنْ الْفَرَّاءِ أَنَّهُ إنَّمَا ذُكِّرَ عَلَى مَعْنَى النَّعَمِ وَهُوَ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي تَذْكِيرِهِ
أَكُلَّ عَامٍ نَعَمٌ تَحْوُونَهْ ... يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَنْتِجُونَهْ
قَالُوا وَالْعَرَبُ إذَا أَفْرَدَتْ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهِ إلَّا الْإِبِلَ (وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى) {فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} [المائدة: 95] فَالْمُفَسِّرُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْأَنْعَامُ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ (نُعَيْمُ) بْنُ مَسْعُودٍ مُصَنِّفُ كِتَابِ الْحِيَلِ (وَنِعْمَ) أَخُو بِئْسَ فِي أَنَّ هَذَا لِلْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ وَذَلِكَ لِلْمُبَالَغَةِ فِي الذَّمِّ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَقْتَضِي فَاعِلًا وَمَخْصُوصًا بِمَعْنَى أَحَدِهِمَا وَقَوْلُهُمْ فَبِهَا وَنِعْمَتْ الْمُقْتَضَيَانِ فِيهِ مَتْرُوكَانِ وَالْمَعْنَى فَعَلَيْكَ بِهَا أَوْ فَبِالسُّنَّةِ أَخَذْتَ (وَنِعْمَتْ) الْخَصْلَةُ السُّنَّةُ وَتَاؤُهُ مَمْطُوطَةٌ أَيْ مَمْدُودَةٌ وَالْمُدَوَّرَةُ خَطَأٌ وَكَذَلِكَ الْمَدُّ مَعَ الْفَتْحِ فِي بِهَا.
[نعم] نه: فيه: كيف "أنعم" وصاحب القرن قد التقمه! أي كيف أتنعم، من النعمة وهي المسرة والفرج والترفه. ط: أي كيف يطيب عيشي وقد قرب أن ينفخ فيها، فكني عن القرب بوضع الصور في فمه. مف: خاف على أمته وقد علم أنها لا تقوم إلا على شرار الناس، أو تنبيه على حث أصحابه على الوصية لمن بعدهم، قوله: أصغى سمعه، أي أمال أذنه. نه: ومنه ح: إنها لطير "ناعمة"، أي سمان مترفة. وفيه: فأبرد بالظهر و"أنعم"، أي أطال الإبراد وأخر الصلاة. ومنه: "أنعم" النظر فيه- إذا أطال التفكر فيه. ومنه: وإن أبا بكر وعمر منهم و"أنعما"، أي زادًا وفضلًا. من أحسنت إلي وأنعمت أي زدت
[نعم] النِعْمَةُ: اليدُ، والصنيعةُ، والمنَّةُ، وما أُنْعِمَ به عليك. وكذلك النُعْمى. فإن فتحت النون مددت فقلت النَعْماءُ. والنَعيمُ مثله. وفلانٌ واسعُ النِعْمَةِ، أي واسع المال. وقولهم: إن فعلتَ ذاك فبها ونِعْمَتْ: يريدون نِعْمَتِ الخَصْلة. والتاء ثابتة في الوقف، قال ذو الرمة: أو حرة عيطل ثبجاء مجفرة دعائم الزور نعمت زورق البلد (257 - صحاح - 5) ونعم وبئس: فعلان ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّف سائر الأفعال، لأنَّهما استعمِلا للحال بمعنى الماضي. فنِعْمَ مدحٌ، وبئس ذمٌّ. وفيهما أربع لغات: نَعِمَ بفتح أوَّله وكسر ثانيه، ثم تقول نِعِمَ فتُتبع الكسرة الكسرة، ثم تطرح الكسرة الثانية فتقول نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أن تطرح الكسرة من الثاني وتترك الاول مفتوحا فتقول نَعْمَ الرجل بفتح النون وسكون العين. وتقول نِعْمَ الرجل زيد، ونِعْمَ المرأة هند، وإن شئت قلت: نِعْمَتِ المرأة هند. فالرجل فاعل نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أحدهما أن يكون مبتدأ قدِّم عليه خبره، والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وذلك أنَّك لمَّا قلت نِعْمَ الرجل قيل لك من هو؟ أو قدَّرتَ أنَّه قيل لك ذلك فقلت: هو زيد، وحذفت " هو " على عادة العرب في حذف المبتدأ والخبر إذا عرف المحذوف هو زيد . إذا قلت نعم رجلاً فقد أضمرت في نِعْمَ الرجل بالألف واللام مرفوعاً، وفسَّرته بقولك رجلاً، لأنَّ فاعل نِعْمَ وبئس (*) لا يكون إلا معرفة بالألف واللام، أو ما يضاف إلى ما فيه الألف واللام، ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد، أو نكرةً منصوبة، ولا يليهما عَلَمٌ ولا غيره، ولا يتَّصل بهما الضمير. لا تقول نِعْمَ زيدٌ، ولا الزَيْدونَ نِعموا. وإن أدخلْت على نِعْمَ ما قلت: (نِعمَّا يعظُكم به) تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين. وتقول: غسلتُ غسلاً نِعِمَّا، تكتفي بما مع نِعْمَ عن صلته، أي نِعْمَ ما غَسَلْتُهُ. والنُعْمُ بالضم: خلاف البؤس، يقال يومُ نعم ويوم يؤس، والجمع أنعم وأبؤس. ونعم الشئ، بالضم نعومة، أي صار ناعماً ليِّناً. وكذلك نَعِمَ يَنعم، مثل حَذِرَ يَحْذَرُ. وفيه لغة ثالثة مركبَّة بينهما: نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ. ولغةٌ رابعة: نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر فيهما، وهو شاذّ. والنَعْمَةُ بالفتح: التنعيم. يقال: نعمه الله وناعمه فتَنَعَّمَ. وامرأةٌ مُنَعَّمَةٌ ومُناعَمَةٌ بمعنًى. ورجل منعام، أي مفضال. يقال: أتيتُ أرضَ فلان فتَنَعَّمَتْني، إذا وافقته. وتقول: أنْعَمَ الله عليك من النِعْمَةِ. وأنْعَمَ الله صباحَك من النُعومَةِ. وأنْعَمَ له، أي قال له نَعَمْ. وفعل كذا وأَنْعَمَ، أي زاد. وأَنعمَ الله بك عيناً، أي أقرَّ الله عينَك بمن تحبُّه. وكذلك نَعِمَ الله بك عينا نعمة، مثل غلم غلمة، ونزه نزهة. ونعمك علينا مثله. والنعم: واحد الانعام، وهي المال الراعية وأكثر ما يقع هذا الاسم على الإبل. قال الفراء: هو ذكرٌ لا يؤنَّث. يقولون: هذا نَعَمٌ واردٌ. ويجمع على نُعْمانٍ، مثل حَمَلٍ وحُمْلانٍ. والأنعامُ تذكَّر وتؤنَّث. قال الله تعالى في موضع: (مِمَّا في بطونه) ، وفي موضع آخر: (مِمَّا في بطونها) . وجمع الجمع أناعيمُ، ويراد به التكثير فقط. لان جمع الجمع إما أن يراد به التكثير أو الضروب المختلفة. قال ذو الرمة:

وانحسرت عنه الاناعيم * ونعم: عِدَةٌ وتصديقٌ، وجواب الاستفهام، وربَّما ناقض بلى. إذا قال: ليس لي عندك وديعة فقولك نَعَمْ تصديقٌ له، وبلى تكذيبٌ. ونَعِمْ، بكسر العين: لغة فيه حكاها الكسائي. والنعامة من الطير يذكَّر ويؤنَّث. والنَعامُ: اسمُ جنسٍ، مثل حَمامٍ وحَمامَةٍ، وجرادٍ وجرادَةٍ. والنَعامَةُ: الخشبة المعترضة على الزُرْنوقَيْنِ. ويقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفوقوا: قد شالت نعَامَتُهُمْ. والنَعامَةُ: ما تحت الــقدم. وقال:

وابنُ النَعامَةِ يومَ ذلك مَرْكَبي * قال الأصمعيّ: هو اسم فرس. وقال الفراء: هو عِرْقٌ في الرِجْلِ. قال: سمعته منهم، حكاه في المصنَّف. وقال أبو عبيدة: هو اسمٌ لشدَّة الحرب، كقولهم: أُمُّ الحرب، وليس ثَمَّ امرأةٌ، وإنَّما ذلك كقولهم: به داء الظبى، وجاءوا على بَكْرة أبيهم، وليس ثَمَّ بكرة ولا داء. والنعام والنعامة: عَلَمٌ من أعلامِ المفاوز. قال أبو ذؤيب يصف طرق المفازة: بِهنَّ نَعامٌ بَناهُ الرجال تُلْقي النفائض فيه السريحا وقال آخر:

لا شئ في ريدها إلا نعامتها * ونعام: موضع. يقال: فلان من أهل برك ونعام، وهما موضعان من أطراف اليمن. والنعائم: منزل من منازل القمر، وهي ثمانية أنجمٍ كأنَّها سريرٌ معوجّ: أربعةٌ صادرة، وأربعة واردة. ونعامة: لقب بيهس. والنعامة: اسم فرس في قول لبيد: تكاثر قرزل والجون فيها وتحجل والنعامة والخبال وأبو نعامة: كنية قطرى بن الفجاءة، ويكنى أبا محمد أيضا. ونعمة العين بالضم: قُرَّتها. ويقال نُعْمَ عَيْنٍ، ونَعامَ عَيْنٍ، ونَعامَةَ عينٍ، ونُعْمَةَ عينٍ، ونُعْمى عينٍ، كلُّه بمعنًى. أي أفعل ذلك كرامةً لك وإنعاما لعينك وما أشبهه. (*) والنعامى بالضم: ريح الجنوب، لأنَّها أبَلُّ الرِياحِ وأرطبُها. ويقال أيضاً: نُعاماكَ: بمعنى قصاراك. ونعمان بن المنذر: ملك العرب، نسب إليه الشقائق، لانه حماه. قال أبو عبيدة: إن العرب كانت تسمى ملوك الحيرة النعمان، لانه كان آخرهم. ونعمان بالفتح: واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات. وقال : تَضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ أنْ مَشَتْ به زَيْنَبٌ في نِسْوَةٍ عطرات ويقال له نعمان الاراك. وقال : أما والراقصات بذات عرق ومن صلى بنعمان الاراك وقولهم: عم صباحا: كلمةُ تحيَّةٍ، كأنَّه محذوف من نَعِمَ يَنْعِمُ بالكسر، كما تقول: كل من أكل يأكل، فحذف منه الالف والنون استخفافا. والتنعيمة: شجرة. والتنعيم: موضع بمكة. وأنيعم: موضع. ونعم بالضم: اسم امرأة.
نعم
نعُمَ يَنعُم، نُعومَةً، فهو ناعم
• نعُم الخدُّ/ نعُم الجلدُ: لان مَلْمَسُه، وصار لطيفًا رقيقًا "نعُمت بشرتُها- نعومة خدّ الأطفال/ الحرير/ الحصان" ° أنعم من الحرير: شديد النعومة.
• نعُم عَيْشُه: طاب، وكان مَيْسورًا? عيش ناعم: طيِّب رَغْد. 

نعِمَ/ نعِمَ بـ يَنعَم ويَنعُم ويَنعِم، نَعَمًا ونَعْمَةً ونعيمًا، فهو ناعِم، والمفعول منعوم به
• نعِم الجلدُ: نعُم، لان ملمسُه وأصبح لطيفًا رقيقًا "وجه ناعِم- نعِمت أناملُه- نعم اللَّوح الخشبيّ بعد صقله" ° نَعِم العودُ: اخضرّ ونضَر.
• نعِم العيشُ: نعُم، طاب وكان ميسورًا " {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}: رفاهية وطيب عيش".
• نعِم بالُه: هدَأ واستراح، كان خلِيّ البال "يعيش مع أسرته في نعيم".
• نعِم بلقاء صديقه: سُرَّ وسعِد واستمتع "نعم بلقاء ولده بعد غيبةٍ طويلة- {لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ}: كلُّ ما يُستطاب ويُستمتع به"? نعِم بك الله عينًا: أقرّ عينَك، وأقرَّ بك عين مَنْ تحبّ- نعِمتَ بذلك عينًا: سُرِرتُ. 

أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ يُنعم، إنعامًا، فهو مُنعِم، والمفعول مُنعَم (للمتعدِّي)

• أنعم الشَّخصُ: صار في يُسرٍ وحسن حال وطيب عَيْشٍ وراحةِ بال "أنعم بعدَ عُسْر" ° جارية منعمة: حسنة العيش والغذاء.
• أنعم أولادَه: رفَّههم وأسعد معيشتَهم "رجلٌ منعمٌ أهلَه"? أنعم الله النِّعمةَ عليه/ أنعمه بالنِّعمة: أوصلها إليه- أنعم اللهُ بك عينًا: أقرَّ بك عينَ من تُحبّ/ أقرَّ عينك بمن تحبّه- أنعم الله صباحَك: جعله ذا نعومة وطراوة- ما الذي أنعمنا بك: ما الذي أقدمــك علينا.
• أنعمَ السُّكَّرَ: سحقه وجعله ناعمًا "أنعم مِلْحًا".
• أنعم على جيرانه: أحسن إليهم وزاد في عطائه لهم "رجلٌ منعمٌ على أهلِه- أنعم اللهُ عليه بولدٍ- {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} - {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ} "? أنعم الله عليك: دعاء بالخير- مُنْعَم عليه: حسن الحال، كثير المال.
• أنعم في الأمر: بالغ فيه وتأمَّله، أجاد فيه "أنعم في التفكير"? أنعم النَّظرَ في أمرٍ: أطال التفكير والتدقيق فيه.
• أنعم لوالدِه: أجابه، قال له: نعَم "ناداه أخوه فأنعمه"? أنعِم صباحًا: دعاءٌ بالخَيْر، أي: صباح مبارك، ذو لينٍ ورغد. 

تناعمَ يتناعم، تناعُمًا، فهو مُتناعِم
• تناعمَ الشَّخصُ: ترفَّه، تمتَّع بملذَّات الحياة "شابٌ مُتناعِم- تناعم بعد زُهْد- تناعمتِ الأسرةُ بعد أن عمل أفرادها جميعًا". 

تنعَّمَ بـ يتنعَّم، تنعُّمًا، فهو مُتنعِّم، والمفعول مُتنعَّمٌ به
• تنعَّم الشَّخصُ بعيشِه: مُطاوع نعَّمَ: تناعم، ترفَّه، تمتَّع بملذّات الحياة "تنعَّم بدفءٍ قُرب حبيبه- تنعَّم بثروة أبيه" ° أتيتُ أرضَهم فتنعَّمتني: وافقتني وطابت لي. 

نعَّمَ ينعِّم، تنعيمًا، فهو مُنعِّم، والمفعول مُنعَّم (للمتعدِّي)
• نعَّم التِّلميذُ: أنْعَم، قال: نَعَم "ناداه معلِّمه فنعَّم".
• نعَّم أولادَه: أنعمهم؛ رفَّههم، يسَّر عيشَهم "طفلٌ منعَّم- نعّم اللهُ عيشَه- نعّم عمّالَه وأجزل لهم العطاءَ- {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} ".
• نعَّم مِلْحًا: أنعَمَه، سحقَه وجعله ناعمًا "نعَّم التّوابلَ/ التُّربةَ- دقيقٌ منعَّم- نعَّم الخشبَ بورق الصنفرة". 

إنعام [مفرد]:
1 - مصدر أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ.
2 - عطاء وإحسان، جميل ومعروف "أوصاني بالإنعام على إخوتي- عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردُدْ شرّه بالإنعام عليه".
3 - تأنٍّ وتدقيق وطول تفكير "إنعام النّظر". 

تنعيم [مفرد]:
1 - مصدر نعَّمَ.
2 - (رع) إسلاس التربة، أي جعلها خوّارة بالحرث والسِّماد. 

مُنعَّم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من نعَّمَ.
2 - ميسور العَيْش حسن الحال هادئ البال "فلاّحٌ منعَّم".
3 - مبالغٌ في دقِّه وسحقِه "سكّرٌ/ دقيق منعَّم- استخدمت الحمّص المنعّم في صنع الحلوى".
4 - ليّن، لطيف، رقيق، عذب "صوتٌ/ لحنٌ/ كلامٌ مُنعَّم". 

مُنعِم [مفرد]: اسم فاعل من أنعمَ/ أنعمَ على/ أنعمَ في/ أنعمَ لـ.
• المُنْعِم: اسم من أسماء الله الحُسنى، ومعناه: الذي يوصل النِّعمةَ والخيرَ إلى الغير. 

ناعِم [مفرد]: مؤ ناعِمة، ج مؤ ناعِمات ونواعمُ:
1 - اسم فاعل من نعُمَ ونعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - ليِّن رقيق عذب "جلدٌ/ صوتٌ/ ثوبٌ ناعم" ° إجابة ناعمة: مهذَّبة- الجنس النَّاعم: كناية عن النِّساء- الحياة النَّاعمة: الحسنة العيش والغذاء/ المترفة- ناعم البال: رخيُّه/ موفور العيش- ناعم الظُّفْر: شابٌّ يافع.
3 - مسحوق "سكَّر/ ملحٌ ناعم".
4 - ذو بهجة وحسن وإشراق ونضارة " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ. لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ} ". 

نَعامَة [مفرد]: ج نعامات ونَعائمُ ونَعَام:
1 - (حن) طائر من فصيلة النَّعاميّات، كبير الجسم، طويل العُنق، قصير الجناح، شديد العَدْو، ريشه ناعم، ولا يطير (يُسمَّى ذَكَرُها: الظَّليمَ وصغيرها: الرَّألَ) ° *أسد عليّ وفي الحروب نعامة*: يقوى على الضعيف، ويَجبنُ في المواقف التي تستوجب الشجاعة- أصبح نعامة: منهزمًا- بَيْض النَّعام: يضرب مثلاً
 في الضياع- جاء كالنَّعامة: رجع خائبًا- خفيف النَّعامة: ضعيف العقل- رِجْلا النعامة: مثل للاثنين لا يستغني أحدهما عن الآخر بحال من الأحوال- ركِب ابن النَّعامة: رِجْلَه- ركِب جَناحي النَّعامة: جدّ في أمره، عجَّل فيه واحتفل به- شالت نَعامةُ القومِ/ خفَّت نَعامةُ القوم: تفرَّقت كلمتُهم، وذهب عِزُّهم واستمر بهم السّير- شالت نعامته: مات- ما أنت إلاّ نعامة: يقال ذلك لمن يُكثر عِلَلَه عليك- مِثْل النَّعامة لا طَيْر ولا جَمَل: المرء لا ينفع في عمل يوجَّه إليه- نفرت نعامتُه: فزِع من شيء أو مات- هو ظلُّ نعامة: طويل.
2 - جِلْدة تغشي الدِّماغَ.
3 - باطن الــقَدَم.
• النَّعائم: (فك) ثمانية أنجم تكوِّن منزلة من منازل القمر، صورتها كالنَّعامة. 

نعاميَّات [جمع]: (حن) فصيلة طير من رتبة العوادي، أجناسها ثلاثة: النَّعامة، والأمو (النَّعامة الأسترالية)، والرّوحاء، جميعها كبيرة الجسم، مستطيلة العنق الدقيق، أجنحتها صغيرة، سريعة العدو. 

نَعَم1 [مفرد]: مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ. 

نَعَم2 [جمع]: جج أنعام:
1 - إبل، كرائم الإبل "لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ [حديث] " ° حُمْر النَّعَم: هي كرائم الإبل يضرب بها المثل في الرغائب والنَّفائس، الجمال الحمر.
2 - غنم وماعز وحمير وبقر " {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ} - {وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ} ".
• الأنعام: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 6 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها خمسٌ وستون ومائة آية. 

نَعَمْ [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف جواب يفيد التَّصديق بعد النَّفي أو الإثبات "أُذِّن لصلاةِ الفجر؟ نَعَم أُذِّن- أليست الغربة صعبة؟ نَعَم".
2 - حرف جواب يفيد الإعلام بعد الاستفهام الموجود أو المقدّر "هل أقبل الضَّيف؟ نعَم أقبل- نعمْ هذه بيوتهم: جواب لسؤال مقدّر: هل هذه بيوتهم؟ ".
3 - حرف جواب يفيد التَّوكيد في أوَّل الكلام "نعم أنا متفائل". 

نُعْم [مفرد]: طيب العَيْش واتِّساعه، خلاف البُؤس ° سأفعله نُعْم عينيك: إنعامًا لعينيك وإكرامًا لك- يَوْمٌ نُعْم: رغد وطرب. 

نِعْمَ [كلمة وظيفيَّة]: (نح) تفيد المدح وهو استحسان أمر يستحق المدح.
• نِعْمَ القائدُ خالدٌ: فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح، عكسه بئس لإنشاء الذمِّ وقد تلحق به (ما) "نِعْمَ ما صنعت- {فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُُ} - {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ}: أصلها نِعْم ما". 

نَعماءُ [مفرد]: ج أنْعُم:
1 - دَعَة ويُسر، نعمة وخير وفير، صحّة ورخاء وسعة رزق "عاش في نعماء- {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} ".
2 - نُعْمى؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعمان [مفرد]: دم، اسم من أسماء الدّم "خضابُ النُّعمان".
• شقائقُ النُّعمان: (نت) نبات عشبيّ أحمر الزّهر مبقع بنقط سود، ينمو في المناطق الشماليّة وسمِّي بذلك لأنّ النعمان من أسماء الدّم فهو أخوه في لونه. 

نَعْمَة [مفرد]: ج نَعَمات (لغير المصدر) ونَعْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - رفاهة وطيب عيش، نعيم، خلاف بؤس " {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ} - {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ} " ° نَعْمةُ العيش: رغدُه وغضارتُه. 

نِعْمَة [مفرد]: ج نِعْمات وأنْعُم ونِعَم:
1 - حُسنُ الحال والمال، ما وهبه الله من رزق ومالٍ وغيرهما، خير يصل إلى المرء في دينه أو دنياه وعكسها نقمة أو بؤس "بالشكر تدوم النِّعَم- {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: خير دينيّ أو دنيويّ- {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} " ° حديث نعمة/ مُحْدَث نعمة: أصبح ذا نعمة وثراء في وقت قريب، يتباهى بعرض ثروته ببذخٍ خالٍ من الذّوق ينمُّ عن تصنُّعٍ وغباءٍ مثيرَيْن للسُّخرية وهو ذو منشأ متواضع- نِعمة الله:
 ما أعطاه الله للعبد مِمّا لا يتمنَّى غيره أن يعطيه إيَّاه- واسع النِّعمة: غنيّ مُوسر.
2 - منَّة، جميل، معروف "لك عندي نعِمةٌ لا أنكرها- {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} - {وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ}: عصمته وتوفيقه" ° غمَط النِّعمةَ: لم يشكرها- وليُّ النِّعمة: المحسِن إليه.
3 - مسرَّة، فرح وسرور وبهجة.
4 - حالة يستلذُّها الإنسان.
5 - رسالة ونبوّة، دين وكتاب " {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلاَ مَجْنُونٍ} - {أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ}: بالإسلام والقرآن".
6 - رحمة " {فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ".
7 - ثواب، عطاء " {يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ}: وقيل بجنة ومغفرة".
• النِّعمتان: الفراغ والصِّحَّة.
• النِّعمتان المكفورتان: الأمن والعافية. 

نُعْمى [مفرد]:
1 - نَعماءُ، خفض ودعَة ويُسر ومال "مرّت عليه أيّام بؤسى وأيام نُعْمَى" ° سأفعله نُعْمى عينٍ: إنعامًا لعينك وإكرامًا لك.
2 - نَعماء؛ يد بيضاء صالحة. 

نُعومة [مفرد]:
1 - مصدر نعُمَ ° منذ نعومة أظفاره: منذ طفولته وصغره.
2 - (كم) حالة تجزئة مادّة صلبة إلى مسحوقٍ دقيق. 

نعيم [مفرد]:
1 - مصدر نعِمَ/ نعِمَ بـ.
2 - حسن الحال وراحة البال، ما يُتلذّذ به في الدُّنيا من الصَّحة والفراغ والأمن والمطعم والمشرب " {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ} - {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} " ° جنَّات النَّعيم: الفردوس السَّماوي- دار النَّعيم: الفِرْدوس، مقرّ الأبرار- فِرْدَوس النَّعيم: اسم الجنَّة التي أسكنها الله آدم حتى عصى- فلانٌ نعيم البال: هادئ، مرتاح.
• نعيمُ الله: رحمتُه، عكسه العذاب الأليم. 
(ن ع م)

النَّعِيمُ والنُّعْمَى والنِّعْمَةُ كُله: الْخَفْض والدعة وَالْمَال. وَقَوله عز وَجل (وَمَنْ يُبدِّلْ نِعْمَةَ الله مِنْ بَعْدِ مَا جاءَتْهُ) يَعْنِي فِي هَذَا الْموضع حجج الله الدَّالَّة على أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَوله تَعَالَى (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَن النَّعِيم) أَي تُسألون يَوْم الْقِيَامَة عَن كل مَا استمتعتم بِهِ فِي الدُّنْيَا.

وَجمع النِّعْمَةِ نِعَمٌ وأنْعُمٌ كشدة وَأَشد حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، قَالَ النَّابِغَة:

فَلَنْ أذْكُرَ النُّعْمانَ إلاَّ بِصَالحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُما

والتَّنَعُّم: التَّرفُّه وَالِاسْم النَّعْمَةُ. ونَعِمَ الرجل يَنْعَمُ ويَنْعِم. وَقَالَ ابْن جني: نَعِمَ فِي الأَصْل ماضي يَنْعَمُ ويَنْعُمُ فِي الأَصْل مضارع نَعُمَ. ثمَّ تداخلت اللغتان. فاستضاف من يَقُول نَعِمَ لُغَة من يَقُول يَنْعُم فَحدثت هُنَاكَ لُغَة ثَالِثَة. فَإِن قلت: فَكَانَ يجب على هَذَا أَن يستضيف من يَقُول نَعُمَ مضارع من يَقُول نَعِمَ فيتركب من هَذَا لُغَة ثَالِثَة وَهِي نَعُمَ يَنْعَمُ. قيل: منع من هَذَا أَن فَعُل لَا يخْتَلف مضارعه أبدا وَلَيْسَ كَذَلِك نَعِمَ، قد يَأْتِي فِيهِ يَنْعِمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتمل خلاف مضارعه، وفَعُل لَا يحْتَمل مضارعه الْخلاف. فَإِن قلت: فَمَا بالهم كسروا عين يَنْعِمُ وَلَيْسَ فِي ماضيه إِلَّا نَعِمَ ونَعُم. وكل وَاحِد من فَعِلَ وفَعُل لَيْسَ لَهُ حَظّ من بَاب يَفْعَلُ، قيل: هَذَا طَرِيقه غير طَرِيق مَا قبله، فإمَّا أَن يكون ينعِمُ بِكَسْر الْعين جَاءَ على ماضٍ وَزنه فَعَلَ غير أَنهم لم ينطقوا بِهِ اسْتغْنَاء عَنهُ بِنَعِمَ ونَعُمَ كَمَا استغنوا بترك عَنْ وذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنوا بملامح عَن تكسير لمحة أَو يكون فَعِل فِي هَذَا دَاخِلا على فَعُل. أَعنِي أَن تكسر عين مضارع نَعِم كَمَا ضُمَّت عين مضارع فَعُلَ.

وَكَذَلِكَ تَنَعَّمَ وتَناعَمَ وناعَمَ ونَعَّمَه ونَاعمَه.

ونَعَّمَ أَوْلَاده: ترفهم.

والنَّاعِمَةُ والمُناعِمَةُ والمُنَعَّمَُ: الْحَسَنَة الْعَيْش والغذاء.

وَقَوله:

مَا أنْعَمَ العَيْشَ لَو أنَّ الفَتى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثُ عنْهُ وهْو مَلمُومُ

إِنَّمَا هُوَ على النّسَب لأَنا لم نسمعهم قَالُوا نَعِمَ الْعَيْش، وَنَظِيره مَا حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ من قَوْلهم هُوَ أحْنَكُ الشاتين وأحْنَكُ البعيرين فِي انه اسْتعْمل مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّب وَإِن لم يَك مِنْهُ فِعْل، فتفَّهم.

وَنبت ناعمٌ ومُناعِمٌ ومُتَناعِمٌ: سَوَاء، قَالَ الْأَعْشَى: وتَضْحَكُ عَنْ غُرّ الثَّنايا كَأنَّها ... ذُرَا أُقْحُوان نَبْتُهُ مُتَناعِمُ

والتَّنْعِيَمةُ: شَجَرَة عَظِيمَة ناعمة الْوَرق وَرقهَا كورق السلق وَلَا تنْبت إِلَّا على مَاء. وَلَا ثَمَر لَهَا. وَهِي خضراء غَلِيظَة السَّاق.

وثوب ناعِمٌ: لين. وَمِنْه قَول بعض الوصاف " وَعَلَيْهِم الثِّيَاب النَّاعِمَةُ " وَقَالَ:

ونَحْمِي بهَا حَوْماً رُكاما ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَرِيرُ

وَكَلَام مُنَعَّمٌ، كَذَلِك.

والنِّعْمةُ: الْيَد الْبَيْضَاء الصَّالِحَة.

ونِعْمَةُ الله: مَا أعطَاهُ العَبْد مِمَّا لَا يُمكن غَيره أَن يُعْطِيهِ إِيَّاه كالسمع وَالْبَصَر. وَالْجمع مِنْهُمَا نِعَمٌ وأنْعُمٌ. قَالَ ابْن جني: جَاءَ ذَلِك على حذف التَّاء فَصَارَ كَقَوْلِهِم ذِئْب وأذؤب وَقطع وأقطع، وَمثله كثير، ونِعْماتٌ ونِعِماتٌ، الإتباع لأهل الْحجاز. وَحَكَاهُ اللحياني. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم " تجْرِي فِي الْبَحْر بِنِعِمَاتِ الله " وَقَوله تَعَالَى (وأسْبَغَ عَلَيكُمْ نِعَمَةُ ظاهِرَةً وباطِنَةً) وَقَرَأَ بَعضهم (وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَةً) فَمن قَرَأَ نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيع مَا أنْعَمَ بِهِ عَلَيْهِم، وَمن قَرَأَ نْعَمَةً أَرَادَ مَا أعْطوا من توحيده. هَذَا قَول الزّجاج.

وأنْعَمَها الله عَلَيْهِ وأنْعَمَ بهَا. وَقَوله تَعَالَى: (وإذْ تَقُولُ للَّذي أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وأنْعَمْتَ عَلَيْه أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَك) قَالَ الزّجاج معنى إنْعام الله تَعَالَى عَلَيْهِ هدايته إِلَى الْإِسْلَام، وَمعنى إنعامِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِعْتَاقه إِيَّاه من الرّقّ، وَقَوله عز وَجل: (وأمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدّثْ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: اذكر الْإِسْلَام وَاذْكُر مَا أبلاك بِهِ رَبك، وَقَوله تَعَالَى (يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللهِ ثمَّ يُنْكِرُونها) قَالَ الزّجاج: مَعْنَاهُ يعْرفُونَ أَن أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حق ثمَّ يُنكرُونَ ذَلِك.

والنِّعْمَةُ: المسرة.

ونَعِمَ الله بك عينا ونَعِمَكَ عينا. وأنْعم بك عينا: أقَرَّ بك عين من تحبه، أنْشد ثَعْلَب:

أنْعَمَ اللهُ بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا الرَّسول هَاهُنَا: الرسَالَة، وَلَا يكون الرَّسُول لِأَنَّهُ قد قَالَ: وَالْحَامِل الرسَالَة. وحامل الرسَالَة هُوَ الرَّسُول فَإِن لم تقل هَذَا دخل فِي الْقِسْمَة تدَاخل، وَهُوَ عيب.

ونزلوا منزلا يَنْعِمُهُمْ ويَنْعَمُهُمْ بِمَعْنى وَاحِد عَن ثَعْلَب: أَي يقرُّ أَعينهم ويحمدونه وَزَاد اللحياني: ويَنْعُمُهُم عينا.

وَتقول: نَعْمَ ونُعْمَ عين ونُعْمَةَ عين ونَعْمَةَ عين ونِعْمَةَ عين ونُعْمَى عين ومعام عين ونعام عين ونعيم عين ونعامى عين. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: نصبوا كل ذَلِك على إِضْمَار الْفِعْل الْمَتْرُوك إِظْهَاره.

ونَعِمَ الْعود: اخضر ونضر، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

واعْوَجَّ عُودُك مِنْ لَحْوٍ ومنْ قِدمٍ ... لَا يَنْعِمُ الغُصْنُ حَتى يَنْعِمَ الوَرَقُ

وَقَول الفرزدق:

وكُومٍ تَنْعِمُ الأضيافُ عَيْنا ... وتُصْبِحُ فِي مَبارِكِها ثِقالاَ

يرْوى الأضيافُ والأضيافَ. فَمن قَالَ الأضيافُ بِالرَّفْع أَرَادَ تَنْعِمُ الأضيافُ عينا بِهن لأَنهم يشربون من أَلْبَانهَا، وَمن قَالَ تَنْعِمْ الأضْيافَ فَمَعْنَاه تَنَعمُ هَذِه الكوم بالأضياف عينا فَحذف وأوصل فنصب الأضيافَ. أَي أَن هَذِه الكوم تسر بالأضياف كسرور الأضيافِ بهَا، لِأَنَّهَا قد جرت مِنْهُم على عَادَة مألوفة مَعْرُوفَة. فَهِيَ تأنس بِالْعَادَةِ. وَقيل: إِنَّمَا تأنس بهم لِكَثْرَة الألبان فَهِيَ لذَلِك لَا تخَاف أَن تعقر وَلَا تنحر. وَلَو كَانَت قَليلَة الألبان لما نَعِمَتْ بهم عينا لِأَنَّهَا كَانَت تخَاف الْعقر والنحر.

وَحكى اللحياني يَا نُعْمَ عَيْني: أَي يَا قُرَّة عَيْني، وَأنْشد عَن الْكسَائي:

صَبَّحك اللهُ بخَيرٍ باكِرِ ... بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبابٍ فاخِرِ

والنَّعامَةُ مَعْرُوفَة، تكون للذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع نَعاماتٌ ونعائم ونعامٌ. وَقد تقع النَّعامُ على الْوَاحِد. قَالَ أَبُو كثوة:

وَلَّى نَعَامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأةً ... لمَّا رَأى أسَداً فِي الغابِ قدْ وَثبا والنعام أَيْضا بِغَيْر هَاء: الذّكر مِنْهَا.

والنَّعامَةُ: الْخَشَبَة المعترضة تعلق مِنْهَا البكرة.

والنَّعامَتانِ: المنارتان عَلَيْهِمَا الْخَشَبَة المعترضة. وَقَالَ اللحياني: النَّعَامتان: الخشبتان اللَّتَان على زرنوقي الْبِئْر. الْوَاحِدَة نَعامَةٌ. وَقيل النعامةُ خَشَبَة تجْعَل على فَم الْبِئْر. يقوم عَلَيْهَا الساقي.

والنَّعامَةُ: صَخْرَة نَاشِزَة فِي الْبِئْر.

والنَّعامةُ: كل بِنَاء كالظلة أَو علم يهتدى بِهِ، وَقيل: كل بِنَاء على الْجَبَل كالظلة وَالْعلم. وَالْجمع نَعامٌ، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

بِهِنَّ نَعامٌ بَناها الرّجا ... لُ تَحْسِبُ آرَامَهُن الصُّرُوحا

والنَّعامة: الْجلْدَة الَّتِي تغطي الدِّمَاغ.

والنَّعامَةُ من الْفرس: دماغه.

والنَّعامَةُ: بَاطِن الْــقدَم.

والنَّعامَةُ: الطَّرِيق.

والنَّعامَةُ: جمَاعَة الْقَوْم.

وشالَتْ نَعامَتُهُم: ولَّوا، وَقيل: تحولوا عَن دَارهم. وَقيل خَيرهمْ وَوَلَّتْ أُمُورهم، قَالَ ذُو الإصبع العدواني:

أزْرَى بِنَا أنَّنا شالَتْ نَعامَتُنا ... فَخالَنِي دُونَه بل خِلْتُه دُوني

والنعامَةُ: الظُّلمة.

والنَّعامَةُ: الْجَهْل، يُقَال سَكَنَتْ نَعامَتُه، قَالَ المرار الفقعسي:

ولَوْ أَنِّي حَدَوْتَ بِهِ ارْفأنَّتْ ... نَعامَتُه وأبْغَضَ مَا أقُول

وأراكة نَعامَةٌ: طَوِيلَة.

وَابْن النَّعامَةِ: الطَّرِيق. وَقيل عرق فِي الرِّجْلِ، وَقيل: صدر الْــقدَم قَالَ عنترة: فَيَكُونُ مَركَبُكَ القعودَ ورَحْلَهُ ... وابنُ النَّعامَةِ عِنْد ذَلِك مَركَبِي

فسر بِكُل ذَلِك. وَقيل: ابْن النعامة: فرسه. وَقيل: رِجْلَاهُ.

والنَّعَمُ: الْإِبِل وَالشَّاء، يذكرو يؤنث، والنَّعْمُ لُغَة فِيهِ، وَأنْشد:

وأشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلولُ

وَالْجمع أنْعامٌ. وأناعِيمُ جمع الْجمع. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النَّعَمُ: الْإِبِل خَاصَّة. والأنعام الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم، وَقَوله تَعَالَى (فَجَزَاءٌ مِثلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) قَالَ: ينظر إِلَى الَّذِي قتل مَا هُوَ. فتؤخذ قِيمَته دَرَاهِم فَيتَصَدَّق بهَا وَقَوله جلّ وَعز (والَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمتَّعُونَ ويَأكُلُونَ كَمَا تَأكُلُ الأنْعامُ) ، قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ لَا يذكرُونَ الله على طعامهم وَلَا يسمون كَمَا أَن الْأَنْعَام لَا تفعل ذَلِك.

والنُّعامَى: ريح الْجنُوب قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

مَرَتْهُ النُّعامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلافَ النُّعامَى منَ الشأمِ رِيحَا

وَقَالَ اللحياني عَن أبي صَفْوَان: هِيَ ريح تَجِيء بَين الْجنُوب وَالصبَا.

والنَعَامُ والنَّعائمُ: من منَازِل الْقَمَر ثَمَانِيَة كواكب. أَرْبَعَة فِي المجرة تسمى الْوَارِدَة وَأَرْبَعَة خَارِجَة تسمى الصادرة.

وأنْعَمَ أَن يُحسن أَو يُسيء زَاد.

وأنعم فِيهِ: بَالغ قَالَ:

سَمِينُ الضواحي لم تُؤَرّقْهُ لَيْلَةً ... وأنْعَمَ أبكارُ الهُمُومِ وعُونُها

وَقَوله:

فَوَرَدَتْ والشَّمْسُ لمَّا تُنْعِمِ من ذَلِك أَيْضا أَي لم تبالغ فِي الطُّلُوع.

ونِعْمَ ضد بِئْسَ، وَلَا تعْمل من الْأَسْمَاء إِلَّا مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام أَو مَا أضيف إِلَى مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام وَهُوَ مَعَ ذَلِك دَال على معنى الْجِنْس قَالَ أَبُو إِسْحَاق: إِذا قلت زيد أَو نِعْمَ رجلا زيد فقد قلت: اسْتحق زيد الْمَدْح الَّذِي فِي سَائِر جنسه فَلم يجز إِذا كَانَت تستوفي مدح الْأَجْنَاس أَن تعْمل فِي غير لفظ جنس، وَحكى سِيبَوَيْهٍ أَن من الْعَرَب من يَقُول نَعْمَ الرجل فِي نِعْمَ، كَانَ أَصله نَعِمَ ثمَّ يُخَفف بِإِسْكَان الكسرة على لُغَة بكر بن وَائِل. وَلَا تدخل عِنْد سِيبَوَيْهٍ إِلَّا على مَا فِيهِ الْألف وَاللَّام مظْهرا أَو مضمرا، كَقَوْلِك نِعْمَ الرجل زيد، فَهَذَا هُوَ الْمظهر ونِعْمَ رجلا زيد فَهَذَا هُوَ الْمُضمر. وَقَالَ ثَعْلَب حِكَايَة عَن الْعَرَب: نِعْمَ بزيد رجلا ونِعْمَ زيد رجلا. وَحكى أَيْضا مَرَرْت بِقوم نِعْمَ قوما ونِعْمَ بهم قوما ونِعموا قوما، وَلَا يتَّصل بهَا الضَّمِير عِنْد سِيبَوَيْهٍ أَعنِي انك لَا تَقول: الزيدان نِعْما رجلَيْنِ وَلَا الزيدون نِعْمُوا رجَالًا.

وَقَالُوا: إِن فعلت ذَلِك فبها ونِعْمَتْ بتاء سَاكِنة فِي الْوَقْف والوصل لِأَنَّهَا تَاء تَأْنِيث - كَأَنَّهُمْ أَرَادوا ونِعْمَتِ الفعلة أَو الْخصْلَة. وَفِي الحَدِيث " من تَوَضَّأ يَوْم الْجُمُعَة فبها ونِعْمَتْ، وَمن اغْتسل فالغُسْلُ أفضل " كَأَنَّهُ قَالَ: فبالسنة أَخذ. وَقَالُوا: نَعِمَ الْقَوْم كَقَوْلِك نِعْمَ الْقَوْم. قَالَ طرفَة:

مَا أقَلَّتْ قَدَمــايَ إنَّهُمُ ... نَعِمَ الساعون فِي الْأَمر المُبِرّ

هَكَذَا انشدوه نَعِمَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْعين جَاءُوا بِهِ على الأَصْل وَإِن لم يكثر اسْتِعْمَاله عَلَيْهِ، وَقد روى نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع.

ودققته دقا نِعِماَّ: أَي نِعْمَ الدق، وَيُقَال انه لرجل نِعِمَّا وانه لَنَعِيمٌ.

وتَنَعَّمَهُ بِالْمَكَانِ: طلبه.

وتَنَعَّمَ الرجل: مَشى حافيا. قيل: هُوَ مُشْتَقّ من النَّعامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيق، وَلَيْسَ بِقَوي.

وَقَالَ اللحياني: تَنَعَّمَ الرجل قَدَمَــيْهِ: أَي ابتذلهما.

وأنْعَمَ الْقَوْم ونَعَّمَهُمْ: أَتَاهُم مُتَنَعِّماً على قدمــه حافيا قَالَ:

تَنَعَّمَها مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وليلةٍ ... فأصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهْوَ بَطينُ والنُّعْمانُ: الدَّم.

وشقائق النُّعْمانِ: نَبَات أَحْمَر يشبه بِالدَّمِ.

والأُنَيْعِمُ والأَنْعَمانِ وناعِمَةُ ونَعْمانُ كلهَا مَوَاضِع وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأرَاك بِمَكَّة وَهُوَ نعْمانُ الْأَكْبَر، وَهُوَ وَادي عَرَفَة. ونَعْمانُ الْغَرْقَد بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ نَعْمانُ الْأَصْغَر.

والأنْعَمان مَوضِع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

صَحا قَلْبُه بَلْ لَجَّ وهْوَ لجُوجُ ... وزالَتْ لَهُ بالأنْعَمَينِ حُدُوج

والتَّنْعيم: مَكَان بن مَكَّة وَالْمَدينَة.

ومسافر بن نِعْمَة بن كريز من شعرائهم، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي.

وناعِمٌ ونُعَيمٌ ومُنَعَّمٌ وأنْعُمُ ونُعْمِىٌّ ونُعْمانُ ونُعَيْمَانٌ وتَنَعْمُ كُلهنَّ أَسمَاء.

والتَّناعِمُ: بطن من الْعَرَب ينسبون إِلَى تَنْعُمِ بن عتِيك.

وَبَنُو نَعامٍ بطن.

والنَّعامَةُ فرس مَشْهُورَة فارسها الْحَارِث بن عباد وفيهَا يَقُول:

قَرِّبا مَرْبَطَ النَّعامَةِ مِنِّي ... لَقِحَتْ حَرْبُ وَائلٍ عَن حِيالِ

أَي بعد حِيَال.

وَأَبُو نَعامَة قطري.

وناعِمَةُ: اسْم امْرَأَة طبخت عشبا، يُقَال لَهُ الْعقار رَجَاء أَن يذهب الطَّبْخ بغائلته فأكلته فَقَتلهَا فيسمى الْعقار لذَلِك عقار ناعمة رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

ويَنْعَمُ: حَيّ من الْيمن.

ونَعَمْ ونعِمْ كَقَوْلِك بلَى إِلَّا أَن نعم فِي جَوَاب الْوَاجِب وَهِي مَوْقُوفَة الآخر لِأَنَّهَا حرف جَاءَ لِمَعْنى وَقَول الطَّائِي:

تَقُولُإنْ قُلْتُم: لَا: لَا، مُسلِّمةًلأمْرِكُمْ، و: نَعَمْ إِن قُلْتمُ: نَعَمَا

قَالَ ابْن جني لَا عيب فِيهِ كَمَا يظنّ قوم، لِأَنَّهُ لم يقر نَعَمْ على مَكَانهَا من الحرفية، لكنه نقلهَا فَجَعلهَا اسْما فنصبها على حد قَوْلك قلت خيرا أَو قلت ضيرا. وَقد يجوز أَن يكون قُلْتُمْ نَعَما على مَوْضِعه من الحرفية فَيفتح للإطلاق كَمَا حرك بَعضهم لالتقاء الساكنين بِالْفَتْح فَقَالَ قُم اللَّيْل وبع الثَّوْب. واشتق ابْن جني نَعَمْ من النِّعْمَةِ وَذَلِكَ أَن " نَعَمْ " أشرف الجوابين وأسرُّهما للنَّفس وأجلبهما للحمد، و" لَا " بضدها، أَلا ترى إِلَى قَوْله:

وَإِذا قُلْتَ نَعَمْ فاصْبِرْ لَها ... بِنَجاح الوَعْدِ إنَّ الخُلفَ ذَمّ

وَقَول الآخر أنْشدهُ الْفَارِسِي:

أبي جُودُه لَا البُخْل واسْتَعْجَلَتْ بهِ ... نَعَمْ منْ فَتى لَا يَمْنَعُ الجُوسَ قاتِله

يرْوى بِنصب الْبُخْل وجره، فَمن نَصبه فعلى ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون بَدَلا من " لَا " لِأَن " لَا " موضوعها للبخل، فَكَأَنَّهُ قَالَ أَبى جوده الْبُخْل وَالْآخر أَن تكون " لَا " زَائِدَة وَالْوَجْه الأول أَعنِي الْبَدَل أحسن لِأَنَّهُ قد ذكر بعْدهَا " نعم " و" نعم " لَا تزاد فَكَذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون " لَا " هَاهُنَا غير زَائِدَة. وَالْوَجْه الآخر على الزِّيَادَة صَحِيح أَيْضا. أَلا ترى انه لَو قَالَ لَك إِنْسَان: لَا تُطعم وَلَا تأت المكارم وَلَا تقر الضَّيْف. فَقلت أَنْت: لَا، لكَانَتْ هَذِه اللَّفْظَة هُنَا للجود لَا للبخل، فَلَمَّا كَانَت " لَا " قد تصلح للأمرين جَمِيعًا أضيفت إِلَى الْبُخْل لما فِي ذَلِك من التَّخْصِيص الْفَاصِل بَين الضدين.

ونَعَّمَ الرجل قَالَ لَهُ: نَعَمْ فَنَعِمَ بذلك بَالا كَمَا قَالُوا بجلته أَي قلت لَهُ بجل أَي حَسبك. حَكَاهُ ابْن جني.

نعم: النَّعِيمُ والنُّعْمى والنَّعْماء والنِّعْمة، كله: الخَفْض

والدَّعةُ والمالُ، وهو ضد البَأْساء والبُؤْسى. وقوله عز وجل: ومَنْ

يُبَدِّلْ نِعْمَةَ الله من بَعْدِ ما جاءته؛ يعني في هذا الموضع حُجَجَ الله

الدالَّةَ على أَمر النبي، صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: ثم

لَتُسْأَلُنَّ يومئذ عن النعيم؛ أي تُسْأَلون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في

الدنيا، وجمعُ النِّعْمةِ نِعَمٌ وأََنْعُمٌ كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ؛ حكاه

سيبويه؛ وقال النابغة:

فلن أَذْكُرَ النُّعْمان إلا بصالحٍ،

فإنَّ له عندي يُدِيّاً وأَنْعُما

والنُّعْم، بالضم: خلافُ البُؤْس. يقال: يومٌ نُعْمٌ ويومٌ بؤُْْسٌ،

والجمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ. ونَعُم الشيءُ نُعومةً أي صار ناعِما لَيِّناً،

وكذلك نَعِمَ يَنْعَم مثل حَذِرَ يَحْذَر، وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما:

نَعِمَ يَنْعُمُ مثل فَضِلَ يَفْضُلُ، ولغة رابعة: نَعِمَ يَنْعِم،

بالكسر فيهما، وهو شاذ. والتنَعُّم: الترفُّه، والاسم النِّعْمة. ونَعِمَ

الرجل يَنْعَم نَعْمةً، فهو نَعِمٌ بيّن المَنْعَم، ويجوز تَنَعَّم، فهو

ناعِمٌ، ونَعِمَ يَنْعُم؛ قال ابن جني: نَعِمَ في الأصل ماضي يَنْعَمُ،

ويَنْعُم في الأصل مضارعُ نَعُم، ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نَعِمَ

لغة من يقول يَنْعُم، فحدث هنالك لغةٌ ثالثة، فإن قلت: فكان يجب، على هذا،

أَن يستضيف من يقول نَعُم مضارعَ من يقول نَعِم فيتركب من هذا لغةٌ ثالثة

وهي نَعُم يَنْعَم، قيل: منع من هذا أَن فَعُل لا يختلف مضارعُه أَبداً،

وليس كذلك نَعِمَ، فإن نَعِمَ قد يأَْتي فيه يَنْعِمُ ويَنعَم، فاحتمل

خِلاف مضارعِه، وفَعُل لا يحتمل مضارعُه الخلافَ، فإن قلت: فما بالهُم

كسروا عينَ يَنْعِم وليس في ماضيه إلا نَعِمَ ونَعُم وكلُّ واحدٍ مِنْ فَعِل

وفَعُل ليس له حَظٌّ في باب يَفْعِل؟ قيل: هذا طريقُه غير طريق ما قبله،

فإما أن يكون يَنْعِم، بكسر العين، جاء على ماضٍ وزنه فعَل غير أَنهم لم

يَنْطِقوا به استغناءٍ عنه بنَعِم ونَعُم، كما اسْتَغْنَوْا بتَرَك عن

وَذَرَ ووَدَعَ، وكما استغنَوْا بمَلامِحَ عن تكسير لَمْحةٍ، أَو يكون

فَعِل في هذا داخلاً على فَعُل، أَعني أَن تُكسَر عينُ مضارع نَعُم كما

ضُمَّت عينُ مضارع فَعِل، وكذلك تَنَعَّم وتَناعَم وناعَم ونَعَّمه وناعَمَه.

ونَعَّمَ أَولادَه: رَفَّهَهم. والنَّعْمةُ، بالفتح: التَّنْعِيمُ.

يقال: نَعَّمَه الله وناعَمه فتَنَعَّم. وفي الحديث: كيف أَنْعَمُ وصاحبُ

القَرْنِ قد الْتَقَمه؟ أي كيف أَتَنَعَّم، من النَّعْمة، بالفتح، وهي

المسرّة والفرح والترفُّه. وفي حديث أَبي مريم: دخلتُ على معاوية فقال: ما

أَنْعَمَنا بك؟ أَي ما الذي أَعْمَلَكَ إلينا وأَــقْدَمَــك علينا، وإنما يقال

ذلك لمن يُفرَح بلقائه، كأنه قال: ما الذي أَسرّنا وأَفرَحَنا وأَقَرَّ

أَعيُنَنا بلقائك ورؤيتك.

والناعِمةُ والمُناعِمةُ والمُنَعَّمةُ: الحَسنةُ العيشِ والغِذاءِ

المُتْرَفةُ؛ ومنه الحديث: إنها لَطَيْرٌ ناعِمةٌ أي سِمانٌ مُتْرَفةٌ؛ قال

وقوله:

ما أَنْعَمَ العَيْشَ، لو أَنَّ الفَتى حَجَرٌ،

تنْبُو الحوادِثُ عنه، وهو مَلْمومُ

إنما هو على النسب لأَنا لم نسمعهم قالوا نَعِم العيشُ، ونظيره ما حكاه

سيبويه من قولهم: هو أَحْنكُ الشاتين وأَحْنَكُ البَعيرين في أَنه استعمل

منه فعل التعجب، وإن لم يك منه فِعْلٌ، فتَفهَّمْ.

ورجل مِنْعامٌ أي مِفْضالٌ. ونَبْتٌ ناعِمٌ ومُناعِمٌ ومُتناعِمٌ سواء؛

قال الأَعشى:

وتَضْحَك عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنه

ذرى أُقْحُوانٍ، نَبْتُه مُتناعِمُ

والتَّنْعيمةُ: شجرةٌ ناعمةُ الورَق ورقُها كوَرَق السِّلْق، ولا تنبت

إلى على ماء، ولا ثمرَ لها وهي خضراء غليظةُ الساقِ. وثوبٌ ناعِمٌ:

ليِّنٌ؛ ومنه قول بعض الوُصَّاف: وعليهم الثيابُ الناعمةُ؛ وقال:

ونَحْمي بها حَوْماً رُكاماً ونِسْوَةً،

عليهنَّ قَزٌّ ناعِمٌ وحَريرُ

وكلامٌ مُنَعَّمٌ كذلك.

والنِّعْمةُ: اليدُ البَيْضاء الصاحلة والصَّنيعةُ والمِنَّة وما

أُنْعِم به عليك. ونِعْمةُ الله، بكسر النون: مَنُّه وما أَعطاه الله العبدَ

مما لا يُمْكن غيره أَن يُعْطيَه إياه كالسَّمْع والبصَر، والجمعُ منهما

نِعَمٌ وأَنْعُمٌ؛ قال ابن جني: جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذِئْبٌ

وأَذْؤب ونِطْع وأَنْطُع، ومثله كثير، ونِعِماتٌ ونِعَماتٌ، الإتباعُ

لأَهل الحجاز، وحكاه اللحياني قال: وقرأَ بعضهم: أَن الفُلْكَ تجرِي في

البَحْرِ بنِعَمات الله، بفتح العين وكسرِها، قال: ويجوز بِنِعْمات الله،

بإسكان العين، فأَما الكسرُ

(* قوله «فأما الكسر إلخ» عبارة التهذيب: فأما

الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات، ومن أسكن فهو أجود الأوجه على من جمع

الكسرة كسات ومن قرأ إلخ) فعلى مَنْ جمعَ كِسْرَةً كِسِرات، ومَنْ قرأَ

بِنِعَمات فإن الفتح أخفُّ الحركات، وهو أَكثر في الكلام من نِعِمات الله،

بالكسر. وقوله عز وجل: وأَسْبَغَ عليكم نِعَمَه ظاهرةً وباطنةً

(* قوله وقوله

عز وجل وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة إلى قوله وقرأ بعضهم» هكذا في

الأصل بتوسيط عبارة الجوهري بينهما). قال الجوهري: والنُّعْمى كالنِّعْمة،

فإن فتحتَ النون مددتَ فقلت النَّعْماء، والنَّعيمُ مثلُه. وفلانٌ واسعُ

النِّعْمةِ أي واسعُ المالِ. وقرأَ بعضهم: وأَسْبَغَ عليكم نِعْمَةً، فمن

قرأَ نِعَمَه أَراد جميعَ ما أَنعم به عليهم؛ قال الفراء: قرأَها ابن

عباس

(* قوله «قرأها ابن عباس إلخ» كذا بالأصل) نِعَمَه، وهو وَجْهٌ جيِّد

لأَنه قد قال شاكراً لأَنعُمِه، فهذا جمع النِّعْم وهو دليل على أَن

نِعَمَه جائز، ومَنْ قرأَ نِعْمةً أَراد ما أُعطوه من توحيده؛ هذا قول الزجاج،

وأَنْعَمها اللهُ عليه وأَنْعَم بها عليه؛ قال ابن عباس: النِّعمةُ

الظاهرةُ الإسلامُ، والباطنةُ سَتْرُ الذنوب. وقوله تعالى: وإذْ تقولُ للذي

أَنْعَم اللهُ عليه وأَنْعَمْت عليه أَمْسِكْ عليكَ زوْجَك؛ قال الزجاج:

معنى إنْعامِ الله عليه هِدايتُه إلى الإسلام، ومعنى إنْعام النبي، صلى

الله عليه وسلم، عليه إعْتاقُه إياه من الرِّقِّ. وقوله تعالى: وأَمّا

بِنِعْمةِ ربِّك فحدِّثْ؛ فسره ثعلب فقال: اذْكُر الإسلامَ واذكر ما أَبْلاكَ

به ربُّك. وقوله تعالى: ما أَنتَ بِنِعْمةِ ربِّك بمَجْنونٍ؛ يقول: ما

أَنت بإنْعامِ الله عليك وحَمْدِكَ إياه على نِعْمتِه بمجنون. وقوله

تعالى: يَعْرِفون نِعمةَ الله ثم يُنْكِرونها؛ قال الزجاج: معناه يعرفون أَن

أمرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ ثم يُنْكِرون ذلك. والنِّعمةُ،

بالكسر: اسمٌ من أَنْعَم اللهُ عليه يُنْعِمُ إنعاماً ونِعْمةً، أُقيم الاسمُ

مُقامَ الإنْعام، كقولك: أَنْفَقْتُ عليه إنْفاقاً ونَفَقَةً بمعنى

واحد. وأَنْعَم: أَفْضل وزاد. وفي الحديث: إن أَهلَ الجنة ليَتراءوْنَ أَهلَ

عِلِّيِّين كما تَرَوْنَ الكوكبَ الدُّرِّيَّ في أُفُقِ السماء، وإنَّ

أبا بكر وعُمَر منهم وأَنْعَما أي زادا وفَضَلا، رضي الله عنهما. ويقال: قد

أَحْسَنْتَ إليَّ وأَنْعَمْتَ أي زدت عليَّ الإحسانَ، وقيل: معناه صارا

إلى النعيم ودخَلا فيه كما يقال أَشْمَلَ إذا ذخل في الشِّمالِ، ومعنى

قولهم: أَنْعَمْتَ على فلانٍ أي أَصَرْتَ إليه نِعْمةً. وتقول: أَنْعَم

اللهُ عليك، من النِّعْمة. وأَنْعَمَ اللهُ صَباحَك، من النُّعُومةِ.

وقولهُم: عِمْ صباحاً كلمةُ تحيّةٍ، كأَنه محذوف من نَعِم يَنْعِم، بالكسر، كما

تقول: كُلْ من أَكلَ يأْكلُ، فحذف منه الألف والنونَ استخفافاً. ونَعِمَ

اللهُ بك عَيْناً، ونَعَم، ونَعِمَك اللهُ عَيْناً، وأَنْعَم اللهُ بك

عَيْناً: أَقرَّ بك عينَ من تحبّه، وفي الصحاح: أي أَقرَّ اللهُ عينَك بمن

تحبُّه؛ أَنشد ثعلب:

أَنْعَم اللهُ بالرسولِ وبالمُرْ

سِلِ، والحاملِ الرسالَة عَيْنا

الرسولُ هنا: الرسالةُ، ولا يكون الرسولَ لأَنه قد قال والحامل الرسالة،

وحاملُ الرسالةِ هو الرسولُ، فإن لم يُقَل هذا دخل في القسمة تداخُلٌ،

وهو عيب. قال الجوهري: ونَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً نُعْمةً مثل نَزِهَ

نُزْهةً. وفي حديث مطرّف: لا تقُلْ نَعِمَ اللهُ بكَ عَيْناً فإن الله لا

يَنْعَم بأَحدٍ عَيْناً، ولكن قال أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً؛ قال الزمخشري:

الذي منَع منه مُطرّفٌ صحيحٌ فصيحٌ في كلامهم، وعَيْناً نصبٌ على

التمييز من الكاف، والباء للتعدية، والمعنى نَعَّمَكَ اللهُ عَيْناً أي نَعَّم

عينَك وأَقَرَّها، وقد يحذفون الجارّ ويُوصِلون الفعل فيقولون نَعِمَك

اللهُ عَيْناً، وأَمَّا أَنْعَمَ اللهُ بك عَيْناً فالباء فيه زائدة لأَن

الهمزة كافية في التعدية، تقول: نَعِمَ زيدٌ عيناً وأَنْعَمه اللهُ عيناً،

ويجوز أَن يكون من أَنْعَمَ إذا دخل في النَّعيم فيُعدَّى بالباء، قال:

ولعل مُطرِّفاً خُيِّلَ إليه أَنَّ انتصاب المميِّز في هذا الكلام عن

الفاعل فاستعظمه، تعالى اللهُ أن يوصف بالحواس علوّاً كبيراً، كما يقولون

نَعِمْتُ بهذا الأمرِ عَيْناً، والباء للتعدية، فحَسِبَ أن الأَمر في

نَعِمَ اللهُ بك عيناً كذلك، ونزلوا منزلاً يَنْعِمُهم ويَنْعَمُهم بمعنى

واحد؛ عن ثعلب، أي يُقِرُّ أَعْيُنَهم ويَحْمَدونه، وزاد اللحياني:

ويَنْعُمُهم عيناً، وزاد الأَزهري: ويُنْعمُهم، وقال أَربع لغات. ونُعْمةُ العين:

قُرَّتُها، والعرب تقول: نَعْمَ ونُعْمَ عينٍ ونُعْمةَ عينٍ ونَعْمةَ

عينٍ ونِعْمةَ عينٍ ونُعْمى عينٍ ونَعامَ عينٍ ونُعامَ عينٍ ونَعامةَ عينٍ

ونَعِيمَ عينٍ ونُعامى عينٍ أي أفعلُ ذلك كرامةً لك وإنْعاماً بعَينِك وما

أَشبهه؛ قال سيبويه: نصبوا كلَّ ذلك على إضمار الفعل المتروك إظهارهُ.

وفي الحديث: إذا سَمِعتَ قولاً حسَناً فَرُوَيْداً بصاحبه، فإن وافقَ قولٌ

عَملاً فنَعْمَ ونُعْمةَ عينٍ آخِه وأَوْدِدْه أي إذا سمعت رجُلاً

يتكلّم في العلم بما تستحسنه فهو كالداعي لك إلى مودّتِه وإخائه، فلا تَعْجَلْ

حتى تختبر فعلَه، فإن رأَيته حسنَ العمل فأَجِبْه إلى إخائه ومودّتهِ،

وقل له نَعْمَ ونُعْمة عين أَي قُرَّةَ عينٍ، يعني أُقِرُّ عينَك بطاعتك

واتّباع أمرك. ونَعِمَ العُودُ: اخضرَّ ونَضَرَ؛ أنشد سيبويه:

واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومن قِدَمٍ،

لا يَنْعَمُ العُودُ حتى يَنْعَم الورَقُ

(* قوله «من لحو» في المحكم: من لحق، واللحق الضمر).

وقال الفرزدق:

وكُوم تَنْعَمُ الأَضيْاف عَيْناً،

وتُصْبِحُ في مَبارِكِها ثِقالا

يُرْوَى الأَضيافُ والأَضيافَ، فمن قال الأَضيافُ، بالرفع، أراد تَنْعَم

الأَضيافُ عيناً بهن لأَنهم يشربون من أَلبانِها، ومن قال تَنْعَم

الأَضيافَ، فمعناه تَنْعَم هذه الكُومُ بالأَضيافِ عيناً، فحذفَ وأَوصل فنَصب

الأَضيافَ أي أن هذه الكومَ تُسَرُّ بالأَضيافِ كسُرورِ الأَضيافِ بها،

لأنها قد جرت منهم على عادة مأَلوفة معروفة فهي تأْنَسُ بالعادة، وقيل:

إنما تأْنس بهم لكثرة الأَلبان، فهي لذلك لا تخاف أن تُعْقَر ولا تُنْحَر،

ولو كانت قليلة الأَلبان لما نَعِمَت بهم عيناً لأنها كانت تخاف العَقْرَ

والنحر. وحكى اللحياني: يا نُعْمَ عَيْني أَي يا قُرَّة عيني؛ وأَنشد عن

الكسائي:

صَبَّحكَ اللهُ بخَيْرٍ باكرِ،

بنُعْمِ عينٍ وشَبابٍ فاخِرِ

قال: ونَعْمةُ العيش حُسْنُه وغَضارَتُه، والمذكر منه نَعْمٌ، ويجمع

أَنْعُماً.

والنَّعامةُ: معروفةٌ، هذا الطائرُ، تكون للذكر والأُنثى، والجمع

نَعاماتٌ ونَعائمُ ونَعامٌ، وقد يقع النَّعامُ على الواحد؛ قال أبو

كَثْوة:ولَّى نَعامُ بني صَفْوانَ زَوْزَأَةً،

لَمَّا رأَى أَسَداً بالغابِ قد وَثَبَا

والنَّعامُ أَيضاً، بغير هاء، الذكرُ منها الظليمُ، والنعامةُ الأُنثى.

قال الأَزهري: وجائز أَن يقال للذكر نَعامة بالهاء، وقيل النَّعام اسمُ

جنس مثل حَمامٍ وحَمامةٍ وجرادٍ وجرادةٍ، والعرب تقول: أَصَمُّ مِن

نَعامةٍ، وذلك أنها لا تَلْوي على شيء إذا جفَلت، ويقولون: أَشمُّ مِن هَيْق

لأَنه يَشُمّ الريح؛ قال الراجز:

أَشمُّ من هَيْقٍ وأَهْدَى من جَمَلْ

ويقولون: أَمْوَقُ من نعامةٍ وأَشْرَدُ من نَعامةٍ؛ ومُوقها: تركُها

بيضَها وحَضْنُها بيضَ غيرها، ويقولون: أَجبن من نَعامةٍ وأَعْدى من

نَعامةٍ. ويقال: ركب فلانٌ جَناحَيْ نَعامةٍ إذا جدَّ في أَمره. ويقال

للمُنْهزِمين: أَضْحَوْا نَعاماً؛ ومنه قول بشر:

فأَما بنو عامرٍ بالنِّسار

فكانوا، غَداةَ لَقُونا، نَعامَا

وتقول العرب للقوم إذا ظَعَنوا مسرعين: خَفَّتْ نَعامَتُهم وشالَتْ

نَعامَتُهم، وخَفَّتْ نَعامَتُهم أَي استَمر بهم السيرُ. ويقال للعَذارَى:

كأنهن بَيْضُ نَعامٍ. ويقال للفَرَس: له ساقا نَعامةٍ لِقِصَرِ ساقَيْه،

وله جُؤجُؤُ نَعامةٍ لارتفاع جُؤْجُؤها. ومن أَمثالهم: مَن يَجْمع بين

الأَرْوَى والنَّعام؟ وذلك أن مَساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجبال ومساكن النعام

السُّهولةُ، فهما لا يجتمعان أَبداً. ويقال لمن يُكْثِرُ عِلَلَه عليك:

ما أَنت إلا نَعامةٌ؛ يَعْنون قوله:

ومِثْلُ نَعامةٍ تُدْعَى بعيراً،

تُعاظِمُه إذا ما قيل: طِيري

وإنْ قيل: احْمِلي، قالت: فإنِّي

من الطَّيْر المُرِبَّة بالوُكور

ويقولون للذي يَرْجِع خائباً: جاء كالنَّعامة، لأَن الأَعراب يقولون إن

النعامة ذهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَينِ فقطعوا أُذُنيها فجاءت بلا أُذُنين؛

وفي ذلك يقول بعضهم:

أو كالنَّعامةِ، إذ غَدَتْ من بَيْتِها

لتُصاغَ أُذْناها بغير أَذِينِ

فاجْتُثَّتِ الأُذُنان منها، فانْتَهَتْ

هَيْماءَ لَيْسَتْ من ذوات قُرونِ

ومن أَمثالهم: أنْتَ كصاحبة النَّعامة، وكان من قصتها أَنها وجَدتْ

نَعامةً قد غَصَّتْ بصُعْرورٍ فأَخذتْها وربَطتْها بخِمارِها إلى شجرة، ثم

دنَتْ من الحيّ فهتَفَتْ: من كان يحُفُّنا ويَرُفُّنا فلْيَتَّرِكْ

وقَوَّضَتْ بَيْتَها لتَحْمِل على النَّعامةِ، فانتَهتْ إليها وقد أَساغَتْ

غُصَّتَها وأَفْلَتَتْ، وبَقِيَت المرأَةُ لا صَيْدَها أَحْرَزَتْ ولا

نصيبَها من الحيّ حَفِظتْ؛ يقال ذلك عند المَزْريَةِ على من يَثق بغير

الثِّقةِ. والنَّعامة: الخشبة المعترضة على الزُّرنُوقَيْنِ تُعَلَّق منهما

القامة، وهي البَكَرة، فإن كان الزَّرانيق من خَشَبٍ فهي دِعَمٌ؛ وقال أَبو

الوليد الكِلابي: إذا كانتا من خَشَب فهما النَّعامتان، قال: والمعترضة

عليهما هي العَجَلة والغَرْب مُعَلَّقٌ بها، قال الأزهري: وتكون

النَّعامتانِ خَشَبتين يُضَمُّ طرَفاهما الأَعْليان ويُرْكَز طرفاهما الأَسفلان في

الأرض، أحدهما من هذا الجانب، والآخر من ذاك الجنب، يُصْقَعان بحَبْل

يُمدّ طرفا الحبل إلى وتِدَيْنِ مُثْبَتيْنِ في الأرض أو حجرين ضخمين،

وتُعَلَّقُ القامة بين شُعْبتي النَّعامتين، والنَّعامتانِ: المَنارتانِ

اللتان عليهما الخشبة المعترِضة؛ وقال اللحياني: النَّعامتان الخشبتان اللتان

على زُرْنوقَي البئر، الواحدة نَعامة، وقيل: النَّعامة خشبة تجعل على فم

البئر تَقوم عليها السَّواقي. والنَّعامة: صخرة ناشزة في البئر.

والنَّعامة: كلُّ بناء كالظُّلَّة، أو عَلَم يُهْتَدَى به من أَعلام المفاوز،

وقيل: كل بناء على الجبل كالظُّلَّة والعَلَم، والجمع نَعامٌ؛ قال أَبو ذؤيب

يصف طرق المفازة:

بِهنَّ نَعامٌ بَناها الرجا

لُ، تَحْسَب آرامَهُن الصُّروحا

(* قوله «بناها» هكذا بتأنيث الضمير في الأصل ومثله في المحكم هنا،

والذي في مادة نفض تذكيره، ومثله في الصحاح في هذه المادة وتلك).

وروى الجوهري عجزه:

تُلْقِي النَّقائِضُ فيه السَّريحا

قال: والنَّفائضُ من الإبل؛ وقال آخر:

لا شيءَ في رَيْدِها إلا نَعامَتُها،

منها هَزِيمٌ ومنها قائمٌ باقِي

والمشهور من شعره:

لا ظِلَّ في رَيْدِها

وشرحه ابن بري فقال: النَّعامة ما نُصب من خشب يَسْتَظِلُّ به الربيئة،

والهَزيم: المتكسر؛ وبعد هذا البيت:

بادَرْتُ قُلَّتَها صَحْبي، وما كَسِلوا

حتى نَمَيْتُ إليها قَبْلَ إشْراق

والنَّعامة: الجِلْدة التي تغطي الدماغ، والنَّعامة من الفرس: دماغُه.

والنَّعامة: باطن الــقدم. والنَّعامة: الطريق. والنَّعامة: جماعة القوم.

وشالَتْ نَعامَتُهم: تفرقت كَلِمَتُهم وذهب عزُّهم ودَرَسَتْ طريقتُهم

وولَّوْا، وقيل: تَحَوَّلوا عن دارهم، وقيل: قَلَّ خَيْرُهم وولَّتْ

أُمورُهم؛ قال ذو الإصْبَع العَدْوانيّ:

أَزْرَى بنا أَننا شالَتْ نَعامتُنا،

فخالني دونه بل خِلْتُه دوني

ويقال للقوم إذا ارْتَحَلوا عن منزلهم أو تَفَرَّقوا: قد شالت نعامتهم.

وفي حديث ابن ذي يَزَنَ: أتى هِرَقْلاً وقد شالَتْ نَعامَتُهم: النعامة

الجماعة أَي تفرقوا؛ وأَنشد ابن بري لأبي الصَّلْت الثَّقَفِيِّ:

اشْرَبْ هنِيئاً فقد شالَتْ نَعامتُهم،

وأَسْبِلِ اليَوْمَ في بُرْدَيْكَ إسْبالا

وأَنشد لآخر:

إني قَضَيْتُ قضاءً غيرَ ذي جَنَفٍ،

لَمَّا سَمِعْتُ ولمّا جاءَني الخَبَرُ

أَنَّ الفَرَزْدَق قد شالَتْ نعامَتُه،

وعَضَّه حَيَّةٌ من قَومِهَِ ذَكَرُ

والنَّعامة: الظُّلْمة. والنَّعامة: الجهل، يقال: سكَنَتْ نَعامتُه؛ قال

المَرّار الفَقْعَسِيّ:

ولو أَنيّ حَدَوْتُ به ارْفَأَنَّتْ

نَعامتُه، وأَبْغَضَ ما أَقولُ

اللحياني: يقال للإنسان إنه لخَفيفُ النعامة إذا كان ضعيف العقل.

وأَراكةٌ نَعامةٌ: طويلة. وابن النعامة: الطريق، وقيل: عِرْقٌ في الرِّجْل؛ قال

الأَزهري: قال الفراء سمعته من العرب، وقيل: ابن النَّعامة عَظْم الساق،

وقيل: صدر الــقدم، وقيل: ما تحت الــقدم؛ قال عنترة:

فيكونُ مَرْكبَكِ القَعودُ ورَحْلُه،

وابنُ النَّعامةِ، عند ذلك، مَرْكَبِي

فُسِّر بكل ذلك، وقيل: ابن النَّعامة فَرَسُه، وقيل: رِجْلاه؛ قال

الأزهري: زعموا أَن ابن النعامة من الطرق كأَنه مركب النَّعامة من قوله:

وابن النعامة، يوم ذلك، مَرْكَبي

وابن النَعامة: الساقي الذي يكون على البئر. والنعامة: الرجْل.

والنعامة: الساق. والنَّعامة: الفَيْجُ المستعجِل. والنَّعامة: الفَرَح.

والنَّعامة: الإكرام. والنَّعامة: المحَجَّة الواضحة. قال أَبو عبيدة في

قوله:وابن النعامة، عند ذلك، مركبي

قال: هو اسم لشدة الحَرْب وليس ثَمَّ امرأَة، وإنما ذلك كقولهم: به داء

الظَّبْي، وجاؤوا على بَكْرة أَبيهم، وليس ثم داء ولا بَكرة. قال ابن

بري: وهذا البيت، أَعني فيكون مركبكِ، لِخُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسيّ؛

وقبله:

كذَبَ العَتيقُ وماءُ شَنٍّ بارِدٍ،

إنْ كنتِ شائلَتي غَبُوقاً فاذْهَبي

لا تَذْكُرِي مُهْرِي وما أَطعَمْتُه،

فيكونَ لَوْنُكِ مِثلَ لَوْنِ الأَجْرَبِ

إني لأَخْشَى أن تقولَ حَليلَتي:

هذا غُبارٌ ساطِعٌ فَتَلَبَّبِ

إن الرجالَ لَهمْ إلَيْكِ وسيلَةٌ،

إنْ يأْخذوكِ تَكَحِّلي وتَخَضِّبي

ويكون مَرْكَبَكِ القَلوصُ ورَحلهُ،

وابنُ النَّعامة، يوم ذلك، مَرْكَبِي

وقال: هكذا ذكره ابن خالويه وأَبو محمد الأَسود، وقال: ابنُ النَّعامة

فرس خُزَزَ بن لَوْذان السَّدوسي، والنعامة أُمُّه فرس الحرث بن عَبَّاد،

قال: وتروى الأبيات أَيضا لعنترة، قال: والنَّعامة خَطٌّ في باطن

الرِّجْل، ورأَيت أبا الفرج الأَصبهاني قد شرح هذا البيت في كتابه

(* قوله «في

كتابه» هو الأغاني كما بهامش الأصل)، وإن لم يكن الغرض في هذا الكتاب

النقل عنه لكنه أَقرب إلى الصحة لأنه قال: إن نهاية غرض الرجال منكِ إذا

أَخذوك الكُحْل والخِضابُ للتمتع بك، ومتى أَخذوك أَنت حملوك على الرحل

والقَعود وأَسَروني أَنا، فيكون القَعود مَرْكَبك ويكون ابن النعامة مَرْكَبي

أَنا، وقال: ابنُ النَّعامة رِجْلاه أو ظلُّه الذي يمشي فيه، وهذا أَقرب

إلى التفسير من كونه يصف المرأَة برُكوب القَعود ويصف نفسه بركوب الفرس،

اللهم إلا أَن يكون راكب الفرس منهزماً مولياً هارباً، وليس في ذلك من

الفخر ما يقوله عن نفسه، فأَيُّ حالة أَسوأُ من إسلام حليلته وهرَبه عنها

راكباً أو راجلاً؟ فكونُه يَسْتَهوِل أَخْذَها وحملَها وأَسْرَه هو

ومشيَه هو الأمر الذي يَحْذَرُه ويَسْتهوِله.

والنَّعَم: واحد الأَنعْام وهي المال الراعية؛ قال ابن سيده: النَّعَم

الإبل والشاء، يذكر ويؤنث، والنَّعْم لغة فيه؛ عن ثعلب؛ وأَنشد:

وأَشْطانُ النَّعامِ مُرَكَّزاتٌ،

وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلول

والجمع أَنعامٌ، وأَناعيمُ جمع الجمع؛ قال ذو الرمة:

دانى له القيدُ في دَيْمومةٍ قُذُفٍ

قَيْنَيْهِ، وانْحَسَرَتْ عنه الأَناعِيمُ

وقال ابن الأَعرابي: النعم الإبل خاصة، والأَنعام الإبل والبقر والغنم.

وقوله تعالى: فجَزاءٌ مثْلُ ما قَتَلَ من النَّعَم يحكم به ذَوَا عَدْلٍ

منكم؛ قال: ينظر إلى الذي قُتل ما هو فتؤخذ قيمته دارهم فيُتصدق بها؛ قال

الأَزهري: دخل في النعم ههنا الإبلُ والبقرُ والغنم. وقوله عز وجل:

والذين كفروا يتمتعون ويأْكلون كما تأْكل الأَنْعامُ؛ قال ثعلب: لا يذكرون

الله تعالى على طعامهم ولا يُسمُّون كما أَن الأَنْعام لا تفعل ذلك، وأما

قول الله عز وجَل: وإنَّ لكم في الأَنعام لَعِبْرةً نُسْقِيكم مما في

بطونه؛ فإن الفراء قال: الأَنْعام ههنا بمعنى النَّعَم، والنَّعَم تذكر

وتؤنث، ولذلك قال الله عز وجل: مما في بطونه، وقال في موضع آخر: مما في

بطونها، وقال الفراء: النَّعَم ذكر لا يؤَنث، ويجمع على نُعْمانٍ مثل حَمَل

وحُمْلانٍ، والعرب إذا أَفردت النَّعَم لم يريدوا بها إلا الإبل، فإذا قالوا

الأنعام أَرادوا بها الإبل والبقر والغنم، قال الله عز وجل: ومن

الأَنْعام حَمولةً وفَرْشاً كلوا مما رزقكم الله (الآية) ثم قال: ثمانية أَزواج؛

أي خلق منها ثمانية أَزواج، وكان الكسائي يقول في قوله تعالى: نسقيكم

مما في بطونه؛ قال: أَراد في بطون ما ذكرنا؛ ومثله قوله:

مِثْل الفراخ نُتِفَتْ حَواصِلُهْ

أي حواصل ما ذكرنا؛ وقال آخر في تذكير النَّعَم:

في كلّ عامٍ نَعَمٌ يَحْوونَهُ،

يُلْقِحُه قَوْمٌ ويَنْتِجونَهُ

ومن العرب من يقول للإبل إذا ذُكِرت

(* قوله «إذا ذكرت» الذي في

التهذيب: كثرت) الأَنعام والأَناعيم.

والنُّعامى، بالضم على فُعالى: من أَسماء ريح الجنوب لأَنها أَبلُّ

الرياح وأَرْطَبُها؛ قال أَبو ذؤيب:

مَرَتْه النُّعامى فلم يَعْتَرِفْ،

خِلافَ النُّعامى من الشَّأْمِ، ريحا

وروى اللحياني عن أَبي صَفْوان قال: هي ريح تجيء بين الجنوب والصَّبا.

والنَّعامُ والنَّعائمُ: من منازل القمر ثمانيةُ كواكبَ: أَربعة صادرٌ،

وأَربعة واردٌ؛ قال الجوهري: كأنها سرير مُعْوجّ؛ قال ابن سيده: أَربعةٌ

في المجرّة وتسمى الواردةَ وأَربعة خارجة تسمَّى الصادرةَ. قال الأَزهري:

النعائمُ منزلةٌ من منازل القمر، والعرب تسمّيها النَّعامَ الصادرَ، وهي

أَربعة كواكب مُربَّعة في طرف المَجَرَّة وهي شاميّة، ويقال لها

النَّعام؛ أَنشد ثعلب:

باضَ النَّعامُ به فنَفَّر أَهلَه،

إلا المُقِيمَ على الدّوَى المُتَأَفِّنِ

النَّعامُ ههنا: النَّعائمُ من النجوم، وقد ذكر مستوفى في ترجمة بيض.

ونُعاماكَ: بمعنى قُصاراكَ. وأَنْعَم أن يُحْسِنَ أَو يُسِيءَ: زاد.

وأَنْعَم فيه: بالَغ؛ قال:

سَمِين الضَّواحي لم تَُؤَرِّقْه، لَيْلةً،

وأَنْعَمَ، أبكارُ الهُمومِ وعُونُها

الضَّواحي: ما بدا من جَسدِه، لم تُؤرّقْه ليلةً أَبكارُ الهموم

وعُونُها، وأَنْعَمَ أي وزاد على هذه الصفة، وأَبكار الهموم: ما فجَأَك،

وعُونُها: ما كان هَمّاً بعدَ هَمّ، وحَرْبٌ عَوانٌ إذا كانت بعد حَرْب كانت

قبلها. وفَعَل كذا وأَنْعَمَ أي زاد. وفي حديث صلاة الظهر: فأَبردَ

بالظُّهْرِ وأَنْعَمَ أي أَطال الإبْرادَ وأَخَّر الصلاة؛ ومنه قولهم: أَنْعَمَ

النظرَ في الشيءِ إذا أَطالَ الفِكْرةَ فيه؛ وقوله:

فوَرَدَتْ والشمسُ لمَّا تُنْعِمِ

من ذلك أَيضاً أَي لم تُبالِغْ في الطلوع.

ونِعْمَ: ضدُّ بِئْسَ ولا تَعْمَل من الأَسماء إلا فيما فيه الألفُ

واللام أو ما أُضيف إلى ما فيه الأَلف واللام، وهو مع ذلك دالٌّ على معنى

الجنس. قال أَبو إسحق: إذا قلت نِعْمَ الرجلُ زيدٌ أو نِعْمَ رجلاً زيدٌ،

فقد قلتَ: استحقّ زيدٌ المدحَ الذي يكون في سائر جنسه، فلم يجُزْ إذا كانت

تَسْتَوْفي مَدْحَ الأَجْناسِ أن تعمل في غير لفظ جنسٍ. وحكى سيبويه:

أَن من العرب من يقول نَعْمَ الرجلُ في نِعْمَ، كان أصله نَعِم ثم خفَّف

بإسكان الكسرة على لغة بكر من وائل، ولا تدخل عند سيبويه إلا على ما فيه

الأَلف واللام مُظَهَراً أو مضمراً، كقولك نِعْم الرجل زيد فهذا هو

المُظهَر، ونِعْمَ رجلاً زيدٌ فهذا هو المضمر. وقال ثعلب حكايةً عن العرب: نِعْم

بزيدٍ رجلاً ونِعْمَ زيدٌ رجلاً، وحكى أَيضاً: مررْت بقومٍ نِعْم قوماً،

ونِعْمَ بهم قوماً، ونَعِمُوا قوماً، ولا يتصل بها الضمير عند سيبويه

أَعني أَنَّك لا تقول الزيدان نِعْما رجلين، ولا الزيدون نِعْموا رجالاً؛

قال الأزهري: إذا كان مع نِعْم وبِئْسَ اسمُ جنس بغير أَلف ولام فهو نصبٌ

أَبداً، وإن كانت فيه الأَلفُ واللامُ فهو رفعٌ أَبداً، وذلك قولك نِعْم

رجلاً زيدٌ ونِعْم الرجلُ زيدٌ، ونَصَبتَ رجلاً على التمييز، ولا تَعْملُ

نِعْم وبئْس في اسمٍ علمٍ، إنما تَعْمَلانِ في اسم منكورٍ دالٍّ على

جنس، أو اسم فيه أَلف ولامٌ تدلّ على جنس. الجوهري: نِعْم وبئس فِعْلان

ماضيان لا يتصرَّفان تصرُّفَ سائر الأَفعال لأَنهما استُعملا للحال بمعنى

الماضي، فنِعْم مدحٌ وبئسَ ذمٌّ، وفيهما أَربع لغات: نَعِمَ بفتح أَوله وكسر

ثانيه، ثم تقول: نِعِمَ فتُتْبع الكسرة الكسرةَ، ثم تطرح الكسرة الثانية

فتقول: نِعْمَ بكسر النون وسكون العين، ولك أَن تطرح الكسرة من الثاني

وتترك الأَوَّل مفتوحاً فتقول: نَعْم الرجلُ بفتح النون وسكون العين،

وتقول: نِعْمَ الرجلُ زيدٌ ونِعم المرأَةُ هندٌ، وإن شئت قلت: نِعْمتِ

المرأَةُ هند، فالرجل فاعلُ نِعْمَ، وزيدٌ يرتفع من وجهين: أَحدهما أَن يكون

مبتدأ قدِّم عليه خبرُه، والثاني أن يكون خبر مبتدإِ محذوفٍ، وذلك أَنَّك

لمّا قلت نِعْم الرجل، قيل لك: مَنْ هو؟ أو قدَّرت أَنه قيل لك ذلك فقلت:

هو زيد وحذفت هو على عادة العرب في حذف المبتدإ، والخبر إذا عرف المحذوف

هو زيد، وإذا قلت نِعْم رجلاً فقد أَضمرت في نِعْمَ الرجلَ بالأَلف

واللام مرفوعاً وفسّرته بقولك رجلاً، لأن فاعِلَ نِعْم وبِئْسَ لا يكون إلا

معرفة بالأَلف واللام أو ما يضاف إلى ما فيه الأَلف واللام، ويراد به تعريف

الجنس لا تعريفُ العهد، أو نكرةً منصوبة ولا يليها علَمٌ ولا غيره ولا

يتصل بهما الضميرُ، لا تقول نِعْمَ زيدٌ ولا الزيدون نِعْموا، وإن أَدخلت

على نِعْم ما قلت: نِعْمَّا يَعِظكم به، تجمع بين الساكنين، وإن شئت حركت

العين بالكسر، وإن شئت فتحت النون مع كسر العين، وتقول غَسَلْت غَسْلاً

نِعِمّا، تكتفي بما مع نِعْم عن صلته أي نِعْم ما غَسَلْته، وقالوا: إن

فعلتَ ذلك فَبِها ونِعْمَتْ بتاءٍ ساكنة في الوقف والوصل لأَنها تاء

تأْنيث، كأَنَّهم أَرادوا نِعْمَت الفَعْلةُ أو الخَصْلة. وفي الحديث: مَن

توضَّأَ يومَ الجمعة فبها ونِعْمَت، ومَن اغْتَسل فالغُسْل أَفضل؛ قال ابن

الأثير: أَي ونِعْمَت الفَعْلةُ والخَصْلةُ هي، فحذف المخصوص بالمدح،

والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخَصْلةِ أو الفَعْلة، يعني

الوضوءَ، يُنالُ الفضلُ، وقيل: هو راجع إلى السُّنَّة أي فبالسَّنَّة أَخَذ

فأَضمر ذلك. قال الجوهري: تاءُ نِعْمَت ثابتةٌ في الوقف؛ قال ذو الرمة:

أَو حُرَّة عَيْطَل ثَبْجاء مُجْفَرة

دَعائمَ الزَّوْرِ، نِعْمَت زَوْرَقُ البَلدِ

وقالوا: نَعِم القومُ، كقولك نِعْم القومُ؛ قال طرفة:

ما أَقَلَّتْ قَدَمــايَ إنَّهُمُ

نَعِمَ السَّاعون في الأَمْرِ المُبِرّْ

هكذا أَنشدوه نَعِمَ، بفتم النون وكسر العين، جاؤوا به على الأَصل ولم

يكثر استعماله عليه، وقد روي نِعِمَ، بكسرتين على الإتباع. ودقَقْتُه

دَقّاً نِعِمّا أي نِعْمَ الدقُّ. قال الأَزهري: ودقَقْت دواءً فأَنْعَمْت

دَقَّه أي بالَغْت وزِدت. ويقال: ناعِمْ حَبْلَك وغيرهَ أَي أَحكمِه.

ويقال: إنه رجل نِعِمّا الرجلُ وإنه لَنَعِيمٌ.

وتَنَعَّمَه بالمكان: طلَبه. ويقال: أَتيتُ أَرضاً فتَنَعَّمَتْني أي

وافقتني وأَقمتُ بها. وتَنَعَّمَ: مَشَى حافياً، قيل: هو مشتق من النَّعامة

التي هي الطريق وليس بقويّ. وقال اللحياني: تَنَعَّمَ الرجلُ قدمــيه أي

ابتذَلَهما. وأَنْعَمَ القومَ ونَعَّمهم: أتاهم مُتَنَعِّماً على قدمــيه

حافياً على غير دابّة؛ قال:

تَنَعَّمها من بَعْدِ يومٍ وليلةٍ،

فأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وهو بَطِينُ

وأَنْعَمَ الرجلُ إذا شيَّع صَديقَه حافياً خطوات. وقوله تعالى: إن

تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هي، ومثلُه: إنَّ الله نِعِمّا يَعِظكم به؛

قرأَ أَبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم وأَبو عمرو فنِعْمّا، بكسر النون وجزم

العين وتشديد الميم، وقرأَ حمزة والكسائي فنَعِمّا، بفتح النون وكسر العين،

وذكر أَبو عبيدة

(* قوله «وذكر أَبو عبيدة» هكذا في الأصل بالتاء، وفي

التهذيب وزاده على البيضاوي أبو عبيد بدونها) حديث النبي، صلى عليه وسلم،

حين قال لعمرو بن العاص: نِعْمّا بالمالِ الصالح للرجل الصالِح، وأَنه

يختار هذه القراءة لأَجل هذه الرواية؛ قال ابن الأَثير: أَصله نِعْمَ ما

فأَدْغم وشدَّد، وما غيرُ موصوفةٍ ولا موصولةٍ كأَنه قال نِعْمَ شيئاً

المالُ، والباء زائدة مثل زيادتها في: كَفَى بالله حسِبياً حسِيباً ومنه

الحديث: نِعْمَ المالُ الصالحُ للرجل الصالِح؛ قال ابن الأثير: وفي نِعْمَ

لغاتٌ، أَشهرُها كسرُ النون وسكون العين، ثم فتح النون وكسر العين، ثم

كسرُهما؛ وقال الزجاج: النحويون لا يجيزون مع إدغام الميم تسكينَ العين

ويقولون إن هذه الرواية في نِعْمّا ليست بمضبوطة، وروي عن عاصم أَنه قرأَ

فنِعِمَّا، بكسر النون والعين، وأَما أَبو عمرو فكأَنَّ مذهَبه في هذا كسرةٌ

خفيفةٌ مُخْتَلَسة، والأصل في نِعْمَ نَعِمَ نِعِمَ ثلاث لغات، وما في

تأْويل الشيء في نِعِمّا، المعنى نِعْمَ الشيءُ؛ قال الأزهري: إذا قلت

نِعْمَ ما فَعل أو بئس ما فَعل، فالمعنى نِعْمَ شيئاً وبئس شيئاً فعَل،

وكذلك قوله: إنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكم به؛ معناه نِعْمَ شيئاً يَعِظكم

به.والنُّعْمان: الدم، ولذلك قيل للشَّقِر شَقائق النُّعْمان. وشقائقُ

النُّعْمانِ: نباتٌ أَحمرُ يُشبَّه بالدم. ونُعْمانُ بنُ المنذر: مَلكُ العرب

نُسب إِليه الشَّقيق لأَنه حَماه؛ قال أَبو عبيدة: إن العرب كانت

تُسَمِّي مُلوكَ الحيرة النُّعْمانَ لأَنه كان آخِرَهم. أَبو عمرو: من أَسماء

الروضةِ الناعِمةُ والواضِعةُ والناصِفةُ والغَلْباء واللَّفّاءُ.

الفراء: قالت الدُّبَيْرِيّة حُقْتُ المَشْرَبةَ ونَعَمْتُها

(* قوله

«ونعمتها» كذا بالأصل بالتخفيف، وفي الصاغاني بالتشديد) ومَصَلْتها

(* قوله

«ومصلتها» كذا بالأصل والتهذيب، ولعلها وصلتها كما يدل عليه قوله بعد

والمصول) أي كَنسْتها، وهي المِحْوَقةُ. والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ:

المِكْنَسة.

وأُنَيْعِمُ والأُنَيْعِمُ وناعِمةُ ونَعْمانُ، كلها: مواضع؛ قال ابن

بري: وقول الراعي:

صبا صَبْوةً مَن لَجَّ وهو لَجُوجُ،

وزايَلَه بالأَنْعَمينِ حُدوجُ

الأَنْعَمين: اسم موضع. قال ابن سيده: والأَنْعمان موضعٌ؛ قال أَبو

ذؤيب، وأَنشد ما نسبه ابن بري إلى الراعي:

صبا صبوةً بَلْ لجَّ، وهو لجوجُ،

وزالت له بالأَنعمين حدوجُ

وهما نَعْمانانِ: نَعْمانُ الأَراكِ بمكة وهو نَعْمانُ الأَكبرُ وهو

وادي عرفة، ونَعْمانُ الغَرْقَد بالمدينة وهو نَعْمانُ الأَصغرُ. ونَعْمانُ:

اسم جبل بين مكة والطائف. وفي حديث ابن جبير: خلقَ اللهُ آدمَ مِن

دَحْنا ومَسحَ ظهرَ آدمَ، عليه السلام، بِنَعْمان السَّحابِ؛ نَعْمانُ: جبل

بقرب عرفة وأَضافه إلى السحاب لأَنه رَكَد فوقه لعُلُوِّه. ونَعْمانُ،

بالفتح: وادٍ في طريق الطائف يخرج إلى عرفات؛ قال عبد الله ابن نُمَير

الثَّقَفِيّ:

تضَوَّعَ مِسْكاً بَطْنُ نَعْمانَ، أنْ مَشَتْ

به زَيْنَبٌ في نِسْوةٍ عَطرات

ويقال له نَعْمانُ الأَراكِ؛ وقال خُلَيْد:

أَمَا والرَّاقِصاتِ بذاتِ عِرْقٍ،

ومَن صَلَّى بِنَعْمانِ الأَراكِ

والتَّنْعيمُ: مكانٌ بين مكة والمدينة، وفي التهذيب: بقرب من مكة.

ومُسافِر بن نِعْمة بن كُرَير: من شُعرائهم؛ حكاه ابن الأَعرابي. وناعِمٌ

ونُعَيْمٌ ومُنَعَّم وأَنْعُمُ ونُعْمِيّ

(* قوله «ومنعم» هكذا ضبط في الأصل

والمحكم، وقال القاموس كمحدّث، وضبط في الصاغاني كمكرم. وقوله «وأنعم»

قال في القاموس بضم العين، وضبط في المحكم بفتحها. وقوله «ونعمى» قال في

القاموس كحبلى وضبط في الأصل والمحكم ككرسي) ونُعْمانُ ونُعَيمانُ

وتَنْعُمُ، كلهن: أَسماءٌ. والتَّناعِمُ: بَطْنٌ من العرب ينسبون إلى تَنْعُم بن

عَتِيك. وبَنو نَعامٍ: بطنٌ. ونَعامٌ: موضع. يقال: فلانٌ من أَهل بِرْكٍ

ونَعامٍ، وهما موضعان من أطراف اليَمن. والنَّعامةُ: فرسٌ مشهورة فارسُها

الحرث بن عبّاد؛ وفيها يقول:

قَرِّبا مَرْبَِطِ النَّعامةِ مِنّي،

لَقِحَتْ حَرْبُ وائلٍ عن حِيالِ

أي بَعْدَ حِيالٍ. والنَّعامةُ أَيضاً: فرسُ مُسافِع ابن عبد العُزّى.

وناعِمةُ: اسمُ امرأَةٍ طَبَخَت عُشْباً يقال له العُقّارُ رَجاءَ أَن

يذهب الطبخ بِغائلتِه فأَكلته فقَتلَها، فسمي العُقّارُ لذلك عُقّار

ناعِمةَ؛ رواه ابن سيده عن أبي حنيفة. ويَنْعَمُ: حَيٌّ من اليمن. ونَعَمْ

ونَعِمْ: كقولك بَلى، إلا أن نَعَمْ في جواب الواجب، وهي موقوفة الآخِر لأنها

حرف جاء لمعنى، وفي التنزيل: هلْ وجَدْتُمْ ما وعَدَ ربُّكم حَقّاً قالوا

نَعَمْ؛ قال الأزهري: إنما يُجاب به الاستفهامُ الذي لا جَحْدَ فيه،

قال: وقد يكون نَعَمْ تَصْديقاً ويكون عِدَةً، وربما ناقَضَ بَلى إذا قال:

ليس لك عندي ودِيعةٌ، فتقول: نَعَمْ تَصْديقٌ له وبَلى تكذيبٌ. وفي حديث

قتادة عن رجل من خثْعَم قال: دَفَعتُ إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو

بِمِنىً فقلت: أنتَ الذي تزعُم أنك نَبيٌّ؟ فقال: نَعِمْ، وكسر العين؛ هي

لغة في نَعَمْ، وكسر العين؛ وهي لغة في نَغَمْ بالفتح التي للجواب، وقد

قرئَ بهما. وقال أَبو عثمان النَّهْديّ: أمرَنا أميرُ المؤمنين عمرُ،

رضي الله عنه، بأمر فقلنا: نَعَمْ، فقال: لا تقولوا نَعَمْ وقولوا نَعِمْ،

بكسر العين. وقال بعضُ ولد الزبير: ما كنت أَسمع أشياخَ قرَيش يقولون

إلاَّ نَعِمْ، بكسر العين. وفي حديث أبي سُفيان حين أَراد الخروج إلى أُحد:

كتبَ على سَهمٍ نَعَمْ، وعلى آخر لا، وأَجالهما عند هُبَل، فخرج سهمُ

نَعَمْ فخرج إلى أُحُد، فلما قال لِعُمر: أُعْلُ هُبَلُ، وقال عمر: اللهُ

أَعلى وأَجلُّ، قال أَبو سفيان: أنعَمتْ فَعالِ عنها أي اترك ذِكرَها فقد

صدقت في فَتْواها، وأَنعَمَتْ أَي أَجابت بنَعَمُْ؛ وقول الطائي:

تقول إنْ قلتُمُ لا: لا مُسَلِّمةً

لأَمرِكُمْ، ونَعَمْ إن قلتُمُ نَعَما

قال ابن جني: لا عيب فيه كما يَظنُّ قومٌ لأَنه لم يُقِرَّ نَعَمْ على

مكانها من الحرفية، لكنه نقَلها فجعلها اسماً فنصَبها، فيكون على حد قولك

قلتُ خَيراً أو قلت ضَيراً، ويجوز أن يكون قلتم نَعَما على موضعه من

الحرفية، فيفتح للإطلاق، كما حرَّك بعضُهم لالتقاء الساكنين بالفتح، فقال:

قُمَ الليلَ وبِعَ الثوبَ؛ واشتقَّ ابنُ جني نَعَمْ من النِّعْمة، وذلك أن

نعَمْ أَشرفُ الجوابين وأَسرُّهما للنفْس وأَجلَبُهما للحَمْد، ولا

بضِدِّها؛ ألا ترى إلى قوله:

وإذا قلتَ نَعَمْ، فاصْبِرْ لها

بنَجاحِ الوَعْد، إنَّ الخُلْف ذَمّْ

وقول الآخر أَنشده الفارسي:

أبى جُودُه لا البُخْلِ واسْتَعْجَلتْ به

نَعَمْ من فَتىً لا يَمْنَع الجُوع قاتِله

(* قوله «لا يمنع الجوع قاتله» هكذا في الأصل والصحاح، وفي المحكم:

الجوس قاتله، والجوس الجوع. والذي في مغني اللبيب: لا يمنع الجود قاتله، وكتب

عليه الدسوقي ما نصه: قوله لا يمنع الجود، فاعل يمنع عائد على الممدوح؛

والجود مفعول ثان؛ وقاتله مفعول أول، ويحتمل أن الجود فاعل يمنع أي جوده

لا يحرم قاتله أي فإذا أراد إنسان قتله فجوده لا يحرم ذلك الشخص بل يصله

اهـ. تقرير دردير).

يروى بنصب البخل وجرِّه، فمن نصبه فعلى ضربين: أحدهما أن يكون بدلاً من

لا لأن لا موضوعُها للبخل فكأَنه قال أَبى جودُه البخلَ، والآخر أن تكون

لا زائدة، والوجه الأَول أعني البدلَ أَحْسَن، لأنه قد ذكر بعدها نَعَمْ،

ونَعمْ لا تزاد، فكذلك ينبغي أَن تكون لا ههنا غير زائدة، والوجه الآخر

على الزيادة صحيح، ومَن جرَّه فقال لا البُخْلِ فبإضافة لا إليه، لأَنَّ

لا كما تكون للبُخْل فقد تكون للجُود أَيضاً، ألا ترى أَنه لو قال لك

الإنسان: لا تُطْعِمْ ولا تأْتِ المَكارمَ ولا تَقْرِ الضَّيْفَ، فقلتَ

أَنت: لا لكانت هذه اللفظة هنا للجُود، فلما كانت لا قد تصلح للأَمرين جميعاً

أُضيفَت إلى البُخْل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين الضدّين. ونَعَّم

الرجلَ: قال له نعَمْ فنَعِمَ بذلك بالاً، كما قالوا بَجَّلْتُه أي قلت

له بَجَلْ أي حَسْبُك؛ حكاه ابن جني. وأَنعَم له أي قال له نعَمْ.

ونَعامة: لَقَبُ بَيْهَسٍ؛ والنعامةُ: اسم فرس في قول لبيد:

تَكاثرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فيها،

وتَحْجُل والنَّعامةُ والخَبالُ

(* قوله «وتحجل والخبال» هكذا في الأصل والصحاح، وفي القاموس في مادة

خبل بالموحدة، وأما اسم فرس لبيد المذكور في قوله:

تكاثر قرزل والجون فيها * وعجلى والنعامة والخيال

فبالمثناة التحتية، ووهم الجوهري كما وهم في عجلى وجعلها تحجل).

وأَبو نَعامة: كنية قَطَريّ بن الفُجاءةِ، ويكنى أَبا محمد أَيضاً؛ قال

ابن بري: أَبو نَعامة كُنْيَتُه في الحرب، وأَبو محمد كُنيته في السِّلم.

ونُعْم، بالضم: اسم امرأَة.

نعم

(النَّعِيمُ، والنُّعمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا (الخَفْضُ والدِّعَةُ والمَالُ، كَالنِّعْمَةِ، بِالكَسْرِ) يُقالُ: فُلانُ وَاسِعُ النِّعْمَةِ اَيْ: وَاسِعُ المَالِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ. قَالَ الرَّازِيُّ: النِّعْمَةُ المَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ على جِهَةِ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْر، قَالَ: فخَرَجَ بِالمَنْفَعَةِ المَضَرَّةُ المَخْفِيَّةُ والمَنْفَعَةُ المَفْعُولَةُ إِلَّا على جِهَة الإِحسان غلى الغَيْر، بِأَن قَصَدَ الفَاعِلُ نَفْسَه، كَمَنْ أَحسَنَ إِلَى جَارِيَةٍ لِيَرْبَح فِيها، أَوْ أَرَادَ اسْتِدْرَاجَه بِمَحْبُوبٍ إِلَى ألَمٍ، أَوْ أَطْعَمَ غَيرَه نَحْو: سُكِّرٍ أَوْ خَبِيصٍ مَسْمُومٍ لِيَهْلِكَ، فَلَيْسَ بِنَعْمَةٍ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: ((النِّعمةُ: مَا قُصِدَ بِه الإحْسَانُ والنَّفْعُ، وبِناؤُها بِناءُ الحَالَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْإِنْسَان، كالجِلْسةَ (وجَمْعُهَا:) أَي: النِّعْمَةُ؛ ولِذَا لم يُشِرْ إِلَيْهَا بالجِيمِ على عَادَتِه: (نِعَمٌ) ، بِكَسْرٍ فَفَتْح، (وأَنعُمٌ) ، بِضَمِّ العَيْن، كشِدَّةٍ وأَشُدٍّ، حَكَاه سِيبَوَيْهِ، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: جَاءَ ذَلِكَ على حَذْفِ التَّاءِ، فَصَارَ كَقَوْلِهم: ذِئْبٌ وأذْؤُبٌ، ونِطْعٌ وأَنْطُعٌ، ومِثلُه كَثيرٌ)) وَقَالَ النَّابِغَةُ:
(فلَنْ أَذكُرَ النُّعْمَانَ إلاَّ بِصَالِحٍ ... فإنَّ لَهُ عِنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُمَا)

وقُرئَ قَولُه تَعالَى: {وأسبغ عَلَيْكُم نعمه ظَاهِرَة وباطنة} نَقَلَهَا الفَرَّاءُ عَن ابنِ عَبَّاس، وَهُوَ وَجْه جَيِّد؛ لِأَنَّهُ قَالَ: {شاكرا لأنعمه} ، فَهَذَا جَمْعُ النِّعْمِ، وَهُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ نِعَمه جَائِز، ومَنْ قَرَأَ: نِعَمَهُ أَرَادَ جَمِيعَ مَا أَنْعَم بِه عَلَيْهم.
(والتَّنَعُّمُ: التَّرفُّهُ) . وَقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ تَناوَلَ مَا فِيه نِعْمَةٌ وطِيبُ عَيْشٍ.
(والاسْمُ: النَّعْمَةُ، بِالفَتْحِ) ، قَالَ الرَّاغِبُ: بِنَاؤُها بِناءُ المَرَّةِ من الفِعْلِ، كَالشَّتْمَةِ والضَّرْبَةِ، والنَّعْمَةُ جِنْسٌ يُقالُ لِلكَثِير والقَلِيلِ.
(نَعِمَ، كَسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَربَ) ثُلاثُ لُغاتٍ. والّذِي فِي الصِّحاحِ: ونَعُمَ الشَّيْءُ، بِالضَّمِّ، نُعُومَةً، أَيْ: صَارَ نَاعِمًا لَيِّنا، وكَذَلِك: نَعِمَ يَنْعَمُ مِثَال: حَذِرَ يَحْذَر، وفِيهِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ مركَّبة بَيْنَهُما نَعِمَ يَنْعُم مثل: فَضِلَ يَفْضُلُ، ولُغةٌ رَابِعَةٌ: نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ فِيهِما، وَهُوَ شَاذٌّ.
قَالَ ابنُ جِنِّي: نَعِمَ فِي الأصْلِ مَاضِي يَنْعَم، ويَنْعُم فِي الأصلِ مُضَارِعُ نَعُمَ، ثمَّ تَداخَلَتِ اللُّغَتَانِ، فاسْتَضَافَ مَنْ يَقُولُ: نَعِمَ لُغةَ مَنْ يَقُولُ يَنعُم، فَحَدَثَ هُنالك لغةٌ ثَالِثَةٌ، فإنْ قُلتَ: فكانَ يَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَسْتَضِيفَ مَنْ يَقُولُ: نَعُم، مُضَارِعَ من يَقُولُ: نَعِمَ فيتَركَّبُ مِنْ هَذَا لُغةٌ ثَالِثَةٌ، وهِيَ نَعُمَ يَنْعَمُ، قِيلَ: مَنَعَ مِنْ هَذَا أَنَّ فَعُلَ لَا يَخْتَلِفُ مُضارِعُه أَبدًا، وَلَيْسَ كَذَلِكَ نَعِم؛ فَإِن نَعِمَ قَدْ يَأْتِي فِيهِ يَنْعَمُ ويَنْعَمُ، فَاحْتَمَلَ خِلافَ مُضَارِعِه، وفَعُلَ لَا يَحْتَمِل مُضَارِعُه الخِلافَ.
وحَكَى ابنُ قُتَيْبَةَ فِي أَدَبِ الكَاتِبِ عَن سيبَوَيْهِ أَنَّه يُقالُ: نَعِمَ يَنْعُمُ، بالضَّمِّ، كَفَضِل يَفْضُلُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ من القُتَيْبِيِّ. وَمنْ تَأَمَّلَ كِتَابَ سِيبَوَيْهِ تَبَيَّنَ لَه أَنَّه لم يَذْكُر الضَّمَّ إلاَّ فِي فَضِل يَفضُل، قَالَ شَيخُنا: بل حَكَاه عَنهُ غَيرُه، وذَكَرَه ابنُ القُوطِيَّة وَقَالَ: إنَّهما لَا ثَالِثَ لَهُما.
قُلتُ: وَقد سَبَق فِي اللاَّمِ عَن بَعضَهم: حَضِرَ يَحْضُر، ونَقَلَ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ: نَكِلَ يَنْكُل، وشَمِلَ يَشْمُل، وَحكى ابْن عُدَيْس: فَرِغَ يَفْرُغ من الفَرَاغِ، وبَرِئَ يَبْرُؤ عَن صَاحب المبرز، أوردهنّ أَبُو جعفرٍ اللَّبْلِيُّ فِي بُغْيَةِ الآمَالِ. ومَرَّ فِي " ف ض ل " مَا فِيهِ مَقْنَعٌ، وبِمَا عَرفْتَ ظَهَر لَكَ مَا فِي سِياقِ المُصَنِّف من القُصُورِ والمُخَالَفَةِ.
(و) يُقَال: هَذَا (مَنْزِلٌ يَنْعَمُهُم) عَيْنًا (مُثَلَّثَةً) ، الفَتْحُ، والكَسْرُ عَن ثَعْلَب، والضَّمُّ عَن اللِّحْيَانِيّ، (و) زَادَ الأزْهَريّ لُغَةً رابِعَةً: وَهِي: (يُنْعِمُهُم، كَيُكْرِمُهُمْ) ، أَي: يُقِرُّ أَعَيْنَهُمْ ويَحْمَدُونه.
(وتَنَاعَمَ ونَاعَمَ) أَيْ: (تَنَعَّمَ) ، وَهُوَ تَفْسِيرٌ لكُلِّ مَا مَضَى من ذِكْر الأَفْعال، وتقديرُه ونَعَمٍ بلُغاتِه الثَّلاَثَةَ، وتَنَاعم ونَاعَم بِمَعْنَى تَنَعَّم، وَمِنْه الحَدِيثُ: " كَيفَ أَنْعَمُ وصاحِبُ القَرْنِ قد الْتَقَمَه "؟ أَي: كَيْفَ أَتَنَعَّمُ؟
(ونَاعَمَهُ) مُنَاعَمَةً، (ونَعَّمَهُ غَيرُهُ تَنْعِيمًا) : رَفَّهَهُ فَتَنَعَّمَ.
(والنَّاعِمَةُ، والمُنَاعِمَةُ، والمُنَعَّمَةُ، كَمُعَظَّمَةٍ: الحَسَنَةُ العَيْشِ والغِذَاءِ) المُتْرَفَةُ، وَمِنْه الحَدِيث: ((إِنَّها لطَيرٌ نَاعِمَةٌ)) أَي: سِمَانٌ مُتْرَفَةٌ.
(ونَبْتٌ نَاعِمٌ، ومُنَاعِمٌ، ومُتَنَاعِمٌ سَوَاءٌ) . قَالَ الأَعْشَى:
(وتَضْحَكُ عَنْ غُرِّ الثَّنَايَا كَأَنَّهُ ... ذُرَا أُقحوانٍ نَبتُه مُتَنَاعِمُ)

(والتَّنْعِيمَةُ: شَجَرَةٌ نَاعِمَةُ الوَرَقِ) ، وَرَقُها كَوَرَقِ السِّلْقِ، وَلَا تَنْبُتُ إِلاَّ عَلَى مَاءٍ، ولاثَمَرَ لَهَا، وَهِي خَضْرَاءُ غَلِيظَة السَّاقِ.
(وثَوبٌ نَاعِمٌ) : لَيِّن، وَمِنْه قَولُ بَعضِ الوُصَّاف: وعَلَيْهِم الثِّيابُ النَّاعِمَةُ، وَقَالَ:
(ونَحْمِي بِهَا حَوْمًا رُكامًا ونِسْوَةً ... عَلَيْهِنَّ قَزٌّ نَاعِمٌ وحَرِيرُ)

(وكَلامٌ مُنَعَّمٌ، كَمُعَظِّمٍ: لَيِّنٌ) .
(والنِّعْمَةُ، بِالكَسْرِ: المَسَرَّةُ) . قَالَ شَيخُنا: وَفِي الكَشَّافِ أَثْنَاءَ المُزَّمِّل:
" النَّعْمة، بِالفَتْح: التَّنَعُّم، وبالْكَسْر: الإِنْعامُ، وبَالضَّمِّ: المَسَرَّةُ " وهَكَذَا صَرَّحَ بِهِ غَيرُ واحدٍ مِمَّن تَكَلَّمَ على المُثَلَّثاتِ. قُلتُ: وَهُوَ حِينَئِذٍ مَصْدَرُ نَعِم الله بِكَ عَيْنًا، كالغُلْمةِ من غَلِمَ، والنُّزْهَةِ من نَزِهَ.
النِّعْمَةُ: (اليَدُ) كَمَا فِي الصِّحاح، زَاد ابنُ سِيدَه: (البَيْضَاءُ الصَّالِحَةُ) والصَّنِيعَةُ والمنَّةُ، وَمَا أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْك كَمَا فِي الصِّحاح، وَفِيه إشارَةٌ إِلَى أَنَّه اسمٌ من أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ يُنْعِمُ إِنْعَامًا ونِعْمَةً، أُقِيمَ الاسْمُ مُقامَ الإنْعَامِ كَقَوْلِك: أَنْفَقْتُ عَلَيْهِ إِنْفَاقًا ونَفَقَةً بِمَعْنى واحدٍ، (كَالنُّعْمَى، بِالضَّمِّ) مَقْصُورًا، (والنَّعْمَاءِ بِالفَتْح مَمْدُودَةً) . قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ومِثلُه النَّعِيم (ج:) أَي: جَمْع النِّعْمة، وظاهِرُ سِياقِه أَنَّه جَمعُ الأَلْفاظِ المَذْكُورَةِ وَلَيْسَ كَذَلِك، وكأَنَّه قد احترَزَ من هَذَا الإيهامِ فِي أَوَّل التَّركِيبِ، ثمَّ كَرَّرَ. ووَقَعَ فِيهِ: (أَنْعُمٌ، ونِعَمٌ) . وَقد تَــقَدَّم ذِكْرُهُما، (ونِعِمَاتٌ، بِكَسْرَتَيْن، وتُفْتَحُ العَيْنُ) الإتباعُ لأَهْلِ الحِجَازِ، وحَكاه اللِّحْيَانِيّ. قَالَ: وقَرَأَ بَعضُهم: {أَنَّ الفُلْكَ تَجْرِي فِي البَحْرِ بنِعمَاتِ الله} ، بفَتْحِ العَيْن
وكَسْرِها، قَالَ: ويَجُوزُ تَسْكِينُ العَيْنِ، وَهَذِه قد أَغْفَلَهَا المُصَنِّفُ. فَأَمَّا الكَسْرُ فَعَلَى من جَمَع كِسْرَةً: كِسِراتٍ، وَمن قَرَأَ بِنِعَمَات فَإِنَّ الفَتْحَ أَخفُّ الحَرَكَاتِ، وَهُوَ أَكْثَرُ فِي الكَلاَمِ. وأَنَعْمَهَا الله تَعالَى عَلَيْه، وأَنْعَمَ بِهَا إنْعَامًا، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ أمسك عَلَيْك زَوجك} قَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَى إنْعَامِ اللهِ تَعالَى عَلَيْهِ هِدَايَتُه إِلَى الإِسْلاَم، ومَعْنَى إِنْعَامِ النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم [عَلَيْهِ] إِعْتَاقُه من إيَّاه من الرِّقِّ. وَقَالَ الرَّاغِبُ: الإِنْعَامُ: إِيْصالُ الإحْسَانِ إِلَى الغَيْرِ، وَلَا يُقالُ ذَلِكَ إلاّ إِذَا كانَ المُوصَلُ إِلَيْهِ من [جنس] النَّاطِقِينَ.
(ونَعِيمُ اللهِ تَعالَى: عَطِيَّتُه) الكَثِيرَةُ الوَافِرَة. وقَولُه تَعالَى: {ولَتُسْئَلُنَّ يَومَئِذٍ عَن النَّعِيمِ} أَي: عَنْ كلّ مَا استَمْتَعْتُم بِهِ فِي الدُّنيَا.
(و) فِي الصِّحاحِ: (نَعِمَ الله تَعالَى بِكَ، كَسَمِعَ، ونَعِمَكَ) عَيْنًا نُعْمَةً مثل: غَلِمَ غُلْمَةً، ونَزِه نُزْهَةً.
(و) كَذَلِك (أَنْعَم) الله (بِكَ عَيْنًا) أَيْ: (أَقَرَّ) الله (بِكَ عَيْنَ مَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي المُحْكَم، (أَوْ أَقَرَّ عَيْنَكَ بِمَنْ تُحِبُّه) كَمَا فِي الصِّحاح، وأَنشَدَ ثَعْلَب:
(أَنعَمَ الله بالرَّسُولِ وبالمُرْ ... سِلِ والحَامِلِ الرِّسالَةَ عَيْنا)

الرَّسُولُ هُنَا الرِّسَالَةُ، وَفِي حَدِيثِ مُطَرِّفٍ: " لَا تَقُل: نَعِمَ الله بِكَ عَيْنًا؛ فإنَّ الله لَا يَنْعَمُ بِأَحدٍ عَيْنًا، ولَكِن قُلْ: أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا " قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: ((الَّذِي مَنَعَ مِنْهُ مَطَرِّفٌ صَحِيحٌ فَصِيحٌ فِي كَلاَمِهم، وعَينًا نَصْبٌ على التَّمْيِيزِ من الكَافِ، والبَاءُ للتَّعْدِيَةِ، والمَعْنَى نَعَّمَك الله عَيْنًا أَيْ: نَعَّمَ عَينَك وأَقَرَّهَا، وقَدْ يَحْذِفُون الجَارَّ ويُوصِلُونَ الفِعْلَ فَيَقُولُون: نَعِمَكَ الله عَيْنًا، وأَمَّا أَنْعَمَ الله بِكَ عَيْنًا، فَالبَاءُ فِيهِ زَائِدَةٌ؛ لأَنَّ الهَمْزَةَ كافِيةٌ فِي التَّعْدِيَة، ويَجوزُ أَنْ يَكُونَ مِنْ اَنْعَمَ إِذَا دَخَلَ فِي النَّعِيمِ، فيُعَدَّى بالبَاءِ، قَالَ: ولَعَلَّ مُطَرِّفًا خُيِّلَ إِلَيْهِ أنّ انْتِصَابَ المُمَيِّزَ فِي هَذَا الكَلاَم عَن الفَاعِلِ فاسْتَعْظَمه، تَعالَى الله أَنْ يُوصَفَ بِالحَوَاسّ عُلُوًّا كَبيرًا، كَمَا يَقُولُون: نَعِمْتُ بِهَذَا الأَمْرَ عَيْنًا، والباءُ للتَّعْديَة، فَحسِبَ أَنَّ الأَمرَ فِي نَعِمَ اللهُ بِكَ عَيْنًا كَذَلِك)) .
العَرَبُ تَقُولُ: (نَعْم عَيْنٍ ونَعْمَة) عَيْنٍ (وَنَعَام) عَيْنٍ، وهَذِه عَن الحِرْمَازِي، كَمَا فِي النَّوَادِرِ. (ونَعِيم) عَيْنٍ، (بفَتْحِهِنَّ. ونُعْمَى) عَيْنٍ، (ونُعَامَى) عَيْنٍ، (نُعَامَ) عَيْنٍ، و (نُعْمَ) عَيْنٍ، (ونُعْمَة) عَيْنٍ (بَضَمِّهِنَّ. ونِعْمَةُ) عَيْنٍ، (ونِعَامَ) عَيْنٍ، (بِكَسْرِهِما) . قَالَ سيبَوَيْهِ: (ويُنْصَبُ الكُلُّ بإضْمَارِ الفِعْلِ) المَتْرُوكِ إظْهَارُه (اَيْ: أَفْعَلُ ذَلِك إِنْعَامًا لِعَيْنِكَ وإِكْرَامًا) لَكَ، وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الصِّحاحِ: كَرامةً لَكَ وإِكْرَامًا لِعَيْنِك وَمَا أَشْبَهَه، وَفِي الحَدِيثِ: " إِذَا سَمِعْتَ قَولاً حَسَنًا فَرُوَيْدًا بِصَاحِبِه، فَإِنْ وَافَقَ قَولٌ عَمَلاً فَنَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ، آخِهِ وأَوْدِدْه "، أَيْ: قُلْ لَهُ: نَعْمَ ونُعْمَةَ عَيْنٍ: [أَي: قُرَّة عَيْنٍ] ، أَي: أُقِرُّ عَيْنَكَ بِطَاعَتِكَ واتِّباعِ أَمْرِكَ. وَقَالَ الفَرَزْدَقُ:
(وكُوم تَنْعَمُ الأضْيافُ عَيْنًا ... وتُصْبِحُ فِي مَبَارِكِها ثِقالاَ)

أَي: تَنْعَمُ الأضْيَافُ عَيْنًا بِهِنَّ، لأَنهم يَشْرَبُونَ من أَلْبَانِهَا. وقِيلَ: إنّ هَذِه الكُومَ تُسَرُّ بِالأَضْيَافِ كُسُرورِ الأَضْيَافِ بِهَا. وقِيلَ: إِنَّمَا تَأْنَسُ بِهِم لكَثْرةِ أَلْبانِها فَهِيَ لِذَلِك لَا تَخَافُ أَن تُعْقَرَ.
وحَكَى اللِّحْيَانِيّ: يَا نُعْمَ عَيْنِي، أَي: يَا قُرَّةَ عَيْنِي، وأَنْشَدَ عَن الكِسائيّ:
(صَبَّحَكَ الله بِخَيْرٍ بَاكِر ... )

(بنُعْمِ عَيْنٍ وشَبَابٍ فَاخِرِ ... )
(ونَعِمَ العُودُ، كَفَرِحَ: اخْضَرَّ ونَضَرَ) ، وأَنشَدَ سِيبَوَيْهِ: (واعْوَجَّ عُودُك من لَحْوٍ ومِنْ قِدَمٍ ... لَا يَنْعِمُ العُودُ حتَّى يَنْعِمَ الوَرَقُ)

(والنَّعَامَةُ: طَائِرٌ) مَعْرُوفٌ، أُنْثَى (ويُذَكَّرُ) ، قَالَ الأزْهَرِيّ: وجَائزٌ أَنْ يُقالَ للذَّكَرِ: نَعامَةٌ بِالهَاءِ، (واسمُ الجِنْس: نَعَامٌ) ، كَحَمَامٍ وحَمَامَةِ، وجَرَادٍ وجَرَادَةٍ، (و) قَدْ (يَقَعُ) النَّعَام (على الوَاحِدِ) . قَالَ أَبُو كَثْوَةَ:
(ولَّى نَعامُ بَنِي صَفْوَانَ زَوْزَأَةً ... لَمَّا رَأَى أَسَدًا بِالغَابِ قَدْ وَثَبَا)

والعَرَبُ تَقُولُ: أَصَمُّ من نَعَامَةٍ، وقَد تَــقَدَّم فِي: " ظ ل م "، وأَمْوَقُ مِنْ نَعَامَةٍ، وأَشْرَدُ من نَعَامَةٍ، وأَجْبَنُ من نَعَامَةٍ، وأَعْدَى مِنْ نَعَامَةٍ.
النَّعَامَةُ: (المَفَازَةُ، كالنَّعَامِ) ، هَكَذا فِي سَائِر النُّسَخ، والّذي فِي الصِّحاحِ: النَّعامُ، والنَّعَامَةُ: عَلَمٌ من أَعْلاَمِ المَفَاوِز يُهْتَدَى بِهِ، وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ طُرُقَ المَفَازَةِ:
(بِهِنَّ نَعَامٌ بَنَاهَا الرِّجا ... لُ تُلْقِي النَّفائِضُ فِيهِ السَّرِيحَا)

وَرَوَى غَيرُ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه:
(تَحْسَبُ آرامَهُنَّ الصُّرُوحَا ... )
وَقَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
(لَا شَيْءَ فِي رَيْدِهَا إِلاَّ نَعَامَتُها ... مِنْهَا هَزِيمٌ ومِنها قَائِمٌ بَاقِي)

ولَعَلَّ المُصَنِّف اغْتَرَّ بِقَولِ الجَوْهَرِيّ عَلَمٌ منْ أَعْلاَمِ المَفَاوِز فظَنَّ أنَّه يُرِيد عَلَمٌ عَلَيها، فَتَأَمَّل. النَّعَامَةُ: (الخَشَبَةُ المُعْتَرِضَةُ على الزُّرْنُوقَيْنِ) تُعَلَّقُ مِنْهُمَا القَامَةُ، وَهِي البَكَرَةُ فإنْ كانَتِ الزَّرَانِيقُ من خَشَبٍ فَهِي: دِعَمٌ. وَقَالَ أَبُو الوَلِيدِ الكِلابِيُّ: إِذَا كَانَتَا من خَشَبٍ فَهُمَا النَّعَامَتَانِ، قَالَ: والمُعْتَرِضَةُ عَلَيْهِمَا هِيَ العَجَلَةُ والغَرْبُ مُعَلَّقٌ بِهَا.
(و) نَعَامَةُ: (سَبْعَةُ اَفْرَاسٍ) مَنْسُوبَةٌ، مِنْها (لِلْحَارِثِ بنِ عَبَّادٍ) اليَشْكُرِيّ، وفيهَا يَقُولُ:
(قَرِّبَا مَرْبَطَ النَّعامَةِ عِنْدِي ... لَقِحَتْ حَربُ وَائلٍ عَن حِيَالِ)

وابنُها فرسُ خُزَرِ بنِ لَوْذَان السَّدُوسِيِّ، وَبِه فُسِّرَ قَولُه:
(وابْنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )

(و) فَرَسُ (مِرْدَاسِ بنِ مُعاذٍ الجُشَمِيِّ، وَهِي ابنَةُ صَمْعَر) .
(و) فَرَسُ (عُيَيْنَةَ بنِ أَوْسٍ المَالِكِيِّ) ، من بَنِي مَالِك.
(و) فَرَسُ (مُسافِعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى) .
(و) فَرَسُ (المُنْفَجِرِ الغُبَرِيِّ) . وَفِي نُسْخَةٍ: الغَنَزِيِّ.
(و) فَرَسُ (قَرَّاضٍ الأَزْدِيِّ) . وعَلى الأخِيرَةِ اقْتَصَر ابنُ الكَلْبِيِّ فِي كِتَابِ الخَيْلِ، وأَنشَدَ لَهُ يَقُولُ فِيهِ:
(عَرَضْتُ لَهُمْ صَدْرَ النَّعَامَةِ أَذْرُعًا ... فَلَمْ أَرجُ ذِكْرَى كُلِّ نَفْسٍ أَشُوفُها)

وَفِي الصِّحاحِ: والنَّعَامَة: فَرسٌ فِي قَولَ لَبِيد:
(تَكَاثَرَ قُرْزُلٌ والجَوْنُ فِيها ... وتَحْجُلُ والنَّعَامَةُ والخَبَالُ)

النَّعَامَةُ: (الرَّحْلُ اَوْ مَا تَحْتَه) . هَكَذا فِي النُّسخ، والصَّواب: الرِّجْلُ أَو مَا تَحْتَها كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصّحاح: مَا تَحْتَ الــقَدَمِ، وَفِي الهَامِش: يُقَال: الصَّوابُ: ابنُ النَّعَامة: مَا تَحْت الــقَدَم، (وكُلُّ بِناءٍ) عَالٍ (على الجَبَلِ، كَالظُّلَّةِ) والعَلَمِ نَعَامَةٌ. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هُوَ مَا نُصِبَ من خَشَبٍ يَسْتَظِلُّ بِهِ الرّبِيئَةُ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ السَّابِقُ.
(و) النَّعَامَةُ (مِنَ الفَرَسِ: دِماغُه أَو فَمُه) .
(و) النَّعامَةُ: (الطَّرِيقُ) ، وقِيلَ: المَحَجَّةُ الوَاضِحَةُ.
(و) النَّعَامَةُ: (النَّفْسُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَرَحُ والسُّرُورُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الإِكْرَامُ) .
(و) النَّعَامَةُ: (الفَيْجُ المُسْتَعْجِلُ) . كلُّ ذَلِكَ نَقلَه الأَزْهَرِيّ.
(و) النَّعَامَةُ: (صَخْرَةٌ نَاشِزَةٌ فِي الرَّكِيَّةِ) .
(و) النَّعامَةُ: (عَظْمُ السَّاقِ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ: ابنُ النَّعَامَةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وَبِه فُسِّر قَولُ خَزَزِ بنِ لَوْذَانَ:
(وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِى ... )
(و) النَّعَامَةُ: (الظُّلمَةُ) .
(و) االنَّعَامَةُ: (الجَهْلُ) . يُقالُ: سكَنَتْ نَعَامَتُه، قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:
(ولَوْ أَنِّي حَدَوْتُ بِهِ ارْفَأَنَّتْ ... نَعَامَتُهُ وأَبْغَضَ مَا أَقُولُ)

(و) النَّعَامَةُ: (العَلَمُ المَرْفُوعُ) فِي المَفَاوِزِ لِيُهْتَدَى بِهِ، وَقد تَــقَدَّم.
(و) النَّعَامَةُ: (السَّاقِي) الَّذِي يَكُونُ (على البِئْرِ) ، الصَّوَابُ فِيهِ: ابنُ النَّعَامَةِ.
(و) النَّعَامَةُ: (الجِلْدَةُ) الّتي (تُغَشِّي الدَّمَاغَ) وتُغَطِّيه.
(و) نَعامَةُ: (ع بِنَجْد) : قَالَ مَالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ:
(أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ إِذَا مَا لَقِيتَه ... نَعَامةُ أَدْنَى دَارِهَا فَظَلِيمُ) (بِأَنَّا ذَوُو وَجْدٍ وأَنَّ قَتِيلَهُمْ ... بَنِي خَالِدٍ لَو تَعْلَمِين كَرِيمُ)

(و) النَّعَامَةُ: (جَمَاعَةُ القَوْمِ، وَمِنْه) قَولُهم: (شَالَتْ نَعَامَتُهُم) إِذَا تَفَرَّقَتْ كَلِمَتُهُمْ، وذَهَبَ عِزَّهُم، ودَرَسَتْ طَرِيقَتُهم وَوَلَّوْا، وقِيلَ: تَحَوَّلُوا عَن دَارِهِمْ، وَقيل: قَلَّ خَيْرُهُمْ وَوَلَّتْ أمُورُهم، (و) قد (ذُكِرَ فِي " ش ول ") . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لأَبِي الصَّلْتِ الثَّقَفِيِّ:
(أَنَّ الفَرَزْدَقَ قَدْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وعَضَّهُ حَيَّةٌ من قَوْمِهِ ذَكَرُ)

(و) النَّعَامَةُ: (لَقَبُ كُلِّ مَنْ مَلَكَ الحِيرَةَ) ، والّذي فِي الصِّحاحِ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ اَنَّ العَرَبَ كانَتْ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَة النُّعْمانَ، لأَنَّه كَانَ آخِرَهم. انْتَهَى. ولَعَلَّ مَا ذَكَره المُصَنِّف غَلطٌ وتَحْرِيفٌ.
(و) أَيْضا (لَقَبُ بَيْهَسٍ) الفَزَارِيّ أَحَدِ الإِخْوَةِ السَّبْعَةِ الّذِين قُتِلُوا، وتُرِكَ هُوَ لُحمْقِه، وَهُوَ القَائِل:
(الْبَسْ لِكُلِّ حَالَةٍ لَبُوسَها ... إِمَّا نَعِيمُها وإِمَّا بُوسُها)

وَمِنْه: أَحمَقُ من بَيْهَسٍ.
(وأَبُو نَعَامَةَ: لَقَبُ قَطَرِيِّ بنِ الفُجَاءَةِ) . قَالَ الجَوْهَرِيّ: ويُكنَى أَبَا مُحَمَّد أَيْضا، وَمِنْه قَولُ الحَرِيرِيِّ: تَقْلِيدُ الخَوَارِج أَبَا نَعَامَةَ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: أَبُو نَعَامَةَ كُنْيَتُهُ فِي الحَرْب، وَأَبُو مُحَمَّدٍ كُنْيَتُهُ فِي السِّلْم.
(وَفِي المَثَلِ: أَنْتَ كَصَاحِبِة النَّعَامَةِ، يُضْرَبُ فِي المَزْرِيَةِ على مَنْ يَثِقُ بِغَيْر الثِّقَةِ) ، ومِنْ قِصَّتِهَا (لأَنَّها وَجَدَتْ نَعَامَةً قد غُصَّتْ بصُعْرُورٍ، أَيْ: بصَمْغَةٍ، فَأَخَذَتْها فَرَبَطَتْها بِخمَارِهَا إِلَى شَجَرَةٍ، ثُمَّ دَنَتْ من الحَيِّ فَهَتَفَتْ: مَنْ كَانَ يَحُفُّنَا ويَرُفُّنَا فَلْيَتَّرِكْ، وقَوَّضَتْ بَيْتَها، لتَحْمِلَ على النَّعَامَة، فانْتَهَتْ إِلَيْهَا وَقد اَسَاغَتْ غُصَّتَها وأُفْلِتَتْ، وبَقِيَت المَرْأَةُ، لَا صَيْدَهَا اَحْرَزَتْ وَلَا نَصِيبَهَا من الحَيِّ حَفِظَتْ) . كَذَا فِي المُحْكَمِ.
(والنَّعَمُ) ، مُحَرّكَةً، (وقَدْ تُسَكَّنُ عَيْنُه) لُغَةٌ فِيهِ، عَن ثَعْلَب، وأَنْشَدَ:
(وأَشْطَانُ النَّعَامِ مُرَكَّزَاتٌ ... وحَوْمُ النَّعْمِ والحَلَقُ الحُلُولُ)

وَلَا عِبْرَة بقَوْل شَيخِنا: هُوَ غَيْر مَعْرُوفٍ وَلَا مَسْمُوعٍ: (الإِبِلُ) والبَقَرُ (والشَّاءُ) زَادَ الزَّمَخْشَرِيّ: والمَعِزُ والضَّأْنُ، وهَذَا القَولُ صَحَّحَه القُرْطُبِيّ، ونَقَلَ الوَاحِدِيّ إِجْمَاعَ اَهْلِ اللُّغَةِ عَلَيْهِ، وَمِنْه قَولُه تَعالَى: {فجزاء مثل مَا قتل من النعم يحكم بِهِ ذَوا عدل مِنْكُم} أَي: ينظر إِلَى الّذي قُتِلَ مَا هُوَ فَتُؤْخَذُ قِيمَتُه دَرَاهِمَ، فَيُتَصَدَّقُ بهَا. قَالَ الأزْهَرِيّ: دَخَلَ فِي النَّعَمِ هَهَنَا الإِبلُ والبَقَرُ والغَنَمُ (أَوْ خَاصٌّ بِالإِبِلِ) ، وَهُوَ قَولُ ابنِ الأَعْرابِيّ، وَقيل: إنَّما خُصَّتِ النَّعْمُ بِالإِبِلِ لِكَوْنِها عِنْدَهم أَعْظَمَ نِعْمَة، وَفِي تَحْرِيرِ الإِمَام النَّوَوِيّ: النَّعَمُ: اسْمُ جِنْس (ج: أَنْعامٌ) ، وَفِي الصِّحاح: النَّعَمُ: واحدُ الأْنَعام، وَهِي المَالُ الرَّاعِيَة، وأَكْثَر مَا يَقَعُ هَذَا الاسْمُ على الإِبِل. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ ذَكَرٌ لَا يُؤَنَّث، يَقُولُون: هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ، ويُجْمَع على: نُعْمَانٍ مثل: حَمَلٍ وحُمْلاَنٍ. والأَنْعَامُ تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ. قالَ الله تَعالَى فِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونه} وَفِي مَوْضِعٍ: {مِمَّا فِي بطونها} اه. وقِيلَ: النَّعَمُ مُؤَنَّثٌ؛ لأَنَّه مِنْ أَسْمَاءِ جُمُوعِ مَا لَا يَعْقِلُ، وقِيلَ: النَّعَمُ والأَنْعَامُ فِيهِما الوَجْهَانِ. قَالَ شَيْخُنَا: ومَنْ جَوَّزَ الوَجْهَيْنِ جَعَل التَّفْرِقَةَ فِي الاسْتِعْمالِ والجَمْعِ لتَعَدُّدِ الأَنْوَاعِ. وانْتَهَى. وَقيل: إِنَّ العَرَبَ إِذا أَفردَتِ النَّعَمَ لَمْ يُرِيدُوا بِهَا إِلاَّ الإِبلَ فَإِذا قَالُوا: الأَنْعام أرادُوا بهَا الإبلَ والبَقَرَ والغَنَمَ، نُقِلَ ذَلِكَ عَن الفَرَّاءِ. قَالَ الرَّاغِبُ: لَكِن لَا يُقالُ لَهَا أَنْعَامٌ حَتَّى تَكُونَ فِيها الإِبل. وَكَانَ الكِسَائِيّ يَقُولُ: فِي قَولِه تَعالَى: {مِمَّا فِي بطونه} أنَّه أَرَادَ: فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنا.
ومثلُه قَولُه:
(مِثْل الفِرَاخِ نُتِفَتْ حَوَاصِلُهْ ... )

أَيْ: حَوَاصِل مَا ذَكَرْنا.
وَقَالَ آخَر فِي تَذْكِير النَّعَمِ:
(فِي كلّ عَامٍ نَعَمٌ يَحْوُوُنَهُ ... )

(يُلْقِحُهُ قَومٌ ويَنْتِجُونَهُ ... )

قالَ شَيْخُنَا: وقالَ جَمَاعَةٌ: إنَّ الأَنْعَامَ اسمُ جَمْع، فَيُذَكَّرُ ضَمِيرُه ويُفرَد نَظَرًا لِلَفْظِه، ويُؤَنَّث ويُجْمَع نَظَرًا لمَعْنَاه.
(جج:) أَيْ: جَمْعُ الجَمْع: (أَنَاعِيمُ) . قَالَ الجوْهَرِيّ: ويُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ فَقَط؛ لأنَّ جَمْعَ الجَمْعِ إِمَّا أَنْ يُرَادُ بِهِ التَّكْثِيرُ أَوْ الضُّرُوبُ المُخْتَلِفَةُ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(دَانَى لَهُ القَيدُ فِي دَيْمُومةٍ قُذُفٍ ... قَيْنَيْهِ وانْحَسَرتْ عَنْه الأَنَاعِيمُ)

(والنُّعَامَى، بِالضَّمِّ) والقَصْر على فُعَالَى: من أَسْمَاءِ (رِيح الجُنُوبِ) ، لأَنَّهَا أَبَلُّ الرِّيَاحِ وأَرْطَبُها، كَمَا فِي الصِّحاح، وَبِه جَزَم المُبَرِّدُ فِي الكَامِلِ، وَمِنْه قَولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(مَرَتْه النُّعَامَى فَلَمْ يَعْتَرِفْ ... خِلاَفَ النُّعَامَى من الشَّأْمِ رِيحَا) (أَو) هِيَ رِيحٌ تَجِيءُ (بَيْنَه وبَيْنَ الصَّبَا) ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ عَن أَبِي صَفْوَان.
(والنَّعَائِمُ) : مَنزِلَةٌ (مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ) ، وَهِي ثَمَانِيَةُ أَنْجُمْ كَأَنَّهَا سَرِيرٌ مُعْوَجٌّ، أربعَةٌ صَادِرَةٌ وأربعَةٌ وَارِدَةٌ كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي المُحْكَمِ: أربعَةٌ فِي المَجَرَّةِ وتُسَمَّى الوّارِدَةَ، وأربعَةٌ خَارِجَةٌ تُسَمَّى الصَّادِرَةَ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهِي أرْبَعَةُ كَوَاكِبَ مُرَبَّعَةٍ فِي طَرَفِ المَجَرَّةِ، وَهِي شَآميّةٌ.
(وأَنْعَمَ أَنْ يُحْسِنَ) أَوْ يُسِيءَ أَيْ: (زَادَ، و) أَنْعَمَ (فِي الأَمْرِ: بَالَغَ) قَالَ:
(سَمِين الضَّواحِي لم تُؤرّقْه لَيْلَةً ... وأًنعَمَ أَبْكارُ الهُمُومِ وعُونُها)

الضَّواحِي: مَا بَدَا من جَسَدِه، وأَنْعَمَ أَيْ: وَزَادَ على هَذِه الصِّفَةِ: وأَبْكَارُ الهُمُومِ: مَا فَجَأَكَ، وعُونُها: مَا كَان هَمًّا بَعْدَ هَمٍّ.
وفَعَلَ كَذَا وكَذَا، وأَنْعَمَ أَيْ: زَادَ، وَفِي حَدِيثِ صَلاَةِ الظُّهْرِ: " فَأَبْرَدَ بِالظُّهْر وأَنْعَم " أَي: أَطَالَ الإِبْرَادَ وأَخَّرَ الصَّلاَةَ، وَمِنْه قَولُهم: أَنْعَم النَّظَر فِي الشَّيْءِ، إِذَا أَطَالَ الفِكْرَةَ فِيهِ، قَالَ شَيخُنا: وقِيل: هُوَ مَقْلُوبُ أَمْعَنَ.
وقَولُ الشِّاعِرِ:
(فوَرَدَتْ والشَّمسُ لَمَّا تُنْعِمِ ... )

أَيْ: لَمَّا تُبَالِغْ فِي الطُّلُوعِ.
(ونِعْمَ وبِئْسَ) : فِعْلان مَاضِيَان لَا يَتَصَرَّفَانِ تَصَرُّفَ سَائِرِ الأَفْعَالِ؛ لأَنَّهُما استُعْمِلا للحَالِ بِمَعْنَى المَاضَي، فَنِعْمَ مَدْحٌ، وبِئْسَ ذَمٌّ، و (فِيهِما) أَرْبَعُ (لُغَات) ، الأُولَى: نَعِمَ، (كعَلِمَ) ، وَمِنْه قَولُ طَرَفَةَ:
(مَا أَقَلَّتْ قَدَمَــايَ إِنَّهُمُ ... نَعِمَ السَّاعُونَ فِي الأَمْرِ المُبِرّ)

هَكَذَا أَنْشَدُوه: كعَلِمَ، جَاؤُا بِهِ عَلَى الأَصْل، وَلم يَكْثُر اسْتِعْمَالُه عَلَيْهِ.
(و) الثَّانِيّةُ، (بِكَسْرَتَيْنِ) بإتْبَاعِ الكَسْرَةِ الكَسْرَةَ.
(و) الثَّالِثَةُ، (بِالكَسْرِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْحِ الكَسْرَةِ الثَّانِيَة.
(و) الرَّابِعَةُ، (بِالفَتْحِ) وسُكُونِ العَيْنِ بطَرْح الكَسْرَةِ من الثَّانِي وتَرْك الأَوَّل مَفْتُوحًا، ذَكَر الجَوْهَرِيّ هَذِه اللُّغات الأَربعةَ. وَفِي الأَخِيرَة حَكَى سِيبَوَيْهِ أَنَّ مِنَ العَرَب مَنْ يَقُولُ: نَعْمَ الرَّجلُ فِي نِعْم، كَانَ أَصلُه: نَعِم، ثُمَّ خُفِّف بِإسْكَانِ الكَسْرَة. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: أَشْهَرُ اللُّغَاتِ كَسْرُ النُّونِ مَعَ سُكُون العَيْنِ، ثُمَّ فَتْحُ النُّونِ وكَسْرُ العَيْنِ، ثُمَّ كَسْرُهُما. اه.
وَلَا يَدْخُلُ عِنْدَ سِيبَوَيْهِ إِلاَّ عَلَى مَا فِيه الأَلِفُ واللاَّم مُظْهَرًا أَوْ مُضْمَرًا، كَقَوْلِك: نِعْمَ الرَّجُل زَيْد، فهَذَا هُوَ المُظْهَرُ، ونِعْمَ رَجُلاً زَيدٌ، فَهَذَا هُوَ المُضْمَرُ، وَقَالَ الأزْهَرِيّ: إِذَا كَان مَعَ نِعْم وبِئْس اسْمُ جِنْسٍ بِغيْر ألِف ولامٍ
فَهُوَ نَصْبٌ أَبدًا، وَإِن كانَتء فِيهِ الألِفُ واللاَّمُ فَهُوَ رَفْعٌ اَبدًا، وذَلِك قَوْلُك: نِعْم رَجُلاً زَيدٌ، ونِعْم الرَّجُل زَيْدٌ، ونَصَبْتَ رَجُلاً على التَّمِيِيزِ، ولاَ يَعْمَلاَنِ فِي اسْمِ عَلَمٍ، وإنَّمَا يَعْمَلاَنِ فِي اسْمٍ مَنْكُورٍ دَالٍّ عَلَى جِنْسٍ، اَوْ اسْمٍ فِيهِ أَلِفٌ ولاَمٌ تَدُلُّ على جِنْس. وَفِي الصّحاح: وتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ، ونِعْمَ المَرْأَةُ هِنْدٌ، وَإِن شِئْتَ قُلْتَ: نِعْمَتِ المَرْأَةُ من وَجْهَين: أَحدُهما أَن يَكونَ مُبْتَدأً قُدِّم عَلَيْهِ خَبَرُه، والثَّانِي أَنْ يَكُونَ خَبرَ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وإِذَا قُلْتَ: نِعْمَ رَجُلاً فقد أَضْمَرْتَ فِي نِعْمَ " الرَّجُلُ " بِالأَلِفِ واللاَّمِ مَرْفُوعًا، وفَسَّرتَه بِقَوْلِك: رَجُلاً؛ لأَنَّ فَاعِلَ نِعْمَ وبِئْسَ لَا يَكُونُ إِلاَّ مَعْرِفَةً بِالأَلِفِ واللاَّم، أَوْ مَا يُضَافُ إِلَى مَا فِيه الألِفُ واللاَّم، ويُرادُ بِهِ تَعْرِيفُ الجِنْسِ لَا تَعْرِيفُ العَهْدِ، أَو نَكِرة مَنْصُوبَةً.
(ويُقالُ: إنْ فَعَلْتَ) ذَاك (فَبِهَا ونِعْمَتْ، بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ وَقْفًا وَوَصْلاً) ؛ لأَنَّها تَاءُ تَأَنِيثٍ (أَيْ:) و (نِعْمَتِ الخَصْلَةُ) أَو الفَعْلَة، والتَّاءُ ثَابِتَةٌ فِي الوَقْفِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لِذِي الرُّمَّة:
(أَو حُرَّةٌ عَيْطَلٌ ثَيْجَاءُ مُجْفَرَةٌ ... دَعَائِمَ الزَّوْرِ نِعْمَتْ زَوْرقُ البَلَدِ)

وَفِي الحَدِيثِ: " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَبِهَا ونِعْمَتْ، ومَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ ". قَالَ ابنُ الأَثِير: أَي: وَنِعْمَتْ الخَصْلَةُ أَو الفَعْلَةُ هِيَ، فحَذَفَ المَخْصُوصَ بِالمَدْحِ والبَاءُ فِي ((فَبَهَا)) مُتَعَلِّقَةٌ بفِعْل مُضْمَر، أَي: فَبِهَذِه الخَصْلةِ أَو الفَعْلَةِ، يَعْنِي الوُضُوءَ، يُنالُ الفَضْلُ وقِيل: هُوَ رَاجِعٌ إِلَى السُّنَّة، أَي: فبِالسُّنَّةِ أَخَذَ، فأَضْمَرَ ذَلِك، (وتَدْخُلُ عَلَيْه مَا، فَيَكْتَفِى بِهَا) مَعَ نِعْم (عَن صِلَتِه تَقوُلُ: دَقَقْتُه دَقًّا نِعِمّا) ، بِكَسْر النُّونِ والعَيْن، ومِثلُه فِي النُّعُوتِ: خِبِقٌّ ودِفِقٌّ، (وَقد تُفْتَحُ العَيْنُ) أَي: مَع كَسْرِ النُّون هَكَذَا قَيَّده أَبُو بَكْرِ بنُ إِبراهيمَ، ونَقلَه الأزهَرِيُّ عَن أَبِي الهَيْثَم، قَالَ: ومِثلُه فِي النُّعُوتِ فَرسٌ هِضَبٌّ أَيْ: كَثِيرُ الجَرْيِ، وزَجْع هِضَمٌّ، وبَعِيرُ خِدَبٌّ للعَظِيمِ، وهِزَبٌّ وهِجَفٌّ للظَّلِيم (أَيْ: نِعْمَ مَا دَقَقْتُه) . قَرَأَ أَبُو جَعْفَر وشَيْبَةُ [ونَافعُ] وعَاصِمٌ وأَبُو عَمْرٍ و {فَنعما هِيَ} ، بِكَسْرِ النُّونِ وجَزْمِ العَيْنِ وتَشْدِيدِ المِيمِ، وقَرَأَ حَمْزَةُ والكِسائِيُّ،يَعِظُكم بِهِ)) .
(وتَنَعَّمَهُ بالمَكَانِ: طَلَبَه) .
(و) تَنَعَّمَ (الرَّجُل: مَشَى حَافِيًا) ، قيل: هُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ النَّعَامَةِ الَّتِي هِيَ الطَّرِيقُ، ولَيِسَ بِقَوِيٍّ.
(و) تَنَعَّمَ (الدَّابَّةَ) ، إِذا (أَلَحَّ عَلَيْها سَوْقًا) .
(و) يُقَالُ: (نَعَمَهُمْ) ، هَكَذَا فِي النُّسَخ بالتَّخْفِيفِ، والصَّوَابُ: بِالتَّشْدِيدِ، (و) كَذَلِك: (أَنْعَمَهُم) ، إِذَا (أتَاهُم) مُتَنَعّمًا على قَدَمَــيْه (حَافِيًا) على غَيْر دَابَّةٍ، ويُقالُ: اَنْعَمَ الرَّجلُ إذَا شَيَّع صَديقَه حَافِيًا خُطُوات.
(والنُّعْمَانُ، بِالضَّمِّ: الدَّمُ، وأُضِيفَتِ الشّقائِقُ إِليْه) ، وَهُوَ نباتٌ أَحمَرُ يُقالُ لَه: الشَّقِرُ (لُحمْرَتِه) ، وَبِه جَزَم عَبْدُ الله بنُ جُلَيْدٍ أَبُو العَمَيْثَل فِي نُقُولِه كَمَا نَقَلَه ابنُ خِلِّكَان. قُلتُ: وَهُوَ قَولُ المُبَرّدِ، (أَوْ هُوَ إِضَافةٌ إِلَى) النُّعْمَانِ (بنِ المُنْذِر) مَلِك العَرَب؛ (لأَنَّه حَمَاهُ) ، وعَلى هَذَا القَوْل اقْتَصَر الجَوْهَرِيّ، ونَقَلَ عَن أَبِي عُبَيْدَة أَنَّ العَرَبَ كَانَتُ تُسَمِّي مُلوكَ الحِيرَةِ النُّعْمَانَ؛ لأَنَّه كَانَ آخِرَهُمْ.
(ومَعَرَّةُ النُّعْمَانِ: د) قَدِيمٌ من الشَّامِ، وأَهلُه تَنُوخُ، يُقالُ: (اجْتَازَ بِهِ النُّعْمَانُ ابنُ بَشِيرٍ) رَضِيَ الله عَنهُ (فَدَفَنَ بِهِ وَلَدًا فأُضِيفَ إِلَيْهِ) ، وقَدْ تَــقَدَّمَ ذِكْرُه فِي الرَّاء، والنِّسْبَةُ إِلَيْهِ المَعَرِّي.
(والنُّعْمَانُونَ ثَلاَثُونَ صَحَابِيًّا) وهم: النُّعْمَانُ بنُ أَسْمَاءَ وابنُ بادِيةَ، وابنُ بَشِيرٍ، وابنُ تِنْبَالَةَ، وابنُ ثَابِتٍ، وابنُ الحرّ، وابنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أَبِي جعالٍ، وابنُ حارثةَ، وَابْن أبي حزفةَ، وابنُ خَلَفٍ، وابنُ زَيْدٍ والنُّعْمَانُ السَّبَئِيُّ، وابنُ سِنَانٍ، وابنُ سَيَّارٍ، وابنُ شَرِيكٍ، وابنُ عَبْدِ عَمْرٍ و، وابنُ العَجْلاَنِ، وابنُ عَدِيٍّ، وابنُ عصرٍ، وابنُ عَمرٍ و، وابنُ أَبي فاطمةَ، وابنُ قَوْقَلٍ، وابنُ قَيْسٍ، وابنُ مَالكِ بنِ ثَعْلَبَة، وابنُ مَالِكِ بنِ عامِرِ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ مورقٍ، وَابْن يَزِيدَ، والنُّعْمَان: قَيْلُ ذِي رُعَيْنٍ، رَضِي الله عَنْهُم.
(وبَنُو نَعَامٍ، كَسَحَابٍ: بَطْنٌ) مِنْ اَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ فِي طَرِيقِ المَدِينَةِ يَعْبُرون بِسوق العَبِيدِ، مِنْهُم سَمَاعَةُ بنُ أَشْوَلَ الشَّاعِرُ.
(والأُنَيْعِمُ) ، مُصَغَّرًا: (ع) .
(والأَنَعَمَانِ: وَادِيَانِ) باليَمَامَةِ عِنْد مَنْعِجٍ وحُزَاز. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: الأَنْعَمَان: اسمُ مَوْضِع، وأَنشدَ للرَّاعِي:
(صَبَا صَبْوَةً بَلْ لَجَّ وَهُوَ لَجُوجُ ... وزَالَت لَهُ بِالأَنْعَمَيْن حُدوجُ)

(أَوْهُمَا: الأَنْعَمُ وعَاقِلٌ) ، وَقَالَ نَصْرٌ: الأَنْعَمُ: جَبَلٌ بِاليَمَامة، وهُنَاك آخَرُ قَرِيبٌ مِنْهُ يُقَال لَهُمَا: الأَنْعَمَان.
(والنَّعَائِمُ: ع بِنَوَاحِي المَدِينَةِ) على سَاكِنِها أَفْضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، قَالَ الفَضْلُ بنُ العَبَّاسِ اللِّهْبَيّ:
(ألم يَأْتِ سَلْمَى نَأْيُنا ومُقَامُنَا ... بِبَابِ دُقاقٍ فِي ظِلاَلِ سُلاَلِم)

(سِنينَ ثَلاثًا بِالعَقِيقِ نَعُدُّها ... وَنبت جريد دُونَ فَيْفَا نَعَائِمِ)

(ونَعْمَايَا) - بِفَتْح فسُكُون، وبَعْدَ الأَلِف الأُولى يَاء -: (جَبَلٌ) ، قَالَ:
(وأَغانِيجٌ بِهَا لَوْ غُونِجَتْ ... عُصْمُ نَعْمَايَا إِذَا حطَّتْ تُشَدّ)

(والأَنْعَمُ) ظاهِرُ سِياقِه أَنَّه بِفَتْح العَيْن، والصَّواب: كأَفْلُس كَمَا ضَبَطَه نَصْرٌ: (ع بالعَالِيَةِ) من المَدِينَةِ، وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ بالمَدِينَةِ عَلَيْهِ بَعضُ بُيُوتِها.
(ونُعْمٌ، بِالضَّمِّ: ع برَحَبَةِ مَالِك) ابنِ طَوْقٍ. (وبُرْقَةُ نُعْمِيٍّ، كَتُركِيٍّ: مِنْ بُرَقِهِمْ) ، قَالَ النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ:
(أُسائِلُ مِنْ سُعْدَاكَ مَغْنَى المَعَاهِدِ ... ببُرْقَةِ نُعْمِيًّ فذاتِ الأَساوِدِ)

(والتَّنْعِيمُ: ع عَلَى ثَلاَثَةِ اَمْيَالٍ أَوْ أَرْبَعَةٍ مِنْ مَكَّةَ) المُشَرَّفَةِ، وَهُوَ (أَقْرَبُ أَطْرَافِ الحَلِّ إِلَى البَيْتِ) الشَّرِيف، (سُمِّيَ) بِهِ (لأنَّ على يَمِينِه جَبَلَ نُعَيْمٍ) ، كَزُبَيْرٍ، (وعَلَى يَسَارِه جَبَلَ نَاعِمٍ، والوادِي اسْمُه: نَعْمَانُ) ، بِالفَتْح.
(والنُّعْمَانِيَّةُ) ظاهِرُ سِيَاقِه بالفَتْح، وضَبَطَه يَاقوتٌ بِالضَّمِّ: (ة بِمِصْرَ) ، كَذَا فِي كِتَابِ ابنِ طَاهِرٍ.
(و) أَيْضا: (د بَيْنَ وَاسِطَ وبَغْدَادَ) فِي نِصْفِ الطَّرِيقِ على ضِفَّةِ دِجْلَةَ مَعْدُودَةٌ فِي أَعْمَالِ الزَّاب الأَعْلَى، وَهِي قَصَبةٌ، وأَهلُها شِيعَةٌ غَالِيَةٌ، وَمِنْهَا: ظَهِيرُ الدِّينِ أَبُو عَلِيّ الحَسَنُ بنُ الخَطِيرِ بنِ أَبِي الحَسَنِ الفَارِسِيُّ النُّعْمَانِيُّ، كانَ يَقُولُ: أَنَا نُعْمَانِيّ مِنْ وَلَد النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ، ووُلِدْتُ بالنُّعْمَانِيَّةِ، وأَنتَصِرُ لمَذْهَبِ النُّعْمَانِ فِيمَا يُوَافِقُ اجْتِهَادِي، وَكَانَ يَحْفَظُ الجَمْهَرَةَ لابنِ دُرَيْدٍ، ويَسْرُدُها كالفَاتِحَةِ. قَالَ ابنُ طَاهِر: (وَفِي كُلٍّ مِنْهما مَعْدِنُ) أَي مَقْلَعُ (الطِّينِ) الَّذِي (يُغْسَلُ بِهِ الرَّأْسُ) ، وَهُوَ المَعْرُوفُ بِالطِّفْلِ.
(و) أَيضًا: (ة بسِنْجَارَ) .
(ونَعْمَانُ، كَسَحْبَانَ: وَادٍ وَرَاءَ عَرَفَةَ) بَيْنَ مكَّةَ والطَّائِفِ يَصُبُّ فِي وَدَّان، وَقيل: لهُذَيْلٍ على لَيْلَتَيْنِ من عَرَفَات (وَهُوَ نَعْمَانُ الأَرَاكِ) ؛ لأَنَّه يُنْبِتُه وَقَالَ الأصْمَعِيّ: يَسْكُنُه بَنُو عَمْرِو بنِ الحَارِثِ بنِ تَمِيمِ بنِ سَعْدِ بنِ هُذَيْلٍ، وبَيْن اَدْناه ومَكَّةَ نِصفُ لَيْلةٍ، بِهِ جَبَلٌ يُقالُ لَهُ: المَدْرَى، وَمن جِبِالِه الأَصْدَارُ، وَمِنْه يَجِيءُ العَسَلُ إِلَى مَكَّةَ، قَالَ بَعضُ الأَعراب:
(نُسائِلُكُمْ: هَلْ سَالَ نَعْمَانُ بَعْدَكُمْ ... وحُبَّ إلينَا بَطْنُ نَعْمَانَ وَادِيَا)

وَقَالَ أَبُو العَمَيْثَلِ فِي نَعْمَانِ الأَرَاكِ:
(أَمَا والرَّاقِصَاتِ بِذَاتِ عِرْقٍ ... ومَنْ صَلَّى بنَعْمَانِ الأَرَاكِ)

(و) نَعْمَانُ أَيضًا: (وَادٍ قُرْبَ الكُوفَةِ) من ناحِيَةِ البَادِيَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِأَرْضِ الشَّامِ قُرْبَ الفُرَاتِ) بِالقُرْبِ من الرَّحَبَةِ.
(و) أَيضًا: (وَادٍ بِالتَّنْعِيمِ) ، جَاءَ ذِكرُه فِي كِتَابِ سيف. وَفِي كِتابِ الأُتْرجَّة: نُعْمَان: بلَدٌ فِي الحِجازِ.
(ومَوْضِعَانِ آخَرَانِ) أَحدُهما: حِصْنٌ من حُصُونِ زَبِيدَ، والثَّانِي: حِصْنٌ فِي جَبَلِ وَصَابِ فِي اليَمَنِ أَيضًا، [من أَعْمَال زَبِيد] .
(ونَاعِمٌ، كَصَاحِبٍ، ومُحَدِّثٍ، وحُبْلَى، وعُثْمَانَ، وزُبَيْرٍ، وأَنْعُم، بِضَمِّ العَيْن، وتَنْعُم، كتَنْصُر: أَسْماءٌ) . فمنَ الأَوّل ناعِمُ بنُ أُجَيْلٍ، تــقدَّم ذِكرُه فِي " أج ل "، وَمن الخَامِس: أَنْعَمُ بنُ زَاهِرِ ابنِ عَمْرٍ و: قَبِيلَةٌ فِي مُرَاد.
(ويَنْعَمُ، كَيَمْنَع: حَيٌّ) من اليَمَن.
(ونُعْمٌ، بِالضَّمِّ: اسْمُ (امْرَأَة) .
(و) نُعْمُ: (أَربَعَةُ مَوَاضِعَ) ، مِنْهَا المَوْضِع الَّذِي برَحَبَةِ مَالِك، وَقد ذُكِر قَريبًا.
ونُعْمُ: من حُصُونِ اليَمَنِ بيَدِ [عبد] عَلِيِّ بنِ عَوَّاضٍ.
ونُعْمُ: مَوْضِعٌ آخَرُ يُضافُ إِلَيْهِ الدَّيْر، قَالَ:
(قَضَتْ وَطَرًا مِنْ دَيْرِ نُعْمَ وطَالَمَا ... )
(ونَعَامَةُ الضَّبِّيُّ: صَحَابِيٌّ) ، رَوَى عَنهُ ابنُه يَزِيدُ، إِنْ صَحَّ الحَدِيثُ. (ونُعَيْمٌ، كَزُبَيْرٍ سِتَّةَ عَشَر صَحَابِيًّا) وهم: نُعَيْمُ بنُ بَدْرٍ، وابنُ خَبّابٍ، وابنُ زَيْدٍ، وابنُ سَلاَمَةَ، وابنُ سَعْدٍ، وابنُ عَبْدِ الله النَّحَّامُ، وابنُ قَعْنَبٍ، وابنُ عَبْدِ كلال، وابنُ عَمْرٍ و، وابنُ مَسْعُودٍ، وابنُ مُقَرِّنٍ، وابنُ هَزَّالٍ، وابنُ همادٍ، وابنُ تزيدَ، وابنُ عمرٍ و، رضيَ الله عَنْهُم.
(ونُعَيْمَانُ، مُصَغَّرًا ابنُ عَمْرِو) بنِ رِفَاعَةَ النَّجَّارِيُّ: بَدْرِيٌّ، (وكَانَ مَزَّاحًا يُضْحِكُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كَثِيرًا، بَاعَ سُوَيْبَطَ بنَ حَرْمَلَةَ) القُرَشِيَّ العَبْدَرِيَّ البَدْرِيَّ (مِنَ الأَعْرَابِ بعَشْرِ قَلاَئِصَ) ، وذَلِكَ فِي سَفَرِه مَعَ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، (فَسَمِعَ أَبُو بَكْرٍ) ذَلِكَ (فَأَخَذَ القَلاَئِصَ وَرَدَّهَا، واستَرَدَّ سُوَيْبِطًا، فَضَحِكَ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وأَصْحَابُه مِنْه حَوْلاً) ، وقِصَّتُه مَبْسُوطَةٌ فِي كُتُبِ السِّيَرِ.
(والتَّنَاعِمُ) ، بِكَسْرِ العَيْن: (بَطْنٌ) من العَرَب يُنْسَبُون إِلَى تَنْعُمَ بنِ عَتِيكِ.
(والمَنْعُمُ، بِضَمِّ العَيْنِ: المِكْنَسَةُ) ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، والَّذِي فِي نَوَادِر الفَرَّاء: قالتِ الدُّبَيْرِيَّةُ: حُقْتُ المَشْرَبَةَ ونَعَمْتُها ومَصَلْتُها، أَي: كَنَسْتُها، وَهِي المِحْوَقَةُ والمِنْعَمُ والمِصْوَلُ: المِكْنَسَةُ. انْتهى، فالصّوابُ فِيهِ: كمِنْبَرٍ؛ لأَنَّها اسمُ آلَة، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
(والنَّاعِمَةُ: الرَّوْضَةُ) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: وَمن أَسْمَاءِ الرَّوْضَةِ: النَّاعِمَةُ، والوَاضِعَةُ، والنَّاصِفَةُ، والغَلْبَاءُ، واللَّفَّاءُ.
(ونَعْمَانُ بنُ قُرادٍ) عَن ابنِ عُمَرَ، وَعنهُ زيادُ بنُ خَيْثَمَةَ، (ويَعْلَى بنُ نَعْمَانَ عَن بِلالِ بنِ أَبِي الدَّردَاء، (بِفَتْحِهِما: تَابِعِيَّانِ) .
(و) يقالُ: (نَاعِمْ حَبْلَكَ) أَيْ: (أَحْكِمْهُ) بالفَتْلِ.
(ونَعَمْ، بِفَتْحَتَيْنِ) وسُكُونِ المِيمِ، (وَقد تُكْسَرُ العَيْنُ) حَكَاهَا الكِسائِيُّ، وقُرِىءَ بِهِمَا. وَفِي حَدِيثِ قَتَادَةَ عَن رَجُلٍ من خَثْعَم قَالَ: " دَفَعْتُ إِلَى النّبِيِّ صَلَّى الله تَعالَى عَلَيه وسَلَّم وَهُوَ بِمِنًى فقُلتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ نَبِيّ؟ فَقَالَ: نَعِمْ ". وكَسَرَ العَيْنَ، وَقَالَ أَبُو عُثْمانَ النَّهْدِيُّ: " أَمَرَنَا أَمِيرَ المُؤْمِنِين عُمَرُ رَضِيَ الله تَعالَى عَنهُ بأَمرْ فقُلْنَا: نَعَمْ، فَقَالَ: لَا تَقُولُوا: نَعَمْ وقُولُوا: نَعِمْ - بِكَسْرِ العَيْن -، وَقَالَ بَعضُ وَلَدِ الزُّبَيْرِ: " مَا كنتُ أَسْمَعُ أَشْيَاخَ قُرَيْشٍ يَقُولُون إِلاّ نَعِم "، بِكَسْرِ العَيْنِ.
(ونَعَامُ) ، بِإِشْبَاعِ الفَتْحَةِ حَتَّى تَحْدُثَ الألِفُ (عَنِ المُعَافَى بنِ زَكَرِيَّا) النَّهْرَوَانِيِّ، وَهِي لُغَةٌ أَيضًا، وَهِي (كَلِمَةٌ كَبَلَى، إِلاّ أَنَّه فِي جَوَابِ الوَاجِبِ) كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي التَّهْذِيبِ: إِنَّمَا يُجَابُ بِهِ الاسْتِفْهَامُ الّذي لَا جَحْدَ فِيهِ، قَالَ: وَقد يَكُونُ ((نَعَمْ)) تَصْدِيقًا، ويَكُونُ عِدَةً، ورُبَّمَا نَاقَضَ بَلَى إِذَا قَالَ: لَيْسَ لَك عِنْدِي ودِيعَةٌ، فَتَقول: نَعَمْ؛ تَصْدِيقًا لَهُ، وبَلَى؛ تَكْذِيبًا لَهُ، ومِثلُه فِي الصِّحاحِ، وحَاصِلُ مَا فِي المُغْنِي وشُرُوحِه أَنه: حَرفُ تَصْدِيقٍ بَعْدَ الخَبَرِ، ووَعْدٌ بَعْدَ افْعَلْ وَلَا تَفْعَلْ، وَبعد اسْتِفْهَامٍ، كهَلْ تُعْطِينِي، وإعلامٌ بَعْدَ اسْتِفْهَامٍ وَلَو مُقَدَّرًا.
(ونَعَّمَ الرَّجُلَ تَنْعِيمًا: قَالَ لَه: ((نَعَمْ)) فنَعِمَ بِذَلِك) بَالاً، كَمَا تَقُولُ: بَجَّلْتُه أَيْ: قُلتُ لَه: بَجَلْ، أَيْ: حَسْبُكَ، حَكَاهُ ابنُ جِنِّي، واشْتَقَّ ابنُ جِنّي نَعَمْ من النَّعْمَة؛ وذَلِك أنَّ نَعَمْ اَشْرَفُ الجَوَابَيْن، وأسرُّهما للنَّفْسِ، وأَجْلَبُهُما للحَمْدِ، ((وَلَا)) بِضِدِّهما، أَلا تَرَى إِلَى قَولِه:
(وإِذَا قُلتَ: ((نَعَمْ)) فَاصْبِرْ لَهَا ... بنَجاحِ الوَعْدِ إِنَّ الخُلْفَ ذَمّ)

وقَولِ الآخَرِ أَنشدَه الفَارِسِيّ:
(أَبَى جُودُه لَا البُخْلَ واستْعَجَلَتْ بِهِ
((نَعَمْ)) مِنْ فَتَى لَا يَمْنَعُ الجُودَ قَاتِلُهْ)

(ونُعَامَاكَ، بِالضَّمِّ) : مِثْلُ (قُصَارَاكَ) زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(ورجُلٌ مِنْعَامٌ) ، مِثْلُ: (مِفْضَالٍ) ، زِنَةً ومَعْنًى، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
(وأَنْعَمً الله صَبَاحَكَ: من النُّعُومَة) ، كَمَا فِي الصّحَاحِ.
(و) يُقالُ: (أَتَيْتُ أَرْضَهُمْ فتَنَعَّمَتْنِي) أَيْ: (وَافَقَتْنِي) ، وأَقمْتُ بهَا. وَفِي الصّحاح: إِذَا وَافَقَتْه.
(و) قَولُه: (تَنَعَّمَ: مَشَى حَافِيًا) . مُكَرَّر.
(و) كَذَا قَولُه: وتَنَعَّمَ (فُلاُنًا: طَلَبَه) . مُكَرَّرٌ أَيضًا، هَكَذَا يُوجَدُ فِي سَائِرِ النُّسَخ.
(و) تَنَعَّمَ (قَدَمّــه: ابْتَذَلَهَا) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: تَنَعَّمَ قَدَمَــيْه: ابْتَذَلَهُمَا، كَذَا نَصَّ اللّحْيَانِيّ فِي النَّوَادِرِ، وأَنْشَدَ:
(تَنَعَّمَهَا مِنْ بَعْدِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ... فَأَصْبَحَ بَعْدَ الأُنْسِ وَهُوَ بَطينٌ)
[] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: النُّعْمُ بالضَّم: خلافُ البؤْسِ؛ يُقالُ: يَومٌ نُعْمٌ ويَوْمٌ بُؤْسٌ، والجَمع أَنْعُمٌ وأَبْؤُسٌ.
ورَجُلٌ نَعِمٌ، كَكَتِفٍ: بَيِّنُ المَنْعَمِ، كمَقْعَدٍ.
ويَجُوزُ: تَنَعَّمَ، فَهُوَ: نَاعِمٌ.
ومَا أَنْعَمنَا بِكَ؟ أَيْ: مَا الّذِي أَــقْدَمَــك عَلَيْنا؟ يُقالُ لِمَنْ يُفْرَحُ بِلِقَائِه؛ كأَنَّه قَالَ: مَا الّذِي أَسَرَّنَا. وأَقَرَّ أَعْيُنَنَا بِلِقَائِكَ ورُؤْيَتِكَ، وقَولُ الشَّاعِرِ:
(مَا أَنْعَمَ العَيْشَ لَوْ أَنَّ الفَتَى حَجَرٌ ... تَنْبُو الحَوَادِثَ عَنهُ وَهُوَ مَلْمُومُ)
إنَّمَا هُوَ على النَّسَبِ، لأَنَّا لم نَسْمَعْهُم قَالُوا: نَعِمَ العَيْشُ، ونَظِيرُه مَا حَكَاه سِيبَوَيْهِ من قَولِهِم: [هُوَ] أَحْنَكُ الشَّاتَيْنِ، [وأَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ] فِي أَنَّه اسْتُعْمِلَ مِنْهُ فِعْلُ التَّعَجُّبِ وَإِن لم يَكُ مِنْهُ فِعْلٌ.
وأَنْعَم: صارَ إِلَى النَّعِيم، ودَخَلَ فِيهِ، كأَشْمَلَ، إِذا دَخَلَ فِي الشَّمَالِ.
وأَنْعَمَ لَهُ: قَالَ لَهُ: نَعَمْ، ومِنه قَولُ أَبِي سُفْيَان: ((أَنْعَمَتْ فَعَالِ عَنْها)) ، أَي: أَجَابَتْ بنَعَمْ فَاتْرُكْ ذِكْرَها؛ يَعْني هُبَلَ.
وقَولُهم: عِمْ صَبَاحًا، تَحيَّةُ الجَاهِليَّةِ، كَأَنَّه مَحْذُوفٌ من نَعِمَ يَنْعِمُ، بِالكَسْرِ، كَمَا تَقُولُ: كُلْ؛ مِنْ اَكَلَ يَأْكُلُ، فَحَذَفَ مِنْهُ الأَلِفَ والنُّونَ؛ اسْتِخْفَافًا كَمَا فِي الصِّحاح.
وَفِي شَرْح المُفَضَّلِيَّات: شَخْصُ كُلِّ إِنْسَانٍ نَعَامَتُه.
وتَنَعُّمُ، كَتَكَرُّم: مَنْبّذَةٌ لِبَعْضِ المُلُوكِ. قَالَ أَبُو حَيّان: وكَأَنَّه مَنْقُولٌ من المَصْدر، وتَاؤُه زَائِدَة.
وأَجْفَلُوا نَعَامِيَّةً، أَيْ: إِجْفَالَةً، كَإِجْفَالِ النَّعَام، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيّ.
وتُجْمَعُ النَّعامَةُ للطَّائِرِ على: نَعَامَاتٍ، ونَعَائِمَ، ونَعَامٍ.
ويُقالُ: رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ، إِذَا جَدَّ فِي أَمْرِه.
ويُقالُ للمُنْهَزِمِين: أَضْحَوْا نَعَامًا، وَمِنْه قَولُ بِشْرٍ:
(فأَمَّا بَنُو عَامِرٍ بِالنِّسارِ ... فَكَانُوا غَدَاةَ لَقُونَا نَعَامَا)

وَإِذا ظَعَنُوا مُسْرِعِين، قَالُوا: خَفَّتْ نَعَامَتُهم.
ويُقالُ للعَذَارَى: كَأَنَّهُنَّ بَيْضُ نَعامٍ.
ويُقالُ للفَرَس: لَهُ سَاقَا نَعَامَةٍ؛ لِقِصَر سَاقَيْه.
ولَهُ جُؤْجُؤُ نَعَامَةٍ؛ لارْتِفَاعِ جُؤْجُؤِها.
ومِنْ أَمْثَالِهم: مَنْ يَجْمَعُ بَيْنَ الأَرْوَى والنَّعَام؟ [وَذَلِكَ أَنَّ مساكنَ الأَرْوَى شَعَفُ الجِبال، ومساكنَ النَّعامِ السُّهُولةُ؛ فهما لَا يَجْتمعان أبدا] .
ويُقالُ: لِمَنْ يُكْثِرُ عِلَلَه عَلَيك: مَا أَنتَ إِلاَّ نَعَامَةٌ؛ يَعْنُون قَوْلَه:
(ومِثْلُ نَعَامَةٍ تُدْعَى بَعِيرًا ... تُعَاظَمُه إِذَا مَا قِيلَ: طِيرِي)

(وإِنْ قِيلَ: احْمِلِي قَالَتْ: فَإِنِّي ... مِنَ الطَّيْرِ المُرِبَّةِ فِي الوُكُورِ)

ويَقُولُون للَّذي يَرْجِعُ خَائِبًا: جَاءَ كَالنَّعامَةِ؛ لأَنَّ الأَعْرَابَ يَقُولُونَ: إِنَّ النَّعامَةَ ذَهَبَتْ تَطْلُبُ قَرْنَيْنِ فَقَطَعُوا أُذُنَيْهَا، فَجَاءَتْ بِلاَ أُذُنَيْن، وفِي ذلِك يقُولُ بعْضُهم:
(اوْ كَالنَّعَامَةِ إِذْ غَدَتْ مِنْ بَيْتِها ... لِتُصَاغَ أُذْنَاهَا بِغَيْرِ اَذِينِ)

(فاجْتُثَّتْ الأُذُنَانِ مِنْهَا فانْتَهَتْ ... هَيْمَاءَ لَيْسَتْ مِنْ ذَوَاتِ قُرُونِ)

وقَالَ اللِّحْيَانِيّ: يُقالُ للإِنْسَانِ: إِنَّه لَخَفِيفُ النَّعَامَةِ إِذَا كَانَ ضَعِيفَ العَقْلِ.
وأَرَاكَةٌ نَعَامَةٌ: طَوِيلَةٌ.
وابنُ النَّعَامَةِ: الطَّرِيقُ، وَقيل: عِرْقٌ فِي الرَّجْلِ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: قَالَ الفَرَّاءُ: سَمِعْتُه من العَرَب، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: حَكَاه فِي المُصَنَّف، وقِيلَ: ابنُ النَّعامةِ: عَظْمُ السَّاقِ، وقِيلَ: صَدْرُ الــقَدَمِ، وقِيلَ: مَا تَحْتَ الــقَدَمِ، قَالَ عَنْتَرَةُ:
(فيَكُونُ مَرْكَبَك القَعُودُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ عِند ذَلِك مَرْكَبِي)

فُسِّرَ بِكُلِّ ذَلِك، وقِيلَ: ابنُ النَّعَامَة: فَرَسُه، وهَذَا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عَن الأصْمَعِيّ، وقِيلَ: رِجْلاه. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ اسمٌ لِشِدَّةِ الحَرْبِ [كَقَوْلِهِم: أُمّ الحَرْبِ] ، ولَيْسَ ثَمَّ امْرأَةٌ، وإِنَّمَا ذَلِك كَقَوْلِهم: بِهِ دَاءُ الظَّبْيِ، كَذَا فِي الصِّحاح. وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا البَيْتُ لِخَزَز بنِ لَوْذَانَ السَّدُوسِيِّ وقَبلَه:
(كَذَبَ العَتِيقُ وماءُ شَنٍّ بَارِدٍ ... إِن كُنتِ سَائِلَتِي غَبُوقًا فَاذْهَبِي)

(لَا تَذْكُرِي مُهْرِي وَمَا أَطْعَمْتُه ... فَيَكُونَ لَونُكِ مِثْلَ لَوْنِ الأجْرَبِ)

(إنّي لأَخْشَى أَنْ تَقُولَ حَليلَتِي: ... هَذَا غُبارٌ سَاطِعٌ فَتَلَبَّبُ)

(إنَّ الرِّجَالَ لَهُمْ إِلَيكَ وَسِيلَةٌ ... إنْ يَأْخُذُوكِ تَكَحَّلِي وتَخَضَّبِي)

(ويَكُونُ مَرْكَبَكِ القَلُوصُ ورَحْلُه ... وابنُ النَّعَامَةِ يَوْمَ ذَلِكَ مَرْكَبِي) وَقَالَ: هَكَذَا ذَكَره ابنُ خَالَوَيْهِ وأبُو مُحَمَّدٍ الأَسْودُ، وَقَالَ: ابنُ النَّعَامَةِ: فَرَسُ خُزَر بنِ لَوْذَانَ، والنَّعَامة أُمُّه فَرَسُ الحَارِثِ بنِ عَبَّاد قَالَ: وتُرْوَى الأَبْياتُ أَيْضا لِعَنْتَرَةَ.
قَالَ: والنَّعَامَةُ: خَطٌّ فِي باطِنِ الرِّجْلِ.
وَفِي كِتابِ الأغَانِي لأَبِي الفَرَج فِي مَعْنَى هَذِه الأَبيات: إِن نِهَايَةَ غَرَضِ الرِّجالِ مِنْكِ إِذا أَخَذُوكِ الكُحْلُ والخِضَابُ؛ للتَّمَتُّع بك، ومَتَى أَخَذُوكِ أَنتِ حَمَلُوكِ على الرَّحْلِ، والقَعُودِ، وأَسَرُونِي أَنَا، فَيَكُونُ القَعُودُ مَرْكَبَكِ، ويَكُونُ ابنُ النَّعامَةِ مَرْكَبِي أَنَا، وَقَالَ: ابنُ النَّعامَةِ: رِجْلاَهُ، أَوْ ظِلُّه الَّذِي يَمْشِي فِيهِ. قَالَ ابنُ المُكَرَّم: وَهَذَا أَقْرَبُ إِلَى التَّفْسِيرِ من كَوْنِه يَصِفُ المَرْأَةَ برُكُوبِ القَعُودِ، ويَصِفُ نَفْسَه برُكُوبِ الفَرَسِ، اللَّهُمَّ إلاَّ أَنْ يَكُونَ رَاكِبُ الفَرَسِ مُنْهَزِمًا مُوَلِّيًا هَارِبًا، ولَيْسَ فِي ذَلِك من الفَخْرِ مَا يَقُولُه عَن نَفْسِه، فَأَيُّ حَالةٍ أَسْوأُ من إِسْلامِ حَلِيلَتِه وهَرَبِه عَنْها رَاكِبًا أَوْ رَاجِلاً؟ فَكَوْنُه يَسْتَهْوِلُ اَخْذَها وحَمْلَها وأَسْرَه هُوَ ومَشْيَه هُوَ الأَمْرُ الَّذِي يَحْذَرُه ويَسْتَهْوِلُه، فَتَأَمَّلْ ذَلِك.
والنَّعَامُ: النَّعائِمُ من النُّجُومِ لُغَةٌ فِيه، وأَنشَد ثَعْلَب:
(بَاضَ النَّعامُ بِهِ فَنَفَّرَ أَهْلَهُ ... إِلاّ المُقِيمَ عَلَى الدَّوَى المُتَأَفِّنِ)

ويُقالُ: بَاضَ النَّعَامُ عَلَى رُؤُوسِهِم إِذا لَبِسُوا البَيْض، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
ونَاعِمَةُ: مَوْضِعٌ.
ونَعْمَانُ الغَرْقدِ: موضِعٌ بِالمَدِينَةِ، ويُقالُ لَهُ نَعْمَانُ الأَصْغَرُ، كَمَا يُقالُ لِنَعْمَانِ الأَرَاكِ بِمَكَّةَ: الأَكْبَرُ.
ونَعْمَانُ: جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ والطَّائِفِ، وَهُوَ غَيرُ الوَادِي الَّذِي تَــقَدَّمَ ذِكرُه، ويُقالُ لَهُ: نَعْمَانُ السَّحَابِ، كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ ابنِ جُبَيْر، وأَضَافَه إِلَى السَّحابِ؛ لأَنَّه رَكَدَ فَوْقَه لعُلُوِّه. ونَعْمَانُ الصَّدْرِ: حِصْنٌ بِنَاحِيَة النِّجَادِ من اليَمَن.
ومُسَافِرُ بنُ نِعْمَةَ بنِ كُرَيْرٍ: من شُعَرَائِهِم، حَكَاهُ ابنُ الأَعْرابِيّ.
وسَمَّوْا: نُعَمِيًّا، كَدُعْمِيٍّ.
ويَوْمُ نِعْمَةَ، بِالكَسْرِ: من أَيَّام العَرَب، عَن ياقُوت.
ونَعَامٌ كَسَحَابٍ: مَوْضِعٌ بِاليَمَنِ.
وبَرقٌ، ونَعَامٌ: مَا آن لبَنِي عُقَيْل خلا عُبَادَةَ عَن الأصْمَعِي. وَفِي الصِّحَاحِ: مَوْضِعَان من أَطْرَافِ اليَمَن. وَقَالَ يَاقُوت: نَعَام: وادٍ بِاليَمَامَةِ لِبَنِي هِزَّانَ فِي اَعْلَى المَجَازَة، كَثِيرُ النَّخْلِ والزَّرْعِ.
ونَاعِمَةُ: امرأَةٌ طَبَخَتْ عُشْبًا يُقالُ لَهُ: العُقَّارُ، رَجَاءَ أَن يَذْهَبَ الطَّبْخُ بِغَائِلَتِه فأَكَلَتْه، فَقَتَلها، فسُمِّيَ العُقَّارُ لِذَلِك عُقَّارَ نَاعِمَةَ، رَوَاهُ ابنُ سِيدَه، عَن أَبِي حَنِيفَةَ، وَقد ذُكِر فِي " ع ق ر ".
ونُعْمابَاذُ: قَرْيَةٌ بِسَوَادِ الكُوفَةِ، نُسِبَتْ إِلَى نُعْمَ سُرِّيَّةِ النُّعْمَانِ، قَالَه الكَلْبِيُّ.
ونَاعِمٌ: حِصْنٌ من حُصُون خَيْبَر، عِنْدَه قُتِلَ مَحْمُودُ بنُ مَسْلَمَة، ألقَوْا عَلَيْهِ رَحَى فَقَتَلُوهُ.
وَأَيْضًا: مَوْضِعٌ آخَرُ فِي شِعْرٍ عَدِيِّ ابنِ الرِّقاع.
وذُو نَعَامَةَ بنُ عَمْرِو بنِ عَامِرٍ، كثُمَامةَ: بَطْنٌ من ذِي يَزَن، مِنْهُم عبدُ الله بنُ إسماعيلَ بنِ ذِي نُعَامَةَ، ذَكَره الهَمَدَانِيُّ فِي الإِكْلِيلِ.
وبَنُو النَّعَامة: بَطْنٌ من كَلْب، مِنْهُم ابنُ أَدْهَمَ الشَّاعِرُ، ذَكَره ابنُ الكَلْبَيّ.
ونُعْمَةُ بنُ المُؤَيّد الطُّرسُوسِيُّ، بِالضَّمِّ من مَشَايِخ السِّلَفِيّ، قَالَ الحَافِظُ: هُوَ فَرْدٌ.
قلتُ: ونُعْمَةُ بنُ يُوسُفَ بنِ عَلِيّ بنِ دَاودَ: بَطْنٌ من العَلَوِيِّينَ بِاليَمَن، وهم أَشرافُ وَادِي وَسَاع، ضُبِطَ بِالضَّمِّ هَكَذا، وَيُقَال لوَلَدِه النُّعْمِيُّون، بالضَّمِّ، وفِيهم كَثْرَةٌ، مِنْهُم الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ، تَرجَمَهُ الحَمَوِيُّ، والهَادِي بنُ إِسماعيلَ قَاضِي بَيْتِ الفَقِيهِ، رأيتُه بِهَا، وعليُّ بنُ إِدريسَ بنِ عَلِيٍّ النُّعْمِيُّ جَدُّ آلِ عَلِيٍّ بِالمِخْلاَفِ.
وكَأَمِيرٍ: عَبْدُ اللهِ بنِ نَعِيمِ الحَوْرَانِيُّ: مُحَدِّثٌ.
وأَبُو النَّعِيمِ رِضْوَانُ النَّحْوِيُّ والعقبي، الأَخِيرُ من مِشَايِخِ شَيْخِ الإِسلام زَكَرِيَّا.
ونَعِيمَةُ، كَسَفِينَةٍ: رجُلٌ مِن الكَلاَعِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ أَبُو الحَسَنِ حيّ الكَلاَعِيُّ النَّعِيمِيُّ، عَن أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ فِي الْغسْل، وَعنهُ يَزِيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ.
وبِالضَّمِّ: نُعَيْمُ بنُ حضورِ بنِ عَدِيٍّ فِي حِمْيَر.
والنَّعِيمِيُّون: جَمَاعَةٌ نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم نُعَيْمٍ، ونُعَيْمٌ المُجّمِّرُ مَرّ للمصَنِّف فِي " ج م ر ".
ويُقالُ لِلطُّوالِ: يَا ظِلَّ النَّعَامَةِ. 

دبر

(دبر) الْأَمر وَفِيه ساسه وَنظر فِي عاقبته والْحَدِيث رَوَاهُ عَن غَيره وَالْعَبْد علق عتقه بِمَوْتِهِ
(دبر) أَصَابَته ريح الدبور وَالْحَيَوَان أصَاب الدبر

(دبر) الْحَيَوَان دبرا أَصَابَهُ الدبر فَهُوَ دبر وَأدبر وَهِي دبراء (ج) دبر وَهِي دبرى أَيْضا (ج) دبارى
(د ب ر) : (التَّدْبِيرُ) الْإِعْتَاقُ عَنْ دُبُرٍ وَهُوَ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَدَبَّرَ الْأَمَرَ نَظَرَ فِي أَدْبَارِهِ أَيْ فِي عَوَاقِبِهِ وَأَمَّا قَوْلُهُ فِي الْأَيْمَانِ مِنْ الْجَامِعِ فَإِنْ تَدَبَّرَ الْكَلَامَ تَدَبُّرًا قَالَ الْحَلْوَائِيُّ يَعْنِي إنْ كَانَ حَلَفَ بَعْد مَا فَعَلَ وَأَنْشَدَ
وَلَا يَعْرِفُونَ الْأَمْرَ إلَّا تَدَبُّرًا
أَيْ فِي الْآخِرَةِ بَعْدَ مَا مَضَى وَهَذَا صَحِيحٌ لِأَنَّ تَرْكِيبَهُ دَالٌّ عَلَى مَا يُخَالِفُ الِاسْتِقْبَالَ أَوْ يَكُونُ خَلْفُ الشَّيْءِ (مِنْ ذَلِكَ) قَوْلُهُمْ مَضَى أَمْسِ الدَّابِرُ أَلَا تَرَى كَيْف أَكَّدَ بِهِ الْمَاضِيَ وَالْأَصْلُ فِي هَذَا الدُّبُرُ بِخِلَافِ الْقُبُلِ (وَقَوْلُهُمْ) وَلَّاهُ دُبُرَهُ كِنَايَةٌ عَنْ الِانْهِزَامِ وَيُقَالُ لِمَنْ الدَّبْرَةُ أَيْ مَنْ الْهَازِمُ وَعَلَى مَنْ الدَّبْرَةُ أَيْ مَنْ الْمَهْزُومُ (وَالدَّبَرَةُ) بِالتَّحْرِيكِ كَالْجِرَاحَةِ تَحْدُثُ مِنْ الرَّحْلِ أَوْ نَحْوِهِ وَقَدْ دَبِرَ الْبَعِيرُ دَبَرًا وَأَدْبَرَهُ صَاحِبُهُ (وَالدَّبْرَةُ) بِالسُّكُونِ الْمَشَارَةُ وَهِيَ بِالْفَارِسِيَّةِ (كُرْد) وَالْجَمْع دَبْرٌ وَدِبَارٌ وَمُدَابَرَةٌ فِي (ش ي) وَفِي (حم) حَمِيُّ الدُّبُرِ فِي (ح م) .
د ب ر : الدُّبُرُ بِضَمَّتَيْنِ وَسُكُونُ الْبَاءِ تَخْفِيفٌ خِلَافُ الْقُبُلِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَمِنْهُ يُقَالُ لِآخِرِ الْأَمْرِ دُبُرٌ وَأَصْلُهُ مَا أَدْبَرَ عَنْهُ الْإِنْسَانُ وَمِنْهُ دَبَّرَ الرَّجُلُ عَبْدَهُ تَدْبِيرًا إذَا أَعْتَقَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ وَأَعْتَقَ عَبْدَهُ عَنْ دُبُرٍ أَيْ بَعْدَ دُبُرٍ وَالدُّبُرُ الْفَرْجُ وَالْجَمْعُ
الْأَدْبَارُ وَوَلَّاهُ دُبُرَهُ كِنَايَةٌ عَنْ الْهَزِيمَةِ وَأَدْبَرَ الرَّجُلُ إذَا وَلَّى أَيْ صَارَ ذَا دُبُرٍ وَدَبَرَ النَّهَارُ دُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ إذَا انْصَرَمَ وَأَدْبَرَ بِالْأَلِفِ مِثْلُهُ وَدَبَرَ السَّهْمُ دُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَيْضًا خَرَجَ مِنْ الْهَدَفِ فَهُوَ دَابِرٌ وَسِهَامٌ دَابِرَةٌ وَدَوَابِرُ وَدَبَّرْتُ الْأَمْرَ تَدْبِيرًا فَعَلَتُهُ عَنْ فِكْرٍ وَرَوِيَّةٍ وَتَدَبَّرْتُهُ تَدَبُّرًا نَظَرْتُ فِي دُبُرِهِ وَهُوَ عَاقِبَتُهُ وَآخِرُهُ.

وَالدَّبُورُ وِزَانُ رَسُولٍ رِيحٌ تَهُبُّ مِنْ جِهَةِ الْمَغْرِبِ تُقَابِلُ الصَّبَا وَيُقَالُ تُقْبِلُ مِنْ جِهَةِ الْجَنُوبِ ذَاهِبَةً نَحْوَ الْمَشْرِقِ وَاسْتَدْبَرْتُ الشَّيْءَ خِلَافُ اسْتَقْبَلْتُهُ. 

دبر


دَبَر(n. ac.
دُبُوْر)
a. Came behind, after; followed; succeeded.
b.(n. ac. دَبْر
دَبَاْر
دُبُوْر), Turned his back, fled; perished.
c. Grew old.
d. [Bi], Ran away with, carried off.
e. [acc. & 'An], Related of.
f.(n. ac. دُبُوْر), Changed into the west (wind).

دَبِرَ(n. ac. دَبَر)
a. Was covered with sores.

دَبَّرَa. Managed, directed, guided, regulated.
b. ['Ala], Applied himself to.
c. ['Ala], Plotted against.
d. see V
دَاْبَرَa. Turned his back upon.
b. Opposed, withstood.
c. Died.

أَدْبَرَa. Turned his back, turned, went back, retreated.
b. Died.
c. Was exposed to the west wind.

تَدَبَّرَa. Considered carefully; considered consequences.

تَدَاْبَرَa. see III (a)b. Back-bit, slandered.

إِسْتَدْبَرَa. Turned his back to.
b. Followed, came after.
c. Knew in the end.

دَبْر
(pl.
أَدْبُر دُبُوْر)
a. Swarm ( of bees ).
b. see 3
دَبْرَة
(pl.
دِبَاْر)
a. Flight, rout.
b. Misfortune, adversity.

دِبْرa. Wealth, riches.
b. see 1 (a)
دِبْرَةa. Place behind, in the rear.

دُبْر
(pl.
دِبَاْر
أَدْبَاْر
38)
a. Hinder part, back; rear.
b. Posterior, buttocks.
c. End, conclusion.

دَبَرَة
(pl.
دَبَر أَدْبَاْر)
a. Sore, gall.

دَبَرِيّa. Behindhand, late; late-comer.

دَبِر
(pl.
دَبْرَى)
a. Galled; ulcerous.

دُبُرa. see 3
دَاْبِرa. Past, gone.
b. Last; left behind, remaining.
c. Overshooting the mark (arrow).
d. Root, stock.

دَاْبِرَة
(pl.
دَوَاْبِرُ)
a. Hinder or backpart.
b. Tendon (foot).
c. Spur ( of certain birds ).
دَبَاْرa. Ruin, destruction.

دَبُوْر
(pl.
دُبُردَبَاْئِرُ
46)
a. The west wind.
b. (pl.
دَبَاْبِيْرُ), Hornet.
دَبُّوْرa. see 26 (b)
دَبُّوْرَةa. Mason's hammer.

دَبَرَاْن
a. [art.], The Hyades: 5 stars in Taurus; the 4th Mansion of
the Moon.
N. Ag.
دَبَّرَa. Administrator; director.

N. Ac.
دَبَّرَ
(pl.
تَدَاْبِيْر)
a. Administration; management.

دَبَرِيًّا
a. Too late!
د ب ر

أدبر النهار ودبر دبوراً. وصاروا كأمس الدابر. قال:

وأبي الذي ترك الملوك وجمعها ... بصهاب هامدة كأمس الدابر

وقبح الله ما قبل منه وما دبر. والدلو بين قابل ودابر: بين من يقبل بها إلى البئر وبين من يدبر بها إلى الحوض. وما بقي في الكنانة إلا الدابر وهو آخر السهام. وقطع الله دابره وغابره أي آخره وما بقي منه. وصكّ دابرته أي عرقوبه. وضربه الجارح بدابرته، والجوارح بدوابرها وهي الأصبع في مؤخر رجله. وأفنى دوابر الخيل الركض وهي مآخير الحوافر. وما لهم من مقبل ولا مدبر أي من مذهب في إقبال ولا إدبار. ودبرني فلان وخلفني. جاء بعدي وعلى أثري. " وقدت قميصه من دبر " والمريض إلى الإقبال أو إلى الإدبار. وأمر فلان إلى الإقبال أو إلى الإدبار. وجاء دبرياً: في آخر القوم. وتدبّر الأمر: نظر في عواقبه. واستدبره فرماه. واستدبر من أمره ما لم يكن استقبل أي عرف في آخره ما لم يعرف في أوله. وتدابر القوم: اختلفوا وتعادوا. ودابرني فلان. ودابر رحمه: قطعها. ودبر السهم الهدف: جازه وسقط وراءه. ودبرت الريح: هبت دبوراً. وأنا أدعو لك في أدبار الصلوات.

ومن المجاز: " ما يعرف قبيلاً من دبير " وجعله دبر أذنه: أعرض عنه. ورجل مقابل مدابر: كريم الطرفين. وليس لهذا الأمر قبلة ولا دبرة: إذا لم يعرف وجهه. ودبر فلان: شاخ. وولّى دبره: انهزم. وكانت الدبرة له إذا انهزم قرنه، وكانت الدبرة عليه إذا انهزم هو. وجعل الله الدابرة عليهم بمعنى الدبرة. وولّوا دبرة: منهزمين. " وشر الرأي الدبري ". وفلان لا يصلي إلا دبرياً: في آخر وقتها. ونزلو في دابرة الرملة، وفي دوابر الرمال. ودبرت له الريح بعد ما قبلت إذا أدبر بعد الإقبال. وتقول: عصفت دبوره، وسقطت عبوره؛ أي غاب نجمه.
د ب ر: (الدُّبْرُ) وَ (الدُّبُرُ) مُخَفَّفًا وَمُثَقَّلًا الظَّهْرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] جَعَلَهُ لِلْجَمَاعَةِ. كَمَا قَالَ: {لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} [إبراهيم: 43] وَ (الدُّبْرُ) (الدُّبُرُ) أَيْضًا ضِدُّ الْقُبُلِ. وَ (الدَّبَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْهَزِيمَةُ فِي الْقِتَالِ وَهِيَ اسْمٌ مِنَ (الْإِدْبَارِ) . وَيُقَالُ: شَرُّ الرَّأْيِ (الدَّبَرِيُّ) بِوَزْنِ الطَّبَرِيِّ وَهُوَ الَّذِي يَسْنَحُ أَخِيرًا عِنْدَ فَوْتِ الْحَاجَةِ. يُقَالُ: فُلَانٌ لَا يُصَلِّي الصَّلَاةَ إِلَّا دَبَرِيًّا بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ فِي آخِرِ وَقْتِهَا وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: دُبْرِيًّا بِوَزْنِ قُمْرِيٍّ. وَقَطَعَ اللَّهُ (دَابِرَهُمْ) أَيْ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ. وَ (الدَّبِيرُ) مَا أَدْبَرْتَ بِهِ عَنْ صَدْرِكَ عِنْدَ الْفَتْلِ وَالْقَبِيلُ مَا أَقْبَلْتَ بِهِ إِلَى صَدْرِكَ، يُقَالُ: فُلَانٌ مَا يَعْرِفُ قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ. وَ (الدَّبَارُ) بِالْفَتْحِ الْهَلَاكُ. وَفُلَانٌ يَأْتِي الصَّلَاةَ (دِبَارًا) بِالْكَسْرِ أَيْ بَعْدَ مَا ذَهَبَ الْوَقْتُ. وَ (الدَّبُورُ) الرِّيحُ الَّتِي تُقَابِلُ الصَّبَا. وَ (دَبَرَ) النَّهَارُ ذَهَبَ وَبَابُهُ دَخَلَ، وَ (أَدْبَرَ) مِثْلُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَاللَّيْلِ إِذَا دَبَرَ» أَيْ تَبِعَ النَّهَارَ وَقُرِئَ أَدْبَرَ. وَ (دَبَرَ) الرَّجُلُ وَلَّى وَشَيَّخَ. وَ (دَبَرَتِ) الرِّيحُ تَحَوَّلَتْ دَبُورًا وَ (أَدْبَرَ) الْقَوْمُ دَخَلُوا فِي رِيحِ الدَّبُّورِ. وَ (الْإِدْبَارُ) ضِدُّ الْإِقْبَالِ وَ (دَابَرَهُ) عَادَاهُ. وَ (الِاسْتِدْبَارُ) ضِدُّ الِاسْتِقْبَالِ. وَ (التَّدْبِيرُ) فِي الْأَمْرِ النَّظَرُ إِلَى مَا تَئُولُ إِلَيْهِ عَاقِبَتُهُ وَ (التَّدَبُّرُ) التَّفَكُّرُ فِيهِ. وَ (التَّدْبِيرُ) أَيْضًا عِتْقُ الْعَبْدِ عَنْ دُبُرٍ فَهُوَ (مُدَبَّرٌ) . وَ (تَدَابَرُوا) تَقَاطَعُوا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَدَابَرُوا» . 
دبر
دُبُرُ الشّيء: خلاف القُبُل ، وكنّي بهما عن، العضوين المخصوصين، ويقال: دُبْرٌ ودُبُرٌ، وجمعه أَدْبَار، قال تعالى: وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ [الأنفال/ 16] ، وقال: يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ [الأنفال/ 50] ، أي:
قدّامهم وخلفهم، وقال: فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ [الأنفال/ 15] ، وذلك نهي عن الانهزام، وقوله:
وَأَدْبارَ السُّجُودِ [ق/ 40] : أواخر الصلوات، وقرئ: وَإِدْبارَ النُّجُومِ
(وأَدْبَار النّجوم) ، فإدبار مصدر مجعول ظرفا، نحو: مــقدم الحاجّ، وخفوق النجم، ومن قرأ: (أدبار) فجمع. ويشتقّ منه تارة باعتبار دبر الفاعل، وتارة باعتبار دبر المفعول، فمن الأوّل قولهم: دَبَرَ فلانٌ، وأمس الدابر، وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ
[المدثر/ 33] ، وباعتبار المفعول قولهم: دَبَرَ السهم الهدف: سقط خلفه، ودَبَرَ فلان القوم: صار خلفهم، قال تعالى: أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ
[الحجر/ 66] ، وقال تعالى: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا [الأنعام/ 45] ، والدابر يقال للمتأخر، وللتابع، إمّا باعتبار المكان، أو باعتبار الزمان، أو باعتبار المرتبة، وأَدبرَ: أعرض وولّى دبره، قال: ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ [المدثر/ 23] ، وقال: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى [المعارج/ 17] ، وقال عليه السلام: «لا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا» ، وقيل: لا يذكر أحدكم صاحبه من خلفه، والاستدبار:
طلب دبر الشيء، وتدابر القوم: إذا ولّى بعضهم عن بعض، والدِّبَار مصدر دابرته، أي: عاديته من خلفه، والتدبيرُ: التفكّر في دبر الأمور، قال تعالى: فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً
[النازعات/ 5] ، يعني: ملائكة موكّلة بتدبير أمور، والتدبير: عتق العبد عن دبر، أو بعد موته. والدِّبَار : الهلاك الذي يقطع دابرتهم، وسمّي يوم الأربعاء في الجاهلية دِبَاراً ، قيل: وذلك لتشاؤمهم به، والدَّبِير من الفتيل: المَدْبُور، أي: المفتول إلى خلف، والقبيل بخلافه. ورجل مُقَابَل مُدَابَر، أي: شريف من جانبيه. وشاة مُقَابَلَة مُدَابَرَة:
مقطوعة الأذن من قبلها ودبرها. ودابرة الطائر:
أصبعه المتأخّرة، ودابرة الحافر ما حول الرّسغ، والدَّبُور من الرّياح معروف، والدَّبْرَة من المزرعة، جمعها دَبَار، قال الشاعر:
على جربة تعلو الدّبار غروبها
والدَّبْر: النّحل والزّنابير ونحوهما مما سلاحها في أدبارها، الواحدة دَبْرَة. والدَّبْرُ: المال الكثير الذي يبقى بعد صاحبه، ولا يثنّى ولا يجمع.
ودَبَرَ البعير دَبَراً، فهو أَدْبَرُ ودَبِرٌ: صار بقرحه دُبْراً، أي: متأخّرا، والدَّبْرَة: الإدبار.
(دبر) - قَولُه تَبارَك وتَعالَى: {فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ}
وقوله: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} . يقال: وَلَّوْا الدُّبُر والأَدبَار، إذا انَهزَموا. وأَدبارُ السُّجودِ: أواخِرُه، وبالكَسْر: أي خَلْفَه ، والأَدْبَارُ: جَمْع دُبُر خِلافُ القُبُل في المواضع، إلَّا قَولَهم: دَبْر أُذُنِه، ودَبْرَ ظَهرِه، فإنَّه بفَتْح الدَّال.
- في حديث عمر، رضي الله عنه، أَنَّه قال لامرأةٍ: "أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ".
يقال: أَدْبرَ الرّجُل: دَبَرت دابَّتُه، والدَّبْر: أن يَقرَح خُفُّ البَعِير.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "كانوا يقولون - يَعنِي في الجاهلية -: إذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعَفَا الأَثَرُ، وانسلَخَ صَفَرُ حلَّت العُمرةُ لمَنِ اعْتَمَر".
- وفي الحَدِيثِ: "أُهلِكت عَادٌ بالدَّبُورِ" .
الدَّبُور: رِيحُ المَغْرِب التي هي بإزاء الصَّبَا، سُمِّيت به، لأنها تَأتِي من دُبُر الكَعْبةِ، وفِعلُها دَبَرَت .
في الحديث: "منهم مَنْ لا يَأتِي الجُمُعَة إلَّا دُبْرًا".
قال أبو زيد: الصَّواب بضَمِّ الباءِ، معناه آخِرَ الوَقْت. - في حديث النَّجاشِيّ: "ما أُحِبّ أَنَّ لِي دَبْرًا أو دَبْرى ذَهبًا"
قيل: هو بسُكونِ الأَلِف، والنَّجاشِي بتَخْفِيف الياءِ وسُكونِها.
- وفي حديث أبي جَهْل: "ولمَنِ الدَّبْرة" .
قال الفَارابِيّ: بفتح الباء. وقال غيره: بِسُكُونِها: أي لِمَن النُّصرَة.
- في الحَديث: "لا تَدابَرُوا" .
معناه: التّهاجر والتَّصارم. من تَولِيَةِ الرجلِ دُبُره أَخاهُ إذا رآه، وإعراضِه عنه. وقال المُؤَرِّج: معناه آسَوْا، ولا تَسْتَأثِروا. واحتجَّ بقَول الأعشَى:
ومُسْتَدبرٍ بالذى عِنْده ... عن العَاذِلاتِ وإِرشادها
وإنما قِيل: للمُسْتَأْثِر مُستدبِرٌ، لأنه يُولِّي عن أَصحابِه إذا استأثَر بشَىءٍ دُونَهم.
وأما هِجْرانُ الرَّجلِ أَخاه لعَتْبٍ ومَوْجدة فمُرخَّص في مُدَّة الثّلاث، وهِجرانُ الوَالِد الوَلَد والزوجةَ، ومَنْ في معناهما فلا يَضِيق أكثرَ من ثلاث، وقد هَجَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - نِساءَه شَهرًا. (دبل) - في حديثِ مُعاويَة، رضي الله عنه: "أَنَّه كتب إلى صاحبِ الرّوم لأَردَّنَّك إرِّيسًا من الأَرَارِسَةِ تَرعَى الدَّوابِلَ".
: أي الخَنَازِيرَ، سمع دَوْبَل، وهو ولدُ الخَنازِير، وولدُ الحِمار أَيضًا، ورَاعِي الصِّغارِ أوضَعُ من رَاعِي الكِبار، ولهذا خَصَّه به.
في حديث عامِر بنِ الطُّفَيْل: "فأخذَتْه الدُّبَيْلَة".
الدُّبَيْلة: داءٌ في الجَوْف، تصغير دُبْلَة، ويقال لها: دِبْل أَيضًا، من قولهم: دَبلْتُ اللُّقمةَ. وكُلُّ شَىءٍ اجتَمَع فهو دَبْل كأَنَّها فَسادٌ يَجْتَمِع، والفعل منها: دَبَلَت.
دبر: دّبر (بالتشديد) عند المنجمين: نظر في أجواء الكواكب واتجاهاتها (المقري 1: 88) ونظر في الحوادث، ونظر في اتجاهات الكواكب وسيرها (المــقدمــة 2: 180).
دّبر أعواد الشاه: لعب الشطرنج (المقري 1: 480)، ويستعمل المصدر التدبير بهذا المعنى أيضاً (المقري 1: 481). ودّبر المعدن: استغله وعدّنه، ففي الادريسي (ج2 قسم 5): وفي تربته إذا دُبرت استخرج منها ذهب صالح.
ودبَّر أدوية: حضّرها (بوشر).
ودبَّر: حثّ، حرض، أغرى، أشار عليه. نصح له (هلو).
قلة تدبير: قلة النظر في العواقب (الكالا).
وفيه: بلا تدبير أي بلا نظر في العواقب.
دَّبر في: نظر في عمل شئ وتصرف فيه، ففي النوريري (الأندلس ص480): دّبر في قتله عشرة منهم. وفي ألف ليلة (1: 25): أنا أدبر في هلاكه.
ودبّر على فلان: بحث عن وسيلة ليؤذيه أو ليعاقبه، فعند ابن خلدون (4:7ق): فداخله في التدبير على أهل طليطلة.
ودبّرت الدابة: جرح السرج أو الرحل ظهرها، وأصيبت بالدبر وهو قرح في ظهرها من أثر احتكاك السرج أو الرحل (الكالا).
وهذا المعنى مناسب: تدبرت الدابة، واستناداً إلى ما جاء في معجم فوك، الذي يذكر الفعلين دّبر وتدبر غير إنه يشير إلى أن دبّر يتعدى بنفسه إلى المفعول، فإني أميل إلى القوم أن الفعل دبّر معناه: أن السرج أو الرحل أصاب الدابة بقرحة في ظهرها وهي الدَبرة.
تدبر الأمر: ساسه ونظر في عاقبته (بوشر).
وتدبر: انظر آخر ما جاء في مادة دبر.
وتدبر: انظر آخر ما جاء في مادة دّبر.
استدبر. مستدبراً: بالقلوب، متجهاً إلى الدبر، ففي تاريخ البربر (1: 486): ثم حمله على برذون مستدبراً.
استدبره بسهم: رماه بسهم في ظهره (الكامل ص337).
دبر ويجمع على دبار: صخر في البحر (بوشر).
دَبْرَة: طريقة، نمط، أسلوب (هلو).
دَبَرَة: سعال (الكالا).
دبار: خلف، أعقاب، ذرية (أماري مخطوطات) وفيه: وهذا واجب مفروض عليهم كلهم وعلى أولادهم وكبيرهم وصغيرهم ودبارهم وأخوتهم.
دبور، دبور القبلة في صقلية ريح الشمال (أماري مخطوطات) وانظر: (دبوري).
دُبَارَة: طريقة، نمط أسلوب (بوشر، همبرت ص79). دبورة: تورم في الجسم من صدمة أو عضة أو نحوهما (بوشر).
دبوري، في صقلية: شمالي (جريجور ص36) الحد الدبوري: هذه لا يمكن أن تعني (غربي) لأن الغربي قد ذكرت في السطر التالي. وأقرأ الحد الدبوري عند جريجور (ص40).
دَُبور، ويجمع على دبابير: زنبور (المعجم اللاتيني العربي، الكالا، بوشر، محيط المحيط، ألف ليلة برسل 12: 274).
ودُّبور: ملكة النحل. (المعجم اللاتيني العربي) وفيه: ملك النحل هو الدبور طقطق شعيرك يا دبور: لعبة الغميضة. وهي لعبة يلعبها الأطفال، يغمضن أحدهم عينه ويختفي الآخرون، ويحاول أن يمسك بهم أو بأحدهم. (بوشر).
دبورة: آلة تنحت بها الحجارة (محيط المحيط).
دابر: من مصطلح البحرية معناه الريح (الجريدة الآسيوية 1841، 1:588).
ديبران، واحدته ديبرانه: زنبور (فوك).
تدبير: التصرف في الأمور (معم أبي الفداء).
وتدبير: حمية، تنظيم الأكل (محيط المحيط، ملر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 11 وفي (1: 17 رقم4) منه: تدبير الأكل كما هو مذكور في معجم بوشر).
والتدبير: علاج المرض، ففي (محيط المحيط): و (التدبير عند الأطباء التصرف في العرك باختيار ما يجب ان يستعمل).
وتدبير (مشتق من دُبُر): حقنة (محيط المحيط).
علم تدبير المنزل أو الحكمة المنزلية: علم يبحث فيه عن مصالح جماعة مشتركة في المنزل كالولد والوالد والمالك والمملوك ونحو ذلك (محيط المحيط).
تدبيره: رسم، قانون (الكالا).
تدبيري: سياسي، إداري (بوشر).
مدبر. الماء المدبر عند الأطباء: ماء يغلي فيه بعض الأدوية ليشربه المريض دفعات في يومه كماء الشعير (محيط المحيط).
المحمودة المدبرة عند الأطباء: المحمودة (سقونيا) التي شويت داخل عجينة أو تفاحة لتنكسر هاديتها (محيط المحيط)، راجع دودونوس (ص698).
مدبر: عند الرهبان من يشارك الرئيس الأكبر في رأيه (محيط المحيط).
ومُدبِّر: رئيس المركب (محيط المحيط).
ومَدبِّر: مهندس (صفة مصر 16: 48).
مدبور: بائس، تعيس، منكود الحظ. (ألف ليلة 4: 185).
دبر
دُبْرُ كُل شَيْءٍ: خِلافُ قُبْلِه، ما خَلا قَوْلَهم: جَعَلَ فلانٌ قَوْلَكَ دَبْرَ أذُنِه: فإن مَعْنَاه خَلْفَ أذُنِه، وُيقال: دَبَارَ أذُنِه ودَبَارَ ظَهْرِه ودَبْرَ ظَهْرِه. والمُدَابَرُ: نَقِيْضُ المُقَابَلِ. وُيقال في الحَرْبِ: وَلَّوْهُم الدبُرَ والأدْبَارَ. وليس لهذا الأمْرِ قِبْلَةٌ ولا دِبْرَة: أي جِهَةٌ.
والإدْبَارُ: التوْليَةُ.
وأدْبَارُ السُّجُوْدِ: أوَاخِرُ الصلَوَاتِ. وإدْبَارُ النجُوْمِ: عِنْدَ الصبْحِ في آخِرِ الليْلِ إذا تَوَلتْ.
والدابِرُ: التابع؛ فىِ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأ: " واللَّيْلِ إذا دَبَرَ ". وقَطَعَ اللَهُ دابِرَهُم: أي آخِرَ ما بَقِيَ منهم. وعليه الدَّبَارُ: أي انْقِطَاعُ الأثَرِ. والتَّدَابُرُ: المُصَارَمَةُ والهِجْرَانُ؛ وهو أنْ يُوَلِّيَه دُبُرَه. والأخْلاَفُ أيضاً. والرأيُ الدَّبَرِيُّ: الذي يكونُ من غَيْرِ فِكْرٍ ولا رَوِيةٍ. وأتَيْتُه دَبَرِيّاً: أي بَعْدَ حِيْنٍ. وفي المَثَلِ: " شَرُ الرأيِ الدَّبَرِيُ ". ورَجُلٌ أدَابِرُ - بضَمَ الألِفِ -: أي لا يَقْبَل قَوْلَ أحدٍ ولا يَلْوِي على شَيْءٍ.
ورَجُلٌ مُدَابِرُ رَحِم: أي قاطِعُها. والدَّبُوْرُ: رِيْحٌ تُقْبِلُ من نَحْو المَغْرِبِ ذاهِبَةً نَحْوَ المَشْرِقِ، دَبَرَتِ الريْحُ وأدْبَرَتْ. ودَبَرَ النَّهَارُ وأدْبَرَ. ودابِرَةُ الإصْبَعِ: التي من خَلْف. ودابِرَةُ الحافِرِ: ما يَلي مُؤخرَ الرُسغ. والدَّوَابِرُ: مُــقَدَمَــاتُ الحَوَافِرِ.
وقَوْلُهم في المَثَل: " ما يَدْري قَبِيْلاً من دَبِيْرٍ " أي ما قابَلَكَ وما خالَفَكَ. وقيل: ما يَدْرِي أمُقْبِلٌ هو أمْ مُدْبِرٌ. وقيل: القَبِيْلُ ما أقْبَلَتْ به المَرأةُ من غَزْلها عِنْدَ الفَتْلِ، والدَبِيْرُ: ما أدْبَرَتْ به.
وما لهم مَقْبَلٌ ولا مَدْبَرٌ: أي مَذْهَبٌ. والإدْبَارَةُ: شَق في الأذُنِ مُدْبِراً، وهي الدَّبْرَةُ أيضاً.
ونهى - عليه الصَّلاَةُ والسلاَمُ - أن يُضَحّى بمُقَابَلَة أو مُدَابَرَة: وهي مايُقْطَعُ ممَا يَلي العُنُقَ. وفلانٌ مُقَابَلٌ في الكَرَم ومُدَابَرٌ، ومُسْتَقْبِلُ المَجْدِ مُسْتَدْبِرُه. والمُسْتَدْبِرُ: المُسْتَأثِرُ. ودُبَارُ: اسْمُ لَيْلَةِ الأرْبِعَاء. والدَبَارُ: الهَلَاكُ، وكذلك الدَّبِيْرُ. ودَبِرَ ظَهْرُ الدّابَةِ: أي قَرِحَ. وبَعِيْرٌ أدْبَرُ وناقَةٌ دَبْرَاءُ. وأدْبَرَ الرَّجُلُ: دَبِرَتْ دابَتُه، فهو مُدْبِر. وأدْبَرَ أمْرُ القَوْم: تَوَلى. ودَبَرَ النَهَارُ: ذَهبَ. وذَهَبَ كما ذَهَبَ أمْسِ الدابِرُ، وهو - أيضاً -: الفائزُ بالقِمَارِ؛ دَبَرَ يَدْبُرُ دُبُوْراً. وهو مُدَابَرٌ: أي مَقْمُوْرٌ. ودابَرْتُ فلاناً: عادَيْته. ودابَرَ فلانٌ: إذا ماتَ، فهو مُدَابِرٌ. والدَّبَرَةُ والدَبَارُ: الكُرْدَةُ من المَزْرَعَةِ والمَبْقَلَةِ. والدَبَرَانُ: نَجْمٌ من مَنَازِلِ القَمَرِ في بُرْجِ الثَّوْرِ. والتَدْبِيْرُ: عِتْقُ المَمْلُوكِ بَعْدَ المَوْتِ. والنَّظَرُ في الأمُوْرِ، وقد اسْتَدْبَرَ من أمْرِه ما فَاتَه. والدبْرُ: زَنَابِيْرُ النَّحْلِ وغَيْرِها.
والدَبْرُ: المالُ الكَثِيْرُ، لا يُثَنى ولا يُجْمَعُ، وُيقال: دَبْرٌ.
وفلانٌ لَيْسَ من شَرْجِ فلانٍ ولا دَبوْرِه: أي من ضَرْبِه. والدّابِرُ: رَفْرَفُ البِنَاءِ. والدّابِرَةُ: الحَوْضُ.
والسهْمُ الدابِرُ: آخِرُ سَهْمٍ في الكِنَانَةِ، وقيل: السَّهْمُ الغالي، دَبَرَ السهْمُ.
والدابِرِةُ: ضَرْب من أخَذِ الصرَاع. والأدَيْبِر: دُوَيْبةٌ من الحَياتِ. والدبْرَةُ: أقصى الوادي. والدبْرَةُ: الدوْلَةُ، وكذلك الدابِرَةُ. وذاتُ الدبْرِ: ثَنِيةٌ. وفي المَثَلِ: " كُل عَيْرٍ خَيْرٌ من دُبَيْرٍ " ودُبَيْرٌ: اسْمُ حِمَارٍ؛ مَعْرِفَةٌ.
والدابِرُ: آخِرُ القَوْمَ. وآخِرُ الأمْرِ.
[دبر] فيه: إذا برأ "الدبر" وعفا الأثر، هو بالحركة جرح على ظهر البعير مندبر يدبر، وقيل: جرح خف البعير. ك: الدبر بفتحتين جرح بظهره من اصطكاك الأقتاب بالسير إلى الحج، وعفا الأثر أي انمحى أثر الحاج من الطريق بوقوع الأمطار، أو ذهب أثر الدبر، وروى: وعفا الوبر، أي كثر وبر الإبل الذي حلق بالرحال، وانسلخ صفر، هو المحرم الذي جعلوه صفرًا وأحلوه لئلاالتستر وإن لم يكن هناك ناظر، وينبغي أن يكون ساترًا جميع شخصه.
[دبر] الدَبْر بالفتح: جَماعة النَحْل. قال الأصمعي: لا واحِد لها، ويجمع على دُبورٍ. قال لَبيدٌ : بِأبْيَضَ من أبْكارِ مُزْنِ سَحابَةٍ * وَأرْي دبورٍ شارَهُ النَحْلُ عاسِلُ - ويقال أيضا للزنابير: دبر. ومنه قيل لعاصم ابن ثابت الانصاري: حمى الدبر، وذلك أن المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثلوا به، فسلط الله عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع، فارتدعوا عنه حتى أخذه المسلمون فدفنوه. ويقال: جعلْتُ كلامَهُ دَبْرَ أذُني، أي أَغْضَيْتُ عنه وتَصامَمْتُ. والدَبْرَةُ: والدِبارَةُ: المشارة في المزرعة، وهى بالفارسية " كرد ". والجمع دبر ودبار. وذات الدبر: اسم تثنية. قال ابن الاعرابي: وقد صحفه الاصمعي فقال " ذات الدبر ". والدبر والدُبُرُ: الظَهْرُ. قال الله تعالى:

(ويُوَلُّونَ الدُبُرَ) *، جعله للجماعة، كما قال:

(لا يَرْتَدُّ إليهم طَرْفُهُمْ) *. والدُبْرُ والدُبُرُ: خِلافُ القُبُلِ. ودُبُرُ الأَمْرِ ودُبْرُهُ: آخره. قال الكميت: أَعَهْدَكَ من أُولى الشَبيبَةِ تَطْلُبُ * عَلى دُبُرٍ هَيْهاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ - ودبير: قبيلة من بنى أسد. والدِبْرُ، بالكسر: المالُ الكثيرُ، واحِدُهُ وجَمْعُهُ سَواءٌ. يقال: مالٌ دِبْرٌ، ومالانِ دِبْرٌ، وأمْوالٌ دِبْرٌ. ورَجُلٌ ذو دِبْرٍ: كثير الضَيْعَةِ والمالِ، حكاه أبو عبيد عن أبى زيد. والدِبْرَةُ: خِلاَفُ القِبْلة. يقال: فلانٌ ماله قِبْلةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يَهْتَدِ لجهة أمْرِه. وليس لهذا الأمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ، إذا لم يُعْرَفْ وَجْهُهُ. والدَبَرَةُ بالتحريك: واحدة الدبر والادبار، مثل شجرة وشجر وأشجار. تقول منه: ذبر البعير بالكسر، وأدبره القتب. والدبرة، بالاسكان والتحريك أيضا: الهَزِيمة في القتال، وهو اسمٌ من الإدبار. ويقال ايضاً: " شَرُّ الرَأي الدَبَريُّ " وهو الذي يَسْنَحُ أخيراً عند فَوْتِ الحاجَةِ. قال أبو زيد، يقال فُلانٌ لا يُصَلِّي الصَلاةَ إلاّ دَبَرِيَّاً بالفتح، أي في آخر وقْتِها. والمحدِّثون يقولون: دُبُريَّا بالضم. والدَبران: خمسةُ كواكبَ من الثَوْر، يقال أنَّه سَنامُهُ، وهو من منازل القمر. وقال الشيباني: الدبرة: آخر الرمل. ودابِرَةُ الإنسان: عُرْقوبُهُ. ودابِرَةُ الطائرِ: التي يَضْرِبُ بها، وهي كالإصْبَعِ في باطن رِجْليه. ودابِرَةُ الحافِر: ما حاذى مُؤَخَّر الرُسْغِ. والدابِرَةُ: ضَرْبٌ من الشَغْزَبِيَّةِ في الصِراع. والدابِرُ: التابِعُ. والدابِرُ من السهام: الذي يخرج من الهَدَف. والدابِرُ من القِداحِ: خلافُ الفائز، وصاحبُه مُدابرٌ. قال صَخْرُ الغَيِّ الهُذَليُّ يصف ماء ورده: فخضخضت صفنى في جَمِّهِ * خِياضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطوفا - وقطع الله دابرَهم، أي آخِرَ من بَقي منهم ويقال رَجلٌ أَدابِرٌ، للذي يقطع، رَحِمَهُ مثلُ أُباتِرٍ. وقال أبو عبيدة: لا يَقْبَلُ قَوْلَ أَحَدٍ ولا يلوى على شئ.

(83 - صحاح - 2) والدبير: ما أَدْبَرَتْ به المرأةُ من غَزْلِها حين تفتله. قال يعقوب: القبيل: ما أَقْبَلْتَ به إلى صَدْرِكَ، والدبير: ما أدبرت به عن صَدْرَكَ. يقال: " فلانٌ ما يَعْرِفُ قَبيلاً من دَبِيرٍ ". وفلانٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: إذا كان محْضاً من أبويه. قال الاصمعي: وأصله من الاقبالة والادبارة، وهو شق في الاذن، ثم يفتل ذلك، فإذا أقبل به فهو الاقبالة، وإذا أدبر به فهو الادبارة. والجلدة المعلقة من الاذن هي الاقبالة والادبارة، كأنها زنمة. والشاة مدابرة ومقابلة وقد دابرتها وقابلتها. وناقة ذات إقبالة وإدبارة. ودبار بالضم : اسم يوم الأربعاء، من أسمائهم القديمةِ. والدَبارُ بالفتح: الهَلاكُ، مثل الدَمارِ. والدِبارُ بالكسر: جَمْعُ دِبارَةٍ، وهي المَشارَةُ. قال بِشْر: تَحَدُّرَ ماءِ المزن عن جرشية * على جربة تعلو الدبار غروبها * وفلان يأتي الصَلاةَ دِباراً، أي بَعْدَ ما ذَهَبَ وَقْتُها. والدَبورُ: الريح التي تُقابِلُ الصَبا. ودَبَرَ السَهْمُ يَدْبُرُ دبورا، أي خرج من الهدف. ودبر بالشئ: ذهب به. ودبر النهار وأَدْبَرَ بمعنىً. ويقال: هَيْهاتَ، ذَهَبَ كما ذَهَبَ أَمْسِ الدابِرُ. ومنه قوله تعالى:

(والليل إذا دبر) * أي تَبِعَ النَهارَ قَبْلَهُ. وقُرِئَ:

(أَدْبَرَ) *. قال صخر بن عَمرو بن الشريد السلمى: ولقد قتلكم ثُناَء ومَوْحَدا * وتركتُ مُرَّةَ مثلَ أمسِ الدابرِ - ويُرْوى: " المُدْبِر ". ويقال: قَبَّحَ الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ. ودَبَرَ الرجلُ: وَلَّى وشَيَّخَ. ودَبَرْتُ الحديثَ عن فُلانٍ: حَدَّثْتُ به عنه بعد مَوْتِهِ ودَبَرَتِ الريحُ، أي تحوَّلت دَبوراً. ودبر: موضع باليمن، ومنه فلان الدبرى. ودُبِرَ القَوْمُ، على ما لم يسم فاعله، فهم مدبرون، إذا أصابتهم ريح الدَبورِ. وأَدْبَروا، أي دخلوا في ريح الدَبور. والإدْبارُ: نقيض الاقبال. وأدبرت البعير فدبر. وأدبر الرجل، إذا دبر بعيره والادبر: لقب حجر بن عدى، لانه طعن موليا. ودابرت فلانا: عاديته . والاستِدبار: خلاف الاستقبال. والتدبير في الأمر: أن تَنْظُرَ إلى ما يؤول إليه عاقبته. والتدبير: التفكر فيه. والتدبير: عِتْقُ العبد عن دُبُرٍ، وهو أن يُعْتَق بعد موتِ صاحِبِه، فهو مُدبَّرٌ. قال الأصمعي: دَبَّرْتُ الحديثَ، إذا حَدَّثْتَ به عن غيْرِك. وهو يُدَبِّر حديثَ فلان، أي يرويه. وتَدابَرَ القومُ، أي تقاطعوا. وفي الحديث: " لا تدابروا ".
دبر
دبَرَ يَدبُر، دَبْرًا ودُبُورًا، فهو دابِر
• دبَر النَّهارُ/ دبَر الشَّخصُ: ذَهَبَ ومضى "دبَرت أيّامُ البؤس- أَمْسِ الدَّابِرُ لن يعود [مثل]- {وَاللَّيْلِ إِذَا دَبَرَ} [ق] ".
• دبَرتِ الرِّيحُ: هبّت من المغرب، وهي الدّبور. 

أدبرَ يُدبر، إِدْبارًا، فهو مُدْبِر، والمفعول مُدْبَر (للمتعدِّي)
• أدبر الشَّخصُ: مضى وذَهَبَ وَوَلَّى، عكس أقبل "أدبر المجرمُ: لاذ بالفِرار- {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا} - {ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ} - {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ}: عقب اختفاء النجوم" ° أدبر أمْرُهُم: وَلَّى لفَسادٍ- أدبر الدَّهرُ عنه: تغيَّرت حالُه.
• أدبر الأمرُ/ أدبر النَّهارُ: انقضى "أدبرتِ الصّلاةُ- {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} ".
• أدبر الشَّيءَ: جعله خلفه. 

ادَّبَّرَ يَدَّبَّر، فهو مُدّبِّر، والمفعول مُدّبَّر
• ادَّبَّرَ الأمرَ: تدبّره، تأمَّل فيه وتفكَّر وتبصّر " {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} ". 

استدبرَ يستدبر، استِدْبارًا، فهو مُسْتَدْبِر، والمفعول مُسْتَدْبَر
• استدبر الشَّيءَ: تتبَّعه وتعقَّبه، أتاه من ورائه، ضدّ استقبله "استدبر العَدُوَّ فتمكّن منه".
• استدبر الأمرَ: رأى في نهايته ما لم يَرَ في بدايته. 

تدابرَ يتدابر، تَدابُرًا، فهو مُتَدابِر
• تدابر القومُ: تعادَوْا وتقاطَعُوا "َلاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَدَابَرُوا [حديث] ". 

تدبَّرَ/ تدبَّرَ في يتدبَّر، تَدبُّرًا، فهو مُتدبِّر، والمفعول مُتَدَبَّر
• تدبَّر الأَمرَ/ تدبَّر في الأمرِ: تأمَّله وتفكّر فيه على مَهَلٍ، ونظر في عاقبته "تدبَّر أمرَه بنَفْسه- الحكيم يتدبَّر في الأمور قبل إتيانها- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ". 

دبَّرَ يُدبِّر، تَدْبيرًا، فهو مُدَبِّر، والمفعول مُدَبَّر (للمتعدِّي)
• دبَّر الشَّخصُ: اقتصد في الإنفاق، اقتطع من نفقاته لتحقيق غاية "امرأة مُدَبِّرة".
• دبَّرَ الأموالَ: ادَّخرها، تمكَّن من الحصول عليها وجمعها "دبَّر تكاليفَ العمليّة الجراحيّة- دبَّر نفقات السفر".
• دبَّر خُطَّةً أو مؤامرةً: رسمها ووضعها، أعدّها وهيّأها "دبَّر مكيدة- عمل مُدَبَّر" ° أمرٌ دُبِّر بليل: خُطِّط له في سِرِّيّة تامَّة.
• دبَّر الأمرَ: فعله بعناية وعن فكر ورويّة، نظر فيه وصرّفه على ما يريد "لا تفكِّر فلها مُدبِّر [مثل]: يُضرب في القناعة بالواقع- {يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ}: يصرِّف العوالم كلَّها بقدرته وحكمته".
• دبَّر عذرًا: اختلقه. 

تَدَبُّر [مفرد]:
1 - مصدر تدبَّرَ/ تدبَّرَ في.
2 - (سف) استغراق الذّهن في التَّفكير في موضوع إلى حدٍّ يجعله يغفل عن الأشياء الأخرى.
3 - (سف) تصرّف القلب بالنَّظر في الدلائل. 

تَدْبير [مفرد]: ج تَدَابيرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر دبَّرَ.
 2 - احتياطٌ واستعدادٌ "اتَّخذ التَّدابيرَ اللاَّزمة- تدابيرُ أمن مشدّدة".
3 - تصرُّف وتقرير "المرء في التَّفكير والله في التَّدبير".
• تدبير المنزل: علم وفنّ يعنيان بالبيت والحياة البيتيَّة من ترتيب وصحَّة واقتصاد.
• تَدْبير مَنْزِليٌّ: حُسْنُ القيام على شئون البيت وتنظيم الحياة المنزليّة ماليًّا.
• فَنّ التَّدبير المنزليّ: مجموعة الطُّرق التقنيّة الحديثة التي تهدف إلى تسهيل مهمَّة سيّدة المنزل والمساعدة في توفير أسباب الرَّاحة. 

دابِر [مفرد]: ج دوابِرُ:
1 - اسم فاعل من دبَرَ.
2 - آخِر وعَقِب، أيّ شيء يتبع آخر " {وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} " ° قطَع اللهُ دابرهم وغابرهم: أفناهم عن آخرهم- قطَع دابر الشَّرِّ: استَأْصَلَه. 

دُبارَة [مفرد]: دوبارة، خيط غليظ ذو طاقَيْن من الكتَّان ونحوه يُخاط به ويُشدّ. 

دَبُّور [مفرد]: ج دَبابيرُ:
1 - (حن) زُنْبورٌ، حَشَرَةٌ طائِرةٌ تعيش في مجموعات كبيرة من غشائيّات الأجنحة ذات زوجين من الأجنحة، وفم متكيِّف للَّسع والمصّ، ذاتُ لسعةٍ مُؤلمةٍ "هاجمته الدَّبابيرُ".
2 - ملكة النّحل. 

دَبْر1 [مفرد]:
1 - مصدر دبَرَ.
2 - خَلْف كلّ شيء ° جَعَلَ كلامَه دَبْرَ أُذُنيه: لم يعبَأ به ولم يلتفت إليه. 

دَبْر2 [جمع]: جج أَدْبُر ودُبور: جماعة النّحل والزنابير "وجود الدَّبْر لا يدلّ على العسل". 

دُبْر/ دُبُر [مفرد]: ج أَدْبار:
1 - خَلْف، ظَهْر " {وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} - {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ}: كناية عن الانهزام" ° وَلاَّه دُبُرَه/ وَلَّى الأَدْبارَ: انهَزَمَ وفَرَّ أمَامَه هاربًا.
2 - اسْتٌ، عكْسُه قُبُلٌ (يذكّر ويؤنّث) " {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} ".
3 - عَقِبُ كُلِّ أمرٍ ومُؤخَّره " {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} " ° ارتدَّ على عَقِبَيْه/ ارتدَّ على دُبُره: رجع منسحبًا من حيث أتى- جاء أدبار الشَّهر: في أواخره. 

دَبَران [مثنى]
• الدَّبَران: (فك) خمسة كواكب من الثَّور وهو من منازل القمر، أو نجمة ثنائيَّة في مجموعة نجوم برج الثَّور، تبعد عن الأرض 68 سنة ضوئيّة، وهي من أسطع النُّجوم في السَّماء. 

دَبُور [مفرد]: ج دبائِرُ ودُبُر
• الدَّبور: رِيحٌ عاصِفةٌ تَهُبُّ من المغرِب، وتقابِلُها الصَّبا وهي الرِّيح الشَّرقيَّة "نُصِرْتُ بِالصَّبَا وَأُهْلِكَتْ عَادٌ بِالدَّبُورِ [حديث] ". 

دُبُور [مفرد]: مصدر دبَرَ. 

مُدبِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من دبَّرَ.
2 - مُدير أو مخطّط "العقل المدبِّر: المدير أو المخطّط الأوّل في مشروع أو مؤسّسة ونحوهما".
• المُدبِّر: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يُجري الأمور بحكمته ويصرّفها على وفق مشيئته وعلى ما يوجب حُسْنَ عواقبها. 
[د ب ر] والدُّبُرُ والدِّبِيرُ: نَقِيضُ القُبُلِ. ودُبُرُ كُلِّ شَيْءٍ: عَقِبُه ومُؤَخَّرُه، وجَمْعُهما أَدْبارٌ. ودُبُرُ الشَّهْرِ: آخِرهُ، على المَثَلِ. يُقالُ: جِئتُكَ دُبُرَ الشَّهْرِ، وفي دُبُرِه، وعلى دُبُرِه، والجَمعُ من كُلِ ذلكَ أَدْبارٌ. يُقالُ: جِئْتُك أَدْبارًَ الشَّهْرِ، وفي أَدْبارِه. والأًَدْبارُ لذَواتِ الحافِرِ والظِّلْفِ والمِخْلَبِ: ما يَجْمِعُ الاسْتَ والحَيَاءَ، وخَصَّ بعضُهم به ذَوَاتِ الخُفِّ، والحَياءُ من كُلِّ ذِلَك وحده دُبُرٌ. ودُبُرُ البَيْتِ: مُؤَخَّرُه وزاوِيَتُه. وأَدْبارُ النُّجُومِ: تَوالِيها. وأَدْبارُها: أَخْذُها إِلى الغَرْبِ للغُرُوبِ آخِرَ اللَّيْلِ، هذه حِكايَةُ أهْلِ اللُّغَةِ، ولا أَدْرِى كيفَ ذِلكَ؟ لأَنَّ الأَدْبارَ لا تَكُونُ الأَخْذَ؛ إذ الأَخْذُ مَصْدَرٌ، والأَدْبارُ أسْماءٌ. وأَدْبارُ السُّجُودِ، وإِدْبارُه: أواخِرُ الصَّلَواتِ. وقد قُرِئَ: ((وأَدْبارَ)) ((وإِدْبارَ)) ، فمن قَرَأَ ((وأَدْبارَِ)) فمن باب خَلْفَ ووَراءَ، ومن قرأَ ((وإِدْبارَ)) فمن بابَ خُفُوقِ النَّجْمِ. قال ثَعْلَبُ: في قوله تعالي: {وإدبار النجوم} [الطور: 49] {وأدبار السجود} [ق: 40] قال الكسائي: {وإدبار النجوم} ؛ لأَنَّ لَها دُبُراً واحِداً في وَقْتِ الَّسَّحَرِ، ((وأَدْبارَ السُّجوِد)) لأنَّ مع كُلِّ سَجْدَةٍ أَدْباراً. وَدَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً: تَبِعَهُ من وَرَائِه. دابِرُ الشًّيْءِ: آخِرُه، وفي التَّنْزِيلِ: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا} [الأَنعام: 45] أي: اسْتُؤْصِلَ آخِرُهم. ودابِرَةُ الشَّّيْءِ، كدابِرِه. ودابِرَةُ الحافِرِ: التَّي تَلِي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ. ودابِرَةُ الإنْسانِ: عُرْقُوبُه. قالَ وَعْلَةُ:

(فِدًى لًَكُما رِجْلَىَّ أُمِّي وخالَتِي ... غَداةَ الكُلابِ إِذْ تُجَرُّ الدَّوابِرُ)

ودابِرَةُ الطّائِرِ: الإصْبَعُ التَّي من وَراءِ رِجْلِه، وبها يَضْرِبُ البازِيُّ، وهي للدِّيكِ أَسْفَلَ منَ الصِّيصِيَةِ يَطَأُ بِها. وجاءَ دَبَرِيّا: أي أَخِيراً. وفُلانٌ ((لا يُصَلِّي الصَّلاةَ إلاّ دَبَرَياً)) أي: أَخِيراً، رواهُ أبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيِّ، قال: والمُحَدِّثُونَ يَقُولُون دُبُرِيّا. وتَبِعْتُ صاحِبِي دَبَرِيّا: إِذا كُنْتَ مَعَه فَتخَلَّفْتَ عنهُ، ثُمّ تَبَعْتَه وأَنْتَ تَحْذَرُ أَنْ يَفُوتَكَ. ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه: تلا دُبُرَهُ وجاءَ يَدْبُرهُم: أي يَتْبَعُهُم، وهو مِن ذِلكَ. وأَدْبَرَ إِدْباراً ودُبْراً: وَلَّي عَنْ كُراع. والصَحِيحُ أَنَّ الإدْبارَ المَصْدرُ، والدُّبْرَ الاسُمْ. وأَدْبَرَ أَمْرُ القَومْ: وَلَّي لِفَسادٍ. وقولُه تَعالَى: {ثم وليتم مدبرين} [التوبة: 25] هذه حالٌ مَؤَكِّدَةٌ؛ لأَنَّه قد عُلِمَ أَنَّ مَعَ كُلِّ تَوْلِيَةِ إِدْباراً، ققال: ((مُدْبِرينَ)) مَؤَكِّداً، ومِثْلُه قُوْلُ ابنِ دَارَةَ:

(أَنّا ابنُ دارَةَ مَعْرُوفاً لَها نَسَبِي ... وهَلْ بِدارَةَ يا للّنّاسِ مِنْ عارِ؟ ! كذا أَنْشَدَه ابنُ جِنِّي: ((لها نَسَبَي)) ، وقالَ: لَها يَعْنِي للنِّسْبَةِ، وروايَتِي ((لَهُ نَسَبِي)) . والمَدْبَرَةُ: الإدْبارُ، أنشَدَ ثَعْلَبٌ:

(هَذَا يُصادِيكَ إِقْبالاً بمَدْبَرَةٍ ... وذَا يُنادِيكَ إِدْباراً بإِدْبارِ)

ودَبَرَ النَّهارُ، وأَدْبَرَ: ذَهَبَ. وأَمْسٍ الدّابُرِ: الذّاهِبُ، وقالُوا: مَضَى أَمْسِ الدّابِرُ، وأَمْسِ المُدْبِرُ، وهذا من التَّطَوُّعِ المَشامِ للتَّوْكِيدِ؛ لأَنَّ اليَوْمَ إِذا قِيلَ فيهِ، أَمْسِ: فمَعْلُوم أَنَّهُ دَبَرَ، لكِنَّه أُكَّدِ بقوِله ((الدّابِرِ)) ، كما بَيَّنّا، قالَ الشّاعِرُ:

(وأَبِي الَّذِي تَرَكَ المُلُوكَ وجَمَعْهَمُ ... بصُهابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدّابِرِ)

ورَجُلٌ خاسِرٌ دابِرٌ، إِتْباعٌ، وقد تَــقَدَّمَ خاسِرٌ داثرٌ، ويُقال: خاسِرٌ دامِرٌ، على البَدَلِ، وإنْ لم يَلْزَمْ أن يكونَ بَدَلاً. واسْتَدْبَرَه: أَتاهُ من وَرائِه. وقَوْلُهم: ما يَعْرِفُ قَبِيلَهُ من دَبِيرِه، قد قَدَّمْــنا ما قِيلَ فيه مِن الأقاوِيلِ في باب القَبِيلِ. وأَدْبَرَ الرَّجُلَ: جَعَلُه وَراءةَ. وَدَبَر السَّهْمُ الهَدَفَ يَدْبُرهُ دَبْراً، ودُبُوراً: جاوَزَه وسَقَطَ وَراءه. والدَّبَرانُ: نَجْمٌ يَدْبُرُ الثُّرَيّا، لَزِمَتْه الأَلِفُ واللاّمُ لأَنَّهُم جِعَلُوه الشيءِ بعِيْنه. قالَ سِيبَوَيهْ: فإن قُلْتَ: أَيُقالُ لكُلِّ شيءْ صارَ خَلْفَ شيءٍ: دَبَرانُ؟ فإنَّكِ قائِلٌ لَهُ: لا، ولكِنّ هذا بمَنْزِلَة العِدْل والعَدِيلِ، فالعَدِيلُ: ما عادَلَكَ من النّاسِ، والعِدْلُ لا يَكُونُ إِلاّ للمَتاعِ، وهذا الضَّرْبُ كَثَيرٌ، أو مُعْتادٌ. وجَعَلْتُ الكلامَ دَبْرَ أُذُنِي: أي خَلْفِي، لم أَعْبَأْ بهِ، وتصامَمْتُ عنه، قالَ

(يَداَها كأَؤْبِ الماِتحِينَ إِذا مَشَتْ ... ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ)

وقالُوا: إِذا رَأَيْتَ الثُّرَيّا بدَبَرْ، فشَهْرٌ نِتاجٌ وشَهْرَ مَطَرْ، أي: إِذا تَدَلَّتْ للغُرُوبِ مع المَغْربِ فذِلكَ وقتْ المطَرِ، ووَقْتُ نِتاجِ الإِبلِ، وإِذا رَأَيْتَ الشِّعْرَي يَقَبَلْ، فمَجْدُ فَتًى وحِمْلُ جَمَلْ؛ أي: إذا رأَيْتَ الشِّعْرَي مع المَغْرِبِ فذلك صَميمٌ القُرِّ، فلا يَصْبِرُ على القِرَى وفِعْلِ الخَيْرِ في ذلك الوقتِ غيرُ الفَتَى الكَرِيمِ الماجِدِ الحُرِّ، وقولُه: حِمْلُ جَمَلٍ: أي: لا يَحْمِلُ فيه الثِّقْلَ إلاّ الجَمَلُ الشَّدِيدُ؛ لأَنَّ الجِمالَ تُهْزَلُ في ذلِكَ الوَقْتِ، وتَقِلُّ المَراعِي. والدَّبُورُ: رِيحٌ تَأْتِي من دُبُر الكَعْبْةَ ممّا يَذْهَبْ نحوَ المَشْرِقِ. وقِيلَ: هي الَّتِي تَأْتِي من خَلْفكَ إذا وَقَفْتَ في القِبْلَةَ. وقالَ ابنُ الأعْرابِيَّ: مَهَبُّ الدَّبُورِ من مَسْقطِ النَّسْرِ الطّائِرِ إلى مَطْلِع سُهَيْلٍ، من ((تَذْكِرَةِ أَبِي عَلىٍّ)) تكونُ اسمْاً وضفَةً، فمن الصَّفةِ قولُ الأعْشَى: (لَها زَجَلٌ كحَفِيفِ الحَصادِ، ... صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُوراً)

ومن الاسْمِ قولُه - أنْشَدَهُ سِيبَوَيْهِ لرَجُلًٍ من باهِلِةَ _:

(ريحُ الدَّبُورِ مع الشَّمالِ وتارَةً ... رَهَمُ الرَّبِيعِ وصائِبُ التَّهْتانِ)

قال: وكَونْهُا صِفَةً أكثَرُ. والجمع: دُبُرُ ودَبائِرُ. وقد دَبَرَتْ تَدْبُرُ دُبُوراً. ودُبَرَ القَوْمُ: أَصابتَهْمُ الدَّبُورُ. وأَِدْبَرُوا: دَخَلُوا في الدَّبُورِ، وكذلك سائِرُ الرِّياحِ. ورَجُلٌ أُدابِرٌ: لا يَقْبَلُ قول أحَدٍ، ولا يَلْوِى على شَيءِْ. قال السِّيرافِيُّ: وحَكَى سِيبَويْهِ أُدابِراً في الأسْماءِ ولم يُفَسِّرْه أحدٌ على أَنَّه اسمُ، لِكنَّه قد قَرَنَه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ، وهما مَوْضِعانِ، فَعَسى أنْ يَكُونَ أُدابِرٌ مَوْضَعاً. وأُذُنٌ مُدابَرَةٌ: قَطِعَتْ مِنْ خَلْفِها وشُقَّتْ. وناقَةٌ مُدابَرَةٌ: شُقَّتْ أُذُنُها من قِبَلِ قَفاهَا، وقِيلَ: هو أن تُقْرَضَ منها قَرْضَةٌ من جانِبِها مما يَلِي قَفَاهَا، وكذلك الشّاةُ. وناقَةٌ ذاتُ إِقْبالَةٍ وإِدْبارَةٍ: إذا شُقَّ مُــقَدَّمُ أُذُنَها ومُؤَخَّرُها، وفُتِلَتْ، كأَنَّها زَنَمَةٌ. ورَجلٌ مُقابَلٌ مُدابَرٌ: مَحْضٌ من أَبَوَيْهِ. والمُدابَرُ من المَنازِلِ: خلافُ المُقابَلِ. وتَدابَرَ القَوْمُ: تَعادَواْ وتَقاطَعُوا. وقِيلَ: لا يكونُ ذلك إلا فيِ بَنِي الأَبِ. ودَبَرَ القومُ يَدْبُرُونَ دَباراً: هَلَكُوا. وعَلَيْه الدَّبارُ: أي العَفاءُ. والدَّبْرَةُ: نَقِيضُ الدَّوْلَةَ، فالدَّوْلَةُ في الخَيْرِ، والدَّبْرَةُ في الشَّرِّ، يُقالُ: جَعَل اللهُ عليهِ الدَّبْرَةَ، وهذا أَحْسَنُ ما رأَيْتُه في شَرْحِ الدَّبْرَةِ. وقيل: الدَّبْرَةُ: العاقِبَةُ. ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّرَة: نَظَر في عاقِتَبِه. واسْتَدْبَرَه: رَأَى في عاقِبتِه ما لَمْ يَرَ في صَدْرِه. وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً: أي بأُخَرَةٍ قالَ جَرِبرٌ:

(ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حَتّى يُصِيبَكُمْ ... ولا تَعْرِفُونَ الأَمْرَ إلا تَدَبُّراً)

ودَبَّرَ العَبْدَ: أَعْتَقَه بعدَ المَوْتِ. ودَبَّرَ الحَدِيثَ عنهُ: رَواهُ. والرَّأْيُ الدًَّبَرِيُّ: الذي لا يُنْعَمُ النَّظَرُ فيه، وكذلك الجَوابُ الدَّبَرِيُّ. والدَّبَرَةُ: قَرْحَةُ الدَّابَّة والبَعِيرِ، والجَمْعُ دَبَرٌ وأَدْبارٌ. ودَبَرَ دَبَراً فهو دَبِرٌ وأَدْبَرُ، والأنثي دَبِرَةٌ ودَبْراءُ. وإِبِلٌ دَبْرَى. وقد أَدْبَرَها الحِمْلُ. والأَدْبَرُ: لَقَبُ حُجْرِ بنِ عَدِيٍّ، نُبِزَ به لأنَّ السِّلاَح أدْبَرَت ظَهْرَه. وقيل: سُمِّيَ بهِ لأَنَّه طُعْنَ مُوَلِّياً. ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ منه، كأَنّه تَصْغِيرُ أَدْبَرَ مُرْخَّماً. والدَّبْرَةُ: السّاقِيَةُ بينَ المَزارِعِ، وقِيلَ: هي المَشارَةُ، وجَمْعَها دبِارٌ. قالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ:

(تَحدَّرَ ماءُ البِئْرِ من جُرَشِيَّة ... على جِرْبَةٍ تَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها ... )

وقِيلَ: الدِّبارُ: الكُرْدُةُ، واحِدَتُها دِبارَةٌ. والدِّباراتُ: الأُنْهارُ الصِّغارُ الّتِي تَتْفَجَّرُ في أَرْضِ الزَّرْعِ، واحِدَتُها دَبْرَةٌ، ولا أعْرِفُ كيفَ هذا، إِلاّ أَنْ يكونَ جَمَعَ دَبْرَةً على دِبارٍ، ثم أَلْحقَ الهاءَ للجَمْعِ كما قالُوا: الفِحالَةُ ثم جَمَعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامَة. وقالَ أبو حَنِيفَةَ: الدَّبْرَةُ: البُقْعَةُ من الأَرْضِ تَزْرَعُ، والجَمْعُ دِبارُ. والدَّبْرُ والدِّبْرُ: المالُ الكَثُير الذي لا يُحْصَى كَثْرةً. يُقال: مالٌ دَبْرٌ، ومالان دَبْرٌ، وأَمْوالٌ دَبْرٌ. هذا الأَعْرَفُ. وقد كُسَّرَ على دُبُورٍ. والدَّبْرُ: النَّحْلُ والزَّنابِيرُ. وقيلَ: هي مِنَ النَّحْلِ: ما لا يَأْرِي، ولا واحِدَ لها، وقِيلَ: واحِدَتُه دَبْرَةٌ، أنشَدَ ابنُ الأعرابِيٍّ: (وهَبْتُه مِنْ وَثَبَى قِمْطْرَهْ ... )

(مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مثلِ الدَّبْرَهْ ... )

وجَمْعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ، قال زَيْدُ الخَيْلٍ:

(كأَنّ عَلَى أَعْجاسِها أَطْرَ أَدْبُر ... بَدَا من شَفا ذِي كِفَّةِ ما يَطُولُها)

وقال لَبِيدٌ:

(بأشْهَبَ مِنْ أَبكْارِ مُزْنِ سَحابِةٍ ... وأَرْي دُبُورٍ شارَةُ النَّحْلَ عاسِلُ)

أَرادَ: شارَةُ من النَّحْلِ، وقد يَجُوزُ أن يكونَ الدُّبُورُ جَمْعَ دَبْرَةٍ كصَخْرَةٍ وصُخُورٍ، ومَأْنَةٍ ومُؤُونٍ. والدَّبُورُ بفتحِ أَوَّلْها: النَّحْلُ، لا واحِدَ لَها مِنْ لَفْظِها. وحَمُّي الدَّبْرِ: عاصِمُ بنُ ثابِتٍ، من أًصْحابَِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قُتِلَ يومَ أُحْدٍ، فمَنَعَتِ النَّحْلُ الكُفّارَ منه. وقالَ أبو حَنيفَةَ: الدِّبْرُ بالكسر: النَّحْلُ كالدَّبْرِ. وقول أَبِي ذُؤَيبٍ:

(بأَسْفَلِ ذاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفُها ... وقد طُرِّدَتْ يَومَيْنِ فَهْيَ خَلُوجُ)

عَنَى شُعْبَةً فيها دَبْرٌ، ويُرْوَي: ((قَدْ وَلَهَِتْ)) . والدِّبْرُ أيضاً: أَوْلادُ الجَرادِ عنه. ودَبَرَ الكِتابَ يَدْبُرهُ دَبْراً: كَتَبَه، عن كُراع، والمَعْرُوفُ ذَبَرَهَ، ولم يَقُلْ: دَبَرَهُ إلاَّ هُوَ. والدَّبْرُ: رُقادُ كُلِّ ساعَةٍ، وهو نَحْوُ التَّسْبِيخِ. ودابَرَ الرَّجُلُ: ماتَ، عن اللِّحْيانِيِّ، وأنَشَد لأُمَيَّةَ بن أَبِي الصَّلْتِ:

(زَعَمَ ابنُ جُدْعانَ بنِ عَمْرٍ و ... أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ)

(ومُسافِرٌ سَفَراً بَعيِداً ... لا يَؤُوبُ لَهُ مُسافِرْ) ودُبارُ: لَيْلَةُ الأَرْبَعاءِ، وقيلَ: يومَ الأَربْعاء، عادِيَّةٌ، وقالَ كُراع: جاهِليَّةٌ، قال:

(أُؤمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وَأَنَّ يَوْمِي ... بأَوّلِ أو بأَهْوَنَ أَو جُبارِ)

(أو التّاِلي دُبارَ فإنْ أَفُتْه ... فمُؤْنِسٍ أو عَرُوبَةَ أو شِيارِ)

ومُؤِنْسُ وعَرُوبَةُ: الخَمِيسُ والجُمُعَة، وقد تَــقَدَّمِ. والدَّبْرُ: قَطْعَةٌ تَغْلُظُ في البَجْرَِ، كالَجزِيرِةَ يَعْلُوها الماءُ، ويَنْضُبُ عَنْها. والأُدَيْيرُ: دُوَيْبَةٌ. وبَنُو الدُّبَيْرٍ: بَِطْنٌ، قالَ:

(وفِي بَنِى أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ ... )

(على الطَّعامٍ ما غَبَا غُبَيْسُ ... )

دبر: الدُّبُرُ والدُّبْرُ: نقيض القُبُل. ودُبُرُ كل شيء: عَقِبُه

ومُؤخَّرُه؛ وجمعهما أَدْبارٌ. ودُبُرُ كلِّ شيء: خلاف قُبُلِه في كل شيء ما

خلا قولهم

(* قوله: «ما خلا قولهم جعل فلان إلخ» ظاهره أن دبر في قولهم

ذلك بضم الدال والباء، وضبط في القاموس ونسخة من الصحاح بفتح الدال وسكون

الموحدة). جعل فلان قولك دبر أُذنه أَي خلف أُذنه. الجوهري: الدُّبْرُ

والدُّبُرُ خلاف القُبُل، ودُبُرُ الشهر: آخره، على المثل؛ يقال: جئتك

دُبُرَ الشهر وفي دُبُرِه وعلى دُبُرِه، والجمع من كل ذلك أَدبار؛ يقال: جئتك

أَدْبار الشهر وفي أَدْباره. والأَدْبار لذوات الحوافر والظِّلْفِ

والمِخْلَبِ: ما يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ، وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ،

والحياءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ. ودُبُرُ البيت: مؤخره وزاويته.

وإِدبارُ النجوم: تواليها، وأَدبارُها: أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب

آخر الليل؛ هذه حكاية أَهل اللغة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا لأَن

الأَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر، والأَدْبارُ أَسماء.

وأَدبار السجود وإِدباره. أَواخر الصلوات، وقد قرئ: وأَدبار وإِدبار، فمن قرأَ

وأَدبار فمن باب خلف ووراء، ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم. قال

ثعلب في قوله تعالى: وإِدبار النجوم وأَدبار السجود؛ قال الكسائي: إِدبار

النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحَر، وأَدبار السجود لأَن مع كل

سجدة إدباراً؛ التهذيب: من قرأَ وأَدبار السجود، بفتح الأَلف، جمع على

دُبُرٍ وأَدبار، وهما الركعتان بعد المغرب، روي ذلك عن علي بن أَبي طالب،

كرّم الله وجهه، قال: وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة الطور فهما

الركعتان قبل الفجر، قال: ويكسران جميعاً وينصبان؛ جائزان.

ودَبَرَهُ يَدْبُرُه دُبُوراً: تبعه من ورائه.

ودابِرُ الشيء: آخره. الشَّيْبانِيُّ. الدَّابِرَةُ آخر الرمل. وقطع

الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم. وفي التنزيل: فَقُطِعَ دابِرُ القوم

الذين ظلموا؛ أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم؛ ودَابِرَةُ الشيء: كَدَابِرِه. وقال

الله تعالى في موضع آخر: وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء

مقطوع مُصْبِحِين. قولُهم: قطع الله دابره؛ قال الأَصمعي وغيره: الدابر

الأَصل أَي أَذهب الله أَصله؛ وأَنشد لِوَعْلَةَ:

فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي،

غَداةَ الكُلابِ، إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ

أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم أَثر. وقال ابن بُزُرْجٍ:

دَابِرُ الأَمر آخره، وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع العَقِبِ حتى لا

يبقى أَحد يخلفه. الجوهري: ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره؛ قال الكميت:

أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ

على دُبُرٍ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ

وفي حديث الدعاء: وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ؛ أَي

جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد. ودابِرُ القوم: آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في

آخرهم. وفي الحديث: أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً ي دابِرَتِه؛ أَي من

يبقى بعده. وفي حديث عمر: كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله، صلى الله عليه

وسلم، حتى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بعد موتنا. يقال: دَبَرْتُ الرجلَ

إِذا بقيت بعده. وعَقِبُ الرجل: دَابِرُه.

والدُّبُرُ والدُّبْرُ: الظهر. وقوله تعالى: سَيُهْزَمُ الجمع

ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ؛ جعله للجماعة، كما قال تعالى: لا يَرْتَدُّ إِليهم

طَرْفُهُمْ؛ قال الفرّاء: كان هذا يومَ بدر وقال الدُّبُرَ فوَحَّدَ ولم يقل

الأَدْبارَ، وكلٌّ جائز صوابٌ، تقول: ضربنا منهم الرؤوس وضربنا منهم الرأْس،

كما تقول: فلان كثير الدينار والدرهم؛ وقال ابن مقبل:

الكاسِرِينَ القَنَا في عَوْرَةِ الدُّبُرِ

ودابِرَةُ الحافر: مُؤَخَّرُه، وقيل: هي التي تلي مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ،

وجمعها الدوابر. الجوهري: دَابِرَة الحافر ما حاذى موضع الرسغ، ودابرة

الإِنسان عُرْقُوبه؛ قال وعلة: إِذ تحز الدوابر. ابن الأَعرابي:

الدَّابِرَةُ المَشْؤُومَةُ، والدابرة الهزيمة.

والدَّبْرَةُ، بالإِسكان والتحريك: الهزيمة في القتال، وهو اسم من

الإِدْبار. ويقال: جعل الله عليهم الدَّبْرَةَ، أَي الهزيمة، وجعل لهم

الدَّبْرَةَ على فلان أَي الظَّفَر والنُّصْرَةَ. وقال أَبو جهل لابن مسعود يوم

بدر وهو مُثْبَتٌ جَريح صَرِيعٌ: لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ فقال: لله ولرسوله

يا عدوّ الله؛ قوله لمن الدبرة أَي لمن الدولة والظفر، وتفتح الباء

وتسكن؛ ويقال: عَلَى مَنِ الدَّبْرَةُ أَيضاً أَي الهزيمة.

والدَّابِرَةُ: ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة في الصِّرَاعِ.

والدَّابِرَةُ: صِيصِيَةُ الدِّيك. ابن سيده: دَابِرَةُ الطائر

الأُصْبُعُ التي من وراء رجله وبها يَضْرِبُ البَازِي، وهي للديك أَسفل من

الصِّيصِيَةِ يطأُ بها.

وجاء دَبَرِيّاً أَي أَخِيراً. وفلان لا يصلي الصلاة إِلاَّ دَبَرِيّاً،

بالفتح، أَي في آخر وقتها؛ وفي المحكم: أَي أَخيراً؛ رواه أَبو عبيد عن

الأَصمعي، قال: والمُحَدِّثُون يقولون دُبُرِيّاً، بالضم، أَي في آخر

وقتها؛ وقال أَبو الهيثم: دَبْرِيّاً، بفتح الدال وإِسكان الباء. وفي الحديث

عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة:

رجلٌ أَتى الصلاةَ دِباراً، رجل اعْتَبَدَ مُحرَّراً، ورجلٌ أَمَّ قوماً

هم له كارهون؛ قال الإِفْرِيقيُّ راوي هذا الحديث: معنى قوله دباراً أَي

بعدما يفوت الوقت. وفي حديث أَبي هريرة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم،

قال: «إِن للمنافقين علامات يُعرفون بها: تَحِيَّتُهم لَعْنَةٌ، وطعامهم

نُهْبَةٌ، لا يَقْرَبُون المساجد إِلا هَجْراً، ولا يأْتون الصلاة إِلا

دَبْراً، مستكبرين لا يأْلَفُون ولا يُؤْلَفُونَ، خُشُبٌ بالليل، صُخُبٌ

بالنهار؛ قال ابن الأَعرابي: قوله دباراً في الحديث الأَوَّل جمع دَبْرٍ

ودَبَرٍ، وهو آخر أَوقات الشيء الصلاة وغيرها؛ قال: ومنه الحديث الآخر لا

يأْتي الصلاة إِلا دبْراً، يروى بالضم والفتح، وهو منصوب على الظرف؛ وفي

حديث آخر: لا يأْتي الصلاة إِلا دَبَرِيّاً، بفتح الباء وسكونها، وهو

منسوب إِلى الدَّبْرِ آخر الشيء، وفتح الباء من تغييرات النسب، ونصبه على

الحال من فاعل يأْتي، قال: والعرب تقول العِلم قَبْلِيٌّ وليس

بالدَّبَرِيِّ؛ قال أَبو العباس: معناه أَن العالم المتقن يجيبك سريعاً والمتخلف يقول

لي فيها نظر. ابن سيده: تبعت صاحبي دَبَرِيّاً إِذا كنت معه فتخلفت عنه

ثم تبعته وأَنت تحذر أَن يفوتك.

ودَبَرَهُ يَدْبِرُه ويَدْبُرُه: تَلا دُبُرَه. والدَّابِرُ: التابع.

وجاء يَدْبُرُهم أَي يَتْبَعُهُمْ، وهو من ذلك. وأَدْبَرَ إِدْباراً

ودُبْراً: ولَّى؛ عن كراع. والصحيح أَن الإِدْبارَ المصدر والدُّبْر الاسم.

وأَدْبَرَ أَمْرُ القوم: ولَّى لِفَسادٍ. وقول الله تعالى: ثم ولَّيتم

مدبرين؛ هذا حال مؤكدة لأَنه قد علم أَن مع كل تولية إِدباراً فقال مدبرين

مؤكداً؛ ومثله قول ابن دارة:

أَنا ابْنُ دَارَةَ مَعروفاً لها نسَبي،

وهَلْ بدارَةَ، با لَلنَّاسِ، من عارِ؟

قال ابن سيده: كذا أَنشده ابن جني لها نسبي وقال لها يعني النسبة، قال:

وروايتي له نسبي.

والمَدْبَرَةُ: الإِدْبارُ؛ أَنشد ثعلب:

هذا يُصادِيكَ إِقْبالاً بِمَدْبَرَةٍ؛

وذا يُنادِيكَ إِدْباراً بِإِدْبارِ

ودَبَرَ بالشيء: ذهب به. ودَبَرَ الرجلُ: ولَّى وشَيَّخَ؛ ومنه قوله

تعالى: والليل إِذا دَبَرَ؛ أَي تبع النهارَ قَبْلَه، وقرأَ ابن عباس

ومجاهد: والليل إِذ أَدْبَرَ، وقرأَها كثير من الناس: والليل إِذا دَبَرَ، وقال

الفراء: هما لغتان: دَبَرَ النهار وأَدْبَرَ، ودَبَرَ الصَّيْفُ

وأَدْبَرَ، وكذلك قَبَلَ وأَقْبَلَ، فإِذا قالوا أَقبل الراكب أَو أَدبر لم

يقولوا إِلا بالأَلف، قال: وإِنهما عندي في المعنى لَواحدٌ لا أُبْعِدُ اين

يأْتي في الرجال ما أَتى في الأَزمنة، وقيل: معنى قوله: والليل إِذا

دَبَرَ، جاء بعد النهار، كما تقول خَلَفَ. يقال: دَبَرَنِي فلان وخَلَفَنِي

أَي جاء بعدي، ومن قرأَ: والليل إِذا أَدْبَرَ؛ فمعناه ولَّى ليذهب.

ودَابِرُ العَيْشِ: آخره؛ قال مَعْقِلُ ابنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيُّ:

وما عَرَّيْتُ ذا الحَيَّاتِ، إِلاَّ

لأَقْطَعَ دَابِرَ العَيْشِ الحُبَابِ

وذا الحيات: اسم سيفه. ودابر العيش: آخره؛ يقول: ما عريته إِلا لأَقتلك.

ودَبَرَ النهار وأَدْبَرَ: ذهب. وأَمْسِ الدَّابِرُ:

الذاهب؛ وقالوا: مضى أَمْسِ الدَّابِرُ وأَمْسِ الْمُدْبِرُ، وهذا من

التطوّع المُشامِّ للتأْكيد لأَن اليوم إِذا قيل فيه أَمْسِ فمعلوم أَنه

دَبَرَ، لكنه أَكده بقوله الدابر كما بينا؛ قال الشاعر:

وأَبِي الذي تَرَكَ الملوكَ وجَمْعَهُمْ

بِصُهَابَ هامِدَةً، كأَمْسِ الدَّابِرِ

وقال صَخْرُ بن عمرو الثَّرِيد السُّلَمِي:

ولقد قَتَلْتُكُمُ ثُناءَ ومَوْحَداً،

وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمْسِ الدَّابِرِ

ويروى المُدْبِرِ. قال ابن بري: والصحيح في إِنشاده مثل أَمس المدبر؛

قال: وكذلك أَنشده أَبو عبيدة في مقاتل الفرسان؛ وأَنشد قبله:

ولقد دَفَعْتُ إِلى دُرَيْدٍ طَعْنَةً

نَجْلاءَ تُزْغِلُ مثل عَطِّ المَنْحَرِ

تُزْغِلُ: تُخْرِجُ الدَّمَ قِطَعاً قِطَعاً. والعَطُّ: الشَّقُّ.

والنجلاء: الواسعة. ويقال: هيهات، ذهب فلان كما ذهب أَمْسِ الدابِرُ، وهو

الماضي لا يرجع أَبداً. ورجل خاسِرٌ دابِرٌ إتباع، وسيأْتي خاسِرٌ دابِرٌ،

ويقال خاسِرٌ دامِرٌ، على البدل، وإِن لم يلزم أَن يكون بدلاً.

واسْتَدْبَرَهُ: أَتاه من ورائه؛ وقول الأَعشى يصف الخمر أَنشده أَبو

عبيدة:

تَمَزَّزْتُها غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ،

على الشُّرْبِ، أَو مُنْكِرٍ ما عُلِمْ

قال: قوله غير مستدبر فُسِّرَ غير مستأْثر، وإِنما قيل للمستأْثر مستدبر

لأَنه إِذا استأْثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم لأَنه يشربها دونهم

ويولي عنهم. والدَّابِرُ من القداح: خلاف القَابِلِ، وصاحبه مُدَابِرٌ؛

قال صَخْر الغَيّ الهُذَلِيُّ يصف ماء ورده:

فَخَضْخَضْتُ صُفْنِيَ في جَمِّهِ،

خِيَاضَ المُدابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا

المُدابِرُ: المقمور في الميسر، وقيل: هو الذي قُمِرَ مرة بعد

فَيُعَاوِدُ لِيَقْمُرَ؛ وقال الأَصمعي: المدابر المُوَلِّي المُعْرِض عن صاحبه؛

وقال أَبو عبيد: المدابر الذي يضرب بالقداح. ودَابَرْتُ فلاناً: عاديته.

وقولهم: ما يَعْرِفُ قَبيلَهُ من دَبِيرِه، وفلان ما يَدْرِي قَبِيلاً

من دَبِيرٍ؛ المعنى ما يدري شيئاً. وقال الليث: القَبِيلُ فَتْلُ

القُطْنِ، والدَّبِيرُ: فَتْلُ الكَتَّانِ والصُّوف. ويقال: القَبِيلُ ما

وَلِيَكَ والدَّبِيرُ ما خالفك. ابن الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا عَرَفَ

دَبِيره من قَبيله. قال الأَصمعي: القَبيل ما أَقبل من الفاتل إِلى حِقْوِه،

والدَّبِيرُ ما أَدبر به الفاتل إِلى ركبته. وقال المفضل: القبيل فَوْزُ

القِدح في القِمَارِ، والدَّبِيرُ خَيْبَةُ القِدْحِ. وقال الشيباني:

القَبيل طاعة الرب والدَّبير معصيته. الصحاح: الدَّبير ما أَدبرتْ به

المرأَة من غَزْلها حين تَفْتِلُه. قال يعقوب: القَبيلُ ما أَقْبلتَ به إِلى

صدرك، والدَّبير ما أَدبرتَ به عن صدرك. يقال: فلان ما يعرف قَبيلاً من

دَبير، وسنذكر من ذلك أَشياء في ترجمةِ قَبَلَ، إِن شاء الله تعالى.

والدِّبْرَةُ: خِلافُ القِبْلَة؛ يقال: فلان ما له قِبْلَةٌ ولا

دِبْرَةٌ إِذا لم يهتد لجهة أَمره، وليس لهذا الأَمر قِبْلَةٌ ولا دِبْرَةٌ إِذا

لم يعرف وجهه؛ ويقال: قبح الله ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ. وأَدْبَرَ

الرجلَ: جعله وراءه. ودَبَرَ السَّهْمُ أَي خرج من الهَدَفِ. وفي المحكم:

دَبَرَ السهمُ الهَدَفَ يَدْبُرُه دَبْراً ودُبُوراً جاوزه وسقط وراءه.

والدَّابِرُ من السهام: الذي يخرج من الهَدَفِ. ابن الأَعرابي: دَبَرَ ردَّ،

ودَبَرَ تأَخر، وأَدْبَرَ إِذا انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذن الناقة إِذا

نُحِرَتْ إِلى ناحية القَفَا، وأَقْبَلَ إِذا صارت هذه الفَتْلَةُ إِلى

ناحية الوجه.

والدَّبَرَانُ: نجم بين الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ ويقال له التَّابِعُ

والتُّوَيْبِعُ، وهو من منازل القمر، سُمِّيَ دَبَرَاناً لأَنه يَدْبُرُ

الثريا أَي يَتْبَعُها. ابن سيده: الدَّبَرانُ نجم يَدْبُرُ الثريا، لزمته

الأَلف واللام لأَنهم جعلوه الشيء بعينه. قال سيبويه: فإِن قيل: أَيقال

لكل شيء صار خلف شيء دَبَرانٌ؟ فإِنك قائل له: لا، ولكن هذا بمنزلة العدْل

والعَدِيلِ، وهذا الضرب كثير أَو معتاد. الجوهري: الدَّبَرانُ خمسة

كواكب من الثَّوْرِ يقال إِنه سَنَامُه، وهو من منازل القمر.

وجعلتُ الكلامَ دَبْرَ أُذني وكلامَه دَبْرَ أُذني أَي خَلْفِي لم

أَعْبَأْ به، وتَصَامَمْتُ عنه وأَغضيت عنه ولم أَلتفت إِليه، قال:

يَدَاها كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذا مَشَتْ،

ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْنِ طَرُوحُ

وقالوا: إِذا رأَيت الثريا تُدْبِرُ فَشَهْر نَتَاج وشَهْر مَطَر، أَي

إِذا بدأَت للغروب مع المغرب فذلك وقت المطر ووقت نَتاج الإِبل، وإِذا

رأَيت الشِّعْرَى تُقْبِلُ فمَجْدُ فَتًى ومَجْدُ حَمْلٍ، أَي إِذا رأَيت

الشعرى مع المغرب فذلك صَمِيمُ القُرِّ، فلا يصبر على القِرَى وفعل الخير

في ذلك الوقت غير الفتى الكريم الماجد الحرّ، وقوله: ومجد حمل أَي لا يحمل

فيه الثِّقْلَ إِلا الجَمَلُ الشديد لأَن الجمال تُهْزَلُ في ذلك الوقت

وتقل المراعي.

والدَّبُورُ: ريح تأْتي من دُبُرِ الكعبة مما يذهب نحو المشرق، وقيل: هي

التي تأْتي من خلفك إِذا وقفت في القبلة. التهذيب: والدَّبُور بالفتح،

الريح التي تقابل الصَّبَا والقَبُولَ، وهي ريح تَهُبُّ من نحو المغرب،

والصبا تقابلها من ناحية المشرق؛ قال ابن الأَثير: وقول من قال سميت به

لأَنها تأْتي من دُبُرِ الكعبة ليس بشيء. ودَبَرَتِ الريحُ أَي تحوّلت

دَبُوراً؛ وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطائر

إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ من التذكرة، يكون اسماً وصفة، فمن الصفة قول

الأَعشى:

لها زَجَلٌ كَحَفِيفِ الحَصا

د، صادَفَ باللَّيْلِ رِيحاً دَبُورا

ومن الاسم قوله أَنشده سيبويه لرجل من باهلة:

رِيحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ، وتارَةً

رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائبُ التَّهْتانِ

قال: وكونها صفة أَكثر، والجمع دُبُرٌ ودَبائِرُ، وقد دَبَرَتْ تَدْبُرُ

دُبُوراً. ودُبِرَ القومُ، على ما لم يسمَّ فاعله، فهم مَدْبُورُون:

أَصابتهم ريح الدَّبُور؛ وأَدْبَرُوا: دخلوا في الدَّبور، وكذلك سائر

الرياح. وفي الحديث: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نُصِرْتُ بالصَّبَا

وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُورِ.

ورجل أُدابِرٌ: للذي يقطع رحمه مثل أُباتِرٍ. وفي حديث أَبي هريرة: إِذا

زَوَّقْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ وحَلَّيْتُمْ مَصاحِفَكُمْ فالدَّبارُ عليكم،

بالفتح، أَي الهلاك. ورجل أُدابِرٌ: لا يقبل قول أَحد ولا يَلْوِي على

شيء. قال السيرافي: وحكى سيبويه أُدابِراً في الأَسماء ولم يفسره أَحد على

أَنه اسم، لكنه قد قرنه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ، وهما موضعان، فعسى أَن

يكون أُدابِرٌ موضعاً. قال الأَزهري: ورجل أُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَهُ

فيقطعها، ورجل أُخايِلٌ وهو المُخْتالُ.

وأُذن مُدابَرَةٌ: قطعت من خلفها وشقت. وناقة مُدابَرَة: شُقت من قِبَلِ

قَفاها، وقيل: هو أَن يَقْرِضَ منها قَرْضَةً من جانبها مما يلي قفاها،

وكذلك الشاة. وناقة ذات إِقْبالَةٍ وإِدْبارة إِذا شُقَّ مُــقَدَّمُ

أُذنها ومُؤَخَّرُها وفُتِلَتْ كأَنها زَنَمَةٌ؛ وذكر الأَزهري ذلك في الشاة

أَيضاً.

والإِدْبارُ: نقيضُ الإِقْبال؛ والاسْتِدْبارُ: خلافُ الاستقبال. ورجل

مُقابَلٌ ومُدابَرٌ: مَحْضٌ من أَبويه كريم الطرفين. وفلان مُسْتَدْبَرُ

المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ أَي كريم أَوَّل مَجْدِهِ وآخِرِه؛ قال الأَصمعي:

وذلك من الإِقْبالة والإِدْبارَة، وهو شق في الأُذن ثم يفتل ذلك، فإِذا

أُقْبِلَ به فهو الإِقْبالَةُ، وإِذا أُدْبِرَ به فهو الإِدْبارة،

والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ من الأُذن هي الإِقبالة والإِدبارة كأَنها زَنَمَةٌ،

والشاة مُدابَرَةٌ ومُقابَلَةٌ، وقد أَدْبَرْتُها وقابَلْتُها. وناقة ذات

إِقبالة وإِدبارة وناقة مُقابَلَة مُدابَرَةٌ أَي كريمة الطرفين من قِبَل

أَبيها وأُمها.

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه نهى أَن يُضَحَّى بمقابَلَةٍ

أَو مُدابَرَةٍ؛ قال الأَصمعي: المقابلة أَن يقطع من طرف أُذنها شيء ثم

يترك معلقاً لا يَبِين كأَنه زَنَمَةٌ؛ ويقال لمثل ذلك من الإِبل:

المُزَنَّمُ، ويسمى ذلك المُعَلَّقُ الرَّعْلَ. والمُدابَرَةُ: أَن يفعل ذلك

بمؤخر الأُذن من الشاة؛ قال الأَصمعي: وكذلك إِن بان ذلك من الأُذن فهي

مُقابَلَةٌ ومُدابَرَةٌ بعد أَن كان قطع. والمُدَابَرُ من المنازل: خلافُ

المُقابَلِ. وتَدابَرَ القوم: تَعادَوْا وتَقاطَعُوا، وقيل: لا يكون ذلك

إِلا في بني الأَب. وفي الحديث: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: لا

تَدَابَرُوا ولا تَقاطَعُوا؛ قال أَبو عبيد: التَّدَابُرُ المُصارَمَةُ

والهِجْرانُ، مأْخوذ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحِبَه دُبُرَه وقفاه ويُعْرِضَ عنه

بوجهه ويَهْجُرَه؛ وأَنشد:

أَأَوْصَى أَبو قَيْسٍ بأَن تَتَواصَلُوا،

وأَوْصَى أَبو كُمْ، ويْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا؟ ودَبَرَ القومُ

يَدْبُرُونَ دِباراً: هلكوا. وأَدْبَرُوا إِذا وَلَّى أَمرُهم إِلى آخره فلم

يبق منهم باقية.

ويقال: عليه الدَّبارُ أَي العَفَاءُ إِذا دعوا عليه بأَن يَدْبُرَ فلا

يرجع؛ ومثله: عليه العفاء أَي الدُّرُوس والهلاك. وقال الأَصمعي:

الدَّبارُ الهلاك، بالفتح، مثل الدَّمار.

والدَّبْرَة: نقيضُ الدَّوْلَة، فالدَّوْلَةُ في الخير والدَّبْرَةُ في

الشر. يقال: جعل الله عليه الدَّبْرَة، قال ابن سيده: وهذا أَحسن ما

رأَيته في شرح الدَّبْرَة؛ وقيل: الدَّبْرَةُ العاقبة.

ودَبَّرَ الأَمْرَ وتَدَبَّره: نظر في عاقبته، واسْتَدْبَرَه: رأَى في

عاقبته ما لم ير في صدره؛ وعَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّراً أَي بأَخَرَةٍ؛ قال

جرير:

ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتى يُصِيبَكُمْ،

ولا تَعْرِفُونَ الأَمرَ إِلا تَدَبُّرَا

والتَّدْبِيرُ في الأَمر: أَن تنظر إِلى ما تَؤُول إِليه عاقبته،

والتَّدَبُّر: التفكر فيه. وفلان ما يَدْرِي قِبَالَ الأَمْرِ من دِباره أَي

أَوَّله من آخره. ويقال: إِن فلاناً لو استقبل من أَمره ما استدبره

لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه أَي لو علم في بَدْءِ أَمره ما علمه في آخره

لاسْتَرْشَدَ لأَمره. وقال أَكْثَمُ بْنُ صَيْفِيٍّ لبنيه: يا بَنِيَّ لا

تَتَدَبَّرُوا أَعجاز أُمور قد وَلَّتْ صُدُورُها. والتَّدْبِيرُ: أَن

يَتَدَبَّرَ الرجلُ أَمره ويُدَبِّرَه أَي ينظر في عواقبه. والتَّدْبِيرُ: أَن

يُعتق الرجل عبده عن دُبُرٍ، وهو أَن يعتق بعد موته، فيقول: أَنت حر بعد

موتي، وهو مُدَبَّرٌ؛ وفي الحديث: إِن فلاناً أَعتق غلاماً له عن دُبُرٍ؛

أَي بعد موته. ودَبَّرْتُ العبدَ إِذا عَلَّقْتَ عتقه بموتك، وهو التدبير

أَي أَنه يعتق بعدما يدبره سيده ويموت. ودَبَّرَ العبد: أَعتقه بعد

الموت. ودَبَّرَ الحديثَ عنه: رواه. ويقال: دَبَّرْتُ الحديث عن فلان

حَدَّثْتُ به عنه بعد موته، وهو يُدَبِّرُ حديث فلان أَي يرويه. ودَبَّرْتُ

الحديث أَي حدّثت به عن غيري. قال شمر: دبَّرْتُ الحديث ليس بمعروف؛ قال

الأَزهري: وقد جاء في الحديث: أَمَا سَمِعْتَهُ من معاذ يُدَبِّرُه عن رسول

الله، صلى الله عليه وسلم؟ أَي يحدّث به عنه؛ وقال: إِنما هو يُذَبِّرُه،

بالذال المعجمة والباء، أَي يُتْقِنُه؛ وقال الزجاج: الذِّبْر القراءةُ،

وأَما أَبو عبيد فإِن أَصحابه رووا عنه يُدَبِّرُه كما ترى، وروى

الأَزهري بسنده إِلى سَلاَّمِ بن مِسْكِينٍ قال: سمعت قتادة يحدّث عن فلان،

يرويه عن أَبي الدرداء، يُدَبِّرُه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:

ما شَرَقَتْ شمسٌ قَطُّ إِلا بِجَنْبَيْها ملكان يُنادِيانِ أَنهما

يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس، أَلا هَلُمُّوا إِلى

ربكم فإِنَّ ما قَلَّ وكفَى خَيْرٌ مما كَثُرَ وأَلْهَى، اللهم عَجِّلْ

لِمُنْفِقٍ خَلَفاً وعَجِّلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفاً.

ابن سيده: ودَبَرَ الكتابَ يَدْبُرُه دَبْراً كتبه؛ عن كراع، قال:

والمعروف ذَبَرَه ولم يقل دَبَره إِلا هو.

والرَّأْيُ الدَّبَرِيُّ: الذي يُمْعَنُ النَّظَرُ فيه، وكذلك الجوابُ

الدَّبَرِيُّ؛ يقال: شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ وهو الذي يَسْنَحُ

أَخيراً عند فوت الحاجة، أَي شره إِذا أَدْبَرَ الأَمْرُ وفات.

والدَّبَرَةُ، بالتحريك: قَرْحَةُ الدابة والبعير، والجمع دَبَرٌ

وأَدْبارٌ مثل شَجَرَةٍ وشَجَرٍ وأَشجار. ودَبِرَ البعيرُ، بالكسر، يَدْبَرُ

دَبَراً، فهو دَبِرٌ وأَدْبَرُ، والأُنثى دَبِرَةٌ ودَبْراءُ، وإِبل

دَبْرَى وقد أَدْبَرَها الحِمْلُ والقَتَبُ، وأَدْبَرْتُ البعير فَدَبِرَ؛

وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا دَبِرَ بعيره، وأَنْقَبَ إِذا حَفِيَ خُفُّ بعيره. وفي

حديث ابن عباس: كانوا يقولون في الجاهلية إِذا بَرَأَ الدَّبَرُ وعفا

الأَثَرُ؛ الدبر، بالتحريك: الجرح الذي يكون في ظهر الدابة، وقيل: هو أَن

يَقْرَحَ خف البعير، وفي حديث عمر: قال لامرأَة أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ

أَي دَبِرَ بعيرك وحَفِيَ. وفي حديث قيس بن عاصم: إِني لأُفْقِرُ البَكْرَ

الضَّرْعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي التي أَدْبَرَ خَيْرُها.

والأَدْبَرُ: لقب حُجْرِ بن عَدِيٍّ نُبِزَ به لأَن السلاح أَدْبَرَ

ظهره، وقيل: سمي به لأَنه طُعِنَ مُوَلِّياً؛ ودُبَيْرٌ الأَسَدِيُّ: منه

كأَنه تصغير أَدْبَرَ مرخماً.

والدَّبْرَةُ: الساقية بين المزارع، وقيل: هي المَشَارَةُ في

المَزْرَعَةِ، وهي بالفارسية كُرْدَه، وجمعها دَبْرٌ ودِبارٌ؛ قال بشر بن أَبي

خازم:تَحَدَّرَ ماءُ البِئْرِ عن جُرَشِيَّةٍ،

على جِرْبَةٍ، يَعْلُو الدِّبارَ غُرُوبُها

وقيل: الدِّبارُ الكُرْدُ من المزرعة، واحدتها دِبارَةٌ. والدَّبْرَةُ:

الكُرْدَةُ من المزرعة، والجمع الدِّبارُ. والدِّباراتُ: الأَنهار الصغار

التي تتفجر في أَرض الزرع، واحدتها دَبْرَةٌ؛ قال ابن سيده: ولا أَعرف

كيف هذا إِلا أَن يكون جمع دَبْرَة على دِبارٍ أُلحقت الهاء للجمع، كما

قالوا الفِحَالَةُ ثم جُمِعَ الجَمْعُ جَمْعَ السَّلامة. وقال أَبو حنيفة:

الدَّبْرَة البقعة من الأَرض تزرع، والجمع دِبارٌ.

والدَّبْرُ والدِّبْرُ: المال الكثير الذي لا يحصى كثرة، واحده وجمعه

سواء؛ يقال: مالٌ دَبْرٌ ومالان دَبْرٌ وأَموال دَبْرٌ. قال ابن سيده: هذا

الأَعرف، قال: وقد كُسِّرَ على دُبُورٍ، ومثله مال دَثْرٌ. الفرّاء:

الدَّبْرُ والدِّبْرُ الكثير من الضَّيْعَة والمال، يقال: رجل كثير الدَّبْرِ

إِذا كان فاشِيَ الضيعة، ورجل ذو دَبْرٍ كثير الضيعة والمال؛ حكاه أَبو

عبيد عن أَبي زيد.

والمَدْبُور: المجروح. والمَدْبُور: الكثير المال.

والدَّبْرُ، بالفتح: النحل والزنابير، وقيل: هو من النحل ما لا يَأْرِي،

ولا واحد لها، وقيل: واحدته دَبْرَةٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وهَبْتُهُ من وَثَبَى فَمِطْرَهْ

مَصْرُورَةِ الحَقْوَيْنِ مِثْلِ الدَّبْرَهْ

وجمعُ الدَّبْرِ أَدْبُرٌ ودُبُورٌ؛ قال زيد الخيل:

بِأَبْيَضَ من أَبْكَارِ مُزْنِ سَحابَةٍ،

وأَرْيِ دَبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ

أَراد: شاره من النحل؛ وفي الصحاح قال لبيد:

بأَشهب من أَبكار مزن سحابة،

وأَري دبور شاره النحلَ عاسل

قال ابن بري يصف خمراً مزجت بماء أَبيض، وهو الأَشهب. وأَبكار: جمع

بِكْرٍ. والمزن: السحاب الأَبيض، الواحدة مُزْنَةٌ. والأَرْيُ: العسل.

وشارَهُ: جناه، والنحل منصوب بإِسقاط من أَي جناه من النحل عاسل؛ وقبله:

عَتِيق سُلافاتٍ سِبَتْها سَفِينَةٌ،

يَكُرُّ عليها بالمِزاجِ النَّياطِلُ

والنياطل: مكاييل الخمر. قال ابن سيده: ويجوز أَن يكون الدُّبُورُ جمع

دَبْرَةٍ كصخرة وصخور، ومَأْنة ومُؤُونٍ.

والدَّبُورُ، بفتح الدال: النحل، لا واحد لها من لفظها، ويقال للزنابير

أَيضاً دَبْرٌ.

وحَمِيُّ الدَّبْرِ: عاصم بن ثابت بن أَبي الأَفلح الأَنصاري من أَصحاب

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أُصيب يوم أُحد فمنعت النحل الكفار

منه، وذلك أَن المشركين لما قتلوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا به فسلط الله

عز وجل عليهم الزنابير الكبار تَأْبِرُ الدَّارِعَ فارتدعوا عنه حتى

أَخذه المسلمون فدفنوه. وقال أَبو حنيفة: الدِّبْرُ النحل، بالكسر،

كالدَّبْرِ؛ وقول أَبي ذؤيب:

بَأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفْرِدَ خِشْفها،

وقد طُرِدَتْ يَوْمَيْنِ، فهْي خَلُوجُ

عنى شُعْبَةً فيها دَبِرٌ، ويروي: وقد وَلَهَتْ. والدَّبْرُ والدِّبْرُ

أَيضاً: أَولاد الجراد؛ عنه. وروى الأَزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله

الزبيري قال: الخَافِقَانِ ما بين مطلع الشمس إِلى مغربها. والدَّبْرُ:

الزنابير؛ قال: ومن قال النحل فقد أَخطأَ؛ وأَنشد لامرأَة قالت لزوجها:

إِذا لَسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَخْشَ لَسْعَها،

وخالَفَها في بَيْتِ نَوْبٍ عَوامِلُ

شبه خروجها ودخولها بالنوائب. قال الأَصمعي: الجماعة من النحل يقال لها

الثَّوْلُ، قال: وهو الدَّبْرُ والخَشْرَمُ، ولا واحد لشيء من هذا؟ قال

الأَزهري: وهذا هو الصواب لا ما قال مصعب. وفي الحديث: فأَرسل الله عليهم

الظُّلَّةِ من الدَّبْرِ؛ هو بسكون الباء النحل، وقيل: الزنابير. والظلة:

السحاب. وفي حديث بعض النساء

(* قوله: «وفي حديث بعض النساء» عبارة

النهاية: وفي حديث سكينة ا هـ. قال السيد مرتضى: هي سكينة بنت الحسين، كما

صرح به الصفدي وغيره ا هـ. وسكينة بالتصغير كما في القاموس). جاءت إِلى

أُمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها: ما لَكِ؟ فقالت: مرت بي دُبَيْرَةٌ

فَلَسَعَتْنِي بأُبَيْرَةٍ؛ هو تصغير الدَّبْرَةِ النحلة. والدَّبْرُ: رُقادُ كل

ساعة، وهو نحو التَّسْبِيخ. والدَّبْرُ: الموت. ودَابَرَ الرجلُ: مات؛

عن اللحياني، وأَنشد لأُمية بن أَبي الصلت:

زَعَمَ ابْنُ جُدْعانَ بنِ عَمْـ

ـروٍ أَنَّنِي يَوْماً مُدابِرْ،

ومُسافِرٌ سَفَراً بَعِيـ

ـداً، لا يَؤُوبُ له مُسافِرْ

وأَدْبَرَ الرجلُ إِذا مات، وأَدْبَرَ إِذا تغافل عن حاجة صديقه،

وأَدْبَرَ: صار له دِبْرٌ، وهو المال الكثير. ودُبارٌ، بالضم: ليلة الأَربعاء،

وقيل: يوم الأَربعاء عادِيَّةٌ من أَسمائهم القديمة، وقال كراع: جاهلية؛

وأَنشد:

أُرَجِّي أَنْ أَعِيشَ، وأَنَّ يَوْمِي.

بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَو جُبارِ

أَو التَّالِي دُبارِ، فإِن أَفُتْهُ

فَمُؤْنِس أَو عَرُوبَةَ أَوْ شِيارِ

أَول: الأَحَدُ. وشِيارٌ: السبتُ، وكل منها مذكور في موضعه. ابن

الأَعرابي: أَدْبَرَ الرجلُ إِذا سافر في دُبارٍ. وسئل مجاهد عن يوم النَّحْسِ

فقال: هو الأَربعاء لا يدور في شهره.

والدَّبْرُ: قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء ويَنْضُبُ عنها.

وفي حديث النجاشي أَنه قال: ما أُحِبُّ أَن تكون دَبْرَى لي ذَهبَاً

وأَنِّي آذيت رجلاً من المسلمين؛ وفُسِّرَ الدَّبْرَى بالجبل، قال ابن

الأَثير: هو بالقصر اسم جبل، قال: وفي رواية ما أُحب أَن لي دَبْراً من

ذَهَبٍ، والدَّبْرُ بلسانهم: الجبل؛ قال: هكذا فُسِّر، قال: فهو في الأُولى

معرفة وفي الثانية نكرة، قال: ولا أَدري أَعربي هو أَم لا.

ودَبَرٌ: موضع باليمن، ومنه فلان الدَّبَرِيُّ.

وذاتُ الدَّبْرِ: اسم ثَنِيَّةٍ؛ قال ابن الأَعرابي: وقد صحفه الأَصمعي

فقال: ذات الدَّيْرِ. ودُبَيْرٌ: قبيلة من بني أَسد. والأُدَيْبِرُ:

دُوَيْبَّة. وبَنُو الدُّبَيْرِ: بطن؛ قال:

وفي بَنِي أُمِّ دُبَيْرٍ كَيْسُ

على الطعَّامِ ما غَبا غُبَيْسُ

دبر
: (الدُّبُْر، بالضَّمّ وبِضَمَّتَيْن: نَقِيضُ القُبُلِ. و) الدُّبُر (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: عَقبُه ومُؤَخَّرُه. و) من المَجاز: (جِئْتُكَ دُبُرَ الشَّهْرِ) ، أَي آخِرَه، على المَثَل. يُقَال: جِئْتك دُبُرَ الشَّهْر (وفِيهِ) ، أَي فِي دُبُره، (وعَلَيْهِ) ، أَي عَلى دُبُره، (و) الجَمْع من كُلّ ذالك أَدْبَارٌ. يُقَال: جئتُك (أَدْبَارَه، وفِيهَا) ، أَي فِي الأَدْبار. (أَي آخِرَه. و) الأَدْبارُ لذَوات الظِّلف والمِخْلَب: مَا يَجْمَع (الاسْت) والحَيَاءَ. وخَصّ بعضُهُم بِهِ ذَواتِ لخُفِّ والحَيَاءِ، الواحِدُ دُبُرٌ.
(و) الدُّبُر والدُّبْر: (الظَّهْرُ) ، وَبِه صَدَّرَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأَساس، والمصنِّف فِي البصائر، وَزَاد الاستدلالَ بقوله تَعَالَى: {وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} (الْقَمَر: 45) قَالَ: جَعَله للْجَمَاعَة، كقولِه تَعالى: {لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} (إِبْرَاهِيم: 43) والجمعُ أَدْبَارٌ. قَالَ الفَرَّاءُ: كَانَ هاذا يَوْم بَدْرٍ. وقا ابنُ مُقْبِل:
الكَاسِرِينَ القَنَا فِي عَوْرَةِ الدُّبُرِ وإِدْبَارُ النُّجُومِ: تَوَالِيهَا. وأَدْبَارُهَا أَخْذُهَا إِلى الغَرْب للغُرُوب آخِرَ اللَّيْل. هاذِه حِكايَةُ أَهل اللُّغَة، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدرِي كَيْف هاذا، لأَنَّ الأَدْبَارَ لَا يَكُون الأَخْذَ، إِذ لأَخْذُ مَصْدرٌ والأَدْبَارُ أَسماءٌ. وأَدْبار السُّجودِ وإِدبارُه: أَواخِرُ الصَّلوَاتِ. وَقد قُرِىءَ: وأَدْبار، وإِدْبار، فمَنْ قرأَ وأَدْبَار، فمِن ابِ خَلْفَ ووَراء، ومَن قَرأَ وإِدْبَار، فمِن بابِ خُفوق النَّجْم.
قَالَ ثَعْلَب فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطّور: 49) {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} (ق: 40) قَالَ الكسَائيّ: إِدبار النُّجُوم أَن لَهَا دُبُراً وَاحِدًا فِي وَقت السحر. وأَدْبَار السُّجُود لأَنص مَعَ كل سَجْدة إِدْباراً.
وَفِي التَّهْذِيب مَنْ قرأَ: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} ، بِفَتْح الأَلف جمع على دُبُر وأَدْبار، وهما الرَّكْعَتَان بعد المَغْرِب، رُوِيَ ذالِك عَن عَلِيّ بن أَبِي طالِبٍ رَضِي الله عَنْه. قَالَ: وأَما قَوْله: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} فِي سُورَة الطُّور، فهما الرَّكْعَتَان قبل الْفجْر، قَالَ: ويُكسرَان جَمِيعًا ويُنْصَبانِ، جائزانِ.
(و) الدُّبُر: (زَاوِيَةُ البَيْتِ) ومُؤَخَّرُه.
(و) الدَّبْر، (بالفَتْحِ: جَماعَةُ النَّحْلِ) ، وَيُقَال لَهَا الثَّوْلُ والخَشْرَمُ، وَلَا وَاحِدَ لشيْءٍ من هاذا، قَالَه الأَصمَعيّ.
(و) روَى الأَزْهَرِيّ بِسَنَدِهِ عَن مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيْرِيّ: الدَّبْر: (الزَّنَابِيرُ) . وَمن قَالَ النَّحْل فقد أَخطأَ. قَالَ: وَالصَّوَاب مَا قَالَه الأَصمعيّ.
وفَسَّر أَهلُ الغَرِيبِ بهما فِي قصّة عَاصِم بن ثابتٍ الأَنصاريّ الْمَعْرُوف بحَمِيِّ الدَّبْرِ، أُصِيبَ يومَ أُحُدٍ فمَنَعت النَّحْلُ الكُفَّارَ مِنْهُ؛ وذالك أَن الْمُشْركين لمَّا قَتلُوه أَرادوا أَن يُمَثِّلُوا بِهِ، فسلَّطَ الله عَلَيْهِم الزَّنابيرَ الكِبَارَ تَأْبِر الدَّارِعَ، فارتدَعَوا عَنهُ حَتَّى أَخَذَه المُسْلِمُون فَدَفَنُوه، وَفِي الحَدِيث (فأَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِثْلَ الظُّلْمَةِ مِن الدَّبْرِ) ، قيل: النَّحْل، وَقيل: الزَّنابير.
وَلَقَد أحسٌّ ع المُصنِّف فِي البَصَائر حَيْثُ قَالَ: الدَّبْر: النَّحْل والزّنابِير ونَحْوهُمَا مِمَّا سِلاحُها فِي أَدْبَارِها.
وَقَالَ شَيْخُنَا نَقْلاً عَن أَهْل الاشْتِقَاق: سُمِّيَت دَبْراً لتَدْبِيرها وتَأَنُّقِها فِي العَمَل العَجِيب، وَمِنْه بِنَاءُ بُيوتِها. (ويُكْسَر فِيهِما) ، عَن أَبي حَنِيفَة، وهاكذا رُوِيَ قولُ أَبي ذُؤَيب الهُذَليّ:
بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفُهَا
وَقد طُرِدَتْ يَوْمَيْن وهْي خَلُوجُ
عَنَى شُعْبَةً فِيهَا دَبْر.
وَفِي حَدِيث سُكَيْنةَ بنتِ الحُسَيْن (جاءَت إِلى أُمّها وَهِي صَغِيرَة تَبْكِي فَقَالَت لَهَا: مالَكِ؟ فقالتْ: مَرَّت بِي دُبَيْرة، فلسَعَتْني بأُبَيْرة) ، هِيَ تَصْغِير الدَّبْرة النّحلة، (ج أَدْبُرٌ ودُبُورٌ) ، كفَلْس وأَفْلُسٍ وفُلُوس. قَالَ لبيد:
بِأَشْهَبَ من أَبْكارِ مُزْنِ سَحَابةٍ
وأَرْيِ دُبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ
أَراد: شارَه من النَّحْل، أَي جَناه.
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَيجوز أَن يكون جمْع دَبْرة، كصَخْرَة وصُخُور، ومَأْنَة ومُؤُون. (و) الدَّبْرُ: (مَشَارَاتُ المَزْرَعَةِ) ، أَي مَجَارِي مائِها، (كالدِّبَارِ، بالكَسْرِ، واحِدُهُما بِهَاءٍ) ، وَقيل: الدِّبَار جمْع الدَّبْرَة، قَالَ بِشْر بن أَبِي خَازِم:
تَحَدُّرَ ماءِ البِئْر عَن جُرَشِيَّةٍ
علَى جِرْبَةٍ يَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
وَقيل الدِّبَار: الكُرْدَة من المَزْرعَة، الواحِدَة دِبَارَةٌ.
والدِّبَاراتُ: الأَنْهَار الصِّغَار الَّتِي تَتَفَجَّر فِي أَرض الزَّرْع، واحدتها دَبْره، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَعْرف كَيفَ هاذا إِلاَّ أَن يكون جمعَ دَبْرَة على دِبَار، ثمّ أُلْحِقَ الْهاءُ للجَمْع، كَمَا قالُوا الفِحَالَة، ثُمَّ جُمِع الجَمْعُ جَمْعَ السَّلاَمة.
(و) الدَّبْر أَيضاً: (أَوْلادُ الجَرَادِ) ، عَن أَبي حَنِيفَة: ونصّ عِبَارَته: صِغَار الجَرَادِ، (ويُكْسَرُ) .
(و) الدَّبْر: (خَلْفُ الشَّيْءِ) ، وَمِنْه جَعَلَ فُلانٌ قَوْلَكَ دَبْآع أُذُنِهِ، أَي خَلْف أُذُنه. وَفِي حَدِيث عُمَر: (كُنْتُ أَرجو أَن يَعيشَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمحتى يَدْبُرَنا) ، أَي يَخْلُفنا بعد مَوْتِنَا. يُقَال: دبَرْتُ الرَّجُلَ دَبْراً إِذا خَلَفْتَه وبَقِيتَ بَعْدَه.
(و) الدَّبْر: (المَوْتُ) ، وَمِنْه دَابَر الرَّجُلُ: ماتَ. عَن اللِّحْيَانيّ، وسيأْتي.
(و) الدَّبْر؛ (الجَبَلُ) ، بلسانِ الحَبشة. (ومِنْه حَدِيثُ النَّجَاشِيِّ) مَلِكِ الحَبَشَةِ أَنه قَالَ: ((مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْراً ذَهَباً وأَنِّي آذَيْتُ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِين)) . قَالَ الصَّغانِيّ: وانْتِصَاب (ذَهَباً) على التَّمْيِيز. وَمثله قولُهم: عِنْدِي راقُودٌ خَلاًّ، ورِطْلٌ سَمْناً. وَالْوَاو فِي (وأَنّى) بِمَعْنى (مَعَ) ، أَي مَا أُحِبّ اجْتِمَاع هاذَيْنِ، انْتَهَى. وَفِي رِوَايَة (دَبْرا من ذَهبٍ) . وَفِي أَخرى: (مَا أُحِبُّ أَن يكون دَبْرَى لي ذَهَباً) وهاكذا فَسَّروا، فَهُوَ فِي الأَوَّل نَكرَة وَفِي الثَّاني مَعْرفة. وَقَالَ الأَزهريّ: لَا أَدْرِي أَعرَبِيّ هُوَ أَم لَا؟ .
(و) الدَّبْر: (رُقَادُ كُلِّ سَاعَة) ، وَهُوَ نحْو التَّسبيح، (و) الدَّبْر (الاكْتِتابُ) ، وَفِي بعض النّسخ الالتتاب، بِاللَّامِ، وَهُوَ غَلَط. قَالَ ابنُ سِيدَه: دَبَرَ الكِتَابَ يَدْبُره دَبْراً: كَتَبَه، عَن كُراع. قَالَ: وَالْمَعْرُوف ذَبَره، وَلم يَقُل دَبَرَه إِلاّ هُوَ.
(و) الدَّبْر: (قِطْعَةٌ تَغْلُظُ فِي البَحْرِ كالجَزِيرَة يَعْلوهَا الماءُ ويَنْصَبُّ عَنْهَا) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُوافِقٌ لِما فِي الأُمَّهات اللُّغَوِيَّة. وَفِي بعض النُّسخ: يَنضُب من النضب، وكلاها صَحيح.
(و) الدَّبْر: (المَالُ الكَثِيرُ) الَّذِي لَا يُحصَى كَثْرة، واحدُه وجَمْعُه سَوَاءٌ، (ويُكْسَرُ) يُقَال: مَالٌ دَبْر، ومَالانِ دَبْر، وأَمْوالٌ دَبْرٌ. قَالَ ابنُ سِيدَه: هاذا الأَعْرف، قَالَ: وَقد كُسِّر على دُبُور، ومثلْه مَال دَثْر. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الدَّبْرُ: الكَثِير (من) . الضَّيْعَة والمَال. يُقَال: رجلٌ كَثِيرٌ الدَّبْرِ، إِذا كانَ فاشِيَ الضَّيْعَة، ورجُل ذُو دَبْرٍ: كثيرُ الضَّيْعَةِ وَالْمَال، حَكَاهُ أَبو عُبَيْد عَن أَبِي زَيْد.
(و) الدَّبْرُ: (مُجَاوَزَةُ السَّهْمِ الهَدَفَ، كالدُّبُورِ) ، بالضّمّ، يُقَال: دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ يَدْبُره دَبْراً ودُبُوراً، جاوَزَه وسَقَطَ وَراءَه.
(و) قولُهم: (جَعَلَ كَلاَمَكَ دَبْرَ أُذُنِه) ، ي خَلْفَ أُذُنه، وذالِك إِذا (لم يُصْغِ إِلَيْهِ وم يُعَرِّجْ عَلَيْهِ) ، أَي لم يَعْبَأْ بِهِ وتَصَامَم عَنهُ وأَغْضَى عَنهُ وَلم يَلتفِتْ إِليه، قَالَ الشَّاعِر:
يَدَاهَا كأَوْبِ الماتِحِينَ إِذَا مَشَتْ
ورِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ اليَدَيْن طَرُوحُ
(والدَّبْرَةُ: نَقِيضُ الدَّوْلةِ) ، فالدَّوْلةُ فِي الخَيْر، والدَّبْرَة فِي الشَّرّ. يُقَال: جَعَل اللَّهُ عَلَيْك الدَّبْرَة. قَالَه الأَصْمعِيّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وهاذا أَحْسَنُ مَا رأَيْتُه فِي شَرْح الدَّبْرَةِ، (و) قيل: الدَّبْرَةُ: (العَاقِبَةُ) ، وَمِنْه قَوْلُ أَبِي جهل: لابْنِ مَسْعودٍ وَهُوَ صَرِيعٌ جَريحٌ لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ فَقَالَ لِلّه ولرسُولِه، يَا عَدُوَّ الله. (و) يُقَال: جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْهِم الدَّبْرَةَ، أَي (الهَزِيمة فِي القِتَالِ) ، وَهُوَ اسْمٌ من الإِدْبَار، ويُحَرَّك، كَمَا فِي الصّحاح، وذَكَرَه أَهْلُ الغَرِيب.
(و) عَن أبي حَنيفةَ: الدَّبْرَةُ: (البُقْعَةُ) من الأَرْض (تُزْرَعُ) ، والجَمْع دِبَارٌ.
(و) من المَجَاز: الدِّبْرَة: (بالكَسْرِ، خِلاَفُ القِبْلَةِ. و) يُقَال: (مالَهُ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ، أَي لَمْ يَهْتَدِ لجِهَةِ أَمْرِهِ) . وقَوْلُهم: فُلانٌ مَا يَدْرِي قِبَالَ الأَمر من دِبارِه، أَي أَوَّلَه من آخِرِه. وَلَيْسَ لِهاذا الأَمرِ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ، إِذا لم يُعْرَف وَجْهُه.
(و) الدَّبَرَة: (بالتَّحْرِيكِ: قَرْحَةُ الدَّابَّةِ) والبَعِيرِ، (ج دَبَرٌ) ، مُحَرَّكَةً، (وأدْبَارٌ) ، مثل شَجَرَة وشَجَرَ وأَشْجَار. وَفِي حَدِيث ابْنِ عَبّاس (كانُوا يَقولون فِي الجاهليّة: إِذا بَرَأَ الدَّبَر، وعَفَا الأَثَر) ، وفسّروه بالجُرْح الَّذِي يكون فِي ظَهْر الدّابّة. وَقيل: هُوَ أَن يَقْرَح خُفُّ البَعِير، وَقد (دَبِرَ) البَعِيرُ، (كفَرِحَ) ، يَدْبَر دَبَراً، (وأَدْبَرَ) ، وَاقْتصر أَئِمَّة الغَرِيب على الأَوَّل، (فَهُوَ) ، أَي البَعِيرُ (دَبِرٌ) ، ككَتِف، وأَدْبَرُ، والأُنْثَى دَبِرَةٌ وَدَبْراءُ، وإِبِلٌ دَبْرَى.
(و) فِي المَثَل: ((هَانَ عَلَى الأَمْلَسِ مَا لاَقَى الدَّبِرُ)) . ذَكَرَه أَهلُ الأَمْثَال فِي كُتُبِهم، وَقَالُوا: (يُضْرَبُ فِي سُوءِ اهْتِمَامِ الرَّجُلِ بِصَاحِبِه) ، وهاكذا فَسَّرَه شُرَّاحُ المَقَامَات.
(وأَدْبَرَهُ) الحِمْلُ و (القَتَبُ) فدَبِرَ.
(ودَبَرَ) الرَّجلُ دَبْراً: (وَلَّى، كأَدْبَرَ) إِدْباراً، ودُبْراً، وهاذا عَن كُرَاع.
قَالَ أَبو مَنْصور: والصَّحيح أَن الإِدْبَارَ المَصْدَرُ، والدُّبْر الاسْمُ. وأَدْبَرَ أَمرُ القَوْمِ: وَلَّى لِفَسَادٍ، وقَوْلُ الله تَعَالَى: {ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (التَّوْبَة: 25) هاذا حالٌ مُؤَكّدة، لأَنه قد عُلِم أَنَّ مَعَ كُلِّ تَوْلِيَة إِدْباراً فَقَالَ: مُدْبِرين، مُؤَكّداً.
وَقَالَ الفرَّاءُ: دَبَرَ النَّهَارُ وَأَدْبَرَ، لُغَتانِ، وكذالك قَبَلَ وأَقْبَلَ، فإِذا قَالُوا: أَقْبَلَ الرّاكبُ أَو أَدْبَرَ، لم يَقُولُوا إِلاْ بالأَلف.
قَالَ ابنُ سِيده: وإِنَّهُمَا عِنْدِي فِي المعَنى لَواحِدٌ لَا أُبْعدُ أَن يَأْتِيَ فِي الرِّجَال مَا أَتَى فِي الأَزْمِنَة. وقرأَ ابنُ عَبَّاس ومُجَاهِدٌ {وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} (المدثر: 33) مَعْنَاه وَلَّى ليَذْهَب.
(و) دَبَر (بالشَّيْءِ: ذَهَبَ بِهِ. و) دَبَرَ (الرَّجُلُ: شَيَّخَ) ، وَفِي الأَساس شَاخَ، وَهُوَ مَجَازٌ، وَقيل وَمِنْه قَوْلُه تَعَالى: {وَالَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} .
(و) دَبَر (الحَدِيثَ) عَن فُلانٍ (: حَدَّثَه عَنْه بَعْدَ مَوْتِهِ) ، وَهُوَ يَدْبُر حَدِيثَ فُلانٍ أَي يَرْوِيه. ورَوَى الأَزْهَرِيّ بسَنَده إِلى سَلَّام بنِ مِسْكين قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَة يُحدِّث عَن فلانٍ يَروِيه عَن أَبي الدَّرْدَاءِ، يَدْبُرُه عَن رَسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (مَا شَرَقَتْ شَمْسٌ قطُّ إِلاّ بجَنْبِهَا مَلَكَانِ يُنادِيَان، إِنهما يُسْمِعَانِ الخلائقَ غَيْرَ الثَّقلَيْن الجِنِّ والأَنْس: أَلاَ هَلُمُّوا إِلى رَبّكم فإِنَّ مَا قَلَّ وكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُر وأَلْهَى، اللهُمَّ عَجِّل لمُنْفِقٍ خَلَفاً، وعَجِّل لمُمْسِك تَلَفاً) .
قَالَ شَمِرٌ: ودَبَرْت الحَدِيثَ، غيْرُ مَعروف، وإِنما هُوَ يُذْبُره، بالذّال المُعْجَمَة، أَي يُتْقِنه، قَالَ الأَزهِرَيِ: وأَما أَبو عُبَيد فإِن أصحابَه رَوَوْا عَنهُ: يَدْبُرُه، كَمَا تَرَى.
(و) دَبَرَت (الرِّيحُ: تَحَوَّلَت) ، وَفِي الأَسَاس: هَبَّت (دَبُوراً) ، وَفِي الحَدِيث. قَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (نُصِرْت بالصَّبَا وأُهلِكَت عادٌ بالدَّبُور) (وَهِي) أَي الدَّبور، كصَبُور، وَفِي نُسْخَة شَيْخنا (وَهُوَ) بتَذْكِير الضَّمِير، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا نعَّه عَلَيْهِ، إِذ أَسماءُ الرِّيَاح كُلِّهَا مُؤَنَّثةٌ إِلاَّ الأَعْصَارَ (رِيحٌ تُقَابِل الصَّبَا) . والقَبُولُ: رِيحٌ تَهُبّ من نَحْو المَغْرب، والصَّبَا يُقَابِلها من ناحِيَةِ المَشْرِق، كَذَا فِي التَّهذِيب. وَقيل: سُمِّيَت (بالدَّبُور) لأَنَّهَا تأْتِي من دُبُر الكَعبة ممّا يَذح 2 ب نَحْو المَشْرِقِ، وَقد رَدصِ ابنُ الأَثِير وَقَالَ: لَيْسَ بشْيءٍ، وَقيل: هِيَ الَّتِي تَأْتِي من خَلْفِك إِذا وَقفْت فِي القِبْلَة.
وَقَالَ ابنُ الأَعرابيّ: مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطَّائرِ إِلى مَطْلَعِ سُهَيْلٍ.
وَقَالَ أَبو عَلِيّ فِي التّذْكِرَة: الدَّبُور: يكون اسْماً وصِفَةً، فمِنَ الصِّفة قَولُ الأَعْشَى.
لَهَا زَجَلٌ كحَفيف الحَصا
دِ صادَف باللَّيْل رِيحاً دَبُوراً
وَمن الِاسْم قولُه، أنشدَه سِيبَوَيْهِ لرجُل من باهِلَة:
رِيحُ الدَّبُورِ مَعَ الشَّمَالِ وتارَةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصائِبُ التَّهْتَانِ
قَالَ: وكَونُها صِفَةً أكثرُ. وَالْجمع دُبُرٌ ودَبائرُ.
وَفِي مجمع الْأَمْثَال للمَيْدانيّ: وَهِي أَخْبَثُ الرِّياح، يُقَال إِنَّهَا لَا تُلقِح شَجراً وَلَا تُنْشِيءُ سَحاباً.
(ودُبِرَ) الرّجلُ، (كعُنِىَ) ، فَهُوَ مَدْبُورٌ: (أَصابَتْه) رِيحُ الدَّبُورِ. (وأَدْبَرَ: دَخَل فِيهَا) ، وكذالِك سائِرُ الرِّيَاح.
(و) عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ: أَدْبَرَ الرَّجلُ إِذا (سافَر فِي دُبَارٍ) ، بالضَّمّ؛ يومِ الأَرْبَعاءِ، كَمَا سيأْتِي للمُصَنِّف قَرِيبا، وَهُوَ يَومُ نَحْسٍ، وسُئلِ مُجَاهِدٌ عَن يَوْم النَّحْس فَقَالَ: هُوَ الأَربعاءُ لَا يَدُور فِي شَهْرِه (و) من المَجاز: قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَدْبَرَ الرّجلُ، إِذا (عَرَفَ قَبِيلَه مِنْ دَبِيرِه) ، هاكذا فِي النُّسَخ، ونَصُّ ابنِ الأَعْرَابِيّ: دَبِيرَه من قَبِيله، وَمن أَمْثَالهم: (فُلانٌ مَا يَعْرِف قَبيهلَه من دَبِيرِه) . أَي مَا يَدْرِي شَيْئا.
وَقَالَ اللَّيْث: القَبِيل: فَتْل القُطْنِ، والدَّبِير: فَتْل الكَتّانِ والصُّوفِ.
(و) قَالَ أَبو عَمْرٍ والشَّيْبَانِيّ: (مَعْنَاه طَاعَته من مَعْصِيتَه) . ونصّ عِبارته: مَعْصِيَته من طَاَعتِه، كَمَا فِي بَعْض النُّسَخ أَيضاً، وَهُوَ مُوافِقٌ لنَصِّ ابْنِ الأَعْرَابِيّ.
وَقَالَ الأَصْمعِيّ: القَبِيلُ: مَا أَقْبَلَ مِن الفاتِل إِلى حَقْوِه، والدَّبِير: مَا أَدْبَرَ بِهِ الفاتِلُ إِلَى رُكْبَته.
وَقَالَ المُفَضَّل: القَبِيلُ: فَوْزُ القِدَاح فِي القِمَار، والدَّبِيرُ: خَيْبَةُ القِدَاحِ. وسيُذْكَر من هاذا شَيْءٌ فِي قبل إِن شَاء اللَّهُ تَعالى. وسيأْتي أَيضاً فِي المَادَّة قَرِيباً للمُصنِّف ويَذْكُر مَا فَسَّر بِهِ الجَوْهَرِيّ، وَنقل هُنَا قَوْلَ الشّيبانِيّ وتَرَكَ الأَقْوَالَ البَقِيّة تَفَنُّناً وتَعْمِيَةً على المُطالِع.
(و) أَدْبَرَ الرّجلُ، إِذا (مَاتَ، كدَابَرَ) ، الأَخِير عَن اللِّحْيَانيّ، وأَنْشَدع لأُميَّةِ بنِ أَبي الصَّلْت:
زَعَمَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْ
رٍ وأَنَّني يَوْماً مُدَابِرْ
ومُسَافِرٌ سَفَراً بَعِي
داً لَا يَؤُوبُ لَهُ مُسَافِرْ
(و) أَدْبَر، إِذا (تَغَافَلَ عَنْ حاجَةِ صَدِيقهِ) ، كأَنَّه وَلَّى عَنهُ. (و) أَدْبَرَ، إِذا (دَبِرَ بَعِيرُهُ) ، كَمَا يَقُولُونَ أَنْقَبُ، إِذا حَفِيَ خُفُّ بَعِيرِه، وَقد جُمِعَا فِي حَدِيث عُمَر قَالَ لامرأَة: (أَدْبَرْتِ وأَنْقَبْتِ) ، أَي دَبِرَ بَعِيرُك وحَفِيَ. وَفِي حَدِيث قَيْسِ بنِ عاصمِ (إِنِّي لأُفْقِرُ) (البَكْرَ الضَّرَعَ والنّابَ المُدبِرَ) ، قَالُوا: الَّتي أَدْبَرَ خَيْرُهَا. (و) أَدَبَرَ الرجُلُ: (صَارَ لَهُ) دَبْر، أَي (مَالٌ كَثِيرٌ) .
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: أَدْبِرَ، إِذَا (انْقَلَبَتْ فَتْلَةُ أُذُنِ النَّاقَةِ) إِذا نُحِرَت (إِلى) ناحيِيَة (القَفَا) ، وأَقْبَلَ، إِذا صارتْ هاذه الفَتْلَةُ إِلى ناحِيَةِ الوَجْهِ.
(و) من المَجاز. شَرُّ الرَّأْي (الدَّبَرِيّ) ، وَهُوَ (مُحرّكةً: رَأْيٌ يَسْنَحُ أَخِيراً عنْد فَوْتِ الحَاجَةِ) ، أَي شَرُّه إِذا أَدْبَرَ الأَمرُ وفَاتَ. وقِي؛ الرَّأْيُ الدَّبَرِيّ: الَّذِي يُمْعَنُ النَّظَرُ فِيهِ، وكذالك الجَوَابُ الدَّبَرِيّ.
(و) من المَجاز: الدَّبرِيّ: (الصّلاةُ فِي آخِرِ وَقْتِها) .
قلت: الّذِي وَرَدَ فِي الحَدِيث: (لَا يَأْتِي الصَّلاةَ إِلاَّ دَبَرِيًّا) .
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: (لَا يَأْتِي الصصاةَ إِلا دَبُرْاً) ، يُروَى بالضَّمّ وبالفَتْح. . قَالُوا: يُقَال: جاءَ فُلانٌ دَبَرِيّاً أَي أَخيراً، وفُلانُ لَا يُصَلِّي إِلاَّ دَبَرِيًّا، بالفَتْح، أَي فِي آخِر وَقْتها. وَفِي الْمُحكم: أَي أَخيراً، رَواه أَبو عُبَيدٍ عَن الأَصمعيّ. (وتُسَكَّنُ الباءُ) ، رُوِيَ ذالِك عَن أَبي الهَيْثَم، وَهُوَ مَنْصُوب على الظَّرف. (وَلَا تَقُلْ) دُبُرِيًّا، (بِضَمَّتَيْن، فأَنصِ مِنْ لَحْنِ المُحَدِّثِين) ، كَمَا فِي الصّحاح.
وَقَالَ ابنُ الأَثِير: هُوَ منسوبٌ إِلى الدَّبْرِ آخِرِ الشيْيءِ، وفَتح الباءِ من تَغْييرات النَّسب، ونَصْبُه على الحَالِ من فاعلِ يَأْتِي.
وَعبارَة المُصَنِّف لَا تَخْلو عَن قَلاقَهٍ. وقَولُ المُحَدِّثين: (دُبُرِيًّا) ، إِن صَحَّت رِوايَتُه بسَمَاعِهم من الثِّقات فَلَا لَحْنَ، وأَمّا مِن حَيْثُ اللُّغَة فصَحِيحٌ، كَمَا عَرَفْت. وَفِي حَدِيثٍ آخَر مَرْفُوعَ أَنه قَالَ: (ثَلاَثَةٌ لَا يَقْبَل اللهاُ لهُم صَلاَةً: رَجُلٌ أَتَى الصَّلاةَ دِبَاراً، ورَجلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً، ورَجلٌ أَمَّ قَوماً هم لَهُ كَارِهُون) ، قَالَ الأَفْرِيقيّ، راوِي هاذا الحديثِ: معنَى قَوْله: دِبَاراً، أَي بعدَ مَا يَفُوت الوَقْتُ. وَفِي حديثِ أَبي هُرَيْرَةَ (أَنَّ النبيِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: إِن للمُنافقِين عَلاماتٍ يُعْرَفُون بهَا، تَحِيّيُهم لَعْنَةٌ، وطَعَامُهم نُهْبَةُ، لَا يَقْرَبُون المساجدَ إِلاَّ هَجْراً، وَلَا يَأْتُون الصلاةَ إِلا دَبْراً، مُسْتَكْبِرِين، لَا يَأْلَفُون ولاَ يُؤْلًون، خُشُبٌ باللَّيْل، صُخُب بالنَّهَار) . قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: قَوْله: (دِباراً) فِي الحدِيثِ الأَوّل جمع دَبْرٍ ودَبَرٍ، وَهُوَ آخِر أَوقاتِ الشَّيْءِ: الصَّلاةِ وغَيْرِهَا.
(والدَّابِرُ) يُقَال للمُتَأَخِّرَ و (التّابِع) ، إِمَّا باعْتِبَار المَكَانِ أَو بِاعْتِبارِ الزّمَان أَو باعْتِبَار المَرْتَبَة. يُقَال: دَبَرَه يَدْبُره ويَدْبِره دُبُوراً إِذا اتَّبَعه مِن ورائِه وتَلاَ دُبُرَه، وجاءَ يَدْبُرهُم، أَي يَتْبَعُهم، وَهُوَ من ذالك.
(و) الدّابِر: (آخِرُ كُلِّ شَيْءٍ) ، قَالَه ابْن بُزُرْج، وَبِه فُسِّر قولُهُم: قَطَع اللَّهُ دابِرَهم، أَي آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُم، وَفِي الْكتاب العَزِيز: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ} (الْأَنْعَام: 45) ، أَي استُؤصِل آخِرُهم. وَقَالَ تَعَالَى فِي مَوضع آخَرَ {وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ الاْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ} (الْحجر: 66) . وَفِي حَدِيث الدّعَاءِ (وابْعَث عَلَيْهم بأْساً تَقْطَع بِهِ دَابِرَهم) ، أَي جَمِيعَهم حتَّى لَا يَبْقَى مِنْهُم أَحَدٌ.
(و) قَالَ الأَصمعيّ وَغَيره: (الأَصْلُ) . ومَعْنَى قَوْلهم: قَطَع اللَّهُ دابِرَه، أَي اذْهَبَ اللَّهُ أَصْلعه، وَأنْشد لوَعْلَةَ:
فِدًى لَكْمَا رِجْلَيّ أُمِّي وخَالَتِي
غَداةَ الكُلاَبِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ
أَي يُقتَل القَومُ فتَذح 2 ب أُصُولُهم وَلَا يَبْقَى لَهُم أَثَرٌ.
(و) الدَّابِر: (سَهْمٌ يَخْرُجُ من الهِدَفِ) ويَسْقُط وَرَاءَه، وَقد دَبَرَ دُبُوراً.
وَفِي الأَسَاس: مَا بَقِيَ فِي الكِنَانَة إِلَّا الدَّابِرُ، وَهُوَ آخِرُ السِّهَام.
(و) الدَّابِرُ: (قِدْحٌ غَيْرُ فَائِز) ، وَهُوَ خِلافُ القَابِل، (وصاحِبُه مُدَابِرٌ) . قَالَ صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيّ يَصِف مَاء وَرَدَه:
فَخَضْخَضْتُ صخًنِي فِي جَمِّه
خِيَاضَ المُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا
المُدَابِر: المَقْمُور فِي المَيْسِر. وَقيل هُوَ الّذِي قُمِرَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ فيُعَاوِدُ ليَقْمُرَ. وَقَالَ أَبو عُبيد: المُدابِر: الَّذِي يَضْرِب بالقِداح.
(و) الدَّابِر: (البِنَاءُ فَوْقَ الحِسْيِ) ، عَن أَبي زَيْد. قَالَ الشَّمَّاخ:
ولمَّا دَعَاهَا مِنْ أَبَاطِحِ وَاسِطٍ
دَوَابِرُ لم تُضْرَبْ عَلَيْها الجَرَامِزُ
(و) الدَّابِر: (رَفْرَفُ البِنَاءِ) ، عَن أَبي زَيد.
(و) الدَّابِرَةُ، (بهاءٍ: آخِرُ الرَّمْلِ) ، عَن الشَّيْبَانِيّ، يُقَال: نَزَلُوا فِي دَابِرَةِ الرَّمْلَةِ، وَفِي دَوابِرِ الرِّمَال، وَهُوَ مَجَاز.
(و) عَن ابْن الأَعْرَابيّ: الدَّابِرَةُ: (الهَزِيمَةُ) ، كالدَّبْرَةِ.
(و) الدّابِرَةُ: (المَشْؤُمَةُ) ، عَنهُ أَيْضا.
(و) يُقَال: صَكَّ دَابِرَتَه، هِيَ (مِنْكَ عُرْقُوبُكَ) . قَالَ وَعْلَةُ.
إِذ تُحَزُّ الدَّوابِرُ (و) الدَّابِرَةُ: (ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِيَّة) فِي الصِّرَاع.
(و) دابِرةُ الحافِرِ: مُؤَخَّرُه، وَقيل: (مَا حاذَى) مَوْضِعَ الرُّسْغِ، كَمَا فِي الصّحاح، وَقيل: هِيَ الَّتي تَلِي (مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ) ، وجَمْعُهَا الدَّوَابِرُ.
(والمَدْبُورُ: المَجْرُوحُ) ، وَقد دُبِرَ ظَهْرُه. (و) المَدْبُور: (الكَثِيرُ المَالِ) يُقَال: هُوَ ذُو دَبْرٍ ودِبْرٍ، كَمَا تــقدَّم.
(والدَّبَرَانُ مُحَرَّكَةً) : نَجْمٌ بَينَ الثُّرَيَّا والجَوْزاءِ، وَيُقَال لَهُ التَّابِعُ والتُّوَيْبع، وَهُوَ (مَنْلٌ للقَمر) سُمِّيَ دَبَراناً لأَنَّه يَدْبُر الثُّرَيَّا، أَي يَتْبَعُه. وَفِي المُحْكَم: الدَّبَرَانُ: نَجْمٌ يَدْبُر الثُّرَيَّا، لَزِمته الأَلفُ واللامُ لأَنَّهم جَعَلوه الشَّيْءَ بعَيْنه. وَفِي الصّحاح: الدَّبَرَانُ: خَمْسَةُ كَوَاكِبَ من الثَّوْرِ يُقَال إِنّه سَنَامُه.
(ورجُلٌ أُدَابِرٌ، بالضَّمّ: قاطِعٌ رَحِمَه) ، كأُبَاتِر. (و) رجل أُدَابِرٌ: (لَا يَقْبَلُ قولَ أَحَدٍ) وَلَا يَلْوِي على شيْءٍ. وَقَالَ ابنُ القَطَّاع: هُوَ الّذِي لَا يَقْبَل المَوْعِظَةَ.
قَالَ السِّيرَافِيّ: وحكَى سِيبويهِ أُدابِراً فِي الأَسماءِ وَلم يُفسِّره أَحَدٌ، على أَنّه اسمٌ لاكنّه قد قَرَنَه بأُحامِرٍ وأُجارِدٍ، وهما مَوْضعنِ، فعَسَى أَن يكون أُدَابِرُ مَوْضِعاً.
وذَكرَ الأَزهَرِيُّ (أُخَايِل) ، وَهُوَ المُخْتَالُ. وَهُوَ أَحَدُ النَّظائر التِّسْعَةِ الَّتِي نَبَّهْنا عَلَيْهَا فِي (جرد) و (بتر) .
(و) فِي الصّحاح: (الدَّبِيرُ: مَا أَدْبَرَتْ بِهِ المَرْأَةُ من غَزْلِها حينَ تَفْتِلُه) ، وَبِه فُسِّرَ: فُلانٌ مَا يَعْرِف دَبِيرَه مِن قَبيلهِ. (و) قَالَ يَعْقُوب: الْقَبِيل: مَا أَقْبَلتَ بِهِ إِلى صَدْرِك. والدَّبِيرُ: (مَا أَدْبَرْتَ بِهِ عَن صَدْرِك) . يُقَال: فُلانٌ مَا يَعْرِف قَبِيلاً من دَبِير. وَهُوَ مَجاز.
(و) يُقَال: (هُوَ مُقَابَلٌ ومُدابَرٌ) ، أَي (مَحْضٌ مِنْ أَبَوَيْهِ) كَريمُ الطَّرَفَيْن وَهُوَ مَجَاز. قَالَ الأَصمعَيّ: (وأَصلُه من الإِقْبَالَةِ والإِدْبَارَةِ، وَهُوَ شَقٌّ فِي الأُذُن ثمَّ يُفْتَلُ ذالك، فإِنْ) وَفِي اللِّسَان: فإِذا (أُقْبِلَ بِهِ فِ وإِقْبَالَةٌ، وَإِن) وَفِي اللِّسَان: وَإِذا (أُدْبِرَ بِهِ فإِدْبَارَةٌ. والجِلْدَةُ المُعَلَّقَةُ مِن الأُذُنِ هِيَ الإِقبالَةُ: والإِدْبَارَةُ كأَنَّهَا زَنَمَةٌ. والشّاةُ مُقَابَلَةٌ ومُدَابَرَةٌ، وَقد دابَرْتُها) والَّذي فِي اللِّسَان: وَقد أَدْبَرْتُها (وقَابَلْتُهَا) . والّذي عِنْد المُصَنِّف أَصْوَبُ.
(ونَاقَةٌ ذاتُ إِقْبَالَةٍ وإِدبارَةٍ) وناقةٌ مُقَابَلَةٌ مُدَابَرَة، أَي كَريمةُ الطَّرفَيْنِ من قِبَلِ أَبِيهَا وأُمِّهَا، وَفِي الحَديث (أَنَّه نَهَى أَن يُضَحَّى بمُقَابَلَةٍ أَو مُدابَرَة) . (قا الأَصمعيّ المُقَابَلَةَ: أَن يُقْطَع من طَرَفَ أُذُنِها شَيْءٌ ثمّ يُتْرَك مُعَلَّقاً لَا يَبِينُ كأَنَّه زَنَمةٌ، وَيُقَال لِمِثل ذالك من الإِبلِ: المُزَنَّمُ، ويُسَمَّى ذالك المُعَلَّقُ: الرَّعْلَ، والمُدَابَرَةُ: أَن يُفْعَل ذالِك بمُؤَخَّرِ الأُذُنِ من الشّاةِ. قَالَ الأَصمعيّ: وكذالك إِن بَان ذالِك من الأُذُن فَهِيَ مُقَابَلَة ومُدَابَرة بعد أَن كَانَ قُطِعَ.
(ودُبَارٌ، كغُرَابٍ وكِتَابٍ: يَومُ الأَربعاءِ. وَفِي كِتَاب العَيْن) للخَلِيل ابنِ أَحْمَد (: ليلَتُه) ، ورَجَّحَهُ بَعْضُ الأَئِمَّة، عادِيَّة، من أَسمائهم القديمةِ. وَقَالَ كُرَاع: جاهِليَّة، وَأنْشد:
أُرَجِّي أَن أَعِيشَ وأَنَّ يَومِي
بِأَوّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَار
أَو التّالي دُبَارِ فإِن أَفْتُه
فمُؤْنِسٍ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
أَوَّلٌ: الأَحَد. وشِيَارٌ: السَّبْت. وكلّ مِنْهَا مَذْكُور فِي مَوْضِعه.
(و) الدِّبَارُ: (بالكَسْرِ: المُعَادَاةُ) من خَلْفٍ، (كالمُدَابَرَةِ) . يُقَال: دَابَرَ فلانٌ فُلاناً مُدَابَرةً ودِبَاراً: عَادَاه وقَاطَعَه وأَعرَضَ عَنهُ.
(و) الدِّبَارُ: (السَّواقِي بَيْنَ الزُّرُوعِ) ، واحدتها دَبْرةٌ، وَقد تــقدّم. قَالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازِم
تَحَدَّرَ ماءُ البِئْر عَن جُرَشِيَّة
على جِرْبَةٍ تَعلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
وَقد يُجْمَع الدِّبَار على دِبَارَاتٍ، وتــقدّم ذالك فِي أَوّل المَادّةِ.
(و) الدِّبَار: (الوَقَاِعُ والهَزَائِمُ) ، جمْعُ دَبْرة. يُقَال: أَوْقَعَ اللَّهُ بهم الدِّبَارَ، وَقد تــقدّم أَيضاً.
(و) قَالَ الأَصمعيّ: الدَّبَارُ (بالفَتْحِ: الهَلاَكُ) ، مثل الدَّمَار وزادَ المصنِّف فِي البَصائر: الّذِي يَقْطَع دابِرَهم. ودَبَرَ القَوْمُ يَدْبُرُون دبَاراً: هَلَكُوا، وَيُقَال: عَلَيْهِ الدَّبارُ (أَي العَفَاءُ) ، إِذا دَعَوْا عَلَيْه بأَن يَدْبُرَ فَلَا يَرْجع، وَمثله: عَلَي العَفَاءُ، أَي الدَّرُوسُ والهَلاكُ.
(والتَّدْبِيرُ: النَّظَرُ فِي عاقِبَةِ الأَمْر) ، أَي إِلى مَا يَوؤُل إِليه عاقِبَتُه، (كالتَّدَبُّر) . وَقيل: التَّدَبُّر التَّفكُّر أَي تَحْصِيل المَعْرِفَتَيْنِ لتَحْصِيل مَعْرِفةٍ ثَالِثَة، وَيُقَال عَرَف الأَمرَ تَدَبُّراً، أَي بأَخَرَةٍ. قَالَ جَرير:
وَلَا تَتَّقُون الشَّرَّ حتَّى يُصِيبَكُمْ
وَلَا تَعْرِفون الأَمرَ إِلاَّ تَدَبُّرَا
وَقَالَ أَكثَمُ بنُ صَيْفِيّ لبَنِيه: يَا بَنِيّ، لَا تَتَدَبَّروا أَعْجازَ أُمُورٍ قد وَلَّتْ صُدُورُها.
(و) التَّدْبِير: (عَتْقَ العَبْدِ عَنْ دُبُرٍ) ، هوأَن يَقُول لَهُ: أَنت حُرٌّ بعد مَوْتِي، وَهُوَ مُدَبَّر. ودَبَّرْتُ العَبْدَ، إِذا عَلَّقْتَ عِتْقَه بمَوْتِك.
(و) التَّدْبِير: (رِوَايَةُ الحَدِيثِ ونَقْلُه عَن غَيْرِك) ، هاكذا رَوَاهُ أَصْحَابُ أَبِي عُبَيْد عَنْه، وَقد تَــقَدَّم ذالك.
(وتَدَابَرُوا) : تَعَادَوْا و (تَقاطَعُوا) . وقِيلَ: لَا يَكُون ذالِك إِلاَّ فِي بَنِي الأَبِ. وَفِي الحَدِيث (لَا تَدًّبَرُوا وَلَا تَقاطَعُوا) . قَالَ أَبو عُبَيْد: التَّدَابُر: المُصَارَمَة والهِجْرَانُ. مأْخُوذٌ من أَن يُوَلِّيَ الرجلُ صاحبَه دُبُرَه وقَفَاه، ويُعرِضَ عَنهُ بوَجْهه ويَهْجُرَه، وأَنشد:
أَأَو 2 ى أَبُو قَيْسٍ بأَنَّ تَتَواصَلُوا
وأَوْصَى أَبُوكُم وَيْحَكُمْ أَن تَدَابَرُوا
وَقيل فِي معنَى الحَدِيث: لَا يَذْكُرْ أَحَدُكم صاحِبَه من خَلْفِه.
(واسْتَدْبَرَ: ضِدُّ استَقْبَلَ) ، يُقَال استَدْبَرَه فَرَمَاه، أَي أَتَاه من وَرائِه. (و) استدَبَرَ (الأَمْرَ: رَأَى فِي عاقِبَتِهِ مَا لَمْ يَرَ فِي صَدْرِه) . وَيُقَال: إِن فُلاناً لَو استَقْبَلَ من أَمْرِه مَا استَدْبَره لَهُدِيَ لِوِجْهَةِ أَمْرِه. أَي لَو عَلِمَ فِي بَدْءِ أَمرِه مَا علِمَه فِي آخِرِه لاسْتَرْشَدَ لأَمْره.
(و) استَدْبَرَ: (استَأْثَرَ) ، وأَنشد أَبو عُبَيْدَةَ للأَعْشَى يَصِف الخَمْر:
تَمَزَّزْتُهَا غَيْرَ مُستَدْبِرٍ
على الشَّرْبِ أَو مُنْكِرٍ مَا عُلِمْ
قَالَ: أَي غير مُستَأْثِر، وإِنما قيلَ للمُسْتَأْثِر مُسْتَدِبر لأَنَّه إِذا استأْثَر بشُرْبها استَدْبَر عَنْهُم وَلم يَسْتَقْبِلهم، لأَنَّه يَشرَبُها دُونَهُم ويُوَلِّي عَنْهُم.
(و) فِي الكِتَاب العَزِيز ( {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ الْقَوْلَ} أَي (الْمُؤْمِنُونَ: 68) أَلم يَتَفَهَّموا مَا خُوطِبُوا بِهِ فِي الْقُرْآن) وكذالك قَوْلُه تَعالَى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءانَ} (النِّسَاء: 82) أَي أَفَلا يَتَفَكَّرُون فيَعتِبروا، فالتَّدبُّر هُوَ التَّفَكُّر والتَّفَهُم. وَقَوله تَعَالى {فالمُدَبِّرَاتِ أَمْراً} (سُورَة النازاعات الْآيَة 5) ، يَعنِي ملائِكَةً مُوَكَّلَةً بتَدْبِير أُمورٍ.
(ودُبَيْر كزُبَيْر: أَبو قَبِيلَة من أَسَدٍ) وَهُوَ دُبَيْر بنُ مالِك بْنِ عَمْرو بنِ قُعَيْن ابْن الحارِث بن ثَعْلَبَةَ بنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ، واسْمه كَعْب، وَإِلَيْهِ يَرْجِع كُلُّ دُبَيْريّ، وَفِيهِمْ كَثْرةٌ.
(و) دُبَيْر: (اسْمُ حِمَارٍ) .
(و) دُبَيْرَةُ، (بِهاءٍ: ة، بالبَحْرَين) ، لبَنِي عَبْدِ القَيْس. (وذَواتُ الدَّبْر) ، بِفَتْح فَسُكُون: (ثَنِيَّةٌ لِهُذَيْل) ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ، وَقد صَحَّفه الأَصْمَعِيّ فَقَالَ: ذَات الدَّيْر. قَالَ أَبو ذُؤَيب:
بأَسْفلِ ذاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفها
وَقد طُرِدَت يَوْمَيْنِ فهْيَ خَلُوجُ
(ودَبْرٌ) ، بِفَتْح فَسُكُون: (جَبَلٌ بَينَ تَيْمَاءَ وجَبَلَىْ طَيِّئ. (ودَبِيرٌ كأمِيرٍ: ة بنَيْسَابُورَ) ، على فَرْسَخ، (مِنهَا) أَبو عبد الله (محمَّدُ بنُ عبد اللهِ بنِ يُوسفَ) بن خُرْشِيد الدَّبِيْرِيّ، وَيُقَال الدَّوِيرِيَ أَيضاً، وَذكره المُصنّف فِي دَار، وسيأْتي، وَهنا ذَكَره السَّمْعَانيّ وَغَيره، رَحَل إِلى بَلْخَ ومَرْو، وكتَبَ عَن جماعةٍ، وستأءتي تَرْجَمته.
(و) دَبِير: (جَدُّ مُحمَّدِ بنِ سُليمانَ القَطَّانِ المحدِّثِ) البَصْرِيّ، عَن عَبد الرَّحمن بنِ يُونس السَّرّاج، تُوفِّيَ بعد الثلاثمائة، وَكَانَ ضَعِيفاً فِي الحَدِيث.
(ودَبِيرَا: ة بالعِراقِ) من سَوادِه، نَقله الصّغانِيّ.
(و) دَبَرُ (كجَبَل. ة باليَمَنِ) من قُرَى صَنْعَاءَ، (مِنْهَا) أَبو يَعْقُوب (إِسحاقُ بنُ إِبراهِيمَ بن عبَّادٍ المحدِّثُ) راوِي كُتُب عبد الرزّاق بن هَمَّام، روى عَنهُ أَبُو عَوانَةَ الأَسْفرَاينيّ الْحَافِظ، وأَبو القَاسم الطَّبَرانيّ، وخَيْثَمَة بنُ سَلْمَان الأَطْرابُلُسيّ وغَيْرُهم.
(والأَدْبَرُ: لَقَبُ حُجْرِ بْنِ عَدِيَ) الكِنْدِيّ، نُبِزَ بِهِ لأَن السِّلاح أَدْبَرَت ظَهْرَه. وقيلَ: لأَنّه طُعِنَ مُوَلِّياً، قالَه أَبو عَمْرو.
وَقَالَ غَيره: الأَدْبَرُ: لَقَبُ أَبِيه عَدِيَ، وَقد تــقدّم الاخْتِلاف فِي (ح ج ر) فراجِعْه.
(و) الأَدْبَر أَيضاً: (لَقَبُ جَبَلَةَ بن قَيْسٍ الكِنْدِيّ، قِيلَ) إِنه، أَي هاذا الأَخير (صَحَابيّ) ، وَيُقَال هُوَ جَبَلَةُ ابنُ إِي كَرِبِ بنِ قَيْسٍ، لَهُ وِفَادَةٌ، قَالَه أَبو موسَى.
قُلْت: وَهُوَ جَدُّ هانِىءِ بْنِ عَدِيِّ ابْن الأَدْبر.
(و) دُبَيْرٌ، (كزُبَيْر: لَقَبُ كَعْبِ ابْن عَمْرِو) بن قُعَيْن بن الحَارث بن ثَعْلَبَة بن دُودَانَ بن أَسَد (الأَسَدِي) لأَنَّه دُبِرَ من حَمْل السِّلاح. وَقَالَ أَحمدُ بنُ الْحباب الحِمْيَريّ النَّسّابة: حَمَلَ شَيْئا فَدبَرَ ظَهْرَه.
وَفِي الرَّوْض أَنه تَصٍ ير أَدبَر، على التَّرْخِيم، وَلَا يَخْفَى أَنه بعَيْنه الَّذِي تــقدَّم ذِكْرُه، وأَنه أَبو قَبِيلَةٍ من أَسد، فَلَو صَرَّحَ بذالِك كَانَ أَحسنَ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ.
(والأُدَيْبِرُ) ، مُصَغَّراً: دُوَيْبَّة، وَقيل: (ضَرْبٌ مِنَ الحَيَّاتِ) .
(وَيُقَال: (لَيْسَ هُوَ من شَرجِ فُلان وَلَا دَبُّورِهِ، أَي من ضَرْبه وزِيِّهِ) وشَكْلِه.
(ودَبُّورِيَةُ: د، قُربَ طَبَرِيَّةَ) . وَفِي التَّكْمِلَة: من قُرَى طَبَرِيَّةَ، وَهِي بتَخْفِف الياءِ التحتيّة.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
دَابِرُ القَوْمِ: آخِرُ مَنْ يَبْقَى مِنْهُم ويَجِيءُ فِي آخِرِهم، كالدَّابِرَةِ. وَفِي الحَدِيث: (أَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِياً فِي دابِرَته) أَي مَنْ يَبْقَى بعدَه.
وعَقِبُ الرَّجُلِ: دابِرُه.
ودَبَرَه: بَقِيَ بَعْدَه.
ودابِرَةُ الطّائر: الإِصْبَعُ الَّتي من وَارءِ رِجْله، وَبهَا يَضرِب البازِي. يُقَال: ضَرَبَهَ الجارِحُ بدَابِرَتِه، والجوارِحُ بدَوابِرِها. والدّابِرة للدِّيك: أَسْفلُ من الصِّيصِيَة يَطَأْ بهَا.
وجاءَ دَبَرِيًّا، أَي أَخيراً. والعِلْم قَبْلِيٌّ وَلَيْسَ بالدَّبَرِيّ. قَالَ أَبو العَبَّاس. مَعْنَاهُ أَنّ الْعَالم المُتْقِنَ يُجِيبُك سَرِياً، والمُتَخَلِّف يَقُول: لي فِيهَا نَظَرٌ: وتَبِعْتُ صاحبِي دَبَرِيًّا، إِذَا كنتَ مَعَه فَتَخَلَّفْت عَنهُ ثمَّ تَبِعْتَه وأَنتَ تَحْذَر أَن يَفُوتَك، كَذَا فِي الْمُحكم.
والمَدْبَرَة، بالفَتْح: الإِدْبَار. أَنشد ثَعْلبٌ:
هاذا يُصَادِيك إِقبَالاً بمَدْبَرَةٍ
وذَا يُنَادِيك إِدْبَاراً بإِدْبَارِ
وأَمْسِ الدَّابِرُ: الذّاهِبُ الْمَاضِي لَا يَرْجِع أَبداً.
وَقَالُوا: مَضَى أَمْسِ الدّابِرُ وأَمْسِ المُدْبِرُ، وهاذا من التَّطوّع المُشَام للتَّوكيد، لأَن الْيَوْم إِذا قيل فِيهِ أَمْسِ فمعلوم أَنَّه دَبَرَ، لاكنه أَكَّده بقوله: الدَّابِر. قَالَ الشَّاعِر:
وأَبِي الَّذي تَرَكَ المُلوكَ وجَمْعَهمْ
بصُهَابَ هامِدَةً كأَمْسِ الدّابِرِ
وَقَالَ صَخْرُ بنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِيد السُّلَمِيّ:
ولقدْ قَتَلْتكُمُ ثُنَاءَ ومَوْحَداً
وتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أَمسِ المُدبِرِ
وَرجل خاسِرٌ دَابِرٌ، إِتْبَاعٌ.
وَيُقَال: خاسِرٌ دامِرٌ، على البَدَل وإِن لم يَلْزم أَن يكون بَدَلاً، وسيأْتي.
وَقَالَ الأَصمَعِيّ: المُدابِرُ: المُوَلِّي المُعْرِض عَن صاحِبِه.
وَيُقَال: قَبَحَ اللَّهُ مَا قَبَلَ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ.
والدّلْوُ بَينَ قابِلٍ ودابِرٍ: بَين مَنْ يُقبِل بهَا إِلى البِئْر ومَنْ يُدْبِر بهَا إِلى الحَوْض.
ومالَهُم من مُقْبَلٍ وَلَا مُدْبَرٍ، أَي من مَذْهَب فِي إِقبال وَلَا إِدبار.
وأَمْرُ فُلانٍ إِلى إِقبالٍ وإِلى إِدبارٍ.
وعنِ ابْنِ الأَعرابيّ: دَبَرَ: رَدَّ. ودَبَرَ: تأَخَّر.
وَقَالُوا: إِذَا رأَيتَ الثُّريَّا تُدْبِر فشَهْرُ نَتَاجٍ وشَهْرُ مَطَرٍ.
وَفُلَان مُسْتَدْبِرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ، أَي كَريم أَوّل مَجْدِهِ وآخِره، وَهُوَ مَجاز.
ودَابَر رَحِمَه: قَطَعها. والمُدابَرُ من المَنازِل خِلافخ المُقَابَلِ.
وأَدْبَرَ القَوْمُ، إِذا وَلَّى أَمرُهُم إِلى آخِرِه، فَلم يَبْقَ مِنْهُم باقِيَةٌ.
وَمن المَجَاز: جَعَله دَبْرَ أُذُنِه إِذا أَعْرَضَ عَنهُ. ووَلَّى دُبُرَه: انهزمَ. وَكَانَت الدَّبْرَةُ لَهُ: انْهزَم قِرْنُه، (وَكَانَت الدَّبْرَة) عَلَيْهِ: انهزمَ هُوَ. وَوَلّوا دُبُرَهم مُنْهَزِمين. ودَبَرعتْ لَهُ الرِّيحُ بعد مَا قَبَلَتْ، ودَبَرَ بعد إِقبال. وَتقول: عَصَفَت دَبُورُه، وسَقَطَت عَبُورُه، وكلّ ذالك مَجَازٌ.
وكَفْر دَبُّور، كتَنّور: قَرية بِمصْر.
والدَّيْبور: مَوضِع فِي شعر أبي عباد، ذكره البَكْرِيّ.
ودَبْرَةُ، بِفَتْح فَسُكُون: ناحيةٌ شاميّة.
دبر: {دابر}: آخر. {دبر}: جاء خلفا. و {أدبر}: ولى. {يتدبرون}: ينظرون في عاقبته. والتدبير: قيس دبر الكلام بقبله لينظر هل يختلف. ثم جعل كل تمييز تدبيرا.
دبر

1 دَبَرَهُ, aor. ـُ and دَبِرَ, inf. n. دُبُورٌ, He followed behind his back; he followed his back; (M, TA;)

he followed him, with respect to place, and also with respect to time, and also (assumed tropical:) with respect to rank or station. (TA.) You say, جَآءَ يَدْبُرُهُمْ He came following them. (M, TA.) And دَبَرَنِى

فُلَانٌ Such a one came after me, behind me, (T, A,) or following me nearly. (A.) And دَبَرَهُ, inf. n. دَبْرٌ, He succeeded him, and remained after him. (TA.) And قَبَحَ اللّٰهُ مَا قَبَلَ مِنْهُ وَ مَا دَبَرَ [May God curse the beginning of it and the end]. (S, A.)

b2: See also 4, in four places.

b3: دَبَرَ said of an arrow, (S, Msb,) or دَبَرَ الهَدَفَ, (M, A,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. دُبُورٌ (S, M, Msb, K) and دَبْرٌ, (M, K,) It passed forth from the butt: (S, Msb:) or passed beyond the butt, (M, A, K,) and fell behind it. (M, A.)

b4: دَبَرَ بِهِ He, or it, went away with it; took it away; carried it off; or caused it to go away, pass away, or cease. (S, K.)

b5: دَبَرَ القَوْمُ, aor. ـُ (M, TA,) inf. n. دَبَارٌ, (As, S, M, K,) like دَمَارٌ, (As, S,) [and دَبَارَةٌ, like دَمَارَةٌ (q. v.), and app. ↓ دَبَرَى, (see الخَيْبَرَى,) or دَبرَى may be a simple subst.,] The people, or company of men, perished; (As, * S, * M, K * TA;) went away, turning the back, and did not return. (TA. [And ادبر (q. v.) has a similar, or the same, meaning.]) Hence, عَلَيْهِ الدَّبَارُ Perdition befall him; may he go away, turning the back, and not return. (M, TA.)

b6: And دَبَرَ (tropical:) He became an old man. (S, A, K.) Hence, as some say, the expression in the Kur [lxxiv. 36], وَاللَّيْلُ

إِذَا دَبَرَ (tropical:) [And the night when it groweth old]. (TA.

[See also 4.])

b7: دَبَرَتِ الرِّيحُ, (S, M, A, K,) aor. ـُ inf. n. دُبُورٌ, (M,) The wind blew in the direction of that wind which is termed دَبُور [i. e. west, &c., which is regarded as the hinder quarter]: (M, A:) or changed, and came in that direction. (S, K.) [Hence,] دَبَرَتْ لَهُ الرِّيحُ بَعْدَ مَا أَقْبَلَتْ [lit. The wind became west to him after it had been east: meaning (tropical:) his fortune became evil after it had been good]: and دَبَرَ بَعْدَ إِقْبَالٍ [(tropical:) which means the same: see دَبُورٌ; and see also 4 in this art., and in art. قبل]. (A.)

b8: And دُبِرَ, (S, K,) a verb of which the agent is not named, (S,) He, (K,) a man, (TA,) or it, a people, (S, M,) was smitten, or affected, by the wind called الدَّبُور. (S, M, K.)

A2: دَبَرَ الحَدِيثَ عَنْهُ: see 2.

A3: قَبَلْتُ الحَبْلَ وَدَبَرْتُهُ: see دَبِيرٌ.

A4: دَبَرَ, aor. ـُ inf. n. دَبْرٌ, signifies, accord. to Kr, He wrote a writing or letter or book: but none other says so; and the known word is ذَبَرَ. (M.) [The inf. n. is explained in the K as syn. with اِكْتِتَابٌ.]

A5: دَبِرَ, (S, M, Mgh, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. دَبَرٌ, (M, Mgh,) He (a horse or the like, M, K, and a camel, S, M, Mgh) had galls, or sores, on his back, (M, Mgh, K, * TA,) produced by the saddle and the like; (Mgh;) as also ↓ ادبر. (K. [But the corresponding passage in the M shows that this is probably a mistake for أَدْبَرُ a syn. of دَبِرٌ.])

2 دبّر الأَمْرَ, (T, M, A,) or فِى الأَمْرِ (S,) inf. n. تَدْبِيرٌ, (T, S, K,) He considered, or forecast, the issues, or results, of the affair, or event, or case; (TA;) and so ↓ تدبّرهُ: (Mgh:) or its end, issue, or result; (T, M, K;) as also ↓ تدبّرهُ: (T, M, Msb, K:) or he looked to what would, or might, be its result: and فِيهِ ↓ تدبّر he thought, or meditated, upon it; (S;) [as also ↓ تدبّرهُ:] Aktham Ibn-Seyfee said to his sons, أَعْجَازَ ↓ يَابَنِىَّ لَا تَتَدَبَّرُوا

أُمُورٍ قَدْ وَلَّتْ صُدُورُهَا [O my sons, think not upon the ends of things whereof the beginnings have passed]: (T: [see عَجُزٌ:]) and in the Kur [iv. 84] it is said, القُرْآنَ ↓ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ Will they, then, not consider the meanings of the Kur-án, and endeavour to obtain a clear knowledge of what is in it? (Bd:) and again, in the Kur [xxiii. 70], القَوْلَ ↓ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا Have they, then, not thought upon, (TA,) and endeavoured to understand, (يَتَفَهَّمُوا, K,) what has been said to them in the Kur-án? for ↓ تَدَبُّرٌ signifies the thinking, or meditating, upon [a thing], and endeavouring to understand [it]; syn. تَفَكُّرٌ and تَفَهُّمٌ: (TA:) and ↓ تدبّرهُ he looked into it, considered it, examined it, or studied it, repeatedly, in order to know it, or until he knew it. (Msb in art. امل.)

دبّر أَمْرًا, inf. n. as above, signifies [also] He did, performed, or executed, a thing, or an affair, with thought, or consideration. (Msb.) [and He devised, planned, or plotted, a thing, عَلَى غَيْرِهِ

against another. And hence, He managed, conducted, ordered, or regulated, an affair; because the doing so requires consideration of the issues, or results, of the affair. You say, دبّر أُمُورَ البِلَادِ, and, elliptically, دبّر البِلَادَ, He managed, conducted, ordered, or regulated, the affairs of the provinces, or country: and in like manner, the affairs of a house. تَدْبِيرٌ is also attributed to irrational animals; as, for ex., to horses; meaning their conducting the affair of victory: and to inanimate things; as, for ex., to stars; meaning their regulating the alternations of seasons &c.: see Bd in lxxix. 5. And دبّر alone signifies He acted with consideration of the issues, or results, of affairs, or events, or cases; acted with, or exercised, forecast, or forethought; or acted with policy.]

b2: دبّر عَبْدَهُ, (M, Msb,) inf. n. as above, (T, S, Mgh, Msb, K,) He made his slave to be free after his own death, (S, M, Mgh, Msb, K,) saying to him, Thou art free after my death: (T, TA:) he made the emancipation of his slave to depend upon his own death. (TA.)

b3: دبّر

الحَدِيثَ, (inf. n. as above, K,) He related the tradition, narrative, or story, having received it, or heard it, from another person: (As, T, S, K: *) and هُوَ يُدَبِّرُ حَدِيثَ فُلَانٍ He relates the tradition, &c., of, or received from, or heard from, such a one: (As, S:) and دبّر الحَدِيثَ عَنْهُ; (M;) or عَنْهُ ↓ دَبَرَهُ, (S, K,) aor. ـُ (TA;) He related the tradition, &c., having received it, or heard it, from him, (S, M, K,) after his death: (S, K:) Sh says that دبّر الحَدِيثَ is unknown; but so the phrase is related on the authority of A'Obeyd: Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th] disallows يُدَبِّرُهُ as meaning he relates it; and says that it is يَذْبُرُهُ, with ذ, meaning “he knows it, or learns it, well, soundly, or thoroughly;” syn. يُتْقِنُهُ. (T.)

3 دابرهُ, (S, A, *) inf. n. مُدَابَرَةٌ and دِبَارٌ, (K,) [He turned his back upon him: see 6.

b2: and hence,] (assumed tropical:) He severed himself from him, and avoided him, or shunned him; (TA;) became

at variance with him; (A;) regarded him, or treated him, with enmity, or hostility. (S, A, K.)

And دابر رَحِمَهُ (assumed tropical:) He cut, or severed, the ties, or bonds, of his relationship; disunited himself from his relations. (A.)

b3: دَابَرْتُهَا I made a slit such as is termed إِدْبَارَة in her (a ewe's or goat's or camel's) ear. (As, S, K.)

A2: See also 4.

4 ادبر, (M, K, and Bd in ix. 25,) inf. n. إِدْبَارٌ (S, M) and ↓ دُبْرٌ, accord. to Kr, but correctly the latter is a simple subst. [or quasi-inf. n.]; (M;) and ↓ دَبَرَ, (IAar, S, K,) inf. n. دَبْرٌ (TA) and دُبُورٌ; (TK;) He went, turning his back; turned back; went back; took a backward course; retreated; retired; retrograded; declined; syn. وَلَّىِ (S, M, K) and تَأَخَّرَ (IAar) and ذَهَبَ إِلَى خَلْفٍ; (Bd ubi suprà, and S and K in art. قبل;) contr. of أَقْبَلَ. (S, Bd.) And ادبر بِهِ [He went back, or backward, with it, or him; removed, or turned, it, or him, backward]. (S, K.) You say, يُدْبِرُ

بِالدَّلْوِ إِلَى الحَوْضِ [He goes back with the bucket to the watering-trough]: opposed to the phrase يُقْبِلُ بِهَا إِلَى بِئْرِ. (A.) See also دَبِيرٌ, first sentence. And ادبر عَنْهُ [He went back, &c., from it, or him]. (Msb.)

b2: [Hence,] (assumed tropical:) He feigned himself negligent of, or inattentive to, the want of his friend; (K;) as though he turned back from him. (TA.)

b3: [Hence also,] ادبر signifies (assumed tropical:) It

went backward, to a bad state; said of the affair, or case, of a people. (M, TA.) You say also, أَمْرٌ فُلَانٍ إِلَى إِقْبَالٍ and [in the contr. sense] الى

إِدْبَارٌ (assumed tropical:) [The affair, or case, of such a one is inclining to advance, and to go backward, to a bad state]. (A.) [إِدْبَارٌ often signifies The retiring, or declining, of good fortune; opposed to إِقْبَالٌ: see also 1, in the latter part of the paragraph.]

And ادبر القَوْمُ (assumed tropical:) The case of the people took a backward course, and there remained none of them. (TA.) And ادبر النَّهَارِ and ↓ دَبَرَ (inf. n. of the latter دُبُورٌ, A) signify the same; (Fr, T, S, M;) i. e. The day went, or departed; (M, A;) and so الصَّيْفُ

[the summer, or the spring]: and in like manner one says [in the contr. sense] أَقْبَلَ and قَبَلَ: so says Fr, and he adds, but you say of a man, اقبل الرَّاكِبُ and ادبر only, with ا, though [Az says] it seems to me that the two forms are applicable in the same manner to men as they are to times. (T.) Some read, in the Kur [lxxiv. 36], ↓ وَاللَّيْلِ إِذَا دَبَرَ, (T, S,) which, accord. to some, means And the night when it cometh after the day; (T;) or when it followeth the day: (S: [for another rendering, see 1:]) others, (T, S,) the greater number, (T,) read اذا أَدْبَرَ, (T, S,) meaning when it retreateth to depart. (T.)

[Hence,] ادبرت الصَّلَاةُ (assumed tropical:) The prayer ended. (Bd in l. 39.) And وَإِدْبَارَ السُّجُودِ: and وَإِدْبَارَ النُّجُومِ: see دُبُرٌ. And ادبر (assumed tropical:) He died; (K;) as also ↓ دابر. (Lh, M, K. [See also دَبَرَ القَوْمُ, in the first paragraph.])

b4: مَا أَقْبَلَ مِنَ الجَبَلِ وَمَا أَدْبَرَ and مَا قَبَلَ

↓ مِنْهُ وَمَا دَبَرَ signify the same [i. e. What is in front, of the mountain; and what is behind]. (JK.)

A2: ادبر also signifies He made a man to be behind him. (M.)

A3: And It, (the saddle, S, K, or a burden, M, TA,) and he, (a man, S, Mgh,) caused a camel, (S, M, Mgh,) or a horse or the like, (K,) to have galls, or sores, on the back; galled the back. (M, Mgh, K. *)

b2: and His camel became galled in the back. (S, K.)

b3: See also 1, last signification.

A4: It is also said [app., of a man, as meaning He slit the ear of a she-camel

in a particular manner, i. e.,] when (T) the فَتْلَة

[or twisted slip formed by slitting (see إِدْبَارَةٌ)] of the ear of a she-camel, (T, K,) it being slit, (T, [but for اذا نحرت in the TT and TA, from which this is taken, I read إِذَا بُحِرَتْ, an emendation evidently required,]) turns towards the back of the neck: (IAar, T, TT, K, * TA:) and أَقْبَلَ is said in like manner when this فتلة is turned towards the face. (IAar, T, TT, TA. [See also 3.])

A5: It signifies also عَرَفَ دَبِيرَهُ مِنْ قَبِيلِهِ, (IAar,) or عَرَفَ

قَبِيلَهُ مِنْ دَبِيرِهِ; (K;) said of a man. (IAar.

[See دَبِيرٌ.])

A6: Also He, (K,) a man, (TA,) or it, a company of men, (S, M,) entered upon [a time in which blew] the wind called الدَّبُور. (S, M, K.)

A7: And He journeyed on the day called دُبَار, i. e. Wednesday. (K, TA.)

A8: And He became possessed of much property or wealth, or of many camels or the like. (Msb, * K.)

5 تَدَبَّخَ see 2, in nine places.

b2: عَرَفَ الأَمْرَ تَدَبُّرًا means He knew the thing at the last, (M, Mgh,) after it had past. (Mgh.) Jereer says, (M,) وَلَا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حَتَّىيُصِيبَكُمْ

وَلَا تَعْرِفُونَ الأَمْرَ إِلَّا تَدَبُّرَا

[And ye fear not evil until it befalleth you, and ye know not the thing save at the last, when it has past]. (M, Mgh. *) [See also 10.] And in like manner, تَدَبَّرَ الكَلَامَ [meaning He postponed the saying] is said of one who has sworn after doing a thing. (Mgh.)

6 تدابروا They turned their backs, one upon another. (A'Obeyd, T.)

b2: And hence, (A'Obeyd, T,) (assumed tropical:) They severed themselves, one from another, (A'Obeyd, T, S, M, K,) and avoided, or shunned, one another; (A'Obeyd, T;) became at variance, one with another; (A;) regarded, or treated, one another with enmity, or hostility: (M, A:) or it is only said of the sons of one father, or ancestor. (M.)

b3: (assumed tropical:) They spoke [evil], one of another, behind the other's back. (TA.)

b4: (assumed tropical:) They abstained from, or neglected, aiding, or assisting, one another. (TA in art. خذل.)

10 استدبرهُ contr. of استقبلهُ. (S, * Msb, K. *)

[As such it signifies He turned his back towards him, or it.] You say, استدبر القِبْلَةَ He turned his back towards the kibleh. (MA.)

b2: [As such also,] He came behind him. (TA.) You say, استدبرهُ فَرَمَاهُ (A, TA) He came behind him and cast, or shot, at him. (TA.)

b3: [As such also, He saw it behind him: he looked back to it: he saw it, or knew it, afterwards:] he saw, (M, K,) or knew, (TA,) at the end of it, namely, an affair, or a case, what he did not see, (M, K,) or know, (TA,) at the beginning of it: (M, K:) [or rather] he knew it at the end of an affair, or a case; namely, a thing that he did not know at the beginning of it. (T, A.) You say, اِسْتَدْبَرَ

مِنْ أَمْرِهِ مَالَمْ يَسْتَقْبِلْ He knew at the end of his affair, or case, what he did not know at the beginning of it. (A.) And إِنَّ فُلَانًا لَوِ اسْتَقْبَلَ مِنْ

أَمْرِهِ مَا اسْتَدْبَرَهُ لَهُدِىَ لِوِجْهَةِ أَمْرِهِ Verily such a one, had he known at the beginning of his affair, or case, what he knew at the end thereof, had been directed to the right way of executing his affair. (T.) [See also 5.]

b4: استدبرهُ عَلَى غَيْرِهِ He appropriated it to himself exclusively, in preference to others: (AO, K:) because he who does so turns his back upon others, and retires from them. (TA.) El-Aashà says, describing wine, عَلَى الشَّرْبِ أَوْ مُنْكِرٍ مَا عُلِمْ تَمَزَّرْتُهَاغَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ

i. e. [I sipped it] not appropriating [it] to myself exclusively [in preference to the other drinkers, nor denying what was known]. (AO, TA.)

دَبْرٌ The location, or quarter, that is behind a thing. (K. [In the CK, for خَلْف is put خَلَف.])

Hence the saying, (TA,) جَعَلْتُ كَلَامَهُ دَبْرَ أُذُنِى (assumed tropical:) I turned away from his speech, and feigned myself deaf to it: (T, S:) I did not listen to his speech, nor care for it, or regard it. (M, K, * TA.) You say also, أُذُنِهِ ↓ جَعَلَهُ دَابِرَ (tropical:) He turned away from him, avoided him, or shunned him. (T, * A.)

b2: See also دَبَرِىٌّ.

b3: Also, [like إِدْبَارٌ, inf. n. of 4,] (assumed tropical:) Death. (K.)

b4: And (assumed tropical:) Constant sleep: (M, K:) it is like تَسْبِيخٌ. (M.)

A2: I. q. ↓ دِبَارٌ; these two words being pls. [or rather coll. gen. ns.] whereof the sings. [or ns.

un.] are ↓ دَبْرَةٌ and ↓ دِبَارَةٌ; which signify A مَشَارَة [explained in the TA as meaning a channel of water; but it seems to be here used as meaning a portion of ground separated from the adjacent parts, for sowing or planting, being surrounded by dams, or by ridges of earth, which retain the water for irrigation, as explained in art. شور, and as is indicated by its Persian equivalent here following,] in, (S,) or of, (K,) land

that is sown or for sowing; (S, K;) called in Persian كُرْد: (S:) and دِبَارٌ signifies small channels for irrigation between tracts of seedproduce; (K;) and its sing. is دَبْرَةٌ: (TA:) [Mtr says,] دَبْرَةٌ is syn. with مَشَارَةٌ; in Persian كَرْدَه [app. a mistranscription for كُرْد as above]; and the pl. is دَبْرٌ and دِبَارٌ: (Mgh:) [ISd says,] دَبْرَةٌ signifies a small channel for irrigation between tracts of land sown or for sowing: or, as some say, i. q. مَشَارَةٌ: and the pl. is دِبَارٌ: it is also said that دِبَارٌ signifies i. q. كُرْدَةٌ; and its n. un. is دِبَارَةٌ: and دِبَارَاتٌ signifies rivulets that flow through land of seed-produce; and its sing. is دَبْرَةٌ: but I know not how this is, unless دَبْرَةٌ

have دِبَارٌ for its pl., and this have ة added to it, as in فِحَالَةٌ, and so دبارات be a pl. pl., i. e. perfect

pl. of دِبَارَةٌ: AHn says that دَبْرَةٌ signifies a patch of ground that is sown; [as is also said in the K;] and the pl. is دِبَارٌ. (M.)

b2: Also A piece of rugged ground in a بَحْرٌ [i. e. sea or large river], like an island, which the water overflows [at times] and from which [at times] it recedes. (M, K.)

b3: And A mountain; (T, K;) in the Abyssinian language: (TA: [Az says, “I

know not whether it be Arabic or not:”]) whence the saying of the King of Abyssinia, (T, * K, * TA,) مَا أُحِبُّ أَنَّ لِى دَبْرًا ذَهَبًا وَأَنِّىآذَيْتُ رَجُلًا

مِنَ المُسْلِمِينَ [I would not that I had a mountain of gold and that I had harmed a man of the Muslims]: (T, K:) but [SM says that] this is a confounding of two readings; which are, دَبْرًا مِنْ ذَهَبٍ and أَنْ يَكُونَ دَبْرٌ لِى ذَهَبًا: (TA:) another reading is ذَبْرًا مِنْ ذَهَبٍ. (TA in art. ذبر.)

b4: See also دِبْرٌ.

b5: Also, (S, M, K, &c.,) and ↓ دِبْرٌ, (AHn, M, K,) A swarm of bees: and hornets, or large wasps; syn. زَنَابِيرُ: (S, M, K:) and the like thereof, having stings in their hinder parts: (B:) it has no sing., or n. un.: (As, M:) or the n. un. is ↓ دَبْرَةٌ or ↓ دِبْرَةٌ; of which the dim. ↓ دُبَيْرَةٌ occurs in a trad.: (TA:) pl. [of pauc.] أَدْبُرٌ (K) and [of mult.] دُبُورٌ: (As, S, K:) and ↓ دَبُورٌ, with fet-h to the first letter, signifies bees; and has no proper sing. (M.) 'Ásim Ibn-Thábit El-Ansáree was called حَمِىُّ الدَّبْرِ [The protected of hornets, or bees], because his corpse was protected from his enemies by large hornets, (S,) or by a swarm of bees. (M, Mgh * in art. حمى.)

b6: دَبْرٌ also signifies The young ones of locusts; (AHn, K;) and so ↓ دِبْرٌ. (AHn, M, K.)

دُبْرٌ: see دُبُرٌ: and دَبَرِىٌّ; the latter in two places.

A2: See also 4, first sentence.

دِبْرٌ: see دَبْرٌ, last sentence but two, and last sentence.

b2: Also, (S, M, K,) and ↓ دَبْرٌ, (M, K,) Much property or wealth; or many camels or the like; (S, M, K;) such as cannot be computed, or calculated: (M:) the sing. [and dual] and pl. are alike: you say [using it as an epithet]

مَالٌ دِبْرٌ and مَالَانِ دِبْرٌ and أَمْوَالٌ دِبْرٌ: (S, M:) this mode of usage is best known; but sometimes دُبُورٌ is used as its pl.: (M:) in like manner you say مَالٌ دَثْرٌ: and you say also رَجُلٌ ذُو

دِبْرٍ, (S, TA,) and رجل دبر, [unless this be a mistake for the phrase immediately preceding,] (Fr, TA,) meaning a man having large possessions in land or houses or other property. (Fr, S, TA.)

دَبَرٌ [app. signifies A tract of the western sky at sunset: for] the Arabs said, إِذَا رَأَيْتَ الثُّرَيَّا

بِدَبَرْ فَشَهْرٌ نِتَاجْ وَشَهْرٌ مَطَرْ وَإِذَا رَأَيْتَ الشِّعْرَى بِقَبَلْ

فَمَجْدُ فَتًى وَحِمْلُ جَمَلْ, meaning When thou seest the Pleiades near to setting with sunset, then [is a month which] is a time of breeding of camels, and [a month which is] a time of rain: and when thou seest Sirius [near to rising] with

sunset, [then is the glory of the generous man, and the time for the burden of the full-grown hecamel; for] then is the most intense degree of cold, when none but the generous and noble and ingenuous man will patiently persevere in the exercise of hospitality and beneficence, and when the heavy burden is not laid save upon the strong full-grown he-camel, because then the camels become lean and the pasturage is scanty. (M.)

A2: Also, and so is أَدْبَارٌ, a pl. [or rather the former is a coll. gen. n.] of ↓ دَبَرَةٌ, (S, M, K,) which signifies A gall, or sore, on the back (M, * Mgh, K, * TA) of a horse or the like (M, K, TA) and of a camel, (M, Mgh,) produced by the saddle and the like; (Mgh;) and also on the كِرْكِرَة

[or callous projection on the breast] of a camel. (S and K in art. سر.) They used to say, in the Time of Ignorance, إِذَا بَرَأَ الدَّبَرُ وَعَفَا الأَثَرُ, explained as meaning [When] the galls on the back of the beast or upon the foot of the camel [shall heal, and the footstep, or mark, become obliterated]. (TA from a trad.)

A3: Also inf. n. of دَبِرَ. (M, Mgh.)

دَبِرٌ (M, K) and ↓ أَدْبَرُ (M) A horse or the like, (M, K,) and a camel, (M,) having galls, or sores, (M, K,) on his back (TA) [produced by the saddle and the like; having his back galled: see دَبَرٌ]: fem. [of the former] دَبِرَةٌ and [of the latter]

↓ دَبْرَآءُ: and pl. [of either] دَبْرَى. (M, TA.)

[Hence the prov.,] هَانَ عَلَى الأَمْلَسِ مَا لَاقَى الدَّبِرُ

[What he that had galls on his back experienced was a light matter to him that had a sound back]: applied to one who has an ill concern for his companion. (K.)

b2: In the phrase رَجُلٌ

خَسِرٌ وَدَبِرٌ [app. meaning A man erring and perishing], Lh says that دَبِرٌ is an imitative sequent to خَسِرٌ: but [ISd says,] I think that خَسِرٌ is a verbal epithet, and that دَبِرٌ is a possessive epithet. (M in art. دمر.) You say also أَحْمَقٌ

دَامِرٌ ↓ خَاسِرٌ دَابِرٌ: (T in art. بت: [see art. خسر:]) and دَابِرٌ is said to be an imitative sequent to خَاسِرٌ. (TA.)

دُبُرٌ and ↓ دُبْرٌ, (the latter a contraction of the former, Msb, [and not so commonly used, like as إِبْلٌ is not so commonly used as إِبِلٌ,]) The back; syn. ظَهْرٌ: (S, A, B, K;) the first signification given in the [S and] A and B: pl. أَدْبَارٌ. (TA.)

You say, وَلَّى دُبُرَهُ [lit., He turned his back; and tropically,] (tropical:) he was put to flight. (A.)

And وَلَّاهُ دُبُرَهُ [lit., He turned his back to him; and tropically,] the same as the phrase immediately preceding. (Mgh, Msb.) It is said in the Kur [liv. 45], وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ [And they shall turn the back, in flight]: where الدبر is used in a collective sense, agreeably with another passage in the Kur [xiv. 44], لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ. (S, B.)

You also say, ↓ وَلَّوْا دَبْرَةً (tropical:) They turned back in flight, or being routed. (A, TA.)

b2: The back, or hinder part, contr. of قُبُلٌ, (S, A, Msb, K,) of anything: (Msb:) as, for instance, of a shirt. (Kur xii. 25, 27, and 28.) You say, وَقَعَ السَّهْمُ

بِدُبْرِ الهَدَفِ The arrow fell behind the butt. (TA in art. قبل.)

b3: The backside; posteriors; buttocks; rump; or podex: and the anus: syn. اِسْتٌ. (K.) [It has the former of these two significations in many instances; and the latter of them in many other instances: in the S and K in art. جعر, it is given as a syn. of مَجْعَرٌ, which has the latter signification in the present day. This latter signification may also be intended in the S, M, A, Msb, and K, by the explanation “ contr. of قُبُلٌ,” as well as the “ back, or hinder part,” of anything: for قُبُلٌ very often signifies the “ anterior pudendum ” of a man or woman, and is so explained. The anus is also called حَلْقَةُ الدُّبُرِ and حِتَارُ الدُّبُرِ and شَرَجُ الدُّبُرِ.] Its pl. أَدْبَارٌ is also applied to the part which comprises the اِسْت [or anus] and the حَيَآء [or vulva, i. e., external portion of the female organs of generation,] of a solid-hoofed animal, and of a cloven-hoofed

animal, and of that which has claws, or talons: or, as some say, of a camel, or an animal having feet like those of the camel: and the sing., to the حَيَآء [or vulva] alone, of any such animal. (M, TT.)

b4: (assumed tropical:) The latter, or last, part, (T, S, M, Msb, K,) of a thing, an affair, or an event, (T, S, Msb,) or of anything: (M, K:) pl. أَدْبَارٌ (M) [and دِبَارٌ: see دَبَرِىٌّ]. [See also دَابِرٌ.]

One says, جِئْتُكَ دُبُرِ الشَّهْرِ, and فِى دُبُرِهِ, and عَلَى

دُبُرِهِ, and أَدْبَارَ الشَّهْرِ, and فِى أَدْبَارِهِ, (tropical:) I came to thee in the latter, or last, part or parts, of the month. (M, K.) And أَدْعُو لَكَ فِى أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ (assumed tropical:) [I will petition for thee in the latter, or last, parts, or the conclusions, of the prayers]. (A.)

See also دَبَرِىٌّ. In the Kur [I. xxxix.], وَأَدْبَارَ

السُّجُودِ signifies (assumed tropical:) And in the latter parts, or the ends, of the prayers: and السُّجُودِ ↓ وَإِدْبَارَ [virtually] signifies the same [i. e. and in the ending of prostration], and is another reading of the text: Ks and Th adopt the former reading, because every single prostration has its latter part: or, accord. to the T, the meaning is, and in the two rek'ahs (الرَّكْعَتَانِ) after sunset; as is related on the authority of 'Alee the son of Aboo-Tálib. (TA.) The similar expression in the Kur [lii. last verse] وَأَدْبَارَ النُّجُومِ is explained by the lexicologists as signifying (assumed tropical:) And during the consecution of the stars, and their taking towards the west, to set: but [ISd says,] I know not how this is, since أَخْذٌ, by which they explain it, is an inf. n., and أَدْبَار is a pl. of a subst.: النُّجُومِ ↓ وَإِدْبَارَ, which is another reading of the text, signifies and during the setting of the stars: and Ks and Th adopt this latter reading: (M:) or, accord. to the T, both mean and in the two rek'ahs before daybreak. (TA.)

b5: Also The hinder part, (M,) and angle, (زَاوِيَة,) of a house or chamber or tent. (M, K.)

b6: عِتْقَ العَبْدِ عَنْ

دُبُرٍ (S, K) means The emancipation of the slave after the death of his owner. (S, Mgh, * Msb. * [See 2.])

b7: [See also دَبِيرٌ, of which, and of دِبَارٌ, دُبُرٌ is said in the TA in art. قبل to be a pl.].

دَبْرَةٌ: see دُبُرٌ.

b2: Also (assumed tropical:) A turn of evil fortune; an unfavourable turn of fortune: or a turn to be vanquished; contr. of دَوْلَةٌ: (As, M, K:) دَوْلَةٌ relates to good; and دَبْرَةٌ, to evil: one

says, جَعَلَ اللّٰهُ عَلَيْهِ الدَّبْرَةَ (assumed tropical:) [May God make the turn of evil fortune to be against him]: (As, T, M:) this [says ISd] is the best explanation that I have seen of دَبْرَةٌ: (M:) or (so accord. to the M, but in the K “ and ”) it signifies (assumed tropical:) the issue, or result, of a thing or an affair or a case; (M, K;) as in the saying of Aboo-Jahl to Ibn-Mes'ood, when he [the former] lay prostrate, wounded, لِمَنِ الدَّبْرَةُ (assumed tropical:) In whose favour is the issue, or result? and was answered, “In favour of God and his apostle, O enemy of God: ” (T, TA:) also (tropical:) defeat in fight; (S, A, Mgh, K;) a subst. from الإِدْبَارُ, as also ↓ دَبَرَةٌ, (S,) and ↓ دَابِرَةٌ: (IAar, A, K:) you say, كَانَتِ الدَّبْرَةُ لَهُ, meaning (tropical:) His adversary was defeated; and عَلَيْهِ

meaning (tropical:) He was himself defeated: (A:) and لِمَنِ الدَّبْرَةُ, meaning (assumed tropical:) Who is the defeater? and عَلَىمَنِ الدَّبْرَةُ (assumed tropical:) Who is the defeated? the pl. of دَبْرَةٌ in the last sense is دِبَارٌ: (TA:) which also signifies conflicts and defeats; (K;) as in the saying, أَوْقَعَ اللّٰهُ بِهِمُ الدِّبَارَ God caused, or may God cause, to befall them conflicts and defeats. (TA.)

A2: See also دَبْرٌ, in two places.

دِبْرَةٌ The direction, or point, towards which one turns his back; contr. of قِبْلَةٌ. (S, K.) One

says, مَا لَهُ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ, meaning (tropical:) He has no way of applying himself rightly to his affair. (S, K, TA.) And لَيْسَ لِهٰذَا الأَمْرِ قِبْلَةٌ وَلَا دِبْرَةٌ (tropical:) The right way of executing this affair is not known. (S, A.)

b2: See also إِدْبَارَةٌ.

A2: And see دَبْرٌ, near the end.

دَبَرَةٌ: see دَبْرَةٌ: A2: and see also دَبَرٌ.

دَبَرَى: see 1.

دَبْرِىٌّ: see the next paragraph, in two places.

دَبَرِىٌّ [Backward: and hence, (tropical:) late]. Yousay, العِلْمُ قَبَلِىٌّوَلَيْسَ بِالدَّبَرِىِّ (assumed tropical:) [True learning is prompt, and is not backward]: i. e., the man of sound learning answers thee quickly; but the backward says, I must consider it. (Th, T.) and تَبِعْتُ صَاحِبِى دَبَرِيًّا (assumed tropical:) I followed my companion, fearing that he would escape me, after having been with him, and having fallen back from him. (M.) And شَرُّ الرَّأْىِ الدَّبَرِىُّ (T, S, A, K *) (tropical:) The worst opinion, or counsel, is that which occurs [to one] late, when the want [of it] is past; (T, S, K, * TA;) i. e., when the affair is past: or رَأْىٌ

دَبَرِىٌّ signifies an opinion, or a counsel, not deeply looked into; and in like manner, جَوَابٌ, an answer, or a reply. (M.) And فُلَانٌ لَا يُصَلِّى

الصَّلَاةَ إِلَّا دَبَرِيًّا (Az, S, M, A, K) and ↓ دَبْرِيًّا, (AHeyth, K,) and the relaters of traditions say ↓ دُبُرِيًّا, (S,) which is said in the K to be a corruption, but it may have been heard from a good authority, and with respect to the rules of the language is chaste, for, accord. to IAth, دَبَرِىٌّ is a rel. n. irregularly formed from دُبُرٌ, (TA,) (tropical:) Such a one performs not prayer save in the last part of its time. (Az, S, K *) It is said in a trad., لَا يَأْتِى الصَّلَاةِ إِلَّا دَبَرِيًّا; and in another, ↓ الّا دُبْرًا or ↓ دَبْرًا, accord. to different relations; (tropical:) He will not come to prayer save at the last, or late: and in another, ↓ أَتَى الصَّلَاةَ دِبَارًا (tropical:) He came to prayer at the latest of the times thereof; (IAar, TA;) or after the time had gone: (S:) ↓ دِبَارٌ being a pl. of ↓ دُبُرٌ and ↓ دُبْرٌ meaning the last of the times of prayer &c. (IAar, TA.)

One says also, ↓ جَآءَ فُلَانٌ دَبْرِيًّا (tropical:) Such a one came last, or latest. (A, * TA.) دبريًّا is in the accus.

case as an adv. n. of time [like دُبْرًا and دَبْرًا and دِبَارًا], or as a denotative of state with respect to the agent of the verb. (TA.) In the passage in the K [where it is said that دَبَرِىٌّ signifies Prayer in the last of its time, &c.], there is a looseness. (TA.)

دُبُرِىٌّ: see the next preceding paragraph.

الدَّبَرَانُ [The Hyades: or the five chief stars of the Hyades: or the brightest star among them, a of Taurus:] five stars of Taurus, said to be his hump; (S;) one of the Mansions of the Moon; [namely, the Fourth;] a certain star, or asterism, between الثُّرَيَّا [or the Pleiades] and الجَوْزَآءُ [or Orion], also called التَّابِعُ and التُّوَيْبِعُ; (T;) it follows الثريّا, (T, M,) and therefore is thus named. (T.) [See مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل: and see المِجْدَحُ, in art. جدح.]

دُبَارٌ, (S, M, K, [in the M, accord. to the TT, written دُبَارُ, and it occurs in poetry imperfectly decl., but there is no reason for its being so in prose,]) and ↓ دِبَارٌ, (K,) Wednesday; the fourth day of the week; (S, K;) an ancient name thereof: (S, M, * TA:) or, accord. to the 'Eyn, (K,) the night of [i. e. preceding the day of]

Wednesday: (M, K:) which latter explanation is preferred by some authorities. (TA.) Wednesday is a day of ill luck: Mujáhid, being asked respecting the day of ill luck, answered, “The

Wednesday that does not come round [again, i. e. the last Wednesday,] in the month. ” (TA.)

دِبَارٌ: see دَبَرِىٌّ, in two places.

b2: You say also, فُلَانٌ مَا يَدْرِى قِبَالَ الأَمْرِ مِنْ دِبَارِهِ Such a one does not know the first part of the affair from the last thereof. (TA.) And مَا يَعْرِفُ قِبَالًا: مِنْ دِبَارٍ: see دَبِيرٌ. And مَا أَنْتَ لَهُمْ فِى قِبَالٍ وَلَا

دِبَارٍ (assumed tropical:) Thou art not one for whom they care. (TA in art. قبل.)

A2: See also دَبْرٌ: A3: and دُبَارٌ.

دَبُورٌ, used as a subst. and as an epithet, [of the fem. gender,] so that one says either رِيحُ الدَّبُورِ or رِيحٌ دَبُورٌ and simply دَبُورٌ, but more commonly used as an epithet, (M,) [The west wind: or a westerly wind: the west being regarded as the hinder quarter:] the wind that is opposite to that called الصَّبَا (S, L, Msb, K) and القَبُولُ, (L,) blowing from the direction of the place of sunset: (L, Msb:) or the wind that comes from [the direction of] the back, or hinder part, of the Kaabeh, going towards the place of sunrise: (M:) but IAth rejects this explanation: (TA:) or the wind that comes from the quarter behind a person when he is standing at the kibleh: [but this is a most strange explanation:] or, accord. to IAar, the wind that blows from the tract extending from the place where En-Nesr et-Táïr [or Aquila] sets [i. e. about W. 10° N. in Central Arabia] to the place where Suheyl [or Canopus]

rises [about S. 29° E. in Central Arabia]: (M:) or that comes from the direction of the south (الجَنُوب), going towards the place of sunrise: (Msb:) it is the worst of winds: it is said that it does not fecundate trees, nor raise clouds: (Meyd, TA:) and in a trad. it is said that the tribe of 'Ád was destroyed by it: (T, TA:) it blows only in the hot season, and is very thirsty: (TA voce نَكْبَآءُ:) pl. دُبُرٌ and دَبَائِرُ. (M.) [Hence the saying,] عَصَفَتْ دَبُورُهُ وَسَقَطَتْ عَبُورُهُ [lit. His west wind, or westerly wind, blew violently, and his Sirius set: meaning (tropical:) his evil fortune prevailed, and his good fortune departed: for the دبور is the worst of winds, as observed above, and Sirius sets aurorally in the beginning of winter, when provisions become scarce]. (A.)

A2: See also دَبْرٌ, last sentence but two.

دَبِيرٌ A twist which a woman turns backward (بِهِ ↓ مَا أَدْبَرَتْ), in twisting it: (S, K:) or what one turns backward from his chest [in rolling it against the front of his body]: (Yaakoob, S, A, K:) and قَبِيلٌ signifies “ what one turns forward (مَا أَقْبَلَ بِهِ)

towards his chest: ” (Yaakoob, S, A:) or the former, what the twister turns backward towards his knee [in rolling it against his thigh; against

which, or against the front of the body, the spindle is commonly rolled, except when it is twirled only with the hand while hanging loosely]: and the latter, “what he turns forward towards his flank or waist: ” (As, T:) [whence the saying,] قَبَلْتُ

أُخْرَى ↓ الحَبْلُ مَرَّةً وَ دَبَرْتُهُ [I turned the rope, or cord, forward, or toward me, in twisting it, one time, and turned it backward, or from me, another time]: (TA in art. قبل:) or دَبِيرٌ signifies the twisting of flax and wool: and قَبِيلٌ, the “ twisting of cotton. ” (Lth, T.) One says, عَرَفَ

قَبِيلَهُ مِنْ دَبِيرِهِ, meaning (tropical:) He knew, or distinguished, his obedience from his disobedience; (K,) TA;) or دَبِيرَهُ مِنْ قَبِيلِهِ his disobedience from his obedience. (Aboo-' Amr Esh-Sheybánee, IAar, T.) And فُلَانٌ مَا يَعْرِفُ قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ (S, A) or قَبِيلَهُ من دَبِيرِهِ (TA) (tropical:) [Such a one knows not &c.]: or مَا يَعْرِفُ قَبِيلًا مِنْ دَبِيرٍ and ↓ قِبَالًا مِنْ دِبَارٍ he knows not the ewe, or she-goat, that is termed مُقَابَلَة from that which is termed مُدَابَرَة: or him who advances towards him from him who goes back from him: or the parentage of his mother from that of his father: (K in art. قبل:) or that of his father from that of his mother: so says IDrd in explaining the former phrase: or a قُبُل from a دُبُر: or a thing when advancing from a thing when going back: and the pls. of each are قُبُلٌ and دُبُرٌ. (TA in that art.) Accord. to El-Mufaddal, دَبِيرٌ signifies An arrow's losing in a game of chance [such as المَيْسِر]; and قَبِيلٌ, its “ winning therein. ” (T, TA.) [See قَبِيلٌ, in art. قبل.]

b2: Also The upper [because it is the hinder]

part of the ear of a camel: the lower part is called the قَبِيل. (TA in art. قبل.)

دِبَارَةٌ: see دَبْرٌ.

دُبَيْرَةٌ: see دَبْرٌ.

دَابِرٌ act. part. n. of دَبَرَ, Following (S, K, TA)

behind the back; following the back; following, with respect to place, and also with respect to time, and also (assumed tropical:) with respect to rank or station. (TA.) [Hence,] دَابِرُ قَوْمٍ The last that remains of a people or party; he who comes at the end of a people or party; as also ↓ دَابِرَتُهُمْ; which likewise signifies those who remain after them: and ↓ دَابِرَةٌ [so in the TA, but accord. to the T دَابِرٌ, which I think the right reading,] signifies one who comes after; or follows, another. (TA.)

And الدَّلْوُ بَيْنَ قَابِلٍ وَدَابِرٍ The bucket is between one who advances with it to the well and one who goes back, or returns, with it to the wateringtrough. (A.) And جَعَلَهُ دَابِرَ أُذُنِهِ: see دَبْرٌ.

And أَمْسِ الدَّابِرُ and ↓ المُدْبِرُ Yesterday that is past: (S, M, K:) the epithet being here a corroborative. (S, * M.) You say, صَارُوا كَأَمْسِ الدَّابِرِ

[They became like yesterday that is past]. (A.)

And هَيْهَاتَ ذَهَبَ كَمَا ذَهَبَ أَمْسِ الدَّابِرُ [Far distant is he, or it! He, or it, hath gone like as hath gone yesterday that is past]. (S.)

b2: Also An arrow that passes forth from the butt, (S, Msb, K,) [or passes beyond it, (see 1,)] and falls behind it: (TA:) you say سَهْمٌ دَابِرٌ, and سِهَامٌ دَابِرَةٌ and دَوَابِرُ. (Msb.)

b3: An arrow that does not win [in the game called المَيْسِر]; (K, TA;) contr. of قَابِلٌ. (S, TA.)

b4: The last arrow remaining in the quiver. (A.)

b5: The last of anything; (Ibn-Buzurj, T, M, K;) and so ↓ دَابِرَةٌ: (M:) [see also دُبُرٌ:] and (accord. to As and others, TA) the root, stock, race, or the like; syn. أَصْلٌ. (K.) One says, قَطَعَ اللّٰهُ دَابِرَهُمْ May God cut off the last that remain of them. (S.) And قَطَعَ

اللّٰهُ دَابِرَهُ May God cut off the last of him, or it: (A:) or may God extirpate him. (As, T.) and in the Kur [vi. 45] it is said, فَقُطِعَ دَابِرُ القَوْمِ

And the last of the people were extirpated. (M, TA.) And in a trad., يُقْطَعُ بِهِ دَابِرُهُمْ All of them shall be cut off thereby, not one remaining. (TA.)

b6: See also دَبِرٌ, last sentence.

b7: As an epithet applied to a camel: see غُدَّةٌ.

دَابِرَةٌ: see the next preceding paragraph, in three places.

b2: Also (tropical:) The end of a tract of sand: (Esh-Sheybánee, S, A, * K:) pl. دَوَابِرُ. (A.)

b3: Of a solid hoof, The hinder part: (T, TA:) or the part that corresponds to the hinder part of the pastern: (S, K:) or the part that is next after the hinder part of the pastern: (M, TA:) pl. as above. (T, TA.)

b4: Of a bird, The back toe: it is with this that the hawk strikes: (M, TA:) or a thing like a toe, in the inner side of the foot, with which the bird strikes: (S:) that of a cook is beneath his صِيصِيَة [or spur]; and with it he treads: (M, TA:) pl. as above. (TA.)

b5: See also دَبْرَةٌ.

b6: Also A mode of شَغْزَبِيَّة [or throwing down by a trick] (S, K) in wrestling. (S.)

أَدْبَرُ; and its fem. دَبْرَآهُ: see دَبِرٌ.

إِدْبَارٌ [originally inf. n. of 4]: see the next paragraph, in two places.

إِدْبَارَةٌ A slit in the ear [of a ewe or she-goat or she-camel], which being made, that thing [thus made, meaning the pendulous strip,] is twisted, and turned backward: if turned forward, it is termed إِقْبَالَةٌ: and the hanging piece of skin of the ear is termed إِدْبَارَةٌ [in the former case] and إِقْبَالَةٌ [in the latter case]; as though it were a زَنَمَة [q. v.]; (As, S, M, * K;) and, respectively, ↓ إِدْبَارٌ and إِقْبَالٌ, and ↓ دِبْرَةْ and قِبْلَةٌ. (TA in art. قبل.) The ewe or she-goat [to which this has been done] is termed ↓ مُدَابَرَةٌ [in the former case] and مُقَابَلَةٌ [in the latter]: and you say of yourself [when you have performed the operation, in these two cases respectively], دَابَرْتُهَا and قَابَلْتُهَا: and the she-camel is termed ذَاتُ إِدْبَارَة and ذَاتُ

إِقْبَالَةٌ; (As, S, K;) and so is the ewe or she-goat; (As, T;) and the she-camel, ↓ ذَاتُ إِدْبَارٍ and ذَاتٌ إِقْبَالٍ. (TA in art. قبل.)

أُدَابِرٌ A man who cuts, or severs, the ties, or bonds, of his relationship; who disunites himself from his relations; (S, K;) like أُبَاتِرٌ: (S:) one

who does not accept what any one says, (AO, [who mentions أُبَاتِرٌ therewith as having the former signification,] T, S, M, K,) nor regard anything: (AO, T, S, M:) one who will not receive admonition. (IKtt.) [See أُخَايِلٌ.]

مُدْبِرٌ [Going, turning his back; turning back; &c.: see its verb, 4]. You say, مَا لَهُمْ مِنْ مُقْبِلٍ

وَلَا مُدْبِرٍ They have not one that goes forward nor one that goes back. (A.) In the phrase in the Kur [ix. 25], ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ [Then ye turned back retreating], the last word is a corroborative denotative of state; for with every تَوْلِيَة is إِدْبَار. (M.) See also دَابِرٌ.

b2: نَابٌ مُدْبِرٌ is said to signify (assumed tropical:) An aged she-camel whose goodness has gone. (TA.)

b3: أَرْضٌ مدبرةٌ [app. مُدْبِرَةٌ] (assumed tropical:) A land upon which rain has fallen partially, not generally, or not universally. (TA in art. قبل.

[This explanation is there given as though applying also to ارض مقبلة, app. مُقْبِلَةٌ; but I think that there is an omission, and that the latter phrase has the contr. meaning.])

مَدْبَرَةٌ i. q. إِدْبَارٌ [inf. n. of 4, q. v.]. (M.)

مُدَبَّرٌ A slave made to be free after his owner's

death; (S;) to whom his owner has said, “Thou

art free after my death; ” whose emancipation has been made to depend upon his owner's death. (TA.)

مُدَبِّرٌ [is extensively and variously applied as meaning One who manages, conducts, orders, or regulates, affairs of any kind, but generally affairs of importance]. فَالْمَدَبِّرَاتِ أَمْرًا, in the Kur [lxxix. 5], signifies [accord. to most of the Expositors] And those angels who are charged with the managing, conducting, ordering, or regulating, of affairs. (TA. [See also Bd.])

مَدْبُورٌ, (TA,) and مَدْبُورُونَ, (S,) A man, (TA,) and people, (S,) smitten, or affected, by the [westerly] wind called الدَّبُور. (S, TA.)

A2: Also, the former, Wounded: (K:) or galled in the back. (TA.)

A3: And Possessing much property or wealth, or many camels or the like. (K.)

مُدَابَرٌ applied to a place of abode, Contr. of مُقَابَلٌ. (M.) You say, هٰذَا جَارِى مُقَابَلِى and مُدَابَرِى [This is my neighbour in front of me and in rear of me]. (TA in art. قبل.)

b2: مُدَابَرَةٌ

applied to a ewe or she-goat: see إِدْبَارَةٌ: so applied, Having a portion of the hinder part of her ear cut, and left hanging down, not separated: and also when it is separated: and مُقَابَلَةٌ is applied in like manner to one having a portion of the extremity [or fore part] of the ear so cut: (As, T:) and the former, applied to a she-camel, having her ear slit in the part next the back of the neck: or having a piece cut off from that part of her ear: and in like manner applied to a ewe or she-goat: also an ear cut, or slit, in the hinder part. (M.) [It seems that a she-camel

had her ear thus cut if of generous race. and hence,] نَاقَةٌ مُقَابَلَةٌ مُدَابَرَةٌ (tropical:) A she-camel of generous race by sire and dam. (T, TA.) And فُلَانٌ

مُقَابَلٌ وَ مُدَابَرٌ (tropical:) Such a one is of pure race, (S, K,) or of generous, or noble, race, (A,) by both parents: (S, A, K:) accord. to As, (S,) from

الإِقْبَالَةُ and الإِدْبَارَةُ. (S, K.)

مُدَابِرٌ [act. part. n. of 3, q. v.:] (assumed tropical:) One who turns back, or away, from his companion; who

avoids, or shuns, him. (As.)

b2: Also A man whose arrow does not win [in the game called المَيْسِر]: (S, K:) or one who is overcome in the game called الميسر: or one who has been overcome [therein] time after time, and returns in order that he may overcome: or, accord. to A'Obeyd, he who turns about, or shuffles, the arrows in the رِبَابَة in that game. (TA.) [See an ex. in a verse cited in art. خض.]

فُلَانٌ مُسْتَدْبِرٌ المَجْدِ مُسْتَقْبِلُهُ (tropical:) Such a one is [as though he had behind him and before him honour or dignity or nobility; meaning that he is] generous, or noble, in respect of his first and his last acquisition of honour or dignity. (TA.

[But it is there without any syll. signs; and with مستقبل in the place of مُسْتَقْبِلُهُ.])

بدل

البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه، قوله: مقصود بما نسب إلى المتبوع، يخرج عنه: النعت، والتأكيد، وعطف البيان؛ لأنها ليست بمقصودة بما نسب إلى المتبوع، وبقوله: دونه، يخرج عنه العطف بالحروف؛ لأنه وإن كان تابعًا مقصودًا بما نسب إلى المتبوع، كذلك مقصود بالنسبة.

بدل: الفراء: بَدَلٌ وبِدْلٌ لغتان، ومَثَل ومِثْل، وشَبَه وشِبْه،

ونَكَل ونِكْل. قال أَبو عبيد: ولم يُسْمَع في فَعَل وفِعْل غير هذه الأَربعة

الأَحرف. والبَدِيل: البَدَل. وبَدَلُ الشيء: غَيْرُه. ابن سيده: بِدْل

الشيء وبَدَله وبَدِيله الخَلَف منه، والجمع أَبدال. قال سيبوبه: إِنَّ

بَدَلك زَيد أَي إِنَّ بَديلك زَيْد، قال: ويقول الرجل للرجل اذهب معك

بفلان، فيقول: معي رجل بَدَلُه أَي رجل يُغْني غَناءه ويكون في مكانه.

وتَبَدَّل الشيءَ وتَبدل به واستبدله واستبدل به، كُلُّه: اتخذ منه

بَدَلاً. وأَبْدَل الشيءَ من الشيء وبَدّله: تَخِذَه منه بدلاً. وأَبدلت

الشيء بغيره وبدّله الله من الخوف أَمْناً. وتبديل الشيء: تغييره وإِن لم

تأْت ببدل. واستبدل الشيء بغيره وتبدَّله به إِذا أَخذه مكانه. والمبادلة:

التبادُل. والأَصل في التبديل تغيير الشيء عن حاله، والأَصل في الإِبدال

جعل شيء مكان شيء آخر كإِبدالك من الواو تاء في تالله، والعرب تقول للذي

يبيع كل شيء من المأْكولات بَدَّال؛ قاله أَبو الهيثم، والعامة تقول

بَقَّال. وقوله عز وجل: يوم تُبَدَّل الأَرْضُ غيرَ الأَرض والسمواتُ؛ قال

الزجاج: تبديلها، والله أَعلم، تسييرُ جبالها وتفجير بِحارها وكونُها مستوية

لا تَرى فيها عِوَجاً ولا أَمْتاً، وتبديل السموات انتثار كواكِبها

وانفطارُها وانشقاقُها وتكوير شمسها وخسوف قمرها، وأَراد غيرَ السموات

فاكتَفى بما تــقدم. أَبو العباس: ثعلب يقال أَبْدلت الخاتم بالحَلْقة إِذا

نَحَّيت هذا وجعلت هذا مكانه. وبدَّلت الخاتم بالحَلْقة إِذا أَذَبْتَه

وسوَّيته حَلْقة. وبدلت الحَلْقة بالخاتم إِذا أَذبتها وجعلتها خاتماً؛ قال

أَبو العباس: وحقيقته أَن التبديل تغيير الصورة إِلى صورة أُخرى والجَوْهرةُ

بعينها. والإِبدال: تَنْحيةُ الجوهرة واستئناف جوهرة أُخرى؛ ومنه قول

أَبي النجم:

عَزْل الأَمير للأَمير المُبْدَل

أَلا ترى أَنه نَحَّى جسماً وجعل مكانه جسماً غيره؟ قال أَبو عمرو:

فعرضت هذا على المبرد فاستحسنه وزاد فيه فقال: وقد جعلت العرب بدَّلت بمعنى

أَبدلت، وهو قول الله عز وجل: أُولئك يبدّل الله سَيِّئاتهم حسنات؛ أَلا

ترى أَنه قد أَزال السيئات وجعل مكانها حسنات؟ قال: وأَمَّا ما شَرَط

أَحمد بن يحيى فهو معنى قوله تعالى: كلما نَضِجَت جُلودُهم بدَّلناهم جُلوداً

غيرها. قال: فهذه هي الجوهرة، وتبديلها تغيير صورتها إِلى غيرها لأَنها

كانت ناعمة فاسودّت من العذاب فردّت صورةُ جُلودهم الأُولى لما نَضِجَت

تلك الصورة، فالجوهرة واحدة والصورة مختلفة. وقال الليث: استبدل ثوباً

مكان ثوب وأَخاً مكان أَخ ونحو ذلك المبادلة. قال أَبو عبيد: هذا باب

المبدول من الحروف والمحوّل، ثم ذكر مَدَهْته ومَدَحْته، قال الشيخ: وهذا يدل

على أَن بَدَلت متعدّ؛ قال ابن السكيت: جمع بَدِيل بَدْلى، قال: وهذا يدل

على أَن بَديلاً بمعنى مُبْدَل. وقال أَبو حاتم: سمي البدّال بدّالاً

لأَنه يبدّل بيعاً ببيع فيبيع اليوم شيئاً وغداً شيئاً آخر، قال: وهذا كله

يدل على أَن بَدَلت، بالتخفيف، جائز وأَنه متعدّ. والمبادلة مفاعلة من

بَدَلت؛ وقوله:

فلم أَكُنْ، والمالِكِ الأَجَلِّ،

أَرْضى بِخَلٍّ، بعدَها، مُبْدَلِّ

إِنما أَراد مُبْدَل فشدَّد اللام للضرورة، قال ابن سيده: وعندي أَنه

شدَّدها للوقف ثم اضطُرَّ فأَجرى الوصل مُجْرى الوقف كما قال:

ببازِلٍ وَجْناءَ أَو عَيْهَلِّ

واختار المالك على المَلك ليسلم الجزء من الخَبْل، وحروف البدل: الهمزة

والأَلف والياء والواو والميم والنون والتاء والهاء والطاء والدال

والجيم، وإِذا أَضفت إِليها السين واللام وأَخرجت منها الطاء والدال والجيم

كانت حروفَ الزيادةِ؛ قال ابن سيده: ولسنا نريد البدل الذي يحدث مع الإِدغام

إِنما نريد البدل في غير إِدغام. وبادَلَ الرجلَ مُبادَلة وبِدالاً:

أَعطاه مثل ما أَخَذَ منه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

قال: أَبي خَوْنٌ، فقيل: لالا

اَيْسَ أَباك، فاتْبَعِ البِدَالا

والأَبدال: قوم من الصالحين بهم يُقيم اللهُ الأَرض، أَربعون في الشام

وثلاثون في سائر البلاد، لا يموت منهم أَحد إِلا قام مكانه آخر، فلذلك

سُمُّوا أَبدالاً، وواحد الأَبدال العُبَّاد بِدْل وبَدَل؛ وقال ابن دريد:

الواحد بَدِيل. وروى ابن شميل بسنده حديثاً عن علي، كرم الله وجهه، أَنه

قال: الأَبدال بالشام، والنُّجَباء بمصر، والعصائب بالعراق؛ قال ابن شميل:

الأَبدال خِيارٌ بَدَلٌ من خِيار، والعصائب عُصْبة وعصائب يجتمعون فيكون

بينهم حرب؛ قال ابن السكيت: سمي المُبَرِّزون في الصلاح أَبدالاً لأَنهم

أُبْدِلوا من السلف الصالح، قال: والأَبدال جمع بَدَل وبِدْل، وجَمْع

بَدِيل بَدْلى، والأَبدال: الأَولياء والعُبَّاد، سُموا بذلك لأَنهم كلما

مات منهم واحد أُبدل بآخر.

وبَدَّل الشيءَ: حَرَّفه. وقوله عز وجل: وما بَدَّلوا تبديلاً؛ قال

الزجاج: معناه أَنهم ماتوا على دينهم غَيْرَ مُبَدِّلين. ورجل بِدْل: كريم؛

عن كراع، والجمع أَبدال. ورجل بِدْل وبَدَل: شريف، والجمع كالجمع، وهاتان

الأَخيرتان غير خاليتين من معنى الخَلَف. وتَبَدَّل الشيءُ: تَغَيَّر؛

فأَما قول الراجز:

فبُدِّلَتْ، والدَّهْرُ ذو تبدُّلِ،

هَيْفا دَبُوراً بالصَّبا والشَّمْأَلِ

فإِنه أَراد ذو تبديل.

والبَدَل: وَجَع في اليدين والرجلين، وقيل: وجع المفاصل واليدين

والرجلين؛ بَدِل، بالكسر، يَبْدَل بَدلاً فهو بَدِلٌ إِذا وَجِع يَديه ورجليه؛

قال الشَّوْأَل بن

نُعيم أَنشده يعقوب في الأَلفاظ:

فَتَمَذَّرَتْ نفسي لذاك، ولم أَزل

بَدِلاً نَهارِيَ كُلَّه حتى الأُصُل

والبَأْدَلة: ما بين العُنُق والتَّرْقُوَة، والجمع بآدل؛ قال الشاعر:

فَتىً قُدَّ السَّيْفِ، لا مُتآزفٌ،

ولا رَهِلٌ لَبَّاتُه وبآدِلُه

وقيل: هي لحم الصدر وهي البَأْدَلة والبَهْدَلة وهي الفَهْدَة. ومَشى

البَأْدَلة إِذا مَشى مُحَرِّكاً بآدله، وهي مِن مِشْية القِصار من النساء؛

قال:

قد كان فيما بيننا مُشاهَلَه،

ثم تَوَلَّتْ، وهي تَمْشي البَادَله

أَراد البَأْدَلة فَخَفَّف حتى كأَن وضعها أَلف، وذلك لمكان التأْسيس.

وبَدِل: شكا بَأْدَلته على حكم الفعل المَصُوغ من أَلفاظ الأَعضاء لا على

العامّة؛ قال ابن سيده: وبذلك قَضينا على همزتها بالزيادة وهو مذهب

سيبويه في الهمزة إِذا كانت الكلمة تزيد على الثلاثة؛ وفي الصفات لأَبي عبيد:

البَأْدَلة اللَّحمية في باطن الفخذ. وقال نُصير: البَأْدَلتان بطون

الفخذين، والرَّبْلتان لحم باطن الفَخذ، والحاذان لحم ظاهِرهما حيث يقع شعر

الذَّنَب، والجاعِرتان رأْساً الفخذين حيث يُوسَم الحمار بحَلْقة،

والرَّعْثاوان والثَّنْدُوَتان يُسَمَّينَ البآدل، والثَّنْدُوَتان لَحْمتان فوق

الثديين.

وبادَوْلى وبادُولى، بالفتح والضم: موضع؛ قال الأَعشى:

حَلَّ أَهْلي بَطْنَ الغَمِيس فَبادَوْ

لى، وحَلَّتْ عُلْوِيَّة بالسِّخَال

يروى بالفتح والضم جميعاً. ويقال للرجل الذي يأْتي بالرأْي السخيف: هذا

رأْي الجَدَّالين والبَدَّالين. والبَدَّال: الذي ليس له مال إِلا بقدر

مايشتري به شيئاً، فإِذا باعه اشترى به بدلاً منه يسمى بَدَّالاً، والله

أَعلم.

(ب د ل) : (الْبَدِيلُ) الْبَدَلُ وَمِنْهُ بَعَثَ بَدِيلًا لِغَزْوٍ عَنْهُ.
(بدل)
بَدَلا وجعته مفاصله أَو عِظَامه أَو يَدَاهُ وَرجلَاهُ وَيُقَال بدلت مفاصله وشكا بأدلته فَهُوَ بدل
(بدل) الشَّيْء غير صورته وَيُقَال بدل الْكَلَام حرفه وَبدل بِالثَّوْبِ الْقَدِيم الثَّوْب الْجَدِيد (بِإِدْخَال الْبَاء على الْمَتْرُوك) وَالشَّيْء شَيْئا آخر بدله مَكَان غَيره وَمِنْه جعله بدله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذا بدلنا آيَة مَكَان آيَة}
ب د ل

أبدله بخوفه أمناً وبدله مثله. وبدل الشيء: غيّره. وتبدلت الدار بإنسها وحشاً. واستبدلته وبادلته بالسلعة إذا أعطيته شروى ما أخذته منه. وتبادلا ثوبيهما. وهذا بدل منه وبديل منه، وهم أبدال منهم وبدلاء. وهذا بديل ما له عديل، ورب بدل شر من بدل وهو وجع العظام. أنشد أبو عمرو لابن نعيم:

وتمدرت نفسي لذاك ولم أزل ... بدلاً نهاري كله حتى الأصل

وهو من الأبدال أي الزهاد.

بدل


بَدَلَ(n. ac. بَدَاْل)
a. Changed, altered.
b. [Min
or
Bi], Exchanged.
بَدَّلَa. Changed, altered.
b. [Bi
or
Min], Exchanged.
c. Substituted.
d. Clad with.

بَاْدَلَa. Exchanged with.

أَبْدَلَa. see II (a) (b), (c).
تَبَدَّلَa. Received in exchange for.
b. Was altered, changed, exchanged.
c. Changed (clothes).
d. Decked (himself).
تَبَاْدَلَa. see III
إِسْتَبْدَلَa. Took as a substitute.

بَدْلَةa. Suit of clothes, change of dress.
b. Chasuble.

بِدْلa. see 4
بَدَل
(pl.
أَبْدَاْل)
a. Substitute, exchange.

بَدَاْل
a. [ coll. ]
see 4
بَدِيْلa. see 4
بَدَّاْلa. Seller of eatables.

N. Ac.
بَدَّلَ
&
a. IV, Permutation.

N. Ac.
تَبَاْدَلَ
a. Reciprocally.

بَدَل أَن
a. In place of, instead of.

بَدَلًا مِن
a. In exchange for.
ب د ل: (الْبَدِيلُ) الْبَدَلُ وَ (بَدَلُ) الشَّيْءِ غَيْرُهُ يُقَالُ: بَدَلٌ وَ (بِدْلٌ) كَشَبَهٍ وَشِبْهٍ وَمَثَلٍ وَمِثْلٍ. وَ (أَبْدَلَ) الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وَ (بَدَّلَهُ) اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْخَوْفِ أَمْنًا وَ (تَبْدِيلُ) الشَّيْءِ أَيْضًا تَغْيِيرُهُ وَإِنْ لَمْ يَأْتِ (بِبَدَلِهِ) وَ (اسْتَبْدَلَ) الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ وَ (تَبَدَّلَهُ) بِهِ إِذَا أَخَذَهُ مَكَانَهُ وَ (الْمُبَادَلَةُ التَّبَادُلُ) وَ (الْأَبْدَالُ) قَوْمٌ مِنَ الصَّالِحِينَ
لَا تَخْلُو الدُّنْيَا مِنْهُمْ إِذَا مَاتَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ أَبْدَلَ اللَّهُ تَعَالَى مَكَانَهُ بِآخَرَ قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الْوَاحِدُ (بَدِيلٌ) . 
ب د ل : الْبَدَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَالْبِدْلُ بِالْكَسْرِ وَالْبَدِيلُ كُلُّهَا بِمَعْنًى وَالْجَمْعُ أَبْدَالٌ وَأَبْدَلْته بِكَذَا إبْدَالًا نَحَّيْت الْأَوَّلَ وَجَعَلْت الثَّانِيَ مَكَانَهُ وَبَدَّلْته تَبْدِيلًا بِمَعْنَى غَيَّرْت صُورَتَهُ تَغْيِيرًا وَبَدَّلَ اللَّهُ السَّيِّئَاتِ حَسَنَاتٍ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولَيْنِ بِنَفْسِهِ لِأَنَّهُ بِمَعْنَى جَعَلَ وَصَيَّرَ وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ أَبْدَلَ بِالْأَلِفِ مَكَانَ بَدَلٍ بِالتَّشْدِيدِ فَعُدِّيَ بِنَفْسِهِ إلَى مَفْعُولَيْنِ لِتَقَارُبِ مَعْنَاهُمَا وَفِي السَّبْعَةِ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] مِنْ أَفْعَلَ وَفَعَّلَ وَبَدَّلْت الثَّوْبَ بِغَيْرِهِ أَبْدَلَهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَاسْتَبْدَلْته بِغَيْرِهِ بِمَعْنَاهُ وَهِيَ الْمُبَادَلَةُ أَيْضًا. 
[بدل] ط فيه: "الأبدال" بالشام، والنجباء بمصر، والعصائب بالعراق هم الأولياء والعباد. نه: جمع بدل كجمل وبدل كحمل كلما مات منهم واحد أبدل بآخر، ويم في "رجل". ط: أمر أصحابه أن "يبدلوا" الهدي يحتج به من منع ذبح دم الإحصار في الحل لأنهم أمروا بإبدال هدي ذبحوه عام الحديبية خارج الحرم. ولا يدعها أحد رغبة عنها إلا "أبدل" الله، قيل: هو مختص بمدة حياته صلى الله عليه وسلم، وقيل: بل عام أبداً. ويوم "تبدل" الأرض، التبديل التغيير أما في الذات كتبديل الدراهم بالدنانير، أو في الأوصاف كتبديل الفضة خاتماً، وتبديل الأرض على الثاني بأن تسير جبالها وتفجر بحارها وتسوى فلا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً، وتبديل السماء بانتشار كواكبها وكسوف شمسها، وخسوف قمرها، وانشقاقها، وقيل: تخلق بدلهما أرض وسماوات أخر. والظاهر أنها فهمت تغيير الذات، ولذا سألت فأين يكون الناس؟ وكذا جوابه بكونهم على الصراط أي الصراط المعهود عند المسلمين، أو جنس الصراط. قا: "يبدل الله" سيئاتهم حسنات بأن يمحق سوابق معاصيهم بالتوبة، ويثبت مكانها لواحق طاعاتهم أو يبدل ملكة المعصية بملكة الطاعة.
بدل: بَدَل، بَدَل القصاص: غيّره (بوشر).
وبَدَل الكاهن: لبس البدلة، نصرانية عامية (محيط المحيط).
بَدَّل (بالتضعيف) غيرَّ وحرّف (الكالا) يقال مثلا: بدّل الصورة: غيرها وحولها إلى أخرى. - ومسخ (الكالا) فهو مُبَدّل: مشوه، مسخ.
وتبديل: تشويه، مسخ، تحريف - وصفق الشراب نقله من إناء إلى آخر (الكالا) - وبدّل دينه: غيره وبالتالي أفسده (أبو الوليد 141) والفاعل لذلك: مُبَدِّل (أبو الوليد 137) - ومرق من الدين، وارتد (كرتاس 223).
وبدَّل مسكنه: تحول عنه (الكالا)، وفيه: تبدل المسكن: التحول عنه - والمعنى الذي ذكره فريتاج رواية عن رابسكه وهو: تبدل الشيء بشيء آخر غيره، موجود أيضاً عند ألكالا. - وبدّل ثيابه: لبس لباس الكهنوت (محيط المحيط) - وبدَّل اللون: غيَّره (شحب أو احمر) (ألكالا). - ومُبدَّل الوجه: مقنعه (الكالا) - وبدل الموضع: غيره (بوشر).
تبدل: يقال تبدل الشيء بالشيء: أخذه بدله ففي ألف ليلة 1: 44 مثلاً: والنوم من عيني تبدل بالسهر (النوم من عيني معناه نوم عيني) - كما يقال تبدل من الشيء بالشيء (معجم مسلم).
وفي عباد 1: 59 مثلاً:
تبدلت من عز ظل البنود ... بذل الحديد وثقل القيود
وتبدل الاتراح بالأفراح أو الأفراح بالاتراح على غفلة: تقلب الأحوال (بوشر).
وتبدل ثيابه: غيرها - وتبدل: تنكر، تخفى (بوشر) - وتبدل: لبس بدلة الكهنوت (محيط المحيط) - وتبدل تشوه وجهه وسمج (الكالا) - وتبدل فلان وفلان: لاط كل واحد منهما بالآخر (الكالا).
تبادل: تناوب وتعاقب، عمل بالنوبة (بوشر).
انبدل: تغير واستحالت هيئته (فوك، أبو الوليد 477) والانبدال وهو مصدر انبدل معناه استحالة الهيئة ومسخها (بوشر). ابتدل: أبدل الحروف، ففي أبو الوليد 132: ابتدال بعض الحروف ببعض، وفيه ص338 و 352: هذا الحرف يبتدل من صاحبه. وقد جاء هذا في مواضع أخرى منه، باين سميث 1286.
استبدل: بدل وأبدل، ويأتي بعدها المُبدَل مفعولاً وتلحق الباء بالبديل، ففي الثعالبي طبعة فالتون ص19: إنا خلعنا أباك وملكناك لتستبدل إساءته بإحسانك (انظر 34 رقم 4).
بَدَل: مساو، معادل، كفء (بوشر) - وانظر عن الأولياء المسمون بالابدال: زيشر 20: 38 رقم 50 ودى سلان ترجمة ابن خلطان 3: 98.
بَدْلَة: كسوة، حلة، وبهذه اللفظ يجب تبديل ما ذكرته في الملابس ص396 رقم 2 (انظر: لين 174. معجم متفرقات مادة بدن).
وبدلة الكاهن: حلته الكهنوتية (بوشر، محيط المحيط - وثوب، كساء (بوشر، همبرت 19).
وقد أخطأ دي غويه في معجم متفرقات حين فسر بهذا المعنى العبارتين اللتين نقلهما من ألف ليلة فالكلمة المذكورة فيهما تعني: حلة، كسوة كما يرد دائما في ألف ليلة ومعناها الصحيح هو الذي أشار إليه صاحب محيط المحيط.
ثم إن دي غويه قد أخطأ حين رأى أن ((بدنة)) هي صورة أخرى من ((بدلة)) وكان عليه أن يبدل ((بدنة)) ببدلة في النص الذي نشره. - والبديل من الدواب وهي كلاب أو خيل تبدل بها الكلاب أو الخيل المتعبة (بوشر).
بُدْلَة: حلة الكاهن، وهي ثوب بلا كمين يرتديه الكاهن عند إقامة القداس (برجرن).
بَدال: هي في كلام عامة مصر والشام بمعنى بَدَل وهو العوض والخلف والقائم مقام الشيء (بركهارت أمثال رقم 143، وبوشر، محيط المحيط).
بديلة = بديل (أبو الوليد 803، باين سميث 1289 - والزوجة تخلف أخرى (محيط المحيط).
بادلان: هي تماما الكلمة الإيطالية Potella وهو ضرب من المحار يؤكل وتشبه صدفته الصحن. وقد كتبها باجني 93 بَدَلا badalà وبالإيطالية patella وفي معجم بوشر: بادلان: محار ( huître) .
إبدال: وضع شيء بدل شيء واتخاذه عوضاً منه (بوشر).
تَبْدِيل: تنكر، تغيير الزي والهيئة (بوشر).
مُتَبدل: قابل التحول والتغير (الكالا).
[ب د ل] بِدْلُ الشَّيْ، وبَدَلُه وبَدِيلُه: الخَلَفُ مِنْه، والجَمْعُ أَبْدالٌ، قال سيبويه: إِنَّ بَدَلُكَ زَيْداً: أَي مَكانَكَ، قال: وإنْ جَعَلْتَ البَدَلَ بمَنْزِلَةِ البَدِيلِ قُلْتَ: إِنَّ بَدَلَكَ زَيْدٌ، أي إنًَّ بَدِيلَكَ زَيْدٌ، قالَِ: ويَقُولُ الرَّجُلُ للرَّجُل: أذْهَبْ مَعَك بفُلانٍ، فَيقُول: مَعِي رُجُلٌ بَدَلَهُ، أي رَجُلٌ يَغْنِي غَناءَه ويَكُونُ في مكانِه. وتَبَدَّلَ الشَّيْءَ، وتَبَدَّلَ بِه، واسْتَبْدَلَه، واسْتَبْدَلَ بهِ، كُلُّه: اتَّخَذَ مِنْهُ بَدَلاً. وأَبْدَلَ الشّيْءَ من الشَّيْءَ، وبَدََّلَهُ: تَخِذَهُ مِنْهُ بَدَلاً. وقولُه تَعالَى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضَ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّمَاوَتُ} [إبراهيم: 48] . قالَ الزَّجّاجُ: تَبْدِيلُها والله أَعلم؛ تَسْيِيرُ جِبالِها، وتَفْجِيرُ بِحارِها، وكَوْنُها مُسْتَوِيَةً لا تَرَى فِيها عَوَجاً ولا أَمْتاً. وتَبْدِيلُ السَّماواتِ: انْتِثارُ كَواكِبِها، أو انْفِطارُها وانْشَقاقُها، وتَكْوِيرُ شَمْسِها، وخُسُوفُ قَمَرِها، وأرادَ غَيْرَ السَّماواتِ، فاكْتَفَى بما تَــقَدَّمَ. وقولُه

(فلَمْ أَكُنْ والمالِكِ الأَجَلِّ ... )

(أَرْضَى بخِلٍّ بَعْدَها مُبْدَلِّ ... )

إِنَّما أرادَ مُبْدَل، فشَدِّد للضَّرُورِة، وعِنْدِي أَنَّه شَدَّدَهُ للوقَفِْ، ثم اضْطُرَّ فأجْرَى الوَصْلَ مُجُرَى الوَقْفِ، كما قالَ:

(ببازِلٍ وجْناءَ أو عَيْهَلِّ ... )

واخْتارَ المِالكَ على المِلِكِ ليَسْلَمَ الجُزْءُ من الخَبْلِ. وحُرُوفُ البَدَلِ: الهَمْزَةُ والأَلِفُ والياءُ والواوُ، والميمُ، والنُّونُ، والتّاءُ، والهاءُ، والطّاءُ، والدّالُ، والجِيمُ، وإِذا أَضَفْتَ إِليها السِّينَ، واللاَّمَ، وأَخْرَجْتَ منها الطّاءَ، والدّالَ، والجِيمَ كانَتْ حُرُوفَ الزِّيادِةَ، ولَسْنَا نُرِيدُ البَدَلَ الَّذَي يَحْدُثُ معَ الإدْغامِ، إِنَّما نُرِيدُ البَدَلَ في غَيْرِ الإدْغام. وبادَلَ الرَّجُلَ مُبادَلَةً، وبِدالاً: أَعْطِاهُ مِثْلَ ما أَخَذَ مِنْهُ، أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيٍّ: (قالَ أَبِي خَوْنٌ فِقِيلَ: لاَ لاَ ... )

(لَيْسَ أَباكَ فابْتَغِ البِدَالاَ ... )

والأَبْدال: قَوْمٌ بهم يُقِيمُ اللهُ الأَرْضَ، وهم سَبْعُونَ: أَرْبَعُونَ في الشّامِ، وثَلاثُونَ في سائِرِ البِلاِد، لا يَمُوتُ منهم أَحَدٌ إِلا قامَ مكانَةُ آخَرُ، فلذِلكَ سُمُّوا أَبْدالاً. وبَدَّلَ الشَيْءَ: حَرَّفَةُ. وقولُه تَعالَى: {وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب: 23] قال الزَّجّاجُ: معناهُ أَنَّهُم ماتُوا على دِينِهِمْ غيرَ مَبدِّبلينَ. ورَجُلٌ بَدْلٌ: كَرِيمُ، عن كُراع، والجَمْعُ: أَبْدالٌ. ورَجُلٌ بِدْلٌ وبَدَلٌ: شَرِيفٌ، والجَمْعُ كالجَمْعِ، وهاتانِ الأَخِيرتَانِ عِنْدِي غيرُ خالِيَةٍ من مَعْنَى الخَلَفِ. وتَبَدَّلَ الشَّْيْءُ: تَغَيَّرَ. فأَمّا قولُ الراجِزِ:

(فبُدِّلَتْ والدَّهْرُ ذًو تَبَدُّل)

(هًَيْفَا دَبُوراً بالصَّبَا والشَّمْأَلِ ... )

فإِنَّه أرادَ: ذُو تَبدِيلٍ. والبَدَلُ: وَجَعُ المَفاصِلِ واليَدْينِ والرِّجْلَِيْنِ، بَدِلَ بَدَلاً، فهو بَدِلٌ، قال شَوّالُ بنُ نَعَيْمٍ، أَنْشَدَه يِعْقُوبُ في الأَلْفاظِ:

(فَتَمّذرَتْ نَفْسِي لذِاكَ ولَمْ أَزَلْ ... بِدِلاً نَهارِي كُلَّه حَتّى الأُصُل ... )

والبأدلة: ما بَيْنَ العُنُقِ والتَّرْقُوِة، وقِيلَ: هي لَحْمُ الصَّدْرِ. ومَشَى البَأْدَلَةَ: إذا مَشَى مُحْرِّكاً بَآدِلَهُ، وهي مِنْ مِشْيَةِ القِصارِ من النِّساءِ، قالَ:

(قَدْ كانَ فِيماَ بَيْنَنا مُشاهَلَه ... )

(ثُمَّ تَوَلَّتْ وهي تمشْى البَادَلَهْ ... )

أرادَ: البَأْدَلَةَ فخَفَّفَ، حَتّى كأَنَّ وَضْعَها أَلِفٌ، وذلكَ لمَكانِ التَّأْسِيسِ. وبَدِلَ: شَكَا بَأْدَلَتَه، على حَكْمِ الفِعْلِ المَصُوغِ من أَلْفاظِ الأَعْضاءِ، لا عَلَى العامَّةِ، وبذِلكَ قَضَيْنا على هَمْزِتِها بالزِّيادَةِ، وهو مَذْهَبُ سِيبَويْهِ في الهَمْزَةِ إذا كانَت الكَلِمَةُ تَزِيدُ على الثّلاثَةِ. وبادَوْلَى، وبادُولَى - بالفتح والضم _: مَوْضعٌ، قالَ الأَعْشَى:

(حَلَّ أَهْلِي بَطْنَ الغَمِيسِ فَبادَوْ ... لَي وحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ بالسِّخالِ)

يُرْوَى بالفتحِ والضَّمِّ جميعاً.

بدل

1 بَدَلَ, inf. n. بَدَالٌ: see 2, in three places.2 تَبْدِيلٌ properly signifies [The changing, or altering, a thing; or] the changing, or altering, the form, or fashion, or semblance, or the quality, or condition, [of a thing,] to another form, &c., while the substance remains the same; (Th, T, TA;) or the changing a thing from its state, or condition; (Ibn-'Arafeh, TA;) or the changing a thing without substitution: (S:) but the Arabs have used it also in the sense of ↓ إِبْدَالٌ, (Mbr, T, TA,) which signifies [the changing a thing by substitution; exchanging it; replacing it with another thing; or] the removing, or displacing, the substance [of a thing], and introducing anew another substance. (Th, T, TA.) You say, بَدَّلْتُهُ, inf. n. تَبْدِيلٌ, (M, * Msb, K,) meaning I changed it, or altered it; (M, K) or I changed, or altered, the form, or fashion, or semblance, or the quality, or condition, of it; (Msb;) as in the phrase, بَدَّلْتُ الخَاتَمَ بِالحَلْقَةِ [I changed, or altered, the signet-ring into the simple ring], said when one has melted the former and made of it a simple ring; (Fr, T, TA;) and بَدَّلَ اللّٰهُ السَّيِئَّاتِ حَسَنَاتٍ [God changed the evil deeds into good deeds]; the verb being doubly trans. by itself because it has the meaning of جَعَلَ and صَيَّرَ. (Msb. [But see what follows.]) ↓ أَبْدَلْتُهُ بِكَذَا, [in the S, أَبْدَلْتُ الشَّىْءَ بِغَيْرِهِ, without explanation,] inf. n. إِبْدَالٌ, [I changed it by substituting for it such a thing, or exchanged it for such a thing, or replaced it with such a thing,] is said when one has removed the first, and put the second in its place; (Msb;) as in the phrase, أَبْدَلْتُ الخَاتَمَ بِالحَلْقَةِ [I changed the signet-ring by substituting for it the simple ring; exchanged the signet-ring for the simple ring; or replaced the signet-ring with the simple ring]; said when one removes the one, and puts the other in its place: (Fr, T, TA:) and this verb is also made doubly trans. by itself, like بَدَّلْتُ, (Msb,) which is used in the sense of أَبْدَلْتُ [as shown above]; (Mbr, T, TA;) for instance, where it is said, [in the Kur lxvi. 5,] عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ

أَزْوَجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ [May-be, his Lord, if he divorce you, will give him in exchange wives better than you]; accord to one reading, يُبَدِّلَهُ (Msb.) An ex. of the latter of these two verbs in the sense of the former is the saying in the Kur [xxv. 70], يُبَدِّلُ اللّٰهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَاتٍ [God will change their evil deeds by substituting for them good deeds]; i. e. will cancel the evil deeds and put in their place good deeds: but in the saying in the Kur [iv. 59], كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا [Whenever their skins are thoroughly burned, we will change the condition thereof to them into the condition of other skins], the meaning is, that the first condition of their skins shall be restored; so that the substance is one, but the condition is different. (Mbr, T, TA.) You say also, بَدَّلَهُ اللّٰهُ مَنَ الخَوْفِ أَمْنًا [God gave him in exchange for fear, or in lieu of fear, security]. (S.) [and بَدَّلَهُ بِهِ كَذَا He gave him in exchange for it, or in lieu of it, such a thing: see Kur xxxiv. 15.

And بدّل مَكَانَهُ كَذَا He gave in exchange for it, or in lieu of it, such a thing: see Kur vii. 93 and xvi. 103.] بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوْءٍ, in the Kur [xxvii. 11], means He hath done good [by way of exchange after evil]; i. e., repented; (Jel;) or بَدَّلَ ذَنْبُهُ بِالتَوْبَةِ [hath exchanged his sin for repentance]. (Bd.) تَبْدِيلٌ and ↓ إِبْدَالٌ both signify The act of exchanging [a thing for another thing]; or making [a thing] to be a substitute [for another thing]; (KL, PS;) and so does ↓ بَدَالٌ. (KL.) You say, بدّل الشَّىْءَ مِنَ الشَىْءِ, (M, K, *) and مِنْهُ ↓ ابدلهُ, i. e. اِتَّخَذَهُ مِنْهُ بَدلًا [here meaning He exchanged the thing for the thing; or, more literally, he made the thing a substitute for the thing]. (M, K. [In the text of the former of these, as given in the TT, instead of اِتَّخَذَهُ, I find تَخِذَ (a dial. var. of اِتَّخَذَ) without the affixed pronoun, which is meant to be understood or is omitted inadvertently by the transcriber: and here it should be observed, that the explanation which I have rendered as above admits of another meaning, namely, أَخَذَهُ مِنْهُ بَدَلًا

“he took it as a substitute for it:” in the M, immediately before, أَخَذَهُ مِنْهُ بَدَلًا is given as the explanation of the phrases تبدّل الشَّىْءَ and بِالشَّىْءِ, and استبدلهُ and بِهِ: see 10.]) You say also, الثَّوْبَ بِغَيْرِهِ ↓ بَدَلْتُ, aor. ـُ [inf. n. بَدَالٌ, mentioned and explained above, I exchanged the garment, or piece of cloth, for another; or made it to be a substitute for another;] and ↓ اِسْتَبْدَلْتُهُ بِغَيْرِهِ signifies the same. (Msb. [But the latter phrase has more frequently another meaning, explained below: see 10.]) [↓ ابدلهُ in the phrases ابدلهُ كَذَا as meaning He changed it into, or substituted for it, such a thing, and ابدلهُ مِنْ كَذَا as meaning he changed it from, or substituted it for, such a thing, is more common than بدّله, which is used in the same sense; as ↓ بَدَلَهُ is also; for] AO applies the term ↓ مَبْدُولٌ [in lieu of the more common term ↓ مُبْدَلٌ] to a letter that is changed from another letter, as in مَدَهْتُهُ for مَدَحْتُهُ; and this shows that بَدَلْتُ is trans. [and signifies I changed, &c.]. (Az, TA.) 3 مُبَادَلَةٌ and ↓ تَبَادَلٌ signify the same, (S,) namely, The act of exchanging with another or others. (PS.) You say, بادلهُ, inf. n. مُبَادَلَةٌ and بِدَالٌ [in the CK erroneously written with fet-h to the ب], He exchanged, or made an exchange, with him; or] he gave him the like of that which he took, or received, from him; (IDrd, * M, K;) for instance, a garment, or piece of cloth, in the place of another; (Lth, T, Msb, * in explanation of the former inf. n.;) and a brother in the place of a brother. (Lth, T.) And ↓ تَبَادَلَا They exchanged, or made an exchange, each with the other; or each gave to the other the like of that which he took, or received, from him. (TA.) نُبَادِلُهْ, ending a verse of El-Kulákh, means for whom we would take a substitute: El-Marzookee says, it is for نُبَادِلُ بِهِ النَّاسَ [for whom we would make an exchange with the people]; the preposition being suppressed. (Ham p. 465.) 4 ابدلهُ, inf. n. إِبْدَالٌ: see 2, in five places.5 تبدّل It (a thing, M) became changed, or altered. (M, K.) b2: In the saying of the rájiz, فَبُدِّلَتْ وَالدَّهْرُ ذُو تَبَدُّلِ the meaning is, ذو تَبْدِيل [i. e. the meaning of the whole is, And, or but, she was changed, or altered; for time has the property of changing, or altering]. (M.) A2: See also 10, in three places.6 تَبَاْدَلَ see 3, in two places.10 استبدل الشَّىْءَ and بِالشَّىْءِ, and ↓ تبدّلهُ and بِهِ, (M, K, *) He took a substitute, or a thing in exchange, for the thing. (M.) You say, استبدل الشَّىْءَ بِغَيْرِهِ, and بِهِ ↓ تبدّلهُ, He took the thing [as a substitute, or in exchange, for another; or] in the place of another. (S.) And استبدل ثَوْبًا مَكَانَ ثَوْبٍ [He took a garment, or piece of cloth, in the place, or in lieu, of a garment, &c.]; and أَخًا مَكَانَ أَخٍ [a brother in the place, or in lieu, of a brother]. (Lth, T.) It is said in the Kur [ii. 58], أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوَ خَيْرٌ Will ye take in exchange that which is worse for that which is better? (Jel. [See also other exs. in the Kur ix. 39 and xlvii. last verse.]) and الكُفْرَ بِالْإِيمَانِ ↓ مَنْ يَتَبَدَّلِ [Whoso adopteth infidelity in lieu of faith]. (Kur ii. 102. [See also other exs. in the Kur iv. 2 and xxxiii. 52.]) b2: See also 2, last sentence but one.

بِدْلٌ: see the next paragraph, in four places.

بَدَلٌ and ↓ بِدْلٌ, (Fr, T, S, M, Msb, K,) like مَثَلٌ and مِثْلٌ, and شَبَهٌ and شِبْهٌ, (Fr, T, S,) and نَكَلٌ and نِكَلٌ, the only other instances of the kind, i. e. of words of both these measures, that have been heard, accord. to AO, (S, TA, [but in one copy of the S, I find A'Obeyd,]) and ↓ بَدِيلٌ (S, M, Mgh, Msb, K,) all signify the same; (S, M, Msb, K;) namely, A substitute; a thing given, or received, or put, or done, instead of, in place of, in lieu of, or in exchange for, another thing; a compensation; syn. خَلَفٌ, (M, K,) and عِوَضٌ: (Kull:) بَدَلُ الشَّىْءِ [and البَدَلُ مِنَ الشَّىْءِ] and ↓ بِدْلُهُ ↓ بَدِيلُهُ meaning الخَلَفُ مِنْهُ [the substitute for the thing; &c.]; (M, K;) i. e., another thing: (S:) pl. أَبْدَالٌ, (IDrd, Msb, K,) which, as pl. of ↓ بَدِيلٌ, has few parallels. (IDrd, TA.) Sb says, [making a distinction between بَدَلٌ and ↓ بَدِيلٌ,] you say, إِنَّ بَدَلَكَ زَيْدٌ, i. e. Verily Zeyd is in thy place: but if you put بَدَل in the place of بَدِيلِ, you say, إِنَّ بَدَلَكَ زَيْدٌ, i. e. ↓ إِنَّ بِدَيلَكَ زَيْدٌ [Verily thy substitute is Zeyd]: and a man says to another, Go thou with such a one; and he replies, مَعِىَ رَجُلٌ بَدَلُهُ, i. e. With me is a man who stands in his stead, and is in his place, or who will stand &c. (M.) You say also, بَلَ كَذَا [and بَدَلًا مِنْ كَذَا], meaning Instead of, in the place of, in lieu of, or in exchange for, such a thing. (Kull.) [And بَدَلَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا Instead of thy doing thus.] b2: الأَبْدَالُ (IDrd, S, M, K, &c.) and البُدَلَآءُ (TA) [The Substitutes, or Lieutenants;] certain righteous persons, of whom the world is never destitute; when one dies, God substituting another in his place: (S:) certain persons by means of whom God rules the earth; (M, K;) consisting of seventy men, (IDrd, M, K,) according to their assertion, of whom the earth is never destitute; (IDrd, TA;) forty of whom are in Syria, and thirty in the other countries; (IDrd, M, K;) none of them dying without another's supplying his place, (M, K,) from the rest of mankind; (K;) and therefore they are named ابدال: (M:) accord. to Abu-lBakà, as stated by El-Munáwee, it seems that they meant [by this appellation] the substitutes and successors of the prophets; and accord. to some, they were seven, neither more nor fewer, by means of whom God takes care of the seven climates; one being successor of Abraham (ElKhaleel), and to him pertains the first climate; the second, of Moses (El-Keleem); the third, of Aaron; the fourth, of Idrees; the fifth, of Joseph; the sixth, of Jesus; and the seventh, of Adam: (TA: [in which is also mentioned a treatise denying their existence, and disapproving of the assertion that by means of them God takes care of the earth:]) the sing. is بَدَلٌ and ↓ بِدْلٌ, (T,) or ↓ بَدِيلٌ. (IDrd, S.) b3: حُرُوفُ البَدَلِ (M, K) The letters of substitution; those which are substituted for other letters; not those which are substituted in consequence of idghám. (M.) [The letters included under this appellation differ accord. to different authors: see De Sacy's Gram. Ar.

2nd ed. i. 33.] b4: ↓ بِدْلٌ (Kr, M, K) and بَدَلٌ (M, K,) applied to a man, also signify Generous, and noble: (Kr, * M, K:) and used in these senses, [says ISd,] they are, in my opinion, not devoid of implication of the meaning of a substitute: (M:) the pl. is أَبْدَالٌ (M, K.) بَدِيلٌ: see بَدَلٌ, in six places بَدَّالٌ A seller of eatables (A Heyth, T, K) of every kind: thus he is called by the Arabs; (A Heyth, T;) because he changes one sale for another; selling one thing to-day and another to-morrow: (AHát, TA:) the vulgar say, بَقَّالٌ. (A Heyth, T, K.) b2: Also One who has no more property than is sufficient for his purchasing one thing, and who, when he sells this, buys another thing in exchange for it. (TA in art. جدل.) [Hence,] هٰذَا رَأْىُ الجَدَّالِينَ وَالبَدَّالِينَ is a phrase used as meaning This is flimsy opinion. (TA in the present art. and in art. جدل, [but in the latter without the و,] on the authority of AHeyth.) مُبْدَلٌ: see 2.

مَبْدَلٌ: see 2.
بدل
أبدلَ يُبدل، إبْدالاً، فهو مُبدِل، والمفعول مُبدَل
• أبدلَ الثَّوبَ وغيرَه:
1 - غيّره.
2 - جعله عوضًا عن شيء " {وَلاَ مُبْدِلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ} [ق]- {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ".
• أبدلَ الكتابَ بالقصَّة: أخذه عوضًا عنها وخلفا لها (بإدخال الباء على المتروك) "كيف تبدلون الخبيث بالطيّب؟ ". 

استبدلَ يستبدل، استبدالاً، فهو مُستبدِل، والمفعول مُستبدَل
• استبدلَ الثَّوبَ: أبدله، غيَّره "استبدل شقَّتَه/ ملابسَه-
 {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ}: جعله عوضًا عنه" ° البضاعة المَبيعة لا تُرَدّ ولا تُستبدل: عبارة تُكتب غالبًا على محلات البيع والشراء.
• استبدلَ الشَّيءَ بالشَّيء: بدّله به وأخذه عوضًا عنه (بإدخال الباء على المتروك) "استبدل العفوَ بالعقاب- {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} ". 

انبدلَ ينبدل، انبدالاً، فهو مُنبدِل
• انبدلَ الشَّخصُ: تغيّر واستحالت هيئته "انبدل حاله إلى الأحسن". 

بادلَ يبادل، مُبادلةً وبِدالاً، فهو مُبادِل، والمفعول مُبادَل
• بادلَ الشَّخصَ الشَّيءَ: أعطاه مثل ما أخذ منه "بادله شعورَه/ الحبَّ".
• بادلَ ذهبًا بفضَّة: أخذه بَدَلَها. 

بدَّلَ يبدِّل، تَبْديلاً، فهو مُبدِّل، والمفعول مُبدَّل
• بدَّلَه اللهُ صديقًا خيرًا من شقيقه: جعل له صديقًا عوضًا عن أخيه " {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [ق] ".
• بدَّلَ الأثاثَ: غيّر صُورَتَهُ " {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ} ".
• بدَّلَ الكلامَ: حَرّفه، غيّره "يبدّل وجهَ الحقيقة- {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللهِ} ".
• بدَّلَ الكتابَ بالنُّقود: أبدله بها، أخذه عوضًا لها (بإدخال الباء على المتروك) "بدّل سيارةً جديدةً بالسيارة القديمة".
• بدَّلَ العملَ من الرَّاحة: جعله بدلاً منها وعِوضًا عنها. 

تبادلَ يتبادل، تبادُلاً، فهو مُتبادِل، والمفعول مُتبادَل
• تبادلَ الشَّخصان الهدايا ونحوَها: بادلوها بينهما، أخذ كلّ منهما هدايا الآخر "كنَّا نتبادل الرسائل ثم انقطعت الصِّلة بيننا- بينهما صَداقة وثِقة مُتبادَلة- تبادلا التَّحيَّة" ° تبادلته الأيدي: انتقل من شخص إلى آخر.
• تبادلَ الرَّأيَ مع زملائه: تشاور معهم "تبادل الزَّعيمان وجهات النظر حول الأوضاع الرّاهنة". 

تبدَّلَ يتبدّل، تبدُّلاً، فهو مُتبدِّل، والمفعول مُتبدَّل (للمتعدِّي)
• تبدَّلَ الوضعُ: تغيّر وتحوّل "تبدَّلتْ الأوضاعُ الاقتصاديّة بعد ثورة يوليو".
• تبدَّلَ الكتابَ بالقصَّة: أبدله بها، أَخَذَهُ بَدَلاً منها وعوضًا عنها (بإدخال الباء على المتروك) "تبدَّلتُ الكتابَ الجديد بالكتاب الممزّق- {وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيل} - {وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} ". 

أبْدال [جمع]: مف بَدَل وبَديل:
1 - قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم، فإذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر.
2 - (سف) لقب يُطلق عند الصوفية على مَن يُفوَّض إليه أمرُ أتباعه بعد موته، أو لقب يطلقه الصوفيون على رجال الطبقة من مراتب السُّلوك عندهم. 

إبْدال [مفرد]: مصدر أبدلَ.
• الإبْدال: (نح {إقامة حرف مكان حرف آخر لعلَّة ما، كقولنا} اصطَبَر) بَدَلاً من (اصتَبَر). 

استبدال [مفرد]: ج استبدالات (لغير المصدر):
1 - مصدر استبدلَ.
2 - (رض) خروج لاعب من الملعب ونزول آخر ليحل محلَّه "أجرى الفريقان عددًا من الاستبدالات". 

استبداليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبدال.
2 - مصدر صناعيّ من استبدال: نزعة ترمي إلى تغيير الحقائق أو تزييفها "وقف المؤرخون موقفًا حاسمًا من الاستبداليّة التي تجرد التاريخ من الحقائق الواقعيّة". 

بِدال [مفرد]: رافعة تعمل بالــقدم لتشغيل آلة كالمِخْرطة أو الدرّاجة، أو لتغيير النَّغم في آلة موسيقيّة. 

بَدّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من بدَّلَ ° بَدَّالُ سُرْعة: قطعة من آلة أو مجموعة مُسنَّنات تُستعمل لتغيير السرعة.
2 - بائع الأطعمة المحفوظة والسكر والصابون ونحوها والشّائع (بقَّال). 

بَدَل [مفرد]: ج أبْدال وبَدَلات:
1 - عِوض، خَلَف، مُقابِل "بدَل نقديّ- {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} " ° بدلاً من/ بدلاً عن: عِوَضًا عن.
2 - مبلغ من المال أو أجر يُدْفع عِوضًا عن شيء أو خدمة "دفعتُ بدل اشتراك في جريدة قومية- أخذ من عَمَلِه بدل سكن وبدل سفر وبدل انتقال".
3 - (نح) تابعٌ مقصود دون متبوعه، وهو تابع ما قبله في الإعراب. 

بَدْلَة [مفرد]: ج بَدَلات وبَدْلات وبِدَل: بَذْلة، ثوب يُلبس خارج المنزل ويتكوّن عادةً من قطعتين أو ثلاث قطع "اشترى بَدْلَة جاهزة من المَتْجَر" ° بَدْلَة السَّهرة: ثوب خاصّ يُلبس في السهرات- بَدْلَة الشُّغل: ثوب يَلْبسه العامل في أثناء العمل- بَدْلَة تدريب: ثوب خاصّ بالتدريب- بَدْلَة عسكريّة: ثوب خاصّ بالجيش. 

بَدَلِيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَدَل.
2 - مصدر صناعيّ من بَدَل: تعويض للجرحى من العمَّال أو الجنود "تعويضات بَدَليَّة".
3 - معاش تعويضيّ عن إصابة بجروح.
4 - نظام كان متّبعًا في الجيش المصريّ للإعفاء من التجنيد مقابل دفع مبلغ معيّن من المال. 

بَديل [مفرد]: ج أبْدال وبَدَائِلُ وبُدَلاءُ، مؤ بَديلة، ج مؤ بَديلات وبَدَائِلُ وبُدَلاءُ:
1 - بَدَل، عِوَض أو خَلَف أو خيار "هذا اللاعب بَدِيل عن اللاعب المُصاب- لا بديلَ عن السلام سوى الحرب" ° أُستاذ بديل: مساعد عِوَض- دائن بديل: شخص ثالث وَفّى دائنًا دينه وحل محلّه في حقوقه على المديون- دواء بديل: دواء مأخوذ عِوضًا عن غيره- عضو بديل: الذي يحل محل آخر- قطعة بديل: غيار.
2 - (فن) مَن يؤدِّي كلامَ مُمَثِّل آخر أو يقوم ببعض أدواره في عمل سينمائيّ.
3 - (كم) ذرة أو مجموعة ذرّات تحلّ محلّ ذرّة أخرى أو مجموعة من الذرّات في جزيء مركّب ما. 

بَديلة [مفرد]: ج بديلات وبَدَائِلُ:
1 - قطعةٌ مِن نَمَط القطعة التالِفة في السِّلع والآلات يُستعاض بها عنها "رُكِّبتْ بَدائل للسَّيَّارة عند تجديدها".
2 - زوجة تخلف أخرى.
• الموادُّ البَديلة: موادّ تُصنع عِوضًا عن الموادّ الطّبيعيّة، كالألياف الصِّناعيّة والمطَّاط الصِّناعيّ وغيرهما. 

تبادُل [مفرد]:
1 - مصدر تبادلَ ° تبادُل خواطر: شعور باشتراك في الفكر، وتناقل الأفكار من عقل إلى آخر على بُعد بغير الوسائل الحسّيّة المعروفة.
2 - تعاطِي شيء بشيء "تبادل الخدمات/ إطلاق النار/ الاتهام/ الشتائم/ دبلوماسيّ" ° تبادُل الأسرى: اتفاق بين جَيْشَيْن لتسليم أسرى كل منهما إلى الآخر- تبادُل ثقافيّ/ تبادُل تجاريّ/ تبادُل اقتصاديّ: تبادل بين دولتين أو أكثر في مجالات الثقافة والتجارة والاقتصاد.
• سعر التَّبادُل: (قص) قيمة تبديل عملة بأخرى? تبادُل العملات الأجنبيَّة: تبديل عملة بأخرى- تبادُل حُرّ: تجارة حُرَّة بين دول لا تخضع لأي حظر أو رسوم جمركيّة.
• التَّبادلُ الأيّونيّ: (كم) تفاعل كيميائيّ معكوس بين مادَّة صلبة ومزيج سائل، يتمُّ خلاله تبادُل الأيّونات، يستخدم في فصل النَّظائر المُشعَّة. 

تبادُليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تبادُل: "خدمات/ نشاطات/ صفقات تبادليّة".
2 - مصدر صناعيّ من تبادل: قابليّة الأخذ والعطاء بين طرفين أو أكثر بحيث تتحقَّق المنفعة لكليهما.
3 - (نف) مبدأ يشير إلى أن الأفعال الطَّيّبة يجب أن يقابلها أفعال مناظرة لها في الطّيبة. 

تَبَدُّل [مفرد]: ج تَبدُّلات (لغير المصدر):
1 - مصدر تبدَّلَ.
2 - (كم، حي، طب) استحالة مادة إلى مادة أخرى بفعل كيماويٍّ أو طبيعيٍّ، كاستحالة سُكَّر القصب إلى سُكَّر عنب، وكاستحالة النسيج الضامّ إلى النسيج العضليّ في نشأة الجنين. 

تَبَدُّليَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من تَبَدُّل: لا استِقْراريَّة، اسم يُطلَقَ على ما هو معرّض أو قابل للتغيُّر والتحوّل "تبدُّليَّة ظروف الحياة المعاصرة". 

تبديل [مفرد]: مصدر بدَّلَ ° تبديل العملات: تغييرها- تبديل دم: عملية يُستعاض بها عن دم شخص بدم أفراد آخرين من فئة الدم ذاتها- حجرة التَّبديل: حجرة مزوَّدة بخزائن، كحجرات الألعاب الرِّياضيَّة حيث تُبدّل الثِّيابُ وتُحفظ أدواتُ الرِّياضة. 

مبادلة [مفرد]:
1 - مصدر بادلَ.
2 - تبادل، مقايضة "مبادلات تجاريّة: تبادل في مجال التِّجارة- مبادلة حرّة: تبادُل حُرّ،
 حريَّة تجارة". 

مُبدِّل [مفرد]: اسم فاعل من بدَّلَ.
• مُبدِّل أسطوانات: أداة في الفونوغراف تُنزل الأسطوانات آليًّا الأسطوانة تلو الأخرى إلى القرص الدائر. 

مُبدِل [مفرد]: اسم فاعل من أبدلَ.
• مُبدِل أسطوانات: أداة في الفونوغراف تُنزل الأسطوانات آليًّا الأسطوانة تلو الأخرى إلى القرص الدائر. 
بدل
بَدَلُ الشّيءِ، مُحَرَّكةً، وبالكسرِ لُغتان، مِثْل شَبَهٍ وشِبهٍ، ومَثَلٍ ومِثْلٍ، وَنَكَلٍ ونِكْلٍ، قَالَ أَبُو عُبيدة: وَلم نسْمع فِي فَعَلٍ وفِعْلٍ غيرَ هَذِه الأحْرُف. بَدِيلٌ كأمِيرٍ: الخَلَفُ مِنه وَهُوَ غيرُه. ج: أَبْدالٌ أمّا المُحَرَّكُ والمكسورُ فَظَاهِرٌ كجَبَلٍ وأَجبالٍ، ومَثَلٍ وأَمْثالٍ، وأمَّا جَمعُ بَدِيلٍ، فَهُوَ قلَيلٌ، إِذْ لَيْسَ فِي كَلَامهم فَعِيلٌ وأَفعْالٌ مِن السالِم، إلاَّ أَحْرُفٌ، وَهِي شَرِيفٌ وأَشْرافٌ، ويَتِيمٌ وأَيْتامٌ، وفَنِيقٌ وأَفْناقٌ، وبَدِيلٌ وأَبْدالٌ، قَالَه ابنُ دُرَيْد. قلت: وَكَذَلِكَ شَهِيدٌ وأَشْهادٌ. وتَبَدَّلَهُ، وبهِ، واسْتَبدَلَه، وبهِ، وأَبْدَلَهُ مِنه بغَيرِه وَبَدّلَهُ مِنه: اتَّخَذَه مِنه بَدَلاً. قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقال: أَبْدَلْتُ الخاتَمَ بالحَلْقَةِ: إِذا نَحَّيْتَ هَذَا وجَعَلْتَ هَذَا مكانَه، وبَدَّلْتُ الخاتَمَ بالحَلْقَةِ: إِذا أَذَبْتَه وسَوَّيْتَه حَلْقَةً، وبَدَّلْتُ الحَلْقَةَ بالخاتَمِ: إِذا أَذَبْتَها وجَعلتَها خاتَماً. قَالَ: وحَقيقتُه أنّ التَّبديلَ تَغييرُ الصُّورَةِ إِلَى صُورةٍ أخرَى، والجَوهَرَةُ بعَينِها، والإِبدالُ: تَنْحِيَةُ الجَوهَرةِ، واستئناف جَوْهَرةٍ أُخْرَى. قَالَ أَبُو عَمْرو: فعَرضْتُ هَذَا على المُبَرِّد، فاستحسنَه، وَزَاد فِيهِ، فَقَالَ: وَقد جَعلت العربُ بَدَّلْتُ مكانَ أَبْدَلْتُ وَهُوَ قولُ الله عزّ وجلّ: فأُولئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِم حَسَنَاتٍ أَلا تَرَى أَنه قد أَزَال السَيِّئاتِ وجعلَ مكانَها حَسَناتٍ، وأمّا مَا شَرَطَهُ ثَعْلَبٌ فَهُوَ معنى قولِه تَعَالَى: كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُم جُلُوداً غَيرَهَا قَالَ: فَهَذِهِ هِيَ الجَوْهَرةُ، وتَبديلُها: تَغْيِير صُورتِها إِلَى غيرِها لِأَنَّهَا كَانَت ناعمةً فاسْودَّتْ مِن الْعَذَاب، فرُدَّتْ صُورةُ جُلودِهم الأولى لَمّا نَضِجَتْ تِلْكَ الصُّورَةُ، فالجوهرةُ وَاحِدَة، والصّورةُ مختلفةٌ. وحُرُوفُ البَدَلِ أربعةَ عَشَرَ حرفا: حُروفُ الزِّيادة مَا خلا السِّينَ، والجيمُ والدالُ والطاء وَالصَّاد وَالزَّاي، يجمعُها قولُك: أنْجَدْتُه يومَ صالَ زُطٌّ. وحُروفُ البدَلِ الشائِعِ فِي غير إدغام أحَدٌ وَعِشْرُونَ حرفا، يجمعُها قولُك: بِجِدٍّ صَرفُ شَكِثٍ أَمِنَ طَىَّ ثَوْبِ عِزَّتِهِ. والمرادُ بالبَدَل: أَن يُوضَعَ لفظٌ مَوضعَ لفظٍ، كوضعِك الواوَ موضِعَ الْيَاء، فِي: مُوقِنٍ، والياءَ موضِعَ الهمزةِ، فِي: ذِيب، لَا مَا يُبدَلُ لأجلِ الْإِدْغَام، أَو التَّعويضِ من إعلالٍ.
وأكثرُ هَذِه الحروفِ تَصرفا فِي البَدَلِ حُروفُ اللِّين، وَهِي يُبْدَلُ بعضُها، ويُيدَلُ مِن غيرِها، كَمَا فِي العُباب. قلت: وأمّا البَدَلُ عندَ النَّحويِّين، فَهُوَ: تابعٌ مَقْصودٌ بِمَا نُسِبَ إِلَى المَتبُوعِ دُونَه.
فخَرَج بالقَصْدِ: النَّعْتُ والتوكيدُ وعطفُ البَيان، لِأَنَّهَا غيرُ مقصودَةٍ بِمَا نُسِب إِلَى المَتْبُوع.
وبادَلَهُ مُبادَلَةً وبدالاً بالكَسْرِ: أعطَاهُ مِثْلَ مَا أَخَذَ مِنه وَأنْشد ابنُ الأعرابِي: قَالَ أبي خَوْن فقِيلَ لَا لَا)
لَيْسَ أباكَ فاتْبَعِ البِدالا وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: بادَلْتُ الرَّجُلَ: إِذا أعطيتَه شَروَى مَا تَأخُذُ مِنه. والأَبْدالُ: قَوْمٌ من الصالِحين، لَا تَخْلُو الدّنيا مِنهم بِهم يُقِيمُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الأرضَ. قَالَ ابْن درَيْدٍ: هُم سَبْعُونَ رَجُلاً، فِيمَا زَعَمُوا، لَا تَخْلُو مِنْهُم الأرضُ أَرْبَعُونَ رَجُلاً مِنْهُم بالشّامِ، وثَلاثونَ بغَيرِها. قَالَ غيرُه: لَا يَمُوتُ أَحدُهُم إِلَّا قامَ مَكانَه آخَرُ مِن سائرِ النَّاسِ. قَالَ شيخُنا: الأَوْلَى: إلاَّ قَامَ بَدَلَهُ لأَنهم لذَلِك سُمُّوا أَبْدالاً. قلتُ: وعِبارَةُ العُبابِ: إِذا مَاتَ مِنْهُم واحِدٌ أَبْدَلَ اللهُ مَكانَه آخَرَ. وَهِي أخْصَرُ مِن عبارةِ المُصنِّفِ. واختُلِفَ فِي واحِدِه، فقِيل: بَدَلٌ، مُحرَّكةً، صَرَّح بِهِ غيرُ واحدٍ، وَفِيوَقَالَ الأزهريُّ: تَبدِيلُها: تَسيِيرُ جِبالِها وتَفْجِيرُ بِحارِها، وكونُها مُستَويةً، لَا تَرَى فِيها عِوَجاً وَلَا أَمْتاً.
وتَبدِيلُ السمواتِ: انْتِثارُ كواكِبها وانفِطارُها، وتَكْوِيرُ شَمسِها، وخُسُوفُ قَمرِها. وقولُه تَعَالَى: مَا يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ قَالَ مُجاهِدٌ: يقولُ: قَضَيتُ مَا أَنا قاضٍ. ورَجُلٌ بِدْلٌ، بِالْكَسْرِ، ويُحَرَك:) شَرِيفٌ كَرِيمٌ الأَوَّلُ عَن كُراعٍ، وَفِيه لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتَّب. ج: أَبْدالٌ كطِمْرٍ وأَطْمارٍ، وجَبَلٍ وأَجْبالٍ. والبَدَلُ، مُحَرَّكَةً: وَجَعُ المَفاصِلِ واليَديْنِ. وَفِي العُبابِ: وَجَعٌ فِي اليَدينِ والرِّجْلَين، وَقد بدِلَ، كفَرِحَ، فَهُوَ بَدِلٌ ككَتِفٍ، وَأنْشد يعقوبُ فِي الْأَلْفَاظ:
(فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذَاكَ ولَم أَزَلْ ... بَدِلاً نَهارِي كُلَّهُ حَتَّى الأُصُلْ)
والبَأْدَلَة: لَحْمَةٌ بَيْنَ الإِبْطِ والثَّنْدُوَةِ وقِيل: مَا بينَ العُنُقِ والتَّرْقُوَةِ، والجَمْعُ: بآدِلُ. وَقد ذُكِر فِي أَوّلِ الفَصْل، على أَنه رُبَاعِيٌّ، وَأَعَادَهُ ثَانِيًا على أَنه ثُلاثيٌّ. بَدِلَ كفرِحَ بَدَلاً: شكاهَا على حُكْمِ الفِعل المَصُوغِ مِن أَلْفَاظ الْأَعْضَاء، لَا عَلَى العامَّة. قَالَ ابنُ سِيدَهْ: وَبِذَلِك قَضَينا على همزتِها بالزِّيادة، وَهُوَ مَذهبُ سِيبَوَيه، فِي الْهمزَة إِذا كَانَت الكلمةُ تَزِيد على الثَّلاثة. والبَدَّالُ كشَدَّادٍ: بَيَّاعُ المَأْكُولاتِ مِن كُلِّ شيءٍ مِنْهَا، هَكَذَا تَقوله العَربُ، قَالَ أَبُو حاتِمٍ: سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يُبَدِّلُ بَيعاً ببَيعٍ، فيبيعُ اليومَ شَيْئا وَغدا شَيْئا آخَر. قَالَ أَبُو الهَيثَم: والعامَّةُ تقولُ: بَقَّالٌ وَسَيَأْتِي ذَلِك أَيْضا فِي ب ق ل. وبادَوْلَى بفتحِ الدَّال، مَقْصوراً، وعلَى هَذَا اقتصرَ الصاغانيُّ فِي التَّكْمِلة وتُضَمُّ دالُه أَيْضا: ع فِي سَوادِ بَغدادَ، قَالَ الأعْشى:
(حَلَّ أَهْلِي مَا بَيْنَ دُرْتَى فبادَوْ ... لَى وَحَلَّتْ عُلْوِيَّةٌ بالسِّخالِ)
وقِيل: بادَوْلىَ: موضِعٌ ببَطْنِ فَلْج، مِن أرضِ اليَمامة، فمَن قَالَ هَذَا رَوى بيتَ الْأَعْشَى: دُرْنَى بالنُّون، لِأَنَّهُ موضِعٌ باليَمامة. كَذَا فِي المُعْجَم. وكزُبَيرٍ: بُدَيْلُ بنُ وَرقاءَ بنِ عبد العُزَّى بنِ رَبِيعِة، هِن كِبار مُسلِمة الفَتْح. وبُدَيْلُ بنُ مَيسَرَةَ بنِ أُمِّ أَصْرَمَ الخُزاعِيَّانِ هَكَذَا فِي سائرِ النُّسَخ.
قَالَ شيخُنا: وَالَّذِي فِي الرَوْضِ الأُنُفِ: أنّ بدَيْلَ بنَ أُمِّ أَصْرَمَ هُوَ بُدَيْلُ بن سَلَمَةَ، وكلامُ المُصنِّف صريحٌ فِي أَنه غيرُه، وَأَنه وابنُ مَيسَرَةَ سَواءٌ فتأمَّلْ. قلتُّ: والَّذي فِي العُباب: وبُدَيْلُ بنُ ورقاءَ، وبُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ الخُزاعِيّانِ، رَضِي الله تعالَى عَنْهُمَا، لَهُما صُحْبَةٌ. فِي مُعْجَمِ ابنِ فَهْدٍ: بُدَيْلُ بنُ سَلَمَةَ بني خَلَفٍ السَّلُولِيُ وقِيل: بُدَيْلُ بنُ عبدِ مَناف بنِ سَلَمَةَ، قِيل: لَه صُحْبَةٌ، وَفِي مُخْتَصر تَهْذِيب الكَمال للذَّهَبي: بُدَيْلُ بنُ مَيْسَرَةَ العُقَيلِي، عَن صفِيَّةَ بنتِ شَيبَةَ وأنَسٍ، وَعنهُ شُعْبَةُ وحمّادُ بن زيدٍ وخَلْقٌ، ثِقَةٌ مَاتَ سنةَ، وَهُوَ من رِجال مُسلِمٍ والأَربعةِ. فسِياقُ المُصنِّفِ فِيهِ خطأٌ مِن وُجُوهٍ: الأول: جَعْله ابنَ مَيسَرَةً وَابْن أمِّ أَصْرَمَ سَواءٌ، وهما مُختلِفان، والصَّوابُ فِي ابْن أُمِّ أَصْرَمَ: هُوَ ابنُ سَلَمَة. وَثَانِيا: جَعْلُه خُزاعِيّاً، وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِك، بل هُوَ عُقَيلِي، وَإِنَّمَا الخُزاعِيٌّ الثَّانِي، هُوَ ابْن عَمْرو بن كُلْثُوم الآتِي. وثالثاً: عَدُّه مِن الصَّحابة، وَابْن) مَيسَرَةَ تابِعِيٌ، كَمَا عَرفْتَ، فتأمَّلْ. بُدَيْلُ بنُ عَمْرو بنِ كُلْثُوم وقِيل: بُدَيْلُ بنُ كُلْثُوم الخُزاعِيُ، لَهُ وِفادَةٌ. بُدَيْلُ بنُ مارِيَةَ مَوْلَى عمرِو بن الْعَاصِ، رَوى عَنهُ ابنُ عبّاسٍ، والمُطَّلِبُ بن أبي وَداعَةَ قِصَّةَ الجامِ، لَمّا سَافر هُوَ وتَمِيمٌ الدّارِيّ، وَكَذَا قَالَ ابنُ مَنْدَهْ، وَأَبُو نُعَيم، وَإِنَّمَا هُوَ: بُزَيْلٌ. بُدَيْلٌ آخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ قَالَ مُوسَى بنُ عَليّ بنِ رَباح، عَن أَبِيه، عَنهُ رَضِي الله عَنهُ: أَنه رأى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم يَمْسَحُ على الخُفَّين. مِصْرِيٌّ: صَحابِيُّونَ رَضِي الله عَنْهُم. وفاتَه: بُدَيْلُ بنُ عَمْرو الْأنْصَارِيّ الخَطْمِيُّ، رَضِي الله تعالَى عَنهُ، عَرَض على رسولِ اللَّهِ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم رُقْيَةَ الحَيَّةِ. جَاءَ مِن وَجْهٍ غَريب. وأحمدُ بنُ بُدَيْلٍ الإِيامِيُّ، وجَماعَةٌ آخَرُون، ضُبطُوا هكهذا. وكأَمِيرٍ: بَدِيل بنُ عَلِيٍّ عَن يوسُفَ بنِ عبد الله الأَرْدُبِيلِيِّ هكهذا نَصَّ الذَّهبيُّ وغيرُه، وسِياقُ المُصنِّف يَقتضِي أَن يكون بَدِيلٌ هُوَ الأَرْدُبِيلِيَّ، وَهُوَ خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ شيخُه، مَعَ أَنه لم يتعرَّضْ لأَرْدُبِيلَ فِي موضعِه، وَهُوَ غَرِيبٌ. بَدِيلُ بنُ أحمدَ الهَرَوِيُّ الحافِظُ، عَن أبي العبّاسِ الأَصَمِّ. بَدِيلُ بن أبي القاسِمِ الخُوَيِّيُّ هَكَذَا فِي النُّسَخ، بضَمّ الْخَاء المعجَمة، وفتحِ الْوَاو وياءان إِحْدَاهمَا مُشدّدة للنِّسبة، وَفِي بعض النُّسَخ: الخرمى، وَهُوَ غَلَطٌ، وَهُوَ أَبُو الْوَفَاء بَدِيلُ بن أبي الْقَاسِم بن بَدِيلٍ الإِمْلِيُّ، بِكَسْر الْهمزَة، تَــقدَّمِ ذِكرُه فِي أم ل. وصالِحُ بنُ بَدِيلٍ عَن أبي الغَنائِم بن المَأْمُون مُحَدِّثُون رَحِمهم اللَّهُ تَعَالَى.
ومِمّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هَذَا بابُ المَبدُولِ مِن الحُرُوف والمُحَوَّل، ثمَّ ذكَر: مَدَهْتُه، أَي مَدَحْتُه. قَالَ الأزهريُّ: وَهَذَا يَدُلَّ على أَن: بَدَلْتُ مُتَعَدٍّ. وبَدَلانُ، مُحَرَّكَةً، أَو كقَطِران: جَبَلٌ، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(دِيارٌ لهِو والرَّبابِ وفَرْتَنَى ... لَيالِينَا بالنَّعْف مِن بَدَلانِ)
ضُبِط بالوَجْهين. وَتَبدِيلُ الشَّيْء: تَغْييرُه، وَإِن لم تأتِ ببَدَلٍ. وَأَبُو المُنِير، بَدَلُ بنُ المُحَبَّر البَصْريُّ، محدِّثٌ. قلت: هُوَ من بني يَرْبُوع، روى عَن شُعْبَةَ وطائفةٍ، وَعنهُ البُخارِيُّ والكَجِّيُّ والدَّقِيقِيُّ، ثِقَةٌ تُوفي سنةَ. والبَدَّالَةُ: قَريةٌ بمِصْرَ، مِن أَعمال الدَّقَهْلِيَّة، وَقد رأيتُها. وتَبادَلا: بادَلَ كُل واحدٍ صاحِبَه. والبُدَلاءُ: الأَبْدالُ. وَأَبُو البُدَلاءِ: سَيِّدي مُحَمَّد أَمغار الحَسَنِيُّ الصِّنْهاجِيُّ، والبُدَلاءُ أولادُه، سبعةٌ: أَبُو سعيد عبد الْخَالِق، وَأَبُو يَعْقُوب يُوسُف، وَأَبُو مُحَمَّد عبد السَّلَام العابِدُ، وَأَبُو الْحسن عبد الحَيِّ، وَأَبُو مُحَمَّد عبد النُّور، وَأَبُو مُحَمَّد عبد الله، وَأَبُو عَمْرو) مَيمُون. قَالَ فِي أُنْسِ الفَقِير: وَهَذَا البيتُ أكبرُ بيتٍ فِي المَغْرِب، فِي الصَّلاح، فَإِنَّهُم يَتوارثُونه، كَمَا يُتوارَثُ المالُ. وبُدالَةُ، كثُمامَةٍ: مَوضِعٌ فِي شِعر عبدِ مَناف الهُذَلِيِّ:
(أَنَّى أُصادِفُ مِثلَ يومِ بُدالَةٍ ... ولِقاءُ مِثْلِ غَداةِ أمسِ بَعِيدُ)
والبادِلِيَّةُ: نَخْلٌ لِبَني العَنْبَرِ، باليَمامة، عَن الحَفْصِيّ. وَفِي كتاب الصِّفات لأبي عُبيد: البَأْدَلَةُ: اللَّحْمَةُ فِي باطِنِ الفَخِذِ. وَقَالَ نُصَير: البَأْدَلَتانِ: بُطُونُ الفَخِذَيْنِ. ويُقال للرَّجُل الَّذِي يَأْتِي بِالرَّأْيِ السَّخِيف: هَذَا رأيُ الجَدَّالِين والبَدَّالِين.
بدل
البَدَلُ: الخَلَفُ. والتَبْدِيْلُ: التَّغْيِيْرُ والعَيْنُ قائمَةٌ. وُيقال: بِدْلٌ وبَدَلٌ وبَدِيْل. والإبْدَالُ: أن تَأتِيَ بالبَدَلَ. والأبْدَالُ: قَوْمٌ صالِحُوْنَ، واحِدُهم بَدَلٌ. والبَأدَلَةُ: اللَحْمَةُ بَيْنَ الإبْطِ والثُنْدُؤَةِ. والبَأدَل: لَحْمُ الصَّدْرِ. والبَدَلُ: العَضُدُ، بَدِلَ بَدَلاً: اشْتَكَى عَضُدَه، وقيل: يَدَيْه ورِجْلَيْه. وهو - أيضاً -: ما يُصِيْبُ العُنُقَ من تَعَادي الوِسَادِ. وبَنُو فلانٍ بُدَلاءُ: أي مُصَابُوْنَ ناقِصَةٌ عُقُوْلُهم. وبَدِلانُ: اسْمُ مَوْضِعٍ - على وَزْنِ قَطِرَانٍ -.
[بدل] البديل: البدل. وبدل الشئ: غيره. يقال بَدَلٌ وبِدْلٌ لغتان، مثل شبه وشبه، ومثل ومثل، ونكل ونكل. قال أبو عبيد: ولم يسمع في فعل وفعل غير هذه الاربعة الاحرف. والبَدَلُ: وجعٌ في اليدين والرجلين. وقد بدلَ بالكسر يَبْدَلُ بَدَلاً. وأبدلت الشئ بغيره. وبدله الله من الخوف أمنا. وتبديل الشئ أيضا: تغييره وإن لم يأت ببدل. واستبدل الشئ بغيره وتبدله به، إذا أخذه مكانَه. والمُبادَلَةُ: التَبادُلُ. والأَبْدالُ: قومٌ من الصالحين لا تخلُو الدنيا منهم، إذا مات واحدٌ أَبْدَلَ الله مكانَهُ بآخر. قال ابن دريد: الواحدُ بديل.
بدل
الإبدال والتَّبديل والتَّبَدُّل والاستبدال: جعل شيء مكان آخر، وهو أعمّ من العوض، فإنّ العوض هو أن يصير لك الثاني بإعطاء الأول، والتبديل قد يقال للتغيير مطلقا وإن لم يأت ببدله، قال تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ [البقرة/ 59] ، وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً [النور/ 55] وقال تعالى:
فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [الفرقان/ 70] قيل: أن يعملوا أعمالا صالحة تبطل ما قدّمــوه من الإساءة، وقيل: هو أن يعفو تعالى عن سيئاتهم ويحتسب بحسناتهم .
وقال تعالى: فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ [البقرة/ 181] ، وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ [النحل/ 101] ، وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ [سبأ/ 16] ، ثُمَّ بَدَّلْنا مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ [الأعراف/ 95] ، يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ
[إبراهيم/ 48] أي: تغيّر عن حالها، أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ [غافر/ 26] ، وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ [البقرة/ 108] ، وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ [محمد/ 38] ، وقوله:
ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَ
[ق/ 29] أي: لا يغيّر ما سبق في اللوح المحفوظ، تنبيها على أنّ ما علمه أن سيكون يكون على ما قد علمه لا يتغيّر عن حاله. وقيل: لا يقع في قوله خلف.
وعلى الوجهين قوله تعالى: تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ
[يونس/ 64] ، لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ [الروم/ 30] قيل: معناه أمر وهو نهي عن الخصاء. والأَبْدَال: قوم صالحون يجعلهم الله مكان آخرين مثلهم ماضين .
وحقيقته: هم الذين بدلوا أحوالهم الذميمة بأحوالهم الحميدة، وهم المشار إليهم بقوله تعالى: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ [الفرقان/ 70] .

والبَأْدَلَة: ما بين العنق إلى الترقوة، والجمع:
البَئَادِل ، قال الشاعر:
ولا رهل لبّاته وبآدله

طرق

طرق: روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:

الطَّرْق والعِيَافَةُ من الجِبْتِ؛ والطَّرْقُ: الضرب بالحصى وهو ضرب

من التَّكَهُّنِ. والخَطُّ في التراب: الكَهانَةُ. والطُّرَّاقُ:

المُتكَهِّنُون. والطَّوارِقُ: المتكهنات، طَرَقَ يَطْرُقُ طَرْقاً؛ قال

لبيد:لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَّوَارِقُ بالحصى، * ولا زَاجِراتُ الطير ما اللهُ صَانِعُ

واسْتَطْرَقَهُ: طلب منه الطَّرْقَ بالحصى وأَن ينظر له فيه؛ أَنشد ابن

الأَعرابي:

خَطَّ يدِ المُسْتَطْرَقِ المَسْؤولِ

وأَصل الطَّرْقِ الضرب، ومنه سميت مِطْرقَة الصائغ والحدّاد لأَنه

يَطْرقُ بها أَي يضرب بها، وكذلك عصا النَّجَّاد التي يضرب بها الصوفَ.

والطَّرقُ: خطّ بالأَصابع في الكهانة، قال: والطَّرْقُ أَن يخلط الكاهن القطنَ

بالصوف فَيَتَكهَّن. قال أَبو منصور: هذا باطل وقد ذكرنا في تفسير

الطَّرْقِ أَنه الضرب بالحصى، وقد قال أَبو زيد: الطَّرْقُ أَن يخط الرجل في

الأَرض بإِصبعين ثم بإِصبع ويقول: ابْنَيْ عِيانْ، أَسْرِعا البيان؛ وهو

مذكور في موضعه. وفي الحديث: الطِّيَرَةُ والعِيافَةُ والطَّرْقُ من

الجِبْتِ؛ الطرقُ: الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخَطُّ في

الرمل.وطَرَقَ النَّجَّادُ الصوفَ بالعود يَطْرُقُه طَرْقاً: ضربه، واسم ذلك

العود الذي يضرب به المِطْرَقةُ، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدّادين. وفي الحديث:

أَنه رأَى عجوزاً تَطْرُقُ شَعراً؛ هو ضرب الصوف والشعر بالقضيب

لَينْفشا. والمِطْرَقة: مِضْربة الحداد والصائغ ونحوهما؛ قال رؤبة:

عَاذِل قد أُولِعْتِ بالتَّرقِيشِ

إِليَّ سِراًّ، فاطْرُقي ومِيشِي

التهذيب: ومن أَمثال العرب التي تضرب للذي يخلط في كلامه ويتفنن فيه

قولهم: اطْرُقي ومِيشِي. والطَّرْق: ضرب الصوف بالعصا. والمَيْشُ: خلط الشعر

بالصوف. والطَّرْق: الماء المجتمع الذي خيضَ فيه وبِيل وبُعِرَ فكَدِر،

والجمع أَطْرَاق. وطَرَقَت الإِبل الماء إِذا بالت فيه وبعرت، فهو ماء

مَطْرُوق وطَرْقٌ. والطَّرْقُ والمَطرُوق أَيضاً: ماء السماء الذي تبول فيه

الإِبل وتَبْعَرُ؛ قال عدي بن زيد:

ودَعَوْا بالصَّبُوح يوماً، فجاءَتْ

قَيْنَةٌ في يمينها إِبْريقُ

قدَّمَــتْهُ على عُقارٍ، كعَيْن الـ

ـدّيكِ، صَفَّى سُلافَها الرَّاووقُ

مُزَّةٍ قبل مَزْجِها، فإِذا ما

مُزِجَتْ، لَذَّ طَعْمَها مَنْ يَذُوقُ

وطَفَا فوقها فَقَاقِيعُ، كاليا

قوت، حُمْرٌ يَزينُها التَّصفيقُ

ثم كان المِزَاجُ ماءَ سحاب

لا جَوٍ آجِنٌ، ولا مَطْرُوقُ

ومنه قول إِبراهيم في الوضوء بالماء: الطَّرْقُ أَحَبُّ إليَّ من

التَّيَمُّم؛ هو الماء الذي خاضت فيه الإِبل وبالت وبعرت. والطَّرْق أَيضاً:

ماء الفحلِ. وطرَقَ الفحلُ الناقة يَطْرُقها طَرْقاً وطُروقاً أَي قَعا

عليها وضربها. وأَطْرَقه فحلاً: أَعطاه إِياه يضرب في إِبله، يقال:

أَطرِقْني فحلَك أَي أَعِرْني فحلك ليضرب في إِبلي. الأَصمعي: يقول الرجل للرجل

أَعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ أَي ماءه وضِرابَهُ؛ ومنه يقال: جاء فلان

يَسْتَطْرِقُ ماءَ طَرْقٍ. وفي الحديث: ومِنْ حقِّها إِطْراقُ فحلِها أَي

إِعارته للضراب، واسْتطْراق الفحل إِعارته لذلك. وفي الحديث: من أَطْرَقَ

مسلماً فَعَقّتْ له الفرسُ؛ ومنه حديث ابن عمر: ما أُعْطيَ رجلٌ قطّ

أَفضلَ من الطَّرْقِ، يُطْرِق الرجلُ الفحل فيُلْقِح مائة فَيَذْهبُ

حَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي يحوي أَجره أَبَدَ الآبِدينَ، ويُطْرِقُ أَي يعير فحله

فيضرب طَرُوقَة الذي يَستَطْرِقه. والطَّرْقُ في الأَصل: ماء الفحل، وقيل: هو

الضِّرابُ ثم سمي به الماء. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: والبيضة منسوبة

إِلى طَرْقِها أَي إِلى فحلها. واسْتَطْرَقَهُ فحلاً: طلب منه أَن

يُطْرِقَهُ إِياه ليضرب في إِبله. وطَرُوقَةُ الفحل: أُنثْاه، يقال: ناقة

طَرُوقَةُ الفحل للتي بلغت أَن يضربها الفحل، وكذلك المرأَة. وتقول العرب:

إِذا أَردت أَن يُشْبهك ولَدُك فأَغْضِب طَرُوقَتَك ثم ائتِْها. وفي

الحديث: كان يُصْبِحُ جنباً من غير طَرُوقَةٍ أَي زوجة، وكل امرأة طَرُوقَةُ

زوجها، وكل ناقة طَرُوقَةُ فحلها، نعت لها من غير فِعْلٍ لها؛ قال ابن

سيده: وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطَّرْق في

الإِنسان حين قال له النجاشي: ما تَسْقِنيي؟ قال: شراب كالوَرْس، يُطَيْب النفس،

ويُكْثر الطَّرْق، ويدرّ

في العِرْق، يشدُّ العِظام، ويسهل للفَدْم الكلام؛ وقد يجوز أَن يكون

الطَّرْقُ وَضْعاً في الإِنسان فلا يكون مستعاراً. وفي حديث الزكاة في

فرائض صدَقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الفحل؛

المعنى فيها ناقة حِقَّةٌ يَطْرقٌ الفحلُ مثلها أَي يضربها ويعلو مثلها

في سنها، وهي فَعُولَةٌ بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل. ويقال

للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي

طَرْوقَتُه. ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طَرُوقَتَك؟ ويقال: لا أَطْرَقَ اللهُ

عليك أَي لا صَيَّر لك ما تَنكْحِه. وفي حديث عمرو بن العاص: أَنه قَدِم

على عمر، رضي الله عنه، من مصر فجرَى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن

الدجاجة لتَفْحَصُ في الرماد فَتَضَعُ لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى

طَرْقها، فقام عمرو مُتَرَبَّدَ

الوجه؛ قوله منسوبة إِلى طَرْقها أَي إِلى فحلها، وأَصل الطَّرْق

الضِّرَاب ثم يقال للضارب طَرْقٌ بالمصدر، والمعنى أَنه ذو طَرْقٍ؛ قال الراعي

يصف إِبلاً:

كانَتْ هَجائِنُ مُنْذرٍ ومُحٍرَّقٍ

أُمَّاتِهِنَّ وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا

أَي كان ذو طَرْقِها فحلاً فحيلاً أَي منجباً. وناقة مِطْراق: قريبة

العهد بطَرق الفحل إِِياها. والطَّرْق: الفحل، وجمعه طُرُوقٌ وطُرَّاقٌ؛ قال

الشاعر يصف ناقة:

مُخْلفُ الطُّرَّاقِ مَجهُولَةٌ،

مُحْدِثٌ بعد طِرَاقِ اللُّؤَم

قال أَبو عمرو: مُخْلِفُ الطُّرَّاق: لم تلقح، مجهولة: محرَّمة الظهر لم

تُرْكَبْ ولم تُحْلَبْ، مُحْدِث: أَحدثتِ لِقاحاً، والطِّراق: الضِّراب،

واللؤام: الذي يلائمها. قال شمر: ويقال للفحل مُطْرِق؛ وأَنشد:

يَهَبُ النَّجِيبَةَ والنَّجِيبَ، إِذا شَتَا،

والبازِلَ الكَوْمَاء مثل المُطْرِق

وقال تيم:

وهل تُبْلغَنِّي حَيْثُ كانَتْ دِيارُها

جُمالِيَّةٌ كالفحل، وَجنْاءُ مُطْرِقُ؟

قال: ويكون المُطْرِقُ من الإِطْراقِ أَي لا تَرْغو ولا تَضِجّ. وقال

خالد بن جنبة: مُطْرِقٌ من الطَّرْق وهو سرعة المشي، وقال: العَنَقُ

جَهْدُ الطَّرْق؛ قال الأَزهري: ومن هذا قيل للراجل مُطْرِق وجمعه

مَطَارِيقُ، وأَما قول رؤبة:

قَوَارِباً من واحِفٍ بعد العَنَقْ

للعِدِّ، إِذ أَخْلَفَه ماءُ الطَّرَقْ

فهي مناقع المياه تكون في بحائر الأَرض. وفي الحديث: نهى المسافر أَن

يأْتي أَهله طُروقاً أَي ليلاً، وكل آتٍ بالليل طَارِقٌ، وقيل: أَصل

الطُّروقِ من الطَّرْقِ وهو الدَّق، وسمي الآتي بالليل طَارِقاً لحاجته إلى دَق

الباب. وطَرَق القومَ يَطْرُقُهم طَرْقاً وطُروقاً: جاءَهم ليلاً، فهو

طارِقٌ. وفي حديث عليّ، عليه السلام: إِنها حَارِقةٌ طارِقةٌ أَي طَرَقَتْ

بخير. وجمع الطارِقَةِ طَوارِق. وفي الحديث: أَعوذ بك من طَوارِقِ الليل

إِلا طارِقاً يَطْرُقُ بخير. وقد جُمع طارِقٌ على أَطْراقٍ مثل ناصرٍ

وأَنصار؛ قال ابن الزبير:

أَبَتْ عينُه لا تذوقُ الرُّقاد،

وعاوَدها بعضُ أَطْراقِها

وسَهَّدَها، بعد نوع العِشاء،

تَذَكُّرُ نَبْلِي وأَفْواقِها

كنى بنبله عن الأقارب والأَهل. وقوله تعالى: والسماء والطَّارِقِ؛ قيل:

هو النجم الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند بنت عتبة، قال ابن بري:

هي هند بنت بياضة بن رباح بن طارق الإِيادي قالت يوم أُحد تحض على

الحرب:نَحْنُ بناتُ طارِق،

لا نَنْثَني لِوامِق،

نَمْشي على النَّمارِق،

المِسْكُ في المَفَارِق،

والدُّرُّ في المَخانِق،

إِن تُقْبِلوا نُعانِق،

أَو تُدْبِرُوا نُفارِق،

فِراقَ غَيرِ وامِق

أَي أَن أَبانا في الشرف والعلو كالنجم المضيء، وقيل: أَرادت نحن بنات

ذي الشرف في الناس كأَنه النجم في علو قدره؛ قال ابن المكرم: ما أَعرف

نجماً يقال له كوكب الصبح ولا سمعت من يذكره في غير هذا الموضع، وتارة يطلع

مع الصبح كوكب يُرَى مضيئاً ، وتارة لا يطلُع معه كوكب مضيء، فإِن كان

قاله متجوزاً في لفظه أَي أَنه في الضياء مثل الكوكب الذي يطلع مع الصبح

إِذا اتفق طلوع كوكب مضيء في الصبح، وإِلا فلا حقيقة له. والطَّارِقُ:

النجم، وقيل: كل نجم طَارِق لأَن طلوعه بالليل؛ وكل ما أَتى ليلاً فهو طارِق؛

وقد فسره الفراء فقال: النجم الثّاقِب. ورجل طُرَقَةٌ، مثال هُمَزَةٍ،

إِذا كان يسري حتى يَطْرُق أَهله ليلاً. وأَتانا فلان طُروقاً إِذا جاء

بليل. الفراء: الطَّرَقُ في البعير ضعف في ركبتيه. يقال: بعير أَطرَقُ

وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَقِ، والطَّرَقُ ضعف في الركبة واليد، طَرِقَ

طَرَقاً وهو أَطْرَقُ، يكون في الناس والإِبل؛ وقول بشر:

ترى الطِّرَقَ المُعَبَّدَ في يَدَيْها

لكَذَّان الإكَامِ، به انْتِضالُ

يعني بالطَّرَق المُعَبَّد المذلل، يريد ليناً في يديها ليس فيه جَسْوٌ

ولا يبس. يقال: بعير أَطْرَق وناقة طَرْقاءُ بيِّنة الطَّرَق في يديها

لين، وفي الرَّجل طَرْقَةٌ وطِراقٌ وطِرِّيقَةٌ أَي استرخاء وتكسر ضعيف

ليِّن؛ قال ابن أَحمر يخاطب امرأَته:

ولا تَحْلَيْ بمَطْرُوقٍ، إِذا ما

سَرى في القَوْم، أَصبح مُسْتَكِينَا

وامرأَة مَطْروقَةٌ: ضعيفة ليست بمُذكًّرَة. وقال الأَصمعي: رجل

مَطْروقٌ أَي فيه رُخْوَةٌ وضعف، ومصدره الطِّرِّيقةُ، بالتشديد. ويقال: في ريشه

طَرَقٌ أَي تراكب. أَبو عبيد: يقال للطائر إِذا كان في ريشه فَتَخٌ، وهو

اللين: فيه طَرَقٌ. وكَلأٌ مَطْروقٌ: وهو الذي ضربه المطر بعد يبسه.

وطائر فيه طَرَقٌ أَي لين في ريشه. والطَّرَقُ في الريش: أَن يكون بعضُها

فوق بعض. وريش طِرَاقٌ إِذا كان بعضه فوق بعض؛ قال يصف قطاة:

أَمّا القَطاةُ، فإِنِّي سَوْفَ أَنْعَتُها

نعْتاً، يُوافِقُ نَعْتي بَعْضَ ما فيها:

سَكَّاءٌ مخطومَةٌ، في ريشها طَرَقٌ،

سُود قوادمُها، صُهْبٌ خَوافيها

تقول منه: اطَّرقَ جناحُ الطائر على افْتَعَلَ أَي التف. ويقال:

اطَّرَقَت الأَرض إِذا ركب التراب بعضه بعضاً. والإِطْراقُ: استرخاء العين.

والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلقةً. أَبو عبيد: ويكون الإِطْراقُ الاسترخاءَ

في الجفون؛ وأَنشد لمُزَِّدٍ يرثي عمر بن الخطاب، رضي الله عنه:

وما كُنْت أَخْشَى أَن تكونَ وفاتُه

بِكَفَّيْ سَبَنْتى أَزرقِ العينِ مُطْرِقِ

والإِطْراقُ: السكوت عامة، وقيل: السكوت من فَرَقٍ. ورجل مُطْرِقٌ

ومِطْراقٌ وطِرِّيق: كثير السكوت. وأَطْرَقَ الرجل إِذا سكت فلم يتكلم،

وأَطْرَقَ أيضاً أَي أَرخى عينيه ينظر إِلى الأَرض. وفي حديث نظر الفجأَة:

أَطْرِق بصَرك، الإِطْراقُ: أَن يُقْبل ببصره إِلى صدره ويسكت ساكناً؛ وفيه:

فأَطْرَقَ ساعة أَي سكت، وفي حديث آخر: فأَطْرَقَ رأْسَه أَي أَماله

وأَسكنه. وفي حديث زياد: حتى انتهكوا الحَرِيمَ ثم أَطْرَقُوا وراءكم أَي

استتروا بكم.

والطِّرِّيقُ: ذَكَر الكَرَوان لأَنه يقال أَطْرِقْ كَرَا فيَسْقط

مُطْرِقاً فيُؤخذ. التهذيب: الكَرَوان الذكر اسمه طِرِّيق لأَنه إِذا رأَى

الرجل سقط وأَطْرَق، وزعم أَبو خيرة أَنهم إِذا صادوه فرأَوه من بعيد

أَطافوا به، ويقول أَحدهم: أَطْرِقْ كَرَا إِنك لا تُرى، حتى يتَمَكن منه

فيُلقي عليه ثوباً ويأْخذه؛ وفي المثل:

أَطْرِقْ كَرَا أَطْرِقْ كَرَا

إِنَّ النَّعامَ في القُرَى

يضرب مثلاً للمعجب بنفسه كما يقال فَغُضَّ الطرْفَ، واستعمل بعض العرب

الإِطراق في الكلب فقال:

ضَوْرِيّة أُولِعْتُ باشْتِهارِها،

يُطْرِقُ كلبُ الحيِّ مِن حِذارِها

وقال اللحياني: يقال إِنَّ تحت طِرِّيقتِك لَعِنْدأْوةً؛ يقال ذلك

للمُطْرق المُطاوِل ليأْتِي بداهية ويَشُدّ شَدّة ليثٍ غيرِ مُتّعقٍ، وقيل

معناه أَي إِن في لينِه أَي إِنَّ تحت سكوتك لَنَزْوةً وطِماحاً،

والعِنْدَأْوةُ أَدْهى الدَّواهي، وقيل: هو المكر والخديعة، وهو مذكور في

موضعه.والطُّرْقةُ: الرجل الأَحْمَق. يقال: إِنه لَطُرْقةٌ ما يحسن يطاق من

حمقه.

وطارَقَ الرجلُ بين نعلين وثوبين: لَبِس أَحدَهما على الآخر. وطارَقَ

نعلين: خَصَفَ إِحدَاهما فوق الأُخرى، وجِلْدُ النعل طِراقُها. الأَصمعي:

طارَقَ الرجلُ نعليه إِذا أَطبَقَ نعلاً على نعل فخُرِزَتا، وهو

الطَّرّاق، والجلدُ الذي يضربها به الطِّراقُ؛ قال الشاعر:

وطِرَاقٌ من خَلْفِهِنّ طِراقٌ،

ساقِطاتٌ تَلْوي بها الصحراءُ

يعني نعال الإِبل. ونعل مُطارَقة أَي مخصوفة، وكل خصيفة طِراقٌ؛ قال ذو

الرمة:

أَغبْاشَ لَيْلِ تمامٍ، كانَ طارَقَه

تَطَخْطُخُ الغيمِ، حتى ما لَه جُوَبُ

وطِرَاقُ النعل: ما أُطْبِقَت عليه فخُرِزَتْ به، طَرَقَها يَطْرُقُها

طَرْقاً وطارَقَها؛ وكل ما وضع بعضه على بعض فقد طُورِقَ وأَطْرقَ.

وأَطْراقُ البطن: ما ركب بعضه بعضاً وتَغَضَّنَ. وفي حديث عمر: فلِبْسْتُ

خُفَّيْنِ مُطارَقَيْنِ أَي مُطبْقَينِ واحداً فوق الآخر. يقال: أَطْرَقَ

النعلَ وطارَقَها.

وطِرَاقُ بيضةِ الرأْس: طبقاتٌ بعضها فوق بعض. وأَطراقُ القربة:

أَثناؤها إِذا انْخَنَثَتْ وتثنَّتْ، واحدها طَرَقٌ. والطَّرَقُ ثِنْيُ القربة،

والجمع أَطرْاقٌ وهي أَثناؤها إِذا تَخَنَّثَتْ وتثنَّتْ. ابن الأَعرابي:

في فلان طَرْقة وحَلَّة وتَوضِيع إِذا كان فيه تخنُّث. والمَجَانّ

المُطْرَقَة: التي يُطْرَق بعضُها على بعض كالنَّعْل المُطْرَقة المَخصُوفة.

ويقال: أُطْرِقَت بالجلْد والعصَب أَي أُلْبِسَت، وتُرْس مُطْرَق.

التهذيب: المَجانُّ المُطْرَقة ما يكون بين جِلْدين أَحدهما فوق الآخر، والذي

جاءَ في الحديث: كأَنَّ وُجوهَهم المَجانَّ المُطْرَقة أَي التِّراس التي

أُلْبِسَتِ العَقَب شيئاً فوق شيء؛ أَراد أَنهم عِراضُ الوُجوه غِلاظها؛

ومنه طارَق النعلَ إِذا صيَّرها طاقاً فوق طاقٍ وركَب بعضها على بعض،

ورواه بعضهم بتشديد الراء للتكثير، والأَول أَشهر. والطِّراق: حديد يعرَّض

ويُدار فيجعل بَيْضة أَو ساعِداً أَو نحوَه فكل طبقة على حِدَة طِراق.

وطائر طِراق الريش إِذا ركب بعضُه بعضاً؛ قال ذو الرمة يصف بازياً:

طِرَاق الخَوافي، واقِعٌ فَوْقَ ريعهِ،

نَدَى لَيْلِه في رِيشِه يَتَرَفْرَقُ

وأَطْرَق جَناح الطائر: لَبِسَ الريش الأَعلى الريش الأَسفل. وأَطْرَق

عليه الليل: ركب بعضُه بعضاً؛ وقوله:

. . . . . . . . ولم

تُطْرِقْ عليك الحُنِيُّ والوُلُجُ

(* قوله «ولم تطرق إلخ» تــقدم انشاده في مادة سلطح:

أنت ابن مسلنطح البطاح ولم * تعطف عليك الحني والولج.)

أَي لم يوضَع بعضُه على بعض فتَراكَب. وقوله عز وجل: ولقد خلقنا فوقكم

سبعَ طَرائق؛ قال الزجاج: أَراد السمواتِ السبع، وإِنما سميت بذلك

لتراكُبها، والسموات السبع والأرضون السبع طَرائِقُ بعضُها فوق بعض؛ وقال

الفراء: سبْعَ طرائق يعني السموات السبع كلُّ سماء طَرِيقة.

واختضَبَت المرأَة طَرْقاً أَو طَرْقين وطرْقَة أَو طَرْقَتَينِ يعني

مرة أَو مرتين، وأَنا آتيه في النهار طََرْقة أَو طَرْقَتَين أَي مرَّة أَو

مرَّتين. وأَطْرَق إِلى اللهْو: مال؛ عن ابن الأعرابي.

والطَّرِيقُ: السبيل، تذكَّر وتؤنث؛ تقول: الطَّريق الأَعظم والطَّريق

العُظْمَى، وكذلك السبيل، والجمع أَطْرِقة وطُرُق؛ قال الأَعشى:

فلمّا جَزَمتُ به قِرْبَتي،

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفَا

وفي حديث سَبْرة: أَن الشيطان قَعَد لابن آدم بأَطْرِقة؛ هي جمع طريق

على التذكير لأَن الطريق يذكَّر ويؤنث، فجمعه على التذكير أَطْرِقة كرغيف

وأَرْغِفة، وعلى التأْنيث أَطْرُق كيمين وأَيْمُن. وقولهم: بَنُو فلان

يَطَؤُهم الطريقُ؛ قال سيبويه: إِنما هو على سَعَة الكلام أَي أَهلُ الطريق،

وقيل: الطريق هنا السابِلةُ

فعلى هذا ليس في الكلام حذف كما هو في القول الأول، والجمع أَطْرِقة

وأَطْرِقاء وطُرُق، وطُرُقات جمع الجمع؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

يَطَأُ الطَّرِيقُ بُيُوتَهم بِعيَاله،

والنارُ تَحْجُبُ والوُجوه تُذالُ

فجعل الطَّرِيقَ يَطَأُ بِعياله بيوتَهم، وإِنما يَطَأُ بيوتَهم أَهلُ

الطَّرِيق.

وأُمُّ الطَّرِيق: الضَّبُع؛ قال الكُمَيْت:

يُغادِرْنَ عَصْبَ الوالِقيّ وناصِحٍ،

تَخُصُّ به أُمُّ الطَّريقِ عِيالَها

الليث: أُمُّ طَريق هي الضَّبُع إِذا دخل الرجل عليها وِجارَها قال

أَطْرِقي أُمَّ طرِيق ليست الضَّبُع ههنا.

وبناتُ الطَّرِيق: التي تفترق وتختلِف فتأْخذ في كل ناحية؛ قال أَبو

المثنى بن سَعلة الأَسدي:

أِرْسَلْت فيها هَزِجاً أَصْواتُهُ،

أََكْلَف قَبْقَابَ الهَدِيرِ صاتُهُ،

مُقاتِلاً خالاته عَمّاتُهُ،

آباؤُه فيها وأُمَّهاتُهُ،

إِذا الطَّرِيقُ اختلفَتْ بَناتُهُ

وتَطَرَّقَ إِلى الأَمر: ابتغى إِليه طَريقاً. والطريق: ما بين

السِّكَّتَينِ من النَّخْل. قال أَبو حنيفة: يقال له بالفارسية

الرَّاشْوان.والطَّرُيقة: السِّيرة. وطريقة الرجل: مَذْهبه. يقال: ما زال فلان على

طَرِيقة واحدة أَي على حالة واحدة. وفلان حسن الطَّرِيقة، والطَّرِيقة

الحال. يقال: هو على طَرِيقة حسَنة وطَريقة سَيِّئة؛ وأَما قول لَبِيد

أَنشده شمر:

فإِنْ تُسْهِلوا فالسِّهْل حظِّي وطُرْقَني،

وإِِنْ تُحْزِنُوا أَرْكبْ بهم كلَّ مَرْكبِ

قال: طُرْقَتي عادَتي. وقوله تعالى: وأَنْ لَوِ اسْتَقاموا على

الطَّرِيقة؛ أَراد لَوِ استقاموا على طَرِيقة الهُدى، وقيل، على طَريقة الكُفْر،

وجاءت معرَّفة بالأَلف واللام على التفخيم، كما قالوا العُودَ للمَنْدَل

وإِن كان كل شجرة عُوداً. وطَرائقُ الدهر: ما هو عليه من تَقَلُّبه؛ قال

الراعي:

يا عَجَباً للدَّهْرِ شَتَّى طَرائِقُهْ،

ولِلْمَرْءِ يَبْلُوه بما شاء خالِقُهْ

كذا أَنشده سيبويه يا عجباً منوناً، وفي بعض كتب ابن جني: يا عَجَبَا،

أَراد يا عَجَبي فقلب الياء أَلفاً لمدِّ الصَّوْت كقوله تعالى: يا

أَسَفَى على يوسف. وقولُه تعالى: ويَذْهَبا بطَرِيقَتكُم المُثْلى؛ جاء في

التفسير: أَن الطَّرِيقة الرجالُ

الأَشراف، معناه بجَماعِتكم الأَشراف، والعرب تقول للرجل الفاضل: هذا

طَرِيقَة قومِه، وطَرِيقَة القوم أَماثِلُهم وخِيارُهُم، وهؤلاء طَرِيقةُ

قومِهم، وإِنَّما تأْويلُه هذا الدي يُبْتَغَى أَن يجعلَه قومُه قُدْوةً

ويسلكوا طَرِيقَته. وطَرائِقُ قومِهم أَيضاً: الرجالُ الأشراف. وقال

الزجاج: عندي، والله أَعلم، أَن هذا على الحذف أَي ويَذْهَبا بأَهْل

طَريقَتِكم المُثْلى، كما قال تعالى: واسأَلِ

القَرْية؛ أَي أَهل القرية؛ الفراء: وقوله طَرائِقَ قِدَداً من هذا.

وقال الأَخفش: بطَرِيقَتكم المُثْلى أَي بسُنَّتكم ودينكم وما أَنتم عليه.

وقال الفراء: كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً؛ أَي كُنَّا فِرَقاً مختلفة

أَهْواؤنا. والطّريقة: طَرِيقة الرجل. والطَّرِيقة: الخطُّ في الشيء. وطَرائِقُ

البَيْض: خطُوطُه التي تُسمَّى الحُبُكَ. وطَريقة الرمل والشَّحْم: ما

امتدَّ منه. والطَّرِيقة: التي على أَعلى الظهر. ويقال للخطّ الذي يمتدّ

على مَتْن الحمار طَرِيقة، وطريقة المَتْن ما امتدَّ منه؛ قال لبيد يصف

حمار وَحْش:

فأَصْبَح مُمتْدَّ الطَّريقة نافِلاً

الليث: كلُّ أُخْدُودٍ من الأَرض أَو صَنِفَةِ ثَوْب أَو شيء مُلْزَق

بعضه ببعض فهو طَرِيقة، وكذلك من الأَلوان. اللحياني: ثوب طَرائقُ

ورَعابِيلُ بمعنى واحد. وثوبٌ طَرائق: خَلَقٌ؛ عن اللحياني، وإِذا وصفت القَناة

بالذُّبُول قِيل قَناة ذات طَرائق، وكذلك القصبة إِذا قُطِعَتْ رَطْبة

فأَخذت تَيْبَس رأَيت فيها طَرائق قد اصْفَرَّت حين أَخذت في اليُبْس وما لم

تَيْبَس فهو على لوْن الخُضّرة، وإِن كان في القَنا فهو على لَوْن

القَنا؛ قال ذو الرمة يصف قَناة:

حتَّى يَبِضْنَ كأَمْثال القَنا ذبَلَتْ،

فيها طرائقُ لَدْناتٌ على أَوَدِ

والطَّرِيقَةُ وجمعها طَرائق: نَسِيجة تُنْسَج من صوف أَو شعَر عَرْضُها

عَظْمُ الذِّراع أَو أَقلّ، وطولها أَربع أَذرُع أَو ثماني أَذرُع على

قَدْرِ عِظَم البيت وصِغَره، تُخَيّط في مُلتْقَى الشِّقاق من الكِسْر

إِلى الكِسْر، وفيها تكون رؤوس العُمُد، وبينها وبين الطَّرائقِِ أَلْبادٌ

تكون فيها أُنُوف العُمُد لئلا تَُخْرِقَ الطَّرائق. وطَرَّفوا بينهم

طَرائِق، والطَّرائق: آخرُ ما يَبْقى من عَفْوةِ الكَلإِ. والطَّرائق:

الفِرَق.

وقوم مَطارِيق: رَجَّالة، واحدهم مُطْرِق، وهو الرَّاجِل؛ هذا قول أَبي

عبيد، وهو نادر إِلا أَن يكون مَطارِيق جمع مِطْراق. والطَّرِيقة:

العُمُد، وكل عَمُود طَرِيقة. والمُطْرِق: الوَضيع.

وتَطارق الشيءُ تتابع. واطَّرَقت الإِبل اطِّراقاً وتَطارقت: تَبِع

بعضُها بعضاً وجاءت على خُفٍّ واحد؛ قال رؤبة:

جاءتْ معاً، واطَّرَقَتْ شَتِيتا،

وهيَ تُثِير السَّاطعَ السِّخْتِيتا

يعني الغُبار المرتفع؛ يقول: جاءت مجتمِعة وذهبت متفرِّقة.

وتركَتْ راعِيَها مَشْتُوتا

ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيق يا هذا إِذا جاء بعضُها في إِثْر بعض،

والواحد مِطْراق. ويقال: هذا مِطراق هذا أَي مثله وشِبْهه، وقيل أَي تِلْوُه

ونظيرهُ؛ وأَنشد الأَصمعي:

فاتَ البُغاةَ أَبو البَيْداء مُحْتَزِماً؛

ولم يُغادِر له في الناس مِطْراقا

والجمع مَطارِيق. وتَطارق القومُ: تَبِعَ بعضُهم بعضاً. ويقال: هذا

النَّبْل طَرْقةُ رجلٍ واحد أَي صنعة رجل واحد. والطَّرَق: آثار الإِبل إِذا

تبع بعضُها بعضاً، واحدتها طَرَقة، وجاءت على طَرَقة واحدة كذلك أَي على

أَثر واحد. ويقال: جاءت الإِبل مَطارِيقَ إِذا جاءت يَتْبع بعضُها بعضاً.

وروى أَبو تراب عن بعض بني كلاب: مررت على عَرَقَة الإِبل وطَرَقَتِها

أَي على أَثرها؛ قال الأَصمعي: هي الطَّرَقة والعَرَقة الصَّفّ

والرَّزْدَقُ. واطَّرَق الحوْضُ، على افْتَعل، إِذا وقع فيه الدِّمْنُ فَتَلَبَّد

فيه. والطَّرَق، بالتحريك: جمع طَرَقة وهي مثال العَرَقة. والصَّفّ

والرَّزْدَق وحِبالةُ الصائد ذات الكِفَفِ وآثارُ الإِبل بعضها في إِثْر بعض:

طَرَقة. يقال: جاءت الإِبل على طَرَقة واحدة وعلى خُفّ واحد أَي على أَثر

واحد.

واطَّرَقت الأَرض: تلبَّد تُرابها بالمطر؛ قال العجاج:

واطَّرَقت إِلاَّ ثلاثاً عُطَّفا

والطُّرَق والطُّرق: الجوادُّ وآثارُ المارة

تظهر فيها الآثار، واحدتها طُرْقة. وطُرَق القوس: أَسارِيعُها

والطَّرائقُ التي فيها، واحدتها طُرْقة، مثل غُرْفة وغُرَف. والطُّرَق:

الأَسارِيعُ. والطُّرَق أَىضاً: حجارة مُطارَقة بعضها على بعض.

والطُّرْقة: العادَة. ويقال: ما زال ذلك طُرْقَتَك أَي دَأْبك.

والطِّرْق: الشَّحْم، وجمعه أَطْراق؛ قال المَرَّار الفَقْعَسي:

وقد بَلَّغْنَ بالأَطْراقِ، حتَّى

أُذِيعَ الطِّرْق وانكَفَت الثَّمِيلُ

وما به طِرْق، بالكسر، أَي قُوَّة، وأَصل الطِّرْق الشَّحْم فكنى به

عنها لأَنها أَكثر ما تكون عنه؛ وكل لحمة مستطيلة فهي طَرِيقة. ويقال: هذا

بعير ما به طِرْق أَي سِمَن وشَحْم. وقال أَبو حنيفة: الطِّرْق السِّمَن،

فهو على هذا عَرَض. وفي الحديث: لا أَرى أَحداً به طِرْقٌ يتخلَّف؛

الطَّرْق، بالكسر: القوَّة، وقيل: الشحم، وأَكثر ما يستعمل في النفي. وفي حديث

ابن الزبير

(* قوله «وفي حديث ابن الزبير إلخ» عبارة النهاية: وفي حديث

النخعي الوضوء بالطرق أحب إليّ من التيمم، الطرق الماء الذي خاضته الإبل

وبالت فيه وبعرت، ومنه حديث معاوية: وليس للشارب إلخ): وليس للشَّارِب

إِلا الرَّنْقُ والطَّرْقُ

وطَرَّقَتِ المرأَة والناقة: نَشِب ولدُها في بطنها ولم يسهُل خروجه؛

قال أَوس بن حجر:

لها صَرْخة ثم إِسْكاتةٌ،

كما طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ

(* قوله «لها» في الصحاح لنا).

الليث: طَرَّقَتِ

المرأَة، وكلُّ حامل تُطَرِّقُ إِذا خرج من الولد نصفه ثم نَشِب فيقال

طَرَّقَت ثم خَلُصت؛ قال أَبو منصور: وغيره يجعل التَّطْرِيق للقَطاة إِذا

فَحَصَتْ للْبَيْض كأَنها تجعل له طَريقاً؛ قاله أَبو الهيثم، وجائز أَن

يُستْعار فيُجعَل لغير القَطاة؛ ومنه قوله:

قد طَرَّقَتْ بِبِكْرِها أُمُّ طَبَقْ

يعني الداهية. ابن سيده: وطَرَّقت القطاة وهي مُطَرِّق: حان خروج

بَيْضها؛ قال المُمَزِّق العَبْدي: وكذا ذكره الجوهري في فصل مزق، بكسر الزاي،

قال ابن بري: وصوابه المُمَزَّق، بالفتح، كما حكي عن الفراء واسمه شَأْسُ

بن نَهار:

وقد تَخِذَتْ رجْلي إِلى جَنْبِ غَرْزِها

نَسِيفاً، كَأُفْحُوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ

أَنشده أَبو عمرو بن العلاء؛ قال أَبو عبيد: ولا يقال ذلك في غير

القطاة. وطَرَّق بحَقِّي تَطْرِيقاً: جَحَدَه ثم أَقرَّ به بعد ذلك. وضَرَبَه

حتى طَرَّق بِجَعْرِه أَي اخْتَضَب. وطَرَّق الإِبلَ تَطْرِيقاً: حَبَسها

عن كَلإٍ أَو غيره، ولا يقال في غير ذلك إِلا أَن يُستعار؛ قاله أَبو

زيد؛ قال شمر: لا أعَرف ما قال أَبو زيد في طَرَّقْت، بالقاف، وقد قال ابن

الأعَرابي طَرَّفْت، بالفاء، إِذا طَرَده. وطَرَّقْت له من الطَّرِيق.

وطَرْقاتُ الطَّرِيق: شَرَكُها، كل شَرَكة منها طَرْقَة، والطَّرِيق: ضرْب

من النَّخْل؛ قال الأَعشى:

وكلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطَّرِيـ

قِ، يَجْري على سِلطاتٍ لُثُمْ

وقيل: الطَّرِيقُ أَطول ما يكون من النخل بلغة اليمامة، واحدته طَرِيقة؛

قال الأَعشى:

طَرِيقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصُولُهُ،

عليه أَبابِيلٌ مِنَ الطَّيْر تَنْعَبُ

وقيل: هو الذي يُنال باليد. ونخلة طَرِيقة: مَلْساء طويلة.

والطَّرْق: ضرْب من أَصوات العُودِ. الليث: كل صوت من العُودِ ونحوه

طَرْق على حِدَة، تقول: تضرِبُ هذه الجارية كذا وكذا طَرْقاً. وعنده طُرُوق

من الكلام، واحِدُه طَرْق؛ عن كراع ولم يفسره، وأَراه يعني ضُرُوباً من

الكلام. والطَّرْق: النخلة في لغة طيّء؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

كأَنه لَمَّا بدا مُخايِلا

طَرْقٌ، تَفُوت السُّحُقَ الأَطاوِلا

والطَّرْق والطِّرْق: حِبالة يُصاد بها الوحوش تتَّخذ كالفخّ، وقيل:

الطِّرْقُ الفَخّ.. وأَطرق الرجل الصَّيْدَ إِذا نصَب له حِبالة. وأَطْرَق

فلان لفلان إِذا مَحَل به ليُلْقِيه في وَرْطة، أُخِذ من الطِّرْق وهو

الفخّ؛ ومن ذلك قيل للعدُوّ مُطْرِق وللسَّاكت مُطْرِق.

والطُّرَيْق والأُطَيْرِقُ: نخْلة حجازيّة تبكِّر بالحَمْل صَفْراء

التمرة والبُسْرة؛ حكاه أَبو حنيفة. وقال مرّة: الأُطَيْرِق ضرّب من النخل

وهو أَبْكَر نخل الحجاز كله؛ وسماها بعض الشعراء الطُّرَيْقيِن

والأُطَيْرِقِين، قال:

أَلا تَرَى إِلى عَطايا الرَّحْمَنْ

مِنَ الطُّرَيْقِيِن وأُمِّ جِرْذانْ؟

قال أَبو حنيفة: يريد بالطُّرَيْقِين جمعَ الطُّرَيْقِ.

والطَّارِقيّة: ضرْب من القلائد.

وطارق: اسم والمِطْرَقُ: اسم ناقة أَو بعير، والأَسبق أَنه اسم بعير؛

قال:

يَتْبَعْنَ جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ

ومُطْرِق: موضع؛ أَنشد أَبو زيد:

حَيْثُ تَحَجَّى مُطْرِقٌ بالفالِقِ

وأَطْرِقا: موضع؛ قال أَبو ذؤيب:

على أَطْرِقا بالياتُ الخيا

مِ، إِلا الثُّمامُ وإِلا العِصِيُّ

قال ابن بري: من روى الثمام بالنصب جعله استثناء من الخيام، لأَنها في

المعنى فاعلة كأَنه قال بالياتٌ خِيامُها إِلا الثمامَ لأَنهم كانوا

يظلّلُون به خِيامَهم، ومَنْ رفع جعله صفة للخيام كأَنه قال باليةٌ خيامُها

غيرُ الثُّمام على الموضع، وأَفْعِلا مقصور بناءٌ قد نفاه سيبويه حتى قال

بعضهم إِن أَطْرِقا في هذا البيت أَصله أَطْرِقاء جمع طريق بلغة هذيل ثم

قصر الممدود؛ واستدل بقول الآخر:

تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا

ذهب هذا المعلِّل إِلى أَن العلامتين تَعْتَقِبان؛ قال الأَصمعي: قال

أَبو عمرو بن العلاء أَطْرِقا على لفظ الاثنين بَلد، قال: نرى أَنه سمي

بقوله أَطْرِق أَي اسكت وذلك أَنهم كانوا ثلاثة نَفَر بأَطْرِقا، وهو موضع،

فسَمِعُوا صوتاً فقال أَحدُهم لصاحِبَيْه: أَطْرِقا أَي اسكُتا فسمِّي

به البلد، وفي التهذيب: فسمي به المكان؛ وفيه يقول أَبو ذؤَيب:

على أَطْرِقا بالياتُ الخِيام

وأَما مَنْ رواه أَطْرُفاً، فَعَلا هذا: فعل ماض. وأَطْرُق: جمع طَرِيق

فيمن أَنَّث لأَن أَفْعُلاً إِنما يكسَّر عليه فَعِيل إِذا كان مؤنثاً

نحو يمين وأَيْمُن.

والطِّرْياقُ: لغة في التِّرْياقِ؛ رواه أَبو حنيفة.

وطارِقَةُ الرجل: فَخْذُه وعَشِيرتُه؛ قال ابن أَحمر:

شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إِليها،

وطارِقَتي بأَكْنافِ الدُّرُوبِ

النضر: نَعْجة مَطْرُوقة وهي التي تُوسَم بالنار على وَسَط أُذُنها من

ظاهر، فذلك الطِّراقُ، وإِنما هو خطّ أَبيض بنارٍ كأَنما هو جادّة، وقد

طَرَقْناها نَطْرُقها طَرْقاً، والمِيسَمُ الذي في موضع الطِّراق له حُروف

صِغار، فأَمّا الطَّابِعُ فهو مِيسَمُ الفَرائضِ، يقال: طَبَعَ الشَّاة.

(طرق) : الأَطِرقاءُ: الطُّرُقُ.
(طرق)
النَّجْم طروقا طلع لَيْلًا وَهُوَ النَّجْم الطارق والمعدن طرقا ضربه ومدده وَالصُّوف وَنَحْوه نفشه وندفه وَالْبَاب قرعه وَالْقَوْم طرقا وطروقا أَتَاهُم لَيْلًا وَالطَّرِيق سلكه وَالْكَلَام عرض لَهُ وخاض فِيهِ

(طرق) طرقا ضعف عقله
(ط ر ق) : (الْمِطْرَقَةُ) مَا يُطْرَقُ بِهِ الْحَدِيدُ أَيْ يُضْرَبُ (وَمِنْهُ) وَإِنْ قَالُوا لَنَطْرُقَنَّكَ أَوْ لَنَشْتُمَنَّكَ وَقِيلَ لَنَقْرُصَنَّكَ أَصَحُّ مِنْ قَرَصَهُ بِظُفُرَيْهِ إذَا أَخَذَهُ الْقَارِصَةُ الْكَلِمَةُ الْمُؤْذِيَةُ (وَالطَّرْقُ) الْمَاءُ الْمُسْتَنْقِعُ الَّذِي خَوَّضَتْهُ الدَّوَابُّ وَبَالَتْ فِيهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ النَّخَعِيِّ الْوُضُوءُ بِالطَّرْقِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ التَّيَمُّمِ وَقَوْلُ خُوَاهَرْ زَادَهْ بِحَيْثُ لَا يُمْكِنُ (الِاسْتِطْرَاقُ) بَيْنَ الصُّفُوفِ أَيْ الذَّهَابُ بَيْنَهَا اسْتِفْعَالٌ مِنْ الطَّرِيقِ وَفِي الْقُدُورِيِّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطْرِقَ نَصِيبَ الْآخَرِ أَيْ يَتَّخِذَهُ طَرِيقًا.
طرق جوأ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم فِي الْوضُوء بالَّطرْق [قَالَ -] هُوَ احبُّ إليّ من التَّيَمُّم. [قَوْله -] الطَّرْق هُوَ المَاء الَّذِي يكون فِي الأَرْض فتبول فِيهِ الْإِبِل وَهُوَ مستنقع يُقَال لَهُ طَرْقٌ ومَطْرُوقٌ [قَالَ الشَّاعِر: (الْخَفِيف)

ثمَّ كَانَ المِزَاجُ مَاء سحابٍ ... لَا جَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْرُوقُ

والجَوَى: المنتن المتغيّر وَمِنْه حَدِيث يَأْجُوج وَمَأْجُوج: إِنَّهُم يموتون فَتَجْوَى الأَرْض مِنْهُم أَي تُنْتِنُ. والآجِنُ الْمُتَغَيّر أَيْضا وَهُوَ دون الجَوِي فِي النَّتْن وَهُوَ الَّذِي يرْوى فِيهِ الحَدِيث عَن الْحسن وَابْن سِيرِين أَنه رخص فِيهِ الْحسن وَكَرِهَهُ ابْن سِيرِين قَالَ زُهَيْر فِي الجوي: (الوافر)

بسأتَ بنِيئها وجَوِيتَ عَنْهَا ... وَعِنْدِي لَو أردْتَ لَهَا دَوَاء] 
(طرق) - في الحديث: "لا أَرَى أَحدًا به طِرقٌ يَتَخَلَّف"
: أي قُوَّة.
قاك الأصمعى: الطِّرقُ: الشَّحْم. ويقال: إذا أكلت الإِبِل الخُلَّة اشتَدَّ طِرقُها: أي نِقْيُها، وأكَثر ما يُستَعمل في النَّفْى.
- في حديث نَظَر الفُجَاءَة قال: "أَطْرِق بَصَرَك"
ويروى: اصْرِف بَصَرَك. والإطراقُ أن يُقبِل ببصره إلى صَدْرِه، والصَّرْفُ أن يُقْلِبَه إلى الشِّق الآخر. ويُروَى: اطْرِف - بالفاء - بمعنى اصْرِف.
في الحديث: " لا تَطْرقُوا أَهْلكم ليلًا".
قيل: أصل الطَّرْق الدَّقّ والضَّرْب. ومنه سُمِّى الطَرِيقُ؛ لأن المارَّة تَدُقُّه بأرجُلِها، والمِطْرَقَة من هذا. وسُمِّى الآتىِ بالليل طارِقًا لحاجَتِه في الوقت الذي يأتي فيه إلى دَقِّ الأبواب التي يَقْصِدُها، لأن العادةَ في الأبوابِ أن تفتح بالنَّهار وتُغْلَق باللَّيل. وقيل: الطُّروقُ: السُّكُون.
- ومنه الحديث: "أنه أطرَق رأسَه" 
: أي أَمسَك عن الكَلَام وسَكَن، وَلمَّا كان اللّيلُ يُسْكَن فيه، ومن يأتيِ فيه يأتي بِسُكُون قيل: طَارِق. - في حديث عمر، - رضي الله عنه -، "فَلبِسْت خُفَّيْن مُطَارَقَيْن"
: أي مُطْبَقين، وكل ما ضُوعِف فقد طُورِق، وطَارَقْتُ نَعِلى: طَبَقْتها.
- في حديث عَلِىٍّ رضِي الله عنه: "أنها حارِقَة طَارِقَة فَائِقة" 
: أي طَرَقَت بخَيْر.
ط ر ق : طَرَقْت الْبَابَ طَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَطَرَقْت الْحَدِيدَةَ مَدَدْتهَا وَطَرَّقْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَطَرَقْت الطَّرِيقَ سَلَكْته وَطَرَقَ الْفَحْلُ النَّاقَةَ طَرْقًا فَهِيَ طَرُوقَةٌ فَعُولَةٌ بِفَتْحِ الْفَاءِ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ وَفِيهَا حِقَّةٌ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ الْمُرَادُ الَّتِي بَلَغَتْ أَنْ يَطْرُقَهَا
وَلَا يُشْتَرَطُ أَنْ تَكُونَ قَدْ طَرَقَهَا وَكُلُّ امْرَأَةٍ طَرُوقَةُ بَعْلِهَا وَطَرَقَ النَّجْمُ طُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ طَلَعَ وَكُلُّ مَا أَتَى لَيْلًا فَقَدْ طَرَقَ وَهُوَ طَارِقٌ وَالْمِطْرَقَةُ بِالْكَسْرِ مَا يَطْرُقُ بِهِ الْحَدِيدَ وَالطَّرِيقُ يُذْكَرُ فِي لُغَةِ نَجْدٍ وَبِهِ جَاءَ الْقُرْآنُ فِي قَوْله تَعَالَى {وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} [هود: 12] وَيُؤَنَّثُ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَالْجَمْعُ طُرُقٌ بِضَمَّتَيْنِ وَجَمْعُ الطُّرُقِ طُرُقَاتٌ وَقَدْ جُمِعَ الطَّرِيقُ عَلَى لُغَةِ التَّذْكِيرِ أَطْرِقَةٌ وَاسْتَطْرَقْت إلَى الْبَابِ سَلَكْت طَرِيقًا إلَيْهِ.

وَطَرَّقْتُ التُّرْسَ بِالتَّشْدِيدِ خَصَفْتُهُ عَلَى جِلْدٍ آخَرَ وَنَعْلٌ مُطَارَقَةٌ مَخْصُوفَةٌ وَطَرَّقْتُهَا تَطْرِيقًا خَرَزْتُهَا مِنْ جِلْدَيْنِ أَحَدُهُمَا فَوْقَ الْآخَرِ.
وَفِي الْحَدِيثِ «كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطَرَّقَةُ» أَيْ غِلَاظُ الْوُجُوهِ عِرَاضُهَا وَفِي الصِّحَاحِ مَكْتُوبٌ بِالتَّخْفِيفِ . 

طرق


طَرِقَ(n. ac. طَرَق)
a. Drank thick, muddy water.

طَرَّقَ
a. [La], Opened the way, made room for.
b. Hammered, flattened out.
c. [Bi], Acknowledged ( a debt ), previously
denied.
طَاْرَقَa. Doubled; soled (shoe).
b. Put one garment over another.

أَطْرَقَa. Bent down his eyes, was silent.
b. [Ila], Occupied himself with (trifles).
c. see VI
تَطَرَّقَ
a. [Ila], Sought to gain access to, to get at; found a way
to, reached.
تَطَاْرَقَa. Followed each other, walked in single file (
camels ).
إِطْتَرَقَ
(ط)
a. Followed in the track of.
b. Was dense (plumage).
c. Fell (night).
d. see III (b)
إِسْتَطْرَقَa. Consulted the diviners.
b. [ coll. ], Accustomed himself
to.
طَرْقa. A time, once.
b. Music, melody, sound ( of a musical
instrument ).
طَرْقَةa. see 1
طِرْقa. see 4t
طُرْق
طُرْقَةa. see 1
طَرَق
(pl.
أَطْرَاْق)
a. Fold, crease.

طَرَقَة
(pl.
طَرَق)
a. Snare, trap.

مِطْرَق
مِطْرَقَة
20t
(pl.
مَطَاْرِقُ)
a. Mallet; blacksmith's hammer.
b. Stick, rod, staff.

طَاْرِق
(pl.
طُرَّاْق أَطْرَاْق)
a. One knocking at the door; wayfarer, traveller by
night.
b. One who divines by means of pebbles.
c. Morning-star.

طَاْرِقَة
(pl.
طَوَاْرِقُ)
a. Event; misfortune, calamity.
b. Small seat.
c. Family; clan, tribe.

طَاْرِقِيَّةa. Necklace, collar.

طِرَاْق
(pl.
طُرْق)
a. Patch or piece of leather; sole, clump &c.
b. Plate or disc of iron.

طَرِيْق
(pl.
طُرُق طُرُقَات
أَطْرِقَة
أَطْرُق
أَطْرِقَآءُ)
a. Road, way, path.
b. see 1
طَرِيْقَة
(pl.
طَرَاْئِقُ)
a. Way, path; course; manner, mode; usage, practice;
state, condition.
b. Line; streak; stripe; strip.
c. Chief, head.
d. (pl.
طَرِيْق), High palm-tree.
طِرِّيْقَةa. Gentleness, submissiveness.

مِطْرَاْق
(pl.
مَطَاْرِيْقُ)
a. Series; file, line.

N. P.
طَرڤقَa. Beaten; flattened.

N. P.
طَرَّقَa. Minted gold.
b. Striped garment.
c. see N. P.
IV
N. P.
أَطْرَقَa. Shield.

N. Ag.
تَطَرَّقَa. Malleable.

طَرَائِق الدَّهْر
a. The vicissitudes of fortune.
طرق
الطَّرِيقُ: السّبيل الذي يُطْرَقُ بالأَرْجُلِ، أي يضرب. قال تعالى: طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ
[طه/ 77] ، وعنه استعير كلّ مسلك يسلكه الإنسان في فِعْلٍ، محمودا كان أو مذموما. قال:
وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى
[طه/ 63] ، وقيل: طَرِيقَةٌ من النّخل، تشبيها بالطَّرِيقِ في الامتداد، والطَّرْقُ في الأصل: كالضَّرْبِ، إلا أنّه أخصّ، لأنّه ضَرْبُ تَوَقُّعٍ كَطَرْقِ الحديدِ بالمِطْرَقَةِ، ويُتَوَسَّعُ فيه تَوَسُّعَهُم في الضّرب، وعنه استعير: طَرْقُ الحَصَى للتَّكَهُّنِ، وطَرْقُ الدّوابِّ الماءَ بالأرجل حتى تكدّره، حتى سمّي الماء الدّنق طَرْقاً ، وطَارَقْتُ النّعلَ، وطَرَقْتُهَا، وتشبيها بِطَرْقِ النّعلِ في الهيئة، قيل: طَارَقَ بين الدِّرْعَيْنِ، وطَرْقُ الخوافي : أن يركب بعضها بعضا، والطَّارِقُ: السالك للطَّرِيقِ، لكن خصّ في التّعارف بالآتي ليلا، فقيل: طَرَقَ أهلَهُ طُرُوقاً، وعبّر عن النّجم بالطَّارِقِ لاختصاص ظهوره باللّيل. قال تعالى: وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ
[الطارق/ 1] ، قال الشاعر:
نحن بنات طَارِقٍ
وعن الحوادث التي تأتي ليلا بالطَّوَارِقِ، وطُرِقَ فلانٌ: قُصِدَ ليلًا. قال الشاعر:
كأنّي أنا المَطْرُوقُ دونك بالّذي طُرِقْتَ به دوني وعيني تهمل
وباعتبار الضّرب قيل: طَرَقَ الفحلُ النّاقةَ، وأَطْرَقْتُهَا، واسْتَطْرَقْتُ فلاناً فحلًا، كقولك:
ضربها الفحل، وأضربتها، واستضربته فحلا.
ويقال للنّاقة: طَرُوقَةٌ، وكنّي بالطَّرُوقَةِ عن المرأة.
وأَطْرَقَ فلانٌ: أغضى، كأنه صار عينه طَارِقاً للأرض، أي: ضاربا له كالضّرب بالمِطْرَقَةِ، وباعتبارِ الطَّرِيقِ، قيل: جاءت الإبلُ مَطَارِيقَ، أي: جاءت على طَرِيقٍ واحدٍ، وتَطَرَّقَ إلى كذا نحو توسّل، وطَرَّقْتُ له: جعلت له طَرِيقاً، وجمعُ الطَّرِيقِ طُرُقٌ، وجمعُ طَرِيقَةٍ طرَائِقُ. قال تعالى:
كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً [الجن/ 11] ، إشارة إلى اختلافهم في درجاتهم، كقوله: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ [آل عمران/ 163] ، وأطباق السّماء يقال لها: طَرَائِقُ. قال الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ
[المؤمنون/ 17] ، ورجلٌ مَطْرُوقٌ: فيه لين واسترخاء، من قولهم: هو مَطْرُوقٌ، أي: أصابته حادثةٌ لَيَّنَتْهُ، أو لأنّه مضروب، كقولك: مقروع، أو مدوخ، أو لقولهم: ناقة مَطْرُوقَةٌ تشبيها بها في الذِّلَّةِ.
ط ر ق

طرق الحديد بالمطرقة والمطارق. وطرق الباب: قرعه. وطرق الصوف بالمطرق وهو القضيب. ونعل مطرقة ومطارقة: مخصوفة، وكل خصفة: طراق. وريش طراق ومطرق: بعضه فوق بعض، وفيه طرق. قال زهير:

أهوى لها أسفع الخدين مطرق ... ريش القوادم لم تنصب له الشبك

وطارقت بين ثوبين. وتطارقت الإبل: تتابعت متقاطرة. وهذا طرق الإبل وطرقاتها: آثارها متطارقة، الواحدة: طرقة. وجاءت على طرقة واحدة وخف واحد. وترس مطرق: طورق بجلد. " وكأن وجوههم المجان المطرقة ". ووضع الأشياء طرقة طرقة وطريقة طريقة: بعضها فوق بعض، وهي طرق وطرائق. وطرق طريقاً: سهّله حتى طرقه الناس بسيرهم. " ولا تطرقوا المساجد ": لا تجعلوها طرقاً وممارّ. وطرق لي: اخرج. وما تطرقت إلى الأمير. وطرق لي فلان. وطرقت المرأة والقطاة إذا عسر خروج الولد والبيضة. وامرأة وقطاة مطرق. وأطرق الرجل: رمى ببصره الأرض. وفي ركبتيه طرق، وفي جناح الطائر طرق: لين واسترخاء. ورجل أطرق، وامرأة طرقاء. وما به طرق: شحم وقوة. ومن المجاز: طرقنا فلان طروقاً. ورجل طرقة. وطرقه هـ. وطرقني الخيال. وطرقه الزمان بنوائبه. وأصابته طارقة من الطوارق، ونعوذ بالله من طوارق السوء. وطرق سمعي كذا. وطرقت مسامعي بخير. وطرقت الماء الدواب. وماء طرق. وطرق بالحصي. ونساء طوارق. وهي عن الطرق. قال الطرماح:

فأصبح محبوراً تخط ظلوفه ... كما اختلفت بالطرق أيدي الكواهن

وصف الثور وأنه نجا من الصائد. وتقول: هم نفشوا الكلام وماشوه وطرقوه: للنحارير في العربية. وطرق فلان. وأخذ في التطريق إذا احتال عليك وتكهن من طرق الحصى. وفلان مطروق: به طرقة أي هوج وجنون. وفلان مطروق: ضعيف يطرقه كل أحد. قال ابن أحمر:

فلا تصلي بمطروق إذا ما ... سري في القوم أصبح مستكيناً

وطرق الفحل الناقة، وهي طروقته، واستطرقت فلاناً فحله، وأطرقني فحلك. ويقال للمتزوّج: كيف طروقتك. وأنا آتيه في اليوم طرقتين، وطرقة واحدة أي أتية. قال ابن هرمة:

إذا هيب أبواب الملوك قرعتها ... بطرقة ولاجٍ لها نابه الذكر

وهذه النبل طرقة رجل واحد. وهذا دأبك وطرقتك أي طريقتك ومذهبك. قال لبيد:

فإن يسهلوا فالسهل حظي وطرقتي ... وإن يحزنوا أركب بهم كل مركب

ولسنا للعدو بطرقة أي لا يطمع فينا العدو. وما لفلان فيك طرقة: مطمع. وتطارق الظلام والغمام. وطارق الغمام الظلام. قال ذو الرمة:

أغباش ليل تمام كان طارقه ... تطخطخ الغيم حتى ماله جوب

وتطارقت علينا الأخبار. وطرق فلان بحقي إذا جحده ثم أقر به بعد. وسمعتهم: هو أخس من فلان بعشرين طرقة.
[طرق] نه: فيه: نهى المسافر أن يأتي أهله "طروقًا". ن: بضم طاء. نه: أي ليلًا، وكل آت بالليل طارق، وقيل: أصله من الطرق وهو الدق والآتي بالليل يحتاج إلى دق الباب. ومنه ح: إنها حارقة "طارقة"، أي طرقت بخير، والطوارق جمع طارقة. وح: أعوذ من "طوارق" الليل. ج: هي ما ينوب من النوائب في الليل. ك: ومنه: "طرق" صلى الله عليه وسلم فاطمة وعليا. ن: وروى: طرقه، وفاطمة بالنصب، فقال: ألا تصلون؟ جمع الاثنين مجازًا، فقلت إن نفوسنا بيد الله- قاله انقباضًا واستحياء من طروقه وهما مضطجعان- وقد مر. ك: "لا يطرق" أهله- بضم راء. ط: ولا ينافيه ح: إن أحسن ما دخل الرجل أهله أول الليل، لأن المراد هنا بالدخول الجماع، فإن المسافر يغلب عليه الشبق فإذا قضى شهوته خف وطاب نومه، أو يحمل على السفر القريب أو على اشتهار قدومه، وما موصولة أي الوقت الذي دخل فيه أهله. ومنه ح: "طرق" صاحبنا. غ: ومنه: النجم "طارق"، لأنه يرى بالليل. ومنه: نحن بنات "طارق"، شبه أباه في الشرف والعلو بالنجم. نه: وفيه: "والطرق" من الجبت، هو الضرب بالحصى الذي تفعله النساء، وقيل: هو الخط في الرمل- ومر في الخاء. ط: هو بفتح طاء وسكون راء نوع من التكهن. ج: كما يعمله المنجم لاستخراج الضمير"طارق" به رداءه، من طارقت الثوب على الثوب إذا طبقته عليه. نه: وفي ح نظر الفجاءة: "أطرق" بصرك، الإطراق أن يقبل ببصره إلى صدره ويسكت ساكتًا، وفيه: "فأطرق" ساعة، أي سكت. وح: "فأطرق" رأسه، أي أماله وأسكنه. ومنه ح: حتى انتهكوا الحريم ثم "أطرقوا" وراءكم، أي استتروا بكم. وفيه: الوضوء "بالطرق" أحب إلي من التيمم، هو ماء خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت. ومنه ح: وليس للشارب إلا الرنق و"الطرق". وفيه ح: لا أرى أحدًا به "طرق" يتخلف، هو بالكسر القوة، وقيل: الشحم، وأكثر ما يستعمل في النفي. وح: إن الشيطان قعد لابن آدم "بأطرقه"، هي جمع طريق، ويذكر ويؤنث، فجمعه على التذكير أطرقة وعلى التأنيث أطرق. ك: سهل الله "طريقًا" إلى الجنة، أي في الآخرة أو في الدنيا بتوفيق الصالحات، أو هو إشارة بتسهيل العلم على طالبه لأنه موصل إليها. وفيه: ثم "يطرق بمطرقة" من حديد فيصيح صيحة يسمعها من يليه، أي يلي الميت من الملائكة فقط، لأن "من" للعاقل، وقيل: يدخل غيرهم أيضًا بالتغليب. وح: إذا ذا جبرئيل "أطرق"، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. ن: يحشر الناس على ثلاث "طرائق"، أي فرق. ومنه: "كنا "طرائق"" أي فرقا "قددا" مختلفة. ج: على "طرائق"، جمع طريقة: الحال. ط: كنا بماء "بالطريق" أي كنا نازلين بماء كائن في طريق مكة. غ: ""بطريقتكم" المثلى" بأشرافكم أو سنتكم. و"لو استقاموا على "الطريقة""، يعني الشرك أو الهدى، والسماوات طرائق لأنها مطارقة بعضها فوق بعض. مد: "سبع "طرائق""، جمع طريقة لأنها طرائق الملائكة ومتقلباتهم.
طرق
الطَّرْق: نَتْفُ الصوْفِ بالمِطْرَقَة وهي الخَشَبَةُ التي يُضْرَبُ بها، والجميع المَطارِقُ، وهيِ - أيضاً - تكونُ مَعَ الحَدّادِين. وفي المَثَل: " ضرْبُكَ بالفِطِّيْس خيْر من المِطْرَقَة ".
والطِّرَاقُ: الحَدِيدُ الذي يُعَرضُ ثم يُدَارُ فَيُجْعَلُ بَيْضَةً أو ساعِداً ونحوه، فكُلُّ صَنْعَةٍ على حَذْوٍ: طِرَاقٌ، وكلّ قَبِيلةٍ على حِيالِها كذلك.
وجِلْدُ النَّعْل: طِرَاقُها إذا عُزِلَ عنها الشِّرَاكُ.
وتًرْسٌ مُطْرَق: وهو أنْ يُقَوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدَارِ التُّرْس فَيُلْزَقَ به. ورِيْشٌ طِرَاقٌ.
والسَّماوات السَّبْعُ طَرائقُ بعضها فوق بعضٍ.
وقُدَامى الجَنَاح مُطْرَقٌ بعضُها على بعضٍ.
وثَوْبٌ طَرائقُ: أي قِطَعٌ. وجَبَل مُطرّقٌ: فيه ألْوانٌ.
وطارَقَ بين ثَوْبَيْنِ: أي ظاهَرَ بينهما. والطَّرِيْقُ: مَعْرُوْفٌ، يُذَكَّرُ ويُؤنَثُ.
والطَّرِيْقَةُ: كُلُّ أحْدُوْرَةٍ من الأرض أو صَنِفَةٍ من الثَّوْب، وكذلك من الألوان، والجميع الطَّرائقُ.
والطَّرِيْقَةُ: الحالُ. ومن خُلُقِ الانسانِ: لِيْنٌ وانْقِيَادٌ، وإنَّ في طَرِيْقَتِه لَعِنْدَاوَةً: أي في لِيْنِه بَعْضُ العُسْرِ، ويُقال طِرّيقَةٌ أيضاً.
والطَّرِيْقَة: أماثِلُ القَوْم، هؤلاء طَرِيْقَةُ قَوْمِهم، والجميع طَرَائقُ.
والطَّرِيْقَةُ: عَمُوْدُ المِظَلَّةِ والخِبَاءِ والبُيُوتِ من الشَّعر، طَرقُوا بينهم تَطْرِيقاً. ونَسِيْجَةٌ تُنْسَجُ من صُوفٍ أو شَعرٍ.
وطَرْقُ الفَحْل: ضِرَابُه لِسَنَةٍ. واسْتَطْرَقَ فلانٌ فلاناً فَحْلَهُ فأطْرَقَه: أي أعطاه لِيَضْرِبَ في إبِلِه.
والمَرْأةُ طَرُوْقَةُ زَوْجِها.
والطَّرُوْقَةُ: القَلُوصُ التي بَلَغَتِ الضرَابَ. ويُقال: أطْرِقْني فَحْلَكَ. ولكَ طَرْقُهُ العامَ. وناقَةٌ مِطْرَاقٌ: قَرِيْبَةُ العَهْدِ بالفَحْل. والطّارِقِيَّةُ: ضَرْبٌ من القَلائدِ.
والطارِق: كَوْكَبُ الصُّبْح. والذي يَجِيْء لَيْلاً، طَرَقَ طُرُوْقاً وطَرْقاً، ورَجُلٌ طُرَقَةٌ: يَسْري حتّى يَطْرُقَ أهْلَه.
والأطْرَاقُ: ما يَطْرُقُ من المَكارهِ.
والإطْرَاقُ: السُّكُوْتُ. ورَجُلٌ طِرِّيْقٌ: كثيرُ الإطْرَاقِ فَرَقاً. والكَرَوَان المُذَكِّرْ: طِرِّيْقٌ لأنَّه إذا رأى إنْساناً سَقَطَ على الأرض فأطْرَقَ، ويُقال له: " أطْرِقْ كَرا أطْرِقْ كَرا؛ إن النعَامَ في القُرى، إنَّكَ لا تُرى " عِنْدَ صَيدِه.
وأمُّ طُرّيْقٍ: الضَّبُعُ، إذا دُخِلَ عليها وَجَارُها قيل: أطْرِقي أمَّ طُريق لَيْسَتِ الضَبُعُ ها هنا. ورَجُلٌ مُطَرقٌ: غَلِيْظُ الجُفُونِ ثَقِيلُها.
وكَلأ مَطْرُوْقٌ: وهو الذي ضَرَبَه المَطَرُ بَعْدَ يُبْسِه.
وطَرَّقْتُ الإِبلَ: إذا حَبَسْتَها على كَلإَ أو غيرِه.
والطَّرْقُ: خَطّ بإِصْبَعٍ في الكَهَانَةِ، ً طَرَقَ يَطْرُق طَرْقاً.
وكُلُّ صَوْتٍ من العُوْدِ ونحوِه: طَرْقٌ. وهذه الجارِيَةُ تَضْرِبُ كذا وكذا طَرْقاً: أي نوْعاً.
والطَّرْقُ: النَّخْلُ الطَّوِيل، وجَمْعُه طُرُوْقٌ، وكذلك الطَّرِيقُ. والفَحْلُ من الإِبل.
والطِّرْق: الشَحْمُ. وحِبَالَةٌ يُصَاد بها الوَحْشُ كالفَخِّ.
والطَّرْقُ: من مَناقِع المِياهِ في نحائزِ الأرض. واسْمُ مَوضِعٍ.
والطَّرْقُ: الماءُ الذي قد بالَتْ فيه الدَّوابُّ حتّى اصْفَرَّ، طَرَقَتْه الإِبلُ، وهي تَطْرُقُ طَرْقاً.
وطَرَّقَتِ المَرْأةُ: إذا خَرَجَ من الوَلَدِ نِصْفُه واحْتَبَسَ بعضَ الاحْتِباس، يُقال: طَرَّقَتْ ثمَّ تَخَلَّصَتْ. وطَرقَتِ القَطاةُ: حانَ خُروجُ بَيْضِها.
والرِّجْلُ الطَّرْقاءُ: الذي في ساقِها اعْوِجاجٌ من غَيْرِ فَحَجٍ.
وضَرَبْتُه حتّى طًرّقَ بجَعْرِه. وتَطَرَّقَتِ الشَّمْسُ: دَنا غُرُوبُها.
وهذا مِطْراقُ هذا: أي شِبْهُه. وإذا خَرَجَ القَوْمُ رَجّالةً لا دَوَابَّ لهم قيل: خَرَجُوا مَطارِيْقَ، واحِدُهم مُطْرِق.
وجاءتِ الإبلُ مَطارِيْقَ: إذا جاءَ بعضُها في أثَرِ بعضٍ، الواحِدُ مِطْرَاقٌ. وقيل: هي التي تَسِيْرُ ولا تَأْكُلُ، يُقال: أطْرَقَتْ إذا أعْنَقَتْ.
والمشيُ الطَّرَقُ: هو الرُّوَيْدُ. ومَرَرْت على طَرَقَةِ الإبل: أي على أثرِها.
وطرّقَ فلانٌ حَقَّ فلانٍ: جَحَدَه وتَعَسَّرَ عليه.
وما لهُ فيكَ طُرْقَةٌ: أي مَطْمَعٌ. والطُّرْقَةُ: العادَة والخُلُق.
ورَجُلٌ مَطْرُوْقٌ: إذا كان فيه طِرِّيْقَةٌ واسْتِرْخاءٌ، وفيه طَرَقٌ وطَرْقَةٌ؛ وهو لِيْنٌ في يَدَي البَعِير، بَعِيْرٌ أطْرَقُ وناقَةٌ طَرْقاءُ.
والمَطْرُوْقُ: الذي به طَرَقَةٌ: أي جُنُونٌ وهَوَجٌ. وهو أيضاً: المَوْسُوْمُ بِسِمَةٍ يُقال لها الطِّرَاقُ تَقَعُ طُولاً على العُنُق.
والطِّرَاقُ: وِقايَةٌ للأسْقِيَةِ، كِسَاءٌ أو نَطْعٌ.
وأطْرَاقُ القِرْبَةِ: أثْنَاؤها، الواحِدُ طَرَقٌ. والطُّرْقَةُ: الظُّلْمَةُ.
والطِّرَاقُ: اللَّيْلُ إذا تَطارَقَتْ ظُلْمَتُه أي تَرَاكَمَتْ.
واخْتَضَبَتِ المَرْأةُ طُرْقَةً أو طُرْقَتَيْنِ: أي مَرَّةً أو مَرَّتَيْنِ.
والطِّرْيَاقُ: لُغَةٌ في الدِّرْياق. والطِّرِّيْقَةُ من الأرض: السهْلَةُ التي تُنْبِتُ البَقْلَ والصِّلِّيَانَ. وأطْرِقَاءُ: اسْمُ بَلَدٍ.
[طرق] الطَريقُ: السبيلُ، يذكَّر ويؤنَّثُ. تقول: الطَريقُ الأعظم، والطَريقُ العظمى، والجمع أَطْرِقَةٌ وطُرقٌ. قال الشاعر : فلمّا جَزَمْتُ به قِرْبَتي تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أو خَليفا قال أبو عمرو: الطَريقَةُ أطول ما يكون من النَخل، بلغة اليمامة، حكاها عنه يعقوب. والجمع طَريقٌ. قال الأعشى: طَريقٌ وجَبَّارٌ رِواءٌ أُصولُهُ عليه أبابيلٌ من الطير تَنْعَبُ والطَريقَةُ: نسيجةٌ تُنْسَجُ من صوف أو شَعر في عَرض الذِراع أو أقلّ، وطولُها على قدر البيت، فتُخَيَّطُ في ملتقى الشِقاقِ من الكِسْرِ إلى الكِسْرِ. وطَريقَةُ القوم: أماثلُهم وخيارهم. يقال: هذا رجلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاء طَريقَةُ قومِهم وطَرائِقُ قومِهم أيضاً، للرجال الأشراف، حكاها يعقوب عن الفراء. قال: ومنه قوله تعالى {كنا طَرائِقَ قِدَداً} أي كنا فِرَقاً مختلفة أهواؤنا. وطريقة الرجال: مذهبه. يقال: ما زال فلانٌ على طريقة واحدة، أي على حالة واحدةٍ. واختضبت المرأة طَرْقَةً أو طَرْقَتَيْنِ، أي مَرّةً أو مرتين . وأنا آتي فلاناً في اليوم طَرْقَتَيْنِ، أي مَرَّتَين. وهذا النَبْلُ طَرْقَةُ رجلٍ واحدٍ، أي صَنْعَةُ رجلٍ واحدٍ. قال أبو زيد: الطَرْقُ والمَطْروقُ: ماءُ السماء الذي تبولُ فيه الإبل وتَبْعر. قال الشاعر : ثم كانَ المِزاجُ ماَء سَحابٍ لا جَوٍ آجنٌ ولا مطروق  ومنه قول إبراهيم : " الوضوء بالطرق أحب إلى من التيمم ". والطريق أيضا: ماء الفحل ". والطُرْقُ: الأساريعُ التي في القَوس، الواحدة طرقة، مثال غرفة وغرف. ويقال أيضا: ما زال ذاك طَرْقتَك، أي دأبك. وقولهم: ما به طِرْقٌ بالكسر، أي قُوَّةٌ. وأصل الطِرْقِ الشحمُ فكَنَّى به عنها، لأنَّها أكثر ما تكون عنه. والطَرَقُ بالتحريك: جمع طَرَقَةٍ، وهي مثل العَرَقَةِ والصَفِّ والرَزْدق، وحِبالةُ الصائدِ ذات الكِفَف. وآثارُ الإبل بعضِها في إثر بعض طرقة. يقال: جائت الإبل على طَرَقَةٍ واحدةٍ، وعلى خُفٍّ واحد، أي على أثرٍ واحدٍ. والطَرَقُ أيضاً: ثِنْيُ القِربَةِ، والجمع أطْراقٌ، وهي أثناؤها إذا تَخَنثتْ وتَثَنَّتْ. وأمّا قول رؤبة * لِلْعدَ إذْ أخْلَفَهُ ماءُ الطَرَقْ * فهي مناقعُ المياه. قال الفراء: الطَرَقُ في البعير. ضَعْفٌ في ركبتيه. يقال: بعير أطرق وناقة طرفاء، بينه الطرق. والطرق أيضاً في الريش: أن يكونَ بعضُها فوق بعض. وقال يصف قطاةً: أمَّا القَطاةُ فإنِّي سوفَ أنْعَتُها نَعْتاً يوافق نَعْتي بعض ما فيها سَكَّاءُ مَخْطومَةٌ في ريشِها طَرَقٌ سودٌ قَوادِمها صُهْبٌ خَوافيها تقول منه: اطَّرَقَ جناحُ الطائر على افتعل، أي التف. قال الاصمعي: رجلٌ مَطْرُوقٌ، أي فيه رِخوة وضعفٌ. قال ابن أحمر: ولا تَصِلي بمَطْروقٍ إذا ما سَرى في القوم أصبح مُسْتَكينا ومصدره الطريقة بالتشديد. يقال: " إن تحت طريقتك لعندأوة " أي إن لينه وانقياده أحيانا بعص العسر. ويقال: هذا مِطْراق هذا أي تلوه ونظيره. وقال فات البغاة أبو البَيْداء مُخْتَزِماً ولم يغادرْ له في الناس مِطْراقا والجمع مَطاريقُ. يقال: جاءت الإبلُ مَطاريقَ إذا جاءت يتبع بعضُها بعضاً. وطَرَقَتِ الإبلُ الماءَ، إذا بالَتْ فيه وبَعَرَتْ، فهو ماءٌ مَطْروقٌ وطَرْقٌ. وأتانا فلان طُروقاً، إذا جاء بليلٍ. وقد طَرَقَ يَطرُقُ طُروقاً، فهو طارقٍ. ورجلٌ طُرَقَة، مثال همزة، إذا كان يَسْري حتَّى يَطْرُقَ أهله ليلاً. والطارِقُ: النجمُ الذي يقال له كوكب الصبح، ومنه قول هند : نحن بَناتُ طارِقٍ نمشي على النمارق أي إن أبانا في الشرف كالنجم المضئ. وطارِقَةُ الرجل: فَخِذُه وعشيرته. قال الشاعر: شَكَوْتُ ذَهابَ طارِقَتي إليها وطارِقَتي بِأكْنَاف الدُروبِ والطَرْقُ: الضربُ بالحصى، وهو ضربٌ من التكهُّن. والطُرَّاق: المتكهِّنون. والطَوارِقُ: المتكهِّنات. قال لبيد: لَعَمْرُكَ ما تَدْري الطَوارِقُ بالحصى ولا زاجِراتُ الطيرِ ما الله صانِعُ وطَرَقَ الفحلُ الناقة يطْرُقُ طُروقاً، أي قَعا عليها. وطروقة الفحل: أنثاه. يقال: ناقد طَروقَةُ الفحلِ، للتي بلغت أن يضرِبَها الفحلُ. وطَرَقَ النجَّاد الصوفَ يطرقه طرقا، إذا ضربه. والضيب الذى يضربه به يسمى مطرفة، وكذلك مِطْرَقَةُ الحدادين. قال رؤبة: عاذل قد أولعت بالتَرْقيشِ إليَّ سِرًّا فاطْرُقي وَميشي قال يعقوب: أطرَقَ الرجلُ، إذا سكت فلم يتكلَّم. وأطرَقَ، أي أرخى عينيه ينظرُ إلى الأرض. وفي المثل: أطرق كرا أطرق كرا إن النَعامَ في القُرى يُضرب للمعجب بنفسه، كما يقال " فَغُضَّ الطرفَ ". والمُطْرِقُ: المسترخي العين خِلْقَةً. وأطرقا، على لفظ أمر الاثنين: اسم بلد. قال أبو ذؤيب: على أطرقا باليات الخيام إلا الثمام وإلا العصى ويقال: أطْرِقْني فَحْلَكَ، أي أعِرني فَحلك ليضرب في إبلي. واسْتَطْرَقْتُهُ فحلاً، إذا طلبتَه منه ليضربَ في إبلك. واطَّرَقَتِ الإبلُ وتَطَارَقَتْ، إذا ذهبت بعضها في إثر بعض. ومنه قول الراجز :

جاءتْ معاً واطَّرَقَتْ شَتيتا * يقول: جاءت مجتمعة وذهبت متفرقة والمجان المطرقة : التي يُطْرَقُ بعضها على بعض، كالنعل المُطْرَقَةَ المخصوفة. ويقال أُطْرِقَتْ بالجلد والعَصَب، أي أُلْبِست. وتُرْسٌ مُطْرَقٌ. وطِراقُ النعل: ما أُطْبِقَتْ فخُرِزَتْ به. وريشٌ طِراقٌ، إذا كان بعضه فوق بعض.. طارق الرجلُ بين الثَوبين، إذا ظاهَرَ بينهما، أي لبس أحدهما على الآخر. وطارَقَ بين نعلين، أي خصف إحداهما فوقَ الأخرى. ونعلٌ مُطارَقَةٌ، أي مخصوفةٌ. وكلُّ خصيفةٍ طراق. قال ذو الرمة: أغْباشَ ليلٍ تَمامٌ كان طارَقَه تطخطخ الغيم حين ما له جوب قال الاصمعي: طرقت القطاة، إذا حان خروجُ بيضِها. قال أبو عبيد: لا يقال ذلك في غير القطاة. قال الممزَّق العبدى: لقد تخذت رجل إلى جَنْبِ غَرْزِها نَسيفاً كأُفْحوصِ القطاة المطرق قال: وطرقت الناقة بولدها، إذا نَشِب ولم يسهل خروجه، وكذلك المرأة. وأنشد أبو عبيدة : لنا صرخةٌ ثم إسْكاتَةٌ كما طَرَّقَتْ بنِفاسٍ بِكر قال: وضربه حتَّى طَرَّقَ بجَعْرِهِ. قال: وطَرَّقَ فلان بحقى، إذا كان فد جَحَدَه ثم أقرَّ به بعد ذلك. وطَرَّقْتُ الإبل، إذا حبَستَها عن كلأٍ أو غيره، وطَرَّقْتُ له من الطريق.
طرق
طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في يَطرُق، طَرْقًا وطُروقًا، فهو طارِق، والمفعول مطروق
• طرَق النَّجمُ: طلع ليلاً "طرَق كوكبٌ وتلألأ- نجم طارِق".
• طرَق البابَ/ طرَق على الباب: قرَعه، دقَّه، نقَر عليه ° طرَق سمعَه/ طرَق أذنَه/ طرَق مسامعه كلامٌ: سمعه.
• طرَق الحديدَ: ضرب عليه بالمطرقة، مدّده ورقَّقَه "طرَق معدنًا/ سبيكةً"? طرق الزمانُ بنوائبه.
• طرَق النجَّادُ الصُّوفَ: ضرَبه بالمِطْرق.
• طرَق الطّريقَ: سلكَه? طرَق الكلامَ: عرض له وخاض فيه- طرق ميدانًا/ طرق مجالاً: حاول دخولَه والعملَ فيه- طريق مطروق: سلكه الناس من قبل- لا يترك بابًا إلا ويطرقه: يسلك كل السُّبل، يستعمل كل الوسائل- مَوْضوع مطروق: تمَّ تناوله من قبل، ليس جديدًا.
• طرَق فلانٌ القومَ: أتاهم ليلاً "طرَقه خيالٌ فأرَّقه".
• طرَقَ ببالِه/ طرَقَ في باله أمرٌ: خطَر، حضَر "طرَق في ذهنه هاجس"? طرَق فلانٌ بحقِّي: إذا جحده ثم أقرَّ به بعدُ. 

أطرقَ/ أطرقَ إلى/ أطرقَ بـ يُطرِق، إطراقًا، فهو مُطرِق، والمفعول مُطرَق (للمتعدِّي)

• أطرق الرَّجلُ: سكَت ولم يتكلم، أرخى عينيه ينظر إلى الأرض.
• أطرق رأسَه/ أطرق برأسِه: أمال رأسَه إلى صدره وسكَت، أو أرخَى عَيْنَيْه إلى الأرض وأمسك عن الكلام "أطرق رأسَه حينما واجهته بخطئه- أطرق برأسه حين عاتبه والده على أفعاله".
• أطرق إلى اللَّهو: مال إليه ورغب فيه. 

استطرقَ إلى يَستطرِق، استطراقًا، فهو مُستطرِق، والمفعول مُستطرَق إليه
• استطرق إلى الباب: سلك الطريق إليه. 

تطرَّقَ إلى يَتطرّق، تطرُّقًا، فهو مُتطرِّق، والمفعول مُتطرَّق إليه
• تطرَّق الشَّكُّ إلى فكره: ابتغى إليه طريقًا، عرض له، تناوله في مجرَى حديثه "تطرَّق المتكلِّمُ إلى موضوع آخر- تطرَّق اليأسُ إلى نفسها: تسلَّل". 

طرَّقَ يُطرِّق، تطريقًا، فهو مُطرِّق، والمفعول مُطرَّق
• طرَّق المعدِنَ: بالغ في تمديده وضربه بالمطرقة "طرَّق سبيكة من النُّحاس بشكل خاص- طرَّق شفرات السكاكين".
• طرَّق الموضِعَ: جعلَه طريقًا أو ممرًّا لغيره، سهَّله حتى طرقه الناس بسيرهم ° طرّق طُرُقا حسنَةً: أحدثها، سنَّها. 

طارق1 [مفرد]: ج طارقون وطُرّاق:
1 - اسم فاعل من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - زائر باللَّيل "أيقظنا في الليل طارقٌ مرعب". 

طارق2 [مفرد]: ج طَوَارِقُ: نجمٌ مضيء "نحن بناتُ طارِق: إنّ أبانا في الشرف كالنجم المضيء- {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ. النَّجْمُ الثَّاقِبُ} ".
• الطَّارق: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 86 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبع عشرة آية. 

طارِقة [مفرد]: ج طارقات وطَوَارِقُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - مصيبة، داهية "تحمّل جميع الطوارق حتى أصبح مثالاً للصبر- أصابته طارقة فسانده النَّاس". 

طرائقُ [جمع]: مف طريقة: سموات بعضها فوق بعض " {وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ} ". 

طَرْق [مفرد]: ج طُرُوق (لغير المصدر):
1 - مصدر طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في.
2 - تزيين المعدن وزخرفته "طرْق نحاس/ ذهب" ° قابل للطَّرق: وصف للجسم الذي يمكن تحويله إلى صفائح رقيقة كالذهب. 

طُرْقة [مفرد]: ج طُرُقات وطُرْقات وطُرَق: طريق ضيِّق، ممرّ "هذه الطُّرْقة تُؤدِّي بنا إلى البيت". 

طُرُوق [مفرد]: مصدر طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في. 

طَريق [مفرد]: ج طُرُق، جج طُرُقات:
1 - ممرّ ممتدّ أوسعُ من الشارع، يذكّر ويؤنث "قامت الدولة بتمهيد الطُرُق- إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ [حديث] " ° اختبار الطَّريق: اختبار يُجرى للمركبات لمعرفة مقدار صلاحها للسير على الطرق، فحص للشخص الذي يسعى للحصول على رُخصة قيادة لمعرفة قدرته على القيادة في الطرق- الرَّفيق قبل الطَّريق: ابحث عن رفيق سفرك وامتحنه قبل اصطحابك إياه- بطريق الجوّ/ بطريق البحر: بالطائرة أو السفينة- حاد به عن الطَّريق: مال به عنه- شاكلتا الطَّريق: جانباه- شق طريقه: كدَّ ونجح- طُرق مشروعة: وسائل لا تخالف القوانين المتعارف عليها- على قارعة الطَّريق: في وسطه- في طريقه: آتٍ ذاهب، مسافر- في طريقه نحو كذا: يتجه نحو كذا- قاطع طريق: لصٌّ يترقب المارة في الطريق ليأخذ ما معهم بالإكراه- قطَع الطَّريقَ: أغلقه، عَبَرَه، سرق المسافرين- قطَع الطَّريقَ عليه: منعه من تنفيذ ما يريد تنفيذه- مفترق الطُّرق: ساعة الفصل والحسم.
2 - سبيل ونهج "رأى أن طريق النجاح هو المذاكرة- اجتهد ووصل إلى طريق المجد".
3 - مذهب وأسلوب، مسلك الطائفة من المتصوفة "سلك طريق الحامديَّة الشاذليَّة". 

طَريقَة [مفرد]: ج طرائقُ وطُرُق:
1 - نَهْج؛ أسلوب ومسلك ومذهب "طريقة علميَّة: طريقة منظمة تقوم على جمع المعلومات بالملاحظة والتجريب وصياغة الفرضيات واختبارها- عبّر عن مشاعره بطريقة غريبة- تكثر الطُّرُق
 الصوفيّة بمصر- {إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إلاَّ يَوْمًا} " ° طرائقُ الدَّهر: تقلُّباته وأحواله.
2 - وسيلة "طُرُق المواصلات مُنظّمة- وجد طريقة لإدارة الآلة" ° بطريقةٍ ما: بوسيلة غير محدَّدة أو معروفة أو مفهومة، بتحفُّظ.
• طرُق الطَّعن: (قن) الوسائل القضائيَّة التي يستعملها المحكوم عليه أو محاميه من أجل إلغاء الحكم أو تعديله. 

مُستطرَق [مفرد]: اسم مفعول من استطرقَ إلى.
• الأواني المستطرَقَة:
1 - (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متَّصل بعضُها ببعض بأنبوبة أفقيَّة، إذا وُضِع سائل في إحداها توزَّع إلى بقيّة الأواني متَّخذًا مستوًى أفقيًّا واحدًا.
2 - (كم) المعادن التي يمكن تشكيلها بالطَّرق أو بالضَّغط أو بالثَّني أو بالسَّحب. 

مُستطرِق [مفرد]: اسم فاعل من استطرقَ إلى.
• الأواني المستطرِقَة: (فز) عدّة أنابيب مختلفة الأحجام والأشكال متصل بعضُها ببعض بأنبوبة أفقيَّة، إذا وُضِع سائل في إحداها توزَّع إلى بقيّة الأواني متَّخذًا منسوبًا أفقيًّا واحدًا. 

مِطْرَق [مفرد]: ج مَطَارِقُ: اسم آلة من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في: أداة من حديد يضربُ بها الصوف والقطن أو المعدن "مِطرق المنجِّد/ الحدّاد". 

مِطرَقة [مفرد]: ج مَطَارِقُ:
1 - اسم آلة من طرَقَ/ طرَقَ بـ/ طرَقَ على/ طرَقَ في: أداة من حديد أو نحوه تُطرَق بها المعادن وتدقّ المسامير "مطرقة حدّاد/ نجّار- مطرقة ثقيلة" ° المطرقة والمنجل: شعار الشيوعية، يرمز إلى اتحاد العمَّال والفلاحين.
2 - آلة يُدَقّ بها الصُّوف والقطن ليندف "مِطْرَقة مُنجِّد".
3 - (حي) العُظيمة الأولى من عظيمات الأذن الوسطى التي تأتي بعد غشاء الطَّبلة.
4 - مقرعة توضع على باب البيت لتنبيه من بالداخل "مطرقة الباب". 
طرق: طَرَق: سلك، مشى سار، رحل، ارتحل.
(فوك، الكالا) وهي = طرق الطريق في معجم لين.
طرق: ضربة ثانية كرّر الدّق، وتستعمل مجازاً بمعنى كرر القول حتى أملّ. ومطروق: معاد، مكَّرر. يقال فكرة مطروقة وكلام مطروق (بوشر).
طرق روحه: استمنى بيده، جلد عميرة (بوشر).
طرق الحِنْطَة: غربلها (محيط المحيط).
طرَّق (بالتشديد) دقه على السندان (بوشر).
طَرَّق. لم يُطَرَق المضيق: فعل ما جعلنا لا نستطيع المرور في المضيق (أماري ص207).
وهذا صواب العبارة لما جاء في مخطوطتنا رقم 12 طَرَّق إلى: عبّر طريقاً إلى، فتح طريقاً إلى (معجم مسلم، المقري 1: 244).
طَرَّق على فلان: حاول خداعه والمكر به. (معجم مسلم).
طَرَّق: برقش، رقش، (فوك) وانظر: مُطَرَّق فيما يلي: أطْرَق. طأطأ رأسه، أمال رأسه إلى صدره وفي معجم فوك: أطرق برأسه. تَطَرَّق: بالمعنى الأول في معجم لين وهو وجد طريقاً إلى وتطَرَّق إلى مجازاً أيضاً بمعنى اولع ب، وانهمك في، ففي مملوك (2، 2: 269): كان يمنعها التطرّف (ق) إلى التبهرج. وقد ترجمها كاترمير بما معناه: كان يمنعها من الانهماك في التبرج، وبدلاً من أن يقال تطرَّق إلى يقال تطّرق ل أيضاً (المــقدمــة1: 56 المقري 1: 658 وعليك أن تقرأ فيه يتطّرق وفقاً لطبعة بولاق).
ويقال كذلك، تطَّرق على (معجم مسلم) وهو نفس المعنى فيما أرى في عبارة ياقوت (1: 819) التي نقلت فيه.
تطَرَّق: سار، مضى، انطلق (زيشر 5: 102، فوك).
متّطرق: مارّ، عابر سبيل، ابن سبيل (ابن حوقل ص159).
تطرَّق إلى: أوصل إلى، قاد الى، يقال: الطريق يتطرقّ إلى (ففي ألف ليلة (1: 105): أصبت طريقاً متطرقاً إلى أعلاه.) تطرُّق الاحتمال: تفّرع وتشعب (أي الصور المختلفة) للقضية والفرضية (دي سلان المــقدمــة 1: 39).
تطَرّق: ضرب، قرع، دقْ (معجم مسلم، فوك) يِتطرَّق: طروق، لدن، قابل للتطريق (بوشر).
تَطرَّق: هاجم أغار على (معجم مسلم).
تطرَّق ب: تبرفش، ترقش (فوك).
تطارَق: جُعل بعضُه فوق بعض، ففي الكامل (ص148): لبدة الأسد ما يتطارق من شعره بين كتفيه.
انطرق. انطرق في: اصطدم، ويقال، انطرق رأسه في الحائط أي اصطدم في الحائط (بوشر).
اطَّرق: طاف، جاب عدة بلدان. ففي ابن البيطار (1: 293): وكان قد وقع له منه بعد إطراقه البلاد باحثاً عنه مشرقاً ومغرباً قطعة صغيرة. وقد سقطت كلمة البلاد من مخطوطة ب.
استطرق: قارن قولهم الاستطراق بين الصفوف الذي ذكره لين في معجمه مع ما جاء في كتاب الماوردي (ص 329): ويُمنعَ الناس في الجوامع والمساجد من استطراق حلق الفقراء والقُرَّاء صيانة لحرمتها.
طَرْقَة: قرعة، دقُة، نقرة (بوشر).
طرقة: غزوة، غارة (معجم الادريسي).
طَرْقَة يد: سَطْو، عمل جريء (بوشر).
طرقة (ضبطها مشكوك فيه) يظهر أن معناها بكرة (القزويني 2: 128) طُرُقّي: جرّاح، طبيب دجّال يبيع الدواء في الطرق العامة (بوشر).
طَرْقُون: ذكرت في القسم الأول من معجم فوك مع كلمة لاتينية معناها رقص غير أنها لم تذكر في القسم الثاني.
ويظهر من قصة عجيبة عند ابن الخطيب أن هذه الكلمة لها حقا بعض العلاقة بفكرة الرقص. ففي ترجمته لابن مردنيش يقول أن هذا الأمير الذي تولى الحكم في أسبانيا الشرقية في أواسط القرن السادس للهجرة قد فرض ضرائب متنوعة على رعيته لكي يستطيع دفع رواتب جنوده النصارى حتى إنه فرض هذه الضريبة على حفلات الأعراس، وفي القصة التالية أن رجلاً من مدينة قسطيلة يقول إنه ربح في مرسيه دوقتين (وهو نقد ذهبي قديم) في عمله بالبناء، فدعا بعض بلدياته لقضاء ليلة عنده. ويستمر قائلاً (ص186، ص187): فاشتريت لحماً وشراباً وضربنا دُفاً فلما كان عند الصباح وإذا بنقر عنيف بالباب فقلت من أنت فقال أنا الطرقون الذي بيده قبالة اللهو وهي متَّفقة بيدي وانتم ضربتم البارحة الدُفَّ فاعطنا حَقَّ العرس الذي عملتَ فقلتُ له والله ما كانت لي .. فأُخِذت وسُجنتُ (وليس في المخطوطة فراغ، غير أني أرى أن شيئاً ناقصاً فيه) فالطرقون إذاً هو من يتولى استلام الضريبة المفروضة على احتفالات الأعراس وعلى الرقص وكذلك على الموسيقى التي تضرب في العرس، ولا ادري لماذا ذكر فوك كلمة طرقون في مادة الفعل saltare اللاتيني الذي معناه رقص.
ونجد هذه الكلمة في أبيات لشاعر أندلسي هو الفقيه عمر وقد نقلها المقريزي وكان يرددها رجل يحيى حياة التسكع. فنقرأ في المقريزي (3: 23)
ولا تنسى أياماً تقّضت كريمة ... بزاوية المحروق أو دار همدان
وتأليفنا لقبض إتارةَ ... وإغرام مسنون وقسمة حُلْوان
وقد جلس الطرقون بالبعد مطرقاً ... يقول نصيبي أو أبوح بكتمان
وهكذا نرى أن هذا الشخص يتظاهر بأنه جابي الضرائب فيجمع الإتاوات بينما جلس الطرقون بعيداً مطرقاً برأسه وهو يقول اعطني نصيبي وإلا بحت بالسر. وبذلك كان على الناس البائسين أن يدفعوا مرتين الأولى لهذا المحتال ثم إلى الطرقون الذي يقول لمن دفع الضريبة إلى غيره إنه قد خدعه محتال تظاهر بأنه الطرقون.
طِراق: قارن قولهم طائرُ طراقُ الريش الذي ذكره لين نقلا من تاج العروس بقولهم: طراقُ الخَوافي الذي ذكره المبرد في الكامل ص90) طروق = طارق (رايت ص91 رقم 12).
طَريق: يجمعها العامة على طُرُوق وهو تصحيف طُرُق (معجم مسلم).
طَرِيق: بمعنى افسحوا الطريق، فحين يصل العربي إلى منزله ومعه غرباء يصيح قائلا: طريق وذلك لكي تدخل نساؤه في بيوتهن (نيبور رحلة إلى بلاد العرب ص47) طريق السلامة: مع السلامة على الطائر الميمون (بوشر)
أرباب الطريق: هم عند الجوبري المنجمون وضاربوا الرمل ثم يذكر بعد ذلك أصحاب الطريق في الطب أو أطباء، الطرق (زيشر 20: 496، 497) وبمقارنة هذا بما نقلته من معجم بوشر في مادة طُرَقي يمكننا أن نؤكد أن هذه الكلمات تعني غالباً الدجالين المشعوذين من الجراحين والمنجمين وضاربي الرمل ومن لف لفهم الذين يتعاطون مهنهم في الطرقات العامة.
طريق التبن وطريق اللبّانة: المجّرة، أن السماء، أمّ النجوم (بوشر).
على الطريق: على شكل، على هيئة (بوشر).
طريق: قسم من أحوال إسناد الحديث (عبد الواحد ص130، المــقدمــة 1: 355، 2: 144، 145، 147) وفي المقري (1: 495): كان بصيراً بالطرق.
الطريق: التصوّف (المقري 1: 571).
أهل الطريق: الصوفية (المقري 1: 596).
طريق: مَرَّة (بوشر سوريا) وفي محيط المحيط: عامية طَرْق وفي رحلة ابن جبير (ص147): فسعى على قدمــيه طريقين من الصفا إلى المروة (ألف ليلة برسل 2: 184، 275) وفي طبعة ماكن (1: 259): مرة (برسل 3: 372) وفي رحلة ابن جبير (ص68): في طريق واحدة أي في مرة واحدة طريق في مصطلح الموسيقى: لحن: نَغَم (ألف ليلة 2: 271، 3: 410، برسل 7: 193).
وفي طبعة ماكن: طريقة.
طريق الأسْقُف: منشور رَعائي (ألكالا). طريقة. الطريقة: الصراط المستقيم. وطباعة السلطان ففي حيان (ص16 و) في كلامه عن رئيس ظل مخلصاً للسلطان: استقام على الطريقة (حيان ص24 ق).
الطريقة المحترقة: (أبو الفداء جغرافية ص5) هو الفضاء الواقع بين الدرجة التاسعة عشرة من الميزان والدرجة الثالثة من العقرب. انظر ترجمة رينو (ص6 رقم 1).
طريقة: نهج متبع في بحث علم من العلوم والذي يختلف عند العلماء. ففي مرجريت (ص17) وله طريقة في علم الخلاف.
طريقة: خداع، مكر، أسلوب في الغش (ألف ليلة برسل 9: 195).
طريقة: منطلق، سبيل، وسيلة، ذريعة، وسيلة النجاح (بوشر).
طريقة: وسيلة لإزاحة الضمير، وسيلة لإتمام عمل، وسيلة للصلح، تسوية. ومجازاً: تلطيف تسكين، تخفيف، مصالحة، توفيق، ويقال: طريقة ل أي مصالحة، توفيق (بوشر).
طريقة: للصوفية اليوم في الهند وبخراسان على الخصوص ثلاث درجات في نظامهم وتسمى: طريقة ومعرفة وحقيقة، فاتباع الدرجة الأولى مسلمون يقومون بواجباتهم الدينية. أنظر زيشر (16: 241) طريقة (من مصطلح الموسيقى): لحن، نغم (ألف ليلة 2: 51 ب، 152، 163، 259، 267، 4: 173).
طريقة الأسْقفُ: منشور رَعائي (ألكالا).
طريقة الشرع: مرافعة، مقاضاة، أسلوب المحاكمات (بوشر).
طريقة ماء: ما يجلب من الماء من الحوض والمصنع مرة واحدة (اسيبنا مجلة الشرق والجزائر 13: 148).
طريقة: قارون مع ما ذكره لين (1849) في الآخر مع ما جاء في زيشر (22: 80) وهو: وكبَّر البيت على خمس طرائق كما كان باًلأول. وقد ترجمها وبتزشتان إلى الألمانية بما معناه: وسّع البيت وجعله يقوم على خمسة أعمدة كما كان بالأول.
(انظر تعليقه ص100 رقم 21). ويقول بوسييه: إنها سير قوي تبطن به الخيمة العربية تسند الدعامات والركائز وعليها يقع كل الحمل (130).
طراقِي. الكِساء الطراقيّ: كان اسم نسيج يصنع في مدينة طراق بأفريقية ويصدر إلى مصر (البكري ص47).
طِرَاقِيَّة: حنطة ضعيفة تخرج عند الغربلة (محيط المحيط).
طَرَّاق= طارق (عباد 1: 66).
طرّاق: عابر طريق، عابر سبيل (فوك طرّاق) الحديد: حدّاد (بوشر) طَرَّاقَة: عازف كمان في القرى للرقص، شاعر يطوف البلاد منشداً شعره على آلة موسيقية (صفة مصر 14: 181).
طَرّاقَة: مطرقة، شاكوس (معجم الأسبانية ص213).
طارِقَة: هذه الكلمة تدل على نوع من الأسلحة وقد وجد المستشرقون وهم العلماء باللغات والآداب الشرقية صعوبة في تفسيرها، وقد فسرها شولتز أولا بحربة ومزراق، ثم بدرع وزرد وقد رأى إنها تحريف تاركو اليونانية وقد اعتمد كل من رينو ودي ساسي على هذا الأصل غير الأكيد، وقد وجد دي ساسي عدة نصوص في المقريزي لم تترك له شكاً معنى هذه الكلمة. وقد أضاف السيد لين رأياً جديداً خاطئاً على ما سبق وقيل من الآراء فقال هذه الكلمة تعني ركاماً ضخماً من الأسلحة ولو اطلع على تعليقة كاترمير البارعة (مونج ص288 - 289) لأصدر حكماً آخر. على أن هذه التعليقة ليست بكافية لأنها لا تدل على اصل كلمة طارقة ولا على معناها الأصلي.
وارى إنها ليست عربية الأصل لان اللغات العربية لم تذكر أصلها وقد دخلت فيها في وقت متأخر. وأعتقد أن من العبث أن نفتش عنها عند الكتاب السابقين على عهد الحروب الصليبية وأن العرب قد أخذوها من الصليبيين وهي ليست غير الكلمة اللاتينية targa الموجودة في اللغة الإيطالية والأسبانية والبرتغالية والبروفنسالية بصورة Tarje وبالفرنسية بصورة Targe أن هذه الكلمة مأخوذة من الكلمة اللاتينية Tergum ( انظر دوكانج) أو من الكلمة الألمانية Zarga ( جريم، مونيمن، النحو الألماني 3: 445) ويرى دميليز في أصول الكلمات في اللغات الرومانية هذا الرأي. وهي على كل حال من أصل أوربي وتعني ترساً كبير يغطي كل الجانب الأسفل من الجسم.
والكلمة العربية طريقة (طَرْغَة) في معجم (فوك) تدل على نفس هذا المعنى، وهذا ما يمكن أن نراه في عبارات عماد الدين الأصفهاني في التي نقلها كاترمير ويستنتج منها أن الصليبين كانوا يستعملون هذه التروس، وقد أساء كلترمير ترجمة جملة: (لمعت بولرقُ بيارقه، وراعت طوارقُ طوارقه) فقد ترجمها بما معناه: لمعت بوارق بيارقه، وطوارقه التي تــقدمــت نشرت الذعر.
وفي حياة صلاح الدين (ص124): رأيت الصليبيين يسيرون في حالة يرثى لها، ما وجدت مع واحد منهم طارقة ولا رمحاً إلا النادر، ونجد فيها أيضاً أن الأمراء الصليبين اهدوا إلى الصلاح الدين طوارق وسيوفاً ألمانية وغير ذلك (دي ساسي طرائف 1: 275) وفي الغرب كان النصارى من الأسبان هم الذين يملكون هذا النوع من التروس، (انظر عباد 2: 201) وقد استعارها منهم المسلمون.
ونجد مثلاً في الحلل (ص58 ق) عبارة من ابن اليسع يذكر فيه أحد الموحدين ما يلي: فصنعنا دارةً مربَّعة في البسط جعلنا فيها من جهاتها الأربع صفاً من الرجال بأيديهم القنا الطوال والطوارق المانعة ووراءهم أصحاب الدرق والحراب صفاً ثانياً.
وكانت في القاهرة حارة تسمى الطوارق أو حارة الصبيان الطوارق لأن فيها منازل الفتيان المسلحين بالطوارق، وهم من جملة طوائف العسكر كانوا معدّين لحمل الطوارق (المقريزي في دي ساسي 1: 1) وأخيراً فان هذه الكلمة كانت تدل في أوربا على وقاء نقال يستخدمه المحاصرون عند الهجوم وهي نوع من آلات الحرب مؤلف من عدة الواح يحتمي وراءها المهاجمون من السهام والحجارة (انظر دوطانج).
وكانت الطريقة تدل في الشرق على هذا المعنى ويظهر إنها لا تزال معروفة في القاهرة لان كاترمير يقول (ص427) إنه مدين لمارسيل في تفسيره لها وإنها لوح يحتمي وراءه الجنود من السهام والحجارة.
وكلمة تُرْس قد تغير أيضا معناها كما يدل عليها النص في طرائف فريتاج (ص131).
طارقِيات (جمع): ألواح يحتمي وراءها الجنود من السهام والحجارة (حياة صلاح الدين ص250 ابن الاثير 12:4).
مِطْرَق: بالعامية مَطْرق: دبوس، هراوة (دوماس حياة العرب ص 199) وعصاً غليظة فعند كاريت قبيل (2: 241): (عصا قصيرة رقيقة يستعملها العرب أحياناً في سوق ابلهم).
(بركهارت بلاد العرب 1: 420) وفي ألف ليلة (4: 553): وإذا بالوالي اقبل عليّ ومعه جماعة بسيوف ومطارق. (وقد ترجمها لين بما معناه (درق من الجلد) وهو معنى ما تدل عليه هذه الكلمة).
مِطْرَق: انظر الفعل مَطْرَقَ في حرف الميم.
مُطَرَّق: يقول ابن العوام (2: 564) في كلامه عن تنعيل الفرس: ولا يُنْعل الا بنعل مطرق فانه الصق للحافر واسبق ليدي الدابَّة.
وقد ترجمها بانكري بما معناه: لا تستعمل إلا حديدة مغلفة بجلد غير أني أرى ما يراه كلمنت- موليه إنه حديد ممطول وقد فسرها بوسييه بأنها طرق على السندان.
مُطَرَّق: جرح المسمار في قدم المطية، ألم الفرس المنُعَّل (الكالا). مَطرَق: مبرقش، مرقَّش (لين، فوك) ونسيج مُخطط، ذو خطوط (بوسيبه) وفي كرتاس (ص178) كان يلبس تليسا مطرقا وبرنوسا مرقعاً وفي ابن البيطار (1: 471) يقولا الادريسي في كلامه عن الذراريح: النوع الأسود المطرق بالحمرة.
وفي مخطوطاتنا المطرق بالفاء وهو خطأ.
مطرقا: اسم نبات يشبه الثوم. (انظره في مادة سفرذيون).
مِطْرَقَة خَشَب: ناقوس خشب، وطاحونة صغيرة من الخشب (بوشر) وهي مثل matraca بالأسبانية وتعني ناقوس خشب يستعمل بدل الأجراس في أسبوع الآلام.
مَطُروُق: شائع، متداول. ويقال: كلمة مطروقة أي شائعة متداولة (بوشر).
مَطّرُوق: مبتذل، غثّ، ركيك (بوشر).
بيت مَطُروق: مُرْتاد، يكثر التردد عليه (بوشر).
مُتَطَرَّق إلى: طريق يوصل إلى (الكامل ص 113).
(ط ر ق)

الطّرق: الضَّرْب بالحصى، والخط فِي التُّرَاب للكهانة.

طرق يطْرق طرقاً. قَالَ لبيد:

لعمرك مَا تَدْرِي الطوارق بالحصى ... وَلَا زاجرات الطير مَا الله صانع

واستطرقه: طلب مِنْهُ الطّرق بالحصى وانشد ابْن الْأَعرَابِي:

خطّ يَد المستطرق الْمَسْئُول

وطرق النجاد الصُّوف بِالْعودِ يطرقه طرقاً: ضربه.

وَاسم ذَلِك الْعود: المطرقة.

والمطرقة: مضربة الْحداد والصائغ وَنَحْوهمَا.

والطرق: المَاء الْمُجْتَمع الَّذِي خيض فِيهِ وبيل، وبعر فكدر. وَالْجمع: اطراق.

وَقد طرقته الْإِبِل تطرقه طرقاً.

وطرق الْفَحْل النَّاقة يطرقها طرقاً: ضربهَا.

واطرقه فحلاً: أعطَاهُ إِيَّاه يضْرب فِي إبِله.

واستطرقه فحلاً: طلب مِنْهُ أَن يطرقه إِيَّاه ليضْرب فِي إبِله.

وناقة طروقة الْفَحْل: بلغت أَن يضْربهَا، وَكَذَلِكَ: الْمَرْأَة.

تَقول الْعَرَب: إِذا أردْت أَن يشبهك ولدك فأغضب طروقتك، ثمَّ ائتها.

وَأرى ذَلِك مستعارا للنِّسَاء، كَمَا اسْتعَار أَبُو السماك الطّرق فِي الْإِنْسَان حِين قَالَ لَهُ النَّجَاشِيّ: مَا تسقيني؟ قَالَ: شراب كالورس يطيب النَّفس، وَيكثر الطّرق، ويدر فِي الْعرق، يشد الْعِظَام، ويسهل للفدم الْكَلَام.

وَقد يجوز أَن يكون الطّرق وضعا مُسْتَعْملا فِي الْإِنْسَان فَلَا يكون مستعارا. وطرق الْقَوْم يطرقهم طرقاً، وطروقاً: جَاءَهُم لَيْلًا.

وَقَوله تَعَالَى: (والسَّمَاء والطارق) قيل: هُوَ كَوْكَب الصُّبْح.

وَقيل: كل نجم طَارق، لِأَن طلوعه بِاللَّيْلِ.

وكل مَا أَتَى لَيْلًا: فَهُوَ طَارق.

والطرق: ضعف فِي الرّكْبَة وَالْيَد.

طرق طرقا، وَهُوَ اطرق، يكون فِي النَّاس وَالْإِبِل.

وَقَول بشر:

ترى الطّرق المعبد فِي يَديهَا ... لكذان الإكام بِهِ انتضال

يَعْنِي بالطرق المعبد: الْمُذَلل، يُرِيد: لينًا فِي يَديهَا لَيْسَ فِيهِ جسو وَلَا يبس.

وَفِي الرجل طرْقَة، وطراق، وَطَرِيقَة: أَي استرخاء وتكسر وَضعف.

وَرجل مطروق: ضَعِيف لين قَالَ ابْن احمر:

وَلَا تحلى بمطروق إِذا مَا ... سرى فِي الْقَوْم أصبح مستكينا

وَامْرَأَة مطروقة: ضَعِيفَة لَيست بمذكرة.

وطائر فِيهِ طرق: أَي لين فِي ريشه.

والإطراق: استرخاء الْعين.

والإطراق: السُّكُوت عَامَّة، وَقيل: السُّكُوت من فرق.

وَرجل مطرق، ومطراق، وَطَرِيق: كثير السُّكُوت.

وَالطَّرِيق: ذكر الكروان، لِأَنَّهُ يُقَال لَهُ: أطرق كرا، فَيسْقط مطرقا، فَيُؤْخَذ.

وَاسْتعْمل بعض الْعَرَب الإطراق فِي الْكَلْب فَقَالَ:

ضورية أولعت باشتهارها ... يطْرق كلب الْحَيّ من حذارها وَقَالَ اللحياني: إِن تَحت طريقتك لعنداوة: يُقَال ذَلِك للمطرق المطاول لياتي بداهية، ويشد شدَّة لَيْث غير متق.

والعنداوة: ادهى الدَّوَاهِي، وَقيل: هِيَ الْمَكْر والخديعة، وَقد تــقدم.

وطارق الرجل بَين نَعْلَيْنِ وثوبين: لبس أَحدهمَا على الآخر.

وطراق النَّعْل: مَا اطبقت عَلَيْهِ فخرزت بِهِ.

طرقها يطرقها طرقاً، وطارقها.

وكل مَا وضع بعضه على بعض: فقد طورق، واطرق.

واطراق الْبَطن: مَا ركب بعضه على بعض وتغضن.

وأطراق الْقرْبَة: أثناؤها، إِذا انخنثت وتثنت. وَاحِدهَا: طرق.

والطراق: حَدِيد يعرض فَيجْعَل بَيْضَة أَو ساعدا، فَكل طبقَة على حِدة: طراق.

وطائر طراق الريشك إِذا ركب بعضه بَعْضًا قَالَ ذُو الرمة يصف بازيا:

طراق الخوافي وَاقع فَوق ريعه ... ندى لَيْلَة فِي ريشه يترقرق

وأطرق جنَاح الطَّائِر: لبس الريش الْأَعْلَى الريش الْأَسْفَل.

واطرق عَلَيْهِ اللَّيْل: ركب بعضه بَعْضًا. وَقَوله:

وَلم تطرق عَلَيْك الحنى والولج

أَي: لم يوضع بعضه على بعض فيتراكب.

وَقَوله تَعَالَى: (وَلَقَد خلقنَا فَوْقكُم سبع طرائق) قَالَ الزّجاج: أَرَادَ السَّمَوَات السَّبع، أَرَاهَا سميت بذلك لتراكبها.

واختضبت الْمَرْأَة طرقاً أَو طرقين: يَعْنِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ.

وَأَنا آتيه فِي النَّهَار طرقتين: أَي مرَّتَيْنِ.

واطرق إِلَى اللَّهْو: مَال، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وَالطَّرِيق: السَّبِيل، تذكر وتؤنث.

وَقَوْلهمْ: بَنو فلَان يطؤهم الطَّرِيق. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا هُوَ على سَعَة الْكَلَام: أَي أهل الطَّرِيق. وَقيل: الطَّرِيق هُنَا: السابلة، فعلى هَذَا لَيْسَ فِي الْكَلَام حذف كَمَا هُوَ فِي القَوْل الأول. وَالْجمع: أطرقة، وأطرقاء، وطرق.

وطرقات: جمع الْجمع.

وَأم الطَّرِيق: الضبع، قَالَ الْكُمَيْت:

يغادرن عصب الوالقي وناصح ... تخص بِهِ أم الطَّرِيق عيالها

وتطرق إِلَى الْأَمر: ابْتغى إِلَيْهِ طَرِيقا.

وَالطَّرِيق: مَا بَين السكتين من النّخل، قَالَ أَبُو حنيفَة: يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ: الراشوان.

والطريقة: السِّيرَة. وَقَوله تَعَالَى: (وأَن لَو استقاموا على الطَّرِيقَة) أَرَادَ: طَريقَة الْهدى.

وَجَاءَت معرفَة بِالْألف وَاللَّام على التفخيم، كَمَا قَالُوا: الْعود للمندل، وَإِن كَانَ كل شجر عودا.

وطرائق الدَّهْر: مَا هُوَ عَلَيْهِ من تقلبه، قَالَ الرَّاعِي:

يَا عجبا للدهر شَتَّى طرائقه ... وللمرء يبلوه بِمَا شَاءَ خالقه

هَكَذَا انشده سِيبَوَيْهٍ منونا، وَفِي بعض كتب ابْن جني: " يَا عجبا " أَرَادَ: " يَا عجبي "، فَقلب الْيَاء الْفَا لمد الصَّوْت، كَقَوْلِه تَعَالَى: (يَا أسفا على يُوسُف) وَقَوله تَعَالَى: (ويذهبا بطريقتكم المثلى) جَاءَ فِي التَّفْسِير: أَن مَعْنَاهُ: بجماعتكم الاشراف.

وَالْعرب تَقول للرجل الْفَاضِل: هَذَا طَريقَة قومه، وَإِنَّمَا تَأْوِيله: هَذَا الَّذِي يَنْبَغِي أَن يَجعله قومه قدوة، ويسلكوا طَرِيقه. وَقَالَ الزّجاج: عِنْدِي، وَالله اعْلَم، أَن هَذَا على الْحَذف: أَي ويذهبا بِأَهْل طريقتكم المثلى. كَمَا قَالَ تَعَالَى: (واسْأَل الْقرْيَة) أَي: أهل الْقرْيَة.

والطريقة: الْخط فِي الشَّيْء. وطرائق الْبيض: خطوطه الَّتِي تسمى الحبك.

وَطَرِيقَة الرمل والشحم: مَا امْتَدَّ مِنْهُ.

والطريقة: الَّتِي على أَعلَى الظّهْر.

وَطَرِيقَة الْمَتْن: مَا امْتَدَّ مِنْهُ، قَالَ لبيد يصف حمَار وَحش:

فَأصْبح ممتد الطَّرِيقَة نافلاً

والطريقة: نسيجة تنسج من صوف أَو شعر عرضهَا عظم الذِّرَاع أَو اقل، وطولها أَربع أَذْرع أَو ثَمَان على قدر عظم الْبَيْت، فتخيط فِي عرض الشقاق من الْكسر إِلَى الْكسر، وفيهَا تكون رُؤُوس الْعمد، وَبَينهَا وَبَين الطرائق ألباد تكون فِيهَا أنوف الْعمد لِئَلَّا تخرق الطرائق.

وطرقوا بَينهم: جعلُوا لَهُ طرائق.

والطرائق: آخر مَا يبْقى من عفوة الْكلأ.

والطرائق: الْفرق.

وثوب طرائق: خلق، عَن اللحياني.

وَطَرِيقَة الْقَوْم: اماثلهم.

وَقوم مطاريق: رجالة، واحدهم: مطرق، هَذَا قَول أبي عبيد، وَهُوَ نَادِر، إِلَّا أَن يكون " مطاريق " جمع: مطراق.

والمطرق: الوضيع.

وتطارق الشَّيْء: تتَابع.

واطرقت الْإِبِل: تبع بَعْضهَا بَعْضًا، وَجَاءَت على خف وَاحِد، قَالَ رؤبة:

جَاءَت مَعًا واطرقت شتيتا ... وَهِي تثير الساطع السختيتا

والطرق: آثَار الْإِبِل إِذا تبع بَعْضهَا بَعْضًا. واحدتها: طرْقَة.

وَجَاءَت على طرْقَة وَاحِدَة: كَذَلِك. والطرق، والطرق: الْجواد: وآثار المارةتظهر فِيهَا الْآثَار، واحدتها: طرْقَة.

وطرق الْقوس: الطرائق الَّتِي فِيهَا، واحدتها: طرْقَة.

والطرق أَيْضا: حِجَارَة مطارقة بَعْضهَا على بعض.

والطرقة: الْعَادة.

والطرق: الشَّحْم، وَجمعه: اطراق، قَالَ المرار الفقعسي:

وَقد بلغن بالاطراق حَتَّى ... أذيع الطّرق وانكفت الثميل

وَمَا بِهِ طرق: أَي قُوَّة.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الطّرق: السّمن، فَهُوَ على هَذَا عرض.

وطرقت الْمَرْأَة: نشب وَلَدهَا فِي بَطنهَا. قَالَ أَوْس بن حجر:

لَهَا صرخة ثمَّ إسكاتة ... كَمَا طرقت بنفاس بكر

وطرقت القطاة، وَهِي مطرق: حَان خُرُوج بيضها، قَالَ الممزق:

وَقد تخذت رجْلي إِلَى جنب غرزها ... نسيفا كأفحوص القطاة المطرق

وطرق بحقي: جَحده، ثمَّ اقربه بعد ذَلِك.

وضربه حَتَّى طرق بجعره: أَي اختضب.

وطرق الْإِبِل: حَبسهَا عَن كلأ، وَلَا يُقَال فيغير الْإِبِل إِلَّا أَن يستعار.

وَالطَّرِيق: ضرب من النّخل. قَالَ الْأَعْشَى:

وكل كميت كجذع الطري ... ق يجْرِي على سلطات لثم

وَقيل: الطَّرِيق أطول مَا يكون من النّخل، واحدته: طَريقَة، وَقيل: هُوَ الَّذِي ينَال بِالْيَدِ.

ونخلة طَريقَة: ملساء طَوِيلَة. والطرق: ضرب من أصوات الْعود.

وَعِنْده طروق من الْكَلَام، واحده: طرق، عَن كرَاع، وَلم يفسره، وَأرَاهُ يَعْنِي: ضروبا من الْكَلَام.

والطرق: النَّخْلَة فِي لُغَة طَيء، عَن أبي حنيفَة، وانشد:

كَأَنَّهُ لما بدا مخايلا ... طرق تفوت السحق الأطاولا

والطرق: حبالة يصاد بهَا الْوَحْش.

وَالطَّرِيق، والأطيرق: نَخْلَة حجازية تبكر بِالْحملِ، صفراء التمرة والبسرة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة وَقَالَ مرّة: الأطيرق: ضرب من النّخل، وَهُوَ أبكر نخل الْحجاز كُله، وسماها بعض الشُّعَرَاء الطَّرِيقَيْنِ والأطيرقين، قَالَ:

أَلا ترى إِلَى عطايا الرَّحْمَن ... من الطَّرِيقَيْنِ وَأم جرذان

قَالَ أَبُو حنيفَة: يُرِيد بالطريقين: جمع الطَّرِيق.

والطارقية: ضرب من القلائد.

وطارق: اسْم.

والمطرق: اسْم نَاقَة أَو بعير. والأسبق: أَنه اسْم بعير، قَالَ:

يتبعن جرفاً من بَنَات المطرق

ومطرق: مَوضِع، انشد أَبُو زيد:

حَيْثُ تحجي مطرق بالفالق

وأطرقا: مَوضِع، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

على أطرقا باليات الخيا ... م إِلَّا الثمام وَإِلَّا العصى

و" افعلا " مَقْصُور: بِنَاء قد نَفَاهُ سِيبَوَيْهٍ، حَتَّى قَالَ بَعضهم: إِن " اطرقا " هَاهُنَا أَصله: " أطرقاء " جمع: طَرِيق. بلغَة هُذَيْل، ثمَّ قصر الْمَمْدُود، وَاسْتدلَّ بقول الآخر:

تيممت أطرقة أَو خليفا

ذهب هَذَا الْمُعَلل إِلَى أَن العلامتين يعتقبان، قَالَ الْأَصْمَعِي: قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء: أطرقا: بلد، نرى أَنه سمي بقوله: أطرق: أَي اسْكُتْ، وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا ثَلَاثَة نفر فِي مفازة، فَقَالَ وَاحِد لصاحبيه: أطرقا: أَي اسكتا، فَسُمي بِهِ الْبَلَد، وَأما من رَوَاهُ: " علا اطرقاً " ف " علا " على هَذَا: فعل مَاض، وأطرق: جمع طَرِيق، فِيمَن أنث، لِأَن افعلا إِنَّمَا يكسر عَلَيْهِ فعيل، إِذا كَانَ مؤنثا نَحْو يَمِين وأيمن.

والطرباق: لُغَة فِي الترياق، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة.

طرق

1 طَرْقٌ signifies The beating [a thing], or striking [it, in any manner, and with anything]; (K, TA;) this being the primary meaning: (TA:) or with the مِطْرَقَة, (K, TA,) which is the implement of the blacksmith and of the artificer [with which he beats the iron], and the rod, or stick, with which one beats wool [or hair] to loosen or separate it: (TA:) and the slapping (K, TA) with the hand. (TA.) You say, طَرَقَ البَابَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, He knocked [or (as we say) knocked at] the door. (Msb.) طَرَقَ الصُّوفَ, (S, O, TA, *) or الشَّعَرَ, (TA,) aor. as above, (S, O,) and so the inf. n., (S, O, K,) He beat the wool, (S, O, K, TA,) or the hair, (TA,) with the rod, or stick, called مِطْرَقَة, (S, O,) to loosen it, or separate it: (S, * O, * TA:) or he plucked it [so as to loosen it, or separate it]. (K, TA.) اُطْرُقِى

وَمِيشِى, a prov., and occurring in a verse of Ru-beh, [originally addressed to a woman,] and [lit.] meaning Beat thou the wool with the stick, and mix the hair with the wool, is said to him who confuses or confounds, in his speech, and practises various modes, or manners, therein. (Az, TA. [See Freytag's Arab. Prov. ii. 28.]) And you say also, طَرَقَ الحَدِيدَةَ He beat the piece of iron [with the مِطْرَقَة]: (Mgh, * Msb:) and ↓ طرّقها he beat it much, or vehemently. (Msb.) And طَرَقَهُ بِكَفِّهِ, inf. n. as above, He slapped him with his hand. (TA.) And طَرَقْتُ الطَّرِيقَ I travelled [or beat] the road. (Msb.) [And hence, app.,] طَرْقٌ signifies also The being quick of pace; [probably as an inf. n.;] or quickness of going along. (Sh, TA.) And طُرِقَتِ الأَرْضُ The ground was beaten so as to be rendered even, or easy to be travelled; and trodden with the feet. (TA.) And طَرَقَ الدَّوَابُّ المَآءَ بِالرِّجْلِ حَتَّى تُكَدِّرَهُ [The beasts beat the water with the foot so as to render it turbid, or muddy]: (Er-Rághib, TA:) or طَرَقَتِ الإِبِلُ المَآءَ, (S, O, TA,) aor. as above, (O,) (tropical:) the camels staled and dunged in the water. (S, O, TA.) b2: Also (assumed tropical:) The coming by night; (K, TA;) because he who comes by night [generally] needs to knock at the door; as some say; (TA;) and so طُرُوقٌ [which is the more common in this sense]. (K, TA.) You say, طَرَقَ, aor. ـُ inf. n. طُرُوقٌ, He came by night. (S.) أَتَانَا فُلَانٌ طُرُوقًا (assumed tropical:) Such a one came to us by night. (S.) and طَرَقَ القَوْمَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ and طُرُوقٌ, (assumed tropical:) He came to the people, or party, by night. (TA.) And طَرَقَ أَهْلَهُ, (TA,) or طَرَقَ أَهْلَهُ لَيْلًا, (S, O,) inf. n. طُرُوقٌ, (TA,) (assumed tropical:) He came to his اهل [meaning wife] by night: (S, * O, TA:) the doing of which by him who has been long absent is forbidden by the Prophet. (O, TA. *) and طَرَقَ النَّجْمُ, aor. ـُ inf. n. طُرُوقٌ, (assumed tropical:) The star, or asterism, rose: and of anything that has come by night, one says طَرَقَ. (Msb.) One says also, طُرِقَ فُلَانٌ (assumed tropical:) Such a one was made an object of [or was visited by or was smitten by] nocturnal accidents or calamities. (TA.) And طَرَقَهُ الزَّمَانُ بِنَوَائِبِهِ (assumed tropical:) [Time, or fortune, visited him, or smote him, with its accidents, or calamities; or did so suddenly, like one knocking at the door in the night]. (TA.) And طَرَقَنِى خَيَالٌ (assumed tropical:) [An apparition, or a phantom, visited me in the night]. (TA.) And طَرَقَنِى هَمٌّ (assumed tropical:) [Anxiety came upon me; or did so suddenly, like one coming in the night]. (TA.) And [hence, app.,] طَرَقَ سَمْعِى

كَذَا (assumed tropical:) [Such a thing struck my ear]: and طُرِقَتْ مَسَامِعِى بِخَيْرٍ (assumed tropical:) [My ears were struck by good tidings]. (TA.) b3: Also The stallion's covering the she-camel; (Msb, K; *) and so طُرُوقٌ; (K, TA;) and طِرَاقٌ likewise [app. another inf. n. of طَرَقَ, as its syn. ضِرَابٌ is of ضَرَبَ]: (TA:) or his leaping her, (S, O, TA,) and covering her. (TA.) You say, طَرَقَ القَحْلُ النَّاقَةَ, (S, O, Msb, TA,) aor. ـُ (S, O, TA,) inf. n. طَرْقٌ, (Msb,) or طُرُوقٌ, (S) or both, (O, TA,) The stallion covered the she-camel: (Msb:) or leaped the she-camel, (S, O, TA,) and covered her. (TA.) b4: And [The practising of pessomancy;] i. q. ضَرْبٌ بِالحَصَى, (S, IAth, O, K,) which is performed by women, (IAth, TA,) or by a diviner; (K;) a certain mode of divination: (S:) or [the practising of geomancy; i. e.] a man's making lines, or marks, upon the ground, with two fingers, and then with one finger, and saying, اِبْنَىْ عِيَانْ أَسْرِعَا البَيَانْ: (Az, O, TA: [see this saying explained, with another description of the process, in the first paragraph of art. خط:]) or it is the making lines, or marks, upon the sand: (TA:) you say, طَرَقَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, He made lines, or marks, with a finger, (&c.,) in divining. (JK.) [See the last sentence in art. جبت.] Also The diviner's mixing cotton with wool when divining. (Lth, K.) b5: And طَرَقْنَا النَّعْجَةَ, aor. ـُ inf. n. طَرْقٌ, We branded the ewe with the mark called طِرَاق. (ISh, O.) A2: طُرِقَ, (K, TA,) like عُنِىَ, (TA,) [inf. n., app., طَرْقٌ, q. v.,] (tropical:) He was, or became, weak in intellect, (K, TA,) and soft. (TA.) A3: طَرِقَ, aor. ـَ (K,) inf. n. طَرَقٌ, (Fr, S, O, K,) He (a camel) had a weakness in his knees: (Fr, S, O, K: [see حَلَلٌ:]) or, said of a human being and of a camel, he had a weakness in the knee and in the arm or the fore leg: (TA:) or, said of a camel, he had a crookedness in the سَاق (Lth, * O, * K) of the kind leg, [app. meaning in the thigh,] without the [kind of straddling termed] فَحَج, and with an inclining in the heel. (Lth, O.) b2: [See also طَرَقٌ below.]

A4: طَرِقَ signifies also He drank turbid, or muddy, water, (O, K, TA,) such as is termed [طَرْقٌ and] مَطْرُوقٌ. (TA. [In the K it is said to be, in this sense, like سَمِعَ; which seems to indicate that the inf. n. is طَرْقٌ, not طَرَقٌ.]) 2 طرّق الحَدِيدَةَ: see 1, former half. b2: طرّق طَرِيقًا He made a road plane, or even, so that people travelled it [or beat it with their feet] in their passing along. (TA.) The saying لَا تُطَرِّقُوا المَسَاجِدَ means Make not ye the mosques to be roads [or places of passage]. (TA.) طَرَّقْتُ لَهُ is from الطَّرِيقُ: (S, O:) you say, طرّق لَهَا [app. referring to camels] He made for them a road, or way: (K:) or طرّق لَهُ he gave a way to, or admitted, him, or it. (MA.) b3: طَرَّقَتْ said of the [bird called] قَطَاة, peculiarly, (inf. n. تَطْرِيقٌ, O, K,) She arrived at the time of her egg's coming forth: (As, A'Obeyd, S, O, K:) or she (a قطاة) hollowed out in the ground a place wherein to lay her eggs: as though she made a way for them: so says A Heyth: but the verb may be similarly used of other than the قطاة, metaphorically; whence the saying, قَدْ طَرَّقَتْ بِبِكْرِهَا أُمُّ طَبَقْ i. e. (tropical:) Calamity [has prepared to bring forth her first-born]. (Az, TA.) [Hence, app.,] one says also, ضَرَبَهُ حَتَّى طَرَّقَ بِجَعْرِهِ [He beat him until he gave passage, or was about to give passage, to his ordure]. (As, S, O.) And طرّق لِى, inf. n. تَطْرِيقٌ, signifies أَخْرَجَ [app. meaning He gave forth, or produced, to me something]. (TA.) b4: طَرَّقَتْ بِوَلَدِهَا, said of a camel, means She brought forth with difficulty, her young one sticking fast, and not coming forth easily; and in like manner it is said of a woman: (As, S, O, K:) so in a verse of Ows Ibn-Hajar, cited voce نِفَاسٌ: (O:) or طرّقت said of a woman and of any pregnant female, means the half of her young one came forth, and then it stuck fast. (Lth, TA.) [Hence,] طرّق فُلَانٌ بِحَقِّى (tropical:) Such a one acknowledged my right, or due, after disacknowledging it. (As, S, O, K, TA.) b5: Accord. to Az, (TA,) طرّق الإِبِلَ means He withheld the camels from pasture, (S, O, K, TA,) or from some other thing: (S, O, TA:) Sh, however, says that he knew not this; but that IAar explained طَرَّفْتُ, with ف, as meaning “ I repelled. ” (TA.) b6: أَخَذَ فُلَانٌ فِى التَّطْرِيقِ means (assumed tropical:) Such a one practised artifice and divination. (TA.) A2: طَرَّقْتُ التُّرْسَ I sewed the shield upon another skin: and طَرَّقْتُ النَّعْلَ, inf. n. تَطْرِيقٌ, I made the sole of two pieces of skin, sewing one of them upon the other. (Msb. [See also the next paragraph.]) 3 طَارَقْتُ النَّعْلَ [meaning I sewed another sole upon the sole] is an instance of a verb of the measure فَاعَلَ relating to the act of a single agent. (AAF, TA in art. خدع.) [See also 2, last sentence.] You say also, طارق الرَّجُلُ نَعْلَيْهِ, [inf. n. مُطَارَقَةٌ,] The man put one of his two soles upon the other and sewed them together. (As, TA.) And طارق بَيْنَ نَعْلَيْنِ He sewed one sole upon another. (S, O, K.) And طارق بين الثَّوْبَيْنِ, (S,) or بَيْنَ ثَوْبَيْنِ, (O, K,) and بين الدِّرْعَيْنِ, (TA,) i. q. طَابَقَ, (K,) or ظَاهَرَ, i. e. He put on himself one of the two garments, or one of two garments, [and one of the two coats of mail,] over the other. (S, O.) طُورِقَ is said of anything as meaning It was put one part thereof upon, or above, another; and so ↓ اِطَّرَقَ; (TA;) [and in like manner ↓ أُطْرِقَ; for] one says of shields, يُطْرَقُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ One of them is sewed upon another: (S, O, K:) and أُطْرِقَتْ بِالجِلْدِ وَالعَصَبِ They were clad [or covered] with skin and sinews. (S, O.) b2: طارق الغَمَامُ الظَّلَامَ The clouds followed upon the darkness. (TA.) b3: And طارق الكَلَامَ (tropical:) He practised, or took to, various modes, or manners, in speech; syn. تَفَنَّنَ فِيهِ. (TA.) 4 اطرقهُ فَحْلَهُ He lent him his stallion [camel] to cover his she-camels. (S, O, K.) b2: لَا أَطْرَقَ اللّٰهُ عَلَيْكَ, (O,) or عَلَيْهِ, (K, TA,) means (tropical:) May God not cause thee, or him, to have one whom thou mayest, or whom he may, take to wife, or compress. (O, K, TA.) b3: See also 3, latter part. b4: اطرق رَأْسَهُ He inclined his head [downwards]. (TA.) And أَطْرِقْ بَصَرَكَ Lower thine eyes towards thy breast, and be silent: occurring in a trad. respecting the looking unexpectedly [at one at whom one should not look]. (TA.) And أَطْرَقَ, alone, He bent down his head: (MA:) or he lowered his eyes, looking towards the ground; (S, O, K;) and sometimes the doing so is natural: (TA: [and the same is indicated in the S:]) and it may mean he had a laxness in the eyelids: (A'Obeyd, TA:) or he contracted his eyelids, as though his eye struck the ground: (Er-Rághib, TA:) and he was, or became, silent, (ISk, S, O, K,) accord. to some, by reason of fright, (TA,) not speaking. (ISk, S, O, K.) It is said in a prov., أَطْرِقٌ كَرَا أَطْرِقٌ كَرَا

إِنَّ النَّعَامَ فِى القُرَى

[Lower thine eyes karà: lower thine eyes karà: (كرا meaning the male of the كَرَوَان, a name now given to the stone-curlew, or charadrius ædicnemus:) verily the ostriches are in the towns, or villages]: applied to the self-conceited; (S, O;) and to him who is insufficient, or unprofitable; who speaks and it is said to him, “Be silent, and beware of the spreading abroad of that which thou utterest, for dislike of what may be its result: ” and by the saying انّ النعام فى القرى is meant, they will come to thee and trample thee with their feet: (O:) it is like the saying فَغُضِّ الطَّرْفَ. (S. [See also كَرَوَانٌ: and see also Freytag's Arab. Prov. ii. 30-31.]) It is asserted that when they desire to capture the كرا, and see it from afar, they encompass it, and one of them says, أَطْرِقْ كَرَا إِنَّكَ لَا تُرَى [or لَنْ تُرَى (Meyd in explanation of the preceding prov.) i. e. Lower thine eyes, or be silent, karà: thou wilt not be seen:] until he becomes within reach of it; when he throws a garment over it, and takes it. ('Eyn, TA.) And أَطْرِقْ كَرَا يُحْلَبْ لَكَ [Lower thine eyes, or be silent, karà: milk shall be drawn for thee:] is [a prov., mentioned by Meyd,] said to a stupid person whom one incites to hope for that which is vain, or false, and who believes [what is said to him]. (O.) b5: One says also, اطرق إِلَى اللَّهْوِ (tropical:) He inclined to diversion, sport, or play. (IAar, K, TA.) b6: اطرق اللَّيْلُ عَلَيْهِ: see 8: b7: and اطرقت الإِبِلُ: see 6.

A2: اطرق الصَّيْدَ He set a snare for the beasts, or birds, of the chase. (TA.) b2: And hence, اطرق فُلَانٌ لِفُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one plotted against such a one by calumny, or slander, in order to throw him into destruction, or into that from which escape would be difficult. (TA.) 5 تطرّق إِلَى كَذَا He found a way to such a thing: (MA:) or he sought to gain access to such a thing. (Er-Rághib, TA.) 6 تَطَارُقٌ signifies The coming consecutively, or being consecutive. (TA.) You say, تطارقت الإِبِلُ The camels came following one another, the head of each. [except the first] being at the tail of the next [before it], whether tied together in a file or not: (TA:) or went away, one after another; (S, O, K;) as also ↓ اِطَّرَقَت; (O, K, TA;) in the S, incorrectly, ↓ أَطْرَقَت; (O, K, TA;) in mentioned in the K, in another part of the art., and there expl. as meaning the followed one another; but the verb in this sense is ↓ اِطَّرَقَت: (TA:) and, (O, K, TA,) as some say, (O, TA,) this last signifies they scattered, or dispersed, themselves upon the roads, and quitted the main beaten tracks: (O, K, TA:) As cited as an ex., (from Ru-beh, TA,) describing camels, (O,) شَتِيتَا ↓ جَآءَتْ مَعًا واطَّرَقَتْ meaning They came together, and went away in a state of dispersion. (S, O, TA.) And you say, تطارق الظَّلَامُ وَالغَمَامُ The darkness and the clouds were, or became, consecutive. (TA.) And تطارقت عَلَيْنَا الأَخْبَارُ [The tidings came to us consecutively]. (TA.) 8 اِطَّرَقَ: see 3. Said of the wing of a bird, (S, TA,) Its feathers overlay one another: (TA:) or it was, or became, abundant and dense [in its feathers]. (S, TA.) And اطّرقت الأَرْضُ The earth became disposed in layers, one above another, being compacted by the rain. (TA.) And اطّرق الحَوْضُ The watering-trough, or tank, had in it [a deposit of] compacted dung, or dung and mud or clay, that had fallen into it. (TA.) and اطّرق عَلَيْهِ اللَّيْلُ, as in the O and L; in the K, erroneously, ↓ أَطْرَقَ; The night came upon him portion upon portion. (TA.) See also 6, in three places.10 استطرقهُ فَحْلًا He desired, or demanded, of him a stallion to cover his she-camels; (S, O, K;) like استضربهُ. (TA.) b2: And استطرقهُ He desired, or demanded, of him the practising of pessomancy (الضَّرْبَ بِالحَصَى), and the looking [or divining] for him therein. (K, * TA.) b3: And He desired, or demanded, of him the [having, or taking, a] road, or way, within some one of his boundaries. (TA.) b4: مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْتَطْرِقَ نَصِيبَ الآخَرِ, a phrase used by El-Kudooree, means Without his taking for himself the portion of the other as a road or way [or place of passage]. (Mgh.) And الاِسْتِطْرَاقُ بَيْنَ الصُّفُوفِ, a phrase used by Khwáhar-Zádeh [commonly pronounced KháharZádeh], means The going [or the taking for oneself a way] between the ranks [of the people engaged in prayer]: from الطَّرِيقُ. (Mgh.) And اِسْتَطْرَقْتُ

إِلَى البَابِ I went along a road, or way, to the door. (Msb.) [Hence a phrase in the Fákihet el-Khulafà, p. 105, line 15.] b5: [اسْتَطْرَقَتْ in a verse cited in the K in art. دد is a mistake for استطرفت, with فا: see 10 in art. طرب.]

طَرْقٌ [originally an inf. n., and as such app. signifying An act of striking the lute &c.: and hence,] a species (ضَرْبٌ) of the أَصْوَات [meaning sounds, or airs, or tunes,] of the lute: (TA:) or any صَوْت [i. e. air, or tune], (Lth, O, K, TA,) or any نَغْمَة [i. e. melody], (K, TA,) of the lute and the like, by itself: (Lth, O, K, TA:) you say, تَضْرِبُ هٰذِهِ الجَارِيَةُ كَذَا وَكَذَا طَرْقًا [This girl, or young woman, or female slave, plays such and such airs or tunes, or such and such melodies, of the lute or the like]. (Lth, O, K. *) b2: [Hence, probably,] عِنْدَهُ طُرُوقٌ مِنَ الكَلَامِ, sing. طَرْقٌ, a phrase mentioned by Kr; thought by ISd to mean He has [various] sorts, or species, of speech. (TA.) b3: See also طَرْقَةٌ, in four places.

A2: Also (tropical:) A stallion [camel] covering: (O, K, TA:) pl. طُرُوقٌ and طُرَّاقٌ: (TA:) an inf. n. used as a subst. [or an epithet]: (O, K, TA:) for ذُو طَرْقٍ. (TA.) b2: And (assumed tropical:) The sperma of the stallion [camel]: (S, K:) a man says to another, أَعِرْنِى

طَرْقَ فَحْلِكَ العَامَ i. e. [Lend thou to me] the sperma, and the covering, (As, TA.) which latter is said to be the original meaning, (TA,) of thy stallion [camel this year]. (As, TA.) And it is said to be sometimes applied metaphorically to (assumed tropical:) The sperma of man: or in relation to man, it may be an epithet, [like as it is sometimes in relation to a stallion-camel, as mentioned above,] and not metaphorical. (TA.) And طَرْقُ الجَمَلِ means also The hire that is given for the camel's covering of the female. (TA in art. شبر.) A3: Also, and ↓ مَطْرُوقٌ, (tropical:) Water (S, O, K, TA) of the rain (S, O, TA) in which camels (S, O, K) and others [i. e. other beasts] have staled, (S,) or waded and staled, (S, * O, K, TA,) and dunged: (S, O, TA:) or stagnant water in which beasts have waded and staled: (Mgh:) and ↓ طَرَقٌ [expressly stated to be مُحَرَّكَة] signifies [the same, or] water that has collected, in which there has been a wading and staling, so that it has become turbid; (TA;) or places where water collects and stagnates (S, O, K, TA) in stony tracts of land; (TA;) and the pl. of this is أَطْرَاقٌ. (TA.) A4: طَرْقٌ also signifies A [snare, trap, gin, or net, such as is commonly called] فَخّ, (IAar, O, K,) or the like thereof; and so ↓ طِرْقٌ: (K: [by Golius and Freytag, this meaning has been assigned to طَرْقَةٌ; and by Freytag, to طِرْقَةٌ also; in consequence of a want of clearness in the K:]) or a snare, or thing by means of which wild animals are taken, like the فَخّ; (Lth, O;) and ↓ طَرَقَةٌ, (S, O, K,) of which the pl. [or coll. gen. n.] is ↓ طَرَقٌ, (S, K,) signifies [the same, or] the snare (حِبَالَة) of the sportsman, (S, O, K,) having [what are termed] كِفَف [pl. of كِفَّةٌ, q. v.]. (S, O) A5: And A palm-tree: of the dial. of Teiyi. (AHn, K.) A6: And (tropical:) Weakness of intellect, (K, TA,) and softness. (TA [See طُرِقَ.]) طُرْقٌ: see طَرْقَةٌ.

A2: [Also a contraction of طُرُقٌ, pl. of طَرِيقٌ, q. v.]

A3: And pl. of طِرَاقٌ [q. v.]. (K.) طِرْقٌ Fat, as a subst.: (S, O, K:) this is the primary signification. (S, O.) [See an ex. voce بِنٌّ.] b2: And Fatness. (AHn, K.) One says, هٰذَا البَعِيرُ مَا بِه طِرْقٌ i. e. This camel has not in him fatness, and fat. (AHn, TA.) It is said to be mostly used in negative phrases. (TA.) b3: And Strength: (S, O, K:) because it mostly arises from fat. (S, O.) One says, مَا بِهِ طِرْقٌ, meaning There is not in him strength. (TA.) The pl. is أَطْرَاقٌ. (TA.) A2: See also طَرْقٌ, last quarter.

طَرَقٌ: see طَرْقٌ, third quarter. b2: Also i. q. مُذَلَّلٌ [applied to a beast, app. to a camel,] meaning Rendered submissive, or tractable; or broken. (TA.) A2: It is also pl. of ↓ طَرَقَةٌ, [or rather is a coll. gen. n. of which the n. un. is طَرَقَةٌ,] (S, O, K,) which latter signifies A row of bricks in a wall, or of other things, (S, O,) or [particularly] of palm-trees. (As, TA.) b2: Also, ↓ the latter, [as is expressly stated in the TA, and indicated in the S and O, (آثارُ and بَعْضُهَا in the CK being mistakes for آثارِ and بَعْضِهَا,)] The foot-marks [or track] of camels following near after one another. (S, O, K.) You say, وَاحِدَةٍ ↓ جَآءَتِ الإِبِلُ عَلَى طَرَقَةٍ The camels came upon one track [or in one line]; like as you say, عَلَى خُفٍّ وَاحِدٍ. (S, O. [See also a similar phrase voce مِطْرَاقٌ.]) And Aboo-Turáb mentions, as a phrase of certain of BenooKiláb, الإِبِلِ ↓ مَرَرْتُ عَلَى طَرَقَةِ and عَرَقَتِهَا, meaning I went upon the track of the camels. (TA.) b3: See also طَرْقٌ, last quarter.

A3: Also, i. e. طَرَقٌ, A duplicature, or fold, (ثِنْى, in the CK [erroneously] ثَنْى,) of a water-skin: (S, O, K:) and أَطْرَاقٌ is its pl., (S, O,) signifying its duplicatures, or folds, (S, O, K,) when it is bent, (O,) or when it is doubled, or folded, (S, K,) and bent. (S.) b2: And أَطْرَاقُ البَطْنِ The parts of the belly that lie one above another (K, TA) when it is wrinkled: pl. of طَرَقٌ. (TA.) b3: طَرَقٌ in the feathers of a bird is their Overlying one another: (S, O, K, TA:) or, accord. to the A, it is softness and flaccidity therein. (TA.) b4: [Also inf. n. of طَرِقَ, q. v.]

طَرْقَةٌ A time; one time; syn. مَرَّةٌ; (S, O, K;) as also ↓ طَرْقٌ, (O, K,) and ↓ طُرْقَةٌ and ↓ طُرْقٌ. (K.) You say, اِخْتَضَبَتِ المَرْأَةُ طَرْقَةً, (S, O,) or طَرْقَتَيْنِ, (S,) or ↓ طَرْقًا, (K,) or ↓ طَرْقَيْنِ, (O, K,) [&c.,] i. e. [The woman dyed her hands with hinnà] once, or twice. (S, O, K.) And أَنَا آتِى, فُلَانًا فِى اليَوْمِ طَرْقَتَيْنِ, (S, K,) and ↓ طَرْقَيْنِ, (O, K,) &c., (K,) i. e. (tropical:) [I come to such a one in the day] twice. (S, O, TA.) And هُوَ أَحْسَنُ مِنْ فُلَانٍ

بِعِشْرِينَ طَرْقَةً (assumed tropical:) [He is better than such a one by twenty times]. (A, TA.) A2: طَرْقَةُ الطَّرِيقِ meansThe main and middle part, or the distinct [beaten] track, of the road. (TA.) b2: And هٰذِهِ النَّبْلُ طَرْقَةُ رِجُلٍ وَاحِدٍ [These arrows are] the work, or manufacture, of one man. (S, O, K. *) A3: See also طِرِّيقَةٌ.

طُرْقَةٌ i. q. طَرِيقٌ, q. v. (K.) b2: And sing. of طُرَقٌ signifying The beaten tracks in roads; and of طُرُقَات in the phrase طُرُقَاتُ الإِبِلِ meaning the tracks of the camels following one another consecutively. (TA.) b3: Also A way, or course, that one pursues (طَرِيقَةٌ) to a thing. (K.) b4: and (assumed tropical:) A custom, manner, habit, or wont. (S, O, K.) One says, مَا زَالَ ذٰلِكَ طُرْقَتَكَ (assumed tropical:) That ceased not to be thy custom, &c. (S, O.) b5: And A line, or streak, (طَرِيقَةٌ,) in things that are sewed, or put, one upon another. (K, * TA: [المُطارَقَةُ in the CK is a mistake for المطارقةِ:]) as also ↓ طِرْقَةٌ. (K.) b6: And A line, or streak, in a bow: or lines, or streaks, therein: pl. طُرَقٌ: (K:) or its pl., i. e. طُرَقٌ, has the latter meaning. (S, O.) b7: And Stones one upon another. (O, K.) A2: Also Darkness. (Ibn-'Abbád, O, K.) One says, جِئْتُهُ فِى طُرْقَةِ اللَّيْلِ [I came to him in the darkness of night]. (TA.) A3: And i. q. مَطْمَعٌ [app. as meaning Inordinate desire, though it also means a thing that is coveted], (Ibn-'Abbád, O,) or طَمَعٌ [which has both of these meanings]. (K.) [That the former is the meaning here intended I infer from the fact that Sgh immediately adds what here follows.] b2: IAar says, (O,) فِى فُلَانٍ

طُرْقَةٌ means In such a one is تَخْنِيث [i. e., app., a certain unnatural vice; see 2 (last sentence) in art. خنث]: (O, TA:) and so فِيهِ تَوْضِيعٌ. (TA.) A4: See also طَرْقَةٌ.

A5: Also Foolish; stupid; or unsound, or deficient, in intellect or understanding. (O, K.) A6: [Freytag adds, from the Deewán of the Hudhalees, that it signifies also A prey (præda).]

طِرْقَةٌ: see the next preceding paragraph.

طَرَقَةٌ: see طَرَقٌ, in four places: b2: and see also طَرْقٌ, last quarter. b3: One says also, وَضَعَ الأَشْيَآءَ طَرَقَةً طَرَقَةً i. e. He put the things one upon another; and so ↓ طَرِيقَةً طَرِيقَةً. (TA.) طُرَقَةٌ (tropical:) A man who journeys by night in order that he may come to his أَهْل [meaning wife] in the night: (S, O, TA:) or one who journeys much by night. (L in art. خشف.) طِرَاقٌ (of which طُرْقٌ is the pl. [app. in all its senses]) Any sole that is sewed upon another sole so as to make it double, (S, * O, K,) matching the latter exactly: (O, K:) [this is called طِرَاقُ نَعْلٍ; for it is said that] طِرَاقُ النَّعْلِ signifies that with which the sole is covered, and which is sewed upon it. (S.) b2: And The skin [meaning sole] of a sandal, (Lth, O, K,) when the [thong, or strap, called] شِرَاك has been removed from it. (Lth, O.) El-Hárith Ibn-Hillizeh [in the 13th verse of his Mo'allakah, using it in a pl. sense,] applies it to the Soles that are attached to the feet of camels: (TA:) or he there means by it the marks left by the طراق of a she-camel. (EM p. 259.) And A piece of skin cut in a round form, of the size of a shield, and attached thereto, and sewed. (O, K.) b3: And Anything made to match, or correspond with, another thing. (Lth, O, K.) b4: Iron that is expanded, and then rounded, and made into a helmet (Lth, O, K) or a [kind of armlet called]

سَاعِد (Lth, O) and the like. (Lth, O, K.) and Any قَبِيلَة [i. e. plate, likened to a قبيلة of the head,] of a helmet, by itself. (Lth, O.) and Plates, of a helmet, one above another. (TA) b5: رِيشٌ طِرَاقٌ Feathers overlying one another. (S.) And طَائِرٌ طِرَاقُ الرِّيشِ A bird whose feathers overlie one another. (TA.) A2: Also A brand made upon the middle of the ear of a ewe, (En-Nadr, O, K,) externally; being a white line, made with fire, resembling a track of a road: (En-Nadr, O:) there are two such brands, called طِرَاقَانِ. (TA.) A3: See also طِرِّيقَةٌ.

طَرِيقٌ A road, way, or path; syn. سَبِيلٌ; (S;) [i. e. a beaten track, being of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ; and applied to any place of passage;] and ↓ طُرْقَةٌ signifies the same: (K:) [see also مُسْتَطْرَقٌ:] it is masc. (S, O, Msb, K *) in the dial. of Nejd, and so in the Kur xx. 79; (Msb;) and fem. (S, O, Msb, K) in the dial. of El-Hijáz: (Msb:) the latter accord. to general usage: (MF:) [see زُقَاقٌ:] the pl. [of pauc.] is أَطْرِقَةٌ (S, Msb, K) with those who make the sing. masc. (Msb) and أَطْرُقٌ (O, K) with those who make the sing. fem. (TA) and [of mult.] طُرُقٌ (S, O, Msb, K) and طُرْقٌ [of which see an ex. voce دِلَالَةٌ] (K) and أَطْرِقَآءُ, (O, K,) and طُرُقَاتٌ is a pl. pl. (Msb, K) i. e. pl. of طُرُقٌ. (Msb, TA.) b2: In the saying بَنُو فُلَانٍ

يَطَؤُهُمُ الطَّرِيقُ, accord. to Sb, الطَّرِيقُ is for أَهْلُ الطَّلرِيقِ: [the meaning therefore is, (assumed tropical:) The sons of such a one sojourn, or encamp, where the people of the road tread upon them, i. e., become their guests: (see more in art. وطأ:)] or, as some say, الطريق here means the wayfarers without any suppression. (TA.) b3: حَقُّ الطَّرِيقِ [The duty relating to the road] is the lowering of the eyes; the putting away, or aside, what is hurtful, or annoying; the returning of salutations; the enjoining of that which is good; and the forbidding of that which is evil. (El-Jámi' es-Sagheer. See جَلَسَ.) b4: قَطَعَ الطَّرِيقَ [He intercepted the road] means he made the road to be feared, relying upon his strength, robbing, and slaying men [or passengers]. (Msb in art. قطع.) [And أَصَابَ الطَّرِيقَ means the same; or, as expl. by Freytag, on the authority of Meyd, He was, or became, a robber.] b5: [Hence,] اِبْنُ الطَّرِيقِ means (assumed tropical:) The robber [on the highway]. (T in art. بنى.) b6: [But أَهْلُ طَرِيقِ اللّٰهِ means (assumed tropical:) The devotees.] b7: أُمُّ طَرِيقٍ, thus correctly in the 'Eyn, [and shown to be so by a verse there cited, q. v. voce عَسْبٌ,] (assumed tropical:) The hyena: erroneously written by Sgh, ↓ امّ طُرَّيْقٍ; and the author of the K has copied him in this instance accord. to his usual custom. (TA.) b8: See also أُمُّ الطَّرِيقِ and أُمَّةُ الطَّرِيقِ in art. ام. b9: بَنَاتُ الطَّرِيقِ means (assumed tropical:) The branches of the road, that vary, and lead in any, or every, direction. (TA.) b10: طَرِيقٌ signifies also The space between two rows of palm-trees; as being likened to the طَرِيق [commonly so called] in extension. (Er-Rághib, TA.) b11: أَخَذَ فُلَانٌ فِى الطَّرِيقِ means the same as أَخَذَ فِى التَّطْرِيقِ [expl. before: see 2, near the end]. (TA.) b12: طَرِيقٌ as syn. with طَرِيقَةٌ: see the latter word, first sentence. b13: [بِالطَّرِيقِ الأَوْلَى is a phrase of frequent occurrence, app. post-classical; lit. By the fitter way; meaning with the stronger reason; à fortiori: see an ex. in Beyd xlii. 3, and De Sacy's Anthol. Gr. Ar. p. 467.]

A2: Also A sort of palm-tree. (TA.) b2: See also طَرِيقَةٌ (of which it is said to be a pl.), last sentence.

طُرَيْقٌ: see أُطَيْرِقٌ.

طَرُوقَةٌ A she-camel covered by the stallion; of the measure فَعُولَةٌ in the sense of the measure مَفْعُولَةٌ. (Msb.) طَرُوقَةُ الفَحْلِ means The female of the stallion [camel]. (S, O.) And (S, O) A she-camel that has attained to the fit age for her being covered by the stallion: (S, O, Msb, K:) it is not a condition of the application of the term that he has already covered her: (Msb:) or a young, or youthful, she-camel that has attained to that age and kept to the stallion and been chosen by him. (TA.) And one says to a husband, كَيْفَ طَرُوقَتُكَ, meaning (assumed tropical:) How is thy wife? (TA:) every wife is termed طَرُوقَةُ زَوْجِهَا, (O,) or طروقة بَعْلِهَا, (Msb,) or طروقة فَحْلِهَا; (K, * TA;) which is thought by ISd to be metaphorical. (TA.) b2: One says also, نَوَّخَ اللّٰهُ الأَرْضَ طَرُوقَةً

لِلْمَآءِ i. e. (assumed tropical:) God made, or may God make, the land capable of receiving the water [of the rains so as to be impregnated, or fertilized, or soaked, thereby]; expl. by جَعَلَهَا مِمَّا تُطِيقُهُ. (S in art. نوخ.) [See also a verse cited in art. سفد, conj. 4.]

طَرِيقَةٌ A way, course, rule, mode, or manner, of acting or conduct or the like, (syn. مَذْهَبٌ, S, TA, and سِيرَةٌ, and مَسْلَكٌ, TA,) of a man, (S, TA,) whether it be approved or disapproved; (TA;) as also ↓ طَرِيقٌ, which is metaphorically used in this sense: (Er-Rághib, TA:) [like مَذْهَبٌ, often relating to the doctrines and practices of religion: and often used in post-classical times as meaning the rule of a religious order or sect:] and meaning also a manner of being; a state, or condition; (syn. حَالَةٌ, S, or حَالٌ, O, K;) as in the saying, مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ [Such a one ceased not to be in one state, or condition]; (S;) and it is applied to such as is good and to such as is evil. (O.) One says also, هُوَ عَلَى

طَرِيقَتِهِ [He is following his own way, or course]. (TA voce جَدِيَّةٌ.) لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ, in the Kur [lxxii. 16], means, accord. to Fr, [If they had gone on undeviating in the way] of polytheism: but accord. to others, of the right direction. (O.) [The pl. is طَرَائِقُ.] b2: [It is also used for أَهْلُ طَرِيقَةٍ: and in like manner the pl., for أَهْلُ طَرَائِقَ. Thus,] كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا, in the Kur [lxxii. 11], means (assumed tropical:) We were sects differing in our desires. (Fr, S, O. [See also قِدَّةٌ.]) And طَرِيقَةُ القَوْمِ means (tropical:) The most excel-lent, (S, O, K, TA,) and the best, (S, O,) and the eminent, or noble, persons, (K, TA,) of the people: (S, O, K, TA:) and you say, هٰذَا رَجُلٌ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ (tropical:) [This is a man the most excellent, &c., of his people]: and هٰؤُلَآءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ and طَرَائِقُ قَوْمِهِمْ (tropical:) These are [the most excellent, &c., or] the eminent, or noble, persons of their people: (S, O, K, * TA:) so says Yaakoob, on the authority of Fr. (S, O, TA.) وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ المُثْلَى, in the Kur [xx. 66], means [And that they may take away] your most excellent body of people: (O:) or your eminent, or noble, body of people who should be made examples to be followed: and Zj thinks that بطريقتكم is for بِأَهْلِ طَرِيقَتِكُم: (TA:) or, accord. to Akh, the meaning is, your established rule or usage, and your religion, or system of religious ordinances. (O, TA.) b3: [Also (assumed tropical:) The way, or course, of an event: and hence,] طَرَائِقُ الدَّهْرِ means (assumed tropical:) The vicissitudes of time or fortune. (TA.) b4: [And (assumed tropical:) The air of a song &c.: but this is probably post-classical.] b5: Also A line, streak, or stripe, in a thing: (K, TA:) [and a crease, or wrinkle; often used in this sense:] and [its pl.] طَرَائِقُ signifies the lines, or streaks, that are called حُبُك, of a helmet. (TA.) The طَرِيقَة [or line] that is in the upper part of the back: and the line, or streak, that extends upon [i. e. along] the back of the ass. (TA.) [A vein, or seam, in a rock or the like. A track in stony or rugged land &c. A narrow strip of ground or land, and of herbage.] An extended piece or portion [i. e. a strip] of sand; and likewise of fat; and [likewise of flesh; or] an oblong piece of flesh. (TA.) b6: [Hence, app.,] ثَوْبٌ طَرَائِقُ A garment old and worn out [as though reduced to strips or shreds]. (Lh, K.) b7: ذَاتُ طَرَائِقَ and فِيهَا طَرَائِقُ are phrases used, the latter by Dhu-r-Rummeh, in describing a spear-shaft (قَنَاة) shrunk by dryness [app. meaning Having lines, or what resemble wrinkles, caused by shrinking]. (TA.) b8: And طَرَائِقُ signifies also The last remains of the soft and best portions of pasturage. (TA.) b9: And The stages of Heaven; so called because they lie one above another: (TA:) [for] السَّمٰوَاتُ سَبْعُ طَرَائِقَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ

[The Heavens are seven stages, one above another]; (Lth, O, TA:) and they have mentioned [likewise] the stages of the earth [as seven in number: and of hell also: see دَرَكٌ]. (TA.) See also طَرَقَةٌ. b10: Accord. to Lth, (O, TA,) طَرِيقَةٌ signifies also Any أُحْدُورَة, (so in the O and in copies of the K and accord. to the TA, and thus also in the JK,) or أُخْدُودَة, (thus accord. to the CK,) [neither of which words have I found in any but this passage, nor do I know any words nearly resembling them except أُحْدُور and أُخْدُود, of which they may be mistranscriptions, or perhaps dial. vars., the former signifying a declivity, slope, or place of descent, and the latter a furrow, trench, or channel,] of the earth or ground: (O, K, TA:) or [any] border, or side, (صَنِفَة,) of a garment, or piece of cloth; or of a thing of which one part is stuck upon another, or of which the several portions are stuck one upon another; and in like manner of colours [similarly disposed]. (O, TA.) b11: And A web, or thing woven, of wool, or of [goats'] hair, a cubit in breadth, (S, O, K, TA,) or less, (S, O, TA,) and in length four cubits, or eight cubits, (TA,) [or] proportioned to the size of the tent (S, O, K, TA) in its length, (S, O,) which is sewed in the place where the شِقَاق [or oblong pieces of cloth that compose the main covering of the tent] meet, from the كِسْر [q. v.] to the كِسْر; (S, O, K, TA;) [it is app. sewed beneath the middle of the tent-covering, half of its breadth being sewed to one شُقَّة and the other half thereof to the other middle شُقَّة; (see Burckhardt's

“ Bedouins and Wahábys,” p. 38 of the 8vo ed.;) and sometimes, it seems, there are three طَرَائِق, one in the middle and one towards each side; for it is added,] and in them are the heads of the tentpoles, [these generally consisting of three rows, three in each row,] between which and the طرائق are pieces of felt, in which are the nozzles (أُنُوف) of the tent-poles, in order that these may not rend the طرائق. (TA.) b12: Also A tent pole; any one of the poles of a tent: a خِبَآء has one طريقة: a بَيْت has two and three and four [and more]: and the part between two poles is called مَتْنٌ: (Az, TA in art. زبع:) or the pole of a [large tent such as is called] مِظَلَّة, (K, TA,) and of a خِبَآء. (TA.) b13: And A tall palm-tree: (K:) or the tallest of palm-trees: so called in the dial. of ElYemámeh: (AA, ISk, S, O:) or a smooth palmtree: or a palm-tree [the head of] which may be reached by the hand: (TA:) pl. [or rather coll. gen. n.] ↓ طَرِيقٌ. (AA, ISk, S, O.) طِرَّاقٌ: see طِرْيَاقٌ.

أُمُّ طُرَّيْقٍ: see طَرِيقٌ, latter part.

طِرِّيقٌ means كَثِيرُ الإِطْرَاقِ [i. e. One who lowers his eyes, looking towards the ground, much, or often; or who keeps silence much, or often]; (Lth, O, K;) applied to a man: (Lth, O:) and ↓ مِطْرَاقٌ signifies [the same, or] one who keeps silence much, or often; as also ↓ مُطْرِقٌ [except that this does not imply muchness or frequency]. (TA.) b2: And The male of the [bird called] كَرَوَان; (Lth, O, K;) because, when it sees a man, it falls upon the ground and is silent. (Lth, O.) [See 4.] b3: أَرْضٌ طِرِّيقَةٌ Soft, or plain, land or ground; (O, K;) as though beaten so as to be rendered even, or easy to be travelled, and trodden with the feet. (TA.) طِرِّيقَةٌ [fem. of طِرِّيقٌ: see what next precedes.

A2: And also a subst., signifying] Gentleness and submissiveness: (S, O:) or softness, or flaccidity, and gentleness: (O, K:) and softness, or flaccidity, and languor, or affected languor, and weakness, in a man; as also ↓ طَرْقَةٌ and ↓ طِرَاقٌ. (TA.) One says, تَحْتَ طِرِّيقَتِكَ لَعِنْدَأْوَةٌ (S, O, K) i. e. Beneath thy gentleness and submissiveness is occasionally somewhat of hardness: (S, O, TA:) or beneath thy silence is impetuosity, and refractoriness: (TA:) or beneath thy silence is deceit, or guile. (K, voce عِنْدَأْوَةٌ, q. v.) طِرْيَاقٌ i. q. تِرْيَاقٌ [q. v.], (O, K,) as also دِرْيَاقٌ; (O;) and so ↓ طِرَّاقٌ. (O, K.) طَارِقٌ [act. part. n. of طَرَقَ; and, as such, generally meaning] Coming, or a comer, (S,) [i. e.] anything coming, (O, Msb,) by night: (S, O, Msb:) one who comes by night being thus called because of his [generally] needing to knock at the door: in the Mufradát [of Er-Rághib] said to signify a wayfarer (سَالِكٌ لِلطَّرِيقِ): but in the common conventional language particularly applied to the comer by night: its pl. is أَطْرَاقٌ, like أَنْصَارٌ pl. of نَاصِرٌ, [and app., as in a sense hereafter mentioned, طُرَّاقٌ also, agreeably with analogy,] and the pl. of [its fem.] طَارِقَةٌ is طَوَارِقُ. (TA.) [طَارِقُ المَنَايَا, like دَاعِى المَنَايَا, means The summoner of death, lit., of deaths; because death makes known its arrival or approach suddenly, like a person knocking at the door in the night.] b2: Hence الطَّارِقُ, mentioned in the Kur [lxxxvi. 1 and 2], The star that appears in the night: (Er-Rághib, O:) or the morning-star; (S, O, K;) because it comes [or appears] in [the end of] the night. (O.) b3: Hence the saying of Hind (S, O) the daughter of 'Otbeh the son of Rabee'ah, on the day [of the battle] of Ohud, quoting proverbially what was said by Ez-Zarkà

El-Iyádeeyeh when Kisrà warred with Iyád, (O,) لَا نَنْثَنِى لِوَامِقِ نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقِ نَمْشِى عَلَى النَّمَارِقِ (assumed tropical:) [We are the daughters of one like a star, or a morning-star: we bend not to a lover: we walk upon the pillows]: (S, * O, * TA:) meaning we are the daughters of a chief; likening him to the star in elevation; (O, TA;) i. e. our father is, in respect of elevation, like the shining star: (S:) or بَنَاتُ طَارِقٍ means (assumed tropical:) The daughters of the kings. (T and TA in art. بنى.) b4: And طَارِقٌ signifies also [A diviner: and particularly, by means of pebbles; a practiser of pessomancy: or] one who is nearly a كَاهِن; possessing more knowledge than such as is termed حَازٍ: (ISh, TA in art. حزى:) طُرَّاقٌ [is its p., and] signifies practisers of divination: and طَوَارِقُ [is pl. of طَارِقَةٌ, and thus] signifies female practisers of divination: Lebeed says, لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِى الطَّوَارِقُ بِالحَصَى

وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللّٰهُ صَانِعُ [By thy life, or by thy religion, the diviners with pebbles know not, nor the diviners by the flight of birds, what God is doing]. (S, O.) طَارِقَةٌ [a subst. from طَارِقٌ, made so by the affix ة, (assumed tropical:) An event occurring, or coming to pass, in the night: pl. طَوَارِقُ]. One says, نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طَوَارِقِ السَّوْءِ (tropical:) [We seek protection by God from] the nocturnal events or accidents or casualties [that are occasions of that which is evil]. (Er-Rághib, TA.) And طَارِقَةٌ occurring in a trad. of 'Alee is expl. as signifying طَرَقَتْ بِخَيْرٍ [app. meaning An event that has occurred in the night bringing good, or good fortune]. (TA.) A2: Also A man's [small sub-tribe such as is called] عَشِيرَة, (S, O, K,) and [such as is called] فَخِذ. (S, O.) A3: And A small couch, (IDrd, O, K,) of a size sufficient for one person: of the dial. of El-Yemen. (IDrd, O.) A4: [El-Makreezee mentions the custom of attaching طَوَارِق حَرْبِيَّة upon the gates of Cairo and upon the entrances of the houses of the أُمَرَآء; and De Sacy approves of the opinion of A. Schultens and of M. Reinaud that the meaning is Cuirasses, from the Greek θώραξ: (see De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., vol. i. pp. 274-5:) but I think that the meaning is more probably large maces; for such maces, each with a head like a cannon-ball, may still be seen, if they have not been removed within the last few years, upon several of the gates of Cairo; and if so, طَوَارِق in this case is app. from طَرَقَ “ he beat: ” see also عَمُودٌ.]

طَارِقِيَّةٌ A قِلَادَة [i. e. collar, or necklace]: (K:) [or rather] a sort of قَلَائِد [pl. of قِلَادَة]. (Lth, O.) أَطْرَقُ A camel having the affection termed طَرَقٌ, inf. n. of طَرِقَ [q. v.]: fem. طَرْقَآءُ: (S, O, K:) and the latter is said by Lth to be applied to the hind leg as meaning having the crookedness termed طَرَقٌ in its سَاق. (O.) أُطَيْرِقٌ and ↓ طُرَيْقٌ A sort of palm-tree of El-Hijáz, (AHn, O, K,) that is early in bearing, before the other palm-trees; the ripening and ripe dates of which are yellow: (O:) AHn also says, in one place, the اطيرق is a species of palm-trees, the earliest in bearing of all the palm-trees of El-Hijáz; and by certain of the poets such are called الطُّرَيْقُونَ and الأُطَيْرِقُونَ. (TA.) تُرْسٌ مُطْرَقٌ [A shield having another sewed upon it: or covered with skin and sinews]: (S:) and مَجَانُّ مُطْرَقَةٌ, (S, Msb, K,) or ↓ مُطَرَّقَةٌ, (O, Msb, K,) Shields sewed one upon another; (S, O, K;) formed of two skins, one of them sewed upon the other; (Msb;) like نَعْلٌ مُطْرَقَةٌ a sole having another sole sewed upon it; as also ↓ مُطَارَقَةٌ: (S, O, K:) or shields clad [i. e. covered] with skin and sinews. (S, O.) كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ, or ↓ المُطَرَّقَةُ, occurring in a trad., (Msb, TA,) i. e. [As though their faces were] shields clad with sinews one above another, (TA,) means (assumed tropical:) having rough, or coarse, and broad, faces. (Msb, TA.) b2: And رِيشٌ مُطْرَقٌ Feathers overlying one another. (TA.) مُطْرِقٌ Having a natural laxness of the eye [or rather of the eyelids, and a consequent lowering of the eye towards the ground]: (S, O:) [or bending down the head: or lowering the eyes, looking towards the ground; either naturally or otherwise: (see its verb, 4:)] and silent, or keeping silence. (TA. See also طِرِّيقٌ.) b2: It is also applied as an epithet to a stallion-camel: and to a [she-camel such as is termed] جُمَالِيَّة [i. e. one resembling a he-camel in greatness of make], and, thus applied, [and app. likewise when applied to a stallion-camel,] it may mean That does not utter a grumbling cry, nor vociferate: or, accord. to Khálid Ibn-Jembeh, [quick in pace, for he says that] it is from طَرْقٌ signifying “ quickness of going. ” (Sh, TA.) b3: See also مِطْرَاقٌ, last sentence. b4: And, applied to a man, (tropical:) Low, ignoble, or mean, (K, TA,) in race, or parentage, or in the grounds of pretension to respect or honour. (TA.) A2: Also An enemy: from أَطْرَقَ فُلَانٌ لِفُلَانٍ expl. above [see 4, last sentence]. (TA.) مِطْرَقٌ: see the next paragraph.

مِطْرَقَةٌ The rod, or stick, with which wool is beaten, (S, O, K, TA,) to loosen it, or separate it; (S, * O, * TA;) as also ↓ مِطْرَقٌ. (O, K, TA.) And A rod, or stick, or small staff, with which one is beaten: pl. مَطَارِقُ: one says, ضَرَبَهُ بِالمَطَارِقِ He beat him with the rods, &c. (TA.) b2: and The implement [i. e. hammer] (S, Mgh, O, Msb) of the blacksmith, (S, O,) with which the iron is beaten. (Mgh, Msb.) ذَهَبٌ مُطَرَّقٌ Stamped, or minted, gold; syn. مَسْكُوكٌ. (TA.) b2: And نَاقَةٌ مُطَرَّقَةٌ [like مَطْرُوقَةٌ (q. v.)] (assumed tropical:) A she-camel rendered tractable, submissive, or manageable. (TA.) b3: And جُلٌّ مُطَرَّقٌ [A horse-cloth] in which are [various] colours [app. forming طَرَائِق, i. e. lines, streaks, or stripes]. (O.) b4: See also مُطْرَقٌ, in two places.

قَطَاةٌ مُطَرِّقٌ [thus without ة] A bird of the species called قَطًا that has arrived at the time of her egg's coming forth. (S.) [See also مُعَضِّلٌ.]

مِطْرَاقٌ: see طِرِّيقٌ.

A2: Also A she-camel recently covered by the stallion. (O, TA.) A3: And pl. of مَطَارِيق in the saying جَآءَتِ الإِبِلُ مَطَارِيقَ (TA) which means The camels came in one طَرِيق [i. e. road, or way]: (Er-Rághib, TA:) or the camels came following one another (S, O, K, * TA) when drawing near to the water. (O, K, TA. [See also a similar phrase voce طَرَقٌ.]) b2: [Hence,] مِطْرَاقُ الشَّىْءِ signifies That which follows the thing; and the like of the thing: (K:) one says, هٰذَا مِطْرَاقُ هٰذَا This is what follows this; and the like of this: (S, O:) and the pl. is مَطَارِيقُ. (S.) b3: And مَطَارِيقُ signifies also Persons going on foot: (K:) one says, خَرَجَ القَوْمُ مَطَارِيقَ The people, or party, went forth going on foot; having no beasts: and the sing. is مِطْرَاقٌ, (O,) or ↓ مُطْرِقٌ, ('Eyn, L, * TA, *) accord. to A 'Obeyd; the latter, if correct, extr. (TA.) مَطْرُوقٌ [pass. part. n. of طَرَقَ; Beaten, &c.].

هُوَ مَطْرُوقٌ means He is one whom every one beats or slaps (يَطْرُقُهُ كُلُّ أَحَدٍ). (TA.) b2: And (tropical:) A man in whom is softness, or flaccidity, (As, S, O, K, TA,) and weakness: (As, S:) or weakness and softness: (TA:) or softness and flaccidity: from the saying هُوَ مَطْرُوقٌ i. e. اصابته حادثة كتفته [which, if we should read كَتَفَتْهُ, seems to mean he is smitten by an event, or accident, that has disabled him as though it bound his arms behind his back; but I think it probable that كتفته is a mistranscription]: or because he is مصروف [app. a mistake for مَضْرُوب], like as one says مَقْرُوع and مَدَوَّخ [app. meaning beaten and subdued, or rendered submissive]: or as being likened, in abjectness, to a she-camel that is termed مَطْرُوقَةٌ [like مَطَرَّقَةٌ (q. v.)]. (Er-Rághib, TA.) مَطْرُوقَةٌ applied to a woman means [app. Soft and feminine;] that does not make herself like a man. (TA.) [See also a reading of a verse cited voce مَطْرُوفٌ.] b3: Also (tropical:) Weak in intellect, (K, TA,) and soft. (TA.) b4: Applied to herbage, Smitten by the rain after its having dried up. (Ibn-'Abbád, L, K.) b5: See also طَرْقٌ, latter half. Applied to a ewe, مَطْرُوقَةٌ signifies Branded with the mark called طِرَاق upon the middle of her ear. (ISh, O, K.) مُطَارَقٌ: see its fem., with ة, voce مُطْرَقٌ.

مُسْتَطْرَقٌ (tropical:) i. q. سِكَّةٌ [app. as meaning A road, like طَرِيقٌ; or a highway]. (TA.) مُنْطَرِقَاتٌ Mineral substances. (TA.)
طرق
الطَّرْقُ: الضّرْبُ هَذَا هُوَ الأصْلُ. أَو الضَّرْبُ بالمِطْرَقَة بالكَسرِ للحدّادِ والصّائِغِ يطْرُق بهَا، أَي: يضْرِبُ بهَا، وَكَذَلِكَ عَصا النّجّادِ الَّتِي يَضْرِبُ بهَا الصّوف. والطَّرْق: الصّكُّ وَقد طرَقَه بكفِّه طَرْقاً: إِذا صَكّه بِهِ. وَمن المَجاز: الطَّرْق: الماءُ أَي: ماءُ السّماءِ الّذي خوّضَتْه الإبِلُ، وبالَت فِيهِ وبعَرَتْ، كالمَطْروقِ نقلَه الجوْهَريّ. عَن أبي زيْد، وَأنْشد لعَدِيّ بنِ زَيْد:
(ثمّ كانَ المِزاجُ ماءَ سحابٍ ... لاجَوٍ آجِنٌ وَلَا مَطْروقُ)
قلت: وأوّله:
(ودَعَوْا بالصّبوحِ يَوْمًا فجاءَت ... قَيْنةٌ فِي يَمينِها إبريقُ)

(قدّمَــتْهُ على عُقارٍ كعَيْنِ ال ... دّيكِ صَفَّى سُلافَها الرّاوُوقُ)

(مُزَّة قبْلَ مزْجِها فَإِذا مَا ... مُزِجَتْ لَذّ طعْمُها مَنْ يَذوقُ)

(وطَفا فوقَها فَقاقيعُ كالْيا ... قوتِ حُمْرٌ يَزينُها التّصْفيقُ)
ثمَّ كَانَ المِزاج ... الخ قَالَ الجَوهريّ: وَمِنْه قوْلُ إبراهيمَ النّخَعِيّ: الوُضوءُ بالطّرْقِ أحَبُّ إليَّ من التّيمّم. وأنشدَ الصّاغانيّ لزُهير بنِ أبي سُلْمى:
(شَجَّ السُّقاةُ على ناجودِها شَبِماً ... من ماءِ لينَةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَِقا)
وَقد طرَقَت الإبِلُ الماءَ: إِذا بالَتْ فِيهِ وبعَرَت، وَهُوَ مَجازٌ، كَذَا فِي الصِّحاح والأساسِ. وَفِي المُفْرَدات: طرْق الدّوابِّ الماءَ بالرِّجْلِ حَتَّى تكدِّرَه، حَتَّى سُمِّيَ الماءُ الرّنِقُ طَرْقاً. وقالَ الراغبُ: الطّرْقُ فِي الأصْلِ كالضّرْبِ، إِلَّا أنّه أخصُّ لِأَنَّهُ وقْع بضَرْب كطَرْق الحَديد)
بالمِطْرقة، وَمِنْه استُعِير ضرْبُ الكاهِن بالحَصَى. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الطّرْق: أَن يَخُطَّ الرّجُل فِي الأرضِ بإصْبَعَيْن، ثمَّ بإصْبَع ويَقول: ابْنَيْ عِيانْ، أسْرِعا البَيانْ. وَفِي الحَديث: الطِّيَرةُ والعِيافَةُ والطّرْقُ من الجِبْتِ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: الطّرْق: الضّرْب بالحَصَى الَّذِي تفعَلُه النِّساءُ، وقيلَ: هُوَ الخَطُّ بالرّمْل. وَقد استَطْرقتُه أَنا: طَلَبْتُ مِنْهُ الطّرْقَ بالحَصَى، وأنْ ينْظُر لكَ فِيهِ، وأنشدَ ابنُ الأعرابيّ: خَطَّ يَدِ المُستَطرَقِ المَسْئولِ والطَرْقُ: نتْفُ الصّوف أَو الشَّعرِ أَو ضرْبُه بالقَضيبِ لينْتَفِشَ، قَالَ رؤبة: عاذِلَ قد أولِعْتِ بالتّرْقِيشِ إليَّ سِرّاً فاطْرُقِي ومِيشي قَالَ الأزهريُّ: وَمن أَمْثَال العَرَب للّذي يخلِطُ فِي كَلامِه، ويتفنّنُ فِيهِ قولُهم: اطرُقي ومِيشي.
فالطّرْقُ: ضرْبُ الصّوفِ بالعَصا. والمَيْشُ: خلْطُ الشّعَرِ بالصّوف، وَقد تــقدّم فِي محَلِّه. وَفِي حَديثِ عُمَر رضيَ الله عَنهُ أَنه خرَج ذاتَ ليلةٍ يحْرُس، فَرَأى مِصْباحاً فِي بيتٍ، فدَنا مِنْهُ، فَإِذا عَجوز تطْرُق شَعْراً لتَغْزِلَه. واسْمُه أَي: القَضيبُ الَّذِي يُنفَشُ بهِ الصّوف المِطْرَقُ، والمِطْرَقَة بكسرهما. وإنّما أطلَقَه اعتِماداً على الشّهْرةِ، أَو لكوْنه سَبَقَ لَهُ ضبْطُه فِي أوّل التّركيب. وَفِي الحَديث: أُنزِلَ مَعَ آدمَ عَلَيْهِ السّلام المِطرَقَةُ، والمِيقَعَةُ والكَلْبَتان وَفِي المثَل: ضرْبُك بالمِغْنَطيسِ خيْرٌ من المِطْرَقَةِ. وَمن المَجاز: الطّرْقُ: الفَحْلُ الضّارب جمعه: طُرُوق، وطُرّاقْ سُمِّيَ بالمَصْدَر. وأصلُ الطّرْقِ: الضِّرابُ، ثمَّ يُقالُ للضّارِب: طرْقٌ بالمَصْدَر. والمَعْنى: أنّه ذُو طَرْق. وَمِنْه قولُ عُمر رضِي الله عَنهُ: إنّ الدّجاجَةَ لتَفْحَصُ فِي الرّمادِ فتضَعُ لغَيْر الفَحْلِ، والبَيْضَة منسوبةٌ الى طرْقِها أَي الى فحْلِها. قَالَ الرّاعي يصِف إبِلاً:
(كانتْ هَجائِنُ مُنذِرٍ ومُحرِّقٍ ... أُمّاتِهِنّ وطَرْقُهُنّ فَحيلا)
أَي: كَانَ ذُو طرْقها فَحْلاً فَحيلاً، أَي: مُنْجِباً. والطّرْقُ: الإتْيان باللّيْل، كالطّروقِ فِيهِما أَي: فِي الضِّراب والإتْيان باللّيْل. يُقَال: طرَقَ الفحْلُ الناقةَ يطرقُها طرْقاً وطُروقاً، أَي: قَعا علَيْها وضرَبَها. وَفِي الحَديث: نَهَى المُسافِرَ أَن يأتيَ أهْلَه طُروقاً أَي: لَيلاً. وكُلُّ آتٍ باللّيلِ: طارِق، وَقيل: أصْلُ الطُّروقِ من الطَّرْق، وَهُوَ الدّقُّ، وسُمِّي الْآتِي باللّيل طارِقاً لحاجَتِه الى دَقِّ البابِ.
وطرَقَ القومَ يطرُقهم طرْقاً وطُروقاً: جاءَهم لَيلاً فَهُوَ طارِقٌ. وَفِي المُفرداتِ الطّارِق: السّالِكُ)
للطّريقِ، لَكِن خُصَّ فِي التّعارف بالآتي ليْلاً، فَقيل: طرَقَ أهْلَه طُروقاً. والطّرْقُ: ضرْبٌ من أصوات العُود. وَقَالَ اللّيْثُ: كلُّ صوتٍ. زادَ غيرُه: أَو نَغمَةٍ من العودِ ونحْوِه طرْقٌ على حِدَة. يُقال: تضْرِبُ هذِه الجارِيةُ كَذا وَكَذَا طَرْقاً. والطّرْقُ أَيْضا: ماءُ الفَحْل قَالَ الأصمعيّ: يَقولُ الرّجلُ للرّجُل: أعِرْني طَرْقَ فحلِك العامَ، أَي: ماءَه وضِرابَه، وقيلَ: أصْلُ الطّرْق الضِّرابُ، ثمَّ سُمِّيَ بِهِ الماءُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد يُسْتعارُ للإنسانِ، كَمَا قَالَ أَبُو السّماك حِين قالَ لَهُ النّجاشيُّ: مَا تَسْقِيني: قَالَ: شَرابٌ كالوَرْسِ، يُطَيِّبُ النّفْس ويُكثِر الطّرْق، ويُدِرُّ فِي العِرْق، يَشُدُّ العِظامَ، ويسهِّلُ للفَدْم الكَلام. وَقد يجوزُ أَن يكونَ الطّرْقُ وَضْعاً فِي الإنسانِ فَلَا يَكونُ مُستعاراً. وَمن الْمجَاز الطّرْق: ضعْفُ العَقْل واللِّينُ، وَقد طُرِقَ، كعُنِيَ فَهُوَ مَطْروقٌ، وَسَيَأْتِي.
وَقَالَ اللّيثُ: الطّرْقُ: أَن يخلِطَ الكاهِن القُطنَ بالصّوفِ إِذا تكهّن. وَقَالَ الأزهريّ: وَقد ذكَرْنا فِي تفْسير الطّرْق أنّه الضَّرْبُ بالحَصى. والطّرْقُ: النّخْلَة لُغةٌ طائِيّة عَن أبي حَنيفةَ، وَأنْشد: كأنّه لمّا بَدا مُخايِلا طرْقٌ يفوتُ السُّحُقَ الأطاوِلا والمَرّة من المَرّات طَرْق كالطَّرْقَة. وَفِي بعضِ النُسَخ والمَرْأة وَهُوَ غلَط. وَقد اختضَبَت الْمَرْأَة طَرْقاً أَو طرْقَين، وطَرْقَةً أَو طرْقَتَين بهاءٍ، أَي: مرّةً أَو مرّتين. وَمن المَجاز: أتيتُه فِي النّهار طرْقَيْن وطرْقَتَيْن، ويُضَمّان أَي: مرّتَيْن، وَكَذَا طَرْقاً وطَرْقة، أَي: مرّةً. وَمن الْمجَاز: يُقال: هَذا النَّبْل طَرْقَةُ رجُلٍ واحِد أَي: صَنْعَتُه. والطّرْقُ: الفَخُّ عَن ابْن الأعرابيّ أَو شِبْهُه. وَقَالَ اللّيث: حِبالةٌ يُصادُ بهَا الوَحْش، تُتّخَذ كالفخِّ ويُكسَر. وطَرْق: ة بأصفَهان وَقد نُسِب إِلَيْهَا المُحدِّثون.
والطّارِقُ: النّجْمُ الَّذِي يُقال لَهُ: كوكَبُ الصُبْح نقَلَه الجوهريُّ. وَمِنْه قولُه تَعالى:) والسّماءِ والطّارِق (أَي: ورَبِّ السّماءِ وربِّ الطّارق، سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّهُ يطرُقُ باللّيلِ. وَقَالَ الراغبُ: وعبّر عَن النّجم بالطّارِقِ لاختِصاص ظُهورِه باللّيْل. قَالَ الصّاغانيّ: وتمثّلَتْ هِنْدُ بنتُ عُتْبَة بنِ رَبيعةَ رضيَ الله عَنْهَا يومَ أحُدٍ بقَوْلِ الزّرْقاءِ الإياديّة، قَالَت يومَ أحُد تحُضّ على الحرْب: نحنُ بناتُ طارِقْ لَا نَنثَني لوامِقْ نمْشي علَى النّمارِقْ المِسكُ فِي المَفارِقْ) والدُّرُّ فِي المَخانِقْ إِن تُقبِلوا نُعانِقْ أَو تُدْبِروا نُفارِقْ فِراقَ غيرِ وامِقْ أَي: نحنُ بَنَات سيِّدٍ، شبّهَتْه بالنّجْمِ شرَفاً وعُلُوّاً. قالَ ابنُ المكرَّم مُؤلّف اللّسان: مَا أعرِفُ نجْماً يُقال لَهُ: كوكَبُ الصُبْح، وَلَا سمِعت مَنْ يذكرُه فِي غيرِ هَذَا الموضِع، وَتارَة يطْلُع مَعَ الصُبحِ كوكَبٌ يُرَى مُضِيئاً، وَتارَة لَا يَطلُع مَعَه كَوْكَب مضيء، فَإِن كَانَ قَالَه متجَوِّزاً فِي لفظِه، أَي: أَنه فِي الضِّياءِ مثلُ الْكَوْكَب الَّذِي يطْلُع مَعَ الصُبحِ إِذا اتّفَق طُلوعُ كوكبٍ مُضيء فِي الصُبْح، وإلاّ فَلَا حَقيقةَ لَهُ. وقيلَ: كلُّ نجْم طارِق لِأَن طُلوعَه باللّيل، وكُلُّ مَا أَتَى لَيلاً فَهُوَ طارِقٌ.
وَمن المَجاز: طَروقَةُ الفَحْلِ: أُنثاه. يُقال: ناقَةٌ طَروقَة الفَحْل وَهِي الَّتِي بلغَت أَن يضرِبَها الفَحْلُ، وَكَذَا المرأَةُ يُقال للزّوْج: كيفَ طضروقَتُك أَي: امرأتُك، وَمِنْه الحَديث: كَانَ يُصبِحُ جُنُباً من غير طَروقَة أَي زوْجة. وكُلّ امْرَأَة طَروقةُ زوجِها، وكُلُّ نَاقَة طَروقَةُ فحلِها، نعْتٌ لَهَا من غير فِعْل لَهَا. قَالَ ابْن سِيدَه: وأرَى ذَلِك مُستعاراً للنّساء، كَمَا استعارَ أَبُو السّماك الطَّرْق فِي الْإِنْسَان كَمَا تــقدّم. وَفِي حَديثِ الزّكاةِ فِي فَرائِضِ الْإِبِل: فَإِذا بلغَت الإبِلُ كَذَا فَفيها حِقّةٌ طَروقَةُ الفَحْلِ المَعْنى: فِيهَا ناقَةٌ حِقّةٌ يطرُقُ الفَحلُ مثلَها، أَي: يضرِبُها ويَعْلو مثلَها فِي سِنّها، وَهِي فَعولَةٌ بِمَعْنى مَفعولة، أَي: مرْكوبة للفَحْلِ، ويُقالُ للقَلوص الَّتِي بلَغَت الضِّراب وأربّت بالفَحْلِ، فاخْتارَها الشُّوَّلِ: هِيَ طَروقَتُه. والمِطْرَقُ، كمِنْبَر: اسْم ناقَةٍ أَو بَعير والأسبَقُ أنّه اسمُ بَعير قَالَ: يتْبَعْن جَرْفاً من بَناتِ المِطْرَقِ وَأَبُو لِيْنَة بكَسْر اللامِ وسُكون التّحْتيّة، وَفِي بعضِ الْأُصُول بالموحَّدة، والأولَى الصّواب: النّضْر بنُ مِطْرَق أبي مَرْيَم مُحدِّثٌ كوفِيٌّ، رَوى عَنهُ مروانُ بنُ مُعاويةَ الفَزاريُّ، أوردَه الحافِظُ، هَكَذَا فِي التّبْصير فِي مِطْرَق. وَقَالَ مرّة فِي لِينَة أَبُو لِينَة النّضْر بن أبي مرْيم، شيخ وَكِيع. والطّارِقةُ: سَريرٌ صَغيرٌ يسَعُ الواحِدَ، عَن ابنِ دُرَيْد. والطارِقَةُ: عَشيرةُ الرّجُل وفَخذُه.
قَالَ عَمرو بنُ أحْمَر الباهِليّ:
(شكَوتُ ذَهابَ طارِقَتي إِلَيْهِ ... وطارِقَتي بأكنافِ الدّروبِ)

وَقَالَ اللّيثُ: الطارِقيّة: قِلادَةٌ، ونصُّ العَيْنِ: ضرْبٌ من القَلائِدِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجل مَطْروقٌ: فِيهِ رَخاوَةٌ قَالَ غيرُه: ضعْفٌ ولين، وَهُوَ مجازٌ. قَالَ ابنُ أحمَرَ يُخاطِبُ امرأتَه:
(وَلَا تَصِلي بمَطْروقٍ إِذا مَا ... سَرى فِي القَوْمِ أصْبَحَ مُسْتَكينا)
وَقَالَ الرّاغبُ: رجُلٌ مَطْروقٌ: فِيهِ لِينٌ واستِرخاءٌ، من قولِهم: هُوَ مَطْروق أَي: أصابَتْه حادِثَةٌ كنفَته، أَو لأنّه مصْروف، كقوْلِك: مقْروع أَو مدَوَّخٌ، أَو من قولِهم: ناقَةٌ مطْروقَة تَشْبيهاً بهَا فِي الذِّلّة. والمَطروق من الكَلأ: مَا ضَرَبَه المطَرُ بعدَ يُبْسِه كَذَا فِي المُحيط واللِّسان. وَقَالَ النّضْرُ: نَعجَة مَطروقَة وَهِي الَّتِي وُسِمَتْ بالنّارِ على وسَطِ أذُنِها من ظاهِرٍ. وذلِك الطِّراق، ككِتاب وهُما طِراقان وإنّما هُوَ خطٌّ أبيضُ بنارٍ كأنّما هُوَ جادّة. وَقد طرَقْناها نطْرُقها طرْقاً. والمِيسَمُ الَّذِي فِي موضِع الطِّراق لَهُ حُروفٌ صِغار، فَأَما الطّابِع فَهُوَ مِيسَم الفَرائض. والطِّرْقُ، بالكسْر: الشّحْمُ هَذَا هُوَ الأَصْل. وَقد يُكْنَى بِهِ عَن القوّة لأنّها أكثرُ مَا تَكون عَنهُ. وَمِنْه قولُهم: مَا بِهِ طِرْقٌ، أَي: قوةٌ. وجمعُ الطِّرْق أطْراقٌ، قَالَ المَرّارُ الفَقْعَسيُّ:
(وَقد بلّغْنَ بالأطْراقِ حتّى ... أُذيعَ الطِّرقُ وانْكفَتَ الثّميلُ)
وَقَالَ أَبُو حَنيفَة: الطِّرْق: السِّمَنَ. يُقال: هَذَا بَعيرٌ مَا بِهِ طِرْقٌ، أَي: سِمَنٌ وشحم. وَأما الحَديث: لَا أرى أحدا بِهِ طِرْقٌ فيتخلّف فقِيلَ: القوّة، وقِيل: الشّحْم. وأكثرُ مَا يُستَعْمَلُ فِي النّفْي. وَفِي حَديثِ ابنِ الزُبَير: وَلَيْسَ للشّارِب إِلَّا الرّنْقُ والطّرْقُ. والطُّرْقُ بالضّمّ: جمْع طريقٍ وطِراق كأميرٍ وكِتاب، وَيَأْتِي معْناهما قَرِيبا. وَقَالَ ابنُ عبّاد: الطُّرْقَةُ، بالضّم: الظُلْمَة يُقَال: جِئتُه فِي طُرْقَةِ اللّيْل. قَالَ: والطُّرْقَة أَيْضا الطّمَعُ ونصُّ المُحيط: المَطْمَع. يُقال: إنّه لطُرْقَةٌ: مَا يُحسِن يُطاقُ من حُمْقِه. قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: ويُقال: فِي فُانٍ تَوْضيعٌ وطرْقة: إِذا كَانَ فِيهِ تخْنيثٌ، وَهُوَ قَريبٌ من قوْلِ ابنِ عبّاد: المطْمَع. والطُّرْقَة: الأحمَقُ. والطُّرْقَة أَيْضا: حِجارةٌ مُطارِقة بعضُها فوقَ بعْض. قَالَ رؤبة: سَوّى مَساحِيهنّ تَقْطيطَ الحُقَقْ تَفْليلُ مَا قارَعْنَ من سُمْرِ الطُّرَقْ والطُّرْقَة: العادَة. يُقال: مازالَ ذَلِك طُرْقَتَك، أَي: دأبَك. وأنشدَ شَمِرٌ قولَ لَبيد:
(فَإِن تُسهِلوا فالسّهْل حظِّي وطُرْقَتي ... وَإِن تُحزِنوا أركَبْ بهم كُلَّ مرْكَبِ)
والطُّرْقَة: الطّريقُ. والطُرقَة: الطّريقَة الى الشيءِ والطُرْقَة أَيْضا: هِيَ الطّريقَة فِي الأشياءِ)
المُطارِقَة بَعْضهَا على بعض ويُكْسَر. والطُرْقَة: الأُسْروعُ فِي القَوس، أَو الطّرائقُ فِي القوْس شيءٌ واحِدٌ، فأوْ هُنا لَيست للتّنويع. ج: كصُرَد مثل: غُرْفَة وغُرَف. والطَّرَقَ، مُحرَّكة: ثِنْيُ القِرْبَة والجَمْع أطْراق، وَهِي أثناؤُها إِذا تخنّثَتْ وتثنّت. وَقَالَ الفرّاءُ: الطَّرَق: ضعْفٌ فِي رُكْبَتَي البَعير. وَقَالَ غيرُه: فِي الرُكْبَةِ واليَد، يكونُ فِي النّاس والإبِل. أَو الطّرَقُ: اعْوِجاجٌ فِي ساقِه أَي: البَعير من غيرِ فحَجٍ، وَهَذَا قولُ اللّيْث. وَقد طرِقَ كفرِح، فَهُوَ أطْرَقُ بيّنُ الطّرَق وَهِي طَرْقاءُ. وقولُ بِشْرٍ:
(تَرى الطَّرَقَ المُعبَّدَ فِي يَدَيْها ... لكَذّانِ الإكامِ بِهِ انْتِضالُ)
يَعْنِي بالطَّرَق المُعبَّد المُذَلَّلِ، يُريد لِيناً فِي يَدَيها، لَيْسَ فِيهِ جَسْوٌ وَلَا يُبْسٌ. وَقَالَ أَبُو عُبيد: الطّرَق: أَن يكونَ ريشُ الطّائرِ بعضُها فوقَ بعْض. وأنشَد أَبُو حاتِم فِي كِتاب الطّيْر للفضْلِ بنِ عبْد الرّحمن الهاشِميّ، أَو ابنِ عبّاس، على الشّكِّ، وَقَالَ ابنُ الكَلْبيِّ فِي الجَمْهَرة: الشّعر للعَبّاس بن يَزيد بنِ الأسوَد بنِ سَلَمة بنِ حُجْر بنِ وهْب:
(أمّا القَطاةُ فَإِنِّي سَوف أنْعَتُها ... نعْتاً يوافِق نعْتي بعضَ مَا فِيها) (سَكّاءُ مخْطومَةٌ فِي ريشِها طرَقٌ ... سُودٌ قوادِمُها كُدْرٌ خوافِيها)

(تمْشي كمشْي فَتاةِ الحَيّ مُسرِعةً ... حِذارَ قَرْم الى شرٍّ يوافِيها)

(تَسْقي الفِراخَ بأفواهٍ مُزيّنةٍ ... مثْل القَواريرِ شُدّتْ فِي أعالِيها)
ويُقال: طائرٌ فِي ريشه طرَقٌ، أَي: لِينٌ واستِرخاءٌ، كَمَا فِي الأساس. والطّرَق: مَناقِعُ المِياه تكونُ فِي حَجائرِ الأَرْض، وَبِه فُسِّر قولُ رؤبَة: قوارِباً من واحِفٍ بعدَ العَبَقْ للعِدّ إذْ أخلَفَها ماءُ الطَّرَقْ والطَّرَق: ماءٌ قُربَ الوَقبى على خمْسةِ أَمْيَال مِنْهُ. والطَّرَق جمْع طرَقَة مُحرَّكة أَيْضا لحِبالَةِ الصّائِد ذَات الكِفَفِ، نقَله الجوهريّ. قَالَ: والطَّرَقَةُ: آثارُ الإبِل بعضُها فِي إثْر بعْض. يقالُ: جاءَت الإبِلُ على طرَقَةٍ واحِدةٍ، وعَلى خُفٍّ واحدٍ، أَي: على أثَرٍ وَاحِد. ورَوى أَبُو تُرابٍ عَن بعضِ بَني كِلابٍ: مررْتُ على عَرَقَةِ الإبِل وطرَقَتِها، أَي: على أثَرها. وأطْراقُ البَطْن: مَا رُكِّبَ بعضُه على بعْض وتغضّن، جمع طرَق بالتّحريك. والأطْراقُ من القِرْبَة: أثناؤُها إِذا تثنّت وتخنّثَت. وَهَذَا قد تــقدّم مُفردُه قَرِيبا، والتّفْريقُ بَين المُفْردِ وجمْعِه لَيْسَ من دَأبِ الكُمَّل،)
فتأمّل. وَقَالَ اللّيْثُ: الطِّراق ككِتاب: الحَديدُ الَّذِي يُعرَّضُ، ثمَّ يُدارُ فيُجْعَلُ بيْضَةً ونحْوَها كالسّاعِدِ، ونحوِه. وكُلّ خَصيفَة، وَفِي الْعباب: كُلّ خَصْفة يُخْصَفُ بهَا النّعْل، ويكونُ حذْوُها سَواءً طِراقٌ. قَالَ الشّمّاخُ يصِفُ الحُمُر:
(حَذاها من الصّيْداءِ نعْلاً طِراقُها ... حَوامِي الكُراعِ المؤْيَداتِ العَشاوِزُ)
وكُلُّ صيغَةٍ علَى حذْوٍ: طِراقٌ، هَكَذَا فِي النُسَخ. وَفِي الصِّحاح: وكُلُّ خَصيفَةٍ. وَالَّذِي فِي اللّسان. وكلّ طبَقَة على حِدَة طِراقٌ. وَفِي العُباب: وكلّ قَبيلَة من البَيْضَة على حِيالِها طِراقٌ.
وجِلْدُ النّعْل: طِراقُها إِذا عُزِلَ عَنْهَا الشِّراكُ. قَالَ الحارِثُ بنُ حِلّزةَ اليَشْكُريّ:
(وطِراقٌ من خلْفِهنّ طِراقٌ ... ساقِطاتٌ أوْدَتْ بهَا الصّحْراءُ)
يَعْنِي أنّها قد سقَطت هَذِه النّعالُ عَنْهَا، يعْني نِعالَ الإبِل، فأنْتَ ترى القِطعةَ بعْدَ القِطْعةِ قطّعَتْها الصّحراءُ. والطِّراقُ أَيْضا: أَن يُقوَّرَ جِلْدٌ على مِقْدارِ التُرْس، فيُلزَقَ بالتُّرْس ويُطْرَقَ.
والطّريق: السّبيلُ م مَعروف، يُذكّر ويؤنَّث. يُقال: الطّريقُ الأعْظَم، والطّريقُ العُظْمى، وَكَذَلِكَ السّبيل. قَالَ شيخُنا: وظاهِرُه أنّ التّذكيرَ هُوَ الأصلُ، والتّأنيثُ مرْجوحٌ، والصّوابُ العَكْس فإنّ المشهورَ فِي الطّريق هُوَ التّأْنيث، والتّذكيرُ مرْجوح خِلاف مَا يوهِمُه المصنِّف. قلت: وَالَّذِي صرّح بِهِ الصّاغانيّ أَن التّذكيرَ أكثرُ، فتأمّل ذَلِك. قَالَ الراغبُ: وَقد استُعيرَ عَن الطَّرِيق كُلّ مسْلَكٍ يسْلُكه الإنسانُ فِي فِعْلٍ، محْموداً كَانَ أَو مذْموماً، وشاهِد التّذكير قولُه تَعَالَى:) فاضْرِبْ لهُم طَريقاً فِي البَحْر يَبَساً (وَقَوْلهمْ: بَنو فُلان يطؤهُم الطّريقُ. قَالَ سيبَوَيْه: إنّما هُوَ على سَعَةِ الكَلامِ، أَي: أهْل الطّريقِ، وقيلَ: الطّريقُ هُنَا السّابِلة، فعلَى هَذَا لَيْسَ فِي الكَلامِ حذْفٌ. وأنشدَ ابنُ بَرّيّ لشاعر:
(يَطَأُ الطّريقُ بيوتَهم بعِيالِه ... والنّآرُ تحْجُبُ، والوجوهُ تُذالُ)
فجعَل الطّريقَ يطَأُ بعِيالِه بيوتَهم، وَإِنَّمَا يطَأ بيوتَهم أهلُ الطّريق. ج: أطْرُقٌ كيَمين وأيمُن، هَذَا على التّأْنيث، وطُرُقٌ بضمّتَيْن كنَذير ونُذُر، وأطْرِقاء كنَصيب وأنْصِباء وأطْرِقَة كرَغيف وأرْغِفَة وَهَذَا على التّذْكير. وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى:
(فلمّا جزَمْتُ بهِ قِرْبَتي ... تيمّمْتُ أطْرِقَةً أَو خَلِيفا)
وَفِي الحَديث: أنّ الشّيطان قعَدَ لابنِ آدم بأطْرُِقة. وجج: جمْع الْجمع طُرُقات بضمّتَيْن جمع طُرُق. وَقَالَ ابنُ السّكِّيت: الطّريقَة بهاءٍ: النّخلَة الطّويلَة بلُغَةِ أهْلِ اليَمامةِ. وَقيل: هِيَ المَلْساءُ)
مِنْهَا، وقيلَ: الَّتِي تُنالُ باليَدى ج: طَرِيق. قَالَ الْأَعْشَى:
(طريقٌ وجَبّارٌ رِواءٌ أصولُهُ ... عَلَيْهِ أبابيلٌ من الطّير تنْعَبُ)
والطّريقَة: الحالُ. تَقول: فُلانٌ على طَريقةٍ حسَنة، وعَلى طَريقَة سيّئة. والطّريقَة: عَمودُ المِظلّةِ والخِباء. وَمن المَجاز: الطّريقة: شَريفُ القوْم وأمثَلُهُم، للواحِد والجَمْع. يُقال: هَذَا رجُلٌ طَريقَةُ قومِه، وهؤلاءِ طريقَة قومِهم. وَقد يُجْمَع طَرائِقَ فيُقال: هؤلاءِ طرائقُ قومِهم للرِّجال الأشْرافِ، حكاهُ يعْقوب عَن الفَرّاءِ. وَفِي اللِّسان قَوْله تَعَالَى:) ويذْهَبا بطَريقَتِكُم المُثْلى (جاءَ فِي التّفسير أنّ الطّريقَةَ: الرّجالُ الأشرافُ، مَعناه بجماعَتِكُم الأشْراف، أَي: هَذَا الَّذِي يبْتَغي أنْ يجعَلَه قومُه قُدْوَةً، ويسْلُكوا طريقَتَه. وَقَالَ الزّجّاج: عِندي وَالله أعلم أَن هَذَا على الحَذْف، أَي: ويَذْهَبا بأهْل طَريقَتِكم المُثْلى. وَقَالَ الأخْفَش: بطَريقَتِكم المُثْلى، أَي: بسُنّتِكم ودينِكم وَمَا أنتُم عَلَيْهِ. وَقَالَ الفَرّاء:) كُنّا طرائِقَ قِدَدا (أَي: فرقا مُختلفةً أهْواؤُنا. وقولُه تَعالَى:) وأنْ لوِ اسْتَقاموا علَى الطّريقَةِ (قَالَ الفَرّاءُ: على طَريقَةِ الشِّرْك. وَقَالَ غيرُه: على طَريقَة الهُدَى. وجاءَت مُعرَّفَةً بالألفِ وَاللَّام على التّفخيمِ، كَمَا قَالُوا: العُودُ للمَنْدَل، وَإِن كَانَ كُلُّ شجَرة عوداً. وَقَالَ اللّيث: الطّريقَة: كُلُّ أُحْدورَة من الأرْض، أَو صَنِفَةٍ من الثّوب، أَو شَيءٍ مُلزَق بعضُه على بعْض وَكَذَلِكَ من الألْوان. والسّمواتُ سَبْعُ طَرائقَ بعْضُها فوقَ بعض. والطّريقَة: الخَطُّ فِي الشّيءِ وطرائِقُ البَيْضِ: خُطوطُه الَّتِي تُسمّى الحُبُكَ. والطّريقَة: نَسيجَةٌ تُنْسَجُ من صُوف أَو شَعْر فِي عرْضِ ذِراعٍ أَو أقلّ، وطولُها أربعةُ أذرُعٍ أَو ثَمان أذْرُعٍ على قَدْرِ عِظَم البيتِ وصِغَرِه فتُخيَّطُ فِي مُلتَقَى الشِّقاقِ من الكِسرِ الى الكِسْر، وفيهَا تكونُ رُؤُوس العُمُد، وبينَها وبيْنَ الطّرائقِ ألْبادٌ تكونُ فِيهَا أنوفُ العُمُدِ، لئلاّ تخرِقَ الطّرائِق. وَقَالَ اللِّحْيانيّ: ثوبٌ طَرائِقُ ورعابِيلُ، أَي: خلَقٌ.
قَالَ: والطِّرِّيقة كسِكّينة: الرّخاوةُ واللّين. وَمِنْه المَثَل: إنّ تحْت طِرّيقَتِك عِنْدَأْوَة أَي إنّ تَحت سُكوتِك لَنزوَة وطِماحاً. يُقال ذَلِك للمُطرِقِ المُطاول ليأتيَ بداهِية، ويشُدَّ شَدّةَ ليْث غير مُتّقٍ، وَقيل: معْناه: إنّ فِي لِينِه وانْقِيادِه أحْياناً بعضُ العُسْر. والعِنْدَأْوَة: أدْهى الدّواهي. وَقيل: هُوَ المَكْر والخَديعة. وَقد ذُكِر فِي: ع ن د. وَقَالَ شيخُنا: هُوَ من الإحالاتِ الغَيْر الصّحيحة فإنّه إِنَّمَا ذَكَر فِي عِنْد أنّ عندأْوةَ تــقدّم فِي بَاب الهمزَة، وَلَا ذكَر المَثَل هُنَاكَ وَلَا تعرّضَ لَهُ نعم ذكره فِي بَاب الهَمْزة، فتأمّل ذَلِك. والطِّرِّيقَة: السّهْلَة من الْأَرَاضِي كأنّها قد طُرِقَت، أَي: ذُلِّلَتْ ودِيسَتْ بالأرْجُل. ومِطْراقُ الشّيءِ، كمِحْراب: تِلْوُهُ ونَظيرُه. ويُقال: هَذَا مِطْراقُ هَذَا، أَي: مثلُه)
وشِبْهُه. وأنشَدَ الأصمعيُّ:
(فاتَ البُغاةَ أَبُو البَيْداءِ مُحْتَزِما ... وَلم يُغادِرْ لَهُ فِي النّاسِ مِطْراقا)
والمَطاريقُ: القومُ المُشاةُ لَا دَوابَّ لَهُم، واحِدُهم مُطْرِق. هَذَا قَول أبي عُبيد، وَهُوَ نادِرٌ، إِلَّا أَن يكونَ جمْع مِطْراقٍ. وَقَالَ خالِدُ بنُ جنْبَةَ: المُطْرِقُ من الطّرْق، وَهُوَ سُرْعَةُ المَشْي. قَالَ الأزهريّ: ومِنْ هَذَا قيلَ للرّاجِلِ: مُطْرِق، وجمعُه مَطاريقُ. والمَطاريقُ: الْإِبِل يتْبَع بعضُها بَعْضًا إِذا قرُبَت من المَاء. يُقال: جاءَ القومُ مَطاريقَ: إِذا جَاءُوا مُشاةً. وجاءَت الإبِلُ مَطاريقَ يَا هَذَا: إِذا جاءَ بعضُها فِي إثْرِ بعْضٍ، والواحِدُ مِطْراقٌ. وَقَالَ الرّاغِبُ: وباعْتِبار الطّريق قيلَ: جاءَت الإبِلُ مَطاريق، أَي: جاءَت فِي طَريقٍ واحِدٍ. وطرِق كسَمِع: شرِبَ الماءَ المَطْروقَ، أَي: الكَدِرَ نقَله الصّاغانيّ. وأُمُّ طُرَّيْقٍ، كقُبَّيْطٍ: الضَّبُع إِذا دخَل الرّجُلُ عَلَيْهَا وِجارَها قَالَ: أطْرِقِي أمَّ طُرَّيْق، لَيست الضَّبُعُ هَا هُنَا، هَكَذَا قيّده الصّاغاني، ونقلَه عَن اللّيث. وَالَّذِي فِي العَيْن: أمّ الطَّرِيق، كأمِير، وأنْشَدَ قولَ الأخطَل:
(يُغادِرْنَ عصْبَ الوالِقِيِّ وناصِحٍ ... تخُصُّ بِهِ أمُّ الطّرِيق عِيالَها)
وفسّره بالضَّبُع، وذكَر العِبارَة الَّتِي أسلفْناها، وَقد أخْطأَ الصاغانيُّ فِي الضّبْط، وقلّدَه المُصنِّف على عادتِه. والطِّرِّيق كسِكّيتٍ: الكَثيرُ الإطْراقِ من الرِّجال، نَقله الليْثُ. وَفِي التّهْذيب: الكرَوانُ الذّكَر يُقَال لَهُ: طِرِّيقٌ، لأنّه إِذا رأى الرّجُلَ سقَطَ وأطْرق. وَفِي العَيْن: يُقال لَهُ: أطْرِق كَرَا، فيسْقُط مُطْرِقاً، فيُؤخَذ. وَزعم أَبُو خَيْرَة أَنهم إِذا صادُوه فرأوْه من بَعيد أطافوا بِهِ. ويَقولُ أحدُهم: أطْرِق كَرا، إنّك لَا تُرَى حَتَّى يُتمَكَّنَ مِنْهُ فيُلْقَى عَلَيْهِ ثوبا فيأخُذَه. وَفِي المثَل: أطْرِقْ كَرا، إنّ النّعامَةَ فِي القُرَى يُضرَبُ مثَلاً للمُعْجَب بنَفْسِه كَمَا يُقال: فغُضَّ الطَّرْفَ. والأُطَيْرِق والطُّرَيْق كأُحَيْمِر وزُبَيْر: نخْلة حِجازيّة تبَكِّر بالحَمْلِ، صَفْراء الثّمرة والبُسْرة، حَكَاهُ أَبُو حَنيفة.
وَقَالَ مرّة: الأُطَيْرقُ: ضرْبٌ من النّخْلِ، وَهُوَ أبكَرُ نخْلِ الحِجازِ كُلِّه، وسمّاها بعضُ الشُعراء الطُّرَيْقِين والأُطَيْرِقين قَالَ: أَلا تَرَى إِلَى عَطايا الرّحْمَنْ من الطُّرَيْقِينَ وأمِّ جِرْذانْ قَالَ أَبُو حَنيفَة: يُريدُ بالطّرَيْقِينَ جمعَ الطُّرَيْق. وأطْرَقَ الرجلُ إطراقاً: إِذا سَكَت، وخصّ بعضُهم إِذا كَانَ عنْ فَرَقٍ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: إِذا سكَت وَلم يتكلّم وَفِي حديثِ نظَرِ الفَجْأة:)
أطْرِقْ بَصرَك هُوَ أَن يُقبِلَ ببصره الى صَدْره ويسْكُتَ ساكِناً. وَفِي حَديث آخر: فأطرَقَ سَاعَة أَي: سكَتَ. وَقيل: أطْرَقَ: أرخَى عينَيْه ينْظُر الى الأَرْض وَقد يكونُ ذَلِك خِلْقَةً. قَالَ أَبُو عبيد: ويكونُ الإطْراقُ الاستِرْخاءَ فِي الجُفون، كقَوْل أخي الشّمّاخِ يرْثي سيِّدَنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(وَمَا كُنْتُ أخْشى أَن تكونَ وَفاتُه ... بكفَّيْ سَبَنْتَى أزْرَقِ العيْنِ مُطْرِقِ)
وَقَالَ الرّاغِبُ: أطْرقَ فُلانٌ: أغْضى كأنّه صارتْ عينُه طارِقَةً للأرضِ، أَي: ضارِبةً لَهَا كالضّرْبِ بالمِطْرَقَة، وأطرَقَ فُلاناً فحْلَه: أعارَه إيّاه ليضْرِبَ فِي إبِله. يُقال: أطْرِقْني فحْلَك.
وَفِي الحَدِيث: وَمن حقِّها إطْراقُ فحْلِها أَي: إعارتها للضِّراب، وكذلِك أضْرَبَه فحْلَه. وَمن المَجاز: أطْرَقَ الى اللهْو إطْراقاً: مالَ إِلَيْهِ عَن ابْن الأعرابيّ. وأطْرَق الليلُ علَيه: ركِب بعضُه بعْضاً هَكَذَا فِي سَائِر النُسَخ. والصّواب اطّرقَ عَلَيْهِ اللّيلُ، على افْتَعَل، كَمَا فِي العُبابِ واللِّسان.
وَكَذَا قولُه: اطّرَقت الإبلُ على افْتَعل: إِذا تبِع بعضُها بعْضاً كَمَا يُفهَم من سِياقِ العُباب واللِّسان، على أنّ فِي عِبارة الصِّحاح مَا يوهِم أنّه أطرَقَت الإبلُ، كأكْرَمت. وأطْرِقا، كأمْرِ الاثْنَيْن من أطْرَقَ كأكْرَم: د نقَله الأصمَعيُّ عَن أبي عمْرو بنِ العَلاءِ. قَالَ نَرى أَنه سُمّي بقوْلِه: أطْرِق، أَي: اسكُت. وَذَلِكَ أنّهم كَانُوا ثَلاثةَ نفَرٍ بأطْرِقا، وَهُوَ موضِعٌ، فسَمِعوا صوْتاً فَقَالَ أحدُهم لصاحِبَيْه: أطْرِقا، أَي: اسْكتا، فسُمّي بِهِ البَلدُ. وَفِي التّهْذيب فسُمّي بِهِ المُكان. وَمِنْه قَول أبي ذُؤيْب الهُذْلي:
(على أطْرِقا بَالِياتُ الخِيا ... مِ إلاّ الثُّمامُ وإلاّ العِصيُّ) وصرّح أَبُو عُبَيْد البَكْريّ فِي مُعجَم مَا استَعْجَم أَن أطْرِقا: موضِعٌ بالحِجاز، ويدلُّ لذَلِك أَيْضا قولُ عبدِ الله بنِ أميّة بنِ المُغيرة المَخْزوميّ يُخاطِبُ بَني كعْبِ بنِ عَمْرو من خُزاعةَ، وَكَانَ يُطالِبُهم بدَم الوَليدِ بنِ المُغيرة أبي خالدِ بنِ الوَليد:
(إنّي زَعيمٌ أَن تَسيروا وتهرُبوا ... وَأَن تَتْرُكوا الظّهْرَ أَن تَعوي ثَعالِبُهْ)

(وَأَن تَتْرُكوا مَاء بجِزْعَةِ أطْرِقا ... وَأَن تسْلُكوا أيّ الْأَرَاك أطايِبُهْ)
فإنّه ذكرَ الظّهْرانَ، وَهُوَ من ضَواحي مكّة، وهُناك منازِلُ كعْبٍ من خُزاحةَ، فيكونُ أطرِقا أَيْضا من مَنازِلِهم بتِلْكَ النّواحي. أَو هُوَ هُناك من مَنازِلِ هُذَيلٍ لِأَنَّهُ جاءَ ذكرُه فِي شِعرِهم.
وَقَالَ ابنُ بَرّي: من رَوَى الثُّمامَ بالنّصْب جعلَه استِثْناءً من الخِيامِ لأنّها فِي المَعْنى فاعلُه، كأنّه قَالَ: بالياتٌ خِيامُها إلاّ الثُّمام لأَنهم كَانُوا يُظلِّلون بِهِ خِيامَهم، وَمن رفَع جعلَه صِفَةً للخيام، كأنّه)
قَالَ: بالِية خِيامُها غيْرُ الثُّمام على المَوْضِع. وأفعِلا مَقْصور بِناءٌ قد نَفَاهُ سيبَوَيْهِ، حَتَّى قَالَ بعضُهم: إنّ أطْرِقا فِي هَذَا الْبَيْت أصلُه أطرِقاء: جمْع طَريقٍ بلغَة هُذَيل، ثمَّ قصَر الممْدود، واستدلّ بقول الآخر: تيمّمتُ أطرِقَةً أَو خَليفَا ذهَبَ هَذَا المُعلِّلُ الى أَن العَلامَتَيْن يعْتَقِبان. وَقَالَ الصّاغانيّ: ورُوِي: عَلا أطْرُقاً: جمْع طَريق، أَي: عَلا السّيلُ أطرُقاً. وَقَالَ ياقوتُ فِي مُعْجَمِه: وللنّحْويّين كلامٌ لَهُم فِيهِ صناعَة قَالَ أَبُو الفتْح: ويُرْوَى: عَلا أطْرُقاً، فَعَلا: فِعْلٌ ماضٍ، وأطْرُق: جمْعُ طَريقٍ، فمَنْ أنّث جمَعَه على أطْرُق، مثل: عَناقٍ وأعنُق، وَمن ذكّر جمَعَه على أطْرِقاء، كصَديقٍ وأصدِقاء، فيكونُ قد قصَره ضَرورة. ويُقال: لَا أطْرقَ اللهُ عَلَيْهِ: أَي لَا صَيّرَ اللهُ لَهُ مَا ينكِحُه وَهُوَ مَجاز. والمُطرِقُ كمُحْسِن: اسمُ وَاد وَأنْشد أَبُو زيْد: حيثُ تحجّى مُطرِقٌ بالفَالِقِ وَقَالَ امْرُؤ القَيْس:
(على إثْرِ حيِّ عامِدينَ لنِيّةٍ ... فحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنيّةَ مُطرِقِ)
والمُطْرِق: الرّجُلُ، الوَضيعُ أَي: فِي النّسَب أَو الحسَب، وَهُوَ مَجاز. وَأَبُو مَرْيَمَ مُطرِقٌ: والِدُ النّضْر الكوفيِّ المحدِّث، وَهُوَ أَبُو لَيْنَة الَّذِي قدّك ذكره فِي أول التّركيب، وَهُوَ تَكْرار مُخِلٌّ، فلْيُتنَبّه لذلِك. والمَجَانُّ المُطْرَقَة، كمُكْرَمة: الَّتِي يُطْرَقُ بعضُها على بعْض، كالنّعْلِ المُطْرَقَة المخْصوفَة. ويُقال: أُطْرِقَت بالجِلْد والعصَب، أَي: أُلبِسَت، وتُرْسٌ مُطْرَقٌ. وَالَّذِي جاءَ فِي الحَديث: كأنّ وجوهَهم المَجَانُّ المُطْرَقة أَي: التِّراس الَّتِي أُلِسَت العَقَب شيْئاً فوقَ شَيءٍ، أرادَ أنّهم عِراضُ الْوُجُوه غِلاظُها. ويُرْوَى: المُطَرَّقة بالتّشْديد كمُعَظَّمة للتّكْثير، وَالْأول أشهَر. وَقَالَ الأصمعيّ: طرَّقَتِ القَطاةُ خاصّةً تَطْريقاً قَالَ أَبُو عُبَيد: لَا يُقال ذلِك فِي غيْرِ القَطاةِ: إِذا حانَ خُروجُ بيضِها. قَالَ المُمَزّق العَبْدي، واسمُه شأسُ بنُ نَهار:
(وَقد تخِذَتْ رِجْلي الى جنْبِ غَرْزِها ... نَسيفاً كأفْحوصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ)
أنْشدهُ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاء. قَالَ: وطرّقَت الناقَةُ بولَدِها: إِذا نشِبَ وَلم يسْهُل خُروجُه، وكذلِك الْمَرْأَة قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(لَهَا صرْخَةٌ ثمَّ إسْكاتَةٌ ... كَمَا طرّقَتْ بنِفاسٍ بِكُرْ)
وقيلَ: اطّرَقَتْ: إِذا تفرّقَتْ على الطُّرُقِ، وترَكَت الجوادَّ. وأنشدَ الأصمعيّ يصِفُ الإبلَ: جاءَنا مَعاً واطّرَقَتْ شَتيتا وترَكَتْ راعِيَها مَسْبوتا قد كادَ لمّا نامَ أنْ يَموتا وَهِي تُثيرُ ساطِعاً سِخْتِيتا يَقولُ: جاءَت مُجْتَمِعةً وذهبَت متفرِّقة. قلتُ: وَهُوَ قولُ رؤبةَ. ويُقال: تطارَقَت الإبِلُ: إِذا جاءَتْ على خُفٍّ واحِد. وطارَقَ الرجلُ بيْن ثوْبَيْن: إِذا طابَقَ بَينهمَا. وظاهِرُ ذلِك إِذا لبِسَ أحدَهُما)
على الآخر. وطارَق بيْنَ نعْلَيْن: إِذا خَصَفَ إحْداهُما على الأخْرَى. وَقَالَ الأصْمَعيّ: طارَقَ الرجلُ نعْلَيْه: إِذا أطْبَق نعْلاً على نعْلٍ، فخُرِزَتا، وَهُوَ الطِّرّاق. ونعْلٌ مُطارَقَةٌ: مخْصوفةٌ.
والطِّرْياقُ، كجِرْيال، وَهَذِه عَن أبي حَنيفة والطِّرّاق مُشَدَّداً مَعَ كسْرِ أَوله: لُغَتان فِي التِّرْياق، وَكَذَلِكَ الدِّرْياق، وَقد تــقدّم فِي مَحلّه. وَمِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ: الطُّرّاق: المتَكَهِّنون، وهنّ الطّوارِقُ.
قَالَ لَبيد:
(لعَمْرُكَ مَا تَدْري الطّوارِقُ بالحَصَى ... وَلَا زاجِراتُ الطّيْرِ مَا اللهُ صانِعُ)
كَمَا فِي الصِّحاح. وضرَبَه بالمَطارِقِ، جمع مِطْرَقَة، وَهِي عَصا صَغيرةٌ. وطرَقَ البابَ طرْقاً: دقّه وقرَعَه. وَمِنْه سُمّي الْآتِي باللّيلِ طارِقاً. وطارَقَ الكلامَ، وماشَه، ونفَشه: إِذا تفنّن فِيهِ، وَهُوَ مَجاز. واستَطْرَقَه: طلَب مِنْهُ الطّريقَ فِي حدٍّ من حُدوده. والمُستَطْرَق: مجازُ السِّكّة. والطَّرْق، بالفَتح: المَنِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وناقَةٌ مِطْراقٌ: قَريبة العَهْد بطَرْقِ الفَحْلِ إِيَّاهَا. والطِّراقُ، بالكَسْر: الضِّراب. قَالَ شَمِر: ويُقال للفَحْلِ: مُطْرِقٌ، وَأنْشد:
(يَهَب النّجيبَةَ والنّجيبَ إِذا شَتا ... والبازِلَ الكَوْماءَ مثلَ المُطْرِقِ)
وَقَالَ تَيْم:
(وَهل تُبْلِغَنّي حيثُ كانَتْ ديارُها ... جُماليّة كالفَحْلِ وجْناءُ مُطْرِقُ)
قَالَ: ويكونُ المُطْرِقُ من الإطْراق، أَي: لَا تَرْغو وَلَا تضِجُّ. وَقَالَ خالِدُ بنُ جَنْبة: مُطرِقٌ من الطّرْقِ وَهُوَ سُرعَةُ المَشْي. وَفِي حَديث عليّ رضيَ الله عَنهُ: إنّها حارِقَةٌ طارِقَةٌ أَي: طرَقَتْ بخَيْر. وجمْعُ الطّارِقة الطّوارِق، وَجمع الطّارِق أطْراق، كناصِر وأنصار، وَقَالَ ابنُ الزُبَيْر:
(أبتْ عينُه لَا تذوقُ الرُّقاد ... وعاودها بعْضُ أطْراقِها)

(وسهّدَها بعدَ نوْم العِشاء ... تذكُّرُ نَبْلي وأفواقِها)
كَنى بنَبْلِه عَن الأقارِب والأهْل. ويُقال: طرَقَه الزمانُ بنوائِبه، ونَعوذُ بِاللَّه من طَوارقِ السّوءِ.
وَقَالَ الرّاغبُ: كَنَى عَن الحَوادِثِ ليْلاً بالطّوارِق. وطرَقَ فلانٌ: قصَد لَيْلًا بالطَّوارِق، قَالَ الشّاعر:
(كأنّي أَنا المَطْروقُ دونَك بالّذي ... طُرِقْتَ بهِ دونِي وعَيْنيَ تهْمِلُ)
ورجلٌ طُرَقة، كهُمَزَة: إِذا كَانَ يَسْري حتّى يطْرُقَ أهلَه لَيْلًا، وَهُوَ مَجاز. والطَّرْقة، بِالْفَتْح، والطِّراق، ككِتاب، والطِّرِّيقة، كسِكّينة: الاسْتِرخاءُ والتّكَسُّر والضّعْفُ فِي الرِّجْل. والطَّرَق،) مُحرَّكة: المُذَلَّل. وَأَيْضًا: الماءُ المُجتَمِعُ قد خِيضَ فِيهِ وبيلَ فكَدِرَ، والجمعُ أطْراقٌ. وَامْرَأَة مَطْروقة، ضَعِيفَة لَيست بمذَكَّرة. وطائر طِراقُ الريش: إِذا ركِبَ بعضُه بَعْضًا، قَالَ ذُو الرّمّة يصف بازِياً:
(طِراقُ الخَوافي واقعٌ فَوق رِيعِه ... نَدَى ليلِه فِي ريشِه يتَرَقْرَقُ)
واطّرق جَناحُ الطائِر، على افْتَعَل: لبِس الريشُ الْأَعْلَى الريشَ الأسفَل. ويُقال: أطْرَقَ، أَي: التفّ. واطّرَقَت الأرضُ: ركِبَ التّرابُ بعضُه بَعْضًا، وَذَلِكَ إِذا تلبّدَتْ بالمَطَر، قَالَ العجّاج: واطّرَقَت إِلَّا ثَلاثاً عُطَّفا ورجُلٌ مِطْرَقٌ، ومِطْراقٌ: كَثيرُ السّكوت. وأطْرَقَ رأسَه: إِذا أمالَه. وكُلّ مَا وُضِعَ بعضُ على بعض فقد طورِقَ، واطّرَقَ. وطِراقُ بَيْضَةِ الرّأسِ: طَبقاتٌ بعضُها فوقَ بعض. وطارَقَ بيْن الدِّرْعَين، تشْبيهاً بطِراقِ النّعْلِ فِي الهَيْئَة. والطّرائِق: طَبَقاتُ السّماءِ، سُمّيَتْ لتراكُبِها، وَكَذَلِكَ طَبَقاتُ الأَرْض. وبَناتُ الطّريقِ: الَّتِي تفْتَرِقُ وتخْتلِف، فتأخُذُ فِي كلِّ ناحِيةٍ. قَالَ أَبُو المُثنّى الأسَديُّ: إِذا الطّريقُ اخْتلَفَتْ بناتُه وتطرّق الى الأمْر: ابتَغى إِلَيْهِ طَريقاً. وَقَالَ الرّاغِبُ: تطرّقَ الى كَذَا، مثل توسّل. والتّطارُق: التّقاطُر. والطّريقُ، كأمير: مَا بينَ السِّكَّتيْن من النّخْلِ. قَالَ أَبُو حَنيفَةَ: يُقال لَهُ بالفارسيّة: الرّاشْوان. قَالَ الرّاغب: تشْبيهاً بالطّريق فِي الامْتِداد. والطّريقَةُ: السّيرةُ والمَذْهَب، وكُلّ مسْلَكٍ يسلُكه الإنسانُ فِي فِعْل، محْموداً كَانَ أَو مذْموماً. وطَرائقُ الدّهْر: مَا هُوَ عَلَيْهِ من تقلُّبه. قَالَ الرّاعي:
(يَا عَجَباً للدّهْرِ شتّى طرائِقُهْ ... وللمرْء يَبْلوه بِمَا شاءَ خالِقُهْ)
والطّرائق: الفِرَقُ المُختلِفَة الأهْواء. وطَريقَةُ الرّمْلِ والشّحْمِ: مَا امْتَدّ. وكُلّ لحْمةٍ مُستَطيلَة طَريقَةٌ. والطّريقَةُ الَّتِي على أعْلى الظّهْر. ويُقال للخَطِّ الَّذِي يمْتَدّ على متْنِ الحِمار: طَريقة. قَالَ لَبيدٌ يصفُ حِمار وحْش: فأصْبَحَ ممتَدَّ الطّريقَةِ نافِلا وَإِذا وُصِفَت القَناةُ بالذّبول قيل: قَناة ذاتُ طرائق. قَالَ ذُو الرُّمّة يصف قَناةً:
(حتّى يئِضْنَ كأمثالِ القَنا ذبَلَتْ ... فِيهَا طرائِقُ لَدْناتٌ على أوَدِ)

والطّرائِقُ: آخِرُ مَا يَبْقى من عفْوةِ الكَلأ. والطّرَقَة، مُحرّكة: صَفُّ النّخْل، نَقله الجوهَريّ عَن الأصمعيّ. واطّرَق الحوضُ، على افْتَعَل: وقَع فِيهِ الدِّمَن، فتلبّد فِيهِ. والطُّرَق كصُرَد، وبضمّتَيْن: الجَوادُّ. وآثار المارّة تظهر فِيهَا الْآثَار، واحِدَتُها طُرْقَة بالضمّ. يُقَال: هَذِه طُرْقَة الإبِل، وطُرَقاتُها، أَي: آثارُها مُتطارِقة. ويُقال: ضرَبَه حَتَّى طرّق بجَعْرِه نقلَه الجوهَريّ: إِذا اخْتَضَب. وطَرْقَةُ الطّريق، بالفَتْح: شرَكَتُها. والطّريقُ: ضرْب من النّخْل. قَالَ الْأَعْشَى:
(وكُلّ كُمَيْتٍ كجِذْعِ الطّري ... قِ يَجْري على سَلِطاتٍ لُثُمْ)
وعندَه طُروق من الكَلام، واحِدُه طَرْقٌ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأراهُ يعْني ضُروباً من الكَلام. وأطرَقَ الرّجُلُ الصَّيْدَ: إِذا نصَبَ لَهُ حِبالَةً. وأطْرَقَ فُلانٌ لفُلان: إِذا مَحَل بِهِ ليُلْقِيَه فِي وَرْطَة، أُخِذَ من الطَّرْق، وَهُوَ الفَخُّ. وَمن ذلِك قيلَ للعَدُوِّ: مُطْرِقٌ، وللسّاكِت مُطْرِقٌ. وطارِقٌ: اسْم. وقَبيلة من إياد. وجبَلُ طارِق: من بِلاد الأندَلُس، يُقابِلُ الجَزيرةَ الخضْراءَ. واشتَهَر بجَبَلِ الفتْح، منْسوبٌ الى طارِق، مَوْلَى مُوسَى بن نُصَيْر، والعامّة تَقول: جبلُ الطّارِ. وطارِقُ بنُ عبدِ الرّحْمن، وطارِقُ بن قُرّة، وطارِقُ بنُ مُخاشِن، وطارِقُ بن زِياد: تابِعيّون. واختُلِفَ فِي طارِقِ بن أحْمَر، فقيلَ: تابِعيٌّ، وَهُوَ قَول الدّارَقُطْنيّ، وأوردَه ابنُ قانِعٍ فِي مُعْجَم الصّحابَةِ، وَالْأول أصحّ. وطارِقُ بن أشْيَم الأشْجَعيُّ، وطارقُ بن زِيَاد، وطارِقُ بن سُوَيْد الحَضْرَميّ، وطارقُ بنُ شَريك، وطارقُ بنُ شِهاب، وطارقُ بنُ شدّادٍ، وطارقُ بن عُبَيد، وطارقُ بن علْقَمَة، وطارقُ بن كُلَيْب: صحابيّون، والأخير قيل: هُوَ ابْن مُخاشِن الَّذِي ذُكِر. وَأما طارِقُ بن المُرَقَّعِ فالأظْهَرُ أنّه تابعيٌّ، وأوردَه المُصنِّفُ فِي ر ق ع استِطْراداً. وَأَبُو طارِق السّعْديُّ البَصْريّ، روَى عَن الحسَن البَصْريّ، وَعنهُ جعْفَرُ بنُ سُلَيْمانَ الضُّبَعيُّ. وناقَة مُطَرَّقة، كمُعظَّمة: مُذَلَّلة. وذهبٌ مُطْرَقٌ: مسْكوك. وريشٌ مُطْرَقٌ، كمُكْرَم: بعضُه فوقَ بعضٍ. ووضَع الأشياءَ طُرْقَةً طُرْقَةً، وطَريقَةً طَريقةً: بعضُه فوقَ بعض. وطرِّقْ لي تَطْريقاً: اخْرُجْ. وطرَقَني همٌّ، وطرقَني خَيالٌ، وطَرَق سمْعي كَذَا، وطُرِقَت مَسامِعي بخَيْر. وأخذَ فُلانٌ فِي الطّرْقِ والتّطْريق: احْتالَ وتكهّن.
وَهُوَ مطْروقٌ: إِذا كَانَ يطْرُقه كلُّ أحدٍ. وتطارَقَ الظّلامُ والغَمامُ: تتابَع. وطارَقَ الغَمامُ الظّلامَ كَذَلِك. وتطارَقَت علينا الأخْبارُ. ويُقال: هُوَ أخَسُّ من فُلان بعِشْرينَ طَرْقَةً، كَمَا فِي الأساس.
والمُنْطَرِقات: هِيَ الأجسادُ المَعْدِنيّةُ. وإسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بن عُقْبَةَ المُطْرِقيُّ، بالضّمِّ: مُحدّث مشْهورٌ، وَهُوَ ابنُ أخي مُوسَى بن عُقْبة، صاحبِ المَغازي.) 
طرق: {والطارق}: النجم يطرق أي يأتي ليلا. {بطريقتكم}: سيرتكم. {طرائق}: جمع طرق.
طفق: {فطفق}: جعل.
ط ر ق: (الطَّرِيقُ) السَّبِيلُ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ، تَقُولُ: الطَّرِيقُ الْأَعْظَمُ وَالطَّرِيقُ الْعُظْمَى، وَالْجَمْعُ (أَطْرِقَةٌ) وَ (طُرُقٌ) . وَ (طَرِيقَةُ) الْقَوْمِ أَمَاثِلُهُمْ وَخِيَارُهُمْ يُقَالُ: هَذَا رَجُلٌ طَرِيقَةُ قَوْمِهِ وَهَؤُلَاءِ طَرِيقَةُ قَوْمِهِمْ وَ (طَرَائِقُ) قَوْمِهِمْ أَيْضًا لِلرِّجَالِ الْأَشْرَافِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا} [الجن: 11] أَيْ كُنَّا فِرَقًا مُخْتَلِفَةً أَهْوَاؤُنَا. وَ (طَرِيقَةُ) الرَّجُلِ مَذْهَبُهُ. يُقَالُ: مَا زَالَ فُلَانٌ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ أَيْ حَالَةٍ وَاحِدَةٍ. وَ (الطَّرْقُ) بِالْفَتْحِ وَ (الْمَطْرُوقُ) مَاءُ السَّمَاءِ الَّذِي تَبُولُ فِيهِ الْإِبِلُ وَتَبْعَرُ. وَمِنْهُ قَوْلُ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ: الْوُضُوءُ بِالطَّرْقِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ التَّيَمُّمِ. وَ (طَرَقَ) مِنْ بَابِ دَخَلَ فَهُوَ (طَارِقٌ) إِذَا جَاءَ لَيْلًا. وَ (الطَّارِقُ) أَيْضًا النَّجْمُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ:
كَوْكَبُ الصُّبْحِ. وَ (الطَّرْقُ) أَيْضًا الضَّرْبُ بِالْحَصَى وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّكَهُّنِ، وَ (الطُّرَّاقُ) الْمُتَكَهِّنُونَ وَ (الطَّوَارِقُ) الْمُتَكَهِّنَاتُ. قَالَ لَبِيَدٌ:

لَعَمْرُكَ مَا تَدْرِي الطَّوَارِقُ بِالْحَصَى ... وَلَا زَاجِرَاتُ الطَّيْرِ مَا اللَّهُ صَانِعُ
وَ (مِطْرَقَةُ) الْحَدَّادِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (أَطْرَقَ) الرَّجُلُ أَيْ سَكَتَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ. وَ (أَطْرَقَ) أَيْضًا أَرْخَى عَيْنَيْهِ يَنْظُرُ إِلَى الْأَرْضِ. وَ (طَرَّقَ) لَهُ (تَطْرِيقًا) مِنَ الطَّرِيقِ. 

الشّرطية

الشّرطية:
[في الانكليزية] Conditional
[ في الفرنسية] Conditionnel
عند النحاة هي الجملة المصدّرة بآداة الشرط فنحو العدد إمّا زوج أو فرد ليس جملة شرطية عندهم، وقد سبق في لفظ الجملة. فعلى هذا الشرطية هي مجموع الشّرط والجزاء. وقد تطلق الشّرطية على جملة الجزاء وحده فإنّها يصدق عليها أنّها جملة منسوبة إلى الشّرطية، صرّح بهذا الفاضل الچلپي في حاشية المطول.
وعند المنطقيين هي القضية المركّبة من قضيتين إحداهما محكوم عليها والأخرى محكوم بها، ويجيء توضيح ذلك في لفظ القضية. فالحكم في الشّرطية عندهم في المــقدّم والتالي بخلاف أهل العربية فإنّ الحكم عندهم في الجزاء فقط والشرط قيد له. فالجزاء إن كان خبرا فالجملة الشّرطية خبرية، نحو إن جئتني أكرمك. وإن كان إنشاء فالجملة [الشرطية] إنشائية، نحو:
إن جاءك زيد فأكرمه، كما في المطول. وقد سبق تحقيقه في لفظ الإسناد. ثم الشّرطية عند المنطقيين على قسمين لأنّها إن أوجبت أو سلبت حصول إحدى القضيّتين عند حصول الأخرى فمتّصلة، وإن أوجبت أو سلبت انفصال إحداهما عن الأخرى فمنفصلة. فالمتّصلة الموجبة هي التي حكم فيها باتّصال تحقّق قضية بتحقّق قضيّة أخرى. والسالبة هي التي يحكم فيها بسلب ذلك الاتصال. والمراد من الحكم بالاتّصال أن يكون مدلوله المطابقي ذلك لئلّا ينتقض تعريف كلّ من المتّصلة والمنفصلة بالأخرى، بناء على تلازم الشرطيات.
ثم المتّصلة ثلاثة أقسام، لأنّها إن اكتفى فيها بمطلق الاتصال إيجابا أو سلبا تسمّى متّصلة مطلقة. وإن قيّد الاتصال بكونه لزوميا سمّيت متصلة لزومية موجبة كانت كقولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود أو سالبة كقولنا ليس إن كانت الشمس طالعة فالليل موجود.
وإن قيّد الاتصال بكونه اتفاقيا سمّيت متّصلة اتفاقية موجبة كانت كقولنا إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، أو سالبة كقولنا ليس إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق.
اعلم أنّه لا بدّ في اللزومية أن يكون بين طرفيها علاقة توجب ذلك الاتّصال أو سلبه.
والمراد بالعلاقة هاهنا شيء بسببه يستصحب المــقدّم التالي، سواء كان موجبة لذلك الاستصحاب أو لا. فقيد توجب ذلك احتراز عمّا لا يوجبه. والعلاقة على ثلاثة أقسام الأوّل. أن يكون المــقدّم علّة للتالي كما في قولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
والثاني بالعكس كما في قولنا إذا كان النهار موجودا فالشمس طالعة. والثالث أن يكون كلاهما معلولين بعلّة واحدة كما في قولنا إن كان النهار موجودا فالعالم مضيء، فإنّ وجود النهار وإضاءة العالم معلولان لطلوع الشمس.
هكذا في شروح السلم.
وأمّا الاتفاقيات فإنها وإن كانت مشتملة على علاقة باعتبار أنّ المعية في الوجود لا بدّ له من علة لأنّها أمر ممكن إلّا أنّ العلاقة فيها غير موجبة لاستصحاب التالي المــقدّم، بخلاف اللزوميات حتى إذا لاحظ العقل المــقدّم حكم بامتناع انفكاك التالي بداهة أو نظرا. مثلا إذا لاحظ العقل أنّ طلوع الشمس علّة لوجود النهار يحكم بامتناع انفكاك وجود النهار عند طلوع الشمس. وإذا لاحظ نهيق الحمار عند نطق الإنسان لا يحكم بامتناع الانفكاك بينهما.
وبالجملة فاللزومية ما حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين لعلاقة توجب ذلك أو بلا وقوع ذلك الاتصال. والاتفاقية ما حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين أو بلا وقوعه لا لعلاقة، أي من غير وجود علاقة تقتضي ذلك، أو من غير اعتبارها. فعلى التوجيه الأوّل لا تجتمع اللزومية والاتفاقية بخلاف التوجيه الثاني.
والمنفصلة الموجبة هي التي يحكم فيها بالتّنافي بين القضيتين، إمّا في الصدق والكذب معا أي في التحقّق والانتفاء معا وتسمّى منفصلة حقيقية كقولنا إما أن يكون هذا العدد زوجا وإمّا أن يكون فردا. وإمّا في الصدق فقط، أي من غير أن تتنافيا في الكذب بل يمكن اجتماعهما على الكذب وتسمّى مانعة الجمع كقولنا إمّا أن يكون هذا الشيء شجرا وإمّا أن يكون حجرا. وإمّا في الكذب فقط، أي من غير أن تتنافيا في الصدق وتسمّى مانعة الخلوّ كقولنا إمّا أن يكون هذا الشيء لا شجرا وإمّا أن يكون لا حجرا.
والمنفصلة السّالبة هي التي يحكم فيها بسلب ذلك التنافي إمّا فيهما معا، وتسمّى حقيقية كقولنا ليس إمّا أن يكون هذا الحيوان إنسانا وإمّا أن يكون كاتبا، أو في الصدق فقط وتسمّى مانعة الجمع كقولنا ليس إمّا أن يكون زيد إنسانا أو يكون ناطقا، أو في الكذب فقط وتسمّى مانعة الخلو كقولنا ليس إمّا أن يكون هذا إنسانا أو يكون فرسا. ثم المنفصلة مطلقا حقيقية كانت أو مانعة الجمع أو مانعة الخلو موجبة كانت أو سالبة إن حكم فيها بالتّنافي أو بسلب التّنافي مطلقا سميّت منفصلة مطلقة. وإن قيّد التنافي أو سلبه بالعناد سمّيت منفصلة عنادية. وإن قيّد بالاتفاق سمّيت منفصلة اتّفاقية.
اعلم أنّ كلّية الشّرطية أي كونها كلّية أن يكون التالي لازما في المتّصلة اللزومية ومعاندا في المنفصلة العنادية على جميع التقادير، أي الأوضاع التي لا تنافي مــقدمــية المــقدّم أي يمكن حصول المــقدّم عليها سواء كانت محالة في أنفسها كقولنا كلّما كان الفرس إنسانا كان حيوانا، فإنّ معناه أنّ لزوم حيوانية الفرس ثابت للإنسانية على جميع الأوضاع التي يمكن اجتماعها مع إنسانية الفرس من كونه ضاحكا أو كاتبا أو ناطقا، إلى غير ذلك؛ وهي محالة في أنفسها أو لم تكن محالة كقولنا كلّما كان زيد إنسانا كان حيوانا، فمعناه أنّ لزوم حيوانية زيد للإنسانية ثابت مع كل وضع يمكن أي يجامع إنسانية زيد من كونه قائما أو قاعدا أو كاتبا إلى غير ذلك، وهي ممكنة في أنفسها. وجزئية الشّرطية أن يكون التالي لازما أو معاندا للمــقدّم على وضع معيّن، وإهمالها بإهمال الأوضاع، والأمثلة غير خافية.
وبالجملة فالحكم في الشرطية إن كان على تقدير معيّن فالشّرطية مخصوصة وشخصيّة، وإلّا فإن بيّن كمية الحكم بأنّه على جميع التقادير أو بعضها فمحصورة كلّية أو جزئية، وإلّا فمهملة، والطبيعية هاهنا غير معقولة.

جلب

ج ل ب: (جَلَبَ) الْمَتَاعَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَيَجْلِبُ (جَلَبًا) بِوَزْنِ يَطْلُبُ طَلَبًا مِثْلُهُ. وَ (جَلَبَ) الشَّيْءَ إِلَى نَفْسِهِ وَ (اجْتَلَبَهُ) . (جَلَبَ) عَلَى فَرَسِهِ يَجْلُبُ (جَلَبًا) بِوَزْنِ يَطْلُبُ طَلَبًا صَاحَ بِهِ مِنْ خَلْفِهِ وَاسْتَحَثَّهُ لِلسَّبْقِ وَكَذَا (أَجْلَبَ) عَلَيْهِ وَأَجْلَبُوا تَجَمَّعُوا. وَ (الْجِلْبَابُ) الْمِلْحَفَةُ وَالْجَمْعُ (الْجَلَابِيبُ) . وَ (الْجَلَبُ) وَ (الْجَلَبَةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ فِيهِمَا الْأَصْوَاتُ. 
(ج ل ب) : (جَلَبَ) الشَّيْءَ جَاءَ بِهِ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ لِلتِّجَارَةِ جَلْبًا وَالْجَلَبُ الْمَجْلُوبُ (وَمِنْهُ) نَهَى عَنْ تَلَقِّي الْجَلَبِ وَعَبْدٌ جَلِيبٌ جُلِبَ إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ (وَمِنْهُ) قَوْلُ شَيْخِنَا صَاحِبِ الْجَمْعِ اسْتَوْصِفْ الْعَبْدَ الْجَلِيبَ جُمْلَةَ الْإِسْلَامِ فَإِنْ لَمْ يَعْرِفْ لَمْ يَحِلَّ وَفِي كِتَابِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (مَا أَجَلَبَ) النَّاسُ عَلَيْك مِنْ الْعَسْكَرِ مِنْ كُرَاعٍ أَوْ مَالٍ فَاقْسِمْهُ الصَّوَابُ جَلَبَ لِأَنَّهُ مِنْ الْجَلْبِ وَأَمَّا الْإِجْلَابُ فَذَاكَ مِنْ الْجَلَبَةِ وَهِيَ الصَّيْحَةُ وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهُ وَقِيلَ هُوَ اخْتِلَاطُ الْأَصْوَاتِ وَرَفْعُهَا وَمِنْهُ {وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} [الإسراء: 64] وَقَوْلُهُ فِي السِّيَرِ إنْ نَزَلَتْ بِهِمْ (جَلَبَةُ الْعَدُوِّ) وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى دَفْعِ جَلَبَةِ الْعَدُوِّ وَرُوِيَ حَلْبَةِ بِالْحَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ وَهِيَ خَيْلٌ تَجْتَمِعُ لِلسِّبَاقِ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ وَإِذَا اجْتَمَعَ الْقَوْمُ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ لِحَرْبٍ قِيلَ أَحْلَبُوا وَرُبَّمَا جَمَعُوا الْحَلْبَةَ عَلَى حَلَائِبَ وَمِنْهُ لَبِّثْ قَلِيلًا تَلْحَقْ الْحَلَائِبَ أَيْ الْجَمَاعَةَ وَالرِّوَايَةُ الْأُولَى أَشْهَرُ وَأَظْهَرُ وَأَمَّا قَوْلُهُ (لَا جَلَبَ) وَلَا جَنَبَ فِي الْإِسْلَامِ فَالْجَلَبُ إمَّا بِمَعْنَى الْجَلْبِ وَهُوَ أَنْ يَجْلِبُوا إلَى الْمُصَدِّقِ أَنْعَامَهُمْ فِي مَوْضِعٍ يَنْزِلُهُ فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ وَأَمَرَ أَنْ يَأْتِيَ بِنَفْسِهِ أَفْنِيَتَهُمْ فَيَأْخُذَ صَدَقَاتِهِمْ وَإِمَّا بِمَعْنَى الْجَلَبَةِ الصَّيْحَةُ.

(وَالْجَنْبُ) مَصْدَرُ جَنَبَ الْفَرَسَ إذَا اتَّخَذَهُ جَنِيبَةً وَالْمَعْنَى فِيهِمَا فِي السِّبَاقِ أَنْ يُتْبِعَ فَرَسَهُ رَجُلًا يُجْلِبَ عَلَيْهِ وَيَزْجُرَهُ وَأَنْ يَجْنُبَ إلَى فَرَسِهِ فَرَسًا عُرْيَانًا فَإِذَا قَرُبَ مِنْ الْغَايَةِ انْتَقَلَ إلَيْهِ لِأَنَّهُ مُسْتَرِيحٌ فَسَبَقَ عَلَيْهِ.

(وَالْجِلْبَابُ) ثَوْبٌ أَوْسَعُ مِنْ الْخِمَارِ وَدُونَ الرِّدَاءِ (وَمِنْهُ) {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59] .
[جلب] جلب الشئ يجلبه ويجلبه جلبا وجلبا. وجلبت الشئ إلى نفسي واجتلبته بمعنىً. والجَلوبَةُ: ما يُجْلَبُ للبيع. والجَليبُ: الذي يُجْلَبُ من بلد إلى غيره. والجُلْبَةُ: جُلَيْدَةٌ تعلو الجُرْحَ عند البُرْءِ، تقول منه: جلب الجرحُ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ. وأَجْلَبَ الجرح مثله. والجُلْبَةُ أيضاً مثل الكُلْبَةِ، وهي شِدّةُ الزمان. يقال: أصابتنا جُلْبَةُ الزمان، وكُلْبَةُ الزمان. قال أَوْسُ بن مَغْراء التَميميُّ: لا يَسْمَحونَ إذا ماجلبة أزمت * وليس جارهم فيها بمختار وقال المتنخل الهذلى: قد حالَ بين تَراقيهِ ولَبَّتِهِ من جلبة الجوع جيار وإرزير والجلبة أيضا: جلدة تجعل على القتب. والجلب والجلب: سحاب رقيق ليس فيه ماء. قال تأبط شرا : ولست بجلب جلب ريح وقرَّةٍ * ولا بصَفاً صَلْدٍ عن الخير معزل وجِلْبُ الرَّحْلِ أيضاً وجُلْبُهُ: عيدانُهُ. وقال : عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور شبه بعيره بثور وحشى رائح وقد أصابه المطر. وجَلَبَ على فرسه يَجْلَبُ بالضم جَلْباً، إذا صاحَ به من خلفه واستحثَّه للسَبْقِ. وأَجْلَبَ عليه مثلُهُ. وأَجْلَبَ قَتَبَه: غشَّاه بالجُلْبَةِ، وهو أن يجعل عليه جِلْدَةً رطبة فَطيراً ثم يتركَها عليه حتى تيبس. قال النابغة الجعدى يصف فرسا: أمر ونحى من صلبه * كتنحية القتب المجلب وأجلبه، أي أعانه. وأجلبوا عليه، إذا تجمعوا وتألبوا، مثل أحلبوا. قال الكميت: على تلك إجرياى وهى ضريبتي * ولو أجلبوا طرا على وأحلبوا وأجلب الرجل، أي نتجت إبله ذكورا، لانه يجلب أولادَها فتباع. وأحلب بالحاء، إذا نتجت إناثا. والجلباب: الملحفة. قالت امرأة من هذيل ترثي قتيلاً: تَمشي النسورُ إليه وَهْيَ لاهِيَةٌ * مَشْيَ العذارى عليهم الجلابيبُ والمصدر الجَلْبَبَةُ، ولم تُدْغَمْ لأنها ملحقة بدحرجة. والجلب والجلبة: الاصوات، تقول منه جَلَّبُوا بالتشديد. والجَلَبُ الذي جاء النَهْيُ عنه هو أن لا يأتي المصدِّقُ القومَ في مياههم لأخْذ الصدقات ولكنْ يأمرهم بجلْب نَعَمِهِمْ إليه. ويقال بل هو الجَلَبُ في الرِهان، وهو أن يُرْكِبَ فرسَهُ رجلاً فإذا قرُب من الغاية تَبِعَ فرسَه فَجَلَّبَ عليه وصاح به ليكون هو السابق، وهو ضَرْبٌ من الخديعة. والجَلَبُ والأجلاب: الذين يجلبون الابل والغنم للبيع. والجلبان : الخلر، وهو شئ يشبه الماش.
[جلب] نه: لا "جلب" ولا جنب، هو في الزكاة أن يــقدم المصدق على أهل الزكاة فينزل موضعاً ثم يرسل من يجلب إليه الأموال من أماكنها ليأخذ صدقتها، فنهى عنه وأمر أن تؤخذ صدقاتهم على مياههم وأماكنهم، وهو في السباق أن يتبع رجلاً فرسه فيزجره ويجلب عليه ويصيح حثاً له على الجري، فنهى عنه. ومنه: الجيش ذو "الجلب" جمع جلبة وهي الأصوات. ك: سمع "جلبة" الرجال، بفتح الثلاثة اختلاط الأصوات. ط: لا تلقوا "الجلب" أي المجلوب الذي جاء من بلد للتجارة. ش: لغير "جلب" انس، هو بسكون لام وفتحها من ضرب ونصر. نه: وفي ح على: أراد أن يغالط بما "أجلب" فيه، يقال: أجلبوا عليه، إذا تجمعوا وتألبوا، وأجلبه أي أعانه، وأجلب عليه إذا صاح به واستحثه. ومنه ح: تبايعون محمداً صلى الله عليه وسلم على أن تحاربوا العرب والعجم "مجلبة" أي مجتمعين على الحرب، وروى بتحتية وسيجيء. وفيه: كان إذا اغتسل من الجنابة دعاب شيء نحو "الجلاب" أي ماء الورد وهو معرب، ويروى بحاء ويجيء. وفيه: قدم أعرابي "بجلوبة" فنزل على طلحة فقال: نهى صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضر لباد، هي بالفتح ما يجلب للبيع من كل شيء وجمعه الجلائب، وقيل: الجلائب إبل تجلب إلى الرجل النازل على الماء ليس له ما يحتمل عليه فيحملونه عليها، والمراد الأول كأنه أراد أن يبيعها له طلحة، وفي سنن أبي داود بحاء ويجيء. وفيه: لا يدخلوا مكة إلا "بجلبان" السلاح، بضم جيم وسكون لام شبه الجراب من الأدم يوضع فيه السيف مغموداً ويطرح فيه السوط والأداة ويعلق في أخرة الكور، وروى بضم جيم ولام وشدة باء وسمي به لجفائه، ولذا قيل لامرأة جافية غليظة: جلبانة، وفي بعضها: ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه، يريد ما يحتاج في إظهاره والقتال به إلى معاناة لا كالرماح لأنها مظهرة يمكن تعجيل الأذى بها. ط: والسيف بدل من السلاح، كانوا لا يفارقون السلاح في الحرب والسلم فشرطوا أن لا يجردوا السلاح. ك: جمع جلب، وروى: إلا بجلب، بضم جيم ولام وبسكونها وكسرهما. نه: و"الجلبان" بالتخفيف حب كالماش. وفي ح على: من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر "جلباباً" أي ليزهد في الدنيا، وهو إزار ورداء، وقيل: مقنعة تغطي به المرأة رأسها وظهرها وصدرها، وجمعه جلابيب، كني به عن الصبر لأنه يستر الفقر كستره البدن، وقيل: كني به عن اشتماله بالفقر أي فليلبس إزار الفقر لأن الغنى من [أحوال] أهل الدنيا ولا يتهيأ الجمع بين حب الدنيا وحب أهل البيت. ك: لتلبسها صاحبتها [من] "جلبابها" بكسر جيم وسكون لام قميص أو خمار واسع أي لتعرها جلباباً لا تحتاج إليه، أو لتشركها فيه إن كان واسعاً، أو هو مبالغة أي يخرجن ولو ثنتان في ثوب واحد. نه: أي إزارها.
الجيم واللام والباء جلب: الجَلَبُ: ما جَلَبَ القَوْمُ من غَنَمٍ وغَيْرَها، والجَميعُ الأجْلاَبُ، جَلَبَه يَجْلِبُه ويَجْلُبُه. وعَبْدٌ جَلِيْبٌ: إذا جُلِبَ من عامِه ومن سَنَتِه، وعَبِيْدٌ أجْلِبَاءُ. والجَلُوْبَةُ: ما يُجْلَبُ للبَيْع. وفي الحَدِيث: " لا جَلَبَ " في شِرى الخَيْلِ: أي لا يُسْتَقْبَلُ الجَلَبُ في الشِّرى، وقيل: هو أنْ يَجْلُبَ المُصَدَّقُ غَنَمَ القَوْمِ أي يَجْمَعها عنده فلا يَأْتي الأفْنِيَةَ فَيُصَدِّقُها هناك. والجَلَبُ من الناسِ: كَثْرَةٌ. وجَلَبٌ من النّاسِ: جَمَاعَةٌ. وأجْلَبَ الرَّجُلُ: نُتِجَتْ ناقَتُه سَقْباً؛ أو أتَتْ إبِلُه بالذُّكُور. ويُقال في الدُّعاءِ عليه: أجْلَبْتَ ولا أحْلَبْتَ، والحْلاَبُ ضِدَّه. والجُلْبَةُ: القِرْفَةُ التي تَنْتَشِرُ على اليَدِ عِنْدَ هُمُومِها بالبُرءِ. وجَلَبَتِ القَرْحَةُ تَجْلُبُ وتَجْلِبُ، ويُقال: أجْلَبَتِ القَرْحَةُ فهي مَجْلِبَةٌ وجالِبَةٌ. وقُرُوْحٌ جَوَالِبُ وجُلَّبٌ. والجُلْبَةُ: الغَيْمُ الرَّقِيْقُ، وكذلك الجِلْبُ. وجِلْبُ الثَّوْرِ وجِلْدُه: واحِدٌ. وجُلْبُ الرَّحْلِ: نَفْسُ خَشَب الرَّحْلِ وأحْنَاؤه وما يُؤْسَرُ به. والجالِبَةُ والجَوَالِبُ من الدَّهْرِ: حالاتٌ تَجِيْءُ بآفاتٍ. والجِلْبَابُ: ثَوْبٌ واسِعٌ دُوْنَ الرِّدَاءِ، يُقال: تَجَلْبَبْتُ. والجَلَبُ أيضاً: ما يُلْبَسُ من الثِّيَابِ، وجَمْعُه أجْلاَبٌ. والجَلاَبِيْبُ: أغْشِيَةُ الخُدُوْرِ والقِبَابِ. والجُلْبَانُ الواحِدَةُ جَلْبَانَةٌ: حَبٌّ أغْبَرُ أكْدَرُ كالماشِ. والجُلُبّانَةُ: العِلْجَةُ الجافِيَةُ من النِّساء. ورَجُلٌ جُلُبّانَةٌ: سَيِّءُ الخُلُقِ ضَيِّقُ الصَّدْرِ، وكذلك الجِلِبّانَةُ بالكَسْرِ. والجُلُبّانُ في الحَدِيثِ في أهْلِ الحُدَيْبِيَةِ: " صالَحَهُم على أنْ يَدْخُلَ هو وأصحابُه ثلاثَةَ أيّامٍ لا يَدْخُلُها إلاّ بجُلُبّانِ السِّلاَح " فإِنَّه أوْعِيَتُه بما فيها مِثْلُ الغِمْدِ والسَّيْفِ. والجَلَبُ: صِيَاحُ الناسِ وجَلَبَتُهم، جَلَّبُوا وأجْلَبُوا. والجَلَبَانُ بوَزْنش الصَّلَتَانِ: الكَثِيرُ الجَلَبَةِ. والجالِبُ: الذي يَصِيْحُ بما تَأَخَّرَ من خَيْلِه، وجَمْعُه جُلاّبٌ. وأجْلَبْتُ بمالِه: ذَهَبْتَ به. والذي يُطْرَدُ بِه: المِجْلَبُ. والجُلْبَةُ من الكَلإَ: المُتَفَرِّقَةُ، وجَمْعُها جُلَبٌ وأجْلَبٌ. وهي أيضاً: بَقايا أعْسَانِ الشَّجَرِ. وجُلْبَةُ العِضَاهِ: وَرَقُ الشَّجَرِ نَفْسُه إذا تَغَيَّرَ. وجُلَبُ الجِبَالِ: شَواهِقُها، الواحِدَةُ: جُلْبةٌ.،إذا تَرَاكَمَ بَعْضُ الصَّخْرِ على بَعْضٍ فلم يَكُنْ فِيه طَرِيقٌ. والجُلْبَةُ: الحَدِيْدَةُ الصَّغِيرَةُ التي يُرْفَأُ بها القَدَحُ؛ وهي مِثْلُ الضَّبَّةِ. وقِطْعةُ جِلْدٍ رَطْبٍ على رِأسِ القَتَبِ فَيَيْبَسُ عليه. وقِطْعَةُ أدَمٍ تُخْرَزُ على السِّقاءِ. وهي للقَوْسِ أيضاً، يُقال: أجْلَبْتَ على قَوْسِكَ بسَيْرٍ أجْلاباً. والجُلْبَةُ: كَلَبُ الزَّمَانِ. وهي الجُوْعُ أيضاً. والعُوْذَةُ التي يُحْرَزُ عليها الجِلْدُ، وجَمْعُها جُلَبٌ. والمُجْلِبُ: الذي يَتَّخِذُ لِفَرَسِه جُلْبَةً. والتَّجْلِيْبُ: أنْ تَأْخُذَ صُوْفَةً فَتَلُفَّها على أخْلافِ الناقَةِ إذا أرَدْتَ تَعْزِيْرَها ثُمَّ تَطْلِيها بِطِيْنٍ أو بِعَجِيْنٍ أو خِطْميٍّ. واليَنْجَلِبُ: من خَرَزَاتِ العَرَبِ للحُبِّ وللبُغْضِ.
جلب
جلَبَ1 يَجلُب ويَجلِب، جَلَبًا، فهو جالب
• جلَب الشَّخصُ: أحدث جَلَبَةً أي صَخَبًا وصياحًا وضجيجًا. 

جلَبَ2 يَجلُب ويَجلِب، جَلْبًا، فهو جالِب، والمفعول مَجْلوب
• جلَب البضائعَ ونحوَها: جاء بها من موضع إلى آخر، أحضرها، استــقدمــها "استطاعت الدَّولةُ أن تجلب رءوس الأموال الأجنبيّة- رُبَّ أُمنية جلَبت مَنيَّة [مثل]- كجالب التمر إلى هَجَر [مثل]: يُضرب لمن يحمل سلعة ليبيعها في مكان تكثر فيه كثرة بالغة أو لمن يهدي لغيره شيئًا عنده الكثير منه".
• جلَب المحبَّةَ إلى القلب: أدخلها إليه أو ولَّدها فيه "جلَب الفرحةَ إلى قلب أبيه" ° جلَب إلى أسرته الفقرَ: جرَّ إلى أسرته الفقرَ.
• جلَب العارَ على أهله: أنزله عليهم وأوقعه، جرّه عليهم، وألصقه بهم "جلبت الحربُ عليهم مصائبَ كثيرة".
• جلَب له السَّعادةَ: سبَّبها له "جلَب له النَّحسَ- الإرهاق جلب معه الصُّداعَ- جلبت لنفسها اللّوم".
• جلَب لأهله المجدَ: كسبه لهم. 

أجلبَ/ أجلبَ على يُجلب، إجلابًا، فهو مُجلِب، والمفعول مُجلَب (للمتعدِّي)
• أجلب القومُ:
1 - اجتمعوا وتألّبوا.
2 - صاحوا وضجُّوا واختلطت أصواتُهم.
• أجلب عليه: جمع وألَّب واستولى عليه " {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ} ".
• أجلب لأهله المجدَ: كسبه لهم. 

اجتلبَ يجتلب، اجتلابًا، فهو مُجتلِب، والمفعول مُجتلَب
• اجتلبَ الشَّيء: جلَبه، جاء به من موضع إلى آخر، أحضره "اجتلب الهمَّ لنفسه- اجتلبَ البضاعةَ: استوردها، جاء بها من دولة أخرى". 

استجلبَ يستجلب، استجلابًا، فهو مُستجلِب، والمفعول مُستجلَب
• استجلبَ الشَّيءَ: طلبه، أو طلب أن يُجلَب إليه "استجلب اليدَ العامِلة/ الزّبائن/ المستثمرين/ السائحين/ الأنظارَ- استجلب البضاعةَ: استوردها". 

جلَّبَ يُجلِّب، تجليبًا، فهو مُجلِّب
• جلَّب فلانٌ: جلَبَ؛ صوَّت، أحدث جَلَبة أي صخبًا وصياحًا وضجيجًا "جلَّب الرعدُ". 

جَلْب [مفرد]: مصدر جلَبَ2 ° مذكِّرة جَلْب: إحضارٌ أمام القضاء. 

جَلَب [مفرد]: ج أجلاب (لغير المصدر):
1 - مصدر جلَبَ1.
2 - ما جُلب للتجارة "لم يربح من بَيْعِ جَلَبِهِ إلاّ القليل". 

جُلْبان [جمع]: (نت) جنس نبات عُشْبيّ من الفصيلة القرنيّة، منه أنواع تؤكل بذورُها، وأخرى تزرع لأزهارها. 

جَلَبَة [مفرد]: ج جَلَب: صياح وصَخَب، وضجّة تختلط فيها الأصوات "أحدث الطُّلاّب جَلَبَةً قبل دخول الأستاذ". 

جُلْبة [مفرد]: ج جُلُبات وجُلْبات وجُلَب: (طب) قشرة تعلو الجُرحَ عند البرء. 

جُلاَّب [مفرد]: ماء الورد. 

جَلاّبيّة [مفرد]: ج جلاّبيّات وجلالِيبُ: ثوب فضفاض يلبسه عامَّة الشَّعب المصريّ، وهو بمعنى الجِلْباب. 

مَجْلَبة [مفرد]: ج مَجَالِبُ: ما يدعو إلى شيء ويسبِّبه "الدَّيْنُ مجلبةُ الهمِّ- الخمرُ مَجْلبةُ الشّرّ". 
جلب: جلب بضائع إلى: استوردها، جاء بها من الخارج (بوشر، الملابس 127) وبخاصة جلب الرقيق (أماري 197) وأنا أجلب مماليك بمعنى أنا تاجر رقيق (ألف ليلة برسل 3: 306).
وجلبه: جاء به من موضع إلى آخر. ففي النويري (أسبانيا ص 468) في كلامه عن بستان: جلب إليها أنواع الفواكه. وفي مخطوطة ابن خلدون (4: 8 ق): جلب إليها الماء.
وجلب نباتا في بلاد: جاء به من بلد غريب، واستنبته في بلدة وأقلمه (بوشر).
وجلب: خلط؟ ففي رياض النفوس (100ق): هذه رائحة الماورد المحلوب (كذا) به الكافور ولعل في اللفظة تصحيف.
جلَّب (بتشديد اللام): جاوز قاقزا أو واثبا (بوشر).
وقفز، وثب (بوشر) - ورش بماء الورد (الجلاب). (ألف ليلة برسل 2: 180).
أجلب: جَلَب (فوك) - وأجلب عليه: هجم عليه وغزاه (تاريخ البربر 1: 12، 52، 60، 68، 79 الخ) ويقال أيضاً أجلب فيه (تاريخ البربر 1: 137) وأجلب على المكان: استولى عليه (معجم البلاذري).
تجلَّب: لقد أشار لين إلى أن المعنى الذي ذكره جوليوس لهذه الكلمة لا يوجد في أي معجم من المعاجم لان لفظة تجلب ليست موجودة في اللغة. ومع ذلك فأنا نجدها في طبعة تاريخ البربر وفي طبعة المــقدمــة. ولكنها خطأ فهي تصحيف تحلب (أنظر: تحلب في حرف الحاء).
انجلب: اجتمع (معجم الادريسي، ابن جبير 120) وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص33ق): وجدَّد ما وهي هنالك وانجلب أهلها إليها في أقرب مدة. وفيه (ص42 و): وانجلب إليه الطلبة من كل مكان.
اجتلب: جلب (الملابس 128).
واجتلاب بضائع: جَلْبها والمجيء بها من الخارج (بوشر).
واجتلبه: ساقه من موضع إلى آخر. ففي النويري (أسبانيا ص463): اجتلب الماء العذب إلى قرطبة.
واجتلب: حكى، حدث (أخبار ص85).
وجرى في اجتلاب المحبة: اجتهد في أن يُحَبّ (بوشر).
ودواء لاجتلاب دم الحريم: دواء لا نزال دم الحيض (بوشر) وسيلان دم البواسير. استجلب: جلب، (فوك) واستجلبه: جلبه واستماله بالإحسان (مملوك 1، 1: 198).
وبمعنى جلب إلى نفسه واجتلب (انظر لين في جلب) أي كسب. يقال: استجلب شرا أي اجتلبه وكسبه. وتعرض للخطر دون موجب (معجم المتفرقات).
واستجلب له: اجتمع إليه. ففي زيشر (20: 491): فاستجلب له خلق كثير.
واستجلب: استملك (ابن جبير ص 76).
جّلَب: ما يجلب من الخارج (بوشر).
وجّلَب ويجمع على أجلاب (راجع لين) تجارة الرقيق (تعليقات 13: 287).
والشهر الحادي عشر عند المسلمين (رولاند) ولكن راجع مادة جِلْد.
واحتفال كبير عند زنوج الجزائر وصفه روزيه (2: 145 وما يليها).
جلبا: جذر نبات مسهل (بوشر).
جَلْبَة: نقل البضاعة من بلد إلى أخر (بوشر).
وجَلْبَه، وجمعها جلب: طوق من الحديد مبسوط (بوشر) وطوق، أطار (بوشر) وجَلْبَه، وتجمع على جلاب وجلب وجلبات: سنبوق وهو زورق كبير طويل يصنع من ألواح تربطها حبال من ألياف جوز الهند يستعمل في البحر الأحمر (معجم ابن جبير، ابن بطوطة 2: 158، معجم الأسبانية ص276).
وجَلْبَة: اسم دواء (صفة مصر 17: 394) ولعلها جلبا التي ذكرها بوشر وهي: جلبا وجلابا.
جَلَبِى: نوع من التمر (بركهارت جزيرة العرب 2: 213).
جَلَبى (تركية) - جلبى المزج: صعب، عسر، متقزز، مستقرف (بوشر).
جِلبْان (أنظر لين في مادة جُلُبَّان) واحدته جِلُبانة: فاصولية وفاصولياء (ألكالا).
وصنف من الجلبان اسمه العلمي: Lathgrus Sativns، يبذر كما يبذر النفل (القصقصة) أو الحلبة في أراضي انحسر عنها ماء الفيضان (صفة مصر 17: 88).
جُلْبان: بَسلَة. وقد جاء في معجم فوك، ويذكر أن واحدته جُلبْانة، وفيه جُلبان الحَبَش. وجُلْبان عند أهل العراق هو العلس، خندروس، حنطة رومية.
(الجريدة الآسيوية 1865، 1: 2000، 201).
جلابا: جلبا جذر نبات مسهل (بوشر).
جليبة: سرب ظباء (مجلة الشرق والجزائر، السلسلة الجديدة 1: 305).
أبو الجلايب: الشهر الحادي عشر عند المسلمين (دومب 58) أنظره في مادة جلد.
جليبينة: عامية جُلبّان (محيط المحيط).
جلاّب: من يجلب البضائع من بلد إلى آخر للتجارة كالأدوية مثلا، (ابن البيطار 1: 191) وفيه ويذكر جلابوه أنه. وفي (ص205): الجلابون له.
وجَلاب: تاجر (معجم الادريسي) وبخاصة تاجر الرقيق).
(انظر الكلمة).
وجلاب: اسم ثوب يسمى عادة جلابية جُلاّب: ماء الزبيب المنقوع (محيط المحيط).
جَلابَة: اسم ثوب يسمى عادة جِلابيّة (أنظر الكلمة) جَلابِية: يراد بها أما ثوب يلبسه الجَلاب تاجر الرقيق، وأما ثوب يكسوه تجار الرقيق العبيد الذين يجلبونهم. وإذا كان هذا المعنى الأخير هو الصحيح فيمكن مقارنتها بالكلمة الأسبانية esciavina التي ترجمها ألكالا ب (جلابية) وهي تعني ثوب الحاج، وكانت هذه تطلق في الأصل على الثوب الذي يلبسه العبيد (راجع دوكانج مادة Selavina معجم الأكاديمية الأسبانية مادة esclavina وفي معجم فوك: جَلاّبية هي Capa ( أي دثار، معطف). وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص114): واشترى ببعضها (يعني ببعض الدنانير) جلابية وكان عنده أخرى يلبسها.
والجلابية فيما يقول الرحالة نوع من القمصان أو بالأحرى مسح من الصوف "أو غليظ الكتان يلبس على الجلد مباشرة. وهي ذات لون أسمر أو مقلمة بخطوط سمر وبيض، أو سود وبيض، وليس لها أكمام (وبعضهم يقول إن لها أكماما قصيرة ضيقة) ولها جيب في أعلاه ليدخل منه الرأس وشقان في الجانبين ليدخل منهما الذراعان. وتصل أما إلى الحزام وأما إلى الركبة. وفي أعلاها قلنسوة صغيرة.
وهي لباس الفقراء في شمالي أفريقية.
أنظر الملابس من 123 حتى أخر صفحة 124 لأن النصوص التي ذكرتها تتصل ب (جلابية) وليس بجلبان.
وفي الملابس ص119 نجد أن كلمة جريفيا gerivia التي يذكرها مارمول إنما هي تحريف يسير لكلمة جلابية وقد لفظت على الطريقة الأسبانية (وكتبها ألكالا جليبية gelibia) كما نجد شلفية chilivia في البعثة التاريخية) ويكتبها هذا المؤلف (أي مارمول) في موضع آخر (2: 148) (في صفة أفريقية): جريبية giribia.
ونجد عند المؤلفين، البرتغاليين الراء بدل الباء ( aljaravia, algeravia, algerevia) انظر سوسا Sousa: Vestiqios da lingoa Aralica em Portugal, augment. Por Moura, 46) وعند جاكسون تمبكت رقم 200 ( jelabia) وعند دافيدسن 12، ( jel?biyah) وكذلك عند بوشر.
وهي في مراكش ملابس المماليك النصارى (البعثة التاريخية س 71، 73، 360 الخ، 614).
وقد صحفت هذه الكلمة فأصبحت جَلابَة لأن شو (في الملابس ص123) يكتبها jillabba. ويكتبها دوماس صحارى رقم 47، 242 وعادات 370) djellaba. ونجد عند كاريت (جغرافية 109) أن الجلابة ( djellaba) هي الصدرة الأولى عند الطوارق الذين يلبسون ثلاث صدرات. وهي، فيما يقول، مخططة بخطوط بيض وحمر ومطرزة بحرير أخضر (كاريت 217، مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 10: 528، جاكو 207، جاكسون تمبكت 29).
وأخيرا فأن هذه الكلمة قد صفحت أيضاً تصحيفا أكثر من ذلك فأصبحت أيضاً جَلاب.
وفي معجم البربر: أجَلابْ: قميص من الصوف. وتُجّلايْثْ: قميص صغير من الصوف. ونجد كذلك جلاب gelab عند لوونشتاين (ص128). ويكتبها هادي أيضاً (ص3 مثلا) جلاب gelab عادة، غير إنه كتبها مرة (ص53) جلابية jelabea. أنظر أيضاً بارت (4: 449).
جالب: من يجلب البضائع إلى البلد (ملر 10).
تجليبة: وثبة، قفزة خفيفة (بوشر).
مجلب: سوط، مقرعة (ألف ليلة برسل 1: 179) وأنظر فليشر معجم رقم 84. ولما كان الأقباط قد جعلوها مجلبي فيظهر أنها يجب أن تنطق مَجْلَب.
مَجْلوب: أجنبي، ما يجلب. (بوشر).
منجلبة: قمطر، مقرأ (قراية) (بوشر). غير إنه يذكر مقابل lutrin ( أي مقرأ في كنيسة (قرامة): منجلية).
باب الجيم واللام والباء معهما ج ل ب، ب ج ل، ج ب ل، ب ل ج، ل ب ج، ل ج ب مستعملات

جلب: الجِلَبُ: ما يُجلبُ من السَّبي أو الغنم، والجمع أجلاب، والفِعلُ يّجلبون. وعبدٌ جَليبُ، وعبيد جلباء، إذا كانوا جِلِبوا من أيامهم وسنِتهم. والجَلَبُ والجَلَبَةُ في جماعات النّاس، والفعلُ: أجلبوا من الصِّياحِ ونحوه. والجَلوبةُ: ما يُجلبُ للبيع نحو النّابِ والفَحلِ والقلُوصِ، وأما كِرامُ الإناثِ والفُحُولةُ التي تُنتسلُ فليست من الجلوبة. ويقال لصاحب الإبل: هل في إبلك جلوبة؟ أي شيءٌ جَلَبتَه للبيع.

وفي الحديث: لا جَلَبَ في الإسلام.

اختلفوا فيه فقيل: لا جَلبَ في جَري الخَيل، وقيل: لا يُستقبلُ الجَلَبُ في الشِّراءِ، وقيل: هو أن يجلبَ المُصدِّقُ غَنَم القوم أي يجمعها عنده، وإنما ينبغي أن يأتي أفنيتهم فيصدِّقها هناك. والجُلبة: القِرفةُ التي تنتشر على اليد عند هُمومِها بالبُرءِ. وأجلبتِ القرحةُ، فهي مُجلبةٌ وجالبةٌ. وقُروحٌ جَوالِبُ، قال:

جأبٌ ترى بليته كُدُوحاً ... مُجلِبةٌ في الجِلدِ أو جُرُوحاً

وقرُوحٌ جلب مثله، قال:

عافاك ربي مل قروح الجلَّبِ

والجُلبةُ: أن يُجلبَ جِلدُ الإنسان على عظمه في السَّنةِ الشَّديدةِ. وجُلبَ الرَّحلِ: نَقْشُ خَشبِ الرحْل وأحناؤه، وما يُؤسَر به، ويُشدّ سوى صَنَقه وأنْساعه، قال:

كأن جُلْب الرحْل والقِرطاط  والجُلبان: المُلك، الواحدة بالهاء، وهو حبّ أغبر أكدر على لون الماشِ، (إلا أنه أشدّ كُدرةً منه وأعظم جِرماً، يُطبخ) . والجالبة والجوالب من شدائد الدهر: حالات تجيء بآفاتٍ وتَجْلبها. والجِلباب: ثوبٌ أوسع من الخِمار دون الرداء، تُغطّي به المرأة رأسها وصدرها، قال:

والعيش داجٍ كَنَفاً جلبابه

وقال الآخر: مُجلبَبٌ من سواد الليل جلباباً والجِلب والجَلب من السحاب تراه كأنه جَبَلٌ. (والجُلبة: العوذة التي يُخرَز عليها الجلد، وجمعها: الجُلَب. وقال علقمة يصف فرساً:

بغَوجٍ لًبانه يُتمّ بَريمه ... على نَفْثٍ راقٍ خشية العين مُجلِب

الغَوج: الواسع جِلد الصدر. والبَريم خيط يُعقد عليه عُوذةٌ، ويُتَمّ بَريمه أي يُطال إطالةً لسَعة صدره. والمُجلِب: الذي يجعل العُوذة في جلب ثم يخاط على الفرس عن أبي عمرو. والجُلْبة: الحديدة يُرقَع بها القَدَح، وهي حديدةٌ صغيرةٌ. والجُلبَةُ في الجبل، إذا تراكم بعضُ الصَّخرِ على بعضٍ، فلم يكن فيه طريقٌ تأخذُ فيه الدَّوابُّ)  لجب: عسكرٌ لجَبٌ، واللَّجبُ صوته. وسحاب لجب بالرعد، والأمواجُ كذلك، وبه لَجَبٌ. وشاة لجَبةٌ: قد ولَّى لبنها، وقد لَجُبَت لُجُوبةً، وهن لجاب. وشياه لجبات، وبعضهم يثقِّلُ لأنّها نعتٌ لا يُذكر جعلوه كالاسم المفرد.

بلج: البَلجُ والبُلجَةُ مصدر الأبلَجِ. والبُلجَةُ: اسمٌ من الأبلَجِ، وهو البادي البُلدَةِ. ورجلٌ أَبلَجُ طليقٌ الوجهِ بالمعروف، ورجلٌ أبلَجُ أي طلق. وأبلجت الشمس إبلاجا، أنارت وأضاءت. وأبلجَ الحقُّ فهو مُبلِجٌ أبلجُ، (ويقال: انبَلَجَ الصُّبح إذا أضاءَ) .

لبج: اللَّبَجَةُ: حديدةٌ ذات شُعَبٍ، كأنَّها كفٌّ بأصابعها، تنفرج فتوضع في وسطها لحمةٌ، ثم تُشدُّ إلى وتدٍ، فإذا قبض عليها الذئب التَبَجَت في خطمه فقبضت عليه وصرعته، والجميع: اللَّبجُ. ولَبَجَ به الأرض أي ضرب به.

بجل: بَجَل أي حسبُ، قال:

ردُّوا علينا شيخنا ثم بجل

وقال لبيد:

بَجَلي الآنَ من العيشِ بَجَل

وهو مجزومٌ لاعتِمادِه على حركة الجيم، ولأنَّه لا يتمكَّنُ في التصريف. ورجلٌ بَجالٌ: ذو بَجالةٍ وبَجلةٍ، وهو الكهل الذي تُرى به هَيبةٌ وتَبجيلٌ وسِنٌ، (وأنشد:

قامت ولا تنهز حظا واشلا ... قيس تعد السادة البجابلا)

فيَبجُلُ بذلك. ولا يقال: امرأةٌ بَجالَةٌ، ورجلٌ باجلٌ، وقد بَجَلَ يَبجُلُ بُجُولاً، وهو الحَسَن الجِسمِ، (الخَصيبُ في جِسمه) ، وقال:

النَّقدُ دينٌ، والطِّعانُ عاجِل ... وأنت بالباب سمينٌ باجِل

والبُجُلُ: البُهتَانُ العظيم، (يقال: رَميتُه ببُجل) . (وقال أبو دُواد الإياديّ:

أمرؤ القيس بن أروى مُولياً ... إن رآني لآبوءَن بسُبَد

قُلتَ بُجلاً قُلتَ قولاً كاذباً ... إنّما يمنعني سيفي ويد

وأمر بجل أي عَجَبٌ. وهذا أمر مُبجِلٌ أي كافٍ، قال الكُمَيت: لها الرِّيُّ والصَّدرُ المَبجِلُ والأبجلانِ في اليَدين: عرقا الأكحلين من لدن المَنكِبِ إلى الكفِّ، (وأنشدَ: عاري الأشاجعِ لم يُبجلِ

أي لم يُفصَد أبجَلهُ) ويقال: الأكحلُ ما بدا منه في الذراع في المَفصدِ. ويقال: هُما الأبجَلانِ من الدَّوابِّ، والأكحلانِ من الناسِ. ويقال: جئت بأمرٍ بَجيلِ أي عظيم مُنكرٍ. وبَجيلةُ: قبيلةُ القَسريّ.

جبل: الجَبَل: اسمٌ لكلِّ وتدٍ من أوتاد) الأرض إذا عظم وطال من الأعلامِ والأطوارِ والشَّناخيب والأنضادِ. فإذا صغر فهو من الأكام والقِيرانِ. وجِبلَةُ الجبَل: تأسيس خلقته التي جُبِلَ عليها. وجِبلةُ الأرضِ: صِلابُها. وجِبلةُ كلِّ مخلوقٍ: توسُه الذي طُبع عليه. ويقال للثَّوبِ الجيِّد النَّسجِ والغزلِ والفتل: إنه لجيد الجبلة. وجبلة الوجه: بَشرتُه. ورجلٌ جَبلُ الوجه أي غليظ بشرةِ الوجهِ. ورجل جَبلُ الرأسِ: غليظُ جلد الرأس والعِظامِ، قال الراجز: إذا رَمَينا جَبلةَ الأشدِّ ... بُمقذَفٍ باقٍ على المردِّ

والجبلُّ: الخلقُ، جَبلَهُم اللُّه، فهم مجبولون، (وأنشدَ:

بحيثُ شد الجابل المجابلا

أي حيث شدَّ أسر خلقِهم. والخلقُ: الجبلةُ، وكلُّ أمَّةٍ مضت فهي جِبلةٌ على حدةٍ، وقال تعالى: وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ . وأما الجِبِلُّ، فمن خفف اللام جعله مثل قبيلٍ وقُبُلٍ. وجَبيلٍ وجُبُل، وهو الخلقُ أيضاً. ومن قرأ: جُبلاً فهو على ثقل الجِبلة ومعناها واحد. وجُبِلَ الإنسان على هذا الأمرِ، أي طُبع عليه. وأجبل القومُ، أي صاروا في الجبال، وتجبلوا أي دخلوها. ويقال: والجبل: الشجر اليابس. 
الْجِيم وَاللَّام وَالْبَاء

الجَلْب: سوق الشَّيْء من مَوضِع إِلَى آخر.

جَلَبه يَجْلِبه، ويجلبُه جَلْبا، وجَلَبا، واجتلبه. وَقَوله، انشده ابْن الْأَعرَابِي:

يأيها الزاعم أَنِّي أجتلِب

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: أَنِّي أجتلب شعري من غَيْرِي: أَي اسوقه وأستمده، ويقوى ذَلِك قَول جرير:

ألَم تعلم مُسَرَّحِيَ القوافي ... فَلَا عِياًّ بهنّ وَلَا اجتلابا أَي: لَا اعيا بالقوافي وَلَا أَجتلِبهُنَّ مِمَّن سواي، بل أَنا غَنِي بِمَا لدي مِنْهَا.

وَقد انجلب الشَّيْء، واستجلب الشَّيْء: طلب أَن يُجْلَب إِلَيْهِ.

والجَلَب: مَا جُلِب من خيل وإبل ومتاع، وَفِي الْمثل: " النفاض يفْطر الجلب ": أَي أَنه إِذا أنفض الْقَوْم: أَي نفدت أَزْوَادهم قطروا إبلهم للْبيع.

وَالْجمع: أجلاب.

وَعبد جليب: مجلوب.

وَالْجمع: جَلْبَى، وجُلَباء، كَمَا قَالُوا: قَتْلَى، وقتلاء.

وَقَالَ اللحياني: امْرَأَة جَليب فِي نسْوَة جَلْبَى، وجلائب.

والجَلِيبة، والجَلُوبة: مَا جُلِب، قَالَ قيس بن الخطيم:

فليت سُوَيداً راءَ مَن فَرّ منهمُ ... وَمن خَرّ إِذْ يحدونهم كالجلائب

ويروى: " إِذْ تحدو بهم ".

والجَلُوبة: الْإِبِل يحمل عَلَيْهَا مَتَاع الْقَوْم، الْوَاحِد والجميع فِيهِ سَوَاء.

وجَلُوبة الْإِبِل: ذكورها.

وأجلبَ الرجل: نتجت إبِله ذُكُورا، يُقَال للمنتج: أأجلبت أم أحلبت؟ أَي: أولدت إبلك جَلوبة أم ولدت حلوبة، وَهِي الْإِنَاث؟ وجَلَب لأَهله يَجْلُب، وأجلب: كسب وَطلب واحتال، عَن اللحياني.

والجَلَب، والجَلَبة: اخْتِلَاط الصَّوْت.

وَقد جَلَب الْقَوْم يَجْلُبُون ويَجْلِبُون، وأجلبوا، وجَلَّبوا.

وجَلَّب على الْفرس، وأجلب، وجَلَب يَجْلُب، قَليلَة: زَجره.

وَقيل: هُوَ إِذا ركب فرسا وقاد خَلفه آخر يستحثه، وَذَلِكَ فِي الرِّهَان، وَفِي الحَدِيث: " لَا جَلَب وَلَا جنب " فالجلب: أَن يتَخَلَّف الْفرس فِي السباق فيحرك وَرَاءه الشَّيْء يستحث فَيَسْبق. وَالْجنب: أَن يجنب مَعَ الْفرس الَّذِي يسابق بِهِ فرس آخر فَيُرْسل حَتَّى إِذا دنا تحول رَاكِبه على الْفرس المجنوب، فاخذ السَّبق.

وَقيل: الجَلَب: أَن يُرْسل فِي الحلبة فَيجمع لَهُ جمَاعَة تصيح بِهِ ليرد عَن وَجهه، وَالْجنب: أَن يجنب فرس جَام فَيُرْسل من دون الميطان، وَهُوَ الْموضع الَّذِي ترسل فِيهِ الْخَيل، وَهُوَ مرح وَالْآخر معايا. وَزعم قوم أَنَّهَا فِي الصَّدَقَة، فالجنب: أَن تَأْخُذ شَاءَ هَذَا وَلم تحل فِيهَا الصَّدَقَة فتجنبها إِلَى شَاءَ هَذَا حَتَّى تَأْخُذ مِنْهَا الصَّدَقَة، وَقَوله: " وَلَا جلب " أَي: لَا تجلب إِلَى الْمِيَاه وَلَا إِلَى الامصار وَلَكِن يتَصَدَّق بهَا فِي مراعيها.

ورعد مُجَلِّب: مصوت.

وغيث مجلِّب: كَذَلِك، قَالَ:

خَفَاهن من أنفاقِهنّ كأنَّما ... خَفَاهُنّ وَدْقٌ من عَشِيّ مجلِّبِ

وَقَول صَخْر الغي:

لحيَّة قَفْر فِي وجار مقيمةٍ ... تَنَمَّى بهَا سَوْقُ المَنَى والجوالبِ

أَرَادَ: ساقتها جوالب الْقدر، واحدتها: جالبة.

وَامْرَأَة جَلاَّبة، ومُجَلِّبة، وجِلِبّانة، وجُلُبَّانة، وجِلِبْانة، وجُلُبْانة: مصوتة صخابة كَثِيرَة الْكَلَام، سَيِّئَة الْخلق، وَهَذِه اللُّغَات عامتها عَن الْفَارِسِي، وَأنْشد قَول حميد:

جلبانة وَرْهاء تَخْصِى حِمارها ... بِفِي مَنْ بَغَي خير إِلَيْهَا الجلامدُ

وَأما يَعْقُوب فروى: جِلِبَّانة. قَالَ ابْن جني: لَيست لَام جِلِبَّانة بَدَلا من رَاء جربانة، يدلك على ذَلِك: وجودك لكل وَاحِد مِنْهُمَا أصلا ومتصرفا واشتقاقا صَحِيحا، فَأَما جلبانة: فَمن الجلبة والصياح، لِأَنَّهَا الصخابة. وَأما جربانة: فَمن جرب الْأُمُور وَتصرف فِيهَا؛ أَلا تراهم قَالُوا: " تخصي حمارها " فَإِذا بلغت الْمَرْأَة من البذلة والحنكة إِلَى خصاء عيرها فناهيك بهَا فِي التجربة والدربة وَهَذَا وفْق الصخب والضجر لِأَنَّهُ ضد الْحيَاء والخفر.

وَرجل جُلُبَّان، وجَلَبَّان: ذُو جَلَبة.

وجَلَب الدَّم، وأجْلَب: يبس عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والجُلْبة: القشرة الَّتِي تعلو الْجرْح عِنْد الْبُرْء.

وَقد جَلَب يَجْلِب، ويَجْلُب، وأجلب. وَمَا فِي السَّمَاء جُلْبة: أَي غيم يطبقها، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

إِذا مَا السماءُ لم تكن غير جُلْبَةٍ ... كجِلدة بَيت العنكبوت تنيرها

تنيرها: أَي كَأَنَّهَا تنسجها بنير.

والجُلْبة فِي الْجَبَل: حِجَارَة تراكم بَعْضهَا على بعض فَلم يكن فِيهِ طَرِيق تَأْخُذ فِيهِ الدَّوَابّ.

والجُلْبة من الْكلأ: قِطْعَة مُتَفَرِّقَة لَيست بمتصلة.

والجُلْبة: العضاه إِذا اخضرت وَغلظ عودهَا وصلب شَوْكهَا.

والجُلْبة: السّنة الشَّدِيدَة.

وَقيل: الجُلْبة: شدَّة الزَّمَان.

والجُلْبة: شدَّة الْجُوع، قَالَ المتنخل:

كأنَّما بَين لَحْييَهِ ولَبَّته ... مِن جُلْبة الْجُوع جَيَّارٌ وإرْزِيز

والجوالِب: الْآفَات والشدائد.

والجُلْبة: جلدَة تجْعَل على القتب.

وَقد أُجلب، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

كتنحية القَتَب المجلَب

والجُلْبة: حَدِيدَة تكون فِي الرحل.

وَقيل: هُوَ مَا يؤسر بِهِ سوى صفته وأنساعه.

والجُلْبة: حَدِيدَة صَغِيرَة يرقع بهَا الْقدح.

والجُلْبة: العوذة تخرز عَلَيْهَا جلدَة.

وجُلْبة السكين: الَّتِي تضم النّصاب على الحديدة.

والجِلْب، والجُلْب: الرحل بِمَا فِيهِ. وَقيل: خشبه بِلَا أنساع وَلَا أَدَاة.

وَقَالَ ثَعْلَب: جِلْب الرحل: غطاؤه.

والجِلْب، والجُلْب: السَّحَاب الَّذِي لَا مَاء فِيهِ.

وَقيل: هُوَ السَّحَاب الْمُعْتَرض ترَاهُ كَأَنَّهُ جبل، قَالَ تأبط شرا:

ولستُ بجِلْب جِلْب ليل وقِرَّة ... وَلَا بصفاً صَلْدٍ عَن الخَير مَعْزِل

وَالْجمع: أَجلاب.

وأجْلب الرجل: توعد بشر، وَجمع الْجمع.

وَكَذَلِكَ: جَلَبَ يَجْلُب جَلْبا، وَفِي التَّنْزِيل: (وأَجْلِب عَلَيْهِم بخيلك ورَجْلك) وَقد قرئَ: " واجلُب ".

والجِلْباب: الْقَمِيص.

والجِلْباب: ثوب وَاسع دون الملحفة تلبسه الْمَرْأَة.

وَقيل: هُوَ مَا تغطى بِهِ الثِّيَاب من فَوق كالملحفة.

وَقيل: هُوَ الْخمار.

وَقد تجلبب، قَالَ يصف الشيب:

حَتَّى اكتسى الرأسُ قِناعا أشهبا

أكرهَ جِلْبابٍ لمن تجلْبَبَا

وجَلْبَبَه إِيَّاه، قَالَ ابْن جني: جعل الْخَلِيل بَاء " جلبب " الأول كواو جهور ودهور، وَجعل يُونُس الثَّانِيَة كياء سلقيت وجعبيت، قَالَ: وَهَذَا قدر من الْحجَّاج مُخْتَصر لَيْسَ بقاطع، وَإِنَّمَا فِيهِ الْأنس بالنظير لَا الْقطع بِالْيَقِينِ. وَلَكِن من احسن مَا يُقَال فِي ذَلِك مَا كَانَ أَبُو عَليّ، رَحمَه الله، يحْتَج بِهِ لكَون الثَّانِي هُوَ الزَّائِد قَوْلهم: اقعنسس واسحنكك، قَالَ أَبُو عَليّ: وَوجه الدّلَالَة من ذَلِك أَن نون " افعنلل " بَابهَا إِذا وَقعت فِي بَنَات الْأَرْبَعَة أَن تكون بَين اصلين، نَحْو: احرنجم، واخرنطم، فاقعنسس مُلْحق بذلك فَيجب أَن يحتذى بِهِ طَرِيق مَا الْحق بمثاله، فلتكن السِّين الأولى أصلا كَمَا أَن الطَّاء الْمُقَابلَة لَهَا من اخرنطم أصل، وَإِذا كَانَت السِّين الأولى من اقعنسس أصلا كَانَت الثَّانِيَة الزَّائِدَة من غير ارتياب وَلَا شُبْهَة.

والجِلْباب: الْملك.

والجِلِبَّاب: مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَلم يفسره أحد، قَالَ السيرافي: وَأَظنهُ يَعْنِي: الجلباب.

والجُلاّب: مَاء الْورْد، فَارسي مُعرب، وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: " كَانَ إِذا اغْتسل من الْجَنَابَة دَعَا بِشَيْء مثل الْجلاب فاخذ بكفه " حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين عَن الْأَزْهَرِي.

والجُلُبَّان من القطاني: مَعْرُوف، قَالَ أَبُو حنيفَة؛ لم اسْمَعْهُ من الْأَعْرَاب إِلَّا بِالتَّشْدِيدِ، وَمَا اكثر من يخففه، قَالَ: وَلَعَلَّ التَّخْفِيف لُغَة.

واليَنْجَلِب: خرزة يُؤْخَذ بهَا الرِّجَال، حكى اللحياني عَن العامرية أَنَّهُنَّ يقلن: " أَخَذته بالينجلب، فَلَا يرم وَلَا يغب، وَلَا يزل عِنْد الطنب ".
جلب
: (جَلَبَهُ يَجْلِبُهُ) ، بالكسرِ، (ويجْلُبُه) بالضمِ، (جَلْباً وجَلَباً) محَركَةً (واجْتَلَبَه: سَاقَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلى آخَرَ) وجَلَبْتُ الشَّيْءَ إِلى نَفْسِي واجْتَلَبْتُه بمَعْنىً، واجْتَلَبَ الشاعرُ، إِذا اسْتَوقَ الشِّعْرَ من غَيْرِه واسْتَمَدَّه قَالَ جرير:
أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القوَافِي
فَلاَ عِيَا بِهِنَّ وَلاَ اجْتِلاَبَا
أَي لَا أَعْيَا بالقوافي وَلَا أَجتلبهُنَّ مِمَّن سِوَايَ، بل لي غِنىً بِمَا لديَّ مِنْهَا (فجَلَبَ هُوَ) أَي الشيءُ (وانْجَلَبَ واسْتَجْلَبَهُ) أَي الشيءَ: (طَلَبَ أَنْ يُجْلَبَ لَهُ) ايو يَجْلِبَه إِلَيْه.
(والجَلَبُ، محَرَّكَةً) قَالَ شيخُنَا: والمَوْجُودُ بِخَطِّ المصَنِّف فِي أَصْلِه الأَخِيرِ: الجَلَبَةُ، بهَا التأْنيثِ، وَهُوَ الصوابُ، وجَوَّزَ بعضُهم الوجهينِ، انْتهى، زَادَ فِي (لِسَان الْعَرَب) : وكَذَا الأَجْلاَبُ: هُمُ الَّذين يَجْلُبُونَ الإِبِلَ والغنمَ للبَيْعَ.
والجَلَبُ أَيضاً: (: مَا جُلِبَ مِنْ خَيْلٍ وغَيْرِهَا) كالإِبِلِ والغَنَمِ والمَتَاعِ والسَّبْيِ، وَمثله قَالَ اللَّيْث: الجَلَب: مَا جَلَبَهُ القَوْمُ مِنْ غَنَم أَوْ سَبْيٍ، والفِعْلُ يجْلِبُونَ، ويقالُ: جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً، والمَجْلُوبُ أَيضاً جَلَبٌ، وَفِي المَثَلِ (النُّفَاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ) أَي أَنَّه إِذا نَفَضَ القَوْمُ أَي نفِدَتْ أَزْوَادُهُمْ قَطَّرُوا إِبلَهُمْ لِلْبَيْعَ، (كالجلِيبةِ) قَالَ شيخُنا، قَالَ ابنُ أَبِي الحَدِيدِ فِي شرح نهج البلاغة: الجَلِيبَةُ تُطْلَقُ على الخُلُقِ الَّذِي يتَكَلفُه الشخْصُ ويسْتَجْلِبُه، وَلم يَتَعَرَّض لَهُ الْمُؤلف، (والجَلُوَبةِ) ، وسيأْتي مَا يتعلَّق بهَا (ج أَجْلاَبٌ) .
(و) الجَلَبُ: الأَصْوَاتُ، وقيلَ (اخْتِلاَطُ الصَّوْتِ كالجَلَبَةِ) ، مُحَرَّكَةً، وَبِه تَعْلَمُ أَنَّ تَصْوِيبَ المؤلّفِ فِي أَول الْمَادَّة فِي الجَلَبَةِ وَهَمٌ وَقد (جَلَبُوا يَجْلِبُونَ) بالكَسْرِ (وَيجْلُبُونَ) بالضَّمِّ، (وأَجْلَبُوا) ، مِنْ بَابِ الإِفْعَالِ، (وجَلَّبُوا) ، بالتِّشْدِيدِ، وهما فِعْلاَنِ من الجَلَبِ بمَعْنَى الصِّيَاحِ وجَمَاعَةِ النَّاسِ. (و) فِي الحَدِيثِ المَشْهُورِ والمُخَرَّج فِي (المُوَطَّإِ) وغَيْرِه من كُتُبِ الصِّحَاحِ قولُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (لاَ جَلَبَ وَلاَ جَنَبَ) مُحَرَّكَةً فيهِمَا. قَالَ أَهْلُ الغَريبِ: (الجَلَبُ) أَنْ يَتَخلَّفَ الفَرَسُ فِي السِّبَاقِ فيُحَرَّكَ ورَاءَهُ الشَّيْءُ يُسْتَحَثُّ بِهِ، فيَسْبِقَ، والجَنَبُ: أَنْ يُجْنَبَ مَعَ الفَرَسِ الَّذِي يُسَابَقُ بِهِ فَرسٌ آخَرُ فيُرْسَلَ، حتَّى إِذا (دنا) تَحَوَّل راكبُه على الفرسِ المجْنُوبِ فأَخذَ السَّبْقَ، وقِيل: الجَلَبُ (: هُو أَنْ يُرْسَلَ (فِي الحَلْبة) فتَجْتمعَ لَهُ جَماعةٌ تصِيحُ بِهِ لِيُرَدَّ) ، بالبِناءِ للْمَفْعُول، (عنْ وجْهِهِ) .
والجَنَبُ: أَنْ يُجُنب فَرسٌ جامٌّ فيُرْسَلَ مِنْ دُونِ المِيطَانِ، وَهُوَ الموْضِعُ الَّذِي تُرْسلُ فِيهِ الخيْلُ.
(أَوْهُو) أَيِ الجَلَبُ: (أَنْ لَا تُجْلَبَ الصَّدَقةُ إِلَى المِيَاهِ و) لاَ إِلى (الأَمْصَارِ، وَلَكِن يُتَصَدَّقُ بهَا فِي مَرَاعِيهَا) ، وَفِي (الصِّحَاح) : والجَلَبُ الَّذِي وَرَدَ النَّهْيُ عَنهُ هُوَ أَنْ لاَ يَأْتِيَ المُصَدِّقُ القَوْمَ فِي مِيَاهِهِم لاِءَخْذِ الصَّدَقَاتِ، ولَكِنْ يَأْمُرُهُمْ بِجَلْبِ نَعَمِهِمْ إِليْهِ، وَهُوَ المُرَادُ من قَول المُؤلّفِ (: أَوْ أَنْ يَنْزِلَ العَامِلُ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ منْ يجْلُبُ) بالكَسْرِ والضَّمِّ (إِلَيْهِ الأَمْوَالَ من أَماكِنِها لِيأْخَذَ صَدَقَتَهَا) ، وَقيل الجَلَبُ: هُوَ إِذا رَكِب فَرساً وقَادَ خَلْفَه آخَرَ يَسْتَحِثُّه، وَذَلِكَ فِي الرِّهانِ، وَقيل: هُوَ إِذا صَاح بِهِ منْ خَلْفه واسْتَحَثَّه للسَّبْقِ، (أَو) هُوَ (: أَنْ) يُرْكِب فَرسَهُ رجُلاً فإِذَا قَرُبَ من الغَايةِ (يَتْبَع الرَّجُلُ فَرَسَهُ فَيرْكُض خَلْفَهُ ويزْجُره ويُجلِّب علَيْهِ) ويَصِيح بِهِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ الخَدِيعَةِ، فالمؤلّفُ ذَكَر فِي مَعْنعى الحديثِ ثَلاَثَةَ أَقوالٍ، وأَخْصَرُ مِنْهَا قولُ أَبِي عُبَيْدٍ: الجَلَبُ فِي شَيْئيْنِ: يَكُونُ فِي سِبَاقِ الخَيْلِ، وهُوَ أَنْ يَتْبَعَ الرَّجُلُ فَرَسَهُ فيَزْجُرَهُ فَيُجَلِّبَ عَلَيْهِ أَوْ يَصِيحَ حَثًّا لَهُ، فَفِي ذلكَ مَعُونَة لِلْفَرَسِ عَلَى الجَرْيِ، فنُهيَ عَن ذَلِك، والآخَرُ أَن يَــقْدَمَ المُصَدِّقُ عَلَى أَهْلِ الزَّكَاةِ فَيَنْزِلَ مَوْضِعاً ثُمَّ يُرْسِلَ إِليهم مَنْ يَجْلُبُ إِليه الأَمْوَالَ مِنْ أَمَاكِنِهَا، فنُهِيَ عَن ذلكَ، وأُمِرَ أَنْ يَأَخُذَ صَدَقَاتِهِمْ فِي أَمَاكِنِهِم، وعَلَى مِيَاهِهِم، وبأَفْنِيَتِهِم وَقد ذُكِرَ القَولانِ فِي كلامِ المصنّف، وَقَالَ شيخُنا: قَالَ عِياض فِي الْمَشَارِق، وتَبِعه تِلميذُه ابنُ قَرقُول فِي المَطالع: فسَّرَه مالكٌ فِي السِّباقِ، وكلامُ الزمخشريِّ فِي الفائقِ، وابنِ الأَثيرِ فِي النِّهَايَة، والهروِيِّ فِي غرِيبيْهِ يرْجِعُ إِلى مَا ذَكرْنا من الأَقْوالِ.
(وجَلَبَ لأَهْلِه) يَجْلُبُ: (كَسَبَ وطَلبَ واحْتالَ، كأَجْلَبَ) ، عَن اللحيانيّ.
(و) جَلَبَ (على الفَرسِ) يَجْلِبُ جَلْياً: (زَجَرَه) ، وَهِي قلِيلةٌ، (كجَلَّبَ) بالتَّشْدِيدِ (وأَجْلَبَ) ، وهُما مُسْتعْملانِ وقِيل: هُوَ إِذا ركِب فَرساً وقادَ خَلْفه آخَرَ يسْتحِثُّهُ، وَذَلِكَ فِي (الرَّهانِ) ، وقدْ تــقدَّم فِي معْنى الحدِيث 8
(وعَبْدٌ جَلِيبٌ) أَي (مَجْلُوبٌ) ، والجَلِيبُ: الَّذِي يُجْلَبُ مِنْ بَلدٍ إِلى غيْرِه: (ج جَلْبَى وجُلَباءُ كقَتْلَى وقُتَلاءٍ، و) قَالَ الِّلحيانيُّ (: امْرأَةٌ جَلِيبٌ، مِنْ) نِسْوةٍ (جَلْبَى وجَلائِبَ) قَالَ قَيسُ بنُ الخَطِيم:
فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ
ومَنْ خَرَّ إِذْ يَحْدُونهُمْ كالجَلائِبِ
(والجَلُوبةُ) مَا يُجْلَبُ لِلْبَيْع، وَفِي (التَّهْذِيب) : مَا جُلِبَ لليع نَحْو النَّابِ والفَحْلِ والقَلُوصِ، فأَمَّا كِرامُ الإِبلِ الفُحُولةُ الَّتِي تُنْتَسلُ فليستْ من الجَلُوبَة، ويقالُ لصاحبِ الإِبلِ: هَلْ لَك فِي إِبِلِك جَلُوبَةٌ؟ يَعْنِي شَيْئا جَلَبَه للبيْع، وَفِي حَدِيث سالِمٍ (قدِمَ أَعْرابِيٌّ بِجَلُوبةٍ، فنَزَل علَى طَلْحَةَ، فقالَ طَلْحَةُ: نَهَى رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَنْ يَبيعَ حاضرٌ لِبادٍ) قَالَ: الجَلُوبةُ، بالفَتْحِ: مَا يُجْلَبُ لِلْبَيْع مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، والجَمْعُ الجلاَئِبُ، وقِيلَ: الجلاَئِبُ: الإِبِل الَّتِي تُجْلَبُ إِلى الرَّجُلِ النَّازِلِ علَى المَاءِ لَيْسَ لَهُ مَا يَحْتَمِلُ علَيْهِ، فيَحْملونه عَلَيْهَا قَالَ: والمُرَادُ فِي الحديثِ الأَوَّلِ كأَنَّه أَرَادَ أَن يبِعَهَا لَهُ طَلْحَةُ، قَالَ ابنُ الأَثير: كَذَا جاءَ فِي كِتَابِ أَبِي مُوسَى فِي حرْفِ الجِيمِ قَالَ: وَالَّذِي قَرأْنَاهُ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُودَ (بِحَلُوبةٍ) وَهِي النَّاقَةُ الَّتِي تُحْلَبُ، وقِيلَ: الجَلُوبةُ (: ذُكُورُ الإِبِلِ. أَو الَّتِي يِحْمَلُ عَلَيْهَا مَتَاعُ القَوْمِ، الجمْعُ والوَاحِدُ) فِيهِ (سَواءٌ) ويُقَالُ لِلْمُنْتِج: أَأَجْلَبْتَ أَمْ أَجْلَبْتَ؟ أَيْ أَولَدَتْ إِبِلُكَ جَلُوبةً أَمْ وَلَدَتْ حَلُوبةً، وَهِي الإِنَاثُ، وسيأْتى قَرِيبا.
(ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ) كَمُحَدِّثٍ (مُصَوِّتٌ) ، وغَيْثٌ مَجَلِّبٌ كَذالِكَ قَالَ:
خَفَاهُنَّ مِنْ أَنْفَاقِهِنَّ كَأَنَّمَا
خَفَاهُنَّ وَدْقٌ مِنْ عَشِيَ مُجَلِّبِ
وَفِي الأَساس: وَذَا مِما يَجْلُبُ الإِخْوانَ، ولُكِّلِ قَضَاءٍ جَالِب، ولِكُلِّ دَرَ حَالِب، انْتهى، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) وقَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ:
بِحَيَّةِ قَفْرٍ فِي وِجَارٍ مُقِيمَةٍ
تَنَمَّى بِهَا سَوْقُ المَنَى والجَوَالِبِ
أَرَادَ سَاقَتْهَا جَوالِبُ القَدَرِ، وَاحِدَتُهَا: جَالِبَةٌ.
(و) يقَالُ: (امْرَأَةٌ جَلاَّبَةٌ ومجَلِّبَةٌ) كمُحَدِّثَةٍ (وجِلِبَّانَةٌ) بِكَسْر الجِيمِ وَاللَّام وَتَشْديد المُوَحَّدَةِ، وبِضمِّ الجِيمِ أَيضاً، كَمَا نَقَلَه الصاغانيّ (وجِلِبْنَانَةٌ) بقَلْبِ إِحدَى البَاءَيْنِ نُوناً (وجُلُبْنَانَةٌ) بضَمِّهِما وَكَذَا تِكِلاَّبَة، أَيْ (مُصَوِّتَةٌ صَخَّابَةٌ مِهْذَارَةٌ) أَي كَثِيرَةُ الكَلاَم (سَيِّئةُ الخُلُقِ) صاحِبَةُ جَلَبَةٍ ومُكَالَبَةٍ، وقولُ شيخِنا بَعْدَ قولِه (مُصَوِّتَةٌ) : وَمَا بَعْدَه تَطْوِيلٌ قد يُسْتَغْنَى عَنهُ، مِمَّا يقْضِي مِنْهُ العَجَبُ، فإِنَّ كُلاًّ منَ الأَوْصَافِ قائمٌ بالذَّاتِ فِي الغالبِ. وقيلَ: الجُلُبَّانَة منَ النِّسَاءِ: الجَافِيَةُ الغَلِيظَةُ، قَالَ ابنُ مَنْظُورٍ: وَعَامَّةُ هذِه اللُّغَاتِ عنِ الفَارِسِيِّ، وأَنشدَ لِحُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ، وَقد تَــقَدَّمٍ فِي (جرب) أَيضاً:
جِلِبْنَانَةٌ وَرْهَاءُ تخْصِى حِمَارَهَا
بِفِي مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْهَا الجَلاَمِدُ
قَالَ: وأَمَّا يَعْقُوبُ فإِنه روَى جِلِبَّانَةٌ، قَالَ ابنُ جِنِّي: لَيست لاَمُ جِلِبَّانَة بدَلاً من راءِ جِرِبَّانَةٍ، يَدُلُّك على ذلكَ وجُودُكَ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَصْلاً وَمُتَصَرَّفاً واشْتقَاقاً صَحيحاً، فأَما جِلِبَّانَة فمنَ الجَلَبَةِ والصِّيَاحِ لاِءَنَّهَا الصَّخَّابَة، وأَمَّا جِرِبَّانَة فَمن: جَرَّبَ الأُمورَ وتَصَرَّفَ فِيهَا، أَلاَ تَرَاهُمْ قَالُوا: تخصِى حِمارها؟ فإِذا بَلَغَت المرأَةُ من البِذْلَةِ والحُنْكَةِ إِلى خِصَاءِ عَيْرِهَا فَنَاهِيكَ بِهَا فِي التَّجْرِبَةِ والدُّرْبَةِ، وَهَذَا وقْتُ الصَّخَبِ والضِّجَرِ، لأَنَّه ضِدُّ الحَيَاءِ والخَفَرِ.
(ورَجُلٌ جُلُبَّانٌ) ، بضمّ الْجِيم وَاللَّام وَتَشْديد الْمُوَحدَة (وجَلَبَّانٌ) ، بفتهما مَعَ تَشْدِيد الْمُوَحدَة (: ذُو جَلَبَةٍ) أَي صِيَاح.
(وجَلَبَ الدَّمُ) وأَجْلَبَ (: يَبِسَ) رَوَاهُ الِّلحْيَانيّ.
(و) جَلَبَ الرَّجُلُ يَجْلُبُهُ، إِذا (تَوَعَّدَ) هُ (بِشَرَ أَوْ جَمَعَ الجَمْعَ، كَأَجْلَبَ، فِي الكُلِّ) مِمَّا ذكر، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 013 واءَجلب عَلَيْهِم. . ورجلك} (الإِسراء: 64) ، أَي اجْمَعْ عَلَيْهِم وتَوَعَّدْهُمْ بالشَّرِّ، وقَدْ قُرِىءَ (واجْلُبْ) .
(و) جَلَّبَ (عَلَى فَرَسِهِ) ، كأَجْلَب (: صَاحَ) بِهِ مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّهُ للسَّبْق، قَالَ شيخُنا: وهُوَ مَضْرُوبٌ عَلَيْهِ فِي النُّسْخَة الَّتِي بخطِّ المصنّفِ، وضَرْبُه صَوَابٌ، لأَنَّه تــقدَّم فِي كَلاَمِه: جَلَّبَ على الفَرَسِ إِذا زَجَرَه، قلتُ: وَفِيه تَأَمُّلٌ.
(و) قَدْ جَلَبَ (الجُرْحُ: بَرَأَ يَجْلِبُ) بالكَسْرِ (ويَجْلُبُ) بالضَّمِّ (فِي الكُلِّ) مِمَّا ذُكِرَ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ: مِثْلُه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَعَن الأَصمعيّ: إِذا عَلَتِ القُّرْحَةَ جِلْدَةُ البُرْءِ قِيلَ: جَلَبَ، وقُرُوحٌ جَوَالِبُ وجُلَّبٌ، أَي كَسُكَّرٍ وأَنشد:
عَافَاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ
وَفِي الأَساس: وجُلَبُ الجُرُوح: قُشُورُهَا.
(و) جَلِبَ (كسَمِعَ) يَجْلَبُ (: اجْتَمَعَ) وَمِنْه فِي حَدِيث العَقَبَة (إِنَّكُمْ تُبَايِعُونَ مُحَمَّداً عَلَى أَنْ تُحَارِبُوا العَرَبَ والعَجَمَ مُجْلِبَةً) أَي مُجْتَمِعِينَ عَلَى الحَرْبِ، ومنهُمْ مَن رواهُ بالتَّحْتِيَّةِ بَدَلَ المُوَحَّدَةِ، وسيأْتي.
(والجُلْبَةُ بالضِّمَّ) هِيَ (القِشْرَةُ) الَّتِي (تَعْلُو الجُرْحَ عِنْدَ البُرْءِ) وَمِنْه قَوْلُهُم: طَارَتْ جُلْبَةُ الجُرْحِ.
(و) الجُلْبَةُ (: القِطْعَةُ منَ الغَيْم) يُقَالُ: مَا فِي السَّمَاءِ جُلْبَةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا، عَن ابنِ الأَعرابيّ وأَنشد:
إِذا مَا السَّمَاءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبَةِ
كَجِلْدَةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُهَا
ومَعْنَى تُنِيرُهَا، أَي كَأَنَّهَا تَنْسِجُهَا بنِيرٍ. (و) الجُلْبَةُ فِي الجَبَلِ (: الحِجَارَةُ تَرَاكَمَ بَعْضُهَا عَلى بَعْضِهَا. فَلم يَبْقَ فِيهَا طِرِيقٌ لِلدَّوَابِّ) تَأْخُذُ فِيهِ، قَالَه اللَّيْث، (و) الجُلْبَةُ أَيضاً (: القِطْعَةُ المتَفَرِّقَةُ) ليستْ بمتَّصِلة (مِنَ الكَلاَ، و) الجُلْبَة (: السَّنَة) الشَّدِيدَة، و) الجُلْبَة (: العِضاهُ) بكسْرِ العَيْنِ المُهْمَلَةِ (المُخْضَرَّةُ) الغَلِيظَةُ عُودُهَا، والصُّلْبَةُ شَوْكُهَا (و) قِيلَ: الجُلْبَةُ (: شِدَّةُ الزَّمَانِ) مثْلُ الكُلْبَة: يقالُ: أَصَابَتْنَا جُلْبَةُ الزَّمَانِ، وكُلْبَةُ الزَّمَانِ، قَالَ أَوْس بنُ مَغْرَاءَ التَّمِيمِيُّ:
لاَ يَسْمَحُونَ إِذَا مَا جُلْبَةٌ أَزَمَتْ
وليْسَ جارُهُمُ فِيها بِمُخْتَارِ
(و) الجُلْبَةُ: شِدَّةُ الجُوعِ وقيلَ: الجُلْبَةُ: الشدَّة والجَهْدُ و (الجُوعُ) قَالَ مالكُ بنُ عُوَيْمِرِ بن عثْمَانَ بنِ حُنَيْشٍ الهُذَلِيُّ وَهُوَ المُتَنَخِّلُ، ويُرْوَى لأَبِي ذُؤَيْبٍ والصَّحِيحُ الأَوَّلُ:
كَأَنَّمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتِهِ
مِنْ جُلْبَةِ الجُوعِ جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ
قَالَ ابْن بَرّيّ: الجَيَّارُ: حَرَارَةٌ من غَيْظِ يكونُ فِي الصَّدْرِ، والإِرْزِيزُ: الرِّعْدَةُ.
والجَوَالِبُ: الآفَاتُ والشَّدَائِدُ، وَفِي الأَساس: ومنَ المَجَازِ: جَلَبَتْه جَوالبُ الدَّهْرِ.
(و) الجُلْبَةُ (: جِلْدَةٌ تُجْعَلُ عَلَى القَتَبِ، والجُلْبَةُ) : حَدِيدةٌ تكونُ فِي الرَّحْلِ، (و) الجُلْبَةُ (: حَدِيدَةٌ) صَغِيرَةٌ (يُرْقعُ بهَا القَدَحُ، و) الجُلْبَةُ (: العُوذَةُ تُخْرَزُ علَيْهَا جِلْدَةٌ) ، وجَمْعُهَا الجُلَبُ، قَالَه اللَّيْث، وأَنْشَدَ لِعَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَةَ يَصِفُ فَرَساً:
بِغَوْجٍ لَبَانُهُ يُتَمُّ بَرِيمُه
عَلَى نِفْثِ رَاقٍ خَشْيَةَ العَيْنِ مُجْلِبِ
والمُجْلِبُ: الَّذِي يَجْعَلُ العُوذَةَ فِي جِلْدٍ ثمَّ يَخيط (عَلَيْهَا فيعلّقها) علَى الفَرَسِ، والخَيْطُ الَّذِي تُعْقَد عَلَيْهِ العُوذَةُ يُسَمَّى بَرِيماً (و) الجُلْبَة (من السِّكِّينِ:) الَّتِي تَضُمُّ النِّصَابَ علَى الحَدِيدَةِ، و) الجُلْبَة (: الرُّوبَة) بالضَّمِّ هِيَ خَميرَةُ اللَّبَنِ (تُصَبُّ على الحَليب) لِيَتَرَوَّبَ، (و) الجُلْبَة (: البُقْعَة) ، يُقَال: إِنَّه لَفِي جُلْبَة صِدْقٍ، أَيْ فِي بُقْعَةِ صِدْقٍ، (و) الجخلْبَةُ (: بَقْلَةٌ) ، جَمْعُهَا الجُلَبُ.
(والجَلْبُ) بالفَتْح (: الجِنَايَةُ) على الإِنْسَانِ وَقد (جَلَبَ) عَلَيْهِ (كَنَصَرَ) : جَنَى.
(و) الجِلْبُ، (بالكَسْرُ) وبالضَّمِّ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (: الرَّحْلُ بِمَا فيهِ، أَوْ) جِلْبُ الرَّحْلِ (: غِطَاؤُهُ) . قَالَه ثَعْلَب، وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه: عِيدَانُه، قَالَ العجّاج وشَبَّهَ بَعِيرَهُ بِثَوْرٍ وَحْشِيَ رَائِح وقَدْ أَصَابَهُ المَطَرُ: عالَيْتَ أَنْسَاعِي وجِلْبَ الكُورِ
عَلَى سَرَاةِ رائِحٍ مَمْطُورِ
قَالَ ابْن بَرّيّ: وَالْمَشْهُور فِي رَجزه:
بل خِلْتُ أَعْلاَقِي وجِلْبَ كُورِي
أَعْلاَق: جَمْعُ عِلْقٍ، وَهُوَ النَّفِيسُ من كلّ شَيْءٍ، والأَنْسَاعُ: الحِبَالُ، وَاحِدُهَا: نِسْعٌ، والسَّرَاةُ: الظَّهْرُ، وأَرَادَ بالرَّائِحِ المَمْطُورِ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ.
وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه: أَحْنَاؤُه، (و) قِيلَ: جِلْبُهُ وجُلْبُهُ: (خَشَبُهُ بِلاَ أَنْسَاعٍ وَأَدَاةٍ) ويُوجَدُ فِي بَعْضِ النُّسَخ: خَشَبَةٌ بالرَّفْع، وَهُوَ خَطَأٌ.
(و) الجُلْبُ (بالضَّمِّ ويُكْسَرُ: السَّحَابُ) الَّذِي (لاَ مَاءَ فيهِ) وقِيلَ: سَحَابٌ رَقِيقٌ لاَ مَاءَ فيهِ، (أَو) هُوَ السَّحَابُ (المُعْتَرضُ) تَرَاهُ (كأَنَّه جَبَلٌ) قَالَ تَأَبَّطَ شَرًّا:
ولَسْتُ بِجُلْبٍ جُلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ
وَلاَ بِصَفاً صَلْدٍ عَنِ الخَيْرِ مَعْزِلِ
يَقُولُ: لَسْتُ بِرَجُلٍ لاَ نَفْعَ فيهِ، وَمَعَ ذَلِك فِيهِ أَذًى، كَذَلِك السَّحَابِ الَّذِي فِيهِ رِيحٌ وقُرٌّ وَلاَ مَطَرَ فِيهِ، والجَمْعُ أَجْلاَبٌ.
(و) الجُلْبُ (بالضَّمِّ: سَوَادُ الَّليْلِ) قَالَ جِرانُ العَوْدِ:
نَظَرْتُ وصُحْبَتِي بِخُنَيْصِراتٍ
وجُلْبُ الَّليْلِ يَطْرُدُهُ النَّهَارُ
(و) الجُلْبُ (: ع) مِنْ مَنَازِل حاجِّ صَنْعَاءَ، علَى طَرِيقِ تِهَامَةَ، بيْنَ الجَوْنِ وجازَانَ.
(والجِلْبَابُ، كَسِرْدَابٍ، و) الجِلِبَّابُ (كَسِنِمَّارٍ) مثَّلَ بِهِ سيبويهِ وَلم يُفَسِّرْه أَحدٌ، قَالَ السيرافيّ: وأَظُنُّه يعْنِي الجِلْبَاب، وَهُوَ يُذَكَّر ويُؤَنَّثُ (: القَمِيصُ) مُطْلَقاً، وخَصَّه بعضُهم بالمُشْتَمِلِ على البدَنِ كُلِّه، وفَسَّره الجوهريُّ بالمِلْحَفَةِ قَالَه شيخُنا، وَالَّذِي فِي (لِسَان الْعَرَب) : الجِلْبَابُ: ثَوْبٌ أَوْسعُ مِنَ الخِمَارِ دُونَ الرِّدَاءِ، تُغَطِّي بِهِ المرْأَةُ رأْسَها وصدْرَها، (و) قيلَ: هُوَ (ثَوْبٌ واسعٌ للمرأَةِ دُونَ المِلْحَفَةِ) ، وَقيل: هُوَ المِلْحَفَةُ، قَالَت جَنُوبُ أُخْتُ عمْرٍ وذِي الكَلْبِ تَرْثِيهِ:
تَمْشِي النُّسْورُ إِلَيْهِ وَهْيَ لاَهِيَةٌ
مَشْيَ العَذَارَى علَيْهِنَّ الجَلاَبِيبُ
أَيّ أَنَّ النُّسُورَ آمِنَةٌ مِنْه لَا تَفْرَقُه لِكَوْنِهِ مَيْتاً، فَهِيَ تَمْشِي إِليه مَشْيَ العَذَارَى، وأَوَّلُ المَرْثِيَةِ:
كُلُّ امْرِىءٍ بِطُوَالِ العَيْشِ مكْذُوبُ
وكُلُّ مَنْ غَالَبَ الأَيَّامَ مغْلُوبُ
وَقَالَ تَعَالَى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} (الأَحزاب: 59) ، وَقيل: هُوَ مَا تُغطّي بهِ المرْأَةٌ (أَو) هُوَ (مَا تُغطِّي بِهِ ثِيابَها مِن فَوْقُ، كالمِلْحَفةِ، أَو هُوَ الخِمارُ) كَذَا فِي (الْمُحكم) ، ونقلَه ابنُ السكّيت عَن العامِريَّة، وَقيل: هُوَ الإِزارُ، قَالَه ابنُ الأَعرابيّ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حديثِ أُمِّ عَطِيَّةَ، وَقيل: جِلْبابُها: مُلاءَتُها تَشْتمِل بِها، وَقَالَ الخفاجِيُّ فِي العِناية: قِيل: هُوَ فِي الأَصْلِ المِلْحَفَةُ ثمَّ اسْتُعِير لِغَيْرِهَا منَ الثِّيَابِ، ونَقَلَ الحافظُ ابنُ حَجرٍ فِي المُــقَدَّمــة عَن النَّضْرِ: الجِلْبَابُ: ثَوْبٌ أَقْصرُ مِنَ الخِمَارِ وأَعْرضُ مِنْهُ، وَهُوَ المِقْنَعَة، قَالَه شيخُنا، والجمْعُ جَلاَبِيبُ، وقَدْ تَجعلْبَبْتُ، قَالَ يَصِفُ الشَّيْبَ:
حتَّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِنَاعاً أَشْهَبَا
أَكْرَهَ جلْبَابِ لِمَنْ تَجَلْبَبا
وَقَالَ آخَرُ:
مُجَلْبَبٌ مِنْ سَوَادِ الَّليْلِ جِلْبَابَا
والمصْدَرُ: الجَلْبَبَةُ، ولَمْ تُدْغَمْ لاِءَنَّهَا مُلْحَقَةٌ بدَحْرَجَةِ، (وجَلْبَبَه) إِيَّاهُ (فَتَجَلْبَبَ) ، قَالَ ابنُ جِنِّي: جَعلَ الخَلِيلُ باءَ جَلْبَبَ الأُولَى كوَاوِ جَهْوَرَ ودَهْوَرَ، وجَعَلَ يُونُسُ الثَّانِيَةَ كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ: وَكَانَ أَبُو عَلِيَ يَحْتَجُّ لِكوْنِ الثَّانِي هُوَ الزَّائِدَ باقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ، وَوَجْهُ الدَّلالةِ من ذَلِك أَنَّ نون افْعنْلَلَ بَابهَا إِذا وَقَعتْ فِي ذَوَاتِ الأَرْبعَةِ أَن تكونَ بَين أَصْلَيْنِ نَحْو احْرنْجَمَ واخْرنْطَمَ واقْعَنْسَسَ، مُلْحَقٌ بذلك، فيجبُ أَن يُحْتَذَى بِهِ طَرِيقُ مَا أُلْحِقَ بمِثَالِه، فلْتَكُنِ السِّينُ الأُولَى أَصْلاً، كَمَا أَنّ الطَّاءَ المُقَابِلَةَ لَهَا من اخْرَنْطَمَ أَصْلٌ، وإِذا كَانَت السينُ الأُولَى من اقْعَنْسَس أَصلاً كَانَت الثانيةُ الزائدةَ من غير ارْتِيَابٍ وَلَا شُبْهَةٍ، كَذا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وأَشَار لمثلِه الإِمامُ أَبو جعفرٍ الَّلبْلِيّ فِي (بُغْيَة الآمال) ، والحُسامُ الشريفيّ فِي (شرح الشافية) وَفِي حَدِيث عليَ رَضِيَ اللَّه عنهُ (من أَحبَّنَا أَهْلَ البيْتِ فَلْيُعِدَّ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً) قَالَ الأَزهريُّ: أَي ليَزْهَدْ فِي الدُّنْيَا (و) ليَصْبُرْ علَى الفَقْرِ والقِلَّةِ، كَنَى بِهِ عَن الصَّبْرِ لأَنه يَسْتُرُ الفقْرَ كَمَا يَسْتُر الجِلْبابُ البَدنَ، وَقيل غيْرُ ذَلِك من الوُجُوهِ الَّتِي ذُكرت فِي كتاب (اسْتِدْراكِ الغلَط) لأَبي عُبيْدٍ القاسمِ بن سلاَّم.
(و) الجِلْبابُ (: المُلْكُ) .
(والجَلنْبَاةُ) كحَبَنْطاةٍ: المَرْأَةُ (السَّمِينَةُ) ويُقالُ: ناقَةٌ جَلَنْبَاةٌ، أَي سَمِينَةٌ صُلْبةٌ، قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
كَأَنْ لَمْ تَخِدْ بِالوصَْلِي يَا هِنْدُ بيْنَنَا
جَلَنْبَاةُ أَسْفَارٍ كَجَنْدَلَةِ الصَّمْدِ
(والجُلاَّبُ، كزُنَّارٍ) . وسَقَطَ الضبطُ من نُسخةِ شَيخنَا فَقَالَ: أَطْلقَه، وَكَانَ الأَوْلى ضبْطُه. وَقَعَ فِي حَدِيث عاءشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا (كَانَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمإِذا اغْتَسَل مِن الجَنابةِ دَعا بِشيْءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ فأَخذَ بِكفِّهِ فبدأَ بِشِقِّ رأْسِهِ الأَيْمنِ ثُمَّ الأَيْسرِ) قَالَ أَبو مَنْصُور: أَرادَ بالجُلاَّبِ (ماءَ الورْدِ) ، وَهُوَ فارِسِيٌّ (مُعرَّبٌ) وَقَالَ بعضُ أَصحاب المعَانِي والحديثِ كأَبي عُبَيدٍ وغيرِه إِنَّما هُوَ الحِلابُ بكسْرِ الحاءِ الْمُهْملَة لَا الجُلاَّب، وَهُوَ مَا يُحْلبُ فِيهِ لبَنُ الغَنمِ كالمِحْلَبِ سَوَاءٌ، فصحّف فَقَالَ جُلاَّب، يَعْنِي أَنه كَانَ يَغْتَسِلُ من الجَنَابةِ فِي ذَلِك الحِلابِ، وَقيل: أُرِيدَ بِهِ: الطَّيبُ أَوْ إِناءُ الطَّيبِ، وتفْصِيلُه فِي (شرح البُخارِيِّ) للحافظِ ابْن حَجَزٍ رَحمَه الله تَعَالَى.
(و) الجُلاَّبُ (: ة بالرُّهَى) نَواحِي دِيارِ بَكْرٍ، (و) اسمُ (نَهْرِ) مدِينةِ حَرَّانَ، سُمِّيَ باسم هَذِه القَرْيةِ.
(و) أَبُو الحَسنِ (علِيُّ بنُ مُحَمَّدِ) بنِ مُحَمَّدِ بنِ الطَّيِّب (الجُلاَّبِيُّ عالِمٌ (مُؤرِّخٌ) ، سمِع الكثيرَ من أَبِي بَكْرٍ الخَطيبِ، وَله ذيْلُ تارِيخِ واسِطَ تُوُفّيَ سنة 534 وابنُهُ مُحمَّدٌ صَاحب ذَاك الجُزْءِ مَاتَ سنة 543.
(و) قدْ (أَجْلَبَ قَتَبَه) محرَّكةً، أَي (غَشَّاهُ) بالجُلْبَةِ، وقِيل غَشَّاهُ (بالجِلْدِ الرَّطْبِ) فَطِيراً ثمَّ تَركَه عَلَيْهِ (حَتَّى يَبِسَ) ، وَفِي (التَّهْذِيب) الإِجْلاَبُ: أَنْ تأْخُذَ قِطْعَةَ قِدَ فَتُلْبِسَها رأْسَ القَتَبِ فتَيْبَسَ عَلَيْهِ، قَالَ النابغةُ الجَعْدِيُّ:
أُمرَّ ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِهِ
كتَنْحيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ
(و) أَجْلَبَ (فُلاناً: أَعانَه، و) أَجْلَبَ (القَوْمُ) عليهِ (: تَجَمَّعُوا) وتَأَلَّبُوا، مثلُ أَحْلَبُوا، بالحاءُ المُهْملَةِ قَالَ الكُميْتُ:
عَلى تِلْكَ إِجْرِيَّايَ وَهْيَ ضَرِيبَتِي
ولَوْ أَجْلَبُوا طُرًّا عَلَيَّ وأَحْلبُوا
(و) أَجْلَبَ (: جَعلَ العُوذَةَ فِي الجُلْبَةِ) فَهُوَ مُجْلِبٌ، وَقد تــقدّم بيانُه آنِفا، وتــقدَّم أَيضاً قولُ عَلْقَمَةَ بنِ عَبَدَة، ومَنْ رَواهُ مُجْلَب بِفَتْح اللَّام أَراد أَنَّ على العُوذَةِ جُلْبَةٍ.
(و) أَجْلَبَ الرَّجُلُ إِذا نُتِجتْ ناقَتُه سَقْباً، وأَجْلَبَ: (ولَدَتْ إِبِلُهُ ذُكُوراً) لأَنَّه يَجْلِبُ أَوْلادَها فَتُبَاعُ، وأَحْلَبَ بِالْحَاء، إِذا نُتِجَتْ إِنَاثاً، ويَدْعُو الرجُلُ على صاحبِه فيقولُ: أَجْلَبْتَ ولاَ أَحْلَبْتَ، أَي كَانَ نِتَاجُ إِبِلِكَ ذُكوراً لَا إِنَاثاً لِيَذْهبَ لَبنُه.
(وجِلِّيبٌ كَسِكِّيتٍ: ع) قَالَ شيخُنا، قَالَ الصاغانيّ: أَخْشَى أَنْ يَكُون تَصْحِيفَ حِلِّيت، أَي بالحاءِ المُهْملةِ والفَوْقِيَّةِ فِي آخِرِه، لأَنَّه المشهورُ، وإِن كَانَ فِي وَزْنه خِلافٌ، كَمَا سيأْتي، ونقَلَه المقْدِسِيُّ، وسلَّمه، وَلم يذكرهُ فِي (المراصد) .
قُلْتُ: ونَقَلَه الصاغانيُّ فِي التكملة عَن ابْن دُريد، وَلم يذْكُرْ فِيهِ تصحيفاً، ولعلَّه فِي غير هَذَا الكِتَابِ.
(والجُلُبَّانُ) بضَمِّ الجيمِ وَاللَّام وتشديدِ المُوحَّدَةِ، وَهُوَ الخُلَّرُ كسُكَّرٍ: وَهُوَ (نَبْتٌ) يُشْبِهُ الماشَ، الواحِدةُ: جُلُبَّانةٌ. وَفِي (التَّهْذِيب) : هُو حَبٌّ أَغْبَرُ أَكْدَرُ على لوْنِ الماشا إِلاَّ أَنَّه أَشدُّ كُدْرَةً مِنْهُ، وأَعْظمُ جِرْماً، يُطْبَخُ، (ويُخَفَّفُ) ، وَفِي حَدِيث مالكٍ (تُؤْخَذُ الزَّكَاةُ مِنَ الجُلْبَانِ) هُوَ بالتَّخْفِيفِ: حَبٌّ كالمَاشِ، والجُلْبَانِ منَ القَطَانِي معروفٌ، قَالَ أَبو حنيفةَ: لَمْ أَسْمَعْهُ من الأَعراب إِلا بالتَّشْدِيدِ، ومَا أَكْثَرَ مَنْ يُخَفِّفُه، قَالَ: ولَعَلَّ التخفيفَ لغةٌ، (و) الجُلبانُ، بالوَجْهَيْنِ (كالجِرَابِ من الأَدَمِ) يُوضَعُ فِيهِ السَّيْفُ مَغْمُوداً ويَطْرَحُ فِيهِ الراكبُ سَوْطَهُ وأَدَاتَه يُعَلِّقُه من آخِرَةِ الكُورِ أَو فِي واسِطَتِه، واشتقاقُه من الجُلْبَةِ وَهِي الجِلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فوقَ القَتَبِ (أَو) هُوَ (قِرَابُ الغِمْدِ) الَّذِي يُغْمَدُ فِيهِ السَّيْفُ، وَقد رَوَى البَرَاءُ بنُ عَازِبٍ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: لَمَّا صَالَحَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمالمُشْرِكِينَ بالحُدَيْبِيَةِ صالَحَهم على أَن يَدْخُلَ هُوَ وأَصحابُه من قابلٍ ثلاثَةَ أَيام وَلَا يَدخلونها إِلاّ بجُلُبَّانِ السَّلاَحِ. وَفِي رِوَايَة فسأَلتُه: مَا جُلُبَّانُ السِّلَاح؟ قَالَ: القِرَابُ بِمَا فيهِ، قَالَ أَبو مَنْصُور: القِرَابُ: هُوَ الغِمْدُ الَّذِي يُغْمَدُ فِيهِ السيفُ، فَفِي عبارَة المؤلّف تَسامُحٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وَرَوَاهُ القُتَيْبِيُّ بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد قَالَ: أَوْعِيَةُ السّلاحِ بِمَا فِيهَا، قَالَ: وَلَا أَراه سُمِّيَ بِهِ إِلاَّ بجَفَائِه، وَلذَلِك قيل للمرأَة الغَليظَةِ الجافِيَةِ: جُلُبَّانَة، وَفِي بعض الرِّوَايَات (وَلَا يدخُلُها إِلاّ بجُلُبَّانِ السَّلاحِ) ، السَّيْفِ والقَوْسِ ونحوِهِما، يريدُ مَا يُحْتَاجُ إِليه فِي إِظْهَارِه والقتالِ بِهِ إِلى مُعَانَاةٍ، لَا كالرِّماحِ فإِنَّهَا مُظْهَرةٌ يُمْكِنُ تَعْجِيلُ الأَذَى بهَا، وإِنَّمَا اشترطوا ذَلِك ليكونَ عَلَماً وأَمَارَةً لَهُ لسَّلْم، إِذ كانَ دخولُهم صُلْحاً، انْتهى، ونَقَلَ شيخُنا عَن ابْن الجَوْزِيِّ: جِلِبَّار بِكَسْر الْجِيم وَاللَّام وَتَشْديد المُوَحَّدة أَيضاً، وَنَقله الجَلالُ فِي الدُّرِّ النَّثِيرِ وَقد أَغْفله الجماهيرُ.
(والْيَنْجَلِبُ) على صِيغَة الْمُضَارع (: حَرَزَةٌ لِلتَّأْخِيذِ) أَي يُؤَخَّذُ بهَا الرِّجَالُ، (أَو) هِيَ (لِلرُّجُوع بَعْدَ الفِرَارِ) ، وَقد ذكرهَا الأَزهريّ فِي الربَاعيِّ فَقَالَ: وَمن خَرَزَاتِ الأَعراب: اليَنْجَلِب، وَهُوَ للرُّجُوعِ بعد الفِرَارِ، وللعَطْفِ بَعْدَ البُغْضِ، وَحكى اللَّحْيَانِيّ عَن العَامِرِيَّةِ: إِنَّهُنَّ يَقُلْنَ:
أَخَّذْتُهُ بِاليَنْجَلِبْ
فَلاَ يَرِمْ وَلاَ يَغِبْ
وَلاَ يَزَلْ عِنْدَ الطُّنُبْ
قلتُ: وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ، قَالَ: تَقُولُ العربُ.
أُعِيذُهُ باليَنْجَلِبْ
إِنْ يُقِمْ وإِنْ يَغِبْ
(والتَّجْلِيبُ: المَنْعُ) ، يُقَال: جَلَّبْتُه عَن كذَا وكَذَا تَجْلِيباً، أَي مَنَعْتُه. (و) التَّجْلِيبُ (: أَنْ تُؤْخَذَ صُوفَةٌ فتُلْقَى عَلَى خِلْفِ) بِالْكَسْرِ (النَّاقَةِ فتُطْلَى بِطِينٍ أَو نحْوِه) كالعَجِينِ (لِئلاَّ يَنْهَزَه) ، وَفِي نُسخة (لِسَان الْعَرَب) : لِئَلاَّ يَنْهَزَهَا (الفَصِيلُ) ، يُقَال: جَلِّبْ ضَرْعَ حَلُوبَتِكَ.
والتَّجَلُّبُ: الْتِمَاسُ المَرْعَى مَا كَانَ رَطْباً، هَكَذَا رُوِيَ بِالْجِيم.
(والدَّائِرَةُ المجْتَلَبَة، وَيُقَال: دائِرَةُ المُجْتَلَبِ مِنْ دَوَائِرِ العَرُوضِ، سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ أَبْحُرِهَا) لاِءَنَّ الجَلْبَ مَعْنَاهُ الجَمْعُ (أَوْ لاِءَنَّ أَبْحرَهَا مُجْتَلَبَةٌ) أَي مُسْتَمَدَّةٌ ومُسْتَوِقَة. وَقد تــقدَّم.
(وجُلَيْبِيبٌ) مُصَغَّراً (كَقُنَيْدِيلٍ) ، وَفِي نُسْخَة شَيخنَا جِلْبِيبٌ مُكَبَّراً كقِنْدِيلٍ، وَلذَا قَالَ: وَهَذَا غَرِيبٌ، ولعلَّه تَصَحَّفَ على المصنّف، وإِنما تَصَحَّفَ على ابنِ أُخْتِ خَالَتِه، فإِنّه هَكَذَا فِي نُسَخِنَا وأُصولِنا المُصَحَّحَةِ مُصَغَّراً (: صَحَابِيٌّ) ، وَفِي عبارَة بَعضهم أَنْصَارِيٌّ ذكره الحافظُ بن حَجَر فِي (الإِصابة) وَابْن فَهد فِي (المعجم) وَابْن عَبْدِ البَرِّ فِي (الِاسْتِيعَاب) ، جاءَ ذكره فِي (صَحِيح مُسلم) .
وذَكَرَ شيخُنَا فِي آخر هَذِه الْمَادَّة تَتِمَّةً ذكر فِيهَا أُموراً أَغْفَلَها المصنفُ فَذكر مِنْهَا المَثَلَ الْمَشْهُور الَّذِي ذكره الزَّمَخْشَرِيّ والميداني (جَلَبَتْ جَلْبَةً ثُمَّ أَمْسَكَتْ) قَالُوا: ويُرْوَى بالمُهْمَلَةِ أَي السَّحَابَةُ تُرْعِدُ ثُمَّ لَا تُمْطِرُ، يُضْرَبُ للجَبَانِ يَتَوَعَّدُ ثمَّ يَسْكُتُ، وَمِنْهَا أَن البَكْرِيَّ فِي شرح أَمالي القالي قَالَ: جِلِخْ جِلِبْ: لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ العَرَبِ.
ثمَّ ذَكَر: رَعْدٌ مُجَلِّبٌ، ومَا فِي السَّمَاءِ جُلْبَةٌ، أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُهَا، واليَنْجَلِبَ، وأَنْتَ خَبِيرٌ بأَنَّ هَذَا الَّذِي ذكره وأَمثالَه مذكورٌ فِي كَلَام المؤلّف نَصًّا وإِشارةً فكيفَ يكونُ من الزِّيَادَات؟ فتأَمَّل.
جلب: {جلابيبهن}: ملاحفهن. {وأجلب}: أجمع.
(جلب) الْقَوْم والرعد والغيث صَوت وعَلى الْفرس جلب
(جلب)
جلبا وجلبا أحدث جلبة وَالْجرْح علته الجلبة وَالدَّم يبس وَعَلِيهِ جنى ولأهله كسب وَالشَّيْء سَاقه من مَوضِع إِلَى آخر فَهُوَ جالب وجلاب وَفِي الْمثل (رب أُمْنِية جلبت منية) وَفُلَانًا توعده بشر وَجمع الْجمع عَلَيْهِ وعَلى الْفرس استخفه لِلْعَدو

(جلب) الشَّيْء جلبا اجْتمع
ج ل ب

جلب الشيء واجتلبه، والجالب مرزوق. واشتر من الجلب، وعبد جليب. وطارت جلبة الجرح، وجلب الجراح أي قشورها. وأجلب عليهم، وما هذه الجلبة، وما هذا الجلب واللجب، وأدنت عليها من جلبابها، وتجلببت، وجلببتها.

ومن المجاز: جلبته جوالب الدهر، وهذا مما يجلب الأحزان، ولكل قضاء جالب، ولكل در حالب.

جلب


جَلَبَ(n. ac.
جَلْب
جَلَب)
a. Imported; transported, conveyed; brought.
b. [ acc
& La], Procured, got for.
c. ['Ala], Shouted at, called out after.
d. Brought together, assembled.

جَلِبَ(n. ac. جَلَب)
a. Assembled, collected.

جَلَّبَ
a. ['Ala]
see I (c)b. Assembled together.

أَجْلَبَa. see I (c)
& II (b).
c. Helped, assisted.

إِنْجَلَبَa. Was imported; was conveyed, transported
brought.

إِجْتَلَبَa. see I (a)b. Asked for, required, ordered (goods).

إِسْتَجْلَبَa. Had brought; imported.
b. see VIII (b)
جَلْبa. Importation.

جُلْبَة
(pl.
جُلَب)
a. Scab.
b. Patch ( of leather ).
جَلَب
(pl.
جِلْبَ4ّ)
a. Imports: merchandise, slaves, cattle &c.

جَلَبَةa. Clamour, tumult.

جَلِيْبَةa. Importation.
b. see 4t
جَلَّاْبa. Importer; trader, merchant; slave-merchant.

جُلَّاْبa. Rosewater.
جلب جنب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام: لَا جَلَبَ وَلَا جنب وَلَا شِغار فِي الْإِسْلَام. قَالَ: الجلب فِي شَيْئَيْنِ: يكون فِي سِباق الْخَيل وَهُوَ أَن يتبع الرجلُ الرجلَ فرسه فيركض خَلفه ويزجره ويُجلِب عَلَيْهِ فَفِي ذَلِك مَعُونَة للْفرس على الجري فَنهى عَن ذَلِك. وَالْوَجْه الآخر فِي الصَّدَقَة أَن يــقدم المصدِّق فَينزل موضعا ثمَّ يُرْسل إِلَى الْمِيَاه فيجلب أَغْنَام [أهل -] تِلْكَ الْمِيَاه عَلَيْهِ فيصدقها هُنَاكَ فَنهى عَن ذَلِك وَلَكِن يــقدم عَلَيْهِم فيصدقهم على مِيَاههمْ وبأفنيتهم.
جلب
أصل الجَلْب: سوق الشيء. يقال: جَلَبْتُ جَلْباً، قال الشاعر:
وقد يجلب الشيء البعيد الجوالب
وأَجْلَبْتُ عليه: صحت عليه بقهر. قال الله عزّ وجل: وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ [الإسراء/ 64] ، والجَلَب المنهي عنه في قوله عليه السلام: «لا جَلَب» قيل: هو أن يجلب المصّدّق أغنام القوم عن مرعاها فيعدها، وقيل:
هو أن يأتي أحد المتسابقين بمن يجلب على فرسه، وهو أن يزجره ويصيح به ليكون هو السابق.
والجُلْبَة: قشرة تعلو الجرح، وأجلب فيه، والجِلْبُ: سحابة رقيقة تشبه الجلبة.
والجَلابيب: القمص والخمر، الواحد: جِلْبَاب.
ج ل ب : جَلَبْتُ الشَّيْءَ جَلْبًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ وَالْجَلَبُ بِفَتْحَتَيْنِ فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَهُوَ مَا تَجْلُبُهُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ وَجَلَبَ عَلَى فَرَسِهِ جَلْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ بِمَعْنَى اسْتَحَثَّهُ لِلْعَدُوِّ بِوَكْزٍ أَوْ صِيَاحٍ أَوْ نَحْوِهِ وَأَجْلَبَ عَلَيْهِ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.
وَفِي حَدِيثٍ «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ» بِفَتْحَتَيْنِ فِيهِمَا فُسِّرَ بِأَنَّ رَبَّ الْمَاشِيَةِ لَا يُكَلَّفُ جَلْبَهَا إلَى الْبَلَدِ لِيَأْخُذَ السَّاعِي مِنْهَا الزَّكَاةَ بَلْ تُؤْخَذُ زَكَاتُهَا عِنْدَ الْمِيَاهِ وَقَوْلُهُ وَلَا جَنَبَ أَيْ إذَا كَانَتْ الْمَاشِيَةُ فِي الْأَفْنِيَةِ فَتُتْرَكُ فِيهَا وَلَا تُخْرَجُ إلَى الْمَرْعَى لِيَخْرُجَ السَّاعِي لِأَخْذِ الزَّكَاةِ لِمَا فِيهِ مِنْ الْمَشَقَّةِ فَأَمَرَ بِالرِّفْقِ مِنْ الْجَانِبَيْنِ وَقِيلَ مَعْنَى وَلَا جَنَبَ أَيْ لَا يَجْنُبُ أَحَدٌ فَرَسًا إلَى جَانِبِهِ فِي السِّبَاقِ فَإِذَا قَرُبَ مِنْ الْغَايَةِ انْتَقَلَ إلَيْهَا فَيَسْبِقُ صَاحِبَهُ وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ وَالْجِلْبَابُ ثَوْبٌ أَوْسَعُ مِنْ الْخِمَارِ وَدُونَ الرِّدَاءِ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْجِلْبَابُ مَا يُغَطَّى بِهِ مِنْ ثَوْبٍ وَغَيْرِهِ وَالْجَمْعُ الْجَلَابِيبُ وَتَجَلْبَبَتْ الْمَرْأَةُ لَبِسَتْ الْجِلْبَابَ وَالْجُلْبَانُ حَبٌّ مِنْ الْقَطَانِيِّ سَاكِنُ اللَّامِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ سُمِعَ فِيهِ فَتْحُ اللَّامِ مُشَدَّدَةً. 
(جلب) - في حديث سالم: "قَدِم أَعرابِيٌّ بجَلُوبَة فنَزلَ على طَلحَة، رضي الله عنه، فقال طَلحةُ: نَهَى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أن يَبِيع حاضِرٌ لِبادٍ".
قال عَمُرو بن سَلَمة، عن أَبِيه: الجَلائِبُ: الِإبل التي يَجْلُبها القَومُ إلى الرجل النَّازلِ على الماء، ليس له ما يحتمل فيَجْلِبُون إليه إِبلَهم فيَحْمِلُونه. الوَاحِدة جَلُوبَة.
وقال غَيرُه: الجَلُوبة: ما يُجلَب للبَيْع من رُذَال المَال دُون الكَرِيم، وقال الأَصمَعِيُّ: هي الِإبِل من أَىّ جِنْس كانت.
يقال: جَلَب يَجلُب ويَجْلِب جَلْباً وجَلَبًا: فهو جَالِبٌ وجَلَّاب. وذلك جَلَبٌ لِلمَجْلُوبَة. وهذا هو المَعْنِيُّ بالحَدِيث، كأَنّه أَرادَ أن يَبِيعها له طَلْحَةُ، فلِذَلك رَوَى له الحَدِيثَ.
- في حَدِيثِ مَالِك: "تؤخذ الزكاة من الجُلْبان".
الجُلْبَان: حَبٌّ كالمَاشِ ، ويقال له: الخُلَّر، الواحد جُلبَانَة، وقيل: غَيرُ ذَلِك.
(جلد) في الحَديثِ: "حُسْنُ الخُلُق يُذِيبُ الخَطَايَا كما تُذِيب الشَّمسُ الجَلِيدَ".
الجَلِيدُ: ما سَقَط من الصَّقِيع فَجَمَد.
- في حَدِيثِ سُراقَة، رضي الله عنه: "وَحِلَ بِي فَرَسي، وإنّي لَفِي جَلَدٍ من الأرض".
الجَلَد من الأَرضِ: ما صَلُبَ.
- في الحَدِيث: "فنَظَر إلى مُجْتَلَد القَومِ، فقال: الآنَ حَمِي الوَطِيسُ".
: أَي إلى مَوضِع الجِلاد، وهو الضَّربُ بالسَّيفِ.
ويجوز أن يَكونَ مصدر اجْتَلدَ: أي جَالَد. وقيل: جَالدْناهم بالسَّيف، من التَّجَلُّد والثَّباتِ في المُضارَبَة. ويقال: جَلَدتُه بالسَّوط جَلْداً: أي ضَربتُ جِلدَه، ومنه قَولُه تعالى: {فاجْلِدُوهُم} .
وجَلَدْتُ به الأَرضَ: ضَربتُها به، والمَجْلود: المَصْرُوع.

جلب

1 جَلَبَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـِ and جَلُبَ, (S, Msb, K,) inf. n. جَلْبٌ (S, Mgh, Msb, K) and جَلَبٌ, (S, K,) He drove, (A, K,) or brought, conveyed, or transported, (Mgh,) a thing, (S, A, * Mgh, Msb, K, *) or things, such as camels, sheep, goats, horses, captives, or slaves, or any merchandise, (TA,) from one place to another, (A, K,) or from one country or town to another, for the purpose of traffic; (Mgh;) as also ↓ اجتلب, (A, K, KL,) and ↓ استجلب. (KL.) And جَلَبْتُ الشَّىْءَ إِلَي نَفْسِى and ↓ اِجْتَلَبْتُهُ signify the same; (S;) i. e. (assumed tropical:) I brought, drew, attracted, or procured, the thing to myself. (PS.) [Hence,] ذَا مِمَّا يَجْلِبُ الإِخْوَانَ (tropical:) [This is of the things that bring, draw, attract, or procure, brothers, or friends]. (A, TA.) And الدَّهْرِ ↓ جَلَبَتُهُ جَوَالِبُ (tropical:) [The calamities of time, or of fortune, or of fate, brought, drew, or attracted, him, or it]. (A, TA.) [Hence also, accord. to some,] لَا جَلَبَ وَ لَا جَنَبَ, a trad., explained as meaning, The owner of cattle shall not be required to drive them, or bring them, to the town, or country, in order that the collector may take from them the portion appointed for the poor-rate, but this shall be taken at the waters; and when the cattle are in the yards, they shall be left therein, and not brought forth to the place of pasture, for the collector to take that portion: or, as some say, ولا جنب means, nor shall one have a horse led by his side, in a race, in order that, when he draws near to the goal, he may tranfser himself to it, and so outstrip his fellow: and other explanations have been given: (Msb:) [accord. to some,] لا جلب here means, they shall not drive, or bring, their cattle to the collector of the portions appointed for the poor-rate in the place where he alights, but he shall himself come to their yards and take those portions: or [جلب here is from the verb جَلَبَ in a sense which will be explained below, and] the trad. relates to horse-racing, and means, one shall not cause his horse to be followed by a man crying out at it and chiding it; nor shall he have a horse without a rider led by his own horse, in order that, when he draws near to the goal, he may transfer himself to it, and outstrip upon it: (Mgh:) or الجَلَبُ, which is forbidden, means the collector's not coming to the people at their waters to take the portions appointed for the poor-rate, but ordering them to drive, or bring, their cattle to him: or it relates to contending for a stake, or wager, and means the mounting a man upon one's horse, and, when he has drawn near to the goal, following his horse and crying out at it, in order that it may outstrip; which is a kind of fraud: (S:) or it is used in both these cases: (A 'Obeyd: [his explanations are virtually the same as those in the S:]) or the meaning of the trad. [so far as the former clause of it is concerned] is, that the contributions to the poor-rate shall not be driven, or brought, to the waters nor to the great towns, but shall be given in their places of pasture: or it means, [or rather الجلب means,] the collector's alighting in a place, and then sending a person, or persons, to drive, or bring, to him the cattle from their places, that he may take the portion thereof appointed for the poor-rate: or it [relates to horse-racing, and] means the sending forth a horse in the racecourse, and a number of persons' congregating, and crying out at it, in order that it may be turned from its course: or a man's following his horse, and spurring on behind it, and chiding it, and crying out at it: (K, TA:) or the shaking a thing behind a horse that is backward in a race, that it may be urged on thereby, and outstrip: or one's riding a horse, and leading behind him another, to urge it on, in contending for a stake, or wager: or the crying out at a horse from behind, and urging it to outstrip. (TA. See also 1 in art. جنب.) b2: جَلَبَ لأَهْلِهِ He gained or earned; sought or sought after or sought to gain [provisions &c.; generally meaning he purveyed]; and exercised art or cunning or skill, in the management of his affairs; for his family; as also ↓ اجلب. (Lh, K.) A2: جَلَبُوا, aor. ـِ and جَلُبَ, (K,) [inf. n. جَلَبٌ, and perhaps جَلَبَةٌ also;] and ↓ جلّبوا; (S, K;) and ↓ اجلبوا, (K,) inf. n. إِجْلَابٌ; (Mgh;) [the second of which is the most common;] They raised cries, shouts, noises, a clamour, (S, Mgh, TA,) or confused cries or shouts or noises. (Mgh, K. *) And جَلَبَ عَلَي فَرَسِهِ, (S, Msb, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. جَلَبٌ, (S,) or جَلْبٌ, (Msb,) He chid, or urged on, his horse; as also ↓ جلّب and ↓ اجلب; (K;) the first, rare; the second and third, usual: (TA:) he cried out at his horse, (S, K,) from behind him, and urged him to outstrip [in a race], (S,) aor. ـُ and جَلِبَ; (K; but this explanation is erased in the copy of the K in its author's handwriting, as being a repetition; and rightly, accord. to MF; though this requires consideration; TA;) as also ↓ اجلب: (S:) he urged his horse to run, by striking, or goading, or by crying out, or the like; as also ↓ اجلب: or, as some say, he led behind his horse that he was riding another horse to urge on the former, in contending [in a race] for a stake, or wager; as is shown in an explanation of the tradition cited above, لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ. (TA.) It is said in the Kur [xvii. 66], عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ ↓ وَأَجْلِبْ And raise thou confused cries against them, (Mgh,) or cry out against them, with thy forces riding and on foot.(Bd. But see another explanation in what follows.) And it is said in a wellknown prov., جَلَبَتْ جَلْبَةً ثُمَّ أَمْسَكَتْ It, i. e. a cloud (سَحَابَة), thundered, then refrained from raining: applied to a coward, who threatens, and then is silent: but accord. to some, it is with ح in the place of ج (MF. See art. حلب.) b2: [Hence,] جَلَبَ, aor. ـِ and جَلُبَ; and ↓ اجلب; He threatened with evil; (K, TA;) followed by an accus. (TA) [or, app., by عَلَى before the object]: or (so in the TA, but in some copies of the K “ and,”) he collected a company, a troop, or an army. (K, TA.) [It is said that] عَلَيْهِمْ ↓ وَأَجْلِبْ, in the Kur [xvii. 66], means And collect thou against them [thy forces], and threaten them with evil. (TA. But see another explanation above.) And عَلَيْهِ ↓ اجلبو signifies also They collected themselves together against him, (S, K, *) and aided one another; like احلبوا. (S.) b3: جَلَبَ عَلَيْهِ, aor. ـُ inf. n. جَلْبٌ, He committed a crime against him; or an offence for which he should be punished. (K, * TA.) A3: جَلَبَ, aor. ـِ and جَلُبَ, (S, K,) It (a wound) healed: (K:) or it (an ulcer, As, or a wound, S) became covered with a skin in healing: (As, S:) as also ↓ اجلب. (S, L.) b2: And It (blood) dried; became dry; as also ↓ اجلب. (Lh, K.) A4: جَلِبَ, aor. ـَ It [app. a company or troop] assembled, or became collected together. (K.) 2 جَلَّبَ see 1, in two places.

A2: The inf. n. تَجْلِيبٌ also signifies The act of bringing together: or collecting. (KL.) 3 جَاْلَبَ [جالب is explained by Golius, as on the authority of the KL, as meaning He helped, or assisted: but this is a mistake for حالب; for I find مُحَالَبَةٌ explained by يارى كردن in a copy of the KL, and the order of the words there shows that it is not a mistranscriptiou for مجالبة.]4 اجلب: see 1, in eleven places, in the latter half of the paragraph.

A2: Also His camels brought forth males; (S, K;) because the males that they produce are driven, or brought, from one place to another, and sold; opposed to احلب “ his camels brought forth females: ” (S:) and his camel brought forth a male. (TA.) أَجْلَبْتَ وَلَا أَحْلَبْتَ May thy camels bring forth males, and may they not bring forth females, is a form of imprecation against a man, implying a wish that he may lose the milk [that he would have otherwise]. (TA.) A3: He aided, helped, or assisted, another. (S, K.) [So, too, احلب.]

A4: He put an amulet into a جُلْبَة [which must therefore signify the piece of skin in which an amulet is enclosed, as well as an amulet enclosed in a piece of skin: see مُجْلِبٌ]. (K.) b2: اجلب قَتَبَهُ, (S, K,) inf. n. إِجْلابٌ, (T,) He covered his قتب [or camel's saddle] (S, K) with a جُلْبَة, i. e., (S,) with a piece of fresh, moist skin, which he left upon it until it became dry [and tight]: (S, K: *) or he covered the head of his قتب with a piece of kid's, or lamb's, skin, and left it to dry upon it. (T.) 5 تَجَلَّبَ [تجلّب rendered by Golius Clamorem ac murmur excitavit, as on the authority of the K, I do not find in that lexicon nor in any other.]7 انجلب It [a camel, sheep, goat, horse, captive, or slave, or a number of camels &c., or any merchandise, (see 1, first sentence,)] was driven [or brought] from one place to another [or from one country or town to another, for the purpose of traffic]. (K.) 8 اجتلب: see 1, first and second sentences. b2: Also (assumed tropical:) He (a poet) took, or borrowed, from the poetry of another. (TA.) b3: And He sought or demanded [a thing]. (Har p. 44.) 10 استجلبهُ He sought, or demanded, or desired, that it [a camel, sheep, goat, horse, captive, or slave, or a number of camels &c., or any merchandise, (see 1, first sentence,)] should be driven [or brought] from one place to another [in which he was, or from one country or town to another, for sale]. (K.) b2: See also 1, first sentence. R. Q. 1 جَلْبَبَهُ, (K,) or جلببهُ جِلْبَابًا, (TA,) inf. n. جَلْبَبَةٌ, the second ب not being incorporated into the first because the word is quasi-coordinate to the class of دَحْرَجَةٌ, (S,) He put on him a garment of the kind called جِلْبَاب. (S, K.) Accord. to Kh, the first ب in جلبب is [augmentative] like the و in جَهْوَرَ and دَهْوَرَ: accord. to Yoo, the second is [augmentative] like the ى in سَلْقَى and جَعْبَى. (IJ, TA.) R. Q. 2 تَجَلْبَبَ, (K,) and تَجَلْبَبَتْ, (A, Msb,) He, and she, put on a garment of the kind called جِلْبَاب; or clad himself, and herself, therewith. (A, Msb, K.) And تجلبب بِثَوْبَهَ He covered himself with his garment. (Har p. 162.) جُلْبٌ: see جِلْبٌ b2: Also The blackness of night; (K, TA;) and so ↓ جِلْبَابٌ. (Har p. 480. [The latter evidently tropical in this sense, and perhaps the former also.]) جِلْبٌ (S, K) and ↓ جُلْبٌ (S, L) A camel's saddle of the kind called رَحْل, with what it contains, or comprises: (K:) or its cover: (Th, K:) or its pieces of wood: (S:) or its curved pieces of wood: (TA:) or its wood, without [the thongs called] أَنْسَاع and other apparatus. (K, TA.) A2: Also, both words, Clouds, (K,) or thin clouds, (S,) in which is no water: (S, K:) or clouds appearing, or extending sideways, (مُعْتَرِضٌ,) [in the horizon,] like a mountain [or mountainrange]: (K, TA:) or a cloud like that which is termed عَارِضٌ [q. v.], but narrower, and more distant, and inclining to blackness: (Az, TA in art. عرض:) pl. أَجْلَابٌ. (TA.) [See also جُلْبَةٌ.]

جَلَبٌ A thing, or things, driven, or brought, (S, A, Mgh, Msb, K,) from one country or town to another, (S, Mgh, Msb,) or from one place to another, (A, K,) for the purpose of traffic; (Mgh;) as horses, &c., (K,) camels, (TA,) sheep or goats, captives or slaves, (Lth, TA,) or any merchandise: (TA:) and so ↓جَلَبَةٌ, thus in the handwriting of the author of the K in his last copy of that work, and mentioned by more than one, (MF, [who adds that it is correct, but SM thinks it a mistake,]) and ↓ جَلِيبَةٌ and ↓ جُلُوبَةٌ: (K:) [see this last, below:] pl. [of the first]

أَجْلَابٌ. (K.) Hence the prov., النُّفَاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ The failure of provisions causes the camels, driven, or brought, from one place to another, to be disposed in files for sale. (TA.) b2: [And, app., Male camels; like جَلُوبَةٌ; because they are driven, or brought, from one place to another, and sold; (see 4;) opposed to حَلَبٌ, q. v.] b3: Also Persons who drive, or bring, camels and sheep or goats [&c.] from one place or country or town to another, for sale; and so [its pl.]

أَجْلَابٌ. (S.) [In the present day, ↓ جَلَّابٌ signifies One who brings slaves from foreign countries, particularly from African countries, for sale.]

A2: Also, (S, A, K,) and ↓ جَلَبَةٌ, (S, A, * Mgh, K,) [the former an inf. n., and so, perhaps, the latter, but often used as simple substs., the latter more commonly, meaning] Cries, shouts, noises, or clamour: (S, TA:) or a confusion, or mixture, (A, Mgh, K,) of cries or shouts or noises, (A, Mgh,) or of crying or shouting or noise. (K.) b2: And the former, An assembly of men. (TA.) جُلْبَةٌ The small piece of skin, (S,) or the crust, or scab, (A, K,) that forms over a wound (S, A, K) when it heals: (S, K:) pl. جُلَبٌ. (A.) b2: A piece of skin that is put upon the [kind of camel's saddle called] قَتَب. (S, K.) [See 4.] b3: [A piece of skin in which an amulet is enclosed: see 4.] b4: An amulet upon which is sewed a piece of skin: (K:) pl. as above. (TA.) b5: A detached portion of cloud: (K:) [or] a cloud covering the sky. (IAar, TA.) [See also جِلْبٌ.] b6: A piece of land differing from that which adjoins it; a patch of ground; syn. بُقْعَةٌ. (K.) One says, إِنَّهُ لَفِى جُلْبَةِ صِدْقٍ i. e. فى بُقْعَةِ صِدْقٍ [app. meaning (assumed tropical:) Verily he is in a good station or position: see art. بقع]. (TA.) b7: A detached portion of herbage or pasture. (K, * TA.) A2: Also Severity, or pressure, of time or fortune; (S, K;) like كُلْبَةٌ: (S:) and hunger: (so in some copies of the K:) or vehemence of hunger: (so in other copies of the K:) or severity; adversity; difficulty; trouble: (TA:) and a hard, distressful, or calamitous, year. (K.) جَلَبَةٌ: see جَلَبٌ, in two places.

جِلِبَّاتٌ (S, A, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ جِلْبَابٌ; (K;) the latter mentioned as an ex. of form by Sb, and thought by Seer to be syn. with the former, but not explained by any one except the author of the K; masc. and fem.; (TA;) A [woman's outer wrapping garment called] مِلْحَفَة: (S:) or this is its primary signification; but it is metaphorically applied to other kinds of garments: (El-Khafájee, TA:) or a shirt, (K, TA,) absolutely: or one that envelopes the whole body: (TA:) and a wide garment for a woman, less than the ملحفة: or one with which a woman covers over her other garments, like the ملحفة: or the [kind of head-covering called], خِمَار: (K:) so in the M: (TA:) or a garment wider than the خمار, but less than the رِدَآء (Mgh, L, Msb,) with which a woman covers her head and bosom: (L:) or a garment shorter, but wider, than the خمار; the same as the مِقْنَعَة: (En-Nadr, TA:) or a woman's head-covering: (TA:) or the [kind of wrapper called] إِزَار: (IAar, TA:) or a garment with which the person is entirely enveloped, so that not even a hand is left exposed, (Har p. 162, and TA,) of the kind called مُلَآءَة, worn by a woman: (TA:) or a garment, or other thing, that one uses as a covering: (IF, Msb:) pl. جَلَابِيبُ. (S, Mgh, Msb.) b2: See also جُلْبٌ. b3: (assumed tropical:) Dominion, sovereignty, or rule [with which a person is invested]. (K.) جُلْبَانٌ and جُلَبَانٌ: see جُلُبَّانٌ, in three places.

جِلِبَّابٌ: see جِلْبَابٌ.

جَلَبَّانٌ: see the next paragraph, last sentence.

جُلُبَّانٌ, (K, TA, in the CK جُلَّبان, and so in the TA in art. خرف,) and without teshdeed, (K,) [i. e.] ↓ جُلْبَانٌ, (S, Msb,) and, accord. to some, ↓ جُلَبَانٌ also, (Msb,) not heard by AHn from the Arabs of the desert but with teshdeed, though many others pronounce it without tesh-deed, and pronounced in the latter manner, he says, it may be a dial. var.; (TA;) [a coll. gen. n.;] A certain plant; (K;) or a certain grain, or seed, of the kind called قَطَانِىّ [i. e. pulse]; (Msb;) the [grain, or seed, called] خُلَّر, which is a thing resembling the مَاش: (S:) or a dust-coloured, dusky hind of grain or seed, which is cooked; of the colour of the ماش, except in its being of a more dusky shade; but larger: (T, TA:) a certain kind of grain or seed, resembling the ماش, of the kind called قَطَانِىّ, well known: (TA:) [a common kind of vetch, or pea, the common lathyrus, or blue chickling vetch, the lathyrus sativus of Linn., is called in Upper Egypt, and by some of the people of Lower Egypt also, جِلْبَان:] n. un. with ة. (TA.) A2: Also the first, (K,) and ↓ ة, (TA,) and ↓ جُلْبَانٌ, (MF, on the authority of Ibn-ElJowzee,) [like جُرُبَّانٌ and جُرْبَانٌ or جِرْبَانٌ,] A thing like a جِرَاب [or sword-case], of skin, or leather, (K, TA,) in which is put the sword sheathed, and in which the rider puts his whip and implements &c., and which he hangs upon the آخِرَة or the وَاسِط [see these two words] of the camel's saddle; derived from جُلْبَةٌ meaning “ a piece of skin that is put upon a قَتَب: ” (TA:) or the case (قِرَاب) of the sword-sheath, or scabbard: (K:) or جلبّانُ السِّلاحِ, occurring in a trad., signifies the case (قراب) with its contents: or the sword and bow and the like, which require some trouble to draw forth and use in fight; not such a weapon as the lance. (L, TA.) A3: Also the first, and ↓ جَلَبَّانٌ, (K, TA,) or ↓ جِلِبَّانٌ, (so in the CK,) A clamorous man; or one who makes a confused crying or shouting or noise. (K, TA.) جِلِبَّانٌ: see the next preceding paragraph, in two places.

جُلُبَّانَةٌ and جِلِبَّانَةٌ: see جَلَّابَةٌ.

جُلُبْنَانَةٌ and جِلِبْنَانَةٌ: see جَلَّابَةٌ.

جَلِيبٌ, applied to a male slave, (A, Mgh, K,) One who is brought from one place or country or town to another [for sale]: (S, K:) or one who is brought to the country of the Muslims [for sale]: (Mgh:) pl. جَلْبَى and جُلَبآءُ. (K.) It is also applied [in like manner] to a woman: pl. جَلْبَى and جَلَائِبُ. (Lh, K.) جَلُوبَةٌ A thing that is driven or brought from one place or country or town to another for sale; (T, S, TA;) such as an aged she-camel, and a he-camel, and a young she-camel such as is called قَلُوص, and any other thing; but not applied to stallion-camels of generous race, that are used for procreation: pl. جَلَائِبُ: or the pl. signifies camels that are brought to a man sojourning at a water, who has not means of carriage; wherefore they put him [and his companions or goods &c.] thereon: (TA:) or جلوبة signifies male camels: [see also جَلَبٌ:] or camels that are laden with the goods or utensils &c. of the people: and it is used alike as pl. and sing. (K.) See جَلَبٌ, with which it is syn. (K.) جَلِيبَةٌ: see جَلَبٌ. b2: Also (assumed tropical:) An affected habit or disposition. (Ibn-Abi-l-Hadeed, MF.) جَلَّابٌ: see جَلَبٌ.

جُلَّابٌ Rose-water: an arabicized word, (K,) from the Persian [گُلْ آبْ]. (TA.) جَلَّابَةٌ and ↓ مُجَلِّبَةٌ and ↓ جِلِبَّانَةٌ (K, TA) and ↓ جُلُبَّانَةٌ (CK) and ↓ جِلِبْنَانَةٌ and ↓ جُلُبْنَانَةٌ, (K, TA,) applied to a woman, Clamorous, noisy, very loquacious or garrulous, and of evil disposition: (K, TA:) or جلبّانة signifies, thus applied, rude and coarse: (TA:) the ل in this word is not a substitute for the ر in جِرِبَّانَةٌ [which has a similar meaning]: for it is from الجَلَبَةُ. (IJ, TA.) جَالِبٌ (A) and ↓ جَالِبَةٌ (L) and ↓ مَجْلَبَةٌ (Har p. 194 &c.) [all signify] (assumed tropical:) A cause of bringing or drawing or attracting or procuring of a thing: (Har p. 194, in explanation of the last:) thus مَجْلَبَةُ الدَّمْعِ means (assumed tropical:) the cause of drawing tears: (1d p. 15:) pl. of the second, جَوَالِبُ; as in the phrase جَوَالِبُ القَدَرِ (assumed tropical:) [the drawing, or procuring, causes of destiny]: (L, TA:) pl. of the third, مَجَالِبُ. (Har p. 430.) You say, لِكُلِّ قَضَآءٍ جَالِبٌ وَلِكُلِّ دَرٍّ حَالِبٌ (tropical:) [For every decree of fate there is a drawing, or procuring, cause; and for every flow of milk there is a milker]. (A, TA.) and [hence] the pl. جَوَالِبُ signifies (assumed tropical:) Calamities, misfortunes, evil accidents, adversities, or difficulties. (TA.) See an ex. in the first paragraph, near the beginning. b2: قُرُوحٌ جَوَالِبُ and جُلَّبٌ Wounds, or ulcers, healing, or becoming covered with skin in healing. (As, TA.) جَالِبَةٌ: see the paragraph next preceding.

مُجْلِبٌ A person who puts an amulet into a case of skin: after which it is sewed upon [the headstall, or some other part of the trappings, of] a horse. (TA.) مَجْلَبَةٌ: see جَالِبٌ.

مُجَلِّبٌ, applied to thunder, (K,) and to rain, (TA,) Boisterous. (K, TA.) b2: مُجَلِّبَةٌ: see جَلَّابَةٌ.

يَنْجَلِبٌ A خَزَرَة [i. e. bead, or gem, or similar stone] (T, K, TA) used by the Arabs of the desert, (T, TA,) [or by the women of the desert, as a charm,] for captivating, or fascinating, men; (K, * TA;) or for bringing back after flight; (T, K;) or for procuring affection after hatred: (T, TA:) Az mentions it as a quadriliteral-radical word. (TA.) The Arab women used to say, فَلَا يَرُمْ وَلَا يَغِبْ أَخَّذْتُهُ بِاليَنْجَلِبْ وَلَا يَزِلْ عِنْدَ الطَّنَبْ [I have fascinated him with the yenjelib, and he shall not seek another, nor absent himself, nor cease to remain at the tent-rope]. (Lh, TA.)

جلب: الجَلْبُ: سَوْقُ الشيء من موضع إِلى آخَر.

جَلَبَه يَجْلِبُه ويَجْلُبه جَلْباً وجَلَباً واجْتَلَبَه وجَلَبْتُ الشيءَ إِلى نفْسِي واجْتَلَبْتُه، بمعنى. وقولُه، أَنشده ابن الأعرابي:

يا أَيها الزاعِمُ أَنِّي أَجْتَلِبْ

فسره فقال: معناه أَجْتَلِبُ شِعْري من غيري أَي أَسُوقه وأَسْتَمِدُّه.

ويُقَوِّي ذلك قول جرير:

أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافِي، * فَلا عِيّاً بِهِنَّ، ولا اجْتِلابا

أَي لا أَعْيا بالقَوافِي ولا اجْتَلِبُهنَّ مِمَّن سواي، بل أَنا غَنِيٌّ بما لديَّ منها.

وقد انْجَلَب الشيءُ واسْتَجْلَب الشيءَ: طلَب أَن يُجْلَبَ إِليه.

والجَلَبُ والأَجْلابُ: الذين يَجْلُبُون الإِبلَ والغَنم للبيع.

والجَلَبُ: ما جُلِبَ مِن خَيْل وإِبل ومَتاعٍ. وفي المثل: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ أَي انه إِذا أَنْفَضَ القومُ، أَي نَفِدَتْ أَزْوادُهم،

قَطَّرُوا إِبلَهم للبيع. والجمع: أَجْلابٌ. الليث: الجَلَبُ: ما جَلَبَ القومُ من غَنَم أَو سَبْي، والفعل يَجْلُبون، ويقال جَلَبْتُ الشيءَ جَلَباً، والـمَجْلوبُ أَيضاً: جَلَبٌ.

والجَلِيبُ: الذي يُجْلَبُ من بَلد إِلى غيره. وعَبْدٌ جَلِيبٌ. والجمع

جَلْبَى وجُلَباء، كما قالوا قَتْلَى وقُتَلاء. وقال اللحياني: امرأَةٌ

جَلِيبٌ في نسوة جَلْبَى وجَلائِبَ. والجَلِيبةُ والجَلُوبة ما جُلِبَ. قال

قيْس بن الخَطِيم:

فَلَيْتَ سُوَيْداً رَاءَ مَنْ فَرَّ مِنْهُمُ، * ومَنْ خَرَّ، إِذْ يَحْدُونَهم كالجَلائِبِ

ويروى: إِذ نَحْدُو بهم. والجَلُوبةُ: ما يُجْلَب للبيع نحو الناب

والفَحْل والقَلُوص، فأَما كِرامُ الإِبل الفُحولةُ التي تُنْتَسَل، فليست من الجلُوبة. ويقال لصاحِب الإِبل: هَلْ لك في إِبلِكَ جَلُوبةٌ؟ يعني شيئاً جَلَبْتَه للبيع. وفي حديث سالم: قَدِمَ أَعرابيٌّ بجَلُوبةٍ، فَنَزلَ على طلحةَ، فقال طلحةُ: نَهى رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَن يَبِيعَ حاضِرٌ لِبادٍ. قال: الجَلُوبة، بالفتح، ما يُجْلَبُ للبَيْع من كل شيءٍ، والجمعُ الجَلائِبُ؛ وقيل: الجَلائبُ الإِبل التي تُجْلَبُ إِلى الرَّجل النازِل على الماءِ ليس له ما يَحْتَمِلُ عليه، فيَحْمِلُونه عليها. قال: والمراد في الحديث الأَوّلُ كأَنه أَراد أَن يَبيعها له طلحةُ. قال ابن الأَثير: هكذا جاء في كتاب أَبي

موسى في حرف الجيم. قال: والذي قرأْناه في سنن أَبي داود: بحَلُوبةٍ، وهي الناقةُ التي تُحْلَبُ. والجَلُوبةُ: الإِبل يُحْمَلُ عليها مَتاعُ القوم، الواحد والجَمْع فيه سَواءٌ؛ وجَلُوبة الإِبل: ذُكُورها.

وأَجْلَبَ الرجلُ إِذا نُتِجَتْ ناقتُه سَقْباً. وأَجْلَبَ الرجلُ: نُتِجَت إِبلُه ذُكُوراً، لأَنه تُجْلَبُ أَولادُها، فَتُباعُ، وأَحْلَبَ، بالحاءِ، إِذا نُتِجت إِبلُه إِناثاً. يقال للـمُنْتِجِ: أَأَجْلَبْتَ أَم أَحْلَبْتَ؟ أَي أَوَلَدَتْ إِبلُكَ جَلُوبةً أَم وَلَدَتْ حَلُوبةً، وهي الإِناثُ. ويَدْعُو الرجلُ على صاحبه فيقول: أَجْلَبْتَ ولا أَحْلَبْتَ أَي كان نِتاجُ إِبلِك ذُكوراً لا إِناثاً ليَذْهَبَ لبنُه.

وجَلَبَ لأَهلِه يَجْلُبُ وأَجْلَبَ: كَسَبَ وطَلَبَ واحْتالَ، عن اللحياني.

والجَلَبُ والجَلَبةُ: الأَصوات. وقيل: هو اختِلاطُ الصَّوْتِ. وقد

جَلَبَ القومُ يَجْلِبُون ويَجْلُبُون وأَجْلَبُوا وجَلَّبُوا. والجَلَبُ: الجَلَبةُ في جَماعة الناس، والفعْلُ أَجْلَبُوا وجَلَّبُوا، من الصِّيَاحِ.

وفي حديث الزُّبير: أَنَّ أُمَّه صَفِيَّة قالت أَضْرِبُه كي يَلَبَّ ويَقُودَ الجَيشَ ذا الجَلَبِ؛ هو جمع جَلَبة، وهي الأَصوات. ابن السكيت

يقال: هم يُجْلِبُون عليه ويُحْلِبُون عليه بمعنىً واحد أَي يُعِينُون

عليه. وفي حديث علي، رضي اللّه تعالى عنه: أَراد أَن يُغالِط بما أَجْلَبَ فيه. يقال أَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتأَلَّبوا. وأَجْلَبَه:

أَعانَه. وأَجْلَبَ عليه إِذا صاحَ به واسْتَحَثَّه.

وجَلَّبَ على الفَرَس وأَجْلَبَ وجَلَبَ يَجْلُب جَلْباً، قليلة: زَجَرَه. وقيل: هو إِذا رَكِب فَرساً وقادَ خَلْفَه آخَر يَسْتَحِثُّه، وذلك في

الرِّهان. وقيل: هو إِذا صاحَ به مِنْ خَلْفِه واسْتَحَثَّه للسَّبْق.

وقيل: هو أَن يُرْكِبَ فَرسَه رجلاً، فإِذا قَرُبَ من الغايةِ تَبِعَ

فَرَسَه، فَجَلَّبَ عليه وصاحَ به ليكون هو السابِقَ، وهو ضَرْبٌ من الخَدِيعةِ.

وفي الحديث: لا جَلَبَ ولا جَنَبَ.

فالجَلَبُ: أَن يَتَخَلَّفَ الفَرَسُ في السِّباق فيُحَرَّكَ وراءَه الشيءُ يُسْتَحَثُّ فَيسبِقُ. والجَنَبُ: أَن يُجْنَبَ مع الفَرَس الذي يُسابَقُ به فَرَسٌ آخَرُ، فيُرْسَلَ، حتى إِذا دَنا تَحوّلَ راكِبُه على الفرَس الـمَجْنُوب، فأَخَذَ السَّبْقَ. وقيل، الجَلَبُ: أَن يُرْسَلَ في الحَلْبةِ، فتَجْتَمِعَ له جماعَةٌ تصِيحُ به لِيُرَدَّ عن وَجْهِه.

والجَنَبُ: أَن يُجْنَبَ فرَسٌ جامٌّ، فيُرْسَلَ من دونِ المِيطانِ، وهو الموضع الذي تُرْسَلُ فيه الخيل، وهو مَرِحٌ، والأُخَرُ مَعايا.

وزعم قوم أَنها في الصَّدقة، فالجَنَبُ: أَن تأْخُذَ شاءَ هذا، ولم

تَحِلَّ فيها الصدقةُ، فتُجْنِبَها إِلى شاءِ هذا حتى تأْخُذَ منها الصدقةَ.

وقال أَبو عبيد: الجَلَبُ في شيئين، يكون في سِباقِ الخَيْلِ وهو أَن

يَتْبَعَ الرجلُ فرَسَه فيَزْجُرَه ويُجْلِبَ عليه أَو يَصِيحَ حَثّاً له، ففي ذلك مَعونةٌ للفرَس على الجَرْيِ. فنَهِيَ عن ذلك. والوَجْهُ الآخر في الصَّدَقةِ أَن يَــقْدَمَ الـمُصَدِّقُ على أَهْلِ الزَّكاةِ فَيَنْزِلَ موضعاً ثم يُرْسِلَ إِليهم من يَجْلُب إَِليه الأَموال من أَماكِنها لِيأْخُذَ صَدَقاتِها، فنُهِيَ عن ذلك وأُمِرَ أَن يأْخُذَ صَدَقاتِهم مِن أَماكِنِهم، وعلى مِياهِهِم وبِأَفْنِيَتِهِمْ. وقيل: قوله ولا جَلَبَ أَي لا تُجْلَبُ إِلى المِياه ولا إِلى الأَمْصار، ولكن يُتَصَدَّقُ بها في مَراعِيها.

وفي الصحاح: والجلَبُ الذي جاءَ النهيُ عنه هو أَن لا يأْتي

الـمُصَّدِّقُ القومَ في مِياهِهم لأَخْذِ الصَّدقاتِ، ولكن يَأْمُرُهم بِجَلْب

نَعَمِهم إِليه. وقوله في حديث

العَقَبةِ: إِنَّكم تُبايِعون محمداً على أَن تُحارِبُوا العَربَ والعَجَم مُجْلِبةً أَي مجتمعين على الحَرْب. قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في بعض الطرق بالباءِ. قال: والرواية بالياءِ، تحتها نقطتان، وهو مذكور في موضعه.

ورَعْدٌ مُجَلِّبٌ: مُصَوِّتٌ. وغَيْثٌ مُجَلِّبٌ: كذلك. قال:

خَفاهُنَّ مِنْ أَنْفاقهِنَّ كأَنـَّما * خَفاهُنَّ وَدْقٌ، مِنْ عَشِيٍّ، مُجَلِّبُ

وقول صخر الغي:

بِحَيَّةِ قَفْرٍ، في وِجارٍ، مُقِيمة * تَنَمَّى بِها سَوْقُ الـمَنى والجَوالِبِ

أَراد ساقَتْها جَوالبُ القَدَرِ، واحدتها جالبةٌ.

وامرأَةٌ جَلاَّبةٌ ومُجَلِّبةٌ وجلِّبانةٌ وجُلُبَّانةٌ وجِلِبْنانةٌ وجُلُبْنانةٌ وتِكِلاَّبةٌ: مُصَوِّتةٌ صَخّابةٌ، كثيرة الكلام، سيئة الخُلُق، صاحِبةُ جَلَبةٍ ومُكالَبةٍ. وقيل: الجُلُبّانَة من النساء: الجافِيةُ، الغَلِيظةُ، كأَنَّ عليها جُلْبةً أَي قِشْرة غَلِيظة، وعامّةُ هذه اللغات عن الفارسي. وأَنشد لحُميد بن ثور:

جِلِبْنانةٌ، وَرْهاءُ، تَخْصِي حِمارَها، * بِفي، مَنْ بَغَى خَيْراً إِلَيْها، الجَلامِدُ

قال: وأَما يعقوب فإِنه روى جِلِبَّانةٌ، قال ابن جني: ليست لام

جِلِبَّانةٍ بدلاً من راءِ جِرِبَّانةٍ، يدلك على ذلك وجودك لكل واحد منهما أَصْلاً ومُتَصَرَّفاً واشْتِقاقاً صحيحاً؛ فأَمـّا جِلِبَّانة فمن الجَلَبةِ

والصِّياحِ لأَنها الصَّخَّابة. وأَما جِرِبَّانةٌ فمِن جَرَّبَ الأُمورَ

وتصَرَّفَ فيها، أَلا تراهم قالوا: تَخْصِي حِمارَها، فإِذا بلغت المرأَة من البِذْلةِ والحُنْكةِ إِلى خِصاءِ عَيْرها، فَناهِيكَ بها في

التَّجْرِبةِ والدُّرْبةِ، وهذا وَفْقُ الصَّخَب والضَّجَر لأَنه ضِدُّ الحيَاء

والخَفَر. ورَجلٌ جُلُبَّانٌ وجَلَبَّانٌ: ذُو جَلَبةٍ.

وفي الحديث: لا تُدْخَلُ مَكّةُ إِلاَّ بجُلْبان السِّلاح. جُلْبانُ السِّلاح: القِرابُ بما فيه. قال شمر: كأَنَّ اشتقاق الجُلْبانِ من الجُلْبةِ وهي الجِلْدَة التي تُوضع على القَتَبِ والجِلْدةُ التي تُغَشِّي التَّمِيمةَ لأَنها كالغِشاءِ للقِراب؛ وقال جِرانُ العَوْد:

نَظَرتُ وصُحْبَتي بِخُنَيْصِراتٍ، * وجُلْبُ الليلِ يَطْرُدُه النَّهارُ

أَراد بجُلْبِ الليل: سَوادَه.

وروي عن البَراء بن عازب، رضي اللّه عنه، أَنه قال لَـمَّا صالَحَ رَسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، الـمُشْرِكِين بالحُدَيْبِيةِ: صالحَهم على أَن يَدْخُلَ هو وأَصحابُه من قابل ثلاثةَ أَيام ولا يَدْخُلُونها إِلاَّ بِجُلُبَّانِ السِّلاحِ؛ قال فسأَلته: ما جُلُبَّانُ السّلاحِ؟ قال:

القِرابُ بما فِيه. قال أَبو منصور: القِرابُ: الغِمْدُ الذي يُغْمَدُ فيه

السَّيْفُ، والجُلُبَّانُ: شِبْه الجِرابِ من الأَدَمِ يُوضَعُ فيه السَّيْفُ مَغْمُوداً، ويَطْرَحُ فيه الرَّاكِبُ سَوْطَه وأَداتَه، ويُعَلِّقُه مِنْ آخِرةِ الكَوْرِ، أَو في واسِطَتِه. واشْتِقاقُه من الجُلْبة، وهي الجِلْدةُ التي تُجْعَلُ على القَتَبِ. ورواه القتيبي بضم الجيم واللام وتشديد الباء، قال: وهو أَوْعِيةُ السلاح بما فيها. قال: ولا أُراه سُمي به إِلا لجَفائِه، ولذلك قيل للمرأَة الغَلِيظة الجافِيةِ: جُلُبّانةٌ.

وفي بعض الروايات: ولا يدخلها إِلا بجُلْبانِ السِّلاح السيفِ والقَوْس ونحوهما؛ يريد ما يُحتاجُ إِليه في إِظهاره والقِتال به إِلى

مُعاناة لا كالرِّماح لأَنها مُظْهَرة يمكن تعجيل الأَذى بها، وإِنما اشترطوا ذلك ليكون عَلَماً وأَمارةً للسِّلْم إِذ كان دُخولُهم صُلْحاً.

وجَلَبَ الدَّمُ، وأَجْلَبَ: يَبِسَ، عن ابن الأَعرابي. والجُلْبةُ: القِشْرةُ التي تَعْلُو الجُرْحَ عند البُرْءِ. وقد جَلَبَ يَجْلِبُ ويَجْلُبُ، وأَجْلَبَ الجُرْحُ مثله. الأَصمعي: إِذا عَلَتِ القَرْحةَ جِلْدةُ البُرْءِ قيل جَلَبَ. وقال الليث: قَرْحةٌ مُجْلِبةٌ وجالِبةٌ وقُروحٌ جَوالِبُ وجُلَّبٌ، وأَنشد:

عافاكَ رَبِّي مِنْ قُرُوحٍ جُلَّبِ، * بَعْدَ نُتُوضِ الجِلْدِ والتَّقَوُّبِ

وما في السَّماءِ جُلْبةٌ أَي غَيْمٌ يُطَبِّقُها، عن ابن الأَعرابي.

وأَنشد:

إِذا ما السَّماءُ لَمْ تَكُنْ غَيْرَ جُلْبةٍ، * كجِلْدةِ بَيْتِ العَنْكَبُوتِ تُنِيرُها

تُنِيرُها أَي كأَنـَّها تَنْسِجُها بِنِيرٍ.

والجُلْبةُ في الجَبَل: حِجارة تَرَاكَمَ بَعْضُها على بَعْض فلم يكن

فِيه طَرِيقٌ تأْخذ فيه الدَّوابُّ.

والجُلْبةُ من الكَلإِ: قِطْعةٌ متَفَرِّقةٌ ليست بِمُتَّصِلةٍ.

والجُلْبةُ: العِضاهُ إِذا اخْضَرَّتْ وغَلُظَ عُودُها وصَلُبَ شَوْكُها.

والجُلْبةُ: السَّنةُ الشَّديدةُ، وقيل: الجُلْبة مثل الكُلْبةِ، شَدَّةُ الزَّمان؛ يقال: أَصابَتْنا جُلْبةُ الزَّمانِ وكُلْبةُ الزمان. قال أَوْسُ بن مَغْراء التَّمِيمي:

لا يَسْمَحُون، إِذا ما جُلْبةٌ أَزَمَتْ، * ولَيْسَ جارُهُمُ، فِيها، بِمُخْتارِ

والجُلْبةُ: شِدّة الجُوعِ؛ وقيل: الجُلْبةُ الشِّدّةُ والجَهْدُ والجُوعُ. قال مالك بن عويمر بن عثمان بن حُنَيْش الهذلي وهو المتنخل، ويروى لأَبي ذؤيب، والصحيح الأَوّل:

كأَنـَّما، بَيْنَ لَحْيَيْهِ ولَبَّتهِ، * مِنْ جُلْبةِ الجُوعِ، جَيَّارٌ وإِرْزِيزُ

والإِرْزِيزُ: الطَّعْنة. والجَيَّارُ: حُرْقةٌ في الجَوْفِ؛ وقال ابن بري: الجَيَّارُ حَرارةٌ مَن غَيْظٍ تكون في الصَّدْرِ. والإِرْزِيزُ الرِّعْدةُ. والجوالِبُ الآفاتُ والشّدائدُ. والجُلْبة: حَدِيدة تكون في الرَّحْل؛ وقيل هو ما يُؤْسر به سِوى صُفَّتِه وأَنـْساعِه.

والجُلْبةُ: جِلْدةٌ تُجْعَلُ على القَتَبِ، وقد أَجْلَبَ قَتَبَه: غَشَّاه بالجُلْبةِ. وقيل: هو أَن يَجْعَل عليه جِلْدةً رَطْبةً فَطِيراً ثم يَتْرُكها عليه حتى تَيْبَسَ. التهذيب: الإِجْلابُ أَن تأْخذ قِطْعةَ قِدٍّ، فتُلْبِسَها رأْسَ القَتَب، فَتَيْبَس عليه، وهي الجُلْبةُ. قال النابغة الجَعْدِي:

أُّمِرَّ، ونُحِّيَ مِنْ صُلْبِه، * كتَنْحِيةِ القَتَبِ الـمُجْلَبِ

والجُلْبةُ: حديدةٌ صغيرة يُرْقَعُ بها القَدَحُ. والجُلْبةُ: العُوذة تُخْرَز عليها جِلْدةٌ، وجمعها الجُلَبُ. وقال علقمة يصف فرساً:

بغَوْجٍ لَبانُه يُتَمُّ بَرِيمُه، * على نَفْثِ راقٍ، خَشْيةَ العَيْنِ، مُجْلَبِ(1)

(1 قوله «مجلب» قال في التكملة ومن فتح اللام أراد أن على العوذة جلدة.)

يُتَمُّ بَرِيمُه: أَي يُطالُ إِطالةً لسَعةِ صدرِه.

والـمُجْلِبُ: الذي يَجْعَل العُوذةَ في جِلْدٍ ثم تُخاطُ

على الفَرَس.

والغَوْجُ: الواسِعُ جِلْد الصَّدرِ. والبَرِيمُ: خَيْطٌ يُعْقَدُ عليه عُوذةٌ.

وجُلْبةُ السِّكِّينِ: التي تَضُمُّ النِّصابَ على الحديدة.

والجِلْبُ والجُلْبُ: الرَّحْلُ بما فيه. وقيل: خَشَبُه بلا أَنـْساعٍ

ولا أَداةٍ. وقال ثعلب: جِلْبُ الرَّحْلِ: غِطاؤُه. وجِلْبُ الرَّحْلِ

وجُلْبُه: عِيدانُه. قال العجاج، وشَبَّه بَعِيره بثَوْر وحْشِيٍّ رائحٍ،

وقد أَصابَه الـمَطَرُ:

عالَيْتُ أَنـْساعِي وجِلْبَ الكُورِ، * على سَراةِ رائحٍ، مَمْطُورِ

قال ابن بري: والمشهور في رجزه:

بَلْ خِلْتُ أعْلاقِي وجِلْبَ كُورِي

وأَعْلاقِي جمع عِلْقٍ، والعِلْقُ: النَّفِيسُ من كل شيءٍ.

والأَنـْساعُ: الحِبال، واحدها نِسْعٌ. والسَّراةُ: الظّهر وأَراد بالرائح الممطور الثور الوَحْشِيّ.

وجِلْبُ الرَّحْلِ وجُلْبُه: أَحْناؤُه.

والتَّجْلِيبُ: أَن تُؤْخَذ صُوفة، فتُلْقَى على خِلْفِ الناقة ثم تُطْلَى بطِين، أَو عجين، لئلا يَنْهَزَها الفَصِيلُ. يقال: جَلِّبْ ضَرْعَ

حَلُوبَتك. ويقال: جَلَّبْته عن كذا وكذا تَجْلِيباً أَي مَنَعْتُه.

(يتبع...)

(تابع... 1): جلب: الجَلْبُ: سَوْقُ الشيء من موضع إِلى آخَر.... ...

ويقال: إِنه لفي جُلْبةِ صِدْق أَي في بُقْعة صدْق، وهي الجُلَبُ.

والجَلْبُ: الجنايةُ على الإِنسان. وكذلك الأَجْلُ. وقد جَلَبَ عليه

وجَنَى عليه وأَجَلَ.

والتَّجَلُّب: التِماسُ الـمَرْعَى ما كان رَطْباً من الكَلإِ، رواه

بالجيم كأَنه معنى احنائه(1)

(1 قوله «كأنه معنى احنائه» كذا في النسخ ولم نعثر عليه.) .

والجِلْبُ والجُلْبُ: السَّحابُ الذي لا ماء فيه؛ وقيل: سَحابٌ رَقِيقٌ

لا ماءَ فيه؛ وقيل: هو السَّحابُ الـمُعْتَرِضُ تَراه كأَنه جَبَلٌ. قال

تَأَبَّطَ شَرًّا:

ولَسْتُ بِجِلْبٍ، جِلْبِ لَيْلٍ وقِرَّةٍ. * ولا بِصَفاً صَلْدٍ، عن الخَيْرِ، مَعْزِلِ

يقول: لست برجل لا نَفْعَ فيه، ومع ذلك فيه أَذًى كالسَّحاب الذي فيه رِيحٌ وقِرٌّ ولا مطر فيه، والجمع: أَجْلابٌ.

وأَجْلَبَه أَي أَعانَه. وأَجْلَبُوا عليه إِذا تَجَمَّعُوا وتَأَلَّبُوا مثل أَحْلَبُوا. قال الكميت:

على تِلْكَ إِجْرِيَّايَ، وهي ضَرِيبَتِي، * ولو أَجْلَبُوا طُرًّا عليَّ، وأَحْلَبُوا

وأَجْلَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ إِذا تَوَعَّدَه بِشَرٍّ وجَمَعَ الجَمْعَ عليه. وكذلك جَلَبَ يَجْلُبُ جَلْباً. وفي التنزيل العزيز: وأَجْلِبْ عليهم بخَيْلِكَ ورَجْلِكَ؛ أَي اجْمَعْ عليهم وتَوَعَّدْهم بالشر. وقد قُرئَ واجْلُبْ.

والجِلْبابُ: القَمِيصُ. والجِلْبابُ: ثوب أَوسَعُ من الخِمار، دون

الرِّداءِ، تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وصَدْرَها؛ وقيل: هو ثوب واسِع، دون المِلْحَفةِ، تَلْبَسه المرأَةُ؛ وقيل: هو المِلْحفةُ. قالت جَنُوبُ أُختُ عَمْرٍو ذي الكَلْب تَرْثِيه:

تَمْشِي النُّسورُ إليه، وهي لاهِيةٌ، * مَشْيَ العَذارَى، عليهنَّ الجَلابِيبُ

معنى قوله وهي لاهيةٌ: أَن النُّسور آمِنةٌ منه لا تَفْرَقُه لكونه

مَيِّتاً، فهي تَمْشِي إِليه مَشْيَ العذارَى. وأَوّل المرثية:

كلُّ امرئٍ، بطُوالِ العَيْش، مَكْذُوبُ، * وكُلُّ من غالَبَ الأَيَّامَ مَغْلُوبُ

وقيل: هو ما تُغَطِّي به المرأَةُ الثيابَ من فَوقُ كالمِلْحَفةِ؛ وقيل:

هو الخِمارُ. وفي حديث أُم عطيةَ: لِتُلْبِسْها صاحِبَتُها من جِلْبابِها أَي إِزارها. وقد تجَلْبَب. قال يصِفُ الشَّيْب:

حتى اكْتَسَى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا، * أَكْرَهَ جِلْبابٍ لِمَنْ تجَلْبَبا(1)

(1 قوله «أشهبا» كذا في غير نسخة من المحكم. والذي تــقدّم في ثوب أشيبا. وكذلك هو في التكملة هناك.)

وفي التنزيل العزيز: يُدْنِينَ علَيْهِنَّ من جَلابِيبِهِنَّ. قال ابن

السكيت، قالت العامرية: الجِلْبابُ الخِمارُ؛ وقيل: جِلْبابُ المرأَةِ

مُلاءَتُها التي تَشْتَمِلُ بها، واحدها جِلْبابٌ، والجماعة جَلابِيبُ، وقد تَجلْبَبَتْ؛ وأَنشد:

والعَيْشُ داجٍ كَنَفا جِلْبابه

وقال آخر:

مُجَلْبَبٌ من سَوادِ الليلِ جِلْبابا

والمصدر: الجَلْبَبةُ، ولم تُدغم لأَنها مُلْحقةٌ بدَخْرَجةٍ.

وجَلْبَبَه إِيَّاه. قال ابن جني: جعل الخليل باءَ جَلْبَب الأُولى كواو جَهْوَر ودَهْوَرَ، وجعل يونس الثانية كياءِ سَلْقَيْتُ وجَعْبَيْتُ. قال: وهذا قَدْرٌ مِن الحِجاجِ مُخْتَصَرٌ ليس بِقاطِعٍ، وإِنما فيه الأُنْسُ بالنَّظِير لا القَطْعُ باليَقين؛ ولكن مِن أَحسن ما يقال في ذلك ما كان أَبو عليّ، رحمه اللّه، يَحْتَجُّ به لكون الثاني هو الزائدَ قولهم: اقْعَنْسَسَ واسْحَنْكَكَ؛ قال أَبو علي: ووجهُ الدلالة من ذلك أَنّ نون افْعَنْلَلَ، بابها، إِذا وقعت في ذوات الأَربعة، أَن تكون بين أَصْلَينِ نحو احْرَنْجَمَ واخْرَنْطَمَ، فاقْعَنْسَسَ ملحق بذلك، فيجب أَن يُحْتَذَى به طَريق ما أُلحِقَ بمثاله، فلتكن السين الأُولى أَصلاً كما أَنَّ الطاءَ المقابلة لها من اخْرَ نْطَمَ أَصْلٌ؛ وإِذا كانت السين الأُولى من اقعنسسَ أَصلاً كانت الثانية الزائدةَ من غير ارْتياب ولا شُبهة. وفي حديث عليّ: مَن أَحَبَّنا، أَهلَ البيتِ، فَلْيُعِدَّ للفَقْرِ جِلْباباً، وتِجْفافاً. ابن الأَعرابي: الجِلْبابُ: الإِزارُ؛ قال: ومعنى قوله فليُعِدَّ للفَقْر يريد لفَقْرِ الآخِرة، ونحوَ ذلك. قال أَبو عبيد قال الأَزهريّ: معنى قول ابن الأَعرابي الجِلْبابُ الإِزار لم يُرِدْ به إِزارَ الحَقْوِ، ولكنه أَراد إِزاراً يُشْتَمَلُ به، فيُجَلِّلُ جميعَ الجَسَدِ؛ وكذلك إِزارُ الليلِ، وهو الثَّوْبُ السابِغُ الذي يَشْتَمِلُ به النائم، فيُغَطِّي جَسَدَه كلَّه. وقال ابن الأَثير: أَي ليَزْهَدْ في الدنيا وليَصْبِرْ على الفَقْر والقِلَّة. والجِلْبابُ أَيضاً: الرِّداءُ؛ وقيل: هو كالمِقْنَعةِ تُغَطِّي به المرأَةُ رأْسَها وظهرها وصَدْرَها، والجمع جَلابِيبُ؛ كنى به عن الصبر لأَنه يَستر الفقر كما يَستر الجِلْبابُ البَدنَ؛ وقيل: إِنما كَنى بالجلباب عن اشتماله بالفَقْر أَي فلْيَلْبس إِزارَ الفقرِ ويكون منه على حالة تَعُمُّه وتَشْمَلُه، لأَنَّ الغِنى من أَحوال أَهل الدنيا، ولا يتهيأُ الجمع بين حُب أَهل الدنيا وحب أَهل البيت.

والجِلْبابُ: الـمُلْكُ.

والجِلِبَّابُ: مَثَّل به سيبويه ولم يفسره أَحد. قال السيرافي: وأَظُنه

يَعْني الجِلْبابَ.

والجُلاَّبُ: ماءُ الورد، فارسي معرَّب. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كان النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، إِذا اغْتَسَلَ مِن الجنابة دَعا بشيءٍ مِثْلِ الجُلاَّبِ، فأَخَذَ بكَفِّه، فبدأَ بشِقِّ رأْسه الأَيمن ثم الأَيسر، فقال بهما على وسَط رأْسه. قال أَبو منصور: أَراد بالجُلاَّبِ ماءَ الوردِ، وهو فارسيٌّ معرّب، يقال له جُلْ وآب. وقال بعض أَصحاب المعاني والحديث: إِنما هو الحِلابُ لا الجُلاَّب، وهو ما يُحْلَب فيه الغنم كالمِحْلَب سواء، فصحَّف، فقال جُلاَّب، يعني أَنه كان يغتسل من الجنابة فيذلك الحِلاب.

والجُلْبانُ: الخُلَّرُ، وهو شيءٌ يُشْبِه الماشَ. التهذيب: والجُلْبانُ

الـمُلْكُ، الواحدة جُلْبانةٌ، وهو حَبٌّ أَغْبرُ أَكْدَرُ على لَوْنِ الماشِ، إِلا أَنه أَشدُّ كُدْرَةً منه وأَعظَمُ جِرْماً، يُطْبَخُ. وفي حديث مالك: تؤْخذ الزكاة من الجُلْبان؛ هو بالتخفيف حَبٌّ كالماش.

والجُلُبَّانُ، من القَطاني: معروف. قال أَبو حنيفة: لم أَسمعه من

الأَعراب إِلاَّ بالتشديد، وما أَكثر مَن يُخَفِّفه. قال: ولعل التخفيف

لغة.واليَنْجَلِبُ: خَرَزَةٌ يُؤَخَّذُ بها الرجال. حكى اللحياني عن العامرية أَنَّهُن يَقُلْنَ:

أَخَّذْتُــــــــه باليَنْجَلِبْ،

فلا يَــــــرْم ولا يَغِبْ،

ولا يَـــزَلْ عند الطُّنُبْ

وذكر الأَزهري هذه الخرزة في الرباعي، قال: ومن خرزات الأَعراب اليَنْجَلِبُ، وهو الرُّجوعُ بعد الفِرارِ، والعَطْفُ بعد البُغْضِ.

والجُلْبُ: جمع جُلْبةٍ، وهي بَقْلةٌ.

الاتفاقية

الاتفاقية: فِي الْمُتَّصِلَة الاتفاقية.
الاتفاقية:
[في الانكليزية] Convention
[ في الفرنسية] Convention
بياء النسبة هي عند المنطقيين قضية شرطية متّصلة حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين أو بلا وقوعه لا لعلاقة تقتضي الاتصال. وهذا التفسير يشتمل الصادقة والكاذبة والموجبة والسّالبة. ثم الاتفاقية الموجبة الصادقة إن وجب في صدقها صدق الطرفين تسمّى اتفاقية خاصّة وتعرف بأنّها التي يكون صدق التالي فيها على تقدير صدق المــقدّم لا لعلاقة تقتضي الاتصال، بل بمجرّد توافق صدق الجزءين، كقولنا إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، فإنه لا علاقة موجبة بين ناهقية الحمار وناطقية الإنسان حتى يجوّز العقل كل واحد منهما بدون الآخر. وليس فيهما إلّا توافق الطرفين على صدق، لكن يجب أن يصدق ويتحقق التالي على تقدير صدق المــقدّم حتى لو كان التالي الصادق منافيا للمــقدّم كقولنا إن لم يكن الإنسان ناطقا فهو ناطق لم يصدّق اتفاقية. وإن اكتفى في صدقها بصدق التّالي فقط تسمّى اتفاقية عامّة وتفسّر بأنها التي يكون فيها صدق التالي على تقدير صدق المــقدّم لا لعلاقة بل بمجرد صدق التالي سواء كان المــقدم فيها صادقا أو كاذبا سمّيت بذلك لأنها أعمّ من الأولى. فإنّه متى صدق المــقدّم والتّالي فقد صدق التّالي بلا عكس كلّي. وتطلق الاتفاقية أيضا على قسم من الشرطية المنفصلة وهي التي حكم فيها بالتنافي لا لذات الجزءين بل بمجرد أن يتفق في الواقع أن يكون بينهما منافاة وإن لم يقتض مفهوم أحدهما أن يكون منافيا للآخر كقولنا للأسود اللاكاتب إما أن يكون هذا أسود أو كاتبا فإنه لا منافاة بين الأسود واللاكاتب، لكن تحقق السّواد وانتفاء الكتابة. وعلى هذا فقس السّالبة الاتفاقية فإنها رفع هذا المفهوم. هكذا يستفاد من شرح الشمسية وغيره وسيجيء في بيان معنى العلاقة ما يتعلق بهذا المقام.

خَفف

خَفف
) {الْخُفٌّ، بِالضَّمِّ: مَجْمَعُ فِرْسِنِ الْبَعِير، والنَّاقَةِ، تَقولُ العَرَبُ: هَذَا} خُفُّ البَعِيرِ، وَهَذِه فِرْسِنُهُ، وَقَالَ الجَوْهَرِيُّ: الخُفُّ: وَاحشدُ! أَخْفَافِ البَعِيرِ، وَهُوَ للبَعِيرِ كالحَافِرِ لِلفَرَسِ، وَفِي المُحْكَمِ: وَقد يَكُونُ الخُفُّ لِلنَّعَامِ، سَوَّوْا بَيْنَهُمَا للتَّشَابُهِ، قَالَ: أَو الْخُفُّ لَا يَكُونُ إِلاَّ لَهُمَا، أَخْفَافٌ. والخُفُّ أَيضاً: وَاحِدُ {الخِفَافِ الَّتِي تُلْبَسُ فِي الرِّجْلِ، ويُجْمَعُ أَيضاً على أَخْفَافٍ، كَمَا فِي اللِّسَانِ.} وتَخَفَّفَ الرَّجُلُ إِيّاهُ: لَبِسَهُ.
والخَفُّ مِن الأَرْضِ: الغَلِيظَةُ، وَفِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ: أَغْلَظُ مِن النَّعْلِ، وَهُوَ مَجَازٌ. ومِن المَجَازِ: الْخُف مِن الإِنْسَانِ: مَا أَصَابَ الأَرْضَ مِن بَاطِنِ قَدَمِــهِ، كَمَا فِي المُحْكَمِ، والخُلاَصةِ.
والخُفُّ: الْجَمَلُ الْمُسِنُّ، وَقيل: الضَّخْمُ، قَالَ الرَّاجِزُ: سَأَلْتُ عَمْراً بَعْدَ بَكْرٍ {خُفَّا والدَّلْوُ قد تُسْمَعُ كَيْ} تَخِفَّا وَقد تــقدَّم إِنْشَادُه فِي س م ع والجَمْعُ: أَخْفَافٌ، وَبِه فَسَّرَ الأَصْمَعِيُّ الحديثُ: نَهَى عَنْ حَمْىَ الأَرَاكِ إِلاَّ مَا لم يَنَلْهُ أَخْفَافُ الإِبِلِ قَالَ: أَي مَا قَرُبَ مِن المَرْعَى لَا يُحْمَى، بل يُتْرَكُ لِمَسَانَّ الإِبِلِ، وَمَا فِي مَعْنَاهَا مِن الضِّعافِ الَّتِي لَا تقْوَى علَى الإِمْعَانِ فِي طَلَبِ المَرْعَى. وَقَالَ: غيرُه: مَعْنَاهُ أَي مَا لم تَبْلُغْهُ أَفْوَاهُهَا بمَشْيِهَا إِلَيْهِ.
وقَوْلُهُم: رَجَعَ {- بخُفَّيْ حُنَيْنٍ. قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَصْلُهُ سَاوَمَ أَعْرَابِيٌّ حُنَيْناً الإِسْكَافَ، وَكَانَ مِن أَهْلِ الحِيرَةِ} بِخفيْنِ حَتَّى أَغْضَبَهُ، فَأَرَادَ غَيْظَ الأَعْرَابِيِّ، فَلَمَّا ارْتَحَلَ الأَعْرَابِيُّ أَخَذَ حُنَيْنٌ أَحَدَ {خُفَيْهِ فَطَرَحَهُ فِي الطَّريقٍ، ثُمَّ أَلْقَى الآخَرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ، فَلَمَّا مَرَّ الأَعْرَابِيُّ بِأَحَدِهِمَا، قَالَ: مَا أَشْبَهَ هَذَا} بِخُفِّ حُنَيْنٍ، ولَوْ كَانَ مَعَهُ الآخَرُ لأَخَذْتُهُ، ومَضَى، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الآخَرِ نَدِمَ علَى تَرْكِهِ الأَوَّلَ، وَقد كَمَنَ لَهُ حُنَيْنٌ، فَلَمَّ مَضَى الأَعْرَابِيُّ فِي طَلَبِ الأَوَّلِ عَمَدَ حُنَيْنٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ ومَا عَلَيْهَا فَذَهَبَ بِهَا، وأَقْبَلَ الأَعْرَابِيُّ ولَيْسَ مَعَهُ إِلاَّ {خُفَّانِ، فَقِيلَ، أَي قَالَ لَهُ قَوْمُهُ: مَاذَا جِئْتَ بِهِ) مِن سَفَرِكَ، فَقَالَ: جِئْتَكُمْ} - بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ. فَذَهَبَ، وَفِي العُبَابِ: فذَهَبَتْ مَثَلاً، يُضْرَبُ عندَ الْيَأْسِ مِن الْحَاجِةِ، والرُّجُوعِ بِالْخَيْبَةِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: حُنَيْنٌ رَجُلٌ شَدِيدٌ، ادَّعَى إِلَى أَسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، فَأَتَى عبدَ المُطَّلِبِ وعَلَيْه خُفَّانِ أَحْمَرَانِ، فقالَ: يَا عَمِّ، أَنَا ابنُ أَسدِ بنِ هاشِمِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، فَقَالَ عبدُ المُطَّلِبِ: لاَ وِثِيَابِ أَبي هَاشِمٍ، مَا أَعْرِفُ شَمَائِلَ هَاشِمٍ فِيكَ، فَارْجِعْ، فَرَجَع، فَقِيلَ: رَجَعَ حُنَيْنٌ {بِخُفَّيْهِ. هَكَذَا أَوْرَدَ الوَجْهَيْنِ الصَّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ، والزَّمَخْشَرِيُّ فِي المُسْتَقْصَى، والمَيْدَانِيُّ فِي مَجْمَعِ الأَمْثَال، وشُرَّاحُ المَقَامَاتِ، واقْتَصَرَ غَالِبُهم علَى مَا قَالَهُ أَبو عُبَيْدٍ.
} والْخِفُّ، بِالْكَسْرِ: {الْخَفِيفُ، يُقَال: شَيْءٌ} خِفٌّ: أَي خَفِيفٌ، وكُلُّ شَيْءٍ خَفَّ مَحْمَلُهُ فَهُوَ خِفٌّ، وَقَالَ امْرُؤُ القَيْسِ: يَزِلُّ الْغُلاَمُ الْخِفُّ عَنْ صَهَوَاتِهِ ويَلْوِي بِأَثْوَابِ الْعَنِيفِ الْمُثَقَّلِ (و) {الخِفُّ: الجَمَاعَةُ الْقَلِيلَةُ، يُقَال: خَرَجَ فُلانٌ فِي خِفٍّ مِن أَصْحابِهِ، أَي فِي جَمَاعَةٍ قَلِيلَةٍ.
(و) } الخُفَافُ، كَغُرَابٍ: الْخَفِيفُ، كطُوالٍ وطَوِيلٍ، قَالَ أَبو النَّجْمِ.
وَقد جَعَلْنَا فِي وَضِينِ الأَحْبُلِ جَوْزَ {خُفَافٍ قَلْبُهُ مُثَقَّلِ أَي: قَلْبُهُ} خَفِيفٌ، وبَدَنُه ثَقِيلٌ. وَقيل: الخَفِيفُ فِي الجِسْمِ، {والخُفَافُ فِي التَّوَقُّدِ والذَّكَاءِ، وجَمَعُهما} خِفَافٌ، وَمِنْه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ) انْفِرُوا {خِفَافاً وثِقَالاً (. قَالَ الزَّجَّاجُ: أَي مُوسِرِينَ أَو مُعْسِرِين، وَقيل:} خَفَّتْ عليكُم الحَرَكَةُ أَو ثَقُلَتْ، وَقيل: رُكْبَاناً ومُشَاةً، وَقيل: شُبَّاناً وشُيُوخاً. وَقد {خَفَّ،} يَخِفُّ، {خَفّاً،} وخِفَّةً، بِكَسْرِهَا، وتُفْتَحُ، وعَلى الثَّانِيَةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وتَخَوُّفاً، وَهَذَا مِن غَيْرِ لَفْظِهِ، ومَوْضِعُهُ فِي خَ وف، كَمَا سيأْتي: أَي صَار {خَفِيفاً، يكونُ فِي الجِسْمِ، والعَقْلِ، والعَمَلِ، وَفِي الآخَرَين مَجَازٌ، فَهُوَ} خِفٌّ، {وخَفِيفٌ،} وخُفافٌ، وَمِنْه قَوْلُ عَطاءٍ: {خِفُّوا علَى الأَرْضِ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: أَي فِي السُّجُودِ، ويُرْوَى بالجِيمِ أَيضاً.} وخُفَافُ بنُ نُدْبَةَ، وَهِي أُمُّهُ، وأَبوه عُمَيْرُ بنُ الحارِثِ بنِ عمرِو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيُّ: أَحَدُ فُرْسانِ قَيْسٍ وشُعَرَائِها، وَقد شَهِدَ الفَتْحَ، وتــقدَّم ذِكْرُه أَيضاً فِي ن د ب وَفِي غ ر ب. (و) {خُفافُ ابنُ إِيْمَاءَ. خُفَافُ بنُ نَضْلَةَ الثَّقَفِيُّ، لَهُ وِفَادَةٌ، رَوَى عَنهُ ذَابِلُ بنُ طُفَيْلٍ، صَحَابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ عَنهم.} وخَفّانُ، كَعَفَّان: مَوْضِعٌ، وَهُوَ مَأْسَدَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي)
اللِّسَانِ: مَوْضِعٌ أَشِبُ الغِيَاضِ، كثيرُ الأُسْدِ، وَفِي العُبَابِ: قُرْبَ الْكُوفَةِ، وَفِي الأَسَاسِ: أَجَمَةٌ فِي سَوَادِ الكُوفَةِ، وَمِنْه قَوْلُهم: كأَنَّهُم لُيُوثُ {خَفَّانَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ قَوْلَ الشاعرِ:
(شَرَنْبَثُ أَطْرَافِ الْبَنَانِ ضُبَارِمٌ ... هَصُورٌ لَهُ فِي غِيلِ خَفَّانَ أَشْبُلُ)
وأَنْشَدَ اللِّيْثُ:
(تَحِنُّ إِلَى الدَّهْنَا} بِخَفَّانَ نَاقَتِي ... وأَيْنَ الهَوَى مِنْ صَوْتِهَا المُتَرَنِّمِ)
وأَنْشَدَ غيرُهُ لِلأَعْشَى:
(ومَا مُخْدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْهِ مَهَابَةٌ ... أَبو أَشْبلٍ أَضْحَى بِخَفَّانَ حَارِدَا) من المَجَازِ: {خَفَّتِ الأُتُنُ لِعَيْرِهَا: إِذا أَطَاعَتْهُ، وَمِنْه قَوْلُ الرَّاعِي:
(نَفَى بِالْعِرَاكِ حَوَالِيَّهَا ... } فَخَفَّتْ لَهُ خُذُفٌ ضُمَّرُ)
وَقد تَــقَدَّم فِي) خَ ذ ف (. وَفِي الأَسَاسِ: خَفَّتِ الأُنْثَى للفَحْلِ: ذَلَّتْ لَهُ، وانْقَادَتْ. قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: خَفَّتِ الضَّبُعُ، {تَخِفُّ،} خَفّاً، بِالفَتْحِ: إِذا صَاحَتْ، هَكَذَا فِي نَصِّ الجَمْهَرَةِ، وذِكْرُ الفَتْحِ فِي كَلامِ المُصَنِّفِ مُسْتَدْرَكٌ. مِن المَجَازِ: {خَفَّ الْقَوْمُ عَن وَطَنِهِم،} خُفُوفاً: ارْتَحَلُوا مُسْرِعِينَ، وَقيل: ارْتَحَلُوا عَنهُ، فَلم يَخُصُّوا السُّرْعَةَ، قَالَ الأَعْشَى:
(خَفَّ الْقَطِينُ فَرَاحُوا مِنْكَ أَو بَكَرُوا ... وأَزْعَجَتْهُم نَوىً فِي صَرْفِهَا غِيَرُ)
وَقيل: {خَفُّوا خُفُوفاً: إِذَا قَلُّوا،} وخَفَّتْ زَحْمَتُهم. (و) {الخَفُّوفُ، كَتَنُّورٍ: الضَّبُعُ عَن ابنِ عَبَّادٍ. (و) } الخَفِيفُ، كَأَمِيرٍ: مَا كَانَ مِن الْعَرُوضِ مَبْنِيّاً على فَاعِلاَتُنْ مُسْتَفْعِلُن، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه: فاعِلاتُنْ مُسْتَفْعِلُنْ، فَاعِلاَتُنْ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، والتَّكْمِلَةِ سِتَّ مَرَّاتٍ، سُمِّيَ بذلك {لِخِفَّتِهِ. وامْرَأَةٌ} خَفْخَافَةُ الصَّوْتِ، أَي: كَأَنَّ صَوْتَهَا يَخْرُجُ مِن مَنْخِرَيْهَا. {والْخُفْخُوفُ، بِالْضَّمِّ: طَائِرٌ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، عَن أَبِي الخَطَّابِ الأَخْفَشِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّتُه، وَقَالَ المُفَضَّلُ: هُوَ الَّذِي يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ إِذا طَارَ، ويُقَال لَهُ: المِيسَاقُ. وضِبْعَانٌ} خَفَاخِفُ: كَثِيرُو الصَّوْتِ، هَكَذَا فِي سَائِرِ النُّسَخِ، بفَتْحِ خاءِ خَفاخِف، وكَثيرُو، علَى طَرِيقِ جَمْعِ السَّلامةِ، وَهُوَ غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ، والصَّوَابُ: {خُفَاخِفُ، كعُلاَبِطٍ، وكَثِيرُ الصَّوتِ، بالإِفْرَادِ، وضِبْعَانٌ، بالكَسْرِ للذَّكَر، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ، واللِّسَانِ، وَقد نَبَّه عَلَيْهِ شَيْخُنَا أَيضاً. مِن المَجَازِ:} أَخَفَّ الرَّجُلُ: إِذا {خَفَّتْ حَالُهُ، كَمَا فِي الصِّحَاحِ زَادَ غَيرُه: ورَقَّتْ، وَكَانَ قَلِيلَ الثَّقَلِ فِي سَفَرِهِ أَو حَضَرِه، فَهُوَ} مُخِفٌّ، {وخَفِيفٌ،} وخِفٌّ، وَمِنْه الحديثُ: نَجَا {الْمُخِفُّونَ، أَي: مِن أَسْبَابِ الدُّنْيَا وعُلَقِهَا، وَعَن مالِكِ بنِ دِينَارٍ، أَنَّه وَقَعَ)
الحَرِيقُ فِي دَارٍ كَانَ فِيهَا، فاشْتَغَلَ الناسُ بنَقْلِ الأَمْتِعَةِ، وأَخَذَ مَالِكٌ عَصاهُ وجِرَابَهُ، ووَثَبَ فجَاوَزَ الحَرِيقَ، وقالَ: فَازَ المُخِفُّونَ ورَبِّ الكَعْبَةِ، ويُقَالُ: أَقْبَلَ فُلانٌ} مُخِفّاً. (و) {أَخَفَّ الْقَوْمُ: صَارَتْ لَهُمْ دّوَابٌّ} خِفَافٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عَن أَبي زَيْدٍ، أَخَفَّ فُلاناً: إِذا أَغْضَبَهُ، وأَزَالَ حِلْمَهُ، وحَمَلَهُ عَلَى {الْخِفَّةِ والطَيْشِ، وبَيْنَ حِلْمِه وحَملَهُ جِنَاس القَلْبِ، وَمِنْه قَوْلُ عبدِ الملكِ لِبَعْضِ جُلَسَائِهِ: لَا تَغْتَابَنَّ عِنْدِي الرَّعَيَّةَ فإِنَّهُ لَا} - يُخِفُّنِي. {والتَّخْفِيفُ: ضِدُّ التَّثْقِيلِ، وَمِنْه قَولَهُ تعالَى: ذلِكَ} تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ. وَمِنْه الحديثُ: كَانَ إِذا بَعَثَ الخُرَّاصَ، قَالَ: {خَفِّفُوا الخَرْصَ، فَإِنَّ فِي الْمَالِ الْعَرِيَّةَ والْوَصِيَّةَ، أَي: لَا تَسْتَقْصُوا عَلَيْهِم فِيهِ، فإِنَّهم يُطْعِمُون مِنْهَا، ويُوصُون. وَفِي حديثِ عَطَاءٍ: خَفِّفُوا علَى الأَرْضِ ويُرْوَى:} خِفُّوا، وَقد تــقدَّم قَرِيباً، أَي: لَا تُرْسِلُوا أَنْفُسَكُم فِي السُّجُودِ إِرْسَالاً ثَقِيلاً، فيُؤَثِّرَ فِي جِبَاهِكُمْ. {والْخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الضِّبَاعِ، قَالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ، وَقد} خَفْخَفَ الضَّبُعُ، قيل:! الخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الْكِلاَبِ عِنْدَ الأَكْلِ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الخَفْخَفَةُ: صَوْتُ تَحْرِيكِ الْقَمِيصِ الْجَدِيدِ زَادَ غيرُهُ: أَو الفَرْوِ الجَدِيْدِ إِذا لُبِسَ. {واسْتَخَفَّهُ: ضِدُّ اسْتَثْقَلَهُ، أَي: رَآهُ} خَفِيفاً، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {تَسْتَخِفُّونَهَا يَوُمَ ظَعْنِكُمْ أَي} يَخِفُّ عليْكُم حَمْلُها، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين: {اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى} فَخَفَّفَها، أَي: لم تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخَفَّفَها لذَلِك.
اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ: إِذا حَمَلَهُ علَى الْجهْلِ، وَمِنْه قَوْلُ بَعْضِ النَّحْوِيِّين: اسْتَخَفَّ الهَمْزَةَ الأُولَى فَخَفَّفَها، أَي: لم تَثْقُلْ عَلَيْهِ فخَفَّفَها لذَلِك. اسْتَخَفَّ فُلاناً عَن رَأْيِهِ: إِذا حَمَلَهُ علَى الْجَهْلِ، {والْخِفَّةِ، وأَزَالَهُ عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ مِن الصَّوَابِ، وَكَذَلِكَ: اسْتَفَرَّه عِن رَأْيِهِ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. وأَمَّاقولُه تعالَى: وَلاَ} يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ فَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ: لَا يَسْتَفِزَّنَّكَ، وَلَا يَسْتَجْهِلَنَّك، وَمِنْه: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ، أَي: حَمَلَهُمْ علَى} الخِفَّةِ والجَهْلِ. {والتَّخَافُّ: ضِدُّ التَّثَاقُلِ، وَمِنْه حديثُ مُجَاهِدٍ، وَقد سَأَلَهُ حَبِيبُ بنُ أَبي ثابِتٍ: إِني أَخَافُ أَن يُؤَثِّرَ السُّجودُ فِي جَبْهَتِي، فَقَالَ: إِذَا سَجَدْتَ} فَتَخَافَّ أَي: ضَعْ جَبْهَتَكَ علَى الأَرْضِ وَضْعاً {خَفِيفاً، قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وبعضُ النَّاسِ يَقُولُونَ: فَتَجَافَ، بالجِيمِ، والمَحْفُوطُ عِنْدِي بالخَاءِ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:} خَفَّ المَطَرُ: نَقَصَ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
(فَتَمَطِّي زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مِن رَبِيعٍ كُلَّمَا خَفَّ هَطَلْ)
{واسْتَخَفَّ فُلانٌ بحَقِّي: إِذا اسْتَهان بِهِ، وَكَذَا:} اسْتَخَفَّهُ الجَزَعُ والطَّرَبُ: خَفَّ لَهما فاسْتَطار، وَلم يَثْبُتْ، وَهُوَ مَجَازٌ. {واسْتَخَفَّهُ: طَلَبَ} خِفَّتَهُ. واسْتَخَفهُ: اسْتَجْهَلَهُ، فحَمَلَهُ علَى اتِّبَاعِهِ فِي غَيِّهِ.)
{وتَخَفَّفَ مِنْهُ: طلب مِنْهُ} الخِفَّةَ. {وخَفَّ فُلانٌ لِفُلانٍ: إِذا أَطَاعَهُ وانْقَادَ لَهُ. وخَفَّ فِي عَمَلِهِ، وخِدْمَتِه كَذَلِك، وَهُوَ مَجازٌ، وَمِنْه: غُلامٌ} خِفٌّ: أَي جَلْدٌ، وَقد ذُكِرَ شاهِدُه. وخَفَّ فُلانٌ علَى المَلِكِ: قَبِلَهُ، وأَنِسَ بِهِ. والنُّونُ الخَفِيفَةُ: خِلاَفُ الثَّقِيلَةِ، ويُكْنَى بذلك عنن التَّنْوِينِ أَيضاً، ويُقَال: {الْخَفِيَّةُ. ورَجُلٌ} خَفِيفُ ذاتِ الْيَدِ: أَي: فَقِيرٌ، ويَجْمَعُ {الخَفِيفُ علَى} أَخْفَافٍ، {وخِفَافٍ، وأَخِفَّاءَ، وبكُلِّ ذَلِك رُوِيَ الحديثُ: خَرَجَ شُبَّانُ أَصحابِهِ} وأَخْفَافُهُم حُسَّراً. وخَفَّ المِيزَانُ: شَالَ. {وخِفَّةُ الرَّجُلِ: طَيْشُه.} والخُفُوفُ، بالضَّمِ: سُرْعَةُ السَّيْرِ من المَنْزِلِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: قد كَانَ مِنِّي {خُفُوفٌ أَي: عَجَلَةٌ، وسُرْعَةُ سَيْرٍ. ونَعَامَةٌ} خَفَّانَةٌ: سَرِيعَةٌ، قَالَهُ اللُّيْثُ، ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، والمُحِيطِ، قَالَ الصَّاغَانِيُّ: وَهُوَ تَصْحِيفٌ، صَوَابُه بالحَاءِ المُهْمَلَةِ. وَهُوَ خَفِيفُ العَارِضَيْنِ. {وخَفِيفُ الرُّوحِ: ظَرِيفٌ. وخَفِيفُ القَلْبِ: ذَكِيٌّ. ويُقَال: مَالَهُ} خُفٌّ، وَلَا حَافِرٌ، وَلَا ظِلْفٌ، وَكَذَا الحدِيثُ: لاَ سَبْقَ إلاَّ فِي خُفٍّ، أَو حَافِرٍ، أَو نَصْلٍ، وكُلُّ ذَلِك مَجازٌ بحَذْفِ المُضَافِ. ويُقَال: جاءَتِ الإِبِلُ علَى خُفٍّ واحدٍ: إِذا تَبِعَ بَعْضُها بَعْضاً، كأَنَّهَا قِطَارٌ، كلُّ بَعِيرٍ رأْسُه على ذَنَبِ صاحِبِه مَقْطُورَةً كانتْ أَو غيرَ مَقْطُورةٍ، كَذَا فِي اللِّسَانِ، والأَسَاسِ، وَهُوَ مَجَازٌ. {وأَخَفَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ: ذكَرَ قَبِيحَه، وَعابَهُ.
} والخَفْخَفَةُ: صَوْتُ الحُبَارَى، والخِنْزِيرِ، قَالَ الجَوهَرِيُّ: وَلَا تكونُ {الخَفْخَفَةُ إِلاَّ بَعْدَ الجَفْجَفَةِ.
والخَفْخَفَة أَيضاً: صَوْتَ القِرْطَاسِ إِذا حَرَّكْتَه وقَلَبْتَه.} والخَفَّانُ: الكِبْرِيتُ، نَقلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
والمُبَارَكُ بنُ كاملٍ {الخَفَّافُ: مُحَدِّثُ. وأَبو عَبْدِ الله محمدُ بنُ} الخَفيفِ الشِّيرَازِيُّ، شيخُ الشُّيوخِ، مَشْهُورٌ. وكزُبَيْرٍ: {الخُفَيْفُ بنُ مَسْعُودِ بن جَارِيةَ بنِ مَعْقِلٍ، أَحَدَ فُرْسَانِ الجاهليَّةِ، وهوأَبو الأُقَيْشِر، الَّذِي تــقدّم ذِكْرُه فِي ق ش ر. وَبَنُو} خُفَافٍ، كغُرَابٍ: بَطْنٌ مِن بَنِي سُلَيْمٍ، مِنْهُم الضَّحَّاكُ بنُ شَيْبَانَ {الخُفافِيُّ، ذَكَرَه الرُّشَاطِيُّ. وبالفَتْحِ والتَّثْقِيلِ: أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ عِمْرَانَ} الخَفَّافِيُّ الإِسْتِرَابَاذِيُّ، عَن نَصْرِ بنِ الفَتْحِ السَّمَرْقَنْدِيِّ، ذكَره ابنُ السَّمْعَانِيِّ.! والخُفُّ، بالضَّمِّ: لَقَبُ خَلَفِ بنِ عمرِو بنِ يَزِيدَ بنِ خَلَف، مَوْلَى بَنِي رُمَيْلَةَ، من تُجِيبَ، قَالَه ابنُ يُونُسَ، وابْنُه عبدُ الوَهَّابِ، المُحَدِّثُ بدَمِيرَةَ بعدَ سنةِ سبعين وَمِائَتَيْنِ، تــقدَّم ذِكْرُه.

حال

الحال: في اللغة نهاية الماضي وبداية المستقبل، وفي الاصطلاح: ما يبين هيئة الفاعل أو المفعول به لفظًا، نحو: ضربت زيدًا قائمًا، أو معنى، نحو: زيد في الدار قائمًا، والحال عند أهل الحق: معنى يرد على القلب من غير تصنع، ولا اجتلاب، ولا اكتساب، من طرب، أو حزن، أو قبض، أو بسط، أو هيبة، ويزول بظهور صفات النفس، سواء يعقبه المثل أو لا، فإذا دام وصار ملكًا يسمى: مقامًا؛ فالأحوال مواهب، والمقامات مكاسب، والأحوال تأتي من عين الجود، والمقامات تحصل ببذل المجهود.

الحال المؤكدة: هي التي لا ينفك ذو الحال عنها ما دام موجودًا غالبًا، نحو: زيد أبوك عطوفًا.

الحال المنتقلة: بخلاف ذلك.

حال: أَتى بمُحال. ورجل مِحْوال: كثيرُ مُحال الكلام. وكلام مُسْتَحيل:

مُحال. ويقال: أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا أَفسدته. وروى ابن

شميل عن الخليل بن

أَحمد أَنه قال: المُحال الكلام لغير شيء، والمستقيم كلامٌ لشيء،

والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه، واللَّغْو كلام لشيء ليس من شأْنك، والكذب كلام

لشيء تَغُرُّ به. وأَحالَ الرَّجُلُ: أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به.

وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه، بكسر

اللام. التهذيب: والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في

الأَصل حوالى، كقولك ذو مال وأُولو مال. قال الأَزهري: يقال رأَيت الناس

حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه وحَوْلَيْه، فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه،

وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه؛ قال الراجز:

ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه،

هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه

ومِثْلُ قولهم: حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك؛ قال ابن

بري: وشاهد حَوالَهُ قول الراجز:

أَهَدَمُوا بَيْتَك؟ لا أَبا لكا

وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا

وفي حديث الاستسقاء: اللهم حَوالَيْنا ولا علينا؛ يريد اللهم أَنْزِل

الغيثَ علينا في مواضع النبات لا في مواضع الأَبنية، من قولهم رأَيت الناس

حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من جوانبه؛ وأَما قول امريء القيس:

أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي

فعَلى أَنه جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً، ذَهَب إِلى

المُبالغة بذلك أَي أَنه لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار،

فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه. واحْتَوَله القومُ: احْتَوَشُوا

حَوالَيْه. وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً: رامه؛ قال رؤبة:

حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر

والاحْتِيالُ والمُحاولَة: مطالبتك الشيءَ بالحِيَل. وكل من رام أَمراً

بالحِيَل فقد حاوَله؛ قال لبيد:

أَلا تَسْأَلانِ المرءَ ماذا يُحاوِلُ:

أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟

الليث: الحِوال المُحاوَلة. حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته

بالحِيلة. والحِوال: كلُّ شيء حال بين اثنين، يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل

بينهما كالحاجز والحِجاز. أَبو زيد: حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول

أَشَدَّ الحول والمَحالة. قال الليث: يقال حالَ الشيءُ بين الشيئين يَحُول

حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز. ويقال: حُلْتَ بينه وبين ما يريد حَوْلاً

وحُؤولاً. ابن سيده: وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً،

واسم ذلك الشيء الحِوال، والحَوَل كالحِوال. وحَوالُ الدهرِ: تَغَيُّرُه

وصَرْفُه؛ قال مَعْقِل بن

خويلد الهذلي:

أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً،

أُسامُ النِّكاحَ في خِزانةِ مَرْثَد

التهذيب: ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر وحَوَلانِ الدهر

وحِوَل الدهر؛ وأَنشد:

ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه

حَصِين، يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب

وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال: سمعت أَعرابيّاً من بني سليم

ينشد:

فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل

قال: وغيره من بني سليم يقول يَحْتال، بلا همز؛ قال: وأَنشدني بعضهم:

يا دارَ ميّ، بِدكادِيكِ البُرَق،

سَقْياً وإِنْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق

قال: وغيره يقول المُشْتاق. وتَحَوَّل عن الشيء: زال عنه إِلى غيره.

أَبو زيد: حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع. الجوهري: حال

إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل. وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين:

يكون تَغَيُّراً، ويكون تَحَوُّلاً؛ وقال النابغة:

ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد

أَي لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد. وحالَ فلان عن العَهْد

يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال؛ وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده:

أَكَظَّكَ آبائي فَحَوَّلْتَ عنهم،

وقلت له: با ابْنَ الحيالى تحوَّلا

(* «الحيالى» هكذا رسم في الأصل، وفي شرح القاموس: الحيا و لا).

قال: يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت، ويجوز أَن يريد

حَوَّلْت رَحْلَك فحذف المفعول، قال: وهذا كثير. وحَوَّله إِليه: أَزاله،

والاسم الحِوَل والحَوِيل؛ وأَنشد اللحياني:

أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً،

لا يستطيع عن الدِّيار حَوِيلا

التهذيب: والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل، يقال: حوّلُوا عنها

تَحْويلاً وحِوَلاً. قال الأَزهري: والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت، والحِوَل

اسم يقوم مقام المصدر؛ قال الله عز وجل: لا يَبْغُون عنها حِوَلاً؛ أَي

تَحْوِيلاً، وقال الزجاج: لا يريدون عنها تَحَوُّلاً. يقال: قد حال من

مكانه حِوَلاً، وكما قالوا في المصادر صَغُر صِغْراً، وعادَني حُبُّها

عِوَداً. قال: وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة، فيكون على هذا المعنى لا

يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها، قال: وقرئ قوله عز وجل: دِيناً قِيَماً، ولم يقل

قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً، لأَن قِيَماً من قولك قام

قِيَماً، كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم، فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم،

وأَما حِوَل فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل.

وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال؛ الأَخيرة عن ابن الأَعرابي،

كلاهما: تَحَوَّل. وفي الحديث: من أَحالَ دخل الجنة؛ يريد من أَسلم لأَنه

تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام. الأَزهري: حالَ الشخصُ

يَحُول إِذا تَحَوَّل، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله. وفي حديث خيبر: فَحالوا

إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا، ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين، وهو

من التَّحَوُّل. وفي الحديث: إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له

ضُراط أَي تَحَوَّل من موضعه، وقيل: هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ

لفعله. وفي الحديث: فاحْتالَتْهم الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال؛

قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، والمشهور بالجيم وقد تــقدم. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي تَحَوَّلَتْ دَلْواً

عظيمة.والحَوالة: تحويل ماء من نهر إِلى نهر، والحائل: المتغير اللون. يقال:

رماد حائل ونَبات حائل. ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً. وفي

حديث ابن أَبي لَيْلى: أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث

تغييرات أَو حُوِّلَت ثلاث تحويلات. وفي حديث قَباث بن

أَشْيَم: رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر مُحيِلاً أَي متغيراً. ومنه الحديث:

نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد غَيَّره البِلى، وكلُّ

متغير حائلٌ، فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل، كأَنه مأْخوذ من

الحَوْل السَّنَةِ. وتَحوَّل كساءَه. جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره،

والاسم الحالُ. والحالُ أَيضاً: الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره، ما كان وقد

تَحَوَّل حالاً: حَمَلها. والحالُ: الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على

ظهره، يقال منه: تَحَوَّلْت حالاً؛ ويقال: تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل

الكارَة على ظَهْره. يقال: تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من

ثياب وغيرها. وتحوَّل أَيضاً أَي احْتال من الحيلة. وتَحَوَّل: تنقل من

موضع إِلى موضع آخر. والتَّحَوُّل: التَّنَقُّل من موضع إِلى موضع،

والاسم الحِوَل؛ ومنه قوله تعالى: خالدين فيها لا يبغون عنها حِوَلاً. والحال:

الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة التي

يَدِبُّ عليها الصبي؛ قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري:

ما زال يَنْمِي جَدُّه صاعِداً،

مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ

يريد: ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي مُنْذُ فُطِم. والحائل: كُلُّ شيء

تَحَرَّك في مكانه. وقد حالَ يَحُول.

واسْتحال الشَّخْصَ: نظر إِليه هل يَتَحرَّك، وكذلك النَّخْل. واسْتحال

واستحام لَمَّا أَحالَه أَي صار مُحالاً. وفي حديث طَهْفَة: ونَسْتَحِيل

الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك أَم لا، وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول

إِذا تَحَرَّك، وقيل: معناه نَطْلُب حال مَطَره، وقيل بالجيم، وقد تــقدم.

الأَزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أَبا الهيثم يقول عن تفسير قوله لا

حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال: الحَوْل الحَركة، تقول: حالَ الشخصُ

إِذا تحرّك، وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله، فكأَنَّ القائل إِذا قال لا

حَوْلَ ولا قُوَّة إِلاَّ بالله يقول: لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله.

الكسائي: يقال لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة

إِلا بالله، وورد ذلك في الحديث: لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله، وفُسِّر

بذلك المعنى: لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة الله تعالى، وقيل: الحَوْل

الحِيلة، قال ابن الأَثير: والأَول أَشبه؛ ومنه الحديث: اللهم بك أَصُول

وبك أَحُول أَي أَتحرك، وقيل أَحتال، وقيل أَدفع وأَمنع، من حالَ بين

الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر. وفي حديث آخر: بك أُصاوِل وبك أُحاوِل، هو

من المُفاعلة، وقيل: المُحاولة طلب الشيء بحِيلة.

وناقة حائل: حُمِل عليها فلم تَلْقَح، وقيل: هي الناقة التي لم تَحْمِل

سنة أَو سنتين أَو سَنَوات، وكذلك كل حامل يَنْقَطِع عنها الحَمْل سنة

أَو سنوات حتى تَحْمِل، والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ؛ الأَخيرة

اسم للجمع. وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام؛ وقيل: هو على

المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ، وقيل: إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح

فهي حائل، فإِن لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ؛ ولَقِحَتْ على

حُولٍ وحُولَلٍ، وقد حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي

مُحَوِّل، وقيل: المُحَوِّل التي تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً. وامرأَة

مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل إِذا ولدت غلاماً على أَثر

جارية أَو جارية على أَثر غلام، قال: ويقال لهذه العَكوم أَيضاً إِذا حَمَلت

عاماً ذكراً وعاماً أُنثى، والحائل: الأُنثى من أَولاد الإِبل ساعةَ

تُوضَع، وشاة حائل ونخْلة حائل، وحالت النخلةُ: حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل

آخر. الجوهري: الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه

اسم تذكير وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل، يقال: نُتِجت الناقةُ

حائلاً حسنة؛ ويقال: لا أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل، ويقال لولد

الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا كانت أُنثى حائل، وأُمُّها أُمُّ

حائل؛ قال:

فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها

ولا ذِكْرُها، ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل

والجمع حُوَّل وحَوائل. وأَحال الرجلُ إِذا حالت إِبلُه فلم تَحْمِل.

وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل. والناس مُحِيلون

إِذا حالت إِبِلُهم. قال أَبو عبيدة: لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان

يقطعهما قِطْعَتين، فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً، وتَحُول القِطْعَةُ

الأُخرى فيُراوح بينهما في النَّتاج، فإِذا كان العام المقبل نَتَج

القِطْعةَ التي حالت، فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة، لأَنها تَهْلِك إِن

نَتَجها كل عام. وحالت الناقةُ والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ

إِذا لم تَحْمِل؛ وناقة حائل ونوق حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ. وفي الحديث:

أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل؛ المُحِيل: الذي لا يولد له، من قولهم

حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل عاماً. وأَحال

الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ؛ ومنه حديث أُم

مَعْبَد: والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ. والحُول، بالضم: الحِيَال؛ قال

الشاعر:

لَقِحْن على حُولٍ، وصادَفْنَ سَلْوَةً

من العَيْش، حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع

ويروى مُمَنَّع، بالنون. الأَصمعي: حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً

إِذا ضَرَبها الفحلُ ولم تَحْمِل؛ وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت

حَوالاً وحُؤُولاً

(* قوله «وقد حالت حوالاً» هكذا في الأصل مضبوطاً

كسحاب، والذي في القاموس: حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما) .

والحالُ: كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر، يُذَكَّر

ويُؤَنَّث، والجمع أَحوال وأَحْوِلة؛ الأَخيرة عن اللحياني. قال ابن سيده:

وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ، وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة.

اللحياني: يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ، والواحدة حالةٌ، يقال: هو بحالة سوءٍ،

فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً، ومن أَنَّثَها جَمعَه حالات. الجوهري:

الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه. وتحَوَّله بالنصيحة والوَصِيَّة

والموعظة: توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه، وكذلك روى أَبو

عمرو الحديث: وكان رسول الله،صلى الله عليه وسلم، يَتَحَوَّلُنا

بالموعظة، بالحاء غير معجمة، قال: وهو الصواب وفسره بما تــقدم وهي الحالة أَيضاً.

وحالاتُ الدهر وأَحْوالُه: صُروفُه. والحالُ: الوقت الذي أَنت فيه.

وأَحالَ الغَريمَ: زَجَّاه عنه إِلى غريم آخر، والاسم الحَوالة. اللحياني:

يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم:

حالَ، وهو يَحُول حَوْلاً. ويقال: أَحَلْت فلاناً على فلان بدراهم أُحِيلُه

إِحالةً وإِحالاً، فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ يَحُول حَوْلاً.

واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه. الليث: الحَوالة

إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر. قال أَبو منصور: يقال

أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ، وهو كذا درهماً، على رجل آخر لي عليه كذا

درهماً أُحِيلُه إِحالةً، فاحْتال بها عليه؛ ومنه قول النبي، صلى الله عليه

وسلم: وإِذا أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ. قال أَبو سعيد: يقال

للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ، والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل، وهما

الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان، وأَحالَ عليه بدَيْنِه والاسم

الحَوالة.والحال: التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة. والحالُ: الطينُ

الأَسود والحَمْأَةُ. وفي الحديث: أَن جبريل، عليه السلام، قال لما قال فرعون

آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل: أَخَذْتُ من حال

البحر فضَرَبْتُ به وجهه، وفي رواية: فحشَوْت به فمه. وفي التهذيب: أَن

جبريل، عليه السلام، لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به

بنو إِسرائيل، أَخَذَ من حالِ البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه؛ وقال

الشاعر:وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا،

سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال

وفي حديث الكوثر: حالُه المِسْكُ أَي طِينُه، وخَصَّ بعضهم بالحال

الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود. والحالُ: اللَّبَنُ؛ عن كراع. والحال:

الرَّماد الحارُّ. والحالُ: ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض، يقال:

حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق. وحالُ الرجلِ: امرأَته؛ قال الأَعلم:

إِذا أَذكرتَ حالَكَ غير عَصْر،

وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف

غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها؛ وأَنشد الأَزهري:

يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع،

تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع

والمَحالَةُ: مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها، والجمع مَحالٌ ومَحاوِل.

والمَحالة والمَحال: واسِطُ الظَّهْر، وقيل المَحال الفَقار، واحدته مَحالة،

ويجوز أَن يكون فَعالة.

والحَوَلُ في العين: أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من

قِبَل الماقِ، وقيل: الحَوَل إِقْبال الحَدَقة على الأَنف، وقيل: هو ذَهاب

حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها، وقيل: الحَوَل أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى

الحِجاج، وقيل: هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ، وقد حَوِلَت وحالَت

تَحال واحْوَلَّت؛ وقول أَبي خراش:

إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ رُوقاً،

وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير

(* قوله «إذا ما كان» تــقدم في ترجمة كسس: إذا ما حال، وفسره بتحوّل).

قيل: معناه انقلبت، وقال محمد بن حبيب: صار أَحْوَل، قال ابن جني: يجب

من هذا تصحيح العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ، لأَن هذه الأَفعال

في معنى ما لا يخرج إِلا على الصحة، وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ،

فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى

اجْتَوَرُوا. الليث: لغة تميم حالَت عَيْنُه تَحُول

(* قوله «لغة تميم حالت

عينه تحول» هكذا في الأصل، والذي في القاموس وشرحه: وحالت تحال، وهذه لغة

تميم كما قاله الليث).

حولاً، وغيرهم يقول: حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً. واحْوَلَّت

أَيضاً، بتشديد اللام، وأَحْوَلْتُها أَنا؛ عن الكسائي. وجَمْع الأَحول

حُولان. ويقال: ما أَقْبَحَ حَوْلَتَه، وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً، مصدر

الأَحْوَلِ. ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل وحَوِلٌ: جاء على الأَصل لسلامة فعله،

ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها بحرف اللين التابع لها، فكأَن

فَعِلاَ فَعِيل، فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح حَوِلٌ من حيث شبهت

فتحة العين بالأَلف من بعدها. وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها: صَيَّرها

حَوْلاء، وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل: احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً

واحْوالَّت احْوِيلالاً. والحُولة: العَجَب؛ قال:

ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا

لنا غَنَمٌ مقصورةٌ، ولنا بَقَر

ويوصف به فيقال: جاء بأَمرٍ حُولة.

والحِوَلاءُ والحُوَلاءُ من الناقة: كالمَشِيمة للمرأَة، وهي جِلْدةٌ

ماؤها أَخضر تَخْرج مع الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر، وقيل:

تأْتي بعد الولد في السَّلى الأَول، وذلك أَول شيء يخرج منه، وقد تستعمل

للمرأَة، وقيل: الحِوَلاء الماء الذي يخرج على رأْس الولد إِذا وُلِد،

وقال الخليل: ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا حِوَلاء وعِنَباء

وسِيَراء، وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء، لغة في خُيَلاء؛ حكاه ابن بري؛

وقيل: الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء

وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض، ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان، ثم

يخرج بعد ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة، ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في

الرحم شيء من الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى. والحُوَلاء:

الماء الذي في السَّلى. وقال ابن السكيت في الحُولاء: الجلدة التي تخرج على

رأْس الولد، قال: سميت حُوَلاءَ لأَنها مشتملة على الولد؛ قال الشاعر:

على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها،

فَراها الشَّيْذُمانُ عن الجَنِين

ابن شميل: الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها، وهي

أَعْقاؤه، الواحد عِقْيٌ، وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه

أَسود وبعضه أَصفر وبعضه أَخضر. وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه

أُمُّه فما خَرَج من دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر. ونَزَلُوا في مثل

حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء السَّلى: يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن

الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً. ورأَيت أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت

وأَظلمت خُضْرةً، وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها وبعض لم يتفقأُ؛ قال:

بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه

نَوْرُ الدَّكادِك، سُوقُه تَتَخَضَّد

واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها. وفي حديث الأَحنف: إِن

إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ

مُتَهَدِّلة وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب، تقول العرب: تركت أَرض

بني فلان كحُوَلاء الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة، وهي من

الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج مع الولد كما تــقدم.

والحِوَل: الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ.

وأَحال عليه: اسْتَضْعَفه. وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل.

وأَحَلْتُ عليه بالكلام: أَقبلت عليه. وأَحال الذِّئبُ على الدم: أَقبل عليه؛

قال الفرزدق:

فكان كذِئْب السُّوءِ، لما رأَى دماً

بصاحبه يوماً، أَحالَ على الدم

أَي أَقبل عليه؛ وقال أَيضاً:

فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ، إِن رأَى

بصاحبه، يَوْماً، دَماً فهو آكلُه

وفي حديث الحجاج: مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه، وفي حديث

آخر: فجعلوا يضحكون ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه.

وأَحَلْت الماء في الجَدْوَل: صَبَبْته؛ قال لبيد:

كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ،

يُحِيلون السِّجال على السِّجال

وأَحالَ عليه الماء: أُفْرَغَه؛ قال:

يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه،

حَبْوَ الجَواري، تَرى في مائه نُطُقا

أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه: يقال للقوم إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ

لبنُهم: حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم وغَبُوقُهم

واحداً. وحال: بمعنى انْصَبَّ. وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها حوْلاً

وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه. وأَحال الماءَ من

الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها؛ وأَنشد ابن بري لزهير:

يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه

وأَحال الليلُ: انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي في صفة

نخل:

لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها،

وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها

يعني أَن النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان، والذئاب لا تأْكل الفَسِيل

فهي لا تَرْهَبها عليها، وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل. والحالُ:

موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس، وقيل: هي طَرِيقة المَتْن؛ قال:

كأَنَّ غلامي، إِذ عَلا حالَ مَتْنِه

على ظَهْرِ بازٍ في السماء، مُحَلِّق

وقال امرؤ القيس:

كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه

ابن الأَعرابي: الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن، والحَمْأَةُ والكارَةُ التي

يَحْمِلها الحَمَّال، واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء، وفيه ثلاث لغات:

الخال، بالخاء المعجمة، وهو أَعْرَقُها، والحال والجَالُ. والحَالُ: لحم

باطن فخذ حمار الوحش. والحال: حال الإِنسان. والحال: الثقل. والحال:

مَرْأَة الرَّجُل. والحال: العَجَلة التي يُعَلَّم عليها الصبي المشي؛ قال

ابن بري: وهذه أَبيات تجمع معاني الحال:

يا لَيْتَ شِعْرِيَ هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى،

والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال

أَي شيئاً بعد شيء.

فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي، فالسَّوادُ إِلى

نفسي تميل، فَنَفْسِي بالهوى حالي

حالٍ: من الحَلْيِ، حَلِيتُ فأَنا حالٍ.

ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس، فكَمْ

أَغْدُو مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال

الحال هنا: التراب.

تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس تَنْقُلُها

عن حالها، كصَبيٍّ راكبِ الحال

الحالُ هنا: العَجَلة.

فالمرءُ يُبْعَث يوم الحَشْرِ من جَدَثٍ

بما جَنى، وعلى ما فات من حال

الحال هنا: مَذْهَب خير أَو شر.

لو كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر،

لكنت مشتغلاً بالوقت والحال

الحال هنا: الساعة التي أَنت فيها.

لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ،

كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال

الحال هنا: اللَّبَن؛ حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده

ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ أَعْشَقُه،

ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي

حال الرجل: امرأَته وهي عبارة عن النفس هنا.

رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ،

فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال

حالُ الفَرَس: طرائق ظَهْره، وقيل مَتْنُه.

يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه،

حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال

الحال هنا: وَرَق الشجر يَسْقُط. الأَصمعي: يقال ما أَحْسَنَ حالَ

مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد، والحال: لَحْمة المَتْن.

الأَصمعي: حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه، وفي

الصحاح: حال في مَتْنِ فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب. وحال عن ظَهْر

دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي زال ومال. ابن سيده وغيره: حال في ظهر

دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على ظَهْرها، وكلام العرب حالَ على

ظهره وأَحال في ظهره. ويقال: حالُ مَتْنِه وحاذُ مَتْنِه وهو الظَّهْر

بعينه. الجوهري: أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب؛ وفي المثل:

تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو

أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء. ويقال: إِنه لَيَحُول أَي

يجيء ويذهب وهو الجَوَلان. وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ: صارت شدّة الحَرّ في

وسط السماء؛ قال ذو الرمة:

وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه،

إِذا حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك

قال أَبو منصور: وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت، ومثله وَلَّى بمعنى تَولَّى.

وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر.

وما أَحْسَن حَوِيلَه، قال الأَصمعي: أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد.

ويقال: ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه وحِيلته

والحِيال: خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على

ثِيلِه. وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك؛ عن ابن الأَعرابي ينصبه

على الظرف، ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز، ولكن كذا رواه عن العرب؛

حكاه ابن سيده. وقعد حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه، وأَصله الواو.

والحَوِيل: الشاهد. والحَوِيل: الكفِيل، والاسم الحَوَالة. واحْتال عليه

بالدَّين: من الحَوَالة. وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته، والاسم الحَوِيل؛

قال الكميت:

وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى

تُحَمَّق، وهي كَيِّسة الحَوِيل

قال: يعني الرَّخَمَة. وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه،

يتعدّى ولا يتعدّى؛ قال ذو الرمة يصف الحرباء:

يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً

على الجِذْل، إِلا أَنه لا يُكَبِّر

إِذا حَوَّل الظِّلُّ، العَشِيَّ، رأَيته

حَنِيفاً، وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر

يعني تَحَوَّل، هذا إِذا رفعت الظل على أَنه الفاعل، وفتحت العشي على

الظرف، ويروى: الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو الفاعل والظل

مفعول به؛ قال ابن بري: يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل الشمس

إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة، فهو حَنِيف، فإِذا كان في

أَوَّل النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير

مُتَنَصِّراً، لأَن النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق. واحْتال المنزلُ:

مَرَّت عليه أَحوال؛ قال ذو الرمة:

فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها

أَيادي سَبَا، بَعْدِي، وطال احْتِيالُها

واحتال أَيضاً: تغير؛ قال النمر:

مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ،

فأَمْرَعَتْ لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام

وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به؛ عن اللحياني. وحالَ

لونُه أَي تغير واسْوَدَّ. وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت: أَتى عليها حَوْلٌ،

وكذلك الطعام وغيره، فهو مُحِيل؛ قال الكميت:

أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل المُحِيل

بفَيْدَ، وما بُكاؤك بالطُّلول؟

والمُحِيل: الذي أَتت عليه أَحوال وغَيَّرته، وَبَّخَ نفسه على الوقوف

والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ

غير شابٍّ ؛ وذلك في البيت بعده وهو:

أَأَشْيَبُ كالوُلَيِّد، رَسْمَ دار

تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول؟

أَي أَتسأَل أَشْيَبُ أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما

لا يجيب فكأَنه أَصَمّ؛ وأَنشد أَبو زيد لأَبي النجم:

يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا،

حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا

وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ:

أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل،

بغَرْبِيِّ الأَبارق من حَقِيل؟

قال ابن بري: وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة:

قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا،

والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا،

بجانب البَوْباةِ لم يَعْفُه

تَقادُمُ العَهْدِ، بأَن يُؤْهَلا

قال: تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِل بأَن يُؤْهَل، من أَهَله

الله؛ وقال الأَخوص:

أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ مُحْوِلِ

وقال امرؤ القيس:

من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ،

من الذَّرِّ فوق الإِتْبِ منها، لأَثّرا

أَبو زيد: فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو وُلِد على

أَثره. وحالت القوسُ واستحالت، بمعنى، أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت

عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج.

وحَوَال: اسم موضع؛ قال خِراش بن زهير:

فإِني دليل، غير مُعْط إِتاوَةً

على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا

الأَزهري في الخماسي: الحَوَلْولة الكَيِّسة، وهو ثلاثي الأَصل أُلحق

بالخماسي لتكرير بعض حروفها. وبنو حَوالة: بطن. وبنو مُحَوَّلة: هم بنو

عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى فسماه سيدنا رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك. وحَوِيل: اسم موضع؛

قال النابغة الجعدي:

تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها

حَوِيل، فريطات، فرَعْم، فأَخْرَب

أصُول الْفِقْه

أصُول الْفِقْه: مركب إضافي ثمَّ نقل من التَّرْكِيب الإضافي وَجعل علما لقبا للْعلم الْمَخْصُوص فَلهُ تعريفان: تَعْرِيف بِاعْتِبَار الْإِضَافَة وتعريف بِاعْتِبَار أَنه لقب لعلم مَخْصُوص. وَــقدم ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله تَعْرِيفه اللقبي وَصدر الشَّرِيعَة رَحمَه الله تَعْرِيفه الإضافي وَلكُل وجهة هُوَ موليها. فَإِن من قدم تَعْرِيفه اللقبي نظر إِلَى أَمريْن أَحدهمَا أَن الْمَعْنى اللقبي هُوَ الْمَقْصُود فِي الْإِعْلَام والاشتغال بِالْمَقْصُودِ أولى وَالثَّانِي أَن ذَلِك الْمَعْنى بملاحظة مَعْنَاهُ الإضافي بِمَنْزِلَة الْبَسِيط من الْمركب وَتَقْدِيم الْبَسِيط على الْمركب أَحْرَى. فَإِن قيل نعم إِن مَعْنَاهُ اللقبي أَعنِي الْعلم بالقواعد الَّتِي يتَوَصَّل بهَا إِلَى الْفِقْه بسيط فِي نَفسه إِلَّا أَنه لَيْسَ بسيطا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَعْنَاهُ الإضافي حَتَّى يكون بِمَنْزِلَة الْبَسِيط من الْمركب لِأَنَّهُ غير الْمَعْنى الَّذِي أُرِيد بِلَفْظ الْأُصُول الْوَاقِع فِي الْمركب الإضافي. قيل إِنَّه بسيط من الْمركب من حَيْثُ إِن مَوْضُوعَات مسَائِله وَهِي الْقَوَاعِد الْمَذْكُورَة أصُول بِالْمَعْنَى المُرَاد فِي الْمركب الإضافي فموضوع كل مَسْأَلَة مِنْهُ أصل من أصُول الْفِقْه أَي دَلِيل من أَدِلَّة الْفِقْه وَهِي الْكتاب وَالسّنة وَالْإِجْمَاع وَالْقِيَاس. وَلَا شكّ أَن الْكتاب مثلا بسيط بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَجْمُوع الْمركب من هَذِه الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة وَقس عَلَيْهِ الْبَوَاقِي. وَيُمكن أَن يُقَال إِن مَعْنَاهُ الإضافي بشموله عِنْد الْعقل لهَذَا الْعلم الْمَخْصُوص وَلغيره بِمَنْزِلَة الْمركب فَمَعْنَاه اللقبي بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ بِمَنْزِلَة الْبَسِيط. وَمن قدم تَعْرِيفه الإضافي نظر إِلَى وَجْهَيْن أَيْضا أَحدهمَا مُرَاعَاة التَّرْتِيب فَإِن الْمَنْقُول عَنهُ مــقدم على الْمَنْقُول وَثَانِيهمَا الِاحْتِرَاز عَن التّكْرَار يَعْنِي لَو قدم تَعْرِيفه اللقبي لاحتيج إِلَى تَفْسِيره تَارَة فِي اللقبي وَتارَة فِي الإضافي. وَذَلِكَ أَن اللقبي يشْتَمل على تَعْرِيف الْفِقْه من حَيْثُ الْمَاهِيّة لَا من حَيْثُ إِنَّه مَدْلُول لفظ الْفِقْه. فَإِذا قدم التَّعْرِيف اللقبي يحْتَاج إِلَى التَّعْرِيف الإضافي مرّة أُخْرَى كَمَا فعله ابْن الْحَاجِب رَحمَه الله لِأَنَّهُ لم يعرف من حَيْثُ إِنَّه مَدْلُول لفظ الْفِقْه بِخِلَاف مَا لَو قدم التَّعْرِيف الإضافي فَإِنَّهُ يعلم مِنْهُ الْفِقْه بالحيثيتين لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يذكر أَن مَدْلُول لفظ الْفِقْه هَذَا الْمَعْنى فَيكون ذَلِك الْمَعْنى مدلولا لَهُ وتعريفا لفظيا لَهُ أَيْضا. فَلَا يحْتَاج إِلَى إِعَادَة تَعْرِيفه فِي التَّعْرِيف اللقبي بل يَكْفِي فِيهِ أَن يُقَال هُوَ الْعلم بالقواعد الَّتِي يتَوَصَّل بهَا إِلَى الْفِقْه هَذَا مَا ذكره وجيه الْعلمَاء قدس سره فِي وَجه التّكْرَار وَإِلَيْهِ مآل مَا ذكره الْفَاضِل الجلبي رَحمَه الله. أما الِاحْتِيَاج الأول فَلِأَنَّهُ مَأْخُوذ مُعْتَبر فِي مَفْهُوم اللقب، وَأما الِاحْتِيَاج الثَّانِي فَليعلم أَنه مَفْهُوم لفظ الْفِقْه لِأَن لفظ الْفِقْه وَإِن وَقع جُزْء الْمُعَرّف وَمَعْنَاهُ الْأَصْلِيّ جُزْء الْمُعَرّف لَكِن لم يعلم مِنْهُ أَنه مَعْنَاهُ إِذْ لَا يزِيد دلَالَة لفظ التَّعْرِيف اللَّفْظِيّ على أَن مَجْمُوع هَذَا الْمَعْنى لمجموع هَذَا اللَّفْظ أما إِن هَذَا الْجُزْء من الْمَعْنى لهَذَا الْجُزْء من اللَّفْظ فَلَا. فبالضرورة تمس الْحَاجة عِنْد قصد التَّعْرِيف الإضافي إِلَى إِيرَاد تَفْسِير لفظ الْفِقْه مرّة أُخْرَى. إِن قلت فليورد لفظ الْفِقْه فِي التَّعْرِيف اللقبي وليفسر بِكَلِمَة أَي المفسرة ثمَّ ليذكر فِي التَّعْرِيف الإضافي بِلَا احْتِيَاج إِلَى إِيرَاد تَفْسِيره لسبق الْعلم بِهِ من حَيْثُ ذَاته وَمن حَيْثُ كَونه مَفْهُوم لفظ الْفِقْه. قلت لَا وَجه لذَلِك لِأَن اللَّائِق لشأن التَّعْرِيف أَن يكون فِي ذَاته تَاما مُفِيدا للمطلوب غير مُشْتَمل على مَجْهُول انْتهى. وتعريف الْمركب يحْتَاج إِلَى تَعْرِيف أَجْزَائِهِ فتعريفه بِاعْتِبَار الْإِضَافَة يحْتَاج إِلَى تَعْرِيف ثَلَاثَة أُمُور.
أَحدهَا الْمُضَاف وَهُوَ الْأُصُول الَّذِي جمع الأَصْل وَقد عرفت تَعْرِيفه فِي تَحْقِيق الأَصْل بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ وَثَانِيها الْمُضَاف إِلَيْهِ وَهُوَ الْفِقْه وتعريفه سَيَجِيءُ فِي الْفِقْه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَثَالِثهَا الْإِضَافَة لِأَنَّهَا وَإِن لم تكن جُزْءا صوريا للمركب الإضافي لاختصاصه بالأجسام لَكِنَّهَا بِمَنْزِلَة الْجُزْء الصُّورِي. وَمعنى إِضَافَة الْمُشْتَقّ كالضارب وَمَا فِي مَعْنَاهُ كالأصل الَّذِي بِمَعْنى المبنى عَلَيْهِ والغلام الَّذِي بِمَعْنى الْمَمْلُوك اخْتِصَاص الْمُضَاف بالمضاف إِلَيْهِ بِاعْتِبَار معنى يفهم من الْمُضَاف فَإِن معنى فلَان ضَارب زيد اخْتِصَاصه بإيقاع الضَّرْب على زيد. وَمعنى هَذَا أصل الْمَسْأَلَة أَن هَذَا مُخْتَصّ بهَا بِاعْتِبَار أَنه دَلِيل عَلَيْهَا وَمعنى غُلَام زيد اخْتِصَاصه بزيد بِاعْتِبَار أَنه مَمْلُوك لَهُ فتعريفه الإضافي الْأَدِلَّة الَّتِي يبتنى عَلَيْهَا الْفِقْه ويستند إِلَيْهَا وفسرنا الْأُصُول بالأدلة لَا لِأَن الأَصْل مَنْقُول عَن مَعْنَاهُ اللّغَوِيّ فِي الْعرف الْعَام إِلَى الدَّلِيل بل لِأَن مَعْنَاهُ اللّغَوِيّ أَعنِي مَا يبتنى عَلَيْهِ الشَّيْء شَامِل للدليل وَغَيره لِأَن الابتناء الْمَأْخُوذ فِيهِ شَامِل للابتناء الْحسي والعقلي كَمَا مر فِي الأَصْل. لَكِن لما أضيف الْأُصُول إِلَى الْفِقْه الَّذِي هُوَ معنى عَقْلِي يُرَاد بالابتناء الابتناء الْعقلِيّ وبالأصول الْأَدِلَّة لِأَن الْمُسْتَند لِلْأَمْرِ الْعقلِيّ ومبتناه لَيْسَ إِلَّا دَلِيله وَالْعقل خلاف الأَصْل وَلَا ضَرُورَة فِي الْعُدُول إِلَيْهِ. فَانْدفع مَا قيل إِن المُرَاد بالأصول الْأَدِلَّة قطعا لَكِن بطرِيق النَّقْل وَلَا حَاجَة إِلَى جعله بِالْمَعْنَى اللّغَوِيّ شَامِلًا للمقصود وَغَيره وتعريفه اللقبي علم بالقواعد الَّتِي يتَوَصَّل بهَا إِلَى الْفِقْه وَإِنَّمَا صَار أصُول الْفِقْه علما لقبا لهَذَا الْعلم لِأَنَّهُ مَوْضُوع بإزائه بِعَيْنِه مشْعر بمدحه بِكَوْنِهِ مبْنى الْفِقْه الَّذِي هُوَ أساس صَلَاح المعاش فِي الدُّنْيَا وَسبب الْفَلاح والنجاة فِي الْأُخْرَى.

فرر

ف ر ر : فَرَّ مِنْ عَدُوِّهِ يَفِرُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فِرَارًا هَرَبَ وَفَرَّ الْفَارِسُ فَرًّا أَوْسَعَ الْجَوَلَانَ بِالِانْعِطَافِ وَفَرَّ إلَى الشَّيْءِ ذَهَبَ إلَيْهِ.

فَرَزْتُهُ عَنْ غَيْرِهِ فَرْزًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ نَحَّيْتُهُ عَنْهُ فَهُوَ مَفْرُوزٌ وَأَفْرَزْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فَهُوَ مُفْرَزٌ وَالْفِرْزَةُ الْقِطْعَةُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَفَيْرُوزُ الدَّيْلَمِيُّ يُقَالُ هُوَ ابْنُ أُخْتِ النَّجَاشِيِّ. 
فرر وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين قَالَ لعدي بْن حَاتِم عِنْد إِسْلَامه: أما يَفُرّك إِلَّا أَن يُقَال: لَا إِلَه إِلَّا الله هَكَذَا يَقُولهَا بعض المحدّثين وَلَيْسَ إعرابها كَذَلِك إِنَّمَا هِيَ: أما يُفِرّك بِضَم الْيَاء وَكسر الْفَاء وَهُوَ من الْفِرَار يُقَال مِنْهُ: قد أفررت فلَانا إفرارا إِذا فعلت بِهِ فعلا يفر مِنْهُ.

شَبَح وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ شَبْح الذراعين. قَالَ أَبُو عبيد: ال
(فرر) - في الحديث: "قال لِعَدِيِّ بنِ حَاتِم - رضي الله عنه -: " أَمَا يُفِرُّك إلَّا أن يُقَال: لا إله إلَّا الله، وهل من إله إلَّا الله؟ "
يقال: فَرَّ فِرارًا، وأَفرَرتُه : حَمَلْتُه على الفِرارِ.
وعَوامُّ الأَصْحاب يَقُولُونه: بفَتْح اليَاءِ وضَمِّ الفَاءِ، والصّحيح الأوَّل.
- وفي حديث الحَجَّاج: "لقد فُرِرْتُ عن ذَكاءٍ"
الفَرُّ: التَّفْتِيش، وفَرَّ الدّهرُ جَذَعًا؛ إذا عَاد في أَوَّلِ الأَمْر.
يُقال: فَررْتُ الدَّابَّة فَرًّا، وفرَرْتُ عن سنِّها؛ إذا فَتَحت فَاهَا؛ لِتَعْرِفَ سِنَّها. وفَررْتُ: بَحَثْتُ.
ف ر ر: (فَرَّ) يَفِرُّ بِالْكَسْرِ (فِرَارًا) هَرَبَ وَ (أَفَرَّهُ) غَيْرُهُ. وَرَجُلٌ (فَرٌّ) بِوَزْنِ بَرٍّ أَيْ (فَارٌّ) وَكَذَا الِاثْنَانِ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «هَذَانِ فَرُّ قُرَيْشٍ أَفَلَا أَرُدُّ عَلَى قُرَيْشٍ فَرَّهَا» . وَقَدْ يَكُونُ (الْفَرُّ) جَمْعَ فَارٍّ كَرَاكِبٍ وَرَكْبٍ وَصَاحِبٍ وَصَحْبٍ. وَ (افْتَرَّ) ضَاحِكًا أَيْ أَبْدَى أَسْنَانَهُ. وَفَرَسٌ (مِفَرٌّ) بِكَسْرِ الْمِيمِ يَصْلُحُ لِلْفِرَارِ عَلَيْهِ. وَ (الْمَفَرُّ) الْفِرَارُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَيْنَ الْمَفَرُّ} [القيامة: 10] . وَ (الْمَفِرُّ) بِكَسْرِ الْفَاءِ الْمَوْضِعُ. 

فرر


فَرَّ(n. ac. فَرّ
مَفْرَر
مَفْرِر
فِرَاْر)
a. Fled, ran away.
b. [Ila], Went, betook himself to.
c.(n. ac. فَرّ
فَرَاْر
فِرَاْر
فُرَاْر) ['An], Examined.
d. [ pass ], Returned to its first state (
thing ).
فَاْرَرَa. Investingated.

أَفْرَرَa. Caused to flee, put to flight, routed.
b. [acc. & Bi], Clave, split with ( the sword ).
c. Shed its teeth (camel).
تَفَرَّرَ
a. [Bi], Laughed at.
تَفَاْرَرَa. Fled from one another.

إِفْتَرَرَa. Smiled.
b. shone, glittered (lightning).
c. Snuffed.

فَرّa. Flight.
b. see 21
فِرَّةa. Manner of smiling.
b. [ coll. ], Quail (
bird ).
فُرّa. Best, choice of.

فُرَّةa. Confusion.
b. Heat.
c. see 3
فُرَرَةa. see 21
فُرُرa. see 24
أَفْرُرَةa. see 3t (a) (b).
c. Misfortune.

مَفْرَرa. Refuge, place of escape.

مَفْرِرa. see 17
مِفْرَرa. Fleet (horse).
b. see 17
فَاْرِرa. Fleeing; fugitiv.

فِرَاْرa. see 1 (a)
فُرَاْرa. Young of sheep, goats, camels.

فَرِيْرa. see 24b. Mouth.

فَرُوْرa. see 21 & 24
فَرُوْرَةa. see 21
فَرَّاْرa. see 21b. Mercury, quickslver.

N. P.
فَرڤرَa. Examined.

أُفُرَّة
a. see 3 (a) (b) &
أَفْرُرَة
(c).
ف ر ر

هو فرّار وفرور وفرورة. وأفررته: حملته على أن يفرّ. وفي الحديث " ما يفرّك إلاّ أن يقال لا إله إلا الله " " وهؤلاء فرّ قريش أفلا أردّ على قريش فرّها؟ ". ويقال: فرّ الجواد عينه أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تفرّه. وامرأة غرّاء فرّاء: حسنة الثغر. وإنها لحسنة الفرّة أي الابتسام. وافترت عن ثغر كالبرد. والذئب يفرفر الشاة إذا مزّقها، ومنه سمّي الأسد فرافراً. والفرس يفرفر اللجام ليخلعه عن رأسه.

ومن المجاز: فررت عن الأمر: بحثت عنه، وفرّ عن هذا الأمر، وفرّ فلان عمّا في نفسه، وفلان مفرور ومفرّرٌ: مجرّب. وفرّ الأمر جذعاً إذا عوود من الرأس. وفاررته مفارةً: فتشت عن حاله وفتّش عن حالي. وفرس ذابل الفرير وهي المجمّة من معرفته، استعير لها اسم الفم الذي هو موضع فرّ الأسنان لأنه يتعرّف بها حال سمنه كما يتعرف بالفم حال سنّه. وسئل رجل: متى يبلغ ضمر الفرس؟ فقال: إذا ذبل فريره، وتفلّقت غروره، وبدا حصيره، واسترخت شاكلته؛ الحصير: عرق في الجنب. وفلان يفرفؤ فلاناً إذا نال منه وخرّق عرضه. وعن عون: ما رأيت أحداً يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم.
[فرر]نه: فيه: إنه قال لعدي بن حاتم: ما "يفرك" إلا أن يقال: لا إله إلا الله، أفررته فعلت به ما يفر منه ويهرب، أي ما يحملك على الفرار إلا التوحيد، وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء، والصحيح الأول. ك: (("ففروا" إلى الله)) أي من معصية الله إلى طاعته. نه: ومنه:
"أفر" صياح القوم عزم قلوبهم .... فهن هواء والحلوم عوازب
أي حملها على الفرار وجعلها خاليةً بعيدة غائبة العقول. ومنه ح الهجرة: قال سراقة: هذا "فر" قريش، ألا أرد على قريش "فرها"، وفر يفر فرًا فهو فار - إذا هرب، والفر مصدر وضع موضع الفاعل يستوي فيه الواحد وغيره، أراد به النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر لما خرجا مهاجرين، يعني هذا الفران. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: و"يفتر" عن مثل حب الغمام، أي يتبسم حتى يبدو أسنانه من غير قهقهة، وهو من: فررت الدابة أفرها فرًا- إذا كشفت شفتها لتعرف سنها، وافتر افتعل منه، وأراد بحب الغمام البرد. ومنه ح: أراد أن يشتري بدنة فقال: "فرها". وح عمر قال لابن عباس: كان بلغني عنك أشياء كرهت أن "أفرك"عنها، أي أكشفك. وخطبة حجاج: لقد "فررت" عن ذكاء وتجربة.
فرر عثن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام حِين خرج هُوَ وَأَبُو بكر مُهَاجِرين إِلَى الْمَدِينَة من مَكَّة فمرا بسراقة بْن مَالك بْن جعْشم فَقَالَ: هَذَانِ فرّ قُرَيْش أَلا أردّ على قُريش فَرّها قَوْله: فرّ قُرَيْش يُرِيد الفارّين من قُرَيْش يُقَال مِنْهُ: رجل فرَّ ورجلان فرَّ وَرِجَال فر لَا يثني وَلَا يجمع. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف صائدًا أرسل كلابا على ثَوْر فَحمل عَلَيْهَا الثور ففرت مِنْهُ فَرَمَاهُ الصَّائِد ليشغله عَن الْكلاب فَقَالَ: [الْكَامِل]

فَرمى ليُنْقِذَ فرّها فهوى لَهُ ... سهٌم فأنفذ طرّتيه المنزعُ

يَعْنِي السهْم أنقذ طرتيه وهما جانباه. وَفِي حَدِيث سراقَة أَنه طلبهما فرسخت قَوَائِم دَابَّته فِي الأَرْض فَسَأَلَهُمَا أَن يخليا عَنهُ فَخرجت قَوَائِمهَا وَلها عُثان. قَوْله عثان أَصله الدُّخان وَجمع العثان عواثن وَجمع الدُّخان دواخن فَهَذَا جمع على غير قِيَاس وَلَا نعلم [فِي الْكَلَام شَيْئا يشبههما -] . وَإِنَّمَا أَرَادَ بقوله: وَلها عثان الْغُبَار شبه الْغُبَار غُبَارقَوَائِمهَا بالدخان.
[فرر] فَرَّ يَفِرُّ فِراراً: هرب. وأفَرَّهُ غيره. والفَرورُ من النساء: النَوَارُ. ورجلٌ فَرٌّ، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث. وفى الحديث : " هذان فر قريش، أفلا أرد على قريش فرها ". وقد يكون الفر الجمع فار، مثل راكب وركب، وصاحب وصحب. وفررت الفرس أفره بالضم فَرًّا، إذا نظرت إلى أسنانه، قال الحجَّاج: " فُرِرْتُ عن ذكاء ". وفَرَرْتُ عن الأمر: بحثت عنه. وأفرت الابل للاثناء بالالف، إذا ذهبتْ رواضعُها وطلع غيرها. وتفارُّوا، أي تهاربوا. وافْتَرَّ فلانٌ ضاحكاً، أي أبدى أسنانه. وفُرَّهُ الحَرِّ بالضم: أوَّله، ويقال شِدَّته. وحكى الكسائي أُفُرَّةُ الحَرِّ وأَفُرَّةُ الحَرِّ بضم الهمزة وفتحها، والفاء مضمومة فيهما. وفرسٌ مِفَرٌّ بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه. والمَفَرُّ: الفِرارُ. ومنه قوله تعالى:

(أين المَفَرُّ) *. والمَفِرُّ بكسر الفاء: الموضع. وفرير: بطن من العرب. والفَريرُ: ولد البقرة الوحشية، وكذلك الفرار، مثل طويل وطوال، ويقال: إنه جمع فرير. قال أبو عبيدة: ولم يأت على فعال شئ من الجمع إلا أحرف هذا أحدها. وفى المثل: " نزو الفرار استجهل الفرار "، وذلك أنه إذا شب أخذ في النزوان، فمتى رآه غيره نزا لنزوه. ويقال أيضاً: " إن الجواد عينه فُرارُهُ، وقد يُفتح، أي يغنيك شخصه ومنظره عن أن تختبره وأن تفر أسنانه. وفرفرت الشئ: حركته، مثل هرهرته، يقال فَرْفَرَ الفرس، إذا ضربَ بفأس لجامه أسنانه وحرَّك رأسه. وناس يروونه في شعر أمرئ القيس بالقاف . والفرفرة: الخفة والطيش. والفرفور: طائر.
فرر
فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من فَرَرْتُ، يَفِرّ، افْرِرْ/ فِرَّ، فَرًّا وفِرارًا، فهو فارّ، والمفعول مفرور إليه
• فرّ اللِّصُّ/ فرّ اللِّصُّ من المكان: هرَب "فرَرْتُ من العدوّ/ العقاب/ المعركة- لاذ بالفرار- {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ} - {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} " ° فرّت فلانةُ من جمالها: كناية عن جمالها.
• فرّ إلى أبيه: لجأ إليه، ذهب إليه "فرَرْتُ إلى كتاب الله وسنَّة نبيِّه- فرّ إلى الجبال- {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} ". 

افترَّ يفترّ، افْتَرِرْ/ افْتَرَّ، افترارًا، فهو مفترّ
• افترَّ الشَّخصُ: ابتسم وبَدَت أسنانه "افترّ ثغره عن ابتسامة- ثغر مُفتر" ° افترّ عن أسنانه ضاحكًا: ابتسم.
• افترَّ البرقُ: تلأَلأْ. 

فارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من.
2 - من يتخلّى عن واجبه العسكريّ ويلوذ بالفرار تخاذُلاً وجُبنًا "فارٌّ من الخدمة العسكريّة- تمّ إعدام الفارِّين من المعركة". 

فِرار [مفرد]: مصدر فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من. 

فَرّ [مفرد]: مصدر فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من ° الكرّ والفرّ: الهجوم والتراجع. 

فَرّار [مفرد]: صيغة مبالغة من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: كثير الفِرار. 

فَرور [مفرد]: صيغة مبالغة من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: هارِب. 

مَفرّ [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: "لا مَفرٌّ من لقاء الأعداء".
2 - اسم مكان من فرَّ/ فرَّ إلى/ فرَّ من: مَلْجَأ، مَهْرَب "مفرُّ المؤمن ذِكْر الله- اللهو مَفَرُّ التلميذ الكسول- أين المفرُّ والإله طالب- {يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} " ° لا مفرّ منه: لا بُدَّ منه/ لا مهرب منه ولا مناص/ لا يمكن تجنبه. 
[ف ر ر] الفَرُّ والفِرارُ الرَّوَغانُ والهَرَبُ فَرَّ يَفِرُّ فِرارًا هَرَبَ ورَجُلٌ فَرُورٌ وفَرُورَةٌ وفَرّارٌ غيرُ كَرّارٍ وفَرٌّ وصْفٌ بالمَصْدَرِ فالواحِدُ والجمعُ فيه سواءٌ قال أَبُو ذُؤَيْبٍ

(فَرَمَى ليُنْقِذَ فَرَّها فهَوَى له ... سَهْمٌ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ)

وقَدْ يَكُونُ الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ كشارِبٍ وشَرْبٍ وأرادَ فأَنْفَذَ طُرَّتَيْهِ السهمُ فلمّا لم يَسْتَقِمْ له قالَ المِنْزَعُ وأَفَرَّهُ فَعَلَ به فعلاً يَفِرُّ منه وفي الحَدِيثِ أَنّه قالَ لعَدِيِّ بنِ حاتِمٍ ما يُفِرُّكَ عن الإسلامِ إلا أَنْ يُقالَ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وهو المَفَرُّ والمَفِرُّ وقَوْلُه تَعالَى {أين المفر} القيامة 10 أي أَيْنَ الفِرارُ وقِرِئَ {أين المفر} أي أَيْنَ مَوْضِعُ الفِرارِ عن الزَّجَاجِ وقَدْ أَفْرَرْتُه وفَرَّ الدّابَّةَ يَفُرُّها فَرّا كَشَفَ عن أَسْنانِها ليَنْظُرَ ما سِنُّها ويُقالُ للَفَرسِ الجَوَادِ عَيْنُه فُرارُه يَقُولُ إِذا رَأيْتَه تَفَرِّسْتَ فيهِ الجَوْدَةَ ولم تَحْتَجْ أن تَفُرَّه عن عَدْوٍ ولا غَيْرِه كَذا حَكاهُ كُراع بالضَّمِّ وحكاهُ غَيْرُه بكسرِ الفاءِ وفَرَّ الأَمْرَ وفَرَّ عنه بَحَثَ وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعًا أي رَجَعَ عَوْدُه عَلَى بَدئِهِ قال (وما ارْتَقَيْتُ عَلَى أَرْجاءِ مَهْلَكَةٍ ... إلا مُنِيتُ بأَمْرٍ فُرَّ لي جَذَعَا)

وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبِلُ للإْثناءِ سَقَطَتْ رَواضِعُها وطَلَع غَيْرُها وافْتَرَّ الإنْسانُ ضَحِكَ ضَحِكًا حَسَنًا وافْتَرَّ البَرْقُ تَلأْلأ وهُوَ فوقَ الانْكِلالِ في الضَّحِكِ والبَرْقِ واسْتَعارُوا ذلك للزَّمَنِ فقالُوا إِنَّ الصَّرْفَةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِي يَفْتَرُّ عنه وذلكَ أَنَّ الصَّرْفَةَ إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه قال رُؤْبَةُ

(كأَنَّما افْتَرَّ نَشُوقًا مَنْشَقَا ... )

والفَرِيرُ والفُرارُ وَلَدُ النَّعْجَةِ والماعِزَةِ والبَقَرَةِ والأُنْثَى فُرارَةٌ وجَمْعُها فُرارٌ أيضًا وهُو من أَوْلاد المَعْزِ ما صَغُرَ جِسْمُه وعَمَّ ابنُ الأَعرابِيِّ بالفَرِيرِ وَلَدَ الوَحْشِيَّةِ من الظِّباءِ والبَقَرِ ونحوِهما وقالَ مرَّةً هي الخِرْفانُ والحُمْلانُ وقِيلَ الفَرِيرُ واحدٌ والفُرارُ جَمْعٌ وقِيلَ الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرْفُر والفُرْفُورُ والفُرافِرُ الحَمَلُ إذا فُطِمَ واسْتَجْفَرَ وأَخْصَبَ وسَمِن وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ فِي الفُرارِ الذي هُو واحِدٌ قَوْلَ الفَرَزْدَقِ

(لَعَمْرِي لَقَدْ هانَتْ عَلَيكَ ظَعِينَةٌ ... فَدَيْتَ برِجْلَيْها الفُرارِ المُرَبَّقَا)

والفَرِيرُ مَوْضِعُ المَجَسَّةِ من مَعْرِفَةِ الفَرَسِ ووقَعَ القومُ في فُرَّةٍ وأُفُرَّةٍ وأَفُرَّةٍ أي اخْتِلاطٍ وشِدَّةٍ وفُرَّةُ الحَرِّ وأُقُرَّتُه وأَفُرَّتُه شِدَّتُه وقِيلَ أَوَّلُه والفَرْفَرَةُ الصِّياحُ وفَرْفَرَه صاحَ بهِ قالَ أَوْسُ بنُ مَغْراءَ السَّعْدِيُّ

(إِذا ما فَرْفَرُوه رَغَا وبالاَ ... )

والفَرْفَرَةُ الطَّيْشُ والخِفَّةُ ورَجُلٌ فَرْفارٌ وامْرَأَةٌ فَرْفارَةٌ والفَرْفَرَةُ الكَلامُ والفَرْفارُ الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثارِ وفَرْفَرَ في كَلامِه خَلَّطَ وأكْثَرَ والفُرافِرُ الأَخْرَقُ وفَرْفَرَ الشَّيْءَ كَسَرَه والفُرافِرُ والفَرْفارُ الَّذِي يُفَرْفِرُ كُلِّ شَيْءٍ أي يَكْسِرُه وفَرْفَرَ الدَّابَّةُ اللِّجامَ حَرَّكَه وفَرَسٌ فُرافِرٌ يُفَرْفِرُ اللِّجامَ في فِيه وفَرْفَرَني فَرْفَارًا نَفَضَنِي وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ البَعِيرُ نَفَضَ جَسَدَه وفَرْفَرَ أَيْضًا أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قالَ امْرُؤُ القَيْسِ

(مَشَى الهَيْدَبَى في دَقِّه ثُمَّ فَرْفَرَا ... )

وفَرْفَرَ الشَّيْءَ شَقَّه والفَرْفارُ ضَرْبٌ من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ منه العِساسُ والقِصاعُ قالَ

(والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ ... )

البَلْطُ المِخْرَطَةُ والحُبَرُ العُقَدُ والفُرْفُورُ والفُرافِرُ سَوِيقٌ يُتَّخَذُ من اليَنْبُوتِ والفُرْفُرُ العُصْفُورُ وقِيلَ الفُرْفُرُ والفُرْفُورُ العُصْفُورُ الصَّغِيرُ قالَ

(حِجازِيَّةٌ لَم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرِ ... ولم تَأْتِ يَوْمًا أَهْلَها بتُبَشِّرِ) 

فرر: الفَرّ والفِرارُ: الرَّوَغان والهِرب.

فَرَّ يَفِرُّ فراراً: هرب. ورجل فَرورٌ وفَرورةٌ وفَرَّار: غير

كَرَّارٍ، وفَرٌّ، وصف بالمصدرْ، فالواحد والجمع فيه سواء. وفي حديث الهجرة: قال

سُراقةُ ابن مالك حين نظر إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وإِلى أَبي

بكر، رضي الله عنه، مُهاجِرَيْنِ إِلى المدينة فمرّا به فقال: هذان فَرُّ

قريشٍ، أَفلا أَردّ على قريش فَرَّها؟ يريد الفارَّين من قريش؛ يقال منه

رجل فَرٌّ ورجلان فَرٌّ، لا يثنى ولا يجمع. قالالجوهري: رجل فَرٌّ، وكذلك

الاثنان والجمع والمؤنث، يعني هذان الفَرّان؛ قال أَبو ذؤيب يصف صائداً

أَرسل كلابه على ثور وحشي فحمل عليها فَفَرَّت منه فرماه الصائد بسهم

فأَنفذ به طُرَّتَيْ جنبيه:

فَرمى ليُنْفِذَ فرَّها، فهَوى له

سَهْم، فأَنْفَذ طُرَّتَيْهِ المِنْزَعُ

وقد يكون الفَرُّ جمعٍ فارٍّ كشارب وشَرْبٍ وصاحب وصَحْبٍ؛ وأَراد:

فأَنفذ طُرَّتيه السهم فلما لم يستقم له قال: المِنْزَع.

والفُرَّى: الكَتيبةُ المنهزمة، وكذلك الفُلَّى. وأَفَرَّه غيرُه

وتَفارُّوا أَي تهاربوا. وفرس مِفَرٌّ، بكسر الميم: يصلح للفِرار عليه؛ ومنه

قوله تعالى: أَين المِفَرُّ. والمَفِرُّ، بكسر الفاء: الموضع. وأَفَرَّ به:

فَعَل به فِعْلاً يَفِرُّ منه. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه

وسلم، قال لعدي بن حاتم: ما يُفِرُّك عن الإِسلام إِلا أَن يقال لا إِله

إِلا الله. التهذيب: يقال أَفْرَرْت الرجلَ أُفِرُّه إِفْراراً إِذا عملت به

عملاً يَفِرُّ منه ويهرب، أَي يحملك على الفرار إِلا التوحيد؛ وكثير من

المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء قال: والصحيح الأَول؛ وفي حديث

عاتكة:

أَفَرَّ صِياحُ القومِ عَزْمَ قلوبهم،

فَهُنَّ هَواء، والحُلوم عَوازِبُ

أَي حملها على الفرار وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول. والفَرورُ من

النساء: النَّوارُ. وقوله تعالى: أَين المَفَرُّ؛ أَي أَين الفِرارُ،

وقرئ: أَين المَفِرّ، أَي أَين موضع الفرار؛ عن الزجاج؛ وقد

أَفْرَرْته.وفَرَّ الدابةَ يَفُرُّها، بالضم، فَرًا: كشف عن أَسنانها لينظر ما

سِنُّها. يقال: فَرَرْتُ عن أَسنان الدابة أَفُرُّ عنها فَرّاً إِذا كشفت

عنها لتنظر إِليها. أَبو ربعي والكلابي: يقال هذا فُرُّ بني فلانٍ وهو وجههم

وخيارهم الذي يَفْترُّونَ عنه؛ قال الكميت:

ويَفْتَرُّ منكَ عن الواضِحات،

إِذا غيرُكَ القَلِحُ الأَثْعَلُ

ومن أَمثالهم: إِنَّ الجَوادَ عينُه فُرارُهُ. ويقال: الخبيثُ عينُه

فرُارُه؛ يقول: تعرف الجودة في عينه كما تَعرف سنَّ الدابة إِذا فَرَرْتَها،

وكذلك تعرف الخبث في عينه إِذا أَبصرته. الجوهري: إِن الجوادَ عينُه

فُراره، وقد يفتح، أَي يُغْنيك شخصه ومَنْظَرُه عن أَن تختبره وأَن تَفُرَّ

أَسنانه. وفَرَرْتُ الفرس أَفُرُّه فرًّا إِذا نظرت إِلى أَسنانه. وفي

خطبة الحجاج: لقد فُرِرْت عن ذَكاءٍ وتَجْرِبةٍ. وفي حديث ابن عمر، رضي الله

عنهما، أَراد أَن يشتري بَدَنَةً فقال: فُرَّها. وفي حديث عمر: قال لابن

عباس، رضي الله عنه: كان يبلغني عنك أَشياء كرهتُ أَن أَفُرَّك عنها أَي

أَكشفك. ابن سيده: ويقال للفرس الجواد عينه فِرارُه؛ تقوله إِذا رأَيته،

بكسر الفاء، وهو مثل يضرب للإِنسان يسأَل عنه أَي أَنه مقيم لم يبرح.

وفَرَّ الأَمرَ وفَرَّ عنه: بحث، وفُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي استقبله. ويقال

أَيضاً: فُرَّ الأَمرُ جَذَعاً أَي رجع عوده على بدئه؛ قال:

وما ارْتَقَيْتُ على أَرجاءِ مَهْلَكةٍ،

إِلا مُنيتُ بأَمرٍ فُرَّ لي جَذَعا

وأَفَرَّت الخيلُ والإِبل للإِثْناءِ، بالأَلف: سقطت رواضعُها وطلع

غيرُها.

وافْتَرَّ الإِنسان: ضحك ضَحِكاً حسناً وافْتَرَّ فلان ضاحكاً أَي أَبدى

أَسنانه. وافْتَرَّ عن ثَغْره إِذا كَشَرَ ضاحكاً؛ ومنه الحديث في صفة

النبي، صلى الله عليه وسلم:

ويَفْتَرُّ عن مثل حَبِّ الغَمام

أَي يَكْشِرُ إِذا تبسم من غير قَهْقَهَة، وأَراد بحب الغمام البَرَدَ؛

شبَّه بياض أَسنانه به. وافْتَرَّ يَفْتَرُّ، افتعل، من فَرَرْتُ

أَفُرُّ. ويقال: فُرَّ فلاناً عما في نفسه أَي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه.

وافْتَرَّ البرقُ: تلأْلأَ، وهو فوق الانْكِلالِ في الضحك والبرق،

واستعاروا ذلك للزمن فقالوا: إِن الصَّرْفةَ نابُ الدهرِ الذي يَفْتَرُّ عنه،

وذلك أَن الصَّرْفة إِذا طلعت خرج الزهر واعْتَمَّ النبت. وافْتَرَّ

الشيءَ: استنشقه؛ قال رؤْبة:

كأَنما افْتَرَّ نشُوقاً مَنْشَقا

ويقال: هو فُرَّةُ قومه أَي خيارهم، وهذا فُرَّةُ مالي أَي خِيرته.

اليزيدي: أَفْرَرْتُ رأْسه بالسيف إِذا فلقته.

والفَرِيرُ والفُرارُ: ولد النعجة والماعزة والبقرة. ابن الأَعرابي:

الفَريرُ ولد البقر؛ وأَنشد:

يَمْشِي بنو عَلْكَمٍ هَزْلى وإِخوتُهم،

عليكم مثل فحلِ الضأْنِ، فُرْفُور

قال: أَراد فُرَار فقال فُرْفُور، والأُنثى فُرارةٌ، وجمعها فُرارٌ

أَيضاً، وهو من أَولاد المعز ما صغر جسمه؛ وعَمَّ ابن الأَعرابي بالفَرِيرِ

ولد الوحشية من الظِّباء والبقر ونحوهما. وقال مرة: هي الخِرْفان

والحُمْلان؛ ومن أَمثالهم:

نَزْوُ الفُرارِ اسْتَجْهل الفُرارا

قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية يقال له فُرارٌ وفَرِيرٌ، مثل طُوالٍ

وطَويلٍ، فإِذا شبَّ وقوي أَخذ في النَّزَوان، فمتى ما رآه غيرُه نَزا

لِنَزْوِه؛ يضرب مثلاً لمن تُتَّقى مصاحبته. يقول: إِنك إِن صاحبتَه فعلتَ

فعلَه. يقال: فُرارٌ جمع فُرارةٍ وهي الخِرْفان، وقيل: الفَرير واحد

والفُرارُ جمع. قال أَبو عبيدة: ولم يأْت على فُعالٍ شيء من الجمع إِلا

أَحرف هذا أَحدها، وقيل: الفَرِيرُ والفُرارُ والفُرارَةُ والفُرْفُر

والفُرْفُورُ والفَرورُ والفُرافِرُ الحَمَل إِذا فطم واستَجْفر وأَخصب وسَمِن؛

وأَنشد ابن الأَعرابي في الفُرارِ الذي هو واحد قول الفرزدق:

لَعَمْري لقد هانتْ عليكَ ظَعِينةٌ،

فَرَيْتَ برجليها الفُرارَ المُرَنَّقا

والفُرارُ: يكون للجماعة والواحد. والفُرار: البهْم الكبار، واحدها

فُرْفُور. والفَرِيرُ: موضع المَجَسَّة من مَعْرفة الفرس، وقيل: هو أَصل

مَعْرفة الفرس.

وفَرْفَرَ الرجلُ إِذا استعجل بالحماقة. ووقع القوم في فُرَّةٍ

وأُفُرَّة أَي اختلاط وشدة. وفُرَّةُ الحرّ وأُفُرَّتهُ: شدته، وقيل: أَوله.

ويقال: أَتانا فلان في أُفُرَّةِ الحر أَي في أَوله، ويقال: بل في شدته، بضم

الهمزة وفتحها والفاء مضمومة فيهما؛ ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر،

ومنهم من يقول: في أَفُرَّةِ الحر، بفتح الأَلف. وحكى الكسائي أَن منهم من

يجعل الأَلف عيناً فيقول: في عَفُرَّة الحرِّ وعُفُرّةِ الحر؛ قال أَبو

منصور: أُفُرَّةٌ عندي من باب أَفَرَ يأْفِر، والأَلف أَصلية على فُعُلَّةٍ

مثل الخُضُلَّةِ. الليث: ما زال فلان في أُفُرَّةِ شَرٍّ من فلان.

والفَرْفَرَةُ: الصياح. وفَرْفَرَه: صاح به؛ قال أَوس بن مغراء السعدي:

إِذا ما فَرْفَروه رَغَا وبالا

والفَرْفَرةُ: العجلة. ابن الأَعرابي: فَرَّ يَفِرُّ إِذا عقل بعد

استرخاء. والفَرْفَرةُ: الطيش والخفة؛ ورجلٌ فَرْفارٌ وامرأَة فَرْفارةٌ.

والفَرْفَرةُ: الكلام. والفَرْفارُ: الكثير الكلام كالثَّرْثارِ. وفَرْفَر في

كلامه: خلَّط وأَكثر. والفُرافِرُ: الأَخْرَقُ. وفَرْفَر الشيءَ: كسره.

والفُرافِرُ والفَرْفار: الذي يُفَرْفِرُ كل شيء أَي يكسره. وفَرْفَرْت

الشيء: حركته مثل هَرْهَرْته؛ يقال: فَرْفَرَ الفرسُ إِذا ضرب بفأْس

لجامه أَسنانه وحرك رأْسه؛ وناس يَرْوُونه في شعر امرئ القيس بالقاف، قال

ابن بري هو قوله:

إِذا زُعْتُه من جانِبَيْهِ كِلَيْهما،

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

ويروى قَرْقَرا. والهَيْذَبى، بالذال المعجمة: سير سريع من أَهْذَبَ

الفرسُ في سيره إِذا أَسرع، ويروى الهَيْدَبى، بدال غير معجمة، وهي مِشْية

فيها تبختر، وأَصله من الثوب الذي له هدب لأَن الماشي فيه يتبختر؛ قال:

والرواية الصحيحة فَرْفَر، بالفاء، على ما فسره؛ ومن رواه قَرْقَر، بالقاف،

فبمعنى صَوَّت. قال: وليس بالجيد عندهم لأَن الخيل لا توصف بهذا.

وفَرْفَر الدابةُ اللجامَ: حركه. وفرس فُرفِرٌ: يُفَرْفِرُ اللجام في فيه.

وفَرْفَرَني فَرْفاراً: نفضني وحركني. وفَرْفَر البعيرُ: نفض جسده. وفَرْفَرَ

أَيضاً: أَسرع وقارب الخَطْو؛ وأَنشد بيت امرئ القيس:

مشى الهَيْذَبى في دَفِّه ثم فَرْفَرا

وفَرْفَر الشيءَ: شققه. وفَرْفَر إِذا شقق الزِّقاقَ وغيرها.

والفَرْفار: ضرب من الشجر تتخذ منه العِساسُ والقِصاعُ؛ قال:

والبَلْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ

البَلط: المِخرطة. والحُبَر: العُقَد. وفَرْفَرَ الرجل إِذا أَوقد

بالفَرْفار، وهي شجرة صَبُور على النار. وفَرْفَر إِذا عمل الفَرْفار، وهو

مَرْكب من مراكب النساء والرِّعاءِ شِبْه الحَوِيَّة والسَّوِيَّة.

والفُرْفُور والفُرافِرُ: سَوِيق يتخذ من اليَنْبُوتِ، وفي مكان آخر:

سويقُ يَنْبوتِ عُمان.

والفُرْفُر: العصفور، وقيل: الفُرْفُر والفُرْفُور العصفور الصغير.

الجوهري: الفُرْفُور طائر؛ قال الشاعر:

حجازيَّة لم تَدْرِ ما طَعْمُ فُرْفُرٍ،

ولم تأْتِ يوماً أَهلَها بِتُبُشِّرِ

قال: التُّبُشِّر الصَّعْوة. وفي حديث عون بن عبد الله: ما رأَيت أَحداً

يُفَرْفِرُ الدنيا فَرْفَرَةَ هذا الأَعرج؛ يعني أَبا حازم، أَي يذمها

ويمزِّقها بالذم والوقيعة فيها. ويقال الذئب يُفَرْفِرُ الشاة أَي

يمزقها.وفَرِير: بطن من العرب.

فرر
. {الفَرُّ، بالفتْح،} والفِرَارُ، بالكَسْرِ: الرَّوَغانُ والهَرَب من شَيْءٍ خافَه، {كالمَفَرِّ، بالفَتْح،} والمَفِرِّ، بكَسْر الفاءِ مَعَ فَتْح المِيم، وَالثَّانِي يُسْتَعْمَل لَمْوضِعِه، أَي {الفِرارِ، أَيضاً، وَقد} فَرَّ {يَفِرُّ فِرَاراً: هَربَ، فَهُوَ فَرُورٌ، كصَبُور،} وفَرُوَرٌة، بِزِيَادَة الهاءِ، {وفُرَرَةٌ، كهُمَزَة، وَهَذِه عَن الصاغانيّ،} وفَرّارٌ، كشدّادِ، {وفَرّ، كصَحْب، وَصْفٌ بالمَصْدَر، فالواحِدُ والجَمعُ فِيهِ سَواءٌ. وَفِي حَدِيثِ الهِجْرة: قَالَ سُرَاقَةُ بنُ مالِكٍ، حينَ نَظَرَ إِلى النبيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم وإِلى أَبِي بَكْر مُهَاجرَيْنِ إِلى الْمَدِينَة فَمَرَّا بِهِ، فَقَالَ: هذانِ} فَرُّ قُرَيْش، أَفَلا أَرُدُّ على قُرَيْش! فَرَّهَا يُرِيد {الفارَّيْن من قُرَيْش، يُقَال مِنْهُ: رَجُلٌ} فَرٌّ، ورَجُلان فَرٌّ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع. وَقَالَ الجوهريّ: رَجُلٌ فَرٌّ، وَكَذَلِكَ الاثْنَان والجَمِيعُ والمُؤنَّث، وَقد يَكُون الفَرُّ جَمْعَ فارٍّ، كشارِبٍ وشَرْب، وصاحِب وصَحْبِ. وَقد {أَفْرَرْتُه} إِفْراراً، إِذا عَمِلْتَ بِهِ عَمَلاً {يَفِرُّ مِنْهُ ويَهْرُبُ. وَفِي حَدِيث عاتكَةَ:
(} أَفَرَّ صِيَاحُ القَوْمٍ عَزْمَ قُلُوبِهِم ... فَهُنَّ هَوَاءٌ والحُلُومُ عَوازِبُ)
أَي حَمَلَهَا على الفرَارِ، وجَعلَها خالِيَةً بَعِيدَةً غائِبَةَ العُقُولِ. وَمِنْه الحَدِيث: أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ لِعَدِيِّ بن حاتِم: مَا {يُفِرُّكَ عَن الإِسْلامِ إِلاَّ أَنْ يُقَال: لَا إِله إِلاَّ الله، أَي مَا يَحْمِلُك على الفِرَار إِلاّ التَّوْحِيدُ. وكَثِيرٌ من المُحَدَّثين يقولونَه بفَتْحِ الياءِ وضَمّ الفاءِ. قَالَ الأَزهريّ: وَالصَّحِيح الأَوّل.} وفَرَّ الدابَّةَ {يَفِرُّهَا، هَكَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ بالكَسْر على مُقْتَضَى اصْطِلاحهِ، وضَبَطَه الأَزهريّ بالضّمّ،} فَرّاً، بالفَتْح، {وفَرَاراً، مُثَلَّثَة الفاءِ: كَشَف عَن أَسْنَانِها ليَنْظُرَ مَا سِنُّهَا وَمِنْه حَديثُ ابْن عُمَرَ: أَرادَ أَنْ يَشْتَريَ بَدَنَةً فَقَالَ:} فُرَّهَا. ومنِ المَجَازِ: {فَرَّ الأَمْرَ} وفَرَّ عَن الأَمْرِ: بَحَثَ عَنهُ. وَفِي خُطْبَة الحَجَّاج: لقد {فُرِرْتُ عَن ذَكَاءٍ وتَجْرِبَةٍ. وَفِي حَديث عُمَرَ: قَالَ لابْنِ عَبّاس رَضِيَ الله عَنْهُم: كَانَ يَبْلُغُنِي عَنْكَ أَشْيَاءُ كَرِهْتُ أَنْ} أَفُرَّك عَنْهَا، أَي أَكْشِفُك.
وَيُقَال: {فُرَّ فُلاناً عَمَّا فِي نَفْسِهِ، أَي اسْتَنْطِقْه لِيَدُلَّ بنُطْقِهِ عَمَّا فِي نَفْسِه، وَهُوَ} مَفْرُورٌ {ومُفَرَّر.
وَمن المَجَاز: إِنَّ الجَوَادَ عَيْنُه} فرَارُه مُثَلَّثةً: وَهُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ لِمَنْ يَدُلُّ ظاهِرُة على باطِنِه، يَقُول: تَعرِفُ الجَوْدَةَ فِي عَينه كَمَا تَعْرِفُ سِنَّ الدّابَّةِ إِذا {فَرَرْتَهَا. ويُقَالُ أَيضاً: الخَبِيثُ عَيْنُه} فرارَهُ، أَي تَعْرِفُ الخُبْثَ فِي عَيْنِه إِذا أَبْصَرْتَه، ومَنْظَرُهُ يُغْنِي عَن أَنْ {تَفِرَّ أَسْنَانَه وتَخْبُرَه، وعِبارَة الصِّحَاح: إِنّ الجَوَادَ عَيْنُه} فُرَارُه، وَقد يُفْتَح: أَي يُغْنِيكَ شَخْصُه ومَنْظَرُه عَن أَنْ تَخْتَبِرَه وأَنْ {تَفُرَّ أَسنانَه. وَفِي الأَساس:} فَرُّ الجَوَادَ عَيْنُه، أَي علاماتُ الجُودِ فِيهِ ظاهِرَةٌ فَلَا يَحْتَاجُ إِلى) أَنْ تَفِرَّه. وامْرَأَةٌ {فَرّاءُ، أَي غَرّاءُ حَسَنَةُ الثَّغْرِ.} وأَفَرَّت الخَيْلُ والإِبلُ للإِثْناءِ، بالأَلف: سَقَطَتْ رَوَاضِعُهَا وطَلَعَ غَيْرُهَا. {وافْتَرَّ الإِنْسَانُ: ضَحِكَ ضَحِكاً حَسَناً، ويُقَال:} افْتَرَّ فُلانٌ ضاحِكاً، أَي أَبْدَى أَسْنَانَه. وافْتَرَّ عَن ثَغْرِه، إِذا كَشَرَ ضَاحِكا. وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفة النّبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم: (و) {يَفْتَرُّ عَن مِثْل حَبِّ الغَمَام، أَي يَكْشِرُ إِذا تَبَسَّم فِي غير قَهْقَهَة. وافْتَرَّ البَرْقُ: تَلأْلأَ، من ذَلِك. وافْتَرَّ الشَّيْءَ اسْتَنْشَقَه، قَالَ رُؤْبة: كأَنَّمَا افْتَرَّ نَشُوقاً مُنْشَقَاً.} والفَرِيرُ، كأَمير وغُرَابٍ وصَبُور وزُنْبُور وهُدْهُد وعُلاَبِط: وَلَدُ النَّعْجَة والمَاعِزَةِ والبَقَرَةِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ: {الفَرِيرُ: وَلَدُ البَقَرِ، وأَنشد:
(يَمْشِي بَنُو عَلْكَمٍ هَزْلَى وإِخْوَتُهُمْ ... عَلَيْكُمُ مِثْلُ فَحْلِ الضَّأْنِ} فُرْفُورُ)
قَالَ الأَزهريّ: أَراد: فُرَار، فَقَالَ: فُرْفُور. وَقَالَ بعضُهُم: الفَرِيرُ من أَوْلادِ المَعْز: مَا صَغُر جِسْمُه. وعَمَّ ابنُ الأَعْرَابيّ {بالفرَيِر وَلَدَ الوَحْشِيَّة من الظِّبَاءِ والبَقَرِ وغَيْرِهِمَا، أَوْ هِي الخِرْفَانُ والحُمْلانُ، وَهَذَا أَيضاً قولُه. وَقيل:} الفَرِيرُ،! والفُرَارُ، {والفُرَارَةُ} والفُرُرُ {والفُرْفُور،} والفَرُور، {والفُرَافِر: الحَمَلُ إِذا فُطِمَ واسْتَجْفَر وأَخْصَبَ وسَمِنَ. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ فِي الفُرَارِ الَّذِي هُوَ واحدٌ قولَ الفَرَزْدق:
(لَعَمْرِي لَقَدْ هانتْ عَلَيْكَ ظَعينةٌ ... فدَيْتَ برِجْلَيْهَا الفُرَارَ المُرَبَّقَا)
ج} فُرارٌ، كغُرَاب أَيضاً، أَي يكونُ للجَمَاعَة والواحِد نادِرٌ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ولَمْ يَأْت على فُعَال شئٌ من الجَمْع إِلاّ أَحْرُفٌ هَذَا أَحدُها. {والفَرِيرُ، كأَمِير: الفَمُ، ذكرَه الصاغانيّ والزمخشريّ، ومُقْتَضَى كَلامِ الأَخِيرِ أَنَّه فَمُ الدّابَّة. وَمن المَجَازِ: فَرَسٌ ذابِلُ الفَرِيرِ: وَهُوَ مَوْضِعٌ المَجَسَّةِ من مَعْرَفَةِ الفَرَسِ، وَقيل: هُوَ أَصْلُ مَعْرَفتِهِ، وَهَذَا نَقَله الصاغانيّ.} والفَرَِيرُ: والدُ قَيْسٍ من بَنِي سَلِمَةَ بن سَعْدِ بنِ عليِّ بنِ أَسَدِ بن سارِدَةَ بنِ تَزِيدَ بن جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ، جاهليٌّ، وإِلَيْه نُسِب عبدُ اللهِ بنُ عمْرو بنِ حَرَامٍ الأنَصاريُّ، وَالدُ جابِرٍ، فإِنَّ أُمَّه بِنْتُ قَيْس هَذَا، فَيُقَال لَهُ: الفَرِيرِيّ، لذَلِك. (و) {فُرَيْرٌ، كزُبَيْر، هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَهُوَ مُخَالِفٌ لما فِي التكملة والتَّبْصِير وغَيْرِهما من كُتبُ الأَنسابِ فإِنَّهُم ضَبَطُوا فِيهَا} فَرِيراً كأَمِير مثل الأَوّل، وقالُوا: هُوَ! فَرِيرُ بن عُنَيْنِ بنِ سَلامَانَ بنِ ثُعَلَ بن عَمْرِو بن الغَوْثِ الطّائيّ. قَالَ الصاغانيّ تَبَعاً لِابْنِ السَّمْعَانيّ وغَيْرِه: إِنَّهُ بَطْنٌ من بُحْتُر، وغَلَّطَه الحافِظُ ابنُ حَجَر فَقَالَ: لَيْسَ هُوَ بَطْناً من بُخْتُر، بل فَرِيرٌ هَذَا هُوَ عَمُّ بُحْتُر وذلِك بَيِّنٌ فِي الجَمْهَرَة. قلتُ: وَذَلِكَ أَنَّ بُحْتُراً ومَعْناً ابْنا عَتُودِ بنِ عُنَيْنِ بن سَلامانَ)
وبُحْتُرٌ بَطْنٌ. ثمَّ قَالَ الحافِظُ: وَذكر ابنُ الكَلْبِيّ فِي أَسْبَاب الأَلقَاب أَنَّه لُقِّب بذلك لحُسْن عَيْنَيْه، وَكَانَ اسمُه عِنَان. قُلتُ: وَلَو قَالَ الصاغانيّ: بَطْنٌ من العَرَب لسَلمَ من هَذَا الوَهَمِ. وَمن رُؤَساءِ هَذِه القَبِيلَة عُثْمَانُ بن سُلَيْمَان {- الفَرِيرِي، ذَكَرَه الحافِظ.} والفرْفر، كهُدْهُدٍ، وزِبْرِجٍ، وعُصْفُورٍ: طائرٌ هَكَذَا قَالَه الجوهريّ. وَقَالَ غَيْرُه: هُوَ العُصْفُور الصَّغِيرُ. قَالَ الشَّاعِر:
(حِجَازِيَّة لم تَدءرِ مَا طَعْمُ فُرْفُرٍ ... ولَمْ تَأْتِ يَوْماً أَهْلَها بِتُبَشِّرِ)
هَكَذَا أَنشده ابنُ السِّكِّيت. والتُّبَشِّر: الصَّعْوَةُ، وَقد تَــقَدَّم. قلتُ: وَقد رَأَيْتُ {الفُرْفُورَ بمِصْرَ وَهُوَ أَصءغَر من الإِوَزّ.} وفُرَّةُ الحَرِّ، بالضّمّ، {وأُفُرَّتُه، بضَمَّتَيْن، وَقد تُفْتَحُ الهَمْزَةُ: أَي شِدَّتُه وقِيل: أَوَّلُه، يُقَال، أَتانَا، فُلانٌ فِي} أُفُرَّةِ الحَرِّ، أَي شدَّته، وقِيلَ: أَوَّله. وحَكَى الكسائيّ أَنَّ مِنْهُم مَنْ يَجْعَل الأَلِفَ عَيْناً فيقولُ: فِي عُفُرَّةِ الحَرِّ، وعَفُرِّة الحَرِّ. قَالَ أَبو مَنْصُور: {أُفُرَّة عِنْدِي من بَاب أَفَر يَأْفِرِ، والأَلِف أَصْلِيّة، على فُعُلَّة مِثَال الخُضُلَّة. وَقَالَ اللَّيْث: مَا زالَ فلانٌ فِي أُفُرَّةِ شَرٍّ مِن فُلان، أَي شِدَّته، وَهِي، أَي الأُفُرَّة: الاخْتلاطُ والشِّدَّةُ، أَيضاً، يُقَال: وَقَعَ القَوْمُ فِي فُرَّةٍ، وأُفُرَّةِ، أَي اخْتِلاط وشِدَّة. ويُقَال: هُوَ} فُرُّ القَوْمِ، {وفُرَّتُهم، بضَمِّهما، أَي من خِيارِهم، ووَجْهُهم الَّذِي يَفْتَرُّون عَنْه، قَالَه أَبو رِبْعِيٍّ والكِلابيُّ. قَالَ الكُمَيْتُ:
(} ويَفْتَرُّ مِنْكَ عَن الواضِحَاتِ ... إِذا غَيْرُكَ القَلِحَ الأَثْعَلُ)
وَيُقَال: هَذَا {فُرَّةُ مالِي، أَي خِيرَتُه. (و) } الفَرْفَرَةُ: الصِّيَاحُ. يُقَال: {فَرْفَرَه، إِذا صاحَ بِهِ. قَالَ أَوْسُ ابنث مَغْراءَ السَّعْديّ: إِذا مَا} فَرْفَرُوه رَغَا وبَالاَ. (و) {فَرْفرَ فِي كَلامِه: خَلَّطَ وأَكْثَرَ. وفَرْفَرَ الشَّيْءَ: كسَرَهُ وقَطَعَهُ وشَقَّهُ وحَرَّكهُ، كهَرْهَرَهُ. وفَرْفَرَه: نَفَضَه، يُقَال:} - فَرْفَرَنِي {فَرْفَاراً، أَي نَفَضَني وحَرَّكَنِي وفَرْفَرَ الرَّجُلَ} فَرْفَرَةً: نالَ من عِرْضِه وتَكَلَّم فِيهِ. وَقيل: فَرْفَرَهُ: مَزَّقَه، وَمِنْه حَدِيث عَوْنِ بنِ عبد اللهِ مَا رأَيتُ أَحَداً {يُفَرْفِرُ الدُّنْيَا} فَرْفَرَةَ هَذَا الأَعْرَجِ يَعْنِي أَبا حازِم، أَي يَذُمُّهَا ويُمَزِّقُها بالذَّمِّ والوَقِيعَة فِيهَا. ويُقَال: الذِّئبُ يُفَرْفِرُ الشاةَ، أَي يُمَزِّقها. وفَرْفَرَ البَعِيرُ: نَفَضَ جَسَدَه. وفَرْفَرَ: أَسْرَعَ وقارَبَ الخَطْوَ قَالَ امرُؤ القَيْس:
(إِذا زُعْتَهُ مِنْ جانِبَيْه كِلَيْهما ... مَشَى الهَيْذَبَى فِي دَفِّه ثُمَّ {فَرْفَرَا)
(و) } فَرْفَرَ {فَرْفَرَةً، إِذا طاشَ عَقْلُه وخَفَّ. وفَرْفرَ الفَرَسُ: ضَرَبَ بفَأْسِ لِجامِه أَسْنَانَه وحَرَّكَ رَأْسَه، وَبِه فَسَّر بعضُهم بَيْتَ امْرِئ القَيْس المتــقدِّم ذِكْرُه.} والفَرْفارُ: العَجُولُ الطّيّاشُ الخفِيفُ، والأُنْثَى بهاءٍ. (و) {الفَرْفَارُ: المِكْثَارُ، أَي الكَثِيرُ الكَلامِ كالثَّرْثَارِ، وَهِي بِهَاءٍ. والفَرْفارُ: الَّذِي يَكْسِرُ كُلَّ) شَيْءٍ، يُفَرْفِرُه، أَي يَكسِرُه،} كالفُرَافِر، كالعُلابِط. والفَرْفَارُ: شَجَرٌ صُلْبُ صَبُورٌ على النّارِ تُنْحَتُ مِنْهُ القِصَاعُ والعِسَاسُ، قَالَ أَبو حنيفةَ: هُوَ يَسْمُو سُمُوَّ الدُّلْب، ووَرَقُه مثْلُ وَرَقِ اللَّوز، وَله نَوْرٌ مِثْلُ الوَرْد الأَحْمَر، وإِذا تقادَمَ شَجَرُه اسْوَدَّ خَشَبُه فَصَارَ كالآبِنُوس. والفَرْفَارُ أَيضاً: مَرْكَبٌ من مَراكِبِ النِّسَاءِ شِبْهُ الحَوِيَّةِ، {وفَرْفَرَ الرَّجُلُ: عَمِلَهُ.} وفَرْفَرَ أَيضاً، إِذا أَوْقَدَ بشَجرِ! الفَرْفارِ، وفَرْفَر،يُقَال أَيضاً {أَفَرَّه، إذِا حَمَلَه على} الفِرَار (و) {أَفَرَّ رَأْسَه بالسَّيْف، مثل أَفْرَاهُ، أَي شَقَّقَه وفَلَقه عَن اليَزِيديّ. والأَيّام} المُفِرّات: الَّتِي تُظْهِر الأَخْبَارَ، نَقله الصاغانيّ.
{وتَفارُّوا: تَهَارَبُوا. وفَرَسٌ} مِفَرٌّ، بالكَسْرِ: يَصْلُح {للفِرَارِ عَلَيْهِ، أَو جَيِّد} الفِرارِ، وَبِه فُسِّر بَيْتُ امْرِئ القَيْس:
(مِكَرٍّ {مِفَرٍّ مُقْبِل مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ من عَلش)
وقولُه تَعَالَى: أَيْنَ} المَفَرُّ. يحتملُ الفِرَارَ نَفْسَه، ووَقْتَه، وقُرِئ أَيْنَ المِفَرُّ، بِالْكَسْرِ، أَي مَوْضِع)
الفِرارِ، عَن الزِّجَّاج. وأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَل هَذَا الوَزْن فِي الآلاتِ وصِفاتِ الخَيْل، وَقد عُبِّر عَن المَوْضع بلَفْظِ الآلَةِ، وَهِي قِراءَةُ الحَسَن. وقَرَأَ ابنُ عَبّاسٍ بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الفاءِ، اسمٌ لِلمَوْضِع، والجُمْهُور بفَتْحِهمَا، وذَكَرَ الثَّلاثَةَ المُصَنّفُ فِي البَصَائر. وعَمْرُو بن {فُرْفُرٍ الجُذَامِيّ بالضمّ: سَيِّدُ بَنِي وَائِل بن قاسط بن هِنْب ابنِ أَفْصَى بن دُعْمِىّ بن جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيعَةِ الفَرَسِ.
وضَبَطَهُ الحافِظ بِالْفَتْح، وَقَالَ: هُوَ أَحَدُ الأَشْرَافِ، شَهِدَ فتْحَ مصر. وكَتِيبَةٌ} فُرَّى، كعُزّى: مُنهَزِمَةٌ، وَكَذَلِكَ الفُلَّى. {وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً، بالضَّمّ: اسْتَقْبَلَه. ويُقَال ذَلِك أَيضاً إِذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ، قَالَه ابنُ دُرَيد، وأَنشد:
(وَمَا ارْتَقَيْتُ على أَكْتَادِ مَهْلَكَةٍ ... إِلاَّ مُنِيتُ بأَمْرٍ} فُرَّ لي جَذَعَا)
وَفِي المَثَل: نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ! الفُرَارَا. كِلاهُمَا كغُرَاب. قَالَ المُؤرِّج: هُوَ وَلدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ، يُقَالُ لَهُ: فُرَارٌ، وفَرِيرٌ، مثْل طُوَال وطَوِيلٍ، وَذَلِكَ أَنَّه إِذا شَبَّ وقَوِىَ أَخَذ فِي النَّزَوَانِ، فمَتَى مَا رَآهُ غَيْرُه نَزَا لنَزْوِه. يُضْرَبُ مَثَلاً لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُه، أَي إِنّك إِذَا صَحِبْتَه فَعَلْتَ فِعْلَه. {وتَفَرَّرَ بِي: ضَحِكَ، قَالَه الصاغانيّ.} وأَفْرَرْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ، مِثْل أَفْرَيْتُه وشَقَقْتُه، وَهَذَا بعَيْنِه قد تــقدّم، فَهُوَ تَكْرَار مَحْضٌ، كَمَا لَا يَخْفَى. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {الفَرُوَرُ من النّساءِ، كصَبُور: النَّوَارُ.
} وفُرَّةُ المالِ، بالضَّمّ: خِيَارُه. {والفُرَار، كغُرَاب: البَهْمُ الكِبَارُ، واحدُهَا فُرْفُور.} وفَرْفَرَ الرَّجُلُ، إِذا اسْتَعْجَل بالحَمَاقَة. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: {فَرَّ} يَفِرُّ، إِذا عَقَلَ بعد اسْتِرْخاءٍ. وإِنّهَا لَحَسَنَةُ {الفِرَّةِ، بالكَسْر: الابْتِسَام.} وفارَرْتُه {مُفَارَّةً: فتَّشْتُ عَن حالِهِ وفَتَّشَ عَن حالِي، وَهُوَ مَجَازٌ. واسْتُعِير} الافْتِرَارُ للزَّمَن، فقَالُوا: إِن الصَّرْفضةَ نابُ الدَّهْرِ الَّذِي {يَفْتَرُّ عَنهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الصَّرْفَة إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ كَمَا فِي اللِّسَان.} والفُرَيِّرَة، مصغَّرَةً مُشَدَّدَةً: مَا يَلْعَبُ بِهِ الصِّبْيَانُ.
وقوْلُ العَامَّة: {- الفُرْفُورِيّ، لهَذَا الخَزَفِ الَّذِي يُؤْتَى بِهِ من الصِّين غَلَطٌ، وإِنّمَا هُوَ الفُغْفُورِيّ نسبه إِلى فُغْفُور مَلِكِ الصِّين، يُرِيدُونَ جَوْدَتَه.} وفارَّهْ، بتَشْدِيد الراءِ وضَمِّها ثُمّ هاءُ ساكِنَة: جَدُّ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ الأَنْصَارِيّ الأَنْدَلُسِيّ، ويُقال: فِيرُّهْ، وكأَنْ الفاءَ مُمالَةٌ فتُكْتَب بالأَلِف واليَاءِ، سَمِعَ وحَدَّث، مَاتَ سنة.

قنع

قنع

5 تَقَّنَعَ بِشَىْءٍ He was content with a thing. (K, voce تعصّب.) قُنْعَانٌ [not قُنْعَانُ, as in the CK,] With whom one is contented, or satisfied, (S, K,) like ↓ مَقْنَعٌ, (S, K,) in respect of his judicial decision, or his evidence: (K:) used a like as mase. and fem. and sing. and pl. (S, K) and dual. (S.) قِنَاعٌ A woman's covering worn over the خِمَار [or head-covering]; (Msb;) a woman's headcovering, wider than the ↓ مَقْنَعَة. (S, K.) b2: قِنَاعُ القَلْبِ

The integument of the heart; the pericardium. (Mgh in art. خلع; and K.) قَانِعٌ

, as used in the Kur, xxii. 37, accord. to some, One who asks, or begs. (TA, art. عر.) مَقْنَعٌ

: see قُنْعَانٌ b2: إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَمَقْنَعًا [Verily in that is a sufficiency]. (S, M, in art. سود.) مُقْنِعٌ

: see صَافِحٌ.

مِقْنَعَةٌ [and مِقْنَعٌ, PS] A woman's head-veil. (MA, PS.)

قنع


قَنَعَ(n. ac. قُنُوْع)
a. Begged, solicited; humbled, abased himself.
b. [Ila], Was submissive to.
c. Ascended (mountain).
d.(n. ac. قَنْع), Had a full udder (sheep).
e. Went to the water. _ast;

قَنِعَ(n. ac. قَنَع
قَنَاْعَة
قُنْعَاْن)
a. [Bi], Was contented, satisfied with.
b. [ coll. ], Was convinced
persuaded.
قَنَّعَa. Contented, satisfied.
b. Veiled.
c. [ coll. ], Convinced, persuaded.

أَقْنَعَa. see I (d)
& II (a), (c).
تَقَنَّعَa. Was contented, satisfied.
b. Put on a veil; wrapped himself up.

إِقْتَنَعَ
a. [Bi], Contented himself, was satisfied with.
قِنْع
(pl.
أَقْنَاْع)
a. Arm, weapon.
b. Origin.
c. Tube; trumpet.
d. Pericardium.
e. (pl.
قُنُع), A kind of platter.
قِنْعَة
(pl.
قِنْع
قِنْعَاْن
34)
a. Low ground, depression.

قُنْعa. see 2 (c)
قُنْعَةa. Mendicity, begging.
b. see 2 (e)
قَنَعa. see 22t
قَنَعَةa. Summit.

قَنِعa. Content.
b. Sober, temperate.

مَقْنَع
(pl.
مَقَاْنِعُ)
a. Sufficient; satisfying; satisfactory.
b. Reliable (witness).
مِقْنَع
مِقْنَعَة
20ta. Veil (woman's).
قَاْنِعa. Beseeching, supplicating; suppliant.
b. see 5
قَنَاْعَةa. Contentment.
b. Sobriety, temperance.

قِنَاْع
(pl.
قُنُع)
a. see 2 (a)d. (e) &
مِقْنَع
قَنِيْعa. see 5 (a) (b) &
قَاْنِع
(a).
قَنُوْعa. Content.
b. Steep.
c. see 5 (b) & 21
(a).
قُنُوْعa. see 3t (a) & 22t
(a).
c. Humility, self-abasement.

قُنْعَاْنa. see 17 (a)
N. P.
قَنَّعَa. Helmeted.

مُقَنَّعَة
a. Delicate woman.

قِنْعَاث
a. Hairy.

قِنَعْب
a. Gluttonous.
قنع: {القانع}: السائل. {مقنعي}: رافعي.
(قنع) قنعا وقناعة رَضِي بِمَا أعْطى فَهُوَ قَانِع (ج) قنع وَهُوَ قنيع (ج) قنعاء وَهُوَ قنع وقنوع أَيْضا وَهِي قنيع وقنيعة (ج) قنائع
ق ن ع : قَنَعَ يَقْنَعُ بِفَتْحَتَيْنِ قُنُوعًا سَأَلَ وَفِي التَّنْزِيلِ {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} [الحج: 36] فَالْقَانِعُ السَّائِلُ وَالْمُعْتَرُّ الَّذِي يُطِيفُ وَلَا يَسْأَلُ وَقَنِعْتُ بِهِ قَنَعًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَقَنَاعَةً رَضِيتُ وَهُوَ قَنِعٌ وَقَنُوعٌ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَقْنَعَنِي وَقِنَاعُ الْمَرْأَةِ جَمْعُهُ قُنُعٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَتَقَنَّعَتْ لَبِسَتْ الْقِنَاعَ وَقَنَّعْتُهَا بِهِ تَقْنِيعًا وَهُوَ شَاهِدٌ مَقْنَعٌ مِثَالُ جَعْفَرٍ أَيْ يُقْنَعُ بِهِ وَيُسْتَعْمَلُ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ مُطْلَقًا. 
(ق ن ع) : (الْقَانِعُ) السَّائِلُ، مِنْ الْقُنُوعِ لَا مِنْ الْقَنَاعَةِ (وَقَوْلُهُ) لَا يَجُوزُ شَهَادَةُ الذِّمِّيِّ وَلَا الْقَانِعِ مَعَ أَهْلِ الْبَيْتِ لَهُمْ قِيلَ أَرَادَ مِنْ يَكُونُ مَعَ الْقَوْمِ كَالْخَادِمِ وَالتَّابِعِ وَالْأَجِيرِ وَنَحْوِهِ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ السَّائِلِ يَطْلُبُ مَعَاشَهُ مِنْهُمْ وَتَقَنَّعَتْ الْمَرْأَةُ لَبِسَتْ الْقِنَاعَ وَقِنَاعُ الْقَلْبِ فِي (خ ل) وَقَوْلُهُ (تُقْنِعُ) يَدَيْكَ فِي الدُّعَاءِ أَيْ تَرْفَعُهُمَا وَبُطُونُهُمَا إلَى وَجْهِكِ (وَمِنْهُ) فَمٌ مُقْنَعُ الْأَضْرَاسِ أَيْ مُمَالُهَا إلَى دَاخِل (وَفِي التَّنْزِيلِ) {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} [إبراهيم: 43] أَيْ رَافِعِيهَا نَاظِرِينَ فِي ذُلٍّ.
قنع
القَنَاعَةُ: الاجتزاء باليسير من الأعراض المحتاج إليها. يقال: قَنِعَ يَقْنَعُ قَنَاعَةً وقَنَعَاناً:
إذا رضي، وقَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً: إذا سأل . قال تعالى: وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ
[الحج/ 36] . قال بعضهم : الْقَانِعُ هو السّائل الذي لا يلحّ في السّؤال، ويرضى بما يأتيه عفوا، قال الشاعر: لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعفّ من الْقَنُوعِ
وأَقْنَعَ رأسه: رفعه. قال تعالى: مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ
[إبراهيم/ 43] وقال بعضهم: أصل هذه الكلمة من الْقِنَاعِ، وهو ما يغطّى به الرّأس، فَقَنِعَ، أي: لبس القِنَاعَ ساترا لفقره كقولهم:
خفي، أي: لبس الخفاء، وقَنَعَ: إذا رفع قِنَاعَهُ كاشفا رأسه بالسّؤال نحو خفى إذا رفع الخفاء، ومن الْقَنَاعَةِ قولهم: رجل مَقْنَعٌ يُقْنَعُ به، وجمعه:
مَقَانِعُ. قال الشاعر:
شهودي على ليلى عدول مقانع
ومن القِنَاعِ قيل: تَقَنَّعَتِ المرأة، وتَقَنَّعَ الرّجل: إذا لبس المغفر تشبيها بِتَقَنُّعِ المرأة، وقَنَّعْتُ رأسه بالسّيف والسّوط.
قنع: قنع: هدأ ولطف رغباته وشهواته. (بوشر).
أقنع، أقنع بالدليل والبرهان: أرضاه. ويقال اقنع أحدا بالدلائل: أفحمه بالأدلة، قطعه بالحجة، برهن على صحة ما يقول له بالدليل والبرهان. (بوشر).
أقنع نفسه ب: هدأ ولطف من رغباته وشهواته (بوشر).
تقنع: قنع، وقبل الأمر واطمأن إليه. (فوك).
اقتنع. يقال اقتنع ب: رضي ب: فوك، دي ساسي طرائف 1: 165) وفي بسام (3: 5و): مقتنعا منهم بالطاعة. وفي كتاب الخطيب (ص27 و) مقتنعا باليسير.
اقتنع ب: اكتفى ب، اجتزأ ب، رضي ب، اقتصر على. (بوشر).
استقنع: قنع، اقتنع، رضي. (الكالا).
قنع: قناعة، زهد في الأكل والشرب، عفة، عفاف، اعتدال. (بوشر).
قنع: قانع، زاهد في الأكل والشرب، معتدل، عفيف (هلو).
قناع، والجمع اقنعة: شال يغطي به الجنسان رؤوسهم.
قناع: برقع تستر به المرأة وجهها (الملابس ص375 وما يليها) وانظر: رايسكه في تعليقه على تاريخ أبي الفدا (2: 633).
قنوع: قانع. متعفف، من يرضى بالقلي، زاهد في الأكل والشرب. (فوك، بوشر).
قنوع: نوع من القماش. (المقري 2: 711).
قناعة: عفة. (بوشر).
قناعة: الرضا بالقليل، زهد بالشيء. (بوشر).
قناعة: اعتدال في الأهواء والشهوات. (هلو).
قانع: من يرضى باليسير. (بوشر).
قانع: مكتس، لابس ثوبا، مرتد (فوك) وهذا غريب.
مقتنع: ما يقنع به المرء أو يرضيه. (معجم الطرائف).
قنعس قنعاس: العظيم من الإبل (محيط المحيط). وقد نقل رايت من الدميري هذا الشطر: لم يستطع صولة البزل القناعيس.
ق ن ع: (الْقُنُوعُ) السُّؤَالُ وَالتَّذَلُّلُ وَبَابُهُ خَضَعَ فَهُوَ (قَانِعٌ) وَ (قَنِيعٌ) وَقَالَ الْفَرَّاءُ: (الْقَانِعُ) الَّذِي يَسْأَلُكَ فَمَا أَعْطَيْتَهُ قَبِلَهُ. وَ (الْقَنَاعَةُ) الرِّضَا بِالْقِسْمِ وَبَابُهُ سَلِمَ فَهُوَ (قَنِعٌ) وَ (قَنُوعٌ) وَ (أَقْنَعَهُ) الشَّيْءُ أَيْ أَرْضَاهُ. وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ (الْقُنُوعَ) أَيْضًا قَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى الرِّضَا وَ (الْقَانِعُ) بِمَعْنَى الرَّاضِي وَأَنْشَدَ:
وَقَالُوا قَدْ زُهِيتَ فَقُلْتُ كَلَّا وَلَكِنِّي أَعَزَّنِيَ الْقُنُوعُ وَقَالَ لَبِيَدٌ:

فَمِنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بِنَصِيبِهِ ... وَمِنْهُمْ شَقِيٌّ بِالْمَعِيشَةِ قَانِعُ
وَفِي الْمَثَلِ: خَيْرُ الْغِنَى (الْقُنُوعُ) وَشَرُّ الْفَقْرِ الْخُضُوعُ. قَالَ: وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ السَّائِلُ سُمِّيَ (قَانِعًا) لِأَنَّهُ يَرْضَى بِمَا يُعْطَى قَلَّ أَوْ كَثُرَ وَيَقْبَلُهُ وَلَا يَرُدُّهُ فَيَكُونَ مَعْنَى الْكَلِمَتَيْنِ رَاجِعًا إِلَى الرِّضَا. وَ (الْمِقْنَعُ) وَ (الْمِقْنَعَةُ) بِكَسْرِ أَوَّلِهِمَا مَا تُقَنِّعُ بِهِ الْمَرْأَةُ رَأْسَهَا. وَ (الْقِنَاعُ) أَوْسَعُ مِنَ الْمِقْنَعَةِ. وَ (أَقْنَعَ) رَأْسَهُ رَفَعَهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} [إبراهيم: 43] . 
(قنع) - وفي حديثه أيضًا: "أنّه رَأى جارِيةً عليها قِناعٌ فَضَربها بالدِّرَّةِ وقال: أَتَشَبَّهِين بالحَرائرِ؟ "
القِنَاعُ، قيل: هو أَكبَرُ من المِقْنَعَة.
- وفي حديث بَدْرٍ: "فانْكَشف قِناعُ قَلْبه فَماتَ" قال الأَصْمَعيُّ: قِناعُ القَلْب: غِشاؤُه، وهو الجلْدةُ التي تَلبَسُ القَلْبَ إذَا انْخَلَعتْ مَاتَ الرَّجُلُ.
- في الشِّعرِ الذي تَمثّلَت به عائشة - عند مَوت أَبي بكرٍ رضي الله عنهما -:
مَن لا يَزال دمْعُه مُقَنَعًا
لا بُدَّ يَوْمًا أَنْ يُهَراقَا
مُقَنَّعًا: أي مَحبوسًا مَسْتورًا في مَدامِعِه.
وصُحِّح وَزْنُه:
مَنْ لا يَزال دَمْعُه مُقَنَعًا
لا بُدَّ يَوْمًا أنه مُهَرَاقُ
وهو من الضَّرب الثانِي من بَحرِ الرَّجَز.
ورُوِى:
ومَن لا يَزال الدَّمْعُ فيه مُقنَّعًا
فلا بُدَّ يَوْمًا أنه مُهَراقُ
وهو من الضَّرب الثالث من الطَّويل.
كأَنَّ مُقَنَعًا: أُخِذ من إداوة مَقنُوعة ومَقمُوعة: إذَا خُنِثَ رَأْسُها إلى داخِلٍ.
- قال الخلِيل - في الخَبر -: "كانَ المَقَانِعُ مِن أصْحابِ مُحمّدٍ صلَّى الله عليه وسلّم يَقولُون كذا " يقال: فُلانٌ مَقْنَعٌ في العِلْم وغَيره: أي رِضًا، لا يُثَنَّى ولا يُجمَعُ عند بَعضِهم ، وكذلك يقال: هو قُنعَانٌ وقَنيعٌ بمعناه.
قنع
قَنِعَ قَنَاعَةً: رَضِيَ. وهو: قَنِعٌ وقَنِيْعٌ وقانِع. وهو لنا مَقْنع وقُنْعانٌ: أي رِضَاً، وعُمُوْد مَقَانِع، والقُنْعانُ لا يُثَنى ولا يُجمع ولا يؤنث.
وقَنَعَ قُنُوْعاً: سأل. وأعوذُ باللهِ من مَجالِس القُنْعَةِ: أي السؤال. وأقْنَعَني: أحْوَجَني. والقِنْعُ: مُسْتَدَارُ الرمْل. والقِنْعَةُ من القِيْعان: ما جَرَى بينَ القًف والسهْل من التراب فإذا نَضَبَ عنه الماءُ صَارَ فَراشاً، والجَميعُ: القِنْعُ والقِنَعَة.
والقَنُوْع ُ - في لًغةِ هُذَيْل -: الهَبُوْط. وقيل: الصعُوْد؛ في لُغَتهم. وقَنَعَت الإبلقَنْعاً: أصْعَدَتْ وقَنَعَتْ قُنُوْعاً، وأقْنَعْتُها، والاسمُ القَنْعَةُ: خَرَجَتْ من الحَمْض إلى الخُلةِ ومالَتْ.
والقَانِعُ: الخارِجُ من مكانٍ إلى مكان. وقَنعْتُ في الجَبَل: صَعِدْتَ. والإقْنَاعُ: مَد البعير ِرأسَه للشُّرْب. والرجُلُ يُقْنِعُ اناءه للماء ورأسَه نحوَ الشيْءِ ويَدَيْه في الصلاة: يَمُدُّ. وفم مُقْنَع: أسنانُه معْطوفَةٌ إلى داخِل.
والمُقْنِعَةُ: الشاةُ المُرْتَفِعَةُ الضرْع الدانِيَة الضرةِ من البُظَارَة بِضَرْعها وأقْنَعَتْ واسْتَقْنَعَتْ. وكذلك رَأسٌ مقنع إلى السماء. وجَمَلٌ أقْنَعُ: في رأسِه شُخُوْصٌ وفي سالفَتِه تَطامُنٌ.
وإدَاوَةٌ مَقْنُوْعَةٌ: خُنِثَ رأسُها. والقِنْعَةُ: المُسْتَوي بين كَمَتَيْنِ، والجميع قِنْع.
والقِنَاعُ: أوْسَعُ من المِقْنَعَة. وقَنَعْت رأسَه بالعَصَا ضَرْباً. والنَّعْجَةُ تُسَمى: قِنَاعَ، كما تُسَمى خِمَارَ، وهذا ليس بِوَصْفٍ وإنما هو لقب. وبَنُو قَيْنُقَاع: حَيَ من اليَهود.
والقِنَاعُ: السلاحُ؛ وجَمْعه قُنُعٌ، وكذلك القِنْع؛ وجَمْعُهُ أقْنَاع. والقِنَاعُ والقِنْعُ: الطبَقُ.
ق ن ع

العزّ في القناعة والذلّ في القنوع وهو السؤال. وفلان قنعٌ بالمعيشة وقنيع وقنوع وقانع. أنشد الكسائيّ:

فإن ملكت كفّاك قوطاً فكن به ... قنيعاً فإن المتّقي الله قانع

وقنع بالشيء واقتنع وتقنّع. وأقنعك الله بما أعطاك. وفلان حريص ما يقنعه شيء. وقنع إليه: سأله وهو من قنعت الماشية للمرتع: مالت إليه، وأقنعها الراعي إليه: لأن القانع يميل إلى الناس، كما قيل: المسكين: لسكونه إليهم. وأقنع البعير رأسه إلى الحوض ليشرب. وأقنعت الإناء في النهر: استقبلت به جرية الماء. والرجل يقنع يديه في القنوت إذا استرحم ربّه. وفم مقنع الأضراس: مُمَالُها إلى داخل. أنشد الأصمعيّ:

وهجمة حمر طوال الأعناق: ... تبادر العضاه قبل الإشراق

بمقنعات كقعاب الأوراق

وأقنع الصبيّ: وضع إحدى يديه على فأس قفاه والأخرى تحت ذقنه فقبّله، وقيل: الإقناع من الأضداد: يكون رفعاً وخفضاً، " مقنعي رءوسهم ": رافعيها. وفلان لنا مقنعٌ: رضاً يقنع بقوله وقضائه. وشاهد مقنع، وشهود مقانع. قال:

وعاقدت ليلى في الخلاء فلم يكن ... شهودي على ليلى شهود مقانع

وجواب مقنعٌ، وسألت فلاناً عن كذا فلم يأت بمقنع. وسأل أعرابيّ قوماً فلم يعطوه فقال: الحمد لله الذي أقنعني إليكم أي أحوجني إلى أن أقنع إليكم. وشر المجالس مجلس قلعه، ومجلس قنعه؛ وهي المسألة. وأغدفت المرأة قناعها، وقنّعت رأسها وتقنعت. قال:

إن تغدفي دوني القناع وتعرضي ... فلزبّ غاية كشفت كلالها

ومن المجاز: أقنع صوته: رفعه. قال الراعي:

زجل الحداء كأن في حيزومه ... قصباً ومقنعة الحنين عجولا

وثكلى رافعةً حنينها. وقنّعت رأسه بالعصا وبالسوط. وكشف قناعه وألقى جلبابه. وقنّعته خزيةً وعارا، وتقنّع من الخزية. قال:

وإني بحمد الله لا ثوب عاجز ... لبست ولا من خزية أقتنّع

وتقنّعوا في الحديد، وهو مقنّع بالسلاح: مكفّرٌ به، وأخذ قناعه: سلاحه.
[قنع] القُنوعُ: السؤالُ والتذلُّل في المسألة. وقد قَنَعَ بالفتح يَقْنَعُ قنوعا. قال الشماخ لمال المرء يصلحه فيغنى * مفاقره أعف من القُنوعِ * يعني من مسألة الناس. والرجلُ قانِعٌ وقَنيعٌ. قال عديُّ بن زيد: وما خنتُ ذا عهْدٍ وأبْتُ بعهده * ولم أحْرِمِ المضطرَّ إن جاَء قانِعا * يعني سائلاً. وقال الفراء: هو الذي يسألك فما أعطيته قَبِله: والقَناعَةُ، بالفتح: الرِضا بالقَسْمِ. وقد قَنِعَ بالكسر يَقْنَعُ قَناعَةً، فهو قَنِعٌ وقنوع. وأقعنه الشئ، أي أرضاه. وقال بعض أهل العلم: إنَّ القُنوعَ قد يكون بمعنى الرضا، والقانِعُ بمعنى الراضي، وهو من الأضداد. وأنشد: وقالوا قد زُهيتَ فقلتَ كلاَّ * ولكنِّي أعَزَّنِيَ القُنوع * وقال لبيد: فمنهم سعيدٌ آخذٌ بنَصيبِهِ * ومنهم شقيٌّ بالمعيشَةِ قانِعُ * وفي المثل: " خيرُ الغِنى القُنوعُ، وشرُّ الفقرِ الخُضوعُ ". قال: ويجوز أن يكون السائل سمِّي قانِعاً لأنَّه يرضى بما يعطى قلَّ أو كثر، ويقبله ولا يردُّه، فيكون معنى الكلمتين راجعاً إلى الرضا. والمقنع والمقنعة بالكسر: ما تُقَنِّعُ به المرأة رأسها. والقِناعُ أوسعُ من المِقْنَعَةِ. قال عنترة: إن تُغْدِفي دوني القِناعَ فإنني * طَبٌّ بأخذ الفارسِ المسْتَلْئِمِ * والقِناعُ أيضاً: الطبقُ من عُسُبِ النخلِ، وكذلك القِنْعُ. والمقنع بالفتح: العدل من الشهود. يقال: فلانٌ شاهدٌ مَقْنَعٌ، أي رضاً يُقْنَعُ بقوله ويُرضى به. يقال منه رجلٌ قُنْعانٌ بالضم، وامرأةٌ قُنْعانٌ، يستوي فيه المذكَّر والمؤنَّث والتثنية والجمع، أي مَقْنَعُ رضاً. وقال: فقلت له بُؤْ بامرئٍ لستَ مثلَه * وإن كنتَ قُنْعاناً لمن يطلب الدَما * والقِنْعانُ بالكسر من القِنْعِ، وهو المستوي بين أكمتين سهلتين. قال ذو الرمّة يصف الحُمُر: وأبصرن أن القنع صارت نطافه * فراشا وأن البقل ذاو ويابس * وفمٌ مُقْنَعٌ، أي معطوفةٌ أسنانه إلى داخل. قال الشماخ يصف إبلا يباكرن العضاه بمقنعات * نواجذهن كالحدإ الوقيع * ورجل مقنع بالتشديد، أي عليه بيضةٌ. وقَنَّعْتُ المرأة، أي ألبستها القِناعَ، فتَقَنَّعَتْ هي. وقَنَّعْتُ رأسَه بالسوط ضرباً. وقَنَّعَ الديكُ، إذا رَدَّ بُرائلَهُ إلى رأسه. قال الراجز: ولا يزال خرب مقنع * برائلاه والجناح يلمع * قال أبو يوسف: أقنع رأسه، إذا رفعه. ومنه قوله تعالى: {مهطعين مقنعي رؤسهم} وكذلك قوله رؤبة :

أشرف روقاه ضليفا مقنعا * يعنى عنق الثور. وأقنع يديه في الصلاة، إذا رفعهما في القُنوت مستقبلاً ببطونِهِما وجهه ليدعو. وأقنع البعيرُ، إذا مدَّ رأسه إلى الحوض ليشرب. وأقْنَعْتُ الإناء، إذا أملتَهُ لتصبَّ ما فيه واستقبلت به جرية الماء ليمتلئ. قال الراجز يصف ناقته:

تقنع للجدول منها جدولا * شبه فاها وحلقها بالجدول تستقبل به جدولا إذا شربت. وأقنعت الإبلَ والغنمَ، إذا أملتها للمرتع. وقد قَنِعَتْ هي، إذا مالت له. وقَنَعَتْ بالفتح، إذا مالت لمأواها وأقبلت نحو أهلها، عن ابن السكيت. وأقنعني كذا، أي أرضاني.
[قنع] نه: فيه: كان إذا ركع لا يصوب رأسه ولا «يقنعه»، أي لا يرفعه حتى يكون أعلى من ظهره، من أقنعه إقناعًا. ومنه ح الدعاء: و «تقنع» يديك، أي ترفعهما. ج: أي ترفعهما إلى الله بالدعاء. نه: وفيه: لا تجوز شهادة «القانع» من أهل البيت لهم، هو الخادم والتابع. ط: بأن كان في نفقة أحد. ج: أي السائل المستطعم، وقيل: المنقطع إلى القوم يخدمهم كالأجير والوكيل. نه: ترد شهادته للتهمة، والقانع لغة: السائل. ومنه ح: فأكل وأطعم «القانع»، وهو من القنوع: الرضا باليسير من العطاء، قنع يقنع قنوعًا وقناعة بالكسر - إذا رضى، وبالفتح قنع يقنع قنوعًا - إذا سأل. ط: هو الراضي بما عنده وبما يعطي من غير سؤال. غ: «القانع» السائل و «المعتر» يتعرض ولا يسأل. نه: ومنه ح: «القناعة» كنز لا ينفد، لأن الإنفاق منها لا ينقطع، كلما تعذر عليه شيء من أمور الدنيا قنع بما دونه ورضى. ومنه ح: «عز من «قنع»» وذل من طمع؛ لأن القانع لا يذله الطلب فلا يزال عزيزًا. وفيه: كان «المقانع» من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقولون كذا، هي جمع مقنع كجعفر، هو الرضى في العلم وغيره، وبعضهم لا يثنيه ولا يجمعه لأنه مصدر، ومن ثنى وجمع نظر غلى الأسمية. ش: ومنه: شاهد «مقنع» أي رضى يقنع بقوله. نه: وفيه: أتاه رجل «مقنع» بالحديد، هو المتغطي بالسلاح. وفيه: فانكشف «قناع» قلبه فمات، أي غشاؤه تشبيهًا بقناع المرأة، وهو أكبر من المقنعة. ومنه ح عمر: إنه رأى جارية عليها «قناع» فضر بها بالدرة، وقال: أتشبهين بالحرائر! وكان يومئذ من لبسهن. وفيه: أتيته «بقناع» من رطب، هو الطبق الذي يؤكل عليه، ويقال له: القنع - بالكسر والضم، وقيل: القناع جمعه. ش: هو بكسر قاف وخفة نون. نه: ومنه ح عائشة: أخذت أبا بكر غشية عند الموت فقالت:
من لا يزال دمعه «مقنعًا» ... لا بد يومًا أنه مهراق
وهو من بحر الرجز، وفسروا المقنع بأنه محبوس في جوفه، ويجوز أن يراد من كان دمعه مغطى في شؤونه كامنًا فيها فلا بد أن يبرزه البكاء. وفي ح الأذان:
قنع
قنَعَ/ قنَعَ إلى يَقْنَع، قُنُوعًا، فهو قانِع، والمفعول مقنوع إليه
• قنَع فلانٌ: رَضِيَ بالقَسْم واليسير وقبله "العبدُ حُرٌّ إذا قنَع، والحرُّ عبدٌ إذا طمِع- خير الغنى القنوع وشرُّ الفقر الخضوع [مثل]- {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} ".
• قنع إلى الشّخص: خضع وانقطع إليه. 

قنِعَ/ قنِعَ بـ يقْنَع، قَناعةً، فهو قانِع وقَنوع وقَنِع، والمفعول مقنوع به
• قَنِع الشَّخْصُ/ قنِع الشَّخْصُ بالشَّيء: رَضِيَ بما أُعْطِي وقَبِلَه، عكس حرص "من لزم القناعةَ نال عِزًّا- من لم يقنع باليسير لم يكتفِ بالكثير- القناعة كنزٌ لا يَفْنَى [مثل]- {وَأَطْعِمُوا الْقَنِعَ وَالْمُعْتَرِيَ} [ق] ". 

أقنعَ يُقْنِع، إقناعًا، فهو مُقْنِع، والمفعول مُقْنَع
• أقنعه بالحُجَّة والدَّليل: جعله يطمئنُّ ويسلِّم بما أراده له "أقْنَعَه بصدْق نيَّاته/ برأيه- يكسب أو يضمّ شخصًا إلى صفِّه بالإقناع".
• أقنعَ رأسَه: رفعه، وشخص ببصره نحو الشّيء في ذلّ وخشوع " {مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ}: رافعين رءوسهم من شدّة الفزع". 

اقتنعَ بـ يقتنع، اقْتِناعًا، فهو مُقْتَنِع، والمفعول مُقْتَنَعٌ به
• اقتنع بصحَّةِ رأي خصمِهِ: رَضِيَ به بعد نقاش، واطمأنَّ إليه، وافق "اقتنع بخطئه/ بوجهة نظرنا". 

تقنَّعَ يتَقَنَّع، تَقَنُّعًا، فهو مُتَقَنِّع
• تقنَّع الشَّخصُ:
1 - تكلَّف القناعةَ، أي الرِّضا بما أُعْطِيَ "تقنّع بما حصل عليه من أجر".
2 - لبس قِناعًا، وهو ما يُستر به الوجهُ "تَقَنَّع اللِّصُّ قبْلَ السطو على البنك- تَقَنَّع في حفلة تنكُّريَّة- تقنعتِ المرأةُ". 

قنَّعَ يقنِّع، تقنِيعًا، فهو مُقَنِّع، والمفعول مُقَنَّع
• قنَّع المرأةَ: أَلْبَسَها القِناعَ "كلام مقنَّع".
• قنَّعَه برأيه: جعله يقتنع، أرضاه به. 

اقتِناع [مفرد]:
1 - مصدر اقتنعَ بـ.
2 - (سف) إذعان نفسيّ لما نجده من أدلَّة. 

قانِع [مفرد]: ج قانعون وقُنَّع، مؤ قانعة، ج مؤ قانعات وقَنائعُ:
1 - اسم فاعل من قنَعَ/ قنَعَ إلى وقنِعَ/ قنِعَ بـ.
2 - سائل لا يلحف في السؤال، يرضى بما عنده أو بما يُعطى من الصدقة " {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ} ". 

قِناع [مفرد]: ج أَقْنِعَة: ما يُستر به الوَجهُ "قِنَاع المرأة- قاطع طريق يلبس قِنَاعًا- أغدقتِ المرأةُ قِنَاعَها: أرسلته وأرخته حتى غطَّى وجهَها" ° ألقى عن وجهه قِنَاع الحياء:
 لم يَسْتَحِ- قِنَاع واقٍ: يَحمي من الغازات السَّامَّة- كشَف القِناعَ عن الأمر: أبرزه وأظهر خفاياه- ليس من قناع يطول لبسه: خداع المظهر/ الزيف.
• قِنَاع الأكسجين: أداة تُشبه القِنَاعَ توضع على الفم والأنف وتتّصل بأنبوب يُستنشق منه الأكسجين. 

قَناعة [مفرد]:
1 - مصدر قنِعَ/ قنِعَ بـ.
2 - اقتناع "عندي قناعة بصحّة أقوالك- عن قناعة وجدانيّة". 

قَنِع [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قنِعَ/ قنِعَ بـ. 

قَنوع [مفرد]: ج قُنُع:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قنِعَ/ قنِعَ بـ.
2 - مُعْتَدل في لذَّات الحواسِّ ومُبْتَعِد عن كلِّ إفراط. 

قُنوع [مفرد]: مصدر قنَعَ/ قنَعَ إلى. 

مُقَنَّع [مفرد]: اسم مفعول من قنَّعَ: مُغَطِّي رأسَه ° بَطالة مقنَّعة: عدد الموظّفين الزّائد عن الحاجة في الهيئات والمصالح الحكوميَّة. 
(ق ن ع)

قَنِع بقسم قَنْعا وقَناعَة: رَضِي. وَرجل قَانِع من قوم قُنَّع، وقَنِعٌ من قوم قَنِعين، وقَنِيع من قوم قَنيعين وقُنَعاء.

وَامْرَأَة قَنِيع وقَنِيعَة، من نسْوَة قنائع. وَرجل قُنْعانيّ وقُنْعانٌ ومَقْنَع. وَكِلَاهُمَا: لَا يثنى، وَلَا يجمع، وَلَا يؤنث: يُقْنَع بِهِ، ويرضى بِرَأْيهِ وقضائه، وَرُبمَا ثنى وَجمع. قَالَ الشَّاعِر:

وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ وَلم يكُنْ ... شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقانعُ

وَحكى ثَعْلَب: رجل قُنْعانٌ منهاة، يقنع بِرَأْيهِ. وَيَنْتَهِي إِلَى أمره. وَفُلَان قُنْعانٌ لنا من فلَان: أَي تَقْنَع بِهِ بَدَلا مِنْهُ، يكون ذَلِك فِي الدَّم وَغَيره قَالَ:

فَبُؤْ بامرِئٍ أُلفيت لَسْتَ كمِثْلِه ... وَإِن كنتَ قُنْعانا لمن يطْلُبُ الدَّما

وَرجل قُنْعان: يرضى باليسير.

وقَنَعَ يقْنَع قُنُوعا: ذلّ للسؤال. وَقيل: سَأَلَ. وَفِي التَّنْزِيل: (وأطْعِمُوا القانِعَ والمُعْتَرَّ) فالقانع: الَّذِي يسْأَل. والمُعْتَرُّ: الَّذِي يتَعَرَّض وَلَا يسْأَل. قَالَ الشماخ:

لَمَالُ المَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيُغْنِي ... مَفاقِرَهُ أعَفُّ مِنَ القُنُوعِ ويروى: من الكُنُوع، أَي التَّقبُّض والتصاغر. وقيا القنوع: الطمع. وَقد اسْتعْمل القُنوع فِي الرِّضَا، وَهِي قَليلَة، حَكَاهَا ابْن جني، وَأنْشد:

أيذهَبُ مالُ اللهِ فِي غَير حَقِّهِ ... ونَعْطَشُ فِي أطلالِكُمْ ونَجُوعُ؟

أنَرْضَى بِهَذَا منكمُ ليسَ غَيرَهُ ... ويُقْنِعُنا مَا ليسَ فيهِ قُنُوعُ؟

وَأنْشد أَيْضا:

وَقَالُوا قد زُهِيتَ فَقلت كَلاَّ ... ولكِنَّي أعَزّنيَ القُنُوعُ

والقانع: خَادِم الْقَوْم وأجيرهم. وَفِي الحَدِيث: " لَا تجوزُ شَهادةُ القانع ".

وأقنع الرجل يَدَيْهِ فِي القُنوت: مدَّهما، واسترحم ربه. وأقْنع الرجل رَأسه وعُنُقَه: رَفعه. وشخص ببصره نَحْو الشَّيْء، لَا يصرفهُ عَنهُ. وَفِي التَّنْزِيل: (مُقْنِعي رُءُوسِهِمْ) . قَالَ العجاج:

أشْرَفَ قَرَناه صَلِيفا مُقْنِعا

يَعْنِي عُنُق الثَّور، لِأَن فِيهِ كالانتصاب أَمَامه. وأقنع حلقه وفمه: رَفعه لِاسْتِيفَاء مَا يشربه، من مَاء أَو لبن أَو غَيرهمَا. قَالَ:

يدافِع حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحها ... وحَلْقا ترَاهُ للُّثمالَة مُقْنَعَا

والإقناع: مَدُّ الْبَعِير رَأسه ليشْرب.

والمُقْنِعات من الْإِبِل: الَّتِي تعظم غلاصمها من الْأَسْنَان، حَتَّى كَأَنَّهَا رفع رءوسها. قَالَ الرَّاعِي:

تَسْرِي بهَا خُلُجٌ كأنَّ هُوِيَّها ... تَحْنانُ مُقْنِعَةٍ الحَناجِرِ خُورِ

والمُقْنِعة من الشَّاء: المرتفعة الضَّرع، لَيْسَ فِيهِ تصوب. وَقد قَنَعت بضرعها وأقْنَعَتْ. وَهِي مُقْنِع. وأقْنَعْتُ الإناءَ فِي النَّهر: اسْتقْبلت بِهِ جريته، أَو مَا انصبَّ من المَاء. قَالَ يصف النَّاقة: تُقْنِع للجَدْول مِنْهَا جَدْولا

شبه حلقها وفاها بالجدول، تسْتَقْبل بِهِ جدولا إِذا شربت.

والقَنَعة: مَا نتأ من رَأس الْجَبَل وَالْإِنْسَان وقَنَّعَه بِالسَّيْفِ وَالسَّوْط والعصا: علاهُ بِهِ، وَهُوَ مِنْهُ.

والقَنوع: بِمَنْزِلَة الحدور من سفح الْجَبَل، مؤنث.

والقِنْع: مَا بَقِي من المَاء فِي قرب الْجَبَل. وَالْكَاف: لُغَة. والقِنْع مستدار الرمل. وَقيل أَسْفَله وَأَعلاهُ. وَقيل: القِنع: أَرض سهلة بَين رمال، تنْبت الشّجر. وَقيل: هُوَ خفض من الأَرْض، لَهُ حواجب يحتقن فِيهِ المَاء ويعشب. قَالَ ذُو الرمة، وَوصف ظعنا:

فلمَّا رأيْنَ القِنْعَ أسْفَي وأخلَفَتْ ... مِن الْعَقْرَبِيَّات الهُيُوجُ الأواخِرُ

وَالْجمع: أقناع. وَقَالَ الأصمعيّ: القِنْع: الأَرْض الصُّلبة المطمئنَّة الْجوف، المرتفعة النواحي.

والقِنْعَة: من القِيْعان: مَا جرى بَين القف والسهل من التُّرَاب الْكثير، فَإِذا نضب عَنهُ المَاء صَار فراشا يَابسا وَالْجمع: قِنْع، وقِنَعَة. والأقيس أَن يكون قِنَعَة جمع قِنْع.

والمِقْنَع، والمِقْنعة: الأولى عَن الَّلحيانيّ: مَا تغطي بِهِ الْمَرْأَة رَأسهَا، وَكَذَلِكَ كل مَا يسْتَعْمل بِهِ، مكسور الأول، يَأْتِي على " مِفَعَل " و" مِفْعَلة ". وَقَوْلهمْ: الكشيتان من الضبة: شحمتان على خلقَة لِسَان الْكَلْب، صفراوان، عَلَيْهِمَا مِقْنعة سَوْدَاء، إِنَّمَا يُرِيدُونَ: مثل المِقنعة.

والقِناع: أوسع من المِقنعة. وَقد تَقَنَّعَتْ بِهِ، وقَنَّعَت رَأسهَا. وَألقى عَن وَجهه قِناع الْحيَاء، وَهُوَ على الْمثل. وَرُبمَا الشيب قِناعا، لكَونه مَوضِع القِناع من الرَّأْس، أنْشد ثَعْلَب:

حَتَّى اكْتَسَى الرَّأْس قِناعا أشْهبا

أمْلَحَ، لَا لَذاَّ وَلَا مُحَبَّبَا وَمن كَلَام السَّاجع: " إِذا طلعت الذِّرَاع، حسرت الشَّمْس القِناع. وأشعلت فِي الْأُفق الشعاع، وترقرق السَّحَاب بِكُل قاع ".

وَرجل مُقَنَّع: عَلَيْهِ وبيضة مغفر.

وتَقَنَّع فِي السِّلَاح: دخل. والمُقَنَّع: المغطى رَأسه. وَقَول لبيد:

فِي كلَّ يوْمٍ هامَتي مُقَزَّعَهْ

قانِعَةٌ وَلم تَكُنْ مُقَنَّعَه

يجوز أَن يكون من هَذَا، وَمن الَّذِي قبله. وَقَوله قانعة: يجوز أَن يكون على توهم طرح الزَّائِد، حَتَّى كَأَنَّهُ قد قيل قَنَعت، وَيجوز أَن يكون على النّسَب: أَي ذَات قِناع، وَالْحق فِيهَا الْهَاء لتمكين التَّأْنِيث.

وقَنَّعَه السَّوْط وَبِه: ضربه بِهِ. وَمِنْه حَدِيث عُمر: " أَن أحد ولاته كتب إِلَيْهِ كتابا لحن فِيهِ، فَكتب إِلَيْهِ عمر: أَن قَنِّع كاتبكَ سَوْطًا ".

والقِنْعانُ: الْعَظِيم من الوعول.

والقِنْع، والقِناع: الطَّبَق يوضع فِيهِ الطَّعَام. وَالْجمع أقْناع: وأقْنِعة.

والقُنْع: الشبور، وَهُوَ بوق الْيَهُود. وَفِي الحَدِيث: " انه اهتمّ للصَّلاة، كَيفَ يجمع لَهَا النَّاس فذُكِر لَهُ القُنْع، فَلم يُعْجبه ". حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والقُنْعَة: الكَوَّة فِي الْحَائِط.

وقَنَعَتِ الْإِبِل وَالْغنم: رجعت إِلَى مرعاها. وأقْنَعَتْ لمأواها، وأقنعتها أَنا فيهمَا.

وقَنَعَة السَّنام: أَعْلَاهُ، لُغَة فِي قَمَعَتِه.

وقُنَيْع: اسْم رجل.

قنع: قَنِعَ بنفسه قَنَعاً وقَناعةً: رَضِيَ؛ ورجل قانِعٌ من قوم

قُنَّعٍ، وقَنِعٌ من قوم قَنِيعِينَ، وقَنِيعٌ من قوم قَنِيعينَ وقُنَعاءَ.

وامرأَة قَنِيعٌ وقَنِيعةٌ من نسوة قَنائِعَ.

والمَقْنَعُ، بفتح الميم: العَدْلُ من الشهود؛ يقال: فلان شاهدٌ

مَقْنَعٌ أَي رِضاً يُقْنَعُ به. ورجل قُنْعانِيٌّ وقُنْعانٌ ومَقْنَعٌ، وكلاهما

لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ ولا يؤنث: يُقْنَعُ به ويُرْضَى برأْيه

وقضائه، وربما ثُنِّيَ وجمع؛ قال البعيث:

وبايَعْتُ لَيْلى بالخَلاءِ، ولم يَكُنْ

شُهُودي على لَيْلى عُدُولٌ مَقانِعُ

ورجل قُنْعانٌ، بالضم، وامرأَة قُنْعانٌ اسْتَوى فيه المذكر والمؤنث

والتثنية والجمع أَي مَقْنَعٌ رِضاً. قال الأَزهري: رجالٌ مَقانِعُ

وقُنْعانٌ إِذا كانوا مَرْضِيِّينَ. وفي الحديث: كان المَقانِعُ من أَصحاب محمد،

صلى الله عليه وسلم، يقولون كذا؛ المَقانِعُ: جمع مَقْنَعٍ بوزن جعفر.

يقال: فلان مَقْنَعٌ في العلم وغيره أَي رِضاً، قال ابن الأَثير: وبعضهم لا

يثنيه ولا يجمعه لأَنه مصدر، ومن ثَنَّى وجمع نظر إِلى الاسمية. وحكى ثعلب:

رجل قُنْعانٌ مَنْهاةٌ يُقْنَعُ لرأْيه ويُنْتَهَى إِلى أَمره، وفلان

قُنْعانٌ من فلان لنا أَي بَدَل منه، يكون ذلك في الدم وغيره؛ قال:

فَبُؤْ بامْرِئٍ أُلْفِيتَ لَسْتَ كَمِثْلِه،

وإِن كُنْتَ قُنْعاناً لمن يَطْلُبُ الدَّما

(* قوله «فبؤ إلخ» في هامش الأصل ومثله في الصحاح:

فقلت له بؤ بامرئ لست مثله)

ورجل قُنْعانٌ: يَرْضَى باليسير.

والقُنُوعُ: السؤالُ والتذلُّلُ للمسأَلة. وقَنَعَ، بالفتح، يَقْنَعُ

قُنُوعاً: ذل للسؤال، وقيل: سأَل. وفي التنزيل: أَطْعِمُوا القانِعَ

والمُعْتَرَّ؛ فالقانع الذي يَسْأَلُ، والمُعْتَرُّ الذي يَتَعَرَّضُ ولا يسأَل؛

قال الشماخ:

لَمالُ المَرْءِ يُصْلِحُه فَيُغْني

مَفاقِرَه أَعَفُّ من القُنُوعِ

يعني من مسأَلةِ الناس. قال ابن السكيت: ومن العرب من يجيز القُنُوعَ

بمعنى القَناعةِ، وكلام العرب الجيد هو الأَوَّل، ويروى من الكُنُوعِ،

والكُنُوعُ التقَبُّضُ والتصاغُرُ، وقيل: القانِعُ السائلُ، وقيل:

المُتَعَفِّفُ، وكلٌّ يَصْلُحُ، والرجلُ قانِعٌ وقَنِيعٌ؛ قال عَدِيّ بن

زيد:وما خُنْتُ ذا عَهْدٍ وأُبْتُ بعَهْدهِ،

ولم أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذ جاءَ قانِعا

يعني سائلاً؛ وقال الفراء: هو الذي يَسأَلُكَ فما أَعْطَيْتَه قَبِلَه،

وقيل: القُنُوعُ الطمَعُ، وقد استعمل القُنُوعُ في الرِّضا، وهي قليلة،

حكاها ابن جني؛ وأَنشد:

أَيَذْهَبُ مالُ اللهِ في غير حَقِّه،

ونَعْطَشُ في أَطْلالِكم ونَجُوعُ؟

أَنَرْضَى بهذا مِنكُمُ ليس غيرَه،

ويُقْنِعُنا ما ليسَ فيه قُنُوعُ؟

وأَنشد أَيضاً:

وقالوا: قد زُهِيتَ فقلتُ: كَلاَّ

ولكِنِّي أَعَزَّنيَ القُنُوعُ

والقَناعةُ، بالفتح: الرِّضا بالقِسْمِ؛ قال لبيد:

فمنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبِه،

ومنهمْ شَقِيٌّ بالمَعِيشةِ قانِعُ

وقد قَنِعَ، بالكسر، يَقْنَعُ قَناعةً، فهو قَنِعٌ وقَنُوعٌ؛ قال ابن

بري: يقال قَنِعَ، فهو قانِعٌ وقَنِعٌ وقَنِيعٌ وقَنُوعٌ أَي رَضِيَ، قال:

ويقال من القَناعةِ أَيضاً: تَقَنَّعَ الرجلُ؛ قال هُدْبةُ:

إِذا القوْمُ هَشُّوا للفَعالِ تَقَنَّعا

وقال بعض أَهل العلم: إِن القُنُوعَ يكون بمعنى الرِّضا، والقانِعُ

بمعنى الراضي، قال: وهو من الأَضداد؛ قال ابن بري: بعض أَهل العلم هنا هو

أَبو الفتح عثمان بن جني. وفي الحديث: فأَكَلَ وأَطْعَمَ القانِعَ

والمُعْتَرَّ؛ هو من القُنُوعِ الرضا باليسير من العَطاء. وقد قَنِعَ، بالكسر،

يَقْنَعُ قُنُوعاً وقَناعةً إِذا رَضِيَ، وقَنَعَ، بالفتح، يَقْنَعُ قُنُوعاً

إِذا سأَل. وفي الحديث: القَناعةُ كَنْزٌ لا يَنْفَدُ لأَنّ الإِنْفاقَ

منها لا يَنْقَطِع، كلَّما تعذر عليه شيء من أُمورِ الدنيا قَنِعَ بما

دُونَه ورَضِيَ. وفي الحديث: عَزَّ مَن قَنِعَ وذَلَّ مَن طَمِعَ، لأَنَّ

القانِعَ لا يُذِلُّه الطَّلَبُ فلا يزال عزيزاً. ابن الأَعرابي: قَنِعْتُ

بما رُزِقْتُ، مكسورة، وقَنَعْتُ إِلى فلان يريد خَضَعْتُ له والتَزَقْتُ

به وانْقَطَعْتُ إِليه. وفي المثل: خَيرُ الغِنَى القُنُوعُ وشَرُّ

الفَقْرِ الخُضُوعُ. ويجوز أَن يكون السائل سمي قانعاً لأَنه يَرْضَى بما

يُعْطَى، قلَّ أَو كَثُرَ، ويَقْبَلُه فلا يردّه فيكون معنى الكلمتين راجعاً

إِلى الرِّضا. وأَقْنَعَني كذا أَي أَرْضاني. والقانِعُ: خادِمُ القومِ

وأَجِيرُهم. وفي الحديث: لا تجوزُ شهادةُ القانِعِ من أَهل البيتِ لهم؛

القانِعُ الخادِمُ والتابِعُ ترد شهادته للتُّهَمةِ بِجَلْبِ النفْعِ إِلى

نفسِه؛ قال ابن الأَثير: والقانِعُ في الأَصل السائِلُ. وحكى الأَزهريّ عن أَبي

عبيد: القانِعُ الرجل يكون مع الرجل يَطْلُبُ فضلَه ولا يَسْأَلُه

معروفَ، وقال: قاله في تفسير الحديث لا تجوز شهادة كذا وكذا ولا شهادةُ

القانِعِ مع أَهل البيت لهم. ويقال: قَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً، بفتح النون، إِذا

سأَل، وقَنِعَ يَقْنَعُ قَناعةً، بكسر النون، رَضِيَ.

وأَقْنَعَ الرجلُ بيديه في القُنوتِ: مدّهما واسْتَرْحَم رَبَّه

مستقبِلاً ببطونهما وجهَه ليدعو. وفي الحديث: تُقْنِعُ يديك في الدعاء أَي

ترفعهُما. وأَقْنَعَ يديه في الصلاة إِذا رفعَهما في القنوت، قال الأَزهريّ في ترجمة

عرف: وقال الأَصمعي في قول الأَسود بن يَعْفُرَ يهجو عقال بن محمد بن

سُفين:

فتُدْخَلُ أَيْدٍ في حَناجِرَ أُقْنِعَتْ

لِعادَتِها من الخَزِيرِ المُعَرَّفِ

قال: أُقْنِعَتْ أَي مُدّتْ ورُفِعَتْ للفم. وأَقْنَعَ رأْسَه وعنقَه:

رفعَه وشَخَصَ ببصره نحو الشيء لا يصْرِفُه عنه. وفي التنزيل: مُقْنِعي

رُؤُوسِهم؛ المُقْنِعُ: الذي يَرْفَعُ رأْسه ينظر في ذلٍّ، والإِقْناعُ: رفع

الرأْس والنظر في ذُلٍّ وخُشُوعٍ. وأَقْنَعَ فلان رأْسَه: وهو أَن يرفع

بصره ووجهه إِلى ما حِيالَ رأْسِه من السماء. والمُقْنِعُ: الرافِعُ رأْسَه

إِلى السماء؛ وقال رؤْبة يصف ثور وحش:

أَشْرَفَ رَوْقاه صَلِيفاً مُقْنِعا

يعني عنُقَ الثوْرِ لأن فيه كالانْتصابِ أَمامَه. والمُقْنِع رأْسَه:

الذي قد رَفَعه وأَقْبَلَ بطرْفِه إِلى ما بين يديه. ويقال: أَقْنَعَ فلان

الصبيّ فَقَبَّلَه، وذلك إِذا وضَعَ إِحْدى يديه على فَأْسِ قَفاه وجعل

الأُخرى تحت ذَقَنِه وأَمالَه إِليه فَقَبَّلَه. وفي الحديث: كان إِذا ركَع

لا يُصَوِّبُ رأْسَه ولا يُقْنِعُه أَي لا يَرْفَعُه حتى يكونَ أَعْلى من

ظهرِه، وقد أَقْنَعَه يُقْنِعُه إِقْناعاً. قال: والإِقْناعُ في الصلاةِ

من تمامها. وأَقنع حَلقه وفمه: رفعه لاستيفاء ما يشربه من ماء أَو لبن

أَو غيرهما؛ قال:

يُدافِعُ حَيْزُومَيْه سُخْنُ صَرِيحِها

وحَلْقاً تَراهُ للثُّمالةِ مُقْنَعا

والإِقْناعُ: أَن يُقْنِعَ رأْسَه إِلى الحَوْضِ للشرب، وهو مَدُّه

رأْسَه. والمُقْنَعُ من الإِبل: الذي يرفع رأْسه خِلْقةً؛ وأَنشد:

لِمُقْنَعٍ في رأْسِه حُحاشِر

والإِقْناعُ: أَن تَضَعَ الناقةُ عُثْنُونَها في الماء وتَرْفَع من

رأْسِها قليلاً إِلى الماء لتَجْتَذِبَه اجْتِذاباً.

والمُقْنِعةُ من الشاءِ: المرتفِعةُ الضَّرْعِ ليس فيه تَصوُّبٌ، وقد

قَنَعَتْ بضَرْعِها وأَقْنَعَتْ وهي مُقْنِعٌ. وفي الحديث: ناقة مُقْنِعةُ

الضرْعِ، التي أَخْلافُها ترتفع إِلى بطنها. وأَقْنَعْتَ الإِناءَ في النهر:

اسْتَقْبَلْتَ به جَرْيَتَه ليمتلئَ أَو أَمَلْتَه لتصبَّ ما فيه؛ قال

يصف الناقة:

تُقْنِعُ للجَدْولِ منها جَدْولا

شبَّه حلقها وفاها بالجدول تستقبل به جدولاً إِذا شربت. والرجل يُقْنِعُ

الإِناءَ للماء الذي يسيل من شِعْبٍ، ويُقْنِعُ رأْسَه نحو الشيء إِذا

أَقْبَلَ به إِليه لا يَصْرِفُه عنه.

وقَنَعةُ الجبلِ والسنامِ: أعْلاهما، وكذلك قَمَعَتُهما. ويقال:

قَنَعْتُ رأْس الجبل وقَنَّعْتُه إِذا عَلَوْتَه والقَنَعةُ: ما نَتَأَ من رأْس

الجبل والإِنسان. وقَنَّعَه بالسيف والسوْطِ والعَصا: عَلاه به، وهو منه.

والقَنُوعُ: بمنزلة الحَدُورِ من سَفْحِ الجبل، مؤنث.

والقِنْعُ: ما بَقِيَ من الماء في قُرْبِ الجبل، والكاف لغة. والقِنْعُ:

مُستَدارُ الرمل، وقيل: أَسْفَلُه وأَعْلاه، وقيل: القِنْعُ أَرض سَهْلةٌ

بين رمال تُنْبِتُ الشجر، وقيل: هو خَفْضٌ من الأَرض له حَواجِبُ

يَحْتقِنُ فيه الماءُ ويُعْشِبُ؛ قال ذو الرمة ووصف ظُعُناً:

فَلَمَّا رأَينَ القِنْعَ أَسْفَى وأَخْلَقَتْ،

من العقْرَبِيّاتِ، والهُجيُوجُ الأَواخِرُ

والجمع أَقْناعٌ. والقِنْعةُ من القِنْعانِ: ما جرَى بين القُفِّ

والسهْلِ من التراب الكثيرِ فإِذا نضَبَ عنه الماءُ صار فَراشاً يابِساً،

والجمع قِنْعٌ وقِنَعةٌ، والأَقْيَسُ أَن يكون قِنَعةٌ جَمْع قِنْعٍ.

والقِنْعانُ، بالكسر: من القِنْعِ وهو المستوى بين أَكَمَتَينِ سَهْلَتَينِ؛ قال

ذو الرمة يصف الحُمُرَ:

وأَبْصرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه

فَراشاً، وأنَّ البَقْلَ ذاوٍ ويابِسُ

وأَقْنَعَ الرجلُ إِذا صادَف القِنْعَ وهو الرمل المجتمع. والقِنْعُ:

مُتَّسَعُ الحَزْنِ حيث يَسْهُلُ، ويجمع القِنْعُ قِنَعَةً وقِنْعاناً.

والقَنَعَةُ من الرَّمْلِ: ما اسْتَوى أَسفلُه من الأَرض إِلى جَنْبِه، وهو

اللَّبَبُ، وما اسْتَرَقَّ من الرمل. وفي حديث الأَذان: أَنَّ النبي، صلى

الله عليه وسلم، اهْتَمَّ للصلاة كيف يَجْمَعُ لها الناسَ فَذُكِرَ له

القُنْعُ فلم يعجبه ذلك، ثم ذكر رؤْيا عبد الله بن زيد في الأَذان؛ جاء تفسير

القُنْعِ في بعض الرِّوايات أَنه الشَّبُّورُ، والشَّبُّورُ البُوقُ؛ قال

ابن الأَثير: قد اختلف في ضبط لفظة القُنْعِ ههنا فرويت بالباء والتاء

والثاء والنون، وأَشهرها وأَكثرها النون؛ قال الخطابي: سأَلت عنه غير واحد

من أَهل اللغة فلم يثبتوه لي على شيء واحد، فإِن كانت الرواية بالنون

صحيحة فلا أَراه سمي إِلا لإِقْناعِ الصوت به، وهو رَفْعُه، يقال: أَقْنَعَ

الرجلُ صوتَه ورأْسَه إِذا رفعهما، ومن يريد أَن ينفخ في البوق يرفع رأْسه

وصوته، قال الزمخشري: أَو لأَنَّ أَطرافَه أُقْنِعَتْ إِلى داخله أَي

عُطِفَتْ؛ وأَما قول الراعي:

زَجِلَ الحُداءِ، كأَنَّ في حَيْزُومِه

قَصَباً ومُقْنِعَةَ الحَنِينِ عَجُولا

قال عُمارةُ بن عَقِيلٍ: زعم أَنه عَنى بمُقْنَعةِ الحنينِ النَّايَ

لأَن الزامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رأْسه، فقيل له: قد ذَكَرَ القَصَبَ

مرة، فقال: هي ضُرُوبٌ، وقال غيره: أَراد وصَوْتَ مُقْنَعةِ الحنين فحذف

الصوت وأَقام مُقْنَعة مُقامَه، ومن رواه مُقْنِعةَ الحَنِين أَراد ناقةً

رَفَعَتْ حنينها.

وإِداوةٌ مقموعةٌ ومقنوعةٌ، بالميم والنون، إِذا خُنِثَ رأْسُها.

والمِقْنَعُ والمِقْنَعةُ؛ الأُولى عن اللحياني: ما تُغَطِّي به

المرأَةُ، رأْسَها، وفي الصحاح: ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها، وكذلك كلُّ ما

يستعمل به مَكْسورَ الأَوَّلِ يأْتي على مِفْعَلٍ ومِفعَلة، وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: أَنه رأَى جاريةً عليها قِناعٌ فضربها بالدِّرّة وقال:

أَتُشَبَّهِين بالحَرائِر؟ وقد كان يومئذ من لُبْسِهِنَّ. وقولهم:

الكُشْيَتان من الضبِّ شَحْمتان على خِلْقةَ لسان الكلب صَفراوانِ عليهما

مِقْنعة سوْداء، إِنما يريدون مثل المِقْنعةِ.

والقِناعُ: أَوْسَعُ من المِقْنعةِ، وقد تَقَنَّعَتْ به وقَنَّعَتْ

رأْسَها. وقَنَّعْتُها: أَلبستها القِناعَ فتَقنَّعَتْ به؛ قال عنترة:

إِنْ تُغْدفي دُوني القِناعَ، فإِنَّني

طَبٌّ بأَخْذِ الفارِسِ المُسْتَلْئِمِ

والقِناعُ والمِقْنَعةُ: ما تتَقَنَّعُ به المرأَةُ من ثوب تُغَطِّي

رأْسَها ومحاسِنَها. وأَلقى عن وجْهه قِناعَ الحياءِ، على المثل. وقَنَّعه

الشيبُ خِمارَه إِذا علاه الشيبُ؛ وقال الأَعشى:

وقَنَّعَه الشيبُ منه خِمارا

وربما سموا الشيب قِناعاً لكونه موضعَ القِناعِ من الرأْس؛ أَنشد ثعلب:

حتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشْهَبا،

أَمْلَحَ لا آذى ولا مُحَبَّبا

ومن كلام الساجع: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرتِ الشمسُ القِناع،

وأَشْعَلَتْ في الأُفُقِ الشُّعاع، وتَرَقْرَقَ السّرابُ بكلِّ قاع. الليث:

المِقْنَعةُ ما تُقَنِّعُ به المرأَةُ رأْسَها؛ قال الأَزهري: ولا فرق عند

الثقات من أَهل اللغة بين القِناعِ والمِقْنَعةِ، وهو مثل اللِّحافِ

والمِلْحفةِ. وفي حديث بدْرٍ: فانْكَشَفَ قِناعُ قلبه فمات؛ قِناعُ القلبِ:

غِشاؤُه تشبيهاً بقناعِ المرأَةِ وهو أَكْبر من المِقْنعةِ. وفي الحديث:

أَتاه رجل مُقَنَّعٌ بالحديد؛ هو المُتَغَطِّي بالسِّلاحِ، وقيل: هو الذي

على رأْسه بيضة وهي الخوذةُ لأَنَّ الرأْس موضع القِناعِ. وفي الحديث: أَنه

زارَ قبرَ أُمّه في أَلْفِ مُقَنَّعٍ أَي في أَلف فارس مُغطًّى بالسلاحِ.

ورجل مُقَنَّعٌ، بالتشديد، أَي عليه بَيضة ومِغْفَرٌ. وتَقَنَّعَ في

السلاح: دخَل. والمُقَنَّع: المُغَطَّى رأْسُه؛ وقول ليبد:

في كلِّ يومٍ هامَتي مُقَرَّعَهْ

قانِعةٌ، ولم تَكُنْ مُقَنَّعَهْ

يجوز أَن يكون من هذا ومن الذي قبله، وقوله قانعة يجوز أَن يكون على

توهم طرح الزائد حتى كأَنه قد قيل قَنَعَتْ، ويجوز أَن يكون على النسَبِ أَي

ذات قِناعٍ وأُلحق فيها الهاء لتمكن التأْنيث؛ ومنه حديث عمر، رضي الله

عنه: أَنَّ أَحَد وُلاتِه كتب إِليه سوطاً وإِنه لَلَئِيمُ القِنْعِ،

بكسر القاف، إِذا كان لَئِمَ الأَصْل.

والقِنْعانُ: العظيم من الوُعولِ. والقِنْعُ والقِناعُ: الطَّبَقُ من

عُسُبِ النخْلِ يوضع فيه الطعام، والجمع أَقْناعٌ وأَقْنِعةٌ. وفي حديث

الرُّبَيِّعِ بنت المُعَوِّذ قالت: أَتيتُ النبيّ، صلى الله عليه وسلم،

بقِناعٍ من رُطَبٍ وأجْرٍ زُغْبٍ؛ قال: القِنْعُ والقِناعُ الطبَقُ الذي يؤْكل

عليه الطعامُ، وقال غيره: ويجعل فيه الفاكِهةُ، وقال ابن الأَثير: يقال

له القِنْعُ والقُنْع، بالكسر والضم، وقيل: القِناعُ جمعه. وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها: إِن كان لَيُهْدَى لنا القِناعُ فيه كَعْبٌ من إِهالةٍ

فنَفْرَحُ به. قال: وقوله وأجْرٍ زُغْبٍ يذكر في موضعه. وحكى ابن بري عن

ابن خالويه: القِناعُ طَبَقُ الرُّطَبِ خاصّةً، وقيل: القِنْعُ الطبق الذي

تؤكل فيه الفاكهة وغيرها، وذكر الهروي في الغريبين: القُنْع الذي يؤكل

عليه، وجمعه أَقناعٌ مثل بُرْدٍ وأَبْرادٍ؛ وفي حديث عائشة: أَخَذَتْ أَبا

بكر، رضي الله عنه، غَشْيةٌ عند الموت فقالت:

ومَنْ لا يَزالُ الدَّمْعُ فيه مُقَنَّعاً،

فلا بُدَّ يَوْماً أَنَّه مُهَراقُ

فسروا المُقَنَّعَ بأَنه المحبوسُ في جوْفِه، ويجوز أَن يراد من كان

دَمْعُه مُغَطًّى في شُؤُونِه كامِناً فيها فلا بدّ أَن يبرزه البكاء.

والقُنْعةُ: الكُوَّةُ في الحائطِ.

وقَنَعَتِ الإِبلُ والغنمُ، بالفتح: رجعَتْ إِلى مَرْعاها ومالتْ إِليه

وأَقبلت نحو أَهلها وأَقْنَعَتْ لِمَأْواها،وأَقْنَعْتُها أَنا فيهما، وفي

الصحاح: وقد قَنِعَتْ هي إِذا مالتْ له. وقَنَعَتْ، بالفتح: مالت

لِمأْواها. وقَنَعةُ السنامِ: أَعْلاه، لغة في قَمَعَتِه.

الأَصمعي: المُقْنَعُ الفَمُ الذي يكون عطْفُ أَسنانِه إِلى داخل الفم

وذلك القَويّ الذي يُقْطَعُ له كلُّ شيء، فإِذا كان انصِبابُها إِلى خارج

فهو أَرْفَقُ، وذلك ضعيف لا خير فيه، وفَمٌ مُقْنَعٌ من ذلك؛ قال الشماخ

يصف إِبلاً:

يُباكِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ،

نَواجِذُهُنَّ كالحَدَإِ الوَقِيعِ

وقال ابن مَيّادةَ يصف الإِبل أَيضاً:

تُباكِرُ العِضاهَ، قَبْلَ الإِشْراق،

بمُقْنَعاتٍ كَقِعابِ الأَوْراق

يقول: هي أَفتاءٌ وأَسنانُها بِيضُ.

وقَنَّعَ الدِّيكُ إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلى رأْسه؛ وقال:

ولا يَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ

بُرائِلاه، ،والجَناحُ يَلْمَعُ

وقُنَيْعٌ: اسم رجل.

قنع
القُنُوعُ، بالضَّمِّ السُّؤالُ، وقيلَ: التَّذَلُّلُ فِي المَسْألَةِ، كَذَا فِي الصِّحاحِ، ثمّ قالَ: وقالَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ: إنَّ القُنُوعَ قَدْ يَكُونُ بمَعْنَى الرِّضا أَي: بالقِسْمِ واليَسيِر من العَطَاءِ، فَهُوَ ضِدٌّ قالَ ابنُ بَريِّ: المُرادُ ببَعْضِ أهْل العِلْمِ هُنَا أَبُو الفَتْحِ عُثْمَانُ بنَ جِنِّي.
قلتُ: ونَصُّه: وَقد اسْتُعمِلَ القُنُوع فِي الرِّضا وأنْشَدَ:
(أيَذْهَبُ مالُ اللهِ فِي غَيْرِ حَقِّه ... ونَعْطَشُ فِي أطْلالِكمْ ونَجُوعُ)

(أنَرْضَى بِهَذَا مِنْكُمُ لَيْسَ غَيْرَه ... ويُقْنِعُنا مَا لَيْسَ فيهِ قُنُوعُ)
وأنْشَدَ أَيْضا:
(وقالُوا قَدْ زُهِيتَ، فقُلْتُ: كَلاّ ... ولكنّي أعَزَّنِيَ القُنُوعُ)
وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَمن العَرَبِ مَنْ يُجِيزُ القُنوع بمَعْنَى القَنَاعَة، وكَلامُ العَرَبِ الجَيِّدُ هُو الأوّلُ، ويُرْوَى: مِنَ الكُنُوع وَهُوَ التَّقَبُّضُ والتَّصاغُر.
وَمن دُعَائِهِم: نَسْألُ اللهَ القَنَاعَة، ونَعُوذُ بهِ من القُنُوعِ، أيْ من سُؤَال النّاسِ، أَو منَ الذُّلِّ لَهُمْ فِيهِ، وقالَ الأصْمَعِيُّ: رأيْتُ أعْرَابياً يَقُولُ فِي دُعَائِه: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ من القُنُوعِ والخُنُوعِ والخُضُوعِ، وَمَا يَغُّضُ طَرْفَ المَرْءِ ويُغْرِى بِهِ لِئامَ النّاسِ.
وَفِي المَثلِ: خَيْرُ الغِنَى القُنُوعُ، وشَرُّ الفَقْر الخُضُوعُ فالقُنُوع هُنَا هُوَ الرِّضَا بالقِسْمِ، وأوَّلُ منْ قالَ ذلكَ أوْسُ بنُ حارِثَةَ لابْنِهِ مالِكِ.
ورَجُلٌ قانِعٌ وقَنِيعٌ، وَفِي التَّنْزِيلِ العَزيزِ: وأطْعِمُوا القَانِعَ والمُعْتَر، فالقَانِعُ: الّذِي يَسْألُ، والمُعْتَرُّ: الّذِي يَتَعرَّضُ وَلَا يَسْألُ، وقِيلَ: القانِعُ هُنَا: المُتَعَفِّفُ عَن السُّؤَالِ، وكُلٌّ يَصْلُحُ، قالَ عدِيُّ بنُ زَيْدِ:
(وَمَا خُنْتُ ذَا عَهْد وأيْتُ بعَهْدِه ... ولَمْ أحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذْ جاءَ قَانِعَا)
أَي سائِلاً، وقالَ الفَرّاءُ: هُوَ الّذِي يَسْألُكَ فَمَا أعْطَيْتَهُ قَبِلَهُ. والقَنَاعَةُ: الرِّضا بالقِسْمِ، كالقَنَعِ، مُحَرَّكَةً، والقُنُعَانِ، بالضَّمِّ، زادَهُمَا أَبُو عُبيَدةَ، والفِعْلُ كفَرِحَ، يُقَالُ قَنِعَ بنَفْسِه قَنَعاً وقَناعَةً وقُنْعاناً، الأخِيرُ على غَيْرِ قِياسٍ، فَهُوَ قَنِعٌ، مِثْلُ كَتِفٍ، وقانِعٌ وقَنُوعٌ، وقَنِيعٌ من قَوْم قَنِعينَ، وقُنَّعٍ، وقُنَعاءَ، وامْرَأةٌ قَنِيعٌ، وقَنيعَةٌ، وَمن نِسْوَةٍ قَنائِعَ، قالَ لَبِيدٌ:
(فَمِنْهُمْ سَعِيدٌ آخِذٌ بنَصِيبِه ... ومِنْهُمْ شَقِيٌّ بالمَعِيشَةِ قانِعُ)
وَفِي الحَديثِ: القَناعَةُ كَنْزٌ لَا يَفْنَى، لأنَّ الإنْفاقَ مِنْهَا لَا يَنْقَطِعُ كُلَّما تَعَذَّر عَلَيْهِ شَيءٌ من أمُورِ)
الدُّنْيَا قنِعَ بِمَا دُونَه، ورَضيَ، وَفِي حَديثٍ آخر: عَزَّ منْ قَنعَ، وذَلَّ منْ طَمِعَ، لأنَّ القانِعَ لَا يُذِلُّه الطَّلَبُ، فَلَا يَزالُ عَزِيزاً، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ جنيٍّ، قالَ: ويَجُوزُ أنْ يَكُونَ السّائِلُ سُمِّيَ قانِعاً لأنَّهُ يَرْضَى بِما يُعْطَى قَلَّ أَو كَثُرَ، ويَقْبَلُه وَلَا يَرُدُّه، فيكُونُ مَعْنَى الكَلِمَتَيْنِ راجِعاً إِلَى الرِّضا.
وشاهِدٌ مَقْنَعٌ، كمَقْعَد، أيْ عَدْلٌ يُقْنَعُ بهِ، ورَجُلٌ قُنْعانٌ، بالضَّمِّ وامْرَأةٌ قُنْعانٌ، ويَسْتَوي فِي الأخِيرةِ المُذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ، والواحِدُ والجَمْعُ، أَي رِضاً يُقْنَعُ بهِ وبِرَأيِه، أَو بحُكْمِه وقَضَائِه، أوْ بشَهَادَتِهِ.
وحَكَى ثَعْلَبٌ: رَجُلٌ قُنْعانٌ: مَنْهاةٌ، يُقْنَعُ برَأيه، ويُنْتَهى إِلَى أمرِه. قُلْتُ: وأمّا مَقْنَعٌ فإنّه يُثَنَّى ويُجْمَعُ، قالَ البَعِيثُ:
(وبايَعْتُ لَيْلَى بالخَلاءِ ولَمْ يكُنْ ... شُهُودِي على لَيْلَى عُدُولٌ مَقَانِعُ)
وَفِي التَّهْذيبِ: رِجَالٌ مَقَانِعٌ، وقُنْعانٌ: إِذا كانُوا مَرْضِييِّنَ، وَفِي الحَديثِ: كانَ المَقَانِعُ من أصحابِ مُحَمَّدِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولونَ كذَا، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: وبَعْضُهُم لَا يُثَنِّهِ وَلَا يَجْمَعُه، لأنَّه مَصْدَرٌ، وَمن ثَنَّى وجَمَعَ نَظَرَ إِلَى الاسْمِيَّةِ.
وقَنِعَت الإبِلُ والغَنَمُ كسَمِعَ: مالَتْ للمَرْتَع، وكَمَنعَ: مالَتْ لمَأْواهَا، وأقْبَلَتْ نَحْوَ أهْلِهَا، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيتِ هَكَذَا، وقالَ غَيْرُه: قَنَعَتِ الإبِلُ والغَنَمُ، بالفَتْحِ: رَجَعَتْ إِلَى مَرْعَاها، ومالَتْ إليْه، وأقْبَلَتْ نَحْوَ أهْلِهَا، وأقْنَعَتْ لمَأوَاهَا.
وَفِي العُبابِ: قَنَعَت الإبِلُ، بالفَتْحِ قُنُوعاً: خَرَجَتْ من الحَمْضِ إِلَى الخُلَّةِ ومَالتْ، والاسْمُ القَنْعَةُ، بالفَتْحِ وأقْنَعْتُهَا أَنا.
وقَنَعَتِ الإبِلُ قُنوعاً، أيْضاً: صَعِدَتْ، وأقْنَعْتُهَا أَنا.
وقَنَعَ الإداوَةَ أَو المَزادَةَ قَنْعاً، بالفَتْحِ: خَنَثَ رأسَها لِجَوْفِها، فهِيَ مَقْنُوعَةٌ، وكذلِكَ قَمَعَهَا، فهِي مقْمُوعَةٌ، وَقد تَــقَدَّمَ.
وقَنَعَتِ الشّاةُ: ارْتَفَعَ ضَرْعُها، وليسَ فِي ضَرْعِهَا تَصَوُّبٌ، ويُقَالُ أيْضاً: قَنَعَتْ بضَرْعِها، كأقْنَعَتْ فَهِيَ مُقْنِعَةٌ، واسْتَقْنَعَتْ، وَفِي الحَدِيثِ: ناقَةٌ مُقْنِعَةُ الضَّرْع، الّتِي أخْلافُها تَرْتَفِعُ إِلَى بَطْنِها.
والمِقْنَعُ والمِقْنَعَةُ، بكَسْرِ مِيمِهما، الأُولَى عَن اللِّحْيَانِيِّ: مَا تُقَنِّعُ بِهِ المَرْأةُ رأْسَهَا ومَحَاسِنَها، أيْ تُغَطِّي، وكذلِكَ كُلُّ مَا يُسْتَعْمَلُ بِهِ، مَكْسُورُ الأوّلِ، يأتِي على مِفْعَل ومِفْعَلَة.
والقِناعُ بالكَسْر: أوْسَعُ مِنْهَا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، أَي منَ المِقْنَعَةِ، كَمَا فِي اللِّسانِ، وَفِي العُبَابِ: مِنْهُمَا بضَمِيرِ التَّثْنِيَّة، وقالَ الأزْهَرِيُّ: لَا فَرْقَ عِنْدَ الثِّقَاتِ بينَ القِنَاعِ والمِقْنَعَةِ، وهُوَ مِثْلُ اللِّحَافِ)
والمِلْحَفَةِ.
والقِنَاعُ: الطَّبَقُ مِنْ عُسُبِ النَّخْلِ، يُوضَعُ فِيهِ الطَّعَامُ والفَاكِهَةُ، وَفِي حديثِ عائشَةَ رضيَ الله عَنْهَا: إنْ كانَ ليُهْدَى لَنا القِنَاعُ فِيهِ كَعْبٌ منْ إهَالَة، فنَفْرَحُ بهِ، جَمْعُه قُنُعٌ بضَمَّتَيْنِ، ككِتَابٍ وكُتُبٍ، وحَكَى ابنُ بَرِّيّ عَن ابنِ خالَوَيْه:القِناعُ: طَبَقُ الرُّطَبِ خاصَّةً، وقالَ ابنُ الأثِيرِ: وقِيلَ: إنًَّ القِناعَ جَمْعُ قُِنْعٍ.
وَمن المَجَازِ القِنَاعُ: غِشاءُ القَلْبِ، قالَ الأصْمَعِيُّ: هُوَ الجِلْدَةُ الّتِي تَلْبَسُ القَلْبَ، فَإِذا انْخَلَعَتْ ماتَ صاحِبهُ، وَمِنْه حَديثُ بَدْرٍ: فأمّا ابنُ عَمّي فانْكَشَفَ قِنَاعُ قَلْبِه فماتَ، أَي حِينَ سَمِعَ قائِلاً يَقُولُ: أقْدِمْ حَيْزُومُ.
وَمن المَجَازِ القِناعُ: السِّلاحُ يُقَالُ أخَذَ قِنَاعَهُ، أَي: سِلاحَه، وَمِنْه قَوْلُ المُسَيَّبِ بنِ عَلَسٍ:
(إذْ تَسْتَبِيكَ بأصْلَتِيٍّ ناعِمٍ ... قامَتْ لتَقْتُلَه بِغَيْرِ قِنَاعِ)
ج: قُنُعٌ، بضمَّتَيْنِ وأقْنِعَةٌ.
والنَّعجَةُ تُسَمَّى قِنَاعَ، مَمْنُوعَةً مِنَ الصَّرْف، كَمَا تُسَمَّى خِمارَ ولَيْسَ هَذَا بوَصْف، نَقَله الصّاغَانِيُّ.
والقانِعُ: الخارِجُ منْ مَكَانٍ إِلَى مَكَانٍ.
والقَنُوعُ كصَبُورٍ: الهَبُوطُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ، وهِيَ مُؤَنَّثَةُ، وهِيَ بمَنْزِلَةِ الحَدُورِ مِنْ سَفْحِ الجَبَلِ.
والقَنُوعُ أَيْضا: الصَّعُودُ فهُوَ ضِدٌّ.
وقَنَعَةُ الجَبَلِ، والسَّنامِ، مُحَرَّكَةً: أعْلاهُمَا، وكذلكَ القَمَعَةُ بالمِيمِ، كَمَا تَــقَدَّم.
والقَنَعُ، مُحَرَّكَةً مِنَ الرَّمْلِ مَا أشْرَف، هكَذا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وصَوَابُه: مَا اسْتَرَقَّ كَمَا هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَيْلٍ، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ، أَو: هُوَ مَا اسْتَوَى أسْفَلُه من الأرْضِ إِلَى جَنْبِه، وهُوَ اللَّبَبُ، أَيْضا، وقَدْ ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه، القِطْعَةُ منْه قَنَعَةٌ.
والقَنَعُ، أَيْضا: ماءٌ بينَ الثَّعْلَبِيَّة وحَبْلِ مُرْبخٍ بفَتْحِ الحاءِ المُهْمَلَةِ وسُكُونِ المُوَّحَّدَةِ، ومُرْبِخٌ كمُحْسِنٍ، من رَبَخَ بالرّاءِ والمُوَحَّدَةِ ثمَّ الخّاءِ المُعْجَمَةِ، وَهُوَ رَمْلٌ مُسْتَطِيلٌ بيْنَ مَكَّة والبَصْرَةِ، ذُكِرَ فِي مَوْضِعِه.
والقِنْعُ بالكَسْرِ: السِّلاحُ، كالقِنَاعِ، وَهُوَ مجازٌ، ج: أقْنَاعٌ كخْدْنٍ وأخْدَانٍ.
والقِِنْعُ أَيْضا: جَمْعُ قِنْعَة، وهيَ مُسْتَوىً بَين أكَمَتَيْنِ سَهْلَتَيْنِ وقِيلَ: القِنْعُ: مُتَّسَعُ الحَزْن حَيْثُ يَسْهُلُ، أَو مُسْتَدارُ الرَّمْلِ، وقِيل: أسْفَلُه وأعْلاهُ، وقيلَ: القِنْعُ: أرْضٌ سَهْلَةٌ بينَ رِمالِ، تُنْبِتُ الشَّجَرَ، وقِيلَ) هُوَ خَفْضٌ من الأرْضِ، لَهُ حَواجِبُ، يَحْتَقِنُ فِيهِ الماءُ، ويُعْشِبُ، وقِيل: القِنْعَةُ من القِنْعانِ: مَا جَرَى بينَ القُفِّ والسَّهْلِ من التُّرَاب الكَثيرِ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الحُمُرَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ وَفِي العُبابِ: يَصِفُ الظُّعُنَ:
(وأبْصَرْنَ أنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فَرَاشاً، وأنَّ البَقْل ذاوٍ ويابِسُ)
جج، أَي جَمْعُ الجَمْع: قِنْعانٌ، بالكَسْرِ، وقِيلَ: بَلِ القِنْعُ مُفْرَدٌ، وجَمْعُه، قِنَعَةٌ كعِنَبَة، وقِنْعَانٌ.
وأقْنَعَ الرَّجُلُ: صادَفَهُ أَي القِنْعَ، وَهُوَ الرَّمْلُ المُجْتَمِعُ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: صارَ فيهِ، والأُولَى الصَّوابُ.
والقِنْعُ: الأصْلُ، يُقَالُ إنَّه للَئيمُ القِنْعِ.
والقِنْعُ: ماءٌ باليَمَامَةِ على ثلاثِ لَيَال من جَوِّ الخَضَارِم، قَالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ: (أشاقَتْكَ بالقِنْعِ الغَدَاةَ رُسُومُ ... دَوارِسُ أدْنَى عَهْدِهِنَّ قَدِيمُ)
كَمَا فِي العُبابِ. قُلتُ: هُوَ جَبَلٌ فِيهِ ماءٌ لبَنِي سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَناةَ.
والقِنْعُ: الطَّبَقُ مِنْ عُسُبِ النَّخْل يُؤْكَلُ عليهِ الطَّعَامُ، وقِيلَ: يُجْعَلُ فِيهِ الفاكِهَةُ وغَيْرُها ويُضَمُّ، حَكَى الوَجْهَيْنِ ابنُ الأثِيرِ والهَرَوِيُّ، وجَمْعُه أقْناعٌ، كبُرْدٍ وأبْرَادِ، نَقَلَه الهَرَوِيُّ، وعَلى رِوَايَةِ الكَسْرِ كسِلْك وأسْلاكِ.
والقُنْعُ: بالضَّمِّ: الشَّبُّورُ، وهُوَ بُوقُ اليَهُودِ، وسِياقُ المُصَنِّف يَقْتَضِي أنَّه بالكَسْرِ، وليسَ هُوَ بالكَسْرِ، بَال بالضَّمِّ، كَمَا ضَبَطْناهُ، وليسَ بتَصْحِيفِ قُبْعٍ، بالمُوحَّدَةِ، وَلَا قٌ ثْعٍ، بالمُثَلَّثَةِ بَلْ هِيَ ثَلاثُ لُغاتِ: النُّونُ روايَةُ أبي عُمَرَ الزّاهدِ، والثّالثَةُ نَقَلَها الخَطّابِيُّ، وأنْكَرَها الأزهَرِيُّ، وَقد رُوِيَ حَدِيثُ الْأَذَان بالأوْجُهِ الثَّلاثَةِ، كَمَا تَــقَدَّمَ تَحْقِيقُه فِي مَوْضِعِه، وَقد رُوِيَ أَيْضا بِالتَّاءِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ، كَمَا تَــقَدَّمَ.
قَالَ الخَطّابِيُّ: سألْتُ عَنهُ غَيْرَ واحِدٍ من أهْلِ اللُّغَةِ فَلَمْ يُثْبِتُوه لِي على شَيءٍ واحِدٍ، فإنْ كانَتْ الرِّوَايَةُ بالنُّونِ صَحِيحَةً، فَلَا أُراهُ سُمِّي إلاّ لإقْنَاعِ الصَّوْتِ بهِ، وَهُوَ رَفْعُهُ، ومَنْ يُرِيدُ أنْ يَنْفُخَ فِي البُوقِ يَرْفَعُ رَأسَه وصَوْتَه، وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أوْ لأنَّ أطْرَافَهُ أُقْنِعَتْ إِلَى داخلِهِ، أَي عُطِفَتْ.
وقُنَيْعٌ، كزُبَيْرٍ: ماءٌ بيْنَ بَنِي جَعْفَرٍ وبَيْنَ بَنِي أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ كَمَا فِي العُبَابِ. قُلْتُ: هوَ لِبَنِي قُرَيْطٍ بأقبالِ الرَّمْلِ، قَصْدَ الضُّمْرِ والضّائِنِ، قَالَ جَهْمُ بنُ سَبَلٍ الكِلابِيُّ يَصِفُ)
السُّيُوفَ:
(صَبَحْناها الهُذَيْلَ على قُنَيْعٍ ... كأنَّ بُظورَ نِسْوَتِها الدَّجَاجُ) الهُذَيْلُ: من بَنِي جَعْفَرِ بن كلابٍ.
والقُنَيْعَةُ، كجُهَيْنَةَ بِرْكَةٌ بَيْنَ الثَّعْلَبيَّة والخُزْيمِيَّةِ.
وقالَ ابْن عَبّاد: يُقَالُ أعُوذُ باللهِ من مَجَالسِ القُنْعَةِ بالضَّمِّ أَي: السُّؤالِ، وَفِي الأساسِ: شَرُّ المَجَالِسِ مَجْلِسُ قُنْعَةِ، ومَجْلِسُ قُلْعَةِ.
وجَمَلٌ أقْنَعُ: فِي رَأسِه شُخُوصٌ، وَفِي سالِفَتِه تَطامُنٌ، كَمَا فِي المُحِيطِ.
وأقْنَعَهُ الشَّيءُ: أرْضَاهُ يُقَالُ فلانٌ حَرِيصٌ مَا يُقْنِعُه شيءٌ، أيْ: مَا يُرْضِيهِ.
وأقْنَعَ رَأسَه: نَصَبَهُ، وَكَذَا عُنُقَهُ، أَو نَصَبَه لَا يَلْتَفِتُ يَمِيناً وشِمَالاً، وجَعَل طَرْفَهُ مُوَازِياً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ، قالَ: وكذلِكَ الإقْنَاعُ فِي الصَّلاة، وَفِي التَّنْزيلِ العَزِيزِ: مُهْطِعينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ، أَي: رافِعِي رُؤُسهِمْ يَنْظُرُونَ فِي ذُلٍّ.
والمُقْنِعُ: الرّافِعُ رَأسَهُ فِي السَّمَاءِ، قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ: أشْرَفَ رَوْقاهُ صَلِيفاً مُقْنَعَا يَعْنِي عُنُقَ الثَّوْرِ، لأنَّ فيهِ كالانْتِصَابِ أمامَه.
وأقنَعَ الرّاعِي الإبِلَ والغَنَم: أمَرَّها، وَفِي الصِّحاحِ أمالَها للمَرْتَعِ، وكَذا لِمَأْواها.
وأقْنَعَ فُلاناً: أحْوَجَهُ، وسَألَ أعْرَابِيُّ قَوْماً، فَلَمْ يُعْطُوهُ، فقالَ: الحَمْدُ للهِ الّذِي أقْنَعِني إليْكُم، أَي: أحْوَجَنِي إِلَى أنْ أقْنَعَ إلَيْكم، وهُو ضِدٌّ.
ويُقَالُ فَمٌ مُقْنَعٌ، كمُكْرَمٍ: أسْنانَهُ مَعْطُوفَةٌ إِلَى داخِلِ، يُقَالُ رَجُلٌ مُقْنَعُ الفَمِ، قالَ الأصْمَعِيُّ: وذلكَ القَويُّ الّذِي يُقْطَعُ لَهُ كُلُّ شَيءٍ فَإِذا كَانَ انْصِبابُهَا إِلَى خَارِج فهُوَ أرْفَقُ، وذلكَ ضَعيفٌ لَا خَيرَ فيهِ، قالَ الشَّماخُ يَصِفُ إِبلاً: (يُبَاكِرْنَ العِضاةَ بمُقْنَعاتِ ... نَوَاجِذُهُنَّ كالحِدأ الوَقيعِ)
وقالَ ابنُ ميّادَةَ يصِفُ الإبِلَ أَيْضا: تُباكِرُ العِضاةَ قَبْلَ الإشْراقْ بِمُقْنعاتٍ كقِعابِ الأوْرَاقْ يَقُولُ: هيَ أفْتَاءٌ، فأسْنانُهَا بِيضٌ.)
وأمّا قَوْلُ الرّاعِي النُّمَيْريِّ، وهُوَ مِنْ بَنِي قَطَنِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ الحَارِثِ بن نُمَيْرِ:
(زجِلَ الحُدَاءِ كأنَّ فِي حَيْزُومِه ... قَصَباً ومُقْنِعَةَ الحَنِينِ عَجُولا)
فإنَّهُ يُرْوَى بفَتْحِ النُّونِ، ويُرَادُ بِهَا النّايُ، لأنَّ الزّامِرَ إِذا زَمَرَ أقْنَعَ رَأسَه، هَكَذَا زَعَمَ عُمَارَةُ بنُ عَقيل، فقِيل لَهُ: قَدْ ذَكَرَ القَصَبَ مَرَّةً، فَقَالَ: هيَ ضُروبٌ، ورَوَاهُ غيرُه بكَسْرِها، ويُرَادُ بهَا ناقَةٌ رَفَعتْ حَنِينَها، أرَادَ وصَوْتَ مُقْنِعَة فحذَفَ الصَّوْت، وَأقَام مُقْنِعَةَ مُقَامَه، وقِيلَ: المُقْنِعَةُ: المَرْفُوعَةُ، والعَجُولُ: الّتِي ألْقَتْ وَلَدَها بِغَيْر تَمام.
وقَنَّعَهُ تَقْنِيعاً: رَضَّاهُ، وَمِنْه الحَديث: طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ للإسْلامِ، وكانَ عَيْشُه كفَافاً، وقُنِّعَ بِهِ، كَذَا رَوَاهُ إبْراهِيمُ الحَرْبِيُّ.
قلتُ: وَمِنْه أَيْضا حديثُ الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي.
وقَنَّعَ المَرْأَةَ: ألْبَسَها القِنَاعَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وقَنَّعَ رَأْسَه بالسَّوطِ: غَشّاهُ بهِ ضَرْباً، نَقَله الجَوْهَرِيُّ وَكَذَا بالسَّيفِ والعَصَا، وَمِنْه حَديثُ عُمرَ رضيَ اللهُ عنهُ: أنَّ أحَدَ وُلاتِه كَتَبَ إليْهِ كِتَاباً لَحَنَ فيهِ، فكَتَبَ إليْهِ عُمَرُ: أنْ قَنِّعْ كَاتِبَك سَوْطاً، وَهُوَ مجازٌ.
وقَنَّعَ الدِّيكُ: إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلَى رأْسِه نَقَله الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ: وَلَا يَزالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ بُرَائِلاهُ والجَنَاحُ يَلْمَعُ قلتُ: وَقد تَبِعَ الجَوْهَرِيُّ أَبَا عُبَيْدَة فِي إنْشَادِه هكَذا، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ أنَّه منْ أُرْجُوَزَةِ مَنْصُوبَةِ، أنْشَدَها أَبُو حاتِمٍ فِي كتابِ الطَّيْرِ، لغَيْلانَ بنِ حُرَيْثِ من أبْياتٍ أوَّلُهَا: شَبَّهْتُه لَمّا ابْتَدَرْنَ المَطْلَعَا ومِنْهَا: فَلَا يَزَالُ خَرَبُ مُقَنِّعَا بُرَائِلَيْهِ وجَناحاً مُضْجَعَا وَقد أنْشَدَه الصّاغَانِيُّ فِي العُبَاب على وَجْهِ الصَّوابِ.
وَمن المَجَازِ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ، كمُعَظَّمٍ: مُغَطى بالسِّلاحِ، أَو عَلَيْهِ، أَي على رَأْسِه مِغْفَرٌ، وبيْضَةُ الحَدِيدِ، وهِيَ الخُوذَةُ: لأنَّ الرَّأسَ مَوْضِعُ القِنَاعِ، وَفِي الحَدِيثِ: أنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زارَ قَبْرَ) أُمِّه فِي ألْفِ مُقَنَّعٍ أَي فِي ألفِ فارِس مُغَطّىً بالسِّلاحِ.
وتَقَنَّعَتِ المَرْأَةُ: لَبِسَتِ القِنَاعَ، وهُوَ مُطَاوِعُ قَنَّعْهُا.
وَمن المَجَازِ: تَقَنَّعَ فُلانٌ، أيْ: تَغَشَّى بثَوْبٍ، ومنهُ قوْلُ مُتمِّمِ بنِ نُوَيْرَةَ رضيَ الله عَنهُ يصِفُ الخَمْرَ:
(ألْهُوا بهَا يَوْماً وأُلْهِي فِتْيَةً ... عَنْ بَثِّهِمْ إذْ أُلْبِسُوا وتَقَنَّعُوا)
قالَ الصّاغَانِيُّ فِي آخِرِ هَذَا الحَرْفِ: والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على الإقْبالِ على الشَّيءِ، ثُمَّ تَخْتَلِفُ مَعَانِيه مَعَ اتِّفاقِ القِياس، وعَلى اسْتِدَارَةِ فِي شَيءٍ، وَقد شَذَّ عَن هَذَا التَّرْكِيبِ الإقْناعُ: ارْتِفاعُ ضَرْعِ الشّاةِ ليسَ فِيهِ تَصَوُّبٌ، وَقد يُمكِنُ أنْ يُجْعَلَ هَذَا أصْلاً ثالِثاً، ويُحْتَجُّ فِيهِ ِ بقَوْلِه تعالَى: مُهْطِعينَ مُقْنعِي رُؤُسِهِمْ، قالَ أهْلُ التَّفْسيرِ: أَي رافِعي رُؤُسهِم.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: رَجُلٌ قُنْعَانِيٌّ، بالضَّمِّ كقُنْعَانٍ: يُرْضَى برأيِه.
وَهُوَ قُنْعانٌ لَنا منْ فُلانِ، أَي: بَدَلٌ مِنْهُ، يكونُ ذلكَ فِي الذَّمِّ، وَفِي غَيْرِهِ، قالَ الشاعِرُ:
(فقُلْتُ لَهُ: بُؤْ بامْرئِ لَسْتَ مِثْلَهُ ... وإنْ كُنْتَ قُنْعاناً لِمَنْ يَطْلُبُ الدَّما)
ورَجُلٌ قُنْعَانٌ: يَرْضَى باليَسير.
والقُنُوعُ بالضَّمِّ: الطَّمَعُ والمَيْلُ، وَبِه سُمِّيَ السّائِلُ قانِعاً، لِمَيْلِه على النّاسِ بالسُّؤالِ، كَمَا قِيلَ: المِسْكِينُ، لسُكُونِه إليْهِم.
ويُقَالُ من القَناعَةِ أيْضاً: تَقَنَّعَ واقْتَنَعَ، قالَ هُدْبَةُ: إِذا القَوْمُ هَشُّوا للِفَعالِ تَقَنَّعا وقَنِعْتُ إِلَى فُلانِ، بكَسْرِ النُّونِ: خَضَعْتُ لهُ، والْتَزَقْتُ بهِ، وانْقَطَعْتُ إليْه، عنة ابنُ الأعْرَابِيّ.
والقَانِعُ: خادِمُ القَوْمِ، وأجيرُهُم.
وحَكَى الأزْهَرِيُّ عَن أبي عُبَيْد: القَانِعُ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ يَطْلُبُ فَضْلَه، وَلَا يَطْلُبُ مَعْرُوفَه.
وأقْنَعَ الرَّجُلُ بيَدَيْهِ فِي القُنُوت: مَدَّهُمَا، واسْتَرْحَمَ رَبَّه، مُسْتَقْبِلاً بِبُطُونِهِمَا وجْهَه، ليَدْعُوَ.
وأقْنَع فُلانٌ الصَّبِيِّ فقَبَّلَه، وذلكَ إِذا وَضَعَ إحْدَى يَدَيْه على فَأْسِ قَفَاهُ، وجَعَلَ الأخْرَى تَحْتَ ذَقَنِه وأمالَه إلَيْهِ فقَبَّلَهُ.
وأقْنَعَ حَلْقَه وفَمَه: رَفَعَهُ لاسْتِيفَاءِ مَا يَشْرَبُه مِنْ ماءٍ أوْ لَبَنٍ، أَو غَيْرِهِمَا، قالَ الشاعِرُ:) (يُدَافِعُ حَيْزُومَيْهِ سُخْنُ صَرِيحها ... وحَلْقاً تَرَاهُ للثُّمالَةِ مُقْنَعَا)
والإقْناعُ: أنْ يُقْنِعَ البَعِيرُ رَأْسَه إِلَى الحَوْضِ للشُّرْبِ، وَهُوَ مَدُّ رَأسِه.
قالَ الزَمَخْشَرِيُّ: وَقيل: الإقْناعُ من الأضْدادِ، يكونُ رَفْعاً، ويكُونُ خَفْضاً.
وَفِي العُبابِ: الإقْناعُ أيْضاً: التَّصْويبُ، وَمِنْه رِوَايَةُ مَنْ رَوَى: أنَّه كَانَ إِذا رَكَعَ لم يُشْخِصْ رَأْسَه، ولَمْ يُقْنِعْه والمُقْنَعُ من الإبِلِ، كمُكْرَمٍ: الّذِي يَرْفَعُ رَأْسَه خِلْقَةً، قالَ: لمُقْنَعٍ فِي رَأْسِه جُحَاشِرِ ونَاقَةٌ مُقْنَعَةُ الضَّرْعِ: الّتِي أخْلافُهَا تَرْتَفِعُ إِلَى بَطْنِها.
وأقْنَعْتَ الإنَاءَ فِي النَّهْرِ: اسْتَقْبَلتَ بِهِ جَرْيَتَه ليَمْتَلِئَ، أوْ أمَلْتَه لتَصُبَّ مَا فيهِ.
ويُقَالُ قَنَعْتُ رَأْسَ الجَبَلِ، وقَنَّعْتُه: إِذا عَلَوْتَه.
والقَنَعَةُ: مُحَرَّكَةً: مَا نَتَأ مِن رَأْسِ الإنْسَانِ.
والقِنْعُ بالكَسْرِ: مَا بَقِيَ من الماءِ فِي قُرْبِ الجَبَلِ، والكافُ لُغَةٌ.
وأقْنَعَ الرَّجُلُ صَوْتَه: رَفَعَه، وَهُوَ مجازٌ.
ويُقَالُ ألْقَى عَنْ وَجْهِه قِناعَ الحَيَاءِ، على المَثَلِ.
وَكَذَا: قَنَّعَهُ الشَّيْبُ خِمَارَهُ: إِذا عَلاهُ الشَّيْبُ، وقالَ الأعْشَى: وقَنَّعَهُ الشَّيْبُ مِنْخ خِمَارَا ورُبَّما سَمَّوا الشَّيْبَ قِنَاعاً، لكَوْنِه مَوْضِعَ القِناعِ من الرَّأسِ، أنْشَدَ ثَعْلَبٌ: حَتّى اكْتَسَى الرَّأسُ قِناعَاً أشْهَبَا أمْلَحَ لَا آذَى وَلَا مُحَبَّبَا ومِنْ كَلامِ السّاجِعِ: إِذا طَلَعَتِ الذِّراع، حَسَرَتِ الشَّمْسُ القِنَاع، وأشْعَلَتْ فِي الأُفْقِ الشُّعَاع، وتَرَقْرَقَ السَّرابُ بكُلِّ قاع.
والمُقْنَّعُ، كمُعَظَّم: المُغَطَّى رَأْسُه، وقولُ لَبِيد: فِي كُلِّ يَوْم هامَتِي مُقَرَّعَهْ قانِعَةٌ وَلم تَكُنْ مُقَنَّعَهْ يَجُوزُ أنْ يكونَ مِنْ هَذَا، وقولُه: قانِعَةٌ يجوزُ أنْ يكُونَ على تَوَهُّم طَرْحِ الزّائدِ، حَتَّى كأنَّه قِيلَ:) قَنَعَتْ، ويَجُوزُ أنْ يَكونَ على النَّسَبِ، أَي: ذاتُ قِناع، وأُلحِقَ فِيها الهاءُ لتَمَكُّنِ التَّأْنِيثِ.
والقِنْعَانُ بالكَسْرِ: العَظيمُ من الوُعولِ، عَن الكِسَائِيِّ، كَمَا فِي العُبَابِ واللِّسانِ.
ودَمْعٌ مُقَنَّعٌ، كمُعَظَّمِ: مَحْبُوسٌ فِي الجَوْفِ، أَو مُغَطَّى فِي شُؤُونِه، كامِنٌ فِيها، وَهُوَ مجازٌ.
والقُنْعَةُ بالضَّمِّ: الكُوَّةُ فِي الحائِط.
والقُنْعُ بالضَّمِّ القَنَاعَةُ عامِّيّةٌ، والقِياسُ التَّحْرِيكُ، أَو يَكُونُ مُخَفَّفاً عَن القُنُوعِ.
وأقْنَعَتِ الغَنَمُ لِمَأْوَاها: رَجَعَتْ، وأقْنَعْتُها أَنا، لازِمٌ مُتَعَدٍّ.
ويُقَالُ سَألْتُ فُلاناً عَنْ كَذَا، فلَمْ يأْتِ بمَقْنَعٍ، كمَقْعَدِ، أَي: بِمَا يُرْضِي، وجَوابٌ مَقْنَعٌ كَذَلِك.
ويُقَالُ قَنَّعَهُ خَزْيَةً وعاراً، وتَقَنَّعَ مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ، قالَ الشاعِرُ:
(وإنّي بحَمْد اللهِ لَا ثَوْبَ غادِرٍ ... لَبِسْتُ، وَلَا مِنْ خَزْيَةِ أتَقَنَّعُ) وتَقَنَّعُوا فِي الحَدِيدِ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضا.
وَقد سَمَّوْا قُنَيْعاً كزُبَيْرٍ، وقانِعاً، ومُقْنِعاً كمُحْسِنٍ، والأخيرُ اسمُ شاعِرٍ، قالَ جَريرٌ:
(سيَعْلَمُ مَا يُغْنِي حُكَيْمٌ ومُقْنِعٌ ... إِذا الحَرْبُ لم يَرْجِعْ بصُلْحٍ سَفِيرُهَا)
وكمُعَظَّمٍ: لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَيْرةَ بن أبي شَمِر، شاعِرٌ، وكانَ مُقَنَّعاً الدَّهْرَ، وَقد ذُكِرَ فِي فرع وَأَيْضًا شاعِرٌ آخَرَ اسمُه ثَوْرُبنُ عُمَيْرَةُ، من بَنِي الشَّيْطانِ بن الحارثِ الوَلاّدَة، خَرَجَ بخُراسان، وادَّعَى النُّبُوةَ، وأراهُمُ قَمَراً يَطْلُعُ كُلَّ لَيْلَةٍ، ففُتن بِهِ جَماعَةٌ يُقَالُ لهُم: المُقَنَّعِيَّةُ، نُسِبُوا إليهِ، ثمَّ قُتِل واضْمَحَلَّ أمْرُهُ، وَكَانَ فِي وَسَطِ المائَةِ الثانيَةِ.
قلتُ، وَقد تَــقَدَّمَ ذِكْرُه فِي قمر وأنْشَدْنا هَنَاكَ قَوْلَ المَعَرِّيِّ:
(أفِقْ إنَّمَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُه ... ضَلالُ وغَيٌّ، مِثْلُ بَدْرِ المُقَنَّعِ)
وكانَ واجِباً على المُصَنِّف أنْ يَذْكُرَه هُنَا، وإنّمَا اسْتَطْرَدَه فِي حَرْفِ الرّاءِ، فَإِذا تَطَلَّبَه الإنْسانُ لَمْ يَجِدْهُ.
وَأَبُو مُحَمَّد الحَسَنُ بنُ عَليِّ بنِ مُحمّدِ بن الحَسَنِ الجَوْهَرِيُّ، وكانَ أبُوه يَتَطَيْلَسُ مُحَنَّكاً، فقِيلَ لَهُ: المُقَنَّعِيُّ، حَدَّثَ أبُوه عَن الهُجَيْمِيِّ. ذَكَرَه ابنُ نُقْطَةَ.
والفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِيُّ المُقَنَّعِيُّ، عَن عِيسَى بنِ أحْمَدَ العَسْقَلانِيِّ، وَعنهُ أَبُو الشَّيْخِ ضَبَطَه أَبُو نُعَيْمٍ.) وبالتَّخْفيفِ: علِيُّ بنُ العَبّاسِ المَقْنَعِيُّ، نِسْبَةً إِلَى عَمَلِ المَقَانِعِ، وضَبَطَه السّمْعَانِيُّ بكسرِ المِيمِ.
وابنُ قانِعٍ، صاحِبُ المُعْجَمِ، مَشْهُورٌ.
وَأَبُو قِنَاعٍ: من كُناهُمْ.

قلط

قلط
القَلَطِيُّ: القَصِيْرُ جِدّاً، وكذلك القَلَطُ والقُلاطُ. والقِلَوْطُ: من أولادِ الجِنَ.
والقلَيْطُ: الأدْرَةُ.
(ق ل ط)

القلطي، والقلاط، والقيليط، وَأرى الْأَخِيرَة سوداوية، كُله: الْقصير الْمُجْتَمع من النَّاس والسنانير وَالْكلاب.

والقلوط: من أَوْلَاد الشَّيَاطِين.

والقليط: الْعَظِيم البيضتين.

قلط


قَلَطَ(n. ac. قَلْط)
a. [ coll. ], Emptied, cleaned out
(reservoir).
b. [ coll. ], Scraped the mud.

قَلْطa. Deformity.

قَلَطِيّa. Insolent fellow; scamp, scoundrel.
b. see 24
قُلَاْطa. Short, dwarfish, stumpy, dumpy; dwarf, manikin
pigmy.

N. P.
قَلڤطَ
a. [ coll. ], Empty; cleaned.

قَلَطًا
a. [ coll. ], Unconditionally
unreservedly.
قَلِّيْط
a. [ coll. ], A kind of cake.

قلط: القَلَطِيُّ: القصير جِدّاً. ابن سيده: القَلَطِيُّ والقُلاطُ

والقِيلِيطُ، وأَرى الأَخيرة سواديّةً، كله: القصير المجتمع من الناس

والسَّنانير والكلاب. والقَيْلِيطُ، وقيل القَيْلَطُ: المُنْتفِخ الخُصْية،

ويقال له ذو القَيْلطِ. والقِيلِطُ: الآدَرُ وهو القَيْلةُ. ابن الأَعرابي:

القَلْطُ الدَّمامةُ. والقلَّوْط، يقال، واللّه أَعلم: إِنه من أَولاد

الجنّ والشياطين. والقِليطُ: العظيم البيضتين.

قلط
أبو عمرو: القيْليْطُ: الادر. وقال ابن عباد: القليط. الآدرةُ.
قال: والقُلاطُ - بالضم - والقلط - بالتحريك - والقلوط - مثال جلوز وعجول -: من أولاد الجن. وقال الليث: القلوط - والله أعلم -: إنه من أولاد الجن والشياطين. قال: والقلطي - مثال عربي للمنسوب إلى العرب -: القصيرُ جداً.
قال: والقلطُّي. وهو الغرغر. يقال في السنانير والكلاب. وأنشد:
تقلَّبُ عيْني قطةٍ قلطيةٍ ... تكنَّفها ذُعْر وليس بها حُضْرُ
وقال غيره: القلطي: الخبيث المارد من الرجال.
وقال ابن الأعرابي: القلْطُ: الدُمامة.
وقال غيره: هذا أقلط منه: أي أأيُس.
وقال ابن دريد: رجل قلاط ونغاشُ: أي قصير.
وقلاط - بالكسر -: قلعةُ في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال على قلعة جبلٍ.
قلط: قلط: اكتض، تسبع. (ميهرن ص33).
قلط (بالتشديد): قدم. يقال: قلط لنا العشاء أي قدم لنا طعام العشاء. وقلط لي القهوة، أي قدم لي القهوة. والربيط قلط حلاله، أي قدم السجين ما يملك لإطلاق سراحه .. وقلط الله: قدم الله أمامه ليسافر في أمان الله وحمايته أي سافر على اسم الله (زيشر 22: 12).
تقلط: تــقدم، يقال: تقلط على الأكل وتقلط لليمين أي تــقدم ليحلف ويقسم (زيشر ص22: 121).
تقلط: تصحيف الكلمة السريانية أتقلط، بمعنى بخل، وكان بخيلا. (باين سميث 1700).
قلط: تستعمله العامة لجرف الزبالة. (محيط المحيط).
فلط، وقلاط، قلوط: اسم ولد من أولاد الجن والشياطين. (محيط المحيط).
باعه قلطا أي بتمامه. مولدة. (محيط المحيط).
اشتريته بعشرين قرش قلط: أي اشتريته بعشرين قرشا بما فيها المصاريف. (بوشر).
قلطي، والجمع قلطيات: كلب (فوك) وفي مناهج الفكر لجمال الدين محمد بن إبراهيم الوطواط الكاتب الوراق (مخطوطة رقم 219 في فهرس 3: 217) هذا النص الغريب (ص25 ق): ويستطيع الكلب أن تميز بين رائحة الميت حقيقة من الميت قبل دفنه ليتأكدوا من موته، ويقال أن هذا الحذق لا يوجد إلا في كلب يسمى القلطي وهو صغير الجرم قصير القوائم جدا، ويسمى الصيني. (انظر قليطي).
قلاط: انظر قلط.
قلوط: مكتظ، شبعان (ميهرن ص33).
قليط: مجتمع الأقذار والأوساخ (محيط المحيط).
قليطة: قيلة، ادرة، قروة، ودمل كبير في الخصية، وخراج لمفاوي. (بوشر).
قليطي والجمع قليطات: كلب صغير الجرم ابيض (الكالا) انظر قلطي.
قلوط: انظر قلط.
قلوط: براز. (بوشر).
قليط: حبز للمولدين. (محيط المحيط).
قيليط: أدر، ذو الادرة، ذو القيلة، ذو القروة. (محيط المحيط).
قيليط: رجل خبيث مارد. (محيط المحيط).
قلط
القَلَطِيُّ، كعَرَبِيٍّ، مُحَرَّكَةً هكَذَا ثَبَتَ فِي الأُصُولِ مُحَرَّكة، وَلَا حاجَةَ إِليه بعدَ قَوْلِه: كعَرَبيّ إِلَّا أَنْ يُقَال: لئلاّ يُصَحَّف، وفيهِ أَنَّ قَوْله: مُحَرَّكَة فِيهِ غِنىً عمّا قَبْلَه.
قلتُ: لَا غِنىً بِهِ، لأَنَّه يُفِيدُ التَّحْرِيكَ، فَيحْتَمل أَنْ يُقال: قَلَطَي مَقْصُوراً حِينَئِذٍ، فالظَّاهِر أَنَّ أَحَدَهما لَا يُغْنِي عَن الآخَرِ، وإِنْ سَقَطَ فِي بعضِ الأُصُولِ لَفْظُ مُحَرَّكة، فتأَمَّلْ، قَالَه شَيْخُنا.
قلتُ: وعِبَارَةُ العَيْنِ: القَلَطِيُّ مِثَالُ العَرَبِيِّ منْسُوب إِلى العَرَبِ: القَصِيرُ جِدّاً، زادَ فِي المُحْكَمِ: المُجْتَمِعُ من النَّاسِ والسَّنانِيرِ والكِلابِ، كالقُلاطِ، بالضَّمِّ، وهذِه عَن أَبِي عَمْرٍ ووالقِيلِيطِ، بالكَسْرِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأَرى الأَخِيرَةَ سَوَادِيّةٌ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قُلاطٌ، مِثَال نُغَاشٍ: القَصِير.
والقَلَطِيّ: الخَبِيثُ الماردُ مِنَ الرِّجالِ، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: القِيلِيطُ، بالكَسْرِ: الآدَرُ، وَهِي القِيْلَةُ، هكَذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. قلتُ: والعامَّةُ تَفْتَحُهَا، وَفِي اللِّسَان: هُوَ القِلِيطُ، بالكَسْرِ، من غير ياءٍ، قَالَ: وَهُوَ العَظِيمُ البَيْضَتَيْنِ. والقِلِّيطُ، كسِكِّيتٍ: الأُدْرَةُ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
والقُلاَطُ، كغُرابٍ وسَمَكٍ وسِنَّوْرٍ واقْتصَرَ اللَّيْثُ على الأَخِيرِ، وَقَالَ: يُقَالُ واللهُ أَعْلَمُ: إِنَّهُ مِنْ أَوْلادِ الجِنِّ والشَّيَاطِينِ، كَمَا فِي اللِّسَانِ والتَّكْمِلَةِ والعُبَابِ. والقَلْطُ بالفَتْحِ: الدَّمَامَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ. ويُقَال: هَذَا أَقْلَطُ مِنْهُ، أَي: آيَسُ. وقِلاَطٌ، ككِتَابٍ: قَلْعَةٌ فِي جِبَالِ تَارِمَ من نَوَاحِي الدَّيْلَمِ بَين قَزْوِينَ وخَلْخَالَ، عَلَى قُلَّةِ جَبَل، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وياقُوت. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: القَيْلَطُ، كحَيْدرٍ، وتُكْسَرُ الَّلامُ: المُنْتَفِخُ الخُصْيَةِ، ويُقَال لَهُ: ذُو القَيْلَطِ. والقُلَيْطِيُّ مصَغَّراً: القَصِيرُ، عامِيَّةٌ. والقَلُوطُ، كصَبُورٍ: نَهرٌ جارٍ تُنْصَبُّ إِليه الأَقْذَارُ، لُغَة شامِيَّةٌ، وَقد مَرَّ فِي ق ل ص.
والإِقْلِيطُ، بالكسرِ: الآدَرُ، عَن أَبِي عَمْرٍ و.
باب القاف والطاء واللام معهما ق ل ط، ل ق ط، ط ل ق مستعملات

قلط: القَلَطيُّ: القصير جداً. والقِلَّوطُ: أولاد الجن والشياطين.

لقط: لَقَطَ يلقُط لقطاً: أخذ من الأرض. واللقطة: ما يوجد ملقوطا ملقى، وكذلك المنبوذ من الصبيان لقطة. واللُّقَطةُ: الرجل اللَّقّاطةُ وبياع اللُّقاطات يلتقِطُها. واللَّقاطُ: سنبل تخطئه المناجل يلتَقِطُه الناس ويتلقَّطُونه، واللِّقاطُ اسم ذلك الفعل كالحَصاد والحِصاد. واللُّقاطةُ: ما كان معروفاً، من شاء أخذه. واللَّقَطُ: قطع ذهب أو فضة أمثال الشذر وأعظم، توجد في المعادن، وهو أجوده. تقول: ذهب لقطي والتقطوا منهلاً وغديراً، أي هجموا عليه بغتة لا يريدونه، قال:

ومنهل وردته التِقاطا

واللَّقيطة: الرجل المهين الرذل، والمرأة كذلك، وتقول: إنه لسقيط لقيط وإنها لسقيطة لقيطة، وإنه لساقط لاقط، فإذا أفردوا قالوا: إنه للقيطة. وتقول: يا مَلْقَطانُ للغسل الأحمق، والأنثى بالهاء، ولا يقال إلا في الدعاء. واللُّقَّيْطَى: شبه حكاية إذا رأيته كثير الالتقاط لِلُّقاطاِت تعيبه بذلك. وإذا التَقطَ الكلام للنميمة قلت: لُقَّيْطَى خُلَّيْطَى حكاية لفعله.

طلق: طُلِقَتِ المرأة فهي مَطلُوقةٌ إذا ضربها الطَّلْقٌ عند الولادة. والطَّلاقُ: تخلية سبيلها، والمرأة تطلق طلاقاً فهي طالِقٌ وطالقِة غداً، قال الأعشى:

أيا جارتي بيني فإنك طالِقهْ

وطَلقَت وطُلِّقَتْ تطليقاً. والطالِقُ من الإبل ناقة ترسل في الحي ترعى من جنابهم أي حواليهم حيث شاءت، لا تعقل إذا راحت ولا تنحى في المسرح، وأطلَقْتُ الناقة وطَلَقَتْ هي أي حللت عقالها فأرسلتها. ورجل مِطْلاقٌ ومِطليقٌ أي كثير الطلاق للنساء. والطَّليقُ: الأسير يُطلقُ عنه إساره. وإذا خلى الظبي عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء قيل: تَطَلَّقَ، قال:

تمر كمر الشادن المُتطَلقِِ

وإذا خلى الرجل عن الناقة على ما وصفت لك قيل: طَلَّقَها، وكذلك العير إذا حاز عانته وعنف عليها، ثم خلى عنها قيل: طَلَّقها، وإذا استعصت عليه ثم انقادت قيل: طَلَّقَتْه، وإذا أبت أن تقرب الماء قرباً ثم مضت للقرب قيل: طَلَّقَتْ. والانطِلاقُ: سرعة الذهاب في المحنة. وفلان طلق الوجة وطَليقُه، وقد طَلُقَ طلاقةُ، ويوم طَلقٌ، وليلة طَلْقةُ: نقيض النحس والنحسة، قال رؤبة:

أيوم نحس أو يكون طَلْقا

واستَطْلَقَ البطن وأطلَقَه الدواء فأسهل. ورجل طَليقُ اللسان وطَلْقُ اللسان: ذو طلاقة وذلاقة، ولسانه طَلْقٌ ذلق أي مستمر. ورجل طَلْقُ اليدين: سمح بالعطاء، قال حسان في ربيعة بن مكدم:

نفرت قلوصي من حجارة حرة ... بنيت على طَلقِِ اليدين وهوب

وما تَطَّلِقُ نفسي لهذا الشيء، أي ما تنشرح ولا تستمر. والطلق: الشوط في جرى الخيل، ويستعمل في أشياء. وتَطَلَّقَتِ الخيل إذا مضت طَلَقاً لم تحتبس إلى الغاية، قال:

جرى طَلَقاً حتى إذا قيل قد دنا ... تداركه أعراق سوء فبلدا

ويروى: تنازعه أعراق سوء. والطَّلَقُ: الحبل القصير الشديد الفتل، حتى يقوم قياماً، قال:

محملجٌ أدرج إدراج الطلق

حير

(حير) : الحائِرَةُ من الشّاءِ: التي لا تَشِبُّ أَبَداً، وهو من الناسِ أَيضاَ، يُقال: ما هُو إِلاّ حائِرٌ من الحَوائِرِ: لا خَيْرَ فيه. 
(ح ي ر) : (الْحَيْرَةُ) التَّحَيُّرُ وَفِعْلُهَا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَقَوْلُهُ بِحَيْثُ (لَا تَحَارُ) فِيهِ الْعَيْنُ أَيْ ذَهَبَ ضَوْءُهَا فَلَا يَتَحَيَّرُ فِيهِ الْبَصَرُ (وَالْحِيرَةُ) بِالْكَسْرِ مَدِينَةٌ كَانَ يَسْكُنُهَا النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ وَهِيَ عَلَى رَأْسِ مِيلٍ مِنْ الْكُوفَةِ.
حير
يقال: حَارَ يَحَارُ حَيْرَة، فهو حَائِر وحَيْرَان، وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ: إذا تبلّد في الأمر وتردّد فيه، قال تعالى: كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّياطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ [الأنعام/ 71] ، والحائر:
الموضع الذي يتحيّر به الماء، قال الشاعر:
واستحار شبابها
وهو أن يمتلئ حتى يرى في ذاته حيرة، والحيرة: موضع، قيل سمّي بذلك لاجتماع ماء كان فيه.
(حير) - في حديث ابن سِيرِين في غُسْل المَيِّت: "يُؤخَذ من سِدْرٍ فيُجعل في مَحارَةٍ أو سُكُرَّجة" . المَحارة، والحَيْرُ، والحائِرُ: المَوضِع الذي يجتمع فيه الماء، وجَمْع المَحَارة: مَحارٌ. قال ذو الرمة:
.... ومَنْ نُشِغَ المَحارَا * .
: أي أُوجِر في حَلْقه الماءُ أو غَيرُه، وأصلُ المَحارة: الصَّدَفَة.

حير


حَارَ (ي)(n. ac. حَيْرحَيْرَةِ []
حَيَر []
حَيَرَان [] )
a. Was confused, bewildered, dumb founded; whirled
eddied (water).
b. [Fī], Was embarrassed at, by (affair).

حَيَّرَa. Confused, embarrassed, bewildered.
b. Was developed, grown (youth).
c. Was amassed (water).
إِسْتَحْيَرَa. Was confused, bewildered, embarrassed.

حَيْرa. Enclosure, garden.

حَيْرَةa. see 2t
حِيْرَةa. Stupefaction, stupor; embarrassment, perplexity
bewilderment.

حَاْيِرa. Confused, confounded, perplexed, irresolute.
b. (pl.
حِيْرَاْن
حُيْرَاْن), Reservoir.
c. Garden.

حَارَة []
a. House.
b. Street, quarter.

حَيْرَان [] (pl.
حَيَارَى
حُيَارَى )
a. see 21 (a)
[حير] نه فيه: الرجال ثلاثة فرجل "حائر" بائر، أي متحير في أمره لا يدري كيف يهتدي فيه. وفي ح ابن عمر: ما أعطى رجل أفضل من الطرق يطرق الرجل الفحل فيلقح مائة فيذهب حيرى دهر، ويروى: حيرى دهر- بياء ساكنة، وحيرى دهر بياء مخففة، والكل من تحير الدهر وبقائه، ومعناه مدة الدهر ودوامه، أي ما أقام الدهر، فقيل ما حيرى الدهر؟ قال: لا يحسب، أي لا يعرف حسابه لكثرته، يريد أن أجر ذلك دائم أبداً لموضع دوام النسل. ش: "تحار" فيه القطا، بفتح مثناة فوق أي تتحير. غ: حيرى وحارى الدهر وحيره أبد الدهر. نه وفيه: فيجعل في "محارة" أو سكرجة، هي والحائر موضع يجتمع فيه الماء وأصلها الصدفة، وميمها زائدة. و"الحيرة" بكسر الحاء البلد القديم بظهر الكوفة، ومحلة بنيسابور.
ح ي ر

حار الرجل في أمره فهو حائر وحيران، وامرأة حيرى، وهم وهن حيارى، وحيرته فتحير. وحار بصره.

ومن المجاز: حار الماء في المكان وتحيّر واستحار إذا اجتمع ووقف، كأنه لا يدري كيف يجري. وجفنة مستحيرة: ممتلئة. وأتانا بمرقة مستحيرة: كثيرة الإهالة. واستقينا من الحائر والحيران، وهو شبه حوض يتحيّر فيه ماء المطر. واستحار شباب المرأة إذا تم وامتلأ. قال أبو ذؤيب:

ثلاثة أحوال فلما تجرمت ... علينا بهون واستحار شبابها ولا أفعل ذلك حيريّ دهر، وحيري دهر بالتخفيف أي ما وقف الدهر ودام، ويجوز أن يراد ماكر ورجع من حار يحور. ونشأ الحير وهو سحاب ماطر يتحير في الجو ويدوم.
ح ي ر : حَارَ فِي أَمْرِهِ يَحَارُ حَيَرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَيْرَةً لَمْ يَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ فَهُوَ حَيْرَانُ وَالْمَرْأَةُ حَيْرَى وَالْجَمْعُ حَيَارَى وَحَيَّرْتُهُ فَتَحَيَّرَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَأَصْلُهُ أَنْ
يَنْظُرَ الْإِنْسَانُ إلَى شَيْءٍ فَيَغْشَاهُ ضَوْءٌ فَيَنْصَرِفَ بَصَرُهُ عَنْهُ وَالْحَائِرُ مَعْرُوفٌ قِيلَ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ يَحَارُ فِيهِ أَيْ يَتَرَدَّدُ وَالْحِيرَةُ بِالْكَسْرِ بَلَدٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ حِيرِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَسُمِعَ حَارِيٌّ عَلَى غَيْرِ قِيَاسِ وَهِيَ غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي حُكْمِ السَّوَادِ لِأَنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ فَتَحَهَا صُلْحًا نَقَلَهُ السُّهَيْلِيُّ عَنْ الطَّبَرِيِّ. 
[حير] حارَ يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً ، أي تحَيَّرَ في أمره، فهو حَيْرانُ، وقوم حَُيارى. وحَيَّرْتُهُ أنا فَتَحَيَّر. وتَحَيَّرَ الماءُ: اجتمَعَ ودار. والحائِرُ: مُجتَمَع الماء، وجمعه حيرانٌ وحوران. ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. واستحير الشراب: أسيغ. قال العجاج: تسمع للجرع إذا استحيرا * للماء في أجوافها خريرا - وتحير المكان بالماء واستحار: إذا امتلأ. ومنه قول أبي ذؤيب:

تقضَّى شبابي واسْتَحارَ شَبابُها * أي تردَّدَ فيها واجتمع. والمُسْتَحِيرُ: سَحابٌ ثقيل متردّد ليس له ريحٌ تَسوقُه. قال الشاعر يمدح رجلا: كأن أصحابه بالقفز يمطرهم * من مُستَحِيرٍ غزيرٌ صوبه ديمُ - والحَيْرُ بالفتح: شِبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء. والحيرة بالكسر: مدينة بقرب الكوفة، والنسبة إليها حيرى وحارى أيضا على غير قياس، كأنهم قلبوا الياء ألفا. ويقال: لا آتيكَ حِيريّ دهر، أي أبدا. 
حير
الحائرُ: حَوْضٌ يُسَيَّبُ إليه مَسِيْلُ الماءِ، والجَميعُ: حِيْرَانٌ، ويُسَمّى أيضاً: الحَيْرَ؛ لأنَّه يَتَحَيَّرُ فيه الماءُ. وتَحَيَّرَتِ الأرْضُ بالماءِ. وتَحَيَّرَ الرَّجُلُ: ضَلَّ فلم يَهْتَدِ لِسَبِيْلِه. وحارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً، وهو حَيْرَانٌ، والجَميعُ: حَيَاري، وامْرَأةٌ حَيْرى. والطَّرِيْقُ المُسْتَحِيْرُ: الذي يَأْخُذُ في عَرْضِ مَفازَةٍ لا يُدْري أيْنَ مَنْفَذُه.
واسْتَحَاَر الرَّجُلُ بمكانِ كذا: نَزَلَهُ أيّاماً. واسْتَحَارَ شَبَابُه: تَمَّ وانْتَهى. والبَعيرُ: ظَلَعَ، وأصْبَحَ بَعِيْرُكم مُسْتَحِيْراً.
والمُسْتَحَارُ من الأرَضِيْين: الذي في وُهْدَانٍ. والحِيْرَةُ: بَلَدٌ بِجَنْبِ الكُوْفَةِ، والنِّسْبَةُ إليها: حارِيُّ، وحِيْرُوا بهذا المَوْضِعِ: أي أقِيْمُوْا، وبه سُمِّيَتِ الحِيْرَةُ. والحِيْرَتانِ: الحِيْرَةُ والكُوْفَةُ. والحارَةُ: كُلُّ مَحَلَّةٍ دَنَتْ مَنازِلُهم. والمَحَارَةُ: الصَّدَفُ. والحِيَرُ: الكَثيرُ من الأهْلِ والمالِ، وهو الحائرُ أيضاً، وكذلك الوَدَكُ، وثَرِيْدَةٌ مُسْتَحِيْرَةٌ ومُتَحَيِّرَةٌ: كَثيرةُ الوَدَكِ.
ويقولونَ: لا أفْعَلُه حِيْرىَّ دَهْرٍ: أي آخِرَه، وقد تُسَكَّنُ الياءُ الأخِيرةُ. وأصْبَحَتِ الأرْضُ حَيْرَةً: أي مُخْضَرَّةً مُبْقِلَةً.
حير: حار: تردد في الأمر ولم يتأكد منه ولم يدر وجه الصواب. (بوشر).
وحار: ارتاب وتذبذب (بوشر، همبرت ص44).
حَيَّر: منع، عاق، عَوَّق (ألكالا) وفيه مُحيَّر: ممنوع ومعوَّق.
وحَيَّر: كظَّ المعدة وأتخمها (ألكالا).
تَحَيَّر: حار، تردد، أرتاب (بوشر).
وتحيَّر: تذبذب (بوشر، همبرت ص44).
احتار: تَحيَّر، تردد اضطرب بالاً، قلق وذهل واندهش (دي سلسي طرائف 2: 99).
واحتار: حار، تردد، تحيَّر (بوشر).
حَيْر: يجمع على حِيَار (معجم البلاذري).
وحَيْر: بمعنى البستان (القلائد ص173 تصحيحات تبعا للمقري 1: 416، 174).
حَيْرَة: مانع، عائق (ألكالا، دي سلان، مــقدمــة 1 ص75).
وحَيْرَة: تردد، اضطراب البال، قلق (فوك، بوشر).
وحَيْرَة: تحيَّر، انجذاب، سحر (بوشر).
وحَيْرَة: تردد، ارتياب، لثلثة (بوشر).
حيرى: خيرى (المستعني في مادة جيرى).
ونجد عند العياشي: معدن الزجاج الحيري وهو مايترجمه بربروجر (ص121) بما معناه: معدن الزجاج الأسود وهو يقول انه يجهل ما يعني هذا.
حَيْرَانُ حَيْرَانٌ في كليلة ودمنة (ص270) حائر، متردد قلق مضطرب البال (بوشر).
حائر: متردد، مرتاب (هلو) وهذا هو صواب قراءة الكلمة بدل جائر.
وحائِر: كسلان، متوانٍ (دوماس حياة العرب ص237).
وحائِر: بمعنى بحيرة، غدير، بركة، مصنع وتجمع على حوائر (تاريخ البربر 1: 413، 1: 13 (وأقرأ فيه حائراً، 414، 2: 400) وهذا هو صواب قراءة الكلمة في العبارات الثلاثة التي جاءت فيه.
حائِر: حائط: سياج (معجم البلاذري).
حائِر: بستان، مزرعة (معجم البلاذري).
تحيير: تعليق، تأجيل، عدول عن، وهو استعمال مجازي (بوشر).
مُحَيَّر: لحن من ألحان الموسيقى (محيط المحيط).
محاير: بساتين (المخطوطة المجهولة الهوية في مكتبة كوبنهاجن ص101) وفيها في الكلام عن نزهة: وخرجوا إلى مجائر (كذا) الحضرة وذلك على ترتيب الأسواق وأهل الصنائع.
مِحْيار: وردت في شعر الشنفري وقد نقلها دي ساسي في الطرائف (2: 137) وانظر (ص360) وقد ترجم فيها دي ساسي محيار الظلام بقوله: رجل غير شجاع يخيفه الظلام.
مستحير: حائر، بحرة، غدير، مصنع. (ديوان الهذليين ص190 قصيدة 46).
حير
حارَ يَحار، حَرْ، حَيْرةً وحَيَرانًا وحَيْرًا وحَيَرًا، فهو حائر وحَيْرانُ/ حَيْرانٌ
• حار بصرُه: ارتدَّ بعد أن عجز عن مواصلة النَّظر إلى الشَّيء.
• حار فلانٌ: تردَّد واضطرب وارتبك، ضلَّ سبيله ولم يهتد للصَّواب "حار ماذا يفعل وقد حلّت به مصيبة تلو الأخرى- رجل حائر بائر: إذا لم يتّجه لشّيء، ضالّ، تائه- صار في حيرة من أمره- {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ} " ° حار بأمره/ حار في أمره: أصبح حائرًا لا يدري ماذا يفعل. 

احتارَ يَحْتار، احْتَرْ، احتيارًا، فهو مُحتار
• احتار فلانٌ: حار؛ ضلَّ سبيلَه ولم يهتد للصواب، تردَّد وشكَّ "احتار في أمره- احتارت عقولُ المشاهدين". 

تحيَّرَ يتحيَّر، تحيُّرًا، فهو متحيِّر
• تحيَّر فلانٌ: مُطاوع حيَّرَ: وقع في حيرة، أي في تردّد واضطراب وشكَّ "تحيّر الطالب بين خيارين". 

حيَّرَ يحيِّر، تحييرًا، فهو مُحيِّر، والمفعول مُحيَّر
• حيَّر الشَّخْصَ:
1 - أوقعه في حيرة، جعله في حيرة "ما الذي حيّركم؟ - حيّر خصومَه برباطة جأشه- قرار مُحيِّر- شخص مُحيَّر التفكير".
2 - أربكه وأذهله وأثار دهشتَه. 

حائر [مفرد]: اسم فاعل من حارَ. 

حارَة [مفرد]:
1 - حيّ، محلّة متّصلة المنازل، مدخل ضيِّق لمجموعة من المنازل (انظر: ح و ر - حارَة) "يسكن في الحارَة المجاورة".
2 - (رض) أحد المجازات أو المدارات المتوازيّة التي تُعيِّن الحُدودَ لمُتبارٍ في سباق خاصّةً السباحة أو المضمار. 

حَيْر [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيَر [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيْرانُ/ حَيْرانٌ [مفرد]: ج حَيارَى/ حَيْرانون، مؤ حَيْرَى/ حَيْرانة، ج مؤ حَيارَى/ حيرانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حارَ. 

حَيَران [مفرد]: مصدر حارَ. 

حَيْرَة [مفرد]: ج حَيْرات (لغير المصدر) وحَيَرات (لغير
 المصدر):
1 - مصدر حارَ.
2 - اسم مرَّة من حارَ. 
1519 - 
حِيرَة [مفرد]: ج حِيرات: حَيْرة؛ تردّد واضطراب "في حِيرة من أمره: حائر مضطرب". 

حير

1 حَارَ, [sec. Pers\. حِرْتَ,] aor. ـَ (S, A, Mgh, Msb, K,) and some say يَحِيرُ, but this is a mistake, (MF,) inf. n. حَيْرَةٌ (S, A, Mgh, K) and حَيَرٌ (S, Msb, K) and حَيْرٌ and حَيَرَانٌ, (K,) He was, or became, dazzled by a thing at which he looked, (T, Msb, K,) so that he turned away his eyes from it: this is the primary signification: (T, Msb:) and so ↓ تحيّر (A, * Mgh, * K) and ↓ استحار, (K,) and حاربَصَرُهُ (A, * TA) and بصره ↓ تحيّر. (Mgh, and S and A and K in art. قمر, &c.) b2: And hence, (T, Msb,) He was, or became, confounded, or perplexed, and unable to see his right course; (T, Msb, K, * TA;) as also ↓ تحيّر (Msb, K) and ↓ استحار. (K.) And حار, (S, A,) or حار فِى أَمْرِهِ, (Msb,) i. q. فى امره ↓ تحيّر [He was, or became, confounded, &c., in his affair, or case]. (S, A.) And [حار (see its part. n. حَائِرٌ) and] ↓ تحيّر [and ↓ استحار] He erred, or lost his way. (TA.) b3: Also, said of water, (A, Msb, K,) and ↓ تحيّر (S, A, K) and ↓ استحار, (A, K,) (tropical:) It became collected, (S, A, K,) and stayed, (A,) or went round, (S, K, *) or went to and fro, or fluctuated, (Msb, K,) in a place, as though it knew not which way to run. (A.) b4: See also 5.2 حيّرهُ He, or it, caused him to become confounded, or perplexed, and unable to see his right course. (S, * Msb, KL.) b2: [Accord. to Golius, as on the authority of the KL, حيّر, said of water, means (assumed tropical:) It was whirled round in an eddy: but to have this meaning, which I do not find in my copy of the KL, the verb should be حُيِّرَ.]4 احار [He, or it, caused a thing to descend easily down the throat: or it transmitted food to the stomach: see 10: and see also 4 in art. حور]. (S and K voce مِشْفَرٌ, q. v.) 5 تحيّر: see 1, in six places. b2: Also (tropical:) It (a cloud) continued without motion, pouring forth its rain, and not being driven by the wind: (IAar:) or went not in any direction: (K:) [and so ↓ استحار: see مُتَحَيِّرٌ.] b3: Also (assumed tropical:) It continued; said of time; (TA;) and in like manner it is said of a man. (MF.) And بِهِ ↓ حِيرُوا [if not a mistranscription for تَحَيَّرُوا] occurs as meaning (assumed tropical:) Remain ye therein; referring to a place. (TA.) And بِمَكَانٍ ↓ استحار (assumed tropical:) He alighted and abode some days in a place. (TA.) b4: تحيّر بِالمَآءَ (tropical:) It (a place, S, K, and land, TA) became full of water; as also ↓ استحار. (S, K, TA.) b5: تحيّرت الجَفْنَةُ (tropical:) The bowl became full of grease and food; (K, TA;) like as a watering-trough or tank becomes full of water. (TA.) b6: See also what follows.10 إِسْتَحْيَرَ see 1, in four places: b2: and 5, in three places. b3: استحار الشَّبَابُ (S, IB, A, K) and ↓ تحيّر (K) (tropical:) The sap [or vigour] of youth (مَآءُ الشَّبَابِ) flowed: (IB:) or became complete, and filled the body of a woman: (A:) or completely occupied the body: (K:) or filled it to the utmost: (TA:) or collected, and flowed to and fro, in the body of a woman. (As, S.) A2: اسْتُحِيرَ الشَّرَابُ The beverage, or wine, was made to descend easily down the throat. (S.) حَيْرٌ [An enclosure] like a حَظِيرَة: or a place of pasturage in which it is prohibited to the public to pasture their beasts. (S, K.) b2: See also حَائِرٌ.

A2: حَيْرَمَا [erroneously written by Golius حَارَمَا] i. q. رُبَّمَا. (K.) إِنَّهُ فِى حِيرَ بِيرَ and حِيرٍ بِيرٍ, like حُورٍ بُورٍ; (K;) i. e. Verily he is in a bad state, and a state of perdition: or in error. (TA.) [See also art. حور.]

حَيَرٌ: see what next follows.

حِيَرٌ (IAar, K) and ↓ حَيَرٌ (IB, K) Much property, or many cattle; and a numerous family: (K:) and أَنْعَامٌ حِيَرَاتٌ many cattle. (TA.) كَانَ حِيَرًا [app. for كان ذَا حِيَرٍ] is expl. by Th as meaning He was a possessor of much property, and of a numerous household and family. (TA.) b2: حِيَرَ دَهْرٍ: see حَيْرِىَّ الدَّهْرِ.

حَارَةٌ: see art. حور.

أَصْبَحَتِ الأَرْضُ حَيْرَةً The land became green with plants or herbage, (K,) by reason of much collecting and continuance of water therein. (TA.) حَارِىٌّ Made in the town of El-Heereh: applied to a sword, and a camel's saddle. (TA.) and A kind of leathern housings, made in El-Heereh, with which camels' saddles are ornamented. (TA.) A2: حَارِىَّ دَهْرٍ and حَارِىَّ الدَّهْرِ: see what next follows.

لَا آتِيهِ حَيْرِىَّ الدَّهْرِ (Ibn-'Omar, * Sh, * K) and حِيرِىَّ الدَّهْرِ (Sb, Akh, IAar, K) and حِيرِىَّ دَهْرٍ, (S,) or حِيرِى دَهْرٍ, (CK,) or حَيْرِى دَهْرٍ, (K, TA,) with the last letter quiescent, (K,) and حَيْرِىَ دَهْرٍ, or حِيرِىَ دَهْرٍ, (accord. to different copies of the K,) and دَهْرٍ ↓ حَارِىَّ (ISh, K) and الدَّهْرِ ↓ حَارِىَّ (ISh) and دَهْرٍ ↓ حِيَرَ, (IAar, K,) (tropical:) [I will not come to him, or it, or I will not do it,] while time lasts; (A, * K, * TA;) or ever: (ISh, K:) or it may mean while time returns; from حَارَ of which the aor. is يَحُورُ. (A, TA.) Also حَيْرِىَّ الدَّهْرِ, or حِيرِىَّ الدَّهْرِ, (tropical:) For an incalculable period of time. (Ibn-'Omar, Sh, IAth.) حَيْرَانُ (T, S, A, K) and ↓ حَائِرٌ (T, A, K) and ↓ مُتَحَيِّرٌ (TA) A man in a state of confusion, or perplexity, and unable to see his right course: (K, * TA:) erring; having lost his way: (T, TA:) fem. [of the first] حَيْرَى (Lh, T) and حَيْرَآءُ: (A, K:) and pl. [of the same] حَيَارَى (S, A, K) and حُيَارَى (K) and حَيْرَى, like the fem. sing. (Lh.) You say, لَا تَفْعَلْ ذٰلِكَ أُمُّكَ حَيْرَى [Do not thou that: may thy mother become in a state of confusion, &c.]: and لَا تَفْعَلُوا ذٰلِكَ أُمَّهَاتُكُمْ حَيْرَى

[Do not ye that: may your mothers become &c.]. (Lh.) And بَائِرٌ ↓ رَجُلٌ حَائِرٌ A man who does not apply himself rightly to an affair; (S, TA;) who knows not the right course to pursue in his affair; as also فِى أَمْرِهِ ↓ مُتَحَيِّرٌ. (TA. [See also the same phrase in art. حور.]) b2: [رَوْضةٌ حَيْرَى is (tropical:) A meadow full of water. (TA.) b3: [حَيْرَى is also applied as an epithet to the midday sun of summer: see a verse cited in the second paragraph of art. دوم.]

حَيِّرٌ: see مُتَحَيِّرٌ.

حَائِرٌ: see حَيْرَانُ, in two places. b2: Also (tropical:) A place in which water collects (S, K, TA) and goes to and fro: (TA:) a watering-trough, or tank, to which a stream of rain-water flows: (K:) or what resembles a watering-trough, or tank, in which the rain-water collects and remains: (A:) a depressed place (K, TA) in which water collects and remains, or goes round, or goes to and fro, not passing forth from it: (TA:) or a place in the ground depressed in the middle and having elevated edges or borders, (AHn, TA,) in which is water: (TA voce يَعْبُوبٌ:) and hence, (TA,) a garden; as also ↓ حَيْرٌ; (K;) which is the form used by most persons, and by the vulgar; like as they say عَيْشةُ for عَائِشَةُ: or this form is wrong: it is disallowed by AHn, notwithstanding its being mentioned by A 'Obeyd; but he mentions it only in one place, and it is not found in every copy of his work: (ISd:) pl. حِيرَانٌ (S, A, K) and حُورَانٌ. (S, K.) Hassán Ibn-Thábit uses the phrase حَائِرُ البَحْرِ [in a verse which I have cited in the first paragraph of art. رب, app. as meaning (assumed tropical:) The depth of the sea; or part of the sea in which is a confluence of the water, and where it goes round, or to and fro]. (TA.) A2: Also Grease; oily animal matter, that flows from flesh or fat. (K.) أَحْيَرُ مِنْ ضَبٍّ, and مِنْ وَرَلٍ, [More confounded, or perplexed, and unable to see his right course, than a dabb, and than a waral,] are two proverbs; (Meyd;) accord. to Hamzeh El-Isfahánee, said because the dabb, [a kind of lizard, as is also the waral,] when it quits its hole, is confounded, and cannot find the right way to to it; and the like is said of the waral. (Har p. 166.) مُتَحَيِّرٌ: see حَيْرَانُ, in two places. b2: الَكَواكِبُ المُتَحَيِّرَةُ (assumed tropical:) [The erratic stars; i. e. the planets;] the stars that [at one time appear to] retrograde and [at another time to] pursue a direct [and forward] course; also called الخُنَّسُ. (S in art. خنس.) b3: سَحَابٌ مُتَحَيِّرٌ (assumed tropical:) Clouds continuing without motion, pouring forth rain, and not driven by the wind: (IAar:) and ↓ مُسْتَحِيرٌ (assumed tropical:) clouds (سحاب) heavy, and moving to and fro, (S, K) not having any wind to drive them along: (S:) and ↓ حَيِّرٌ (tropical:) clouds, or clouds covering the sky, syn. غَيْمٌ, (Az, K, TA,) rising with rain, and continuing without motion, or moving to and fro, but remaining, in the sky: (Az, TA:) or this last signifies (tropical:) clouds (سحاب) raining, and continuing without motion, or moving to and fro, but remaining in the sky. (A, TA.) b4: See also what follows, in two places.

مُسْتَحِيرٌ A way leading across a desert, of which the place of egress is not known. (K.) b2: (assumed tropical:) Anything (TA) continuing endlessly: (IAar, TA:) or hardly, or never, ending; as also ↓ مُتَحَيِّرٌ. (Sh, TA.) See also this latter word.

A2: جَفْنَةٌ مُسْتَحِيرَةٌ (tropical:) A full bowl: (A:) or (assumed tropical:) a bowl containing much grease. (K.) And ↓ مَرَقَةٌ مُتَحَيِّرِةٌ (assumed tropical:) Broth containing much grease. (TA.)
(ح ي ر)

حارَ بَصَرُه يَحارُ حَيْرةً وحَيْراً وحَيراناً، وتحَّيَر، إِذا نظر إِلَى الشَّيْء فعَشِيَ.

وتحيَّر واستحارَ وحارَ، لم يهتد لسبيله. وَهُوَ حائِرٌ وحَيْرانُ، من قوم حَيارَى، وَالْأُنْثَى حَيْرَى.

وَحكى الَّلحيانيّ: لَا تفعل ذَلِك أمك حَيْرَى، أَي مُتَحِّيرةٌ، كَقَوْلِك: أمك ثَكْلَى، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، يُقَال: لَا تَفعلُوا ذَلِكُم أُمَّهَاتكُم حَيْرَى.

وَقَول الطرماح:

يَطوِى البعيدَ كطَيِّ الثوبِ هِزَّتُهُ ... كَمَا تَردَّدَ بالديمُومَةِ الحارُ

أَرَادَ: الحائُر، كَمَا قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

....وهِيَ أدْماءُ سارُها

يُرِيد: سائرها.

وَقد حَّيرَه الْأَمر.

والحَيرُ: التحَيُّرُ، قَالَ:

حَيْرانُ لَا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ المَاء فَهُوَ حائرٌ، وتحَّيرَ: تردد. وَأنْشد ثَعْلَب:

فهُنَّ يَروِينَ بِظمءٍ قاصِرٍ ... فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائرٍ

والحائرُ: مُجْتَمع المَاء، وَقيل هُوَ حَوْض يسيب إِلَيْهِ مسيل المَاء من الأمطار، وَقيل: الحائر الْمَكَان المطمئن يجْتَمع فِيهِ المَاء فيتحير لَا يخرج مِنْهُ، قَالَ:

صَعدَةٌ نابِتَةٌ فِي حائر ... أيْنما الريحُ تميَّلْها تَملْ

وَقَالَ أَبُو حنيفةَ: من مُطمئنَّات الأَرْض الحائرُ، وَهُوَ المكانُ المطمئنُّ الْمُرْتَفع الْحُرُوف، وَلَا يُقَال: حَيْرٌ، إِلَّا أَن أَبَا عبيد قَالَ فِي تَفْسِير رؤبة:

حَتَّى إِذا مَا هاج حِيرانُ الذُّرَقْ

الحيرانُ جمع حَيْرٍ، وَلم يقلها أحد غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلَّا فِي تَفْسِير هَذَا الْبَيْت، وَلَيْسَ ذَلِك أَيْضا فِي كل نُسْخَة.

وَاسْتعْمل حسان بن ثَابت الحائرَ فِي الْبَحْر فَقَالَ:

ولأنتِ أحْسَنُ إِذْ برزتِ لنا ... يومَ الخروجِ بساحةِ العَقْرِ

من دُرَّةٍ أغْلىَ بهَا مَلِكٌ ... ممَّا تربَّبَ حائرُ البَحْرِ

وَالْجمع من كل ذَلِك: حِيرَانٌ وحُورَانٌ.

وَقَالُوا: لهَذِهِ الدَّار حائرٌ وَاسع. والعامة تَقول: حَيْرٌ، وَهُوَ خطأ.

والحائِرُ: كربلاء، سميت بِأحد هَذِه الْأَشْيَاء.

واستحارَ الْمَكَان بِالْمَاءِ وتَحَّيَرَ: تمَّلأ. وتَحَيَّر فِيهِ المَاء اجْتمع. وتحَيَّرَ المَاء فِي الْغَيْم اجْتمع، وَإِنَّمَا سمي مُجْتَمع المَاء حائِراً بتَحَيُّرِه فِيهِ يرجع أقصاه إِلَى أدناه.

وتحيَّرت الأَرْض بِالْمَاءِ لكثرته، قَالَ لبيد:

حتَّى تحيَّرت الدّبَارُ كأنَّها ... زَلَفٌ وأُلقِىَ قِتْيبُها المحزومُ

الدبار المشارات، والزلف المصانع.

واستَحارَ شباب الْمَرْأَة وتَحيَّرَ، امْتَلَأَ وَبلغ الْغَايَة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ثلاثةُ أحوالٍ فلمَّا تجرَّمَتْ ... إِلَيْنَا بسوءٍ واستحارَ شبابُها

وَقَالَ النَّابِغَة الذبياني، وَذكر فرج الْمَرْأَة: وَإِذا لمسْتَ لَمستَ أجْثَمَ جاثِماً ... مُتَحِّيراً بمكانِه مِلءَ اليَدِ

والحَيِّرُ: الْغَيْم ينشأ مَعَ الْمَطَر فيتحَيَّرُ فِي السَّمَاء وتَحَيَّر السَّحَاب، لم يتَّجه جِهَة.

والحائرُ: الودك. ومرقة مُتَحِّيرةٌ: كَثِيرَة الإهالة وَالدَّسم. وتحَيَّرت الْجَفْنَة، امْتَلَأت طَعَاما ودسما.

فَأَما مَا انشده الْفَارِسِي لبَعض الهذليين:

إمَّا صَرَمْتِ جديدَ الحِبا ... ل مني وغَّيركِ الآشِبُ

فياربَّ حَيْرى جُماديَّةٍ ... تَحَّدرَ فِيهَا النَّدى الساكِبُ

فَإِنَّهُ عَنى رَوْضَة مُتحيرةً بِالْمَاءِ.

والمحَارةُ: الصدفة، وَجَمعهَا مَحارٌ، قَالَ ذُو الرمة:

فأْلأَمُ مُرضَعٍ نُشِعَ المَحارَا

أَرَادَ: مَا فِي المحارِ.

ومَحارةُ الْأذن: صَدَفتُها، وَقيل: هِيَ مَا أحَاط بسموم الْأذن من قَعْر صحنيهما، وَقيل: محَارة الْأذن جوفها الظَّاهِر المتقعر. والمحارة أَيْضا: مَا تَحت الإطار.

والمحارَةُ: الحنك، وَمَا خلف الفراشة من أَعلَى الْفَم.

والمحارَةُ: منفذ النَّفس إِلَى الخياشيم.

والمحَارةُ: النقرة الَّتِي فِي كعبرة الْكَتف. والمحارَةُ: نقرة الورك.

والمحارَتانِ: رَأْسا الورك المستديران اللَّذَان تَدور فيهمَا رُؤُوس الفخذين.

والمحَارُ، بِغَيْر الْهَاء، من الْإِنْسَان: الحنك، وَمن الدَّابَّة حَيْثُ يحنك البيطار.

وَطَرِيق مُستَحيرٌ: يَأْخُذ فِي عرض مفازة وَلَا يدْرِي أَيْن منفذه، قَالَ: ضاحِي الأخاديدِ ومُستحيرِه

فِي لَا حبٍ يَركَبْنَ ضِيفيَ نِيْرِهِ

واستحارَ الرجل بمَكَان كَذَا وَكَذَا: نزله أَيَّامًا.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الْكثير من المَال والأهل قَالَ:

أعوذُ بالرحمَنِ من مالٍ حَيَرْ

يُصلِينيَ الله بِهِ حَرَّ سَقَرْ

وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

يَا من رأىَ النعمانَ كَانَ حِيَرَا

قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كثير وخول وَأهل.

والحارةُ: كل محلّة دنت مَنَازِلهمْ.

والحِيرَةُ: بلد بِجنب الْكُوفَة ينزلها نَصَارَى الْعباد، وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا حارِيّ، وَهُوَ من نَادِر معدول النّسَب، قلبت الْيَاء فِيهِ ألفا وَهُوَ قلب شَاذ غير مقيس عَلَيْهِ غَيره.

وَالسُّيُوف الحارِيَّةُ: المعمولة بِالْحيرَةِ، قَالَ:

فلمَّا دخلناه أضَفْنا ظهورَنَا ... إِلَى كلِّ حارِيَ قَشيبٍ مُشَطَّبِ

يَقُول: أَنهم احتبوا بِالسُّيُوفِ. وَكَذَلِكَ الرّحال الحاريَّاتُ، قَالَ الشماخ:

يَسرِى إِذا نامَ بَنو السُرَياتْ

يَنامُ بَين شُعَبِ الحاريَّاتْ

والحاريُّ: أنماط نطوع تعْمل بِالْحيرَةِ تزين بهَا الرّحال، أنْشد يَعْقُوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِياًّ تُضاعفُه ... على قلائصَ أمثالِ الهَجانِيعِ

والمُستَحيرَةُ: مَوضِع، قَالَ مَالك بن خَالِد الخناعي: ويَمَّمْتُ قاعَ المستَحيرَةِ إنَّني ... بِأَن يَتلاحَوا آخِرَ اليومِ آربُ

وَلَا أفعل ذَلِك حِيرىَّ دهر، وحيرَى دهر، أَي أمد الدَّهْر. وحيرى دهر مُخَفّفَة من حيرِىّ، كَمَا قَالَ الفرزدق:

تأمَّلتُ نَسْراً والسّماكَيْنِ أْيهُما ... عليَّ من الغيثِ استَهلَّتْ مواطِرُه

وَقد يجوز أَن يكون وَزنه فعلى، فَإِن قيل: كَيفَ ذَلِك وَالْهَاء لَازِمَة لهَذَا الْبناء فِيمَا زعم سِيبَوَيْهٍ؟ فَإِن هَذَا قد يكون نَادرا من بَاب انْقَحْلٍ وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: لَا آتيكَ حِيرِىَّ الدَّهْر، أَي طول الدَّهْر، وحِيَرَ الدَّهْر، قَالَ: وَهُوَ جمع حِيرىٍّ. وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا.

والحِيارانِ: مَوضِع، قَالَ الْحَارِث بن حلزة:

وَهُوَ الربُّ والشهيدُ على يو ... مِ الحِيَارَينِ والبلاءُ بلاءُ

حير: حار بَصَرُه يَحارُ حَيْرَةً وحَيْراً وحَيَراناً وتَحيَّر إِذا

نظر إِلى الشيء فَعَشيَ بَصَرُهُ. وتَحَيَّرَ واسْتَحَارَ وحارَ: لم يهتد

لسبيله. وحارَ يَحَارُ حَيْرَةً وحَيْراً أَي تَحَيَّرَ في أَمره؛

وحَيَّرْتُه أَنا فَتَحَيَّرَ. ورجل حائِرٌ بائِرٌ إِذا لم يتجه لشيء. وفي حديث

عمر، رضي الله عنه: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر أَي متحير في أَمره لا

يدري كيف يهتدي فيه. وهو حائِرٌ وحَيْرانُ: تائهٌ من قوم حَيَارَى،

والأُنثى حَيْرى. وحكى اللحياني: لا تفعل ذلك أُمُّكَ حَيْرَى أَي

مُتَحَيِّرة، كقولك أُمُّكَ ثَكْلَى وكذلك الجمع؛ يقال: لا تفعلوا ذلك أُمَّهاتُكُمْ

حَيْرَى؛ وقول الطرماح:

يَطْوِي البَعِيدَ كَطَيِّ الثَّوْبِ هِزَّتُهُ،

كما تَرَدَّدَ بالدَّيْمُومَةِ الحَارُ

أَراد الحائر كما قال أَبو ذؤيب: وهي أَدْماءُ سارُها؛ يريد سائرها. وقد

حَيَّرَهُ الأَمر. والحَيَرُ: التَّحَيُّرُ؛ قال:

حَيْرانُ لا يُبْرِئُه من الحَيَرْ

وحارَ الماءُ، فهو حائر. وتَحَيَّرَ: تَرَدَّدَ؛ أَنشد ثعلب:

فَهُنَّ يَروَيْنَ بِظِمْءٍ قاصِرِ،

في رَبَبِ الطِّينِ، بماءٍ حائِرِ

وتَحَيَّر الماءُ: اجْتَمع ودار. والحائِرُ: مُجْتَمَعُ الماء؛ وأَنشد:

مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ

قال: والحاجر نحو منه، وجمعه حُجْرانٌ. والحائِرُ: حَوْضٌ يُسَبَّبُ

إِليه مَسِيلُ الماء من الأَمطار، يسمى هذا الاسم بالماء. وتَحَيَّر الرجلُ

إِذا ضَلَّ فلم يهتد لسبيله وتَحَيَّر في أَمره. وبالبصرة حائِرُ

الحَجَّاجِ معروف: يابس لا ماء فيه، وأَكثر الناس يسميه الحَيْرَ كما يقولون

لعائشة عَيْشَةُ، يستحسنون التخفيف وطرح الأَلف؛ وقيل: الحائر المكان

المطمئن يجتمع فيه الماء فيتحير لا يخرج منه؛ قال:

صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائِر،

أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ

وقال أَبو حنيفة: من مطمئنات الأَرض الحائِرُ، وهو المكان المطمئن

الوَسَطِ المرتفعُ الحروفِ، وجمعه حِيرانٌ وحُورانٌ، ولا يقال حَيْرٌ إِلا أَن

أَبا عبيد قال في تفسير قول رؤبة:

حتى إِذا ما هاجَ حِيرانُ الدَّرَقْ

الحِيران جمع حَيْرٍ، لم يقلها أَحد غيره ولا قالها هو إِلا في تفسير

هذا البيت. قال ابن سيده: وليس كذلك أَيضاً في كل نسخة؛ واستعمل حسان بن

ثابت الحائر في البحر فقال:

ولأَنتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْت لَنا،

يومَ الخُروجِ، بِسَاحَة العَقْرِ

من دُرَّةٍ أَغْلَى بها مَلِكٌ،

مما تَرَبَّبَ حائِرَ البَحْرِ

والجمع حِيرَانٌ وحُورَانٌ. وقالوا: لهذه الدار حائِرٌ واسعٌ، والعامّة

تقول: حَيْرٌ، وهو خطأٌ. والحائِرُ: كَرْبَلاءُ، سُميت بأَحدِ هذه

الأَشياء. واسْتحارَ المكان بالماء وتَحَيَّر: تَمَلأَ. وتَحَيَّر فيه الماء:

اجتمعَ. وتَحَيَّرَ الماءُ في الغيم: اجتمع، وإِنما سمي مُجْتَمَعُ الماء

حائراً لأَنه يَتَحَيَّرُ الماء فيه يرجع أَقصاه إِلى أَدناه؛ وقال

العجاج:

سَقَاهُ رِيّاً حائِرٌ رَوِيُّ

وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ بالماء إِذا امتلأَتْ. وتَحَيَّرَتِ الأَرضُ

بالماء لكثرته؛ قال لبيد:

حتى تَحَيَّرَتِ الدَّبارُ كأَنَّها

زَلَفٌ، وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحْزُومُ

يقول: امتلأَت ماء. والديار: المَشَارات

(* قوله: «المشارات» أي مجاري

الماء في المزرعة كما في شرح القاموس).

والزَّلَفُ: المَصانِعُ.

واسْتَحار شَبَابَ المرأَة وتَحَيَّرَ: امتلأَ وبلغ الغابة؛ قال أَبو

ذؤيب:

وقد طُفْتُ من أَحْوالِهَا وأَرَدْتُها

لِوَصْلٍ، فأَخْشَى بَعْلَها وأَهَابُها

ثلاثةَ أَعْوَامٍ، فلما تَجَرَّمَتْ

تَقَضَّى شَبابِي، واسْتَحارَ شبابُها

قال ابن بري: تجرّمت تكملت السنون. واستحار شبابها: جرى فيها ماء

الشباب؛ قال الأَصمعي: استحار شبابها اجتمع وتردّد فيها كما يتحير الماء؛ وقال

النابغة الذبياني وذكر فرج المرأَة:

وإِذا لَمَسْتَ، لَمَسْتَ أَجْثَمَ جاثِماً

مُتَحَيِّراً بِمكانِه، مِلْءَ اليَدِ

(* في ديوان النابغة: متحيِّزاً).

والحَيْرُ: الغيم ينشأُ مع المطر فيتحير في السماء. وتَحَيَّر السحابُ:

لم يتجه جِهَةً. الأَزهري: قال شمر والعرب تقول لكل شيء ثابت دائم لا

يكاد ينقطع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ؛ وقال جرير:

يا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بِعَارِضٍ

فَخْمِ الكَتائِبِ، مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ

قال ابن الأَعرابي: المستحير الدائم الذي لا ينقطع. قال: وكوكب الحديد

بريقه. والمُتَحيِّرُ من السحاب: الدائمُ الذي لا يبرح مكانه يصب الماء

صبّاً ولا تسوقه الريح؛ وأَنشد:

كَأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّر وَابِلُهْ

وقال الطرماح:

في مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو

نِ، ومُلْتَقَى الأَسَل النَّواهِل

قال أَبو عمرو: يريد يتحير الردى فلا يبرح. والحائر: الوَدَكُ:

ومَرَقَةٌ مُتَحَيَّرَةٌ: كثيرة الإِهالَةِ والدَّسَمِ. وتَحَيَّرَتِ الجَفْنَةُ:

امتلأَت طعاماً ودسماً؛ فأَما ما أَنشده الفارسي لبعض الهذليين:

إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيدَ الحِبا

لِ مِنِّي، وغَيَّرَكِ الأَشْيَبُ

فيا رُبَّ حَيْرَى جَمادِيَّةٍ،

تَحَدَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ

فإِنه عنى روضة متحيرة بالماء.

والمَحارَةُ: الصَّدَفَةُ، وجمعها مَحارٌ؛ قال ذو الرمة

فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحَارَا

أَراد: ما في المحار. وفي حديث ابن سيرين في غسل الميت: يؤخذ شيء من

سِدْرٍ فيجعل في مَحارَةٍ أَو سُكُرُّجَةٍ؛ قال ابن الأَثير: المَحارَةُ

والحائر الذي يجتمع فيه الماء، وأَصل المَحْارَةِ الصدفة، والميم زائدة.

ومَحارَةُ الأُذن: صدفتها، وقيل: هي ما أَحاط بِسُمُومِ الأُذُنِ من قَعْرِ

صَحْنَيْها، وقيل: مَحارَةُ الأُذن جوفها الظاهر المُتَقَعِّرُ؛ والمحارة

أَيضاً: ما تحت الإِطارِ، وقيل: المحارة جوف الأُذن، وهو ما حول

الصِّماخ المُتَّسِعِ. والمَحارَةُ: الحَنَكُ وما خَلْفَ الفَراشَةِ من أَعلى

الفم. والمحارة: مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلى الخياشيم. والمَحارَةُ:

النُّقْرَةُ التي في كُعْبُرَةِ الكَتِف. والمَحارَةُ: نُقْرَةُ الوَرِكِ.

والمَحارَتانِ: رأْسا الورك المستديران اللذان يدور فيهما رؤوس الفخذين.

والمَحارُ، بغير هاء، من الإِنسان: الحَنَكُ، ومن الداية حيث يُحَنِّكُ

البَيْطارُ. ابن الأَعرابي: مَحارَةُ الفرس أَعلى فمه من باطن.

وطريق مُسْتَحِيرٌ: يأْخذ في عُرْضِ مَسَافَةٍ لا يُدرى أَين مَنْفَذُه؛

قال:

ضاحِي الأَخادِيدِ ومُسْتَحِيرِهِ،

في لاحِبٍ يَرْكَبْنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ

واستحار الرجل بمكان كذا ومكان كذا: نزله أَياماً.

والحِيَرُ والحَيَرُ: الكثير من المال والأَهل؛ قال:

أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ من مالٍ حِيَرْ،

يُصْلِينِيَ اللهُ به حَرَّ سَقَرْ

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

يا من رَأَى النُّعْمان كانَ حِيَرَا

قال ثعلب: أَي كان ذا مال كثير وخَوَلٍ وأَهل؛ قال أَبو عمرو بن العلاء:

سمعت امرأَة من حِمْيَر تُرَقِّصُ ابنها وتقول:

يا رَبَّنا مَنْ سَرَّهُ أَن يَكْبَرَا،

فَهَبْ له أَهْلاً ومالاً حِيَرَا

وفي رواية: فَسُقْ إِليه رَبِّ مالاً حِيَرَا. والحَيَرُ: الكثير من

أَهل ومال؛ وحكى ابن خالويه عن ابن الأَعرابي وحده: مال حِيَرٌ، بكسر الحاء؛

وأَنشد أَبو عمرو عن ثعلب تصديقاً لقول ابن الأَعرابي:

حتى إِذا ما رَبا صَغِيرُهُمُ،

وأَصْبَحَ المالُ فِيهِمُ حِيَرَا

صَدَّ جُوَيْنٌ فما يُكَلِّمُنا،

كأَنَّ في خَدِّه لنا صَعَرا

ويقال: هذه أَنعام حِيراتٌ أَي مُتَحَيِّرَة كثيرة، وكذلك الناس إِذا

كثروا.

والحَارَة: كل مَحَلَّةٍ دنت مَنازِلُهم فهم أَهل حارَةٍ. والحِيرةُ،

بالكسر: بلد بجنب الكوفة ينزلها نصارى العِبَاد، والنسبة إِليها حِيرِيٌّ

وحاريٌّ، على غير قياس؛ قال ابن سيده: وهو من نادر معدول النسب قلبت الياء

فيه أَلفاً، وهو قلب شاذ غير مقيس عليه غيره؛ وفي التهذيب: النسبة

إِليها حارِيٌّ كما نسبوا إِلى التَّمْرِ تَمْرِيٌّ فأَراد أَن يقول

حَيْرِيٌّ، فسكن الياء فصارت أَلفاً ساكنة، وتكرر ذكرها في الحديث؛ قال ابن

الأَثير: هي البلد القديم بظهر الكوفة ومَحَلَّةٌ معروفة بنيسابور. والسيوف

الحارِيَّةُ: المعمولة بالحِيرَةِ؛ قال:

فلمَّا دخلناهُ أَضَفْنا ظُهُورَنا

إِلى كُلِّ حارِيٍّ فَشِيبٍ مُشَطَّبِ

يقول: إِنهم احْتَبَوْا بالسيوف، وكذلك الرجال الحارِيَّاتُ؛ قال

الشماخ:يَسْرِي إِذا نام بنو السَّريَّاتِ،

يَنامُ بين شُعَبِ الحارِيَّاتِ

والحارِيُّ: أَنْماطُ نُطُوعٍ تُعمل بالحِيرَةِ تُزَيَّنُ بها

الرِّحالُ؛ أَنشد يعقوب:

عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً نُضاعِفُهُ

على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجانِيعِ

والمُسْتَحِيرَة: موضع؛ قال مالك بن خالد الخُناعِيُّ:

ويمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِيرَةِ، إِنِّني،

بأَن يَتَلاحَوْا آخِرَ اليومِ، آرِبُ

ولا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ وحَيْرِيَّ دَهْرٍ أَي أَمَدَ الدَّهْرِ.

وحَيْرِيَ دَهْرٍ: مخففة من حَيْرِيّ، كما قال الفرزدق:

تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيْهُمَا،

عَلَيَّ مِنَ الغَيْثَ، اسْتَهَلَّتْ مَواطِرُهْ

وقد يجوز أَن يكون وزنه فَعْلِيَ؛ فإِن قيل: كيف ذلك والهاء لازمة لهذا

البناء فيما زعم سيبويه؟ فإِن كان هذا فيكون نادراً من باب إِنْقَحْلٍ.

وحكى ابن الأَعرابي: لا آتيك حِيْرِيَّ الدهر أَي طول الدهر، وحِيَرَ

الدهر؛ قال: وهو جمع حِيْرِيّ؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا؛ قال

الأَزهري: وروى شمر بإِسناده عن الرَّبِيع بن قُرَيْعٍ قال: سمعت ابن عمر يقول:

أَسْلِفُوا ذاكم الذي يوجبُ الله أَجْرَهُ ويرُدُّ إِليه مالَهُ، ولم

يُعْطَ الرجلُ شيئاً أَفضلَ من الطَّرْق، الرجلُ يُطْرِقُ على الفحل أَو على

الفرس فَيَذْهَبُ حَيْرِيَّ الدهر، فقال له رجل: ما حَيْرِيُّ الدهر؟

قال: لا يُحْسَبُ، فقال الرجلُ: ابنُ وابِصَةَ ولا في سبيل الله، فقال: أَو

ليس في سبيل الله؟ هكذا رواه حَيْرِيَّ الدهر، بفتح الحاء وتشديد الياء

الثانية وفتحها؛ قال ابن الأَثير: ويروى حَيْرِيْ دَهْرٍ، بياء ساكنة،

وحَيْرِيَ دَهْرٍ، بياء مخففة، والكل من تَحَيُّرِ الدهر وبقائه، ومعناه

مُدَّةَ الدهر ودوامه أَي ما أَقام الدهرُ. قال: وقد جاء في تمام الحديث:

فقال له رجل: ما حَيْرِيُّ الدهر؟ فقال: لا يُحْسَبُ؛ أَي لا يُعْرَفُ

حسابه لكثرته؛ يريد أَن أَجر ذلك دائم أَبداً لموضع دوام النسل؛ قال: وقال

سيبويه العرب تقول: لا أَفعل ذلك حَيْرِيْ دَهْرٍ أَي أَبداً. وزعموا أَن

بعضهم ينصب الياء في حَيْرِيَ دَهْرٍ؛ وقال أَبو الحسن: سمعت من يقول لا

أَفعل ذلك حِيْرِيَّ دَهْرٍ، مُثَقَّلَةً؛ قال: والحِيْرِيُّ الدهر كله؛

وقال شمر: قوله حِيْرِيَّ دَهْرٍ يريد أَبداً؛ قال ابن شميل: يقال ذهب

ذاك حارِيَّ الدَّهْرِ وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً. ويَبْقَى حارِيَّ دهر

أَي أَبداً. ويبقى حارِيَّ الدهر وحَيْرِيَّ الدهر أَي أَبداً؛ قال:

وسمعت ابن الأَعرابي يقول: حِيْرِيَّ الدهر، بكسر الحاء، مثل قول سيبويه

والأَخفش؛ قال شمر: والذي فسره ابن عمر ليس بمخالف لهذا إِنما أَراد لا

يُحْسَبُ أَي لا يمكن أَن يعرف قدره وحسابه لكثرته ودوامه على وجه الدهر؛ وروى

الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال: لا آتيه حَيْرِيْ دهر وحِيْرِيَّ دهر

وحِيَرَ الدَّهْرِ؛ يريد: ما تحير من الدهر. وحِيَرُ الدهرِ: جماعةُ

حِيْرِيَّ؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي شاهداً على مآلِ حَيَر، بفتح الحاء،

أَي كثير:

يا من رَأَى النُّعْمانَ كانَ حَيَرَا،

من كُلِّ شيءٍ صالحٍ قد أَكْثَرَا

واسْتُحِيرَ الشرابُ: أُسِيغَ؛ قال العجاج:

تَسْمَعُ لِلْجَرْعِ، إِذا اسْتُحِيرَا،

للماءِ في أَجْوافِها خَرِيرَا

والمُسْتَحِيرُ: سحاب ثقيل متردّد ليس له ريح تَسُوقُهُ؛ قال الشاعر

يمدح رجلاً:

كأَنَّ أَصحابَهُ بالقَفْرِ يُمْطِرُهُمْ،

من مُسْتَحِيرٍ، غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ

ابن شميل: يقول الرجل لصاحبه: والله ما تَحُورُ ولا تَحُولُ أَي ما

تزداد خيراً. ثعلب عن ابن الأَعرابي: والله ما تَحُور ولا تَحُول أَي ما

تزداد خيراً. ابن الأَعرابي: يقال لِجِلْدِ الفِيلِ الحَوْرانُ ولباطن

جِلْدِهِ الحِرْصِيانُ.

أَبو زيد: الحَيِّرُ الغَيْمُ يَنْشَأُ مع المطر فَيَتَحَيَّرُ في

السماء.

والحَيْرُ، بالفتح: شِبْهُ الحَظِيرَة أَو الحِمَى،، ومنه الحَيْرُ

بِكَرْبَلاء.

والحِيَارانِ: موضع؛ قال الحرثُ بنُ حِلَّزَةَ:

وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يو

م الحِيارَيْنِ، والبلاءُ بَلاءُ

حير
: ( {حَارَ) بَصَرُه (} يَحَارُ {حَيْرَةً} وحَيْراً {وحَيَراً} وحَيرَاناً) ، بالتَّحْرِيك فِيهِمَا، قَالَ العَجَّاجُ:
{حَيْرَانَ لَا يُبْرِئُه من} الحَيَرْ
وَحْيُ الزَّبُورِ فِي الكِتَاب المُزْدَبَرْ
( {وَتَحَيَّر،} واسْتَحَارَ) إِذا (نَظَرَ إِلَى الشَّيْءِ فعَشِيَ) بَصَرَهُ. (و) {حَارَ} واسْتَحَارَ: (لَمْ يَهْتَدِ لِسَبِيلِه) . {وحَارَ} يَحَار {حَيْرَةً (فَهُوَ} حَيْرَانُ) ، بفَتْح فسُكُون، أَي {تَحَيَّر فِي أَمْره.
(و) رجل (} حَائِرٌ) بَائِرٌ، إِذا لم يتَّجِه لِشَيْءٍ. وَقد جاءَ ذالِك فِي حَدِيثِ عُمَر رَضِيَ الله عَنهُ، كَمَا تَــقَدّمَ فِي (بير) وَهُوَ المُتَحَيِّر فِي أَمره لَا يَدْرِي كَيفَ يَهْتَدِي فِيه. (وَهِي {حَيْرَاءُ) ، أَي كَصَحْرَاءَ، هاكذا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي الأَساس وَالَّذِي فِي التَّهذيب: وَهُوَ} حَائِرٌ {وحَيْرانُ: تائِهٌ، والأُنثَى} حَيْرَى.
وحَكَى اللَّحْيَانِيّ: لَا تَفْعَل ذالك، أُمُّك حَيْرَى. أَي {مُتَحَيِّرة، كَقَوْلِك: أُمُّك ثَكْلَى، وكذالك الجَميع. يُقَال لَا تَفْعَلُوا ذالِك أُمَّهاتُكم حَيْرَى.
(وَهُمْ} حَيَارَى) ، بالفَتْح، (ويُضَمُّ) . قَالَ شَيْخُنَا: واستعمَلَ بَعْض فِي مُضَارع {حَارَ} يَحِير كَبَاع يَبِيع، بِنَاء على أَنَّه يائِيُّ العَيْن وَهُوَ غَلَط ظاهِر لَا يعرِفُه أَحَد وإِن كَانَ رُبَّما ادُّعِيَ أَخْذُه من اصْطِلاح المُصَنِّف.
قلت: وَفِي المِصْبَاح: {حارَ فِي أَمْره} يَحارُ، من بَاب تَعِب: لم يَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ، فَهُوَ {حَيْرَانُ:
وَفِي التَّهْذِيب: أَصْلُ} الحَيْرَة أَنْ يَنظُر الإِنسَانُ إِلى شَيْءٍ فيَغْشَاه ضَوْؤُه فيَصْرِفَ بصَرَه عَنهُ.
(و) من المَجاز: حَارَ (المَاءُ) فِي المَكَان: وَقَفَ و (تَرَدَّدَ) كأَنَّهُ لَا يَدْرِي كيفَ يَجْرِي، {كتَحَيَّرَ} واسْتَحَارَ.
( {والحَائِرُ: مُجْتَمَعُ المَاءِ) ،} يَتَّحَيَّرُ الماءُ فِيهِ يَرْجِعُ أَقْصَاهُ إِلَى أَدْناه، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
فِي رَبَبِ الطِّينِ بماءٍ حائِرِ
وَقد {حارَ} وتَحَيَّر، إِذا اجْتَمَعَ ودَارَ. قَالَ: والحاجِرُ نَحْو مِنْهُ، وجَمعُه حُجْرَانٌ. وَقَالَ العَجَّاج:
سَقَاهُ رِيًّا {حائِرٌ رَوِيُّ
(و) } الحَائِرُ: (حَوْضٌ يُسَيِّبُ إِلَيْهِ مَسِيلُ مَاء) مِنَ (الأَمْطَارِ) يُسَمَّى هاذا الاسْمُ بالمَاءِ.
(و) قِيلَ الحَائِرُ: (المَكَانُ المُطْمَئِنّ) يَجْتَمِع فِيهِ المَاءُ {فيتحَيَّر لَا يَخْرُج مِنْهُ. قَالَ:
صَعْدَة نابِتَة فِي} حَائر
أَيْنَما الرِّيحُ تُميِّلْهَا تَمِلْ
وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة: من مُطْمَئِنَّات الأَرض الحائِرُ، وَهُوَ المَكَانُ المُطْمَئِن الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ. (و) من ذالك سَمَّوُا (البُسْتَانَ) {بالحَائِر، (} كالحَيْر) ، بطَرْح الأَلف، كَمَا عَلَيْهِ أَكْثَرُ النَّاسِ وعَامَّتُهم، كَمَا يَقُولُونَ لعائِشَة. عَيْشَة يَسْتَحْسِنُون التَّخْفِيفَ (وَطرح الأَلف) . قيل: هُوَ خَطَأٌ، وأَنكَرَه أَبُو حَنِيفَة أَيضاً، وَقَالَ: وَلَا يُقَال حَيْر، إِلاَّ أَنَّ أَبَا عُبَيْد قَالَ فِي تَفْسِير قَوْلِ رُؤْبَة:
حَتَّى إِذا مَا هَاج! حِيرَانُ الدَّرَقْ {الحِيران جَمْع} حَيْر، لم يَقُلْهَا أَحَدٌ غَيره، وَلَا قَالَهَا هُوَ إِلاّ فِي تَفْسِير هاذا البَيْت. قَالَ ابنُ سِيدَه: ولَيْسَ ذالك أَيْضاً فِي كُلّ نُسْخَة.
(ج {حُورَانٌ} وحِيرَانٌ) ، بالضمِّ والكَسْر.
(و) {الحَائِرُ: (الوَدَكُ) ، وَقد تَــقَدّم فِي حَوَر أَيضاً.
(و) الحَائِرُ: (كَرْبَلاَءُ) ، سُمِّيَت بِأَحَدِ هاذِهِ الأَشْيَاءِ، (} كالحَيْرَاءِ) ، هاكذا فِي النُّسَخ بالمَدِّ. والّذي فِي الصّحاح وغَيْرِه: الحَيْر، أَي بفَتْح فَسُكُون، بكَرْبَلاءَ، أَي سُمِّيَ لكَوْنه حِمًى. (و) الحَائِرُ: (: ع، بِهَا) ، أَي بَكْرْبَلاءَ، وَهُوَ المَوْضِعُ الذِي فِيهِ مَشْهَدُ الإِمامِ الحُسَيْن رَضِيَ الله عَنهُ، وَقد تــقدّم فِي حور ذالك.
(و) من المَجَازِ قَالَ ابنُ الأَعرابِيّ: (لَا آتِيه {- حَيْرِيَّ الدَّهْرِ) ، بِفَتْح الحَاءِ (مُشَدَّدَةَ الآخِرِ) . وَرَوَى شَمِرٌ بإِسناده عَن الرَّبِيعِ بنِ قُرَيْعِ قَالَ: (سَمِعْتُ ابنَ عُمَر يَقُول: لم يُعْطَ الرجلُ شَيْئاً أَفْضَلَ من الطَّرْق، الرَّجلُ يُطْرِقُ على الفَحْل أَو على الفَرَس فيَذْهَب خَ} - حَيْرِيَّ الدَّهْر. فَقَالَ لَهُ رجلٌ: مَا حَيْرِيُّ الدَّهْرِ؟ قَالَ: لَا يَحْسَب) ، هاكَذَا رَواه بفَتْح الحاءِ وتَشْدِيد الْيَاءِ الثَّانِيَة وفَتْحِهَا، (وتُكْسَرُ الحَاءُ) أَيضاً، كَمَا فِي رِوَايَة أُخْرَى وَهِي فِي الصّحاح، ونقلَه ابنُ شُمَيْل عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ، وذَكَرَه سِيبَوَيْه والأَخْفَشُ، قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: (و) يُرْوَى: ( {- حَيْرِى دَهْرٍ) ، بِفَتْح الحَاءِ (سَاكِنَةَ الآخِرِ) ، ونقلَه الأَخفَشُ. قَالَ ابنُ جِنّي فِي} - حِيرِي دَهْرٍ، بالسُّكُون: عِنْدِي شيْءٌ لم يَذْكُره أَحَدٌ، وَهُوَ أَنَّ أَصْلَه {- حِيرِيّ دَهْرٍ، وَمَعْنَاهُ مُدَّةَ الدَّهْر، فكأَنَّه مُدَّةُ} تَحَيُّر الدَّهْرِ وبقَائِهِ. فَلَمَّا حُذِفت إِحْدَى الياءَين بَقِيَت الياءُ ساكِنَةً كَمَا كَانَت، يَعْنِي حُذِفْت المُدْغَمُ فِيهَا وأُبْقِيَت (المُدْغَمَةُ، وَمن قَالَه بتَخْفِيف الياءِ أَي! - حِيرِيَ دَهْرٍ فكأَنه حَذَف الأُولَى وأَبقَى) الْآخِرَة. فَعُذْر الأَول تَطَرُّفُ مَا حُذِفَ، وعُذْرُ الثَّاني سكُونُه. (وتُنْصَبُ مُخَفَّفَةً) ، من {- حَيْرِيّ، كَمَا قَالَ الفَزَزْدَق:
تأَمَّلْتُ نَسْراً والسِّماكَيْنِ أَيُّهُمَا
عَلَيَّ من الغَيْثِ استَهَلَّت مواطِرُهْ
وَهَذَا التَّخْفيف ذكره سِيبَوَيْه عَن بَعْض.
(و) نُقل عَن ابْن شُمَيْل يُقَال: ذَهَبَ ذالك (} - حَارِيَّ دَهْر) وحاريَّ الدَّهْرِ. (و) عَن ابْن الأَعْرَابِيّ. (حِيَرَ دَهْر، كعِنَب) ، فَهِيَ ستُّ لُغَات، كُلُّ ذالك (أَي مُدَّةَ الدَّهْر) ودَوَامَه، أَي مَا أَقام الدَّهْر. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْل) أَي أَبَداً، والكُلُّ من تَحَيُّر الدَّهْرِ وبَقَائِهِ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: وَيجوز أَنْ يُرَدَا: مَا كَرَّ ورَجَعَ، مِن حَارَ يَحُورُ. وَقَالَ ابْنُ الأَثِير فِي تَفْسِير قَوْلِ ابْنِ عُمَر السُّابِق: لَا يُحْسَب، أَي لَا يُعْرَف حِسَابُه لكَثْرَتِه، يريدأَنّ أَجْرَ ذالك دائِمٌ أَبداً لِمَوْضِع دَوامِ النَّسْلِ.
وَقَالَ شَمِرٌ: أَرادَ بقَوْله لَا يُحْسَب، أَي لَا يُمْكِن أَن يُعْرَف قَدْرُه وحِسَابُه لكثْرتِه ودَوَامِه على وَجْهِ الدَّهْرِ.
( {وحَيْرَ مَا، أَي رُبَّما) .
(و) من المَجاز: (} تَحَيَّر المَاءُ: دَارَ واجْتَمَعَ) . وَمِنْه الحَائِر، وَكَذَا {تَحَيَّر الماءُ فِي الغَيْم. (و) تَحَيَّر (المَكَانُ بالمَاءِ: امْتَلأَ) ، وَكَذَا} تَحيَّرت الأَرضُ بالماءِ، إِذا امتلأَتْ لكَثْرته قَالَ لَبِيد:
حَتَّى تَحَيَّرتِ الدِّبَارُ كأَنَّها
زَلَفٌ وأُلْقِيَ قِتْبُها المَحزُومُ
يَقُول: امتلأَت (مَاء) والدِّبَارُ: المَشَارَاتُ، والزَّلَفُ: المصانِعُ.
(و) من المَجاز: تَحَيَّر (الشَّبَابُ) ، أَي شَبابُ المَرأَة، إِذا (تَمَّ آخِذاً مِنَ الْجَسَدِ كُلَّ مَأْخَذٍ) ، وامْتَلأَ وبَلَغَ الغَايَةَ. قَالَ النَّابِغَة وذَكَرَ فَرْجَ المَرْأَة:
وَإِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَخْثَمَ جَاثِماً
{مُتَحَيِّراً بِمَكَانِه مِلْءَ اليَدِ
(} كاسْتَحَار، فِيهِما) ، أَي فِي الشَّبَابِ والْمَكَان. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
ثَلاَثَةَ أَعْوام فَلَمَّا تَجَرَّمَت
تَقَضَّى شَبَابِي {واسْتَحَارَ شَبَابُها
قَالَ ابنُ بَرِّيّ: تجَرَّمَت: تَكَمَّلَت. واسْتَحَارَ شَبَابُها: جَرَى فِيهَا ماءُ الشَّبَابِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ استحارَ شَبابُهَا. اجْتَمَعَ وتَردَّدَ فِيهَا كَمَا} يَتَحيَّرُ المَاءُ.
(و) {تَحَيَّرَ (السَّحَابُ: لم يَتَّجِه جِهَةً) . وَقَالَ ابْن الأَعرابِيّ:} المُتَحيِّر من السَّحَاب: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَبْرَحُ مَكَانَه يَصُبُّ المَاءَ صَبًّا، وَلَا تَسُوقُه الرِّيحُ، وأَنْشَد:
كأَنَّهُمُ غَيْثٌ تَحَيَّرَ وابِلُهْ
(و) من المَجاز: تَحَيَّرَتِ (الجَفْنَةُ: امتلأَت دَسماً وطَعَاماً) ، كَمَا يَمْتَلِىءُ الحَوْضُ بالماءِ.
(و) من المَجازِ عَن أَبِي زَيْد ( {الحَيِّر، ككَيِّس: الغَيْمُ) يَنْشَأُ مَعَ المَطَر} فيتَحَيَّرُ فِي السماءِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هُوَ سَحابٌ ماطِرٌ {يَتَحيَّر فِي الجَوِّ ويَدُومُ.
(و) } الحيَرُ، (كَعِنَبِ، و) {الحَيَرُ، (بالتَّحْرِيك: الكَثِيرُ من المَالِ والأَهْلِ) ، قَالَ الرّاجِز:
أَعُوذُ بالرَّحْمانِ مِنْ مَالٍ} حِيَرْ
يُصْلِينِيَ اللَّهُ بِهِ حَرَّ سَقَرْ
وأَنشد ابنُ الأَعرابِيّ:
يَا مَنْ رَأَى النُّعْمانَ كَانَ {حِيرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كَثير وخَوَل وأَهْل. قَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ: سَمِعتُ امرَأَةً من حِمْيَر تَرَقِّصُ ابْنهَا وتقُولُ:
يَا رَبَّنا مَنْ سَرَّه أَن يَكْبَرَا
فهبْ لَهُ أَهْلاً ومالاً حِيَرَا
قَالَ ثَعْلَب: أَي كَانَ ذَا مَال كَثير وخَوَل وأَهْل. قَالَ أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ: سَمِعتُ امرَأَةً من حِمْيَر تَرَقِّصُ ابْنهَا وتقُولُ:
يَا رَبَّنَا مَنْ سَرَّه أَن يَكْبَرَا
فهبْ لَهُ أَهْلاً ومالاً} حِيَرَا وَفِي رِوَاية:
فسُقْ إِليه رَبِّ مَالا {حَيِرَا
وحَكَى ابنُ خَالَوَيْه عَن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وَحْدَه: مالٌ} حِيَرٌ، بكسْرِ الحَاءِ. وأَنْشَد أَبُو عَمْرٍ وَعَن ثَعْلَب تَصْدِيقاً لقَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ:
حَتَّى إِذَا مَا رَبَا صَغيرُهُمُ
وأَصْبَح المَال فِيهِمُ {حِيَرَا
صَدَّ جُوَيْنٌ مَا يُكَلِّمُنا
كأَنَّ فِي خَدِّه لنا صَعَرَا
وروَى ابنُ بَرِّيّ: مَالٌ} حَيَرٌ، بالتَّحْرِيك. وَأنْشد للأَغلَبِ العِجْلِيِّ شاهِداً عَلَيْهِ:
يَا مَنْ رَأَى النُّعْمَانَ كَانَ {حَيَرَا
هاكذا رَواهُ.
(} والحِيرَةُ بالكَسْرِ: مَحَلَّةٌ بنَيْسَابُورَ) ، إِذا خَرجْتَ مِنْهَا عَلَى طَرِيق مَرْو. (مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحمدَ ابْنِ حَفْص) بنِ مُسْلِم بْنِ يَزِيد بْنِ عَلِيّ الجُرَشِيّ {- الحِيرِيّ، وَولده القَاضِي أَخو بَكْر أَحْمَدُ بنُ الحَسَن بنِ أَحْمَد ابنِ مُحَمَّد الحِيرِيّ قَاضِي نَيْسَابور، روى عَنهُ الحاكِمُ أَبُو عَبْد الله، وَذكره فِي التَّاريخ وأَكْثَر عَنهُ أَبُو بكْر البَيْهَقِيّ وأَبُو صَالِح المُؤَذِّن الحافِظَان.
(و) } الحِيرَة: (د، قُرْبَ الكُوفَةِ) وَهِي دَاخِلَة فِي حُكم السّوادِ، لأَنَّ خَالِدَ ابْنَ الوَلِيد فَتحها صُلْحاً كَمَا نَقَلَه السُّهَيْليّ عَن الطَّبَرِيّ. وَفِي المَرَاصِد أَنَّها على ثَلاثَةِ أَمْيَال من الكُوفَة على النَّجَف. زَعَمُوا أَنَّ بَحآَ فَارِسَ كَانَ يَتَّصِل بهَا، وعَلى مِيل مِنْهَا من جِهةِ الشَّرْق الخَوَرْنَقُ والسَّدِيرُ، وَقد كانَتْ مَسْكنَ مُلْوكِ العَرَب فِي الجاهِليَّة وسَمَّوْهَا بالحيرَة البَيْضَاءِ، لحُسْنها، وَقيل: سُمِّيَت الحِيرَة لأَنَّ تُبَّعاً لَمّا قَصَدَ خُرَاسَانَ خَلَّفَ ضَعَفَةَ جُنْدِه بذالِك الموْضِع. وَقَالَ لَهُم: حِيرُوا بِهِ، أَي أَقِيمُوا. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُف أَنَّ بُخْتَ نَصَّرَ هُوَ الَّذِي حَيَّر الحِيرَةَ لَمّا جَعَلَ فِيهَا سَبًّيَا العَرَبِ، فتحَيَّروا هُنَاكَ، كَذَا قَالَه شَيْخُنَا. وَقيل إِنَّ تبعا تَحَيَّر فِيهَا، قَالَه الشّرفيّ وقِيلَ غَيْر ذالك، وَقد أَطَالَ فِيهِ السَّمْعَانِيّ، فراجِعْه فِي الأَنْسَاب.
(والنِّسْبَةُ إِلَيْهَا {- حِيرِيٌّ) ، على القِيَاس، (و) سُمِعَ (} - حَارِيٌّ) على غَيرِ قِياس. قَالَ ابْن سِيده: وَهُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ، قُلِبَت الياءُ فِيهِ أَلِفاً، وَهُوَ قَلْبٌ شَاذٌّ غَيرُ مَقِيسَ عَلَيْه غَيْرِ. وَفِي التَّهْذِيب. النِّسْبَة إِلَيْهَا حَارِيّ، كَمَا نَسَبُوا إِلى التَّمْر تَمْرِيّ، فأَراد أَن يَقُول حَيْرِيّ فسَكَّنَ اليَاءَ فصَارَتْ أَلِفاً ساكِنَةً. (مِنْهَا كَعْبُ بْنُ عَدِيّ) بنِ حَنْظَلَة بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرو بْنِ ثَعْلَبَةَ بن عَدِيّ بن مَلَكان بْنِ عَوْف بنِ عُذْرَةَ بْنِ زَيْد اللاّت التَّنوخِيّ الحِيرِيّ، أَسَلَمَ زمَن أَبِي بَر. وحَفِيدُه نَاعِمُ بن كَعْب، حَدَّث عَنهُ عَمْرُو بنُ الْحَارِث، وحدِيثُه عنْد المِصْرِيّين.
(و) الحيرَة: (ة بِفَارِسَ) ،. وَمِنْهَا أَبو إِسحَاق إِبراهِيمُ بنُ مُحَمَّد بنِ إِبراهِيم بْنِ حاتِمٍ الزَّاهِدُ العابدُ الحِيرِيّ، أَنْثَى عَلَيْهِ الحاكِمُ.
(و) الحِيرَةُ: (د، قُربَ عَانَةَ، مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُكَارِم) الحيرِيّ، ذَكرَه الذَّهَبِيُّ.
( {والحِيرَتانِ: الحِيرَة والكُوفَةُ) ، على التَّغْلِيبِ، كالبَصْرَتَيْن والكُوفَتَين.
(} والمُسْتَحِيرَةُ: د) ، وَقد تَــقَدَّم الشاهِدُ عَلَيْهِ مِنْ قَوْل مَالِك بْنِ خَالِدٍ الخُنَاعِيّ، وأَعادَه المُصَنِّف هُنَا، وهُمَا واحِدٌ.
(و) المُسْتَحِيرَة: (الجَفْنَةُ الوَدِكَةُ) : الكثِيرَةُ الوَدكِ.
(و) ! المسْتحِير، (بِلَا هاءٍ: الطَّريقُ الَّذِي يَأْخُذُ فِي عُرْضِ مَفَازةٍ) ، وَفِي بَعْضِ الأُصول: مَسَافَة، (وَلَا يُدْرَى أَيْنَ مَنْفَذُه) . قَالَ:
ضاحِي الأَخادِيدِ {ومُسْتَحِيرِهِ
فِي لاحِبٍ يَركَبنَ ضِيفَيْ نِيرِهِ
(و) } المُسْتَحِير: (سَحابٌ ثَقِيلٌ مُتَرَدِّدٌ) لَيْس لَهُ رِيح تَسُوقُه. قَالَ الشَّاعِرُ يمدَح رَجُلاً:
كَأَنَّ أَصحابَه بالقَفزِ يُمْطِرُهمْ
من {مُسْتحِيرٍ غَزِيرٌ صَوْبُهُ دِيَمُ
(} والحِيَارَانِ) ، بالكَسْرِ (: ع) قَالَ الحارِثُ بْنُ حِلِّزَةَ:
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ
مِ {الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاَءُ
(} وحَيِّرَةُ، ككَيِّسَة: د، بجَبل نِطَاعٍ) باليمامةِ، نَقله الصَّغَانِيُّ.
( {والحَيْر) ، بفتْح فسُكُون: (شِبْهُ الحَظِيرَةِ أَو الحِمَى) ، وَمِنْه} الحَيْرُ بكَرْبَلاَءَ، كَمَا فِي الصّحاح واللِّسَان، وَمِنْه المثَل (مَن اعتمَدَ على {حَيْرِ جارِه (أَصْبَح عَيْرُه فِي النَّدى)) أَورده المَيْدَانِيّ.
(و) الحَيْر: (قَصْرٌ كَانَ بِسُرَّ مِنْ رَأَى) . نَقَلَه الصّغانِيّ.
(} وحِيَارُ بَنِي القَعْقَاعِ، بالكَسْرِ: صُقْعٌ بِبَرِّيَّةِ قِنَّسَرِينَ) كَانَ الوَلِيدُ ابْنُ عَبْدِ المَلِك أَقطعهُ القَعْقَاعَ بْنَ خُلَيْد، فنُسِب إِلَيْه.
( {والحَارَةُ: كلُّ مَحَلَّة دَنَتْ مَنَازِلُهُم) ، فَهُم أَهلُ} حَارَةٍ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: هِي مُسْتَدارٌ من فَضَاءٍ، قَالَ: وبالطَّائِف {حَاراتٌ، مِنْهَا حارَةُ بَنِي عَوْف.
(} والحُويْرَةُ) ، تَصْغِيرُ {الحارَة: (حَارةٌ بِدِمَشْقَ، منْها إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَسْعُودٍ الحُوَيْرِيّ المُحَدِّثُ) ، سمِعَ ببَغْدَادَ شَرَفَ النِّسَاءِ بنْتَ الآبِنوسيّ وغَيرَها وعُمِّرَ وحَدَّث.
(و) : (إِنّه فِي} حِيرَ بِيرَ) ، مبنيًّا على الْفَتْح فيهمَا ( {وحِيرٍ بِيرٍ) ، بالخَفْضِ فيهمَا، (} كحُورٍ بُورٍ) ، أَي فَساد وهَلاكٍ، أَو ضَلال، وَقد تَــقَدّموَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
{حَيَّرتُه} فتحَيَّرَ.
{والحَيَرُ، بالتحرِيك:} التَّحيُّر.
{وتَحَيَّر: ضَلّ.
وبالبصْرة} حائرُ الحَجَّاج، معروفٌ، يابِسٌ لَا ماءَ فِيهِ، وأَكثرُ النَّاسِ يُسمِّيه الحَيْر. واستَعْمَلَ حَسَّانُ بنُ ثَابِت الحائِرَ فِي البحْر فَقَالَ:
ولأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنا
يَومَ الخُرُوجِ بساحَةِ العَقْرِ
مِنْ دُرَّةٍ أَغْلَى بهَا مَلِكٌ
ممّا تَرَبَّبَ حائِرُ البَحْرِ
وَقَالُوا: لهاذه الدارِ حَائِرٌ واسِعٌ. والعامَّة تَقول حَيْرٌ، وَهُوَ خَطَأٌ.
قَالَ الأَزهَرِيّ: قَالَ شَمِرٌ: والعَرَبُ تَقول: لكُلِّ شَيْءٍ ثابِتٍ دَائِمٍ لَا يَكَادُ يَنْقَطِع: مُسْتَحِيرٌ ومُتَحَيِّرٌ. وَقَالَ جرير:
يَا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بعَارِض
فَخْمِ الكَتَائِبِ مُسْتَحِيرِ الكَوْكَبِ
قل ابنُ الأَعرابِيِّ: المُسْتَحِيرُ: الدَّائِمُ الَّذِي لَا يَنْقَطِع، قَالَ: وكَوكَبُ الحدِيدِ: بَرِيقُه.
وَقَالَ الطِّرِمَّاحُ:
فِي مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو
نِ ومُلْتَقَى الأَسَلِ النَّواهِلْ
وَمرَقَةٌ {مُتَحيِّرَةٌ: كَثيرةُ الإِهالَةِ والدَّسمِ. وَفِي الأَساس: وأَتَى بمَرَقَةٍ كَثِيرَةِ} الإِحَارَةِ.
ورَوضَةٌ! حَيْرَى: مُتَحَيِّرةٌ بالماءِ. أَنشَدَ الفارِسِيّ لبَعْض الهُذَلِيّين:
إِمَّا صَرَمْتِ جَدِيد الحِبا
لِ مِنى وغَيَّرَكِ الآشِبُ
فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ
تَحَيَّرَ فِيهَا النَّدَى السَّاكِبُ
عنَى ذالك. {والمَحَارَةُ:} الحائِر.
{واسْتَحَارَ الرَّجلُ بمَكَانِ كَذَا ومَكَانِ كَذَا. نَزَلَه أَيّاماً. وَيُقَال: هاذِه أَنْعَامٌ} حِيرَاتٌ: أَي {مُتَحَيِّرةٌ كَثِيرَةٌ. وكذالك النَّاسُ إِذَا كَثُرُوا.
والسُّيُوفُ} الحارِيَّةُ: المعْمُولَةُ {بالحِيرَة، قَالَ:
فَلَمَّا دَخَلْنَاه أَضَفْنا ظُهُورَنا
إِلَى كلِّ حَارِيَ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ
يَقُول: إِنّهم احْتَبَوْا بالسُّيوف، وكذالك الرِّحالُ} الحارِيَّاتُ. قَالَ الشَّمَّاخ:
يَسْرِي إِذا نَامَ بنُو السَّرِيَّاتِ
يَنامُ بينَ شُعَبِ الحارِيَّاتِ
{- والحارِيُّ: أَنْمَاطُ نُطُوعٍ تُعمَلُ بالحِيرَة تُزَيَّن بهَا الرِّحَالُ. أَنْشَد يَعْقُوب:
عَقْماً ورَقْماً} وحارِيًّا تُضاعِفُه
على قَلائِصَ أَمثالِ الهَجَانِيعِ
{واستُحِيرَ الشَّرابُ: أُسِيغَ، قَالَ العَجَّاج:
تَسْمعُ للجَرْعِ إِذَا} اسْتُحِيرَا
! وحِيارُ بن مُهَنَّا، ككِتَاب: من أُمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام، نَقَله الذَّهَبِيّ.
واسْتَدْرَكَ شيهُنَا هُنا حَيْرُون، بفَتْح فَسُكُون، ونَقَلَ عَن الشِّهاب القَسْطَلانيّ فِي إرشاد السَّارِي أَنَّ سيِّدَنا إِبراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن بِهِ. قُلْت: وَهُوَ تَصحِيف. والصَّوابُءَنه حَبْرون بالمُوحَصدة، وَقد سبق فِي مَوْضعِه، ثمَّ رأَيتُ ابْنَ الجَوَّانيِّ النَّسّابةَ ذَكَرَ عِنْد سَرْدِ أَولادِ عِيصُو بنِ إِسْحَاق فِي المُــقَدّمــة الفَاضِلِيّةِ مَا نَصُّه: ودُفِن مَعَ أَخِيه يَعْقُوبَ فِي مَزْرعَة حَيْرون، هاكذا بالحَاءِ واليَاءِ. وَقيل: بل هِيَ مزْرَعة عَفْرُون عِنْد قَبْر إِبراهِيمَ الخَلِيلِ عَلَيْهِ السّلام، كَانَ شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ. 
(حير) : الحُيارَى: لغة في الحَيَارَى.
ح ي ر: (حَارَ) يَحَارُ (حَيْرَةً) وَ (حَيْرًا) بِسُكُونِ الْيَاءِ فِيهِمَا تَحَيَّرَ فِي أَمْرِهِ فَهُوَ (حَيْرَانُ) وَقَوْمٌ (حَيَارَى) . وَ (حَيَّرَهُ فَتَحَيَّرَ) وَرَجُلٌ (حَائِرٌ) بَائِرٌ إِذَا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ. وَ (الْحِيرَةُ) بِالْكَسْرِ مَدِينَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ. 

خدم

بَاب الخدم

عبيد وخدم وخول
(خدم) : الخِدَمَةُ: السَّيْرُ كالخَدَمَةِ (هرر - برر: قالَ رَجُلٌ من بنِي يَرْبُوع - في قولهم: "لا يَعْرِفُ هِرّاً من بِرٍّ": هو من قَولِهم أَبْرَرْتُ شائِي، أي أَصْدَرْتُها، وهَرَرْتُ بها، أي أَوْرَدْتُها.
(خدم) : سَقَوْها مُقَطِّعَةَ الخَدَمِ، وهي إِذا أَغْلَوُا السَّمْنَ، فأَخذُوا رغْوَتَه الأُولى، ثم بَقِيتْ رغْوَةٌ رَقيقة، فإذا سَقَوا هذه الثانِيَةَ الجاريَةَ سَمِنَتْ، حتّى تَقَطَّع خَدَمُها من السِّمَنِ، يعني خَلاخِيلَها.
(خدم) - في حديثِ المُتْعة: "فمَتَّعها بخَادِمٍ سَوداء" .
: أي جَارِية، وهو واحد الخَدَم غُلاماً كان أو جارِيةً لِإجرائِهِما مُجْرَى الأَسماءِ غَيرِ المأخوذةِ من الأَفْعال: كلِحْيَة نَاصِلٍ، وامرأةٍ عَاشِقٍ.
خ د م: (خَدَمَهُ) يَخْدُمُهُ بِالضَّمِّ (خِدْمَةً) . وَ (الْخَادِمُ) وَاحِدُ (الْخَدَمِ) غُلَامًا كَانَ أَوْ جَارِيَةً. وَ (أَخْدَمَهُ) أَعْطَاهُ خَادِمًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «فَضَّ (خَدَمَتَكُمْ) » بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ فَرَّقَ جَمْعَكُمْ. 
(خ د م) : (الْخَادِمُ) وَاحِدُ الْخَدَمِ غُلَامًا كَانَ أَوْ جَارِيَةً إلَّا أَنَّهُ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - بِمَعْنَى الْجَارِيَةِ مِنْهُ فَمَتَّعَهَا بِخَادِمٍ سَوْدَاءَ (وَالتَّخْدِيمُ) أَنْ يَسْتَدِيرَ الْبَيَاضُ بِأَرْسَاغِ رِجْلَيْ الْفَرَسِ دُونَ يَدَيْهِ مِنْ الْخِدْمَةِ الْخَلْخَالُ وَفَرَسٌ مُخَدَّمٌ وَأَخْدَمُ.
خدم
الخَدَمُ: الخُدّامُ، الواحِدُ خادِمٌ، وقَوم مخَدمُونَ.
والخَدَمَةُ: سَيْرٌ غَليط مُحْكَمٌ كالحَلقة يُشَد في الرسْغ من البَعِير.
والخَدَمَةُ: الخَلْخالُ، ومَوْضِعُه: المُخَدم. وكذلك رِباطُ السراويل.
والخَدْماءُ من الغَنَم: ما يكون في ساقها عند الرسْغ بَيَاض كالخَدَمَة، والاسْمُ الخُدْمَةُ.
وفي المَثَل: كالمَمْهُوْرَة إحدى خَدَمَتَيْها.
وخِدْمَةٌ من الليل: ساعَةٌ منه.

خدم


خَدَمَ(n. ac.
خَدْمَة
خِدْمَة)
a. Served, was in the service of.

خَدَّمَa. Took into his service.

أَخْدَمَa. Gave a servant to.

إِخْتَدَمَa. Served himself.
b. see X (b)
إِسْتَخْدَمَa. Made to serve, be a servant to.
b. Asked for a servant.

خِدْمَة
(pl.
خِدَم)
a. Service.
b. Present ( offered to a superior ).

خَاْدِم
(pl.
خَدَم
خُدَّاْم
29)
a. Servant, domestic.

خَاْدِمَةa. Female servant.

خَاْدِمِيَّةa. Condition or status of a servant.

خَدَاْمَةa. Service; servitude, bondage.

خَدِيْمa. Slave; attendant, valet.

خَدَّاْمَةa. Urinal, chamber.
b. see 21t
خَدِّيْم
a. see 25
خَدِّيمَة
a. see 21t
خ د م : خَدَمَهُ يَخْدُمُهُ خِدْمَةً فَهُوَ خَادِمٌ غُلَامًا كَانَ أَوْ جَارِيَةً وَالْخَادِمَةُ بِالْهَاءِ فِي الْمُؤَنَّثِ قَلِيلٌ وَالْجَمْعُ خَدَمٌ وَخُدَّامٌ وَقَوْلُهُمْ فُلَانَةُ خَادِمَةٌ غَدًا لَيْسَ بِوَصْفٍ حَقِيقِيٍّ وَالْمَعْنَى سَتَصِيرُ كَذَلِكَ كَمَا يُقَالُ حَائِضَةٌ غَدًا وَأَخْدَمْتُهَا بِالْأَلِفِ أَعْطَيْتُهَا خَادِمًا وَخَدَّمْتُهَا بِالتَّثْقِيلِ لِلْمُبَالَغَةِ وَالتَّكْثِيرِ وَاسْتَخْدَمْتُهُ سَأَلْتُهُ أَنْ يَخْدُمَنِي أَوْ جَعَلْتُهُ كَذَلِكَ. 
[خدم] نه في ح خالد: والحمد لله الذي فض "خدمتكم" ي بالتحريك سير غليظ مضفور مثل الحلقة يشد في رسغ البعير ثم يشد إليه سرائح نعله فإذا انفضت الخدمة انحلت السرائح وسقطت النعل، فضرب ذلك مثلًا لذهاب ما كانوا عليه وتفرقه، وشبه اجتماع أمر العجم واتساقه بالحلقة المستديرة، فلذا قال: فض خدمتكم، أي فرقها بعد اجتماعها، وبها سميت الخلخال خدمة. ومنه: لا يحول بيننا وبين "خدم" نسائكم شيء، هو جمع خدمة يعني الخلخال وتجمع على خدام أيضًا. ومنه ح: كن يدلحن بالقرب على هورهن فيسقين أصحابه بادية "خدامهن". وفيه كان على حمار وعليه سراويل و"خدمتاه" تذبذبان، أراد بخدمتيه ساقيه لأنهما موضعهما، وقيل: أريد بهما مخرج الرجلين من السراويل. ك ومنه: أرى "خدم" سوقهما، بفتحتين جمع خدمة، والسوق جمع ساق. نه وفيه: اسألي أباك "خادما" تقيك حر ما أنت فيه، هو واحد الخدم ويقع على الذكر والأنثى لأنه جرى مجرى اسم غير مشتق. ومنه طلق امرأة فمتعها "بخادم" سوداء، أي جارية.
[خدم] خَدَمَهُ يَخْدُمُهُ خِدْمَةً. والخادِمُ: واحد الخَدَمِ، غلاماً كان أو جاريةً. وأَخْدَمَهُ، أي أعطاه خادماً. والخَدَمَةُ: سيرٌ يُشَد في رُسْغ البعير تشدُّ إليه سريحةُ النعل. وبه سمِّي الخلخالُ خَدَمَةٌ، لأنّه ربّما كان من سُيور يُرَكَّبُ فيه الذهبُ والفضّة، والجمع خِدامٌ. وقد سُمِّيَ حَلْقةُ القوم خَدَمَةً. وفي الحديث: " فُضَّ خَدَمَتُكُمْ " أي فُرِّقَ جَمْعُكم. والمُخَدَّمُ والمُخَدَّمَةُ: موضع الخدام من الساق. والتخديم: أن يقصر بياضُ التحجيل عن الوظيف فيستدير بأرساغ رجلَيه دونَ يديه فوق الأشاعر. فإنْ كانَ برجلٍ واحدة فهو أَرْجَلُ. وفرسٌ مُخَدَّمٌ وأَخْدَمُ أيضاً. وقومٌ مُخَدَّمونَ، أي مخدومونَ، يراد به كثرة الخَدَمِ والحَشم. ورجلٌ مَخْدومٌ: له تابعةٌ من الجن. والخَدْماءُ: الشاةُ تَبْيَضُّ أوظفتها، مثل الحجلاء. وقول الشاعر  * تعيى الارح المخدما * فإنما يريد وعلا أبيضت أوظفته.
خ د م

هي ريّا المخدم وهو المخلخل. وفي مثل " كالممهورة إحدى خدمتيها " وفي سوقهن الخدم والخدام. وخدمها زوجها، وامرأة مخدمة مخدمة: من الخدمة والخدمة. وخدمه خدمة. وهو مؤدب الخدام والخدم، وهو من المــقدمــين المخدمين. قال:

مخدمون ثقال في مجالسهم ... وفي الرحال إذا وافيتهم خدم

واستخدمته، وتخدّمت خادماً: اتخذته، ولا بد لمن ليس له خادم أن يختدم أي يخدم نفسه، وهذا خادمنا، وهذه خادمنا، للغلام والجارية.

ومن المجاز: فض الله خدمتكم. وأبدت الحرب عن خدام المخدرات إذا اشتدت. ومخدم سراويله يتذبذب، وكذلك خدمة سراويله، وخدمة إزاره وهي أسفله عند الكعب. وفرس مخدم: تحجيله فوق أرساغه. وطاحت خدام الإبل وهي سيور فوق أرساغها تشد إليها الشرائج، الواحدة خدمة. وشاة خدماء: بينة الخدمة بوزن اعلحمرة وهي بياض في الأوظفة. وسقى أعرابي ماء المزمل فقال: هو ماء مخدوم. وسمعتهم يقولون: هذا القميص يخدم سنة، وهذا ثوب سخيف لا يخدم.
الْخَاء وَالدَّال وَالْمِيم

خَدمه يَخدُمُه ويَخْدِمه، الكَسرُ عَن اللَّحيانيّ، خَدْمَة، عَنهُ أَيْضا، وخِدْمة: مَهَنة، وَقيل: الْفَتْح الْمصدر، وَالْكَسْر الِاسْم.

والذَكَر: خادِم، والجمعُ: خّدام.

والخَدمُ، اسْم للْجمع، كالَعزب والرَّوَح.

وَالْأُنْثَى: خادمٌ، وخادمة، عربيتان فصيحتان.

وخَدم نَفْسَه يَخدُمها ويَخْدِمها، كَذَلِك.

وحَكى اللَّحياني: لابُدّ لمن لم يكن لَهُ خَادِم أَن يَختدمَ، أَي: يَخْدِمَ نَفْسَه.

واسْتَخْدَمه فأخْدَمه: اسْتَوهبه خَادِمًا فوهبه لَهُ.

والخَدَمَةُ: السَّيْرُ الغليظُ المُحْكَمُ، مثل الحَلْقة، يُشدّ فِي رُسْغ البَعير ثمَّ يُشَدّ إِلَيْهَا سَرائحُ نَعْلها، وَالْجمع: خَدَمٌ.

وَقد خَدَّم البَعِيرَ.

والخدَمَةَ: الخَلْخال، وَهُوَ من ذَلِك. وَقد تُسمَّى السَّاق: خَدَمةً، حَملاً على الخَلخال، لكَونهَا مَوضعة، وَمِنْه حديثُ سَلْمان رَضِي الله عَنهُ: انه رُئيِ على حمَار خَدَمتاه تَذَبْذَبان. حَكَاهُ الهَرَوي فِي الغريبين، وَالْجمع خَدَم، وخِدَام، قَالَ:

كَيفَ نَوْميِ على الفِراش ولمّا تَشْمَلِ الشامَ غارةٌ شَعْواءُ

تُذْهلُ الشَّيْخ عَن بنيه وتُبْدى عَن خِدَام العَقِيلةُ العَذراءُ

أَرَادَ: وتُبدى عَن خِدَام العقيلة. وخِدام، هَاهُنَا: فِي نِيَّة: عَن خدامها، وعدَّى " تُبدى " ب " عَن " لِأَن فِيهِ معنى " تكشف "، كَقَوْلِه: تَصُدُّ وتُبْدي عَن أسيلٍ وتَتَّقى أَي: تكشف عَن أسِيل؛ أَو: تُسفِر عَن أسيل.

والمُخدَّم: موضعُ الخَدمَة مِن البَعير والمَرأة، قَالَ طُفَيْل:

وَفِي الظَّاعِنين القَلْبُ قد ذهبتْ بِهِ أسيلةُ مَجْرى الدَّمْع ريَّا المُخدَّمِ

والمُخدَّمُ: رِباط السَّراويل عِنْد أسْفل رِجْلها.

والخَدْماءُ: الشاةُ البَيضاء الاوظفة، أَو الوظيف الْوَاحِد، وسائرُها أسودُ، وَقيل: هِيَ الَّتِي فِي سَاقهَا عِنْد مَوضِع الرُّسْغ بياضٌ فِي سَوادٌ، أَو سَوَادٌ فِي بَياض، وَكَذَلِكَ الوُعول، مُشبَّه بالخَدم من الخَلاخيل.

وَالِاسْم: الخُدْمةُ.

وفرسٌ مُخدَّمٌ، وأخْدمُ: تَحْجيله مُستدير فَوق أشاعره.

وَقيل: فرسٌ مُخدَّم: جَاوَز البياضُ أرْساغَه أَو بَعْضَها.

وفَض الله خَدَمتهم، أَي: جماعَتهم.

وابنُ خِدَام: شَاعِرٌ قديم، وَيُقَال: ابْن خِذَام، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة. 
خدم: خَدَم: عمل للملك والحكومة، تولى عملاً لخدمة الملك والحكومة، ولي عملاً في الدولة (الكالا). وفي حيان - بسام (1: 23 ق): وامتحن جماعة من الأعيان ممن خدم في مدة سليمان (مملوك 1، 1: 18) وخدم البحارة والجنود: عملوا في البحرية والجيش (ابن بطوطة 4: 91).
وخدم: عمل، اشتغل (فوك، الكال، هلو، ابن جبير ص18، المقري 1: 360، 373، ابن بطوطة 2: 71، 3: 268).
خدم في الباطل: ذهب سعيه هدراً (الكالا) وفي معجم البربر: يخدم صناعة بمعنى يعمل في حرفة أو مهنة.
وخدم: حرث، وزرع الأرض وزرع الأشجار (معجم الادريسي)، (فوك، بوشر، هلو، تقويم قرطبة 117، ابن العوام2: 161، ابن بطوطة 3: 296).
ويقال مجازاً: خدم العلم بمعنى مارس العلم وزاوله (ميرسنج 4). والفعل خدم هذا يدل مجازاً على ما يدل عليه الآن الفعل الفرنسي Cultiver الذي يعني: راعى صداقاته أو حافظ عليها، وعني بعلاقاته مع الآخرين. ففي ديوان ابن عبدون طبعة هوجفلايت (ص 102):
هل تذكر العهد الذي لم أنسه ... ومودتي مخدومة بصفاء
وفيه (ص104):
نصيبي من الدنيا مودة ماجد ... أهيم بها سراً واخدمها جهراً
وخدم: استغل المعدن (معجم الادريسي) وخدم العشب: قطع العشب وجمعه. ففي ابن البيطار (1: 490): كنت اخدم العشب، غير أن في مخطوطة ب منه: في العشب.
وخدم الطريق: مهده وأصلحه (مارتن ص184).
وخدم: قاد المركبة (ابن بطوطة 2: 361).
وخدم: أظهر الطاعة والخضوع، ويقال: خدم الأمير: بمعنى قدم له الاحترام والتكريم. كما يقال بالنسبة للمرؤوس تجاه رئيسه: قدم له الاحترام في طاعة وخضوع. ويقال مثلاً: خدم برأسه: سلم بإشارة من رأسه. وسلم وخدم بيده إلى الأرض خمس مرات: سلم وأظهر الطاعة والخضوع بخفض يده إلى الأرض خمس مرات (مملوك 1، 1: 64، 2، 1: 119، الكتاب المنسوب إلى الواقدي طبعة هاماكر ص27، والتعليقة ص57، كوزج المختار ص9، ألف ليلة 1: 61، 66، 2: 67، 68).
وخدم فلانا ب: أظهر الاحترام له بتقديم شئ أو هدية إليه (مملوك 2، 1: 120، المقري 1: 655، ابن بطوطة 3: 98، ألف ليلة 1: 62). وخدم به: قدم الكتاب وأهداه. ففي ابن ليون (ص2 ر): ابن بصال له كتاب في الفلاحة خدم به المأمون.
خَدَّم: (بالتشديد) جعله يخدم، جعله يعمل (فوك، ابن بطوطة 2: 71، 3: 267، حيث يجب فيما أرى أن يقال خدّم بدل أخدم).
وخدَّم: اتخذ خادماً له (كرتاس ص167).
تخدَّم: ذكرها فوك في مادة ( operari) .
وتخدَم: تهذيب وتثقيف (شيرب ديال - ص16).
انخدم: ذكرها فوك في مادة Servire.
اختدم: احترث، فلح (ابن العوام 1: 194).
استخدم: اتخذه في خدمته. وجند الجند. واتخذ رجلاً ليقوم بعمل ما (مملوك1، 1: 160، ألف ليلة 1: 80). واستخدم مركباً: استأجره (دي سلان، تاريخ البربر ص208).
واستخدمه: ألحقه بخدمته ليقوم بعمل م، أو ألحقه بخدمة شخص آخر. (مملوك1،1: 161).
واستخدم: جعل جندياً أو ضابطاً في صف الذين يمنحهم السلطان إقطاعاً. وجعله في حرس الأمير (1، 1: 161).
واستخدم: استعمل، انتفع (هلو، الادريسي ص36، أماري ص190).
واستخدمه: جعله يعمل (هلو).
واستخدم نفسه: عرض نفسه للعمل (ابن جبير ص73).
واستخدم فلاناًب، أظهر له الاحترام والخضوع بتقديم شئ له، قدم هدية (كرتاس ص214).
خَدَم. خَدَم العَسْكر: علفوة العسكر، جامكية، اسم ضريبة (صفة مصر 11: 495).
خِدْمة: عمل عند الملك، عمل في الحكومة، ففي حيان - بسام (3: 3و): فدخلا على الوزير عبد الرحمن بن يسار أيام خدمته بها (أي بلنسته) - ووظيقة، منصب، مرتبة (بوشر) - وإمارة، إدارة، تدبير، نظارة (الكالا). وتضاف خدمة إلى كلمة أخرى فتدل على معنى وظيفة المفتش، ففي حيان - بسام (1: 10و): خدمة المدينتين الزهراء والزاهرة. وكذلك: خدمة المباني، وخدمة الأسلحة وغير ذلك من هذه الاستعمالات وهي كثيرة (نفس المصدر السابق).
وخدمة: الجندية والتجنيد ففي الخطيب (ص 110ق) في كلامه عن قائد الجيش: كان له في الخدمة مكان كبير وجاه عريض.
وخِدمة: عمل، شغل (معجم بدرون، (فوك، الكالا، هلو ابن جبير ص130، المقري 1: 135، ابن بطوطة 2: 321. 438، 4، 216).
خدمة نَهَار: عمل يوم للعامل غير الماهر (الكالا).
وخدمة: وكالة، وتكاليف شخص للقيام بعمل ما (بوشر).
وخدمة: حراثة، زراعة (معجم الادريسي، بوشر، ابن العوام 1: 251).
وخدمة: احترام، تحية توقير (مملوك 2، 1: 119، النويري مصر مخطوطة رقم 2 ص46 و، ص51 و، ومخطوطة رقم 19 ص135 ق، ص137 و).
وتستعمل خدمة في المشرق كناية عن السلام (ابن جبير ص299).
ويقال: وقف في خدمته بمعنى: قام ليظهر له الاحترام (زيشر 20: 503).
وخدمة: هدية، منحة، تحفة (مملوك2، 1: 120، المقري 1: 655 وهي = تحفة (1: 10)، (ألف ليلة 4: 680) وفي قصة باسم الحداد: إذا أعطاك خدمتك اتركه وروح (=ورُحْ) ولا تحضر به (سندوفال ص295).
وخدمة: خفرة تحفر حول الشجرة لتمسك الماء (الكالا).
ولخدمة مضافة إلى اسم بعدها: لاستخدام، لاستعمال.
وخدمة: عناية، اهتمام ففي المقري (1: 236): وقد أرسلهم لاستقبال السفراء (لخدمة أسباب الطريق).
حمل الشيء إلى خدمة الخليفة: قدم الشيء إلى الخليفة باحترام وتبجيل. (الفخري ص389).
خدمة القداس: طقس كنسي، قداس احتفالي (بوشر).
خِدْمًتْكار، وتجمع على خدمتكارية (وهي مؤلفة من كلمة خدمة والكلمة الفارسية كار التي تلحق بالاسم لتدل على العامل): خادم (بوشر).
خَدْمِي (هلو)، خِدْمِي (فوك، الكالا)، خُدْمِي (دومب، همبرت، باربيه، دوماس) وتجمع على خَدَامي (فوك، الكالا، همبرت) أو خَدَمَا (كاريت، هلو، دلابورت): سكين (فوك، الكال، دومب ص94، دوماس عادات ص312، وحياة العرب ص92، باربييه، هلو، همبرت ص201، دلابورت ص57).
وعند كاريت (قبيل 1: 265): خداما: السيف الطويل المستقيم الحاد تسميه القبائل خِداما ويسميه الفرنسيون فليسا ( flica) باسم المصنع الذي يصنع فيه.
وكلمة أخَدْمِي التي نجدها في معجم البربر مقابل خنجر هل هي من هذه اللغة؟ هذا ممكن. وقد هذه الكلمة تدل مع ما تدل عليه في الجزيرة العربية لأن برتون (2: 106) يقول في كلامه عن الخناجر: الغديمي في اليمن وحضر موت هو على شكل نصف دائرة تقريباً. ومن الواضح أن هذه هي نفس الكلمة السابقة إذ لا يوجد الفعل خدم.
الخِدْمُيون: المزخرفون، المزوقون، المزينون (المعجم اللاتيني العربي).
خَدُوم: خادم، عامل (فوك).
خَديم: غلام مملوك (كاريت قبيل 1: 89).
وخَديم: جندي (المجلة الآسيوية 1844، 1: 400).
وخديم: سُرّيّة، محظية. خليلة (جاكسون ص151). ولعلها تصحيف خادم.
خدامة. خدم خدامة صادقة: خدم خدمة مخلصة (بوشر). خَديمة: حراثة، زراعة (هلو) (وهي تصحيف خِدمة).
خَدَّام: خادم، وصيف (ألف ليلة 2: 98، برسل 7: 96) ومؤنثه خدَّامة.
خدَّامة: خادمة، وصيفة (بوشر، ألف ليلة 1: 704، 713).
وخدَّام: عامل مياومة (فوك، ابن العوام 1: 530، 531).
خدَّام الديوان: الجمركيون، موظفو المكس، ماكسيون (بوشر).
خَدّيم: عامية خديم (محيط المحيط).
خَدَّامَة: إناء يبال ويتغوط به (محيط المحيط). (انظر الكلمة الأسبانية Servidor ومعناها حوض في منصع أي كرسي فيه قصرية).
خادم: يطلق في الغالب على من يقوم بحاجة، غير إنه يطلق خاصة على العبد الأسود أو المملوك من السودان (المــقدمــة 3: 291 رقم1) ويطلق في أفريقية على الأمة السوداء (المصدر السابق، باربية. والحظية السوداء (ليون ص289).
وخادم: قَوَّاس، رامي السهام (مويت في آخر المادة).
خادم المسجد: من يخدم في المسجد، وهو لقب يستطيع الحاج شراءه في مكة (بركهارت عرب 1: 76).
خادم العجل: دجاجة (جاجة) الحقل أو الغابة دجاجة الأرض (همبرت ص185).
خادم القداس: قندلفت، مساعد الكاهن في القداس، شماس شمعداني (بوشر).
مخْدوم. كتاب مخدوم: كتاب كتبت فيه شروح كثيرة (محيط المحيط).
طريق مخدومة. طريق مسلوكة، مطروقة (دومب).
مخدوم: أجل استحقاق الدين لمدة ستة أشهر أو ثلاثة أشهر الخ (شيرب، انظر الجريدة الآسيوية 1850، 1: 395).
رآه دفع لي المخدوم الأول: دفع لي قسط الستة أشهر الأولى (مارتن ص45).
استخدام: تقلا على الساحر الذي يستخدم الشيطان في مدة معلومة وتحت شرط معلوم (محيط المحيط).
خدم
خدَمَ يَخدُم ويَخدِم، خَدْمةً وخِدْمةً، فهو خادِم، والمفعول مَخْدوم
• خدَم جيرانَه: قام بحاجتهم وبشئونهم "من خَدم الرِّجالَ خُدِم [مثل]- خدمه خِدْمة العبد لسيّده [مثل] " ° اخدِم نفسَك بنفسِك: عبارة تكتب في مطاعم الخدمة الذاتيّة- خدَمَ رِكاب شخصٍ: كان رهن إشارته وطوع أمره- خدَمَ مصالحَ فلان- خدَمَ مَصالحَه: عمِل لفائدته الشخصيّة.
• خدَم وطنَه: عمل وأدَّى له بعض المهمّات أو الواجبات? يخدم في القوّات المسلّحة: يعمل في الجيش.
• خدَم جدَّه المريض: عُنِي به وعالجه.
• خدَم الملكُ شعبَه: توَلَّى شئونَهم الروحيّة.
• خدَم الفلاحُ الأرضَ: حرثَها جيِّدًا وزرعها "قام بخدمة الأرض: بالحراثة والفلاحة"? خدَمَ الطَّريقَ: مَهَّده وأَصْلحه. 

استخدمَ يستخدم، استخدامًا، فهو مستخدِم، والمفعول مستخدَم
• استخدم العاملُ نفسَه: عرض نفسه للعمل.
 • استخدم فلانٌ فلانًا:
1 - اتّخذه خادمًا وجعله يخدمه.
2 - عيّنه في وظيفة "هذا المصنع يستخدم ألف عامل كلّ سنة" ° مُستخدِم ذاته: من يكسب معيشتَه مباشرة من مهنته وأعماله بدلاً من كونه موظّفًا عند الآخرين.
3 - سأله أن يخدمه.
• استخدم الطَّاقةَ النوويَّةَ لأغراض سلميَّة: استعملها وانتفع بها لذلك "السّعي إلى تجنُّب استخدام القوّة في العلاقات الدوليّة". 

خدَّمَ يخدِّم، تخديمًا، فهو مخدِّم، والمفعول مُخَدَّم
• خدَّم فلانٌ: عمل بتشغيل الخدم ° مكتب التَّخديم: مكتب يؤمِّن الخدمَ لمن يرغب نظير عمولة.
• خدَّم زوجتَه: جعل لها خادِمًا. 

خادِم [مفرد]: ج خادمون وخُدّام وخَدَم وخَدَمة، مؤ خادم وخادمة: اسم فاعل من خدَمَ: من يقوم على خدمة غيره ذكرًا كان أو أنثى، وقد يطلق على الأنثى خادمة، مستخدَم للعمل في المنزل "المال خادم جيد، وسيد رديء [مثل أجنبيّ]- عَدَدُ خدمِك يكونُ أعداؤك [مثل]- الناسُ للناس من بَدْو وحاضِرة ... بعضٌ لبعضٍ وإن لم يشعروا خَدَمُ" ° الحشم والخدم: الحاشية والخدم- الخادمة النَّهاريَّة: امرأة توظَّف لتقوم بأعمال التنظيف في المباني الكبيرة- خادِم الحرمين الشَّريفين: لقب لملك السعوديّة- خادِم الدَّولة: الموظَّف- خادِم القداس: مساعد للكاهن في القداس- خادِم المسجد: من يخدم في المسجد- خَدَم المنازل: من يقومون بالخدمة فيها. 

خدّام [مفرد]: صيغة مبالغة من خدَمَ: وصيف، خادِم، من يقوم على خدمة غيره "إنّه خدّام مطيع". 

خَدْمة [مفرد]: مصدر خدَمَ. 

خِدْمة [مفرد]: ج خِدْمات (لغير المصدر):
1 - مصدر خدَمَ.
2 - مساعدة أو فضْل، هديَّة، منحة، عناية واهتمام "أسدى إليه خِدْمةً/ خِدْمات جليلة" ° إدارة خِدْمات: مكتب لتقديم المساعدات وأعمال الصيانة (في المصالح الحكوميّة) - أيَّة خِدْمة: أي تحت تصرفك، ومستعدّ لخدمتك- التحق بخِدْمة فلان: ارتبط بالعمل عنده- خِدْمات اجتماعيَّة: أعمال رسميّة أو غير رسميّة غايتها مساعدة المرضى والفقراء على القيام بنشاط طبيعيّ- خِدْمات صحيَّة: فُحوص وعلاج وغيرهما- خِدْمات مكتبيّة: ما تقوم به المكتبات من خدمات كإعارة الكتب وإقامة المعارض- خِدْمة إجباريّة: تجنيد إلزاميّ- خِدْمة السِّلاح: الجنديّة- خِدْمة ذاتيّة: خدمة المرء نفسه بنفسه- خِدْمة عامّة: العمل في نشاطات ذات منفعة عامة كالإدارة الحكوميّة- خِدْمة عسكريّة: وقت ينبغي للمواطن البالغ أن يقضيه في الجيش- خِدْمة العِلْم: مجهود علميّ يهدف إلى فائدة العلم والمتعلِّمين- خِدْمة ليليّة: مُناوبة ليليّة- خِدْمة مَدَنيّة: العمل في الإدارات الحكوميّة عدا العسكريّة منها، خِدْمة عامّة ليست بالتشريعيّة ولا بالقضائيّة أو العسكريّة؛ يقوم التوظيف فيها على أساس التنافس- رسم الخِدْمةِ في المطاعم والفنادق: أجرة إضافيَّة للخِدْمة تضاف للأجرة الرئيسيَّة، مبلغ محدَّد يضاف إلى الفاتورة في ملهى ليليّ أو مطعم لقاء الترفيه والخِدْمة- علامة الخِدْمة: علامة تستعمل عند البيع أو الدعاية؛ لتمييزها عن الخِدْمات التي يــقدِّمــها الآخرون- في الخِدْمة: مازال يعمل ولم يتقاعد بعد- في خِدْمتك: تعبير مجاملة عند عرض المساعدة- لخِدْمة أغراض ذاتيّة: لتحقيق منافع شخصيّة- محطَّة خِدْمات: مكتب أو مؤسَّسة تــقدَّم منها الخِدْمة، وخاصّة التَّصليحات- مُعَدٌّ للخِدْمة: للاستعمال- وزارة خِدْمات: مثل النقل والكهرباء والماء.
3 - عمل الشَّخص الذي يــقدِّم الطعامَ والشرابَ "فريق الخِدْمة في دار الضيّافة".
4 - توظيفٌ أو عملٌ لدى الحكومة "مُخلصٌ في خدْمته" ° تعويض نهاية الخِدْمة: مبلغ من المال يعتمد على طول فترة التَّوظيف، يستحقُّه الموظَّف عن جدارة في نهاية الخِدْمة.
• الخِدْمة الاجتماعيَّة: (مع) نشاط فنِّي مهنيّ لمساعدة الأفراد والجماعات والمجتمعات لتحسين أو استعادة قدراتهم على القيام بوظيفتهم في المجتمع وإعادة الظُّروف المواتية في المجتمع لتيسير الوصول إلى تحقيق هذا. 

خِدْميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى خِدْمة.
• النُّظم الخِدْميَّة: (مع) نظم تحتوي على مصادر الخدمات المادِّية والعاطفيَّة والرُّوحيَّة التي يحتاجها الإنسان ليعيش
 ويحقِّق آماله ويقوم بمسئوليّاته في الحياة. 

خَدوم [مفرد]: صيغة مبالغة من خدَمَ: كثير الخدمة، ميّال إلى مساعدة الغير. 

مُخدِّم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من خدَّمَ.
2 - مَنْ يقوم بتشغيل الخَدَم لدى الآخرين مقابل عمولة "طلب من المُخدِّم خادمًا أمينًا". 

مخدوم [مفرد]: ج مخدومون (للعاقل) ومخاديمُ (للعاقل):
1 - اسم مفعول من خدَمَ.
2 - متقَن "هذا مقالٌ مخدوم- بناءٌ مخدوم". 

مُستخدَم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استخدمَ.
2 - من يشغل وظيفة في الحكومة ونحوِها "مستخدَم في مصنع الحديد والصلب" ° إدارة المستخدَمين: هيئة منوط بها متابعة أحوال المستخدَمين.
3 - كلّ ما يدخل في إنتاج سلعة أو خدمة سواء كان شيئًا مادِّيًّا أو معنويًّا. 

مُستخدِم [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استخدمَ.
2 - صاحب العمل الذي يستعين بآخرين على عمله "سعى الوزيرُ إلى تحسين العلاقة بين المستخدِم والمستخدَم". 

خدم

1 خَدَمَهُ, aor. ـُ (S, Msb, K) and خَدِمَ, (Lh, K,) inf. n. خِدْمَةٌ (S, Msb, K) and خَدْمَةٌ, (Lh, K,) or, as some say, the latter is the inf. n., and the former [though generally used as the inf. n.) is a simple subst., (TA,) He served him; did service for him; ministered to him; (PS, TA;) syn. مَهَنَهُ. (TA.) And خَدَمَ بِطَعَامِ بَطْنِهِ [He served for, meaning in return for, the food of his belly]. (S and A &c. in art. وغد.) b2: One says also, هٰذَا القَمِيصُ يَخْدُمُ سَنَةً (tropical:) [This shirt will serve, or last, a year]: and ثَوْبٌ سَخِيفٌ لَا يَخْدُمُ (tropical:) [A thin, or flimsy, garment, that will not serve or last, long; or that will not be serviceable]. (TA.) 2 خدّمهُ خِدْمَةً He occupied, or busied, him with service. (TA.) b2: خَدَّمَهَا He gave her several, or many, female servants. (Msb.) A2: [خدّم البَعِيرَ He attached a خَدَمَة, meaning the thong thus called, upon the pastern of the camel. b2: Hence,] تَخْدِيمٌ, [as inf. n. of خُدِّمَ,] in a horse, (assumed tropical:) The having a whiteness (S, Mgh, TA) such as is termed تَحْجِيل (S, TA) surrounding the pastern of each kind foot, (S, Mgh, TA,) above the أَشَاعِر [or extremities next the hoof], and stopping short of the shank; (S, TA;) but not in the fore foot. (S, Mgh, TA.) [See also خَاتَمٌ, last sentence.] When it is in one hind leg, the horse is termed أَرْجَلُ. (S, TA.) b3: [Hence, also,] خَدَّمَهَا زَوْجُهَا (assumed tropical:) Her husband attired her with the خَدَمَة [or anklet]. (TA.) 4 اخدمهُ He gave him a servant. (S, K, TA. [كَاخْدَمَهُ in the CK is erroneously put for فَأَخْدَمَهُ.]) And أَخْدَمْتُهَا I gave her a female servant. (Msb.) b2: El-Kutb Er-Ráwendee asserts that one says, أَخْدَمْتُهُ لِنَفْسِى, peculiarly; [I made him a servant to myself;] but Ibn-Abi-l-Hadeed says, This is of the things that I know not. (TA.) [See اختدمهُ.]8 اختدم He served himself; (Lh, K;) as one must do who has not a servant. (Lh.) A2: اختدمهُ He made him a servant. (TA.) b2: See also what next follows, in two places.10 استخدمهُ He asked him to give him a servant; as also ↓ اختدمهُ. (K, TA.) b2: and اِسْتَخْدَمْتُهُ I asked him to serve me; (Msb, TA;) as also ↓ اِخْتَدَمْتُهُ: (TA:) [or I took him as my servant:] or I made him to serve me. (Msb) Accord. to El-Kutb Er-Ráwendee, one says, اِسْتَخْدَمْتُهُ لِنَفْسِى and لِغَيْرِى [I took him as a servant for myself and for another than myself: or I made him to be a servant to myself and to another than myself]. (TA.) خَدَمٌ: see خَادِمٌ: A2: and see also خَدَمَةٌ, in four places.

خَدْمَةٌ, (K,) or ↓ خِدْمَةٌ, (JK,) A space, or period, (سَاعَةٌ,) of the night (JK, K) or of the day: (K:) and خَذْمَةٌ [or خِذْمَةٌ, q. v.,] is a dial. var. thereof. (TA.) خُدْمَةٌ a subst. signifying (assumed tropical:) The characteristic denoted by the epithet خَدْمَآءُ [fem. of أَخْدَمُ], in a sheep or goat; (JK, K, TA;) i. e. whiteness in the lower end of the shank. (JK, K,) upon blackness; (K;) such whiteness resembling the خَدَمَة, (JK, TA,) or being likened to خَدَم, or anklets: (TA:) or blackness upon whiteness: &c. (K.) [See أَخْدَمُ: and see also خَدَمَةٌ.]

خِدْمَةٌ, accord. to some, and inf. n. of 1: accord. to others, a simple subst. [signifying Service]. (TA.) b2: [Also Pay for service: but in this sense probably post-classical.]

A2: See also خَدْمَةٌ.

خَدَمَةٌ A thong, (JK, S, K,) plaited, (TA,) thick and strong, like a ring, (JK, K,) which is fastened upon the pastern of a camel, (JK, S, K,) and to which is attached the سَرِيحَة [or thong] of the نَعْل [or leathern shoe with which the foot is sometimes protected], (S,) or to which are attached the سَرَائِح [or thongs] of the نعل: (K:) [it is the n. un. of ↓ خَدَمٌ: and its pl. is خِدَامٌ; as below: in the TA, said to be tropical; but this is pro-bably a mistake: the other significations here following are all tropical:] accord. to AA, [the pl.] خِدَامٌ signifies shackles, or hobbles; syn. قُيُودٌ. (TA.) b2: Hence, (S,) (tropical:) i. q. خَلْخَالٌ [meaning An anklet]; (JK, S, Mgh, K;) because sometimes made of thongs, with gold and silver affixed thereon: (S:) pl. خِدَامٌ, (S,) and [coll. gen. n.] ↓ خَدَمٌ. (Ham p. 612.) كَالْمَمْهُورَةٍ إِحْدَى

خَدَمَتَيْهَا is a prov. [meaning (assumed tropical:) Like her who has been dowered with one of her two anklets]. (JK, TA. [See also مَهْمُورَةٌ.]) b3: [And hence, (assumed tropical:) A ring of white a little above the hoof of a horse &c.] You say of a horse, لَهُ خَدَمَتَانِ مِنْ خِلَافٍ, meaning (assumed tropical:) He has a whiteness [or rather a ring of white a little above the hoof] in his fore leg [or right fore leg] and another in his left fore leg [probably a mistake of a copyist for his left kind leg]. (TA in art. خلف.) [The coll. gen. n.

↓ خَدَمٌ is used in the Deewán of the Hudhalees, as stated by Freytag, in the sense of (assumed tropical:) A place where the colour differs, like an anklet, on the foot: and a whiteness on the foot of a bull, surrounding it like a circle: and خِدَامٌ as meaning whiteness: or, as some say, streaks (“striæ”). See also خُدْمَةٌ.] b4: [Hence, also,] (assumed tropical:) The place where each foot comes forth from the trousers. (TA.) b5: Also (assumed tropical:) The shank; (K;) because it is the place of the خَدَمَة, i. e. the anklet: (TA:) pl. خِدَامٌ and [coll. gen. n.] ↓ خَدَمٌ. (K.) Hence, in a trad. of Selmán, كَانَ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلُ وَخَدَمَتاهُ تُذَبْذِبَانِ [He was upon an ass, and upon him were trousers, and his shanks were dangling]: or, as some say, the meaning here is, the parts from which his two feet came forth, of the trousers. (TA.) And one says, أَبْدَتِ الحَرْبُ عَنْ خِدَامِ المُخَدَّرَاتِ (tropical:) [The war made apparent the shanks, or the anklets, of the girls that had been kept behind the curtains]; meaning the war became vehement. (A, TA.) b6: Also (assumed tropical:) A ring of people; (S, K;) a compact ring thereof: likened to the thong described in the first sentence of this paragraph. (TA.) Hence the saying of Khálid Ibn-El-Weleed, in a letter that he wrote to the Satraps of Persia, (TA,) الحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذِى فَضَّ خَدَمَتَكُمْ, meaning [Praise be to God,] who hath dispersed, or broken up, your congregation: (S, * K, * TA:) for when the thong above mentioned is broken, or parted, the سَرَائِح [or thongs of the leathern shoe] become loosed, and the shoe falls off: so says IAth, and A'Obeyd says the like. (TA.) خَدِمَةٌ A thong: (K:) or a plaited thong. (TA.) خَدُومٌ: see what next follows.

خَدَّامٌ One who does much service; (TA in the present art.;) as also ↓ خَدُومٌ. (TA in art. عقرب.) And also applied to A خَادِم [q. v.]. (TA in the present art. [It is commonly used in the latter sense in the present day: fem. with ة.]) خَادِمٌ A servant; (S, * Mgh, * Msb, * K, * TA;) applied to a young man, (S, Mgh, Msb,) or a male: (K:) and, (S, Mgh, Msb, K,) as also خَادِمَةٌ, (Msb, K,) each in chaste Arabic, (TA,) but the latter rare, (Msb,) to a young woman, (S, Mgh, Msb,) or a female: (K:) and خَدَّامٌ [q. v.] is also used in the same sense as خَادِمٌ: (TA:) the pl. of خَادِمٌ is ↓ خَدَمٌ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) or rather this is a quasi-pl. n., (TA,) and خُدَّامٌ (JK, Msb, K) and خَدَمَةٌ, and vulgarly خُدْمَانٌ. (TA.) It is said in a trad., of 'Abd-Er-Rahmán, (TA,) طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَمَتَّعَهَا بِخَادِمٍ سَوْدَآءَ, meaning [He divorced his wife, and gave her on that occasion] a black young woman [as a slave]. (Mgh, * TA.) In the saying فُلَانَةُ خَادِمَةُ غَدًا, the word خادمة is not properly an epithet: the meaning is, Such a woman will be a servant to-morrow; like as one says حَائِضَةٌ غَدًا. (Msb.) خَادِمِيَّةٌ Servitude; or the state, or condition, of a servant: a term in common use; and mentioned by Freytag on the authority of Meyd.: opposed to مَخْدُومِيَّةٌ.]

أَخْدَمُ i. q. ↓ مُخَدَّمُ, (S, Mgh, K,) as meaning, applied to a horse, (tropical:) Having a whiteness (S, Mgh) such as is termed تَحْجِيل (S) surrounding the pastern of each kind foot, (S Mgh,) above the parts next the hoof, and stopping short of the shank; (S;) but not in the fore foot: (S, Mgh: [see 2:]) or, so applied, whose تَحْجِيل encircles [the pastern] above the أَشَاعِر [or extremities next the hoof]: or the latter epithet, so applied, whose whiteness passes beyond the pasterns or part thereof. (K.) And خَدْمَآءُ, [fem. of أَخْدَمُ,] applied to a sheep or goat, (JK, S, K,) i. e. to a شَاة, (S, K,) (assumed tropical:) Having in the lower end of her shank a whiteness (JK, K) like the خَدَمَة [or anklet], (JK,) upon blackness; or a blackness upon whiteness; and in like manner applied to a mountain-goat: (K:) or having white shanks; (Az, S, K;) like حَجْلَآءُ; [but see this latter word;] and so ↓ مُخَدَّمٌ applied to a mountain-goat: (S:) or having one white shank; the rest of her being black. (K.) مُخَدَّمٌ [pass. part. n. of 2, q. v.]. You say قَوْمٌ مُخَدَّمُونَ A people, or party, having many servants and other dependents. (S, K.) And in like manner مُخَدَّمَةٌ is applied to a woman. (A, TA.) A2: And مُخَدَّمَةٌ (tropical:) A woman attired, or adorned, with anklets. (A, TA.) b2: See also أَخْدَمُ, in two places.

A3: And مُخَدَّمٌ and ↓ مُخَدَّمَةٌ (S, K) The place of the thong [called خَدَمَة] (K, TA) in the leg of the camel: (TA: [there said to be above the كَعْب; but this is a mistake:]) and (assumed tropical:) the place of the anklet [so called] (K, TA) in the shank of a woman: (TA:) the place of the خِدَام in the shank: (S:) the place of the خَدَمَ; like as مُسَوَّرٌ is the place of the سِوَار. (M in explanation of the former, in art. سور.) b2: And the former (tropical:) The band of the trousers, (JK, K, TA,) at the lower part of the leg of a woman: (K, TA:) or the band at the lower part of the leg of the trousers: (M, TA:) the woman seems to be specified in the K because women generally tic the legs of the trousers upon the middle [or upper part] of the shank, and then make them to fall down over it. (TA.) مُخَدَّمَةٌ as a subst.: see مُخَدَّمٌ; of which it is also the fem.

مَخْدُومٌ [lit. Served: b2: and hence, A master;] a head, or chief: pl. مَخَادِيمُ. (TA.) b3: And A man having a servant of the jinn, or genii. (S, K.) مَخْدُومِيَّةٌ The state, or condition, of a master: opposed to خَادِمِيَّةٌ.]

خدم: الخَدَم: الخُدَّمُ. والخادِمُ: واحدُ الخَدَمِ، غلاماً كان أَو

جارية؛ قال الشاعر يمدح قوماً:

مُخَدَّمون ثِقالٌ في مَجالسهم،

وفي الرِّجال، إِذا رافقتَهم، خَدَمُ

وتَخَدَّمْتُ خادِماً أَي اتخذت. ولا بد لمن لم يكن له خادمٌ أَن

يَخْتَدِم أَي يَخْدُم نفسه. وفي حديث فاطمة وعليّ، عليهما السلام: اسأَلي

أَباكِ خادِماً تَقِيكِ حَرَّ ما أَنتِ فيه؛ الخادِمُ: واحد الخَدَم، ويقع

على الذكر والأُنثى لإِجرائه مُجرى الأَسماء غير المأْخوذة من الأَفعال

كحائض وعاتِق. وفي حديث عبد الرحمن: أَنه طلق امرأَته فَمَتَّعها بخادم

سَوداء أَي جارية. وهذه خادِمُنا، بغير هاء، لوجوبه، وهذه خادِمتُنا

غداً.ابن سيده: خَدَمَه يَخْدُمه ويَخدِمه؛ الكسر عن اللحياني، خَدْمةً، عنه،

وخِدْمة، مَهَنَهُ، وقيل: الفتح المصدر، والكسر الاسم، والذكر خادم،

والجمع خُدَّام. والخَدَمُ: اسم للجمع كالعَزَبِ والرَّوَح، والأُنثى خادِم

وخادِمة، عَرَبيَّتان فصيحتان، وخدَم نفسهَ يَخْدُمُها ويَخْدِمُها كذلك.

وحكى اللحياني: لا بدَّ لمن لم يكن له خادم أَن يَختَدِم أَي يخدُم

نَفْسَه. واستخدَمَه فأَخدَمَه: استوهَبَه خادِماً فَوَهَبَه له. ويقال:

اخْتَدَمْتُ فلاناً واسْتَخْدَمْتُه أَي سأَلتُهُ أَن يَخْدُمني. وقومٌ

مُخَدَّمُون أَي مَخْدُومُون، يراد به كثرةُ الخَدَم والخَشَم. وأَخدمتُ

فلاناً: أَعطيتُه خادماً يَخدُمُه، يقع الخادِمُ

على الأَمة والعبد. ورجل مَخْدُوم: له تابعة من الجنّ.

والخَدَمة: السير الغليظ المحكمُ مثل الحَلْقة، يُشدّ في رُسْغ البعير

ثم يُشَدّ إِليها سَرائحُ نَعْلِها؛ وأَنشد ابن بري للأَعشى:

وطايَفْن مَشْياً في السَّرِيح المُخَدِّم

والجمع خَدَمٌ، وفي التهذيب: خِدامٌ، وقد خَدَّم البعير. والخَدَمةُ:

الخَلْخالُ. هو من ذلك لأَنه ربما كان من سيور يُرَكَّبُ فيها الذهب

والفضة، والجمع خِدامٌ، وقد تُسمِّى الساقُ خَدَمَةً حملاً على الخَلْخال

لكونها موضعه، والجمع خَدَمٌ وخِدامٌ؛ قال:

كيف نَوْمِي على الفراشِ، ولمَّا

تَشْمَلِ الشأْمَ غارةٌ شَعْواءُ

تُذْهِلُ الشيخَ عن بَنيهِ، وتُبْدي

عن خِدامِ العَقِيلَةُ العَذْراءُ

أَراد وتُبْدِي عن خِدامٍ العقيلة، وخِدام ههنا في نية عن خِدامها؛

وعدَّى تُبْدِي بعَنْ لأَن فيه معنى تكشف كقوله:

تَصُدُّ وتُبْدِي عن أَسيلٍ وتَتَّقِي

أَي تكشف عن أَسيلٍ أَو تُسْفِرُ

عن أَسيلٍ. والمُخَدَّمُ: موضع الخَدَمَة من البعير والمرأَة؛ قال طفيل:

وفي الظَّاعِنينَ القَلْبُ قد ذَهَبَتْ به

أَسيلَةُ مَجْرى الدَّمْعِ، رَيَّا المُخَدَّمِ

والمُخَدَّمُ

من البعير: ما فوق الكعب. غيره: والمُخَدَّم والمُخَدَّمة موضع الخِدام

من الساق. وفي الحديث: لا يحول بيننا وبين خَدَمِ نِسائكم شيءٌ، جمع

خَدَمَةٍ، يعني الخلخال، ويجمع على خِدامٍ أَيضاً؛ ومنه الحديث: كُنَّ

يُدْلِجْنَ بالقِرَبِ على ظهورهن ويَسْقِينَ أَصحابه بادَيةً

خِدامُهُنَّ.وفي حديث سلمان: أَنه كان على حِمار وعليه سَراويلُ وخَدَمَتاه

تَذَبْذَبانِ؛ أَراد بخَدَمَتَيْه ساقَيْه لأَنهما موضع الخَدَمتين و هما

الخَلْخالانِ، وقيل: أَراد بهما مَخْرَجَ الرجلين من السراويل. أَبو عمرو:

الخِدام القيود. ويقال للقيد: مِرْمَلٌ ومِحْبَسٌ. ابن سيده: والمُخَدَّم

رِباطُ السَّراويل عند أَسفل رجل السَّراويل. أَبو زيد: إِذا ابْيَضَّت

أَوْظِفَةُ النعجة فهي حَجْلاءُ وخَدْماءُ، والخَدْماءُ

مثل الحَجْلاء: الشاة البيضاء الأَوْظِفَةِ أَو الوَظيفِ الواحد،

وسائرها أَسود، وقيل: هي التي في ساقها عند موضع الرُّسْغِ بياض كالخَدَمةِ في

سواد أَو سواد في بياض، وكذلك الوُعُولُ مشبّه بالخَدَم من الخلاخيل،

والاسم الخُدْمةُ، بضم الخاء، ويسمون موضع الخَلْخال مُخَدَّماً؛ وقول

الأَعشى:

ولو أَنَّ عِزَّ الناسِ في رأْس صَخْرَةٍ

مُلَمْلَمَةٍ، تُعْيِي الأَرَحَّ المُخَدَّما

لأَعطاك ربُّ الناسِ مِفْتاحَ بابِها،

ولو لم يكن بابٌ لأَعطاكَ سُلَّمَا

يريد وَعْلاً ابْيَضَّتْ أَوْظِفَتُهُ. وفرس مُخَدَّمٌ وأَخْدَمُ:

تحجيلُه مستدير فوق أَشاعره، وقيل: فرس مُخدَّمٌ جاوز البياضُ أَرساغه أَو

بعضها، وقيل: التَّخْديمُ أَن يَقْصُرَ بياض التحجيل عن الوَظيف فيستدير

بأَرساغ رجلي الفرس دون يديه فوق الأَشاعر، فإِن كان بِرجْلٍ واحدة فهو

أَرْجَلُ، وقد تسمى حَلْقَةُ القوم خَدَمَةً. وفي حديث خالد بن الوليد إِلى

مَرازِبةِ فارس: الحمد لله الذي فَضَّ خَدَمَتَكُمْ؛ قال: فَضَّ الله

خَدَمَتهم أَي فرق جماعتهم؛ الخَدَمة،بالتحريك: سير غليظ مضفور مثل الحَلْقة

يشد في رُسْغِ البعير، ثم يشد إِليها سَرائِحُ نعله، فإِذا انْفَضَّتِ

الخَدَمَة انْحَلَّت السَّرائِحُ وسقطت النعل، فضرب ذلك مَثَلاً لذهاب ما

كانوا عليه وتفَرُّقِهِ، وشَبَّه اجتماع أَمر العَجَمِ واتساقه بالحلقة

المستديرة، فلهذا قال: فَضَّ خَدَمَتكُم أَي فرقها بعد اجتماعها. وقال

أَبو عبيد: هذا مَثَلٌ، وأَصل الخَدَمَةِ الحلقةُ المستديرة المُحْكَمَةُ،

ومنه قيل للخلاخيل خِدامٌ؛ وأَنشد:

كانَ مِنَّا المُطارِدون على الأُخْـ

ـرى، إِذا أَبْدَتِ العَذَارَى الخِدامَا

قال: فَشَبَّهَ خالد اجتماع أَمرهم كان واستيثاقهم بذلك، ولهذا قال:

فَضَّ الله خَدَمَتَكُمْ أَي فرقها بعد اجتماعها.

وابن خِدامٍ: شاعر قديم، ويقال: ابن خِذامٍ، بالذال المعجمة.

غلث

غلث: غلث: وزن الشيء بغلافه: ليس بالوزن الصافي. (بوشر).

غلث


غَلَثَ(n. ac. غَلْث)
a. Mixed.

غَلِثَ(n. ac. غَلَث)
a. Failed to light (flint).
b. Fought furiously.

غَلَّثَa. Disordered.

إِغْتَلَثَa. see (غَلِثَ) (a).
غَلْثَىa. A certain bitter plant.

غَلَثa. Mixture; mêlée.

غَلِثa. Furious, infuriated, desperate.

غَلِيْثa. Mixed.

N. P.
غَلڤثَa. see 25
N. Ag.
غَاْلَثَa. Furious fighter.
غ ل ث : غَلَثْتُ الشَّيْءَ بِغَيْرِهِ غَلْثًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ خَلَطْتُهُ بِهِ كَالْحِنْطَةِ بِالشَّعِيرِ وَالْغَلَثُ بِفَتْحَتَيْنِ الِاسْمُ وَطَعَامٌ غَلِيثٌ أَيْ مَخْلُوطٌ بِالْمَدَرِ وَالزُّوَانِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَعَلَثْتُهُ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ لُغَةٌ وَهُوَ مَغْلُوثٌ وَمَعْلُوثٌ أَيْضًا. 
(غلث)
الشَّيْء بالشَّيْء غلثا خلطه بِهِ يُقَال غلث الْحِنْطَة بِالشَّعِيرِ وَاللَّبن بِالْمَاءِ

(غلث) فِي الْحَرْب غلثا اشْتَدَّ فِيهَا فَهُوَ غلث وبالشيء لزمَه يُقَال غلث الذِّئْب بالغنم إِذا لَزِمَهَا يفترسها والطائر فَاء شَيْئا ابتلعه والزند لم يور وَفُلَان كَانَ بِهِ نشوة من الطَّعَام أَو الشَّرَاب وَكَانَ بِهِ تمايل وتكسر من النعاس فَهُوَ غلث
غلث
الغَلْثُ: الخَلْطُ، طَعامٌ مَغْلُوثٌ: أي مَخْلُوطٌ.
وغلث الطائر: إذا هاع.
والغَلِثُ: الذي تأخُذُه عن الطَّعام والشَّرَابِ نَشْوَةٌ وتَمَايُلٌ. ومن النُّعَاس: تكْسِيره ُوكَسَلُه. والمُغَلِّثُ من الوَجَع: هو المُقَارِبُ. والمُغالِثُ: المُلازِمُ للشَّيْءِ.
والغَلْثى: شَجَرَةٌ من شَجَرِ الجِبال يُغلَثُ بها للسِّباع والطَّيْرِ.
والغَلِثُ والغَلَثِيُّ: الدّاهِيَةُ. وشَعرٌ غَلِيث: أشْمَطُ. والغَلَثُ في الغَضَب: الاخْتِلاطُ. وسِقَاءٌ مَغْلُوث: مَدْبُوغٌ بالتمر أو البُسْرِ.
[غلث] الغَلْثُ: الخلط يقال غَلَثْتُ البُرَّ بالشعير أغْلِثه. بالكسر، فهو مَغْلوثٌ وغَليثٌ. وفلانٌ يأكل الغَليثَ، إذا كان يأكل خبزاً من شعير وحِنطة. والمَغْلوثُ: الطعام الذي فيه المدَر والزُؤانُ. ابن السكيت: سِقاءٌ مَغْلوثٌ، إذا كان مدبوغاً بالتمر أو بالبُسر. والغَلَثُ بالتحريك: شدَّة القتال. يقال: غَلِثَ فلانٌ بفلان، إذا لزمه يقاتله. ورجلٌ غَلِثٌ ومُغالِثٌ: شديد القتال. قال رؤبة:

إذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ * وقد غَلِثَ الذئب بغنم فلانٍ، إذا لزمها يفرسها. 

غلث: الغَلْثُ: الخَلْطُ؛ وفي المحكم: الغَلْثُ خَلطُ البُرِّ بالشعير

أَو الذُّرة؛ وعَمَّ به بعضُهم.

غَلَثَه يَغْلِثُه، بالكسر، غَلْثاً، فهو مَغْلُوثٌ، وغَلِيثٌ،

واغْتلَثه؛ وفي حديث عمر، رضي الله عنه: ما كان يأْكُلُ السَّمْنَ مَغْلُوثاً

إِلاّ بإِهالَةٍ، ولا البُرَّ إِلاَّ مَغْلوثاً بالشعير.

وفلانٌ يأْكل الغَلِيثَ. والغَلِيثُ: الخُبْز المخلوطُ من الحِنْطة

والشعير. والغَلَثُ: المَدَرُ والزُّؤَانُ، وقد ذكر بالعين المهملة؛

والمَغْلُوثُ والغِليثُ والمُغَلَّثُ: الطعامُ الذي فيه المَدَرُ والزُؤَانُ.

والغَلِيثُ: ما يُسَوَّى للنَّسْر من لَحْم وغيره، ويُجْعَل فيه السَّمُّ،

فيؤْخذ إِذا ماتَ؛ قال الشاعر:

كما يُسَقَّى الهَوْزَبُ الأَغْلاثا

والهَوْزَبُ: النَّسْرُ المُسِنُّ. والغَلْثى: مِن الطير؛ وقيل:

الغَلْثى اسم شجرة إِذا أُطْعِمَ ثمَرَها السباعُ، قَتَلَتْها؛ قال أَبو

وَجْزة:كأَنها غَلْثى مِن الرُّخْمِ تَدِفْ

وقُتِلَ النَّسْرُ بالغَلْثى، والغَلْثى، مقصورٌ، على مثال السَّلْوى،

عن كراع: وهو طعام يُخْلَط له فيه سَمٌّ، فيأْكله فيَقْتُله، فيؤْخذ

رِيشُه، فتُراشُ به السِّهامُ. التهذيب: الغَلِيثُ الطعامُ المخلوطُ بالشعير،

فإِن كان فيه مَدَرٌ، أَو زُؤَانٌ، فهو المَغْلُوثُ. وقال الفراء:

المَعْلُوثُ، بالعين: المخلوط؛ وقال غيره: وقد سمعناه، بالغين، مَغْلُوثٌ؛ وقال

لبيد:

مَشْمُولةٌ غُلِثَتْ بنابِتِ عَرْفَج،

كدُخانِ نارٍ، ساطِعٍ أَسْنامُها

وغَلِثَ الزَّنْدُ غَلَثاً، وأَغْلَثَ: لم يُورِ. واغْتَلَثْتُ

الزَّنْدَ: انْتَجَيْتَه من شجرة لا تَدري أَيُوري أَم لا؟ قال حسان:

مَهاجِنةٌ، إِذا نُسِبُوا، عَبِيدٌ،

عَضاريطٌ، مَغالِثةُ الزِّنادِ

أَي رِخْوُ الزِّنادِ، وهو مذكور في العين المهملة.

وغَلْثُ الحُلْم: شيء تَراه في النَّوْم مما ليس برُؤْيا صادقةٍ.

والمُغْلِثُ: المُقارِب من الوَجَع، ليس يُضْجِعُ صاحبَه، ولا يُعْرقُ.

وسِقاءٌ مَغْلُوث: دُبِغ بالتمر أَو البُسْر.

والغَلِثُ: الشديدُ القتال اللَّزُومُ لمن طالَبَ أَو مارَسَ.

والغَلَثُ، بالتحريك: شِدَّة القتال.

وغَلِثَ به غَلَثاً: لزِمه وقاتله.

ورجل غَلِثٌ ومُغالِثٌ: شديدُ القتال؛ قال رؤبة:

إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ

اسْمَهَرَّ: اشْتَدَّ. والحَلِسُ: الذي لا يُبارحُ قِرْنَه.

والمُغالِثُ: المُلازِمُ له. وقال مُبْتَكِرٌ: فلانٌ يَتَغَلَّثُ بي أَي يَتَوَلَّعُ

بي. وغَلِثَ الذئبُ بغَنَم فلان: لَزِمَها يَفْرِسُها. وغَلِثَ الطائرُ:

هاعَ ورَمى من حَوْصَلَتِه بشيء كان اسْتَرَطَه. واغْتَلَثَ للقوم

غُلْثةً: كذَبَ لهم كَذِباً نَجا بِه. وذكر أَبو زياد الكِلابيُّ ضُروباً من

النبات فقال: إِنها من الأَغْلاثِ، منها: العِكْرِشُ، والحَلْفاء،

والحاجُ، واليَنْبوتُ، والغافُ، والعِشْرِقُ، والقَبا، والسِّفا، والأَسَلُ،

والبَرْدِيُّ، والحَنْظَلُ، والتَّنُّومُ،والخِرْوَعُ، والراءُ، واللَّصَفُ؛

قال: والأَغْلاثُ مأْخوذٌ من الغَلْثِ، وهو الخَلْطُ.

غلث

1 غَلَثَ, aor. ـِ inf. n. غَلْثٌ, (S, O, Msb,) which is like عَلْثٌ in its meanings, (K, TA,) for the most part, (TA,) He mixed one thing with another; as wheat with barley. (S, O, Msb.) A2: غَلَثَ السِّقَآءَ: see عَلَثَ, with the unpointed ع.

A3: غَلِثَ, [aor. ـَ (S,) inf. n. غَلَثٌ, (S, K,) [like عَلِثَ,] He fought vehemently. (S, K.) and غَلِثَ بِهِ He kept, or clave, to him, fighting him. (S, O.) [And perhaps, as may be inferred from an explanation of مُغَالِثٌ, one says in like manner ↓ غَالَثَهُ, or غالث بِهِ; to which latter, Golius assigns a meaning similar to this, or to that which here next follows, as on the authority of J; but I do not find it in the S.] And غَلِثَ الذِّئْبُ بِالغَنَمِ [like عَلِثَ] The wolf kept to the sheep, or goats, seizing them, and breaking their necks. (S, O.) A4: And غَلِثَ, aor. ـِ (K,) inf. n. غَلَثٌ, (TA,) said of a زَنْد, It failed to produce fire; as also ↓ اغتلث. (K.) [See also 1 in art. علث.]

A5: and غَلِثَ said of a bird, It vomited from its crop something which it had swallowed. (O, TA.) 2 إِنِّى لَأَجِدُ فِى نَفْسِى تَغْلِيثًا means Verily I find, or experience, in myself, disorder, or disturbance. (O.) [See also مُغَلِّثٌ: and see 2 in art. علث.]3 غَاْلَثَ see the first paragraph above.5 فُلَانٌ يَتَغَلَّثُ بِى Such a one devotes himself to me, or clings to me with devotion. (L.) [See also تعلّث, with ع.]8 إِغْتَلَثَ see 1.

A2: اغتلث زَنْدًا He chose a زند from a tree without knowing whether it would produce fire or not; (TA;) i. q. اعتلثهُ [q. v.]. (K, TA.) And فُلَانٌ يَغْتَلِثُ الزِّنَادَ signifies the same as يَعْتَلِثُهَا expl. in art. علث. (TA in that art.) A3: اغتلث ↓ القَوْمَ غُلْثَةً He told the people, or party, a lie, or falsehood, whereby he effected his escape, or safety. (TA.) Q. Q. 3 اِغْلَنْثَى عَلَيْهِمْ [like اِغْلَنْتَى] He set upon them, or assailed them, or overcame them, with beating and reviling (O, K) and violence. (O.) [See اِسْرَنْدَى.]

غَلْثُ الحُلْمِ A thing that one sees in sleep, that is not a true dream. (TA.) غَلَثٌ What is mixed: as wheat mixed with barley. (Msb.) [In the present day, it is used as signifying What is mixed with wheat &c., of those things that are taken forth and thrown away; like عَلَثٌ. See also غَلِيثٌ.] b2: [And its pl.] أَغْلَاثٌ is mentioned by Aboo-Ziyád El-Kilá- bee as a term applied to Several sorts of plants, (O, TA,) not بَقْل nor حَمْض nor عِضَاه, (O,) among which are the عِكْرِش and حَلْفَآء and حَاج and يَنْبُوت and لَصَف and عِشْرِق and سَنَا and أَسَل and بَرْدِىّ and حَنْظَل and تَنُّوم and خِرْوَع (O, TA) &c. (O.) [See also عَلَثٌ.]

غَلِثٌ and ↓ مُغَالِثٌ (S, O, K, TA) and ↓ غَالِثٌ (TA) A man who fights vehemently, (S, O, K, TA,) cleaving to him whom he pursues [for bloodrevenge or the like: see عَلِثٌ]. (TA.) b2: And the first, Possessed, or insane. (O, K.) b3: And One in whom is an odour arising from food and wine or beverage, and an inclining of the body from side to side, and a languor, or languidness, from drowsiness. (O, K.) غُلْثَةٌ: see 8.

غَلْثَى A certain bitter tree, (K, TA,) with which one tans; mentioned by Kr: (TA:) or, accord. to Az, a certain tree, the fruit of which, if given to beasts of prey, or to vultures, kills them. (O.) b2: See also the next paragraph.

غَلِيثٌ and ↓ مَغْلُوثٌ Mixed. (S, O.) Wheat (S, O, K) mixed, (S, O,) or adulterated, (K,) with barley; (S, O, K;) as also عَلِيثٌ. (Az, TA in art. علث.) b2: Also, the first, (Msb,) and second, (S, O, Msb,) Wheat mixed with pieces of dry clay and with [the weed called] زُؤَان [q. v.]. (S, O, Msb.) b3: And the first, [as also عَلِيثٌ,] Bread made of barley and wheat. (S, O.) b4: And Food having poison mixed with it, by which vultures are killed; (O, K, TA;) as also ↓ غَلْثَى, (O and TA in art. علث,) and عَلْثَى; (TA in that art.;) and so لَغِيثٌ. (O.) غَالِثٌ: see غَلِثٌ.

مُغَلِّثٌ A moderate pain, that does not cause the patient to lie on his side, and of which the source is not known. (L.) [See also 2 in this art. and in art. علث.]

مَغْلُوثٌ: see غَلِيثٌ. b2: Also A [skin such as is termed] سِقَآء tanned with dried dates (تَمْر), or with [unripe dates in the state in which they are termed] بُسْر. (ISk, S, K.) [But see عَلَثَ السِّقَآءَ, in art. علث.]

مُغَالِثٌ: see غَلِثٌ.
غلث
: (الغَلْثُ) بِالْمُعْجَمَةِ (كالعَلْثِ) بِالْمُهْمَلَةِ (فِي) غالِب (معانِيهِ) كَمَا تَــقَدَّمَــت الإِشَارَةَ إِليه.
(وبالتَّحْرِيكِ: شِدَّةُ القِتَالِ) وَقد غَلِثَ بِهِ غَلَثاً: لزِمَه، وقَاتَلَه، وَقد تــقَدَّم.
(والغَلْثَى) ، مَقْصُور، (كسكْرَى) ، عَن كُراع (: شَجَرَةٌ مُرَّةٌ) يُدْبَغُ بهَا، وإِذَا أُطْعِمَ ثَمَرَها السِّباعُ قَتَلَتها، قَالَ أَبو وَجْزَةَ:
كأَنَّهَا غَلْثَى مِنَ الرُّخْمِ تَدِفْءِ
(والغَلِيثُ: مَا يُسَوَّى للنَّسْرِ مَسْمُوماً) ، أَي مخلوطاً بالسّمّ، كاللَّغِيثِ، وأَنشد الأَصمعيّ:
كَمَا يُسَقَّى الهَوْزَبُ الأَغْلاثَا
أَرادَ بالهَوْزَبِ النَّسْرَ المُسِنّ.
(و) الغَلِيثُ أَيضاً (الطَّعامُ يُغَشُّ بالشَّعِيرِ، كالمَغْلُوثِ) .
وَفِي الصّحاح: يُقَال: غَلَثْتُ البُرَّ بالشَّعِيرِ أَغْلِثُه، بالكسرِ، فَهُوَ مَغْلُوثٌ وغَلِيثٌ، وفلانٌ يَأْكُلُ الغَلِيثَ، إِذا كَانَ يَأْكُلُ خُبْزاً من شَعِيرٍ وحِنْطَةٍ.
والمَغْلوثُ: الطَّعَامُ الّذِي فيهِ المَدَرُ والزُّؤَانُ، وَقد تَــقَدَّم.
(واغْلَنْثَى عَلَيْهِم:) إِذا (عَلاَهُمْ بالضَّرْبِ والشَّتْمِ) والقَهْرِ، كَذَا قَالَهُ أَبو زَيْدٍ بالثاءه المُثَلّثَةِ، وعِنْد سيبويهِ: بابُ افْعَنْلَني غيرُ مُتَعَدَ إِلا مَا شَذّ، كاغْرَنْدَي واسْرَنْدَى، كَذَا فِي البُغْيَةِ لأَبِي جعفَرٍ اللَّبْلِيّ.
(و) الغَلِثُ (ككَتفٍ: الشَّدِيدُ القِتَالِ) اللَّزُومُ لمن طَالَبَ، (كالمُغَالِثِ) وَفِي نُسْخَة كالغَالِثِ، وَكِلَاهُمَا وَرَدَا.
(و) الغَلِثُ (: المَجّنُونُ) .
(ومَنْ بِهِ نَشْوَةٌ عَن الطَّعَامِ والشَّرابِ، وتَمَايُلٌ وتَكَسُّرٌ عَن النّعاسِ) وكَسَلٌ.
وغَلْثُ الحُلْمِ: شيءٌ ترَاهُ فِي النَّوْمِ مِمَّا لَيْسَ برُؤْيَا صادِقَةٍ.
(واغْتَلَثَ زَنْداً، كاعْتَلَثَهُ) أَي انْتَخَبَه من شَجَرَةٍ لَا يَدْرِي أَيُورِي أَم لَا، عَن أَبي زيد، وَقد تــقدّم.
ومَغَالِثَةُ الزِّنَادِ فِي قَول حسان:
(مَهَاجِنَةٌ إِذا نُسِبُوا عَبِيدٌ
غَضَارِيطٌ مَغَالِثَةُ الزِّنادِ)
أَي رِخْوُو الزِّنادِ.
(وغَلِثَ الزَّنْدُ) غَلَثاً كفَرِحَ: لم يُورِ، (كاغْتَلَثَ) ، وَقد تــقدَّم(و) عَن ابْن السِّكِّيتِ (سِقَاءٌ مَغْلُوثٌ:) أَي (مَدْبُوغٌ بالتَّمْرِ أَو البُسْرِ) .
وَذكر أَبو زِيادٍ الكِلابيُّ ضُرُوباً من النّبَاتِ، فَقَالَ: إِنها من الأَغْلاثِ، فمِنْهَا: العِكْرِشُ، والحَلْفَاءُ، والحَاجُ، واليَنْبوتُ، واللَّصَفُ، والعِشْرِق، والسَّفَا، والأَسَلَ، والبَرْدِيُّ، والحَنْظَلُ والتَّنُّومُ، والخِرْوَعُ.
وَفِي الصّحاح: وَقد غَلِثَ الذِّئبُ بغَنَمِ آلِ فلانٍ، إِذا لَزِمَها يَفْرِسُهَا، وَقد تــقدّم.
وَفِي اللّسان: المُغَلَّثُ: المُقارِبُ من الوَجَعِ لَيْسَ يُضْجِعُ صاحِبَه، وَلَا يُعْرَفُ أَصْلُه.
وَقَالَ مُبْتَكِرٌ: فُلانٌ يَتَغَلَّثُ بِي، أَي يَتَوَلَّعُ بِي.
وَقَالَ ابنُ دُريد: غَلِثَ الطَّائِرُ كفَرِحَ هَاعَ ورَمَى من حَوْصَلَتِه شَيْئاً كَانَ اسْتَرَطَهُ واغْتَلَثَ للقَوْمِ غُلْثَةً: كَذَبَ لَهُم كَذِباً نَجا بِهِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.