Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فعل_متعد

عضض

عضض


عَضَّ(n. ac. عَضّ
عَضِيْض) [ acc.
a. or
Bi
or
'Ala], Gripped, bit; champed ( the bit ).
b. [acc. & Bi], Reviled.
c. [Fī], Perfected (knowledge).
d. [Bi], Clave to.
e. Rendered expert, matured.

عَضَّضَa. see I (a)
عَاْضَضَa. Bit each other.

أَعْضَضَa. Made to bite.

تَعَاْضَضَa. see III
عَضّa. Biting, bite.

عَضَّةa. Bite.

عَضِيْضa. see 1
عَضُوْضa. Biting, mordacious; snappish.
b. Tyrant.
c. Hard times.
d. Bit, morsel.

عُضَّاْضa. The bridge of the nose.

N. P.
عَضڤضَعَضَّضَa. Bit, bitten.

عَضَّ الزَّمَان وَالحَرْب
a. The ravages of time & war.
(ع ض ض) : (الْعَضُّ) قَبْضٌ بِالْأَسْنَانِ مِنْ بَابِ لَبِسَ وَعَضَّ فِي الْعِلْمِ) بِنَاجِذِهِ إذَا أَتْقَنَهُ مَجَاز وَالنَّاجِذُ ضِرْسُ الْحُلُمِ لِأَنَّهُ يَنْبُتُ بَعْدَمَا تَمَّ عَقْلُهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» أَمْرٌ بِالْتِزَامِ السُّنَّةِ وَالِاعْتِصَام بِهَا وَفِيهِ تَأْكِيدٌ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي فَأَعِضُّوهُ فِي ع ز.
ع ض ض : عَضِضْتُ اللُّقْمَةَ وَبِهَا وَعَلَيْهَا عَضًّا أَمْسَكْتُهَا بِالْأَسْنَانِ وَهُوَ مِنْ بَابِ تَعِبَ فِي الْأَكْثَرِ لَكِنْ الْمَصْدَرُ سَاكِنٌ وَمِنْ بَابِ نَفَعَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ.
وَفِي أَفْعَالِ ابْنِ الْقَطَّاعِ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعَضَّ الْفَرَسُ عَلَى لِجَامِهِ فَهُوَ عَضُوضٌ مِثْلُ رَسُولٍ وَالِاسْمُ الْعَضِيضُ وَالْعِضَاضُ بِالْكَسْرِ وَيُقَالُ لَيْسَ فِي الْأَمْرِ معض أَيْ مُسْتَمْسَكٌ وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا» أَيْ الْزَمُوهَا وَاسْتَمْسِكُوا بِهَا. 
عضض
عَضَّ/ عَضَّ على عَضِضْتُ/ عَضَضْتُ، يَعَضّ ويعُضّ، اعْضَضْ/عَضَّ واعْضُضْ/ عُضَّ، عضًّا، فهو عاضّ، والمفعول مَعْضوض
• عضَّه كلبٌ: أمسكه بأسنانه وشدَّ عليه " {وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} " ° عضَّ أنامله غيظًا: غضب غضبًا شديدًا مع الحسرة والندم- عضَّ اليدَ التي أطعمته: أساء إلى مَنْ أحسن إليه- عضَّ فلانًا بلسانه: تناوله، شتمَه، ذكره بسوء- عضَّه الدَّهْرُ بنابه: أصابه بشرّه- عضَّه الدَّهْرُ والزَّمانُ: اشتدّ وقسى عليه.
• عضَّ على الأمر بأسنانه: حافظ عليه? عضَّ عليه بالنَّواجذ: استمسك به، حرَص عليه- عضَّ في الأمر بناجذه: أتقنه.
• عضَّ على يَدَيْه: ندِم " {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} "? عضَّ بَنان النَّدم: تندّم، تحسَّر على شيء لم يفعله وظهرت قيمة فعله مستقبلاً- عضَّ على نواجذه: كبت شعورَه، كظم غيظَه- عضَّ على يديه حنقًا: بالغ في عداوته. 

عَضّ [مفرد]: مصدر عَضَّ/ عَضَّ على. 

عضَّة [مفرد]: اسم مرَّة من عَضَّ/ عَضَّ على: جُرْحٌ يُسبِّبُه الشَّدُّ بالأسنان "عضَّة كلب/ كمّاشة- عضَّة غائرة". 

عَضُوض [مفرد]
• مُلْكٌ عَضُوض: فيه ظلم وعُنْف "صارت الخلافةُ بعد الخلفاء الرَّاشدين مُلْكًا عَضُوضًا". 
ع ض ض

ترأس قبل أن يعض في العلم بضرسٍ قاطع. وبرئت إليك من عضاض هذه الدابة. وما ذقت عضاضاً أي ما يعض. " ومن تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ".

ومن المستعار: هو أعوج ما يصلّيه عض الثقاف. وأعض المحاجم قفاه. وأعضّ السيف بساق البعير. قال لبيد:

ولكنا نعضّ السيف منها ... بأسوق عافيات الشحم كوم

وعضّه الأمر: اشتد عليه. وعضّته الحرب. قال الأخطل:

ضجّوا من الحرب إذ عضّت غواربهم ... وقيس عيلان من أخلاقها الضجر

وعضه بلسانه: تناوله. وما في هذا الأمر معض أي مستمسك. وعضذ فلان بالشر إذا لزمه فلم يخله. قال ابن أحمر:

نأت عن سبيل الخير إلا أقلّه ... وعضت من الشرّ القراح بمعظم وقوس عضوض: لزق وترها بكبدها. وزمن عضوض: كلب. وملك عضوض: غشوم. وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه: سترون بعدي ملكاً عضوضاً وأمةً شعاعاً. وبئر عضوض: بعيدة القعر كأنها تعض الماتح بما تشقّ عليه. ويقال للفهم العالم بمغمّضات الأمور: " إنه لعضٌّ ": قال القطاميّ:

أحاديث من عادٍ وجرهم جمّةٌ ... يثوّرها العضان زيد ودغفل

وإنه لعض مال أي حسن القومية عليه. وغلق عض: لا يكاد ينفتح. قال رؤبة:

وارتدّ في قلبي هوى لا أصرمه ... كغلق الروميّ عضّاً مبهمه

وهو عض سفر: قويّ عليه قد عضّته الأسفار وجرّسته، فعل بمعنى مفعول. ويقال للمنكر الخصم: إنه لعض. قال:

ولم أك عضاً في الندامى ملومّاً

وهو بمعنى فاعل لأنه يعض الناس بلسانه ويقولون: ما كنت عضاً ولقد عضضت، كقولهم: نكلٌ: للذي ينكل أقرانه.
[عضض] ابن السكيت: عَضِضْت باللقمة فأنا أعَضُّ. وقال أبو عبيدة: عَضَضْتُ بالفتح: لغة في الرِبابِ. يقال: عَضَّهُ، وعَضَّ به، وعَضَّ عليه. وهما يَتَعاضَّان، إذا عَضَّ كلُّ واحدٍ منهما صاحبه. وكذلك المعاضة والعضاض. وأعضضته الشئ فعضه. وفى الحديث: " فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ". قال الاعشى: عض بما أبقى المواسى له * من أمه في الزمن الغابر * ويقال أعْضَضْتُهُ سيفي، أي ضربته به. وعَضَّ الرجل بصاحبه يَعَضُّ عَضيضاً، أي لزمه. وما لنا في هذا الأمر مَعَضٌّ، أي مستمسمك. وما عندنا عضوض وعضاض بالفتح، أي ما يُعَضُّ عليه فيؤكل. وأنشد الفراء: كأن تحتي بازيا ركاضا * أخدر خمسا لم يذق عضاضا * وفرس عضوض، أي يعض، والاسم منه العِضاضُ بالكسر. يقال: برئت إليك من العِضاضِ والعَضيضِ أيضا. عن يعقوب. وفلان عضاض عيش، أي صبورٌ على الشدّة. وعاضَّ القومُ العيشَ منذ العام فاشتدّ عِضاضُهُم، أي عيشُهم. وبئرٌ عضوضٌ، أي بعيدة القعر ضيِّقةٌ تُسْتَقى بالسانية. ومياه بنى تميم عضض. وما كانت البئر عَضوضاً، ولقد أعَضَّتْ. وما كانت جَروراً، ولقد أجَرَّتْ. وزمنٌ عَضوضٌ، أي كَلِبٌ. وفلانٌ يعَضِّضُ شفتيه، أي يَعَضُّ ويكثر ذلك، من الغضب. والتَعْضوضُ: تمرٌ أسود شديدُ الحلاوةِ، معدِنُهُ هَجَرٌ. والعُضُّ بالضم: علفُ أهل الأمصار، مثل الكسب والنوى المَرضوخ. تقول منه: أعض القوم، إذا أكلت إبلهم العُضُّ. وبعيرٌ عُضاضِيٌّ، أي سمينٌ، كأنه منسوب إليه والعِضُّ بالكسر: الداهي من الرجال، والبليغُ المتكبِّر المنكرُ. وقد عَضِضْتَ يا رجل، أي صرت عِضًّا. قال القطامى: أحاديث من أبناء عاد وجرهم * يثورها العضان زيد ودغفل * ويقال أيضاً: إنه لعِضُّ مالٍ، إذا كان شديد القيام عليه. وعِضُّ سفرٍ، أي قويٌّ عليه. وغَلَقٌ عِضٌّ: لا يكاد ينفتح. والعِضُّ أيضاً: الشرس، وهو ما صَغُر من شجر الشوك كالشُبْرُمِ، والحاجِ، والشِبْرِقِ، واللَصَفِ، والعِتْرِ، والقَتادِ الأصغر. يقال: هذا بلدٌ به عِضٌّ وأعْضاضٌ. وبعيرٌ عاضٌّ: يرعى العِضَّ. وبنو فلان مُعِضُّون، إذا رعت إبلهم العِضَّ. وقد أعَضُّوا. وأعَضَّتِ الأرض، فهي مُعِضَّةٌ كثيرةُ العض .

عضض: العَضُّ: الشدُّ بالأَسنان على الشيء، وكذلك عَضّ الحيَّة، ولا

يقال للعَقْرَب لأَن لَدْغَها إِنما هو بِزُباناها وشَوْلَتِها، وقد

عَضِضْتُه أَعَضُّه وعَضِضْتُ عليه عَضّاً وعِضاضاً وعَضِيضاً وعَضَّضْتُه،

تميمة ولم يسمع لها بآتٍ على لغتهم، والأَمر منه عَضَّ واعْضَضْ. وفي حديث

العِرْباض: وعَضُّوا عليها بالنواجِذِ؛ هذا مثل في شدّة الاستماك بأَمر

الدين لأَن العَضَّ بالنواجذ عَضٌّ بجميع الفم والأَسنان، وهي أَواخِرُ

الأَسنان، وقيل: هي التي بعد الأَنياب. وحكى الجوهري عن ابن السكيت: عضضت

باللقمة فأَنا أَعَضُّ، وقال أََبو عبيدة: عَضَضْتُ، بالفتح، لغة في

الرِّبابِ. قال ابن بري: هذا تصحيف على ابن السكيت، والذي ذكره ابن السكيت في

كتاب الإِصلاح: غَصِصْتُ باللقمة فأَنا أَغَصُّ بها غَصَصاً. قال أَبو

عبيدة: وغَصَصْتُ لغة في الرِّبابِ، بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة.

ويقال: عَضَّه وعَضَّ به وعَضَّ عليه وهما يَتعاضّانِ إِذا عَضَّ كل واحد

منهما صاحبه، وكذلك المُعاضَّةُ والعِضاضُ. وأَعْضَضْتُه سيفي: ضربته به.

وما لنا في هذا الأَمر مَعَضٌّ أَي مُسْتَمْسَكٌ. والعَضُّ باللسان: أَنْ

يَتَناوَلَه بما لا ينبغي، والفعلُ كالفعلِ، وكذلك المصدر.

ودابةٌ ذاتُ عَضِيضٍ وعِضاضٍ، قال سيبويه: العِضاضُ اسم كالسِّبابِ ليس

على فَعَلَه فَعْلاً. وفرَسٌ عَضُوضٌ أَي يَعَضُّ، وكلب عَضوض وناقة

عَضوض، بغير هاء. ويقال: بَرِئْتُ إِليك من العِضاضِ والعَضِيضِ إِذا باع

دابَّة وبَرِئَ إِلى مشتريها من عَضِّها الناسَ، والعُيُوبُ تجيءُ على

فِعال، بكسر الفاء.

وأَعْضَضْتُه الشيءَ فَعَضَّه، وفي الحديث: من تَعَزَّى بِعَزاءِ

الجاهلية فأَعِضُّوه بِهَنِ أَبيه ولا تَكْنُوا أَي قُولوا له: اعْضَضْ بأَيْرِ

أَبيك ولا تكنوا عن الأَير بالهن تنكيلاً وتأْديباً لمن دعَا دَعْوى

الجاهلية؛ ومنه الحديث أَيضاً: من اتَّصَلَ فأَعِضُّوه أَي من انتسَب

نِسْبَةَ الجاهلية وقال يا لفلان. وفي حديث أُبَيّ: أَنه أَعَضَّ إِنساناً

اتّصَل. وقال أَبو جهل لعتبة يوم بدر: واللّه لو غَيْرُك يقول هذا

لأَعْضَضْتُه؛ وقال الأَعْشى:

عَضَّ بما أَبْقَى المَواسِي له

من أُمِّه، في الزَّمَنِ الغابِرِ

وما ذاقَ عَضاضاً أَي ما يُعَضُّ عليه. ويقال: ما عندنا أَكالٌ ولا

عَضاضٌ؛ وقال:

كأَنَّ تَحْتي بازِياً رَكَّاضا

أَخْدَرَ خَمْساً، لم يَذُقْ عَضاضا

أَخْدَرَ: أَقامَ خَمْساً في خِدْره، يريد أَن هذا البازي أَقام في

وَكْره خمس ليال مع أَيامهن لم يذق طعاماً ثم خرج بعد ذلك يطلب الصيد وهو

قَرِمٌ إِلى اللحم شديد الطيران، فشبه ناقته به. وقال ابن بزرج: ما أَتانا

من عَضاضٍ وعَضُوضٍ ومَعْضُوضٍ أَي ما أَتانا شيءٌ نَعَضُّه. قال: وإِذا

كان القوم لا بنين لهم فلا عليهم أَن يَرَوْا عَضاضاً. وعَضَّ الرجلُ

بصاحِبه يَعَضُّه عَضّاً: لَزِمَه ولَزِقَ به. وفي حديث يعلى: يَنْطَلِقُ

أَحدكم إِلى أَخيه فَيَعَضُّه كَعَضِيضِ الفَحْلِ؛ أَصل العَضِيضِ اللزوم،

وقال ابن الأَثير في النهاية: المراد به ههنا العَضُّ نفسه لأَنه بعضه له

يلزمه. وعَضَّ الثِّقافُ بأَنابِيبِ الرُّمْحِ عَضّاً وعَضَّ عليها:

لَزِمَها، وهو مَثَلٌ بما تقدَّمَ لأَن حقيقة هذا الباب اللزوم واللزوق.

وأَعَضَّ الرُّمْحَ الثِّقافَ: أَلزمه إِيّاه. وأَعَضَّ الحَجَّامُ

المِحْجَمةَ قفاه: أَلزمها إِيّاه؛ عن اللحياني. وفلان عِضُّ فلان وعَضِيضُه أَي

قِرْنُه. ورجل عِضٌّ: مُصْلِحٌ لِمَعِيشته وماله ولازم له حَسَنُ القِيامِ

عليه. وعَضِضْتُ بمالي عُضُوضاً وعَضاضةً: لَزِمْتُه. ويقال: إِنه

لَعِضُّ مال، وفلان عِضُّ سفَر قويٌّ عليه وعِضُّ قتال؛ وأَنشد

الأَصمعي:لم نُبْقِ من بَغْيِ الأَعادي عِضّا

والعَضُوضُ: من أَسماء الدَّواهي. وفي التهذيب: العَضْعَضُ العِضُّ

الشديد، ومنهم من قَيَّدَهُ من الرجال. والضَّعْضَعُ: الضعيفُ. والعِضُّ:

الداهِيةُ. وقد عَضِضْتَ يا رجل أَي صِرْتَ عِضّاً؛ قال القطامي:

أَحادِيثُ مِن أَنباءِ عادٍ وجُرْهُمٍ

يُثَوِّرُها العِضّانِ: زَيْدٌ ودَغْفَلُ

يريد بالعِضِّينِ زيد بن الكَيِّسِ النُّمَيْري، ودَغْفَلاً النسَّابةَ،

وكانا عالمي العرب بأَنسابها وأَيامها وحِكَمِها؛ قال ابن بري: وشاهد

العِضِّ أَيضاً قول نجاد الخيبري:

فَجَّعَهُمْ، باللَّبَنِ العَكَرْكَرِ،

عِضٌّ لَئِيمُ المُنْتَمَى والعُنْصُرِ

والعِضُّ أَيضاً: السَّيءُ الخُلُق؛ قال:

ولم أَكُ عِضّاً في النَّدامى مُلَوَّما

والجمع أَعضاضٌ. والعِضُّ، بكسر العين: العِضاهُ. وأَعَضَّتِ الأَرضُ،

وأَرضٌ مُعِضَّة: كثيرة العِضاهِ. وقومٌ مُعِضُّونَ: تَرْعَى إِبلهم

العِضَّ.

والعُضُّ، بضم العين: النوى المَرْضُوخُ والكُسْبُ تُعْلَفُه الإِبل وهو

عَلَف أَهل الأَمصار؛ قال الأَعشى:

من سَراة الهِجانِ صَلَّبَها العُـ

ـض، ورَعْيُ الحِمَى، وطولُ الحِيالِ

العُضُّ: عَلَفُ أَهل الأَمصار مثل القَتِّ والنوى. وقال أََبو حنيفة:

العُضُّ العجينُ الذي تعلفه الإِبل، وهو أَيضاً الشجر الغليظ الذي يبقى في

الأَرض. قال: والعَضاضُ كالعُضِّ، والعَضاضُ أَيضاً ما غَلُظَ من النبت

وعَسا. وأَغَضَّ القومُ: أَكَلَتْ إِبلهم العُضَّ أَو العَضاضَ؛ وأَنشد:

أَقولُ، وأَهْلي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها

مُعِضُّونَ: إِن سارَتْ فكيفَ أَسيرُ؟

وقال مرة في تفسير هذا البيت عند ذكر بعض أَوصاف العِضاه: إِبل

مُعِضَّةٌ تَرْعَى العِضاهَ، فجعلها إِذ كان من الشجر لا من العُشْبِ بمنزلة

المعلوفة في أَهلها النَّوَى وشبهه، وذلك أَن العُضَّ هو علَف الرِّيفِ من

النوى والقَتِّ وما أَشبه ذلك، ولا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا

على هذا التأْويل. والمُعِضُّ: الذي تأْكل إِبله العُضَّ. والمُؤْرِكُ:

الذي تأْكل إِبله الأَراكَ والحَمْضَ، والأَراكُ من الحَمْضِ. قال ابن

سيده: قال المتعقب غَلِطَ أَبو حنيفة في الذي قاله وأَساءَ تخريج وجه كلام

الشاعر لأَنه قال: إِذا رعى القوم العِضاه قيل القوم مُعِضُّونَ، فما

لذكره العُضّ، وهو علف الأَمصار، مع قول الرجل العِضاه:

وأَين سُهَيْلٌ من الفَرْقَدِ

وقوله: لا يجوز أَن يقال من العِضاه مُعِضٌّ إِلا على هذا التأْويل، شرط

غير مقبول منه لأَنَّ ثَمَّ شيئاً غَيَّره عليه قبل، ونحن نذكره إِن شاء

اللّه تعالى. وفي الصحاح: بعير عُضاضِيٌّ أَي سمين منسوب إِلى أَكل

العُضِّ؛ قال ابن بري: وقد أَنكر عليُّ بنُ حمزة أَن يكون العُضُّ النوى لقول

امرئ القيس:

تَقْدُمُه نَهْدَةٌ سَبُوحٌ،

صَلَّبَها العُضُّ والحِيالُ

قال أَبو زيد في أَول كتاب الكلإِ والشجر: العضاه اسم يقع على شجر من

شجر الشوك له أََسماء مختلفة يجمعها العضاه، واحدتها عِضاهةٌ، وإِنما

العِضاه الخالص منه ما عظم واشتد شوكه، وما صغر من شجر الشوك فإِنه يقال له

العِضُّ والشِّرْسُ، وإِذا اجتمَعَت جموع ذلك فما له شوك من صغاره عِضٌّ

وشِرْسٌ، ولا يُدْعَيانِ عِضاهاً، فمن العِضاه السَّمُرُ والعُرْفُطُ

والسَّيالُ والقَرَظُ والقَتادُ الأَعظم والكَنَهْبَلُ والعَوْسَجُ والسِّدْرُ

والغافُ والغَرَبُ، فهذه عِضاهٌ أَجمع ومن عِضاهِ القِياسِ، وليس

بالعضاه الخالص الشَّوْحَطُ والنَّبْعُ والشِّرْيانُ والسَّراءُ والنَّشَمُ

والعُجْرُمُ والتَّأْلَبُ والغَرَفُ فهذه تدعى كلُّها عِضاهَ القِياسِ، يعني

القِسيَّ، وليست بالعضاه الخالص ولا بالعِضِّ؛ ومن العِضِّ والشَّرْسِ

القَتادُ الأَصغر، وهي التي ثمرتها نُفّاخةٌ كَنُفّاخةِ العُشَرِ إِذا

حركت انفقأَت، ومنها الشُّبْرُمُ والشِّبْرِقُ والحاجُ واللَّصَفُ

والكَلْبةُ والعِتْرُ والتُّغْرُ فهذه عِضٌّ وليست بعضاه، ومن شجر الشوك الذي ليس

بِعضٍّ ولا عضاه الشُّكاعَى والحُلاوَى والحاذُ والكُبُّ والسُّلَّحُ.

وفي النوادر: هذا بلدُ عِضٍّ وأَعضاضٍ وعَضاضٍ أَي شجر ذي شوك. قال ابن

السكيت في المنطق: بعير عاضٌّ إِذا كان يأْكل العِضَّ وهو في معنى عَضِهٍ،

وعلى هذا التفصيل قول من قال مُعِضُّونَ يكون من العِضِّ الذي هو نفس

العِضاه وتصح روايته.

والعَضُوضُ من الآبارِ: الشاقَّةُ على الساقي في العمل، وقيل: هي

البعِيدةُ القعرِ الضَّيِّقةُ؛ أَنشد:

أَوْرَدَها سَعْدٌ عليَّ مُخْمِسا،

بِئْراً عَضُوضاً وشِناناً يُبَّسا

والعرب تقول: بِئْرٌ عَضُوضٌ وماءٌ عَضُوضٌ إِذا كان بعيدَ القعر يستقى

منه بالسانِيةِ. وقال أَبو عمرو: البئرُ العَضُوضُ هي الكثيرة الماء،

قال: وهي العَضِيضُ. في نوادره: ومِياهُ بني تميم عُضُضٌ، وما كانت البئر

عَضُوضاً ولقد أَعَضَّتْ، وما كانت جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ، وما كانت

جَرُوراً ولقد أَجَرَّتْ.

والعُضَّاضُ: ما بين رَوْثةِ الأَنف إِلى أَصله، وفي التهذيب: عِرْنِينُ

الأَنف؛ قال:

لمَّا رأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا،

أَعْدَمْتُه عُضَّاضَه والكَفَّا

وقال ابن بري: قال أَبو عُمَر الزاهد العُضاضُ، بالضم، الأَنف؛ وقال ابن

دريد: الغُضاضُ، بالغين المعجمة؛ وقال أَبو عمرو: العُضَّاضُ، بالضم

والتشديد، الأَنف؛ وأَنشد لعياض بن درة:

وأَلْجَمَه فأْسَ الهَوانِ فلاكَه،

فأَعْضَى على عُضّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ

قال الفراء: العُضاضِيُّ الرجل الناعم اللَّيِّنُ مأْخوذ من العُضاضِ

وهو ما لانَ من الأَنف.

وزَمَنٌ عَضُوضٌ أَي كَلِبٌ. قال ابن بري: عَضَّه القَتَبُ وعَضَّه

الدهْرُ والحرْبُ، وهي عَضوض، وهو مستعار من عَضِّ الناب؛ قال المخبّل

السعدي:لَعَمْرُ أَبيكَ، لا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ،

على الحِدْثانِ، خَيْراً من بَغِيضِ

غَداةَ جَنَى عليّ بَنيَّ حَرْباً،

وكيفَ يَدايَ بالحرْبِ العَضُوضِ؟

وأَنشد ابن بري لعبد اللّه بن الحجاج:

وإِنِّي ذو غِنىً وكَرِيمُ قَوْمٍ،

وفي الأَكْفاءِ ذو وَجْهٍ عَرِيضِ

غَلَبْتُ بني أَبي العاصِي سَماحاً،

وفي الحرْبِ المُنَكَّرَةِ العَضُوضِ

ومُلْكٌ عَضُوضٌ: شديدٌ فيه عَسْفٌ وعَنْفٌ. وفي الحديث: ثم يكون مُلْكٌ

عَضُوضٌ أَي يُصيبُ الرَّعِيَّةَ، فيه عسف وظلم، كأَنهم

(* قوله «كأَنهم

إلخ» كذا بالأصل. وأصل النسخة التي بأيدينا من النهاية ثم أصلحت كأنه

يعضهم عضاً.) يُعَضُّونَ فيه عَضّاً. والعَضُوضُ من أَبْنِيةِ المُبالغَةِ،

وفي رواية: ثم يكون مُلوك عُضُوضٌ، وهو جمع عِضٍّ، بالكسر، وهو

الخَبِيثُ الشَّرِسُ. وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: وسَتَرَوْنَ بعدي

مُلْكاً عَضُوضاً. وقوْسٌ عَضُوضٌ إِذا لَزِقَ وترُها بِكَبدِها. وامرأَة

عَضوض: لا يَنْفُذ فيها الذكَر من ضِيقها.

وفلان يُعَضِّضُ شفتيه أَي يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذلك من الغضَب. وفلان

عِضاضُ عَيْشٍ أَي صَبُورٌ على الشدة. وعاضَّ القومُ العَيْشَ منذُ العامِ

فاشتد عِضاضُهم أَي اشتدَّ عَيْشُهم. وغَلَقٌ عِضٌّ: لا يكادُ

يَنْفَتِحُ.والتَّعْضُوضُ: ضرب من التمر شديد الحلاوة، تاؤُه زائدة مفتوحة، واحدته

تَعْضُوضةٌ، وفي التهذيب: تمر أَسود، التاء فيه ليست بأَصلية. وفي

الحديث: أَن وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ قَدِموا على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم،

فكان فيما أَهْدَوْا له قُرُبٌ من تَعْضُوض؛ وأَنشد الرياشي في صفة نخل:

أَسْوَد كاللَّيْلِ تَدَجَّى أَخْضَرُهْ،

مُخالِط تَعْضُوضه وعُمُرُهْ،

بَرْنِيَّ عَيْدانٍ قَلِيلٍ قِشَرُهْ

العُمُر: نخل السُّكَّر. قال أَبو منصور: وما أَكلت تمراً أَحْمَتَ

حَلاوةً من التَّعْضُوضِ، ومعدنه بهجر وقُراها. وفي الحديث أَيضاً: أَهْدَتْ

لنا نَوْطاً من التعضوض. وقال أَبو حنيفة: التَّعْضُوضةُ تمرة طَحْلاءُ

كبيرة رطْبة صَقِرةٌ لذيذة من جَيِّد التمر وشَهِيِّه. وفي حديث عبد الملك

بن عمير: واللّه لتَعْضُوضٌ كأَنه أَخفاف الرِّباع أَطيب من هذا.

عضض
{عَضَضْتُهُ، مُتعدّياً بنَفْسه، و} عَضِضْتُ عَلَيْه، مُتَعَدِّياً بعَلَى، وكَذَا عَضضْتُ بِهِ، مُتَعَدِّياً بالبَاءِ، صَرَّح بِهِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ، كسَمِعَ ومَنَعَ. قَالَ شيخُنا: وَزْنُه بمَنَع وَهَمٌ إِذِ الشَّرْطُ غَيْرُ مَوْجُودٍ، كَمَا فِي النَّاموس، إِلاَّ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى تَدَاخُلِ اللُّغَاتِ، انْتهى. قُلْتُ: الفَتْحُ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ونَصُّه: ابنُ السِّكِّيت: عَضَضْتُ باللُّقْمَة فأَنَا أَعَضُّ. وَقَالَ أَبو عُبيْدٍ: عَضَضْتُ بالفَتْحِ لُغةٌ فِي الرِّبابِ. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا تَصْحِيفٌ على ابنِ السِّكِّيتِ، والَّذِي ذَكَرَهُ ابْن السِّكِّيت فِي كِتاب الإِصلاح: غَصِصْتُ باللُّقْمَةِ، فأَنا أَغَصُّ بهَا غَصَصاً، قَالَ أَبو عُبَيْدة: وغَصَصْتُ لُغَةٌ فِي الرِّباب، بالصَّاد المُهْمَلَةيَنْطَلِقُ أَحَدُكُم إِلى أَخيه {فيَعَضُّه} كعَضِيضِ الفَحْلِ أَصْلُ {العَضِيضِ اللُّزُومُ. وَقَالَ ابنُ الأَثير: المُراد بِهِ هُنَا العَضُّ نَفْسُهُ، لأَنَّهُ} بعَضِّه لَهُ يَلْزَمُهُ. {والعَضِيضُ، كأَميرٍ:} العَضُّ الشَّديدُ، هكَذا فِي سَائر الأُصُول، وَهُوَ) غَلَطٌ، والَّذي نَقَلَه الصّاغَانيُّ فِي كِتَابَيْه عَن ابْن الأَعْرَابيّ: {العَضْعَضُ، مثَالُ سَبْسَبٍ: العَضُّ الشَّدِيدُ، هَكَذَا بفَتْح العَيْن فِي العَضِّ وَهُوَ غَلَطٌ أَيْضاً، والصَّوَابُ كَمَا فِي التَّهْذيب عَن ابْن الأَعْرَابيّ: العَضْعَضُ هُوَ العِضُّ الشَّدِيدُ، هَكَذَا بكَسْر العَيْن. قَالَ: وَمِنْهُم مَنْ قَيَّدَهُ بالرِّجَال، والدَّليلُ على ذلكَ أَنَّه قالَ بَعْدُ: والضَّعْضَعُ: الضَّعيفُ، وسَيَأْتي العِضُّ، بالكَسْر، بمَعْنَى الدَّاهِيَة، فتَأَمَّلْ فيمَا وَهِمَ فِيهِ المُصَنِّف والصَّاغَانيّ، وقَد قَيَّدَه على الصَّواب صاحبُ اللِّسَان وابنُ حامدٍ الأُرْمَويّ وغَيْرُهما من أَئمَّة اللُّغَة، ويَدُلُّ لَهُ أَيْضاً قَولُ ابْن القَطَّاع:} عَضَّ {يَعَضُّ} عَضيضاً: اشْتَدَّ وصَلُبَ. وقَوْلُ صَاحب الأَساس: {والعَضِيضُ} والعِضُّ: الشَّديدُ، غَيْرَ أَنّ قوْلَه: {والعَضِيضُ، تَحْريفٌ من النُّسَّاخ، والصَّواب} العَضْعَضُ كَمَا ذَكَرْنَا. و {العَضِيضُ: القَرِينُ يُقَالُ: هُوَ عَضِيضُ فُلانٍ، أَيْ قَرِينُه. من المَجَاز عَضُّ الزَّمَان والحَرْب: شِدَّتُهُمَا، يُقَال:} عَضَّهُ الزَّمَانُ، {وعَضَّتْه الحَرْبُ، إِذَا اشْتَدّا عَلَيْه، وَهِي} عَضُوضٌ. مُسْتَعَارٌ من {عَضِّ النّابِ. قَالَ المُخْبَّلُ السَّعْديّ:
(لَعَمْرُ أَبِيكَ لَا أَلْقَى ابنَ عَمٍّ ... عَلَى الحدثَانِ خَيْراً من بَغِيضِ)

(غَدَاةَ جَنَى عَلَيَّ بَنِيَّ حَرْباً ... وكَيْفلَ يَدَايَ بالحَرْبِ} العَضُوضِ)
وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ لعَبْد الله بن الحَجّاج:
(وإِنّي ذُو غِنىً وكَرِيمُ قَوْمٍ ... وَفِي الأَكْفَاءِ ذُو وَجْهٍ عَرِيضِ) (غَلَبْتُ بَنِي أَبِي العَاصِي سَمَاحاً ... وَفِي الحَرْبِ المُنْكَّرَةِ العَضُوضِ)
أَو هُمَا بالظَّاءِ المُشَالَة. وعَضُّ الأَسْنَان، بالضّاد، كَمَا صَرَّحَ بِهِ بَعْضُ فُقَهَاءِ اللُّغَةِ. والَّذي صَرَّحَ بِهِ ابنُ القَطَّاع وغَيْرُه أَنَّهما لُغَتَان، كَمَا سَيَأْتِي. {والعَضُوضُ، كصَبُورٍ: مَا} يُعَضُّ عَلَيْه ويُؤْكَلُ. وَفِي الصّحاح فيُؤْكَل، {كالعَضَاض بالفَتْحِ. قَالَ ابْن بُزُرج: مَا أَتانَا من} عَضَاضٍ {وعَضُوضٍ} ومَعْضُوضٍ، أَيْ مَا أَتَانَا شَيْءٌ {نَعَضُّه. وقَال غَيْرُهُ: يُقَال: مَا ذَاقَ} عَضَاضاً. ويُقَال: مَا عنْدَنَا أَكَالٌ وَلَا {عَضَاضٌ. قَالَ الجَوْهَريُّ والصّاغَانيّ: وأَنْشَدَ الفَرَّاءُ: كَأَنَّ تَحْتِي بَازِياً رَكَّاضَا أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ} عَضَاضَا وَفِي اللِّسَان: أَخْدَرَ: أَقامَ فِي خِدْرِه يُريدُ أَنَّ هذَا البَازِيَ أَقامَ فِي وَكْره خَمْسَ لَيالٍ مَعَ أَيّامهنّ لَمْ يَذُقْ طَعَاماً، ثمّ خَرَجَ بعدَ ذَلِك يَطْلُبُ الصَّيْدَ وهُو قَرِمٌ إِلى اللَّحْم، شَدِيدُ الطَّيَرَان، فشَبَّه نَاقَتَهُ بِهِ.
من المَجَاز، {العَضُوضُ: القَوْسُ لَصِقَ وَتَرُهَا بكَبِدهَا. نَقَله صاحبُ اللِّسَان والأَسَاس)
والصَّاغَانيّ فِي كِتَابَيْه. من المَجَاز: العَضَوضُ: المَرْأَةُ الضَّيِّقَةُ الفَرْجِ، لَا يَنْفُذ فِيهَا الذَّكَرُ من ضِيقهَا،} كالتَّعْضُوضَة. قَالَ فِي نَوَادر الأَعْرَاب: امْرَأَةٌ {تَعْضُوضَةٌ. قَالَ الأَزْهَريّ: أُراهَا الضَّيِّقَةَ. العَضُوضُ: الدَّاهِيَةُ، كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي اللّسَان: من أَسْمَاءِ الدَّوَاهِي، وَهُوَ مَجَازٌ.
من المَجَاز: العَضُوضُ: الزَّمَنُ الشَّدِيدُ، الكَلِبُ. وَفِي الصّحاح: زَمَنٌ} عَضُوضٌ: كَلِبٌ، وزَدَ فِي العُبَاب: شَديدٌ، وأَنْشَدَ: إِلَيْكَ أَشْكُو زَمَناً {عَضُوضَا مَنْ يَنْجُ مِنْهُ يَنْقَلِبْ جَرِيضَا من المَجَاز: مُلْكٌ} عَضُوضٌ: شَدِيدٌ، فِيهِ عَسْفٌ وظُلْمٌ للرَّعِيَّة وعُنْفٌ. وَمِنْه الحَديثُ أَنْتُمُ الْيَوْمَ فِي نُبُوَّة ورَحْمَةٍ، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ ورَحْمَةٌ، ثمّ يَكُونُ كَذَا وكَذَا، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكٌ {عَضُوضٌ. وَفِي حَديث أَبي بَكْرٍ، رَضيَ اللهُ عَنهُ: وسَتَرَوْنَ بَعْدي مُلْكاً} عَضُوضاً أَيْ يُصِيبُ الرَّعِيَّةَ فِيهِ عَسْفٌ وظُلْمٌ، كأَنَّهُم {يُعَضُّونَ فِيهِ} عَضّاً. {والعَضُوضُ من أَبْنِيَة المُبَالَغَة. من المَجَاز: العَضُوضُ: البِئْرُ البَعيدَةُ القَعْرِ الضَّيِّقَةُ، يُسْتَقَى فِيهَا بالسَّانِيَة، كَمَا فِي الصّحاح، قَالَ: أَوْرَدَهَا سَعْدٌ عَلَيَّ مُخمِسَا بِئْراً} عَضُوضاً وشِنَاناً يُبَسَّا وقيلَ: هِيَ من الآبَار: الشّاقَّةُ عَلَى السَّاقِي. قَالَ الزّمَخْشَريُّ: كأَنَّهَا تَعَضُّ المَاتِحَ ممَّا يَشُقّ علَيْه.
وَفِي اللّسَان: تَقُولُ العَرَبُ: بِئْرٌ عَضُوضٌ، ومَاءٌ عَضُوضٌ: إِذا كَانَ بَعيدَ القَعْرِ يُسْتَقَى مِنْهُ بالسّانِيَة، أَو هيَ الكَثِيرَةُ المَاءِ، عَن أَبي عَمْرٍ و، فِي نَوَادره، ج {عُضُضٌ، بضَمَّتَيْن،} وعِضَاضٌ، بالكَسْر. وَفِي الصّحاح: ومِيَاهُ بَني تَميمٍ عُضَضٌ. {والتَّعْضُوضُ، بالفَتْح: تَمْرٌ أَسْوَدُ حُلْوٌ، ومَعْدِنُه هَجَرُ، كَما فِي الصّحاح. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: تَاؤُه زائِدَةٌ، وَاحدَتُه بهَاءٍ، وَفِي الحَديث أَنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْس قَدِمُوا على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم، فكَانَ فيمَا أَهْدَوْا لَهُ قَرُبٌ منْ تَعْضُوضِ هَجَرَ ويُرْوَى: أَهْدَوْا لَهُ نَوْطاً من} تَعْضُوضِ هَجَرَ. النَّوْطُ: الجُلَّةُ الصَّغيرَةُ. قَالَ الأَزْهَريّ: أَكَلْتُ التَّعْضُوضَ بالبَحْرَيْن فَمَا عَلِمْتُني أَكَلْتُ تَمْراً أَحْمَتَ حَلاوَةً منْهُ، ومَنْبِتُه هَجَرُ وقُرَاهَا. وأَنشد الرِّيَاشيّ فِي صِفَة نَحْلٍ: أَسْوَد كاللَّيْل تَدَجَّى أَخْضَرُهْ مُخالِطٌ {تَعْضُوضُهُ وعُمُرُهْ) بَرْنِيَّ عَيْدَانٍ قَليلِ قِشَرُهْ العُمُر: نَخْلُ السُّكَّر، وَقد تَقَدَّم. وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ:} التَّعْضُوضَةُ: تَمرَةٌ طَحْلاءُ، كَبيرَةٌ رَطْبَةٌ صَقِرَةٌ لَذِيذَةٌ، منْ جَيِّدِ التَّمْرِ وشَهِيِّه، قَالَ وأَخْبَرَني أَعْرَابيٌّ منْ رَبيعَةَ أَنَّ التَّعْضُوضَةَ تَحْمِلُ بهَجَرَ أَلْفَ رِطْلٍ بالعِرَاقيّ. و {العَضَاضُ كسَحَابٍ: مَا غَلُظَ من الشَّجَر، نَقَلَهُ أَبو حَنيفَةَ عَن أَبي عَمْرٍ و. يُقَال: مَا بَقِي فِي الأَرْض إِلاّ العَضَاضُ. وَقَالَ غَيْرُه: العَضَاضُ: مَا غَلُظَ من النَّبْت وعَسَا.
و} العِضَاضُ، ككِتَابٍ: {عَضُّ الفَرَسِ. يُقَالُ: بَرِئْتُ إِلَيْكَ من العِضَاضِ،} والعَضِيض أَيْضاً، عَن يَعْقُوبَ، كَمَا فِي الصّحاح، يَعنِي بِهِ عَضَّ الفَرَسِ، يَقُولُه إِذا باعَ دَابَّةً وبَرِئَ إِلى مُشْتَرِيها من {عَضِّها النّاسَ، والعُبُوبُ تَجيءُ على فِعَالٍ، بالكَسْر. ويُقَال: دابَّةٌ ذَاتُ} عَضِيضٍ {وعِضَاضٍ. قَالَ سيبَوَيْه:} العِضَاضُ اسْمٌ كالسِّبَاب، لَيْسَ على: فَعَلَهُ فَعْلاً. قَالَ المُفَضِّل: {العُضُّ بالضَّمِّ: العَجينُ، زَاد أَبو حَنيفَةَ: الَّذي تُعْلَفُهُ الإِبلُ. قالَ:} العُضُّ: القَتُّ، وَهُوَ الفِصْفِصَةُ ورَطْبَهُ القَدَّاحِ. قَالَ الأَعْشَى:
(مِنْ سَرَاةِ الهِجَانِ صَلَّبَها العُضُّ ... ورَعْيُ الحِمَى وطُولُ الحِيَالِ)
وَقَالَ امْرُؤُ القَيْس:
(تَقْدُمُنِي نَهْدَةٌ سَبُوحٌ ... صَلَّبَهَا العُضُّ والحِيَالُ)
قَالَ أَبو عَمْرٍ و: العُضُّ: الشَّعيرُ، والحِنْطَةُ لَا يَشْرَكُهُمَا شَيْءٌ، أَوْ هُوَ النَّوَى المَرْضُوخُ، والقَتُّ تُعْلَفُه الإِبلُ، وَهُوَ عَلَفُ أَهْلِ الأَمْصَار، أَو هُوَ النَّوَى والكُسْبُ، كَمَا فِي اللِّسَان والصّحاح والعُبَاب. العُضُّ: الشَّجَرُ الغَلِيظُ يَبْقَى فِي الأَرْض، {كالعَضَاض، نَقَلَه أَبو حَنيفَةَ عَن أَب عَمْرٍ و. أَو النَّوَى المَرْضُوخُ. والعَجِينُ. وقيلَ: هُوَ الشَّعِيرُ مَعَ أَحَدِهما. قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقد أَنْكَرَ عَليُّ بنُ حَمْزَةَ أَنْ يَكُونَ} العُضُّ النَّوَى لقَوْل امْرِئ القَيْس السَّابق. العُضُّ أَيْضاً: الخَشَبُ الجَزْلُ الكَبيرُ يُجْمَعُ. وقيلَ: هُوَ اليَابِسُ من الحَشِيش تُعْلَفُه الدَّوَابُّ. و {العِضُّ، بالكَسْر: السَّيِّئُ الخُلُق، عَن اللَّيْث، وأَنشَدَ: ولَمْ أَكُ} عِضّاً فِي النَّدَامَى مُلَوَّمَا والجَمع {أَعْضاضٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. فِي الصّحاح: العِضُّ هُوَ البَليغُ المُنْكَرُ، وَقد} عَضِضْتَ يَا رَجُلُ، أَي صِرْتَ {عِضّاً، زَادَ الصَّاغَانيّ: ومَصْدَرُه} العَضَاضَةُ. وَفِي الأَسَاس: وَمن المَجَاز: يُقَالُ للمُنْكَرِ الخَصمِ: إِنَّهُ {لَعِضٌّ، وَهُوَ بمَعْنَى فاعِلٍ لأَنَّهُ} يَعَضُّ الناسَ بلِسَانه. وتَقُولُ: مَا كُنْتَ) {عِضّاً ولَقَدْ} عَضِضْتَ. كقُولهم: نِكْلٌ للَّذي يُنَكِّلْ أَقْرَانَه. العِضُّ: القِرْنُ، يُقَالُ: فُلانٌ {عِضٌّ فُلانٍ،} كعَضِيضه، أَي قِرْنُهُ. و {العِضُّ: القَوِيُّ عَلَى الشَّيْءِ. يُقَال: إِنَّه} لعِضُّ سَفَرٍ، {وعِضُّ قِتَالٍ، أَيْ قَوِيٌّ عَلَيْهمَا. زادَ الزَّمَخْشَريّ: قد} عَضَّتْهُ الأَسْفَارُ وجَرَّسَتْه، فِعْلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ، وَهُوَ مَجَاز.
من المَجَاز: العِضُّ: القَيِّمُ للْمَال، يُقَال: هُوَ عِضُّ مالٍ، إِذا كَانَ شَدِيدَ القِيَامِ عَلَيْه، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. وَفِي اللِّسَان: رَجُلٌ عِضٌّ: مُصْلِحٌ لمَعِيشَتِه ومالهِ ولازِمٌ لَهُ، حَسَنُ القِيَام عَلَيْهِ. {وعَضِضْتُ بمَالِي} عُضُوضَةً {وعَضَاضَةً: لَزِمْتُه. قلتُ: مِنْهُ العِضُّ: البَخِيلُ فإِنَّ لُزُومَهُ مَالَهُ يُوقِعُهُ فِي البُخْل غَالِباً، أَوْ هُوَ مُشَبَّهٌ بالغَلَقِ الَّذي لَا يَنْفَتِحث، كَمَا سَيَأْتِي. العِضُّ: الرَّجُلُ الشَّدِيدُ، كالعَضْعَض، عَن ابْن الأَعْرَبيّ، وَقد تَقَدَّمَ البَحْثُ فِيهِ قَريباً. العِضُّ: الدَّاهِيَةُ، وَفِي الصّحاح: الدَّاهِي من الرِّجَال، ج} عَضُوضٌ، بالضّمّ،! وأَعْضَاضٌ. ومنْهُ الرِّوَايَةُ الأُخْرَى ثمّ تَكُونُ مُلُوكٌ عَضُوضٌ يَشْرَبُون الخَمْرَ ويَلْبَسُون الحَريرَ، وَفِي ذَلِك يُنْصَرُون على مَنْ ناوَأَهُمْ.
وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ لرُؤْبة: إِنَّا إِذَا قُدْنَا لقَوْمٍ عَرْضَا لم نُبْقِ مِن بَغِي الأَعَادِي عِضَّا فِي الصّحاح والعُبَاب: العِضُّ أَيضاً الشِّرْسُ، وَهُوَ مَا صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْكِ، كالشُّبْرُم، والحَاجِ، والشِّبْرِقِ، واللَّصَفِ، والعِتْر، والقَتَادِ الأَصْغَرِ. انْتَهَى. ويُضَمُّ، عَن أَبي حَنِيفَةَ، أَوْ هِيَ الطَّلْحُ، والعَوْسَجُ، والسَّلَمُ، والسَّيَالُ، والسَّرْحُ، والعُرْفُطُ، والسَّمُرُ، والشَّبَهَانُ، والكَنَهْبَلُ.
قَالَ أَبو زَيْدٍ فِي أَوَّل كِتَاب الكَلإِ والشَّجَر مَا نَصُّهُ: العِضَاهُ: اسمٌ يَقَعُ على شَجَر منْ شَجَرِ الشَّوْكِ، لَهُ أَسْمَاءٌ مُخْتَلِفَةٌ يَجْمَعُهَا العِضَاهُ، وَاحِدُها عِضَاهَةٌ. وإِنَّمَا العِضَاهُ، الخَالِصُ منْهُ مَا عَظُم واشْتَدَّ شَوْكُه. ومَا صَغُرَ من شَجَرِ الشَّوْكِ فإِنَّه يُقَال لَهُ العِضّ والشَّرْسُ. وإِذا اجتَمَعَتْ جُمُوعُ ذلكَ، فَمَا لَهُ شَوْكٌ مِن صغَاره عِضٌّ، وشِرْسٌ، وَلَا يُدْعَيان عِضَاهاً، فَمن العِضَاه السَّمُرُ، والعُرْفُطُ، والسَّيَالُ، والقَرَظُ، والقَتَادُ الأَعْظَمُ، والكَنَهْبَلُ، والعَوْسَجُ، والسِّدْرُ، والغَافُ، والغَرَبُ، فَهَذِهِ عِضَاهٌ أَجْمَعُ. وَمن عِضَاهِ القِيَاسِ ولَيْسَ بالعِضَاهِ الخَالِص: الشَّوْحَطُ، والنَّبْعُ، والشَّرْيانُ، والسَّرَاءُ، والنَّشَمُ، والعُجْرُمُ، والتَّأْلَبُ، والغَرَفُ، فَهَذِهِ تُدْعَى كُلُّها عِضَاهَ القِيَاسِ، يَعْنِي القِسِيَّ ولَيْسَتْ بالعِضَاه الخَالِصِ، وَلَا بالعِضِّ. وَمن العِضِّ والشِّرْسِ القَتادُ الأَصْغَرَ، وَهِي الَّتي ثَمَرَتُهَا نُفَّاخَةٌ كنُفَّاخَةِ العُشَرِ إِذا حُرِّكَت انفَقَأَتْ، وَمِنْهَا الشُّبْرُمُ، والشِّبْرِقُ، والحَاجُ،)
واللَّصَفُ، والكَلْبَةُ، والعِتْرُ، والتُّغْرُ، فَهَذِهِ عِضٌّ ولَيْسَت بعِضَاهٍ. وَمن شَجَرِ الشَّوْكِ الَّذي لَيْسَ بعِضٍّ وَلَا عِضَاهٍ: الشُّكَاعَى، والحُلاَوَى، والحَاذُ، والكُبُّ، والسُّلَّحُ. العِضُّ: مَا لَا يَكَادُ يَنْفَتِحُ مِن الأَغَاليقِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصّاغَانيُّ، وَهُوَ مَجَازٌ. فِي الأَساس: من المَجَاز يُقَال للفَهِمِ العالِمِ بمُغَمَّضَاتِ الأُمُورِ: إِنَّهُ لَعِضٌّ. وأَنشد الجَوْهَريّ للْقُطاميّ:
(أَحاديثُ منْ أَنْبَاءِ عادٍ وجُرْهُمٍ ... يُثَوِّرُهَا! العِضَّانِ زَيْدٌ ودَغْفَلُ)
وَفِي العُبَاب: أَحاديثُ من عادٍ وجُرْهُمَ جَمَّةٌ ووُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِيّ: من أَبْنَاءِ عادٍ، بتَقْديم المُوَحَّدَة على النُّونِ. وَفِي الحاشيَة بخَطِّه أَيضاً: من أَنْبَاءِ. بتَقْديم النُّون، ويُرْوَى: يُنَوِّرُهَا. بالنُّون. وهُمَا: زَيْدُ بنُ الحَارث ابْن حارثَةَ بن زَيْدِ مَنَاةَ بن هِلاَلٍ النَّمَرِيُّ. المَعْرُوف بالكَيِّس، النَّسّابَةُ، وَقد تَقَدَّم ذِكْرُهُ فِي السِّين، ودَغْفَلُ بْنُ حَنْظَلَةَ بن يَزيدَ بن عَبدةَ بن عَبْد الله بن رَبيعَةَ بن عَمْرو بن شَيْبَانَ بن ذُهْلٍ الذُّهْلِيُّ، النَّسَّابَةُ، عَالِمَا العَرَبِ بحِكَمِهَا وأَيَّامِهَا وأَنْسَابها، وحَديثُ دَغْفَل مَعَ سَيِّدنا أَبي بَكْر الصَّدِّيق، رَضيَ اللهُ عَنهُ، مَشْهُورٌ. يَدُلُّ على عِلْمهما بأَيّام العَرَب وأَنْسَابهَا، وإِنَّمَا قيلَ لهُمَا العِضَّانِ لمَا قَدَّمناهُ، عَن الأَساس. {والعُضَاضُ، كغُرَابٍ، كَمَا ضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهدُ، ونَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ، وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ بالغَيْن المُعْجَمَة، قَالَ أَبو عَمْرٍ و: هُوَ} العُضَّاض، مثْلُ رُمَّانٍ، وعَلَى الأَوَّل اقْتَصَرَ الصَّاغَانيّ: عِرْنينُ الأَنْف، كَمَا فِي التَّهْذيب، وأَنْشَد: لَمَّا رَأَيْتُ العَبْدَ مُشْرَحِفَّا للشَّرِّ لَا يُعْطِي الرِّجالَ النِّصْفَا أَعْدَمْتُهُ {عُضَاضَهُ والكَفَّا وقيلَ: هُوَ الأَنْفُ كُلُّه، قَالَه أَبُو عُمَر الزاهدُ، وقيلَ: هُوَ مَا بَيْنَ رَوْثَةِ الأَنْفِ إِلى أَصْله. وأَمَّا شاهدُ التَّشْديدِ. أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍ ولِعيَاضِ بن دُرَّةَ:
(وأَلْجَمَهُ فَأْسَ الهَوَانِ فلاَكَهُ ... فَأَغْضَى على} عُضَّاضِ أَنْفٍ مُصَلَّمِ)
قَالَ الفَرَّاءُ: العُضَاضِيُّ: الرَّجُلُ النَّاعمُ اللَّيِّنُ، مَأْخُوذٌ من العُضَاض، وَهُوَ مَا لاَنَ من الأَنْفِ.
و {- العُضَاضِيُّ: البَعيرُ السَّمِينُ، قَالَ الجَوْهَريُّ: كَأَنَّه مَنْسُوبٌ إِلى العُضِّ، قَالَ الصّاغَانيّ: على التَّغْيِير. يُقَال:} أَعْضَضْتُهُ الشَّيْءَ، إِذا جَعَلْتَه {يَعَضُّه} فعَضِّه، نَقَلَه الجَوْهَريّ، أَعْضَضْتُه) سَيْفِي، أَي ضَرَبْتُه بِهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَريّ أَيْضاً. {وأَعَضُّوا: أَكَلَتْ إِبلُهُم} العُضَّ، بالضَّمّ، أَو {العَضَاضَ كَمَا فِي اللِّسَان.} وأَعَضُّوا أَيْضاً، إِذا رَعَتْ إِبِلُهُمُ العِضَّ، أَي بالكَسْر. وأَنْشَدَ ابنُ فَارِسٍ: (أَقُولُ وأَهْلِي مُؤْرِكُون وأَهْلُهَا ... {مُعِضُّونَ إِنْ سَارَت فكَيْفَ أَسَيرُ)
كَمَا فِي العُبَاب.} والمُعِضّ: الَّذي تَأْكُلُ إِبلُهُ {العُضَّ. والمُؤْرِكُ: الَّذي تَأْكُل إِبلُهُ العُضَّ. والمُؤْرِكُ: الَّذي تَأْكُل إِبلُه الأَرَاكَ. وَقَالَ أَبو حَنيفَةَ فِي تَفْسير البَيْت: إِبلٌ} مُعِضَّةٌ: تَرْعَى العِضَاهَ، فجَعَلَها إِذْ كانَ منَ الشَّجَر لَا منَ العُشْر بمَنْزِلَةِ المَعْلُوفَةِ فِي أَهْلهَا النَّوَى وشِبْهَهُ، وذلكَ أَنَّ العُضَّ هُوَ عَلَفُ الرِّيف من النَّوَى والقَتِّ وَمَا أَشْبَهَ ذلكَ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ مِنَ العِضَاه: {مُعِضٌّ، إِلاَّ على هذَا التَّأْويل. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد غَلِطَ أَبو حَنيفَةَ فِيمَا قالَه، وأَسَاءَ تَخْريجَ وَجْهِ كَلامِ الشَّاعر، لأَنَّه قَالَ: إِذَا رَعَى كَلامِ الشَّاعر، لأَنَّه قَالَ: إِذَا رَعَى القَوْمُ العِضَاهَ قِيلَ: القَوْمُ مُعِضُّون، فَمَا لذِكْرِه العُضّ، وَهُوَ عَلَفُ الأَمْصَار مَع قَوْلِ الرَّجلِ العِضَاه: وأَيْنَ سُهَيْلٌ من الفَرْقَد وقَوْلُه: لَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ من العِضَاه، مُعِضٌّ إِلاّ عَلَى هَذَا التَّأْويل، شَرْطٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ مِنْهُ، فقد قالَ ابنُ السِّكِّيت فِي الإِصْلاح: بَعِيرٌ عاضٌّ، إِذا كَانَ يَأْكلُ العِضَّ، وَهُوَ فِي مَعْنَى عَضِهِ، وعَلَى هَذَا التَّفْصيل قَوْلُ مَنْ قَالَ: مُعِضُّون يَكُونُ من العِضِّ الَّذي هُوَ نَفْسُ العِضَاه، وتَصِحُّ رِوَايَتُه.
فتَأَمَّل. و} أَعَضَّت البِئْرُ: صَارَتْ {عَضُوضاً. وَفِي الصّحاح: وَمَا كانَت البئْرُ} عَضُوضاً ولَقَدْ {أَعَضَّتْ، وَمَا كَانَتْ جَرُوراً ولقَد أَجَرَّت. قُلْتُ: وكَذَا: وَمَا كانَتْ جُدّاً ولَقَدْ أَجَدَّتْ. أَعَضَّت الأَرْضُ: كَثُرَُعِضُّهَا، بالضَّم وبالكَسْر. وَفِي الحَديث: مَنْ تَعَزَّى بعَزَاءِ الجَاهِلِيَّةِ} فأَعِضُّوهُ بهَنِ أَبِيه ولاَ تَكْنُوا، واقْتَصَرَ فِي الصّحاح على هَذِه الجُمْلَة، أَيْ قُولُوا لَهُ: اعْضَضْ أَيْرَ.
وَفِي العُبَاب واللِّسَان: بأَيْر أَبِيكَ، وَلَا تَكْنُوا عَنْهُ، أَي عَن الأَيْر بالهَنِ، تَنْكِيلاً وتَأْديباً لمَنْ دَعَا دَعْوَى الجاهليَّة. وَمِنْه الحَديثُ أَيْضاً: مَن اتَّصَلَ فَأَعِضُّوهُ أَيْ مَن انْتَسَبَ نِسَبَةَ الجاهليَّة، وَقَالَ يَا لفُلان. وَفِي حَديث أُبَيٍّ أَنَّه أَعَضَّ إِنْسَاناً اتَّصَلَ وأَنْشَدَ الجَوْهَريُّ للأَعْشَى:
(عَضَّ بمَا أَبْقَى المَوَاسِي لَهُ ... مِنْ أُمِّه فِي الزَّمَنِ الغَابِرِ)
{وعَضَّضَ} تَعْضيضاً: عَلَفَ إِبِلَهُ {العُضَّ، عَن ابْن الأَعْرَابيّ. و} عَضَّضَ، إِذا اسْتَقَى منَ البِئْر {العَضُوضِ. عَنهُ أَيْضاً. و} عَضَّضَ، إِذا مَازَحَ جَارِيَتَهُ، عَنهُ أَيْضاً. وحِمَارٌ {مُعَضَّضٌ، كمُعَظَّمٍ:) } عَضَّضَتْهُ الحُمُرُ، وكَدَمَتْه بأَسْنَانِهَا، وكَدَحَتْه. كَمَا فِي العُبَاب. {والعِضَاضُ فِي الدَّوَابّ، بالكًسْر: أَنْ} يَعَضَّ بَعْضُهَا بَعْضاً، مَصْدَرُ {عَاضَّتْ} تَعَاضُّ {مُعَاضَّةً} وعِضَاضاً. يُقَال: هُوَ {عِضَاضُ عَيْشٍ، أَي صَبُورٌ على الشِّدَّة.} وعَاضَّ القَوْمُ العَيْشَ مُنْذُ الْعَام فاشْتَدَّ عِضَاضُهُم، أَيْ عَيْشُهُم. كَمَا فِي الصّحاح. وممَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: {عَضَّضَهُ} تَعْضيضاً، لُغَةٌ تَمِيميَّةٌ، وَلم يُسْمَعْ لَهَا بآتٍ على لُغَتهم، وهُمَا {يَتَعَاضّانِ، إِذَا} عَضَّ كُلُّ وَاحدٍ منْهُمَا صَاحِبَهُ، وَكَذَلِكَ {المُعَاضَّة} والعِضَاضُ. وَمَا لَنَا فِي هذَا الأَمْرِ {مَعَضٌّ، أَي مُسْتَمْسَكٌ، نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وَهُوَ مَجَازٌ. وكَذَا: مَا لَنَا فِي الأَرْض مَعَضٌّ. كَمَا فِي الأَسَاس.} والعَضُّ باللِّسَان: التَّنَاوُلُ بمَا لَا يَنْبَغِي. وَهُوَ مَجَازٌ.
وفُلانٌ {يُعَضِّضُ شَفَتَيْه، أَيْ يَعَضُّ ويُكْثِرُ ذَلِك من الغَضَب، نَقَلَه الجَوْهَريّ.} والعَضِيضُ فِي الدَّابَّة! كالعِضَاض، عَن ابْن السَّكِّيت. {وعَضَّ فُلانٌ بالشَّرِّ: لَزِمَه فَلم يُخَلِّه. وَهُوَ مَجَازٌ. وفَرَسٌ} عَضُوضٌ، أَي {يَعَضُّ. كَمَا فِي الصّحاح، وزِيدَ فِي بَعض النُّسَخ: الحَيَوان.} والمَعْضُوضُ: مَا يُعَضُّ، {كالعَضُوض.} وعَضَّ الثِّقَافُ بأَنَابيبِ الرُّمْحِ {عَضّاً،} وعَضَّ عَلَيْهَا: لَزِمَها. وهُوَ مَجَازٌ. يُقال: هُوَ أَعْوَجُ مَا يُصَلِّبُهُ {عَضُّ الثِّقافِ، وكَذَا أَعَضَّ المَحَاجمَ قَفَاه: أَلْزَمَهَا إِيّاه، عَن اللّحْيَانيّ.
} والعِضُّ، بالكَسْر، العِضَاهُ، وَقد سَبَقَ تَفْصيلُه فِي قَوْل المُصَنِّف. وأَرْضٌ {مُعِضَّةٌ: كَثيرَةُ العِضَاه. ومنَ المَجَاز: عَضَّ عَلَى يَدِه غَيْظاً، إِذَا بَالَغَ فِي عَدَاوَتهِ. وَمِنْه قَوْلُه تَعَالى: ويَوْمَ يَعَضُّ الظَّالمُ عَلَى يَدَيْه يَعْني نَدَماً وتَحَسُّراً، قَالَ الشّاعر:
(كمَغْبُونٍ يَعَضُّ عَلَى يَدَيْه ... تَبَيَّنَ غَبْنُهُ بَعْدَ البِيَاعِ)
وَفِي المَثَل: عَضَّ على شِبْدِعه أَي لِسَانِه، يُضْرَبُ للْحَليم، قَالَ: عَضَّ عَلَى شِبْدِعِه الأَرِيبُ فآضَ لَا يَلْحَى وَلَا يَحُوبُ وَفِي الحَديث: مَنْ عَضَّ على شِبْدعِه سَلِمَ مِن الآثَام وسَيَأْتِي فِي العَيْن.} وعَضَّه الأَمْرُ: اشتَدَّ عَلَيْه، وَهُوَ مَجَاز، وكَذَا عَضَّهُم السَّلاَحُ. {والعَضُوضُ، كصَبُورٍ: فَرَسُ عَامرِ بن الحَارِث بن سُبَيْعٍ، نَقَلَه الصَّاغَانيّ. وَهَذَا بَلَدٌ بِهِ} عِضٌّ {وأَعْضَاضٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَريُّ، وَهُوَ فِي النَّوَادر، ونَصُّه: هَذَا بَلَدُ} عِضٍّ {وأَعْضَاضٍ} وعَضَاضٍ. أَيْ شَجَرٍ ذِي شَوْكٍ. وبَعِيرٌ {عَاضٌّ: يَرْعَى العِضَّ. نَقَلَه الجَوْهَريّ، وَهُوَ فِي كتَاب الإِصْلاح.} والعَضَاضُ، كسَحَابٍ، مَا غَلُظَ من النَّبْت وعَسَا. {والعُضُوضَ، بالضَّمِّ،} والعَضَاضَةُ، بالفَتْح، اللُّزُومُ. {والعَضِيضُ من الميَاه:} العَضُوضُ:) كَذَا فِي نَوَادِر أَبي عَمْرو. {وعَضَّهُ القَتَبُ} عَضّاً، على المَثَل، نَقَلَهُ ابنُ بَرّيّ. {والعِضُّ، بالكَسْر: الخَبِيثُ الشَّرِسُ. وأَعَضَّ السَّيْفَ بسَاقِ البَعيرِ. وَهُوَ مَجازٌ. وبَعِيرٌ} عَضَّاضٌ، كشَدَّادٍ: {عَضُوضٌ.
وَمن أَمْثَالهم فِي فِرارِ الجَبَانِ وخُضُوعِه: دَرْدَبَ لَمَّا} عَضَّه الثِّقَافُ
(عضض) الشَّيْء عضه عضا كثيرا
(عضض) : العُضُّ: الشَّعِيرُ والحِنْطَة لا يَشْرَكُهما شيءٌ، يقالُ: قد عاثُوا العُضَّ زَماناً: إذا لَزمُوه لم يَأْكُلوا غيرَه.
ع ض ض: (عَضَّهُ) وَعَضَّ بِهِ وَعَضَّ عَلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى، وَقَدْ عَضَّهُ يَعَضُّهُ بِالْفَتْحِ (عَضًّا) . وَفِي لُغَةٍ بَابُهُ رَدَّ. وَ (أَعَضَّهُ) الشَّيْءَ (فَعَضَّهُ) أَيْ أَمْسَكَهُ بِأَسْنَانِهِ. 
[عضض] نه: فيه: و"عضوا" عليها بالنواجذ، هو مثل في شدة الاستمساك بأمر الدين لأن العض بها عض بجميع الفم والأسنان وهي أواخرها، وقيل: التي بعد الأنياب. وفيه: من تعزى بعزاء الجاهلية "فأعضوه" بهن أبيه ولا تكنوا، أي قولوا له: اغضض باير أبيك، ولا تكنوا بالهن تنكيلًا له وتأديبًا- وقد مر في عزى بيانه. ومنه ح: من اتصل "فأعضوه"، أي من انتسب نسبة الجاهلية وقال: يا لفلان. وح أبي: أنه "اعض" إنسانًا اتصل. وقول أبي جهل لعتبة يوم بدر: والله لو غيرك بقوله "لأعضضته". وفيه: "فيعضه كعضيض" الفحل، أصل العضيض اللزوم، عض عليه: لزمه، والمراد هنا العض نفسه لأنه بعضه له يلزمه. ومنه: ولو أن "تعض" بأصل شجرة. ك: هو بفتح عين وضمه لغة- ومر في دخن. نه: وفيه: ثم يكون ملك "عضوض"، أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم كأنهم يعضون فيه، وروى: ملوك عضوض، وهو جمع عض بالكسر وهو الخبيث الشرس، ومن الأول ح الصديق: وسترون بعدي ملكًا "عضوضًا". ش: هو بفتح عين من أبنية المبالغة. مف: إن هذا الأمر أي الدين وما بعثت به بدا ظهر رحمة ونبوة، تميز أو حال، أي كان أول الدين زمان نزول الوحي والرحمة، ثم بعد وفاته إلى انقضاء الخلفاء الراشدين زمان رحمة وشفقة وعدل، ثم شوش الأمر وظهر بعض الظلم، والعض أخذ الشيء بالسن؛ ثم كائن جبرية- بالنصب تميز أي قهرًا وغلبة، أي يغلب الظلم والفساد. ش: هو بفتح جيم وسكون موحدة. وح: فمت وأنت "عاض"- يشرح في ق. غ: "عض" يده، أي غيظًا وعداوة أو ندمًا. نه: وفيه: أهدت لنا نوطًا من "التعضوض"، هو نوع التمر- ومر في ت.

جلو

جلو: {تجلى}: ظهر. {لا يجلِّيها}: لا يظهرها.
جلو
أصل الجَلْو: الكشف الظاهر، يقال: أَجْلَيْتُ القوم عن منازلهم فَجَلَوْا عنها. أي: أبرزتهم عنها، ويقال: جلاه، نحو قول الشاعر:
فلما جلاها بالأيام تحيّزت ثبات عليها ذلّها واكتئابها
وقال الله عزّ وجل: وَلَوْلا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيا
[الحشر/ 3] ، ومنه: جَلَا لي خَبَرٌ، وخَبَرٌ جَلِيٌّ، وقياس جليّ ، ولم يسمع فيه جال. وجَلَوْتُ العروس جِلْوَة، وجَلَوْتُ السيف جَلَاءً، والسماء جَلْوَاء أي: مصحية، ورجل أَجْلَى: انكشف بعض رأسه عن الشعر، والتَّجَلِّي قد يكون بالذات نحو: وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى [الليل/ 2] ، وقد يكون بالأمر والفعل، نحو: فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [الأعراف/ 143] . وقيل: فلان ابن جلا أي: مشهور، وأَجْلَوْا عن قتيل إِجْلَاءً.

جلو


جَلا(n. ac. جَلَآء [] )
a. Was, became clear, unobserved, manifest, disclosed
displayed; appeared, showed himself.
b.(n. ac. جَلْو
جَلَاْو) ['An], Emigrated, went out from.
c.(n. ac. جَلْو
جِلَاْو) [acc. & 'Ala], Made clear, disclosed, displayed to.
d. Cleansed, cleaned; polished.
e. Removed; drove away, expelled; dispelled.

جَلَّوَa. Showed, declared, disclosed, manifested
revealed.
b. Made a present to the bride.

جَاْلَوَ
a. [acc. & Bi], Showed open hostility to; was open with.

أَجْلَوَ
a. ['An], Emigrated, removed from.
b. [acc. & 'An], Caused to remove, expelled, drove
away from.
تَجَلَّوَa. Showed, manifested, revealed himself; appeared.
b. Was disclosed; became manifest, evident.

تَجَاْلَوَa. Made known, disclosed to one another.

إِنْجَلَوَa. see V (b)b. Was cleared away, removed, dispelled, dissipated; was
cleared up.
c. Was polished, shining.

جَلْوa. Brightness, brilliancy.
b. Emigration.

جِلْوَةa. Marriagegift, wedding-present.

أَجْلَوُa. Smooth, clear.
b. Handsome, good-looking.

جَاْلِو
(pl.
جَوَاْلِوُ)
a. Emigrating, removing; exiled, driven forth.

جَلَاْوa. see 1
جِلَاْوa. Collyrium.

جَلِيّa. Clear, manifest, evident.
b. Shining; polished.
c. [], Clearly, evidently.
جَلَيَان []
a. Revelation, Apocalypse.

الجَالوت
H.
a. Captivity of the Jews.
(ج ل و) : (جَلَا لِي الشَّيْءُ وَتَجَلَّى وَجَلَوْتُهُ) أَيْ كَشَفْتُهُ وَالْجَلَا بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ الْإِثْمِدُ لِأَنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُرْوَى (الْجِلَاءُ) بِالْكَسْرِ مَمْدُودًا (وَمِنْهُ حَدِيثُ) الْمُعْتَدَّةِ فَسَأَلَتْهَا عَنْ كُحْلِ الْجِلَاءِ وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَوْلُهُمْ لِلرَّجُلِ الْمَشْهُورِ هُوَ ابْنُ جَلَا أَيْ الَّذِي يُقَالُ لَهُ جَلَا الْأُمُورَ وَأَوْضَحَهَا أَوْ جَلَا أَمْرُهُ أَيْ وَضَحَ وَانْكَشَفَ (وَأَجْلَوْا) عَنْ قَتِيلٍ انْكَشَفُوا عَنْهُ وَانْفَرَجُوا (وَالْجَلَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ الْخُرُوجُ عَنْ الْوَطَنِ وَالْإِخْرَاجُ يُقَالُ جَلَا السُّلْطَانُ الْقَوْمَ عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَأَجَلَاهُمْ فَجَلَوْا وَأَجْلَوْا أَيْ أَخْرَجَهُمْ فَخَرَجُوا كِلَاهُمَا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى (وَمِنْهُ) قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ مِنْ الْيَهُودِ جَالِيَةٌ لِأَنَّ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَجْلَاهُمْ عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِيهِمْ ثُمَّ لَزِمَ هَذَا الِاسْمُ كُلَّ مَنْ لَزِمَتْهُ الْجِزْيَةُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمَجُوس بِكُلِّ بَلَدٍ وَإِنْ لَمْ يُجْلَوْا عَنْ أَوْطَانِهِمْ وَيُقَالُ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ إذَا وُلِّيَ عَلَى أَخْذِ الْجِزْيَةِ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا أَنَّثَ عَلَى تَأْوِيلِ الْجَمَاعَةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَالِي.
ج ل و : جَلَوْتُ الْعَرُوسَ جِلْوَةً بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ وَجِلَاءً مِثْلُ: كِتَابٍ وَاجْتَلَيْتُهَا مِثْلُهُ وَجَلَوْتُ السَّيْفَ وَنَحْوَهُ كَشَفْتُ صَدَأَهُ جَلَاءً أَيْضًا وَجَلَا الْخَبَرُ لِلنَّاسِ جَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ وَضَحَ وَانْكَشَفَ فَهُوَ جَلِيٌّ وَجَلَوْتُهُ أَوْضَحْتُهُ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَجَلَوْتُ عَنْ الْبَلَدِ جَلَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ أَيْضًا خَرَجْتُ وَأَجْلَيْتُ مِثْلُهُ وَيُسْتَعْمَلُ الثُّلَاثِيُّ وَالرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيَيْنِ أَيْضًا فَيُقَالُ جَلَوْتُهُ وَأَجْلَيْتُهُ وَالْفَاعِلُ مِنْ الثُّلَاثِيِّ جَالٍ مِثْلُ: قَاضٍ وَالْجَمَاعَةُ جَالِيَةٌ وَمِنْهُ قِيلَ لِأَهْلِ الذِّمَّةِ الَّذِينَ أَجْلَاهُمْ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ جَالِيَةٌ ثُمَّ نُقِلَتْ الْجَالِيَةُ إلَى الْجِزْيَةِ الَّتِي أُخِذَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ فِي كُلِّ جِزْيَةٍ تُؤْخَذُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهَا جَلَا عَنْ وَطَنِهِ فَيُقَالُ اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى الْجَالِيَةِ وَالْجَمْعُ الْجَوَالِي
وَأَجْلَى الْقَوْمُ عَنْ الْقَتِيلِ تَفَرَّقُوا عَنْهُ بِالْأَلِفِ لَا غَيْرُ قَالَهُ ابْنُ فَارِسٍ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا أَجْلَوْا عَنْ الْقَتِيلِ انْفَرَجُوا وَأَجْلَوْا مَنْزِلَهُمْ إذَا تَرَكُوهُ مِنْ خَوْفٍ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِ خَوْفٍ تَعَدَّى بِالْحَرْفِ وَقِيلَ أَجْلَوْا عَنْ مَنْزِلِهِمْ وَتَجَلَّى الشَّيْءُ انْكَشَفَ. 
جلو: جَلاَ الصَّيْقَلُ السَّيْفَ جِلاَءً. واجْتِلاَه لِنَفْسِه. وسَيْفٌ جَلِيٌّ: أي مَجْلُوٌّ. وجَلَيْتُ الفِضَّةَ وجَلَوْتُها. والملشِطَةُ تَجْلو العَرُوْسَ جِلْوَةً وجُلْوَةً. وجُلِيَتِ العَرُوْسُ إلى زَوْجِها. وجَلَوْتُها فهي مَجْلُوَّةٌ، واجْتَليْتُها. والجِلْيُ بوَزْنِ الخِزْيِ: الكَوّة من السَّطْحِ لا غَيْرِ، وسَمِّيَتْ بذلكَ لأنّه يُجْتَلى منها إلى خارِجِها: أي يُنْظَرُ إليه، يُقال: اجْتَلَيْتُه ونَظرْتُ إليه. وجَلأْتُ الرَّجُلَ: صَرَعْته. وجَلأَ به الأرْضَ: [أي] رَمى به. وأمْرٌ جَلِيٌّ: واضِحٌ. واجْلِ الأمْرَ: أي أوْضِحْه. والجُلاَءُ: البَيَانُ والأمْرُ الواضِحُ. والجَلاَءُ: الأمْرُ البَيِّنُ. وجَلّى الله عنه المَرَضَ. وجَلَّيْتُ عن الزَّمَانِ والشَّيْءِ: إذا كَانَ مَدْفُوْناً فأَظْهَرْته. وتَجَلَّيْتُ الشَّيْءَ: نَظَرْت إليه. والبازي يُجْلّي تَجْلِيَةً. وجاءَ فلانٌ بغَيْرِ جَلِيَّةٍ: أي بغَيرِ يَقِينٍ، من قَوْله: وآبَ مُضِلُّوه بغَيرِ جَلِيَّةٍ وجَلاَ الغَيْمُ والشَّرُّ: إذا تَكَشَّفَ وانْجَلَى. والجَلاَ مَقْصُوْرٌ: الإِثْمِدُ؛ سُمِّيَ به لأنَّه يَجْلُو البَصَرَ. وجَبْهَةٌ جَلْوَاءُ: وهي الوَاسِعَةُ الحَسَنَةُ. ورَجُلٌ أجْلى وقد جَلِيَ يَجْلَى: وهو ذَهابُ شَعرِ مَقَّدَمِ الرَّأْسِ. والمَجَالي: مَقَادِيْمُ الرَأْسِ، الواحِدُ مَجْلىً. وابْنُ جَلاَ: المَشْهُوْرُ المَعرُوفُ، وقيل: هو ابْنُ جَلاَ اللَّيْثيُّ وكَانَ صاحِبَ فَتْكٍ. وكاشَفْتُ الرَّجُلَ وجالَيْتُه: بمعنىً. والجَلاَءُ مَمْدُوْدٌ: أنْ يَجْلُوَ قَوْمٌ عن بِلادِهم، أي يَتَحَوَّلُونَ عنها ويَدَعُونَها، يُقال: أجْلَيْناهم عن بِلادِهم وأَجَلْوا: أي تَنَحَّوْا. والجالِيَةُ: هم أهْلُ الذِّمَّةِ، والجَميعُ الجَوَالي. وجَلّى الرَّجُلُ عن بَلَدِه. واسْتُعْمِلَ فلانٌ على الجالَّةِ والجالِيَةِ. ويُقال للقَوْمِ إذا كانوا مُقْبِلِينَ على شَيْءٍ مُحْدِقِيْنَ به ثمَّ أُفْرِجُوا عنه قيل: أجْلَوْا عنه. وأجْلَيْتُ عنه الهَمَّ: إذا فَرَّجْتَ عنه. وأجْلَوْا عن قَتِيْلٍ بالألفِ لا غَيْرِ. وإذا عَنَيْتَ الانْكِشَافَ قُلْتَ: انْجَلَتْ عنه الهُمُوْمُ؛ كما تَنْجَلي الظُّلْمَةُ. 
الْجِيم وَاللَّام وَالْوَاو

جلا الْقَوْم عَن الْموضع، وَمِنْه، جَلْواً وجَلاء، وأَجْلوا.

وَفرق أَبُو زيد بَينهمَا فَقَالَ: جَلَوا من الْخَوْف، وأَجْلَوا من الجَدْب.

وأجلاهم هُوَ، وجَلاَهم، لُغَة.

وَكَذَلِكَ: اجلاهم، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف النَّحْل والعاسل:

فلمَّا جَلاها بالإيَام تحيَّزت ... ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكتئابُها

ويروى: " اجتلاها ". يَعْنِي العاسل جلا النَّحْل عَن موَاضعهَا بالايام وَهُوَ الدُّخان. وَرَوَاهُ بَعضهم: " تحيَّرت " النَّحْل بِمَا عراها من الدُّخان.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: جلا النَّحْل يجلوها جَلاء: إِذا دخَّن عَلَيْهَا لاشتيار الْعَسَل.

وجَلْوة النَّحل: طَرْدها بالدخان.

وجَلاَ الأمرَ، وجَلاَّه، وجَلَّى عَنهُ: كشفه وأظهره.

وَقد انجلى، وتجلَّى.

وَأمر جَلِيّ: وَاضح.

وجَلا السَّيْف والمِرآة وَنَحْوهمَا، جَلْوا، وجِلاء: صقلهما.

وجلا عينَه بالكُحْل جَلْواً وجِلاَء.

والجَلا: الكُحل، لِأَنَّهُ يجلو الْعين، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

وأَكْحَلْك بالصاب أَو بالجلا ... ففَقِّح لكُحْلك أَو غمِّضِ

وجَلا الْعَرُوس على بَعْلهَا جَلوة، وجِلْوة، وجُلوة، وجِلاء، واجتلاها، وجَلاَّها.

وجَلاَّها زَوجهَا وصيفة: أَعْطَاهَا إِيَّاهَا فِي ذَلِك الْوَقْت. وجِلْوتها: مَا أَعْطَاهَا.

وَقيل: هُوَ مَا أَعْطَاهَا من غُرَّة أَو دَرَاهِم.

واجتلى الشَّيْء: نظر إِلَيْهِ.

وجَلَّى ببصره: رمى.

وجَلَّى الْبَازِي تَجْلِيّا. وتَجْليةً: رفع رَأسه ثمَّ نظر، قَالَ ذُو الرمة:

نظرتُ كَمَا جَلَّى على رَأس رَهْوة ... من الطير أقْنَى يَنْفُضُ الطَّلَّ أزرقُ

وجَبْهة جَلْواء: وَاسِعَة.

وَالسَّمَاء جَلْواء: مُصْحِية.

وَلَيْلَة جَلْواء: مصحية مضيئة.

والجلَا: انحسار مقدم الشّعْر.

وَقيل: هُوَ دون الصلع.

وَقيل: هُوَ أَن يبلغ انحسار الشّعْر نصف الرَّأْس.

وَقد جَلِى جَلاً، وَهُوَ أجْلَى.

وَقيل: الأجلى: الحَسَن الْوَجْه الأنزع.

وَابْن جلا: الْوَاضِح الْأَمر.

وَابْن جلاَ اللَّيْثِيّ، سمي بذلك لوضوح امْرَهْ، قَالَ:

أَنا ابْن جلا وطلاًّعُ الثنايا ... مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني

هَكَذَا أنْشدهُ ثَعْلَب: " وطلاع الثنايا " بِالرَّفْع على أَنه من صفته لَا من صفة الْأَب كَأَنَّهُ قَالَ: وَأَنا طلاَّع الثنايا. وَكَانَ ابْن جلا هَذَا صَاحب فتك يطلع فِي الغارات من ثنية الْجَبَل على أَهلهَا فَضربت الْعَرَب الْمثل بِهَذَا الْبَيْت وَقَالَت: أَنا ابْن جلا: أَي ابْن الْوَاضِح الْأَمر وَقَوله: " مَتى أَضَع الْعِمَامَة تعرفوني " قَالَ ثَعْلَب: الْعِمَامَة تلبس فِي الْحَرْب وتوضع فِي السّلم.

وَابْن أجلى: كَابْن جلا، قَالَ العجاج: لاقوا بِهِ الحَجَّاج والإصحارا

بِهِ ابنُ أجلى وَافق الإسفارا

وَمَا أَقمت عِنْده إلاَّ جَلاَء يَوْم: أَي بياضه.

وأجْلى الله عَنْك: أَي كشف، يُقَال ذَلِك للْمَرِيض.

وَأجلى يعدو: أسْرع بعض الْإِسْرَاع.

وأَجْلَى: مَوضِع بَين فَلْجّة ومطلع الشَّمْس فِيهِ هضيبات حمر وَهِي تنْبت النَّصِيّ والصِّلِّيان.

وجَلْوَى، مَقْصُور: قَرْيَة.

وجَلْوَى: فرس خُفَاف بن نَدْبة، قَالَ:

وقفتُ لَهَا جَلْوَى وَقد خام صُحبتي ... لأبنيَ مَجْدا أَو لأثأر هَالكا

وجَلْوى، أَيْضا: فرس قرواش بن عَوْف.

وجَلْوى، أَيْضا: فَرَس لبني عَامر.
جلو: جلا، جلا في الخدمة: ظهر وتميز في الإدارة (تاريخ البربر 1: 401).
وجلا في اصطلاح الطب: نظف وطهر.
وجلا المرأة: زينها (كوسج مختار 143).
ففي ابن البيطار (1: 24) في كلامه عن الأرز: يجلو جلاء حسنا، وفي ص24 منه: قوِّتها تجلو وتحلِّل.
جلَّى (بالتشديد): أبان وأوضح (بوشر).
وفي ديوان مسلم بن الوليد: جَلّى بخوف عليهم، حين لجئوا إلى الحصن.
وقد فسرها الشارح بقوله: طلع عليهم بخوف أي حاصرهم فيه. وقد قارن الناشر بينها وبين قولهم جلّى البازي عند لين أجلى: أظهر، كشف (فوك) ويقال: أجلى عنه. وفي كتاب رتجرز (ص175) يجب أن يصحح ضبط الشكل على النحو الآتي: أجْلَت هذه الحروب عن هزيمة ابن السيد.
وأجلى: جلا: كشف الصدأ وصقل.
وأجلى فلانا من ماله: سلبه، ومنعه منه، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص237): إن لم يجد سبيلا إلى تجريحهم طلب أذاهم في غير ذلك حتى يجليهم من أموالهم.
تجَّلى: تكشف وتبين (بوشر).
وتجلت العروس: تزينت وتبرجت (دي ساسي، مختار 1: 243).
وتجلت الأزهار: تفتحت، يقال قد تجلت الأزهار من أكمامها (قلائد مخطوطة أ، 1: 157).
وتستعمل تجلّى فعلا متعديا، يقال تجلَّت المرأة نقابها: كشفته (عبد الواحد 173) وتستعمل تجلّى يدل نتَجَلَّل أي تغطى (المقري 2: 546)، راجع التعليقة في إضافات وتصحيحات، وتجد تجلل هذه في طبعة بولاق أيضاً.
انجلى: أنكشف صدؤه، وانصقل (فوك، بوشر).
وانجلى: تكشف وتبين.
يقال: فانجلت الهزيمة على بغموراسن (تاريخ بني زيان ص95 و) وفي (ص98 و) منه: انجلت الهزيمة عليه.
انجلى: تمالك نفسه، كبح هواه (ألكالا).
اجتلى الشيء: نظر إليه وتأمل وتبصر وأمعن النظر فيه. وتعدى بفي أيضاً، يقال اجتلى في الشيء (عباد 3: 5).
ابن جلا (انظر لين)، ومطلع ابن جلا: الموضع الذي تطلع منه الشمس، مشرق الشمس (المقري 2: 101).
جَلْو، وتجمع على جلوات: شبح، أشباح (الكالا).
جلاء: ضرب من السمك (ياقوت 1: 886).
جَلَوِيّ: إن أهل الأندلس حسب ما يقوله المستعيني يطلقون اسم بياض جلوي على الاسبيداج (معجم الأسبانية ص70)، قارن دواء جَلاء عند لين وجَلاء التي سنذكرها بعد هذا بهذه الكلمة.
جِلْوِى وتجمع جّلاَوِى: نقاب المرأة (فوك).
جَلِية. جَلِيّة خبر: جلاء خبر، بيان خبر، علامة خبر (بوشر).
جلية الخبر: الخبر اليقين، حقيقة الخبر، يقال: ما وقعت له على جلية خبر أي لم استطع الوقوف على حقيقة أمره (بوشر) وأنظر معجم المتفرقات.
جَلاَّء: الذي يجلو أي يصقل ويلمع.
ففي ابن البيطار (1: 187): وهو ملح قطَّاع جلاَّء.
والذي يجلو ويصقل أو يبيض النحاس.
(صفة مصر 16: 466 رقم 1).
ومِجلاة: مِصقل (أنظر جَرّاء في مادة جرى.
جالٍ: الذي جلا عن وطنه ورحل منه، وهاجر، ويجمع على جُلاَّء بالضم أيضاً.
ففي بسام (3:1 ق): فأصبحوا طرائد سيوف، وجلاّء حتوف. ويظهر إنه كان يقال في الأندلس أرباب الجالي بمعنى المهاجرين. يحكى ابن الخطيب (ص186 ق): أن ابن المردنيش أمر بمصادرة أموال الذين يهاجرون من أوطانهم. وحصل أن رجلا من شاطبة أفقرته الضرائب هرب إلى مرسيه، فبلغه الخبر أن أولاده قد سجنوا، لان أباهم خالف أمر منع الهجرة (وأخذت الضويعة من أيديهم في رسم الجالي).
وأراد هذا الرجل بعد أحداث ومصائب جرت عليه أن يعود إلى مرسية (ص187 و) (فقيل لي عند باب البلد كيف اسمك؟ فقلت محمد بن عبد الرحمن فأخذني الشرط وحملت (إلى) القابض بباب القنطرة فقالوا هذا من كتبته من أرباب الجالي بكذا وكذا دينار فقلت والله ما أنا إلا من شاطبة وإنما اسمي وافق ذلك الاسم ووصت له ما جرى عليَّ فأشفق وضحك مني وأمر بتسريحي.
غير أني لست على يقين بأن أرباب الجالي تعني المهاجرين، إذ أن هذا الرجل إنما أخذ حين أخذ باعتباره رجلا آخر، فليس هناك ما يحملنا على تفسيره بالمهاجرين، وربما كان معناها: المكلفون بدفع الضرائب، الجالية.
جالية: في اصطلاح الأطباء = جَلاَّء عند لين، محيط المحيط). وجالية: حادث طارئ (فوك).
جالية. الجالية ببابل: أسر بابل، ففي مختارات دي ساسي (9001): كانوا وقت عودهم من الجالية ببابل إلى بيت المقدس ينصبون الخ.
والجالية لا تعني الأسر والسبي فقط وإنما تعني أيضاً: الجزية، والخراج، والضريبة، وما يفرض على العدو من الغلة يحملها إلى الفاتح (بوشر).
تَجَلٍّ: تحول أو تغير الهيئة والوجه.
يقال: تجلَّى الرب أي تجلّى السيد المسيح.
مَجْلَى وتجمع على مجال. وهي في معجم فوك. وهذه الكلمة اللاتينية يراد بها ما يسمى عند العرب منَصَّة أيضاً، وهي: سرير يزين بثياب وفرش تجلس عليه العروس في زينتها سافرة الوجه، وتجلى على زوجها. لأن لفظة مجلى مذكورة بهذا المعنى في معيار الاختبار (ص5، 38) وصوابها المَجْلَى بدل المجلّى.
مُجْلِى: رزين، وقور (الكالا).انجلاء: مثل تَجَلّ: عيد الظهور أو المجوس، عيد الدِنّح أو الغطاس (الكالا).
منجلية: مقرأ، قراية في كنيسة (بوشر) غير إنه سماها في موضع آخر: منجلبة (بالباء الموحدة).
جلو
جلا1 يَجلُو، اجْلُ، جَلاءً، فهو جليّ
• جلا الأمرُ: وضَح وظهر "حقيقة جليَّة- أمرٌ جلِيّ- تحدّث عن خطّته بجلاء". 

جلا2/ جلا عن/ جلا من يَجلُو، اجْلُ، جَلاءً، فهو جالٍ، والمفعول مَجْلوّ
• جلا الحقيقةَ: كشفها ووضَّحها "عبَّر بجلاء عمّا يجيش في صدره".
• جلا العدُوَّ عن البلاد: أخرجه منها "جَلاء القوّات المحتلّة- جلا الفقرُ القومَ عن منازلهم".
• جلا المستعمرُ عن الوطن/ جلا المستعمرُ من الوطن: خرج عنه أو منه، ارتحل، نزح " {وَلَوْلاَ أَنْ كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا} ". 

جلا3 يَجلُو، اجْلُ، جِلاءً وجَلْوًا، فهو جالٍ، والمفعول مَجْلوّ
• جلا السَّيْفَ والفضَّةَ والمرآةَ ونحوَها: صقلها وأزال صدأَها "جَلَت أدوات المطبخ- مرآة مجلوّة- جلا الرّخامَ: ملّسَه- يجلو العلمُ صدأ العقل الإنسانيّ".
• جلا حديثُه الهمَّ عن صدري: أذهبه وأزاله "جلا اللهُ عنك المرضَ".
• جلا الجُرْحَ: نظّفه وطهَّره.
• جلا المرأةَ/ جلا العروسَ: زيّنها.
• جَلَتْ عينيها: اكتحلتْ. 

أجلى/ أجلى عن/ أجلى من يُجلي، أجْلِ، إجلاءً، فهو مُجْلٍ، والمفعول مُجْلًى
• أجلى القومَ: أخرجهم "أجلوا السُّكّان عن مكان القصف- إجلاء الجيش من المنطقة".
• أجلى الأمرَ: أظهره وكشفه "أجلى موقفَه للقاضي".
• أجلى الهمَّ أو المرضَ عنه: فرَّجه، أزاله عنه وكشفه "أجلى اللهُ عنه: يقال في الدُّعاء للمريض".
 • أجلى القومُ عن المكان/ أجلى القومُ من المكان: جَلَوْا، خرجوا عنه أو منه، ارتحلوا، نزحوا. 

اجتلى/ اجتلى عن يجتلي، اجْتَلِ، اجتلاءً، فهو مُجتلٍ، والمفعول مُجتلًى
• اجتلى السِّكِّينَ: صَقَلها.
• اجتلى الأمرَ: كشفه، نظر إليه مستوضحًا "اجتلى منظرًا".
• اجتلى القومُ عن موضعهم: تفرّقوا عنه. 

استجلى يستجلي، اسْتَجْلِ، استجلاءً، فهو مُسْتَجْلٍ، والمفعول مُسْتَجْلًى
• استجلى الأمرَ: استكشفه وطلب توضيحه "استجلى المحامي غوامضَ القضيّة- استجلى ما في نيَّته" ° استجلت العروسُ: ظهرت بكلِّ زينتها. 

انجلى/ انجلى عن ينجلي، انْجلِ، انجلاءً، فهو مُنْجَلٍ، والمفعول مُنجلًى عنه
• انجلى السِّكِّينُ ونحوُه: مُطاوع جلا3: صار لامعًا، انصقل، زال عنه الصّدأ "انجلى السيفُ".
• انجلى اللَّيْلُ: ذهب "انجلى الضبابُ- *ألا أيُّها اللَّيْلُ الطَّويلُ ألا انجلِ*".
• انجلى الصُّبحُ: مُطاوع جلا2/ جلا عن/ جلا من: ظهر، بان، تكشَّف "انجلت الحقيقةُ".
• انجلى الهمُّ عن قلبه: انكشف وزال. 

تجلَّى يتجلَّى، تَجَلَّ، تَجَلّيًا، فهو مُتجلٍّ، والمفعول مُتجلًّى (للمتعدِّي)
• تجلَّى الأمرُ: انكشف واتّضح، بدا للعيان، ظهر "تجلَّتِ في أحسن مظاهرها- {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} " ° تجلّتِ الأزهارُ: تفتَّحت- تجلّتِ العروسُ: تزيّنت وتبرّجت.
• تجلَّى الشَّيءَ: نظر إليه مُشْرِفًا. 

جلَّى يجلِّي، جَلِّ، تجليةً، فهو مُجَلٍّ، والمفعول مُجَلًّى
• جلَّى الفرسُ: سَبَق في الحَلْبة.
• جلَّى الأمرَ: كشفه وأظهره، أبانه وأوضحه " {إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلاَّ هُوَ} ".
• جلَّى الهمَّ والكربَ عنه: فرَّجه عنه، أزاله وأذهبه.
• جلَّى القومَ وطنَهم: أخرجهم عنه. 

إجلاء [مفرد]: مصدر أجلى/ أجلى عن/ أجلى من ° إجلاء الجيوش: سحبها- إجلاء القواعد العسكريّة: تركها والخروج منها. 

اجتلاء [مفرد]: مصدر اجتلى/ اجتلى عن. 

استجلاء [مفرد]: مصدر استجلى. 

انجلاء [مفرد]: مصدر انجلى/ انجلى عن. 

تَجَلٍّ [مفرد]: ج تجلِّيات (لغير المصدر):
1 - مصدر تجلَّى.
2 - (سف) إشراق ذات الله وصفاته أو ما ينكشف للقلوب من أسرار أو أنوار الغيوب.
3 - (نف) حالة الغيبوبة والانخطاف. 

تجلية [مفرد]: مصدر جلَّى. 

جالية [جمع]: جج جاليات وجَوالٍ، مف جالٍ: جماعة من النَّاس من موطن واحد تعيش في وطن جديد غير وطنهم الأصليّ "الجاليات العربيَّة في أوربَّا". 

جَلا [مفرد]
• ابن جَلا: السَّيِّد الشَّريف لا يخفى مكانُه "أنا ابن جلا وطلاعُ الثنايا ... متى أضع العمامةَ تعرفوني". 

جَلاء [مفرد]: مصدر جلا1 وجلا2/ جلا عن/ جلا من ° عيد الجَلاء: يوم خروج القوّات الأجنبيّة المحتلّة في بعض الأقطار العربيّة. 

جِلاء [مفرد]:
1 - مصدر جلا3.
2 - كُحْل. 

جلاَّية [مفرد]: اسم آلة من جلا3.
• الجلاَّية الكهربيَّة: آلة للصَّقل وإزالة الصَّدأ "استخدم الجزار الجلاّية في شحذ ساطوره قبل الذبح". 

جَلْو [مفرد]: مصدر جلا3. 

جَلِيّ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جلا
 1 ° مِنْ الجَليّ: من الواضح، ممَّا لا يحتاج إلى بيان. 

جَلِيّة [مفرد]: ج جليّات وجلايا: مؤنَّث جَلِيّ: خبر يقين ° بصورة جَليَّة: واضحة- جَليّةُ الأمر: حقيقته- عينٌ جَليَّة: بصيرة، ذات نظرٍ جيِّد. 

مِجْلاة [مفرد]: ج مَجالٍ: اسم آلة من جلا3: مِصْقَلة، أداة تستعمل لصقل الحجر أو المعدن. 
جلو
: (و ( {جَلاَ القَوْمُ عَن المَوْضِعِ) ، وَفِي الصِّحاحِ: عَن أَوطانِهم؛ زادَ ابنُ سِيدَه: (وَمِنْه} جَلْواً {وجَلاءً} وأَجْلَوْا) :) أَي (تَفَرَّقُوا.
(وَفِي الصِّحاحِ: {الجَلاءُ الخُروجُ من البَلَدِ، وَقد} جَلَوْا.
(أَو جَلا مِن الخَوْفِ،! وأَجْلَى من الجَدْبِ،) هَكَذَا فَرقَ أَبو زيْدٍ بَينهمَا. (و) يقالُ: ( {جَلاهُ الجَدْبُ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: جَلاهُ عَن وَطَنِه} فَجَلا، أَي طَرَدَه فهَرَبَ. ( {وأَجْلاهُ) يتعدَّى وَلَا يتعدَّى، كِلاهُما بالألِفِ. يقالُ:} أَجْلَيت عَن البَلَدِ {وأَجْلَيْتهم أَنا} وأَجلَوا عَن القَتِيلِ، لَا غَيْر، انْفَرَجُوا؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.

وَمن الثُّلاثي المُتَعدِّي حدِيثُ الحَوْض: ( {فيُجْلَوْن عَنهُ، أَي يُنْفَوْن ويُطْرَدُونَ، هَكَذَا رُوِي؛ والرِّوايَةُ الصَّحيحةُ بالحاءِ المُهْملَةِ والهَمْز.
وَمن الَّلازِمِ قوْلُه تَعَالَى: {وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِم} الجلاءَ} ، ومِن الرباعي المُتَعدِّي: قَوْلُهم: {أَجْلاهُم السُّلْطانُ، أَي أَخْرَجَهم.
وقالَ الرّاغبُ: أَبْرَزَهُم} فَجَلوْا {وأَجْلَوْا.
ومِن كلامِ العَرَبِ: فإِمَّا حَرْبٌ} مُجْلِيةٌ وإمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ، أَي حَرْبٌ تُخْرجكم من دِيارِكُم أَو سِلْم تُخْزِيكم وتُذِلُّكم.
( {واجْتَلاهُ) :) } كأَجْلاهُ.
(و) قالَ أَبو حنيفَةَ: (جَلاَ النَّحْلَ) {يَجْلُوها (} جَلاءً: دَخَّنَ عَلَيْهَا ليَشْتار العَسَلَ) ، وَمِنْه قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ النحْلَ والعاسِلَ:
فلمَّا {جَلاَها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ
ثُباتٍ عَلَيْهَا ذُلُّها واكْتِالله بُهاوالأُيامُ: الدُّخانُ.
(و) جَلا الصَّيقلُ (السَّيفَ والمِرْآةَ) ونحوَهُما (جَلْواً) ، بالفتْح، (} وجِلاءً) ، بالكسْرِ، (صَقَلَهُما) ؛) واقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ على السَّيْفِ وعَلى المَصْدرِ الأَخيرِ.
(و) مِن المجازِ: جَلا (الهَمَّ عَنهُ) جَلْواً: (أَذْهَبَهُ) ؛) نَقَلَه الجوْهرِيُّ وَلم يَذْكُر المَصْدرَ. (و) مِن المجازِ: جَلاَ (فُلاناً الأَمْرَ) ، أَي (كَشَفَهُ عَنهُ) وأَظْهَرَه؛ وَمِنْه جَلاَ الله عَنهُ المَرَضَ؛ ( {كجَلاَّهُ) ، بالتَّشْديد؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والنَّهارُ إِذا} جَلاَّها} .
قالَ الفرَّاءُ: إِذا جَلَّى الظُّلْمةَ فجازَتِ الكِنايَةُ عَن الظُّلْمَةِ وَلم تذكر فِي أَوَّلِه لأَنَّ معْناها مَعْروف، أَلاَ تَرى أنَّك تقولُ: أَصْبَحتْ بَارِدَة وأَمْسَتْ عَرِيَّةً وهَبَّتْ شمالاً؛ فكنّ مُؤَنَّثاتٍ لم يَجْرِ لهُنَّ ذكْر لأنَّ معْناهنَّ مَعْروفٌ.
وقالَ الزجَّاجُ إِذا بيَّنَ الشمسَ لأنَّها تبين إِذا انْبَسَطَ.
( {وجلاَ عَنهُ وقَدِ} انْجَلَى) الهمّ والأَمْر ( {وتَجَلَّى) .) يقالُ:} انْجَلَتْ عَنهُ الهُمُوم كَمَا {تَنْجلي الظُّلْمةُ.
وَفِي حديثِ الكُسوف: حَتَّى} تَجَلَّتِ الشَّمسُ، أَي انْكَشَفَتْ وخَرَجَتْ من الكسوفِ.
وقالَ الرّاغبُ: {التَّجَلِّي قد يكونُ بالَّذاتِ نَحْوَ: {والنَّهارُ إِذا} تجَلَّى} ؛ وَقد يكونُ بالأَمْرِ والفِعْلِ نَحْو {فلمَّا تَجَلَّى رَبّه للجَبَل} .
قلت: قَالَ الزجَّاجُ: أَي ظَهَرَ وبانَ، قالَ: وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ وقالَ الحَسَنُ: تَجَلَّى بالنُّورِ العَرْش.
(و) جَلاَ (بثَوْبِه) جَلْواً: (رَمَى بِهِ) ؛) عَن الزجَّاج.
(وجَلاَ) :) إِذا (عَلاَ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(و) جَلاَ (العَرُوسَ على بَعْلِها {جَلْوَةً، ويُثَلَّثُ) ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ على الكسْرِ، (} وجِلاءً) ، ككِتابٍ،) نَقَلَه الجوْهرِيُّ عَن أَبي نَصْر، (و) كَذلِكَ ( {اجْتَلاَها) :) أَي (عَرَضَها عَلَيْهِ} مَجْلُوَّةً) ، وَقد {جُلِيَتْ على زَوْجِها.
وَفِي الصِّحاحِ:} جَلَوْتُ العَرُوسَ {جِلاءً} وجَلْوَةً {واجْتَلَيْتُها: نَظَرْتُ إِلَيْهَا مَجْلُوَّةً.
(} وجَلاَها {وجَلاَّها زَوْجُها وَصِيفةً أَو غيرَها: أَعْطاها إيَّاها فِي ذَلِك الوَقْتِ) ؛) التّخْفيفُ عَن الأصمعيّ.
(} وجِلْوَتُها، بالكسْرِ: مَا أَعْطاها) مِن غُرَّةٍ أَو دَراهِمَ؛ وَمن التَّشْديدِ حَديثُ ابنِ سِيْرِين: كَرِهَ أنْ {يَجْلِيَ امْرَأَتَه شَيْئا ثمَّ لَا يَفِيَ بِهِ. ويقالُ: مَا} جِلْوَتُها؛ فيقالُ: كَذَا وَكَذَا.
( {واجْتَلاهُ: نَظَرَ إِلَيْهِ) ؛ وَمِنْه اجْتِلاء الزَّوْج العَرُوس.
(} والجَلاءُ، كسَماءٍ: الأَمْرُ الجَلِيُّ) البَيِّنُ الواضِحُ؛ تقولُ مِنْهُ: جَلاَ لي الخَبرُ أَي وَضَح؛ هَكَذَا ضَبَطَهُ الجوْهرِيُّ وأَنْشَدَ لزهيرٍ:
فإنَّ الحقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ
يَمِينٌ أَو نِقارٌ أَو {جَلاءُ قالَ يُريدُ الإقْرارَ.
قُلْتُ: وضَبَطَه الأزْهريُّ بكسْرِ الجيمِ، وأَرادَ بِهِ البَيِّنةَ والشُّهودَ من} المُجالاةِ، وَقد تقدَّمَ بيانُه فِي قطع.
(و) مِن المجازِ: (أَقَمْتُ) عنْدَه (جَلاءَ يَوْمٍ) ، أَي (بياضَه) ؛) عَن الزجَّاجِ؛ قالَ الشاعِرُ: ماليَ إنْ أَقْصَيْتَنِي من مقْعدِولا بهَذِي الأرْضِ من تَجَلُّدِ إلاَّ جَلاءَ اليومِ أَو ضُحَى غَدِ (و) {الجِلاءُ، (بالكسْرِ: الكُحْلُ) ، وكتابَتُه بالألِفِ عَن ابنِ السِّكِّيت. وَفِي حدِيثِ أُمِّ سَلمة: (أَنَّها كَرِهَتْ للمُعِدِّ أَنْ تَكْتَحِلَ} بالجِلاءِ) ، هُوَ الإثْمدُ.
(أَو كُحْلٌ خاصٌّ) يَجْلُو البَصَرَ؛ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ لبعضِ الهُذَلِيِّين، هُوَ أَبو المُثَلِّم:
وأَكْحُلْكَ بالصابِ أَو بالجَلاء
ففَتِّحْ لذَلِك أَو غَمِّض ( {وجَلَّى ببَصَرِهِ} تَجْلِيةً) :) إِذا (رَمَى بِهِ كَمَا يَنْظُرُ الصَّقْر إِلَى الصَّيْدِ؛ قالَ لبيدٌ:
فانْتَضَلْنا وَابْن سَلْمَى قاعِدٌ كعَتِيقِ الطيرِ يُغْضِي {ويُجَلّ أَي} ويُجَلِّي.
(و) {جَلَّى (البازِيُّ تَجْلِيَةً} وتَجَلِّياً) بتَشْديد الْيَاء: (رَفَعَ رأْسَه ثمَّ نَظَرَ) وذلكَ إِذا آنَسَ الصَّيْدَ؛ قالَ ذُو الرُّمَّة:
نَظَرْتُ كَمَا جَلَّى على رأْسِ رَهْوَةٍ
من الطيرِ أَقْنَى ينفُضُ الطَّلَّ أَوْرَقُوقالَ ابنُ حَمْزة: {التَّجلِّي فِي الصَّقْر أَنْ يُغْمِض عَيْنَه ثمَّ يَفْتَحها ليكونَ أَبْصَر لَهُ،} فالتَّجَلِّي هُوَ النَّظَر؛ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة: جَلَّى بصيرُ العَيْنِ لم يُكَلِّلِ
فانقَضَّ يَهْوي من بَعيدِ المَخْتَلِقالَ ابنُ بَرِّي: ويقَوِّي قَوْلَ ابنِ حَمْزة بيتُ لبيدٍ المُتَقدِّم.
( {والجَلا) ، بالفتْحِ (مَقْصُورَةً: انْحِسارُ مُقَدَّمِ الشَّعَرِ) ؛) كتابَتُه بالأَلفِ مِثْل الجَلَه؛ (أَو) هُوَ أنْ يَبْلغَ انْحِسارُ الشَّعَرِ (نِصْفَ الرَّأْسِ، أَو هُوَ دُونَ الصَّلَعِ) ؛) وَقد (} جَلِيَ، كرَضِيَ، {جَلاً، والنَّعْتُ} أَجْلَى {وجَلْواءُ) .) وَفِي صفَتِه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّه أَجْلَى الجَبْهةِ؛ وَقد جاءَ ذلِكَ فِي صفَةِ الدجَّالِ أَيْضاً.
وقالَ أَبُو عبيدٍ: إِذا انْحَسَرَ الشَّعَرُ عَن نصفِ الرأْسِ ونحوِهِ فَهُوَ أَجْلَى، وأَنْشَدَ:
مَعَ} الجَلا ولائِحِ القَتِيرِ (وجَبْهَةٌ {جَلْواءُ واسِعَةٌ.
(وسَماءٌ جَلْواءُ: مُصْحِيَةٌ) ، كجَهْواء؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكِسائي.
وكَذلِكَ لَيْلَةٌ جَلْواءُ إِذا كانتْ مُصْحِيَةٌ مُضِيئَةٌ.
(و) قيل: (} الأَجْلَى الحَسَنُ الوجهِ الأنْزعُ.
(و) مِن المجازِ: (ابنُ جَلاَ الوَاضِحُ الأَمْرِ) ؛) قالَ سُحَيْم بنُ وَثِيل الرّياحِي:
أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّعُ الثَّنايا
مَتى أَضَعُ العِمامَةَ تَعْرِفُونيوقدِ اسْتَشْهَدَ الحجَّاجُ بقوْلِه هَذَا وأَرادَ: أَي أَنا الظاهِرُ الَّذِي لَا أَخْفى وكلُّ أَحدٍ يَعْرِفُني. يقالُ ذلكَ للرَّجُلِ إِذا كانَ على الشّرف بمكانٍ لَا يَخْفى؛ ومِثْلُه قَوْلُ القُلاخ: أَنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا
أَخو خَناسِيرَ أَقُودُ الجَمَلاوقالَ سِيْبَوَيْه: جَلا فِعْل ماضٍ، كأنَّه بمعْنَى جَلا الأُمورَ أَي أَوْضَحَها وكَشَفَها.
وَفِي الصِّحاحِ: قالَ عيسَى بنُ عُمَر إِذا سُمِّي الرجلُ بقَتَلَ أَو ضَرَبَ ونحوِهِما لَا يُصْرَف واسْتَدَلّ بِهَذَا البيتِ.
وقالَ غيرُهُ: يَحْتَمِل هَذَا الْبَيْت وَجْهاً آخَرَ، وَهُوَ أنّه لم يُنوِّنه لأنَّه أَرادَ الحِكايَةَ، كأنَّه قالَ: أَنا ابنُ الَّذِي يقالُ لَهُ جَلا الأُمور وكَشَفَها فلذلِكَ لم يَصْرِفْه.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قوْلُه لم يُنوِّنْه لأنَّه فِعْلٌ وفاعِلٌ.
(كابنِ أَجْلَى) ؛) وَمِنْه قوْلُ العجَّاج:
لاقَوْا بهِ الحجاجَ والإِصْحارَا
بِهِ ابْن أَجْلَى وافَقَ الإسْفارَابه أَي بذلك المَكانِ، وقوْلُه الإصْحارَ: أَي وَجَدُوه مُصْحِراً. ووَجَدُوا بِهِ ابنَ أَجْلَى كَمَا تقولُ: لَقِيْت بِهِ الأسَدَ.
(و) ابنُ جَلا: (رجُلٌ م) مَعْروفٌ من بَني لَيْث كَانَ صاحِبَ فتْكٍ يَطْلعُ فِي الغاراتِ مِن ثَنِيَّةِ الجَبَلِ على أَهْلِها، سُمِّي بذلِكَ لوُضُوح أَمْرِه.
(! وأَجْلَى يَعْدُو) :) أَي (أَسْرَعَ) بعضَ الإسْراعِ.
(و) أَجْلَى: (ع) بينَ فلجة ومَطْلعِ الشمسِ فِيهِ هُضَيْباتٌ حُمْر وَهِي تُنْبِتُ النّصِيَّ والصِّلِّيانَ، والصَّوابُ فِيهِ أَجَلَى، كجَمَزَى بالتحريكِ، وَقد تقدَّمَ لَهُ فِي اجل، وَهُنَاكَ مَوْضِعه وتقَدَّمَ الشاهِدُ فِيهِ. ( {وجَلْوَى، كسَكْرَى: ة.
(و) } جَلْوَى: (أَفْراسٌ) ، مِنْهَا: فَرَسُ خُفاف بنِ نُدْبة؛ قالَ:
وقَفْتُ لَهَا جَلْوَى وَقد قامَ صُحْبتي
لأَبْنِيَ مَجْداً أَو لأَثْأَرَ هالِكاوأَيْضاً فَرَسُ قِرْواشِ بنِ عَوْفٍ وَهِي الكُبْرى، قالَهُ الأصْمعيُّ.
وأَيْضاً فَرَسٌ لبَني عامِرِ بنِ الحارِثِ.
وقالَ ابنُ الكَلْبي فِي أنسابِ الخيلِ: جَلْوَى فَرَسٌ كانتْ لبَني ثَعْلَبة بن يَرْبُوع، وَهُوَ ابنُ ذِي العِقال، قالَ: وَله حدِيثٌ طويلٌ فِي حرْبِ غَطَفان.
وأَيْضاً فَرَسُ عبْدِالرحمانِ بنِ صَفْوان بنِ قدامَةَ، وقتيبَةَ بنِ مُسْلم وَهِي الصُّغْرى، والصّراع بنِ قَيْس بنِ عدِيَ.
( {والجَلِيُّ، كغَنِيِّ: الواضِحُ) من الأُمورِ، وَهُوَ ضِدُّ الخَفِيِّ. ويقالُ: خَبَرٌ} جَلِيٌّ، وقياسٌ جَلِيٌّ؛ وَلم يُسْمَع فِيهِ {جالٍ، قالَهُ الرّاغبُ.
(و) يقالُ: (فَعَلْتُه من} أَجْلاكَ) ، بالفتْحِ (ويُكْسَرُ: أَي من أَجْلِكَ.
( {والجالِيَةُ) :) الَّذين جَلَوْا عَن أَوْطانِهم: يقالُ: فلانٌ اسْتُعْمِل على} الجالِيَة، أَي على جِزْيَةِ (أَهْلِ الذِّمَّةِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وإنَّما سُمّوا بذلِكَ (لأنَّ عُمَرَ) بنَ الخَطَّابِ، (رِضَي الله تَعَالَى عَنهُ، {أَجْلاهُمْ عَن جَزِيرَةِ العَرَبِ) لمَا تقدَّمَ مِن أَمْرِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيهم فسُمُّوا} جالِيَةً ولَزِمَهم هَذَا الاسمُ أَيْنَ حَلُّوا، ثمَّ لَزِمَ كلّ مَنْ لَزِمَتْه الجِزْيَةُ من أهْلِ الكِتابِ بكلِّ بلَدٍ وَإِن لم {يُجْلَوْا عَن أَوْطانِهم.
(و) يقالُ: (مَا} جِلاؤُهُ، بالكسْرِ: أَي بِمَاذَا يُخاطَبُ مِن) الأسْماءِ و (الألْقابِ الحَسَنةِ) فيعظُم بِهِ.
( {واجْلَوْلَى: خَرَجَ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(ومحمدُ بنُ) الحَسَنِ بنِ (} جَلْوانَ) الخليليُّ البُخارِيُّ عَن صالحِ جَزَرَةَ؛ ضَبَطَه الحافِظُ بالكسْرِ.
( {وجَلْوانُ بنُ سَمُرَةَ) بنِ مَاهان بنِ خاقَان بنِ عُمَر بنِ عبْدِالعَزيزِ بنِ مَرْوان الأُمويُّ البُخارِيُّ الرحَّالُ سَمِعَ أَبا بكْرِ بن المُقْرِىء، وَعنهُ ابْنُه جعيد؛ (ويُكْسَرُ) ضَبَطَه الحافِظُ بالفتْحِ، وَفِي الأوَّل بالكسْرِ؛ وَكَذَا الصَّاغانيُّ.
وظاهِرُ سِياقِ المصنِّفِ يَقْتضِي أنَّ الكسْرَ فِي الثَّانِي، فَلَو قالَ محمدُ بنُ جَلْوانَ ويُكْسَر وجِلْوان بنُ سَمُرَة، (مُحدِّثانِ) لأصابَ المحزَّ.
(وابنُ} الجَلاَّ، مُشَدَّدَةً مَقْصورَةً: مِن كبارِ الصُّوفيةُ) ، هُوَ أَبو عبدِ اللَّهِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ الجَلاَّ البَغْداديُّ نَزَلَ الشامَ وسَكَنَ الرَّمْلة وصَحِبَ ذَا النّونِ المِصْري وأَبا تُرابٍ النَّخْشبيّ، تُوفي سَنَة 306.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الجَالَةُ: مثْلُ الجالِيَةِ، نَقَلَه الجوْهرِيُّ.
} واجْتَلى النَّحْل {اجْتِلاءً مثْلُ} جَلاَها، وَبِه يُرْوَى قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ السَّابِق:
فلمَّا {اجْتَلاها بالأُيامِ تَحَيَّرَتْ} وجَلْوَةُ النَّحْل: طَرْدُها بالدُّخانِ.
وجَلا: إِذا اكْتَحَل؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
وجَلا لَهُ الخَبَرُ: وَضُحَ.
! والجِلاءُ، بالكسْرِ: الإقْرارُ؛ وَبِه رُوِي قَوْلُ زُهيرٍ السَّابِق. {والجَلِيَّةُ الخَبَرُ اليَقِين. يقالُ: أَخْبرني عَن} جَلِيَّةِ الأمْرِ أَي عَن حقِيقَتِه؛ قالَ النابغَةُ:
وآبَ مُضِلُّوه بغيرِ {جَلِيَّةٍ
وغُودِرَ بالجَوْلانِ جَرْمٌ ونائِلُأَي جاءَ دافِنُوه بخَبرِ مَا عايَنُوه.
وقالَ ابنُ بَرِّي:} الجليَّةُ البَصيرَةُ، يقالُ عينٌ {جَلِيَّةٌ؛ قالَ أَبو دُوَاد:
بَلْ تَأَمَّلْ وأَنتَ أَبْصَرُ منِّي
قَصْدَ دَيْرِ السَّوادِ عَينٌ جَلِيَّةْوهو} يُجَلِّي عَن نفْسِه: أَي يُعَبِّر عَن ضَمِيرِه.
{والجِلِّيان، كصِلِّيان: الإظْهارُ والكَشْفُ.
} واجْتَلَى السَّيْف لنَفْسِه؛ وَمِنْه قَوْلُ لبيدٍ:
{يَجْتَلِي نُقَبَ النِّصالِ ويَجوزُ فِي الكُحْلِ} الجَلاَ {والجِلاَ، بالفتْحِ والكسْر مَقْصوراً، فالفتْحُ والقَصْر عَن النحَّاس وابنِ وَلاَّد وَبِهِمَا رَوَيا قَوْلَ الهُذَليّ السَّابِق، وضَبَطَه المُهلّبيُّ كسَحابٍ وَبِه رَوَى البَيْتَ المَذْكُورَ.
} وجَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ: زَيَّنَتْها.
وجَلاَ الجَبينَ {يَجْلَى} جَلاً: لُغَةٌ فِي جَلِيَ، كرَضِيَ؛ عَن أَبي عبيدٍ.
! والمَجالِي: مَا يُرَى من الرأْسِ إِذا اسْتَقْبَلْت الوَجْه؛ قالَ أَبو محمدٍ الفَقْعسيُّ، واسْمُه عبدُاللَّهِ بنُ رِبْعيّ: قالتْ سُلَيْمى إِنَّنِي لَا أَبْغِيهْأَراهُ شيْخاً ذَرِئَتْ {مَجالِيهْ يُقْلي الغَواني والغَوانِي تَقْلِيهْ قالَ الفرَّاءُ: الواحِدُ} مَجْلىً واشْتِقاقُه من الجَلا، وَهُوَ ابْتِداءُ الصَّلَعِ إِذا ذَهَبَ شَعَرُ رأْسِه إِلَى نصْفِه.
وقالَ الأصْمعيُّ: {جالَيْتُه بالأَمْرِ وجالَحْتُه إِذا جاهرْته، وأَنْشَدَ:
مُجالحَة لَيْسَ} المُجالاةُ كالدَّمَسْ {وتَجَالَيْنا: انْكَشَفَ حالُ كلِّ واحِدٍ منَّا لصاحِبِه.
} واجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عَن رأْسِي: إِذا رَفَعْتها مَعَ طَيِّها عَن جَبِينك؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وابنُ {أَجْلَى: الأَسَدُ، وأَيْضاً الصُّبْح، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ العجَّاجِ.
} وأَجْلَى عَنهُ الهَمَّ: إِذا فَرَّجَ عَنهُ؛ نَقَلَه الليْثُ.
{وجُلَيُّ، كسُمِيَ: ابنُ أَحْمس بنِ ضبيعَةَ بنِ نزارٍ، بَطْنٌ مِن العَرَبِ مِن ولدِهِ جماعَةُ عُلماء شُعَراء؛ قالَ المُتَلَمس:
يكونُ نَذِيرٌ من وَرَائِي جُنَّةً
ويَنْصُرُني منْهُمْ} جُلَيَ وأَحْمَسُ! والتَّجَلِّي عنْدَ الصُّوفيةِ مَا يَنْكَشفُ للقُلوبِ مِن أَنْوارِ الغيوبِ وَهُوَ ذاتيٌّ وصفاتي، وَلَهُم فِي ذَلِك تَفاصِيلُ ليسَ محلّها هُنَا. {والجاليةُ: قَرْيَةٌ بالدقهلية بالقُرْبِ مِن المَنْصورَةِ، وَمِنْهَا الشيخُ شَهابُ الدِّيْن أَحمدُ بنِ محمدٍ} الجاليُّ الشافِعِيُّ المُدرِّسُ بالجامِعِ الكبيرِ بالمَنْصورَةِ، وَهُوَ مِن أَقْرانِ مَشايخِنا.
{وجُوَيْليُّ، مُصَغّراً: اسمٌ.
} وجِلاوَةُ، بالكسْرِ: قَبيلَةٌ، مِنْهُم: أَبو الحَسَنِ عليٌّ بنُ عبدِ الصَّمدِ المالِكِيُّ {الجِلاوِيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بمِصْرَ، ماتَ سَنَة 782؛ ضَبَطَه الحافِظُ.

جلو

1 جَلَا, (S, Mgh, Msb,) [aor. ـُ inf. n. جَلَآءٌ, (Msb,) It (a thing, and (assumed tropical:) an affair, or a case, Mgh, or (assumed tropical:) information, or tidings, Msb,) was, or became, clear, unobscured, exposed to view, displayed, laid open, disclosed, or uncovered, (Mgh, Msb,) للِنَّاسِ to men, or the people; (Msb;) as also ↓ تجلّى, said of a thing: (S, Mgh, Msb:) it ((assumed tropical:) information, or tidings, S, Msb, or (assumed tropical:) an affair, or a case, Mgh,) was, or became, apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident, (S, Mgh, Msb,) لِى to me, (S,) or لِلنَّاسِ to men, or the people. (Msb.) One says, الشَّمْسُ ↓ تجلّت The sun became unobscured, or exposed to view, and ceased to be eclipsed. (TA from a trad.) Er-Rághib says that ↓ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى is sometimes by the thing itself; as in the phrase [in the Kur xcii. 2], فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [By the day when it becometh clear, &c.]: and sometimes, by the case, and the action; as in the saying [in the Kur vii. 139], فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ [And when his Lord became manifested to the mountain]: Zj says that the meaning in this instance is, appeared, and so say the Sunnees; El-Hasan says that the meaning is, تجلّى بِالنُّورِ العَرْشِ [became manifested by light, the light of the empyrean]. (TA.) b2: جَلَا, [aor. ـُ inf. n. جَلَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and جَلْوٌ; (K;) and ↓ اجلى; (S, Mgh, Msb, K;) He, (a man, Msb,) or they, (a company of men, Mgh, Msb,) went forth, or emigrated, (S, Mgh, Msb,) عَنِ البَلَدِ from the country, or town, (S, Msb,) and عَنْ

أَوْطَانِهِمْ from their homes: (S, Mgh:) [like جَلَّ:] or they (a company of men) dispersed themselves, or became dispersed, عَنِ المَوْضِعِ, and مِنْهُ, from the place: (K:) or جلا means, in consequence of fear: and ↓ اجلى, in consequence of drought: (Az, K:) or مَنْزِلَهُمْ ↓ أَجْلَوْا signifies they left their place of abode in consequence of fear; the verb in this case being trans. by itself: but if they have left for some other reason than fear, you say, عَنْ مَنْزِلِهِمْ: (Msb:) accord. to IAar, جَلَا signifies he fled, being driven away, from his home. (TA.) [See also 12.] b3: جَلِىَ, aor. ـَ inf. n. جَلًا, He had that degree of baldness which is termed ↓ جَلًا; (K;) i. e. baldness of the fore part of the head; (S, K;) like جَلَهٌ: (S:) or baldness of half of the head; (S, K;) which is the beginning of صَلَعٌ: (S:) or baldness less than what is termed صَلَعٌ. (K.) And جَلا الجَبِينِ, inf. n. جَلًا, signifies the same as جَلِىَ [The part above the temple became bald]. (A'Obeyd, TA.) A2: جَلَاهُ, [aor. ـُ inf. n., app., جِلَآءٌ, or perhaps جَلَآءٌ, but the former seems to be indicated by what follows;] (S, Mgh, Msb;) and ↓ جلّاهُ; (MA;) He made it, or rendered it, clear, or unobscured; exposed it to view, displayed it, laid it open, disclosed it, or uncovered it; (S, Mgh, MA;) namely, a thing: (S, Mgh:) he made it, or rendered it, apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident; (S, Mgh, Msb, MA;) namely, (assumed tropical:) an affair, (Mgh,) or (assumed tropical:) information, or tidings. (Msb.) You say, جَلَا العَرُوسَ, inf. n. جِلَآءٌ and جِلْوَةٌ (S, Msb, K) and جَلْوَةٌ (Msb, K) and جُلْوَةٌ; (K;) and ↓ اجتلاها; (S, Msb, K;) He displayed the bride, عَلَى بَعْلِهَا to her husband: (K:) or he looked at the bride displayed: (S:) and you say also, جُلِيَتْ عَلَى

زَوْجِهَا (TA) She mas shown to her husband, and he looked at her displayed: (Har p. 30:) and جَلَاهَا زَوْجُهَا Her husband presented, or gave, to her a female slave (S, K) or some other thing at the time of her being displayed to him; as also ↓ جلّاها: (K:) and جَلَتِ المَاشِطَةُ العَرُوسَ The female hairdresser adorned the bride [to display her to her husband]. (TA.) You also say, جَلَا فُلَانٌ الأَمْرَ (tropical:) Such a one displayed, discovered, disclosed, revealed, or manifested, the affair, or case; as also ↓ جلّاهُ, and جَلَا عَنْهُ: (K, * TA:) or جَلَا فُلَانًا الأَمْرِ he displayed, discovered, &c., to such a one the affair, or case; as also ↓ جلّاه [i. e. جلّاهُ الأَمْرَ], and جَلَا عَنْهُ [i. e. جلا عنه الأَمْرَ or جلا فُلَانًا عَنِ الأَمْرِ]. (So accord. to the CK and my MS. copy of the K. [The reading in the TA is, in my opinion, preferable to the latter.]) And السَّاعَةَ ↓ اَللّٰهُ يُجَلِّى (assumed tropical:) God will make manifest the hour, or time of the resurrection; or will make it to appear. (K in art. جلى: [but it belongs to the present art.:]) so in the Kur vii. 186. (TA.) And عَنْ نَفْسِهِ ↓ هُوَ يُجَلِّى (assumed tropical:) He declares, or explains, his mind. (S.) b2: جَلَوْتُ السَّيْفَ, inf. n. جِلَآءٌ, (S, Msb, K, [in the CK جَلاء, but it is]) with kesr, (S, Msb,) and جَلْوٌ, (K,) I removed, or cleared off, the rust from the sword; (Msb;) I polished, or furbished, the sword; (S, K;) and المِرْآةَ the mirror; (K;) and the like; (TA;) [as, for instance,] الفِضَّةَ the silver; and so جَلَيْتُهَا. (K in art. جلى.) And جَلَوْتُ بَصَرِى بِالكُحْلِ [I cleared my sight with collyrium]: (S:) [whence,] جَلَا He applied collyrium to his eye or eyes. (IAar, TA.) and جَلَوْتُ هَمِّى عَنِّى (tropical:) I removed my anxiety, or caused it to depart, from me: (S, K, * TA: *) and عَنْهُ الهَمَّ ↓ اجلى (assumed tropical:) He removed, or cleared away, from him anxiety. (Lth, TA.) and جَلَا اللّٰهُ عَنْهُ المَرَضَ (assumed tropical:) God removed from him the disease. (TA.) b3: جَلَاهُمْ, and ↓ اجلاهم, (S, Mgh,) or جَلَاهُ, and ↓ اجلاهُ, (Msb, K,) and ↓ اجتلاهُ, (K,) He, (a man, S, Msb, or the Sultán, Mgh,) or it, (drought, K,) caused them, or him, to go forth, or emigrate; or expelled them, or him; or drove them, or him, forth; (S, Mgh, Msb, K;) [from their homes, or from his home.] And جَلَا النَّحْلِ, inf. n. جِلَآءٌ, or جَلَآءٌ, (accord. to different copies of the K,) and جلوة [thus written without any syll. signs]; and ↓ اجتلاها; (TA;) He smoked [out] the bees, in order to collect the honey; (K;) he drove away the bees by means of smoke. (TA.) 2 جلّى: see 1, in six places.

A2: Also, inf. n. تَجْلِيَةٌ and تَجْلِىٌّ, He (a hawk, or falcon,) raised his head, and looked, (K, TA,) seeing the prey: (TA:) or he (a hawk) closed his eyes, and then opened them, in order to see more clearly. (Ibn-Hamzeh, TA.) b2: And [hence,] جلّى بِبَصَرِهِ, inf. n. تَجْلِيَةٌ, He cast his eyes (S, K) like the hawk looking at the prey. (S.) A3: [جلّى is also mentioned (in Har p. 161), on the authority of Mtr, as signifying He, or it, outstripped; from المُجَلِّى

meaning “ the first of the horses in a race; ” but as being not known in this sense on any other authority.]3 جَالَيْتُهُ بِالأَمْرِ, inf. n. مُجَالَاةٌ, I acted openly with him in the affair; as also جَالَحْتُهُ. (S.) 4 اجلى as an intrans. v.: see 1, in two places. b2: أَجْلَوْ عَنِ القَتِيلِ They cleared themselves away, or removed, from the slain person. (S, Mgh, Msb, TA.) b3: اجلى يَعْدُو He hastened, running: (K:) or hastened somewhat, running: (TA:) or اجلى signifies he became distant, or remote, and hastened. (So accord. to some copies of the K, where we find وَأَجْلَى بَعُدَ وَ أَسْرَعَ instead of وَ أَجْلَى

يَعْدُو أَسْرَعَ.) A2: As a trans. v.: see 1, in four places.5 تجلّى: see 1, in three places: b2: and see also 7.

A2: تجلّى الشَّىْءَ He looked at the thing, (K in art. جلى,) standing upon a higher position. (TA.) [See also 8.]6 تَجَالَيْنَا Our states, or conditions, became disclosed to each other; the state, or condition, of each of us to the other. (S.) 7 انجلى It became removed, or cleared away; said of anxiety, (S, K, * TA,) and of an affair [&c.]; as also ↓ تجلّى. (K, * TA.) You say, انجلى عَنْهُ الهَمُّ Anxiety became removed, or cleared away, from him, (S,) كَمَا تَنْجَلِى الظُّلْمَةُ like as the darkness becomes removed, or cleared away. (TA.) 8 اجتلاهُ He looked at him, or it. (K.) [See also 5.] Hence, اجتلى العَرُوسَ, explained above: see 1. (TA.) b2: See also 1 in two other places, last two sentences. b3: اِجْتَلَيْتُ العِمَامَةَ عَنْ رَأْسِى

I raised the turban, while folding it, from the side of my forehead (عَنْ جَبِينِى): (S:) [like جَلَهْتُهَا.]

A2: اجتلى It became polished, or furbished; said of a sword [&c.]. (TA.) 12 اجلولى He went forth, or emigrated, from one country, or town, to another. (IAar, K.) [See also 1.]

اِبْنُ جَلَا (tropical:) A man who is well known, celebrated, or notable; (Mgh;) of whom it is said, جَلَا الأُمُورَ, i. e. he has made affairs clear, unobscured, or manifest; (S, Mgh;) or جَلَا أَمْرُهُ, i. e. his case has become clear, unobscured, or manifest: (Mgh:) or one whose case is clear, apparent, plainly apparent, or manifest; (K, TA;) as also ↓ اِبْنُ أَجْلَى: (K:) applied to a man who is upon an elevated and conspicuous place; and applied by El-Hajjáj to himself, as meaning that he was one whom every one knew: (TA:) and also, (K,) for this reason, (TA,) the name of a certain man, (S, K,) well known, (K,) of the Benoo-Leyth, who was a person of great daring. (TA.) A poet says, (S,) namely, Soheym Ibn-Wetheel Er-Riyáhee, (TA,) أَنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاعُ الثَّنَايَا مَتَى أَضِعَ العِمَامَةَ تَعْرِفُونِى

[I am a man well known, celebrated, or notable, &c.; and he who rises to eminences, or who is accustomed to embark in, or surmount, lofty and difficult things: when I put down the turban, ye will know me]. (S, TA.) Sb says, (TA,) جلا in this case is a verb in the pret. tense: 'Eesà Ibn-'Omar says that when a man is named قَتَلَ or ضَرَبَ or the like, the word is imperfectly decl.; and he adduces, in evidence, this verse: others say that جلا may be here without tenween because it is imitative of a phrase, as though the poet said, أَنَا ابْنُ الَّذِى يُقَالُ لَهُ جَلَا الأُمُورِ: (S, TA:) accord. to IB, it is without tenween because it is a verb with its agent [implied in it]. (TA.) b2: Accord. to some, it signifies (assumed tropical:) The daybreak, or dawn; (Har p. 498;) and so ↓ اِبْنُ أَجْلَى: (TA:) accord. to Hamzeh, (assumed tropical:) the beginning of day: and accord. to some, (assumed tropical:) the moon. (Har ubi suprà) جَلًا: see 1, voce جَلِىَ: A2: and see جِلَآءٌ.

جِلًا: see جِلَآءٌ.

جِلْوَةٌ A female slave, (S, K,) or some other thing, (K,) that is presented, or given, by the husband to his bride at the time of her being displayed to him. (S, * K.) One says, مَا جِلْوَتُهَا [What is her bridal present?]; and is answered, “ Such a thing. ” (S.) جَلَآءٌ A thing, an affair, or a case, that is apparent, manifest, plain, or evident. (S, K, TA.) b2: And Acknowledgment, or confession: so in the saying of Zuheyr: فَإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُهُ ثَلَاثٌ يَمِينٌ أَوْ نِفَارٌ أَوْ جَلَآءٌ [For verily the means of deciding the truth are three: an oath, and incongruity of circumstances, and acknowledgment, or confession]: (S:) but Az writes the last word ↓ جِلَآء, with kesr to the ج, as meaning an evidence, or a proof, and witnesses; from مُجَالَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) b3: أَقَمْتُ عِنْدَهُ جَلَآءَيَوْمِى, (K, TA,) or جَلَآءَ يَوْمٍ, (so in some copies of the K,) [I remained with him, or at his abode,] during the whiteness of my, or a, day. (Zj, K, TA.) A2: See also the next paragraph.

جِلَآءٌ: see the paragraph next preceding.

A2: Also, (S, Mgh, K,) written by El-Muhellebee ↓ جَلَآءٌ, (TA,) and ↓ جَلًا, which is more correct than the first, (Mgh,) or it is allowable, as also ↓ جِلًا, the former of the last two mentioned on the authority of En-Nahhás, (TA,) Collyrium: (S, K:) or a particular kind thereof, (K, TA,) that clears the sight; (TA;) [i. e.] i. q. إِثْمِدٌ [antimony, or an ore of antimony]; (Mgh, TA;) so called because it clears the sight. (Mgh.) A3: مَاجِلَاؤُهُ What is his honourable name, or surname, (S,) or his good surname, (K,) by which he is addressed? (S, K.) جَلِىٌّ Clear, unobscured, exposed to view, displayed, laid open, disclosed, or uncovered: apparent, or plainly apparent, overt, conspicuous, manifest, notorious, plain, obvious, or evident: (S, Msb, K, TA:) جَالٍ thus used has not been heard. (Er-Rághib, TA.) It is applied as an epithet to information, or tidings, (Msb, TA,) and to analogy, or rule. (TA.) b2: عَيْنٌ جَلِيَّةٌ A seeing eye. (IB, TA.) جَلِيَّةٌ Sure information or tidings. (S.) b2: أَخْبَرَنِى عَنْ جَلِيَّةٌ الأَمْرِ He informed me of the true, or real, state of the affair, or case. (TA.) دَوَآءٌ جَلَّآءٌ [A medicine that clears the complexion or skin]. (K voce فُوَّةٌ, &c.) جِلِيَّانٌ The act of rendering apparent, open, manifest, plain, or evident: rendering clear, or unobscured; exposing to view, displaying, laying open, disclosing, or uncovering. (TA.) جَالٍ Going forth, or emigrating, from his country, or town: [like جَالٌّ:] and so جَالِيَةٌ, applied to a company of people; [as also جَالَّةٌ;] (Msb;) or to people who have gone forth, or emigrated, from their homes; (S;) and particularly to those tributaries, (Mgh, Msb,) namely, certain Jews, (Mgh,) whom 'Omar expelled from the country of the Arabs; (Mgh, Msb;) and afterwards, to such as have the poll-tax imposed upon them, of the people of the Bible, and of the Magians, though not having emigrated from their homes; (Mgh;) [i. e.] the free non-Muslim subjects of a Muslim government; because they were expelled by 'Omar from Arabia; (K;) the word being fem. because denoting a جَمَاعَة; (Mgh;) and its pl. is جَوَالٍ. (Mgh, Msb.) b2: Hence, (Msb,) ↓ جَالِيَةٌ [as a subst.] is applied to The poll-tax that is exacted from the persons last mentioned above; (S, Mgh, Msb;) as also جَالَّةٌ: (S:) first, in this sense, applied to that which was exacted from the people expelled from Arabia by 'Omar. (Msb.) You say, اُسْتُعْمِلَ فُلَانٌ عَلَى

الجَالِيَةِ [Such a one was employed as collector of the poll-tax]. (S, Mgh, Msb.) A2: See also جَائِلٌ, in art. جول.

جَالِيَةٌ (as a subst.): see what next precedes.

أَجْلَى Having that degree of baldness which is termed جَلًا; i. e. baldness of the fore part of the head: or baldness of half of the head; (S, K;) which is the beginning of صَلَعٌ: (S:) or baldness less than what is termed صَلَعٌ: (K:) or baldness of half of the head, and the like: (A'Obeyd, TA:) fem. جَلْوَآءٌ. (K.) [See أَجْلَحُ.] b2: Beautiful, or handsome, in face, bald in the sides of the forehead. (K.) b3: جَبْهَةٌ جَلْوَآءُ A wide forehead. (K.) b4: سَمَآءٌ جَلْوَآءٌ (assumed tropical:) A cloudless sky: (Ks, S, K:) and لَيْلَةٌ جَلْوَآءُ (assumed tropical:) a cloudless, bright, night. (TA.) b5: اِبْنُ أَجْلَى: see اِبْنُ جَلَا, in two places. b6: Also (i. e. ابن اجلى) (assumed tropical:) The lion. (TA.) A2: فَعَلْتُهُ مِنْ

أَجْلَاكَ, and ↓ إِجْلَاكَ, I did it on account of thee, for thy sake, or because of thee; syn. مِنْ أَجْلِكَ. (K.) فَعَلْتُهُ مِنْ إِجْلَاكَ: see what next precedes.

مَجْلًى sing. of مَجَالٍ, which signifies The fore parts of the head, which are the [first] places of baldness: (Fr, S:) or what is seen of the head when one fronts the face. (TA.) مُجْلٍ [act. part. n. of 4. Hence,] فَإِمَّا حَرْبٌ مُجْلِيَةٌ وَ إِمَّا سِلْمٌ مُخْزِيَةٌ And either war that shall cause you to emigrate, or abasing peace. (TA.) المُجْلِّى The first of the horses in a race. (K in art. جلى.)

عل

(عل) بِمَعْنى فَوق يُقَال أَتَيْته من عل وَمن عل
(عل)
علا وعللا شرب ثَانِيَة أَو تباعا وَفُلَان علا مرض فَهُوَ عليل (ج) أعلاء وَفُلَانًا علا سقَاهُ السقية ثَانِيَة أَو تباعا وَفُلَانًا ضربا تَابع عَلَيْهِ الضَّرْب وَسُئِلَ تَابِعِيّ عَمَّن ضرب رجلا فَقتله فَقَالَ إِذا عله ضربا فَفِيهِ الْقود وَالله فلَانا أمرضه

(عل) الْإِنْسَان عِلّة مرض فَهُوَ مَعْلُول
الْعين وَاللَّام

العُنْبُلُ: البَظْرُ وامرأةٌ عُنْبُلَةٌ: طَوِيلَةُ العُنْبُلِ.

والعُنْبُلَةُ: الْخَشَبَة الَّتِي يُدَقُّ عَلَيْهَا بالمهراس.

والعُنابِلُ: الوتَرُ الغليظُ.

ورجُلٌ عُنابِلٌ: عَبْلٌ عَن كُراع.

والبُلْعُمُ والبُلْعُومُ: مَجْرَى الطَّعامِ فِي الحَلْق.

وبَلْعَمَ اللُّقْمَةَ: أكَلها.

والبُلْعُومُ: البياضُ الَّذِي فِي جَحْفَلَةِ الحِمار.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: البُلْعُومُ: مَسِيلٌ يكُونُ فِي القُفِّ داخلٌ فِي الأَرْض.

وبَلْعَمٌ: اسمٌ حَكَاهُ ابْن دُرَيْد. قَالَ: وَلَا أحسبُه عَرَبيا.
العين واللام
عل
العَلُّ والعَلَل: الشرْبة الثانية، عَل إبِلَه يَعُل ويَعِلُّ، وعَلَّتْ هي. والعُلالَة: بقيَّة اللبن وغيرِه.
والعَلُّ: الذي يزور النساء. والقُراد الضخم. والمسِن الصغير الجسم من الرجال. والضعيف من مرض. والعَلْعَل: الذكَر. ورأس الرهابة مما يلي الخاصرة. والذكَرُ من القَنابر.
وعَل زيداً: في معنى لعل. وبنو العلات: بنو نساء شَتى لرجل واحد.
وإنه لفي عُلْعُول: أي في شر وقتال. وعَلْعَ وعَلْعَلْ: زَجْرٌ للغنم والإبل. واليعلول: الأفِيل من الابل. وغدير مطرِد. وسحابة مطردة. والنفاخة التي تعلو الماء.
وصِبْغٌ يَعْلُول: عل مرةً بعد مرة. والتعَلْعُل: الاضطراب في المشي. والاسترخاء في الكلام. والمعللِ: يومٌ من أيام العَجوز كأنه يُعلل الناسَ بشيء من تخفيف البرد.
وعَرَض عليه سَوْمَ عالةٍ: بمعنى قول العامة: عَرْضٌ سابِرِي. واعْتله عن كذا: أعاقه. واعْتَلَلْتُ فلاناً: تَجَنيْتَ عليه.
باب العين واللام (ع ل، ل ع مستعملان)

عل: العَلَلُ: الشَّرْبَة الثانية، والفِعْلُ: علَّ القومُ إبِلَهُم يَعُلُّونها عَلاًّ وعَلَلاً. والإبلُ تَعُلُّ نفسها عَلَلاً، قال:

إذا ما نَديمي عَلَّي ثُمَّ علَّي ... ثلاث زُجاجات لهُنَّ هديرُ

والأمُّ تُعَلِّلُ الصَّبيَّ بالمرق والخُبْزِ ليجْتزيء به عن الَّلبن، قال لبيد:

إنّما يُعْطنُ من يرْجُو العَلَلُ

والعُلالُة بقيَّةُ اللَّبنِ، وبِقَّيُة كُلِّ شَيءٍ، حتى بَقْيَّة جرْي الفرس. قال الراجز:

أحْملُ أُمّي وهي الحمّالهْ ... تُرضِعُني الدِرَّه والعُلالهْ

أي بَقٍيَّةُ اللبن: والعِلَّة: المرض. وصاحبُها مُعْتَلٌ. والعِلَّةْ: حدثٌ يَشْغَلُ صاحبه عن وجهه. والعَلِيل: المريضُ. والعلُّ القُرادُ الضَّخْمُ، قال:

عَلٌّ طويل الطَّوى كبالية السَّفْع ... متى يلْق العُلُوَّ يَصْطعِدُهُ

. أي متى يلْق مُرْتقىً يرْقه (والعَلُّ: الرَّجُلُ الذي يزورُ النِّساء. والعَلُّ: التَّيْسُ الضَّخْمُ العظيمُ، قال:

وعلْهبا من التُّيُوس عَلاّ

وبَنو العَلاَّت: بنو أُمَّهَاتٍ شتّى لرجل واحد) قال القطامي:

كأنّ النّاس كُلُّهُمو لأمٍ ... ونحْنُ لِعَلَّةٍ عَلَتِ ارتفاعا والعُلْعُلُ: اسمُ الذَّكر، وهو رأْسُ الرَّهابة أيضاً، والعَلْعَالُ: الذَّكرُ من القنابر. ويقال: عَلَّ أخاك: أي لعلَّ أخاك، وهو حرْفٌ يُقِّربُ من قضاء الحاجة ويُطْمِعُ، وقال العجاج:

عَلَّ الاله الباعِثَ الأثقالا ... يُعْقِبني مِن جَنَّةٍ ظِلاَلا

ويقالُ: لعلَّني في معنى لعلِّي قال:

وأُشْرِف من فَوْقِ البطاح لعلَّني ... أرى نار ليْلي أو يراني بصيرها

لع: قال زائدةُ: جاءت الإبلُ تُلَعْلِعُ في كلأٍ خفيفٍ أي تَتْبعُ قليلةً. وتُلَعْلَعُ وتُلَهْلِهُ واحدٌ. واللُّعْلَعُ: السَّاب نفسه. واللَّعْلَعَةُ: بصيصه. والتَّلَعْلُعُ: التَّلأْلُؤُ. والتَّلَعْلُعُ: التَّكَسُّرُ، قال العجاج: .

ومن هَمَزْنا رأسَهُ تَلَعْلَعَا

واللُّعَاعُ: ثمرُ الحشيش الذي يُؤْكَلُ والكلب يَتَلَعْلَعُ إذا دَلَعَ لسانُه من العطش ورجُل لَعَّاعَة: يَتَكَّلفُ الألحان من غير صواب وامْرأةٌ لَعَّةٌ: عفيفةٌ مليحه. ولَعْلَعٌ: مَوضِع قال:

فَصَدّهُم عن لَعْلَعِ وبارِقِ ... ضَرْبٌ يشظيهم على الخنادق 
عل: علل المريض: ألهاه، سلاه، صرفه عن الشعور بالألم وجعله ينساه. ففي حيان (ص13 ق): وتابع في تعليل الخصيّ والطافه حتى أفاق من علته.
علل: خدع، استغوى. (بوشر).
علل نفسه ب: شغل نفسه وألهاها بالأماني (بوشر).
علل نفسه بالمحال: خادع نفسه ومناها الأماني الباطلة. (بوشر). وفي تاريخ البربر (1: 605): عللهم بالمواعيد الكاذبة أي خادعهم بالمواعيد الكاذبة.
وفيه (2: 217): علله بالقعُود عن نصره، أي خادع ابن الأحمر بأنه لا يساعد أبو تاشفين وفي المقري (1: 841).
علل بالمسك قلبي رشا أحور.
وقد ترجمه السيد فليشر إلى الألمانية بما معناه ظبي أحور يطيب قلبي بالمسك.
علل الحديث: قال إنه غير صحيح، ضد صحَّح. (المقري 1: 711).
علل: صفى، روَّق. (زيشر 11، 515).
علل: انظر عن المعنى الأخير في معجم لين (الماوردي ص44، 311، 312، أبو الوليد ص618).
أعله: أمرضه، ففي لطائف الثعالبي (ص24): عاده في علة اعلته.
نعلل. تعلل بالباطل: تلهى بالباطل (بوشر).
تعلل بعسى ولعل: خادع نفسه وتمنى الأماني الكاذبة. (بوشر).
تعلل: اعتذر، قدم المعاذير. (لين، عبد الواحد ص174).
تعلل: قدم المعاذير أو الحجج. (البيضاوي 2: 48). وفي تاريخ البربر 2: 217): تعلل بالمعاذير، أي اعتذر بعدة حجج منعته من. وفي حياة ابن خلدون (ص206 ق): تعلل عليه بالاستزادة من العطاء أي أبدى كثيراً من الحجج والمعاذير ليزيد في عطائه. تعلل على فلان: بحث عن حجج ضده. (بيان 1: 170).
تعلل على: تذرع بحجج. (بيان 1: 184).
انعل: اعتل، أصيب بعلة، مرض. (فوك). اعتل: مرض، أصيب بعلة. ويستعمل هذا الفعل مجازاً في الكلام عن قنطرة أو بناية أصبحت في حالة سيئة تنذر بخرابها. (معجم البلاذري، كرتاس ص46).
اعتل: أخطأ، أذنب، (المقري 2: 520).
اعتل له ب: احتج له بحجة ودافع عنه. (معجم مسلم).
علّ ولعلّ: أن كان، إذا كان، وهي تدل على الشك. (معجم البلاذري، معجم الطرائف).
علة: عيب، شائبة. نقص. (المقدمة 2: 396 رقم 1، 405).
ازاح علتّه: يظهر أن معناه أزاح حجته ومعاذيره وليس أزاح مرضه، لأن كلمة علة في هذه العبارة تعني الحجة والعذر ولا تعني المرض (لين في مادة زيح، ويظهر إنه متردد في هذا المعنى) كما يؤيد هذا الفعل اعتذر في عبارة المقريزي (1: 334): وإذا أزاح الله العلل ما اعتذر غاز ولا شكا، أي: إذا أزال الله الأعذار والحجج (ورفع الموانع) فلا يمكن أن يعتذر محارب ولا أن يشكو. فكلمة علة تعني الحجة والعذر لئلا يسير إلى الغزاة، وهذه الحجة أو العذر سببها عدم توفر ما يحتاج إليه الغازي من أسباب.
وجملة أزاح عللهم تستعمل. خاصة بمعنى: جهز الجنزد وزودهم بما يحتاجون إليه حين يرفضون السير إلى الحرب بحجة نقص ما يحتاجون إليه في الحرب. ففي أساس البلاغة (مادة زيح): أزحت علته فيما احتاج إليه. وفي الفخري (ص63): فتقدم نور الدين إلى صلاح الدين بالتوجه صحبه عمه صحبة عمه أسد الدين شيركوه فاستعفاه صلاح الدين من التوجه وقال ليس لي استعداد فتقدم نور الدين بإزاحة علكه (علله) وجزم عليه في التوجه. وفي منتخبات من تاريخ العرب (ص550 وص558): مركاتبك إليه حتى تزيح علته فهذه العبارة تعني إذا في الغالب زوده بما يحتاج اليه، كما أشار إلى ذلك السيد جويارد في مجلة النقد لسنة 1874 (10 أكتوبر ص228).
وينقل (ص4): ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن (وقد أسيء ترجمتها إلى اللاتينية بما معناه: إزالة ما يعرض لهن من الأمراض). (المقدمة 1: 303، تاريخ البربر 1: 459، 502، 511، 524، 557) وكثيراً ما يتردد هذا في تاريخ البربر، ابن خلدون طبعة نور تبرج ص20 (وتعليقة الناشر في ص132 ليست صحيحة كل الصحة) (قصة عنتر ص46) ويقال أيضاً هذا للأشياء فيقال مثلاً: أزاح علل الثغور أي جهز الثغور بما تحتاج إليه.
علة. علل العلم أو الفن قواعده وقوانينه، كما يقول كوزجارتن، وهو مصيب، قي تعليقاته على الأغاني (ص217)، وانظر الأغاني (ص2).
وفي كتاب عبد الواحد (ص104): وكان مع سهولة الشعر عليه وإكثاره منه قليل المعرفة بعلله لم يجد الخوض في علومه (ص221 منه) وفي المقري (1: 603): علل الوثائق وهي القواعد التي نلتزم في كتابتها. وفيه (1: 507): برع في الحديث وعلله ورجاله، وعلل الحديث: القواعد التي نلتزم في دراسته. وكذلك في (1: 521، 534، 595 منه). وكثير من الكتب تحمل هذا العنوان، فيقال مثلاً: علل النحو، وعلل القراءات وغير ذلك. انظرها حاجي خليفة (4: 245 - 246) حيث أخطأ فلوجل بترجمتها دائماً إلى اللاتينية بما معناه عيوب وإن كان هذا من معانيها أيضاً.
العلة: عند الفلاسفة، الدافع والسبب الثاني، أما العلة الأولى فهي السبب (المقدمة 2: 365، 366).
علة الخلق أو علة العلل: سبب الخلق، أو الخالق المبدع أو خلق المبدع أو خلق الكون وإبداعه. أو بالأحرى سبب الأسباب. وهو عند الدروز الهمزة. (دي ساسي طرائف 2: 91، 261، 274).
عليل: عذب، لطيف، يقال: نسيم عليل إذا كان معتدل البرد لطيفاً. (هو جفلايت ص96، 98 رقم، 137).
عُلالة: قليل جداً، غير كافٍ (فوك).
علالة: هي في الأندلس نبات اسمه العلمي Polypodium Dryopteris وفي ابن البيطار (1: 420): وهو العلالة أيضاً عند بعض شجاربنا بالأندلس.
علاَّلة: قنينة، قارورة، زجاجة. (فوك، الكالا) وفي معجم الكالا ذكرت أولاً بلام واحدة من غير تشديد وجمعها بالألف والتاء، ثم ذكرت بلام مشددة وجمعها علائل.
مُعِّل. عند الدروز: معل علة العلل بمعنى السبب المؤثر في سبب الأسباب (يعني همزة) وهو الحاكم والإله الأسمى. (دي ساسي طرائف 2: 91،97، 263، 274).
مُعَّلل: يقال عن إسناد أو نص حديث فيه خطأ خفي سببه خطأ الراوي (دي سلان المقدمة 2: 483).
مِعلال: كثير العلل والأمراض (فوك).
معلول: معمول، مفعول. والجمع معلولات (بدرون ص20).
الْعين وَاللَّام

العَلُّ والعَلَل: الشَّربة الثَّانِيَة. وَقيل: الشّرْب بعد الشّرْب تباعا، عَلَّ يَعُلُّ ويَعِلُّ عَلاّ وعَلَلاً. وَاسْتعْمل بعض الأغفال العَلَّ والنَّهَل فِي الدُّعَاء وَالصَّلَاة، فَقَالَ: ثمَّ انْثَنى من بعد ذَا فصَلَّى ... على النبيّ نَهَلاً وعَلاَّ

وعلَّت الْإِبِل، والآتي كآلاتي، والمصدر كالمصدر، وإبل عَلىَّ: عَوالُّ، حَكَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لعاهان بن كَعْب:

تَبُكُّ الحَوْضَ عَلاَّها ونَهْلاً ... وخَلْف ذِيادِها عَطَنٌ مُنِيمُ

مُنيم: تسكن إِلَيْهِ فينيمها. وَرَوَاهُ ابْن جنى: " عَلاَّها ونَهْلَى " أَرَادَ: نهلاها، فَحذف، وَاكْتفى بِإِضَافَة عَلاَّها، عَن إِضَافَة نَهْلاها. وعَلَّها يَعُلُّها ويَعِلُّها عَلاّ وعَلَلاً، وأعَلَّها. وَقَوله:

قفى تُخبِّرينا أوْ تَعُلِّى تَحيةً ... لَنا أَو تُثيبي قبل إِحْدَى الصَّوافق

إِنَّمَا عَنى: أَو تَرُدي تَحِيَّة، كَأَن التحيَّة لما كَانَت مَرْدُودَة، أَو مرَادا بهَا أَن رد، صَارَت بِمَنْزِلَة المَعْلُولة من الْإِبِل.

واعتلَّه بالشَّيْء كعَلَّه، قَالَ طفيل:

وَرْدٌ أُمِرَّ على عُوجٍ مُلَمْلَمَةٍ ... كأنَّ خَيْشومَهُ يُعتلُّ بالذَّهَب

أَي يُطلى بِهِ مرّة بعد مرّة، تَشْبِيها بالعَلَل من الشَّرَاب. وَعرض على سوم عالَّة: بِمَعْنى قَول العامَّة: عرض سابري.

وأعلَّ الْقَوْم: عَلَّت إبلُهم. وَاسْتعْمل بعض الشُّعَرَاء العَلَّ فِي الْإِطْعَام، وعدَّاه إِلَى مفعولين، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

فباتُوا ناعِمينَ بعَيْشِ صِدْقٍ ... يَعُلُّهُمُ السَّديفُ مَعَ المَحال

وَأرى أَنه إِنَّمَا سَوَّغه تعديته إِلَى مفعولين، أَن عَلَلت هُنَا فِي معنى أطعمت، فَكَمَا أَن أطعمت متعدية إِلَى مفعولين، كَذَلِك عَلَلْت هُنَا متعدية إِلَى مفعولين. وَقَوله:

وأنْ أُعَلَّ الرَّغْمَ عَلاًّ عَلاَّ

جعل الرغم بِمَنْزِلَة الشَّرَاب، وَإِن أَن الرَّغْم عَرَضا كَمَا قَالُوا: جَرَّعته الذلّ، عداهُ إِلَى مفعولين، وَقد يكون هَذَا بِحَذْف الْوَسِيط، كَأَنَّهُ قَالَ يعلهم بالسَّديف، وأُعَلّ بالرّغْم، فَلَمَّا حذف الْبَاء أوصلَ الْفِعْل.

والعَلَل من الطَّعَام: مَا أُكل مِنْهُ، عَن كرَاع. وَطَعَام قد عُلَّ مِنْهُ: أَي أُكل. وَقَوله، انشده أَبُو حنيفَة:

خليلَيّ هُبَّا عَلِّلانِيَ وانْظُرَا ... إِلَى البرْق مَا يَفْرِى السَّنا كيفََ يصنْعُ

فسره فَقَالَ: عَلِّلاني: حَدِّثاني، وَأَرَادَ: انظرا إِلَى الْبَرْق، وانظرا إِلَى مَا يفرى السَّنا، وفريه: عمله. وَكَذَلِكَ قَوْله:

خَليليّ هُبَّا عَلِّلانِيَ وانْظُرَا ... إِلَى البرْقِ مَا يَفرِى سَناً وتَبَسمُّا

وتعَلَّل بِالْأَمر، واعتلّ: تشاغل، قَالَ:

فاسْتَقْبَلتْ ليْلَة خِمْسٍ حَنَّانْ ... تعتلّ فِيهِ برَجيعِ العِيدَانْ

أَي إِنَّهَا تشاغل بالرجيع، الَّذِي هُوَ الجِرَّة، تُخرجها وتمضغها.

وعلَّله بِطَعَام وَحَدِيث وَنَحْوهمَا: شغله بهما، وعَلَّلتِ الْمَرْأَة صبيها بِشَيْء من المرق وَنَحْوه، ليجزأ بِهِ عَن البن، قَالَ جرير:

تُعَلِّل وهْيَ ساغبةٌ بَنِيها ... بأنفاسٍ من الشَّبِمِ القَرَاحِ

ويروي أَن جَرِيرًا لما أنْشد عبد الْملك بن مَرْوَان هَذَا الْبَيْت، قَالَ لَهُ: لَا أرْوَى الله عَيْمَتها.

والتَّعِلَّة، والعُلالة: مَا يُتعَلَّل بِهِ.

والعُلالة: مَا حلبت قبل الفِيقة الأولى، وَقبل أَن تَجْتَمِع الفِيقةُ الثَّانِيَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والعُلالة: بَقِيَّة اللَّبن وَغَيره، حَتَّى انهم ليقولون لبَقيَّة جرى الْفرس عُلالة، ولبقية السّير عُلالة. وَقيل: العُلالة: اللَّبن بعد حلب الدرة، تنزله النَّاقة، قَالَ:

أَحْمِلُ أُمِّي وهيَ الحَمَّالَهْ تُرْضِعُنِي الدِّرَّةَ والعُلالهْ

وَلَا يُجازَى والدٌ فِعالَهْ

وَقيل العُلالة: أَن تُحلب النَّاقة أول النَّهَار وَآخره ووسطه، فَتلك الْوُسْطَى هِيَ العُلالة، وَقد تدعى كُلهنَّ عُلالة، وَقد عالَّت النَّاقة، وَالِاسْم العِلالُ.

وتعَلَّلتُ بِالْمَرْأَةِ: لهوت بهَا.

والعَلُّ: الَّذِي يزور النِّسَاء، والعَلُّ: التيس الضخم الْعَظِيم، قَالَ:

وعَلْهَباً مِنَ التُّيُوسِ عَلاَّ

والعَلّ: القُراد الضخم. وَقيل هُوَ الصَّغِير الْجِسْم. وَرجل عَلّ: مسن نحيف، شبه بالقُراد، قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

ليسَ بعَلٍّ كبيرٍ لَا شَبابَ بِهِ ... لَكِن أُثَيْلةُ صافي الْوَجْه مُقْتَبَلُ

أَي مستأنَف الشَّبَاب. وَقيل: العَلُّ: المسن الدَّقِيق الجرم من كل شَيْء. والعَلَّة: الضَّرَّة، وَبَنُو العَلاَّت: بَنو الأُمَّهات الشَّتَّى، قَالَ:

علَيها ابنُ عَلاَّتٍ إِذا اجتَسَّ منزلا ... طوَتْهُ نجومُ اللَّيل وهْيَ بلاقِعُ

إِنَّمَا عَنى بِابْن عَلاَّت: أَن أمهاته لسن بقرائب. وَجمع العَلَّة: علائل، قَالَ رؤبة:

دَوَّى بهَا لَا يَغْدِرُ العَلائِلا

والعِلَّة: الْمَرَض. عَلَّ يَعِلُّ واعْتَلّ، وأعلَّه الله، وَرجل عليل.

وحروف العِلَّة والاعتلال: الْألف، وَالْيَاء، وَالْوَاو، سميت بذلك لينها وموتها. وَاسْتعْمل أَبُو إِسْحَاق لَفْظَة المَعْلُول فِي المتقارب من العَروض، فَقَالَ: وَإِذا كَانَ بِنَاء المتقارب على " فَعُولُنْ " فَلَا بُد من أَن يبْقى فِيهِ سَبَب غير مَعْلُول. وَكَذَلِكَ اسْتَعْملهُ فِي الْمُضَارع، فَقَالَ: أخِّر الْمُضَارع فِي الدائرة الرَّابِعَة، لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ فِي أَوله وتد، فَهُوَ مَعْلول الأول، وَلَيْسَ فِي أول الدائرة بَيت مَعْلول الأول. وَأرى هَذَا إِنَّمَا هُوَ على طرح الزَّائِد، كَأَنَّهُ جَاءَ على عُلَّ، وَإِن لم يُلفظ بِهِ، وَإِلَّا فَلَا وَجه لَهُ. والمتكلمون يستعملون لَفْظَة المَعْلول فِي هَذَا كثيرا.

وَبِالْجُمْلَةِ فلست مِنْهَا على ثِقَة وَلَا ثَلَج، لِأَن الْمَعْرُوف إِنَّمَا هُوَ أعَله الله، فَهُوَ مُعَلّ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون على مَا ذهب إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ، من قَوْلهم مَجْنُون ومسلول، من انه جَاءَ على جَنَنتُه وسَللْته، وَإِن لم يستعملا فِي الْكَلَام، اسْتغنى عَنْهُمَا بأفْعلْت، قَالَ: " وَذَا قَالُوا: جُنَّ وسُلَّ، فَإِنَّمَا يَقُولُونَ: جُعل فِيهِ الْجُنُون والسِّلّ، كَمَا قَالُوا: حُزِنَ وفُسِل ".

والعِلَّة أَيْضا: الْحَدث يشغل صَاحبه عَن وَجهه، وَفِي الْمثل: " لَا تعدم خرقاء عِلَّة "، يُقَال هَذَا لكل مُتَعَذر وَهُوَ يقدر، وَقد اعتلَّ الرجل، وَهَذَا عِلَّة لهَذَا، أَي سَبَب. ومُعَلِّل: يَوْم من أَيَّام الْعَجُوز السَّبْعَة، الَّتِي تكون فِي آخر الشتَاء، وَهِي: صنٌّ، وصنبر، ووبر، ومُعَلِّلٌ، ومطفيء الْجَمْر، وآمرٌ، ومؤتمر. وَقيل: إِنَّمَا هُوَ مُحَلِّل. وَقد قَالَ فِيهِ بعض الشُّعَرَاء، فَقدم وَأخر لإِقَامَة لوزن:

كُسِع الشِّتاءُ بسَبعْةٍ غُبْرِ ... أيَّامِ شَهْلَتنا مِنَ الشَّهْرِ

فَإِذا مَضَتْ أيامُ شَهْلَتنا ... صِنّ وصِنَّبْرٌ مَعَ الوَبْرِ

وبآمِرٍ وأخيه مُؤْتَمرٍ ... ومَعَلِّلٍ وبمُطفِيء الجَمْرِ

ذَهَبَ الشِّتاءُ مُوَلِّيا هَرَبا ... وأتتكَ واقدةٌ مِنَ النَّجْرِ

النَّجْر: الحرُّ وعَلَّ: كلمة مَعْنَاهَا الطمع والإشفاق، قَالَ الشَّاعِر:

يَا أبتا عَلَّك أَو عَساكا

ولَعلَّ: كعَلَّ، لامها زَائِدَة عِنْد بعض النَّحْوِيين. واليَعْلُول: الغدير الْأَبْيَض المطرد. واليَعْلُول: الحبابة من المَاء. وَهُوَ أَيْضا السَّحَاب المطرد. وَقيل: الْقطعَة الْبَيْضَاء من السَّحَاب. واليعلول: الْمَطَر بعد الْمَطَر. وصبغ يَعْلُول: عُلّ مرّة بعد أُخْرَى. وتعَلَّلَت الْمَرْأَة من نفَاسهَا، وتعالَّت: خرجت مِنْهُ وطهرت، وَحل وَطْؤُهَا.

والعُلْعُل، والْعَلْعَل، الْفَتْح عَن كرَاع: اسْم الذّكر جَمِيعًا، وَهُوَ الَّذِي إِذا أنعط لم يشْتَد. والعُلْعُل: راس الرَّهابة من الْفرس، وَهُوَ الْعظم الدَّقِيق الَّذِي كَأَنَّهُ طرف لِسَان الْكَلْب. والعُلْعُل، والعَلْعال: الذّكر من القنابر. والعُلْعُول: الشَّرّ.

وتَعلَّة: اسْم رجل. قَالَ:

ألبانُ إبْلِ تَعِلةَ بنِ مُسافِرٍ ... مَا دَامَ يملكُها عليَّ حَرَامُ

عل

1 عَلَّهُ, aor. ـُ (S, O, Msb, K) and عَلِّ, (S, O, K,) inf. n. عَلَلٌ (Msb, K) and عَلٌّ, (K,) He gave him to drink the second time; (S, O, Msb, K;) and so ↓ اعلّهُ, (K, TA,) inf. n. إِعْلَالٌ. (TA.) [See also 2 and 4.] b2: [Hence, (assumed tropical:) He dyed it a second time; namely, a hide: see a verse cited voce مُحْلِفٌ.] b3: Hence [also], (TA,) عَلَّ الضَّارِبُ المَضْرُوبَ (tropical:) The beater plied the beaten with a continued beating; (S, O, K, TA;) and so عَلَّهُ ضَرْبًا. (TA.) b4: And عَطَآءُ اللّٰهِ مُضَاعَفٌ يَعُلُّ بِهِ عِبَادَهُ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى (assumed tropical:) [The gift of God is redoubled; He bestows it upon his servants one time after another]. (TA.) A2: And عَلَّ, (Msb, K,) or عَلَّ بِنَفْسِهِ, the verb being also intrans., (S, O,) aor. ـِ (IAar, Msb, K) and عَلُّ, (IAar, K,) inf. ns. as above, (TK,) He drank (IAar, * S, O, Msb, K) the second draught: (IAar, * S, O, K:) or drank after drinking, uninterruptedly: (K:) and عَلَّتِ الإِبِلُ, aor. ـِ and عَلُّ, The camels drank the second draught. (TA.) A3: And هٰذَا طَعَامٌ قَدٌ عُلَّ مِنْهُ This is food of which some has been eaten. (Kr, K. *) A4: عَلَّ, aor. ـِ (IAar, Msb, K,) inf. n. عَلٌّ, (TA,) He (a man, IAar, Msb) was, or became, diseased, sick, or ill; (IAar, Msb, K;) and (Msb, K) so ↓ اعتلّ, (S, O, Msb, K,) inf. n. اِعْتِلَالٌ; (K;) and so عُلَّ, in the pass. form: A5: and the trans. verb is عَلَّهُ, [syn. with اعلّهُ,] aor. in this case عَلُ3َ. (Msb. See 4.) A6: [عُلَّ الشَّىْءُ is mentioned in the S, with the addition ↓ فَهُوَ مَعْلُولٌ, but without any explanation; perhaps as meaning The thing was caused; from عِلَّةٌ “ a cause,” of which مَعْلُولٌ (q. v.) is the correlative: but the context seems to indicate that it means the thing was used for the purpose of diverting from some want: Golius appears to have read عَلَّ, and to have been led by what next precedes it in the S to render it loco alterius rei fuit lactavitve res.]2 تَعْلِيلٌ signifies The giving to drink after giving to drink. (S.) See 4. [And see also 1, first sentence.] b2: And The plucking fruit one time after another. (S.) b3: And عللّٰهُ بِهِ, (S, O, K,) inf. n. as above (K) [and تَعِلَّةٌ, q. v.], He diverted, or occupied, him [so as to render him contented] with it; (S, O, K;) namely, a thing, (S, O,) or food, &c., (K, TA,) as, for instance, discourse, and the like; (TA;) like as the child is diverted, or occupied, with somewhat of food, by which he is rendered contented to be restrained from milk. (S, O, TA. *) One says, فُلَانٌ يُعَلِّلُ نَفْسَهُ بِتَعِلَّةٍ

[Such a one diverts, or occupies, himself, so as to render himself contented, with something diverting]. (S, O.) [See also مُعَلِّلٌ. And see 5.]

A2: Also The assigning a cause: and the asserting a cause. (KL.) [One says, عللّٰهُ بِكَذَا He accounted for it by assigning as the cause such a thing: and he asserted it to be caused by such a thing.]3 عَالَلْتُ النَّاقَةَ I milked the she-camel in the morning and the evening and the middle of the day: (Lh, O, TA:) in the K, erroneously, عَالَّتِ النَّاقَةُ [as meaning the she-camel was milked at those times]: (TA:) and the subst. is ↓ عِلَالٌ: (K: [but there is no reason why this should not be regarded as a reg. inf. n.:]) Lh cites this verse, (O,) of an Arab of the desert, (TA,) اَلْعَنْزُ تَعْلَمُ أَنِّى لَا أُكَرِّمُهَا عَنِ العِلَالِ وَلَا عَنْ قِدْرِ أَضْيَافِى

[The she-goat knows that I will not preserve her from the milking in the morning and the evening and the middle of the day nor from the cookingpot of my guests]: (O:) or, accord. to Az, عِلَالٌ signifies the milking after milking, before the udder requires it by the abundance of the milk. (TA.) [See also 6.]4 أَعْلَلْتُ الإِبِلَ I brought, or sent, back the camels from the water (S, O, K) after they had satisfied their thirst, (O,) or before they had satisfied their thirst: (S, K:) or, (S, O, K,) [if the latter is meant,] accord. to some of the etymologists, (S, O,) it is with غ; (S, O, K; [see 4 in art. غل;]) as though it were from the meaning of “ thirsting; ” but the former is what has been heard; (S, O;) and it means I gave the camels to drink the second draught, or watered them the second time, and then brought them, or sent them, back from the water, having their thirst satisfied; and thus, too, means الإِبِلَ ↓ عَلَّلَتُ; the contr. of أَغْلَلْنُهَا. (TA.) See also 1, first sentence. b2: And اعلّ القَوْمُ The people, or party, were, or became, persons whose camels had drunk the second time. (S, O, K. *) A2: اعلّهُ اللّٰهُ God caused him to be diseased, sick, or ill; (Msb, K;) as also ↓ عَلَّهُ, aor. ـُ (Msb.) One says, لَا أَعَلَّكَ اللّٰهُ, meaning May God not smite thee with a disease, a sickness, or an illness. (S, O.) b2: And اعلّهُ signifies also He made him, or pronounced him, to have an excuse (جَعَلَهُ ذَا عِلَّةٍ): whence إِعْلَالَاتُ الفُقَهَآءِ [The excusings of the lawyers]. (Msb.) 5 تعلّل بِهِ He diverted himself, (S,) or occupied himself so as to divert himself, (K,) and (S, in the K “ or ”) contented, or satisfied, himself, or he was, or became diverted, &c., with it; (S, K;) as also ↓ اعتلّ: (K:) as, for instance, with a portion of food, [so that the craving of his stomach became allayed,] before the [morning-meal called]

غَدَآء; (M voce سُلْفَةٌ, and K voce لُمْجَةٌ, &c.;) and as a beast does with the cud: (TA:) he occupied himself so as to divert himself, and fed [or sustained] himself, with it: (Har p. 23:) and he whiled away his time with it. (W p. 55.) and تعلّل بالْمَرْأَةِ He diverted himself with the woman. (K.) b2: And تعلّل signifies also He occupied himself vainly. (S and TA in art. جدب: see a verse cited voce جَادِبٌ.) b3: And He made an excuse. (KL. [See also 8.]) b4: And تَعَلَّلَتْ مِنْ نِفَاسِهَا, and ↓ تَعَالَّتْ, (K, TA,) as also تَعَالَتْ, without teshdeed, (TA, [see 5 in art. علو,]) She passed forth from her state of impurity consequent upon childbirth, (K, * TA,) and became lawful to her husband. (TA.) 6 هُوَ يَتَعَالُّ نَاقَتَهُ means He milks the عُلَالَة [q. v.] of his she-camel. (TA. [See also 3.]) And الصَّبِىُّ يَتَعَالُّ بِثَدْىِ أُمِّهِ [perhaps correctly ثَدْىَ أُمِّهِ, and app. meaning The child exhausts the عُلَالَة, or remains of milk, in the breast of his mother]. (TA.) b2: And تَعَالَلْتُ النَّاقَةَ (assumed tropical:) I elicited from the she-camel what power she had [remaining] of going on. (S, O.) b3: And تَعَالَلْتُ نَفْسِى signifies the same as تَلَوَّمْتُهَا [app. meaning I waited for myself to accomplish a want, or an object of desire, so that I might avoid blame: for تَلَوَّمَ as signifying اِنْتَظَرَ and تَنَظَّرَ is trans. as well as intrans.; and seems to be originally similar to تَأَثَّمَ and تَحَنَّثَ &c.]. (TA.) b4: See also 5, last sentence.8 اعتلّ: see 1, latter half. b2: [Hence, اعتلّت الرِّيحُ (assumed tropical:) The wind became faint, or feeble.]

A2: See also 5, first sentence. b2: Also He excused himself; or adduced, or urged, an excuse, or a plea; (MA, K, * TA; *) or he laid hold upon a plea, or an allegation. (El-Fárábee, Msb.) You say, اعتلّ عَلَيْهِ بِعِلَّةٍ (S, MA, O) He adduced, or urged, an excuse, or a plea, or pretext, for it. (MA.) And hence, اِعْتِلَالَاتُ الفُقَهَآءِ [The pleas, or allegations, of the lawyers, which they adduce, or upon which they lay hold]. (Msb.) A3: اعتلّهُ He hindered, prevented, impeded, or withheld, him; turned him back or away; retarded him; or diverted him by occupying him otherwise; from an affair. (S, O.) b2: And (S, O, in the K “ or ”) He accused him of a crime, an offence, or an injurious action, that he had not committed. (S, O, K.) R. Q. 2 تَعَلْعَلَ He, or it, was, or became, unsteady, or shaky, and lax, or uncompact. (K.) عَلْ and لَعَلْ and عَلْكَ and لَعَلْكَ: see عَلَّ, below.

A2: عَلْ عَلْ (K, TA, in the O written as one word,) A cry by which one chides sheep or goats (Yaakoob, O, K) and camels. (O.) عَلُ: see art. علو.

عَلَّ and لَعَلَّ (S, O, Mughnee, K) are dial. vars.; or the former is the original, the ل being augmentative, (S, O, Mughnee,) prefixed for the purpose of corroboration: the meaning is expectation of a thing hoped for or feared; (S, O;) importing hope, or eager desire, and fear, or caution: (S, O, K:) each is a particle, like إِنَّ and لَيْتَ and كَأَنَّ and لٰكِنَّ: (S, O:) and like عَسَى [q. v.] in meaning; but like إِنَّ in government; (Mughnee;) governing the subject in the accus. case, and the predicate in the nom.: one says, عَلَّكَ تَفْعَلُ [Maybe, or perhaps, thou wilt do such a thing], and عَلِّى أَفْعَلُ [May-be I shall do], and لَعَلِّى أَفْعَلُ; and sometimes they said, عَلَّنِى and لَعَلَّنِى; (S, O;) and one says also ↓ عَلْ and ↓ لَعَلْ, with the ل quiescent, and ↓ عَلْكَ and ↓ لَعَلْكَ: (O:) [and accord. to general usage, one says, لَعَلَّ زَيْدًا قَائِمٌ May-be Zeyd is standing:] and the tribe of 'Okeyl made each to govern the subject in the gen. case, (S, O, Mughnee,) saying, لَعَلَّ زَيْدٍ قَائِمٌ; (S, O;) and allowed the pronouncing عَلِّ and لَعَلِّ: (Mughnee:) sometimes its subject is suppressed, as in عَلَّ أَنْ أَتَقَدَّمَ, meaning لَعَلَّنِى أَنْ

أَتَقَدَّمَ [May-be I shall precede]: (Ham p. 517:) the Koofees allow the mansoob aor. [immediately] after, on the authority of the reading of Hafs, [in the Kur xl. 38,] لَعَلِّى أَبْلُغَ الأَسْبَابَ [May-be I may reach the places of ascent, or the regions, or tracts, of the heavens]. (Mughnee.) Other dial. vars. of عَلّ are mentioned in art. لعل [q. v.]. (K.) عَلٌّ: see عَلَلٌ, in two places.

A2: Also [in the CK erroneously with damm to the ع in all the senses here following that are expl. in the K] An emaciated tick: (S, O:) or a big-bodied tick: or a small-bodied one: (K, TA:) pl. عِلَالٌ. (TA.) b2: And A man advanced in age, (S, O, K,) small in body, (S, O,) or slender, or spare; (K;) as being likened to the tick. (S, O.) And anything slender (دَقِيق, for رَقِيق in the K is a mistranscription, TA) in body, advanced in age. (M, K, * TA.) And A man whose skin is contracted by disease. (IDrd, O, K.) b3: Also One in whom is no good: Esh-Shenfarà says, وَلَسْتُ بِعَلٍّ [And I am not one in whom is no good: but the context seems rather to require one of the other meanings mentioned above: and another reading (بِفِلٍّ) is mentioned by De Sacy, in his Chrest. Ar., 2nd ed., ii. 359]. (O, TA.) b4: Also A man who visits women much, or often, (K, TA,) and diverts himself with them. (TA.) b5: And A big-bodied, large he-goat. (K.) عُلٌّ and عِلٌّ: see عُلْعُلٌ.

عَلَّةٌ A [single] second draught. (Mgh.) b2: and hence, (Mgh,) A woman's fellow-wife; her husband's wife: (Mgh, Msb, * K:) or, as some say, a step-mother: but the former is the more correct meaning: (Mgh:) pl. عَلَّاتٌ. (Msb.) Whence, بَنُو العَلَّاتِ The sons of one father by different mothers: as though, when he added by marriage a second wife to the first, he took a second draught. (S, * Mgh, O, * Msb, * K. *) أَوْلَادُ الأَخْيَافِ means the contr. of this: and أَوْلَادُ الأَعْيَانِ, the sons of the same father and mother. (Msb.) Accord. to IB, one says, هُمَا أَخَوَانِ مِنْ ضَرَّتَيْنِ [They two are brothers from two fellow-wives]; but they did not say, مِنْ ضَرَّةٍ: and accord. to ISh, one says, هُمْ بَنُو عَلَّةٍ and أَوْلَادُ عَلَّةٍ. (TA.) And it is said in a trad., الأَنْبِيَآءُ بَنُو عَلَّاتِ, (Mgh,) or أَوْلَادُ عَلَّاتٍ, (TA,) meaning The prophets are of different mothers, but of one religion: (T, Mgh, TA:) or of one faith, but of different religious laws or ordinances. (Nh, TA.) A2: See also عُلَالَةٌ.

عِلَّةٌ An accident that befalls an object and causes its state, or condition, to become altered. (TA.) b2: And hence, (TA,) A disease, sickness, or malady; (S, O, K, TA;) because, by its befalling, the state becomes altered from strength to weakness; so says El-Munáwee in the “ Tow-keef: ” (TA:) or a disease that diverts [from the ordinary occupations; app. regarded as being from what next follows]: pl. عِلَلٌ (Msb) [and عِلَّاتٌ]. b3: Also An accident, or event, that diverts the person to whom it occurs from his course, (S, O, K,) or from the object of his want: (M:) as though it became a second occupation hindering him from his former occupation. (S, O.) b4: and [hence,] an excuse; an apology; a plea whereby one excuses himself. (TA.) Hence, (K, * TA,) لَاتَعْدَمُ خَرْقَآءُ عِلَّةً [expl. in art. خرق]. (K, TA.) [See also another ex. in art. سأل, conj. 3.] b5: And A cause: [and particularly an efficient cause:] (M, K:) one says, هٰذَا عِلَّةٌ لِهٰذَا This is a cause of this: (M:) and هٰذِهِ عِلَّتُهُ This is its cause: (K:) [and ↓ عِلَّةٌ وَمَعْلُولٌ Cause and effect; a phrase of frequent occurrence in theological and other works:] and [sometimes عِلَّةٌ signifies a pretext, or pretence:] it is said in a trad. of 'Áïsheh, فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمٰنِ يَضْرِبُ رِجْلِى

بِعِلَّةِ الرَّاحِلَةِ, meaning And 'Abd-Er-Rahmán was beating my leg with the pretence, or pretext, of his beating the side of the camel with his leg. (TA.) b6: The phrase عَلَى عِلَّاتِهِ means In every case. (S, O, K.) Zubeyr says, إِنَّ البَخِيلَ مَلُومٌ حَيْثُ كَانَ وَاٰ كِنَّ الجَوَادَ عَلَى عِلَّاتِهِ هَرِمُ [Verily the niggard is blamed wherever he be; but the liberal in all his circumstances is Herim]: (S, O:) meaning his companion Herim Ibn-Sinán El-Murree. (S in art. هرم.) عَلَلٌ and ↓ عَلٌّ [both mentioned in the first paragraph as inf. ns.] The second draught: or a drinking after drinking, uninterruptedly: (K:) or the former signifies a second drinking; one says عَلَلٌ بَعْدَ نَهَلٍ [a second drinking after a first drinking]: (S, O:) or a drinking after drinking: (Msb:) and the second watering of camels; the first being termed the نَهَل: (As, TA:) these two terms are also similarly used in relation to suckling: and one of the unknown poets says, ثُمَّ انْثَنَى مِنْ بَعْدِ ذَا فَصَلَّى

↓ عَلَى النَّبِىِّ نَهَلًا وَعَلَّا [Then he turned, or turned away or back, after that, and blessed the Prophet a first time and a second time]. (TA.) b2: Also, the former, Food that has been eaten. (Kr, TA.) [See also نَهَلٌ.]

عُلُلٌ: see عُلْعُلٌ.

عِلَالٌ: see 3; of which it is said in the K to be the subst., though app. the inf. n. عَلُولٌ Some light food with which the sick person is diverted or occupied [so as to be rendered contented]: pl. عُلُلٌ. (TA.) عَلِيلٌ Diseased, sick, or ill; (S, Msb;) and so with ة applied to a woman: (Mgh:) or, the former, rendered diseased &c. by God; [being used as the pass. part. n. of أَعَلَّهُ in the phrase اعلّهُ اللّٰهُ;] (K;) as also ↓ مُعَلٌّ, (Msb, K,) agreeably with rule, but this is seldom used; (Msb;) and ↓ مَعْلُولٌ, from عَلَّهُ اللّٰهُ; (Msb;) or this last should not be said, for, though the theologians say it, it is not of established authority. (K, * TA.) A2: عَلِيلَةٌ also signifies A woman perfumed repeatedly: (AA, O, K, TA:) and accord. to AA, ↓ مُعَلَّلٌ, as used in a verse of Imra-el-Keys, signifies perfumed time after time. (O.) [See also مُعَلِّلٌ.]

عُلَالَةٌ (S, K) and ↓ تَعِلَّةٌ (S, * K) and ↓ عَلَّةٌ, (K, TA,) with fet-h, (TA, [in the CK العِلَّةُ is put for العَلَّةُ,]) A thing with which a person, (S, K,) or a child, (TA,) is diverted, or occupied so as to be diverted, and contented, or satisfied, (S, K, TA,) such as talk, and singing, and food, &c., (Har p. 308,) [or such as a small quantity of food by which the craving of his stomach is allayed,] in order that he may be quiet. (TA.) It is said in a trad., accord. to different relations thereof, that dates are the ↓ تَعِلَّة of the child or of the guest. (TA.) b2: Also, the first, accord. to the copies of the K, What is drawn from the udder after the first فِيقَة: but accord. to IAar, what is drawn from the udder before the first فِيقَة [or milk that collects in the udder between two milkings], and before the second فيقة collects: also termed عُرَاكَةٌ and دُلَاكَةٌ: (TA:) [or] the milking that is between two milkings: (S, O:) [or] it signifies also the middle milking of the camel that is milked in the first part and the middle and the last part of the day: (K:) or, as some say, the milk that she excerns [into her udder] after the milking of the copious flow thereof. (TA.) b3: And A remaining portion of milk (S, O, K, TA) in the udder: (TA:) and (assumed tropical:) of other things: [ for instance,] (tropical:) of the course [of a beast]: (K:) (tropical:) of the running of a horse; (S, O, TA;) the former portion whereof is termed بُدَاهَةٌ: (TA:) and (assumed tropical:) of anything: (S, K:) as (tropical:) of the flesh of a sheep or goat: and (tropical:) of the strength of an old man. (TA.) عُِلِّىٌّ: see the next paragraph, in three places.

عِلِّيَّةٌ (S, O, K) and عُلِّيَّةٌ (O, K) An upper chamber; syn. غُرْفَةٌ: pl. عَلَالِىُّ. (S, O, K.) [It is mentioned also in art. علو, q. v.] b2: هُوَ مِنْ عِلِّيَّةِ قَوْمِهِ and عُلِّيَّتِهِمْ, [both mistranscribed in the CK,] and عِلْيَتِهِمْ, without teshdeed, [which belongs to art. علو,] and ↓ عِلِّيِّهِمْ and ↓ عُلِّيِّهِمْ, [which are also mistranscribed in the CK,] mean (assumed tropical:) He is of the exalted, or elevated, of his people. (K, TA.) b3: ↓ عِلِّيُّونَ mentioned in the Kur [lxxxiii. 18 and 19] is [said to be] a pl. of which the sing. is ↓ عِلِّىٌّ, or عِلِّيَّةٌ or عُلِّيَّةٌ, or a pl. having no sing., (K, TA,) [or rather it is from the Hebr.

עֶלְיוֹן

signifying “ high,” or “ higher,”] and is said to be A place in the Seventh Heaven, to which ascend the souls of the believers: or the most elevated of the Paradises; like as سِجِّين is the most elevated of the places of the fires [of Hell]: or rather it is properly a name of the inhabitants thereof; for this [sort of] pl. is peculiar to rational beings: (TA:) it is mentioned again in art. علو [in which see other explanations]. (K, TA.) عَلَّانٌ Ignorant: (O, K:) so in the saying, أَنَا عَلَّانٌ بِأَرْضِ كَذَا وَكَذَا [I am ignorant of such and such a land]: (O:) and so, with ة, applied to a woman: (O, K:) mentioned by Aboo-Sa'eed, as being well known: but said by Az to be unknown to him. (O.) هُوَ فُلَانُ بْنُ عِلَّانٍ means He is a person unknown. (TA.) عِلِّيُّونَ: see عِلِّيَّةٌ.

عُلْعُلٌ (S, O, K) and عَلْعَلٌ (Kr, IF, O, K) The رَهَابَة [or ensiform cartilage, or lower extremity of the sternum], which is the portion of the bone that impends over the belly, resembling a tongue: (S, O, K:) or the head of the رَهَابَة of the horse: or the extremity of the rib that impends over the رَهَابَة, which is the extremity of the stomach: pl. علل [so in my original, perhaps ↓ عُلُلٌ,] and ↓ عُلٌّ and ↓ عِلٌّ [all of which are anomalous]. (TA.) b2: And The male of the قَنَابِر, (S, O,) the male قُنْبُر [or lark]; as also ↓ عَلْعَالٌ. (K.) In some one or more of the copies of the S, الذَّكَرُ مِنَ القَنَافِذِ is erroneously put for الذكر من القَنَابِرِ. (TA.) b3: And The membrum virile, (S, O,) or the penis, (K,) or the جُرْدَان, (IKh, TA,) when in a state of distention: (IKh, TA, and so in a copy of the S:) or such as, when in a state of distention, does not become hard, or strong. (K.) عَلْعَلَانٌ A species of large trees, (O, K,) the leaves of which are like those of the قُرْم. (O.) عَلْعَالٌ: see عُلْعُلٌ, second sentence.

عُلْعُولٌ Continual evil or mischief; and commotion, or tumult; and fight, or conflict. (K.) One says, إِنَّهُ لَفِى عُلْعُولِ شَرٍّ and زُلْزُولِ شَرٍّ, meaning Verily he is in a state of fighting, or conflict, and commotion, or tumult. (Fr, O.) [See also زُلْزُولٌ.]

عَالَّةٌ and [its pls.] عَوَالُّ and عَلَّى epithets applied to camels [as meaning Taking, or having taken, a second draught; and so the first applied to a single she-camel]. (TA.) It is said in a prov., عَرَضَ عَلَىَّ سَوْمَ عَالَّةٍ [He offered to me in the manner of offering water to those (camels) taking, or having taken, a second draught]; (S, O, K, TA; in the CK, عُرِضَ and سَوْمُ;) applied to one who offers food to him who does not need it; like the saying of the vulgar, عَرْضَ سَابِرِىٍّ; (TA;) i. e., without energy; for one does not offer drink to the عالّة with energy, as one does to the نَاهِلَة [or those taking, or having taken, the first draught]. (S, O, K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. ii. 84.]) تَعِلَّةٌ an inf. n. of 2 [q. v.]. (Ham p. 91.) b2: See also عُلَالَةٌ, in two places.

مُعَلٌّ: see عَلِيلٌ.

مُعَلَّلٌّ: see عَلِيلٌ. [And see also the paragraph here following.]

مُعَلِّلٌ Giving to drink time after time. (K.) b2: And [hence,] That diverts with the saliva him who sucks it in [when kissing]; thus in a verse of Imra-el-Keys, accord. to one relation thereof; (O, and Har p. 566;) as expl. by Az; and thus, with ة, applied to a female: (Har:) but accord. to IAar, that aids with kindness after kindness (بِالْبِرِّ بَعْدَ البِرِّ [in Har على البرء بعد البرء]): another reading of the word in that verse, المُعَلَّل, has been expl. above, voce عَلِيلٌ, on the authority of AA. (O.) b3: Also Plucking fruit time after time. (K.) b4: And One who repels the collector of the [tax called] خَرَاج with excuses. (IAar, M, O, K.) b5: Also, (TA,) or المُعَلِّلُ, (S, O, K,) One of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ; [respecting which see art. عجز;] (S, O, K, TA;) because it diverts men by somewhat of an alleviation of the cold: (S, O, TA:) or, accord. to some, it is called مُحَلِّلْ. (TA.) مَعْلُولٌ: see عَلِيلٌ: A2: and see عِلَّةٌ: and also 1, last sentence.

يَعْلُولٌ A pool of water left by a torrent, white, and flowing in a regular, or continuous, course, one portion following another: (As, O, K, TA:) or, accord. to Suh, in the R, [simply] a pool of water left by a torrent; so called because it waters the ground a second time (يَعُلُّ الأَرْضَ بِمَائِهِ [after its having been watered by the rain]): pl. يَعَالِيلُ. (TA.) b2: And A dye (صِبْغ) that is imbided (عُلَّ) one time after another: (O, K:) or, accord. to 'Abd-El-Lateef El-Baghdádee, a garment, or piece of cloth, dyed, and dyed again. (TA.) b3: Accord. to AA, [app. as applied to camels,] يَعَالِيلُ signifies That have drunk one time after another; and has no sing.: but it is said on other authority to signify that go away at random to pasture (اَلَّتِى تَهْمِى) one time after another; and to have for its sing. يَعْلُولٌ: and some say that it signifies such as are excessive in respect of whiteness. (TA.) b4: Also, the sing., Rain after rain: (AO, O, K:) pl. as above. (TA.) b5: And the pl., (S, M, O, TA,) [accord. to the context in the K the sing., which is clearly wrong,] Bubbles (حَبَاب, M, K, TA, [in the CK حُباب,] and نُفَّاخَات, S, O, K, [both, I think, evidently meaning thus,]) upon water; (S, M, O, K;) said to be from the falling of rain; and to be used in a verse of Kaab Ibn-Zuheyr for ذَاتُ يَعَالِيلَ as meaning having bubbles: (TA:) sing. as above. (O.) b6: And Clouds disposed one above another; (S, O;) sing. as above: (S:) or [simply] clouds; so in the R; to which ISd adds containing rain: (TA:) or white clouds; (K, TA; a meaning assigned in the K to the sing.;) but this is said by Niftaweyh in explanation of the phrase بِيضٌ يَعَالِيلُ in a verse of Kaab Ibn-Zuheyr to which reference has been made above: (TA:) or [the sing. signifies] a white portion of clouds. (M, K.) b7: The pl. is also said to signify Lofty mountains; and Suh adds, from the upper parts of which water descends. (TA.) A2: Also, the sing., A camel having two humps. (IAar, O, K.) b2: And A camel such as is termed أَفِيل [q. v.]. (O.)

الهداية

الهداية:
[في الانكليزية] Way of salvation ،straight way ،conversion
[ في الفرنسية] Chemin du salut ،voie droite ،conversion
بالكسر هي عند الأشاعرة الدلالة على طريق يوصل إلى المطلوب ونقض بقوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إذ الدلالة بهذا المعنى عام لجميع المؤمنين والكافرين، لأنّه عليه الصلاة والسلام بيّن طريق الإسلام لجميعهم، فلا يصحّ نفيها عنه عليه الصلاة والسلام. وأجيب بأنّ الهداية منها ما لا تنفى عن أحد بوجه ومنها ما تنفى عن بعض دون بعض، ومن هذا الوجه قوله تعالى إِنَّكَ لا تَهْدِي فإنّه عنى نفي الهداية التي هي التوفيق وإدخال الجنّة لا نفي الهداية التي هي الدعاء إلى الإسلام، ويؤيّده ما قال المحقّق البيضاوي في تفسيره هداية الله تعالى تتنوع أنواعا لا يحصيها عدد لكنها تنحصر في أجناس مترتّبة. الأول إفاضة القوى التي بها يتمكّن المرء من الاهتداء إلى مصالحه كالقوة العقلية والحواس الظاهرة والباطنة. والثاني نصب الدّلائل الفارقة بين الحقّ والباطل والصلاح والفساد، وإليه أشار تعالى بقوله وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ. وقال وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى. والثالث الهداية بإرسال الرّسل وإنزال الكتب وإياها عنى بقوله تعالى وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وقوله إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُالذي مصدره هدى فإنّه يجيء لازما بمعنى الاهتداء وهو وجدان ما يوصل إلى المطلوب، ويقابلها الضلالة وهي فقدان ما يوصل إلى المطلوب، ومتعديا بمعنى الهداية وأمّا الهداية فهو متعدّ لا غير، كذا في بعض حواشي شرح المطالع.
الهداية: دلالة بلطف إلى ما يوصل إلى المطلوب وقيل سلوك طريق يوصل إلى المطلوب. وقيل: سلوك طريق توصل إلى المطلوب.

المجمل

المجمل: ما لم تتضح دلالته، وهو ما خفي المراد منه بحيث لا يدرك في نفس اللفظ إلا ببيان من المجمل.
المجمل:
[في الانكليزية] Summary ،whole ،total
[ في الفرنسية] Sommaire ،global ،total
في اللغة المجموع وجملة الشيء مجموعه. ومنه أجمل الحساب إذا جمعه. ومنه المجمل في مقابلة المفصّل في العلمي حاشية شرح هداية الحكمة في الخطبة: الفرق بين الإجمال والتفصيل أنّ المجمل كالمعرّف بالفتح ملحوظ بملاحظة واحدة والمفصّل كالمعرّف بالكسر ملحوظ بملاحظات متعدّدة، كالزّحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر بالنسبة إلى الكواكب السيارة. والتحقيق أنّ التفصيل بالنسبة إلى الإجمال مجموع الاجزاء، ومتى تحقّق أحدهما تحقّق الآخر في ضمنه فهما متحدان ذاتا مختلفان اعتبارا وملاحظة انتهى. والمجمل في عرف الأصوليين هو ما خفي المراد منه بنفس اللفظ خفاء لا يدرك بالعقل بل ببيان من المجمل، سواء كان ذلك لتزاحم المعاني المتساوية الأقدام كالمشترك أو لغرابة اللفظ وتوحّشه من غير اشتراك فيه كالهلوع، أو باعتبار إبهام المتكلّم الكلام، كانتقاله من معناه الظاهر إلى ما هو غير معلوم كالصلاة والزكاة والربا فإنّ المجمل أنواع ثلاثة: نوع لا يفهم معناه لغة كالهلوع قبل التفسير، ونوع معناه معلوم لغة لكنه ليس بمراد كالربا والصلاة، ونوع معناه معلوم لغة إلّا أنّه متعدّد لغة كالمشترك. ففي القسم الأخير خفي المراد باعتبار الوضع وفي الأولين باعتبار غرابة اللفظ وإبهام المتكلّم. فقولهم ما خفي المراد منه بمنزلة الجنس يشمل المجمل والمشكل والمتشابه والخفي. وقولهم بنفس اللفظ يخرج الخفي فإنّ خفاءه بعارض. والقيد الأخير يخرج المشكل إذ يدرك المراد منه بالعقل وكذا المتشابه إذ لا طريق إلى درك المراد منه، إذ لا يدرك عقلا ولا نقلا، وهذا هو المراد مما ذكره فخر الإسلام من أنّ المجمل ما ازدحمت فيه المعاني واشتبه المراد به اشتباها لا يدرك المراد إلّا ببيان من جهة المجمل، فإنّه أراد بالمعنى مفهوم اللفظ وبازدحامها تواردها على اللفظ من غير رجحان لأحدها على الآخر. وقيل ما ازدحمت فيه المعاني قيد زائد إذ يكفيه أن يقول هو ما اشتبه المراد إلى آخره، ولذا قال شمس الأئمة هو لفظ لا يفهم المراد منه إلّا باستفسار المجمل. وقال القاضي الإمام هو الذي لا يعقل معناه أصلا ولكنه احتمل البيان. وقال آخر هو ما لا يمكن العمل إلّا ببيان يقترن به، هكذا يستفاد من كشف البزدوي والتلويح. وفي بعض كتب الحنفية هو ما لا يوقّف على المراد منه إلّا ببيان غير اجتهادي. فقيد ما لا يوقف كالجنس يتناول المجمل والمتشابه. وبقيد إلّا ببيان خرج المتشابه فإنّه لا يرجى بيانه. وبقيد غير اجتهادي خرج المشترك فإنّه يجوز تأويله بالاجتهاد والنظر في القرائن ومأخذ الاشتقاق. وكذا خرج ما أريد مجازه للنظر في الوضع والعلاقة والعلامات وتبيّن بهذا أنّ قول بعض أصحابنا الحنفية أنّ المشترك نوع من المجمل فيه نظر لعدم انطباق حدّ المجمل عليه ونقيض المجمل المبين انتهى ما حاصله. وقال بعض الشارحين وفي إخراج المشترك مطلقا عن المجمل نظر كما في إدخاله فيه مطلقا نظر لأنّ من أفراد المشترك ما لا يمكن الاطلاع عليه بالاجتهاد أصلا فيكون من قبيل المجمل. البتّة لصدق حدّه عليه قطعا، ومن أفراده ما يمكن الاطلاع عليه بالاجتهاد فلا يكون من قبيل المجمل. ومثال المشترك الذي هو من المجمل ما إذا أوصى لمواليه وله موال أعلى وأسفل ومات من غير بيان حيث تبطل الوصية بعدم المرجّح انتهى. اعلم أنّ هذا الذي ذكر إنّما هو مذهب الحنفية فإنّهم قالوا المجمل والمشكل والخفي والمتشابه ألفاظ متباينة لا يصدق أحدها على الآخر منها، ولذا وقع في التلويح إذا خفي المراد من اللفظ فخفاؤه إمّا لنفس اللفظ أو لعارض، الثاني يسمّى خفيا والأول إمّا أن يدرك المراد منه بالعقل أو لا، الأول يسمّى مشكلا، والثاني إمّا أن يدرك المراد بالنقل أو لا يدرك أصلا، الأول يسمّى مجملا، والثاني متشابها، فهذه الأقسام متباينة قطعا بلا خلاف، بخلاف الظاهر والنصّ والمفسّر والمحكم فإنّها اختلف فيها. فقيل بتباينها وقيل بتغايرها انتهى. وأمّا الشافعي رحمه الله تعالى فلم يفرّق بينها بل أطلق على الجميع لفظ المجمل ولا يجوز عنده تفسير المتشابه بالتفسير الذي فسّر به الحنفية إذ يجوز عنده تأويل المتشابه فلا يجوز عنده تفسيره بتفسيرهم.
ويدلّ على ما ذكرنا وقع في الاتقان أنّ المجمل ما لم تتضح دلالته وهو واقع في القرآن خلافا لداود الظاهري، وفي جواز بقائه مجملا أقوال، أصحّها لا يبقى المكلّف بالعمل به بخلاف غيره. ثم قال اختلف في آيات هل هي من قبيل المجمل أم لا، منها وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا، قيل إنّها مجملة لأنّ الربا هو الزيادة وما من بيع إلّا وفيه زيادة افتقر إلى بيان ما يحلّ وما يحرم. وقيل لا لأنّ البيع منقول شرعا فحمل على عمومه ما لم يقم دليل التخصيص. وقال الماوردي: للشافعي في هذه الآية أربعة أقوال. القول الأول إنّها عامة فإنّ لفظها لفظ عموم يتناول كلّ بيع ويقتضي إباحة كلّ بيع إلّا ما خصّه الدليل، وهذا القول أصحها عند الشافعي وأصحابه لأنّه صلى الله عليه وسلم نهى عن بيوع كانوا يعتادونها ولم يبيّن الجائز، فدلّ على أنّ الآية تناولت إباحة جميع البيوع إلّا ما خصّ منها، فبيّن صلى الله عليه وسلم المخصوص، وقال: فعلى هذا في العموم قولان: أحدهما أنّه عموم أريد به العموم وإن دخل التخصيص، وثانيهما أنّه عموم أريد به الخصوص. قال والفرق بينهما أنّ البيان في الثاني مقدّم على اللفظ وفي الأول متأخّر عنه مقترن به قال وعلى القولين يجوز الاستدلال بالآية في المسائل المختلف فيها ما لم يقم دليل تخصيص. والقول الثاني إنّها مجملة لا يعقل منها صحة بيع من فساده إلّا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم. قال ثم [هل] هي مجملة بنفسها أم بعارض ما نهي عنه من البيوع؟
وجهان. وهل الإجمال في المعنى المراد دون لفظها لأنّ البيع لفظه اسم لغوي معناه معقول؟
لكن لما قام بإزائه من السّنة ما يعارضه تدافع العمومان ولم يتعيّن المراد إلّا ببيان السّنة فصار مجملا لذلك دون اللفظ، أو في اللفظ أيضا لأنّه لمّا لم يكن المراد منه ما وقع عليه الاسم وكانت له شرائط غير معقولة في اللغة كان مشكلا، أيضا هو وجهان. قال: وعلى الوجهين لا يجوز الاستدلال بها على صحة بيع وفساده وإن دلّت على صحة البيع من أصله. قال وهذا هو الفرق بين العموم والمجمل حيث جاز الاستدلال بظاهر العموم ولم يجز الاستدلال بظاهر المجمل. والقول الثالث إنّها عامة مجملة معا، واختلف في وجه ذلك على أوجه: أحدها أنّ العموم في اللفظ والإجمال في المعنى.
الثاني أنّ العموم في وأحلّ الله البيع والإجمال في وحرّم الربا. الثالث أنّه كان مجملا فلمّا بيّنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صار عامّا فيكون داخلا في المجمل قبل البيان وفي العموم بعد البيان، فعلى هذا يجوز الاستدلال بظاهرها في البيوع المختلف فيها. والقول الرابع إنّها تناولت بيعا معهودا ونزلت بعد أن أحلّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوعا وحرّم بيوعا، فاللام للعهد. فعلى هذا لا يجوز الاستدلال بظاهرها، انتهى كلام الإتقان.

تنبيه:
فهم من كلام الحنفية أنّ المجمل هو اللفظ الموضوع وهو ظاهر، وفهم مما وقع في الاتقان أنّ المجمل يتناول الفعل أيضا ويؤيّده ما في العضدي وحاشيته للسّعد التفتازاني ما حاصلهما أنّ المجمل ما لم يتّضح دلالته أي ماله دلالة غير واضحة فخرج المهمل إذ ليس له دلالة على المعنى أصلا، وهو يتناول القول والفعل والمشترك والمتواطئ، فإنّ الفعل قد يكون مجملا كالقيام من الركعة الثانية من غير تشهّد فإنّه محتمل للجواز وللسّهو فكان مجملا بينهما. وأمّا من عرّفه بأنّه اللفظ الذي لا يفهم منه عند الاطلاق شيء فقد عرّف المجمل الذي هو من أقسام المتن الذي هو لفظ ولا يرد المهمل، إذ المتن هو اللفظ الموضوع وأراد بالشيء المعنى اللغوي أي ما يمكن أن يعلم ويخبر به لا الموجود فلا يرد أنّ المستحيل على هذا ينبغي أن يكون مجملا، لأنّ المفهوم منه ليس بشيء، مع أنّه ليس بمجمل لوضوح مفهومه، والمراد بتفهّم الشيء فهمه على أنّه مراد لا مجرّد الخطور بالبال، فلا يرد أنّ التعريف غير منعكس لجواز أن يفهم من المجمل أحد محامله لا بعينه كما في المشترك انتهى. وفي ظاهر هذا الكلام دلالة أيضا على عدم التّفرقة بينه وبين الخفي والمشكل والمتشابه.
فائدة:
قد يسمّى المجمل بالمبهم أيضا، يدلّ عليه ما وقع في الاتقان من أنّه قال ابن الحصار من الناس من جعل المجمل والمحتمل بإزاء شيء واحد، قال والصواب أنّ المجمل اللفظ الذي لا يفهم منه المراد والمحتمل اللفظ الواقع بالوضع الأول على معنيين فصاعدا، سواء كان حقيقة في كلّها أو بعضها. قال فالفرق بينهما أنّ المحتمل يدلّ على أمور معروفة واللفظ المشترك متردّد بينها، والمجمل لا يدلّ على أمر معروف مع القطع بأنّ الشارع لم يفوّض لأحد بيان المجمل بخلاف المحتمل.
فائدة:

للإجمال أسباب: منها الاشتراك. ومنها الحذف نحو وترغبون أن تنكحوهن، يحتمل في وعن. ومنها اختلاف المرجع نحو ضرب زيد عمرا فضربته. ومنها احتمال العطف والاستئناف كقوله تعالى إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ. ومنها غرابة اللفظ. ومنها عدم كثرة الاستعمال الآن نحو يلقون السمع أي يسمعون، فأصبح يقلّب كفيه أي نادما.

ومنها التقديم والتأخير كقوله تعالى: يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها أي يسألونك عنها كأنّك حفي. ومنها قلب المنقول نحو طور سينين أي سينا. ومنها التكرير القاطع لوصل الكلام في الظاهر نحو للذين استضعفوا لمن آمن منهم كذا في الاتقان.

لامَ لِـ

لامَ لِـ
الجذر: ل و م

مثال: لامَه لما جرى
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «لاَمَ» لا يتعدّى بـ «اللام».
المعنى: عَذَله وعاتبه

الصواب والرتبة: -لامَه على ما جَرَى [فصيحة]-لامَه لما جَرَى [صحيحة]
التعليق: ورد الفعل «لاَمَ» في المعاجم بالمعنى المذكور متعديًا بحرف الجرّ «على»، كما ورد متعديًا بحرف الجرّ «في» في قوله تعالى: {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ} يوسف/32، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك. ونيابة حرف الجرّ «اللام» عن حرف الجرّ «على» جائز؛ لأن دلالة حرف الجرّ «على» في الاستعمال الأصلي هي التعليل، وهي نفس الدلالة الأصلية لحرف الجرّ «اللام»، فضلاً عن ورود تبادل «اللام» و «على» في أمثلة أخرى فصيحة، منها قوله تعالى: {وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} الحجرات/2، قال ابن قتيبة: أي لا تجهروا عليه بالقول.

امْتَنَعَ عن

امْتَنَعَ عن
الجذر: م ن ع

مثال: امتنعَ عن التدخين
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجرّ «عن» بدلاً من حرف الجرّ «من».

الصواب والرتبة: -امتنعَ من التدخين [فصيحة]-امتنعَ عن التدخين [صحيحة]
التعليق: الثابت في المعاجم القديمة تعدية الفعل «امتنع» بحرف الجر «من» بمعنى «كفَّ عنه»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومن الأمثلة على نيابة «عن» عن حرف الجر «من» قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} الشورى/25، وقول صاحب التاج: «منعه من كذا، وعن كذا»، وقول ابن خلدون: «علم المنطق علم يعصم الذهن عن الخطأ»، وقول ميخائيل نعيمة: «يمتاز عن القديم بأن له
... »؛ ومن ثَمَّ يمكن تصحيح تعديته بـ «عن» بناء على تضمينه معنى الفعل «أقلع»، أو «كَفَّ»، أو «أحجم»، وقد ورد الفعل متعديًا بـ «من» و"عن في المعاجم الحديثة.

فَتَرَ في

فَتَرَ في
الجذر: ف ت ر

مثال: فَتَرَ في العمل
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجرّ «في» بدلاً من حرف الجرّ «عن».

الصواب والرتبة: -فَتَرَ عن العمل [فصيحة]-فَتَرَ في العمل [صحيحة]
التعليق: أوردت المعاجم الفعل «فَتَرَ» متعديًا بـ «عن»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك؛ ومن ثمَّ يمكن تصحيح تعدية الفعل «فَتَرَ» بـ «في» على تضمينه معنى الفعل «قَصَّرَ».

تَقَاعَسَ في

تَقَاعَسَ في
الجذر: ق ع س

مثال: تَقَاعَسَ في العمل
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجرّ «في» بدلاً من حرف الجرّ «عن».

الصواب والرتبة: -تَقَاعَسَ عن العمل [فصيحة]-تَقَاعَسَ في العمل [صحيحة]
التعليق: ورد الفعل «تقاعَس» في المعاجم متعديًا بحرف الجر «عن»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك؛ ومن ثمَّ يمكن تخريج تعدية الفعل «تَقَاعَس» بـ «في» على تضمينه معنى الفعل «توانَى».

فرق

(فرق) : فَرَسٌ فَرُوقٌ، أي أَفْرَقُ.
فرق: {فرقنا}: شققنا. {فريق}: طائفة. 
(فرق) بَين الْقَوْم أحدث بَينهم فرقة وَبَين المتشابهين ميز بعضهما من بعض وَيُقَال فرق القَاضِي بَين الزَّوْجَيْنِ حكم بالفرقة بَينهمَا وَالشَّيْء جعله فرقا وَالله الْقُرْآن أنزلهُ منجما مفرقا والأشياء قسمهَا وَالصَّبِيّ أفزعه
(فرق) : أَفَرَقَت الناقَةُ: إذا رَجَع إِليها بعضُ لَبَنِها. 
فيما تَفَرّد به أبو حاتم سَهلُ بن محمد السِّجِسْتانِي في كتاب "تَقويم المُفْسَدِ المُزالِ عن جهَتِه من كَلامِ العَرَب": (مول) : رجلٌ مالٌ، ومالِ: أَي ذُو مالِ، وامرأَةٌ مالَةٌ، ومالِيَةٌ.
الفرق الأول: هو الاحتجاب بالخلق عن الحق، وبقاء رسوم الخلقية بحالها.

الفرق الثاني: هو شهود قيام الخلق بالحق، ورؤية الوحدة في الكثرة، والكثرة في الوحدة، من غير احتجاب بأحدهما عن الآخر.

فرق الوصف: ظهور الذات الأحدية بأوصافها في الحضرة الواحدية.

فرق الجمع: هو تكثر الواحد بظهوره في المراتب التي هي ظهور شئون الذات الأحدية، وتلك الشئون في الحقيقة اعتبارات محضة لا تحقق لها إلا عند بروز الواحد بصورها.
فرق لثث وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فَرَّقوا عَن المَنِيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ وَلَا تُلِثّوا بدار مَعجزة وَأَصْلحُوا مثاويَكم وَأَخِيفُوا الهوامّ قبل أَن تُخيفكم وَقَالَ: اخشَوشِنوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا. قَوْله: فرّقوا عَن المنيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ يَقُول: إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَشْتَرِي شَيْئا من الْحَيَوَان من مَمْلُوك أَو غَيره من الدوابّ فَلَا يغالين بِهِ فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ وَلَكِن ليجعل ثمنه فِي رَأْسَيْنِ وَإِن كَانَا دون الأول فَإِن مَاتَ أَحدهمَا بَقِي الآخر. وَقَوله: ولاَ تُلِثّوا بدار معْجزَة فالإلثاث الْإِقَامَة يَقُول: لَا تُقِيمُوا بِبَلَد قد أعجزكم فِيهِ الرزق وَلَكِن اضْطَرَبُوا فِي الْبِلَاد وَهَذَا شَبيه بحَديثه الآخر: إِذا اتّجر أحدكُم فِي شَيْء ثَلَاث مَرَّات فَلم يرْزق مِنْهُ فليدعه.
ف ر ق

بدا المشيب في مفرقه وفرقه، ورأيت وبيص الطّيب في مفارقهم. وفرقت الماشطة رأسها كذا فرقاً. ورأس مفروق. وديك أفرق: انفرقت رعثته. وجمل أفرق: ذو سنامين. ورجل أفرق الأسنان: أفلجها. وناقة فارق: ماخض فارقت الإبل نادّة من وجع المخاض، ونوق فرّق وفوارق ومفاريق، وقد فرقت فروقاً وتشبّه بها السحاب. قال ذو الرمة:

أو مزنة فارق يجلو غواربها ... تبوّج البرق والظلماء علجوم

وفرق لي الطريق فروقاً وانفرق انفراقاً إذا اتجه لك طريقان فاستبان ما يجب سلوكه منهما، وطريق أفرق: بيّن. وضمّ تفاريق متاعه أي ما تفرّق منه. وضرب الله بالحق على لسان الفاروق. وسطع الفرقان أي الصبح. وهذا أبين من فلق الصبح وفرق الصبح. وتقول: سبيل أفرق كأنه الفرق. وهو أسرع من فريق الخيل وهو سابقها فعيل بمعنى مفاعل لأنه إذا سبقها فارقها. وبانت في قذاله فروق من الشّيب أي أوضاحٌ منه. وماله إلا فرق من الغنم وفريقة أي يسير. ورآى أعرابيّ صبياناً فقال: هؤلاء فرق سوء. وما أنت إلا فروقةٌ. وفرقٌ خير من حب أي أن تهاب خير من أن تحبّ. وأفرق المحموم والمجنون، وهو في أفراق من حمّاه.

ومن المجاز: وقفته على مفارق الحديث أي على وجوهه الواضحة.

فرق


فَرَقَ(n. ac.
فَرْق
فُرْقَاْن)
a. Divided; separated; severed.
b. [Bain], Made a distinction between; discriminated
discerned.
c. Decided, decreed.
d.(n. ac. فَرْق), Parted (hair).
e. Dunged.
f.(n. ac. فُرُوْق), Divided, branched (road).
g. [La], Appeared to; was manifest to; occurred, happened
to, befell.
h. see II (c)
فَرِقَ(n. ac. فَرَق)
a. Feared.
b. Dived.

فَرَّقَa. Scattered, dispersed, distributed amongst
between.
b. see I (b)c. Frightened, terrified.

فَاْرَقَa. Departed from, quitted; became separated from.
b. [ coll. ], Died; departed this
life.
أَفْرَقَ
a. [Min], Recovered from (sickness).
b. see I (g)
& II (c).
تَفَرَّقَ
(a. n. ac. reg. & تِفِرَّاق ), Became dispersed, disunited
separated, scattered.
إِنْفَرَقَ
a. ['An], Quitted.
إِفْتَرَقَa. see V
فَرْقa. Difference; distinction.
b. Separation.
c. Parting ( of the hair ); comb, crest (
of a cock ).
d. Flax; linen.
e. A certain bird.
f. (pl.
فُرْقَاْن), Measure ( about I6 pints ).
فِرْقa. Flock; herd.
b. Form, set ( of boys ).
c. Portion, part.
d. Mountain.
e. Wave.

فِرْقَة
(pl.
فِرَق)
a. Party; sect; company.
b. [ coll. ], Detachment, brigade (
of soldiers ).
فُرْقa. Sacred doctrine.

فُرْقَةa. Separation; disunion; abandonment.

فَرَق
(pl.
أَفْرَاْق)
a. Dawn.
b. Comb ( of a cock ).
c. see I (f)
فَرِقa. Fearful; afraid, frightened; timorous;
cowardly.

فَرُقa. see 5
أَفْرَقُa. Forked, branching; with space between.
b. White cock.

مَفْرَق
(pl.
مَفَاْرِقُ)
a. parting ( of the hair ).
b. Cross-road; bifurcation.

مَفْرِقa. see 17
فَاْرِق
(pl.
فُرُق
فُرَّق
فُرَّاْق فَوَاْرِقُ)
a. Separating, dividing, distinguishing.
b. [art.], Isolated (cloud).
فَاْرِقَة
( pl.
reg. &
فَوَاْرِقُ)
a. fem. of
فَاْرِق
فَرَاْق
فِرَاْق
23a. see 3t
فَرِيْق
(pl.
أَفْرِقَة
15t
فُرُوْق
أَفْرِقَآءُ)
a. Party, company; herd.
b. [ coll. ], Brigadier.

فَرِيْقَةa. see 2 (a)b. Cooked dates.
c. Stray (sheep).
فَرُوْقa. see 5
فَرُوْقَةa. see 5b. Honour, reputation.
c. Fat of the kidneys.
d. Armful.

فَرُّوْق
فَرُّوْقَةa. see 5
فُرْقَاْنa. see 3
. (b) [art.], The Kurān.
فَاْرُوْق
فَاْرُوْقَةa. see 5
تَفَاْرِيْقa. Sundry, scattered things.

N. P.
فَرڤقَa. Separated, divided.

N. Ac.
فَرَّقَa. Separation, dispersion.
b. Distribution, apportionment.

N. Ac.
إِفْتَرَقَa. see 3t
تَفْرِقَة
a. see N. Ac.
II
بِالتَّفْرِيْق
a. Fragmentarily, in parts.

أَفْرِيْقِيَة
a. Africa.

فَرْقَدَ
فَرْقَ4
(pl.
فَرَاْقِ4ُ)
a. Calf.
b. [art.], The stars [ β
& γ ] in Ursa Minor
situated near the pole-star.
اَلفَرْقَدَانِ
a. see supra
(b)
فُرْقُوْد
a. see 51 (a)
فِرْقَاطَه
a. [ coll. ], Frigate.
ف ر ق: (فَرَقَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَفُرْقَانًا أَيْضًا. وَفَرَّقَ الشَّيْءَ (تَفْرِيقًا) وَ (تَفْرِقَةً فَانْفَرَقَ) وَ (افْتَرَقَ) وَ (تَفَرَّقَ) . وَأَخَذَ حَقَّهُ مِنْهُ (بِالتَّفَارِيقِ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] : مَنْ خَفَّفَ قَالَ: بَيَّنَاهُ مِنْ (فَرَقَ) يَفْرُقُ. وَمَنْ شَدَّدَ قَالَ: أَنْزَلْنَاهُ (مُفَرَّقًا) فِي أَيَّامٍ. وَ (الْفَرْقُ) مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَقَدْ يُحَرَّكُ وَالْجَمْعُ (فُرْقَانٌ) . وَهَذَا الْجَمْعُ يَكُونُ لَهُمَا جَمِيعًا كَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْفُرْقَانُ) الْقُرْآنُ. وَكُلُّ مَا فُرِّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَهُوَ فُرْقَانٌ. فَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: 48] . وَ (الْفُرْقَةُ) الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: (فَارَقَهُ مُفَارَقَةً) وَ (فِرَاقًا) . وَ (الْفَارُوقُ) اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَ (الْمَفْرِقُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسَطُ الرَّأْسِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعْرُ. وَكَذَا (مَفْرِقُ) الطَّرِيقِ وَ (مَفْرَقُهُ) وَلَا جَمْعَ لَهُ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْشَعِبُ مِنْهُ طَرِيقٌ آخَرُ. وَقَوْلُهُمْ لِلْمَفْرِقِ (مَفَارِقُ) كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ مَفْرِقًا فَجَمَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ. وَ (الْفَرَقُ) الْخَوْفُ وَقَدْ (فَرِقَ) مِنْهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَلَا يُقَالُ: فَرِقَهُ. وَامْرَأَةٌ (فَرُوقَةٌ) وَرَجُلٌ فَرُوقَةٌ أَيْضًا وَلَا جَمْعَ لَهُ. وَدِيكٌ (أَفْرَقُ) بَيِّنُ (الْفَرَقِ) وَهُوَ الَّذِي عُرْفُهُ (مَفْرُوقٌ) . وَرَجُلٌ (أَفْرَقُ) وَهُوَ الَّذِي نَاصِيَتُهُ أَوْ لِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا مَفْرُوقَةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ أَبْيَنُ مِنْ (فَرَقِ) الصُّبْحِ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُّبْحِ. وَ (الْفِرْقُ) الْفِلْقُ مِنَ الشَّيْءِ إِذَا انْفَلَقَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] . وَ (الْفِرْقَةُ) الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ. وَ (الْفَرِيقُ) أَكْثَرُ مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَفَارِيقُ الْعَرَبِ» وَهُوَ جَمْعُ (أَفْرَاقٍ) ، وَ (أَفْرَاقٌ) جَمْعُ فِرْقَةٍ. وَ (أَفْرَقَ) الْمَرِيضُ مِنْ مَرَضِهِ وَالْمَحْمُومُ مِنْ حُمَّاهُ أَيْ أَقْبَلَ. وَ (إِفْرِيقِيَّةُ) اسْمُ بِلَادٍ. 
(فرق) - في الحديث: "المُتَبَايِعَانِ بالخِيارِ ما لَم يَتفرَّقَا"
حكى أبو عُمَر الزَّاهد: أَنَّ أَبَا موسى النَّحوىَّ سأَل أَبَا العباس أحمَد بن يَحْيى: هَلْ بَيْن يَفْتَرِقَان ويتفَرَّقان من فَرْق؟
فقال: نعم. أخبَرنا ابنُ الأعرابِيِّ: عن المُفَضَّل، قال: يَفْتَرقَان بالكَلام، ويَتَفَرَّقَان بالأَبْدانِ. - في الحديث: " فَجُئِثْتُ منه فَرَقًا"
الفَرَق: الخوف؛ وقد فَرِق يَفْرَقُ فَرَقًا فهو فروق؛ وفي المبالغة فَرُوقَة: أي شَديدُ الخَوْف. ورجلٌ وامرأةٌ فَرُوقَة.
- في حديث [أبي مِجْلَز ]: "عُدُّوا مَنْ أَفرَق من الحَيِّ"
: أي بَرأَ منَ الطّاعون. وقيل: إن ذلك لا يُقال إلَّا من عِلَّة تُصِيبُ الإنسانَ مَرَّةً كالجُدَريِّ والحَصبَة ونحوهما.
- في الحديث: "في كلّ عَشرة أَفرُقِ عَسَلٍ فَرَقٌ "
- وفي حديث آخر: "ما أَسكَر الفَرَق منه فالحُسْوَة منه حَرامَ"
رُوِى عن الشافعي - رحمه الله - أن الفرَق ستَّة عَشَرَ رِطْلاً، وهو ثَلاثَةُ أَصْوُع . والفَرْق - بسكون الراء - مائَةٌ وعِشْرون رِطلاً. والمُدُّ: رِطلٌ وثُلُث. وقيل: رِطْلان، والأَولُ أَثبَتُ.
- وقال الزُّهْرِي: في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "كان يَغْتَسِل من إناء يُقالُ له: الفَرَق"
أَظنُّ الفَرَقَ خَمسةَ أَقْسَاط. وقيل: القِسْط: نِصْف صاعٍ.
وقال غيره: الفَرَق: القَدَح، والإناء لأَربَعةِ أَرْطال. والجمع فُرِقَان. والفَرَق جمعه أفْراق، ثم فُرقَان، وقيل: الفَرَق: مكيال ضَخْم بالعِراق غير الفَرْق ، والفُرْق والفُرقَان، كالشُّكْر للشُّكران.
- في حديث الزَّكاة: "لا يُفَرَّق بين مُجْتَمِع، ولا يُجمَع بين مُتَفَرِّقٍ خَشْيَة الصَّدَقَة"
ذهب أحمد إلى أن معناه: أنه لو كان لرجل بالكوفة أربعون شاة، وبالبصرة أربعون شاة كان عليه شاتان؛ لقوله عليه الصّلاة والسّلام: "لا يُجْمَع بين مُتَفَرِّق". ولو كان ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شَيءَ عليه لذلك، ولو كانت له إبلٌ في بُلْدان شَتَّى إن جُمعَت وَجَبت فيها الزَّكاةُ، وإن لم تُجمَع لم تَجِب في كل بلد لا يجب علَيه
- وفي الحديث: "كأنّهما فِرقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ "
الفِرْقُ: القَطِيع من الغَنَم.
- في حديثِ ابنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "فَرَق لي رَأْىٌ "
: أي بَدَا وظَهَر. - وفي حَدِيثِه لِسَعْد: "وَصفَ له الفَريقَةَ "
وهي تَمْر يُطبَخ بحُلبَة، وفَرَقْتُ النُّفَسَاء وأَفرَقْتُها.
- في صفته : "فارِقَ لِيَطا"
: أي يُفرِّق بين الحَقِّ والبَاطِل.
- في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "أبِالله تُفَرِّقُني؟ "
: أي تُخَوِّفُني، وقد فَرِقَ فَرَقًا.
فرق
الفَرْقُ: مَوضِعُ المَفْرِقِ من الرَّأْس. وتَفْرِيْقُ ما بَيْنَ الشَّيْئيْنِ حتّى يَفْتَرِقا ويَنْفَرِقَا. والضَّرْبُ من الشَّيْءِ، يَقُول: تَمَشَّطَتِ الماشِطَةُ كذا فَرْقاً: أي ضَرْباً ولَوْناً. والقَدَحُ والإناءُ. وقيل: أرْبَعَةُ أرْطالٍ، وجَمْعُه فِرْقَان.
وتَفَارَقَ الصُّحْبَةُ. والفَرِيْقُ: الطائفَةُ من الناس.
والفُرْقَةُ: مَصْدَرُ الافْتِراق.
والفُرْقانُ: كلُّ كِتابٍ أنْزَلَه الله تعالى، وفَرَقَ به بَيْنَ الحَق والباطِل.
وسُمِّيَ عُمَرُ: الفارُوْقَ. والفُرْقانُ: الحُجَّةُ الظاهِرَةُ.
وفي القُرْآنِ المجيد: " وقُرْآناً فَرَقْناهُ لتَقْرَأه " أي أحْكَمْنَاه، كقَوْله عَزَّ وجلَّ: " فيها يُفْرَقُ كلُّ أمْرٍ حَكِيم " أي يُفْصَل.
ويُقال للفُرْقانِ: فُرْق، كَعُمْيَانٍ وعُمْيٍ.
والفِرْقُ: الطائفة من الناس؛ ومن الماءِ إذا تَفَرِّقَ بعضُه عن بعضٍ.
وبَدَتْ في قَذَالِه فُرُوْقٌ من الشَّيْب: أي أوْضاح وطَوائفُ.
والفَرِقُ: الدَقِيْقُ الشَّعرِ الرَّقِيْقُ.
وأرْضٌ فَرِقَةٌ، وفي نَبْتِها فَرَقٌ، ونَبْتٌ فَرِقٌ.
والأفْرَقُ: الدِّيْكُ الأبْيَضُ ذو العُرْفَيْنِ. وشِبْهُ الأفْلَج.
ومَفْرِقُ الطَّرِيقِ ومَفْرَقُه: مَعْروفٌ. وطَرِيْقٌ أفْرَقُ: بَيِّنٌ واضِحٌ.
وفَرَقَ ليَ الطَرِيقُ فُرُوْقاً وانْفَرَقَ: إذا اتَّجَهَ لكَ طَرِيقانِ منه.
والفَرْقاءُ من الشّاءِ: البَعِيْدَةُ ما بين الطُّبْيَيْنِ.
والأفْرَقُ من ذُكُورِ الشاء: البَعِيْدُ ما بين خُصيَيْه، ومن الخَيْل: الذي إحدى حَرْقَفَتَيْه شاخِصَة والأخرى مُطْمَئنَةٌ.
والبَعِيرُ ذو السنَامَيْنِ: أفْرَقُ. والماخِض من الناقَةِ: تَفْر
ُقُ فُرُوْقاً، وذلك نِفَارُها وذَهابُها في الأرضِ نادَّةً من الوَجَع، فهيَ فارِقٌ، والجميع فَوَارِقُ وفُرَّقٌ. وتُشَبَّه السَّحابةُ المُنْفَرِدَةُ لا تُخْلِفُ بها، ورُبما كانَ قبلها رَعْدٌ وبَرْق.
والمُفْرِقُ من الإِبل: التي تكونُ عُشَرَاءَ فَتُنْتَجُ ثمَّ يموتُ وَلَدُها قبل أنْ يَرْضَعَها ثمَّ يَضْرِبُها الفَحْلُ من سَنَتِها فَتَلْقَح. وأفْرَقَتِ الناقَةُ: أي ماتَ وَلدُها. وقيل الإفْرَاقُ: أنْ لا تَحْمِلَ الناقَةُ عامَيْنِ أو ثلاثةً. ونُوْق مَفَارِقُ ومَفَارِيْقُ.
والفَرَقُ: كالفَلَقِ، انْفَرَقَ الصبْحً، وفي المَثَل: " أبْيَنُ من فَرَقِ الصُّبْح ".
والفَرَقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالعِراق. والخَوْفُ، رَجُل فَرُوْقٌ وامْرَأةٌ فَرُوْقَةٌ، وقد فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، ورَجُلٌ فَرُوْقَةٌ وفارُوْقَة؛ أي فَرِقٌ.
والمَطْعُونُ إذا بَرأ قيل: أفْرَق يُفْرِقُ إفْرَاقاً.
والفَرِيْقَة: تَمْرٌ يُطْبَخُ بالحُلْبَةِ وبأشْيَاءَ؛ يُتَداوى بها. وأفْرَقْتُ للنُّفَسَاءِ فَرِيْقَةً، وفَرَقْت أيضاً.
وإنَّه لَمُفْرِقُ الجِسْم: أي قَليلُ اللَّحْم، وقيل: السَّمِيْنُ، وكأنَّه من الأضداد.
وطَعَنَه طَعْنَةً مُفْرِقَةً: وهي التي لا تَقْتُلُ.
وأفْرَقْتُه: بمعنى أذْرَقْتُه. وفَرَقَ وذَرَقَ: إذا سَلَحَ.
وأفْرَقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلَّها، وهي الفَرِيْقَة.
وأفْرَقَتْ إبِلُه: كَثُرَتْ حتّى صارَتْ فِرْقَتَيْنِ فاحْتَاجَتْ إلى راعِيَيْنِ.
والسَقَاء إِذا مُلِىءَ لَبَناً لا يُسْتَطاع أنْ يُمْخَضَ حتِّى يُفْرَقَ؛ فهو فَرِق.
والأفَارِقُ: جَمْعُ الفِرْقِ من الغَنَم.
ويقولون في المَثَل: " هو أسْرَعُ من فَرِيْقِ الخَيْل " وهو السابقُ لأنَّه يَنْفَرِدُ منها فَيُفارِقُها.
وفارِقِيْنُ: اسْمُ مَدِينةٍ، ويُقال: هذه فارِقُوْنَ ودَخَلتُ فارِقِيْنَ؛ على هِجَاءَيْنِ.
ف ر ق : فَرَقْتُ بَيْنَ الشَّيْءِ فَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَصَلْتُ أَبْعَاضَهُ وَفَرَقْتُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَصَلْتُ أَيْضًا هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ وَبِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25] .
وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَرَأَ بِهَا بَعْضُ التَّابِعِينَ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فَرَقْتُ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ فَافْتَرَقَا مُخَفَّفٌ وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْعَبْدَيْنِ فَتَفَرَّقَا مُثَقَّلٌ فَجُعِلَ الْمُخَفَّفُ فِي الْمَعَانِي وَالْمُثَقَّلُ فِي الْأَعْيَانِ وَاَلَّذِي حَكَاهُ غَيْرُهُ أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ إذَا عَقَدَ الْمُتَبَايِعَانِ فَافْتَرَقَا عَنْ تَرَاضٍ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِهِمَا رَدٌّ إلَّا بِعَيْبٍ أَوْ شَرْطٍ فَاسْتُعْمِلَ الِافْتِرَاقُ فِي الْأَبْدَانِ وَهُوَ مُخَفَّفٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» يُحْمَلُ عَلَى تَفَرُّقِ الْأَبْدَانِ وَالْأَصْلُ مَا لَمْ تَتَفَرَّقْ أَبْدَانُهُمَا لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ فِي وَضْعِ التَّفَرُّقِ وَأَيْضًا فَالْبَائِعُ قَبْلَ وُجُودِ الْعَقْدِ لَا يَكُونُ بَائِعًا حَقِيقَةً.
وَفِي حَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا عَنْ مَكَانِهِمَا» وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مَعْنَاهُ حَتَّى تَفْتَرِقَ أَقْوَالُهُمَا وَأَلْغَى خِيَارَ الْمَجْلِسِ وَهَذَا التَّأْوِيلُ ضَعِيفٌ لِمُصَادَمَةِ النَّصِّ وَلِأَنَّ الْحَدِيثَ يَخْلُو حِينَئِذٍ عَنْ الْفَائِدَةِ إذْ الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ فِي مَالِهِمَا قَبْلَ الْعَقْدِ فَلَا بُدَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى فَائِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ تَحْصُلُ بِالْعَقْدِ وَهِيَ خِيَارُ الْمَجْلِسِ عَلَى أَنَّ نِسْبَةَ التَّفَرُّقِ إلَى الْأَقْوَالِ مَجَازٌ وَهُوَ خِلَافُ الْأَصْلِ وَأَيْضًا فَهُمَا إذَا تَبَايَعَا وَلَمْ يَنْتَقِلْ أَحَدُهُمَا مِنْ مَكَانِهِ يَصْدُقُ أَنَّهُمَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ تَفَرُّقُ الْأَبْدَانِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ ارْتَكَبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَجَازَ الْإِسْنَادِ وَمَجَازَ تَسْمِيَتِهِمَا بَائِعَيْنِ قَبْلَ الْعَقْدِ وَأَخْلَى الْحَدِيثَ عَنْ فَائِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ بَعْدَ الْعَقْدِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَمْلَ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَوْلَى مِنْ تَرْكِهَا إلَى الْمَجَازِ
وَافْتَرَقَ الْقَوْمُ وَالِاسْمُ الْفُرْقَةُ بِالضَّمِّ وَفَارَقْتُهُ مُفَارَقَةً وَفِرَاقًا

وَالْفِرْقَةُ بِالْكَسْرِ مِنْ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ وَالْجَمْعُ فِرَقٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْفِرْقُ بِحَذْفِ الْهَاءِ مِثْلُ الْفِرْقَةِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] وَالْجَمْعُ أَفْرَاقٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْفَرِيقُ كَذَلِكَ.

وَالْفَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ مِكْيَالٌ يُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَفَرِقَ فَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ خَافَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَفْرَقْتُهُ.

وَالْفُرْقَانُ الْقُرْآنُ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ.

وَمَفْرِقُ الرَّأْسِ مِثَالُ مَسْجِدٍ حَيْثُ يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعْرُ.

وَالْفَارُوقُ الرَّجُلُ الَّذِي يَفْرُقُ بَيْنَ الْأُمُورِ أَيْ يَفْصِلُهَا. 
(ف ر ق) : (الْفَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ إنَاءٌ يَأْخُذُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلًا وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَصْوُعٍ هَكَذَا فِي التَّهْذِيب عَنْ ثَعْلَبٍ وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى السُّكُونِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى التَّحْرِيك (وَفِي الصِّحَاح) الْفَرْقُ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ سِتَّةُ عَشَرَ رَطْلًا قَالَ وَقَدْ يُحَرَّكُ وَأَنْشَدَ لِخِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ
يَأْخُذُونَ الْأَرْشَ فِي إخْوَتِهِمْ ... فَرَقَ السَّمْنِ وَشَاةً فِي الْغَنَمْ
(وَالْجَمْع) فُرْقَان وَهَذَا يَكُونُ لَهُمَا جَمِيعًا كَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَحَمْلٍ وَحُمْلَانٍ وَفِي التَّكْمِلَةِ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْقُتَبِيُّ فَقَالَ (الْفَرْقُ بِسُكُونِ الرَّاء) مِنْ الْأَوَانِي وَالْمَقَادِير سِتَّةَ عَشْرَ رَطْلًا وَالصَّاعُ ثُلُثُ الْفَرْقِ (وَبِالْفَتْحِ) مِكْيَال ثَمَانُونَ رَطْلًا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْفَرْقُ بِسُكُونِ الرَّاء أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ (قُلْت) وَفِي نَوَادِرِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الْفَرْقُ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ رَطْلًا وَلَمْ أَجِد هَذَا فِيمَا عِنْدِي مِنْ أُصُول اللُّغَة وَكَذَا فِي الْمُحِيط أَنَّهُ سِتُّونَ رَطْلًا (وَيُقَالُ) فَرَقَ لِي هَذَا الْأَمْرُ فُرُوقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ إذَا تَبَيَّنَ وَوَضَح (وَمِنْهُ) فَإِنْ لَمْ يَفْرُقْ لِلْإِمَامِ رَأْيٌ وَفَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَفَرَّقَ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ (وَذَكَر) الْأَزْهَرِيُّ فَرَقْتُ بَيْنَ الْكَلَام أَفْرُقُ بِالضَّمِّ وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْأَجْسَام تَفْرِيقًا قَالَ وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا بِالْأَبْدَانِ» لِأَنَّهُ يُقَالُ فَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا فَتَفَرَّقَا قُلْت وَمِنْ هَذَا ذَكَرَ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ (الِافْتِرَاقَ) بِالْكَلَامِ (وَالتَّفَرُّقَ) بِالْأَجْسَامِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فَرَقْتُهُ فَافْتَرَقَ وَفَرَّقْتُهُ فَتَفَرَّقَ (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَرِّقُوا عَنْ الْمَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ وَلَا تُلِثُّوا بِدَارٍ مُعْجِزَةٍ وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ وَاخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا أَيْ فَرِّقُوا أَمْوَالَكُمْ عَنْ الْمَنِيَّةِ بِأَنْ تَشْتَرُوا بِثَمَنِ الْوَاحِدِ مِنْ الْحَيَوَانِ اثْنَيْنِ حَتَّى إذَا مَاتَ أَحَدُهُمَا بَقِيَ الثَّانِي وَقَوْلُهُ (وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ) بَيَانٌ لِهَذَا الْمُجْمَلِ (وَالْإِلْثَاثُ) الْإِقَامَةُ (وَالْمُعْجِزَةُ) بِفَتْحِ الْجِيم وَكَسْرِهَا الْعَجْزُ يَعْنِي سِيحُوا فِي الْأَرْضِ وَلَا تُقِيمُوا بِدَارٍ تَعْجِزُونَ فِيهَا عَنْ الْكَسْبِ أَوْ عَنْ إقَامَةِ أَسْبَابِ الدِّينِ (وَالْمَثَاوِي) جَمْعُ مَثْوًى وَهُوَ الْمَنْزِلُ (وَالْهَوَامُّ) الْعَقَارِبُ وَالْحَيَّاتُ أَيْ اُقْتُلُوهَا قَبْل أَنْ تَقْتُلَكُمْ (وَالِاخْشِيشَانُ) (وَالِاخْشِيشَابُ) اسْتِعْمَالُ الْخُشُونَةِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ (وَالتَّمَعْدُدُ) التَّشَبُّهُ بِمَعْدٍ وَهِيَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَقُولُ تَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي خُشُونَةِ عَيْشِهِمْ وَاطِّرَاحِ زِيِّ الْعَجَمِ وَتَنَعُّمِهِمْ (وَإِفْرِيقِيَّةُ) بِتَخْفِيفِ الْيَاء وَتَشْدِيدِهَا مِنْ بِلَادِ الْمَغْرِبِ وَفِي الْوَاقِعَات وَسَط الصُّفُوف فَجْوَةٌ أَيْ سَعَةٌ مِقْدَارُ حَوْضٍ أَوْ فَارَقَيْنٍ وَهُوَ تَعْرِيبُ بَارَكَيْنِ وَهُوَ شَيْءٌ يَضْرِبُ إلَى السَّعَةِ كَالْحَوْضِ الْوَاسِعِ الْكَبِيرِ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ لِلشِّتَاءِ وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ هَذَا بِمَا وَرَاء النَّهْر الْمَفَارِقُ فِي وب.
فرق: فرق (بالتشديد): قطع، جزأ، بذر (بوشر).
فرق العساكر: سرح الجند (بوشر).
فارق. فارق الدنيا: تقال عن الصوفي إذا جذب وفقد الوعي. ابن جبير ص286).
فارق: معناها الأصلي: انفصل وباين وباعد. غير أن قولهم: فارق فلانا على كذا أصيح يدل على معنى هادنه أو صالحه على شروط معينة. (معجم البلاذري) وفي حيان - بسام (1: 46 ق): وذكر ما فارق والينا عليه من المحالفة معه. وغالبا ما يلتزم الذي طلب المهادنة وحصل عليها بدفع ضريبة. ففي كتاب ابن البيطار (ص121): والتزم حمل قطيع من المال فورق عليه عما في يده (ص187، 200) وفي حيان (ص97 ق): وفارقه التجيبي على ضريبة من المال يحملها إلى الأمير من جباية البلد كل سنة (مباحث 1: 160، الطبعة الأولى).
ومن هذا أصبح قولهم: مال المفارقة، ومال مفارقة، ومفارقة فلان يدل على معنى الضريبة.
ففي حيان (ص62 ق): منع مال المفارقة. وفيه (ص63 و): وإلى حمل مال المفارقة وفي ابن الابار (ص187): أرسل إليهما مفارقته عما في يده. (صحح بهذا المعنى المادة في معجم لين).
أفرق: أراق، صب، سكب للمرة الثانية. (الكالا).
أفرق: أخاف، أرعب. (المقري 2: 331). وانظر فرق في معجم لين وفرق في آخر المادة.
نفرق القوم: اقتسموا الشيء فيما بينهم، أخذ كل منهم نصيبه. (فوك، المقري 2: 331).
تفرق عن: ترك المكان وغادره (معجم البلاذري).
تفارقوا: افترقوا، انفصلوا. (بوشر) وكما تفارقنا: كما اتفقنا عليه عندما افترقنا. (بوشر).
افترق: انفصل، فارق. (رتجرز ص155 في نصوص عربية).
افتراق: طلاق. (الكالا).
استفرق: في ألف ليلة (1: 83) أتيت يوما على عادتي إلى البرية واستفرقت فيها. وكذلك (برسل 1: 213) وقد ترجمها تورنس إلى الإنجليزية بما معناه: وجلت وحيدا فيها.
فرق، والجمع فروق: فارق، اختلاف، تباين (فوك، بوشر).
فرق: فاصل بين صنفين من الشعر. ومن قيل: من فرقه إلى قدمه أي من رأسه إلى قدمه. (ألف ليلة 4: 214).
فرق: نقد. نقود. (دوماس حياة العرب ص356).
فرق: خشرم، جماعة النحل، طائفة من النحل (هلو).
فرق: جماعة الحجل، سرب الحجل (دلأبورت ص140).
فرق: طائفة من الناس. (ياقوت 3: 886). فرق: متمرد، عاص، مفارق للجماعة (أخبار ص124).
فرقة: ملة، نحلة، طائفة، (بوشر، معجم الإدريسي).
فرقة: بطن من بطون القبيلة. (دوماس قبيل ص47، دسكرياك ص336، 349، سندوفال ص266، كرتاس ص75).
فرقة: زمرة، جماعة من الكشافة أو الجند (بوشر).
فرقة: قطيع. ففي ابن بدرون (ص100): افاريق الغنم فرقة: شعبة من النهر، ساعد النهر. (معجم الإدريسي).
فراق: يقال: فراقه لفلان، وفراقه من فلان: مفارقته والافتراق عنه وهجره (معجم الإدريسي).
فراق القبر: آخر زيارة لمقبرة. (دوماس حياة العرب ص143).
فريق: تستعمل مفردا وأسم جمع. وتطلق على كل فرد اجتمع مع آخر ويمكن أن يفارقه ويتركه. أو بالأحرى: كل فرد اجتمع مع آخر ثم فرق بينهما. (فليشر بريشت ص108 في تعليقه على المقري 2: 582).
فريق: قسم من قافلة. (دسكرياك ص579).
فريق: فصيلة، طائفة، صنف. (زيشر 18: 552).
فريق: قائد جيش وهو فوق قائد الألف وله لقب باشا. 0محيط المحيط).
فريقة: حلبة (في الشام).
فريقة: نقاعة. نقوع، (شراب) يتخذ من الحلبة والتمر وغيره. ففي المستعيني حلبة: ذكر إن عرب الشام يسمونها الفريقة، قال أبو حنيفة اخبرني بعض الشيوخ إن عرب الشام يسمونها الفريقة وبذلك يسمى النقوع الذي يتخذ منها ومن التمر أخلاط آخر فيسمى المرض بالفريقة.
فريقة طعما لها. (جويون ص221).
فارق: نوع من أنواع التين، يقال تين فارق. (ابن العوام 1: 95).
فارقين. (باركين أو باركين (فارسية) حوض ماء في وسط المدينة أو القرية. أو خندق يحيط بسور المدينة. (معجم البلاذري).
ترياق فازوق: ترياق يدخل في الجسم بكميات متزايدة تدريجيا من المواد السامة، لكي يكسبه مناعة ضد السموم وهو نوع من الترياق (بوشر).
شراب الفاروق: يطلق الآن على كل ما يتناوله المريض للفرق بين برئه وعدمه (محيط المحيط).
فاريقون (باليونانية هيورفايقون واوفاريقون): هيوفاريقيون، داذي رومي، داذي. (بوشر).
تفريق. تفريق الصيام: فطور، طعام الصباح ترويقة، ما يؤكل على الريق. (الكالا).
تفريق، والجمع تفاريق: متفرق، متنوع. شتى. ففي لطائف الثعالبي (ص37): تفاريق الألقاب. وفيها (ص97): تفاريق البلدان. (ياقوت 1: 8).
تفريق: عند الحسابين نقص عدد من عدد ليس بأقل منه ويسمى بالطرح أيضا. (محيط المحيط).
مفرق: كرنب. ملفوف، منشور، وهو نوع من القنبيط رأسه متفرع إلى عدة فروع. (ابن العوام 2: 167).
متفرق: في مراكب الحمل الرجال المفرق. (أماري ص333) وقد صححها فليشر بالرجال المتفرقة. ولا أدري ما معناها.
المتفرقة: كانت تطلق على الفرسان ذوي الاقطاعات. (وايلد ص223، شويجر ص 168، فانسليب ص31) ونقرأ عند كوبان (ص206). (والمتفرقة والشياؤوكسي ضباط صغار يستخدمهم الباشا). وفي المعجم التركي تصنيف كيفر وبياشي: (هم فرسان يصحبون السلطان في رحلاته ويكلفهم بمهمات خاصة).
باش متفرقة: محاسب التجهيزات، رائد الجيش، وهو نائب ضابط يتولى البحث عن منازل للجنود ويوزع عليهم الأرزاق. (بوشر).
فرق
الفَرْقُ يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق، والفرق يقال اعتبارا بالانفصال. قال تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ
[البقرة/ 50] ، والفِرْقُ: القطعة المنفصلة، ومنه: الفِرْقَةُ للجماعة المتفرّدة من النّاس، وقيل: فَرَقُ الصّبح، وفلق الصّبح. قال: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
[الشعراء/ 63] ، والفَرِيقُ: الجماعة المتفرّقة عن آخرين، قال:
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ
[آل عمران/ 78] ، فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة/ 87] ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى/ 7] ، إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي [المؤمنون/ 109] ، أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ [مريم/ 73] ، وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ [البقرة/ 85] ، وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ [البقرة/ 146] ، وفَرَقْتُ بين الشّيئين: فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر، أو بفصل تدركه البصيرة. قال تعالى: فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ
[المائدة/ 25] ، وقوله تعالى:
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً
[المرسلات/ 4] ، يعني:
الملائكة الّذين يفصلون بين الأشياء حسبما أمرهم الله، وعلى هذا قوله: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان/ 4] ، وقيل: عمر الفَارُوقُ رضي الله عنه لكونه فارقا بين الحقّ والباطل، وقوله: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ
[الإسراء/ 106] ، أي: بيّنا فيه الأحكام وفصّلناه. وقيل: (فَرَقْنَاهُ) أي: أنزلناه مُفَرَّقاً، والتَّفْرِيقُ أصله للتّكثير، ويقال ذلك في تشتيت الشّمل والكلمة. نحو:
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة/ 102] ، رَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[طه/ 94] ، وقوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة/ 285] ، وقوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [البقرة/ 136] ، إنما جاز أن يجعل التّفريق منسوبا إلى (أحد) من حيث إنّ لفظ (أحد) يفيد في النّفي، وقال: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ [الأنعام/ 159] ، وقرئ:
فَارَقُوا والفِراقُ والْمُفَارَقَةُ تكون بالأبدان أكثر. قال: هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف/ 78] ، وقوله: وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ [القيامة/ 28] ، أي: غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدّنيا بالموت، وقوله: وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ [النساء/ 150] ، أي:
يظهرون الإيمان بالله ويكفرون بالرّسل خلاف ما أمرهم الله به. وقوله: وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [النساء/ 152] ، أي: آمنوا برسل الله جميعا، والفُرْقَانُ أبلغ من الفرق، لأنه يستعمل في الفرق بين الحقّ والباطل، وتقديره كتقدير: رجل قنعان: يقنع به في الحكم، وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره، وقوله: يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال/ 41] ، أي: اليوم الذي يفرق فيه بين الحقّ والباطل، والحجّة والشّبهة، وقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً
[الأنفال/ 29] ، أي: نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل ، فكان الفرقان هاهنا كالسّكينة والرّوح في غيره، وقوله: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال/ 41] ، قيل:
أريد به يوم بدر ، فإنّه أوّل يوم فُرِقَ فيه بين الحقّ والباطل، والفُرْقَانُ: كلام الله تعالى، لفرقه بين الحقّ والباطل في الاعتقاد، والصّدق والكذب في المقال، والصالح والطّالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ [البقرة/ 53] ، وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ [الأنبياء/ 48] ، تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ [الفرقان/ 1] ، شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ [البقرة/ 185] .
والفَرَقُ: تَفَرُّقُ القلب من الخوف، واستعمال الفرق فيه كاستعمال الصّدع والشّقّ فيه. قال تعالى: وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
[التوبة/ 56] ، ويقال: رجل فَرُوقٌ وفَرُوقَةٌ، وامرأة كذلك، ومنه قيل للناقة التي تذهب في الأرض نادّة من وجع المخاض: فَارِقٌ وفَارِقَةٌ ، وبها شبّه السّحابة المنفردة فقيل: فَارِقٌ، والْأَفْرَقُ من الدّيك: ما عُرْفُهُ مَفْرُوقٌ، ومن الخيل: ما أحد وركيه أرفع من الآخر، والفَرِيقَةُ: تمر يطبخ بحلبة، والفَرُوقَةُ: شحم الكليتين.
[فرق] فَرَقْتُ بين الشيئين أفْرُقُ فرقا وفرقانا. وفرقت الشئ تفريقا وتَفْرِقَةً، فانْفَرَقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّقَ. وأخذت حقى منه بالتفاريق. وقول الشاعر: أشهد بالمروة يوما والصفا أنك خير من تفاريق العصا قال ابن الاعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجور، فإذا كسر الساجور اتخذت منه الاوتاد، فإذا كسر الوتد اتخذ منه عران البخاتى، فإذا فرض رأسه اتخذت منه التوادى تصر بها الاخلاف. وقول تعالى: {وقرآناً فَرَقْناهُ} من خفَّفَ قال: بيَّنَّاهُ، من فَرَقَ يَفْرُقُ، ومن شدَّد قال: أنزلناه مُفَرَّقاً في أيام. والفَرْقُ: مكيالٌ معروفٌ بالمدينة، وهو ستة عشر رطلا، وقذ يحرك. قال خداش ابن زهير: يأخذون الارش في إخوتهم فرق السمن وشاة في الغنم والجمع فرقان. وهذا الجمع قد يكون لهما جميعا، مثل بطن وبطنان، وحمل وحملان. وأنشد أبو زيد: * ترفد بعد الصف في فرقان * قال: والصف أن تحلب في محلبين أو ثلاثة تصف بينها. والفرقان: القرآن، وكل ما فُرِّقَ به بين الحق والباطل فهو فُرْقانٌ، فلهذا قال تعالى: {ولقد آتينا موسى وهارونَ الفُرْقانَ} . والفُرْقُ أيضاً: الفُرْقانُ، ونظيره الخسر والخسران. قال الراجز:

ومشركى كافر بالفرق * والفُرْقَةُ: الاسم من فارقْتُهُ مُفارقَةً وفراقا. والفاروق: اسم سمى به عمر بن الخطاب رضى الله عنه. والمفرق والمفرق: وسط الرأس، وهو الذى بفرق فيه الشعر. وكذلك مَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقَهُ، للموضع الذي يتشعب منه طريقٌ آخر. وقولهم للمفرِقِ مفارِقٌ، كأنَّهم جعلوا كلَّ موضع منه مَفْرِقاً، فجمعوه على ذلك. وفَرَقَ له الطريق، أي اتَّجه له طريقان. وفَرَقَتِ الناقة أيضاً تَفْرُقُ فُروقاً، إذا أخذها المخاض فندّتْ في الأرض، وكذلك الاتان. وأنشد الاصمعي :

ومنجنون كالاتان الفارق * والجمع فوارق وفرق. وربَّما شبَّهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة، فيقال فارق. قال عبد بنى الحسحاس يصف سحابا: له فرق منه ينتجن حوله يفقئن بالميث الدماث السوابيا وقال ذو الرمة: أو مزنة فارق يجلو غواربها تبوج البرءق والظلماء علجوم فجعل له سوابى كسوابى الابل، اتساعا في الكلام. والفرق بالتحريك: الخوف، وقد فَرِقَ بالكسر. تقول فَرِقْتُ منك، ولا تقل فَرِقْتُكَ. وامرأةٌ فَروقَةٌ ورجل فروقة أيضا، ولاجمع له. وفي المثل: " رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً، ورُبَّ فَروقَةٍ يُدعى ليثا ". والفرق أيضا: تباعد ما بين الثَنِيَّتَيْنِ وما بين المَنْسِمينِ، عن يعقوب. والفَرَقُ أيضاً في الخيل: إشراف إحدى الوركين على الأخرى، وهو يُكره. والفرسُ أفْرَقُ. ويقال ديكٌ أفْرَقُ بيِّن الفَرَقِ، للذي عُرفُهُ مَفْروقٌ. ورجلٌ أفْرَقُ للذي ناصيته كأنها مَفْروقَةٌ بيِّن الفَرَقِ. وكذلك اللحية. وجمع الرق أفراق. قال الراجز: ينفض عثنونا كثير الافراق تنتح ذفراه بمثل الدرياق قال: والفَرَقُ أيضاً من قولهم: هذه أرضٌ فَرِقَةٌ، وفي نبتها فَرَقٌ، إذا كان متفرِّقاً ولم يكن منصلا. ويقال: هو أبين من فَرَقِ الصُبح، لغة في فَلَقِ الصبح. والفرق بالكسر: القطيع من الغنم العظيم. قال الراعى: ولكنما أجدى وأمتع جده بفرق يخشيه بهجهج ناعقه يهجو بهذا البيت رجلا من بنى نمير يلقب بالحلال، وكان عيره بإبله، فهجاه الراعى وعيره بأنه صاحب غنم، ومدح إبله. يقول: أمتعه جده، أي حظه بالغنم، وليس له سواها. ألا ترى إلى قوله قبل هذا البيت: وعيرني الابل الحلال ولم يكن ليجعلها لا بن الخبيثة خالقه والفرق: الفلق من الشئ إذا انفلق، ومنه قول تعالى: {فانْفَلَقَ فكان كلُّ فِرْقٍ كالطودِ العظيم} . وذات فرقين، التى في شعر عبيد بن الابرص : هضبة بين البصرة والكوفة. والفرقة: طائفة من الناس، والفَريقُ أكثر منهم. وفي الحديث " أفاريقُ العرب "، وهو جمع أفْراقٍ جمع فرقة. قال الاصمعي: أفْرَقَ المريض من مرضه، والمحمومُ من حماه، أي أقبل. قال أعرابي لآخر: ما أمار إفراق المورود؟ فقال الرحضاء. يقول: ما علامة برء المحموم؟ فقال: العرق. وناقة مفرق، أي فارتها ولدها بموت. والفَريقَةُ: تمرٌ يُطبخ بحُلْبةٍ للنُفَساء. قال أبو كَبير: ولقد وَرَدْتَ الماَء لونُ جِمامِهِ لونُ الفَريقَةِ صفيت للمدنف والفريقة من الغنم: أن تتفرَّقَ منها قطعة شاة أو شاتان أو ثلاث شياهٍ فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم. قال الشاعر : وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثا ومفرق النعم هو الظَرِبانُ، لأنَّه إذا فسا بينها وهى مجتمعة تفرقت. والفرانق: البريد، وهو الذى يُنذر قدّامَ الأسد، وهو مُعَرَّبٌ " پروانك " بالفارسية. قال امرؤ القيس: وإنِّي أذينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بسَيْرٍ ترى منه الفُرانِقَ أزْوَرا وربَّما سمُّوا دليل الجيش فُرانِقاً. وإفريقية: اسم بلاد.
[فرق] فيه: كان يغتسل من "الفرق"، هو بالحركة مكيال يسع ستة عشر رطلًا وهو اثنا عشر مدًا، وثلاثة آصع في الحجاز، وقيل: الفرق خمسة أقساط، والقسط نصف صاع، وهو بالسكون: مائة وعشرون رطلًا. ك: هذا لا ينافي ح غسله من صاع لاختلاف الأحوال. ن: لا يريد أن اغتساله من ملئه بل يريد أنه إناء يغتسل منه، وهو بفتح راء وسكونها: ثلاثة آصع. نه: ومنه ح: ما أسكر منه "الفرق" فالحسوة منه حرام. وح: في كل عشرة "أفرق" عسل "فرق"، هو جمع فرق كجبل وأجبل. ط: وذكره في ح المزابنة ليس بطريق قيد وشرط بل تمثيل. نه: وفي ح الوحي: فجئت منه "فرقًا"، هو بالحركة: الخوف والفزع. ومنه ح: أبا لله "تفرقني"، أي تخوفني. ج: ومنه ح: "فرقًا" منك، أي خوفًا وفزعًا. وح: و"فرقًا" من أن أصيب. وح: أرعدت من "الفرق". وح: إما "تفرق" مني. وح: حتى "فرقت". ك: أو قال: "فرق" منك، بفتح راء أي خوف، وهو شك من الراوي. ش: ومنه: و"يفرق" لرؤيته من لم يره صلى الله عليه وسلم، أي يفزع، من باب علم. نه: وفي صفته صلى الله عليه وسلم: إن "انفرقت" عقيقتة "فرق"، أي إن صار شعره فرقين بنفسه في مفرقه تركه وإن لم ينفرق لم يفرقه. ن: "مفرق" الرأس، بفتح ميم وكسر راء: وسطه. وح: ثمعد، أي فرق الشعر بعضه من بعض. ط: وقد مر في سدل. وح: فإذا "فرقت" له رأسه صدعت- مر في ص. وح: في "مفارق" رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي جمع مفرق بكسر راء وفتحها. ش: وكذا "مفرق" صدري، ويريد موضع الشق. ك: وجمع نظرًا إلى أن كل جزء منه كأنه مفرق. و"يفرقون"- بكسر راء وضمها، أي يفرقون بعض الشعر عن بعض، وموافقة أهل الكتاب لأنهم أقرب إلى الحق من عبدة الأوثان. نه: لا "يفرق" بينإلا بحقه، ويمكن أن يكون سمعه واستظهر به أو أن يكون ظن عمر أن المقاتلة لكفرهم فاحتج بالحديث، وأجاب الصديق بأنها لمنع الزكاة لا لكفرهم. وح: لا بأس أن "يفرق" لقوله تعالى "فعدة من أيام أخر" أي فعدد من أيام أخر أعم من أن يكون متفرقة أو متتابعة. ك: حين "فرقة" من الناس، أي زمان افتراق الناس، وروى: خير فرقة- أي أفضل طائفة في عصره أي علي وأصحابه، أو خير القرون- ومر في خير.، وفي ح شق القمر: فذهب "فرقة" نحو الجبل، أي نزلت قطعة ناحية جبل حراء، وبقيت قطعة فوقه في مكانه، وكان الحراء بينهما، والحديث من مراسيل الصحابة إذ لم يكن أنس وابن عباس عاقلين في مكة، قوله: فرقة دونه، أي تحته. مد: ((إن الذين "فرقوا" دينهم)) اختلفوا فيه وصاروا فرقًا، كل فرقة تشيع إمامًا لها. غ: ((يوم "الفرقان")) يوم بدر، فارق بين الحق والباطل. "فالفارقات فرقًا" أي الملائكة تفرق بين الحق والباطل. و ((موسى الكتاب و"الفرقان")) أي انفلاق البحر. و"فرقناه"، فصلناه، وبالتشديد: فرقه في التنزيل ليفهم الناس. و ((يجعل لكم "فرقانًا")) أي فتحًا، ويقال للصبح: فرقان. قس: أما إني لم "أفارقه"، أي مفارقة عرفية بأغلب الأحوال وإلا فقد هاجر إلى الحبشة، و"أما" بفتح همزة. وح: "ستفرق" أمتي على ثلاث وسبعين؛ الخطابي: فيه دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة عن الملة والدين إذ جعلهم من أمته.
(ف ر ق)

الْفرق: خلاف الْجمع.

فرقه يفرقه فرقا، وفرقه.

وَقيل: فرق للصلاح فرقا، وَفرق للإفساد، تفريقا.

وانفرق الشَّيْء، وتفرق، وافترق.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِذْ فرقنا بكم الْبَحْر) مَعْنَاهُ: شققناه.

وَالْفرق: الْقسم، وَالْجمع: أفراق، ابْن جني وَقِرَاءَة من قَرَأَ: (فرقنا بكم الْبَحْر) بتَشْديد الرَّاء شَاذَّة، من ذَلِك أَي: جَعَلْنَاهُ فرقا وأقساما.

وَفرق بَين الْقَوْم يفرق، وَيفرق، وَفِي التَّنْزِيل: (فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين) قَالَ اللحياني: وروى عَن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أَنه قَرَأَ: (فافرق بَيْننَا) بِكَسْر الرَّاء.

وَفرق بَينهم: كفرق، هَذِه عَن اللحياني. وَفَارق الشَّيْء مُفَارقَة، وفراقا: باينه.

وَالِاسْم: الْفرْقَة.

وتفارق الْقَوْم: فَارق بَعضهم بَعْضًا.

وَفَارق فلَان امْرَأَته مُفَارقَة، وفراقا: باينها.

وَالْفرق، والفرقة، والفريق: الطَّائِفَة من الشَّيْء المتفرق.

وَنِيَّة فريق: مفرقة، قَالَ:

أحقا إِن جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ: فريق، كَمَا تَقول للْجَمَاعَة: صديق، وَفِي التَّنْزِيل: (عَن الْيَمين وَعَن الشمَال قعيد) .

وَالْفرق: الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ. وَجمعه: فروق.

وَفرق بَين الشَّيْئَيْنِ يفرق فرقا: فصل، وَقَوله تَعَالَى: (فالفارقات فرقا) قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الْمَلَائِكَة تزيل بَين الْحَلَال وَالْحرَام، وَقَوله عز وَجل: (وقُرْآنًا فرقناه) أَي: فصلناه. وأحكمناه.

وَفرق الشّعْر بالمشط يفرقه، ويفرقه فرقا، وفرقه: سرحه.

وَفرق الرَّأْس: مَا بَين الجبين إِلَى الدائرة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ومتلف مثل فرق الرَّأْس تخلجه ... مطارب زقب أميالها فيح

شبه وسط رَأسه: بفرق الرَّأْس فِي ضيقه.

ومفرقه، ومفرقه كَذَلِك وسط رَأسه.

وَفرق لَهُ عَن الشَّيْء: بَينه لَهُ، عَن ابْن جني.

ومفرق الطَّرِيق، ومفرقه: متشعبه.

وَالْفرق فِي النَّبَات: أَن يتفرق قطعا.

وَأَرْض فرقة: فِي نبتها فرق، على النّسَب، لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ إِذا لم تكن واصبة مُتَّصِلَة النَّبَات وَكَانَ مُتَفَرقًا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نبت فرق: صَغِير لم يغط الأَرْض.

والأفرق: الأفلج.

وَقيل: الْبعيد مَا بَين الأليتين.

والأفرق: المتباعد مَا بَين الثنيتين.

وتيس أفرق: بعيد مَا بَين القرنين.

وبعير افرق: بعيد مَا بَين المنسمين.

وديك افرق: ذُو عرفين، وَذَلِكَ لانفراج مَا بَينهمَا.

والأفرق من الرِّجَال: الَّذِي ناصيته كَأَنَّهَا مفروقة.

وَمن الْخَيل: الَّذِي إِحْدَى وركيه شاخصة، وَالْأُخْرَى مطمئنة.

وَقيل: هُوَ النَّاقِص إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ، قَالَ:

لَيست من الْفرق البطاء دوسر

وانشده يَعْقُوب: من الْفرق البطاء، وَقَالَ: القرق: الأَصْل، وَلَا ادري كَيفَ هَذِه الرِّوَايَة!! وَفرس أفرق: لَهُ خصية وَاحِدَة.

وَالْفِعْل من كل ذَلِك فرق فرقا.

والمفروقان من الْأَسْبَاب: هما اللَّذَان يقوم كل وَاحِد مِنْهُمَا بِنَفسِهِ، أَي: يكون حرف متحرك وحرف سَاكن ويتلوه حرف متحرك نَحن " مستف " من: " مستفعلن " و" عيلن " من: " مفاعيلن ".

وَالْفرْقَان: مَا فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل.

وَالْفرْقَان: الْحجَّة.

وَالْفرْقَان: النَّصْر، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا انزلنا على عَبدنَا يَوْم الْفرْقَان) وَهُوَ يَوْم بدر.

والفاروق: كل مَا فرق بَين شَيْئَيْنِ.

وَرجل فاروق: يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل. والفاروق: عمر رَضِي الله عَنهُ، لتفريقه بَين الْحق وَالْبَاطِل، وَقيل: إِنَّه أظهر الْإِسْلَام بِمَكَّة فَفرق بَين الْكفْر وَالْإِيمَان.

وَالْفرق: مَا انْفَلق من عَمُود الصُّبْح، لِأَنَّهُ فَارق سَواد اللَّيْل.

وَقد انفرق.

وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبين من فرق الصُّبْح.

وَقيل: الْفرق: الصُّبْح نَفسه.

والفارق من الْإِبِل: الَّتِي تفارق إلفها فتنتتح وَحدهَا.

وَقيل: هِيَ الَّتِي اخذها الْمَخَاض فَذَهَبت نادّة فِي الأَرْض. وَجَمعهَا: فرق، وفوارق.

وَقد فرقت تفرق فروقا.

وسحابة فَارق: مُنْقَطِعَة من مُعظم السَّحَاب، تشبه بالفارق من الْإِبِل.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْفَارِق من الْإِبِل: الَّتِي تشتد ثمَّ تلقي وَلَدهَا من شدَّة مَا يمر بهَا من الوجع.

وأفرقت النَّاقة: أخرجت وَلَدهَا، فكانها فارقته.

وناقة مفرق: فَارقهَا وَلَدهَا. وَالْجمع: مفاريق.

وَالْفرق: القطيع من الْغنم، وَالْبَقر، والظباء.

وَقيل: هُوَ مَا دون الْمِائَة من الْغنم، قَالَ الرَّاعِي:

ولكنما أجدى وأمتع جده ... بفرق يخشيه بهجهج ناعقه

والفريق: كالفرق.

وَالْفرق، والفريق من الْغنم: الضَّالة.

وافرق غنمه: اضلها.

والفرقة من الْإِبِل: مَا دون الْمِائَة.

وَفرق مِنْهُ فرقا: جزع، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: فرقه على حذف " من " قَالَ: حِين مثل نصب قَوْلهم: أَو فرقا خيرا من حب: أَي أَو أفرقك فرقا.

وَفرق عَلَيْهِ: فزع وأشفق، هَذِه عَن اللحياني. وَرجل فرق، وَفرق، وفروق، وفروقة، وفروق، وفروقة، وفاروق، وفاروقة: شَدِيد الْفرق، الْهَاء فِي كل ذَلِك لغير تَأْنِيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ، إِنَّمَا هِيَ إِشْعَار بِمَا أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة.

وَامْرَأَة فروقة.

وَحكى اللحياني. فرقت الصَّبِي: إِذا رعته وأفزعته، وأراها: " فرقت " بتَشْديد الرَّاء، لِأَن مثل هَذَا يَأْتِي على " فعلت " كثيرا لِقَوْلِك: فزعت، وروعت، وخوفت.

وفارقني ففرقته، افرقه: أَي كنت اشد فرقا مِنْهُ، عَن اللحياني، حَكَاهُ عَن الْكسَائي.

وأفرق الْمَرِيض: بَرِيء، وَلَا يكون إِلَّا من مرض يُصِيب الْإِنْسَان مرّة وَاحِدَة، كالجدري والحصبة وَمَا اشبههما.

قَالَ اللحياني: كل مُفِيق من مَرضه: مفرق، فَعم بذلك.

وافرق الرجل، والطئر، والسبع، والثعلب: سلح، انشد اللحياني:

أَلا تِلْكَ الثعالب قد توالت ... عَليّ وحالفت عرجاً ضباعاً

لتأكلني فَمر لَهُنَّ لحمي ... فأفرق من حذَارِي أَو أتاعا

قَالَ: ويروى: فأذرق. وَقد تقدم.

والمفرق: الغاوي، على التَّشْبِيه بذلك، أَو لِأَنَّهُ فَارق الرشد، وَالْأول اصح، قَالَ رؤبة:

حَتَّى انْتهى شَيْطَان كل مفرق

والفريقة: أَشْيَاء تخلط للنفساء من بر وتمر وحلبة.

والفروقة: شَحم الكليتين، قَالَ الرَّاعِي:

فبتنا وباتت قدرهم ذَات هزة ... يضيء لنا شَحم الفروقة والكلى

وأفرقوا إبلهم: تركوها فِي المرعى، فَلم ينتجوها وَلم يلقحوها.

وَالْفرق: الْكَتَّان، قَالَ: واغلاظ النُّجُوم معلقات ... كحبل الْفرق لَيْسَ لَهُ انتصاب

وَالْفرق، وَالْفرق: مكيال ضخم لأهل الْمَدِينَة.

وَقيل: هُوَ أَرْبَعَة ارباع.

والفريق: النَّخْلَة تكون فِيهَا أُخْرَى. هَذِه عَن أبي حنيفَة.

والفروق: مَوضِع، قَالَ عنترة:

وَنحن منعنَا بالفروق نساءكم ... نطرف عَنْهَا مبسلات غواشيا

ومفروق: لقب النُّعْمَان بن عَمْرو.

وَهُوَ: اسْم أَيْضا.

ومفروق: اسْم جبل، قَالَ رؤبة:

ورعن مفروق تسامى أرمة
فرق
فرَقَ يفرُق ويَفرِق، فَرْقًا وفُرْقانًا، فهو فارِق، والمفعول مفروق (للمتعدِّي)
• فرَقَ بين الشَّيئين: فصَل، ميّز أحدهما من الآخر "فرَق بين الأخوين في المعاملة- {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} - {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا}: فصلاً بين الحقّ والباطل والحلال والحرام، أو تفريقًا للسَّحاب".
• فرَقَ بين المتشابهين: بيّن أوجه الخلاف بينهما "فرَق بين أنواع القطن".
• فرَقَ الشَّيءَ: قَسَمَه، فلقه وشقَّه "فرَق الخبز- {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} ".
• فرَقَ الكتابَ: فصّله، بيّنه "فرق المقال- {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}: أنزلناه مُفرَّقًا- {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} ".
• فرَقَ الشَّعرَ بالمشط: سرَّحه. 

فرِقَ/ فرِقَ من يَفرَق، فَرَقًا، فهو فَرِق، والمفعول مَفْرُوق منه
• فرِقَت أسنانُه: تباعَدَت.
• فرِقَ منه: فزع، جزِع واشتدَّ خوفه " {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ فَرِقَتْ قُلُوبُهُمْ} [ق]- {وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} ". 

افترقَ يفترق، افتراقًا، فهو مُفترِق
• افترقَ الأخوةُ: تباعدوا، ذهب كلٌّ منهم في اتجاه، عكسه اجتمعوا "افترق الأصدقاء بعد التخرج من الجامعة- افترق الحلفاء بعد انتهاء الحرب" ° افترق الصُّبْحُ: انفلق عن نور النَّهار.
• افترقَ الطَّريقُ: انقسم إلى شُعَب. 

تفارقَ يتفارق، تفارُقًا، فهو مُتفارِق
• تفارقَ الأصدقاءُ: تباعدوا، فارق بعضهم بعضًا "تفارق الطلاب بعد اجتيازهم الثانوية العامة- تفارق المتظاهرون بعد انتهاء المظاهرة- هما صديقان لا يتفارقان- {وَإِنْ يَتَفَارَقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ} [ق]: ينفصلا وتقع بينهما الفرقة بالطّلاق". 

تفرَّقَ يتفرَّق، تفرُّقًا، فهو مُتفرِّق
• تفرَّقَ القومُ: تباعدوا، تشتَّتوا، ذهب كل منهم في اتجاه، عكسه تجمّعوا "تفرَّق الجمهور بعد العرض- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}: ولا تتقاطعوا ولا تتدابروا- {ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}: متعدِّدون مختلفون" ° تفرَّقوا أيادي سَبَأ/ تفرَّقوا أَيْدي سَبَأ [مثل]: تفرّقوا كما تفرّقت قبائل اليمن في البلاد عندما غرقت أرضهم وذهبت جنّاتهم- تفرّقت بهم الطرق: ذهب كلّ منهم في طريق- تفرَّقت كلمتهم: اختلفوا- تفرَّقوا شذر مذر: ذهبوا في كل اتجاه.
• تفرَّقَ الشَّيءُ: انقسم إلى جزأين أو إلى تصنيفين. 

فارقَ يفارق، مُفارَقةً وفِراقًا، فهو مُفارِق، والمفعول مُفارَق
• فارقَ فلانًا:
1 - ابتعد عنه، باعده، انفصل عنه وتركه "فارق أصدقاء السوء- فارق أهله بالسفر إلى الخارج- {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} - {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} - {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}: مفارقة الدُّنيا بالموت" ° فارق الحياةَ/ فارقته نَفْسُه: مات.
2 - تجاوزه "فارَق طَوْر الطفولة". 

فرَّقَ يفرِّق، تفريقًا وتفرقةً، فهو مُفرِّق، والمفعول مُفرَّق (للمتعدِّي)
• فرَّقَ بينهما:
1 - باعد بينهما، فصل بينهما "فرّق بين أصناف البضاعة- فرّق الخلافُ بينهما- فرّق القاضي بين الزوجين- {يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} " ° سياسَةُ فرِّق تَسُد: سياسة تدعو إلى خلق خلافات بين من تسيطر عليهم (حتى لا يتحدوا ضدك) لتضمن استمرار السيطرة عليهم.
2 - ميّز بينهما "دون تفريق بين الطوائف والأجناس- وقف التفرقة العنصرية- {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} ".
• فرَّقَ الأشياءَ والناسَ: شتَّتهم، قسَّمهم، ضد جمَّعهم "فرّقت الحربُ جمعهم- فرّقت الشرطة تجمّعات طلابيّة- {فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} - {اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} " ° فرّق الشَّملَ: شتّت جمعهم.
• فرَّقَ الشَّيءَ: وزّعه ونَشَره "فرّق جنوده قبل الهجوم- فرَّق زكاة ماله على المستحقين". 

أفرَقُ [مفرد]: ج فُرْق، مؤ فَرْقاءُ
• الأفرق:
1 - من كان شعر لحيته أو ناصيته مفروقًا.
2 - من كانت أسنان فمه مفروقة. 

تفاريقُ [جمع]: مف تَفْريق
• تفاريق الشَّيء: أجزاؤه المتقسِّمة "ضمّ تفاريق متاعه" ° دفتر التَّفاريق: دفتر المفردات. 

تَفْرقة [مفرد]:
1 - مصدر فرَّقَ.
2 - (مع) تمييز بين الجماعات أو الأشخاص على أساس اللَّون أو الجنس أو الدِّين.
• التَّفرقة العنصريَّة: (سة) نزعة سياسيّة غير مشروعة، تفرِّق بين الأجناس على أساس اللَّون أو الجنس. 

تفريق [مفرد]:
1 - مصدر فرَّقَ.
2 - (قن) نص قضائيّ ينهي علاقة زواج، طلاقٌ بحكم القضاء غير رجعيّ "طلب التفريق".
3 - هجرٌ بين زوجين بدون طلاق "تفريق جسمانيّ". 

فارِق [مفرد]: ج فارقون وفوارقُ (لغير العاقل)، مؤ فارِقة، ج مؤ فارقات وفوارقُ:
1 - اسم فاعل من فرَقَ ° الفوارق الطَّبيعيَّة- علامة فارقة: علامة مميِّزة.
2 - تفاوت، اختلاف طفيف "فارق بين لونين".
3 - بُعد شاسِع، بَوْن، مسافة فاصلة "فارق بين مستواهما الحياتيّ- فارق بين أسلوبيهما" ° مع بُعْد الفارق. 

فارقات [جمع]
• الفارقات:
1 - الملائكة التي تفصل بين الحقّ والباطل " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ".
2 - آيات القرآن التي تفرّق بين الحلال والحرام " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ".
3 - الرِّياح التي تذهب بالسَّحاب إلى أماكن متفرِّقة أو تفرِّق السَّحاب " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ". 

فاروق [مفرد]
• الفاروق: لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لأنه فرّق بين الحق والباطل. 

فَرْق [مفرد]: ج فُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَقَ.
2 - ما يميِّز بين الأشياء "فروق الأسعار- فرْق السِّن" ° لا فرْق: سيَّان.
3 - (جب) حاصل طرح عدد من عدد أو كميّة من كميّة، وهو الباقي.
4 - فاصل بين صَفّين من شعر الرأس. 

فَرَق [مفرد]: مصدر فرِقَ/ فرِقَ من. 

فَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فرِقَ/ فرِقَ من: جزِعٌ شديد الخوف. 

فِرْق [مفرد]: ج أفراق وفُروق: فِلْقٌ، قطعة منفصلة، قسم من الشيء إذا انفلق " {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} ". 

فُرْقان [مفرد]:
1 - مصدر فرَقَ.
2 - نور وهداية وتوفيق " {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} ".
3 - كل ما فُرِق به (فُصل) بين الحق والباطل " {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ".
4 - حُجَّة ودليل.
• الفُرْقان:
1 - من أسماء القرآن الكريم؛ لأنه فرّق بين الحقّ والباطل " {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} ".
2 - الكتب السَّماويّة الفارقة بين الحقّ والباطل " {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} ".
3 - اسم سورة من سُور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 25 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وسبعون آية.
• يوم الفُرقان: يوم بدر، لأنّه فرق بين الكفر والإيمان " {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} ". 

فُرْقة [مفرد]: ج فُرُقات وفُرْقات: فِراق؛ ابتعاد، انفصال، عكسها اتصال "فُرْقة الأصدقاء- فُرْقة بين زوجين- الفُرْقة تولد الضعف- بكفّ الفُرْقة تقدح نار الحُرقة". 

فِرْقة [مفرد]: ج فِرْقات وفِرَق:
1 - جماعة تربطهم معتقدات معينة وكثيرًا ما تعزلهم عن غيرهم فيكونوا مجتمعًا مغلقًا "فِرَق سياسية".
2 - طائفة من الناس منظَّمة لهدف معيَّن "فِرْقة مطافئ/ تمثيل/ موسيقية/ استعراضيّة/ مسرحيّة/ غنائيّة- {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} ".
3 - (سك) عدد من الألوية يختلف باختلاف الجيوش "دفع القائد بفرقة مدرَّعة إلى المعركة".
4 - صَفّ دِراسيّ، مجموعة من التلاميذ في درجة واحدة من التعليم "يدرس في الفِرقة الرابعة".
• فرقة دينية: طائفة لها مذهب معين "قرأت عدّة كتب عن الفِرَق الدينية في الإسلام- الفِرَق الإسلاميّة". 

فُرقِيّ [مفرد]
• الملفاف الفُرقِيّ: (فز) جهاز لرفع الأثقال يتكوّن من أسطوانتين مختلفتي القطر ملفوف عليهما حبل الرَّفع في اتجاهين مختلفين. 

فريق [جمع]: جج أفرِقة وفُرقاء:
1 - طائفة من النّاس أكبر من الفِرْقة منظَّمة للعمل معًا "فريق مكافحة التدخين- {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ} - {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ}: فريق مؤمن وفريق كافر- {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ} " ° روح الفريق: روح التّعاون- فريق عمل: مجموعة من الأشخاص يُعِدُّون لعمل ما.
2 - قطعة وجزء " {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ} ".
3 - (رض) مجموعة لاعبين رياضيّين "فريق كُرة القدم/ الطائرة" ° مُدرِّب الفريق: من يتولَّى تدريب مجموعة من اللاعبين.
4 - (سك) رُتْبة عسكريَّة عُليا من رتب الجيش، فوق اللواء ودون الفريق أوَّل.
• فريق أوّل: (سك) رُتْبة عسكريَّة عُليا من رتب الجيش، فوق الفريق ودون المشير. 

مُتفرِّقات [جمع]: مجموعة من الأشياء المتنوِّعة "متفرِّقات أدبيّة- ضمّ كتابُه مسائلَ متفرقاتٍ". 

مُفارَقة [مفرد]: ج مُفارقات:
1 - مصدر فارقَ.
2 - (سف) إثبات لقول يتناقض مع الرأي الشائع في موضوع ما بالاستناد إلى اعتبار خفيّ على هذا الرأي العام حتى وقت الإثبات "مفارقة تاريخيّة: مغالطة وخطأ تاريخيّ". 

مُفْترَق [مفرد]
• مُفْترَق الطُّرُق: ساعة الفصل والحسم "تقف الأمة العربية الآن في مفترق طرق". 

مُفرَّق [مفرد]: اسم مفعول من فرَّقَ: مُبعثَر.
• البيع بالمُفرَّق: (جر) البيع للمستهلك مباشرة، بيع القطَّاعي، عكسه البيع بالجملة "شغل بالمُفرَّق: عمل يجازى عليه على أساس القطع المنجزة" ° تاجر المفرَّق: من يبيع بالمفرَّق، عكسه تاجر الجملة. 

مَفْرِق [مفرد]: ج مَفارِقُ: اسم مكان من فرَقَ: موضع يتشعَّب منه طريق آخر "على كل مفْرقِ طريقٍ شرطيَّ يُنظم حَركة السير" ° مفارِقُ الحديث: وجوهه الواضحة.
• مَفْرِق الرَّأْس: موضع انفراق الشَّعر. 

مِفْرَق [مفرد]: ج مَفارِق: (فز) جهاز لقياس الجُهد. 

مَفْروق [مفرد]: اسم مفعول من فرَقَ.
• الجناس المَفْروق: (بغ) وجود كلمتين في القافية مختلفتي الهجاء متَّحدتي الصوت.
• الوَتِد المَفْروق: (عر) ما تركّب من حركتين بينهما ساكن. 

فرق: الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل:

فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء

وتَفَرَّق وافْتَرقَ. وفي حديث الزكاة: لا يُفَرَّقُ

بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه

مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة

أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ

بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو

كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة،

وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء. وفي الحديث:

البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا

(* قوله «ما لم يفترقا» كذا في الأصل،

وعبارة النهاية: ما لم يتفرقا، وفي رواية: ما لم يفترقا)؛ اختلف الناس في

التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل: هو بالأَبدان، وإِليه ذهب

معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد،

وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما: إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم

يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه: أَنه

كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى

يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة،

فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار،

وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع. والتَّفَرّقُ

والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال

فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ

بين الرجلين فَتَفَرّقا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فَرِّقُوا عن

المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول: إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من

الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن

مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة. وفي حديث ابن

عمر: كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف

الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان

يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإِن

تبين له بعد الشك اليقينُ

جَمَعَ بينهما. وفي الحديث: من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني

أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن

يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته

جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل. وقوله

تعالى: وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه. والفِرْقُ: القِسْم،

والجمع أَفْراق. ابن جني: وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء،

شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه

بالتَّفَارِيق.

والفِرْقُ: الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى:

فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم. التهذيب: جاءَ

تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى: وأَوحينا إِلى موسى

أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد

فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره. وفَرَق بين

القوم يَفْرُق ويَفْرِق. وفي التنزيل: فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛

قال اللحياني: وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا،

بكسر الراء.

وفَرَّقَ

بينهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني. وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً

وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني. الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق

فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ

وافْتَرَقَ

وتَفَرَّق، قال: وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين

الأَجسام، قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: البَيِّعان بالخيار ما لَم

يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا. والفُرْقة:

مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهري: الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي

من الافْتِرَاقِ. وفي حديث ابن مسعود: صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه

وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب

كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة.

وفارَقَ

الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة. وتَفَارق

القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً. وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً:

بايَنَها. والفِرْقُ

والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق. والفِرْقةُ:

طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه. وفي الحديث: أَفارِيق العرب، وهو جمع

أَفْراقٍَ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري: الفَرِيقُ من الناس

وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير:

أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ،

ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟

قال: وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق

وأَفْواق وأَفَاويق. والفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: وقال أَعرابي

لصبيان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء. والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من

الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قال:

أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟

فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

قال سيبويه: قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق. وفي التنزيل: عن

اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر:

أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا،

أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا

قال ابن الأَعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر

السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي

تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بري: والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل

لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ،

وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته

فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما.

والفَرْقُ: تَفْرِيقُ

ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان. والفَرْقُ: الفصل بين الشيئين. فَرَقَ

يَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: وقوله تعالى: فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب:

هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام. وقوله تعالى: وقرآناً

فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق،

ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ. التهذيب: قرئَ فَرَّقْناه

وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل

على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل

ليفهمه الناس. وقال الليث: معناه أَحكمناه كقوله تعالى: فيها يُفَرَّقُ

كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى

أَحكمناه وفصلناه. وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في

يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه

مخففة. وفَرَقَ الشعرَ

بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه. والفَرْقُ: موضع

المَفْرِق من الرأْس. وفَرْقُ الرأْس: ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال

أَبو ذؤيب:

ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه

مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ

شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه.

وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه

فَرَقَ

وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره

فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛

أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر

ثم فَرَقَ. ويقال للماشطة: تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً.

والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك

مَفْرَق الطريق. وفَرَقَ له عن الشيء: بيَّنه له ؛ عن ابن جني.

ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم

للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على

ذلك. وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان.

والفَرَقُ في النبات: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في

نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن

(* الضمير يعود

إِلى الأرض الفَرِقة.) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً. وقال أَبو

حنيفة: نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض. ورجل أَفْرقُ: للذي ناصيته

كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق

(* بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق)، وكذلك

اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز:

يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ،

تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ

الليث: الأَفْرقُ

شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة.

والفرقاءُ من الشاءِ: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأَفْرقُ:

المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ. وتَيْس أَفْرَقُ: بعيد ما بين

القَرْنَيْن. وبعير أَفْرَقُ: بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ. وديك أَفْرَقُ: ذو

عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما. والأفْرَقُ من

الرجال: الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن

الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ

شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو

يكره، وقيل: هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال:

ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ

وأَنشده يعقوب: من القِرْقِ البطاء، وقال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن

سيده: ولا أَدري كيف هذه الرواية. وفي التهذيب: الأَفْرَقُ من الدواب الذي

إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة. وفرس أَفْرَقُ: له خصية

واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً.

والمَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي

يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ،

وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ.

والفُرْقانُ: القرآن. وكل ما فُرِقَ

به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا

موسى وهرون الفرقان. والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان ونظيره الخُسْر

والخُسْران؛ وقال الراجز:

ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ

وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور

ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ

بين الحق والباطل والحلال والحرام. ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل،

ويقال أَيضاً: فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع:

والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ،

ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ

وفي الحديث: محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين

والكافرين بتصديقه وتكذيبه. والفُرْقان: الحُجّة. والفُرْقان: النصر. وفي

التنزيل: وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله

أَظْهَرَ

من نَصْره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإِذ آتينا

موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ

الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به

أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا

الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛

أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه

وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، صلى الله عليه وسلم،

فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال

الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي

ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.

والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين. ورجل فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين

الحق والباطل. والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به

لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث

ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛

وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز:

أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ،

فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ

وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً:

إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ،

ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا،

مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا

نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا

والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد

انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق

الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه. وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو

الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد:

حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ،

هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ

والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل:

هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق،

وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة

بن طارق:

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ،

ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق،

من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ

قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو

الرمة:

أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها

تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ

الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال

فارق. وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ

من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً:

له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ،

يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا

فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع

أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى:

أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ

قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ

ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما

يمرّ بها من الوجع. وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.

وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق. وناقة

مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن الأَعرابي: أَفْرَقْنا

إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم

يُلْقِحوها. قال الليث: والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قال

الأَزهري: وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ. وأَفْرَقَ المريضُ

والمحْموم: برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة

كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما. وقال اللحياني: كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق

فعَمّ بذلك. قال أَعرابي لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال:

الرُّحَضاءُ؛ يقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق. وفي الحديث: عُدّوا

مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون.

والفِرْقُ، بالكسر: القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل: هو

ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي:

ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ

بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ

يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب

بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح

إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى

إِلى قوله قبل هذا البيت:

وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه

والفَريقةُ: القطعة من الغنم. ويقال: هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ: زجر

للسباع والذِّئاب، والناعق: الراعي. والفَريقُ: كالفِرْقِ. والفِرْقُ

والفَريقُ من الغنم: الضالة. وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها وأَضاعها.

والفَريقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه

فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر:

وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف،

أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا

وفي الحديث: ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ:

القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل: هي الغنم الضالة. وفي حديث أَبي ذر:

سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم. وقال

ابن بري في بيت كثيِّر: والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده

بذفرى لأَن قبله:

تُوالي الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ

ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا

ابن سيده: والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة.

والفَرَقُ، بالتحريك: الخوف. وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ وحكى

سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خيراً

من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً. وفَرِقَ عليه: فزع وأَشفق؛ هذه عن

اللحياني. ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ

وفاروق وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث

الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة.

وفي المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛

والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد:

ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه

واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه

وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير

الفزع قول الشاعر:

بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً،

وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا

وقال مُوَيلك المَرْموم:

إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة،

بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ

قال: ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور:

رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً،

وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ

وفي حديث بدء الوحي: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع.

يقال: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر: أَباللهِ

تُفَرِّقُني؟ أَي تخوِّفني. وحكى اللحياني: فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛

قال ابن سيده: وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على

فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت. وفارَقَني ففَرَقْتُه

أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي. وتقول:

فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ.

وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب:: سَلَحَ؛ أَنشد اللحياني:

أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ

عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا

لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي،

فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا

قال: ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم.

والمُفْرِقُ: الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد،

والأَول أَصح؛ قال رؤْبة:

حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق

والفَريقةُ: أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل: هو تمر

يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير:

ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ

لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ

قال ابن بري: صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب

المُرِّيّ. وفي الحديث: أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو

طعام يعمل للنفساء.

والفَرُوقة: شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي:

فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ،

يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى

وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين. وأَفرقوا إِبلهم: تركوها في

المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها. والفَرْقُ: الكتَّان؛ قال:

وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات

كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ

والفَرْق والفَرَقُ: مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل: هو أَربعة

أَرباع، وقيل: هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير:

يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم،

فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ

والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن

وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد:

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان

قال: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل

بالصاع، وقالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال

أَبو منصور: والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك

أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة

أَصْوُعٍ. ابن الأَثير: الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي

اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل: الفَرَق خمسة أَقساط

والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه

الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر:

من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث: في

كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ

وأَجْبُل. وفي حديث طَهْفة: بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم

يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن

(* قوله «يكال به اللبن» الذي

في النهاية: البرّ). والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زيد:

وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان،

وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان،

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان

أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك: الصف أَن يصفَّ بين القدحين

فيملأهما. والفُرقان: قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛

قال أَبو حاتم في قول الراجز:

ترفد بعد الصف في الفرقان

قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ

بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن.

ابن الأَعرابي: الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة.

ويقال: وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه. وقد

فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر

وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا.

ويقال: فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح.

والفَرِيقُ: النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة.

والفَرُوق: موضع؛ قال عنترة:

ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ

نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا

والفُرُوق: موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم:

لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ،

ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ

وفي حديث عثمان: قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب؟ هو جمع

أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى. وفَرَقَ

لي رأْيٌ أَي بدا وظهر. وفي حديث ابن عباس: فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال

بعضهم: الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله.

ومَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم. ومَفْرُوق: اسم جبل؛

قال رؤبة:

ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ

وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص: هَضْبة بين البصرة

والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله:

فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ،

فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ

وإفْريقيَةُ: اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على

أَفارِيق فقال:

أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ؟

كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ

يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ

إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ

ومُفَرِّقُ الغنم: هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وفي

الحديث في صفته، عليه السلام: أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا

أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل. وفي الحديث: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما

فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان.

فرق

1 فَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ, (S, Mgh, O, Msb, K, *) aor. ـُ (S, Mgh, O, Msb,) and in one dial. فَرِقَ, (Msb, TA,) inf. n. فَرْغٌ and فُرْقَانٌ, (S, O, Msb, K,) the latter of which has a more intensive signification, (TA,) He made a separation, or a distinction, or difference, (Msb, K, TA,) between the two things, (K, * TA,) or between the parts of the two things: (Msb:) relating alike to objects of sight and to objects of mental perception: (TA:) IAar, by exs. that he mentions, makes it to relate particularly to objects of the mind, such as sayings; and ↓ فرّق, to persons, or material things: (Msb: [and it is stated in the Mgh that the same distinction is mentioned by Az:]) others, however, state that the two verbs are syn.; but that the latter has an intensive signification. (Msb.) It is said in the Kur [v. 28], فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الفَاسِقِينَ [Therefore decide Thou, or make Thou a distinction, between us and the unrighteous people]: accord. to one reading, فَافْرِقْ. (Msb, TA.) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ, in the Kur [xliv. 3], means [Wherein] is made distinct [every firm decree]: (Lth, TA:) or is decided; (O, K, TA;) thus expl. by Katádeh. (O, TA.) And in the phrase وَقُرآنًا فَرَقْنَاهُ, (S, O, K, TA,) in the same [xvii. 107], (S, O, TA,) by فَرَقْنَاهُ is meant We have made it distinct, (S, O, K, TA,) and rendered it free from defect, (O, K, TA,) and explained the ordinances therein: (TA:) but some read ↓ فَرَّقْنَاهُ, meaning We have sent it down in sundry portions, in a number of days. (S, TA.) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ, (O, K, TA,) in the Kur [ii. 47], (O, TA,) means And when we clave because of you the sea; i. q. فَلَقْنَاهُ: (O, K, TA:) another reading, ↓ فَرَّقْنَا, meaning we divided into several portions, is mentioned by IJ; but this is unusual. (TA.) It is also said that الفَرْقُ is for rectification; and ↓ التَّفْرِيقُ, for vitiation: and IJ says that إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا ↓ دِيْنَهُمْ CCC, in the Kur [vi. 160, and the like occurs in xxx. 31], means Verily those who have divided their religion into sundry parts, and dismembered it, and have disagreed respecting it among themselves: but that some read فَرَقُوا دِيْنَهُمْ, without teshdeed, meaning, have severed their religion from the other religions [app. by taking it in part, or parts, therefrom]; or this, he says, may mean the same as the former reading, for sometimes فَعَلَ has the same meaning as فَعَّلَ. (TA.) IJ also says that فَرَقَ لَهُ عَنِ الشَّىْءِ signifies He made the thing distinct, or plain, to him. (TA.) b2: فَرَقَ الشَّعْرَ بِالمُشْطِ, aor. ـُ and فَرِقَ, inf. n. فَرْقٌ, He separated his hair with the comb: and فَرَّقَ ↓ رَأْسَهُ بِالمُشْطِ , inf. n. تَفْرِيقٌ, He separated the hair of his head with the comb. (TA.) [and it is implied in a trad. cited in the O and TA that فَرَقَهُ signifies the same as the latter of the two phrases in the next preceding sentence.]

A2: فَرَقَ لَهُ الطَّرِيقُ, (S, O, K,) inf. n. فُرُوقٌ, (K,) The road presented itself to him divided into two roads: (S, O, K, TA:) or [it means] an affair presented itself, or occurred, to him, and he knew the mode, or manner, thereof: (TA, as from the K: [but not in the CK nor in my MS. copy of the K:]) and hence, in a trad. of I'Ab, فَرَقَ لِى رَأْىٌ An idea, or opinion, appeared [or occurred] to me: (TA:) [or] one says, فَرَقَ لِى هٰذَا الأَمْرُ, inf. n. فُرُوقٌ, This affair became, or has become, distinct, apparent, or manifest, to me: and hence the saying, فَإِنْ لَمْ يُفْرُقْ لِلْإِمَامِ رَأْىٌ [And if an idea, or an opinion, appear not, or occur not, to the Imám]. (Mgh.) b2: فَرَقَتْ said of a she-camel, and of a she-ass, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فُرُوقٌ, She, being taken with the pains of parturition, went away at random in the land. (S, O, K.) A3: فَرَقَ, (O, K,) aor. ـُ (K,) He voided dung; syn. ذَرَقَ [which is said of a bird, and sometimes of a man]. (O, K. [See also أَفْرَقَ.]) A4: And He possessed a فِرْق [q. v.] (O, K, TA) of sheep or goats: (O, TA:) accord. to the K, of date-stones with which to feed camels: but the former explanation is the right. (TA.) A5: فَرَقَهَا, (K,) inf. n. فَرْقٌ, (TA,) He fed her (i. e. a woman) with فَرِيقَة [q. v.]; as also ↓ افرقها, (K,) inf. n. إِفْرَاقٌ. (TA.) A6: فَفَرَقْتُهُ ↓ فَارَقَنِى, aor. ـُ [He vied with me in fear and] I exceeded him in fear. (Lh, L, TA.) b2: See also 2, last sentence.

A7: فَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. فَرَقٌ, (S, O, Msb,) He feared; or was, or became, in fear, afraid, or frightened. (S, O, Msb, K.) You say, فَرِقْتُ مِنْكَ [I feared thee, or was in fear of thee]: (S, O, Msb: *) but you should not say, فَرِقْتُكَ: (S, O:) Sb [however] mentions فَرِقَهُ, suppressing مِنْ. (TA.) And you say also, فَرِقَ عَلَيْهِ [He feared for him]. (TA.) A8: And فَرِقَ, aor. ـَ He entered into a wave, [which is termed فِرْقٌ,] and dived therein. (K.) A9: And the same verb accord. to the K, but accord. to Sgh [in the O] it seems, from the context to be فَرَقَ, (TA,) He drank (O, K) the measure called فَرَق, (O,) or with the فَرَق. (K, TA.) 2 فرّقهُ, inf. n. تَفْرِيقٌ and تَفْرِقَةٌ, (S, O, K,) He separated it [into several, or many, portions]; disunited it [i. e. a thing, or a collection of things]; or dispersed, or dissipated, it; or did so much [or greatly or widely]; syn. بَدَّدَهُ. (K.) And فرّق بَيْنَ الأَشْيَآءِ [He made, or caused, a separation &c., or much, or a wide, separation, &c., between the things]. (Mgh.) [And فِيهِمْ فرّقهُ and عَلَيْهِمْ He scattered, or distributed, it among them, and to them.] See 1, former half, in five places. It is said in a trad. of 'Omar, فَرِّقُوا عَنِ المَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ, (Mgh, O, *) meaning Separate ye your cattle by way of preservation from death, [and make the one head two head,] by buying two animals with the price of one, that, when one dies, the second may remain. (Mgh, O.) and it is said in a trad. respecting the poor-rate, لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ There shall be no separating what is put together, nor shall there be a putting together what is separate. (TA. [The reason is, that by either of these acts, in the case of cattle, the amount of the poor-rate may be diminished.]) يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [in the Kur ii. 96, meaning Whereby they might dissolve, break up, discompose, derange, disorganize, disorder, or unsettle, the state of union subsisting between the man and his wife, in respect of affairs and of the expression of opinion, or, briefly, whereby they might cause division and dissension between the man and his wife,] is from التَفْرِيقُ as meaning تَشْتِيتُ الشَّمْلِ وَالكَلِمَةِ. (El-Isbahánee, TA.) One says also, فرّق الأَمْرَ, meaning شَتَّتَهُ [i. e. He discomposed, deranged, disorganized, disordered, or unsettled, the state of affairs]. (S in art. شت.) And فرّق عَلَيْنَا الكَلَامَ [lit. He scattered speech (app. meaning he jabbered) at us, or against us]. (K in art. بق: see R. Q. 1 in that art.) In the saying in the Kur [ii. 130 and iii.

78], لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [We will not make a distinction between any of them], the verb is allowably made to relate to احد because this word [in negative phrases] imports a pl. meaning. (TA. [See p. 27, 3rd col.]) See, again, 1, near the middle.

A2: فرّقهُ, (O, TA,) inf. n. تَفْرِيقٌ, (O, K, TA,) also signifies He made him to fear, or be afraid; put him in fear; or frightened him: (O, K, * TA:) and مِنْهُ ↓ أَفْرَقْتُهُ I made him to fear, or be afraid of, him, or it: (Msb:) and Lh mentions الصَبِىَّ ↓ فَرَقْتُ as meaning I frightened the boy, or child; but ISd says, I think it to be فَرَّقْتُ. (TA.) 3 فارقهُ, inf. n. مُفَارِقَةٌ and فِرَاقٌ, (S, Msb, TA,) He separated himself from him, or it; or left, forsook, or abandoned, him, or it: or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him: syn. بَايَنَهُ; (TA;) and قَاطَعَهُ, and فَارَزَهُ; (A in art. فرز;) and تَرَكَهُ. (Msb in art. ترك.) And فارق امْرَأَتَهُ He separated himself from his wife. (TA.) b2: فَارَقْتُ فُلَانًا مِنْ حِسَابِى عَلَى كَذَا وَكَذَا I released such a one from my reckoning with him on such and such terms agreed upon by both: and so صَادَرْتُهُ عَلَى كَذَا وَكَذَا. (TA.) And فُورِقَ عَلَى مَالٍ يُؤَدِّيهِ He (an agent) was released from being reckoned with on the condition of his paying certain property for which he became responsible. (TA in art. صدر.) A2: فَارَقَنِى فَفَرَقْتُهُ: see 1, last quarter.4 افرقوا إِبِلَهُمْ They left their camels in the place of pasture, and did not assist them in bringing forth, nor have them got with young. (IAar, O, K.) b2: And افرق غَنَمَهُ He made, or caused, his sheep, or goats, to stray; and neglected them, or caused them to become lost, or to perish. (TA.) b3: And افرق He lost a portion of his sheep or goats. (IKh, TA.) b4: And His sheep, or goats, became a فَرِيقَة [q. v.]. (IKh, TA.) A2: افرق He recovered; (Lth, As, Az, S, O, K;) or recovered, but not completely; (As, O, K;) to which IKh adds, quickly; (TA;) i. e., a sick person from (مِنْ) his sickness; (As, Az, S, O, K;) and one fevered from his fever; (As, S;) and one smitten with the plague: (Lth, TA:) or (K) it is not said except in the case of a disease that does not attack one more than once, as the small-pox, (O, K,) and the measles. (O.) b2: افرقت She (a camel) had a return of some of her milk. (O, K.) A3: افرق said of a man, and of a bird, and of a beast of prey, and of a fox, He voided dung, or thin dung. (Lh, TA. [See also 1, last quarter.]) b2: And افرقهُ He, or it, caused him to void dung; syn. أَذْرَقَهُ. (K. [But I do not find اذرق mentioned except as an intrans. v.]) See also فِرْقَةٌ, last sentence.

A4: افرقها: see 1, last quarter.

A5: أَفْرَقْتُهُ مِنْهُ: see 2, last sentence.5 تفرّق, inf. n. تَفَرَّقٌ (O, K) and تِفِرَّاقٌ, (K, TA,) with two kesrehs, but accord. to the “ Nawádir ” of Lh تَفْرِيقٌ, (TA,) [and in the CK تَفْراق,] It was, or became, separated, or disunited: or separated much, or greatly, or widely, or into several, or many, portions; or dispersed, or dissipated: contr. of تَجَمَّعَ: and ↓ افترق signifies the same: (K, TA:) and so does ↓ انفرق: (TA:) all are quasi-pass. of فَرَّقْتُهُ: (S, * TA:) [or rather the second and third have the former of the meanings mentioned above: and تفرّق has the latter of those meanings:] or ↓ اِفْتَرَقَا is said of two sayings, as quasi-pass. of فَرَقْتُ بَيْنَهُمَا: and تَفَرَّقَا, of two men, as quasi-pass. of فَرَّقْتُ بَيْنَهَمَا: (Mgh, * Msb, TA:) so says IAar: (Msb:) [but] one says also, افترق القَوْمُ [The party, or company of men, became separated; or they separated themselves:] (Msb:) and Esh-Sháfi'ee has used ↓ اِفْتَرَقَا as relating to two persons buying and selling; (Msb, TA;) and so have Ahmad [Ibn-Hambal] and Aboo-Haneefeh and Málik and others. (TA.) It is said in a trad., البَيَّعَانِ بِالخِيَارِ مَا يَتَفَرَّقَا i. e. [The buyer and seller have the option to annul their contract] as long as they have not become separated bodily; (Mgh, Msb;) originally, مَا لَمْ يَتَفَرَّقْ أَبْدَانُهُمَا; for this is the proper meaning. (Msb.) تَفَرَّقَتْ بِهِمُ الطُّرُقُ [properly The roads became separate with them,] means every one of them went one [separate] way. (TA.) [And one says, تفرّقت الأَغْصَانُ (S in art. شذب, &c.,) The branches were, or became, or grew out, apart, one from another; divaricated; diverged; forked; straggled; or spread widely and dispersedly. and تفرّق أَمْرُهُ His affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, disorganized, disordered, or unsettled, so that he considered what might be its issues, or results, saying at one time, I will do thus, and at another time, I will do thus: see أَجْمَعَ; and شَتَّ: and ↓ افترق signifies the same: see an ex. voce فَشَا, in art. فشو. And تفرّقت كَلِمَتُهُمْ (K voce شَالَ, in art. شول,) Their expression of opinion was, or became, discordant: and تفرّقت آرَاؤُهُمْ Their opinions were, or became, so.]6 تفارقوا They separated themselves, one from another; or left, forsook, or abandoned, one another. (TA.) 7 انفرق, of which مُنْفَرَقٌ may be an inf. n. [like اِنْفِرَاقٌ], as well as a n. of place, It was, or became, separated, or divided. (O, K.) See also 5.

[Hence,] انفرق الفَجْرُ i. q. اِنْفَلَقَ [The dawn broke]. (TA.) 8 افترق: see 5, first sentence, in three places: and also in the last sentence but one.

فَرْقٌ [is originally an inf. n.: but is often used as a simple subst. meaning A distinction, or difference, between two things. b2: Hence,] The line [or division] in the hair of the head: (K: [see also مَفْرَقٌ:]) or, as some say, the part, of the head, extending from the side of the forehead to the spiral curl upon the crown: an ex. occurs in a verse of Aboo-Dhu-eyb cited voce مَطْرَبٌ. (TA.) b3: [And app. A blaze on a horse's forehead. (See an ex. voce مُعْتَدِلٌ.)] b4: And [hence, perhaps,] one says, بَانَتْ فِى قَذَالِهِ فُرُوقٌ مِنَ الشَّيْبِ i. e. أَوْضَاحٌ [app. meaning There appeared in the back of his head portions of white, or hoary, hair, distinct from the rest]. (TA.) b5: One says also of the female comber and dresser of the hair, تَمْشُِطُ كَذَا وَكَذَا فَرْقًا i. e. [She combs and dresses the hair] with such and such a mode or manner [app. of combing and dressing or of dividing]. (L. [But the last word, which seems to be in this case an inf. n., is there written without any vowel-sign.]) A2: Also A certain bird or flying thing; (طَائِرٌ O, K;) not mentioned by AHát in “ the Book of Birds. ” (O, TA.) A3: And Flax. (K.) A4: See also فَرَقٌ, in nine places.

الفُرْقُ: see الفُرْقَانُ. b2: It also signifies A certain vessel with which one measures. (TA. [See also فَرَقٌ.]) b3: And [it is said that] الفُرْقَانِ signifies قدحان مفترقان [app. meaning Two separate bowls, or milking-vessels, supposing the former word to be قَدَحَانِ; the latter word being مُفْتَرِقَانِ]. (TA. [This is app. said in explanation of فُرْقَانِ ending a verse in which it means “ milkingvessels: ” but it is said in the S, and in one place in the TA, that it is in that instance pl. of فَرْقٌ or فَرَقٌ, q. v.]) فِرْقٌ A piece, or portion, that is split from a thing, or cleft therefrom; (S, O, K;) whence its usage in the Kur xxvi. 63: (S, O:) and a portion of anything (K, TA) when it is separated; and the pl. is فِرَقٌ: (TA:) or a portion that is separated, or dispersed, of a thing; and thus it is said to mean in the Kur ubi suprá; and the pl. is أَفْرَاقٌ, like أَحْمَالٌ as pl. of حِمْلٌ. (Msb.) See also فِرْقَةٌ. b2: Also A great flock or herd, of sheep or goats: (S, O, K:) and (as some say, TA) of the bovine kind: or of gazelles: or of sheep, or goats, only: or of straying sheep or goats; as also ↓ فَرِيقٌ, (K, TA,) and ↓ فَرِيقَةٌ: (TA:) or less than a hundred, (K, TA,) of sheep or goats. (TA.) فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ, occurring in a trad., in which the second and third chapters of the Kur-án are likened thereto, (L,) means Two flocks [of birds expanding their wings without moving them in flight]. (L, TA: but the first word, in both, is without any vowel-sign.) See, again, فِرْقَةٌ. b3: And A set of boys. (O, K.) An Arab of the desert said of some boys whom he saw, هٰؤُلَآءِ فِرْقُ سَوْءٍ [These are a bad set of boys]. (O.) b4: And A distinct quantity of date-stones with which the camel is fed. (K.) b5: [And app. Any feed for one's beast: see an ex. in art. جل, conj. 4.]

A2: Also A mountain. (IAar, O, K.) And A [hill, or mountain, or the like, such as is termed] هَضْبَة. (IAar, O, K.) b2: And A wave, billow, or surge. (IAar, O, K.) b3: And الفِرْقُ is the name applied by the Arabs to The star [a] upon the right shoulder of Cepheus. (Kzw.) فَرَقٌ Wideness of the space between the two central incisors, (IKh, S, O, K, TA,) of a man: (TA:) and likewise between the two toe-nails of the camel. (Yaakoob, S, O, K, TA.) And A division in the عُرْف [or comb] of the cock: and likewise in the forelock, and in the beard, of a man: (S, O, K:) pl. أَفْرَاقٌ. (S, O.) And sparseness, or a scattered state, of the plants, or herbage, of a land. (S, O, K.) b2: In a horse, The state of the hips when one of them is more prominent than the other; which is disapproved: (S, O, K, TA:) or a deficiency in one of the thighs, in comparison with the other: or a deficiency in one of the hips. (TA.) b3: Also The dawn: or الفَرَقُ signifies فَلَقُ الصُّبْحِ: (K:) or what has broken of the bright gleam of dawn; of the dawn that rises and spreads, filling the horizon with its whiteness; (مَا انْفَلَقَ مِنْ عَمُودِ الصُّبْحِ [which is one of the explanations of الفَلَقُ in the K];) because it has become separated from the blackness of the night: (TA:) one says, أَبْيَنُ مِنْ فَرَقِ الصُّبْحِ a dial. var. of فَلَقِ الصُّبْحِ [i. e. More distinct than what has broken of the bright gleam of dawn]. (S, O, Msb, * TA.) A2: It is also the inf. n. of فَرِقَ [q. v.: when used as a simple subst., signifying Fear, or fright]. (S, O, Msb.) A3: Also, and ↓ فَرْقٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the latte accord. to the usage of the relaters of traditions, (Az, Mgh, O, Msb, TA,) but the former accord. to the usage of the Arabs, (Az, Mgh, O, * TA,) or the former is the more chaste (K, TA) accord. to Ahmad Ibn-Yahyà and Khálid Ibn-Yezeed, (TA,) A certain vessel, (T, Mgh, O, Msb,) a measure of capacity, (S, O, K, TA,) of large size, (TA,) well known, (S,) in El-Medeeneh, (S, Msb, K,) holding three آصُع [a pl. of صَاعٌ], (Mgh, O, Msb, K, TA,) or, (K, [app. referring to ↓ فَرْقٌ only,]) which is the same quantity, sixteen pints, (S, Mgh, O, Msb, K, * TA,) i. e. twelve times the quantity termed مُدّ by the people of El-Hijáz: (TA:) or, accord. to El-Kutabee, the ↓ فَرْق is sixteen pints, and the صاع is one third of the فَرْق; but the فَرَق is eighty pints: or the ↓ فَرْق, he adds, is, as some say, four pints: (Mgh:) or it is four أَرْبَاع [pl. of رُبْعٌ, q. v.]; (K, TA;) thus accord. to AHát: and IAth says, the فَرَق is said to be five أَقْسَاط; [or six; (see قِسْطٌ;)] the قِسْط being the half of a صاع: but the ↓ فَرْق is a hundred and twenty pints: (TA:) in the “ Nawádir ” of Hishám, on the authority of [the Imám] Mohammad, the ↓ فَرْق is said to be thirty-six pints; but [Mtr says] this I have not found in any of the lexicons in my possession; and so what is said in the Moheet, that it is sixty pints: (Mgh:) the pl. is فُرْقَانٌ, (S, Mgh, O, K, TA,) which is of ↓ فَرْقٌ and of فَرَقٌ; (S, Mgh, O, TA;) and أَفْرُقٌ occurs in a trad. as a pl. [of pauc.] of فَرَقٌ meaning the measure thus called. (TA.) 'Áïsheh is related to have said that she and the Prophet used to wash themselves from a vessel called the ↓ فَرْق. (O, Msb.) [In a verse of which a hemistich is cited in the S and TA, the pl. فُرْقَان is used as meaning Milking-vessels. (See also الفُرْقُ.) Respecting a modern signification of ↓ فَرْق (A bale, or sack, of merchandise), see De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii., 378-9 and 382.]

فَرُقٌ: see فَرُوقَةٌ, in two places.

فَرِقٌ is applied to plants, or herbage, (نَبْتٌ,) as meaning [In a sparse, or scattered, state; or] small, not covering the ground: (AHn, K, TA:) or (K) فَرِقَةٌ is applied to land, (أَرْضٌ,) meaning of which the plants, or herbage, are in a sparse, or scattered, state; (S, O, K, TA;) not contiguous: (S, O, TA:) thus used, it is a possessive epithet, having no verb. (TA.) A2: See also فَرُوقَةٌ, in two places.

فُرْقَةٌ the subst. from فَارَقَهُ; (S, MA, * TA;) or from اِفْتَرَقَ, (Msb,) [i. e.] a quasi-inf. n. used in the sense of اِفْتِرَاقٌ; (TA;) signifying Separation, disunion, or abandonment; (MA, KL, PS;) and ↓ فَرَاقٌ is syn. therewith, whence the reading [in the Kur xviii. 77], هٰذَا فَرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ [This shall be the separation of my and thy union]; and so is ↓ فِرَاقٌ, (O, * K, TA,) which [is an inf. n. of فارقه, and], in the Kur lxxv. 28, means the time of the quitting of the present world by death. (TA.) فِرْقَةٌ A طَائِفَة [or party, portion, division, sect, or distinct body or class,] of men, (S, O, Msb, K,) and of other things; as also ↓ فِرْقٌ; (Msb;) and so, accord. to IB, ↓ فَرِيقٌ: (TA: [but see this last word:]) [and a separate herd or the like of cattle:] pl. فِرَقٌ (O, Msb, K) and أَفْرَاقٌ (S, O, K) is pl. of فِرَقٌ (O, K) and أَفَارِيقُ is pl. of أَفْرَاقٌ, (S, O, K,) and أَفَارِقَةٌ occurs in poetry; (O, K;) or أَفَارِيقُ may be of the class of أَبَاطِيلُ, a pl. without a sing. (O, TA.) b2: Also A portion of a thing in a state of dispersion; and so ↓ فِرْقٌ and ↓ فَرِيقٌ. (L, TA.) A2: And A skin that is full [of milk], that cannot be agitated to make butter حَتَّى

أَىْ يُذْرَقَ ↓ يُفْرَقَ [app. a tropical phrase meaning until it is made to void some of its contents]. (K.) فُرْقَانٌ, originally an inf. n. (Msb. [See 1, first sentence.]) Anything that makes a separation, or distinction, between truth and falsity. (S, O, K.) b2: Hence, (TA,) الفُرْقَانُ signifies The Kur-án; (S, O, Msb, K;) as also ↓ الفُرْقُ. (S, O, K.) b3: And The Book of the Law revealed to Moses, (Az, O, K,) in which a distinction is made between that which is allowable and that which is forbidden. (O.) b4: And Proof, evidence, or demonstration. (O, K.) b5: And The time a little before daybreak: (AA, O, K:) or the dawn. (O, K.) One says, طَلَعَ الفُرْقَانُ [The dawn rose]. (O.) b6: And Aid, or victory: (IDrd, O, K:) so, accord. to IDrd, in the phrase يَوْمَ الفُرْقَانِ in the Kur [viii. 42]: (O:) or by this phrase is meant The day of Bedr, (O, K,) in which a distinction was made between right and wrong. (O.) b7: And The cleaving of the sea: so it means [accord. to some] in the Kur ii. 50. (O, K.) b8: and Boys: (O, K:) such the people of the olden time used to make witnesses [in law-suits or the like]. (O.) A2: It is also pl. of فَرْقٌ (S, M, O, K) and of فَرَقٌ. (S, Mgh, O.) فَرَاقٌ and فِرَاقٌ: see فُرْقَةٌ.

فَرُوقٌ: see فَرُوقَةٌ, in two places: A2: and أَفْرَقُ, last sentence but two.

فَرِيقٌ A طَائِفَة [or party, &c.,] (S, Msb, K) more in number, (S, K, *) or larger, (Msb,) than a فِرْقَة: (S, Msb, K:) pl. [of pauc.] أَفْرِقَةٌ and [of mult.] أَفْرِقَآءُ and فُرُوقٌ (K, TA) and فُرُقٌ: (CK:) see also فِرْقَةٌ, in two places; and see فِرْقٌ: AHei says that it is itself a quasi-pl. n., applied to few and to many: 'Abd-el-Hakeem, that it occurs in the sense of a طَائِفَة [or party, &c.], and in the sense of a single man: and El-Isbahánee, that it signifies a company of men apart from others [i. e. a party of men]: (MF, TA:) or [simply] a company [of men]. (O.) b2: And A separator of himself. (IB, TA.) Hence the saying, هُوَ أَسْرَعُ مِنْ فَرِيقِ الخَيْلِ i. e. [He is swifter] than the outgoer, or outrunner, of the horses. (TA.) b3: نِيَّةٌ فَرَيقٌ means مُفَرِّقٌ [i. e. A place to which one purposes journeying that separates widely]: a poet says, أَحَقٌّ أَنَّ جِيْرَتَنَا اسْتَقَلُّوا فَنِيَّتُنَا وَنِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

[Is it true that our neighbours have gone away, so that the place to which we purpose journeying and the place to which they purpose journeying are such as separate widely]: he says فَرِيق in like manner as one applies [the epithet] صَدِيقٌ to a company of men. (Sb, TA.) A2: Also A palm-tree (نَخْلَةٌ) in which is [app. meaning out of which grows] another. (AA, AHn, O, TA.) فَرُوقَةٌ, applied to a man and to a woman, (IDrd, S, O, K,) and having no pl., (S, O,) and ↓ فَرُّوقَةٌ, applied to a man (Ibn-'Abbád, O, K) and to a woman, (K,) and ↓ فَارُوقَةٌ, applied to a man (O, K,) and to a woman, or, as epithets applied to a man, فَرُوقَةٌ, (K,) and ↓ فَرُّوقَةٌ, (CK,) and ↓ فَارُوقَةٌ, and ↓ فَرُوقٌ, (K,) but this last is also applied to a woman, (IB, TA,) and ↓ فَرُّوقٌ, and ↓ فَارُوقٌ, One who fears much, or vehemently; [or rather the epithets with the affix ة are doubly intensive, meaning one who fears very much;] (S, * O, * K, TA;) and ↓ فَرِقٌ and ↓ فَرُقٌ signify the same as the other epithets above; or ↓ فَرُقٌ signifies fearing, or fearful, by nature; and ↓ فَرِقٌ, [simply,] fearing a thing. (K.) It is said in a prov., رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثًا وَرُبَّ فَرُوقَةٍ يُدْعَى لَيْثًا وَرُبَّ غَيْثٍ لَمْ يَكُنْ غَيْثًا [Many an act of haste causes (lit. gives) slowness, and many a very fearful man is called a lion, and many a collection of clouds has not been productive of rain]: (S, * O:) said by Málik Ibn-'Amr Ibn-Mohallam, when Leyth, his brother, looked hopefully at the clouds from afar, and desired to avail himself of the benefit thereof; whereupon Málik said to him, “ Do not, for I fear for thee some of the troops of the Arabs: ” but he disobeyed him, and journeyed with his family; and he had not stayed [away] a little while when he came [back], and his family had been taken. (O. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 535.]) A2: And الفَرُوقَةُ signifies الحُرْمَةُ [meaning Honour, or reputation; or that which one is under an obligation to respect and defend]: (O, K, TA: [in the CK الحُزْمَةُ:]) so Sh was told: and [so, app., ↓ الفَرُوقُ, for] he cites as an ex., مَا زَالَ عَنْهُ حُمْقُهُ وَمُوقُهُ وَاللُّؤْمُ حَتَّى انْتُهِكَتْ فَرُوقَهُ [His foolishness and his stupidity quitted him not, and meanness, so that his honour, &c., was violated]. (O, TA.) A3: And The fat of the kidneys: (O, K:) so says A'Obeyd, on the authority of El-Umawee; but Sh disallowed this meaning, and knew it not. (O, TA.) فَرِيقَةٌ: see فِرْقٌ. b2: Also Some (S, O, K) one or two or three (S, O) of a flock or herd, of sheep or goats, becoming separate therefrom, (S, O, K,) being shut out from the rest by the like of a mountain or a space of sand or some other thing, as is said in the “ Kitáb Leysa,” (TA,) and going away, (S, O, K,) in the “ Kitáb Leysa ”

straying, (TA,) in the night, from the main aggregate. (S, O, K,) A2: And Dates cooked with fenugreek (حُلْبَة), for the woman in the state following childbirth: (S, O, K:) or fenugreek (حُلْبَة) cooked with grains (حُبُوب) [or kernels?], (O, K, TA,) such as مَحْلَبْ [q. v.], and بير [app. a mistranscription], and other things, (TA,) for her: (K, TA:) or, accord. to IKh, a soup that is made for him who is affected with a chronic disease, or emaciated by disease so as to be at the point of death. (TA.) [See also فَلِيقَةٌ.]

فَرُّوقٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence.

فَرُّوقَةٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence, in two places.

فَارِقٌ [act. part. n. of فَرَقَ, q. v.]. الفَارِقَاتُ, mentioned in the Kur lxxvii. 4, means Those angels that descend with what makes a distinction between truth and falsity: (Fr, O, K:) or that distinguish between that which is allowable and that which is forbidden: (Th, TA:) or that make a distinction between things according as God has commanded them. (Er-Rághib, TA.) b2: Also, فَارِقٌ, A she-camel, and a she-ass, in consequence of her being taken with the pains of parturition, going away at random in the land; (S, O, K;) and so فَارِقَةٌ, as in the “ Mufradát: ” or a she-camel that separates herself from her mate, and brings forth alone: or a she-camel that runs (تَشْتَدُّ), and then casts her young one by reason of the pain that befalls her; thus expl. by IAar: (TA:) pl. فَوَارِقُ and فُرَّقٌ (S, O, K) and فُرُقٌ (K) and فُرَّاقٌ, which is thus used by El-Aashà, applied to she-camels, and ↓ مَفَارِيقُ is [an irreg. pl.] likewise applied to she-camels as syn. with فَوَارِقُ. (TA.) b3: And hence, as being likened to such a she-camel, applied to a cloud (سَحَابَةٌ) as meaning (tropical:) Apart from the other clouds; (S, O, K;) cut off from the main aggregate of the clouds: (ISd, TA:) or an isolated cloud, that will not break its promise [of giving rain], and sometimes preceded by thunder and lighting: (TA:) thus applied, also, having for pl. فَوَارِقُ and فُرَّقٌ [&c.]. (O.) فَارُوقٌ A thing that makes a distinction between two things: and a man who makes a distinction between truth and falsity: (TA:) or one who makes a distinction between affairs, or cases. (Msb.) الفَارُوقُ is an appellation that was given to 'Omar Ibn-El-Khattáb, (S, O, K, TA,) the second of the Khaleefehs; (TA;) because a distinction was made by him between truth and falsity. (Ibráheem El-Harbee, O, K, * TA.) b2: تِرْيَاقٌ فَارُوقٌ, (O,) or التِّرْيَاقُ الفَارُوقُ, (K,) The most approved sort of theriac, (O, K,) and the most esteemed of compounds; because it makes a distinction between disease and health: (K:) called by the vulgar تِرْيَاقَ فَارُوقِىّ. (TA.) A2: See also فَرُوقَةٌ, first sentence.

فَارُوقَةٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence, in two places.

أَفْرَقُ, applied to a man, Having a wide space between the two central incisors: (IKh, TA:) [or] i. q. أَفْلَجُ [app. as meaning the same, or having a similar meaning]: (K, TA: [but the CK has الأَفْلَحُ instead of الأَفْلَجُ:]) or, accord. to Lth, the أَفْرَق is like the أَفْلَج, except that the افلج is such as has been rendered so, and the افرق is such naturally. (O, TA.) And A camel having a wide space between the two toe-nails. (Yaakoob, TA.) And Having a wide space between the buttocks. (TA.) And A he-goat having a wide space between his horns. (IKh, TA.) And A ram, or he-goat, having a wide space between his testicles: and [the fem.] فَرْقَآءُ a ewe, or she-goat, having a wide space between the two teats. (Lth, O, K, TA.) b2: A camel having two humps. (TA.) b3: A man whose forelock is as though it were divided; and in like manner, whose beard is so. (S, O, K. *) A cock whose عُرْف [or comb] is divided: (S, O, K:) and (accord. to Lth, O) a white cock: (O, K:) or, as some say, having two combs (ذُو عُرْفَيْنِ). (O.) b4: A horse having one of the hips more prominent than the other; which is disapproved: (S, K, TA:) or having a deficiency in one of his thighs, in comparison with the other: or having a deficiency in one of the hips: or, accord. to the T, a beast having one of his elbows prominent, and the other depressed. (TA.) And A horse having one testicle. (Lth, O, K, TA.) The pl. is فُرْقٌ. (TA, in which it is here mentioned: also mentioned in the K after أَفْرَقُ as applied to a ram or he-goat: in the CK [erroneously] فُرُقٌ) And ↓ فَرُوقٌ applied to a horse signifies the same as أَفْرَقُ. (O, TA.) b5: طَرِيقٌ أَفْرَقُ A road that is distinct, apparent, or manifest. (TA.) And سَيْلٌ أَفْرَقُ A torrent that is as though it were the فِرْق [app. as meaning wave, billow, or surge]. (TA.) تَفَارِيقُ [Sundry, or separate, or scattered, portions or things: and sundry times]. You say, أَخَذْتُ حَقِّى مِنْهُ بِالتَّفَارِيقِ (S, O, K, * TA) i. e. [I took my right, or due, from him in sundry portions: or] at sundry times. (TA.) And ضَمَّ تَفَارِيقَ مَتَاعِهِ i. e. [He put together] what were scattered [of his household goods, or furniture and utensils]. (TA.) إِنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصَا [Verily thou art better than the several portions of the staff], (S, O, K,) which is a prov., (O,) was said by a poet, (S,) or by Ghaneeyeh, (O,) or Ghuneiyeh, (K,) El-Aarábeeyeh, to her son; for he was evil in disposition, [عازِمًا in the CK is a mistake for عَارِمًا,] very mischievous, notwithstanding his weakness, (O, K,) and slenderness of bone; (O;) and he assaulted one day a young man, who thereupon cut off his nose, and his mother took the mulct for it; so her condition became good after abasing poverty; then he assaulted another, who cut off his ear; and another, who cut off his lip; and his mother took the mulct for each; and when she saw the goodness of her condition, (O, K,) the camels and the sheep or goats and the household goods that she had acquired, (O,) she said thus: (O, K:) for from the staff (S, O, K) when it is broken (S) is made a سَاجُور [q. v.], and from this are made tent-pegs, and from the tent-peg is made an عِرَان [q. v.], and from this are made تَوَادٍ [pl. of تَوْدِيَةٌ, q. v.]. (S, O, K.) مَفْرَقٌ (S, O, K) and مَفْرِقٌ (S, O, Msb, K) The middle of the head; (S, O, K;) the place where the hair of the head is separated: (S, O, Msb, K:) pl. مَفَارِقُ; which is used also in the sense of the sing., as though the sing. applied to every part thereof: (S, O:) one says, شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ [meaning The place (lit. places) of the separation of the hair of his head became white, or hoary]. (Mgh voce ذَكَرٌ.) [See also فَرْقٌ.] b2: Also The place, of a road, where another road branches off: (S, O, Msb, K:) both words are used in this sense likewise: (S, O, K: *) pl. as above. (K.) b3: And [hence] one says, وَقَفْتُهُ عَلَى مَفَارِقِ الحَدِيثِ (tropical:) [I made him to know] the modes, or manners, [of the narrative, or discourse,] or the manifest, plain, or obvious, modes or manners [thereof]. (TA.) مُفْرِقٌ A she-camel whose young one has become separated from her, (S, O, K, TA,) as some say, (TA,) by death: (S, O, K, TA:) pl. ↓ مَفَارِيقٌ. (TA. [Thus in my original, not مَفَارِقُ.]) b2: and A she-camel that tarries two years, or three, without conceiving. (TA.) b3: And A she-camel having a return of some of her milk. (TA.) b4: And Anyone recovering from his disease. (Lh, TA.) b5: And Deviating from the right way or course, or from that which is right. (TA.) b6: And مُفْرِقُ الجِسْمِ, (thus accord. to the K, there said to be like مُحْسِنٌ,) or الجِسْمِ ↓ مُفَرَّقُ, (thus in the O,) A man (O) having little flesh: or fat, or plump: (O, K:) two contr. meanings. (K.) مُفَرَّقُ: see what next precedes.

مُفَرِّقُ [The disperser of the camels or cattle;] the [small, stinking beast called] ظَرِبَانِ; because when it emits a noiseless wind from the anus among the cattle, they disperse themselves. (S, O, K.) مَفَارِيقُ: see مُفْرِقٌ: b2: and فَارِقٌ, latter half.

مُنْفَرَقٌ is a n. of place, as well as an inf. n. [of اِنْفَرَقَ]: (O, K:) and is used by Ru-beh as meaning A place where a road divides. (O.)
فرق
فرَق بيْنَهُما أَي: الشيئيْن، كَمَا فِي الصِّحاح، رجُلين كَانَا أَو كَلامَين، وَقيل: بل مُطَاوع الأول التّفرُّق، ومُطاوع الثَّانِي الافْتِراق، كَمَا سَيَأْتِي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً، بالضّمِّ: فصَل. وَقَالَ الأصبهانيّ: الفَرْق يُقارِب الفَلْق، لَكِن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق، والفَرْق يُقال باعْتِبار الانْفِصال، ثمَّ الفَرْقُ بينَ الشَّيْئَيْنِ سَواءٌ كَانَ بِمَا يُدرِكُه البَصَر، أَو بِمَا تُدرِكُه البَصيرة، ولِكُلٍّ مِنْهُمَا أَمْثِلَة يَأْتِي ذكرُها. قَالَ: والفُرْقانُ أبلَغُ من الفَرْقِ لأنّه يُستَعْمَلُ فِي الفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل، والحُجّة والشُبْهة، كَمَا سَيَأْتِي بيانُها. وظاهرُ المُصنِّف كالجوهري والصاغانيّ الاقتِصار فِيهِ على أنّه من حدِّ نصَر. ونقلَ صاحبُ المِصباح فرَقَ كضَرَب، قَالَ: وَبِه قُرِئَ:) فافْرِقْ بيْنَنا وبيْن القوْمِ الفاسِقين (قُلت: وَهَذِه قد ذكَرها اللِّحْياني نَقْلاً عَن عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ اللّيْثيّ أنّه قَرَأَ فافْرِق بيْننا بكسرِ الرّاء. وقولُه تَعالَى:) فِيهَا يُفْرَق كُلُّ أمْرٍ حَكِيم (. قَالَ قَتادةُ أَي: يُقْضَى وَقيل: أَي يُفصَلُ، ونقَلَه اللّيْثُ. وقولُه تَعالَى:) وقُرآناً فَرَقْناه (أَي: فصّلْناه وأحْكَمْناه وبيّنّا فِيهِ الأحكامَ، هَذَا على قِراءَةِ من خفّف. وَمن شدّد قَالَ: معناهُ أنزلْناه مُفرَّقاً فِي أيّامٍ، ورُوِي عَن ابنِ عبّاس بالوَجْهين. وقولُه تَعَالَى) وَإِذ فَرَقْنا بكُم البَحْر (أَي: فلَقْناه. وَقد تقدّم الفَرْق بَين الفَلْق والفَرْق. وَقَوله تَعالى) فالفارِقاتِ فَرْقاً (قَالَ الفرّاءُ: هم المَلائِكةُ تَنْزِلُ بالفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل وَقَالَ ثعلبٌ: تُزَيِّلُ بَين الحلالِ والحَرام. وَفِي المُفردات: الذينَ يَفصِلون بيْن الأشياءِ حسَب مَا أمَرَهُم الله تَعَالَى. والفَرْقُ: الطّريقُ فِي شَعَرِ الرّأس. وَمِنْه الحديثُ عَن عائِشةَ رضيَ الله عَنْهَا: كُنتُ إِذا أردْتُ أَن أفْرُِقَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم صدَمْتُ الفَرْق على يافوخِه، وأرْسَلْتُ ناصِيَته بَين عيْنَيه. وَقد فَرَق الشّعرَ بالمُشْطِ يَفرُِقُه من حَدّي نصَر وضَرَب فرْقاً: سرّحه.
ويُقال: الفَرْقُ من الرّأس: مَا بينَ الجَبين الى الدّائرةِ. قَالَ أَبُو ذؤيْب:
(ومَتْلَفٍ مثلِ فرْقِ الرّأْسِ تخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فيحُ)

شبّهه بفَرْقِ الرأسِ فِي ضيقِه ومَفْرَقه. ومَفْرِقُه كَذَلِك: وسْط رأْسه. والفَرْق: طائِرٌ وَلم يذكُره أَبُو حاتِم فِي كِتابِ الطّير. والفَرْق: الكَتّان. وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(وأعلاطُ النّجومِ مُعَلَّقاتٌ ... كحبْلِ الفَرْقِ ليسَ لَهُ انتِصابُ)
والفَرْقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالمَدينة، اختُلِف فِيهِ. فَقيل: يَسَعُ ستّة عَشَر مُدّاً، وَذَلِكَ ثَلاثَة آصُعٍ. وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: كنتُ أغْتَسِلُ من إناءٍ يُقَال لَهُ الفَرْق. قَالَ الأزهريّ: يقولُه المحدِّثون بالتّسكين ويُحَرَّك، وَهُوَ كلامُ العَرَب، أَو هوَ أفصَحُ. قَالَ ذَلِك أَحْمد بنُ يحيى، وخالِدُ بنُ يَزيدَ أَو يَسَع سِتّةَ عشَر رِطْلاً وَهِي اثْنا عشَر مُدّاً وَثَلَاثَة آصُعٍ عِنْد أهلِ الحِجاز، نقَلَه ابنُ الْأَثِير، وَهُوَ قولُ أبي الهَيْثم. أَو هُوَ أرْبَعة أرْباعٍ وَهُوَ قولُ أبي حاتِم. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وقيلَ: الفَرَق: خمْسةُ أقْساط، والقِسْطُ: نِصفُ صاعٍ. فَأَما الفَرْق بالسّكون فمائَة وعِشْرون رِطْلاً. وَمِنْه الحَدِيث: مَا أسْكَرَ مِنْهُ الفَرْقُ فالحَسْوَةُ مِنْهُ حَرامٌ. وَقَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْر:
(يأْخُذونَ الأرْشَ فِي إخْوَتِهم ... فَرَقَ السّمْنِ وشَاة فِي الغَنَمْ)
ج: فُرْقانٌ، وَهُوَ قدْ يكون للسّاكنِ والمتحرِّك جَميعاً كبُطْنانٍ وبَطْن، وحُمْلان وحَمَل. وأنشَدَ أَبُو زيْد: تَرفِدُ بعدَ الصّفِّ فِي فُرْقان كَمَا فِي الصِّحَاح. وسِياقُ المُصَنّف يقتَضي أَنه جمْع للسّاكِن فَقَط، وَفِيه قُصور، وَقد تقدّم معْنى الصّفِّ فِي موضِعِه. والفاروقُ: مَا فَرَق بَين الشّيئَيْن. ورجلٌ فاروقٌ: يُفرِّقُ بَين الحَقِّ والباطِل.
والفاروقُ: اسمُ سيّدِنا أميرِ الْمُؤمنِينَ ثَانِي الخُلَفاءِ عُمَر بن الخطّاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لأنّه فرَقَ بيْن الحقّ والباطِل. وَقَالَ إبراهيمُ الحَرْبيّ: لِأَنَّهُ فَرَق بِهِ بَين الحقِّ وَالْبَاطِل. وأنشدَ لعُويْفِ القَوافِي: يَا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقّى وَفْقَه سُمِّيت بالفاروق فافرُق فرْقَه أَو لأنّه أظهَر الإسلامَ بمكّةَ، ففَرَق بيْن الْإِيمَان والكُفْر قَالَه ابنُ دريدٍ. وَقَالَ الليْثُ: لِأَنَّهُ ضرَبَ بِالْحَقِّ على لسانِه فِي حديثٍ طَوِيل ذكَره، فِيهِ أَن الله تعالَى سمّاه الفاروقَ، وَقيل: جِبْريلُ عَلَيْهِ السّلامُ، وَهَذَا يومِئُ إِلَيْهِ كلامُ الكشّافِ، أَو النّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، وصحّحوه، أَو أهلُ الكِتاب. قَالَ شيخُنا: وَقد يُقال: لَا مُنافاةَ. وَقَالَ الفَرَزْدَق يمدَحُ عُمَر بنَ عبدِ العَزيز:)
(أشْبَهْتَ من عُمَر الفاروقِ سيرَتَه ... فاقَ البَريّةَ وائْتَمّتع بِهِ الأُمَمُ)
وَقَالَ عُتبةُ بنُ شمّاس يمدَحُه أَيْضا:
(إنّ أوْلَى بالحَقِّ فِي كلِّ حَقٍّ ... ثمَّ أحْرَى بِأَن يكون حَقيقا)

(مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزيز بنُ مَرْوا ... نَ، ومَنْ كَانَ جدُّه الفارُوقا)
والتِّرْياقُ الفاروقُ. وَفِي العُباب: تِرْياقُ فاروق: أحمَدُ التّرايِيق وأجَلّ المُرَكّباتِ لأنّه يَفْرِقُ بَين المَرَض والصّحّة وَقد مرّ تركيبُه فِي ت ر ق والعامة تَقول: تِرْياقٌ فاروقيّ. وفَرِق الرجلُ مِنْهُ كفَرِح: جَزِع، وحَكَى سيبَويه. فرِقَه، على حذْفِ من قَالَ حِين مثّل نصْبَ قولِهم: أَو فَرَقاً خيْراً من حُبٍّ، أَي: أَو أفرَقَك فَرَقاً. وفَرِقَ عَلَيْهِ: فَزِع وأشفَقَ، هَذِه عَن اللِّحْيانيّ. ورجُلٌ وامرأةٌ فاروقةٌ وفروقةٌ. قَالَ ابنُ دُريد: رجلٌ فَروقة، وَكَذَلِكَ المَرْأَةُ أُخْرِجَ مخرَجَ عَلاّمةٍ ونَسّابةٍ وبَصيرة، وَمَا أشْبَهَ ذَلِك، وأنْشَد: وَلَقَد حَلَلْتُوكُنتُ جِدَّ فَروقَة بَلَداً يَمُرُّ بِهِ الشُجاعُ فيَفْزَعُ قَالَ: وَلَا جمعَ للفَروقَةِ. وَفِي المَثَل: رُبَّ فَروقة يُدْعَى لَيْثاً، ورُبَّ عجَلَةٍ تهَبُ رَيْثا، ورُبَّ غيْث لم يكن غيْثا، فِي المُحيط، قالَه مالكُ بنُ عَمْرو بن مُحَلِّم، حِين شامَ ليثٌ أَخُوهُ الغَيثَ فهَمّ بانْتِجاعِه، فَقَالَ مَالك: لَا تَفْعَلْ، فإنّي أخْشى عليكَ بعضَ مقانِبِ العَرب، فَعَصَاهُ، وَسَار بأهْلِه، فَلم يَلْبَثْ يَسيرا حَتَّى جاءَ وَقد أُخِذَ أهْلُه. ويُشَدَّد أَي: الْأَخِيرَة، وَهَذِه عَن ابنِ عبّاد، ونَقَله صاحبُ اللّسان أَيْضا. أَو رجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف، ونَدُسٍ، وصَبور، ومَلولَة، وفرّوج، وفاروق، وفاروقَة: فَزِعٌ شَديدُ الفَزَع، الهاءُ فِي كلِّ ذلِك لَيست لتأنيثِ المَوصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، إنّما هِيَ إشْعارٌ بِمَا أُريدَ من تأْنيثِ الغايَةِ والمُبالَغَة. أَو رَجُلٌ فَرُقٌ، كَنَدُس: إِذا كَانَ الفَرَقُ مِنْهُ جِبِلّةً وطَبْعاً. ورجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف: إِذا فَزِعَ من الشّيْء. وَقَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُ رجُلٍ فَروقة للكَثير الفَزَع قولُ الشاعِر:
(بعَثْتَ غُلاماً من قُرَيْش فَروقةً ... وتترُك ذَا الرأْي الأصيلِ المُهَلَّبا)
قَالَ وشاهدُ امْرَأَة فَروق قولُ حُمَيْدِ بنِ ثوْر:
(رأَتْني مُجَلّيها فصَدّتْ مَخافَةً ... وَفِي الخيلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَروقُ)
والمَفْرِقُ كمَقْعَد ومجْلِس: وسَطُ الرّأْسِ، وَهُوَ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعر. يُقال: الشّيْبُ فِي مَفرِقِه وفَرْقِه. ورأيتُ وَبيصَ المِسْكِ فِي مَفارِقِهم. والمَفْرَقُ من الطّريق: المَوْضِعُ الَّذِي يتشعّبُ مِنْهُ)
طريقٌ آخَر يُرْوَى أَيْضا بالوَجْهَيْن بفَتْح الرّاءِ وبكَسْرِها ج: مَفارِقُ. وقولُهم للمَفْرِق مَفارِق كأنّهم جعَلوا كلَّ موضِع مِنْهُ مَفْرِقاً فجمَعوه على ذَلِك. ومِنْ ذلِك حديثُ عائِشَةَ رضيَ الله عَنْهَا: كأنّي أنْظُر الى وَبيصِ الطِّيبِ فِي مَفارِقِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم وَهُوَ مُحرِمٌ. وَقَالَ كعْبُ بنُ زُهَيْر رَضِي الله عَنهُ: نَفَى شعَرَ الرّأْسِ القَديمَ حوالِقُهْ ولاحَ بشَيْبٍ فِي السّوادِ مَفارِقُهْ وَمن المَجاز قَوْلهم: وقّفْتُه على مَفارِقِ الحَديثِ أَي على وُجوهِه الْوَاضِحَة. وفَرَقَ لَهُ الطّريقُ فُروقاً بالضّمِّ، أَي: اتّجَه لَهُ طَريقان كَذَا فِي العُبابِ والصّحاح واللّسان، أَو اتّجَه لَهُ أمْر فعَرَفَ وجْهَه. وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاس: فرَقَ لي رأيٌ أَي بَدا وظَهَر. وفرَقت النّاقَةُ، أَو الأتانُ تفرُق فُروقاً بالضمِّ: أخذَها المَخاضُ، فندّتْ أَي ذهبَت نادّةً فِي الأرْضِ، فهِي فارِقٌ كَمَا فِي الصّحاح، وفارِقَةٌ أَيْضا كَمَا فِي المُفْردات. وَقيل: الفارِقُ من الْإِبِل: الَّتِي تُفارِق إلْفَها فتنتج وَحْدَها. وأنشدَ الأصْمَعي لعُمارةَ بنِ طارِقٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَكَذَا أنشدَه الرِّياشيّ لَهُ، وَقَالَ الزّياديّ هُوَ عُمارةُ بنُ أرْطاةَ: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غرْبِ طارِقِ ومَنْجَنونٍ كالأتانِ الفارِقِ من أثْلِ ذاتِ العَرْضِ والمَضايقِ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الفارِقُ من الإبِل: الَّتِي تشْتَدُّ ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شِدّةِ مَا يَمرّ بهَا من الوَجَع. ج: فوارقُ، وفُرَّق كرُكَّع، وفُرُق، مِثْل: كُتُب، وتُشَبَّه بهذهِ ونصّ الجوهَري: ورُبّما شبّهوا السحابَة المُنْفَرِدة عَن السّحابِ بِهَذِهِ النّاقة، فَيُقَال: فارِقٌ. وأنشَد الصّاغانيُّ لِذي الرُمّة يصِف غزالاً:
(أَو مُزْنةٌ فارِقٌ يجْلو غوارِبَها ... تبوُّجُ البَرْقِ والظلماءُ عُلجومُ)
والجمْع كالجَمْع. وَقَالَ غيرُه: الفارِقُ: هِيَ السّحابةُ المُنفَردة لَا تُخْلِفُ وربّما كَانَ قَبْلَها رَعْدٌ وبَرْقٌ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: سحابَةٌ فارِقٌ: مُنْقَطِعَة من مُعظَمِ السّحاب، تُشبَّهُ بالفارِقِ من الإبِل. قَالَ عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف سَحاباً:
(لَهُ فُرَّقٌ مِنْهُ يُنَتَّجْنَ حولَه ... يُفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِماثِ السّوابِيا)

قَالَ الجوهَريّ: فجعَل لَهُ سَوابيَ كسَوابي الإبِل اتِّساعاً فِي الكَلام. والفَرَق، مُحَرَّكة: الصُّبْحُ نفْسُه، أَو فَلَقُه. قَالَ الشاعرُ ذُو الرُمّة:
(حَتَّى إِذا انْشَقّ عَن إنسانِه فَرَقٌ ... هادِيه فِي أُخرَياتِ اللّيْلِ مُنْتَصِبُ)
ويُرْوَى فَلَق: ويُرْوَى: عنْ أنْسائِه. وقيلَ: الفَرَقُ: هُوَ مَا انْفَلَق من عَمودِ الصُبْح، لأنّه فارقَ سَوادَ اللّيل. وَقد انْفَرقَ، وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبْيَنُ منْ فَرَقِ الصُبحِ، لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُبْحِ.والفَرْقاءُ: الشّاةُ البَعيدَةُ مَا بيْن الطُّبْيَيْن، عَن اللّيْثِ. وفارِقِينُ: أشهر بَلْدة بدِيار بكْر، سُمِّيت بمَيّا بنت أُدٍّ لأنّها بَنَتْها، قَالَ كُثَيِّر:
(فَإِن لاّ تَكُن بالشّامِ دَاري مُقيمةً ... فإنّ بأجْنادينَ منّي ومَسْكِنِ)

(مَشاهِدَ لم يعْفُ التّنائِي قَديمَها ... وأخْرى بمَيّافارِقينَ فمَوْزَنِ)
وَقَالَ ابنُ عبّاد: فارِقين: اسمُ مَدينة. ويُقال: هَذِه فارِقون، ودخَلْتُ فارِقينَ على هَجائِنَ. وسيُذكَر فِي م ي ي. والأفْراقُ: ع مِن أموالِ المَدينة على ساكنِهاأفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَالَ ياقوت:)
وضَبَطه بعضُهم بكَسْرِ الهَمْزة. وفُرَيْقات، كجُهَيْنات: ع بعَقيقِها نقَله الصاغانيّ. قَالَ: وفُرَيْق، كزُبَيْر: مَوضِع بتِهامة، أَو جبل. قَالَ غيرُه: وفُرَيِّق كصُغَيِّر أَي بالتّصْغير مشدّداً: فَلاةٌ قُرْبَ البَحْرَيْن. وفُروقٌ، بالضّم. وَفِي التّهذيب: الفُروق: ع بدِيار بَني سعْد. قَالَ: أنشَدَني رجُلٌ مِنْهُم، وَهُوَ أَبُو صَبْرةَ السّعْديّ: لَا بارَكَ اللهُ علَى الفُروقِ وَلَا سَقاها صائبُ البُروقِ ومَفْروقٌ: اسْم جبَلٍ، قَالَ رؤبة: ورَعْنُ مَفْروقٍ تَسامَى أُرَمُهْ ومَفْروقٌ: أَبُو عبْدِ المَسيحِ، وَفِي اللّسان: مفْروقٌ: لقَبُ النّعمانِ بنِ عَمْرو، وَهُوَ أَيْضا اسمٌ.
وفَروق كصَبور: عَقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد، بَين هَجَرَ ومَهبِّ الشَّمال. وفَروقُ: لقَبُ قُسْطَنطينية دارِ مَلِك الرّومِ. والفَروقُ: ع آخَرُ فِي قوْل عَنتَرة:
(وَنحن منَعْنا بالفَروقِ نساءَكم ... نُطَرِّفُ عَنْهَا مُبْسِلاتٍ غَواشِيا)
وَقَالَ ذُو الرُمّة أَيْضا:
(كأنّها أخْدَريٌّ بالفَروقِ لَهُ ... على جواذِبَ كالأدْراكِ تغْريدُ)
وَقَالَ شمر: بلَغَني أنّ الفَروقَةَ بهاءٍ: الحُرْمَةُ، وَأنْشد: مازالَ عَنهُ حُمْقُه وموقُهْ واللّؤْمُ حتّى انتُهِكَت فَروقُهْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد عَن الْأمَوِي: الفَروقَة: شحْم الكُلْيَتَيْن وأنشَد:
(فبتْنا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزّةٍ ... يُضيءُ لنا شحْمُ الفَروقَةِ والكُلَى)
وأنْكَر شَمِر الفَروقَة بِهَذَا المَعْنى وَلم يعرِفْه. ويومُ الفَروقَيْن: من أيّامِهم. والفِرْقُ، بالكَسْر: القَطيعُ من الغَنَم العَظيمُ كَمَا فِي الصِّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي ذرٍّ رضِيَ الله عَنهُ وَقد سُئلَ عَن مالِه، فَقَالَ: فِرْقٌ لنا وذَوْد. وقيلَ: منَ البَقَر، أَو مِنَ الظِّباءِ، أَو مِنَ الغَنَمِ فَقَط، أَو مِنَ الغَنَمِ الضّالّة، كالفَريق كأميرٍ، والفَريقَة، كسَفينة أَو مَا دونَ المائَة من الغَنَم. وأنشدَ الجوهريُّ للرّاعي يهْجو رجُلاً من بَني نُمَيرٍ يُلَقَّبُ بالحَلال، وَكَانَ عيّره بإبِلِه، فهجاه، وعيّره بأنّه صاحِبُ غَنَم:
(وعيّرني الإبْلَ الحَلالُ وَلم يكن ... ليَجْعَلَها لابْنِ الخَبيثَةِ خالِقُهْ)
(ولكنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّه ... بفِرْقٍ يُخَشّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ)
والفِرْق: القِسْم من كلّ شيءٍ إِذا انْفَرَق، والجَمْعُ أفْراقٌ. قَالَ ابنُ جِنّي: وقِراءَة من قَرَأ) فرّقْنا بِكُمُ البَحْرَ (بتَشْديد الرّاءِ شاذّة من ذلِك، أَي: جعَلْناه فِرَقاً وأقْساماً. والفِرْقُ: الطّائِفةُ من الصِّبْيان. قَالَ أعرابيٌّ لصِبيان رآهُم: هؤلاءِ فِرْقُ سوءٍ. والفِرْقُ: قِطعةٌ من النوَى يعْلَفُ بهَا البَعير. ويُقال: فرَقَ الرجلُ: إِذا ملَكَه. هَكَذَا فِي النُسَخ. وَالَّذِي فِي العُباب. وفَرَقَ: إِذا ملَكَ الفِرْقَ من الغَنَم، وَهُوَ الصّوابُ. والفِرْقُ: الفِلْقُ من الشّيءِ: المُنْفَلِق. ونَصُّ الصِّحاح: الفِلْقُ من كُلِّ شيءٍ: إِذا انْفَلَقَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (يريدُ الفِرْق من المَاء.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الفِرْقُ: الجبَل. وأيضً الهَضْبَة. وَأَيْضًا: المَوْجَة. ويُقال: فَرِقَ الرّجلُ كفَرِح: إِذا دخَل فِيهَا وغاص. وفَرِقَ: شرِبَ بالفَرَق مُحرّكةً وَهُوَ المِكْيالُ. وسياقُ الصاغانيّ يقْتضي أنّه كنَصَر. قَالَ: وفرَقَ كنَصَر: ذَرَقَ. وأفْرَقَه إفْراقاً أذْرَقَه. وذاتُ فِرْقَيْن، أَو ذاتُ فِرْقٍ، ويُفْتَحان: هَضْبَة ببِلاد تَميم، بَين البَصْرَةِ والكوفَة، وَمِنْه قوْلُ عَبيدِ بن الأبْرَصِ:
(فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ ... فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ)
والفِرْقَةُ، بالكسْر: السِّقاءُ المُمْتَلئُ الَّذِي لَا يُستَطاعُ أَن يُمْخضَ حتّى يُفْرَقَ، أَي: يُذْرَقَ. والفِرْقة: الطّائِفة من النَّاس كَمَا فِي الصِّحاح ج: فِرَقٌ بكَسْر ففتْح: وجُمِع فِي الشّعْرِ على أفارِق بحذْفِ الْيَاء، قَالَ:
(مَا فِيهِم نازِعُ يُرْوي أفارِقَهُ ... بِذِي رِشاءٍ يُواري دَلْوَه لَجَفُ)
جج جمْع الجَمْع أفْراقٌ كعِنَب وأعْناب. وَقيل: هُوَ جمْع فِرقَة ججج ثمَّ جمع جمع الْجمع أفاريق ومثلُه: فِيقَة وفِيَق، وأفْواق وأفاوِيق. وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي اللهُ عَنهُ، قَالَ لخَيْفانَ بنِ عَرانَة: كيفَ تركْتَ أفاريقَ العرَبِ فِي ذِي اليَمَن ويجوزُ أَن تكونَ من بابِ الأباطيلِ، أَي: جمْعاً على غيرِ واحِدِه. والفَريقُ، كأميرٍ: أكثَرُ منْها وَفِي الصّحاح: منْهُم، وَفِي المُحْكَمِ مِنْهُ ج: أفْرِقاءُ، وأفْرِقَة، وفُروقٌ بالضّمِّ. قَالَ شيخُنا: كلامُ المصنِّف يدُل على أَنه يُجْمَع. وَفِي نهْرِ أبي حيّان أثْنَاء البَقَرة أَنه اسمُ جمْع لَا واحِدَ لَهُ، يُطْلَق على القَليلِ والكَثير. وَفِي حَوَاشِي عبدِ الحَكيم: أنّ الفَريق يَجيءُ بِمَعْنى الطائِفَة، وَبِمَعْنى الرّجُلِ الواحِد، انْتهى. وَفِي اللِّسان: الفِرْقَة، والفِرْقُ، والفَريقُ: الطائِفَةُ من الشيءِ المتفرِّق. وَقَالَ ابنُ بَرّي: الفَريقُ من النَّاس وغيرِهم: فِرقَةٌ مِنْهُ.
والفَريقُ: المُفارِق قَالَ جرير:)
(أتَجْمَعُ قولا بالعِراق فَريقُه ... وَمِنْه بأطلالِ الأراكِ فريقُ)
وَقَالَ الأصْبهانيّ: الفَريقُ: الجَماعة المُنفردَةُ عَن آخَرين. قَالَ الله عزّ وجلّ:) وإنّ منْهُم لَفَريقاً يَلْوونَ ألْسِنَتَهم بالكِتاب ففَريقاً كذّبْتُم وفَريقاً تَقْتُلون فَريقٌ فِي الجنّة وفَريقٌ فِي السّعير إنّه كانَ فريقٌ من عِبادي يَقُولُونَ فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ (،) وتُخْرِجون فَريقاً منْكُم من دِيارِهم (،) وإنّ فَريقاً منْهُم ليَكْتُمونَ الحَقّ (. والفُرْقان، بالضمِّ: القُرآن، لفَرْقِه بينَ الحقِّ وَالْبَاطِل، والحَلال والحَرام كالفُرْقِ بالضّم كالخُسْرِ، والخُسْران. قَالَ الراجز: ومُشركِيٍّ كافِرٍ بالفُرْقِ وكلُّ مَا فُرِقَ بِهِ بيْن الحقِّ والباطِل فَهُوَ فُرقانٌ، وَلِهَذَا قَالَ الله تَعَالَى:) ولقدْ آتيْنا موسَى وهارونَ الفُرْقان (. والفُرقان: النّصْرُ عَن ابنِ دُرَيد، وَبِه فُسِّر يومُ الفُرْقان. والفُرْقان: البُرْهان والحُجّة. والفُرْقان: الصُّبْح، أَو السَّحَر عَن أبي عمْرو. وَمِنْه قولُهم: قد سطَع الفُرْقانُ، وَهَذَا أبيضُ من الفُرقانِ. وَقَالَ صالحٌ:
(فِيهَا منازِلُها ووَكْرا جَوْزلٍ ... زَجِلِ الغِناءِ يَصيحُ بالفُرْقانِ)
وَكَانَ القُدَماءُ يُشْهِدونَ الفُرْقانَ، أَي: الصِبْيان وَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ يعيشُون ويشْهَدون. والفُرْقان: التّوْراة وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقانَ لعلّكُم تهْتَدون (. قَالَ الأزهريُّ: يجوزُ أَن يكونَ الفُرقان الكِتابَ بعَيْنِه، وَهُوَ التّوْراةُ، إلاّ أنّه أُعيدَ ذِكرُه باسمٍ غيرِ الأوّل، وعَنَى بِهِ أنّه يفرِقُ بَين الحقِّ والباطِل. وَذكره الله تَعَالَى لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي غير هَذَا الموضِع، فَقَالَ تَعالى:) وَلَقَد آتَيْنا مُوسَى وهارونَ الفُرْقانَ وضِياءً (أَرَادَ التّوراةَ، فسمّى جَلّ ثناؤُه الكِتابَ المُنزَّلَ على محمّد صلى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرْقاناً، وسمّى الكتابَ المنزَّلَ على مُوسَى صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرقاناً. والمَعْنى أَنه تَعالَى فرَقَ بكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا بيْن الحقِّ والباطِل. وقيلَ: الفُرْقان: انْفِلاقُ البَحْرِ قيلَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقان (وقولُه تَعَالَى:) يوْمَ الفُرْقان يوْمَ الْتَقَى الجَمْعان (قيل: إنّه أُريدَ بِهِ يَوْم بدْرٍ فإنّه أوّل يَوْم فُرِق فِيهِ بينَ الحقِّ والباطِلِ. وَقيل: الفُرقان ... نقلَه الأصبَهاني. والفَريقَة ككَنيسة: تمْرٌ يُطْبَخ بحُلْبَةٍ للنُّفَساءِ. وأنشدَ الجوهريّ لأبي كَبِير الهُذَليّ:
(ولَقَدْ ورَدْتُ الماءَ، لونُ جِمامِهِ ... لونُ الفَريقَة صُفِّيَتْ للمُدنَفِ)
أَو حُلْبَةٌ تُطْبَخ مَعَ الحُبوب. كالمَحْلَبِ والبُرِّ وغيرِهما، وَهُوَ طَعامٌ يُعْمَل لَهَا. وَقَالَ ابنُ خالَويْه:)
الفَريقة: حَساءٌ يُعمَل للعَليلِ المُدْنَفِ. وفَرَقَها فَرْقاً: أطْعَمَها ذلِك، كأفرَقَها إفراقاً. والفَريقَةُ: قِطعَةٌ من الغَنَم شاةٌ أَو شَاتَان، أَو ثلاثُ شِياهٍ تتفرّقُ عنْها. وَفِي كتاب لَيْسَ: عَن سائِرِها بشيءٍ يسُدّ بينَها وَبَين الغَنَم بجَبَلٍ أَو رمْلٍ أَو غير ذَلِك فتَذْهَبُ. وَفِي كتاب لَيْسَ: فتضِلّ تحتَ اللّيلِ عَن جَماعَتِها، فتلكَ المتفرِّقةُ فَريقة، وَلَا تُسمّى فَريقةً حَتَّى تضِلّ، وأنْشدَ الجوهريُّ لكُثيِّر:
(بذِفْرَى ككاهِلِ ذيخِ الخَليفِ ... أصابَ فريقَةَ ليلٍ فعاثَا)
وَفِي الحَدِيث: مَا ذِئْبانِ عادِيان أصابا فَريقَةَ غنم أضاعَها ربُّها بأفسدَ فِيهَا من حُبِّ المَرْء السّرَفَ لدِينِه. والفِراق كسَحابٍ وكِتاب: الفُرْقَة، وأكثرُ مَا تكون بالأبدانِ. وقُرِئَ قَوْله تَعَالَى:) هَذَا فَراقُ بَيْني وبيْنِك (بالفَتْح. قرأَ بهَا مُسلمُ بن بَشّار. وقولُه تَعَالَى:) وظنّ أنّه الفِراقُ (أَي: غلَب على قلْبِه أنّه حينَ مُفارَقَة الدُنْيا بِالْمَوْتِ. وإفريقِيّةُ بالكَسْر، وَإِنَّمَا أهملَه عَن الضّبْطِ لشُهْرَتِه: بلادٌ واسِعة قُبالَةَ جَزيرةِ الأندَلُس كَذَا فِي الْعباب. والصّحيحُ أَنه قُبالَة جَزِيرَة صِقِلّيّة ومُنتَهى آخرِها الى قُبالَةِ جزيرةِ الأندَلُس. والجَزيرتان فِي شَمالِيّها، فصِقِليّة منحرفةٌ الى الشّرْقِ، والأندلسُ منحرفةٌ عَنْهَا الى جهةِ الغَرْب. وسُمِّيت بإفريقِش بن أبْرَهَةَ الرّائِش. وَقيل: بإفْريقِش بنِ قيْس بن صَيْفيّ بن سَبَأ. وَقَالَ القُضاعيُّ: سُمّيتْ بفارِق بن بيصر بن حام. وقيلَ: لأنّها فرَقَت بَين مِصْر والمَغْرِب، وحَدُّه من طَرابُلُس الغربِ من جِهَة بَرْقَة الْإسْكَنْدَريَّة والى بِجايَة. وقيلَ: الى مِلْيانةَ، فتكونُ مسافةُ طولِها نَحْو شهْرين وَنصف. وَقَالَ أَبُو عبيد البَكْريّ الأندلسيّ: حدُّ طولِها من برقة شرقاً الى طَنْجَة الخضراءِ غرباً، وعرضُها من البحرِ الى الرِّمال الَّتِي فِيهَا أولُ بلادِ السّودانِ، وَهِي مُخفَّفَةُ الياءِ. وَقد جمَعَها الأحوصُ على أفاريقَ، فَقَالَ:
(أينَ ابنُ حرْبٍ ورَهْطٌ لَا أحُسُّهُمُ ... كَانُوا علَيْنا حَدِيثا من بَني الحَكَمِ)

(يجْبونَ مَا الصينُ تحوِيهِ مَقانِبُهم ... الى الأفاريقِ من فُصْحٍ وَمن عَجَمِ)
وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جملةٌ من العُلماءِ والمُحدِّثين، مِنْهُم أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمنِ بنِ زيادِ بن أنْعُمْ الإفْريقيّ قاضِيها، وَهُوَ أوّلُ مولودٍ ولِدَ فِي الْإِسْلَام بإفْريقيّةَ رَوى عَنهُ سُفيانُ الثّوريّ، وَابْن لَهيعةَ، وَقد ضُعِّفَ. وسُحْنون بن سعيد الإفْريقيّ: من أصْحابِ مالِك، وَهُوَ الَّذِي قدِمَ بمذْهَبِه الى إفْريقيّةَ، وتُوفِّيَ سنة إحْدى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ. وأفرَقَ المريضُ من مرَضِه والمَحْمومُ من حُمّاه، أَي: أقْبَلَ، نقَله الجوهَريُّ عَن الأصمعيّ. وَقَالَ الأزهريّ: وكُلُّ عَليلٍ أفاقَ من عِلّته فقد أفْرَقَ،)
أَو المَطْعون إِذا بَرئَ قيلَ: أفْرَقَ. نَقله اللّيثُ، زادَ ابنُ خالَويهِ: بسُرعةٍ. قَالَ فِي كِتابِ لَيْسَ: اعتلّ أَبُو عُمَرَ الزاهدُ لَيْلَة واحِدةً، ثمَّ أفْرَقَ، فسألْناه عَن ذلِك، فَقَالَ: عَرفَ ضَعْفي فرَفَقَ بِي. أَو لَا يكونُ الإفْراقُ إِلَّا فِيمَا لَا يُصيبُك من الأمراضِ غير مرّة واحدةٍ كالجُدَريّ والحَصْبةِ، وَمَا أشْبَههما. وَقَالَ اللّحيانيُّ: كل مُفيقٍ من مرَضِه مُفرِقٌ، فعمّ بذلك. قَالَ أعْرابيٌّ لآخر: مَا أمارُ إفراقِ الموْرودِ فَقَالَ: الرُّحَضاءُ. يَقُول: مَا عَلامة بُرْءِ المحْموم فَقَالَ: العرَق. وأفرقَتِ النّاقَةُ: رجَع إِلَيْهَا بعضُ لبَنِها فَهِيَ مُفرِقٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أفرَقَ القومُ إبلَهم: إِذا خلّوْها فِي المرْعَى والكلأ لم يُنتِجوها وَلم يُلْقِحوها. وَقَالَ غيرُه: وناقة مُفْرِق، كمُحْسِن تمْكُث سنَتَيْن أَو ثَلَاثًا لَا تَلْقَحُ. وقيلَ: هِيَ الَّتِي فارَقَها ولَدُها. وَقيل: فارقَها بمَوْت، نقلَه الجوهريّ. والجمعُ: مَفاريق. وفرّقَه تفْريقاً وتَفْرِقَةً كَمَا فِي الصِّحاح: بدّدَه. وَقَالَ الأصبهانيّ: التّفريقُ: أصلُه التّكْثيرُ. قَالَ: ويُقال ذَلِك فِي تشتيتِ الشّمْلِ والكلِمة، نَحْو:) يفَرِّقون بِهِ بيْن المرْءِ وزوْجِه (وَقَالَ عزّ وجلّ:) فرّقْت بيْن بَني إسرائيلَ ولمْ تَرْقُبْ قوْلي (. وَقَوله عزّ وجلّ:) لَا نُفَرِّقُ بيْن أحَدٍ منْهُم (وإنّما جازَ أَن يجعلَ التّفريق منْسوباً الى أحَد من حيثُ إنّ لفظَ أحد يُفيد الجمْع ويُقال: الفَرْق بينَ الفَرْقِ والتّفْريق، أنّ الفَرْق للإصلاح، والتّفْريق للإفْساد. وَقَالَ ابْن جِنّي فِي كتابِ الشّواذِّ فِي قَوْله تَعَالَى:) الَّذين فرّقوا دينَهم (أَي: فرّقوه وعَضَوْه أَعْضَاء، فخالَفوا بينَ بعضٍ وَبَعض. وقُرِئَ بالتّخفيف وَهِي قراءَة النّخَعيّ وابنِ صالِح مولَى أبي هانئٍ، وتروى أَيْضا عَن الأعمَش ويَحْيى، وتأْويلُه أنّهُم مازُوهُ عَن غيرِه من سائِرِ الأدْيان. قَالَ: وَقد يُحتَمل أَن يكون معْناه معنى القَراءَة بالتّثْقيل وذلِك أنّ فَعَل بالتّخفيفِ قد يكون فِيهَا مَعنَى التّثقيل. ووجهُ هَذَا أنّ الفِعلَ عندنَا موضوعٌ على اغْتِراقِ جِنْسِه أَلا ترى أنّ معْنى قامَ زيدٌ: كَانَ مِنْهُ القِيام، وقعَدَ: كَانَ مِنْهُ القُعود. والقيامُ كَمَا نعلم والقُعودُ جِنسان، فالفعلُ إذنْ على اغتِراقِ جنسِه، يدُلُّ على ذَلِك عملُه عندَنا فِي جَمِيع أجزاءِ ذلِك الجِنْسِ من مُفردِه ومُثنّاه ومجموعِه ونَكِرته ومَعرِفته، وَمَا كَانَ فِي معْناه، ثمَّ ذَكَر كلَاما طَويلا وَقَالَ: وذه اواضح مُتناهٍ فِي البَيان. وَإِذا كَانَ كَذَلِك عُلِم مِنْهُ وَبِه أنّ جَميعَ الأفعالِ ماضيها وحاضِرها ومُتَلَقّاها مجَاز لَا حَقِيقَة، أَلا تراك تَقول: قُمتُ قومةً، وقمتُ عَليّ مَا مضَى دالٌّ على الجنْس فوضْعُك القَوْمَة الواحِدَةَ مَوضِع جِنْسِ القيامِ، وَهُوَ فِيمَا مضَى، وَفِيمَا هُوَ حاضِرٌ، وَفِيمَا هُوَ مَلَقًّى مُستَقْبَل من أذْهبِ شَيْء فِي كَونه مَجازاً، ثمَّ قَالَ بعدَ كَلَام: وَهَذَا موضِعٌ يسمَعُه النَّاس منّي، ويتَناقَلونه دائِماً عني، فيُكْبِرونه)
ويُكْثِرون العَجَب بِهِ، فَإِذا أوضحتُه لمَنْ يسألُ عَنهُ استَحَى، وَكَانَ يستغفِرُ الله لاستيحاشِه كَانَ مني. ويُقال: أخذَ حقَّه مِنْهُويُقال: هُوَ مُفرِق الجِسْم، كمُحْسِن. وسِياقُ الصاغانيّ يقتَضي أَنه كمُعَظّم، أَي: قَليلُ اللّحْمِ، أَو سَمينٌ، وَهُوَ ضِدٌّ. وتفرّق القومُ تفَرُّقاً، وتِفِرّاقاً بكسرتين. ونَصُّ اللِّحْيانيّ فِي النّوادِر تفْريقاً: ضدّ تجمَّعَ، كافْتَرَق، وانْفَرَق، وكلُّ من الثّلاثةِ مُطاوع فرَّقتُه تَفريقاً. وَمِنْهُم من يجْعَلُ التّفرُّق للأبْدانِ، والافْتِراق فِي الكَلام. يُقال: فرّقتُ بَين الكَلامين، فافْتَرقا. وفرّقْت بَين الرّجُلَيْنِ فتفرَّقا. وَفِي حَدِيث الزّكاة: لَا يُفرَّق بَين مُجْتَمِع، وَلَا يُجمَع بَين مُتفَرِّق وَفِي حَدِيث آخر: البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا)
لم يتفرَّقا، واختُلِفَ فِيهِ فَقيل: بالأبْدانِ، وَبِه قَالَ الشافعيُّ وأحمدُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة ومالكٌ وغيرُهما: إِذا تعاقَدا صحّ البيْعُ وَإِن لم يفْتَرِقا. وظاهرُ الحَدِيث يشْهَدُ للقَوْل الأوّل. ويُقال: تفرّقَت بهم الطُّرُق، أَي: ذهَبَ كُلٌّ مِنْهُم الى مذْهَبٍ. وَقَالَ مُتَمِّم بنُ نُوَيرةَ رضيَ الله عَنهُ يرْثي أَخَاهُ مالِكاً:
(فلمّا تفَرَّقْنا كأنّي ومالِكاً ... لطولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعا)
وانْفَرَق: انْفَصَل، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فانْفَلَقَ فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (. والمُنْفَرَقُ يكون موضِعاً، وَيكون مصْدَراً. قَالَ رؤبَة يصِفُ الحُمُر: ترْمي بأيدِيها ثَنايا المُنْفَرَقْ أَي: حَيْثُ ينْفَرِقُ الطّريقُ، ويُرْوى: المُنْفَهَقْ. والتّركيبُ يدُلُّ على تميّزٍ وتزيُّلٍ بَين شَيْئَيْن، وَقد شذّ عَن هَذَا التَّرْكِيب الفَرَقُ للمِكْيال، والفَريقة للنُّفَساءِ، والفَروقَةُ للشّحْم، والفُروق: موضِعٌ. وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: الفُرْقَة بالضّمِّ: مصْدَرُ الافْتِراقِ. وَهُوَ اسمٌ يوضَعُ موضِعَ المصْدَرِ الْحَقِيقِيّ من الافْتِراقِ. وفارَقَ الشيءَ مُفارَقةً: بايَنَهُ، والاسمُ: الفُرْقة. وتَفارَقَ القوْمُ: فارَقَ بعضُهم بَعْضًا. وفارَقَ فلانٌ امرأتَه، مُفارَقَةً، وفِراقاً: بايَنَها. وَهُوَ أسرَعُ من فَريقِ الخيْلِ لسابِقِها، فَعيلٌ بِمَعْنى مُفاعِل لأنّه إِذا سبَقها فارَقَها. ونِيّةٌ فَريقٌ: مُفرِّقَةٌ، قَالَ:
(أحقّاً أنّ جِيرَتَنا اسْتَقَلّوا ... فنيّتُنا ونيّتُهم فَريقُ)
قَالَ سيبَوَيْه: قَالَ: فريقٌ، كَمَا يُقَال للْجَمَاعَة: صَديق. وفرّق رأسَه بالمُشْطِ تفْريقاً: سرّحَه. وَفِي صفَته صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: إِن انفَرقَتْ عَقيقَتُه فرَق، وَإِلَّا فَلَا يبلُغُ شعْرُه شَحمةَ أُذُنِه إِذا هُوَ وفّره أَرَادَ أنّه كَانَ لَا يُفرِّقُ شعرَه إِلَّا أَن ينفَرِقَ هُوَ، وَهَكَذَا كَانَ فِي أولِ الأمرِ ثمَّ فَرَق. ويُقال للماشِطَةِ تمشُط كَذَا وَكَذَا فَرْقاً، أَي: كَذَا وَكَذَا ضَرْباً. وفَرَقَ لَهُ عَن الشّيْء: بيّنه لَهُ، عَن ابنِ جِنّي. وجَمْع الفَرَق من اللّحْية، مُحرَّكة: أفْراقٌ. قَالَ الراجز: يَنفُض عُثْنوناً كثيرَ الأفْراقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمِثْلِ الدِّرْياقْ والأفْرَقُ: البَعيدُ مَا بينَ الألْيَتَيْن. وتَيْسٌ أفرقُ: بَعيدُ مَا بَين قَرنَيْه، وَهَذِه عَن ابنِ خالَوَيْه.
والمَفْروقان من الأسْباب: هما اللّذانِ يقوم كُلُّ واحدٍ منهُما بنَفْسِه، أَي: يكونُ حرْفٌ مُتحرِّكٌ وحرْفٌ سَاكن، ويتْلوه حرفٌ متحرّك نَحْو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلن، وعِيلُن من مَفاعيلن. وانْفَرَقَ)
الفَجْرُ: انفَلَق. والفُرّاق، كرُمّان: جمعُ فارِقٍ، للنّاقَةِ تشتدّ، ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شدّةِ مَا يَمُرّ بهَا من الوَجَع. قَالَ الْأَعْشَى:
(أخْرَجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ ... قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرَّاقُ)
وأفرقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلّها وأضاعَها. وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: أفْرَقَ زيدٌ: ضاعَتْ قِطعةٌ من غَنَمه.
وحَكَى اللّحْيانيّ: فرَقْتُ الصّبيّ: إِذا رُعْتَه وأفزَعْتَه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراها فرّقْتُ بتشديدِ الراءِ لأنّ مثل هَذَا يَأْتِي على فعّلْتُ كثيرا، كقولِك فزّعْت، وروّعتُ، وخوّفْتُ. وفارَقَني، ففَرَقْتُه أفْرُقه: كُنتُ أشدَّ فَرَقاً مِنْهُ، هَذِه عَن اللّحياني، حكاهُ عَن الكِسائيّ. وأفْرَقَ الرّجُل، والطائرُ، والسّبُعُ، والثّعلبُ: سَلَح، أنْشَدَ اللّحيانيُّ:
(أَلا تِلْكَ الثّعالبُ قد تَوالتْ ... عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا)

(لتأْكُلَني فمَرَّ لهُنّ لَحْمي ... فأفْرَقَ من حِذارِي أَو أتاعا)
قَالَ: ويُروى فأذْرَق. والمُفْرِقُ، كمُحْسِن: الغاوي، على التّشْبيه بذلك، أَو لأنّه فارَق الرُّشْدَ، والأولُ أصحُّ. قَالَ رؤبَة: حتّى انْتَهى شيطانُ كُلِّ مفْرِقِ ويفجمَع الفَرَق للمِكْيال على أفرُقٍ، كجَبَلٍ وأجْبُل. وَمِنْه الحَدِيث: فِي كلِّ عَشْرَةِ أفرُقِ عسَلٍ فرَقٌ. والفُرْقُ، بالضّمِّ: إناءٌ يُكْتالُ بِهِ. والفُرْقان: قدَحان مُفْتَرِقان. وفُرْقان من طَيْرٍ صوافَّ، أَي: قطْعَتان. وفارَقْتُ فلَانا من حِسابي علَى كَذَا وَكَذَا: إِذا قطعْتَ الأمرَ بينَك وبينَه على أَمر وقَع عَلَيْهِ اتَّفاقُكُما. وكذلِك صادَرْتُه على كَذا وكَذا. وفرسٌ فَروقٌ: أفْرقُ، عَن الصاغانيّ.
والفَريقُ: النخْلَةُ يكونُ فِيهَا أُخْرى، عَن أبي حَنيفَة وَأبي عَمْرو. وَمن أسمائِه صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكُتُبِ السالِفة فارِقْ ليطا، أَي يفرُقُ بينَ الحقِّ والباطِلِ. ونقلَ الشِّهابُ أحمدُ بن إِدْرِيس القَرافِيُّ فِي كتابٍ لَهُ فِي الرّدِّ على اليَهودِ والنَّصارَى مَا نصُّه فِي إنْجيلِ يوحَنّا: قَالَ يَسوعُ المسيحُ عَلَيْهِ السَّلَام فِي الفصْلِ الخامِس عشَر: إِن الفارِقْلِيط روحُ الحَقِّ الَّذِي يُرْسِلُه أَي: هُوَ الَّذِي يُعلِّمكم كُلَّ شيءٍ، والفارِقْلِيط عندَهُم الحَمّاد، وَقيل: الحامِد. وجُمهورُهم أنّه المُخَلِّصُ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأفرقَ الرّجُلُ: صارَت غَنَمُه فريقَةً، نقلَه ابنُ خالَوَيْه. وجمَلٌ أفْرَقُ: ذُو سَنامَيْنِ. ونوقٌ مَفاريقُ، أَي: فَوارِق. وطَريقٌ أفْرَقُ: بَيِّنٌ. وضمّ تفاريقَ مَتاعِه، أَي: مَا تفرّقَ.
ويُقال: سَبيلٌ أفرقُ، كأنّه الفَرَق. وبانَتْ فِي قَذالِه فُروقٌ من الشّيْبِ، أَي: أوضاحٌ مِنْهُ.)
والفاروق: لقَبُ جَبَلَةَ بنِ أساف بنِ كلْبٍ، كَذَا فِي الأنْسابِ لأبي عُبَيدٍ. ومَيّافارِقين: سيأْتي فِي ميي.
(فرق)
بَين الشَّيْئَيْنِ فرقا وفرقانا فصل وميز أَحدهمَا من الآخر وَبَين الْخُصُوم حكم وَفصل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين} وَبَين المتشابهين بَين أوجه الْخلاف بَينهمَا وَله عَن الْأَمر كشفه وَبَينه وَله الطَّرِيق أَو الرَّأْي استبان وَالشَّيْء قسمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذ فرقنا بكم الْبَحْر} وَالله الْكتاب فَصله وَبَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقرآنا فرقناه لتقرأه على النَّاس على مكث} وَفُلَانًا كَانَ أَشد فرقا مِنْهُ وَالصَّبِيّ راعه وأفزعه

(فرق) فرقا جزع وَاشْتَدَّ خَوفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَكنهُمْ قوم يفرقون} وَيُقَال فرق مِنْهُ وَعَلِيهِ أشْفق فَهُوَ فرق وَفُلَان دخل فِي الْفرق وخاض فِيهِ وَكَانَت ناصيته أَو لحيته مفروقة وتباعد مَا بَين أَسْنَانه خلقَة وَيُقَال فرقت الْأَسْنَان وَالدَّابَّة ارْتَفَعت إِحْدَى حرقفتيها وانخفضت الْأُخْرَى وَالْبَعِير بعد مَا بَين منسميه والتيس بعد مَا بَين قرنيه أَو خصيتيه وَالْفرس كَانَ ذَا خصبة وَاحِدَة والديك كَانَ ذَا عرفين لانفراج بَينهمَا وَيُقَال فرق عرف الديك انْشَقَّ خلقَة فَهُوَ أفرق وَهِي فرقاء (ج) فرق

ميد

ميد: {أن تميد}: تحرك وتميل.
ميد
المَيْدُ: اضطرابُ الشيء العظيم كاضطراب الأرض. قال تعالى: أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ
[النحل/ 15] ، أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ [الأنبياء/ 31] . ومَادَتِ الأغصان تميد، وقيل المَيَدانُ في قول الشاعر:
نعيما ومَيَدَاناً من العيش أخضرا
وقيل: هو الممتدُّ من العيش، وميَدان الدَّابة منه، والمائدَةُ: الطَّبَق الذي عليه الطّعام، ويقال لكلّ واحدة منها [مائدة] ، ويقال: مَادَنِي يَمِيدُنِي، أي: أَطْعَمِني، وقيل: يُعَشِّينى، وقوله تعالى: أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ [المائدة/ 114] قيل: استدعوا طعاما، وقيل:
استدعوا علما، وسمّاه مائدة من حيث إنّ العلم غذاء القلوب كما أنّ الطّعام غذاء الأبدان.
(ميد) يُقَال فعلته ميد ذَلِك من أَجله وميد لُغَة فِي بيد وَفِي الحَدِيث (أَنا أفْصح الْعَرَب ميد أَنِّي من قُرَيْش)
(م ي د) : (مَادَ مَيْدًا) مَالَ وَمِنْهُ حَدِيثُ تُبَيْعٍ الْمَائِدُ فِيهِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ أَيْ مَنْ غَزَا فِي الْبَحْرِ وَمَادَتْ بِهِ السَّفِينَةُ مِنْ جَانِبٍ إلَى جَانِبٍ كَالشَّهِيدِ الَّذِي تَلَطَّخَ بِالدَّمِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى.
(ميد) - في حديث أُمِّ حَرَامٍ: "المَائِدُ في البَحْرِ الذي يُصِيبُه القَئُ له أَجْرُ شَهِيدٍ"
المائِدُ: الذي يُدَار بِرأْسِهِ مِن رِيح البَحْرِ، أَو مِن تَحرُّكِ السَّفينَةِ.
وقد مادَ يَميدُ: مَالَ. وغُصْنٌ مَيَّادٌ: يَتَثنَّى وَيتَأوَّدُ، مِن قَوله تَعالَى: {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ}
م ي د

غصن مائد: ماثل، وماد يميد ميداناً.

ومن المجاز: مادت المرأة وماست وتميدت وتميّست. ومادت به الأرض: دارت. ورجل مائد: يدار به. والمطعون يميد في الرمح. وماد أهله: نعشهم، وامتادوه فمادهم. قال:

يا خيرنا نفساً وخيراً والداً ... وكنت للسوّدين سائداً

وكنت للمنتجعين مائداً

أي ناعشاً من ميدهم، ومنه: المائدة.
م ي د : مَيْدًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَمَيَدَانًا بِفَتْحِ الْيَاءِ تَحَرَّكَ وَالْمَيْدَانُ مِنْ ذَلِكَ لِتَحَرُّكِ جَوَانِبِهِ عِنْدَ السِّبَاقِ وَالْجَمْعُ مَيَادِينُ مِثْلُ شَيْطَانٍ وَشَيَاطِينَ وَمَادَهُ مَيْدًا أَعْطَاهُ وَالْمَائِدَةُ مُشْتَقَّةٌ مِنْ ذَلِكَ وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّ الْمَالِكَ مَادَهَا لِلنَّاسِ أَيْ أَعْطَاهُمْ إيَّاهَا وَقِيلَ مُشْتَقَّةٌ مِنْ مَادَ يَمِيدُ إذَا تَحَرَّكَ فَهِيَ اسْمُ فَاعِلٍ عَلَى الْبَابِ. 
م ي د: (مَادَ) الشَّيْءُ تَحَرَّكَ وَبَابُهُ بَاعَ. وَ (مَادَتِ) الْأَغْصَانُ تَمَايَلَتْ. وَ (مَادَ) الرَّجُلُ تَبَخْتَرَ. وَ (الْمَيْدَانُ) وَاحِدُ (الْمَيَادِينِ) وَ (مَادَهُ) لُغَةٌ فِي مَارَهُ مِنَ الْمِيرَةِ، وَمِنْهُ (الْمَائِدَةُ) وَهِيَ خِوَانٌ عَلَيْهِ الطَّعَامُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ طَعَامٌ فَهُوَ خِوَانٌ لَا مَائِدَةٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ كَعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ بِمَعْنَى مَرْضِيَّةٍ. وَ (مَيْدَ) لُغَةٌ فِي بَيْدَ بِمَعْنَى غَيْرَ وَفِي الْحَدِيثِ: «أَنَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ وَنَشَأْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ» وَقِيلَ مَعْنَاهُ: مِنْ أَجْلِ أَنِّي. 
ميد
المائدَةُ: الخِوَانُ، اشْتُقَّتْ من المَيْدِ وهو الذَّهَابُ والمَجِيْءُ والاضْطِرَابُ، من قَوْلِه عَزَوجَل: " أنْ تَمِيْدَ بكم ". وقيل: تَمِيْدُ الأكِلِيْنَ أي تُمِيْرُهم.
وفَعَلَ ذلك في مَيْدِ شَبَابِه: أي عُنْفُوَانِه، ومَيْدَةِ شَبَابِه. والمَيْدَانُ: العَيْشُ النّاعِمُ. والمائدُ: منه. ومادَ المَطَرُ النبْتَ يَمِيْدُهُ: أي أنْمَاه. ومادَتِ السَّمَاءُ الرمْلَ حَتّى تَلَبَّدَ؛ فهو مَمِيْدٌ. ومادَتِ المَرأةُ: ماست وتَبَخْتَرَتْ. ومنه ابنُ مَيّادَةَ الشّاعِرُ.
والتَّمْيِيْدُ: التَّمْيِيْلُ. والمِيَادَةُ: المِيَاحَة، مِدْتُه: أعْطَيْتُه خَيْراً. وامْتَدْتُه: طَلَبْتُ خَيْرَه. ومادَهم: أي مارَهُم. والمُمْتَادُ: المُعْطِي والمُعْطَى.
[ميد] ماد الشئ يميد ميدا: تحرَّك. ومادت الأغصان، تمايلت. ومادَ الرجل. تبختر. وميادة: اسم امرأة. والميدان: واحد الميادين. وقول ابن أحمر:.... وصادفت نعيما وميدانا من العيش أخضرا يعنى به ناعما. ومادَهُمْ يَميدُهُمْ: لغة في مارَهُمْ من المِيرة. والمُمتادُ مُفْتَعَلٌ منه. وأنشد الأخفش لرؤبة: تُهدي رءوس المُتْرَفينَ الأندادْ * إلى أمير المؤمنين المُمْتادْ - وهو المُسْتعطى المسؤول. ومنه المائدة، وهى خوان غليه طعام. فإذا لم يكن عليه طعام فليس بمائدة، وإنَّما هو خِوان. قال أبو عبيدة: مائدة فاعلة بمعنى مفعولة، مثل عيشة راضية بمعنى مرضية. ومائد في شعر أبى ذؤيب: يمانية أحيا لها مظ مائد * وآل قراس صوب أرمية كحل - اسم جبل: ومَيْدَ: لغة في بَيْدَ بمعنى غير. وفي الحديث " أنا أفصحُ العرب مَيْدَ أنِّي من قريشٍ، ونشأتُ في بني سعد بن بكر ". وفسَّره بعضهم من أجل أنى.
ميد قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِيه لُغَة أُخْرَى مَيْد - بِالْمِيم وَالْعرب تفعل هَذَا تدخل الْمِيم على الْبَاء والباءَ على الْمِيم كَقَوْلِك: أغْمَطَتْ عَلَيْهِ الحَّمى وأغْبَطَت. وَقَوله: سَمَّدَ رَأسه وسبد رَأسه وَهَذَا كثير فِي الْكَلَام. 16 - / ب قَالَ أَبُو عبيد: وَأَخْبرنِي بعض الشاميين أَن رَسُول الله صلى الله 16 / ب عَلَيْهِ وَسلم / [قَالَ -] : أَنَا أفْصح الْعَرَب مِيْدَ أَنِّي من قُرَيْشٍ ونشأت فِي بني سعد بْن بَكْر وَفَسرهُ: من أجل. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَهَذِه الْأَقْوَال [كلهَا -] بَعْضهَا [قريب -] من بعض فِي المعني مثل غير وعَلى وَبَعض الْمُحدثين يحدثه: بأيد أَنَا أعطينا الْكتاب من بعدهمْ يذهب بِهِ إِلَى الْقُوَّة وَلَيْسَ لَهَا هَهُنَا معنى نعرفه.

جَحْشٍ وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه سقط من فرس فَجُحِشَ شقَّه. قَالَ الْكسَائي [فِي -] 
[ميد] نه: فيه: لما خلق الله الأرض جعلت "تميد" فأرساها بالجبال، ماد يميد- إذا مال وتحرك. ومنه: فدحا الله الأرض من تحتها "فمادت". وح: فسكنت من "الميدان" برسوب الجبال، وهو بفتح ياء مصدر ماد. وح ذم الدنيا: فهي الحيود "الميود"، فعول منه. وح: "المائد" في البحر له أجر شهيد، هو من يدار برأسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأمواج. ط: والمائد في البحر: الذي يصيبه القيء، هذا النعت مبينة لا مخصصة، فله أجر شهيد إن ركبه لطاعة كالغزو والحج والعلم أو التجارة للقوت لا للزيادة لمن لم يكن له طريق سواه. غ: قوم "ميدي" عند ركوب البحر. ط: أنزلت "المائدة" خبزًا ولحمًا، هي طبق عليه طعام، وخبزًا- تميز. ك: إذا رفع "مائدته" قال: الحمد لله، هو خوان عليه طعام، فإن قيل: روى أنه صلى الله عليه وسلم لم يأكل على خوان! قلت: لعله له، أو يراد بالمائدة هنا الطعام، أو هو صلى الله عليه وسلم لم يأكل بنفسه. وفيه: ""مائدة" من السماء"، أصله مفعولة أي هو فاعلة بمعنى مفعولة، من ماده- إذا أعطاه، كتطليقة بائنة بمعنى مطلقة مباينة. غ: و"الممتاد": المطلوب منه العطاء. ك: وفيه: فلا ينفق إلا "مادت"- بدال، وروى: مارت- بالراء، من المور: المجيء والذهاب، ويجيء مادت- بخفة دال بمعنى سالت وامتدت. ج: وفيه: ما أحد إلا "يميد" تحت حجفته، أي تحرك ومال من جانب إلى جانب، ومادت الأرض: اضطربت وتحركت. غ: "أن "تميد" بكم" لئلا تضطرب. نه: وفيه: نحن الآخرون السابقون "ميد" أنا أوتينا الكتاب من بعدهم، ميد وبيد لغتان بمعنى غير، وقيل: على أن.
[م ي د] مادَ الشَّيْءُ يَمِيدُ: راعُ وزَكَا. ومِدْتُه، وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه. وامْتادَهُ: طَلَبَ أن يَمِيدَهُ. والمائِدَةُ: الطَّعامُ نَفْسُه وإن لم يكُنْ هُناكَ خوِانٌ، مُشْتَقُّ من ذِلَك، وقِيلَ: هي نَفْسُ الخِوانِ. قال الفارِسيُّ: لا تُسَمَّى مائِدَةًَ حتّى يكونَ عليها طَعامٌ، وإِلاَّ فَهِي خَوانٌ. والماِئدَةُ: الدّائَرَةُ من الأَرْضِ. ومادَ الشيْءُ مَيْداً: تَحَرَّكَ. ومادَ السرابُ: اضْطَرَبَ. ومادَ مَيْداً: تَمايَلَ. وغُصنٌ مائِدٌ، ومَيّادٌ: مائِلٌ. والَمْيدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرَةِ عن السُّكْرِ، أو الغَثَيَانِ، أو رُكُوبِ البَحْرِ. وقد مادَ فهو مائِدٌ من قَوْمِ مَيْدَى، كرائِبٍ ورَوْبَى. ومادَتِ الحَنْظَلَةُ تَمِيدُ: أصابَها نَدًى أو بَلَلٌ فَتغَيَّرَتْ، وكذلك التَّمْرُ. وفَعَلْتُه مَيْدَى ذاكَ: أي مِنْ أَجْلِه، ولم يُسْمَع مِنْ مَيْدى ذِلِكَ. ومَيْدَ: بمعنى غَيْر أيضاً: وقيل: هي بَمْعنَى عَلَى، كما تَقَدَّمَ في (بَيْد) وعَسَى مِيمُه أَنْ تَكُون بَدَلاً من باءِ بَيْدَ، لأَنَّها أَشْهَرُ. ومِيدَاءُ الطَّرِيقِ: سَنَنَُه. وبَنَوْا بُبُوتَهُم على مِيداءٍ واحِدٍ: أي على طَريقَةٍ واحِدةً، قال رُؤْبَةُ:

(إِذا ارتَمَى لم يَدْرِ ما مِيداؤهُ ... )

وإنّما قَضَيْنا بأَنّها ياءٌ على ظاهِرِ اللَّفْظِ، مع عدم ((م ود)) . ودَارى بَميْدَى دارِه، مفتوحَ الميمِ مَقْصُوراً: أي بحِذائِها، عن يَعْقُوبَ. ومَيّادَةُ: اسمُ امرأةٍ. وابُن مَيّادَةَ: شاعِرٌ، وزَعَمُوا أَنّه كانَ يَضْرِبُ خَصْرَيْ أُمِّه ويَقُولُ:

(اعْرَنْزِمِى مَيّادَ للقَوافِي ... )
ميد: ماد: تستعمل، مجازا مثلما تستعمل ماج ففي (ابن جبير 6: 187): فترى الأرض تميد بهم ميدا وتموج بجميعهم موجا. (ابن حبيب، مخطوطة اكسفورد ص149): فمضى حتى انتهى إلى أرض تميد بأهلها (ابن عبد ربه) (2: 355 طبعة بولاق) (انظر ماج):
كادت لهم أنفسهم تجود ... وكادت الأرض بهم تميد
ماد: في (محيط المحيط): (أصابه غثيان ودوار من سكر أو نزف أو ركوب بحر) أصابه دوار بحر (فوك).
ماد: لا أساس لما أثاره (فريتاج) في رقم 7 من شكوك في صحة معنى هذا الفعل إذ أن الفعل الذي ذكره مرادف لمار.
تمايد: تمايل مهتزا (محيط المحيط). ترنج (كالسكران) (محمد بن الحارث 271): لقيا رجلا يتمايد سكرا.
ميد: دوار البحر (انظر ماد) (ابن بطوطة 2: 160): ودخلت أمواج البحر معنا في المركب واشتد الميد بالناس (ترجمة سيئة).
ميدة: وردت الكلمة عند (فوك) في مادة sella. ولو حكمنا على موضعها من معجمه نستدل على أن هذه الكلمة هي جزء من (السرج).
خصيب الميدة وكريم الميدة: جواد، كريم (فوك).
ميدى: عملة صغيرة في مصر (بوشر)؛ والكلمة قد اندغم فيها حرفان من مؤيدي انظر ما تقدم (1: 46).
ميدان: استعمل الشاعر مسلم كلمة ميادي جمعا لكلمة ميدان بدلا من ميادين من باب الاختصار في القافية (معجم مسلم) والجمع ميدانات (فوك).
ميدان: الميدان هو الأرض المستوية، السهلة، السهلة عامة (64 بيرتون، وانظر الجغرافيا)، والساحة العامة تحيط بها الأبنية (بوشر) وهذه الساحة تصلح للأسواق وعرض الألعاب (معجم الجغرافيا).
ميدان: ساحة الرمي للأسلحة النارية أو الأسهم (هلو).
ميدان والجمع موادين: سوح الفروسية (الجريدة الآسيوية 1848: 2، 227 فهرست المخطوطات [ليدن] 3، 298 المصحح في 5: 249). مياد: في وصف الغصن (معيار الاختبار 25: 4 مولر 36 المقري 1: 10 و1: 11 و19: 7) والجمع ميد (المقري 1: 36 البيت 69).
مائد القلب: جبان، لا يملك شيئا من الشجاعة (الكالا).
مائدة: والجمع مائدات وموائد (محيط المحيط) (ألف ليلة رقم 1: 29) وفي (فوك) مواد.
مائدة: في (محيط المحيط): وحدها ( .. ويستعملها بعض النصارى للهيكل الذي يجعل عليه الكاهن ما يقدسه بعد نقله من المذبح). (ياقوت 1: 384، 12 وما تلى ذلك من نصوص، بهذا المعنى، ذكرها دوكانج).
صاحب المائدة: مدير الخدم (في فندق) (دي ساسي كرست 1، 137).
مائدة: في (محيط المحيط) (الخوان ما يوضع عليه الطعام وبعد وضع الطعام عليه يسمى مائدة، وهو فارسي معرب ج اخونة وخوان .. والمولدون يستعملون المائدة أداة مسطحة ذات أربعة قوائم تستعمل للأكل وغيره. وربما استعملوها لبيت الأكل).
مائدة: بلاطة (البكري، 4، 1): مائدة رخام اسود يقال إنها كانت مائدة فرعون (المقري 2: 156).
مائدة: هضبة، أكمة، تل، ربوة (الكالا) انظر (ابن جبير 249:16): وهذا التل مشرف متسع كأنه المائدة المنصوبة وفي (252، 9): مائدة من الأرض مستديرة.
مائدة: (اصطلاح في علم التشريح): ورك، خاصرة، كشح (الكالا جمعها على امداد جمعا شاذا). وأطلق (بوسييه) ميدة الظهر على المنطقة الواقعة خلف البطن من جانبي العمود الفقري وعند (ابن وافد 8) أمراض المائدة هي التي بين أمراض الوالدة من الرحم وأمراض الركبتين والساقين ونقرأ لديه يعرض للمائدة الثقل من قبل البلغم الغليظ اللزج ويعرض منه ثقل في الساقين يمنع النشي (انظر 27) وفي (البوكاسيس 68:2 طبعة شانتك): فاكو العليل ثلاث كيات على خرز الظهر تحت المائدة وعند (ابن البيطار 1: 5): ينفع من وجع الظهر والمائدة وعند (هيرتل: علم التشريح عند العرب والعبريين ص297): هي ذلك الجانب من الظهر الذي فيه اللوح أو عظم الكتف من هنا جاءت الكلمة اللاتينية. تحمل في لغة علماء التشريح الأقدمين اسم: أي مائدة أو خوان الأعصاب أو مائدة العصب.
إن ما لدى العرب، وهذا ما لم يلاحظه (هرتل) هو ترجمة الصيغة اليونانية لأن (بولوكس 2: 177) يفسر المائدة عبر حديثه عما هو معروف في علم التشريح من أنها عضلة مربعة منجرفة في العمود الفقري، في صفحة العنق، تدعى (علباء).
ميد
: ( {مَادَ) الشيءُ (} يَمِيدُ {مَيْداً} ومَيَدَاناً) محرَّكَةً (: تَحَرَّكَ) بِشِدَّة، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {أَن {تَمِيدَ بِكُمْ} (سُورَة النَّمْل، الْآيَة: 15) أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شَدِيدَة، كَذَا فِي البصائر.
(و) } ماد الشيْءُ {يَمِيدُ} مَيْداً: مَالَ و (زَاغَ وزَكَا) ، وَفِي الحَدِيث (لَمَّا خَلَقَ الله الأَرْضَ جَعَلَتْ {تَمِيدُ فَأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ) . وَفِي حَدِيثِ ابْن عَبَّاس (فَدَحَا الله الأَرْضَ مِنْ تَحْتِهَا} فَمَادَتْ) . وَفِي حدِيثِ عَلِيَ (فَسَكَنَت منَ {المَيَدَانِ بِرُسُوبِ الجِبَالِ) .
(و) مَادَ (السَّرابُ) } مَيْداً (اضْطَرَبَ) .
(و) {مادَ (الرَّجُلُ) } يَمِيدُ، إِذا انْثَنَى و (تَبَخْتَرَ) .
(و) {مادَهُم} يَمِيدُهم، إِذا (زَارَ) هُمْ، قيل: وَبِه سُمِّيَت {المائدةُ، لأَنه يُزَار عَلَيْهَا.
(و) } مَادَ (قَوْمَه) غَارَهُم، ومَادَهم يَمِيدُهم، لغةٌ فِي (مَارَهم) من المِيرَةِ، {المُمْتَاد، مُفْتَعَلٌ مِنْهُ، وَهُوَ مجَاز، قيل: وَمِنْه سُمِّيت المائدةُ.
(و) من المَجاز:} مَادَ الرجلُ {يَمِيدُ فَهُوَ} مائِدٌ (: أَصَابَه غَثَيَانٌ و) حَيْرَةٌ و (دُوَارٌ مِن سُكحرغ أَو رُكُوبِ بَحْرٍ) ، مِن قَوْمٍ {مَيْدَى، كرَائِبٍ ورَوْبَى، وَفِي البصائر: مَيْدَى كحَيْرَى.
} ومادَ الرَّجُلُ: تَحَيَّرَ.
وروى أَبو الْهَيْثَم: {المائدُ: الَّذِي يَرْكَبُ البَحْرَ فتَغْثِي نَفْسُه من نَتْنِ ماءِ البَحْرِ حَتَّى يُدَارَ بِهِ ويَكَاد يُغْشَى عَلَيْهِ، فَيُقَال: مادَ بِهِ البَحْرُ} يَمِيدُ بِهِ {مَيْداً، وَقَالَ الفَرَّاءُ: سَمِعتُ العَرَبَ تَقُول:} المَيْدَي: الَّذين أَصابَهُم المَيْدُ مِن الدُّوَارِ، وَفِي حديثِ أُم حَرامٍ) (المائدُ فِي البَحْر لَهُ أَجْرُ شَهيدٍ، هُوَ الَّذِي يُدَارُ بِرَأْس مِن رِيحِ البَحْرِ واضْطرابِ السَّفِينِة بالأَمْواجِ.
(و) {مَادَتِ (الحَنْظَلَةُ) } تَمِيدُ (: أَصَابَها نَدًى) أَو بَللٌ (فَتَغَيَّرتْ) ، وكذالك التَّمْرُ.
( {والمائدةُ: الطَّعَامُ) نَفْسُه، من} مَادَ إِذا أَفْضَل، كَمَا فِي اللِّسَان، وهاذا القولُ جَزمَ بِهِ الأَخْفَشُ وأَبو حاتمٍ، أَي وإِن لم يكن مَعه خِوَانٌ، كَمَا فِي التَّقْرِيب واللسانِ، وصرَّح بِهِ ابنُ سِيدَه فِي الْمُحكم، ونقَلَه فِي فَتْح البارِي، قَالَ شيخُنا: والآيةُ صَرِيحَةٌ فِيهِ، قالَه أَربابُ التفسيرِ والغَرِيبِ، (و) قيل: الْمَائِدَة (: الخوَانُ عَلَيْهِ الطّعامُ) ، قَالَ الفارسيّ: لَا تُسَمَّى مائدةً حَتَّى يَكون عَلَيْهَا طَعَامٌ، وإِلاَّ فَهِيَ خِوَانٌ، قلت: وَقد صرَّح بِهِ فُقَهَاء اللُّغَةِ، وجزمَ بِهِ الثَّعالبيُّ وابنُ فَارس، وَاقْتصر عَلَيْهِ الحريريُّ فِي دُرَّة الغَوَّاص، وَزعم أَن غيرَه مِن أَوْهَامِ الخَوَاصّ، وَذكر شيخُنا فِي شَرْحِها أَنه يجوز إطلاقُ المائدةِ على الخِوَانِ مُجَرَّداً عَن الطعامِ، بِاعْتِبَار أَنه وُضِعَ أَو سَيُوضَع. وَقَالَ ابنُ ظَفَرٍ: ثَبَت لهَا اسمُ الْمَائِدَة بعدَ إِزالةِ الطّعام عَنْهَا، كَمَا قيل لِقْحَةٌ بعد الوِلاَدة، قَالَ أَبو عُبَيْد: وَفِي التَّنْزِيل: {رَبَّنَآ أَنزِلْ عَلَيْنَا {مَائِدَةً مّنَ السَّمَآء} (سُورَة الحاقة، الْآيَة: 21) ، الْمَائِدَة فِي المعنَى مَفْعُولَةٌ ولفظُها فاعلَة، وَهِي مثل {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} (سُورَة الحاقة، الْآيَة: 21) وَقيل: من مَادَ إِذا أَعْطَى، يُقَال، مادَ زَيْدٌ عَمحراً، إِذا أَعطاه، وَقَالَ أَبو إِسحاق، الأَصل عِنْدِي فِي مائدة أَنها فَاعِلَة من مَاد يَمِيد إِذَا تَحَرَّك، فكأَنَّهَا تَمِيدُ بِمَا عَلَيْهَا، أَي تَتحَرَّكُ، وَقَالَ أَبو عُبيدة: سُمِّيتْ مائدةً لأَنها مِيدَ بِها صاحِبُها، أَي أُعْطِيَها وتُفُضِّل عَلَيْهِ بهَا، وَفِي العِنَاية: كأَنَّها تُعْطِي مَنْ حَوْلَهَا مِمَّا حَضَرَ عَلَيْهَا، وَفِي الْمِصْبَاح: لأَ المالكَ مَادَهَا للناسِ، أَي أَعطاهم إيَّاها، ومثلُه فِي كتاب الأَبْنية لِابْنِ القطّاع، (} كالمَيْدَةِ، فِيهما) ، أَي فِي الطَّعام والخِوَانِ، قَالَه الجَرْمِيُّ وأَنشد:
{ومَيْدَةٍ كَثِيرَةِ الأَلْوَانِ
تُصْنَعُ لِلإِخْوَانِ والجِيرَانِ
(و) الْمَائِدَة (: الدائِرَةُ من الأَرضِ) ، على التشبيهِ بالخِوان.
(وفَعَلَه} مَيْدَى ذالك) ، أَي (من أَجْلِه) . وَالَّذِي فِي اللِّسَان {مَيْدَ ذالك، قَالَ: وَلم يُسْمعَ: مِنْ مَيْدَي ذَلِك،} ومَيْدٌ بمعنَى غير أَيضاً، وَقيل هِيَ بمعنَى (عَلَى) كمَا تَقَدَّم فِي (بَيْدَ) قَالَ ابنُ سِيدَه: وعسَى أَن يكون مِيمُه بَدَلاً من باءِ بَيْد، لأَنها أَشهر.
( {ومِيدَاءُ الشيْءِ، بِالْكَسْرِ والمَدّ: مَبْلَغُه وقِيَاسُه. وَمن الطَّرِيقِ: جَانِبَاهُ وبُعْدُهُ) وسَنَنُه، يُقَال: لم أَدْرِما مِيدَاءُ ذالك، أَي لم أَدْر مَا مَبْلَغُه وقِيَاسُه، وكذالك مِيتَاؤُه، أَي لم أَدْرِ مَا قَدْرُ جَانَبِيْهِ وبُعْده، وأَنشد:
إِذَا اضْطَمَّ} مِيدَاءُ الطَّرِيق عَلَيْهِمَا
مَضَتْ قُدُماً مَوْجَ الجِبَالِ زَهُوقُ
ويُروَى (مِيتَاءُ الطَّرِيق) . والزَّهْوق: المُتَقَدِّمة من النّوق، قَالَ ابنُ سَيّده: وإِنما حملْنا مِيدَاءَ وقَضَيْنَا بأَنَّهَا يَاءٌ على ظاهرِ اللفْظِ مَعَ عَدَمِ م ود.
وَيُقَال: بَنَوْا بُيوتَهم على {مِيدَاءٍ واحِدٍ، أَي على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ، وَقَالَ الصاغانيُّ: إِن كَانَ سُمِع: مِيدَاءُ الطَّرِيقِ، على طَرِيقِ الاعْتِقَابِ لِمِئْتَائِه فَهُوَ مَهْمُوزٌ مِفْعَالٌ من أَدَّاه كَذَا إِلى كَذَا، وموضعه (أَبواب) المعتلّ كمَوْضِع المِئتَاءِ، وإِن كَانَ بِنَاء مُسْتقِلاًّ فَهُوَ فِعْلاَلٌ، وهاذا مَوْضِعُه.
(و) يُقَال: (هاذا} مِيدَاؤُهُ، {وبِمِيدَائِه،} وبِمِيدَاهُ، أَي بِحِذَائِه) ، ويُرَى {بِمَيْدَى دَارِه. مَفْتُوح الْمِيم مَقْصُور، أَي بِحِذَائِها، عَن يَعْقُوب.
(} ومَيَّادَةُ، مُشدَّدَةً) ، اسْم (أَمَة سَوْدَاء، وَهِي أُمُّ الرَّمَّاح) ، ككَتَّانٍ (بْنِ أَبْرَدَ بنِ ثَوْبَانَ) ، وَفِي بعض النّسخ الثَّرْبَان (الشاعِرِ، نُسِب إِليها) ، فَيُقَال لَهُ: ابنُ مَيَّادَة، وزَعموا أَنه كَانَ يَضْرِب خَصْرَي أُمِّه وَيَقُول:
اعْرَنْزِمِي {مَيَّادَ لِلْقَوَافِي
(} والمَيْدَانُ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَر) ، وهاذه عَن ابْن عَبَّاد، (م) أَي مَعْرُوف، (ج المَيَادِينُ) ، قَالَ ابنُ القَطَّاع فِي كتاب الأَبنية: اخْتُلِف فِي وَزْنِه، فَقيل فَعْلاَن، من {مَاد} يَمِيدُ إِذا تَلَوَّى واضطَرَبَ، وَمَعْنَاهُ أَنّ الخَيْلَ تَجولُ فِيهِ وتَتَثَنَّى مُتعطِّفَةً وتَضْطَرِبُ فِي جَوَلاَنِها، وَقيل وَزنه فَلْعَانُ من المَدَى وَهُوَ الغايةُ، لأَن الخَيْلَ تَنْتَهِي فِيهِ إِلى غَاياتِها من الجَرْيِ والجَوَلاَنِ وأَصْلُه مَدْيَانٌ فقُدِّمَت اللَّام إِلى مَوْضِع العَيْنِ فَصَارَ مَيْدَاناً، كَمَا قيل فِي جَمْعِ بَازغ بِيزَانٌ، والأَصل بِزْيَانٌ، وَوزن بازٍ فَلْعٌ وبِيزَانٌ فِلْعَانٌ، وَقيل وزْنُه فَيْعَالٌ من مَدَنَ يَمْدُنُ إِذا أَقامَ، فَتكون الياءُ والأَلف فِيهِ زائدتينِ، وَمَعْنَاهُ أَن الخَيل لزِمَت الجَوَلاَنَ فِيهِ والتَّعَطُّفَ دُونَ غَيْرِه.
(و) المَيْدَانُ (: مَحَلَّةٌ بِنَيْسابُورَ) وتُعْرَف بِمَيْدَانِ زِيَادٍ، (مِنْهَا أَبو الفَضْلِ محّمدُ بن أَحمدَ) ! - المَيْدَانِيُّ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَالَّذِي قَالَه ابنُ الأَثير: أَبو الفَضْل أَحمدُ بن محمّد بن أَحمد بن إِبْرَاهِيم النَّيْسَابُوري، أَديبٌ فَاضل، صَنَّف فِي اللُّغَة، وَسمع الحديثَ، وَمَات سنة 518، وَالظَّاهِر أَن فِي عِبَارة المُصَنِّف سَقْطاً، والصَّوابُ كَمَا فِي التّبصير لللحافظِ وغيرِه.: مِنْهَا أَبو الفَضْل أَحمد بن محمّد المَيْدَانيُّ شيخ العَرَبِيَّةِ بِنَيْسَابُور ومُؤَلّف كِتَاب (مَجْمَع الأَمْثَال) وَغَيره، مَاتَ سنة 518 وَابْنه أَبو سعيد سعد بن أَحمد الأَديب، لَهُ تَصانِيفُ، كتَبَ عَنهُ ابنُ عَساكِرَ. وأَو عَلِيَ محمّد بن أَحمد بن محمّد بن مَعْقِل النَّيْسابوريّ، سمعَ محمّد بن يحيى الذُّهليّ، وهاكذا ذكرَه ياقوت فِي المعجم، فكأَنَّ أَصلَ العِبَارةِ: مِنْهَا أَبو الْفضل أَحمد بن محمّد، وأَبو عَلِيَ محمّد بن أَحمد، فتأَمَّل، قَالَ يقوت: وَمِنْهَا أَيضاً الإِمام أَبو الْحسن عليُّ بن محمّد بن أَحمد بن حَمْدَان المَيدانيّ، انْتقل منِ نَيْسَابُورَ فأَقام بِهَمْذَانَ واسْتَوْطَنَهَا وتَزَوَّج من أَهْلِهَا، وَكَانَ يُعَدُّ من الحُفَّاظ العارِفينَ بعِلْم الحَدِيثِ والوَرَعه، قَالَ شيرَوَيْه: لم تَرَ عَينَايَ مِثْلَه. وَقَالَ غيرُه: لم يَرَ مِثْلَ نَفْسِه، توفِّيَ بِبَغْدَاد سنة 471. قلت: وَمِنْهَا أَيضاً محمّد بن طَلْحة بن مَنْصُور المَيْدَانيّ، عَن إِبراهيم بن الْحَارِث البغداديّ، وَعنهُ الحاكِمُ. (و) المَيْدَانُ، أَيضاً: (مَحَلَّةٌ بأَصْفَهَانَ. مِنْهَا أَبو الفَضْلِ) هاكذا فِي النُّسخ: والصَّواب كَمَا فِي مُعْجم ياقوت: أَبو الفَتْح (المُطَهَّرُ بنُ أَحْمَد) المُفِيد، ورَدَّ ذالك عَلَيْهِ أَبو مُوسَى وَقَالَ: لَا أَعلم أَحداً نَسَبُه بهاذا النَّسَب. قَالَ أَبو مُوسى: {ومَيْدَان أَسْفِرِيسَ مَحَلَّةٌ بأَصْفهانَ، مِنْهَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْوَهَّاب المدينيّ المَيْدَانِيّ، حَدثنِي عَنهُ وَالِدي وغيرُه، وَجعله أَبو مُوسَى ثَالِثا. قلت: وَنسبه ابنُ الأَثير إِلى مَحَلَّةِ نَيْسَابُور وَقَالَ: وَمِنْهَا أَبو الْفَتْح المُطَهَّر بن أَحمد بن جَعْفَر المُفيد عَن أَبي نُعَيْم الْحَافِظ وغيرِه.
(و) المَيْدَانُ أَيضاً (مَحَلَّةٌ بِبغدَادَ) مِن ناحِيَة بابِ الأَزَجِ، ويُعرَف بشارع المَيْدَان. (مِنْهَا عبدُ الرحْمانِ بن جَامع) بن غُنَيْمَة المَيْدَانيّ، وَكَانَ يكْتب اسْمه غُنَيْمَة، سمع أَبا طالبٍ يُوسف وأَبا الْقَاسِم بن الحُصَين وغيرَهما، وتوفّيَ سنة 582. (وصَدَقَةُ بنُ أَبي الحُسَيْنِ) المَيدانيّ، سمع أَبا الوَقْت عبدَ الأَوَّل، وتوفّيَ سنة 608. (وجَمَاعَةٌ) آخَرون، مثل أَبي عبد الله مُحَمَّد بن إِسماعيل بن إِبراهيم المَيْدَانيّ عَن القَنْبِيّ وَيحيى بن يحيى، وَعنهُ أَبو عُصَيَّةَ اليَشكريُّ وأَبو الْحسن البزَّار، ذَكرَه الأَمير.
(و) المَيْدَانُ أَيضاً (: مَحَلَّةٌ عَظِيمة بِخُوَارَزْمَ) ، خَرِبَتْ.
ومَيْدَان: مدينةٌ فِي أَقصَى بلادِ مَا وراءَ النَّهْرِ قُرْب إِسْبِيجَابَ.
(وشَارِعُ المَيْدَانِ: مَحَلَّةٌ كَبِيرَة بِبغْدَادَ، خَرِبَتْ) ، وَقَالَ ياقوت: هِيَ هاذه الَّتِي شَرْقِيّ بغدادَ ناحيةَ بَاب الأَزَج.
(و) المَيْدَانُ (: شاعِرٌ فَقْعَسِيٌّ) ، فِي بني أَسَدِ بن خُزَيْمَةَ.
(} والمُمْتَادُ) ، مُفْتَعِل، من مَادَهُم يَمِيدُهم، إِذا أَعطاهم، وَهُوَ (المُسْتَعْطِي) . يُقَال: {امتَادَه} فمَادَه، (و) ! المُمْتَادُ أَيضاً (: المُسْتَعْطَى) ، وَهُوَ المسؤول الْمَطْلُوب مِنْهُ العَطَاءُ المُتَفضِّل على الناسِ، قَالَ رُؤبَة:
تُهْدِي رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْدَادْ
إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ {المُمْتَادْ
هاكذا أَنشده الأَخْفَش، قَالَه الجوهريُّ، قَالَ الصاغانيُّ والرِّوايةُ:
نُهْدِي رُؤوسَ المُتْرَفِينَ الصُّدَادْ
مِنْ كُلِّ قَوْم قَبْلَ خَرْجِ النُّقَّادْ
إِلَى أَميرِ المُؤْمِنين المُمْتَادْ
(وقولُ الجوهَرِيِّ} مائدٌ) فِي شعر أَبي ذُؤَيْب:
يَمَانِيَةٍ أَحْيَا لَهَا مَظَّ مائِدٍ
وآلع قَرَاسٍ صَوْبُ أَرْمِيَةٍ كُحْلِ
(اسمُ جَبَلٍ، غَلَطٌ صَرِيحٌ) ، كَمَا نَبَّهَ عَلَيْهِ ابنُ بَرِّيَ وَنَقله الصاغانيُّ فِي التكمل. (والصَّوَابُ) مَظّ (مَأْبِد،) بالباءِ المُوَحَّدةِ كمَنْزِلٍ، فِي اللُّغَة وَفِي البَيْتِ المذكورِ، وَلَا يخفَى أَنّ مثلَ هاذا لَا يُعَدُّ غَلَطاً، وإِما هُوَ تَصْحِيف، وهاكذا قالَه الصاغانيُّ فِي التكملة أَيضاً، وَقد تقدَّم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي م ب د.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{مِدْتُه} وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.
{وامْتَادَه: طَلَب أَن يَمِيدَه.
} ومَادَ إِذا تَجِرَ.
ومَادَ: أَفْضَلَ.
{- ومَادَنِي فُلانٌ} - يَمِيدُني، إِذا أَحْسَن إِليَّ.
وَفِي حَدِيث عَلِيَ رَضِي الله عَنهُ يَذُمُّ الدُّنيا (فَهِيَ الحَيُودُ {المَيُودُ) . فَعُولٌ من} مادَ إِذَا مَال. {ومادَ} مَيْداً: تَمَايَلَ، {ومادَت الأَغصانُ: تَمَايَلَتْ. وغُصنٌ} مائدٌ {ومَيَّادٌ: مائلٌ، وغُصونٌ} مِيدٌ.
قَالَ الأَزهريّ: وَمن المقلوب: {المَوائد والمَآوِد: الدَّوَاهِي، وَقَالَ ابنُ أَحْمَر: وصَادَفَتْ نَعِيماً} ومَيْدَاناً مِنَ العيشِ أَخْضَرَا قَالُوا: يَعْنِي ناعِماً، هاكذا أَنشَده الجوهريُّ، قَالَ الصاغانيُّ: وَهُوَ غَلَطٌ وتَحْرِيف، وَالرِّوَايَة (أَغْيَدَا) والقَافِيَة دَالِيَّة وقَبْلَه:
أَأَنْ خَضَمَتْ رِيقَ الشَّبَابِ وصَادَفَتْ
ومَيْدٌ لُغة فِي بَيْدٍ بِمَعْنى غَيْرٍ، وَقيل: مَعْنَاهُمَا (عَلَى أَنَّ) ، وَفِي الحَدِيث) (أَنَا أَفْصَحُ الَعرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِن قُرَيْش ونَشَأْتُ فِي بني سَعْدِ بن بَكْر) وفَسَّرَه بَعضهم، من أَجلِ أَنِّي، وَفِي الحَدِيث (نَحْنُ الآخرُونَ السابقونَ مَيْدَ أَنَّا أُوتِينَا الكِتَابَ مِنْ بَعْدِهم) .
وَمن المَجاز: {مادَت المرأَةُ، وماسَتْ} وتَمَيَّدَت، وتَمَيَّسَتْ.
{ومادَتْ بِهِ الأَرْضُ: دَارَتْ. ورجلٌ} مائِدٌ: يُدَارُ بِهِ. والمَطْعُوهن {يَمِيدُ فِي الرُّمْحِ، كَمَا فِي الأَساس.
واستَدْرَكَ شيخُنَا:
} مَيْدَان الخُلَفاءِ، وَهُوَ فِي المضافِ والمَنسوبِ للثعالبَيّ، وَهُوَ عِنْد أَهل الأَخبار من عشْرين إِلى أَربعٍ وعِشْرِينَ سَنَةَ، كأَنّه كِنَايَة عَن اسْم مُدَّةِ الخِلافة.
قلت:
ومَيْدَان الغَلَّةِ: مَحَلَّةٌ بِمصرَ.
{والمَيْدَانانِ: مَحَلَّتَانِ بِبُخارَا.
والمَيْدَانُ بِدِمَشْقَ اثنانِ.

ميد


مَادَ (ي)(n. ac. مَيْد
مَيَدَاْن)
a. Swung; oscillated.
b. Swaggered.
c. Reeled; was dizzy.
d. Visited.
e. Grew; increased.
f. [Bi], Rendered dizzy.
g. see VIII (a)h. Conferred a benefit.

إِمْتَيَدَa. Victualed.

مَيْدa. Vertigo, dizziness.

مَيْدَةa. Table; food.

مَاْيِدَة
( pl.
reg. &
مَوَاْيِدُ)
a. Table; dining-table.
b. Refectory; dining-room.
c. Food.

مَيَّاْدa. Oscillating.

مَيْدَاْنُ
(pl.
مَيَادِيْن)
a. Circus, hippodrome; arena.
b. Course, race-course.
c. Pleasant, easy (life).
مِيْدَاْنa. see 33 (a) (b).
مُمْتَاد [ N. P.
a. VIII], Asker.

مِيْدَآء
a. Measure; quantity.
b. Length; distance.

بِمَيْدَاهُ بِمَيْدَائِهِ
a. In front of, opposite.

مَاذَا
a. see under
ذَا
ميد
مادَ/ مادَ بـ يَميد، مِدْ، مَيْدًا ومَيَدَانًا، فهو مائِد، والمفعول مميد به
• ماد الشَّيءُ: تحرَّك واضطرب "مادتِ السَّفينةُ في البحر".
• ماد الغُصنُ: تمايَلَ.
• مَادَ الشَّخصُ: تبختر وتثنَّى "مادتِ الحَسْناءُ".
• مادت به الأرضُ: دارت كأنّها اضطربت " {وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} ". 

تمايدَ يتمايد، تمايُدًا، فهو مُتمايد
• تمايدتِ الأغصانُ: تمايلت مهتزّةً. 

مائد [مفرد]: اسم فاعل من مادَ/ مادَ بـ. 

مائِدة [مفرد]: ج مَائِدات ومَوَائِدُ:
1 - خوان عليه طعام وشراب "تحلَّق المدعوّون حول المائدة" ° حديث المائدة: حديث عفويّ وقت تناول الطعام- مِنْ أكل على مائدتين اختنق: التحذير من النِّفاق وأهله.
2 - الطَّعام ذاته "مائدة العشاء".
3 - طاولةٌ "مائدة التشريح" ° المائدة المستديرة: طاولة لا يكون لأحد الجالسين إليها أسبقيّة الحديث حيث لا بداية للدائرة- مائدة المفاوضات.
• المائدة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 5 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها عشرون ومائة آية. 

مَيْد [مفرد]: مصدر مادَ/ مادَ بـ.
• مَيْد أرضيّ: (جو) حركة أو انزياح طفيف يحدث في سطح الأرض كما في حالة بعض الزّلازل. 

مَيْدان [مفرد]: ج ميادينُ: ساحة، أرضٌ متّسعة معدّة للسِّباق والرِّياضة ونحوهما أو تكون ملتقى شوارع متعدِّدة "ميادين الحرب- ميدان الشَّرف/ القتال/ العمل/ التدريب/ الكرة/ سباق الخيل" ° ميادين العلم/ ميادين الثَّقافة: مجالاتها- ميدانُ العمل: مَجَالُهُ. 

مَيَدان [مفرد]: مصدر مادَ/ مادَ بـ. 

مَيْدَانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مَيْدان: "عملٌ مَيْدانيّ".
2 - من يشتغل في موقع البحث "باحث ميدانيّ". 

مِيدَة [مفرد]: ج مِيدات: طبقة من الخرسانة المسلحة يقوم عليها جدارٌ أو سقفٌ. 

ميد: ماد الشيء يَميد: زاغ وزكا؛ ومِدْتُه وأَمَدْتُه: أَعْطَيْتُه.

وامْتَادَه: طلب أَن يَمِيدَه. ومادَ أَهْلَه إذا غارَهم ومارَهم. ومادَ

إِذا تَجِرَ، ومادَ: أَفْضَلَ. والمائِدةُ: الطعام نَفْسُه وإِن لم يكن هناك

خِوانٌ؛ مشتق من ذلك؛ وقيل: هي نفس الخِوان؛ قال الفارسي: لا تسمى مائدة

حتى يكون عليها طعام وإِلا فهي خِوان؛ قال أَبو عبيدة: وفي التنزيل

العزيز: أَنْزِلْ علينا مائِدةً من السماء؛ المائِدةُ في المعنى مفعولة

ولفظها فاعلة، وهي مثل عِيشةٍ راضيةٍ بمعنى مَرْضِيّةٍ، وقيل: إِن المائدةَ من

العطاء.

والمُمْتادُ: المطلوب منه العطاء مُفْتَعَلٌ؛ وأَنشد لرؤبة:

تُهْدَى رُؤُوس المُتْرَفِينَ الأَنْداد،

إِلى أَمير المؤمنينَ المُمْتاد

أَي المتفضل على الناس، وهو المُسْتَعْطَى المسؤولُ؛ ومنه المائدة، وهي

خوان عليه طعام. ومادَ زيد عَمراً إِذا أَعطاه. وقال أَبو إِسحق: الأَصل

عندي في مائدة أَنها فاعلة من مادَ يَمِيدُ إِذا تحرّك فكأَنها تَمِيدُ

بما عليها أَي تتحرك؛ وقال أَبو عبيدة: سميت المائدة لأَنها مِيدَ بها

صاحِبُها أَي أُعْطِيها وتُفُضِّل عليه بها. والعرب تقول: مادَني فلان

يَمِيدُني إِذا أَحسن إِليّ؛ وقال الجرمي: يقال مائدةٌ ومَيْدةٌ؛

وأَنشد:ومَيْدة كَثِيرة الأَلْوانِ،

تُصْنَعُ للإِخْوانِ والجِيرانِ

وما دهُمْ يَمِيدُهُم إِذا زادَهم

(* قوله «إذا زادهم» في القاموس

زارهم.) وإِنما سميت المائدةُ مائدة لأَنه يزاد عليها. والمائدةُ: الدائرةُ من

الأَرض. ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تحرّك ومال. وفي الحديث: لما خلق

اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بالجبال. وفي حديث ابن عباس:

فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها فمادَتْ. وفي حديث علي: فَسَكَنَتْ من

المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبال، وهو بفتح الياء، مصدر مادَ يَميدُ. وفي حديثه

أَيضاً يَذُمُّ الدنيا: فهي الحَيُودُ المَيُودُ، قَعُولٌ منه. ومادَ

السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً: تمايل. ومادَ يَمِيدُ إِذا تَثَنَّى

وتَبَخْتَرَ. ومادت الأَغْصانُ: تمايلت. وغصن مائدةٌ وميَّاد: مائل.

والمَيْدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو ركوب

البحر، وقد ماد، فهو مائد، من قوم مَيْدى كرائب ورَوْبى. أَبو الهيثم: المائد

الذي يركب البحر فَتَغْثي نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ بِهِ،

ويَكاد يُغْشَى عليه فيقال: مادَ به البحرُ يَمِيدُ به مَيْداً. وقال أَبو

العباس في قوله: أَن تَميدَ بكم، فقال: تَحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ. قال

الفراء: سمعت العرب تقول: المَيْدى الذين أَصابهم المَيْدُ من الدُّوارِ.

وفي حديث أُمّ حَرامٍ: المائدُ في البحر له أَجْرُ شهيد؛ هو الذي يُدارُ

برأْسه من ريح البحر واضطراب السفينة بالأَمواج. الأَزهري: ومن المقلوب

الموائِدُ والمآوِدُ الدَّواهي. ومادَتِ الحنظلةُ تَمِيدُ: أَصابها نَدًى

أَو بَلَل فتغيرت، وكذلك التمر. وفَعَلْتُه مَيْدَ ذاك أَي من أَجله ولم

يسمع من مَيْدى ذلك. ومَيْدٌ: بمعنى غَيْرٍ أَيضاً، وقيل: هي بمعنى على

كما تقدم في بَيْد. قال ابن سيده: وعسى ميمه أَن تكون بدلاً من باء بَيْد

لأَنها أَشهر. وفي ترجمة مَأَدَ يقال للجارية التارَّة: إِنها لمأْدةُ

الشباب؛ وأَنشد أَبو عبيد:

مادُ الشَّبابِ عَيْشَها المُخَرْفَجا

غير مهموز. ومِيداءُ الطريق: سَنَنُه. وبَنَوْا بيوتهم على مِيداءٍ واحد

أَي على طريقة واحدة؛ قال رؤبة:

إِذا ارْتَمى لم يَدْرِ ما مِيداؤُه

ويقال: لم أَدر ما مِيداءُ ذلك أَي لم أَدر ما مَبْلَغُه وقِياسُه،

وكذلك مِيتاؤُه، أَي لم أَدر ما قَدْرُ جانبيه وبُعْده؛ وأَنشد:

إِذا اضْطَمَّ مِيداءُ الطَّريقِ عليهما،

مَضَتْ قُدُماً مَوْجُ الجِبالِ زَهوقُ

ويروى مِيتاءُ الطريقِ. والزَّهُوقُ: المُتَقَدِّمة من النُّوق. قال ابن

سيده: وإِنما حملنا مِيداء وقضينا بأَنها ياء على ظاهر اللفظ مع عدم «م

و د».

وداري بِمَيْدى دارِه، مفتوح الميم مقصور، أَي بحذائها؛ عن يعقوب.

ومَيّادةُ: اسم امرأَة. وابنُ مَيّادةَ: شاعر؛ وزعموا أَنه كان يضرب

خَصْرَي أُمّه ويقول:

اعْرَنْزِمي مَيّادَ لِلْقَوافي

والمَيْدانُ: واحد المَيادينِ؛ وقول ابن أَحمر:

وصادَفَتْ

نَعِيماً ومَيْداناً مِنَ العَيْشِ أَخْضَرَا

يعني به ناعماً. ومادَهُم يَمِيدُهُم: لغة في مارَهُم من الميرة؛

والمُمْتادُ مُفْتَعَِلٌ، منه؛ ومائِدٌ في شعر أَبي ذؤَيب:

يَمانِية، أَحْيا لَها، مَظَّ مائِدٍ

وآلِ قَراسٍ، صَوْبُ أَرْمِيةٍ كُحْلِ

(* قوله «مائد» هو بهمزة بعد الألف، وقراس، بضم القاف وفتحها، كما في

معجم ياقوت واقتصر المجد على الفتح) اسم جبل. والمَظُّ: رُمَّان البَرّ.

وقُراسٌ: جبل بارِدٌ مأْخوذ من القَرْسِ، وهو الَردُ. وآلُه: ما حوله، وهي

أَجْبُلٌ بارِدَة. وأَرْمِيةٌ: جمع رَمِيٍّ، وهي السحابة العظيمة

القَطْر، ويروى: صَوْبُ أَسْقِيةٍ، جمع سَقِيٍّ، وهي بمعنى أَرْمِية. قال ابن

بري: صواب إِنشاده مَأْبِد، بالباء المعجمة بواحدة، وقد ذكر في مبد.

ومَيْد: لغة في بَيْدَ بمعنى غير، وقيل: معناهما على أَنّ؛ وفي الحديث:

أَنا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ ونشَأْتُ في بني

سعدِ بنِ بَكْر؛ وفسّره بعضهم: من أَجْلِ أَني. وفي الحديث: نحن الآخِرون

السابِقون مَيْدَ أَنَّا أُوتينا الكِتابَ من بَعْدِهِم.

ميد

1 مَادَ, aor. ـِ inf. n. مَيْدٌ (S, L, Msb, K) and مَيَدَانٌ, (L, Msb, K,) It (a thing) was, or became in a state of motion, or commotion; was, or became agitated: (S, L, Msb, K:) or, in a state of violent motion or commotion; or violently agitated. (El-Basáïr, TA.) So in the expression in the Kur, [xvi. 15; and xxxi. 9;] أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ Lest it (the earth) should be convulsed with you, and go round with you, and move you about violently. (El-Basáïr, TA.) b2: مَادَ It turned or twisted about, or became contorted and convulsed. (IKtt.) b3: مَادَ فِى الرُّمْحِ (tropical:) He (a man pierced) writhed upon the spear. (A.) b4: مَادَ It (the mirage, سَرَاب,) was in a state of commotion; it quivered, or trembled. (L, K.) b5: مَادَ (assumed tropical:) He was, or became, confounded, perplexed, or amazed. (TA.) b6: مَادَ, (aor. ـِ TA, inf. n. مَيْدٌ or مَيَدٌ, L,) (tropical:) He (a man, L,) became affected with a heaving of the stomach, or a tendency to vomit, and a giddiness in the head, by reason of intoxication, or of voyaging upon the sea. (L, K.) b7: You say also مَادَ بِهِ البَحْرُ, aor. ـِ inf. n. مَيْدٌ, (tropical:) The sea affected him with a heaving of the stomach, &c. (L.) and مَادَتْ بِهِ الأَرْضُ (tropical:) The ground went round with him. (A.) b8: مَادَتِ الحَنْظَلَةُ, (aor. ـِ L,) The colocynth became affected by day-dew, (L, K,) or by moisture, (L,) and in consequence, changed [in odour, or stinking]: (L, K:) and in like manner a date. (L.) b9: مَادَ, (S, A, L,) inf. n. مَيْدٌ (L) and مَيَدَانٌ; (A;) and ↓ تمايد; (A;) It (a branch) inclined from side to side. (S, A, L.) b10: (tropical:) He inclined from side to side in walking. (L.) b11: مَادَ, inf. n. مَيْدٌ and مَيَدَانٌ, It inclined to one side: as the earth is, in a trad., described to have done before the mountains were formed. (L.) b12: مَادَ (tropical:) He (a man, S,) affected a bending of his person, body, or limbs; (L;) he walked with an elegant and a proud and self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side; (S, L, K;) and مَادَتْ and ↓ تميّدت signify the same, said of a woman. (A.) A2: مَادَ He conferred, or bestowed, a benefit or benefits, or a favour or favours. You say, مَادَنِى فُلَانٌ Such a one conferred a benefit or benefits upon me. (L.) b2: مَادَه, (L, Msb,) and ↓ امادهُ, (L,) He gave him. (L, Msb.) b3: مَادَ He furnished persons with, or gave them, provisions for travelling; syn. زَادَ. (L.) [In the K, زَارَ He visited.] b4: He brought a people wheat, or food; i. q. مَارَ, (S, L, K,) of which it is a dial. form. (S.) b5: He trafficked as a merchant. (L.) b6: مَادَ, inf. n. مَيْدٌ and مَيَدَانٌ, It increased, or grew; syn. رَاعَ and زَكَا. (M, L, K.) [In the copies of the K in my hands, for راع is put زاغ.]

4, أَمْيَدَ 5, and 6: see 1.8 امتادهُ He asked him, or desired him, to give him. (L.) b2: امتادهُ He asked or desired him to bring him wheat, or food. (A.) مَيْدَ a dial. form of بَيْدَ, (S,) in the sense of غَيْر: (S, L;) and in that of عَلَى: (L:) or that of مِنْ أَجْلِ. (S, L.) It is said in a trad., أَنَا أَفْصَحُ العَرَبِ مَيْدَ أَنِّى مِنْ قُرَيْشٍ وَنَشَأْتُ فِى بَنِى

سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ [rendered in art. بيد]. (S, L.) See what next follows.

فَعَلْتُهُ مَيْدَا ذٰلِكَ, (M, K,) or مَيْدَ ذلك, (L,) I did it on account, or for the sake, of that. (M, L, K.) مِنْ مَيْدَا ذٰلِكَ has not been heard. (M, L.) مَيْدَةٌ: see مَائِدَةٌ.

مِيدَآءٌ The amount, and measure, of a thing: (L, K:) and the two sides, and distance, or extent, of a thing, (L,) or of a road; (K;) and the surface of a road. (L.) One says, لَمْ أَدْرِ مَا مِيدَآءُ ذٰلِكَ I knew not what was the amount of that, and its measure: or, what was the measure of its two sides, and its extent: as also مِيتَاؤُهُ. (L.) b2: The extreme limit of the distance to which horses run; and so ميِئْتآءٌ. (S, TA, art. أتى.) A2: مِيدَآءٌ A mode, manner, fashion, or from. Ex. بَنُوْا بُيُوتَهُمْ عَلَى مِيدَآءٍ وَاحِدٍ They built their houses, or constructed their tents, after one mode, &c. (L.) [See also مِئْتَآءٌ, in art. اتى.]

هٰذَا مِيدَاؤُهُ, [thus in the copies of the K and in the TA, app. a mistake for مِيدَآءَهُ, like تِلْقَآءَهُ,] and بِمِيدَائِهِ, and بِمِيدَاهُ, This is opposite to, or facing, it. (K.) And دَارِى بِمَيْدَا دَارِهِ, with fet-h to the م; (as also بِمِيتَآءِ داره, L in art. ميت; and بِمِئْتَآءِ داره, S in art. اتى;) My house is opposite to his house. (Yaakoob, L.) b2: مِيدَآءُ الطَرِيقِ: see مِئْتَآء in art. أَتَى, and مِيتَآء in art. ميت.

مَيْدَانٌ (S, L, Msb, K, &c.) and ↓ مِيدَانٌ (K) A horse-course; race-ground; hippodrome: (Msb, TA:) pl. مَيَادِينُ: (S, K, &c.:) of the measure فَعْلَانٌ, (IKtt,) from ماد “ it was in a state of motion; ” because the sides of the horsecourse shake on the occasion of a race: (Msb:) or from ماد “ it turned or twisted about, or became contorted and convulsed; ” because the horses wheel about, and bend or convulse themselves, in the place so called: or of the measure فَلْعَانٌ, from مَدًى “ a limit, or goal; ” because horses run to their goals in the place so called; originally مَدْيَانٌ, the second and third radicals being transposed; as in بِيزَانٌ, originally بُزْيَانٌ: or of the measure فَيْعَالٌ, from مَدَنَ “ he abode, or dwelt; ” because horses confine themselves especially to the place so called for wheeling about and the like. (IKtt.) A2: عَيْشٌ مَيْدَانٌ A delicate, a pleasant, or an ample and easy, life. (S, L.) b2: مَيْدَانُ الخُلَفَآءِ (tropical:) a term applied by historians to The period of the reign of Khaleefehs; from twenty to twenty-four years. (MF, TA.) مِيدَانٌ: see مَيْدَانٌ.

مَيُودٌ That moves about, or is agitated, much; that vacillates much: (L:) an intensive epithet; applied in a trad. to worldly prosperity. (L., art. حيد.) مَيَّادٌ: see مَائِدٌ.

مَائِدٌ (tropical:) A man affected with a heaving of the stomach, or a tendency to vomit, and a giddiness in the head, by reason of intoxication, or of voyaging upon the sea: pl. مَيْدَى. (L.) b2: مَائِدٌ A branch inclining [from side to side: see 1]: (A, L:) as also ↓ مَيَّادٌ: (L:) [or rather the latter signifies inclining much, or frequently, from side to side:] pl. [of the former] مُيَّدٌ. (TA.) b3: فُلَانٌ يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ فَيَّادًا مَيَّادًا (tropical:) Such a one walks upon the ground with an elegant and a proud and a self-conceited gait, with an affected inclining of his body from side to side. (A, Art. فيد.) مَائِدَةٌ (and ↓ مَيْدَةٌ, El-Jarmee, L, K) A table with food upon it: (S, L, K:) without food upon it, a table is not thus called, but is called خِوَانٌ: (AAF, S, L:) or also applied to a table itself: (L:) MF says, that this latter application is allowable, considering that food has been, or is to be, placed upon the table: but El-Hareeree asserts it to be incorrect, and the former application only to be allowable: (TA:) مائدة is thus used in its proper sense of an act. part. n., and is from ماد “ it was in a state of motion; ” as though the table [which was generally a round piece of leather or the like spread upon the ground] moved about with what was upon it: (Zj, L, Msb: *) or from ماد “ he brought wheat or food; ” because food is brought upon it [or as though it brought food]: (L:) or from ماد “ he gave; ” as though it gave of what was upon it to those around it: (El-'Ináyeh:) or it is of the form of an act. part. n. and used in the sense of a pass. part. n., from ماد “ he gave,” (AO, S, L, Msb,) like رَاضِيَةٌ in the phrase عِيشَةٌ رَاضِيَةٌ; (AO, S, L;) because what is thus called is given by its owner to the people [who are to eat]: (Msb:) also, food itself; (Akh, AHát, ISd, L, K;) even if without a table: (L:) [pl. مَوَائِدُ]. See also فَاثُورٌ. b2: مَائِدَةٌ: (tropical:) A round piece of land or ground: (L, K:) likened to a table. (TA.) مَوَائِدُ: see مَائِدَةٌ. b2: Also, Calamities: formed by transposition from مَآوِدُ. (T, L.) مُمْتَادٌ Asking, or desiring, to give; asking or desiring, a gift. (K.) And Asked, or desired, to give; one of whom a gift is asked, or desired. (S, L, K.) b2: مُمْتَادٌ A man [asking, or desiring, and b3: ] asked, or desired, to bring wheat or food. (S, L.)

أَثَّر على

أَثَّر على
الجذر: أ ث ر

مثال: أَثَّرَ عليه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «أَثَّرَ» لا يتعدّى بـ «على».

الصواب والرتبة: -أثَّرَ فيه [فصيحة]-أثَّرَ عليه [صحيحة]
التعليق: الفعل «أَثَّرَ» يتعدّى بـ «في»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومجيء «على» بمعنى «في» وارد في الكلام الفصيح، ومنه قوله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا} القصص/15، أي في حين غفلة بتضمين «على» معنى «في»، وقد ورد الفعل «أثَّر» في بعض المعاجم الحديثة متعديًا بـ «على» لملاحظة معنى الاستعلاء، وتعلّق الأثر بالسطح الخارجي (بخلاف «في» التي تدلّ على الظرفية وعمق الأثر).

هلم

[هلم] نه: فيه ذكر "هلم" بمعنى تعال، وفي الحجاز يستوي فيه الواحد وغيره ويبني على الفتح، وفي تميم يثني ويجمع. ج: وفيه: "هلمه" فإن الله سيجعلن بمعنى تعالن وهاؤه للسكت. غ: "هلموا" شهداءكم، أي هاتوا وقربوا.

هلم



هَلُمَّ i. q.

نَعَالَ Come. (S, K, &c.) b2: It is intrans.; as in هَلُمَّ إِلَيْنَا Come to us. And tran also; as in هَلُمَّ شُهَدَآءَ كُمْ Cause your witnesses to come; bring your witnesses. (Msb.) b3: هَلُمَّ جَرًّا At thine ease: see 1 in art. جر.

هلم


هَلَمَ
أَهْلَمَa. Called.

إِهْتَلَمَ
a. [Bi], Carried off.
هُلَاْمa. A dish.

هَلِيْمa. Adhesive.

هَلُمَّ
a. Come here.
b. Bring.

هِلَّم
a. Weak; soft.

هَلُمِّي
a. fem. of
هَلُمَّ

هَلُمَّ جَرًّا
a. And so on, et cetera, & c.
هلم
هَلُمَّ دعاء إلى الشيء، وفيه قولان: أحدهما: أنّ أصله هَا لُمَّ . من: قولهم:
لممت الشيء. أي: أصلحته، فحذف ألفها فقيل: هلمّ.
وقيل أصله هل أمّ ، كأنه قيل: هل لك في كذا أمّه. أي: قصده، فركّبا. قال عزّ وجلّ:
وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا [الأحزاب/ 18] ، فمنهم من تركه على حالته في التّثنية والجمع، وبه ورد القرآن، ومنهم من قال: هَلُمَّا، وهَلُمُّوا، وهَلُمِّي، وهَلْمُمْنَ .
هـ ل م: (هَلُمَّ) يَا رَجُلُ بِفَتْحِ الْمِيمِ بِمَعْنَى تَعَالَ، يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ الْمُؤَنَّثُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى -: {وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: 18] وَأَهْلُ نَجْدٍ يَصْرِفُونَهُ فَيَقُولُونَ لِلِاثْنَيْنِ: هَلُمَّا، وَلِلْجَمْعِ: هَلُمُّوا، وَلِلْمَرْأَةِ: هَلُمِّي، وَلِلنِّسَاءِ: هَلْمُمْنَ، وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ. 
هلم
هَلُمَّ: كلمةُ دَعْوَةٍ إلى شَيْءٍ، يَسْتَوي فيه الواحِدُ والاثْنانِ والجميعُ والتَّذْكير والتأْنيثُ، إلا في لُغَةِ بني سَعْدٍ فإنهم يقلون: هَلُمّا وهَلُمُّوا، وهي في الأصل: هَلْ أؤمُّ، وإذا قيل هَلُمَّ قال: لا أُهَلِمُّ وإلى مَ أُهَلِّمُ. والهَلاَمُ: طَعامٌ يُتَّخَذُ من عِجْلٍ بِجِلْدِه. والهِلِمّانُ: الشَّيْءُ الكَثيرُ، جَاءَ بالهَيْلِ والهِلِمَّان. والهِلَّمُ: الرَّجُلُ المُسْتَرْخي، وامرأةٌ هِلَّمَةٌ، وهِلَّمُونَ وهِلَّمَاتٌ وهَلالِيْمُ. ولا يَمُرُّ بشَيْءٍ إلاّ اهْتَلَمَه: أي سَرَقَه وذَهَبَ به.
[هلم] هَلُمَّ يا رجل، بفتح الميم، بمعنى تعال. قال الخليل: أصله لم، من قولهم لم الله شعثه، أي جمعه، كأنه أراد: لم نفسك إلينا، أي اقرب. وها للتنبيه وإنما حذفت ألفها لكثرة الاستعمال، وجعلا اسما واحدا، يستوى فيه الواحد والجمع والتأنيث، في لغة أهل الحجاز. قال الله تعالى: (والقائِلينَ لإخْوانِهِمْ هَلُمَّ إلينا) ، وأهل نجد يصرِّفونها فيقولون للاثنين هَلُمَّا، وللجميع هلموا، وللمرأة هلمى، وللنساء هَلْمُمْنَ، والأول أفصح. وقد تُوصَل باللام فيقال: هَلُمَّ لكَ وهَلُمَّ لكما، كما قالوا: هَيْتَ لك. وإذا أدخلت عليه النون الثقيلة قلت هَلُمَّنَّ يا رجل، وللمرأة هَلُمِّنَّ بكسر الميم، وفي التثنية هَلُمَّانِّ للمؤنث والمذكَّر جميعاً، وهَلُمُّنَّ يا رجال بضم الميم، وهَلْمُمْنانِّ يا نسوة. وإذا قيل لك: هلم إلى كذا وكذا، قلت إلام أهلم مفتوحة الالف والهاء، كأنك قلت إلى ما ألم. وتركت الهاء على ما كانت عليه. وإذا قال لك: هلم كذا وكذا، قلت: لا أهلمه، أي لا أعطيكه. ويقال: جاءنا بالهيل والهَيْلَمانِ، إذا جاء بالمال الكثير. والهيلمان بفتح اللام وضمها.
هـلم
هُلام [مفرد]: (شر) مادة بروتينية شفافة، تُستخرج من الأنسجة الحيوانية المختلفة، مثل: الجلد والعظم والأربطة وتكون جامدة عند جفافها، ولكنها تتحوَّل إلى سائل بالرُّطوبة. 

هُلاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى هُلام.
2 - (شر) مادّة عضويّة تحويها أغشية نباتيَّة "حامض هُلاميّ".
• ورم هُلاميّ الشَّكل: (طب) شبيه بالهلام له شكل الهلام ومظهره. 

هُلاميَّات [جمع]: (حن) رتبة من الفطور عديدة الفصائل والأجناس، فطورها كُتَل هلاميّة لا شكل لها، تعيش على الأعشاب العفِنة والطَّحالب. 

هُلاميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى هُلام: "أفكار هلاميّة- صنعتْ حلوى هُلاميِّة القِوام: تُعَدُّ بغلي السُّكَّر وعصير الفاكهة".
2 - مصدر صناعيّ من هُلام: سطحيَّة، ظاهريّة "سادت الإدارة الجديدة حالة من الهلاميّة". 

هَلُمّ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: هـ ل م م - هَلُمَّ). 
هـ ل م : هَلُمَّ كَلِمَةٌ بِمَعْنَى الدُّعَاءِ إلَى الشَّيْءِ كَمَا
يُقَالُ تَعَالَ قَالَ الْخَلِيلُ أَصْلُهُ لُمَّ مِنْ الضَّمِّ، وَالْجَمْعِ وَمِنْهُ لَمَّ اللَّهُ شَعَثَهُ وَكَأَنَّ الْمُنَادِيَ أَرَادَ لُمَّ نَفْسَكَ إلَيْنَا وَهَا لِلتَّنْبِيهِ وَحُذِفَتْ الْأَلِفُ تَخْفِيفًا لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَجُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَقِيلَ أَصْلُهَا هَلْ أُمَّ أَيْ قُصِدَ فَنُقِلَتْ حَرَكَةُ الْهَمْزَةِ إلَى اللَّامِ وَسَقَطَتْ ثُمَّ جُعِلَا كَلِمَةً وَاحِدَةً لِلدُّعَاءِ وَأَهْلُ الْحِجَازِ يُنَادُونَ بِهَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمُفْرَدِ وَالْجَمْعِ وَعَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا} [الأحزاب: 18] وَفِي لُغَةِ نَجْدٍ تَلْحَقُهَا الضَّمَائِرُ وَتُطَابَقُ فَيُقَالُ هَلُمِّي وَهَلُمَّا وَهَلُمُّوا وَهَلْمُمْنَ لِأَنَّهُمْ يَجْعَلُونَهَا فِعْلًا فَيُلْحِقُونَهَا الضَّمَائِرَ كَمَا يُلْحِقُونَهَا قُمْ وَقُومَا وَقُومُوا وَقُمْنَ.
وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: اسْتِعْمَالُهَا بِلَفْظٍ وَاحِدٍ لِلْجَمِيعِ مِنْ لُغَةِ عُقَيْلٍ وَعَلَيْهِ قِيسَ بَعْدُ وَإِلْحَاقُ الضَّمَائِرِ مِنْ لُغَةِ بَنِي تَمِيمٍ وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْعَرَبِ وَتُسْتَعْمَلُ لَازِمَةً نَحْوُ هَلُمَّ إلَيْنَا أَيْ أَقْبِلْ وَمُتَعَدِّيَةً نَحْوُ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمْ أَيْ أَحْضِرُوهُمْ. 
الْهَاء وَاللَّام وَالْمِيم

الهَلِيمُ: اللاصق من كل شَيْء، عَن كرَاع.

والهَلامُ: طَعَام يتَّخذ من لحم عجلة بجلدها.

والهِلَّمانُ: الشَّيْء الْكثير، وَقيل: هُوَ الْخَيْر الْكثير، قَالَ ابْن جني: إِنَّمَا هُوَ الهِلِمَّانُ على مثل فِرِكَّان.

وهَلُمَّ: بِمَعْنى أقبل، وَهَذِه الْكَلِمَة تركيبية من " هَا " الَّتِي للتّنْبِيه، وَمن " لُمَّ " وَلكنهَا اسْتعْملت اسْتِعْمَال الْكَلِمَة المفردة البسيطة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَلُمَّ فِي لُغَة أهل الْحجاز تكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالذكر وَالْأُنْثَى بلفظٍ واحدٍ. وَأما فِي لُغَة بني تَمِيم فَإِنَّهُم يجرونه مجْرى قَوْلك: رد، يَقُولُونَ للْوَاحِد: هَلُمَّ، كَقَوْلِك: رد، وللاثنين هَلُمَّا كَقَوْلِك: ردَّا، وللجمع هَلُمُّوا كَقَوْلِك: ردوا، وللأنثى هَلُمِّي كَقَوْلِك: ردي وللثنتين: كالاثنين، ولجماعة الْإِنَاث هَلْمُمْنَ كَقَوْلِك: ارددن. قَالَ: وَزعم الْخَلِيل إِنَّهَا " لُمَّ " لحقتها الْهَاء للتّنْبِيه فِي اللغتين جَمِيعًا، قَالَ: وَلَا تدخل النُّون الْخَفِيفَة وَلَا الثَّقِيلَة عَلَيْهَا، لِأَنَّهَا لَيست بِفعل، وَإِنَّمَا هِيَ اسْم للْفِعْل، يُرِيد أَن النُّون الثَّقِيلَة إِنَّمَا تدخل الْأَفْعَال دون الْأَسْمَاء، وَأما فِي لُغَة بني تَمِيم فتدخلها الْخَفِيفَة والثقيلة، لأَنهم قد أجروها مجْرى الْفِعْل، وَلها تَعْلِيل طَوِيل لَا يَلِيق بِهَذَا الْكتاب. قَالَ اللحياني: وَمن الْعَرَب من يَقُول: هَلَمَّ. فنصب اللَّام، قَالَ: وَمن قَالَ: هَلُمِّي وهَلُمُّوا، فَكَذَلِك يَقُول: هَلَمِّي وهَلَمُّوا. وَحكى: إِلَى مَا أهَلِم، وأَهَلُمُّ، وَلست من الْأَخِيرَة على ثِقَة، وَقد هَلْمَمْتُ فَمَاذَا؟ وهَلْمَمْتُ بِالرجلِ: قلت لَهُ هَلُمَّ، قَالَ ابْن جني: هَلْمَمْتُ كصعررت وشمللت، وَأَصله قبل غير هَذَا، إِنَّمَا هُوَ أول " هَا " للتّنْبِيه لحقت مِثَال اللَّام للمواجهة توكيدا، فأصلها هالُمَّ فَكثر اسْتِعْمَالهَا وخلطت هَا بِلُمَّ توكيدا للمعنى بِشدَّة الِاتِّصَال، فحذفت الْألف لذَلِك، وَلِأَن لَام لُمَّ فِي الأَصْل سَاكِنة، أَلا ترى أَن تقديرها أول " المُمْ " وَكَذَلِكَ يَقُولهَا أهل الْحجاز، ثمَّ زَالَ هَذَا كُله بقَوْلهمْ هَلْمَمْتُ، فَصَارَت كَأَنَّهَا فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان، وتنوسيت حَال التَّرْكِيب، وَحكى اللحياني: من كَانَ عِنْده شَيْء فَلْيُهَلِمَّه، أَي فَلْيُؤْته.
باب الهاء واللام والميم معهما هـ ل م، هـ م ل، ل هـ م، م هـ ل مستعملات م ل هـ، ل م هـ مهملان

هلم: الهَلامُ: طعامٌ يُتَّخَذ من لحم العِجْل بجِلْدِهِ. [والهِلِّمان: الشّيء الكثير] . وهَلُمَّ: كلمةُ دعوةٍ إلى شَيْء. التَّثنيةُ والجمعُ والوحدان، والتّأنيثُ والتّذكيرُ فيه سواءٌ، إلّا في لغة بني سعدٍ فإنّهم يَحملونَهُ على تَصريفِ الفِعْل، فيقولون: هلُمّا وهلُمُّوا ونحو ذلك.

همل: الهَمَلُ: السُّدَى، وما ترك اللهُ النّاسَ هَمَلاً، أي: سُدىً بلا ثَوابٍ وبلا عِقابٍ. وإبلٌ هَوامِلُ [مُسَيَّبةٌ] لا تُرْعَى. وأمرٌ مُهْمَلٌ، أي: متروك.

لهم: لَهِمْتُ الشّيء. وقلّما يُقالُ إلاّ التَهَمْتُ، وهو ابتلا عُكَهُ بمّرةٍ، قال :

ما يُلْقَ في أَشداقِهِ تَلَهَّما

وقال:

كذاك الليث يلتهم الذبابا وأم اللهيم: الحُمَّى، ويقال: بل هو الموتُ، لأنّه يَلْتهُم كلَّ أَحَد. وفَرَسٌ لِهَمٌّ: سابقٌ يَجْري أمامَ الخَيْل، لالتِهامِهِ الأَرْضَ، والجميع: لَهامِيمُ. ورجلٌ لَهُومٌ، أي: أكولٌ. أَلْهَمَهُ اللهُ خيراً، أي: لَقَّنَهُ خيراً. ونَسْتَلْهِمُ اللَه الرَّشادَ. وجَيْش لُهامٌ أي: يَغْتَمِرُ من يَدْخُلُه، أي: يُغَيَّبُه في وسطه.

مهل: المَهْل- مجزوم-: السَّكِينةُ والوَقار، تقول: مَهْلاً يا فلانُ، أي: رِفقاً وسُكُوناً، لا تَعْجَلْ ويجوزُ التًّثْقيلُ، كما قال :

فيا بْنُ آدمَ ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ ... للهِِ دَرُّكَ ما تأتي وما تَذَرُ

وقال جميل [في تخفيف مَهْل] :

يقولون: مَهْلاً يا جميلُ، وإنّني ... لأُقْسِمُ مالي عن بُثَيْنَة مِنْ مَهْلِِ

وأَمْهلتُه: أَنْظرتُه، ولم أعجله. ومَهَّلْتُه: أجّلته. والمُهْلُ: خُثارة الزَّيت، ويقال: النُّحاس الذائب، ويقال: الصَّديدُ والقَيْحُ. والمُهْلُ: الفِلِزُّ، وهو جواهر الأرض من الذَّهَب والفِضّة. والمُهل: ما يَتَحاتُّ من الخُبْزة من رَمادٍ أو غيره إذا أُخْرِجَتْ من المَلَّةِ. والمُهْلُ: ضَرْبٌ من القَطِرانِ، إلاّ أنّه ماء رقيق يُشبه الزّيت، وهو يَضْرِب إلى الصُّفْرة من مهاوته، وهو دَسِمٌ تُدْهَنُ به الإِبلُ في الشِّتاء، وسائرُ القَطِران لا يُدهنُ به، لأنّه يَقْتل. 

هلم: الهَلِيمُ: اللاصِقُ من كل شيء؛ عن كراع. والهَلامُ

(* قوله

«والهلام» قال في القاموس: كغراب، وضبط في الأصل وفي نسخة من التكملة يوثق

بضبطها بفتح الهاء ومثلها المحكم والتهذيب): طعامٌ يُتَّخَذ من لحمِ عِجْلةٍ

بِجِلدِها.

والهُلُمُ: ظِباءُ الجبال، ويقال لها اللُّهُمُ، واحدها لِهْمٌ، ويقال

في الجمع لُهُومٌ.

والهِلِّمَانُ: الشيءُ الكثير، وقيل: هو الخير الكثير؛ قال ابن جني:

إِنما هو الهِلِمَّانُ على مثال فِرِ كَّان. أَبو عمرو: الهِلِمَّانُ الكثير

من كل شيء؛ وأَنشد لكَثِير المُحارِبيّ:

قد مَنَعَتْني البُّرَّ وهي تَلْحانْ،

وهو كثيرٌ عندها هِلِمَّاننْ،

وهي تُخَنْذِي بالمَقالِ البَنْبانْ

الخَنْذاةُ: القول القبيحُ، والبَنْبانُ: الرديء من المَنْطق.

والهَيْلَمان: المالُ الكثير، وتقول: جاءنا بالهَيْل والهَيْلَمانِ إِذا جاء

بالمال الكثير، والهَيْلَمان، بفتح اللام وضمها. قال أَبو زيد في باب كثرة

المال والخير يَقْدَم به الغائبُ

أَو يكون له: جاء فلانٌ بالهَيْل والهَيْلَمان، بفتح اللام.

وهلُمَّ: بمعنى أَقْبِل، وهذه الكلمة تركيبيَّة من ها التي للتنبيه، ومن

لُمَّ، ولكنها قد استعملت استعمال الكلمة المفردة البسيطة؛ قال الزجاج:

زعم سيبويه أَن هَلُمّ ها ضمت إِليها لُمّ وجُعِلتا كالكلمة الواحدة،

وأَكثرُ اللغات أَن يقال هَلُمَّ للواحد والاثنين والجماعة، وبذلك نزل

القرآن: هَلُمَّ إِلينا وهَلُمَّ شَهداءكم؛ وقال سيبويه: هَلمَّ في لغة أَهل

الحجاز يكون للواحد والاثنين والجمع والذكر والأُنثى بلفظٍ واحد، وأَهلُ

نَجْدٍ يُصَرِّفُونَها، وأَما في لغة بني تميم وأَهل نجد فإِنهم يُجْرونه

مُجْرَى قولك رُدَّ، يقولون للواحد هَلُمَّ كقولك رُدَّ، وللاثنين

هَلُمَّا كقولك رُدَّا، وللجمع هَلمُّوا كقولك رُدُّوا، وللأُنثى هَلُمِّي

كقولك رُدِّي، وللثِّنْتَينِ كالاثْنَيْنِ، ولجماعة النساء هَلْمُمْنَ

كقولك ارْدُدْنَ، والأَوَّل أَفصَح. قال الأَزهري: فُتحت هَلُمَّ أَنها

مُدْغَمة كما فُتحت رُدَّ في الأَمر فلا يجوز فيها هَلُمُّ، بالضم، كما يجوز

رُدُّ لأنها لا تتصرَّف، قال: ومعنى قوله تعالى: هَلُمَّ شُهداءكم، أَي

هاتوا شُهداءكم وقَرِّبوا شهداءكم. الجوهري: هَلُمَّ يا رجل، بفتح الميم،

بمعنى تعال؛ قال الخليل: أَصله لُمّ من قولهم لَمَّ اللهُ شَعْثه أَي

جمعه، كأََنه أَراد لُمَّ نَفْسَك إِلينا أَي اقْرُب، وها للتنبيه، وإِنما

حذفت أَلِفُها لكثرة الاستعمال وجُعِلا اسماً واحداً، قال ابن سيده: زعم

الخليل أَنها لُمَّ لَحِقتها الهاء للتنبيه في اللغتين جميعاً، قال ولا

تدخل النون الخفيفة ولا الثقيلةُ عليها، لأَنها ليست بفعل وإِنما هي اسمٌ

للفعل، يريد أَن النون الثقيلة إِنما تدخلُ الأَفعال دون الأَسماء، وأَما

في لغة بني تميم فتدخلها الخفيفةُ والثقيلة لأَنهم قد أَجْرَوْها مُجْرَى

الفعل، ولها تعليلٌ. الأَزهري: هَلُمَّ بمعنى أَعْطِ، يَدُلّ عليه ما

رُوِي عن عائشة، رضي الله عنها، أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان

يأْتيها فيقول: هل من شيءٍ؟ فتقول: لا، فيقول: إِني صائِمٌ؛ قالت: ثم أَتاني

يوماً فقال: هل من شيء؟ قلت: حَيْسَةٌ، فقال: هَلُمِّىها أَي هاتِيها

أَعْطِينيها. وقال الليث: هَلُمَّ كلمةُ دَعْوةٍ إِلى شيءٍ، الواحدُ

والاثنان والجمع والتأْنيث والتذكير سواءٌ، إلاَّ في لغة بني سَعْدٍ

فإِنهم يحملونه على تصريف الفعل، تقول هَلُمَّ هَلُمَّا هَلُمُّوا، ونحو ذلك

قال ابن السكيت، قال: وإِذا قال: هَلُمَّ إِلى كذا، قلت: إِلامَ

أَهَلُمُّ؟ وإِذا قال لك هَلُمَّ كذا وكذا، قلت: لا أَهَلُمُّه، بفتح الأَلف

والهاء، أَي لا أُعْطيكَه. وروى أَبو هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم،

قال: ليُذادَنَّ رجالٌ عن حَوْضي فأُناديهم أَلا هَلُمَّ أَلا هَلُمَّ

فيقال: إِنهم قد بَدَّلوا، فأَقول فسُحْقاً قال اللحياني: ومن العرب من

يقول هَلَمَّ، فينصب اللام، قال: ومن قال هَلُمِّي وهَلُمُّوا فكذلك قال

ابن سيده، ولست من الأَخيرة على ثِقَةٍ، وقد هَلْمَمْتُ فماذا.

وهَلْمَمْتُ بالرجل: قلتُ له هَلُمَّ. قال ابن جني: هَلْمَمْتُ كصَعْرَرْتَ

وشَملَلْتَ، وأَصله قبْلُ غيرُ هذا، إِنما هو أَوَّلُ ها للتنبيه لَحِقَت مثل

اللام، وخُلِطت ها بلُمَّ توكيداً للمعنى بشدة الاتصال، فحذفت الأَلف

لذلك، ولأَنَّ لامَ لُمَّ في الأَصل ساكنةٌ، أَلا ترى أَن تقديرها أَوَّلُ

أُلْمَمْ، وكذلك يقولها أَهل الحجاز، ثم زال هذا كله بقولهم هَلْمَمْتُ

فصارت كأَنها فَعْلَلْت من لفظ الهِلِمَّان، وتنُوسِيَت حالُ التركيب. وحكى

اللحياني: من كان عنده شيء فلْيُهَلِمَّه أَي فليُؤْتِه. قال الأَزهري:

ورأَيت من العرب مَن يدعو الرجل إِلى طعامه فيقول: هَلُمَّ لك، ومثله قوله

عز وجل: هَيْتَ لك؛ قال المبرَّد: بنو تميم يجعلون هَلُمَّ فِعلاً

صحيحاً ويجعلون الهاء زائدة فيقولون هَلُمَّ يا رجل، وللاثنين هَلُمَّا،

وللجمع هَلُمُّوا، وللنساء هَلْمُمْنَ لأَن المعنى الْمُمْنَ، والهاء زائدة،

قال: ومعنى هَلُمَّ زيداً هاتِ

زيداً. وقال ابن الأَنباري: يقال للنساء هَلُمْنِ وهَلْمُمْنَ. وحكى

أَبو مرو عن العرب: هَلُمِّينَ يا نِسوة، قال: والحجةُ لأَصحاب هذه اللغة

أَن أَصل هَلُمَّ التصرفُ من أَمَمْتُ أَؤمُّ أَمّاً، فَعمِلوا على الأَصل

ولم يلتفتوا إِلى الزيادة، وإِذا قال الرجل للرجل هَلُمَّ، فأَراد أَن

يقول لا أَفعل، قال: لا أُهَلِمُّ ولا أُهَلُمُّ ولا أُهَلَمُّ ولا

أَهَلُمُّ، قال: ومعنى هَلُمَّ أَقْبِلْ، وأَصله أُمَّ أَي اقصِدْ، فضمّوا هل

إِلى أُمَّ وجعلوهما حرفاً واحداً، وأَزالوا أُمَّ عن التصريف، وحوَّلوا

ضمة همزة أُمَّ إِلى اللام وأَسقطوا الهمزة، فاتصلت الميم باللام، وهذا

مذهب الفراء. يقال للرجلين وللرجال وللمؤنث هَلُمَّ، وُحِّدَ هَلُمَّ لأَنه

مُزالٌ عن تصرُّف الفعل وشُبِّه بالأَدوات كقولهم صَهْ ومَهْ وإِيهٍ

وإِيهاً، وكل حرف من هذه لا يُثنَّى ولا يجمع ولا يؤنث، قال: وقد يوصل

هَلُمَّ باللام فيقال: هَلُمَّ لك وهَلُمَّ لكما، كما قالوا هَيْت لك، وإِذا

أَدخلت عليه النون الثقيلة قلت: هَلُمَّنَّ يا رجل، وللمرأَة: هَلُمِّنَّ،

بكسر الميم، وفي التثنية هَلُمّان، للمؤنث والمذكر جميعاً، وهَلُمُّنَّ

يا رجال، بضم الميم، وهَلْمُمْنانِّ يا نسوة، وإِذا قيل لك هَلُمَّ إِلى

كذا وكذا، قلت: إِلامَ أَهَلُمُّ، مفتوحة الأَلف والهاء، كأَنك قلت إِلامَ

أَلُمُّ، فترَكْتَ الهاء على ما كانت عليه، وإِذا قيل هَلُمَّ كذا وكذا،

قلت: لا أَهَلُمُّه أَي لا أُعطيه؛ قال ابن بري: حقُّ هذا أَن يذكر في

فصل لَمَمَ لأَن الهاء زائدة، وأَصله هالُمّ.

هـلم
(الهَلِيمُ: اللاَّصِقُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) ، عَنْ كُرَاعٍ. (والهِلِمَّانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ المِيمِ: الكَثِيرُ مِن الخُبْزِ وَغَيْرِهِ) . وَقَالَ أَبُو عَمْرٍ و: هَوَ الكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَنْشَدَ لِكَثِيرٍ المُحَارِبِيِّ: قَدْ مَنَعَتْنِي البُرَّ وَهِيَ تَلْحَانْ وَهُوَ كَثِيرِ عِنْدَهَا هِلِمَّانْ وَهِيَ تُخَنْذِي بِالمَقَالِ البَنْبَانْ وَقَالَ ابْنُ جِنِّي: إِنَّمَا هَوَ: الهِلِمَّانُ، عَلَى مِثَالِ: فِرِكَّانِ، (كَالَهيْلَمَانِ، وتُضَمُّ لاَمُهُ) ، يُقَالُ: جَاءَ بِالهَيْلِ والهَيْلُمَانِ: إِذَا جَاءَ بِالمَالِ الكَثِيرِ، وَأَوْرَدَهُ أَبُو زَيْدٍ فِي بَابِ كَثْرَةِ المَالِ والخَيْرِ يَقْدَمُ بِهِ الغَائِبُ، أَوْ يَكُونُ لَهُ، وَضَبِطَهُ بِفَتْحِ اللاَّمِ، ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ فِيهِ الضَّمَّ والفَتْحَ، وقِيلَ: إِنَّ مِيمَةُ زَائِدَةٌ، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِلكَ فِي: " هـ ي ل ".[لِلمُوَاجَهَةِ تَوْكِيداً، فَأَصْلُها هَا لُمَّ فكثُر اسْتِعَمَالُها] ، وخُلِطَتْ هَا بُلمَّ تُوْكِيداً لِلمَعْنَى بِشِدَّةِ الاتِّصَالِ، فَحْذِفَتِ الأَلِفُ لِذلِكَ، ولأَنَّ لاَمَ لَمَّ فِي الأصْلِ سَاكِنَةٌ، أَلاَ تَرَى أَنَّ تَقْدِيرَهَا أَوّلُ: أَلْمُمْ، وكَذلِكَ يَقُولُ أَهْلُ الحِجَازِ، ثُمَّ زَالَ هَذَا كُلُّهُ بِقَوْلِهِمْ: هَلْمَمْت، فَصَارَتْ كَأَنَّهَا فَعْلَلْت، مِنْ لَفْظِ الهِلِمَّانِ، وتُنُوسِيَتْ حَالُ التَّرْكِيبِ. (وَأَهْلَمَ) بِهِ، مِثْلُ هَلْمَمَ. (والهَلَمُ، مُحَرَّكَةً: جَوَابُ هَلُمَّ، ومِنْهُ) قَوْلُهُمْ: (جَادَ بِهَلَمِهِ: إِذَا أَطَاعَهُ) . (وأَهْلُمُ، كَآنُكُ: د، بِطَبَرِسْتَانَ) ، والَّذِي فِي مُعْجَمِ يَاقُوتٍ: أَلْهَمُ: بَيْنَ طَبَرسْتَانَ وَآمُلَ، وقَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي: (ل هـ م)) . [] ومِمَّا يُستْتَدْرَكَ عَلَيْهِ: الهِلِّمَانُ، بِكَسْرَتَيْنِ، مُشَدَّدَةَ اللاَّمِ: لُغَةٌ فِي الهِلِمَّانِ، عَن ابنِ جِنِّي. وهَلُمَّ بِمَعْنَى أَعْطِ، ومِنْهُ حِدِيثُ عَائِشَةَ: ((فَقَالَ: هَلُمِّيها)) أَيْ: هَاتِيهَا، وحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: مَنْ كَانَ عِنْدُه شَيْءٌ فَلْيُهَلِّمْهُ، أَيْ: فَلْيُؤْتِهِ. وهَلُمَّ جَرَّا، تَقَدَّمَ فِي الرَّاءِ.

خضع

(خضع) اللَّحْم قطعه
(خضع) - في الحَدِيث : "خُضْعَانًا لقَولِه".
وهو مَصْدر خَضَع خُضوعًا وخُضْعَانًا، كما يقال: كَفَر كُفورًا وكُفرانًا وغَفَر غُفْرانًا.
خضع
قال الله: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ [الأحزاب/ 32] ، الخضوع: الخشوع، وقد تقدّم، ورجل خُضَعَة: كثير الخضوع، ويقال: خَضَعْتُ اللحم، أي: قطعته، وظليم أَخْضَعُ: في عنقه تطامن .
خ ض ع : خَضَعَ لِغَرِيمِهِ يَخْضَعُ خُضُوعًا ذَلَّ وَاسْتَكَانَ فَهُوَ خَاضِعٌ وَأَخْضَعَهُ الْفَقْرُ أَذَلَّهُ وَالْخُضُوعُ قَرِيبٌ مِنْ الْخُشُوعِ إلَّا أَنَّ الْخُشُوعَ أَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ فِي الصَّوْتِ وَالْخُضُوعُ فِي الْأَعْنَاقِ. 
خ ض ع: (الْخُضُوعُ) التَّطَامُنُ وَالتَّوَاضُعُ يُقَالُ: (خَضَعَ) يَخْضَعُ بِفَتْحِ الضَّادِ فِيهِمَا (خُضُوعًا) وَ (اخْتَضَعَ) وَ (أَخْضَعَتْنِي) إِلَيْهِ الْحَاجَةُ. وَرَجُلٌ (خُضَعَةٌ) بِوَزْنِ هُمَزَةٍ يَخْضَعُ لِكُلِّ أَحَدٍ. 

خضع


خَضَعَ(n. ac. خُضُوْع)
a. [La], Was humble, submissive, submitted to; obeyed.
b. Was near setting (star).
c. Bowed down, bent ( old age ).
d. [acc. & Ila], Enticed into (evil).
خَضَّعَa. Humbled, abased.

أَخْضَعَa. see I (c)
& II.
تَخَضَّعَإِخْتَضَعَa. Humbled himself, became submissive.

خُضَعَةa. Submissive; cringing; abject, craven.

أَخْضَعُa. Humble, submissive.

خَاْضِع
(pl.
خُضَّع)
a. Humble, lowly, submissive, obedient.

خَضِيْعَةa. Rumbling.

خَضُوْع
(pl.
خُضُع)
a. see 21
خضع رجل خاضِعَ وأخْضَع. والخَيْضَعَة: المعركة. والبيضَة. والجَلَبَة؛ جميعاً. والخَضِيْعَةُ: صوتُ بطنِ الفَرَس إذا عَدا؛ وقد خَضَعَ بطنُه خَضِيْعاً. وصوتُ السيْل أيضاً.
والخَضُوع: المرأة التي لخَواصرها صوْت. وخَضْعَة السياط: صَوت وَقْعِها.
والخَضِيْعَتانٍ: لَحْمَتانِ مُجَوفتان في بطن الفرس يُسمَعُ الصوتُ منهما. والخضَع: قِصَر العنق وانثناؤه، ومنه: صَقْر مخْتَضِع. واخْتضَع الفَحْلُ الناقةَ: سانها. ورَجُلٌ خُضَعَةٌ: يَخْضَع لكل أحَد.
خضع: خضع: أَجَلَّ الله وبجله وقدسه (الكالا).
وخضع لفلان: احترمه وحياه بإجلال وتوقير (بوشر). وفي المعجم اللاتيني العربي: eiect خَضَع ومَنَع وأبعدَ. وهذا الفعل لا وجود له. وخضع بهذا المعنى غير معروف عندي.
تخاضع: سعدية النشيد العاشر.
انخضع: انحنى، تطأطأ (المقدمة 3: 416).
خضوع: ركوع، جثّو (الكالا).
وخضوع: انحناء للتحية (بوشر). خَيْضَعَة: بيضة، خوذة مغفر. وفي المعجم اللاتيني العربي: ( cassis) galea بيضة الحديد وهي المربيعة والمغفر والخْيضَعَة.
مُنْخَضِع: كلب مضطجع، متمدد على جنبه. ومنخضع مجازاً: جبان (بوشر).
(خضع)
خضعا وخضوعا وخضعانا مَال وانحنى وذل وانقاد وَله لَان كَلَامه وَفِي سيره جد وَمد عُنُقه وطأطأه وَالْكَلَام لَهُ لينه وَفِي حَدِيث عمر (أَن رجلا فِي زَمَانه مر بِرَجُل وَامْرَأَة قد خضعا بَينهمَا حَدِيثا فَضَربهُ حَتَّى شجه) وَالشَّيْء خضعا جعله يخضع وَجعله أخضع وَيُقَال خضعه الْكبر حناه

(خضع) خضعا مَال وانحنى وَفِي حَدِيث الزبير (أَنه كَانَ أخضع) وَيُقَال خضع عُنُقه تطامن ودنا من الأَرْض خلقَة وَرَضي بالذل فَهُوَ أخضع وَهِي خضعاء (ج) خضع
باب العين والخاء والضاد (خ ض ع مستعمل فقط)

خضع: الخُضُوعُ: الذُّلُّ والاستِخذَاءُ. والتَّخاضُعُ: التَّذَلُّلُ والتَّقاصُرُ والخَضِيعَةُ: صوتُ بَطْنِ الفَرَسِ، قال :

كأنّ خَضْيعَةَ بطن الجواد ... وعَوْعَةُ الذَّئْبِ في الفَدْفَدِ

والأَخْضَعُ والخَضْعَاءُ: الرَّاضِيانِ بالذُّلِّ، قال العجاج:

وصِرْتُ عَبْداً للبَعُوضِ أَخْضَعَا ... يَمَصُّنَي مَصَّ الصبي المرضعا

والخيضعة: معركة الأبطال، قال لبيد:

المُطعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعْه ... الضارِبُونَ الهامَ تحت الخَيْضَعَهْ

ويقال: هو غبار المعركة. 
خ ض ع

خضع لله خضوعاً واختضع. ورجل خضعة: يخضع لكل أحد. وظليم أخضع: أجنأ. وفي عنق الرجل والبعير خضع: تطامن. وقوم خضع: ناكسو الرءوس. قال الفرزدق:

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار

وقال خطار بن مزاحم:

ولسنا بعيابين والعيب دقة ... ولا خضع الأبصار وسط المجالس

ورجل أخضع: راض بالذل. قال العجاج:

وصرت عبداً للبعوض أخضعا ... يمضي مص الصبيّ المرضعا

وقد خضع من الذل. واختضع الصقر: طأمن رأسه للانقضاض. واختضع الفحل الناقة بكلكله إذا أراد الضراب. وسمعت للسياط خضعه، وللسيوف بضعة؛ أي صوت وقع وصوت قطع. وسمعت خضيعة بطن الفرس.

ومن الكناية والمجاز: خضعت الإبل في سيرها: جدّت، وهن خواضع، لأنها إذا جدت طأمنت أعناقها. قال جرير:

ولقد ذكرتك والمطيّ خواضع ... وكأنهنّ قطا فلاة مجهل

وخضعت الشمس والنجوم: مالت للمغيب، كما قيل ضرعت وضجعت. والنجوم خواضع وضوارع وضواجع.
[خضع] نه فيه: نهى أن "يخضع" الرجل لغير امرأته، أي يلين لها في القول بما يطمعها منه، والخضوع الانقياد والمطاوعة. ومنه: "فلا "تخضعن" بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض" ويكون لازمًا كهذا الحديث، ومتعديًا كحديث عمر أن رجلاإلى وليه أدرك الشهاب، أو أدركه الشهاب، فيقال أي يقول من صدق الكاهن للذي لامه عليه: أليس - إلخ، قوله: فيقذفون إلى أوليائه ويرمون، بيان إحدى الحالتين اللتين بينهما بقوله: وربما، ويزيد في مال. غ: "خضعته" فخضع سكنته فسكن. نه وفي ح الزبير: أنه كان "أخضع" أي فيه انحناء.
خضع
خضَعَ يَخضَع، خَضْعًا، فهو خاضِع، والمفعول مَخْضوع
• خضَع الأمرُ أو الشَّخصُ الرَّجلَ: جعله يخضع ويذلّ وينقاد، أرغَمه على الخضوع "خضَعتِ القوَّةُ الجماعات المتمرِّدة- خضَعه الفقرُ- خضَعه الكِبرُ: حناه". 

خضَعَ بـ/ خضَعَ لـ يَخضَع، خُضُوعًا، فهو خاضع، والمفعول مخضوع به
• خضَعَ بالقول: ليَّنه، جاء به ليِّنًا " {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} ".
• خضَع لله: خشع وذلَّ له، أطاعه، تواضع له " {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} ".
• خضَع لرئيسه:
1 - انقاد له وسكن وذلَّ، تبِعه في ذِلّة
 "خضع للنظام: استكان وعنا له" ° خاضع للضَّريبة: يجب عليه أداء الضرائب- خضع للمناقشة: طُرِح على بساط البحث.
2 - احترمه وحيّاه بإجلال "خضعت الحكومةُ للمعارضة". 

خضِعَ يَخضَع، خَضَعًا، فهو أخضعُ
• خضِع الشَّخصُ: رضِي بالذُّلّ "لا يخضع إلاّ خسيس". 

أخضعَ يُخضع، إخضاعًا، فهو مخضِع، والمفعول مخضَع
• أخضع المتمردين: أذلَّهم، أرغمهم على الخضوع، قهرهم بقوَّة "أخضعه الفقرُ- أخضعتني إليك الحاجةُ: ألجأتني". 

خاضعَ يُخاضع، مُخاضعةً، فهو مُخاضِع، والمفعول مُخاضَع
• خاضع رئيسَه: أظهر له الخضوعَ بالكلام الليِّن "مازال يخاضع معلِّمه حتى لان وسكت عنه". 

أخضعُ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خضِعَ. 

خَضْع [مفرد]: مصدر خضَعَ. 

خَضَع [مفرد]: مصدر خضِعَ. 

خُضوع [مفرد]:
1 - مصدر خضَعَ بـ/ خضَعَ لـ.
2 - تصاغُر "نعوذ بالله من الخضوع والقنوع والكنوع". 

خضع

1 خَضَعَ, aor. ـَ inf. n. خُضُوعٌ (S, Msb, K) and خَضْعٌ and خُضْعَانٌ, or خِضْعَانٌ, (TA,) He was, or became, lowly, humble, or submissive, (S, Msb, K,) لَهُ to him, (Msb, TA,) [for instance,] to his creditor, (Msb,) or to God; (TA;) as also ↓ اختضع, (S, K,) [and ↓ انخضع, (K in art. خذأ,)] and ↓ اِخْضَوْضَعَ: (Sgh, K:) خُضُوعٌ is nearly the same as خُشُوعٌ, except that the latter is mostly used in relation to the voice [or the eyes]; but the former is used as meaning in the necks: (Msb:) or the former is in the body, ('Eyn and K in art. خشع,) and signifies the acknowledgment of humility and submission; ('Eyn;) and the latter is in the voice and in the eyes. ('Eyn and K ubi suprà.) It is said in a trad. respecting the [devils'] hearing [the words of the angels] by stealth, خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ [With submissiveness to his saying, or to what he said]; or, accord. to one relation, خِضْعَانًا; but it may be a pl. of خَاضِعٌ; and accord. to another relation, it is خُضَّعًا, which is a pl. of خَاضِعٌ. (TA.) b2: He was, or became, still, (K, TA,) and tractable, or submissive. (TA.) b3: He made his words soft to a woman; as also ↓ اخضع: (L:) or the latter signifies his speech was soft to a woman. (O, K.) It is said in the Kur [xxxiii. 32], فَلَا تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ Then be ye not soft in speech. (TA.) And you say, خَضَعَ لَهَا بِكَلَامِهِ وَخَضَعَتْ لَهُ وَتَطَمَّعَ فِيهَا [He was soft to her in speech, and she was soft to him, and he became excited to feel an eager desire for her, or to lust after her]; (TA;) and in like manner, ↓ خَاضَعَها, (K, * TA,) inf. n. مُخَاضَعَةٌ, (TA,) [he was soft in his speech to her, she being soft in her speech to him.] And خَضَعَا بَيْنَهُمَا حَدِيثًا They two (a man and a woman) made soft discourse together, saying that which excited each to feel an eager desire for, or to lust after, the other. (TA from a trad.) b4: خَضَعَ, aor. ـَ inf. n. خَضْعٌ, [or, as in two copies of the S, خَضَعٌ, though it seems that the verb is correctly خَضَعَ, not خَضِعَ,] He had a natural stooping of the neck: (TA:) and he bent himself, or became bent; as also ↓ اخضع. (Zj.) And ↓ اختضع, said of a hawk, He lowered his head to make a stoop, or to pounce down. (Z, TA.) b5: [Hence,] خَضَعَتِ الإِبِلُ (tropical:) The camels strove, or exerted themselves, or hastened, in their pace, or going; (K;) because, when they do so, they lower their necks. (TA.) And ↓ اختضع, (K,) said of a horse, (IAar,) [for the same reason,] (assumed tropical:) He went quickly, or swiftly. (IAar, K.) b6: خَضَعَ النَّجْمُ (tropical:) The star, or asterism, inclined (S, K, TA) to the place of setting, (S, TA,) or to setting: (K, TA:) and in like manner, خَضَعَتِ الشَّمْسُ (tropical:) the sun inclined &c.; like خَدَعَت: (TA:) and خَضَعَتْ أَيْدِى

الكَوَاكِبِ (tropical:) the stars inclined to setting. (Aboo-'Adnán, TA in art. خشع.) A2: خَضَعَهُ He, or it, rendered him still (K, TA) [and submissive: see 1]: the verb being both intrans. and trans. (TA.) [See also 4.] b2: Also, (K,) inf. n. خَضْعٌ and خُضُوعٌ, (TA,) He, or it, caused him to have a stooping neck; as also ↓ اخضعهُ; (K;) i. e., bent him: (TA:) said of old age. (TK.) Jereer says, أَعَدَّ اللّٰهُ لِلشُّعَرَآءِ مِنِّى

صَوَاعِقَ يَخْضَعُونَ لَهُ الرِّقَابَا [God hath prepared, for the poets, from me, thunderbolts which make the necks to stoop to Him]. (TA.) b3: خَضَعَ فُلَانًا إِلَى السَّوْءَةِ; in the K الى السُّوءِ, but the former is the right; inf. n. خُضُوعٌ; (TA;) He, or it, invited such a one to that which was foul, abominable, or evil. (K, TA.) 2 خَضَّعَ see 4.3 خَاْضَعَ see 1, near the middle of the paragraph.4 اخضع, intrans.: see 1, in two places.

A2: اخضعهُ It (poverty) lowered, humbled, or abased, him; (Msb;) [as also ↓ خضّعهُ; for its inf. n.]

تَخْضيعٌ signifies the rendering lowly, humble, or submissive; in Persian, فَرُوتَنْ كَرْدَانِيدَنْ. (KL. [But Golius, from the same source, explains the verb as signifying “ Submissum humilemque se commonstravit. ”]) [Hence,] أَخْضَعَتَنِى إِلَيْكَ الحَاجَةُ (Zj, S, TA) Want, or need, [made me lowly, humble, or submissive, to thee; or] constrained me to have recourse to thee, and to require thine aid. (TA.) b2: See also 1, near the end of the paragraph.7 إِنْخَضَعَ see 1, first sentence.8 إِخْتَضَعَ see 1, in three places.12 اخضوضع: see 1, first sentence.

خَضِعٌ A plant bending by reason of softness, or tenderness: ISd holds it to be formed after the manner of a relative, or possessive, noun, because there is no verb [of the measure خَضِعَ] to which it may be referred. (TA.) [The regular form, if it were a part. n., would be خَاضِعٌ, q. v.]

خَضْعَةٌ, or ↓ خَضَعَةٌ: see بَضَعَةٌ and بَاضِعٌ.

خَضَعَةٌ: see what next precedes.

خُضَعَةٌ A man (S) who is lowly, humble, or submissive, to everyone. (S, Sgh, K,) b2: And One who overcomes, or subdues, his adversaries, or opponents, (K, TA,) and humbles and abases them. (TA.) خَضُوعٌ: see the next paragraph, in two places.

خَاضِعٌ Lowly, humble, or submissive; (Msb;) and ↓ خَضُوعٌ signifies the same: (S, K:) [or rather the latter is an intensive epithet, signifying very lowly, &c.:] the pl. of the former is خَاضِعُونَ and خُضَّعٌ and خُضْعَانٌ, or خِضْعَانٌ: (TA:) [respecting the last two of which, see 1, second sentence:] and the pl. of ↓ خَضُوعٌ is خُضُعٌ; (S, K;) as in the phrase قَوْمٌ خُضُعُ الرِّقَابِ [A people, or company of men, very submissive in the necks]. (S.) It is said in the Kur [xxvi. 3], فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ And their necks shall continue, the pret. being used in the sense of the aor. , meaning تَدُومُ, (Jel,) submissive to it: (Jel, * TA:) the original of the phrase is فَظَلُّوا لَهَا خَاضِعِينَ; and اعناق is redundantly inserted to show the place of خُضُوع, and the predicate is left in its original state: (Bd:) or as the خضوع is only that of the اعناق, it is allowable to make the predicate relate to [the pronoun هم, which is] the complement of the latter word: (Sb, Kh:) or since the خضوع is ascribed to the necks but really belongs to the persons, the epithet has that form of pl. which is proper to rational beings: (Jel: [and the like is said by Bd:]) or اعناقهم means their chiefs: or their companies: but there is another reading [which is literally grammatical], namely خَاضِعَةً. (Bd.) b2: The pl. خُضَّعٌ is also applied to Women who have been [ or who are] soft in speech, and still. (IAar.) [See 1.] b3: نَعَامٌ خَوَاضِعُ [pl. of خَاضِعَةٌ] Ostriches inclining their heads towards the ground in their places of pasture; and in like manner, ظِبَآءٌ [gazelles]. (TA.) b4: إِبِلٌ خَوَاضِعُ (tropical:) Camels striving, or exerting themselves, or hastening, in their pace, or going; because, when they do so, they lower their necks. (TA.) b5: مَنْكِبٌ خَاضِعٌ and ↓ أَخْضَعُ A low, or depressed, shoulder-joint. (TA.) b6: نُجُومٌ خَوَاضِعُ (tropical:) Stars inclining to setting, or to their places of setting. (A, TA.) A2: Inviting to that which is foul, abominable, or evil. (TA.) أَخْضَعُ Content with abasement; fem. خَضْعَآءُ. (Lth, K.) b2: Having a natural stooping of the neck; (S, K;) applied to a man, (TA,) and to a horse, (S, TA,) and a camel, and an ostrich, and a gazelle. (TA.) b3: See also خَاضِعٌ, near the end of the paragraph.

خضع: الخُضُوع: التواضُع والتَّطامُن. خَضَع يَخْضَع خَضْعاً وخُضُوعاً

واخْتَضَع: ذلّ. ورجل أَخْضَعُ وامرأَة خَضْعاء: وهما الرَّاضِيانِ

بالذلّ؛ وأَخْضَعَتْني إِليك الحاجةُ، ورجل خيْضَعٌ؛ قال العجاج:

وصِرْت عَبْداً للبَعوضِ أَخْضَعا،

تَمَصُّني مَصَّ الصَّبيِّ المُرْضِعا

وفي حديث اسْتِراق السمْعِ: خُضْعاناً لقوله؛ الخُضْعانُ: مصدر خَضَعَ

يَخْضَعُ خُضُوعاً وخُضْعاناً كالغُفران والكُفْران، ويروى بالكسر

كالوِجدانِ، ويجوز أَن يكون جمع خاضِع، وفي رواية: خُضَّعاً لقوله، جمع خاضِع.

وخَضَعَ الرَّجلُ وأَخْضَع: أَلان كَلِمه للمرأَة. وفي حديث عمر، رضي الله

عنه: أَن رجلاً في زمانه مرَّ برجل وامرأَة قد خَضعا بينهما حديثاً

فضَربه حتى شَجَّه فرُفِع إِلى عمر، رضي الله عنه، فأَهْدَره، أَي ليَّنا

بينهما الحديثَ وتكلما بما يُطْمِعُ كلاًّ منهما في الآخر. والعرب تقول:

اللهم إِني أَعُوذ بك من الخُنُوع والخُضُوع؛ فالخانِعُ الذي يدْعو إِلى

السوأَة، والخاضِعُ نحوه؛ وقال رؤبة:

من خالِباتٍ يَخْتَلِبْنَ الخُضَّعا

قال ابن الأَعرابي: الخُضَّع اللواتي قد خَضَعْن بالقول ومِلْن؛ قال:

والزجل يُخاضِع المرأَةَ وهي تُخاضِعُه إِذا خَضع لها بكلامه وخضَعت له

ويَطْمع فيها، ومن هذا قوله: ولا تَخْضَعْن بالقول فيطْمَع الذي في قلبه

مرض؛ الخُضوع: الانْقِيادُ والمُطاوعةُ، ويكون لازماً كهذا القول ومتعدياً؛

قال الكميت يصف نساء بالعَفاف:

إِذْ هُنَّ لا خُضُعُ الحَدِيـ

ـثِ، ولا تَكَشَّفَتِ المَفاصِلْ

وفي الحديث: أَنه نهى أَن يَخْضَع الرجل لغير امرأَته أَي يَلِين لها في

القول بما يُطْمِعُها منه.

والخَضَعُ: تَطامُن في العنق ودُنُوّ من الرأْس إِلى الأَرض، خَضِعَ

خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ بيِّن الخَضَع، والأُنثى خَضْعاء، وكذلك البعير

والفرس. وخَضَع الإِنسان خَضْعاً: أَمالَ رأْسَه إِلى الأَرض أَو دنا منها.

والأَخْضعُ: الذي في عُنقه خُضُوع وتطامُن خلقة. يقال: فرس أَخضَعُ بيِّن

الخَضَعِ. وفي التنزيل: فظَلَّت أَعْناقُهم لها خاضِعين؛ قال أَبو عمرو:

خاضِعين ليست من صفة الأَعناق إِنما هي من صفة الكناية عن القوم الذي في

آخر الأَعناق فكأَنه في التمثيل: فظلت أَعناق القوم لها خاضعين، والقوم في

موضع هم؛ وقال الكسائي: أَراد فظلت أَعناقُهم خاضِعيها هم كما تقول يدُك

باسِطُها، تريد أَنت فاكتفَيْتَ بما ابتدأْت من الاسم أَن تُكَرِّره؛

قال الأَزهري: وهذا غير ما قاله أَبو عمرو؛ وقال الفراء: الأَعناق إِذا

خَضَعَت فأَربابها خاضِعُون، فجعل الفعل أَوّلاً للأَعْناق ثم جعل خاضِعِين

للرِّجال، قال: وهذا كما تقول خَضَعْت لك فتكتفي من قولك خَضَعَتْ لك

رقبتي. وقال أَبو إِسحق: قال خاضعين وذكَّر الأَعناق لأَن معنى خُضوع

الأَعناق هو خضوع أَصحاب الأَعناق، لما لم يكن الخُضوع إِلا خُضوع الأَعناق جاز

أَن يخبر عن المضاف إِليه كما قال الشاعر:

رأَتْ مَرَّ السِّنين أَخَذْنَ منِّي،

كما أَخَذ السِّرارُ من الهِلالِ

لما كانت السنون لا تكون إِلا بمَرٍّ أَخْبر عن السنين، وإِن كان أَضاف

إِليها المرور، قال: وذكر بعضهم وجهاً آخر قالوا: معناه فظلت أَعناقهم

لها خاضعين هم وأَضمر هم؛ وأَنشد:

ترى أَرْباقَهم مُتَقَلِّديها،

كما صَدِئ الحَدِيدُ عن الكُماةِ

قال: وهذا لا يجوز مثله في القرآن وهو على بدل الغَلط يجوز في الشعر

كأَنه قال: ترى أَرْباقَهم، ترى مُتَقَلِّديها كأَنه قال: ترى قوماً

مُتقلدين أَرباقهم. قال الأَزهري: وهذا الذي قاله الزجاج مذهب الخليل ومذهب

سيبويه، قال: وخَضَع في كلام العرب يكون لازماً ويكون متعدياً واقعاً، تقول:

خَضَعْتُه فخضَع؛ ومنه قول جرير:

أَعدَّ الله للشُّعراء مني

صَواعِقَ يَخْضَعُون لها الرِّقابا

فجعله واقعاً مُتعدّياً. ويقال: خضَع الرجلُ رقبَته فاخْتَضَعَتْ

وخَضَعَتْ؛ قال ذو الرمة:

يظَلُّ مُخْتَضِعاً يبدو فتُنْكِرُه

حالاً، ويَسْطَعُ أَحياناً فيَنْتَسِبُ

(* قوله «يظل» سيأتي في سطع فظل.)

مُخْتَضِعاً: مُطأْطِئ الرأْس. والسطُوعُ: الانْتصاب، ومنه قيل للرجل

الأَعْنقِ: أَسْطَعُ. ومَنْكِب خاضِع وأَخضع: مطمئن. ونعام خواضِعُ:

مُمِيلات رؤوسَها إِلى الأَرض في مراعيها، وظليم أَخضَع، وكذلك الظّباء؛

قال:تَوَهَّمْتها يوماً، فقُلت لصاحِبي،

وليس بها إِلاَّ الظِّباء الخَواضِعُ

وقوم خُضُعُ الرّقاب: جمع خَضُوعٍ أَي خاضِع؛ قال الفرزدق:

وإِذا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ، رأَيْتَهم

خُضُعَ الرِّقاب، نَواكِسَ الأَبْصارِ

وخَضَعَه الكِبَرُ يخْضَعُه خَضْعاً وخُضوعاً وأَخْضَعه: حَناه. وخَضَع

هو وأَخْضَع أَي انحَنى. والأَخْضَع من الرجال: الذي فيه جَنَأٌ، وقد

خَضِعَ يخْضَعُ خَضَعاً، فهو أَخْضَعُ، وفي حديث الزبير: أَنه كان أَخْضَع

أَي فيه انحِناء. ورجل خُضَعةٌ إِذا كان يخضَع أَقْرانَه ويَقْهَرُهم.

ورجل خُضَعةٌ، مثال هُمَزة: يخْضَعُ لكل أَحد. وخَضَع النجمُ أَي مال

للمَغيب. ونبات خَضِعٌ: مُتَثنٍّ من النَّعْمةِ كأَنه مُنْحَنٍ؛ قال ابن سيده:

وهو عندي على النسَب لأَنه لا فِعْلَ له يَصْلُح أَن يكون خَضِعٌ

محمولاًعليه؛ ومنه قول أَبي فَقْعس يصف الكَلأَ: خَضِعٌ مَضِعٌ ضافٍ رَتِعٌ؛ كذا

حكاه ابن جني مضع، بالعين المهملة؛ قال: أَراد مَضِغٌ فأَبدل العين مكان

الغين للسجع، أَلا ترى أَن قبله خَضِع وبعده رَتِع؟

أَبو عمرو: الخُضَعة من النخل التي تَنْبُت من النواة، لغة بني حنيفة،

والجمع الخُضَعُ. والخَضَعةُ: السياط لانصِبابها على مَن تَقَع عليه،

وقيل: الخَضْعةُ والخَضَعة السيوف، قال: ويقال للسيوف خَضْعة، وهي صوت

وقْعها. وقولهم: سمعت للسياط خَضْعةً وللسيوف بَضْعة؛ فالخضْعةُ وقع السياط،

والبَضْعُ القَطْع. قال ابن بري: وقيل الخَضْعة أَصوات السيوف، والبَضْعةُ

أَصوات السياط؛ وقد جاء في الشعر محركاً كما قال:

أَرْبعةٌ وأَرْبَعهْ

اجْتَمَعا بالبَلْقَعَهْ،

لمالِكِ بنِ بَرْذعهْ،

وللسيوفِ خَضَعَهْ،

وللسِّياطِ بَضَعَهْ

والخَيْضَعةُ: المعركةُ، وقيل غُبارها، وقيل اختلاط الأَصوات فيها؛

الأَوَّل عن كراع، قال: لأَن الكُماة يَخْضع بعضها لبعض. والخَيضَعةُ: حيث

يَخْضَعُ الأَقْرانُ بعضُهم لبعض. والخَيْضَعةُ: صوت القتال.

والخيضعة: البيضة؛ فأَما قول لبيد:

نحنُ بَنُو أُمِّ البَنِينَ الأَرْبَعَهْ،

ونحنُ خَيْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ،

المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ،

الضارِبونَ الهامَ تحتَ الخَيْضَعَهْ

فقيل: أَراد البيضة، وقيل: أَراد الْتِفافَ الأَصوات في الحرب، وقيل:

أَراد الخَضَعةَ من السيوف فزاد الياء هَرَباً من الطّيِّ، ويقال لبيضة

الحرب الخَيْضَعة والرَّبِيعةُ، وأَنكر علي بن حمزة أَن تكون الخَيْضَعة

اسماً للبيضة، وقال: هي اختلاط الأَصوات في الحرب. وخَضَعَت أَيدي الكواكب

إِذا مالت لتَغيب؛ وقال ابن أَحمر:

تَكادُ الشمسُ تَخْضَعُ حينَ تَبْدُو

لهنَّ، وما وُبِدْنَ، وما لُحِينا

(* قوله: وُبِدْنَ، هكذا في الأصل؛ ولم يرد وبَد متعدّياً إلا بعلى

حينما يكون بمعنى غضب.)

وقال ذو الرمة:

إِذا جَعَلَتْ أَيْدِي الكَواكِبِ تَخْضَعُ

والخَضِيعةُ: الصوتُ يُسْمَع من بطنِ الدابة ولا فِعْل لها، وقيل: هي

صوت قُنْبِه، وقال ثعلب: هو صوت قُنْب الفرس الجَواد؛ وأَنشد لامرئ

القيس:كأَنَّ خَضِيعةَ بَطْنِ الجَوا

دِ وَعْوَعةُ الذِّئب بالفَدْفَدِ

وقيل: هو صوت الأَجوف منها، وقال أَبو زيد: هو صوت يخرج من قُنْب الفرَس

الحِصان، وهو الوَقِيبُ. قال ابن بري: الخَضِيعةُ والوَقِيبُ الصوت الذي

يسمع من بطن الفرس ولا يُعلم ما هو، ويقال: هو تَقَلْقُل مِقْلَم الفرَس

في قُنْبه، ويقال لهذا الصوت أَيضاً: الذُّعاق، وهو غريب.

والاخْتِضاعُ: المَرُّ السريعُ. والاختِضاعُ: سُرْعةُ سير الفرس؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد في صفة فرس سريعة:

إِذا اخْتَلَط المَسِيحُ بها توَلَّتْ

بِسَوْمي، بين جَرْيٍ واخْتِضاعِ

(* قوله «بسومي» كذا بالأصل.)

يقول: إِذا عَرِقَتْ أَخرجت أَفانِينَ جَرْيِها. وخَضَعَتِ الإِبل إِذا

جَدَّتْ في سَيرها؛ وقال الكميت:

خَواضِع في كُلِّ دَيْمومةٍ،

يَكادُ الظَّلِيمُ بها يَنْحَلُ

وإِنما قيل ذلك لأَنها خَضَعتْ أَعناقها حين جَدَّ بها السيْرُ؛ وقال

جرير:

ولقد ذَكَرْتُكِ، والمَطِيُّ خَواضِعٌ،

وكأَنَّهُنَّ قَطا فَلاةٍ مَجْهَلِ

ومَخْضَعٌ ومَخْضَعةُ: اسمان.

قتو

قتو


قَتَا(n. ac. قَتْو [ ]
قَتًا قُِتًى [قِتَو]
مَقْتًى [] )
a. Served well, faithfully.

إِقْتَتَوَa. Took into his service.

قَتْوَة []
a. A time, once.
b. Slander.

مَقْتًى []
a. Servant.

مَقْتَوِيّ
a. see 17
مُقْتِي
a. see under
قَثَأَ
قتو
القَتْوُ: حُسْنُ الخِدْمَةِ، يَقْتُو المُلُوكَ: أي يَخْدُمُهم. والمُقَاتِيَةُ: الخُدّامُ، والواحِدُ مَقْتَوِيٌّ، ومَقْتَوُوْنَ - بالنُّون -، وقيل: هو الذي يَخْدُمُ بطعام بطنِه. والمَقْتَوِيُّ مَنْسُوبٌ إلى المَقْتى - وهو مَصْدَرٌ على مَفْعَلٍ - من القَتْوِ، كالمَغْزى من الغَزْو. وقيل: جَمْعُ المَقْتَوِيِّ مَقَاتِوَةٌ ومَقَاتِيَةٌ.
ق ت و
فلان مقتويٌّ: يخدم القوم بطعام بطنه: أنشد الأصمعيّ:


أرى عمرو بن هوذة مقتوياً ... له في كلّ عام بكرتان

نويقتان كأنه نسب إلى فعله الذي هو المقتي من قولك: قتوت الرجل أقتوه قتواً ومقتًى. وفلان يقتو الملوك. قال:

إني امرؤ من بني خزيمة لا ... أحسن قتو الملوك والخببا

وهو مقتويٌّ من المقاتوة حكاه سيبويه عن أبي الخطاب. وقال عمرو بن كلثوم:

تهددنا وأوعدنا رويداً ... متى كنا لأمك مقتوينا

حذف الياء كما في الأشعرين. وقيل لرجل: ما ضيعتك؟ فقال: إذا صفت نصفت، وإذا شتوت قتوت، فأنا ناصف قاتي، في جميع أوقاتي، من تصف يتصف إذا خدم. وتقول: أنا أمقت الظلمة ومقتويهم، كما أمقت أهل الجاهلية ومقتيّهم.
باب القاف والتاء و (وا يء) معهما ق ت و، ت وق، تء ق، وق ت، ق وت مستعملات

قتو: القَتوُ: حسن الخدمة، تقول: هو يَْقُتو الملوك أي يخدمهم، قال:

............... ..... لا ... أحسن قَتْوَ الملوكِ والخببا  والمَقاتِيةُ هم الخدام، والواحد مَقْتَوِيّ، وإذا جمع بالنون خفف [فقيل] : مَقتَوُونَ، وفي الخفض مَقْتَوينَ مثل أشعرين، قال:

تهددنا وتوعدنا رويداً ... متى كنا لأمك مَقْتَوينا

يعني خُدماُ.

توق: التًّوْقُ: نزاع النفس إلى الشيء، تَتُوق إليه تَوْقاَِ، وتاقَتْ نفسي إليه. ونفس تَوّاقَةٌ: مشتاقة.

تأق: التَّأَقُ: شدة الامتلاء. وتئقت القربة تَتْأَقُ تَأَقَاً، وأتْأَقَها الرجل إتآقا. وتئق فلان إذا امتلأ حزناً وكاد يبكي. وفرس تَئِقٌ: ممتلىء جرياً. وأتْأَقْتُ القوس: نزعتها فأغرقت السهم.

وقت: الوَقْتُ: مقدار من الزمان، وكل ما قدرت له غاية أو حيناً فهو مُوَقَّتٌ. والمِيقاتُ: مصدر الوقت، والأخرة مِيقاتُ الخلق. ومواضع الإحرام مَواقيتُ الحاج. والهلال ميقات الشهر. وقوله تعالى: وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ

، إنما هو وُقِّتَتْ من الواو فهمز. وتقول: وقتُ موقتٌ.

قوت: القُوتُ: ما يمسك الرمق من الرزق، وقات يقوت قوتاً، وأنا أقُوتُه أي أعوله برزق قليل. وإذا نفخ نافخ في النار تقول له: انفخ نفخاً قويا. واقتت لها نفخك قِيتةً، تأمره بالرفق والنفخ القليل، قال:

فقلت له خذها إليك وأحيها ... بروحك واقْتَتْهُ لها قِيتةً قدراً
الْقَاف وَالتَّاء وَالْوَاو

القتو: حسن خدمَة الْمُلُوك، وَقد قتاهم.

والمقتوون، المقاتوة، والمقاتية: الخدام. واحدهم: مقتوي، وَيُقَال: مقتوين.

وَكَذَلِكَ: الْمُؤَنَّث، والاثنان، والجميع.

وَقيل: المقتوون: الَّذين يعْملُونَ للنَّاس بِطَعَام بطونهم.

قَالَ ابْن جني: لَيست الْوَاو فِي: هَؤُلَاءِ مقتوون، وَرَأَيْت مقتوين، ومررت بمقتوين، إعرابا أَو دَلِيل إِعْرَاب، إِذْ لَو كَانَت كَذَلِك لوَجَبَ أَن يُقَال: هَؤُلَاءِ مقتون، وَرَأَيْت مقتين، ومررت بمقتين، ولجري مجْرى مصطفين.

قَالَ أَبُو عَليّ: جعله سِيبَوَيْهٍ بِمَنْزِلَة: الْأَشْعَرِيّ، والأشعرين، قَالَ: وَكَانَ الْقيَاس فِي هَذَا، إِذْ حذفت يَاء النّسَب مِنْهُ، أَن يُقَال: مقتون، كَمَا يُقَال فِي " الْأَعْلَى ": الاعلون إِلَّا أَن اللَّام صحت فِي: مقتوين، لتَكون صِحَّتهَا دلَالَة على إِرَادَة النّسَب، ليعلم أَن هَذَا الْجمع الْمَحْذُوف مِنْهُ النّسَب بِمَنْزِلَة الْمُثبت فِيهِ.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَإِن شِئْت قلت: جَاءُوا بِهِ على الأَصْل، كَمَا قَالُوا: مقاتوة، حَدثنَا بذلك أَبُو الْخطاب عَن الْعَرَب، قَالَ: وَلَيْسَ كل الْعَرَب يعرف هَذِه الْكَلِمَة، قَالَ: وَإِن شِئْت قلت: هُوَ بِمَنْزِلَة: مذروين، حَيْثُ لم يكن لَهُ وَاحِد يفرد.

قَالَ أَبُو عَليّ: واخبرني أَبُو بكر عَن أبي الْعَبَّاس عَن أبي عُثْمَان قَالَ: لم اسْمَع مثل: مقاتوة، إِلَّا حرفا وَاحِدًا اخبرني أَبُو عُبَيْدَة أَنه سمعهم يَقُولُونَ: سواسوة فِي: سواسية، وَمَعْنَاهُ: سَوَاء، قَالَ: فَأَما مَا انشده أَبُو الْحسن عَن الْأَحول عَن أبي عُبَيْدَة:

تبدل خَلِيلًا بِي كشكلك شكله ... فَإِنِّي خَلِيلًا صَالحا بك مقتوى

فَإِن مقتوٍ " مفعلل " وَنَظِيره: مرعو. وَنَظِيره من الصَّحِيح المدغم: محمر، ومخضر وَأَصله: مقتوٌّ.

وَمثله: رجل مغزو، ومغزاو، وأصلهما: مغزو ومغزاو، وَالْفِعْل: اعزو، يغزاو، كاحمر، واحمار.

والكوفيون يصححون ويدغمون وَلَا يعلون، وَالدَّلِيل على فَسَاد مَذْهَبهم قَول الْعَرَب: ارعوى، وَلم يَقُولُوا: ارعو، فَإِن قلت: بِمَ انتصب " خَلِيلًا "، ومقتو غير مُتَعَدٍّ؟ فَالْقَوْل فِيهِ: أَنه انتصب بمضمر يدل عَلَيْهِ الْمظهر، كَأَنَّهُ قَالَ: أَنا متخذ ومستعد، أَلا ترى أَن من اتخذ خَلِيلًا فقد اتَّخذهُ واستعده، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث: " اقتوى، مُتَعَدِّيا " وَلَا نَظِير لَهُ، قَالَ: وَسُئِلَ عبيد الله بن عبد الله ابْن عتبَة عَن امْرَأَة كَانَ زَوجهَا مَمْلُوكا فاشترته فَقَالَ: " إِن اقتوته فرق بَينهمَا " قَالَ الْهَرَوِيّ: أَي استخدمته، وَهَذَا شَاذ جدا، لِأَن هَذَا الْبناء غير مُتَعَدٍّ الْبَتَّةَ، من الغريبين.
قتو
: (و ( {القَتْوُ) ، بالفَتْح، (} والقَتَا) ، كقَفاً، (مُثَلَّثَةً: حُسْنُ خِدْمةِ المُلُوكِ) .) تقولُ: هُوَ {يَقْتُو المُلُوكَ، أَي يَخْدُمُهم.
وقيلَ لرَجُلٍ: مَا صَنْعَتُك؟ قالَ: إِذا صِفْتُ نَصفْتُ، وَإِذا شتَوْتُ} قَتَوْتُ، فأَنا ناصِفٌ! قاتِي فِي جميعِ أَوْقاتِي، من نَصَفَ ينصُفُ إِذا خَدَمَ؛ كَذَا فِي الأساسِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي: إنِّي امْرؤٌ من بَني فَزارَةَ لَا
أُحْسِنُ {قَتْوَ المُلُوكِ والخَبَبَاوفي التَّهذيبِ:
إنِّي امْرؤٌ مِن بَنِي خُزَيمَةَ.
(} كالمَقْتَى) يقالُ: {قَتَوْتُ} أَقْتُو {قَتْواً} ومَقْتًى، كغَزَوْتُ أَغْزُو غَزْواً ومَغْزًى؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ والتَّهذيبِ.
(و) {القَتْوَةُ، (بهاءٍ: النَّمِيمةُ) ؛) نقلَهُ الأزْهرِي عَن ابنِ الأعْرابي.
(} والمَقْتَوُونَ) ، بفَتْح الميمِ، ( {والمَقاتِوَةُ) ، بالواوِ، (} والمَقاتِيَةُ) ، بالياءِ: (الخُدَّامُ) ؛) وقيلَ: الذينَ يَعْمَلُونَ للناسِ بطَعامِ بُطُونِهم؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه والجَوْهرِي وابنُ السيِّد فِي أَبياتِ كِتابِ المَعانِي. (الواحِدُ {مَقْتَوِيٌّ) ، بفَتْح الميمِ وتَشْديدِ الياءِ، كأَنَّه مَنْسوبٌ إِلَى} المَقْتَى، وَهُوَ مَصْدَرٌ كَمَا قَالُوا: ضَيْعةٌ عَجْزِيَّةٌ للَّتِي لَا تَفِي غَلَّتها بخَراجِها.
قالَ الجَوْهرِي: ويجوزُ تَخْفيف ياءِ النِّسْبَة؛ كَمَا قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
تُهَدِّدُنا وتُوعِدُنا رُوَيْداً
مَتى كُنَّا لأُمِّكَ {مَقْتَوِينا؟ (و) قيلَ: الواحِدُ (} مَقْتَى أَو! مَقْتَوِينُ) ، بفَتْحِ مِيمِهِما وكَسْر الواوِ؛ الأخيرُ نقلَهُ ابنُ سِيدَه، (وتُفْتَحُ الواوُ) أَي مِن مَقْتَوَيْن، (غَيْرُ مَصْرُوفَيْنِ) أَي مَمْنُوعَيْن من الصَّرْف؛ (وَهِي للواحِدِ) والاثْنَيْن (والجَمْعِ والمُؤَنَّثِ) والمُذكَّرِ (سَواءٌ) .
(قالَ الجَوْهرِي: قالَ أَبُو عُبيدَةَ: قالَ رجُلٌ من بَني الحرمازِ: هَذَا رجُلٌ مَقْتَوِينٌ وَهَذَانِ رجُلانِ مَقْتوِينٌ ورجالٌ مَقْتوِينٌ، كُلُّهُ سَواءٌ، وكَذلكَ المُؤَنَّث.
قُلْت: رَواهُ المُفضَّل وأَبو زَيْدٍ عَن ابنِ عَوْن الحِرْمازِي.
قالَ ابنُ جنِّي: ليسَتِ الواوُ فِي هَؤُلَاءِ {مَقْتَوُون ورأَيْت مَقْتَوِين ومَرَرْت} بمَقْتَوِين إعْراباً أَو دَلِيلَ إعْرابٍ إِذْ لَو كانتْ لوَجَبَ أَن يقالَ: هَؤُلَاءِ {مَقْتَوْنَ ورأَيْتَ} مَقْتَيْنَ، ولجَرَى مُصْطَفَيْن.
قالَ سِيْبَوَيْه: سأَلْت الخليلَ عَن مَقْتَوٍ {ومَقْتَوِين فقالَ: هَذَا بمنْزِلَةِ الأشْعرِيِّ والأَشْعَرِين، وَكَانَ القِياسُ إِذْ حَذَفْت ياءَ النَّسَبِ مِنْهُ أَنْ يقالَ: مَقْتَوْن كَمَا قَالُوا فِي الأعْلى الأَعْلَوْن إلاَّ أنَّ اللامَ صحَّت فِي مَقْتَوِين، لتكونَ صحَّتها دَلالَةً على إرادَةِ النَّسَبِ، ليعلمَ أنَّ هَذَا الجَمْعَ المَحْذُوفَ مِنْهُ النَّسَب بمنْزِلَةِ المُثْبتِ فِيهِ. قالَ سِيْبَوَيْه: وإنْ شِئْت قُلْت جاؤُوا بِهِ على الأصْلِ كَمَا قَالُوا:} مَقاتِوَةٌ، وليسَ كلّ العَرَبِ يَعْرف هَذِه الكَلِمَة. قالَ: وَإِن شِئْتَ قُلْت بمنْزِلَةِ مِذْرَوَيْنِ حَيْثُ لم يَكُنْ لَهُ واحِدٌ يُفْردُ.
وقالَ أَبو عُثْمان: لم أَسْمَع مِثْلَ مَقاتِوَة إلاَّ سَواسِوَةٌ فِي سَواسِيَةٍ ومَعْناه سَواء.
(أَو الميمُ فِيهِ أَصْلِيَّةٌ) فيكونُ (من مَقَتَ) إِذا (خَدَمَ) ، فعلى هَذَا بابُه مقت، وَلم يَذْكرْه المصنِّفُ هُنَاكَ ونبَّهنا عَلَيْهِ.
( {واقْتَواهُ: اسْتَخْدَمَهُ) ؛) جاءَ ذلكَ فِي حديثِ عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عتبَة: سُئِلَ عَن امْرأَةٍ كانَ زَوْجُها مَمْلوكاً فاشْتَرَتْه فَقَالَ: (إِن} اقْتَوَتْه فُرِّق بَيْنهما، وَإِن أَعْتَقَتْه فهُما على النِّكاح) ، أَي اسْتَخْدَمَتْه؛ هَكَذَا فسَّرَه ابنُ الأثيرِ وغيرُهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَهَذَا (شاذٌّ) جدًّا (لأنَّ) بناءَ (افْتَعَلَ لازِمٌ البَتَّةَ) .:
(قالَ شيْخُنا: هَذَا كَلامُ الزَّمْخَشري فإنَّه قالَ: هُوَ افْتَعَلَ مِن {القَتْوِ للخِدْمَةِ كارْعَوَى مِن الرّعْوِ؛ قالَ: إلاَّ أَنَّ فِيهِ نَظَراً لأنَّ افْتَعَلَ لم يَجِىءْ متعدِّياً، قالَ: وَالَّذِي سَمِعْته} اقْتَوَى إِذا صارَ خادِماً.
قالَ شيْخُنا: هُوَ مُوافِقٌ لكَلامِ الجماهيرِ إلاَّ أنَّ فِي كَلامِهم نظرا مِن وَجْهَيْن:
(الأوّل:) ادّعاؤُهم فِي {اقْتَوَى أنّه افْتَعَلَ، وَإِن جَزَمَ بِهِ جَميعُ مَنْ رأَيْناه مِن أَئِمَّة اللّغَةِ فإنَّه غيرُ ظاهِرٍ، فإنَّ افْتَعَلَ التاءُ فِيهِ زائِدَةٌ اتِّفاقاً، والتاءُ فِي اقْتَوَى أَصْلِيّة لأنَّه مِن القَتْوِ، فالتاءُ هِيَ عَيْنه فوَزْنه فِي الظاهِرِ افْعَلَل كارْعَوَى من الرّعْوِ كَمَا مَثَّلَ بِهِ الزَّمْخَشري، والعَجَبُ كيفَ نَظرَه بِهِ وَذَلِكَ، افْعَلَل اتِّفاقاً، وجَعَلَ اقْتَوَى افْتَعَلَ مَعَ أنَّه مُصَرّحٌ بأنَّه مِن القَتْوِ وَهُوَ الخِدْمَةُ، فَهَل هُوَ إلاَّ تَناقضٌ؟ لَا يَتوَهَّمُ مُتوهِّمٌ أَنَّه افْتَعَلَ بوَجْهِ من الوُجُوهِ فتأَمَّله. فإِنِّي لم أَقِفْ لَهُم فِيهِ على كَلامٍ محررٍ والصَّوابُ مَا ذَكَرْته.
(الثَّاني:) بناؤُهم عَلَيْهِ أَنَّه افْتَعَلَ، وأنَّ افْتَعَلَ لَا يكونُ إلاَّ لازِماً البَتَّة، فإنَّ دَعْوَاهُم لُزومُه البَتَّة فِيهِ نَظَرٌ. بل هُوَ أغْلَبيّ فِيهِ. قالَ الشيخُ أَبُو حيَّان فِي الارْتشافِ: أَكْثَر بِناءِ افْتَعَلَ مِن اللاّزِمِ فدلَّ قوْلُه أَكْثَر على أَنَّه غالبٌ فِيهِ أَكْثري لَا أنَّه لازِمٌ لَهُ، وصَرَّح بذلكَ غيرُهُ من أئمَّةِ الصَّرْف وَقَالُوا: ابْتَنَى الشيءَ بَناهُ، واقْتَفَى أَثَراً تَبِعَه، واقْتَحاهُ: أَخَذَه، واقْتَضاهُ: طَلَبَه، كَمَا مَرَّ، ويأْتِي لَهُ وَهُوَ كثيرٌ فِي نَفْسِه كَمَا فِي شُرُوحِ التَّسْهيل وَغَيرهَا اه.
قُلْت: وَقد صَرَّحَ ابنُ جنِّي بأَنَّ} مَقْتَوٍ وَزْنُه مَفْعَلِلٍ ونَظّرَه بمرْعَوٍ، وَمن الصّحِيحِ المُدْغَم مُحْمَرَ ومُخْضَرِّ وأَصْله! مُقْتَوٌّ ومِثْلُه رجُلٌ مُغْزَوٍ ومُغْزَاوٍ، وأَصْلُهما مَغْزَوٌّ ومُغْزاوٌّ، والفِعْل اغْزَوَّ بَغزاوُّ كاحْمرَّ واحْمَارَّ. والكُوفيونَ يُصَححونَ ويدْغِمُون وَلَا يُعِلّونَ، وَالدَّلِيل على فَسَاد مذهبِهم قَول الْعَرَب: ارْعَوَى وَلم يَقُولُوا ارْعَوَّ هَذَا كَلَام ابْن جني نَقله ابْن سَيّده، فَحَيْثُ ثَبت هَذَا فالأَولى أَن يُقَال، لأنَّ هَذَا البناءَ لازِمٌ البَتَّة، أَي بِناء افْعَلل لَا افْتَعَل، وكَوْن بِناءُ افْعَلل لازِماً البَتَّة لَا شَكّ فِيهِ باتِّفاقِ أَئِمَّةِ الصَّرْف، وَبِه يَرْتَفِعُ الإشْكالُ عَن عِبارَةِ المصنَّفِ. وأَمَّا إِذا كانَ {اقْتَوَى افْتَعَل فَهُوَ من بِناءِ قوي لَا قتو، فتأَمَّل ذَلِك ترشد، والحَمْد للهِ الَّذِي هَدَانا لهَذَا وَمَا كنَّا لنَهْتدِي لَوْلَا أَنْ هَدَانا اللهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
يقالُ:} اقْتَوَيْت من فُلانٍ الغَلامَ الَّذِي بَيْنَنا: أَي اشْتَرَيْت حصَّتَه؛ نقلَهُ الزَّمْخَشري.

عاطل عن

عاطل عن
الجذر: ع ط ل

مثال: هو عاطل عن العمل
الرأي: مرفوضة
السبب: لاستعمال حرف الجر «عن» بدلاً من حرف الجر «من».
المعنى: متوقف، باق بلا عمل، وهو قادر عليه

الصواب والرتبة: -هو عاطل من العمل [فصيحة]-هو عاطل عن العمل [صحيحة]
التعليق: ورد الفعل «عَطِلَ» في المعاجم متعديًا بحرف الجر «من»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ومن الأمثلة على نيابة «عن» عن حرف الجر «من» قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} الشورى/25، وقول صاحب التاج: «منعه من كذا، وعن كذا»، وقول ابن خلدون: «علم المنطق علم يعصم الذهن عن الخطأ»، وقول ميخائيل نعيمة: «يمتاز عن القديم بأن له
... »؛ ومن ثَمَّ يمكن تصحيح المثال المرفوض، وقد أورده الأساسي متعديًا بـ «عن».

حَدَّق في

حَدَّق في
الجذر: ح د ق

مثال: حَدَّق فيه
الرأي: مرفوضة
السبب: لأنّ الفعل «حَدَّق» لا يتعدّى بـ «في».
المعنى: ركّز فيه النظر

الصواب والرتبة: -حَدَّق إليه [فصيحة]-حَدَّق فيه [صحيحة]
التعليق: ورد الفعل «حدَّق» في المعاجم متعديًا بـ «إلى»، ولكن أجاز اللغويون نيابة حروف الجر بعضها عن بعض، كما أجازوا تضمين فعل معنى فعل آخر فيتعدى تعديته، وفي المصباح (طرح): «الفعل إذا تضمَّن معنى فعل جاز أن يعمل عمله». وقد أقرَّ مجمع اللغة المصري هذا وذاك، ويمكن تصحيح تعدية الفعل «حدّق» بـ «في» اعتمادًا على أن معنى الظرفية هنا أدخل في باب المبالغة؛ لأنه يدل على اختراق الشيء والنفوذ إليه، كما يمكن تخريجه على تضمين الفعل «حدّق» معنى فعل آخر يتعدى بـ «في» مثل: تفرَّس. وقد ورد الفعل «حدَّق» متعديًا بـ «إلى»، و «في» في بعض المعاجم الحديثة كالأساسي.

صَارَحَه

صَارَحَه
الجذر: ص ر ح

مثال: صَارَحَه برأيه
الرأي: مرفوضة
السبب: لتعدّي الفعل بنفسه، مع أنه لازم.

الصواب والرتبة: -صَارَحَ برأيه [فصيحة]-صَارَحَه برأيه [فصيحة]
التعليق: يصح استخدام الفعل «صَارَحَ» لازمًا ومتعديًا، وإن كثر استخدامه لازمًا. ولكن يصح استعماله متعديًا بنفسه إلى مفعوله اعتمادًا على أنَّ ألف الزيادة فيه ترشح الفعل للتعديّ، وقد وَرَد الفعل متعديًا في قول أبي طالب: «وقد صارحونا بالعداوة والأذى». ومن ثَمَّ أجاز مجمع اللغة المصري استعمال الفعل متعديًا، وهو الشائع في لغة المعاصرين كطه حسين، والمنفلوطي، والشابّي.

ربب

ربب: (الرب) السيد أو المالك أو زوج المرأة. {ربانيين}: كاملي العلم. يربون العلم: أي يقومون به. {وربائبكم}: بنات نسائكم من غيركم. 
ربب وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم لَيْسَ فِي الرَّبائب صدقةٌ. [قَوْله -] الربائب هِيَ الْغنم الَّتِي يُربّيها الناسُ فِي الْبيُوت لألبانها وَلَيْسَت بسائمة واحدتها ربيبة. [وَمِنْه حَدِيث عَائِشَة رَحمهَا الله: مَا كَانَ لنا طَعَام إِلَّا الأسودان التَّمْر وَالْمَاء وَكَانَ لنا جيران من الْأَنْصَار لَهُم ربائبُ فَكَانُوا يَبْعَثُون إِلَيْنَا من أَلْبَانهَا] .
(ر ب ب) : (رَبَّ) وَلَدَهُ رَبًّا وَرَبَّبَهُ تَرْبِيبًا بِمَعْنَى رَبَّاهُ وَمِنْهُ الرَّبِيبَةُ وَاحِدَةُ الرَّبَائِبِ لِبِنْتِ امْرَأَةِ الرَّجُلِ لِأَنَّهُ يُرَبِّيهَا فِي الْغَالِبِ (وَالرُّبَّى) الْحَدِيثَةُ النِّتَاجُ مِنْ الشَّاءِ وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الَّتِي مَعَهَا وَلَدُهَا وَالْجَمْعُ رُبَابٌ بِالضَّمِّ وَقَوْلُهُ وَلَوْ دَفَعَ إلَيْهِ سِمْسِمًا وَقَالَ قَشِّرْهُ وَرَبِّهِ يُرْوَى بِالْفَتْحِ مِنْ التَّرْبِيَةِ وَبِالضَّمِّ مِنْ الرَّبِّ عَلَى الْمَجَاز.
ربب قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَكِنِّي أرى وَجهه: بَين أبوين مُؤمنين كريمين فَيكون قد اجْتمع لَهُ الْإِيمَان وَالْكَرم فِيهِ وَفِي أَبَوَيْهِ. وَمِمَّا يصدق هَذَا الحَدِيث الآخر أَنه قَالَ: من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يُرى رِعاء الْغنم رُؤُوس النَّاس وَأَن يرى العراة الْجُوع يتبارون فِي الْبُنيان وَأَن تَلد الْمَرْأَة رَبهَا أَو ربتها. قَوْله: رَبهَا أَو ربتها يَعْنِي الْإِمَاء اللواتي يلدن لمواليهن وهم ذَوُو أَحْسَاب فَيكون وَلَدهَا كأبيه فِي الْحسب وَهُوَ ابْن أمة. 

ربب


رَبَّ(n. ac. رَبّ)
a. Was, became lord, master, owner of.
b. Reared, nourished, fed; fostered.
c. Assembled, gathered together.
d. Arranged, adjusted; ordered, regulated.

رَبَّبَa. Reared, brought up.

أَرْبَبَ
a. [Bi], Remained, stayed, abode in, at.
تَرَبَّبَa. Claimed to be lord, master of.
b. Reared, brought up.

إِرْتَبَبَa. see V
رَبّ
(pl.
رُبُوْب
أَرْبَاْب
38)
a. Lord, master; owner, possessor; proprietor.
b. [art.]. The Lord.
رَبَّةa. Mistress.

رَبِّيّa. Divine.

رُبّ
(pl.
رِبَاْب
رُبُوْب
27)
a. Syrup; preserve.

رُبَّة
(pl.
رِبَاْب)
a. Body of men: a myriad.
b. Tumour.

رَاْبِبa. Step-father.

رَاْبِبَةa. Step-mother.

رَبَاْبa. Clouds.

رِبَاْبa. Tithe, tenths.
b. P.
A kind of viol; violoncello.
c. Alliance, covenant, league.
d. Quiver.

رِبَاْبَةa. Lordship, dominion, power, authority.

رَبِيْب
(pl.
أَرْبِبَة)
a. Foster-child; nursling.
b. Step-son.
c. Slave.
d. Confederate, ally.

رَبِيْبَة
(pl.
رَبَاْئِبُ)
a. Step-daughter.
b. Nurse.

رُبُوْبِيَّةa. see 23tb. Divinity, godhead.

رَبَّاْنِيّa. Doctor of the sacred law.
b. Rabbi; teacher.
c. Divine.

N. P.
رَبڤبَa. Slave, bondman, serf.
b. Subject; citizen.

N. P.
رَبَّبَ
(pl.
مُرَبَّبَات)
a. Preserve, jam; sweetmeat, confectionery.

رُبَّ رُبَّةَ
a. Often.
b. It often happens that.
c. Many.

رُبَّمَا رُبَّتَمَا
a. Perhaps, likely, probable.
b. Often; oftentimes; frequently; many a time.
ر ب ب

الله عز وعلا رب الأرباب. وله الربوبية. وهو رب الدار والعبد وغير ذلك. ويقال: رب بيّن الربابة. قال:

يا جمل أسقيت بلا حسابه ... سقيا مليك حسن الربابه

وفلان مربوب، والعباد مربوبون. وقد رب فلان: ملك. ورأيت فلاناً يتربب أرضكم: يقول أنا ربها. ورجل ربّيّ وربانيّ: متأله. وفيه ربانية. ورب ولده ورببه وترببه ورباه، ورببته. قال النابغة:

فبدت ترائب شادن متربب ... أحوى أحم المقلتين مقلد

وهو ربيبه، وهي ربيبته، وهن ربائبه. وأظلتهم الرباب والربابة. وأرب الرجل بمكان كذا وألب: أقام. والطير مربة بالوكور. ونعجة رغوث وعنز ربّي: حديثتا النتاج. وهذا مربٌّ القوم لمجمعهم. قال ذو الرمة:

بأجرع مرباع مربّ محلل

وقعد على ربّان السفينة وهو سّانها: ذنبها. والعيش بربّانه: بحداثته.

ومن المجاز: ربّ معروفه. قال:

كلف برب الحمد يزعم أنه ... لا يبتدا عرف إذا لم يتمم

وفرس مربوب: مصنوع. والجرة تربب فتضرى. ودهن مربوب ومريب ومرببٌ ومربّى: مطيّب بالرياحين من البنفسج والياسمين والورد ونحوها. وأربت السحابة بأرضهم.
ربب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُجَاهِد أَنه كَانَ يكره أَن يتزوَّجَ الرجلُ امرأةَ رابِّه وإنّ عَطاءً وطاؤساً كَانَا لَا يَرَيان بذلك بَأْسا قَالَ حدّثنَاهُ يحيى بْن سعيد عَن سيف بن سُلَيْمَان عَن مجاهدٍ وَعَطَاء وطاوسٍ. قَوْله: امْرَأَة رابِّه يَعْنِي امْرَأَة زَوْج أمِّه وَهُوَ الَّذِي تسمّيه العامّة الرَّبيبَ وَإِنَّمَا الرَّبيب ابْن امرأةِ الرجل فَهُوَ رَبيبٌ لزَوجهَا وزوجُها المَرْبُوب لَهُ وَإِنَّمَا قيل لَهُ رابٌّ لأنّه يَرُبُّه ويُرَبَّيه وَهُوَ الْغذَاء والتربية وَابْن الْمَرْأَة هُوَ المَرْبُوب فَلهَذَا قيل: رَبيب كَمَا يُقَال للمَقْتول: قَتيل وللمجروح: جَريح وَكَانَ عُمر بن أبي سَلَمة يُسَمي رَبيبَ النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ ابْن أمّ سَلَمة وَقَالَ مَعْن بن أَوْس الْمُزنِيّ وَذكر ضَيْعَة لَهُ كَانَ جاراه فِيهَا عمر بن أبي سَلمَة وَعَاصِم بن عمر بن الْخطاب فَقَالَ: (الطَّوِيل)

وإنّ لَهَا جارَين لَنْ يَغْدِرا بِها ... رَبِيبَ النَّبَّي وَابْن خَيْرِ الخَلائِف

يَعْنِي عمر بن أبي سَلمَة وَعَاصِم بن عمر بن الْخطاب. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُجَاهِد مَا أصابَ الصائمُ شَويً إلاَّ الغيبةَ والكَذِبَ قَالَ حَدَّثَنِيهِ يحيى بْن سعيد عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد. قَالَ يحيى: الشَّوى هُوَ الشَّيْء الهَيِّن اليسيرُ
ر ب ب: (رَبُّ) كُلِّ شَيْءٍ مَالِكُهُ وَ (الرَّبُ) اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَلَا يُقَالُ فِي غَيْرِهِ إِلَّا بِالْإِضَافَةِ. وَقَدْ قَالُوهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ. وَ (الرَّبَّانِيُّ) الْمُتَأَلِّهٌ الْعَارِفُ بِاللَّهِ تَعَالَى. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 79] وَ (رَبَّ) وَلَدَهُ مِنْ بَابِ رَدَّ وَ (رَبَبَّهُ) وَ (تَرَبَّبَهُ) بِمَعْنًى أَيْ رَبَّاهُ. وَ (رَبِيبُ) الرَّجُلِ ابْنُ امْرَأَتِهِ مِنْ غَيْرِهِ وَهُوَ بِمَعْنَى (مَرْبُوبٍ) وَالْأُنْثَى (رَبِيبَةٌ) . وَ (الرُّبُّ) الطِّلَاءُ الْخَائِرُ وَزَنْجَبِيلٌ (مُرَبَّبٌ) مَعْمُولٌ بِالرُّبِّ كَالْمُعَسَّلِ مَا عُمِلَ بِالْعَسَلِ وَ (مُرَبَّى) أَيْضًا مِنَ التَّرْبِيَةِ. وَ (رُبَّ) حَرْفٌ خَافِضٌ يَخْتَصُّ بِالنَّكِرَةِ يُشَدَّدُ وَيُخَفَّفُ وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ، فَيُقَالُ: (رُبَّتْ) وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ مَا لِيَدْخُلَ عَلَى الْفِعْلِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الحجر: 2] وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ الْهَاءُ فَيُقَالُ: رُبَّهُ رَجُلًا. وَ (الرِّبِّيُّ) بِالْكَسْرِ وَاحِدُ (الرِّبِّيِّينَ) وَهُمُ الْأُلُوفُ مِنَ النَّاسِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [آل عمران: 146] وَ (الرَّبْرَبُ) قَطِيعٌ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ. وَ (الرَّبَابُ) بِالْفَتْحِ السَّحَابُ الْأَبْيَضُ وَقِيلَ: هُوَ السَّحَابُ الْمَرْئِيُّ كَأَنَّهُ دُونَ السَّحَابِ سَوَاءٌ كَانَ أَبْيَضَ أَوْ أَسْوَدَ وَاحِدَتُهُ (رَبَابَةٌ) وَبِهِ سُمِّيَتِ الْمَرْأَةُ (الرَّبَابَ) . 
(ربب) - في صِفَةِ ابنِ عَبَّاس، رَضِى الله عنهما، "كأَنَّ على صَلْعَتِه الرُّبَّ من مِسْك وعَنْبَر".
الرُّبُّ: سُلافُ التَّمرِ الخَاثِر [القَوِىّ] ، وكَذَا الخَاثِر من كُلِّ شَىءٍ مثل ثُفْل الدِّبس والزَّيت الأَسْود.
- وفي حَدِيثِ ابنِ عَبَّاس [مع الزُّبَيْر] ، رضي الله عنهما: "لأن يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّى أَحبُّ إلىّ من أن يرُبَّنى غَيرُهم". : أي يكون رَبًّا علىَّ وأَمِيراً.
والعَرَب كانت تَقُولُ لكُلِّ مَلِك رَبّ. ومنه ما ذَكَره اللهُ - عَزَّ وجَلّ - في قِصَّة يُوسُف عليه الصَّلاة والسلام لعَزِيزِ مِصْر.
والرَّبُّ: المُنعِم، والمُصلِح للشَّىء، والمُتَمَّم له.
- ومنه الحَدِيثُ في الدُّعاءِ بعد الأَذانِ: "اللَّهُمّ رَبَّ هَذِه الدَّعْوةِ التَّامَّة".
: أي المُتَمِّم لها والزّائِدَ في أَهلِها والعَمَلِ بها والِإجابة لها، ونَحْو ذلك.
- في الحديث: "لَيسَ في الرَّبَائِب صَدَقَةٌ" .
الرَّبَائِب: الشّاءُ تكون لِصاحِبها في البَيْت ولَيْسَت بسَائِمَة، وربما احْتَاج إلى لَحمِها فيَذْبَحها، واحدتها رَبِيبَة بمعنى مَرْبُوبَة, لأنه يَرُبُّها، ويَعْلِفُها ويُسَمِّنْها.
- في حَدِيث أَبِي هُرَيْرة: "لا يَقُل المَمْلُوكُ لسَيِّدِه رَبِّى".
وَجْه الجَمْعَ بينَه وبَيْنَ قَولهِ تَعالى في قِصَّة يُوسُف عليه الصلاة والسلام: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} . أنه خَاطَبَهَم على المُتَعارَف عِندهم، وعلى ما كَانُوا يُسَمّونَهم به. وذَلك كقَول مُوسَى، عليهِ الصَّلاة والسَّلام، للسَّامِرِىّ: {وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ} : أي الَّذى اتَّخذْتَه إلهاً، لا أنَّه كان عند مُوسَى، عليه الصَّلاة والسَّلام، كذلك. ولَيْسَ المَمْلوك يَجعَل مَالِكَه رَبًّا له فيُخَاطِبَه بِذَلك.
- فأَمَّا قَولُه في ضَالَّةِ الِإبلِ: "حَتَّى يَلقَاهَا رَبُّها".
فإنَّ البَهائِم غَيرُ مُتعَبَّدة، وهي بمنزلة الأَمْوال التي تَجُوزُ إضافتها إلى مَالِكِيها وأَنَّهم أَربابٌ لها.
كقول عمر، رضي الله عنه: "رَبَّ الصُّرَيْمَة ورَبَّ الغُنَيْمة" .
وقيل: إنَّما نَهَى المَمْلُوكَ في هذا, لأنه من الآدمِيين الذين أَخذَ المِيثاقَ منهم، بقَولِه تَعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} .
وغير الآدمِيِّين لم يَكُن فيهم.
- في حَدِيثِ عُروةَ بنِ مَسعُود: "أَنكرَ القَومُ دخولَ مَنزِله قبلَ أن يأتِىَ الرَّبَّة" . يَعنِي اللَّات، وكانت صَخرةً تَعُبُدُها ثَقِيفٌ بالطَّائف.
- في حَدِيثِ المُغِيرة: "حَمْلُها رِبَابٌ" .
: أي تَحمِل بعد الوَقْتِ بيَسِير، من قولهم: الشَّاةُ في رِبابِها، وهو ما بَيْن أن تَضَع إلى عِشْرِين يَومًا.
ر ب ب : الرَّبُّ يُطْلَقُ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مُعَرَّفًا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَمُضَافًا وَيُطْلَقُ عَلَى مَالِكِ الشَّيْءِ الَّذِي لَا يَعْقِلُ مُضَافًا إلَيْهِ فَيُقَالُ رَبُّ الدَّيْنِ وَرَبُّ الْمَالِ وَمِنْهُ «قَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فِي ضَالَّةِ الْإِبِلِ حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا» وَقَدْ اُسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى السَّيِّدِ مُضَافًا إلَى الْعَاقِلِ أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «حَتَّى تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا» .
وَفِي رِوَايَةٍ رَبَّهَا وَفِي التَّنْزِيلِ حِكَايَةً عَنْ يُوسُفَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} [يوسف: 41] قَالُوا وَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ لِلْمَخْلُوقِ بِمَعْنَى الْمَالِكِ لِأَنَّ اللَّامَ لِلْعُمُومِ وَالْمَخْلُوقَ لَا يَمْلِكُ جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ وَرُبَّمَا جَاءَ بِاللَّامِ عِوَضًا عَنْ الْإِضَافَةِ إذَا كَانَ بِمَعْنَى السَّيِّدِ.
قَالَ الْحَارِثُ 
فَهُوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيدُ عَلَى يَوْ ... مِ الْحِيَارَيْنِ وَالْبَلَاءُ بَلَاءُ
وَبَعْضُهُمْ يَمْنَعُ أَنْ يُقَالَ هَذَا رَبُّ الْعَبْدِ وَأَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ هَذَا رَبِّي وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «حَتَّى تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّهَا» حُجَّةٌ عَلَيْهِ وَرَبَّ زَيْدٌ الْأَمْرُ رَبًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا سَاسَهُ وَقَامَ بِتَدْبِيرِهِ وَمِنْهُ قِيلَ لِلْحَاضِنَةِ رَابَّةٌ وَرَبِيبَةٌ أَيْضًا فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى فَاعِلَةٍ وَقِيلَ لِبِنْتِ امْرَأَةِ الرَّجُلِ رَبِيبَةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّهُ يَقُومُ بِهَا غَالِبًا تَبَعًا لِأُمِّهَا وَالْجَمْعُ رَبَائِبُ وَجَاءَ رَبِيبَاتٌ عَلَى لَفْظِ الْوَاحِدَةِ وَالِابْنُ رَبِيبٌ وَالْجَمْعُ أَرِبَّاءُ مِثْلُ: دَلِيلٍ وَأَدِلَّاءَ.

وَالرُّبُّ بِالضَّمِّ دِبْسُ الرُّطَبِ إذَا طُبِخَ وَقَبْلَ الطَّبْخِ هُوَ صَقْرٌ وَرُبَّ حَرْفٌ يَكُونُ لِلتَّقْلِيلِ غَالِبًا وَيَدْخُلُ عَلَى النَّكِرَةِ فَيُقَالُ رُبَّ رَجُلٍ قَامَ، وَتَدْخُلُ عَلَيْهِ التَّاءُ مُقْحَمَةً وَلَيْسَتْ لِلتَّأْنِيثِ إذْ لَوْ كَانَتْ لِلتَّأْنِيثِ لَسَكَنَتْ وَاخْتَصَّتْ بِالْمُؤَنَّثِ وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْدٍ
يَا صَاحِبَا رُبَّتْ إنْسَانٍ حَسَنْ ... يَسْأَلُ عَنْكَ الْيَوْمَ أَوْ يَسْأَلُ عَنْ
وَالرِّبَّةُ بِالْكَسْرِ نَبْتٌ يَبْقَى فِي آخِرِ الصَّيْفِ وَالْجَمْعُ رِبَبٌ مِثْلُ: سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالرُّبَّى الشَّاةُ الَّتِي وَضَعَتْ حَدِيثًا وَقِيلَ الَّتِي تُحْبَسُ فِي الْبَيْتِ لِلَبَنِهَا وَهِيَ فُعْلَى وَجَمْعُهَا رُبَابٌ
وِزَانُ غُرَابٍ وَشَاةٌ رُبَّى بَيِّنَةُ الرِّبَابِ وِزَانُ كِتَابٍ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَلَيْسَ لَهَا فِعْلٌ وَهِيَ مِنْ الْمَعْزِ وَقَالَ فِي الْمُجَرَّدِ أَيْضًا إذَا وَلَدَتْ الشَّاةُ فَهِيَ رُبَّى وَذَلِكَ فِي الْمَعْزِ خَاصَّةً وَقَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمَعْزِ وَالضَّأْنِ وَرُبَّمَا أُطْلِقَ فِي الْإِبِلِ. 
[ربب] في ح أشراط الساعة: وأن تلد الأمة "ربتها" الرب لغة المالك والسيد والمدبر والمربي والمتمم والمنعم، ولا يطلق غير مضاف إلا على الله إلا نادرًا، والمراد هنا المولى يعني كثرة السراري بكثرة السبي وظهور النعمة فتلد الأمةحول الرجل ولدان ما رأيت ولدانًا قط أكثر منه، وما هذا سؤال عن الرجل الطويل، وهؤلاء عن الولدان، شطر مبتدأ كأحسن خبره، والمراد أن كل واحد بعضه حسن وبعضه قبيح لبيانه بقوم خلطوا عملًا صالحًا بسيء، والمراد بالمحض الصافي وأصله اللين الخالص، والمراد بالماء عفو الله منهم أو توبتهم، وأولاد المشركين سؤال عن دخولهم فيهم، فأجاب بنعم. نه ومنه: وأحدق بكم "ربابه". ك: هو بخفة موحدة أولى، قوله: يرفضه، بمعجمة أي يتركه، قوله: يغدو من بيته فيكذب، أي يطلع مبكرًا من بيته، وفائدة ذكره أنه في تلك الكذبة مختار لا مكره. وفيه تداولته الأيدي بضعة عشر من "رب" إلى "رب" أي أخذته هذه مرة وهذه مرة. والربى منسوب إلى الرب والكسر للمناسبة. غ: ربيون الجماعات الكثيرة، من الربة الجماعة، نه: أعوذ بك من غنى مبطر، وفقر "مرب" أو ملب، أي لازم غير مفارق من أرب بالمكان وألب إذا قام به، وعالم "رباني" منسوب إلى الرب بزيادة حرفين للمبالغة، وقيل من الرب بمعنى التربية، كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها، والرباني العالم الراسخ في العلم والدين، أوالذي يطلب بعلمه وجه الله، وقيل العالم العامل المعلم. وفي صفة ابن عباس: كان على صلعته الرب من مسك، وعنبر الرب ما يطبخ من التمر وهو الدبس أيضًا. ن: اسمعي يا "ربة" الحجرة، يريد عائشة تقوية للحديث بإقرارها، ولم تنكر عليه شيئًا سوى الإكثار في مجلس واحد لخوف السهو بسبهب. ك: لا يقل أطعم "ربك" وليقل سيدي ومولائي، أي لا يقل السيد أطعم ربك، إذ فيه نوع تكبر، ولا يقل العبد أيضًا لفظًا لا يكون فيه نوع تعظيم بل له أن يقول سيدي ومولائي فإن بعض الناس سادات على آخرين، والمولى جاء لمعان بعضها لا يصح إلا على الناس بخلاف الرب فإن التربية الحقيقية مختصة به تعالى. وفيه: كان ما أصابه على "ربه" أي محسوب على بائعه.
[ربب] رب كل شئ: مالكه. والربُّ: اسم من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملِك. قال الحارث بن حِلِّزَةَ: وهو الرَبُّ والشهيدُ على يَوْ * مِ الحِيارَيْنِ والبَلاءُ بَلاءُ والرَبَّانِيُّ: المُتَأَلِّهُ العارف بالله تعالى. وقال سبحانه: (كونوا رَبَّانِيِّينَ) : ورَبَبْتُ القوم: سُسْتُهُمْ، أي كُنْتُ فوقهم. قال أبو نصر: وهو من الرُبوبِيَّةِ. ومنه قول صفوان " لأَنْ يَرُبَّني رجلٌ من قريش أَحَبُّ إلّيَّ من أن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ. ورَبَّ الضَيْعَةِ، أي أصلحها وأتَمَّها. ورَبَّ فلان ولده يَرُبُّهُ رَبَّاً، ورَبَّبَهُ، وتَرَبَّبَهُ، بمعنىً أي رَبَّاهُ. والمَرْبوبُ: المُرَبَّى. قال الشاعر : ليس بأقنى ولا أسفى ولا سغل * يُسْقَى دَواَء قَفِيِّ السَكْنِ مربوبِ  وقال آخر : من درة بيضاء صافِيَةٍ * مِمَّا تَرَبَّبَ حائرُ البَحْرِ يعني الدُرَّةَ التي يُرَبِّبها الصَدَفُ في قَعْرِ الماءِ. والتَرَبُّبُ أيضاً: الاجتماعُ. والرُبَّى بالضم على فُعْلَى: الشاةُ التي وضَعَتْ حديثاَ، وجمعها رُبابٌ بالضم والمصدر رِبابٌ بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْدِ بالولادة، تقول: شاة ربى بينة الرباب، وأعنز رباب. قال الاموى: هي ربى ما بينها وبين شهرين. قال أبو زيد: الربى من المعز. وقال غيره من المعز والضأن جميعا، وربما جاء في الابل إيضا. قال الاصمعي: أنشدنا منتجع بن نبهان:

حنين أم البو في ربابها * والراب: زوج الام. والرابة: امرأة الأب. وربيبُ الرجلِ: ابنُ امرأته من غيره، وهو بمعنى مَرْبوبٍ، والأنثى رَبيبَة. والرَبيبَةُ أيضاً: واحدة الرَبائِبِ من الغَنَم، التي يربِّيها الناس في البيوت لألبانها. والربيبةُ: الحاضنةُ. ابن السكيت: يقال افعل ذلك الامر بربانه، مضمومة الراء، أي بحِدْثانِهِ وجِدَّتِهِ وطَراءَته. قال: ومنه قيل شاةٌ رُبَّى. قال ابن أحمر: وإنما العيشُ بِربانِهِ * وأنت من أَفْنانِهِ مُعَتَصِرْ وأخذت الشئ بربانه، أي أخذته كلَّه ولم أترك منه شيئاً. عن الاصمعي. والرب: الطلاء الخاثر، والجمع الربوب والرِبابُ. ومنه سِقاءٌ مَرْبوبٌ، إذا رَبَبْتَهُ، أي جعلت فيه الرُبَّ وأصلحته به. قال الشاعر : فإن كنتِ مني أو تريدين صُحْبَتي * فكوني له كالسَمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ أراد بالأَدَمِ النِحي، لأنه إذا أُصْلِحَ بالرُبِّ طابت رائحته. والمُرَبَّباتُ: الأنْبَجاتُ، وهي المعمولات بالرُبِّ، كالمُعَسَّلِ وهو المعمولُ بالعَسَلِ. وكذلك المربَّيات، إلا أنها من التربية. يقال: زنجبيلُ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ. ورُبَّ حرفٌ خافِضٌ لا يقع إلا على نكرة، يُشَدَّدُ ويُخَفَّفُ، وقد تدخل عليه التاء فيقال رُبَّتَ، وتدخل عليه " ما " لِيُمْكِنَ أن يُتَكَلَّمَ بالفعل بعده، كقوله تعالى: (ربما يود الذين كفروا) ، وقد تدخل عليه الهاء فيقال ربه رجلا قد ضربت، فلما أضفته إلى الهاء وهى مجهولة نصبت رجلا على التمييز. وهذه الهاء على لفظ واحد، وإن وليها المؤنث والاثنان والجمع، فهى موحدة على كل حال. وحكى الكوفيون ربه رجلا قد رأيت، وربهما رجلين، وربهم رجالا، وربهن نساء، فمن وحد قال إنه كناية عن مجهول، ومن لم يوحد قال إنه رد كلام، كأنه قيل له مالك جوار فقال: ربهن جوار قد ملكت. قال ابن السراج: النحويون كالمجمعين على أن رب جواب. والربة بالكسر: ضَرْبٌ من النَبْتِ، والجمع الربب. قال ذو الرمة يصف الثَور الوحشيّ: أَمْسى بِوَهبينَ مجتازا لمرتعه * من ذى الفوارس تَدْعو أَنْفَهُ الرِبَبُ والرِبَبُ، بالفتح: الماء الكثير، ويقال العَذْبُ. قال الراجز:

والبُرَّةَ السَمْراءَ والماءَ الرَبَبْ * وفلان مَرَبٌّ بالفتح، أي مَجْمَعُ يَرُبّ الناسَ أي يجمعهم. ومكانٌ مَرَبٌّ، أي مَجْمَعٌ. ومَرَبُّ الإبل: حيث لَزِمَتْهُ. وأَرَبَّتِ الإبل بمكانِ كذا وكذا، أي لَزمَتْهُ وأقامت به، فهى إبل مراب. وأربت الناقةُ، أي لَزِمَتِ الفحلَ وأَحَبَّتْهُ. وأَرَبَّتِ الجَنوبُ، وأَرَبَّتِ السحابةُ، أي دامت. والارباب: الدنو من الشئ. والرِبِّيُّ: واحدُ الرِبِّيِّينَ، وهم الألوف من الناس. قال الله تبارك وتعالى: (وكأَيِّنْ من نَبِيٍّ قاتَلَ معه ربيون كثير) . والربرب: القطيع من بقر الوحش. والرباب بكسر الراء: خمس قبائل تجمعوا فصاروا يدا واحدة، وهم ضبة، وثور، وعكل، وتيم، وعدى. وإنما سموا بذلك لانهم غمسوا أيديهم في رب وتحالفوا عليه. وقال الاصمعي: سموا به لانهم ترببوا، أي تجمعوا. والنسبة إليهم ربى بالضم، لان الواحد منهم ربة، لانك إذا نسبت الشئ إلى الجمع رددته إلى الواحد، كما تقول في المساجد مسجدي، إلا أن تكون سميت به رجلا، فلا ترده إلى الواحد، كما يقال في أنمار: أنمارى، وفى كلاب: كلابي. والربابة أيضا، بالكسر: شَبيهَةٌ بالكِنانَةِ تجمع فيها سِهامُ المَيْسِر. وربَّما سَمَّوا جماعَة السهام ربابة. قال أبو ذؤيب يصف الحمار وآتنه: فكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض على القداح ويصدع والربابة أيضا: العهد والميثاقُ. قال الشاعر علقمة بن عبدة: وكنتَ امرأَ أَفْضَتْ إليك رِبابَتي * وقبلك رَبَّتْني فَضِعْتُ رُبوبُ ومنه قيل للعُشورِ رِبابٌ. والأرِبَّةُ: أهل الميثاق. قال أبو ذؤيب: كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجوار وكانوا معشرا غدرا والرباب، بالفتح: سحاب أبيض، ويقال: إنه السحاب الذى تراه كأنه دون السحاب، قد يكون أبيض وقد يكون أسود، الواحدة ربابة. وبه سميت المرأة الرباب.
ربب
رَبَّ رَبَيْتُ، يَرُبّ، ارْبُبْ/ رُبَّ، ربًّا، فهو رابّ، والمفعول مَرْبوب ورَبيب
• ربَّ الأبُ ولدَه: وَلِيَه وتعهَّده بما يغذِّيه وينمِّيه ويؤدّبُه.
• ربَّ البيضَ: خفَقه وقلّبَه بشِدَّة.
• ربَّ قومَه: سادَهم وكان فوقهم. 

رابّ [مفرد]: ج رَبَبَة، مؤ رابَّة، ج مؤ روابُّ:
1 - اسم فاعل من رَبَّ.
2 - زَوج الأمّ يربّي ابنَها من غيره. 

رَبَاب [جمع]: مف ربابة: سحابٌ أبيض متوسِّط الارتفاع، يكون رقيقًا وقد يغلظ حتَّى يحجب الشمس أو القمر "انقشعت الغيومُ وتزيَّنت السَّماءُ بالرَّباب". 

رَبَابة [مفرد]: ج رَبَاب:
1 - واحدة الرّباب: السَّحاب الأبيض.
2 - (سق) آلة طرب شعبية ذات وتر واحد، تُشبه الكمنجة في شكلها "قصَّ لنا الراوي السيرةَ الهلاليّة على الرَّبابَة". 

رَبّ [مفرد]: ج أرباب (لغير المصدر {ورُبوب} لغير المصدر {، مؤ ربَّة} لغير المصدر {، ج مؤ ربّات} لغير المصدر) ورِباب (لغير المصدر):
1 - مصدر رَبَّ.
2 - سيِّد، مالك الشّيء "إذا كان ربُّ البيت بالدُّفِّ ضاربًا ... فشيمة أهل البيت كُلِّهم الرَّقصُ- {أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا} " ° أرباب الحلّ والرَّبط: أصحاب السلطة وأولياؤها- ربَّات الشِّعر: العبقريَّة أو المقدرات الكبرى التي يتَّصف بها فنَّان أدبيّ- ربُّ العمل: صاحبه الذي له مكاسبه وعليه مخاطره- ربُّ المال/ ربُّ النِّعمة: صاحبه/ وليّه- ربَّة المنزل: التي تدبر حاجاته وتصرِّف أمره- مِنْ أرباب الدّيون: ممَّن يُكثر الاستدانة- مِنْ أرباب السَّوابق: ممَّن سبق عليه الحكم في قضيَّة ما- مِنْ أرباب المعاشات: ممَّن تقاعدوا عن العمل ويتقاضون راتبًا.
3 - إله " {ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} ".
• الرَّبُّ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: السَّيِّد، المالِك المتصرِّف في مخلوقاته بإرادته، والمُبلِغ كُلّ ما أبدع حدَّ كماله الذي قدَّره له، ولا يقال لغيره تعالى: الربّ بالإطلاق، بل بالإضافة " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} - {قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} " ° ربُّ الأرباب: الله تعالى- ربَّاه: نداء بتضرُّع وتذلُّل- لَقِي ربَّه: مات، توفّي- يا ربِّي: أسلوب نداء للتعجُّب. 

رُبَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف جرّ شبيه بالزّائد يجرّ النّكرة، وغالبًا ما يكون المجرور موصوفًا، ويعرب ما بعده مبتدأ، وشرطه أن يكون في صدر الكلام، ومعناه التقليل وقد يفيد التكثير أحيانًا "رُبَّ أخٍ لك لم تَلِدْه أُمُّك [مثل]: يُضرب في الصَّديق الوفيّ- رُبَّ ضارةٍ نافعة [مثل]- رُبَّ رمية من غير رامٍ [مثل]: يضرب لمن يصيب وعادته أن يخطئ". 

رُبَّان [مفرد]: ج رَبابينُ ورَبابِنة: (انظر: ر ب ن - رُبَّان). 

ربَّانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى رَبّ: على غير قياس "إلهام ربَّانيّ- حكمة ربَّانيّة" ° الحقّ الرَّبّانيّ: المبدأ القائل بأن الملوك يستمدون الحقَّ في الحكم مباشرة من الله، وأنهم عرضة للمحاسبة من الله وحده.
2 - مَنْ يعبد الله تعالى بعلمٍ وعملٍ كامِلَيْن " {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ} ". 

ربَّانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى رَبّ: على غير قياس.
2 - مصدر صناعيّ من رَبّ: تألُّه وحُسْنُ عبادة لله، معرفة بالله "فيه ربَّانيَّة". 

رِبِّيّ [مفرد]: عالم تقيّ، الذي يعبد الرَّب " {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} ". 

رُبوبيّة [مفرد]: ألوهيَّة؛ عبادة "توحيد ربوبيَّة- لله الرُّبوبيَّة الكاملة". 

رَبيب [مفرد]: ج أَرِبَّاءُ وأَرِبَّة، مؤ ربيبة، ج مؤ ربيبات وربائِبُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من رَبَّ.
2 - ابن امرأة الزّوج من غيره ° ربيب الأمَّة: يتيمٌ فقد أباه في الحرب فرعته الدّولة. 

رَبيبة [مفرد]: ج ربيبات وربائِبُ:
1 - صفة ثابتة للمفعول من رَبَّ: للمؤنث، بنت زوجة الرجل من غيره " {وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} ".
2 - حاضنة تربِّي الولد وتعتني به. 

مُرَبَّى [مفرد]: ج مُرَبَّيات: ما يُعقد بالعسل أو السُّكر من الفواكه ونحوها، أصلها مُرَبَّب فخفِّفَت (انظر: ر ب و - مُرَبَّى) "تناول بعض المُربَّيات: - مُربَّى التِّين/ الجزر/ المشمش". 
[ر ب ب] الرَّبُّ اللهُ عَزَّ وجَلَّ والاسْمُ الرِّبابَةُ قال

(يا هِنْدُ أَسْقاكِ بلا حِسابَهْ ... )

(سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ ... )

والرُّبُوبِيَّةُ كالرِّبابَةِ وعِلْمٌ رَبُوبِيٌّ مَنْسوبٌ إلى الرَّبِّ على غيرِ قِياسٍ وحَكَى أَحْمَدُ بن يَحْيى لا وَرَيْبِكَ لا أَفْعَلُ قالَ يُرِيدُ لا ورَبِّكَ فأَبْدَلَ الباءَ ياءً لأَجْلِ التَّضْعِيف ورَبُّ كُلِّ شَيْءٍ مالِكْه ومُسْتَحِقُّه وقِيلَ صاحِبُه وقولُه تعالَى {ارْجَعِي إِلَى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فادْخُلي في عَبْدِي} الفجر 28 29 فيمَن قَرَأَ بهِ فمَعْناه والله أعلم ارْجِعِي إلى صاحِبِكِ الذي خَرَجْتِ مِنْهُ فادْخُلِي فِيه والجمعُ أَرْبابٌ ورُبُوبٌ وقولُه تَعالَى {إنه ربي أحسن مثواي} يوسف 23 قال الزَّجّاجُ أرادَ إن العَزِيزَ صاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوايَ ويَجُوزُ أن يكونَ اللهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ والرَّبِيبُ المَلِكُ قالَ امْرُؤُ القَيْس

(فما قاتَلُوا عن رَبِّهِمْ ورَبِيبِهم ... ولا آذَنُوا جارًا فيَظْعَنَ سالِمَا)

أَي مَلِكِهم ورَبَّهُ يَرُبُّه رَبّا مَلَكَه وطالَتْ مَرَبَّتُهُمُ الناسَ ورِبابَتُهُم أي مَمْلَكَتُهم قالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ

(وكُنْتُ امْرَأَ أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبابَتِي ... وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فضِعْتُ رُبُوبُ)

ويُرْوَى رَبُوبُ وعِنْدِي أَنّه اسمٌ للجَمْعِ وإنَّه لَمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبُوبِيَّةِ أي مَمْلُوكٌ والعِبادُ مَرْبُوبُونَ للهِ أَي مَمْلُوكُونَ وتَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ ادَّعَى أَنَّه رَبُّهما والرَّبَّةُ كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لمَذْحِجٍ وبَنُو الحارِثِ بن كَعْبٍ تُعَظِّمُها ودارٌ رَبَّةٌ ضَخْمَةٌ قالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ

(وَفِي كُلِّ دارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ ... وأَوْسِيَّةٍ لي في ذَرَاهُنَّ والِدُ)

ورَبَّ الصَّبِيِّ يَرُبُّه رَبّا ورَبَّبَهُ تَرْبِيبًا وتَرِبَّةً عن اللِّحْيانِيِّ وتَرْبِيَةً وارْتَبَّه ورَبّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعيف وتَرَبّاهُ على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيْضًا أَحْسَنَ القِيامَ عليه ووَلِيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِيَّةً كانَ ابْنَهُ أَو لم يَكُنْ وأَنْشَد اللِّحْيانِيُّ

(تُرَبِّبُه من آلِ دُودانَ شَلَّة ... تَرِبَّةَ أُمٍّ لا تُضِيعُ سِخالَها)

وزَعَمَ ابنُ دُرَيْدٍ أنَّ رَبِبْتُه لُغَةٌ قال وكَذلِك كُلُّ طِفْلٍ من الحَيوانِ غير الإنسانِ وكانَ يُنْشِدُ هذا البَيْتَ

(كانَ لَنَا وَهْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ ... )

كَسَر حَرْفَ المُضارَعَةِ ليُعْلَمَ أَنَّ ثانِي الفعلِ الماضِي مَكْسُورٌ كما ذَهَبَ إليه سِيبَوَيْهِ في هذا النَّحْوِ وهي لُغةُ هُذَيْلٍ في هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ والصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِيبٌ وكَذلِك الفَرَسُ وقال سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ

(ليسَ بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ... يُسْقَى دَواءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ)

يجوزُ أن يَكُونَ أرادَ بمَرْبُوبِ الصَّبِيَّ وأَنْ يكونَ أَرادَ به الفَرَسَ ويُرْوى مَرْبُوبُ أي هو مَرْبُوبٌ والرَّبَبُ ما رَبَّبَه الطِّينُ عن ثعلب وأنشد

(في رَبَب الطِّينِ وماءٍ حائِرِ ... ) وغَنَمٌ رَبائِبُ تُرْبَطُ قَرِيبًا من البُيُوتِ وتُعْلَفُ لا تُسامُ وهي الَّتِي ذَكَرَ إبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّه لا صَدَقَةَ فِيها والسَّحابُ يَرُبُّ المَطَرَ أي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ والرَّبابُ السًّحابُ المُتَعَلِّقُ الّذِي تَراه كأنَّه دُونَ السَّحابِ قَدْ يَكُونُ أَبْيَض وقَدْ يكونُ أَسْوَدَ والمَطَرُ يَرُبُّ النَّباتَ والثَّرَى ويُنَمِّيهِ والمَرَبُّ الأَرْضُ الَّتِي لا يَزالُ بها ثَرًى قالَ ذُو الرُّمَّةِ

(خَناطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرارَةٍ ... مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْها الغُثاءَ الرَّوائِسُ)

وهي المَرَبَّةُ والمِرْبابُ وقِيلَ المِرْبابُ من الأَرَضِينَ الَّتِي كَثُرَ نَبْتُها وناسُها وكُلُّ ذلِكَ من الجَمْعِ والمَرَبُّ المَحَلُّ ومَكانُ الإقامَةِ والاجْتِماعِ ومَكانٌ مَرَبٌّ يَجْمَعُ النّاسِ وفُلانٌ مَرَبٌّ أي مَجْمَعٌ يَرُبُّ النّاسَ ويَجْمَعُهم ورَبَّ بالمكانِ وأَرَبَّ أقامَ بهِ قالَ

(رَبَّ بأَرْضٍ لا تَخطّاهَا الحُمُرْ ... )

وكُلُّ لازِمٍ شَيْئًا مُرِبٌّ وأَرَبَّ بالمكانِ لَزِمَهُ وأَرَبَّت السًّحابَةُ دامَ مَطَرُها وأرَبَّت النّاقَةُ بوَلَدِها لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْه وأَرَبَّت بالفَحْلِ وهو مُرِبٌّ كذلك هذه رِوايَةُ أَبي عُبَيْدٍ عن أَبِي زَيْدٍ ورَوْضاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرِّبابَ والرِّبِّيُّ والرَّبّانِيُّ الحَبْرُ ورَبُّ العِلْمِ وقِيلَ الرَّبّانِيُّ الَّذِي يَعْبُدُ الرَّبًّ زِيدَت الأَلِفُ والنُّون للمُبالَغَةِ في النَّسَبِ كما قالُوا للكَبِيرِ اللَّحْيَةِ لِحْيانِيٌّ وللكَبِيرِ الجُمَّةِ جُمّانِيُّ والرُّبَّى الشّاةُ إذا وَلَدَتْ وإن ماتَ وَلَدُها فَهِي أَيْضًا رُبَّى بَيَّنَةُ الرِّبابِ وقِيلَ رِبابُها ما بَيْنَها وبين عِشرِينَ يَوْمًا من وِلادَتَها وقِيلَ هي رُبَّى ما بَيْنَها وبينَ شَهْرَيْنِ من وِلادَتِها وقال اللِّحْيانِيُّ هي الحَدِيثَةُ النِّتاجِ من غَيْرِ أَنْ يَحُدَّ وَقْتًا وقِيلَ هي الَّتِي يَتْبَعُها وَلَدُها وقِيلَ الرُّبَّى من المَعْزِ والرَّغُوثُ من الضَّأْنِ والجَمْعُ رُبابٌ نادر قالَ سِيبَوَيْهِ قالُوا رُبَّى ورُبابٌ حَذَفُوا أَلِفَ التَّأْنِيثِ وبَنَوْه عَلَى هذا البِناءِ كما أَلْقَوْا الهاءَ من جَفْرَةٍ فقالُوا جِفارٌ إِلا أَنَّهُم ضَمُّوا أَوَّل هذا كما قالُوا ظِئْرٌ وظُؤارٌ ورِخْلٌ ورُخالٌ وحَكَى اللِّحْيانِيُّ غَنَمٌ رِبابٌ قالَ وهي قَلِيلةٌ وقالَ رَبَّت الشّاةُ تَرُبُّ رَبّا إِذا وَضَعَتْ وقِيلَ إِذا عَلِقَتْ وقِيلَ لا فِعْلَ للرُّبَّى والمَرْأَةُ تَرْتَبُّ الشَّعْرَ قال الأعشى

(حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخامًا تَكُفُّه بخِلالِ)

وكُلُّ هذا من الإصْلاحِ والجَمْعِ والرَّبِيبَةُ الحاضِنَةُ قال ثَعْلَبٌ لأنَّها تُصْلِحُ الشيءَ وتَقوُمُ به وتَجْمَعُه والرَّبِيبُ ابنُ امْرَأَةِ الرَّجُلِ من غَيْرِه قال

(فإِنَّ بِها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بِها ... رَبِيبَ النًّبِيِّ وابنَ خَيْرِ الخَلائِفِ)

يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ وعاصِمَ بَن عُمَر بن الخَطّابِ وعُمَرُ بنُ أَبِي سَلَمَةَ هو ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم والأُنْثَى رَبِيبَةٌ والرَّبِيبُ والرّابُّ زَوْجُ الأُمِّ قالَ أبو عُبَيْدٍ ويُرْوَى عَن مُجاهِدٍ أنَّه كَرِهَ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رابِّه ورَبَّ المَعْرُوفَ والنِّعْمَةَ يَرُبُّهُما رَبّا ورِبابًا ورِبابَةً حَكاهُ اللِّحْيانِيُّ ورَبَّبَهُما نَمّاهُما وزادَهُما ورَبَبْتُ قَرابَتَه كذلِكَ ورَبَبْتُ الأَمْرَ أَرُبُّه رَبّا ورِبابَةً أَصْلَحْتُه ومَتَّنْتُه ورَبَبْتُ الدُّهْنَ طَيَّبْتُه وأَجَدْتُه وقالَ اللِّحْيانِيُّ رَبَبْتُ الدُّهْنَ غَذَوْتُه بالياسَمِينِ أو ببَعْضِ الرَّياحِين قالَ ويَجُوزُ فِيه رَبَّيْتُه والرُّبُّ دِبْسُ كُلِّ ثَمَرَةٍ وهو سُلافَةُ خُثارَتِها بعدَ الاعْتِصارِ والطَّبْخِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ ثُفْلُه الأَسْوَدُ وأَنْشَدَ

(كشائِط الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ ... )

وارْتَبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتّى يَكُونَ رُبّا يُؤْتَدَمُ بهِ عن أَبِي حَنِيفَةَ ورَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ والحُبَّ بالقِيرِ والقارِ أَرُبُّه رَبّا ورُبّا ورَبَّبْتُه مَتَّنْتُه وقِيلَ رَبَبْتُه دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ يُخاطِبُ زَوْجَتَهُ وكانَتْ تُؤْذِي ابْنَه عَرارًا

(فإنْ كُنْتِ مِنِّي أَو تُرِيدِينَ صُحْبَتِي ... فكُونِي لَه كالسَّمْنِ رُبَّ له الأَدَمْ)

والإرْبابُ الدُّنُوُّ من كُلِّ شَيْءٍ والرِّبابَةُ جَماعَةُ السِّهامِ وقِيلَ خَيْطٌ تُشَدُّ به السِّهامُ وقِيلَ هي خِرْقَةٌ تُجْمَعُ فِيها وقالَ اللِّحْيانِيُّ هي السُّلْفَةُ التي تُجْعَلُ فيها القِداحُ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ

(وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وكَأنَّهُ ... يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِداحِ ويَصْدَعُ)

وقال مَرَّةً الرِّبابَةُ سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بِها عَلَى يَدِ الرَّجُلِ الحُرْضِةِ وهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي تُدْفَعُ إليه الأَيْسارُ للقِداحِ وإِنَّما يَفْعَلُونَ ذلك لكَيْلا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ له في صاحِبِه هَوًى والرِّبابُ والرِّبابَةُ العَهْدُ والميثاق والرَّبِيبُ المُعاهِدُ وبِه فُسِّر قَوْلُ امْرئ القَيْسِ

(فما قاتَلُوا عن رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِم ... ولا آذَنُوا جَارًا فيَظْعَنَ سالِمَا)

والجَمْعُ أَرِبَّةٌ قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ

(كانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ ... عَقْدُ الجِوارِ وكانُوا مَعْشَرًا غُدُرَا)

والرِّبابُ العُشُورُ قال أبو ذُؤَيْبٍ

(تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِينًا وتُؤْلِفُ الجِوارَ ... ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها)

وقِيلَ رِبابُها أَصْحابُها والرُّبَّةُ الفِرْقَةُ من النّاسِ قِيلَ هي عَشْرَةُ آلافٍ أَو نَحْوُها والجَمْعُ رِبابٌ قال سِيبَوَيْهِ قالَ يُونُسُ رَبَّةٌ ورِبابٌ كجَفْرَةٍ وجِفارٍ والرَّبَّةُ كالرُّبَّةِ والرِّبابُ أَحْياءُ ضَبَّةَ سُمُّوا بذلِكَ لتَفَرُّقِهمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ ولِذلِك إِذا نُسِبَ إِلى الرٍّ بابِ قِيلَ رُبِّيٌّ فرُدَّ إِلى واحِدِه هذا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وأما أَبُو عُبَيْدَةَ فقالَ سُمُّوا بذلِكَ لتَرَابِّهِمْ أي تَعَاهُدِهِمْ وقالَ الأَصْمِعِيُّ سُمُّوا بذلِكَ لأنَّهُم أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُم في رُبٍّ وتَعاقَدُوا وقالَ ثَعْلَبٌ سُمُّوا رِبابًا لأنَّهُم اجْتَمَعُوا رِبَّةً رِبَّةً بالكَسْرِ أي جَمَاعَةً جَماعةً ووَهِمَ ثَعْلَبٌ في جَمْعِه فِعْلَةً على فِعالٍ وإنَّما كان حُكْمُه أن يَقُولَ رُبَّةَ رُبَّةً والرَّبَبُ الماءُ الكَثِيرُ المُجْتَمِع وأَخَذَ الشَّيءَ برُبّانِه ورَبّانِه أي بأَوَّلِه وقِيلَ برُبّانِه بجَمِيعِه وبُربّانِه بحِدْثانِه وقالُوا ذَرْهُ برُبّانٍ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ

(فذَرْهُمْ برُبّانٍ وإلاّ تَذْرَهُمُ ... يُذِيقُوكَ ما فِيهِمْ وإِن كانَ أَكْثَرَا)

قالَ وقالُوا إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَك فأَرْخ برُبّانٍ أَزْرَك ويُقال إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَك فأَرْخِ بِرُبَّى أَزْرَك ورُبّانُ غيرُ مَصْرُوفٍ اسمُ رَجُلٍ سُمِّي بذلك والرِّبَّةُ نِبْتَةٌ صَيْفِيّة وقِيلَ هو كُلُّ ما اخْضَرَّ في القَيْظِ مِن جَمِيعِِ ضُروبِ النَّباتِ وقِيلَ هو ضُرُوبٌ من الشَّجَرِ أو النَّبْتِ فلم يُحَدّ والرِّبَّةُ شَجَرَةٌ وقِيلَ إِنّها شَجَرَةُ الَخُّروبِ ورُبَّ ورَبَّ ورُبَّتَ ورَبَّتَ كَلِمةُ تَقْلِيلٍ يُجَرُّ بِها فيُقالُ رُبَّ رَجُلٍ قائِم ورَبَّ رَجُلٍ ورُبَّتَ رَجُلٍ ورَبَّتَ رَجُلٍ ويُخَفَّفُ كُلُّ ذلكَ فيُقالُ رُبَ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ ورَبَتَ رَجُلٍ وكَذلك رُبَّما وبَعْضُهُم يقولُ رَبَّما بالفَتْح وكذلِك رُبَّتَما ورَبَّتَما ورُبَتَما ورَبَتَما والتَّثْقِيلُ في كُلِّ ذلِك أكْثَرُ في كَلاَمِهم ولِذلِكَ إذا حَقَّرَ سِيبَوَيْهِ رُبَّ من قَوْلِه تَعالَى {ربما يود} الحجر 3 رَدَّه إلى الأَصْلِ فقالَ رُبَيْبٌ قال اللِّحْيانِيُّ قَرَأَ الكِسائِيُّ وأَصحابُ عبدِ الله والحَسَنُ {ربما يود الذين كفروا} بالتَّثْقِيلِ وقَرَأَ عاصِمٌ وأَهْلُ المَدِينَةِ وزِرُّ بنُ حُبَيْشٍ {ربما يود الذين كفروا} بالتًّخْفِيفِ قالَ الزَّجّاجُ إِن قالَ قائلٌ فلِمَ جازَتْ رُبّ هاهُنا ورُبَّ للتَّقْلِيلِ فالجَوابُ في هذا أَنَّ العَرَبَ خُوطِبَتْ بما تَعْقِلُه في التَّهَدُّدِ والرَّجُلُ يَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ فيَقُولُ له لعَلَّكَ ستَنْدَمُ عَلَى فِعْلِكَ وهو لا يَشُكُّ في أَنَّه يَنْدَمُ ويَقُول رُبَّما نَدِم الإنْسانُ مِنْ مِثلِ ما صَنَعْتَ وهو يَعْلَمُ أَنَّ الإنسانَ يَنْدَمُ قالَ الكِسائيُّ يَلْزَمُ من خَفَّفَ فأَلْقَى إِحْدَى الباءَيْنِ أن يَقُول رُبْ رَجُلٍ فيُخْرِجُه مُخْرَجَ الأَدَواتِ كما يَقُولُونَ لِمَ صَنَعْتَ ولِمْ صَنَعْتَ وبأَيِّمَ جِئْتَ وبأَيِّمْ جِئْتَ وما أَشْبَه ذَلك وقالَ أَظُنُّهُم إنَّما امْتَنَعُوا من جَزْمِ الباءِ لكَثْرَةِ دُخولِ التّاءِ فيها في قَوْلِهِم رُبَّتِ رَجُلٍ ورُبَتَ رَجُلٍ يريدُ الكِسائيُّ أَنَّ تاءَ التَّأنِيثِ لا يَكُونُ ما قَبْلَها إلا مَفْتُوحًا أو فِي نِيَّةِ الفَتْحِ فلمّا كانَت تاءُ التَّأْنيثِ تَدْخُلُها كَثِيرًا امْتَنَعُوا من إسْكانِ ما قَبْلَ هاءِ التَّأنِيثِ قالَ فآثَرُوا النَّصْبَ يَعْنِي بالنَّصْبِ الفَتْحَ قال اللِّحْيانِيُّ وقالَ لِيَ الكِسائِيُّ إِن سَمِعْتَ بالجَزْمِِ يَوْمًا فقَدْ أَخْبَرْتُكَ يُرِيد إِن سَمِعْتَ أَحَدًا يَقُولُ رُبْ رَجُلٍ فلا تُنْكِرْه فإِنَّه وَجْهُ القِياس قال اللِّحْيانِيُّ ولَمْ يَقْرَأَ أَحَدٌ رَبَّما ولا رَبَما وقَوْلُهم رُبَّهُ رَجُلاً ورُبَّها امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ عَلَى غَيْرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ثُمّ أَلْزَمَتْه التَّفْسِيرَ ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضَّحَ ما أَوْقَعَتْ بهِ الالْتِباسَ ففَسَّرُوه بذِكْرِ النَّوْعِ الَّذِي هو قَوْلُهم رَجُلاً أو امْرَأَةً وقالَ ابنُ جِنِّي مَرًّةً أَدْخَلُوا رُبَّ عَلَى المُضْمَرِ وهُوَ على نِهايَةِ الاخْتِصاصِ وجازَ دُخُولُها على المَعْرِفَةِ في هذا المَوْضِعِ لمُضارَعَتِها النَّكِرَةَ بأَنَّها أُضْمِرَتْ عَلَى غيرِ تَقَدُّمِ ذِكْرٍ ومن أَجْلِ ذلكِ احْتاجَتْ إِلى التَّفْسِيرِ بالنَّكِرَةِ المَنْصُوبَةِ نَحْو رَجُلاً وامْرَأَةً ولو كانَ هذا المُضْمَرُ كسائِرِ المُضْمَراتِ لَمَا احْتاجَتْ إِلى تَفْسِيرٍ والعَرَبُ تُسَمِّي جُمادَى الأُولَى رُبّا ورُبَّى وذَا القَعْدَةِ رُبَّةَ وقال كُراع رُبَّةُ ورُبَّى جَمِيعًا جُمادَى الآخِرَةُ وإِنَّما كانُوا يُسَمُّونَها بذلِكَ في الجاهِلِيَّةِ والرَّبْرَبُ القَطِيعُ من بَقَرِ الوَحْشِ وقِيلَ من الظِّباءِ ولا واحِدَ لَه قالَ

(بأَحْسَنَ من لَيْلَى ولا أُمُّ شادِنٍ ... غَضِيضَةُ طَرْفٍ رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ)

وقال كُراع الرَّبْرَبُ جَماعَةُ البَقَر ما كانَ دُونَ العَشَرَةِ
ربب
: ( {الرَّبُّ) هُوَ اللَّهُ عَزَّ وجلَّ، وَهُوَ} رَبُّ كلِّ شيءٍ، أَي مالِكُه، لَهُ {الرُّبُوبِيَّةُ على جَمِيعِ الخَلْقِ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَهُوَ رَبُّ} الأَرْبَابِ، ومَالِك المُلوكِ والأَمْلاَكِ، قَالَ أَبو مَنْصُور:! والرَّبُّ يُطْلَقُ فِي اللُّغَة على المَالِكِ، والسَّيِّدِ، والمُدَبِّرِ، والمُرَبِّي، والمُتَمِّمِ و (بالَّلامِ لاَ يُطْلَقُ لِغَيْرِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ) وَفِي نُسْخَة: على غَيْرِ الله عزّ وجلّ إِلاّ بالإِضافَةِ، أَي إِذا أُطْلِقَ على غَيْرِهِ أُضِيفَ فقِيلَ: رَبُّ كَذَا، قَالَ: ويقالُ: الرَّبُّ، لِغَيْرِ الله وَقد قَالُوه فِي الجَاهِلِيَّةِ لِلْمَلِكِ، قَالَ الحَارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
وهُوَ الرَّبُّ والشَّهِيدُ عَلَى يَوْ
مِ الحِيارَيْنِ وَالبَلاَءُ بَلاءُ
(و) رَبٌّ بِلاَ لاَمٍ (قَدْ يُخَفَّفُ) ، نَقله الصاغانيّ عَن ابْن الأَنْبَارِيّ، وأَنشد المُفضّل:
وَقَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ
رَبٌ غَيْرِ مَنْ يُعْطِي الحُظُوظَ ويَرْزُقُ
كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وغيرِه من الأُمَّهَاتِ، فقولُ شيخِنَا: هَذَا التخفيفُ مِمَّا كَثُرَ فِيهِ الاضْطِرَابُ إِلى أَنْ قالَ: فإِنّ هَذَا التعبيرَ غيرُ معتادٍ وَلَا معروفٍ بَين اللغويينَ وَلَا مُصْطَلَحٍ عَلَيْهِ بينَ الصَّرْفِيِّينَ، مَحَلُّ نَظَرٍ.
(والاسْمُ {الرِّبَابَةُ بالكَسْرِ) قَالَ:
يَا هِنْدُ أَسْقَاكِ بِلاَ حِسَابَهْ
سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
(} والرُّبُوبِيَّةُ، بالضَّمِّ) {كالرِّبَابَةِ: (وعِلْمٌ} - رَبُوبِيٌّ بالفَتْحِ نِسْبَةٌ إِلى الرَّبِّ علَى غَيْرِ قِيَاسِ و) حكى أَحمد بن يحيى (لاَ {وَرَبْيِكَ مُخَفَّفَةً، لَا أَفْعَلُ، أَي لاَ} وَرَبِّكَ، أَبْدَلَ البَاءَ بَاءً للتَّضْعِيفِ ورَبُّ كُلِّ شيْءٍ: مَالِكُهُ ومُسْتَحِقُّهُ، أَو صَاحِبُهُ) يُقَال فلانٌ رَبُّ هَذَا الشيءِ، أَي مِلْكُه لَهُ، وكُلُّ مَنْ مَلَكَ شَيْئاً فَهُوَ {رَبُّهُ، يُقَال: هُوَ رَبُّ الدَّابَّةِ،} ورَبُّ الدَّارِ، وفُلاَنَةُ {رَبَّةُ البَيْتِ، وهُنَّ} رَبَّاتُ الحِجَالِ، وَفِي حَدِيث أَشْرَاطِ السَّاعَةِ (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ {رَبَّتَهَا،} ورَبَّهَا أَرادَ بِهِ المَوْلَى والسَّيِّدَ يَعْنِي أَنَّ الأَمَةَ تلِدُ لِسَيِّدِهَا وَلَداً فَيَكُونُ كالمَوْلَى لَهَا لأَنَّه فِي الحَسَبِ كَأَبِيهِ، أَرَادَ أَنَّ السَّبْيَ يَكْثُرُ والنِّعْمَةَ تَظْهَرُ فِي النَّاسِ فَتَكْثُرُ السَّرارِي، وَفِي حَدِيث إِجَابة الدَّعْوَةِ (اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ) أَي صَاحِبَهَا، وقيلَ المُتَمِّمَ لَهَا والزَّائِدَ فِي أَهْلِهَا والعَمَلِ بهَا والإِجَابَةِ لَهَا، وَفِي حَدِيث أَبي هريرةَ: (لاَ يَقُلِ المَمْلُوكُ لِسَيِّدِهِ: {- رَبِّي) كَرِهَ أَنْ يَجْعَلَ مَالِكَهُ رَبًّا لِمُشَارَكَةِ اللَّهِ فِي الرُّبُوبيَّة فَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {اذْكُرْنِى عِندَ} رَبِّكَ} (يُوسُف: 42) فَإِنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَى المُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ، وعَلى مَا كانُوا يُسَمُّونَهُمْ بِهِ، وَفِي ضَالَّةِ الإِبِلِ (حَتَّى يَلْقَاهَا {رَبُّهَا) فإِن البَهَائِمَ غَيْرُ مُتَعَبّدَةٍ وَلاَ مُخَاطَبَةٍ، فَهِيَ بمَنْزِلَةِ الأَمْوَالِ الَّتِي تَجُوزُ إِضَافَةُ مكالِكِها إِليها، وقولُه تَعَالَى: {2. 032 ارجعي الى} َرِّبِكِ راضية مرضية} 2. 032 {فادخلي فِي عَبدِي} (الْفجْر: 28، 29) فِيمَنْ قَرَأَ بِهِ، مَعْنَاهُ واللَّهُ أَعْلَمْ ارْجِعي إِلى صَاحِبِكِ الَّذِي خَرَجْتِ مِنْهُ، فادخُلِي فيهِ، وَقَالَ عزّ وجلّ: {2. 032 انه ربى اءَحسن مثواى} (يُوسُف: 23) قَالَ الزّجاج: إِنَّ العَزِيزَ صَاحِبِي أَحْسَنَ مَثْوَاى، قَالَ: ويَجُوزُ أَنْ يكونَ: اللَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ، (ج {أَرْبَابٌ} ورُبُوبٌ) .
( {والرَّبَّانِيّ:) العَالِمُ المُعَلِّمُ الَّذِي يَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ قبلَ كِبَارِهَا، وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَليَ ابنُ الحَنَفِيَّةِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ الله بن عَبَّاسٍ (اليوْمَ مَاتَ رَبَّانِيُّ هَذِهِ الأُمَّةِ) ، وَرُوِي عَن عَلِيَ أَنَّه قَالَ (النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: عَالِمٌ} رَبَّانِيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وهَمَجٌ رَعَاعٌ كُلِّ نَاعِقٍ) والرَّبَّانِيُّ: العَالِمُ الرَّاسِخُ فِي العِلْمِ والدَّينِ، أَو العَالِي الدَّرَجَةِ فِي العِلْمِ، وقيلَ: {الرَّبَّانِيُّ: (المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللَّهِ تَعَالَى) .
(و) مُوَفّقُ الدِّينِ (مُحَمَّدُ بنُ أَبِي العَلاَءِ الرَّبَّانِيُّ) المُقْرِىء (كانَ شَيْخاً للصُّوفِيّةِ ببَعْلَبَكَّ لَقِيَه الذَّهَبِيُّ.
(و) } الرِّبِّيُّ والرَّبَّانِيُّ (: الحَبْرُ) بكَسْرِ الحَاء وفَتْحِها، ورَبُّ العِلْمِ ويقالُ: الرَّبَّانِيُّ: الَّذِي يَعْبُدُ الرَّبَّ، قَالَ شيخُنَا: ويوجدُ فِي نُسخ غريبةٍ قديمَة بعد قَوْله: (الحَبْرُ) مَا نعصَّه: (مَنْسُوبٌ إِلَى {الرَّبَّانِ، وفَعْلاَنُ يُبْنَى مِنْ فَعِلَ) مَكْسُورِ العَيْنِ (كَثِيراً كعَطْشَانَ وسَكْرَانَ، ومِنْ فَعَلَ) مَفْتُوحِ العَيْن (قَلِيلاً كَنَعْسَانَ) ، إِلى هُنَا، (أَوْ) هُوَ (مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ، أَيِ الله تعالَى) بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ للمُبَالَغَةِ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: زادُوا أَلفاً ونُوناً فِي الرَّبَّانِيِّ إِذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه، كأَنَّ مَعْنعاهُ صاحبُ عِلْمٍ} بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ، (والرَّبَّانِيُّ كقولِهِم إِلللههِيٌّ، ونُونُه كلِحْيَانِيّ) وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إِذا خُصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ، فإِذا نَسَبُوا إِلى الشَّعرِ قَالُوا: شَعرِيٌّ، وإِلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ و (إِلى اللّحْيَة) لِحْيِيّ، {- والرِّبِّيُّ الْمَنْسُوب إِلى الرَّبّ، والرَّبَّانِيُّ: الموصوفُ بعِلْمِ الرَّبِّ، وَفِي التَّنْزِيل: {كُونُواْ} رَبَّانِيّينَ} (آل عمرَان: 79) قَالَ زِرُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ، قَالَ أَبو عُبيدٍ: سمعتُ رجلا عالِماً بالكُتُبِ يقولُ: {الرَّبَّانِيُّونَ: العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ والحَرَامِ، والأَمْرِ والنَّهْيِ، قَالَ: والأَخْبَارُ: أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ، ومَا كَانَ ويَكُونُ، (أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ) أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ، قَالَه أَبو عُبَيْد، وزَعَمَ أَنَّ العربَ لَا تعرفُ} الرَّبَّانِيِّينَ وإِنَّمَا عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ.
(وَطَالَتْ {مَرَبَّتُهُ) النَّاسَ (} ورِبَابَتُه، بالكِسْرِ) أَي (مَمْلَكَتُهُ) قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَة:
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ {- رِبَابَتِي
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ} رُبُوبُ
ويُرْوى: رَبُوبُ، بالفَتْحِ، قَالَ ابْن مَنْظُور: وعِنْدِي أَنَّه اسمٌ للجَمْع. (و) إِنَّه ( {مَرْبُوبٌ بَيَّنُ} الرُّبُوبَةِ) أَي (مَمْلُوكٌ) والعِبَادُ {مَرْبُوبُونَ للَّهِ عَزَّ وجَلَّ، أَي مَمْلُوكُونَ.
(و) } رَبَّهُ {يَرُبُّه كَانَ لَهُ} رَبًّا.
و ( {تَرَبَّبَ الرَّجُلَ والأَرْضَ: ادَّعَى أَنَّهُ} رَبُّهُمَا) .
( {ورَبَّ) النَّاسَ} يَرُبُّهُمْ (: جَمَعَ) ، ورَبَّ السَّحَابُ المَطَرَ {يَرُبُّهُ، أَي يَجْمَعُهُ ويُنَمِّيهِ، وفُلاَنٌ} مَرَبٌّ، أَي مَجْمَعٌ {يَرُبُّ النَّاسَ ويَجْمَعُهُم.
(و) من الْمجَاز: رَبَّ المَعْرُوفَ والصَّنِيعَةَ والنِّعْمَةَ} يَرُبُّهَا {رَبًّا} وَرِبَاباً {ورِبَابَةً حَكَاهُمَا اللِّحْيَانيّ} ورَبَّبَهَا: نَمَّاهَا و (زَادَ) هَا وأَتَمَّهَا وأَصْلَحَهَا.
(و) رَبَّ بالمَكَانِ (: لَزِمَ) قَالَ:
رَبَّ بِأَرْضٍ لاَ تَخَطَّاهَا الحُمُرْ
ومَرَبُّ الإِبِلِ: حَيْثُ لَزِمَتْهُ. (و) رَبَّ بالمَكَانِ، قَالَ ابْن دُرَيْد: (أَقَامَ) بِهِ، ( {كَأَرَبَّ) ، فِي الكُلِّ، يُقَال} أَرَبَّتِ الإِبِلُ بمكَانِ كَذَا: لَزِمَتْهُ وأَقَامَتْ بِه، فَهِيَ إِبِلٌ! مَرَابُّ: لَوَازِمُ، {وأَرَبَّ فلانٌ بِالْمَكَانِ وأَلَبَّ،} إِرْبَاباً وإِلْبَاباً، إِذا أَقَامَ بِهِ فَلم يَبْرَحْهُ، وَفِي الحَدِيث: (اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَنًى مُبْطِرٍ وفَقْرٍ {مُرِبٍّ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: أَوْ قَالَ (مُلِبَ) أَي لاَزِمٍ غَيْرِ مُفَارِقٍ، من أَرَبَّ بالمَكَان وأَلَبَّ إِذا أَقَامَ بِهِ ولَزِمَه، وكُلُّ لازمٍ شَيْئاً مُرِبٌّ.
} وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دَامَتْ.
وَمن الْمجَاز: أَرَبَّتِ السَّحَابَةُ: دَامَم مَطَرُهَا.
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ: لَزِمَتِ الفَحْلَ وأَحَبَّتْهُ.
وأَرَبَّتِ النَّاقَةُ بِوَلَدِهَا: لَزِمَتْه، وأَرَبَّتْ بالفَحْلِ: لَزِمَتْهُ وأَحَبَّتْهُ، وهِي مُرِبُّ، كَذَلِك، هَذِه رِوَايَةُ أَبِي عُبَيْدٍ عَن أَبي زيد.
(و) رَبَّ (الأَمْرَ) يَرُبُّهُ رَبًّا {ورِبَابَةً (: أَصْلَحَهُ) ومَتَّنَهُ، أَنشد ابْن الأَنباريّ:
يَرُبُّ الَّذِي يَأَتِي مِنَ العُرْفِ إِنَّهُ
إِذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَا
(و) من الْمجَاز: رَبَّ (الدُّهْنَ: طَيَّبَهُ) وأَجَادَهُ، (} كَرَبَّبَه) ، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُهُ باليَاس 2 مِينِ أَو بَعْضِ الرَّيَاحِينِ، ودُهْنٌ {مُرَبَّبٌ، إِذا} رُبِّبَ الحَبُّ الَّذِي اتُّخِذَ مِنْهُ بالطِّيبِ.
(و) رَبَّ القَوْمَ: سَاسَهُمْ، أَي كَانَ فَوْقَهُمْ، وَقَالَ أَبو نصر: هُوَ مِن الرُّبُوبِيَّةِ وَفِي حَدِيث ابْن عبّاس مَعَ ابْن الزُّبير (لأَنْ {- يَرُبَّنِي بَنُو عَمِّي أَحَبُّ إِلَيّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي غَيْرُهُمْ) أَي يَكُونُونَ عَلَيَّ أُمَرَاءَ وسَادَةً مُتَقَدِّمِينَ، يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ فإِنَّهُمْ إِلى ابنِ عبّاسٍ أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبيرِ.
وَرَبَّ (الشَّيْءَ: مَلَكَهُ) قَالَ ابْن الأَنْبَارِيّ: الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ، يَكُونُ الرَّبُّ: المَالِكَ، ويكونُ الرَّبُّ: السَّيِّدَ المُطَاعَ، ويَكُونُ الرَّبُّ: المُصْلِحَ، وقولُ صَفْوَانَ: (لأَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ) أَي سَيَّدٌ يَمْلِكُنِي.
(و) رَبَّ فلانٌ نِحْيَهُ أَيِ (الزِّقَّ) يَرُّبُّهُ (} رَبًّا) بالفَتْحِ (ويُضَمُّ: رَبَّاهُ بالرُّبِّ) أَي جَعَلَ فِيهِ الرُّبَّ ومَتَّنَه بهِ، وهُوَ نِحْيٌ مَرْبُوبٌ قَالَ:
سَلالَهَا فِي أَدِيمٍ غَيْرِ مَرْبُوبِ
أَي غيرِ مُصْلَحٍ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : {رَبَبْتُ الزِّقَّ} بالرُّبِّ، والحُبَّ بالقِيرِ والقَارِ {أَرُبُّهُ رَبَّا أَي مَتَّنْتُهُ وقيلَ: رَبَبْتُه: دَهَنْتُهُ وأَصْلَحْتُه، قَالَ عمْرُو بن شَأْسٍ يخَاطِبُ امْرَأَته، وَكَانَت تُؤْذِي ابْنَهُ عِرَاراً:
وإِنَّ عِرَاراً إِنْ يَكُنْ غَيْرَ وَاضِحٍ
فَإِنِّي أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْكِبِ العَمَمْ
فإِنْ كُنْتِ مِنّي أَوْ تُرِيدِينَ صُحْبَتِي
فكُونِي لَهُ كالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ
أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْيَ، يقولُ لزوجته: كُونِي لولدِي ع 2 رَارٍ كسَمْنٍ رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِيَ بِرُبِّ التَّمْرِ، لاِءَنَّ النِّحْيَ إِذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه، ومَنَعَ السمنَ أَنْ يَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِيحُه.
(و) رَبَّ وَلَدَهُ و (الصَّبِيَّ) يَرُبُّهُ رَبًّا (: رَبَّاهُ) أَي أَحْسَنَ القِيام عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ (: حَتَّى أَدْرَك) أَي فارَقَ الطُّفُولِيَّةَ، كانَ ابنَه أَو لمْ يَكُنْ (} كرَبَّبَه {تَرْبِيباً،} وتَرِبَّةً، كتَحِلّةٍ) عَن اللحْيَانيّ ( {وارْتَبَّه،} وتَرَبَّبَهُ) ورَبَّاهُ تَرْبِيَةً على تَحْوِيلِ التَّضْعِيفِ أَيضاً، وأَنشد اللحْيَانيّ:
{تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّةٌ
} تَرِبَّةَ أُمَ لاَ تُضِيعُ سِخَالَهَا
ورَبْرَبَ الرَّجُلُ إِذَا رَبَّى يَتِيماً، عَن أَبي عَمْرو.
وَفِي الحَدِيث (لَكَ نِعْمَةٌ {تَرُبُّهَا، أَي تحْفَظُهَا وتُرَاعِيهَا وتُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي الرجلُ وَلَدَه، وَفِي حَدِيث ابنِ ذِي يَزَن:
أُسْدٌ} تُرَبِّبُ فِي الغَيْضَاتِ أَشْبَالاَ
أَي تُرَبِّي، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ، وَمن تَرُبُّ، بالتَّكْرِيرِ (الذِي فِيهِ) ، وَقَالَ حسان بن ثَابت:
ولأَنْتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنَا
يَوْمَ الخُرُوجِ بسَاحَةِ القَصْرِ مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ صَافِيةٍ
مِمَّا {تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ
يَعْنِي الدُّرَّةَ الَّتِي يُرَبِّيهَا الصَّدَفُ فِي قَعْرِ المَاء (و) زَعَمَ ابنُ دُرَيْد أَنَّ رَبِبْته كسَمِعَ (لغةٌ فِيهِ) قَالَ: وَكَذَلِكَ كلُّ طِفْلٍ مِنَ الْحَيَوَان غيرِ الإِنسان، وَكَانَ ينشد هَذَا الْبَيْت:
كَانَ لَنَا وهْوَ فَلُوٌّ} نِرْبَبُهْ
كَسَرَ حرفَ المُضَارَعَةِ ليُعْلَمَ أَن ثَانِيَ الفِعْلِ الماضِي مكسورٌ، كَمَا ذهب إِليه سيبويهِ فِي هَذَا النَّحْو، قَالَ: وَهِي لُغَة هُذَيْلٍ فِي هَذَا الضَّرْبِ من الفِعْلِ، قلتُ: وَهُوَ قولُ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيِّ وآخِرُه:
مُجَعْثَنُ الخَلْقِ يَطِيرُ زَغَبُهُ
وَمن الْمجَاز: الصَّبِيُّ مَرْبُوبٌ وَ {رَبِيبٌ وَكَذَلِكَ الفرسُ.
وَمن الْمجَاز أَيضاً:} ربت المرأَةُ صَبِيَّهَا: ضَرَبَتْ على جَنْبِهِ قَلِيلا حَتَّى يَنَامَ، كَذَا فِي الأَسَاس والمَرْبُوبُ المُرَبَّى، وقولُ سلامةَ بنِ جَنْدَلٍ:
مِنْ كُلِّ حَتَ إِذَا مَا ابْتَلَّ مَلْبَدُه
صافِي الأَدِيمِ أَسِيلِ الخَدِّ يَعْبُوبِ
لَيْسَ بأَسْفَى وَلاَ أَقْنَى وَلَا سَغِلٍ
يُسْقَى دَوَاءَ قَفِيِّ السَّكْنِ مَرْبُوبِ
يجوزُ أَن يكونَ أَراد {بمَرْبُوب الصَّبِيَّ، وأَن يكونَ أَرادَ بِهِ الفَرَس، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) عَن اللِّحْيَانيِّ: رَبَّت (الشَّاةُ) تَرُبُّ رَبًّا إِذا (وَضَعَتْ) وَقيل: إِذا عَلِقَتْ، وَقيل: لَا فِعْلَ} لِلرُّبَّى، وسيأْتي بَيَانهَا، وإِنما فِرَّقَ المُصنِّفَ مَادَّةً واحِدَة فِي مواضعٍ شَتَّى، كَمَا هُوَ صنيعُه. وَقَالَ شَيخنَا عِنْد قَوْله: ورَبَّ: جَمَعَ وأَقَامَ، إِلى آخر الْعبارَة: أَطْلَقَ المصنفُ فِي الفِعْلِ، فَاقْتضى أَنَّ المضارعَ مَضْمُومَة سواءٌ كَانَ متعدِّياً، كرَبَّهُ بمعَانِيه، أَو كَانَ لَازِما {كَرَبَّ إِذَا أَقَامَ} كَأَرَبَّ، كَمَا أَطلق بعضُ الصرفيين أَنه يُقَال من بَابَىْ قَتَل وضَرَبَ مُطْلَقاً سواءٌ كَانَ لَازِما أَو مُتَعَدِّيا، والصوابُ فِي هَذَا الفِعْل إِجراؤُه على الْقَوَاعِد الصَّرفيّة، فالمتعدِّي مِنْهُ كَرَبَّه: جَمَعَه، أَو رَبَّاه مضمومُ المضارعِ على الْقيَاس، واللازِمُ مِنْهُ كَرَبَّ بالمَكَانِ إِذا أَقام مكسورٌ على الْقيَاس، وَمَا عداهُ كلّه تخليطٌ من المُصَنّف وغيرِه، اه.
( {والرَّبِيبُ:} المَرْبُوبُ و) الرَّبِيبُ (: المُعاهَدُ، و) الرَّبِيبُ (: المَلِكُ) وَبِهِمَا فُسِّرَ قَولُ امرىء الْقَيْس:
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ ورَبِيبِهِمْ
وَلَا آذَنُوا جَاراً فَيَظعَنَ سَالِمَا
أَيِ المَلِكِ: وقيلَ، المُعَاهَدِ.
(و) الرَّبِيبُ (: ابنُ امْرأَةِ الرَّجُلِ مِنْ غَيْرِهِ، {كالرَّبُوبِ) ، وَهُوَ بِمَعْنى مَرْبُوبٍ، وَيُقَال لنَفس الرجل: رابٌّ.
(و) الرَّبِيبُ أَيضاً (زَوْجُ الأُمِّ) لَهَا وَلَدٌ من غيرِه، وَيُقَال لامرأَةِ الرجل إِذا كَانَ لَهُ ولدٌ من غَيرهَا رَبِيبَة، وَذَلِكَ مَعْنَى رَابَّةٍ (} كالرابِّ) ، قَالَ أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِيُّ: هُوَ كالشَّهِيدِ والشَّاهِدِ، والخَبِيرِ والخَابِرِ، وَفِي الحَدِيث (الرَّابُّ كَافِلٌ) وَهُوَ زَوْجُ أُمِّ اليَتِيمِ، وَهُوَ اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ يَرُبُّهُ، أَي تَكَفَّلَ بأَمْرِهِ، وَقَالَ مَعْنُ بن أَوْسٍ يذكر امرأَتَه وذَكَرَ أَرْضاً لَهَا:
فَإِنَّ بِهَا جَارَيْنِ لَنْ يَغْدِرَا بِهَا
رَبِيبَ النَّبِيِّ وابْنَ خَيْرِ الخَلاَئِفِ
يَعْنِي عُمَرَ بنَ أَبِي سَلَمَةَ، وَهُوَ ابنُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَاصِمَ بن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وأَبُوهُ أَبُو سَلَمَةَ، وَهُوَ رَبِيبُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والأُنْثَى رَبِبَةٌ، وَقَالَ أَحْمَدُ بن يحيى: القَوْم الَّذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمأَرِبَّاءُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كأَنَّه جَمْعُ رَبِيبٍ، فعيلٌ بِمَعْنى فاعِل.
(و) الرَّبِيبُ: (جَدُّ الحُسَينِ بنِ إِبراهيمَ المُحَدِّث) ، عَن إِسحاقَ البَرْمَكِيِّ، وعبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِيِّ. وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ الله بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِيُّ، لَقَبُه رَبِيبُ الدَّوْلَةِ، عَن أَبي القاسِمِ بنِ بَيَّان، وعبدُ اللَّهِ بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِيبِ المُؤَدِّب، عَن السِّلَفِيّ، وَكَانَ صَالحا يُزَارِ ماتَ سنة 621 وَابْن الرَّبِيبِ المُؤَرِّخ، وداوودُ بن مُلاعب، يُعْرَفُ بابنِ الرَّبِيبِ أَحَدُ مَنِ انْتهى إِليه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائة.
( {والرِّبَابَةُ بالكَسْرِ: العَهْدُ) والمِيثَاقُ، قَالَ عَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ:
وكُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَيْكَ رِبَابَتِي
وقَبْلَكَ رَبَّتْنِي فَضِعْتُ رَبُوبُ
(} كالرِّبَابِ) بالكَسْرِ أَيضاً، قَالَ ابْن بَرِّيّ، قَالَ أَبو عليَ الْفَارِسِي: {أَرِبَّةٌ: جَمْعُ} رِبَابٍ، وَهُوَ العَهْدُ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب يَذْكُرُ خَمْراً:
تَوَصَّلُ بالرُّكْبَانِ حِيناً وتُؤْلِفُ ال
جُوَارَ ويُعْطِيهَا الأَمَانَ {رِبَابُهَا
والرِّبَابُ: العَهْدُ الَّذِي يَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا، وَقَالَ شمرٌ:} الرِّبَابُ فِي بَيْتِ أَبِي ذُؤيب جمع رَبَ، وَقَالَ غيرُه: يقولُ: إِذَا أَجَارَ المُجِيرُ هذِهِ الخَمْرَ أَعْطي صَاحِبَهَا قَدْحاً لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُخِيرَتْ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهَا، كأَنَّهُ ذَهَبَ {بالرِّبَابِ إِلى رِبَابَةِ سِهَامِ المعيْسِرِ.
(و) } الرِّبابَةُ بالكَسْرِ (جَمَاعَةُ السِّهَامِ أَو خَيْطٌ تُشَدُّ بِهِ السِّهَامُ أَوْ خِرْقَةٌ) أَو جِلْدَةٌ تُشَدُّ أَو (تُجْمَعِ فِيهَا) السِّهَامُ (أَو) هِيَ السُّلْفَةُ الَّتِي تُجْعَلُ فِيهَا القدَاحُ، شَبيهَةٌ بالكِنَانَةِ يكونُ فِيهَا السَّهَامُ، وَقيل: هِيَ شَبِيهَةٌ بالكِنَانَةِ تُجْمَعُ فِيهَا سِهَامُ المَيْسِرِ قَالَ أَبو ذُؤيب يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ:
وكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ
يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ ويَصْدَعُ وقيلَ: هِيَ (سُلْفَةٌ) ، بالضَّمِّ، هِيَ جِلْدَةٌ رَقِيقَةٌ يُعْصَبُ بهَا، أَي (تُلَفُّ عَلَى يَدِ) الرَّجُلِ الحُرْضَةِ وَهُوَ (مُخْرِجُ القِدَاحِ) أَي قِدَاحِ المَيْسِر، وإِنما يَفْعَلُونَ ذَلِك (لِئَلاَّ) وَفِي بعض النّسخ لِكَيْلاَ (يَجهدَ مَسَّ قِدْحٍ يَكُونُ لَهُ فِي صاحِبه هَوًى) .
(والرَّبِيبَة: الحَاضِنَةُ) قَالَ ثَعْلَب) لأَنها تُصْلِحُ الشَّيْءَ وتَقُومُ بِهِ وتَجْمَعُه.
(و) الرَّبِيبَةُ (: بِنْتُ الزَّوْجَةِ) قَالَ الأَزهريّ: {رَبِيبَةُ الرَّجُلِ: بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَيْرِه، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس (إِنَّمَا الشَّرْطُ فِي} الرَّبَائِبِ) يُرِيدُ بَنعاتِ الزَّوْجَاتِ من غيرِ أَزْوَاجِهِنَّ لدينَ معهنَّ، وَقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الْكَلَام فِي الرَّبِيب.
(و) الرَّبِيبَةُ (: الشَّاةُ) الَّتِي (تُرَبَّى فِي البَيْتِ لِلَبَنِهَا) ، وغَنَمٌ {رَبائِب: تُرْبَطُ قَرِيباً مِنَ البُيُوتِ وتُعْلَفُ لاَ تُسَامُ، وَهِي الَّتِي ذَكَرَ إِبراهيمُ النَّخَعِيُّ أَنَّهُ لاَ صَدَقَةَ فِيهَا، قَالَ ابنُ الأَثير فِي حَدِيث النَّخَعِيِّ (لَيْس فِي الرَّبَائِبِ صَدَقَةٌ) الرَّبَائِبُ: الَّتِي تكونُ فِي البَيْتِ وليستْ بسائمةٍ، واحدَتُهَا رَبِيبَةٌ بِمَعْنى} مَرْبُوبَة، لأَنَّ صَاحبَهَا يَرُبُّهَا، وَفِي حَدِيث عَائِشَة (كَانَ لنا جِيرانٌ مِن الأَنصارِ لَهُم ربَائِبُ، وكانُوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلْبَانِهَا) .
( {والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ) كَانَت بنَجْرَانَ (لِمَذْحِج) وبَنِي الْحَارِث بن كَعْب، (و) } الرَّبَّةُ: هِيَ (اللاَّتُ، فِي حَدِيث عُرْوَةَ) بنِ مسعُودٍ الثَّقَفِيِّ لما أَسْلَمَ وَعَادَ إِلى قومِه دَخَلَ مَنزلَه فأَنْكَرَ قَوْمُه دُخُولَه قَبْلَ أَن يأْتِيَ الرَّبَّةَ، يَعْنِي اللاَّتَ، وَهِي الصَّخْرَةُ الَّتِي كَانَت تَعْبُدُهَا ثَقِيفٌ بالطَّائِفِ، وَفِي حَدِيث وَفْدِ ثَقِيفٍ (كَانَ لَهُم بيْتٌ يُسَمُّونَهُ الرَّبَّةَ يُضَاهُونَ بَيْتَ اللَّهِ، فلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ المُغِيرَةُ) .
(و) الرَّبَّةُ (: الدَّارُ الضَّخْمَةُ) .
يُقَال: دَارٌ! رَبَّةٌ أَي ضَخْمَةٌ، قَالَ حسّان بن ثَابت:
وَفِي كُلِّ دَارٍ رَبَّةٍ خَزْرَجِيَّةٍ
وأَوْسِيَّةٍ لِي فِي ذَرَاهُنَّ وَالِدُ (و) {الرِّبَّةُ (بالكَسْرِ: نَبَاتٌ) أَو اسمٌ لِعِدَّةٍ مِنَ النَّبَاتِ لَا تَهِيجُ فِي الصَّيْفِ تَبْقَى خُضْرَتُهَا شِتَاءً وصَيْفاً، ومِنْهَا الحُلَّبُ، والزُّخاميَ والمَكْرُ والعَلْقَى، يقالُ لِكُلِّهَا رِبَّةٌ، أَو هِيَ بَقْلَةٌ نَاعِمَةٌ، وجَمْعُهَا} رِبَبٌ، كَذَا فِي (التَّهْذِيب) ، وقيلَ: هُوَ كُلُّ مَا أَخْضَرَّ فِي القَيْظِ من جَمِيع ضُرُوبِ النَّبَاتِ، وقِيلَ: هِيَ من ضُرُوبِ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ، فَلَمْ يُحَدَّ، قَالَ ذُو الرُّمَّة يَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِيَّ:
أَمْسَى بِوَهْبَينِ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِه
مِنْ ذِي الفَوَارِسِ يَدْعُوا أَنْفَهُ الرِّبَبُ
(و) الرِّبَّةُ (: شَجَرَةٌ، أَو هِيَ) شَجَرَةُ (الخَرُّوبِ و) الرِّبَّةُ (: الجَمَاعَةُ) الكَثِيرَةُ ج أَرِبَّةٌ، أَو) الرَّبِّةُ (عَشَرَةُ آلاَفٍ) أَوْ نَحْوُهَا، والجَمْعُ رِبَابٌ (ويُضَمُّ) ، عَن ابْن الأَنباريّ.
(و) {الرُّبَّةُ (بالضَّمِّ) : الفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، قِيلَ: هِيَ عَشَرَةُ آلاَفٍ، قَالَ يُونُسُ: رَبَّةٌ ورِبَابٌ كجَفْرَةٍ وجِفَارٍ.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنَبَةَ: الرُّبَّةُ: الخَيْرُ اللاَّزِمُ، وَقَالَ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك رُبَّةَ عَيشٍ مُبَارَكٍ، فقِيلَ لَه: ومَا رُبَّتُه قَالَ: (كَثْرَةُ العَيُشِ وطَثْرَتُهُ) .
(و) المَطَرُ يَرُبُّ النَّبَاتَ والثَّرَى ويُنَمِّيه.
و (} المَرَبُّ) بالفَتحِ (: الأَرْضُ الكَثِيرَةُ) الرِّبَّةِ، وَهُوَ (النَّبَاتُ) ، أَو الَّتِي لَا يَزَالُ بهَا ثَرًى، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
خَنَاطِيلُ يَسْتَقْرِينَ كُلَّ قَرَارَةٍ
{مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
(} كالمِرْبَابِ، بالكَسْرِ) ، {والمَرَبَّةُ} والمَرْبُوبَةُ، وَقيل: {المِرْبَابُ من الأَرضِينَ: الَّتِي كَثُرَ نَبَاتُهَا ونَاسُهَا، وكُلُّ ذَلِك من الجَمْع (و) المَرَبُّ (: المَحَلُّ، وَمَكَانُ الإِقَامَةِ) والاجتماع} والتَّرَبُّبُ: الاجتمَاعُ. (و) المَرَبُّ: (الرَّجُلُ يَجْمَعُ النَّاسَ) ويَرُبُّهُمْ.
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : (ومَكَانٌ مَرَبٌّ، بِالْفَتْح، أَي مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ، قَالَ ذُو الرمَّة:
بِأَوَّلَ مَا هاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ
بأَجْرَعَ مِحْلاَلٍ مَرَبَ مُحَلَّلِ
( {والرُّبَّى كحُبْلَى: الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ، ماتَ ولَدُهَا أَيضاً) فَهِيَ رُبَّى، وقيلَ:} رِبَابَهَا: مَا بَيْنَهَا وبَيْنَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ وِلاَدَتِهَا، وقِيلَ: شَهْرَيْنِ (و) قَالَ اللحْيَانيّ: الرُّبَّى: هِيَ (الحَدِيثَةُ النِّتَاجِ) ، من غير أَنْ يَحُدَّ وقْتاً، وَقيل: هِيَ الَّتِي يَتْبَعُهَا ولدُهَا، وَفِي حَدِيث عُمَرَ رَضِيَ الله عنهُ: (لاَ تَأْخُذِ الأَكُولَةَ وَلاَ الرُّبَّى وَلاَ المَاخِضَ) قَالَ ابْن الأَثِير: هِيَ الَّتِي تُرَبَّى فِي البَيْتِ لأَجْلِ اللَّبَنِ، وَقيل: هِيَ القَرِيبَةُ العَهْدِ بالوِلاَدَةِ، وَفِي الحَدِيث أَيضاً: (مَا بَقِيَ فِي غَنَمِي إِلاَّ فَحْلٌ أَو شَاةٌ {رُبَّى) وقيلَ: الرُّبَّى مِنَ المَعْزِ، والرَّغُوثُ مِنَ الضأْنِ، قَالَه أَبو زيد، وَقَالَ غيرُه: من المَعْزِ والضَّأْنِ جَمِيعًا، ورُبَّمَا جاءَ فِي الإِبِلِ أَيضاً، قَالَ الأَصمعيّ: أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بنُ نَبْهَانَ:
حَنِينَ أُمِّ البَوِّ فِي رِبَابِهَا
(و) الرُّبَّى: (الإِحْسَانُ والنِّعْمَةُ) نَقله الصاغَانيّ (و) الرُّبَّى: (الحَاجَةُ) يُقَال: لِي عندَ فُلاَنٍ رُبَّى، وَعَن أَبي عَمْرو: الرُّبَّى:} الرَّابَّة (و) الرُّبَّى (: العُقْدَةُ المُحْكَمةُ) يُقَال فِي الْمثل (إِنْ كُنْتَ بِي تَشُدُّ ظَهْرَكَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّى أَزْرِكَ) يقولُ: إِنْ عَوَّلْتَ عَلَيّ فَدَعْنِي أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ أَنْتَ واسْتَرِحْ (ج) أَي جَمْعُ الرُّبَّى من المَعْزِ والضَّأْنِ (رُبَابٌ بالضَّمِّ) وَهُوَ (نادِرٌ) قَالَه ابنُ الأَثِير وغيرُه تَقُولُ: أَعْنُزٌ رُبَابٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالُوا: رُبَّى ورُبَابٌ، حَذَفُوا أَلِفَ التأْنيثِ وَبَنَوْهُ على هَذَا البِنعاءِ، كَمَا أَلْقَوُا الهَاءَ مِنْ جَفْرَةٍ فقالُوا) جِفَارٌ إِلاَّ أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا، كَمَا قَالُوا: ظِئْرٌ وظُؤَارٌ ورِخْلٌ ورُخَالٌ، (والمَصْدَرُ) رِبَابٌ (كَكِتَابٍ) ، وَفِي حَدِيث شُرَيْحٍ (إِنَّ الشَّاةَ تُحْلَبُ فِي رِبَابِهَا) وحَكَى اللِّحْيَانيُّ: غَنَمٌ رِبَابٌ، بالكَسْرِ، قَالَ: وَهِي قَلِيلَةٌ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وأَشَارَ لَهُ شيخُنَا، وَفِي حَدِيث المُغِيرَةِ (حَمْلُهَا رِبَابٌ) رِبَابُ المَرْأَةِ: حِدْثَانُ وِلاَدَتِهَا، وَقيل: هُوَ مَا بَيْنَ أَنْ تَضَعَ إِلى أَنْ يَأْتِيَ عَلَيْهَا شَهْرَانِ، وقِيل: عِشْرُونَ يَوْماً. يُرِيدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بيَسِيرٍ، وَذَلِكَ مَذْمُومٌ فِي النِّسَاءِ، وإِنَّمَا يُحْمَدُ أَنْ لَا تَحُمِلَ بعد الوَضْعِ حتَّى يَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا.
( {والإِرْبَابُ بالكَسْرِ: الدُّنُوُّ) من كُلِّ شيْءٍ.
(} والرَّبَابُ) بالفَتْحِ (: السَّحَابُ الأَبْيَضُ) وَقيل: هُوَ السَّحَابُ المُتَعَلِّق الَّذِي تَرَاهُ كأَنَّهُ دُونَ السحابِ، قَالَ ابْن بَرِّيّ: وَهَذَا القولُ هُوَ المعروفُ، وَقد يكونُ أَبيضَ، وَقد يكون أَسودَ (واحدتُهُ بهاءٍ) ومثلُهُ فِي المُخْتَار، وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أَنَّهُ نَظَرَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتي أُسْرِيَ بِهِ إِلَى قَصْرٍ مِثْلِ {الرَّبَابَةِ البَيْضَاءِ) قَالَ أَبو عُبَيْد: الرَّبَابَةُ بالفَتْحِ: السَّحَابَةُ الَّتِي قد رَكِبَ بعضُهَا بَعْضًا وجَمْعُهَا: رَبَابٌ، وَبهَا سُمِّيَتِ المَرْأَةُ} الرَّبَابَ قَالَ الشَّاعِر:
سَقَى دَارَ هِنْدٍ حَيْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَى
مُسِفُّ الذُّرَى دَانِي الرَّبَابِ ثَخِينُ
وَفِي حَدِيث ابْن الزبيرِ (أَحْدَقَ بِكُمْ! رَبَابُهُ) قَالَ الأَصمعيّ: أَحْسَنُ بيتٍ قالته الْعَرَب فِي وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ، علَى مَا ذَكَرَه الأَصمعيُّ فِي نِسْبَةِ البيتِ إِليه، قَالَ ابْن بَرِّيّ: ورَأَيْتُ مَنْ يَنْسُبُه لِعُرْوَةَ بن جَلْهَمَةَ المَازِنِيِّ:
إِذَا اللَّهُ لَمْ يُسْقِ إِلاَّ الكِرَامَ
فأَسْقَى وُجُوهَ بَنِي حَنْبَلِ أَجَشَّ مُلِثًّا غَزِيرَ السَّحَابِ
هَزِيزَ الصَّلاَصِلِ والأَزْمَلِ
تُكَرْكِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ
وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّمْأَلِ
كَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَيْنَ السَّحَابِ
نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ
(و) {الرَّبَابُ (: ع بمَكَّةَ) بالقُرْبِ من بِئْرِ مَيْمُونٍ، (و) الرَّبَابُ أَيضاً (: جَبَلٌ بَين المَدِينَةِ وفَيْدٍ) على طريقٍ كَانَ يُسْلَكُ قَدِيما يُذْكَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ يُقَال لَهُ: خَوْلَة، وهما عَن يَمِينِ الطريقِ ويَسَارِه (و) الرَّبَابُ (مُحَدِّثٌ) يَرْوِي عَن ابْن عَباس، وَعنهُ تَمِيمُ بن حُدَير، ذَكَرَه البُخَارِيّ، وَرَبَابٌ عَن مَكْحُولٍ الشاميِّ وَعنهُ أَيوبُ بنُ مُوسَى.
(و) الرَّبَابُ (: آلَةُ لَهْوٍ) لَهَا أَوْتَارٌ (يُضْرَبُ بِهَا، ومَمْدُودُ بنُ عبدِ اللَّهِ الوَاسِطِيّ} - الرَّبَابِيّ يُضْرَبُ بِه المَثَلُ فِي مَعْرِفَةِ المُوسِيقِى! بالرَّبَابِ) مَاتَ ببغدَادَ فِي ذِي القَعْدَة سنة 638.
والرَّبَابُ وأُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ، منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَدِيِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابرِ بنِ كعبِ بنِ عُلَيْمٍ الكَلْبِيّ، أُمُّ سُكَيْنَةَ بِنْتِ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ أَبِي طالِبٍ، وفيهَا يقولُ سَيِّدُنا الحُسَيْنُ رَضِي الله عَنهُ:
لَعَمْرُكَ إِنَّنِي لأُحِبُّ أَرْضاً
تَحُلُّ بِهَا سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ
أُحِبُّهُمَا وأَبْذُلُ بَعْدُ مَالِي
ولَيْسَ لِلاَئمٍ فِيهِمْ عِتَابُ
وَقَالَ أَيضاً:
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَيْداً جَمِيعاً
ونَتْلَةَ كُلَّهَا وبَنِي الرَّبَابِ
وأَخْوالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ
أُحِبّهُمُ وطُرَّ بَنِي جَنَابِ
والرَّبَابُ هَذِه بِنْتُ أُنَيْفِ بنِ حَاِثَةَ بنِ لأْمٍ الطَّائِيِّ، وَهِي أُمُّ الأَحْوَصِ، وعُرْوَةَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الْحَارِث بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ، وَبهَا يُعْرَفُونَ، وَرَبَابُ بِنْتُ ضليعٍ عَن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِعَةَ، وَرَبَابُ عَن سَهْلِ بنِ حُنَيْفٍ، وعنها حَفِيدُهَا عُثْمَانُ بنُ حَكِيمٍ ورَبَابُ ابْنَةُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ، وأَنشدَ شيخُنَا رَحمَه الله تَعَالَى:
عَشِقْتُ وَلاَ أَقُولُ لِمَنْ لاِءَنِّي
أَخَافُ عَلَيْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ
وكُنْتُ أَظُنُّ أَنْ يُشْفَى فُؤَادِي
بِرِيقٍ مِنْ ثَنَايَاهُ العِذَابِ
فَأَشْقَانِي هَوَاهُ وَمَا شَفَانِي
وعَذَّبَنِي بِأَنْوَاعِ العَذَابِ
وغَادَرَ أَدْمُعِي مِنْ فَوْقِ خَدِّي
تَسِيلُ لِغَدْرِهِ سَيْلَ الرَّبَابِ
وَمَا ذَنْبِي سِوَى أَنْ هِمْتُ فِيهِ
كَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً فِي الرَّبَابِ
بِذِكْرَاهُ أَرَى طَرَبِي ارْتِيَاحاً
وَمَا طَرَبِي بِرَنَّاتِ الرَّبَابِ
ورَوْضَاتُ بَنِي عُقَيْلٍ يُسَمَّيْنَ الرَّبَابَ.
(و) ! الرُّبَابُ (كغُرَابٍ: ع) ، وَهُوَ أَرْضٌ بينَ دِيَارِ بنِي عامرٍ وبَلْحَارِثِ بن كَعْبٍ.
(وَكَذَا أَبُو الرُّبَابِ المُحَدِّثُ) الرَّاوِي (عَن مَعْقَلِ بنِ يَسَارٍ) المُزَنِيِّ، رَضِي الله عَنهُ، قالَ الحافظُ: جَوَّزَ عَبْدُ الغَنِيِّ أَنْ يَكُونَ هُوَ أَبُو الرُّبَابِ مُطَرِّف بنُ مالِكٍ الَّذِي يَرْوِي عَن أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعنهُ الأَمِيرُ أَيضاً أَبُو الرُّبَابِ، رَوَى عَنهُ أَبُو سَعِيدٍ مُوسَى المَهْدِيُّ.
(و) الرِّبَابُ (بالكَسْرِ: العُشُورُ) مَجَازاً (و) الرِّبَابُ (جَمْعُ ربَّةٍ) بِالكَسْرِ، وَقد تَقَدَّمَ (و) الرِّبَابُ: (الأَصحابُ) .
(و) الرِّبَابُ: (أَحْيَاءُ ضَبَّةَ) وهُمْ تَيْمٌ وعَدِيٌّ وعُكْلٌ، وقِيلَ: تَيْمٌ وَعِدِيٌّ وعَوْفٌ وثَوْرٌ وأَشْيَبُ، وضَبَّةُ عَمُّهُمْ، سُموا بذلكَ لِتَفَرُّقِهِمْ لأَنَّ الرُّبَّةَ الفِرْقَةُ، وَلذَلِك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرِّبَابِ قُلْتَ رُبِّيُّ، فَرُدَّ إِلَى وَاحِدِه، وهُوَ رُبَّةٌ، لأَنَّكَ إِذا نسبتَ الشيءَ إِلى الجَمْعِ رَدَدْتَهُ إِلى الواحِدِ، كَمَا تقولُ فِي المَسَاجِدِ مَسْجِدِيٌّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ سَمَّيْت بِهِ رَجُلاً فَلَا تَرُدُّه إِلى الوَاحِدِ، كمَا تَقُولُ فِي أَنْمَارٍ: أَنمَارِيٌّ، وَفِي كِلاَب كِلاَبِيٌّ، وَهَذَا قولُ سيبويهِ، وَقَالَ أَبو عبيدةَ سُمُّوا رِبَاباً {لِتَرَابِّهِمْ أَي تَعَاهُدِهِم وتَحَالُفِهِم على تَمِيمٍ، وَقَالَ الأَصمعيّ: سُمُّوا بذلك (لاِءَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَيْدِيَهُمْ فِي} رُبٍّ وتَعَاقَدُوا) وتَحَالَفُوا عَلَيْهِ، وَقَالَ ثعلبٌ: سُمُّوا رِبَاباً بكَسْرِ الرَّاءِ لاِءَنَّهُمْ {تَرَبَّبُوا أَي تَجَمَّعُوا} رِبَّةٍ رِبَّةً، وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا رِبَّةً رِبَّةً، وهمْ خَمْسُ قَبَائِلَ تَجَمَّعُوا فَصَارُوا يَداً وَاحِدَةً، ضَبَّةُ وثَوْرٌ وعُكْلٌ وتَيْمٌ وعَدِيٌّ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) وقِيلَ لاِءَنَّهُمْ اجْتَمَعُوا كرِبَابِ القِدَاحِ، والواحِدَةُ {رِبَابَةٌ، قالَه البَلاَذُرِيُّ.
(} والرَّبَبُ مُحَرَّكَةً: المَاءُ الكثيرُ) المُجْتَمِعُ، وَقيل: العَذْبُ، قَالَ الراجز:
والبُرَّةُ السَّمْرَاءُ والمَاءُ الرَّبَبْ
وَهُوَ أَيْضاً مَا رَبَّبَهُ الطِّينُ، عَن ثَعْلَب وأَنشد:
فِي رَبَبِ الطِّينِ ومَاءٍ حَائِرِ
(وأَخَذَهُ) أَيِ الشَّيْءَ ( {بِرُبَّانِهِ بِالضَّمِّ، ويُفْتَحُ: أَيْ أَوَّله) وَفِي بعض النُّسَخ بأَوَّلِهِ (أَوْ جَمِيعَه) ولَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئاً، وَيُقَال: افْعَلْ ذَلِك الأَمْرَ} بِرُبَّانِهِ أَيْ بِحِدْثَانِهِ وطَرَائِهِ وجِدَّتِهِ وَمِنْه قِيلَ: شَاةٌ {رُبَّى،} ورُبَّانُ الشَّبَابِ: أَوَّلُهُ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
وإِنَّمَا العَيْشُ {بِرُبّانِهِ
وأَنْتَ مِنْ أَفْنَائِهِ مُعْتَصِرْ
وقولُ الشَّاعر:
خَلِيلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ
أَعْجَبَهَا إِذْ كَثُرَتْ رِبَابُهُ
عَنْ أَبِي عَمْرٍ و: الرُّبَّى: أَوَّلُ الشَّبَابِ، يقالُ أَتَيْتُهُ فِي رُبَّى شَبَابِهِ} ورِبَّان شَبَابِهِ، {ورُبَابِ شَبَابِهِ، قَالَ أَبُو عبيدٍ:} الرُّبَّانُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ: حِدْثَانُه.
(و) فِي (الصّحَاح) : ( {رُبَّ} ورُبَّتَرُبَّ بشيْءٍ بَطَلَ عَنْهَا عَمَلُهَا. وأَنشد:
كَائِنْ رَأَيْتَ وَهَايَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ
{وَرُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ
نَصَبَ عَطِباً مِنْ أَجْلِ الهَاءِ المَجْهُولَةِ وقولُه: رُبَّهُ رَجُلاً، ورُبَّهَا امْرَأَةً أَضْمَرَتْ فِيها العَرَبُ على غير تقدمِ ذِكرٍ (ثمَّ) أَلْزَمَتْهُ التَّفْسِيرَ وَلم تَدَعْ أَنْ تُوَض 2 حَ مَا أَوقعت بِهِ الالتباسَ، ففسره بذكرِ النوعِ الَّذِي هُوَ قَوْلهم: رَجُلاً وامْرَأَةً، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (أَو اسمٌ) وَهُوَ مَذْهَب الكوفيينَ والأَخفشِ فِي أَحَدِ قَوْلَيْهِ، وَوَافَقَهُمْ جماعةٌ، قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ قَول مردودٌ تعرَّضَ لإِبطاله ابنُ مَالك فِي (التسهيل) شَرحه، وأَبْطَلَه الشَّيْخ أَبو حَيّانَ فِي (الشَّرْح) ، وَابْن هشامٍ فِي (المُغْنِي) وغيرُهم (وقِيل: كَلمة تَقليلٍ) دَائِما، خلافًا للْبَعْض، أَو فِي أَكثرِ الأَوقاتِ، خلافًا لقومٍ (أَو تَكْثِيرٍ) دَائِما، قَالَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، (أَو لَهُمَا) فِي (التَّهْذِيب) : قَالَ النحويونَ رُبَّ مِنْ حُرُوفِ المَعَانِي، والفَرْقُ بَيْنَهَا وبينَ كَمْ أَن رُبَّ للتقليلِ وكمْ وُضِعَت للتكثيرِ إِذا لم يُرَدْ بهَا الِاسْتِفْهَام، وكلاهُمَا يَقع على النَّكِرَاتِ فيخفضها، قَالَ أَبو حاتمٍ: من الخطإِ قَول العَامَّةِ:} رُبَّمَا رَأَيْته كثيرا، {ورُبَّمَا إِنَّمَا وُضِعَتْ للتقليل، وَقَالَ غيرُه: رُبَّ ورَبَّ} ورُبَّةَ كلمة تقليلٍ يُجَرُّ بهَا فَيُقَال: رُبّ رجلٍ قائمٌ (ورَبّ رجُلٍ) وَتدْخل عَلَيْهَا التاءُ فَيُقَال: {رُبَّتَ رجل} وَرَبَّتَ رَجلٍ وَقَالَ الجوهريّ: وَتدْخل عَلَيْهِ مَا ليمكن أَن يتَكَلَّم بِالْفِعْلِ بعده فَيُقَال: رُبَّمَا، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز { {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} (الْحجر: 2) وَبَعْضهمْ يَقُول:} رَبما بالفَتْحِ وَكَذَلِكَ رُبَّتَمَا وَرَبَّتَمَا {ورُبَتَما} ورَبَتَمَا والتثقيل فِي (كلّ) ذَلِك أَكثرُ فِي كَلَامهم، وَلذَلِك إِذا حَقَّرَ سِيبَوَيْهٍ رُبَّ من قَوْله تَعَالَى: {رُّبَمَا يَوَدُّ} رَدَّهُ إِلى الأَصْلِ، فَقَالَ:! رُبَيْبٌ،يقولُ: رُبْ رَجُلٍ فَلاَ تُنْكِرْهُ، فإِنَّهُ وَجْهُ القِيَاسِ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: ولَمْ يَقْرَأْ أَحَدٌ {رَبَّمَا، بالفَتْحِ، وَلاَ رَبَمَا، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) (أَوْ فِي مَوْضِعِ المُبَاهَاةِ) والافْتِخَارِ دونَ غَيره (للتَّكْثِيرِ) كَمَا ذَهب إِليه جماعةٌ من النحويينَ (أَوْ لمْ تُوضَعْ لتقليلٍ وَلَا تكثيرٍ بل يُسْتَفَادَانِ من سِيَاقِ الْكَلَام) خِلافاً للبَعْضِ وَقد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِينِيُّ فِي التُّحفة، كَمَا أَشار إِليه شيخُنا، وَقَالَ ابْن السَّرَّاج: النحويّونَ كالمُجْمِعِينَ على أَنّ رُبَّ جوابٌ.
(واسْمُ جُمَادَى الأُولَى) عِنْد العربِ (رُبَّى} ورُبٌّ، و) اسْم جُمَادَى (الآخِرَةِ رُبَّى ورُبَّةُ) عَن كُرَاع (و) اسمُ (ذِي القَعْدَةِ رُبَّةُ، بضَمِّهِنَّ) وإِنَّمَا كانُوا يسمونَهَا بذلك فِي الجاهِلِيّة، وضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ بالنُّونِ، وَقَالَ هُوَ اسمٌ لجُمَادَى الآخِرَةِ وخَطَأَهُ ابنُ الأَنْبَاريّ وأَبُو الطيّبِ وأَبُو القَاسِم الزَّجّاجِيّ، كَمَا سيأْتي فِي رنن.
(والرَّابَّةُ:) امْرَأَةُ الأَبِ) ، وَفِي حَدِيث مُجَاهِدٍ (كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ رَابِّهِ) يَعْنِي امْرَأَةَ زَوْجِ أُمِّهِ لأَنَّه كَانَ يُرَبِّيهِ، وَقد تقدَّم مَا يتعلّق بِهِ من الكَلاَم.
(والرُّبُّ بالضَّمِّ:) هُوَ مَا يُطْبَخُ من التَّمْرِ، والرُّبُّ: الطِّلاَءُ الخَاثِرُ، وقِيلَ هُوَ دِبْسُ، أَي (سُلاَفَةُ خُثَارَةِ كُلِّ تَمْرَةٍ بعدَ اعْتِصَارِهَا) والطَّبْخِ والجَمْعُ: الرَّبُوبُ والرِّبَابُ، وَمِنْه: سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إِذَا رَبَبْتَهُ أَي جَعَلْتَ فِيهِ الرُّبَّ وأَصْلَحْتَه بِهِ، (و) قَالَ ابْن دُريد: (ثُفْلُ السَّمْنِ) والزَّيْتِ الأَسْوَدُ، وأَنشد:
كَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ
وَفِي صِفَةِ ابنِ عباسٍ (كَأَنَّ عَلَى صَلَعَتِهِ الرُّبَّ مِن مِسْكٍ أَو عَنْبَر، وإِذا وُصِفَ الإِنْسَانُ بحُسْنِ الخُلُقِ قِيلَ هُوَ السَّمْنُ لاَ يَخُمُّ.
(والحَسَنُ بنُ عَلِيِّ) بنِ الحُسَيْنِ بنِ قَنَانٍ ( {- الرُّبِّيُّ: مُحَدِّثٌ) بَغْدَادِيٌّ مُكْثِرٌ صَادِقٌ سَمعَ الأُرْمَوِيَّ، ومَاتَ بَعْدَ ابنِ مُلاَعِب (كَأَنَّهُ نِسْبَةٌ إِلى الرُّبِّ) وَفِي نُسْخَة: إِلى بَيْعِهِ.
} والمُرَبَّبَاتُ الأَنْبِجَاتُ أَيِ المَعْمُولاَتُ بالرُّبِّ) كالمُعَسَّلِ المَعْمُوله بالعَسَلِ، وَكَذَلِكَ: المُرَبَّيَاتُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِيَةِ، يقالُ (زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ) .
{والرُّبَّانُ بالضَّمِّ) مِنَ الكَوْكَبِ: مُعْظَمُهُ، و (رَئِيسُ المَلاَّحِينَ) فِي البَحْرِ: (} - كالرُّبَّانِيِّ) بالضمِّ مَنْسُوبا، عَن شَمِرٍ، وأَنشدَ للعَجاج:
صَعْلٌ مِنَ السَّامِ {ورُبَّانِيُّ
وقَالُوا: ذَرْهُ} برُبَّانٍ (و) : {الرُّبَّانُ (رُكْنٌ ضَخْمٌ مِنْ) أَرْكَانِ (أَرجَإٍ) لِطَيِّىء، نَقَلَه الصاغانيّ:
(و) الرُّبَّانُ (كَرُمَّانٍ) عَن الأَصمعيّ (و) الرَّبَّانُ مِثْلُ (شَدَّادٍ) عَن أَبي عُبَيْدة (: الجَمَاعَةُ) .
(وكَشَدَّاد: أَحْمَدُ بنُ مُوسَى الفَقِيهُ) أَبُو بَكْرِ بنُ المِصْرِيِّ (بن} الرَّبَّابِ) ماتَ بعدَ الثلاثمائة، (وأَبُو الحَسَنِ) هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ: أَبُو عَلِيَ الحَسَنُ (بنُ عبدِ اللَّهِ) بنِ يَعْقُوبَ (الصَّيْرَفِيُّ بن الرَّبَّابِ) رَاوِي مَسَائِلِ عبدِ اللَّهِ بنِ سَلامٍ عَن ابْن ثابتٍ الصَّيْرَفِيّ.
( {والرَّبَّابِيَّةُ: ماءٌ باليَمَامَةِ) نَقَلَه الصاغانيّ، وقَيَّدَهُ بالضَّمِّ.
(و) } ارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتَّى يَكُونَ رُبًّا يُؤْتَدَمُ بِهِ، عَن أَبِي حَنِيفَةَ.
والمَرْأَةُ! تَرْتَبُّ الشَّعَرَ، قالَ الأَعْشى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنَامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّهُ بخِلاَلِ وهُوَ من الإِصلاَحِ والجَمْعِ.
و ( {المُرتَبُّ: المُنْعِمُ) وصاحِبُ النِّعْمَةِ، (و: المُنْعَمُ عَلَيْهِ) أَيضاً، وبِكِلَيْهِمَا فُسِّرَ رَجَزُ رؤبةَ:
ورَغْبَتِي فِي وَصْلِكُمْ وحَطْبِي
فِي حَبْلِكُمْ لاَ أَئْتَلِي وِرَغْبِي
إِلَيْكَ} فَارْبُبْ نِعْمَةَ المُرْتَبِّ
( {- والرِّبِّيُّ بِالْكَسْرِ واحدُ الرِّبِّيِّين، وهم الأُلوف من الناسِ) قَالَه الفراءُ، وَقَالَ أَبو الْعَبَّاس أَحمدُ بن يحيى: قَالَ الأَخْفَش:} الرِّبِّيُّونَ منسوبونَ إِلى الرَّبِّ، قَالَ أَبو العبَّاس: يَنْبَغِي أَن تُفْتَحَ الراءُ على قَوْله، قَالَ: وَهُوَ على قَول الفَرّاءِ من الرِّبَّةِ وَهِي الجَمَاعَة، وَقَالَ الزجّاج رُبِّيُّونَ بكَسْرِ الرَّاءِ وَضمّهَا، وهم الجَمَاعَة الكثيرَة، وقيلَ: الرِّبِّيُّونَ: العُلَمَاءُ الأَتْقِيَاءُ الصُّبُر، وكِلا القولينِ حَسَنٌ جَمِيلٌ، وَقَالَ أَبو العباسِ: الرَّبَّانِيُّونَ: الأُلوف، والرَّبَّانِيُّونَ: العُلَمَاءُ، وَقد تقدَّم، وقرأَ الحَسَن: رُبِّيُّونَ، بضَمِّ الراءِ، وقَرَأَ ابْن عَبَّاس (رَبِّيُّونَ) بفَتْحِ الرَّاءِ، كَذَا فِي (اللِّسَان) .
قلت: ونَقَلَهُ ابْن الأَنباريِّ أَيضاً وَقَالَ: وعَلَى قِرَاءَة الحَسَنِ نُسِبُوا إِلى الرُّبَّةِ، والرُّبَّةُ: عَشَرَة آلافٍ.
( {والرَّبْرَبُ: القَطِيع من بَقَرِ الوَحْشِ) وَقيل: من الظِّبَاءِ، وَلَا وَاحِدَ لَهُ، قَالَ:
بِأَحْسَنَ مِنْ لَيْلَى وَلاَ أُمَّ شَادِنٍ
غَضِيضَةَ طرْفٍ رُعْتَهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
وَقَالَ كُرَاع:} الرَّبْرَبُ: جَمَاعَةُ البَقَرِ مَا كَانَ دُونَ العَشَرَةِ.
( {والأَرِبَّة: أَهْلُ المِيثَاقِ) والعَهْدِ، قَالَ أَبو ذُؤيب:
كَانَتْ} أَرِبَّتَهُمْ بَهْزٌ وغَرَّهُمُ
عَقْدُ الجِوَارِ وكَانُوا مَعْشَراً غُدُورَا
قَالَ ابْن بَرِّيّ: كُونُ التقديرُ ذَوِي أَرِبَّتِهِمْ، وبَهْزٌ: حَيٌّ مِنْ سُلَيْمٍ:
ومِمَّا بَقِيَ عَلَيْهِ:
الحُوَيْرِثُ بنُ الرَّبَابِ كسَحَابٍ، عَن عُمَر، وإِدريس بن سَلْمَانَ بنِ أَبِي الرَّبَابِ شَيْخٌ لابنِ جَوْصَا. ورَبَّانُ كَكَتَّانٍ لَقَبُ الحَافِي بنِ قُضَاعَةَ.
وَرَبَّانُ أَيضاً هُوَ عِلاَفٌ وإِليهِ تُنسَبُ الرِّحَالُ العِلاَفِيّةُ، وكذلكَ رَبَّانُ بنُ حَاضِرِ بنِ عامرٍ، وسيأْتي فِي ربن.
(ربب) الْوَلَد ربه وَالنعْمَة رَبهَا وَالثَّمَر عمله بالرب فَهُوَ مربب

ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق، لا شريك له، وهو رَبُّ الأَرْبابِ، ومالِكُ الـمُلوكِ والأَمْلاكِ. ولا يقال الربُّ في غَير اللّهِ، إِلاّ بالإِضافةِ، قال: ويقال الرَّبُّ، بالأَلِف واللام، لغيرِ اللّهِ؛ وقد قالوه في الجاهلية للـمَلِكِ؛ قال الحرث ابن حِلِّزة:

وهو الرَّبُّ، والشَّهِـيدُ عَلى يَوْ * مِ الـحِـيارَيْنِ، والبَلاءُ بَلاءُ

والاسْم: الرِّبابةُ؛ قال:

يا هِنْدُ أَسْقاكِ، بلا حِسابَهْ، * سُقْيَا مَلِـيكٍ حَسَنِ الرِّبابهْ

والرُّبوبِـيَّة: كالرِّبابة.

وعِلْمٌ رَبُوبيٌّ: منسوبٌ إِلى الرَّبِّ، على غير قياس. وحكى أَحمد بن يحيـى: لا وَرَبْيِـكَ لا أَفْعَل. قال: يريدُ لا وَرَبِّكَ، فأَبْدَلَ الباءَ ياءً، لأَجْل التضعيف.

وربُّ كلِّ شيءٍ: مالِكُه ومُسْتَحِقُّه؛ وقيل: صاحبُه. ويقال: فلانٌ

رَبُّ هذا الشيءِ أَي مِلْكُه له. وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً، فهو رَبُّه.

يقال: هو رَبُّ الدابةِ، ورَبُّ الدارِ، وفلانٌ رَبُّ البيتِ، وهُنَّ رَبَّاتُ الـحِجالِ؛ ويقال: رَبٌّ، مُشَدَّد؛ ورَبٌ، مخفَّف؛ وأَنشد المفضل:

وقد عَلِمَ الأَقْوالُ أَنْ ليسَ فوقَه * رَبٌ، غيرُ مَنْ يُعْطِـي الـحُظوظَ، ويَرْزُقُ

وفي حديث أَشراط الساعة: وأَن تَلِدَ الأَمَـةُ رَبَّها، أَو رَبَّـتَها. قال: الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ، والسَّـيِّدِ، والـمُدَبِّر، والـمُرَبِّي، والقَيِّمِ، والـمُنْعِمِ؛ قال: ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه، عزّ وجلّ، وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِـيفَ، فقيلَ: ربُّ كذا. قال: وقد جاءَ في الشِّعْر مُطْلَقاً على غيرِ اللّه تعالى،

وليس بالكثيرِ، ولم يُذْكَر في غير الشِّعْر. قال: وأَراد به في هذا

الحديثِ الـمَوْلَى أَو السَّيِّد، يعني أَن الأَمَةَ تَلِدُ لسيِّدها ولَداً، فيكون كالـمَوْلى لها، لأَنـَّه في الـحَسَب كأَبيه. أَراد: أَنَّ السَّبْـي يَكْثُر، والنِّعْمة تظْهَر في الناس، فتكثُر السَّراري. وفي حديث إِجابةِ الـمُؤَذِّنِ: اللهُمَّ رَبَّ هذه الدعوةِ أَي صاحِـبَها؛ وقيل: المتَمِّمَ لَـها، والزائدَ في أَهلها والعملِ بها، والإِجابة لها. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه: لا يَقُل الـمَمْلُوكُ لسَـيِّده: ربِّي؛ كَرِهَ أَن يجعل مالكه رَبّاً له، لـمُشاركَةِ اللّه في الرُّبُوبيةِ؛ فأَما قوله تعالى: اذْكُرْني عند ربك؛ فإِنه خاطَـبَهم على الـمُتَعارَفِ عندهم، وعلى ما كانوا يُسَمُّونَهم به؛ ومنه قَولُ السامِرِيّ: وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ أَي الذي اتَّخَذْتَه إِلهاً. فأَما الحديث في ضالَّةِ الإِبل: حتى يَلْقاها رَبُّها؛ فإِنَّ البَهائم غير مُتَعَبَّدةٍ ولا مُخاطَبةٍ، فهي بمنزلة الأَمْوالِ التي تَجوز إِضافةُ مالِكِـيها إِليها، وجَعْلُهم أَرْباباً لها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: رَبُّ الصُّرَيْمة ورَبُّ الغُنَيْمةِ.

وفي حديث عروةَ بن مسعود، رضي اللّه عنه: لـمَّا أَسْلَم وعادَ إِلى قومه، دَخل منزله، فأَنكَر قَومُه دُخُولَه، قبلَ أَن يأْتِـيَ الربَّةَ،

يعني اللاَّتَ، وهي الصخرةُ التي كانت تَعْبُدها ثَقِـيفٌ بالطائفِ. وفي حديث وَفْدِ ثَقِـيفٍ: كان لهم بَيْتٌ يُسَمُّونه الرَّبَّةَ، يُضاهِئُونَ

به بَيْتَ اللّه تعالى، فلما أَسْلَمُوا هَدَمَه الـمُغِـيرةُ. وقوله عزّ

وجلّ: ارْجِعِـي إِلى رَبِّكِ راضِـيةً مَرْضِـيَّةً، فادْخُلي في عَبْدي؛ فيمن قرأَ به، فمعناه، واللّه أَعلم: ارْجِعِـي إِلى صاحِـبِكِ الذي

خَرَجْتِ منه، فادخُلي فيه؛ والجمعُ أَربابٌ ورُبُوبٌ. وقوله عزّ وجلّ: إِنه ربِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال الزجاج: إِن العزيز صاحِـبِـي أَحْسَنَ مَثْوايَ؛ قال: ويجوز أَنْ يكونَ: اللّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ.

والرَّبِـيبُ: الـمَلِكُ؛ قال امرؤُ القيس:

فما قاتلُوا عن رَبِّهم ورَبِـيبِـهم، * ولا آذَنُوا جاراً، فَيَظْعَنَ سالمَا

أَي مَلِكَهُمْ.

ورَبَّهُ يَرُبُّهُ رَبّاً: مَلَكَه. وطالَتْ مَرَبَّـتُهم الناسَ ورِبابَـتُهم أَي مَمْلَكَتُهم؛ قال علقمةُ بن عَبَدةَ:

وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّـتْنِـي، فَضِعتُ، رُبوبُ(1)

(1 قوله «وكنت امرأً إلخ» كذا أنشده الجوهري وتبعه المؤلف. وقال الصاغاني والرواية وأنت امرؤ. يخاطب الشاعر الحرث بن جبلة، ثم قال والرواية المشهورة أمانتي بدل ربابتي.)

ويُروى رَبُوب؛ وعندي أَنه اسم للجمع.

وإِنه لَـمَرْبُوبٌ بَيِّنُ الرُّبوبةِ أَي لَـمَمْلُوكٌ؛ والعِـبادُ

مَرْبُوبونَ للّهِ، عزّ وجلّ، أَي مَمْلُوكونَ. ورَبَبْتُ القومَ: سُسْـتُهم أَي كنتُ فَوْقَهم. وقال أَبو نصر: هو من الرُّبُوبِـيَّةِ، والعرب

تقول: لأَنْ يَرُبَّنِـي فلان أَحَبُّ إِليَّ من أَنْ يَرُبَّنِـي فلان؛ يعني أَن يكونَ رَبّاً فَوْقِـي، وسَـيِّداً يَمْلِكُنِـي؛ وروي هذا عن صَفْوانَ بنِ أُمَـيَّةَ، أَنه قال يومَ حُنَيْنٍ، عند الجَوْلةِ التي كانت من المسلمين، فقال أَبو سفيانَ: غَلَبَتْ واللّهِ هَوازِنُ؛ فأَجابه صفوانُ وقال: بِـفِـيكَ الكِثْكِثُ، لأَنْ يَرُبَّنِـي رجلٌ من قريش أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَرُبَّني رجلٌ من هَوازِنَ.

ابن الأَنباري: الرَّبُّ يَنْقَسِم على ثلاثة أَقسام: يكون الرَّبُّ

المالِكَ، ويكون الرَّبُّ السّيدَ المطاع؛

قال اللّه تعالى: فيَسْقِـي ربَّه خَمْراً، أَي سَيِّدَه؛ ويكون الرَّبُّ الـمُصْلِـحَ. رَبَّ الشيءَ إِذا أَصْلَحَه؛ وأَنشد:

يَرُبُّ الذي يأْتِـي منَ العُرْفِ أَنه، * إِذا سُئِلَ الـمَعْرُوفَ، زادَ وتَمَّما

وفي حديث ابن عباس مع ابن الزبير، رضي اللّه عنهم: لأَن يَرُبَّنِـي بَنُو عَمِّي، أَحَبُّ إِليَّ مِنْ أَن يَرُبَّنِـي غيرُهم، أَي يكونون

عليَّ أُمَراءَ وسادةً مُتَقَدِّمين، يعني بني أُمَيَّةَ، فإِنهم إِلى ابنِ

عباسٍ في النَّسَبِ أَقْرَبُ من ابن الزبير.

يقال: رَبَّهُ يَرُبُّه أَي كان له رَبّاً.

وتَرَبَّـبَ الرَّجُلَ والأَرضَ: ادَّعَى أَنه رَبُّهما.

والرَّبَّةُ: كَعْبَةٌ كانت بنَجْرانَ لِـمَذْحِج وبني الـحَرث بن كَعْب، يُعَظِّمها الناسُ. ودارٌ رَبَّةٌ: ضَخْمةٌ؛ قال حسان بن ثابت:

وفي كلِّ دارٍ رَبَّةٍ، خَزْرَجِـيَّةٍ، * وأَوْسِـيَّةٍ، لي في ذراهُنَّ والِدُ

ورَبَّ ولَدَه والصَّبِـيَّ يَرُبُّهُ رَبّاً، ورَبَّـبَه تَرْبِـيباً وتَرِبَّةً، عن اللحياني: بمعنى رَبَّاه. وفي الحديث: لكَ نِعْمةٌ تَرُبُّها، أَي تَحْفَظُها وتُراعِـيها وتُرَبِّـيها، كما يُرَبِّي الرَّجُلُ ولدَه؛ وفي حديث ابن ذي يزن:

أُسْدٌ تُرَبِّبُ، في الغَيْضاتِ، أَشْبالا

أَي تُرَبِّي، وهو أَبْلَغ منه ومن تَرُبُّ، بالتكرير الذي فيه.

وتَرَبَّـبَه، وارْتَبَّه، ورَبَّاه تَرْبِـيَةً، على تَحْويلِ التَّضْعيفِ، وتَرَبَّاه، على تحويل التضعيف أَيضاً: أَحسَنَ القِـيامَ عليه، وَوَلِـيَه حتى يُفارِقَ الطُّفُولِـيَّةَ، كان ابْـنَه أَو لم يكن؛ وأَنشد اللحياني:

تُرَبِّـبُهُ، من آلِ دُودانَ، شَلّةٌ * تَرِبَّةَ أُمٍّ، لا تُضيعُ سِخَالَها

وزعم ابن دريد: أَنَّ رَبِـبْتُه لغةٌ؛ قال: وكذلك كل طِفْل من الحيوان، غير الإِنسان؛ وكان ينشد هذا البيت:

كان لنا، وهْوَ فُلُوٌّ نِرْبَبُهْ

كسر حرف الـمُضارعةِ ليُعْلَم أَنّ ثاني الفعل الماضي مكسور، كما ذهب إِليه سيبويه في هذا النحو؛ قال: وهي لغة هذيل في هذا الضرب من الفعل.

والصَّبِـيُّ مَرْبُوبٌ ورَبِـيبٌ، وكذلك الفرس؛ والـمَرْبُوب:

الـمُرَبَّى؛ وقول سَلامَة بن جندل:

ليس بأَسْفَى، ولا أَقْنَى، ولا سَغِلٍ، * يُسْقَى دَواءَ قَفِـيِّ السَّكْنِ، مَرْبُوبِ

يجوز أَن يكون أَراد بمربوب: الصبـيّ، وأَن يكون أَراد به الفَرَس؛ ويروى: مربوبُ أَي هو مَرْبُوبٌ. والأَسْفَى: الخفيفُ الناصِـيَةِ؛ والأَقْنَى: الذي في أَنفِه احْديدابٌ؛ والسَّغِلُ: الـمُضْطَرِبُ الخَلْقِ؛ والسَّكْنُ: أَهلُ الدار؛ والقَفِـيُّ والقَفِـيَّةُ: ما يُؤْثَرُ به الضَّيْفُ والصَّبِـيُّ؛ ومربوب من صفة حَتٍّ في بيت قبله، وهو:

مِنْ كلِّ حَتٍّ، إِذا ما ابْتَلَّ مُلْبَدهُ، * صافِـي الأَديمِ، أَسِـيلِ الخَدِّ، يَعْبُوب

الـحَتُّ: السَّريعُ. واليَعْبُوب: الفرسُ الكريمُ، وهو الواسعُ

الجَـِرْي.وقال أَحمد بن يَحيـى للقَوْمِ الذين اسْتُرْضِعَ فيهم النبـيُّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَرِبَّاءُ النبـيِّ، صلّى اللّه عليه وسلّم، كأَنه

جمعُ رَبِـيبٍ، فَعِـيلٍ بمعنى

فاعل؛ وقولُ حَسَّانَ بن ثابت:

ولأَنْتِ أَحسنُ، إِذْ بَرَزْتِ لنا * يَوْمَ الخُروجِ، بِساحَةِ القَصْرِ،

مِن دُرَّةٍ بَيْضاءَ، صافيةٍ، * مِـمَّا تَرَبَّب حائرُ البحرِ

يعني الدُّرَّةَ التي يُرَبِّـيها الصَّدَفُ في قَعْرِ الماءِ.

والحائرُ: مُجْتَمَعُ الماءِ، ورُفع لأَنه فاعل تَرَبَّبَ، والهاءُ العائدةُ على مِـمَّا محذوفةٌ، تقديره مِـمَّا تَرَبَّـبَه حائرُ البحرِ. يقال:

رَبَّـبَه وتَرَبَّـبَه بمعنى: والرَّبَبُ: ما رَبَّـبَه الطّينُ، عن ثعلب؛ وأَنشد:

في رَبَبِ الطِّينِ وماء حائِر

والرَّبِـيبةُ: واحِدةُ الرَّبائِب من الغنم التي يُرَبّيها الناسُ في البُيوتِ لأَلبانها. وغَنمٌ ربائِبُ: تُرْبَطُ قَريباً مِن البُـيُوتِ، وتُعْلَفُ لا تُسامُ، هي التي ذَكَر ابراهيمُ النَّخْعِـي أَنه لا صَدَقةَ فيها؛ قال ابن الأَثير في حديث النخعي: ليس في الرَّبائبِ صَدَقةٌ.

الرَّبائبُ: الغَنَمُ التي تكونُ في البَيْتِ، وليست بِسائمةٍ، واحدتها

رَبِـيبَةٌ، بمعنى مَرْبُوبَةٍ، لأَن صاحِبَها يَرُبُّها. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: كان لنا جِـيرانٌ مِن الأَنصار لهم رَبائِبُ، وكانوا يَبْعَثُونَ إِلينا مِن أَلبانِها.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: لا تَأْخُذِ الأَكُولَة، ولا الرُّبَّـى،

ولا الماخضَ؛ قال ابن الأَثير: هي التي تُرَبَّـى في البيت من الغنم لأَجْل اللَّبن؛ وقيل هي الشاةُ القَريبةُ العَهْدِ بالوِلادة، وجمعها رُبابٌ، بالضم. وفي الحديث أَيضاً: ما بَقِـيَ في غَنَمِـي إِلاّ فَحْلٌ، أَو شاةٌ رُبَّـى.

والسَّحَابُ يَرُبُّ الـمَطَر أَي يَجْمَعُه ويُنَمِّيهِ.

والرَّبابُ، بالفتح: سَحابٌ أَبيضُ؛ وقيل: هو السَّحابُ، واحِدَتُه

رَبابةٌ؛ وقيل: هو السَّحابُ الـمُتَعَلِّقُ الذي تراه كأَنه دُونَ السَّحاب.

قال ابن بري: وهذا القول هو الـمَعْرُوفُ، وقد يكون أَبيضَ، وقد يكون أَسْودَ. وفي حديث النبـيّ، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَنه نَظَرَ في الليلةِ التي أُسْرِيَ به إِلى قَصْرٍ مِثْلِ الرَّبابةِ البَيْضاء. قال أَبو

عبيد: الرَّبابةُ، بالفتح: السَّحابةُ التي قد رَكِبَ بعضُها بَعْضاً،

وجمعها رَبابٌ، وبها سمّيت الـمَرْأَةُ الرَّبابَ؛ قال الشاعر:

سَقَى دارَ هِنْدٍ، حَيْثُ حَلَّ بِها النَّوَى، * مُسِفُّ الذُّرَى، دَانِـي الرَّبابِ، ثَخِـينُ

وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: أَحْدَقَ بِكُم رَبابه. قال

الأَصمعي: أَحسنُ بيت، قالته العرب في وَصْفِ الرَّبابِ، قولُ عبدِالرحمن بن حَسَّان، على ما ذكره الأَصمعي في نِسْبَةِ البيت إِليه؛ قال ابن بري: ورأَيت من يَنْسُبُه لعُروة بنَ جَلْهَمةَ المازِنيّ:

إِذا اللّهُ لم يُسْقِ إِلاّ الكِرام، * فَـأَسْقَى وُجُوهَ بَنِـي حَنْبَلِ

أَجَشَّ مُلِثّاً، غَزيرَ السَّحاب، * هَزيزَ الصَلاصِلِ والأَزْمَلِ

تُكَرْكِرُه خَضْخَضاتُ الجَنُوب، * وتُفْرِغُه هَزَّةُ الشَّـمْـأَلِ

كأَنَّ الرَّبابَ، دُوَيْنَ السَّحاب، * نَعامٌ تَعَلَّقَ بالأَرْجُلِ

والمطر يَرُبُّ النباتَ والثَّرى ويُنَمِّـيهِ. والـمَرَبُّ:

الأَرضُ التي لا يَزالُ بها ثَـرًى؛ قال ذو الرمة:

خَناطِـيلُ يَسْتَقْرِينَ كلَّ قرارَةٍ، * مَرَبٍّ، نَفَتْ عنها الغُثاءَ الرَّوائسُ

وهي الـمَرَبَّةُ والـمِرْبابُ. وقيل: الـمِرْبابُ من الأَرضِـين التي

كَثُرَ نَبْتُها ونَـأْمَتُها، وكلُّ ذلك مِنَ الجَمْعِ. والـمَرَبُّ: الـمَحَلُّ، ومكانُ الإِقامةِ والاجتماعِ. والتَّرَبُّبُ: الاجْتِـماعُ.

ومَكانٌ مَرَبٌّ، بالفتح: مَجْمَعٌ يَجْمَعُ الناسَ؛ قال ذو الرمة:

بأَوَّلَ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنةٌ، * بِأَجرَعَ مِحْلالٍ، مَرَبٍّ، مُحَلَّلِ

قال: ومن ثَـمَّ قيل للرّبابِ: رِبابٌ، لأَنهم تَجَمَّعوا. وقال أَبو عبيد: سُمُّوا رباباً، لأَنهم جاؤُوا برُبٍّ، فأَكلوا منه، وغَمَسُوا فيه أَيدِيَهُم، وتَحالفُوا عليه، وهم: تَيْمٌ، وعَدِيٌّ، وعُكْلٌ.

والرِّبابُ: أَحْياء ضَبّـةَ، سُمُّوا بذلك لتَفَرُّقِهم، لأَنَّ الرُّبَّة الفِرقةُ، ولذلك إِذا نَسَبْتَ إِلى الرَّباب قلت: رُبِّـيٌّ، بالضم، فَرُدَّ إِلى واحده وهو رُبَّةٌ، لأَنك إِذا نسبت الشيءَ إِلى الجمع رَدَدْتَه إِلى الواحد، كما تقول في المساجِد: مَسْجِدِيٌّ، إِلا أَن تكون سميت به رجلاً، فلا تَرُدَّه إِلى الواحد، كما تقول في أَنْمارٍ: أَنْمارِيٌّ، وفي كِلابٍ: كِلابِـيٌّ. قال: هذا قول سيبويه، وأَما أَبو عبيدة فإِنه قال: سُمُّوا بذلك لتَرابِّهِم أَي تَعاهُدِهِم؛ قال الأَصمعي: سموا بذلك لأَنهم أَدخلوا أَيديهم في رُبٍّ، وتَعاقَدُوا، وتَحالَفُوا عليه.

وقال ثعلب: سُموا(1)

(1 قوله «وقال ثعلب سموا إلخ» عبارة المحكم وقال ثعلب

سموا رباباً لأنهم اجتمعوا ربة ربة بالكسر أي جماعة جماعة ووهم ثعلب في جمعه فعلة (أي بالكسر) على فعال وإنما حكمه أن يقول ربة ربة اهـ أي بالضم.)

رِباباً، بكسر الراءِ، لأَنهم تَرَبَّـبُوا أَي تَجَمَّعوا رِبَّةً رِبَّةً، وهم خَمسُ قَبائلَ تَجَمَّعُوا فصاروا يداً واحدةً؛ ضَبَّةُ، وثَوْرٌ، وعُكْل، وتَيْمٌ، وعَدِيٌّ.

(يتبع...)

(تابع... 1): ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله... ...

وفلان مَرَبٌّ أَي مَجْمعٌ يَرُبُّ الناسَ ويَجْمَعُهم. ومَرَبّ الإِبل:

حيث لَزِمَتْه.

وأَرَبَّت الإِبلُ بمكان كذا: لَزِمَتْه وأَقامَتْ به، فهي إِبِلٌ مَرابُّ، لَوازِمُ. ورَبَّ بالمكان، وأَرَبَّ: لَزِمَه؛ قال:

رَبَّ بأَرضٍ لا تَخَطَّاها الـحُمُرْ

وأَرَبَّ فلان بالمكان، وأَلَبَّ، إِرْباباً، وإِلباباً إِذا أَقامَ به، فلم يَبْرَحْه. وفي الحديث: اللهمّ إِني أَعُوذُ بك من غِنًى مُبْطِرٍ،

وفَقْرٍ مُرِبٍّ. وقال ابن الأَثير: أَو قال: مُلِبٍّ، أَي لازِمٍ غير

مُفارِقٍ، مِن أَرَبَّ بالمكانِ وأَلَبَّ إِذا أَقامَ به ولَزِمَه؛ وكلّ

لازِمِ شيءٍ مُرِبٌّ. وأَرَبَّتِ الجَنُوبُ: دامَت. وأَرَبَّتِ السَّحابةُ:

دامَ مَطَرُها. وأَرَبَّتِ الناقةُ أَي لَزِمَت الفحلَ وأَحَبَّتْه.

وأَرَبَّتِ الناقةُ بولدها: لَزِمَتْه وأَحَبَّتْه؛ وهي مُرِبٌّ كذلك، هذه

رواية أَبي عبيد عن أَبي زيد.

ورَوْضاتُ بني عُقَيْلٍ يُسَمَّيْن: الرِّبابَ.

والرِّبِّـيُّ والرَّبَّانِـيُّ: الـحَبْرُ، ورَبُّ العِلْم، وقيل: الرَّبَّانِـيُّ الذي يَعْبُد الرَّبَّ، زِيدت الأَلف والنون للمبالغة في النسب. وقال سيبويه: زادوا أَلفاً ونوناً في الرَّبَّاني إِذا أَرادوا تخصيصاً بعِلْم الرَّبِّ دون غيره، كأَن معناه: صاحِبُ عِلم بالرَّبِّ دون غيره

من العُلوم؛ وهو كما يقال: رجل شَعْرانِـيٌّ، ولِحْيانِـيٌّ، ورَقَبانِـيٌّ إِذا خُصَّ بكثرة الشعر، وطول اللِّحْيَة، وغِلَظِ الرَّقبةِ؛ فإِذا

نسبوا إِلى الشَّعر، قالوا: شَعْرِيٌّ، وإِلى الرَّقبةِ قالوا:

رَقَبِـيٌّ، وإِلى اللِّحْيةِ: لِـحْيِـيٌّ. والرَّبِّـيُّ: منسوب إِلى الرَّبِّ.

والرَّبَّانِـيُّ: الموصوف بعلم الرَّبِّ. ابن الأَعرابي:

الرَّبَّانِـيُّ العالم الـمُعَلِّم، الذي يَغْذُو الناسَ بِصغارِ العلم قبلَ كِـبارها.

وقال محمد بن عليّ ابن الحنفية لَـمّا ماتَ عبدُاللّه بن عباس، رضي اللّه عنهما: اليومَ ماتَ رَبّانِـيُّ هذه الأُمـَّة. ورُوي عن علي، رضي اللّه عنه، أَنه قال: الناسُ ثلاثةٌ: عالِـمٌ ربَّانيٌّ، ومُتَعَلِّمٌ على سَبيلِ نَجاةٍ، وهَمَجٌ رَعاعٌ أَتْباعُ كلِّ ناعق. قال ابن الأَثير: هو منسوب إِلى الرَّبِّ، بزيادة الأَلف والنون للمبالغة؛ قال وقيل: هو من الرَّبِّ، بمعنى التربيةِ، كانوا يُرَبُّونَ الـمُتَعَلِّمينَ بِصغار العُلوم، قبلَ كبارِها. والرَّبَّانِـيُّ: العالم الرَّاسِخُ في العِلم والدين، أَو الذي يَطْلُب بِعلْمِه وجهَ اللّهِ، وقيل: العالِم، العامِلُ،

الـمُعَلِّمُ؛ وقيل: الرَّبَّانِـيُّ: العالي الدَّرجةِ في العِلمِ. قال أَبو

عبيد: سمعت رجلاً عالماً بالكُتب يقول: الرَّبَّانِـيُّون العُلَماءُ

بالـحَلال والـحَرام، والأَمْرِ والنَّهْي. قال: والأَحبارُ أَهلُ المعرفة

بأَنْباءِ الأُمَم، وبما كان ويكون؛ قال أَبو عبيد: وأَحْسَب الكلمَة ليست بعربية، إِنما هي عِـبْرانية أَو سُرْيانية؛ وذلك أَن أَبا عبيدة زعم أَن العرب لا تعرف الرَّبَّانِـيّين؛ قال أَبو عبيد: وإِنما عَرَفَها الفقهاء وأَهل العلم؛ وكذلك قال شمر: يقال لرئيس الـمَلاَّحِـينَ رُبَّانِـيٌّ(1)

(1 قوله «وكذلك قال شمر يقال إلخ» كذا بالنسخ وعبارة التكملة ويقال لرئيس الملاحين الربان بالضم وقال شمر الرباني بالضم منسوباً وأنشد للعجاج صعل وبالجملة فتوسط هذه العبارة بين الكلام على الرباني بالفتح ليس على ما ينبغي إلخ.)؛ وأَنشد:

صَعْلٌ مِنَ السَّامِ ورُبَّانيُّ

ورُوي عن زِرِّ بن عبدِاللّه، في قوله تعالى: كُونوا رَبَّانِـيِّـينَ،

قال: حُكَماءَ عُلَماءَ. غيره: الرَّبَّانيُّ الـمُتَـأَلِّه، العارِفُ باللّه تعالى؛ وفي التنزيل: كُونوا رَبَّانِـيِّـين.

والرُّبَّـى، على فُعْلى، بالضم: الشاة التي وضعَت حديثاً، وقيل: هي الشاة إِذا ولدت، وإِن ماتَ ولدُها فهي أَيضاً رُبَّـى، بَيِّنةُ الرِّبابِ؛ وقيل: رِبابُها ما بَيْنها وبين عشرين يوماً من وِلادتِها، وقيل: شهرين؛ وقال اللحياني: هي الحديثة النِّتاج، مِن غير أَنْ يَحُدَّ وَقْتاً؛ وقيل: هي التي يَتْبَعُها ولدُها؛ وقيل: الرُّبَّـى من الـمَعز، والرَّغُوثُ من الضأْن، والجمع رُبابٌ، بالضم، نادر. تقول: أَعْنُزٌ رُبابٌ، والمصدر رِبابٌ، بالكسر، وهو قُرْبُ العَهْد بالولادة. قال أَبو زيد: الرُّبَّـى من المعز، وقال غيره: من المعز والضأْن جميعاً، وربما جاءَ في الإِبل أَيضاً. قال الأَصمعي: أَنشدنا مُنْتَجع ابن نَبْهانَ:

حَنِـينَ أُمِّ البَوِّ في رِبابِها

قال سيبويه: قالوا رُبَّـى ورُبابٌ، حذفوا أَلِف التأْنيث وبَنَوْه على

هذا البناءِ، كما أَلقوا الهاءَ من جَفْرة، فقالوا جِفارٌ، إِلاَّ أَنهم

ضموا أَوَّل هذا، كما قالوا ظِئْرٌ وظُؤَارٌ، ورِخْلٌ ورُخالٌ.

وفي حديث شريح: إِنّ الشاةَ تُحْلَبُ في رِبابِها. وحكى اللحياني: غَنَمٌ رِبابٌ، قال: وهي قليلة. وقال: رَبَّتِ الشاةُ تَرُبُّ رَبّاً إِذا

وَضَعَتْ، وقيل: إِذا عَلِقَتْ، وقيل: لا فعل للرُّبَّـى.

والمرأَةُ تَرْتَبُّ الشعَر بالدُّهْن؛ قال الأَعشى:

حُرَّةٌ، طَفْلَةُ الأَنامِل، تَرْتَبُّ * سُخاماً، تَكُفُّه بخِلالِ

وكلُّ هذا من الإِصْلاحِ والجَمْع.

والرَّبِـيبةُ: الحاضِنةُ؛ قال ثعلب: لأَنها تُصْلِـحُ الشيءَ، وتَقُوم

به، وتَجْمَعُه.

وفي حديث الـمُغِـيرة: حَمْلُها رِبابٌ. رِبابُ المرأَةِ: حِدْثانُ

وِلادَتِها، وقيل: هو ما بين أَن تَضَعَ إِلى أَن يأْتي عليها شهران، وقيل: عشرون يوماً؛ يريد أَنها تحمل بعد أَن تَلِد بيسير، وذلك مَذْمُوم في النساءِ، وإِنما يُحْمَد أَن لا تَحْمِل بعد الوضع، حتى يَتِمَّ رَضاعُ ولدها.والرَّبُوبُ والرَّبِـيبُ: ابن امرأَةِ الرجل مِن غيره، وهو بمعنى مَرْبُوب. ويقال للرَّجل نَفْسِه: رابٌّ. قال مَعْنُ بن أَوْس، يذكر امرأَته، وذكَرَ أَرْضاً لها:

فإِنَّ بها جارَيْنِ لَنْ يَغْدِرا بها: * رَبِـيبَ النَّبـيِّ، وابنَ خَيْرِ الخَلائفِ

يعني عُمَرَ بن أَبي سَلَمة، وهو ابنُ أُمِّ سَلَـمةَ زَوْجِ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وعاصِمَ بن عمر ابن الخَطَّاب، وأَبوه أَبو سَلَمَة،

وهو رَبِـيبُ النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم؛ والأُنثى رَبِـيبةٌ.

الأَزهري: رَبِـيبةُ الرجل بنتُ امرأَتِه من غيره. وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: إِنما الشَّرْطُ في الرَّبائبِ؛ يريد بَناتِ الزَّوْجاتِ من غير أَزواجِهن الذين معهن. قال: والرَّبِـيبُ أَيضاً، يقال لزوج الأُم لها ولد من غيره. ويقال لامرأَةِ الرجل إِذا كان له ولدٌ من غيرها: رَبيبةٌ، وذلك معنى رابَّةٍ ورابٍّ. وفي الحديث: الرَّابُّ كافِلٌ؛ وهو زَوْجُ أُمِّ اليَتيم، وهو اسم فاعل، مِن رَبَّه يَرُبُّه أَي إِنه يَكْفُل بأَمْرِه. وفي حديث مجاهد: كان يكره أَن يتزوَّج الرجلُ امرأَةَ رابِّه، يعني امرأَة زَوْج أُمـِّه، لأنه كان يُرَبِّيه. غيره: والرَّبيبُ والرَّابُّ زوجُ الأُم. قال أَبو الحسن الرماني: هو كالشَّهِـيدِ، والشاهِد، والخَبِـير، والخابِرِ.

والرَّابَّةُ: امرأَةُ الأَبِ.

وَرَبَّ المعروفَ والصَّنِـيعةَ والنِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِباباً ورِبابةً، حكاهما اللحياني، ورَبَّـبها: نَمَّاها، وزادَها، وأَتَمَّها، وأَصْلَحَها. ورَبَبْتُ قَرابَتَهُ: كذلك.

أَبو عمرو: رَبْرَبَ الرجلُ، إِذا رَبَّـى يَتيماً.

وَرَبَبْتُ الأَمْرَ، أَرُبُّهُ رَبّاً ورِبابةً: أَصْلَحْتُه ومَتَّنْـتُه. ورَبَبْتُ الدُّهْنَ: طَيَّبْتُه وأَجدتُه؛ وقال اللحياني: رَبَبْتُ الدُّهْنَ: غَذَوْتُه بالياسَمينِ أَو بعض الرَّياحِـينِ؛ قال: ويجوز فيه رَبَّـبْتُه.

ودُهْنٌ مُرَبَّبٌ إِذا رُبِّبَ الـحَبُّ الذي اتُّخِذَ منه بالطِّيبِ.

والرُّبُّ: الطِّلاءُ الخاثِر؛ وقيل: هو دبْسُ كل ثَمَرَة، وهو سُلافةُ

خُثارَتِها بعد الاعتصار والطَّبْخِ؛ والجمع الرُّبُوبُ والرِّبابُ؛

ومنه: سقاءٌ مَرْبُوبٌ إِذا رَبَبْتَه أَي جعلت فيه الرُّبَّ، وأَصْلَحتَه

به؛ وقال ابن دريد: رُبُّ السَّمْنِ والزَّيْتِ: ثُفْلُه الأَسود؛ وأَنشد:

كَشائطِ الرُّبّ عليهِ الأَشْكَلِ وارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِـخَ حتى يكون رُبّاً يُؤْتَدَمُ به، عن أَبي حنيفة. وَرَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ، والـحُبَّ بالقِـير والقارِ، أَرُبُّه رَبّاً ورُبّاً، ورَبَّبْتُه: متَّنْتُه؛ وقيل: رَبَبْتُه

دَهَنْتُه وأَصْلَحْتُه. قال عمرو بن شأْس يُخاطِبُ امرأَته، وكانت تُؤْذِي ابنه عِراراً:

فَإِنَّ عِراراً، إِن يَكُنْ غيرَ واضِحٍ، * فإِني أُحِبُّ الجَوْنَ، ذا الـمَنْكِبِ العَمَمْ

فإِن كنتِ مِنِّي، أَو تُريدينَ صُحْبَتي، * فَكُوني له كالسَّمْنِ، رُبَّ له الأَدَمْ

أَرادَ بالأَدَم: النُّحْي. يقول لزوجته: كُوني لوَلدي عِراراً كَسَمْنٍ

رُبَّ أَدِيمُه أَي طُلِـيَ برُبِّ التمر، لأَنَّ النِّحْي، إِذا أُصْلِـحَ بالرُّبِّ، طابَتْ رائحتُه، ومَنَعَ السمنَ مِن غير أَن يفْسُد طَعْمُه أَو رِيحُه.

يقال: رَبَّ فلان نِحْيه يَرُبُّه رَبّاً إِذا جَعل فيه الرُّبَّ ومَتَّنه به، وهو نِحْيٌ مَرْبُوب؛ وقوله:

سِلاءَها في أَديمٍ، غيرِ مَرْبُوبِ

أَي غير مُصْلَحٍ. وفي صفة ابن عباس، رضي اللّه عنهما: كأَنَّ على صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مسْكٍ أَو عَنْبرٍ. الرُّبُّ: ما يُطْبَخُ من التمر، وهو الدِّبْسُ أَيضاً. وإِذا وُصِفَ الإِنسانُ بحُسْنِ الخُلُق، قيل: هو السَّمْنُ لا يَخُمُّ.

والـمُربَّـبَاتُ: الأَنْبِجاتُ، وهي الـمَعْمُولاتُ بالرُّبِّ، كالـمُعَسَّلِ، وهو المعمول بالعسل؛ وكذلك الـمُرَبَّـياتُ، إِلا أَنها من التَّرْبيةِ، يقال: زنجبيل مُرَبّـًى ومُرَبَّبٌ.

والإِربابُ: الدُّنوُّ مِن كل شيءٍ.

والرِّبابةُ، بالكسر، جماعةُ السهام؛ وقيل: خَيْطٌ تُشَدُّ به السهامُ؛

وقيل: خِرْقةٌ تُشَدُّ فيها؛ وقال اللحياني: هي السُّلْفةُ التي تُجْعَلُ

فيها القِداحُ، شبيهة بالكِنانة، يكون فيها السهام؛ وقيل هي شبيهة

بالكنانةِ، يجمع فيها سهامُ الـمَيْسرِ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف الحمار

وأُتُنَه:

وكأَنهنَّ رِبابةٌ، وكأَنه * يَسَرٌ، يُفِـيضُ على القِداح، ويَصْدَعُ

والرِّبابةُ: الجِلدةُ التي تُجْمع فيها السِّهامُ؛ وقيل: الرِّبابةُ: سُلْفَةٌ يُعْصَبُ بها على يَدِ الرَّجُل الـحُرْضَةِ، وهو الذي تُدْفَعُ إِليه الأَيسارُ للقِدح؛ وإِنما يفعلون ذلك لِكَيْ لا يَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ يكون له في صاحِـبِه هَـوًى. والرِّبابةُ والرِّبابُ: العَهْدُ والـمِـيثاقُ؛ قال عَلْقَمَةُ بن عَبَدةَ:

وكنتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِليكَ رِبابَتِـي، * وقَبْلَكَ رَبَّتْني، فَضِعْتُ، رُبُوبُ

ومنه قيل للعُشُور: رِبابٌ.

والرَّبِـيبُ: الـمُعاهَدُ؛ وبه فسر قَوْلُ امرِئِ القيس:

فما قاتَلوا عن رَبِّهِم ورَبِـيبِـهِمْ

وقال ابن بري: قال أَبو علي الفارسي: أَرِبَّةٌ جمع رِبابٍ، وهو العَهْدُ. قال أَبو ذؤَيب يذكر خَمْراً:

تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ، حِـيناً، وتُؤْلِفُ * الجِوارَ، ويُعْطِـيها الأَمانَ رِبابُها

قوله: تُؤْلِفُ الجِوار أَي تُجاوِرُ في مَكانَيْنِ. والرِّبابُ: العَهْدُ الذي يأْخُذه صاحِـبُها من الناس لإِجارتِها. وجَمْعُ الرَّبِّ رِبابٌ. وقال شمر: الرِّبابُ في بيت أَبي ذؤَيب جمع رَبٍّ، وقال غيره: يقول:

إِذا أَجار الـمُجِـيرُ هذه الخَمْر أَعْطَى صاحِـبَها قِدْحاً ليَعْلَموا

أَنه قد أُجِـيرَ، فلا يُتَعَرَّض لها؛ كأَنَّـه ذُهِبَ بالرِّبابِ إِلى رِبابةِ سِهامِ الـمَيْسِر. والأَرِبَّةُ: أَهلُ الـمِـيثاق. قال أَبو ذُؤَيْب:

كانت أَرِبَّـتَهم بَهْزٌ، وغَرَّهُمُ * عَقْدُ الجِوار، وكانوا مَعْشَراً غُدُرا

قال ابن بري: يكون التقدير ذَوِي أَرِبَّتِهِم(1)

(1 قوله «التقدير ذوي إلخ» أي داع لهذا التقدير مع صحة الحمل بدونه.)؛ وبَهْزٌ: حَيٌّ من سُلَيْم؛ والرِّباب: العُشُورُ؛ وأَنشد بيت أَبي ذؤَيب:

ويعطيها الأَمان ربابها

وقيل: رِبابُها أَصحابُها.

والرُّبَّةُ: الفِرْقةُ من الناس، قيل: هي عشرة آلافٍ أَو نحوها، والجمع رِبابٌ.

وقال يونس: رَبَّةٌ ورِبابٌ، كَجَفْرَةٍ وجِفار، والرَّبـَّةُ كالرُّبـَّةِ؛ والرِّبِّـيُّ واحد الرِّبِّـيِّـين: وهم الأُلُوف من الناس، والأَرِبَّةُ مِن الجَماعاتِ: واحدتها رَبَّةٌ. وفي التنزيلِ العزيز: وكأَيِّنْ مِن نَبـيِّ قاتَلَ معه رِبِّـيُّون كثير؛ قال الفراءُ: الرِّبِّـيُّونَ الأُلوف. وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيـى: قال الأَخفش: الرِّبيون منسوبون إِلى الرَّبِّ. قال أَبو العباس: ينبغي أَن تفتح الراءُ، على قوله، قال: وهو على قول الفرّاء من الرَّبَّةِ، وهي الجماعة. وقال الزجاج:

رِبِّـيُّون، بكسر الراء وضمّها، وهم الجماعة الكثيرة. وقيل: الربيون العلماء الأَتقياءُ الصُّـبُر؛ وكلا القولين حَسَنٌ جميلٌ. وقال أَبو طالب: الربيون الجماعات الكثيرة، الواحدة رِبِّـيٌّ. والرَّبَّانيُّ: العالم، والجماعة الرَّبَّانِـيُّون. وقال أَبو العباس: الرَّبَّانِـيُّون الأُلوفُ، والرَّبَّانِـيُّون: العلماءُ. و قرأَ الحسن: رُبِّـيُّون، بضم الراء. وقرأَ ابن عباس: رَبِّـيُّون، بفتح الراءِ.

والرَّبَبُ: الماءُ الكثير المجتمع، بفتح الراءِ والباءِ، وقيل: العَذْب؛ قال الراجز:

والبُرَّةَ السَمْراء والماءَ الرَّبَبْ

وأَخَذَ الشيءَ بِرُبَّانه ورَبَّانِه أَي بأَوَّله؛ وقيل: برُبَّانِه: بجَمِـيعِه ولم يترك منه شيئاً. ويقال: افْعَلْ ذلك الأَمْرَ بِرُبَّانه أَي بِحِدْثانِه وطَراءَتِه وجِدَّتِه؛ ومنه قيل: شاةٌ رُبَّـى.

ورُبَّانُ الشَّبابِ: أَوَّله؛ قال ابن أَحمر:

وإِنَّما العَيْشُ بِرُبَّانِه، * وأَنْتَ، من أَفنانِه، مُفْتَقِر

ويُروى: مُعْتَصِر؛ وقول الشاعر:

(يتبع...)

(تابع... 2): ربب: الرَّبُّ: هو اللّه عزّ وجل، هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه، وله... ...

خَلِـيلُ خَوْدٍ، غَرَّها شَبابُه، * أَعْجَبَها، إِذْ كَبِرَتْ، رِبابُه

أَبو عمرو: الرُّبَّـى أَوَّلُ الشَّبابِ؛ يقال: أَتيته في رُبَّـى شَبابِه، ورُبابِ شَبابِه، ورِبابِ شَبابِه، ورِبَّان شَبابه. أَبو عبيد: الرُّبَّانُ من كل شيءٍ حِدْثانُه؛ ورُبّانُ الكَوْكَب: مُعْظَمُه. وقال أَبو عبيدة: الرَّبَّانُ، بفتح الراءِ: الجماعةُ؛ وقال الأَصمعي: بضم الراءِ.

وقال خالد بن جَنْبة: الرُّبَّةُ الخَير اللاَّزِمُ، بمنزلة الرُّبِّ الذي يَلِـيقُ فلا يكاد يذهب، وقال: اللهم إِني أَسأَلُك رُبَّةَ عَيْشٍ مُبارَكٍ، فقيل له: وما رُبَّةُ عَيْشٍ؟ قال: طَثْرَتَهُ وكَثْرَتُه.

وقالوا: ذَرْهُ بِرُبَّان؛ أَنشد ثعلب:

فَذَرْهُمْ بِرُبّانٍ، وإِلاّ تَذَرْهُمُ * يُذيقُوكَ ما فيهم، وإِن كان أَكثرا

قال وقالوا في مَثَلٍ: إِن كنتَ بي تَشُدُّ ظَهْرَك، فأَرْخِ، بِرُبَّانٍ، أَزْرَكَ. وفي التهذيب: إِن كنتَ بي تشدُّ ظَهْرَكَ فأَرْخِ، مِن

رُبَّـى، أَزْرَكَ. يقول: إِن عَوّلْتَ عَليَّ فَدَعْني أَتْعَبْ، واسْتَرْخِ

أَنتَ واسْتَرِحْ. ورُبَّانُ، غير مصروف: اسم رجل.

قال ابن سيده: أَراه سُمي بذلك.

والرُّبَّـى: الحاجةُ، يقال: لي عند فلان رُبَّـى. والرُّبَّـى: الرَّابَّةُ. والرُّبَّـى: العُقْدةُ الـمُحْكَمةُ. والرُّبَّـى: النِّعْمةُ والإِحسانُ.

والرِّبَّةُ، بالكسرِ: نِبْتةٌ صَيْفِـيَّةٌ؛ وقيل: هو كل ما اخْضَرَّ، في القَيْظِ، مِن جميع ضُروب النبات؛ وقيل: هو ضُروب من الشجر أَو النبت فلم يُحَدَّ، والجمع الرِّبَبُ؛ قال ذو الرمة، يصف الثور الوحشي:

أَمْسَى، بِوَهْبِـينَ، مُجْتازاً لِـمَرْتَعِه، * مِن ذِي الفَوارِسِ، يَدْعُو أَنْفَه الرِّبَبُ

والرِّبَّةُ: شجرة؛ وقيل: إِنها شجرة الخَرْنُوب. التهذيب: الرِّبَّةُ

بقلة ناعمةٌ، وجمعها رِبَبٌ. وقال: الرِّبَّةُ اسم لِعدَّةٍ من النبات، لا

تَهِـيج في الصيف، تَبْقَى خُضْرَتُها شتاءً وصَيْفاً؛ ومنها: الـحُلَّبُ، والرُّخَامَى، والـمَكْرُ، والعَلْقى، يقال لها كلها: رِبَّةٌ.التهذيب: قال النحويون: رُبَّ مِن حروف الـمَعاني، والفَرْقُ بينها وبين كَمْ، أَنَّ رُبَّ للتقليل، وكَمْ وُضِعت للتكثير، إِذا لم يُرَدْ بها الاسْتِفهام؛ وكلاهما يقع على النَّكِرات، فيَخْفِضُها. قال أَبو حاتم: من

الخطإِ قول العامة: رُبَّـما رأَيتُه كثيراً، ورُبَّـما إِنما وُضِعَتْ

للتقليل. غيره: ورُبَّ ورَبَّ: كلمة تقليل يُجَرُّ بها، فيقال: رُبَّ رجلٍ قائم، ورَبَّ رجُلٍ؛ وتدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّتَ رجل، ورَبَّتَ رجل. الجوهري: ورُبَّ حرفٌ خافض، لا يقع إِلاَّ على النكرة، يشدَّد ويخفف، وقد يدخل عليه التاء، فيقال: رُبَّ رجل، ورُبَّتَ رجل، ويدخل عليه ما، ليُمْكِن أَن يُتَكَلَّم بالفعل بعده، فيقال: رُبما. وفي التنزيل العزيز: رُبَّـما يَوَدُّ الذين كفروا؛ وبعضهم يقول رَبَّـما، بالفتح، وكذلك رُبَّتَما ورَبَّتَما، ورُبَتَما وَرَبَتَما، والتثقيل في كل ذلك أَكثر في كلامهم، ولذلك إِذا صَغَّر سيبويه رُبَّ، من قوله تعالى رُبَّـما يودّ، ردَّه إِلى الأَصل، فقال: رُبَيْبٌ. قال اللحياني: قرأَ الكسائي وأَصحاب عبداللّه والحسن: رُبَّـما يودُّ، بالتثقيل، وقرأَ عاصِمٌ وأَهلُ المدينة وزِرُّ بن حُبَيْش: رُبَما يَوَدُّ، بالتخفيف. قال الزجاج: من قال إِنَّ رُبَّ يُعنى بها التكثير، فهو ضِدُّ ما تَعرِفه العرب؛ فإِن قال قائل: فلمَ جازت رُبَّ في قوله: ربما يود الذين كفروا؛ ورب للتقليل؟ فالجواب في هذا: أَن العرب خوطبت بما تعلمه في التهديد. والرجل يَتَهَدَّدُ الرجل، فيقول له: لَعَلَّكَ سَتَنْدَم على فِعْلِكَ، وهو لا يشك في أَنه يَنْدَمُ، ويقول: رُبَّـما نَدِمَ الإِنسانُ مِن مِثْلِ ما صَنَعْتَ، وهو يَعلم أَنَّ الإِنسان يَنْدَمُ كثيراً، ولكنْ مَجازُه أَنَّ هذا لو كان مِـمَّا

يُوَدُّ في حال واحدة من أَحوال العذاب، أَو كان الإِنسان يخاف أَن يَنْدَمَ على الشيءِ، لوجَبَ عليه اجْتِنابُه؛ والدليل على أَنه على معنى التهديد قوله: ذَرْهُم يأْكُلُوا ويَتَمَتَّعُوا؛ والفرق بين رُبَّـما ورُبَّ: أَن رُبَّ لا يليه غير الاسم، وأَما رُبَّـما فإِنه زيدت ما، مع رب، ليَلِـيَها الفِعْلُ؛ تقول: رُبَّ رَجُلٍ جاءَني، وربما جاءَني زيد، ورُبَّ يوم بَكَّرْتُ فيه، ورُبَّ خَمْرةٍ شَرِبْتُها؛ ويقال: ربما جاءَني فلان، وربما حَضَرني زيد، وأَكثرُ ما يليه الماضي، ولا يَلِـيه مِن الغابرِ إِلاَّ ما كان مُسْتَيْقَناً، كقوله تعالى: رُبَـما يَوَدُّ الذين كفروا، ووَعْدُ اللّهِ حَقٌّ، كأَنه قد كان فهو بمعنى ما مَضَى، وإِن كان لفظه مُسْتَقْبَلاً. وقد تَلي ربما الأَسماءَ وكذلك ربتما؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

ماوِيّ ! يا رُبَّتَما غارةٍ * شَعْواءَ، كاللَّذْعَةِ بالمِـيسَمِ

قال الكسائي: يلزم مَن خَفَّف، فأَلقى إِحدى الباءَين، أَن يقول رُبْ

رجل، فيُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدوات، كما تقول: لِـمَ صَنَعْتَ؟ ولِـمْ

صَنَعْتَ؟ وبِـأَيِّمَ جِئْتَ؟ وبِـأَيِّمْ جئت؟ وما أَشبه ذلك؛ وقال: أَظنهم

إِنما امتنعوا من جزم الباءِ لكثرة دخول التاءِ فيها في قولهم: رُبَّتَ رجل، ورُبَتَ رجل. يريد الكسائي: أَن تاءَ التأْنيث لا يكون ما قبلها إِلاَّ مفتوحاً، أَو في نية الفتح، فلما كانت تاءُ التأْنيث تدخلها كثيراً، امتنعوا من إِسكان ما قبل هاءِ التأْنيث، وآثروا النصب، يعني بالنصب: الفتح. قال اللحياني: وقال لي الكسائي: إِنْ سَمِعتَ بالجزم يوماً، فقد أَخبرتك. يريد: إِن سمعت أَحداً يقول: رُبْ رَجُلٍ، فلا تُنْكِرْه، فإِنه وجه القياس. قال اللحياني: ولم يقرأْ أَحد رَبَّـما، بالفتح، ولا رَبَما.

وقال أَبو الهيثم: العرب تزيد في رُبَّ هاءً، وتجعل الهاءَ اسماً مجهولاً لا يُعرف، ويَبْطُل معَها عملُ رُبَّ، فلا يخفض بها ما بعد الهاءِ، وإِذا فَرَقْتَ بين كَمِ التي تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشيءٍ، بطل عَمَلُها؛ وأَنشد:

كائِنْ رَأَبْتُ وَهايا صَدْعِ أَعْظُمِه، * ورُبَّه عَطِـباً، أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ

نصب عَطِـباً مِن أَجْل الهاءِ المجهولة. وقولهم: رُبَّه رَجُلاً،

ورُبَّها امرأَةً، أَضْمَرت فيها العرب على غير تقدّمِ ذِكْر، ثم أَلزَمَتْه التفسير، ولم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّح ما أَوْقَعت به الالتباسَ، ففَسَّروه بذكر النوع الذي هو قولهم رجلاً وامرأَة. وقال ابن جني مرة: أَدخلوا رُبَّ على المضمر، وهو على نهاية الاختصاص؛ وجاز دخولها على المعرفة في هذا الموضع، لـمُضارَعَتِها النَّكِرَة، بأَنها أُضْمِرَت على غير تقدّم ذكر، ومن أَجل ذلك احتاجت إِلى التفسير بالنكرة المنصوبة، نحو رجلاً وامرأَةً؛

ولو كان هذا المضمر كسائر المضمرات لَـمَا احتاجت إِلى تفسيره. وحكى الكوفيون: رُبَّه رجلاً قد رأَيت، ورُبَّهُما رجلين، ورُبَّهم رجالاً، ورُبَّهنَّ نساءً، فَمَن وَحَّد قال: إِنه كناية عن مجهول، ومَن لم يُوَحِّد قال: إِنه ردّ كلام، كأَنه قيل له: ما لكَ جَوَارٍ؟ قال: رُبَّهُنّ جَوارِيَ قد مَلَكْتُ. وقال ابن السراج: النحويون كالـمُجْمعِـينَ على أَن رُبَّ جواب. والعرب تسمي جمادى الأُولى رُبّاً ورُبَّـى، وذا القَعْدةِ رُبَّة؛ وقال كراع: رُبَّةُ ورُبَّـى جَميعاً: جُمادَى الآخِرة، وإِنما كانوا يسمونها بذلك في الجاهلية.

والرَّبْرَبُ: القَطِـيعُ من بقر الوحش، وقيل من الظِّباءِ، ولا واحد

له؛ قال:

بأَحْسَنَ مِنْ لَيْلى، ولا أُمَّ شادِنٍ، * غَضِـيضَةَ طَرْفٍ، رُعْتَها وَسْطَ رَبْرَبِ

وقال كراع: الرَّبْرَبُ جماعة البقر، ما كان دون العشرة.

رعب

ر ع ب: (الرُّعْبُ) الْخَوْفُ. (رَعَبَهُ) يُرْعِبُهُ كَقَطَعَهُ يَقْطَعُهُ (رُعْبًا) بِالضَّمِّ أَفْزَعَهُ وَلَا تَقُلْ: أَرْعَبَهُ. 
ر ع ب : رَعَبْت رَعْبًا مِنْ بَابِ نَفَعَ خِفْتُ وَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْهَمْزَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ رَعَبْتُهُ وَأَرْعَبْتُهُ وَالِاسْمُ الرُّعْبُ بِالضَّمِّ وَتَضُمّ الْعَيْنُ لِلْإِتْبَاعِ وَرَعَبْتُ الْإِنَاءَ مَلَأْتُهُ. 
(رعب)
رعْبًا خَافَ وفزع وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {سنلقي فِي قُلُوب الَّذين كفرُوا الرعب} والوادي امْتَلَأَ بِالْمَاءِ والحمامة رفعت هديلها وشدته وَيُقَال رعبت فِي صَوتهَا وَفُلَانًا خَوفه وأفزعه وأوعده والسنام قطعه والحوض ملأَهُ والسهم كسر رعبه
رعب: أرعب (انظر لين في مادة رعب): خوف، أنزع، أرعب، أذعر، أرهب.
تراعب: جاءت في الدميري مادة زبزب نقلاً عن ابن الأثير (مخطوطة دييز في برلين، رايت).
رُعْبَة: رعب، فزع (فوك).
رعبون = عربون: ما يجعل من الثمن على أن يحسب منه (بوشر).
رعاب: صياح النعامة (بوشر).
الرواعب (جمع): نوع من الحمام (مخطوطة الإسكوريال ص 893).
مَرْعَبَة: اضطراب، بلبلة، شغب (المعجم اللاتيني - العربي).

رعب


رَعَبَ(n. ac. رَعْب
رُعْب)
a. Was frightened, terrified.
b. Frightened, terrified; threatened, menaced.
c. Cooed (pigeon).
d. Filled.
e. Cut into stripes ( camel's hump ).

رَعَّبَa. see I (b) (d), (e).
أَرْعَبَa. see I (b)
إِرْتَعَبَa. see I (a)
رَعْبa. Threat, menace.
b. Enchantment; incantation; spell.

رُعْبa. Fear, terror.
b. (pl.
رِعَبَة), Socket of an arrowhead.
رُعُبa. see 3 (a)
رَاْعِبa. Terrifier; threatener.

رَعِيْبa. Frightened, terrified.
b. Very fat.

رَعَّاْبa. Enchanter, wizard.
b. Bully, blusterer.

رَعْبُوْب (pl.
رَعَاْبِيْ4ُ)
a. Tall, wellformed.
[رعب] نه: نصرت "بالرعب" مسيرة شهر، الرعب: الخوف والفزع، قد أوقع الله الخوف والفزع، قد أوقع الله الخوف في أعدائه فخافوه من مسيرة شهر وفزعوا منه. ومنه ح الخندق: إن الالي "رعبوا" علينا
في رواية، ويروى بغين معجمة، والمشهور: بغوا، من البغي. ك: الرعب بضم راء. ومنه: "فرعبت" منه، بضم راء وكسر عين وللاصيلي بفتح راء وضم عين. ط ومنه: إلا أخذوا "بالرعب" لأن الحاكم إنما يمضي حكمه وأمره في الوضيع والشريف إذا تنزه عن الرشوة فإذا تلطخ بها خاف ورعب.
ر ع ب

هو مرعوب، وقد رعبته رعباً. وفعل ذلك رعباً لا رغباً أي خوفاً لا رغبة. ورجل ترعابه: فروقة. وتقول: هو في السلم تلعابه، وفي الحرب ترعابه. وامرأة رعبوبة: شطبة تارة، ونساء رعابيب.

ومن المجاز: سيل راعب: يرعب بكثرته وسعته وملئه الوادي، ومنه رعبت الحوض. ملأته. وحسيٌ متراعب ومتلقم: واسع يأخذ الماء الكثير الجم. وحمام راعبي: شديد الصوت قوية في تطريبه يروع بصوته أو يملأ به مجاريه، وعندي حمام له ترعيب وتطريب. ورجل رعيب العين ومرعوب العين: جبان ما يبصر شيئاً إلا نزع منه.
[رعب] الرُعْبُ: الخوف. تقول منه: رَعَبْتُهُ فهو مرعوبٌ، إذا أفزعته، ولا تقل أرعبته. والترعابة: الفزوق . والسَنامُ المُرْعَّبُ: المُقَطَّعُ. والرَعيبُ: الذي يقطرُ دَسَماً. والتِرْعيبَةُ، بالكسر: القطعة من السَنامِ. ورَعَبْتُ الحوضَ: ملأتُه. وسيلٌ راعبٌ: يملأ الوادي. قال الشاعر : بذى هيدب أيما الربى تحت ودقه * فيروى وأيما كل وادٍ فَيرْعَب وسَنامٌ رَعيبٌ، أي ممتلئ شحما. والرعبوب: الضعيف الجبان. والرعبوبة من النساء: الشطبة البيضاء. والراعبي: جنس من الحمام، والانثى راعبية.
رعب
الرُّعْبُ: الانقطاع من امتلاء الخوف، يقال:
رَعَبْتُهُ فَرَعَبَ رُعْباً، فهو رَعِبٌ، والتِّرْعَابَةُ:
الفروق. قال تعالى: وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ
[الأحزاب/ 26] ، وقال: سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ [آل عمران/ 151] ، وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً
[الكهف/ 18] ، ولتصوّر الامتلاء منه قيل: رَعَبْتُ الحوص: ملأته، وسيل رَاعِبٌ: يملأ الوادي، وباعتبار القطع قيل: رَعَبْتُ السّنام: قطعته. وجارية رُعْبُوبَةٌ: شابّة شطبة تارّة ، والجمع الرَّعَابِيبُ.
رعب
رَعَبْتُه رَعْباً ورُعْباً ورُعُباً: خَوَّفْتَه، فارْتَعَبَ. والتِّرْعابَةُ: الفَرُوْقَة. وهو رَعِيْبُ العَيْنِ ومَرْعُوْبُها: يُقال في الجَبَانِ والشُّجَاع بِمنزِلةِ الهَيُوْب.
والرَّعْبُ: اللَّؤْمُ. والتَّرْعِيْبُ والرَّعْبُ جميعاً: تَقْطِيْعُ السَّنَام. والقِطْعَةُ منه: رَعْبُوْبَة. ورَعَّبْتُ السَّهْمَ: أصْلحْتَ رُعْبَه: وهو رُعْظُه. ورَعَبْتُه - بالتَّخْفيف -:كَسَرْتَ رُعْبَه. وجَمْعُ الرُّعْبِ: الرِّعَبَة. والمُرَعِّبُ: المُمْتلِيءُ سِمَناً. وكذلك المُرَعْبِبُ. ومنه أُخِذَتِ الرُّعْبُوْبَةُ من النِّساء: وهي الشَّطْبَةُ المُرْتَجَّةُ سِمَناً. والرُّعْبُ: القِصَارُ من الرِّجال، والواحِدُ: رَعِيْبٌ وأرْعَب. وسَيْلٌ راعِبٌ: يَمْلأَ الواديَ: ومنه: حِسّيٌ مُتَرَاعِبٌ: أي واسِعٌ لا يَمْلأه شَيْءٌ.
وحَمَامَةٌ راعِبِيَّةٌ: شَديدةُ الرَّعْبِ وهو الصَّوْتُ؛ أو نُسِبَ إلى موضِعٍ.
رعب
رعَبَ يَرعَب، رُعْبًا ورَعْبًا، فهو راعب، والمفعول مرعوبٌ (للمتعدِّي)
• رعَب الشَّخصُ: خاف وفزِع.
• رعَب فلانًا: خوَّفه وأفزعه "رعَبه صوتُ الانفجار- رعَب الذئبُ فلانًا- {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} ". 

أرعبَ يُرعب، إرعابًا، فهو مُرعِب، والمفعول مُرعَب
• أرعب العدوَّ: رعبَه؛ خوَّفه وأفزعه "أرعبته أصوات الصُّراخ المفاجئة- مشهدٌ مُرعِبٌ". 

ارتعبَ يرتعب، ارتعابًا، فهو مُرتَعِب
• ارتعب الشَّخصُ: خاف وفزع "ارتعب الطفل من صوت طائرة". 

رعَّبَ يُرعِّب، ترعيبًا، فهو مُرعِّب، والمفعول مُرعَّب
• رعَّب خَصْمَه: رعَبه؛ خوَّفه وأفزعه "رعَّب المدخِّنَ من مغبَّة التدخين". 

رَعْب [مفرد]: مصدر رعَبَ. 

رُعْب [مفرد]: مصدر رعَبَ ° فعل ذلك رُعْبًا لا رُغْبًا: خوفًا لا رغبة. 
(ر ع ب)

الرُّعْبُ والرُّعُب: الْفَزع. رَعَبَه يَرْعَبُه رُعْبا فَهُوَ مَرْعُوبٌ ورَعِيبٌ.

ورَعَّبه تَرْعِيبا وتَرْعابا فَرَعَبَ رُعْبا وارْتَعب والتِّرْعابَةُ: الفروقة من كل شَيْء.

ورَعَب الشَّيْء يَرْعَبُه رَعْبا: ملأَهُ، ورَعَبَ السَّيْل الْوَادي يَرْعَبُه: ملأَهُ، وَهُوَ مِنْهُ قَالَ:

بِذِي هَيْدَبٍ أْيما الرُّبا تَحْتَ وَدْقِه ... فَتْرَوى وأْيما كُلُّ وَادٍ فَيَرْعَبُ

ورَعَّبَتِ الْحَمَامَة: رفعت هديلها وشدته، وحمامة رَاعِبِيَّةٌ: تُرَعِّبُ فِي صَوتهَا، جَاءَ على لفظ النّسَب وَلَيْسَ بِهِ، وَقيل هُوَ نسب إِلَى مَوضِع لَا أعرف صِيغَة اسْمه.

ورَعَبَ السنام وَغَيره يرْعَبُه، ورَعَّبَه قطعه، والتَّرْعِيبَةُ الْقطعَة مِنْهُ، وَالْجمع تَرْعِيبٌ وَقيل التَّرْعِيبُ: السنام المقطع شطائب مستطيلة، وَهُوَ اسْم لَا مصدر، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: التَّرْعيبَ فِي التَّرعِيب على الإتباع وَلم يحفل بالساكن لِأَنَّهُ حاجز غير حُصَيْن.

والرُّعبُوبَة كالتَّرْعيبة.

وَجَارِيَة رُعْبوبَةٌ ورُعْبُوبٌ ورِعْبِيبٌ: شطبة تَارَة، الْأَخِيرَة عَن السيرافي، وَقيل: هِيَ الْبَيْضَاء الْحَسَنَة الرّطبَة الحلوة وَالْجمع رعابيب قَالَ حميد: رَعابِيبُ بِيضٌ لَا قِصَارٌ زَعانِفٌ ... وَلَا قَمِعاتٌ حُسْنُهُنَّ قَرِيبُ

أَي لَا تستحسنها إِذا بَعدت عَنْك، وَإِنَّمَا تستحسنها عِنْد التَّأَمُّل، لدمامة قامتها وَقيل: هِيَ الْبَيْضَاء فَقَط، وَقَالَ اللحياني: هِيَ الْبَيْضَاء الناعمة.

والرُّعُبوبَةُ: الطَّوِيلَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وناقة رُعْبوبَة ورُعْبُوبٌ: خَفِيفَة طياشة. قَالَ عبيد بن الأبرص:

إذَا حَرَّكَتْها السَّاقُ قُلْتَ نعامَةٌ ... وإنْ زُجِرَتْ يَوْما فليستْ بِرُعْبُوبِ

والرَّعَبُ: رقية من السحر ورَعَبَ الرَّاقي يَرْعَبُ رَعْبا.

وَرجل رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ، من ذَلِك.

والأرْعَبُ: الْقصير، وَهُوَ الرَّعيبُ أَيْضا، وَجمعه رُعُبٌ ورُعْبٌ. قَالَت امْرَأَة:

إنيَ لأهْوَى الأطْوَلِينَ الغُلْبا ... وأُبْغِضُ المُشَيَّبِينَ الرُّعْبا

والرَّعْباءُ: مَوضِع، وَلَيْسَ بثبت.

رعب: الرُّعْبُ والرُّعُبُ: الفَزَع والخَوْفُ.

رَعَبَه يَرْعَبُه رُعْباً ورُعُباً، فهو مَرْعُوبٌ ورَعِـيبٌ: أَفْزَعَه؛ ولا تَقُلْ: أَرْعَبَه ورَعَّبَه تَرْعِـيباً وتَرْعاباً، فَرَعَب رُعْباً، وارْتَعَبَ فهو مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ. وفي الحديث: نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسيرةَ شَهرٍ؛ كان أَعداءُ النبـيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، قد أَوْقَعَ اللّهُ في قلوبِهمُ الخَوْفَ منه، فإِذا كان بينَه وبينَهم مَسِـيرَةُ شَهْرٍ، هابُوه وفَزِعُوا منه؛ وفي حديث الخَنْدَق:

إِنَّ الأُولى رَعَّبُوا عَلَيْنا

قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في رواية، بالعين المهملة، ويروى بالغين المعجمة، والمشهورُ بَغَوْا من البَغْيِ، قال: وقد تكرر الرُّعْب في الحديث.والتِّرْعابةُ: الفَرُوقة من كلِّ شيءٍ. والـمَرْعَبة: القَفْرة الـمُخِـيفة، وأَن يَثِب الرجُلُ فيَقْعُدَ بجَنْبِـكَ، وأَنتَ عنه غافِلٌ، فتَفْزَعَ.

ورَعَبَ الـحَوْضَ يَرْعَبُه رَعْباً: مَلأَه. ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ يَرْعَبُه: مَلأَه، وهُو منه.

وسَيْلٌ راعِبٌ: يَمْـَلأُ الوادِيَ؛ قال مُلَيْحُ بنُ الـحَكَم الـهُذَلي:

بِذِي هَيْدَبٍ، أَيْمَا الرُّبى تحتَ وَدْقِه، * فتَرْوى، وأَيْمَا كلُّ وادٍ فيَرْعَبُ

ورَعَبَ: فِعْلٌ مُتَعَدٍّ، وغيرُ متعدٍّ؛ تقول: رَعَبَ الوادي، فهو

راعِبٌ إِذا امْتَلأَ بالماءِ؛ ورَعَبَ السَّيْلُ الوادِيَ: إِذا مَـَلأَهُ، مِثْلُ قَولِهم: نَقَصَ الشيءُ ونَقَصْتُه، فمن رواه: فيَرْعَبُ، بضم لام

كلّ، وفتح ياءِ يَرْعَب، فمعناه فيَمْتَلِـئُ؛ ومن رَوَى: فيُرْعَب، بضم الياء، فمعناه فيُمْلأُ؛ وقد رُوِيَ بنصب كلٍّ، على أَن يكونَ مفعولاً مقدَّماً لِـيَرْعَبُ، كقولك أَمـَّا زيداً فضَرَبْت، وكذلك أَمـّا كلّ وادٍ فيَرْعَب؛ وفي يَرْعَبُ ضميرُ السَّيْلِ والمطَرِ، وروي فيُرْوِي، بضم الياءِ وكسر الواو، بدل قوله فتَرْوَى، فالرُّبى على هذه الرواية في موضع نصب بيُرْوِي، وفي يُرْوي ضميرُ السَّيْل أَو المطَر، ومَن رواه فتَرْوَى رَفَع الرُّبى بالابتداءِ وتَرْوَى خَبره.

والرَّعِـيبُ: الذي يَقْطُر دَسَماً.

ورَعَّبَتِ الحمامةُ: رَفَعَت هَديلَها وشَدَّتْه.

والرَّاعِـبـيُّ: جِنْسٌ من الـحَمَامِ. وحَمامةٌ راعِـبِـيَّة: تُرَعِّبُ في صَوْتِها تَرْعِـيباً، وهو شِدّة الصوت، جاءَ على لفظِ النَّسَب،

وليس به؛ وقيلَ: هو نَسَبٌ إِلى موضِـعٍ، لا أَعرِفُ صِـيغة اسمِه. وتقول: إِنه لشَدِيدُ الرَّعْبِ؛ قال رؤبة:

ولا أُجِـيبُ الرَّعْبَ إِن دُعِـيتُ

ويُرْوى إِنْ رُقِـيتُ. أَراد بالرَّعْب: الوعيد؛ إِن رُقِـيتُ، أَي

خُدِعْتُ بالوعيدِ، لمْ أَنْقَدْ ولم أَخَفْ.

والسَّنامُ الـمُرَعَّبُ: الـمُقَطَّع.

ورَعَب السَّنامَ وغيرَهُ، يَرْعَبُه، ورَعَّبَه: قَطَعَه. والتِّرعِـيبةُ، بالكسر: القِطْعَةُ منه، والجمعُ تِرْعِـيبٌ؛ وقيل: التِّرْعِـيبُ السنامُ الـمُقَطَّع شَطَائِبَ مُسْتَطِـيلَةً، وهو اسمٌ لا مَصدر. وحكى سيبويه: التِّرْعِـيبَ في التَّرعِـيبِ، على الإِتباعِ، ولم يَحْفِلْ بالساكِنِ لأَنه حاجِزٌ غيرُ حَصِـينٍ.

وسَنامٌ رَعِـيبٌ أَي مُمْـتَلِـئٌ سَمِـينٌ. وقال شمر: تَرْعِـيبُه ارتِجاجُه وسِمَنُه وغِلَظُه، كأَنه يَرْتَجُّ من سِمَنِه.

والرُّعْبُوبَة: كالتِّرْعِـيبةِ، ويقال: أَطْعَمَنا رُعْبُوبةً من سَنامٍ عندَه، وهو الرُّعْبَبُ. وجاريةٌ رُعْبوبةٌ ورُعْبوبٌ ورِعْبيبٌ: شَطْبة تارَّةٌ، الأَخيرة عن السيرافي من هذا، والجمع الرَّعابِـيبُ؛ قال حُمَيْد:

رَعابِـيبُ بِـيضٌ، لا قِصارٌ زَعانِفٌ، * ولا قَمِعات، حُسْنُهُنَّ قَرِيبُ

أَي لا تَسْتَحْسِنُها إِذا بَعُدَتْ عَنْك، وإِنما تَسْتَحْسِنُها عند التأَمـُّلِ لدَمامَة قامتِها؛ وقيل: هي البيضاءُ الـحَسَنةُ، الرَّطْبة الـحُلْوة؛ وقيل: هي البيضاءُ فقط؛ وأَنشد الليث:

ثُمَّ ظَلِلْنا في شِواءٍ، رُعْبَبُه * مُلَهْوَجٌ، مِثل الكُشَى نُكَشِّبُهْ

وقال اللحياني: هي البيضاءُ الناعمة. ويقال لأَصلِ الطلعة: رُعْبوبة أَيضاً. والرُّعْبُوبة: الطويلة، عن ابن الأَعرابي. وناقة رُعْبوبة ورُعْبوبٌ: خفيفة

طَيَّاشة؛ قال عبيد بن الأَبرص:

إِذا حَرَّكَتْها الساقُ قلت: نَعامَةٌ، * وإِن زُجِرَتْ، يوماً، فلَيْسَتْ برُعْبُوبِ

والرُّعْبوبُ: الضعِـيفُ الجبان.

والرَّعْب: رُقْيةٌ من السِّحْر، رَعَبَ الرَّاقي يَرْعَب رَعْباً.

ورجلٌ رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ من ذلك.

والأَرْعَبُ: القَصِـيرُ، وهو الرَّعيبُ أَيضاً، وجَمْعُه رُعُبٌ

ورُعْبٌ؛ قالت امرأَة:

إِني لأَهْوَى الأَطْوَلِـين الغُلْبَا، * وأُبْغِضُ الـمُشَيَّبِـينَ الرُّعْبا

والرَّعْباءُ: موضِعٌ، وليس بثَبَتٍ.

رعب

1 رَعَبَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. رُعْبٌ (K, TA) and رُعُبٌ, or the latter of these is a simple subst., (TA,) or each of them is a simple subst., (Msb, TA,) and the inf. n. is رَعْبٌ; (Msb;) and رَعُبَ; and رُعِبَ, like عُنِىَ; both mentioned by 'Iyád and Ibn-Kurkool, and the last by ISk also; (TA;) and ↓ ارتعب; (K;) He feared; he was afraid or frightened or terrified: (Msb, K, TA:) or his bosom and heart were filled with fear: or he feared in the utmost degree; was in a state of the utmost terror. (TA.) b2: رَعَبَ said of a valley, [like زَعَبَ,] aor. ـَ (assumed tropical:) It became filled with water. (L.) b3: رَعَبَتِ الحَمَامَةٌ, aor. ـَ and ↓ رعّبت, (K,) inf. n. تَرْعِيبٌ; (A, TA;) (tropical:) The pigeon raised, and poured forth loudly, or vehemently, its cooing cry. (A, * K, TA.) You say ↓ حَمَامٌ لَهُ تَرْعِيبٌ (tropical:) Pigeons, or a pigeon, having a loud, or vehement, cooing. (A.) b4: And رَعَبَ, aor. ـَ [inf. n. رَعْبٌ,] (assumed tropical:) He composed, or uttered, rhyming prose. (K.) A2: رَعَبَهُ, (S, A, Msb, K,) aor. ـْ (A, K,) inf. n. رَعْبٌ (A, MA) and رعّيهُ, (MA,) He caused him, or made him, to fear, or be afraid; frightened, or terrified, him: (S, A, Msb, K:) or he filled his bosom and heart with fear: or he put him in the utmost fear, or terror: (TA:) and ↓ تَرْعِيبٌ signifies the same, (Lb, K,) inf. n. تَرْعَابٌ and ارعبهُ; (K;) and so does ↓ رَعَبَ, accord. to Ibn-Talhah El-Ishbeelee, and Ibn-Hishám El-Lakhmee, and Fei in the Msb; but this is disallowed by IAar and Th and J. (TA.) b2: [Hence,] رَعْبٌ, aor. ـَ [inf. n. رَعْبٌ,] signifies also He threatened. (K, * TA.) b3: Also, aor. ـَ (K,) inf. n. رَعْبٌ, (TA,) He charmed, or fascinated, by magical enchantment [or by the eye] or otherwise. (K, * TA.) b4: Also, [like زَعَبَ,] (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. رَعْبٌ, (TA,) (tropical:) He filled (S, A, Msb, K) a watering-trough, or tank, (S, A,) or a vessel: (Msb:) and it (a torrent) filled a valley. (L, TA.) A3: رَعَبَهُ, (K,) aor. ـَ (TA,) also signifies He cut it [into pieces, or long pieces, or slices, (see تِرْعِيبَةٌ, below,)], namely, a camel's hump, or other thing; and so ↓ رعّبهُ, (K, TA,) inf. n. تَرْعِيبٌ. (TA.) b2: And He broke its (an arrow's) رُعْب [q. v.]. (K.) 2 رَعَّبَ as an intrans. v.: see 1, in two places. b2: The inf. n., تَرْعِيبٌ, as relating to a camel's hump, accord. to Sh, signifies Its shaking, or quivering, and being fat and thick; as though it shook, or quivered, by reason of its fatness: but it is otherwise explained [as a subst. properly speaking] below. (TA.) A2: رَعَّبَهُ, inf. n. as above, and, in one sense, تَرْعَابٌ also: see 1, in two places.

A3: Also, inf. n. تَرْعِيبٌ, He repaired its (an arrow's) رُعْب [q. v.]. (K.) 4 أَرْعَبَ see 1.8 إِرْتَعَبَ see 1, first sentence.

رَعْبٌ an inf. n. of 1, in senses pointed out above. (M, A, Msb, TA.) b2: A threat, or threatening. (K.) b3: A charm or charming, or a fascination or fascinating, by magical enchantment [or by the eye] or otherwise. (K.) b4: (assumed tropical:) A rhyming prose of the Arabs. (K.) رُعْبٌ (S, A, Msb, K) and ↓ رُعُبٌ, (A, Msb, K,) both said to be inf. ns., (TA,) or the former is an inf. n. of رَعَبَ as intrans. (K, TA) or as trans., (A, MA,) and the latter is a simple subst., (TA,) or each of them is a simple subst., (Msb, TA,) Fear, fright, or terror: (S, A, Msb, K:) or fear that fills the bosom and heart; as Er-Rághib and Z have indicated, following Aboo-'Alee and IJ: or the utmost fear or terror. (TA.) One says, فَعَلَ ذٰلِكَ رُعْبًا لَا رُغْبًا He did that from fear, not from desire. (A.) A2: Also the former, The socket of the head of an arrow; the part into which the head enters, over which are the twists of sinew; syn. رُعْظٌ: pl. رِعَبَةٌ. (K.) رُعُبٌ: see the next preceding paragraph.

رُعْبَبٌ: see رُعْبُوبَةٌ, last sentence.

رُعْبُبٌ: see تِرْعِيبَةٌ.

رُعْبوبٌ: see رَعِيبٌ, in two places: b2: and see also رُعْبُوبَةٌ.

رِعْبِيبٌ: see what next follows.

رُعْبُوبَةٌ (S, A, K) and ↓ رُعْبُوبٌ (K) and ↓ رِعْبِيبٌ (Seer, K) A woman, (S, A,) or a girl, or young woman, (K,) Tall, and well-formed; soft, thinskinned, and plump; (S, * A, K;) or (A, K) white, or fair; (S, A, K;) goodly, or beautiful; sweet; and tender: (A, K:) or only white, or fair: (TA:) or soft, or tender: (IAar, Lh, K:) and the first, tall: (TA:) pl. رَعَابِيبٌ. (A, TA.) b2: Also, (K,) or the first and second, (TA,) applied to a she-camel, Restless, or unsteady; (K, TA;) light, or active, brisk, lively, or sprightly. (TA.) b3: For another meaning of the first, see تِرْعِيبَةٌ. b4: Also the first, The base, or lower part, (أَصْل,) of the طَلْعَة [i. e. either the spathe, or the spadix, of a palm-tree]; and so ↓ رُعْبَبٌ. (K.) رَعِيبٌ Afraid, or frightened, or terrified: (K:) [or filled with fear: or in a state of the utmost fear or terror: (see 1:)] and so ↓ مَرْعُوبٌ, (S, K,) and ↓ مُرَعَّبٌ, and ↓ مُرْتَعِبٌ: (TA:) and ↓ رُعْبُوبٌ signifies [the same; or] weak and cowardly. (S, K.) [Hence,] رَجُلٌ رَعِيبُ العَيْنِ and ↓ مَرْعُوبُهَا and ↓ رُعْبُوبُهَا (tropical:) A cowardly man, who sees nothing without being frightened. (A.) [رَغِيبُ العَيْنِ has a different meaning: see art رغب.] b2: Also Fat, as an epithet; (K;) dripping with grease: (S, K:) and so ↓ مُرَعْبِبٌ. (K.) And applied to a camel's hump as meaning Full and fat. (S.) b3: And Short; as also ↓ أَرْعَبُ: pl. [of the former]

رُعُبٌ and [of the latter] رُعْبٌ. (TA.) رَعَّابٌ: see what next follows.

رَاعِبٌ and ↓ رَعَّابٌ, [but the latter is an intensive epithet, or denotes habit, or frequency,] One who threatens; a threatener. (K, * TA.) b2: One who charms, or fascinates, by magical enchantment [or by the eye] or otherwise. (K, * TA.) b3: One who composes, or utters, the rhyming prose termed رَعْبٌ. (K, TA.) b4: Also the former (راعب), A torrent that fills the valley: (S:) or (tropical:) that frightens by its abundance and its width and its filling the valley. (A.) It is applied also to rain. (TA.) And A valley filled with water. (L.) حَمَامٌ رَاعِبِىٌّ, (S, A,) or رَاعِبِيَّةٌ, (K,) [or] the latter is the fem. form of the epithet, (S,) A certain kind of pigeons; (S;) accord. to the K, from a land called رَاعِبٌ [in the CK رَعِبٌ]; but this land is unknown, and is not mentioned by El-Bekree nor by the author of the Marásid; and in the Mj and other old works, الحَمَامَةُ الرَّاعِبِيَّةُ is expl. as meaning (assumed tropical:) the pigeon that is loud, or strong, in its cry, or voice: so says MF; and this is the truth: in the L it is said, الرَّاعِبِىُّ, meaning a kind of wild pigeons, or doves, has the form of a rel. n., but is not such; or, as some one says, is a rel. n. from a place of the name whereof I know not the form: in the A it is said that حَمَامٌ رَاعِبِىٌّ means a pigeon that cooes loudly, or vehemently, exciting admiration by its voice, or filling with it the passages thereof. (TA.) أَرْعَبُ: see رَعِيبٌ.

تِرْعَابٌ: see تِرْعَابَةٌ.

تِرْعِيبٌ and تَرْعِيبٌ: see تِرْعِيبَةٌ.

تِرْعَابَةٌ, (S, A, K,) in the Mj, and in [some of] the copies of the S, ↓ تِرْعَابٌ, without ة, (TA,) Very fearful: (S:) or most exceedingly fearful (A, K, TA) of everything. (TA.) You say, هُوَ فِى السِّلْمِ تَلْعَابَةٌ وَفِى الحَرْبِ تِرْعَابَةٌ [He is in peace most exceedingly playful, and in war most exceedingly fearful]. (A.) تِرْعِيبَةٌ A piece of a camel's hump; (S, K;) as also ↓ رُعْبُوبَةٌ (K) and ↓ رُعْبُبٌ: (TA:) pl. ↓ تِرْعِيبٌ; (K;) or rather, accord. to AHei, this is a coll. gen. n.: (MF, TA:) it is also pronounced ↓ تَرْعِيبٌ; (Sb, AHei;) and is said to signify a camel's hump cut into long pieces, or slices: it is a subst. [properly so termed], not an inf. n.: (TA:) and its ت is shown to be augmentative by the fact that there is no [undisputed] word of the measure فَعْلِيلٌ, with fet-h [to the ف]. (MF, TA.) مَرْعَبَةٌ A frightful قَفْرَة [or desert destitute of herbage and of water]. (K. [In the CK and TA, قَفْزَة is erroneously put for قَفْرَة.]) b2: Also A person's springing, or leaping, [towards another,] and seating himself by the other's side, so as to cause the latter, not being aware, to be frightened. (K. [From its measure, it seems to be a simple subst., not an inf. n., signifying this action as being A cause of fear.]) مُرَعَّبٌ: see رَعِيبٌ.

A2: Also A camel's hump cut into pieces, (S, TA,) or into long pieces, or slices. (TA.) مُرَعْبِبٌ: see رَعِيبٌ.

مَرْعُوبٌ: see رَعِيبٌ, in two places.

مُرْتَعِبٌ: see رَعِيبٌ.
رعب
: (الرُّعْبُ بالضَّمِّ) أَوْرَدَه الجوهريّ، وابنُ القَطّاعِ، والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ فارسٍ (وبِضَمَّتَيْنِ) هُمَا لُغَتَانِ، الأَصْلُ الضَّمُّ والسُّكُونُ تَخْفِيفٌ، وقيلَ بالعَكْسِ والضَّمُّ إِتْبَاعٌ، وقِيلَ: الأَوَّلُ مَصْدَرٌ وَالثَّانِي اسْمٌ، وقِيلَ: كِلاِهُمَا مَصْدَرٌ وأَشَارَ شيخُنَا فِي شرح نَظْمِ الفَصْيحِ إِلى تَرْجِيحِ الضَّمِّ، لاِءَنَّهُ أَكْثَرُ فِي المَصَادِرِ دُونَ مَا هُوَ بِضَمَّتَيْنِ (: الفَزَعُ) والخَوْفُ، وقِيلَ: هُوَ الخَوف الَّذِي يَمْلاً الصَّدْرَ والقَلْب، أَشَار لَهُ الرَّاغِبُ والزمخشريُّ تَبَعاً لاِءَبِي عَلِيَ وابنِ جِنِّي، وَقيل إِنَّ الرُّعْبَ: أَشَدُّ الخَوْفِ. (رَعَبَهُ كَمَنَعَهُ) يَرْعَبُهُ رُعْباً ورُعُباً (: خَوَّفَهُ، فَهُوَ مَرْعُوبٌ وَرَعِيبٌ) (وَلاَ تَقُلْ: أَرْعَبُه) ، قالَه ابنُ الأَعرابيّ فِي (نوادِرِه) وثعلبٌ فِي (الفَصِيحِ) ، وإِيَّاهُمَا تَبِعَ الجوهريُّ وكَفَى بهما قُدْوَةً، وحَكَى ابنُ طَلْحَةَ الإِشْبِيلِيُّ، وابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيُّ والفَيُّومِيّ فِي الْمِصْبَاح جَوَازَه، على مَا حَكَاهُ شيخُنا (كَرَعَّبَهُ تَرْعِيباً وتَرْعَاباً) بالفَتْحِ (فَرَعَبَ كَمَنَع رُعْباً بالضَّمِّ) ورُعُباً بِضَمَّتَيْنِ، نَقله مَكِّيٌّ فِي (شرح الفصيح) ، (وارْتَعَبَ) ، فَهُوَ مُرَعَّبٌ ومُرْتَعِبٌ أَي فَزِعٌ، ورَعُبَ كَكَرُمَ فِي رِوَايَةِ الأَصِيلِيِّ فِي حَدِيث بَدْءِ الوَحْيِ، ورُعِبَ كَعُنِيَ، حَكَاهَا ابنُ السكْيت، وحكاهما عِيَاضٌ فِي (المشارِق) ، وابنْ قَرْقُول فِي (المَطَالع) ، وَقَالَ أَبُو جَعفَرٍ اللَّبْلِيُّ: رَعَبْتُهُ أَيْ أَخَفْتُه وأَفْزَعْتُه، وَفِي الحَدِيث (نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ) .
(والتِّرْعَابَةُ، بالكَسْرِ: الفَرُوقَةُ) من كلِّ شيءٍ، وَالَّذِي فِي (الصِّحَاح) و (المُجْمَل) بغيرِ هاءٍ، وَمن سجعات الأَساس: هُوَ فِي السَّلْمِ تِلْعَابَة، وَفِي الحَرْب تِرْعَابَة.
(و) من المجازِ (رَعَبَهُ) أَي الحَوْضَ (كَمَنَعَهُ يَرْعَبُهُ رَعْباً (: مَلأَهُ) ، ورَعَبَ السَّيْلُ الوَادِيَ يَرْعَبُهُ: مَلأَعُ، وَهُوَ مِنْهُ، وسَيْلٌ رَاعِبٌ: يَمْلأُ الوَادِيَ، قَالَ مُلَيْحُ بنُ الحَكَمِ الهُذَلِيُّ:
بِذِي هَيْدَبٍ أَيْمَا الرُّبَا تَحْتَ وَدْقِهِ
فَتَرْوَى وأَيْمَا كُلَّ وَادٍ فَيَرْعَبُ وقَرَأْتُ فِي أَشْعَارِ الهذليين لأَبي ذُؤيب لما نَزَل على سادِنِ العُزَّى:
يُقَاتِلُ جُوعَهُمْ بِمُكَلَّلاَتٍ
مِنَ الفُرْنِيِّ يَرْعَبُهَا الجَمِيلُ
قَالَ أَبُو مهر: مُكَلَّلاتٌ: جِفَانٌ قد كُلِّلَتْ بالضَّحْمِ، يَرْعَبُهَا: يَمْلَؤُهَا، يُقَال: أَصَابَهُمْ مَطَرٌ رَاعِبٌ، والجَمِيلُ: الشَّحْمُ والوَدَكُ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : رَعَبَ فِعْلٌ مُتَعَدِّ وغَيْرُ مُتَعَدِّ، تقولُ: رَعَبَ الوَادِي فَهُوَ رَاعِبٌ إِذَا امْتَلأَ بالمَاءِ، وَرَعَبَ السَّيْلُ الوَادِيَ إِذَا مَلاَءَهُ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: نَقَصَ الشَّيْءُ ونَقَصْتُه، فمَنْ رَوَاهُ: فَيَرْعَبُ فمَعْنَاهُ فَيَمْتَلِيءُ، ومَنْ رَوَى فَيُرْعَبُ بالضَّمِّ فمَعْنَاهُ فَيُمْلأُ، ومَنْ رَوَى فَيُرْعَبُ بالضَّمِّ فمَعْنَاهُ فَيُمْلأُ، وَقد رُوِيَ بِنَصْبِ (كُلّ) علَى أَنْ يكونَ مَفْعُولا مقدَّماً ليَرْعَبُ أَيْ أَمَّا كلَّ وَادٍ فَيَرْعَبُ، وَفِي يَرْعَبُ ضَمِيرُ السَّيْلِ أَو المَطَرِ.
(و) رَعَبَتِ (الحَمَامَةُ: رَفَعَتْ هَدِيلَهَا وشَدَّتْهُ: و) رَعَبَ (السَّنَامَ وغَيْرَهُ) يَرْعَبُه (: قَطَعَه، كَرَعَّبَهُ) تَرْعِيباً (فيهِمَا، والتِّرْعِيبَةُ بالكَسْرِ: القِطْعَةِ مِنْهُ) : والسَّنَامُ المُرَعَّبُ: المُقَطَّع (ج تِرْعِيبٌ) وقِيلَ: التِّرْعِيبُ: السَّنَامُ المُقَطَّعُ شَطَائِبَ مُسْتَطِيلَةً، وَهُوَ اسمٌ لَا مصدَرٌ، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: التِّرْعِيبَ فِي التَّرْعِيبِ عَلَى الإِتْبَاعِ وَلم يَحْفِلْ بِالسَّاكِنِ، لأَنه حاجِزٌ غيرُ حَصِينٍ، قَالَ شيخُنا: وصرَّح الشيخُ أَبو حيّانَ بأَنَّ التاءَ فِي التَّرْعِيبِ زائدةٌ، وَهُوَ قِطَعُ السَّنَامِ، وَمِنْهُم من يَكْسِرُ إِتْبَاعاً قَالَ:
كأَنَّ تَطَلُّعَ التَّرْعِيبِ فِيهَا
عَذَارَى يَطَّلِعْنَ إِلى عَذَارَى
قَالَ: ودَلِيلُ الزِّيَادَةِ فَقْدُ فَعْلِيلٍ بالفَتْحِ، قَالَ: ثُمَّ قَوْلُ أَبِي حَيَّانَ: وهُوَ قِطَعٌ، صريحٌ فِي أَنَّه اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيّ كنظائره، فإِطلاقُ الجمعِ عَلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ مجازٌ، انْتهى، وَقَالَ شَمرٌ: تَرْعِيبُهُ: ارْتِجَاجُهُ، وسِمَنُه، وغِلَطُه، كأَنَّه يَرْتَجُّ مِنْ سِمَنِه (كالرُّعْبُوبَةِ) فِي مَعْنَاهُ، يُقَال: أَطْعَمَنَا رُعْبُوبَةً مِنْ سَنَامٍ وَهُوَ الرُّعْبَبُ أَيْضاً.
(وجارِيَةٌ رُعْبُوبَةٌ ورُعْبُوبٌ) بضمِّها لِفَقْدِ فَعْلُولٍ بالفَتحِ، (ورِعْبِيبٌ بالكَسْرِ) الأَخِيرَةُ عَن السِّيرَافِيّ (: شَطْبَةٌ تَارَّةٌ، أَوْ بَيْضَاءُ حَسَنَةٌ رَطْبَة حُلْوَةٌ) وقيلَ: هِيَ البَيْضَاءُ فَقطْ، وأَنْشَدَ الليثُ:
ثُمَّ ظَلِلْنَا فِي شِوَاءٍ رُعْبَبُهْ
مُلَهْوَجٍ مِثْلِ الكُشَى نُكَشِّبُهْ
والرُّعْبُوبَةُ: الطَّوِيلَةُ، عنِ ابنِ الأَعْرَابيّ، والجَمْعُ: الرَّعَابِيبُ، قَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
رَعَابِيبُ بِيضٌ لاَ قِصَارٌ زَعَانِفٌ
وَلاَ قَمِعَاتٌ حُسْنُهُنَّ قَرِيبُ
أَي لَا تَسْتَحْسِنُهَا إِذَا بَعُدَت عَنْكَ وإِنَّمَا تَسْتَحْسِنُهَا عندَ التأَمُّلِ لِدَمَامَةِ قَامَتِهَا، (أَوْ) بَيْضَاءُ (نَاعِمَةٌ) قَالَه اللِّحْيَانيّ (و) الرُّعْبُوبَةُ والرُّعْبُوبُ (مِنَ النُّوقِ: طَيَّاشَةٌ) خَفِيفَةٌ، قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرَصِ)
إِذَا حَرَّكَتْهَا السَّاقُ قُلْتَ نَعَامَةٌ
وإِنْ زُجِرَتْ يَوْماً فَلَيْسَتْ بِرُعْبُوبِ
(والرَّعْبُ: الرُّقْيَةُ مِنَ السِّحْرِ وغَيْرِه) رَعَبَ الرَّاقِي يَرْعَبُ رَعْباً، ورَجُلٌ رَعَّابٌ: رَقَّاءٌ، مِنْ ذَلَكَ (و) الرَّعْبُ (: الوَعِيدُ) يُقَال: إِنَّهُ لَشَدِيدُ الرَّعْبِ، قَالَ رُؤبة:
وَلاَ أُجِيبُ الرَّعْبَ إِنْ دُعِيتُ
ويُرْوَى: (إِنْ رُقِيتُ) أَيْ خُدِعْتُ بالوَعِيدِ لَمْ أَنْقَدْ ولَمْ أَخَفْ، (و) الرَّعْبُ (: كَلاَمٌ تَسْجَعُ بِهِ العَرَب، والفِعْلُ) مِنْ كُلًّ مِنَ الثَّلاَثَةِ رَعَبَ (كَمَنَعَ، وَهُوَ رَاعِبٌ ورَعَّابٌ) .
(و) الرُّعْبُ (بالضَّمِّ: الرُّعْظُ) ، نَقله الصاغانيّ (ج) رِعَبَةٌ (كقِرَدَةٍ، ورَعَبَهُ: كَسَرَ رُعْبَهُ) أَي خَوْفَهُ.
(وَرَعَّبَهُ تَرْعِيباً: أَصْلَحَ رُعْبَهُ) .
(والرَّعِيبُ كأَمِيرٍ: السَّمِينُ يَقْطُرُ دَسَماً) ، ويقالُ: سَنَامٌ رَعِيبٌ أَيْ مُمْتَلِيءٌ سَمِينٌ، (كالمُرَعْبِبِ، للفَاعِلِ) .
(والمَرْعَبَةُ كمَرْحَلَةٍ: القَفْزَةُ المُخِيفَةُ، و) هُوَ (أَنْ يَثِبَ أَحَدٌ فَيَقْعُدَ عِنْدَكَ) بِجَنْبِكَ (وأَنْتَ) عَنْهُ (غَافِلٌ فَتَفْزَعَ (.
(والرُّعْبُوبُ) بالضَّمِّ (: الضَّعِيفُ الجَبَانُ) .
وَمن الْمجَاز: رَجُلٌ رَعِيبُ العَيْنِ ومَرْعُوبُهَا: جَبَانٌ لاَ يُبْصِرُ شَيْئاً إِلاَّ فَزِعَ.
(و) الرُّعْبُوبَةُ (بِهَاءٍ: أَصْلُ الطَّلْعَةِ، كالرُّعْبَبِ، كجُنْدَبٍ) .
والأَرْعَبُ: القَصِيرُ وهُوَ الرَّعيبُ أَيضاً، وجَمْعُهُ رُعُبٌ ورُعْبٌ قَالَت امرأَةٌ:
إِنّي لأَهْوَى الأَطْوَلِينَ الغُلْبَا
وأُبْيضُ المُشَيِّئينَ الرُّعْبا
(وَرَاعُبٌ: أَرْضٌ مِنْهَا الحَمَامُ الرَّاعِبِيَّةُ) قَالَ شيخُنا: هَذِه الأَرْضُ غيرُ معروفةٍ وَلم يذكرهَا البَكْرِيّ وَلَا صَاحب المراصد على كَثْرَة غَرَائِبه، وَالَّذِي فِي الْمُجْمل وَغَيره من مصنّفات القُدَمَاءِ: الحَمَامَةُ الرَّاعِبِيَّةُ تُرَعِّبُ فِي صَوْتِهَا تَرْعِيباً، وَذَلِكَ قُوَّةُ صَوْتهَا، قلتُ وَهُوَ الصوابُ، انْتهى.
قلت: ومثلُه فِي (لِسَان الْعَرَب) ، فإِنه قَالَ الرَّاعِبِيُّ جِنْسٌ مِنَ الحَمام جاءَ على لَفْظِ النَّسَبِ، وَلَيْسَ بِهِ، وقيلَ) : هُوَ نَسَبٌ إِلى مَوْضِعٍ لَا أَعْرِفُ صِيغَةَ اسْمِهِ، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: حَمَامٌ رَاعِبِيٌّ: شَدِيدُ الصَّوْتِ قَوِيُّهُ فِي تَطْرِيبِه يَرُوعُ بصَوْتِ أَو يملأُ بِهِ مَجارِيَه، وحَمَامٌ لَهُ تَطْرِيبٌ وتَرْعِيبٌ: هَدِيرٌ شَدِيدٌ.
(والرَّعْبَاءُ: ع) ، عَنِ ابنِ دُريد، ولَيْسَ بِثَبَتٍ. وأَرْعَبُ: مَوْضِعٌ فِي قَول الشَّاعِر:
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِمَيْسَرَةِ اللِّوَى
إِلى أَرْعَبٍ قَدْ حَالَفَتْكَ بِهِ الصَّبَا
كَذَا فِي (المعجم) .
وسُلَيْمَانُ بن يَلبانَ الرَّعْبَائِيُّ بالفَتح: شاعِرٌ فِي زَمَن النَّاصِرِ بنِ العَزِيزِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.