Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فظ

رزن

[رزن] فيه ح مدح عائشة: حصان "رزان" امرأة رزان بالفتح ورزينة أي ذات ثبات ووقار وسكون، والرزانة في الأصل الثقل.
(رزن)
بِالْمَكَانِ رزونا أَقَامَ وَالشَّيْء رزنا رَفعه ليعرف وَزنه أَو ليعرف ثقله من خفته

(رزن) رزانة ورزونا كَانَ رزينا وَيُقَال رزن فلَان وقر وحلم وَسكن
ر ز ن

دينار وزين: رزين، ودنانير رزان. ورزن الشيء بيده: ثقله. ومن المجاز: رزن فلان في مجلسه وهو رزين: حليم وقور، وفيه رزانة وزكانة. وهو رزين الرأي: وزينه. وامرأة رزان، ولا يقال: رزينة.
(رزن) - في شِعْر حَسَّان يَمدَح عَائشَة، رضي الله عنها:
حَصَانٌ رزانٌ ما تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
وتُصبِح غَرثَى من لُحومِ الغَوافِلِ
يقال: امرأَةٌ رَزانٌ ورَزِينَة، إذا كان لها وَزْن وَوَقَار وثَباتٌ وسُكُونٌ. وشَىءٌ رَزِينٌ: ثقِيل.
ر ز ن: (الرَّزَانَةُ) الْوَقَارُ وَقَدْ (رَزُنَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (رَزِينٌ) أَيْ وَقُورٌ. وَ (رَزَنْتَ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ إِذَا رَفَعْتَهُ لِتَنْظُرَ مَا ثِقَلُهُ مِنْ خِفَّتِهِ وَشَيْءٌ (رَزِينٌ) أَيْ ثَقِيلٌ. وَ (الرَّزْوَنَةُ) الْكُوَّةُ وَهِيَ مُعَرَّبَةٌ. 
رزن: رزن (رَزِن؟) مثل رَزِين: ثابت، ساكن، حليم، وقور (بوشر).
رَزين: جمعها رزان في معجم فوك.
حزين رزين: تقال على سبيل الاتباع بمعنى شديد الحزن (محيط المحيط). وفي حكاية باسم الحداد (ص39): رجع إلى طبقته حزين رزين.
رَوْزَنَة: تستعمل اليوم بمعنى فجوة تترك في جانب السقف لينشل التراب منها ثم تسد متى انتهى العمل (محيط المحيط).
أَرْزَن، ويجمع على أرازِن: هراوة أو منخس (باين سميث 1151).

رزن


رَزَنَ(n. ac. رَزْن)
a. Lifted, weighed, balanced.
b. [Bi], Stopped, stayed, remained in.
رَزُنَ(n. ac. رَزَاْنَة)
a. Was heavy, weighty, ponderous; was grave, staid
sedate; was steady, persevering.

رَاْزَنَa. Was true, loyal, steadfast to.

تَرَزَّنَ
a. [Fī], Was grave, staid &c. in (
his bearing ).
تَرَاْزَنَa. Faced, fronted each other.

رَزْن
(pl.
رِزَاْن
رُزُوْن
27)
a. Plateau, tableland, upland.

رِزْنa. see 1
رِزْنَة
(pl.
رِزَن رِزَاْن)
a. Pool, pond &c.

رَزَاْنَةa. Weight.
b. Gravity, staidness, sedateness; selfpossession
coolness; steadiness; steadfastness, constancy; firmness;
soundness of judgment.

رَزِيْنa. Heavy, weighty, ponderous; grave, staid, sedate;
steadfast, firm.

رَوْزَنَة
P. (pl.
رَوَازِن)
a. Dormerwindow, sky-light.
رزن شَيْءٌ رَزِيْنٌ - رَزُنَ رَزَانَةً - أي ثَقِيْلٌ. ورَزَنَ بمكانِ كذا ثَبَتَ. ورَزَنَ به رَمن به. وامْرَأةٌ رَزَانٌ ثَقَال. والأرْزَنُ شَجَرَةٌ تُتًخَذُ منها العِصِيُ.
والرزْنُ: مِثْلُ الأكَمَةِ والجَبَلِ الصَّغِيرِ يَزْحَمُ الوادِيَ ويَدْخُلُ فيه فيَحْبِسُ الماءَ، وجَمْعُه رُزُوْنٌ ورِزَان وأرْزَانٌ. والرُّزُونُ: بَقايا سَيْلِ تَبْقَى في أجْرَافٍ تَضُمُّ الوادي؛ في قَوْلِ هُذَيْلٍ. والجَبَلانِ يَتَرَازَنَانِ: َ أي يَتَنَاوَحَانِ. وفلانٌ في رِزْنِ فلانٍ: أي في ناحِيَتِه. وهو مُرَازِنُه: أي مُحَالهُ. وماء رَزِن بَيِّنُ الرُّزُوْنِ: أي قَلِيْلٌ. وُيقال للكُوَّةِ: رَوْزَنَةٌ - فارِسِيِّةٌ -.
[رزن] الرَزْنُ: المكان المرتفع وفيه طمأنينة، يُمْسِكُ الماء. والجمع رُزونٌ ورزان، مثل فرخ وفروخ وفراخ. وقال حميد الارقط:

أحقب ميفاء على الرزون * أبو عبيدة: الرزان: مناقع الماء، واحدتها رِزْنَةٌ بالكسر. والرَزانَةُ: الوقار، وقد رَزُنَ الرجل بالضم فهو رَزينٌ، أي وقور. وامرأةٌ رَزانٌ، إذا كانت رزِينَةً في مجلسها. قال حسّان : حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ بريبةٍ وتُصبح غَرْثى من لحوم الغوافل ورزنت الشئ أَرْزُنُهُ رَزْناً، إذا رفعتَه لتَنْظُرَ ما ثقله من خفته. وشئ رَزينٌ، أي ثقيلٌ. والأرْزَنُ: شجرٌ صُلبٌ تتّخذ منه العصيّ. أنشد ابن الأعرابي: إنّي وَجدِّكَ ما أَقْضي الغريمَ وإن حانَ القضاءُ ولا رقت له كبدي إلا عَصا أَرْزَنٍ طارتْ بُرايَتُها تنوء ضربتها بالكف والعضد ابن السكيت: الروزنة: الكوة، وهى معربة.
رزن
رزُنَ يَرزُن، رزانةً، فهو رَزِين
• رزُن الشَّخصُ: اتّصف بالحلم والوقار والاتِّزان "فقد رزانتَه- تكلّم برزانة- كلامٌ/ مَظْهَرٌ رزين". 

ترزَّنَ في يترزَّن، ترزُّنًا، فهو مُترزِّن، والمفعول مُتَرزَّنٌ فيه
• ترزَّن الشَّخصُ في كلامه: توقّر فيه وكان ذا هيبة. 

رَزان [مفرد]
• امرأةٌ رزانٌ: ذات ثبات ووقار وعفاف. 

رَزانة [مفرد]: مصدر رزُنَ. 

رَزين [مفرد]: ج رزينون ورُزَناءُ، مؤ رَزَان ورَزِينة، ج مؤ رزينات ورِزان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من رزُنَ: متَّزِن وقور ° رزين الرأي: أصيله. 
[ر ز ن] الرَّزِينُ: الثَّقيلُ من كُلِّ شَيءٍ. ورَجُلٌ رَزِينٌ: سَاكِنٌ، وقِيَل: أَصِيلُ الرَّأْيِ، وقد رَزُنَ رَزَانَةً ورُزُوناً. ورَزَّنَه هو. وامْرأَةٌ رَزَانٌ، فَرَّقُوا بينَ ما يُحمَلُ وبينَ ما ثَقُلَ في مَجْلِسِه فلم يَخِفَّ، هذا قولُ سِيبَويهِ. وقال - في بابِ الخِصالِ التي تكونُ في الأشياءِ - الأُنْثَى رَزِينَةٌ. ورَزَنَه يَرْزُنُه رَزْناً: رَازَ ثِقَلَه. وقِيلَ: رَزَنَ الحَجرَ رَزْناً: أَقَلَّه من الأَرضِ. والرَّزْنُ والرِّزْنُ: أكَمَةٌ تُمسِكُ الماءَ، وقِيل: نَقْرٌ في حَجَرٍ أو غِلَظٍ من الأرضِ، وقيل: هو مكانٌ مُرتَفِعٌ يكونُ فيه الماءُ، والجمعُ: أرْزانٌ، ورُزُونٌ، قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ:

(ظَلَّتْ صَوَافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً ... في ماحِقٍ من نَهار الصَيْفِ مُحتَدِمِ)

والرُّزُنُ: بقايا السَّيلِ في الأجرافِ، قال أبو ذُؤَيْبٍ:

(حتى إذا جَزَرَتْ مِياهُ رُزُونِه ... وبأيِّ حَزِّ مُلاوَةٍ يتَقَطَّعُ)

والرَّوْزَنَة: الخَرْقُ فِي أعلَى السَّقْفِ.

رزن: الرَّزينُ: الثقيل من كل شيء. ورجل رَزِينٌ: ساكن، وقيل: أَصيل

الرأْي، وقد رَزُنَ رَزَانة ورُزوناً. ورَزَن الشيءَ يَرْزُنه رَزْناً: رازَ

ثِقَله ورفعه لينظر ما ثِقَلُه من خفته. وشيء رَزِين أَي ثقيل، وقيل:

رَزَنَ الحجر رَزناً أَقَلَّه من الأَرض. ويقال: شيء رَزِين، وقد

رَزَنْتُه بيدي إذا ثقَلْته. وامرأَة رَزانٌ إذا كانت ذات ثباتٍ ووَقارٍ وعفافٍ

وكانت رَزِينة في مجلسها؛ قال حسان بن ثابت يمدح عائشة، رضي الله تعالى

عنها:

حَصانٌ رَزانٌ لا تُزَنُّ بريبةٍ،

وتُصْبِحُ غَرْثى من لحوم الغوافِل.

والرَّزانةُ في الأَصل: الثِّقَلُ. والرَّزْن والرِّزْنُ: أَكمة تمسك

الماء، وقيل: نُقَرٌ في حَجَر أَو غَلْظٍ في الأَرض، وقيل: هو مكان مرتفع

يكون فيه الماء، والجمع أَرْزانٌ ورُزونٌ ورِزانٌ؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة

يصف بقر الوحش:

ظلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةً،

في ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِ

(* قوله «محترق» الذي في مادة محق من الصحاح محتدم).

وقال حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:

أَحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ،

حَدَّ الربيعِ أَرِنٍ أَرُونِ

لا خَطِل الرَّجْعِ، ولا قَرُونِ

لاحِقِ بَطْنٍ بقَرىً سَمينِ.

وقال ابن حمزة: هو الرِّزْنُ، بالكسر لا غير. قال ابن بري: وبيت ساعدة

مما يدل أَنه رِزْنٌ، لأَن فَعْلاً لا يجمع على أَفعال إلا قليلاً. وقد

تَرَزَّن الرجل في مجلسه إذا تَوَقَّر فيه. والرَّزانة: الوقار، وقد رَزُنَ

الرجل، بالضم، فهو رَزِين أَي وَقُور. والرِّزانُ: مناقع الماء، واحدتها

رِزْنة، بالكسر. والرُّزُونُ: بقايا السيل في الأَجْرافِ؛ قال أَبو

ذؤيب:

حتى إذا حُزَّتْ مياه رُزُونِه.

الأَصمعي: الرُّزُون أَماكن مرتفعة يكون فيها الماء، واحدها

رَزْنٌ.ويقال: الرَّزْنُ المكان الصلب، وقيل: المكان المرتفع، وقيل المكان الصُّلْبُ

وفيه طُمأْنينة تمسك الماء؛ وقال أَبو ذؤَيب في الرُّزُونِ أَيضاً:

حتى إذا حُزَّت مياهُ رُزُونِه،

وبأَيِّ حَزِّ مَلاوَةٍ يَتَقَطَّعُ

والرَّزْنُ: مكان مشرف غليظ إلى جنبه، ويكون منفرداً وحده، ويَقُود على

وجه الأَرض للدَّعْوَةِ حجارةً ليس فيها من الطين شيء لا ينبت، وظهره

مستو. والرَّوْزَنة: الكُوَّة، وفي المحكم: الخرق في أَعلى السقْف. التهذيب:

يقال للكُوَّة النافذة الرَّوْزَن، قال: وأَحسبه معرَّباً، وهي

الرَّوَازِن تكلمت بها العرب. الليث: الأَرْزَن شجر صُلْب تتخذ منه عِصِيٌّ

صُلْبة؛ وأَنشد:

ونَبْعَة تَكْسِر صُلْبَ الأَرْزَن

وأَنشد ابن الأَعرابي:

إنِّي وجَدِّك ما أَقْضِي الغَرِيمَ، وإِنْ

حانَ القَضاءُ، ولا رَقَّتْ له كَبدِي

إلاَّ عَصَا أَرْزَنٍ طارت بُرَايَتُها،

تَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفّ والعَضُدِ.

وأَنشد ابن بري لشاعر:

أَعْدَدْتُ للضِّيفانِ كلْباً ضارِياً

عندي، وفَضْلَ هِراوَةٍ من أَرْزَنِ

ومَعاذِراً كذباً، ووجْهاً باسِراً،

وتَشَكّياً عَضَّ الزمانِ الأَلْزَنِ.

رزن

1 رَزُنَ, (S, K, &c.,) inf. n. رَزَانَةٌ (S, * MA, K, * TA) and رُزُونٌ, (TA,) [It (a thing) was, or became, heavy, or weighty: this is the primary signification: see رَزَانَةٌ below. b2: And hence,] (tropical:) He (a man) was, or became, grave, staid, steady, sedate, or calm; (S, MA, K, TA;) and forbearing: and still, or motionless: (S, * K, * TA:) or firm, or sound, of judgment: (TA:) wise, or sensible. (MA.) A2: رَزَنَ بِالمَكَانِ [thus in the K, with fet-h to the ز,] He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (K.) A3: رَزَنَهُ, (S, K,) aor. ـُ inf. n. رَزْنٌ, (S,) He lifted it (namely, a thing, S) in order that he might see what was its weight. (S, K.) b2: Hence, رَزَنَ الحَجَرَ He lifted the stone from the ground. (TA.) 2 رَزَّنَ [رزّنهُ, inf. n. تَرْزِينٌ, (assumed tropical:) He pronounced him, or held or reckoned him, to be grave, staid, steady, sedate, or calm:] the inf. n. تَرْزِينٌ is syn. with تَوْقِيرٌ [q. v.]. (S in art. وقر.) 5 ترزّن i. q. تَوَقَّرَ (assumed tropical:) [He showed, exhibited, or manifested, gravity, staidness, steadiness, sedateness, or calmness; or he endeavoured, or constrained himself, to be grave, staid, steady, sedate, or calm]; (M, K;) فِى مَجْلِسِهِ [in his sittingplace], (M,) or فِى الشَّىْءِ [in the thing]. (K.) 6 يَتَرَازَانَانِ, said of two mountains, They are opposite, or facing, each other. (K.) رَزْنٌ A place that is elevated (S, K, TA) and hard, (TA,) having in it a depression that retains the water [of the rain]: pl. رُزُونٌ and رِزَانٌ: (S, K, TA:) the latter of which pls. is also pl. of رِزْنَةٌ [q. v.]. (K.) It is also sing. of أَرْزَانٌ signifying [Hollows, or cavities, such as are termed]

نُقَرٌ [pl. of نُقْرَةٌ] in stone, or in rugged ground, that retain the water [of the rain]; and so is ↓ رِزْنٌ; or, accord. to Ibn-Hamzeh, this latter only; and thus says IB, because a noun of the measure فَعْلٌ has not a pl. of the measure أَفْعَالٌ, except in a few instances. (TA.) [The pl.]

رُزَونٌ also signifies The remains of a torrent in places which it has partially worn away. (TA.) رِزْنٌ: see the next preceding paragraph. b2: Also i. q. نَاحِيَةٌ [A side, region, quarter, or tract, &c.]. (K.) رِزْنَةٌ A place where water remains and collects; or where it collects and stagnates; or where it remains long, and becomes altered: pl. رِزَانٌ [mentioned above as a pl. of رَزْنٌ, q. v.]: (S, K:) so says AO. (S.) رَزَانٌ: see the next paragraph.

رَزِينٌ Heavy, or weighty; (S, K;) applied to a thing (S, TA) of any kind. (TA.) b2: [Hence,] (tropical:) Grave, staid, steady, sedate, or calm; (S, MA, K, TA;) and forbearing: and still, or motionless: (S, * K, * TA:) or firm, or sound, of judgment: (TA:) wise, or sensible: (MA:) or a man having much gravity, staidness, &c.: (Har p. 227:) and ↓ رَزَانٌ signifies the same, applied to a woman; (MA, K;) or, thus applied, grave, staid, &c., in her sitting-place: (S:) the epithet رَزِينَةٌ is not applied to her unless she be firm, or constant; and grave, staid, &c.; and continent, chaste, or modest; grave, staid, &c., in her sitting-place. (TA.) b3: أَبُو رَزِينٍ is a name given to The [kind of sweet food commonly called] خَبِيص [q. v.]; because of its excellence among eatables, and its high estimation, and its surpassing cost, and its being put the last thing to be eaten. (Har p. 227.) رَزَانَةٌ inf. n. of رَزُنَ [q. v.]. (MA, TA.) Heaviness, or weight: this is the primary signification. (TA.) b2: [Hence,] (tropical:) Gravity, staidness, steadiness, sedateness, or calmness; (S, MA, K, TA;) and forbearance: and stillness, or motionlessness: (S, * K, * TA:) or firmness, or soundness, of judgment: (TA:) wisdom, or sensibleness: (MA:) and firmness, or constancy. (Har p. 423.) رَوْزَنٌ, (T, Mgh,) or ↓ رَوْزَنَةٌ, (ISk, S, M, K,) A hole, a perforation, an aperture, or a window, (ISk, T, S, M, Mgh, K,) syn. كُوَّةٌ, (ISk, S, Mgh, K,) or كُوَّةٌ نَافِذَةٌ, (T,) [in a wall, or chamber, i. e. a mural aperture,] or in the upper part of a roof: (M, TA:) an arabicized word [from the Pers\. رَوْزَنْ, or رَوْزَنَهْ]: (ISk, S:) thought by the author of the T to be arabicized, used by the Arabs: (TA:) pl. رَوَازِنُ. (T, Mgh.) رَوْزُنَةٌ: see the next preceding paragraph.

أَرْزَن [accord. to general opinion, being a subst. only, not originally an epithet, أَرْزَنٌ, or, accord. to some, it may be أَرْزَنُ, as being imagined to possess the quality of an epithet,] A kind of hard tree, (Lth, S, K,) of which staves are made. (Lth, S.) هُوَ مُرَازِنُهُ i. q. مُحَالُّهُ [He is his companion in alighting, or descending and stopping or sojourning &c.]: (so in copies of the K:) or مُخَالُّهُ [his friendly associate; or true, or sincere, friendly associate]. (So in the K accord. to the TA [which is followed in this instance, as generally, in the TK: but the former I regard as the true reading, from رَزَنَ بِالمَكَانِ q. v.].)
رزن
: (الرَّزْنُ: المكانُ المُرْتَفِعُ) الصُّلْبُ (وَفِيه طُمَأنِينةٌ تُمْسِكُ الماءَ، ج رُزونٌ ورِزانٌ) ، كفَرْخٍ وفُرُوخٍ وفِرَاخٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لَحَميْدٍ الأَرْقَط:
أَحْقَبَ مِيفاءٍ على الرُّزُونِ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
حَتَّى إِذا حُزَّتْ مِياهُ رُزُونِهوبأَيِّ حَزِّمَلاَوَةٍ يَتَقَطَّعُ (و) الرِّزْنُ، (بالكسْرِ: النَّاحِيَةُ.
(و) الرّزْنَةُ،، (بهاءٍ: مَنْقَعُ الماءِ، ج) رِزانٌ، (كجِبَالٍ) ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عُبَيْدَةَ.
(و) مِن المجازِ: (رَزُنَ) الرَّجُلُ فِي مجْلِسِه، (كَكَرُمَ) ، رَزَانَةً: (وَقُرَ، فَهُوَ رَزِينٌ) وَقُورٌ حَلِيمٌ، فِيهِ رَزانَةٌ، (وَهِي رَزانٌ، كسَحابٍ) ، وَلَا يقالُ رَزِينَةٌ إِذا كانتْ ذاتَ ثباتٍ ووَقارٍ وعَفافٍ وكانتْ رَزِينَة فِي مجْلِسِها قالَ حَسَّانُ يمدَحُ عائِشَةَ، رَضِيَ الّله عَنْهَا:
حَصانٌ رَزانٌ لَا تُزَنُّ برِيبةٍ وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغَوافِلِوالرَّزانَةُ فِي الأَصْلِ: الثِّقَلُ.
(ورَزَنَهُ) يَرْزُنُه رَزْناً: (رَفَعَهُ ليَنْظُرَ مَا ثِقَلُه) من خفَّتِه؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَمِنْه رَزَنَ الحَجَرَ إِذا أَقَلَّه مِنَ الأَرْضِ.
(و) رَزَنَ (بالمكانِ: أَقامَ.
(والرَّزينُ: الثَّقيلُ) مِن كلِّ شيءٍ.
(و) رَزِينٌ: (اسْمٌ) ، وَمِنْه رَزِينُ بنُ مُعاوِيَةَ العبْدَرِيُّ؛ ورَزِينُ بنُ حبيبٍ الكُوفيُّ؛ ورَزِينُ بنُ سُلَيْمان الأَحْمريُّ، محدِّثُونَ.
(والأَرْزَنُ: شجرٌ صُلْبٌ) يُتَّخَذُ مِنْهُ العِصيُّ، عَن اللَّيْثِ، وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيّ:
إِنِّي وجَدِّك مَا أَقضِي الغَرِيمَ وإِنْحانَ القَضاءُولا رَقَّتْ لَهُ كَبِدِيإِلاّ عَصَى أَرْزَنٍ طارت بُرَايَتُهاتَنُوءُ ضرْبَتُها بالكَفِّ والعَضُدِ (والرَّوْزَنَةُ: الكُوَّةُ) ، مُعَرَّبَةٌ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن ابنِ السِّكِّيت.
وَفِي المُحْكَمَ: الرَّوْزَنَةُ: الخرْقُ فِي أَعْلى السَّقْفِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: يقالُ للكُوَّةِ النافِذَةِ الرَّوْزَنُ؛ قالَ: وأَحْسَبُه مُعْرَباً، وَهِي الرَّوَازِنُ تكَلَّمَتْ بهَا العَرَبُ.
(وتَرَزَّنَ فِي الشَّيءِ: تَوَقَّرَ) .
وَفِي المُحْكَم: تَرَزَّنَ الرَّجلُ فِي مجْلِسِه إِذا تَوَقَّرَ فِيهِ.
(وأَرْزَنُ، كأَحْمَرَ: د بِأرْمينِيّةَ) ؛ قالَ أَبو عليَ: وأَمَّا أَرْزَنُ وأَدْرَمُ فَلَا تكونُ الهَمْزَةُ فيهمَا إلاَّ زائِدَة فِي قِياسِ العَربيَّةِ، ويجوزُ فِي إعْرابِها ضَرْبان: أَحَدُهما أنْ يُجردَ الفعْلُ مِن الفاعِلِ فيُعْرَبُ وَلَا يُصْرَف؛ والآخَرُ: أَنْ يَبْقى فيهمَا ضَمِيرُ الفاعِلِ فَيُحْكَى، نَقَلَه ياقوتُ) .
(تُعْرَفُ بأَرْزَن الرُّوم) ، أَهْلُها أَرْمَن، وَلها سُلْطانٌ مُسْتقلّ، وَلها نَواحٍ واسِعَةٌ كثيرَةُ الخيْرَاتِ، (مِنْهُ عبدُ اللهاِ بنُ حَديدٍ الأَرْزَنِيُّ المحدِّثُ.
(و) أَرْزَنُ: (د آخَرُ بِإِرْمِينِيَّةَ أَيْضاً) قَرْبَ خلاطٍ، وَله قلْعَةٌ حَصِينَةٌ، وكانتْ مِن أَعْمَر نَواحِي إرْمينِيَةَ، ثمَّ فَشَا فِيهَا الخَرابُ؛ وَمِنْه أَبو غَسَّان عياشُ بنُ إبراهيمَ الأَرْزَنِيُّ عَن الهَيْثمِ بنِ عديَ؛ ويَحْيَى بنُ محمدٍ الأرْزنِيُّ الأَدِيبُ صاحِبُ الخَطِّ المليحِ والضَّبْط الصَّحِيح والشِّعْر الفَصِيح، وَله مقدِّمَةٌ فِي النحْوِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَه ابنُ الحجَّاجِ فِي شعْرِه فقالَ:
مْثبَتَةٌ فِي دَفْتَرِيبخطّ يَحْيَى الأرْزَنِي قلْتُ: وبخطِّه كِتابُ الجَمْهَرَةِ لابنِ دُرَيْدٍ يَعْتَمدُ عَلَيْهَا الصَّاغانيُّ كَثيراً. وعدَّه قوْمٌ مِن أَطْرافِ دِيارِ بكْرٍ ممَّا يلِي الرُّوم، وقوْمٌ يعدُّونه مِن أَطْرافِ الأَرْزَنِ.
(ودَسْتُ الأَرْزَنِ: بَين شِيرازَ وكازَرُونَ) نَزِهٌ أَشِبٌ بالشَّجَرِ ينْبتُ بِهِ هَذِه العِصِيّ الَّتِي تُعْمَلُ نصبا للدَّبابيسِ والمَقارِعِ وخرَجَ إِلَيْهِ عضدُ الدّوْلةِ للتَّنزّه والصَّيْدِ وبصُحْبتِه المُتنبِّي فقالَ فِيهِ:
سَقْياً لدَسْتِ الأرزن الطِّوالبين المروج الفيح والأغيالقالَ ياقوت: فأَدْخَل عَلَيْهِ الألِف وَاللَّام، وَلَا يجوزُ دُخولُهما على اللَّواتي قَبْل.
(وأَرْزَنْجانُ: د بالرُّومِ) قُرْبَ أَرْزَن الرُّوم بَيْنها وبَيْن خلاطٍ، وأَهْلها يقُولُون أَرْزَنْكان، وغالِبُ أَهْلِها أَرْمَن، وفيهَا مُسْلمون هم أَعْيانُ أَهْلِها.
وذِكْرُ المصنِّفِ هَذِه فِي هَذِه التَّرْجمةِ يَقْتَضِي زِيادَة الجيمِ وَهِي أَصْليَّة، وَكَانَ يَنْبَغي أنْ يفْردَ لَهَا تَرْجمةً مُسْتَقِلَّة.
(وأرْزَنانُ) ، ظاهِرُه أنَّه بفتْحِ الزَّاي كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي النُّسخِ، والصَّحِيحُ بضمِّها كَمَا ضَبَطَه ياقوتٌ، وَهِي: (ة بأصْفَهان) ، مِنْهَا: أَبو سعيدٍ أَحمدُ بنُ محمدٍ الحافِظُ الأَرْزَنانيُّ العَلَمُ، الأَعْمى، ماتَ سنة 453: وأَبو جَعْفرِ محمدُ بنُ عبْدِ الرَّحْمان بنِ زِيادٍ الأَصْفهانيُّ الارْزَنانيُّ الحافِظُ الثَّبْتُ، تُوفي سَنَة 317.
(والجَبَلاَنِ يَتَرَازنانِ) : أَي (يَتَنَاوحَانِ، وَهُوَ مُرازِنُه) : أَي (مُخالُّه) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
رجُلٌ رَزِينٌ: ساكِنٌ.
وقيلَ: أَصيلُ الرَّأْي؛ وَقد رَزُنَ رَزانَةً ورُوزوناً. والأرْزانُ: نُقَرٌ فِي حَجَرٍ أَو فِي غَلْظٍ مِن الأرْضِ تمسكُ الماءَ؛ واحِدُها رَزْنٌ ورِزْنٌ، بالفَتْحِ والكسْرِ؛ وَمِنْه قوْلُ ساعِدَة بنِ جُؤَيَّة الهُذَليّ يَصِفُ بَقَرَ الوَحْش: ظَلَّتْ صَوافِنَ بالأَرْزانِ صادِيَةًفي ماحِقٍ من نهارِ الصيفِ مُحْتَرِقِكما هُوَ فِي شرْحِ الدِّيوانِ.
وقالَ ابنُ حَمْزَةَ: الرِّزْنُ، بالكسْرِ، لَا غَيْر.
قالَ ابنُ بَرِّي: وبيتُ ساعِدَة ممَّا يدلُّ على أَنَّه رِزْنٌ، لأَنَّ فَعْلاً لَا يجمْعُ على أَفْعالٍ إلاَّ قَليلاً.
والرُّزُونُ: بقَايَا السَّيْلِ فِي الأَجْرافِ.
وأَرْزَونا، بالفتْحِ: قَرْيةٌ مِن دِمَشْقَ، مِنْهَا: أَحمدُ بنُ يَحْيَى بنِ أَحْمدَ بنِ يَزِيد بنِ الحَكَم الأَرزونيُّ عَنهُ ابْنُه أَبو بكْرٍ محمدٌ، قالَهُ ابنُ عَسَاكِر.
وأَرْزكَان: قَريَةٌ مِن قُرَى فارِسَ على ساحِلِ البَحْرِ، مِنْهَا: عبْدُ اللهاِ بنُ جَعْفرٍ الأَرْزكانيُّ مِنَ الثِّقاةِ الزُّهَّادِ سَمِعَ يَعْقوب بن سُفْيَان، تُوفي سَنَة 314، رَحِمَه الّلهُ تعالَى.
وأَبو الفَضَائِل رَازانُ بنُ عبْدِ العَزيزِ الرَّازَانيُّ القزْوِينيُّ نُسِبَ إِلَى جَدِّه؛ والحافِظُ أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ إبْراهيمَ بنِ عليِّ بنِ عاصِمِ بنِ رَازَانَ الحافِظُ مُسْنِدُ أَصْبَهان المَعْرُوفُ بابنِ المقرِّي، رَحِمَه الّلهُ تَعَالَى.

الْكُلِّي المنطقي

الْكُلِّي المنطقي: هُوَ مَفْهُوم لــفظ الْكُلِّي من غير اعْتِبَار تَقْيِيده بمادة من الْموَاد كَمَا مر. وَهَذَا الْمَفْهُوم يَقع مَوْضُوعا فِي الْمسَائِل المنطقية الَّتِي يبْحَث فِيهَا عَن المعقولات الثَّانِيَة من حَيْثُ الإيصال ويورد عَلَيْهِ أَحْكَام لتَكون تِلْكَ الْأَحْكَام عَامَّة شَامِلَة لجَمِيع مَا صدق عَلَيْهِ مَفْهُوم الْكُلِّي. وَلذَا سمي منطقيا لنسبته إِلَيْهِ وَلِأَن المنطقي إِنَّمَا يُرِيد بِلَــفْظ الْكُلِّي ذَلِك الْمَفْهُوم الْمَذْكُور. وَمَا يُوجد فِي كتب الْمُتَأَخِّرين أَن الْكُلية هِيَ الْكُلِّي المنطقي غلط بل هِيَ مبدأ كَمَا ذكره الْعَلامَة الرَّازِيّ فِي رسَالَته.
وَاعْلَم أَنَّك إِذا قلت الْحَيَوَان كلي فهناك أُمُور ثَلَاثَة. أَحدهَا: الْحَيَوَان من حَيْثُ هُوَ هُوَ وَهُوَ معروض لمَفْهُوم لــفظ الْكُلِّي. وَالثَّانِي: هُوَ مَفْهُوم لــفظ الْكُلِّي من غير إِشَارَة إِلَى مَادَّة من الْموَاد أَعنِي مَا لَا يمْنَع نفس تصَوره عَن وُقُوع الشّركَة. وَهَذَا الْمَفْهُوم عَارض للكليات. وَالثَّالِث: الْحَيَوَان الْكُلِّي أَي المعروض مَعَ الْعَارِض. وَالْأَمر الثَّانِي هُوَ الْكُلِّي المنطقي كَمَا عرفت. وكليته لما ستعرف فِي الْكُلِّي الطبيعي وَالْأَمر الأول هُوَ.

حرر

حرر: {الحرور}: ريح حارة تهب بالليل وقد تكون بالنهار. {فتحرير}: إعتاق. {محررا}: عتيقا.

حرر


حَرَّ(n. ac. حَرَاْر)
a. Was, became free; was free-born; was of noble
birth.
b.(n. ac. حَرَّة), Was thirsty.
c.
(n. ac.
حَرّ
حَرَاْرَة
حُرُوْر), Was hot, burning.
حَرَّرَa. Set free, freed, liberated; emancipated.
b. Dedicated to God.
c. Composed, drew up accurately ( writing & c. ).
d. Wrote a letter.
e. Smoothed.

أَحْرَرَa. Made thirsty, dry.

تَحَرَّرَa. Was set free, emancipated.

إِسْتَحْرَرَa. Was, waxed, hot, furious (fight).

حَرّ
(pl.
حُرُوْر)
a. Heat.

حِرَّةa. Violent thirst.

حُرّ
(pl.
حِرَاْر
أَحْرَاْر حَرَاْئِرُ)
a. Free, free-born; freeman.
b. Ingenuous.
c. Generous, frank, good.

حُرَّة
(pl.
حَرَاْئِرُ)
a. Free woman.
b. Modest, refined, retiring, high-minded, virtuous
noble (woman).
حُرِّيَّةa. Freedom, liberty.

حَاْرِرa. Hot, burning; ardent, fervent.

حَرَاْرَةa. Heat, caloric; ardour, fervour.
b. Inflammation, burning.
c. [ coll. ], Thrush (
disease ).
حَرِيْرa. Heated, burning.
b. Silk, silk stuff.

حَرِيْرِيّa. Silk-mercer.
b. Harirī ( celebrated Arabic
Author ).
حَرُوْرa. Heat of the sun.

حَرُوْرَة
حَرُوْرِيَّةa. see 3yit
حَرَّاْنُ
(pl.
حَرَاْرَى
حِرَاْر
حُرَاْرَى)
a. Thirsty, parched.

تَحْرِيْر (pl.
تَحَاْرِيْر)
a. Composition; letter.
b. Enfranchisement.
حرر بيى بَلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الشبرم وَرَآهُ عِنْد أَسمَاء ابْنة عُمَيْس وَهِي تُرِيدُ أَن تشربه فَقَالَ: إِنَّه حَار جَار وأمرها بالسنا وبعض النَّاس يرويهِ: حارّ يارّ وَأكْثر كَلَامهم بِالْيَاءِ. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: حَار من الْحَرَارَة ويارّ إتباع كَقَوْلِهِم: عطشان نطشان وجائع نائع وَحسن بسن وَمثله كثير فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا سمي إتباعا لِأَن الْكَلِمَة الثَّانِيَة إِنَّمَا هِيَ تَابِعَة للأولى على وَجه التوكيد لَهَا وَلَيْسَ يتَكَلَّم بهَا مُنْفَرِدَة فَلهَذَا قيل: إتباع. وَأما حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين قتل ابْنه فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك اللَّه وبياك فَقَالَ: وَمَا بياك قيل: أضْحكك. وَقَالَ بعض النَّاس فِي بَيّاك: إِنَّمَا هُوَ إتباع وَهُوَ عِنْدِي [على -] مَا جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع وَذَلِكَ أَن الإتباع لَا [يكَاد -] يكون بِالْوَاو وَهَذَا بِالْوَاو. وَمن ذَلِك قَول الْعَبَّاس [بْن عبد الْمطلب -] فِي زَمْزَم: [إِنِّي -] لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حِلّ وبِلّ. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّه إتباع وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي كَذَلِك لمَكَان الْوَاو قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان أَنه قَالَ: بِلّ هُوَ مُبَاح بلغَة حمير قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَال: بلّ شِفَاء من قَوْلهم: قد بَلَ الرجل من مَرضه إِذا برأَ وأبل.
ح ر ر: (الْحَرُّ) ضِدُّ الْبَرْدِ وَ (الْحَرَارَةُ) ضِدُّ الْبُرُودَةِ. وَ (الْحَرَّةُ) أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ نَخِرَةٍ كَأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ وَالْجَمْعُ (الْحِرَارُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْحَرَّاتُ)
وَ (حَرُّونَ) أَيْضًا جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَمَا قَالُوا: أَرَضُونَ وَ (إِحَرُّونَ) كَأَنَّهُ جَمْعُ إِحَرَّةٍ. وَ (الْحَرَّانُ) الْعَطْشَانُ وَالْأُنْثَى (حَرَّى) كَعَطْشَى. وَ (الْحُرُّ) ضِدُّ الْعَبْدِ، وَ (حُرُّ) الْوَجْهِ مَا بَدَا مِنَ الْوَجْنَةِ. وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ. وَ (أَحْرَارُ) الْبُقُولِ بِالْفَتْحِ مَا يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوخٍ. وَ (الْحُرَّةُ) الْكَرِيمَةُ يُقَالُ: نَاقَةٌ (حُرَّةٌ) وَ (الْحُرَّةُ) ضِدُّ الْأَمَةِ. وَطِينٌ (حُرٌّ) لَا رَمْلَ فِيهِ وَرَمَلَةٌ (حُرَّةٌ) لَا طِينَ فِيهَا وَالْجَمْعُ (حَرَائِرُ) . وَ (الْحَرِيرَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَرِيرِ) مِنَ الثِّيَابِ، وَهِيَ أَيْضًا دَقِيقٌ يُطْبَخُ بِلَبَنٍ. وَ (الْحَرُورُ) بِالْفَتْحِ الرِّيحُ الْحَارَّةُ وَهِيَ بِاللَّيْلِ كَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْحَرُورُ) بِاللَّيْلِ وَقَدْ يَكُونُ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ وَقَدْ يَكُونُ بِاللَّيْلِ. وَ (حَرَّ) الْعَبْدُ يَحَرُّ (حَرَارًا) بِالْفَتْحِ أَيْ عَتَقَ وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حُرِّيَّةً) بِالضَّمِّ مِنْ حُرِّيَّةِ الْأَصْلِ. وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حَرَّةً) بِالْفَتْحِ عَطِشَ. هَذِهِ الثَّلَاثَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُضَارِعِ. وَأَمَّا (حَرُّ) النَّهَارِ فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: تَقُولُ: حَرَرْتَ يَا يَوْمُ بِالْفَتْحِ تَحُرُّ بِالضَّمِّ حَرًّا وَحَرَرْتَ بِالْفَتْحِ تَحِرُّ بِالْكَسْرِ حَرًّا وَحَرِرْتَ بِالْكَسْرِ تَحَرُّ بِالْفَتْحِ حَرًّا. وَ (الْحَرَارَةُ) وَ (الْحُرُورُ) مَصْدَرَانِ كَالْحَرِّ وَ (أَحَرَّ) النَّهَارُ لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ (حُرٌّ) بَيِّنُ (الْحَرُورَةِ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا. وَ (تَحْرِيرُ) الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ تَقْوِيمُهُ. وَتَحْرِيرُ الرَّقَبَةِ عِتْقُهَا. وَتَحْرِيرُ الْوَلَدِ أَنْ تُفْرِدَهُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ. 
ح ر ر

حر يومنا يحر، وحررت يا يوم، ويوم حار: شديد الحر، وطعام حار: شديد الحرارة. وزجل حران: شديد العطش، وبه حرة. ورماه الله بالحرة تحت القرة. وكبد حرى. وهبت الحرور، وهبت السمائم والحرائر. وحر المملوك يحر بالفتح، وحرره مولاه، وعليه تحرير رقبة، وهو حر بين الحرار والحرية. قال:

فما رد تزويج عليه شهادة ... وما رد من بعد الحرار عتيق

واستحررت فلانة فحررت لي وحرت: طلبت منها حريرة فعملتها لي. وفي الحديث " ذري وأنا أحر لك " بالضم. ومررت بحرة بني فلان، وبحرارهم.

ومن المجاز: في فلان كرم وحرية، وحرورية. وتقول: ليس من الحرورية، أن تكون من الحرورية؛ وهم قوم من الخوارج نسبوا إلى حرورا بالقصر والمد. وأرض حرة: لا سبخة فيها، وطين حر: لا رم فيه، ورملة حرة: طيبة النبات. ونزل في حر الدار، أي في وسطها. قال بشر:

وتسعة آلاف بحر بلاده ... نسف الندى مليونة وتضمر

وليس هذا منك بحر أي بحسن. قال طرفة:

لا يكن حبك داء قاتلاً ... ليس هذا منك ماويّ بحر

ووجه حر، وكلام حر، وضرب حر وجهه. وقال ذو الرمة:

والقرط في حرة الذفري معلقة

أي في أذن حرة ذفراها. وقال كعب بن زهير:

تمارى بها رأد الضحى ثم ردّها ... إلى حرتيه حافظ السمع مقفر

أي حافظ، سمعه يعي كل مسموع، وحرّتاه أذناه. وتقول: حــفظ الله كريمتيك وحرّتيك. وحرر الكتاب: حسنه وخلصه بإقامة حروفه وإصلاح سقطه. وهو من أحرار البقول، وحرية البقول وهي ما يؤكل غير مطبوخ. قال الأخطل: يصف ثوراً:

حتى شتا وهو مغبوط بغائطه ... يرعى ذكوراً أطاعت بعد أحرار

وهو من حرية قومه أي من أشرافهم، وما في حرية العرب والعجم مثله. قال ذو الرمة:

فصار حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا وسحابة حرة: كريمة المطر. وباتت فلانة بليلة حرة: لم تمكن زوجها من قضتها، وباتت بليلة شيباء إذا اقتضت. قال النابغة:

شمس موانع كل ليلة حرة ... يخلفن ظن الفاحش المغيار

واستحر القتل في بني فلان. قال:

واستحر القتل في عبد الأشل
(ح ر ر) : (الْحَرُّ) خِلَافُ الْبَرْدِ (وَقَوْلُهُمْ) وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا تَمَثَّلَ بِهِ الْحَسَنُ حِينَ أَمَرَهُ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنْ يَحُدَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ أَيَّامَ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَتَوَلَّى إقَامَةَ الْحَدِّ مَنْ يَتَوَلَّى مَنَافِعَ الْإِمَارَةِ (وَالْحَرَّةُ) الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ (وَيَوْمُ الْحَرَّةِ) يَوْمٌ كَانَ لِيَزِيدَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ قُتِلَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ (وَقَوْلُهُ) وَبِهِ قَضَى زَيْدٌ فِي قَتْلَى الْحَرَّةِ فَالصَّوَابُ ابْنُهُ خَارِجَةُ لِأَنَّهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ وَيَوْمُ الْحَرَّةِ كَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَهِيَ تُعْرَفُ بِحَرَّةِ وَاقِمٍ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ.

(وَالْحُرُّ) خِلَافُ الْعَبْدِ وَيُسْتَعَارُ لِلْكَرِيمِ كَالْعَبْدِ لِلَّئِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ فَعَّالٌ مِنْ الصَّيْحَةِ (وَالْحُرَّةُ) خِلَافُ الْأَمَةِ وَبِهَا كُنِّيَ أَبُو حُرَّةَ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي السِّيَرِ وَفَتْحُ الْحَاءِ خَطَأٌ وَقَوْلُهُمْ أَرْضٌ حُرَّةٌ لَا رَمْلَ فِيهَا مَجَازٌ (وَأَمَّا قَوْلُهُمْ) لِلَّتِي لَا عُشْرَ عَلَيْهَا حُرَّةٌ فَمُوَلَّدٌ (وَالْحُرِّيَّةُ) مَصْدَرُ الْحُرِّ وَحَقِيقَتُهَا الْخَصْلَةُ الْمَنْسُوبَةُ إلَى الْحُرِّ وَيُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْأَحْرَارِ حُرِّيَّةٌ نِسْبَةً (وَمِنْهَا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَصَالَحُوهُمْ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا حُرِّيَّتَهُمْ مِنْ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ (وَحَرَّ الْمَمْلُوكُ) عَتَقَ حَرَارًا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَحَرَّرَهُ صَاحِبُهُ (وَمِنْهُ) فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (تَحَرَّرَ) بِمَعْنَى حَرَّ قِيَاسًا (وقَوْله تَعَالَى) {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35] أَيْ مُعْتَقًا لِخِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (وَالْحَرُورِيَّةُ) اسْمٌ بِمَعْنَى الْحُرِّيَّةِ وَفَتْحُ الْحَاءِ هُوَ الْفَصِيحُ (وَأَمَّا) الْحَرُورِيَّةُ الْفِرْقَةُ مِنْ الْخَوَارِجِ فَمَنْسُوبَةٌ إلَى حَرُورَاءَ قَرْيَةٍ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ بِهَا أَوَّلُ تَحْكِيمِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لِامْرَأَةٍ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ الْمُرَادُ أَنَّهَا فِي التَّعَمُّقِ فِي سُؤَالِهَا كَأَنَّهَا خَارِجِيَّةٌ لِأَنَّهُمْ تَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهُ (وَالْحَرِيرُ) الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ وَسُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْهُ حَرِيرًا وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الْحَرِيرُ مَا كَانَ مُصْمَتًا أَوْ لُحْمَتُهُ حَرِيرٌ وَفِي كَرَاهِيَةِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ كَرَاهِيَةُ الْحَرِيرِ وَتَعْلِيقُهُ عَلَى الْأَبْوَابِ وَسَتْرُ الْخِدْرِ تَصْحِيفٌ (وَحَرَّانُ) مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ إلَيْهِ تُنْسَبُ الثِّيَابُ الْحَرَّانِيَّةُ.
ح ر ر : الْحِرُّ بِالْكَسْرِ فَرْجُ الْمَرْأَةِ وَالْأَصْلُ حِرْحٌ فَحُذِفَتْ الْحَاءُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ عُوِّضَ عَنْهَا رَاءٌ وَأُدْغِمَتْ فِي عَيْنِ الْكَلِمَةِ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يُصَغَّرُ عَلَى حُرَيْحٍ وَيُجْمَعُ عَلَى أَحْرَاحٍ وَالتَّصْغِيرُ وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْكَلِمَةَ إلَى أُصُولِهَا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ يَدٍ وَدَمٍ مِنْ غَيْرِ تَعْوِيضٍ قَالَ الشَّاعِرُ
كُلُّ امْرِئٍ يَحآمِي حِرَه ... أَسْوَدَهُ وَأَحْمَرَهُ.

وَالْحُرُّ بِالضَّمِّ مِنْ الرَّمْلِ مَا خَلَصَ مِنْ الِاخْتِلَاطِ بِغَيْرِهِ وَالْحُرُّ مِنْ الرِّجَالِ خِلَافُ الْعَبْدِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ خَلَصَ مِنْ الرِّقِّ وَجَمْعُهُ أَحْرَارٌ وَرَجُلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الْحُرِّيَّةِ.

وَالْحَرُورِيَّةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَحَرَّ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبْ حَرَارًا بِالْفَتْحِ صَارَ حُرًّا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إلَّا هَذَا الْبِنَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ حَرَّرْتُهُ تَحْرِيرًا إذَا أَعْتَقْتَهُ وَالْأُنْثَى حُرَّةٌ وَجَمْعُهَا حَرَائِرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ
وَمِثْلُهُ شَجَرَةٌ مُرَّةٌ وَشَجَرٌ مَرَائِرُ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا لِأَنَّ بَابَ فَعْلَةٍ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فُعَلٍ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَإِنَّمَا جُمِعَتْ حُرَّةٌ عَلَى حَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهِمَا وَجُمِعَتْ مُرَّةٌ عَلَى مَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى خَبِيثَةُ الطَّعْمِ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهَا.

وَالْحَرِيرَةُ وَاحِدَةُ الْحَرِيرِ وَهُوَ الْإِبْرَيْسَمُ وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ.

وَالْحَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَرْدِ يُقَالُ حَرَّ الْيَوْمُ وَالطَّعَامُ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَرَّ حَرًّا وَحُرُورًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ لُغَةٌ وَالِاسْمُ الْحَرَارَةُ فَهُوَ حَارٌّ وَحَرَّتْ النَّارُ تَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَوَقَّدَتْ وَاسْتَعَرَتْ.

وَالْحَرَّةُ بِالْفَتْحِ أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ.

وَالْحَرُورُ وِزَانُ رَسُولٍ الرِّيحُ الْحَارَّةُ قَالَ الْفَرَّاءُ تَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنَا رُؤْبَةُ أَنَّ الْحَرُورَ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومَ بِاللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الْحَرُورُ وَالسَّمُومُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْحَرُورُ مُؤَنَّثَةٌ وَقَوْلُهُمْ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ صِعَابَ الْإِمَارَةِ مِنْ تَوَلَّى مَنَافِعَهَا وَالْحَرِيرُ الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ.

وَحَرُورَاءُ بِالْمَدِّ قَرْيَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ يُنْسَبُ إلَيْهَا فِرْقَةٌ مِنْ الْخَوَارِجِ كَانَ أَوَّلُ اجْتِمَاعِهِمْ بِهَا وَتَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى مَرَقُوا مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ مَعْنَاهُ أَخَارِجَةٌ عَنْ الدِّينِ بِسَبَبِ التَّعَمُّقِ فِي السُّؤَالِ. 
[حرر] الحَرُّ: ضد البرد. والحَرارةُ: ضد البُرودة. والحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارة سودٍ نخرةٍ كأنَّها أحرِقَتْ بالنار. والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ، وربَّما جمع بالواو والنون فقيل حَرُّونَ، كما قالوا أَرَضون، وإحَرُّونَ أيضاً، كأنه جمع إحرة. قال الراجز : لا خمس إلا جندل الاحرين * والخمس قد جشمنك الامرين - ونهشل بن حرى . وبعير حرى: يرعى في الحَرَّةِ. والحِرَّةُ بالكسر: العطَش. ومنه قولهم: " أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ "، إذا عطِش في يوم بارد. ويقال: إنما كسرو الحرة لمكان القرة. والحران: العطشانُ، والأنثى حَرَّى، مثل عطشى. والحرار: العطاش. وحران: بلد بالجزيرة، يقال: إن حران بناها هاران بن لوط، وبها سميت. فعلى هذا الاسم معرب وليس بعربي محض. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون. والحر بالضم: خلاف العبد. وحُرُّ الرمل وحَرُّ الدار: وسطها. وحر الوجه: مابدا من الوَجْنَةِ. يقال: لطمه على حر وجهه. والحران: الحر وأبى، وهما أخوان. وأنشد الاصمعي للمنخل : ألا من مبلغ الحرين عنى * مغلغلة وخص بها أبيا - والحر: فرخ الحمامة، وولد الظَبْية، وولد الحيّة أيضاً. قال الطرماح : منطو في جوف ناموسه * كانطواء الحر بين السلام - وساق حُرٍّ: ذكر القَمارِيّ. وأَحْرارُ البقول: ما يؤكل غيرَ مطبوخ. ويقال أيضاً: ما هذا منك بِحُرٍّ، أي بحسنٍ ولا جميل. قال طرفة: لا يكن حبك داءً قاتلاً * ليسَ هذا منك ماوِيَّ بِحُرّْ - والحُرَّةُ: الكريمة. يقال: ناقة حُرَّةٌ. وسَحابة حرّة: أي كثيرة المطر. قال عَنترة. جادتْ عليها كل بِكرٍ حُرَّة * فتركنَ كلَّ قرارة كالدِرهم - والحُرَّةُ: خلاف الأَمَة. وحُرَّةُ الذِفْرى: موضِع مَجال القُرط منها. وطينٌ حُرٌّ: لا رمْلَ فيه ورملة حُرَّةٌ، أي لا طينَ فيها، والجمع حَرائِرُ. وقولهم: باتت فلانةُ بليلةِ حُرَّةٍ، إذا لم يَقدِر بعلُها على افتضاضها. قال النابغة: شُمُس مَوانعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ * يُخْلِفْنَ ظنَّ الفاحش المغيار - فإن افتضها فهى بليلة شيباء. والحريرة: واحدة الحرير من الثياب. والحَريرةُ: دقيقٌ يُطْبَخ بلبن. والحَريرُ: المَحرورُ الذي تداخلَتْه حرارة الغيظ وغيره. قال الشاعر : خرجن حريرات وأبدين مجلدا * وجالت عليهن المكتبة الصفر - ويقال: إنى لأجد لهذا الطعام حَرورَةً في فمى، أي حرارة ولذعا. وحروراء: اسم قرية، يمد ويقصر، نسبت إليها الحرورية من الخوارج، لانه كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها. يقال: حرورى بين الحرورية. والحرور: الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَموم بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحَرورُ بالليل وقد تكون بالنَهار، والسَمومُ بالنهار وقد تكون بالليل. قال العجاج: ونسجت لوامع الحرور * سبائبا كسرق الحرير - وحر العبد يَحَرُّ حَراراً . قال الشاعر:

وما رُدَّ من بعد الحَرارِ عتيق * وحَرَّ الرجل يَحَرُّ حُرِّيَةً، من حُرِّيَةِ الأصل. وحَرَّ الرجل يحر حرة: عطش، فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل. وأما حر النهار ففيه لغتان، تقول، حَرَرْتَ يا يوم بالفتح، وحَرِرْتَ بالكسر، فأنت تَحَرُّ وتَحُرُّ وتَحِرُّ، حَرّاً وحَرارَةً وحُروراً. وأَحَرَّ النهارُ: لغةٌ فيه سمعها السكائى. وأحر الرجل فهو محر، أي صارت إبله حرارا أي عطاشاً. وحكى الفرّاء: رجلٌ حُرٌّ بيّن الحَرُورِيَةِ. وتَحْريرُ الكتابِ وغيرِه: تقويمه. وتَحْريرُ الرقَبة: عِتْقُها. وتَحريرُ الولد: أن تُفْرِده لطاعة الله وخدمةِ المسجد. واسْتَحَرَّ القتل وحر، بمعنى، أي اشتد.
[حرر] نه: من فعل كذا فله عدل "محرر" أي أجر معتق، المحرر الذي جعل من العبيد حرا. ومنه: فأنا أبو هريرة "المحرر" أي المعتق. وح: شراركم الذين لا يعتق "محررهم" أي أنهم إذا أعتقوه استخدموا فإذا أراد فراقهم ادعوا رقه. وح ابن عمر: إنه قال لمعاوية: حاجتي عطاء "المحررين" أي الموالي، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان في بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم أعطياتهم لما علم من ضعفهم وتألفاً لهم على الإسلام. ط: أول ما جاء بدأ "بالمحررين" أول ظرف بدأ، وهو مفعول ثان لرأيت. ج: كان على عائشة "محرر" أي عتق رقبة. ومنه: من اعتبد "المحرر" أي استرق المعتق. غ "محرراً" أي معتقاً من عمل الدنيا. نه ومنه ح أبي بكر: أفمنكمالميت يابس الكبد، وقيل وصفها بما يؤول أمرها إليه. وفيه: إن القتل قد "استحر" يوم اليمامة بقرائها، أي اشتد وكثر، استفعل من الحر الشدة. ط: وهذا حين بعث أبو بكر خالد بن الوليد مع جيش إلى اليمامة فقاتلهم بنو حنيفة قتالاً شديداً وقتل من القراء سبعمائة ومن غيرهم خمسمائة، ثم فتح وقتل مسيلمة، وأخشى إن استحر القتل، إن شرطية مفعول أخشى محذوف، أو مصدرية مفعوله. غ: زاد معاوية أصحابه يوم صفين خمسمائة فقال أصحاب على (ع):
لا خمس إلا جندل "الأحرين"
الحرة حجارة سود بين جبلين، وجمعها أحرون رفعاً، وأحرين نصباً وجراً. نه: وزيادة الألف من الندور، وقيل قسم على يوم الجمل ما في العسكر فأصاب كل رجل خمسمائة، فقال بعضهم في الصفين لنفسه: لا خمس إلا جندل الأحرين، يعني ليس لك إلا الحجارة ولاخيبة. والحرة أرض ذات حجارة سود، وتجمع على حر وحرار وحرات وحرين وأحرين، وقيل إن واحدة أحرة. وفيه: حتى ذهبت مني يوم "الحرة" وهي أيام يزيد بن معاوية لما نهب المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمر عليهم مسلم بن عقبة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد، وحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. ج: وقع فيه سبي النساء والولدان. وفيه: فليضرب بحده على "حرة" أراد بها نفس الحجر، أي اضرب حد سيفه بحجر لئلا يمكنه القتال به. نه وفيه: لطم وجه جارية فقال: أعجز عليك إلا "حر" وجهها، حر الوجه: ما أقبل عليك، وحر كل أرض ودار وسطها وأطيبها، وحر البقل والفاكهة والطين جيدها. ن: أي امتنع عليك إلا حر الوجه، أي صفحته وما رق من بشرته، أو عجزت ولم تجد أن تضرب إلا حر وجهها. ط ومنه: ثم يصيب شيئاً من "حر" وجهه. نه ومنه: ما رأيت أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "أحر" حسناً منه، يعني أرق منه رقة حسن. وفيه: ذرى وأنا "أحر" لك، يقول ذرى الدقيق لأتخذ لك منه حريرة، وهي حساء مطبوخ من الدقيق والدسم والماء. ك: هي بمهملات دقيق يطبخ بلبن. نه: وسئلت عائشة عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أ"حرورية" أنت؟ وهم طائفة من الخوارج نسبوا إلى "حرورا" بالمد والقصر، وهو موضع قريب من الكوفة كان أول مجمعهم وتحكيمهم فيه، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي وكان عندهم تشدد في أمر الحيض، شبهتها بهم في تشددهم في أمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها، وقيل: أرادت أنها خرجت عن السنة والجماعة كما خرجوا عنهم. ك: أحرورية أنت، بفتح حاء وضم راء أولى أي خارجية يوجبون قضاء صلاة الحيض؟ فقلت: لا ولكني أسأل لمجرد العلم لا للتعنت. ن: "الحرور" شدة الحر، والخزيرة يجيء في خ معجمة. ط: فليتزوج "الحرائر" لأن الإماء مبتذلة غير مؤدبة فلم تحسن تأديب أولادها وقد قيل: الرق رقان: رق سبي ورق هوى، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق.
حرر
حَرَّ1 حَرَرْتُ، يَحُرّ، احْرُر/ حُرّ، حَرًّا، فهو حارّ، والمفعول مَحْرور
• حرَّ الشَّيءَ: سخَّنه، رفع درجةَ حرارته "حَرَرْتُ الماءَ/ الطّعام". 

حرَّ2 حَرَرْتُ، يَحِرّ، احْرِر/ حِرّ، حَرًّا وحَرَارةً، فهو حارّ
• حرَّ القتالُ: اشتدَّ.
• حرَّ النَّهارُ: سخُن، ارتفعت درجةُ حرارته "حرَّ الهواءُ/ الماءُ". 

حرَّ3 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/ حَرّ، حَرًّا وحُرورًا، فهو حارّ، والمفعول محرور (للمتعدِّي)
• حرَّ النَّهارُ: اشتدّ حرُّه، سَخُن، ارتفعت درجةُ حرارته.
• حرَّ الماءَ: سخَّنه. 

حرَّ4 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَر/ حَرّ، حِرَّةً وحَرَارةً، فهو حرَّانُ/ حرَّانٌ
• حرَّ الرَّجلُ:
1 - عطش.
2 - شعر بالحرارة "وجَده حرّانَ/ حرّانًا".
• حرَّتْ كبدُه: يبست من عطَش أو حُزْن "فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ [حديث]: في سقي كلِّ كبد [كلِّ ذي كبد] حَرَّى، أجر". 

حرَّ5 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَر/ حَرّ، حُرِّيَّةً، فهو حُرّ
• حرَّ الرَّجُلُ: كان حُرَّ الأصْلِ غير مُقيَّد، لا يُباع ولا يُشْتَرى " {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} " ° أنت حرّ ما لم تضُرّ: اصنع ما شئت ما دمت لا تتجاوز حدود اللِّياقة. 

حَرَّ6 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/ حَرّ، حَرارًا، فهو حُرّ
• حرَّ العبدُ: صار حُرًّا طليقًا غيرَ مُقَيَّد، خلص من الرّقّ "حَرِرْت من إدمان التَّدخين" ° حُرّ التَّصرف: يفعل ما يشاء- حُرٌّ طليق. 

أحرَّ يُحِرّ، أحْرِرْ/ أحِرَّ، إِحْرَارًا، فهو مُحِرّ، والمفعول مُحَرّ (للمتعدِّي)
• أحرَّ النَّهارُ: صار حارًا "أحرَّ الجوُّ".
• أحرَّ الماءَ: جعله حارًّا (ساخنًا) "أحرّتْهُ شمسُ الصَّيف- أحرّتْهُ أنباءُ الحرب". 

احترَّ يحترّ، احْتَرِرْ/ احْتَرَّ، احترارًا، فهو مُحترّ
 • احترَّ الشَّيءُ: صار حارًّا "احترّ الشَّرابُ". 

استحرَّ يستحرّ، اسْتَحْرِرْ/ اسْتَحِرَّ، استحرارًا، فهو مُسْتحِرّ
• استحرَّ الشَّيءُ: صار حارًّا.
• استحرَّ الأمرُ: اشتدّ واحتدم "استحرَّ القتالُ". 

تحرَّرَ/ تحرَّرَ من يتحرَّر، تحرُّرًا، فهو مُتحرِّر، والمفعول مُتحرَّر منه
• تحرَّرتِ الرِّسالةُ: مُطاوع حرَّرَ: كُتبت "تحرَّرت المقالةُ".
• تحرَّر العبدُ من الرِّقِّ: أُعتِق، صار حُرًّا لا سلطان عليه.
• تحرَّر من الاستعمار ونحوه: حَرَّر نفسَه منه، وتخلَّص من سيطرته عليه "تحرَّرت شعوبُ العالم الثَّالث من الاستعمار ولم تتحرّر من سلطانه- تحرَّر من التَّقاليد: لم يلتزم بها- تحرَّر البلدُ: استعاد سيادتَه واستقلالَه- فتاة متحرِّرة: غير ملتزمة". 

حرَّرَ يُحرِّر، تَحْريرًا، فهو مُحرِّر، والمفعول مُحرَّر
• حرَّر العبدَ: أعتقه "حرَّر رقبتَه- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} ".
• حرَّر الكتابَ وغيرَه: أصلحه وجوَّد خطَّه.
• حرَّر الصَّحيفةَ أو المجلةَ: أشرف على إعدادها وأسهم في كتابة موادّها "حرَّر مقالاً على عجل".
• حرَّر الولدَ: نذره لطاعة الله وخدمة بيته " {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ".
• حرَّر الرِّسالةَ ونحوَها: كتبها "حرَّر الشُّرطيُّ مُخالفةً لقائد السَّيّارة/ محضرًا بالحادثة".
• حرَّر النِّظامَ: جعله أكثر حرّيّة وأقلّ التزامًا "حرّر المعاملات الاقتصاديّة". 

أحرُّ [مفرد]: اسم تفضيل من حرَّ3: أكثر سخونة من غيره "الصَّيفُ أحرُّ من الشتاء: الصَّيف في حرِّه أبلغ من الشِّتاء في برودته، وهنا لا يراد التفضيل بخروج الصيغة عن الدّلالة على صفةٍ مشتركة بين الطرفين، وإنمّا الوصف بأصل المعنى، أي أنّ شيئًا زاد في صفة نفسه عن آخر في نفسه كما نقول: العسل أحلى من الخلّ" ° على أحرِّ من الجَمْر: في غاية الشّوق، لا يقوى على الانتظار. 

تَحَرُّريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحرُّر.
2 - مصدر صناعيّ من تحرُّر: نزعة رامية إلى الانعتاق السِّياسيّ والاقتصاديّ.
3 - (سة) فلسفة سياسيّة تقوم على الإيمان بالتقدّم واستقلال الفرد الذّاتيّ وتنادي بحماية الحريّات السِّياسيّة والمدنيّة، تُعرف كذلك بالليبراليّة. 

تحرير [مفرد]: ج تحاريرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَّرَ ° إدارة التَّحرير: القسم المسئول عن التحرير- تحريرًا في: كُتِب أو صدَر في تاريخ مُعيَّن- رئيس التَّحرير: من يتولّى تنسيق النشاطات التحريريَّة لدار نشر أو إنتاج كما في الجريدة.
2 - خلاص، إزالة الخداع "تحريرٌ من الأوهام".
• تحرير نصّ: مراجعةٌ نقديَّة لنصٍّ بما في ذلك دمج عناصر موثوقيّة من مصادر مختلفة.
• حركة تحرير المرأة: حركة مُوَجَّهة نحو إزالة المواقف والممارسات المبنيّة على اعتبار أن الرِّجال أعلى مرتبةً وأهمَّ من النِّساء. 

تَحْريريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تحرير.
2 - كتابيّ، عكسه شفهيّ "امتحان تحريريّ- إعلان تحريريّ: يُنشر بمثابة مقالة عاديّة في الجريدة أو المجلة". 

حارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حَرَّ1 وحرَّ2 وحرَّ3 ° زَيْت حارّ: يُستخرج من الكتّان.
2 - ساخن، ضدّ بارد "جوٌّ/ ماءٌ حارٌّ" ° مشروب حارّ: ساخن.
3 - لاذع "فلفل حارّ".
4 - بتحمُّس شديد "استقبله استقبالاً حارًّا: استقبالاً متَّسمًا بالبشر والإكرام والتّرحيب- دعاء حارّ: منبعث من أعماق القلب" ° لِقاء حارّ: ودِّيّ.
5 - شديدٌ شاقّ. 

حَرار [مفرد]: مصدر حَرَّ6. 

حَرارة [مفرد]:
1 - مصدر حرَّ2 وحرَّ4 ° بحرارة: بعاطفة ملتهبة وحماسة- حرارة الشَّباب: فورته واندفاعه- حرارة العاطفة: التهابها واشتدادها- عازل الحرارة: مانع لنفوذها.
2 - سخونة، ضدّ برودة "ترتفع درجات الحرارة خلال الصَّيف- شعر بحرارة في رأسه" ° ارتفعت درجةُ حرارة المريض.
3 - (فز) صورة من صور الطاقة تُصهِر المادّة أو تُسخِّنها أو تبخِّرها.

• الحرارة النَّوعيَّة: (فز) كميّة الحرارة المقدَّرة بالسُّعرات التي إذا امتصَّها جرام واحد من مادّة ما رفعت درجة حرارته درجة واحدة مئويّة.
• الحرارة الكامنة: (فز) الحرارة التي تمتصّها المادّة عندما تتغيَّر حالتُها من صورة إلى أخرى.
• درجة الحرارة: شدّة الطاقة الحرارية في جسم ما أو في حيِّز من الفضاء، وتعتمد درجة الحرارة على متوسِّط طاقة حركة الجزيئات في حيِّز مُعيَّن، ويمكن التعبير عنها باستخدام أحد تدرُّجات عدَّة مثل: تدريج فارنهايت وتدريج سلسيوس (التدريج المئويّ). 

حراريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَرارة.
• الانتحاء الحراريّ: (حي) تحرُّك الكائن الحيّ استجابة للتغيّرات في درجة الحرارة.
• التَّصوير الحراريّ: (طب) طريقة في التشخيص بحيث تكوِّن الكاميرا ذات الأشعة تحت الحمراء صُورًا تُبيّن مواقعَ لنمو نسيج غير طبيعيّ عن طريق قياس تغيّرات درجة الحرارة في الجسم.
• التَّنظيم الحراريّ: (فز) المحافظــة على درجة حرارة الجسم الداخليّة بعيدًا عن درجة حرارة البيئة أو الجوّ.
• الطُّوب الحراريّ: نوع من قوالب الطُّوب مصنوع بطريقة خاصّة ليقاوم الحرارة.
• محرِّك حراريّ: (فز) آلة لتحويل الطاقة الحراريَّة إلى طاقة ميكانيكيّة مثل محرِّك البخار أو محرِّك البنزين.
• وحدة حراريَّة: (فز) سُعْر، وحدة لقياس الحرارة وقيمة الطاقة الناتجة عن تناول الطعام.
• كهرباء حراريّة: كهرباء متولّدة من تدفّق الحرارة.
• الدِّيناميكا الحراريَّة: فرع من الفيزياء يبحث في العلاقة بين الحرارة وأشكال أخرى من الطاقة. 

حراريّات [جمع]: (فز) موادّ من الطَّفل تصنع منها الأجسام التي تتعرَّض للحرارة العالية مثل الطّوب الحراريّ. 

حَرّ [مفرد]:
1 - مصدر حَرَّ1 وحرَّ2 وحرَّ3.
2 - وصف بمعنى حارّ، ضد بَرْد "اليوم حَرّ" ° الجوّ حرٌّ: لا يُطاق.
3 - حرارة " {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} ". 

حُرّ [مفرد]: ج أحرار وحِرار، مؤ حُرَّة، ج مؤ حُرَّات وحَرائِرُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَّ5 وحَرَّ6 ° إرادة حُرَّة: مطلقة- الحُرّ تكفيه الإشارةُ [مثل]: أي أن الإشارة تُغني عن الإطالة- القطاع الحُرّ/ الاقتصاد الحُرّ/ التعليم الحُرّ: الذي لا يخضع لسيطرة الدولة- ترجمة حُرَّة: بتصرّف- مِنْ حُرِّ ماله: من ماله الذي اكتسبه بطريقة شريفة.
2 - كريم، من خير النَّاس وأفضلهم "نساء حرائر- أَوَ تَزْنِي الحُرَّةُ [حديث]: العفيفة المحصنة".
3 - خالص من الشوائب ° ذهَب حُرّ: لا نحاس فيه- طين حُرّ: لا رمل فيه- فرسٌ حُرّ: عتيق الأصل.
• الشِّعر الحُرُّ: (دب) الشِّعر المُتَحرِّر من الوزن والقافية.
• العالم الحُرّ: (سة) جزء من العالم مشهور بالأنظمة الديمقراطيَّة والرَّأسماليّة أو الاشتراكيَّة غير المتشدِّدة أكثر منه بالأنظمة الشّيوعيَّة أو الاستبداديّة.
• العَقارُ الحُرّ: (قص) كلّ مِلْك خالص الملكيّة يأتي بدخل سنويّ دائم يسمّى رَيْعًا.
• السُّوق الحُرَّة: (قص) سوق يتمّ التعامل فيها خارج البورصة أو الجمرك.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتّبعه البنوك المركزيّة في بيع الأوراق الماليّة وشرائها لزيادة المتداول من النُّقود أو نقصه.
• الفنون الحُرَّة: فروع أكاديميَّة تعليميَّة كاللغات والأدب والتاريخ والفلسفة والرِّياضيّات والعلوم تقدِّم معلومات خاصّة باهتمامات ثقافيَّة عامّة.
• المنطقة الحرَّة: منطقة إقليميّة معيَّنة لا تخضع للرسوم الجمركيّة. 

حَرَّانُ/ حَرَّانٌ [مفرد]: ج حِرار/ حرّانون، مؤ حَرَّى/ حَرَّانة، ج مؤ حِرار/ حرَّانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَّ4: عطشان من شدّة الحرّ "كانوا حرَّانين فخرجوا إلى الشَّاطئ" ° دموع حَرَّى: حارّة- زفرة حَرَّى: شديدة الحزن- كبد حَرَّى: عَطْشَى أو مفجوعة حزينة. 

حَرَّة [مفرد]: ج حرَّات وحِرار: (جو) أرض ذات حجارة سوداء كأنّها أحْرِقت بالنّار. 

حِرَّة [مفرد]: مصدر حرَّ4. 

حُرِّيَّة [مفرد]: ج حُرِّيَّات (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَّ5.
2 - حالة يكون عليها الكائن الحيّ الذي لا يخضع لقهر أو قيد أو غلبة ويتصرّف طبقًا لإرادته وطبيعته، خلاف عبوديّة "حُرِّيَّة التَّصرّف/ الرَّأي/ العبادة/ الصَّحافة" ° بحرِّيَّة: بلا تكلُّف وبلا احتراس- حُرِّيَّة الاتّجاه الفكريّ: حُرِّيَّة التَّعليم أو طلب العلم أو مناقشة بصراحة دون قيود أو تدخُّل- حُرِّيَّة الكلام: القدرة على التّصرُّف بملء الإرادة والاختيار.
3 - (سة) مذهب سياسيّ يقرّر وجوب استقلال السُّلطة التَّشريعيّة والسُّلطة القضائيّة عن السُّلطة التَّنفيذيّة ويعترف للمواطنين بضروب مختلفة من الضَّمان تحميهم من تعسُّف الحكومات، نقيض مذهب الاستبداد بالسُّلطة ° حُرِّيَّات مدنيَّة: حقوق فرديَّة أساسية منها حريَّة التّعبير، وحريَّة الدين، يقوم القانون بحمايتها ضدّ تدخلات غير مسموحة سواء حكوميَّة أو غيرها.
4 - (قص) مذهب اقتصاديّ يرمي إلى إعفاء التّجارة الدَّوليّة من القيود والرُّسوم "حُرِّيَّة اقتصاديَّة".
5 - (نف) حالة مَنْ لا يحكمه اللاّشعور أو الدوافع النفسيّة أو الجنون أو عدم الشعور بالمسئوليّة القانونيّة أو الأخلاقيّة، فهي حالة الإنسان الواعي الذي يفعل الخير أو الشرّ وهو يعلم ماذا يريد أن يفعل، ولماذا يريد ذلك، مع وجود أسباب انتهى إليها تفكيره.
• حُرِّيَّة البحار: الميثاق الذي ينصُّ على أن السُّفن من شتَّى الجنسيّات لها حقُّ العبور في المياة الدّولية دون إعاقة. 

حَرُور [مفرد]: ج حَرائِرُ
• الحَرُور:
1 - حَرّ الشَّمس " {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ. وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ".
2 - نَار.
3 - حرّ شديد " {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ".
4 - ريح حارَّة تهبُّ ليلاً أو نهارًا " {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ". 

حُرور [مفرد]: مصدر حرَّ3. 

حَرُوريّة [مفرد]
• الحَرُوريَّة: (سف) طائفة من الخوارج تنسب إلى حروراء بقرب الكوفة، لأنّهم أقاموا أول اجتماعهم وتحكيمهم بها حين خالفوا عليًّا، وكان عندهم تشدُّد في الدِّين حتى مرقوا منه. 

حَرير [جمع]: جج حَرائِرُ وحرايرُ: نوع رقيق من النّسيج يُصنع من خيوط دودة القزّ وتصنع منه الملابس "فستان من الحرير- حرير نباتيّ: نسيج حريريّ يُؤخذ من بذور بعض النباتات- حرير مَغْزول: غزل مصنوع من الحرير قصير الألياف- {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} " ° الحرير الصَّخريّ: مادّة معدنيّة خيطيَّة غير قابلة للاحتراق ولا الذَّوبان- الحرير الصِّناعيّ: أقمشة حريريّة مادّتها مركَّبة كيماويًّا- حرير خامّ: حرير غير معالَج.
• الحرير الصِّناعيّ: ألياف تُتَّخذ من عجينة الخشب أو نُسالة القطن.
• دودة الحرير: (حن) فراشة تُربَّى في البلاد التي تزدهر فيها صناعة الحرير، تضع الأنثى من 400 - 600 بيضة، وتفقس البيضة عن يرقة تتغذَّى بشراهة على أوراق التُّوت ثم تحيط نفسها بشرنقة من الحرير تتحوَّل داخلها إلى عذراء ثم إلى فراشة. 

حَرِيرَة [مفرد]: ج حَرائِرُ:
1 - قطعة من الحَرِير.
2 - دقيق يُطبخ بلبن أو دسم. 

حَرِيريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَرير: "بشرة حريريّة الملمس".
2 - صانع الحرير.
3 - بائع الحرير. 

حَرِيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى حَرير.
• الطِّباعة الحريريَّة: أُسلوب في الطِّباعة باستخدام صفيحة رقيقة من معدن أو ورق مُقوَّى أو مُشَمَّع، لها مسامّ لكي يدخل الحبر من خلالها بحيث يوضع التَّصميم على هذه الصفيحة، ويتم إدخال الحبر من خِلال هذه الصفيحة، إلى المادّة المطبوعة. 

مُتحرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تحرَّرَ/ تحرَّرَ من.
2 - من يخرج على تقاليد مجتمعه "أفكار مُتحرِّرة". 

مُحرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حرَّرَ.
2 - مسئول في صحيفة أو مجلّة يشترك في تحريرها "محرِّر أدبيّ/ سياسيّ/ رياضيّ/
 اقتصاديّ".
3 - رتبة في سُلّم الوظائف الرَّسميَّة "عيِّن محرِّرًا بمجمع اللغة العربيّة".
4 - (حس) برنامج أو مجموعة أوامر تُستخدم لتحرير نصّ أو ملفات البيانات.
• محرِّر القضاء: كاتب أحكام القضاء. 

حرر: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس

من وجهين: أَحدهما بناؤه، والآخر إِظهار تضعيفه؛ قال ابن دريد: لا أَعرف

ما صحته. والحارُّ: نقيض البارد. والحَرارَةُ: ضِدُّ البُرُودَةِ. أَبو

عبيدة: السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل، والحَرُورُ:

الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ

سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ

الجوهري: الحَرُورُ الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار؛

وأَنشد ابن سيده لجرير:

ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَنَّنا

لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم

مستن الحرور: مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه؛ يقول: نزلنا هنالك

فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف

يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ، شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ

عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس. والحَرُورُ: حر الشمس،

وقيل:الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه، وهو يكون بالنهار والليل، والسَّمُوم لا

يكون إِلا بالنهار. وفي التنزيل: ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال ثعلب:

الظل ههنا الجنة والحرور النار؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَن الظل هو

الظل بعينه، والحرور الحرّ بعينه؛ وقال الزجاج: معناه لا يستوي أَصحاب الحق

الذين هم في ظل من الحق، وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ

دائم ليلاً ونهاراً، وجمع الحَرُور حَرائِرُ؛ قال مُضَرِّسٌ:

بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها،

وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ

وتقول

(* قوله: «وتقول إِلخ» حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في

القاموس والمصباح وغيرهما، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي

والمضارع): حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم

تَحُرُّ، وحَرِرْتَ تَحِرُّ، بالكسر، وتَحَرُّ؛ الأَخيرة عن اللحياني، حَرّاً

وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ؛ وقد تكون الحَرارَةُ

للاسم، وجمعها حينئذ حَراراتٌ؛ قال الشاعر:

بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ،

على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ

وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن

الأَوَّل أَقرب.

قال الجوهري: وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي. الكسائي: شيء حارٌّ

يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. وقال اللحياني: حَرِرْت يا

رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً؛ قال ابن سيده: أُراه إِنما يعني الحَرَّ

لا الحُرِّيَّةَ. وقال الكسائي: حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير.

وقال ابن الأَعرابي: حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ، وحَرَّ يَحَرُّ

حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل، وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ؛

قال الجوهري: فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.

وفي حديث الحجاج: أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه؛ الحرار، بالفتح: مصدر من

حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً، والاسم الحُرِّيَّةُ. وحَرَّ يَحِرُّ

إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره. ابن سيده: وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي

حَرّاً وقُرّاً؛ والحِرَّةُ والحَرارَةُ: العَطَشُ، وقيل: شدته. قال

الجوهري: ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد،

ويقال: إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة.

ورجل حَرَّانُ: عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى؛ الأَخيرتان

عن اللحياني؛ وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. وفي

الحديث: في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ؛ الحَرَّى، فَعْلَى، من الحَرِّ وهي

تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ

ويَبِسَتْ من العَطَشِ، قال ابن الأَثير: والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى

أَجراً، وقيل: أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى

إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان، ويشهد له ما جاء

في الحديث الآخر: في كل كبد حارّة أَجر، والحديث الآخر: ما دخل جَوْفي ما

يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ، وما جاء في حديث ابن عباس: أَنه نهى

مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ، وفي حديث آخر: في كل كبد حرى رطبة

أَجر؛ قال: وفي هذه الرواية ضعف، فأَما معنى رطبة فقيل: إِن الكبد إِذا

ظمئت ترطبت، وكذا إِذا أُلقيت على النار، وقيل: كنى بالرطوبة عن الحياة

فإِن الميت يابس الكبد، وقيل: وصفها بما يؤول أَمرها إِليه.

ابن سيده: حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً؛

قال:

وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ

أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ، واسْتَحَرَّتْ،

كلاهما: يبست كبده من عطش أَو حزن، ومصدره الحَرَرُ. وفي حديث عيينة بن

حِصْنٍ: حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ؛ يعني

حُرْقَةَ القلب من الوجع والغيظ والمشقة؛ ومنه حديث أُم المهاجر: لما نُعِيَ

عُمَرُ قالت: واحَرَّاه فقال الغلام: حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ،

وأَحَرَّها اللهُ.

والعرب تقول في دعائها على الإِنسان: ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي

أَعطشه وقيل: معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه. وأَحَرَّ الرجلُ، فهو مُحِرٌّ

أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً. ورجل مُحِرٌّ: عطشت إِبله. وفي

الدعاء: سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد؛

وأَورده ابن سيده منكراً فقال: ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في

يوم بارد؛ وقال اللحياني: هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد. وقال

ابن دريد: الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه. قال: ومن دعائهم: رماه الله

بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد.

ويقال: إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً.

والحَرارَةُ: حُرْقَة في الفم من طعم الشيء، وفي القلب من التوجع،

والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي ذكره.

وقال ابن شميل: الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ، بالراء والواو.

والحَرَّة: حرارة في الحلق، فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة

ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ، وهو عند

خروج الروح.

وامرأَة حَرِيرَةٌ: حزينة مُحْرَقَةُ الكبد؛ قال الفرزدق يصف نساء

سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ:

خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً،

ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ

وفي التهذيب: المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ؛ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ

حَرارَة في صدورهن، وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة، وإِنما دخلتها الهاء

لما كانت في معنى حزينة، كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى

رَشِيدَة. قال: والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة.

والمُكَتَّبَةُ: السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن.

واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ. وفي حديث عمر وجَمْع القرآن:

إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن؛ أَي اشتدَّ وكثر،

وهو استفعل من الحَرِّ: الشِّدَّةِ؛ ومنه حديث عليٍّ: حَمِسَ الوَغَى

واسْتَحَرَّ الموتُ. وأَما ما ورد في حديث علي، عليه السلام: أَنه قال

لفاطمة: لو أَتَيْتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فسأَلته خادماً يَقِيكَ

حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل، وفي رواية: حارَّ ما أَنت فيه، يعني التعب

والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما، كما أَن البرد مقرون

بالراحة والسكون. والحارُّ: الشاق المُتْعِبُ: ومنه حديث الحسن بن علي قال

لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة: وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى

قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه،

والقارّ: ضد الحارّ.

والحَرِيرُ: المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الغيظ وغيره.

والحَرَّةُ: أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار.

والحَرَّةُ من الأَرضين: الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها

مطرت، والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ؛ قال سيبويه: وزعم يونس أَنهم يقولون

حَرَّةٌ وحَرُّونَ، جمعوه بالواو والنون، يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ

لأَنها مؤنثة مثلها؛ قال: وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ

وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها؛ أَنشد ثعلب

لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد

انهزم ولحق بالكوفة، وكان عليّ، رضي الله عنه، قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل

خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة، فلما قدم زيد على أَهله قالت له

ابنته: أَين خمس المائة؟ فقال:

إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ،

لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين،

وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين،

وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين،

وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين،

وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين،

قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ: هَلْ تَفِرِّين؟

لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين،

والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين،

جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ

ويروى: قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ. وقال ابن سيده: معنى لا خمس ما

ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما

التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علي، رضوان الله عليه:

لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين

أَرادوا: لا خمسمائة؛ والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال:

شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا

خمسمائة خمسمائة، فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات. قال ابن الأَثير: ورواه

بعضهم لا خِمس، بكسر الخاء، من وِردِ الإِبل. قال: والفتح أَشبه بالحديث،

ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة، والإِحَرِّينَ: جمع الحَرَّةِ.

قال بعض النحويين: إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ

وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة،

وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله، ولا هو بمنزلة أَرض

في أَنه مؤَنث بغير هاء؟ فالجواب: إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ،

وهي إِفْعَلَة، ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد، فأَسكنوا

الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده، فلما

دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين، عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو

والنون فقالوا: إِحَرُّونَ، ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها

حَرَّة، فقالوا: حَرُّونَ، وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت

إِحَرَّة من لــفظــها ومعناها، وإِن شئت قلت: إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في

لامها، وذلك ضرب من الإِعلال لحقها؛ وقال ثعلب: إِنما هو الأَحَرِّينَ، قال:

جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو

أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين. والحَرَّةُ: أَرض بظاهر المدينة

بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة. وفي حديث جابر: فكانت زيادة رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ؛

قال ابن الأَثير: قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في

الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية، لما انتهب المدينة عسكره من أَهل الشام الذين

ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأَمَّر عليهم مسلم بن

عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد. وفي التهذيب:

الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار. وقال ابن شميل:

الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل

البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار، وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس

بأَسود، وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها. وقال ابن الأَعرابي: الحرّة

الرجلاء الصلبة الشديدة؛ وقال غيره: هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض.

وقال أَبو عمرو: تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع

فذلك الكُرَاعُ. وأَرض حَرِّيَّة: رملية لينة. وبعير حَرِّيٌّ: يرعى في

الحَرَّةِ، وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد، حَرَّةُ النار لبني سُليم،

وهي تسمى أُم صَبَّار، وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة

النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس؛ قال الشاعر:

لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ،

بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ

والحُرُّ، بالضم: نقيض العبد، والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ؛ الأَخيرة عن

ابن جني. والحُرَّة: نقيض الأَمة، والجمع حَرائِرُ، شاذ؛ ومنه حديث عمر قال

للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد: لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي

لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على

الحرائر دون الإِماء.

وحَرَّرَهُ: أَعتقه. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ

مُحَرَّرٍ؛ أَي أَجر مُعْتَق؛ المحرَّر: الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق. يقال:

حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً، بالفتح، أَي صار حُرّاً؛ ومنه حديث أَبي

هريرة: فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ، وحديث أَبي

الدرداء: شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه

فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ

(* قوله: «ادّعوا رقه» فهو محرر

في معنى مسترق. وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه

ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر:

فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً، * فليس له حتى الممات خلاص

كذا بهامش النهاية). وفي حديث أَبي بكر: فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا

حُرَّ بوادي عوف؛ قال: هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني، كان

يقال له ذلك لشرفه وعزه، وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد

والخَوَل، وسنذكر قصته في ترجمة عوف، وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال

لمعاوية: حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ، فإِن رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم؛ أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك

أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إِنما

كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان، وكان

هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من

ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام.

وتَحْرِيرُ الولد: أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد. وقوله

تعالى: إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي؛ قال الزجاج:

هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك، وكان

ذلك جائزاً لهم، وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم، فكان

الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم، ولم يكن

ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور، فلما ولدت امرأَة عمران مريم

قالت: رب إِني وضعتها أُنثى، وليست الأُنثى مما تصلح للنذر، فجعل الله من

الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى، عليه السلام، أَن جعلها

متقبَّلة في النذر فقال تعالى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ.

والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النذيرة، وكان يفعل ذلك بنو

إِسرائيل، كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في

خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه. وإِنه لَحُرٌّ: بَيِّنُ

الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ، بفتح الحاء؛

قال:فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني

فراقَكِ، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صَدِيقُ

فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ،

ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ

والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها؛ قال شمر:

سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به؛ وقال ثعلب: قال

أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء.

والحُرُّ من الناس: أَخيارهم وأَفاضلهم. وحُرِّيَّةُ العرب: أَشرافهم؛ وقال ذو

الرمة:

فَصَارَ حَياً، وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ

على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى

أَي على أَشرافهم. قال: والهزالَى مثل السُّكارى، وقيل: أَراد الهزال

بغير إِمالة؛ ويقال: هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم. والحُرُّ من كل

شيء: أَعْتَقُه. وفرس حُرٌّ: عَتِيقٌ. وحُرُّ الفاكهةِ: خِيارُها.

والحُرُّ: رُطَبُ الأَزَاذ. والحُرُّ: كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره.

وحُرُّ كل أَرض: وسَطُها وأَطيبها. والحُرَّةُ والحُرُّ: الطين الطَّيِّبُ؛

قال طرفة:

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً،

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ، دِعْصٌ له نَدُّ

وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار: وسطها وخيرها؛ قال طرفة أَيضاً:

تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي،

أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك

وطينٌ حُرٌّ: لا رمل فيه. ورملة حُرَّة: لا طين فيها، والجمع حَرائِرُ.

والحُرُّ: الفعل الحسن. يقال: ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل؛

قال طرفة:

لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً،

ليس هذا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ

أَي بفعل حسن. والحُرَّةُ: الكريمة من النساء؛ قال الأَعشى:

حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْـ

ـبُ سُخاماً، تَكُفُّه بِخِلالِ

قال الأَزهري: وأَما قول امرئ القيس:

لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ،

ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ

إِلى أَهله أَي صاحبه. بحرّ: بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه؛

والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في

فعله؛ ويقال لأَوّل ليلة من الشهر: ليلةُ حُرَّةٍ، وليلةٌ حُرَّةٌ،

ولآخر ليلة: شَيْباءُ. وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة

زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها؛ قال النابغة يصف نساء:

شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

الأَزهري: الليث: يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر

فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ؛ يقال: باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ؛

وقال غير الليث: فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي

بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ. وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر. الجوهري:

الحُرَّةُ الكريمة؛ يقال: ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر؛

قال عنترة:

جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ،

فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ

أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة. وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين:

جَيِّدُها. وفي الحديث: ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله، صلى الله عليه

وسلم، من الحُسن إِلا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان أَحَرَّ حُسْناً

منه؛ يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ.

وأَحْرارُ البُقُول: ما أُكل غير مطبوخ، واحدها حُرٌّ؛ وقيل: هو ما

خَشُنَ منها، وهي ثلاثة: النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ؛ وقال أَبو

الهيثم: أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ، وذُكُورُها ما غَلُظَ

منها وخَشُنَ؛ وقيل: الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ.

وحُرُّ الوجه: ما أَقبل عليك منه؛ قال:

جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ،

وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ

وقيل: حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما؛

وقيل: حُرُّ الوجه الخَدُّ؛ ومنه يقال: لَطَمَ حُرَّ وجهه. وفي الحديث: أَن

رجلاً لطم وجه جارية فقال له: أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها؟

والحُرَّةُ: الوَجْنَةُ. وحُرُّ الوجه: ما بدا من الوجنة. والحُرَّتانِ:

الأُذُنانِ؛ قال كعب بن زهير:

قَنْواءُ في حُرَّتَيْها، للبَصِير بها

عِتْقٌ مُبينٌ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

وحُرَّةُ الذِّفْرَى: موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها؛ وأَنشد:

في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ

يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى، وقيل: حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة

الذفرى أَسيلتها، يكون ذلك للمرأَة والناقة. والحُرُّ: سواد في ظاهر أُذن

الفرس؛ قال:

بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ

والحُرَّانِ: السَّودان في أَعلى الأُذنين. وفي قصيد كعب بن زهير:

قنواء في حرتيها

البيت؛ أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم

الأَصل.

والحُرُّ: حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ، والجانُّ في هذه الصفة؛

وقيل: هو ولد الحية اللطيفة؛ قال الطرماح:

مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ،

كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ

وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات، وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ

في هذا البيت الحية، وقال: الحرّ ههنا الصَّقْر؛ قال الأَزهري: وسأَلت

عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي؛ وقيل: الحرّ الجانُّ من

الحيات، وعم بعضهم به الحية. والحُرُّ: طائر صغير؛ الأَزهري عن شمر:

يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ

جُمَيِّلُ حُرٍّ. والحُرُّ: الصقر، وقيل: هو طائر نحوه، وليس به، أَنْمَرُ

أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس؛ وقيل: إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو

يصيد. والحُرُّ: فرخ الحمام؛ وقيل: الذكر منها. وساقُ حُرٍّ: الذَّكَرُ من

القَمَارِيِّ؛ قال حميد بن ثور:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ،

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما

وقيل: الساق الحمام، وحُرٌّ فرخها؛ ويقال: ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي؛

ورواه أَبو عدنان: ساق حَرّ، بفتح الحاء، وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ،

بفتح الحاء، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول: ساق حرّ، وبناه صَخْرُ

الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال:

تُنادي سَاقَ حُرَّ، وظَلْتُ أَبْكي،

تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما

وقيل: إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول: ساق حرّ ساق

حرّ، وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما قال ابن سيده، وعلله

فقال: لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها. وقال

الأَصمعي: ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها؛ قال ابن جني: يشهد عندي بصحة

قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر، فقال: سَاقَ حُرٍّ إِن

كان مضافاً، أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة، فتركه

إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر؛ وأَما قول

حميد بن ثور:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما

البيت؛ فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت، ولكن الصوت قد يضاف أَوّله

إِلى آخره، وكذلك قولهم خازِ بازِ، وذلك أَنه في اللــفظ أَشْبه بابَ دارٍ؛

قال والرواية الصحيحة في شعر حميد:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما

وقال أَبو عدنان: يعنون بساق حر لحن الحمامة. أَبو عمرو: الحَرَّةُ

البَثْرَةُ الصغيرة؛ والحُرُّ: ولد الظبي في بيت طرفة:

بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى

مُخْرِفٌ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ، حُرّ

والحَرِيرَةُ بالنصب

(* قوله: «بالنصب» أراد به فتح الحاء): واحدة

الحرير من الثياب.

والحَرِيرُ: ثياب من إِبْرَيْسَمٍ.

والحَرِيرَةُ: الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق، وقيل: هو الدقيق الذي يطبخ

بلبن، وقال شمر: الحَرِيرة من الدقيق، والخَزِيرَةُ من النُّخَال؛ وقال

ابن الأَعرابي: هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم

الحَسْوُ. وفي حديث عمر: ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك؛ يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك

منه حَرِيرَةً.

وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً: سَوَّاها. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فيها

أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان، وفي أَعلى الشبحة نقران

فيهما عُود معطوف، وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان

في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان

المنخفض.

وتحرير الكتابة: إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ. وتَحْرِيرُ الحساب:

إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ. وتَحْرِيرُ الرقبة:

عتقها.

ابن الأَعرابي: الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة، والحَرَّةُ: العذاب الموجع.

والحُرَّانِ: نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب

الفرقدان اعترضا، فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا. والحُرَّانِ: الحُرُّ وأَخوه

أُبَيٌّ، قال: هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما

أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر؛ قال المنخّل اليشكري:

أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني

مُغَلْغَلَةً، وخصَّ بها أُبَيَّا

فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ،

فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا

يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ،

ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا

قال: وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل

اليشكري، وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان، فلاعبته يوماً بقيد جعلته في

رجله ورجلها، فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال، فأَخذ المنخل ودفعه

إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه، فتسلمه فجعل يطعن في قفاه

بالصُّمُلَّةِ، وهي حربة كانت في يده.

وحَرَّانُ: بلد معروف. قال الجوهري: حرَّان بلد بالجزيرة، هذا إِذا كان

فَعْلاناً فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون.

وحَرُوراءُ: موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج

لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً، وهو من نادر

معدول النسب، إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ؛ قال الجوهري: حَرُوراءُ اسم قرية،

يمد ويقصر، ويقال: حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ. ومنه حديث عائشة

وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ هم

الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ، وكان عندهم من التشديد في الدين

ما هو معروف، فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها

بالحرورية، وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها؛ وقيل: أَرادت

أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين. قال

الأَزهري: ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ.

وحَرِّيٌّ: اسم؛ ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ. والحُرَّانُ: موضع؛ قال:

فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا،

فَجَنْبَا حِمًى، فالخانِقان فَحَبْحَبُ

وحُرَّيَات: موضع؛ قال مليح:

فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ، واحْتَوَتْ

مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ

والحَرِيرُ: فحل من فحول الخيل معروف؛ قال رؤبة:

عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا

فيه، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا

الحَرِيرُ: جد هذا الفرس، وضَرْبُه: نَسْلُه.

وحَرِّ: زجْرٌ للمعز؛ قال:

شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ، وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ،

عَمْداً، على جانِبِها الأَيْسَرِّ

قال: وحَيَّهْ زجر للضأْن، وفي المحكَم: وحَرِّ زجر للحمار، وأَنشد

الرجز.

وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ: الحِرُ والحَرِيرُ: قال ابن

الأَثير: هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال: الحِرُ، بتخفيف

الراء، الفرج وأَصله حِرْحٌ، بكسر الحاء وسكون الراء، ومنهم من يشدد

الراء، وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر، قال: والمشهور في

رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ، بالخاء والزاي، وهو ضرب

من ثياب الإِبريسم معروف، وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود، ولعله

حديث آخر كما ذكره أَبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم.

حرر
: ( {الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ،} كالحُرُور بالضمِّ {والحَرَارَةِ) بِالْفَتْح} والحِرَّةِ، بِالْكَسْرِ (ج {حُرُورٌ) بالضمّ (} وأَحارِرُ) على غير قِيَاس؛ مِن وَجْهَيْنِ: أَحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه،. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: لَا أَعرفُ مَا صِحَّتُه، وَكَذَا نَقَلَه الفِهّريُّ فِي شَرْح الفَصِيح عَن المُوعب، والعالم، والمُخَصّص، وهم نَقَلُوا عَن أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: وزَعَمَ قومٌ مِن أَهل اللغَةِ أَن الحَرَّ يُجْمَعُ على {أَحارِرَ، وَلَا أعرفُ صِحَّتَه. قَالَ شيخُنَا: وَقَالَ صاحبُ الواعِي: وَيجمع} أَحارٌ، أَي بالإِدغام. قلتُ: وكأَنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس.
وَقد يكونُ {الحَرَارَةُ الإِسمَ، وجَمْعُها حينئذٍ} حَرَاراتٌ. قَالَ الشَّاعِر:
بِدَمْعٍ ذِي {حَرَارَاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
وَقد تكونُ} الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ {حَرَارَةٍ، الَّذِي هُوَ المَصْدَرُ، إِلّا أَنَّ الأَولَ أَقربُ.
(و) تَقول:} حَرَّ النَّهَارُ، وَهُوَ {يَحَرُّ} حَرًّا، وَقد (! حَرِرْتَ يَا يَوْمُ، كمَلِلْتَ) أَي مِن حَدِّ عَلِمَ، عَن اللِّحْيَانيِّ (وفَرَرْتَ) أَيمِن حَدِّ ضَرَبَ (ومَرَرْتَ) أَي مِن حَدِّ نَصَرَ {تَحَرُّ} وتَحِرُّ {وتَحُرُّ،} حَرًّا {وحَرَّةً} وحَرَارَةً ( {وحُرُوراً) ، أَي اشتدَّ حَرُّكَ.
(و) الحَرُّ: (زَجْرٌ للبَعِير) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ للعَيْرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ التَّكْمِلَة. (يُقَال لَهُ: الحَرُّ، كَمَا يُقَال للضَّأْنِ: الحَيْهِ) . أَنشدَ ابْن الأَعْرَابيّ:
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ
قد تَرَكَتْ حَيْهِ وَقَالَت} حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ
(و) الحَرُّ؛ (جمْعُ {الحَرَّةِ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ إسمُ جنْسٍ جَمْعِيٌّ لَا جمعٌ اصْطِلاحِيٌّ.} والحَرَّةُ: إسمٌ (لأَرضٍ ذاتِ حِجارةً نَخِرَةٍ سُودٍ) ، كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار، وَقيل: {الحَرَّةُ مِن الأَرَضِينَ: الصلْبَةُ الغَلِيظَةُ الَّتِي أَلْبَستَهْا حِارَةٌ سُودٌ نَخِرَةُ، كأَنَّهَا مُطِرَتْ.
(} كالحِرَارِ) بِالْكَسْرِ جمْع تَكْسِيرٍ، وَهُوَ مَقِيسٌ، ( {والحَرّاتِ) جمْع مُؤَنَّث سَالم (} والحَرِّينَ) جمع مذكَّر عى لَــفْظِــه، ( {والأَحَرِّينَ) على تَوَهُّمِ أَن لَهُ مُفردا على} أحَرَّةٍ، وَهُوَ شذٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وزَعَم يُونسُ أَنهم يَقُولُونَ: {حَرَّةٌ} وحَرُّونَ، جَمَعُوه بِالْوَاو والنُّون، يُشَبِّهُون بقَوْلهمْ: أَرْضٌ وأَرضُون؛ لأَنها مؤنثةٌ مثلهَا، قَالَ: وزَعَمَ يُونُسُ أَيضاً أَنهم يَقُولُونَ: حَرَّةٌ {وإِحَرُّونَ، يَعْنِي} الحِرَارَ، كأَنه جمْعُ! إِحَرَّةٍ، وَلَكِن لَا يُتَكَلَّمُ بهَا. أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيمِيِّ، وَكَانَ زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة، وَكَانَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنهُ قد أَعْطَى أَصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسَمِائَة دِرهمٍ خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ زيدٌ عَلَى أَهله قالتْ لَهُ ابنتُه: أَين خَمْسُ المائةِ؛ فَقَالَ:
إِنّ أَباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ
لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ
وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ
وابنَ نُمَيْرٍ فِي سَرَاةِ الكِنْدِينْ
وذَا الكَلَاعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ وحابِساً يَسْتَنُّ فِي الطّائِيِّينْ
قَالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَل تَفِّرِينْ
لَا خَمْسَ إِلّا جَنْدَلُ {الإِحَرِّينْ
والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ
جَمْزاً إِلى الكُوفَةِ مِن قِنِّسْرِينْ
قَالَ بن الأَثير؛ ورَوَاه بعضُهم: (لَا خِمْس) بِكَسْر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل، والفتحُ أَشْبَهُ بِالْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَك اليومَ إِلّا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ. وَفِيه أَقوالٌ غير مَا ذكْرنا. وَقَالَ ثعلبٌ: إِنّما هُوَ} الأَحَرِّين، قَالَ: جاءَ بِهِ على {أَحَرَّ؛ كأَنه أَرادَ هاذا الموضعَ} الأَحَرَّ؛ أَي الَّذِي هُوَ {أَحَرُّ مِن غَيره، فصَيَّرَه كالأَكْرَمِين والأَرْحَمِين. ونَقَلَ شيخُنا عَن سِفْر السَّعَادَة، وَسَفِير الإِفادة للعَلَم السَّخَاويِّ مَا نَصُّه:} إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ، زادوا الهَمْزَ إِيذناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ، وأَنه لَيْسَ لَهُ جمْع السَّلامةِ، كَمَا غَيَّروه بالحَرَكة فِي: بَنُونَ وقِلُونَ، وإِنما جُمعَ حَرَّة هاذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثمَّ لم يُتِمُّوا لَهُ كمالَ السَّلامة، فزادُوا الهمزةَ، وكذالك لمّا جَمعوا أَرضاً فَقَالُوا: أَرَضُونَ، غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةَ الهمزَة فِي إِحَرِّين كزيادتها فِي تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ فِي الْجمع حَيْثُ قَالُوا: أَكْلُبٌ. وَقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الَّذِي تستحقُّه فَقَالُوا: حِرارٌ وَقَالَ بَعضهم: {حَرُّون، فَلم يزدْ الْهمزَة، انْتهى.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ: الصُّلْبَةُ الشديدةُ. وَقَالَ غيرُه: الحَرَّةُ هِيَ الَّتِي أَعْلاها سُودٌ وأَسفلُها بِيضٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: تكونُ الحَرَّةُ مستديرةً، فَإِذا كَانَ مِنْهَا شيءٌ مستطيلاً لَيْسَ بواسع، فَذَلِك الكُرَاعُ.
(و) يُقَال (بَعِيرٌ {- حَرِّيٌّ) ، إِذا كَانَ (يَرْعَى فِيهَا) أَي الحَرَّةِ.
(و) الحُرُّ، (بالضمّ: حِلافُ العَبْدِ.
(و) الحُرُّ: (خِيَارُ كلِّ شيْءٍ) وأَعْتَقُه. وحُرُّ الفاكِهَةِ، خِيَارُهَا.
والحُرُّ: كلُّ شيْءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وَغَيره.
(و) من ذالك الحُرُّ بِمَعْنى (الفَرَس العَتِيق) الأَصِيل، يُقَال: فَرَسٌ حُرٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الطِّين والرَّمْل الطَّيِّبُ) ،} كالحُرَّةِ.
{وحُرُّ كلِّ أرضٍ: وَسَطُهَا وأَطْيَبُها. وَقَالَ طَرَفَةُ:
وتَبْسِمُ عَن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ} حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
وَمن المَجاز: طِينٌ حُرٌّ: رَمْلَ فِيهِ.
ورَمْلَةٌ {حُرَّةٌ: لَا طِينَ فِيهَا، وَفِي الأَساس: طَيِّبَةُ النَّبَاتِ.} وحُرُّ الدّارِ: وسَطُهَا، وخَيْرُها، وَقَالَ طرفةُ أَيضاً:
تُعَيِّرُنِي طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي
أَلَا رُبَّ يَومٍ لي سِوَى {حُرِّ دارِكِ
(و) يُقَال: (رجلٌ) } حُرٌّ (بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ كالخُصُوصِ ةِ واللُّصُوصِيَّةِ، والفتحُ فِي الثَّلَاثَة أَفصحُ من الضَّمِّ، وإِن كَانَ القياسُ الضمَّ، قالَه شيخُنَا، (} والحُرُورَةِ) بالضّمّ، {والحَرَارَةِ، (} والحَرَارِ) ، بفتحهما، وَمِنْهُم مَن رَوَى الكسرَ فِي الثَّانِي أَيضاً، وَهُوَ لَيْسَ بصوابٍ، (! والحُرِّيَّةِ) ، بالضمّ. وَقَالَ شَمِرٌ: سمعتُ من شيخ باهِلَةَ:
فَلَو أَنْكِ فِي يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي
فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فَمَا رُدَّ تَزْوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادةٌ
وَلَا رُدَّ مِن بَعْدِ {الحَرَارِ عَتِيقُ
وَقَالَ ثعلبٌ: قَالَ أَعرابيٌّ: لَيْسَ لَهَا أَعْراقٌ فِي} حَرَارٍ، ولكنْ أَعراقُها فِي الإِماءِ.
(ج {أَحْرَارٌ) ، وَهُوَ مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ، وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ، (} وحِرَارٌ) بِالْكَسْرِ، حَكَاهُ ابْن جِنِّي، وَهُوَ الصَّوابُ، وحَكَى بعضٌ فِيهِ الفتحَ، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى فِي الْمصدر الكسْرَ، وزَعَمَ أَنه مِن الأَلفاظ الَّتِي جاءَتْ تَارَة مَصدراً، وَتارَة جمعا، كقُعُودٍ وَنَحْوه، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ، فَتَأَمَّلْ، قَالَه شيخُنَا.
(و) {الحُرُّ: (فَرْخُ الحَمَامةِ) ، وَقيل: الذَّكَرُ مِنْهَا.
(و) } الحُرُّ: (وَلَدُ الظَّبْيَةِ) فِي، بَيت طَرَفَةَ:
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى
مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ {حُرْ
(و) الحُرُّ: (وَلَدُ الحَيّةِ) اللطِيفةِ، وَقيل: هُوَ حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ، أَبيض، قَالَ الطِّرّماح:
مُنْطَوٍ فِي جَوفِ نامُوسِه
كانْطِوَاءِ الحُرِّ بينَ السِّلَامْ
وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات، وعمَّ بعضُهُم بِهِ الحَيَّةَ.
(و) مِن المَجَازِ: الحُرُّ: (الفِعْل الحَسَنُ) ، يُقَال: مَا هاذا منْكَ بحُرَ، أَي بحَسَنٍ وَلَا جَمِيلٍ. قَالَ طَرَفَة:
لَا يَكنْ حُبُّكِ دَاء داخِلاً
ليسَ هاذا منْكِ ماوِيَّ} بحُرْ
أَي بفِعْلٍ حَسَنٍ. قَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُ امرىءِ القَيْسِ:
لعَمْرُكَ مَا قَلْبِي إِلى أَهْلِه بحُرْ
وَلَا مُقْصِرٍ يَوْمًا فيأْتِينِي بقُرْ إِلى أَهلِه، أَي صاحبِه، بحُرّ: بكَرِيمٍ؛ لأَنه لَا يَصبِرُ وَلَا يَكُفُّ عَن هوَاه، والمعنَى أَن قلبَه يَنْبُو عَن أَهله، ويَصْبُو إِلى غير أَهله فَلَيْسَ هُوَ بكريمٍ فِي فِعْله.
(و) مِن المَجاز: الحُرُّ: (رُطَبُ الأَزاذِ) كسَحابٍ وَهُوَ السِّبِسْتانُ، وَهُوَ بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أَزاد درخت، وَمَعْنَاهُ الشجرةُ المَعْتُوقَةُ، فحَذَفُوا إِحدى الدُّالَيْنِ، ثمَّ لمّا عَرَّبُوا أَعْجَبُوا الذّالَ.
(و) الحُرُّ: (الصَّقْرُ) ، وَبِه فَسَّر بنُ الأَعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أَن يكونَ الحُرُّ فِيهِ بمعنَى الحَيَّةِ. قَالَ الأَزهريُّ: وسأَلْت عَنهُ أَعرابيًّا فصيحاً، فَقَالَ مثْلَ قَولِ ابْن الأَعرابيِّ.
(و) قيل: الحُرُّ هُوَ (البازِي) ، وَهُوَ قريبٌ من الصَّقْر، قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكِبَيْنِ والرَأْسِ، وَقيل: إِنه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة، وَهُوَ يَصِيدُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: لَطَمَ حُرَّ وَجهِه، الحُرُّ (مِن الوَجْهِ: ابَدَا) مِن الوَجْنَة، أَو مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
جَلَا الحُزْنَ عَن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفتْ
وكانتْ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ
وَقيل: حُر الوَجْه: أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن، مِن مَقدمِهما ومُؤَخَّرهما.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الرَّمْل: وَسَطُه) وخَيْرُه، وَكَذَا حُرُّ الأَرضِ، وَقد تقدَّم فِي أَول التَّرْجَمَة؛ فَهُوَ تَكرارٌ، كَمَا لَا يخفَى.
(و) الحُرُّ (بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ) من بَنِي ثَقِيفٍ (وإِليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ؛ لأَنه حَفَرَه، نقلَه الصَّغانيّ وَلم يَذكرْه ياقوتٌ فِي ذِكْر الأَنْهَار مَعَ استيفائِه.
(و) الحُرُّ (بنُ قَيْسِ) بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بن أَي عُيَيْنَةَ، وَكَانَ مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ. (و) الحُرُّ (بنُ مالكِ) بنِ عامرٍ، شَهِدَ أُجُداً، قالَه الطَّبَرِيّ، وَقَالَ غيرُه: جَزْءُ بنُ مَالك: (صَحابِيّانِ) ، وَفِي بعض النّسخ: صَحابِيُّون، بِصِيغَة الجمْعِ، وَهُوَ وَهَمٌ.
(و) الحُرُّ: (وادٍ بنَجْدٍ) ، وهما الحُرّانِ، قَالَه البَكرِيّ.
(و) الحُرٌّ: وادٍ: (آخَرُ بالجَزِيرَةِ) ، وهما {الحُراّنِ أَيضاً، قَالَه البكريُّ.
(و) الحُرُّ (مِن الفَرَسِ: سَوادٌ فِي ظاهِرِ أُذَنَيْه) ، قَالَ الشَّاعِر:
بَيِّنُ الحُرِّ ذُو مِرَاحٍ سَبُوقُ
وهما} حُرّانِ.
(وجُمَيْلُ حِرَ) ، بِضَم، (وَقد يُكْسَرُ: طائِرٌ) ، نقلَهما الصّغانيّ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب عَن شَمِرٍ: يُقَال لهاذا الطائرِ الَّذِي يُقَال لَهُ بالعراق: باذنْجان لِأَصغَرِ مَا يكون؛ جُمَيلُ حُرَ.
(و) قَالَ أَبو عَدنان: (ساقُ جُرَ: ذَكرُ القارِيِّ) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
وَمَا هَاجَ هاذَا الشَّوْقَ إِلّا حَمامةٌ
دَعَتْ ساقَ حُرَ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا
وَقيل: السّاقُ: الحَمَامُ،! وحُرٌّ: فَرْخُها، وَيُقَال: ساقُ حُرَ: صَوتُ القَمَارِيّ. وَرَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ: (سَاق حرَ) بِفَتْح الحاءِ لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يَقُول: سَاق حَرُّ سَاق حَرّ. وبناه صَخْرُ فجَعَلَ الإِسْمَيْنِ إسماً وَاحِدًا، فَقَالَ:
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي
تَلِيداً مَا أُبينُ لَهَا كلَاما وعَلَّلَه ابْن سِيدَه فَقَالَ: لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إِذ بَنَوْا مِن الأَسماءِ مَا ضارَعَهَا. وَقَالَ الأَصمعيّ: ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا، وإِنما هُوَ صَوْتُها. قَالَ ابْن جِنِّي: يَشْهَدُ عِنْدِي بصِحَّة قولِ الأَصمعيِّ أَنه لم يُعْرِب، وَلَو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ، فَقَالَ؛ ساقَ حُرَ، إِن كَانَ مُضَافا، أَو ساقَ حُرًّا إِن كَانَ مُركَّبا، فيَصْرِفُه لأَنه نكرةٌ، فتَرْكُه إِعرابَه يَدلُّ على أَنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه، وَهُوَ صِيَاحُه: سَاق حُرّ سَاق حُرّ، وأَمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فَلَا يدلُّ إِعرابُه على أَنه لَيْسَ بصوتٍ، ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إِلى آخِره، وكذالك قولُهم: خازهبازِ؛ وذالك أَنه فِي اللَّــفْظ أَشْبَهَ بابَ دارٍ، قَالَ: والرِّوايَةُ الصحيحةُ فِي شعر حُمَيْد:
دَعَتْ ساقَ حُرَ فِي حَمَامٍ تَرَنَّمَاه
وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لحْنَ الحمامةِ.
قلتُ: وَنَقَلَ هاذاالكلَم كلَّه شيخُنَا، عَن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جعْفَر البَعْلَبَكِيِّ، فِي شَرْحِه عَلَيْهَا، ونَظرَ فِيهِ مِن وُجُوهٍ، ظانًّا أَنه كلامُه، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ مأْخوذٌ منِ كتاب المُحْكَمِ لِابْنِ سِيدَه، وَكَذَا نَظرَ فِيمَا تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي، فلْيُنْظَرْ فِي الشَّرْح، قَالَ: ومِن أَظرَف مَا قيلَ فِي سَاق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ، كَمَا أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَ اللهُ فِي شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ، وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإِمامَيْنِ: أَبي عَبده اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ، وأَبي عبدِ اللهِ بنِ الشّاذِلِيِّ، رضيَ اللهُ عَنْهُمَا، مِراراً:
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فِيهِ وعَهْدٍ
لم أُجاوِزْه، والرَّكَائِبُ تَسْرِي
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ
عَن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حيثُ لَا مُسْعِدٌ علَى الوَجْدِ إِلّا عَيْنُ حُرَ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ
أَي عينُ شَخْصٍ حُرَ تُساعِدُه على البكاءِ، أَو هاذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ مَعَه.
( {والحُرَّانِ: الحُرُّ، وأَخُوه أُبَيٌّ) ، وهما أَخَوانِ، وإِذا كَانَ أَخَوانِ أَو صاحِبانِ، وَكَانَ أَحدهما أَشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جَمِيعًا باسم الأَشْهَرِ، قَالَ المُتَنَخِّل اليَشْكُرِيُّ:
أَلَا مَنْ مُبْلِغُ} الحُرِّيْنِ عَنِّي
مُغَلْغَلَةً وخصَّ بهَا أُبَيَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لِي مِنْ عِكَبَ
فَلَا أَرْوَيْتُما أَبَداً صَدَيَّا
يُطَوِّفُ بِي عِكبُّ فِي مَعَدَ
ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا
قَالُوا: وسَببُ هاذا الشِّعرِ أَنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كَانَت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هاذا، وَكَانَ يَأْتِيها إِذا رَكِبَ النُّعْمانُ، فلاعَبَتْ يَوْمًا بقَيْدٍ، فجَعَلَتْه فِي جْلِه ورِجْلِهَا، فدَخَلَ عَلَيْهِمَا النّعْمَانُ وهما على تِلْكَ الحالِ؛ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل، ودَفَعَه إِلى عِكَبَ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه، فتَسَلَّمَه، فجَعَلَ يَطْعَنُ فِي قَفاهُ بالصُّمُلَّةِ، وَهِي حَرْبَةٌ كانتْ فِي يَدِه.
(و) ! الحِرُّ (بِالْكَسْرِ) وتشديدِ الرّاءِ: (فَرْجُ المرأَةِ، لغةٌ فِي المُخَفَّفةِ) عَن أَبي الهَيْثم، قَالَ: لأَن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ؛ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ، وَهُوَ فِي حَدِيث أَشْرَاطِ السّاعَةِ: (يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ) . قَالَ ابْن الأَثِير: هاكذا ذَكَرَ أَبو موسَى فِي حرف الحاءِ والرّاءِ، وَقَالَ: الحِرُ، بتَخْفِيف الرّاءِ: الفَرْجُ، وأَصلُه حِرْحٌ، بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ، ومنهن مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ، وَلَيْسَ بجَيِّدٍ؛ فعلى التَّخْفِيف يكونُ فِي ح ر ح لَا فِي ح ر ر، قَالَ: وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَة هاذا الحديثِ على اخْتِلَاف طُرُقِه: يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ، بالخاءِ والزّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِن ثِيَاب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ، وَكَذَا جاءَ فِي كتاب البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ، ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كَمَا ذَكَرَه أَبو مُوسَى، وَهُوَ حافِظٌ عارِفٌ بِمَا رَوَى وَشَرَح؛ فَلَا يُتَّهَمُ. (وذُكِرَ فِي ح ر ح) ؛ لأَنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ، وَيجمع على أَحْراحٍ، والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إِلى أُصُولها. وتقدَّم الْكَلَام هُنَاكَ، فراجِعْه.
( {والحَرَّةُ) ، بِالْفَتْح: (البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الحَرَّة: (العذَابُ المُوجِعُ، والظُّلْمَة الْكَثِيرَة) ، نقلَهما الصغانيُّ.
(و) } حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ، فَمِنْهَا:
{الحَرَّة: (مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍ) . (و) الحَرَّة: (ع بتَبُوكَ. و) الحَرَّة: ع (بنَقْدَةَ) . (و) الحَرَّةُ: وضعٌ (بَين المدينةِ والعَقِيقِ. وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (قِبْلِيَّ المدينةِ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (ببلادِ عَبْسٍ) وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ. (و) آخَرُ (ببلادِ فَزَارَة) . (و) الحَرَّةُ (ببلادِ بنِي القَيْنِ) . (و) الحَرَّةُ (بالدَّهْناءِ) . (و) الحَرَّةُ (بعالِيَةِ الحِجَازِ) . (و) الحَرَّة (قُرْبَ فَيْدٍ) . (و) الحَرَّةُ (بجبالِ طَيِّءٍ (و) الحَرَّةُ (بأَرْض بارِقٍ، و) الحَرَّةُ (بنَجْدٍ، قُرْبَ ضَرِيَّةَ. (و) : الحَرَّةُ: (ع لبَنِي مُرَّةَ) وَهِي} حَرَّةُ لَيْلَى. (و) الحَرَّةُ: مَوضعٌ (قُبَ خَيْبَرَ) لبني سُلَيْمٍ، (وَهِي حَرَّةُ النّارِ) وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ بَنِي عَبْسٍ، وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لبَنِي سُلَيْم، وعندَهَا جَبَلُ صَبْارٍ. وَقيل: حَرَّةُ النَّار لغَطَفَانَ، وَمِنْهَا: شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ، الَّذِي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: شِهابٌ إِلى آخِر مَا ذُكِرَ، وَقد تقدَّم فِي ج م ر، عَن ابْن الكَلْبِيِّ.
(و) الحَرَّةُ: أَرضٌ (بظاهرِ المَدِينةِ) المشرَّفةِ، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، (تحتَ واقِمٍ) وَلذَا تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم، بهَا حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ. (وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ) من أَشهرِ الوقائعِ فِي الإِسلام، فِي ذِي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة (أَيّامَ يَزِيدَ) بنِ مُعَاوِيَةَ، عَلَيْهِ مِن الله مَا يَسْتَحِقُّ، ورضيَ اللهُ عَن أَبيه؛ وذالك حِين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْكَرَه من أَهلِ الشّام، الَّذين نَدَبَهم لقتالِ أَهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين، وأَمَّرَ عَلَيْهِم مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ، أَخَزاه اللهُ تعالَى، وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ، وَقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة.
(و) الحَرَّةُ (بالبُرَيْكِ فِي طريقِ اليَمَنِ) ، وَهُوَ المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ.
(وحَرَّةُ غَلّاسٍ) ككَتّانٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى استغَاثَ شَرِيدُهمْ
! بحَرَّةِ غَلّاسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ
(و) حَرَّةُ (لُبْنٍ) بِضَم اللَّام فَسُكُون الْمُوَحدَة فِي دِيار عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
(و) حَرَّةُ (لَفْلَفٍ) كجعفَرٍ بالحِجَازِ.
(و) حَرَّةُ (شُورانَ) كعُثْمَانَ وَقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ.
(و) حَرَّةُ (الحِمَارَةِ) .
(و) حَرَّةُ (جَفْلٍ) بفتحٍ فسكونٍ.
(و) حَرَّةُ (مِيطانَ) كمِيزَابٍ.
(و) حَرَّةُ (مَعْشَرٍ) لهَوازِنَ.
(و) حَرَّةُ (لَيْلَى) لبَنِي مُرَّةَ. (و) حَرَّةُ (عَبْادٍ) .
(و) حَرَّةُ (الرَّجْلاءِ) ، هاكذا بالإِضافةِ كأَخَواتِها. وَفِي اللِّسَان: حَرَّةُ راجِلٍ وَفِي النَّوادر لِابْنِ الأَعرابيِّ: الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هِيَ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقد تَقَدَّم.
(و) حَرَّةُ (قَمحأَةَ) ، بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ. كلُّ ذالك (مَواضِعُ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تارِيخِه.
(و) {الحُرَّةُ، (بِالضَّمِّ: الكَرِيمَةُ) من النِّسَاءِ، قَالَ الأَعْشَى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّه بخِلَالِ
(و) الحُرَّةُ: (ضِدُّ الأَمَةِ. ج} حَرَائِرُ) ، شاذٌّ. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: (قَالَ للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إِلى المَسْجِدِ لأَرْدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ) ، أَي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ، فَلَا تَخْرُجْنَ إِلى المسجدِ لأَن الحِجابَ إِنما ضُرِبَ على! الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ. قَالَ شيخُنَا نَقْلَا عَن المِصباح: جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ، على غير قياسٍ، ومثلُه شَجَرَةٌ مُرَّةٌ، وشَجَرٌ مَرائِرُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لَهما؛ لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ، مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وإِنما جُمِعَتْ حُرَّة على حَرائِرَ؛ لأَنها بِمَعْنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ، فجُمِعَتْ كجَمْعِهما.
(و) الحُرَّةُ (مِن الذِّفْرَى: مَجَالُ القُرْطِ) ، مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ:
فِي خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ
يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى، وَقيل: حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ؛ أَي أَنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا، يكونُ لَك للمرأَة، والنّاقةِ. وَقيل {الحُرَّتانِ، الأُذُنانِ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
قَنْوَاءُ فِي} حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بهَا
عُتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
كأَنَّه نَسَبَهما إِلى الحُرِّيَّةِ، وكَرَمِ الأَصْلِ.
(و) مِن المَجاز: الحُرَّةُ (من السّحاب: الكثيرةُ المَطَرِ) . وَفِي الصّحاح: الحُرَّةُ: الكَرِيمةُ، يُقَال: ناقَةٌ حُرَّةٌ. وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ، أَي كثيرةُ المَطَرِ، قَالَ عنترةُ:
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةً
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
أَراد كلَّ سَحابةٍ عزيرة المَطَرِ كريمةٍ.
(وأَبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م) أَي معروفٌ، اسمُه حَنِيفَةُ، مشهورٌ بكُنْيَتِه، وَقيل: إسمُه حَكِيمٌ، ثِقَةٌ رَوَى لَهُ أَبو دَاوُود، وأَخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمانِ الرَّقاشيُّ، من أَهل البَصْرَة، مِن أَتبَاع التّابِعِين.
وأَبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرحَّمانِ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
(و) مِن المَجاز: يُقال: (باتَتْ) فُلانةُ (بلَيْلَةِ حُرَّةٍ) ، بالإِضافةِ، (إِذا) لم تُفْتَضّ لَيلةَ زفافِها، و (لم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها) . وَفِي الأَساس: لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها. وَفِي اللِّسَان: فإِن اقْتَضَّها زوجُها فِي اللَّيْلَة الَّتِي زُفَّتْ إِليه فَهِيَ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ.
(وَهِي أَوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر) أَيضاً، كَمَا أَن آخِرَ ليلةٍ مِنْهُ يُقَال لَهَا: شَيْبَاءُ، على التَّشْبِيه.
(وَيُقَال: لَيْلَةٌ حُرَّةٌ) ، فيهمَا، وكذالك ليلةٌ شَيْبَاءُ (وَصْفاً) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {حَرّ} َ يَحَرُّ) كَظَلَّ يَظَلُّ! حَرَاراً بِالْفَتْح: (عَتَقَ) ، والإِسمُ {الحُرِّيَّةُ. وَقَالَ الكِسَائيُّ:} حَرِرْتَ {تَحَرُّ؛ مِن} الحُرِّيَّةِ لَا غير. قلتُ: أَي بكَسْر العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وفَتْحِها فِي المُضَارِعِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد، وَقد يُستَعمل فِي {حُرِّيَّةِ الأَصل أَيضاً، وَقد أَغْفَلَه المصنِّفُ.
(و) } حَرَّ الرجُلُ {يَحَرُّ (} حَرَّةً) بِالْفَتْح (عَطِشَ) ، وَهُوَ أَيضاً من بَاب تَعِبَ (فَهُوَ {حَرّانُ) ، وَيُقَال:} حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ، كَمَا يُقَال: {حارٌّ يارٌّ جارٌّ؛ إِتْباعاً، نَقَلَه الكِسَائيُّ. ورجلٌ} حَرّانُ: عَطْشَانُ، مِن قوم {حِرَارٍ} وحَرَارَى {وحُرَارَى، الأَخِيرَتان عَن اللِّحْيَانِيِّ. (وَهِي} حَرَّى) ، مِن نِسْوَةٍ حِرَار وحَرَارَى: عَطْشَى وَفِي الحَدِيث: (فِي كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ) ؛ {الحَرَّى: فَعْلَى مِن} الحَرِّ، وَهِي تأْنِيثُ {حَرّانَ، وهما للمُبَالَغَةِ يُرِيدُ أَنها لِشِدَّةِ} حَرِّهَا قد عَطِشَتْ، ويَبِسَتْ مِن العَطَش. قَالَ ابْن الأَثِير: وَالْمعْنَى أَن فِي سَقْيِ كلِّ كَبِدٍ {حَرَّى أَجْراً. وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ) ، وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِدٍ} حارَّةٍ أَجْرٌ) وَمعنى رَطْبَةٍ أَن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ، وَكَذَا إِذا أُلْقِيَتْ على النّارِ. وَقيل كَنَى بالرُّطُوبة عَن الحَياة؛ فإِنّ المَيِّتَ يابسُ الكَبِدِ. وَقيل: وَصَفَهَا بِمَا يَؤُولُ أَمْرُهَا إِليه.
(و) {حَرَّ (الماءَ) } يَحَرُّه ( {حَرًّا: أَسْخَنَ) . وَالَّذِي فِي اللِّسَان:} وحَرَّ {يَحِرُّ، إِذا سَخُنَ، مَاء أَو غَيره. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ:} حَرِرْتَ يَا رجلُ {تَحَرُّ} حَرَّةً {وحَرارةً، قَالَ ابْن سِيدَه: أُراه يَعنِي الحَرَّ لَا الحُرِّيَّةَ.
(و) مِن دُعائهم: (رَمَاه اللهُ} بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ) ؛ يُرِيدُ العَطَشَ مَعَ البَرْدِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فَقَالَ: ومِن كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّة؛ أَي عَطَشٌ فِي يومٍ باردٍ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ دُعاءٌ مَعْنَاهُ رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرَارَةُ العَطَشِ والْتِهابُه. قَالَ:
ومِن دُعائهم: رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ؛ أَي بالعَطَشِ والبَرْد. (كُسِرَ للازْدِوَاجِ) ، وَهُوَ شائعٌ.
قلْتُ: ويُضْرَبُ هاذا المَثَلُ أَيضاً فِي الَّذِي يُظْهِرُ خِلافَ مَا يُضْمِرُ. صَرَّحَ، بِهِ شُرَّاحُ الفَصِيح.
( {وحَرَارَةُ كسَحَابَة) لَقَبُ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ بنِ عليَ المحدِّث الرَّحْالِ، ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ، حدَّثَ) ، عَن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ.
(} الحَرّانُ) ككَتّان (لَقَبُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ) الجوهَرِيِّ (المصِيصِيِّ الشاعرِ) .
(و) {حَرّانُ، (بِلَا لامٍ: د) كبيرٌ، قَالَ أَبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ: سُمِّيَ بهارانَ أَبي لُوطٍ، وأَخي إِبراهِيمَ عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَقد وَقَعَ الخِلَافُ فِيهِ، فَقَالَ الرُّشَاطِيُّ: هُوَ بدِيار بَكْرٍ، والسَّمْعَانِيُّ: بديارِ رَبِيعَةَ، وَقيل بدِيَارِ مُضَرَ، وَقَالَ ابْن الأَثير: (جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ) ، وَيُقَال لَهُ:} حَرّانُ العَوَامِيدِ، وَبِه وُلِدَ سَيِّدُنا إِبراهيمُ الخليلُ عَلَيْهِ الصّلَاةُ والسّلامُ، فِيمَا نُقِلَ. قَالَ الجوهَرِيُّ: هاذا إِذا كَانَ فَعْلاناً فَهُوَ مِن هاذا الْبَاب، وإِن كَانَ فَعْالاً فَهُوَ منب اب النُّون.
(مِنْهُ) : الإِمامُ (الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أبي مَعْشَر) {- الحَرانِيُّ، وعَمّه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ، فَهُوَ الحافظُ، مؤلّف تَارِيخ حَرانَ، وسمّاه تَارِيخ الجزيرتَيْن. (وَقد يُنْسَبُ إِليه} - حَرْنَانِيٌّ، بنُونَيْنِ) ، على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا: أمنانيّ فِي النِّسبة إِلى مانِي، والقِياس مانَوِيّ.
(و) حَرّانُ: (قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْن) لعبدِ القَيْس؛ (كُبْرَى وصُغْرَى) .
(و) حَرّانُ: (ة بحَلَبَ) .
(و) أُخرَى (بغُوطَةِ دِمَشْقَ) .
(و) حَرّانُ: (رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ) ، كلُّ ذالك عَن الصغانيِّ. (و) {الحُرانُ، (بالضمّ: سِكَّةٌ) معروفَةٌ (بأَصْفَهَانَ) ، مِنْهَا: أَبو المُطَّهَرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أحمدَ المُقْرِيءُ، ابنُ بِنْتِ أَبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ، رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سنة 535 هـ.
(ونَهْشَلُ بنُ} - حَرِّيَ كبَرِّيَ: شاعرٌ.
ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعِ بنِ حَرِّيَ (اللَّيْثِيُّ) ، مِن أَتباع التّابِعِين وَهُوَ أَمِيرُ خُراسَانَ.
(ومالكُ بنُ حَرِّيَ، تابِعِيٌّ) ، قُتِلَ مَعَ عليَ بصِفِّينَ.
( {والحَرِيرُ: مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الغَيْظِ أَو غيرِه،} كالمَحْرُورِ) . وامرأَةٌ {حَرِيرَةٌ: حَزينةٌ مُحْرَقَةُ الكَبِدِ. قَالَ الفَرَزْدَقُ يصفُ نسَاء سُبِينَ، فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وَهِي القِداحُ:
خَرَجْنَ} حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً
ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ
قَالَ الأَزهريّ: حَيرَات، أَي {مَحْرُورات، يَجِدْنَ حَرارةً فِي صدورهنّ،} وَحَرِيرَةٌ فِي معنى! مَحْرُورة وإِنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كَانَت فِي معنَى حَزِينَةٍ، كَمَا أُدخِلَتْ فِي حَمِيدَة؛ لأَنها فِي معنَى رَشِيدَة.
(و) الحَرِيرُ: فَحْلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ، وَهُوَ أَيضاً إسمُ (فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ) ، وَهُوَ جَدُّ الكامِلِ، والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً. قَالَ رُؤْبَةُ:
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا
فِيهِ إِذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا
الحَرِيرُ: جَدُّ هاذا الفَرَس، وضَرْبُه نَسْلُه، والمَرْئِيُّ نِسْبة إِلى امرىء القَيْسِ. قَالَ الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ: ويُنْسَبُ إِلى امرىءِ القَيْسِ (بن حُجْر) بنِ الحارثِ (بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بن عَمْرو) بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ، مسموعٌ عَن الْعَرَب فِي كِنْدَةَ لَا غيرُ، وكلُّ مَا عداهُ بعد ذالك فِي الْعَرَب من امرىءِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إِليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيَ.
(وأُمُّ {الحَرِيرِ: مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ ملكٍ) ، رَوَتْ عَن سيِّدها، وَله صُحْبَةٌ.
(و) } الحَرِيرَةُ، (بهاءٍ) : الحِسَاءُ مِن الدَّقِيق والدَّسَمِ، وَقيل: (دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أَو دَسَمٍ) . وَقَالَ شَمهر: الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق، والخَزِيرَةُ مِن النُّخال. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: هِيَ العَصِيدَةُ، ثمَّ النَّخِيرَة، ثمَّ الحَرِيرَة، ثمَّ الحَسْوُ.
( {وحَرّ كفَرّ: طَبَخَه) وَفِي حديثُ عُمر: (ذُرى وأَنا} أَحُرُّ لكِ) يَقُول: ذُرِّي الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ مِنْهُ {حَرِيرَةً.
(و) الحرِيرَة: (واحدةُ الحَرِيرِ من الثيَابِ) ، وَهِي مِن إِبْرَيْسَمٍ.
(} والحَرُورُ) ، وكصَبُورٍ: (الربحُ الحارَّةُ باللَّيلِ، وَقد تكونُ بالنَّهَار) ، والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحَارَّةُ بالن 2 ار، وَقد تكونُ باللَّيْل، قالَه أَبو عُبيْدة. قَالَ العجّاجُ:
ونَسَجَتْ لَوافِحُ {الحَرُورِ
سَبائِباً كسَرَقِ} الحَرِيرِ
وأَنشدَ ابنُ سِيده لجرِير:
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّما
لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صائِمِ
مُسْتنُّ الحَرُورِ: مُشْتدُّ! حَرِّها؛ شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عِنْد تَحرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بسَبِيبِ الفَرسِ. (و) الحَرُورُ: (حَرُّ الشَّمْسِ) . وَقيل: الحَرُرُ: اسْتِيقادُ الحَرّ ولَفْحُه، وَهُوَ يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ، والسَّمُوم لَا يَكون إِلّا بالنَّهار. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {وَلاَ الظّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} (فاطر: 21) قَالَ الزَّجّاج: مَعْنَاهُ لَا يَسْتوِي أَصحابُ الحَقِّ الَّذين هم فِي ظلَ من الحَقّ، وَلَا أَصحابُ الباطِلِ الَّذين هم فِي الحَرُورِ، أَي (الحَرّ الدّائِم) لَيلاً ونَهاراً. (و) قَالَ ثَعْلَب الظِّلُّ هُنَا الجَنَّةُ، والحَرُرُ (النّارُ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظل هُوَ الظِّلُّ بعَيْنِه، والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه. وجمعُ الحَرُورِ حَرائِر، قَالَ مُضَرِّس:
لَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها
وفاضَتْ عَلَيْهَا شَمْسُه {وحَرائِرُهْ
(} وحُريْر كزُبَيْرٍ) أَبو الحُصَيْنِ، (شيخُ إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ المَوْصَلِيِّ) النَّدِيمِ المشهورِ.
(وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ {حُرَيْرِ) بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّارِيُّ المازِنِيُّ أَبو بَشِيرٍ: (صَحَابِيٌّ) ، قُتِلَ باليَمَامَةِ وَرَوَى عَنهُ ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ.
وفَاتَ: عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسدِيّ، أَخْبَارِيّ.
(} والحُرِّيَّةُ) ، بالضمّ: (الأَرضُ الرَّمْلِيَّةُ اللَّيِّنَةُ) الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي الأَساس: أَرْضٌ حُرَّةٌ: لَا سَبَخَةَ فِيهَا.
(و) مِن المَجاز: {الحُرِّيَّةُ (مِن العَربِ: أشرافُهُم) ، يُقَال: مَا فِي حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ
على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى
أَي على أَشْرَافِهم. وَيُقَال: هُوَ مِن} حُرِّيَّةِ قَومِه: أَي مِن خالِصِهم.
والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ: أَعْتَقُه. ( {والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ: ع قُرْبَ نَخْلَةَ) بَين الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ.
(} وحُرَيْرٌ، بالضمّ: د، قُرْبَ آمِدَ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: حُرِّينُ، بالنُّون، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
( {وحَرُوراءُ، كَلُولاءَ) ، بالمَدِّ، (وَقد تُقْصَرُ: ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن مِنْهَا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا رضيَ اللهُ عَنهُ، مِن الخَوَارِجِ. (و) يُقَال: (هُوَ} - حَرُورِيٌّ بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) ، يَنْتَسِبُون إِلى هاذه القريَةِ، (وهم نَجْدَةُ) الخارِجِيُّ (وأَصحابُه) وَمن يعتقدُ اعتقادَهم، يُقَال لَهُ:} - الحَرُورِيُّ، وَقد وَرَدَ أَن عائسةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ لبعضِ مَن كانَت تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ مِن الثَّوْب: {أَحْرُورِيةٌ أَنتِ؟ تَعْنِيهم، كَانُوا يُبَالِغُون فِي العِبَاداتِ، والمشهورُ بهاذه النِّسبة عِمْرَانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسِيُّ الحَرُوريُّ. وَمن سَجَعَات الأَساس: لَيْسَ مِن الحُرُورِيَّةِ أَن يكونَ مِن الحَرُورِيَّةِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} تَحْرِيرُ الكِتَابِ وَغَيره تَقْوِيمُه) وتَخْلِيصُه؛ بإِقامةِ حُرُوفِه، وتَحْسِينه بإِصلاحِ سَقطِه.
{وتَحْرِيرُ الحِسَابِ: إِثباتُه مُسْتَوِياً لَا غَلث فِيهِ، وَلَا سَقط، وَلَا مَحْو.
(و) } التَّحْرِير (للرَّقَبَةِ: إِعتاقُهَا) .
{والمُحَرَّرُ الَّذِي جُعِلَ من العَبِيدِ حُرًّا فُعْتِقَ.
يُقَال:} حَرَّ العَبْدُ {يَحَرُّ} حَرَارةً بِالْفَتْح أَي صَار {حُرًّا. وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ: (شِرارُكم الَّذين لَا يُعْتَقُ} مُحَرَّرُهُم) ؛ أَي أَنهم إِذا أَعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه، فإِذا أَرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه.
( {ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ) الخَزْرَجِيُّ النَّجّارِيُّ (كمُعَظَّمٍ: صَحابِيٌّ) بدْرِيٌّ، تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ، وَلم يُعْقِبْ.
(و) } مُحَرَّرُ (بنُ قَتَادَةَ كَانَ يُوصِي بَنِيه بالإِسلام) ، ويَنْهَى بَنِي حَنِيفَةَ عَن الرِّدَّةِ، وَله فِي ذالك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ فِي الصَّحَابَة.
(و) مُحَرَّرُ (بنُ أَبي هُرَيْرَةَ: تابِعِيٌّ) ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ الشَّعْبِيّ، وأَهلُ الكُوفَةِ. ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات.
(ومُحَرَّرُ دارِمٍ: ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) مِنَ المَجاز: ( {اسْتَحَرَّ القَتْلُ) فِي بني فلانٍ: إِذا (اشتَدَّ) وكَثُرَ، كحَرَّ، وَمِنْه حديثُ عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ.
(و) يُقَال: (هُوَ} أَحَرُّ حُسْناً مِنْهُ) ، وَقد جاءَ ذالك فِي الحَدِيث: (مَا رأَيتُ أَشْبَه برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم من الحَسَن؛ إِلّا أَن النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم كَانَ أَحَرَّ حُسْناً مِنْهُ) ؛ (أَي أَرَقَّ مِنْهُ رِقَّةَ حُسْنٍ) .
(والحارُّ مِن العَمَلِ: شاقُّه وشديدُهُ) وَقد جاءَ فِي الحَدِيث عَن عليَ (أَنه قَالَ لفاطمةَ رضيَ للهُ عَنْهُمَا: لَو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فسَأَلْتِ خادِماً تَقِيكِ {حارَّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن العَملِ) . وَفِي أُخرى: (} حَرَّ مَا أَنتِ فِيهِ) ؛ يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ، مِن خِدْمَةِ البيتِ؛ لأَن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما، كَمَا أَن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُونِ. {والحارُّ: الشاقُّ المُتْعِبُ، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ عَن الحَسَنِ بنِ عليَ: (قَالَ لأَبِيه لمّا أَمَره بجلْدِ الولِيدِ بنِ عُقْبَةَ؛ وَلِّ} حارَّها مَن تَوَلَّى قارَها) ؛ أَي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه، ويَعْنِيه شَأْنُه.
(و) الحارُّ: (شَعرُ المَنْخرَيْنِ) ؛ لما فِيهِ مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة، نقلَه الصغانيُّ.
( {وأَحَرَّ النّهَارُ: صارَ} حَارًّا) ، لغةٌ فِي حَرَّ يَومُنَا، سَمِع، الكِسَائيُّ، وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ فِي الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ، والزَّجّاجُ فِي: فَعَلت وأَفْعَلت، قَالَ شيخُنا: ومثلُ هاذا عِنْد حُذّاقِ المُصَنِّفِين مِن سُوءِ الجَمْعِ؛ فإِنّ الأَوْلَى التَّعَرّضُ لهاذا عِنْد قَوْله: ( {حَرَرْتَ يَا يَومُ) ، بالوجُوهِ الثلاثةِ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(و) } أَحَرَّ (الرجلُ: صارتْ إِبلُه {حِراراً، أَي عِطَاشاً) . ورجلٌ} مُحِرٌّ: عَطِشَتْ إِبلُهُ.
( {وحَرْحَارٌ) ، بِالْفَتْح: (ع ببلادِ جُهَيْنَةَ) بالحِجاز.
(ومحمّدُ بنُ خالدٍ) الرّازِيُّ (} - الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيَ محدِّث) ، وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَحمدُ بنُ خالدٍ، حدَّث عَن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وموسَى بنِ نصرٍ الرّازِيَّيْنِ، ومحمّدِ بنِ يَحْيَى، ومحمّدِ بنِ يَزيِدَ السُّلَمِيِّ النَّيْسَابُورِيَّيْنِ، رَوَى عَنهُ الحُسَيْنُ بنُ عليَ المعروفُ بحُسَيْنك، وعليُّ بنُ الْقَاسِم بن شاذانَ، قَالَ ابْن ماكُولَا: لَا أَدْرِي: أَحمد بن خَالِد الرازيّ الحَرورِيُّ إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ. قلْت: وهاكذا ذَكَرَه الحافظُ فِي التَّبْصِير أَيضاً بالفَتْح وَلم يذكر أحدٌ مِنْهُم أَنَّه الحَرَوَّرِيُّ، كعَمَلَّسِيَ، فَفِي كَلَام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
{الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإِنسانِ، مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ.
} والحَرُّ: حُرْقَةُ القَلبِ، مِن الوَجَع والغَيْظِ والمَشَقَّةِ.! وأَحَرَّها اللهُ.
والعربُ تَقول فِي دُعائها على الإِنسان: مالَه أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه؛ أَي أَعْطَشَه، وَقيل: مَعْنَاهُ أَعْطَشَ اللهُ هامتَه.
وَيُقَال: إِنِّي أَجِدُ لهاذا الطَّعَمِ حَرْوَةَ فِي فَمِي، أَي حَرارةً ولَذْعاً، والحَرَارَةُ: حُرْقَةٌ فِي الفَمِ مِن طَعْم الشَّيْءِ، وَفِي القَلْب مِن التَّوَجُّع، مِن ذالك قولُهم: وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ، والضَّرْبِ، والمَوْتِ، والفِرَاقِ، وغيرِ ذالك، نَقَلَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، وَهُوَ من الكِنَايَاتِ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي فِي المعتلّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الفُلْفُلُ لَهُ حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ، بالراءِ وَالْوَاو.
{والحَرَّةُ: حَرَارةُ فِي الحَلْق، فإِن زادتْ فَهِيَ الحَرْوَةُ، ثمَّ الثَّحْثَحَةُ، ثمَّ الجَأْرُ، ثمَّ الشَّرَقُ، ثمَّ الفُؤُقُ، ثمَّ الحَرَضُ، ثمَّ العَسْفُ، وَهُوَ عِنْد خُرُوجِ الرُّوحِ.
} واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ {فحَرَّتْ لُي؛ أَي طَلَبْتُ مِنْهَا حَرِيرَةً فعَمِلَتْها.
وَفِي حَدِيث أَبي بَكْ: (أَفمنكم عَوْفٌ الَّذِي يُقال فِيهِ: لَا حُرَّ بوادِي عَوْف؟ قَالَ: لَا) . هُوَ عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ، كَانَ يُقَال لَهُ ذالك لِشَرَفِه وعِزِّه، وأَنْ مَن حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كَانَ لَهُ كالعَبِيدِ والخَوَلِ} والمُحَرَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المَوْلَى، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ، أَنه قَالَ لمُعَاوِيَةَ رضيَ اللهُ عَنْهُم: (حاجَي عَطَاءُ {المُحَرَّرِينَ) ؛ أَي المَوالِي، أَي المَوالِي، أَي لأَنهم قومٌ لَا دِيوانَ لَهُم؛ تَأَلُّفاً لَهُم على الإِسلام.
} وتَحْرِيرُ الوَلَدِ أَن يُفْرِدَه لطاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وخِدْمةِ المَسْجِدِ. وقولُه تعالَى حِكَايَة عَن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ: {إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي {مُحَرَّرًا} (آل عمرَان: 35) قَالَ الزَّجّاج: أَي خادِماً يَخْدُم فِي مُتَعَبَّداتِكَ،} والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ. {وحَرَّرَه: جَعَلَه نَذِيرَةً فِي خِدْمةِ الكَنِيسَةِ مَا عاشَ لَا يَسَعُهُ تَرْكُها فِي دِينه.
وَمن المَجاز:} أَحرارُ البُقُولِ: مَا أُكلَ غَيرَ مطْبُوخٍ، واحِدُهَا حُرٌّ، وَقيل: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِي ثلاثةٌ: النَّفَلُ، والحُرْثُبُ، والقَفْعاءُ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَحرارُ البُقُولِ: مَا رَقَّ مِنْهَا ورَطُبَ، وُكُورُها: مَا غَلُظَ مِنْهَا وخَشُنَ.
وَقيل: الحُرُّ: نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ.
! والحُرَّةُ: البابُونَجُ. {والحُرَّة: الوَجْنَةُ.
} والحُرَّتانِ: الأُذُنانِ، وَمِنْه قولُهم: حَــفِظَ اللهُ كَرِيمَتَيْكَ {وحُرَّتَيْكَ، وَهُوَ مَجازٌ.
} وحَرَّ الأَرْضَ {يَحَرُّهَا حَرّاً: سَوّاهَا.} والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسْنانٌ، وَفِي طَرْفِها نَقْرَانِ، فيهمَا عُودٌ مَعْطُوفٌ، وَفِي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عَلَيْهِ. ثز يُوثَقُ بالتَّوْرَيْنِ، فتُغْرَرُ الأَسْنَانُ فِي الأَرضِ، حَتَّى تَحمِلَ مَا أُثِير من التُّراب، إِلى أَن يأْتيا بِهِ إِلى المكانِ المُنْخَفِض.
{والحُرّانِ، بالضمِّ: نَجْمَانِ عَن يَمِينِ النّاظِر إِلى الفَرْقَدَينِ، إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا، فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا.
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعْثَةً، وَيُقَال لَهَا: رَمْلَةُ} حَرُورَاءَ، وَهِي غَيرُ القَرْيَيِ الَّتِي نُسِبَ إِليها {الحَرُورِيُّون؛ فإِنها بظاهِرِ الكُوفَةِ.
والحُرّانُ: مَوضعٌ، قَالَ الشَّاعِر:
فساقانُ} فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فجَنْبَا حِمَى فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ
{وحُرَّيَاتُ: موضعٌ، قَالَ مُلَيْحٌ:
فراقَبْتُه حَتَّى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ
مَطَافِيلَ مِنْهُ} حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ
{وحُرَارُ، كغُرَابٍ: هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ، بَين الضِّبابِ وعَمرو ابْن كلابٍ وسَلُول.
} وحُرَّى، كرُرَّى: موضعٌ فِي بادِيَةِ كَلْبٍ.
وأَبو محمّدٍ القاسمُ بنُ عليٍّ! - الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ، أَحَدُ أَحْدادِه منسوبٌ إِلى نِسْجِ الحَرِيرِ، وَهُوَ مِن مُشَانةَ: قريةٍ بالبَصرةِ، وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إِلى {الحَرِيرَةِ: مِن قُرَى البَصْرَةِ.
وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَرِيرِيُّ، محدِّثٌ.
وقاصي القُضَاة شمسُ الدينِ محمّدُ ابنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ، مِن عُلَمَائِنا، رَوَى الحَدِيثَ.
وأَبو} حَرِيرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ.
{والحَرّانيَّةُ: قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ.
وأَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ} الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ - كشَدَّادٍ -: شيخٌ لِابْنِ عبدِ البَرِّ. والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون {- الحَرِيرِيَّ} الحَرّارَ، قالَه الحافِظُ.

يسر

يسر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام إنّ المَرء المسلمَ مَا لم يَغْشَ يخْشَعُ لَهَا إِذا ذكِرَت وتغري بِهِ لئام النَّاس كالياسرِ الفالجِ ينْتَظر فَوزةً من قِداحه أَو دَاعِي الله فَمَا عِنْد الله خير للأَبرار. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة والأصمعي وَأَبُو عَمْرو وَغَيرهم دخل كَلَام بَعضهم فِي بعض قَالُوا: [قَوْله -] : الياسر من المَيسَر (المَيَسِر) وَهُوَ القِمار الَّذِي كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَفْعَلُونَهُ حَتَّى نزل الْقُرْآن بِالنَّهْي عَنهُ فِي قَوْله تَعَالَى {إنَّما الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطان فَاجْتَنِبُوهُ} الْآيَة وَكَانَ أَمر الميسِر أنّهم كَانُوا يشْتَرونَ جَزورا فينحرونها ثمَّ يجزّونها أَجزَاء وَقد اخْتلفُوا فِي عدد الْأَجْزَاء فَقَالَ أَبُو عَمْرو: على عشرَة أَجزَاء وَقَالَ الْأَصْمَعِي: على ثَمَانِيَة وَعشْرين جُزْءا وَلم يعرف أَبُو عُبَيْدَة لَهَا عددا ثمَّ يُسهمون عَلَيْهَا بِعشْرَة قداح لسبعة مِنْهَا أنصباء وَهِي: الفَذّ والتَوأمُ والرَّقيب والناقِسُ والحِلس والمُسْبَل والمُعَلَّى وَثَلَاثَة مِنْهَا لَيست لَهَا أنصباء وَهِي: المَنيحُ والسفيح والوغذ ثمَّ يجعلونها على يَدي رَجُلٍ عَدْلٍ عِنْدهم يَحِيلها لَهُم باسم رجلٍ رجلٍ ثمَّ يقسّمونها على قدر مَا تخرج لَهُم السِّهَام فَمن خرج سَهْمه من هَذِه السَّبْعَة الَّتِي لَهَا أنصباء أَخذ من الْأَجْزَاء بِحِصَّة ذَلِك وَإِن خرج لَهُ وَاحِد من الثَّلَاثَة فقد اخْتلف النَّاس فِي هَذَا الْموضع فَقَالَ بَعضهم: من خرجت باسمه لم يَأْخُذ شَيْئا وَلم يغرم وَلَكِن يُعَاد الثَّانِيَة وَلَا يكون لَهُ نصيب وَيكون لَغوا وَقَالَ بَعضهم: بل يصير ثمن هَذِه الْجَزُور كُله علىأصحاب هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة فيكونون مقمورين وَيَأْخُذ أَصْحَاب السَّبْعَة أنصباءهم على مَا خرج لَهُم فَهَؤُلَاءِ الياسرون قَالَ أَبُو عبيد: وَلم أجد علماءنا يستقصون معرفَة [علم -] هَذَا وَلَا يَدعُونَهُ كُله وَرَأَيْت أَبَا عُبَيْدَة أقلهم ادِّعَاء لعلمه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَقد سَأَلت عَنهُ الْأَعْرَاب فَقَالُوا: لَا علم لنا بِهَذَا لِأَنَّهُ شَيْء قد قطعه الْإِسْلَام مُنْذُ جَاءَ فلسنا نَدْرِي كَيفَ كَانُوا ييسرون
يسر: {يسير}: سهل، واليسير: القليل. {الميسر}: القمار.
(يسر) فلَان سهلت ولادَة مَاشِيَته وَنَحْوهَا وَلم يعطب مِنْهَا شَيْء والماشية كثرت وَكثر لَبنهَا ونسلها وَالشَّيْء سهله وَفِي الحَدِيث (يسروا وَلَا تُعَسِّرُوا) وَيُقَال يسر لَهُ كَذَا هيأه وأعده وَفُلَانًا لكذا هيأه وَفُلَانًا وَفقه وَالشَّيْء جعله يَسِيرا أَو ميسورا وَالْفرس وَنَحْوه يسره
(يسر)
الشَّيْء (ييسر) يسرا سهل وَأمكن ولان وانقاد يُقَال يسر الْإِنْسَان وَالْفرس وَالْحَامِل سهلت وِلَادَتهَا وَله فِي الْأَمر يسرا ويسارا جعله لَهُ ميسورا سهلا حَاضرا وَفُلَان يسرا فتل إِلَى أَسْفَل وَهُوَ أَن يمد يَمِينه نَحْو جسده وَيُقَال يسر الْحَبل وَلعب أَو ضرب بِالْقداحِ وَفُلَانًا وَنَحْوه ضرب يسَاره أَو أَصَابَهُ وَالشَّيْء جَاءَ عَن يسَاره وَأخذ بِهِ ذَات الْيَسَار وَفُلَانًا طعنه حَذْو وَجهه وَالْقَوْم الْجَزُور اجتزروها واقتسموا أعضاءها وَمَاله اقتسموه بَينهم يُقَال أسروه ويسروا مَاله

(يسر) الشَّيْء (ييسر) يسرا يسر فَهُوَ يسر ويسير وَفُلَان يسارا ويسرا اسْتغنى

(يسر) الشَّيْء (ييسر) يسرا ويسارة يسر وخف وَقل فَهُوَ يسير
(يسر) - قوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}
: أي تيسَّرَ وَسَهُلَ. وَيَسرُ: ضِدّ عَسُرَ.
- وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ}
: أي الإفطار في السَّفَر.
- وقوله تعالى: {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا}
: أي السُّفُن تَجرِى بسُهولَةٍ.
- وفي حديث صَلاَةِ الزَّوالِ: "وقد يُسِّر له طَهُورٌ"
: أي هُيِّىءَ وَوُضِعَ.
- وفي الحديث : "كيْفَ تَرَكْتَ البِلَادَ؟ قال: تَيَسَّرَتْ"
: أي أخْصَبَتْ، مِن اليُسْرِ. وتَيَسَّر الرجُلُ: حَسُنَتْ حالُه وتَيَسَّرَ غَنَمُهُ وَيَسُرَ: كَثُر.
- في حديث الشَّعْبِىِّ: "لا بَأْسَ أنْ يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدَّابَّةِ"
قال الحربيُّ؛ هو عُودٌ يُطلِقُ البَوْلَ وقال الأزهرىُّ: هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْرٍ، والأُسْرُ: احْتباسُ البَوْلِ. - وفي حديث علىّ: "اطْعُنُوا يَسْرًا"
واليَسْر: مَا فَتلتَه نحو جسَدِك. وقيل: مَا كان حِذاءَ وَجْهِك.
ي س ر: (الْيُسْرُ) بِسُكُونِ السِّينِ وَضَمِّهَا ضِدُّ الْعُسْرِ. وَ (الْمَيْسُورُ) ضِدُّ الْمَعْسُورِ. وَقَدْ (يَسَّرَهُ) اللَّهُ (لِلْيُسْرَى) أَيْ وَفَّقَهُ لَهَا. وَقَعَدَ (يَسْرَةً) أَيْ شَأْمَةً. وَ (تَيَسَّرَ) لَهُ كَذَا وَ (اسْتَيْسَرَ) لَهُ بِمَعْنًى أَيْ تَهَيَّأَ. وَ (الْأَيْسَرُ) ضِدُّ الْأَيْمَنِ. وَ (الْمَيْسَرَةُ) ضِدُّ الْمَيْمَنَةِ. وَ (الْمَيْسَرَةُ) بِفَتْحِ السِّينِ وَضَمِّهَا السِّعَةُ وَالْغِنَى. وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ: «فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ» بِالْإِضَافَةِ قَالَ الْأَخْفَشُ: وَهُوَ غَيْرُ جَائِزٍ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْكَلَامِ مَفْعُلٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَمَّا مَكْرُمٌ وَمَعْوُنٌ فَهُمَا جَمْعُ مَكْرُمَةٍ وَمَعْوُنَةٍ. وَ (الْمَيْسِرُ) قِمَارُ الْعَرَبِ بِالْأَزْلَامِ. وَ (الْيَاسِرُ) نَقِيضُ الْيَامِنِ تَقُولُ: يَاسِرْ بِأَصْحَابِكَ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَسَارًا. وَ (تَيَاسَرْ) يَا رَجُلُ لُغَةٌ فِي يَاسِرْ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُهُ. وَ (يَاسَرَهُ) أَيْ سَاهَلَهُ. وَيُقَالُ: رَجُلٌ أَعْسَرُ (يَسَرٌ) لِلَّذِي يَعْمَلُ بِيَدَيْهِ جَمِيعًا. وَ (الْيَسَارُ) خِلَافُ الْيَمِينِ. وَلَا تَقُلْ: الْيِسَارُ بِالْكَسْرِ. وَالْيَسَارُ وَ (الْيَسَارَةُ) الْغِنَى وَقَدْ (أَيْسَرَ) الرَّجُلُ يُوسِرُ أَيِ اسْتَغْنَى صَارَتِ الْيَاءُ فِي مُضَارِعِهِ وَاوًا لِسُكُونِهَا وَضَمَّةِ مَا قَبْلَهَا. وَ (الْيَسِيرُ) الْقَلِيلُ. وَشَيْءٌ يَسِيرٌ أَيْ هَيِّنٌ. 
يسر
اليُسْرُ: ضدّ العسر. قال تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة/ 185] ، سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً
[الطلاق/ 7] ، وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنا يُسْراً [الكهف/ 88] ، فَالْجارِياتِ يُسْراً [الذاريات/ 3] وتَيَسَّرَ كذا واسْتَيْسَرَ أي: تسهّل، قال: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ [البقرة/ 196] ، فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ
[المزمل/ 20] أي: تسهّل وتهيّأ، ومنه:
أَيْسَرَتِ المرأةُ، وتَيَسَّرَتْ في كذا. أي: سهَّلته وهيّأته، قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ
[القمر/ 17] ، فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ
[مريم/ 97] واليُسْرَى: السّهل، وقوله: فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى
[الليل/ 7] ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى [الليل/ 10] فهذا- وإن كان قد أعاره لــفظ التَّيْسِيرِ- فهو على حسب ما قال عزّ وجلّ: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ [آل عمران/ 21] . واليَسِيرُ والمَيْسُورُ: السّهلُ، قال تعالى: فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُوراً
[الإسراء/ 28] واليَسِيرُ يقال في الشيء القليل، فعلى الأوّل يحمل قوله: يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً
[الأحزاب/ 30] ، وقوله: إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
[الحج/ 70] . وعلى الثاني يحمل قوله: وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلَّا يَسِيراً
[الأحزاب/ 14] والمَيْسَرَةُ واليَسَارُ عبارةٌ عن الغنى. قال تعالى: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ
[البقرة/ 280] واليَسَارُ أختُ اليمين، وقيل: اليِسَارُ بالكسر، واليَسَرَاتُ: القوائمُ الخِفافُ، ومن اليُسْرِ المَيْسِرُ.
يسر اليَسْرُ - خَفِيْفٌ وُيحَرَّكُ -: اللَّينُ الانْقِيَادِ. وقَوَائمُ يَسَرَاتٌ: أي خِفَافٌ، والواحِدَةُ يَسَرة ويَسْرة. ورَجُلٌ أعْسَر يَسَر؛ وامْرَأةٌ عَسْرَاءُ يَسَرة: تَعْمَلُ بيَدَيْها جَميعاً. ويَسَرَ فلان فَرَسَه، فهو مَيْسُوْرٌ: مَصْنُوْعٌ سَمِيْنٌ. وفَرَسٌ حَسَنُ التيْسُوْرِ: أي السمَنِ.
واليَسَرَةُ: قُرْحَةٌ ما بَيْنَ أسْرَارِ الرّاحَةِ. واليَسَارُ: اليَدُ اليُسْرى. والياسِرُ: كاليامِنِ. واليَسْرَةُ: كاليَمْنَةِ. وكذلك اليَسارُ - مُشَددَة -.
واليَسَارُ: الغِنى والسَّعَةُ، وكذلك المَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ.
وَيسَارِ: اسْمٌ مَوْضُوْع للمَيْسَرَة، مَبْنيٌ على الكَسْرِ. وأيْسَرْتُ الإبلَ: عَدَلْتُها يَسَاراً. واليَسَرُ - والجميع الأيْسَار -: الذين يَجْتَمِعوْنَ على المَيْسِرِ وهو الجَزُوْرُ نَفْسُه. وضَرِيْبُ القِدَاحِ: يَسَرٌ. ويُقال: يَسَرٌ يَسُوْرٌ وَيسِيْرٌ.
واليَسُوْرُ: القامِرُ. والمِيْسَارُ: الذي له قِدْحٌ مَعَ الأيْسَارِ. وخُذْ ما تَيَسَّرَ واسْتَيْسَرَ. والياسِرُ: الجازِرُ.
وُيقال للنَّرْدِ: مَيْسِرٌ.
واليَسْرُ: المُقَاسَمَة، يَسَرَه يَيْسِرُه يَسْراً. واليَسرَةُ: وَشْمٌ في الفَخِذَيْنِ، وجَمْعُها أيْسَار وَيسَرَاتٌ. وقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:
على ذاتِ أيْسَارٍ
أرادَ: ذاتَ قَوائمَ لَيِّنَةٍ لَيْسَتْ بعَسِيْرَةٍ. وَيسَّرَتْ غَنَمُ فلانٍ: كَثُرَ لَبَنُها ونَسْلُها.
وناقَةٌ مُيَسِّرَةٌ ونوْقٌ مَيَاسِيْرُ. ورَجُل مُيَسِّرٌ: لإبِلِه لَبَنٌ. وعِنْدي دَرَاهِمُ يَسِيْرَةٌ: أي مُيَسرَة مُهَيَّاَةٌ.
وفي المَثَل: " لَقِيَ ما لاقى يَسَارُ الكَوَاعِبِ "، يَسَارُ: عَبْدٌ جُبَّ مَذَاكِيْرُه، وله قصةٌ.
ي س ر : الْيَسَارُ بِالْفَتْحِ الْجِهَةُ وَالْيَسْرَةُ بِالْفَتْحِ أَيْضًا مِثْلُهُ وَقَعَدَ يَمْنَةً وَيَسْرَةً وَيَمِينًا وَيَسَارًا وَعَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الْيَسَارِ وَالْيُمْنَى وَالْيُسْرَى وَالْمَيْمَنَةُ وَالْمَيْسَرَةُ بِمَعْنًى وَيَاسَرَ أَخَذَ يَسَارًا فَهُوَ مُيَاسِرٌ وِزَانُ قَاتَلَ فَهُوَ مُقَاتِلٌ وَالْأَمْرُ مِنْهُ يَاسِرْ مِثْلُ قَاتِلْ وَرُبَّمَا قِيلَ تَيَاسَرَ فَهُوَ مُتَيَاسِرٌ وَسَيَأْتِي فِي يمن وَالْيَسَارُ أَيْضًا الْعُضْوُ وَالْيُسْرَى مِثْلُهُ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَالْيَمِينُ وَالْيَسَارُ مَفْتُوحَتَانِ وَالْعَامَّةُ تَكْسِرُهُمَا قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ فِي كِتَابِ الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ الْيَسَارُ الْجَارِحَةُ مُؤَنَّثَةٌ وَفَتْحُ الْيَاءِ أَجْوَدُ فَاقْتَضَى أَنَّ الْكَسْرَ رَدِيءٌ وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ أَيْضًا الْيَسَارُ أُخْتُ الْيَمِينِ وَقَدْ تُكْسَرُ وَالْأَجْوَدُ الْفَتْحُ.

وَالْيَسَارُ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ الْغِنَى وَالثَّرْوَةُ مُذَكَّرٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ مَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ وَأَيْسَرَ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا يَسَارٍ وَالْمَيْسَرَةُ بِضَمِّ السِّينِ وَفَتْحِهَا وَالْمَيْسُورُ أَيْضًا وَالْيُسْرُ بِضَمِّ السِّينِ وَسُكُونِهَا ضِدُّ الْعُسْرِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6] فَطَابَقَ بَيْنَهُمَا وَيَسُرَ الشَّيْءُ مِثْلُ قَرُبَ قُلْ فَهُوَ يَسِيرٌ وَيَسِرَ الْأَمْرُ يَيْسَرُ يَسْرًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَيَسُرَ يُسْرًا مِنْ بَابِ قَرُبَ فَهُوَ يَسِيرٌ أَيْ سَهْلٌ وَيَسَّرَهُ اللَّهُ فَتَيَسَّرَ وَاسْتَيْسَرَ بِمَعْنًى وَرَجُلٌ أَعْسَرُ يَسْرٌ بِفَتْحَتَيْنِ يَعْمَلُ
بِكِلْتَا يَدَيْهِ.

وَالْمَيْسِرُ مِثَالُ مَسْجِدٍ قِمَارُ الْعَرَبِ بِالْأَزْلَامِ يُقَالُ مِنْهُ يَسَرَ الرَّجُلُ يَسِرُ مِنْ بَابِ وَعَدَ فَهُوَ يَاسِرٌ وَبِهِ سُمِّيَ. 

يسر


يَسَرَ(n. ac. يَسْر
يَسَر)
a. Was gentle, kind.
b. Had an easy confinement (woman).
c. Approached on the left.
d.(n. ac. يَسْر), Cast lots with arrows.
يَسِرَ(n. ac. يَسَر)
a. Was easy, feasible.

يَسُرَ(n. ac. يُسْر)
a. see (يَسِرَ).
b. Was little, scanty.

يَسَّرَ
a. [acc. & La], Facilitated, made easy for.
b. Made to prosper, succeed; aided; abetted.
c. Prospered; throve.

يَاْسَرَa. Treated kindly.
b. [Bi], Went to the left of.
أَيْسَرَa. see I (b)b. Was wealthy.

تَيَسَّرَa. Was easy; succeeded.
b. [La], Was easy for.
c. Divided (camels).
d. Was cold.

تَيَاْسَرَa. see I (c) (d).
c. Divided, shared a slaughtered beast.
d. Helped each other; co-operated.

إِيْتَسَرَ
(a. ي
or
ت ) [ Ao.
ت
or
أ ]
see I (d)
إِسْتَيْسَرَa. see V (a)b. [La], Was ready, prepared for.
يَسْرa. see 4 (a) (b).
يَسْرَةa. see 22 (a)
يَسْرِيّa. Prosperous, fortunate.

يُسْرa. see 4 (a)b. Prosperity, affluence.

يُسْرَى
( pl.

يُسْرَيَات )
a. see 22 (a)b. Prosperity.

يَسَرa. Ease; facility; attainability; practicability.
b. Gentleness, affableness, obligingness.
c. (pl.
أَيْسَاْر), Easy; gentle; affable.
d. Prepared, ready.
e. Gambling.
f. Drawer of the lot ( in gambling ).

يَسَرَة
(pl.
أَيْسَاْر
& reg. )
a. Lines of the hand.
b. Brand.

يُسُرa. see 3 (c) & 4
(a), (b).
أَيْسَرُa. Easier.
b. Left, on the left; sinister, sinistral.

مَيْسَرa. A plant.

مَيْسَرَةa. see 3 (c)يَسَر
(a) &
مَيْسِرَة
(d).
مَيْسِرa. Game of arrows; gambling.
b. Stakes; animal to be gambled for.

مَيْسِرَةa. see 3 (c) & 4
(a), (b).
d. (pl.
مَيَاْسِرُ), Left side; left wing or flank (army).

مَيْسُرَةa. see 3 (c)يَسَر
(a), (b) &
مَيْسِرَة
(d).
يَاْسِرa. see 18t (d) & 25
(a).
c. Gambler, player.
d. (pl.
أَيْسَاْر), Slaughterer.
يَسَاْر
(pl.
يَسْرَة
يُسْر
يُسْرَى
يُسُر
10)
a. Left; left hand, left side.
b. see 3 (c) & 4
(a).
يَسَاْرَةa. see 3 (c) & 4
(a).
يِسَاْرa. see 22 (a)
يَسِيْرa. Easy, facile, feasible, practicable;
attainable.
b. Paltry, scanty, little; moderate.
c. see 21 (c)
يَسُوْر
(pl.
يُسُر)
a. see 21 (c)
يَسَّاْرa. see 14 (b)
N. P.
يَسڤرَ
(pl.
مَيَاْسِيْرُ)
a. Facilitated, seconded; successful.
b. see 3 (c) & 25
(a).
N. Ac.
يَسَّرَa. Flourishing condition, thriving.
b. Motion.
مُوْسِر [ N. Ag.
a. IV ], (pl.
مَيَاسِيْر
[مَيَاْسِيْرُ]), Opulent, wealthy.
يَسِيْرًا يَسَارِ
a. A little.

بِالْيَسِيْرِ
a. Easily, with facility.

يَسَارًا
a. عَن اليَسَار On the left.

يَسَرَات
a. Nimble feet or hands.

تَيْسُوْر
a. see N. Ac.
II (b)
أَعْسَر يَسَر
a. Ambi-dextrous.

يَسَف
a. A kind of fly.
ي س ر

يسر الأمر ويسر وتيسّر واستيسر ويسّره الله تعالى وياسره: ساهله. وأمر يسير: غير عسير " إن مع العسر يسرا " ويقال في الدعاء للحبلى: أيسرت وأذكرت أي يسّرت عليها الولادة. وتيسّر له الخروج. وتيسّر له فتح جليل. وخذ بميسوره ودع معسوره. ويسر الأمر فهو ميسور " قولاً ميسوراً ". ورجل وفرس يسر: لين الانقياد. قال:

إنّي على تحــفّظــي ونزري ... أعسر إن مارستني بعسر

ويسر لمن أراد يسري

وإن قوائم هذه الدابة يسرات: خفاف طيعة. قال كعب بن زهير:

تخدي على يسرات وهي لاحقة ... ذوايل وقعهنّ الأرض تحليل

وقال ابن مقبل:

لدهماء إذ للنّاس والعيش غرّة ... وإذ خلقاناً بالصّبا يسران

سهلان متيسّران. وفتل يسرٌ: خلاف شزر وهو نحو خدّك، وطعن يسرٌ: حذاء وجهك. وولادة يسر. ويسّره الله لليسرى: وفّقه. وشيء يسير: قليل حقير، وقد يسر مثل حقر: ويسّرت الغنم: كثر لبنها ونسلها. وقعدوا يمنةً ويسرةً، وعن اليمين وعن اليسار، واليمنى واليسرى، والميمنة والميسرة. وولاّه مياسره. ويامن بأصحابك وياسر بهم. وتيامنوا وتياسروا. وهو أعسر يسرٌ، وهي عسراء يسرة. وأيمنت إبلي وأيسرتها: عدلتها يميناً ويساراً. ويسر الرجل: ضرب بالقداح ييسر ميسراً، ولعب بالميسر. قال الفرزدق:

وهل تركت منكم رماح مجاشع ... ونوكاهم إلاّ أكولة ميسر

هي الجزور يأكلها الميسر ويقسّمها. وقال لبيد:

واعفف عن الجارات وام ... نحهنّ ميسرك السّمينا

أراد الجزور، ورجل ياسر ويسر، وقوم أيسار.

قال:

وهم أيسار لقمان إذا ... أغلت الشّتوة أبداء الجزر

ويسروا الجزور: قسموها، وتياسروها: تقاسموها.

ومن المجاز: أسروه، ويسروا ماله. وتياسرت الأهواء قلبه. قال ذو الرمة:

بتفريق أظعان تياسرن قلبه ... وخان العصا من عاجل البين قادح

وهو من فصيح الكلام وعاليه وما فصّحه وأعلاه إلا الاستعارة. ويسّره لكذا: هيّأه. قال أبو دؤاد:

وقد يسّروا منهم فارساً ... حديد السّنان كميش الطّلب
[يسر] نه: فيه: إن هذا الدين "يسر"، أي سهل قليل التشديد. ومنه: "يسروا" ولا تعسروا. ك: وصرح بالثاني وإن لزم من الأول، لصدقه على من أتى به مرة وبالثاني غالبًا. نه: وح: من أطاع الإمام و"ياسر" الشريك، أي ساهله. وكيف تركت البلاد؟ فقال: "تيسرت"، أي أخصبت، وهو من اليسر. وح: لن يغب عسر "يسرين"- ومر في ع. وح: "تياسروا" في الصداق، أي تساهلوا فيه ولا تغالوا. ومنه: ويجعل معها شاتين إن "استيسرنا" له أو عشرين درهما، هو استفعل من اليسر أي من تيسر وسهل. وفيه: اعملوا وسددوا وقاربوا فكل "ميسر" لما خلق له، أي مهيأ مصروف مسهل. ك: قالوا: إذا كان الأمر مقدرًا فنترك مشقة العمل، فقال: لا مشقة إذ كل يُسر لما خلق له وهو يسير على من يسره الله عليه. ز: لو قيل إن معناه أن من خلق للجنة يسر عليه عملها البتة فالتيسر علامة كونه من أهلها فمن لم ييسر على عملها فليعلم أنه ليس من أهلها بل من أهل النار لكان أنسب بمكان التحضيض على العمل - والله أعلم. نه: ومنه: وقد "يسر" له طهور، أي هي ووضع، ك: قد صحبه ورأى "تيسيره"، أي تسهيله على أمته وما حمله على ما فعله إلا تيسيره، وكل مال خاف تلفه في الصالة فهو في معنى الفرس يجوز قطعها له. وفيه: اقرؤا ما "تيسر" من حــفظــه على اللسان، من لغة وإعراب. وح: سئلت ماهو "أيسر"، أي أهون وهو التوحيد. قس: قال بعد الركوع "يسيرا"، أي شهرًا كما في الرواية الثانية، وهي ترد على الكرماني وغيره قولهم، أي زمانًا قليلًا بعد الاعتدال التام. غ: "إلى "ميسرة"" أي يسار، أيسر: كثر ماله. ""قولا "ميسورا"" لا جفاء فيه. و"فسنيسره" نهيؤه. و"يسرت" الغنم: تهيأت للولادة. و"لليسرى"، الذي لا يقدر عليه أحد إلا المؤمنون. و"ثم السبيل"يسره" أي أخرجه من الرحم. ج: "أتيسر" على الموسر، أي أتسهل، وهو أتفعل من اليسر. ن: قد "يسرت" جندًا، أي هيأتهم وأرصدتهم. و"تيسرا" للقتال، أي تهيأ له. وأقبل "الميسور"، أي أخذ ما تيسر. وفلينفث عن "يساره"، بفتح ياء وكسرها. نه: وفيه: اطعنوا "الضر"، بفتح الياء وسكون السين: الطعن خذاء الوجه. وفيه: إن المسلم ما لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت وتغزى به لئام الناس "كالياسر" الفالج، الياسر من الميسر وهو القمار، يسر ييسر فهو يسر وياسر وهم أيسار. ومنه ح: الشطرنج "ميسر" العجم" شبه اللعب به بالميسر وهو "القمار بالقدانع" وكل شيء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز - ط: من "اليسر"ن لأنه أخذ مال الغير ييسر. نه: وفيه: كان عمر أعسر "أيسر" - كذا يروى، وصوابه أعسر يسر، وهو من يعمل بيديه جميعًا ويسمى الأضبط. وفي شعر كعب:
تخدى على "يسرات" وهي لاهية
هي قوائم الناقة، جمع يسرة. وفيه: لا بأس أن يعلق "اليسر" على الدابة، هو بالضم عود يطلق البولن الأزهري: هو عود أسر لا يسرن والأسر: احتباس البول.
باب يط
[يسر] السير: نقيض العسر. وكذلك اليسر، مثل عسر وعسر. واليسر أيضا: دخل لنبى يربوع بالدهناء. قال طرفة: أرق العين خيال لم يقر * طاف والركب بصحراء يسر - والميسور: ضد المعسور. وقد يَسَّرَهُ الله لليُسْرى، أي وفَّقه لها. ويقال أيضاً يَسَّرَتِ الغنمُ، إذا كثر ألبانها ونسلها. قال الشاعر : هما سيدانا يزعمان وإنما * يَسودانِنا إنْ يَسَّرَتْ غَنْماهُما - ومنه قولهم: رجلٌ مُيَسِّرٌ بكسر السين، وهو خلاف المُجَنِّبِ. وقعدَ فلانٌ يَسرَةً، أي شأْمَةٌ. واليَسْرُ: الفتلُ إلى أسفل، وهو أن تمدَّ يمينك نحو جَسَدك. والشَزْرُ إلى فوق. والطعنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. وتَيَسَّرَ لفلان الخروج واسْتَيْسَرَ له، بمعنًى. أي تهيَّأ. والأَيْسَرُ: نقيض الأيمن. والمَيْسَرَةُ: خلاف المَيْمَنَةِ. والمَيْسَرَةُ والميسرة: السعة والغنى. وقرأ بعضهم: (فنظرة إلى ميسرة) بالاضافة. قال الاخفش: وهو غير جائز، لانه ليس في الكلام مفعل بغير الهاء، وأما مكرم ومعون فهما جمع مكرمة ومعونة. والميسر: قمار العرب بالأزلام. واليَسَرَةُ بالتحريك: أسرارُ الكفّ إذا كانت غير ملتزقةٍ، وهى تستحب. واليسرة أيضا: سمة في الفخذين، عن أبى عمرو. وجمعها أيسار. قال: ومنه قول ابن مقبل: على ذاتِ أيْسارٍ كأنَّ ضُلوعَها * وألواحَها العليا السَقيفُ المُشَبَّحُ - واليَسَراتُ: القوائمُ الخِفافُ. ودابَّةٌ حسنُ التَيْسورِ، أي حسنُ نقلِ القوائم، ويقال السِمن. وقال الشاعر : قد بَلَوْناهُ على علاَّتِهِ * وعلى التَيْسورِ منه والضُمُرْ - والياسِرُ: نقيض اليامنِ. تقول: ياسِرْ بأصحابك، أي خذْ بهم يَساراً. وتَياسَرْ يا رجل: لغةٌ في ياسِر. وبعضهم ينكِّره. وياسِرْهُ. أي ساهلْهُ. والياسِرُ: اللاعب بالقِداح. وقد يَسَرَ يَيْسِرُ. قال الشاعر: فإعِنْهُمُ وايْسِرْ بما يَسَروا به * وإذا همْ نزلوا بضنك فانزل - هذه رواية أبي سعيد. ولم تحذف الياء فيه ولا في ييعر ويينع، كما حذفت في يعد وأخواته، لتقوى إحدى الياءين بالاخرى، فلهذا قالوا في لغة بنى أسد: ييجل، وهم لا يقولون يعلم لاستثقالهم الكسرة على الياء. فإن قال: فكيف لم يحذفوها مع التاء والالف والنون؟ قيل له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي الاصل. يدل على ذلك أن فعلت وفعلت وفعلنا مبنيات على فعل. واليسر والياسر بمعنى، والجمع أيْسارٌ. قال أبو ذؤيب: وكأنَّهنَّ رِبابَةٌ وكأنَّه * يَسَرٌ يُفيض على القداح ويصدغ - ويقال: رجل أعسرُ يَسَرٌ، للذي يعمل بكلتا يديه جميعاً. ويَسَرَ القومُ الجَزورَ، أي اجتزروها واقتسموا أعضاءها. قال سحيمُ بن وثيل اليربوعي: أقول لهم بالشِعْبِ إذْ يَيْسرونَني * ألم تيْئسوا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ - كان قد وقع عليه سِباءٌ فضُربَ عليه بالسِهامِ. وقال أبو عمر الجرمِيُّ: يقال أيضاً: اتَّسَروها يتسرونها اتسارا، على افتعلوا. قال: وناسٌ يقولون يأتَسِرونَها ائتِساراً، بالهمز، وهم مؤتسرون، كما قالوا في اتعد. واليسار: خلاف اليمين، ولا تقل اليِسارُ بالكسر. واليَسارُ واليسارة: الغنى، وقد أَيْسَرَ الرجل، أي استغنى، يوسِرُ، صارت الياء واوا لسكونها وضمة ما قبلها. وقال: ليس تخفى يسارتي قدر يومٍ * ولقد تُخفِ شيمَتي إعْساري - ويقال: أنظرني حتَّى يَسارِ، وهو مبني على الكسر، لأنَّه معدولٌ عن المصدر، وهو المَيْسَرَةُ. قال الشاعر: فقلتُ امْكُثي حتَّى يَسارِ لعلَّنا * نحُجُّ معاً قالتْ أعاماً وقابله - وقول الفرزدق يخاطب جريرا: وإنى لاخشى إن خطبت إليهم * عليك الذى لاقى يسار الكواعب - هو اسم عبد كان يتعرض لبنات مولاه، فجببن مذاكيره. واليسير: القليل. وشئ يسير، أي هين.
يسر:
يسر ويسّر واسم المصدر عند (فريتاج) ميسور (الكاملا 3:70).
يسّر: هيأ (فوك): ميسّر لكذا: وعند (رولاند) مُيسّر حاضر ومستعد. وفي (المقري 20:334:1): فلو كنا في ذلك اليوم على عزم من القتال وتيسير الآلات وترتيب الرجال لدُخل البلد (579:3).
يسّر: أمدّ، زوّد، دبّر، حصل على، نال حظوة أو مكانة (بقطر، ألف ليلة 5:39:3): يسّر الله لي قطعة لوح خشب.
تيسير: إبلاغ المرام، إرضاء، قضاء الحاجة، حقق رغبات فلان وأرضاها سريعاً، ففي (المقري 137:3): سأله بعض أن يشهد عقد ابنته فتعذر عليه فلم يزل به حتى أجاب بعد جهد فحضر العقد وطعم الوليمة ثم لما حضرت ليلة الزفاف استحضره في ركبوها إلى دار زوجها على عادة أهل تلمسان فأجابه مسرعاً، فقيل له أين ذلك التيسير من ذلك التعسير، فقال منْ أكل طعام الناس مشى في خدمتهم.
أيسر: يستعمل كفعل من أفعال التعجب، ما أيسر هذا: انه سهل جداً، لا شيء أكثر منه سهولة (كليلة ودمنة 8:213).
أيسر: اغتنى (فوك).
تيسر على: (بعض عبارات سهلة الفهم): اقرأه من كتاب الله ما تيسر عليه (البكري 11:178).
متيسر: سهل الحصول (ابن بطوطة 393:4): في الحديث عن الزيت: وهو عندهم كثير متيسر.
تيسّر: أنظر الكلمة في (فوك) في المادة Parare: وتعني أيضاً تهيأ، تجهز، استعد (جي جويا، مذكرات تاريخية وجغرافية شرقية، الملحق الثاني: V - الكالا ( apercebir فيها زيادة عن اللزوم، لأنها لا تقابل apercebir amonestar التي سبقتها بل = Para, a apercibirse. ويبدو أن المعجم اللاتيني قد فكر بهذا المعنى حين جعل مرادف الكلمة agreditor concurro أتيسّر وآتي وأقيم. أتيسر: استعد (ابن بطوطة 234:2 فكان في كل ليلة يتيسر للقتال (أماري دبلوماسية 5:34).
تيسر: أصبح في متناول اليد (المقري 19:48:1): عدم تيسر المستعان بها على هذا المرام لأن خلفتها بالمغرب، أي إن (الكتب اللازمة لتحقيق هذا المرام ليست في متناول يدي، لأني خلفتها بالمغرب) (ابن بطوطة 61:3): إن هذه المرأة أمرت بدفن هذا المبلغ تحت أحد عواميد هذا الجامع ليكون هناك متيسراً وإن احتيج إليه خرج. تيسر: أمكن (المقري 12:659:1): سمعت عليه من هذا التأريخ هنالك ما تيسر أيام إقامتي بدمشق. وفي (2:882): واقتضيت ما تيسر من حوائجه. وفي (1:913): وقد رام أن يعود إليهما فلم يتيسر له. وفي (410:2) أيضاً؛ وفي (ابن بطوطة 240:2): ويأتي كل منهم بما تيسر له من الدراهم .. أي بما حصل عليه منها، وكذلك في (332:2 و384:3، والبربرية 6:558:2): وكانوا يقدمون فروض التبجيل لآل النبي (صلى الله عليه وسلم) ويلتمسون الدعاء والبركة منهم فيما تيسر من أحوالهم، أي في كل ما كان في مقدورهم من المناسبات. وفي (ابن
الخطيب 39 منه): راضٍ بالخمول متبلغ بما تيسر، أي سعيد بما استطاع نواله (المقري 19:37:3): فما تيسر له شيء من أمله. وفي (مملوك 74:1:2): فيخرج لهم شيئاً من الحلو أو شيئاً من النقل على ما تيسر التي ترجمها (كاترمير) إلى: بحسب قدرته أو إمكانه.
إذا تيسر لي الحال: إذا سمح لي الوقت، لو كان لدي الوقت (بوسويه).
آكل منه ما تيسر: أكل منه ما أراد (ألف ليلة 7:579:1): وعمدت إلى البقلاوة وأكلت منها ما تيسر (وبالإنكليزية عند لين: are mush as was agreeable) - برسل 4:34 فأكلنا ما تيسر من فواكه ذلك (كذا) الجزيرة. وقد ورد هذا في (ص37) أيضاً.
تياسر على طريق لقائه: ذهب إلى اليسار لكي يتجنب لقاءه (ملحق 36:1).
يسر: في (محيط المحيط): (شجر له جب شديد السواد طيب الرائحة ينظم في سلك ليلعب به كلما استعمل اشتد بريقه).
يُسر: حبات المرجان الأسود الذي يستخرج من البحر الأحمر (بروس 210:1، بركهارت عرب 70:1، والفهرست الثاني من المجلد، براكس جريدة الشرق والجزائر 202:4، وزيتشر 400:12).
يسر: تصحيف أسر: حبس، رق ين قيود، خدمة (بقطر).
يَسَر: يسإر (فوك).
يسير: تصحيف أسير والجمع يُسرا: أسرى مسجون، (بقطر).
ياسر: في (محيط المحيط): (الياسر السهل ويقال رجل أو فرس ياسر، أي سهل)؛ وعند (الكالا) الدابة التي تهملج (سير الدواب، إذ ترفع معاً القائمتين اللتين من جهة واحدة). ولا اعتقد إن هذا هو معنى كلمة ياسر، التي تُجمع على ياسرين، وفي الأقل فإنها تصحيف تيسور وهو لي اسماً موصوفاً كما يدعي (فريتاج)، بل صفة؛ وفي (محيط المحيط): (التيسور والتيسير الحَسَن نقل القوائم، يقال دابة تيسور وتيسير).
ياسر: على أهبة، مهيأ، معدّ Prét ( فوك، الكالا).
ياسر: متوفر، كثير (بقطر بربرية، ماكني، شيربونو يال 19:18:2، ريشاردسون سنترال 278:2 وصاحري 250:1).
أيسر: أكثر سهولة (معجم الماوردي).
أيسر: أكثر غنى (عبّاد 4:220:1). أنظر (83:3).
أيسار: غنى (معجم الجغرافيا).
ميسر: قمار (هربرت 89).
ميسرة: جانب اليسار والجمع مياسر (الكامل 17:182).
مُيَسّرة: ناقة في حالة الغلمة en chaleur ( بوسويه، جريدة الشرق 180).
متيسر: غنى (بقطر).
ي س ر

اليَسْرُ واليَسَرُ اللِّينُ والانْقِيادُ يكون ذلك للإِنْسانِ والفَرَس وقد يَسَرَ يَيْسِرُ وياسَرَه لايَنَه أنشد ثَعْلب

(قَوْمٌ إذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّمَاسُ بهم ... ذاتَ العِنادِ وإن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا)

واليَسَرُ السَّهْلُ وإن قَوَائِمَه لَيَسَرَاتٌ أي سَهْلَةٌ واحدتها يَسْرَةٌ ويَسَرَة ووَلَدَت المَرْأَةُ وَلَدَها يَسَراً أي في سُهُولةٍ كقَوْلِكَ سَرَحاً وقد أَيْسَرت وزَعَم اللّحْيانيُّ أن العَرَب تقولُ في الدُّعَاءِ أَيْسَرَتْ وأَذْكَرَتْ أَيْسَرَتْ هانَتْ وِلادَتُها وسَهُلَتْ وأَذْكَرَت أَتَتْ بذَكَرٍ وَيَسَرَتِ المرأةُ والناقةُ خَرَجَ وَلَدُها سَرَحاً وأنشد ابنُ الأَعْرَابِيِّ

(فَلَو أَنَّها كانَتْ لِقَاحِي كثيرة ... لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ)

(ولكنها كانت ثلاثا مَياسِراً ... وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأحَلَّتِ)

ويَسَّرَ الرَّجُلُ سَهُلَتْ وِلاَدَةُ إِبِلِه وغَنَمِه ولم يُعْطَبْ منها شَيْءٌ عن ابن الأعرابيِّ وأنشد

(بِتْنَا إليه يَتَعاوَى نَقَدُه ... مُيَسِّرَ الشاءِ كَثِيراً عَدَدُه)

ويَسَّرَت الغَنَمُ كَثُر لبنُها ونَسْلُها وهو من السُّهُولة قال

(هما سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإنَّما ... يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرَتْ غَنَماهما)

ويَسَّرَت الإِبلُ كَثُر لَبَنُها كما يُقَال ذلك في الغَنَم واليُسْرُ واليَسَارُ والمَيْسَرَةُ والمَيْسُرَةُ كله السُّهُولة والغِنَى قال سِيبَوَيْه لَيْسَت المَيْسَرَةُ على الفِعْل ولكنها كالمَسْرُبةِ والمَشْرُبَةِ في أَنَّهُما لَيْسَتَا على الفِعْل وفي التَّنْزِيل {فنظرة إلى ميسرة} البقرة 28 قال ابنُ جِنِّي قراءة مجاهد فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسُرَة قال هو من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ وقِيلَ هو على حَذْفِ الهاء وأَيْسَرَ الرَّجُلُ إيساراً ويُسْراً عن كُرَاع واللِّحْيانيِّ صار ذا يَسَارٍ والصَّحِيحُ أن اليُسْرَ الاسْمُ والإِيسارَ المَصْدَرُ ورَجُلٌ مُوسِرٌ والجمع مَياسِيرُ عن سِيبَوَيْهِ قال أبو الحَسَن وإنما ذَكَرْتُ مثلَ هذا الجَمْع لأن حكم مثل هذا أن يُجْمَع بالواوِ والنُّون في المُذَكَّر وبالأَلِفِ والتاءِ في المُؤَنَّث واليُسْرُ ضِدُّ العُسْرِ وتَيَسَّرَ الشيءُ واسْتَيْسَرَ تَسَهَّلَ وقَوْلُه عزَّ وجَلَّ {فما استيسر من الهدي} البقرة 196 قيل ما تَيَسَّر من الإِبِلِ والبَقَرِ والشَّاءِ وقيل من بَعِيرٍ أو بَقَرَةٍ أو شاةٍ ويَسَّرَه هو سَهَّلَهُ وحكى سِيبَوَيْهِ يَسَّرَه ووَسَّعَ عليه وسَهَّل والتَّيْسيرُ يكون في الخَيْرِ والشَّرِّ وفي التنزيل {فسنيسره لليسرى} الليل 7 فهذا في الخَيْر و {فسنيسره للعسرى} الليل 8 فهذا في الشَّرِّ وأنشد سِيبَوَيْه

(أقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ وخَيْبَةٌ ... لأوّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ)

والمَيْسُور ما يُسِّرَ هذا قول أهل اللُّغَة وأما سِيبَوَيْهِ فقال هو من المَصَادِر التي جاءت على لَــفْظِ مَفْعُول ونَظِيرُه المَعْسُور قال أبو الحَسَن هذا هو الصَّحِيح لأنه لا فِعْلَ له إلا مَزيداً لم يَقُولُوا يَسَرْتُه في هذا المعنى والمصادر التي على مثال مَفْعُول ليست على الفِعْل المَلْفُوظ لأن فَعَل وفَعِلَ وفَعُلَ إنما مصادِرُها المُطَّرِدَةُ بالزيادة مَفْعَل كالمَضْرب وما زاد على هذا فَعَلى لَــفْظِ المُفَعَّل كالمُسَرَّح من قوله

(ألم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي ... )

وإنما يجيء المَفْعُول في المَصْدَر على تَوَهُّمِ الفِعْلِ الثُلاَثِيِّ وإن لم يُلْــفَظ به كالمَجْلُود من تَجَلَّد ولذلك يخيل سيبويه المَفْعُول في المَصْدَر إذا وَجَد له فِعْلاً ثُلاَثِيّا على غير لَــفْظِــه ألا تَراه قال في المَعْقُول كأنه حبس له عَقْله ونَظِيرُ المَعْسُور وله نظائر وقد أَبَنْتُ شَرْحَها في الكتاب المخصص واليَسَرَةُ ما بَيْن أَسَارِير الرَّاحَةِ والوَجْه ويَسَّرَ الفَرَسَ صَنَعه وفَرَسٌ حَسَنُ التَّيْسورِ واليَسْرُ الطَّعْنُ حِذاءَ وَجْهِك واليَسْرُ من الفَتْلِ خِلاَفُ الشَّزْرِ واليَسَارُ واليِسَارُ نَقِيضُ اليَمِين الفَتْحُ عن ابن السِّكِّيت أَفْصَح وعند ابن دُرَيْد الكَسْر ولَيْس في كلامِهم اسْمٌ في أَوَّلِه ياء مَكْسُورة إلا قَوْلَهم في اليَسَارِ يِسَار وإنما رفض ذلك اسْتِثْقالاً لِلْكَسْرَةِ في الياء والجمع يُسْرٌ عن اللّحْيانيِّ ويُسُرٌ عن أبي حَنِيفةَ واليُسْرَى خِلاَفُ اليُمْنَى واليَسْرَةُ خلافُ اليَمْنَة وياسَرَ بالقَوْمِ أَخَذ بهم يَسْرَةً ويَسَرَ يَيْسِرُ أخذ بهم ذات اليَسَارِ عن سيبويه قال أبو حَنِيفة يَسَرَنِي فلانٌ يَسْراً جاء على يَسَارِي ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ يَعْمَلُ بِيَدَيْه جَمِيعاً والأُنْثَى عَسْرَاء يَسْرَاء والمَيْسِرُ اللَّعِبُ بالقِدَاح يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً واليَسَرُ والمُيَسَّرُ المُعَدُّ وقيل كلُّ مُعَدٍّ يَسَرٌ واليَسَرُ المُجْتَمِعُونَ على المَيْسِرِ والجَمْعُ أَيْسَار قال طرفة

(وهم أَيْسَارُ لُقْمانٍ إذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أبْداءَ الجُزُرْ)

واليَسَرُ الضَّرِيبُ والياسِرُ الذي يَلِي قِسْمَةَ الجَزُورِ والجَمْعُ أَيْسَارٌ وقد تَيَاسَرُوا وقال أبو عُبَيْد وقد سَمِعْتهم يَضَعُون الياسِرَ مَوْضِع اليَسَر واليَسَرُ مَوْضِعُ الياسِرِ ويُسُرٌ دَحْلٌ لِبَنِي يَرْبُوع ويُسُر جَبَلٌ لبَنِي تَمِيم قال طرفة

(أَرَّق الركبَ خَيالٌ لم يَقِرْ ... طافَ والرَّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ)

ويَسَرٌ ويَسَارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ أسماء وياسِرُ مُنْعِمٍ مَلِكٌ من مُلُوكِ حِمْيَر ويَسَارٌ ومَياسِرُ موضعان قال السُّلَيْكُ (دِماء ثلاثةٍ أرْدَتْ قَنَاتِي ... وخاذِفِ طَعْنَةٍ بِقَفَا يَسارِ)

أراد بخاذِفِ طَعْنَةً أنه ضارِطٌ من أَجْل الطَّعْنَة وقال كُثَيِّر

(إلى ظُعْنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مَيَاسِرٍ ... حَدَتْها توالِيها ومارَتْ صُدُورُها)

فأما قول لَبِيدٍ أنشده ابنُ الأعرابيِّ

(دَرَى باليَسَارَى جَنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسَطَّعَةَ الأعْناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)

فإنه لم يُفَسّر اليَسَارَى وأُراه مَوْضِعاً والمَيْسَرُ نَبْتٌ رِيفِيٌّ يُغْرَسُ غَرْساً وفيه قَصَفٌ
يسر
يسَرَ/ يسَرَ لـ ييسِر، يَسْرًا، فهو ياسر، والمفعول ميسور (للمتعدِّي)
• يسَر الشَّيءُ/ يسَر الأمرُ: سهُل، وأمكن "يسَرت ولادتُها".
• يسَر الإنسانُ/ يسَر الحَيوانُ: لانَ وانقادَ "يَسَر الفرسُ".
• يسَر فلانٌ فلانًا:
1 - جاء عن يساره.
2 - ضرَبَ يسارَه.
• يسَر له في الأمر: جعله ميسورًا سهلاً. 

يسُرَ يَيسُر، يُسْرًا ويَسارةً، فهو ياسِر ويَسِير ويُسْر
• يسُر الأمرُ: يسَر؛ سهُل، هان "يسُر حالُه/العملُ- {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} - {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} ".
• يسُر الشَّيءُ: قلَّ "يسُر مالُه/ الدخلُ- مبلغ يسير- {وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إلاَّ يَسِيرًا} ". 

يسِرَ1 ييسَر، يَسَرًا، فهو ياسِر ويَسير ويَسِر
• يسِر الشَّخصُ: كان في حالة يُسْر وغنًى، اتّسع عيشُه "يسِرت حالُه بعد الفقر والعُسْر".
• يسِر العَملُ: يسَر؛ سهُل. 

يسِرَ2 يَيْسَر، يَسارًا ويُسْرًا، فهو ياسر
• يَسِر الشَّخصُ: استغنى عن الآخرين. 

أيسرَ يُوسِر، إيسارًا، فهو موسِر، والمفعول مُوسَر (للمتعدِّي)
• أيسر الشَّخصُ: يسِرَ2، استغنى عن الآخَرين، صار في يُسرٍ وغنًى "أيسر بعد فقره".
• أيسرتِ المَرأةُ: سهلت عليها الولادةُ ° أذكرتِ، وأيسرتِ: من أدعية العرب للحبلى، أي ولدتِ ذكرًا، ويُسِّر عليك.
• أيسر الرَّجلُ أخاه: يسَّر، هوَّن عليه "أيسر أخاك ولا تعسره: نفِّس عليه في الطلب ولا تشدِّد عليه". 

استيسرَ/ استيسرَ لـ يستيسر، استيسارًا، فهو مُسْتَيْسِر، والمفعول مُستيسَر له
• استيسر الأمرُ/ استيسر له الأمرُ: تسهَّل وتهيّأ "استيسر له دفع ديونه- {فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} ". 

تياسرَ يتياسر، تياسُرًا، فهو متياسِر
• تياسر المُسافرُ: أخذ جهة اليسار، عكسه تيامن. 

تيسَّرَ/ تيسَّرَ لـ يتيسَّر، تيسُّرًا، فهو مُتيسِّر، والمفعول مُتيسَّر له
• تيسَّر الأمرُ/ تيسَّر له الأمرُ: استيسر؛ تسهَّل، صار مُمكنًا سهلاً، تهيّأ "تيسَّر عليه الحجّ- أخذ ما تيسَّر وما استيسر: وهو ضدّ ما تعسّر والتوى- تيسَّر له عقدُ الاجتماع- {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ} ".
• تيسَّر للأمر: تهيَّأ له "تيسَّر للقتال". 

ياسرَ يياسر، مُياسَرةً، فهو مُياسِر، والمفعول مُياسَر
• ياسره:
1 - جاءه عن يساره "ياسره في قاعة الاجتماع".
2 - لاينه وساهله "ياسر المُعلِّمُ التلميذَ". 

يسَّرَ ييسِّر، تيسيرًا، فهو مُيسِّر، والمفعول مُيسَّر
• يسَّر الشَّيءَ/ يسَّر له الشَّيءَ: سهَّله، هوّنه، مهّده، هيّأه، أعدّه "كلٌّ مُيسّر لما خُلق له- تيسير الوصول لأهداف التربية والتعليم- يسَّر له النجاح- يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا [حديث]- {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ} ".
• يسَّره لكذا: أرشده، وفَّقه له " {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} ". 

أَيْسَرُ1 [مفرد]: ج يُسْر، مؤ يَسراءُ، ج مؤ يَسراوات ويُسْر: من يعمل بيده اليسرى فقط، نقيض أيمن "نجَّار أيسرُ" ° أعسرُ أيسرُ: يعمل بكلتا يديه. 

أَيْسَرُ2 [مفرد]: ج أياسِرُ، مؤ يُسْرى، ج مؤ يُسْرَيَات:
1 - اسم تفضيل من يسُرَ ويسَرَ/ يسَرَ لـ ويسِرَ1 ويسِرَ2: "هو أيسرُ منه".
2 - ما كان بإزاء الجانب الشماليّ، عكسه أيمن "اليد/ الجهة اليُسرى" ° الجنب الأيسر: الواقع في جهة اليسار.
• بُطَين أيْسر: (شر) حجرة في الجانب الأيسر من القلب تستقبل الدّمَ الشريانيّ من الأذين الأيسر وتنقبض حتى تدفع الدّمَ إلى الشّريان الأورطيّ.
• أُذَين أيسر: (شر) تجويف أعلى يسار القلب يستقبل الدم من الأوردة، ويقابله الأذين الأيمن. 

تَيْسير [مفرد]:
1 - مصدر يسَّرَ.
2 - (نف) انفعال يخلِّفه كلُّ حادث في الجهاز العصبيّ، وقيل هو ظاهرة تبيِّن أن مرور فيْض عصبيّ في الموصِّلات يصبح أسهل عند تكراره.
• تَيْسير الموت: (طب) القتل الرحيم؛ إنهاء حياة المريض الذي لا أمل في شفائه أو الإذن بذلك. 

مُتَيَسِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تيسَّرَ/ تيسَّرَ لـ.
2 - قادر على الحدوث أو الوجود أو التحقُّق دون التناقض مع الحقائق أو الظروف.
3 - ثريّ، لا تعجزه النّفقة. 

مُوسِر [مفرد]: ج مَيَاسِرُ ومَيَاسيرُ: اسم فاعل من أيسرَ: غنيّ ثريّ "تاجر مُوسِر". 

مَيْسِر [مفرد]:
1 - قِمَار، مُقامرة، كلّ لعب فيه مُراهنة " {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} ".
2 - كلّ ما صدَّ عن ذكر الله وعن الصلاة " {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} ". 

مَيْسَرة [مفرد]: ج مَيَاسِرُ ومَيَاسيرُ:
1 - مصدر ميميّ من يسِرَ1: غِنًى، ثراء، سهولة " {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} " ° حين ميسرة: حين سعة.
2 - جهة يسرى، جانب أيسر، خلاف ميمنة "مَيْسَرة الجيش: جناحه الأيسر- ميسرة المسرح: خشبته على يسار الشّخص المواجه للجمهور".
3 - اسم زمان من يسِرَ1: وقت يُسْر " {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ". 

مَيْسور [مفرد]: ج مَيَاسيرُ:
1 - اسم مفعول من يسَرَ/ يسَرَ لـ.
2 - يُسْر، ضدّ معسور "خُذْ بمَيْسوره واترك معسوره- {فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُورًا} ".
3 - غَنيّ، ثريّ، في وضع حَسَن "عاش مَيْسورًا- رجل مَيْسور الحال- يعيش حياة ميسورة". 

ياسِر [مفرد]: ج ياسرون وأَيْسار:
1 - اسم فاعل من يسُرَ ويسَرَ/ يسَرَ لـ ويسِرَ1 ويسِرَ2: ميسور سهل، خلاف اليامن.
 2 - لاعب الميسر. 

يَسار [مفرد]: ج يُسْر (لغير المصدر) ويُسُر (لغير المصدر):
1 - مصدر يسِرَ2.
2 - يُسْر، سهولة "يسار العَيْش".
3 - غِنًى وثَرْوة، رخاء، سِعَة "يَسار التُّجَّار".
4 - جهة يسرى، عكس يمين، (مذكَّر) "جلس على يساره: تمكّن في جلوسه من جهة اليسار- جلس عن يساره: جلس غير ملاصقٍ لجاره- جلس يسار أخيه- ذهب إلى أقصى اليسار" ° أحزاب اليَسار: الأحزاب الشِّيوعيّة والاشتراكيّة، تقابلها أحزابُ اليمين.

يَسارة [مفرد]: مصدر يسُرَ. 

يَساريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَسار: "جلس على مقعد يساريّ في القاعة".
2 - (سة) متطرِّف في سياسته أو في رأيه أو مُنتمٍ أو مؤيّد لأحزاب اليسار وأفكارهم، لأنّ المغالين في معارضتهم كانوا يجلسون في يسار المجالس النيابيَّة، عكس يمينيّ "حزب يساريّ- نجح اليساريون في الانتخابات- جناح/ مذهب يساريّ معارض". 

يَساريَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من يَسار: مَيْل لاتِّخاذ مواقف ثوريّة متطرِّفة "يساريّة الماركسيِّين". 

يَسْر [مفرد]: مصدر يسَرَ/ يسَرَ لـ. 

يَسَر [مفرد]: مؤ يَسَرة (لغير المصدر)، ج مؤ أَيْسار (لغير المصدر): مصدر يسِرَ1 ° امرأةٌ عَسْراء يَسَرة: تعمل بكلتا يديها- رَجُل أعسر يَسَر: يعمل بكلتا يديه- ولدتُه أمُّه يَسَرًا: في سهولة.
• الماء اليَسَر: (كم) الماء الذي يُحدث رغوة مع الصَّابون لقِلَّة الأملاح الذَّائبة فيه، ويقابله الماء العسر. 

يَسِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يسِرَ1: غنيّ. 

يُسْر [مفرد]:
1 - مصدر يسُرَ ويسِرَ2: عكس عُسْر ° الدِّين يُسْر: سهل، سمح، قليل التشديد- بعد العُسْر يُسْر.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يسُر: سَهْل ميَسّر " {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا} ".
3 - سعة ورخاء وغِنًى "هو في يُسْر من العَيْش- {سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} ". 

يَسْرة [مفرد]: ج يَسَرات ويَسْرات:
1 - اسم مرَّة من يسَرَ/ يسَرَ لـ.
2 - جهة اليسار، عكس يَمْنَة "قَعَدَ يَسْرَةَ أستاذِه". 

يُسرى [مفرد]:
1 - مؤنَّث أَيْسَرُ1.
2 - يسار (للجهة واليد).
• اليُسرى:
1 - عمل الخير " {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} ".
2 - الجنَّة " {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} ".
3 - الشَّريعة السَّهلة، الإسلام " {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} ". 

يَسير [مفرد]:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يسُرَ ويسِرَ1: سهل، هيِّن "بينهما خلاف يسير، صعب- {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا} ".
2 - قليل " {وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إلاَّ يَسِيرًا} ". 

يسر

1 يَسَرَ, aor. ـْ [respecting the form of which see the same verb in a different sense below,] inf. n. يَسْرٌ and يَسَرٌ [and مَيْسُورٌ (see يُسْرٌ below)], He was, or became, gentle, and tractable, submissive, manageable, or easy; (M, K;) said of a man, and of a horse: (M:) and يُسِرَ [app. signifies the same: and] is said of speech, and of a thing or an affair; signifying, [when relating to the former,] it was gentle, or [when relating to the latter,] easy; like سُعِدَ الرَّجُلُ [as syn. with سَعِدَ], and نُحِسَ [as syn. with نَحِسَ]. (Bd, xvii. 30.) See also تيسّر. b2: يَسَرَتْ, said of a woman: see أَيْسَرَتْ

A2: يَسُرَ, aor. ـُ It (a thing) was, or became, little in quantity: (A, Msb:) contemptible; paltry; of no weight or worth. (A.) A3: يَسَرَنِى, aor. ـْ (AHn, M, K,) inf. n. يَسْرٌ, (AHn, M,) He (a man, AHn, M) came on, or from the direction of, my left hand. (AHn, M, K.) See also 3.

A4: يَسَرَ, [aor. ـْ inf. n. يَسْرٌ,] He divided anything into parts, or portions. (TA.) You say, يَسَرْتُ النَّاقَةَ I divided the flesh of the she-camel into parts or portions. (TA.) And يَسَرُوا الجَزُورَ They slaughtered the she-camel and divided its limbs, (S,) or portions, (TA,) among themselves; (S, TA;) as also, accord. to Aboo-'Omar ElJarmee, ↓ إِتَّسَرُوهَا, aor. ـّ inf. n. إِتِّسَارٌ; and he adds that some people say, يَأْتَسِرُونَهَا, inf. n. انْتِسَارٌ, with hemz; and هُمْ مُؤْتَسِرُونَ; like as they say in the case of إِتَّعَدَ. (S.) Soheym Ibn-Wetheel El-Yarboo'ee says, أَقُولُ لَهُمْ بِالشِّعْبِ إِذْ يَيْسِرُونَنِى

أَلَمْ تَيْئَسُوا أَنِّى ابْنُ فَارِسِ زَهْدَمِ [I say to them, in the ravine, when they divide me among themselves, deciding what shares they shall severally have in me, Know ye not that I am the son of the rider of Zahdam, and that ye may obtain a great ransom for me?] for capture had befallen him, and they played with [gaming-] arrows for him. (S, TA. [but in the latter, instead of تَيْئَسُوا, we find تَعْلَمُوا, which signifies the same.]) You say also, ↓ إِتَّسَرُوا, aor. ـّ and يَأْتَسِرُونَ; (K;) and ↓ تَياَسَرُوا; (M, K;) They divided among themselves the slaughtered camel. (M, K.) b2: [Hence,] يَسَرَ, aor. ـْ (S, M, A, Msb, K,) in the [second] ى is not suppressed as it is in يَعِدُ and its cöordinates [having و for the first radical], (S,) and يِيسَرُ, like يِيجَلُ, in the dial. of the Benoo-Asad, (TA,) inf. n. يَسْرٌ, (M, TA,) or مَيْسِرٌ, (A,) He played at the game called المَيْسِر; (M, Msb, K;) he played with gamingarrows. (S, A, Msb.) 2 يسّرهُ, (inf. n. تَيْسِيرٌ, M, &c.) He (God, A, Msb) made it, or rendered it, easy; facilitated it. (M, A, Mgh, Msb, K.) You say, يُسِّرَتْ عَلَيْهَا الوِلَادَةُ The act of bringing forth was rendered easy to her. (A.) b2: He made his circumstances ample; he made his condition, or his way or course [لِكَذَا to such a thing], easy, or smooth: (Sb, M:) he accommodated, adapted, or disposed, him, لِلْيُسْرَى [to easy things, or affairs, or circumstances; or to the easier, or easiest, way]: (S. A, [in the latter of which this is given as a proper, not tropical, signification:]) (tropical:) he prepared, or made ready, him or it, لِكَذَا for such a thing. (A [in which this signification is said to be tropical.]) تَيْسِيرٌ relates to both good and evil: (M, K:) as in the following instances in the Kur; [xcii. 7, 10;] فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى, and لِلْعُسْرَى, (M,) [We will facilitate, or smooth, his way, or] We will accommodate him, or adapt him, or dispose him, [to a state of ease, and to a state of difficulty, or (as explained in the TA, art. عسر,) to punishment, and a difficult case:] (S, A:) or We will prepare him for paradise, and for hell: (Jel:) or We will prepare him to return to good, or righteous, conduct, [and to persevere in evil, or unrighteous, conduct; the former leading to ease, and the latter to difficulty:] (Fr, TA:) or We will prepare him for that habit of conduct which leads to ease, such as the entering paradise, and for that which leads to difficulty, such as the entering hell: from يسّر الفَرَسَ, meaning, he prepared the horse for riding, by saddling and bridling. (Bd.) It is said in a trad. وَقَدْ يُسِّرَ لَهُ طَهُورٌ (assumed tropical:) And water for ablution had been prepared and put for him. (TA.) b3: يَسَّرَ الرَّجُلُ, (inf. n. تَيْسِيرٌ, K,) The man's camels, and his sheep or goats, brought forth with ease, (IAar, M, K), and none of them perished. (IAar, M.) b4: يَسَّرَتِ الغَنَمُ The sheep, or goats, abounded in milk, (S, M, A, K,) and in like manner, الإِبِلُ the camels, (M,) and [so in the S, M, A, but in the K or] in offspring: (S, M, A, K:) and they brought forth: and they were ready to bring forth: and they abounded. (TA.) A poet (namely Aboo-Useydeh Ed-Debeeree, TA) says, هُمَا سَيِّدَانَا يَزْعُمَانِ وإِنَّمَا يَسُودَانِنَا أَنْ يَسَّرَتْ غَنَمَا هُمَا (S, M) They two are our two chiefs, as they assert; but they are only our chiefs inasmuch as their sheep, or goats, abound in milk and in offspring. (TA.) b5: See also أَيْسَرَتْ.3 ياسرهُ, [inf. n. مُيَاسَرَةٌ] He was gentle towards him; acted gently towards him; treated him with gentleness; syn. لَايَنَهُ: (M, A, K:) he was easy, or facile, with him; syn. سَاهَلَهُ. (S, K.) Ex., cited by Th, from a poem: إِنْ يَاسَرْتَهُمْ يَسَرُوا If thou treat them with gentleness, they become gently. (M.) And يَاسَرَ الشَّرِيكَ He was easy, or facile, with the partner. (TA, from a trad.) A2: ياسر, (inf. n. مُيَاسَرَةٌ, K,) He took the left-hand side or direction; (S, M, A, Msb, K;) as also ↓ تياسر; (S, Msb, K;) which latter is the contr. of تيامن: (K:) or ↓ تَيَاسَرُوا they took the lefthand side or direction; contr. of تَيَامَنُوا. (A.) You say, يَاسِرْ بِأَصْحَابِكَ Take thou the left-hand side or direction with thy companions; (S, A;) as also تَيَاسَرْ; but some disapprove of this latter. (S.) And يَاسَرَ بِالقَوْمِ He took the left-hand side or direction with the people; as also ↓ يَسَرَ بِهِمْ aor. ـْ accord. to Sb. (M, TA.) 4 أَيْسَرَتْ She (a woman, M) brought forth with ease; she had an easy birth; (M, A, K;) as also ↓ يسّرت, (M, IKtt,) which is in like manner said of a she-camel; (M;) or, as in the copies of the K, يَسَرَتْ, without teshdeed. (TA.) One says, in praying (M, A) for a pregnant woman, (A,) أَيْسَرَتْ وَأَذْكَرَتْ May she have an easy birth, (Lh, M, A,) and may she bring forth a male child. (Lh, M.) See the contr., أَعْسَرَتْ.

A2: ايسر, (S, M, &c.,) aor. ـس in which the [radical] ى is changed into و because it is quiescent and preceded by damm, (S,) inf. n. إِيسَارٌ (M, Mgh, K) and يُسْرٌ; (M, K;) accord. to Kr and Lh, but correctly the latter is a simple subst., (M,) He became possessed of competence, or sufficiency; or of richness, or wealth, or opulence; (S, M, Mgh, Msb, K;) and abundance. (Msb.) A3: أَيْمَنْتُ إِبِلِى وَأَيْسَرْتُهَا I put my camels aside on the right hand and the left. (A.) 5 تيسّر It (a thing, M, Msb) was, or became, facilitated, or easy; (M, A, Msb, K, TA;) contr. of difficult, hard, strait, or intricate; (TA;) as also ↓ استيسر. (M, A, Msb, K.) Yousay, أَخَذْنَا مَا تَيَسَّرَ, and ↓ مَا اسْتَيْسَرَ, We took what was easy [of obtainment, or of attainment]. (TA.) And it is said in a trad., respecting the eleemosinary tax called وَيَجْعَلُ معَهَا شَاتَيْنِ إِنِ, زَكَاة لَهُ أَوْ عِشَرِينَ دِرْهَمًا ↓ اسْتَيْسَرَتَا And he shall put with it, or them, two sheep, or goats, if they be easy to him [to give], or twenty dirhems. (TA.) And in the Kur, [ii. 192,] مِنَ الهَدْىِ ↓ فَمَا اسْتَيْسَرَ What is easy [to give], of camels and kine and sheep or goats: or, as some say, either a camel or a cow or a sheep or goat. (M, TA.) b2: Also, تيسّر لَهُ, (S, TA,) and له ↓ استيسر, (S, K, TA,) (assumed tropical:) It (a thing, or an affair, K) was, or became, prepared, or made ready for him: (S, K, TA:) [and he prepared himself for it.] It is said in a trad., قَدْ تَيَسَّرَا لِلْقِتَالِ (assumed tropical:) They had both prepared themselves, or made themselves ready, for fight. (TA, from a trad.) b3: تَيَسَّرَتِ البِلَادُ (tropical:) The countries became abundant in herbage, or in the goods, conveniences, or comforts, of life. (TA, from a trad.) 6 تَيَاسَرُوا [They were gentle, or acted gently, one towards another; they treated one another with gentleness: (see 3, of which it is the quasipass.)] they were easy, or facile, one with another; syn. تساهلوا; (K, * TA;) تَيَاسُرٌ is the contr. of تَعَاسُرٌ. (S, art. عسر.) It is said in a trad., تَيَاسَرُوا فِى الصَّدَاقِ Be ye easy, or facile, not exorbitant, one with another, with respect to dowry. (TA.) A2: See also 3.

A3: And see 1, latter part.8 إِيْتَسَرَ see 1, in two places.10 إِسْتَيْسَرَ see 5, in five places.

يَسْرٌ (TA) and ↓ يَسَرٌ, (M, A, K, TA,) [each an inf. n. (see 1) used as an epithet,] and يَاسِرٌ, (K, TA,) Easy and gentle in tractableness, submissiveness, or manageableness; applied to a man and to a horse: (TA:) or [simply] easy; facile; (M, A, K;) as also ↓ يُسْرٌ (TA) and يَسِيرٌ, (Msb), this last being syn. with هَيِّنٌ, (S, K,) and signifying not difficult, غَيْرُ عَسِيرٍ, (A,) and ↓ مَيْسُورٌ [respecting which see also عُسْرٌ, pl. مَيَاسِيرُ]. (A.) Hence, ↓ يَسَرَاتٌ, pl. of يَسْرَةٌ and يَسَرَةٌ, applied to the legs of a beast, signifies Easy: (M:) or light, or active, legs of a beast: (S, TA:) or light, or active, and obedient, legs of a beast of carriage: (A:) or the legs of a she-camel: and you say also, إِنَّ قَوَائِمَ هٰذَا الفَرَسِ يَسَرَاتٌ خِفَافٌ, meaning, verily the legs of this horse are obedient and light or active. (TA.) [Hence also,] وِلَادَةٌ يَسْرٌ [An easy birth, or bringing forth]. (A.) And وَلَدَتْ وَلَدَهَا يَسْرًا She brought forth her child easily: (M, K *:) said of a woman: (M:) or ↓ يَسَرًا. (CK.) and it is said in a trad., ↓ إِنَّ هٰذَا الدِّينَ يُسْرٌ Verily this religion is easy; liberal; one having little straitness. (TA.) You say also, ↓ خُذْ مَيْسُورَهُ وَدَعْ مَعْسُورَهُ [Take thou what is easy thereof, and leave thou what is difficult]. (A.) And ↓ مَيْسُورٌ is applied to a saying, or speech: (A:) so in the Kur. xvii. 30; meaning, gentle; (Bd, Jel;) easy: (Jel:) or ↓ قُوْلٌ مَيْسُورٌ means prayer for مَيْسُور, i. e., for يُسْر [q. v.]. (Bd.) b2: فَتْلٌ يَسْرٌ [The twisting a rope or cord towards the left, by rolling it against the body from right to left; or] the twisting downwards, by extending the right hand towards the body [and so rolling the rope or cord downwards against the body or thigh, which is the usual way of twisting]; (S, A *, K;) contr. of شَزْرٌ. (M, A, TA) b3: طَعْنٌ يَسْرٌ The thrusting, or piercing, [straight forward; or] opposite the face: (S, M, K:) opposed to شَزْرٌ, which is from one's right and one's left. (TA.) See an ex. voce شَزَرَهُ.

يُسْرٌ [Easiness; facility;] contr. of عُسْرٌ; (S, M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ يُسُرٌ; (S, Msb, TA;) [and ↓ يُسْرَى; (see 3, where it is variously explained;)] and ↓ مَيْسُورٌ is the contr. of مَعْسُورٌ, [and therefore signifies as above; or easy; facile;] (S;) or this last signifies, (accord. to the lexicologists, M,) what is made easy; or facilitated; or (accord. to Sb, M, [but see مَعَقُولٌ,]) it is an inf. n. of the measure مَفْعُولٌ, (M, K,) [used in the sense of يُسْرٌ as explained above,] of the same kind as [its contr.] مَعْسُورٌ; and Abu-l-Hasan says, that this is the truth; for it has no unaugmented verb, and inf. ns. of this measure are not of verbs which are in use, but only of imaginary unaugmented triliteral-radical verbs, as in the case of مَجْلُودٌ, which is [really] from تَجَلَّدَ. (M.) For examples of يُسْرٌ, see عُسْرٌ. b2: Also, (accord. to the M; but in the K, or; and in both of these lexicons the signification here following is placed first;) and in like manner, ↓ يُسُرٌ, (K,) and ↓ يَسَارٌ, (S, M, Mgh, Msb, K,) and ↓ يَسَارَةٌ, (S, K,) and ↓ مَيْسَرَةٌ, and ↓ مَيْسُرَةٌ, (S, M, K,) of which last Sb says that it is like مَسْرُبَةٌ and مَشْرُبَةٌ in not being after the manner of the verb, [but after that of the simple substantive,] (M,) and ↓ مَيْسِرَةٌ, (K.) Easiness [of circumstances]; (M, K;) competence, or sufficiency; or richness, or wealth, or opulence; (S, M, Mgh, Msb, K;) abundance; (Msb;) [in these senses, also, contr. of عُسْرٌ;] and ↓ يُسْرَى signifies [the same; or] easy things or affairs or circumstances; contr. of عُسْرَى; as also ↓ مَيْسَرَةٌ. (TA, art. عسر.) You say also, ↓ أَنْظِرْنِى حَتَّى يَسَارِ [Grant thou me a delay until I shall be in a state of easiness of circumstances, &c.]; in which the last word is indecl., with kesr for its termination, because it is altered from the inf. n., which is المَيْسَرَةُ. (S.) In the Kur. [ii. 280,] some read, ↓ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسُرِهِ [Then let there be a postponement, or delay, until his being in a state of easiness of circumstances]: but Akh says, that this is not allowable; for there is no noun of the measure مَفْعُلٌ [of this kind]: as to مَكْرُمٌ and مَعُونٌ, [it is said that] they are pls. [virtually though not in the language of the grammarians] of مَكْرُمَةٌ and مَعُونَةٌ. (S.) [On this point, see مَأْلُكٌ, voce أَلُوكٌ.]

A2: See also يَسْرٌ, in two places.

A3: عُودُ يُسْرٍ: see عُودُ أُسْرٍ, in art. أسر.

يَسَرٌ: see يَسْرٌ. b2: Made easy, or facilitated; i. q. مُيَسَّرٌ: (assumed tropical:) prepared: (K:) or [the game called]

المَيْسِر prepared: or, as some say, (assumed tropical:) anything prepared. (M.) A2: أَعْسَرُ يَسَرٌ A man who works, or does anything, with both his hands [alike]; ambidextrous; ambidexter: (S, M, Msb:) and ↓ أَعْسَرُ أَيْسَرُ occurs in a trad., accord. to one relation; but the former is the correct expression: (A'Obeyd:) and the fem. is عَسْرَآءُ يَسَرَةٌ: (M:) explained before, in art. عسر. (K.) A3: See also يَاسِرٌ, in six places.

يُسُرٌ: see يُسْرٌ, in two places.

يَسْرَةٌ: see يَسَارٌ, throughout.

يُسْرَى: see يُسْرٌ, in two places.

A2: See also أَيْسَرُ.

A3: See also يَسَارٌ, throughout.

يَسَارٌ: see يُسْرٌ, in two places.

A2: Also, (S, M, Mgh, Msb, K, &c.,) and ↓ يِسَارٌ, (M, Msb, K,) the former of which is the more chaste, (ISk, IAmb, IF, M, Msb, K *,) or the latter is so, (IDrd, M, K,) or the latter is a variation used for the sake of assimilation to [its syn.] شِمَالٌ, (Sgh, TA,) or it is vulgar, (IKt, Msb,) and not allowable, (S,) or J is in error in disallowing it, (K,) or it is disapproved because the incipient ى with kesr is deemed difficult to pronounce, (M, TA,) but there are three other words commencing like it, namely, يِوَامٌ, an inf. n. of يَاوَمَهُ, though this is disallowed by some, and يِعَارٌ, pl. of يَعْرٌ, and يِسَافٌ, a proper name of a man, also pronounced with fet-h [to the ى]; (TA;) and another form is ↓ يَسَّارٌ; (Sgh, K;) contr. of يَمِينٌ; (S, M, A, Mgh, Msb, K;) and so is ↓ يُسْرَى of يُمنَى, (M, A, Mgh, Msb, K,) and يَسْرَةٌ of يَمْنَةٌ, (M, A, Msb, K,) and ↓ مَيْسَرَةٌ of مَيْمَنَةٌ, (A, Msb, K,) and ↓ أَيْسَرُ of أَيْمَنُ: (S:) يَسَارٌ and ↓ يُسْرَى signify The left [hand, or arm, or foot, or leg, or] limb: and the same two words, and ↓ يَسْرَةٌ and ↓ مَيْسَرَةٌ, the left, meaning the left side or direction or relative location or place: (Msb:) and ↓ أَيْسَرُ, the left side: or a person [or thing] that is on the left side: (Msb, art. يمن:) [and ↓ مَيْسَرَةٌ the left wing of an army:] the pl. of يَسَارٌ is يُسُرٌ (Lh, M, K) and يُسْرٌ, (K,) or يُسَرٌ; (AHn, M;) which last is [also] pl. of ↓ يُسْرَى; (TA;) [and the pl. of ↓ مَيْسَرَةٌ is مَيَاسِرُ.] You say, قَعَدَ فُلَانٌ

↓ يَسْرَةً Such a one sat on the left side. (S.) and ↓ قَعَدُوا يَمْنَةً وَيَسْرَةً, (A, Msb *,) and عَلَى يَمِينٍ

وَيَسَارٍ, and ↓ اليُمْنَى وَالْيُسْرَى, and ↓ المَيْمَنَةِ وَالْمَيْسَرَةِ, (A,) or يَمِينًاوَيَسَارًا, and عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الْيَسَارِ, and اليُمْنَى وَالْيُسْرَى, and المَيْمَنَةِ وَالْمَيْسَرَةِ, meaning, They sat on the right side and on the left. (Msb.) And ↓ وَلَّاهُ مَيَاسِرَهُ [He turned his left parts towards him]. (A.) يِسَارٌ: see يَسَارٌ.

يَسُورٌ: see يَاسِرٌ, in two places.

يَسِيرٌ: see يَسْرٌ.

A2: Little, or small, in quantity, petty: (S, A, K:) mean, contemptible; paltry; of no weight or worth. (A.) A3: See also يَاسِرٌ.

يَسَارَةٌ: see يُسْرٌ.

يَسَّارٌ: see يَسَارٌ.

يَاسِرٌ: see يَسْرٌ, first signification.

A2: [Taking the left-hand side or direction: or coming on, or from the direction of, the left hand of a person:] contr. of يَامِنٌ. (S.) A3: [Dividing a thing into parts, or portions.] b2: [Hence,] The slaughterer of a camel: (K, TA:) because he divides its flesh into portions: (TA:) the person who superintends the division of the slaughtered camel (M, K) for the game called المَيْسِر: (K:) pl. [يَاسِرُونَ and] أَيْسَارٌ: (M, K:) A'Obeyd says, I have heard them put يَاسِرٌ in the place of يَسَرٌ, [for the explanations of which see what follows,] and ↓ يَسَرٌ in the place of يَاسِرٌ, (M,) or ↓ يَسَرٌ and يَاسِرٌ signify the same: and the pl. is أَيْسَارٌ: (S, A:) يَاسِرٌ signifies [as explained above, and also] a person who plays with gaming-arrows, (S, Msb, TA,) [at the game called المَيْسِر,] for a slaughtered camel; because he is one of those who occasion the slaughter of the camel; and the pl. is [as above and] يَاسِرُونَ: (TA:) and ↓ يَسَرٌ, i. q. ضَرِيبٌ [which signifies the same; and the person who is entrusted, as deputy, with the disposal of the arrows in the game above mentioned, and who shuffles them in the رِبَابَة:] and, [as quasi-pl. of يَاسِرٌ, like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ,] a party assembled together at the game called المَيْسِر: (M, K:) pl. أَيْسَارٌ: (M:) and ↓ يَسِيرٌ and ↓ يَسُورٌ signify one who contends with another at a game of hazard; syn. قَامِرٌ: (K:) or ↓ يَسَرٌ and ↓ يَسُورٌ, and also يَاسِرٌ, are applied to one who has, or to whom pertains, a gamingarrow. (IAar, TA.) أَيْسَرُ [More, and most, easy, or facile; fem.

يُسْرَى].

A2: See also يَسَارٌ.

موسِرٌ [originally مُيْسِرٌ,] Possessing competence, or sufficiency; or rich, or wealthy, or opulent: (M, K:) pl. مَيَاسِيرُ: (Sb, M, K:) [like مَفَالِيسُ, pl. of مُفْلِسٌ; and مَفَاطِيرُ, pl. of مُفْطِرٌ; as though the sing. were مَيْسُورٌ:] but by rule it should be مُوسِرُونَ, for the masc., and مُوسِرَاتٌ for the fem. (Abu-l-Hasan, M.) مَيْسُرٌ: see يُسْرٌ.

مَيْسِرٌ The game, or play, with unfeathered and headless arrows; (M, K;) the game of hazard which the Arabs play with such arrows; (S, Mgh, Msb;) a game of the Arabs, played [by ten men,] with ten unfeathered and headless arrows: they first slaughtered a camel, [bought on credit, (see below, in this paragraph,)] and divided it into ten portions, or, as some say, [agreeably with what follows,] into twenty-eight: the first arrow was called الفَذُّ, and had [one notch and] one portion of the slaughtered camel: the second, التَّوْءَمُ, and had [two notches and] two portions: the third, الرَّقِيبُ, and had [three notches and] three portions: the fourth, الحِلْسُ, and had [four notches and] four portions: the fifth, النَّافِسُ, and had [five notches and] five portions; or, as some say, this was the fourth: the sixth, المُسْبِلُ, and had [six notches and] six portions: the seventh, المُعَلَّى, which was the highest of them, having [seven notches and] seven portions: the eighth and ninth and tenth were called السَّفِيحُ and المَنِيحُ and الوَغْدُ; and these three had no portions: [the players to whom these three fell had to pay for the slaughtered camel: (see المُسْبِلُ:) whence it appears, that if the camel was divided into ten portions, (see رَيْمٌ,) the game must have continued after all these were won, until it was seen whose were the eighth and ninth and tenth arrows; and it seems to be the general opinion that this was the case:] the camel being slaughtered, they collected together the ten arrows, and put them into the رِبَابَة, a thing resembling a quiver (كِنَانَة), and turned them round about or shuffled them (أَجَالُوهَا): [or they employed a person, whom they called حُرْضَة, to do this:] then they put them into the hand of the judge (الحَكَم), who took them forth one after another in the name of one after another of the party; [or they commissioned the حُرْضَه to do so;] and each took of the portions of the slaughtered camel according to his arrow; but those to whose lots fell the arrows without portions were obliged to pay the price of the slaughtered camel: with the flesh of which they afterwards fed the poor; and him who would not engage with them in the game they reproached, and called a بَرَم: (Sefeenet Er-Rághib, printed at Boolák; p. 637:) [see also رَقِيبٌ, and ضَرِيبٌ, and عَشْرٌ:] or any game of hazard; or play for stakes, or wagers: (K:) so that even the game of children with walnuts is included under this name by Mujáhid in his explanation of verse 216 of chap. ii. of the Kur.: (TA:) or anything in which is risk, or hazard: (Kull, p. 321:) or the game of trick track, backgammon, or tables; syn. نَرْدٌ: (Sgh, K:) and chess was called by 'Alee the مَيْسِر of the Persians, or foreigners: (TA:) or the slaughtered camel for which they played: for when they desired to play, they bought on credit a camel for slaughter, and slaughtered it, and divided it into twentyeight portions, or ten portions; and when one [of the arrows] after another came forth [from the رِبَابَة] in the name of one man after another, the gain of him for whom came forth those to which belonged portions appeared, and the fine of him for whom came forth [any of the arrows called] the غُفْل: (K:) so called as though it were a place of division: and so used by the poet Lebeed, who speaks of a fat مَيْسِر. (TA.) مَيْسَرَةٌ: see يُسْرٌ, in two places.

A2: See also يَسَارٌ, in four places.

مَيْسُرَةٌ: see يُسْرٌ.

مَيْسِرَةٌ: see يُسْرٌ.

مُيَسَّرٌ Prepared; disposed; made easy, or facile. So in the following words of a trad.: فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ [And every one is prepared, &c., for that for which he is created]. (TA.) A2: I. q. زُمَاوَرْدٌ [q. v.]; (Mgh, K;) app. a post-classical word; so called because easily taken; (Mgh;) in Persian, called نُوَالَهْ [or نَوَالَهْ], (Mgh, K,) and in Egypt termed لُقْمَةُ القَاضِى. (TA.) مُيَسِّرٌ, applied to a man, (S, TA,) Having numerous offspring of sheep or goats [and therefore much milk]; (TA;) contr. of مُجَنِّبٌ. (S, TA.) مَيْسُورٌ: see يَسْرٌ, in three places: A2: and see also يُسْرٌ.

مَيَاسِرُ She-camels that bring forth easily. (TA.)
يسر
{اليَسْر، بِالْفَتْح، ويُحرَّك: اللِّينُ والانْقِيادُ، يكون ذَلِك للْإنْسَان والفرَس، قد} يَسَرَ {يَيْسِر، من حدِّ ضَرَبَ.} وياسَرَهُ: لايَنَه، أنْشد ثَعْلَب:
(قومٌ إِذا شُومِسوا جَدَّ الشِّماسُ بهمْ ... ذاتَ العِنادِ وإنْ {ياسَرْتَهم} يَسَروا)
وَفِي الحَدِيث: مَن أطاعَ الإمامَ {وياسَرَ الشَّريك، أَي ساهَلَه.} واليَسَرُ، محرّكةً: السَّهْلُ اللَّيِّنُ الانقيادِ، يُوصَفُ بِهِ الإنسانُ والفرَس، قَالَ:
(إنّي على تَحَــفُّظــي ونَزْري ... أَعْسَرُ إنْ مارَسْتَني بعُسْرِ)
{ويَسَرٌ لمن أرادَ} - يُسْري وَالْجمع اليَسَرات، وَفِي قَصيدِ كَعْبٍ: تَخْدِي على {يَسَرَات وَهِي لاهِيَةٌ} اليَسَرات: قوائمُ الناقةِ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: اليَسَرات: القوائمُ الخِفاف، وَيُقَال: إنّ قوائمَ هَذَا الفرَسِ {لَيَسَراتٌ خِفافٌ، إِذا كُنّ طَوْعَه،} كالياسِر {واليَسَر. والمُوَفَّق} - اليَسَريّ، من حَنابلةِ الشَّام، ذكره الذَّهَبِيّ فَقَالَ: مُوَفَّق الدِّين اليَسَريُّ شيخٌ حنبليٌّ رَأَيْته يَبْحَث. انْتهى. ولعلّه مَنْسُوب إِلَى جَدٍّ لَهُ اسْمه يَسَرٌ أَو غير ذَلِك. يُقَال: وَلَدَتْه وَلَدَاً {يَسَرَاً أَي فِي سهولة، كقولكَ: سُرُحاً. وَقد} أَيْسَرَت المرأةُ {ويَسَرتْ. الْأَخير عَن ابْن القَطّاع، وَضَبطه بِالتَّشْدِيدِ، وَالْمَوْجُود فِي النّسخ بِالتَّخْفِيفِ. وَفِي الأساس: وَيُقَال فِي الدعاءِ الحنبليّ:} أَيْسَرَتْ وأَذْكَرتْ، أَي {يُسِّرَت عَلَيْهَا الوِلادةُ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَزعم اللِّحْيانيّ أنّ الْعَرَب تَقول فِي الدُّعَاء: وأَذْكَرَت: أَتَتْ بذَكَرٍ. وَقد تقدّم فِي مَوْضِعه.} ويَسَّرَ الرجلُ {تَيْسِيراً: سَهُلَت وِلادةُ إبلِه وغنَمِه لم يَعْطَبْ مِنْهَا شيءٌ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَأنْشد:
(بِتْنا إِلَيْهِ يَتعاوى نَقَدُهْ ... } مُيَسِّرَ الشاءِ كثيرا عَدَدُهْ)
{يَسَرَّت الغنَمُ: كَثُرَت وكَثُرَ لبَنُها أَو نَسْلُها، وَفِي بعضِ الْأُصُول المصحّحة: ونَسْلُها. وَهُوَ من السُّهولة. قَالَ أَبُو أُسَيْدة الدُّبَيْريّ:
(إنَّ لنا شَيْخَيْنِ لَا يَنْفَعانِنا ... غَنِيَّيْنِ لَا يُجدي علينا غِناهُما)

(هما سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإنّما ... يًسودانِنا أنْ} يَسَّرَتْ غَنَماهُما){ويَسَّرَهُ هُوَ: سَهَّلَه، وَحكى سِيبَوَيْهٍ:} ويسَّرَه ووَسَّع عَلَيْهِ وسَهَّلَ، {والتيسير يكون فِي الْخَيْر والشرِّ، وَمن الأوّل قَوْلُهُ تَعالى:} فسَنُيَسِّرُه لليُسْرى وَمن الثَّانِي قَوْلُهُ تَعالى: فسَنُيَسِّرُه للعُسْرى وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ:
(أقامَ وَأقوى ذاتَ يومٍ وخَيْبَةٌ ... لأوّلِ مَن يلقى وشَرٌّ {مُيَسَّرُ)
} والمَيْسور: ضدُّ المَعْسور، وَهُوَ مَا {يُسِّر. قَالَ ابنُ سِيدَه: هَذَا قَول أهلِ اللُّغَة. أَو هُوَ مصدرٌ على مَفْعُول، وَهُوَ قَول سِيبَوَيْهٍ، قَالَ أَبُو الحَسَن: هَذَا هُوَ الصَّحِيح، لأنّه لَا فِعلَ لَهُ إلاّ مَزيداً، لم يَقُولُوا} يَسَرْتُه فِي هَذَا الْمَعْنى، والمصادر الَّتِي على مِثَال مفعول لَيست على الْفِعْل الملفوظ بِهِ، لأنّ فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ إنّما مصادرُها المطَّرِدَة بالزِّيادة مَفْعَل كالمَضْرَب، وَمَا زادَ على هَذَا فعلى لــفظِ المُفَعَّل، كالمُسَرَّح من قَوْله: أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي وإنّما يجيءُ الْمَفْعُول فِي الْمصدر على توَهُّم الفِعل الثلاثيّ وَإِن لم يُلــفَظ بِهِ، كالمَجلود من تَجَلَّد، وَله نظائرُ ذُكِرت فِي مواضِعها. {واليَسير، كأَمير: القليلُ،} واليسير: الهَيِّن. يُقَال: شيءٌ يَسيرٌ، أَي هَيِّنٌ أَو قَلِيل. الْيَسِير: فرَسُ أبي النَّضير العَبْشَمِيّ، نَقله الصَّاغانِيّ. اليَسير: القامِر، {كاليَسور، كصَبورٍ، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ. والمَنقول عَن ابْن)
الأَعْرابِيّ:} الياسِرُ لَهُ قِدْحٌ، وَهُوَ {اليَسَرُ} واليَسُور، وَأنْشد:
(بِمَا قَطّعْنَ من قُرْبى قَريبٍ ... وَمَا أَتْلَفْنَ من {يَسَرٍ} يَسورِ)
فليُنظَرْ هَذَا مَعَ عبارَة المصنّف. وَأَبُو! اليَسير مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عُلاَثَة، أَبُو اليَسير عُلْوانُ بنُ حُسَيْن، محدِّثان، الْأَخير شيخٌ لِابْنِ شاهين، ذكرهمَا الذهبيّ. وَأَبُو جعفرٍ وَهُوَ مُحَمَّد بنُ يَسير البصريّ، شاعرٌ، وَهُوَ الْقَائِل يَرْثِي نَفْسَه:
(كأنّه قد قِيلَ فِي مَجْلِسٍ ... قد كنتُ آتيهِ وأخْشاهُ)

(صارَ {- اليَسيريّ إِلَى رَبّه ... يَرْحَمُنا اللهُ وإيّاهُ)
وَكَذَا أَخُوهُ عليّ شاعرٌ أَيْضا، ذكرهمَا الذهبيّ، وولدُه عَبْد الله بن مُحَمَّد بن} يَسير، شاعرٌ أَيْضا، ذكره الْأَمِير. {يُسَيْر، كزُبَيْر: صَحابيّ، روى عَنهُ حُمَيْد بن عبد الرَّحْمَن، قَالَه الْحَافِظ. يُسَيْر بن عَمْرُوٍ، مُخَضرم، قَالَه الْحَافِظ. وَيُقَال فِيهِ أُسَيْر، بِالْألف. قلتُ: وَفِي الصَّحَابَة يُسَيْر بن عَمْرُو الأنصاريّ الَّذِي قيل فِيهِ إنّه بِالْألف، و} يُسَيْر بن عَمْرُو الكِنديّ الَّذِي تُوفِّي رسولُ الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وَله عَشْرُ سنواتٍ، وَقَالَ ابنُ مَعين: أَبُو الخِيار الَّذِي يروي عَن ابْن مَسْعُود اسْمه يُسَيْر بن عَمْرُو، أدركَ النبيَّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وعاش إِلَى زمنِ الحَجّاج. وَقَالَ ابْن المَدينيّ: أهلُ البَصرة يَروون عَنهُ عَن عمر قصَّته ويُسمُّونه أُسَيْر بن جَابر، وَأهل الْكُوفَة يَقُولُونَ يُسَيْر بن عَمْرو بن جَابر، روى عَنهُ زُرارة بن أَوْفَى وابنُ سِيرِين وجماعةٌ. قَالَ ابْن فَهد: وَالظَّاهِر أنّه يُسَيْر بن عَمْرو بن جَابر. يُسَيْر بنُ عُمَيْلةَ وَابْن أَخِيه يُسَيْر بن الرَّبيع بن عُمَيْلة شيخَ لشُعْبة، يُسَيْر والدُ أبي الصَّبَّاح سُلَيْمان، الكوفيّ التابعيّ، وَهُوَ غير أبي الصَّباح الأَيْليّ فإنّه من أَتبَاع التَّابِعين، واليُسَيْر بن مُوسَى، عَن عِيسَى بن يُونُس، ذكره الأميرُ هَكَذَا، أَو هُوَ بِالْفَتْح، قَالَه الذهبيّ. وفاتَه: يَسير بن حَكيمٍ، أوردهُ الْأَمِير. واختُلف فِي يُسَيْر بن العَنْبَسالصحابيّ فَقيل: هَكَذَا، وَقيل: بالموحّدة والشين مُعْجمَة، كأمير. {واليَسْرُ، بِالْفَتْح: الفَتْل إِلَى أَسْفَل، وَهُوَ أَن تمُدَّ يَمينَك نحوَ جسَدِك، وَهُوَ خِلاف الشَّزْر، وَهُوَ الفَتْل إِلَى فَوق، فِي حَدِيث عليّ: اطْعَنوا اليَسْرَ: هُوَ الطَّعْن حَذْوَ وَجْهِك. والشَّزْرُ: مَا كَانَ عَن يمينِك وشِمالك، قَالَه الأَصْمَعِيّ.} واليَسَار، كَسَحَاب، ويُكسَرُ، أَو هُوَ، أَي الكَسْر، أفصحُ عِنْد ابْن دُرَيْد، وَالْفَتْح أفصحُ عِنْد ابْن السِّكِّيت، وتُشَدَّدُ الأُولى فَيُقَال {يَسَّار، ككَتّان، لُغَة فِيهِ نَقله الصَّاغانِيّ: نَقيضُ الْيَمين ووهمَ الجَوْهَرِيّ فَمَنَع الكسرَ، قَالَ ابْن دُرَيْد: لَيْسَ من كَلَامهم كلمةٌ أوّلها ياءٌ مَكْسُورَة إلاّ} يِسَارٌ، قَالَ: وإنّما أَرَادوا إلحاقَها ببناءِ الشِّمال.
نَقله الصَّاغانِيّ. قلتُ: وَإِنَّمَا رفض ذَلِك استثقالاً للكسرة فِي الياءِ وَلَا نَظيرَ لَهَا فِي الْكَلَام غير يِوام، مصدر ياوَمَه مُياوَمَة ويِواماً، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه ونفاه غيرُه، وَزَادُوا يِعاراً جمع يعْر لما يُصْطاد بِهِ السَّبُع من جَفْرٍ ونحوِه، قَالَه شيخُنا. قلتُ: وَفِي البصائر للمصنّف: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام لَهُ نظيرٌ سِوى هِلالَ بن يِسافٍ، على أنّ الْفَتْح لُغَة فِيهَا. وَإِذا)
عرفتَ أَن الجَوْهَرِيّ لم يلتزمْ إلاّ ذِكرَ مَا صحّ عِنْده، وَهَذَا لم يَصحَّ عِنْده سَمَاعا عَن الثِّقَة، أَو أَنه جَعَلَه مُخرَجاً على مُشاكَلَة الشِّمال وإلحاقاً ببنائه، كَمَا قَالَ الصَّاغانِيّ، لم يلزَمه التَّوْهيم، كَمَا هُوَ ظَاهر، فتَأَمَّل. ج {يُسُرٌ، بضمَّتَيْن، عَن اللّحيانيّ، ويُسْرٌ، بالضمّ، عَن أبي حنيفَة.} واليُسْرى، كبُشرى، {واليَسْرَة، بِالْفَتْح،} والمَيْسَرَةُ، خلاف اليُمْنى واليَمْنَةِ والمَيْمَنَة، {والياسِر: خِلاف اليامِن. عَن أبي حنيفَة:} - يَسَرَني فلانٌ {- يَيْسِرُني} يَسْرَاً: جاءَ عَن يَساري، وَفِي بعض النّسخ: على {- يَساري. وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ:} يَسَرَ {يَيْسِرُ: أَخذ بهم ذاتَ} اليَسار. وأَعْسَرُ {يَسَرٌ: يعْمل بيدَيْه جَمِيعًا. وَفِي الحَدِيث: كَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ أَعْسَرَ} أَيْسَر قَالَ أَبُو عُبَيْد: هَكَذَا رُوي فِي الحَدِيث، وأمّا كَلَام الْعَرَب فالصّوابُ أَعْسَرُ {يَسَرٌ، والأُنثى عَسْرَاءُ} يَسْرَاءُ. وَقد تقدّم فِي عسر وَالِاخْتِلَاف فِيهِ. {والمَيْسِرُ، كمَجلِس: اللَّعِبُ بالقِداح، وَقد} يَسَرَ {يَيْسِرُ يَسْرَاً، إِذا جاءَ بقِدحِه للقِمار، أَو هُوَ الجَزور الَّتِي كَانُوا يَتَقَامَرون عَلَيْهَا. كَانُوا إِذا أَرَادوا أَن} يَيْسروا اشْتَروا جَزوراً نَسيئَةً ونَحروه وقَسَموه ثَمَانِيَة وَعشْرين قِسماً، كَمَا قَالَه الأَصْمَعِيّ، وَهُوَ الْأَكْثَر، أَو عَشَرَةَ أَقْسَام، كَمَا قَالَه أَبُو عَمْرو، فَإِذا خَرَجَ واحدٌ واحدٌ باسم رجلٍ رجلٍ، ظهرَ فَوْزُ مَن خَرَجَ لَهُم ذواتُ الأَنْصباءِ وغُرْمُ من خَرَجَ لَهُ الغُفْلُ. وإنّما سُمِّيَ الجَزورُ {مَيْسِراً لأنّه يُجَزَّأُ أَجزَاء، فكأنّه مَوْضِع التجزئة، قَالَه الأَزْهَرِيّ، وَعبد الحيّ الإشْبيليّ فِي كِتَابه الواعي. وكلّ شيءٍ جَزَّأْتَه فقد} يَسَرْتَه. {ويَسَرْتُ الناقةَ: جَزَّأْت لَحْمَها، ويَسَرَ القومُ الجَزورَ، أَي اجْتَزَروها، واقتَسموا أجزاءَها. قَالَ سُحَيْم بن وَثيل اليَرْبوعيّ:
(أقولُ لَهُم بالشِّعْبِ إذْ} - يَيْسرونَني ... ألم تعلمُوا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ)
كَانَ وَقَعَ عَلَيْهِ سِباءٌ فضُرِبَ عَلَيْهِ بالسِّهام، وَقَوله: يَيْسرونَني، هُوَ من المَيْسِر، أَي يُجَزّئونَني ويَقْتَسِمونني. وَقَالَ لبيد:
(واعْفُفْ عَن الجاراتِ وأمْ ... نَحْهُنَّ! مَيْسِرَكَ السَّمينا)
فجعلَ الجَزورَ نَفْسَه مَيْسِراً. أَو المَيْسر: النَّرْد، نَقله الصَّاغانِيّ، وَرُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: الشِّطْرَنْجُ {مَيْسِرُ العَجَمِ. شَبَّه اللَّعبَ بِهِ} بالمَيْسِر، وَهُوَ القداح، أَو كلّ شيءٍ فِيهِ قِمارٍ فَهُوَ من المَيْسِر حَتَّى لعب الصّبيان بالجَوْز، قَالَه مُجاهد فِي تَفْسِير قَوْلُهُ تَعالى: يَسْأَلونَكَ عَن الخمرِ {والمَيْسِر وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: المَيسِر: قِمارُ العربِ بالأزْلام.} مَيْسَرُ، بِفَتْح السِّين: ع بِالشَّام، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(وَمَا جَبُنَتْ خَيْلِي ولكنْ تَذَكَّرَتْ ... مَرابِطَها من بَرْبَعيصَ {وَمَيْسَرَا)
} المَيْسَر: نَبتٌ رِبْعِيٌّ يُغرَسُ غَرْسَاً وَفِيه قَصَفٌ. {واليَسَرُ، محرّكةً:} المُيَسَّرُ المُعَدُّ وَقيل: كلّ مُعَدٍّ {يَسَرٌ.} اليَسَرُ أَيْضا: القومُ المُجتَمِعونَ على {المَيْسِرِ، وهم المُتقامِرون، وَالْجمع} أَيْسَارٌ، قَالَ طَرَفَة:
(وهمُ {أَيْسَارُ لُقمانَ إِذا ... أَغْلَت الشَّتْوَةُ أَبْدَاءَ الجُرُزْ)

} اليَسَر: الضَّريب. {اليَسَرَة، بهاءٍ: أسرارُ الكَفِّ إِذا كَانَت غيرَ مُلصَقةٍ وَهِي تُستَحَبّ، قَالَه الجَوْهَرِيّ، وَقيل: هِيَ مَا بَين أساريرِ الوجهِ والراحةِ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: واليَسَرَةُ تكون فِي اليُمنى واليُسْرى، وَهُوَ خَطٌّ يكون فِي الرّاحةِ كأنّها الصّليب. وَقَالَ اللَّيْث:} اليَسَرَة: فُرْجَةُ مَا بَين الأَسِرَّة من أَسْرَار الرّاحةِ يُتَيَمَّنُ بهَا. وَهِي من عَلَامَات السَّخاء. عَن أبي عَمْرو: {اليَسَرَة: سِمَةٌ فِي الفَخذَيْن، وجمعُ الكلِّ} أَيْسَارٌ، وَمِنْه قَوْلُ ابنِ مُقبِل:
(قَطَعْتُ إِذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى ... وَلَا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ) (على ذاتِ أَيْسَارٍ كأنَّ ضُلوعَها ... وأحناءَها الْعليا السَّقيفُ المُشَبَّحُ)
يَعْنِي الوَشمَ فِي الفخذين. وَيُقَال: أَرَادَ قوائمَ لَيِّنَةً. {وَيَسَرةُ، محرّكةً: ابنُ صَفْوَانَ بن جميل اللَّخْميّ، مُحدِّث، وَهُوَ من شُيُوخ البُخاريّ، يروي عَن إِسْمَاعِيل بن عَيّاش، وحفيدُه} يَسَرَةُ بن صَفْوَان بن يَسَرَة بنِ صَفْوَان، روى عَن أَبِيه، وَعنهُ عَبْد الله بن أَحْمد بن زَبْر، وَهُوَ شديدُ الشَّبَهِ ببُسْرَةَ بنتِ صَفْوَان. وَقد ذُكِرت فِي مَوْضِعها. {والياسِرُ: الجازِرُ، لأنّه يُجَزِّئُ لَحْمَ الجَزور، وَهَذَا الأصلُ فِي} الياسِر، وَمِنْه قولُ الْأَعْشَى: والجاعِلو القُوتِ على الياسِرِ ثمَّ يُقَال للضارِبين بالقِداح والمُتقامِرين على الجَزور: ياسِرون لأنّهم جازِرون، إِذْ كَانُوا سَبباً لذَلِك. الياسِرُ: الَّذِي يَلي قِسمةَ جَزور {المَيْسِرِ، ج} أَيْسَارٌ، وَقد {تيَاسَروا، قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَقد سمعتُهم يَضعونَ الياسِرَ مَوْضِعَ اليَسَرَ،} واليَسَرَ مَوْضِع الياسِر. قَالَ أَبُو عمر الجَرْميّ: يُقَال أَيْضا: اتَّسَروا يَتَّسِرون اتِّساراً، على افْتَعَلوا، قَالَ: قومٌ يَقُولُونَ: يَأْتَسِرون ائْتِساراً، بِالْهَمْز، وهم مُؤْتَسِرون، كَمَا قَالُوا فِي اتَّعَد. {واليُسْرُ، بالضمّ: ع.} وياسِرُ بن سُوَيْد الجُهَنيّ حديثُه عِنْد أَوْلَاده، أخرجه ابنُ مَنْدَه، ياسِرُ بن عامرٍ العَنْسيّ وَالِد عمّار، قَدِمَ من الْيمن فحالفَ أَبَا حُذَيْفة بن المُغيرة المَخزوميّ. فزوَّجه بأَمَةٍ لَهُ اسمُها سُمَيَّة، أمّ عَمَّار، وَكَانُوا يُعَذَّبون فِي اللهُ تَعَالَى، صحابِيّان. ياسِرٌ: جبلٌ تَحت هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه على مَا فِي التّكملة: بجَنْب {ياسِرَة. وَيُقَال لَهُ: ياسِرُ الرَّمْلِ، وَفِيه يَقُول السَّرِيُّ بنُ حاتِم:
(لقد كنتُ أَهْوَى} ياسِرَ الرّملِ مَرَّةً ... فقد كَانَ حُبِّي ياسِرَ الرَّملِ يَذْهَبُ)
{وياسِرَةُ: اسمٌ لماءَةٍ من مياه بني أبي بكر بن كِلاب أَيْضا، وَهِي عادِيّةٌ، وَكِلَاهُمَا من مَنازل أبي بكر بن كلاب، قَالَ ابْن دُرَيْد: ياسرُ يُنْعِمَ: مَلِكٌ من مُلُوك تُبَّع، من مُلُوك حِمْيَر. وَذُو الحاجَتَيْن لقبُ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يَاسر وَهُوَ أول من بايَعَ عَبْد الله السَّفَّاح العباسيّ، فحكَّمَه كلَّ يَوْم فِي حاجتَيْن فلُقِّب بِهِ.} والياسِرِيّة: ة بِبَغْدَاد على ضفّة نَهْرِ عِيسَى، بَينهَا وَبَين بَغْدَاد مِيلان، وَعَلَيْهَا قنطرةٌ مَليحة، وفيهَا بساتينُ، وَبَينهَا وَبَين المُحوَّل مِيلٌ وَاحِد، نُسِبتْ إِلَى رجل اسمُه يَاسر، خَرَجَ مِنْهَا جماعةٌ زُهَّاد ووُعَّاظ ومُحدِّثون. أَبُو مَنْصُور نَصْرُ بن الحكم بن زِيَاد {- الياسريّ، حدَّث عَن هُشَيْم وَخَلَف بن خَليفَة، وَعنهُ أحمدُ بن عليّ الأبّار، وَالْحسن بن عُلْوِيَّهُ القَطّان وَهُوَ من هَذِه الْقرْيَة. أَبُو عمروٍ)
عُثْمَان بن مُقبِل بن الْقَاسِم الياسريّ الْوَاعِظ، روى عَن شُهْدةَ، وابنِ الخَشَّاب، وَمَات سنة، المُحَدِّثان، وَأَخُوهُ مُحَمَّد بن مُقبِل، سمعَ من القَزّاز. وعبدُ المُحسن بن مُحَمَّد بن مُقبِلٍ الياسريّ كَانَ واعظاً.} ويَسارٌ الرّاعي غلامُ النبيّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، كَانَ يَرْعَى إبلَه، وَهُوَ قَتيلُ العُرَنِيِّين، وقصتُه فِي كتبِ السِّيَر.! يَسار بن عَبْدٍأمّ الْمُؤمنِينَ، والدُ عَطاءٍ وأخوَيْه سُلَيْمان وعبدِ الْملك، ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجم الصَّحَابَة. أما عَطاءُ بن يَسار، فكُنْيَتُه أَبُو مُحَمَّد، يروي عَن أبي سعيد وَأبي هُرَيْرة، وقَدم مصر، وُلد سنة وَتُوفِّي سنة ودُفِن بالإسكَنْدَريّة، وَأَخُوهُ سُلَيْمان كُنيتُه أَبُو أيُّوب، وَقيل أَبُو عبد الرَّحْمَن، يروي عَن ابْن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرة، وَعنهُ الزُّهريّ، وُلِد سنة وتوفِّي سنة وأخوهم الثَّالِث عبدُ الْملك، يروي عَن أبي هُرَيْرة، وَعنهُ بُكَيْر بن الأَشَجّ، مَاتَ سنة وَلَهُم أخٌ رابعٌ اسْمه عَبْد الله، تَرَكَه المصنِّف تَقصيراً، وَقد ذَكَرَه ابنُ حِبّان فِي ثِقاتِ التّابعين. يَسارٌ والدُ سعيدٍ أبي الحُبَاب وَسَعِيد هَذَا أَخُو أبي مُزَرِّد مولى شُقْران مولى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، وَقد قيل إِنَّه مولى الْحُسَيْن بن عليّ، وَاسم أبي مُزَرِّد عبد الرَّحْمَن بن يَسار، وَأَبُو الحُباب كُنيتُه سعيدُ بن يَسار، يروي عَن أبي هُرَيْرة، وَعنهُ المَقْبُريّ، وسهلُ ابْن أبي صالحٍ، مَاتَ بِالْمَدِينَةِ سنة. ذكره ابْن حِبّان فِي الثِّقات. وبقيَ عَلَيْهِ: سعيدُ بن عَبْد الله بن يَسار أَخُو)
أيُّوب وسُليمان، يروي عَن ابْن عمر، عِداده فِي أهل الْمَدِينَة وَأَبُو عُثْمَان مُسلِمُ بن يَسارٍ الطُّنْبُذِيّ، بضمّ الطاءِ وَسُكُون النُّون وضمّ الموحّدة والذال مُعْجمَة، روى عَن أبي هُرَيْرة، وَعنهُ بكر بن عمر، وَأخرج حديثَه البخاريّ فِي الْأَدَب المُفرَد، وَكَذَا أَبُو دَاوُود وابنُ مَاجَه فِي سُنَنِهِما. وَقَالَ ابنُ حِبّان: وَهُوَ رَضيعُ عبدِ الملِك بن مَرْوَان، وعِدادُه فِي أَهْلِ مصر، يروي عَنهُ أَهْلُها. مُسلِم بن يَسار البَصريّ أَبُو عَبْد الله مولى لبني أميّة، عِدادُه فِي أهلِ البَصرة، وَكَانَ من عُبَّادِها وزُهَّادِها، وَأدْركَ جمَاعَة من الصَّحَابَة، روى عَنهُ مُحَمَّد بن سِيرِين ويَسارُ بنُ أبي مَرْيَمَ، هَذَا لم أَجِدهُ فِي كتب الرِّجال، ومُقتضى السِّياق يَقْتَضِي أنّه مُسلِم بن يَسار بن أبي مَرْيَم، ثمّ رَأَيْتُ الذّهبيّ قَالَ فِي المُشتبه بعد ذِكرِ الطُّنْبُذيّ والبَصريّ مَا نصُّه: ومُسلِم بن يَسار وَهُوَ ابْن أبي مَرْيَم. انْتهى. وإيّاه تَبِعَ المصنِّف. وَلَهُم مُسْلم بن يَسارٍ آخَرُ، هُوَ الجُهَنيّ، فلعلّه عَنى بِهِ هُنَا، وَهُوَ من رجال أبي دَاوُود والتِّرمِذيّ وَلكنه لَا يُعرف بابنِ أبي مَرْيَم، قَالَ الْحَافِظ: فِي آخر تَهْذِيب التَّهذيب: ابْن أبي مَرْيَم بَصريٌّ وشاميٌّ ومِصريٌّ، فالبَصريُّ بُرَيْد بالمُوَحّدة، والشاميّ يَزيد بالزّاي، والحِمصيُّ أَبُو بكر بن عَبْد الله بن أبي مَرْيَم، والمِصريّ سعيدُ بنُ الحكَم بن أبي مَرْيَم. فتأَمَّلْ. وآخَرون كَيَسَارٍ أبي نُجيح الثَّقَفيّ، من رجالِ مُسْلم، وَهُوَ وَالِد عَبْد الله، ويَسارِ بن عبد الرَّحْمَن أبي الْوَلِيد، ويَسارٍ المُعَلم المَرْوَزيّ، وَغير هَؤُلَاءِ ممّن اسمُه أَو اسمُ أَبِيه أَو جدّه كَذَلِك. ويَسارٌ راعٍ لزُهَيْر بن أبي سُلْمى الشَّاعِر، لَهُ ذِكر فِي شِعره. يَسارٌ فرَسُ ذِي الغُصَّهِ حُصَيْن بن يَزيد، نَقله الصَّاغانِيّ، يَسارٌ: جبلٌ بِالْيمن، نَقله الصَّاغانِيّ، وَقيل: اسمُ مَوْضِع، وَبِه فُسِّر قَوْلُ السُّلَيْك:
(دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي ... وخاذِف طَعْنَة بقَفا يَسارِ)
يُقَال: دابّةٌ حَسَنُ {التَّيْسور،} والتَّيْسير، وَفِي بعضِ الْأُصُول: حَسَنَةُ التَّيْسور، وَفِي بَعْضهَا: {التَّيَسّر، أَي حَسَنُ نَقْلِ} اليَسَراتِ، أَي القوائم. وَيُقَال أَيْضا: فرَسٌ حَسَنُ التَّيْسور، أَي حسنُ السِّمَن، اسْم كالتَّعْضُوض، وَقَالَ المَرّار يصف فرسا:
(قدْ بَلَوْناه على عِلاَّتِه ... وعَلى التَّيْسورِ مِنْهُ والضُّمُرْ) ومَيْسَرٌ، كَمَقْعَد: ع بِالشَّام، وَهُوَ الَّذِي تقدّم ذِكرُه، وَذكرنَا هُنَاكَ قولَ امْرِئ القَيس. {وياسُورينُ: ع فوقَ المَوْصِل، على سبعةِ فراسخَ مِنْهَا، بَين جزيرةِ ابْن عمر وَبَين بَلَطَ، يُقَال لَهُ البلدُ، نَقله ياقوت هُنَا، وَقَالَ فِي الموحَّدة إنّه ياسُورِين.} والتَّياسُر: التَّساهُل، وَمِنْه الحَدِيث: {تَيَاسَروا فِي الصَّداق، أَي تَساهَلوا فِيهِ وَلَا تُغالوا.} التَّياسُر: ضدُّ التَّيامُن. والتَّياسُر: الأخذُ فِي جهةِ {اليَسار،} كالمُياسَرَة، يُقَال: {ياسِرْ بأصحابَك، أَي خُذْ بهم} يَساراً. {وَتَيَاسَرْ يَا رجُل: لغةٌ فِي ياسِرْ، وبعضُهم يُنكِرُه، قَالَه الجَوْهَرِيّ.} وياسَرَه، أَي الشَّريك: ساهَلَه ولايَنَه. {وَتَيَسَّرَ الشيءُ} واسْتَيْسَرَ: تَسَهَّل، وَهُوَ ضِدّ مَا تعَسَّر والْتَوى. عَن أبي زيد: {تَيَسَّر النَّهارُ} تَيَسُّراً، إِذا بَرَدَ، وَيُقَال: {اسْتَيْسَرَ لَهُ الأمرُ} وَتَيَسَّرَ لَهُ،)
إِذا تهيَّأَ لَهُ، وَمِنْه الحَدِيث: قد {تَيَسَّرا للقِتال، أَي تهَيَّآ لَهُ واستَعَدَّا.} والمُيَسَّرُ، كمُعَظَّم، الزُّماوَرْد، وَهُوَ الَّذِي فارسِيَّتُه نُوالَهْ، وبمصر: لُقمة القَاضِي، وَقد تقدّم فِي حرف الدَّال. {والأَيْسَرُ: مُحدِّث، وَهُوَ عليّ بن مُحَمَّد القَطّان المَدينيّ، روى عَن أبي عَبْد الله بن مَنْدَه الأصبَهانيّ، وَعنهُ الحُسين الخَلاَّل، وَمَات سنة. وفاتَه: عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن} الأَيْسَر المَدينيّ، روى عَن الطَّبَرانيّ وَأَبُو البَركات عَبْد الله بن أَحْمد بن المُفضّل بن مُحَمَّد بن الأَيْسَر، روى عَنهُ ابْن طَبَرْزَد، وابنُه سعيدٌ سَمِعَ مِنْهُ أَبُو المَحاسِن القُرشيّ، ذكرَهم ابنُ نُقْطَه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:! تَيَسَّرَت البلادُ، إِذا أَخْصَبَتْ، وَهُوَ مَجاز، وَقد جَاءَ ذِكرُه فِي الحَدِيث: كيفَ تَرَكْتَ الْبِلَاد فَقَالَ: {تيَسَّرَت. وَفِي حَدِيث آخَر: فكلٌّ} مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ لَهُ أَي مُهيَّأٌ مَصْرُوفٌ مُسَهَّلٌ. وَفِي آخر: وَقد يُسِّرَ لَهُ طَهْوُرٌ، أَي هُيِّئَ ووُضِعَ. {واليَسَرات قوائمُ الناقةِ. وَقَالَ أَبُو الدُّقَيْش: يَسَرَ فلانٌ فَرَسَه فَهُوَ مَيْسُورٌ: مَصْنُوعٌ سَمينٌ.} ويَسَّرَه: صَنَعَه. {والمَياسِر: النُّوقُ الَّتِي تَلِدُ سُرُحاً. ورجلٌ} مُيَسِّرٌ، كمُحدِّث: كثيرُ نَسْلِ الغنَم، وَهُوَ خِلاف المُجَنِّب. {ويَسَّرَت} تَيْسِيراً: كثُر لبَنُها. {وأَيْسَرُ: لقبُ أبي لَيْلَى الصحابيّ، والِد عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى. وَيُقَال: أَنْظِرْني حَتَّى} يَسارِ، مَبْنِيا على الْكسر، لأنّه مَعْدُولٌ عَن المَصدَر، وَهُوَ {المَيْسَرَة، قَالَ الشَّاعِر:
(فقلتُ امْكُثي حَتَّى} يَسارِ لعلَّنا ... نَحُجُّ مَعًا قالتْ أعامٌ وقابِلُهْ)
وَيُقَال: {أَيْسِرْ أخاكَ، أَي نَفِّس عَلَيْهِ فِي الطَّلَب. وَقَالَ الفَرّاء فِي قَوْلُهُ تَعالى:} فسنُيَسِّرُه {لليُسْرَى أَي سنُهيِّئُه للعَوْد إِلَى الْعَمَل الصَّالح.} وياسَرَ بالقوم: أَخَذَ بهم {يَسْرَةً،} وَيَسَرَ بهم: أَخَذَ بهم ذاتَ {اليَسار، قَالَه سِيبَوَيْهٍ. وَعُثْمَان بن شعْبَان} الياسريّ، من ولَدِ عمّارِ بن {ياسِر، مِصريّ يُعرَف بالقُرَظيّ، روى عَنهُ أَبُو مُحَمَّد بن النَّحَّاس، وَهُوَ أَخُو الْفَقِيه مُحَمَّد بن شعْبَان المالكيّ. وَيُقَال فِي الْمُضَارع} يِيسِرُ، بِكَسْر الياءِ كيِيجَل، وَهِي لغةُ بني أَسد. {واليُسْر، بالضمّ: عُودٌ يُطلِق البَولَ، وَقد جاءَ ذِكرُه فِي حَدِيث الشَّعبيّ. وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: هُوَ عُودُ أُسْرٍ لَا} يُسْر، وَقد ذُكِر فِي مَوْضِعه.
! ويُسُرٌ، بضمّتَيْن، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: {اليُسُرُ دَحْلٌ لبني يَرْبُوع، قَالَ طَرَفَة:
(أرَّقَ العَينَ خَيالٌ لم يَقِرّْ ... طافَ والرَّكْبُ بصَحراءِ} يُسُرْ)
وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: إنّه بالدَّهْناء. قلتُ: وَهُوَ نَقْبٌ تَحت الأَرْض يكون فِيهِ ماءٌ، وَقد جاءَ فِي شِعر جَريرٍ أَيْضا.
{ومَياسِرُ: مَوْضِع، قَالَ ابْن حَبيب: بَين الرَّحْبَة والسُّقْيا من بِلَاد عُذْرَة قريبٌ من وَادي القُرى، قَالَ كُثَيّر:
(إِلَى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ} مَياسِرٍ ... حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها)
{ويُسْرُ بن الْحَارِث بن عُبادة العَبْسيّ، بالضمّ، فَردٌ فِي الصَّحَابَة. ويُسْرُ بن أنس، فِي حُدُود الثلاثمائة. ويُسْرُ بن إِبْرَاهِيم، أندلُسيّ مَاتَ سنة، ويُسْرٌ خادمُ ابْن الرَّشيد العَبّاسيّ، وَفِيه يَقُول الشَّاعِر:
(وَلَو شِئتَ} تَيَسَّرْتَ ... كَمَا سُمِّيتَ يَا يُسْرُ)

ويُسْرٌ الْخَادِم: مَوْلَى المُقتَدِر، روى عَن عليّ بن عبد الحميد العقائري، ذكره ابنُ عَسَاكِر. {واليَسارى: مَوْضِعٌ، عَن ابنُ سِيدَه وَأنْشد:
(درى} باليَسارى جنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوادِمِ)
وَنَهْر {الأَيْسَر: كُورةٌ بَين الأهوازِ والبَصرة. ونهر} يَسارٍ: منسوبٌ إِلَى يَسار بن مُسلِم بن عمروٍ الباهليّ أخي قُتَيْبةَ، عَن ابْن الكَلبيّ، وذكرَه أَيْضا ابنُ قُتَيْبة فِي كتاب المَعارف. {ويَسارُ الكَواعِب: عَبْدٌ كَانَ يتَعَرَّض لبناتِ مَوْلَاهُ فَجَبَبْنَ مَذاكيرَه، قَالَ الفرزدق يُخَاطب جَريراً:
(وإنّي لأخشى إنْ خَطَبْتَ إليهمُ ... عَلَيْك الَّذِي لَاقَى} يَسارُ الكَواعِبِ)
وَأَبُو! اليَسَر، محرّكةً: كَعْبُ بن عمروٍ، من الصَّحَابَة. وفِراسُ بن {يَسَرٍ، حديثُه عِنْد مُكرم بن مُحرِزٍ. وَيُقَال: أَسَروه،} وَيَسَروا مَاله. وَهُوَ مَجاز. وَكَذَا قَوْلهم: {تَياسَرَت الأهواءُ عَلَيْهِ.} ويَسَّرَه لكذا: هَيَّأَه. كَذَا فِي الأساس. {والأَيْسَر: مَوْضِع، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ ... بحَيثُ ناصى الأَجْرَعَيْن} الأَيْسَرُ)
وبالتصغير: {يُسَيْرة، صحابيّة، لَهَا حديثٌ فِي التَّسْبِيح والعَقْد بالأنامل. و} ويُسَيْرةُ بنتُ عُسَيْرة، فِي نسَبِ أبي مَسْعُود البَدْريّ. وَبَنُو {مَيْسَرة، بطنٌ من الْعَرَب، منازلُهم ممّا يَلِي دِمْياط.} ومِيسار، كمِحْراب: مَدِينَة. قَالَه العمرانيّ، وَهِي غير المِيشار، بِالْمُعْجَمَةِ. تذنيب: اختُلِف فِي قَوْلِ امْرِئ القَيس الَّذِي رَوَاهُ الأَصْمَعِيّ وأنشده:
(فَأَتَتْهُ الوَحشُ وارِدَةً ... فَتَمَتَّى النَّزْعَ فِي {يَسَرِه)
وفسّره فَقَالَ: أرادَ: حِيالَ وَجْهِه، وَقيل: تحرَّفَ لَهَا بالنَّزْعِ، وَقيل: إنّه حرّك السينَ ضَرورةً وَقيل: إنّه أَرَادَ اليَسار، فَحذف الْألف، وَقيل: إنّه جَمْعُ} يَسَارٍ، ويُروى: {يُسُرِه، بضمّتين، ويُروى:} يُسَرِه، بضمّ فَفتح، جمع {اليُسْرَى. وَتَمَتَّى: تَمَطَّى.
(ي س ر) : (الْيُسْرُ) خِلَافُ الْعُسْرِ وَبِتَصْغِيرِهِ سُمِّيَ وَالِدُ سُلَيْمَانَ بْنِ يُسَيْرٍ فِي كِتَابِ الصَّرْفِ وَرُوِيَ أُسَيْرٌ وَبُشَيْرٌ تَصْحِيفٌ (وَالْيَسَارُ) اسْمٌ مِنْ أَيْسَرَ إيسَارًا إذَا اسْتَغْنَى (وَبِهِ) سُمِّيَ وَالِدُ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ أَخُو عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيِّ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ} [النساء: 19] وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ فُقَهَاءِ الْمَدِينَةِ وَالتَّيْسِيرُ التَّسْهِيلُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الدَّعْوَى لَيْسَتْ بِمُهَيَّأَةٍ أَوْ بِمُيَسَّرَةٍ وَمُصَيَّرَةٌ رَكِيكٌ وَبِغَيْرِ الْهَاءِ (الْمُيَسَّرُ) الزُّمَاوَرْدُ وَهُوَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ نُوَالِهِ كَأَنَّهُ مُوَلَّدٌ وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِهِ لِأَنَّ اتِّخَاذَهُ سَهْلٌ مُيَسَّرٌ وَعَلَيْهِ مَسْأَلَةُ الْوَاقِعَاتِ حَلَفَ لَا يَأْكُلُ بُسْرًا فَأَكَلَ مُيَسَّرًا (وَالْيَسَارُ وَالْيُسْرَى) خِلَافُ الْيَمِينِ وَالْيُمْنَى وَمِنْهُ رَجُلٌ (أَعْسَرُ يَسْرٌ) يَعْمَلُ بِكِلْتَا يَدَيْهِ وَبِهِ كُنِّيَ أَبُو الْيَسْرِ كَعْبُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَأَخُوهُ الْحُبَابُ بْنُ عَمْرُو (وَالْمَيْسِرُ) قِمَارُ الْعَرَبَ بِالْأَزْلَامِ وَتَفْسِيرُهُ فِي الْمُعْرِبِ.

يسر: اليَسْرُ

(* قوله« اليسر» بفتح فسكون وبفتحتين كما في القاموس) :

اللِّينُ والانقياد يكون ذلك للإِنسان والفرس، وقد يَسَرَ ييْسِرُ.

وياسَرَه: لايَنَهُ؛ أَنشد ثعلب:

قوم إِذا شُومِسُوا جَدَّ الشِّماسُ بهم

ذاتَ العِنادِ، وإِن ياسَرْتَهُمْ يَسَرُوا

وياسَرَه أَي ساهَلَه. وفي الحديث: إِن هذا الدّين يُسْرٌ؛ اليُسْرُ

ضِدُّ العسر، أَراد أَنه سَهْلٌ سَمْح قليل التشديد. وفي الحديث: يَسِّرُوا

ولا تُعَسِّرُوا. وفي الحديث الآخر: من أَطاع الإِمام وياسَرَ الشَّريكَ

أَي ساهله. وفي الحديث: كيف تركتَ البلاد؟ فقال: تَيَسَّرَتْ أَي أَخصبت،

وهو من اليُسْرِ. وفي الحديث: لن يغلب عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، وقد ذكر في

فصل العين. وفي الحديث: تَياسَرُوا في الصَّداق أَي تساهلوا فيه ولا

تُغالُوا. وفي الحديث: اعْمَلُوا وسَدِّدوا وقاربوا فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ

له أَي مُهَيَّأٌ مصروفٌ مُسَهَّلٌ. ومنه الحديث وقد يُسِّرَ له طَهُورٌ

أَي هُيِّئَ ووُضِع. ومنه الحديث: قد تَيَسَّرا للقتال أَي تَهَيَّآ له

واسْتَعَدّا. الليث: يقال إِنه ليَسْرٌ خفيف ويَسَرٌ إِذا كان لَيِّنَ

الانقياد، يوصف به الإِنسان والفرس؛ وأَنشد:

إِني، على تَحَــفُّظِــي ونَزْرِي،

أَعْسَرُ، وإِن مارَسْتَنِي بعُسْرِ،

ويَسْرٌ لمن أَراد يُسْرِي

ويقال: إِن قوائم هذا الفرس ليَسَرَات خِفافٌ؛ يَسَرٌ إِذا كُنَّ

طَوْعَه، والواحدة يَسْرَةٌ ويَسَرَةٌ. واليَسَرُ: السهل؛ وفي قصيد كعب:

تَخْدِي على يَسَراتٍ وهي لاهِيةٌ اليَسَراتُ: قوائم الناقة. الجوهري:

اليَسَرات القوائم الخفاف. ودابةٌ حَسَنَةُ التَّيْسُورِ أَي حسنة نقل

القوائم. ويَسَّرَ الفَرَسَ: صَنَعه. وفرس حسنُ التَّيْسورِ أَي حَسَنُ

السِّمَنِ، اسم كالتَّعْضُوضِ. أَبو الدُّقَيْش: يَسَرَ فلانٌ فرسَه، فهو

مَيْسُورٌ، مصنوعٌ سَمِين؛ قال المَرَّارُ يصف فرساً:

قد بلَوْناه على عِلاَّتِه،

وعلى التَّيْسُورِ منه والضُّمُرْ

والطَّعْنُ اليَسْرُ: حِذاءَ وجهِك. وفي حديث علي، رضي الله عنه:

اطْعَنُوا اليَسْرَ؛ هو بفتح الياء وسكون السين الطعن حذاءَ الوجه. وولدت

المرأَة ولداً يَسَراً أَي في سهولة، كقولك سَرَحاً، وقد أَيْسَرَتْ؛ قال ابن

سيده: وزعم اللحياني أَن العرب تقول في الدعاء وأَذْكَرَتْ أَتَتْ بذكر،

ويَسَرَتِ الناقةُ: خرج ولدها سَرَحاً؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

فلو أَنها كانت لِقَاحِي كثيرةً،

لقد نَهِلَتْ من ماءِ حُدٍّ وعَلَّتِ

ولكنها كانت ثلاثاً مَياسِراً،

وحائلَ حُولٍ أَنْهَرَتْ فأَحَلَّتِ

ويَسَّرَ الرجلُ سَهُلَتْ وِلادَةُ إِبله وغنمه ولم يَعْطَبْ منها شيء؛

عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

بِتْنا إِليه يَتَعاوَى نَقَدُه،

مُيَسِّرَ الشاءِ كثيراً عَدَدُه

والعرب تقول: قد يَسَرَتِ الغَنَمُ إِذا ولدت وتهيأَت للولادة.

ويَسَّرَتِ الغنم: كثرت وكثر لبنها ونسلها، وهو من السهولة؛ قال أَبو أُسَيْدَةَ

الدُّبَيْرِيُّ:

إِنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنَا

غَنِيَّيْن، لا يُجْدِي علينا غِناهُما

هما سَيِّدَانا يَزْعُمانِ، وإِنما

يَسُودَانِنا أَنْ يَسَّرْتْ غَنَماهما

أَي ليس فيهما من السيادة إِلا كونهما قد يَسَّرَتْ غنماهما،

والسُّودَدَ يوجب البذلَ والعطاء والحِراسَة والحماية وحسن التدبير والحلم، وليس

غندهما من ذلك شيء. قال الجوهري: ومنه قولهم رجل مُيَسِّرٌ، بكسر السين،

وهو خلاف المُجَنِّب. ابن سيده: ويَسَّرَتِ الإِبلُ كثر لبنها كما يقال ذلك

في الغنم.

واليُسْرُ واليَسارُ والمِيسَرَةُ والمَيْسُرَةُ، كله: السُّهولة

والغِنى؛ قال سيبويه: ليست المَيْسُرَةُ على الفعل ولكنها كالمَسْرُبة

والمَشْرُبَة في أَنهما ليستا على الفعل. وفي التنزيل العزيز: فَنَظِرَةٌ إِلى

مَيْسَرَةٍ؛ قال ابن جني: قراءة مجاهد: فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسُرهِ، قال: هو

من باب مَعْوُنٍ ومَكْرُمٍ، وقيل: هو على حذف الهاء. والمَيْسَرَةُ

والمَيْسُرَةُ: السَّعَة والغنى. قال الجوهري: وقرأَ بعضهم فنظرة إِلى

مَيْسُرِهِ، بالإِضافة؛ قال الأَخفش: وهو غير جائز لأَنه ليس في الكلام

مَفْعُلٌ، بغير الهاء، وأَما مَكْرُمٌ ومَعْوُن فهما جمع مَكْرُمَةٍ

ومَعُونَةٍ.وأَيْسَرَ الرجلُ إِيساراً ويُسْراً؛ عن كراع واللحياني: صار ذا يَسارٍ،

قال: والصحيح أَن اليُسْرَ الاسم والإِيْسار المصدر. ورجلٌ مُوسِرٌ،

والجمع مَياسِيرُ؛ عن سيبويه؛ قال أَبو الحسن: وإِنما ذكرنا مثل هذا الجمع

لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر وبالأَلف والتاء في

المؤنث.

واليُسْر: ضدّ العُسْرِ، وكذلك اليُسُرُ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ. التهذيب:

واليَسَرُ والياسِرُ من الغنى والسَّعَة، ولا يقال يَسارٌ. الجوهري:

اليَسار واليَسارة الغِنى. غيره: وقد أَيْسَر الرجل أَي استغنى يُوسِرُ، صارت

الياء واواً لسكونها وضمة ما قبلها؛ وقال:

ليس تَخْفَى يَسارَتي قَدْرَ يومٍ،

ولقد يُخْفي شِيمَتي إِعْسارِي

ويقال: أَنْظِرْني حتى يَسارِ، وهو مبني على الكسر لأَنه معدول عن

المصدر، وهو المَيْسَرَةُ، قال الشاعر:

فقلتُ امْكُثي حتى يَسارِ لَعَلَّنا

نَحُجُّ معاً، قالتْ: أَعاماً وقابِلَه؟

وتَيَسَّر لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنى أَي تهيأَ. ابن سيده:

وتَيَسَّر الشيء واسْتَيْسَر تَسَهَّل. ويقال: أَخذ ما تَيَسَّر وما

اسْتَيْسَر، وهو ضدّ ما تَعَسَّر والْتَوَى. وفي حديث الزكاة: ويَجْعَلُ معها

شاتين إِن اسْتَيْسَرتا له أَو عشرين درهماً؛ استيسر استفعل من اليُسْرِ،

أَي ما تيسر وسَهُلَ، وهذا التخيير بين الشاتَيْنِ والدراهم أَصل في نفسه

وليس ببدل فجرى مجرى تعديل القيمة لاختلاف ذلك في الأَزمنة والأَمكنة،

وإِنما هو تعويض شرعي كالغُرَّةِ في الجنين والصَّاع في المُصَرَّاةِ،

والسِّرُّ فيه أَن الصدقة كانت تؤخذ في البراري وعلى المياه حيث لا يوجد

سُوقٌ ولا يُرى مُقَوِّمٌ يرجع إِليه، فَحَسُنَ في الشرع أَن يُقَدَّر شيء

يقطع النزاع والتشاجر. أَبو زيد: تَيَسَّر النهار تَيَسُّراً إِذا بَرَدَ.

ويقال: أَيْسِرْ أَخاك أَي نَفِّسْ عليه في الطلب ولا تُعْسِرْهُ أَي لا

تُشَدِّدْ عليه ولا تُضَيِّقْ. وقوله تعالى: فما اسْتَيْسَرَ من

الهَدْي؛ قيل: ما تَيَسَّر من الإِبل والبقر والشاء، وقيل: من بعير أَو بقرة أَو

شاة. ويَسَّرَه هو: سَهَّله، وحكى سيبويه: يَسَّرَه ووَسَّعَ عليه

وسَهَّلَ.

والتيسير يكون في الخير والشر؛ وفي التنزيل العزيز:فَسَنُيَسِّرُه

لليُسْرَى، فهذا في الخير، وفيه: فسنيسره للعُسْرَى، فهذا في الشر؛ وأَنشد

سيبويه:

أَقام وأَقْوَى ذاتَ يومٍ، وخَيْبَةٌ

لأَوَّلِ من يَلْقَى وشَرٌّ مُيَسَّرُ

والميسورُ: ضدّ المعسور. وقد يَسَّرَه الله لليُسرى أَي وفَّقَه لها.

الفرّاء في قوله عز وجل: فسيسره لليسرى، يقول: سَنُهَيِّئُه للعَوْد إِلى

العمل الصالح؛ قال: وقال فسنيسره للعسرى، قال: إِن قال قائل كيف كان نيسره

للعسرى وهل في العُسْرى تيسير؟ قال: هذا كقوله تعالى: وبَشِّرِ الذين

كفروا بعذاب أَليم، فالبشارَةُ في الأَصل الفَرَحُ فإِذا جمعت في كلامين

أَحدهما خير والآخر شر جاز التيسير فيهما. والميسورُ: ما يُسِّرَ. قال ابن

سيده: هذا قول أَهل اللغة، وأَما سيبويه فقال: هو من المصادر التي جاءت

على لــفظ مفعول ونظيره المعسور؛ قال أَبو الحسن: هذا هو الصحيح لأَنه لا

فعل له إِلا مَزِيداً، لم يقولوا يَسَرْتُه في هذا المعنى، والمصادر التي

على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به، لأَن فَعَلَ وفَعِلَ وفَعُلَ

إِنما مصادرها المطردة بالزيادة مَفْعَل كالمضرب، وما زاد على هذا فعلى

لــفظ المُفَعَّل كالمُسَرَّحِ من قوله:

أَلم تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي

وإِنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإِن لم يلــفظ به

كالمجلود من تَجَلَّد، ولذلك يخيل سيبويه المفعول في المصدر إِذا وجده

فعلاً ثلاثيّاً على غير لــفظــة، أَلا تراه قال في المعقول: كأَنه حبس له

عقله؟ ونظيره المعسورُ وله نظائر.

واليَسَرَةُ: ما بين أَسارير الوجه والراحة. التهذيب: واليَسَرَة تكون

في اليمنى واليسرى وهو خط يكون في الراحة يقطع الخطوط التي في الراحة

كأَنها الصليب. الليث: اليَسَرَة فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّةِ من أَسرارِ

الراحة يُتَيَمَّنُ بها، وهي من علامات السخاء. الجوهري: اليسرة، بالتحريك،

أَسرار الكف إِذا كانت غير ملتزقة، وهي تستحب، قال شمر: ويقال في فلان

يَسَرٌ؛ وأَنشد:

فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَرِه

قال: هكذا روي عن الأَصمعي، قال: وفسره حِيَال وجهه. واليَسْرُ من

الفَتْلِ: خلاف الشَّزْر. الأَصمعي: الشَّزْرُ ما طَعَنْتَ عن يمينك وشمالك،

واليَسْرُ ما كان حِذاء وجهك؛ وقيل: الشَّزْرُ الفَتْلُ إِلى فوق

واليَسْرُ إِلى أَسفل، وهو أَن تَمُدَّ يمينكَ نحوَ جَسَدِكَ؛ وروي ابن

الأَعرابي:فتمتى النزع في يُسَرِه

جمع يُسْرَى، ورواه أَبو عبيد: في يُسُرِه، جمع يَسارٍ.

واليَسارُ: اليَدُ اليُسْرى. والمَيْسَرَةُ: نقيضُ الميمنةِ. واليَسار

واليِسار: نقيضُ اليمين؛ الفتح عند ابن السكيت أَفصح وعند ابن دريد الكسر،

وليس في كلامهم اسم في أَوّله ياء مكسورة إِلا في اليَسار يِسار، وإِنما

رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياء، والجمع يُسْرٌ؛ عن اللحياني،

ويُسُرٌ؛ عن أَبي حنيفة. الجوهري: واليسار خلاف اليمين، ولا تقل

(*قوله« ولا

تقل إلخ» وهمه المجد في ذلك ويؤيده قول المؤلف، وعند ابن دريد الكسر)

اليِسار بالكسر. واليُسْرَى خلاف اليُمْنَى، والياسِرُ كاليامِن، والمَيْسَرَة

كالمَيْمَنة، والياسرُ نَقِيضُ اليامن، واليَسْرَة خلافُ اليَمْنَة.

وياسَرَ بالقوم: أَخَذَ بهم يَسْرَةً، ويَسَر يَيْسِرُ: أَخذ بهم ذات

اليَسار؛ عن سيبويه. الجوهري: تقول ياسِرْ بأَصحابك أَي خُذْ بهم يَساراً،

وتياسَرْ يا رجلُ لغة في ياسِرْ، وبعضهم ينكره. أَبو حنيفة: يَسَرَني

فلانٌ يَيْسِرُني يَسْراً جاء على يَسارِي.

ورجلٌ أَعْسَرُ يَسَرٌ: يعمل بيديه جميعاً، والأُنثى عَسْراءُ يَسْراءُ،

والأَيْسَرُ نقيض الأَيْمَنِ. وفي الحديث: كان عمر، رضي الله عنه،

أَعْسَرَ أَيْسَرَ؛ قال أَبو عبيد: هكذا روي في لحديث، وأَما كلام العرب

فالصواب أَنه أَعْسَرُ يَسَرٌ، وهو الذي يعمل بيديه جميعاً، وهو الأَضْبَطُ.

قال ابن السكيت: كان عمر، رضي الله عنه، أَعْسَرَ يَسَراً، ولا تقل

أَعْسَرَ أَيْسَرَ. وقعد فلانٌ يَسْرَةً أَي شَأْمَةً. ويقال: ذهب فلان

يَسْرَةً من هذا. وقال الأَصمعي: اليَسَرُ الذي يساره في القوة مثل يمينه، قال:

وإِذا كان أَعْسَرَ وليس بِيَسَرٍ كانت يمينه أَضعف من يساره. وقال أَبو

زيد: رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ وأَعْسَرُ أَيْسَرُ، قال: أَحسبه مأْخوذاً من

اليَسَرَةِ في اليد، قال: وليس لهذا أَصل؛ الليث: رجل أَعْسَرُ يَسَرٌ

وامرأَة عَسْراءُ يَسَرَةٌ.

والمَيْسِرُ: اللَّعِبُ بالقِداح، يَسَرَ يَيْسَرُ يَسْراً. واليَسَرُ:

المُيَسَّرُ المُعَدُّ، وقيل: كل مُعَدٍّ يَسَرٌ. واليَسَرُ: المجتمعون

على المَيْسِرِ، والجمع أَيْسار؛ قال طرفة:

وهمُ أَيْسارُ لُقْمانَ، إِذا

أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ

واليَسَرُ: الضَّرِيبُ. والياسِرُ: الذي يَلي قِسْمَةَ الجَزُورِ،

والجمع أَيْسارٌ، وقد تَياسَرُوا. قال أَبو عبيد: وقد سمعتهم يضعون الياسِرَ

موضع اليَسَرِ واليَسَرَ موضعَ الياسِرِ. التهذيب: وفي التنزيل العزيز:

يسأَلونك عن الخمر والمَيْسِرِ؛ قال مجاهد: كل شيء فيه قمارٌ فهو من الميسر

حتى لعبُ الصبيان بالجَوْزِ. وروي عن علي، كرم الله وجهه، أَنه قال:

الشِّطْرَنْج مَيْسِرُ العَجَمِ؛ شبه اللعب به بالميسر، وهو القداح ونحو

ذلك. قال عطاء في الميسر: إِنه القِمارُ بالقِداح في كل شيء. ابن الأَعرابي:

الياسِرُ له قِدْحٌ وهو اليَسَرُ واليَسُورُ؛ وأَنشد:

بما قَطَّعْنَ من قُرْبى قَرِيبٍ،

وما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسُورِ

وقد يَسَرَ يَيْسِرُ إِذا جاء بِقِدْحِه للقِمار.

وقال ابن شميل: الياسِرُ الجَزَّار. وقد يَسَرُوا أَي نَحَرُوا.

ويَسَرْتُ الناقة: جَزَّأْتُ لحمها. ويَسَرَ القومُ الجَزُورَ أَي اجْتَزَرُوها

واقتسموا أَعضاءها؛ قال سُحَيْمُ بن وُثَيْلٍ اليربوعي:

أَقولُ لهم بالشَّعْبِ إِذ يَيْسِرونَني:

أَلم تَعْلَمُوا أَنِّي ابْنُ فارِسِ زَهْدَم؟

كان وقع عليه سِباءٌ فضَربَ عليه بالسهام، وقوله يَيْسِرونَني هو من

المَيْسر أَي يُجَزِّئُونني ويقتسمونني. وقال أَبو عُمَر الجَرْمِيُّ: يقال

أَيضاً اتَّسَرُوها يَتَّسرُونها اتِّساراً، على افْتَعَلُوا، قال: وناس

يقولون يأْتَسِرُونها ائْتِساراً، بالهمز، وهم مُؤْتَسِرون، كما قالوا في

اتَّعَدَ. والأَيْسارُ: واحدهم يَسَرٌ، وهم الذين يَتقامَرُون.

والياسِرونَ: الذين يَلُونَ قِسْمَةَ الجَزُور؛ وقال في قول الأَعشى:

والجاعِلُو القُوتِ على الياسِرِ

يعني الجازرَ. والمَيْسِرُ: الجَزُورُ نفسه، سمي مَيْسِراً لأَنه

يُجَزَّأُ أَجْزاء فكأَنه موضع التجزئة. وكل شيء جَزَّأْته، فقد يَسَرْتَه.

والياسِرُ: الجازرُ لأَنه يُجَزِّئ لحم الجَزُور، وهذا الأَصل في الياسر،

ثم يقال للضاربين بالقداح والمُتَقامِرِينَ على الجَزُور: ياسِرُون،

لأَنهم جازرون إِذا كانوا سبباً لذلك. الجوهري: الياسِرُ اللاَّعِبُ بالقداحِ،

وقد يَسَر يَيْسِرُ، فهو ياسِرٌ ويَسَرٌ، والجمع أَيْسارٌ؛ قال الشاعر:

فأَعِنْهُمُ و يْسِرْ ما يَسَرُوا به،

وإِذا هُمُ نَزَلوا بضَنْكٍ فانزِلِ

قال: هذه رواية أَبي سعيد ولن تحذف الياء فيه ولا في يَيْعِرُ ويَيْنِعُ

كما حذفت في يَعِد وأَخواته، لتَقَوِّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، ولهذا

قالوا في لغة بني أَسد: يِيْجَلُ، وهم لا يقولون يِعْلَم لاستثقالهم

الكسرة على الياء، فإِن قال: فكيف لم يحذفوها مع التاء والأَلف والنونفقيل

له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي الأَصل، يدل على ذلك أَن

فَعَلْتُ وفَعَلْتَ وفَعَلَتا مبنيات على فَعَلَ. واليَسَر والياسِرُ بمعنى؛

قال أَبو ذؤيب:

وكأَنهنَّ رِبابَةٌ، وكأَنه

يَسَرٌ يَفِيض على القِداحِ ويَصْدَعُ

قال ابن بري عند قول الجوهري ولم تحذف الياء في بَيْعِر ويَيْنع كما

حذفت في يعد لتقوّي إِحدى الياءَين بالأُخرى، قال: قد وهم في ذلك لأَن الياء

ليس فيها تقوية للياء، أَلا ترى أَن بعض العرب يقول في يَيْئِسُ يَئِسُ

مثل يَعِدُ؟ فيحذفون الياء كما يحذفون الواو لثقل الياءين ولا يفعلون ذلك

مع الهمزة والتاء والنون لأَنه لم يجتمع فيه ياءان، وإِنما حذفت الواو

من يَعِدُ لوقوعها بين ياء وكسرة فهي غريبة منهما، فأَما الياء فليست

غريبة من الياء ولا من الكسرة، ثم اعترض على نفسه فقال: فكيف لم يحذفوها مع

التاء والأَلف والنونفقيل له: هذه الثلاثة مبدلة من الياء، والياء هي

الأَصل؛ قال الشيخ: إِنما اعترض بهذا لأَنه زعم أَنما صحت الياء في يَيْعِرُ

لتقوّيها بالياء التي قبلها فاعترض على نفسه وقال: إِن الياء ثبتت وإِن

لم يكن قبلها ياء في مثل تَيْعِرُ ونَيْعِرُ وأَيْعِرُ، فأَجاب بأَن هذه

الثلاثة بدل من الياء، والياء هي الأَصل، قال: وهذا شيء لم يذهب إِليه

أَحد غيره، أَلا ترى أَنه لا يصح أَن يقال همزة المتكلم في نحو أَعِدُ بدل

من ياء الغيبة في يَعِدُف وكذلك لا يقال في تاء الخطاب أَنت تَعِدُ إِنها

بدل من ياء الغيبة في يَعِدُ، وكذلك التاء في قولهم هي تَعِدُ ليست بدلاً

من الياء التي هي للمذكر الغائب في يَعِدُ، وكذلك نون المتكلم ومن معه

في قولهم نحن نَعِدُ ليس بدلاً من الياء التي للواحد الغائب، ولو أَنه

قال: إِن الأَلف والتاء والنون محمولة على الياء في بنات الياء في يَيْعِر

كما كانت محمولة على الياء حين حذفت الواو من يَعِدُ لكان أَشبه من هذا

القول الظاهر الفساد.

أَبو عمرو: اليَسَرَةُ وسْمٌ في الفخذين، وجمعها أَيْسارٌ؛ ومنه قول ابن

مُقْبِلٍ:

فَظِــعْتَ إِذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرى،

ولا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ

على ذاتِ أَيْسارٍ، كأَنَّ ضُلُوعَها

وأَحْناءَها العُلْيا السَّقِيفُ المُشَبَّحُ

يعني الوَسْمَ في الفخذين، ويقال: أَراد قوائم لَيِّنَةً، وقال ابن بري

في شرح البيت: الثلة الضأْن والمشبح المعرّض؛ يقال: شَبَّحْتُه إِذا

عَرَّضْتَه، وقيل: يَسَراتُ البعير قوائمه؛ وقال ابن فَسْوَةَ:

لها يَسَراتٌ للنَّجاءِ، كأَنها

مَواقِعُ قَيْنٍ ذي عَلاةٍ ومِبْرَدِ

قال: شبه قوائمها بمطارق الحدَّاد؛ وجعل لبيد الجزور مَيْسِراً فقال:

واعْفُفْ عن الجاراتِ، وامْـ

ـنَحْهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمِينا

الجوهري: المَيْسِرُ قِمارُ العرب بالأَزلام. وفي الحديث: إِن المسلم ما

لم يَغْشَ دَناءَةً يَخْشَعُ لها إِذا ذُكِرَتْ ويَفْري به لِئامُ الناس

كالياسِرِ الفالِجِ؛ الياسِرُ من المَيْسِر وهو القِمارُ.

واليُسْرُ في حديث الشعبي: لا بأْس أَن يُعَلَّقَ اليُسْرُ على الدابة،

قال: اليُسْرُ، بالضم، عُودٌ يُطْلِق البولَ. قال الأَزهري: هو عُودُ

أُسْرٍ لا يُسْرٍ، والأُسْرُ احتباس البول.

واليَسِيرُ: القليل. ويء يسير أَي هَيِّنٌ. ويُسُرٌ: دَحْلٌ لبني يربوع؛

قال طرفة:

أَرَّقَ العينَ خَيالٌ لم يَقِرْ

طاف، والركْبُ بِصَحْراءِ يُسُرْ

وذكر الجوهري اليُسُرَ وقال: إِنه بالدهناء، وأَنشد بيت طرفة. يقول:

أَسهر عيني خيال طاف في النوم ولم يَقِرْ، هو من الوَقارِ، يقال: وَقَرَ في

مجلسه، أَي خَيالُها لا يزال يطوف ويَسْري ولا يَتَّدعُ.

ويَسارٌ وأَيْسَرُ وياسِرٌ: أَسماء. وياسِرُ مُنْعَمٍ: مَلِكٌ من ملوك

حمير. ومَياسِرُ ويَسارٌ: اسم موضع؛ قال السُّلَيْكُ:

دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي،

وخادِف طَعْنَةٍ بقَفا يَسارِ

أَراد بخاذِفِ طعنةٍ أَنه ضارِطٌ من أَجل الطعنة؛ وقال كثير:

إِلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مياسِرٍ،

حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها

وأَما قول لبيد أَنشده ابن الأَعرابي:

دَرى باليَسارى جِنَّةً عبْقَرِيَّةً

مُسَطَّعَةَ الأَعْناقِ بُلْقَ القَوادِم

قال ابن سيده: فإِنه لم يفسر اليسارى، قال: وأُراه موضعاً. والمَيْسَرُ:

نَبْتٌ رِيفيّ يُغْرَسُ غرساً وفيه قَصَفٌ؛ الجوهري وقول الفرزدق يخاطب

جريراً:

وإِني لأَخْشَى، إِن خَطَبْتَ إِليهمُ،

عليك الذي لاقى يَسارُ الكَواعِبِ

هو اسم عبد كان يتعرّض لبنات مولاه فَجَبَبْنَ مذاكيره.

علم الفال

علم الفال
هو علم يعرف به بعض ما يحدث من الحوادث الآتية بطريق اتفاق حدوث أمر من جنس الكلام المسموع من الغير أو بفتح المصحف أو كتب الأنبياء والمشائخ كديوان الحافظ والمثنوي ونحوهما.
وموضوع هذا العلم ظاهر من تعريفه.
ومنفعته وفائدته كعلم الرمل.
وقد اشتهر ديوان الحافظ بالتفاؤل حتى صنفوا فيه وهو ديوان معروف متداول بين أهل الفرس ويتفاءل به وكثيرا ما جاء بيت منه مطابقا بحسب حال المتفائل ولهذا يقال له لسان الغيب وقد ألف في تصديق هذا المدعا محمد بن الشيخ محمد الهروي رسالة مختصرة وأورد أخباره متعلقة بالتفاؤل به ووقع مطابقا لمتقضى حال المتفائل.
وأفرط في مدح الشيخ المذكور وللكفري حسين المتوفى بعد سنة ثمانين وتسعمائة رسالة تركية في تفاؤلات ديوان الحافظ مشحونة بالحكايات الغريبة.
وقد شرحه مصطفى بن شعبان المتخلص بسروري المتوفى سنة تسع وستين تسعمائة شرحا تركياً.
وأما التفاؤل بالقرآن الكريم فجوزه بعضهم لما روي عن الصحابة وكان عليه الصلاة والسلام يحب الفال وينهي عن الطيرة.
ومنعه آخرون، وقد صرح الإمام العلامة أبو بكر بن العربي في كتابه الأحكام في سورة المائدة بتحريم أخذ الفال وهو الحق ونقله الإمام القرافي عن الإمام الطرطوشي أيضاً.
قال الدميري: ومقتضى مذهبنا كراهيته لكن أباحه ابن بطة الحنبلي.
قال في مدينة العلوم:
الأصح الذي شهد الشرع بجوازه التجربة بصدقه هو التفاؤل بالقرآن العظيم وقد نقل عن الصحابة وعن السلف الصالحين وطريق فتح الفال من المصحف كثير مشهور عند الناس لكن الأحسن الاعتبار بالمعاني دون الألفاظ والحروف انتهى.
قلت: والمعتمد عدم التفاؤل من كتاب الله ولم يرو عن السلف بطريق يعمد عليها في هذا الباب ولم يقل به أحد من أهل العلم بالحديث وإذا كان فتح الفال من التنزيل ممنوعا فكيف بغيره من كتب الأنبياء والأولياء والمشائخ؟
وقد تدرب بهذا نوع من الشرك في عقائد المسلمين أعاذنا الله منه نعم كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعجبه الفال ولا يتطير.
ولما هاجر إلى المدينة وقاربها سمع مناديا ينادي: يا سالم فقال لأصحابه: سلمنا.
فلما دخل المدينة سمع قول الأخر يقول: يا غانم فقال: غنمنا.
فلما نزل أتي برطب فقال: حلانا البلد رواه أهل السير والله أعلم بسنده وأمثال ذلك كثيرة والاقتصار على ما وردت به السنة أسلم وأصون للدين وأما الطيرة والزجر فهو عكس الفال لأن المطلوب في الفال الإقدام وفي الطيرة والإحجام وأصل الزجر أن يتشاءم الإنسان من شيء تتأثر النفس من وروده على المسامع والمناظر تأثرا لا بالطبع فإن التنفر الطبيعي كالنفرة من صوت صرير الزجاج أو الحديد ليس من هذا القبيل.
واشتقاق التطير من الطير لأن أصل الزجر في العرب كان من الطير كصوت الغراب فألحق به غيره في التعبير وأمثاله من الطيرة في العرب كثيرة.
وقد تكون في غيرهم فيتكدر به عيشهم وينفتح عليهم أبواب الوسوسة من اعتبارهم إلى المناسبات البعيدة من حيث اللــفظ والمعنى كالسفر والجلاء من السفرجل واليأس والمين من الياسمين وسوء سنة من السؤسنة والمصادفة إلى معلول حين الخروج وأمثال ذلك.
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح السعادة اعلم: أن مضرة التطير وتأثيره لمن يخاف به ويتغير منه وأما من لم يكن له مبالاة منه فلا تأثير له أصلا خصوصا إذا قال عند المشاهدة أو السماع: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك انتهى.
قلت: وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن التطير وقال: "لا طيرة ولا هامة ولا صفر" والمسئلة مصرحة في كتب الأحاديث لا سيما في فتح الباري شرح صحيح البخاري ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وغير ذلك.

العرض

العرض: بالتحريك، الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع أي محل يقوم به كاللون المحتاج في وجوده إلى جسم يحله ويقوم هو به.
العرض: بالسكون: خلاف الطول، وأصله أن يقال في الأجسام، ثم استعمل في غيرها. والعارض: البادي عرضه، فتارة يختص بالسحاب نحو {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} ، وتارة بما يعرض من السقم فيقال: به عارض من سقم، وتارة بالسن، ومنه قيل للثنايا التي تظهر عند الضحك: العوارض. وفلان شديد العارضة كناية عن جودة بيانه. وعرضت الكتاب عرضا: قرأته عن ظهر قلب. وعرضت المتاع للبيع: أظهرته لذوي الرغبة ليشتروه. وعرض له في الطريق العارض أي مانع يمنع من المضي، واعترض له بمعناه، ومنه اعتراضات الفقهاء لأنها تمنع من التمسك بالدليل. وتعارض البينات لأن كل واحدة تعترض الأخرى وتمنع نفوذها، ذكره كله الراغب. وقال الحرالي: العرض بالسكون: إظهار الشيء بحيث يرى للتوقيف على حاله.
العرض:
[في الانكليزية] Accident
[ في الفرنسية] Accident
بفتحتين عند المتكلّمين والحكماء وغيرهم هو ما يقابل الجوهر كما عرفت. ويطلق أيضا على الكلّي المحمول على الشيء الخارج عنه ويسمّى عرضيا أيضا، ويقابله الذاتي وقد سبق، فإن كان لحوقه للشيء لذاته أو لجزئه الأعمّ أو المساوي أو للخارج المساوي يسمّى عرضا ذاتيا. وإن كان لحوقه له بواسطة أمر خارج أخصّ أو أعمّ مطلقا أو من وجه أو بواسطة أمر مباين يسمّى عرضا غريبا. وقيل العرض الذاتي هو ما يلحق الشيء لذاته أو لما يساويه سواء كان جزءا لها أو خارجا عنها. وقيل هذا هو العرض الأولى وقد سبق ذلك في المقدمة في بيان الموضوع. وأيضا هو أي العرض بالمعنى الثاني إمّا أن يختصّ بطبيعة واحدة أي حقيقة واحدة وهو الخاصة المطلقة وإمّا أن لا يختص بها وهو العرض العام كالماشي للإنسان. وعرف العرض العام بأنّه المقول على ما تحت أكثر من طبيعة واحدة. فبقيد الأكثر خرج الخاصة، والكلّيات الثلاثة الباقية من الكلّيات الخمس غير داخلة في المقول لكون المعرّف من أقسام العرضي وتلك من أقسام الذاتي. وأيضا العرض بهذا المعنى إمّا لازم أو غير لازم، واللازم ما يمتنع انفكاكه عن الماهية كالضّحك بالقوة للإنسان، وغير اللازم ما لا يمتنع انفكاكه عن الماهية بل يمكن سواء كان دائم الثبوت أو مفارقا بالفعل ويسمّى عرضا مفارقا كالضحك بالفعل للإنسان. قيل غير اللازم لا يكون دائم الثبوت لأنّ الدوام لا ينفك عن الضرورة التي هي اللزوم، فلا يصحّ تقسيمه إليه وإلى المفارق بالفعل كما ذكرتم. وأجيب بأنّ ذلك التقسيم إنّما هو بالنظر إلى المفهوم، فإنّ العقل إذا لاحظ دوام الثبوت جوّز انفكاكه عن امتناع الانفكاك مطلقا بدون العكس. ثم العرض المفارق إمّا أن لا يزول بل يدوم بدوام الموضوع أو يزول. والأوّل المفارق بالقوّة ككون الشخص أمّيا بالنسبة إلى الشخص الذي مات على الأمية والثاني المفارق بالفعل وهو إمّا سهل الزوال كالقيام أو غيره كالعشق وأيضا إمّا سريع الزوال كحمرة الخجل أو بطيئ الزوال كالشباب والكهولة. وذكر لــفظ العرض مع المفارق وتركه مع اللازم بناء على الاصطلاح، ولا مناقشة فيه، صرّح به في بديع الميزان. ثم كلّ من الخاصة والعرض العام إمّا شامل لجميع أفراد المعروض وهو إمّا لازم أو مفارق وإمّا غير شامل وقد سبق في لــفظ الخاصة.
فائدة:
هذا العرض ليس العرض القسيم للجوهر كما زعم البعض لأنّ هذا قد يكون محمولا على الجوهر مواطأة كالماشي المحمول على الإنسان مواطاة. وقد يكون جوهرا كالحيوان فإنّه عرض عام للناطق مع أنّه جوهر بخلاف العرض القسيم للجوهر أي المقابل له فإنّه يمتنع أن يكون محمولا على الجوهر بالمواطأة، إذ لا يقال الإنسان بياض بل ذو بياض، ويمتنع أن يكون جوهرا لكونه مقابلا له. هذا كله خلاصة ما في كتب المنطق. وللعرض معان أخر قد سبقت في لــفظ الذاتي.
تقسيم
العرض المقابل للجوهر.
فقال المتكلمون العرض إمّا أن يختصّ بالحيّ وهو الحياة وما يتبعها من الإدراكات بالحوس وبغيرها كالعلم والقدرة ونحوهما وحصرها في العشرة وهي الحياة والقدرة والاعتقاد والظّنّ وكلام النفس والإرادة والكراهة والشّهوة والنّفرة والألم، كما حصرها صاحب الصحائف باطل لخروج التعجّب والضّحك والفرح والغمّ ونحو ذلك، وإمّا أن لا يختصّ به وهو الأكوان والمحسوسات بإحدى الحواس الظاهرة الخمس. وقيل الأكوان محسوسة بالبصر بالضرورة، ومن أنكر الأكوان فقد كابر حسّه ومقتضى عقله. ولا يخفى أنّ منشأ هذا القول عدم الفرق بين المحسوس بالذات والمحسوس بالواسطة فإنّا لا نشاهد إلّا المتحرك والساكن والمجتمعين والمفترقين، وأمّا وصف الحركة والسكون والاجتماع والافتراق فلا. ولذا اختلف في كون الأكوان وجودية، ولو كانت محسوسة لما وقع الخلاف.
اعلم أنّ أنواع كل واحد من هذه الأقسام متناهية بحسب الوجود بدليل برهان التطبيق وهل يمكن أن يوجد من العرض أنواع غير متناهية بأن يكون في الإمكان وجود أعراض نوعية مغايرة للأعراض المعهودة إلى غير النهاية وإن لم يخرج منها إلى الوجود إلّا ما هو متناه، أو لا يمكن ذلك؟ فمنعه أكثر المعتزلة وكثير من الأشاعرة، وجوّزه الجبّائي وأتباعه والقاضي منّا، والحقّ عند المحقّقين هو التوقّف. وقال الحكماء أقسامه تسعة الكم والكيف والأين والوضع والملك والإضافة ومتى والفعل والانفعال، وتسمّى هذه مقولات تسعا، وادّعوا الحصر فيها. قيل الوحدة والنقطة خارجة عنها فبطل الحصر. فقالوا لا نسلّم أنّهما عرضان إذ لا وجود لهما في الخارج وإن سلّمنا ذلك فنحن لا نحصر الأعراض بأسرها في التسع بل حصرنا المقولات فيها وهي الأجناس العالية، على معنى أن كلما هو جنس عال للأعراض فهو إحدى هذه التسع. اعلم أنّ حصر المقولات في العشر أي الجوهر والأعراض التسع من المشهورات فيما بينهم وهم معترفون بأنّه لا سبيل لهم إليه سوى الاستقراء المفيد للظّنّ.

ولذا خالف بعضهم فجعل المقولات أربعا:
الجوهر والكم والكيف والنّسبة الشاملة للسّبعة الباقية. والشيخ المقتول جعلها خمسة فعدّ الحركة مقولة برأسها، وقال العرض إن لم يكن قارّا فهو الحركة، وإن كان قارا فإمّا أن لا يعقل إلّا مع الغير فهو النسبة والإضافة أو يعقل بدون الغير، وحينئذ إمّا يكون يقتضي لذاته القسمة فهو الكم وإلّا فهو الكيف. وقد صرّحوا بأنّ المقولات أجناس عالية للموجودات، وأنّ المفهومات الاعتبارية من الأمور العامّة وغيرها سواء كانت ثابتة أو عدمية كالوجود والشيئية والإمكان والعمي والجهل ليست مندرجة فيها، وكذلك مفهومات المشتقات كالأبيض والأسود خارجة عنها لأنّها أجناس الماهيات لها وحدة نوعية كالسواد والبياض، وكون الشيء ذا بياض لا يتحصّل به ماهية نوعية. قالوا وأمّا الحركة فالحقّ أنّها من مقولة الفعل. وذهب بعضهم إلى أنّ مقولتي الفعل والانفعال اعتباريتان فلا تندرج الحركة فيهما.
فائدة:
العرض لم ينكر وجوده إلّا ابن كيسان فإنّه قال: العالم كلّه جواهر والقائلون بوجوده اتفقوا على أنّه لا يقوم بنفسه إلّا شرذمة قليلة لا يعبأ بهم كأبي الهذيل فإنّه جوّز إرادة عرضية تحدث لا في محلّ، وجعل البارئ مريدا بتلك الإرادة.
فائدة:
العرض لا ينتقل من محل إلى محل باتفاق العقلاء. أما عند المتكلمين فلأن الانتقال لا يتصور إلا في المتحيّز والعرض ليس بمتحيّز.
وأمّا عند الحكماء فلأنّ تشخّصه ليس لذاته وإلّا انحصر نوعه في شخصه ولا لما يحلّ فيه وإلّا دار لأنّ حلوله في العرض متوقّف على تشخّصه، ولا لمنفصل لا يكون حالا فيه ولا محلّا له لأنّ نسبته إلى الكلّ سواء. فكونه علّة لتشخّص هذا الفرد دون غيره ترجيح بلا مرجّح، فتشخّصه لمحلّه فالحاصل في المحل الثاني هوية أخرى والانتقال لا يتصور إلا مع بقاء الهوية.
فائدة: لا يجوز قيام العرض بالعرض عند أكثر العقلاء خلافا للفلاسفة. وجه عدم الجواز أنّ قيام الصّفة بالموصوف معناه أن يكون تحيّز الصفة تبعا لتحيّز الموصوف، وهذا لا يتصوّر إلّا في المتحيّز، والعرض ليس بمتحيّز.
فائدة:
ذهب الأشعري ومتّبعوه من محقّقي الأشاعرة إلى أنّ العرض لا يبقى زمانين، ويعبّر عن هذا بتجدّد الأمثال كما في شرح المثنوي. فالأعراض جملتها غير باقية عندهم بل هي على التقضي والتجدّد فينقضي واحد منها ويتجدّد آخر مثله وتخصيص كلّ من الآحاد المنقضية المتجدّدة بوقته الذي وجد فيه إنّما هو للقادر المختار. وإنّما ذهبوا إلى ذلك لأنّهم قالوا بأنّ السبب المحوج إلى المؤثر هو الحدوث، فلزمهم استغناء العالم حال بقائه عن الصّانع بحيث لو جاز عليه العدم تعالى عن ذلك لما ضرّ عدمه في وجوده، فدفعوا ذلك بأنّ شرط بقاء الجوهر هو العرض؛ ولمّا كان هو متجدّدا محتاجا إلى المؤثر دائما كان الجوهر أيضا حال بقائه محتاجا إلى ذلك المؤثر بواسطة احتياج شرطه إليه، فلا استغناء أصلا وذلك لأنّ الأعراض لو بقيت في الزمان الثاني من وجودها امتنع زوالها في الزمان الثالث وما بعده، واللازم وهو امتناع الزوال باطل بالإجماع وشهادة الحسّ، فيكون الملزوم الذي هو بقاء الأعراض باطلا أيضا والتوضيح في شرح المواقف. ووافقهم النّظّام والكعبي من قدماء المعتزلة. وقال النّظّام والصوفية الأجسام أيضا غير باقية كالأعراض. وقالت الفلاسفة وجمهور المعتزلة ببقاء الأعراض سوى الأزمنة والحركات والأصوات. وذهب أبو علي الجبّائي وابنه وأبو الهذيل إلى بقاء الألوان والطّعوم والروائح دون العلوم والإرادات والأصوات وأنواع الكلام. وللمعتزلة في بقاء الحركة والسكون خلاف.
فائدة:
العرض الواحد بالشخص لا يقوم بمحلّين بالضرورة، ولذلك نجزم بأنّ السواد القائم بهذا المحلّ غير السواد القائم بالمحلّ الآخر ولم يوجد له مخالف؛ إلّا أنّ قدماء الفلاسفة القائلين بوجود الإضافات جوّزوا قيام نحو الجوار والقرب والأخوّة وغيره من الإضافات المتشابهة بالطرفين، والحقّ أنّهما مثلان، فقرب هذا من ذلك مخالف بالشخص لقرب ذلك من هذا وإن شاركه في الحقيقة النوعية، ويوضّحه المتخالفان من الإضافات كالأبوّة والبنوّة إذ لا يشتبه على ذي مسكة أنّهما متغايران بالشخص بل بالنوع أيضا. وقال أبو هاشم التأليف عرض وأنّه يقوم بجوهرين لا أكثر. اعلم أنّ العرض الواحد بالشخص يجوز قيامه بمحلّ منقسم بحيث ينقسم ذلك العرض بانقسامه حتى يوجد كلّ جزء منه في جزء من محلّه فهذا مما لا نزاع فيه، وقيامه بمحلّ منقسم على وجه لا ينقسم بانقسام محلّ مختلف فيه. وأمّا قيامه بمحلّ مع قيامه بعينه بمحل آخر فهو باطل. وما نقل من أبي هاشم في التأليف أنّ حمل على القسم الأول فلا منازعة معه إلّا في انقسام التأليف وكونه وجوديا، وإن حمل على القسم الثاني فبعد تسليم جوازه يبقى المناقشة في وجودية التأليف. والمشهور أنّ مراده القسم الثالث الذي بطلانه بديهي. وتوضيح جميع ذلك يطلب من شرح المواقف.
العرض:
[في الانكليزية] Goods ،extent ،wideness ،offer Iatitude
[ في الفرنسية] Marchandise ،ampleur ،largeur ،offre ،latitude
بالفتح وسكون الراء في اللغة المتاع وهو الذي لا يدخله كيل ولا وزن ولا يكون حيوانا ولا عقارا كذا في الصحاح. وفي جامع الرموز وباع الأب عرض ابنه بسكون الراء وفتحها أي ما عدا النقدين والمأكول والملبوس من المنقولات وهو في الأصل غير النقدين من المال كما في المغرب والمقاييس وغيرهما انتهى. والمراد به في باب النفقة المنقول كذا في الشمني. والعروض الجمع وقد وردت كلمة العرض لمعاني أخرى: مثل السّعة والمنبسط ووجه الجبل، وللجراد الكثير، وللجبل ولطرف الجبل، وغير ذلك، كما هو مذكور في المنتخب. وعرض الإنسان هو البعد الآخذ من يمين الإنسان إلى يساره. وعرض الحيوان أيضا كذلك كما في شرح المواقف في مبحث الكم. لكن في شرح الطوالع البعد الآخذ من رأس الحيوان إلى ذنبه عرض الحيوان. والعرض عند أهل العربية هو طلب الفعل بلين وتأدّب نحو ألا تنزل بنا فتصيب خيرا كذا في مغني اللبيب في بحث ألا. والمراد أنّه كلام دالّ على طلب الفعل الخ لأنّه قسم من الإنشاء على قياس ما عرفت في الترجّي. وعند المحدّثين هو قراءة الحديث على الشيخ. وإنّما سمّيت القراءة عرضا لعرضه على الشيخ سواء قرأ هو أو غيره وهو يسمع. واختلف في نسبتها إلى السّماع فالمنقول عن مالك وأكثر أصحاب الحديث المساواة، وعن أبي حنيفة وأصحابه ترجيح القراءة، وعن الجمهور ترجيح السّماع كذا في خلاصة الخلاصة. وفي شرح النخبة وشرحه يطلق العرض عندهم أيضا على قسم من المناولة وهو أن يحضر الطالب كتاب الشيخ، أمّا أصله أو فرعه المقابل به فيعرضه على الشيخ فهذا القسم يسمّيه غير واحد من أئمة الحديث عرضا. وقال النووي هذا عرض المناولة وأمّا ما تقدّم فيسمّى عرض القراءة ليتميّز أحدهما عن الآخر انتهى. وعند الحكماء يطلق على معان أحدها السطح وهو ماله امتدادان، وبهذا المعنى قيل إنّ كلّ سطح فهو في نفسه عريض. وثانيها الامتداد المفروض ثانيا المقاطع للامتداد المفروض أولا على قوائم وهو ثاني الأبعاد الثلاثة الجسمية. وثالثها الامتداد الأقصر كذا في شرح المواقف في مبحث الكم. وعند أهل الهيئة يطلق على أشياء منها عرض البلد وهو بعد سمت رأس أهله أي سكّانه عن معدّل النهار من جانب لا أقرب منه وهو إنّما يتصوّر في الآفاق المائلة لا في أفق خطّ الإستواء، إذ في المواضع الكائنة على خط الاستواء يمرّ المعدّل بسمت رءوس أهله. وأمّا المواضع التي على أحد جانبي خط الإستواء شمالا أو جنوبا فلسمت رءوس أهلها بعد عن المعدّل، أمّا في جانب الشمال ويسمّى عرضا شماليا أو في جانب الجنوب ويسمّى عرضا جنوبيا. وإنّما يتحقّق هذا البعد بدائرة تمرّ بسمت الرأس وقطبي المعدّل وهي دائرة نصف النهار. ولذا قيل عرض البلد قوس من دائرة نصف النهار فيما بين معدّل النهار وسمت الرأس أي من جانب لا أقرب منه، وهي مساوية لقوس من دائرة نصف النهار فيما بين المعدّل وسمت القدم من جانب لا أقرب منه بناء على أنّ نصف النهار قد تنصّف بقطبي الأفق وبمعدّل النهار.
وأيضا هي مساوية لارتفاع قطب المعدّل وانحطاطه فإنّ البعد بين قطب دائرة ومحيط الأخرى كالبعد بين محيط الأولى وقطب الأخرى. ولهذا أطلق على كلّ واحدة منهما أنّها عرض البلد. فعرض البلد كما يفسّر بما سبق كذلك يفسّر بقوس منها فيما بين المعدّل وسمت القدم من جانب لا أقرب منه، وبقوس منها بين الأفق وقطب المعدّل من جانب لا أقرب منه. والقوس التي بين القطبين أو المنطقتين تسمّى تمام عرض البلد. ومنها عرض إقليم الرؤية ويسمّى بالعرض المحكّم أيضا كما في شرح التذكرة وهو بعد سمت الرأس عن منطقة البروج من جانب لا أقرب منه فهو قوس من دائرة عرض إقليم الرؤية بين قطب الأفق والمنطقة، أو بين الأفق وقطب المنطقة من جانب لا أقرب منه، ودائرة عرض إقليم الرؤية هي دائرة السّمت. ومنها عرض الأفق الحادث وهو قوس من دائرة نصف النهار الحادث بين قطب الأفق الحادث ومعدّل النهار من جانب لا أقرب منه. ومنها عرض جزء من المنطقة ويسمّى بالميل الثاني كما يجيء وبعرض معدّل النهار أيضا كما في القانون المسعودي وهو قوس من دائرة العرض بين جزء من المنطقة وبين المعدّل من جانب لا أقرب منه. ومنها عرض الكوكب وهو بعده عن المنطقة وهو قوس من دائرة العرض بين المنطقة وبين الكوكب من جانب لا أقرب منه. والمراد بالكوكب رأس الخطّ الخارج من مركز العالم المارّ بمركز الكوكب المنتهي إلى الفلك الأعظم. فالكوكب إذا كان على نفس المنطقة فلا عرض له وإلّا فله عرض إمّا شمالي أو جنوبي، وهذا هو العرض الحقيقي للكوكب. وأمّا العرض المرئي له فهو قوس من دائرة العرض بين المنطقة وبين المكان المرئي للكوكب. ومنها عرض مركز التدوير وهو بعد مركز التدوير عن المنطقة وهو قوس من دائرة العرض بين المنطقة ومركز التدوير من جانب لا أقرب منه. ولو قيل عرض نقطة قوس من دائرة العرض بين تلك النقطة والمنطقة من جانب لا أقرب منه يتناول عرض الكوكب وعرض مركز التدوير ويسمّى هذا العرض أي عرض مركز التدوير بعرض الخارج المركز، وهو ميل الفلك المائل أي بعده عن المنطقة يسمّى به لأنّ ميل الفلك المائل قوس من دائرة العرض التي تمرّ بقطبي الممثّل ما بين الفلك المائل والممثّل من جانب لا أقرب منه، وسطح الفلك الخارج في سطح الفلك المائل فميل الفلك المائل عن الممثّل الذي هو عرضه يكون عرض الفلك الخارج المركز.
اعلم أنّه لا عرض للشمس أصلا لكون خارجه في سطح منطقة البروج بخلاف السيارات الأخر وأنّه لا عرض للقمر سوى هذا العرض لأنّ أفلاكه المائل والحامل والتدوير في سطح واحد لا ميل لبعضها عن بعض. ثم إنّ ميل الفلك المائل في العلوية والقمر ثابت وفي السفليين غير ثابت، بل كلما بلغ مركز تدوير الزهرة أو عطارد إحدى العقدتين انطبق المائل على المنطقة وصار في سطحها. فإذا جاوز مركز التدوير تلك العقدة التي بلعها افترق المائل عن المنطقة وصار مقاطعا لها على التّناصف. وابتداء نصف المائل الذي عليه مركز التدوير في الميل عن المنطقة إمّا للزهرة فإلى الشمال وإمّا لعطارد فإلى الجنوب، ونصفه الآخر بالخلاف. ثم هذا الميل يزداد شيئا فشيئا حتى ينتهي مركز التدوير إلى منتصف ما بين العقدتين، فهناك غاية الميل، ثم يأخذ الميل في الانتقاص شيئا فشيئا ويتوجّه المائل نحو الانطباق على المنطقة حتى ينطبق عليه ثانيا عند بلوغ مركز التدوير العقدة الأخرى، فإذا جاوز مركز التدوير هذه العقدة عادت الحالة الأولى أي يصير النصف الذي عليه المركز الآن. أما في الزهرة فشماليا وكان قبل وصول المركز إليه جنوبيا، والنصف الذي كان شماليا كان جنوبيا.
وأمّا في عطارد فبالعكس. فعلى هذا يكون مائل كلّ منهما متحركا في العرض إلى الجنوب وبالعكس إلى غاية ما من غير إتمام الدورة، ويكون مركز تدوير الزهرة إمّا شماليا عن المنطقة أو منطبقا عليها، لا يصير جنوبيا عنها قطعا، ويكون مركز تدوير عطارد إمّا جنوبيا عنها أو منطبقا عليها، لا يصير شماليا عنها أصلا. ومنها عرض التدوير ويسمّى بالميل وبميل ذروة التدوير وحضيضه أيضا وهو ميل القطر المار بالذروة والحضيض عن سطح الفلك المائل، ولا يكون القطر المذكور في سطح المائل إلّا في وقتين. بيانه أنّ ميل هذا القطر غير ثابت أيضا بل يصير هذا القطر في العلوية منطبقا على المنطقة والمائل عند كون مركز التدوير في إحدى العقدتين أي الرأس أو الذنب، ثم إذا جاوز عن الرأس إلى الشمال أخذت الذروة في الميل إلى الجنوب عن المائل متقاربة إلى منطقة البروج، وأخذ الحضيض في الميل إلى الشمال عنه متباعدا عن المنطقة، ويزداد شيئا فشيئا حتى يبلغ الغاية عند بلوغ المركز منتصف ما بين العقدتين، ثم يأخذ في الانتقاص شيئا فشيئا إلى أن ينطبق القطر المذكور ثانيا على المائل والمنطقة عند بلوغ المركز الذنب. فإذا جاوز الذنب إلى الجنوب أخذت الذروة في الميل عن المائل إلى الشمال متقاربة إلى المنطقة، وأخذ الحضيض في الميل عنه إلى الجنوب متباعدا عن المنطقة وهكذا على الرسم المذكور؛ أي يزداد الميل شيئا فشيئا حتى يبلغ الغاية في منتصف العقدتين، ثم ينتقص حتى يبلغ المركز إلى الرأس وتعود الحالة الأولى. ويلزم من هذا أن يكون ميل الذروة في العلوية أبدا إلى جانب المنطقة وميل الحضيض أبدا إلى خلاف جانب المنطقة. فلو كان الكوكب على الذروة أو الحضيض ومركز التدوير في إحدى العقدتين لم يكن للكوكب عرض وإلّا فله عرض. وميل الذروة إذا اجتمع مع ميل المائل ينقص الأول عن الثاني فالباقي عرض الكوكب. وإذا اجتمع ميل الحضيض مع ميل المائل يزيد الأول على الثاني فالمجموع عرض الكوكب. وأمّا في السفليين فالقطر المذكور إنّما ينطبق على المائل عند بلوغ مركز التدوير منتصف ما بين العقدتين، وهناك غاية ميل المائل عن المنطقة. ولمّا كان أوجا السفليين وحضيضاهما على منتصف العقدتين كان انطباق القطر على المائل في المنتصف إمّا عند الأوج أو الحضيض. فعند الأوج تبتدئ الذروة في الميل أمّا في الزهرة فإلى الشمال عن المائل متباعدة عن المنطقة، ويلزمه ميل الحضيض إلى الجنوب متقاربا إليها في الابتداء، ويزداد الميل شيئا فشيئا حتى يصل المركز إلى العقدة وينطبق المائل على المنطقة، فهناك الذروة في غاية الميل عن المائل والمنطقة شمالا والحضيض في غاية الميل عنهما جنوبا.
فلو كان الزهرة على الحضيض كان جنوبيا عن المنطقة، فإذا جاوز المركز العقدة انتقص الميل على التدريج، فإذا وصل إلى المنتصف وهناك حضيض الحامل انطبق القطر على المائل ثانيا.
ومن هاهنا تبتدئ الذروة في الميل عن المائل إلى الجنوب متوجّهة نحو المنطقة والحضيض في الميل عنه إلى الشمال متباعدا عن المنطقة، فإذا وصل المركز العقدة الأخرى وانطبق المائل على المنطقة كانا في غاية الميل عنهما. أمّا الذروة ففي الجنوب وأمّا الحضيض ففي الشمال. فلو كان الزهرة حينئذ على الذروة كان جنوبيا عن المنطقة. وأمّا في عطارد فعند الأوج تبتدئ الذروة في الميل عن المائل إلى الجنوب متباعدة عن المنطقة وميل الحضيض عنه حينئذ إلى الشمال متوجها نحو المنطقة. فإذا بلغ المركز العقدة وانطبق المائل على المنطقة فهناك ميل الذروة عنهما إلى الجنوب يبلغ الغاية، وكذا ميل الحضيض عنهما إلى الشمال. فلو كان عطارد حينئذ على الحضيض كان شماليا عن المنطقة. فإذا جاوز المركز العقدة انتقص الميل شيئا فشيئا حتى إذا وصل إلى المنتصف كان ميل المائل عن المنطقة في الغاية وانطبق القطر على المائل ثانيا، وهناك حضيض الحامل ومنه تبتدئ الذروة في الميل عن المائل شمالا متوجّهة نحو المنطقة في الابتداء، والحضيض بالعكس. فإذا انتهى المركز إلى العقدة الأخرى كان الذروة في غاية الميل الشمالي عنهما والحضيض في غاية الميل الجنوبي. فلو كان عطارد حينئذ على الذروة يصير شماليا عن المنطقة. وتبيّن من ذلك أنّ المائل في السفليين إذا كان في غاية الميل عن المنطقة لم يكن للقطر المذكور ميل عن المائل. وإذا كان المائل عديم الميل عن المنطقة كان القطر في غاية الميل عن المائل، بل عن المنطقة أيضا. ومنها عرض الوراب ويسمّى أيضا بالانحراف والالتواء والالتفاف وهو ميل القطر المارّ بالبعدين الأوسطين من التدوير عن سطح الفلك المائل، وهذا مختصّ بالسفليين، بخلاف عرض الخارج المركز فإنّه يعمّ الخمسة المتحيّرة والقمر، وبخلاف عرض التدوير فإنّه يعمّ الخمسة المتحيّرة. اعلم أنّ ابتداء الانحراف إنّما هو عند بلوغ مركز التدوير إحدى العقدتين على معنى أنّ القطر المذكور في سطح المائل ومنطبق عليه هنا. وحين جاوز المركز العقدة يبتدئ القطر في الانحراف عن سطح المائل ويزيد على التدريج ويبلغ غايته عند منتصف العقدتين. فإن كان المنتصف الذي بلغه المركز هو الأوج كان الطرف الشرقي من القطر المذكور أي المارّ بالبعدين الأوسطين المسمّى بالطرف المسائي في غاية ميله عن سطح المائل. أمّا في الزهرة فإلى الشمال وأمّا في عطارد فإلى الجنوب، وكان الطرف الغربي المسمّى بالطرف الصّباحي في غاية الميل أيضا. ففي الزهرة إلى الجنوب وفي عطارد إلى الشمال. وإن كان المنتصف الذي بلغه المركز هو الحضيض فعلى الخلاف فيهما، أي كان الطرف المسائي في غاية الميل في الزهرة إلى الجنوب وفي عطارد إلى الشمال والطرف الصّباحي بالعكس، فعلم أنّ الانحراف يبلغ غايته حيث ينعدم فيه ميل الذروة والحضيض، أعني عند المنتصفين وأنّه ينعدم بالكلية حيث يكون ميل الذروة والحضيض في الغاية وذلك عند العقدتين. وقد ظهر من هذا المذكور كلّه أي من تفصيل حال القطر المارّ بالذروة والحضيض من تدوير الخمسة المتحيّرة ومن تفصيل حال القطر المارّ بالبعدين الأوسطين في السفليين في ميلهما عن المائل أنّ مدّة دور الفلك الحامل ومدّة دور القطرين المذكورين متساويتان، وكذا أزمان أرباع دوراتها أيضا متساوية. كلّ ذلك بتقدير العزيز العليم الحكيم.
فائدة:
اعلم أنّ أهل العمل يسمّون عرض مركز التدوير عن منطقة الممثل في السفليين العرض الأول، والعرض الذي يحصل للكوكب بسبب الميل العرض الثاني، وبسبب الانحراف العرض الثالث. هذا كلّه خلاصة ما ذكر السيّد السّند في شرح الملخّص وعبد العلي البرجندي في تصانيفه.

كُتَّاب القَرْيَة

كُتَّاب القَرْيَة
الجذر: ك ت ب

مثال: أَتَمَّ حــفظ القرآن في كُتّاب القرية
الرأي: مرفوضة
السبب: لأن بعض اللغويين رفضوا استعمال «الكُتّاب» بهذا المعنى.
المعنى: مكان تعليم الصبيان القراءة والكتابة

الصواب والرتبة: -أَتمَّ حــفظ القرآن في كُتّاب القرية [فصيحة]-أَتمَّ حــفظ القرآن في مكتب القرية [فصيحة]
التعليق: اختلف اللغويون حول كلمة «كُتّاب» بمعنى مَكْتَب التعليم؛ فأنكرها بعضهم، وأجازها بعضهم على أنه مجاز؛ إذا الأصل فيها جمع كاتب مثل كتبة فأطلقت على مَحَلِّه مجازًا للمجاورة، كما أنه ورد في كلامهم، ومنه قول الشاعر:
أتى بكُتَّابٍ لو انْبَسَطَتْ يدي فيهم رَدَدْتُهُمُ إلى الكُتَّاب
ونقل التاج قول بعضهم: «إن الكُتَّاب للمكتب وارد في كلامهم .. ولا عبرة بمن قال إنه مولّد». وفي اللسان: «والمكتب والكُتَّاب: موضع تعليم الكُتّاب».

مَيُورْقَةُ

مَيُورْقَةُ:
بالفتح ثم الضم، وسكون الواو والراء يلتقي فيه ساكنان، وقاف: جزيرة في شرقي الأندلس بالقرب منها جزيرة يقال لها منورقة، بالنون، كانت قاعدة ملك مجاهد العامري، وينسب إلى ميورقة جماعة، منهم: يوسف بن عبد العزيز بن علي بن عبد الرحمن أبو الحجاج اللخمي الميورقي الأندلسي الفقيه المالكي، رحل إلى بغداد وتفقّه بها مدّة وعلّق على الكياء وقدم دمشق سنة 505، قال ابن عساكر: وحدثنا بها عن أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي الخير المبارك بن الحسين الغساني وأبي الغنائم أبيّ النّرسي وأبي الحسين ابن الطيوري وعاد إلى الإسكندرية ودرّس بها مدة وانتفع به جماعة، والحسن بن أحمد ابن عبد الله بن موسى بن علون أبو علي الغافقي الأندلسي الميورقي الفقيه المالكي يعرف بابن العنصري، ولد بميورقة سنة 449، سمع ببلده من أبي القاسم عبد الرحمن بن سعيد الفقيه، وسمع ببيت المقدس ومكة وبغداد ودمشق ورجع إلى بلده في ذي الحجة سنة 471، ومن ميورقة محمد بن سعدون بن مرجا بن سعد ابن مرجا أبو عامر القرشي العبدري الميورقي الأندلسي الحافظ، قال الحافظ أبو القاسم: كان فقيها على مذهب داود بن علي الظاهري وكان أحــفظ شيء لقيته، ذكر لي أنه دخل دمشق في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء وغيره ولم يسمع منهم، وسمع من أبي الحسن بن طاهر النحوي بدمشق ثم سكن بغداد وسمع بها أبا الفوارس الزّينبي وأبا الفضل بن خيرون وابن خاله أبا طاهر ويحيى بن أحمد البيني وأبا الحسين ابن الطيوري وجعفر ابن أحمد السّرّاج وغيرهم وكتب عنهم، قال: وسمعت أبا عامر ذات يوم يقول وقد جرى ذكر مالك بن أنس قال: دخل عليه هشام بن عمّار فضربه بالدّرّة، وقرأت عليه بعض كتاب الأموال لأبي عبيد فقال لي يوما وقد مرّ بعض أقوال أبي عبيد: ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه، وحكى لي عنه أنه قال في إبراهيم النخعي: أعور سوء، فاجتمعنا يوما عند أبي القاسم ابن السمرقندي لقراءة الكامل لابن عدي فحكى ابن عدي حكاية عن السعدي فقال: يكذب ابن عدي إنما هو قول إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، فقلت له:
السعدي هو الجوزجاني، ثم قلت له: إلى كم يحتمل منك سوء الأدب؟ تقول في إبراهيم النخعي كذا وفي مالك كذا وفي أبي عبيد كذا وفي ابن عدي كذا! فغضب وأخذته الرعدة، قال: وكان البرداني وابن الخاضبة يحاقّوني وآل الأمر إلى أن تقول لي هذا! فقال له ابن السمرقندي: هذا بذاك، وقلت له: إنما نحترمك ما احترمت الأئمة فإذا أطلقت القول فيهم فما نحترمك، فقال: والله لقد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدمني، وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه من صحيحيهما، فقلت له على وجه الاستهزاء: فعلمك إذا إلهام! فقال: إي والله إلهام! فتفرّقنا وهجرته ولم أتمم عليه كتاب الأموال، وكان
سيّء الاعتقاد يعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها، بلغني أنه قال يوما في سوق باب الأزج يوم يكشف عن ساق فضرب على ساقه وقال: ساق كساقي هذه، وبلغني أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله: ليس كمثله شيء، أي في الألوهية، فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك، وقد قال الله تعالى: يا نساء النبيّ لستنّ كأحد من النساء، أي في الحرمة لا في الصورة، وسألته يوما عن مذهبه في أحاديث الصفات فقال:
اختلف الناس في ذلك فمنهم من تأولها ومنهم من أمسك عن تأوّلها ومنهم من اعتقد ظاهرها ومذهبي أحد هذه الثلاثة مذاهب، وكان يفتي على مذهب داود، وبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل فقال: لا غسل عليه إلا أني فعلت ذلك بأمّ أبي بكر، يعني ابنه، وكان بشع الصورة أزرق اللباس يدّعي أكثر مما يحسن، مات يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة 524 ودفن بباب الأزج بمقبرة الفيل وكنت إذ ذاك ببغداد ولم أشهده، آخر ما ذكره ابن عساكر، وعلي ابن أحمد بن عبد العزيز بن طير أبو الحسن الأنصاري الميورقي، قدم دمشق وسمع بها وحكى عن أبي محمد غانم بن الوليد المخزومي وأبي عمر يوسف بن عبد الله ابن محمد بن عبد البرّ النّميري وأبي الحسن علي بن عبد الغني القيرواني وغيرهم، روى عنه عبد العزيز الكناني وهو من شيوخه وأبو بكر الخطيب وهبة الله ابن عبد الوارث الشيرازي وعمر بن عبد الكريم الدهستاني وأبو محمد بن الأكفاني وقال: إنه ثقة وكان عالما باللغة وسافر من دمشق في آخر سنة 463 إلى بغداد وأقام بها، ومات بها سنة 477، قال الحافظ:
حدثني أبو غالب الماوردي قال: قدم علينا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة 469 فسمع من أبي علي التّستري كتاب السنن وأقام عنده نحوا من سنتين وحضر يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي وكان ذا معرفة بالنحو والقراءة وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وكان عليه ثياب خلقة فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه، فلما مضى قلت له في إجلاسه إلى جنبه، فقال: قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه وهذا يدل على فضل كثير، ثم قال: إن أبا الحسن خرج من عندنا إلى عمان ولقيته بمكة في سنة 73 أخبرني أنه ركب من عمان إلى بلاد الزنج وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو، وقال: لو أردت أن أكسب منهم ألوفا لأمكن ذلك وقد حصل لي منهم نحو من ألف دينار وتأسّفوا على خروجي من عندهم، ثم إنه عاد إلى البصرة على أن يقيم بها فلما وصل إلى باب البصرة وقع عن الجمل فمات من وقته، وذلك في سنة 474، كذا قال أولا مات ببغداد وههنا بالبصرة، ومن شعر الميورقي قوله:
وسائلة لتعلم كيف حالي ... فقلت لها: بحال لا تسرّ
وقعت إلى زمان ليس فيه ... إذا فتّشت عن أهليه حرّ

إِسْنَاد صيغة «تفاعل» الدالة على الاشتراك إلى معموليها باستعمال «مع»

إِسْنَاد صيغة «تفاعل» الدالة على الاشتراك إلى معموليها باستعمال «مع»
الأمثلة: 1 - تبارى الطالب مع صديقه 2 - تَجَاوَب الطالب مع أستاذه 3 - تَحَادَث الطالب مع زميله 4 - تَخَاصَم مع صديقه 5 - تَسَابَق أخي مع صديقه في حــفظ القرآن الكريم 6 - تَشَاجَر الرجل مع أخيه 7 - تَشَارَك خالد مع أخيه لبناء مصنع 8 - تَصَارَع الجيش مع الحكومة 9 - تَعَاقَدَ مع زميله على العمل 10 - تَعَانَق محمد مع صديقه 11 - تَعَاهَدَ مع صديقه على الاجتهاد 12 - تَعَاوَنَ الرجل مع صديقه 13 - تَفَاعَلَ الطالب مع أستاذه 14 - تَقَابَل مع صديقه 15 - تَلاءَمَ رأيه مع رأيي 16 - تَلاحَمَ الشعب مع قائده 17 - تَنَازَعَ مع شريكه 18 - يَتَنَافى الكذب مع الإيمان
الرأي: مرفوضة
السبب: لمجيء الظرف «مع» مع صيغة «تفاعل» الدالة على المشاركة.

الصواب والرتبة:
1 - تَبَارَى الطالب وصديقه [فصيحة]-تَبَارَى الطالب مع صديقه [صحيحة]
2 - تَجَاوَب الطالب وأستاذه [فصيحة]-تَجَاوَب الطالب مع أستاذه [صحيحة]
3 - تَحَادَث الطالب وزميله [فصيحة]-تَحَادَث الطالب مع زميله [صحيحة]
4 - تخاصم هو وصديقه [فصيحة]-تخاصم مع صديقه [صحيحة]
5 - تَسَابق أخي وصديقه في حــفظ القرآن الكريم [فصيحة]-تَسَابق أخي مع صديقه في حــفظ القرآن الكريم [صحيحة]
6 - تشاجر الرجل وأخوه [فصيحة]-تشاجر الرجل مع أخيه [صحيحة]
7 - تشارك خالد وأخوه لبناء مصنع [فصيحة]-تشارك خالد مع أخيه لبناء مصنع [صحيحة]
8 - تصارع الجيش والحكومة [فصيحة]-تصارع الجيش مع الحكومة [صحيحة]
9 - تعاقد هو وزميله على العمل [فصيحة]-تعاقد مع زميله على العمل [صحيحة]
10 - تعانق محمد وصديقه [فصيحة]-تعانق محمد مع صديقه [صحيحة]
11 - تعاهد هو وصديقه على الاجتهاد [فصيحة]-تعاهد مع صديقه على الاجتهاد [صحيحة]
12 - تعاون الرجل وصديقه [فصيحة]-تعاون الرجل مع صديقه [صحيحة]
13 - تفاعل الطالب وأستاذه [فصيحة]-تفاعل الطالب مع أستاذه [صحيحة]
14 - تقابل هو وصديقه [فصيحة]-تقابل مع صديقه [صحيحة]
15 - تلاءم رأيه ورأيي [فصيحة]-تلاءم رأيه مع رأيي [صحيحة]
16 - تلاحم الشعب وقائده [فصيحة]-تلاحم الشعب مع قائده [صحيحة]
17 - تنازع هو وشريكه [فصيحة]-تنازع مع شريكه [صحيحة]
18 - يتنافى الكذب والإيمان [فصيحة]-يتنافى الكذب مع الإيمان [صحيحة]
التعليق: الفصيح المأثور في استعمال «تفاعل» الدالة على المشاركة أن يُجَاء معها بواو العطف، فمتى أسند الفعل إلى أحد الفاعلين عطف عليه الآخر بالواو. وقد ورد في كتابات الأدباء والكتاب على مر العصور استعمال «مع» بدلاً من الواو، وذلك لأنها تفيد معنى المعية والاشتراك في الحكم الذي تفيده الواو؛ ولذا فقد أجاز مجمع اللغة المصري إسناد «تفاعل» الدالة على الاشتراك إلى معموليها باستعمال «مع».

لين

(ل ي ن) : {وَأَلَنَّا لَهُ} [سبأ: 10] فِي (ف ج) [فجج] .
لين: {لينة}: نخلة جمعها لين، وهو ألوان النخل ما لم يكن العجوة والبرني.
ل ي ن : لَانَ يَلِينُ لِينًا وَالِاسْمُ اللِّيَانُ مِثْلُ كِتَابٍ وَهُوَ لَيِّنٌ وَجَمْعُهُ أَلْيِنَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَالتَّضْعِيفِ. 
(لين): قَولُه تباركَ وتعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِن لِينَةٍ} 
: أي مِن كلّ لَوْنٍ مِن التَّمْرِ ، ذكَرَه الهَرَوِىُّ في اللَّامِ والوَاوِ.
- في حديثِ ابنِ عُمَر: "خِيَارُكُم أَلَايِنُكم مَنَاكِبَ في الصَّلاةِ".
جَمْعُ: ألْينَ، بمعْنَى السُّكون والخُشُوع
ل ي ن

شيء لين، ولين، وليّنه وألانه واستلانه.

ومن المجاز: هو في ليان من العيش، ونزلوا بلين الأرض وليانها، ورجل ليّن الجانب، وقوم أليناء، وهو ذو ملينة، ولان لقومه، وألان لهم جناحه، " فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ". وهو ليّن الأعطاف، وطيء الأكناف. ولاين أصحابك ولا تخاشنهم. وتليّن له: تملّق. 
ل ي ن: (اللِّينُ) ضِدُّ الْخُشُونَةِ وَقَدْ (لَانَ) الشَّيْءُ (يَلِينُ لِينًا) وَشَيْءٌ (لَيِّنٌ) وَ (لَيْنٌ) مُخَفَّفٌ مِنْهُ. وَ (لَيَّنَ) الشَّيْءَ (تَلْيِينًا) وَ (أَلْيَنَهُ) صَيَّرَهُ لَيِّنًا، وَيُقَالُ: (أَلَانَهُ) أَيْضًا عَلَى النُّقْصَانِ وَالتَّمَامِ مِثْلُ أَطَالَهُ وَأَطْوَلَهُ. وَ (لَايَنَهُ مُلَايَنَةً) وَ (لِيَانًا) . وَ (اسْتَلَانَهُ) عَدَّهُ لَيِّنًا. وَ (تَلَيَّنَ) لَهُ تَمَلَّقَ. 
لين
اللِّينُ: ضدّ الخشونة، ويستعمل ذلك في الأجسام، ثمّ يستعار للخلق وغيره من المعاني، فيقال: فلان لَيِّنٌ، وفلان خشن، وكلّ واحد منهما يمدح به طورا، ويذمّ به طورا بحسب اختلاف المواقع. قال تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
[آل عمران/ 159] ، وقوله:
ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللَّهِ
[الزمر/ 23] فإشارة إلى إذعانهم للحقّ وقبولهم له بعد تأبّيهم منه، وإنكارهم إيّاه، وقوله: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ
[الحشر/ 5] أي: من نخلة ناعمة، ومخرجه مخرج فعلة نحو: حنطة، ولا يختصّ بنوع منه دون نوع.

لين


لَانَ (ي)(n. ac. لَيْن
لِيْنَة
لَيَاْنَة)
a. Was soft, tender, delicate; was gentle. II, Softened;
mollified; pacified, soothed; assuaged, mitigated. III [La], Was gentle, tender with.
b. Polished, furbished (sword).
أَلْيَنَa. see II
. V, Softened; calmed down.
b. see III (a)
X, Deemed soft &c.
لَيْنa. see 2 & 25
لِيْنa. Softness; tenderness; delicacy; gentleness.

لِيْنَة
لَيَاْنa. see 2
لَيِيْن
( pl.
reg. &
أَلْيِنَآءُ)
a. Soft, tender, delicate; gentle.
b. Supple, pliable.

لُيُوْنَة
a. [ coll. ]
see 2
N. Ag.
لَيَّنَa. Emollient, soothing (medicine).

حُرُوْف اللِّيْن
a. The semi-vowels :

ا و ي
a. when having


لَيَان العَيْش
a. Ease, comfort; easy circumstances.
[لين] نه: فيه: كان إذا عرس بالليل توسد "لينة"، هي بالفتح كالمسورة أو كالرفادة، سميت به للينها. وفيه: خياركم "ألاينكم" مناكب في الصلاة، هي جمع ألين بمعنى السكون والوقار والخشوع. ج: وقيل: هو أن لا يمتنع على من أراد أن يدخل بين الصفوف لسد الخلل أو لضيق المكان. وقيل: هو أن يأمر المصلي احد بالالتواء في الصف أو وضع يده على منكبه فينقاد ولا يتكبر أو لا يمتنع. نه: ومنه: يتلون كتاب الله "لينا"، أي سهلًا على ألسنتهم، ويروى: لينا- بالتخفيف. ط: "ما قطعتم من "لينة"" أي نخلة، وقصته في البويرة من ب، وهي أنواع التمر كلها سوى العجوة، وهي مائة وعشرون نوعًا، أو كرام النخل، أو كلها، أو كل الأشجار- أقوال.
[لين] اللينُ: ضد الخشونة. يقال: لان الشئ يلين لينا، وشئ لَيِّنٌ ولَيْنٌ مخفَّفٌ منه، والجمع أليناء. وقوم لينون وأليناء، إنما هو جمع لين مشدد، وهو فيعل، لان فعلا لا يجمع على أفعلاء. والليان بالفتح: المصدر من اللين. تقول: هو في لَيانٍ من العيش، أي في نعيمٍ وخفض. ولينت الشئ وألينته، أي صيَّرته لَيِّناً. ويقال أيضاً أَلَنْتُهُ وألينته، على النقصان والتمام، مثل أطلته وأطولته. والليان بالكسر: الملاينة والملاطفة. تقول: لا يننى مُلايَنَةً ولِياناً. واسْتَلانَهُ: عدَّه لَيِّناً. وتلين: تملق. 
لين: لين: اسم المصدر ليانة أيضاً (انظر فيما يأتي الاسم والموصوف) (فوك) (في مادة modificare) باين سميث 1377) (واقرأ ليانة) وليونة (أبو الوليد 678 رقم 87).
لين: سعر زهيد (ابن جبير 2: 122).
ليّن (بالتشديد): أزال سقاية الفولاذ (الكالا).
ليّن البطن: أسهل البطن (بوشر).
ليّن: جعله طرياً، رخواً، هشاً (الكالا).
لَيْن: فلان لين والجمع ليان: وديع، حليم، دمث (أبو الوليد 665).
لَين: فولاذ مسقي (الكالا).
لين: لامع، ساطع (المعجم اللاتيني- العربي).
لين. لين العيش: رغد العيش (بوشر).
لين (البطن) أو لين وحدها: دورة الأمعاء، فساد البطن، وعند الأطباء ضد القبض (محيط المحيط: بوشر).
لين: الواحدة لينة، انظرها في مادة (لون).
لينة: سهولة، يسر، (بوشر).
لينة: بقلة مباركة، بقلة حمقاء (همبرت 47).
ليان: لدانة، قابلية السحب، قابلية المْطل (بوشر).
لِيان: حوض معدني (شيرب، ديلاب 76، مارتن 82).
لِيانة: لدانة، ممطولية، مرونة (بوشر).
ليّن. واللين الجلد المدبوغ: ورد في (ديوان الهذليين 131، 6).
ليّن: أيل (دومب 65).

لين

1 لَانَ, inf. n. لِينٌ [not لَيْنٌ as in the CK] and لَياَنٌ, (T, S, M, K,) contr. of خَشُنَ; (S, K in art. خشن, and TK;) It was, or became, soft, as opposed to rough or harsh; smooth; plain; without asperities; fine to the touch; delicate; tender; supple; lithe; limber; pliant; pliable; flexible; ductile; malleable; soft, or flabby; lax: and he was, or became, soft; tender; pliant; gentle; bland; or mild. Hence لان جَانِبُهُ: see لَيِّنٌ. b2: لَانَ بَطْنُهُ His bowels became relaxed. b3: لَانَ He relented.3 لَايَنَهُ بِالقَوْلِ He soothed, coaxed, or wheedled, him with words. (L, art. مسح.) b2: لَايَنَهُ [He acted gently towards him; (M, K;) treated him with gentleness, or blandishment; soothed him; coaxed him; wheedled him;] i. q. دَارَاهُ. (S, M, Msb, voce داراه.) b3: لَايَنَهُ He was soft, tender, gentle, bland, or mild, towards him. (M, K.) 4 أَلَانَ بَطْنَهُ [It relaxed his bowels]; said of medicine. (K in art. سهل.) 10 اِسْتَلَانَ: see its contr. استخشن.

لَانَ for الْآنَ: see the latter in art. اين.

لِينُ العَيْشِ Softness, delicateness, or easiness, of life.

لِينَةٌ applied to a palm-tree: see art. لون; and see عَجْوَةٌ.

عَيْشٌ لَيِّنٌ Soft, delicate, or easy, life. b2: لَيِّنُ الجَانِبِ: see جَانِبٌ. b3: لَيِّنُ الأَعْطَافِ; &c.: see art. عطف.

مُلَيِّنٌ A lenitive, or laxative, medicine.
[ل ي ن] لانَ الشَّيءُ لِينًا ولَيَانًا وتَلَيَّنَ وهُو لَيِّنٌ وَلَيْنٌ وَألانَهُ هو ولَيَّنَهُ صَيَّرَهُ لَيِّنًا واستَلانَهُ رَآهُ لَيِّنًا وقيلَ وَجَدَهُ لَيِّنًا على مَا يَغْلِبُ عَليهِ في هذا النَّحْوِ وفي حديث عَلِيٍّ رضي الله عنه في ذكرِ العلماءِ الأَتقياءِ فَبَاشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ واستَلانُوا مَا استَخْشَنَ المُتْرَفُونَ واستَوحَشُوا مِمَّا أَنِسَ به الجَاهِلُونَ وحُرُوفُ اللِّينِ الأَلِفُ وَاليَاءُ وَالوَاوُ كانَتْ حَرَكَةُ مَا قَبْلَهَا منها أَو لَمْ تَكُنْ فالَّذِي حركَةُ ما قبلَهُ مِنْهُ كنَارٍ ودارٍ وفِيْلٍ وقِيْلٍ وَجُوْلٍ وَغُوْلٍ والَّذِي لَيْسَ حركَةُ مَا قَبْلَهُ مِنْهُ إِنَّما هو في اليَاءِ وَالوَاوِ كَبَيْتٍ وَثَوْبٍ فَأَمَّا الأَلِفُ فَلاَ تَكُونُ حَرَكَةُ مَا قَبْلَهَا إِلا مِنْهَا وهُو في لَيَانٍ منَ العَيْشِ أَي رَخَاءٍ وَإِنَّهُ لَذُوْ مَلْيَنَةٍ أَي لَيِّنُ الجَانِبِ وَرَجُلٌ هَيْنٌ لَيْنٌ وَهَيِّنٌ لَيِّنٌ وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ إِنَّهُم قَوْمٌ أَلْيِنَاءُ وَهُو شَاذٌّ وَلاَيَنَ الرَّجُلَ مُلايَنَةً وَلِيَانًا لانَ لَهُ وَاللَّيْنَةِ كالمِسْوَرَةِ يُتَوَسَّدُ بِهَا أَرَى ذَلِكَ لِلِيْنِهَا وَوَثَارَتِهَا وَفي الحدِيثِ كانَ إِذَا عَرَّسَ بِلَيْلٍ تَوَسَّدَ لِيْنةً حَكَاهُ الهَرَوي في الغَرِيْبَينِ وَلِيْنَةُ مَاءٌ لِبَنِي أَسَدٍ احْتَفَرَهُ سُلَيْمَانُ بنُ داوُدَ وذلِكَ أَنَّهُ كانَ في بَعْضِ أَسْفَارِهِ فَشَكَا جُنْدُهُ العَطَشَ فَنَظَرَ إِلَى سِبَطْر جُحْرَةَ يَضْحَكُ فقالَ مَا أَضْحَكَكَ فَقَالَ أَضْحَكَنِي أَنَّ العَطَشَ قَدْ أَضَرَّ بِكُمْ والماءُ تَحْتَ أَقْدَاِمكُم فاحْتَفَرَ لِيْنَةَ حَكَاهُ ثَعْلَبٌ عنِ ابنِ الأَعْرَابيّ أَيْ مُضَرَ وَقَدْ يُقَالُ لَهَا اللِّيْنَةُ

لين: اللِّينُ: ضِدُّ الخُشونة. يقال في فِعْل الشيء اللَّيِّن: لانَ

الشيءُ يَلِينُ لِيْناً ولَيَاناً وتَلَيَّن وشيءٌ لَيِّنٌ

ولَيْنٌ، مخفف منه، والجمع أَلْيِناءُ. وفي الحديث: يَتْلُونَ كتابَ

الله لَيِّناً أَي سَهْلا على أَلسنتهم، ويروى لَيْناً، بالتخفيف، لغة فيه.

وأَلانه هو ولَيَّنه وأَلْيَنه: صَيَّرَه لَيِّناً. ويقال: أَلَنْتُه

وأَلْيَنتُه على النقْصان والتمام مثل أَطَلْته وأَطْوَلْتُه. واستلانه:

عَدَّه ليِّناً، وفي المحكم: رآه ليِّناً، وقيل: وجده ليِّناً على ما يغلب

عليه في هذا النحو. وفي حديث عليّ، عليه السلام، في ذكر العلماء

الأَتقياء: فباشَرُوا رُوحَ اليقين، واسْتلانُوا ما اسْتَخْشنَ المُترَفُون،

واستَوْحَشُوا مما أَنِسَ به الجاهلون. وتلَيَّنَ له: تملَّقَ. واللَّيانُ:

نَعْمَةُ العيْشِ؛ وأَنشد الأَزهري:

بيضاءُ باكرَها النَّعِيمُ، فصاغَها

بلَيَانِه، فأَدَقَّها وأَجَلَّها

يقول: أَدَقَّ خَصْرَها وأَجَلَّ كفَلَها أَي وَفَّرَه. واللَّيانُ،

بالفتح: المصدر من اللِّين، وهو في لَيانٍ من العيش أَي رَخاء ونعيم وخفْضٍ.

وإنه لذو مَلْينَةٍ أَي ليِّنُ الجانب. ورجل هَيْنٌ لَيْنٌ وهَيِّنٌ

ليِّنٌ، العرب تقوله؛ وحديث عثمان بن زائدةَ قال: قالت جدّة سفيان

لسفيان:

بُنَيَّ، إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنُ،

المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ،

ومَنْطِقٌ، إذا نطَقْتَ، ليِّنُ

قال: يأْتون بالميم مع النون في القافية؛ وأَنشده أَبو زيد:

بُنَيَّ، إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيْنُ،

المَفْرَشُ اللَّيِّنُ والطُّعَيْمُ،

ومَنْطِقٌ، إذا نطَقْتَ، لَْيْنُ

وقال الكميت:

هَيْنُونَ لَيْنُونَ في بُيوتِهم،

سِنْخُ التُّقَى والفَضائلُ الرُّتَبُ

وقوم لَيْنُون وأَلْيِناءُ: إنما هو جمع لَيِّن مشدداً وهو فَيْعِل لأَن

فَعْلاً لا يُجْمع على أَفْعلاء. وحكى اللحياني: إنهم قوم أَلْيِناءُ،

قال: وهو شاذ. واللِّيانُ، بالكسر: المُلايَنة. ولايَنَ الرجلَ مُلايَنة

ولِياناً: لانَ له. وقول ابن عمر في حديثه: خيارُكم أَلايِنُكم مَناكِبَ

في الصلاةِ؛ هي جمع أَلْيَنَ وهو بمعنى السُّكُون والوَقار والخُشوع.

واللَّيْنَةُ: كالمِسْوَرةِ

يُتَوَسَّدُ بها؛ قال ابن سيده: أَرى ذلك للِينِها ووَثارَتها. وفي

الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان إذا عَرَّس بليل توَسَّدَ

لَيْنةً، وإذا عَرَّسَ عند الصُّبح نصَبَ ساعدَه؛ قال: اللَّيْنة كالمِسْوَرة

أَو الرِّفادة، سميت لَيْنةً للينها؛ وقول الشاعر:

قطَعْتَ عَليَّ الدَّهرَ سوفَ وعَلَّهُ،

ولانَ وزُرْنا وانْتَظرْنا وأَبْشِرِ

غَدٌ عِلَّةٌ لليوم، واليومُ عِلَّةٌ

لأَمْسِ فلا يُقْضَى، وليس بمُنْظَرِ

أَراد أَلانَ، فترك الهمز. وقوله في التنزيل العزيز: ما قطَعْتُم من

لِينَةٍ؛ قال: كلُّ شيء من النخل سوى العجوة فهو من اللِّينِ، واحدته

لِينةٌ. وقال أَبو إسحق: هي الأَلوان، الواحدة لُونَةٌ، فقيل لِينة، بالياء،

لانكسار اللام. وحروف اللِّينِ: الأَلفُ والياء والواو، كانت حركة ما قبلها

منها أَو لم تكن، فالذي حركة ما قبله منه كنار ودار وفيل وقيلٍ وحُول

وغُول، والذي ليس حركة ما قبله منه إنما هو في الياء والواو كبَيْتٍ

وثَوْبٍ، فأَما الأَلف فلا يكون ما قبلها إلا منها.

ولِينة: ماء لبني أَسد احْتَفره سليمان بن داود، عليهما السلام، وذلك

أَنه كان في بعض أَسفاره فشكا جُنْدُه العَطش فنَظر إلى سِبَطْرٍ فوجده

يضحك فقال: ما أَضحك؟ فقال: أَضحكني أَن العطش قد أَضَرَّ بكم والماء تحت

أَقدامكم، فاحتَفَر لِينةَ؛ حكاه ثعلب عن ابن الأَعرابي، وقد يقال لها

اللِّينة. قال أَبو منصور: ولِينَة موضع بالبادية عن يسار المُصْعِدِ في طريق

مكة بحذاء الهَبِير؛ ذكره زهير فقال:

من ماءِ لِينَةَ لا طَرْقاً ولا رَنَقا

قال: وبها رَكايا عَذْبة حُفِرَت في حَجَرٍ رخْوٍ، والله أََعلم.

لين
: ( {لانَ) الشَّيءُ (} يَلِينُ {لِيناً) ، بالكسْرِ (} ولَياناً، بالفتْحِ) ، ضِدُّ صَعُبَ وخَشُنَ، ( {وتَلَيَّنَ) مِثْلُه، (فَهُوَ} لَيِّنٌ {ولَيْنٌ، كمَيِّتٍ ومَيْتٍ) ؛) وَبِهِمَا رُوِي الحدِيثُ: (يَتْلُونَ كتابَ اللَّهِ} لَيِّناً {ولَيْناً) ، أَي سَهْلاً على أَلْسِنَتِهم؛ وأَنْشَدَ أَبو زيْدٍ:
بُنَيَّ إنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنٌ المَفْرَشُ} اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ ومَنْطِقٌ إِذا نَطَقْتَ {ليْنُ (أَو المُخفَّفَةُ فِي المَدْحِ خاصَّةً، ج} لَيْنُونَ) ؛) قالَ الكُمَيْتُ:
هَيْنُونَ {لَيْنُونَ فِي بُيوتِهم سِنْخُ التُّقَى والفَضائلُ الرُّتَبُ (و) قوْمٌ (} أَلْيِناءُ) ، هُوَ جَمْعُ لَيِّنٍ مُشدَّداً، وَهُوَ فَيْعِلٌ لأنَّ فَعْلاً لَا يُجْمَعُ على أَفْعلاء.
وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أنَّهم قوْمٌ {أَلْيِناءُ، وَهُوَ شاذٌّ.
(} وأَلَنْتُه) على النُّقْصانِ {وأَلْيَنتُه على التَّمامِ كأَطَلْتُه وأَطْوَلْتُه، (} ولَيَّنْتُه) :) صَيَّرْتُه {لَيِّناً.
(و (} اللَّيانُ، كسَحابٍ: رَخاءُ العَيْشِ) ونَعْمَتُه، وَهُوَ مجازٌ؛ وأَنْشَدَ الأزْهرِيُّ:
بَيضاءُ باكَرَها النَّعِيمُ فصَاغَها {بلَيَانِه فأَدَقَّها وأَجَلَّهايقولُ: أَدَقَّ خَصْرَها وأَجَلّ كَفَلَها.
(} واسْتَلاَنهُ: رآهُ) ! لَيِّناً، كَمَا فِي المُحْكَم؛ أَو عَدَّهُ {لَيِّناً؛ (أَو وَجَدَهُ} لَيِّناً) على مَا يغْلبُ عَلَيْهِ فِي هَذَا النَّحْوِ؛ وَمِنْه حدِيْثُ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ وكَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَه، فِي ذِكْرِ العُلَماء الأَتْقياء: (فباشَرُوا رُوحَ اليَقِينِ، {واسْتَلانُوا مَا اسْتَخْشَنَ المُتْرَفُونَ، واسْتَوْحَشُوا ممَّا أَنِسَ بِهِ الجَاهِلُونَ) .
(وإِنَّه لذُو} مَلْيَنَةٍ) ، كمَرْحَلَةٍ، أَي ( {لَيِّنُ الجانِبِ) ، وَهُوَ مجازٌ.
(وهَيِّنٌ} لَيِّنٌ) ، كسَيِّدٍ، (ويُخَفَّفانِ، ج {أَلْيِناءُ) ، تقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ قَرِيباً وَفِيه تكْرارٌ.
(} ولايَنَه {مُلايَنَةً} ولِياناً) ، بالكسْرِ، أَي ( {لانَ لَهُ) ، والمُفاعَلَةُ ليْسَتْ على بابِها.
(} واللَّيْنَةُ، بالفتْحِ، كالمِسْوَرَة، يُتَوَسَّدُ بهَا) .
(قالَ ابنُ سِيدَه: أَرى ذلِكَ {للِينِها ووَثارَتِها؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (كانَ إِذا عَرَّسَ بليلٍ تَوَسَّدَ} لَيْنةً، وَإِذا عَرَّسَ عنْدَ الصُّبْح نَصَبَ ساعِدَه) .
(و) {لِيْنَةٌ، (بالكسْرِ: ماءٌ) لبَني أَسَدٍ (بطريقِ مكةَ حَفَرَهُ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: حَفَرَها، (سُليمانُ، عَلَيْهِ السّلام) ، وَذَلِكَ أنَّه كانَ فِي بعضِ أسْفارِه فشَكَا جُنْدُه العَطَشَ فنَظَرَ إِلَى سِبَطْرٍ فوَجَدَهُ يضحكُ فقالَ: مَا أَضْحَكَكَ؟ فقالَ: أَضْحَكني أنَّ العَطَشَ قد أَضَرَّ بكُم وَالْمَاء تحْتَ أَقْدامِكُم، فاحْتَفَرَ} لِينَة، حَكَاهُ ثَعْلَب عَن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ الأزْهرِيُّ، رَحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: لِينَةُ: مَوْضِعٌ بالبادِيَةِ عَن يَسارِ المُصْعِدِ بطريقِ مكةَ بحِذاءِ الهَبِير، ذَكَرَه زهيرٌ فقالَ:
مِن ماءِ لِينَةَ لَا طَرْقاً وَلَا رَنَقا قالَ: وَبهَا رَكَايا عَذْبةٌ حُفِرَتْ فِي حَجَرٍ رِخْوٍ.
قُلْتُ: وقالتِ امرأةٌ:
مَنْ يَهْدِ لي مِن ماءِ بَقْعاء جُرْعَةًفإنَّ لَهُ مِن ماءِ لِينَةَ أَرْبَعالقد زادَني وَجْداً ببَقْعاء أَنَّني وَجَدْتُ مَطايانا {بلِينَةَ طلعا وتقدَّمَتْ قصَّتُها فِي وَجَدَ عَن أَبي العَلاءِ صاعد فِي الفصوص.
(وأَبو} لِينَةَ، بالكسْرِ: النَّضْرُ بنُ) أَبي مَرْيم (مُطَرِّفٍ) ؛) كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ مِطْرَق بالقافِ، كمِنْبَرٍ، كَذَا ضَبَطَه الحافِظُ شيخُ وَكِيعٍ؛ (كُوفيٌّ ضَعيفُ الحدِيثِ) ، ورَوَى عَنهُ أَيْضاً مَرْوانُ بنُ مُعاوِيَةَ الفَزَارِيُّ. وقالَ الذّهبيُّ فِي الدِّيوانِ: ضَعَّفَه يَحْيَى والدَّارْقطْنيُّ، وَقد سَمِعَ أَبا حازِمٍ.
( {واللِّينُ، بالكسْرِ: ة بمَرْوَ) فِيمَا زَعَمَ ابنُ ماكُولا وتَعقَّبَه السَّمعانيُّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، فقالَ: لَا أَعْرِفُ هَذِه فِي قُرَى مَرْوَ، ولَعَلَّها} أَلِينُ كأَميرٍ؛ (مِنْهَا محمدُ بنُ نَصْرِ) بنِ الحُسَيْنِ بنِ عمان المُزْنيُّ فِي الصالِحِينَ عَن وكِيعٍ وابنِ المُبارَكِ، ذَكَرَه ابنُ معدان فِي تارِيخ المِراوِزَةِ. قالَ الحافِظُ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: هَكَذَا قَرَأْتُه بخطِّ أَبي العَلاءِ الفَرَضيّ: مُحَمَّد بن نَصْر؛ فقولُ الذهبيِّ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى، مكِّيّ بن مَنْصورٍ أَو ابْن نَصْرٍ وَهمٌ.
(و) {اللِّينُ: قَرْيةٌ (أُخْرَى بينَ المَوْصِلِ ونَصِيبينَ.
(و) أَيْضاً: (ع ببِلادِ الغَرْبِ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ: ببِلادِ العَرَبِ، قالَ نَصْر: جاءَ فِي شِعْرٍ.
(} ومِلْيانَةُ، بالكسْرِ: د بالمَغْرِبِ) فِي آخرِ أفْرِيقِيَة بَيْنه وبينَ تَنَس أَرْبَعَة أَيامٍ، جَدَّدَه زيرُ بنُ منادٍ وأَسْكَنَه بُلُكّين.
وقالَ الحافِظُ: مَدينَةٌ مِن عَمَلِ تلمسان، مِنْهَا: الرَّضى سُلَيْمانُ بنُ يوسُفَ المِلْيانيُّ سَمِعَ الْمَشَارِق مِن الصَّاغانيِّ فِي سَنَة 637.
(و) مِن المجازِ: ( {تَلَيَّنَ لَهُ) :) إِذا (تَمَلَّقَ.
(وبابُ} لَيُونٍ) ، كصَبُورٍ، ويقالُ: {أَليُون بالألِفِ: (ة بمِصْرَ أَو مَحَلَّةٌ بهَا) ، نُسِبَ إِلَيْهَا البابُ، لَهَا ذِكْرٌ فِي الفُتوحِ، ويقالُ أَيْضاً بَاب ليون وَقد ذَكَرْناها فِي ببلن وَفِي ألن.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} أَلْيَنَهُ: صَيَّرَه {لَيِّناً.
} والمُلايَنَةُ: المُداهَنَةُ.
{والأَلْينُ:} اللّيِّنُ، والجَمْعُ {أَلاينُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (خِيارُكم} أَلايِنُكم مَناكِبَ فِي الصَّلاة) ؛ وَهُوَ بمعْنَى السُّكُون والخُشُوع.
{واللِّينَةُ، بالكسْرِ: النَّخْلُ، مِنْهُم مَنْ ذَكَرَه هُنَا.
وحُرُوفُ اللِّينِ: الأَلفُ والواوُ والياءُ.
ونَزَلُوا} بلِينِ الأَرضِ ولَيانِها.
{وأَلانَ جَناحَهُ، وَهُوَ مجازٌ.
لين
لانَ/ لانَ لـ يَلين، لِنْ، لِينًا ولَيَانًا وليونةً، فهو لَيِّن، والمفعول ملين له
• لانَ الشَّخْصُ وغيرُه:
1 - سهُل وانقاد "رَجُلٌ لا يَلين- من لانت كلمتُه وَجَبَتْ محبّتُه [مثل]- {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ}: تذعن وتقبل بعد التأبِّي والإنكار" ° لانت شوكتُه: ذلّ، ضعف- لانت عريكتُه: انقاد، أذعن، استسلم- لان جانبُه: صار رقيقًا، حسن المعاملة.
2 - رَفَه عيشُه ويسُر ° لان جِلْدُه: تنعّم.
• لانَ الحديدُ وغيرُه: كان قابلاً للانثناء، عكسه صلُب "لانت العضلاتُ- غصن ليِّن".
• لانَ لفلانٍ: عامله بلطف ورحمة، سهل له وانقاد " {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ} ".
• لانَت له الأمورُ: سهلت. 

ألانَ يُلين، ألِنْ، إلانةً، فهو مُلين، والمفعول مُلان
• ألانَ المعدنَ وغيرَه: سهَّله، جعله طائِعًا قابلاً للانثناء والتَّشكيل " {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} " ° ألان للقوم جَناحه: أخذهم بالمُلاطفة/ عاملهم بلُطْفٍ ورقّة- ألان موقفَه مع منافسيه. 

استلانَ يستلين، اسْتَلِنْ، استلانةً، فهو مُسْتَلين، والمفعول مُسْتلان
• استلانَ العَيْشَ: وجده سهلاً ميسورًا "استلان الحياةَ في الرِّيف". 

تليَّنَ/ تليَّنَ لـ يتليَّن، تليُّنًا، فهو مُتليِّن، والمفعول مُتليَّن (للمتعدِّي)
• تليَّنَ الشَّيءُ: مُطاوع ليَّنَ: صار لدنًا قابلاً للانثناء، عكسه تصلَّب "تليَّن الحديدُ بالنَّار".
• تليَّنَ الشَّخْصُ: تنعَّم، عكسه تخشَّن "تليَّن حين سكن في المدينة".
• تليَّنَ الشَّخصَ/ تليَّنَ للشَّخص: تملّقه، تودَّد إليه وليَّن
 كلامَه وتذلَّل. 

لاينَ يلاين، مُلايَنةً، فهو مُلايِن، والمفعول مُلايَن
• لاينَ الشَّخصَ:
1 - لان له ولاطفه، عامله برِقَّة "لاين الطبيبُ المريضَ".
2 - داهنه "لاين العاملُ المديرَ". 

ليَّنَ يليِّن، تليينًا، فهو مُلَيِّن، والمفعول مُلَيَّن
• ليَّنَ الشَّيءَ: جعله ليِّنًا مَرِنًا طائِعًا "ليَّن الحديدَ بالنّار- ليَّن محرّكَ السيّارة: بدأ تشغيله برفق- ليَّن الأرضَ: بلَّلها بالماء". 

إلانة [مفرد]: مصدر ألانَ. 

ألينُ [مفرد]: ج ألاينُ:
1 - اسم تفضيل من لانَ/ لانَ لـ: أكثر سهولة وطواعية "هو ألينُ إخوته- ألينُ من الزُّبد".
2 - لَيِّنٌ، طائع، سهل قابل للانثناء والتشكيل. 

استلانة [مفرد]: مصدر استلانَ. 

تليُّن [مفرد]: مصدر تليَّنَ/ تليَّنَ لـ.
• تليُّن العظام: (طب) مرض يصيب النساءَ البالغات بالضّعف والألم وترقُّق العظام نتيجة نقص فيتامين (د) أو الكالسيوم. 

لَيان [مفرد]: مصدر لانَ/ لانَ لـ. 

لِين [مفرد]:
1 - مصدر لانَ/ لانَ لـ.
2 - نعومة ويُسْر، ضدّ الخشونة "لِين العَيْش".
3 - لُطْفٌ في الطَّبع أو سهولة الانقياد "لِين الجانب/ الطَّبْع/ العريكة".
• لِين العِظام: (طب) مرض يصيب العظامَ ناتج عن فقدان فيتامين (د)، وأعراضه في الأطفال ليونة العظام وتقوُّس الأرجل وتشوُّهات في الصدر والحوض.
• حروف اللِّين: (نح) حروف العِلَّة، وهي الألف والواو والياء. 

لِينة [مفرد]: ج لِينات ولِين: كلّ نوع من أنواع النَّخل سوى العَجْوَة " {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ} ". 

ليونة [مفرد]:
1 - مصدر لانَ/ لانَ لـ.
2 - نعومة، رَخاوة "ليونة جلد". 

لَيِّن [مفرد]: ج ليِّنون وأليناءُ (للعاقل):
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لانَ/ لانَ لـ: قابل للانثناء، عكسه صُلْب.
2 - سهل، رقيق لا عنف فيه "كلام أو قول ليِّن- جادِلْ بحزم ولكن استخدِمْ الكلامَ الليّن [مثل أجنبيّ]- {فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا} ".
3 - لطيف يسير المعاشرة، سهل الانقياد "ليِّن القياد- ليِّن الجانب: سهل التعامل- لا تكن يابسًا فتُكسر ولا ليِّنًا فتُعصر" ° ليِّن العَرِيكة: سَلِس الخُلُق، سَهْل الانقياد، سَمْح- ليِّنُ العَصَا: رفيق السياسة، رقيقٌ لطيفٌ طائعٌ.
• الحنك اللَّيِّن/ الطَّبق اللَّيِّن: (شر) سقف الفم الرِّخو.
• صوت لَيِّن: (لغ) منطوق باسترخاء نسبيّ. 

ليِّنة [مفرد]: مؤنَّث لَيِّن: ناعمة لطيفة الطبع.
• قرحة ليِّنة: (طب) قرحة تناسليّة معدية. 

مُلَيِّن [مفرد]: ج مُليِّنات:
1 - اسم فاعل من ليَّنَ.
2 - (طب) دواء يسهِّل إخراج الفضول من الأمعاء "وصف له الطَّبيبُ مُلَيِّنًا". 
(لين) الشَّيْء ألانه
لين: اللِّيْنَةُ: كُلُّ لَوْنٍ من النَّخْلِ والتَّمْرِ، وجَمْعُها لِيَانٌ ولِيْنٌ، واللُّوْنَةُ: لُغَةٌ فيه؛ والجَميْعُ لُوْنٌ. والشَّيْءُ اللَّيِّنُ: لانَ يَلِيْنُ لِيْناً ولَيَاناً، ورَجُلٌ هَيِّنٌ لَيِّنٌ؛ وهَيْنٌ لَيْنٌ.
ونَزَلُوا بلَيَانِ الأرْضِ ولِيْنِها.
وفلانٌ ذو مَلْيَنَةٍ: لَيِّنُ الجانِبِ.
ولاَئِنَةٌ من العَيْشِ ولِيْنَةٌ: أي لَيَانٌ وقُرَّةٌ.

الرّابطة

الرّابطة:
[في الانكليزية] Copula ،link ،relation
[ في الفرنسية] Copule ،lien ،relation
بالموحّدة في اللّغة كلّ ما يربط به الشّيء.

وفي اصطلاح الشّطّارين: الرابطة هو المرشد الكامل الذي يربط المسترشد بالحقّ تعالى. كذا في كشف اللغات. والرّابطة عند المنطقيّين هي الشيء الدّالّ على النّسبة. والشيء يشتمل اللــفظ وغيره، فيشتمل التعريف الحركات الإعرابية والهيئة التركيبية حيث قيل إنّ الرّوابط في [لغة] العرب إمّا الحركات الإعرابية وما يجري مجراها من الحروف أو الهيئة التركيبية.
وأمّا ما هو المشهور من أنّ لــفظ هو وكان من روابط العرب فغير صحيح، إذ لــفظ هو عندهم ضمير من أقسام الاسم ولا دلالة لها على نسبة أصلا، وكذا لــفظ كان إذ هو عندهم من الأفعال الناقصة، وعند المنطقيين من الكلمات الوجودية. وبالجملة فلــفظ هو وكان ليسا من الروابط إذ الرابطة إنّما تكون أداة، وهما ليسا بأداة. والمراد بالدّلالة الدّلالة صريحة سواء كانت وضعية أو مجازية لئلّا تتناول الكلمات الحقيقية وهيآتها، ولتتناول لما هو استعارة في النسبة. والمراد بالنسبة الوقوع واللّاوقوع المتّفق عليه في القضية. اعلم أنّهم قالوا الرابطة أداة لدلالتها على النّسبة وهي غير مستقلّة، لكنها قد تكون في صورة الكلمة مثل كان وأمثاله، وتسمّى رابطة زمانية. وقد تكون في صورة الاسم مثل هو في زيد هو قائم، وتسمّى رابطة غير زمانية. واللغات مختلفة في استعمال الرابطة وجوبا وامتناعا وجوازا. والأقسام عند التفصيل تسعة لأنّ استعمال الرابطتين معا، أو الزمانية فقط، أو غير الزمانية فقط، في المواد الثلاث وعدم الشعور على بعض الأمثلة لا يضرّ بالفرض. قال الشيخ: لغة اليونان توجب ذكر الزمانية فقط كاستن بمعنى است- يكون-.
ولغة العجم لا تستعمل القضية خالية عنهما إمّا بلــفظ هست وبود- يكون وكان- وإمّا بحركة نحو زيد دبير- كاتب- بكسر الراء. والعرب قد يحذف وقد يذكر، فغير الزمانية كلــفظ هو في زيد هو حيّ، والزمانية ككان في زيد كان.
واعلم أنّ التعريف لا يصدق على الرابطة الزمانية ككان على القول المشهور، لعدم دلالتها على النسبة صراحة بل ضمنا، كأنّ القول المشهور مبنيّ على أخذ الدلالة أعمّ من الصريحية والضّمنية، والتزام كون الكلمات الحقيقية وهيآتها روابط بناء على أنّ قولهم الرابطة أداة مهملة لا كلّية فتأمّل. وقد بقي هاهنا أبحاث فمن أراد الاطّلاع عليها فليرجع إلى شرح المطالع، وما حقّق أبو الفتح في حاشية الحاشية الجلالية وغيرهما.

علم دراية الحديث

علم دراية الحديث
تقدم الكلام عليه في علم الحديث.
وقال الشيخ شمس الدين الأكفاني السخاوي: دراية الحديث علم تتعرف منه أنواع الرواية وأحكامها وشروط الرواية وأصناف المرويات واستخراج معانيها ويحتاج إلى ما يحتاج إليه علم التفسير من اللغة والنحو والتصريف والمعاني والبيان والبديع والأصول ويحتاج إلى تاريخ النقلة انتهى.
ولنا كتاب سميناه الحطة بذكر الصحاح الستة ذكرنا فيه جميع فروع علم الحديث.
وشرف هذا العلم وأحوال الأمهات الست وتراجم أصحابها فإن شئت الزيادة فارجع إليه.
وذكر في مدينة العلوم أن لــفظ الصحيح في علم الحديث إذا أطلق يراد به عند المحدثين البخاري وإذا أطلق لــفظ الصحيحين يراد به عندهم صحيح البخاري وصحيح مسلم.
وإذا أطلق لــفظ الصحاح يراد به عندهم الصحيحان وصحيح ابن حبان وصحيح ابن خزيمة وصحيح ابن عوانة وصحيح مستدرك الحاكم وهذه هي الصحاح الستة انتهى. وفيه نظر واضح.
قال: ثم إن السنن إذا أطلقت يراد بها في اصطلاحهم سنن أبي داود وسنن الترمذي وسنن النسائي وسنن ابن ماجة القزويني وأما سنن غير هؤلاء فتذكر مقيدة كسنن الدارقطني وسنن البيهقي وإذا أطلق المسانيد يراد بها في اصطلاحهم مسندا للإمام أحمد بن حنبل ومسند أبي يعلى الموصلي ومسند الدارمي ومسند البزار.
ثم إن المعاجم إذا أطلقت يراد بها المعجم الكبير والأوسط والصغير الثلاثة للطبراني قال: ولما فرغنا عن ذكر الأقدمين من المحدثين اقتضى الرأي أن نورد ههنا بعضا من المتأخرين منهم وعند ذكر الصالحين تنزل الرحمة. ثم ذكر أبا سليمان الخطابي وابن الجوزي والنووي وأبا السعادات الجزري وأبا محمد حسين البغوي وابن الصلاح والحسن الصغاني اللاهوري الهندي وأكمل الدين البابرني شارح المشارق والقاضي عياض وذكر تراجمهم بالاختصار وكتابنا إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء المحدثين قد قضى الوطر عن ذكر الكتب المؤلفة في علم الحديث وتراجم أكابر هذا العلم.

حضن

ح ض ن : حَضَنَ الطَّائِرُ بَيْضَهُ حَضْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَحِضَانًا بِالْكَسْرِ أَيْضًا ضَمَّهُ تَحْتَ جَنَاحِهِ فَالْحَمَامَةُ حَاضِنٌ لِأَنَّهُ وَصْفٌ مُخْتَصٌّ وَحُكِيَ حَاضِنَةٌ عَلَى الْأَصْلِ وَيُعَدَّى إلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَحْضَنْتُ الطَّائِرَ الْبَيْضَ إذَا جَثَمَ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ حَاضِنٌ وَامْرَأَةٌ حَاضِنَةٌ لِأَنَّهُ وَصْفٌ مُشْتَرَكٌ وَالْحَضَانَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَالْحِضْنُ مَا دُونَ الْإِبِطِ إلَى الْكَشْحِ وَاحْتَضَنْتُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ فِي حِضْنِي وَالْجَمْعُ أَحْضَانٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ. 
(حضن) - في الحَدِيث: "أَنَّه خرج مُحْتَضِناً أَحدَ ابنَى ابْنَتِه".
: أي حامِلاً له في حِضْنِه، وهو ما دُونَ الإِبطِ.

حضن


حَضَنَ(n. ac. حَضْن
حِضَاْنَة)
a. Took, carried in his arms; fondled, fostered.
b. Reared, brought up.
c. [ n. ac.
حَضْن
حِضَاْن
حِضَاْنَة
حُضُوْن], Sat upon, hatched (eggs).
d.(n. ac. حَضْن
حَضَاْنَة) [acc. & 'An], Precluded, debarred from; removed from.

أَحْضَنَ
a. [acc.
or
Bi], Discredited; made little of.
b. [acc. & Bi], Deprived, defrauded of ( right, due ).

تَحَاْضَنَa. Embraced one another.

إِحْتَضَنَa. see I (a) (b), (d).
حِضْن
(pl.
حُضُوْن
أَحْضَاْن)
a. Bosom.
b. Lap.
c. Side, flank.

حُضْنَةa. Embrace.

حَاْضِن
(pl.
حَضَن
حُضَّاْن)
a. Foster-father; fosterer.

حَاْضِنَة
(pl.
حَوَاْضِنُ)
a. Wet-nurse; fostermother.

حَضَاْنَة
حِضَاْنَةa. Bringing up, rearing, nurture.
ح ض ن

إحتضن الصبيّ: أخذه في حضنه وهو ما دون الإبط إلى الكشح. وحضنت المرأة ولدها. والحمامة بيضها. وله حاضن وحاضنة يرفعانه ويربيانه. وهي حاضنة حسنة الحضانة. وحمامة حاضن، وحمام حواضن: جواثم على البيض، والحمامة في محضنتها وهي شبه قصعة روحاء تعمل من الطين. وامرأة دقيقة المحتضن. قال الأعشى:

عريضة بوص إذا أدبرت ... هضيم الحشا شختة المحتضن

ومن المجاز: إعتشّ الطائر في حشن الجبل. ومازال يقطع أحضان الأرض، وأحضان الليل. قال حميد بن ثور:

قطعت إليك الليل حضنيه إنني ... لذاك إذا هاب الجبان فعول

وقال زميل بن أم دينار الفزاري:

وحضنين من ظلماء ليل طعنته ... بناجية قد ضمها اليسر محنق

وأعطاه حضناً من الزرع أي قدر ما احتمله في حضنه. وهو من حضنة العلم. واحتضنه عن حاجته وحضنه: نحاه عنها.
حضن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَنه أوصى إِلَى الزبير وَإِلَى ابْنه عبد الله بن الزبير وَقَالَ فِي وَصيته: إِنَّه لَا يُزَوّج امْرَأَة من بَنَاته إِلَّا بِإِذْنِهَا وَلَا تُحضَنُ زَيْنَب امرأةُ عبد الله عَن ذَلِك. قَوْله: لَا تُحْضن يَعْنِي لَا تُحُجَب عَنهُ وَلَا يُقَطُع دونهَا يُقَال: حَضَنتُ الرجل عَن الشَّيْء إِذا اخْتَزَلْتَه [دونه -] [وَمِنْه حَدِيث عمر يَوْم أَتَى سَقِيفَة بني سَاعِدَة لِلْبيعَةِ قَالَ: فَإِذا إِخْوَاننَا من الْأَنْصَار يُرِيدُونَ أَن يَخْتَزِلُوا الْأَمر دُوننَا ويَحْضُنُوننا عَنهُ -] . وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه يبين لَك أَنه لَيْسَ إِلَى الأوصياء من النِّكَاح شَيْء إِنَّمَا النِّكَاح إِلَى الْأَوْلِيَاء دون الأوصياء وَلَو كَانَ النِّكَاح إِلَى الْوَصِيّ مَا احْتَاجَ عبد الله أَن يشْتَرط إِذن الزبير وَابْنه.
(ح ض ن) : (الْحِضْنُ) مَا دُونَ الْإِبِطِ (وَمِنْهُ حَدِيثُ) أُسَيْدَ بْنِ حُضَيْرٍ «لَوْلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَأَنْفَذْتُ حِضْنَيْكَ» أَيْ لَخَرَّقْتُ جَنْبَيْكَ وَخُصْيَتَيْكَ تَصْحِيفٌ (وَالْحَاضِنَةُ) الْمَرْأَةُ تُوَكَّلُ بِالصَّبِيِّ فَتَرْفَعُهُ وَتُرَبِّيهِ وَقَدْ حَضَنَتْ وَلَدَهَا حَضَانَةً مِنْ بَابِ طَلَبَ وَحَضَنَ الطَّائِرُ بَيْضَهُ حَضْنًا إذَا جَثَمَ عَلَيْهِ يَكْنُفُهُ بِحِضْنَيْهِ (وَحَمَامَةٌ حَاضِنٌ) وَفِي بُرْجِ الْحَمَامِ (مَحَاضِنُ) وَهِيَ فِي مَوَاضِعِهَا الَّتِي تَبِيضُ فِيهَا جَمْعُ مَحْضَنٍ قِيَاسًا وَاحْتَضَنَتْ الدَّجَاجَةُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) وَلَوْ غَصَبَ بَيْضَةً وَحَضَنَهَا تَحْتَ دَجَاجَةٍ لَهُ حَتَّى أَفْرَخَتْ أَيْ وَضَعَهَا تَحْتَهَا وَأَجْلَسَهَا عَلَيْهَا فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَعَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ كَمَا فِي بَنَى الْأَمِيرُ الْمَدِينَةَ وَإِلَّا فَالصَّوَابُ بِالتَّشْدِيدِ.
[حضن] نه فيه: أنه خرج "محتضنًا" أحد ابني ابنته، أي حاملًا له في حضنه، أي جنبه، وهما حضنان. ومنه ح: اخرج بذمتك لا أنفذ "حضنيك". وح: كأنما حثحث من "حضني". وح: عليكم بالحضنين، أي مجنبتي العسكر. وح عروة: عجبت لقوم طلبوا العلم حتى إذا نالوا منه صاروا "حضانًا" لأبناء الملوك، أي مربين وكافلين، جمع حاضن، لأن المربي يضم الطفل إلى حضنه، وبه سميت "الحاضنة" وهي التي تربي الطفل، والحضانة بالفتح فعلها. وفي ح السقيفة: إخواننا من الأنصار يريدون أن "يحضنونا" من هذا الأمر، أي يخرجونا، من حضنت الرجل عن الأمر حضنًا وحضانة إذا نحيته عنه وانفردت به دونه، كأنه جعله في حضن منه، أي جانب، حكى الأزهري أحضنني منه أخرجني منه، والصواب حضنني. ومنه ح: أن نعيما يريد أن "يحضنني" أمر ابنتي، فقال: لا تحضنها وشاورها. وح ابن مسعود في وصيته: و"لا تحضن" زينب عن ذلك، يعني امرأته أي لا تحجب عن وصيته، ولا يقطع أمر دونها. نه وفيه: في أعنز "حضنيات" أرعاهن منسوبة إلى حضن بالحركة وهو جبل بأعالي نجد. ومنه المثل: أنجد من رأى "حضناً" وقيل: هي غنم حمروسود، وقيل: التي أحد ضرعيها أكبر من الآخر.
[حضن] الحِضْنُ: ما دون الإبط إلى الكشح. وحضنا الشئ: جانباه. ونواحى كل شئ أحضانه. والمحتضن أيضاً: الحِضْنُ. قال الأعشى: عريضةُ بوصٍ إذا أدبرتْ هضيمُ الحَشا شختة المحتضن وحضن الضبع: وجاره. قال الكميت: كما خامرتْ في حِضْنِها أُمُّ عامرٍ لِذي الحبلِ حتّى عالَ أوسٌ عِيالها وحَضَنَ الطائر بيضه يَحْضُنُهُ، إذا ضمَّه إلى نفسه تحت جناحِه. وكذلك المرأة إذا حَضَنَتْ ولدها. وحاضِنَةُ الصبيّ: التي تقوم عليه في تربيته. وحَضَنْتُهُ عن كذا حَضْناً وحَضانَةً، إذا نَحّيْته عنه واستبددت به دونه. وحَضَنْتُهُ عن حاجته أحْضُنُهُ بالضم، أي حبسْتُه عنها. واحْتَضَنْتُهُ على كذا مثله. واحْتَضَنْتُ الشئ: جعلته في حضنى. والحضون من الشاء: الشَطورُ، وهي التي أحد طُبْيَيْها أطولُ من الآخر. يقال: شاةٌ حَضونٌ بيِّنة الحِضان بالكسر. وحضن بالتحريك: جبل بأعلى نجد. والعرب تقول: " أنجد من رأى حضنا "، أي من عاين هذا الجبل فقد دخل في ناحية نجد. ابن السكيت: الحضن في بعض اللغات: العاجُ، وينشد في ذلك:

وأَبْرَزَتْ عن هِجانِ اللونِ كالحَضَنِ * أبو زيد: أحْضَنْتُ بالرجل: أزريت به.
حضن
الحِضْنُ: ما دُوْنَ الإِبْطِ إلى الكَشْحِ، ومنه: الاحْتِضَانُ. والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ. والحِضَانَةُ: مَصْدَرُ الحاضَنِ والحاضِنَةِ، وهما المُوَكَّلانِ بالصَّبيِّ. وناحِيَتا المَفَازَةِ: حِضْناها. والحَمَامَةُ تَحْضِنُ بَيْضَها حُضُوْناً: رَجَنَتْ عليه، ومَوْضِعُها: المَحْضَنُ والمَحَاضِنُ. وأحْضَنَه من الأمْرِ: أخْرَجه عنه. والحِضَانُ: أنْ تَقْصُرَ إحْدَى طُبْيَي العَنْزِ وتَطُوْلَ الأُخْرى جِدّاً، عَنْزٌ حَضُونٌ. وكذلك في البَيْضَتَيْنِ. وقيل: في قَوْلِه:
وسُفْعٌ على ما بَيْنَهُنَّ حَوَاضِنُ
إنَّها الأثافيُّ. والأعْنُزُ الحَضَنِيّاتُ: ضَرْبٌ منها حُمرٌ شَديدُ الحُمْرَةِ، وقيل: سُوْدٌ أيضاً. وحَضَنٌ: جَبَلٌ بِنَجْدٍ، ويقولونَ: " أنْجَدَ مَنْ رَأى حَضَناً ". وأحْضَنْتُ بالرَّجُلِ: أي اسْتَضْعَفْتُهُ، فَحَضَنَ يَحْضُنُ حِضَاناً. وأصْبَحَ فلانٌ بِحُضْنَةِ سَوْءٍ: أي أصَابَتْه هَضِيْمَةٌ فلم يَنْتَصِرْ. والحُضْنَةُ: أنْ يُحْضَنَ على الرَّجُلِ في مالِه: أي يُحْظَرَ عليه. ولا أُعطِيْكَ إلاَ على حُضْنَةٍ: أي كُرْهٍ. وأحْضَنَ لي بِحَقّي: مِثْل أمْعَنَ به. وتَحَضَّنْتُ: امْتَنَعْتُ. ويُقال للنَّخْلَةِ القَصِيرةِ العُذُوْقِ: حاضِنَةٌ. وفَرْجٌ حَضُوْنٌ: إذا كانَ أحَدُ شُفْرَيْه أعْظَمَ من الآخَر.
حضن: حضن: أحاط برعايته وحمايته (البلاذري ص399) وليس الكلام فيه عن طفل.
حضَّن (بالتشديد) حضَّنه أو حضَّن عليه: رخَّم، جعله يحضن البيض (فوك، ألكالا، مخطوطة الكامل في بيت ص245، أبو الوليد ص153، تقويم قرطبة ص33، المقدمة 1: 164).
وحضَّن: تعهد، اعتنى، اهتم به (المعجم اللاتيني).
حاضن (انظر لين). محاضنة: معانقة (همبرت ص236).
تحضَّن، وانحضن. ذكرها فوك بمعنى حضَن. ورخم.
حِضن، قبله بالحضن: رحب به (بوشر).
أخذ من كل واحدة حضناً عانق كل واحدة منهن (ألف ليلة 1: 64).
حضن: ما بين أعالي الفخذين من الجالس مربعا (محيط المحيط).
حَضْنَة: البيض تحضن عليه الطير (بوشر).
حِضْنَة: ما يحضن ويحمل بين الذراعين (بوشر).
وحِضْنَة: عناق (بوشر).
حِضانة: في اصطلاح البنائين آخر دمس من الحائط يرتفع عن مسامته السطح ليرد الماء عن التسلل على الحيطان، ويقال له دمس الحِضانَة (ودمس تحريف دِمْص) (محيط المحيط). حاضن، في المعجم اللاتيني - العربي ( Curator) حاضن دوالٍ.
تَحْضِين: تفاوت، عدم التساوي والمساواة ففي كرتاس: وأشترط على نفسه ألا يبقى فيه تحضين ولا رقده. والفعلان حضَّن ورقد يعني كل واحد منهما رخّم، جعل البيض تحت الدجاجة ليفقس ويظهر أن كلمتي تحضين ورقدة قد أصبحتا تدلان على التفاوت وعدم التساوي لأن الدجاجة تضع بيضها في حفرة صغيرة حين تريد أن ترقد عليها.
مُحَضَّنَة: بيضة تحضنها الدجاجة وترقد عليها (ألكالا).
الْحَاء وَالضَّاد وَالنُّون

الحِضْنُ: مَا دون الْإِبِط إِلَى الكشح. وَقيل: هُوَ الصَّدْر والعضدان وَمَا بَينهمَا، وَالْجمع أحضانٌ.

والاحتِضانُ: احتمالك الشَّيْء تَحت حِضْنِك والمُحتَضَنُ، الحِضْنُ. قَالَ الْأَعْشَى:

هضيمُ الحَشا، شخْتَهُ المُحتَضَن

وحضَنَ الصَّبِي يَحْضُنُه حَضْنا وحِضانةً جعله فِي حِضْنِه.

وحِضْنا الْمَفَازَة، شقاها. قَالَ:

أجَزْتُ حِضْنَيها هِبلاًّ وغَمْا

وحِضْنا اللَّيْل، ناحيتاه، وَالْجمع حُضُونٌ. قَالَ أُميَّة الْهُذلِيّ:

وأزْمَعْتُ رِحْلَةَ ماضِي الهمُومِ ... أطْعَنُ مِنْ ظُلُماتٍ حُضُونا

وحِضْنُ الْجَبَل، مَا يطِيف بِهِ. وحِضْنُه وحُضْنُه أَيْضا، أَصله.

وحَضَنَ الطَّائِر بيضه، وعَلى بيضه، يَحْضُنُ حَضْنا وحِضانةً وحَضانا وحُضُونا: رخم عَلَيْهِ للتفريخ. وحمامة حاضِن، بِغَيْر هَاء. وَاسم الْمَكَان، المِحْضَنُ. والمِحْضَنَةُ المعمولة للحمامة كالقصعة الروحاء من الطين.

وحضَنَ الصَّبِي يَحْضِنُهُ حَضْنا، رباه. والحاضِنُ والحاضِنَةُ، الموكلان بِالصَّبِيِّ يحــفظــانه ويربيانه.

ونخلة حاضِنَةٌ، خرجت كبائسها وَفَارَقت كوافيرها وَقصرت عراجينها. حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة وَأنْشد لحبيب الْقشيرِي:

من كُلّ بائِنَةٍ تبِينُ عُذُوقها ... عَنْهَا، وحاضِنَةٍ لَهَا مِيقار

وَقَالَ كرَاع: الحاضِنَةُ، القصيرة العذوق. وحَضَنني مِنْهُ، أخرجني فِي نَاحيَة. وَفِي الحَدِيث عَن الْأَنْصَار حَيْثُ أَرَادوا أَن تكون لَهُم شركَة فِي الْخلَافَة فَقَالُوا لأبي بكر: أتريدون تحضنونا من هَذَا الْأَمر؟ وَالِاسْم الحِضْنُ. وحَضَنَ الرجل عَن الْأَمر يَحضُنُه حَضْنا وحضانة واحتَضَنَه، خزله دونه وَمنعه مِنْهُ. وحَضَن عَنَّا هديته يَحْضِنُها حَضْنا، كفها وصرفها. وَقَالَ الَّلحيانيّ: حَقِيقَته، صرف مَعْرُوفَة وهديته عَن جِيرَانه ومعارفه إِلَى غَيرهم. وَحكى: مَا حُضِنَتْ عَنهُ الْمُرُوءَة إِلَى غَيره، أَي مَا صرفت.

وأحضَنَ بِالرجلِ وأحضَنَه، أزرى بِهِ.

والحَضُونُ من الْغنم وَالْإِبِل وَالنِّسَاء، الَّتِي أحد خلفيها وثدييها اكبر من الآخر. وَقد حَضُنَتْ حِضانا.

والحَضُونُ من الْإِبِل، الَّتِي قد ذهب أحد طبييها، وَالِاسْم الحِضَانُ، هَذَا قَول أبي عبيد، اسْتعْمل الطبي مَكَان الْخلف.

والحِضانُ، أَن تكون إِحْدَى الخصيتين أعظم من الْأُخْرَى. وَرجل حضُونٌ إِذا كَانَ كَذَلِك.

والحَضُون من الْفروج، الَّذِي أحد شفريه أعظم من الآخر.

وَأخذ فلَان حَقه على حُضْنِه، أَي قسرا.

والأعنز الحَضَنِيَّةُ، ضرب شَدِيد السوَاد، وَضرب شَدِيد الْحمرَة.

والحضَنُ: العاج، فِي بعض اللُّغَات.

وحَضَنٌ: اسْم جبل فِي أعالي نجد وَفِي الْمثل: أنجد من رأى حَضَنا.

وحَضَنٌ: قَبيلَة. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

بِمَا جمَّعْتَ من حَضَنٍ وعمرٍو ... وَمَا حضَنٌ وعمرٌو والجيادا؟

وحَضَنٌ: اسْم رجل، قَالَ:

يَا حَضَنَ بنَ حضَنٍ مَا تَبغُونْ
باب الحاء والضاد والنون معهما ح ض ن، ن ض ح، ن ح ض، ض ح ن مستعملات

حضن: الحِضْن: ما دونَ الإبْط إلى الكَشْح، ومنه احتضانك الشَيءَ وهو احتمالُكَهُ وحَمْلكَهُ في حضنِك كما تَحْتَضِنُ المرأة ولدها فتحمله في أحد شِقَّيْها. والمُحْتَضَنُ: الحِضْن، قال:

هَضيمُ الحَشَا شَخْتَةُ المُحتَضَنْ

والحَضانةُ: مصدر الحاضِنة والحاضِن وهما اللذان يُربِّيان الصَبيِّ. وناحِيَتا المَفازةِ: حِضناها، قال:

أجَزْتُ حِضْنَيه هِبَلاًّ وعثا

وعَنْزٌ حَضون: أَيْ أحَد طُبْيَيْها أطوَلُ. والحَمامةُ تَحتضِنُ بَيْضَها حُضُوناً للتفريخ فهي حاضِنٌ. وسُقْعٌ حَواضِنُ: أي جَواثِمُ، قال النابغة:

رَمادٌ مَحَتْة الريحُ من كُلِّ وِجْهةٍ ... وسُفْعٌ على ما بَيْنَهُنَّ حَواضِنُ

أي أثافيُّ [جَواثم] على الرَماد. وحَضَنْتْ الرجل عن الشيء: اختَزَلتُه ومَنَعْتُه، قال ابن مسعُود: لا تُحضَنُ زَيْنَبُ امرأةُ عبدِ الله أي لا تُحجَب عنه ولا يُقْطَعُ أمرٌ دونها. وفُلانٌ احتَجَنَ بأمرٍ دُوني وأحضَنني: أي أخَرجَني منه في ناحيةٍ. وقالت الأنصار لأبي بَكْر: تُريدونَ أن تَحضُنونا من هذا الأمر. والمِحْضَنة: المعمُولةُ من الطيِن للحمامة كالقصعة الرَّوْحاء. والمَحاضِن: المَواضِع التي تحضُنُ فيها الحمامة على بَيْضها، واحدُها مَحضَن. والأعنُز الحَضَينات: ضَربٌ منها شَديَدة الحُمْرة، وأسوَدُ منها شَديدُ السَواد. والحَضَن: جَبَل، قال الأعشى:

كخلْقاء من هَضبَات الحَضَنْ

نضح: النضح: كالنضح رُبَّما اختَلَفا ورُبَّما اتَّفَقا. ويقال: النَّضخ ما بَقِيَ له أَثَرَ، يقال: على ثَوبه نَضْخُ دَمٍ. والعَيْن تَنْضَح بالماء نَضْحاً: أي تفور [وتنضخ] أيضاً. والرجُلُ يعتَرفُ بأمرٍ فيَنْتَضِحُ منه: إذا أظهَرَ البَراءةَ وبَرَّاً نفسَه منه جُهْدَه. والنَضيحُ من الحِياض: ما قرُبُ من البِئر حتّى يكونَ الافِراغ فيه من الدَلْوِ ويكونَ عظيماً، قال:

فغَدَونا علَيهِمُ بُكرةَ الورد ... كما تورِدُ النَضيحَ الهِياما

والناضِحُ: جَمَلٌ يُسْتَقَى عليه الماء للقِرَى في الحَوض، أو سِقيْ أرضٍ وجَمعُه النَواضِح. والفَرَس يَنْضَحُ: أي يعْرَقُ، قال:

كأنَّ عِطْفَيْه من التَنْضاحِ ... بالماء ثوباً مُنْهِلٍ مَيّاحِ

أي مُستَقٍ بيَده. والجَرَّة تنضَحُ بالماء: يخرُج الماء من الخَزَف لرِقَّتِها. والجَبَل يَنْضَحُ: إذا تَحَلَّبَ الماءُ من بين صُخُوره. ويقال في القتال: نضحوهم بالنُّشّاب ورَضِّحوهم بالحِجارة. واستَنْضَحَ الرجلُ: أي رَشَّ شيئاً من الماء على فَرْجه بعد الوضوء. وإذا ابتَدَأَ الدقيق في حَبِّ السُنْبُل وهو رَطْبٌ قيلَ: قد أنْضَحَ ونَضَحَ ، لغتان. والنَّضُوحُ: الطِيبُ.

نحض: النَحْضُ: اللَّحْم نفسُه، والقطعةُ الضَخْمةُ تُسَمَّى نَحْضَة. ورجُلٌ نَحيضٌ، وامرأةٌ نَحيضةٌ: كثيرة اللَّحْم. وقد نَحُضَ نَحاضةً، فإذا قُلتَ: نُحِضَتْ فقد ذَهَبَ لحمُها فهي مَنحُوضةٌ ونَحيضٌ. ونحضتُ السِنان رَقَّقْتُه، قال حميد:

كَمَوقِف الأشقَرِ إنْ تَقَدَّما ... باشَرَ مَنحُوضَ السِنانِ لَهْذَما

والموتُ من وَرائه ان أحجَما

ضحن: الضَّحَنُ: اسم بَلَد.
حضن
حضَنَ يَحضُن، حَضْنًا وحَضانةً، فهو حاضن، والمفعول مَحْضون
• حضَن فلانًا:
1 - جعله في ناحيته وجانبه، أحاطه برعايته وحمايته، ربّاه.
2 - ضمَّه إلى صدره، أو عانقه "حضنتِ طفلَها".
• حضَن الطَّيْرُ بيضَه: رقد عليه للتَّفريخ، ضمَّه تحت جناحه "حضَنتِ الحمامةُ بيضَها".
• حضَن اليتيمَ: رعاه، ربّاه، كفله. 

احتضنَ يحتضن، احتضانًا، فهو مُحتضِن، والمفعول مُحتضَن
• احتضَن الشَّيءَ:
1 - حضَنه، ضمّه إلى صدره، أو عانقه "احتضن الصَّبيَّ".
2 - تولّى رعايته والدِّفاع عنه "احتضن الدَّعوةَ السَّلفيّة- احتضن موهوبًا".
• احتضنتِ الحركةُ أو الدَّعوةُ النَّاسَ: ضمّتهم وشملتهم "احتضنتِ الدَّعوةُ الإسلاميّة مختلفَ الأجناس". 

حضَّنَ يحضِّن، تحضينًا، فهو مُحَضِّن، والمفعول مُحَضَّن
• حضَّن البيضَ:
1 - جعل الطائرَ يرقد عليه للتفريخ.
2 - أدفأه بواسطة آلات خاصة حتى يفرخ "يتم تحضين البيض في المفارخ بواسطة آلات توفر درجة الحرارة المناسبة للتفريخ". 

حاضنة [مفرد]: ج حاضنات وحواضِنُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حضَنَ.
2 - امرأةٌ تقوم على تربية الصّغير ورعايته ° دجاجة حاضنة: ترقد على البيض لكي يفقس.
3 - امرأةٌ تقوم مقام الأمّ في تربية الولد بعد وفاتها "مهما بلغ عطفُ الحاضنة فإنّها لا تعوِّض الأُمَّ".
• حاضنة كهربائيَّة: وسيلة صناعيّة لتدفئة البيض حتى يفقس، آلة للتفريخ. 

حَضانة [مفرد]:
1 - مصدر حضَنَ.
2 - ولاية على الطِّفل لتربيته وتدبير شئونه "حملت هذه الأُمُّ تبعة حضانة ولديْها".
3 - (حي) نمو جنين البيضة المخصّبة باستخدام الحرارة الصِّناعيّة.
4 - تربية الطفل في مرحلة ما قبل الدِّراسة بهدف تنميته جسميًّا وعقليًّا وصِحّيًّا وغذائيًّا وفنّيًّا وعاطفيًّا واجتماعيًّا وغرس العادات المستحسنة فيه.
• الحَضَانة: مؤسَّسة للعناية بالأطفال خلال ساعات النّهار خاصّة حين يكون ذووهم في أعمالهم ° دُور الحَضَانة/ مدارس الحَضَانة: مدارس يُنشَّأ فيها صغارَ الأطفال، روضة
 الأطفال أو مدارس يُعَلَّم فيها الأطفالُ ويُعْنَى بتربيتهم.
• طور الحضانة/ فترة الحضانة: الفترة بين الإصابة بالمرض وظهور أعراضه. 

حَضْن [مفرد]: مصدر حضَنَ. 

حُضْن/ حِضْن [مفرد]: ج أحضان:
1 - ما دون الإبط إلى الأضلاع "ينام الولدُ في حِضْن أمِّه- ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأمّ" ° ألقى نفسَه بين أحضانه/ ألقى بنفسه بين أحضانه: سلَّم أمرَه إليه- تلقّاه بالأحضان: رحَّب به.
2 - مأوى الطَّير والحيوان.
• الحِضْن من كُلِّ شيء: ناحيته وجانبه "صنع الطَّائرُ عشًّا في حِضْن الجبل- ما زال يقطع أحضانَ الأرض".
• حضنا الجيش: الميمنة والميسرة. 

حضن

1 حَضَنَ الصَّبِىَّ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَضْنٌ and حِضَانَةٌ, He put the child in his حِضْن [i. e. under his arm, or in his bosom]: or he nourished him, reared him, fostered him, brought him up, (K, TA,) and took care of him; (TA;) as also ↓ احتضنهُ. (K, TA.) And حَضَنَتْ وَلَدَهَا, (S, Mgh,) aor. ـُ (Mgh, TA,) inf. n. حِضَانَةٌ, (Mgh,) said of a woman, (S, Mgh, TA,) She put her child in her حِضْن, and [thus] carried him [under her arm,] on one of her two sides: (TA:) it has a similar meaning to the phrase next following: (S:) or it means she had charge of her child, and carried him, and reared him, or fostered him. (Mgh.) b2: حَضَنَ بَيْضَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) and عَلَى بَيْضِهِ, (TA,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. حَضْنٌ (Mgh, Msb) and حِضَانَةٌ (Msb, K) and حِضَانٌ and حُضُونٌ, (K,) said of a bird, (S, Mgh, Msb, K,) He pressed, or compressed, his eggs (S, Msb) to himself, (S,) beneath his wing, (S, Msb,) or beneath his two wings; (so in some copies of the S;) he sat upon his eggs, protecting them with his two sides (بِحِضْنَيْهِ); (Mgh;) he brooded upon his eggs to hatch them: (K:) as also ↓ احتضن. (KL.) b3: حَضَنَ بَيْضَةً تَحْتَ دَجَاجَةٍ

لَهُ حَتَّى أَفْرَخَتْ, meaning He put an egg beneath a hen belonging to him, and made her to sit [or brood] upon it [until it became hatched], if remembered to have been heard [from any of the Arabs of pure speech], is a tropical usage of the verb, like as when one says ” The Emeer built the city: “ otherwise, it is correctly [↓ حَضَّنَ,] with teshdeed. (Mgh.) b4: حَضَنَهُ عَنْ كَذَا, inf. n. حَضْنٌ and حِضَانَةٌ, (tropical:) He made him to turn away, withdraw, or retire, from such a thing, and had it to himself exclusively; (S, K, TA;) as though he put him aside from it, or by its side: he excluded him from participation in it; in which sense مِنْهُ ↓ أَحْضَنَهُ is disapproved: (TA:) he impeded him, or debarred him, from it. (ISd, TA.) It is related in a trad. of Ibn-Mes'ood that, when he made his will, he said, وَ لَا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عَنْ ذٰلِكَ, meaning (assumed tropical:) And Zeyneb (his wife) shall not be precluded from looking into that and executing it; namely, his will: or shall not be precluded from it, nor shall any matter [relating to it] be decided without her. (TA.) and you say also, حَضَنَهُ عَنْ حَاجَتِهِ He withheld him from the object of his want; as also ↓ احتضنهُ. (S, ISd, K.) And حَضَنَ مَعْرُوفَهُ, (K,) and حَدِيثَهُ, (TA,) عَنْ جِيرَانِهِ, (K,) and مَعَارِفِهِ, (TA,) inf. n. حَضْنٌ, (K,) (assumed tropical:) He turned his beneficence, (K, TA,) and his discourse, (TA,) from his neighbours, (K, TA,) and his acquaintances, to others: on the authority of Lh. (TA.) A2: حَضَنَتْ, aor. ـُ inf. n. حِضَانٌ, (K,) or this is a simple subst., (A 'Obeyd, TA,) She (a ewe [or goat], and a camel, and a woman,) had one of her teats, or breasts, larger than the other. (K.) [See حَضُونٌ.]2 حَضَّنَ see 1.3 فُلَانٌ يُحَاضِنُ النِّسَآءِ [Such a one indulges himself with women in mutual embracing or pressing to the bosom]. (IAar, TA in explanation of the epithet عُقَرَةٌ, q. v.) 4 احضن الطَّائِرَ البَيْضَ He made the bird to sit [or brood] upon the eggs. (Msb.) b2: أَحْضَنَهُ مِنْهُ: see 1. b3: احضن بِحَقِّى (tropical:) He went away with, or took away, my right, or due; (K, TA;) as though he put it by his side. (TA.) b4: احضن الرَّجُلَ, (Az, S, K, *) and احضن بِهِ, (K,) i. q. أَزْرَى بِهِ (assumed tropical:) [He held him in little, or light, or mean, estimation, or in contempt; &c.]. (Az, S, K.) 6 تحاضنوا They embraced one another, or pressed one another to the bosom. See also 3.]8 احتضنهُ He put it (a thing) in his حِضْن [i. e. under his arm, or in his bosom]: (S, Msb:) he took it up, and put it in his حِضْن, like as a woman takes up her child, and carries him [in her حضن or] on one of her two sides. (TA.) b2: See also 1, in three places.

حُضْنٌ: see what next follows.

حِضْنٌ The part beneath the armpit, (S, Mgh, Msb, K,) extending to the كَشْح [or flank]: (S, Msb, K:) or the bosom, or breast; syn. صَدْر: [الصَّدْرِ in the CK should be الصَّدْرُ:] and the upper arms with what is between them: (K:) and ↓ مُحْتَضَنٌ signifies the same: (S:) pl. of the former أَحْضَانٌ (Msb, K *) [and accord. to Freytag's Lex. حُضُونٌ also]. b2: The side of a thing, (S, K,) and of a man: (Mgh:) the lateral, or adjacent, part of a thing: pl. أَحْضَانٌ. (S, * K.) حِضْنَا المَفَازَةِ means The two borders [the nearer border and the further] of the desert. (M, TA.) And حِضْنَا اللَّيْلِ (assumed tropical:) The two sides [or first and last portions] of the night. (TA.) And [as the حِضْن of a man or woman is often a place of concealment,] one says, مَا زَالَ يَقْطَعُ أَحْضَانَ اللَّيْلِ (tropical:) [meaning He ceased not to traverse the shades of the night]. (TA.) عَلَيْكُمْ بِالحِضْنَيْنِ, in a trad. of 'Alee, means [Keep ye to] the two wings of the army. (TA.) You say also, أَخَذَ فُلَانٌ حَقَّهُ عَلَى

حِضْنِهِ, i. e. Such a one took his right, or due, by force. (TA.) b3: Also (tropical:) The quantity that is carried in the حِضْن. (A.) b4: Also, (S, K,) and ↓ حُضْنٌ, (K,) The hole, or den, or subterranean habitation, of the hyena: (S, K:) or the place of hunting, or of capture, of the hyena. (IB, TA.) b5: And, both these words, The circuit, or surrounding part, of a mountain: or its base; or lower, or lowest, part. (K.) Accord. to Az, حِضْنَا الجَبَلِ means The two lateral, or adjacent, parts of the mountain. (TA.) حَضَنٌ Ivory: (ISk, S, K:) the tush of the elephant. (T, TA.) حِضَانٌ The state, or condition, of a ewe, or she-goat, (S, TA,) and of a she-camel, and of a man in respect of his testicles, and of the pudendum muliebre, (TA,) denoted by the epithet حَضُونٌ. (S, TA.) [See also حَضُنَتْ.]

حَضُونٌ A ewe, and a she-camel, and a woman, having one of her teats, or breasts, larger than the other: (K:) or, applied to a ewe or she-goat, i. q. شَطُورٌ; i. e. having one of her teats longer than the other: (S:) or a she-camel, and a she-goat, of which one of her طُبْيَانِ [meaning either two mammæ or two teats] has gone. (A 'Obeyd, TA.) b2: Also A man having one of his testicles larger than the other. (K.) b3: And A pudendum muliebre having the edge of one of its labia majora (i. e. having one of its شُفْرَانِ) larger than the other. (K.) حَضَانَةٌ and حِضَانَةٌ [The office, or occupation, of carrying and rearing or fostering a child: the latter, accord. to the K and the Mgh, is an inf. n.: (see 1, first two sentences:) but accord. to Fei,] each is a subst. from حَاضِنٌ applied to a man, and حَاضِنَةٌ applied to a woman. (Msb.) حَاضِنٌ A man who has the charge of [carrying and] rearing, or nourishing, or fostering, a child: (Msb, * TA:) and حَاضِنَةٌ A woman who has the charge of a child, (S, Mgh, Msb, * K, TA,) who carries him, (Mgh,) and takes care of him, (TA,) and rears, or nourishes, or fosters, him: (S, Mgh, TA:) pl. of the former حُضَّانٌ (TA) [and حَضَنَةٌ (as in a phrase below), agreeably with a general rule: and pl. of the latter, also agreeably with a general rule, حَوَاضِنُ]. b2: [Hence,] هُوَ مِنْ حَضَنَةِ العِلْمِ, (tropical:) i. e. علمته [a mistranscription for غِلْمَتِهِ, meaning He is of the servants of learning, or science]. (TA.) b3: حَمَامَةٌ حَاضِنٌ (Mgh, Msb, TA) and حَاضِنَةٌ (Msb) A pigeon sitting [or brooding] upon its eggs, protecting them with its two sides; (Mgh;) or pressing, or compressing, its eggs beneath its wing. (Msb.) b4: [Hence,] سُفْعٌ حَوَاضِنُ [pl. of حَاضِنَةٌ] (tropical:) Three stones for supporting a cooking-pot, cleaving to the ground, (K, TA,) with the ashes. (TA.) b5: حَاضِنَةٌ also signifies A man's wife: and so حَاصِنَةٌ. (TA.) b6: And a palm-tree (نَخْلَةٌ) having short racemes: (Kr, K:) or one of which the racemes have come forth, and quitted their spathes, and are short in their fruit-stalks. (AHn, K.) مَحْضَنٌ and مَحْضِنٌ The place in which a bird broods upon its eggs to hatch them: (K:) pl. مَحَاضِنُ. (TA.) See also what next follows.

مِحْضَنَةٌ A shallow bowl, made of clay, for the pigeon (K, TA) [to lay its eggs therein, and] to brood therein upon its eggs: (TA:) مَحَاضِنٌ [is its pl.], accord. to rule, pl. of ↓ مَحْضَنٌ [&c., and] signifies the places, in pigeon-towers, in which the pigeons lay their eggs. (Mgh.) [See what next precedes.]

مُحْتَضَنٌ: see حِضْنٌ.

حضن: الحِضْنُ: ما دون الإِبْط إلى الكَشح، وقيل: هو الصدر والعَضُدان

وما بينهما، والجمع أَحْضانٌ؛ ومنه الاحْتِضانُ، وهو احتمالُك الشيءَ

وجعلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله في أَحد شِقَّيْها.

وفي الحديث: أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلاً

له في حِضْنه. والحِضْنُ: الجَنْبُ، وهما حِضْنانِ. وفي حديث أُسيدِ بن

حُضَير: أَنه قال لعامر بن الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ

حِضْنَيْك. والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ قال الأَعشى:

عَرِيضة بُوصٍ، إِذا أَدْبَرَتْ،

هَضِيم الحَشا، شَخْتة المُحْتَـضَنْ

البُوصُ: العَجُزُ. وحِضْنُ الضبُع: وِجارُه؛ قال الكميت:

كما خَامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ،

لَدَى الحَبْلِ، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها.

قال ابن بري: حِضْنُها الموضعُ الذي تُصاد فيه، ولَدى الحَبْل أَي عند

الحَبْل الذي تصادُ به، ويروى: لِذِي الحَبْلِ أَي لصاحب الحَبْل، ويروى

عالَ، بعين غير معجمة، لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إذا ماتَتْ أَطْعَمَ

الذِّئْبُ جِراءَها، ومَنْ روى غالَ، بالغين المعجمة، فمعناه أَكَلَ

جراءَها. وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَِضانةً

(* قوله «وحضانة» هو

بفتح الحاء وكسرها كما في المصباح).: جعله في حِضْنِه وحِضْنا المَفازه:

شِقَّاها، والفلاة ناحيتاها؛ قال:

أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلاًّ وغْما.

وحِضْنا الليل: جانباه

(* قوله «وحضنا الليل جانباه» زاد في المحكم:

والجمع حضون؛ قال:

وأزمعت رحلة ماضي الهموم

أطعن من ظلمات حضونا.

وحضن الجبل إلخ). وحِضْنُ الجبل: ما يُطيف به، وحِضْنُه وحُضْنُه

أَيضاً: أَصْلُه. الأَزهري: حِضْنا الجبل ناحيتاه. وحضْنا الرجل: جَنْباه.

وحِضْنا الشيء: جانباه. ونواحي كل شيء أَحْضانُه. وفي حديث علي، كرم الله

وجهه: عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ؛ يريد بجَنْبَتَي العَسْكَر؛ وفي حديث

سَطِيح:

كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ.

وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وعلى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً

وحِضاناً وحُضوناً: رَجَنَ عليه للتَّفْرِيخِ؛ قال الجوهري: حَضَنَ

الطائرُ بَيْضَه إذا ضَمَّه إلى نفسه تحت جناحيه، وكذلك المرأَة إذا حَضَنَتْ

ولدها. وحمامةٌ حاضِنٌ، بغير هاء، واسم المكان المِحْضَن

(* قوله «واسم

المكان المحضن» ضبط في الأصل والمحكم كمنبر، وقال في القاموس: واسم المكان

كمقعد ومنزل). والمِحْضَنةُ: المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من

الطين. والحَضانةُ: مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة. والمَحاضنُ: المواضعُ التي

تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحدُ مِحْضَن. وحضَنَ الصبيَّ

يَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه. والحاضِنُ والحاضِنةُ: المُوَكَّلانِ بالصبيِّ

يَحْــفَظــانِهِ ويُرَبِّيانه. وفي حديث عروة بن الزبير: عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا

العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي

مُرَبِّينَ وكافِلينَ، وحُضّانٌ: جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ

الطِّفْلَ إلى حِضْنِه، وبه سميت الحاضنةُ، وهي التي تُرَبِّي الطفلَ.

والحَضانة، بالفتح: فِعلُها. ونخلةٌ حاضِنةٌ: خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ

كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها؛ حكى ذلك أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحبيب

القشيري:

من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها

عنها، وحاضِنة لها مِيقار.

وقال كراع: الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة. الليث:

احْتَجَنَ فلانٌ

بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية.

وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في

الخلافة: فقالوا لأَبي بكر، رضي الله عنه، أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من

هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا. يقال: حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر

حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه

جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ. وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه، بالضم، أَي

حَبَسْتُه عنها، واحتَضَنته عن كذا مثله، والاسم الحَضْنُ. قال ابن

سيده: وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه

خَزَلَه دونه ومنَعَه منه؛ ومنه حديث عمر أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بني

ساعدة للبَيْعة قال: فإذا إخواننا من الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا

الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عنه؛ هكذا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بن عبد

العزيز عن أَبي عُبيد، بفتح الياء، وهذا خلاف ما رواه الليث، لأَن الليث جعل

هذا الكلام للأَنصار، وجاء به أَبو عُبيد لعُمَر، وهو الصحيح وعليه

الروايات التي دار الحديثُ عليها. الكسائي: حضَنْتُ فلاناً عما يُرِيد

أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إذا منَعْتَه عما يريد. قال الأَزهري:

قال الليث يقال أَحْضَنَني مِنْ هذا الأَمر أَي أَخرَجني منه، والصواب

حضَنَني. وفي حديث ابن مسعود حين أَوْصَى فقال: ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن

ذلك، يعني امرأَتَه، أَي لا تُحْجَبُ عن النظرِ في وصِيَّتِه وإنْفاذِها،

وقيل: معنى لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها. وفي

الحديث: أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت:

إن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابنتي، فقال: لا تَحْضُنْها

وشاوِرْها. وحَضَنَ عنّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً: كَفَّها وصَرَفها؛

وقال اللحياني: حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عن جيرانِه ومعارِفه

إلى غيرهم، وحكي: ما حُضِنَت عنه المروءةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَت.

وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إحْضاناً وأَحضَنَه: أَزْرَى به. وأَحْضَنْتُ الرجلَ:

أَبْذَيتُ به. والحِضانُ: أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ

الأُخرى جدّاً، فهي حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان، بالكسر. والحَضُون من الإبلِ

والغنم والنساء: الشَّطُورُ، وهي التي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها

أَكبرُ من الآخر، وقد حَضُنَت حِضاناً. والحَضونُ من الإبلِ والمِعْزَى:

التي قد ذهب أَحدُ طُبْيَيها، والاسمُ الحِضانُ؛ هذا قول أَبي عبيد، استعمل

الطُّبْيَ مكان الخِلْف. والحِضانُ: أَن تكونَ إحدى الخُصْيَتَينِ

أَعظَمَ من الأُخرى، ورجلٌ حَضونٌ إذا كان كذلك. والحَضون من الفروجِ: الذي

أَحدُ شُفْرَيه أَعظم من الآخر. وأَخذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه أَي

قَسْراً. والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ: ضرْبٌ شديدُ السوادِ، وضربٌ شديدُ الحُمْرة.

قال الليث: كأَنها نُسِبَت إلى حَضَن، وهو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف؛

ومنه حديث عِمْرانَ بن حُصَينٍ: لأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِيّاً في أَعنُزٍ

حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَني أَجَلي، أَحَبُّ إليَّ من أَن

أَرميَ في أَحدِ الصَّفَّينِ بسهم، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ. والحَضَنُ: العاجُ،

في بعض اللغات. الأَزهري: الحضَنُ نابُ الفِيل؛ وينشد في ذلك:

تبَسَّمَت عن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً،

وأَبرَزَتْ عن هِيجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ.

ويقال للأَثافيِّ: سُفْعٌ حواضِنُ أَي جَواثِم؛ وقال النابغة:

وسُفْعٌ على ما بينَهُنَّ حَواضِن

يعني الأَثافيَّ والرَّمادَ. وحَضَنٌ: اسمُ جبل في أَعالي نجد. وفي

المثل السائر: أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هذا الجَبَلَ فقد

دَخل في ناحية نجدٍ. وحَضَنٌ: قبيلةٌ؛ أَنشد سيبويه:

فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ،

وما حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا

(* قوله «فما جمعت» في المحكم: بما جمعت.

وقوله: والجيادا، لعله نُصب على جعله إياه مفعولاً معه). وحَضَنٌ: اسم

رجل؛ قال:

يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون

قال ابن بري: وحُضَينٌ هو الحُضَينُ بن المُنذِرِ أَحد بني عمرو بن

شَيبان بن ذُهْلٍ؛ وقال أَبو اليقظان: هو حُضَيْنُ بن المنذر بن الحرث بن

وَعلَة بن المُجالِدِ بن يَثْرَبيّ بن رَيّان بن الحرث بن مالك بن شَيبانَ

بن ذُهل أَحد بني رَقَاشِ، وكان شاعراً؛ وهو القائل لابنه غَيّاظ:

وسُمِّيتَ غَيّاظاً، ولَستَ بغائِظٍ

عَدُوّاً، ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ

عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي

يَرَى منكَ من غَيْظٍ، عليكَ كَظِيظُ.

وكانت معه رايةُ عليّ بن أَبي طالبٍ، رضوان الله تعالى عليه، يوم

صِفِّينَ دفعها إليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة؛ وفيه يقول:

لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها،

إذ قِيلَ: قَدِّمْها حُضَينُ، تَقَدَّما؟

ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها

حِياضَ المَنايا، تَقطُر الموتَ والدَّما.

حضن
: (الحِضْنُ، بالكسْرِ: مَا دُونَ الإِبْطِ إِلى الكَشْحِ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشريُّ.
(أَو الصَّدْرُ والعَضُدانِ وَمَا بَيْنَهما.
(و) أَيْضاً (جانِبُ الشَّيءِ وناحِيَتُهُ؛ ج أَحْضانٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حِضْنا الشيءِ: جانِبَاهُ، ونَواحِي كلِّ شيءٍ: أَحْضانُه.
وَفِي المُحْكَم: حِضْنا المَفازَةِ: شِقَّاها.
وحِضْنا الفَلاةِ: ناحِيَتاها.
وحِضْنا اللَّيْلِ: جانِبَاهُ. يقالُ: مَا زالَ يَقْطَعُ أَحْضانَ اللّيْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي حدِيْثِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ) ؛ يُريدُ بجَنْبَتَي العَسْكَر.
(و) الحِضْنُ: (وِجارُ الضَّبُعِ) ، وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
كَمَا خَامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ لَدَى الحَبْلِ حَتَّى غالَ أَوْسٌ عِيالَهاوقالَ ابنُ بَرِّي: حِضْنُها الموْضعُ الَّذِي تُصادُ فِيهِ.
(و) الحِضْنُ (من الجَبَلِ: مَا أَطافَ بِهِ، أَو أَصْلُه، ويُضَمُّ فيهمَا) .
(يقالُ: اعْتَشَّ الطائِرُ فِي حِضْنِ الجَبَلِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: حِضْنا الجَبَلِ: ناحِيتَاهُ.
(و) الحَضَنُ، (بالتَّحْريكِ: العاجُ) ، فِي بعضِ اللُّغات؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: نابُ الفِيلِ، وينشدُ فِي ذلِكَ:
تبَسَّمَتْ عَن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةًوأَبْرَزَتْ عَن هِجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ (و) حَضَنٌ: (جَبَلٌ بنَجْدٍ) فِي أَعالِيه.
وقالَ نَصْرُ: هُوَ جَبَلٌ ضَخْمٌ بنَجْدٍ بَيْنَه وبينَ تهامَةَ مَرْحلَةٌ، تَبِيضُ فِيهِ النّسورُ لَا تُؤْنَس قُلَّتُهُ، يَسْكنُه بَنُو جُشَم بنِ بَكْرٍ، وهُم أَعْجاز هَوازِن؛ (وَمِنْه المَثَلُ: أَنْجَدَ مَنْ رأَى حَضَناً) ، أَي مَنْ عايَنَ هَذَا الجَبَلَ فقد دَخَلَ فِي ناحِيَةِ نَجْدٍ.
(و) بَنُو حَضَنٍ: (قَبيلَةٌ من تَغْلِبَ) ؛) أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
فَمَا جَمَّعْتَ بَنو حَضَنٍ وعَمْرٍ ووما حَضَنٌ وعَمْرٌ ووالجِيادا (والأَعْنُزُ الحَضَنِيَّةُ: شَديدَةُ السَّوادِ أَو الحُمْرَةِ) .
(قالَ اللَّيْثُ: كأَنَّها نُسِبَتْ إِلى حَضَن، وَهُوَ جَبَلٌ؛ وَمِنْه حَدِيْث عِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (لأَنْ أَكونَ عبدا حَبَشِيًّا فِي أَعْنُزٍ حَضَنِيَّاتٍ أَرْعاهُنَّ حَتَّى يُدْرِكَني أَجَلِي، أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ أَرْميَ فِي أَحدِ الصَّفَّينِ بسَهْم، أَصَبْتُ أَو أَخْطَأْتُ) .
(وحَضَنَ الصَّبِيَّ) يَحْضُنُه (حَضْناً) ، بالفَتْحِ، (وحِضانَةً، بالكسْرِ: جَعَلَهُ فِي حِضْنِهِ، أَو) كَفِلَه و (رَبَّاهُ) وحَــفِظَــه، (كاحْتَضَنَهُ.
(و) حَضَنَ (الطَّائِرُ بَيْضَهُ) ، وعَلى بَيْضِه، (حَضْناً) ، بالفتْحِ، (وحِضاناً وحِضانَةً، بكسْرِهما، وحُضوناً) ، بالضمِّ: (رَخَّمَ عَلَيْهِ للتَّفْريخِ) .
(وقالَ الجَوْهرِيُّ: ضَمَّه إِلى نفْسِه تحْتَ جَناحَيْه.
(واسْمُ المَكانِ) :) مَحِْضَنٌ، (كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ) ، والجَمْعُ المَحاضِنُ.
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: حَضَنَ (مَعْروفَهُ) وحَدِيثَه (من جيرانِهِ) ومعارِفِه (حَضْناً) ، بالفتْحِ، إِذا (كَفَّهُ وصَرَفَهُ) إِلى غيرِهم. (و) مِن المجازِ: حَضَنَ (فُلاناً عَن كَذَا حَضْناً وحَضانَةً، بفَتْحِهِما) ، إِذا (نَحَّاهُ عَنهُ واسْتَبَدَّ بِهِ دونَهُ) وانْفَرَدَ كأَنَّه جَعَلَهُ فِي حِضْنٍ مِنْهُ، أَي جانِبٍ؛ وَمِنْه حَدِيْثُ الأَنْصارِ يَوْم السَّقيفَةِ: (أَتُريدونَ أَنْ تَحْضُنونا مِن هَذَا الأَمْرِ) ، أَي تُخْرِجونا.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: حَضَنَهُ عَن الأَمْرِ: خَزَلَهُ دونَهُ ومَنَعَه مِنْهُ.
وَفِي حَدِيْثِ ابْن مَسْعودٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، حينَ أَوْصَى فقالَ: (وَلَا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عَن ذلكَ) ، يعْنِي امْرأَتَه، أَي لَا تُحْجَبُ عَن النَّظَرِ فِي وصِيَّتِه وإِنْفاذِها؛ وقيلَ: لَا تُحْجَبُ عَنهُ وَلَا يُقْطَعُ أَمرٌ دُونها.
(و) حَضَنَهُ (عَن حاجَتِه: حَبَسَهُ) عَنْهَا (ومَنَعَهُ، كاحْتَضَنَهُ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
(والحاضِنَةُ: الَّدايَةُ) ، وَهِي المُوَكَّلَةُ بالصَّبيِّ تَحْــفظُــه وتُربِّيه.
(و) أَيْضاً: (النَّخْلَةُ القَصيرَةُ العُذوقِ) ، عَن كُراعٍ؛ (أَو) هِيَ (الَّتِي خَرَجَتْ كبائِسُها وفارَقَتْ كوافيرَها وقَصُرَتْ عَراجِينُها) ؛) حَكَى ذلِكَ أَبو حَنيفَةَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وأَنْشَدَ لحبيبٍ القشيريِّ:
مِن كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَهاعنها وحاضِنَة لَهَا مِيقار (والحَضونُ من الغَنَمِ والإِبِلِ والنِّساءِ) :) الشَّطُورُ، وَهِي (الَّتِي أَحَدُ خِلْفَيْها أَو ثَدْيَيْها أَكْبَرُ مِن الآخَرِ، وَقد حَضُنَتْ، ككَرُمَ، حِضاناً، بالكسْرِ) .
(وقيلَ: الحَضونُ من الإِبِلِ والمِعْزَى: الَّذِي قد ذَهَبَ أَحَدُ طُبْيَيْها؛ والاسْمُ الحِضانُ؛ هَذَا قَوْل أَبي عُبَيْدٍ، اسْتَعْمل الطُّبْيَ مَكان الخِلْفِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الحَضونُ مِن الشَّاءِ: الشَّطُورُ، وَهِي الَّتِي أَحَدُ طُبْيَيْها أَطْوَل مِن الآخَرِ. يقالُ: شَاةٌ حَضونٌ بَيِّنَةُ الحِضَانِ، بالكَسْرِ.
(و) الحَضونُ مِن الرِّجالِ: (مَن أَحَدُ خُصْيَيْهِ أَكْبَرُ مِن الآخَرِ) .) والاسْمُ: الحِضَانُ. (و) الحَضونُ: (الفَرْجُ أَحَدُ شَفْرَيْهِ أَكْبَرُ من الآخَرِ) ؛) والاسْمُ الحِضَانُ أَيْضاً.
(وأَحْضَنَهُ و) أَحْضَنَ (بِهِ: أَزْرَى) ؛) الأَوَّلُ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عَن أَبي زَيْدٍ.
(و) أَحْضَنَ (بحَقِّي: ذَهَبَ بِهِ) ، كأَنَّه جَعَلَه فِي حضْنٍ مِنْهُ، أَي جانِبٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
(ويقالُ للأَثافِيِّ: سُفْعٌ حَواضِنُ، أَي جَواثِمُ) ، يَعْني الأَثافِيَّ والرَّمادَ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) المِحْضَنَةُ، (كمِكْنَسَةٍ: القَصْعَةُ الرَّوْحاءُ المَعْمولَةُ من الطِّينِ للحَمامَةِ) تَحْضُنُ فِيهَا على بَيْضِها.
(وأَبو ساسانَ: حُضَيْنُ بنُ المُنْذِرِ) بنِ الحَارِثِ بنِ وَعْلَةَ بنِ المُجالِدِ بنِ يَثْرَبيِّ بنِ رَيَّانَ بنِ الحرثِ بنِ مالِكِ بنِ شَيْبانَ بنِ ذُهلٍ، (كزُبَيْرٍ) ، أَحَدُ بَنِي رَقَاشٍ، (تابِعِيٌّ) شاعِرٌ وَهُوَ القائِلُ لابْنِه غَيَّاظ:
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولَستَ بغائِظٍ عَدُوًّا ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُعَدُوُّكَ مَسرورٌ وَذُو الوُدِّ بالذييَرَى منكَ من غَيْظٍ عليكَ كَظِيظُويُكَنَّى أَيْضاً: أَبا اليَقْظان، وقيلَ: أَبو سَاسانَ لَقَبُه، وإِنَّما كُنْيَته أَبو محمَّدٍ، كَذَا فِي تارِيخِ حَلَب. قالَ الذَّهبيُّ: رَوَى عَن عليَ وعُثْمانَ، وَعنهُ الحَسَنُ، ووَأْدُ بنُ أَبي هنْدٍ، ثقَةٌ شَرِيفٌ مِن أُمَراءِ عليَ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يومَ صِفِّينَ، وكانَ شُجاعاً منوعاً توفّي سَنَة 97.
قُلْتُ: ورَوَى أَيْضاً عَن أَبي موسَى الأَشْعَريِّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، وَعنهُ ابْنُه يَحْيَى بنُ الحُضَيْن، وعليُّ بنُ سُوَيْد بنِ منجون.
وقالَ ابنُ بَرِّي: كانَتْ مَعَه رايَةُ عليِّ بنِ أَبي طَالِب يَوْم صِفِّينَ دَفَعَها إِليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَة؛ وَفِيه يقولُ: لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّهاإِذا قِيلَ قَدِّمْها حُضَينُ تَقَدَّمَا؟ قالَ الإِمامُ العَسْكَريُّ: وكانَ يبخل، وَفِيه يقولُ زيادُ الأَعْجم:
يَسدُّ حُضَينُ بابَهُ خشْيَة القِرى باصْطَخْرَ والشَّاةُ السَّمِيْنُ بدرهمِقالَ الحافِظُ أَبو الحجَّاجِ المغْرِبيُّ: لَا يُعْرَفُ فِي رُواةِ العلْمِ مَن اسْمه حُضَيْن غَيْره.
قُلْتُ: وَقد ذَكَرَه هَكَذَا العَسْكَريُّ فِي التَّصْحِيفِ، وابنُ فارِس قالَ: ورُبَّما صَحَّفهُ المصَحِّفُ بالصَّادِ المُهْمَلةِ.
قالَ الحافِظُ: وابْنُه يَحْيَى بنُ حُضَيْن لَهُ خَبَرٌ مَعَ الفرَزْدقِ.
قُلْتُ: وَفِي رِجالِ البُخَاريِّ حُضَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ الأَنْصارِيُّ السُّلَميُّ؛ زَعَمَ أَبو الحُسَيْنِ القابسيُّ أَنَّه هَكَذَا بالمُعْجمةِ، وَقد رَدَّ عَلَيْهِ أَبو عليَ الجيانيُّ، وأَبو الوليدِ الفرَضِيُّ، وأَبو القاسِمِ السّهَيْليُّ، وَقَالُوا: كُلّهم: كانَ القابِسيُّ يهمُّ فِي هَذَا.
(و) يقالُ: (أَصْبَحَ) فلانٌ (بحُضْنَة سُوءٍ، بالضَّمِّ، إِذا أَصابَتْهُ هُضَيمَةٌ فَلم يَنْتَصِرْ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الاحْتِضانُ: احْتمالُكَ بالشَّيءِ وجَعْلُه فِي حِضْنِك كَمَا تَحْتَضِنُ المرأَةُ وَلَدَها فتَحْملُه فِي أَحَدِ شِقَّيْها. وَمِنْه الحدِيثُ: أَنه خَرَجَ مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، أَي حامِلاً لَهُ فِي حِضْنِه.
والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:
عَرِيضةُ بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْهَضِيمُ الحَشا شَخْتةُ المُحْتَضَنْوحَمامةٌ حاضِنٌ، بِلا هاءٍ.
والحُضَّانُ، كرُمَّانٍ: الكافِلُونَ المُرَبُّونَ، جَمْعُ حاضِنٍ.
وأَحْضَنَه مِنَ الأَمْر: أَخْرَجَه مِنْهُ، لُغَةٌ مَرْدودةٌ فِي حَضَنَه. وأَخَذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه: أَي قَسْراً.
وحَضَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ حَضَنُ بنُ إِنسانِ بنِ هصيصِ القضَاعِيُّ، ذَكَرَه الأَميرُ وبخطِّ ابنِ نقْطَةَ: حَضَنُ بنُ سِنَان؛ قالَ:
يَا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ مَا تَبْغون وأَعْطاهُ حِضْناً مِن زَرْعٍ: أَي قَدْر مَا يَحْتَمِلُه فِي حِضْنِه؛ وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأَساسِ.
وَهُوَ مِن حَضَنَةِ العِلْمِ، مُحرَّكَة: أَي عَلمته، وَهُوَ مجازٌ.
وأَبو الحُضَيْن، كزُبَيْرٍ: تابِعيٌّ عَن ابنِ عُمَر، وَعنهُ العمريُّ.
قالَ الحافِظُ: وَهَكَذَا وُجِدَ مَضْبوطاً بخطِّ ابنِ نقْطَةَ فِي حاشِيَةِ الإِكْمالِ.
وحَضَنٌ، مُحرَّكَة: مِنْ جبالِ سلمى؛ وأَيْضاً: جَبَلٌ مُشْرفٌ على السيِّ إِلى جانِبِ دِيارِ سليم؛ قالَهُ نَصْر.
وحَضَنٌ: بَطْنٌ مِن بَنِي القَيْنِ عَن ابنِ السمْعانيّ.
قلْتُ: وَهُوَ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه.
وعبدُ الغَفَّار بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحُضَيْنيُّ: مُقْرىءُ وَاسِط، تلْميذُ ابنِ مُجاهِد.
وحاضِنَةُ الرَّجلِ: امْرَأَتُه؛ والصَّادُ لُغَةٌ فِيهِ.
ح ض ن: (الْحِضْنُ) مَا دُونُ الْإِبْطِ إِلَى الْكَشْحِ. وَ (حَضَنَ) الطَّائِرُ بَيْضَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَدَخَلَ إِذَا ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ تَحْتَ جَنَاحِهِ. وَ (حَضَنَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا (حَضَانَةً) . وَ (حَاضِنَةُ) الصَّبِيِّ الَّتِي تَقُومُ عَلَيْهِ فِي تَرْبِيَتِهِ. وَ (احْتَضَنَ) الشَّيْءَ جَعَلَهُ فِي حِضْنِهِ. 

كسب

ك س ب

رجل كسوب للمال وكسّاب، وله مكاسب، وهو طيّب المكسبة أي طيّب الكسب، وكسبت المال واكتسبته وتكسّبته. وهو يتكسّب بالشّعر، وكسبته مالاً فكسبه، ولا يقال: أكسبته.

ومن المجاز: كسبت خيراً واكتسبت شراً " لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت " وكسب أهله خيراً.
[كسب] غ: فيه: "ما أغنى عنه ماله وما "كسب"" أي ولده. نه: وفيه: أطيب ما يأكل الرجل من "كسبه" وولده من "كسبه"، الكسب: الطلب والمسعى في طلب الرزق والمعيشة، والوالد طلب ولده وسعى في تحصيله، وأراد بالطيب الحلال، ونفقة الوالدين على الولد عند الشافعي بشرط الاحتياج والعجز، وبدونه عند غيره. ط: إن أولادكم من أطيب "كسبكم"، أي من أطيب ما وجد بتوسط سعيكم، أو إكساب أولادكم من أطيب كسبكم، أقول: لا حاجة على التقدير لأن أولادكم من أطيب كسبكم خطاب عام وتعليل لقوله: أنت ومالك لأبيك، فهو مبالغة. نه: وفيه: وتحمل الكل و"تكسب" المعدوم، كسبت مالًا وكسبت زيدًا مالًا وأكسبته مالًا أي أعنته على كسبه أو جعلته يكسبه، فإن كان من الأول فستريد أنك تعطي الناس الشيء المعدوم عندهم وتوصله إليهم، وهذا أولى القولين لأنه أشبه بما قبله في باب التفضل والإنعام أن توليه غيره، وباب الحــفظ والسعادة في الاكتساب غير باب التفضل والإنعام. ك: أن "تكسب" المعدوم- بفتح مثناة، أي تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك، وروي بضمها بمعناه، ويجوز على الفتح أن يراد تكسب المال المعدوم وتنفقه في وجوه الخيرات، وصوب على الضم المعدم بحذف واو، وجه بأن الفقير كالميت المعدوم. ن: هو بالفتح هو الصحيح، وروي ضمها كسبته مالًا وأكسبته مالًا أي تكسب غيرك المال المعدوم أي تعطيه إياه تبرعًا، وقيل: معنى الفتح تحصيل المال بكونك محظوظًا في التجارة وكان هذا مدحًا عندهم مع أنه كان صارفًا في وجوه البر، ومر في عدم. نه: وفيه: نهى عن "كسب" الإماء، وذلك أنه كان لهم إماء عليهن ضرائب، يخدمن الناس بأجر لأداء الضريبة، فلا يؤمن ممن ابتذلت داخلة وخارجة منها زلة للاستزادة في المعاش أو لغلبة شهوة أو لغيرهما، والمعصوم منهن قليل فنهى عنه مطلقًا تنزهًا، وقيد في بعضها: حتى يعلم من أين هو، وفي أخرى: إلا ما عملت بيدها، فلا إشكال. مق: نهى عن "كسب" الأمة، أي من غير وجه الحل كالزنا بخلاف الخياطة، والمراد أن لا يجعل عليها خراجًا معلومًا لكل يوم. ط: من كان لنا عاملًا "فليكتسب" زوجة وخادمًا ومسكنًا، أي يحل له أن يأخذ مما في تصرفه من بيت المال قدر مهر زوجته ونفقتها وكسوتها وكذا ما لابد له منه من غير إسراف وتنعم، وتقييد الخادم والمسكن بالشرط يفهم أن الأولى مطلقة فيجوز لمن له زوجات أن يضيف إليها، أو هي مقيدة بقرينة تقييد الأخيرين.
(كسب)
لأَهله كسبا طلب الرزق والمعيشة لَهُم وَالشَّيْء جمعه وَالْمَال كسبا وكسبا ربحه فَهُوَ كاسب (ج) كسبة وَهُوَ كساب وكسوب وَالْإِثْم تحمله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَمن يكْسب خَطِيئَة أَو إِثْمًا ثمَّ يرم بِهِ بَرِيئًا فقد احْتمل بهتانا} وَفُلَانًا مَالا أَو علما أَو غير ذَلِك أناله
[كسب] الكَسْبُ: طلب الرزق. وأصله الجمع، تقول منه: كَسَبْتُ شيئاً واكْتسبْته بمعنًى. وفلان طيِّبُ الكَسْب، وطيب المكسبة مثال المغفرة، وطيب الكسبة بالكسر، وهو مثل الجلسة. وكسبت أهلي خَيْرا، وكَسَبْتُ الرجلَ مالاً فكَسَبَه. وهذا ممَّا جاء على فعلته ففعل. والكواسب: الجوارح. وتكسب، أي تكلَّف الكَسْبَ. والكُسْبُ بالضم: عصارة الدهن. وكساب، مثل قطام: اسم كلبة.
ك س ب: (الْكَسْبُ) طَلَبُ الرِّزْقَ وَأَصْلُهُ الْجَمْعُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (كَسَبَ) وَ (اكْتَسَبَ) بِمَعْنًى. وَفُلَانٌ طَيِّبُ الْكَسْبِ وَ (الْمَكْسِبَةِ) بِكَسْرِ السِّينِ وَ (الْكِسْبَةِ) بِكَسْرِ الْكَافِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (كَسَبْتُ) أَهْلِي خَيْرًا. وَ (كَسَبْتُهُ) مَالًا (فَكَسَبَهُ) ، وَهَذَا مِمَّا جَاءَ عَلَى (فَعَلْتُهُ) فَفَعَلَ. (الْكَوَاسِبُ) الْجَوَارِحُ. وَ (تَكَسَّبَ) تَكَلَّفَ الْكَسْبَ. وَ (الْكُسْبُ) بِالضَّمِّ عُصَارَةُ الدُّهْنِ. 
(كسب) - في الحديث: "أَطيَبُ مَا يأكلُ الرَّجُلُ من كَسْبِه، ووَلَدُه من كَسْبِه".
قالت عائشةُ - رضي الله عنها -، وابنُ سِيرينَ وعَطاء وجماعةٌ: وَلَدُ الرّجُلِ من كَسْبِه؛ إذْ كان هو طَلبَهم، فَجُعِلُوا كَسْبًا له، لأَنّ كَسْبَ الرّجُل طَلَبُه الرِّزْق.
وقال الفُقهاءُ: نَفقَةُ الوالدَين واجِبَةٌ على الوَلَدِ. واشتَرط الشَّافعىُّ: أن يكُوَناَ فقيرَين زَمِنين، فإن كان له مالٌ، أَو كان صَحِيحًا فلا. فإمَّا أن يكونَ أَرادَ به: إباحَةَ مالِه حتَّى يَحتاجَه، لا على مَعنى الحاجةِ فَلاَ.
- وفي رِوايةٍ: "أنتَ ومالُكَ لأَبِيكَ فكُلُوا مِن كَسْبِ أوْلادِكُم فهم من أطيَبِ كَسْبِكُم". 
ك س ب : كَسَبْتُ مَالًا كَسْبًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ رَبِحْتُهُ وَاكْتَسَبْتُهُ كَذَلِكَ وَكَسَبَ لِأَهْلِهِ وَاكْتَسَبَ طَلَبَ الْمَعِيشَةَ وَكَسَبَ الْإِثْمَ وَاكْتَسَبَهُ تَحَمَّلَهُ وَيَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ فَيُقَالُ كَسَبْتُ زَيْدًا مَالًا وَعِلْمًا أَيْ أَنَلْتُهُ قَالَ ثَعْلَبٌ وَكُلُّهُمْ يَقُولُ كَسَبَكَ فُلَانٌ خَيْرًا إلَّا ابْنَ الْأَعْرَابِيِّ فَإِنَّهُ يَقُولُ أَكْسَبَكَ بِالْأَلِفِ وَاسْتَكْسَبْتُ الْعَبْدَ جَعَلْتُهُ يَكْتَسِبُ وَأَصْلُ السِّينِ لِلطَّلَبِ وَيَكُونُ بِمَعْنَى فَعَلْتُ مِثْلُ اسْتَخْرَجْتُهُ بِمَعْنَى أَخْرَجْتُهُ.

وَالْكُسْبُ وِزَانُ قُفْلٍ ثُفْلُ الدُّهْنِ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ بِالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ. 

كسب


كَسَبَ(n. ac. كَسْب
كِسْب)
a. Gained, earned; acquired, got.
b. Did, committed (evil).
c. Occasioned, caused (wonder).
d. see II
& V (a).
كَسَّبَa. Made, caused to gain, to earn.

أَكْسَبَa. see II
تَكَسَّبَa. Sought, endeavoured to gain; laboured.
b. [ coll. ], Progressed.

إِكْتَسَبَa. see I (a) (b).
كَسْبa. Gain, profits, earnings; acquisition.
b. Deed, action.

كَسْبَةa. see كَسَابِ
(b).
كَسْبِيّa. see
أِكْتِسَابِيّ
كِسْبa. see 1 (a)
كِسْبَةa. Occupation, trade; livelihood.
b. see 1 (a)
كُسْب
P.
a. Dregs of sesame-seed.

مَكْسَب
مَكْسِب
مَكْسِبَة
(pl.
مَكَاْسِبُ)
a. see 1 (a)
كَاْسِبa. Gaining, gainer, earner.

كَاْسِبَة
(pl.
كَوَاْسِبُ)
a. fem. of
كَاْسِب
كَسُوْبa. Making much gain; prosperous.
b. A thing; anything.

كَسَّاْبa. see 26 (a)
كَسُّوْبa. A certain plant.
b. see 26 (a)
كَسْبَاْنُ
a. [ coll. ]
see 21
كَوَاْسِبُ
a. [art.], The limbs, the members.
N. P.
كَسڤبَإِكْتَسَبَa. Gained; acquired.

N. Ac.
إِكْتَسَبَa. Gain, profit.
b. Progress, advancement.

إِكتِسَابِيّ
a. Acquired, acquisitive (knowledge).

كَسَابِ
a. The wolf.
b. A bitch (dog).
كُسَيْب
a. Dog.

إِبْن الْكُسَيْب
a. Bastard.

أَبُو كَاسِبٍ
a. The wolf.

كُسْبَُرَة
a. Coriander.
كُسْت
a. Costus (shrub).
كَسْتَنَا
G.
a. Chestnut.

كَسْتَوَان
P.
a. Stable.
باب الكاف والسين والباء معهما ك س ب، ك ب س، س ك ب، س ب ك مستعملات

كسب: [الكَسْبُ: طلب الرزق] . ورجل كسوب يَكْسِبُ: يطلب الرزق. وكَساب: اسم للذئب، و [ربما] يجيء في الشعر: كُسْب وكُسَيْب. والكُسْب: الكنجارق، ويقال: الكُسْبُجُ. وكَسّاب، فعال، من كَسْب المال.

كبس: الكَبْسُ: طمك حفرة بتراب. كَبَسَ يكبسُ كَبْساً، واسم التراب: الكِبْسُ. والكِبْس: ما يسد من الهواء مسداً. وجبال كُبَّسٌ: صلاب شداد. وأرنبة كابسة: مقبلة على الشفة العليا. وناصية كابِسةٌ: مقبلة على الجبهة [تقول] : جبهة كَبَسَتْها الناصية. والتَّكْبيسُ: الاقتحام على الشيء، تقول: كبّسوا عليهم. وكابوس: يكنى به عن البضع، [يقال] : كَبَسَها: إذا فعل مرة. والكابوس: ما يقع على الإنسان بالليل، لا يقدر [معه] أن يتنفس. والكِباسةُ: العذق التام بشماريخه. وعام الكَبيس في حساب أهل الشام [المأخوذ] عن أهل الروم: في كل أربع سنين يزيدون في شهر شباط يوماً، يجعلونه تسعة وعشرين يوماً، يقومون بذلك كسور حساب السنة. يسمون العام الذي يزيدون فيه ذلك اليوم: عام الكبيس. والكَبِيسُ: تمر يكبس بالقوارير والجرار.

سكب: سَكَبْت الماء فانسكب: صببته. ودمع ساكب، وأهل المدينة يقولون: اسكب على يدي، [أي] : اصبب. والسَّكْبةُ: الكردة العليا التي يسقى منها كرود الطبابة من الأرض والسَّكْبةُ:، يقال، المكان الذي يسكب فيه. والسَّكْبُ: ضرب من الثياب رقيق كأنه سَكْب ماء من الرقة، واشتقت السَّكبةُ منه، وهي خرقة تقوب للرأس كالشبكة، [يسميها الفرس: الشستقة] .

سبك: السَّبْكُ تَسبيكُكَ السَّبيكةَ من الذهب والفضة، تذاب فتفرغ في مِسْبَكَةٍ من حديد كأنها شق قصبة.
كسب: كس: استيلاء، فتح، كسب البلاد، (بوشر).
كسب دعواه: كسب قضيته (بوشر، هربرت 213).
كسب على السلمي: كسب دون أن يبذل جهداً (بوشر).
كسب الفرصة: انتهزها (بوشر).
تكسب: كسب قوته (ابن بطوطة مخطوطة 235): الشيوخ الذين لا قدرة لهم على التكسب. انظر انكسب عند (فوك) في مادة acquirere.
مكتسب حديثاً (بوشر همبرت102، معجم مسلم).
مكتسب من - مَنْ يكسب قوت يومه من .. (مملوك 1، 1، 31).
مكتسب: منتفع، مستفيد (بوشر).
اكتسب الفرصة: اهتبلها (بوشر).
استكسب العبدَ: طلب العبد أن يعمل لكسب النقود (معجم المسلم).
استكسب: اقتنى، تملّك (معجم مسلم).
كسْب وجمعها أكساب: ممتلكات (البربرية 1، 389، 10، رياض النفوس 102): فوجدت زيتاً عند قوم من أصول في أيديهم من أكساب طيّبة.
كسْب: مأخوذ، مقتبس، مشغول، محتل (لحصن أو لمكان) أو (باخرة، مركب) أو (بضاعة) (بوشر).
كسب: ماشية (ألكالا) (النويري مصر 2، 115): فأخذوا جميع كسب سلطان المسلمين وكثيراً من كسب الرعية؛ وعند بارث 5/ 179 Kissib تعني قطيع الإبل.
كسب الضروب المكسب الذي يتحقق من ضرب النقود. منفعة سك العملة (جرابر 219، 222).
ناقة كُساب: ناقة مخصبة (براكس مجلة الشرق والجزائر 1، 182).
الكسب: اصطلاح لاهوتي وهو العمل الصالح الذي يحقق للإنسان الخير ويبعد عنه الشر.
(دي سلان مقدمة ابن خلدون 3/ 349).
كسبا: نوع من تمر (البكري 52 ويكتبها كسبة وكذلك ابن العوام 1، 344، 492:12، 1) ويصفها باجني ص149 بأنها (طرية ولينة وعذبة المذاق).
كمُسْبة: (فارسية كُسْبه) ثفل عصير الفواكه. ثفل الزيتون، ثفل السمسم الذي سحب منه الزيت (بوشر).
كسبة: أنظر كسبا.
كسبيّ: العلوم الكسبية: المعارف التي تقدمها الدراسة مقابل العلوم الوهبية التي تأتي وحياً. (المقري 1، 571).
كسبان. أنت كسبان وإلا خسران (بوشر).
كسّاب: الذي يمتلك مقداراً يسيراً من الماشية (ألكالا).
كاسب: مزارع (مولر 10، 4).
الكسّاب: الذين يمارسون الأعمال المربحة (نوت 8/ 172).
مكسَب ومكسِب: وسيلة الحصول على الأشياء الضرورية، وسيلة الحصول على القوت أو المؤونة الضرورية أو المال (معجم الادريسي، المقدمة، 235، البربرية 85، 162:6، 5).
مكسب: المكان الذي فيه كسب. أو ماشية أي مرعى أو حضيرة أو زريبة (معجم الادريسي).
مكسب: ماشية (معجم الادريسي) ولعل (في البربرية 1، 20، 258) المعنى نفسه.
مكسوب: المال الموروث (معجم مسلم).
عبيد مكسوب: الزنوج العبيد (هوست 141).
اكتساب: كثيراً ما تحمل (في المقدمة ابن خلدون) معنى جدارة، استحقاق، أهليّة، مزية، قيمة (ص181 جزء 1 و10، 198، 15).
اكتسابي: معرفة مكتسَبَة (بوشر).
الْكَاف وَالسِّين وَالْبَاء

الْكسْب: طلب الرزق.

كسب يكْسب كسباً، وتكسب، واكتسب.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسب: أصَاب، واكتسب: تصرف واجتهد.

قَالَ ابْن جني: قَوْله تَعَالَى: (لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت) عبر عَن الْحَسَنَة بكسبت، وَعَن السَّيئَة باكتسبت، لِأَن معنى " كسب " دون معنى " اكْتسب " لما فِيهِ من الزِّيَادَة، وَذَلِكَ أَن كسب الْحَسَنَة بِالْإِضَافَة إِلَى اكْتِسَاب السَّيئَة أَمر يسير ومستصغر، وَذَلِكَ لقَوْله عز اسْمه: (من جَاءَ بِالْحَسَنَة فَلهُ عشر أَمْثَالهَا وَمن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يجزى إِلَّا مثلهَا) أَفلا ترى أَن الْحَسَنَة تصغر بإضافتها إِلَى جزائها صغر الْوَاحِد إِلَى الْعشْرَة؟؟ وَلما كَانَ جَزَاء السَّيئَة إِنَّمَا هُوَ بِمِثْلِهَا لم تحتقر إِلَى الْجَزَاء عَنْهَا، فَعلم بذلك قُوَّة فعل السَّيئَة على فعل الْحَسَنَة، فَإِذا كَانَ فعل السَّيئَة ذَاهِبًا بِصَاحِبِهِ إِلَى هَذِه الْغَايَة الْبَعِيدَة المترامية عظم قدرهَا، وفخم لــفظ الْعبارَة عَنْهَا فَقيل: (لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت) فزيد فِي لــفظ فعل السَّيئَة، وانتقص من لــفظ فعل الْحَسَنَة لما ذكرنَا.

وَقَوله تَعَالَى: (مَا اغنى عَنهُ مَاله وَمَا كسب) وَقيل: مَا كسب هُنَا: وَلَده.

وَإنَّهُ لطيب الْكسْب، والكسبة، والمكسبة والمكسبة، والكسيبة.

وكسبت الرجل خيرا، وأكسبه إِيَّاه، وَالْأولَى أَعلَى، قَالَ:

يعاتبني فِي الدَّين قومِي وَإِنَّمَا ... ديوني فِي أَشْيَاء تكسبهم حمدا

ويروى: " تكسبهم ".

وَرجل كسوب، وكساب.

وكساب: اسْم للذئب.

وكساب: من أَسمَاء إناث الْكلاب، وَكَذَلِكَ: كسبة، قَالَ الْأَعْشَى:

ولز كسبة أُخْرَى فرعها فهق

وكسيب: من أَسمَاء الْكلاب أَيْضا.

وكل ذَلِك تفؤل بِالْكَسْبِ والاكتساب.

وكسيب: اسْم رجل.

وَقيل: هُوَ جد العجاج لأمه، قَالَ لَهُ بعض مهاجيه، أرَاهُ جَرِيرًا:

يَا ابْن كسيب مَا علينا مبذخ ... قد غلبتك كاعب ضمخ

يَعْنِي " بالكاعب ": ليلى الاخيلية، لِأَنَّهَا هَاجَتْ العجاج فغلبته. وَالْكَسْب: الكنجارق، فارسية، وَبَعض أهل السوَاد يُسَمِّيه: الكسبج.

وكسيب: اسْم.

وَابْن الاكسب: رجل من شعرائهم، وَقيل: هُوَ منيع بن الأكسب بن المجشر، من بني قطن ابْن نهشل.
كسب
الكَسْبُ: ما يتحرّاه الإنسان مما فيه اجتلاب نفع، وتحصيل حظّ، كَكَسْبِ المال، وقد يستعمل فيما يظنّ الإنسان أنه يجلب منفعة، ثم استجلب به مضرّة. والكَسْبُ يقال فيما أخذه لنفسه ولغيره، ولهذا قد يتعدّى إلى مفعولين، فيقال: كَسَبْتُ فلانا كذا، والِاكْتِسَابُ لا يقال إلّا فيما استفدته لنفسك، فكلّ اكْتِسَابٍ كسب، وليس كلّ كَسْبٍ اكتسابا، وذلك نحو: خبز واختبز، وشوى واشتوى، وطبخ واطّبخ، وقوله تعالى:
أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ
[البقرة/ 267] روي أنه قيل للنّبي صلّى الله عليه وسلم : أيّ الكسب أطيب؟ فقال عليه الصلاة والسلام، «عمل الرجل بيده» ، وقال: «إنّ أطيب ما يأكل الرجل من كسبه وإنّ ولده من كَسْبِهِ» ، وقال تعالى: لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا
[البقرة/ 264] وقد ورد في القرآن في فعل الصالحات والسيئات، فممّا استعمل في الصالحات قوله: أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً
[الأنعام/ 158] ، وقوله:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً إلى قوله: مِمَّا كَسَبُوا [البقرة/ 201- 202] . وممّا يستعمل في السّيّئات: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ
[الأنعام/ 70] ، أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا
[الأنعام/ 70] ، إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِما كانُوا يَقْتَرِفُونَ
[الأنعام/ 120] ، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ [البقرة/ 79] ، وقال: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ [التوبة/ 82] ، وَلَوْ يُؤاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا [فاطر/ 45] ، وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْها [الأنعام/ 164] ، وقوله: ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ [آل عمران/ 161] فمتناول لهما.
والِاكْتِسَابُ قد ورد فيهما. قال في الصالحات:
لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ
[النساء/ 32] ، وقوله: لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ [البقرة/ 286] فقد قيل خصّ الكَسْبُ هاهنا بالصالح، والِاكْتِسَابُ بالسّيّئ، وقيل: عني بالكسب ما يتحرّاه من المَكَاسِبِ الأخرويّة، وبالاكتساب ما يتحرّاه من المكاسب الدّنيويّة، وقيل: عني بِالْكَسْبِ ما يفعله الإنسان من فعل خير وجلب نفع إلى غيره من حيثما يجوز، وبِالاكْتِسَابِ ما يحصّله لنفسه من نفع يجوز تناوله، فنبّه على أنّ ما يفعله الإنسان لغيره من نفع يوصّله إليه فله الثّواب، وأنّ ما يحصّله لنفسه- وإن كان متناولا من حيثما يجوز على الوجه- فقلّما ينفكّ من أن يكون عليه، إشارة إلى ما قيل: (من أراد الدّنيا فليوطّن نفسه على المصائب) ، وقوله تعالى: أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ
[التغابن/ 15] ، ونحو ذلك. 

كسب

1 كَسَبَ, aor. ـِ inf. n. كَسْبٌ (S, K, Msb) and كِسْبٌ (K), He collected (wealth &c.]; (S, K;) as also ↓ اكتسبهُ. (S.) This is the original signification. (S.) b2: [Hence,] He gained, acquired, or earned, wealth or the like; as also ↓ اكتسب. (Msb.) كَسَبْتُ شَيْئًا and ↓ اكْتَسَبْتُهُ are syn., [signifying I gained a thing]. (S.) b3: Hence [also], كَسَبَ and ↓ اكتسب (S, K, Msb) and ↓ تكسّب (K) He sought, sought after, or sought to gain, sustenance, or the like, (S, K,) for his family: (Msb:) or كَسَبَ signifies he got, or obtained, or gained, acquired, or earned, [sustenance, &c.]; and ↓ اكتسب, he applied himself with art and diligence [to get, or obtain, or gain, acquire, or earn, sustenance &c.; he laboured to earn, or gain, sustenance]: (Sb, K:) [so] also ↓ تكسّب is explained by تَكَلَّفَ الكَسْبَ he applied himself, as to a task, to gain, &c. (S.) b4: كَسَبَ is also said to signify, and originally, both he sought, or sought after, [sustenance]; and he laboured in seeking, or seeking after, sustenance. (TA.) b5: ↓ اكتسب has a more intensive signification than كَسَبَ; and hence, in the last verse of the second chap. of the Kur [لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ To it shall be given what reward it hath earned, and upon it shall be executed what punishment it hath drawn upon itself], the latter is used with reference to what is good; and the former, with reference to what is evil. (IJ.) You say, كَسَبَ خَيْرًا (tropical:) [He gained, or earned, or did, good]: and ↓ اكتسب شَرًّا (tropical:) [He gained, or earned, or did, evil]. (A.) b6: [This distinction, however, is not always observed: for] كَسَبَ signifies, He did either a good or an evil deed: [because he who does so earns, or draws upon himself, reward or punishment.] (Jel in ii. 281; and iii. 24; &c.) and ↓ اكتسب He committed an act of which he was accusable. (Jel in xxxiii. 58.) كَسَبَ إِثْمًا and ↓ اكتسبهُ signify He [committed, or] burdened himself with (تَحَمَّلَ), a sin, or crime. (Msb.) b7: كَسَبَهُ مَالًا, (S, K,) and مالا ↓ اكسبهُ, (IAar, IAth, K,) but the former is the more approved: the latter is by Fr and some others rejected: (TA:) He caused him to gain, acquire, or earn, wealth: (IAth, Msb:) or he assisted him to gain, acquire, or earn, wealth. (IAth.) كسبهُ عِلْمًا He caused him to gain, or acquire, knowledge. (Msb.) [In like manner,] العَبْدَ ↓ اسْتَكْسَبْتُ I caused the slave to gain, or make gain; the verb having here the sense of the measure أَفْعَلْتُهُ; like as اِسْتَخْرَجْتُهُ signifies أَخْرَجْتُهُ. (Msb.) [See an ex. voce أَدِيمٌ.] b8: نَهَى عَنْ كَسْبِ الإِمَاءِ [He (Mohammad) forbade the making female slaves to earn money, or the like, (by prostitution)]. (TA, from a trad.) b9: مَا كَسَبَ in the Kur cxi, 2, is said to signify His children. A man's children are among the things termed his كَسْب. (TA.) b10: كَسَبَهُ عَجَبًا It occasioned, or caused, him to wonder. (TA, voce أَعْجَبَ.) 4 أَكْسَبَ see 1.5 تَكَسَّبَ see 1.8 إِكْتَسَبَ see 1 throughout.

كَسْبٌ inf. n. of 1. q. v. b2: فُلَانٌ طَيِّبُ الكَسْبِ, (S, K,) and ↓ المَكْسَبِ, and ↓ المَكْسِبِ, (K,) and ↓ المَكْسِبَةِ, and ↓ الكِسْبَةِ, (S, K,) and ↓ الكَسِيبَةِ, (IM,) [Such a one makes good gain: كَسْبٌ &c. signifying gain, acquisition, or earning: and also a deed, whether good or evil].

كُسْبٌ i. q. كُنجارق [or كَنْجَارَهُ], a Persian word, called by some of the people of Es-Sawád كُسْبَج [or كُسْبَه; i. e., The dregs of sesamegrain, or the like, from which the oil has been expressed]; (TA;) dregs remaining after the expression of oil: (S, K:) [as also كُزْبٌ:] from the Persian كشب, (AM,) [or rather كُسْبَه, or كُسْبَج]. See also تَخٌّ.

كَسْبَةُ: see كَسَابِ.

كِسْبَة: see كَسْبٌ.

كَسْبِىٌّ: see اِكْتِسَابِىٌّ.

كَسَابِ The wolf. (L, K.) b2: A name of a bitch: (S:) one of the names of the bitch: (ISd:) as also ↓ كَسْبَةُ: (K:) as ↓ كُسَيْبٌ is a name of the dog; i. e., of the male: (K:) names thus used as ominous of gain, [or of capturing game]: (IM:) كَسَابِ, as a name of a hunting bitch, means كَاسِبَةٌ. (TA, art. برح.) كَسُوبٌ [so in the copies of the K in my hands; but by the place in which it is mentioned in the TA, it is implied that it is ↓ كَسُّوبٌ: see also لَسُوبٌ] A thing; anything. مَا لَهُ كَسُوبٌ He has not anything. (K.) A2: رَجُلٌ كَسُوبٌ, and ↓ كَسَّابٌ, A man who makes much gain. (K.) كُسَيْبٌ: see كَسَابِ. b2: إِبْنُ الكُسَيْبِ Bastard. (K.) كَسَّابٌ: see كَسُوبٌ.

كَسُّوبٌ A certain plant. (K.) A2: See also كَسُوبٌ.

الكَوَاسِبُ i. q. الجَوَارِحُ, (S, K,) here meaning The members (either of a man or of a bird) by means of which is gained, acquired, or earned, sustenance, or the like. (MF.) [The explanation in the TA, الجَوَارِحُ مِنَ الإِنْسَانِ وَالطَّيْرِ, seems, at first sight, to signify preyers, whether men or birds: but this meaning I do not think to be the one intended.]

أَبُو كَاسِبٍ The wolf. (K.) اِكْتِسَابِىٌّ [Acquired knowledge, such as is acquired by study: as also ↓ كَسْبِىٌّ:] opp. to ضَرُورِىٌّ as meaning [natural or instinctive, or] such as the creature has by [Divine] appointment. (Kull p. 232.) مَكْسَِبٌ, and مَكْسِبَةٌ see كَسْبٌ.

كسب: الكَسْبُ: طَلَبُ الرِّزْقِ، وأَصلُه الجمع. كَسَبَ يَكْسِبُ

كَسْباً، وتَكَسَّبَ واكْتَسَب. قال سيبويه: كَسَبَ أَصابَ، واكْتَسَب:

تَصَرَّف واجْتَهَد. قال ابن جني: قولُه تعالى: لها ما كَسَبَتْ، وعليها ما اكْتَسَبَتْ؛ عَبَّر عن الحسنة بِكَسَبَتْ، وعن السيئة باكْتَسَبَتْ، لأَن معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِـما فيه من الزيادة، وذلك أَن كَسْبَ الحسنة، بالإِضافة إِلى اكْتِسابِ السيئة، أَمْرٌ يسير ومُسْتَصْغَرٌ، وذلك لقوله، عَزَّ اسْمُه: من جاءَ بالحسنة فله عَشْرُ أَمثالها، ومن جاءَ بالسيئة فلا يُجْزَى إِلا مِثْلَها؛ أَفلا تَرى أَن الحسنةَ تَصْغُر بـإِضافتها إِلى جَزائها، ضِعْف الواحدِ إِلى العشرة؟ ولما كان جَزاءُ السيئة إِنما هو بمثلها لم تُحْتَقَرْ إِلى الجَزاءِ عنها، فعُلم بذلك قُوَّةُ فِعْلِ السيئة على فِعْلِ الحسنة، فإِذا كان فِعْل السيئة ذاهباً بصاحبه إِلى هذه الغاية البعيدة الـمُتَرامِـيَة، عُظِّمَ قَدْرُها وفُخِّمَ لــفظ العبارة عنها، فقيل: لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ، فزيدَ في لــفظ فِعْل السيئة، وانْتُقِصَ من لــفظ فِعْل الحسنة، لما ذَكَرْنا. وقولهُ تعالى: ما أَغْنَى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ قيل: ما كَسَبَ، هنا، ولَدُه، إِنه لَطَيِّبُ الكَسْب، والكِسْبة، والـمَكْسِـبَة، والـمَكْسَبَةِ، والكَسِـيبةِ، وكَسَبْت الرجلَ خيراً فكَسَبَه وأَكْسَبَه إِياه، والأُولى أَعلى؛ قال:

يُعاتِـبُني في الدَّيْنِ قَوْمي، وإِنما * دُيونيَ في أَشياءَ تَكْسِـبُهم حَمْدا

ويُروى: تُكْسِـبُهم، وهذا مما جاءَ على فَعَلْتُه ففَعَل، وتقول: فلانٌ

يَكْسِبُ أَهلَه خَيْراً. قال أَحمد بن يحيـى، كلُّ الناس يقول:

كَسَبَكَ فلانٌ خَيْراً، إِلا ابنَ الأَعرابي، فإِنه قال: أَكْسَبَكَ فلانٌ

خَيْراً.

وفي الحديث: أَطْيَبُ ما يأْكلُ الرجلُ من كسْبه، ووَلَدُه من كَسْبِه.

قال ابن الأَثير: إِنما جَعَلَ الوَلَد كَسْباً، لأَن الوالدَ طَلَبه، وسَعَى في تحصيله؛ والكَسْبُ: الطَّلَبُ والسَّعْيُ في طَلَبِ الرزق

والـمَعيشةِ؛ وأَراد بالطَّيِّب ههنا الـحَلالَ؛ ونفقةُ الوالِدَيْن واجبة على الولد إِذا كانا محتاجَيْنِ عاجِزَيْن عن السَّعْي، عند الشافعي؛ وغيرُه لا يشترط ذلك. وفي حديث خديجة: إِنك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ الـمَعْدُومَ. ابن الأَثير: يقال: كَسَبْتُ زيداً مالاً، وأَكْسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعَنْتُه على كَسْبه، أَو جَعَلْتُه

يَكْسِـبُه، فإِن كان من الأَوّل، فتُريدُ أَنك تَصِلُ إِلى كلِّ مَعْدوم

وتَنالُه، فلا يَتَعَذَّرُ لبُعْدِه عليك، وإِن جعلته متعدِّياً إِلى اثنين،

فتُريدُ أَنك تُعْطِـي الناس الشيءَ المعدومَ عندهم، وتُوَصِّلُه إِليهم.

قال: وهذا أَوْلَى القَوْلَين، لأَنه أَشبه بما قبله، في باب التَّفَضُّل

والإِنْعامِ، إِذ لا إِنْعام في أَن يَكْسِبَ هو لنفسه مالاً كان معدوماً

عنده، وإِنما الإِنعام أَن يُولِـيَه غيرَه. وباب الحظِّ والسعادة في

الاكتساب، غيرُ

بابِ التفضل والإِنعام. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن كَسْب الإِماءِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ مطلقاً في رواية أَبي هريرة، وفي

رواية رافع بن خَديج مُقَيَّداً، حتى يُعْلَم من أَين هو، وفي رواية أُخرى: إِلا ما عَمِلَتْ بيدها، ووجهُ الإِطلاق أَنه كان لأَهل مكة والمدينة إِماءٌ، عليهنَّ ضَرائِبُ، يَخْدُمْنَ الناسَ ويأْخُذْنَ أَجْرَهُنَّ،

ويُؤَدِّينَ ضَرائبَهن، ومن تكون مُتَبَذِّلة داخلةً خارجةً وعليها ضريبةٌ فلا يُؤْمَنُ أَن تَبْدُرَ منها زَلَّة، إِما للاستزادة في المعاش، وإِما لشَهوة تَغلِبُ، أَو لغير ذلك، والمعصومُ قليل؛ فنَهَى عن كَسْبِهنَّ مطلقاً تَنَزُّهاً عنه، هذا إِذا كان للأَمة وجهٌ معلومٌ تَكْسِبُ منه، فكيف إِذا لم يكن لها وجه معلوم؟ ورجل كَسُوبٌ وكَسَّابٌ، وتَكَسَّبَ أَي تَكَلَّف الكَسْبَ.

والكَواسِبُ: الجوارحُ.

وكَسابِ: اسم للذئب، وربما جاءَ في الشِّعر كُسَيباً. الأَزهري: وكَسابِ اسم كَلْبة. وفي الصحاح: كَسابِ مثل قَطامِ، اسم كلبة. ابن سيده: وكَسابِ من أَسماءِ إِناث الكلاب، وكذلك كَسْبةُ؛ قال الأَعشى:

ولَزَّ كَسْبةَ أُخْرى، فَرْعُها فَهِقُ

وكُسَيْبٌ: من أَسماءِ الكلاب أَيضاً، وكلُّ ذلك تَفَؤُّلٌ بالكَسْب

والاكتِسابِ. وكُسَيْبٌ: اسم رجل، وقيل: هو جَدُّ العَجَّاج لأُمِّه؛ قال له بعضُ مُهاجِـيه، أُراه جريراً:

يا ابْنَ كُسَيْبٍ! ما علينا مَبْذَخُ، * قد غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ

يعني بالكاعب لَيْلى الأَخْيَلِـيَّة، لأَنها هاجتِ العَجَّاجَ فَغَلَبَتْه.

والكُسْبُ: الكُنْجارَقُ، فارسيةٌ؛ وبعضُ أَهل السَّواد يُسَمِّيه

الكُسْبَجَ. والكُسْبُ، بالضم: عُصارةُ الدُّهْن. قال أَبو منصور: الكُسْبُ مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية كُشْبٌ، فقُلِـبَت الشين سيناً، كما قالوا سابُور، وأَصله شاه بُور أَي مَلِكُ بُور. وبُورُ: الابْنُ، بلسان الفُرْس؛ والدَّشْت أُعْرِبَ، فقيل الدَّسْتُ الصَّحْراءُ.

وكَيْسَبٌ: اسم.

وابنُ الأَكْسَبِ: رَجل من شعرائهم؛ وقيل: هو مَنِـيعُ بن الأَكْسَب بن الـمُجَشَّر، من بني قَطَن ابن نَهْشَل.

كسب
كسَبَ/ كسَبَ لـ يَكسِب، كَسْبًا، فهو كاسِب، والمفعول مَكْسوب (للمتعدِّي)
• كسَب رزقَه: نالَه وربِحه ° كسب عطفَ فلان/ كسب وُدَّ فلان/ كسب حبّ فلان: ربحه- كسب لقمةَ عيشه بعرق جبينه.
• كسَب معلوماتٍ كثيرة من المطالعة: حصَل عليها وجمعها "كسب مؤيِّدين لقضيّته"? يكسِب كُلَّ شيء: يكتسحه.
• كسَب إثمًا: فعله، تحمَّله " {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا} - {مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً}
 ".
• كسَب لأهله: طلب الرِّزقَ والمعيشةَ لهم "بذل جهدًا كبيرًا ليكسب لأهله". 

أكسبَ يُكسب، إكسابًا، فهو مُكْسِب، والمفعول مُكْسَب
• أكسب الأستاذُ تلميذَه العلمَ: أعانه على كَسْبه أو جعله يكسِبه "أكسبته مآثرَه مجدًا: أعطته- يُكسِب التطعيمُ الجسم مناعة ضِدّ المرض- حياة الجنديّة أكسبت المجنَّدين خشونة- الصمت يُكْسب أهلَه المحبّة". 

اكتسبَ/ اكتسبَ لـ يكتسب، اكتسابًا، فهو مُكتسِب، والمفعول مُكتسَب (للمتعدِّي)
• اكتسب الشَّخصُ: عمِل وتصرّف واجتهد " {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا} ".
• اكتسب المالَ ونحوَه: جمعه، تحصّل عليه وربحه "اكتسب ملكيّة: صار مالكًا بالشّراء أو بالميراث- تكتسب المهارةُ بالخبرة- اكتسب تقديرَ مُحيطه: جذبهم إليه بصفاته وسلوكه- اكتسب عِلْمًا: طلبه وحصل عليه- اكتسب اللّونُ صِبغةً زرقاء" ° اكتسب الرِّزقَ بعرق جبينه- اكتسب شهرةً وصيتًا- خبرة مُكْتَسَبة- مناعة مُكْتَسَبة: لم يكن لها وجود عند الولادة، بل ظهرت فيما بعد من نشوء أجسام مضادّة تجاوبًا مع مولد مضادّ كما في التطعيم ونقل الأجسام المضادّة من الأم إلى الجنين.
• اكتسب الإثمَ: تحمَّله " {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} ".
• اكتسب لأهله: كسَب لهم؛ طلب الرزقَ والمعيشةَ لهم. 

تكسَّبَ/ تكسَّبَ لـ يتكسَّب، تكسُّبًا، فهو مُتكسِّب، والمفعول مُتكسَّب له
• تكسَّب الشَّخصُ:
1 - طلَب الرِّزْقَ وتأمين المال "يتكسَّب من الشِّعْر- يحاول أن يتكسَّب بأيَّة وسيلة".
2 - تكلَّف الكَسْب.
• تكسَّب لأهله: كسب لهم؛ طلب الرزقَ والمعيشةَ لهم. 

كسَّبَ يكسِّب، تَكْسيبًا، فهو مُكسِّب، والمفعول مُكسَّب
• كسَّبه مالاً كثيرًا: جعله يكسبه. 

اكتساب [مفرد]:
1 - مصدر اكتسبَ/ اكتسبَ لـ ° اكتساب الملكيّة: تملُّك عقار.
2 - (نف) زيادة أفكار الفرد أو معلوماته، أو تعلمه أنماطًا جديدة للاستجابة، وتغير أنماط استجاباته القديمة. 

كَسْب [مفرد]:
1 - مصدر كسَبَ/ كسَبَ لـ ° طيِّب الكَسْب.
2 - دخْل "كَسْب العمل- ضريبة كَسْب العمل- كان كسبُه وفيرًا هذا العام" ° الكسْب المشروع.
3 - خبرة ومعرفة "كسب المعرفة يتطلّب مثابرة وجهدًا".
4 - توفير "كَسْب في الوقت". 

كُسْب [مفرد]: كُزب؛ ما يتبقى من بزور القطن والكَتّان والسِّمسم وغيرها بعد عصرها، ويستعمل علفًا أو سمادًا. 

مُكتسَب [مفرد]:
1 - اسم مفعول من اكتسبَ/ اكتسبَ لـ.
2 - متعلَّم أثناء حياة الفرد.
• معرفة مكتسبة: معرفة النَّفس بالعالم الخارجيّ، وتأتينا من مصدرين: الحدْس والتَّجريد. 

مَكْسَب/ مَكْسِب [مفرد]: ج مَكاسِبُ:
1 - ما يتحصَّل عليه الإنسانُ من مال أو علم أو جاه "لا يعلم حدودَ مكاسبه- مكاسِب غير مشروعة- ولا أنا راضٍ إن توالت مكاسبي ... إذا لم تكن بالعِزِّ تلك المكاسب".
2 - (جر) فرق بين الدخل من جهة، والمصاريف من جهة أخرى. 

مُكْسِب [مفرد]: ج مُكسِبات: اسم فاعل من أكسبَ.
• مُكْسِبات الطَّعم: موادّ صناعيّة تُضاف إلى الأطعمة والمشروبات؛ لتُكسبها طعمًا جديدًا شهيًّا. 
كسب
: (كَسَبَه، يَكْسِبُهُ، كَسْباً) بِالْفَتْح، (وكِسْباً) بِالْكَسْرِ، (وتَكَسَّبَ، واكْتَسَبَ: طَلَبَ الرِّزْفَ) . وأَصلُهُ الجَمع، (أَو كَسَبَ: أَصابَ، واكْتَسَبَ تَصرَّفَ، واجْتَهَدَ) ، قَالَه سِيبَوَيْهِ. (وكَسَبَهُ: جَمَعَه) على أَصْلِ مَعْنَاهُ.
فِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ ابْنُ جِنّي: قولُه تعالَى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (الْبَقَرَة: 286) ، عَبَّرَ عَن الحَسَنةِ بكسبت، وَعَن السَّيِّئةِ باكْتَسَبَتْ؛ لأَنّ معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِما فِيهِ من الزِّيَادة، وذالك لاِءَنّ كَسْبَ الحَسَنَة، بالإِضافَة إِلى اكْتساب السَّيئة، أَمرٌ يَسيرٌ ومستَصْغَر، وَذَلِكَ لقَوْله عزَّ وجَلَّ: {مَن جَآء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآء بِالسَّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} (الْأَنْعَام: 160) ، أَفَلا تَرى أَنّ الحسَنَةَ تَصغُرُ بإِضافتها إِلى جزائها، ضِعْفَ الْوَاحِدَة إِلى العَشَرة؟ ولمّا كَانَ جَزاءُ السَّيئة إِنّمَا هُوَ بمثلِها، لم تُحْتَقرْ إِلى الجزاءِ عَنْهَا، فعُلِمَ بذالك قُوّةُ فِعلِ السَّيْئة على فعل الحسنةِ؛ فإِذا كَانَ فعلُ السَّيِّئة ذَاهِبًا بِصَاحِبِهِ إِلى هاذه الغايةِ المترامية، عُظِّمَ قَدْرُهَا وفُخِّمَ لــفظُ الْعبارَة عَنْهَا، فَقيل: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} ، فزِيدَ فِي لــفظ السَّيّئة، وانْتُقِصَ من لــفظ فعل الْحَسَنَة لِمَا ذَكَرْنا.
وَفِي الأَساس: وَمن الْمجَاز: كَسَبَ خَيْراً، واكْتَسَب شرّاً.
(و) كَسَبَ (فُلاَناً) خَيْراً و (مَالا، كأَكْسَبَهُ إِيّاهُ) ، والأَوَّلُ أَعْلَى. (فكَسَبَهُ هُوَ) ، قَالَ:
يُعاتِبُنِي فِي الدَّيْنِ قَوْمِي وإِنَّما
دُيُونِيَ فِي أَشْيَاءَ تَكْسِبُهُم حَمْدَا
ويُرْوَى: تُكْسِبُهم، وهاذا ممّا جاءَ على فَعَلْتُهُ ففَعَل.
وَمن الْمجَاز: تقولُ: فلانٌ يَكْسِبُ أَهْلَهُ خيرا. قَالَ أَحمدُ بْنُ يَحْيى: كلُّ النّاس يقولُ: كَسَبَك فلانٌ خيرا إِلاّ ابْنَ الأَعرابيّ فإِنّه قَالَ: أَكْسَبَكَ فُلانٌ خَيْراً. وَفِي حَدِيث خَدِيجة: (إِنَّك لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدومَ) . قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: يُقال: كسَبْتُ مَالا، وكَسَبْتُ زَيْداً مَالا، وأَكسَبْتُ زيدا مَالا، أَي: أَعَنْتُهُ على كَسْبِه، أَو جعَلْتُه يَكْسِبُهُ فإِن كَانَ من الأَوّل، فتريدُ أَنّك تَصِلُ إِلى كُلّ معدومٍ وتنالُهُ، فَلَا يَتعذَّرُ لِبُعْدِه عَلَيْك، وإِن جَعَلْتَهُ متعدِّياً إِلى اثْنَيْنِ، فتُرِيدُ أَنَّك تُعْطِي النّاسَ الشَّيْءَ المعدومَ عِنْدَهُم، وتُوَصِّلُهُ إِليهم، قَالَ: وهاذا أَوْلَى القولَيْنِ؛ لأَنَّه أَشبَهُ بِمَا قَبْلَهُ فِي بَاب التَّفَضُّل والإِنعام، إِذْ لَا إِنْعَامَ فِي أَن يَكسِبَ هُوَ لنَفسِهِ مَالا كَانَ مَعْدُوما عندَه، وإِنّما الإِنعامُ أَنْ يُولِيَهُ غَيْرَهُ، وبابُ الحظّ والسّعادة فِي الاكْتِساب غيرُ بَاب التَّفَضُّل والإِنعام. وَقَالَ شَيخنَا: كَسَبَ يَجِيءُ لَازِما ومتعدّياً، وأَنكر الفَرّاءُ وغيرُهُ (أَكْسَبُه) . فِي المتعدِّي؛ وأَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابي:
فأَكْسَبَنِي مَالا وأَكْسَبْتُه حَمْدَا
فعدّاهُ لمفعولَيْنِ وكَسَبَ يتعدَّى لواحِدٍ، وأَكْسَبَ لاثْنَيْنِ. وَقيل: كُلُّ مِنْهُمَا يتعدَّى لمفعولَيْنِ، كَمَا جزَمَ بِهِ ابْنُ الأَعْرَابيِّ، وَهُوَ الَّذِي صرّحَ بِهِ المُصَنِّفُ، وغيرُهُ، انْتهى.
(و) يُقال: (فُلانٌ طَيِّبُ المَكْسَبِ) ، كمَقْعَدٍ، (والمَكْسِبُ) ، كمَجْلِس؛ كِلاَهُمَا عَن الفَرّاءِ، (والمَكْسِبَةِ كالمَغْفِرَة، والكِسْبَةِ، بِالْكَسْرِ) ، والكَسِيبَة، زَاده ابْنُ مَنْظُورٍ: (أَيْ: طَيِّبُ الكَسْبِ) .
(ورَجُلٌ كَسُوبٌ) كصَبُورٍ، (وكَسَّابٌ) كَشَدَّادٍ: كَثِيرُ الكَسْبِ.
(و) الكَسُّوبُ، (كالتَّنُّورِ: نَبْتٌ) يُشْبِه العُصْفُرَ، لَهُ قُرْطُمٌ، نَقله الصّاغانيّ.
(و) الكَسُّوبُ: (الشَّيءُ) ، وَفِي نُسْخَة: ومَا لَهُ كَسُّوبٌ: شَيْءٌ، يُقَال: مَا تَرَك كَسُّوباً وَلَا لَسُّوباً، أَي: شَيْئا.
(وكَسَابِ، كقَطَامِ: الذِّئْبُ) ، ورُبَّمَا جاءَ فِي الشِّعر كُسَيْباً. ومثلُهُ فِي لِسَان الْعَرَب. وَفِي الصَّحاح: اسمُ كَلْبَةٍ.
(وكَسْبَةُ: من أَسْماءِ إِناثِ الكِلابِ) ككَسَابِ؛ قَالَه ابْنُ سِيدَهْ. قَالَ الأَعْشَى:
ولَزَّ كَسْبَةَ أُخْرَى فَرْغُها فَهِقُ
(و) كَسْبَةُ: (ة بنَسَفَ) .
(و) كُسَيْبٌ، (كزُبَيْرٍ) : اسْمٌ (لذُكُورِهَا) ، أَي: الكِلابِ، وربّما جاءَ ذالك فِي الشِّعْر. قَالَ ابنُ مَنْظُور: وكُلُّ ذالك تفاؤُلٌ بِالْكَسْبِ والاكتساب.
(و) كُسَيْبٌ: (اسْمُ) رجل. وَقيل: هُوَ جَدُّ العَجّاج لاِمِّه، قَالَ لَهُ بعض مُهاجِيهِ، أُراه جَريراً: يَا ابْنَ كُسَيْبٍ مَا عَلَيْنَا مَبْذَخُ
قَدْ غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَمَّخُ
يَعْنِي بالكاعِبِ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ، لأَنّها هاجَتِ العَجّاج فغَلَبَتْهُ. (و) قد يكونُ (ابْنُ الكُسَيْبِ: ولَدَ الزِّنَا) وَبِه يُفَسَّرُ الشِّعْرُ الْمَذْكُور.
(والكُسْبُ، بالضَّمِّ) : الكُنْجارَقُ فارِسيّة. وبعضُ أَهْلِ السَّوَادِ يُسَمِّيهِ الكُسْبَجَ. والكُسْبُ بالضمِّ: (عُصارَةُ الدُّهْنِ) ، قَالَ أَبُو مَنْصُور: وأَصلُه بالفارِسِيّة: (كُشْبْ) ، فَقُلِبَت الشِّينُ سِيناً، كَمَا قَالُوا: سابُور، وأَصلُه شَاهْ بُور، أَي: ابْن المَلِكِ.
(وكَيْسَبٌ) ، كصَيْقَلٍ: (اسمٌ. و: ة بَين الرَّيِّ وخُوَارِهَا) ، بالضَّمّ.

(وَمَنِيعُ بْنُ الأَكْسَبِ) بْنِ المُجَشَّرِ (شاعِرٌ) من بني قَطَنِ بْنِ نَهْشَلٍ.
(والكَواسبُ: الجَوَارِحُ) من الإِنسان والطَّيْر.
(وأَبو كاسِبٍ) : كُنْيَةُ (الذِّئْبِ) .
(وسَمَّوْا كاسِباً وكَيْسَبَةَ) وكَيْسَباً وكُسَيْبَة.
وممّا بَقِي عَلَيْهِ:
تَكسَّبَ، أَي: تكلَّفَ الكَسْبَ، وأَصل الكَسْبِ الطَّلَبُ والسَّعْيُ فِي طلبِ الرِّزْق والمَعِيشةِ. وَفِي الحَدِيث: (أَطْيَبُ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ من كَسْبِهِ، ووَلَدُهُ من كَسْبِهِ) . وَفِي حديثٍ آخَرَ: (نَهَى عَن كَسْبِ الإِمَاءِ) . وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} (المسد: 2) ، قِيلَ: مَا كَسَبَ، هُنَا، وَلَدُهُ.
والكِسْبُ، بِالْكَسْرِ: لغةٌ فِي الكَسْبِ، بِالْفَتْح، نَقله الصّاغانيُّ. 6
الكسب: هو المفضي إلى اجتلاب نفع أو دفع ضرر، ولا يوصف فعل الله بأنه كسب؛ لكونه منزهًا عن جلب نفع أو دفع ضرر.
كسب
الكَسْبُ: طَلَبُ الرزْق. وهو يَكْسِبُ أهْلَه خَيْراً. ورَجُل كَسُوْبٌ وكَسّابٌ وكُسْبٌ. وكُسَبٌ: اسْمٌ للذئْب. وكَسَابِ: من أسماءِ إناثِ الكِلابِ.
والكَسُّوْبُ: نَبْتٌ يُشْبِهُ العُصْفُرَ له قِرْطِمٌ. ويقولون: ما تَرَكَ منه كَسُوباً ولا لَسُّوباً: أي شَيْئاً. والكُسْبُ: ثُفْلُ البَزْرِ. والذي يَخْرُجُ من البُر بعد التَذْرِيَةِ ممّا يَنْبغي أنْ يُدَق: الكُسْبُ.

المركّب

المركّب:
[في الانكليزية] Complex ،compound
[ في الفرنسية] Complexe ،compose
بفتح الكاف المشدّدة يطلق على معان.
منها ما عرفت. ومنها ما هو مصطلح المحدّثين وهو حديث ركّب متنه بإسناد متن حديث آخر كذا في القسطلاني وشرح شرح النخبة. ومنها ما هو من أقسام الموجّهات وهي القضية الموجّهة التي لا يكون فيها حكم واحد بل حكمان، أحدهما إيجاب والآخر سلب، وتقابلها البسيطة وهي ما لا يكون فيه إلّا حكم واحد إيجاب أو سلب. فالعرفية الخاصة مثلا مركّبة والضرورية المطلقة بسيطة. ومنها ما يتركّب من أجسام مختلفة الحقائق بحسب الحقيقة وهو قسمان: تامّ وغير تام ويسمّى ناقصا أيضا. فالمركّب التّام هو الذي تكون له صورة نوعية تحــفظ تركيبه زمانا معتدا به، وهو منحصر في المواليد الثلاث، أي النبات والحيوان والمعدن، وذلك لأنّ التركيب لا يكون إلّا من بسائط تتصغّر أجزاؤها وتتماس متفاعلة حتى تستقر على كيفية متوسّطة وحدانية، تستعدّ بها لأن يفيض عليها من المبدأ صورة حافظــة لتألفها لكون العناصر مستدعية بالذات للافتراق، فتلك الصورة إن لم يصدر عنها أثر في المركّب إلّا الحــفظ المذكور فهي الصورة المعدنية والجسم المركّب المتنوّع بها معدن، وإن صدرت عنها مع الحــفظ التغذية والتنمية لا غير فهي النفس النباتية، والجسم المركّب المتنوّع بها نبات، وإن صدر عنها الحسّ والحركة الإرادية مع ما يصدر من النفس النباتية فهي النفس الحيوانية، والجسم المتنوّع بها حيوان، والحيوان إن تعلّقت به نفس مجرّدة هي مصدر للنطق وإدراك الكلّيات فهو الإنسان وإلّا فهو الحيوان الأعجم. والمركّب الغير التام هو المركّب الذي لا تكون له صورة نوعية تحــفظ تركيبه زمانا معتدّا به سواء لم تكن لها صورة نوعية كالممتزج من الماء والطين إذ ليست له صورة مغايرة لصور بسائطها أو كانت لها صورة نوعية لكن لا تحــفظ تركيبه زمانا معتدا به كالشهب والنيازك، هكذا ذكر الحكماء، وهكذا نقل عن السّيّد السّند وابنه. ومنها الشيء الذي يكون أكثر أجزاء من شيء آخر ويقابله البسيط ويسمّى بسيطا إضافيا. ومن هاهنا يقال من القضايا الموجّهة ما هي مركّبة وهي التي لا يكون فيها حكم واحد بل حكمان أحدهما إيجاب والآخر سلب، ومنها ما هي بسيطة وهي التي لا يكون فيها إلّا حكم واحد إيجاب أو سلب، فالعرفية الخاصة مثلا مركّبة والضرورية المطلقة بسيطة، وقد سبق بعض معانيه في لــفظ البسيط.

الْبَين بَين

الْبَين بَين: يَعْنِي (درميان درميان) . وَهُوَ فِي اصْطِلَاح الصّرْف عبارَة عَن أَن يتَلَــفَّظ الْهمزَة بَين مخرجها ومخرج الْحَرْف الَّذِي يُنَاسب حركتها يَعْنِي إِن كَانَت الْهمزَة مَفْتُوحَة فَإِن يتَلَــفَّظ بَين مخرجها ومخرج الْألف وَإِن كَانَت مَضْمُومَة فَبين مخرجها وَبَين مخرج الْوَاو. وَإِن كَانَت مَكْسُورَة فَبين مخرجها وَبَين مخرج الْيَاء مثل سَأَلَ تساؤلا ومسائل. وَهَذَا هُوَ الْبَين بَين الْمَشْهُور. وَغير المشهوران يتَلَــفَّظ بَين الْهمزَة وَبَين حرف حركتها كَمَا تَقول سؤل بَين الْهمزَة وَالْوَاو. وَقد يعبر مَذْهَب أهل السّنة بالبين بَين لِأَنَّهُ بَين الْجَبْر الْمَحْض وَالِاخْتِيَار الْمَحْض كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْجَبْر إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

الشّرع

الشّرع:
[في الانكليزية] Law ،religious law
[ في الفرنسية] Loi ،loi religieuse
بالفتح وسكون الراء المهملة لغة مشرعة الماء، وهو مورد الشاربة والشريعة كذلك أيضا.
وشرعا ما شرع الله تعالى لعبادة من الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء صلّى الله عليه وسلم وعلى نبينا وسلم سواء كانت متعلّقة بكيفية عمل وتسمّى فرعية وعملية، ودوّن لها علم الفقه، أو بكيفية الاعتقاد وتسمّى أصلية واعتقادية، ودوّن لها علم الكلام. ويسمّى الشرع أيضا بالدين والملّة، فإنّ تلك الأحكام من حيث إنّها تطاع لها دين، ومن حيث إنّها تملى وتكتب ملّة، ومن حيث إنّها مشروعة شرع. فالتفاوت بينها بحسب الاعتبار لا بالذات، إلّا أنّ الشريعة والملّة تضافان إلى النبي عليه السلام وإلى الأمة فقط استعمالا، والدين يضاف إلى الله تعالى أيضا.

وقد يعبّر عنه بعبارة أخرى فيقال: هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذّات، وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم، فإنّ الوضع الإلهي هو الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء عليهم وعلى نبينا السلام. وقد يخصّ الشرع بالأحكام العملية الفرعية وإليه يشعر ما في شرح العقائد النسفية: العلم المتعلّق بالأحكام الفرعية يسمّى علم الشرائع والأحكام، وبالأحكام الأصلية يسمّى علم التوحيد والصفات انتهى. وما في التوضيح من أنّ الحكم بمعنى خطاب الله تعالى على قسمين: شرعي أي خطاب الله تعالى بما يتوقّف على الشّرع ولا يدرك لولا خطاب الشارع كوجوب الصلاة، وغير شرعي أي خطابه تعالى بما لا يتوقّف على الشّرع بل الشّرع يتوقّف عليه كوجوب الإيمان بالله ورسوله انتهى. وما في شرح المواقف من أنّ الشرعي هو الذي يجزم العقل بإمكانه ثبوتا وانتفاء ولا طريق للعقل إليه، ويقابله العقلي وهو ما ليس كذلك انتهى. ويجيء ما يؤيد هذا في لــفظ الملة. وقد يطلق الشّرع على القضاء أي حكم القاضي كما مرّ في لــفظ الديانة.
ثم الشّرعي كما يطلق على ما مرّ كذلك يطلق على مقابل الحسّي. فالحسّي ماله وجود حسّي فقط، والشّرعي ماله وجود شرعي مع الوجود الحسّي كالبيع فإنّ له وجودا حسّيا، فإنّ الإيجاب والقبول موجودان حسّا، ومع هذا له وجود شرعي، فإنّ الشرع يحكم بأنّ الإيجاب والقبول الموجودان حسّا يرتبطان ارتباطا حكميّا، فيحصل معنى شرعي يكون الملك أثرا له، فذلك المعنى هو البيع، حتى إذا وجد الإيجاب والقبول في غير المحلّ لا يعتبره الشّرع، كذا في التوضيح. وفي التلويح وقد يقال إنّ الفعل إن كان موضوعا في الشرع لحكم مطلوب فشرعي وإلّا فحسّي انتهى.
وقيل الشرع المذكور على لسان الفقهاء بيان الأحكام الشرعية والشريعة كلّ طريقة موضوعة بوضع إلهي ثابت من نبي من الأنبياء، ويطلق كثيرا على الأحكام الجزئية التي يتهذّب بها المكلّف معاشا ومعادا، سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعة إليه. والشّرع كالشريعة كلّ فعل أو ترك مخصوص من نبي من الأنبياء صريحا أو دلالة، فإطلاقه على الأصول الكلّية مجاز وإن كان شائعا، بخلاف الملّة فإنّ إطلاقها على الفروع مجاز. وتطلق على الأصول حقيقة كالإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وغيرها، ولا يتطرّق النسخ فيها ولا يختلف الأنبياء فيها، لأنّ الأصول عبارة عن العقائد وكلّها إخبار ولا يمكن النّسخ في الإخبار، وإلّا يلزم منه الكذب، والتكذيب ولا يسوغ فيها اختلاف الأنبياء ولا يلزم كذب أحد النبيين أو اجتماع النقيضين في الواقع، بل إنّما يجري النّسخ والاختلاف في الإنشاءات، أي الأوامر والنواهي.
والشّرع عند أهل السنة ورد منشأ للأحكام. وعند أهل الاعتزال ورد مجيزا لحكم العقل ومقرّرا له لا منشأ، وقوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: الشّرعة ما ورد به القرآن والمنهاج ما ورد به السّنة. وقال مشايخنا ورئيسهم الإمام أبو منصور الماتريدي: ما ثبت بقاؤه من شريعة من قبلنا من الرّسل بكتابنا أو بقول رسولنا صار شريعة لرسولنا فيلزمه ويلزمنا على أنّه شريعة رسولنا لا شريعة من قبلنا، لأنّ الرسالة سفارة العبد بين الله وبين ذوي العقول [من عباده] ليبيّن ما قصرت عنه عقولهم من أمور الدنيا والدّين. فلو لزمنا شريعة من قبلنا كان رسولنا رسولا، من قبله سفيرا بينه وبين أمّته لا رسول الله تعالى، وهذا فاسد باطل، كذا في كليات أبي البقاء. والعلم الشرعي هو علم صدر عن الشّرع أو توقّف عليه العلم الصّادر عن الشّرع توقّف وجود كعلم الكلام أو توقّف كمال كعلم العربية والمنطق، كذا قال ابن الحجر في فتح المبين شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس والثلاثين. وقال قبيل هذا: ومن آلات العلم الشّرعي من تفسير وحديث وفقه والمنطق الذي بأيدي الناس اليوم فإنّه علم مفيد لا محذور فيه، إنّما المحذور فيما كان يخلط به من الفلسفيات المنابذة للشرائع انتهى.
يعني أنّ المنطق من آلات العلم الشّرعي والعلم الشرعي تفسير وحديث وفقه، ففهم من هذا أنّ العلم الشرعي يطلق على معنيين، والمنطق والعلوم العربية من العلم الشّرعي بأحدهما ومن الآلات بالمعنى الآخر. ثم لــفظ الشّرعي يجيء لمعنيين: الأول ما يتوقّف على الشّرع أي لا يدرك لولا خطاب الشّارع كوجوب الصلاة والصّوم والزكاة والحجّ وأمثالها. ويخرج من هذا مثل وجوب الإيمان بوجود الله تعالى وعلمه وقدرته وكلامه، ووجوب تصديق النبي عليه الصلاة والسلام، فإنّ أمثالها لا تتوقّف على الشّرع لتوقّف الشّرع عليها لأنّ ثبوت الشرع موقوف عليها. فلو توقّف شيء من تلك الأحكام على الشرع لزم الدور. والثاني ما ورد به خطاب الشّرع أي ما يثبت بالشّرع سواء كان موقوفا على الشّرع أو لا، فيتناول الكلّ لأنّ وجوب الإيمان بوجود الله تعالى وأمثاله ورد به الشّرع وثبت بالشّرع، وإن كان لم يتوقّف على الشّرع هكذا في التوضيح والتلويح.

شرق

شرق
شَرَقَتِ الشمس شُرُوقاً: طلعت، وقيل: لا أفعل ذلك ما ذرّ شَارِقٌ ، وأَشْرَقَتْ: أضاءت.
قال الله: بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ
[ص/ 18] أي: وقت الإشراق.
والْمَشْرِقُ والمغرب إذا قيلا بالإفراد فإشارة إلى ناحيتي الشَّرْقِ والغرب، وإذا قيلا بلــفظ التّثنية فإشارة إلى مطلعي ومغربي الشتاء والصّيف، وإذا قيلا بلــفظ الجمع فاعتبار بمطلع كلّ يوم ومغربه، أو بمطلع كلّ فصل ومغربه، قال تعالى: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
[الشعراء/ 28] ، رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ [الرحمن/ 17] ، بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ [المعارج/ 40] ، وقوله تعالى:
مَكاناً شَرْقِيًّا
[مريم/ 16] ، أي: من ناحية الشّرق. والْمِشْرَقَةُ : المكان الذي يظهر للشّرق، وشَرَّقْتُ اللّحم: ألقيته في الْمِشْرَقَةِ، والْمُشَرَّقُ: مصلّى العيد لقيام الصلاة فيه عند شُرُوقِ الشمس، وشَرَقَتِ الشمس: اصفرّت للغروب، ومنه: أحمر شَارِقٌ: شديد الحمرة، وأَشْرَقَ الثّوب بالصّبغ، ولحم شَرَقٌ: أحمر لا دسم فيه.
ش ر ق : شَرَقَتْ الشَّمْسُ شُرُوقًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَشَرْقًا أَيْضًا طَلَعَتْ وَأَشْرَقَتْ بِالْأَلِفِ أَضَاءَتْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهُمَا بِمَعْنًى وَأَشْرَقَ دَخَلَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ أَيْ نَدْفَعَ فِي السَّيْرِ.

وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ ثَلَاثَةٌ وَهِيَ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ قِيلَ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِيِّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ فِي الشَّرْقَةِ وَهِيَ الشَّمْسُ وَقِيلَ تَشْرِيقُهَا تَقْطِيعُهَا وَتَشْرِيحُهَا وَشَرِقَتْ الشَّاةُ
شَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا كَانَتْ مَشْقُوقَةَ الْأُذُنِ بِاثْنَتَيْنِ فَهِيَ شَرْقَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ شَرَقَهَا شَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَالشَّرْقُ جِهَةُ شُرُوقِ الشَّمْسِ وَالْمَشْرِقُ مِثْلُهُ وَهُوَ بِكَسْرِ الرَّاءِ فِي الْأَكْثَرِ وَبِالْفَتْحِ وَهُوَ الْقِيَاسُ لَكِنَّهُ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ وَفِي النِّسْبَةِ مَشْرِقِيُّ بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَشَرِقَ زَيْدٌ بِرِيقِهِ شَرَقًا فَهُوَ شَرِقٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَشَرِقَ الْجُرْحُ بِالدَّمِ امْتَلَأَ. 
ش ر ق

شرقت الشمس شروقاً: طلعت، وأشرقت: أضاءت، ويقال: طلع الشرق والشارق: للشمس، وتقول: لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق، وما درّ بارق. وقعدوا في المشرقة، وتشرقوا. قال:

وما العيش إلا نومة وتشرق ... وتمر كأكباد الجراد وماء

ونظر إليّ من مشريق الباب وهو الشق الذي تقع فيه الشمس. وشجرة شرقية: تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النهار. وهو يسكن شرقيّ البلد وغربيّه وشرّق اللحم في الشمس، ومنه: أيام التشريق. وخرجوا إلى المشرق: المصلى. وشرق وغرب. وشرق بالربق وبالماء، وأخذته شرقة كاد يموت منها. وما دخل شرق فمي شيء أي شق فمي، من شرق الشيء إذا شقه، ومنه: شرقت الثمرة إذا قطفتها. ويقولون في النداء على الباقلي: شرق الغداة طريّ أي قطف الغداة.

ومن المجاز: جفنه شرق بالدمع. وشرق بهم الوادي. كما تقول: غص. وثوب شرق بالجاديّ، وأشرقته بالصبغ، وهو مشرق حمرة، ومنه: لحم شرق: أحمر لا دسم عليه. وأشرقت فلاناً بريقه إذا لم تسوغ له ما يأتي من قول أو فعل. ورجل مشراق إذا كان ذلك عادته. قال مضرس:

وعوراء قد قيلت فلم أسمع لها ... ولم أك مشراقاً بها من يجيزها

وشرق ما بينهم بشرّ إذا وقع الشر بينهم. وشرقت الشمس: خالطتها كدورة.
ش ر ق: (الشَّرْقُ) (الْمَشْرِقُ) وَهُوَ أَيْضًا الشَّمْسُ. يُقَالُ: طَلَعَ الشَّرْقُ. وَ (الْمَشْرِقَانِ) مَشْرِقَا الصَّيْفِ وَالشِّتَاءِ. وَ (الْمَشْرَقَةُ) مَوْضِعُ الْقُعُودِ فِي الشَّمْسِ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَ (تَشَرَّقَ) جَلَسَ فِيهَا. وَشَرَقَتِ الشَّمْسُ طَلَعَتْ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَ (أَشْرَقَتْ) أَضَاءَتْ. وَأَشْرَقَ وَجْهُ الرَّجُلِ أَيْ أَضَاءَ وَتَلَأْلَأَ حُسْنًا. وَالشَّرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ الشَّجَا وَالْغُصَّةُ وَقَدْ (شَرِقَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ غَصَّ وَفِي الْحَدِيثِ: «يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى (شَرَقِ) الْمَوْتَى» أَيْ إِلَى أَنْ يَبْقَى مِنَ الشَّمْسِ مِقْدَارُ مَا يَبْقَى مِنْ حَيَاةِ مَنْ شَرِقَ بِرِيقِهِ عِنْدَ الْمَوْتِ. وَ (تَشْرِيقُ) اللَّحْمِ تَقْدِيدُهُ. وَمِنْهُ سُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ: لِأَنَّ لُحُومَ الْأَضَاحِي تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُشَرَّرُ فِي الشَّمْسِ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ: أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرَ. وَقِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْهَدْيَ لَا يُنْحَرُ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ. وَ (التَّشْرِيقُ) أَيْضًا الْأَخْذُ فِي نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ يُقَالُ: شَتَّانَ بَيْنَ (مُشَرِّقٍ) وَمُغَرِّبٍ. 
[شرق] الشَرْقُ: المَشْرِقُ. والشَرْقُ: الشمسُ. يقال طلع الشَرْقُ، ولا آتيك ما ذَرَّ شارِقٌ. والمَشْرِقانِ: مَشْرِقا الصَيف والشتاء. والمَشْرَقَةُ :) موضع القُعود في الشمس، وفيه أربع لغات: مشرقة ومشرقة بضم الراء وفتحها، وشرقة بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراقٌ. وتَشَرَّقْتُ: أي جلست فيه. وشَرَقَتِ الشمسُ تَشرُقُ شُروقاً وشَرْقَاً أيضاً، أي طلعتْ. وأَشْرَقَتْ، أي أضاءَتْ. وأَشْرَقَ الرجل أي دخَل في شُروقِ الشمس. وأَشْرَقَ وجهُهُ، أي ضاء وتلالا حسنا. وشرقت الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً، أي شققت أذنَها، وقد شَرِقَتِ الشاةُ بالكسر، فهي شاةٌ شَرْقاءُ بيِّنَةُ الشَرَقِ. والشَرَقُ أيضاً: الشَجا والغُصّة. وقد شَرِق بِرِيقِهِ، أي غصّ به. قال عديّ بن زيد: لو بِغَيْرِ الماءِ حَلْقي شَرِقٌ كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعْتِصاري وفي الحديث: " يؤخِّرونَ الصلاة إلى شَرَقِ الموتى " أي إلى أن يبقى من الشَمس مقدارٌ من حياةِ مَنْ شَرِقَ بريقِهِ عند الموت. ولحمٌ شَرِقٌ أيضاً، لا دسم عليه. وتشريق اللحم: تقديده،. منه سميت أيام التَشْريقِ، وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر لان لحوم الأضاحي تُشَرَّقُ فيها، أي تُشَرَّرُ في الشمس. ويقال سميت بذلك لقولهم: أشرق ثبير، كيما نغير! حكاه يعقوب. وقال ابن الاعرابي: سميت بذلك لان الهدى لا ينحر حتى تشرق الشمس. والمشرق المصلى، ومسجد الخيف هو المشرق. والتشريق أيضا: الاخذ في ناحية المَشرِقِ، يقال: شتّان بين مشرق ومغرب. وشريق: اسم رجل.
شَرق وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي مصرٍ جَامع. قَالَ الْأَصْمَعِي: التَّشْرِيق صَلَاة الْعِيد وَإِنَّمَا أَخذه من شروق الشَّمْس لِأَن ذَلِك وَقتهَا قَالَ أَبُو عبيد: يَعْنِي أَنه لَا صَلَاة يَوْم الْعِيد وَلَا جُمُعَة إِلَّا على أهل الْأَمْصَار وَإِنَّمَا سميت صَلَاة الْعِيد تشريقا لإشراق الشَّمْس وَهُوَ إضاءتها لِأَن ذَلِك وَقتهَا يُقَال: شرّقت الشَّمْس إِذا طلعت شُروقا وأشرقت إشراقا إِذا أَضَاءَت قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن شُعْبَة قَالَ قَالَ لي سماك بن حَرْب فِي يَوْم عيد: اذْهَبْ بِنَا إِلَى المُشَرَّق يَعْنِي الْمصلى. قَالَ أَبُو عبيد: وَمِمَّا يبين هَذَا الْمَعْنى حَدِيث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: من ذبح قبل التَّشْرِيق فليُعد وَفِي ذَلِك يَقُول الأخطل: [الْبَسِيط]

وبالهدايا إِذا احمرَّتْ مَذارِعُها ... فِي يَوْم ذَبح وتشريق وتَنْحارِ ... قَالَ أَبُو عبيد: وأمّا قَوْلهم: / أَيَّام التَّشْرِيق فَإِن فِيهِ قَوْلَيْنِ يُقَال: سميت 2 / ب بذلك لأَنهم كَانُوا يُشَرِّقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي وَيُقَال: بل سميت بذلك لِأَنَّهَا كلهَا أَيَّام تَشْرِيق لصَلَاة يَوْم النَّحْر يَقُول: فَصَارَت هَذِه الْأَيَّام تبعا ليَوْم النَّحْر وَهَذَا أعجب الْقَوْلَيْنِ إليّ وَكَانَ أَبُو حنيفَة يذهب بالتشريق إِلَى التَّكْبِير فِي دُبُر الصَّلَوَات يَقُول: لَا تَكْبِير إِلَّا على أهل الْأَمْصَار تِلْكَ الْأَيَّام فَيَقُول: من صلى فِي سفر أَو فِي غير مصر فَلَيْسَ عَلَيْهِ تَكْبِير وَهَذَا كَلَام لم نجد أحدا يعرفهُ أَن التَّكْبِير يُقَال لَهُ التَّشْرِيق وَلَيْسَ يَأْخُذ بِهِ [أحد -] من أَصْحَابه لَا أَبُو يُوسُف وَلَا مُحَمَّد كلهم يرى التَّكْبِير على الْمُسلمين جَمِيعًا حَيْثُ كَانُوا فِي السّفر والحضر وَفِي الْأَمْصَار وَغَيرهَا.

(شرق) - في حديث عِكْرِمَة: "رأيت ابنَيْن لِسَالم عليهما ثيابٌ مُشَرَّقَة ".
: أي مُحَمَّرة. يقال: شَرِق الشىءُ: أي اشتدَّت حُمرتُه، وأَشرقْتُه بالصِّبْغ: حَمَّرته وبالَغْت فيه، وشَرَّقْته: صَفَّرتُه. وشَرْقَةُ الطِّين كالمَغْرة. والشَّرْقُ: اللَّحمُ الأحمر.
- ومنه حديث الشَّعبِىّ: سُئِل عن رَجل لَطَم عَينَ آخر فشَرِقَت بالدَّم وَلمَّا يَذهبْ ضَوؤُها. فقال الشَّعبِىّ:
لهَا أَمرُها حتى إذا ما تَبوَّأَتْ
بأَخْفافِها مَأْوًى تَبوَّأَ مَضْجَعَا
لَهَا: أي الإبل يُهمِلها الراعى حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي أعجبها ، فأقامت فية، مالَ الرَّاعي إلى مَضجَعِه ، ضَرَبه مَثلاً للعَينْ، أي لا يُحْكَم فيها بشيء، حتى تَأتيِ على آخرِ أَمرِها والشِّعْر للرَّاعِى
قال الأصمعي: أي بقى فيها دَمٌ ، وإن اخْتلَطت كُدورةٌ بالشَّمس.
فقُلتَ: شَرِقَت جَازَ، كما يَشرُقُ الشيءُ بالشىَّءِ ويختَلِط به.
وشَرِق الدَّمُ بجَسَده شَرَقاً، إذا نَشِبَ. - ومنه حديثُ ابنِ عُمَر، رضي الله عنهما: "كان يُخرِج يدَيْه في السُّجود وهما مُتَفَلِّقتَان، قد شَرِق فيهما الدَّمُ".
: أي ظَهَر ولم يَسِلْ.
- في حديث مَسْروقٍ: "انطَلِق بنا إلى مُشَرَّقِكم".
يعني المُصَلَّى، وأنشد:
يا رَبِّ رَبَّ البَيت والمُشَرَّقِ
والمُرْقِلَاتِ كُلَّ سَهْبٍ سَمْلَقِ.
قاله الأَخفَش. وقال غَيرُه: هو جَبَل بِسُوق الطائف.
- وسأَل أَعرابّى آخَرَ: أين مَسْجِدُ المُشَرَّق؟
يَعنِى الذي يُصَلَّى فيه للْعِيدِ.
- في الحديث: "لا تَستَقْبلوا الِقبلَةَ لِغائِطٍ أو بَولٍ ولكن شَرِّقُوا أو غَرِّبوُا".
: أي استقبِلوا المَشْرِقَ والمَغرِب، وقد يجىء شَرَّقَ بمعنى أتَي الشَّرقَ.
شرق
الشَّرَق بالماء والرِّيق: كالغَصِّ بالطَّعام. وأخَذَتْهُ شَرَقَةٌ. ورَجُلٌ مِشْرَاقٌ: إذا كانتْ عادَتُه ذلك. وشَرِقَ الشَّيْءُ: اشْتدَّتْ حُمْرَتُه.
والشَّرْقُ: خِلافُ الغَرْبِ. والشُّرُوْقُ: كالغُرُوب، شَرَقَ يَشْرُقُ.
والشَّرْقُ: الشَّمْسُ نَفْسُها. وأشْرَقَتِ الشَّمْسُ: أضاءتْ، والرَّجُلُ: إذا تَلألأ وَجْهُه حُسْناً.
وكلُّ شَيْءٍ جاءَ من ناحِيَة المَشْرِق فهو شارِقٌ.
وشَرِقَ فلان: إذا رَأيْتَ لَوْنَه كالدَّم خَجَلاً وحَياءً.
والشَّرِقُ: اللَّحْمُ الأحْمَرُ الذي لا دَسَمَ فيه.
وأشْرَقْتُ الثَّوبَ بالصِّبْغ فهو مُشْرِقٌ حُمْرة. وشَرَّقْتُه: صَفَّرْته.
والمَشْرُقَةُ: حيثُ يَتَشَرَّقُ القَومُ في الشَّمس، ومنه: أيّامُ التَّشْرِيق لِتَشْرِيقِهم اللَّحْمَ في الشمس بمنىً.
وأشْرَقَ القَوْمُ: ساروا في ساعَةِ شُروقِ الشَّمس، من قوله عزَّ وجَلَّ: " فَأَخَذَتْهُمُ الصًيْحَةُ مُشْرِقِين ". وفي المَثَل: " أشْرِقْ ثَبِيْرُ كَيْما نُغِير ".
وشَرَقُ المَوْتى: إذا ارْتَفَعَت الشَّمسُ عن الطُّلوع، وقيل: هُوَ أنْ يَغَصَّ الانسانُ بِرِيقِه ويَشرَقَ به عند المَوْتِ. والشَرْقيُ: ما تَطْلُعُ عليه الشّمسُ من الأرض. وفي الحَدِيث: " أناخَتْ بكم الشُّرْقُ الجُوْنُ " أي أمُورٌ تَأتي من ناحِيَةِ المَشْرِق، واحِدُها شارِقٌ. والشَّرْقيُّ من الصِّبْغ: الأحْمَرُ.
والشَّرْقاءُ من الغَنَم: المَشْقُوقَةُ الأُذُنِ بنِصْفَيْنِ. والشَرَقَةُ: اسْمُ السمَةِ التي يُوْسَمُ بها الشاة الشَرْقَاءُ. وانْشَرَقَتِ القَوْس: ا
نْشَقَّت. وشَرَقْتُ الشَّيْءَ: شَقَقْته.
والمَشْرُوْقُ: المَخْزُوْقُ.
والشَّرْق من الطَّيْرِ: الصَوائدُ كالصَّقْر وما شاكَلَه.
والشارُوْق: ما يُطَيَّنُ به المَكان. وحِصْنٌ مُشَرَّقٌ: منه.
والمِشْرِيْقُ: مِشْرِيقُ البابِ يَعْني مَدْخَلَ الشَمس فيه.
والمِشْرَاقُ: السَّطْحُ المُسْتَوي، وجَمْعُه مَشارِيْقُ. والشَّرِيْقُ: المَرْأةُ الصَّغِيرةُ الجَهَازِ.
ويقولون: ما دَخَلَ شَرْقَ فَمي شَيْء: أي جَوْفَه.
وشَرَقْتُ التَمْرَةَ: قَطَفْتها. والشِّرْشِقُ: طائرٌ يُقال له الشِّقِرّاق.
شرق: شَرِق: غص وهو يبتلع الماء. (بوشر، محيط المحيط).
شَرقت عينه: وجعلته من كثره الدخان. (محيط المحيط).
ويذكر صاحب محيط المحيط معنى آخر فهو يقول: والعامة تقوله شَرَق المرق ونحوه أي اجتذابه إلى حلقه بنَفَسه خوفاً من لذع حرارته.
شَرَّق (بالتشديد) خرَّق، مزّق (بوشر (بربرية)، دوماس حياة العرب ص73، ص354).
شرّق الصياد الطائر: أي لم يبالغ في ذبحه فطار بعد الذبح قليلا (محيط المحيط).
تشّرق. نشر الجوّ: أشرق وصفا (الكالا).
تشرّق: في افريقية اعتنق مذهب الشيعة، تشيّع (انظر مادة تشريق) (معجم البيان) واقرأ عند اماري (ص189): تشرق بدل تسرّق. وفي رياض النفوس (ص57 ت): ولكن ما أرى هذين الشيخين يموتا (يموتان) على الإسلام قال أبو الحسن فوصل الشيخين (الشيخان) إلى القيروان فتشرَّق أحدهما وتعزل الآخر.
شَرَق: رونق الصورة وبهاؤها (الكالا).
شَرْقة: جرعة (هلو).
شَرْقَة: سعال شديد يسد مجرى النفس (محيط المحيط).
شَرْقة: وجع يحدث في العين من كثرة الدخان (محيط المحيط).
شُرْقَة: وجمعها شَرَق: ضربة خفيفة بالسوط (الكالا) ولعل الراء فيها مبدلة من اللام (انظرها في مادة شلق).
شَرْقِيّ: ريح شرقية (الكالا، هلو).
شرقي التفاح: انظرها في تُفّاح.
شرقيّ مشرّش، وكذلك شمالي شرقي: الريح الشمالية الشرقية (بوشر سورية).
قِبْلي شرقي: ريح الجنوب الشرقي (بوشر).
شَرْقي: اسم صنف من الريحان (ابن العوام 1: 248) شَرءقي: نوع من العنب (هوست ص303).
الشَرْقيَّة: ريح السموم لأنها تهب من جهة الشرق. (محيط المحيط).
شَرقان: من أصاب عينه وجع شديد من كثرة الدخان (محيط المحيط). شراق: مخلوق، محمي. صنيعة (بوشر).
شَريق: مشرق، واضح، متلألئ (ألكالا). ويقول أبو الوليد (ص802): في كلامة عن خدّ: الخدّ الشريق البهيّ. (المقدمة 3: 407) وهو كما كانوا يقولون نيكولا ذو الوجه المشرق. والروض الشريق (المقري 1: 312) ولعل هذا اسم موضع.
شَرَاقي (انظر لين): هي في معجم بوشر الأرض لم تزرع وتركت بوراً.
شراقوة: تستعمل بمعنى شرقي. (بوشر) شارقة (بالأسبانية Xerga) : قماش من الصوف الغليظ (ألكالا، أبو الوليد ص805).
اشرق: جميل، بهي، يقال: وجه أشرق. (ويجرز ص220) وانظر شريق وأشَرْقَ.
الاشراقيون: الفلاسفة الذين لا يؤمنون بالشرائع المنزلة ويكتفون بإتباع خطوات أفكارهم للحصول على الهاماتهم وما يلقي في أذهانهم. وأفلاطون واحد منهم (دي سلان المقدم م 167 رقم4).
التَشْريق في أفريقية: المذهب الشيعي. وقد أطلق الأفارَقة عليه هذا الاسم لأن الذين دعوا إليه عندهم قد جاءوا من الشرق (معجم البيان).
مَشْرَقَة: رواق مفتوح يتمتع به المرء بالشمس شتاءً (ألكالا).
مَشْرَقِيّ. المشَارِقة: أهل المشرق وهو الاسم الذي أطلق في أفريقية على الشيعة (انظر مادة تشريق) (معجم البيان) وفي ابن الأثير (9: 209): وكانت الشيعة تُسَمَّى بالمغرب المشارقة نسبةً إلى أبي عبد الله الشيعي وكان من المشرق. وفي النويري (إفريقية ص36 ق): المشارقة وهم الرافضة. وفي عبارة ابن الأثير تقابل عبارة النويري (9: 208): الشيعة (رياض النفوش ص82 ق).
الحكمة المشرقية: فلسفة الاشراقيين (دي سلان المقدمة 3: 168) وانظر الاشراقيون.
مُشَرِق: مشرق، واضح متلألئ (الكالا).
[شرق] نه: فيه: ذكر أيام "التشريق" من تشريق اللحم وهو تقيده وبسطه في الشمس ليجف، لأن لحوم الأضاحى كانت تشرق فيها بمنى. وفيه: إن المين كانوا يقولون: "أشرق" ثبير! كيما نغير، أي أدخل أيها الجبل في الشروق وهو ضوء الشمس، كيما نغير أي ندفع. وفيه: من ذبح قيل "التشريق" فليعد، أي قبل أن يصلى العيد، وهو من شروق الشمس لأنه وقتها. ومنه ح: لا جمعة ولا "تشريق" إلا في مصر، أراد صلاة العيد، ويقال لموضعها: المشرق. ومنه ح: انطلق بنا إلى "مشرقكم" يعنى المصلى، وقوله: أين منزل "المشرق" أي مكان الصلاة، ويقال لمسجد الخيف: "المشرق" وكذا لسوق الطائف. وفيه: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى "تشرق" الشمس، شرقت إذا طلعت وأشرقت إذا أضاءت، فإن أراد هنا الطلوع فقد جاء في آخر: حتى تطلع، وإن أراد الإضاءة ففي آخر: حتى ترتفع، والإضاءة مع الارتفاع. ن: والثإني أولى، وعلى الأولى يحمل الطلوع على الارتفاع تطبيقا بين الروايات. ك: لا يفيضون حتى "تشرق" الشمس، روى من شرق وأشرق. نه: وفيه: كأنهما ظلتان سوداوان بينهما "شرق" الشرق هنا الضوء وهو الشمس والشق أيضًا. ط ويتم في غمامة: وبينهما "شرق" بسكون راء أشهر من فتحها، أي ضوء أو شق أي فرجة وفصل لتميزهما بالبسملة. نه: وفيه: في السماء باب للتوبة يقال له "المشريق" وقد رد- حتى ما بقى إلا شرقه، أي الضوء الذي يدخل من شق الباب. ومنه: إذا كان الرجل لا ينكر عمل السوء على أهله جاء طائر طائر يقال له: القرقفنة، فيقع علىصدر اللعين، هو من سمع أي ضاق به صدره حسدًا، ويشرق قلب المؤمن، من أشرق أضاه. نه: وفيه: نهى أن يضحى "بشرقاء" هي المشقوقة الأذن باثنتين، شرق أذنها إذا شقها واسم السمة الشرقة بالحركة. وفي ح الناقة المنكسرة: ولا هي بفقىء "فتشرق" عروقها، أي تمتلئ دمًا من مرض يعرض لها في جوفها، يقال: شرق الدم بجسده، إذا ظهر ولم يسل. ومنه ح: كان يخرج يديه في السجود وهما متفلقتان قد "شرق" بينهما الدم. وح: عليهما ثياب "مشرقة" أي محمرة، من شرق إذا اشتدت حمرته، وأشرقته الصبغ إذا بالغت في حمرته. وح: الشعبي: سئل عمن لطم عين آخر "فشرقت" بالدم ولما يذهب ضوءها، فقال:
لها أمرها حتى إذا ما تبوأت ... بأخفافها مأوى تبوأ مضجعًا
ضمير "لها" للإبل يهملها الراعى حتى إذا جاءت إلى موضع أعجبها فأقامت فيه مال الراعى إلى مضجعه، ضربه مثلا للعين، أي لا يحكم فيها بشىء حتى يأتى على آخر أمرها وما يؤول إليه، وشرقت بالدم أي ظهر فيها ولم يجر منها. ك: (رب "المشرق") أي جنس المشرق، و (رب "المشرقين") أي مشرق الشتاء والصيف، و (رب "المشارق") أي مشارق كل يوم أو كل يوم أو كل فصل أو كل كوكب. غ: (لا "شرقية" ولا غربية) أي لا تطلع عليها الشمس وقت شروقها أو وقت غروبها فقط ولكنها شرقية وغربية تصيبها الشمس بالغداة والعشي فهو أنضر لها. وح: "مشرقين" داخلين في وقت شروقها. و (بعد "المشرقين") أي المشرق والمغرب.
(ش ر ق)

شَرقَتْ الشَّمْس تشرق شروقا: طلعت.

وَاسم الْموضع: الْمشرق. وَكَانَ الْقيَاس الْمشرق، وَلكنه أحد مَا ندر من هَذَا الْقَبِيل، وَقد ابنت ذَلِك فِي الْكتاب " الْمُخَصّص ".

وَقَوله تَعَالَى: (يَا لَيْت بيني وَبَيْنك بعد المشرقين فبئس القرين) إِنَّمَا أَرَادَ: بعد الْمشرق وَالْمغْرب، فَلَمَّا جعلا اثْنَيْنِ غلب لــفظ الْمشرق، لِأَنَّهُ دَال على الْوُجُود، وَالْمغْرب دَال على الْعَدَم، والوجود لَا محَالة اشرف، كَمَا يُقَال: القمران للشمس وَالْقَمَر. قَالَ:

لنا قمراها والنجوم الطوالع

أَرَادَ: الشَّمْس وَالْقَمَر، فغلب الْقَمَر لشرف التَّذْكِير. وكما قَالُوا: سنة العمرين: يُرِيدُونَ أَبَا بكر وَعمر، فآثروا الخفة. فَأَما قَوْله تَعَالَى: (رب المشرقين وَرب المغربين) و: (بِرَبّ الْمَشَارِق والمغارب) فقد تقدم تَفْسِيره فِي حرف الْغَيْن فِي تَرْجَمَة: غرب.

والشرق: الْمشرق، وَالْجمع: أشراق. وَقَالَ كثير عزة:

إِذا ضربوا يَوْمًا بهَا الْآل زَينُوا ... مساند أشراق بهَا ومغاربا

وشرقوا: ذَهَبُوا إِلَى الشرق، أَو اتوا الشرق.

وكل مَا طلع من الْمشرق: فقد شَرق، وَيسْتَعْمل فِي الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم.

والشرقي: الْموضع الَّذِي تشرق فِيهِ الشَّمْس من الأَرْض.

وأشرقت الشَّمْس: اضاءت وانبسط.

وَقيل: شَرقَتْ، وأشرقت: طلعت.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: شَرقَتْ، وأشرقت: اضاءت.

وشرقت " بِالْكَسْرِ ": دنت للغروب وآتيك كل شارق: أَي كل يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس.

وَقيل. الشارق: قرن الشَّمْس، يُقَال: لَا آتِيك مَا ذَر شارق.

واشرق لَونه: اسفر وأضاء.

والمشرقة، والمشرقة: الْموضع الَّذِي تشرق عَلَيْهِ الشَّمْس، وَخص بَعضهم بِهِ: الشتَاء، قَالَ:

تريدين الْفِرَاق وَأَنت مني ... بعيش مثل مشرقة الشمَال

والمشيق: الْمشرق، عَن السيرافي.

ومشريق الْبَاب: مدْخل الشَّمْس فِيهِ.

وَمَكَان شَرق ومشرق.

وشرق شرقاً، وأشرق: أشرقت عَلَيْهِ الشَّمْس فأضاء، وَفِي التَّنْزِيل: (وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا) .

والشرقة: الشَّمْس.

وَقيل: الشرق، والشرق، والشرقة، والشرقة، والشارق، والشريق: الشَّمْس حِين تشرق، يُقَال: طلعت الشرق، وَلَا يُقَال: غربت الشرق.

والشرق، والشرقة، والشرقة: مَوضِع الشَّمْس فِي الشتَاء، فَأَما فِي الصَّيف فَلَا شرقة لَهَا.

وَيُقَال مَا بَين المشرقين: أَي مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب.

واشرق الْقَوْم: دخلُوا فِي الشروق. وَفِي التَّنْزِيل: (فأتبعوهم مشرقين) .

وشرقت اللَّحْم: شبرقته طولا وشررته فِي الشَّمْس، ليجف. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب.

فغدا يشرق مَتنه فَبَدَا لَهُ ... أولى سوابفها قَرِيبا توزع

يَعْنِي: الثور يشرق مَتنه: أَي يظهره للشمس ليجف مَا عَلَيْهِ من ندى اللَّيْل، فَبَدَا لَهُ سوابق الْكلاب توزع: أَي تكف.

وَأَيَّام التَّشْرِيق: ثَلَاثَة أَيَّام بعد يَوْم النَّحْر، لِأَن اللَّحْم يشرق فِيهَا للشمس. وَقيل: سميت بذلك، لأَنهم كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّة: أشرق ثبير كَيْمَا نغير. الإغارة: الدّفع اانحر. وَقيل: أشرق: ادخل فِي الشروق، وثبير: جبل بِمَكَّة.

والمشرقك الْعِيد، سمي بذلك، لِأَن الصَّلَاة فِيهِ بعد الشرقة: أَي الشَّمْس.

وَقيل: الْمشرق: مصلى الْعِيد بِمَكَّة. وَقيل: مصلى الْعِيدَيْنِ، قَالَ كرَاع: هُوَ من تَشْرِيق اللَّحْم.

والتشريق: صَلَاة الْعِيد. وَفِي الحَدِيث: " لَا تَشْرِيق وَلَا جُمُعَة إِلَّا فِي مصر جَامع " يَعْنِي: صَلَاة الْعِيد وَفِيه: " لَا ذبح إِلَّا بعد التَّشْرِيق ": أَي بعد الصَّلَاة. وَقَوله انشده ابْن الْأَعرَابِي:

قلت لسعد وَهُوَ بالأزراق ... عَلَيْك بالمحض وبالمشارق

فسره فَقَالَ: مَعْنَاهُ: عَلَيْك بالشمس فِي الشتَاء فانعم بهَا ولذ. وَعِنْدِي: أَن الْمَشَارِق هُنَا: جمع لحم مشرق، وَهُوَ هَذَا المشرور عِنْد الشَّمْس. يُقَوي ذَلِك قَوْله: بالمحض، لِأَنَّهُمَا مطعومان، يَقُول: كل اللَّحْم واشرب اللَّبن الْمَحْض.

وأذُن شرقاء: قطعت من اطرافها، وَلم يبن مِنْهَا شَيْء.

ومعزة شرقاء: انشقت اذناها طولا وَلم تبن، وَقيل: الشرقاء: الشَّاة يشق بَاطِن أذنها من جَانب الْأذن شقاً بَائِنا، وَيتْرك وسط أذنها صَحِيحا.

وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي " التَّذْكِرَة ": الشرقاء: الَّتِي شقَّتْ اذناها شقين نافذين فَصَارَت ثَلَاث قطع مُتَفَرِّقَة.

والشريق من النِّسَاء: المفضاة.

والشرق من اللَّحْم: الْأَحْمَر الَّذِي لَا دسم لَهُ.

والشرق بِالْمَاءِ والريق وَنَحْوهمَا: كالغصص بِالطَّعَامِ.

وشرق شرقاً، فَهُوَ شرقٌ. قَالَ عدي بن زيد:

لَو بِغَيْر المَاء حلقى شَرق ... كنت كالغصان بِالْمَاءِ اعتصاري وشرق الْموضع باهله: امْتَلَأَ فَضَاقَ.

وشرق الْجَسَد بالطيب: كَذَلِك. قَالَ المخبل:

والزعفران على ترائبها ... شرقاً بِهِ اللبات والنحر

وشرق الشَّيْء شرقاً، فَهُوَ شَرق: اخْتَلَط. قَالَ الْمسيب بن علس:

شرقاً بِمَاء الذوب أسلمه ... للمبتغية معاقل الدبر

والتشريق: الصبع بالزعفران غير المشبع، وَلَا يكون بالعصفر.

وشرق الشَّيْء شرقاً، فَهُوَ شَرق: اشتدت حمرته بِدَم أَو بِحسن لون احمر.

وصريع شَرق بدمه: مختضب.

وشرق لَونه شرقا: احمر من الخجل.

والشرقي: صبغ احمر.

وشرقت عينه، واشرورقت: احْمَرَّتْ.

وشرق الدَّم فِيهَا: ظهر.

وشرق النّخل، واشرق: لون بحمرة. قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ ظُهُور ألوان الْبُسْر.

فَأَما مَا جَاءَ فِي الحَدِيث من قَوْله: " لَعَلَّكُمْ تدركون قوما يؤخرون الصَّلَاة إِلَى شَرق الْمَوْتَى، فصلوا الصَّلَاة للْوَقْت الَّذِي تعرفُون ثمَّ صلوا مَعَهم " فَقَالَ بَعضهم: هُوَ أَن يشرق الْإِنْسَان بريقه عِنْد الْمَوْت، وَقَالَ: أَرَادَ انهم يصلونَ الْجُمُعَة، وَلم يبْق من النَّهَار إِلَّا بِقدر مَا بَقِي من نفس هَذَا الَّذِي قد شَرق بريقه عِنْد الْمَوْت، أَرَادَ فَوت وَقتهَا، وَقَالَ بَعضهم: هُوَ إِذا ارْتَفَعت الشَّمْس عَن الْحِيطَان، وَصَارَت بَين الْقُبُور، كَأَنَّهَا لجة، وَفِي بعض الرِّوَايَات: " وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة ": أَي نَافِلَة.

والمشرق: الْمصلى، عَن الْأَصْمَعِي.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الْمشرق: سوق الطَّائِف، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مروة ... بصفا الْمشرق كل يَوْم تقرع يُفَسر بكلا ذَيْنك.

والشارق: الكلس، عَن كرَاع.

والشرق: طَائِر، وَجمعه: شروق، وَهُوَ من سِبَاع الطير، قَالَ الراجز:

قد اغتدى وَالصُّبْح ذُو بريق

بملحم اقمر سوذنيق

اجدل أَو شَرق من الشروق

قَالَ: والشارق: صنم كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة.

وَعبد الشارق: اسْم، وَهُوَ مِنْهُ.

والشريق: اسْم صنم أَيْضا.

والشرقي: اسْم رجل راوية أَخْبَار.

ومشريق: مَوضِع.

شرق

1 شَرَقَتِ الشَّمْسُ, (S, M, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (S, M, Msb,) inf. n. شُرُوقٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and شَرْقٌ, (S, Msb,) The sun rose; (S, M, Mgh, Msb, K;) as also ↓ أَشْرَقَت: (K:) the sun rose from the east; and in like manner one says of the moon, and of the stars: (M:) or the sun rose so that its light began to fall upon the earth and trees: (T and TA in art. ذر:) and ↓ اشرقت signifies, as distinguished from شَرَقَت, (S, M, Mgh, Msb,) or signifies also, (K, TA,) for both verbs are correctly expl. in the K as above, (TA,) it shone, or gave its light, (S, M, Mgh, Msb, K, TA,) and spread (M, TA) upon the earth, or ground: (TA:) or, as some say, شَرَقَت, and ↓ اشرقت are syn., (M, Msb,) as meaning it (the sun) shone: (M:) and شَرْقٌ [as inf. n. of the former verb] signifies the shining of the sun. (K.) b2: And شَرَقَ النَّخْلُ, and ↓ اشرق, The palm-trees showed redness in their fruit: (M, K: *) or showed the colours of their dates. (AHn, M.) [See also شَرِقَ in what follows.]

A2: شَرَقَ الشَّاةَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (S, O, Msb,) inf. n. شَرْقٌ, He slit the ear of the sheep, or goat, (S, O, Msb, K,) in the manner expl. voce شَرْقَآءُ. (Msb.) b2: And شَرَقَ الثَّمَرَةَ, (Az, K,) inf. n. شَرْقٌ, (IAmb, Az, TA,) He plucked the fruit: (Az, K, TA:) or cut it. (IAmb, Az, TA.) One says in crying بَاقِلَّآء [or beans], شَرْقُ الغَدَاةِ طَرِىٌّ The cutting of the morning, fresh! meaning what has been cut, and picked, in the morning. (IAmb, Az, TA.) A3: شَرِقَ, [aor. ـَ inf. n. شَرَقٌ, It (a place) was, or became, bright by reason of the sun's shining upon it; as also ↓ اشرق; (M, TA;) [whence,] الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا ↓ وَأَشْرَقَتِ occurs in the Kur [xxxix. 69 as meaning And the earth shall shine with the light of its Lord]: (M:) [in other instances,] أَشْرَقَتِ الأَرْضُ means The earth was, or became, bright with the sunshine. (TA.) b2: [Hence, perhaps, or, though not immediately, from what here next follows, some other applications of this verb, to denote redness.] b3: شَرِقَ بِرِيقِهِ, (S, M, Msb, K,) and بِالمَآءِ, and the like, (M,) aor. ـَ (Msb,) inf. n. شَرَقٌ, (M, Msb,) He (a man, M, Msb) was, or became, choked with his spittle, (S, M, Msb, K,) and with water, &c. (M.) [And جَرِضَ and غَصَّ and شَجِىَ are sometimes used in the same sense in relation to spittle &c.] b4: [Hence,] شَرِقَ الجُرْحُ بِالدَّمِ (assumed tropical:) The wound became [choked or] filled with blood. (Msb.) b5: And شَرِقَ المَوْضِعُ بِأَهْلِهِ (tropical:) The place became [choked or] filled and straitened by its occupants. (TA.) b6: And شَرِقَ الجَسَدُ بِالطِّيبِ (tropical:) [The body became choked in its pores with perfume]. (TA.) b7: [And شَرِقَ الثَّوْبُ بِالجَادِىِّ (assumed tropical:) The garment, or piece of cloth, became glutted, or saturated, with the dye of saffron: see the part. n. شَرِقٌ.] b8: and شَرِقَتْ عَيْنُهُ (tropical:) His eye became red [being surcharged with blood]; as also ↓ اِشْرَوْرَقَتٌ: (M, TA:) and so شَرِقَ الدَّمُ فِى عَيْنِهِ: (K, TA:) or this last signifies the blood appeared in his eye: (M:) and شَرِقَتْ بِالدَّمِ it (the eye) had the blood apparent in it, [as though it were choked therewith,] without its running from it. (TA.) b9: And شَرِقَ لَوْنُهُ, inf. n. شَرَقٌ, (assumed tropical:) His colour, or complexion, became red, by reason of shame, or shame and confusion. (TA.) b10: And [hence, app.,] شَرِقَ الشَّىْءُ, inf. n. as above, (assumed tropical:) The thing became intensely red, with blood, or with a beautiful red colour. (M, TA.) b11: and also (assumed tropical:) The thing became mixed, commingled, or blended. (M, TA.) b12: شَرِقَتِ الشَّمْسُ, inf. n. as above, means (tropical:) The sun had a duskiness blended with it, and it [app. the duskiness] then became little: (TA:) or it was near to setting: (M, K:) or became feeble in its light; (O, K;) app. from شَرِقٌ applied to flesh-meat as meaning “ red, having no grease, or gravy,” and applied to a garment, or piece of cloth, as meaning “ red, that has become glutted, or saturated, (شَرِقَ,) with dye; ”

because its colour, in the last part of the day, when it is setting, becomes red. (O.) b13: The phrase يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ المَوْتَى, (S, M, O, K, [in the CK, erroneously, شَرْقِ,]) occurring in a trad., (S, M, O,) in a saying of the Prophet, (O, K,) is expl. as meaning Who postpone, or defer, the prayer until there remains not, (S, M, O, K,) of the sun, (S,) or of the day, (M, O, K,) save as much as remains (S, M, O, K) of the life, (S,) or of the breath, (M, O, K, [but in the CK, نَفْسِ is put in the place of نَفَسِ,]) of the dying who is choked with his spittle: (S, M, O, K:) or the meaning is, until the sun is [but just] above the walls, and [diffusing its feeble light] among the graves (M, O, K *) as though it were a great expanse of water. (M, O.) Az says, يُكْرَهُ الصَّلَاةُ بِشَرَقِ المَوْتَى means Prayer is disapproved when the sun becomes yellow: and فَعَلْتُ ذٰلِكَ بِشَرَقِ المَوْتَى I did that when the sun was becoming yellow. (TA.) A4: شَرِقَتِ الشَّاةُ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. شَرَقٌ, (S, Msb,) The sheep, or goat, had its ear slit (S, Msb, K) in the manner expl. voce شَرْقَآءُ. (Msb, K.) 2 شرّق, (TA,) inf. n. تَشْرِيقٌ, (S, O, K,) He took to the direction of the east, or place of sunrise: (S, O, K, TA:) he went to the east: he came to the east: (M, TA:) and he directed himself to the east. (TA.) b2: And He prayed at sunrise: and hence, app., He performed the prayer of the festival of the sacrifice: (TA:) or this meaning is from شَرَقَتِ الشَّمْسُ. (Mgh: it is also mentioned in the M.) b3: شرّقت الأَرْضُ, inf. n. as above, The land became affected with drought, and dryness of the earth, being [parched by the sun and] not reached by water: whence the term ↓ شَرَاقِىّ [q. v.] in the dial. of Egypt. (TA.) b4: تَشْرِيقٌ also signifies The being beautiful, and [sunny or] shining in face. (Sh, O, K.) A2: شرّق اللَّحْمَ, (M, Mgh, Msb,) inf. n. as above, (S, M, Mgh, O, Msb, K,) He cut the flesh-meat into strips, and dried it in the sun, or spread it in the sun to dry: (S, M, Mgh, O, Msb, K:) or [simply] he cut it into pieces, and into strips. (Msb.) [In like manner also] تَشْرِيقُ الشَّعِيرِ signifies The throwing barley in a sunny place in order that it may dry. (Mgh.) And one says of the [wild] bull, يُشَرِّقُ مَتْنَهُ, meaning He exposes his back to the sun in order that what is upon it of the dew of night may dry: in this sense the phrase is used by Aboo-Dhu-eyb. (M.) b2: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ is an appellation of The three days next after the day of sacrifice: (S, M, O, Msb:) [i. e. the eleventh and twelfth and thirteenth days of Dhu-l-Hijjeh:] these days were so called because the flesh of the victims was therein cut into strips, and dried in the sun, or spread in the sun to dry: (S, M, Mgh, O, Msb, K: *) or because the victims were not sacrificed until the sun rose: (IAar, S, O, K:) or from the prayer of the day of sacrifice, which they follow: (Mgh:) or because they used to say, [on that day,] (S, M, O,) in the Time of Ignorance, (M,) ثَبِيرْ كَيْمَا نُغِيرْ ↓ أَشْرِقْ, (S, M, O,) which means Enter thou upon the time of sunrise, Thebeer, (addressing one of the mountains of Mekkeh, M, * Mgh,) that we may push, or press, on, or forward, (M, Mgh, Msb,) to return from Minè: (M: [see also 4 in art. غور:]) Aboo-Haneefeh used to hold that التَّشْرِيق means التَّكْبِير [i. e. the saying اَللّٰهُ أَكْبَرْ]; but none beside him has held this opinion. (TA.) It is said in a trad. that the days thus called are days of eating and drinking, and of celebrating the praises of God. (O.) b3: شرّق الثَّوْبَ (assumed tropical:) He made [or dyed] the garment, or piece of cloth, yellow: (Ibn-'Abbád, O:) [or he dyed it red: (see the pass. part. n., below:)] or تَشْرِيقٌ signifies the dyeing with saffron, (M, L,) so that the thing dyed is saturated, (L,) or not so that the thing is saturated: (so in a copy of the M:) it is not with safflower. (M, L. [See also 4, last signification.]) A3: شرّق الَحْوَض is sometimes said for صَرَّجَهُ, meaning He plastered the watering-trough, or tank, with شَارُوق [q. v.], or صَارُوج. (M in art. صرج.) 4 اشرق: see 1, in six places. One says also, اشرق وَجْهُهُ, (S,) and لَوْنُهُ, (M,) His face, (S,) and his colour, or complexion, (M,) shone, (S, M,) and was bright, with beauty. (S.) b2: Some allow its being made trans.; [meaning It caused, or made, to shine;] as in the saying, ثَلَاثَةٌ تُشْرَقُ الدُّنْيَا بِبَهْجَتِهَا شَمْسُ الضُّحَى وَأَبُو إِسْحَاقَ والقَمَرُ [There are three things, with the beauty of which the world is made to shine; the sun of the bright early morning, and Aboo-Is-hák, and the moon]: but there is no proof in this, because [the right reading may be تُشْرِقُ, and so] الدنيا may be an agent; therefore the making the verb trans. [in this sense] is said to be post-classical, though it is mentioned by the author of the Ksh. (MF, TA.) b3: It signifies also He entered upon the time of sunrise: (S, M, Mgh, Msb, K:) similarly to أَفْجَرَ, and أَصْبَحَ, and أَظْهَرَ. (TA.) See 2.

A2: اشرق عَدُوَّهُ He caused his enemy to become choked [with his spittle, or with water, or the like: see 1]. (O, K.) And أَشْرَقْتُ فُلَانًا بِرِيقِهِ (tropical:) [I choked the utterance, or impeded the action, of such a one;] I did not allow such a one to say, or to do, a thing. (Z, TA.) b2: اشرق الثَّوْبَ بِالصِّبْغِ, (Moheet, A, O,) or فِى الصِّبْغِ, (K,) (tropical:) He exceeded the usual degree in dyeing the garment, or piece of cloth; [saturated it with dye;] or dyed it thoroughly. (K, TA. [See also 2, last signification but one.]) 5 تشرّق He sat in a sunny place (S, O, K) [at any season, (see مَشْرُقَةٌ,) or particularly] in winter. (O, K.) b2: And تشرّقوا They looked through the مِشْرِيق of the door, i. e. the chink thereof into which the light of the rising sun falls. (O.) 7 انشرقت القَوْسُ The bow split. (Ibn-'Abbád, O, K.) 12 اِشْرَوْرَقَتْ عَيْنُهُ: see 1, latter half. b2: اِشْرَوْرَقَ بِالدَّمْعِ (tropical:) He became drowned in tears. (Ibn-'Abbád, O, K, TA.) شَرْقٌ [an inf. n.: see 1, first sentence. b2: Also] The sun; (S, O, K;) and so ↓ شَرَقٌ: (K, and thus in one of my copies of the S in the place of the former:) [or] ↓ شَرْقَةٌ has this signification: (M, Msb:) and شَرْقٌ signifies the rising sun; (M, TA;) as some say; (M;) thus accord. to AA and IAar; (TA;) and so ↓ شَرَقٌ, (M, Msb,) and ↓ شَرْقَةٌ, and ↓ شَرِقَةٌ, (M, K,) and ↓ شَرَقَةٌ, (TA,) and ↓ شَارِقٌ, (S, * M, K,) and ↓ شَرِيقٌ: (M, K:) one says, طَلَعَتِ الشَّرْقُ The sun rose; (S, M, O; in one of my copies of the S ↓ الشَّرَقُ;) but not غَرَبَتِ الشَّرْقُ: (M:) and ↓ آتِيكَ كُلَّ شَارِقٍ I will come to thee every day that the sun rises: or, as some say, شَارِقٌ signifies the upper limb (قَرْن) of the sun: (M:) and one says, لَا آتِيكَ مَا ذَرَّ شَارِقٌ [I will not come to thee as long as a sun, or the upper limb of a sun, rises, or begins to rise]. (S, M.) b3: See also مَشْرِقٌ, in three places. b4: Also A place where the sun shines (حَيْثُ تُشْرِقُ الشَّمْسُ). (K.) See مَشْرُقَةٌ. b5: The warmth of the sun. (TA.) b6: The light that enters from the chink of a door; (IAar, Th, K;) as also ↓ شِرْقٌ. (K.) In a trad. of I'Ab, (TA,) it is said of a gate in Heaven, called ↓ المِشْرِيقُ [q. v.], قَدْ رُدَّ حَتَّى مَا بَقِىَ إِلَّا شَرْقُهُ (O, K, TA) i. e. It had been closed so that there remained not save its light entering from the chink thereof: so says I'Ab. (O, TA.) b7: And A chink, or fissure. (K, TA.) One says, مَا دَخَلَ شَرْقَ فَمِى شَىْءٌ Nothing entered the chink of my mouth. (Z, TA.) A2: Also A certain bird, (Sh, M, K,) one of the birds of prey, (M,) between the kite and the hawk, or falcon, (Sh, K,) or between the kite and the [species of falcon called] شَاهِين [q. v.]: (O:) pl. شُرُوقٌ. (M.) شِرْقٌ: see the next preceding paragraph.

شَرَقٌ [inf. n. of شَرِقَ, q. v. b2: And also a subst.]: see شَرْقٌ, in three places. b3: Also A thing [such as spittle and the like (see شَرِقَ)] obstructing, or choking, the throat, or fauces. (S, and Har p.

477.) شَرِقٌ A place bright by reason of the sun's shining upon it; as also ↓ مُشْرِقٌ. (M, TA.) b2: A man choked with his spittle, or with water, or the like. (M, TA.) b3: (assumed tropical:) A plant, or herbage, having plentiful irrigation; or flourishing and fresh, or juicy, by reason of plentiful irrigation; syn. رَيَّانُ. (TA.) b4: (assumed tropical:) A garment, or piece of cloth, red; that is glutted, or saturated, [so I render اَلَّذِى شَرِقَ,] with dye: (O:) and شَرِقٌ بِالجَادِىِّ applied to a garment, or piece of cloth, [app. signifies (assumed tropical:) glutted, or saturated, with the dye of saffron: see also مُشَرَّقٌ, and see 4.] (TA.) One says also صَرِيعٌ شَرِقٌ بِدَمِهِ (assumed tropical:) [Prostrated,] dyed with his blood. (M, TA.) b5: (tropical:) Flesh-meat (S, M, O, TA) that is red, (M, O, TA,) having no grease, or gravy. (S, M, O, TA.) b6: (assumed tropical:) A thing intensely red, with blood, or with a beautiful red colour. (M.) b7: And (assumed tropical:) A thing mixed, commingled, or blended. (M.) شَرْقَةٌ: see شَرْقٌ, in two places: b2: and see مَشْرُقَةٌ, in two places.

شُرْقَةٌ (assumed tropical:) Anxiety, grief, or anguish; syn. in Pers\.

أَنْدُوهْ. (KL.) شَرَقَةٌ: see شَرْقٌ: b2: and see مَشْرُقَةٌ.

A2: Also A brand with which a sheep, or goat, such as is termed شَرْقَآء, is marked. (O, K.) شَرِقَةٌ: see شَرْقٌ.

شَاةٌ شَرْقَآءُ A sheep, or goat, having its ear slit (S, Mgh, O, K) lengthwise, (K,) without its being separated: (TA:) or having the ear slit in two, (As, Msb, TA,) as though it were a زَنَمَة [q. v.]: (As, TA:) or شَرْقَآءُ applied to an ear signifies cut at its extremities, without having anything thereof separated: and applied to a she-goat (مَعْزَة), having its ear slit lengthwise, without its being separated: and, as some say, applied to a شاة, having the inner part of its ear slit on one side with a separating slitting, the middle of its ear being left sound: or, accord. to Aboo-'Alee in the “ Tedhkireh,” شَرْقَآءُ signifies having its ears slit with two slits passing through, so as to become three distinct pieces. (M.) شَرْقِىٌّ [Of, or relating to, the east, or place of sunrise; eastern, or oriental]. b2: لَا شَرْقِيَّةِ وَلَا غَرْبِيَّةٍ, (K, TA,) in the Kur [xxiv. 35], (TA,) meansNot such that the sun shines upon it at its rising only (Fr, K, TA) nor at its setting only, (Fr, TA,) but such that the sun lights upon it morning and evening: (Fr, K, TA:) or, accord. to El-Hasan, it means not of the trees of the people of the present world, but of the trees of the people of Paradise: Az, however, says that the former explanation is more fit and more commonly receive. (TA.) And مَكَانٌ شَرْقِىٌّ signifies A place, of the earth, or ground, in, or upon, which the sun rises, or shines. (TA.) See also شَارِقٌ [and شَرِقٌ and مَشْرُقَةٌ].

A2: Also A certain red dye. (TA.) شَرِيقٌ: see شَرْقٌ. b2: Also A boy, or young man, goodly, or beautiful, (K, TA,) in face: (TA:) pl. شُرُقٌ, (K, TA, [in the CK شَرْقٌ, but correctly]) with two dammehs. (TA.) b3: And A woman small in the vulva: (Ibn-'Abbád, O, K:) or having her vagina and rectum united by the rending of the separation between them; syn. مُفْضَاةٌ. (M, K.) b4: And الشَّرِيقُ is the name of A certain idol. (M, TA.) شُرَيْقَة The first part of the rising sun. (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees.) See also شَارِقٌ, voce شَرْقٌ.]

شَرَاقِىُّ [The lands that are not reached by the water, or inundation, and that are consequently parched by the sun]: a word of the dial. of Egypt. (TA.) See 2.

شَارِقٌ: see شَرْقٌ, in two places. b2: Also The side that is next the east; (O;) the eastern side; (K;) of a hill, and of a mountain: you say, هٰذَا شَارِقُ الجَبَلِ and ↓ شَرْقِيُّهُ [This is the eastern side of the mountain], and هذا غَارِبُ الجَبَلِ and غَرْبِيُّهُ [in the opposite sense]: (TA:) pl. شُرْقٌ. (O, K.) Hence, in a trad., as some relate it, الشُّرْقُ الجُونُ [meaning (assumed tropical:) Trials, or conflicts and factions, like portions of the dark night, rising from the direction of the east]: but it is otherwise related, with ف [in the place of the ق: see شَارِفٌ]. (TA.) b3: And الشَّارِقُ is the name of A certain idol, of the Time of Ignorance; (IDrd, M, K;) whence عَبْدُ الشَّارِقِ, a proper name [of a man]. (IDrd, M.) A2: Also [if not a mistranscription for شَارُوقٌ, q. v., app. Clay, or some other substance or mixture, with which a place is plastered,] مَا يُطَيَّنُ بِهِ مَكَانٌ. (Ibn-' Abbád, O.) شَارُوقٌ signifies [The kind of plaster called]

كِلْسٌ, [q. v.,] (Kr, M,) i. q. صَارُوجٌ. (K. [See this last word: and see also the last sentence of the next preceding paragraph above.]) مَشْرَقٌ: see what next follows.

مَشْرِقٌ (S, M, O, Msb, K,) which by rule should be ↓ مَشْرَقٌ, (M, Msb,) but this latter is rarely used, (Msb,) The place, (M,) or quarter, or direction, (Msb,) of sunrise; (M, Msb;) [the east, or orient;] and ↓ شَرْقٌ signifies the same; (S, M, O, Msb, K;) as also ↓ مِشْرِيقٌ: (Seer, M:) the pl. of the first is مَشَارِقُ; and the pl. of ↓ شَرْقٌ is أَشْرَاقٌ. (M.) The dual, المَشْرِقَانِ, means The place of sunrise of summer and that of winter [E. 26 degrees N. and E. 26 degrees S. in Central Arabia]. (S, O, TA.) And also The place of sunrise and the place of sunset; [or the east and the west;] (M, O;) the former being thus made predominant because it denotes existence, whereas the latter denotes non-existence: (M:) thus in the saying, (M, O,) in the Kur [xliii. 37], (O,) يَا لَيْتَ بَيْنِى

وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ [O, would that between me and thee were the distance of the east and the west]. (M, O.) And [in like manner] one says ↓ مَا بَيْنَ الشَّرْقَيْنِ, meaning What is between the place of sunrise and the place of sunset. (M.) b2: See also مَشْرُقَةٌ. b3: The saying, cited by IAar, قُلْتُ لِسَعْدٍ وَهْوَ بِالأَزْارِقِ عَلَيْكَ بِالمَحْضِ وَبِالمَشَارِقِ

he explains as meaning [I said to Saad, he being at El-Azárik (a certain water in the بَادِيَة, TA in art. زرق)], Keep thou [to pure milk, and] to the sun [or the places of sunshine] in winter: but [ISd says,] in my opinion, المَشَارِق is here pl. of ↓ مُشَرَّقٌ applied to flesh-meat that is “ [cut into strips and] spread in the sun [to dry]; ” and this is confirmed by his saying بالمحض, each of them being food. (M.) مُشْرِقٌ: see شَرِقٌ. b2: Also Entering upon the time of sunrise: the pl. occurs in this sense in the Kur xv. 73 and xxvi. 60. (TA.) مَشْرُقَةٌ and مَشْرَقَةٌ (S, M, O, K) and مَشْرِقَةٌ, (M, O, K,) the last mentioned by Ks, (O,) A place of sitting in the sun; (S, O, K;) accord. to some, peculiarly, (TA,) in the winter; (O, K, TA;) and ↓ شَرْقَةٌ and ↓ مِشْرَاقٌ (S, O, K) and ↓ مِشْرِيقٌ (O, K) signify the same: (S, O, K:) or a place upon which the sun shines; accord. to some, peculiarly, in the winter, (M,) as also ↓ شَرْقَةٌ and ↓ شَرَقَةٌ (M, TA) and ↓ شَرْقٌ (M) and مشرق [app. ↓ مَشْرِقٌ, of the pl. of which, or of one of the first three words in this paragraph, see an ex. in a verse cited voce مَشْرِقٌ if the explanation of that verse by IAar be correct]. (TA.) مَشْرِقِىٌّ (Msb, TA) and مَشْرَقِىٌّ both [applied to a man] signify Of the east; or eastern: (Msb:) pl. مَشَارِقَةٌ. (TA.) مُشَرَّقٌ A place of prayer; syn. مُصَلًّى; (As, S, M, Mgh, K;) i. e., in an absolute sense: (TA:) or the place of prayer of the festival (العِيد): (TA:) or the place of prayer of the two festivals: and المُشَرَّقُ is said to mean the place of prayer of the festival at Mekkeh: (M, TA:) and the mosque of El-Kheyf. (S, K.) b2: And The festival (العِيد) [itself]: because the prayer thereon is after the شَرْقَة, i. e. the [rising] sun. (M.) A2: Also Flesh-meat [cut into strips and] spread in the sun [to dry: see its verb, 2]. (M.) See also مَشْرِقٌ, last sentence. b2: And A garment, or piece of cloth, [dyed yellow: or with saffron: see, again, its verb: or] dyed with a red colour. (O, K.) A3: And a fortress [or a watering-trough or tank (see 2, last sentence,)] plastered with شَارُوق. (O, K.) مُشَرِّقٌ Taking to the direction of the east, or place of sunrise: one says, شَتَّانَ بَيْنَ مُشَرِّقٍ

وَمُغَرِّبٍ [Different, or widely different, are one going towards the east and one going towards the west]. (S.) مِشْرَاقٌ: see مَشْرُقَةٌ.

A2: Also A man accustomed to make his enemy to be choked with his spittle. (Z, TA.) مِشْرِيقٌ: see مَشْرِقٌ: b2: and مَشْرُقَةٌ. b3: Also, (M, O, K,) of a door, (M, K,) A chink into which the light of the rising sun falls. (M, * O, K. *) b4: And المِشْرِيقُ is the name of A gate for repentance, in Heaven. (I'Ab, O, K.) See شَرْقٌ.

شرق: شَرَقَت الشمسُ تَشْرُق شُروقاً وشَرْقاً: طلعت، واسم الموضع

المَشْرِق، وكان القياس المَشْرَق ولكنه أحد ما ندر من هذا القبيل. وفي حديث

ابن عباس: نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس. يقال: شَرَقَت الشمسُ

إذا طلعت، وأشْرَقَت إذا أضاءت، فإن أراد الطلوع فقد جاء في الحديث الآخر

حتى تطلع الشمس، وإن أراد الإضاءة فقد ورد في حديث آخر: حتى ترتفع

الشمس، والإضاءة مع الإرتفاع. وقوله تعالى: يا ليت بيني وبَينَك بُعْدَ

المَشْرِقَيْنِ فبئس القَرِين؛ إنما أَراد بُعْدَ المشرق والمغرب، فلما جُعِلا

اثنين غَلَّب لــفظَ المشرق لأنه دالّ على الوجود والمغرب دال على العدم،

والوجودُ لا محالة أشرفُ، كما يقال القمران للشمس والقمر؛ قال:

لنا قَمراها والنجومُ الطَّوالعُ

أَراد الشمس والقمر فغَلّب القمر لشرف التذكير، وكما قالوا سُنَّة

العُمَرين يريدون أَبا بكر وعمر، رضوان الله عليهما، فآثروا الخِفَّة. وأما

قوله تعالى: رَبّ المشرقين وربّ المَغْربَيْن ورب المشارق المغارب، فقد ذكر

في فصل الغين من حرف الباء في ترجمة غرب. والشَّرْق: المَشْرِق، والجمع

أَشراق؛ قال كُثَيِّر عزّة:

إذا ضَرَبُوا يوماً بها الآل، زيَّنُوا

مَساندَ أَشْراقٍ بها ومَغاربا

والتَّشْرِيقُ: الأخذ في ناحية المشرق. يقال: شَتّانَ بَيْن مُشَرِّقٍ

ومُغرِّبٍ. وشَرِّقوا: ذهبوا إلى الشَّرْق أَو أتوا الشرق. وكل ما طلَع من

المشرق فقد شَرَّق، ويستعمل في الشمس والقمر والنجوم.

وفي الحديث: لا تَسْتَقْبلوا القِبْلة ولا تَسْتَدْبروها، ولكن شَرِّقوا

أَو غَرِّبوا؛ هذا أَمر لأَهل المدينة ومن كانت قِبْلته على ذلك

السَّمْتِ ممن هو في جهة الشمال والجنوب، فأما من كانت قبلته في جهة المَشْرِق

أو المغرب فلا يجوز له أَن يُشَرِّق ولا يُغَرِّب إنما يَجْتَنِب

ويَشْتَمِل. وفي الحديث: أناخَتْ بكم الشُّرْق الجُونُ، يعني الفِتَن التي تجيء

من قِبَل جهة المشرق جمع شارِق، ويروى بالفاء، وهو مذكور في موضعه.

والشَّرْقيّ: الموضع الذي تُشْرِق فيه الشمس من الأَرض. وأَشْرَقَت الشمسُ

إشْراقاً: أضاءت وانبسطت على الأَرض، وقيل: شَرَقَت وأَشْرَقت طلعت، وحكى

سيبويه شَرَقت وأَشْرَقَت أَضاءت. وشَرِقَت، بالكسر: دَنَتْ للغروب. وآتِيك

كلَّ شارقٍ أي كلَّ يوم طلعت فيه الشمس، وقيل: الشارِقُ قَرْن الشمس.

يقال: لا آتِيك ما ذَرَّ شارِقٌ. التهذيب: والشمس تسمى شارقاً. يقال: إني

لآتِيه كلَّما ذرَّ شارِقٌ أي كلما طلع الشَّرْقُ، وهو الشمس. وروى ثعلب عن

ابن الأَعرابي قال: الشَّرْق الضوء والشَّرْق الشمس. وروى عمرو عن أَبيه

أَنه قال: الشَّرْق الشمس، بفتح الشين، والشِّرْق الضوء الذي يدخل من

شقّ الباب، ويقال له المِشْرِيق. وأَشْرَقَ وجههُ ولونُه: أَسفَر وأضاء

وتلألأ حُسْناً.

والمَشْرقة: موضع القعود للشمس، وفيه أربع لغات: مَشْرُقة ومَشْرَقة،

بضم الراء وفتحها، وشَرْقة، بفتح الشين وتسكين الراء، ومِشْراق.

وتَشَرَّقْت أي جلست فيه. ابن سيده: والمَشْرَقة والمَشْرُقة والمَشْرِقة الموضع

الذي تَشْرُق عليه الشمس، وخصَّ بعضهم به الشتاء؛ قال:

تُرِيدين الفِراقَ، وأنْتِ منِّي

بِعيشٍ مِثْل مَشْرَقة الشَّمالِ

ويقال: اقعُد في الشَّرْق أَي في الشَّمْسِ، وفي الشَّرْقة والمَشْرَقة

والمَشْرُقة.

والمِشْرِيقُ: المَشْرِقُ، عن السيرافي. ومِشْرِيقُ الباب: مدْخَلُ

الشمس فيه. وفي الحديث: أَنَّ طائراً يقال له القَرْقَفَنَّة يقع على

مِشْرِيق باب مَنْ لا يَغار على أهله فلو رأَى الرجال يدخلون عليها ما غَيَّر؛

قيل في المِشْرِيق: إنه الشق الذي يقع فيه ضِحُّ الشمس عند شروقها؛ وفي

الرواية الأُخرى في حديث وهب: إذا كان الرجل لا ينكرُ عَمَل السوء على

أهله، جاءَ طائر يقال له الفَرْقَفَنَّة فيقع على مِشْرِيق بابه فيمكث أربعين

يوماً، فإن أنكر طار، وإن لم يُنْكر مسح بجناحيه على عينيه فصار

قُنْذُعاً دَيُّوثاً. وفي حديث ابن عباس: في السماء بابٌ للتوبة يقال له

المِشْرِيق وقد رُدَّ فلم يبق إلاّ شَرْقُه أَي الضوءُ الذي يدخل من شقِّ

الباب.ومكان شَرِقٌ ومُشْرِق، وشَرِقَ شَرَقاً وأَشْرَق: أَشْرَقَت عليه الشمس

فأضاء. ويقال: أَشْرَقَت الأَرض إشراقاً إذا أنارت بإشْراق الشمس

وضِحِّها عليها. وفي التنزيل: وأَشْرَقَت الأَرضُ بنور رَبِّها.

والشَّرْقة: الشمس، وقيل: الشَّرَق والشَّرْق، بالفتح. والشَّرِقة

والشارِقُ والشَّرِيق: الشمس، وقيل: الشمس حين تَشرُق. يقال: طلعت الشَّرَق

والشَّرُق، وفي الصحاح: طلع الشَّرْق ولا يقال غرَبت الشَّرْق ولا

الشَّرَق. ابن السكيت: الشَّرَق الشمس، والشَّرْق، بسكون الراء، المكان الذي

تَشْرُق فيه الشمس. يقال: آتيك كل يوم طَلْعَةَ شَرَقِه. وفي الحديث:

كأَنَّهما ظُلَّتان سَوْداونِ بينهما شَرَقٌ؛ الشَّرَقُ: الضوءُ وهو الشمس،

والشَّرْق والشَّرْقة والشَّرَقة موضع الشمس في الشتاء، فأما في الصيف فلا

شَرقة لها، والمَشْرِقُ موقعها في الشتاء على الأَرض بعد طلوعها،

وشَرْقَتُها دَفاؤُها إلى زوالها. ويقال: ما بين المَشْرِقَيْنِ أَي ما بين

المَشْرِق والمغرب.

وأَشْرَق الرجلُ أَي دخل في شروقِ الشمس. وفي التنزيل: فأَخَذَتْهم

الصَّيْحةُ مُشْرِقِينَ؛ أَي مُصْبِحين. وأَشْرَقَ القومُ: دخلوا في وقت

الشروق كما تقول أَفْجَرُوا وأَصْبَحُوا وأَظْهَرُوا، فأما شَرَّقُوا

وغَرَّبوا فسارُوا نحوَ المَشْرِق والمغرب. وفي التنزيل: فأَتْبَعُوهم

مُشْرقينَ، أي لَحِقوهم وقت دخولهم في شروق الشمس وهو طلوعها. يقال: شَرَقَت

الشمسُ إذا طلعت، وأَشْرَقَت أَضاءت على وجه الأَرض وصَفَتْ، وشَرِقْت إذا

غابت.

والمَشْرِقان: مَشْرِقا الصيف والشتاء.

ابن الأَنباري في قولهم في النداء على الباقِلاَّ شَرْقُ الغداة طَرِيّ

قال أَبو بكر: معناه قَطْعُ الغداة أَي ما قُطِع بالغداة والْتُقِط؛ قال

الأَزهري: وهذا في الباقلاَّ الرَّطْب يُجْنَى من شجره. يقال: شَرقَتُ

الثمرةَ إذا قطعتها.

وقال الفراءُ وغيره من أَهل العربية في تفسير قوله تعالى: من شَجَرةِ

مُبارَكة زَيْتونةٍ لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة؛ يقول هذه الشجرة

ليست مما تطْلع عليها الشمسُ في وقت شُروقِها فقط أَو في وقت غروبها فقط،

ولكنها شَرْقِيَّة غرْبِيَّة تُصِيبها الشمس بالغداة والعشيَّة، فهو

أَنْضَر لها وأَجود لزيتونها وزيتِها، وهو قول أكثر أَهل التفسير؛ وقال الحسن:

لا شَرْقِيَّة ولا غَرْبِيَّة إنها ليست من شجر أَهل الدنيا أَي هي من

شجر أَهل الجنة، قال الأَزهري: والقول الأَول أَولى؛ قال وروى المنذري عن

أَبي الهيثم في قول الحرث بن حِلِّزة:

إنه شارِق الشَّقِيقة، إذ جا

ءَت مَعَدٌّ، لكل حَيٍّ لواء

قال: الشَّقِيقة مكان معلوم، وقوله شارق الشَّقِيقة أَي من جانبها

الشَّرْقي الذي يلي المَشْرِق فقال شارق، والشمس تَشْرُق فيه، هذا مفعول فجعله

فاعلاً. وتقول لِما يلي المَشْرِق من الأَكَمَةِ والجبل: هذا شارِقُ

الجبل وشَرْقِيُّه وهذا غاربُ الجبل وغَربِيُّه؛ وقال العجاج:

والفُتُن الشارق والغَرْبيّ

أَراد الفُتُنَ التي تلي المَشْرِق وهو الشَّرْقيُّ؛ قال الأزهري: وإنما

جاز أَن يفعله شارقاً لأَنه جعله ذا شَرْقٍ كما يقال سِرُّ كاتمٌ ذو

كِتْمان وماء دافِقٌ ذو دَفْقٍ.

وشَرَّقْتُ اللحم: شَبْرَقْته طولاً وشَرَرْته في الشمس ليجِفَّ لأن

لحوم الأَضاحي كانت تُشَرَّق فيها بمنى؛ قال أَبو ذؤيب:

فغدا يُشَرِّقُ مَتْنَه، فَبَدا له

أُولى سَوابِقها قَرِيباً تُوزَعُ

يعني الثور يُشَرِّقُ مَتْنَه أَي يُظْهِرُه للشمس ليجِف ما عليه من ندى

الليل فبدا له سوابقُ

الكِلابِ. تُوزَع: تُكَفّ. وتَشْريق اللحم: تَقْطِيعُه وتقدِيدُه

وبَسْطُه، ومنه سميت أيام التشريق.

وأيام التشريق: ثلاثة أَيام بعد يوم النحر لأَن لحم الأَضاحي يُشَرَّق

فيها للشمس أَي يُشَرَّر، وقيل: سميت بذلك لأَنهم كانوا يقولون في

الجاهلية: أَشْرِقْ ثَبِير كيما نُغِير؛ الإِغارةُ: الدفع، أَي ندفع للنَّفْر؛

حكاه يعقوب، وقال ابن الأَعرابي: سميت بذلك لأن الهَدْيَ والضحايا لا

تُنْحَر حتى تَشْرُق الشمسُ أَي تطلع، وقال أَبو عبيد: فيه قولان: يقال سميت

بذلك لأَنهم كانوا يُشَرِّقون فيها لُحوم الأَضاحي، وقيل: بل سميت بذلك

لأَنها كلَّها أَيام تشريق لصلاة يومِ النحر،يقول فصارت هذه الأيام تبعاً

ليوم النحر، قال: وهذا أَعجب القولين إليَّ، قال: وكان أَبو حنيفة يذهب

بالتَّشْرِيقِ إلى التكبير ولم يذهب إليه غيره، وقيل: أَشْرِق ادْخُلْ في

الشروق، وثَبِيرٌ جبل بمكة، وقيل في معنى قوله أَشْرِق ثبِير: كَيْما

نُغِير: يريد ادْخل أيها الجبل في الشروق وهوضوء الشمس، كما تقول أَجْنَب

دخل في الجنوب وأَشْمَلَ دخل في الشِّمال، كيما نُغِير أَي كيما ندفع

للنحر، وكانوا لا يُفِيضون حتى تطلع الشمس فخالفهم رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، ويقال كيما ندفع في السير من قولك أَغارَ إغارةَ الثَّعْلبِ أَي

أَسْرع ودفع في عَدْوِه. وفي الحديث: مَنْ ذَبَح قبل التشريق فلْيُعِدْ، أَي

قبل أَن يصلِّيَ صلاة العيد ويقال لموضعها المُشَرَّق. وفي حديث

مَسْروق: انْطَلِقْ بنا إلى مُشَرِّقِكم يعني المُصَلَّى. وسأل أَعرابي رجلاً

فقال: أَين مَنْزِل المُشَرَّق؟ يعني الذي يُصَلَّى فيه العيد، ويقال لمسجد

الخَيْف المُشَرَّق وكذلك لسوق الطائف. والمُشَرَّق: العيد، سمي بذلك

لأن الصلاة فيه بعد الشَّرْقةِ أَي الشمس، وقيل: المُشَرَّق مُصَلَّى العيد

بمكة، وقيل: مُصَلَّى العيد ولم يقيد بمكة ولا غيرها، وقيل: مصلى

العيدين، وقيل: المُشَرَّق المصلّى مطلقاً؛ قال كراع: هو من تشريق اللحم؛ وروى

شعبة أن سِماك بن حَرْب قال له يوم عيد: اذهب بنا إلى المُشَرَّق يعني

المصلى؛ وفي ذلك يقول الأَخطل:

وبالهَدايا إذا احْمَرَّتْ مَدارِعُها،

في يوم ذَبْحٍ وتَشْرِيقٍ وتَنْخار

والتَّشْرِيق: صلاة العيد وإنما أُخذ من شروق الشمس لأَن ذلك وقتُها.

وفي الحديث: لا ذَبْحَ إلا بَعْد التَّشْرِيق أَي بعد الصلاة، وقال شعبة:

التَّشْرِيق الصلاة في الفطر والأَضحى بالجَبّانِ. وفي حديث عليّ، رضي

الله عنه: لا جُمْعة ولا تَشْرِيقَ إلا في مِصْرٍ جامع؛ وقوله أَنشده ابن

الأَعرابي:

قُلْتُ لِسَعْدٍ وهو بالأَزارِق:

عَلَيْكَ بالمَحْضِ وبالمَشارق

فسره فقال: معناه عليك بالشمس في الشتاء فانْعَمْ بها ولَذَّ؛ قال ابن

سيده: وعندي أن المَشارِق هنا جمع لحمٍ مُشَرَّق، وهو هذا المَشْرُور عند

الشمس، يُقَوِّي ذلك قولُه بالمحض لأَنهما مطعومان؛ يقول: كُلِ اللحم

واشْرَب اللبن المحض. والتَّشْريق: الجمالُ وإشْراقُ الوجه؛ قاله ابن

الأَعرابي في بيت المرار:

ويَزِينُهنَّ مع الجمالِ مَلاحةٌ،

والدَّلُّ والتَّشْرِيقُ والفَخْرُ

(* قوله «والفخر» كذ بالأصل، وفي شرح القاموس: والعذم، بالذال، وفسره عن

الصاغاني بالعض من اللسان بالكلام).

والشُّرُق: الغِلْمان الرُّوقة. وأُذُنٌ شَرْقاءُ: قطِعت من أَطرافها

ولم يَبِنْ منها شيء. ومِعْزة شَرْقاء: انْشَقَّتْ أُذُناها طُولاً ولم

تَبِنْ، وقيل: الشَّرْقاءُ الشاة يُشَقُّ باطنُ أُذُنِها من جانب الأُذن

شَقّاً بائناً ويترك وسط أُذُنِها صحيحاً، وقال أَبو علي في التذكرة:

الشَّرْقاءُ التي شُقَّت أُذناها شَقَّين نافذين فصارت ثلاث قطع متفرقة.

وشَرَقَتْ الشاة أَشْرُقُها شَرْقاً أَي شَقَقْت أُذُنَها. وشَرِقت الشاةُ،

بالكسر، فهي شاة شَرْقاء بيّنَة الشَّرَقِ. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: أن

النبي، صلى الله عليه وسلم، نهى أن يُضَحَّى بِشَرْقاء أَو خَرْقاء أَو

جَدْعاء. الأَصمعي: الشَّرْقاء في الغنم المشقوقة الأُذن باثنين كأنه

زنَمة، واسم السِّمَةِ الشَّرَقة، بالتحريك، شَرَقَ أُذُنَها يَشْرِقُها

شَرْقاً إذا شَقَّها؛ والخَرْقاء: أَن يكون في الأُذن ثقب مستدير. وشاة

شَرْقاء: مقطوعة الأُذن.

والشَّرِيقُ من النساء: المُفْضاة.

والشَّرِقُ من اللحم: الأَحمر الذي لا دَسَم له.

والشَّرَقُ: الشجا والغُصّة. والشَّرَقُ بالماء والرِّيق ونحوهما:

كالغَصَص بالطعام؛ وشَرِقَ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ؛ قال عدي بن زيد:

لو بِغَيْرِ الماء حَلْقِي شَرِقٌ،

كنتُ كالغَصّانِ بالماء اعْتِصاري

الليث: يقال شَرِقَ فلانٌ برِيقِه وكذلك غَصَّ بريقه، ويقال: أَخذَتْه

شَرْقة فكاد يموت. ابن الأَعرابي: الشُّرُق الغَرْقَى. قال الأَزهري:

والغَرَقُ أَن يدخل الماءُ في الأَنف حتى تمتلئ منافذُه. والشَّرَقُ: دخولُ

الماء الحَلْقَ حتى يَغَصَّ به، وقد غَرِقَ وشَرِقَ. وفي الحديث: فلما

بلغ ذِكْرَ موسى أَخذتْه شَرْقةٌ فركَع أي أَخذته سُعْلة منعته عن القراءة.

قال ابن الأَثير: وفي الحديث أَنه قرأَ سورة المؤمن في الصلاة فلما أتى

على ذكرِ عيسى، عليه السلام، وأُمِّه أَخذته شَرْقةٌ فركع؛ الشَّرْقة:

المرة الواحدة من الشّرَقِ، أَي شَرِقَ بدمعِه فعَيِيَ بالقراءة، وقيل:

أَراد أَنه شَرِقَ بريقه فترك القراءة وركع؛ ومنه الحديث: الحَرَقُ

والشِّرَقُ شهادةٌ؛ هو الذي يَشْرَقُ بالماء فيموت. وفي حديث أُبَيّ: لقد اصطلح

أَهل هذه البلدة على أَن يَعْصِّبُوه فشَرِقَ بذلك أَي غَصَّ به، وهو مجاز

فيما ناله من أَمْرِ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وحَلّ به حتى كأَنه

شيء لم يقدر علي إِساغتِه وابتلاعِه فغَصَّ به.

وشَرِقَ الموضعُ بأَهله: امتلأَ فضاق، وشَرِقَ الجسدُ بالطيب كذلك؛ قال

المخبَّل:

والزَّعْفَرانُ على تَرائِبها

شَرِقاً به اللَّبَّاتُ والنَّحْرُ

وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ: اختلط؛ قال المسَّيب بن عَلَسٍ:

شَرِقاً بماءِ الذَّوْبِ أَسْلَمه

للمُبْتَغِيه مَعاقل الدَّبْرِ

والتَّشْريق: الصَّبغ بالزعفران غير المُشْبَع ولا يكون بالعُصْفُر.

والتَّشْويق: المُشْبَع بالزعفران. وشَرِقَ الشيءُ شَرَقاً، فهو شَرِقٌ:

اشتدت حمرته بدم أَو بحسن لون أَحمر؛ قال الأَعشى:

وتَشْرَقُ بالقولِ الذي قد أَذَعْته،

كما شَرِقَت صَدْرُ القَناةِ من الدَّمِ

ومنه حديث عكرمة: رأَيت ابْنَينِ لسالمٍ عليهما ثياب مُشْرَقة أَي

محمّرة. يقال شَرِقَ الشيءُ إذا اشتدت حمرته، وأَشْرَقْته بالصِّبْغ إذا

بالَغْت في حمرته؛ وفي حديث الشعبي: سُئِل عن رجل لَطَمَ عينَ آخَرَ فشَرِقَت

بالدم ولمّا يَذْهَبْ ضَوْءُها فقال:

لها أَمْرُها، حتى إذا ما تَبَوَّأَتْ

بأَخْفافِها مَأْوًى، تَبَوَّأ مَضْجَعا

الضمير في لها للإبل يُهْمِلها الراعي حتى إذا جاءت إلى الموضع الذي

أَعجبها فأقامت فيه مالَ الراعي إلى مَضْجَعِه؛ ضربه مثلاً للعين أَي لا

يُحْكَم فيها بشيء حتى تأتيَ على آخر أمْرِها وما تؤول إليه، فمعنى شَرِقَت

بالدم أَي ظهر فيها ولم يَجْرِ منها. وصَرِيع شَرِقٌ بدمه: مُخْتَضِب.

وشَرِقَ لونُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَلِ. والشَّرْقِيّ: صِبْغ أَحمر.

وشَرِقَتْ عينُه واشْرَوْرَقَت: احْمَرَّت، وشَرِقَ الدمُ فيها: ظهر.

الأَصمعي: شَرِقَ الدم بجسده يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ظهر ولم يَسِلْ، وقيل إذا

ما نَشِبَ، وكذلك شَرِقت عينُه إذابَقِي فيها دمٌ؛ قال: وإذا اختلطت

كُدورةٌ بالشمس ثم قلت شَرِقَت جاز ذلك كما يَشْرَق الشيء بالشيء يَنْشَبُ

فيه ويختلط. يقال: شَرِقَ الرجلُ يَشْرَقُ شَرَقاً إذا ما دخل الماءُ

حَلْقَه فشَرِقَ أي نَشِبَ؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه، قال في الناقة

المُنْكَسرة: ولا هي بفَقِيٍّ فتشْرَق أَي تمتلئ دماً من مرض يَعْرِضُ لها

في جوفها؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه كان يُخْرِج يديه في السجود وهما

مُتَفَلِّقَتان قد شَرِق بينهما الدم. وشَرِقَ النخل وأَشْرَق وأَزْهَقَ

(*

قوله «وأزهق» هكذا في الأصل ولعله وأزهى.) لوَّنَ بحمرة. قال أَبو حنيفة:

هو ظهور أَلوان البُسْر. ونَبْتٌ شَِرِقٌ أَي رَيَّان؛ قال الأَعشى:

يُضاحِك الشمسَ منها كوكَبٌ شَرِقٌ،

مُؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ

وأَما ما جاء في الحديث من قوله: لعلكم تُدْرِكون قوماً يُؤَخِّرون

الصلاة إلى شَرِقِ المَوْتَى فصَلّوا الصلاةَ للوقت الذي تَعْرِفون ثم صَلّوا

معهم؛ فقال بعضهم: هو أن يَشْرَقَ الإنسانُ بريقِه عند الموت، وقال:

أَراد أَنهم يصلون الجمعة ولم يبق من النهار إلا بقدر ما بَقِي من نَفْس هذا

الذي قد شَرِق بريقه عند الموت، أَراد فَوْتَ وقْتِها ولم يقيّد الصلاة

في الصحاح بجمعة ولا بغيرها، وسئل عن هذا الحديث فقال: أَلم ترَ الشمسَ

إذا ارتفعت عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى؛

قال أَبو عبيد: يعني أَن طلوعها وشُروقَها إنما هو تلك الساعة للموتى

دون الأَحياء. أَبو زيد: تُكْرَه الصلاة بشَرَقِ الموتى حين تصفرُّ الشمس،

وفعلت ذلك بشَرَقِ الموتى: في ذلك الوقت. وفي الحديث: أَنه ذكر الدنيا

فقال: إنما بقي منها كشَرَقِ الموتى؛ له معنيان: أَحدهما أَنه أَراد به

آخِرَ النهار لأن الشمس في ذلك الوقت إنما تَلْبَث قليلاً ثم تغيب فشبَّه ما

بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك الساعة، والآخَرُ من قولهم شَرِقَ الميت

بريقه إذا غَصَّ به، فشَّبه قِلَّةَ ما بقي من الدنيا بما بقي من حياة

الشَّرِق بريقه إلى أَن تخرج نفسه. وسئل الحسن بن محمد بن الحنفية عنه

فقال: أَلم تَرَ إلى الشمس إذا ارتفعت عن الحيطان

فصارت بين القبور كأنها لُجّة؟ فذلك شَرَقُ الموتى. يقال: شَرِقَت الشمس

شَرَقاً إذا ضعف ضوءُها، قال: ووَجّه قولَه حين ذكر الدنيا فقال إنما

بقي منها كشَرَقِ الموتى إلى معنيين: أَحدهما أَن الشمس في ذلك الوقت إنما

تَلْبَثُ ساعة ثم تغيب فشبَّه قِلَّة ما بقي من الدنيا ببقاء الشمس تلك

الساعة من اليوم، والوجه الآخر في شَرَقِ الموتى شَرَقُ الميت برِيقِه عند

خروج نفسه. وفي بعض الروايات: واجعلوا صلاتَكم معهم سُبْحَة أَي نافلة.

وقال أبو عبيد: المُشَرَّق جبل بسوق الطائف، وقال غيره: المُشَرَّق

سُوقُ الطائف؛ وقول أبي ذؤيب:

حتى كأَنِّي للحوادِثِ مَرْوَةٌ،

بصَفا المُشَرَّق، كلَّ يومٍ تُقْرَعُ

يُفَسَّر بكلا ذَيْنِك، ورواه ابن الأعرابي: بصفا المُشَقَّر؛ قال: وهو

صفا المُشَقَّر الذي ذكره امرؤ القيس فقال:

دُوَيْنَ الصَّفا اللاَّئي يَلِينَ المُشَقَّرا

والشارِقُ: الكِلْسُ، عن كراع.

والشَّرْقُ: طائر، وجمعه شُروق، وهو من سِباع الطير؛ قال الراجز:

قد أَغْتَدِي والصُّبْحُ ذو بَرِيقِ،

بمُلْحَمٍ أَحْمَرَ سَوْذَنِيقِ،

أَجْدَلَ أو شَرْقٍ من الشُّروقِ

قال شمر: أَنشدني أَعرابي في مجلس ابن الأَعرابي وكتبها ابن الأعرابي:

انْتَفِخي، يا أَرْنَبَ القِيعان،

وأَبْشِرِي بالضَّرْبِ والهَوانِ،

أو ضربة من شرق شاهيان،

أو توجي جائع غرثان

(* قوله «أو ضربة من شرق إلى آخر البيت» هكذا في الأصل).

قال: الشَّرْق بين الحِدَأَة والشاهين ولونه أَسود. والشارِق: صنم كان

في الجاهلية، وعبد الشارِق: اسم وهو منه. والشَّرِيقُ: اسم صنم أيضاً.

والشَّرْقِيُّ: اسم رجل راوِية أَخبار. ومِشْرِيق: موضع. وشَرِيق: اسم

رجل.

شرق
الشَّرْقُ: الشَّمْسُ حينَ تُشْرِقُ، ورَواه عَمْرو عَن أَبِيهِ، ورَواه ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابِىِّ ويُحَرَّكُ عَن ابْنِ السِّكًّيتِ، يُقالُ: طَلَعَت الشَّرْقُ، وَلَا يُقال: غَرَبَت الشَّرْقُ.
والشَّرْقُ: إسْفارُها. والشَّرْقُ: حَيْثُ تَشْرُقُ الشمسُ يُقال: آتِيكَ كُلَّ يَوْم طَلْعَةَ شَرْقِه، نَقَله ابنُ السِّكِّيتِ.
والشرْقُ: الشَّقُّ يُقال: مَا دَخَلَ شَرْقَ فَمِي شَيءٌ، أَي: شِقَّ فَمِي، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي.
والشَّرْقُ المَشْرِقُ كَمَا فِي الصِّحاح، وجَمْعُه أشْراقٌ، قَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:
(إِذا ضَرَبُوا يَوْماً بهَا الآلَ زَيَّنُوا ... مَسانِدَ أَشْراقِ بهَا ومَغاربِ) وقالَ أبُو العَبّاسِ: الشَّرْقُ: الضَّوْءُ الذِي يَدْخُلُ من شَق البابِ رَواهُ ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأعرابيِّ، وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ عَبّاس: وَقد ردَّ فلَمْ يَبَقَ إِلاّ شَرْقُهُ ويُكْسَرُ.
وَقَالَ شَمِرٌ: الشَّرْقُ: طائِر بَيْنَ الحِدَأَةِ والصَّقْرِ وفِي العُبابِ: والشّاهِين، ولَوْنُه أَسْوَدُ، قالَ شَمِرٌ: وأَنْشَدَ أَعْرابِيًّ فِي مَجْلِسِ ابنِ الأعرابيِّ: انْتَفِجِي يَا أَرْنَبَ القِيعانِ وأَبْشِرِى بالضَّرْبِ والهَوانِ) أَو ضَرْبَةٍ من شَرْقِ شاهِيانِ وهكَذا فَسَّرَه، وجَمْعُه شُرُوقٌ، وَهُوَ من سِباع الطَّيْرِ، قَالَ الرّاجِزُ: قد أَغْتَدِي والصبْحُ ذُو بَرِيقِ بملحِم أحْمَرَ سَوْذَنِيقِ أَجْدَلَ أَو شَرْقٍ من الشرُوق والشَّرْقُ: إِقْلِيمٌ بإِشْبِيلِيَةَ أَو إِقْلِيمٌ بباجَةَ صوابُه وإِقْلِيمٌ بباجَةَ، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ، وتَقَدَّمَ لَهُ فِي الفاءَ أنَّ الشَّرَفَ من أَعْمالِ إِشْبِيلِيَةَ، فَهُوَ شَدِيدُ المُلابَسَةِ بِهَذَا.
وشَرَقَت الشمْسُ شَرْقاً، وشُرُوقاً: طَلَعَتْ، كأشْرَقَتْ وقِيلَ: أَشْرقَتْ: أَضاءَتْ وانْبَسطَتْ على الأرْضِ، وشَرَقَتْ: طَلَعَتْ.
وشَرَقَ الشّاةَ شَرْقاً: إِذا شقَّ أذُنَها نَقَله الجَوْهَرِيًّ.
وشَرَق النخْلُ: أَزْهَى أَي: لَوَّنَ بحُمْرَة كأشْرَقَ قالَ أَبُو حَنِيفَةَّ: هُوَ ظُهُورُ أَلوانِ البُسْرِ.
وشَرَقَ الثَّمَرةَ: قَطَفَها نَقَله الأَزْهَرِي.
وقالَ ابنُ الأنْبارِيِّ: يُقَال فِي النِّداءَ عَلي الباقِلَّا: شَرْقُ الغَداةِ طَرِي، قالَ أَبُو بَكْر: مَعْناهُ: قَطْعُ الغَداةِ، أَي: مَا قُطِعَ بالغَداةِ والْتُقِطَ، قَالَ الأزْهَرِيُّ: وَهَذَا فِي الباقِلاّ الرَّطْبِ يُجْنَى من شَجَرِهِ.
والمَشْرِقُ: جَبَلٌ بالمَغْرِبِ هَكَذَا فِي النسَخ، وَهُوَ غَلَطٌ، صوابُه ببلادِ العَرَبِ، فَفِي العُبابِ: والمَشْرِقُ: جَبَل من جِبالِ العَرَبِ، بَيْنَ الصَّرِيف والقَصِيم، وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ جَبَلٌ من الأعْرافِ بينَ الصَّرِيفِ والقصيم، من أَرْضِ ضَبَّةَ، وجَبَلٌ آخَرُ هُنَاكَ، فَتنبْه لذَلِك.
ومِخْلافُ المَشْرِقِ باليَمَنِ، وإِليهِ نُسِبَ الضَّحّاكُ بنُ شَراحِيل المَشْرِقِي: تابِعي يَرْوِي عَن أَبِي سَعِيدٍ، وَعنهُ الزهرِي، وحَبيبُ بنُ أَبي ثابتٍ، قَالَه ابنُ حِبّان، هَكذا ضَبَطَه الدَّارَقُطْني أَو صوابُه كَسْرُ المِيم وفَتْحُ الرّاءَ، نِسْبَةً إِلى مِشْرَقٍ كمِنْبَرٍ: بَطْن مِنْ هَمْدانَ.
قلتُ: وَمن هَذَا البَطْنِ يَزِيدُ المِشْرَقِيُّ شَيْخ للشّعْبِيِّ، وعَبّاسُ بنُ الوَلِيدِ المِشْرَقِيُّ، عَن عَلِيِّ بنِ المَدِينِيِّ، ذَكَرَهُما ابنُ ماكُولاَ، وعُرَيْبُ بنُ يَزِيدَ المِشْرَقيُّ، رَوَى عَنهُ عَبْدُ الجَبّار الشَّامي.
وقَوْلُه تَعالَى: شَرْقية وَلَا غَرْبِيَّةٍ أَي: هذِه الشجرةُ لَا تطْلُعُ عَلَيْها الشَّمْسُُ عِنْدَ شُرُوقِها فَقَطْ أَو وَقْت غُرُوبِها فَقَط، ولكِنّها شَرقِيةٌ غَرْبِيَّة تُصِيبُها الشَّمْسُ بالغَداةِ والعَشِيِّ، فَهُوَ أَنْضَرُ لَها، وأَجْوَدُ لزَيْتُونِها، وَهُوَ قَوْلُ الفَراءَ وغَيْرِه من أَهْلِ التَّفْسِيرِ، قالَ الحَسَنُ: المَعْنَى أَنَّها ليسَت من) شَجَرِ أهْلِ الدنْيا، أَي: هِيَ من شَجَرِ أَهْلِ الجَنَّةِ، قالَ الأزْهَرِي: والقَولُ الأوَّلُ أَولَى وأَكثر.
والشَّرْقَةُ، بالفَتْح كَمَا فِي الصِّحَاح والمَشرقَةُ مثَلَّثَةَ الرّاءَ واقْتَصَر الْجَوْهَرِي على الضمِّ والفَتحْ، وَنقل الصاغانِي الكَسْرَ عَن الكِسائِيِّ.
والمِشْراقُ كمِحْرابٍ ومِنْدِيل: ذكَر الجَوْهَرِي مِنْها أَربعةً مَا عَدا الأخِيرَةَ: موْضِعُ القُعُودِ فِي الشَّمْسِ حيثُ تَشْرُقُ عَلَيْهِ، وخَصهُ بَعضهم بالشِّتاءَ قَالَ: (تُرِيدِينَ الفِراقَ وأنْتِ مِنِّي ... بعَيْش مثلِ مَشْرُقَةِ الشّمالِ)
ويُقال: الشَّرْقَةُ بالفَتْح، وبالتَّحْرِيك مَوْضِعُ الشَّمْسِ فِي الشِّتاءَ، فأمّا فِي الصَّيْفِ فَلَا شَرْقَةَ لَهَا، والمَشْرِقُ: مَوْقِعُها فِي الشِّتاءِ عَلَى الأرْضِ بعدَ طُلُوعِها، وشَرْقُها: دَفاؤُها. وتَشرًّقَ: قَعَدَ فِيهِ.
والمِشْريقُ كمِنْدِيل، من البابِ: الشِّقًّ الَّذِي يَقَعُ فِيهِ ضِح الشَّمْسِ عِنْدَ شُرُوقِها، وَمِنْه حَدِيث وَهْبٍ: فيَقَع عَلَى مِشْرِيقِ بابِه وَقد ذكرَ فِي قرقف وَفِي قندع.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قالَ: بابٌ للتَّوْبَةِ فِي السَّماءَ يُقالُ لَهُ: المِشْرِيقُ وقَدْ رُدَّ. حتّى مَا بَقِيَ إِلاّ شَرْقُه أَي: ضَوْءُه الدَّاخِل من شِقِّ البابِ، قالَهُ أَبو العَبّاسِ.
والشّارِقُ: الشَّمْسُ حِينَ تَشْرُقُ يُقال: آتِيكَ كُلَّ شارِقٍ، أَي: كُلَّ يَوْم طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ، وقِيلَ الشّارِقُ: قَرْنُ الشَّمْسِ، يُقال: لَا آتِيكَ مَا ذَرَّ شارِقٌ كالشَّرْقَةِ بالفَتْح، والشَّرِقَةِ كفَرِحَة وكأمِيرٍ ويُقالُ أَيْضاً: الشَّرَقَةُ، محرَّكَةً.
والشارِقُ: الجانِبُ الشَّرْقِي وَهُوَ الّذِي تَشْرُقُ فِيهِ الشمْسُ من الأرْضِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الحارِثِ بنِ حِلِّزة:
(آيةٌ شارِقُ الشَّقِيقَةِ إِذْ جا ... ءَتْ مَعَدٌّ لكُلِّ حَيٍّ لِواءُ)
قَالَ المُنْذِرِي، عَن أَبي الهَيْثَم: قوْلُه: شارِقُ الشَّقِيقَةِ أَي: مِن جانِبِها الشَّرْقِيِّ الَّذِي يَلي المَشْرِقَ، فقالَ: شارِق، والشَّمْسُ تَشْرُقُ فِيهِ هَذَا مَفْعُولٌ، فجَعَله فاعِلاً، ويُقال لما يَلِي المشرقَ من الأكَمَة والجبَل: هَذَا شارق الجبَلِ، وشَرْقِيُّهُ، وَهَذَا غارِبُ الجبَلِ وغَرْبِيه، وقالَ العَجّاجُ: والفَنَنُ الشّارقُ والغَرْبِي وإنّما جازَ أنْ يَفْعَلَه شارِقاً لِأَنَّهُ جَعَلَه ذَا شَرقٍ، كَمَا يُقَال: سِر كاتِمٌ: ذُو كِتْمان، وَمَاء دافِقٌ: ذُو دَفْقٍ. ج: شُرْقٌ كقفْلٍ مِثل بازِل وبزْلٍ، وَمِنْه حَدِيث. أتَتْكُم الشُّرْقُ الجونُ وَهِي الفِتَنُ كأَمْثالِ اللَّيْلِ)
المظْلِم، ويُرْوَى بالفاءِ، وَقد تَقَدَّم. وقالَ ابنُ دُرَيْد: الشارِقُ: صنَمٌ كانَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَبِه سَمَّوْا عَبْدَ الشّارِقِ.
والشّارِقُ: لَقَبٌ لِقَيْسِ بنِ معدِيكَرِبَ، وَبِه فَسَّرَ بعضُهم قولَ الحارِثِ السّابِقِ، وأرادَ بالشَّقِيقَةِ قَوْماً من بَني شَيْبان جَاءُوا ليغِيروا على إِبِلٍ لعَمْرِو بنِ هِنْد، وعَلَيْها قَيْسُ بنُ مَعدِيكرب، فرَدَّتْهُم بَنُو يَشكر، وسَمّاهُ شارِقاً لأَنِّه جَاءَ من قِبَلِ المَشْرِقِ.
وعَبد الشّارِقِ بن عَبدِ الْعزي الجُهَنِي: شاعِر من شعراءَ الحَماسَةِ. والشرقيةُ: كُورَة بمِصرَ بل كورٌ كَثِيرَة تُعرَف بذلِك، مِنْهَا: شَرقِيةُ بُلْبَيس، وَهِي الَّتِي عناها المَصنف، وتُعرَف بالحَوْف، وشَرْقية المَنْصُورة، وشَرْقِيَّةُ إِطْفِيح، وشَرْقِيةُ مَنوف، وشَرْقِيَّةُ سيلِين، وشَرْقيةُ العَوّام، وشَرْقِية أَولادِ يَحْيَى، وشَرْقِيَّةُ أّولادِ مَنّاع.
والشَّرقِيَّة: مَحَلَّةٌ ببَغْدادَ بينَ بَاب البَصْرَةِ والكَرْخ، شَرْقِيَّ مَدِينَةِ المَنصُورة. مِنها: أبُو العَباسِ أَحْمَدُ ابْن الصَّلْت بن المُغَلِّسِ الحِمّانيّ ابْن أَخي جُبارة بن المُغَلِّسِ، ضَعِيف وَضّاعٌ.
والشَّرْقِيَّةُ: مَحلَّةٌ بواسِطَ، مِنْها عبد الرَّحْمنِ بنُ مُحَمدِ بنِ المُعَلَّم.
والشَّرْقِيَّةُ: مَحَلَّة بنَيْسابُورَ، مِنْهَا: الحافِظُ أبُو حَامِد مُحَمَّدُ هَكَذَا فِي النسَخ وصوابُه أَحْمَدُ بنُ مُحَمدِ ابْن الحَسَنِ بنِ الشَّرْقيِّ النيْسابُورِيّ، تِلْمِيذ مسْلِم، وَعنهُ ابْن عَدِي وأَبو أحْمَدَ الحاكِمُ، وأخُوه أبُو عَبدِ اللهِ مُحَمَّدٌ، وآخَرُونَ.
والشَّرْقِيةُ أَيْضا: ة ببَغْدادَ خَرِبتْ الآنَ. وشرْقِي بالفَتْح: روى عَن أبي وَائِل بن سَلمَة الأسدِي عَن عَبدِ اللهِ بن مَسعُودٍ رضِي اللهُ عَنهُ.
وشرقِي بنُ الْقطَامِي ضَبطَه الْحَافِظ بتَحْرِيك الراءِ، وَهُوَ مُؤَدَبُ المَهْديِّ، راوِيَةُ أَخْبارٍ عَن مُجالِد اسْم شَرقِي الوَلِيد ضَعَّفهُ الساجيّ، وفاتَه: شَرْقي الجعْفِيُّ عَن سوَيْدِ بن غَفلَةَ وشارقة: حِصن بالأندلسِ، من أعمالِ بَلنيَسةَ. وشرقت المشاة، كفَرِح: انشقت أذُنها طولا وَلم يبِن فهِي شرقاء وقِيلَ: هِيَ الَّتِي يشق باطِن أذنها شقّاً بائِناً وَيتْرك وسط أذنِها صَحِيحا، وَقَالَ أَبُو عَليّ فِي التَّذكرة: الشَرْقاء الَّتِي شُقَّت أذناهَا شقين نافذين، فَصَارَت ثَلاثَ قِطع متَفرَقة، وَمِنْه الحدِيث: نهى أَن يُضحي بشرقاء أَو خرقاء أَو جَدْعَاء وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الشرقاء فِي الْغنم: والمشقوقة الْأذن بِاثْنَيْنِ، كَأَنَّهُ زنمة، والشرق محركة الشجا والغصة، يُقَال شَرق الرجل بريقه: إِذا غص بِهِ وَكَذَلِكَ بِالْمَاءِ وَنَحْوه كالغصص بِالطَّعَامِ فَهُوَ شَرق ككتف قَالَ عدي بن زيد:)
(لَو بِغَيْر المَاء حلقي شَرق ... كنت كالغصان بِالْمَاءِ اعتصاري)
وَهُوَ مجَاز وَمن الْمجَاز لطمه فشرق الدَّم فِي عينه إِذا احْمَرَّتْ وَمِنْه حَدِيث الشّعبِيّ: سُئِلَ عَن رجل لطم عين آخر فشرقت بِالدَّمِ وَلما يذهب ضوءها فَقَالَ:
(لَهَا أمرهَا حَتَّى إِذا مَا تبوأت ... بأخفافها مأوى تبوأ مضجعاً)
الضَّمِير فِي لَهَا لِلْإِبِلِ يهملها الرَّاعِي حَتَّى إِذا جَاءَت إِلَى الْموضع الَّذِي أعجبها فأقامت فِيهِ مَال الرَّاعِي إِلَى مَضْجَعِه، ضَرَبَه مَثَلاً للعينِ، أَي: لَا يحكَم فِيهَا بشيءٍ، حَتّى يَأتي على آخِرِ أَمْرِها وَمَا يَؤُول إِليهِ، فَمَعْنَى شَرِقَت بالدمَ أَي: ظَهَر فِيها وَلم يجرِ مِنها. وَمن المَجازِ: شرِقَت الشَّمْس: ضَعف ضَوءُها وَقيل شَرقَتْ الشَّمْس إَذا اخْتلَطت بهَا كدورة ثمَّ قلت أَو إِذا دَنَت للغروبِ، وأضافه صلَى الله عليهِ وسَلم إِلَى الموتَى فَقَالَ: لَعَلَكم ستدركونَ أَقْوَامًا يؤَخرون الصَّلاةَ إِلَى شَرق الموْتَى فصلوا الصلاةَ للوَقت الذِي تَعرِفونَ، ثمِّ صَلّوها مَعَهم لِأَن ضَوءها عِند ذلِك الوقْتِ ساقِط عَلَى المَقابِرِ، فلِذلِكَ أَضافَه إِلى المَوْتى، وسُئلَ الحَسن بن مُحَمَّدِ ابنِ الحَنيَفةِ عَن شَرق المّوْتَى، فَقَالَ: أَلَمْ تّرَ إِلَى الشمسِ إِذا ارْتَفَعَت عَن الحِيطان، وصارَت بينَ القبورِ كأَنَّها لجنةٌ فذَلِك شَرق المَوتَى. أَو أَرادَ أَنَهم يُصَلونَها أَي: الصَّلَاة، هَكَذَا هُوَ فِي الصِّحاحَ والعبابِ، من غيرِ تَقييدِ، وقيدها بَعضهم بصَلاة الجمُعَة، ولَم يَبْق من النَّهارِ إِلاّ بقَدرِ مَا يَبْقي من نَفْسِ المحتَضَرِ إِذا شَرقَ برِيقِه عِنْد المَوتِ، أَرادَ فَوْتَ وَقتِها، قَالَ الصّاغانِي: وَمِنْه قَوْلُ ذِي الرًّمَّةِ يَصِف الحمُرَ:
(فلَما رَأَين اللَيلَ وَالشَّمْس حَية ... حَياةَ الَّذِي يَقضِي حُشاشَةَ نازِع)

(نَحاها لثَاجً نَحوَة ثُمَ إنهُ ... توَخى بِها العَينَيْنِ عَينَيْ متالِعليه السَّلَام)
وَقَالَ أَبُو زيد: تكرَهُ الصَّلَاة بشَرَق المَوْتَى حِيْن تَصْفَر الشَّمْس، وفَعَلْت ذلكَ بشَرَقِ المَوتَى: عِنْدَ ذلِك الوَقتِ،، وَفِي الحدِيثِ: انه ذَكَر الدّنيا فقالَ: إِنما بَقِي مِنها كشَرَقِ المَوْتى لَهُ مَعنيانِ: أحَدهما: أَنَه أَرادَ بِهِ آخرَ النهارِ، لأنَ الشَمسَ فِي ذلِك الوَقْت إِنَّمَا تَلبث قَلِيلاً، ثمَّ تَغِيب، فشبهَ مَا بَقِي من الدّنيا ببَقاءِ الشَّمسِ تلكَ السّاعةَ، وَالْآخر: من قولهِم: شَرق المَيِّت برِيقِه: إِذا غص بِهِ، فَشبه قِلَّةَ مَا بَقِي من الدُّنْيا بِمَا بَقِي من حَياةِ الشَّرِقِ بِريقِه إِلى أَن يَخْرجَ نَفَسُه. وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الشَّرَقَةُ. مُحَرَكَةً: السِّمَةُ الَّتِي تُوسَمُ بهَا الشّاةُ الشَّرْقاءُ وَهِي المَقْطُوعةُ الأذُنِ، وَهُوَ قولُ الأَصْمَعي. والشَّرِيقُ كأمِيرٍ: المَرْأَةُ الصَّغِيرَةُ الجهازِ أَي: الفَرْج، عَن ابْن عَبّادٍ أَو هِي المفْضاةُ.)
وشَرِيق: اسْم رَجُلٍ. وشَرِيق: اسمُ ع باليَمَنِ، والشَّرِيقُ: الغلامُ الحَسَنُ الوَجهِ ج: شُرُقٌ بضَمتَيْنِ، وهُم الغِلْمانُ الرُّوقُ. وأَشْرَقَ الرَّجُلُ: دَخَل فِي وَقْتِ شرُوقِ الشمْسِ كَمَا تَقُول: أَفْجَرَ، وأَضْحَى، وأظْهَرَ، وَفِي التَّنْزِيل: فأخَذَتْهم الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ أَي: مُصبحِينَ، وكذلِك قَوْله تَعالى: فأًتْبَعُوهُم مشْرِقِينَ وَمِنْه أَيضاً قولُه: أَشْرِق ثَبِير، كَيْما نغِير، يُريدُ ادْخُل أَيُّها الجَبَل فِي الشَّرْقِ، وَهُوَ ضَوْء: الشَّمْسِ، كَمَا تَقُول: أَجْنَبَ: إِذا دَخَلَ فِي الجَنُوبِ، وأّشْمَلَ: دَخَل فِي الشَّمالِ.
وأَشْرَقَت الشمْس إِشْراقاً: أَضاءتْ وانْبَسَطَتْ على الأرْضِ. وقِيلَ: شَرَقت وأَشرَقَت كِلاهُما: طَلَعَتْ، وَقد تَقَدمَ، وَكِلَاهُمَا صَحِيحٌ، وفى حَدِيث ابنِ عَبّاس: نهى عَن الصَّلاةِّ بعدَ الصبْح حَتى تَشْرقَ الشَّمْسُ، فإِنْ أَرادَ الطلوُعَ فقد جَاءَ فِي الحَدِيثِ الآخَر: حَتى تَطلعَ الشّمسُ وإِن أرادَ الإِضاءَة فقد وَرَد فِي حَديث آخَر: حَتّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ، والإضاءة مَعَ الارْتِفاعِ، قالَ شَيْخُنا: وجَوَّزَ بَعضهم تَعَدَى أَشرقَ، كقَوْلِه:
(ثَلاثَةٌ تشرق الدُّنْيا ببَهْجَتِها ... شَمْسُ الضُّحَى، وأَبو إِسْحقَ، والقَمَرُ) وَلَا حُجَّةَ فيهِ، لاحْتِمالِ فاعِلِيَّةِ الدُّنيا، كَمَا هُوَ الظاهِرُ، ولِذا قِيل: إنّ تَعْدِيَتَه من كَلام المُوَلدِين، وإِن حَكَاهُ صاحِب الكَشافِ، فإِنَّ الشَّائِع المَعْرُوفَ اسْتِعمالُه لازِماً، كَمَا حَققته فِي تَخْلِيصِ التَّلْخِيص لشَواهِدِ التَّلخِيص، وأشارَ إِلَى بعضِه أَربابُ الحَواشي السَّعْديَّة، انْتهى.
وَمن المَجاز أَشرَقَ الثَّوْب فِي الصِّبْغ، وَفِي المحِيطِ والأساس: بالصِّبغ، فَهُوَ مشرِق حُمْرَة: إِذا بَالغ فِي صِبْغِه، وفى الِّلسانِ: بالَغَ فِي حُمْرَتِه. وأَشرقَ عَدوَّه. إِذا أغَصهُ قَالَ الكُمَيْتُ:
(حَتّى إِذا اعْتَزَلَ الزِّحامَ أَذَقْنَه ... جُرَعَ العَداوَةِ بالمُغِص المُشْرِقِ)
وقالَ الزَّمَخْشَرِي: أشرَقْت فُلاناً بِرِيقِه: إِذا لَمْ تُسَوِّغْ لَهُ مَا يَأْتِي من قَولٍ أَو فِعْلٍ، وَهُوَ مَجازٌ وقالَ شَمِرٌ وَابْن الأَعرابي: التَّشريقُ: الجَمالُ، وإِشْراقُ الوَجهِ وأشَراق الْوَجْه وأنشدا للمَرّارِ بنِ سَعِيدٍ الفَقْعَسِي:
(ويَزِينهُن مَعَ السَّلَام الْجمال مَلاحَة ... والدل والتَّشرِيق والعَذْم)
قالَ الصاغانِي: العَذْمُ: العض من اللسانِ بالكَلامَ والتَّشْرِيقُ. الأخذْ فِي ناحِيةِ الشَّرقِ وَمِنْه قَوْله:
(سارَت مغَرّبَة وسِرت مُشَرِّقأ ... شَتّانَ بينَ مشرِّقٍ ومُغَرِّب)
وَقد شَرَّقوا: إِذا ذَهَبُوا إِلى الشَّرْقِ، أَو أَتَوْا الشرقَ، وَفِي الحَدِيثِ: وَلَكِن شَرِّقُّوا أَو غرِّبُوا هَذَا أَمْرٌ لأَهْل المَدِينة، وَمن كانَتْ قِبْلَتُه على ذلكَ السَّمْتِ مِمَّن هُوَ فِي جِهَتَي الشَّمالِ والجَنُوب، فأَمّا)
من كانَتْ قِبْلَتُه فِي جِهَةِ الشَّرقِ أَو الغَربِ فَلَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُشَرِّقَ أَو يغَرِّبَ، إِنَّمَا يَجتَنِبُ ويَشتَمِل.(وبالهدايا إِذا احْمَرَّتْ مذارعها ... فِي يَوْم ذبح وتشريق وتنحار)
وَأما قَول أبي ذُؤَيْب الْهُذلِيّ:
(حَتَّى كَأَنِّي للحوادث مروة ... بصفا الْمشرق كل يَوْم تقرع)
فَإِنَّهُ اخْتلف فِيهِ فَقيل: الْمشرق جبل لهذيل بسوق الطَّائِف قَالَه الْأَخْفَش وَأَبُو عبيد وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ سوق الطَّائِف نَفسهَا وَقَالَ الْبَاهِلِيّ: هُوَ جبل البرام وروى ابْن الْأَعرَابِي: بصفا المشقر وَهُوَ حصن بِالْبَحْرَيْنِ بهجر وَابْن أبي ذُؤَيْب من المشقر من الْبَحْرين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَهُوَ الَّذِي ذكره امْرُؤ الْقَيْس فَقَالَ: دوين الصَّفَا اللائي يلين المشقرا وَمن الْمجَاز: الْمشرق الثَّوْب الْمَصْبُوغ بالحمرة وَقَالَ ابْن عباد شرقته صفرته وَفِي اللِّسَان: التَّشْرِيق الصَّبْغ بالزعفران مشبعاً وَلَا يكون بالعصفر والمشرق من الْحُصُون المطين بالشاروق اسْم للصاروج كَمَا فِي الْمُحِيط وَهُوَ المكلس وانشرقت الْقوس أَي انشقت عَن ابْن)
عباد واشرورق بالدمع إِذا غرق فِيهِ عَن ابْن عباد وَهُوَ مجَاز وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الْمشرق مَوضِع شروق الشَّمْس، وَكَانَ الْقيَاس الْمشرق وَلكنه أحد مَا ندر من هَذَا الْقَبِيل والمَشْرِقان: مشرق الشتَاء والصيف، والمشرقان الْمشرق وَالْمغْرب، كَمَا يُقالُ: القَمَرانِ للشَّمْسِ والقَمَرِ. وعَمْرُو بنُ مَنْصُورٍ المَشْرِقِي، إِلى بِلادِ المَشْرِق، رَوَى عَن الشَّعْبِيِّ، وَعنهُ وَكِيعٌ.
وجَمْع المَشْرِقِيّ مَشارِقَة. وكُلُّ مَا طَلَع من المَشْرِقِ فقَدْ شَرَقَ، ويسْتَعملُ فِي الشَّمْسِ والقَمَرِ والنجُوم. ومكانٌ شَرقِي: تَشْرُقُ فِيهِ الشَّمْس من الأَرْضِ. وأشرَقَ وَجهه، ولَونُه: أَسْفّرَ وأَضاءَ وتلألأ حسْناً. والمِشرِيق: المَشرِقُ، عَن السّيرافِي. وَمَكَانٌ شَرق وَمَشرِق، وَقَد شَرَقَ شرقاً وأشْرقَ: أَشْرَقَت عليهِ الشمسُ فأضاءَ. وأَشرَقَتِ الأَرضُ: أَنارَتْ بإِشراقِ الشَّمْس وضِحها عَلَيْها، وقَوْلُه أَنْشده ابنُ الأعْرابِي:
(قُلت لسعْدِ وَهوَ بالأَزارِقِ ... عليكَ بالمَحضِ وبالمَشارِقِ)
فَسره فقالَ: مَعناهُ عَلَيْك بالشَّمسِ فِي الشِّتاءَ فانْعَم بِها، ولِذا قالَ ابْن سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ المَشارِقَ جَمع لَحْم مشَرَّق، وَهُوَ هَذَا المَشرورُ فِي الشَّمسِ، يُقَوِّي ذَلِك قَوْله بالمَحْضِ، لأنَهُما مَطْعُومانِ، يَقُول: كُلِ اللَّحْمَ واشْرْبِ اللَّبَنَ المَحْضَ. والشَّرق، من اللحمَ، ككَتِف: الأَحْمَرُ الَّذِي لَا دَسَمَ لَهُ، وفى الأساسِ: عَلَيْهِ، وَهُوَ مَجاز. والشرَق، محَركَةً: دُخُولُ المَاء الحَلْقَ حَتَّى يَغَص بِهِ حَتى عي، وَقيل: شرِقَ بِريقه حَتى لم يقدر على إساغَته وابتِلاعِه. وشَرِقَ المَوْضِع بأَهْلِهِ، كفَرحَ: امْتَلأ فضاقَ، وَهُوَ مَجاز. وشَرِقَ الجَسَدُ بالطِّيب كذلِك، وَيُقَال ثوب شَرِقٌ بالجادِيًّ، قَالَ المُخَبل:
(والزَّعفّرانُ على تَرائِبِها ... شَرِقاً بهِ اللَّبّاتُ والنحْرُ)
وشرقَ الشَّيءُ شَرَقاً: إِذا اختَلَطَ، قَالَ المسَيبُ بنُ عَلَسٍ:
(شَرِقاً بِمَاء الذوْبِ أسْلَمَه ... للمبتَّغِية مَعاقِلُ الدبرِ)
ويُقال: شَرِقَ الشَّيء شَرَقاً: إِذا اشتدت حمرَتُه بدَم أَو بحُسْنِ لَوْن أحمَر، قالَ الأعْشَىً:
(وتَشْرَقُ بالقَوْلِ الّذِي قَدْ أَذَعْتَه ... كَمَا شَرِقَتْ صَدرُ القَناةِ من الدَّم)
وصَرِيعٌ شَرِقٌ بدَمِه، أَي: مُخْتَضَبٌ. وشَرقَ لَوْنُه شَرَقاً: احْمَرَّ من الخَجَل. والشَّرْقِيُّ: صِبْغ أَحمَرُ. وشَرِقَتْ عَيْنه، واشرورَقَتْ: احْمَرَّتْ وَهُوَ مًجازٌ. ونَبْتٌ شَرِقِّ: رَيّان، قالَ الأعْشَى:)
(يُضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْها كَوْكَبٌ شَرِق ... مؤَزَّرٌ بعَمِيم النَّبْتِ مُكْتَهِلُ)
والشّارِقُ: الكِلْسُ، عَن كُراع. ورَجُل مِشْراقٌ، كمِحْرابٍ: عادَتُه أَنْ يُغِصَّ عَدوَّهُ برِيقِه، نَقَله الزَّمَخْشَرِي. والشرِيقُ، كأَمِيرٍ: اسمُ صَنَم. ومِشْرِيقّ، بِالْكَسْرِ: موضعٌ. وشَرَّقَتِ الأرْضُ تَشْرِيقاً: أَجْدبَت، وذلِك إِذا لَمْ يُصِبْها ماءٌ، ومِنْهُ الشَّراقِي، بلُغَةِ مِصْر. وتَشَرَّقُوا: نَظَرُوا مِنْ مِشْرِيق الْبَاب، نَقله الزَّمَخْشَرِيّ. وأشرق كأحمَدَ: موضِع بالحِجاز من دِيارِ بَنِي نَصر بن مُعاوِيةَ. وَذُو أشرق: بَلَد باليَمن قربَ ذِي جِبْلَةَ، مِنْهَا: أَحْمد بنُ مُحَمَّد الأَشرقيُّ، مادِحُ الملكِ المُعِز إِسْمَاعِيل بنِ سَيف الإِسلام طُغتِكِينَ بن أَيوبَ، وَمِنْهَا أَيْضا: َ الفَقِيهُ القاضِي مَسعُود بنُ عليّ ابْن مَسعودٍ الأشْرَقيّ، وَلي القَضاءَ باليَمنِ بعدَ صَفِيِّ الدينِ أحْمَدَ بنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي بَكرٍ العَرَشانِيِّ، ماتَ بِذِي أشْرَق فِي حُدودِ سنة. وأبُو بَكْرٍ محَمّدُ بنُ عُثمانَ بن مشْرقٍ، كمحْسِن تَفَرَّدَ بالسمَّاعَ من التَقِىًّ بنِ العِزِّ بن الحافِظِ عبدِ الغَنِي ومشرِق بنُ عَبدِ اللهِ الْفَقِيه الحَنَفي،، سَمعَ مِنْهُ ابْن الرّيّ بحَلَبَ، وَأَبُو المَكارِم عبْد الكَرِيم بِن بَدرٍ المَشرقِيّ، إِلى مشرق مولَى السّامانِية، كَتَب مِنْهُ السَّمْعَانِيّ وتكَلمَ فِيهِ. وشرِيقان، كأَمِير: جَبَلانِ أَحمَرانِ لبني سليم. ومشرق، كمحْسِنٍ: مَوضِع. وأَبُو الطَّمَحانِ حَنظَلَة بنُ شَرقِي القينيّ: شاعِر.
شرق: {مشرقين}: أي عند شروق الشمس. {أشرقت}: أضاءت.
(ش ر ق) : (أَشْرَقَ) دَخَلَ فِي وَقْتِ الشُّرُوقِ (وَمِنْهُ أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ) يُخَاطِبُ أَحَدَ جِبَالِ مَكَّةَ وَقَدْ حُذِفَ مِنْهُ حَرْفُ النِّدَاءِ (وَنُغِيرُ) نَدْفَعُ فِي السَّيْرِ (وَالتَّشْرِيقُ) صَلَاةُ الْعِيدِ مِنْ أَشْرَقَتْ الشَّمْسُ شُرُوقًا إذَا طَلَعَتْ أَوْ مِنْ أَشْرَقَتْ إذَا أَضَاءَتْ لِأَنَّ ذَلِكَ وَقْتُهَا (وَمِنْهُ) الْمُشَرَّقُ الْمُصَلَّى وَسُمِّيَتْ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ لِصَلَاةِ يَوْمِ النَّحْرِ وَصَارَ مَا سِوَاهُ تَبَعًا لَهُ أَوْ لِأَنَّ الْأَضَاحِيَّ تُشَرَّقُ فِيهَا أَيْ تُقَدَّدُ فِي الشَّمْسِ (وَتَشْرِيقُ) الشَّعِيرِ إلْقَاؤُهُ فِي الْمَشْرَقَةِ لِيَجِفَّ (وَالشَّرْقَاءُ) مِنْ الشَّاءِ الْمَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ.

شرق


شَرَقَ(n. ac. شَرْق
شُرُوْق)
a. Rose (sun).
b.(n. ac. شَرْق), Docked, slit (ear).
c. Supped, sipped (broth).
شَرِقَ(n. ac. شَرَق)
a. Became red, reddened.
b. Was docked, slit (ear).
c. [Bi], Was choked, suffocated, stifled by.
شَرَّقَa. Went eastward; turned towards the east.
b. Had a bright, sunny face, complexion.
c. Dried in the sun (meat).
d. Daubed, plastered.
e. Half-killed (animal).
أَشْرَقَa. Shone, beamed.
b. Lit up, illuminated, irradiated.
c. Took place at sunrise.
d. Saturated with dye (garment).

تَشَرَّقَa. Stood, basked in the sun.

إِنْشَرَقَa. Snapped, was broken (bow).
شَرْقa. Sun-rise; the sun-rising, the east, orient
levant.
b. Chink, fissure.
c. Beam, ray; light.

شَرْقِيّa. Eastern, oriental.
b. East wind.

شِرْقa. see 1 (c)
شَرَقa. Sun.
b. Phlegm &c.

مَشْرِق
(pl.
مَشَاْرِقُ)
a. see 1 (a)
شَاْرُوْقa. Plaster.

شَرْقَآءُa. Docked (sheep).
إِشْرَوْرَقَ
a. Was choked; was tearful.

شَرَقْرَق
a. Shrike.
شرق
شرَقَ يَشرُق، شَرْقًا وشُروقًا، فهو شارِق
• شَرَقتِ الشّمسُ: طلعت، خلاف غَرَبتْ "صباحٌ شارِق". 

شرِقَ/ شرِقَ بـ يَشرَق، شَرَقًا، فهو شرِق، والمفعول مشروق به
• شرِقتِ الأرضُ: جفَّت من عدم الرّيّ.
• شرِق المكانُ: طلعت عليه الشَّمسُ.
• شرِق وجهُ فلانة: احمرّ خجلاً "شرِق البلحُ: احمرّ لونُه".
• شرِق بالشَّيء: غصّ به "شرِق فلانٌ بالماء أو بالرِّيق- شرِقت الآلةُ: غَصّت بوقودها" ° شرِق الموضعُ بأهله: امتلأ فضاق- شرِق ما بينهم بشرّ: دبّ بينهم الخلافُ. 

أشرقَ يُشرق، إشراقًا، فهو مُشرِق، والمفعول مُشرَق (للمتعدِّي)
• أشرقتِ الشَّمسُ: شرَقت؛ طلعت وأضاءت على الأرض.
• أشرقتِ الأرضُ: أنارت بإشراق الشّمس " {وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} " ° أشرق النَّخلُ: أزهى- الجانب المُشرِق: الجيِّد، الحسن.
• أشرق وجهُه: تلألأ حُسنًا وجمالاً "للجمال إشراق: تألُّق، بهاء، زهو"? إشراق الذِّهن: توقُّده.
• أشرق القومُ: دخلوا في وقت الشّروق " {فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ} - {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} ".
• أشرقه الماءُ: أغصَّه "أشرقه الرِّيقُ". 

استشرقَ يستشرق، استشراقًا، فهو مُستشرِق
• استشرق الأوربيُّ: اهتمَّ بالشرق والدراسات الشرقيَّة "مستشرق فرنسيّ: أديب فرنسيّ يهتمّ بدرس تراث الشّرق وحضارته ولغاته". 

تشرَّقَ يتشرّق، تشرُّقًا، فهو مُتشرِّق
• تشرَّق الأوربيٌّ: استشرق. 

شرَّقَ يشرِّق، تشريقًا، فهو مُشرِّق
• شرّق المُسافرُ: اتّجه ناحية الشّرق "شرّقت القافلةُ في سيرها" ° شرَّق وغرَّب: سار في كلّ اتِّجاه.
• شرَّقتِ الأرضُ: أجدبت نتيجة جفافها وحاجتها للماء. 

إشراق [مفرد]: ج إشراقات (لغير المصدر):
1 - مصدر أشرقَ ° إشراقة وجهٍ: وضاءتُه وبهاؤُه.
2 - (سف) انبعاث نور من العالم غير المحسوس إلى الذِّهن تتمُّ به المعرفة "إشراقة نبوغ" ° إشراقة عبقريَّة: فكرة رائعة وفجائيَّة أو ما يشكّل سمتها.
3 - وقت إشراق الشّمس إلى الضّحى " {إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ} ". 

إشراقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى إشراق.
• المَدرسة الإشراقيَّة: مدرسة ترى أن المعرفة تتمّ عن طريق ظهور الأنوار العقليّة ولمعانها وفيضانها بالإشراقات على النُّفوس عند تحرّرها، ويطلق اسم الإشراقيين بالأخصّ على السّهرورديّ وأتباعه. 

استشراق [مفرد]:
1 - مصدر استشرقَ.
2 - عناية واهتمام بشئون الشرق وثقافاته ولغاته.
3 - أسلوب غربيّ للسيطرة على الشرق وإعادة بنائه وبسط النفوذ عليه. 

استشراقيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى استشراق: "تركّزت معظم الدراسات الاستشراقيَّة على دراسة التاريخ الإسلاميّ- أقيم في أسبانيا معهد للدراسات الاستشراقيَّة".
• الحركة الاستشراقيَّة: حركة تجلَّت في اهتمام الغربيِّين بتراث الشّرق وحضارتِه ولغاته. 

تشريق [مفرد]:
1 - مصدر شرَّقَ.
2 - صلاة العيد؛ لأنّها تكون عقب الشُّروق.
 • أيَّام التَّشريق: (فق) الأيّام الثلاثة التالية ليوم النحر وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. 

شارق [مفرد]: ج شُرْق:
1 - اسم فاعل من شرَقَ.
2 - جانب شرقيّ "صَعِدْتُ شارق الجبل".
3 - لون شديد "أحمر شارق: شديد الحُمرة". 

شَراقي [مفرد]: أرض لم يصلْها ماء النِّيل، فإذا رُويت جادت وسمِّيت ريّ الشّراقي. 

شَرْق [مفرد]: ج شروق (لغير المصدر):
1 - مصدر شرَقَ.
2 - جهة شروق الشّمس، عكسه غَرْب ° شرقًا وغربًا: في كلّ اتِّجاه.
• الشَّرْق الأدنى: اسم يطلق على مناطق آسيا الغربيّة الواقعة على البحر الأبيض المتوسِّط، شمال تركيا، قبرص، سورية، لبنان، فلسطين، وحتَّى مصر.
• الشَّرْق الأقصى: اسم يطلق على بلدان آسيا الشَّرقيّة، اليابان، كوريا، الصِّين، فرموزا، الهند، الفلبِّين، فيتنام، تايلاند، بورما، ماليزيا، أندونسيا.
• الشَّرْق الأوسط: اسم يُطلق على بعض مناطق آسيا الجنوبيَّة الغربيّة، شبه الجزيرة العربيّة، الأردن، سورية، لبنان، العراق، تركيا، إيران، مصر، السُّوادن وحتى أفغانستان وباكستان أحيانًا. 

شَرَق [مفرد]: مصدر شرِقَ/ شرِقَ بـ. 

شَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شرِقَ/ شرِقَ بـ: من غُصّ بشيءٍ من طعامٍ أو شرابٍ في حلقه. 

شرقانة [مفرد]: ج شرقى:
1 - ملآنة حتّى الفيضان "سيارة شرقانة بالوقود".
2 - جافّة، عطشى "أرضٌ شرقانة" ° جيوبٌ شرقانة: لا مالَ فيها. 

شَرْقة [مفرد]: ج شَرَقات وشَرْقات: غُصّة، أي ما اعترض في الحلق من طعام أو شراب "أخذته شرْقة كادت تقتله". 

شَرقيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى شَرْق: "هو يسكن شرقيّ البلد- عادات/ موسيقى شرقيّة- ريح شرقيّة حارّة- {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} " ° الكُتلة الشَّرقيّة: روسيا ومَنْ دار حولها. 

شُروق [مفرد]:
1 - مصدر شرَقَ.
2 - وقت بزوغ الشّمس "صلّيتُ الصّبحَ قبل الشّروق". 

مُستشرِق [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استشرقَ.
2 - مَنْ يهتمّ من الأوربيّين بالدراسات الشرقيّة. 

مشارِقة [جمع]: مف مَشْرِقيّ: سكّان البلاد الإسلاميّة في شرقيّ الجزيرة العربيّة. 

مَشرِق [مفرد]: ج مشارِقُ: اسم مكان من شرَقَ: مكان أو جهة شروق الشّمس "شتّان بين مشرق ومغرب- {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} - {فَلاَ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} " ° المشارق والمغارب: مواضع شروق الشّمس وغروبها المختلفة على مدار السنة- جاب مشارقَ الأرض ومغاربها: أكثر من السفر والتجوال.
• المَشرِق: البلاد الإسلاميّة في شرقيّ الجزيرة العربيّة.
• المَشْرقان: المَشِرق والمغرب (على التَّغليب) " {يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} ". 

الاستظهار

الاستظهار: الاجتهاد في الطلب والأخذ بالأحوط.
الاستظهار:
[في الانكليزية] Bringing up
[ في الفرنسية] Vomissement ،vidage
اعلم أنّ الأطباء يأمرون بالاستظهار وإن لم يكن الأخلاط زائدة زيادة شديدة توجب الاستفراغ، ولكن زيادة ما يستحبّ فيه الاستفراغ ليحصل أمن من حصول امتلاء القوى الموجب للأمراض دفعة وفجأة. والفرق بين الاستظهار والتقدم بالحــفظ أنّ الاستفراغ في الاستظهار يكون خارجا عن غير حدّ الاعتدال وفي التقدم بالحــفظ لا يكون خارجا عنه، بل يكون إلى حدّ يقطع السبب فقط من أن ينقل البدن إلى الستّة المضادة، وكلاهما يكون لمن يعتاده مرض قبل حدوثه به، كذا قال النفيس.

وقال الآقسرائي: الفرق بين الاستظهار والتقدم بالحــفظ أنّ الأول في غير المعتاد والثاني في حق المعتاد، كذا في بحر الجواهر.

تَحْوِيل «فَعِل» الناقص إلى «فَعَل»

تَحْوِيل «فَعِل» الناقص إلى «فَعَل»
الأمثلة: 1 - بَقَى معي عشرون دينارًا 2 - حَــفِظ شعرًا ثم نَسَاه 3 - خَشَيْتُ الله 4 - رَقَى إلى الدرجات العلا 5 - لَقَيْتُه في الطريق
الرأي: مرفوضة
السبب: للخطأ في ضبط عين الفعل بالفتح.

الصواب والرتبة:
1 - بَقِيَ معي عشرون دينارًا [فصيحة]-بَقَى معي عشرون دينارًا [صحيحة]
2 - حــفظ شعرًا ثم نَسِيَه [فصيحة]-حــفظ شعرًا ثم نَسَاه [صحيحة]
3 - خَشِيتُ الله [فصيحة]-خَشَيْتُ الله [صحيحة]
4 - رَقِيَ إلى الدرجات العلا [فصيحة]-رَقَى إلى الدرجات العلا [صحيحة]
5 - لَقِيتُه في الطريق [فصيحة]-لَقَيْتُه في الطريق [صحيحة]
التعليق: المشهور في ضبط عين الأفعال: «بَقِي، وخَشِي، ونَسِيَ، ولَقِيَ، ورَقِيَ» الكسر، ويمكن تصحيح الضبط المرفوض (فتح العين)؛ بناءً على لهجة طيئ التي يتحول فيها «فَعِلَ» الناقص إلى «فَعَلَ»، وقد قرئ بها قوله تعالى: {وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا} البقرة/ 278، حيث قرئ الفعل بفتح القاف «بَقَى»، وفي المصباح: «وطيئ تبدل الكسرة فتحة فتنقلب الياء ألفًا، فيصير» بقَى «، وكذلك كل فعل ثلاثي سواء كانت الكسرة والياء أصليتين، نحو: بَقِيَ ونَسِيَ وفَنِيَ، أو كان ذلك عارضًا»، وقد ورد الفعل «خَشَى» بفتح الشين في اللسان والتاج.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.