Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فشاء

التنكير والتعريف

التنكير والتعريف
وقفت طويلا عند الاسم النكرة، أتبين ما قد يدل عليه التنكير من معنى، ودرست ما ذكر العلماء من معان، قالوا إن هذا التنكير يفيدها، وبدا لى من هذا التأمل الطويل أن النكرة يراد بها، واحد من أفراد الجنس، ويؤتى بها، عند ما لا يراد تعيين هذا الفرد، كقوله سبحانه: وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (القصص 20). فليس المراد هنا تعيين الرجل، ولكن يراد هنا أن يصل إلى موسى نبأ الائتمار عليه بالقتل.
والنكرة بعدئذ تفيد معناها مطلقا من كل قيد، أما ما يذكره علماء البلاغة من معان استفيدت من النكرة، فإنها لم تفدها بطبيعتها، وإنما استفادتها من المقام الذى وردت فيه، فكأنما المقام هو الذى يصف النكرة، ويحدد معناها، فكلمة حياة مثلا تدل على معناها المجرد، والمقام يهبها معنى التحقير حينا، والتعظيم حينا آخر، والنوعية من موضع ثالث، ولنقف قليلا عند بعض الآيات التى ورد فيها الاسم نكرة، نتبين مدى الجمال في وروده.
قال تعالى: وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ (البقرة 96). أولا ترى أن المراد هنا بيان حرص هؤلاء الناس على مطلق حياة، وأنها غالية عندهم كل الغلو، لا يعنيهم أن تكون تلك الحياة رفيعة أو وضيعة، ولهذا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة، ومن هنا جاء التنديد بهم، لأن الإنسان المثالى، لا يريد الحياة، إلا إذا كانت رفيعة صالحة.
وقال تعالى: وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ يا أُولِي الْأَلْبابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 179). وهنا تجد المراد كذلك مطلق حياة يستفيدها المجتمع من حكم القصاص، هى تلك التى يظفر بها من يرتدع عن القتل، ولا يقدم عليه خوفا، أن تناله يد القانون فيقتل، فهذا الحكم العادل، استزاد به المجتمع حياة بعض الأفراد الذين كانوا عرضة للقتل قصاصا.
وقال تعالى: قُلْ قَدْ جاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّناتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جاؤُ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتابِ الْمُنِيرِ (آل عمران 183، 184). فالرسل منكرة لا تدل على أكثر من معنى المرسلين والكثرة إنما استفيدت من هذه الصيغة من جموع التكثير، الدالة على هذه الكثرة، أما التعظيم فلا يستفاد من التنكير، وإنما يستفاد من وصف هؤلاء الرسل، بأنهم جاءوا بالبينات، فالمقام هو الذى عظم هؤلاء الرسل، وقد تأتى الكلمة نفسها في مقام آخر، ويكون ما يحيط بها دالا على حقارتها وضعتها، مما يدل على أن التنكير في ذاته لا يؤذن بتعظيم ولا تحقير.
وقال تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُسُ أَمْوالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ (البقرة 279). فكلمة حرب منكرة، لا تدل على أكثر من حقيقتها، وإذا كان ثمة تعظيم لهذه الحرب فمنشؤه وصفها بأنها من الله ورسوله، وإن حربا يثيرها الله، جديرة أن تبعث في النفس أشد ألوان الفزع والرعب.
وقال تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة 72). فلا تحمل كلمة رضوان في الآية معنى أكثر من العطف، أما أن يدل التنكير هنا على التقليل لا تفيده النكرة وحدها، وإن كان معنى الآية يحتمل، أن قليل رضوان الله أكبر من الجنات والمساكن الطيبة، لأن النكرة تطلق على القليل والكثير فما يطلق عليه رضوان قل أو كثر، أكبر مما أثيبوا به.
ودل المقام على تعظيم الاسم المنكر، فى قوله تعالى: وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قالُوا إِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (الأعراف 113). ذلك أنهم يطلبون مكافأة على عمل ضخم يقومون به، هو إبطال دعوة موسى، والإبقاء على دين فرعون، أو لا يكون ثواب ذلك عظيما يناسبه.
كما دل المقام على تعظيم الذكر، فى كل آية وردت فيها تلك الكلمة منكرة، كقوله تعالى: أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا (الأعراف 63).
وقوله تعالى: وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (يوسف 104). فوصفه حينا بأنه من الله، وحينا بأنه ذكر للعالمين، وحينا بأنه مبارك، يؤذن بعظمة هذا الذكر وجلال قدره.
كما دل المقام على التقليل في قوله تعالى: وَإِذا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيها قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (الجاثية 32). ألا ترى أن جحدهم للساعة، لا يؤذن إلا بظن ضئيل في وجودها يتردد في رءوسهم. وقد تكون الكلمة النكرة موحية بمعنى حقير إلى النفس، كما في قوله تعالى: أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (الكهف 37). وقوله سبحانه: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (عبس 17 - 19).
ولأن النكرة لا تدل على شىء معين، كان استخدامها في بعض المقام مثيرا للشوق والرغبة في المعرفة، كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (الصف 10). ولأنها تدل على القليل والكثير كانت بعد النفى لقصد العموم وعلى ذلك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ (البقرة 2).
وتحدث العلماء عن تنكير السلام الصادر من الله في قوله سبحانه: سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (يس 58). وقوله: سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ (الصافات 79). وقوله:
سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (الصافات 130). وقوله: وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (مريم 15). وقوله: قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ (هود 48). والذى أحسه فى هذا التعبير أن المقام هنا يدل على تعظيم هذا السلام الصادر منه سبحانه، والمقام ينبئ بهذا التعظيم ويشير إليه.
وتستخدم ألوان المعارف في القرآن الكريم في مواضعها الدقيقة الجديرة بها:
فيستخدم الضمير الذى يجمع بين الاختصار الشديد، والارتباط المتين، بين جمل الآية بعضها وبعض، ومن روائع استخدام ضمير المخاطب، أن يأتى به مخاطبا كل من يستطاع الخطاب معه، عند ما يكون الأمر من الوضوح بمكان، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (السجدة 12).
وقوله تعالى: وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ (سبأ 51). فكأن سوء حالهم من الوضوح لدرجة ظهوره لكل أحد.
وعادة القرآن في ضمائر الغيبة أنها تتفق إذا كان مرجعها واحدا، حتى لا يتشتت الذهن ولا يغمض المعنى، ولذا كانت الضمائر كلها تعود إلى موسى، فى قوله سبحانه: إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي (طه 38، 39). وما بعدها. وليس من قوة النظم في شىء أن يعود بعض هذه الضمائر على موسى وبعضها الآخر على التابوت. كما تعود الضمائر كلها إلى الله في قوله تعالى:
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (الفتح 9).
فإن اتحد الضميران، وكانا يعودان إلى مختلفين، كان المقام يحددهما تحديدا واضحا؛ ومن ذلك قوله سبحانه: سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً (الكهف 22). فضمير فيهم يرجع إلى أهل الكهف، وضمير منهم يرجع إلى ما رجع إليه ضمير سيقولون. ولكن الكثير في الاستعمال القرآنى أن يخالف بين الضمائر إذا تعدد مرجعها لسهولة التمييز كما في قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ (التوبة 36).
فضمير منها وهو لاثنى عشر شهرا، أتى به مفردا، وضمير منهن وهو للأربعة، أتى به جمعا، وكلا الأمرين جائز في كليهما، ولكن سنة القرآن إذا أعاد الضمير على جمع ما لا يعقل، أعاده مفردا إذا كان لأكثر من عشرة، وجمعا إذا كان لأقل منها .
وإذا كان مرجع الضمير مفرد اللفظ جمع المعنى، راعى الأسلوب القرآنى اللفظ أولا، والمعنى ثانيا عند تعدد الضمير، وذلك أجمل في السياق من العكس، وتأمل ذلك في قوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (البقرة 8). وقوله سبحانه: وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً (الأنعام 25)، فإن هذا الأسلوب حديثا عن كل فرد من أفراد هذا المجموع أولا، ثم حديثا عنه في جماعة ثانيا.
وقد لا تجد في الآية مرجعا للضمير، ولكنك تحس بوضوح معناه أيما وضوح، لدلالة المقام على هذا المرجع، ومن ذلك قوله سبحانه: كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (الرحمن 26)، فالضمير في عليها يعود إلى الأرض، من غير أن يجرى لها ذكر، ولكنك لا تجد حرجا ولا مشقة في إدراك معناه.
وقد يضع القرآن الاسم الظاهر موضع الضمير، لأمور تلمسها في كل مكان حدث فيه هذا الوضع، وتأمل قوله تعالى: أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (العنكبوت 19، 20). فوضع الله مكان ضميره لأن هذا الاسم يوحى بالجلال، المؤذن بيسر بدء الخلق عليه، وقدرته على إنشاء النشأة الآخرة.
وقوله تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى
الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها
(التوبة 25، 26). ففي إظهار المؤمنين بدل أن يقول ثمّ أنزل الله سكينته عليكم، إظهار لمن ثبت منهم في مظهر من يستحق اسم المؤمن الحقيقى.
وقوله تعالى: وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالُوا ما هذا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُكُمْ وَقالُوا ما هذا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرىً وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (سبأ 43). فأظهر الذين كفروا بدل الإتيان بضمير يعود عليهم، لما في ذلك من إبرازهم متعنتين جاحدين، لا يرعون ما يجب أن يكون للحق، من حسن القبول والرضا به، والاطمئنان إليه، وفي ذلك تشنيع عليهم، وتصوير لمدى ضلالهم ومكابرتهم، وعلى هذا المنهج جاء قوله تعالى: ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ (ص 1 - 4). وهو بذلك يشير إلى أن هذا القول لا يكون إلا من كافر يخفى الحق ولا يقربه.
ومما استخدمه القرآن ضمير الشأن أو القصة، وهو ضمير لا مرجع له، تسمعه النفس فتتهيأ لسماع ما يأتى بعده، لأن الأسلوب العربى لا يأتى بهذا الضمير إلا في المواطن التى يكون فيها أمر مهم، تراد العناية به، فيكون هذا الضمير أداة للتنبيه، يدفع المرء إلى الإصغاء، فإذا وردت الجملة بعده استقرت في النفس واطمأن إليها الفؤاد.
واستمع إلى قوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (الإخلاص 1). أو لا ترى الشوق يحفز السامع عند ما يصغى إلى هذا الضمير- إلى أن يدرك ما يراد به، فإذا وردت الجملة ثبتت في النفس، وقرت في القلب.
وقوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (الحج 46).
تجد للضمير هنا من الإثارة وتثبيت المعنى، ما يبين عن فضل هذا الضمير، وما يمنحه الأسلوب من قوة وحسن بيان.
ويستخدم القرآن العلم ولم يستخدم الكنية إلا في قوله تعالى: تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (المسد 1)، وفي اختيار هذه الكنية من الذم، ما ليس في الاسم، وهذا هو السر في اختيارها، وقل استخدامه كذلك للقب، ومنه استخدام إسرائيل، لقب يعقوب، ومعناه عبد الله، وقيل صفوة الله، ولم تخاطب اليهود في القرآن إلا ب «يا بنى إسرائيل» . ومنه المسيح، لقب لعيسى، قيل معناه الصديق، وقيل الذى لا يمسح ذا عاهة إلا برئ .
ويأتى اسم الإشارة للقرب في القرآن، مؤذنا بقربه، قربا لا يحول دون الانتفاع به، ومن هنا أوثر هذا النوع من أسماء الإشارة، فى قوله سبحانه: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (الإسراء 9)، أو لا ترى أن المقام هنا مقام حديث عن هاد، يقود إلى أقوم الطرق، ولأن يكون هذا الهادى قريبا أنجح لرسالته، وأقطع لعذر من ينصرف عن الاسترشاد بهديه، بينما استخدم اسم الإشارة للبعيد، مشيرا إلى القرآن نفسه عند ما تحدث عن بعده عن الريب، فكان الحديث عنه باسم الإشارة البعيد، أنسب في الدلالة على ذلك. ويستخدم اسم الإشارة للقريب تنبيها على ضعة المشار إليه، كما في قوله تعالى: وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ (الأنبياء 36)، وقوله سبحانه: وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (الفرقان 41)، وكأن في اسم الإشارة للقريب، ما يشير إلى أن هذا الشخص القريب منا، والذى نعلم من أموره ما نعلم، لا تقبل منه دعوى الرسالة، ولا يليق به أن يذكر آلهتنا بسوء.
ويستخدم اسم الإشارة للبعيد أحيانا ليدل على ارتفاع مكانته، وبعده عن أن يكون موضع الأمل والرجاء، كما في قوله سبحانه، على لسان امرأة العزيز: قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ (يوسف 32)، أو ليدل على ما يجب أن يكون عليه من بعد في المكان والمنزلة، ولعل من ذلك قوله تعالى: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (آل عمران 175).
وفي اسم الإشارة لون من الإيجاز والتنبيه معا، عند ما يشير إلى موصوف بصفات عدة، فينبنى الحكم على هذه الصفات، كما في قوله سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (الأنفال 2 - 4).
ويأتى القرآن بالاسم الموصول، عند ما تكون صلته هى التى عليها مدار الحكم، كما في قوله سبحانه: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا
(النساء 122). وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (آل عمران 91).
والمجيء باسم الموصول، فضلا عما ذكرناه، يثير في النفس الشوق إلى معرفة الخبر، وقد تكون الصلة نفسها ممهدة لهذا الخبر ودالة عليه، واقرأ قوله تعالى:
الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (التوبة 20 - 22). أو لا ترى في الصلة ما يوحى إليك بأنه قد أعد لهم خير عظيم، يناسب إيمانهم وهجرتهم، وجهادهم بأموالهم وأنفسهم.
ومن خصائص اسم الموصول استطاعته أن يخفى تحته اسم المذنب، وفي ذلك من الرجاء في هدايته، ما ليس في إفشاء اسمه وفضيحته، وتأمل قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ (الحج 8)، وقوله تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ (العنكبوت 10)، وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ (لقمان 6).
ففي هذا وغيره ذم لمن يتصف بذلك، ودعوة له في صمت إلى الإقلاع والكف، ومن ذلك قوله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ (البقرة 204). وجاء قوله تعالى بعده: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (البقرة 207). ليكون في مقابلته، حتى تكون الموازنة قوية جلية، تدفع إلى العمل الصالح ابتغاء مرضاة الله.
وقد يعدل القرآن عن العلم إلى الاسم الموصول، إذا كان فيه زيادة تقرير لأمر يريده القرآن، كما في قوله تعالى: وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ (يوسف 23).
ألا ترى في ذكر اسم الموصول زيادة تقرير لعفته، فهو في بيتها، ووسائل إغرائه موفورة عندها، وهو تحت سلطانها، ولن تفهم هذه المعانى إذا جاء باسمها.
ويستخدم اسم الموصول كذلك، لإظهار أن الأمر لا يستطاع تحديده بوصف، مهما بولغ فيه، تلمس ذلك في قوله تعالى: قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (الشعراء 18، 19). وقوله تعالى: فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ (طه 78). وفي ذلك ترك للخيال يسبح ليكمل الصورة ويرسمها.
ويستخدم القرآن التعريف بأل، فتكون للعهد حينا، وللجنس حينا آخر، ومن أجمل مواقعها فيه أن تستخدم لاستغراق خصائص الجنس، كما في قوله تعالى:
ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (البقرة 2). فكأنه قال ذلك هو الكتاب المستكمل لخصائص جنسه، فهو الكتاب الكامل.
وتأتى الإضافة في القرآن أحيانا لتعظيم المضاف كقوله تعالى: صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (النمل 88). أو تحقيره كما في قوله سبحانه:
أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (المجادلة 19).
وقد يعدل عن الإضافة، حيث يبدو في ظاهر الأمر أن المقام لها، كما في قوله سبحانه على لسان إبراهيم لأبيه: يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (مريم 45). فالعدول عن إضافة العذاب إلى الرحمن لعدم التجانس بينهما، فالمناسب للعذاب أن يضاف إلى الجبار، أو المنتقم مثلا، لا إلى مصدر النعم، أما السر في وصف العذاب بأنه من الرحمن، فالإشارة إلى أن العذاب إنما كان، لأنه كفر بمن كان مصدرا للنعمة، ولم يقم بواجب شكره. 

المحبّة

المحبّة:
[في الانكليزية] Affection ،attachment ،inclination ،love
[ في الفرنسية] Affection ،inclination ،charite ،amour ،attachement
اعلم أنّ العلماء اختلفوا في معناها. فقيل المحبة ترادف الإرادة بمعنى الميل، فمحبة الله للعباد إرادة كرامتهم وثوابهم على التأبيد. ومحبة العباد له تعالى إرادة طاعته. وقيل محبتنا لله تعالى كيفية روحانية مترتّبة على تصوّر الكمال المطلق الذي فيه على الاستمرار ومقتضية للتوجّه التام إلى حضرة القدس بلا فتور وفرار. وأمّا محبتنا لغيره تعالى فكيفية مترتّبة على تخيّل كمال فيه من لذّة أو منفعة أو مشاكلة تخيلا مستمرا، كمحبة العاشق لمعشوقه والمنعم عليه لمنعمه والوالد لولده والصديق لصديقه، هكذا في شرح المواقف وشرح الطوالع في مبحث القدرة. قال الإمام الرازي في التفسير الكبير في تفسير قوله تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ الآية.
اختلف العلماء في معنى المحبة. فقال جمهور المتكلّمين إنها نوع من الإرادة، والإرادة لا تعلّق لها إلّا بالجائزات، فيستحيل تعلّق المحبة بذات الله تعالى وصفاته، فإذا قلنا نحبّ الله فمعناه نحبّ طاعته وخدمته أو ثوابه وإحسانه.
وأمّا العارفون فقد قالوا العبد قد يحبّ الله تعالى لذاته. وأما حبّ خدمته أو ثوابه فدرجة نازلة، وذلك أنّ اللذة محبوبة لذاتها وكذا الكمال. أما اللذة فإنّه إذا قيل لنا لم تكتسب؟

قلنا: لنجد المال. فإذا قيل: ولم تطلب المال؟

قلنا: لنجد به المأكول والمشروب. فإذا قيل ولم تطلب المأكول والمشروب؟ قلنا: لنحصّل اللذة وندفع الألم. فإذا قيل ولم تطلب اللذة وتكره الألم؟ قلنا: هذا غير معلّل وإلّا لزم إمّا الدور أو التسلسل، فعلم أن اللذة مطلوبة لذاتها كما أنّ الألم مكروه لذاته. وأما الكمال فلأنّا نحبّ الأنبياء والأولياء بمجرّد كونهم موصوفين بصفات الكمال، وإذا سمعنا حكاية بعض الشجعان مثل رستم واسفنديار واطّلعنا على كيفية شجاعتهم مال قلوبنا إليهم، حتى إنّه قد يبلغ ذلك الميل إلى إنفاق المال العظيم في تقرير تعظيمه، وقد ينتهي ذلك إلى المخاطرة بالروح. وكون اللّذة محبوبة لذاتها لا ينافي كون الكمال محبوبا لذاته. إذا ثبت هذا فنقول:
الذين حملوا محبّة الله تعالى على محبة طاعته أو ثوابه فهؤلاء هم الذين عرفوا أنّ اللذة محبوبة لذاتها ولم يعرفوا كون الكمال محبوبا لذاته.
وأمّا العارفون الذين عرفوا أنّه تعالى محبوب لذاته وفي ذاته فهم الذين انكشف لهم أنّ الكمال محبوب لذاته، ولا شكّ أنّ أكمل الكاملين هو الحقّ سبحانه تعالى، إذ كمال كلّ شيء يستفاد منه، فهو محبوب لذاته سواء أحبّه غيره أو لا.
اعلم أنّ العبد ما لم ينظر في مملوكاته لا يمكنه الوصول إلى اطّلاع كمال الحقّ، فلا جرم كلّ من كان اطّلاعه على دقائق حكمة الله وقدرته في المخلوقات أتمّ كان علمه بكماله أتمّ فكان حبّه له أتمّ. ولمّا لم يكن لمراتب وقوف العبد على تلك الدقائق نهاية فلا جرم لا نهاية لمراتب المحبّة. ثم إذا كثرت مطالعته لتلك الدقائق كثر ترقيه في مقام المحبّة وصار ذلك سببا لاستيلاء حبّ الله على القلب وشدّة الإلف بالمحبّة، وكلّما كان ذلك الإلف أشدّ كانت النّفرة عمّا سواه أشدّ، لأنّ المانع عن حضور المحبوب مكروه، فلا يزال يتعاقب محبة الله والتنفر عما سواه عن القلب، وبالآخر يصير القلب نفورا عمّا سوى الله، والنفرة توجب الإعراض عمّا سوى الله، فيصير ذلك القلب مستنيرا بأنوار القدس مستضيئا بأضواء عالم العظمة فانيا عن الحظوظ المتعلّقة بعالم الحدوث، وهذا مقام عليّ الدّرجة، وليس له في هذا العالم إلّا العشق الشديد على أيّ شيء كان.
إن قيل قوله يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ يشتمل على حكمين:
أحدهما أنّ حبّ الكفار للأنداد مساو لحبّهم له تعالى مع أنّ الله تعالى حكى عنهم أنّهم قالوا ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى الله زلفى. وثانيهما أنّ محبة المؤمنين له تعالى أشدّ من محبتهم، مع أنّا نرى اليهود يأتون بطاعات شاقة لا يأتي بشيء منها أحد من المؤمنين ولا يأتون بها إلّا لله تعالى، ثم يقتلون أنفسهم حبّا له تعالى.
قلت الجواب عن الأول أنّ المعنى يحبّونهم كحبّ الله في الطاعة لها والتعظيم، فالاستواء في هذا القول من المحبة لا ينافي ما ذكرتموه.
وعن الثاني أنّ المؤمنين لا يضرعون إلّا إليه بخلاف المشركين فإنّهم يرجعون عند الحاجة إلى الأنداد. وأيضا من أحبّ غيره رضي بقضائه فلا يتفرق في ملكه، فهؤلاء الجهّال قتلوا أنفسهم بغير إذنه. وأمّا المؤمنون فقد يقتلون أنفسهم بإذنه كما في الجهاد، وأيضا إنّ المؤمنين يوحّدون ربّهم والكفار يعبدون مع الصّنم أصناما فتنقص محبّة الواحد. أمّا الإله الواحد فينضم محبة الجميع إليه، انتهى ما قال الإمام الرازي. وفي شرح القصيدة الفارضية المحبّة ميل الجميل إلى الجمال بدلالة المشاهدة كما ورد (إنّ الله جميل يحبّ الجمال)، وذلك لأنّ كلّ شيء ينجذب إلى أصله وجنسه وينتزع إلى أنسه ووصله. فانجذاب المحبّ إلى جمال المحبوب ليس إلّا لجمال فيه.
والجمال الحقيقي صفة أزلية لله تعالى شاهدة في ذاته أوّلا مشاهدة علمية، فأراد أن يراه في صنعه مشاهدة عينية، فخلق العالم كمرآة شاهد فيه عين جماله عيانا. وإليه أشار صلى الله عليه وآله وسلم بقوله (كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق) الحديث.
فالجميل الحقيقي هو الله سبحانه وكلّ جميل في الكون مظهر جماله. ولما خلق الله الإنسان على صورته جميلا بصيرا فكلّما شاهد جميلا انجذب أحداق بصيرته إليه وامتدّ نحوه أعناق سريرته، وهذا الانجذاب هو الحبّ الأخصّ أن ظهر من مشاهدة الروح جمال الذات في عالم الجبروت، والخاص إن ظهر من مطالعة القلب جمال الصّفات في عالم الملكوت، والعام إن ظهر من ملاحظة النفس جمال الأفعال في عالم الغيب، والأعمّ إن ظهر من معاينة الحسن جمال الأفعال في عالم الشهادة. فالحبّ بظهوره من مشاهدة الجمال يختصّ بالجميل البصير.
وما قيل إنّ الحبّ ثابت في كلّ شيء لانجذابه إلى جنسه فعلى خلاف المشهور. والعشق أخصّ منه لأنّه محبة مفرطة، ولهذا لا يطلق على الله تعالى لانتفاء الإفراط عن صفاته. والحبّ الإلهي وراء حبّ العقلاء من الإنسان والجنّ والملك، فإنه صفة قديمة قائمة بذاته تعالى، وصفته عين الذات فهي قائمة بنفسها، وحبّ العقلاء قائم بهم فيحبونه بحبّه إيّاهم. وتقديم يحبّهم على يحبّونه إشارة إلى هذا وإن لم يفد الواو الترتيب والعلّية. وجمال الذات مطلق موجود في كلّ صفة من الصفات الجمالية والجلالية لعموم الذات إيّاها، فللجلال جمال هو جمال الذات، والجمال صفة الذات وله جمال هو جمال الصفة. ومن أحبّ جمال الذات فعلامته أن تستوي عنده الصفات المقابلة من الضّرّ والنّفع حتى الحبّ والقلى والوصل والقطع، وهذه المحبّة ثابتة ثبوت الجبل لا يتطرّق إليها الزوال. وجمال الصفات مقيّد موجود في بعضها وعلامة من يحبّه أن يؤثرها شطرا من الصفات كالنّفع والحبّ والوصل [على أضدادها مطلقا]، لا باعتبار وصول آثارها إليه، بل لأنّها محبوبة عنده في الأصل. وجمال الأفعال أكثر تقيدا منه وعلامة من يحبّه أن يؤثرها باعتبار وصول آثارها إليه، وهذان المحبّان قد يتغيّر حبّهما بتغيّر محبوبهما.
وجمال الأفعال يسمّى حسنا وملاحة وهو روح منفوخ منه في قالب التّناسب. وحسن الصّور الروحانية ألذّ وأشهى وأكثر تأثيرا وتخيّرا للمناسبة الخاصة بينه وبين المحل في الروحانية، ولهذا كان حسن المسموعات أشدّ تأثيرا في قلوب أرباب الذوق من حسن المحسوسات الآخر لقرب صورة النغمة من الصور الروحانية، وقلّما يسلم شاهد الحسن من الوقوع في الفتنة حيث يسلب عنه وصف الحبّ لغلبة وصف الطبيعة وثوران الشهوة بحكم من غلب سلب ومن عزّ بزّ، ولا يسلم هذا الشهود إلّا لآحاد وأفراد زكت نفوسهم وطهرت قلوبهم وانطفئت فيها نار الشهوة، ولهذا حرّم [النظر] إلى الأجنبيات. فالحظّ الأوفر من وجود الحبّ وشهود الجمال لمحبّ الذات، والحظّ الوافر لمحبّ الصفات، والحظّ القليل لمحبّ الأفعال.
والمحبّة والمحبوبة حبّتان عارضتان للمحبّة وهي قائمة بذاتها، واتصال المحبّ بالمحبوب لا يمكن إلّا في عين المحبّة لأنّهما ضدّان لا يجتمعان لتقابلهما في الأوصاف، فإنّ صفات المحبّ من الافتقار والعجز والذلّة، وغيرها أضداد صفات المحبوب من الاستغناء والقدرة والعزة وغيرها، واجتماعهما في عين المحبّة بأن لا يحبّ المحبّ إلّا المحبّة كما قال الجنيد:
المحبّة محبّة المحبّة، وهكذا قال النووي لأنّ المحبة إذا صارت محبوبة وهي صفة ذاتية للمحبّ تحقّق الوصول وارتفع التّضاد عن الجهتين بفناء المحبّ في المحبّة المحبوبة، ولذا قال المحقّقون: المحبّ والمحبوب شيء واحد، وفي هذا المقام لا يكون المحبة حجابا لقيامها بذاتها عند فناء جهتي المحبوبية والمحبّية فيها.
وما قيل إنّ المحبّة حجاب لاستلزامها الجهتين وإشعارها بالانفصال أريد به محبّة غير محبوبة، وبداية المحبّية والمحبوبية أمر مبهم لأنّ المحبّ لا يكون [محبّا] إلّا بعد سابقية جذب المحبوب إيّاه، ولا يجذبه إلّا لمحبته إيّاه، فكلّ محبوب محبّ وكلّ محبّ محبوب، ومن هذه الجهة تكلّم المحبّ عن نفسه بخصائص المحبوب. وتخصيص بعض الأولياء بالمحبية وبعضهم بالمحبوبية بظهور أحد الوصفين فيهم وبطون الآخر، فمن ظهر عليه أمارات المحبية من سبق اجتهاده الكشف قيل محب لبطون وصف المحبوبية فيه، ومن ظهر عليه علامات المحبوبية من سبق كشفه الاجتهاد قيل محبوب لبطون وصف المحبية فيه، ولا يصل المحبّ إلى المحبوب إلّا بالمحبوبية ليتمكّن الوصول بزوال الأجنبية وحصول الجنسية. والمحبوب الأول من الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ من كان أقرب منه بحسن المتابعة لأنّها تفيد المحبوبية. قال سبحانه وتعالى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ فمن اتبعه يصل إليه فيسري منه خاصية المحبوبية فيه بحيث يتأتّى منه جذب آخر إلى نفسه وإعطاؤه إيّاه الخاصية المحبوبية، كما أنّ المغناطيس يجذب الحديد إلى نفسه لجنسية روحانية بينهما فيعطيه خاصيته، بحيث يتأتّى منه جذب حديد آخر وإعطاؤه إيّاه الخاصية المغناطيسية. ولا شكّ أنّ الخاصية المغناطيسية في الحديد ليست إلّا للمغناطيس وإن وجدت منه ظاهرا فكان تلك الخاصية في المغناطيس تقول بلسان الحال أنا صفة المغناطيس، فهكذا الروح المظهر النبوي بالنسبة إلى الحضرة الإلهية كالحديدة الأولى بالنسبة إلى المغناطيس، جذبته مغناطيس الذات إليها بخاصية المحبّة الأزلية أوّلا بلا واسطة، ثم أرواح أمته بواسطة روحه روحا فروحا، متعلقة به كالحديدات المتعلّق بعضها ببعض إلى الحديدة الأولى، وكلّ حديدة ظهر فيها خاصية المغناطيس فكأنّها المغناطيس، وإن تغاير الجواهران. وإلى هذا أشار صلى الله عليه وآله وسلم: (من رآني فقد رأى الحقّ) وقول بعض الموحّدين من أمته أنا الحقّ. فما تكلّم به بعض أمته من كلام ربّاني أو نبوي على طريق الحكاية لا من نفسه لا يتّجه عليه الإنكار فافهم ذلك فإنّه من الأسرار العزيزة ينحلّ به كثير من المشكلات. وفي مجمع السلوك بداية المحبّة موافقة ثم الميل ثم المؤانسة ثم المودّة ثم الهوى ثم الخلّة ثم المحبّة ثم الشّغف ثم التّيم ثم الوله ثم العشق. والموافقة هي أن تعادي أعداء الحقّ كالشيطان والدّنيا والنّفس، وأن تحبّ أحباب الحقّ وأن تتكلّم معهم وأن تحترم أوامرهم حتى تجد مكانا في قلوبهم.
والمؤانسة هي أن تهرب من الجميع وأن تطلب الحقّ كلّ الوقت (من أنس بالله استوحش من غير الله).
والمودّة هي أن تكون في الخلوة مشغول القلب بإظهار العجز والتضرّع، وأن تكون في غاية الشوق ونفاد الصّبر.
والهوى هو أن يكون قلبك دائما في المجاهدة ومقاومة النفس.
والخلّة هو أن يسيطر المحبوب على كلّ أعضائك فلا يبقى مكان لغيره. والمحبّة: هي التطهّر من الأوصاف الذميمة والاتّصاف بالصّفات الحميدة، وكلّما تطهّرت النفس من الصفات المذمومة كلّما سمت الروح نحو المحبّة.
والشّغف هو أن يتمزّق القلب من حرارة الشّوق وأن تخفي الدموع حتى لا يعلم أحد بذلك، لأنّ المحبّة هي سرّ الربوبية، وإفشاء السّرّ كفر إلّا في حال غلبة الوجد.
والتيم هو أن تجعل نفسك عبدا للمحبّة وأن تتصف بالتجريد الظاهري والتفريد الباطني.
والوله هو أن تجعل مرآة قلبك في مواجهة جمال الحبيب، وأن تسكر من شراب الجمال، وأن تكون في طريق المرضى.
والعشق هو أن تصبح ضائعا عن نفسك ولا قرار لك.

السّبعية

السّبعية:
[في الانكليزية] AL -Sabiyya (sect)
[ في الفرنسية] AL -Sabiyya (secte)
فرقة من غلاة الشيعة لقّبوا بذلك لأنهم زعموا أنّ النّطقاء بالشريعة أي الرّسل سبع:
آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد ومحمد المهدي سابع النّطقاء، وبين كلّ اثنين من النطقاء سبعة أئمة يتمّمون شريعة، ولا بد في كل شريعة من سبعة بهم يقتدى إمام يؤدّي عن الله، حجة يؤدّي عن ذلك الإمام ويحمل عليه ويحتج به له، وذو مصّة يمصّ أي يأخذ العلم من الحجة، وأبواب وهم الدّعاة، فداع أكبرهم وهو لرفع درجات المؤمنين، وداع مأذون يأخذ العهود على الطالبين من أهل الظاهر فيدخلهم في ذمّة الإمام ويفتح لهم باب العلم والمعرفة، ومكلّب قد ارتفعت درجته في الدين، لكن لم يؤذّن له في الدعوة بل في الاحتجاج على الناس فهو يحتج ويرغب إلى الداعي، ومؤمن يتبعه أي يتبع الداعي وهو الذي أخذ عليه العهد وآمن وأيقن بالعهد ودخل في ذمته وحزبه. قالوا ذلك الذي ذكرنا كالسماوات والأرضين والبحار وأيام الأسبوع والكواكب السّيّارة وهي المدبّرات أمرا، كلّ منها سبعة كما هو المشهور. وأصل دعوتهم على إبطال الشرائع لأنّ الغبارية وهم طائفة من المجوس راموا عند شوكة الإسلام تأويل الشرائع على وجه يعود إلى قواعد أسلافهم ليوجب ذلك اختلافا في الإسلام. ورئيسهم في ذلك حمدان قرمط وقيل عبد الله ابن ميمون القداح، ولهم في الدعوة واستدراج الضّعفاء مراتب الذّوق وهو تفرّس حال المدعو هل هو قابل للدعوة أم لا. ولذا منعوا دعوة من ليس قابلا لها، ومنعوا التكلّم في بيت فيه سراج أي موضع فيه فقيه أو متكلّم، ثم التأنيس باستمالة كلّ واحد من المدعوّين بما يميل إليه هواه وطبعه من زهد وخلاعة، فإن كان يميل إلى الزهد زيّنه في عينه وقبّح نقيضه، وإن كان يميل إلى الخلاعة زيّنها وقبّح نقيضها حتى يحصل له الأنس [به،] ثم التّشكيك في أركان الشريعة، ثم التدليس وهو دعوى موافقة أكابر الدين والدنيا لهم حتى يزداد ميله، ثم التأسيس وهو تمهيد مقدمات يسلّمها المدعو وتكون سائقة له إلى ما يدعوه إليه من الباطل، ثم الخلع وهو الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية، ثم السلخ من الاعتقادات الدينية وحينئذ يأخذون في الإباحة والحثّ على استعمال اللّذات وتأويل الشرائع، كقولهم الوضوء عبارة عن موالاة الإمام والتيمم هو الأخذ من المأذون عند غيبة الإمام الذي هو الحجة، والصلاة عبارة عن الناطق أي الرسول، والاحتلام عبارة عن إفشاء شيء من أسرارهم إلى من ليس هو أهله بغير قصد منه، والغسل تجديد العهد، والزكاة تزكية النفس بمعرفة ما هم عليه من الدين، والكعبة النبي، والباب عليّ، والصفا هو النبي، والمروة علي، والميقات الإيناس، والتلبية إجابة المدعو، والطواف بالبيت سبعا موالاة الأئمة السبعة، والجنة راحة الأبدان عن التكاليف، والنار مشقتها بمزاولة التكاليف إلى غير ذلك من خرافاتهم.
اعلم أنّهم كما يلقبون بالسّبعية كذلك بالإسماعيلية لانتسابهم إلى محمد بن إسماعيل. وقيل لإثباتهم الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصادق، وبالقرامطة لأنّ أولهم رجل يقال له حمدان قرمط، وقرمط إحدى قرى واسط. وبالخرّمية لإباحتهم المحرّمات والمحارم. وبالبابكية إذا تبعت طائفة منهم بابك الخرّمي في الخروج بآذربيجان، وبالمحمّرة للبسهم الحمرة في أيام بابك، أو لتسميتهم المخالفين [لهم] من المسلمين حميرا، وبالباطنية لقولهم بباطن القرآن دون ظاهره، قالوا للقرآن ظاهر وباطن، والمراد باطنه لا ظاهره المعلوم من اللغة، والمتمسّك بظاهره معذّب بالمشقة في الاكتساب، وباطنه مؤدّ إلى ترك العمل بظاهره، كذا في شرح المواقف.

الخُفَّاشُ

الخُفَّاشُ، كرُمَّانٍ: الوَطْواطُ، سُمِّيَ لِصِغَرِ عَيْنَيْهِ، وضَعْفِ بَصَرِه. ودِماغُه إنْ مُسِحَ بالأَخْمَصَيْنِ، هَيَّجَ الباءَةَ. وإن أُحْرِقَ واكْتُحِلَ به، قَلَعَ البَياضَ من العَينِ. ودَمُه إنْ طُلِيَ به على عاناتِ المُراهِقِينَ، مَنَعَ الشَّعَرَ، ومَرارتُهُ إن مُسِحَ بها فَرْجُ المُنْهَكَّةِ، ولَدَتْ في ساعَتِها
ج: خَفافيشُ.
والخَفَشُ، محرَّكةً: صِغَرُ العينِ، وضَعْفُ البَصَرِ خِلْقَةً، أو فَسادٌ في الجُفونِ بلا وَجَعٍ، أو أن يُبْصِرَ بالليل دونَ النَّهارِ، وفي يَوْم غَيْمٍ دونَ صَحْوٍ، وأنْ يَصْغُرَ مُقَدَّمُ سَنامِ البَعير ويَنْضَمُّ فلا يَطول، وهو أخْفَشُ، وهي خَــفْشاءُ.
وخَفَشَ به: رَمَى. وكفرِحَ: ضَعُفَ.
وخَفَّشَه تَخْفيشاً: هَدَمَه،
وـ فُلاناً: صَرَعَه، ووطِئَه،
وـ البَدَنُ: ضَعُفَ،
وـ بالأرض: لَبَدَ. وكصَبورٍ: نوْعٌ من خُبْزِ الذُّرَةِ.
والأَخافِشُ في النُّحاةِ: ثلاثَةٌ.

شفو

شفو


شَفَا(n. ac. شَفْو)
a. Was near setting (sun).
b. Appeared; rose.
شفو
شَفَة [مفرد]: (انظر: ش ف هـ - شَفَة). 

شَفَويّ [مفرد]: شفهيّ (انظر: ش ف هـ - شَفَويّ). 
الشين والفاء والواو ش فوشَفَتِ الشَّمْسُ تَشْفُو قَارَبَتِ الْغُرُوبَ وقد تقدّم ذلك في الياءِ لأن الكَلِمَةَ يائِيَّةٌ وَاويَّةٌ وشَفَا الهِلالُ طَلَع وشَفَا الشَّخْصُ ظَهَرَ هاتانِ عن الجوهريِّ والشَّفَا حرف الشَّيْءِ حكى الزّجّاج في تَثْنِيَتِهِ شَفَوَانِ
ش ف و : الشَّفَةُ مُخَفَّفٌ وَلَامُهَا مَحْذُوفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ عَنْهَا وَلِلْعَرَبِ فِيهَا لُغَتَانِ مِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا هَاءً وَيَبْنِي عَلَيْهَا تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ وَيَقُولُ الْأَصْلُ شَفْهَةٌ وَتُجْمَعُ عَلَى شِفَاهٍ مِثْلُ كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَعَلَى شَفَهَاتٍ مِثْلُ سَجْدَةٍ وَسَجَدَاتٍ وَتُصَغَّرُ عَلَى شُفَيْهَةٍ وَكَلَّمْتُهُ مُشَافَهَةً وَالْحُرُوفُ الشَّفَهِيَّةُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا وَاوًا وَيَبْنِي عَلَيْهَا تَصَارِيفَ الْكَلِمَةِ وَيَقُولُ الْأَصْلُ شَفْوَةٌ وَتُجْمَعُ عَلَى شَفَوَاتٍ مِثْلُ شَهْوَةٍ وَشَهَوَاتٍ وَتُصَغَّرُ عَلَى شُفَيَّةٍ وَكَلَّمْتُهُ مُشَافَاةً وَالْحُرُوفُ الشَّفَوِيَّةُ وَنَقَلَ ابْنُ فَارِسٍ الْقَوْلَيْنِ عَنْ الْخَلِيلِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ أَيْضًا قَالَ اللَّيْثُ تُجْمَعُ الشَّفَةُ عَلَى شَفَهَاتٍ وَشَفَوَاتٍ وَالْهَاءُ أَقْيَسُ وَالْوَاوُ أَعَمُّ لِأَنَّهُمْ شَبَّهُوهَا بِسَنَوَاتٍ وَنُقْصَانُهَا حَذْفُ هَائِهَا وَنَاقَضَ الْجَوْهَرِيُّ فَأَنْكَرَ أَنْ يُقَالَ أَصْلُهَا الْوَاوُ وَقَالَ تُجْمَعُ عَلَى شَفَوَاتٍ وَيُقَالُ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ بِنْتَ شَفَةٍ أَيْ كَلِمَةً وَلَا تَكُونُ الشَّفَةُ إلَّا مِنْ الْإِنْسَانِ وَيُقَالُ فِي الْفَرْقِ الشَّفَةُ مِنْ الْإِنْسَانِ وَالْمِشْفَرُ مِنْ ذِي الْخُفِّ وَالْجَحْفَلَةُ مِنْ ذِي الْحَافِرِ وَالْمِقَمَّةُ مِنْ ذِي الظِّلْفِ وَالْخَطْمُ وَالْخُرْطُومُ مِنْ السِّبَاعِ وَالْمِنْسَرُ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا وَالسِّينُ مَفْتُوحَةٌ فِيهِمَا مِنْ ذِي الْجَنَاحِ الصَّائِدِ وَالْمِنْقَارُ مِنْ غَيْرِ الصَّائِدِ وَالْفِنْطِيسَةُ مِنْ
الْخِنْزِيرِ. 
شفو
: (و {شَفَتِ الشَّمسُ} تَشْفُو) : أَهْملهُ الجوهريُّ.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَي (قارَبَت الغُرُوبَ) ؛
قالَ: ومَرَّ فِي الياءِ لأنَّ الكلمةَ يائيَّةٌ واويَّةُ.
(و) ! شَفا (الهِلالُ) : إِذا (طَلَعَ.
(و) شَفا (الشَّخْصُ) : إِذا (ظَهَرَ. (و) أَبُو الحُصَيْن (الهَيْثمُ بنُ {شَفٍ، كعَمٍ) ، الرعينيُّ (مُحدِّثٌ) عَن أَبي ريحانَةَ مَوْلى رَسُولِ اللهِ، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وفضالة ابنِ عُبيدٍ وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ يزيدُ بنُ أَبي حبيبٍ وعباسُ الْقِتْبَانِي.
(وقولُ المحَدِّثينَ:} شَفِيَ، كَرضِيَ أَو سُمَىَ لحْنٌ) ، والصَّوابُ الأوَّل، كَمَا قالهُ النّسائي وغيرُهُ.
( {وشُفَيٌّ، كسُمَيَ، ابنُ مانِعٍ) الأَصْبحيّ (محدِّثٌ) عَن أَبي هُرَيْرَةَ وعبدِ اللهِ بنِ عَمْرٍ و، وَعنهُ ابْنُه حُسَيْن وعقبةُ بنُ مُسْلم وربيعَةُ بنُ سيْفٍ، ماتَ سَنَة 105؛ وابْنُه ثُمامَهُ بنُ شُفَيَ محدِّثٌ أيْضاً.
(} والشَّفَةُ) للإنسانِ مَعْروفةٌ، و (نُقْصانُها) إمَّا (واوٌ) ، تقولُ: ثلاثُ {شَفَواتٍ، (أَو هاءٌ) ، وتُجَمْعُ شِفاهاً، وَمِنْه المُشافَهَةُ؛ (وتقَدَّمَ) فِي الهاءِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الشَّفا: حَرْفُ الشيءِ؛ حكَى الزجَّاجُ فِي تَثْنِيتِه {شَفَوانِ.
والحُروفُ} الشَّفَوِيَّةُ مَنْسوبَةٌ إِلَى الشَّفَة؛ عَن الخَليلِ.
{وشَفِيَّةٌ، كغَنِيَّةٍ: رَكِيَّةٌ على بُحيرَةِ الأحْساءِ.
ورجُلٌ} أَشْفى: هُوَ الَّذِي لَا تَنْضمُّ شَفَتاهُ؛ وامْرأةٌ {شَفْياءُ، كَذَا ذَكَرَه ابنُ عبَّاد.
ذُو} شُفَيَ، كسُمَيَ، ابنُ مشرقِ بنِ زيْدِ بنِ جشمٍ الهَمَدانيُّ.
باب الشين والفاء و (وا يء) معهما ش ف و، ش وف، ف ش و، ش ف ي، ف ي ش، شء ف مستعملات

شفو: شفا كلِّ شيء: حدّه وحرفه، وجمعه: أشفاء، وقيل: شُفيٌّ وشفاه، إنك تقول: شفا البئر وشفةُ البِئر. والشَّفا: ما بين اللّيل والنهار عند غروب الشَّمس حيثُ يغيبُ بعضها ويبقى بعضها، قال :

أوفيته قبل شفاً أو بشفا ... والشَّمس قد كادت تكون دنفا

والشفة: نقصانها واو، تقول: شفةٌ وثلاث شفوات، وإذا أردت الهاء، قلت: شفاه. والمشافهة: مفاعلة منه. شوف: الشَّوف: الجلو، قال الطّرماح :

والقيض أجنبهُ كأن حُطامه ... فلقُ الحواجل شافهنَّ الموقدُ

قوله: أجنبهُ، أي: في أجنبه، فنزع الصِّفة. وقال عنترة :

ولقد شربتُ من المدامة بعد ما ... ركد الهواجرُ بالمشُوفِ المُعلمِ

والمشُوف: الدينار. وتشوَّفتِ المرأةُ: تزينت وظهرت ... وتشوفتِ الأوغال: ارتفعت على معاقل الجبال، فأشرفت ... وتشوَّفت أمري: طمحتُ ببصري إليه.

فشو: فشا الشَّيءُ يفشو فُشُوّا إذا ظهر، وهو عامٌّ في كلِّ شيءٍ، ومنه: إفشاءُ السرِّ. ويكتب بالسّواد على الشيء فيتفشى فيه، [أي: ينتشر] وتفشَّى بهم المرضُ، وتفشاهم المرضُ، قال:

تفشَّى بإخوانِ الثِّقاتِ فعمهم ... وأسكتُّ عنّي المُعولاتِ البواكيا

وفشت على فلانٍ أموره، أي: انتشرت، فلم يدرِ بأي ذلك يأخذُ، وأفشيته أنا. والفواشي: كلّ ما ينتشر من المال، مثل الغنم السائمة والإبل وغيرها. والتَّفشِّي: التوسُّع وفشا وتفشَّى: توسَّع وكثر وظهر. شفي: الشَّفاءُ: معروفٌ، وهو ما يبرىء من السَّقم.. شفاهُ الله يشفيه شفاءُ. واستشفى فلان، إذا طلب الشفاء.. وأشفيت فلاناً، إذا وهبت له شفاءٌ. وقيل: شفيته بمعنى: أشفيته في هبة الشَّفاء.. وشِفاءُ العيِّ: السُّؤال. والإشفى: المثقب، والجميع: الأشافي

فيش: الفيشُ، والجميعُ: فيوش: الفيشلة الضَّعيفة، والفيشوشةُ: الضعف والرخاوة. ورجل فيوش: ضعيف جبانٌ. وفاش الرّجلُ فيشأ، إذا نصب الأمر وهيجه، فإذا أخذ الأمر، واستحق رجع وجبُن وذاك هو الانفشاش والتَّفيُّش، قال :

فازجُر بني النجاجة الفشوشِ ... عن مُسمهرٍّ ليس بالفيوشِ

شأف: شئفته شأفاً: إذا بغضته بغضاً شديداً.
شفو and شفى 1 شَفَتِ الشَّمْسُ, aor. ـُ [inf. n. app. شَفًا, but said in the TK to be شَفْوٌ,] The sun was, or became, near to setting: (K in art. شفو:) and شَفَت, (K in art. شفى,) [aor. ـِ inf. n. شَفًا, (TA,) it (the sun) set; as also شَفِيَت: (K:) or, accord. to IKtt, set save a little; and the like is said in the T. (TA.) قُبَيْلَ الشَّفَا means A little before the setting of the sun. (TA.) [See also شَفًا below.]

b2: And شَفَا said of the هِلَال [or moon a little after or before the change], It rose. (K.) And said of a شَخْص [or bodily form or figure seen from a distance, or a person], It, or he, appeared, or became apparent. (K.)

A2: شَفَاهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. شِفَآءٌ, (S, Msb,) He (God, S, Msb) recovered

him, or restored him to convalescence, syn. أَبْرَأَهُ, so in the M, but in the K بَرَاهُ, (TA,) namely a sick person, (Msb,) مِنْ مَرَضِهِ [from his disease, or sickness]. (S, TA.)

b2: [Hence, شَفَيْتُهُ, in art. بضع in the S, said by a person respecting one who asked him concerning a question, as meaning (assumed tropical:) I relieved him from doubt: and شَفَاهُ عَنِ المَسْأَلَةِ in the same art. in the K, as meaning (assumed tropical:) He relieved him from doubt respecting the question. See 8 as quasi-pass. of the verb thus used.]

b3: And يَشْفِيكَ إِنْ قَالَ (assumed tropical:) [He will please thee if he speak; i. e.] his speech will please thee. (Har p. 433.)

b4: شَفَاهُ also signifies He sought, or demanded, or desired, for him, recovery, or restoration to convalescence; and so ↓ أَشْفَاهُ: (K, TA:) thus in the M. (TA.)

2 شفّاهُ بِكُلِ شَىْءٍ, inf. n. تَشْفِيَةٌ, He treated him medically, or curatively, with everything whereby he might attain recovery, or restoration to convalescence. (TA.)

b2: مَا شَفَّى فُلَانٌ أَفْضَلُ

مِمَّا شَفَّيْتَ i. e. مَا ازْدَادَ and رَبِحَ [meaning The gain of such a one (ما being here what is termed مَصْدَرِيَّة, as اِزْدَادَ and رَبِحَ are intrans.,) is more excellent than thy gain] is said to be an instance of substitution, [originally شَفَّفَ and شَفَّفْتَ,] like

[قَصَّى and تَقَصَّى and] تَقَضَّى [for قَصَّصَ and تَقَصَّصَ and تَقَضَّضَ]. (TA.)

3 مُشَافَاةٌ [an inf. n. of which the verb, if used, is شَافَى]: see 3 in art. شفه.

4 اشفى عَلَيْهِ He was, or became, on the brink of it; (S, Msb, K, TA;) namely, a thing; and death: (S, Msb:) mostly used in relation to evil, but also in relation to good: so says IKtt. (TA.)

[See شَفًا.]

b2: And اشفى [alone] (assumed tropical:) He was, or became, at the point of [giving or receiving] a charge or an injunction, or a trust or deposit. (TA.)

b3: And (assumed tropical:) He was, or became, in the last part of the night; which is termed شَفَا اللَّيْلِ. (TA.)

A2: أَشْفَى نَفْسَهُ عَلَى هُلْكٍ (K and TA in art. خطر) and اشفى بِهَا (TA in the same) i. e. عَلَى شَفَا هُلْكٍ [meaning (assumed tropical:) He caused himself to be on the brink of destruction]. (TA ibid.)

A3: اشفاهُ He gave him a remedial medicine. (Az, TA.) And He prescribed for him a remedy in which should be his recovery, or restoration to convalescence. (TA.) And أَشْفَيْتُكَ الشَّىْءَ (S, K *)

I gave thee the thing in order that thou shouldst attain, or seek, recovery, or restoration to convalescence, thereby. (S: in two copies thereof, بِهِ ↓ تَشْتَفِى: in two other copies thereof, and in like manner in the K, بِهِ ↓ تَسْتَشْفِى.) And اشفاهُ

اللّٰهُ عَسَلًا God made honey to be his remedy. (AO, S: and the like is said by IKtt as cited in the TA.)

b2: See also 1, last sentence.

b3: اشفى also signifies (assumed tropical:) He gave [a person] something. (TA.)

5 تشفّى: see 8 [with which it is syn.].

b2: [Hence,] تشفّى مِنْ غَيْظِهِ (S, MA, K) (assumed tropical:) He recovered from his anger, wrath, or rage. (MA.)

And تشفّى مِنْ عَدُوِّهِ, (T, TA,) or بِالعَدُوِّ, and به ↓ اشتفى, (Msb,) (assumed tropical:) He inflicted injury upon his enemy [or the enemy] in a manner that rejoiced him [or relieved him from his anger]: (T, TA:) [or he attained what he desired from his enemy or the enemy, and so appeased his anger:] because latent anger is like a disease; and when it departs by reason of that which one seeks to obtain from his enemy, he is as though he became free, or recovered, from his disease. (Msb.)

6 تَشَافَيْتُ المَآءَ a phrase mentioned by IAar as meaning I exhausted the water: said by ISd to be originally تَشَافَفْتُ. (TA in art. شف.)

8 اشتفى بِكَذَا (S, K, TA) He attained recovery, or restoration to convalescence, by means of such a thing: (TA;) and so ↓ تشفّى: (TK:) and مِنْ عِلَّتِهِ ↓ استشفى [if not a mistranscription for اشتفى] he became free from his disease, sickness, or malady; recovered from it; or became convalescent. (TA.) See 4, latter part.

b2: and see also 5.

b3: [Also (assumed tropical:) He was, or became, content with such a thing; or relieved from doubt thereby: and] (assumed tropical:) he profited by such a thing. (MA.) One

says, اِشْتَفَيْتُ بِمَا أَخْبَرَنِى فُلَانٌ (assumed tropical:) I was, or became, content with that which such a one told me, [or relieved from doubt thereby,] because it was true. (IB in art. حك, from Az.) And أَخْبَرَهُ

فُلَانٌ فَاشْتَفَى بِهِ (assumed tropical:) [Such a one gave him information] and he profited by his veracity. (TA.)

10 استشفى He sought, or demanded, a remedy, or cure. (TA.) See 4, latter part.

b2: And see also 8.

شَفًا The point or extremity, verge, brink, or edge, of anything; (S, Msb, K, &c.;) like ↓ شَفَةٌ; for شَفَا الحُفْرَةِ (Ksh in iii. 99) or شَفَا البِئْرِ (Bd ibid.) and شَفَتُهَا both signify the same, (Ksh, Bd,) i. e. حَرْفُهَا (Ksh) or طَرَفُهَا; (Bd;) but the final و in the former is changed into ا, and in the latter [accord. to those who hold شَفَةٌ to be originally شَفْوَةٌ] it is elided; (Ksh, Bd;) شَفًا being originally شَفَوٌ: (Bd:) [but شَفًا generally signifies as expl.

above; and شَفَةٌ almost always signifies the “ lip ” of a human being:] the dual is شَفَوَانِ; this being known, as Akh says, by the fact that إِمَالَة in the word شَفًا is not allowable: (S:) and the pl. is أَشْفَآءٌ. (TA.) It is said in the Kur [iii. 99], وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٌ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا [and ye were on the verge, or brink, of a pit of the fire of Hell, and He saved, or rescued, you from it]. (S.) And one says, هُوَ عَلَى شَفَا الهَلَاكِ (tropical:) [He is on the brink of destruction]. (TA.)

b2: Also (tropical:) A little; (S, A, K, TA;) a small part, or portion; somewhat; (A, TA;) somewhat remaining of the moon when near the change, (K, TA, [الهَلاك in the CK is erroneously put for الهِلَال,]) and of the sight (البَصَر), and of the day, and the like, as in the T. (TA.) One says of a man on the occasion of his dying, and of the moon at [the last period of the month called] its مُحَاق, and of the sun at its setting, (S,) مَا بَقِىَ مِنْهُ إِلَّا شَفًا [and مِنْهَا when

said of the sun] (assumed tropical:) There has not remained of him, or it, save a little: (S, K: *) and [in like manner]

مِنَ العُمُرِ [of life]. (S.) And one says, أَتَيْتُهُ

بِشَفًا مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ (assumed tropical:) [I came to him in a time when there was little remaining of the light of the sun]. (TA.) El-'Ajjáj says, أَشْرَفْتُهُ بِلَا شَفًا أَوْ بِشَفَا وَمِرْبَأٍ عَالٍ لِمَنٌ تَشَرَّفَا

meaning [Many an elevated place of observation, high to him who ascends it, I have ascended]

when the sun had set or when there was somewhat of it remaining. (S.) One says also, صَارَ فِى شَفَا

القَمَرِ meaning (assumed tropical:) He was, or became, in the last part of the night. (TA.) And it is said in a trad., (in relation to [the temporary marriage termed]

المُتْعَة,) فَلَوْ لَا نَهْيُهُ عَنْهَا مَا احْتَاجَ إِلَى الزِّنَا إِلَّا شَفًا, accord. to the T meaning [Were it not for his (i. e. God's) forbidding it, none would need having recourse to fornication,] save a small number of men: (T, TA:) or, accord. to 'Atà, it means, but would be on the brink thereof, without falling into it; شَفًا being thus used in the place of the inf. n. إِشْفَآء: so says IAth, as from Az. (TA.)

شَفَةٌ, in which the deficient letter is و, (K, TA,) for it has for pl. شَفَوَاتٌ, (TA,) or ه, (K, TA,) for it has [also] for pl. شِفَاهٌ, (TA,) has been mentioned before, (K, TA,) in art. شفه [q. v.]. (TA.)

b2: See also شَفًا above, first sentence.

شِفَآءٌ, (K, TA,) like كِسَآءٌ, (TA,) [in the CK erroneously written شَفاء,] primarily signifies The becoming free from disease, sickness, or malady; recovering therefrom; or becoming convalescent:

b2: and then, Medical, or curative, treatment: (TA:) the giving of health; (KL:) inf. n. of شَفَاهُ

[q. v.]: (S, Msb, TA:)

b3: and [then], (TA,) A medicine, or remedy: pl. أَشْفِيَةٌ, and pl. pl. أَشَافٍ. (K, TA.) [Hence, دَارُ الشِفَآءِ The hospital.]

b4: [And hence,] one says, شِفَآءُ العِىِّ السُّؤَالُ (tropical:) [The remedy of inability is the asking information]. (TA.)

شَفِىٌّ: see art. شفه.

شُفَيَّةٌ: see art. شفه.

شَفَوِىٌّ: see art. شفه.

شَافٍ [Recovering, or restoring to convalescence; remedial;] health-giving. (KL.)

b2: [Hence, جَوَابٌ شَافٍ (assumed tropical:) An answer that relieves from doubt.]

أَشْفَى More [and most remedial or] healthgiving. (KL.)

A2: Also A man whose lips do not close together: fem. شَفْيَآءُ. (TA.) See أَشْفَهُ, in art. شفه.

إِشْفًى An instrument for perforating; (K;) a thing pertaining to the makers or sewers of boots or shoes or sandals &c.; (S;) [i. e.] the awl used by them: (MA, KL:) and the instrument with which leather, or skin, is sewed: (Mgh, K:) or, accord. to ISk, it is [an instrument used] for water-skins and water-bags and the like; and the مِخْصَف is for sandals: (S:) [see also art. اشف:] masc. and fem.: (K, * TA:) pl. أَشَافٍ. (Mgh, TA.)

b2: Th mentions the saying, إِنْ لَاطَمْتَهُ

لَاطَمْتَ الإِشْفَى [if thou contend with him in slapping, thou wilt do so with the اشفى]; meaning that when one does so, it will be against himself. (TA.)

b3: And إِشْفَى المِرْفَقِ, a phrase used by a poet, means (assumed tropical:) Sharp in the elbow. (TA.)

خفش

(خفش) : خَفِّشَ إلى الأَرْضِ: إذا لَبَد.

خفش


خَفِشَ(n. ac. خَفَش)
a. Had small, purblind eyes.

خَفَشa. Purblind sight.

أَخْفَشُ
(pl.
خُفْش)
a. Purblind.

خُفَّاْش
(pl.
خَفَاْفِيْشُ)
a. Bat (bird).
(خفش) خفشا كَانَ بِهِ خفش وَيُقَال خفشت عينه فَهُوَ أخفش وَهِي خــفشاء (ج) خفش

(خفش) ضعف وبالأرض لبد وَالْبناء هَدمه وَالْإِنْسَان وَغَيره خفشه
خفش الخفش فساد في الجفون تضيق له العيون من غير وجع، ورجل أخفش. وهو من البعير الصغير السنام المنضم الذي لا يطول، ناقة خشفاء. وخفشت البناء هدمته، والرجل إذا صرعته ووطئته. وخفشت أمرك أي ضيعته.
[خفش] نه في ح عائشة: كأنهم معزى مطيرة في "خفش". الخطابي: إنما هو الخفش مصدر خفشت عينه خفشًا إذا قل بصرها وهو فساد في العين يضعف منه نورها وتغمص دائمًا من غير وجع، تعني أنهم في عمى وحيرة، أو في ظلمة ليل، وضربت المعزى مثلًا لأنها من أضعف الغنم في المطر والبرد. ومنه كتاب عبد الملك للحجاج: قاتلك الله "أخيفش" العينين، هو تصغير الأخفش.
[خفش] الخُفَّاشُ: واحد الخَفافيش التي تطير بالليل. والخَفَشُ : صِغَرٌ في العين وضَعفٌ في البصر خِلقةً. والرجلُ أَخْفَشُ. وقد يكون الخَفَشُ علة، وهو الذى يبصر الشئ بالليل ولا يبصره بالنهار، ويبصره في يومٍ غيمٍ ولا يبصره في يوم صاح. 
(خفش) - في حديث عائشة، رضي الله عنها: "كأنَّهم مِعْزَى مَطِيرةٌ في خِفْش ".
قال الخَطَّابي: إنما هو الخَفَش، مصدر خَفِشَت عَينُه خَفَشًا: أي هم في عَمًى وحِيرَة، أو في ظُلمَة لَيلٍ أو نحوِه. وضَربَتِ المَثلَ بالمِعْزَى، لأنها من أَضعفِ الغَنَم في المَطرَ والنَّدَى والبَرْد، والخَفَش: فَسادٌ في العَيْن بحيث تَضِيقُ من غَيْر وجَعٍ ويَضعُف نُورُها وتَغْمَصُ دائِمًا.
خ ف ش: (الْخُفَّاشُ) بِوَزْنِ الْعُنَّابِ وَاحِدُ (الْخَفَافِيشِ) الَّتِي تَطِيرُ بِاللَّيْلِ. وَ (الْخَفَشُ) بِفَتْحَتَيْنِ صِغَرُ الْعَيْنِ وَضَعْفٌ فِي الْبَصَرِ خِلْقَةً وَالرَّجُلُ (أَخْفَشُ) وَقَدْ يَكُونُ الْخَفَشُ عِلَّةً وَهُوَ الَّذِي يُبْصِرُ الشَّيْءَ بِاللَّيْلِ وَلَا يُبْصِرُهُ بِالنَّهَارِ وَيُبْصِرُهُ فِي يَوْمِ غَيْمٍ وَلَا يُبْصِرُهُ فِي يَوْمِ صَاحٍ. 
(خفش)
(س) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ «كَأَنَّهُمْ مِعْزًى مَطِيرَة فِي خَفْشٍ» قَالَ الخطَّابي: إنَّما هُوَ الْخَفَشُ، مَصْدَر خَفِشَتْ عَينُه خَفَشاً إِذَا قَلَّ بَصرُها، وَهُوَ فسادٌ فِي الْعَيْنِ يَضْعفُ مِنْهُ نورُها، وتَغْمَصُ دَائِمًا مِنْ غَيْرِ وَجَع: تَعْني أَنَّهُمْ فِي عَمًى وحَيْرَة، أَوْ فِي ظُلْمة لَيْلٍ. وَضَرَبَت المِعْزَى مَثَلاً لِأَنَّهَا مِنْ أضْعف الغَنَم فِي الْمَطَرِ والبرْد.
وَمِنْهُ كِتَابُ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَى الْحَجَّاجِ «قاتَلكَ اللَّهُ أُخَيْفِش العَينَين» هُوَ تَصْغِيرُ الْأَخْفَشِ.
وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
خ ف ش : الْخَفَشُ صِغَرُ الْعَيْنَيْنِ وَضَعْفٌ فِي الْبَصَرِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَالذَّكَرُ أَخْفَشُ وَالْأُنْثَى خَــفْشَاءُ وَيَكُونُ خِلْقَةً وَهُوَ عِلَّةٌ لَازِمَةٌ وَصَاحِبُهُ يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ أَكْثَرَ مِنْ النَّهَارِ وَيُبْصِرُ فِي يَوْمِ الْغَيْمِ دُونَ الصَّحْوِ وَقَدْ يُقَالُ لِلرَّمَدِ خَفَشٌ اسْتِعَارَةً.

وَالْخُفَّاشُ طَائِرٌ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَكَادُ يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ وَبَنُو خُفَّاشٍ فِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ إحْدَاهَا بِالضَّمِّ وَالتَّثْقِيلِ عَلَى لَفْظِ الطَّائِرِ وَالثَّانِيَةُ بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ وِزَانُ غُرَابٍ وَالثَّالِثَةُ بِالْكَسْرِ مَعَ التَّخْفِيفِ وِزَانُ كِتَابٍ. 
خ ف ش

رجل أخفش، وبه خفش وهو صغر العينين وضعف البصر، وقد خفشت عينه.

خ قال: ض خفض الشيء ورفعه فانخفض. وهو في حال رفعة وحال خفضة. وختن الغلام، وخفضت الجارية. وفلانة خافضة. ونعمت الخافضة! وخفض رأس البعير إلى الأرض. قال:

يكاد يستعصي على مخفضه

ومن المجاز: خفض صوته ورفعه. وكلام مخفوض وخفيض. وخفض له جناحه: تواضع له. ولفلان جناح مخفوض وخفيض. وهو منقاد لك خافض الجناح. وهو خافض الطير، وواقع الطير، وساكن الطير: وقور. وخفضت الإبل: نقيض رفعت إذا لان سيرها، ولها خفض ورفع، ومخفوض ومرفوع. وخفض عليك: هون الأمر على نفسك وسهله. قال:

وخفض عليك القول واعلم بأنني ... من الأنس الطاحي عليك العرمرم

وأرض خافضة السقيا، ورافعة السقيا أي سهلة السقي وصعبته، ومنه خفض عيشه سهل ووطؤ يخفض خفضاً: وهو في خفض من العيش ومخفوض وخفيض: بارد. قال:

قليلة لحم الناظرين يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

وقولهم: عيش خافض، كعيشة راضية. ومازالت تخفضني أرض وترفعني أرض حتى وصلت إليكم.
خفش
خفِشَ يَخفَش، خَفَشًا، فهو أخفشُ
• خفِش الشَّخصُ:
1 - ضعُف بصرُه في النُّور الشَّديد، فأبصر بالليل دون النهار.
2 - صغرت عينُه، وفسدت جفونه بلا وجَع. 

أخْفَشُ [مفرد]: ج خُفْش، مؤ خَــفْشاء، ج مؤ خفشاوات وخُفْش:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفِشَ.
2 - مَنْ يُبصر بالليل دون النهار. 

خَفَش [مفرد]:
1 - مصدر خفِشَ.
2 - ضعف في الإبصار، يعرض في النور الشديد. 

خُفَّاش [مفرد]: ج خَفافِيشُ: (حن) حيوان ثدييّ مجنّح الأيدي من رتبة الخُفَّاشيّات يكره الضوء، قادر على الطيران ليلاً، ويطلق عليه أيضًا الوَطْواط ° خفافيشُ الظَّلام: تعني أصحاب الدسائس. 

خفش: الخفَشُ: ضعف في البصر وضيق في العين، وقيل: صغرٌ في العين خلقةً،

وقيل: هو فساد في جفن العين واحمرار تضيق له العيون من غير وجع ولا

قُرْحٍ، خَفِش خَفَشاً، فهو خَفِشٌ وأَخْفَشُ. وفي حديث عائشة: كأَنهم مِعْزَى

مَطِيرة في خَفْشِ؛ قال الخطابي؛ إِنما هو الخَفَشُ مصدر خَفِشَت عينه

خَفَشاً إِذا قَلَّ بصرها، وهو فساد في العين يضعف منه نورُها وتَغْمَصُ

دائماً من غير وجع، يعني أَنهم في عمًى وحَيرة أَو في ظلمة ليل، فضُرِبت

المِعْزة مثلاً لأَنها من أَضعف الغنم في المطرِ والبرد. وفي حديث ولد

المُلاعَنة: إِن جاءت به أُمه أَخْفَشَ العينين؛ قال بعضهم: هو الذي

يُغَمّضُ إِذا نظر؛ وقول رؤبة:

وكنتُ لا أُوبَنُ بالتَّخْفِيش

يريد بالضَّعْف في أَمري. يقال: خفِشَ في أَمره إِذا ضعف؛ وبه سمي

الخُفاشُ لضعْف بصره بالنهار. وقال أَبو زيد: رجل خفِشٌ إِذا كان في عينيه

غَمَصٌ أَي قَذًى، قال: وأَما الرَّمَصُ فهو مثلُ العَمَش. وفي كتاب عبد

الملك إِلى الحجاج: قاتلك اللَّه أُخَيْفِشَ العينِ هو تصغير الأَخْفَش.

الجوهري: قد يكون الخفَشُ علة وهو الذي يُبْصر الشيء بالليل ولا يبصره

بالنهار، ويبصره في يوم غيم ولا يبصره في يوم صاح. والخُفَّاشُ: طائرٌ يطير

بالليل مشتق من ذلك لأَنه يَشُقُّ عليه ضوء النهار. والخُفَّاشُ: واحدُ

الخَفافِيش التي تطير بالليل. وقال النضر: إِذا صغُرَ مُقدَّمُ سنام البعير

وانضمَّ فلم يَطُلْ فذلك الخَفَش. بعيرٌ أَخْفَشُ، وناقة خَــفْشاءُ، وقد

خَفِشَ خفَشاً.

خفش

1 خَفِشَ, aor. ـَ inf. n. خَفَشٌ, He had that quality of the eyes, or sight, which is termed خَفَشٌ as this word is explained below. (Msb.) and خَفِشَتْ عَيْنُهُ His eye had that quality. (A.) خَفَشٌ Smallness of the eye, (S, A, K,) or of the eyes, (Msb,) and weakness in the sight, by nature: (S, A, Msb, K:) or a natural narrowness in the eye: (TA:) and sometimes it is a disease: (S, Msb: *) or a corrupt state in the eyelids, (Kh, A, K,) and redness, which causes the eyes to become narrow, (Kh,) without pain, (Kh, A, K,) and without ulceration: (Kh:) and (so in the S and A and Msb, but in the K “ or ”) nyctalopia; or the seeing by night, (S, A, K,) but not by day: (S, K:) or the seeing by night more than by day: (Msb:) and in a cloudy day, but not in a clear one: (S, A, Msb, K:) and sometimes, (tropical:) the being affected with ophthalmia, or inflammation of the eye with pain and swelling. (Msb.) كَأَنَّهْمْ مِعْزَى حَظِيرَةٍ فِى خَفَشٍ [As though they were the goats of a pen, in respect of weakness of sight,] is a prov., applied to him who falls into blindness or perplexity or the darkness of night; because goats are the weakest of the غَنَم in rain and cold: originally said by 'Áïsheh. (TA.) خُفَّاشٌ The bat; syn. وَطْوَاطٌ; (K;) a certain flying thing; (Msb;) that flies by night: (S:) so called because it can scarcely see by day; (Msb;) or because of the smallness of its eyes and the weakness of its sight (K, TA) by day: (TA:) its brain, if the hollows of the soles of the feet be anointed with it, excites the venereal passion: and if burnt, and used as a collyrium, it removes, or stops, (according to different copies of the K,) whiteness of the eye, (K, TA,) and sharpens the sight: (TA:) its blood, if smeared upon the pubes of one who has nearly attained the age of puberty, prevents the growth of hair; (El-Minháj, K;) as some say; but this is not true: (El-Minháj:) and if the pudendum of her who has difficulty in bringing forth, be rubbed gently with its gall-bladder, she brings forth immediately: (K, * TA:) the pl. is خَفَافِيشُ. (S, K.) [See also خُشَّافٌ.]

أَخْفَشُ One who has that quality of the eyes, or sight, which is termed خَفَشٌ as this word is explained above: (S, A, Msb:) and one who contracts his eyes when he looks: (TA:) and one who has in his eyes white fluid matter, or motes, or the like: (Az:) fem. خَفْشَآءُ. (Msb.)

حج

الحج: القصد إلى الشيء المعظم، وفي الشرع: قصدٌ لبيت الله تعالى بصفة مخصوصة، في وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة.
(حج)
إِلَيْهِ حجا قدم وَالْمَكَان قَصده وَالْبَيْت الْحَرَام قَصده للنسك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَللَّه على النَّاس حج الْبَيْت} وَيُقَال حج بَنو فلَان فلَانا أَكْثرُوا التَّرَدُّد عَلَيْهِ وَالْجرْح سبره ليعرف غوره ويعالجه وَفُلَانًا أصَاب حجاج عَيْنَيْهِ وغلبه بِالْحجَّةِ يُقَال حاجه فحجه
الْحَاء وَالْجِيم

الجَحْمَرِشُ من النِّسَاء: الثَّقِيلَة السمجة.

والجَحْمَرِشُ أَيْضا: الْعَجُوز الْكَبِيرَة، وَقيل: الْعَجُوز الْكَبِيرَة الغليظة.

وَمن الْإِبِل: الْكَبِيرَة السن.

وأفعى جَحْمَرِشٌ: خشناء غَلِيظَة.

والجَحْمَرِشُ الأرنب الضخمة، وَهِي أَيْضا الأرنب الْمُرْضع، وَلَا نَظِير لَهَا إِلَّا امْرَأَة صَهْصَلِقٌ، وَهِي الشَّدِيدَة الصَّوْت.

وناقة جِرْدَحلٌ: ضخمة غَلِيظَة.

وَذكر عَن الْمَازِني أَن الجردحل: الْوَادي، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.
حج
الحَجُّ: السَّيْرُ إلى البَيْتِ خاصَّةً، وقد يُكْسَرُ الحاءُ، والنَّصْبُ أحْسَنُ. والحَجّاجُ: الكَثيرُ الحَجِّ. والحُجّاجُ والحَجِيْجُ: جَمَاعَةُ الحاجِّ. والحَّجُّ: الحُجَّاجُ، قال جَرير: وكأنَّ عافِيَةَ النُّورِ عليهمُ ... حَجٌّ بأسْفَلَ ذي المَجَازِ نُزُوْلُ
والحاجِجُ: الحاجُّ أيضاً. ويقولونَ: الحاجَّ أسْمَعْتَ لإفْشَاءِ الأمْرِ. ولَجَّ فَحَجَّ مَثَلٌ. وذي الحِجَّةِ: شَهْرُ الحَجِّ. وحَجَّ علينا فُلانٌ: قَدِمَ. والمَحَجَّةُ: قارِعَةُ الطَّريقِ الواضِح. والحَجَّةُ: شَحْمَةُ الأُذُنِ. والحُجَّةُ: الوَجْهُ الذي به يَقَعُ الظَّفَرُ عند الخَصُوْمة، ويُقال: حاجَجْتُه فحَجَجْتُه. والحِجَاجُ: مَصْدَرٌ. وهو أيضاً: العَظْمُ المُسْتَديرُ حَوْلَ العَيْنِ، وجَمْعُه: أَحِجَّةٌ وحُجُجٌ. والأحَجُّ: العَظيمُ الحِجَاج. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوْصُ. وحَجَجْتُ الشَّجَّةَ أحُجُّها حَجّاً: أدْخَلْتَ المِيْلَ فيها لِتَسْبُرَها. والحَجِيْجُ: المَشْجُوْجُ.
وفَرَسٌ أحَجُّ: كالأحَقّّ، وهو الذي يُطابِقُ في السَّيْر. وقَوْلُ مَرّارٍ:
ضَرَبْنَ بكُلِّ سالِفَةٍ ورَأسٍ ... أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَهُ نَصِيْلُ
يَعْنِي: الصُّلْبَ الضَّخْمَ، وَصَفَ إبلاً. والحَجَجُ: الوَقْرَةُ في العَظْم. والمِحْجَاجُ: حَدِيْدَةٌ بِمَنْزِلةِ المَرَّتُحَجُّ بها الأرْضُ: أي تُشَقُّ. وحَجَّهُ وشَجَّهُ: واحِدٌ. والحَجْحَجُ: الفَسْلُ من الرِّجَال. وحَجْحَجَ لي بالكَلام: جَمْجَمَ ولم يُبَيِّنْه. وحَجَجْ: زَجْرٌ للغَنَم.
حج
أصل الحَجِّ القصد للزيارة، قال الشاعر:
يحجّون بيت الزّبرقان المعصفرا
خصّ في تعارف الشرع بقصد بيت الله تعالى إقامة للنسك، فقيل: الحَجّ والحِجّ، فالحَجُّ مصدر، والحِجُّ اسم، ويوم الحجّ الأكبر يوم النحر، ويوم عرفة، وروي: «العمرة الحجّ الأصغر» .
والحُجَّة: الدلالة المبيّنة للمحجّة، أي:
المقصد المستقيم الذي يقتضي صحة أحد النقيضين. قال تعالى: قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ [الأنعام/ 149] ، وقال: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة/ 150] ، فجعل ما يحتجّ بها الذين ظلموا مستثنى من الحجة وإن لم يكن حجة، وذلك كقول الشاعر:
ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم بهنّ فلول من قراع الكتائب
ويجوز أنّه سمّى ما يحتجون به حجة، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
[الشورى/ 16] ، فسمّى الداحضة حجّة، وقوله تعالى: لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ [الشورى/ 15] ، أي: لا احتجاج لظهور البيان، والمُحاجَّة: أن يطلب كلّ واحد أن يردّ الآخر عن حجّته ومحجّته، قال تعالى: وَحاجَّهُ قَوْمُهُ قالَ: أَتُحاجُّونِّي فِي اللَّهِ [الأنعام/ 80] ، فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ [آل عمران/ 61] ، وقال تعالى: لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ [آل عمران/ 65] ، وقال تعالى: ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ حاجَجْتُمْ فِيما لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ [آل عمران/ 66] ، وقال تعالى: وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ [غافر/ 47] ، وسمّي سبر الجراحة حجّا، قال الشاعر:
يحجّ مأمومة في قعرها لجف
باب الحاء مع الجيم ح ج، ج ح مستعملان

حج: قد تُكسَر الحَجّةُ والحَجُّ فيقال: حِجُّ وحِجَّةٌ. ويقال للرجل الكثير الحَجٍّ حَجّاج من غير إمالةٍ. وكلُّ نعت على فَعّال فإنّه مفتوح الألف، فإذا صيَّرتَه اسماً يَتَحَوَّل عن حال النَّعْت فتدخله الإمالة كما دَخَلَتْ في الحَجّاج والَعجّاج. وحَجٍّ علينا فُلانٌ أي قَدِمَ. والحَجُّ: كثرة القَصْد إلى من يُعَظَّم، قال:

كانت تحُجُّ بنُو سَعْدٍ عِمامتَه ... إذا أَهَلُّوا على أنصابِهم رَجَبا  حَجُّوا عِمامتَه: أي عظَّمُوُه. والحِجَّةُ: شَحْمةُ الأُذُن، قال لبيد:

يَرُضْنَ صِعابَ الدُرِّ في كل حجة ... وإن لم تكن أعناقهن عواطلا

ويقال: الحجة هيهنا الموسم. والحَجْحَجَةُ: النُّكُوصُ، تقول: حَمَلوا ثم حَجْحَجوا أي نَكَصُوا، قال :

حتّى رَأَى رايتَهم فَحَجْحَجا

والمَحَجَّةُ: قارعة الطريق الواضح. والحُجَّةُ: وَجْهُ الظَّفَر عند الخُصومة. والفِعل حاجَجْتُه فَحَجَجْتُه. واحتَجَجْتُ عليه بكذا. وجمع الحُجَّة: حُجَجٌ. والحِجاج المصدر. والحَجاجُ: العظمُ المستدير حولَ العَين، ويقال: بل هو الأَعْلى الذي تحت الحاجب، وقال:

إذا حَجاجا مُقلتَيْها هَجَّجا

والحَجيجُ: ما قد عُولِجَ من الشَجَّة، وهو اختلاط الدَّمِ بالدماغ فيصب عليه السَّمْنُ المَغْلِيُّ حتى يظهَرَ الدمُ فيُؤخَذُ بقُطنةٍ، يقال: حَجَجْتُه أحُجُّه حَجّاً. الجَحْجاحُ: السيِّدُ السَّمْحُ الكريمُ، ويجمع: جَحاجِحة، ويجوز بغير الهاء، قال أمية : ماذا ببدر فالعقنقل ... من مرازبة جَحاجحْ

وأَجَحَّتِ الكلبةُ: أي حَمَلَتْ فهي مُجحٌّ.
الْحَاء وَالْجِيم

حَجَّ علينا: قَدِمَ.

وحَجِّهُ يَحُجُّهُ حَجاً: قصَدَه، قَالَ المُخَبَّل:

وأشْهَدُ مِن عَوْف حُلُولاً كَثيرَةً ... يَحُجُّونَ سِبّ الزِّبَرْقانِ المُزَعفرا

أَي يَقْصِدونه ويزُورُونه.

والحَجُّ: القَصدُ للتوجه إِلَى الْبَيْت بِالْأَعْمَالِ الْمَشْرُوعَة فَرْضاً وسُنةً، وَأَصله من ذَلِك. وَجَاء فِي التَّفْسِير: أَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَب الناسَ فأعْلَمَهُم أنّ الله قد فرض عَلَيْهِم الحَجَّ. فَقَامَ رَجُلٌ من بني أسَدٍ فَقَالَ: يَا رسولَ الله أَفِي كل عَام؟ فاعرض عَنهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَاد الرجل ثَانِيَة، فاعرض عَنهُ، فَعَاد ثَالِثَة. فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُؤمنُكَ أَن أقُولَ نَعَمْ فَتَجبَ فَلَا تقومونَ بهَا فَتَكْفُرُونَ " أَي تَدْفَعُونَ وُجُوَبها لِثِقَلها فَتَكْفُرُون، وَأَرَادَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يُؤمنكَ أَن يُوحَى إِلَى أَن أَقُول نَعَم فأقُولَ.

وحَجَّهُ يَحُجُّهُ وَهُوَ الحَجّ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: حَجهُ يَحُجَّهُ حِجّاً، كَمَا قَالُوا ذَكَرَه ذِكْراً وَقَوله أنشدَهُ ثعلبٌ

يَوْمَ تَرَى مُرْضِعَةً خَلُوجا ... وكُلَّ أُنَثى حَمَلَتْ خَدُوجا

وكُلَّ صَاحٍ ثَمِلاً مَؤُوجا ... ويَسْتَخفُّ الحَرَمَ المَحْجوجا

فسره فَقَالَ: يستخف الناسُ الذَّهابَ إِلَى هَذِه الْمَدِينَة لأنَّ الأَرْض دحيت من مَكَّة، فَيَقُول يَذْهَبُ النَّاسُ إِلَيْهَا لأنْ يُحْشَروا مِنْهَا. وَيُقَال: إِنَّمَا يَذْهَبُونَ إِلَى بَيت المَقْدِسِ.

ورَجُلٌ حاجُّ وَقوم حُجّاجٌ وحَجيجٌ. فَأَما قَوْلُهمْ: أقبل الحاجُّ والدَّاجُّ فقد يكون أَن يُرَادَ بِهِ الجنسُ، وَقد يكون اسْما للجَمْع كالحامل والباقرِ.

والحِج: الحُجّاجُ. قَالَ:

حِجٌّ بأسْفَل ذِي المَجازِ نُزُولُ

وَقَالَ:

كأنَّما أصْوَاتُها فِي الوَادِي ... أصْوَاتُ حِجٍّ من عمان غادي

هَكَذَا انشده ابْن دُرَيْد بِكَسْر الْحَاء. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: حَجّةٌ واحدةٌ يُرِيدُونَ عَمَل سَنَةٍ واحدةٍ.

وآحْتَجَّ البيتَ: كَحَجَّهُ عَن الهَجْرِيّ: وانشد:

تركتُ احْتجاجَ البيتِ حَتى تظاهَرَتْ ... عَلىَّ ذُنُوبٌ بَعْدَهُنَّ ذُنُوبُ

وَذُو الحِجّةِ: شهر الحَجَّ، سُمي بذلك لِلْحَجِّ فِيهِ. والحِجَّةُ: السنةُ، والجمعُ حِجَجٌ.

والمَحَجَّةُ: الطريقُ. وَقيل: مَحَجّةُ الطَّرِيق سَنَنُهُ.

والحُجّةُ: مَا دوفعَ بِهِ الخَصمُ، والجمعُ حُجَجٌ وحِجاجٌ.

وحاجَّهُ مُحَاجَّةً وحِجاجا: نازَعه الحُجةَ.

وحَجَّهُ يحُجُّهُ حَجا: غَلَبَهُ على حُجّته. وَفِي الحَدِيث " فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " واحْتَجَّ بالشَّيْء: اتَّخذهُ حُجةً.

وحَجّهُ يَحجُّه حَجاً فَهُوَ محجُوجٌ وحَجيجٌ: إِذا قَدَح بالحديد فِي العَظْمِ حَتَّى يتلطخ الدِّمَاغ بِالدَّمِ فَيَقْلَعَ الجلْدَة الَّتِي جَفَّتْ ثمَّ يُعالَجُ ذَاك فيلتئم بِجلْدٍ وتَكُون آمَّةً. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف امْرَأَة:

وصَبَّ عَلَيْهَا الطِّيبَ حَتَّى كَأَنَّهَا ... أسىٌّ على أُمِّ الدِّمَاغ حَجيجُ

وَكَذَلِكَ حَجَّ الشَّجَّةَ يَحُجُّها حَجّاً. قَالَ الشَّاعِر:

يَحُجُّ مأمُومَةً فِي قَعْرِهاَ لجَفٌ ... فاسْتُ الطَّبيبِ قَذَاها كالمَغارِيد

وَقيل: الحَجّ: أَن يُشَجَّ الرجل فيختلطَ الدَّم بالدماغ فَيُصَبَّ عَلَيْهِ السَّمْنُ المُغَلَّى أَو اللَّبنُ المُغَلَّى حَتَّى يظهَرَ الدَّمُ فَيُؤخَذَ بقُطْنَةٍ.

وَقيل: حَجَّ الجُرحَ: سَبَرَه ليعرفَ غَوْرَهُ، عَن ابْن الاعرابي.

وحَجَّ العَظْمَ يحُجُّهُ حَجاً: قَطَعَهُ من الجُرْحِ واستخرجه. وَقد فسَّره بعضُهم بِمَا انشدناه لأبي ذُؤَيْب.

وأحَجَّ الشَّيْء: صَلُبَ. قَالَ المَرَّارُ الفَقْعَسِي:

ضَرَبْنَ بكُلِّ سالفَةٍ ورَأسٍ ... أحَجَّ كأنَّ مُقْدَمَه نَصيلُ

والحِجاجُ والحَجاجُ: العَظْمُ النَّابِت عَلَيْهِ الْحَاجِب وَقيل: الحجاجان: العظمان المُشرفان على غاري الْعين. وَقيل: هما مَنْبتا شَعَرِ الحاجبين من العظمِ، وَقَوله:

تُحاذِرُ وَقْعَ السَّوْطِ خَوْصَاءُ ضَمَّها ... كَلاَلٌ فَجالَتْ فِي حَجا حاجبٍ ضَمْرِ

فان ابْن جني قَالَ: يُريدُ: فِي حَجاجٍ حاجبٍ ضَمْرٍ، فَحذف للضرورةِ. وَعِنْدِي انه أَرَادَ بالحَجا هُنَا الناحيَةَ.

وَالْجمع أحِجَّةٌ وحُجُجٌ.

عليٌّ: حُجُجٌ شاذٌّ، لِأَن مَا كَانَ من هَذَا النَّحْوِ لم يُكسَّر على فُعُل كراهيَةَ التَّضْعِيف، فَأَما قَوْله

يَتْرُكْنَ بالامالسِ السَّمارِجِ ... للطَّيْرِ واللَّغاوِسِ والهَزَالجِ

كُلَّ جَنينٍ مَعِرِ الحَوَاججِ

فَإِنَّهُ جمع حِجاجاً على غير قياسٍ. وَأظْهر التَّضْعِيف اضطرارا.

والحَجَجُ: الوَقْرَةُ فِي العَظْم.

والحَجَّةُ والحاجَّةُ: شحمةُ الأذُن، الأخيرةُ اسْم كالكاهل وَالْغَارِب.

والحَجَّةُ أَيْضا: خَرَزَةُ لُوْلُؤَةٍ تُعَلَّقُ فِي الأذُن، قَالَ ابْن دُرَيْد: وَرُبمَا سُمِّيَتْ حاجَّةً.

والحَجَّاجُ: اسْم رجل، اماله بعض أهل الإمالة فِي جَمِيع وُجوه الْإِعْرَاب على غير قِيَاس فِي الرّفْع وَالنّصب. وَمثل ذَلِك النَّاس فِي الْجَرّ خَاصَّة، وَإِنَّمَا مثَّلْتُه بِهِ لِأَن ألف الْحجَّاج زَائِدَة غير منقلبة، وَلَا يجاوزها مَعَ ذَلِك مَا يُوجب الإمالة. وَكَذَلِكَ النَّاس، لِأَن الأَصْل إِنَّمَا هُوَ الأُناس. فحذفوا الْهمزَة وَجعلُوا اللَّام خَلَفا مِنْهَا كالله إِلَّا انهم قد قَالُوا الأُناس. قَالَ وَقَالُوا: مَرَرْتُ بناس فأمالوا فِي الجَرّ خاصَّةً تَشْبِيها للالف بالف فَاعل لِأَنَّهَا ثانيةٌ مثلهَا، وَهُوَ نَادِر، لِأَن الْألف لَيست منقلبَةً، فَأَما فِي الرَّفْع والنَّصب فَلَا يُميله أحدٌ. وَقد يَقُولُونَ حَجَّاجٌ، بِغَيْر ألف ولامٍ كَمَا يَقُولُونَ الْعَبَّاس وعبَّاسٌ، وَقد تقدَّمَ تَعْلِيل ذَلِك.

وحَجِجْ: من زَجْرِ الغَنمِ. وحَجَحجَ الرجلُ: نَكصَ. وَقيل: عَجَزَ وقَصَّرَ وانشد ابْن الاعرابي:

ضَرَبا طِلَخْفاليس بالمُحَجْحِجِ

أَي لَيْسَ بالمُتَوَاني المُقَصِّر.

وحَجْحَجَ الرَّجلُ: لم يُبْدِ مَا فِي نَفسه.

والحَجْحَجَةُ: التَّوَقُّفُ عَن الشَّيْء والارْتداع.

وحَجْحَجَ عَن الشَّيْء: كفَّ عَنهُ.

وحَجْحَجَض: صَاحَ.

وتَحَجْحَجَ القومُ بِالْمَكَانِ: أَقَامُوا فِيهِ فَلم يَبْرَحُوا.

حج

1 حَجَّ, aor. ـُ (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. حَجٌّ, (S, Mgh, Msb, K,) He repaired, or betook himself, to, or towards, syn. قَصَدَ, (S, A, Mgh, Msb, K,) a person (S, A, Mgh) [or place], in an absolute sense: or to, or towards, an object of reverence, veneration, respect, or honour: or, accord. to Kh, he repaired, or betook himself, much, or frequently, to, or towards, an object of this kind: and also he repaired to, betook himself to, or visited, a person: (TA:) and he went to, or visited, a person repeatedly, or frequently. (ISk, T, S, Mgh, K. *) You say also, حَجَّ بَنُو فُلَانٍ فُلَانًا The sons of such a one continued long going repeatedly to visit such a one. (S.) b2: Hence, (S, Mgh, Msb,) aor. and inf. n. as above, (S,) and inf. n. حِجٌّ also, (Sb, L,) or this is a simple subst., (S, Msb, K,) by a conventional usage, (S,) or predominantly, (Mgh,) or by restriction of its usage in the law, (Msb,) He repaired to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Mgh, Msb,) to perform the religious rites and ceremonies of the pilgrimage; (S, Mgh, Msb, K;) or for the purpose of the عُمْرَة [q. v.; but this latter meaning is very rare: the usual meaning is, he performed the pilgrimage to Mekkeh and Mount' Arafát, with all the rites and ceremonies prescribed to be observed at, and between, those two places]: (Msb:) or he repaired to the House [of God, at Mekkeh,] and performed the actions prescribed for that occasion by the law of the Kur-án and the Sunneh. (L.) [See حَجٌّ, below.] You say also, حَجَّ الَيْتَ, aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, (T, S,) and ↓ احتجّهُ, (El-Hejeree, TA,) He performed the pilgrimage to the House [of God, at Mekkeh]; (T, S;) because people repair to it every year. (T, TA.) And حَجُّوا مَكَّةَ [They performed the pilgrimage to Mekkeh]. (A.) and مَا حَجَّ وَلٰكِنَّهُ دَجَّ He did not repair to Mekkeh to visit the House of God, (Aboo-Tálib, Az,) or for the performance of the rites and ceremonies of the pilgrimage, (Msb,) but he journeyed for mercantile purposes. (Aboo-Tálib, Az, Msb. [See also art. دج.]) And hence, accord. to some, لَجَّ فَحَجَّ, a prov., which see below. (TA.) b3: Also, (TA,) inf. n. حَجٌّ, (K,) He came, or arrived. (K, TA.) You say, حَجَّ عَلَيْنَا فُلَانٌ Such a one came to us. (TA.) A2: Also, [aor., accord. to rule, as above,] inf. n. حَجٌّ, He shaved [his head; as one does on completing the performance of the rites and ceremonies of the pilgrimage: see حَجٌّ, below]. (TA.) A3: Also, (IAar, A, &c.,) aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, (TA,) He probed a fracture of the head, (K,) or a wound, (A, TA,) with a مِحْجَاج, (A, K,) or مِيل, (TA,) for the purpose of curing it: (TA:) or he probed a wound to know its depth: (IAar, TA:) or he examined a cleft in the head to know whether there were in it bone or blood: (ISh, TA:) or he dressed and cured a wound in the head reaching to the brain: or he poured boiled clarified butter upon a fracture of the head, in consequence of which the blood was mixed with the brain, until the blood appeared, which he took away with a little cotton: (TA:) or حَجَّهُ, inf. n. حَجٌّ, signifies he probed a fracture of his head for the purpose of curing it: (S:) or he made a perforation in the bone [of his broken head] (قَدَحَ فِيهِ) with an iron instrument, it being broken so that the brain was befouled with blood, and pulled off the skin that had dried up, and then cured it, so that it closed up with a [new] skin: it relates to a wound reaching to the brain. (L.) b2: Also, aor. ـُ inf. n. حَجٌّ, He cut out and extracted a bone from a wound. (TA.) A4: Also, (A, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. حَجُّ, (K,) He overcame another in, or by, an argument, a plea, an alle-gation, a proof, an evidence, or a testimony. (A, Msb, K.) See 3. It is said in a prov., لَجَّ فَحَجَّ (S, TA) He was pertinacious in litigation, dispute, or altercation, and overcame therein [as is implied in the S, and expressed in the TA]: or he persevered until he performed the pilgrimage [not having intended to do so when he set out: see Freytag's “ Arab. Prov. ” ii. 452]. (TA.) A5: Also, (TA,) [aor., accord. to rule, حَجِّ,] inf. n. حَجٌّ; (K;) and ↓ حَجْحَجَ, (K,) inf. n. حَجْحَجَةٌ; (TA;) He refrained, forbore, or abstained, (K, TA,) عَنْ شَىْءٍ from a thing. (TA.) [See also the latter verb below.]3 حاجّهُ, (S, A, Mgh, Msb,) inf. n. مُحَاجَّةٌ (A, Msb, TA) and حِجَاجٌ, (TA,) He contended with him in, or by, an argument, a plea, an allegation, a proof, an evidence, or a testimony. (S, Mgh, Msb, TA.) You say, ↓ حاجّهُ فحَجَّهُ He contended with him in, or by, an argument, &c., and he overcame him therein, or thereby. (S, A, * Mgh, Msb.) b2: [And hence, حاجّ He pleaded in a lawsuit.]4 احجّهُ He sent him to perform the pilgrimage to Mekkeh, and the religious rites and ceremonies thereof. (S, Msb, K.) 6 تَحَاجٌّ [inf. n. of تحاجّوا] The contending, one with another, in a litigation, a dispute, or an altercation; (S, K;) the adducing arguments, pleas, allegations, proofs, evidences, or testimonies, one with another. (KL.) 8 إِحْتَجَ3َ see 1.

A2: [احتجّ بِشَىْءٍ He adduced, or urged, or defended himself by adducing or urging, a thing as an argument, a plea, an allegation, a proof, an evidence, or a testimony.] You say, احتجّ عَلَى خَصْمِهِ بِحُجَّةٍ شَهْبَآءَ [He argued against his adversary with a strong, or a difficult, argument, plea, &c.]. (A.) R. Q. 1 حَجْحَجَ, inf. n. حَجْحَجَةٌ: see 1, last signification. b2: Also He retired, or drew back; or did so in fear: (S, K:) or he lacked power, or ability. (TA.) One says, حَمَلُوا عَلَى القَوْمِ حَمْلَةً ثُمَّ حَجْحَجُوا They made a single charge, or assault, upon the party, and then retired, or drew back; or drew back in fear: (S, TA:) or lacked power, or ability. (TA.) b3: He refrained from saying what he desired, or was about, to say; (S, K;) like مَجْمَجَ: (S:) or he did not reveal, or manifest, what was in his mind. (M, TA.) It is said in one of the provs. of Meyd, نَفْسُكَ بِمَا تُحَجْحِجُ أَعْلَمُ Thou thyself knowest better than others [what thou refrainest from uttering, or] what is in thy mind. (TA.) b4: He remained, stayed, abode, or dwelt, (K, TA,) بِمَكَانٍ

in a place; not quitting it; as also ↓ تَحَجْحَجَ. (TA.) R. Q. 2 تَحَجْحَجَ: see what next precedes.

حَجُّ and ↓ حِجٌّ, the former an inf. n., and the latter a simple subst., (S, Msb, K,) or the latter also is an inf. n., (Sb, L,) [both used as substs.,] The pilgrimage to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Msb,) to perform the religious rites and ceremonies prescribed to be observed on that occasion: (S, Msb, K:) Ks makes no difference between these two words: some say that the former is employed to signify the religious rites and ceremonies of the pilgrimage because they follow the repairing to Mekkeh, or because they are completed by shaving [the head], or because people continue long going to and fro to perform them: accord. to Az, it signifies the performance of the religious rites and ceremonies of the pilgrimage of one year; and some say ↓ حِجٌّ and ↓ حِجَّةٌ: (TA:) or this last signifies a single pilgrimage, for the performance of its appointed religious rites and ceremonies; deviating from rule; (S, Mgh, Msb, K;) for by rule it should be ↓ حَجَّةٌ, (S, Mgh, K,) which, Th says, has not been heard from the Arabs: (Mgh, Msb:) Ks says that ↓ حَجَجْتُ حِجَّةً and رَأَيْتُ رُؤْيَةً are the only deviations from the model of فَعَلْتُ فَعْلَةً in all the language of the Arabs: but El-Athram and others are related to have said, We have not heard from the Arabs حَجَجْتُ حِجَّةً

nor رَأَيْتُ رِئْيَةً; they saying only ↓ حَجَجْتُ حَجَّةً: (L, TA:) whence it appears that ↓ حَجَّةٌ and ↓ حِجَّةٌ were both used: (TA:) the pl. of the latter is حِجَجٌ: (Mgh, Msb:) so in the saying, نَذَرَ خَمْسَ حِجَجٍ [He made a vow to perform five pilgrimages]. (Mgh.) Hence, ↓ ذُو الحِجَّةِ (S, Mgh, Msb) and ↓ ذو الحَجَّةِ, (Msb, TA,) which latter is said by Kz and 'Iyád and Ibn-Kurkool to be the more common, (TA,) [or, accord. to Fei, the contr. is the case, for he says,] some pronounce it in the latter manner, (Msb,) [The last month of the Arabian calendar;] the month of the pilgrimage; (S, Mgh, Msb;) so called because the pilgrimage to Mekkeh, and the religious rites and ceremonies thereof, are performed in it: (TA:) pl. ذَوَاتُ الحجّهِ: (S, Msb:) they did not say ذَوُو الحَجّةِ agreeably with the singular. (S.) [Hence also,] ↓ وَحَجَّةِ اللّٰهِ لَا أَفْعَلُ [By the pilgrimage which is the ordinance of God, I will not do this or that thing]: a form of oath used by the Arabs. (S, K.) What is commonly termed الحَجُّ is sometimes termed الحَجُّ الأَكْبَرُ [The greater pilgrimage]: العُمْرَةُ [q. v.] being termed الحَجَّ الأَصْغَرُ [the minor pilgrimage]. (Kull p. 168.) b2: See also حَاجٌّ.

حِجُّ: see حَجُّ, in two places: b2: and see also حَاجٌّ.

حَجَّةٌ: see حَجٌّ, in five places.

A2: Also, (IAar, K,) and ↓ حِجَّةٌ, (S, K,) the former of which is the word commonly known, (IAar in a marginal note in a copy of the S,) and ↓ حَاجَّةٌ, which is a subst. like كَاهِلٌ and غَارِبٌ, (L,) The lobe of the ear. (S, L, K.) b2: And the first, The bore, or perforation, of the lobe of the ear. (AA, TA.) b3: And A bead, or a pearl, that is hung in the ear; (K;) sometimes called ↓ حَاجَّةٌ. (IDrd, TA.) حُجَّةٌ A mode [of argument or the like] by which one overcomes in a litigation, dispute, or altercation; so called because recourse is had to it (لِأَنَّهَا تُحَجُّ, i. e. تُقْصَدُ): (T, TA:) that by which one rebuts, or refels, an adversary in a litigation, dispute, or altercation: an argument; a plea; an allegation: [it may be true or false: see Kur xlii. 15, and xlv. 24:] (TA:) a proof; an evidence; a testimony: (S, Msb, K:) [a title; a voucher: often thus used in the present day:] also applied to a person; like ثَبَتٌ; (A and Mgh and TA in art. ثبت;) [as in the saying, مَنْ حِفِظَ حُجَّةٌ عَلَى مَنْ لَمْ يَحْفَظْ He who preserves in his mind a word, or an authority, &c., is an evidence against him who does not; occurring often in the larger lexicons, expressing the superior authority of hearsay, or usage, over analogy &c.; and in the saying,] أَنْتَ حُجَّةٌ عَلَى نَفْسِكَ [Thou art an evidence against thyself]; a phrase mentioned by Akh: (S in art. بصر:) [also, an excuse:] pl. حُجَجٌ (A, Msb) and حِجَاجٌ. (TA.) حِجَّةٌ: see حَجٌّ, in four places. b2: Also A year: (S, Msb, K:) pl. حِجَجٌ. (S, A, Msb.) You say, أَقَمْتُ عِنْدَهُ حِجَّةً [I stayed at his abode a year], and ثَلَاثَ حِجَجٍ كَوَامِلَ [three complete years]. (A.) A2: See also حَجَّةٌ.

حُجُجٌ: see حَجِيجٌ, in two places: b2: and see also حَجَاجٌ.

حَجَاجٌ and ↓ حِجَاجٌ The surrounding bone of the eye, (Msb, TA,) upon [the upper part of] which grows the eyebrow; (TA;) the bone that surrounds the cavity of the eye, upon [the upper part of] which grows the hair of the eyebrow: (ISk, TA:) it is said in a trad. that a female hyena and her young ones were within the حجاج of the eye of an Amalekite: (TA:) or the [supra-orbital] bone upon which grows the hair of the eyebrow; (S, K;) the bone that projects over the cavity of the eye: (IAmb, Msb:) or the upper bone, beneath the eyebrow: (TA:) of the mase. gender: (Msb:) pl. [of pauc.] أَحِجَّةٌ (S, Msb) and [of mult.] ↓ حُجُجٌ, deviating from a general rule, accord. to which a sing. of the measure to which this belongs does not assume this form of pl. because the reduplication is disapproved: also, by poetic license, حَوَاجِجُ, contr. to rule, for حَوَاجُّ. (TA.) The expression فِى

حَجَا حَاجِبٍ ضَمْرٍ is used by poetic license for فى حَجَاجِ حاجب ضمر. (TA.) b2: [Hence,] both words also signify (tropical:) The upper limb of the disk (i. q. حَاجِب) of the sun, appearing when it begins to rise. (A, K, TA: but in the A, only the latter form of the word is given.) b3: Also, [hence,] both words, (tropical:) A side. (A, * K.) Yousay, مَرُّوا بِحِجَاجَىِ الجَبَلِ (tropical:) They passed by the two sides of the mountain. (A.) حِجَاجٌ: see the paragraph next preceding.

حَجِيجٌ A man upon whom the operation termed حَجٌّ (the probing of a fracture of the head, &c.,) has been performed; (S, L;) as also ↓ مَحْجُوجٌ. (L.) And A fracture of the head that has been medically treated, or cured: b2: and also A certain mode of medical treatment, or curing, of such a fracture. (As, TA.) b3: ↓ حُجُجٌ (pl. of حَجِيجٌ, TA) signifies Probed wounds. (K.) b4: and ↓ this same pl., Roads much furrowed [by the feet of beasts or men] (مُحَفَّرَةٌ): (L, K:) but it is uncertain whether its sing., if it have any, be حَجِيجٌ or حِجَاجٌ. (MF.) A2: Also i. q. ↓ مُحَاجٌّ as act. part. n. of حَاجَّ: so in the phrase, أَنَا حَجِيجُهُ I am he who will overcome him by arguments, or proofs, or the like: occurring in a trad. relating to Ed-Dejjál. (TA.) A3: See also حَاجٌّ.

حَجَّاجٌ A frequent performer of the pilgrimage to Mekkeh, and of the religious rites and ceremonies ordained for that occasion: the ا in this word, as in other epithets of the same measure, does not [regularly] admit of imáleh; but when it is used as a proper name, it admits this, agreeably with rule: some pronounce its ا with imáleh even when it is in the nom. or accus. case, contr. to rule. (TA.) حَاجٌّ act. part. n. of 1; Repairing, or betaking himself, to [a person or place]. (Msb.) b2: and hence, (S, Msb,) A man repairing to Mekkeh, (S, K,) or to the Kaabeh, (Msb,) to perform the religious rites and ceremonies of the pilgrimage; (S, Msb, K;) or for the purpose of the عُمْرَة: (Msb: [but see 1:]) [a pilgrim of Mekkeh; or one who has performed the pilgrimage of Mekkeh: see what follows:] as also ↓ حَاجِجٌ, (S, K,) the original form, sometimes used by poetic license: (S:) pl. حُجَّاجٌ and ↓ حَجِيجٌ (S, A, Msb, K) and حُجٌّ; (S, K;) or rather the second of these is a quasi-pl. n., a kind of noun which, as well as the coll. gen. n., is often called by the lexicographers a pl., though not so called by the grammarians: (MF:) حَاجٌّ is also used as a pl., syn. with حُجَّاجٌ, like as سَامِرٌ is with سُمَّارٌ: (Mgh:) it may be considered as a gen. n., and is sometimes a quasi-pl. n., like جَامِلٌ and بَاقِرٌ; (TA;) as is also ↓ حِجٌّ; signifying a company of pilgrims of Mekkeh; or pilgrims, collectively; (ISk, L;) and likewise ↓ حَجٌّ. (So in a marginal note in a copy of the S.) The fem. is ↓ حَاجَّةٌ: pl. حَوَاجُّ: (S, K:) you say حَوَاجُّ بَيْتِ اللّٰهِ when they have performed the pilgrimage; but when they have not yet performed it, [being in the act of performing it,] you say حَوَاجُّ بَيْتَ اللّٰهِ, in which latter case you would say حَوَاجٌّ were not this word imperfectly decl.; [and in like manner, حَاجُّ بَيْتِ اللّٰهِ, and حَاجٌّ بَيْتَ اللّٰهِ;] like as you say ضَارِبُ زَيْدٍ أَمْسِ, and ضَارِبٌ زَيْدًا غَدًا. (S.) [↓ حَاجِّىٌّ, as a n. un. of حَاجٌّ, considering the latter as a coll. gen. n., like رُومٌ, of which the n. un. is رُومِىٌّ is commonly used by the Turks and Persians as signifying a pilgrim of Mekkeh: but I have not found it so used in any classical Arabic work.] You say, أَقْبَلَ الحَاجُّ وَالدَّاجُّ The company of pilgrims to Mekkeh, and of men travelling for mercantile purposes, came. (TA. [See also art. دج.]) And وَلَا دَاجَّةً ↓ لَمْ يَتْرُكْ He left not a company of pilgrims to Mekkeh (جَمَاعَةً حَاجَّةً), nor a company of their followers, or dependents. (TA from a trad. [See also arts. دج and دوج.]) A2: Also Overcoming in [or by] an argument, or a plea, or the like. (Mgh.) حَاجَّةٌ: see حَاجٌّ, in two places: A2: and see also حَجَّةٌ, in two places.

حَاجِجٌ: see حَاجٌّ.

حَاجِّىٌّ: see حَاجٌّ.

هُوَ أَحَجُّ مِنْهُ He is one who overcomes in [or by] a حُجَّة [i. e. an argument, &c.,] more than he. (Mgh.) مَحَجَّةٌ A road, or way: (Mgh, TA:) or the middle of a road; (M, voce جَرَجَةٌ;) the beaten track, or part of a road along which one travels; (T, TA;) the main part, and middle, of a road; syn. جَادَّةٌ: (S, Msb:) pl. مَحَاجُّ. (A, TA.) b2: [Hence,] اِجْعَلِ الأَمْرَ مَحَجَّةً وَاحِدَةً (assumed tropical:) Make thou the affair, or case, [uniform, or] one uniform thing. (Fr, TA in art. بأج.) مِحْجَاجٌ A surgeon's probe. (S, A, K.) A2: A man much addicted to litigation, dispute, or altercation. (S, K.) مَحْجُوجٌ A man repaired to. (S.) A2: See also حَجِيجٌ.

A3: Also A man overcome in [or by] a حُجَّة [i. e. an argument, &c.]. (A, * Mgh.) مُحَاجٌّ: see حَجِيجٌ.

ضَرْبٌ مُحَجْحِجٌ A blow that is feeble, and falling short. (IAar, TA.)
الْحَاء وَالْجِيم

جَحْجَبَ الْعَدو: أهلكه، قَالَ رؤبة:

كم من عِداً جمجمَهم وجَحجَبا

وجَحْجَبي: حَيّ من الْأَنْصَار.

وحَشرَج: ردد صَوت النَّفس فِي حلقه من غير أَن يُخرجهُ بِلِسَانِهِ.

والحشرَجةُ: صَوت الْحمار من صَدره، قَالَ رؤبة: حَشْرَج فِي الجوِف سَحيلاً أَو شَهقْ

والحَشْرَجُ: شبه الْحسي تَجْتَمِع فِيهِ الْمِيَاه، وَقيل: هُوَ الْحسي فِي الْحَصَا.

والحشرَجُ: المَاء الَّذِي يجْرِي على الرضراض صافيا رَقِيقا.

والحَشْرَجُ: كوز صَغِير لطيف، قَالَ جميل:

فَلثِمتُ فاها آخِذا بِقُرونها ... شُربَ النزيف بِبَردِ مَاء الحشرَجِ

والحَشْرَجُ: الكذَّان، الْوَاحِدَة حشرجة، وَهُوَ أَيْضا النارجيل، يَعْنِي جوز الْهِنْد، كِلَاهُمَا عَن كرَاع.

والجَحْشَرُ والجُحاشِرُ، والجَحْرَشُ: الحادر الْخلق الْعَظِيم الْجِسْم العبل المفاصل، وَكَذَلِكَ الجُحاشرة، قَالَ:

جُحاشِرةٌ همٌّ كَأَن عِظامَه ... عَواثم كَسْر أَو أسيلٌ مُطَهّمُ

وجَحْشَرٌ: اسْم.

والجَحْشلُ والجُحاشل: السَّرِيع الْخَفِيف.

وجَحْشَنٌ: اسْم.

وجَحْنَشٌ: صلب شَدِيد.

وبعير جَحْشَمٌ: منتفخ الجبين، قَالَ:

نيطَتْ بِجَوزٍ جَحْشَمٍ كُماترِ

والجَمْحَشُ: الصلب الشَّديد.

وَامْرَأَة جَحْمَشٌ وجَحْمُوشٌ: عَجُوز كَبِيرَة.

والحِضَجْرُ: الْعَظِيم الْبَطن الواسعه، قَالَ: حِضَجْرٌ كأمّ التوأمينِ تَوكَّأت ... على مِرفقَيها مُستهِلّةَ عاشرِ

وحَضاجرُ: اسْم للذّكر وَالْأُنْثَى من الضباع سميت بذلك لسعة بَطنهَا، قَالَ الحطيئة:

هلاَّ غَضِبتَ لِرَحلِ جا ... رِكَ إِذْ تُنبِّذُه حَضاجِرْ

قَالَ السيرافي: وَإِنَّمَا جعل اسْما لَهَا على لفظ الْجمع إِرَادَة للْمُبَالَغَة، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سمعنَا الْعَرَب تَقول: وطب حِضَجْرٌ، وأوطب حضاجر، يَعْنِي وَاسِعَة عَظِيمَة، وَقَالَ ثَعْلَب: الحِضَجْرُ الوطب، ثمَّ سمى بِهِ الضبع سَعَة جوفها.

والحِضَجْرُة: الْإِبِل المتفرقة على رعائها من كثرتها.

وضَحْجَرَ الْإِنَاء: ملأَهُ، عَن أبي حنيفَة.

وَرجل حِنْضِجٌ: رخو لَا خير عِنْده.

وحِنْضِجٌ: اسْم.

والحَفْضَجُ والحِفْضِجُ، والحِفضاجُ، والحُفاضِجُ: الضخم الْبَطن والخاصرتين، المسترخي اللَّحْم، وَالْأُنْثَى فِي كل ذَلِك بِغَيْر هَاء وَالِاسْم الحَفْضَجةُ.

وَإِن فلَانا لمعصوب مَا حُفضِجَ لَهُ.

والحِضْجِمُ والحُضاجِمُ: الجافي الغليظ.

وهم على سُرْجوحَةٍ وَاحِدَة، إِذا اسْتَوَت أَخْلَاقهم.

والسّحْجَلةُ: دلك الشَّيْء أَو صقله، قَالَ ابْن دُرَيْد وَلَيْسَ بثبت.

والسَّمْحَجُ والسِّمحاجُ والسُّمْحوجُ: الأتان الطَّوِيلَة الظّهْر.

وَفرس سمْحَجٌ: قبَاء غَلِيظَة اللَّحْم معتزة. وَزعم أَبُو عبيد أَن جمع السّمْحجِ من الْخَيل سَماحيجُ، وكلا الْقَوْلَيْنِ غلظ، إِنَّمَا سَماحيجُ جمع سِماحجٍ أَو سُمحوجٍ، وَقد قَالُوا: نَاقَة سَمْحَجٌ.

وسماحِيجُ: مَوضِع قَالَ:

جرَّت عَلَيْهِ كل ريح سَيْهوجْ ... من عَن يمينِ الخَطّ أَو سَماحيجْ أَرَادَ: جرت عَلَيْهِ ذيلها.

وَرجل جِلْحِزٌ وجِلْحازٌ: ضيق بخيل.

وحَزْجَلٌ: بلد، قَالَ أُميَّة:

أداحَيْتَ بالرّجلينِ رِجلاً تُغيرُها ... لِتُجْنَي وأمطٌ دون الْأُخْرَى وحَزجَلُ

أَرَادَ: الْأُخْرَى، فَحذف الْهمزَة وَألقى حركتها على مَا قبلهَا.

والبَحْزَجُ: الْبَقَرَة الوحشية، قَالَ رؤبة:

بِفاحمٍ وَحفٍ وعينيْ بَحْزَجِ

وَالْأُنْثَى بحزجةٌ.

والمُبَحْزَجُ: المَاء المسخن، قَالَ الشماخ يصف حمارا:

كَأَن على اكسائِها من لُغامهِ ... وَخِيفةَ خِطْمِىٍّ بماءٍ مُبحزَجِ

والجِلْحِطاءُ: الأَرْض الَّتِي لَا شجر فِيهَا، وَقيل: هِيَ الجلحظاء، بالظاء الْمُعْجَمَة، وَقيل: هِيَ الجلخطاء بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والطاء غير الْمُعْجَمَة، وَقيل: هُوَ الحَزنُ، عَن السيرافي.

والحُدْرُجُ، والحُدْرُوجُ، والمُحَدْرَجُ، كُله: الأملس.

والمُحَدْرَجُ: المفتول، وَقَول القحيف الْعقيلِيّ:

صَبحْناها السياطَ مُحَدْرَجاتٍ ... فَعَزَّتْها الضَّليعةُ والضَّليعُ

يجوز أَن تكون الملس، وَيجوز أَن تكون المفتولة، وبالمفتولة فَسرهَا ابْن الْأَعرَابِي.

وحَدْرَج الشَّيْء، كدحرجه.

والحِدْرِجانْ: الْقصير، مثل بِهِ سِيبَوَيْهٍ، وَفَسرهُ السيرافي.

وحِدرِجانُ: اسْم، عَن السيرافي خَاصَّة.

والجَحْدَرُ: الْجَعْد الْقصير، وَالْأُنْثَى جَحدرةٌ وَالِاسْم الجَحدرةُ.

وجَحْدَرٌ: اسْم. ودَحْرَج الشَّيْء فتدحرَجَ، أَي تتَابع فِي حدور.

والدُّحْروجةُ: مَا تَدَحرَج من القذر، قَالَ النَّابِغَة:

أضحتْ ينفِّرها الوِلدانُ من سَبأٍ ... كَأَنَّهُمْ تحتَ دَفَّيها دَحاريجُ

وجَحْدَلَه: صرعه، وقذه أَو لم يقذه.

وجَحْدَل الْأَمْوَال: جمعهَا.

وجَحْدَلَ إبِله: ضمهَا.

وجَحدلَها: أكراها، قَالَ ابْن احمر:

عَجِيجَ المُذكىً شدَّه بعدَ هَدأهٍ ... مُجَحْدِلُ آفاقٍ بعيدُ المذاهبِ

والجَلَدَحُ: المسن من الرِّجَال.

والجَلَنْدَحُ: الثقيل الوخم.

والجَلنْدَحةُ والجُلُندَحةُ، الصلبة من الْإِبِل.

والجُنْحُودُ وعَاء كالسفط لصغير، وَقيل: دويبة، وَلَيْسَ بثبت.

وحُنجورٌ: اسْم، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

أليسَ أكرمَ خلقِ الله قد عَلموا ... عِنْد الحِفاظِ بَنو عَمرو بن حُنْجُورِ

والحُنْدُج والحُندوجة: رَملَة طيبَة تنْبت ألوانا من النَّبَات قَالَ:

على أُقحُوانٍ فِي حَنادِجَ حُرةٍ ... يُناصي حشاها عانِكٌ مُتكاوِسِ

وَقيل: الحُندُجة: الرملة الْعَظِيمَة، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو خيرة وَأَصْحَابه: الحُندوج: رمل لَا ينقاد فِي الأَرْض، وَلكنه منبت.

وَرجل جَحْدَبٌ: قصير، عَن كرَاع، وَلَا أحقها، إِنَّمَا الْمَعْرُوف جَحْدَرٌ، بالراء، كَمَا تقدم.

والدِّحْجابُ والدُّحْجُبانُ: مَا علا من الأَرْض كَالْحرَّةِ والحزيز، عَن الهجري.

وجَحْدَمٌ: اسْم. وَرجل جِلْحِظٌ وجِلحاظٌ وجِلْحِظاءُ: كثير الشّعْر على جسده، وَلَا يكون إِلَّا ضخما.

وَرجل جَحْظَمٌ: عَظِيم الْعَينَيْنِ.

وجَمْحَظَ الْغُلَام: شدّ يَدَيْهِ على رُكْبَتَيْهِ ثمَّ ضربه.

وجَحْمَظَ الْقوس: أطرها بالوتر.

والجَحْمَظة: القماط.

وَفِي بعض الحكايات: هُوَ بعض من جَحمظوه.

والجَحْمَظةُ: الْإِسْرَاع فِي الْعَدو، وَقد جَحمظَ.

والحُرْجُلُ والحُراجِلُ: الطَّوِيل.

والحَرْجَلُ والحَرْجَلةُ: الْجَمَاعَة من الْخَيل، تميمية.

والحَرْجَلةُ من النَّاس، كالعَرْجلةِ وَلَا يكونُونَ إِلَّا مشَاة.

والحَرْجَلةُ: الْقطعَة من الْجَرَاد.

والحَرْجَلةُ: الْحرَّة من الأَرْض، حَكَاهَا أَبُو حنيفَة فِي كتاب النَّبَات، وَلم يحكها غَيره.

وحَرْجَلٌ: اسْم.

والحُنْجُور: الْحلق.

والحنجرةَ: طبقان من أطباق الْحُلْقُوم مِمَّا يَلِي الغلصمة، وَقيل: الحَنْجَرة: رَأس الغلصمة حَيْثُ تحدد، وَقيل: هِيَ جَوف الْحُلْقُوم، وَالْجمع حَنْجَرٌ قَالَ:

مَنعتْ تميمٌ واللهازِمُ كلُّها ... نَمرَ العراقِ وَمَا يَلَذُّ الحَنْجَرُ

وَقَول النَّابِغَة:

من الوارداتِ الماءَ بالقاعِ تستقي ... بأعجازِها قبل استِقاءِ الحناجرِ

إِنَّمَا جعل للنخل حنَاجرَ على التَّشْبِيه بِالْحَيَوَانِ.

وحَنْجْرَ الرجل: ذبحه.

والمُحَنْجِرُ: دَاء يُصِيب فِي الْبَطن. وحَنجَرتْ عينه: غارت.

وارجَحَنَّ الشَّيْء: اهتز.

وارجَحنَّ: وَقع بِمرَّة.

وارجَحنَّ: مَال. قَالَ:

وشرابٌ خُسْرُوانيٌّ إِذا ... ذاقه الشيخُ تَغنى وارْجَحَنّ

ورحى مُرجَحِنّةٌ: ثَقيلَة، قَالَ النَّابِغَة:

إِذا رجَعتْ فِيهِ رَحىً مُرجحِنةٌ ... تَبعَّجَ ثَجّاجا غَزيرَ الحَوافلِ

وليل مُرجَحِنّ: ثقيل وَاسع.

وارجَحنَّ السراب: ارْتَفع، قَالَ الْأَعْشَى:

تَدُرُّ على أسؤقِ المُمترين ... رَكضا إِذا مَا السرابُ أرجَحَنّ

والحُجْرُوف: دويبة طَوِيل القوائم أعظم من النملة، قَالَ أَبُو حَاتِم: هِيَ العُجْرُوف. وَقد تقدّمت فِي الْعين.

وريحٌ حَرْجَفٌ: بَارِدَة، قَالَ الفرزدق:

إِذا اغْبرَّ آفاقُ السماءِ وهتَّكتْ ... سُتورَ بُيوتِ الحيّ نكباءُ حَرجَفُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: إِذا اشتدت الرّيح مَعَ برد ويبس فَهِيَ حَرجَفٌ.

وَلَيْلَة حَرْجَفةٌ: بَارِدَة الرّيح عَن أبي عَليّ فِي التَّذْكِرَة لَهُ.

والحَبْجَرُ والحِبَجْرُ: الْوتر الغليظ، قَالَ:

أرمِي عَلَيْهَا وَهِي شيءٌ بُجْرُ ... والقوسُ فِيهَا وترٌ حِبَجْرُ والحُباجِرُ، كَذَلِك. وَلم يعين أَبُو عبيد الحِبَجْرُ من أَي نوع هُوَ، إِنَّمَا قَالَ: الحِبَجرُ: الغليظ، وَقد احبَجَرَّ، فَأَما مَا أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي من قَوْله:

تُخرِجُ مِنْهَا ذنَبا حُناجِرا

بالنُّون، فَلم يفسره، وَالصَّحِيح عِنْدِي " ذَنبا حُباجِرا " بِالْبَاء، كَمَا قدم، وَهُوَ الغليظ.

والحُبْجُر والحُباجِر: ذكر الْحُبَارَى والمُحبَنْجِرُ: المنتفخ غَضبا.

والحُبْرُج، والحُبارِجُ ذكر الحباري كالحُبْجُر والحُباجِر.

والحُبْرُج والحُبارِجُ: دويبة.

وَفرس جَحْرَبٌ وجُحارِبٌ: عَظِيم الْخلق.

والجَحْرَبُ من الرِّجَال: الْقصير الضخم الْجِسْم.

والجِحِنْبارُ: الضخم، وَقيل: الْوَاسِع الْجوف، عَن كرَاع، قَالَ: لَا يكَاد يُوجد على فِعِنلالٍ غَيره.

وحَرْجَمَ الْإِبِل: رد بَعْضهَا على بعض.

واحرَنْجَمَ الرجل: أَرَادَ الْأَمر ثمَّ كذب عَنهُ.

واحرَنْجَمَ الْقَوْم: اجْتمع بَعضهم إِلَى بعض.

واحرَنْجَمَتِ الْإِبِل: اجْتمعت وبركت.

وَرجل جَحْرَمٌ وجُحارِمٌ: سيئ الْخلق ضيقه، وَهِي الجَحْرَمة.

والحِنْجِلُ من النِّسَاء: الضخمة الصخابة البذيئة، عَن كرَاع.

والحُنْجُل: ضرب من السبَاع.

والحَفلّج والحُفالِجُ: الأفحج.

والجَحْفَل: الْجَيْش الْكثير، وَلَا يكون ذَلِك حَتَّى تكون فِيهِ خيل.

والجَحْفَلُ: السَّيِّد الْكَرِيم.

وتجَحفلَ الْقَوْم: تجمعُوا، وَهُوَ من ذَلِك.

وجَحْفَلةُ الدَّابَّة: مَا تنَاول بِهِ الْعلف، وَقيل الجَحفَلةُ من الْخَيل والحمر وَالْبِغَال، بِمَنْزِلَة الشّفة من الْإِنْسَان والمشفر للبعير، واستعاره بَعضهم لذوات الْخُف، فَقَالَ: جابَ لَهَا لُقمانُ فِي قِلاتِها

مَاء نَقوعا لِصَدا هاماتِها

تَلهَمُه لَهما بِجَحْفَلاتِها

والجَحَنْفَلُ: الغليظ، وَهُوَ أَيْضا الغليظ الشفتين، نونه مُلْحقَة لَهُ بِبِنَاء سفرجل.

والحُباجِلُ: الْقصير الْمُجْتَمع الْخلق.

وَشَيخ جِلْحابٌ وجِلْحابةٌ: كَبِير مول.

والجِلحَبُّ: الْقوي الشَّديد، قَالَ:

وَهِي تريدُ العَزَبَ الجِلْحَبّا

والمُجْلَحِبُّ: الممتد، وَلَا أحقه.

والجِلْبِحُ من النِّسَاء: الدميمة القميئة القصيرة، قَالَ الضَّحَّاك العامري:

إِنِّي لأَقْلِي الجِلبِحَ العجوزا ... وأمِقُ الفَتِيَّة العُكْمُوزا

وحَمْلَجَ الْحَبل: فتله.

والحِمْلاجُ: الْحَبل المُحَملجُ.

والمُحَمْلَجةُ من الْحمير: الشَّدِيدَة الطي والجدل.

والحِمْلاجُ: قرن الثور والظبي، وَهُوَ أَيْضا: منفاخ الصَّائِغ.

وجَحْلَمهُ: صرعه، قَالَ:

وغادَروا سراتَكم مُجَحْلَمهْ

وجَحْلَمَ الْحَبل، مثل حَملَجَهُ.

واجْلَحَمَّ الْقَوْم: اجْتَمعُوا، قَالَ: نضرِبُ جَمعَيْهِمْ إِذا اجلَحمُّوا

وجَلْمَحَ رَأسه: حلقه.

وَطَرِيق لَحْجَمٌ: وَاسع وَاضح، حَكَاهُ الَّلحيانيّ، وَأرى حاءه بَدَلا من هَاء لهْجَمٍ.

والحُنْجُفُ والحُنْجُفَةُ: رَأس الورك إِلَى الحجبة.

والحُنْجوف: طرف حرقفة الورك.

وحُنجوفٌ: دويبة.

والحِنْبِجُ: الْبَخِيل.

والحِنْبِجُ: أضخم الْقمل.

والحُنبُجُ: السنبلة الْعَظِيمَة، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة، وَأنْشد لجندل بن الْمثنى فِي صفة الْجَرَاد:

يَفْرُكُ حبَّ السُّنبلِ الحُنابِجِ

والجَحْنَبُ والجَحَنَّبُ، كِلَاهُمَا: الْقصير الْقَلِيل. وَقيل: هُوَ الْقصير فَقَط، من غير أَن يُقيد بالقلة.

والحُنْبُج: الْعَظِيم.

فضا

(فضا)
الْمَكَان فضاء وفضوا اتَّسع وخلا وَالشَّجر بِالْمَكَانِ فضوا كثر وَفُلَان دَرَاهِمه لم يَجْعَلهَا فِي صرة
ف ض ا: (الْفَضَاءُ) السَّاحَةُ وَمَا اتَّسَعَ مِنَ الْأَرْضِ. وَقَدْ (أَفْضَى) خَرَجَ إِلَى الْفَضَاءِ. وَأَفْضَى إِلَيْهِ بِسِرِّهِ. وَأَفْضَى بِيَدِهِ إِلَى الْأَرْضِ مَسَّهَا بِبَاطِنِ رَاحَتِهِ فِي سُجُودِهِ. 
فضا
الفَضَاءُ: المكان الواسع، ومنه: أَفْضَى بيده إلى كذا، وأَفْضَى إلى امرأته: في الكناية أبلغ، وأقرب إلى التّصريح من قولهم: خلا بها. قال تعالى: وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ [النساء/ 21] . وقول الشاعر: طعامهم فَوْضَى فَضًا في رحالهم
أي: مباح، كأنّه موضوع في فضاء يَفِيضُ فيه من يريده.
(فضا) - في حديث مُعاذٍ - رضي الله عنه -: "ضَربَه بمِرْضَافَةٍ وسَطَ رَأْسِه، حتى يُفْضِىَ كُلُّ شَيءٍ منه"
: أي يصير فضاء، لا يَبقَى منه شَيْءٌ.
وقد فَضَى المَكَانُ وأَفضَى: اتَّسَع فهو فَاضٍ. ويُحتَملِ أن يقال: حتى يُفَضَّ كلُّ شيءٍ: أي يكسَر. من قولهم: فَضَضْتُه فهو مَفْضُوض.
ورُوى: لا يَفُضُّ الله فَاكَ
[فضا] الفَضاءُ: الساحةُ وما اتَّسع من الأرض. يقال: أفْضَيْتُ، إذا خرجت إلى الفَضاء. وأفْضَيْتُ إلى فلان بسِرِّي . وأفْضى الرجل إلى امرأته: باشَرَها وجامعها. وأفْضاها: إذا جعل مسلكَيْها واحداً. والمُفْضاةُ: الشَريمُ. وأفْضى بيده إلى الأرض، إذا مسَّها بباطن راحته في سجوده. والفضا، مقصور: الشئ المختلط. يقال: طعام فَضاً، أي فَوْضى مختلطٌ. وقال فقلت لها يا عمتا لك ناقتي * وتمرفضا في عيبتي وزبيب وأمرهم فَضاً بينهم، أي لا أمير عليهم.
[فضا] نه: في ح النابغة: لا "يفضي" الله فاك - في رواية، أي لا يجعله فضاء لا سن فيه، والفضاء الخالي الفارغ الواسع من الأرض، وفي ح عذاب القبر: ضربه بمرضافة وسط رأسه حتى "يفضي" كل شيء منه، أي يصير فضاء، فضى المكان وأفضى - إذا اتسع. ن: حتى إذا "أفضى" إلى الآخرة، أي صار إليها. وح: لا "يفضي" الرجلُ الرجلَ في ثوب ولا المرأة، هو نهي تحريم إذا لم يكن بينهما حائل بأن يكونا متجردين، وإن كانا بينهما حائل فتنزيه. ط: أي لا يجوز أن يضطجع رجلان في ثوب واحد متجردين، وكذا المرأتان، ومن فعل يعزر. وح: إذا "أفضى" أحدكم بيده، أي أوصل، عدى بالباء وهو لازم. وح: إن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل "يفضي"، أي أعظم الأمانة عند الله خان فيها الرجل أمانة رجل يفضي، أي أعظم خيانة - الأمانة، فالرجل خبر إن - بتقدير مضاف، وفيه تحريم إفشاء الرجل ما يجري بينهما تحت اللحاف من فعل أو قول، وأما مجرد ذكر الجماع فلا يكره إن احتاج إليه نحو أن يدعى العجز أو الإعراض وإلا يكره.

فضا: الفَضاءُ: المكان الواسع من الأَرض، والفعل فَضا يَفْضُو فُضُوّاً

(* قوله «يفضو فضوّاً» كذا بالأصل وعبارة ابن سيده يفضو فضاء وفضوّاً

وكذا في القاموس فالفضاء مشترك بين الحدث والمكان) فهو فاضٍ؛ قال رؤبة:

أَفْرَخَ فَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ،

عَنكُم، كِراماً بالمَقام الفاضي

وقد فَضا المكان وأَفْضى إِذا اتسع. وأَفْضى فلان إِلى فلان أَي وَصَل

إِليه، وأصله أَنه صار في فُرْجَته وفَضائه وحَيِّزه؛ قال ثعلب بن عبيد يصف

نحلاً:

شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبارِ لا القُرَّ تتَّقي،

ولا الذِّئْب تَخْشى، وهي بالبَلدِ المُفْضي

أَي العَراء الذي لا شيء فيه، وأَفْضى إِليه الأَمْرُ كذلك. وأَفْضى

الرجل: دخل على أَهله. وأَفْضى إِلى المرأَة: غَشِيها، وقال بعضهم: إِذا خلا

بها فقد أَفْضى، غَشِيَ أَو لم يَغْشَ، والإِفضاء في الحقيقة الانتهاء؛

ومنه قوله تعالى: وكيف تأْخُذونه وقد أَفضى بعضُكم إِلى بعض؛ أَي انْتَهى

وأَوى، عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى وصَل، كقوله تعالى: أُحلّ لكم ليلة

الصِّيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم. ومَرَة مُفْضاة: مجموعة المَسْلَكين. وأَفضى

المرأَةَ فهي مُفضاة إِذا جامَعها فجعلَ مَسْلَكَيْها مَسْلَكاً واحداً

كأَفاضها، وهي المُفْضاة من النساء. الجوهري: أَفضى الرجلُ إِلى امرأَته

باشَرها وجامعها. والمُفضاةُ: الشَّريمُ. وأَلقى ثَوبه فَضاً: لم يُودعْه.

وفي حديث دُعائه للنابغة: لا يُفْضي اللهُ فاك؛ هكذا جاء في رواية، ومعناه

أَن لا يجعله فَضاء لا سنَّ فيه. والفَضاء: الخالي الفارغ الواسع من

الأَرض.

وفي حديث معاذ في عذاب القبر: ضربه بِمرْضافةٍ وسَط رأْسه حتى يُفْضِيَ

كلُّ شيء منه أَي يصير فَضاء. والفَضاء: الساحةُ وما اتسع من الأَرض. يقال:

أَفضيت إِذا خرجت إِلى الفضاء. وأَفْضَيت إِلى فلان بسرّي. الفراء: العرب

تقول لا يُفْضِ اللهُ فاك من أَفْضَيْت. قال: والإِفضاء أَن تَسقط ثناياه

من فوق ومن تحت وكل أَضراسه؛ حكاه شمر عنه؛ قال أَبو منصور: ومن هذا

إِفْضاء المرأَة إِذا انقطع الحِتار الذي بين مسلكيها؛ وقال أَبو الهيثم في

قول زهير:

ومَنْ يوفِ لا يذمم، ومَنْ يُفْضِ قَلْبه

إِلى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمْجَمِ

أَي مَن يَصر قلبُه إِلى فَضاء من البر ليس دونه ستر لم يَشتبه أَمره

عليه فيتجَمجم أَي يتردّد فيه.

والفَضى، مقصور: الشيء المختلط، تقول: طعام فَضًى أَي فَوْضى مختلط.

شمر: الفَضاء ما استوى من الأَرض واتسع، قال: والصحراء فَضاء. قال أَبو بكر:

الفِضاء، ممدود، كالحِساء وهو ما يجري على وجه الأَرض، واحدته فَضِيَّةٌ

(* قوله «واحدته فضية» هذا ضبط التكملة، وفي الأصل فتحة على الياء

فمقتضاه أنه من باب فعلة وفعال.) ؛ قال الفرزدق:

فصَبَّحْن قَبْلَ الوارِداتِ من القَطا،

ببَطْحاءِ ذِي قارٍ، فِضاءً مُفَجَّرا

والفَضْيةُ: الماء المُسْتَنْقِع، والجمع فِضاء، ممدود؛ عن كراع؛ فأَما

قول عدي بن الرَّقاع:

فأَوْرَدها، لَمَّا انْجَلى الليلُ أَوْ دَنا،

فِضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا

قال ابن سيده: يروى فَضًى وفِضًى، فمن رواه فَضًى جعله من باب حَلْقةٍ

وحَلَقٍ ونَشْفةٍ ونَشَفٍ، ومن رواه فِضًى جعله كَبَدْرَةٍ وبِدَرٍ.

والفَضا: جانِب

(* قوله « والفضا جانب إلخ» كذا بالأصل، ولعله الضفا

بتقديم الضاد إذ هو الذي بمعنى الجانب وبدليل قوله: ويقال في تثنيته ضفوان،

وبعد هذا فايراده هنا سهو كما لا يخفى) الموضع وغيره، يكتب بالأَلف، ويقال

في تثنيته ضَفَوانِ؛ قال زهير:

قَفْراً بِمُنْدَفِع النَّحائِتِ مِنْ

ضَفَوَيْ أُلاتِ الضّالِ والسِّدْرِ

النحائت: آبار معروفة. ومكان فاضٍ ومُفْضٍ أَي واسع. وأَرض فَضاء

وبَرازٌ، والفاضِي: البارِزُ؛ قال أَبو النجم يصف فرسه:

أَمّا إِذا أَمْسَى فَمُفْضٍ مَنْزِلُه،

نَجْعَلُه في مَرْبَطٍ ،نَجْعَلُه

مُفْضٍ: واسع. والمُفْضَى: المُتَّسَع؛ وقال رؤبة:

خَوْقاء مُفْضاها إِلى مُنْخاقِ

أَي مُتَّسَعُها؛ وقال أَيضاً:

جاوَزْته بالقَوْم حتى أَفْضَى

بهِم، وأَمْضىَ سَفَرٌ ما أَمْضَى

(* قوله« ما أمضى» كذا في الأصل، والذي في نسخة التهذيب: ما أفضى.)

قال: أَفْضَى بلغ بهم مكاناً واسعاً أَفْضَى بهم إِليه حتى انقطع ذلك

الطريق إِلى شيء يعرفونه. ويقال: قد أَفْضَيْنا إِلى الفَضاء، وجمعه

أَفْضِية. ويقال: تركت الأَمر فَضاً أَي تركته غيرَ مُحْكَم. وقال أَبو مالك:

يقال ما بقي في كِنانته إِلاَّ سهم فَضاً؛ فَضاً أَي واحد. وقال أَبو عمرو:

سهم فَضاً إِذا كان مُفْرداً ليس في الكِنابة غيره. ويقال: بَقِيت من

أَقْراني فَضاً أَي بقيت وحدي، ولذلك قيل للأَمر الضعيف غير المحكم فَضاً،

مقصور. وأَفْضَى بيده إِلى الأَرض إِذا مَسَّها بباطن راحته في سُجوده.

والفَضا: حب الزَّبيب. وتمر فَضاً: منثور مختلط، وقال اللحياني: هو المختلط

بالزبيب؛ وأَنشد:

فَقُلْتُ لهَا: يا خالتي لَكِ ناقَتي،

وتمرٌ فَضاً، في عَيْبَتي، وزَبيبُ

أَي منثور، ورواه بعض المتأَخرين: يا عَمَّتي. وأَمرُهم بينهم فَضاً أَي

سواء. ومَتاعُهم بينهم فَوْضَى فَضاً أَي مختلط مشترك. غيره: وأَمرهم

فَوْضَى وفَضاً أَي سواء بينهم؛ وأَنشد للمُعَذِّل البَكْريِّ:

طَعامُهُمُ فَوْضَى فَضاً في رِحالِهم،

ولا يُحْسِنُون الشَّرَّ إِلاَّ تَنادِيا

ويقال: الناسُ فَوْضَى إِذا كانوا لا أَميرَ عليهم ولا مَنْ يجمعهم.

وأَمرُهُم فَضاً بينهم أَي لا أَمير عليهم. وأَفْضَى إِذا افْتَقَرَ.

Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.