Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فرنجية

غرم

غرم
الغُرْمُ: ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه، أو خيانة، يقال: غَرِمَ كذا غُرْماً ومَغْرَماً، وأُغْرِمَ فلان غَرَامَةً. قال تعالى: إِنَّا لَمُغْرَمُونَ
[الواقعة/ 66] ، فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ
[القلم/ 46] ، يَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ مَغْرَماً
[التوبة/ 98] . والغَرِيمُ يقال لمن له الدّين، ولمن عليه الدّين. قال تعالى:
وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ
[التوبة/ 60] ، والغَرَامُ: ما ينوب الإنسان من شدّة ومصيبة، قال: إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً
[الفرقان/ 65] ، من قولهم: هو مُغْرَمٌ بالنّساء، أي: يلازمهنّ ملازمة الْغَرِيمِ. قال الحسن: كلّ غَرِيمٍ مفارق غَرِيمَهُ إلا النّار ، وقيل: معناه: مشغوفا بإهلاكه.
غرم: غرَِم: أدَّى. (الكامل ص255) وهي غَرَم في لغة العامة وليست غَرِم. (فوك، ألكالا).
وبدل أن يقال: غرم الجباية، أي أدى الضريبة (تاريخ البربر 1: 37) يقال غرم فقط. القبائل الغارمة: القبائل الخاضعة لأداء الضريبة (تاريخ البربر 1: 32، 50، 146، 147) والرعايا الغارمة (1: 34) وانظرها في مادة: غارم.
غَرِم: دفع حصته وأسهم في نفقة عامة (ألكالا).
غَرِم: سلَّم، أعطى. ففي رحلة ابن بطوطة (4: 446): ولَقِينَا أحد كُبرائهم فحبس القافلة حتى غرموا له أثواباً وسواها.
غَرم به: أُغْرِم به، أولع به (بوشر).
غَرَّم (بالتشديد): أغرم. حكم عليه بغرامة. (ألكالا، دي ساسي طرائف 1: 366).
غَرَّم: فرض ضريبة. (ألكالا).
غَرَّم: أرهق بالضرائب. (ألكالا).
غَرَّم: أدَّى الضريبة. (ألكالا).
انغرم: دفع دَيْنه ودَيْن الآخرين. (فوك).
استغرم: فرض عليه ضريبة إضافية. (أماري ص170، 172).
غُرْم: أداء، دفع، سداد. (ألكالا).
غُرْم: حصّة، نصيب، سهم. (ألكالا).
غُرْم: غرامة. (أخبار ص30).
غُرْم: ضريبة. (ألكالا).
غُرْمَة: هزمة الذقن، نقرة الذقن. (المقري 2: 626) مع التعليقة.
غَرمَة= غرامة. ضريبة. (ابو الوليد ص291).
غَرَام: ضريبة. (مملوك1، 1: 55) ويرى كاترمير أن غَرام المسافرين هو غَرَم، وهو مخطئ في ذلك لأن هذه الكلمة لا وجود لها.
غَرَام: حبّ شخص لآخر، محبة وَجْد، شغف مفرط، حبّ مفرط: هيام، تدلّه. (بوشر).
غَرِيم: مزاحم، منافس. (بوشر).
غَريم. خصم، عدوّ. (بوشر، الجريدة الاسيوية (148/ 1، 2: 215).
غريمي: خصمي (بوشر)، وفي ألف ليلة (3: 228) فقال الملك بان غريمي فالذي خلَّص سالماً وسليما من السجن هو الذي اخذ مالي.
وفيها (4: 233) ثم أن القاضي أرسل معها من الرسل أربعة وقال لهم أحضروا غريمها في أسوأ حال.
والأنثى: غريمتي .. ففي ألف ليلة (برسل 10: 427) فعرفت الجارية الإفرنجية غريمتي. وفي طبعة ماكن الجارية الإفرنجية التي كنتُ تعلَّقتُ بها.
غَرِيم: المجرم الذي على الجلاّد قطع رأسه هو غريم الجلاّد. (ة حكاية باسم الحدّاد ص122، 123).
غَرَامَة: خسارة (لين، تاج العروس، بركهارت أمثال ص62، أماري ديب ص192).
غَرَامَة: ضرورة إنفاق الدراهم وبذلها. ففي رحلة ابن جبير (ص74) فالحاج معهم لا يزال في غرامة ومؤونة.
غَرَامَة: جزاء نقدي، ما يلزم أداؤه من النقد تأديباً أو تعويضاً. (بوشر).
غَرَامَة: ضريبة، رسم، تسليم الغلَّة التي فرض العدو الحصول عليها عند غزو البلاد وفتحها، وما تدفعه الدولة من رسوم علامة لخضوعها وتبعيتها. (بوشر (بربرية) وانظر (معجم البيان).
غَرَامة: إذن بالثأر للنفس (فريجوس ص48).
غَرَامة: رسم يدفعه التجار ليأذن لهم بمرور بضائعهم في أرض القبيلة. (بارت 1: 194، 258).
غرامة: لا أدري بالضبط معنى هذه الكلمة التي وردت في وثيقة العقود (ص1) وثيقة الغرامة والحيازة لا ريب فيه ولا ارتياب أن فلان بن فلان قد عوفياه (عرفناه) يستغل في جنان الكرم والتين الذي له في مشمس كذا اعمر فيه مدة طويلة يتصرّف فيه بأنواع التصرُّفات ولا يعارض فيه عشرين سنة.
غَرَّام: جابي الضرائب (ألكالا).
غَرَّام: جابي المكس، جابي رسم المرور، مكّاس، (ألكالا).
غَرَّام: خاضع للضريبة، مكّلف بدفع الضريبة. (ألكالا، تاريخ البربر 1: 180).
غارِم: خاضع للضريبة، مكّلف بدفع الضريبة. (ألكالا، مملوك 1، 1: 55 وانظر في مادة غَرِم).
غارِم: كفيل، ضامن، (ألكالا).
غُوريم: نبات اسمه العلمي: Convolvulus althoeoidesL.
( براكس مجلة الشرق والجزائر 8: 343).
مَغْرَم، والجمع مغارم: حصّة نصيب، سهم (ألكالا).
مَغْرَم: غرامة. جزاء نقدي. (معجم البيان).
مَغْرَم: ضريبة، رسم، مكس (مملوك 1: 1: 55، معجم البيان).
مَغْرَم: ضريبة، رسم إنتاج، ومكتب الضريبة (ألكالا).
مَغْرَمِيّ: نسبة إلى مَغْرَم وهي الضريبة والجزية والإتاوة والخراج. (فوك).
مَغْرُوم، والجمع مَغارِم: خاضع للضريبة، مكلف بدفع الضريبة. (تاريخ البربر 1: 184).
مَغْرُوم ب أو مغْرُوم في: مُغْرَم ب، مُولَع ب (بوشر).
(غرم)
غرما وغرامة لزمَه مَالا يجب عَلَيْهِ وَيُقَال غرم الدِّيَة وَالدّين أداهما عَن غَيره وَفِي التِّجَارَة خسر
غرم
الغُرْمُ: أدَاءُ شَيْءٍ لَزِمَه، غَرِمْتُه أغْرَمُه. والغَرِيمانِ: الغارِمُ والمُغَرِّم.
والغَرَامُ: العَذَابُ. والشَّرُّ اللازِمُ. وثقَلٌ لا تَفَصيَ منه.
غ ر م

فلان مغرم: مثقل بالدين. وهو مغرم بفلانة، وبه غرام، وأغرم بالأمر: أولع به. وعليه غرمٌ ومغرم ثقيل. وتقول: عليك بالصدق وإن جرّ عليك المغارم، وإياك والكذب وإن ساق إليك الغانم.
(غ ر م) : (الْغُرْمُ) وَالْمَغْرَمُ وَالْغَرَامَةُ أَنْ يَلْتَزِمَ الْإِنْسَانُ مَا لَيْسَ عَلَيْهِ (وَغَرَّمَهُ وَأَغْرَمهُ) أَوْقَعَهُ فِي الْغَرَامَةِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْإِقْرَارِ لَوْ قَالَ أَغْرَمْتَنِي وَأَغْمَمْتَنِي وَالصَّوَابُ غَمَمْتَنِي بِغَيْرِ أَلِفٍ.
غرم: {غراما}: هلاكا، ويقال: مُلِحًّا، ويقال: عذابا لازما، ومنه مغرم بالنساء إذا كان يحبهن ويلازمهن، ومنه الغريم. {إنا لمغرمون}: معذبون. {مغرما}: أي غرما، وهو ما يلزمه الإنسان نفسه أو يلزمه غيره وليس بواجب عليه. 
غ ر م : غَرِمْتُ الدِّيَةَ وَالدَّيْنَ وَغَيْرَ ذَلِكَ أَغْرَمُ مِنْ بَابِ تَعِبَ أَدَّيْتُهُ غُرْمًا وَمَغْرَمًا وَغَرَامَةً وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ غَرَّمْتُهُ وَأَغْرَمْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُهُ غَارِمًا وَغَرِمَ فِي تِجَارَتِهِ مِثْلُ خَسِرَ خِلَافُ رَبِحَ وَأُغْرِمَ بِالشَّيْءِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ أُولِعَ بِهِ فَهُوَ مُغْرَمٌ.

وَالْغَرِيمُ الْمَدِينُ وَصَاحِبُ الدَّيْنِ أَيْضًا وَهُوَ الْخَصْمُ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَصِيرُ بِإِلْحَاحِهِ عَلَى خَصْمِهِ مُلَازِمًا وَالْجَمْعُ الْغُرَمَاءُ مِثْلُ كَرِيمٍ وَكُرَمَاءَ. 
غ ر م: (الْغَرَامُ) الشَّرُّ الدَّائِمُ وَالْعَذَابُ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} [الفرقان: 65] قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَيْ هَلَاكًا وَلِزَامًا لَهُمْ. وَرَجُلٌ (مُغْرَمٌ) مِنَ (الْغُرْمِ) وَالدَّيْنِ. وَقَدْ (أُغْرِمَ) بِالشَّيْءِ أَيْ أُولِعَ بِهِ. وَ (الْغَرِيمُ) الَّذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ يُقَالُ: خُذْ مِنْ غَرِيمِ السُّوءِ مَا سَنَحَ. وَقَدْ يَكُونُ الْغَرِيمُ أَيْضًا الَّذِي لَهُ الدَّيْنُ قَالَ كُثَيِّرٌ:قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا وَ (أَغْرَمَهُ) وَ (غَرَّمَهُ تَغْرِيمًا) بِمَعْنًى. وَ (الْغَرَامَةُ) مَا يَلْزَمُ أَدَاؤُهُ وَكَذَا (الْمَغْرَمُ) وَ (الْغُرْمُ) . وَقَدْ (غَرِمَ) الرَّجُلُ الدِّيَةَ بِالْكَسْرِ (غُرْمًا) . 
[غرم] ابن الاعرابي: الغرام: الشر الدائم والعذاب. قال بشر: ويوم النسار ويوم الجفار كانا عذابا وكانا غراما وقال الاعشى: إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالى وقوله تعالى: (إن عذابها كان غراما) قال أبو عبيدة: أي هلاكاً ولزاماً لهم. قال: ومنه رجلٌ مُغْرَمٌ بالحب حبِّ النساء. ومنه قولهم: رجلٌ مُغْرَمُ من الغُرْمِ والدَيْن. والغَرامُ: الوَلوعُ وقد أغرم بالشئ أي أولع به. والغَريمُ: الذي عليه الدَيْنُ. يقال: خذ من غَريمِ السوء ما سنح. وقد يكون الغريم أيضا الذي له الدَيْنُ. قال كثير: قَضى كُلَّ ذي دَيْنٍ فوَفَّى غَريمَهُ وعَزَّهُ مَمْطول مُعَنًّى غَريمُها وأغْرَمْتُهُ أنا وغَرَّمْتُهُ بمعنًّى. والغَرامَةُ: ما يلزم أداؤه وكذلك المَغْرَمُ والعزم. وقد عرم الرجل الدية.

غرم


غَرِمَ
(a. n. ac
غَرْم
غُرْم
مَغْرَم
غَرَاْمَة), Owed; was bound to pay.
b. Paid, discharged (debt).
c. Incurred expenses, made outlays.
d. [Fī], Met with losses in (business).

غَرَّمَa. Made, obliged to pay; imposed, levied upon (
tax ).
أَغْرَمَa. see IIb. [Bi] [pass.], Was attached, devoted to; was in love, infatuated
with.
تَغَرَّمَa. Took upon himself, rendered himself liable for.

إِنْغَرَمَ
a. [ coll ], Was in love.
إِغْتَرَمَa. see V
غَرْمَىa. Sluggish.

غُرْمa. see 22t
مَغْرَم
(pl.
مَغَاْرِمُ)
a. Debt, liability, obligation.

غَرَاْمa. Desire, longing, passion.
b. Pain, torture; torment; punishment, chastisement
penalty.
c. Misfortune, evil.
غَرَاْمَة
( pl.
reg. )
a. Debt, obligation, liability.
b. Tax; fine, mulct.

غَرِيْم
(pl.
غُرَمَآءُ)
a. Debtor.
b. Creditor.
c. Adversary, antagonist.
d. Competitor, rival.

N. P.
غَرڤمَ
a. [ coll ]
see N. P.
أَغْرَمَ
(a).
N. P.
أَغْرَمَa. In love, in fatuated with; devoted to.
b. Hampered with debt.

غُرْمَى وَجَدِّكَ
a. Verily, by thy grandfather!

غُرْمُوْد
a. Penis.

غُرْنَة
a. [ coll. ], Trough-
غَرَن
a. A Certain bird.
b. Crayfish.

غُرَانِغ (pl.
غَرَاْمِ4ُ
غَرَاْمِ4َة
غَرَاْمِيْ4ُ)
a. Perfect, faultless; paragon.
b. see infra.

غُرْنُوْق
a. Crane (bird).
b. Beautiful youth.
c. Delicate plant.
d. Lock of hair.

غُِرْنِيْق
a. see supra.
[غرم] فيه: الزعيم "غارم"، الزعيم الكفيل، والغارم نمن يلتزم ما ضمنه وتكفل به ويؤديه، والغرم أداء شيء لازم. ومن: الرهن لمن رهنه له غنمه وعليه "غرمه"، أي عليه أداء ما يفكه به. غ: له غنمه، أي نماؤه. نه: وح: لا تحل المسألة إلا لذي "غرم" مفظع، أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. ج: أو لذي دم موجع، هو أن يتحمل دمه فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، وإن لم يؤدها قتل المتحمل عنه وهو حميمه فيوجعه قتله. نه: وح الثمر المعلق: فمن خرج بشيء منه فعليه "غرامة" مثليه والعقوبة، وقيل: هذا كان في صدر الإسلام ثم نسخ إذ لا واجب أكثر من مثل المتلف، وقيل: هو على الوعيد. ج: هذا إيجاب للغرامة، لأن الملاك لا يتسامحون بالإخراج ولا ضرورة فيه- ويتم في مثل. نه: ومنه ح: في ضالة الإبل المكتومة "غرامتها" ومثلها معها. وح: أعوذ من المأثم و"المغرم"، وهو مصدر وضع موضع الاسم، ويريد به مغرم الذنوب والمعاصي، وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين، ويريد به ما استدين به فيما يكره أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه، أما فيما يحتاج ويقدر على أدائه فلا يستعاذ منه. ك: و"الغريم" بمعنى المديون والدائن، قوله: ما أكثر ما تستعيذ به- بفتح راء على التعجب، واستعاذته صلى الله عليه وسلم منهما ومن الدين تعليم لأمته وتواضع، وإلا فهو معصوم منه وغير مدرك للدجال، وغرم بكسر راء. ج: "الغرم" أن يلتزم ما ليس عليه كمن تكفل إنسانًا بدين غيره. نه: ومنه ح أشراطها: والزكاة "مغرمًا"، أي يرى رب المال أن إخراجها غرامة يغرمها وخسارة. وح: ضربهم الله بذل "مغرم"، أي لازم دائم، فلان مغرم بكذا أي لازم له ومولع به. وفي ح جابر: فاشتد عليه بعض "غرامه" في التقاضي، هو جمع غريم كالغرماء. غ: ((إنا "لمغرمون")) أي غرمنا ولم يحصل لنا من زرعنا ما أملناه.
(غرم) - قوله سبحانه وتعالى: {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ}
: أي غُرْمٍ، وهو ما يُلزِمُ الإنسانُ نَفسَه، أو يُلْزِمُه غَيرُه، وليس بِواجبٍ.
- في حديث معاذٍ - رضي الله عنه -: "إِنَّ الله عزَّ وجلّ - ضَربَهم بِذُلٍّ مُغرَمٍ"
: أي مُلِحٍّ لَازِمٍ دَائمٍ. والغُرْم: المَغْرَم، وأَصلُ الغَرامِ: الُّلزومُ والدَّاومُ. - ومنه الحَدِيثُ: "لا تَحِلُّ المَسأَلَةُ إلّا لِغُرْم مُفْظِعٍ"
: أي حَاجةٍ لازِمَةٍ .
- في حديث عبد الله بنِ عُمَر - رَضيِ الله عنهما -: "في الثَّمَر المُعَلَّق لا قَطْعَ فيه، فمَنْ خَرجَ بشيءٍ منه فعَلَيْه غَرامةُ مِثْلَيه والعُقُوبَةُ، ومنْ سَرَق منه شيئًا بعد أن يُؤوِيَه الجَرِينَ، فبَلَغ ثَمَنَ المِجَنِّ فعَلَيْه القَطْع، ومَنْ سَرَق دون ذلك فعَلَيه غَرامَةُ مِثْلَيه والعُقُوبَة"
قال الخَطَّابي: يُشبه أن يكون هذا على سَبِيلِ التَّوعُّد؛ لِيَنْتَهِيَ فاعِلُ ذلك عنه؛ والأَصْلُ أن لا وَاجِبَ على مُتْلِفِ الشَّيءِ أَكْثَر من مِثْلِه.
وقد قيل: إنَّه كان في صَدْرِ الإسلام تَقَع بَعضُ العقوبات في الأَموالِ ثم نُسِخَ؛ وإنما سَقَط القَطْع في الثَّمَر المُعلَّق؛ لأنّ حوائِطَ المدينةِ لَيسَ عليها حِيطَانٌ، ألَيْسَ قد أَوجبَ القطعَ في ذلك الثَّمرَ إذا أَواهُ الجَرِين، ومِثلُه:
- حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "ضالَّةُ الإِبِل المكتُومَةِ غَرامَتُها, ومِثْلُها مَعَها"
وكانَ عُمَرُ - رضي الله عنه - يحكم به، وإليه ذَهَبَ أَحمدُ؛ فأَمّا عَامَّةُ الفُقَهاء، فعَلَى أن لا غَرامةَ أَكْثَر من مِثلِه، وكذلك فيمَن مَنَع الزكاةَ: إنَّا آخِذُوها، وشَطْرَ مَالِه؛ وقد تَقدَّم ذِكرُه. 
الْغَيْن وَالرَّاء وَالْمِيم

غَرِم غُرْماً، وغرامَة، واغْرمه، وغَرّمه.

والغُرْم: الدَّين.

وَرجل غَارِم: عَلَيْهِ دَين، وَقَوله عز وَجل: (والغارمين وَفِي سَبِيل الله) قَالَ الزّجاج: الغارمون: هم الَّذين لَزِمَهُم الدَّين فِي الْحمالَة، وَقيل: هم الَّذين لَزِمَهُم الدَّين فِي غير مَعْصِيّة.

والغريم: الَّذِي لَهُ الدَّين، وَالَّذِي عَلَيْهِ الدَّين جَمِيعًا، وَالْجمع غُرَمَاء.

فَأَما مَا حَكَاهُ ثَعْلَب فِي خبر، من انه لما قعد بعض قُرَيْش لقَضَاء دينه اتاه الغُرَّام فقضاهم دينه، فَالظَّاهِر انه جمع، " غَريم " وَهَذَا عَزِيز، لِأَن " فعيلا " لَا يجمع على " فُعَّال "، إِنَّمَا " فُعَّال " جمع " فاعلٍ "، وَعِنْدِي أَن " غُراماً " جَمْعُ: مُغَرِّمٍ، على طرح الزَّائِد، كَأَنَّهُ جمع " فاعلٍ "، من قَوْلك: غَرَّمه، أَي: غرمه، وَإِن لم يكن ذَلِك مقولا، وَقد يجوز أَن يكون " غَارِم " على النّسَب، أَي: ذُو إغرام أَو تغريم، فَيكون " غُرَّام " جمعا لَهُ، وَلم يقل ثَعْلَب فِي ذَلِك شَيْئا.

وغُرِّم السحابُ: أمطر، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يصف سحابا:

وهَي خَرْجُه واستُحِيل الرَّبا ب مِنْهُ وغُرِّم مَاء صَرِيحًا

والغَرام: اللَّازِم من الْعَذَاب وَالْبَلَاء وَالْحب، وَمَا لَا يَسْتَطِيع أَن يتفصى مِنْهُ.

وَقَالَ الزّجاج: هُوَ اشد الْعَذَاب، وانشد:

ويومُ النَّار وَيَوْم الجفا ركانا عذَابا وَكَانَا غراما

وَرجل مُغْرَم: مولع بعشق النِّسَاء وغيرهن.

وَفُلَان مُغرم بِكَذَا، أَي: مبتلى بِهِ، وَفِي حَدِيث عَليّ، عَلَيْهِ السَّلَام: فَمن اللَّهِج باللَّذَّة والسَّلِسُ القياد إِلَى الشَّهْوَة، أَو المغرم بِالْجمعِ والادخار. 
غرم

(غَرْمَى، كَسَكْرَى: ع) .
(و) قَالَ أَبُو عَمْرٍ و: غَرْمَى (بِمَعْنَى أَمَا: كَلِمَةٌ تُقالُ فِي مَعْنَى اليَمِينِ: يُقالُ: غَرْمَى وجَدِّكَ كمَا يُقالُ: أمَا وَجَدِّكَ) وإهْمالُ العَيْن لُغَةٌ فِيهِ، وكَذَلِكَ الحَاءُ بَدَلُ العَيْنِ، وَقد تَقدَّم كُلٌّ مِنْهَا فِي مَوْضِعِه، وأنشَدَ أَبُو عَمْرٍ و:
(غَرْمَى وَجَدِّكَ لَو وَجَدْتَ بِهِمْ ... كعَدَاوَةٍ يَجِدُونَها بَعْدِي)

(و) الغَرْمَى، (باللاَّمِ: المَرْأَةُ الثَّقِيلَةُ) . وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هِيَ المُغَاضِبَةُ. (والغَرَامُ: الوَلوعُ) .
وَقد أُغْرِمَ بالشَّيءِ: أَي أُولِعَ بِهِ.
(و) قَالَ: ابنُ الأَعْرابِيّ: الغَرامُ: (الشَّرُّ الدَّائِمُ) . (و) قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ هُوَ (الهَلاكُ) ، وَبِه فَسَّر الآيةَ: {إِن عَذَابهَا كَانَ غراما} .
(و) قَالَ ابنُ الأَعْرابِيّ: هُوَ (العَذَابُ) ، وقَال الرَّاغِبُ: هُوَ مَا يَنُوبُ الإنسانَ من شِدَّةٍ ومُصِيبَةٍ، وقَالَ الزَّجَّاجُ: هُوَ أشدُّ العَذَابِ فِي اللُّغَةِ، قَالَ الأعشَى:
(إِن يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَامًا وَإِن يُعْ ... طِ جَزِيلاً فَإِنَّه لَا يُبالِي)

وقَالَ بِشْرٌ:
(ويَومُ النِّسارِ ويَومُ الجِفَا ... رِكَانَا عَذَابًا وكَانَا غَرَامَا)

(والمُغْرَم، كَمُكْرَم: أَسِيرُ الحُبِّ و) مُثْقَلُ (الدَّيْنِ) ، والمُرادُ بِالحُبِّ حُبُّ النِّساء، كَمَا هُوَ نَصُّ أبِي عُبَيْدَة، وقَالَ الرَّاغِبُ: هُوَ مُغْرَمٌ بِالنِّساءِ أَي: يُلازِمُهُنَّ مُلازَمَةَ الغَرِيم.
(و) المُغْرَمُ: (المُولَعُ بالشَّيءِ) لَا يَصْبِرُ عَنهُ.
(والغَرِيمُ الدَّائِنُ) أَي الَّذِي لَهُ الدَّيْنُ، قَالَ كُثَيِّر:
(قَضَى كُلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ ... وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُها)

(و) الغَرِيمُ أَيْضا: (المَدْيُونُ) ، وَهُوَ الذِي عَلَيْهِ الدَّيْنُ، ويقَالَ: خُذْ من غَرِيمِ السُّوءِ مَا سَنَح، فَهُوَ (ضِدٌّ) .
(والغَرَامَةُ: مَا يَلْزَمُ أَداؤُه، كالغُرْمِ، بالضَّمِّ و) المُغْرَمُ، (كَمُكْرمٍ) .
وقالَ الرَّاغِبُ: الغُرْمُ: مَا يَنُوبُ الإنسانِ فِي مَالِهِ مِن ضَرَرٍ لغَيْرِ جِنَايَةٍ مِنه، قَالَ اللهُ تَعالَى: {فهم من مغرم مثقلون} .
و (أَغْرَمَهُ إِيَّاهُ) هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: وأَغْرمتُه أَنا (وغَرَّمتُه) تَغْرِيمًا بِمَعْنًى.
(وقَدْ غَرِمَ الدِّيَةَ، كسَمِعَ) غُرْمًا وغَرَامَةً، وَمِنْه الغَارِمُ هُوَ الَّذِي لَزِمَهُ الدَّيْنُ فِي الحَمَالَةِ. [] ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الغُرْمُ، بِالضَّمَّ: الدَّيْنُ.
والمَغْرَمُ، كَمَقْعَدٍ: الغَرَامَةُ، وَقد غَرِمَ مَغْرَمًا، والجَمْعُ: المَغَارِم على القِيَاسِ، أَو واحِدُهَا غُرْم على غَيْر قِياسٍ، كَحُسْنٍ ومَحَاسِنَ.
والغُرَّامُ، كَرُمَّانٍ، جَمْع: غَارِم، بِمَعْنَى الغَرِيم، أَو على النَّسَبِ، أَي: ذُو إغْرَامٍ أَو تَغْرِيمٍ، أَو جَمْعُ مَغْرَمٍ على طَرْح الزّائد.
وَقَالَ ابنُ الأَثِير: " جَمْعُ غَرِيمٍ، كالغُرَمَاء، وهم أَصحابُ الدَّيْن، قَالَ: وَهُوَ جَمْعٌ غَرِيبٌ ".
وغُرِّمَ السَّحابُ: أَمْطَرَ. قَالَ أَبُو ذُؤَيْب يَصِفُ سَحَابًا:
(وَهَي خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبَا ... بُ مِنْهُ وغُرِّمَ مَاء صَرِيحَا)

والغَرَامُ: مَا لَا يُسْتَطاع أَن يُتَفَصَّى مِنه، وأَيضًا: المُلِحُّ الدَّائِمُ المُلازِمُ.
وغَرَامُ بِلاَ لاَمٍ: اسمُ جَمَاعةِ نِسْوَةٍ.

غرم: غَرِمَ يَغرَمُ غُرْماً وغَرامةً، وأغرَمَه وغَرَّمَه. والغُرْمُ:

الدَّيْنُ. ورَجُلٌ غارمٌ: عليه دَيْنٌ. وفي الحديث: لا تَحِلُّ المسأَلة

إلاَّ لِذِي غُرمٍ مُفْظِعٍ أَي ذي حاجة لازمة من غَرامة مُثْقِلة. وفي

الحديث: أعوذ بك من المَأْثَم والمَغْرَمِ، وهو مصدر وضع موضع الاسم،

ويريد به مَغْرَمَ الذنوب والمعاصي، وقيل: المَغْرَم كالغُرْم، وهو

الدَّيْن، ويريد به ما اسْتُدِين فيما يكرهه الله أَو فيما يجوز ثم عجز عن

أَدائه، فأَما دين إحتاج إليه وهو قادر على أَدائه فلا يستعاذ منه. وقوله عز

وجل: والغارِمِين وفي سبيل الله؛ قال الزجاج: الغارمون هم الذين لَزِمَهم

الدَّيْنُ في الحَمالة، وقيل: هم الذين لزمهم الدين في غير معصية.

والغَرامةُ: ما يلزم أَداؤه، وكذلك المَغْرَمُ والغُرْمُ، وقد غَرِمَ الدِّيةَ،

وأَنشد ابن بري في الغَرامة للشاعر:

دار ابْنِ عَمِّكَ بِعْتَها،

تَقْضي بها عَنْكَ الغَرامه

والغَرِيم: الذي له الدِّيْن والذي عليه الدين جميعاً، والجمع غُرَماء؛

قال كثير:

قَضى كلُّ ذِي دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَه،

وعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنّىً غرِيمُها

والغَرِيمان: سَواءٌ، المُغْرِمُ والغارِمُ. ويقال: خُذْ مِنْ غَرِيمِ

السُّوء ما سَنَحَ. وفي الحديث: الدَّيْنُ مَقْضيٌّ والزَّعِيمُ غارِمٌ

لأَنه لازم لما زَعَم

أَي كَفَل أَو الكفيل لازم لأَداء ما كَفَّله مُغْرِمُه. وفي حديث آخر:

الزَّعِيم غارِمٌ؛ الزَّعِيم الكفيل، والغارِم الذي يلتزم ما ضَمِنه

وتكَفَّل به. وفي الحديث في الثَّمر المُعَلَّق: فمن خرج بشيء منه فعليه

غَرامةُ مِثْلَيْه والعقوبة؛ قال ابن الأثير: قيل كان هذا في صدر الإسلام ثم

نُسخ، فإنه لا واجب على مُتْلِف الشيء أَكثر من مثله، وقيل: هو على سبيل

الوعيد لينتهي عنه؛ ومنه الحديث الآخر: في ضالَّةِ الإبل المكتومة

غَرامَتُها ومِثْلُها معها. وفي حديث أشراط الساعة: والزكاة مَغْرَماً أي يَرَى

رَبُّ المال أن إخراج زكاته غَرامةٌ

يَغرَمُها. وأَما ما حكاه ثعلب في خبر من أَنه لما قعد بعض قريش لقضاء

دينه أَتاه الغُرَّامُ فقضاهم دَيْنَه؛ قال ابن سيده: فالظاهر أَنه جمع

غَرِيمٍ، وهذا عزيز إن فَعِيلاً لا يجمع على فُعَّال، إنما فُعَّال جمع

فاعل، قال: وعندي أن غُرَّاماً جمع مُغَرِّم على طرح الزائد، كأَنه جمع فاعل

من قولك غَرَمَه أَي غَرَّمَه، وإن لم يكن ذلك مقولاً، قال: وقد يجوز أن

يكون غارمٌ على النسب أي ذو إغرام أو تَغْريم، فيكون غُرَّامٌ جمعاً له،

قال: ولم يقل ثعلب في ذلك شيئاً.

وفي حديث جابر: فاشْتَدَّ عليه بَعْضُ غُرَّامِه في التَّقاضي؛ قال ابن

الأثير: جمع غَرِيم كالغُرَماء وهم أصحاب الدين، قال: وهو جمع غريب، وقد

تكرر ذلك في الحديث مفرداً ومجموعاً وتصريفاً. وغُرِّمَ السحابُ:

أَمطَرَ؛ قال أَبو ذؤيب يصف سحاباً:

وَهَى خَرْجُهُ واسْتُجِيلَ الرَّبا

بُ مِنْهُ، وغُرِّمَ ماءً صَرِيحا

والغَرامُ: اللازم من العذاب والشرُّ الدائم والبَلاءُ والحُبُّ والعشق

وما لا يستطاع أَن يُتَفَصَّى منه؛ وقال الزجاج: هو أَشدُّ العذاب في

اللغة، قال الله، عز وجل: إن عذابها كان غراماً؛ وقال الطرماح:

وَيَوْمُ النِّسارِ وَيَوْمُ الجِفا

رِ كانا عَذاباً، وكانا غَراما

وقوله عز وجل: إن عذابها كان غراماً؛ أي مُلِحّاً دائماً ملازماً؛ وقال

أبو عبيدة: أي هلاكاً ولِزاماً لهم، قال: ومنه رَجُلٌ مُعْرَمٌ، من

الغُرْم أَو الدَّيْن. والغَرام: الوَلُوعُ. وقد أُغْرِم بالشيء أي أُولِع به؛

وقال الأَعشى:

إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَراماً، وإن يُعْـ

طِ جَزِيلاً فإنَّه لا يُبالي

وفي حديث معاذ: ضَرَبَهُمُ الله بِذُلٍّ مُغْرَمٍ أي لازم دائم. يقال:

فلان مُغْرَمٌ بكذا أي لازم له مُولَعٌ به. الليث: الغُرْمُ أَداء شيء

يلزم مثل كفالة يَغْرَمها، والغَرِيمُ: المُلْزَم ذلك. وأَغْرَمْتُه

وغَرَّمْته بمعنى. ورجل مُغْرَمٌ: مُولَعٌ بعشق النساء وغيرهن. وفلان مُغْرَمٌ

بكذا أي مُبتَلىً به. وفي حديث عليّ، رضي الله عنه: فَمَنِ اللَّهِجُ

باللذَّة السَّلِسُ القِياد للشهوة أَو المُغْرَمُ بالجَمْع والادِّخار؟

والعرب تقول: إن فلاناً لمُغْرَمٌ بالنساء إذا كان مُولَعاً بهنَّ. وإني بك

لَمُغْرَمٌ إذا لم يصبر عنه. قال: ونُرَى أن الغَرِيم إنما سمي غَرِيماً

لأَنه يطلب حَقَّه ويُلِحُّ حتى يقبضه. ويقال للذي له المال يطلبه ممن له

عليه المال: غَرِيمٌ، وللذي عليه المال: غَرِيمٌ. وفي الحديث: الرَّهْنُ

لمن رَهَنَه له غُنْمُه وعليه غُرْمُه أي عليه أَداء ما رهن به

وفَكاكُه.ابن الأَعرابي: الغَرْمى المرأَة المُغاضِبة. وقال أَبو عمرو: غَرْمى

كلمة تقولها العرب في معنى اليمين. يقال: غَرْمى وجَدِّك كما يقال أَما

وجَدّك؛ وأَنشد:

غَرْمى وجَدِّكَ لَوْ وَجَدْتَ بِهِمْ،

كَعَداوَةٍ يَجِدُونها بَعْدِي

غرم
غرِمَ/ غرِمَ في يَغرَم، غَرامةً وغُرْمًا، فهو غارِم، والمفعول مَغْروم
• غرِم الدِّيةَ والدَّينَ: أدَّاهما عن غيره، تحمَّل ما لا يجب عليه "عليك بالصِّدق وإن جرّ عليك المغارم".
• غرِم في التِّجارة ونحوها: خسِر، خلاف ربِح "أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمْ [حديث]- {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا} " ° الغُنْم بالغُرْم [مثل]:
 يُضرب لمن يتحمَّل الضَّرر أو الخسارة مقابل الفائدة أو الرِّبح- ليس له مغنم ولا مغرم. 

أغرمَ يُغرم، إغرامًا، فهو مُغرِم، والمفعول مُغرَم
• أغرمه الدِّيةَ أو الدَّيْنَ: ألزمه بأدائها. 

أُغرِمَ بـ يُغرَم، إغرامًا، والمفعول مُغرَم به
• أُغرِم بالغِناء: أولع به، ولم يصبر على مفارقته، عشِقَه "كان مُغرمًا بالريف فقضى حياته فيه- مُغرم بالموسيقى" ° فلانٌ مغرم بالنِّساء: مولع بهنّ- مُغرَم صبابة: أسير الحبّ. 

اغترمَ يغترم، اغترامًا، فهو مغترِم
• اغترم الشَّخصُ: أوجب الغرامةَ على نفسه. 

تغرَّمَ يتغرَّم، تغرُّمًا، فهو متغرِّم
• تغرَّم الشَّخصُ: مُطاوع غرَّمَ: تَكلَّف الغرامةَ وتحمّلها، والغرامة ما يلزم أداؤه من مال تأديبًا أو تعويضًا "تغرَّم السَّائقُ نفقات الضَّرر الذي أوقعه بالسّيّارة". 

غرَّمَ يغرِّم، تغريمًا، فهو مُغرِّم، والمفعول مُغرَّم
• غرَّمه الدَّيْنَ:
1 - ألزمه تأديتَه "غرَّمته المحكمةُ ثمنَ ما أفسد من بضاعة جاره".
2 - جعله خاسرًا "غرَّمه في تجارته". 

غارِم [مفرد]: ج غارمون وغُرَّام:
1 - اسم فاعل من غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - مَن عليه دين لزم الوفاء به.
3 - من يلتزم بأداء ما ضمنه وتكفَّل به "َالدَّيْنَ مَقْضِيٌّ وَالزَّعِيمَ غَارِمٌ [حديث]- {وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ} ". 

غَرام [مفرد]:
1 - عِشْقُ الشّيء والتَّعلُّقُ به بحيث لا يمكن الخلاصُ منه "أصبح غرام قيس بليلى مَضرِب الأمثال- غرامُ راقصة وحُبٌّ هلوك" ° رسالة غرام: رسالة حبّ- شِعْر غراميّ: ناتج عن غرام وولع شديد أو معبّر عن حبّ وغرام- وقَع في غرامها: أحبّها حبًّا شديدًا.
2 - عذابٌ لازم، وشرٌّ دائم " {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} ". 

غَرامة [مفرد]:
1 - مصدر غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - ما يلزم أداؤه من مالٍ تأديبًا أو تعويضًا "حكم القاضي على فلان بالغرامة- دفع غرامة ماليّة" ° غرامة إجرائيَّة/ غرامة تحكُّميَّة/ غرامة جنائيَّة/ غرامة مدنيَّة/ غرامة ماليَّة/ غرامة إجماليَّة/ غرامة رَهْن. 

غَراميَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى غَرام: ما يعبِّر عن حبّ وغرام "مأساة/ علاقة/ مغامرة/ قصَّة غراميَّة".
• الغراميَّات: قصص الحبّ والتعلُّق الشَّديد بالجنس الآخر، وهي قصص تخاطب القلب والوجدان "سيرته الذاتيّة مليئة بالمغامرات والغراميّات". 

غُرْم [مفرد]:
1 - مصدر غرِمَ/ غرِمَ في.
2 - ما يخسره الإنسانُ من ماله بغير جناية.
3 - (طب) مرض مكروبيّ سارٍ يصيب جهاز التَّنفّس في الخيل. 

غَريم [مفرد]: ج غُرَماءُ:
1 - دائِن "تنازل غريمُه عن بعض دَيْنه".
2 - خَصْم "وقف هو وغريمُه أمام القاضي".
3 - مدين "أشْهَدَه على إقرار الغريم- خُذْ من غريم السُّوء ما سنَح- {وَوَجَدَكَ غَرِيْمًا فَأَغْنَى} [ق] ".
• الغريمان: المُغرِم والغارم، الكفيل والمدين. 

غرم

1 غَرِمَ, (JK, S, Msb, K,) aor. ـَ (JK, K,) inf. n. غُرْمٌ (JK, Msb, TA) and غَرَامَةٌ (Msb, TA) and مَغْرَمٌ, (TA,) He paid, or discharged (A K, S, * Msb, K, *) a thing that was obligatory upon him, (JK,) or a bloodwit, (S, Msb, K,) and a responsibility, and the like thereof, after it had become obligatory upon him: (Msb:) (or, accord. to an explanation of الغَرَامَةُ in Har p. 36, he gave property against his will: or the meaning intended in the S and K (in both of which it is very vaguely indicated) may be, he took upon himself to pay, or discharge, a blood wit, &c.: for, sometimes,] غُرْمٌ and مَغْرَمٌ and غَرَامَةٌ signify the taking upon oneself that which is not obligatory upon him: (Mgh; and the Ksh gives this explanation of مَغْرَمٌ in lii. 40:) [or the taking upon oneself a fine or the like: for, sometimes,] مَغْرَمٌ signifies اِلْتِزَامُ غُرْمٍ. (Bd in lii. 40. [See also 5, and 8.]) And you say, غَرِمْتُ عَنْهُ مَا لَزِمَهُ مِنَ الدِّيَةِ [I paid for him, i. e., in his stead, what was obligatory upon him, of the bloodwit]. (Msb in art. عقل.) b2: And غَرِمَ فِى تِجَارَتِهِ He lost, or suffered loss, in his traffic; i. q. خَسِرَ; contr. of رَبِحَ. (Msb.) A2: غُرِمَ أَنْفًا: see رُغِمَ [from which it is app. formed by transposition].2 غرّمهُ i. q. اغرمهُ, q. v. (S, Mgh, &c.) b2: [Hence, app.] غُرِّمَ السَّحَابُ (assumed tropical:) The clouds rained; [as though they were made to discharge a debt that they owed;] Aboo-Dhn-eyb says, describing clouds.

وَهَى خَرْجُهُ وَاسْتُحِيلَ الرَّبَا بُ مِنْهُ وَعُزِّمَ مَآءً صَرِيحَا (assumed tropical:) [The clouds that were the first thereof in rising and appearing became rent, and such of them as were suspended beneath other clouds were looked at in order that it might be seen whether they woved, and they discharged clear water CCC (TA.) 4 أَغْرَمْتُهُ and ↓ غَرَّمْتُهُ, (S Msb, K,) inf. n. [of the former إِغْرَامٌ and [of the latter تَغْرِيمٌ, (TA,) both signify the same; (S, Msb, K;) i. e. I made him to pay, or discharge, a bloodwit, and a responsibility, and the like, (see 1,)] after it had became obligatory upon him; (Msb, K: *) [or the meaning intended in the S and K (in the latter of which it is vaguely indicated and in the farmer more so) may be, I made him to take upon himself to pay, or discharge, a bloodwit, &c. : for some- CCC times,] غرّمهُ and اغرمهُ signify he made him to incur the taking upon himself that which was not obligatory upon him; (Mgh:) [and sometimes the inf. ns.] إِغْرَامٌ and تَغْرِيمٌ signify the making to he final; and, to he indebted; (PS;) أَغْرَمْتُهُ

إِيَّاهُ in the copies of the K is a mistake for أَغْرَمْتُهُ

أَنَا. CCC (TA.) b2: إِغْرَامٌ also signifies The throwing [one] into destruction. (KL.) b3: And The rendering [one] eagerly desirous [of a thing; fond of it; or attached to it]. (KL.) You say, أُغْرِمَ بِالشَّىْءِ He became eagerly desirous of the thing; fond of it; or attached to it; syn. أُولِعَ بِهِ (S, Msb, TA.) 5 تغرّم [app. He took upon himself an obligation, such as the payment of a fine. &c]. (Ham p. 707. [See also 1, and 8.]) 8 اِغْتِرَامٌ The making obligatory upon oneself what is termed غَرَامَة, which signifies difficulty or trouble, and damage or detriment or loss, and the giving of property against one's will. (Har p. 36.

[See also 1, and 5.]) غُرْمٌ an inf. n. of غَرِمَ [q. v.]. (JK, Msb, TA.) b2: And A thing that must be paid, or discharged; (K, TA;) and so ↓ غَرَامَةٌ, and ↓ مُغْرَمٌ, (S, K, TA,) and ↓ مَغْرَمٌ: (S, TA:) accord. to Er-Rághib, a damage, detriment, or loss, that befalls a man, in his property, not for an injurious action, of his, requiring punishment (TA:) a debt, (S, TA:) a fine, or mulet: (MA:) the pl. of ↓ مَغْرَمٌ is مَغَارِمُ, agreeably with analogy; or this is pl. of غُرْمٌ, anomalously, like as مَحَاسِنُ is of حُسْنٌ. (TA.) [See exs. voce غَلِقَ: and see also غُنْمٌ.]

غَرْمَى A woman heavy, or sluggish; syn. ثَقِيلَةٌ: (K:) or, accord. to IAar, i. q. مُغَاضِيَةٌ [that makes, and is made, angry: or that breaks off from, or quits, one, in anger, or enmity]. (TA.) A2: It is also syn. with أَمَا, as a word denoting an oath [or used in swearing]: one says غَرْمَى وَجَدِّكَ [Verily, or now surely, by thy grandfather, or by thy fortune or good fortune]; like as one says أَمَا وَجَدِّكَ: (AA, K, TA:) and عَرْمَى and حَرْمَى are dial. vars. thereof. (TA.) غَرَامٌ A thing from which one is unable to free himself, [a thing] such as cleaves fast. (BA and Jel in xxv. 66.) Lasting evil. (IAar, S, K.) Perdition: (K:) in the Kur xxv. 66, (S, Ksh,) accord. to AO, (S,) it means perdition, (S, Ksh,) persistent, (Ksh,) and such as cleaves fast. (S, Ksh.) And Punishment, or torment; (S, K) or, accord. to Zj, the most vehement punishment or torment; and accord to Er-Rághib, hardship, or difficulty, and an affliction, or a calamity or misfortune, that befalls a man. (TA.) b2: Also Eager desire [بِشَىْءٍ for a thing]; fondness [ for it]; or attachment [to it]; syn. وَلُوعٌ: (S, K:) or love that torments the heart. (Har p. 36.) [See 4, last sentence.]

غَرِيمٌ A debtor; (S, Msb, K:) one says, خُذْ مِنْ غَرِيمِ السَّوْءِ مَا سَبَحَ [Take them from the (??) debtor what has become easy of attachment, (S:) and ↓ غَارِمٌ signifies the same as غَرِيمٌ ; CCC whom lies the obligation of a bloodwit or the like; or [it virtually signifies thus, but properly] it is a possessive epithet signifying ذُو غَرَامٍ or غَرَامَةٍ or تَغْرِيمٍ. (TA.) And (sometimes, S) it signifies A creditor also: (S, Msb, K:) thus having two contr. meanings; (K) Kutheiyir says, * قَضَى كُلُّ ذِى دَيْنٍ فَوَفَّى غَرِيمَهُ

* وَعَزَّةُ مَمْطُولٌ مُعَنًّى غَرِيمُهَا [Every debtor has paid, and fully rendered to his creditor; but as to Azzeh CCC, her creditor is put off, and wearied]. (S.) The pl. of غَرِيمٌ is غُرَمَآءُ (I Ath, Msb, TA) and غُرَّامٌ, which is a strange [i. e. an anomalous] pl., (I Ath, TA;) or this is pl. of ↓ غَارِمٌ as syn. with غَرِيمٌ [and thus is agree able with analogy]; or it is pl. of ↓ مُغْرِمٌ [signifying “ burdened with debt. ”], formed by the rejection of the augmentative letter [of the sing]. (TA.) b2: And hence, An adversary in contention, dispute, or litigation; an antagonist; a litigant; because, by his pressing upon his adversary [like the creditor upon his debtor], he becomes one who cleaves, or clings. (Msb.) غَرَامَةٌ: see غُرْمٌ.

غَارِمٌ: see غَرِيمٌ, in two places.

مَغْرَمٌ; pl. مَغَارِمُ: see غُرْمٌ, in two places.

مُغْرَمٌ Shackled, (K,) or burdened, (TA,) with debt; (K;) an epithet applied to a man from الغُرْمُ and الدَّيْنُ. (S.) See غَرِيمٌ. b2: And A captive of love; (K, TA;) i. e., of the love of women: (TA:) or one to whom love cleaves: (Ham p. 558:) or you say رَجُلٌ مُغْرَمٌ بِالحُبِّ [a man to whom love cleaves, or clung to by love]; from the love of women: (S:) and هُوَ مُغْرَمٌ بِالنِّسَآءِ He is one who clings to women, like as does the غَرِيم [or “ creditor ” to the debtor]. (Er-Rághib, TA.) and مُغْرَمٌ بِشَىْءٍ Eagerly desirous of a thing; fond of it; or attached to it; syn. مُولَعٌ بِهِ; (Msb, K, TA;) and حَرِيصٌ عَلَيْهِ; (Har p. 585;) not having patience to refrain from it. (TA.) A2: See also غُرْمٌ.

قرصن

قرصن: قرصن: قام بعمل القرصان وهو لص البحر. (بوشر، همبرت ص132).
قرصنة: لصوصية البحر، السطو على نفس البحار. (أماري ديب ص177).
قرصان (بالإيطالية corsale) : لص البحر (بوشر، هلو) والجمع قراصنة. (أماري ديب ص122).
قرصان: تستعمل جمعا بمعنى القراصنة. ففي محيط المحيط: القرصان لصوص البحر، إفرنجية. (الفليلة 4: 307).
قرصان: مركب حربي. (هوست ص187، رولاند) مركب قرصان: مركب تجاري. (ألف ليلة برسل 7: 131). وأنظر: قرصال وكرسالي.
قرصن
قرصنَ يقرصن، قرْصنةً، فهو مُقرصِن
• قرصن فُلانٌ:
1 - قام بأعمال سَلْب بَحْريّ.
2 - حَوّل اتِّجاه سفينة أو طائرة لغَرَض اقْتصاديّ أو سياسيّ "زادت قرصنة الطائرات في العصر الحديث". 

قُرْصان [مفرد]: ج قراصِنة وقَرَاصِنُ وقَرَاصِينُ:
1 - لصّ البَحْر، من يحوِّل اتِّجاه سفينة أو طائرة إما لسلب الحمولة وإمّا لغاية سياسيّة أو نحوها "كثر القراصنةُ في البحر الأبيض المتوسط في القرن الثامن عشر" ° راية القُرْصان: راية سوداء تحمل جمجمة بيضاء وعظمتين متصالبتين.
2 - شخص جشع يُثْرِي على حِساب الآخرين "ليس هذا بتاجر بل هو قرصان- قرصان ماليّ". 

قَرْصَنَة [مفرد]:
1 - مصدر قرصنَ.
2 - سَطْو على حقوق المِلْكيّة الفِكريّة أو الأدبيّة أو الفنيّة "قرْصَنة حقوق المؤلِّفين- القرصَنَة في مجال التسجيلات الموسيقيّة".
• قرصنة جويَّة: الاستيلاء على طائرة أثناء طيرانها. 

خبز

خبز: خَبَّز: خَبَز، صنع الخبز (فوك، بوشر). تَخَّبر: ذكرت في معجم فوك في مادة Panis أي خُبز.
خُبْز: يجمع على أخباز (فوك).
وخُبْز ويجمع على أخباز: قطعة من الأرض منحت إلى أمير أو إلى أي شخص من المجندين ويستغل حاصلها في سبيل عيشه. وانقطاع خاص (مملوك 1، 2: 159 - 161).
خُبز الحاشية: انظره في مادة الحاشية.
خُبْز الدب أو خبز ميمون: بخور مريم.
خبز المشايخ، ركف (باجني ص32).
خبز الغراب: بهار (ابن البيطار 1: 181) وهو يقول: وعامتنا بالأندلس تسميه خبز الغراب.
وخبز الغراب: محلى، ضرب من الأقراص المحلاة والمعطرة = أقراص الملك (سنج).
وفي (محيط المحيط): وخبز الغراب الكشلة وفطر يخرج أقراصاً كالخبز والعامة تسميه خبز الغاق. ولم يذكر كشلة في حرف الكاف ولا أدري ماذا تعني هذه الكلمة.
خبز القرود: عامة إفريقية يسمون خبز مريم بهذا الاسم (المستعيني مادة بخور مريم، معجم المنصوري مادة بخور مريم).
وخبز القرود: شجارو الأندلس يطلقون هذا الاسم على النوع الكبير من اللوف (ابن البيطار 1: 325).
خبز القراننة (مخطوطة من المستعيني) وحبر القرابية (كذا) في مخطوطة ن منه: نانخاه.
خبز ميمون: انظره في: خبز الدب. خَبَز: حرفة الخباز (بوشر).
خُبْزَه: قطعة من الخبز (بوشر) - وما يوضع من الخبز مرة في الفرن (بوشر).
خَبيز: مصدر خبز عند العامة (محيط المحيط).
خُبَيْز: تصغير خبز (معجم البلاذري).
خَبَازَة: حرفة الخباز (الكالا).
خُبَيْزة: خبز خفيف أبيض (الكالا).
خُبَّاز: في كتاب ابن ليون (ص43 ق): الملوخيا هي الخباز القرطبي.
خَبَّازي. خبازي الملوك: نبات اسمه العلمي: maiva arborea ومع مقلوبه maior: malva sylvestris ( باجني مخطوطات).
خُبَّيْزَة: خبازي، خباز (فوك، بوشر، محيط المحيط). ومنها صنف كبير يعيش طويلا يسمى: خبيزة افرنجية (محيط المحيط).
مَخْبز: المحل الذي يخبز فيه الخبز (بوشر بابن سميث ص867).
ومَخْبَز: حرفة الخباز ومهنته (الكالا).
مخبز السلطان: خزانة الخبز، المكان الذي يوزع فيه الخبز عند السلطان (بوشر).
مُخَبِزّ: خباز، صانع الخبز (الجريدة الآسيوية 1860، 2: 371).
خ ب ز : الْخُبْزُ مَعْرُوفٌ وَخَبَزْتُهُ خَبْزًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالْخُبَّازُ وِزَانُ تُفَّاحُ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ وَفِي لُغَةٍ بِأَلِفِ التَّأْنِيثِ فَيُقَالُ خُبَّازَى وَهَذِهِ فِي لُغَةٍ تُخَفَّفُ كَالْخُزَامَى. 
خبز
الخُبْز معروف قال الله تعالى: أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً [يوسف/ 36] ، والخُبْزَة: ما يجعل في الملّة، والخَبْزُ: اتّخاذه، واختبزت:
إذا أمرت بخبزه، والخِبَازَة صنعته، واستعير الخبز للسّوق الشّديد، لتشبيه هيئة السّائق بالخابز.
(خبز)
الْخبز خبْزًا صنعه فَهُوَ مخبوز وخبيز وَالْقَوْم أطْعمهُم الْخبز وَالْبَعِير الأَرْض ضربهَا بِيَدِهِ (على التَّشْبِيه بالخباز) وَفُلَان الشَّيْء ضربه بِالْيَدِ ضربا شَدِيدا وَالدَّابَّة سَاقهَا سوقا شَدِيدا

(خبز) خبْزًا استرخى لَحْمه واضطرب

خبز


خَبَزَ(n. ac. خَبْز)
a. Made, baked bread.
b. Fed on bread.

إِخْتَبَزَa. see I (a)
خُبْزa. Bread.

خُبْزَةa. Loaf, cake of bread.

مَخْبَزa. Oven.

مَخْبَزَة
(pl.
مَخَاْبِزُ)
a. Baker's shop, bakery.

خِبَاْزَةa. Bread-making.
b. Business of a baker.

خُبَاْزَىa. Mallow; sea-gull.

خَبِيْزa. Baked bread.

خَبَّاْزa. Baker.

خُبَّاْزَةa. see 24ya
خ ب ز: (الْخُبْزُ) مَعْرُوفٌ وَالْخَبْزُ بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ وَقَدْ (خَبَزَ) الْخُبْزَ وَ (اخْتَبَزَهُ) . وَ (خَبَزَ) الْقَوْمَ أَطْعَمَهُمُ الْخُبْزَ وَبَابُهُمَا ضَرَبَ. وَرَجُلٌ (خَابِزٌ) ذُو خُبْزٍ كَلَابِنٍ وَتَامِرٍ. وَ (الْخُبَّازُ) بِوَزْنِ الْقُفَّازِ وَ (الْخُبَّازَى) مُشَدَّدٌ مَقْصُورٌ نَبْتٌ مَعْرُوفٌ. 
[خبز] الخُبْزُ : الذي يؤكل. والخَبْزُ بالفتح المصدرُ. وقد خَبَزْتُ الخُبْزَ وأخْبَزتُه. ويقال أيضاً: أخْبَزْتُ القومَ، إذا أطعمتهم الخبز. ورجل خابز، أي ذو خبز، مثل تامر ولابن. عن ابن السكيت. والخبز: السوق الشديد، عن أبى زيد. وأنشد: لا تخبزا خبزا وبسا بسا * ولا تطيلا بمناخ حبسا * ونذكر قول أبى عبيدة فيه في باب السين إن شاء الله عز وجل. والخبز: ضرب البعير بيده الأرضَ، وهو على التشبيه. والخُبْزَةُ: الطُلْمَةُ، وهي عجين يُوضَع في الملة حتى ينضج. والخباز والخبازى: نبت معروف.
خبز ملل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: لما افْتَتَحْنا خَيْبَر إِذا نَاس من يهود مجتمعون على خبْزَة يملُّونها فطردناهم عَنْهَا فأخذناها فاقتسمناها فَأَصَابَنِي كسرة وَقد كَانَ بَلغنِي أَنه من أكل الْخبز سمن فَلَمَّا أكلتها جعلت أنظر فِي عطفي هَل سمنت. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله: خبْزَة هِيَ الَّتِي عِنْد الْعَامَّة المَلّة. وَإِمَّا المَلّة عِنْد الْعَرَب: الحفرة الَّتِي فِيهَا الخبزة وَلِهَذَا قيل: يملونها إِذا عملوها فِي المَلّة قلت: مَلَّلْتها أملُّها مَلاًّ [قَالَ الْأَصْمَعِي: وَإِنَّمَا قيل: فلَان يَتَمَلْمَلُ على فرَاشه إِذا كَانَ يتضَوّر عَلَيْهِ وَلَا يقرّ لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من الْملَّة أَي كَأَنَّهُ على مَلّة فَهُوَ قَلِق] .

خبز

1 خَبَزَ خُبْزًا, (S, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. خَبْزٌ, (S, K,) He made [or kneaded and baked] خُبْز [or bread]; (K, TA;) as also ↓ اختبزهُ: (Sb, S, TA:) or the ↓ the latter signifies he made [or kneaded and baked] it for himself: (K:) or ↓ اختبز signifies he kneaded flour, and made dough of it, and then baked it in a مَلَّة [see خُبْزَةٌ below] or in an oven: (T, TA:) [and ↓ يُخْتَبَزُ signifies it is made into bread: see S and K voce فَثٌّ.] b2: خَبَزَ القَوْمَ, (S, A,) aor. ـِ (TA,) inf. n. خَبْزٌ, (A, K,) He fed the people, or company of men, with خُبْز [or bread]: (S, A, K: *) like as تَمَرَهُمْ signifies “ he fed them with تَمْر: ” (A:) but Lh quotes the saying of certain of the Arabs, أَتَيْتُ بَنِى فُلَانٍ فَخَبَزُوا وَحَاسُوا وَأَقَطُوا, meaning [I came to the sons of such a one, and] they fed me with خُبْز and حَيْس and أَقِط: he does not say خَبَزُونِى وَحَاسُونِى وَأَقَطُونِى. (TA.) A2: خَبَزَهُ, aor. ـِ (TK,) inf. n. خَبْزٌ, (K,) (assumed tropical:) He beat him, or it: (K, * TK:) accord. to some, with the hand: or with the two hands: (TA:) and some say that خُبْز [or bread] is thus called because they beat it with their hands: but this assertion is not valid: (TA:) and you say also, خَبَطَنِى بِرِجْلِهِ, and خَبَزَنِى, (tropical:) [He beat me with his foot,] and تَخَبَّطَنِى and ↓ تَخَبَّزَنِى. (A, TA.) And خَبَزَ البَعِيرُ, (TK,) inf. n. خَبْزٌ, (S, K,) (tropical:) The camel beat the ground with his fore foot, (S, * K, * TA,) or, as in some lexicons, with his fore feet. (TA.) And ↓ تخبّزت الإِبِلُ السَّعْدَانَ (assumed tropical:) The camels beat the [herbage called] سعَدان with their legs. (TA.) 5 تَخَبَّزَ see 1, latter part, in two places.8 إِخْتَبَزَ see 1, first sentence, in four places.

خُبْزٌ a word of well-known meaning; (K;) [Bread;] that which is eaten. (S.) It is said in a prov., كُلُّ أَدَاةِ الخُبْزِ عِنْدِى غَيْرُهُ [All the apparatus of bread is in my possession except it, namely, the bread itself]: the origin of which was this: a company of men demanded hospitality of a certain man; and when they sat down, he threw down a [piece of leather such as is called] نِطْع, and put upon it a mill-stone, and adjusted its pivot, and covered it [with the upper stone]: and the presence of his apparatus made the company to wonder: then he took the handle of the mill, (هَادِى الرَّحَى,) and began to turn it: whereupon they said to him, What dost thou? and he answered in the words of this proverb. (K.) b2: [Hence,] الخُلَّةُ خُبْزُ الإِبِلِ (tropical:) [Sweet herbage is the bread of camels: and الحَمْضُ فَاكِهَتُهَا, or اَحْمُهَا, sour herbage is their fruit, or flesh-meat]. (A, TA.) خُبْزَةٌ i. q. طُلْمَةٌ; (S, A, K;) meaning Dough put in a مَلَّة, until it is thoroughly baked, (S, TA,) i. e., in ashes, and earth, in which fire is kindled; (TA;) a cake of bread, (MA, KL,) [or lump of dough,] baked in ashes (KL) [or in any way]; i. q. قُرْصٌ and قُرْصَةٌ. (K in art. قرص.) b2: Also A large ثَرِيدَة [or mess of crumbled or broken bread moistened with broth]: or, as some say, flesh-meat. (TA.) [See also خَبِيزٌ.]

خَبِيزٌ Bread made [or kneaded and baked], (K, TA,) of whatever grain it be. (TA.) b2: Also i. q. ثَرِيد [Bread crumbled or broken, and moistened with broth]. (Sgh, K.) [See also خُبْزَةٌ.]

b3: Also a vulgar term for خَبِيصَةٌ. (Esh-Shereeshee, in Har p. 21.) خِبَازَةٌ The trade, or occupation, of the خَبَّاز. (K.) خُبَازَى: see خُبَّازٌ.

خَبَّازٌ A maker of bread; one whose office it is to make bread: (TA:) a baker; syn. فُرْنِىٌّ. (Msb in art. فرن.) خُبَّازٌ (IDrd, S, K) and ↓ خُبَّازَةٌ, (K,) [or the former is a coll. gen. n., and the latter the n. un.,] and ↓ خُبَازَى (IDrd, S, K) [which last is the most common form] and ↓ خُبَّازَى, (K,) or when with teshdeed the ى is elided, (IDrd,) and ↓ خُبَّيْزٌ, (K,) [Malva, or mallow;] a certain plant, well known, (S, K, TA,) of the leguminous kind, having broad leaves and a round fruit; [whence perhaps its name;] accord. to the Minháj, a species of the مَلُوخِيَّةٌ [corchorus olitorious, or Jew's mallow]: or, as some say, the ملوخيّة is the garden-kind, and the خبازى is the wild kind: some also say that the بَقْلَة يَهُودِيَّة [sonchus, or sow-thistle,] is one of the species of خبازى; and there is a kind thereof that turns with the sun. (TA.) خُبَّيُزٌ: see the next preceding paragraph.

خُبَّازَةٌ: see the next preceding paragraph.

خُبَّازَى: see the next preceding paragraph.

خَابِزٌ A man possessing خُبْز [or bread]: (S, K:) like تَامِرٌ [possessing dates] and لَابِنٌ [possessing milk]. (S.) مَخْبَزٌ An oven; syn. فُرْنٌ. (M and K in art. فرن.) مَخْبَزَةٌ A place where bread is made: pl. مَخَابِزُ. (Meyd, in Golius.)
خبز
خَبَزَ يَخبِز، خَبْزًا، فهو خابز، والمفعول مَخْبوز وخَبيز
• خبَز العجينَ ونحوَه: صنع منه خُبْزًا بإنضاجه بالحرارة أو بوضعه في فرن ° خبَز خُبْزَه بيده: باشر العملَ بنفسه وتولاّه. 

اختبزَ يختبز، اختبازًا، فهو مُخْتبِز، والمفعول مُخْتَبَز
• اختبز العجينَ ونحوَه: خبزَه، صنع منه خُبْزًا بإنضاجه بالحرارة أو بوضعه في فرن. 

خُبازة [مفرد]: بقيّة الخبز "خُبازة الأفران". 
1548 - 
خِبازة [مفرد]: حرفة الخبَّاز "تطورت الخبازة بعد استخدام المخابز الآليّة". 

خُبازَى [جمع]: (نت) خُبَّاز، خُبّازى، نبات أخضر من الفصيلة الخبّازيّة، فيه أنواع بعضها يُطهى ورقه ويؤكل، وبعضها يُستعمل علاجًا، وبعضها يزرع للزِّينة. 

خَبَّاز [مفرد]: صانع الخُبْز "يعمل الخبَّازون على مدار اليوم لتوفير الخُبْز". 

خُبَّاز [جمع]: (نت) خُبازى، خُبّازى، نبات أخضر من الفصيلة الخُبّازيّة، فيه أنواع بعضها يُطهى ورقه ويؤكل، وبعضها يُستعمل علاجًا، وبعضها يزرع للزِّينة. 

خُبّازَى [جمع]: (نت) خُبَّاز، خُبازَى، نبات أخضر من الفصيلة الخُبّازيّة، فيه أنواع بعضها يُطهى ورقه ويؤكل، وبعضها يُستعمل علاجًا، وبعضها يزرع للزِّينة.
• الخُبَّازى البَرِّيَّة: (نت) نبات طويل يزرع لعناقيده ذات الأزهار الكبيرة الملوَّنة. 

خُبّازِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى خُبَّاز: ما كان لونُه يشبه لونَ الخُبَّاز "قماش خُبّازىّ".
2 - (فن) لون كيميائيّ يشبه لون الخُبّازَى. 

خُبَّازِيّات [جمع]: (نت) رتبة نباتات من ذوات الفلقتين، كثيرة التويجات تشمل القطن والخُبّازَى وغيرهما. 

خُبَّيْز [جمع]: (نت) خُبازَى، نبات أخضر من الفصيلة الخُبَّازيّة، فيه أنواع بعضها يُطهى ورقه ويُؤكل، وبعضها يُستعمل علاجًا، وبعضها يزرع للزينة. 

خُبَّيْزة [جمع]: (نت) نبات أخضر من الفصيلة الخُبَّازيّة، فيه أنواع بعضها يُطهى ورقه ويُؤكل، وبعضها يُستعمل علاجًا، وبعضها يزرع للزينة. 

خَبْز [مفرد]: مصدر خَبَزَ. 

خُبْز [جمع]: جج أخباز، مف خُبْزة: ما يُصنع من الدقيق المعجون ويُنضج بالنّار أو الحرارة بعد تخميره "رغيف خُبز- {إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا} " ° خُبْز حاف: بلا إدام- خُبْز الغراب: فِطْر يخرج أقراصًا كالخبز- خُبْز ناشف: جافّ- خُبْز نخالة: مصنوع من دقيق ممزوج بنخالة- شريحتا الخُبز: جانبا الرغيف.
• خُبْز النَّحْل: مادَّة ضاربة إلى السُّمرة تتكوّن من خليط من لقاح وعسل، يتغذّى عليه النحلُ. 

خَبيز [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من خَبَزَ.
2 - اسم لما يُخبز "أعجبني خبيزُ هذه المرأة". 

مِخباز [مفرد]: اسم آلة من خَبَزَ: أداة كالجاروف ذات يد طويلة يستخدمها الخبَّاز لإدخال الخبز أو الفطائر إلى الفرن وإخراجها منه "ضربه بالمِخْباز". 

مَخْبِز [مفرد]: ج مخابِز: اسم مكان من خَبَزَ: فُرْن؛ مكان صُنْع الخُبز وبيعه "مخبز آليّ/ بلديّ". 
خبز
الخُبْز، بالضمّ: م مَعْرُوف. وبالفَتْح: ضَرْب البعيرِ بِيَدِهِ، وَفِي بعض الْأُصُول: بيَدَيْه الأرضَ، وَهُوَ على التَّشْبِيه، وَقيل: سُمِّي الخُبْزُ بِهِ لضَرْبِهم إيّاه بأيْديهم، وَلَيْسَ بقويّ. الخَبْزُ أَيْضا: السَّوْقُ الشَّديد، وَقد خَبَزَها يَخْبِزُها خَبْزَاً، قَالَ الشَّاعِر:
(لَا تَخْبِزا خَبْزَاً ونُسّا نَسَّا ... وَلَا تُطيلا بمُناخٍ حَبْسَا)
يأْمُرُه بالرِّفقِ. والنَّسُّ: السَّيْرُ اللَّيِّن. وَقَالَ بَعْضُهم: إنّما يُخاطِبُ لِصَّيْن. وَرَوَاهُ: وبُسّا بَسّا، من البَسيس، يَقُول: لَا تَقْعُدا للخَبْز وَلَكِن اتّخذا البَسيسة. وَقَالَ أَبُو زَيْد: الخَبْزُ: السَّوْقُ الشَّديد.
والبَسُّ: السَّيْرُ الرَّفيق، وَأنْشد هَذَا الرَّجز وبُسّا بَسّا. وَقَالَ أَبُو زَيْد أَيْضا: البَسُّ: بَسُّ السَّويق وَهُوَ لَتُّه بالزّيت أَو بِالْمَاءِ، فَأمر صاحبَيْه بلَتِّ السَّويق وتَرْك المُقامِ على خَبْزِ الخُبْزِ ومِراسِه.
لأنّهم كَانُوا فِي سَفَرٍ لَا مُعرَّجَ لَهُم، فحَثَّ صاحبَيْه على عُجالَةٍ يَتَبلَّغون بهَا، ونَهاهُما عَن إطالةِ المُقامِ على عَجْنِ الدَّقيقِ وخَبْزِه. الخَبْزُ: الضَّرْبُ، وَقيل: الضَّرْبُ باليدَيْن، وَقيل: بِالْيَدِ. الخَبْز: مَصْدَرُ خَبَزَ الخُبْزَ يَخْبِزه، من حدِّ ضَرَبَ، إِذا صَنَعَه وَكَذَلِكَ اخْتَبَزَه، وَكَذَلِكَ خَبَزَه يَخْبِزه خَبْزَاً، إِذا أَطْعَمه الخُبْز. وَفِي الأساس: وخَبَزْتُ القومَ وتَمَرْتُهم: أَطْعَمْتُهم الخُبْزَ والتّمر، وَحكى اللِّحيانيّ قَوْلَ بَعْضَ الْعَرَب: أَتَيْتُ بني فلانٍ فَخَبَزوا وحاسُوا وأَقَطوا، أَي أَطْعَموني كلَّ ذَلِك، حَكَاهَا غير مُعَديات، أَي لم يقل: خَبَزوني وحاسُوني وأَقَطوني. الخَبَز، بِالتَّحْرِيكِ: الرَّهلُ، نَقله الصَّاغانِيّ. الخَبَزُ: المكانُ المُنخَفِض المُطمَئِنّ من الأَرْض. والخُبَّازَى، بِالتَّشْدِيدِ ومَضْموم الأوّل ويُخفَّف، لغةٌ فِيهِ، قَالَ ابنُ دُرَيْد: إِذا خَفَّفت الباءَ أَلْحَقْت الْيَاء وَإِذا ثَقّلْت الباءَ حَذَفْتَ الياءَ فقُلتَ الخُبّاز، كرُمَّان، والخُبَّازة، بِزِيَادَة الهاءِ، والخُبَّيْز، كقُبَّيْط: نَبْتٌ م مَعْرُوف وَهِي بَقْلَةٌ عريضة الورَق، لَهَا ثَمَرَةٌ مُستَديرَةٌ، قَالَ حُمَيْد:
(وَعَاد خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى ... ذُراوَةً تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ)
وَفِي المِنهاج: هُوَ نَوْع من المُلوخِيّة، وَقيل: المُلوخِيّة هُوَ البُسْتانيّ. والخُبَّازَى هُوَ البَرّيّ، وَقيل: إِن البَقلةَ اليَهوديّةَ أحدُ أَصْنَافِ الخُبَّازى، وَمِنْه نوع يَدورُ مَعَ الشَّمس. ورجلٌ خَبَزون،) مُحرّكة غَيْر منْصَرِف، إِذا كَانَ مُنتَفِخَ الْوَجْه، وَهِي بهاءٍ، غَيْرُ مُنْصرف أَيْضا، نَقَلَه الصَّاغانِيّ. ورجلٌ خابِزٌ: ذُو خُبْزٍ، مثل تامِرٍ ولابنٍ، حَكَاهُ اللِّحيانيّ. والخِبازَة، بِالْكَسْرِ: حِرْفَةُ الخَبَّاز الَّذِي مِهنَتُه ذَلِك. وَأَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن الْحسن بن عليّ الخَبَّازيّ الطّبريّ مُقرِئُ خُراسان، حدَّث عَن أبي مُحَمَّد المُخْلديّ وَعنهُ أَبُو الأسعد القُشَيْريّ. والخُبْزَة، بالضمّ: الطُّلْمة، وَهِي عَجينٌ يُوضَع فِي المَلَّة حَتَّى يَنْضَج والمَلَّة: الرَّمادُ والترابُ الَّذِي أُوقِدَ فِيهِ النَّار. خُبْزَة، بِلَا لامٍ: جبلٌ مُطِلٌّ على يَنْبُعَ، قَرْيَة عليّ رَضِي الله عَنهُ. وسَلام، كسَحاب، ابْن أبي خُبْزَةَ عَن ثابتٍ البُنانيّ. أَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن بن يَزيد بن أبي خُبْزَةَ الرّقّيّ الخُبْزيّ، عَن هِلَال بن أبي الْعَلَاء، وَعنهُ ابنُ جَمِيع فِي مُعجمه. وَأحمد بن عبد الرَّحِيم بن أبي خُبْزَة الكُوفيّ التَّميميّ الأسَديّ الخُبْزيّ، شيخٌ لابنِ عُقدَة: مُحدِّثون، وَالثَّانِي مُتأَخِّر لَقِيَه أَبُو الْفَتْح بن مَسْرُورٍ، وَذكره السَّمعانيُّ فِي الأَنْساب. وأمّ خُبْزٍ، بضمِّ الخاءِ: ة، بِالطَّائِف. والخِبَزَة كعِنَبَة: ة، بهَا أَيْضا.
والخَبيزُ، كأَمير: الخُبْزُ المَخْبوز من أيِّ حَبٍّ كَانَ. الخَبيزُ أَيْضا: الثَّريدُ، نَقله الصَّاغانِيّ.
وانْخَبَزَ الْمَكَان: انْخفضَ واطْمأَنَّ. والخَبيزاتُ: ع، وَهِي خَبْزَاوات بصَلْعاءِ ماويّة، وَهُوَ ماءٌ لبني العَنبِر، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ وَأنْشد: وَلَا الخَبيزاتُ مَعَ الشاءِ المُغِبّْ قَالَ: وإنّما سُمّين خَبيزاتٍ لأنهنّ انْخَبَزْنَ فِي الأَرْض، أَي انْخَفضْنَ. وَفِي المثَل: كلّ أداةِ الخُبْزِ عِنْدِي غيرَه. يُقَال: استضافَ قومٌ رجلا فلمّا قَعدوا ألْقى نِطْعاً وَوَضَع عَلَيْهِ رحى فسوَّى قُطبَها وأَطبَقَها، فَأَعْجب القومَ حُضورُ آلتِه ثمّ أَخذ هادِيَ الرَّحى فَجعل يُديرُها. فَقَالُوا لَهُ: مَا تَصْنَع فَقَالَ، أَي المثَلَ المَذكور. واخْتَبزَ الخُبْزَ: خَبَزَه لنفْسِه، حَكَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَلم يقل: لنفْسِه. وَفِي التَّهْذِيب: اخْتَبزَ فلانٌ، إِذا عالجَ دَقيقاً يَعْجِنه ثمّ خَبَزَه فِي مَلّةٍ أَو تَنُّورٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: الخُبْزَة بالضمّ: الثَّريدةُ الضخمة. وَقيل: هِيَ اللَّحْم. وَيُقَال: أَخذنَا خُبْزَ مَلّةٍ، وَلَا يُقَال: أَكَلْنا مَلَّةً. وَتَخَبَّزْتُ الإبلُ السَّعْدانَ، أَي خَبَطَتْه بقوائِمها. منَ المَجاز: خَبَطَني برِجلِه، وَخَبَزَني، وَتَخَبَّطَني، وَتَخَبَّزَني. والخُلَّة خُبْزُ الإبلِ. والخَبِزَة، كفَرِحَة: هَضْبَةٌ فِي ديارِ بني عَبْد الله بن كلاب. وَأَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أَحْمد، عُرِفَ بابنِ الخَبَّازة، شَارِح كتاب الشِّهاب، توفِّي سنة وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن هِلَال، عُرِفَ بِابْن الخَبّازة، ويُلقَّب بالجُنَيْد البغداديّ، سَمِعَ ابنَ رَزَقْوَيْه، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم السَّمَرْقَنْديّ، توفّي سنة وَأَبُو نصر مُحَمَّد)
بن عبد الْبَاقِي بن الويل الخَبّاز الأديب الشَّاعِر، سمعَ مِنْهُ أَبُو العِزّ بن كادِش. وَابْن الخَبَّاز: تلميذُ النَّوَويّ، مَشْهُور. وابنُ الخَبَّازَة: مُقرئُ مِصر، مُتأخِّر، أدْركهُ بَعْضُ شُيوخِنا.
خ ب ز

خبزت القوم وتمرتهم: أطعمتهم الخبز والتمر، وأطعمني خبزة وخبزة ملة أي طلمة.

ومن المجاز: خبطني برحله وخبزني، وتخبطني وتخبّزني. والخلة خبز الإبل والحمض فاكهتها.
خبز الخبز الضرب باليد. والسوق الشديد. والخبزة ما يعالج من الطعام. والخبز المصدر. والخبازة صنعته. وخبزت القوم أخبزهم أطعمتهم خبزاً. ويقولون الصليان خبزة الإبل. وعندهم طبيخ وخبيز. والخبازى نبت، وكذلك الخبيز والخبازة. ورجل خبزون وامرأة خبزونة - لا يصرفان - إذا انتفخ وجهه. والخبز الرهل. وتخبزني برجله وخبزني أي خبطني. والخبيز الثريد من خبز الفطير. وفي المثل " كل أداة الخبز عندي غيره " أي غير الخبز.

خبز: الخُبْزَةُ: الطُّلْمَةُ، وهي عجين يوضع في المَلَّةِ حتى

يَنْضَجَ، والمَلَّة: الرَّماد والتراب الذي أُوقد فيه النار. والخُبْزُ: الذي

يؤكل. والخَبْزُ، بالفتح: المصدر، خَبَزَه يَخْبِزه خَبْزاً واخْتَبَزَه:

عمله. والخَبَّاز: الذي مِهْنَتُه ذلك، وحِرْفَته الخِبازَة. والاخْتِباز:

اتخاذ الخُبْز؛ حكاه سيبويه. التهذيب: اخْتَبز فلانٌ إِذا عالج دقيقاً

يعجنه ثم خَبَزَه في مَلَّة أَو تَنُّور. وخَبَزَ القومَ يَخْبِزُهم

خَبْزاً: أَطعمهم الخُبْزَ. ورجل خابِز أَي ذو خُبْز مثل تامِر ولابن. ويقال:

أَخذنا خُبْزَ مَلَّةٍ، ولا يقال أَكلنا مَلَّةً. وقول بعض العرب: أَتيت

بني فلان فَخَبَزوا وحاسُوا وأَقَطُوا أَي أَطعموني كلَّ ذلك؛ حكاها

اللحياني غيرَ مُعَدَّياتٍ أَي لم يقل خَبَزُوني وحاسُوني وأَقَطُوني.

والخَبِيز: الخُبْز المخبوز من أَيّ حَبٍّ كان. والخُبْزة: الثَّريدة الضَّخمة،

وقيل: هي اللحم. والخَبْزُ: الضرب باليدين، وقيل: هو الضرب باليد، وقيل:

هو الضرب. والخَبْزُ: السَّوْق الشديد، خَبَزَها يَخْبِزُها خَبْزاً؛

قال:

لا تَخْبِزا خَبْزاً ونُسَّا نَسَّا،

ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا

يأْمره بالرِّفق. والنَّسُّ: السير اللين، وقال بعضهم: إِنما يخاطِبُ

لِصَّيْنِ، ورواه: وبُسَّا بَسّا، من البَسِيسِ؛ يقول: لا تقعدوا للخَبْز

ولكن اتخذا البَسِيسة. وقال أَبو زيد: الخَبْزُ السوق الشديد، والبَسُّ:

السير الرفيق، وأَنشد هذا الرجز: وبُسَّا بَسَّا. وقال أَبو زيد أَيضاً:

البَسُّ بَسُّ السويق، وهو لَتُّهُ بالزيت أَو بالماء، فأَمر صاحِبَيْه

بِلَتّ السويق وترك المُقام على خَبْز الخُبْز ومِراسه لأَنهم كانوا في سفر

لا مُعَرَّج لهم، فحث صاحبيه على عُجالَةٍ يَتَبَلَّغُون بها ونهاهما عن

إِطالة المُقام على عجن الدقيق وخَبْزِه.

والخَبْزُ: ضَرْب البعير بيديه الأَرض، وهو على التشبيه؛ وقيل: سمي

الخَبْزُ به لضَرْبهم إِياه بأَيديهم، وليس بقويّ.

والخُبازى والخُبَّازُ: نبت بَقْلة معروفة عريضة الورق لها ثمرة

مستديرة، واحدته خُبَّازة؛ قال حميد:

وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيه النَّدى

ذُراوَةً، تَنْسُجُه الهُوجُ الدُّرُجْ

وانْخَبَزَ المكان: انخفض واطمأَنَّ. وتَخَبَّزَت الإِبلُ العُشْبَ

تَخَبُّزاً إِذا خبطته بقوائمها.

والخَبيزاتُ: خَبْزَواتٌ بِصَلْعاءِ ماوِيَّةَ، وهو ماء لِبَلْعَنبر؛

حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

ليست من اللاَّئي تَلَهَّى بالطُّنُبْ،

ولا الخَبِيزات مع الشَّاءِ المُغِبّْ

قال: وإِنما سُمِّين خَبيزات لأَنهن انْخَبَزْنَ في الأَرض أَي انخفضن

واطْمَأْنَنَّ فيها.

فرنج

فرنج: والجمع فرنجات وهي باللاتينية fornax ( فوك) أي فرن.
فرنج: (الإِفْرَنْجَةُ: جِيلٌ، مُعَرَّبُ إِفْرَنْك) هاكطا بإِثبات الأَلِفِ فِي أَوّله. وعَرّبَه جماعةٌ بحَذْفها وَفِي شِفَاءِ الغَليل:
فرنج
: معرّبُ فَرَنْك، سُمُّوا بذالك لأَنّ قاعِدةَ ملكهم فَرَنْجَة، ومَلِكها يُقَال لَهُ الفَرَنْسيس، وَقد عَرّبوه أَيضاً.
(والقِيَاس كَسر الرَّاءِ، إِخراجاً لَهُ مُخْرَجَ الإِسْفِنْط) اسمٍ للخَمْر (على أَنّ فَتْح فائِها) أَي الإِسفِنْطِ (لغةٌ) صحيحةٌ، (و) لَكِن (الكَسْر أَعْلَى) عِنْد الحُذّاق.

فرنج



الفِرَنْجُ, n. un. فِرَنْجِىٌّ: see what follows.

الإِفْرَنْجَةُ (O, K) [and الإِفْرَنْجُ, which is the more common,] and ↓ الفِرَنْجُ, (MF, TA, [but in the Commentary of MF written without any of the syll. signs,]) in which last manner it is correctly written accord. to the sheykhs of El-Andalus, who are the nearest to, and the best acquainted with, the country of the people thus called, and so written by Suh, (MF,) A certain people; [the Franks; an appellation given originally, by the Arabs, to the French; and afterwards to all Europeans except those of the Turkish Empire:] an arabicized word from إِفْرَنْك, (K,) or افرنگ, (O,) or from فرنك [or فِرَنْگ]: (Suh, MF:) accord. to general analogy, it should be الإِفْرِنْجَةُ, with kesr to the ر: (O, K:) so called because the seat of their dominion is [named] فرنجة or فرانسة [i. e. France]; and their king is called الفرنسپس, [more properly الفَرَنْسِيْسِىُّ,] which is likewise an arabicized word. (Suh, as cited by MF.) [The n. un., or appellation given to a single person of this people, is إِفْرَنْجِىٌّ and فِرَنْجِىٌّ.]
فرنج
فرنجَ يفرنج، فَرْنَجةً، فهو مُفَرْنِج، والمفعول مفرنَج
• فرنَج الشخصَ: طبَعه بالطَّابِع الأوربيّ "فرنج الاحتلالُ البلادَ العربيّة- فرنج العادات والتَّقاليد- فرنج الوالد سلوكَ ابنه بعد سفره لأوربا". 

تفرنجَ يتفرنج، تفرنُجًا، فهو مُتفرنِج
• تفرنج الشَّخصُ: تشبّه في سلوكه بالفرنجة، أي الأوربّيين "شابٌّ متفرنِج- تفرنج بعد سفره إلى البعثة". 

إفْرِنْجِيّ [مفرد]: ج إفْرِنْج: أوربيّ "الشُّعوب/ الحضارة الإفرنجيّة". 

صفراغون

صفراغون: هو عند ابن البيطار (2: 132، 159) عُقاب منسوري، عُقاب بحري. وهذا الاسم مأخوذ من عبارة ديسقوريدوس (الكتاب، فصل 58) وفيها: هو نوع من الطير يسمى بالــفرنجية صفراغون ومنه الكلمة اللاتينية ossifragus.

طَعَم

طَعَم: أكل، والمصدر طُعُوم (فوك).
طَعَّم الجدري: لقُح الجدري (بوشر).
طَعَّم بالذهب أو الفضة: رصُّع. لبَّس (بوشر، مملوك 2، 1: 114، زيشر 22: 15، القزويني 2: 323، ألف ليلة 1: 238، برسل 10: 261).
ويقال: طعَّم من بدل طعَّم ب.
طعَّم بالبولاد: خلط الحديد بالفولاذ ليكون أشحذ وأشد قطعاً، فَوْلَذ (بوشر) وكلمة تطعيم تدل على هذا المعنى، وليس على معنى الترصيع والتلبيس، في العبارة الأخيرة التي نقلها كاترمير في (مملوك 2، 1: 115) حيث الكلام عن السيوف من دون شك، وهي: الصناعة والسقي والتطعيم.
طعّم وطعَّم الصنّارة: جعل فيها طُعماً (بوشر، (لايورت ص142، رولاندريال ص592) ففي الادريسي (القسم الأول للفصل السابع) (حِناش الطين وبه يطعمون للحون (مخطوطة سد) وفي مخطوطة أب: الحوت.
طاعم: اَبَّر، لقَّح، طعَّم (ابن العوام 1: 269، 2: 339) وصحح فيه (تهرم (تقوم) وطاعمناها) (ص411) و (يطاعمونها) (ص412) وهذه التصحيحات وفقاً لما جاء في مخطوطتنا.
أطْعَم: في كوسج (طرائف ص74): أخذ المال وأطعمه الرجال واستخدم به الأبطال.
أي استخدام هذا المال لإطعام الجنود والإنفاق عليهم.
أطعمت الشجرة: أثمرت (انظر لين، فوك، ابن العوام 1، 175، 184، 185، 186، 2: 193، 213) ويتعدى هذا الفعل بنفسه.
ففي (ص240): يطعم عنباً مُراً (وهذا صواب العبارة وفقاً لمخطوطتنا) ويطعم تيناً مُراً.
تطَعَّم: تأبّر، تلقَّح (باين سمكيث).
تطَعَّم: تلقح ضد الجدري (بوشر).
انطعم: طعم، أكل (فوك، ألكالا).
استطعم: في ألف ليلة برسل (11: 125): وبقيت ثلاثة أيام لم أستطعم بطعام ولا بشراب. أي لم أذق فيها طعاما ولا شراباً.
ويقال كذلك: لم يستطعم في طعام. (قصة عنتر ص98).
استطعم: تذوَّق، تلذّذ، تمتع بالملذات (بوشر).
طَعْم. طعم لقدام: تذّوق أوّلي، وطعم ثاني: خُلْفه، ما يبقى في الفم من طعم كريه بعد طعام أو دواء.
طَعْم: نوع من الصوفان وهي مادة اسفنجية تستخدم في الجراحة. فعند دوماس عادات (ص345): (ثام نوع من الصوفان (الحراق) يتخذ من الشيخ والمقل).
وعند جاكو (ص56) تيم: غدد تنمو على الشيح، وهي كرات صغيرة لدنة إسفنجية باطنها أخضر فاتح وظاهرها أبيض بلون القطن.
والعرب يعرضونها للشمس ثم يبيعونها باسم تيم وهذا هو صوفان الصحراء. انظر المقدمة (3: 368) وفي مخطوطتنا: طعم الزناد.
طُعْم= طُعْمَة: بالمعنى الذي ذكره لين (معجم البلاذري) ويقول السيد دي غويه أن جمعه طعام (ولكني ارى أن كلمة طعام في نص الطرزي مفردة).
طُعْم: لب نواة الفواكه (فوك، ألكالا) ويكتبها ألكالا طُعَم وهي عامية طعم ففي ابن العوام (1: 266) في كلامه عن الفستق: وذلك إنه كثير ما يكون قشره الصلب منفصلا بعضه من بعض فيَظْهر الطعمُ الذي في جوفه (هكذا يجب أن تصحح هذه العبارة وفقا لما جاء في مخطوطتنا) وفي المستعيني في مادة ميعة يابسة: وداخلها طعمٌ دسم يُعْصرَ منه دهن (في مخطوطة ن طَعْم) وفريتاج يذكر هذه المادة ويقول نفس الشيء ولكنه يضيف وتسمى ميعة سائلة.
طُعْم: لُبّ البلوطة (ابن العوام 1: 254).
وفي المستعيني مادة جفت البلوط: هو القشرة الرقيقة التي على لحميَّة البلوط التي بين القشر الاعلى والطعم وفي معجم فوك طُعَم: لبّ.
طُعْم: سمّ عند العامة (محيط المحيط).
طُعْم السمك: بوصير، سمّ السمك: سيكران الحوت، ما هي زهره. وهو يميت السمك ويجعله يطفو على وجه الماء، كما يقتل القمل والبراغيث. (بوشر) ويقول راولف (ص140) في كلامه عن سمك الفرات: يرمي في ماء النهر بالطُعم فيطفو السمك على وجه الماء.
طعم الفار: الزرنيخ الأبيض أو سم الفار (بوشر) طعم الفار المكلس: رَهْج الفار، زرنيخ احمر (بوشر).
طعم القاق: جوز القيء (بوشر).
طعم وجمعه طعمات: مِئبر، غصن شجرة يطعم على غصن آخر (ألكالا، بوشر).
طعم الجدري البقري: لقاح الجدري البقري، فيروس لدماميل البقر (بوشر).
طُعْم: زودة، ما يعطيه المشتري إضافة لثمن السلعة، (أماري ديب ص93) وانظر معجمه.
طَعِمِ: لذيذ، شهي (بوشر).
طُعْمَة: المعنى الاول في معجم لين، والفرق بين طعمة وإقطاع أن الإقطاع وراثي والطعمة ليست كذلك. (معجم البلاذري) ولاحظ هذه العبارة في تاريخ البربر (1: 95) لما يؤملونه طعمة من الدولة، وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه لكي يزادوا ثراء على حساب الدولة.
طُعْمة: وجبة: أكلة، طعام (معجم البلاذري).
طُعْمة: طُعم، طعام يوضع في مصيدة وما يوضع في صِنّارة لصيد السمك (بوشر).
طُعْمة: غصن التطعيم، عسلوج شجرة يئبَّر على شجرة أخرى (بوشر).
طُعْمة ويجمع على طُعَم: لُحمة، نير، خيط يدخل بين سداة النسيج (فوك، ألكالا).
طُعْمة: طَعْم، مَذاق (بوشر).
طُعْمه: ذْوق، أسلوب، طريقة. ويقال: على طعمة فرنجية أي على الطريقة الأوربية ذوق الأوربيين (بوشر).
طعمية: مَذاق (بوشر).
طَعَام: يجمع عند بوشر بالألف والتاء ويجمع عند فوك على طُعْمان.
طَعَام: كسكي طعام يصنع في شمالي افريقية من البرغل المحبب واللحم والخضار والبهارات (كولومب ص20، دوماس حياة العرب ص254، جريدة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 12: 406، الجريدة الآسيوية 1852، 2: 305 رقم 14) ولعل هذه الكلمة تدل على نفس المعنى عند المقريزي (1: 585) طعام: طُعْم السمك (هلو).
طَعام= طُعْمَة بالمعنى الذي ذكره لين، وهي ارض الدولة تمنح للمرء يستغلها ما دام حياً (المطرزي في معجم البلاذري انظر ما ذكرته في مادة طُعْم).
طَعام: إطعام الفقراء (المقري 2: 467).
مع تعليقه فليشر (بريشت ص189).
طَعَّام: صاحب مطعم أو مطبخ، ممونّ بالطعام (بوشر).
إطعْام: تتبيل اللحم، وضع الابازير والتابل عليه: (الكالا).
وصلصة، مرق التابل (ألكالا).
تطعيم: تأبير، وغصن التطعيم عسلوج شجرة يؤبر على شجرة أخرى (بوشر).
مَطْعَم: ذوق، طَعْم، مذاق (ويجرز ص251، 184 رقم 326، ابن العوام 1: 184) وقد ذكر فوك هذه الكلمة في مادة لاتينية معناها تذوُّق.
مطعم: مصدر طعم بمعنى أكل. ومحتمل المطعم: قابل للتطعيم أي التأبير (ابن العوام 1: 234) مِطُعَم: أكول، وتجمع على مَطَاعِم (ديوان الهذليين ص220 البيت 14).
مُطَعِم: ما ينتج الفاكهة (الكالا) ومُطْعِم هي التي تدل غالباً على هذا المعنى.
مَطُعُوم: عند العامة غصن ونحوه تطعم به شجرة برية من شجرة بستانية (محيط المحيط).
مَطْعُوم: عند العامة المادة التي يطعم بها الإنسان ضد الجدري (محيط المحيط).
مطْعُوم: عند العامة ما طعّم من الأشجار ما دام صغيراً (محيط المحيط).
مَطْعُوم: مسموم (بوسيبه) وفي المقري (1: 869): توفي شهيدا مطعوما من أناس كانوا يحسدونه.
مَطْعُوم: من شرب شراب المحبة وهو شراب مزجه ساحر ذو قدرة على إحداث الحب (بوسيبه) وفي ألف ليلة (1: 46) سيدنا أبكم مطعوم لم يسأل عنها.

طقس

طقس


طَقَسَ
طَقْس
a. [ coll. ], Air, atmosphere;
weather.
b. (pl.
طُقُوْس), Rite, religious ceremony, liturgy.
طقس
طَقْس [مفرد]: ج طُقوس:
1 - (جغ) حالة الجوّ من ضغط وحرارة وبرودة ورطوبة ورياح وغيرها في يوم أو أيام قليلة "طقْس حار صيفًا بارد ممطر شتاءً- طقس معتدل على الساحل الشماليّ" ° منطاد الطقس: منطاد يستخدم لحمل أجهزة رصد تجمع معلومات عن الأحوال الجويّة.
2 - (دن) نظام وترتيب، وأكثر ما يستعمل لنظام الخدمة الدينيَّة أو شعائرها واحتفالاتها، عند النصارى طريقة دينية في الصلاة وإقامة الشعائر "طقوس دينيّة- لهذه الطَّائفة طقوس خاصّة- ممارسات طقسيَّة". 

طُقوسيَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من طُقوس.
2 - (دن) نَزْعة الذين يشدِّدون على أهميّة الطقوس أو يريدون تعليق جانب أكبر من الأهميّة على الاحتفالات الطقسيّة. 
طقس: طَقْس (باليونانية تكْسِيس): عند النصارى شعائر الديانة واحتفالاتها (بوشر، همبرت ص153، محيط المحيط).
طقوس الكنيسة: نظام الخدمة الدينية في الكنيسة واحتفالاتها وشعائرها (فلشر معجم ص72). وانظر: طكس.
طقس: معرب كلمة تَكْس الــفرنجية بمعنى ضريبة، رسم، مكس، خراج (بوشر، بابن سميث 1491. وهي بالسريانية طسقا (بالعربية طسق).
طقس: حالة الجو (بوشر، همبرت ص163، محيط المحيط) ويقال: الطقس طيب (أو عظيم) اليوم أي الجو صحو ورائق اليوم (بوشر).
طَقْسيّ: مختص بالطَقْس الكنسي أي نظام الخدمة الدينية أو امور التعبد (بوشر).
طُقَّيْسة أو طُقَيْساء: هي فيما يقول صاحب محيط المحيط: مكان صغير خارج دار الحريم تستقبل فيه الاضياف وهي فيما لين (عادات 2: 72) تُقَيْسة (كذا): غرفة صغيرة تجاوز بهو الحريم تجلس فيه العوالم أي المغنيات وطقيسي المذكورة في فاكهة الخلفاء لابن عربشاه (ص187) هي من غير شك غرفة في الطابق الأول تشرف على رواق (فريتاج في تعليقه (ص110) قد أساء ترجمة سقيفة بما معناه سقف) وفي معجم بوشر: طقيسى: حمّام، مِحمّ، عرّاق، موضع يحمى للتعريق

علم الحساب

علم الحساب
هو علم بقواعد تعرف بها طرق استخراج المجهولات العددية من المعلومات العددية المخصوصة من الجمع والتفريق والتصنيف والتضعيف والضرب والقسمة.
والمراد بالاستخراج معرفة كمياتها.
وموضوعه العدد إذ يبحث فيه عن عوارضه الذاتية والعدد هو الكمية المتألفة من الوحدات فالوحدة مقومة للعدد وأما الواحد فليس بعدد ولا مقوم له وقد يقال لكل ما يقع تحت العد فيقع على الواحد وعبارة ابن خلدون هي صناعة عملية في حساب الأعداد بالضم والتفريق فالضم يكون في الأعداد بالإفراد هو الجمع وبالتضعيف وهو تضاعف عددا بآحاد عدد آخر وهذا هو الضرب والتفريق أيضا يكون في الأعداد.
أما بالإفراد مثل إزالة عدد من عدد ومعرفة الباقي وهو الطرح.
أو تفصيل عدد بأجزاء متساوية تكون عدتها محصلة وهو القسمة وسواء كان هذا الضم التفريق في الصحيح من العدد أو الكسر.
ومعنى الكسر نسبة عدد إلى عدد تلك النسبة تسمى كسر أو كذلك يكون بالضم والتفريق في الجذور ومعناها العدد الذي يضرب في مثله فيكون منه العدد المربع فإن تلك الجذور أيضا يدخلها الضم والتفريق.
وهذه الصناعة حادثة احتيج إليها للحساب في المعاملات انتهى.
ومنفعته ضبط المعاملات وحفظ الأموال وقضاء الديون وقسمة المواريث والتركات وضبط ارتفاعات المماليك وغير ذلك.
ويحتاج إليه في العلوم الفكلية وفي المساحة والطب وقيل يحتاج إليه في جميع العلوم بالجملة ولا يستغني عنه ملك ولا عالم ولا سوقة وزاد شرفا بقوله - سبحانه وتعالى -: {وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} وبقوله تعالى: {وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} وقوله تعالى: {فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} ولذلك ألف فيه الناس كثيرا وتداولوه في الأمصار بالتعليم للولدان.
ومن أحسن التعليم عند الحكماء الابتداء به لأنه معارف متضحة وبراهينه منتظمة فينشأ عنه في الغالب عقل مضيء يدل على الصواب وقد يقال إن من أخذ نفسه بتعلم الحساب أول أمره يغلب عليه الصدق لما في الحساب من صحة المباني ومنافسة النفس فيصير له ذلك خلقا ويتعود الصدق ويلازمه مذهبا.
وهو مستغلق على المبتدئ إذا كان من طريق البرهان وهذا شأن علوم التعاليم لأن مسائلها وأعمالها واضحة وإذا قصد شرحها وهو التعليل في تلك الأعمال ظهر من العسر على الفهم مالا يوجد في أعمال المسائل.
وهو فرع علم العدد المسمى بالأرتماطيقي وله فروع أوردها صاحب مفتاح السعادة بعد أن جعل علم العدد أصلا وعلم الحساب مرادفا له مع كونه فرعا حيث قال:
الشعبة الثامنة في فروع علم العدد وقد يسمى بعلم الحساب فعرفه بتعريف مغاير لتعريف علم العدد.
قال في مدينة العلوم ولعلم الحساب فروع.
منها علم حساب التخت والميل وهو علم يتعرف منه كيفية مزاولة الأعمال الحسابية برقوم تدل على الآحاد وتغني عما عداها بحفظ المراتب وتنسب هذه الأرقام إلى الهند انتهى.
وقال صاحب الكشف:
بل هو علم بصور الرقوم الدالة على الأعداد مطلقا ولكل طائفة أرقام دالة على الآحاد الأرقام الهندية والرومية والمغربية والإفرنجية والنجومية وغيرها ويقال له التخت والتراب أيضا انتهى
ونفع هذا العلم ظاهر ولابن الهيثم كتاب برهن فيه بمعرفة أصول أعماله ببراهين عددية لما فيسه من تسيهل الأعمال الحسابية.
ومن الكتب الشاملة فيه كتاب نصير الدين الطوسي وكتاب: البهائية وشرحه وكتاب المحمدية لعلي القوشجي وغير ذلك من الكتب التي لا تحصى.
ولأهل المغرب طرق ينفردون بها في الأعمال الجزئية من هذا العلم فمنها قريبة المآخذ لطرق ابن الياسين ومنها بعيدة كطرق الحضار كذا في المدينة.
ومنها علم الجبر والمقابلة وقد سبق في الجيم.
ومنها علم حساب الخطأين وهو قسم من مطلق الحساب وسيأتي في الخاء المعجمة وإنما جعل علما برأسه لتكثير الأنواع.
ومنها علم حساب النجوم وهو علم يبحث فيه عن كيفية حساب الأرقام الواقعة في الزيجات وهذا وإن كان من فروع علم العدد إلا أنه لما امتازت عن سائر علم الحساب بقواعد مخصوصة يعرفها أهلها وتوقف علم التقويم عليه جعلوه علما برأسه.
ومنها علم حساب الدور والوصايا وهو علم يتعرف منه مقدار ما يوصي به إذا تعلق بدور في بادئ النظر.
مثال: رجل وهب لعتقه في مرض موته مائة درهم لا مال له غيرها فقبضها ومات قبل موت سيده وخلف بنتا والسيد المذكور ثم مات السيد فظاهر المسئلة أن الهبة تمضي من المائة في ثلثها فإذا مات المعتق رجع إلى السيد نصف الجائز بالهبة فيزداد مال السيد من إرثه وهلم جراً.
وبهذا العلم يتعين مقدار الجائز بالهبة.
وظاهر أن منفعة هذا العلم جليلة وإن كانت الحاجة إليه قليلة ومن كتبه كتاب لأفضل الدين الخونجي.
أقول هذا العلم يؤول إلى علم الجبر والمقابلة وفيه تأليف لطيف لأبي حنيفة أحمد بن داود الدينوري المتوفى سنة إحدى وثمانين ومائتين وكتاب نافع لأحمد بن محمد الكرابيسي وكتاب مفيد لأبي كامل شجاع بن مسلم ذكر فيه كتاب الوصايا بالجذور للحجاج بن يوسف. ومنها: علم حساب الدرهم والدينار وهي علم يتعرف منه كيفية استخراج المجهولات العددية التي تزيد عدتها على المعادلات الجبرية ولهذه الزيادة لقبوا تلك المجهولات بالدرهم والدينار والفلس وغير ذلك ومنفعته كمنفعة الجبر والمقابلة فيما يكثر فيه الأجناس المعادلة:
ومن الكتب المؤلفة فيه كتاب لابن فلوس إسماعيل بن إبراهيم بن غازي المارديني الحنبلي المتوفى سنة سبع وثلاثين وستمائة والرسالة المغربية والرسالة الشاملة للخرقي والكافي الكرخي. ومختصره للسمؤل بن يحيى بن عباس المغربي الإسرائيلي المتوفى سنة ست وسبعين وخمسمائة كذا في إرشاد القاصد وكتاب لابن المحلي الموصلي.
ومن المبسوطة فيه الكافي والكامل لأبي القاسم بن السمح.
ومنها علم حساب الفرائض وهو معرفة فروض الوراثة وتصحيح سهام الفريضة مما نصح باعتبار فروضها الأصول أو مناسختها وذلك إذا هلك أحد الورثة وانكسرت سهامه على فروض ورثته فإنه حينئذ يحتاج إلى حساب يصحح الفريضة الأولى حتى يصل أهل الفروض جميعا في الفريضتين إلى فروضهم من غير تجزية.
وقد تكون هذه المناسخات أكثر من واحد واثنين وتتعدد لذلك بعدد أكثر وبقدر ما تتعدد تحتاج إلى الحسبان.
وكذلك إذا كانت فريضة ذات وجهين مثل أن يقر بعض الورثة بوارث وينكره الآخر فتصحح على الوجهين حينئذ وينظر مبلغ السهام ثم تقسم التركة على نسب سهام الورثة من أصل الفريضة وكل ذلك يحتاج إلى الحسبان وكان غالبا فيه وجعلوه فناء مفردا وللناس فيه تآليف كثيرة.
أشهرها عند المالكية من متأخري الأندلس كتاب ابن ثابت ومختصر القاضي أبي القاسم الحوفي ثم الجعدي.
ومن متأخري إفريقية ابن النمر الطرابلسي وأمثالهم.
وأما الشافعية والحنفية والحنابلة فلهم فيه تآليف كثيرة وأعمال عظيمة صعبة شاهدة لهم باتساع الباع في الفقه والحساب
وقد يحتج الأكثر من أهل هذا الفن على فضله بالحديث المنقول عن أبي هريرة رضي الله عنه إن الفرائض ثلث العلم وإنها أول ما ينسى وفي رواية نصف العلم خرجه أبو نعيم الحافظ واحتج به أهل الفرائض بناء على أن المراد بالفرائض فروض الوراثة.
والذي يظهر أن هذا المحمل بعيد وأن المراد بالفرائض إنما هي الفرائض التكليفية في العبادات والعادات والمواريث وغيرها وبهذا المعنى يصحح فيها المنصفية والثلثية وأما فروض الوراثة فهي أقل من ذلك كله بالنسبة إلى علم الشريعة كلها أو يعين هذا المراد أن حمل اللفظ للفرائض على هذا الفن المخصوص أو تخصيصه بفروض الوراثة إنما لهو صلاح ناشئ للفقهاء عند حدوث الفنون 2 / 243 والاصطلاحات ولم يكن صدر الإسلام يطلق على هذا الأعلى عموم مشتقا من الفرض الذي هو لغة التقدير أو القطع وما كان المراد به في إطلاقه إلا جميع الفروض كما قلناه وهي حقيقته الشرعية فلا ينبغي أن يحمل إلا على ما كان يحمل في عصرهم والله - سبحانه وتعالى - أعلم وبه التوفيق انتهى كلام ابن خلدون ملخصا. ومنها علم حساب الهواء وهو علم يتعرف منه كيفية حساب الأموال العظيمة في الخيال بلا كتابة ولها طرق وقوانين مذكورة في بعض الكتب الحسابية وهذا العلم عظيم النفع للتجار في الأسفار وأهل السوق من العوام الذين لا يعرفون الكتابة وللخواص إذا عجزوا عن إحضار آلات الكتابة.
ومنها علم حساب العقود أي عقود الأصابع وقد وضعوا كلا منها بإزاء عدد مخصوص ثم رتبوا الأوضاع الأصابع آحادا وعشرات ومئات وألوفا ووضعوا قواعد يتعرف بها حساب الألوف فما فوقها بيد واحدة.
وهذا عظيم النفع للتجار سيما عند استعجام كل من المتبايعين لسان الأخر عند فقد آلات الكتابة والعصمة عن الخطأ في هذا العلم أكثر من حساب الهواء.
وكان هذا العلم يستعمله الصحابة رضي الله عنهم كما وقع في الحديث في كيفية وضع اليد على الفخذ.
ومنه في التشهد أنه عقد خمسا وخمسين وأراد بذلك هيئة وضع الأصابع لأن هيئة عقد خمس وخمسين في علم العقود هي عقد أصابع اليد غير السبابة والإبهام وتحليق الإبهام معها وهذا الشكل في العلم المذكور دال على العدد المرقوم فالراوي ذكر المدلول وأراد الدال.
وهذا دليل على شيوع هذا العلم عندهم والمراد بالعقود في تمثيل الدلالة غير اللفظية الوضعية هي عقود الأصابع حيث مثلوها بالخطوط والعقود والإشارات والنصب وفي هذا العلم أرجوزة لابن الحرب أورد فيها مقدار الحاجة ورسالة لشرف الدين اليزدي أورد فيها قدر الكفاية.
ومنها علم إعداد الوفق وتقدم في الألف.
ومنها علم خواص الأعداد المتحابة والمتباغضة وسيأتي في الخاء.
ومنها علم التعابي العددية وقد سبق في التاء وهذه الثلاثة من فروع علم العدد من حيث الحساب ومن فروع الخواص من جهة أخرى ولذلك أوردناها إجمالا كما أوردها صاحب مفتاح السعادة ومدينة العلوم وأما علم حساب النجوم فهو علم يتعرف منه قوانين حساب الدرج والدقائق والثواني والثوالث بالضرب والقسمة والتجذير والتفريق ومرابتها في الصعود والنزول وتقدم وفيه كتب مفردة غير ما بين في مبسوطات الكتب الحسابية وأما المصنفات في علم الحساب مطلقا فكثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون على ترتيب الكتاب إجمالا لا نطول بذكرها.

علم الطب

علم الطب
هو: علم يبحث فيه عن بدن الإنسان من جهة ما يصح ويمرض لحفظ الصحة وإزالة المرض
قال جالينوس: الطب حفظ الصحة وإزالة العلة. وموضعه: بدن الإنسان من حيث الصحة والمرض.
ومنفعته: لا تخفى وكفى بهذا العلم شرفا وفخرا أقوال الإمام الشافعي: العلم علمان: علم الطب للأبدان وعلم الفقه للأديان.
ويروى عن علي كرم الله وجهه: العلوم خمسة:
الفقه للأديان والطب للأبدان والهندسة للبنيان والنحو للسان والنجوم للزمان ذكره في مدينة العلوم.
قال في كشاف اصطلاحات الفنون: وموضوع الطب: بدن الإنسان وما يشتمل عليه من الأركان والأمزجة والأخلاط والأعضاء والقوى والأرواح والأفعال وأحواله من الصحة والمرض وأسبابهما من المآكل والمشرب والأهوية المحيطة بالأبدان والحركات والسكنات والاستفراغات والاحتقانات والصناعات والعادات والواردات الغريبة والعلامات الدالة على أحواله من ضرر أفعاله وحالات بدنه وما يبرز منه والتدبير بالمطاعم والمشارب واختيار الهواء وتقدير الحركة والسكون والأدوية البسيطة والمركبة وأعمال اليد لغرض حفظ الصحة وعلاج الأمراض بحسب الإمكان انتهى.
قال: وعلم الطب من فروع الطبعي وهو: علم بقوانين تتعرف منها أحوال أبدان الإنسان من جهة الصحة وعدمها لتحفظ حاصلة وتحصل غير حاصلة ما أمكن وفوائد القيود ظاهرة وهذا أولى ممن قال من جهة ما يصح ويزول عنه الصحة فإنه يرد عليه: إن الجنين غير الصحيح من أول الفطرة لا يصح عليه أنه زال عن الصحة أو صحته زائلة كذا في السديدي شرح الموجز فالمراد هنا بالعلم: التصديق بالمسائل ويمكن أن يراد به الملكة أي: ملكة حاصلة بقوانين ... الخ.
وفي شرح القانوجه هو: علم بأحوال بدن الإنسان وما يتركب منه من حيث الصحة والمرض انتهى.
اعلم: أن تحقيق أول حدوث الطب عسير لبعد العهد واختلاف آراء القدماء فيه وعدم المرجح فقوم يقولون بقدمه والذين يقولون بحدوث الأجسام يقولون بحدوثه أيضا وهم فريقان:
الأول: يقول أنه خلق مع الإنسان.
والثاني: وهم الأكثر يقول: إنه مستخرج بعده إما بإلهام من الله - سبحانه وتعالى - كما هو مذهب بقراط وجالينوس وجميع أصحاب القياس وإما بتجربة من الناس كما ذهب إليه أصحاب التجربة والحيل وثاسلس المغالط وفنين وهم مختلفون في الموضع الذي به استخرج وبماذا استخرج.
فبعضهم يقول: إن أهل مصر استخرجوه ويصححون ذلك من الدواء المسمى بالرأس.
وبعضهم يقول: إن هرمس استخرجه مع سائر الصنائع.
وبعضهم يقول: أهل تونس.
وقيل: أهل سوريا وأفروجيا وهم أول من استخرج الزمر أيضا وكانوا يشفون بالألحان والإيقاعات آلام النفس.
وقيل: أهل قو وهي الجزيرة التي كان بها بقراط وآباؤه وذكر كثير من القدماء: أنه ظهر في ثلاث جزائر إحداها: رودس والثانية: تسمى: قندس والثالثة: قو.
وقيل: استخرجه الكلدانيون. وقيل: استخرجه السحرة من اليمن.
وقيل: من بابل.
وقيل: فارس.
وقيل: استخرجه الهند.
وقيل: الصقالبة.
وقيل: أقريطش.
وقيل: أهل طور سينا.
والذين قالوا بإلهام يقول بعضهم: هو إلهام بالرؤيا واحتجوا بأن جماعة رأوا في الأحلام أدوية استعملوها في اليقظة فشفتهم من أمراض صعبة وشفت كل من استعملها.
وبعضهم يقول: بإلهام من الله - سبحانه وتعالى – بالتجربة.
وقيل: إن الله - سبحانه وتعالى - خلق الطب لأنه لا يمكن أن يستخرجه عقل إنسان وهو رأي جالينوس فإنه قال كما نقله عنه صاحب عيون الأنباء.
وأما نحن فالأصوب عندنا أن نقول: إن الله - سبحانه وتعالى - خلق صناعة الطب وألهمها الناس وهو أجل من أن يدرجه العقل لأنا نجد الطب أحسن من الفلسفة التي يرون أن استخراجها كان من عند الله - سبحانه وتعالى - بإلهام منه للناس فوجود الطب بوحي وإلهام من الله - سبحانه وتعالى - قال ابن أبي صاد في آخر شرحه لمسائل حنين: وجدت الناس في قديم الزمان لم يكونوا يقنعون من هذا العلم دون أن يحيطوا علما بجل أجزائه وبقوانين طرق القياس والبرهان التي لا غنى لشيء من العلوم عنها ثم لما تراجعت الهمم عن ذلك أجمعوا على أنه لا غنى لمن يزاول هذا العلم من أحكام ستة عشر كتابا لجالينوس كان أهل الإسكندرية لخصوها لنقبائها المتعلمين ولما قصرت الهمم بالمتأخرين عن ذلك أيضا وظف أهل المعرفة على من يقنع من الطب بأن يتعاطاه دون أن يتمهر فيه أن يحكم ثلاث كتب من أصوله.
أحدها: مسائل حنين.
والثاني: كتاب الفصول لبقراط.
والثالث: أحد الكناشتين الجامعتين للعلاج وكان خيرها كناش ابن سرافيون.
وأول من شاع عنه الطب إسقلنينوس عاش تسعين سنة منها وهو صبي وقبل أن تصح له القوة الإلهية خمسون سنة وعالما معلما أربعون سنة وخلف ابنين ماهرين في الطب وعهد إليهما أن لا يعلما الطب إلا لأولادهما وأهل بيته وعهد إلى من يأتي بعده كذلك وقال ثابت: كان في جميع المعمور لإسقلنينوس اثنا عشر ألف تلميذ وإنه كان يعلم مشافهة وكان آل إسقلنينوس يتوارثون صناعة الطب إلى أن تضعضع الأمر في الصناعة على بقراط ورأى أن أهل بيته وشيعته قد قلوا ولم يأمن أن تنقرض الصناعة فابتدأ في تأليف الكتب على جهة الإيجاز.
قال علي بن رضوان: كانت صناعة الطب قبل بقراط كنزا وذخيرة يكنزها الآباء ويدخرونها للأبناء وكانت في أهل بيت واحد منسوب إلى إسقلنينوس وهذا الاسم اسم لملك بعثه الله سبحانه وتعالى يعلم الناس الطب أو اسم قوة الله تعالى علمت الناس الطب وكيف كان فهو أول من علم صناعة الطب ونسب المعلم الأول إليه على عادة القدماء في تسمية المعلم أبا للمتعلم وتناسل من المعلم الأول أهل هذا البيت المنسوبون إلى إسقلنينوس وكان ملوك اليونان والعظماء منهم ولم يكونوا غيرهم من تعلم الطب وكان تعليمهم إلى أبنائهم. فيفسر ذلك اللغز للابن وكان الطب في الملوك والزهاد فقط يقصدون به الإحسان إلى الناس من غير أجرة ولم يزل ذلك إلى أن نشأ بقراط من أهل قو ودمقراط من أهل إيديرا وكانا متعاصرين أما دمقراط فتزهد وأما بقراط فعمد إلى أن دونه بإغماض في الكتب خوفا على ضياعه وكان له ولدان: ثاسالوس ودراقر وتلميذ وهو: قولونس فعلمهم ووضع عهدا وناموسا ووصية عرف منها جميع ما يحتاج إليه الطبيب في نفسه.
وعبارة مدينة العلوم: إن أول من دون علم الطب بقراط ثم ظهر من بعده جالينوس من مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين ولا أعلم بعد أرسطاطاليس أعلم بالطبعي من هذين بقراط وجالينوس وظهر جالينوس بعد ستمائة وخمس وستين سنة من وفاة بقراط وبينه وبين المسيح سبع وخمسون سنة المسيح أقدم منه.
واعلم: أن من وفاة جالينوس إلى هذا التاريخ - وهو ثمان وأربعون وتسعمائة سنة من هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم -: ألف وأربعمائة وستة وسبعون سنة تقريباً.
ومن مشاهير العلماء في الطب: محمد بن زكريا أبو بكر الرازي ألف كتبا كثيرة في الطب.
ومن الكتب المختصرة النافعة غاية النفع المباركة للطلاب كتاب الموجز لابن النفيس المصري ومن المبسوطة: القانون لابن سينا وعليه شرح لابن النفيس وللعلامة الشيرازي انتهى.
حاصله
قلت: يحتاج القانون إلى إصلاح عبارة وتلخيص وتهذيب فقد أطال فيه وجاء بعبارات سخيفة بشعة كما لا يخفى على الماهر فيه. ومن الكتب الجديدة التأليف: كتاب الحكيم أحمد بن حسن أفندي الرشيدي المطبوع بمصر القاهرة سماه بعمدة المحتاج في علمي الأدوية والعلاج ألفه باسم إسماعيل باشا مصر وهو في أجزاء جمعه من المؤلفات العربية والإفرنجية وله كتاب بهجة الرؤساء في علاج أمراض النساء طبع بمصر القاهرة في سنة 1260، ألفه باسم محمد علي باشا وأفاد وأجاد. وله كتاب نزهة الإقبال في مداواة الأطفال وهو مجلد كبير طبع بمصر في سنة 1261 الهجرية باسم محمد علي باشا أيضاً.
ومن الكتب الجديدة كتاب المنحة في سياسة حفظ الصحة للحكيم الأجل محمد الهراوي طبع بمصر في سنة 1249، ترجمة من الفرنساوي إلى العربي وهو مجلد متوسط.
والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا ذكرها ملا كاتب الجلبي في كشف الظنون على ترتيب حروف الأعجام وأما الذي في مقدمة ابن خلدون فنصه هكذا: ومن فروع الطبيعيات: صناعة الطب وهي صناعة تنظر في بدن الإنسان من حيث يمرض ويصح فيحاول صاحبها حفظ الصحة وبرء المرض بالأدوية والأغذية بعد أن يتبين المرض الذي يخص كل عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك الأمراض التي تنشأ عنها وما لكل مرض من الأدوية مستدلين على ذلك بأمزجة الأدوية وقواها على المرض بالعلامات المؤذنة بنضجه وقبوله الدواء أولا: في السجية والفضلات والنبض محاذين لذلك قوة الطبيعة فإنها المدبرة في حالتي الصحة والمرض وإنما الطبيب يحاذيها ويعينها بعض الشيء بحسب ما تقتضيه طبيعة المادة والفصل والسن ويسمى العلم الجامع لهذا كله: علم الطب. وربما أفردوا بعض الأعضاء بالكلام وجعلوه علما خاصا كالعين وعللها وأكحالها.
وكذلك ألحقوا بالفن من منافع الأعضاء ومعناها المنفعة التي لأجلها خلق كل عضو من أعضاء البدن الحيواني وإن لم يكن ذلك من موضوع علم الطب إلا أنهم جعلوه من لواحقه وتوابعه.
وإمام هذه الصناعة التي ترجمت كتبه فيها من الأقدمين: جالينوس يقال: إنه كان معاصرا لعيسى - عليه السلام - ويقال: إنه مات بصقلية في سبيل تغلب ومطاوعة اغتراب وتأليفه فيها هي الأمهات التي اقتدى بها جميع الأطباء بعده.
وكان في الإسلام في هذه الصناعة أئمة جاؤوا من وراء الغاية مثل: الرازي والمجوسي وابن سينا.
ومن أهل الأندلس أيضا كثير وأشهرهم: ابن زهر وهي لهذا العهد في المدن الإسلامية كأنها نقصت لوقوف العمران وتناقصه وهي من الصنائع التي لا تستدعيها إلا الحضارة والترف.
قف: وللبادية من أهل العمران طب يبنونه في غالب الأمر على تجربة قاصرة على بعض الأشخاص متوارثا عن مشائخ الحي وعجائزه وربما يصح منه البعض إلا أنه ليس على قانون طبيعي ولا على موافقة المزاج وكان عند العرب من هذا الطب كثير وكان فيهم أطباء معروفون كالحارث بن كلدة وغيره.
والطب المنقول في الشرعيات من هذا القبيل وليس من الوحي في شيء وإنما هو أمر كان عاديا للعرب ووقع في ذكر أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - من نوع ذكر أحواله التي هي عادة وجبلة لا من جهة أن ذلك مشروع على ذلك النحو من العمل فإنه - صلى الله عليه وسلم - إنما بعث ليعلمنا الشرائع ولم يبعث لتعريف الطب ولا غيره من العاديات وقد وقع له في شأن تلقيح النخل ما وقع فقال: "أنتم أعلم بأمور دنياكم" فلا ينبغي أن يحمل شيء من الطب الذي وقع في الأحاديث الصحيحة المنقولة على أنه مشروع فليس هناك ما يدل عليه اللهم1 إلا إذا استعلم على جهة التبرك وصدق العقد الإيماني فيكون له أثر عظيم في النفع وليس ذلك في الطب المزاجي وإنما هو من آثار الكلمة الإيمانية كما وقع في مداواة المبطون بالعسل والله الهادي إلى الصواب لا رب سواه. علم الطب الشرعي
قال في المنحة في سياسة حفظ الصحة: هو المعارف الطبية والطبيعية المستعملتان في الأحكام الواقعة بين الناس في المحاكم فمن ذلك يعلم أن تسميته بالطب الشرعي اصطلاح إفرنجي وحقه أن يسمى بالطب المحكمي ولذا سميناه بذلك في جميع ما يأتي.
وهو فن به يهتدي أرباب المحاكم لما يناط بها من القضايا فيعرف كل من تصدر عنه حكومة كيف تكوين الحكومات والتراتيب القانوينة التي غايتها استراحة شعبه واطمئنانه وبه يهتدي القضاة لإدراك الأشياء التي تفعل على خلاف الشرع ولمعرفة الجاني وخلاص البريء المتهم ظلما بل ولمعرفة أحكام المشاجرات المدنية الواقعة في غير الجنايات أيضا وكل من القاضي ومن تصدر عنه الحكومة من حيث أنه غير عارف للأشياء التي تكون المعارف الطبية واسطة للاهتداء إليها محتاج للالتجاء للطبيب المحكمي ليهتدي به في فعل ما هو نافع للشعب حتى لا يحكم على إنسان بأنه مذنب بغير حق.
وعلى الطبيب الذي يدعوه الحاكم لواقعة حكمية أن يحرر تقريرا بما يراه ليكون أساسا للحاكم يحكم بموجبه ومما تقدم من تفسير الطب المحكمي وما يتفرع عليه يعلم أن منفعته ليست قاصرة على تحرير التقارير التي يكتبها الطبيب بما يظهر له حين الكشف عن شيء ليتنور بذلك الحاكم فقط بل أعظم منافع هذا العلم أنه يلزم الناس باستعمال الرئيس من المعارف الطبية وما يتبعها في تكوين أحكام المشاجرات الواقعة أمام الحكام ومسائلها وسواء في الجنايات وغيرها.
وفوائد الطب المحكمي لا حصر لها إذ لا توجد حركة من حركات الإنسان في مدة معيشته مع الناس بدون أن يستدعي ذلك الطب الموجود في جميع الأماكن في كل الأزمان فهو أول الفنون الحكمية وأفضلها لأن غاية استراحة الناس واطمئنانهم وأساس المعارف الطبية المستعملة في الطب المحكمي استخراج ما هو أكثر تعلقا بالقضايا المحكمية من تلك المعارف أو ترتيبه وجعله طريقا ومذهبا يتبع ونظن أنه لا يوجد شيء تستفاد منه قواعد كلية بما يستعمل في المحاكم من المعارف الطبية أقرب من التفتيش في الفنون المحتوية على تلك المعارف.

رُوس

رُوس:
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وسين مهملة، ويقال لهم رسّ، بغير واو، أمّة من الأمم بلادهم متاخمة للصقالبة والترك ولهم لغة برأسها ودين وشريعة لا يشاركهم فيها أحد، قال المقدسي: هم في جزيرة وبئة يحيط بها بحيرة وهي حصن لهم ممّن أرادهم، وجملتهم على التقدير مائة ألف إنسان، وليس لهم زرع ولا ضرع، والصقالبة يغيرون عليهم ويأخذون أموالهم، وإذا ولد لأحدهم مولود ألقى إليه سيفا وقال له: ليس لك إلّا ما تكسبه بسيفك، وإذا حكم ملكهم بين خصمين بشيء ولم يرضيا به قال لهما:
تحاكما بسيفيكما، فأيّ السيفين كان أحدّ كانت الغلبة له، وهم الذين استولوا على برذعة سنة فانتهكوها حتى ردّها الله منهم وأبادهم، وقرأت في رسالة أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حمّاد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر إلى ملك الصقالبة حكى فيها ما عاينه منذ انفصل عن بغداد إلى أن عاد إليها فحكيت ما ذكره على وجهه استعجابا به، قال: ورأيت الروسيّة وقد وافوا بتجاراتهم فنزلوا على نهر إتل فلم أر أتمّ أبدانا منهم كأنّهم النخل شقر حمر لا يلبسون القراطق ولا الخفاتين ولكن يلبس الرجل منهم كساء يشتمل به على أحد شقّيه ويخرج إحدى يديه منه، ومع كلّ واحد منهم سيف وسكّين وفأس لا تفارقه، وسيوفهم صفائح مشطبة أفرنجية، ومن حدّ ظفر الواحد منهم إلى عنقه محضر شجر وصور وغير ذلك، وكلّ امرأة
منهم على ثديها حقة مشدودة إمّا من حديد وإمّا من نحاس وإمّا من فضة وإمّا من ذهب على قدر مال زوجها ومقداره، في كل حقة حلقة فيها سكين مشدودة على الثدي أيضا، وفي أعناقهنّ أطواق ذهب وفضة لأنّ الرجل إذا ملك عشرة آلاف درهم صاغ لامرأته طوقا وإن ملك عشرين ألفا صاغ لها طوقين وكلّما زاد عشرة آلاف درهم يزيد لها طوقا آخر، فربّما كان في عنق الواحدة منهن أطواق كثيرة، وأجلّ الحلي عندهم الخرز الأخضر من الخزف الذي يكون على السفن يبالغون فيه ويشترون الخرزة منه بدرهم وينظمونه عقدا لنسائهم، وهم أقذر خلق الله لا يستنجون من غائط ولا يغتسلون من جنابة كأنّهم الحمير الضالة، يجيئون من بلدهم فيرسون سفنهم بإتل، وهو نهر كبير، ويبنون على شاطئه بيوتا كبارا من الخشب ويجتمع في البيت الواحد العشرة والعشرون والأقل والأكثر، ولكلّ واحد منهم سرير يجلس عليه ومعه جواريه الرّوقة للتجار، فينكح الواحد جاريته ورفيقه ينظر إليه، وربّما اجتمعت الجماعة منهم على هذه الحالة بعضهم بحذاء بعض، وربّما يدخل التاجر عليهم ليشتري من بعضهم جارية فيصادفه ينكحها فلا يزول عنها حتى يقضي أربه، ولا بدّ لهم في كلّ يوم بالغداة أن تأتي الجارية ومعها قصعة كبيرة فيها ماء فتقدمها إلى مولاها فيغسل فيها وجهه ويديه وشعر رأسه، فيغسله ويسرحه بالمشط في القصعة ثمّ يمتخط ويبصق فيها ولا يدع شيئا من القذر إلّا فعله في ذلك الماء فإذا فرغ ممّا يحتاج إليه حملت الجارية القصعة إلى الذي يليه فيفعل مثل ما فعل صاحبه، ولا تزال ترفعها من واحد إلى واحد حتى تديرها على جميع من في البيت، وكل واحد منهم يمتخط ويبصق فيها ويغسل وجهه وشعره فيها، وساعة موافاة سفنهم إلى هذا المرسى يخرج كل واحد منهم ومعه خبز ولحم ولبن وبصل ونبيذ حتى يوافي خشبة طويلة منصوبة لها وجه يشبه وجه الإنسان وحولها صور صغار وخلف تلك الصور خشب طوال قد نصبت في الأرض فيوافي إلى الصورة الكبيرة ويسجد لها ثمّ يقول: يا ربّ قد جئت من بعد ومعي من الجواري كذا وكذا رأسا ومن السمور كذا وكذا جلدا، حتى يذكر جميع ما قدم معه من تجارته ثمّ يقول: وقد جئتك بهذه الهدية، ثمّ يترك ما معه بين يدي الخشبة ويقول: أريد أن ترزقني تاجرا معه دنانير ودراهم فيشتري مني كلّ ما أريد ولا يخالفني في جميع ما أقول، ثمّ ينصرف، فإن تعسر عليه بيعه وطالت أيّامه عاد بهدية أخرى ثانية وثالثة، فإن تعذّر عليه ما يريد حمل إلى صورة من تلك الصور الصغار هدية وسألها الشفاعة وقال: هؤلاء نساء ربنا وبناته، ولا يزال إلى صورة صورة يسألها ويستشفع بها ويتضرّع بين يديها فربّما تسهّل له البيع فباع فيقول: قد قضى ربي حاجتي وأحتاج أن أكافئه، فيعمد إلى عدّة من البقر والغنم على ذلك ويقتلها ويتصدّق ببعض اللحم ويحمل الباقي فيطرحه بين يدي تلك الخشبة الكبيرة والصغار التي حولها ويعلق رؤوس البقر والغنم على ذلك الخشب المنصوب في الأرض، فإذا كان اللّيل وافت الكلاب فأكلت ذلك فيقول الذي فعله: قد رضي عني ربي وأكل هديتي، وإذا مرض منهم الواحد ضربوا له خيمة ناحية عنهم وطرحوه فيها وجعلوا معه شيئا من الخبز والماء ولا يقربونه ولا يكلّمونه بل لا يتعاهدونه في كل أيّامه لا سيما إن كان ضعيفا أو كان مملوكا، فإن برأ وقام رجع إليهم وإن مات أحرقوه وإن كان مملوكا تركوه على حاله تأكله الكلاب وجوارح
الطير، وإذا أصابوا سارقا أو لصّا جاءوا به إلى شجرة طويلة غليظة وشدوا في عنقه حبلا وثيقا وعلّقوه فيها ويبقى معلّقا حتى يتقطّع من المكث إمّا بالرياح أو الأمطار، وكان يقال لي: إنّهم كانوا يفعلون برؤسائهم عند الموت أمورا أقلّها الحرق، فكنت أحب أن أقف على ذلك حتى بلغني موت رجل منهم جليل فجعلوه في قبره وسقّفوا عليه عشرة أيّام حتى فرغوا من قطع ثيابه وخياطتها، وذلك أن الرجل الفقير منهم يعملون له سفينة صغيرة ويجعلونه فيها ويحرقونها، والغنيّ يجمعون ماله ويجعلونه ثلاثة أثلاث: فثلث لأهله وثلث يقطعون له به ثيابا وثلث يشترون به نبيذا يشربونه يوم تقتل جاريته نفسها وتحرق مع مولاها، وهم مستهترون بالخمر يشربونها ليلا ونهارا، وربّما مات الواحد منهم والقدح في يده، وإذا مات الرئيس منهم قال أهله لجواريه وغلمانه:
من منكم يموت معه؟ فيقول بعضهم: أنا، فإذا قال ذلك فقد وجب عليه لا يستوي له أن يرجع أبدا، ولو أراد ذلك ما ترك، وأكثر ما يفعل هذا الجواري، فلمّا مات ذلك الرجل الذي قدمت ذكره قالوا لجواريه: من يموت معه؟ فقالت إحداهن:
أنا، فوكلوا بها جاريتين تحفظانها وتكونان معها حيث ما سلكت حتى إنّهما ربّما غسلتا رجليها بأيديهما، وأخذوا في شأنه وقطع الثياب له وإصلاح ما يحتاج إليه والجارية في كل يوم تشرب وتغنّي فارحة مستبشرة، فلمّا كان اليوم الذي يحرق فيه هو والجارية حضرت إلى النهر الذي فيه سفينته فإذا هي قد أخرجت وجعل لها أربعة أركان من خشب الخلنج وغيره وجعل حولها أيضا مثل الأناس الكبار من الخشب ثمّ مدت حتى جعلت على ذلك الخشب وأقبلوا يذهبون ويجيئون ويتكلّمون بكلام لا أفهمه وهو بعد في قبره لم يخرجوه ثمّ جاءوا بسرير فجعلوه على السفينة وغشّوه بالمضرّبات الديباج الرومي والمساند الديباج الرومي ثمّ جاءت امرأة عجوز يقولون لها ملك الموت ففرشت على السرير الذي ذكرناه، وهي وليت خياطته وإصلاحه، وهي تقتل الجواري، ورأيتها حوّاء نيّرة ضخمة مكفهرّة، فلمّا وافوا قبره نحّوا التراب عن الخشب ونحّوا الخشب واستخرجوه في الإزار الذي مات فيه فرأيته قد اسودّ لبرد البلد، وقد كانوا جعلوا معه في قبره نبيذا وفاكهة وطنبورا فأخرجوا جميع ذلك وإذا هو لم يتغير منه شيء غير لونه، فألبسوه سراويل ورانا وخفّا وقرطقا وخفتان ديباج له أزرار ذهب وجعلوا على رأسه قلنسوة من ديباج سمور وحملوه حتى أدخلوه القبة التي على السفينة وأجلسوه على المضرّبة وأسندوه بالمساند وجاءوا بالنبيذ والفواكه والريحان فجعلوه معه وجاءوا بخبز ولحم وبصل فطرحوه بين يديه وجاءوا بكلب فقطعوه نصفين وألقوه في السفينة ثمّ جاءوا بجميع سلاحه فجعلوه إلى جانبه ثمّ أخذوا دابّتين فأجروهما حتى عرقتا ثمّ قطعوهما بالسيوف وألقوا لحمهما في السفينة ثمّ جاءوا ببقرتين فقطعوهما أيضا وألقوهما في السفينة ثمّ أحضروا ديكا ودجاجة فقتلوهما وطرحوهما فيها والجارية التي تقتل ذاهبة وجائية تدخل قبّة قبة من قبابهم فيجامعها واحد واحد، وكلّ واحد يقول لها: قولي لمولاك إنّما فعلت هذا من محبتك، فلمّا كان وقت العصر من يوم الجمعة جاءوا بالجارية إلى شيء عملوه مثل ملبن الباب فوضعت رجلها على أكفّ الرجال وأشرفت على ذلك الملبن وتكلّمت بكلام لها، فأنزلوها ثمّ أصعدوها ثانية ففعلت كفعلها في المرّة الأولى ثمّ أنزلوها وأصعدوها ثالثة ففعلت فعلها في المرّتين ثمّ
دفعوا لها دجاجة فقطعت رأسها ورمت به فأخذوا الدجاجة وألقوها في السفينة، فسألت الترجمان عن فعلها فقال: قالت في المرّة الأولى هو ذا أرى أبي وأمّي، وقالت في المرّة الثانية: هو ذا أرى جميع قرابتي الموتى قعودا، وقالت في المرّة الثالثة: هو ذا أرى مولاي قاعدا في الجنة والجنة حسنة خضراء ومعه الرجال والغلمان وهو يدعوني فاذهبوا بي إليه، فمرّوا بها نحو السفينة فنزعت سوارين كانا معها فدفعتهما إلى المرأة العجوز التي تسمى ملك الموت وهي التي تقتلها، ونزعت خلخالين كانا عليها ودفعتهما إلى الجاريتين اللتين كانتا تخدمانها وهما ابنتا المعروفة بملك الموت، ثمّ أصعدوها إلى السفينة ولم يدخلوها إلى القبة وجاء الرجال ومعهم التراس والخشب ودفعوا إليها قدحا من نبيذ فغنّت عليه وشربته، فقال لي الترجمان: إنّها تودّع صواحباتها بذلك، ثمّ دفع إليها قدح آخر فأخذته وطولت الغناء والعجوز تستحثها على شربه والدخول إلى القبة التي فيها مولاها، فرأيتها وقد تبلّدت وأرادت الدخول إلى القبة فأدخلت رأسها بين القبة والسفينة فأخذت العجوز رأسها وأدخلتها القبة ودخلت معها العجوز وأخذ الرجال يضربون بالخشب على التراس لئلا يسمع صوت صياحها فيجزع غيرها من الجواري فلا يطلبن الموت مع مواليهنّ، ثمّ دخل القبّة ستة رجال فجامعوا بأسرهم الجارية ثمّ أضجعوها إلى جنب مولاها الميت وأمسك اثنان رجليها واثنان يديها وجعلت العجوز التي تسمى ملك الموت في عنقها حبلا مخالفا ودفعته إلى اثنين ليجذباه وأقبلت ومعها خنجر عظيم عريض النصل فأقبلت تدخله بين أضلاعها موضعا موضعا وتخرجه والرجلان يخنقانها بالحبل حتى ماتت، ثمّ وافى أقرب الناس إلى ذلك الميت فأخذ خشبة فأشعلها بالنار ثمّ مشى القهقرى نحو قفاه إلى السفينة والخشبة في يده الواحدة ويده الأخرى على استه وهو عريان حتى أحرق ذلك الخشب الذي قد عبوه تحت السفينة من بعد ما وضعوا الجارية التي قتلوها في جنب مولاها، ثمّ وافى الناس بالخشب والحطب ومع كلّ واحد خشبة وقد ألهب رأسها فيلقيها في ذلك الخشب فتأخذ النار في الحطب ثمّ في السفينة ثمّ في القبّة والرجل والجارية وجميع ما فيها، ثمّ هبت ريح عظيمة هائلة فاشتدّ لهب النار واضطرم تسعّرها، وكان إلى جانبي رجل من الروسية فسمعته يكلم الترجمان الذي معه، فسألته عمّا قال له، فقال:
إنّه يقول أنتم معاشر العرب حمقى لأنكم تعمدون إلى أحبّ الناس إليكم وأكرمهم عليكم فتطرحونه في التراب فتأكله الهوام والدود ونحن نحرقه بالنار في لحظة فيدخل الجنة من وقته وساعته، ثمّ ضحك ضحكا مفرطا وقال: من محبة ربّه له قد بعث الريح حتى تأخذه في ساعته، فما مضت على الحقيقة ساعة حتى صارت السفينة والحطب والرجل الميت والجارية رمادا رمددا، ثمّ بنوا على موضع السفينة، وكانوا أخرجوها من النهر، شبيها بالتل المدوّر ونصبوا في وسطه خشبة كبيرة وكتبوا عليها اسم الرجل واسم ملك الروس وانصرفوا، قال:
ومن رسم ملوك الروس أن يكون معه في قصره أربعمائة رجل من صناديد أصحابه وأهل الثقة عنده فهم يموتون بموته ويقتلون دونه، ومع كلّ واحد منهم جارية تخدمه وتغسل رأسه وتصنع له ما يأكل ويشرب وجارية أخرى يطؤها، وهؤلاء الأربعمائة يجلسون تحت سريره، وسريره عظيم مرصّع بنفيس الجواهر، ويجلس معه على السرير أربعون جارية لفراشه، وربّما وطئ الواحدة منهن بحضرة أصحابه
الذين ذكرنا، ولا ينزل عن سريره، فإذا أراد قضاء حاجة قضاها في طشت، وإذا أراد الركوب قدموا دابته إلى السرير فركبها منه، وإذا أراد النزول قدم دابّته حتى يكون نزوله عليه، وله خليفة يسوس الجيوش ويواقع الأعداء ويخلفه في رعيته، هذا ما نقلته من رسالة ابن فضلان حرفا حرفا وعليه عهدة ما حكاه، والله أعلم بصحته، وأمّا الآن فالمشهور من دينهم دين النصرانيّة.

حبر

ح ب ر: (الْحِبْرُ) الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَمَوْضِعُهُ (الْمِحْبَرَةُ) بِالْكَسْرِ. وَ (الْحِبْرُ) أَيْضًا الْأَثَرُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ النَّارِ قَدْ ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ» قَالَ الْفَرَّاءُ: أَيْ لَوْنُهُ وَهَيْئَتُهُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: هُوَ الْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ وَأَثَرُ النِّعْمَةِ. وَ (تَحْبِيرُ) الْخَطِّ وَالشِّعْرِ وَغَيْرِهِمَا تَحْسِينُهُ. وَ (الْحَبْرُ) بِالْفَتْحِ (الْحُبُورُ) وَهُوَ السُّرُورُ وَ (حَبَرَهُ) أَيْ سَرَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (حَبْرَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم: 15] أَيْ يُسَرُّونَ وَيُنَعَّمُونَ وَيُكْرَمُونَ. وَ (الْحِبْرُ) بِالْكَسْرِ وَالْفَتْحِ وَاحِدُ (أَحْبَارِ) الْيَهُودِ، وَالْكَسْرُ أَفْصَحُ لِأَنَّهُ يُجْمَعُ عَلَى أَفْعَالٍ دُونَ فُعُولٍ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: هُوَ بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ بِالْفَتْحِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا أَدْرِي أَهُوَ بِالْكَسْرِ أَوْ بِالْفَتْحِ. وَكَعْبُ الْحِبْرِ بِالْكَسْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْحِبْرِ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ كُتُبٍ. وَ (الْحِبَرَةُ) كَالْعِنَبَةِ بُرْدٌ يَمَانٍ وَالْجَمْعُ (حِبَرٌ) كَعِنَبٍ وَ (حِبَرَاتٌ) بِفَتْحِ الْبَاءِ. 
(حبر) حبرًا ابتهج ونضر وَالْأَرْض كثر نباتها وَالْجرْح برِئ وَبَقِي بِهِ أثر والأسنان اصْفَرَّتْ فَهُوَ حبر وَهِي حبرَة
(حبر) - حَدِيثِ أَنَس: "إنَّ الحُبارَى لتَمُوت هَزلًا بذَنْب بَنِي آدم".
يَعنِي: أَنَّ الله يَحبِس عنها القَطرْ بشُؤْم ذُنوبِهم، وإنّما خَصَّهَا بالذِّكر، لأَنّها أَبعدُ الطَّيرِ نُجعَةً؛ فرُبَّما تُذبَح بالبَصْرة، وتُوجَد في حَوْصَلَتها الحَبَّةُ الخَضراءُ، وبَيْن البَصْرة وبين مَنابِتها مَسِيرةُ أَيّام. - في حَديثِ أَبِي هُرَيْرة: "لا أَلبَس الحَبِيرَ" .
: أي المُوشَّى من البُرود، وبُردُ حِبَرة، هو المُخَطَّط من بُرودِ اليَمَن.

حبر


حَبَرَ(n. ac. حَبْر)
a. Beautified, embellished, adorned; did well
beautifully.
b.(n. ac. حَبْر
حَبْرَة), Gladdened, enlivened, cheered. up.
حَبِرَ(n. ac. حَبَر
حُبُوْر)
a. Was glad, happy, gay.

حَبَّرَa. Beautified, embellished, adorned.
b. Put ink in.

أَحْبَرَa. Gladdened, enlivened, cheered up.

تَحَبَّرَa. Adorned himself.

حَبْرa. Theologian, doctor, learned man.
b. High Priest; pontiff.
c. Joy, gladness.
d. Benefit.

حِبْر
(pl.
حُبُوْر
أَحْبَاْر
38)
a. Mark.
b. Figuring, ornamentation.
c. Beauty.
d. Ink.

حِبْرِيّa. Seller of ink.

حَبَرَة
حِبَرَةa. Woman's out-door silk garment.

مَحْبَرَة
مِحْبَرَة
(pl.
مَحَاْبِرُ)
a. Inkstand.

حُبَاْرَىa. Bustard.

حَبِيْر
(pl.
حُبْر)
a. see 4t
حُبُوْرa. Joy, gladness, gaiety.

حَبَّاْرa. see 2yi
حَاْبُوْرa. Company of revellers.

الحَبْر الأَعْظَم
a. The sovereign pontiff: the Pope.
حبر
الحِبْرُ: الأثر المستحسن، ومنه ما روي:
«يخرج من النّار رجل قد ذهب حبره وسبره» أي: جماله وبهاؤه، ومنه سمّي الحبر، وشاعر مُحَبِّر، وشعر مُحَبَّر، وثوب حَبِير: محسّن، ومنه: أرض مِحْبَار ، والحبير من السحاب، وحَبِرَ فلان:
بقي بجلده أثر من قرح، والحَبْر: العالم وجمعه: أَحْبَار، لما يبقى من أثر علومهم في قلوب الناس، ومن آثار أفعالهم الحسنة المقتدى بها، قال تعالى: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ [التوبة/ 31] ، وإلى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين رضي الله عنه بقوله:
(العلماء باقون ما بقي الدّهر، أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة) . وقوله عزّ وجلّ: فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ
[الروم/ 15] ، أي: يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعيمهم.
(ح ب ر) : (الْحِبَرَةُ) عَلَى مِثَالِ الْعِنَبَةِ بُرْدٌ يَمَانٍ وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وَحَبَرَاتٌ (وَعَنْ اللَّيْثِ) بُرْدُ حِبَرَةٍ وَبُرُودُ حِبَرَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ لِضَرْبٍ مِنْ الْبُرُودِ الْيَمَانِيَّةِ وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا إنَّمَا هُوَ وَشْيٌ مَأْخُوذٌ مِنْ التَّحْبِيرِ وَالتَّزْيِينِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ مِنْهُ سُمِّيَ (الْمُحَبَّرُ) وَالِدُ سَلَمَةَ عَلَى زَعْمِ الْمُشَرِّحِ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ سَلَمَةُ بْنُ الْمُحَبِّقِ بِالْقَافِ وَكَسْرِ الْبَاءِ وَاسْمَهُ صَخْرُ بْنُ عُقْبَةَ وَهُوَ مِنْ الْحَبْقِ كَمَا سُمِّيَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ مُضَرِّطُ الْحِجَارَةِ (وَفِي حَدِيثِ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -) كُلُّ شَيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَهُ حَتَّى (الْحُبَارَى) قَالُوا إنَّمَا خَصَّهَا لِأَنَّهُ يُضْرَبُ بِهَا الْمَثَلُ فِي الْحُمْقِ فَيَقُولُ هِيَ عَلَى حُمْقِهَا تُحِبُّ وَلَدَهَا وَتُعَلِّمُهُ الطَّيَرَانَ يَطِيرُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً فَيَتَعَلَّمُ.
ح ب ر

هو حبر من الأحبار. وهو من أهل المحابر. وذهب حبره وسبره أي حسنه وهيئته، وجاءت الإبل حسنة الأحبار والأسبار. ويجلده حبار الضرب، وبيده حبار العمل، وانظر إلى حبار عمله وهو الأثر. قال:

لا تملأ الدلو وعرق فيها ... أما ترى حبار من يسقيها

وحبره الله: سره " فهم في روضة يحبرون " وهو محبور: مسرور، وكل حبرة بعدها عبرة. وحبرت أسنانه اصفرت، وبأسنانه حبرة وحبر بوزن بيلز. وأنشد المازني:

ولست بسعديّ على فيه حبرة ... ولست بعبدي حقيبته التمر

وقال ابن أحمر:

تجلو بأخضر من نعمان ذا أشر ... كعارض البرق لم يستشرب الحبرا

وفلان يلبس الحبير والحبرة، وحبرات اليمن كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحبها ويلبسها. وحبر الشعر والكلام، وكان مهلهل يحبر شعره، وهو كلام محبر. " ومات فلان كمد الحبارى ".

ومن المجاز: لبس حبير الحبور، واستوى على سرير السرور.
حبر سبر قَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي الحَدِيث اخْتِلَاف [و -] بَعضهم لَا يرفعهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله [ذهب -] حبره وسبره هُوَ الْجمال والبهاء يُقَال: فلَان حسن الحبر والسبر قَالَ ابْن أَحْمَر وَذكر زَمَانا قد مضى: [الوافر]

لبسنا حِبْرَه حَتّى اقْتُضِيْنَا ... لأِعْمَالٍ وآجَالٍ قضِيْنَا

ويروى: حَتَّى اقتصينا يَعْنِي لبسنا جماله وهيئته. وَقَالَ غَيره: حسن الحبر والسبر بِالْفَتْح جَمِيعًا. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهُوَ عِنْدِي بالحبر أشبه / الف لِأَنَّهُ مصدر من حبرته حبرًا أَي حسنته. / قَالَ الْأَصْمَعِي: وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة: المحبر لِأَنَّهُ كَانَ يحسن الشّعْر وَقَالَ: وَهُوَ مَأْخُوذ عِنْدِي من التَّحْبِيْرِ وَحسن الْخط والمنطق. قَالَ: والحبار أثر الشَّيْء. وَأنْشد فِي الحبار: [الرجز]

لاَ تَمْلأ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فِيهَا ... ألاَ تَرَى حَبَارَ مَن يَّسْقِيْهَا

قَوْله: عرق فِيهَا [أَي -] اجْعَل فِيهَا مَاء قَلِيلا وَمِنْه قيل: طلاء معرق وَيُقَال: اعترق وعرق. وَأما الحبر من قَول الله تَعَالَى {مِنَ الأحُبَارِ والرُّهَبَانِ} فَإِن الْفُقَهَاء يَخْتَلِفُونَ فِيهِ فبعضهم يَقُول: حَبْرٌ وَبَعْضهمْ يقولك حبر. [و -] قَالَ الْفراء: إِنَّمَا هُوَ حِبْرٌ يُقَال للْعَالم ذَلِك. [قَالَ -] وَإِنَّمَا قيل: كَعْب الحبر لمَكَان هَذَا الحِبْرِ الَّذِي يكْتب بِهِ وَذَلِكَ أَنه كَانَ صَاحب كتب. قَالَ الْأَصْمَعِي: مَا أَدْرِي هُوَ الحَبر أَو الحبر للرجل الْعَالم.
[حبر] في ح أهل الجنة: فرأى ما فيها من "الحبرة" والسرور، هو بالفتح النعمة وسعة العيش وكذا الحبور. ن: بفتح مهملة وسكون موحدة السرور. نه ومنه: والنساء "محبرة" أي مظنة للحبور والسرور. وفيه: يخرج رجل من النار قد ذهب "حبره" وسبره، هو بالكسر وقد يفتح: الجمال والهيئة الحسنة. وفي ح أبي موسى: لو علمت أنك تسمع لقراءتي "لحبرتها" لك "تحبيرا" يريد تحسين الصوت وتحزينه. وفي ح خديجة: لما تزوجت به صلى الله عليه وسلم كست أباها حلة وخلعته ونحرت جزوراً فقال: ما هذا "الحبير" وهذا العبير وهذا العقير؟ الحبير من البرود ما كان موشياً مخططاً، يقال: برد حبير وبرد حبرة، بوزن عنبة على الوصف والإضافة، وهو برد يمان والجمع حبر وحبرات. ومنه: الحمد لله الذي ألبسنا "الحبير". وح: لا ألبس "الحبير". ك: رأيت السد مثل البرد "المحبر" بمهملة أي فيه خط أبيض وخط أسود أو أحمر، فقال صلى الله عليه وسلم: رأيته صحيحاً، يعني أنت صادق. وح "في روضة يحبرون" أي يتنعمون. ط: كان أحب الثياب إلى رسول الله أن يلبسها "الحبرة" هي خبر كان، وأن يلبس متعلق بأحب، أي كان أحبها لأجل اللبس الحبرة لاحتمال الوسخ. نه: سمي سورة المائدة سورة "الأحبار" لما فيها "يحكم بها النبيون والربانيون والأحبار" وهم العلماء جمع حبر بالفتح والكسر، ويقال لابن عباس "الحبر" والبحر، لعلمه. وفي شعر:
لا يقرآن بسورة الأحبار
أي لا يفيان بالعهود أي "يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود". ن ومنه: كعب "الأحبار" أي كعب العلماء، وكان من علماء أهل الكتاب، أسلم في خلافة الصديق أو عمر، والحبر بالكسر ما يكتب به. نه وفيه: أن "الحبارى" لتموت هزلاً بذنب بني آدم، يعني يحبس القطر بشؤم ذنوبهم، وخصت بالذكر لأنها أبعد الطير نجعة، فربما تذبح بالبصرة ويوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة منابتها مسيرة أيام. وفيه: كل شيء يحب ولده حتى "الحبارى" وخصت لأنها مثل في الحمق، ومع حمقها تحب ولدها فتطعمه وتعلمه الطيران.
ح ب ر : الْحِبْرُ بِالْكَسْرِ الْمِدَادُ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ وَإِلَيْهِ نُسِبَ كَعْبٌ فَقِيلَ كَعْبٌ الْحِبْرُ لِكَثْرَةِ كِتَابَتِهِ بِالْحِبْرِ حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ عَنْ الْفَرَّاءِ وَالْحِبْرُ الْعَالِمُ وَالْجَمْعُ أَحْبَارٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْحَبْرُ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ فِيهِ وَجَمْعُهُ حُبُورٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَاقْتَصَرَ ثَعْلَبٌ عَلَى الْفَتْحِ وَبَعْضُهُمْ أَنْكَرَ الْكَسْرَ.

وَالْمَحْبَرَةُ مَعْرُوفَةٌ وَفِيهَا لُغَاتٌ أَجْوَدُهَا فَتْحُ الْمِيمِ وَالْبَاءِ وَالثَّانِيَةُ بِضَمِّ الْبَاءِ مِثْلُ: الْمَأْدُبَةِ وَالْمَأْدَبَةِ وَالْمَقْبُرَةِ وَالْمَقْبَرَةِ وَالثَّالِثَةُ كَسْرُ الْمِيمِ لِأَنَّهَا آلَةٌ مَعَ فَتْحِ الْبَاءِ وَالْجَمْعُ الْمَحَابِرُ وَحَبَرْتُ الشَّيْءَ حَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ زَيَّنْتُهُ وَفَرَّحْتُهُ وَالْحِبْرُ بِالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ فَهُوَ مَحْبُورٌ وَحَبَّرْتُهُ
بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالْحَبَرَةُ وِزَانُ عِنَبَةٍ ثَوْبٌ يَمَانِيٌّ مِنْ قُطْنٍ أَوْ كَتَّانٍ مُخَطَّطٌ يُقَالُ بُرْدٌ حِبَرَةٌ عَلَى الْوَصْفِ وَبَرْدُ حِبَرَةٍ عَلَى الْإِضَافَةِ وَالْجَمْعُ حِبَرٌ وَحِبَرَاتٌ مِثْلُ: عِنَبٍ وَعِنَبَاتٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ لَيْسَ حِبَرَةٌ مَوْضِعًا أَوْ شَيْئًا مَعْلُومًا إنَّمَا هُوَ وَشْيٌ مَعْلُومٌ أُضِيفَ الثَّوْبُ إلَيْهِ كَمَا قِيلَ ثَوْبُ قِرْمِزٍ بِالْإِضَافَةِ وَالْقِرْمِزُ صِبْغُهُ فَأُضِيفَ الثَّوْبُ إلَى الْوَشْيِ وَالصِّبْغِ لِلتَّوْضِيحِ.

وَالْحَبَرُ بِفَتْحَتَيْنِ صُفْرَةٌ تُصِيبُ الْأَسْنَانَ وَهُوَ مَصْدَرُ حَبِرَتْ الْأَسْنَانُ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ أَوَّلُ الْقَلَحِ وَالْحِبِرُ وِزَانُ إبِلٍ اسْمُ مِنْهُ وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا فِي الْأَسْمَاءِ قَالَ بَعْضُهُمْ الْوَاحِدَةُ حِبَرَةٌ بِإِثْبَاتِ الْهَاءِ كَمَا تَثْبُتُ فِي أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ لِلْوَحْدَةِ نَحْوُ تَمْرَةٍ وَنَخْلَةٍ فَإِذَا اخْضَرَّ فَهُوَ قَلَحٌ فَإِذَا تَرَكَّبَ عَلَى اللِّثَةِ حَتَّى تَظْهَرَ الْأَسْنَاخُ فَهُوَ الْحَفَرُ.

وَالْحُبَارَى طَائِرٌ مَعْرُوفٌ وَهُوَ عَلَى شَكْلِ الْإِوَزَّةِ بِرَأْسِهِ وَبَطْنِهِ غُبْرَةٌ وَلَوْنُ ظَهْرِهِ وَجَنَاحَيْهِ كَلَوْنِ السُّمَانَى غَالِبًا وَالْجَمْعُ حَبَابِيرُ وَحُبَارَيَاتٌ عَلَى لَفْظِهِ أَيْضًا وَالْحُبْرُورُ وِزَانُ عُصْفُورٍ فَرْخُ الْحُبَارَى. 
حبر: حبَّر الكلام: حسَّنه وزيَّنه ووضحَّه (بوشر وهذا الفعل سواء ذكر مفعوله ام لم يذكر يعني كتب برشاقة، أو كتب فقط. أنظر تعليقتي على طبعة لافولللايت للأخبار (ص81 رقم 1) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص281) كتب بطاقة وحبَّرها (وبعدها: وقد أحكم البطاقة).
حبَّر خطة (ابن جبير ص77) المقري 1: 241) الماوردي ص171 حيث يجب أن نقرأ ولم يجز أن يحبر به حكما بدل ولم يحبر، راجع المقري 1: 385) والمصدر منه التحبير مرادف للإنشاء (المقري 1: 385) واسم الفاعل مُحَبَّر مرادف لمُنْشِئ، (قلائد العقيان ص210).
تحبَّر: تحسن وتزَّين (فوك).
حِبر: نقس، وهو ما يكتب به. ويقول ابن البيطار (2: 74) في كلامه عن شيء ملون يرمي به زبد البحر: وقد يكتب به الحبر، ولذلك يسميه قوم الحبر. وربما كان مِدَاد الحِبْر يدل على نفس المعنى عند ابن العوام (1: 645).
وحِبر: أسقف (همبرت ص150) وهو يكتبه بكسر الحاء (انظر لين)، بوشر.
وحبر: كاهن (همبرت 150، بوشر).
الحبر الأعظم الأب الأقدس، لقب بابا روما (همبرت ص150، بوشر) ويقال أيضا: الحبر الأكبر (همبرت ص150).
حَبَر: اسم نسيج، كذلك حَبَرضة ففي رياض النفوس (ص21ق): وكان لباس البهلول قلنسوة حبر، الخ. وفية (ص39ق): قلنسوة حبر. وفي صفة مصر (12: 170) نسيج حبر في المحلة.
حببْرَة: منصب الحبر أو الكاهن، منصب البابا ن بابوية.
حَبرَة: ليست هذه الكلمة في اللغة الفصحى اسم ثوب أو ملبس كما يقال وكما تجده أيضاً عند لين، وقد أشار إلى ذلك فريتاج (دراسات عربية ص210،211) فأصاب. بل هي ضرب من برود اليمن مخططة. أنظر الازرقي (ص174) فهو يقول في كلامة عن كسوة الكعبة: فكساها الوصائل ثياب حبرة من عَصْب اليمن. راجع الأسطر الثلاثة الأخيرة من هذه الصفحة وص176، 177، 180، ابن هشام 1012، 1019) وخير أنواعه يستورد من الجَنَد (الازرقي ص 175 وهنا أخطأ وستنفيلد فجعلها الُنْد).
وأصبحت هذه الكلمة تدل في العصور الحديثة على إزار فضفاض أو ملاءة من الحرير أو من التفته أو من الشال تتغطّى به النساء حين خروجهن (الملابس 135 - 136).
ونجد هذه الكلمة بهذا المعنى في ألف ليلة 4: 319،طبعة برسل 9: 263 حيث نجد طبعة ماكناتن مرادفها إزار. وهي في الجزائر تدل على نفس هذا المعنى (دي يونج فان رودنبورج ص 170). ونجد في معجم برجرن في مادة ( Voile) : ( حبراء: إزار أو ملاءة سوداء أو ذات لون غامق تتخطّى بها فقيرات النساء المسحيات حين يخرجن.
وحَبَرَة: تفتا (همبرت ص203، بوشر). حِبُرِيّ: نسبة إلى الحِبر وأحد أحبار اليهود (محيط المحيط).
حُبِري: كتاب الكتب الحبرية (الكهنوتية) (بوشر).
حُبرِي ويجمع على حَبارى: حُبارى، حِبْرِية. (بوشر).
حِبْرِوِيّ: عامية حِبْرى نسبة إلى الحبر واحد أحبار اليهود (المحيط محيط). قدّاس حبرويّ: قداس احتفالي ذو تلحين، قداس صاروخ (بوشر).
حًباريّ: كلمة تطلق على الفرس إذا كان لونه بلون زهرة الخوخ ما بين البياض والكمتة ومن هذه الكلمة العربية أخذت اللفظة الــفرنجية Aubere)) . وقد أطلق عليه حباري، لا لأن لونه يشبه ريش الحباري، بل لأنه يشبه لحم الحباري إذا ما طبخ (معجم الأسبانية ص286).
حَبَّار: صانع الحبر أي المداد الذي يكتب به (صفة مصر 28 ص403).
محَبَّر: نجد في تاريخ ابن الأثير (10: 410) الاسم البربري تاجرت، ويقول النويري (أفريقية) الذي نقلة منه كلامه: وتاجَرَرْت ينطق بها بجحيم محبّرة (كذا). بين الكاف والجيم وكذلك أجادير. وهذا يعني أنه يجب نطق ( g) البربرية بصوت متوسط بين ج وك.
محبرة: نوع من السمك (القزويني 2: 19)، وعند ياقوت مخبرة.
[حبر] الحِبْرُ: الذي يكتب به، وموضعه المِحْبَرَةُ بالكسر. والحبر أيضاً: الأثَر، والجمع حُبورٌ، عن يعقوب. يقال: به حُبورٌ، أي آثارٌ. وقد أَحْبَرَ به أي ترك به أثرا. وأنشد : لقد أشمتت بي أهل فَيْدٍ وغادرَتْ * بجسميَ حِبْراً بنتُ مَصَّانَ بادِيا - وفي الحديث: " يخرج رجلٌ من النار قد ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ "، قال الفراء: أي لونه وهيئته، من قولهم: جاءت الابل حسنة الاحبار والاسبار. وقال الأصمعي هو الجمال والبَهاء وأثر النَعْمة. يقال: فلانٌ حسن الحِبْرِ والسِبْرِ، إذا كان جميلاً حسَنَ الهيئة. قال ابن أحمر : لبسنا حِبْرَهُ حتَّى اقْتُضِينا * لآجالٍ وأعمالٍ قضينا - ويقال أيضا: فلان حسن الحبر والسبر، بالفتح. وهذا كأنه مصدر قولك: حبرته حبرا، إذا حسنته. والاول اسم. وتحبير الخط والشعر وغيرهما: تحسينه. قال الاصمعي: وكان يقال لطفيل الغنوى في الجاهلية محبرا، لانه كان يحسن الشعر. والحبر أيضا: الحبور، وهو السرور. يقال: حَبَرَهُ يَحْبُرُهُ بالضم حَبْراً وحَبْرَةً. وقال الله تعالى:

(فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرونَ) *، أي يُنعّمون ويكرَّمون ويسرّون. ورجل يَحْبورٌ: يَفْعولٌ من الحُبور. والحِبْرُ والحَبْرُ: واحد أحبار اليهود. وبالسكر أفصح، لانه يجمع على أفعال دون الفعول. قال الفراء: هو حبر بالكسر، يقال ذلك للعالم وإنما قيل كعب الحبر لمكان هذا الحبر الذى يكتب به. قال: وذلك أنه كان صاحب كتب. قال الاصمعي: لا أدرى هو الحبر أو الحبر، للرجل العالم؟ وقال أبو عبيد: والذي عندي أنه الحَبْرُ بالفتح، ومعناه العالم بِتَحْبيرِ الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح. والحبار : الاثر. قال الراجز: لا تملأ الدَلْوَ وعَرِّقْ فيها * ألا ترى حبار من يسقيها - وقال حميد بن ثور الارقط : ولم يقلب أرضها البيطار * ولا لحبلية بها حبار - قال يعقوب: الجمع الحَباراتُ. والحَبيرُ : لُغام البيعر. والحبير: الحساب. وثوب حبير، أي جديد. وأرضٌ مِحْبارٌ: سريعة النبات حسنته. والحبرة: مثال العنبة: برد يمان، والجمع حِبَرٌ وحِبَراتٌ. والحِبِرَةُ بكسر الحاء والباء: القَلَحُ في الأٍسنان، والجمع بطرح الهاء في القياس. وأما اسم البلد فهو حبر مشددة الراء. قال عبيد بن الابرص: فعردة فقفا حبر * ليس بها منهم عريب - وقد حَبِرَتْ أسنانه تَحْبَرُ حَبَراً، مثال تعبت تتعب تعبا، أي قَلِحَتْ. وحَبِرَ الجُرح أيضاً حَبَراً، أي نُكِسَ وغَفَرَ. قال الكسائيّ: أي بَرأَ وبقيت له آثارٌ. والحَبَرُ في قول العجّاج:

الحمدُ لله الذي أعطَى الحَبَرْ * ويروى " الشبر "، من قولهم: حَبَرَني هذا الأمر حبرا، أي سرنى. وقد حرك الباء فيهما وأصلها التسكين. ومنه الحابور، هو مجلس الفساق. والحبارى: طائر، يقع على الذكر والانثى، واحدها وجمعها سواء، وإن شئت قلت في الجمع حباريات. وفى المثل: " كل أنثى تحب ولدها حتى الحبارى ". وإنما خصوا الحبارى لانه يضرب بها المثل في الموق، فهى على موقها تحب ولدها وتعلمه الطيران. وألفه ليست للتأنيث ولا للالحاق، وإنما بنى الاسم لها فصارت كأنها من نفس الكلمة، لا تنصرف في معرفة ولا في نكرة، أي لا ينون. وحكى سيبويه: ما أصاب منه حبرا برا ولا تبر برا ولا حورورا، أي ما أصاب منه شيئا. ويقال: ما في الذى تحدثنا به حبربر، أي شئ.

حبر

1 حَبَرَهُ, (S, Msb, TA,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. حَبْرٌ; (S, Msb, TA;) and ↓ حبّرهُ, (TA,) inf. n. تَحْبيرٌ; (S, K, TA;) or the latter has an intensive signification; (Msb;) He made it beautiful, beautified it, (S, K, TA,) or adorned it, or embellished it, (Msb,) and made it plain; (TA;) namely, handwriting, and poetry, &c., (S, K, both in relation to the latter verb, and TA in relation to both verbs,) such as language, or speech, and science, (S, TA,) and pronunciation, and a recitation; meaning, with respect to the last, the voice [with which he recited]. (TA.) b2: Also حَبَرَهُ, (S, A, L, Msb, but in the Msb “ or,” not “ also,”) aor. ـُ inf. n. حَبْرٌ (S, Msb) and حَبْرَةٌ; (S;) and ↓ احبرهُ; (K;) and in an intensive sense ↓ حبّرهُ; (Msb;) He, (God, A,) or it, (a thing, or an affair or event, S, L,) made him happy, joyful, or glad; (S, A, L, Msb, K;) affected him with a happiness, joy, or gladness, that made his face to shine, or of which the mark, or sign, (حَبَار, i. e. أَثَر,) appeared upon his countenance; (Bd in xliii. 70, in explanation of the pass. form of the first of these verbs;) he made him to enjoy a state of ease and plenty; and treated him with honour: (Lth and S in explanation of the pass. form of the first verb as used in the Kur xxx. 14:) or treated him with extraordinary honour. (Bd in xliii. 70, and TA.) [حُبِرَ, properly signifying He was made happy, &c., may be used as meaning he was, or became, happy, &c.; like سُرَّ; and حُبُورٌ, and its syns. mentioned with it below, may be regarded as its inf. ns. Golius, app. from his finding حَبَرٌ explained in the KL as an inf. n. meaning The being happy, &c., (شَادْ شُدَنْ,) assigns to حُبِرَ جِلْدُهُ, as on the authority of that lexicon, the meaning of “ hilaris lætusque fuit; ” but I have not found this verb in any Arabic work.]

A2: حُبِرَ جِلْدُهُ His skin was beaten so that there remained the mark of the beating. (K.) A3: حَبِرَ الجُرْحُ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَبَرٌ, (S,) The wound broke out afresh: (S, K:) or became healed, but left scars. (Ks, S, K.) b2: حَبرَتْ أَسْنَانُهُ, aor. ـَ (S, A, * Msb, K,) inf. n. حَبَرٌ, (S, Msb, *) His teeth became of a yellow colour mingled with the whiteness: (K:) or became yellow; (A, Msb;) syn. قَلِحَتْ. (S.) [See also حِبِرٌ.]2 حبّرهُ: see 1, in two places. b2: Also, inf. n. تَحْبِيرٌ, He pared it well; namely, an arrow. (TA.) 4 احبرهُ: see 1.

A2: احبر بِهِ He, or it, left a mark upon him, or it. (TA.) And احبرِت الضَّرْبَةُ جِلْدَهُ and بِجِلْدِهِ The blow made a mark, or marks, upon his skin. (TA.) حَبْرٌ: see حُبُورٌ, in two places: b2: and حِبْرٌ, in two places: b3: and حِبِرٌ.

A2: Also حَبْرٌ and ↓ حِبْرٌ; (S, A, Msb, K, &c.;) but As says, I know not whether it be the former or the latter: (S:) IAar says both: A 'Obeyd says that some of the lawyers say the former; and some, the latter; (TA;) and that in his opinion it is the former: (S, TA:) AHeyth, that it is the former only: (TA:) Th mentions the former only: (Msb:) Fr says it is the latter only: (TA:) and the latter is [said to be] the more chaste because the pl. is of the measure أَفْعَالٌ, and not فُعُولٌ: (S, TA:) [but a pl. of the latter measure is also mentioned:] A learned man (As, S, Msb, K) of the Jews: (S, A:) or whether he be a Christian or Jewish or Sabean subject of a Muslim government, who pays a poll-tax for his freedom and toleration, or one who, having been such, has become a Muslim: or one skilled in the beautifying of language: (A 'Obeyd, S:) or a good, or righteous, man: (Kaab, K, TA:) pl. (of the former, Msb) حُبُورٌ, (Msb, K,) [but this is seldom used,] and (of the latter, Msb) أَحْبَارٌ. (IDrst, S, A, Msb, K, &c.) حِبْرٌ Ink, syn. مَدَادٌ, (Msb,) and نِقْسٌ, (K,) with which one writes: (S, Msb:) so called because it is one of the means of beautifying writings; (Mohammad Ibn-Zeyd, TA;) or because it beautifies, and makes plain, handwriting; (Hr, TA;) or because of the marks that it leaves: (As, TA:) pl. [of pauc.] أَحْبَارٌ (IDrst, TA) and [of mult.]

حُبُورٌ. (TA.) b2: I. q. وَشْىٌ [The variegation, or figuring, of cloth or of a garment; or a kind of variegated, or figured, cloth or garment]: (IAar, K:) pl. حُبُورٌ. (K, * TA.) [See also حِبَرَةٌ.] b3: A mark, or sign, of the enjoyment of ease and plenty: (As, S, K: [in one copy of the S, and in the CK, for أَثَرُ النَّعْمَةِ, I find, erroneously, أَثَرُ النِّعْمَةِ:]) and [hence,] beauty; (As, S, A, K;) beauty of aspect; or a beautiful and pleasing aspect, that satisfies the eye by its comeliness: (As, S, TA:) colour; complexion: (Fr, IAar, S, TA:) pl. أَحْبَارٌ (S) and حُبُورٌ. (K, * TA.) One says, إِنَّهُ لَحَسَنُ الحِبْرِ وَالسِّبْرِ Verily he is beautiful, and of goodly appearance: (As, S:) or of beautiful complexion. (IAar.) And ذَهَبَ حِبْرُهُ وَسِبْرُهُ His colour, or complexion, (Fr, S,) or beautiful, (A,) and goodliness of form or aspect, departed: (Fr, S, A:) from the saying, جَآءَتِ الأَبِلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ وَالأَسْبَارِ [The camels came beautiful in colours and in appearances]. (Fr, S, A. *) One says also, وَالسَّبْرِ ↓ فُلَانٌ حَسَنُ الحَبْرِ: where حبر seems to be the inf. n. of حَبَرْتُهُ “ I made him, or it, beautiful. ” (S.) b4: Also, (S, K,) and ↓ حَبْرٌ (TA) and ↓ حَبَرٌ (K) and ↓ حَبَارٌ (S, K) and ↓ حِبَارٌ, (A, K,) A mark, or trace, (S, A, K,) of beating, (A,) or of a blow that has not brought blood, or of a healed wound, (TA,) or of work, or labour: (A, TA:) pl. of the first [or second] حُبُورٌ (Yaakoob, S, K) and [of the first and third, accord. to analogy,] أَحْبَارٌ; (TA;) and of the fourth حَبَارَاتٌ, (Yaakoob, S, TA,) it having no broken pl. (TA.) One says, بِهِ حُبُورٌ Upon him are marks [of beating, &c.]. (S.) and الضَّرْبِ ↓ بِجِلْدِهِ حِبَارُ Upon his skin is the mark of beating. (A.) And العَمَلِ ↓ بِيَدِهِ حِبَارُ Upon his hand is the mark of work, or labour. (A.) b5: See also حِبِرٌ. b6: And see حُبُورٌ.

A2: Also, [like the Hebrew ?, and the Chaldee ?,] A like; an equal; a fellow. (K.) b2: See also حَبْرٌ.

حَبَرٌ: see حُبُورٌ: A2: and حِبْرٌ: b2: and حِبَرَةٌ.

حَبِرٌ: see حَبِيرٌ.

حِبَرٌ: see حِبَرَةٌ.

حِبِرٌ, (Msb, K,) the only subst. of this form beside إِبِلٌ, (Msb,) [and a few rare dial. vars.,] and ↓ حِبْرٌ (K) and ↓ حَبْرٌ (A, K) and ↓ حِبِرَةٌ (S, Msb, K) and ↓ حَبْرَةٌ (A, K,) and ↓ حُبْرَةٌ; (K;) or حِبِرٌ, without ة, [as also حِبْرٌ and حَبْرٌ,] is a pl. [or rather a coll. gen. n.], (S,) and with ة it is said to be a n. un. ; (Msb;) A yellowness that mingles with the whiteness of the teeth; (K;) a yellowness of the teeth; (Sh, A, Msb;) what is termed قَلَحٌ in the teeth: (S:) or قَلَحٌ is when they become green: and when the crust increases so as to encroach upon the gums, and to make the roots of the teeth to appear, this is what is termed حَفْرٌ and حَفَرٌ: (Sh, Msb, TA:) pl. حُبُورٌ. (K.) حَبْرَةٌ: see حُبُورٌ, in three places. b2: Also Extraordinariness (مُبَالَغَةٌ) in a thing that is described as beautiful. (K.) [See 1.] b3: A musical performance, or concert, instrumental or vocal or both, (سَمَاعٌ,) in Paradise; (Zj, K;) agreeably with which signification Zj explains [the verb in] the verse of the Kur [xxx. 14, or xliii. 70]: (TA:) and any sweet melody. (K.) A2: See also حِبِرٌ.

حُبْرَةٌ: see حِبِرٌ.

حَبَرَةٌ: see حُبُورٌ: A2: and see also the next paragraph, in two places.

حِبَرَةٌ (S, Mgh, Msb, K) and ↓ حَبَرَةٌ (K) A [garment of the kind called] بُرْد, (S, Mgh,) or a sort of بُرْد, (K,) of the fabric of El-Yemen, (S, Mgh, K,) striped (مُنَمَّرٌ [or this word, q. v., may perhaps signify spotted]); (TA;) a kind of garment of the fabric of El-Yemen, of cotton or linen, striped (مُخَطَّطٌ): (Msb:) pl. حِبَرٌ and حِبَرَاتٌ (S, Mgh, Msb, K) and حَبَرٌ and حَبَرَاتٌ: (TA:) [or rather ↓ حِبَرٌ and ↓ حَبَرٌ are coll. gen. ns.] Accord. to Lth, (Az, Mgh, TA,) حبرة is not a place, nor a known thing, but only signifies وَشْىٌ [see حِبْرٌ]; (Az, Mgh, Msb, TA;) and one says بُرْدٌ حِبَرَةٌ (Msb, TA) and بُرُودٌ حِبَرَةٌ, (TA,) and بُرْدُ حِبَرَةٍ (Mgh, Msb, TA) and بُرُودُ حِبَرَةٍ, (Mgh, TA,) like as one says ثُوْبُ قِرْمِزٍ, the word قرمز signifying a certain dye. (Az, Msb, TA.) [The term ↓ حَبَرَةٌ is now applied in Egypt to A lady's outer covering of silk, black for the married, and white for the unmarried, worn in ridding and walking abroad; the former worn also by concubine slaves. See also حَبِيرٌ.]

حِبِرَةٌ: see حِبِرٌ.

حِبْرِىٌّ A seller of ink. (K.) ↓ حَبَّارٌ, also, is mentioned as having the same signification; and some say that analogy is a sufficient authority for it: but it is disallowed by F. (TA.) حِبَرِىٌّ, not ↓ حَبَّارٌ, (K,) or the latter is allowable on the ground of analogy, (MF,) A seller of the garments called حِبَرٌ. (K.) [See حِبَرَةٌ.]

حُبْرُورٌ (Msb, K) and ↓ حِبْرِيرٌ and ↓ حَبَرْبَرٌ and ↓ حُبُرْبُورٌ and ↓ يَحْبُورٌ [in the CK بَحْبُورٌ] and ↓ حُبُّورٌ (K) The young one of the حُبَارَى: (Msb, K:) pl. حَبَارِيرُ and حَبَابِيرُ. (K.) [See also يَحْبُورٌ below.]

حِبْرِيرٌ: see what next precedes.

حَبَرْبَرٌ: see what next precedes.

حُبُرْبُورٌ: see what next precedes.

حَبَارٌ: see حِبْرٌ. b2: Also The هَيْئَة [i. e. form, or aspect, or the like, or goodliness of form or aspect,] of a man. (Aboo-Safwán, Lh.) حِبَارٌ: see حِبْرٌ, in three places.

حُبُورٌ and ↓ حَبْرٌ, (S, K,) or ↓ حِبْرٌ, with kesr, (Msb,) and ↓ حَبَرٌ, which last occurs in a verse of El-'Ajjáj, for حَبْرٌ, [by poetic license,] (S,) and ↓ حَبْرَةٌ (A, K) and ↓ حَبَرَةٌ, (K,) Happiness, joy, or gladness: (S, Msb, K:) or the first signifies cheerfulness; i. e. pleasure, or delight, and dilatation of the heart, which has a visible effect in the aspect: (TA voce سُرُورٌ:) and the same word (IAth) and ↓ حَبْرَةٌ (Az, IAth, K) and ↓ حَبْرٌ, (K,) a state of ease and plenty; syn. نَعْمَةٌ: (IAth, K: [in the CK and in a MS. copy of the K, erroneously, نِعْمَة:]) or a state of complete, or perfect, ease and plenty: (Az:) and ampleness of the circumstances of life. (IAth.) [See 1. Hence the saying,] بَعْدَهَا عَبْرَةٌ ↓ كُلُّ حَبْرَةٍ [After every state of happiness, or joy, &c., is a tear]. (A.) حَبِيرٌ A [garment of the kind called] بُرْد, variegated, (مُوَشَّىِ,) (K,) [i. e.] striped. (TA.) One says بُرْدٌ حَبِيرٌ and بُرْدُ حَبِيرٍ. (TA.) [See also حِبَرَةٌ. Hence the saying,] لَبِسَ حَبِيرَ الحُبُورِ وَاسْتَوَى

عَلَى سَرِيرِ السُّرُورِ (tropical:) [He clad himself with the mantle of cheerfulness, and seated himself firmly upon the couch of happiness]. (A.) b2: Also, applies to a garment, or piece of cloth, New: (S, K:) and soft and new; (K, TA;) applied to the same; (TA;) and so ↓ حَبِرٌ; (K;) which also signifies a soft thing: (TA:) pl. of the former حُبْرٌ. (K.) b3: And Clouds; syn. سَحَابٌ: (S:) or clouds spotted (مُنَمَّرٌ); (K;) in which one sees what resembles تَنْمِير, by reason of the abundance of their water; but Er-Riyáshee disapproves of this. (TA.) حُبَارَى [a word respecting which J says,] its alif [written ى] is not the fem. alif nor the alif of quasi-coordination; [as F says of the alif of قَبَعْثَرًى, though he finds fault with J for saying thus of the alif of حُبَارَى; (see أَلِفُ التَّكْثِيرِ, in art. ا)] the name [says J] being only composed with it, so that it is as it were a part of the word itself, which is imperfectly decl. when determinate and when indeterminate; i. e., without tenween: (S:) but its alif is the fem. alif; for were it not so, it would be perfectly decl.; (K;) and J says that it is imperfectly decl.: (TA:) and his saying that the alif is [as it were] a part of the word itself is a strange expression, for which it would be difficult to give an answer, and which therefore requires not exorbitance: but “ it is sufficient excellence for a man that his faults may be counted: ” (M:) [A species of bustard;] a certain bird, (S, Msb, K,) well known, of the form of the goose, with a dustcolour upon its head and belly, and the back and wings of which are for the most part of the colour of the quail; (Msb;) or it is a long-necked bird, of an ash-colour, of the form of the goose, with a beak somewhat long, and that is preyed upon, but does not itself prey: Az says that it does not drink water, and that it lays its eggs in distant sands: [the truth is, that it drinks seldom: the male bird has a pouch, extending from beneath the tongue to the breast, said to be large enough to contain seven quarts of water; and it has been supposed by some that he fills this with water for the supply of himself and his mate:] and Az further says, We used, when we journeyed, to proceed in the mountains of EdDahnà, and sometimes we picked up in one day between four and eight of its eggs: it lays four eggs, of a bluish colour, more delicious in taste than those of the domestic hen and than those of the ostrich: and others say that it brings its food from a greater distance than any other bird; sometimes from a distance of many days' journey: also, that it is constantly provided with a thin excrement, or dung, which it voids upon the hawk when pursued by the latter; thus saving itself, by preventing the hawk from continuing its flight, and, as some say, causing its feathers to drop off: whence the prov., أَسْلَحُ مِنْ حُبَارَى: [see art. سلح:] (TA:) حُبَارَى is applied alike to the male and the female, and used as sing. and pl.: (S, K:) but it has pl. forms, (TA,) namely, حُبَارَيَاتٌ (S, Msb, K, TA) and حُبَارَاتٌ: (TA:) accord. to Sb, it has not حَبَارٍ, [in the TA incorrectly written حَبَارِى, as though it had the article ال prefixed to it, or were prefixed to another noun,] nor حَبَائِرُ, [though both of these are mentioned as pls. of it in several of the grammars of the Arabs,] in order to distinguish between حُبَارَى and nouns of the measures فَعْلَآءُ and فِعَالَةٌ and the like. (TA.) It is said in a prov., وَكُلُّ شَىْءٍ قَدْ يُحِبُّ وَلَدَهْ حَتَّى الحُبَارَى وَتَطِيرُ عَنَدَهُ [And everything certainly loves its offspring: even the bustard; and it flies by its side]: (S, Mgh: *) [in the TA, وَيَدِفُّ عَنَدَهْ:] it flies by the side of its young one to teach it to fly before its wings have grown, because of its stupidity: (TA:) the حبارى is thus specially mentioned because it is proverbial for stupidity, and, notwithstanding its stupidity, loves its offspring, and teaches it to fly. (S, Mgh.) Another prov. is, فُلَانٌ مَيِّتْ كَمَدَ الحُبَارَى [Such a one is dying with the concealed grief of the bustard]: because the حبارى moults with other birds, but its new feathers are slow in coming: so when the other birds fly, it is unable to do so, and dies of concealed grief. (TA.) [See also حُبْرُورٌ, and يَحْبُورٌ.]

حَبَّارٌ: see حِبْرِىٌّ: b2: and حِبَرِىٌّ.

حُبُّورٌ: see حُبْرُورٌ.

حَابُورٌ A sitting-place, or a company sitting together, (مَجْلِس,) of unrighteous persons [or revellers]: (S, K:) from حَبَرَهُ “ it made him happy,” &c. (S.) مًحْبَرَةٌ, (Msb, K,) which is the most approved form, (Msb, TA,) and ↓ محْبَرَةٌ, (S, Msb,) because it is an instrument, (Msb, TA,) a correct form, though said in the K to be incorrect, (TA,) and ↓ مَحْبُرَةٌ (Msb, K) and ↓ مَحْبُرَّةٌ, (K,) the last used by poetic license, (TA,) The place, (S, K,) or earthern pot, or glass bottle, (TA,) in which ink is put: (S, K, TA:) pl. مَحَابِرُ. (Msb.) A2: Also, the first of these words, A thing, or things, in which happiness, joy, or gladness, is usually found: such are women said to be. (TA from a trad.) [A cause of happiness, joy, or gladness; agreeably with analogy: of the same class as مَجْبَنَةٌ and مَبْخَلَةٌ.]

مَحْبُرَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِحْبَرَةٌ: see the next preceding paragraph.

مَحْبُرَّةٌ: see the next preceding paragraph.

مُحَبَّرٌ A man (T) having his skin marked by the bites of fleas. (T, K.) b2: An arrow well pared. (K.) يَحْبُورٌ, applied to a man, [Very happy, joyful, glad, or cheerful;] of the measure يَفْعُولٌ from الحُبُورُ: (S:) a soft, tender, or delicate, man: pl. يَحَابِيرُ. (AA, TA.) A2: A certain bird: or the male of the حُبَارَى: or its young one. (K.) See حُبْرُورٌ.
حبر
: (الحِبْرُ، بِالْكَسْرِ: النِّقْسُ) وَزْناً وَمعنى. قَالَ شيخُنا: وهاذا من بَاب تفسيرِ المشهورِ بِمَا لَيْسَ بمشهورٍ؛ فإِن الحبْرَ معروفٌ أَنه المِدادُ الَّذِي يُكْتَبُ بِهِ، وأَما النِّقْسُ، فَلَا يعرفُه إِلّا مَن مارَسَ اللغةَ وعَرَفَ المُطَّرِدَ منهال، وتَوَسَّع فِي المُتَرادِفِ، فَلَو فَسَّرَه كالجَمَاهِير بالمِداد لَكَانَ أَوْلَى. واخْتُلِفَ فِي وَجْه تَسْمِيَتِه، فَقيل: لأَنه ممّا تُحَبَّرُ بِهِ الكتبُ، أَي تُحَسَّنُ، قالَه محمّدُ بنُ زَيْد. وَقيل: لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْيينِه إِيّاه، نَقَلَه الهَرَوِيُّ عَن بعضٍ. وَقيل: لتأْثيرِه فِي الموضعِ الَّذِي يكونُ فِيهِ، قالَه الأَصمعيُّ. (ومَوْضِعُ المَحْبَرَةُ، بِالْفَتْح لَا بِالْكَسْرِ، وغَلِطَ الجوهريٌّ) ؛ لأَنَّه لَا يُعْرَفُ فِي المكانِ الْكسر وَهِي الآنِيَةُ الَّتِي يُجْعَلُ فِيهَا الحِبْرُ، مِن خَزَفٍ كَانَ أَو مِن قَوارِيرَ. والصحيحُ أَنّهما لُغَتَانِ أَجودُهما الْفَتْح، ومَن كسر المِيم قَالَ إِنها آلَة، ومثلُه مَزْرَعَةٌ ومِزْرَعَةٌ، وحَكاها ابنُ مالكٍ وأَبو حَيّانَ. (وحُكِيَ مَحْبُرَةٌ، بالضَّمِّ، كمَقْبُرَةٍ) ومَأْدُبَةٍ. وجمْعُ الكلِّ مَحابِرُ، كمَزَارِعَ ومَقَابِرَ. وَقَالَ الصَّغانيُّ: قَالَ الجوهريُّ الْمِحْبَرَةُ، بِكَسْر الْمِيم، وإِنما أَخذَها من كتاب الفارابيِّ، والصَّوابُ بِفَتْح الميمِ وضمِّ الباءِ ثمَّ ذَكَرَ لَهَا ثلاثِينَ نَظَائِرَ ممّا وَردتْ بالوَجْهَيْن. المَيْسرَةُ، والمَفْخرَةُ، والمَزْرعَةُ، والمَحْرمَةُ، والمَأْدبَةُ، والمَعْركَةُ، والمَشْرقَةُ، والمَقْدرَةُ، والمَأْكلَةُ، والمَأْلكَةُ، والمَشْهدَةُ، والمَبْطخَةُ، والمَقْثأَةُ، والمَقْنأَةُ (والمَقْناةُ والمَقْنُوَةُ) والمَقْمأَةُ، والمَزْبلَةُ، والمَأْثرةُ، والمَخْرأَةُ، والمَمْلكَةُ، والمَأْربَةُ، والمَسْربَةُ، والمَشْربةُ، والمَقْبرَةُ، والمَخْبرَةُ، والمَقْربَةُ، والمَصْنعَةُ، والمَخْبزَةُ، والمَمْدرَةُ، والمَدْبغَةُ.
(وَقد تُشَدَّدُ الرّاءُ) فِي شعرٍ ضَرُورَة.
(وبائِعُه الحِبْرِيُّ لَا الحَبّار) ، قافله الصغانيُّ، قَود حَكَاهُ بعضُهُم. قَالَ آخَرُون: القِياسُ فِيهِ كافٍ. وَقد صَرَّحَ كثيرٌ من الصَّرْفِيِّين بأَن فَعْالا كَمَا يكونُ للْمُبَالَغَة يكونُ للنَّسَب، والدَّلالة على الحِرَفِ والصَّنائِعِ، كالنَّجّار والبَزّاز، قَالَه شيخُنَا.
(و) الحِبْرُ: (العالِمُ) ، ذِمِّيًّا كَانَ، أَو مُسْلِماً بعد أَن يكونَ مِن أَهل الكِتَابِ. وَقيل: هُوَ للعالِم بتَحْبِير الكَلامِ، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ، قَالَ الشَّمّاخ:
كَمَا خَطَّ عِبْرَانِيَّةً بِيَمِينِه
بتَيْماءَ حَبْرٌ ثمَّ عَرَّضَ أَسْطُرَا رَوَاه الرُّواةُ بالفَت لَا غير، (أَو الصّالِحُ، ويُفْتَحُ فيهمَا) ، أَي فِي معنى العالِم والصّالحِ، ووَهِمَ شيخُنَا فَرَدَّ ضَمِيرَ التَّثْنِيَةِ إِلى المِمدَاد والعالِم. وأَقامَ عَلَيْهِ النَّكِيرَ بجَلْبِ النُّقُولِ عَن شُرّاح الفَصِيح، بإِنكارهم الفتحَ فِي المِدَاد. وَعَن ابْن سِيدَه فِي المُخَصص نَقْلَا عَن العَيْن مثْلُ ذالك، وَهُوَ ظاهرٌ لمَن تَأَمَّلَ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: وسأَلَ عبدُ اللهِ بنُ سَلام كَعْباً عَن الحِبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرجُلُ الصّالحُ. (ج أَحْبارٌ وجُبُورٌ) . قَالَ كَعْبُ بنُ مَالك:
لقَد جُزِيَتْ بغَدْرَتِهَا الحُبُورُ
كَذَاك الدَّهْرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ
قَالَ أَبو عُبَيْد: وأَمّا الأَحبارُ والرُّهْبَانُ فإِن الفُقَهاءَ قد اخْتلفُوا فيهم، فبعضُهم يقولُ: حَيْرٌ، وبعضُهُم يَقُول: حِبْرٌ بِالْكَسْرِ وَهُوَ أَفصحُ؛ لأَنه يُجْمَعُ على أَفعالٍ، دُونَ فَعْلٍ ويُقَال ذالك للعالِم. وَقَالَ الأَصمعيُّ لَا أَدْرِي أَهو الحِبْرُ أَو الحَبْرُ للرَّجلِ العالمِ. قَالَ أَبو عُبَيْد: وَالَّذِي عِنْدِي أَنه الحَبْرُ بِالْفَتْح وَمَعْنَاهُ العالِمُ بتَحْبِيرِ الكلامِ والعِلْمِ وتَحْسِينه، قَالَ: وهاكذا يَرْوِيه المُحَدِّثُون كلُّهم بِالْفَتْح، وَكَانَ أَبو الهَيْثَمِ يَقُول: واحِدُ الأَحبارِ حَبْرٌ لَا غيرُ، ويُنْكِرُ الحِبْرَ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: حِبْرٌ وحَبْرٌ للْعَالم، ومثلُه بِزْرٌ وبَزْرٌ، وسِجْفٌ وسَجْفٌ. وَقَالَ ابْن دُرُسْتَوَيْهِ: وجَمْعُ الحِبْرِ أَحبارٌ، سواءٌ كَانَ بِمَعْنى العالِم أَو بِمَعْنى المدَاد.
(و) الحِبْرُ: (الأَثَرُ) من الضَّرْبَة إِذا لم يَدم ويُفْتَحُ كالحَبَارِ كسَحَابٍ وحَبَرٍ، محرَّكةً. وَالْجمع أَحبارٌ وحُبُورٌ. وسيأْتي فِي كَلَام المصنّف ذِكْرُ الحَبَارِ والحَبْرِ مفرَّقاً. وَلَو جَمَعَهَا فِي مَحَلَ واحدٍ كَانَ أَحسنَ، وأَنشدَ الأَزهريُّ لمُصَبِّحِ بنِ مَنْظُورٍ الأَسَدِيِّ، وَكَانَ قد حَلَقَ شعرَ رَأْسِ امرأَتِه فرَفَعَتْه إِلى الوالِي، فجَلَدَه واعتَقَله، وَكَانَ لَهُ حِمَارٌ وجُبَّةٌ فدفَعَهَا للوالِي، فسَرَّحه:
لقَدْ أَشْمَتَتْ بِي أَهْلَ فَيْدٍ وغادَرَتْ
بجِسْمِيَ حِبْراً بِنْتُ مَصّانَ بَادِيَا
وَمَا فَعَلَتْ بِي ذَاك حتّى تَرَكْتُهَا
تُقَلِّبُ رَأْساً مثْلَ جُمْعِيَ عارِيَا
وأَفْلَتَنِي مِنْهَا حِمَارِي وجُبَّتي
جَزَى اللهُ خَيراً جُبَّتِي وحِمارِيَا
(و) الحِبْرُ: (أَثَرُ النِّعْمَةِ) .
(و) الحِبْرُ: (الحُسْنُ) والبَهَاءُ. وَفِي الحَدِيث: (يَخْرُجُ رجلٌ مِن أَهل النّارِ قد ذَهَبَ حِبْرُه وسِبْرُه) ؛ أَي لونُه وهَيئتُه، وَقيل: هيئتُه وسَحْنَاؤُه؛ مِن قولُهم: جاءَتِ الإِبلُ حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسبارِ. وَيُقَال: فلانٌ حَسَنُ الحَبْرِ والسَّبْرِ، إِذا كَانَ جَميلاً حَسَنَ الهيئةِ، قَالَ ابْن أَحمرَ، وذَك زَمَانا:
لَبِسْنَا حِبْرَه حَتَّى اقْتُضِينَا
لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا
أَي لَبِسْنَا جمالَه وهيئتَه، ويُفْتَحُ. قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ عِنْدِي بالحَبْرِ أَشْبَهُ؛ لأَنه مصدرُ حَبَرْتُه حَبْراً، إِذا حَسَّنْته، والأَولُ إسمٌ. وَقَالَ ابْن الأَعرابيِّ: رجلٌ حَسَنُ الحِبْرِ والسِّبْرِ، أَي حَسَنُ البَشَرَةِ.
(و) الحِبْرُ: (الوَشْيُ) ، عَن ابْن الأَعرابيّ.
(و) الحِبْرُ: (صُفْرَةٌ تَشُوبُ بَيَاضَ الأَسنانِ كالحَبْرِ) ، بِالْفَتْح، (والحَبْرَةِ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، (والحُبْرَةِ) ، بالضمِّ، (والحِبِرِ والحِبِرَةِ، بكسرتين فيهمَا) قَالَ الشَّاعِر:
تَجْلُو بأَخْضرَ مِن نَعْمَانَ ذَا أُشُرِ
كعَارِضِ البَرْقِ لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا
وَقَالَ شَمِرٌ: أَوّلُه الحَبْرُ، وَهِي صُفْرَةٌ، فإِذا اخْضَرَّ فَهُوَ القَلَحُ، فإِذا أَلَحَّ علَى اللِّثَةِ حتَّى تَظْهَرَ الأَسْنَاخُ فَهُوَ الحَفَرُ والحفْرُ، وَفِي الصّحاح: الحِبِرَةُ، بِكَسْر الحاءِ والباءِ: القَلَحُ فِي الأَسْنَانِ. والجمعُ بطَرْحِ الهاءِ فِي القِياس.
(وَقد حَبِرَتْ أَسنانُه كفَرِحَ) تَحْبَرُ حَبَراً أَي قَلِحَتْ.
(ج) أَي جمع الحبْر بِمَعْنى الأَثَرِ، والنِّعْمَةِ، والوَشْيِ، والصُّفْرةِ (حُبُورٌ) . وَفِي الأَول وَالثَّانِي أَحبارٌ أَيضاً.
(و) الحِبْرُ: (الْمِثْلُ والنَّظيرُ) .
(و) الحَبْرُ، (بالفَتْح: السُّرُورُ، كالحُبُورِ) وَزْناً وَمعنى، (والحَبْرَةِ) ، بفتحٍ فسكونٍ (والحَبَرَةِ، محرَّكةً) ، والحَبَرِ أَيضاً، وَقد جاءَ فِي قَول العجَّاج:
الحمدُ للهِ الَّذِي أَعْطَى الحَبَرْ
وهاكذا ضبطُوه بالتَّحْرِيك، وفَسَّرُوه: بالسُّرُور.
(وأَحْبرَه) الأَمرُ، وحَبَرَه: (سَرَّه) .
(و) الحَبْرُ: (النَّعْمَةُ، كالحَبْرَةِ) وَفِي الْكتاب الْعَزِيز: {فَهُمْ فِى رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} (الرّوم: 15) أَي يُسرُّون. وَقَالَ اللَّيْث: أَي يُنَعَّمُونَ ويُكْرَمُون. وَقَالَ الأَزهَرِيُّ: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَة: النَّعْمَةُ التّامَّةُ. وَفِي الحَدِيث فِي ذِكْر أَهل الجَنَّة: (فَرَأَى مَا فِيهَا مِن الحَبْرَةِ بِالْفَتْح: النَّعْمَةُ وسَعَةُ العَيشِ، وكذالك الحُبُورُ. وَمن سَجَعات الأَساسِ: وكلُّ حبْرَة بعدهَا عَبْرَة.
(و) الحَبَ، (بالتَّحْرِيك: الأَثَرُ) من الضَّرْبَةِ إِذا لم يَدم، أَو العَملُ.
(كالحَبَارِ والحِبَارِ) ، كسَحَابٍ وكِتَابٍ، قَالَ الرّاجِزِ:
لَا تَمْلإِ الدَّلْوَ وعَرِّقُ فِيهَا
أَلَا تَرَى حبَارَ مَنْ يَسْقِيها وَقَالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ:
وَلم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطارُ
وَلَا لِحَبْلَيْه بهَا حبَارُ
والجمعُ حباراتٌ وَلَا يُكَسّرُ.
(وَقد حُبِرَ جِلْدُه) ، بالضَّمّ: (ضُرِبَ فَبَقِيَ أَثَرُه) أَو أَثَرُ الجُرْحِ بعد، البُرْءِ.
وَقد أَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جِلْدَه، وبجِلْدِه: أَثَّرَتْ فِيهِ.
وَمن سَجَعات الأَساسِ: وبِجلْدِه حَبَارُ الضَّرْب، وبيَدِه حَبَارُ العَمَلِ، وَانْظُر إِلى حَبَارِ عَملِه، وَهُوَ الأَثَرُ.
(وحَبَرَتْ يَدُه: بَرئَتْ على عُقْدَةٍ فِي العَظْم) ؛ مِن ذالك.
(و) الحَبِرُ، (ككَتِفٍ: الناعِمُ الجَدِيدُ كالحَبِيرِ) ، وشيْءٌ حَبِرٌ: ناعمٌ، قَالَ المَرّارُ العَدَوِيُّ:
قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِن أَفْنانِه
كلَّ فَنَ ناعِمٍ مِنْهُ حَبِرْ
وثَوْبٌ حَبِيرٌ: ناعِمٌ جَدِيدٌ، قَالَ الشَّمَّاخ يَصفُ قَوْساً كَرِيمَة على أَهلها:
إِذا سَقَطَ الأَنْداءُ صِينَتْ وأُشْعِرَتْ
حَبِيراً وَلم تُدْرَجْ عَلَيْهَا المعَاوِزُ
(وكعِنَبَة، أَبو حِبَرةَ) شِيحَةُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ قَيْسٍ الضُّبَعِيُّ: (تابِعِيٌّ) مِن أَصْحاب عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ، روَى عَنهُ أَهلُ البَصرةِ؛ شِبْلُ بنُ عَزرةَ وغيرُه، ذَكَره ابنُ حِبَّانَ.
(وحِبَرَةُ بنُ نَجْمٍ: محدِّثٌ) ، عَن عبد اللهِ بنِ وَهْب.
(و) الحِبَرَةُ: (ضَرْبٌ مِن بُرُود اليَمَنِ) مُنَمَّرَةٌ، (ويُحَركُ. ج حِبَرٌ وحِبَرَاتٌ) ، وحَبَرٌ وحَبَرَاتٌ. قَالَ اللَّيْثُ: يُقَال: بُرْد (حَبِير، وبُرْد) حِبَرَة على الوَصف والإِضافة وبُرُود حِبَرَة، قَالَ: وَلَيْسَ حِبَرَةٌ مَوضعاً أَو شَيْئا مَعْلُوما، إِنما هُوَ وَشْيٌ، كَقَوْلِك: ثوبٌ قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُه. وَفِي الحَدِيث: مَثلُ الحَوامِيمِ فِي القرآنِ كمَثَل الحِبَرَاتِ فِي الثِّيابِ) .
(وبائِعُها حِبَرِي لَا حَبْارٌ) ، نَقَلَه الصغانيُّ، وَفِيه مَا مَرّ أَن فَعْالاً مَقِيس فِي الصِّناعات، قَالَه شيخُنا.
(والحَبِير، كأَمِيرٍ: السَّحاب) ، وَقيل: الحَبيرُ مِن السَّحاب: (المُنمَّر) الَّذِي تَرَى فِيهِ كالتَّنْمير؛ مِن كَثْرة مائِه، وَقد أَنكره الرِّياشيّ.
(و) الحَبِير:) البُرْدُ المُوَشَّى) المُخطّطُ، يُقَال: بُرْد حَبير، على الْوَصْف والإِضافة. وَفِي حَدِيث أَبي ذَرَ: (الحمدُ لله الَّذِي أَطْعَمَنا الخمِير، وأَلْبَسَنا الحَبير) . وَفِي آخَرَ: (أَن البيَّ صلّى اللهُ عليْه وسلّم لمّا خطَبَ خَديجةَ رضيَ الله عَنْهَا، وأَجابته، استأْذنتْ أَباها فِي أَن تَتزوّجه، وَهُوَ ثَمِلٌ فأَذن لَهَا فِي ذالك، وَقَالَ: هُوَ الفَحْلُ لَا يُقْرَعُ أَنفُه، فنحَرتْ بَعِيراً. وخَلَّقتْ أَباها بالعَبِير، وكَسَتْه بُرْداً أَحمرَ، فلمّا صَحَا من سُكْرِه قَالَ: مَا هاذا الحَبِيرُ، وهاذا العَبِير وهاذا العَقيرُ؟) .
(و) الحَبِيرُ: (الثَّوْبُ الجَدِيدُ) النّاعِمُ، وَقد تقدّم أَيضاً فِي قَوْله؛ فَهُوَ تَكرار. (ج حُبْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ.
(و) الحبِيرُ: (أَبو بَطْنٍ) ، وهم بَنُو عَمْرِو بنِ مالكِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ تَيْمِ بنِ أُسَامة بنِ مالكِ بنِ بكرِ بنِ حُبَيِّبٍ؛ وإِنما قيل لَهُم ذالك لأَنَ حَبَرَه بُرْدَانِ، كَانَ يُجَدِّدُ فِي كلّ سَنة بُرْدَيْنِ، قَالَه السمْعانِيّ.
(و) الحَبِيرُ: لَقبُ (شاعِر) ، هُوَ الحَبِيرُ بنُ بَجْرَةَ الحَبَطِيُّ؛ لتحْسِينه شِعْره وتَحْبِيرِه.
(وقولُ الجوهريِّ: الحَبِيرُ: لُغَامُ البَعِيرِ) ، وتَبِعَه غيرُ واحدٍ من الأَئِمَّةِ، (غَلَطٌ، والصّوابُ الخَبِيرُ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ) ، غَلّطَه ابنُ بَرِّيَ فِي الْحَوَاشِي والقَزّاز فِي الْجَامِع، وتَبِعَهما المصنِّف. وَقَالَ ابْن سِيدَه: والخاءُ أَعْلَى. وَقَالَالأَزهريُّ عَن الليْث: الحَبِيرُ مِن زَبَدِ اللُّغَامِ، إِذا صَار على رأْس البَعِير، ثمّ قَالَ الأَزهريُّ: صحّفَ الليْث هاذا الحَرْف 2، قَالَ: وصوابُهُ بالخَاءِ، لزَبَدِ أَفواهِ الإِبلِ، وَقَالَ: هاكذا قَالَ أَبو عُبَيْدٍ والرِّياشِيُّ.
(ومطَرِّفُ بنُ أَبي الحُبَيْرِ، كزُبَيْرٍ) نَقلَه الصغانيُّ (ويَحْيَى بنُ المُظَفَّرِ) بنِ عليِّ بنِ نُعَيْم السَّلاميُّ، الْمَعْرُوف (بابنِ الحُبَيْرِ) ، متأَخِّر، مَاتَ سنةَ 639 هـ، (محدِّثانِ) .
قلْتُ: وأَخوه أَبو الحَسَن عليُّ بن المظفَّر بنِ الحُبَيْرِ السّلاميُّ التاجرُ، عَن أَبي البَطِّيِّ، توفِّي سنة 626 هـ، ذَكَرَه المُنْذرِيُّ.
(والحُبْرَة، بالضمّ: عُقْدَةٌ، مِن الشَّجَر) ، وَهِي كالسِّلْعَةِ تَخرجُ فِيهِ (تُقْطَعُ) قطعا، (ويُخْرَطُ مِنْهَا الآنِيَةُ) ، مُوَشّاةً كأَحْسَنِ الخَلَنْجِ، أَنشدَ أَبو حنيفةَ:
والبَئْطُ يَبْرِي حُبَرَ الفَرْفارِ
(و) الحَبْرَةُ، (بِالْفَتْح: السَّمَاعُ فِي الجَنَّة) ، وَبِه فَسَّرَ الزَّجّاجُ الآيةَ، (و) قَالَ أَيضاً: الحَبْرَةُ فِي اللُّغَة: (كُلُّ نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ) مُحْسَّنَة.
(و) الحَبْرَةُ: (المبالغةُ فِيمَا وُصِفَ بجَمِيلٍ) ومعنَى يُحْبَرُون، أَي يُكْرَمُون إِكراماً يُبَالَغُ فِيهِ.
(والحُبَارَى) ، بالضمّ: (طائرٌ) طَوِيلُ العُنُقِ، رَمَادِيُّ اللَّوْنِ، على شَكْل الإِوَزَّةِ، فِي مِنْقارِه طُولٌ، وَمن شَأْنِهَا أَن تُصَادَ وَلَا تَصِيدَ. يقالُ (للذَّكَرِ والأُنثَى والواحِدِ والجَمْعِ، وأَلِفُه للتأْنيث، وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ) ، ونَصُّه فِي كِتَابه وأَلِفُه لستْ للتأْنيث وَلَا للإِلْحاقِ، وإِنما بُنِيَ الإِسمُ لَهَا فصارتْ كأَنها مِن نفس الكلمةِ، لَا تَنْصَرِفُ فِي معرفةٍ وَلَا نَكِرَةٍ، أَي لَا تُنَوَّنُ، انتَهَى. وَهَذَا غريبٌ، (إِذْ لَو لم تكُنِ) الأَلفُ (لَهُ) أَي للتأْنيث (لانْصَرَفَتْ) ، وَقد قَالَ إِنها لَا تَنصرفُ. قَالَ شيخُنَا: ودَعْوَاه أَنَّهَا صارتْ مِن الْكَلِمَة، مِن غَرائبِ التَّعبيرِ، والجوابُ عَنهُ عَسِيرٌ، فَلَا يحتاجُ إِلى تَعَسُّفٍ:
كَفَى المَرْءَ نُبْلاً أَن تُعَدَّ مَعَايِبُهْ
(ج حُبَارَيَاتٌ، وأَنشدَ بعضُ البَغْدَادِيِّين فِي صِفة صَقْر:
حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوِين قَالَ سِيبَوَيْهِ: لم يُكَسَّر على حَبَارِيّ وَلَا عَلى حَبَائِرَ، ليُفَرِّقُوا بَينهَا وَبَين فَعْلَاءٍ وفَعَالَةٍ وأَخَواتها.
(والحُبْرُورُ) ، بالضمّ، (والحِبْرِيرُ) ، بِالْكَسْرِ، (والحَبَرْبَرُ) ، بِفتْحَتَيْنِ، (والحُبُرْبُورُ) ، بضمّتين، (واليَحْبُورُ) ، يفْعُول، (والحُبُّورُ) ، بضمّ أَوَّلِه مَعَ التشديدِ: (فَرْخُه) ، أَي وَلَدُ الحُبارَى. (ج حَبارِيرُ وحَبابِيرُ) . قَالَ أَبو بُرْدَةَ:
بازٌ جَرِيءٌ على الخِزّانِ مُقْتَدِرٌ
وَمن حَبَابِيرِ ذِي مَاوَانَ يَرْتَزِقُ
وَقل زُهَيْرٌ:
تَحِنُّ إِلى مِثْل الحَبابِيرِ جُثَّماً
لَدَى سَكَنٍ مِن قَيْضِها المُتَفَلِّقِ
قَالَ الأَزهريُّ: والحُبَارَى لَا يَشربُ الماءَ، ويَبِيضُ فِي الرِّمال النّائِيَةِ، قَالَ: وكُنَّا إِذا ظَعَنّا نَسِيرُ فِي حِبَال الدَّهْنَاءِ، فرُبَّمَا التَقَطْنَا فِي يومٍ واحدٍ مِن بَيْضِهَا مَا بَين الأَربعة إِلى الثَّمَانية، وَهِي تَبِيضُ أَربعَ بَيْضَاتٍ، ويَضْرِبُ لونُهَا إِلى الزُّرْقَة، وطَعْمُهَا أَلَذُّ مِن طَعْم بَيْضِ الدَّجَاج وبَيْضِ النَّعَامِ.
وَفِي حَدِيث أَنَس: (إِن الحُبَارَى لتَمُوتُ هُزَالَا بذَنْب بَنِي آدَمَ) يَعْنِي أَن اللهَ يَحْبِسُ عَنْهَا القَطْرَ بشُؤْمِ ذُنُوبِهِم؛ وإِنما خَصَّها بالذِّكْر لأَنها أَبْعَدُ الطَّيْرِ نُجْعَةً، فرُبَّمَا تُذبَحُ بالبَصْرَة، فتُوجَدُ فِي حَوْصَلَتِها الحِبّة الخَضْراءُ، وَبَين البصرةِ ومَنَابِتِهَا مَسِيرَةُ أَيامٍ كَثِيرَة. وللعَرَب فِيهَا أَمثالٌ جَمَّةٌ، مِنْهَا قولُهم: (أَذْرَقُ مِن الحُبارَى) ، و (أَسْلَحُ مِن حُبَارَى) ؛ لأَنها تَرْمِي الصَّقْرَ بسَلْحِهَا إِذا أَراغَهَا ليَصِيدَهَا، فتُلَوِّث رِيشَه بلَثَق سَلْحِهَا، وَيُقَال إِن ذالك يَشتدُّ على الصَّقْر؛ لمَنْعِه إِياه من الطَّيَرَان. ونَقَلَ المَيْدَانِيُّ عَن الجاحظِ أَن لَهَا خِزَانَةً فِي دُبُرِهَا وأَمعائها، وَلها أَبداً فِيهَا سَلْحٌ رَقيقٌ، فمتَى أَلَحَّ عَلَيْهَا الصقْرُ سَلَحَتْ عَلَيْهِ، فيَنْتَتِفُ رِيشُه كلُّه فيَهْلِكُ، فمِن حِكْمَة اللهِ تعالَى بهَا أَن جَعَلَ سِلاحَها سَلْحَها، وأَنشدوا:
وهم تَرَكُوه أَسْلَحَ مِن حُبارَى
رَأَى صَقْراً وأَشْرَدَ مِن نَعَامِ
وَمِنْهَا قولُهم: (أَمْوَقُ من الحُبَارَى قبل نَبَاتِ جَناحَيْه) ، فتَطِيرُ مُعَارِضَةً لفَرْخِها، ليتَعَلَّمَ مِنْهَا الطَّيَرانَ.
وَمِنْهَا:
كلُّ شيْءٍ يُحِبُّ وَلَدَه.
حَتَّى الحُبَارَى وتَذِفُّ عَنَدَه.
أَي تَطِيرُ عَنَدَه، أَي تُعَارِضُه بالطَّيَرَان وَلَا طَيَرَانَ لهُ؛ لضَعْف خَوَافِيه وقَوَائِمه، ووَرَدَ ذالك فِي حديثُ عُثْمَانَ رضيَ اللهُ عَنهُ.
وَمِنْهَا: (فلانٌ مَيِّتٌ كَمَدّ الحُبَارَى) ؛ وذالك أَنَهَا تَحْسِرُ مَعَ الطَّيْرِ أَيامَ التَّحْسِيرِ، وذالك أَن تُلْقِيَ الرِّيشَ، ثمَّ يُبْطِيء نَباتُ رِيشِها، فإِذا طَار سائِرُ الطَّيْرِ عَجَزَتْ عَن الطيَران فتموت كَمَداً، وَمِنْه قولُ أَبي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ:
يَزِيدٌ مَيِّتٌ كَمَدَ الحُبَارى
إِذَا ظَعَنَتْ أُمَيَّةُ أَو يُلمُّ
أَي يَموتُ أَو يَقرُب من المَوت. وَمِنْهَا: (الحُبَارَى حَالةُ الكَرَوَانِ) يُضْرَبُ فِي التَّنَاسُب، وأَنْشَدُوا:
شَهِدْتُ بأَنّ الخُبْزَ باللَّحْمِ طَيِّبٌ
وأَنّ الحُبَارَى خالَةُ الكَروانَ
وقالُوا: (أَطْيبُ مِن الحُبَارَى) ، و (أَحْرَصُ مِن الحُبَارَى) ، و (أَخْصَرُ مِن إِبْهامِ الحُبَارَى) ، وغيرُ ذالك ممّا أَوردَها أَهلُ الأَمثالِ.
(واليَحْبُورُ) بفتحِ التحتيَّةِ وسكونِ الحاءِ: (طائرٌ) آخَرُ، (أَو) هُوَ (ذَكَرُ الحُبَارَى) ، قَالَ:
كأَنَّكُمُ رِيشُ يَحْبُورَةٍ
قَلِيلُ الغَناءِ عَن المُرْتَمِي
أَو فَرْخُه، كَمَا ذَكَرَه المصنِّف، وسَبَقَ.
(وحِبْرٌ، بِالْكَسْرِ: د) ويقالُ هُوَ بتشديدِ الرّاءِ، كَمَا يأْتي.
(وحِبْريرٌ، كقِنْدِيلٍ: جَبَلٌ معروفٌ (بالبَحْرَيْنِ) لعَبْدِ القَيْس، بِتُؤَامَ، يَشْتَرِكُ فِيهِ الأَزْدُ وَبَنُو حنيفةَ.
(و) المُحَبَّرُ، (كمُعَظَّمٍ: فَرَسُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ) الأَسديِّ، (قاتلِ مالِكِ بنِ نُوَيْرَةَ) أَخِي مُتَمِّمٍ، القائلِ فِيهِ يَرْثِيه:
وكُنّا كنَدْمانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً
مِن الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لن يَتَصَدَّعَا
فلمّا تَفَرَّقنا كأَنِّي ومالكاً
لطُولِ افتراقٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعَا
قَالَ شيخُنَا: والمشهورُ فِي كُتُب السِّيَرِ أَن الَّذِي قَتَلَه خالدُ بنُ الوَلِيد، ومثلُه فِي شَرْح مَقْصُورةِ ابنِ دُرَيْدٍ لِابْنِ هِشامٍ اللَّخْمِيِّ.
(و) المُحَبَّرُ (مَن أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه، فبَقِيَ فِيهِ حَبَرٌ) ، أَي آثارٌ. وَعبارَة التَّهْذِيب: رجلٌ مُحَبَّرٌ، إِذا أَكَلَ البَرَاغِيثُ جِلْدَه، فصارَ لَه آثارٌ فِي جِلْدَه.
وَيُقَال: بِهِ حُبُورٌ، أَي آثارٌ.
وَقد أَحْبَرَ بِهِ، أَي تَرَكَ بِهِ أَثَراً.
(و) المُحبَّرُ: (قِدْحٌ أُجِيدَ بَرْيُه) .
وَقد حَبَّرَه تَحْبِيراً: أَجادَ بَرْيَه وحَسَّنَه.
وكذالك سَهْمٌ مُحَبَّرٌ، إِذا كَانَ حَسَنَ البَرْيِ.
(و) المُحَبِّرُ، (بِكَسْر الباءِ: لَقَبُ رَبيعةَ بنِ سُفْيَانَ، الشاعرِ الفارِسِ) لتَحْبِيرِه شِعْرَه وتَزْيِينه، كأَنه حُبِّرَ. (و) كذالك (لَقَبُ طُفَيْل بنِ عَوْفٍ الغَنَوِيِّ، الشاعرِ) ، فِي الجاهِليَّة، بَدِيع القَولِ.
(وحِبِرَّى، كزِمِكَّى: وادٍ.
وارُ إِحْبِيرٍ، كإِكْسِيرٍ: نارُ الحُبَاحِبِ) ، وذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان فِي ج ب ر، وَقد تَقَدَّمت الإِشارة إِليه.
(وحُبْرانُ، بالضمّ: أَبو قبيلةِ باليَمن) وَهُوَ حُبْرَانُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسِ بنِ مُعاوِيَةَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسٍ، (مِنْهُم: أَبو راشِدٍ) ، واسمُه أَخْضَرُ، تابِعِيٌّ، عِدَادُه فِي أَهل الشّام، رَوَى عَنهُ هلُها، مشهورٌ بكُنْيَته.
(وطائفةٌ) ، مِنْهُم:
أَبو سعيدٍ عبدُ اللهِ بنُ بِشْرٍ الحُبْرانِيُّ السَّكْسَكِيُّ، عِدَادُه فِي الشّامِيّين، وَهُوَ تابِعِيٌّ صغيرٌ، سَكَنَ البصْرَةَ.
وأَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عليَ الحُبْرَانِيُّ، عَن محمّدِ بن إِبراهيمَ بنِ جعفرٍ الجُرْجانِيِّ.
وأَحمدُ بنُ عليَ الحُبْرَانِيُّ، عَن عبدِ اللهِ بنِ أَحمدَ بن خَوْلَةَ.
ومحمودُ بنُ أَحمدَ أَبو الخَيْرِ الحُبْرَانِيُّ، عَن رِزْقِ اللهِ التَّمِيمِيِّ، وَعنهُ ابنُ عَساكِرَ.
وعَمْرُو بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحمَد الحُبْرَانِيُّ التَّمِيمِيُّ، عَن أَبي بِشْرٍ المَرْوزِيِّ، وَعنهُ ابنُ مرْدَويه فِي تاريخِه، وَقَالَ: مَاتَ سنة 377 هـ. (ويُحَابِرُ كيُقَاتِلُ: مُضارِع قالتَ (بنُ مالكِ بنِ أُدَدَ أَبو مُرَادٍ) القبيلةِ المشهورةِ، ثمَّ سُمِّيَتِ القبيلَةُ يُحَابِر، قَالَ الشَّاعِر:
وَقد أَمَّنَتْنِي بعدَ ذَاك يُحَابِرٌ
بِمَا كنتُ أُغْشِي المُنْدِياتِ يُحَابرَا
(و) يُقَال: (مَا أَصَبْتُ مِنْهُ حَبَنْبَراً) كَذَا فِي النُّسخ بمُوحَّدَتَيْن، وَفِي التَّكْمِلَة: حَبَنْتَراً، بموحَّدةٍ فنونٍ فمُثَنَّاةٍ (وَلَا حَبَرْبَراً) ، كِلَاهُمَا كسَفَرْجَل؛ أَي (شَيْئا) . لَا يُستَعمل إِلا فِي النَّفْي. التَّمْثِيلُ لسِيبَوَيْهِ، والتَّفْسِيرُ للسِّيرافِيِّ، ومثلُه قولُ الأَصمعيِّ. وكذالك قولُهم: مَا أَغْنَى عَنِّي حَبَرْبَراً؛ أَي شَيئاً.
وحَكَى سِيبَوَيْهِ: مَا أَصابَ مِنْهُ حَبَرْبَراً، وَلَا تَبْرِيراً، وَلَا حَوَرْوَراً؛ أَي مَا أصَاب مِنْهُ شَيْئا.
وَيُقَال: مَا فِي الَّذِي يُحَدِّثُنا بِهِ حَبَرْبَرٌ؛ أَي شيْءٌ.
وَقَالَ أَبو سعيدٍ: يُقَال: مَاله حَبَرْبَرٌ وَلَا حَوَرْوَرٌ.
وَقل أَبو عَمْرٍ و: مَا فِيهِ حَبَرْبَرٌ وَلَا حَبَنْبَرٌ؛ وَهُوَ أَن يُخْبِرَكَ بشيْءٍ، فَتَقول: مَا فِيهِ حَبَنْبَرٌ وَلَا حَبَرْبَرٌ.
(و) يُقَال: (مَا على رَأْسِه حَبَرْبَرَةٌ) ، أَي مَا على رَأْسِه (شَعرَةٌ) .
(و) حِبِرٌّ، (كفِلِزَ: ع) معروفٌ بالبادِيَة، وأَنشد شمِرٌ عَجُزَ بَيت:
... فقَفَا حِبِرَ
(وأَبو حِبْرانَ الحِمَّانِيّ بالكسِر موصوفٌ بالجَمال) وحُسْنِ الهَيْئَةِ، ذَكَره المَدائنيُّ، ويُوجَدُ هُنَا فِي بعض النُّسَخ زيادةٌ. (وأَبو حِبَرَةَ كعِنَبَةٍ شِيحَةُ بنُ عبدِ اللهِ، تابِعِيٌّ) . وَهُوَ تكرارٌ مَعَ مَا قبله.
(وأَرْضٌ مِحْبارٌ: سريعةُ النَّبَاتِ) حَسَنَتُه، كثيرةُ الكَلإِ، قَالَ:
لنَا جِبالٌ وحِمىً مِحْبارُ
وطُرُقٌ يُبْنَى بهَا المَنَارُ
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الْمِحْبَارُ: الأَرضُ السَّريعةُ النَّبَاتِ، السَّهْلَةُ، الدَّفِئَةُ، الَّتِي ببُطُونِ الأَرضِ وَسرارتِها، وجمعُه مَحَابِيرُ.
(و) قد (حَبِرَتِ) الأَرضُ، (كفَرِحَ: كَثُرَ نَبَاتُها، كأَحْبَرَتْ) ، بالضمّ.
(و) حَبِرَ (الجُرْحُ) حَبَراً: (نُكِسَ، وَغَفِرَ، أَو بَرَأَ وبَقِيَتْ لَهُ آثَارٌ) بَعْدُ.
(والحَابُورُ: مَجْلسُ الفُسّاق) ، وَهُوَ مِن حَبَرَه الأَمرُ: سَرَّه، كَذَا فِي اللِّسَان.
(وحُبْرُ حُبْرُ) ، بضمَ فسكونٍ فيهمَا: (دُعَاءُ الشّاةِ للحَلْب) ، نقلَه الصغانيُّ.
(وتَحْبيرُ الخَطِّ والشِّعْر وَغَيرهمَا) كالمَنْطق وَالْكَلَام: (تَحْسِينُه) وتَبْيينُه، وأَنشد الفَرّاءُ فِيمَا رَوَى سَلَمَةُ عَنهُ:
كتَحْبِيرِ الكتابِ بخَطِّ يَوْمًا
يَهُوديَ يُقَارِبُ أَو يَزِيل
قيل: وَمِنْه سُمِّيَ كَعْبُ الحِبْرِ؛ لتَحْسِينِه، قالَه ابنُ سِيدَه، وَمِنْه أَيضا سُمِّيَ المِدادُ حِبْراً لتَحْسِينه الخَطَّ وتَبْييِنهِ إِيّاه، نقَلَه الهَرَوِيُّ، وَقد تَقَدَّم. وكُلُّ مَا حَسُنَ مِن خَطَ أَو كَلَام أَو شعرٍ فقدْ حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَفِي حَدِيث أَبي مُوسَى: (لَو عَلِمْتُ أَنك تَسْمَعُ لقِراءَتِي لحَبَّرْتُها لكَ تَحْبِيراً) ؛ يُرِيدُ تَحْسِينَ الصَّوْتِ.
(وحِبْرَةُ، بِالْكَسْرِ) فالسكونِ: (أُطُمٌ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، صلَّى اللهُ على ساكِنها، وَهِي لليهودِ فِي دَار صالحِ بن جَعْفَر. (و) حِبْرَةُ (بنتُ أَبي ضَيْغَمٍ الشاعرةُ) : تابِعِيَّةٌ، وَقد ذَكَرَهَاالمصنِّف أَيضاً فِي ج ب ر، وَقَالَ إِنها شاعِرَةٌ تابِعِيَّة.
(واللَّيْثُ بنُ حَبْرَوَيْه) البُخَارِيُّ الفَرّاءُ، (حَمْدَوَيْهِ: محدِّثٌ) ، كُنْيَتُه أَبو نَصْر، عَن يَحْيَى بنِ جعفرٍ البِكَنْيِّ، وطَبَقَتِه، مَاتَ سنة 286 هـ.
(وسُورةُ الأَحْبَارِ: سورةُ المائدةِ) ، لقولهِ تعالَى فِيهَا: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالاْحْبَارُ} (الْمَائِدَة: 44) وَفِي شِعْر جَرِير:
إِنّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ
لَا يَقْرآنِ بسُورةِ الأَحْبَارِ
أَي لَا يَفِيانِ بالعُهُود؛ يَعْنِي قولَه (تَعَالَى) : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ} (الْمَائِدَة: 1) .
(و) عَن أَبي عَمْرو: (الحَبَرْبَرُ) : والحَبْحَبِيُّ: (الجَمَلُ الصَّغِيرُ) .
(و) فِي التهذِيب فِي الخُماسِيِّ: الحَبَرْبَرَةُ، (بهاءٍ: المرأَةُ القَمِيئَةُ) المُنافِرَةُ، وَقَالَ: هاذه ثُلاثِيَّةُ الأَصل أُلْحِقَتْ بالخُماسِيِّ، لتَكْريرِ بعضِ حُرُوفِهَا.
(وأَحمدُ بنُ حَبْرُون، بِالْفَتْح: شاعرٌ) أَنْدَلُسِيِ، كَتَبَ عَنهُ ابنُ حَزْمٍ.
(وشاةٌ مُحَبَّرَةٌ: فِي عَيْنَيْها تَحْبِيرٌ مِن سَوادٍ وَبياضٍ) ، نقلَه الصَّغانيّ.
(وحَبْرَى كسَكْرَى، و) حَبْرُونُ (كَزيْتُون) إسمُ (مدينةِ) سيِّدنا (إِبراهِيمَ الخلِيلِ، صلَّى اللهُ عليْه وسَلَّم) بالقُرْب من بَيت المَقْدِس، وَقد دَخلتُهَا، وَبهَا غارٌ يُقَال لَهُ: غارُ حَبْرُونَ، فِيهِ قَبْرُ إِبراهيمَ، وإِسحاقَ، ويَعْقُوبَ، عَلَيْهِم السّلامُ، وَقد غَلَبَ على اسْمِها الخَلِيلُ، فَلَا تُعْرَفُ إِلّا بِهِ، وَقد ذَكَرَ اللُّغَتَيْن فِيهَا ياقُوتٌ وصاحبُ المَرَاصِدِ. قَالَ شيخُنَا: والأَوْلَى (وزَيْتُونٍ) فالكافُ زائدةٌ، ومثلُه يَذْكُرُه فِي الخُرُوج مِن معْنىً لغيرِه، وَلَيْسَ كذالك هُنَا. ورُوِيَ عَن كَعْبٍ أَن البناءَ الَّذِي بهَا مِن بناءِ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ عَلَيْهِمَا السّلامُ.
قلتُ: وقرأْتُ فِي كتاب المَقْصُور لأَبي عليَ القالِي فِي بَاب مَا جاءَ من المَقْصُور على مِثَال فِعْلَى بِالْكَسْرِ، وَفِيه: وحِبْرى وعيْنُون: القَرْيَتَان اللَّتَانِ أَقْطَعَهما النبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم تَمِيماً الدّارِيَّ وأَهلَ بيتهِ.
(وكَعْبُ الحَبْرِ) ، بِالْفَتْح (ويُكْسَرُ، وَلَا تَقُل: الأَحبارُ: م) أَي معروفٌ، وَهُوَ كَعْبُ بنُ ماتعٍ الحِمْيَرِيُّ، كُنْيَتُه أَبو إِسحاقَ: تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ، أَدْرَكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، وَمَا رَآهُ. مُتَّفَقٌ على عِلْمِه وتَوْثِيقِهِ، سَمِعَ عُمَرَ ابنَ الخَطّابِ والعَبَادِلَةَ الأَرْبَعَةَ، وسَكَنَ الشَّأْمَ، وتُوُفِّيَ سَنَة 32 هـ فِي خِلافة سيِّدِنا عُثْمَانَ، رضيَ اللهُ عَنهُ. وَقد جاوَزَ المِائَةَ. خَرَّجَ لَهُ السِّتَّةُ إِلّا البُخَارِيَّ. ونُقِلَ عَن ابْن دُرُسْتَوَيْهِ أَنه قَالَ: رَوَوْا أَنه يُقَال: كَعْب الحِبْر بِالْكَسْرِ فمَن جَعَلَه وَصْفاً لَهُ نَوَّنَ كَعْباً، ومَن جَعَلَه المِدادَ لم ينَوِّن وأَضافَه إِلى الحِبْر. وَفِي شَرْح نَظْمِ الفَصِيح: الظاهرُ أَنه يُقَال: كَعْبُ الأَحْبَارِ؛ إِذْ لَا مانعَ مِنْهُ، والإِضافةُ تَقعُ بأَدْنَى سَبَبٍ، وَالسَّبَب هُنَا قَوِيٌّ؛ سواءٌ جَعَلْنَاه جَمْعاً لِحَبْرٍ، بِمَعْنى عالِمٍ، أَو بمعنَى المِدَاد. وَقَالَ النَّوَويّ فِي شَرْح مُسْلِمٍ: كَعْبُ بنُ ماتِعٍ، بِالْمِيم والمُثَنّاةِ الفَوْقِيَّةِ بعدَهَا عَيْنٌ. والأَحْبارُ: العُلماءُ، واحدُهم حَبْرٌ، بِفَتْح الحاءِ وَكسرهَا، لُغَتَان؛ أَي كَعْبُ العُلماءِ. كَذَا قالَه ابنُ قُتَيْبَةَ وغيرُه. وَقَالَ أَبو عُبَيْد سُمِّيَ كَعْب الأَحْبارِ؛ لكَوْنِه صاحِبَ كُتُبِ الأَحبارِ، جَمْع حِبْرٍ، مكسور، وَهُوَ مَا يُكْتَبُ بِهِ. وَكَانَ كَعْبٌ مِن علماءِ أَهلِ الكتابِ، ثمَّ أَسْلَمَ فِي زَمَنِ أَبي بكْرٍ أَبو عُمَرَ، وتُوخفِّيَ بحِمْصَ سنة 32 هـ فِي خلَافَة عُثمانَ، وَكَانَ مِن فُضلاءِ التّابِعِين، رَوَى عَنهُ جُمْلَةٌ مِن الصَّحَابة. ومثلُه فِي مَشَارِق عِياضٍ، وتَهْذِيب النَّوَوِيِّ، ومُثَلَّثِ ابنِ السِّيد، ونَقَلَ بعضَ ذالك شيخُ مشايخِنا الزُّرقانيّ فِي شَرْح المَواهِب. قَالَ شيخُنا. فَمَا قالَه المَجْدُ مِن إِنكاره الأَحبارَ فإِنها دَعْوَى نَفْيٍ غير مَسْمُوعةٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
كاني قَال لِابْنِ عَبّاس الحَبْرُ والبَحْرُ؛ لعِلْمِه.
وَيُقَال: رجلٌ خِبْرٌ نِبْرٌ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: الحِبْرُ من النّاس: الدّاهِيَةُ.
ورجلٌ يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ مِن الحُبُورِ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ واليَحْبُورُ: النَّاعِمُ مِن الرِّجال. وجَمْعُ اليَحابِيرُ.
وحَبَرَه فَهُوَ مَحْبُورٌ.
وَفِي حَدِيث عبدِ اللهِ: (آلُ عِمْرَانَ غِنىً والنِّسَاءُ مَحْبَرَةٌ) ، أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ والسُّرُور.
والحَبَارُ: هَيْئَةُ الرَّجلِ. عَن اللِّحْيَانِيِّ، حَكَاه عَن أَبي صَفْوَانَ، وَبِه فسّر قَوْله:
أَلَا تَرَى حَبارَ مَنْ يَسْقِيها
قَالَ ابْن سِيدَه: وَقيل: حَبَارُ هُنَا إسمُ ناقَةٍ، قَالَ: وَلَا يُعْجِبُنِي.
والمُحَبَّرُ: كمُعَظَّم أَيضاً: فَرَسُ ثابِته بنِ أَقْرَمَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ.
والحَنْبريت، صَرَّحَ ابْن القَطَّاعِ وغيرُه أَنه فَنْعِليت؛ فموضعُ ذِكْره هُنَا، وَقد ذَكَرَه المصنِّف فِي التاءِ بِنَاء على أَنه فَنْعليل، ومَرَّ الْكَلَام هُنَاكَ، قالَه شيخُنَا. وبَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ.
كمُعَظَّمٍ من شُيُوخِ البُخَارِيّ.
والمُحَبَّرُ بنُ قَحْذَمٍ، عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وابنُه داوودُ بنُ المُحَبَّر، مُؤَلِّفُ كتابِ العَقْل.
وأَبَانُ بنُ المُحَبَّر، واهٍ. قَالَ ابْن ماكُولا: وَلَيْسَ بَين داوودَ وأَبانٍ وبَدَل قَرابَةً.
وأَبو عليّ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن المحبَّر، شاعرٌ، حدَّث عَنهُ محمّدُ بنُ عبدِ السميعِ الواسِطِيُّ.
ومِنَ المَجَازِ: لبِسَ حَبِيرَ الحُبُور، واسْتوَى على سَرِيرِ السُّرُور.
ومحمّدُ بنُ جامعٍ الحَبّارُ، يَرْوِي عَن عبد العزيزِ بنِ عبد الصَّمدِ. وأَبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ الحبّارُ، شيخُ السْمعَانِيِّ: مَنْسُوبانِ إِلى بَيْع الحِبْرِ الَّذِي يُكْتبُ بِهِ.
وأَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ يَعْقُوبِ بنِ إِسماعيل بن عُتْبَة بنِ فَرْقَدٍ السُّلمِيُّ، الوَرّاقُ الحِبْرِيّ،، ثِقَةٌ، ذكرَه الخطيبُ فلي تَارِيخ بَغْدَاد.
وحِبْرانُ، بِالْكَسْرِ: جَبَلٌ، ذكره البكْرِيٌّ.
وحَبِيرٌ، كأَمِير: مَوضعٌ بالحِجاز.
والحِبَرِيُّ إِلى بَيْعِ الحِبَرِ، وَهِي البُرُود سَيْفُ بنُ أَسْلم الكُوفِيُّ، حدَّث عَن الأَعْمشِ، صالحُ الحديثِ.
والحُسَيْنُ بنُ الحَكمِ الحِبْرِيُّ.
وأَبو بكرٍ محمّدُ بنُ عُثْمَان المُقْرِيءُ الحِبَرِيُّ، الأَصْبَهانِيُّ، ترْجَمه الخطيبُ.
والمُحبِّريُّ بِكَسْر الموحَّدةِ محمّدُ بنُ حَبِيب، اللغويُّ، نُسِبَ إِلى كتابٍ أَلَّفه سَمّاه المحبِّرَ.
حبر: {يحبرون}: يسرون: والحبور: السرور.
حبر:
يرمز به في طيبة النشر في القراءات العشر إلى ابن كثير المكي (ت 120 هـ) وأبي عمرو البصري (ت 154 هـ).
حبر
حبَرَ يَحبُر، حَبْرًا وحُبُورًا، فهو حابر، والمفعول مَحْبور
• حبَر الشَّخصَ: سرَّه وكرّمه ونعَّمه "ورد عليّ من أمر صديقي ما حبرني- يشيع العيدُ في نفوسنا البهجةَ والحبورَ- {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ} ".
• حبَر الكساءَ: وشَّاه وزيَّنه. 

حبِرَ يحبَر، حَبَرًا، فهو حَبِر
• حبِر الشَّخصُ: سُرَّ وابتهج "حَبِر لنبأ نجاح ابنه في المسابقة". 

حبَّرَ يحبِّر، تَحْبِيرًا، فهو مُحبِّر، والمفعول مُحبَّر
• حبَّر الكلامَ أو الخطَّ أو الشِّعرَ أو نحوَ ذلك: زيَّنه ونمَّقه، جمَّله وحسَّنه "لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَسْمَعُ لِقِرَاءَتِي لَحَبَّرْتُها لَك تَحْبِيرًا [حديث] ".
• حبَّر الكتابَ: كتبه "أخذ الكُتَّابُ يحبِّرون المقالات دفاعًا عن قضيّة فلسطين" ° حبَّر الورقةَ: كتبها من أوّلها إلى

آخرها.
• حبَّر الدَّواةَ: ملأها حبرًا.
• حبَّر الرَّسْمَ: بيَّنه بالحِبْر "أسطوانة تحبير: جزء دوّار من الآلة الطابعة يضغط الورقَ على السطور". 

حُبارى [مفرد]: ج حُبارَيات وحُبَارَى، مؤ حُبَارَى: (حن) طائر طويل العنق من الفصيلة الحباريّة من رتبة الكُركيّات، ومنه عدَّة أنواع، رماديّ اللَّون على شكل الإوَزَّة، في منقاره طول (وقد يستعمل لفظ المفرد للمذكّر والمؤنّث والجمع) "أبْلَهُ من الحُبارى [مثل]: قيل لها ذلك؛ لأنَّها إذا غيَّرت عُشَّها نسيته وحضنت بيْضَ غيرها". 

حُبَّار [مفرد]: (حن) جنس حيوانات بحريّة مفترسة من الرَّخويات الرَّأسيَّات الأرجل المزدوجات الخيشوم، فيه أنواع تعيش على شواطئ البحار المعتدلة الحرارة والحارّة، يتغذّى على الأسماك، ويقذف بسائل أسود اللّون عند إحساسه بالخطر، فيُعكِّر الماء حوله ويتمكّن من الهرب (والشائع فتح الحاء). 

حبَر [مفرد]: مصدر حبِرَ. 

حَبْر [مفرد]: ج أحْبار (لغير المصدر) وحُبُور (لغير المصدر):
1 - مصدر حبَرَ ° ذهَب حَبْرُه وسَبْرُه: حسنه وهيئته.
2 - لقب يُطلق على عالم الدين وخاصة لغير المسلمين، مثل رئيس الكهنة عند اليهود، والبَطْرَك عند النَّصارى "الحَبْر الأعظم: لقب بابا روما" ° حَبْر الأمَّة: عالمها (وهو لقب ابن عباس الصحابيّ رضي الله عنه).
• سِفْر الأحبار: (دن) جزء من أجزاء العهد القديم يشرح طقوس اليهود وأعيادَهم وطريقةَ تقديمهم الذَّبائح، وهو السِّفر الثَّالث من أسفار التَّوراة. 

حَبِر [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حبِرَ. 
1310 - 
حِبْر [مفرد]: ج أحْبار وحُبُور:
1 - حَبْر، عالِم دينيّ، وقد يُخصُّ به علماء اليهود " {إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ}: من علماء اليهود".
2 - مداد سائل يُكتب به "أنا لا أغمسُ ريشتي في الحِبْر بل في الحياة" ° أمُّ الحبر: قنِّينة (زجاجة) الحبر- حِبْر سرّيّ: مداد لا لون له يستعمله الجواسيسُ في كتابة رسائلهم، يبقى مخفيًّا حتى يعالج بمادّة كيميائيّة أو بالحرارة أو بتسليط ضوء معيّن عليه- قلم الحِبر: قلم يحتوي على أنبوبة تملأ بالحبر. 

حَبَرة [مفرد]: ج حَبَرات وحِبَر:
1 - ثوب من قطن أو كتّان مخطّط كان يُصنع باليمن.
2 - مُلاءَة من الحرير كانت ترتديها النِّساءُ بمصر حين خروجهنّ. 

حُبُور [مفرد]: مصدر حبَرَ. 

مُحبِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حبَّرَ.
2 - ما يُستعمل للتَّحبير. 

مُحَبِّرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حبَّرَ.
2 - إسفنجة مبلَّلة بالحِبْر صالحة لتحبير خَتم أو طابع. 

مَحْبَرة/ مِحْبَرة [مفرد]: ج مَحْبرات/ مِحْبرات ومَحابِرُ: دَوَاةٌ، وهي وعاء الحِبْر "انكسرت المِحْبَرَةُ وسال الحِبْرُ على الأرض". 
(ح ب ر)

الحِبْرُ: المداد.

والحِبْرُ والحَبْرُ: العالِم ذِميا كَانَ أَو مُسلما بعد أَن يكون من أهل الْكتاب. وَسَأَلَ عبد الله بن سَلام كَعْبًا عَن الحَبْرِ فَقَالَ: هُوَ الرجل الصَّالح. وَجمعه أحبارٌ وحُبُورٌ، قَالَ كَعْب بن مَالك:

لقدْ خَزِيتْ بغَدْرتها الحُبُورُ ... كذاكَ الدهرُ ذُو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل مَا حسن من حبك أَو كَلَام أَو شعر أَو غير ذَلِك، فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وَكَانَ يُقَال لطفيل الغنوي فِي الْجَاهِلِيَّة: مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشّعْر.

وَكَعب الحبر كَأَنَّهُ من تحبير الْعلم وتحسينه.

وَسَهْم مُحَبَّرٌ: حسن الْبري.

والحَبْرُ والسبر والحِبْرُ والسبر، كل ذَلِك: الْحسن والبهاء.

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَةُ والحُبُورُ، كُله السرُور. وأحْبرني الْأَمر: سرني.

والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النِّعْمَة. وَقد حُبِرَ حَبراً. وَفِي التَّنْزِيل: (فهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُون) . قَالَ الزّجاج: قيل إِن الحَبْرةَ هَاهُنَا السماع فِي الْجنَّة، وَقَالَ: الحبرةُ فِي اللُّغَة، كل نعْمَة حَسَنَة محسنة، وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: (أنْتُمْ وأزواجُكم تُحْبَرُونَ) : مَعْنَاهُ، تكرمون إِكْرَاما يُبَالغ فِيهِ، والحَبَرَةُ: الْمُبَالغَة فِيمَا وصف بجميل، هَذَا نَص قَوْله.

وَشَيْء حَبِرٌ: ناعم. قَالَ:

قد لبِستٌ الدهرَ من أفنانِهِ ... كُلَّ فَنّ ناعمٍ مِنْهُ حَبِرْ

وثوب حبِيرٌ: جَدِيد ناعم، قَالَ الشماخ يصف قوسا كَرِيمَة على أَهلهَا:

إِذا سقطَ الأنداءُ صِيَنتْ وأُشْعِرَتْ ... حَبِيراً وَلم تُدْرَجُ عَلَيْهَا المَعاوِزُ

وَالْجمع كالواحد.

والحبيرُ من السَّحَاب: الَّذِي ترى فِيهِ كالتنمير من كَثْرَة مَائه.

والحَبرَةُ والحَبرَةُ: ضرب من برود الْيمن منمر. وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مثل الحواميم فِي الْقُرْآن، كَمثل الحبرات فِي الثِّيَاب ".

والحِبْرُ بِالْكَسْرِ: الوشى، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحَبَرُ والحِبْرُ: الْأَثر من الضَّرْبَة إِذا لم يدم. وَالْجمع أحْبارٌ وحُبُورٌ، وَهُوَ الحَبارُ. قَالَ حميد الأرقط:

وَلَا لحَبْلَيْهِ بهَا حَبارُ

وَجمعه حَبارَاتٌ، وَلَا يكسر. وأحبرَت الضَّرْبَة جلده وبجلده: أثرت بِهِ. وحَبِرَ جلده حَبراً، إِذا بقيت للجرح آثَار بعد الْبُرْء.

والحِبْرُ، والحَبْرُ والحُبرَةُ، والحِبِرُ، والحِبِرَةُ، والحَبْرَةُ: كل ذَلِك صفرَة تشوب بَيَاض الْأَسْنَان. وَقيل: الحِبِرُ: الْوَسخ على الْأَسْنَان.

والحَبِيرُ: اللغام إِذا صَار على رَأس الْبَعِير، والحاء أَعلَى. وَأَرْض محْبار: سريعة النَّبَات كَثِيرَة الكلا، قَالَ:

لنا جِبال وحِمىً محبارُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ السهلة الدفيئة الَّتِي ببطون الأَرْض وسرارها. وَقد حَبِرت الأَرْض، بِكَسْر الْبَاء، وأحْبَرَتْ.

والحَبَارُ: هَيْئَة الرجل، عَن الَّلحيانيّ، حَكَاهُ عَن أبي صَفْوَان، وَبِه فسر قَوْله:

أَلا تَرى حَبار مَنْ يَسقيها

وَقيل: حَبارُ هُنَا اسْم نَاقَة، وَلَا يُعجبنِي.

والحُبْرَةُ: السّلْعَة تخرج فِي الشَّجَرَة، أَو الْعقْدَة تقطع وتخرط مِنْهَا الْآنِية.

والحُبارَي: طَائِر، وَالْجمع حُبارَياتٌ. وَأنْشد بعض البغداديين فِي صفة صقر:

حَتْفُ الحُبارَياتِ والكَرَاوِينْ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلم يكسر على حَباريَ وَلَا حَبائرَ، ليفرقوا بَينهَا وَبَين فعلاء وفعالة وَأَخَوَاتهَا.

والحِبْرِيرُ، والحُبْرَورَ، والحَبْربَرُ، والحَبرْبُور واليَحْبُورُ: ولد الحُبارَي. وَقَول أبي بردة:

بازٍ جَرِئٌ على الخِزَّانِ مُقْتَدِرٌ ... ومِنْ حبابِيرِ ذِي ماوانَ يَرْتَزِقُ

قيل فِي تَفْسِيره: وَهُوَ جمع الحُبارَي، وَالْقِيَاس يردهُ إِلَّا أَن يكون اسْما للْجمع.

واليَحْبُورُ: طَائِر.

ويَحابرُ: أَبُو مُرَاد، ثمَّ سميت الْقَبِيلَة يَحابِرَ، قَالَ الشَّاعِر:

وَقد أمِنَتْي بعد ذَاك يحابرٌ ... بِمَا كنت أغشِى المُنْدِياتِ يَحابرَا

والمُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الْأَزْوَر الْأَسدي. وحِبرٌّ: اسْم بلد، وَكَذَلِكَ حبراري وحبرير: جبل مَعْرُوف.

وَمَا أصبت مِنْهُ حَبْربَراً أَي شَيْئا، لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي النَّفْي، التَّمْثِيل لسيبويه، وَالتَّفْسِير للسيرافي.

حبر: الحِبْرُ: الذي يكتب به وموضعه المِحْبَرَةُ، بالكسر

(* قوله: «وموضعه المحبرة بالكسر» عبارة المصباح: وفيها ثلاث لغات أجودها فتح الميم والباء، والثانية ضم الباء، والثالثة كسر الميم لأنها آلة مع فتح الباء).

في الجَمالِ والبَهاء. وسأَل عبدالله بن سلام كعباً عن الحِبْرِ فقال: هو الرجل الصالح، وجمعه أَحْبَارٌ وحُبُورٌ؛ قال كعب بن مالك:

لَقَدْ جُزِيَتْ بِغَدْرَتِها الحُبُورُ،

كذاكَ الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ يَدُورُ

وكل ما حَسُنَ من خَطٍّ أَو كلام أَو شعر أَو غير ذلك، فقد حُبِرَ حَبْراً وحُبِّرَ. وكان يقال لطُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ في الجاهلية: مُحَبِّرٌ، لتحسينه الشِّعْرَ، وهو مأْخوذ من التَّحْبِيرِ وحُسْنِ الخَطِّ والمَنْطِقِ. وتحبير الخط والشِّعرِ وغيرهما: تحسينه. الليث: حَبَّرْتُ الشِّعْر والكلامَ حَسَّنْتُه، وفي حديث أَبي موسى: لو علمت أَنك تسمع لقراءتي لحَبَّرْتُها لك تَحْبِيراً؛ يريد تحسين الصوت. وحَبَّرتُ الشيء تَحْبِيراً

إِذا حَسَّنْتَه. قال أَبو عبيد: وأَما الأَحْبارُ والرُّهْبان فإِن

الفقهاء قد اختلفوا فيهم، فبعضهم يقول حَبْرٌ وبعضهم يقول حِبْرٌ، وقال

الفراء: إِنما هو حِبْرٌ، بالكسر، وهو أَفصح، لأَنه يجمع على أَفْعالٍ دون

فَعْلٍ، ويقال ذلك للعالم، وإِنما قيل كعب الحِبْرِ لمكان هذا الحِبْرِ الذي

يكتب به، وذلك أَنه كان صاحب كتب. قال: وقال الأَصمعي لا أَدري أَهو

الحِبْرُ أَو الحَبْر للرجل العالم؛ قال أَبو عبيد: والذي عندي أَنه الحَبر،

بالفتح، ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه. قال: وهكذا يرويه

المحدّثون كلهم، بالفتح. وكان أَبو الهيثم يقول: واحد الأَحْبَارِ حَبْرٌ

لا غير، وينكر الحِبْرَ. وقال ابن الأَعرابي: حِبْرٌ وحَبْرٌ للعالم،

ومثله بِزرٌ وبَزْرٌ وسِجْفٌ وسَجْفٌ. الجوهري: الحِبْرُ والحَبْرُ واحد

أَحبار اليهود، وبالكسر أَفصح؛ ورجل حِبْرٌ نِبْرٌ؛ وقال الشماخ:

كما خَطَّ عِبْرانِيَّةً بيمينه

بِتَيْماءَ حَبْرٌ، ثم عَرِّضَ أَسْطُرَا

رواه الرواة بالفتح لا غير؛ قال أَبو عبيد: هو الحبر، بالفتح، ومعناه

العالم بتحبير الكلام. وفي الحديث: سميت سُورةَ المائدة وسُورَةَ الأَحبار

لقوله تعالى فيها: يحكم بها النبيون الذي أَسلموا للذين هادوا والربانيون

والأَحْبَارُ؛ وهم العلماء، جمع حِبْرٍ وحَبْر، بالكسر والفتح، وكان

يقال لابن عباس الحَبْرُ والبَحْرُ لعلمه؛ وفي شعر جرير:

إِنَّ البَعِيثَ وعَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ

لا يَقْرآنِ بِسُورَةِ الأَحْبَارِ

أَي لا يَفِيانِ بالعهود، يعني قوله تعالى: يا أَيها الذين آمنوا

أَوْفُوا بالعُقُودِ. والتَّحْبِيرُ: حُسْنُ الخط؛ وأَنشد الفرّاء فيما روى

سلمة عنه:

كَتَحْبِيرِ الكتابِ بِخَطِّ، يَوْماً،

يَهُودِيٍّ يقارِبُ أَوْ يَزِيلُ

ابن سيده: وكعب الحِبْرِ كأَنه من تحبير العلم وتحسينه. وسَهْمٌ

مُحَبَّر: حَسَنُ البَرْي. والحَبْرُ والسَّبْرُ والحِبْرُ والسِّبْرُ، كل ذلك:

الحُسْنُ والبهاء. وفي الحديث: يخرج رجل من أَهل البهاء قد ذهب حِبْرُه

وسِبْرُه؛ أَي لونه وهيئته، وقيل: هيئته وسَحْنَاؤُه، من قولهم جاءت

الإِبل حَسَنَةَ الأَحْبَارِ والأَسْبَارِ، وقيل: هو الجمال والبهاء وأَثَرُ

النِّعْمَةِ. ويقال: فلان حَسَنُ الحِبْر والسَّبْرِ والسِّبْرِ إِذا كان

جيملاً حسن الهيئة؛ قال ابن أَحمر وذكر زماناً:

لَبِسْنا حِبْرَه، حتى اقْتُضِينَا

لأَعْمَالٍ وآجالٍ قُضِينَا

أَي لبسنا جماله وهيئته. ويقال: فلان حسن الحَبْر والسَّبْرِ، بالفتح

أَيضاً؛ قال أَبو عبيد: وهو عندي بالحَبْرِ أَشْبَهُ لأَنه مصدر حَبَرْتُه

حَبْراً إِذا حسنته، والأَوّل اسم. وقال ابن الأَعرابي: رجل حَسَنُ

الحِبْر والسِّبْر أَي حسن البشرة. أَبو عمرو: الحِبْرُ من الناس الداهية

وكذلك السِّبْرُ.

والحَبْرُ والحَبَرُ والحَبْرَة والحُبُور، كله: السُّرور؛ قال العجاج:

الحمدُ للهِ الذي أَعْطى الحَبَرْ

ويروى الشَّبَرْ مِن قولهم حَبَرَني هذا الأَمْرُ حَبْراً أَي سرني، وقد

حرك الباء فيهما وأَصله التسكين؛ ومنه الحَابُورُ: وهو مجلس الفُسَّاق.

وأَحْبَرَني الأَمرُ: سَرَّني. والحَبْرُ والحَبْرَةُ: النِّعْمَةُ، وقد

حُبِرَ حَبْراً. ورجل يَحْبُورٌ يَفْعُولٌ من الحُبُورِ. أَبو عمرو:

اليَحْبُورُ الناعم من الرجال، وجمعه اليَحابِيرُ مأْخوذ من الحَبْرَةِ وهي

النعمة؛ وحَبَرَه يَحْبُره، بالضم، حَبْراً وحَبْرَةً، فهو مَحْبُور. وفي

التنزيل العزيز: فهم في رَوْضَةٍ يُحْبَرُون؛ أَي يُسَرُّونَ، وقال

الليث: يُحْبَرُونَ يُنَعَّمُونَ ويكرمون؛ قال الزجاج: قيل إِن الحَبْرَةَ

ههنا السماع في الجنة. وقال: الحَبْرَةُ في اللغة كل نَغْمَةٍ حَسَنَةٍ

مُحَسَّنَةٍ. وقال الأَزهري: الحَبْرَةُ في اللغة النَّعمَةُ التامة. وفي

الحديث في ذكر أَهل الجنة: فرأَى ما فيها من الحَبْرَة والسرور؛ الحَبْرَةُ،

بالفتح: النِّعْمَةُ وسعَةُ العَيْشِ، وكذلك الحُبُورُ؛ ومنه حديث

عبدالله: آل عِمْرَانَ غِنًى والنِّساءُ مَحْبَرَةَ أَي مَظِنَّةٌ للحُبُورِ

والسرور. وقال الزجاج في قوله تعالى: أَنتم وأَزواجكم تُحْبَرُون؛ معناه

تكرمون إِكراماً يبالغ فيه. والحَبْرَة: المبالغة فيما وُصِفَ بجميل، هذا

نص قوله. وشَيْءٌ حِبرٌ: ناعمٌ؛ قال المَرَّارُ العَدَوِيُّ:

قَدْ لَبِسْتُ الدَّهْرَ من أَفْنَانِهِ،

كُلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ

وثوب حَبِيرٌ: جديد ناعم؛ قال الشماخ يصف قوساً كريمة على أَهلها:

إِذا سَقَطَ الأَنْدَاءُ صِينَت وأُشْعِرَتْ

حَبِيراً، وَلَمْ تُدْرَجْ عليها المَعَاوِزُ

والجمع كالواحد. والحَبِيرُ: السحاب، وقيل: الحَبِيرُ من السحاب الذي

ترى فيه كالتَّثْمِيرِ من كثرة مائه. قال الرِّياشي: وأَما الحَبِيرُ بمعنى

السحاب فلا أَعرفه؛ قال فإِن كان أَخذه من قول الهذلي:

تَغَذَّمْنَ في جَانِبَيْهِ الخَبِيـ

رَلَمَّا وَهَى مُزْنُه واسْتُبيحَا

فهو بالخاء، وسيأْتي ذكره في مكانه.

والحِبَرَةُ، والحَبَرَةُ: ضَرْبٌ من برود اليمن مُنَمَّر، والجمع

حِبَرٌ وحِبَرات. الليث: بُرُودٌ حِبَرةٌ ضرب من البرود اليمانية. يقال:

بُرْدٌ حَبِيرٌ وبُرْدُ حِبَرَة، مثل عِنَبَةٍ، على الوصف والإِضافة؛ وبُرُود

حِبَرَةٌ. قال: وليس حِبَرَةٌ موضعاً أَو شيئاً معلوماً إِنما هو وَشْيٌ

كقولك قَوْب قِرْمِزٌ، والقِرْمِزُ صِبْغُهُ. وفي الحديث: أَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، لما خَطَبَ خديجة، رضي الله عنها، وأَجابته استأْذنت

أَباها في أَن تتزوجه، وهو ثَمِلٌ، فأَذن لها في ذلك وقال: هو الفحْلُ لا

يُقْرَعُ أَنفُهُ، فنحرت بعيراً وخَلَّقَتْ أَباها بالعَبيرِ وكَسَتْهُ

بُرْداً أَحْمَرَ، فلما صحا من سكره قال: ما هذا الحَبِيرُ وهذا العَبِيرُ

وهذا العَقِيرُ؟ أَراد بالحبير البرد الذي كسته، وبالعبير الخَلُوقَ الذي

خَلَّقَتْهُ، وبالعقير البعيرَ المَنْحُورَ وكان عُقِرَ ساقُه. والحبير

من البرود: ما كان مَوْشِيّاً مُخَطَّطاً. وفي حديث أَبي ذر: الحمد لله

الذي أَطعمنا الحَمِير وأَلبسنا الحبير. وفي حديث أَبي هريرة: حين لا

أَلْبَسُ الحَبيرَ. وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ الحواميم في

القرآن كَمَثَلِ الحِبَرَاتِ في الثياب.

والحِبْرُ: بالكسر: الوَشْيُ؛ عن ابن الأَعرابي. والحِبْرُ والحَبَرُ:

الأَثَرُ من الضِّرْبَة إِذا لم يدم، والجمع أَحْبَارٌ وحُبُورٌ، وهو

الحَبَارُ والحِبار. الجوهري: والحَبارُ الأَثَرُ؛ قال الراجز:

لا تَمْلإِ الدَّلْوَ وَعَرِّقْ فيها،

أَلا تَرى حِبَارَ مَنْ يَسْقِيها؟

وقال حميد الأَرقط:

لم يُقَلِّبْ أَرْضَها البَيْطَارُ،

ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ

والجمعُ حَبَاراتٌ ولا يُكَسِّرُ.

وأَحْبَرَتِ الضَّرْبَةُ جلده وبجلده: أَثرت فيه. وحُبِرَ جِلْدُه

حَبْراً إِذا بقيت للجرح آثار بعد البُرْء. والحِبَارُ والحِبْرُ: أَثر الشيء.

الأَزهري: رجل مُحَبَّرٌ إِذا أَكلت البراغيث جِلْدَه فصار له آثار في

جلده؛ ويقال: به حُبُورٌ أَي آثار. وقد أَحْبَرَ به أَي ترك به أَثراً؛

وأَنشد لمُصَبِّحِ بن منظور الأَسَدِي، وكان قد حلق شعر رأْس امرأَته،

فرفعته إِلى الوالي فجلده واعتقله، وكان له حمار وجُبَّة فدفعهما للوالي

فَسَرَّحَهُ:

لَقَدْ أَشْمَتَتْ بي أَهْلَ فَيْدٍ، وغادَرَتْ

بِجِسْمِيَ حِبْراً، بِنْتُ مَصَّانَ، بادِيَا

وما فَعَلتْ بي ذاك، حَتَّى تَرَكْتُها

تُقَلِّبُ رَأْساً، مِثْلَ جُمْعِيَ، عَارِيَا

وأَفْلَتَني منها حِماري وَجُبَّتي،

جَزَى اللهُ خَيْراً جُبَّتي وحِمارِيَا

وثوبٌ حَبِيرٌ أَي جديد.

والحِبْرُ والحَبْرُ والحَبْرَةُ والحُبْرَةُ والحِبِرُ والحِبِرَةُ، كل

ذلك: صُفْرة تَشُوبُ بياضَ الأَسْنَان؛ قال الشاعر:

تَجْلُو بأَخْضَرَ مِنْ نَعْمَانَ ذا أُشُرٍ،

كَعارِضِ البَرْق لم يَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا

قال شمر: أَوّله الحَبْرُ وهي صفرة، فإِذا اخْضَرَّ، فهو القَلَحُ،

فإِذا أَلَحَّ على اللِّثَةِ حتى تظهر الأَسْناخ، فهو الحَفَرُ والحَفْرُ.

الجوهري: الحِبِرَة، بكسر الحاء والباء، القَلَح في الأَسنان، والجمع بطرح

الهاء في القياس، وأَما اسم البلد فهو حِبِرٌّ، بتشديد الراء. وقد

حَبِرتْ أَسنانه تَحْبَرُ حَبَراً مثال تَعِبَ تَعَباً أَي قَلِحَتْ، وقيل:

الحبْرُ الوسخ على الأَسنان. وحُبِرَ الجُرْحُ حَبْراً أَي نُكسَ وغَفَرَ،

وقيل: أَي برئ وبقيت له آثار.

والحَبِيرُ: اللُّغام إِذا صار على رأْس البعير، والخاء أَعلى؛ هذا قول

ابن سيده. الجوهري: الحَبِيرُ لُغامُ البعير. وقال الأَزهري عن الليث:

الحَبِيرُ من زَبَدِ اللُّغامِ إِذا صار على رأْس البعير، ثم قال الأَزهري:

صحف الليث هذا الحرف، قال: وصوابه الخبير، بالخاء، لِزَبَدِ أَفواه

الإِبل، وقال: هكذا قال أَبو عبيد. وروى الأَزهري بسنده عن الرِّياشِي قال:

الخبير الزَّبَدُ، بالخاء.

وأَرض مِحْبَارٌ: سريعة النبات حَسَنَتُهُ كثيرة الكلإِ؛ قال:

لَنَا جِبَالٌ وحِمًى مِحْبَارُ،

وطُرُقٌ يُبْنَى بِهَا المَنارُ

ابن شميل: الأَرض السريعةُ النباتِ السهلةُ الدَّفِئَةُ التي ببطون

الأَرض وسَرَارتِها وأَراضَتِها، فتلك المَحابِيرُ. وقد حَبِرَت الأَرض، بكسر

الباء، وأَحْبَرَتْ؛ والحَبَارُ: هيئة الرجل؛ عن اللحياني، حكاه عن أَبي

صَفْوانَ؛ وبه فسر قوله:

أَلا تَرى حَبَارَ مَنْ يَسْقيها

قال ابن سيده: وقيل حَبَارُ هنا اسم ناقة، قال: ولا يعجبني.

والحُبْرَةُ: السِّلْعَةُ تخرج في الشجر أَي العُقْدَةُ تقطع ويُخْرَطُ

منها الآنية.

والحُبَارَى: ذكر الخَرَبِ؛ وقال ابن سيده: الحُبَارَى طائر، والجمع

حُبَارَيات

(* عبارة المصباح: الحبارى طائر معروف، وهو على شكل الأوزة،

برأسه وبطنه غبرة ولون ظهره وجناحيه كلون السماني غالباً، والجمع حبابير

وحباريات على لفظه أَيضاً). وأَنشد بعض البغداديين في صفة صَقْرٍ:

حَتْف الحُبَارَياتِ والكَراوين

قال سيبويه: ولم يكسر على حَِبَارِيَّ ولا حَبَائِرَ ليَفْرُقُوا بينها

وبين فَعْلاء وفَعَالَةٍ وأَخواتها. الجوهري: الحُبَارَى طائر يقع على

الذكر والأُنثى، واحدها وجمعها سواء. وفي المثل: كُلُّ شيء يُحِبُّ ولَدَهُ

حتى الحُبَارَى، لأَنها يضرب بها المَثلُ في المُوقِ فهي على مُوقها تحب

ولدها وتعلمه الطيران، وأَلفه ليست للتأْنيث

(* قوله: «وألفه ليست

للتأنيث» قال الدميري في حياة الحيوان بعد أَن ساق عبارة الجوهري هذه، قلت:

وهذا سهو منه بل ألفها للتأنيث كسماني، ولو لم تكن له لانصرفت اهـ. ومثله

في القاموس. قال شارحه: ودعواه أنها صارت من الكلمة من غرائب التعبير،

والجواب عنه عسير). ولا للإِلحاق، وإِنما بني الاسم عليها فصارت كأَنها من

نفس الكلمة لا تنصرف في معرفة ولا نكرة أَي لا تنوّن. والحبْرِيرُ

والحُبْرور والحَبَرْبَرُ والحُبُرْبُورُ واليَحْبُورُ: وَلَدُ الحُبَارَى؛ وقول

أَبي بردة:

بازٌ جَرِيءٌ على الخَزَّانِ مُقْتَدِرٌ،

ومن حَبَابِيرِ ذي مَاوَانَ يَرْتَزِقُهْ

قال ابن سيده: قيل في تفسيره: هو جمع الحُبَارَى، والقياس يردّه، إِلا

أَن يكون اسماً للجمع. الأَزهري: وللعرب فيها أَمثال جمة، منها قولهم:

أَذْرَقُ من حُبَارَى، وأَسْلَحُ من حُبَارَى، لأَنها ترمي الصقر بسَلْحها

إِذا أَراغها ليصيدها فتلوث ريشه بِلَثَقِ سَلْحِها، ويقال: إِن ذلك يشتد

على الصقر لمنعه إِياه من الطيران؛ ومن أَمثالهم في الحبارى: أَمْوَقُ من

الحُبَارَى؛ ذلك انها تأْخذ فرخها قبل نبات جناحه فتطير معارضة له

ليتعلم منها الطيران، ومنه المثل السائر في العرب: كل شيء يحب ولده حتى

الحبارى ويَذِفُّ عَنَدَهُ. وورد ذلك في حديث عثمان، رضي الله عنه، ومعنى قولهم

يذف عَنَدَهُ أَي تطير عَنَدَهُ أَي تعارضه بالطيران، ولا طيران له لضعف

خوافيه وقوائمه. وقال ابن الأَثير: خص الحبارى بالذكر في قوله حتى

الحبارى لأَنها يضرب بها المثل في الحُمْق، فهي على حمقها تحب ولدها فتطعمه

وتعلمه الطيران كغيرها من الحيوان. وقال الأَصمعي: فلان يعاند فلاناً أَي

يفعل فعله ويباريه؛ ومن أَمثالهم في الحبارى: فلانٌ ميت كَمَدَ الحُبارَى،

وذلك أَنها تَحْسِرُ مع الطير أَيام التَّحْسير، وذلك أَن تلقي الريش ثم

يبطئ نبات ريشها، فإِذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمداً؛

ومنه قول أَبي الأَسود الدُّؤَلي:

يَزِيدٌ مَيّتٌ كَمَدَ الحُبَارَى،

إِذا طُعِنَتْ أُمَيَّةُ أَوْ يُلِمُّ

أَي يموت أَو يقرب من الموت. قال الأَزهري: والحبارى لا يشرب الماء

ويبيض في الرمال النائية؛ قال: وكنا إِذا ظعنا نسير في جبال الدهناء فربما

التقطنا في يوم واحد من بيضها ما بين الأَربع إِلى الثماني، وهي تبيض أَربع

بيضات، ويضرب لونها إِلى الزرقة، وطعمها أَلذ من طعم بيض الدجاج وبيض

النعام، قال: والنعام أَيضاً لا ترد الماء ولا تشربه إِذا وجدته. وفي حديث

أَنس: إِن الحبارى لتموت هُزالاً بذنب بني آدم؛ يعني أَن الله تعالى يحبس

عنها القطر بشؤم ذنوبهم، وإِنما خصها بالذكر لأَنها أَبعد الطير

نُجْعَةً، فربما تذبح بالبصرة فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة وبين

منابتها مسيرة أَيام كثيرة. واليَحبُورُ: طائر.

ويُحابِرُ: أَبو مُرَاد ثم سميت القبيلة يحابر؛ قال:

وقد أَمَّنَتْني، بَعْدَ ذاك، يُحابِرٌ

بما كنتُ أُغْشي المُنْدِيات يُحابِرا

وحِبِرٌّ، بتشديد الراء: اسم بلد، وكذلك حِبْرٌ. وحِبْرِيرٌ: جبل معروف.

وما أَصبت منه حَبَرْبَراً أَي شيئاً، لا يستعمل إِلا في النفي؛ التمثيل

لسيبويه والتفسير للسيرافي. وما أَغنى فلانٌ عني حَبَرْبَراً أَي شيئاً؛

وقال ابن أَحمر الباهلي:

أَمانِيُّ لا يُغْنِينَ عَنِّي حَبَرْبَرا

وما على رأْسه حَبَرْبَرَةٌ أَي ما على رأْسه شعرة. وحكى سيبويه: ما

أَصاب منه حَبَرْبَراً ولا تَبَرْبَراً ولا حَوَرْوَراً أَي ما أَصاب منه

شيئاً. ويقال: ما في الذي تحدّثنا به حَبَرْبَرٌ أَي شيء. أَبو سعيد: يقال

ما له حَبَرْبَرٌ ولا حَوَرْوَرٌ. وقال الأَصمعي: ما أَصبت منه

حَبَرْبَراً ولا حَبَنْبَراً أَي ما أَصبت منه شيئاً. وقال أَبو عمرو: ما فيه

حَبَرْبَرٌ ولا حَبَنْبَرٌ، وهو أَن يخبرك بشيء فتقول: ما فيه

حَبَنْبَرٌ.ويقال للآنية التي يجعل فيها الحِبْرُ من خَزَفٍ كان أَو من قَوارِير:

مَحْبَرَةٌ ومَحْبُرَةٌ كما يقال مَزْرَعَة ومَزْرُعَة ومَقْبَرَة

ومَقْبُرَة ومَخْبَزَة ومَخْبُزَةٌ. الجوهري: موضع الحِبْرِ الذي يكتب به

المِحْبَرَة، بالكسر.

وحِبِرٌّ: موضع معروف في البادية. وأَنشد شمر عجز بيت: فَقَفا حِبِرّ.

الأَزهري: في الخماسي الحَبَرْبَرَةُ القَمِيئَةُ المُنافِرَةُ، وقال:

هذه ثلاثية الأَصل أُلحقت بالخماسي لتكرير بعض حروفها.

والمُحَبَّرُ: فرس ضرار بن الأَزوَرِ الأَسَدِيِّ. أَبو عمرو:

الحَبَرْبَرُ والحَبْحَبِيُّ الجمل الصغير.

رُومِيَةُ

رُومِيَةُ:
بتخفيف الياء من تحتها نقطتان، كذا قيّده الثقات، قال الأصمعي: وهو مثل أنطاكية وأفامية ونيقية وسلوقية وملطية، وهو كثير في كلام الروم وبلادهم، وهما روميتان: إحداهما بالروم والأخرى بالمدائن بنيت وسمّيت باسم ملك، فأمّا التي في بلاد الروم فهي مدينة رياسة الروم وعلمهم، قال بعضهم: هي مسماة باسم رومي بن لنطي بن يونان بن يافث بن نوح، عليه السلام، وذكر بعضهم: إنّما سمّي الروم روما لإضافتهم إلى مدينة رومية واسمها رومانس بالروميّة، فعرّب هذا الاسم فسمّي من كان بها روميّا، وهي شمالي وغربي القسطنطينيّة بينهما مسيرة خمسين يوما أو أكثر، وهي اليوم بيد الأفرنج، وملكها يقال له ملك ألمان، وبها يسكن البابا الذي تطيعه الــفرنجية، وهو لهم بمنزلة الإمام، متى خالفه أحد منهم كان عندهم عاصيا مخطئا يستحق النفي والطرد والقتل، يحرّم عليهم نساءهم وغسلهم وأكلهم وشربهم فلا يمكن أحدا منهم مخالفته، وذكر بطليموس في كتاب الملحمة قال: مدينة رومية طولها خمس وثلاثون درجة وعشرون دقيقة، وعرضها إحدى وأربعون درجة وخمسون دقيقة، في
الإقليم الخامس، طالعها عشرون درجة من برج العقرب تحت سبع عشرة درجة من برج السرطان، يقابلها مثلها من برج الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، لها شركة في كفّ الجذماء، حولها كل نحو عامر، وفيها جاءت الرواية من كلّ فيلسوف وحكيم، وفيها قامت الأعلام والنجوم، وقد روي عن جبير بن مطعم أنّه قال: لولا أصوات أهل رومية وضجّهم لسمع الناس صليل الشمس حيث تطلع وحيث تغرب، ورومية من عجائب الدنيا بناء وعظما وكثرة خلق وأنا من قبل أن آخذ في ذكرها أبرأ إلى الناظر في كتابي هذا ممّا أحكيه من أمرها، فإنّها عظيمة جدّا خارجة عن العادة مستحيل وقوع مثلها، ولكني رأيت جماعة ممّن اشتهروا برواية العلم قد ذكروا ما نحن حاكوه فاتبعناهم في الرواية، والله أعلم، روي عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنّه قال: حلية بيت المقدس أهبطت من الجنة فأصابتها الروم فانطلقت بها إلى مدينة لهم يقال لها رومية، قال: وكان الراكب يسير بضوء ذلك الحلي مسيرة خمس ليال، وقال رجل من آل أبي موسى: أخبرني رجل يهودي قال:
دخلت رومية وإن سوق الطير فيها فرسخ، وقال مجاهد: في بلد الروم مدينة يقال لها رومية فيها ستمائة ألف حمّام، وقال الوليد بن مسلم الدمشقي:
أخبرني رجل من التجار قال: ركبنا البحر وألقتنا السفينة إلى ساحل رومية فأرسلنا إليهم إنّا إيّاكم أردنا، فأرسلوا إلينا رسولا، فخرجنا معه نريدها فعلونا جبلا في الطريق فإذا بشيء أخضر كهيئة اللّجّ فكبّرنا فقال لنا الرسول: لم كبّرتم؟ قلنا:
هذا البحر ومن سبيلنا أن نكبّر إذا رأيناه، فضحك وقال: هذه سقوف رومية وهي كلّها مرصّصة، قال: فلمّا انتهينا إلى المدينة إذا استدارتها أربعون ميلا في كلّ ميل منها باب مفتوح، قال: فانتهينا إلى أوّل باب وإذا سوق البياطرة وما أشبهه ثمّ صعدنا درجا فإذا سوق الصيارفة والبزّازين ثمّ دخلنا المدينة فإذا في وسطها برج عظيم واسع في أحد جانبيه كنيسة قد استقبل بمحرابها المغرب وببابها المشرق، وفي وسط البرج بركة مبلّطة بالنحاس يخرج منها ماء المدينة كلّه، وفي وسطها عمود من حجارة عليه صورة رجل من حجارة، قال: فسألت بعض أهلها فقلت ما هذا؟ فقال: إن الذي بنى هذه المدينة قال لأهلها لا تخافوا على مدينتكم حتى يأتيكم قوم على هذه الصفة فهم الذين يفتحونها، وذكر بعض الرهبان ممن دخلها وأقام بها أن طولها ثمانية وعشرون ميلا في ثلاثة وعشرين ميلا، ولها ثلاثة أبواب من ذهب، فمن باب الذهب الذي في شرقيّها إلى البابين الآخرين ثلاثة وعشرون ميلا، ولها ثلاثة جوانب في البحر والرابع في البرّ، والباب الأوّل الشرقيّ والآخر الغربي والآخر اليمني، ولها سبعة أبواب أخر سوى هذه الثلاثة الأبواب من نحاس مذهّب، ولها حائطان من حجارة رخام وفضاء طوله مائتا ذراع بين الحائطين، وعرض السور الخارج ثمانية عشر ذراعا، وارتفاعه اثنان وستون ذراعا، وبين السورين نهر ماؤه عذب يدور في جميع المدينة ويدخل دورهم مطبق بدفوف النحاس كلّ دفّة منها ستة وأربعون ذراعا، وعدد الدفوف مائتان وأربعون ألف دفة، وهذا كلّه من نحاس، وعمود النهر ثلاثة وتسعون ذراعا في عرض ثلاثة وأربعين ذراعا، فكلّما همّ بهم عدوّ وأتاهم رفعت تلك الدفوف فيصير بين السورين بحر لا يرام، وفيما بين أبواب الذهب إلى باب الملك اثنا عشر ميلا وسوق مادّ من شرقيّها إلى غربيّها بأساطين النحاس
مسقّف بالنحاس وفوقه سوق آخر، وفي الجميع التجار، وبين يدي هذا السور سوق آخر على اعمدة نحاس كل عمود منها ثلاثون ذراعا، وبين هذه الأعمدة نقيرة من نحاس في طول السوق من أوّله إلى آخره فيه لسان يجري من البحر فتجيء السفينة في هذا النقير وفيها الأمتعة حتى تجتاز في السوق بين يدي التجار فتقف على تاجر تاجر فيبتاع منها ما يريد ثمّ ترجع إلى البحر، وفي داخل المدينة كنيسة مبنية على اسم ماربطرس وماربولس الحواريين، وهما مدفونان فيها، وطول هذه الكنيسة ألف ذراع في خمسمائة ذراع في سمك مائتي ذراع، وفيها ثلاث باسليقات بقناطر نحاس، وفيها أيضا كنيسة بنيت باسم اصطفانوس رأس الشهداء، طولها ستمائة ذراع في عرض ثلاثمائة ذراع في سمك مائة وخمسين ذراعا، وثلاث باسليقات بقناطرها وأركانها، وسقوف هذه الكنيسة وحيطانها وأرضها وأبوابها وكواها كلّها وجميع ما فيها كأنّه حجر واحد، وفي المدينة كنائس كثيرة، منها أربع وعشرون كنيسة للخاصة، وفيها كنائس لا تحصى للعامّة، وفي المدينة عشرة آلاف دير للرجال والنساء، وحول سورها ثلاثون ألف عمود للرهبان، وفيها اثنا عشر ألف زقاق يجري في كل زقاق منها نهران واحد للشرب والآخر للحشوش، وفيها اثنا عشر ألف سوق، في كلّ سوق قناة ماء عذب، وأسواقها كلّها مفروشة بالرخام الأبيض منصوبة على أعمدة النحاس مطبقة بدفوف النحاس، وفيها عشرون ألف سوق بعد هذه الأسواق صغار، وفيها ستمائة ألف وستون ألف حمّام، وليس يباع في هذه المدينة ولا يشترى من ستّ ساعات من يوم السبت حتى تغرب الشمس من يوم الأحد، وفيها مجامع لمن يلتمس صنوف العلم من الطبّ والنجوم وغير ذلك يقال إنّها مائة وعشرون موضعا، وفيها كنيسة تسمّى كنيسة الأمم إلى جانبها قصر الملك، وتسمّى هذه الكنيسة صهيون بصهيون بيت المقدس، طولها فرسخ في فرسخ في سمك مائتي ذراع، ومساحة هيكلها ستة أجربة، والمذبح الذي يقدّس عليه القربان من زبرجد أخضر طوله عشرون ذراعا في عرض عشرة أذرع يحمله عشرون تمثالا من ذهب طول كل تمثال ثلاثة أذرع أعينها يواقيت حمر، وإذا قرّب على هذا المذبح قربان في الأعياد لا يطفأ إلّا يصاب، وفي رومية من الثياب الفاخرة ما يليق به، وفي الكنيسة ألف ومائتا أسطوانة من المرمر الملمّع ومثلها من النحاس المذهب طول كلّ أسطوانة خمسون ذراعا، وفي الهيكل ألف وأربعمائة وأربعون أسطوانة طول كلّ أسطوانة ستون ذراعا لكل أسطوانة رجل معروف من الأساقفة، وفي الكنيسة ألف ومائتا باب كبار من النحاس الأصفر المفرّغ وأربعون بابا كبارا من ذهب سوى أبواب الآبنوس والعاج وغير ذلك، وفيها ألف باسليق طول كل باسليق أربعمائة وثمانية وعشرون ذراعا في عرض أربعين ذراعا، لكل باسليق أربعمائة وأربعون عمودا من رخام مختلف ألوانه، طول كل واحد ستة وثلاثون ذراعا، وفيها أربعمائة قنطرة تحمل كلّ قنطرة عشرون عمودا من رخام، وفيها مائة ألف وثلاثون ألف سلسلة ذهب معلّقة في السقف ببكر ذهب تعلّق فيها القناديل سوى القناديل التي تسرج يوم الأحد، وهذه القناديل تسرج يوم أعيادهم وبعض مواسمهم، وفيها الأساقفة ستمائة وثمانية عشر أسقفا، ومن الكهنة والشمامسة ممن يجري عليه الرزق من الكنيسة دون غيرهم خمسون ألفا، كلما مات واحد أقاموا مكانه آخر، وفي المدينة كنيسة الملك وفيها خزائنه التي فيها أواني الذهب والفضة مما قد جعل للمذبح، وفيها عشرة
آلاف جرّة ذهب يقال لها الميزان وعشرة آلاف خوان ذهب وعشرة آلاف كأس وعشرة آلاف مروحة ذهب ومن المنائر التي تدار حول المذبح سبعمائة منارة كلها ذهب، وفيها من الصلبان التي تخرج يوم الشعانين ثلاثون ألف صليب ذهب ومن صلبان الحديد والنحاس المنقوشة المموّهة بالذهب ما لا يحصى ومن المقطوريّات عشرون ألف مقطوريّة، وفيها ألف مقطرة من ذهب يمشون بها أمام القرابين، ومن المصاحف الذهب والفضة عشرة آلاف مصحف، وللبيعة وحدها سبعة آلاف حمّام سوى غير ذلك من المستغلّات، ومجلس الملك المعروف بالبلاط تكون مساحته مائة جريب وخمسين جريبا، والإيوان الذي فيه مائة ذراع في خمسين ذراعا ملبّس كلّه ذهبا وقد مثّل في هذه الكنيسة مثال كلّ نبيّ منذ آدم، عليه السلام، إلى عيسى ابن مريم، عليه السلام، لا يشكّ الناظر إليهم أنّهم أحياء، وفيها ثلاثة آلاف باب نحاس مموّه بالذهب، وحول مجلس الملك مائة عمود مموّهة بالذهب على كل واحد منها صنم من نحاس مفرّغ في يد كلّ صنم جرس مكتوب عليه ذكر أمّة من الأمم وجميعها طلسمات، فإذا همّ بغزوها ملك من الملوك تحرّك ذلك الصنم وحرّك الجرس الذي في يده فيعلمون أن ملك تلك الأمة يريدهم فيأخذون حذرهم، وحول الكنيسة حائطان من حجارة طولهما فرسخ وارتفاع كل واحد منهما مائة ذراع وعشرون ذراعا لهما أربعة أبواب، وبين يدي الكنيسة صحن يكون خمسة أميال في مثلها في وسطه عمود من نحاس ارتفاعه خمسون ذراعا، وهذا كله قطعة واحدة مفرّغة، وفوقه تمثال طائر يقال له السوداني من ذهب على صدره نقش طلسم وفي منقاره مثال زيتونة وفي كلّ واحدة من رجليه مثال ذلك، فإذا كان أوان الزيتون لم يبق طائر في الأرض إلّا وأتى وفي منقاره زيتونة وفي كل واحدة من رجليه زيتونة حتى يطرح ذلك على رأس الطلسم، فزيت أهل رومية وزيتونهم من ذلك، وهذا الطلسم عمله لهم بليناس صاحب الطلسمات، وهذا الصحن عليه أمناء وحفظة من قبل الملك وأبوابه مختومة، فإذا امتلأ وذهب أوان الزيتون اجتمع الأمناء فعصروه فيعطى الملك والبطارقة ومن يجري مجراهم قسطهم من الزيت ويجعل الباقي للقناديل التي للبيع، وهذه القصة، أعني قصة السوداني، مشهورة قلّما رأيت كتابا تذكر فيه عجائب البلاد إلّا وقد ذكرت فيه، وقد روي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص أنّه قال: من عجائب الدنيا شجرة برومية من نحاس عليها صورة سودانية في منقارها زيتونة فإذا كان أوان الزيتون صفرت فوق الشجرة فيوافي كل طائر في الأرض من جنسها بثلاث زيتونات في منقاره ورجليه حتى يلقي ذلك على تلك الشجرة فيعصر أهل رومية ما يكفيهم لقناديل بيعتهم وأكلهم لجميع الحول، وفي بعض كنائسهم نهر يدخل من خارج المدينة، في هذا النهر من الضفادع والسلاحف والسراطين أمر عظيم، فعلى الموضع الذي يدخل منه الكنيسة صورة صنم من حجارة وفي يده حديدة معقفة كأنّه يريد أن يتناول بها شيئا من الماء، فإذا انتهت إليه هذه الدوابّ المؤذية رجعت مصاعدة ولم يدخل الكنيسة منها شيء البتة، قال المؤلف: جميع ما ذكرته ههنا من صفة هذه المدينة هو من كتاب أحمد بن محمد الهمذاني المعروف بابن الفقيه وليس في القصة شيء أصعب من كون مدينة تكون على هذه الصفة من العظم على أن ضياعها إلى مسيرة أشهر لا تقوم مزدرعاتها بميرة أهلها، وعلى ذلك فقد حكى جماعة من بغداد أنّها كانت من العظم والسعة وكثرة الخلق والحمّامات
ما يقارب هذا وإنّما يشكل فيه أن القارئ لهذا لم ير مثله، والله أعلم، فأمّا أنا فهذا عذري على أنني لم أنقل جميع ما ذكر وإنّما اختصرت البعض.

قرطس

قرطس: قرطسة: هدف، مرمى، (عباد 1: 220). قرطاس (باليونانية كرتاس) والجمع قراطيس: وثائق، سجلات. (بوشر).
قرطاس: ورق مقوى، كارتون. (بوشر).
قرطاس: ورق للف. ورق ملفوف كالقمع. (معجم الأسبانية ص87).
قرطاس: اسطوانة من الفضة، لفة من الفضة (بوشر).
قراطيس إفرنجية: أوراق نقدية أوربية. (الجريدة الآسيوية 1861، 1: 32).
قرطاس: قسط. قوسيا (نبات). (بوشر).
(قرطس)
أصَاب القرطاس
[قرطس] فيه: كأنهم «القراطيس»، جمع قرطاس - بكسر قاف: الصحيفة التي يكتب فيها، ووجه الشبه البياض.
قرطس: القِرْطاس [معروف] ، يتخذ من بردي مصر. وكل أديم ينصب للنضال فاسمه: قِرطاس. [يقال] : قَرْطَسَ الرامي إذا أصاب [الأديم] . وجرمز إذا أخطأ، والرمية التي تصيبها اسمها: المُقَرْطَسَة.
[قرطس] القِرْطاسُ: الذي يكتب فيه. والقُرْطاسُ بالضم مثله، وكذلك القَرْطَسُ. ذكره أبو زيد في نوادره. وأنشد : كأنَّ بحَيْثُ استودعَ الدارَ أهْلُها * مَخَطَّ زَبورٍ من دواةٍ وقَرْطَسِ * ويسمَّى الغرض قِرْطاساً. يقال: رمى فقرطس، إذا أصابه.
ق ر ط س: (الْقِرْطَاسُ) بِكَسْرِ الْقَافِ وَضَمِّهَا الَّذِي يُكْتَبُ فِيهِ وَ (الْقَرْطَسُ) بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ مِثْلُهُ. وَيُسَمَّى الْغَرَضُ (قِرْطَاسًا) يُقَالُ: رَمَى (فَقَرْطَسَ) أَيْ أَصَابَهُ. 
قرطس
القِرْطَاسُ: ما يكتب فيه. قال الله تعالى:
وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ [الأنعام/ 7] ، قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ
[الأنعام/ 91] .

قرطس


قَرْطَسَ
a. Hit the target.

تَقَرْطَسَa. Perished.

قَرْطَاْسa. see 49 (a)
قِرْطَاْس
(pl.
قَرَاْطِيْسُ)
a. Paper; sheet of paper; leaf; roll, scroll; papers
writings, books.
b. Leather-target, butt, mark.
c. Young-camel.

قِرْطَاْسِيَّةa. Pure white (animal).
قُرْطَاْس
قَرْطَس
قِرْطَسa. see 49 (a)
قُِرْطَاط
a. Misfortune.

قُِرْطَُعْبَة
a. A thing, something.

قِرْطَعْن
a. Fool.

قَرْطَف
a. Satin, velvet.
ق ر ط س : وَالْقِرْطَاسُ مَا يُكْتَبُ فِيهِ وَكَسْرُ الْقَافِ أَشْهَرُ مِنْ ضَمِّهَا وَالْقَرْطَسُ وِزَانُ جَعْفَرٍ لُغَةٌ فِيهِ وَالْقِرْطَاسُ قِطْعَةٌ مِنْ أَدِيمٍ تُنْصَبُ لِلنِّضَالِ فَإِذَا أَصَابَهُ الرَّامِي قِيلَ قَرْطَسَ قَرْطَسَةً مِثْلُ دَحْرَجَ دَحْرَجَةٌ وَالْفَاعِلُ مُقَرْطِسٌ وَيَجُوزُ إسْنَادُ الْفِعْلِ إلَى الرَّمْيَةِ. 
قرطس
قرطسَ يقرطس، قرْطَسةً، فهو مُقرْطِس، والمفعول مُقرْطَس
• قرطس السِّلعةَ: وضعها في قرطاس. 

قُرْطاس/ قِرْطاس [مفرد]: ج قَرَاطيسُ:
1 - صحيفة، ما يكتب فيه من ورق وغيره مُفرَّقًا "لا يكتب رسائله إلاّ على قرطاس ملوّن- {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ} - {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} ".
2 - ورقة ملفوفة على شكل قمع، توضع فيها الأشياءُ. 

قرطس: القِرْطاس: معروف يُتَّخذ من بَرْدِيّ يكون بمصر. والقِرْطاس:

ضَرْب من برُود مصر. والقِرْطاس: أَديم يُنْصَب للنِّضال، ويسمَّى الغَرَض

قِرْطاساً. وكل أَديم ينصَب للنِّضال، فاسمُه قِرطاس، فإِذا أَصابه

الرَّامي قيل: قَرْطَس أَي أَصاب القرطاس، والرَّمْيَةُ التي تُصيب مُقَرْطِسة.

والقَِرْطاس والقُرطاس والقَِرْطَس والقَرْطاس، كله: الصحيفة الثابتة

التي يكتب فيها؛ الأَخيرتان عن اللحياني؛ وأَنشد أَبو زيد لمخشّ العقيلي

يصف رسوم الدار وآثارها كأَنها خَطّ زَبُور كتب في قِرْطاس:

كأَنَّ، بحيثُ اسْتَوْدَع الدارَ أَهلُها،

مَخَطّ زَبُور من دَواة وقَرْطَسِ

وقوله تعالى: ولو نَزَّلنا عليك كتاباً في قِرْطاس؛ أَي في صحيفة، وكذلك

قوله تعالى: يجعلونه قَراطِيس؛ أَي صُحُفاً؛ قال:

عَفَتِ المنازل غير مِثْل الأَنفس،

بعد الزمان عرفته بالقَرْطَس

ابن الأَعرابي: يقال للناقى إِذا كانت فَتِيَّة شابَّة: هي القِرْطاس

والدّيباج والذِّعْلِبَة والدِّعْبِل والعَيْطَموس. ابن الأَعرابي: يقال

للجارِية البيضاء المَدِيدة القامة قِرْطاس. ودابة قِرْطاسِيّ إِذا كان

أَبيض لا يخالط لَونه شِيَة، فإِذا ضرَب بياضُه إِلى الصُّفرة فهو

نَرْجِسِيّ.

قرطس

Q. 1 قَرْطَسَ, (Msb, K,) inf. n. قَرْطَسَةٌ, (Msb,) He (an archer) [and it (an arrow)] hit the قِرْطَاس [or target]. (Msb, K.) It is also allowable to say, قَرْطَسَتِ الرَّمْيَةُ The shot went right to the قِرْطَاس. (Msb.) Q. 2 تَقَرْطَسَ He perished. (Sgh, K.) قَرْطَسٌ and قِرْطَسٌ: see قِرْطَاسٌ.

قِرْطَاسٌ Paper; syn. كَاغَدٌ: (K:) or such as is made of the بَرْدِىّ [or papyrus], found in Egypt: (TA:) [and particularly a roll, or scroll, thereof: see also طُومَارٌ, and سُرْفَةٌ:] what one writes upon: (S, Msb:) also written قُرْطَاسٌ; (S, Msb, K;) but the former is the better known, (Msb), or the former only is of established authority, for El-Járabardee says the contrary of the latter; (MF;) and قَرْطَاسٌ; (Lh, ISd, K;) but this is not mentioned by most of the lexicographers; (MF;) and ↓ قَرْطَسٌ signifies the same; (Az, S, Msb, K;) and so does ↓ قِرْطَسٌ. (K [app. on the authority of El-Fárábee and Aboo-'Alyà; but the names are imperfectly written in the TA.]) b2: قِرْطَاسٌ also signifies A writing, or book, (صَحِيفَةٌ,) of whatever thing it be: (K:) pl. قَرَاطِيسُ. (TA.) b3: Also, A butt, or target, to shoot at; (S;) a piece of skin, (Msb,) or any skin, (K,) set up for persons contending in shooting. (Msb, K.) b4: And A kind of بُرْد [q. v.] of the fabric of Egypt. (K, TA.) b5: And A white, or fair, girl, of tall stature. (IAar, K.) b6: And A camel such as is termed آدَم. (Sgh, K.) b7: And A young she-camel. (IAar, K.) دَابَّةٌ قِرْطَاسِيَّةٌ A beast of carriage in whose whiteness is no mixture of any other colour. (K.) مُقَرْطِسٌ An archer [and in like manner an arrow] hitting the قِرْطَاس. (Msb.) And رَمْيَةٌ مُقَرْطِسَةٌ A shot going right to the قِرْطَاس. (TA.)
قرطس
أبو زَيد: القِرْطاس والقُرْطاس والقَرْطَس - بالفتح - والقِرْطَسُ - مثال هِبْلَع، عن ابنِ عَبّاد -: الذي يُكْتَبُ فيه، قال مِخَشٌّ العُقَيْليّ:
كأنَّ بِحَيْثُ اسْتَوْدَعَ الدّارَ أهْلُها ... مَخَطَّ زَبُوْرٍ من دَوَاةٍ وقَرْطَسِ
ورِوايَة أبي حاتِم: مَخَطَّ كِتَابٍ في زَبُوْرٍ وقَرْطَسِ. وقال المرّار بن سعيد الفَقْعَسِيّ:
عَفَتِ المَنازِلُ غَيْرَ مِثْلِ الأنْقُسِ ... بَعْدَ الزَّمانِ عَرَفْتُهُ بالقَرْطَسِ
أي كالكِتاب القديم في القِرْطاس.
وقَرْطَس - أيضاً -: من قُرى مِصر.
وقال ابن الأعرابي: يقال للناقة إذا كانت فَتِيّة شابّة: هي القِرْطاس.
والقِرْطاس: الجَمَلُ الآدَمُ.
والقِرْطاس: الجارِيَة البيضاء المَديدَة القامَة.
وقال الليث: كُلُّ أديمٍ يُنْصَبٌ للنِّضَالِ: فهو قِرْطاس. وقوله تعالى:) كِتاباً في قِرْطاسٍ (، قال أبنُ عَرَفَة: العَرَبُ تُسَمِّي الصَّحيفَة قِرْطاساً من أيِّ شَيء كانَتْ، وَقَرَأَ أبو مَعْدان الكُوفيّ:) في قُرْطاسٍ (بالضم.
ودابَّة قِرْطاسِيَّة: إذا كانت بيضاء لا يُخالِط لونَها شِيَةٌ غيرُ البَياضِ، فإذا ضَرَبَ بَياضُها إلى الصُّفْرَة فهيَ نَرْجِسِيّة.
ورَمى فَقَرْطَس: إذا أصابَ القِرْطاسَ. وهي رَمْيَة مُقَرْطِسَة.
وقال ابنُ عبّاد: تَقَرْطَسَ: هَلَكَ.
قرطس
القرْطَاسُ، مثلّثة الْقَاف الضّمّ قِرَاءَةُ أَبي مَعْدانَ الكُوفِيِّ، قَالَ شَيخُنا: أَطْلق فِي التَّثْليث فإقْتضَى أَنَّهَا كلَّها فَصِيحَةٌ وَاردِةٌ، وليسَ كَذَلِك، وَقد قَالَ فِي الْمِصْبَاح: كَسْر الْقَاف أَشْهَرُ، وَقَالَ الجَارْبَرْدِيُّ شَرْح الشَّافِيَة: الضَّعِيفُ مَا فِي ثُبُوتِهِ كلامٌ، كقُرْطاسٍ، بالضَّمِّ، فدَلَّ على ضَعْفِه، بخلافِ عبَارة المِصْبَاح فإِنَّها تُوهِمُ أَنّه مَشْهُورٌ، وأَمَّا الفَتْحُ فَلم يَذْكُرْه أَكثرُ أَهْل اللُّغةِ، وقَضيَّةُ قَولِهم فَعْلال فِي غير التَّضْعيف قَليلٌ لم يَرِدْ مِنْهُ إِلاّ خَزْعالٌ، يَنْفِيه، وَلَكِن أَوْرَدَه ابنُ سِيدَه على ضَعْفِه، وقلَّده المصنِّفُ، وَفِيه نَظرٌ ظاهرٌ. إنتهى. قلْت: وَهَذَا الَّذي أَنْكرَه على المُصَنِّف وابنِ سِيدَه، ونَظرَ فِيهِ، فقد حَكاه اللِّحْيَانِيُّ هَذَا بالفتْح. وَكَذَا حَكى القَرْطَسَ، كجَعْفرٍ، كَذَا نَقله الجَوْهَرِيُّ عَن ابْن دُريْدٍ فِي نوادره، وَقَالَ أَبو سَهْلٍ: هَكَذَا وَجدْتُه فِي الكِتاب المذكورِ، وَهُوَ الصَّحيح. وحكَى الفارَابيُّ وأَبو علْياءَ مْثل دِرْهَمٍ، هَكَذَا قَيَّداه، وَهُوَ الكاغِدُ يُتَّخذُ من بَرْدِيٍّ يكونُ بمِصْر، وأَنْشد أَبو زَيْدٍ لمِخَشٍّ العُقَيْليّ، يَصف رُسومَ الدِّيارِ وآثارَها كأَنها خَطُّ زَبورٍ كُتِبَ فِي قِرْطاسٍ:
(كأَنَّ بحَيْثُ إسْتَوْدَعَ الدَارَ أَهْلُهَا ... مَخَطَّ زَبُورٍ من دَوَاةٍ وقَرْطَسِ)
والقِرْطاس، بالكسْر: الجَملُ الآدَمُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ. وَعَن ابْن الأَعْرَابيِّ: القِرْطاس: الجَارِيَةُ البَيْضاءُ المَدِيدَةُ القَامَةِ. وقَولُه تَعَالَى ولَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ. وَهُوَ الصَّحيفَةُ من أَيِّ شَيْءٍ كانَتْ، يُكْتَبِ فِيهَا، والجَمْع: قَرَاطِيسُ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: تَجْعَلُونَه قَرَاطِيسَ أَي صُحُفاً.
وكُلُّ أَدِيمٍ يُنْصَب للنِّضالِ فَهُوَ قِرْطَاسٌ. والقِرْطاس: النّاقَةُ الفِتِيَّةُ الشابَّةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيِّ، قَالَ: وَهِي أيْضاً الدِّيبَاجُ والدِّعْبِلُ والعَيْطَمُوس. والقِرْطَاس: بُرْدٌ مِصْريٌّ، أَي نَوْعٌ من بُرُودِ مصْرَ. ودابَّةٌ قِرْطاسِيَّةٌ، إِذا كانَتْ بَيْضَاءَ لَا يُخَالِطُ بَيَاضَهَا شِيَةٌ. فإِذا ضَرَبَ بَياضُها إِلى الصُّفْرّة فَهِيَ نَرْجِسِيَّةٌ. ويقَال: رَمَى فقَرْطَسَ، إِذا أَصابَ القِرْطَاسَ، أَي الغَرَضَ المَنْصوبَ، والرَّمْيَةُ الَّتي تُصِيب: مقَرْطِسَةٌ. وتَقَرْطَسَ: هَلَكَ، نَقَلَه الصّاغَانيُّ. وقَرْطَسُ، كجَعفَر: ة بمصْرَ، وعِبَارَة الصّاغَانيُّ: من قُرَى مصْرَ القَديمَة. قلت: وَالَّتِي هِيَ من قُرَى مصْرَ قَرْطَسَةُ، بهاءٍ، وَهِي من قُرَى البُحَيْرة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.