Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: فتك

فتك

(فتك) الْقطن فتقه أَي نفشه
(فتك)
فتكــا ركب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ نَفسه غير مبال وَبِه غدر بِهِ واغتاله وَقَتله مجاهرة وَفِي الْخبث مضى وَبَالغ وَفِي سلوكه مجن
ف ت ك: (الْفَاتِكُ) الْجَرِيءُ. وَ (الْــفَتْكُ) الْقَتْلُ عَلَى غِرَّةٍ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا وَكَسْرِهَا. وَقَدْ (فَتَكَ) بِهِ يَــفْتُكُ وَيَــفْتِكُ بِالضَّمِّ وَالْكَسْرِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «قَيَّدَ الْإِيمَانُ الْــفَتْكَ لَا يَــفْتُكُ مُؤْمِنٌ» . 
فتك
الــفَتْكُ: أنْ تَهُمَّ بأمْرٍ فَتُمْضِيَه، رَجُلٌ فاتِكٌ، وقَوْمٌ فُتّاكٌ، وفَتَكْــتُ به وأفْتَكْــتُ، وهو الــفَتكُ والــفُتْكُ والــفِتْكُ.
وفتَكَ فلانٌ في أمْرِه وأفْتَكَ: لَجَّ فيه وغَلا.
وفَتَكَ في الخُبْث فتُوكاً.
وفَتَكَــتِ الجارِيَةُ: أي مَجَنَتْ.
وفاتَكَ فلانٌ البَيْعَ: أشَطَّ في السَّوْم.
والمُفاتَكَةُ: المُمَاهَرَةُ، فَتَكَ في بَيْعِه.
وفاتَكْتُ الأمرَ والأكْلَ: داوَمْت عليه.
وإبِلٌ مُفَاتَكَةٌ: وَضَعَتْ في الحَمْضِ لا تَأكُلُ غَيْرَها.
[فتك] نه: فيه: الإيمان قيد "الــفتك"، هو أن يأتي صاحبه وهو غافل فيشد عليه فيقتله، والغيلة أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي. ط: المؤمن لا "يــفتك"- ببناء الفاعل، أي إيمانه يمنعه عن الــفتك، وهو خبر في معنى النهي، ويجوز جزمه على النهي، وأما قتل كعب بن الأشرف وغيره بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقبل النهي، أو خص به صلى الله عليه وسلم، أو كان بأمر سماوي لما ظهر منهم من الغدر والأذى والتحريش. ك: "الــفتك" بأهل الحرب، هو بفتح الفاء الغدر. ن: ومنه: جعل "يــفتك". ش: فتك به يــفتك- بضم تاء وكسرها.
فتك: فتك في: مجن. (فوك).
فتك: عاش في الملذات، وهي ضد نسك ففي الأغاني (ص57): عاش عمر بن أبي ربيعة ثمانين سنة فتحك منها أربعين سنة، ونسك أربعين سنة وفي حيان بسام (5:3 و): فطوراً كان ناسكاً وتارة يعود خليعاً فاتكاً وفي القلائد (ص343): وربما تنسك مجنوناً وفتكــاً.
فتك: افتض الجارية وأزال بكارتها. (ألكالا). فتك (بالتشديد): فعل ما يقضي العجب، وبز نفسه، وتفوق على ذاته. (بوشر).
فتكــة وفتكــة: الواحدة من الــفتك. (عباد 106:3).
فتاك: كثير المجون. (فوك).
فتاك. عيون فتاكة: قتالة مجازاً. (بوشر) فتاك: رجل شهواني. (المقري 584:2).

فتك


فَتَكَ(n. ac.
فَتْك
فِتْك
فُتْك
فَتَاْكَة
فُتُوْك)
a. [Bi], Attacked, assaulted; slew, assassinated.
b. Was rash, fool-hardy.
c. Executed, carried out.
d.(n. ac. فَتْك) [Fī], Persevered, persisted in.
e. [Fī], Was skilful in.
f. [Fī], Exceeded the bounds in.
فَتَّكَa. Carded, loosened (cotton).
فَاْتَكَa. Plunged into.
b. Attacked.

أَــفْتَكَa. Embarked in, performed (affair).
b. see I (a) (c).
تَــفَتَّكَ
a. [Bi
or
Fī], Persisted in; acted obstinately over.
فَتْكa. Fool-hardiness.
b. Violence; assault.

فَاْتِك
(pl.
فُتَّاْك)
a. Assassin.
b. Bold, rash, fool- N=25>hardy.
c. Effective, vigorous.

مَا أَــفْتَكَــهُ
a. How persistent is he!

فِتَْكِْــر فَِتَْكَــرِيْن
a. Calamity.
b. Marvel.
(ف ت ك)

الــفتك: ركُوب مَا هم من الْأُمُور ودعت إِلَيْهِ النَّفس.

فتك يــفتك، ويــفتك، فنكا، وفتكــا وفتكــا، وفتوكا.

وَرجل فاتك: شُجَاع جريء.

وفتك بِالرجلِ فتكــا، وفتكــا، وفتكــا: انتهز مِنْهُ غرَّة فَقتله أَو جرحه.

وَقيل: هُوَ الْقَتْل أَو الْجرْح مجاهرة.

والمفاتكة: مواقعة الشَّيْء بِشدَّة، كالاكل وَالشرب وَنَحْوه.

وفاتك الْأَمر: واقعه.

وَالِاسْم: الفتاك.

وفاتكت الْإِبِل المرعى: اتت عَلَيْهِ بأحناكها.

وفاتكه: أعطَاهُ مَا استام بِبيعِهِ، فَإِن ساومه وَلم يُعْطه شَيْئا قيل: فاتحه.

وفتك فتكــاً: لجّ.

وفتك الْقطن: نفشه: كفدكه.
فتك
فتَكَ بـ/ فتَكَ في يَــفتِك، فَتْكًــا، فهو فاتك، والمفعول مفتوكٌ به
فتَك بعدوِّه: قتله مجاهرة، اغتاله، بطش به "فتك الوباءُ بالناس- فتَك بقلبه" ° فتك بهم فتْكًــا ذريعًا: أبادهم، دمَّرهم.
فتَك في صناعته: مهَر فيها. 

فاتك [مفرد]: ج فاتكون وفُتّاك:
1 - اسم فاعل من فتَكَ بـ/ فتَكَ في.
2 - جَرِيء "يُعَدُّ هذا الشَّاعر من فُتَّاك العرب". 

فَتَّاك [مفرد]: صيغة مبالغة من فتَكَ بـ/ فتَكَ في: كثير الــفتك، شديد الــفتك "وباء/ مرض فتَّاك- حرب/ أسلحة فتّاكة" ° جمال فتّاك: مُغْرٍ، مُغْوٍ. 

فتْك [مفرد]: مصدر فتَكَ بـ/ فتَكَ في. 
ف ت ك

تقول: رجل فاتك، وسيف باتك؛ وهو القاتل على غرّة. قال المخبل:

وإذ فتك النعمان بالناس محرماً ... فملئ من عوف ين كعب سلاسله

وتقول: أقدم فلان إقادامه متــفتّك، واقتحم اقتحامه متهوك.

ومن المجاز: حيّة فاتكة اللسع. أنشد أبو عبيد:

قرى السم حتى انماز فروة رأسه ... من الصم صلٌّ فاتك اللسع مارده

وفلان فاتك القلب إذا كان جرياً ماضياً. قال:

وأمضى على هول إذا ما تهزهزت ... من الخوف أحشاء القلوب الفواتك

وهذه إنسانة فاتكة: ماجنة، وقد فتكــت. وفتك في الأمر فتكــاً، وما أفتكــه وهو اللجاج. قال:

قد فتكــت في كذب ولطّ

وفتك في صناعته: مهر فيها، وفاتك صاحبه: ماهره. وفاتك التاجر البيع: اشتط في سومه. قال الحطيئة:

كأن سليطاً نشرت فيه بزّها ... بروداً ورقماً فاتك البيع تاجره

وفاتك الإبل الحمض إذا لم ترع معه عقبة من الخلة.
فتك وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث الزبير [رَحمَه الله -] أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: أَلا أقتل لَك عليا قَالَ: وَكَيف تقتله قَالَ: أفتك بِهِ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: قَيَدَ الإيمانُ الــفَتُكَ لَا يــفتِك مُؤمن. قَوْله: الــفَتْك يَعْنِي أَن يَأْتِي الرجل صَاحبه وَهُوَ غارّ غافل حَتَّى يشُدّ عَلَيْهِ فيقتله وَإِن لم يكن أعطَاهُ أَمَانًا قبل ذَلِك وَلَكِن يَنْبَغِي [لَهُ -] أَن يُعلمهُ ذَلِك قبل وَكَذَلِكَ كل من قتل رجلا غارّا فَهُوَ فاتك بِهِ وَقَالَ المُخَبَّل السَّعْدِيّ فِي النُّعْمَان وَكَانَ بعث إِلَى بني عَوْف بن كَعْب جَيْشًا فِي الشَّهْر الْحَرَام وَكَانُوا آمِنين غارّين لمَكَان الشَهر فَقتل فيهم وسبى فَقَالَ المخبل:

[الطَّوِيل]

وَإِذ فَتَك النعمانُ بِالنَّاسِ محرما ... فَمُلِئ من عَوْف بن كَعْب سلاسلُه

قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله محرما لَيْسَ يَعْنِي من إِحْرَام الْحَج وَلكنه الدَّاخِل فِي الشَّهْر الْحَرَام قَالَ: وَمِنْه قَول الرَّاعِي: [الْكَامِل]

قتلوا ابْن عَفَّان الخليفةَ محرما ... ودعا فَلم أر مثله مخذولاَ

وَإِنَّمَا جعله محرما لِأَنَّهُ قتل فِي آخر ذِي الْحجَّة وَلم يكن محرما بِالْحَجِّ. [قَالَ أَبُو عبيد -] : يُقَال: أحرمنا دَخَلنَا فِي الشَّهْر الْحَرَام وأحللنا دَخَلنَا فِي الشَّهْر الْحَلَال وَقَالَ زُهَيْر: [الطَّوِيل]

جعلن القَنان عَن يَمِين وحَزْنَه ... وَكم بالقنان من محلّ ومُحرم

[و -] لَيْسَ هَذَا من إِحْرَام الْحَج.

فتك: الــفَتْكُ: ركوب ما هَمَّ من الأُمور ودَعَتْ إليه النفسُ، فَتَك

يَــفْتِكُ ويَــفْتُكُ فَتْكــاً وفِتْكــاً وفُتْكــاً وفُتُوكاً. والفَاتِكُ:

الجَريء الصَّدْرِ، والجمع الفُتَّاك. ورجل فاتِكٌ: جريء. وفَتَك بالرجل

فَتْكــاً وفُتْكــاً وفِتْكــاً. انتهز منه غِرَّة فقتله أَو جرحه، وقيل: هو القتل

أَو الجرح مُجاهَرة؛ وكل من قتل رجلاً غارّاً، فهو فاتك؛ ومنه الحديث:

أَن رجلاً أَتى الزبير فقال له: أَلا أَقتل لك عليّاً؟ قال: فكيف تقتله؟

فقال: أَــفْتكُ به فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال:

قَيَّد الإيمانُ الــفَتْكَ لا يَــفْتِكُ مؤمنٌ؛ قال أَبو عبيد: الــفَتْك أَن

يأْتي الرجل صاحبه وهو غارٌّ

غافل حتى يَشُدُّ عليه فيقتله، وإن لم يكن أَعطاه أَماناً قبل ذلك، ولكن

ينبغي له أَن يعلمه ذلك؛ قال المُخَبَّل السعدي:

وإذْ فَتَك النُّعْمانُ بالناسِ مُحْرِماً،

فَمُلِّئَ من عَوْفِ بن كعبٍ سَلاسِله

وكان النعمان بعث إلى بني عوف بن كعب جيشاً في الشهر الحرام وهم آمنون

غارّون فقتل فيهم وسبى؛ الجوهري: فيه ثلاث لغات فَتْك وفُتْك وفِتْك مثل

وَدٍّ ووُدٍّ ووِدٍّ وزَعْمٍ وزُعْم وزِِعْم؛ وأَنشد ابن بري:

قلْ للغَواني: أَما فيكنَّ فاتِكةٌ

تَعْلُو اللئيم بضَرْبٍ فيه امْحاضُ؟

الفراء: الــفَتْكُ والــفُتْكُ الرجل يَــفْتِك بالرجل يقتله مجاهرة، وقال

بعضهم الــفِتْكُ؛ وقال الفراء أيضاً: فَتَك به وأَــفْتَك، وذكر عنه اللغات

الثلاث.

ابن شميل: تَــفَتَّك فلان بأَمره أَي مضى عليه لا يُؤامر أَحداً؛

الأَصمعي في قول رؤبة:

ليس امْرُؤٌ، يَمْضِي به مَضَاؤهُ

إلا امْرُؤٌ، من فَتْكــهِ دَهاؤُهُ

أَي مع فَتْكــه كقوله الحياء من الإيمان أَي هو معه لا يفارقه، قال:

ومَضاؤه نَفاذه وذهابه. وفي النوادر: فاتَكْتُ فلاناً مُفاتَكة أَي داوَمته

واسْتَأكلته. وإبل مُفاتِكَةٌ للحَمْض إذا داومت عليه مُسْتأكِلَة

مُسْتَمْرئَةً. قال أَبو منصور: أَصل الــفَتْك في اللغة ما ذكره أَبو عبيد ثم

جعلواكل من هَجَمَ على الأُمور العظام فاتِكاً؛ قال خَوَّات ابن جُبَير:

على سَمْتِها والــفَتْكُ من فَعَلاتي

والغيلة: أَن يَخْدَع الرجلَ حتى يخرج به إلى موضع يَخْفى فيه أَمرُه ثم

يقتله. وفي مَثَل: لا تنفع حِيلَة مع غِيلَة.

والمُفاتكة: مواقعة الشيء بشدّة كالأكل والشرب ونحوه. وفاتَكَ الأَمْر:

واقعه، والإسم الفِتاكُ. وفاتَكَتِ الإبلُ المرعى: أَتت عليه بأَحْناكها.

وفاتكه: أَعطاه ما استام ببيعه، فإن ساومه ولم يعطه شيئاً قيل: فاتَحَه.

وفَتَكَ فتْكــاً: لَجَّ. وفتَّكَ القُطْنَ: نَفَشه كَفَدَّكَه.

فتك
الــفَتْكُ، مُثَلَّثَةً صَرَّحَ بهِ ابنُ سِيدَه والجَوهَرِيُّ والصّاغانيُ: رُكُوبُ مَا هَمَّ من الأمُورِ ودَعَتْ إِليه النَّفْسُ، كالفتُوكِ بِالضَّمِّ والإِفْتاكِ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وذُكِر عَنهُ اللُّغاتُ الثّلاثُ. فَتَكَ يَــفْتُك ويَــفْتِكُ من حَدَّيْ نَصَر وضَرَبَ فَتْكًــا بالتَّثْلِيثِ وفُتُوكًا فَهُوَ فاتِكٌ أَي جَرِئُ الصَّدْرِ شُجاعٌ، فُتّاكٌ كرُمّان. وفَتَكَ بهِ: انْتَهَزَ مِنْهُ غِرَّةً، أَي: فُرصَةً فقَتَلَه أَو جَرَحَه مُجاهَرَةً، أَو هُما أَعَمُّ. وَقَالَ الفَرّاءُ: الــفَتْكُ: أَن يَقْتُلَ الرَّجُل مُجاهَرَةً، وَفِي الحَدِيثِ: قَيَّدَ الإِيمانُ الــفَتْكَ، لَا يَــفْتِكُ مُؤْمِنٌ قَالَ أَبو عُبَيدٍ: الــفَتْكُ أَنْ يَأْتِيَ الرَّجُلُ صاحِبَه وَهُوَ غارٌّ غافِلٌ حَتَّى يَشُدَّ عَلَيْهِ فيَقْتُلَه وإِنْ لم يَكُنْ أَعْطاهُ أَمانًا قَبل ذلِكَ، ولكِنْ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعْلِمَه ذَلِك، قَالَ المُخَبَّلُ السَّعْدِيُّ: (وإِذْ فَتَكَ النُّعْمانُ بالنّاسِ مُحْرِمًا ... فمَنْ ليَ من عَوْفِ بنِ كَعْبٍ سَلاسِلُه)
وكانَ النّعْمانُ بَعَثَ إِلى بني عَوْفِ ابنِ كَعْب جَيشًا فِي الشَّهْرِ الحَرامِ وهُم آمِنونَ غارُّونَ، فقَتَل فيهم وسبَى، وَقَالَ رُؤْبَةُ: هاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهاضِ الفَكَكْ هَمٌّ إِذا لَم يُعْدِه هَمٌّ فَتَكْ وَمن المَجازِ: فَتَكَ فِي الأَمْر فَتْكًــا: لَجَّ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. وَمن المَجازِ: فَتَكَــت الجارِيَةُ: مَجَنَتْ وَهِي فاتِكَةٌ: ماجِنَةٌ، نَقله الصّاغاني والزَّمَخْشَرِيّ، وأَنشَدَ ابنُ بَريّ:
(قُلْ للغَوانِي أَمَا فيكُنَّ فاتِكَةٌ ... تَعْلُو اللَّئيمَ بضَربٍ فِيهِ إِمْحاضُ)
وفَتَكَ فِي الخُبثِ فُتُوكًا: بالَغَ نقَلَه الصاغانيُ، وَهُوَ مَجازٌ. والمُفاتَكَةُ: المُماهَرَةُ وفاتَكَ صاحِبَه: ماهَرَه، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ وابنُ عَبّادٍ، وَهُوَ مَجازٌ. والمُفاتَكَةُ: مُواقَعَةُ الشَّيْء بشِدَّة كالأكْلِ والشّربِ ونَحْوِه، وَهُوَ مَجازٌ. وفاتكَ)
الأَمْرَ: واقَعَهُ والاسْم الفِتاكُ. وَفِي النَّوادِر: فاتَكَ فُلانًا مُفاتَكَةً: داوَمَهُ واسْتَأكَلَه، وَهُوَ مجازٌ. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِي: فاتَكَ فُلانًا: أَعْطاه مَا اسْتامَ ببَيعِه قَالَ: وفاتَحَه: إِذا ساوَمَه ولَم يُعْطِه شَيئاً، أَوْرَدَ المُفاتَحَةَ هُنا اسْتِطْراداً، ومَحَلُّه فِي: ف ت ح. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: تَفْتِيك القُطْنِ: نَفْشُه فِي بَعْضِ اللّغاتِ. قلتُ: هِيَ لُغَةٌ أَزْدِيَّةٌ. وَقَالَ ابنُ شُمَيلٍ: تــفتَّكَ فلانٌ بأَمْرِه: إِذا مَضَي عليهِ لَا يُؤامِرُ أَحَد. وَمن سجَعَاتِ الأساسِ: أَقْدَمَ فُلانٌ إِقْدامَةَ مُتَــفَتِّكٍ، واقْتَحَم اقْتِحامَةَ مُتَهَوِّكٍ.
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: أَصْلُ الــفَتْكِ فِي اللُّغَةِ مَا ذَكَرَه أَبو عُبَيدٍ، ثُمَّ جَعَلُوا كلَّ من هَجَمَ على الأمُور العِظامِ فاتِكًا.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ: فاتَكَتِ الإِبِلُ المَرعَى: أَتت عليهِ بأَحْناكِها. وَفِي النَّوادِرِ: إِبِلٌ مُفاتِكَةٌ للحَمْضِ: إِذا داوَمَتْ عَلَيْهِ مُستَأكِلَةً مُستَمْرِئةً.
وَفِي الأَساسِ: فاتَكَت الإِبلُ الحَمْض: إِذا لَم تَرعَ مِنْهُ شَيئًا، وَهُوَ مَجازٌ. وفَتَكَ فِي صِناعَتِه: مَهَرَ.
وفاتَكَ التّاجرُ فِي البَيعِ: اشْتَطَّ فِي سَوْمِه، كَمَا فِي الأَساس. وَمَا أَــفْتَكَــه: مَا أَلَجَّه. وَهُوَ فاتِكُ القَلْبِ: ماضٍ. وحَيَّةٌ فاتِكَةُ اللَّسعِ، وَهُوَ مجازٌ. وفِتْكٌ، بالكَسر: موضِعٌ بينَ أَجَأَ وسَلْمَى، نَقَله نَصْرٌ. وقَدْ سَمَّوْا فاتِكًا. والتَّفْتِيكُ: مَا يُوضَعُ على الجُرحِ من الخِرَقِ لتنَشِّفَ الرّطُوبَةَ، اسمٌ كالتَّمْتِين والتَّنْبِيتِ، مولَّدَة. وأَبو الفاتِكِ: من كُناهُم. ومُنْيَةُ فاتِكٍ: قريَةٌ بمِصْرَ.

فتك

1 فَتَكَ بِهِ, (S, MA, O, Msb, K,) aor. ـُ and فَتِكَ, inf. n. فَتْكٌ and فُتْكٌ and فِتْكٌ (S, O, Msb, K *) and فُتُوكٌ (MA, K *) and فَتَاكَةٌ, (MA,) He assassinated him; i. e. he came to him when he (the latter) was inadvertent, and assaulted him and slew him; (S, MA, * O;) thus it signifies accord. to an explanation of الــفَتْكُ by A' Obeyd; and this is the primary signification: (Az, TA:) if he have not given him [for أَعْطَانَا in my original (an obvious mistranscription) I read أَعْطَاهُ] assurance of safety, it behooves him to make that known to him: (A' Obeyd, TA:) he assaulted him; or he slew him at unawares; and ↓ افتك is a dial. var. thereof: (Msb:) he seized an opportunity that he (another) offered him (K, TA) by his inadvertence, (TA,) and slew him: or he wounded him openly: (K, TA:) or it has a more general meaning with respect to both of these acts: (K, * TA:) Fr says that الــفَتْكُ signifies the man's slaying openly. (TA.) It is said in a trad., قَيَّدَ الإِيمَانُ الــفَتْكَ لَا يَــفْتُِكُ مُؤْمِنٌ [i. e. The giving assurance of safety has inhibited (or, emphatically, inhibits) the slaying at unawares, &c.: one who gives assurance of safety shall not slay at unawares, &c.: the like has been said above: see also an explanation of the former clause of the trad. in art. قيد]. (S, O.) b2: And فَتَكَ, aor. ـُ and فَتِكَ, inf. n. فَتْكٌ and فُتْكٌ and فِتْكٌ (O, K) and فُتُوكٌ, (K,) He purposed an affair and executed it: (O:) or he embarked in, or performed, an affair that occasioned uneasiness, and to which the mind invited; as also ↓ افتك: (K:) the latter verb is said by Fr to be a dial. var. of the former. (O.) b3: [Hence,] فَتَكَ فِى الأَمْرِ, (K, TA,) inf. n. فَتْكٌ, (TA,) (tropical:) He persisted, or persevered, in the affair; syn. لَجَّ, or أَلَحَّ. (Accord. to different copies of the K; in the TA the former. [The same meaning is also assigned to فَنَكَ.]) b4: And فَتَكَ فِى

الخُبْثِ, [in the CK فى الخُنْبُثِ,] inf. n. فُتُوكٌ, (O, K, TA,) (tropical:) He exceeded the usual bounds in that which was evil, abominable, foul, or unlawful. (K, TA.) b5: فَتَكَ فِى صِنَاعَتِهِ (assumed tropical:) He was skilful in his art, or craft. (TA.) b6: And فَتَكَــتْ said of a girl, or young woman, means (tropical:) She cared not for what she did nor for what was said to her. (O, K, TA.) [See also فَتَكَــتْ.]2 فَتَّكْــتُ القُطْنَ, (IDrd, O,) inf. n. تَفْتِيكٌ, (IDrd, O, K,) I separated, plucked asunder, or loosened, the cotton: (IDrd, O, K: *) so in one of the dials.; (IDrd, O;) it is of the dial. of Asd. (TA.) 3 المُفَاتَكَةُ signifies المُمَاهَرَةُ; (O, K, TA;) so says Ibn-' Abbád, (O, TA,) and so Z; (TA;) i. e. (tropical:) The making a show of skill, one with another: (TK:) [but for المُمَاهَرَةُ, the CK has المُجَاهَرَةُ:] one says, فاتك صَاحِبَهُ i. e. مَاهَرَهُ (tropical:) [He made a show of skill, app. in competition, with his companion]. (TA.) b2: And (tropical:) The falling to the thing (مُوَاقَعَةُ الشَّىْءِ) with vehemence; such as eating, (K, TA,) and drinking, (TA,) and the like. (K, TA.) And فاتك الأَمْرَ (assumed tropical:) He threw himself, or plunged, into the affair; syn. وَاقَعَهُ: (K, TA:) and the subst. is ↓ فِتَاكٌ [having the meaning of the inf. n.: but why this is not called the inf. n. (for such it is accord. to analogy) I do not see]. (TA.) b3: And فاتك فُلَانًا (inf. n. مُفَاتَكَةٌ, TA) i. q. دَاوَمَهُ (tropical:) [app. as meaning (tropical:) He kept continually, or constantly, to such a one: agreeably with what here follows]. (O, K, TA.) b4: فاتكت الإِبِلُ الحَمْضَ (assumed tropical:) The camels [kept continually, or constantly, to the plants called حَمْض, desiring them as food and finding them wholesome: (see the part. n., below:) or] confined themselves to the حمض, not pasturing upon anything therewith. (TA.) And فاتكت الإِبِلُ المَرْعَى (assumed tropical:) The camels consumed with their mouths [or devoured] the pasture. (TA.) b5: فاتك فُلَانًا He gave to such a one that which he mentioned as the price of what he had to sell: in the case of his bargaining with him and not giving him anything, one says فاتحهُ. (IAar, O, K.) فاتك التَّاجِرُ فِى البَيْعِ is expl. in the A as meaning The trader exceeded the due bounds, or acted unjustly, in offering the thing for sale and naming the price. (TA.) 4 أَــفْتَكَ see 1, in two places.

A2: مَا أَــفْتَكَــهُ meansHow persistent, or persevering, is he! (TA.) 5 تــفتّك بِأَمْرِهِ He executed, or performed, his affair; or kept, or applied himself, constantly, or perseveringly, to it; not consulting any one. (ISh, O, K.) فِتَاكٌ: see 3, former half.

فَاتِكٌ [act. part. n. of 1; generally meaning Assassinating; or an assassin:] one who comes upon another suddenly, or at unawares, or takes him by surprise, with some evil, or hateful, act, or [more commonly] with slaughter: and accord. to IDrd, one who, when he purposes a thing, does [it]: (Ham p. 43:) any one who attempts, or ventures upon, great, or formidable, affairs: (Az, TA:) bold, or daring; (S, O, K;) courageous: (K:) pl. فُتَّاكٌ. (S, O, K.) b2: [Hence,] فَاتِكُ القَلْبِ (assumed tropical:) Penetrating, sharp, or vigorous, and effective, in mind. (TA.) b3: And حَيَّةٌ فَاتِكَةٌ لِلسَّبُعِ (tropical:) [A serpent that attacks the beast of prey]. (TA.) b4: And جَارِيَةٌ فَاتِكَةٌ (tropical:) A young woman who cares not for what she does nor for what is said to her. (TA.) تَفْتِيكٌ [app. from the Pers\. تَفْتِيك signifying

“ fine, soft, wool,” and “ soft, downy, kids' hair,”] A compress of rags which is put upon a wound in order that the moisture may become absorbed [thereby]: a subst. like تَمْتِينٌ and تَنْبِيتٌ: and post-classical. (TA.) إِبِلٌ مُفَاتِكَةٌ لِلْحَمْضِ Camels that keep continually, or constantly, to the [plants called]

حَمْض, desiring them as food and finding them wholesome. (O, TA. [See also 3.])
ف ت ك : فَتَكْــتُ بِهِ فَتْكًــا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ
وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ فَتْكًــا مُثَلَّثُ الْفَاءِ بَطَشْتُ بِهِ أَوْ قَتَلْتُهُ عَلَى غَفْلَةٍ وَأَــفْتَكْــتُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ. 

فتكر

[فتكــر] قولهم: لقيت منه الــفِتَكْــرين والــفتكــرين، بكسر الفاء وضمها، والتاء مفتوحة، والنون للجمع، وهى الشدائد والدواهي.

فتكــر



فِتْكِــرٌ and فِتَكْــرٌ: see what follows.

فِتَكْــرِين and فُتَكْــرِين (S, O, K) and فَتَكْــرِين and فِتْكَــرِين and ↓ فِتْكِــرٌ (O, K) and ↓ فِتَكْــرٌ (K) A calamity, or misfortune; (O, K;) and [in the CK “ or ”] a wonderful, and great, or formidable, affair, or event: (K:) or the ن is the characteristic of the pl.; and one says, لَقِيتُ مِنْهُ الــفِتَكْــرِينَ and الــفُتَكْــرِينَ, meaning [I experienced from him, or it,] difficulties, or distresses, and calamities, or misfortunes. (S.)

فتكــر: لقيت منه الــفِتَكْــرِينَ والــفُتَكْــرِينَ، بكسر الفاء وضمها والتاء

مفتوحة والنون للجمع، أَي الدواهي والشدائد، وقيل: هي الأَمر العَجَب

العظيم كأَن واحد الــفِتَكْــرِينَ فِتَكْــر، ولم ينطق به إِلا أَنه مقدر كان

سبيله أَن يكون الواحد فَِتكْــره، بالتأْنيث، كما قالوا: داهية ومنكرة، فلما

لم تظهر الهاء في الواحد جعلوا جمعه بالواو والنون عوضاً من الهاء

المقدرة، وجرى ذلك مجرى أَرض وأَرضين، وإِنما لم يستعملوا في هذه الأَسماء

الإِفراد فيقولوا: فِتَكْــر وبِرَح وأَقْوَر، واقتصروا فيه على الجمع دون

الإِفراد، من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال

والغلبة.

فتكــر
الــفِتكــرِ، كخِنْصِرٍ، وحِضَجْر والــفتكــرينَ، بتَثْلِيثِ الفاءِ وفَتْح التاءِ وبكَسْر الفاءِ، وسُكُون التاءِ وفَتْح الكافِ، فَهِيَ خَمْسُ لُغَات، والأَصْلُ فِيهِ مِثَالُ فِلَسْطِينَ ودِرَخْمِين، والّذي بكَسْرِ الفاءِ وسُكُون التاءِ وَالْكَاف لُغَةٌ فيهمَا: الدّاهِيَةُ. وقيلَ: الأَمْرُ العَجَبُ العَظيم وَقيل: إِنّ النُّونَ للجَمْع، أَي الدَّواهِي والشَّدَائِد واقْتَصَرُوا فِيهِ على الجَمْعِ دون إِفرادٍ مِن حَيْثُ كانُوا يَصِفُون الدَّواهِيَ بالكَثْرَة والعُمُومِ والاشْتِمَال والغَلَبَة. أَنشد ابْن دُرَيْد، قَالَ: أَنْشَدَ ابنُ الكَلْبيّ لرَجُل من كَلْب قديم فِيمَا ذَكَرَه، فجَعَل كُلَيْباً عَيْراً، كَمَا جَعَلَه الحارِثُ بن حِلِّزَة فِي شِعْره:
(كُلَيْبُ العَيْرُ أَيْسَرُ مِنْك ذَنْباً ... غَدَاةَ يَسُومُنَا بالــفِتْكَــرِينِ)

(فَمَا يُنْجِيكُمُ مِنّا شِبَامٌ ... وَلَا قَطَنٌ وَلَا أَهْلُ الحَجُونِ)

فَتَكَ 

(فَتَكَالْفَاءُ وَالتَّاءُ وَالْكَافُ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى خِلَافِ النُّسُكِ وَالصَّلَاحِ. مِنْ ذَلِكَ الْــفَتْكُ، وَهُوَ الْغَدْرُ، وَهُوَ الْــفِتْكُ أَيْضًا. يُقَالُ: فَتَكَ بِهِ: اغْتَالَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْإِيمَانُ قَيْدُ الْــفَتْكِ ".» وَقَالَ الشَّاعِرُ: لَا مَهْرَ أَغْلَى مِنْ عَلِيٍّ وَإِنْ غَلَا ... وَلَا فَتْكَ إِلَّا دُونَ فَتْكِ ابْنِ مُلْجِمِ

مَعْرِفَتك الشيءَ خير من جهلك إيّاه

مَعْرِــفَتك الشيءَ خير من جهلك إيّاه [فصيحة]-مَعْرِــفَتك بالشيء خير من جهلك إيّاه [فصيحة]
34 - مَهَرَ بصناعة السجاد [فصيحة]-مَهَرَ صناعة السجاد [فصيحة]
35 - هذا أمرٌ يَمَسُّ كرامةَ البلاد [فصيحة]-هذا أمرٌ يَمَسُّ بكرامة البلاد [صحيحة]
36 - هَمَسَ بكلامٍ لم نتبيّنه [فصيحة]-هَمَسَ كلامًا لم نتبيّنه [فصيحة]
37 - وَعَدَه بجائزة [فصيحة]-وَعَدَه جائزة [فصيحة]
التعليق: أوردت المعاجم بعض الأفعال متعدية بنفسها، وبحرف الجرّ «الباء» أيضًا، ومثال ذلك الفعل «مَهَرَ»، ففي اللسان: «وقد مَهَرَ الشيءَ، وفيه، وبه»، والفعل «بَدَأ» عُدِّي بنفسه في قوله تعالى: {وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} التوبة/13، وبحرف الجرّ الباء في قوله تعالى: {فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ} يوسف/76، والفعل «لَوَى» ورد في المصباح: «لَوَى رأسَه وبرأسه: أماله»، والفعل «هَمَّ» ورد متعديًا بنفسه كقوله تعالى: {إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} المائدة/11، وبحرف الجرّ الباء، كما في الحديث الشريف: «من هَمَّ بسيئة ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة»، وقول ابن المقفع: «هَمَّ اللصّ بأخذ الخابية». وقد أثبت الكثير من المعاجم الحديثة التعدية بـ «الباء»، ويمكن تصحيح تعدية الأمثلة المرفوضة بحرف الجرّ «الباء» على التضمين، وهو كثير في لغة العرب، كتضمين الفعل «غَرَّم» معنى «أَلْزَمَ»، وتضمين الفعل «ازدرى» معنى «استهان» ..

فَتْكٌ

فَتْكٌ:
بالفتح ثم السكون، وآخره كاف، وهو أن يأتي الرجل صاحبه وهو غارّ غافل فيقتله، وفتك:
ماء بأجإ أحد جبلي طيّء، قال زيد الخيل:
منعنا بين شرق إلى المطالي ... بحيّ ذي مكابرة عنود
نزلنا بين فتك والخلاقى ... بحيّ ذي مدارأة شديد
وحلّت سنبس طلح الغبارى ... وقد رغبت بنصر بني لبيد

فتكل

فتكــل
الــفُتَكْــلِين، كدُرَخْمِينَ أهمله الجَوْهَرِيّ، وصاحبُ اللِّسان، وَقَالَ الفَرّاءُ: هِيَ الداهِيَةُ، كالــفُتَكْــليم، بِالْمِيم، كَمَا فِي العُباب.

فَتَكَ

(فَتَكَ)
فِيهِ «الإيمَانُ قَيَّدَ الــفَتْك» الــفَتْك: أَنْ يأتِيَ الرَّجُلُ صاحِبَه وَهُوَ غَارٌّ غَافِل فيَشُدَّ عَلَيْهِ فَيَقْتُله، والغِيَلة: أَنْ يَخْدعه ثُمَّ يَقْتُلَه فِي مَوْضع خَفِيٍّ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُ «الــفَتْك» فِي الحديث.

الفَتْكُ

الــفَتْكُ، مُثَلَّثَةً: رُكوبُ ما هَمَّ مِنَ الأمُورِ ودَعَتْ إليه النفسُ،
كالفُتوكِ والإِفْتاكِ.
فَتَكَ يَــفْتُكُ ويَــفْتِكُ، فهو فاتِكٌ: جَريءٌ شُجاعٌ، ج: فُتَّاكٌ.
وفَتَكَ به: انْتَهَزَ منه فُرْصَةً، فَقَتَلَه أو جَرَحَهُ مُجاهَرَةً، أو أعَمُّ،
وـ في الأَمْرِ: لَجَّ،
وـ الجارِيَةُ: مَجَنَتْ،
وـ في الخُبْثِ فُتُوكاً: بالَغَ.
والمُفاتَكَةُ: المُماهَرَةُ، ومُواقَعَةُ الشيءِ بِشِدَّةٍ كالأَكْلِ ونحوِه.
وفاتَكَ الأمرَ: واقَعَه،
وـ فلاناً: داوَمَهُ،
وـ فلاناً: أعطاهُ ما اسْتامَ بِبيْعِه، وفاتَحَه: إذا ساوَمَه ولم يُعْطِهِ شيئاً.
وتَفْتيكُ القُطْنِ: نَفْشُه.
وتَــفَتَّكَ بأمرِهِ: مَضَى عليه لا يُؤامِرُ أحَداً.
فَدَكُ، محرَّكةً: ة بِخَيْبَرَ. وفَدَكِيُّ بنُ أعْبَدَ: أبو مَيَّا أُمِّ عَمْرِو بنِ الأَهْتَمِ.
وكزُبَيْرٍ: ع. والفُدَيْكاتُ: قومٌ منَ الخَوارِجِ، نُسِبوا إلى أبي فُدَيْكٍ الخارِجِيِّ.
وتَفْديكُ القُطْنِ: نَفْشُه.

فكك

فكك: {فك}: أعتق. {منفكين}: زائلين.
ف ك ك: (فَكَّ) الشَّيْءَ خَلَّصَهُ وَكُلُّ مُشْتَبِكَيْنِ فَصَلَهُمَا فَقَدْ فَكَّهُمَا. وَ (فَكَّكَهُ) أَيْضًا (تَفْكِيكًا) . وَ (الْفَكُّ) اللَّحْيُ يُقَالُ: مَقْتَلُ الرَّجُلِ بَيْنَ فَكَّيْهِ. وَ (فَكَّ) الرَّهْنَ خَلَّصَهُ وَافْتَكَّــهُ أَيْضًا. وَ (فَكَاكُ) الرَّهْنِ بِفَتْحِ الْفَاءِ وَكَسْرِهَا مَا يُــفْتَكُّ بِهِ. وَ (فَكَّ) الرَّقَبَةَ أَعْتَقَهَا وَبَابُ الثَّلَاثَةِ رَدَّ. وَ (انْفَكَّتْ) رَقَبَتُهُ مِنَ الرِّقِّ. وَمَا (انْفَكَّ) فُلَانٌ قَائِمًا أَيْ مَا زَالَ قَائِمًا. وَسَقَطَ فُلَانٌ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ أَوْ إِصْبَعُهُ إِذَا انْفَرَجَتْ وَزَالَتْ. 
ف ك ك : الْفَكُّ بِالْفَتْحِ اللَّحْيُ وَهُمَا فَكَّانِ وَالْجَمْعُ فُكُوكٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ قَالَ فِي الْبَارِعِ الْفَكَّانِ مُلْتَقَى الشِّدْقَيْنِ مِنْ الْجَانِبَيْنِ وَفَكَكْتُ الْعَظْمَ فَكًّا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَزَلْتُهُ مِنْ مَفْصِلِهِ وَانْفَكَّ بِنَفْسِهِ وَفَكَكْتُ الْخَتْمَ وَفَكَكْتُ الرَّهْنَ خَلَّصْتُهُ وَالِاسْمُ الْفَكَاكُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرُ لُغَةٌ حَكَاهَا ابْنُ السِّكِّيتِ وَمَنَعَهَا الْأَصْمَعِيُّ وَالْفَرَّاءُ وَفَكَكْتُ الْأَسِيرَ وَالْعَبْدَ إذَا خَلَّصْتُهُ مِنْ الْإِسَارِ وَالرِّقِّ وَهُوَ يَسْعَى فِي فَكَاكِ رَقَبَتِهِ وَفِي فَكِّهَا أَيْضًا قَالَ تَعَالَى {فَكُّ رَقَبَةٍ} [البلد: 13] أَيْ أَعْتَقَهَا وَأَطْلَقَهَا وَقِيلَ الْمُرَادُ الْإِعَانَةُ فِي ثَمَنِهَا وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ قَالَهُ الطُّرْطُوشِيُّ وَكُلُّ شَيْءٍ أَطْلَقْتَهُ فَقَدْ فَكَكْتَهُ وَفَكَكْتُهُ أَبَنْتُ بَعْضَهُ مِنْ بَعْضٍ. 
ف ك ك

فكّ عظمه فانفك إذا انفرج، وسقط فانفكت قدمه، وقيل لأعرابي: كيف تأكل الرأس فقال: أفكّ لحييه، وأسحى خدّيه. ويقال: شيخ كبير قد فكّ وفرّج أي فكّ منكباه وفرّج لحياه أي انفرجا، والفكك: ضعف في المنكبين وانفراج عن المفصل. قال:

أبد يمشي مشية الأفكّ

وتقول: في رجليه صكك، وفي منكبيه فكك. وفكّ الختام: مثل فضّه. وفكّ عنه الغلّ والقيد.

ويقال: مقتل الرجل بين فكّيه. وتقول: البخل بين كفّيه، والكذب بين فكّيه.

ومن المجاز: فكّ الرهن، وما لرهنك فكاك وفكاك. قال زهير:

وفارقتك برهن لا فكاك له ... يوم الوداع فأمسى الرهن قد غلقا

وفكّ رقبته: أعتقه. وفي مشيه وكلامه تفكّك أي اضطراب كالشيء ينفكّ بعضه من بعض. وفلا متفكّك إذا لم يتماسك من حمقه، وهو أحمق فكّاك. ورجل فكّاكٌ بالكلام: لا يلائم بين كلماته ومعانيه لحمقه، وفيه فكّةٌ. وتقول: فلان لا تفارقه الفكّة، ما صحبت السماك الفكّه، وهي قصعة المساكين كواكب مستديرة خلف السماك الرامح.

فكك


فَكَّ
(n.ac.
فَكّ)
a. Separated, parted; loosed, loosened, untied, undid;
broke (seal); solved, settled, disentangled (
difficulty ).
b. Sprained, dislocated, disjointed (
bone ).
c. Opened, unclosed (hand).
d.(n. ac. فَكّ
فَكَاْك
فَكَّاْك), Loosed, let go, set free, freed, liberated
emancipated; ransomed.
e.(n. ac. فَكّ
فُكُوْك), Redeemed (pledge).
f. Was decrepit.
g.(n. ac. فَكَك), Was sprained, dislocated, disjointed.
h.(n. ac. فَكّ
فَكَّة), Grew stupid.
فَكَّكَa. see I (a)
تَفَكَّكَa. Was separated, parted.
b. Had no self-control, no self-restraint.

إِنْفَكَكَa. Was, became separated, undone, loosed; was dislocated;
were wide apart (fingers).
b. Was set free, liberated, emancipated, ransomed.
c. ['An], Ceased, left off, discontinued, desisted from.
d. [Min] [ coll. ], Freed himself
from, got rid of.
إِــفْتَكَــكَa. see I (e)
إِسْتَفْكَكَa. Tried to loose, undo, separate &c.

فَكّa. Loosening; separation.
b. Dislocation, sprain.
c. (pl.
فُكُوْك), Jaw.
فَكَّةa. Imbecility.
b. [art.], The Corona Borealis (constellation).

أَفْكَكُ
(pl.
فُكّ)
a. One having a dislocated shoulder.

فَاْكِك
(pl.
فَكَكَة
فِكَاْك)
a. Separating, loosening &c.
b. Decrepit.
c. Foolish.

فَكَاْكa. Ransommoney.
b. see 1 (b)
فِكَاْكa. see 22 (a)
فَكَّاْكa. see 21 (a)
صَاحِب فَكَّة
a. [ coll. ], Incoherent; rambler.

لَا يَنْفَكُّ عَن قُبْحِ
فِعْلِهِ
a. He does not desist from his evildoing.
[فكك] أعتق النسمة و "فك" الرقبة، ورد تفسيره أن عتق النسمة أن ينفرد بعتقها، وفك الرقبة أن يعين في عتقها، وأصل الفك الفصل بين الشيئين وتخليص بعضها من بعض. ومنه ح: عودوا المريض و "فكوا" العاني، أي أطلقوا الأسير، ويجوز إرادة العتق. وفيه: إنه ركب فرسا فصرعه على جذم نخلة "فانفكت" قدمه، الانفكاك ضرب من الوهن والخلع وهو أن ينفك بعض أجزائها عن بعض. ط: وفي صحيفة علي: "فكاك" الأسير، بفتح فاء وكسرها، أي فيها حكمة والترغيب فيه وأنه من أنواع بر يهتم به. ك: فكاكه ما يحصل به خلاصه، وروى: وأن لا يقتل - أي فيها حكم العقل وحكم تحريم قتل المسلم بالكافر. ط: هذا "فكاك" من النار، فكاك الرهن ما يفك به، وكان لكل مكلف مقعده من الجنة والنار، ومن آمن بدل مقعده من النار بمقعده من الجنة ومن كفر فبعكسه، وكانت الكفرة كالخلف للمؤمنين، وأيضا لما سبق القسم الإلهي بملأ جهنم كان ملؤها من الكفار خلاصا للمؤمنين ونجاة لهم من النار. ن: قوله: نجى ناس - الخ، معناه يغفر ذنوبهم ويدخل الكفار بكفرهم النار لا أنه يوضع عليهم ذنوب آخرين إذ «لا تزر وازرة وزر أخرى» ويحتمل إرادة ذنوب تسبب الكفار لها ويعفى عن المسلمين ويوضع على الكفار مثلها لأنهم سنوها. ج: و "فك" رهاني، هو جمع رهن، أراد تخليصه مما نفسه مرتهنة به من حقوق الله. غ: «"فك" رقبة» أي اقتحام العقبة عتق نسمة. و "منفكين" منتهين أو مفارقين. من انفك عنه - إذا انفصل عنه.
[فكك] فلكة المغزل سميت لاستدارتها. والفَلْكَةُ: قطعةٌ من الأرض أو الرمل تستدير وترتفع على ما حولها، والجمع فَلَكٌ. قال الكميت: فلا تَبْكِ العِراصَ ودِمْنَتَيْها بِناظِرةٍ ولا فَلَكَ الأسيلِ ومنه قيل: فلك ثدى الجارى تفليكا وتفلك: استدار. قال أبو عمرو: التَفْليكُ أن يجعل الراعي من الهُلب مثل الفَلْكَةِ ثم يجعله في لسان الفَصيل لئلاّ يرضع. والفُلْكُ بالضم: السفينة، واحدٌ وجمعٌ، يذكّر ويؤنّث. وقال تعالى: {في الفُلْكِ المَشْحونِ} فجاء به مذكَّراً. وقال تعالى: {والفلك التى يجرى البحر} فأنث ويحتمل واحداً وجمعاً. وقال تعالى: {حتَّى إذا كنتم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بهم} فجمع، فكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة إلى المركب فيذكر، والى السفينة فتؤنث. وكان سيبويه يقول: الفلك التى هي جمع تكسير للفلك التى هي واحد، وليس مثل الجنب الذى هو واحد وجمع، والطفل وما أشبههما من الاس ماء، لان فعلا يشركان في الشئ الواحد، مثل العرب والعرب، والعجم والعجم، والرهب والرهب، فلما جاز أن يجمع فعل على فعل، مثل أسد وأسد، لم يمتنع أن يجمع فعل على فعل. والفلك: واحد أفلاك الفجوم. قال: ويجوز أن يجمع على فعل مثل أسد وأسد، وخشب وخشب. والفلك موج البحر. والفيلكون البردى
[فكك] فككت الشئ: خلصته. وكل مشتبكين فصَلتَهما فقد فككتهما، وكذلك التَفْكيكُ. والفَكُّ: اللَحْيُ. يقال: " مقتلُ الرجلُ بين فَكَّيْهِ " وفَكَكْتُ الصبيّ: جعلت الدواء في فيه. ويقال للشيخ الكبير: قد فَكَّ وفَرَّجَ، يريد فَرَّجَ لَحْيَيْهِ، وذلك في الكِبَر إذا هرِم. قال أبو زيد: الفاكُّ من الرجال: الهِرمُ. يقال: قد فَكَّ يَفُكُّ فَكًّا وفُكوكاً. وفَكُّ الرهنَ وافْتَكَّــهُ بمعنًى، أي خلَّصه. وفَكاكُ الرهن: ما يُــفْتَكُّ به. وفِكاكُ الرهن أيضاً بالكسر، لغةٌ حكاها الكسائيّ. وفَكَّ الرقبةَ، أي أعتقها. وانْفَكَّتْ رقبتُه من الرِقّ. وما انْفَكَّ فلانٌ قائماً، أي ما زال قائماً. وقول ذى الرمة: حراجيج ما تنفك إلامناخة على الخسف أو نرمي بها بلدا قفرا يريد: ما تنفك مناخة، فزاد إلا. وسَقَطَ فلانٌ فانْفَكَّتْ قدمُه أو إصبعُه، إذا انفرجت وزالت. والفَكَكُ: انفساخ القدم، ومنه قول رؤبة:

هاجك من أروى كمنهاض الفكك * قال الاصمعي: إنما هو الفَكُّ، من قولك: فَكَّهُ يَفُكُّهُ فَكًّا، فأظهر التضعيف ضرورةً. والفكة: الحمق والاسترخاء. قال أبو قيس بن الاسلت: الحزم والقوة خير من الشفاق والفكة والهاع يقال: ما كنت فاكا، ولقد فككت بالكسر تفك فَكَّةً، فأنت فاكٌّ تاكٌّ، أي أحمق. وف لان يتفكك، إذا لم يكن به تماسكٌ في حمقٍ. والفَكَّةُ: كواكبُ مستديرة خلفَ السِماك الرامح. قال الاصمعي: يسمها الصبيان قَصعة المساكين. قال: والأفَكُّ الذي انفرج مَنكبه عن مَفصله ضعفاً واسترخاءً. تقول منه: ما كنتَ أفَكَّ ولقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً.
(ف ك ك)

فك الشَّيْء يفكه فكاًّ فانفك: فَصله.

وَفك الرَّهْن يفكه فكا: كَذَلِك.

وفكاك الرَّهْن، وفكاكه: مَا فك بِهِ.

وَفك الرَّقَبَة يفكها فكا: اعتقها، وَهُوَ من ذَلِك، لِأَنَّهَا فصلت من الرّقّ.

وَفك الاسير فكا وفكاكة: فَصله من الاسر.

والفكاك: مَا فك بِهِ.

وَفك يَده فكاًّ: فتحهَا عَمَّا فِيهَا.

والفك فِي الْيَد: دون الْكسر. والفك: انفراج الْمنْكب عَن مفصله استرخاء وضعفا.

وَجل أفك النكب.

وَفِيه فكة، أَي استرخاء وَضعف فِي رَأْيه.

والفكة، أَيْضا: الْحمق مَعَ استرخاء.

وَرجل فَاك: أَحمَق بَالغ الْحمق، وَيتبع فَيُقَال: فَاك تاك.

وَالْجمع: فككة، وفكاك، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَقد فَككت، وفككت.

والفاك: الْهَرم من الْإِبِل وَالنَّاس.

فك يفك فكاًّ، فُكُوكا.

وَحكى يَعْقُوب: شيخ فَاك تاك، جعله إتباعا.

والفكان: اللحيان.

وَقيل: مُجْتَمع اللحيين عِنْد الصدغ من أَعلَى وأسفل، يكون من الْإِنْسَان وَالدَّابَّة، قَالَ اكثم بن صفي: " مقتل الرجل بَين فَكَّيْهِ " يَعْنِي: لِسَانه.

والفك: مُجْتَمع الخطم.

والفكك: انكسار الفك أَو زَوَاله.

وَرجل أفك: مكسور الفك.

والفكة: نُجُوم مستديرة حِيَال بَنَات نعش خلف السماك الرامح تسميها الصّبيان: قَصْعَة الْمَسَاكِين.
فكك
فكَّ فَكَكْتُ، يَفُكّ، افْكُكْ/ فُكَّ، فَكًّا، فهو فاكُّ، والمفعول مَفْكوك
• فكَّ الجِهازَ: فصَل أجزاءه "فكّ الآلة".
• فكَّ العُقْدةَ وغيرَها: حلّها "فكّ رَبْطة عُنُقه- فكّ الحبل".
• فكَّ الأسيرَ: أطلقه وحرَّره "فك الحصارَ: رفعه، حرّر المحاصرين- {فَكُّ رَقَبَةٍ}: عتقها وتحريرها من الرِّقّ" ° فكّ قيده/ فكّ غُلَّه: حرّره، أطلقه.
• فكَّ الرهنَ: خلّصه من يد المرتهن "فكّ رهن العقار".
• فكَّ المِسْمارَ اللَّولبيّ: خلعه، أخرجه بالمِفكّ "ربط المسمار جيدًا فلم يستطع فكَّه".
• فكَّ النقودَ: جزّأها إلى وحدات أقلّ، قدَّم وحدة كبيرة من العُمْلة، وحصَل على ما يقابل قيمتَها من العُملات الصَّغيرة "فكّ مائة جنيهٍ".
• فكَّ المعادلةَ: (جب) أوجد جذورها.
• فكَّ إدغامَ الحرفين: (لغ) فصل أحدهما عن الآخر؛ عن طريق تحريك الساكن منهما، وتسكين المتحرِّك، نحو: (لا تَمْرُرْ) في (لا تَمُرَّ) و (شَدَدْتُ) في (شَدَّ).
• فكَّ لحامًا ونحوَه: نزعه، أزاله.
• فكَّ لُغْزًا: حلّه، أجابه.
• فكَّ الخَطَّ:
1 - تعلّم مبادئ القراءة والكتابة.
2 - فَسَّرَه، شرَحه، أبان رموز كتابته القديمة وحلَّها "فك شمبليون رموز حجر

رشيد".
• فكَّ المشتبِكَيْن: فصلهما.
• فكَّ الختمَ: فضَّه وكسره.
• فكَّ العظمَ: أزاله عن مفصله. 

افتكَّ يــفَتكّ، افتَكِــكْ/ افتَكَّ، افتكــاكًا، فهو مــفتَكّ، والمفعول مــفتَكّ
• افتكَّ الشَّيءَ: فكَّه، فصل أجزاءه، فصله من غيره "افتكّ العقدة/ الآلة".
• افتكَّ الرَّهنَ: خلَّصه من يد المرتهن.
• افتكَّ الأسيرَ: أطلقه وحرَّره. 

انفكَّ ينفكّ، انفَكِكْ/ انْفَكَّ، انفكاكًا، فهو مُنفكّ
• انفكَّ الشَّيءُ:
1 - مُطاوع فكَّ: انفصلت أجزاؤه "انفكّت الآلةُ".
2 - انحلّ "انفكّت العقدةُ" ° انفكّت عقدةُ لسانه: نَطَق.
3 - تحرَّر "انفكَّت التِّجارة من قيود الاستيراد والتَّصدير- {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ}: منصرفين وتاركين ما هم عليه".
• ما انفكّ يفعل كذا: (نح) من أخوات كان، تفيد الاستمرار وتأتي ملازمة للنفي، تُبقي على المبتدأ مرفوعًا وتنصب الخبر، ومعناها مازال "ما انفكَّ العملُ مستمرًّا". 

تفكَّكَ يتفكَّك، تفكُّكًا، فهو مُتفكِّك
• تفكَّكَ الشَّيءُ:
1 - انفكّ، انفصلت أجزاؤه "تفكّكت الآلة".
2 - ضعُف وانهار "تفكّك نظام الدفاع- تفكّكَت روابطُ الصَّداقة: انحلّت- أسرة متفكِّكَة الرَّوابط" ° تفكَّكت شخصيّته: ضعُفت- تفكَّكت جملُ الكاتب وأفكاره: لم تكن مترابطة. 

فكَّكَ يفكِّك، تفكيكًا، فهو مُفكِّك، والمفعول مُفكَّك
• فكَّك الجِهازَ: بالغ في فكّه؛ فصل أجزاءه "فكَّك الآلةَ/ الذَّرَّة/ قطعَ الأثاث".
• فكَّك العروضيُّ دائرةَ العروض: استخرج ما فيها من أبحر الشعر.
• فكَّك العظمَ: فكّه، أزاله عن موضعه. 

تفكُّك [مفرد]:
1 - مصدر تفكَّكَ.
2 - انعدام الترابط بين الصور الذهنيّة.
3 - (كم) تجزؤ مركب إلى بعض مكوناته في ظروف خاصة من حرارة أو ضغط أو بتأثير مذيب. 

تفكيكيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تفكيك.
2 - مصدر صناعيّ من تفكيك: مذهب يقوم على تحليل الفكرة إلى عناصرها الأوّليّة "اتّجه من البنيويّة إلى التفكيكيّة".
• التَّفكيكيَّة: (دب، سف) مذهب أدبيّ يعتبر كلّ قراءة للنَّصّ تفسيرًا جديدًا له، ويقول باستحالة التَّوصُّل إلى معنى نهائيّ وكامل لأيّ نصّ، ويسعى إلى إحداث تمزيق دقيق للقوى المتصارعة في النصّ لبيان الكيفية التي تشكَّل بها. 

فَكاك/ فِكاك [مفرد]
• فِكاك الرهن: ما يدفع من مالٍ ونحوه لفكِّه. 

فَكّ [مفرد]: ج فُكُوك (لغير المصدر):
1 - مصدر فكَّ ° فكُّ الخطّ: حلُّ رموز الكتابات القديمة، تعلُّم مبادئ القراءة والكتابة.
2 - (شر) أحد عظميّ الحنك اللذين تنبت عليهما الأسنان ولا سيّما الأسفل منهما "شعر بألم في فكّه- مقتل الرجل بين فكّيه [مثل]: أُريد لسانه وما ينطق به" ° بين فكَّيّ الأسد: في خطر، في مأزق.
3 - إحدى قطعتي حديد في بعض الآلات تساعد على التقاط شيء "فكّ كمّاشة/ ملْقَط".
• فكّ الإدغام: (نح) تحريك السّاكن في الحرفين المدغمين وتسكين المتحرّك منهما، مثل: شدَّ وشَدَدْتُ.
• الفكَّان: اللَّحيان. 

فَكَّاك [مفرد]: صيغة مبالغة من فكَّ.
• فكَّاك الرموز: الذي يحلها ويكتشف معناها. 

فَكَّة [مفرد]: عملات أو نقود من فئة صغيرة. 

مِفَكّ [مفرد]: ج مِفَكّات ومَفَاكُّ:
1 - اسم آلة من فكَّ.
2 - أداة تُدار بها المسامير اللولبيّة كي تثبَّت أو تُفكّ. 

فكك: الليث: يقال فَكَكْتُ الشيء فانْفَكَّ بمنزلة الكتاب المختوم

تَفُكُّ خاتَمه كما تَفُكُّ الحَنَكيْنِ تَفْصِل بينهما. وفَكَكْتُ الشيء:

خَلَّصْته. وكل مشتبكين فصلتهما فقد فَكَكْتَهما، وكذلك التَّفْكِيك. ابن

سيده: فَكَّ الشيءَ يفُكُّه فَكّاً فانْفَكَّ فصله. وفَكَّ الرهنَ يَفُكُّه

فَكّاً وافْتَكَّــه: بمعنى خَلَّصه. وفَكاكُ الرهن وفِكاكُه، بالكسر: ما

فُكَّ به. الأَصمعي: الفَكُّ أَن تَفُكَّ الخَلْخال والرَّقَبة. وفَكَّ

يدَه فَكّاً إذا أزال المَفْصِلَ، يقال: أَصابه فَكَكٌ؛ قال رؤبة:

هاجَكَ من أَرْوَى كَمُنْهاضِ الفَكَكْ

وفَكُّ الرقبة: تخليصُها من إسار الرِّق. وفَكُّ الرهن وفَكاكُه: تخليصه

من غَلَق الرهن. ويقال: هَلُمَّ فَكاكَ وفِكاكَ رَهْنِك. وكل شيء

أَطلقته فقد فَكَكْتَه. وفلان يسعى في فِكاكِ رَقبته، وانْفَكَّت رقبته من

الرق، وفَكَّ الرقبةَ يفُكُّها فَكّاً: أَعتقها، وهو من ذلك لأَنها فصلت من

الرق. وفي الحديث: أَعْتِق النَّسَمَة وفُكَّ الرقبة، تفسيره في الحديث:

أَن عتق النسمة أَن ينفرد بعتقها، وفَكّ الرقبةِ: أَن يُعِينَ في عتقها،

وأَصل الفَك الفصلُ بين الشيئين وتخليص بعضهما من بعض. وفَكَّ الأَسيرَ

فَكّاً وفَكاكَةً: فصله من الأَسْر. والفِكاكُ والفَكاكُ: ما فُكَّ به. وفي

الحديث: عُودُوا المريض وفُكُّوا العانيَ أَي أَطْلقُوا الأَسير، ويجوز

أَن يريد به العتق. وفَكَكْتُ يدَه فَكّاً، وفَكَّ يدَه: فتحها عما فيها.

والفَكُّ في اليد: دون الكسر. وسقط فلان فانْفَكَّتْ قدمُه أَو إِصبعه

إذا انفرجت وزالت. والفَكَكُ: انفساخ القَدَم، وأَنشد قول رؤبة: كمنهاض

الفكك؛ قال الأَصمعي: إنما هو الفَكُّ من قولك فَكه يَفُكُّه فَكّاً،

فأَظهر التضعيف ضرورة. وفي الحديث: أَنه ركب فرساً فصَرَعه على جِذْم نخلةٍ

فانْفَكَّتْ قَدَمُه؛ الانْفِكاكُ: ضرب من الوَهْنِ والخَلْع، وهو أَن

يَنْفَكَّ بعضُ أَجزائها عن بعض. والفَكَكُ، وفي المحكم: والفَكُّ انفراجُ

المَنْكِب عن مفصله استرخاء وضعفاً؛ وأَنشد الليث:

أَبَدُّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأَفَكِّ

ويقال: في فلان فَكَّة أَي استرخاء في رأيه؛ قال أَبو قَيْسِ بنُ

الأَسْلَتِ:

الحَزْمُ والقُوَّةُ خيرٌ من الـ

إشْفاقِ والفَكَّةِ والهاعِ

ورجل أَفَكُّ المَنْكِب وفيه فَكَّة أَي استرخاء وضعف في رأيه.

والأَفَكُّ: الذي انفرج منكبه عن مفصله ضعفاً واسترخاء، تقول منه: ما كنتَ

أَفَكَّ ولقد فَكِكْتَ تَفَكُّ فَكَكاً. والفَكَّة أيضاً: الحُمْق مع استرخاء.

ورجل فاكٌّ: أَحمق بالغ الحُمْق، ويُتْبَع فيقال: فاكٌّ تاكٌّ، والجمع

فِكَكَة وفِكاكٌ؛ عن ابن الأعَرابي. وقد فَكُكْتَ وفَكِكْتَ وقد حَمُقْتَ

وفَكُكْتَ، وبعضهم يقول فَكِكْتَ، ويقال: ما كنت فاكّاً ولقد فَكِكْتَ،

بالكسر، تَفَكُّ فَكَّةً. وفلان يتَفَكَّكُ إذا لم يكن به تماسك من

حُمْقٍ.وقال النضر: الفاكُّ المُعْيي هُزالاً. ناقة فاكَّة وجمل فاكّ،

والفاكُّ: الهَرِمُ من الإبل والناس، فَكَّ يَفُكّ فَكّاً وفُكُوكاً. وشيخ فاكّ

إذا انفرج لَحْياه من الهَرَم. ويقال للشيخ الكبير: قد فَكَّ وفَرَّجَ،

يريدُ فَرَّجَ لَحْيَيْهِ، وذلك في الكبر إذا هَرِم. وفكَكْتُ الصبيَّ:

جعلت الدواء في فيه. وحكى يعقوب: شيخ فاكٌّ وتاكّ، جعله بدلاً ولم يجعله

إتباعاً؛ قال: وقال الحُصَيْني: أَحمق فاكُّ وهاكّ، وهو الذ ي يتكلم بما

يَدْري وخطؤه أكثر من صوابه، وهو فَكَّاكٌ هَكَّاك. والفَكُّ: اللَّحْيُ.

والفَكَّان: اللِّحْيانِ، وقيل: مجتمع اللحيين عند الصُّدغ من أَعلى وأَسفل

يكون من الإنسان والدابة. قال أَكْثَمُ بن صَيْفِيّ: مَقْتَلُ الرجل بين

فَكَّيْهِ، يعني لسانه. وفي التهذيب: الفَكَّان ملتقى الشِّدْقين من

الجانبين. والفَكُّ: مجتمع الخَطْم. والأَفَكُّ: هو مَجْمع الخَطْم، وهو

مَجْمع الفَكَّيْنِ على تقدير أَفعل. وفي النوادر: أَفَكَّ الظبيُ من

الحبالة إذا وقع فيها تم انفلت، ومثله: أَفْسَحَ الظبيُ من الحبالة. والفَكَكُ:

انكسار الفَكِّ أَو زواله. ورجل أَفَكُّ: مكسور الفَكِّ، وانكسر أَحدُ

فَكّيْهِ أي لَحْييه؛ وأَنشد:

كأَنَّ بَيْنَ فَكِّها والفَكِّ

فَأرَةَ مِسْكٍ، ذُبِحَتْ في سُكِّ

والفَكَّةُ: نجوم مستديرة بحِيال بنات نَعْش خلف السماك الرَّامِح

تسميها الصبيان قصعة المساكين، وسميت قَصْعة المساكين لأَن في جانبها

ثُلْمَةً، وكذلك تلك الكواكب المجتمعة في جانب منها فضاء. ويقال: ناقة

مُتَفَكِّكةٌ إذا أَقْرَبَتْ فاسترخى صَلَواها وعَظُم ضَرْعُها ودنا نِتاجها، شبهت

بالشيء يُفَكّ فَيَتَفَكَّك أَي يَتَزايل وينفرج، وكذلك ناقة مُفِكَّة قد

أَفَكَّتْ، وناقة مُفْكِهَةٌ ومُفْكِةٌ بمعناها، قال: وذهب بعضهم

بتَفَكُّكِ الناقة إلى شدة ضَبعَتها؛ وروى الأَصمعي:

أَرْغَثَتْهُمْ ضَرْعَها الدنـ

ـيا، وقامَتْ تَتَفَكَّكْ

انفِشاحَ النَّابِ للسَّقـ

ـب، متى ما يَدْنُ تحْشِك

أَبو عبيد: المُتَفَكِّكةُ من الخيل الوَدِيقُ التي لا تمتنع عن الفحل.

وما انْفَكَّ فلان قائماً أَي ما زال قائماً. وقوله عز وجل: لم يَكُنِ

الذين كفروا من أَهل الكتاب والمشركين مُنْفَكِّينَ حتى تأتيهم البيِّنةُ؛

قال الزجاج: المشركين في موضع نسق على أَهل الكتاب، المعنى لم يكن الذين

كفروا من أَهل الكتاب ومن المشركين، وقوله مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة

أَي لم يكونوا مُنْفَكِّين حتى تأتيهم البينة أَي لم يكونوا

مُنْفَكِّينَ من كفرهم أَي منتهين عن كفرهم، وهو قول مجاهد، وقال الأَخفش:

مُنْفَكِّينَ زائلين عن كفرهم، وقال مجاهد: لم يكونوا ليؤمنوا حتى تبيَّن لهم

الحقُّ، وقال أَبو عبد الله نفطويه: معنى قوله مُنْفَكِّين يقول لم يكونوا

مفارقين الدنيا حتى أتتهم البينة التي أُبِينَتْ لهم في التوارة من صفة

محمد، صلى الله عليه وسلم، ونبوّته؛ وتأتيهم لفظه لفظ المضارع ومعناه

الماضي، وأَكد ذلك فقال تعالى: وما تَفَرَّق الذين أُوتوا الكتاب إلا من بعد ما

جاءتهم البينة، ومعناه أَن فِرَقَ أَهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا

مُقرِّين قبل مَبْعَث محمد، صلى الله عليه وسلم، أَنه مَبعوث، وكانوا

مجتمعين على ذلك، فلما بُعث تفرقوا فِرْقتين كل فرقة تنكره، وقيل: معنى وما

تفرّق الذين أُوتُوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة أَنه لم يكن

بينهم اختلاف في أمده، فلما بعث آمن به بعضهم وجحد الباقون وحَرَّفُوا في

أَمره، فلما بُعثَ آمن به بعضهم وجَحَد الباقون وحَرَّفُوا وبَدَّلوا ما

في كتابهم من صفته ونبوّته؛ قال الفراء: قد يكون الانْفِكاكُ على جهة

يَزالُ، ويكون على الانْفِكاكُ الذي نعرفه، فإذا كان على جهة يَزالُ فلا بدَّ

لها من فِعْلٍ وأَن يكون معناها جَحْداً، فتقول ما انْفَكَكْتُ أَذكركَ،

تريد ما زِلْتُ أَذكرك، وإذا كانت على غير جهة يَزالُ قلت قد

انْفَكَكْتُ منك وانْفَكَّ الشيءُّ من الشيء، فتكــون بلا جَحْدٍ وبلا فِعْل؛ قال ذو

الرمة:

قَلائِص لا تَنْفَكُّ إلا مُناخَةً

على الخَسْفِ، أَو نَرْمِي بها بلداً قَفْرا

فلم يدخل فيها إلاّ: إلاّ، وهو ينوي به التمام، وخلافَ يَزال لأَنك لا

تقول ما زِلْت إلا قائماً. وأَنشد الجوهري هذا البيت حَرَاجِيج ما

تَنْفكُّ؛ وقال: يريد ما تَنْفكّ مناخه فزاد إلا، قال ابن بري: الصواب أَن يكون

خبر تَنْفَكُّ قوله على الخَسْف، وتكون إلا مُناخةً نصباً على الحال،

تقديره ما تَنْفَكُّ على الخسف والإِهانة إلا في حال الإناخة فإنها تستريح؛

قال الأَزهري: وقول الله تعالى مُنْفَكِّين ليس من باب ما انْفَكَّ وما

زَالَ، إنما هو من انْفِكاك الشيء من الشيء إذا انفصل عنه وفارقه، كما

فسره ابن عرفة، والله أَعلم. وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: فُكَّ

فلانٌأَي خُلّص وأُريح من الشيء، ومنه قوله مُنْفَكِّين، قال: معناه لم

يكونوا مستريحين حتى جاءهم البيان مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فلما

جاءهم ما عَرَفوا كفروا به.

فكك
{فَكَّهُ} يَفُكُّه {فَكًّا فَصَلَه} فانْفَكَّ، كَذَا فِي المُحْكَمِ، وَقَالَ اللَّيثُ: {فَكَكْتُ الشَّيءَ فانْفَكَّ، بمنزلَةِ الكِتابِ المَخْتُوم} يُفَكُّ خاتَمُه، كَمَا {تَفُكّ الحَنَكَيْنِ تَفْصِلُ بَينَهُما.} وفَكَكْتُ الشّيءَ: خَلَّصْتُه، وكُلّ مُشْتَبِكَين فَصَلْتَهُما فقَدْ {فَكَكْتَهُما، وَقيل لأَعْرابي: كَيفَ تَأْكُلُ الرَأْسَ قَالَ:} أَفُكُّ لَحْيَيهِ، وأَسْحِي خَدَّيْهِ. ومِنَ المَجازِ: {فَكَّ الرَّهْنَ يَفُكّه فَكًّا} وفُكُوكًا بالضّمِّ: خَلَّصَه، {كافْتَكَّــه كَمَا فِي المُحْكمِ والأَساس والصِّحاح. وفَكَّ الرَّجُلُ: هَرِمَ فَكًّا وفُكُوكًا، فَهُوَ} فاكّ، عَن أبي زَيْدٍ، ويُقال للشَّيخِ: قَدْ فَكَّ وفَرَّجَ، يُريدُ فَرَجَ لَحْيَيهِ، وَذَلِكَ فِي الكِبَرِ والهَرَمِ.
وَمن المَجاز: فَكَّ الأَسِيرَ {يَفُكُّه فَكًّا} وفَكاكًا بالفتحِ وَقد يُكْسَرُ {وفَكاكَةً: خَلَّصَه وفَصَلَه من الأَسْبرِ، وَفِي الحَدِيث: عوُدُوا المَرِيضَ} وفُكّوا العاني أَي: أَطْلِقُوا الأَسِيرَ. وَمن المَجازِ: فَكَّ الرَّقَبَةَ {يَفُكُّها فَكًّا: أَعْتَقَها، وَفِي الحَدِيث: أَعْتِقِ النَّسَمَةَ} وفُكَّ الرَّقَبَةَ تَفْسِيرُه فِي الحديثِ أَنّ عِتْقَ النَّسَمَةِ أَنْ تَنْفَرِدَ بعِتْقِها، وفَكُّ الرَّقَبَةِ: أَنْ تُعِينَ فِي ثَمَنِها، وَقَالَ الرّاغِبُ: أَصْلُ {الفَكِّ التَّفْرِيجُ،} ففَكُّ الرَّهْنِ: تَخْلِيصُه، {وفَكُّ الرَّقَبَةِ عِتْقُها، وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ:} فَكُّ رَقَبَة قِيلَ:هُوَ عِتْقُ المَمْلُوكِ، وقِيلَ: هُوَ عِتْقُ الإنْسانِ نَفْسَه من عَذابِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ بالَكَلِمِ الطَّيِّبِ، والعَمَل الصّالِح، وفَكُّ غيرِه بِمَا يُفِيدُ من ذَلِك، والثّاني يَحْصُلُ للإِنْسانِ بعدَ حَصولِ الأَوّلِ فإِن لم يَهْتَدِ فليسَ فِي قُوَّتِه أَنْ يَفدِيَ. وفَكَّ يَدَه يَفُكّها فَكًّا: فَتَحَها عَمّا فِيهَا، كَذَا فِي المُحْكَمِ. {وفَكَاكُ الرَّهْنِ بالفتحِ ويُكْسَرُ وَهَذِه حَكَاهَا الكِسائِيُ كَمَا فِي الصِّحاحِ: مَا يُــفْتَكُّ بِهِ من غَلَقِهِ، يُقَال: هَلُمَّ} فَكَاكَ رَهْنِكَ، قَالَ زُهَيرٌ:
(وفارَقَتْكَ برَهْنٍ لَا فَكاكَ لَه ... يَوْمَ الوَداعِ فأَمْسَى رَهْنُها غَلِقَا.)
{وانْفَكَّتْ قَدَمُه أَي: زالَتْ عندَ السّقُوطِ.
ويُقالُ: سَقَطَ} فانْفَكَّتْ إِصْبَعُه، أَي: انْفَرَجَتْ وَفِي الصِّحاحِ: سَقَط فلانٌ فانْفَكَّتْ قَدَمه، أَو إِصْبَعُه: إِذا انْفَرَجَتْ أَو زالَتْ، فعَلَى سِياق المُصَنِّفِ فِي عِبارَةِ الجَوْهَرِيِّ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرَتِّبٍ، وَفِي الحَدِيثِ: أَنّه رَكِبَ فَرَسًا فصَرَعَه على جِذْمِ نَخْلَةٍ فانْفَكَّتْ قَدَمُه قَالَ ابنُ الأثِيرِ: {الانْفِكاكُ: ضَربٌ من الوَهْنِ والخَلْعِ، وَهُوَ أَن يَنْفَكَّ بعضُ أَجْزائِها عَن بعض.} والفَكّ فِي اليَدِ: دُونَ الكَسرِ وقِيلَ: فَكَّها: أَزالَ مَفْصِلَها. {والفَكَكُ: انْفِساخُ القَدَمِ قالَ الجَوْهَرِيّ: وَمِنْه قَوْلُ رُؤْبَةَ: هاجَكَ من أَرْوَى كمُنْهاضِ} الفَكَكْ قَالَ الأَصْمَعِيُ: إِنّما هُوَ {الفَكُّ فأَظْهَرَ التَّضْعِيفَ ضَرُورةً. والفَكَكُ: انْكِسارُ الفَكِّ أَو زَوالُهُ. والفَكَكُ، وَفِي المحكَمِ الفَكُّ: انْفِراجُ المَنْكِب عَن مَفْصِلِه استرخاءً وضَعْفًا، وَهُوَ} أًفَكُّ المَنْكِبِ ويَأْتِي قَرِيبا إِعادَتُه. وَمن المَجازِ: {الفَكَّةُ: الحُمْقُ فِي اسْتِرخاءٍ وضَعْفٍ فِي رَأْيِهِ، قالَ أَبو قَيسِ ابنُ الأَسْلَتِ:)
(الحَزْمُ والقُوَّةُ خَيرٌ مِنَ ال ... لإِشْفاقِ} والفَكِّةِ والهاعِ) وَمَا كُنْتَ {فاكَّا أَو مَا كُنْتَ} أَفَكَّ ولَقَدْ {فَكِكْتَ، كعَلِمْتَ وكَرُمْتَ أَي: بكَسرِ العينِ فِي الماضِي وفَتْحِها فِي المُضارِعِ، ويضَمِّهما،} تَفَكّ {وتَفُكّ فَكًّا،} وفَكَّةً، وَوَقع فِي نُسخَةِ شَيخنا كعَلِمْتَ ولَبِثتَ، فقالَ: وفيهِ مَا مَرَّ فِي ل ب ب عَن يُونُسَ أَنّ لَبَّ لَا نَظِيرَ لَهُ، فيُستَدرَكُ هَذَا عَلَيْهِ، ويَأْتِي فِي دم مُهْمَل الدَّال.
قلت: ونَقَلَ أَبُو جَعْفَر اللَّبلِيُ فِي بُغْيَةِ الآمالِ مَا نَصُّه: وَلم يَأتِ من المُضاعَف على فَعُلَ بِضَم الْعين لأَنَّهم اسْتَثْقَلُوا الضَّمَّة مَعَ التَّضعِيف، والتَّضْعِيفُ يَقْتَضي التَّخْفِيفَ، إِلاّ كَلِمةً واحِدَة رَوَاهَا يُونُسُ وَهِي لَببتَ تَلَبُّ وزادَ ابْن القَطّاع عَزُزَتِ الشّاةُ تَعَزُّ: إِذا قَلّ لَبَنُها، وَقد مَرّ البحثُ فِيهِ فِي ل ب ب فراجِعْهُ فإِنّه نَفِيسٌ. (و) {الفَكَّةُ: كواكِبُ مُستَدِيرَةٌ بحِيالِ بَناتِ نَعْش خَلفَ السِّماكِ الرّامِحِ قَالَ الجَوْهرِيُّ: قالَ الأَصْمَعِيُ: وَهِي الَّتِي تُسَمِّيهِ كَذَا فِي النسخِ، والصوابِ يُسَمِّيها الصّبيانُ قَصْعَةَ المَساكِينِ كَمَا هُوَ نَصّ العُبابِ والصِّحاح، وإِنّما سُمِّيَتْ بهَا لأَنّ فِي جانِبِها ثُلمَةً، وَكَذَلِكَ تِلْكَ الكَواكِب المُجْتَمِعَة فِي جانِبٍ مِنْهَا فَضاءٌ. وَمن سَجَعاتِ الأساسِ: فلانٌ لَا تُفارِقُه الفَكَّه، مَا صَحِبَ السِّماكَ الفَكَّه.
} والأَفَكُّ: اللَّحْيُ نفسُه {كالفَكِّ، أَو} الأَفَكُّ: مَجْمَعُ الخَطْم {كالفَكِّ أَيْضًا، أَو هُوَ مَجْمَعُ} الفَكيْنِ على تَقْدِيرِ أَفْعَل، قالَهُ اللَّيثُ.
وَقيل: {الفَكّانِ: مُجْتَمعُ اللَّحْيَين عِنْد الصّدغ من أَعْلَى وأَسْفَلَ، يكون من الإِنْسان والدّابَّة، وَقَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيفِي: مَقْتَلُ الرَّجُلِ بينَ} فَكَّيهِ يَعْني لِسانَه، وَفِي التَّهْذِيب: الفَكّانِ: مُلْتَقَى الشِّدْقَيْنِ من الجانِبَيْنِ، ويُقال: انْكَسَر أَحَد فَكَّيه: أَي لَحْيَيه، قالَ: كأَنَّ بَيْنَ {فَكِّها} والفَكِّ فَأْرَةَ مِسْكٍ ذُبِحَتْ فِي سُكِّ والأَفَكُّ: من انْفَرَجَ مَنكبُه عَن مَفْصِلِه اسْترخاءً وضَعْفًا، نَقله الجَوْهَرِيّ وَقد أَشارَ لَهُ أَولاً فَهُوَ تَكْرارٌ، وأَنشَدَ اللّيْثُ: أَبَدّ يَمْشِي مِشْيَةَ الأفَكِّ وقالَ أَبو عُبَيدَةَ: {المُتَفَكِّكَةُ من الخَيلِ: الوَدِيقُ الَّتِي لَا تَمْتَنعُ على الفَحْلِ.} وأَفَكَّت النّاقَةُ وأَفْكَهَتْ فَهِيَ {مُفِكَّةٌ ومُفْكِهَةٌ} ومُفْكِهٌ {وتَفَكَّكَتْ: إِذا أَقْرَبَتْ فاسْتَرخَى صَلَوَاها وعَظُمَ ضَرعُها ودَنَا نِتاجُها شُبِّهَتْ بالشَّيْء} يُفَكُّ {فيتَفَكَّكُ، أَي: يَتَزايَلُ ويَنْفَرِجُ. أَو} تَفَكَّكَتْ: إِذا اشْتَدَّتْ ضَبَعَتُها ورَوَى الأَصْمَعِي:
(أَرْغَثَتْهُم ثَدْيَها الدُّنْ ... يَا وقامَتْ {تَتَفَكَّكْ)

(انْفِراجَ النّابِ للسَّق ... بِ مَتَى مَا تَدْنُ تَحْشِكْ)
} والفاكّ: الهَرِمُ مِنّا ومِنَ الإِبِلِ وقالَ النَّضْرُ: {الفاكُّ: المُعْيى هُزالاً، ناقَةٌ فاكَّةٌ، وجَمَل فاكٌّ. وَمن المَجاز: الفاكُّ: الأَحْمَقُ جدًّا قَالَ الحُصَيبِيّ: أَحْمَقُ} فَاك وهاكٌّ، وَهُوَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِمَا يَدْرِي وَمَا لَا يَدْرِي وخَطَؤُه أَكْثَرُ من صَوابِه،)
وحَكَى يَعْقُوبُ: شَيخٌ فاكٌّ وتاكٌّ جَعَلَه بَدَلاً، وَلم يجْعَلْه إِتْباعًا، وقالَ ابنُ الأَعْرابي: رَجُلٌ فاكّ: أَحْمَقُ بالِغُ الحُمْقِ، ويُتْبَعُ فيُقال: فاكٌ تاكٌ. {فَكَكَةٌ محرَّكَةً،} وفِكاك كرِجالِ عَن ابنِ الأَعرابي. وَمن المِجازِ: هُوَ {يَتَفَكَّكُ فِي كَلامِه وَفِي مِشْيتِه: إِذا لَمْ يكُنْ فِيهِ تَماسُكٌ من حُمْقٍ.
وَمِمَّا يُستَدْرَكُ عَلَيْهِ:} فَكَّ الخَتْمَ: فَضَّه. {والتَّفْكِيكُ: الفَصْلُ بَين المُشْتَبِكَيْن، نَقله اللّيثُ.} وانْفَكَّت رَقَبتُه من الرِّقِّ: خَلَصَتْ. {وفَكَكْتُ الصَّبيَ: جَعْلتُ الدَّواءَ فِي فِيهِ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وَرجل} فَكَّاكٌ هَكّاكٌ: لَا يُلائمُ بَين كَلِماتِه ومَعانِيه لحُمْقِه، وَهُوَ مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ والحُصَيبِيُ. {وأَفَكَّ الظَّبي من الحِبالَةِ: إِذا وَقَعَ ثمَّ انْفَلَت، كأَفْسَحَ. وَرجل} أَفَكُّ: مَكْسُورُ الفَكِّ. وَمَا! انْفَكَّ فلانٌ قائِمًا: أَي مَا زَالَ قائِمًا، قَالَ الفَرّاءُ: إِذا كانَ {الانْفِكاكُ على جِهَةِ يَزالُ فَلَا بُدَّ لَها من فِعْل، وأَنْ يَكُونَ مَعْناها جَحْدًا، فتَقُولُ: مَا} انْفَكَكْتُ أَذْكُرُكَ، تُرِيد مَا زِلْتُ أَذْكُرُكَ، وإِذا كانَتْ على غيرِ جِهَةِ يَزالُ قلتَ: قد انْفَككْتُ مِنْكَ، {وانْفَكَّ الشَّيْء من الشَّيْء فيَكُونُ بِلَا جَحْدٍ، وَبلا فِعْل قَالَ ذُو الرّمَّةِ:
(قلائِصُ لَا} تَنْفَكُّ إِلاّ مُناخَةً ... على الخسَفِ أَو نَرمِي بِها بَلَدًا قَفْرَا)
فَلم يدْخل فِيهَا إِلا إِلا وَهُوَ يَنْوِي بِه التَّمامَ وخِلافَ يَزالُ، لأَنّكَ لَا تقولُ: مَا زِلتُ إِلاّ قائَمًا، وأَنْشَدَ الجَوْهريّ هَذَا الْبَيْت حَراجِيجُ مَا {تَنْفَكُّ وقالَ يُريدِ مَا تَنْفَكّ مُناخَة فزادَ إِلاّ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: الصوابُ أَن يَكُونَ خَبَرُ تَنْفَكُّ قَوْله على الخَسفِ وتَكُونَ إِلاَّ مُناخَةً نَصْبًا على الحالِ، تَقْدِيرُه: مَا تَنْفَكُّ على الخَسفِ والإِهانَةِ إِلاّ فِي حالِ الإِناخَةِ، فإِنّها تَستَرِيحُ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وقَوْلُه تَعَالَى:} مُنْفكينَ ليسَ من بابِ مَا انْفكَّ وَمَا زالَ، إِنَّما هُوَ من {انْفِكاكِ الشَّيءِ من الشَّيءِ: إِذا انْفَصَلَ عَنهُ وفارَقَه، كَمَا فَسَّرَه ابنُ عَرَفَةَ، وَالله أَعلمُ، ورَوَى ثَعْلْبٌ عَن ابنِ الأَعْرابي: يُقال: فُكَّ فُلانٌ، أَي: خُلِّصَ وأرِيحَ من الشَّيءِ، وَمِنْه قولُه تَعالى: مُنْفَكينَ قَالَ: مَعْناهُ لم يَكُونُوا مُستَرِيحِينَ حتَّى جاءَهُم البَيانُ، فَلَمّا جَاءَهم مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِه وَقَالَ الزَّجّاج: المَعْنَى: لم يَكُونُوا مُنْفكَينَ عَن كُفْرِهِم، أَي مُنْتَهيِنَ، وَهُوَ قولُ مُجاهِدٍ، وَقَالَ الأَخْفَشُ: مُنْفَكِّينَ: زائِلينَ عَن كُفْرهِم وَقَالَ نِفْطَوَيْه: المَعْنَى: لم يَكُونُوا مُفارِقِينَ الدّنْيَا حَتَّى أَتَتْهُم البَيِّنَةُ، وَقَالَ الرّاغِبُ: أَي لم يَكُونُوا مُتَفَرِّقِينَ بل كانُوا كُلُّهُم على الضَّلالةِ. وعَبدُ الكَرِيمِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَبدِ الكَرِيمِ} الفَكُّون: مُحَدِّثٌ لَقِيَه شَيخُ مَشايِخِنا أَبو سالَمٍ العَيّاشِي، وذَكَرَه فِي رِحْلَتِه، أَخَذَ عَن يَحْيَى بنِ سُلَيمانَ الأوراسِي عَن طاهِرِ بنِ زَيّان الزَّواوِيّ عَن زَرُوقٍ.
(فكك) مُبَالغَة فِي فك
(ف ك ك) : (الْفَكَّانِ) اللَّحْيَانِ وَفَكَّ الْعَظْمَ أَزَالَهُ مِنْ مَفْصِلِهِ وَانْفَكَّ بِنَفْسِهِ وَتَفَكَّكَ إذَا انْفَرَجَ وَانْفَصَلَ (وَمِنْهُ قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ -) تَفَكَّكَ السَّرْجُ (وَفَكُّ الْخِتَامِ) فَضُّهُ وَكَسْرُهُ (وَقَوْلُهُ) فِي كِتَاب الْقَاضِي وَلَا يَــفْتُكْــهُ إلَّا بِحَضْرَةِ الْخَصْم أَيْ لَا يَفُكَّ خَاتَمَهُ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعهُ (وَفَكَّ الرَّهْنَ وَافْتَكَّــهُ) إذَا أَخْرَجَهُ مِنْ يَدِ الْمُرْتَهِنِ وَخَلَّصَهُ (وَفَكُّ) الرَّقَبَة فِي (ف ص) .
فكك
الفَكَكُ: التّفريج، وفَكُّ الرّهن: تخليصه، وفَكُّ الرّقبة: عتقها. وقوله: فَكُّ رَقَبَةٍ
[البلد/ 13] ، قيل: هو عتق المملوك ، وقيل: بل هو عتق الإنسان نفسه من عذاب الله بالكلم الطيّب والعمل الصّالح، وفكّ غيره بما يفيده من ذلك، والثاني يحصل للإنسان بعد حصول الأوّل، فإنّ من لم يهتد فليس في قوّته أن يهدي كما بيّنت في (مكارم الشّريعة) ، والفَكَكُ: انفراج المنكب عن مفصله ضعفا، والْفَكَّانِ: ملتقى الشّدقين. وقوله: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ
[البينة/ 1] ، أي: لم يكونوا متفرّقين بل كانوا كلّهم على الضّلال، كقوله: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً الآية [البقرة/ 213] ، و (ما انْفَكَّ) يفعل كذا، نحو: ما زال يفعل كذا.

غيل

غيل: غَيْل= نَهْر عند أهل اليمن. (ياقوت 4: 952).
غَيْل: ينبوع، عن الماء. أو مسيل، مجرى ماء جدول، ساقية، (نيبور رحلة 1: 379).
غيِل: يجمع على غِيال. (ديوان الهذليين ص162).
غَيْلَة: ذكرت في ديوان الهذليين (ص164 البيت الثاني عشر).
غَيْلُولَة (مثل قَيْلُولَة) وهو أن ينام المرء في الساعة التاسعة صباحاً وهي تسبب الفقر والبؤس والتعاسة. (برتون 1: 287، زيشر 16: 227).
(غيل) دخل فِي الغيل
(غيل) : الغَيِّلُ من الأَرضِ: الذي تَراه قَريباً وهو بَعِيدٌ.
(غيل) : الغِيالَةُ: السَّرقَةُ، يُقال: غُلْتُه غِيَالَةً وغِيالاً، وغُئُولاً.
(غيل) : ثَوْبٌ غَيِّلٌ: واسِعٌ، وأَرضٌ غَيِّلَةٌ كذلِك.
وامْرأَةٌ غَيِّلَةٌ: طَوِيلَة.
غ ي ل

ساعدٌ غيلٌ ومغتال: ريّان. وهذا الصبي أفسدته الغيلة وهي إرضاعه على حبلٍ. وقد أغالته وأغيلته، وصبيّ مغال ومغيلٌ. وقالت امرأة: ما سقيته غيلاً، ولا حرمته قيلاً. وتقول: إذا أرضعت ولدك غيله، فكأنما قتلته غيله. وتغيل الأسد الشجر: دخله واتخذه غيلاً.
(غيل) - وفي حديثٍ لعُمَرَ - رضي الله عنه -: "أَنَّ صَبِيًّا قُتِل غِيلَةً" . : أي في خُفْيَة واغْتِيَال؛ وهو أن يُغْتَال الإنسانُ فيُخْدَع، حتى يَصِيرَ إلى موضِع يُسْتَخْفَى له فيه فيُقْتَل.
- ومنه حديث: "إنَّ مِمَّا يُنبِتُ الرَّبيع ما يَقتُل أو يَغِيلُ" .
: أي يُؤْذِيهِ إلى أن يَهْلِك كالمُغتالِ.
- في حديث قُسٍّ: "أُسْدُ غِيلٍ"
وهو شَجَر مُلْتَفٌ في الغيْضَة يَسْتَتِرُ فيها الأَسد.

غيل


غَالَ (ي)(n. ac. غَيْل)
a. Gave suck ( pregnant woman ).
أَغْيَلَ
(a. ا
or
ي )
see Ib. (ي) Was thick, dense (
tree ).
c. Brought forth twice in the year (sheep).

تَغَيَّلَإِسْتَغْيَلَ
(ي)
a. see IV (b)
غَيْلa. Milk of a pregnant woman.
b. Running water; streamlet.
c. Plump.
d. see 2 (b)
غِيْل
(pl.
غُيُوْل
أَغْيَاْل
38)
a. Bushy tree.
b. Thicket, jungle; reedbank; morass, swamp.

غِيْلَةa. Subterfuge, stratagem, craft; treachery.

غَاْيِلَة
(pl.
غَوَاْيِلُ)
a. Malevolence, spite, malice; grudge.
b. Evil, mischief.

مِغْيَاْلa. Bushy, tangled.

غَال (pl.
غَالَة)
a. [ coll. ], Lock, bolt.

غَيْلَم
a. Tortoise.
b. Curly-haired youth.
(غ ي ل) : (فِي الْحَدِيثِ) «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَلَا يَضُرُّهُمْ» (قَالَ) أَبُو عُبَيْدَةَ هِيَ الْغَيْلُ وَذَلِكَ أَنْ يُجَامِعَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ وَهِيَ مُرْضِعٌ يُقَالُ أَغَالَ وَأَغْيَلَ (وَعَنْ الْكِسَائِيّ) الْغَيْلُ أَنْ تُرْضِعَ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا وَهِيَ حَامِلٌ يُقَالُ أَغَالَتْ وَأَغْيَلَتْ وَهِيَ مُغِيلٌ وَمُغْيِلٌ وَالْوَلَدُ مُغَالٌ وَمُغْيَلٌ (وَالْغَيْلُ) أَيْضًا الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ (وَمِنْهُ) مَا سُقِيَ بِالْفَيْلِ أَوْ غَيْلًا فَفِيهِ الْعُشْرُ (وَغَيْلَانُ) بْنُ سَلَمَةَ أَسْلَمَ وَلَهُ عَشْرُ نِسْوَة أَوْ ثَمَان (وَأُمُّ غَيْلَانَ) ضَرْبٌ مِنْ الْعِضَاهِ.
غيل
الغِيْلَةُ: الاغْتِيال. والغائلةُ: فِعْلُ المُغْتال.
والغِيْلُ: مَكانٌ من الغَيْضَة فيه ماءٌ مَعِينٌ. وتَغَيَّلَ الرَّجُلُ: دَخَلَه. والغَيّالُ: الأسَدُ.
والغَيْلُ: إرضاعُ الصَّبيِّ على الحَمْل، والفِعْلُ أغْيَلَتْ وأغالتْ، وصَبيٌّ مُغَالٌ ومُغْيَلٌ. والغَيْلَة: المَرْأةُ السَّمِيْنَةُ. والغَيْلُ: الساعِدُ الرَّيّانُ. والأغْيَلُ: المُمْتَلِىءُ العَظِيمُ. واغْتَالَ الصبيُّ اغْتِيالاً. ومِعْصَمٌ مُغْتالٌ. والأغْيَالُ: الخُطُوطُ، واحِدُها غَيْلٌ.
وأغْيَلت الغَنَمُ والبَقَرُ: نُتِجَتْ في السَّنَة مَرَّتَيْنِ، ومنه اشْتُقَّ اسْمُ غَيْلانَ. وتَغَيَّلَ القَوْمُ: كَثُروا وكَثُرَتْ أمْوالهم. وغالَ فلاناً غَيْلٌ: أي بَلَدٌ.
والغَيْلُ: الماءُ الذي يَجْري على وَجْهِ الأرض، وفي الحديث: " ما سُقِيَ بالغَيْل ففيه العُشْرُ ". وأرْض غَيْلَةٌ: وهي إلى البُعْدِ ما هيَ.
غ ي ل : أَغَالَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ إغَالَةً إذَا جَامَعَ أُمَّهُ وَهِيَ تُرْضِعُهُ وَالِاسْمُ الْغِيلَةُ بِالْكَسْرِ وَأَغْيَلَهُ بِتَصْحِيحِ الْيَاءِ مِثْلُهُ وَأَغَالَتْ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا وَأَغْيَلَتْهُ أَرْضَعَتْهُ وَهِيَ حَامِلٌ فَهِيَ مُغِيلٌ وَمُغْيِلٌ وَالْوَلَدُ مُغَالٌ وَمُغْيَلٌ وَالْغَيْلُ وِزَانُ فَلْسٍ مِثْلُ الْغِيلَةِ
يُقَالُ سَقَتْهُ غَيْلًا وَفِي حَدِيثٍ «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنْ الْغِيلَةِ ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّ فَارِسَ وَالرُّومَ يَفْعَلُونَ ذَلِكَ فَلَا يَضُرُّهُمْ» .

وَالْغَيْلُ الْمَاءُ الْجَارِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَفِي حَدِيثٍ «مَا سُقِيَ بِالْغَيْلِ فَفِيهِ الْعُشْرُ» .

وَأُمُّ غَيْلَانَ بِالْفَتْحِ ضَرْبٌ مِنْ الْعِضَاهِ وَبِهَا سُمِّيَ وَمِنْهُ غَيْلَانُ بْنُ سَلَمَةَ الثَّقَفِيُّ وَكَانَ مِنْ حُكَّامِ قَيْسٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَأَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ وَقِيلَ ثَمَانٍ فَخَيَّرَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاخْتَارَ أَرْبَعًا مِنْهُنَّ. 
غ ي ل: (الْغِيلُ) بِالْكَسْرِ الْأَجَمَةُ. وَمَوْضِعُ الْأَسَدِ غِيلٌ وَجَمْعُهُ (غُيُولٌ) قَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (الْغِيلُ) الشَّجَرُ الْمُلْتَفُّ. وَ (الْغِيلَةُ) بِالْكَسْرِ (الِاغْتِيَالُ) . يُقَالُ: قَتَلَهُ (غِيلَةً) وَهُوَ أَنْ يَخْدَعَهُ فَيَذْهَبَ بِهِ إِلَى مَوْضِعٍ فَيَقْتُلَهُ فِيهِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: أَضَرَّتِ الْغِيلَةُ بِوَلَدِ فُلَانٍ إِذَا أُتِيَتْ أُمُّهُ وَهِيَ تُرْضِعُهُ. وَكَذَا إِذَا حَمَلَتْ وَهِيَ تُرْضِعُهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ» وَ (الْغَيْلُ) اسْمُ ذَلِكَ اللَّبَنِ. وَقَدْ (أَغَالَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا فَهِيَ (مُغِيلٌ) . وَ (أَغْيَلَتْ) أَيْضًا إِذَا سَقَتْ وَلَدَهَا الْغَيْلَ فَهِيَ (مُغْيِلٌ) . وَ (أَغَالَ) فُلَانٌ وَلَدَهُ إِذَا غَشِيَ أُمَّهُ وَهِيَ تُرْضِعُهُ. وَ (الْغَيْلُ) أَيْضًا الْمَاءُ الَّذِي يَجْرِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا سُقِيَ بِالْغَيْلِ فَفِيهِ الْعُشْرُ وَمَا سُقِيَ بِالدَّلْوِ فَفِيهِ نِصْفُ الْعُشْرِ» . وَفُلَانٌ قَلِيلُ (الْغَائِلَةِ) وَ (الْمَغَالَةِ) بِالْفَتْحِ أَيِ الشَّرِّ. وَ (الْغَوَائِلُ) الدَّوَاهِي. وَأُمُّ (غَيْلَانَ) شَجَرُ السَّمُرِ. 
[غيل] نه: فيه: هممت أن أنهى عن "الغيلة"، هو بالكسر الاسم من الغيل بالفتح، وهو أن يجامع زوجته مرضعًا، وكذا إذا حملت وهي مرضع، وقيل: الكسر للاسم والفتح للمرة، وقيل: لا يفتح إلا مع حذف هاء، أغال الرجل وأغيل، والولد مغال ومغيل، والغيل أيضًا لبن يشربه الولد. ج: فإن "الغيلة" تدرك الفارس، أراد أن من سوء أثره وإفساد مزاجه وإرخاء قواه أن لا يزال ما يلاقيه إلى أن يكتهل وإذا أراد مقاومة قرن في الحرب وهن عنه وانكسر، وسمي فعله بالمرضع قتلًا لأنه قد يفضي إليه، ولخفائه جعله سرًا. ط: كانت العرب يحترزون عنه بزعم المضرة فأراد صلى الله عليه وسلم النهي عنها، فرأى أن فارس والروم يفعلونه ولا يضرهم فلم ينه. ن: ومنه: فإذا هم "يغيلون"، والغيل بكسر غين كالغيل بالفتح. نه: وفيه: ما سقي "بالغيل" ففيه العشر، هو بالفتح ما جرى من المياه في الأنهار والسواق. وفيه: وإن مما ينبت الريح يقتل أو "يغيل"، أي يهلك، من الاغتيال وأصله الواو، ويقال: غاله يغوله. ومنه: إن صبيًا قتل بصنعاء "غيلة" فقتل به عمر سبعة، أي في خفية واغتيال، وهو أن يخدع ويقتل في موضع لا يراه فيه أحد، وهو فعلة من الاغتيال. ومنه: وأعوذ بك أن "أغتال" من تحتي، أي أدهى من حيث لا أشعر - يريد به الخسف. ن: ومنه: أستطير أو "اغتيل"، أي قتل سرًا، والغيلة- بالكسر: القتل خفية. نه: وفيه: أسد "غيل"، هو بالكسر شجر ملتف يستتر فيه كالأجمة، ومنه ش كعب: ببطن عثر "غيل" دونه "غيل".
[غيل] الغيلُ بالكسر: الأجمة. وموضعُ الاسد غيل، مثل خيس، ولا تدخلها الهاء، والجمع غيول. وقال : جديدةُ سِرْبالِ الشبابِ كأنَّها سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ نَمَتْها غُيولُها قال الأصمعيّ: الغِيلُ: الشجر الملتف. يقال منه: تَغَيَّلَ الشجر. والغَيْلَةُ بالفتح: المرأة السمينة. واغتال الغلام، أي غلظ وسَمن. والغيلَةُ بالكسر: الاغْتيالُ. يقال: قَتَله غيلَةً، وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضعٍ، فإذا صار إليه قتلَه. ويقال أيضاً: أضَرَّتِ الغيلَةُ بولدِ فلانٍ، إذا أُتِيَتْ أمَُّه وهي ترضعه، وكذلك إذا حملت أمه وهى ترضعه. وفي الحديث: " لقد هممت أن أنهى عن الغيلَةِ ". والغَيْلُ بالفتح: اسم ذلك اللبن. قالت أمُّ تأبط شراً: " ولا أرضَعتُهُ غَيْلاً ". وقد أغالَتِ المرأة ولدَها، فهي مُغيلٌ. وأغْيَلَتْ أيضاً، إذا سقت ولدها الغَيْلَ، فهي مُغيلٌ. والأصمعي يروى بيت امرئ القيس:

فألهيتها عن ذي تَمائِمَ مُغْيَلِ * على هذا. وأغالَ فلانٌ ولده، إذا غَشي أمَّه وهي ترضعه. والغَيْلُ أيضاً: الماء الذي يجرى على وجه الأرض. وفي الحديث: " ما سُقِيَ بالغَيلِ ففيه العُشْرُ، وما سُقيَ بالدَلو ففيه نصف العُشْرِ ". والغَيْلُ أيضاً: الساعدُ الرَيَّانُ الممتلئ. قال الراجز: لكاعب مائلة في العطفين بيضاء ذات ساعدين غيلين  وفلان قليل الغائِلة والمَغالَةُ، أي الشرِّ. الكسائي: الغَوائِلِ: الدواهي. وأمُّ غيلان: شجر السمر. واسم ذى الرمة غيلان بن عقبة.
غيل قَالَ أَبُو عبيد: بَلغنِي قَالَ أَبُو عُبَيْدَة واليزيدي وأظن الْأَصْمَعِي وَغَيرهم: قَوْله: الغيلة هُوَ الغَيل وَذَلِكَ أَن يُجَامع الرجل الْمَرْأَة وَهِي مرضع يُقَال مِنْهُ: قد أغال الرجل وأغُيل ولولد مُغال ومُغَيل وأنشدني الْأَصْمَعِي بَيت امْرِئ الْقَيْس: [الطَّوِيل]

فمثلكِ حُبلى قد طرقتُ ومرضع ... فألهيتُها عَن ذِي تمائمَ مُحولِ

وَمِنْه الحَدِيث الآخر: لَا تقتلُوا أَوْلَادكُم سِرا إِنَّه ليدرك الْفَارِس فيدعثره. يَقُول: يهدمه ويطحطحه بَعْدَمَا صَار رجلا قد ركب الْخَيل وقَالَ ذُو الرمة يصف الْمنَازل أَنَّهَا قد تهدمت وتغيرت فَقَالَ: [الرجز]

آرِيّها والمنتأى المدعَثرُ

يَعْنِي بالمنتأى النؤى وَهُوَ الحفير يحْفر حول الخباء للمطر والمدعثر: المهدوم. وَالْعرب تَقول فِي الرجل تمدحه: مَا حَملته أمه وُضعا وَلَا أَرْضَعَتْه غَيلا وَلَا وَضعته يَتْنًا وَلَا أباتته مئقا قَوْلهم: مَا حَملته وُضعا يُرِيد مَا حَملته على حيض وَبَعْضهمْ يَقُول: تُضعا وَقَوْلهمْ: وَلَا أَرْضَعَتْه غيلا يَعْنِي أَن تُوطأ وَهِي مرضع وَقَوْلهمْ وَلَا وَضعته يتنا يَعْنِي أَن يخرج رِجْلَاهُ قبل يَدَيْهِ فِي الْولادَة يُقَال مِنْهُ: قد أيتنت الْمَرْأَة فَهِيَ موتن وَالْولد مُوتَن وَقَوْلهمْ: وَلَا أباتته مئقا وَبَعْضهمْ يَقُول: وَلَا أباتته على مأقة فَإِنَّهُ شدَّة الْبكاء.
غيل
غالَ يَغِيل، غِلْ، غَيْلاً، فهو غائل، والمفعول مَغِيل
• غالَ فلانًا: أهلكه، أصابه بشرٍّ من حيث لا يدري. 

اغتالَ يغتال، اغْتلْ، اغتيالاً، فهو مغتال، والمفعول مغتال
• اغتال الشَّخصَ: قتَله على غفلة منه، ويكثر استعماله في القتل لأسباب سياسيّة "اغتال خصومَه بالقتل- اتّبع الاحتلالُ سياسة الخطف والاغتيال" ° هذا صقر لا يغتاله إلاّ الشِّبَع: لا يذهب بقوّته وشدّة طيرانه. 

غائل [مفرد]: اسم فاعل من غالَ. 

غَيْل1 [مفرد]: مصدر غالَ. 

غَيْل2 [جمع]: جج أَغْيال وغُيول، مف غَيْلَة: شجر كثير مُلتفّ. 

غِيل [مفرد]: ج غُيول: عرين الأسد. 

غَيْلان [جمع]
• أمّ غيلان: (نت) شجر السَّمُر، وهو من جنس السَّنط من الفصيلة القرنيّة، وهو الطَّلح. 

غِيلَة [مفرد]: اغتيال ° قتله غِيلَةً: قتله على غفلة منه، قتله بواسطة خُدْعة. 

مُغتال [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اغتالَ.
2 - اسم مفعول من اغتالَ. 
(غيل)
[هـ] فِيهِ «لَقَدْ هَمَمْت أَنْ أنْهَي عَنِ الغِيلَة» الغِيلَة بِالْكَسْرِ: الِاسْمُ مِنَ الغَيْل بِالْفَتْحِ، وَهُوَ أَنْ يُجَامِعَ الرجُل زوْجَته وَهِيَ مُرْضِع ، وَكَذَلِكَ إِذَا حَملت وَهِيَ مُرْضِع.
وَقِيلَ: يُقَالُ فِيهِ الغِيلَة والغَيْلَة بمعنىً. وَقِيلَ: الْكَسْرُ لِلِاسْمِ، وَالْفَتْحُ للمرَّة.
وَقِيلَ: لَا يَصِح الْفَتْحُ إلَّا مَعَ حَذْفِ الْهَاءِ. وَقَدْ أَغَالَ الرجل وأَغْيَلَ. والولد مُغَال ومُغْيَل.
والليبن الَّذِي يَشْربه الْوَلَدُ يُقَالُ لَهُ: الغَيْل أَيْضًا.
(هـ) وَفِيهِ «مَا سُقِيَ بالغَيْل فَفِيهِ العُشر» الغَيْل بِالْفَتْحِ: مَا جَرَى مِنَ الْمِيَاهِ فِي الْأَنْهَارِ والسَّوَاقي.
وَفِيهِ «إنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبيعُ مَا يَقْتُل أَوْ يَغِيلُ» أَيْ يُهْلك، مِنَ الاغْتِيَال، وَأَصْلُهُ الْوَاوُ.
يُقَالُ: غَالَه يَغُولُه. وَهَكَذَا رُوي بِالْيَاءِ، والياءُ وَالْوَاوُ مُتقاربَتان.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّ صَبيّاً قُتِل بصَنْعاء غِيلَة فَقَتَل بِهِ عُمَرُ سَبْعة» أَيْ فِي خُفْيَة واغْتِيَال. وَهُوَ أَنْ يُخْدع ويُقْتَل فِي مَوْضِعٍ لَا يَرَاهُ فِيهِ أحدٌ. والغِيلَة: فِعْلَة مِنَ الاغْتِيَال.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الدُّعَاءِ «وأعوذُ بِكَ أَنْ أُغْتَال مِن تَحْتي» أَيْ أُدْهَى مِنْ حَيْثُ لَا أشْعُر، يُريدُ بِهِ الخَسْف.
وَفِي حَدِيثِ قُس «أُسْد غِيلٍ» الغِيلُ بِالْكَسْرِ: شجَر مُلْتَفّ يُسْتَتَر فِيهِ كالأَجَمة.
وَمِنْهُ قَصِيدُ كَعْبٍ:
بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَه غِيل
غيل افتك غدر صَبر وقا [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَن صَبيا قتِل بِصَنْعَاء غِيلة فَقتل بِهِ عمر سَبْعَة وَقَالَ: لَو اشْترك فِيهِ أهل صنعاء لقتلتهم. قَوْله: غيلَة هُوَ أَن يغتال الْإِنْسَان فيخدع بالشَّيْء حَتَّى يصير إِلَى مَوضِع يستخفى لَهُ فَإِذا صَار إِلَيْهِ قَتله وَهُوَ الَّذِي يَقُول فِيهِ أهل الْحجاز: إِنَّه لَيْسَ للْوَلِيّ أَن يعْفُو عَنهُ يرَوْنَ عَلَيْهِ الْقَتْل على كل حَال فِي الغِيلة خَاصَّة. وَأما أهل الْعرَاق فالغيلة عِنْدهم وَغَيرهَا سَوَاء إِن شَاءَ الْوَلِيّ عَفا وَإِن شَاءَ قتل فَهَذَا تَفْسِير الغِيلة. وَأما الــفتك فِي الْقَتْل فَأن يَأْتِي الرجُل الرجلَ وَهُوَ غارّ مطمئن لَا يعلم بمَكَان الَّذِي يُرِيد قَتله حَتَّى يــفتك بِهِ فيقتله. وَكَذَلِكَ لَو كمن لَهُ فِي مَوضِع لَيْلًا أَو نَهَارا فإِذا وجد غرَّة قَتله وَمن ذَلِك حَدِيث الزبير حِين أَتَاهُ رجل فَقَالَ: أَلا أقتل لَك عليا فَقَالَ: وَكَيف تقتله قَالَ: أفتك بِهِ فَقَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: قَيّد الْإِيمَان الــفتكَ وَلَا يــفتك مُؤمن. [قَالَ -] : وَمِنْه حَدِيث عَمْرو بن الْحمق عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: من أمّن رجلا ثمَّ قَتله فَأَنا بَرِيء مِنْهُ وَإِن كَانَ الْمَقْتُول فِي النَّار فَهَذَا مَعْنَاهُ أَن يقْتله من غير أَن يُعْطِيهِ الْأمان. فَأَما إِذا أعطَاهُ الْأمان ثمَّ قَتله فَذَلِك الْغدر وَهُوَ شَرّ هَذِه الْوُجُوه كلهَا وَهُوَ الَّذِي يرْوى 0 / الف فِي الحَدِيث عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: / لكل غادر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة يُقَال: هَذِه غدرة فلَان. وَمن وجوهه أَيْضا الصَّبْر وَهُوَ أَن يُؤْخَذ الرجل أَسِيرًا ثمَّ يقدم فَيقْتل فَهَذَا لم يقتل غيلَة وَلَا فتكــا وَلَا غدرا لِأَنَّهُ أَخذ بِغَيْر أَمَان فَهَذِهِ أَرْبَعَة أوجه من أَسمَاء الْقَتْل هِيَ الْأُصُول الَّتِي فِيهَا الْأَحْكَام خَاصَّة. وَأما قتل الْخَطَأ فَهُوَ عِنْد أهل الْعرَاق على وَجْهَيْن: أَحدهمَا أَن يَرْمِي الرجل وَهُوَ يتَعَمَّد صيدا أَو هدفا أَو غَيره فَيُصِيب إنْسَانا بِأَيّ شَيْء كَانَ من سلَاح أَو غَيره فَهَذَا عِنْدهم الْخَطَأ الْمَحْض وَالدية [فِيهِ -] على الْعَاقِلَة أَربَاعًا: خمس وَعِشْرُونَ حقّة وَخمْس وَعِشْرُونَ جَذعة وَخمْس وَعِشْرُونَ بنت مَخَاض وَخمْس وَعِشْرُونَ بنت لبون وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا أَخْمَاس: عشْرين حِقّة وَعشْرين جَذَعة وَعشْرين بنت لبون وَعشْرين بنت مَخَاض وَعشْرين ابْن مَخَاض وَبَعض الْفُقَهَاء يَجْعَل مَكَان عشْرين ابْن مَخَاض عشْرين ابْن لبون. وَالْوَجْه الآخر من الْخَطَأ عِنْدهم أَن يتَعَمَّد الرجل إنْسَانا بِشَيْء لَا يقتل مثله فَيَمُوت مِنْهُ كالسوط والعصا وَالْحجر الَّذِي لَيْسَ بضخم فاسم هَذَا [عِنْدهم -] شبه العَمَد وَإِنَّمَا سموهُ بذلك لِأَنَّهُ لم يتعمده بِمَا يقتل مثله وَقَالُوا عمدا لِأَنَّهُ تعمدّه وَإِن لم يرد قَتله فَاجْتمع فِيهِ المعنيان فَسُمي شبه الْعمد لهَذَا فَفِي هَذَا الدِّيَة مغلَظة: ثَلَاث حِقاق وَثَلَاث جِذاع وَثَلَاث مَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها كلهَا خَلِفَة والخَلِفة: الْحَامِل. وَهَذَا فِي حَدِيث يحتجون بِهِ وَهُوَ مَرْفُوع إِلَى النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه خطب يَوْم فتح مَكَّة فَقَالَ: أَلا وَفِي قَتِيل خطأ العَمَد ثَلَاث وَثَلَاثُونَ حِقّة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ جَذَعة وَأَرْبع وَثَلَاثُونَ مَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها كلهَا خَلفة. قَالَ أَبُو عبيد: ويروى عَن عمر شَيْء يُشبههُ وَهَذَا قَول أهل الْعرَاق. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] أَنه سُئِلَ عَن حدّ الأمَةِ فَقَالَ: إنّ الْأمة ألقتْ فَروَة رَأسهَا من وَرَاء الدَّار. قَالَ الْأَصْمَعِي: الفَروة جلدَة الرَّأْس.
(غ ي ل)

الغيل: اللَّبن الَّذِي ترْضِعه الْمَرْأَة وَلَدهَا وَهِي تُؤْتى، عَن ثَعْلَب. وَقيل: الغيل: أَن ترْضع الْمَرْأَة وَلَدهَا على حَبل.

وَاسم ذَلِك اللَّبن: الغيل أَيْضا، وَإِذا شربه الْوَلَد ضوى واعتل.

واغالت الْمَرْأَة وَلَدهَا، واغيلته: سقته الغيل: الَّذِي هُوَ لبن الماتية، أَو لبن الحبلى، وَهِي مغيل، مغيل، وَالْولد مغال ومغيل قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

حُبْلَى قد طرقت ومرضعا ... ... عَن ذِي تمائم مغيل

وانشد سِيبَوَيْهٍ:

وَمثلك بكرا قد طرقت وثيبا

واستغيلت هِيَ نَفسهَا.

وَالِاسْم: الغيلة. وَفِي الحَدِيث: " لقد هَمَمْت أَن أنهى عَن الغيلة ثمَّ اخبرت أَن فَارس وَالروم تفعل ذَلِك فَلَا يضيرهم ".

والغيل، والمغتال: الساعد الريان الممتليء وَقَالَ:

وكاعب مائلة فِي العطفين ... بَيْضَاء ذَات ساعدين غيلين

وَقَالَ المتنخل الْهُذلِيّ:

كوشم المعصم المغتال غلت ... نواشره بوسم مستشاط

وَقَالَ ابْن جني: قَالَ الْفراء: إِنَّمَا سمي المعصم الممتليء: مغتالا، لِأَنَّهُ لامتلائة غال الْكَفّ: أَي انتقصها، فالغين على هَذَا وَاو، لِأَنَّهُ من الغول، وَلَيْسَ بِقَوي، لوجودنا: ساعد غيل، فِي مَعْنَاهُ.

وَغُلَام غيل، ومغتال: عَظِيم سمين، وَالْأُنْثَى: غيلَة.

والغيل: المَاء الْجَارِي على وَجه الأَرْض.

والغيل: كل مَوضِع فِيهِ مَاء من وَاد وَنَحْوه. والغيل: الْعلم فِي الثَّوْب.

وَالْجمع: اغيال، عَن أبي عَمْرو، وَبِه فسر قَول كثير:

وحشا تعاورها الرِّيَاح كَأَنَّهَا ... توشيح عصب مسهم الاغيال

وَقَالَ غَيره: الغيل: الْوَاسِع من الثِّيَاب. وَزعم أَنه يُقَال: ثوب غيل. وكلا الْقَوْلَيْنِ فِي الغيل غَرِيب، لم اسْمَعْهُ إِلَّا فِي هَذَا التَّفْسِير.

والغيل: الشّجر الكثيف الملتف.

وَقيل: هُوَ الشّجر الْكثير الملتف الَّذِي لَيْسَ بشوك.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغيل جمَاعَة الْقصب. قَالَ رؤبة:

فِي غيل قصباء وخيس مختلق

وَالْجمع اغيال.

والمغيلك النَّابِت فِي الغيل. قَالَ المتنخل الْهُذلِيّ يصف جَارِيَة:

كالأيم ذِي الطرة أَو ناشيء ال ... بردي تَحت الحفا المغيل

والمغيل: كالمغيل.

وَقيل: كل شَجَرَة كثرت أفنانها ونمت والتفت فَهِيَ: متغيلة.

والمغيال: الشَّجَرَة الملتفة الأفنان، الْكَثِيرَة الْوَرق، الوارفة الظل.

واغيل الشّجر، وتغيل، واستغيل: عظم والتف.

والغائلة: الحقد الْبَاطِن، اسْم كالوابلة.

والغيلة: الخديعة.

وَقتل فلَان غيلَة: أَي خدعة.

وَقد اغتيل. والغيلة: الشقشقة. انشد ابْن الْأَعرَابِي:

اصهب هدار لكل اركب ... بغيلة تنسل نَحْو الأنيب

وإبل غيل: كَثِيرَة، وَكَذَلِكَ: الْبَقَرَة. قَالَ الْأَعْشَى:

إِنِّي لعمر الَّذِي خطت مناسمها ... تخدى وسيق إِلَيْهِ الباقر الغيل

ويؤوى: " خطت مناشبها ".

وغيلان: اسْم رجل.

وغيلان بن حُرَيْث: من شعرائهم. هَكَذَا وَقع فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ. وَقد قيل: غيلَان بن حَرْب، وَلست مِنْهُ على ثِقَة.

غيل: الغَيْلُ: اللبن الذي ترضِعه المرأَة ولدَها وهي تؤْتَى؛ عن ثعلب؛

قالت أُم تأَبَّط شرًّا تُؤَبِّنُه بعد موته:

ولا أَرضعْته غَيْلا

وقيل: الغَيْل أَن تُرضِع المرأَة ولدَها على حَبَل، واسم ذلك اللبن

الغَيْل أَيضاً، وإِذا شربه الولد ضَوِيَ واعْتَلَّ عنه. وأَغالَتِ المرأَة

ولدَها، فهي مُغِيلٌ، وأَغْيَلَتْه فهي مُغْيِل: سقَتْه الغَيْل الذي هو

لبن المأْتِيَّة أَو لبن الحبلى، وهي مُغيل ومُغْيِل، والولد مُغالٌ

ومُغْيَل؛ قال امرؤ القيس:

ومِثْلك حُبْلى قد طَرَقتُ ومُرْضِعاً،

فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائم مُغْيَلِ

(* في المعلّقة: محوِلِ بدل مُغيِلِ).

وأَنشد سيبويه:

ومثلك بكراً قد طرقت وثيِّبا

وأَنشد ابن بري للمتنخل الهذلي:

كالأَيْمِ ذي الطُّرَّة، أَو ناشِئِ الـ

ـبَرْدِيِّ تحت الحَفَإِ المُغْيِل

وأَغال فلان ولده إِذا غشيَ أُمّه وهي ترضعه، واسْتَغْيَلتْ هي نفسها،

والاسم الغِيلة. يقال: أَضرَّت الغيلة بولد فلان إِذا أُتيت أُمّه وهي

ترضعه، وكذلك إِذا حَمَلت أُمّه وهي ترضعه. وفي الحديث: لقد هَمَمْت أَن

أَنْهَى عن الغِيلة ثم أُخبرت أَن فارس والرُّومَ تفعل ذلك فلا يَضِيرهم.

ويقال: أَغْيَلَت الغَنم إِذا نُتِجت في السنة مرتين؛ قال: وعليه قول

الأَعشى:

وسِيقَ إِليه الباقِر الغُيُلُ

وقال ابن الأَثير في شرح النَّهْي عن الغِيلة، قال: هو أَن يجامع الرجل

زوجته إِذا حملت وهي مرضع، ويقال فيه الغِيلَة والغَيْلة بمعنى، وقيل:

الكسر للاسم والفتح للمرّة، وقيل: لا يصح الفتح إِلاَّ مع حذف الهاء.

والغِيلَة: هو الغَيْل، وذلك أَن يجامع الرجل المرأَة وهي مرضع، وقد أَغال

الرجل وأَغْيَل. والغَيْل والمُغْتال: الساعد الريّان الممتلئ؛ قال:

لَكاعبٌ مائلة في العِطْفَيْن،

بيضاء ذاتُ ساعِدَين غَيْلَيْن

أَهْوَنُ من ليلي وليلِ الزَّيْدَين،

وعُقَب العِيسِ إِذا تمطَّيْن

وقال المتنخل الهذلي:

كوَشْمِ المِعْصَم المُغْتالِ، غُلَّت

نَواشِزُه بِوَسْمٍ مُسْتَشاطِ

وقال ابن جني: قال الفراء إِنما سمي المِعصم الممتلئ مُغْتالاً لأَنه

من الغَوْل، وليس بقويّ لوجُودِنا ساعد غَيْل في معناه. وغلام غَيْل

ومُغْتال: عظيم سمين، والأُنثى غَيْلة. والغَيْلة، بالفتح: المرأَة السمينة.

أَبو عبيدة: امرأَة غَيْلة عظيمة؛ وقال لبيد:

ويَبْرِي عِصِيًّا دونها مُتْلَئِبَّةً،

يرى دونها غَوْلاً من التُّرْب غائِلا

أَي تُرْباً كثيراً يَنْهال عليه، يعني ثوراً وحشيّاً يتَّخِذ كِناساً

في أَصل أَرْطاة والتراب والرمل غَلَبه لكثرته؛ وقال آخر:

يتبعْنَ هَيْقاً جافِلاَ مُضَلّلا،

قعُود حنٍّ مستقرّاً أَغْيَلا

(* قوله «قعود حن» هكذا في الأصل).

أَراد بالأَغْيل الممتلئ العظيم. واغْتال الغلامُ أَي غلُظ وسمن.

والغَيْل: الماء الجاري على وجه الأَرض. وفي الحديث: ما سقي بالغَيْل فيه

العُشر، وما سقي بالدَّلْو ففيه نصف العُشر؛ وقيل: الغَيْل، بالفتح، ما جرى

من المياه في الأَنهار والسَّواقي وهو الفَتْحُ، وأَما الغَلَلُ فهو الماء

الذي يجري بين الشجر. وقال الليث: الغَيْل مكان من الغَيْضة فيه ماء

مَعِين؛ وأَنشد:

حِجارةُ غَيْلٍ وارِشات بطُحْلُب

والغَيْل: كل موضع فيه ماء من واد ونحوه. والغَيْل: العلَم في الثوب،

والجمع أَغْيال؛ عن أَبي عمرو؛ وبه فسر قول كثيِّر:

وحَشاً تَعاوَرُها الرِّياح، كأَنها

تَوْشِيح عَصْبِ مُسَهَّم الأَغْيالِ

وقال غيره: الغَيْل الواسع من الثياب، وزعم أَنه يقال: ثوب غَيْل؛ قل

ابن سيده: وكلا القولين في الغَيْل ضعيف لم أَسمعه إِلا في هذا التفسير.

والغِيلُ: الشجر الكثير الملتفّ، يقال منه: تَغَيَّل الشجر، وقيل: الغِيلُ

الشجر الكثير الملتف الذي ليس بشَوك؛ وأَنشد ابن بري لشاعر:

أَسَدٌ أَضْبَط، يمشي

بين طَرْفاءٍ وغِيلِ

وقال أَبو حنيفة: الغِيل جماعة القصَب والحَلْفاء؛ قال رؤبة:

في غِيل قَصْباءٍ وخِيس مُخْتَلَق

والجمع أَغْيال. والغِيل، بالكسر: الأَجَمة، وموضع الأَسد غِيل مثل

خِيسٍ، ولا تدخلها الهاء، والجمع غُيول؛ قال عبد الله بن عجلان النهدي:

وحُقَّة مسك من نِساءٍ لبستها

شبابي، وكأْس باكَرَتْني شَمُولُها

جَدِيدةُ سِرْبالِ الشَّبابِ، كأَنها

سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ، نَمَتْها غُيُولُها

قال ابن بري: والغُيول ههنا جمع غَيْل، وهو الماء يجري بين الشجر لأَن

الماء يسقي والأَجَمة لا تسقي. وفي حديث قس: أَسدُ غِيِلِ، الغِيل،

بالكسر: شجر ملتفّ يستتر فيه كالأَجَمة؛ وفي قصيد كعب:

بِبَطْن عَثَّر غِيلٌ دونهُ غِيلُ

وقول الشاعر:

كَذَوائب الحَفَإِ الرَّطيب عَطابه

غِيلٌ، ومَدَّ بجانِبَيْه الطُّحْلُبُ

غِيلٌ: الماء الجاري على وجه الأَرض.

والمُغَيِّل: النَّابت في الغِيل؛ قال المتنخل الهذلي يصف جارية:

كالأَيْمِ ذي الطُّرَّة، أَو ناشِئ الـ

ـبَرْدِيِّ، تحت الحَفَإِ المُغْيِلِ

والمُغَيِّل: كالمُغْيِل، وقيل: كل شجرة كثرت أَفْنانها وتَمَّت

والتفَّت فهي مُتَغَيِّلة. والمِغْيال: الشجرة المُلْتَفَّة الأَفْنان الكثيرة

الورق الوافِرَة الظِّلّ. وأَغْيَل الشجر وتَغَيَّل واسْتَغْيَل: عظُم

والتفَّ. ابن الأَعرابي: الغَوائِل خُروق في الحوض، واحدتها غائِلة؛

وأَنشد:وإِذا الذَّنوب أُحِيل في مُتَثَلِّمٍ،

شُرِبت غَوائل مائِهِ وهُزُوم

والغائلة: الحِقْد الباطن، اسم كالوابِلَة. وفلان قليل الغائلة

والمَغالة أَي الشرّ. الكسائي: الغَوائل الدواهي. والغِيلة، بالكسر: الخَدِيعة

والاغْتِيال. وقُتِل فلان غِيلة أَي خُدْعة، وهو أَن يخدعه فيذهب به إِلى

موضع، فإِذا صار إِليه قتله وقد اغْتِيل. قال أَبو بكر: الغِيلة في كلام

العرب إِيصال الشرّ والقتل إِليه من حيث لا يعلم ولا يشعُر. قال أَبو

العباس: قتله غِيلة إِذا قتله من حيث لا يعلم، وفَتَك به إِذا قتله من حيث

يراه وهو غارٌّ غافِل غير مستعدٍّ. وغال فلاناً كذا وكذا إِذا وصل إِليه

منه شرّ؛ وأَنشد:

وغالَ امْرَأً ما كان يخشى غوائِلَه

أَي أَوصل إِليه الشرَّ من حيث لا يعلم فيستعدّ. ويقال: قد اغْتاله إِذا

فعل به ذلك. وفي حديث عمر: أَنّ صبيّاً قُتل بصَنْعاء غِيلة فقَتل به

عمر سبعة أَي في خُفْية واغْتيال وهو أَن يُخدَع ويُقتَل في موضع لا يراه

فيه أَحد. والغِيلة: فِعْلة من الاغتيال. وفي حديث الدعاء: وأَعوذ بك أَن

أُغْتال من تحتي أَي أُدْهَى من حيث لا أَشعرُ، يريد به الخَسْف.

والغِيلة: الشِّقْشِقَة؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَصْهَبُ هَدّار لكل أَرْكَبِ،

بغِيلةٍ تنسلُّ نحو الأَنْيبِ

وإِبل غُيُل: كثيرة، وكذلك البقر؛ وأَنشد بيت الأَعشى:

إِنِّي لعَمْر الذي خَطَتْ مَنَاشِبُها

تَخْدِي، وسِيق إِليه الباقِرُ الغُيُلُ

ويروى: خَطَتْ مَناسِمُها، الواحد غَيُول؛ حكى ذلك ابن جني عن أَبي عمرو

الشيباني عن جده. وقال أَبو عمرو: الغَيُول المنفرد من كل شيء، وجمعه

غُيُل، ويروى العُيُل في البيت بعين غير معجمة، يريد الجماعة أَي سِيق

إِليه الباقر الكثير. وقال أَبو منصور: والغُيُل السِّمان أَيضاً.

وغَيْلان: اسم رجل. وغَيْلان بن حُرَيث: من شعرائهم، وكذا وقع في كتاب

سيبويه، وقيل: غَيْلان حرب، قال: ولست منه على ثقة. واسم ذي الرمة:

غَيْلان بن عُقْبة؛ قال ابن بري: من اسمه غَيْلان جماعة: منهم غَيْلان ذو

الرمة، وغَيْلان بن حريث الراجز، وغَيْلان بن خَرَشة الضَّبي، وغيلان ابن

سلمَة الثقفيّ. وأُمّ غَيْلان: شجر السَّمُر.

غيل

1 غَالَتْ وَلَدَهَا, inf. n. غَيْلٌ [q. v.]: see 4.

A2: غَالَ فُلَانًا كَذَا Such a thing brought evil to such a one. (TA.) 4 أَغَالَ and أَغْيَلَ, (Mgh,) or أَغَالَ وَلَدَهُ (S, Msb) and أَغْيَلَهُ, (Msb,) He compressed the mother of his child while she was suckling it. (S, Mgh, * Msb.) b2: And أَغَالَتْ and أَغْيَلَتْ, (Mgh,) or أَغَالَتْ وَلَدَهَا and أَغْيَلَتْهُ, (S, Msb, K,) She gave her child to drink what is termed غَيْل, (S, K, TA,) i. e. the milk of her who was compressed, or the milk of her who was pregnant: (TA:) or [accord. to common usage] she suckled her child while she was pregnant: (Mgh, Msb:) and وَلَدَهَا ↓ غَالَتْ, aor. ـِ inf. n. غَيْلٌ, signifies [the same, or] she suckled her child while she was being compressed, or while she was pregnant. (TK.) [See also 10.]

A2: أَغْيَلَتْ said of sheep or goats, (O, K,) and of cows, (O, TA,) They brought forth twice in the year. (O, K, TA.) A3: See also the next paragraph.5 تغيّل الشَّجَرُ The trees became tangled, or abundant and dense, (As, S, K,) in their branches, having leafy coverings or shades; as also ↓ أَغْيَلَ and ↓ اِسْتَغْيَلَ: (K:) or all signify the trees became large, and tangled, or abundant and dense. (TA.) b2: And تغيّلوا They became many: (O, K:) and (so in the O, but in the K “ or ”) their cattle, or possessions, became many. (O, K.) A2: تغيّل He entered the غِيل [i. e. thicket, or covert]. (O.) And تغيّل الشَّجَرَ He (a lion) entered among the trees, and took them as a غِيل [or covert. (TA.) 8 اغتالهُ He did evil to him without his knowing whence it came so that he might prepare himself. (TA.) It is said in a trad., أَعُوذُ بِكَ أَنْ

أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِى i. e. [I seek protection by Thee from] my being the object of an event's befalling me whence I shall not know; meaning thereby the sinking [into the ground] and being swallowed up. (TA.) الاِغْتِيَالُ and الغِيلَةُ are syn. in a sense expl. below. (S, O, K.) See the latter word below: and see also 8 in art. غول. One says, اُغْتِيلَ, meaning He was deceived, and taken to a place, and [there] slain. (TA.) A2: اغتال said of a boy, He became thick and fat. (S, K.) 10 اِسْتَغْيَلَتْ, said of a woman, a verb of which the subst. is غِيلَةٌ [q. v.]: (K:) [accord. to the context in the K, in which the meaning is not clearly indicated, it seems to signify She suckled her child while being compressed, or while pregnant; like أَغَالَتْ for أَغَالَتْ وَلَدَهَا; and this I believe to be the right meaning: or] it signifies she was compressed while suckling a child, or while pregnant. (TK.) A2: See also 5, first sentence.

غَيْلٌ: see غِيلَةٌ, first sentence, in two places. b2: As some say, (Msb,) it signifies The milk with which a woman suckles while she is being compressed, (S, Msb, K, TA,) or while she is pregnant: (S, K, TA:) you say, سَقَتْهُ غَيْلًا, (Msb,) or الغَيْلَ, (K, TA,) i. e. She gave him to drink such milk. (TA.) A2: Also Water running upon the surface of the earth; (S, Mgh, O, Msb, K;) thus correctly, with fet-h; but ↓ غِيلٌ, with kesr, is a dial. var. thereof, mentioned by ISd: (TA:) both are said to signify water running amid trees: (Ham p. 555:) IB says that the former signifies thus; and that its pl. is غُيُولٌ: and it is also said to signify water running in rivers or rivulets, and in streamlets for irrigation: (TA:) and by some, to signify water running amid stones, in the interior of a valley. (Ham ubi suprà.) It is said in a trad., that in the case of that [produce] which is irrigated by the water thus termed (مَا سُقِىَ بَالغَيْلِ, S, Mgh, O, Msb, TA, or غَيْلًا, Mgh) there shall be [given for the poor-rate] the tenth; (S, Mgh, O, Msb, TA;) and in the case of that which is irrigated by the bucket, half of the tenth. (S, TA.) [See also an ex. voce صُبَابَةٌ.] b2: And Any valley in which are flowing springs: (K:) or a place in a collection of tangled, or abundant and dense, trees, in which is water running upon the surface of the earth: (Lth, TA:) and any place in which is water, (K, TA,) such as a valley and the like: (TA:) and ↓ غِيلٌ, with kesr, signifies any valley in which is water; and the pl. of this is أَغْيَالٌ [a pl. of pauc.] and غُيُولٌ. (K.) b3: See also غِيلٌ.

A3: Also A plump, full, سَاعِد [or fore arm]; (S, O, K;) and so ↓ مُغْتَالٌ: (K:) the latter said by Fr to be applied to a wrist as meaning full because from الغَوْلُ; but this saying is not valid, as غَيْلٌ is found in the same sense. (IJ, TA.) [See an ex. of the former in a verse cited voce طَفْلٌ.] And A fat, big, boy; as also ↓ مُغْتَالٌ: (K:) fem. of the former غَيْلَةٌ; (TA;) which is applied to a woman as meaning fat; (S, K;) or a fat, big, woman. (AO, TA.) b2: See also غَيِّلٌ, in two places.

A4: Also The ornamental, or figured, or variegated, border (syn. عَلَم) in a garment: (AA, K:) pl. أَغْيَالٌ. (AA, TA.) b2: And A line that one makes, or marks, upon a thing. (K.) غِيلٌ A thicket; or trees in a tangled, confused, or dense, state: (As, S, O:) or an abundance of such trees, (K, TA,) not thorn-trees, amid which one may conceal himself: (TA:) and ↓ غَيْلٌ signifies the same: (K:) and the former, a collection of reeds or canes, and of [the kind of high, coarse, grass called] حَلْفَآء: (K:) and i. q. أَجَمَةٌ [i. e. a collection, or an abundant collection, of tangled, confused, or dense, trees, or of reeds or canes]: (S, O, K) [and in like manner ↓ غَيْلَةٌ, occurring in the Deewán of the Hudhalees, is expl. by Freytag, as signifying “ saltus: ”] and the place [meaning covert] of the lion: it may not have the termination ة: the pl. is غُيُولٌ; (S, O;) and غَيَايِيلُ is said to be an anomalous pl. of غِيلٌ. (O and TA in art. عيل, voce عَيَّالٌ, q. v.) b2: See also غَيْلٌ, in two places.

غَيْلَةٌ: see غِيلَةٌ. b2: Also A single act of اِغْتِيَال [q. v. voce غِيلَةٌ]. (TA.) A2: See also غِيلٌ.

A3: It is also fem. of the epithet غَيْلٌ [q. v.]. (TA.) غِيلَةٌ and ↓ غَيْلٌ signify the same; (Mgh, O, Msb); i. e. The compressing one's wife while she is suckling: (Mgh, Msb:) thus expl. by AO as stated by A'Obeyd: (Mgh:) and thus the former signifies accord. to El-'Alkamee; and so says Málik: or, accord. to El-Munáwee, it signifies the compressing one's wife while she is suckling or pregnant: or, accord. to ISk, a woman's suckling while pregnant: (from a marginal note in a copy of the Jámi' es-Sagheer of Es-Suyootee, in explanation of a trad. mentioned in what here follows, commencing with the words لَقَدْ هَمَمْتُ:) and ↓ غَيْلٌ has this last signification (Mgh, TA) accord. to Ks: (Mgh:) غِيلَةٌ is the subst. from اِسْتَغْيَلَتْ: (K:) and IAth says that ↓ غَيْلَةٌ is a dial. var. thereof; or, as some say, this denotes a single act [of what is termed غِيلَة]; or the pronunciation with fet-h is not allowable unless with the elision of the ة. (TA.) One says, أَضَرَّتِ الغِيلَةُ بِوَلَدِ فُلَانٍ, meaning His mother's being compressed while she was suckling him [injured the child of such a one], and likewise his mother's being pregnant while she was suckling him. (S, O.) [But] in a trad. is related the saying, (of the Prophet, O) “ Verily I had intended to forbid الغِيلَة (S, Mgh, * O, Msb, K) until I remembered that the Persians and the Greeks practise it and it does not injure their children. ” (Mgh, O, Msb.) [See also 4 in art. فسد.] b2: Also The act of deceiving, or beguiling: (K:) and i. q. ↓ اِغْتِيَالٌ: (S, O, K: [see 8, and غِيلَةٌ, as expl. in art. غول:]) accord. to Aboo-Bekr, in the language of the Arabs it signifies the causing evil, or slaughter, to come to another from an unknown quarter. (TA.) One says, قَتَلَهُ غِيلَةً, meaning He deceived, or, beguiled, him, and went with him, or took him, to a place, and slew him (S, O, K) when he reached it: (S, O:) or he slew him at unawares. (Abu-l- 'Abbás, TA.) A2: Also The شَقْشِقَة [or faucial bag of the he-camel]. (IAar, K.) أُمُّ غَيْلَانَ [in Pers\. مُغَيْلَان] A species of the [trees called] غِضَاه; (Mgh, Msb;) the [species of lote-] trees called سِدْر; (S, O, K, TA;) the fruit of which is said to be sweeter than honey: the saying, of some, that it is with kesr to the غ, and that it is thus called because the غِيلان [pl. of غُولٌ] are often found before it, is rejected and false: (TA:) Lth and ISh say that it is the same as the طَلْح [q. v.]. (TA in art. طلح.) غَيُولٌ, as stated by IJ, on the authority of Aboo-'Amr Esh-Sheybánee, who had it from his grandfather, is sing. of غُيُلٌ, (TA,) which is an epithet applied to oxen, or bulls and cows, (AO, IJ, O, K, TA, [نَفَرٌ in the CK being a mistake for بَقَرٌ,]) and to camels, (K,) signifying Numerous: and also [in the K “ or ”] fat. (AO, IJ, O, K.) b2: And, applied to anything, Alone; solitary: pl. غُيُلٌ. (AA, TA.) غَيِّلٌ, like سَيِّدٌ, (O, TA,) in the K ↓ غَيْلٌ, but this latter is said by ISd to be of weak authority, (TA,) applied to a garment, Wide, or ample. (O, K, TA.) And so غَيِّلَةٌ applied to a land: (O, TA: [mentioned also in art. غول:]) or, as some say, غَيِّلٌ, thus applied, (O, TA,) but accord. to the context in the K ↓ غَيْلٌ, (TA,) signifies Such as one judges to be of little extent, though it is far extending: (O, K, * TA:) and ذَاتُ غَوْلٍ, so applied, has been mentioned in art. غول as having this meaning. (TA.) And غَيِّلَةٌ applied to a woman signifies Tall: (O, TA:) and so does ذَاتُ غَوْلٍ. (TA in art. غول.) الغَيَّالُ The lion: (K) or the lion that is in the غِيل [or covert]. (O.) غَائِلٌ Much, or abundant, dust or earth. (TA.) غَائِلَةٌ Rancour, malevolence, malice, or spite, that is covert, or concealed. (K.) And Evil, or mischief; as also ↓ مَغَالَةٌ: (S, K:) thus in the saying فُلَانٌ قَلِيلُ الغَائِلَةِ and ↓ المَغَالَةِ [Such a one is a person of little evil or mischief]. (S.) b2: See also the same word in art. غول.

أَغْيَلُ Full; big, or large. (TA.) مُغَالٌ (Mgh, K) and ↓ مُغْيَلٌ (S, Mgh, K) A child given to drink what is termed غَيْل: (S, * K: [See 4:]) or suckled while its mother is pregnant. (Mgh.) مُغْيَلٌ: see the next preceding paragraph.

مُغِيلٌ (S, Mgh, Msb, K) and مُغْيِلٌ (Mgh, Msb, K) A woman giving her child to drink what is termed غَيْل: (S, K: [see 4:]) or suckling it while she is pregnant. (Mgh, Msb.) مَغَالَةٌ: see غَائِلَةٌ, in two places.

مُغَيِّلٌ [in the CK مُغَيَّل] and ↓ مُتَغِيِّلٌ Continuing, or remaining fixed, or stationary, in the غِيل [meaning thicket, or covert, in the CK غَيْل]: and entering therein. (K, TA.) مِغْيَالٌ A tree (شَجَرَةٌ) having tangled, or abundant and dense, branches, with leafy coverings or shades. (K.) مُغْتَالٌ: see غَيْلٌ, latter half, in two places.

مُتَغَيِّلٌ: see مُغَيِّلٌ.
غيل
{الغَيْلُ: اللبَنُ الَّذِي تُرضِعُه المرأةُ وَلَدَها وَهِي تُؤتى، عَن ثعلبٍ، أَي تُجامَع، قَالَت أمُّ تأبَّطَ شرّاً تُؤَبِّنُه بعد مَوْتِه: وَلَا أَرْضَعْتُه} غَيْلاً. أَو هُوَ أَن تُرضعَ وَلَدَها وَهِي حاملٌ أَي على حَبَلٍ. واسمُ ذَلِك اللبنِ الغَيْلُ أَيْضا، وَإِذا شَرِبَه الولَدُ ضَوِيَ واعْتلَّ عَنهُ. قَالَ شَيْخُنا: كَانَ الأظْهَرُ فِي العبارةِ أَن يَقُول: الغَيْل: أَن تُرضعَ المرأةُ وَلَدَها إِلَخ، كَذَا قَالَه بعضُ أربابِ الحَواشي، وَهُوَ ظاهرٌ، فتأمَّلْ. {وأغالَت المرأةُ وَلَدَها،} وأَغْيَلَتْه: سَقَتْه الغَيْلَ، الَّذِي هُوَ لبَنُ المَأْتِيَّةِ أَو لبنُ الحُبْلى، فَهِيَ {مُغِيلٌ} ومُغْيِلٌ، وَهُوَ أَي الولدُ {مُغالٌ} ومُغْيَلٌ قَالَ امرؤُ القَيس:
(فمِثلُكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعاً ... فَأَلْهَيْتُها عَن ذِي تَمائمَ مُغْيَلِ)
{وأغالَ فلانٌ وَلَدَه: إِذا غَشِيَ أمَّه وَهِي تُرضِعُه.} واسْتَغْيَلَتْ هِيَ نَفْسُها. والاسمُ! الغِيلَةُ، بالكَسْر يُقَال: أضرَّت الغِيلَةُ بولَدِ فلَان: إِذا أُتِيَت أمُّه وَهِي تُرضِعُه، وَكَذَلِكَ إِذا حَمَلَت أمُّه وَهِي تُرضعُه، وَفِي الحَدِيث: لقد هَمَمْتُ أَن أنهى عَن الغِيلَةِ حَتَّى ذُكِّرْتُ أنّ فارِسَ والرُّومَ يفعلونَه فَلَا يَضُرُّ أولادَهم، وَفِي رِوَايَة: تَفْعَلُ ذَلِك فَلَا يَضيرُهم، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير والفتحُ لغةٌ، وَقيل: الْكسر للاسم، والفتحُ للمَرّةِ، وَقيل: لَا يَصِحُّ الفَتحَ إلاّ مَعَ حذفِ الْهَاء. {والغَيْل، بالفَتْح: الساعِدُ الرَّيّانُ المُمتَلِئ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ لمَنظورِ بنِ مَرْثَدٍ الأسَديِّ: لَكاعِبٌ مائِلَةٌ فِي العِطْفَيْنْ بيضاءُ ذاتُ ساعِدَيْنِ} غَيْلَيْنْ أَهْوَنُ من لَيْلِي وليلِ الزَّيْدَيْنْ وعُقَبِ العِيسِ إِذا تَمَطَّيْنْ الغَيْلُ: الغُلامُ السمينُ الْعَظِيم، وَالْأُنْثَى غَيْلَةٌ، {كالمُغْتالِ فيهمَا، أَي فِي الساعدِ والغُلام، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَليُّ:
(كَوَشْمِ المِعْصَمِ} المُغْتالِ عُلَّتْ ... نَواشِرُهُ بوَشْمٍ مُسْتَشاطِ)
قَالَ ابنُ جِنِّي: قَالَ الفَرّاءُ: إنّما سُمِّي المِعصَمُ المُمتلَئُ {مُغْتالاً لأنّه من الغَوْل، وَلَيْسَ بقويٍّ، لوجودِنا: ساعِدٌ} غَيْلٌ، فِي مَعْنَاهُ. الغَيْلُ أَيْضا: الماءُ الْجَارِي على وَجْهِ الأرضِ كَمَا فِي الصِّحاح، وقولُ شَيْخِنا: كلامُ المُصَنِّف صريحٌ فِي أنّه بالفَتْح، وَالَّذِي فِي الصِّحاح وغيرِه من الأمَّهاتِ أنّه بالكَسْر، انْتهى، غلطٌ، والصوابُ الفتحُ، ومثلُه فِي الصِّحاح والعُباب وسائرِ)
الأمَّهاتِ، نعم الكسرُ لغةٌ فِيهِ نَقله ابنُ سِيدَه، وَقَالَ بعضُهم: الغَيْلُ: مَا جرى من المياهِ فِي الأنهارِ والسَّواقي، وأمّا الَّذِي يجْرِي بَين الشجرِ فَهُوَ الغَلَلُ، وَفِي الحَدِيث: مَا سُقِيَ! بالغَيْلِ ففيهِ العُشْرُ، وَمَا سُقِيَ بالدَّلوِ فَفِيهِ نِصفُ العُشْرِ. الغَيْلُ: الخطُّ تخُطُّه على الشيءِ. أَيْضا: ماءٌ كَانَ يجْرِي فِي أصلِ جبَلِ أبي قُبَيْسٍ يَغْسِلُ عَلَيْهِ القَصّارون. أَيْضا كلُّ وادٍ ونحوُه فِيهِ عيونٌ تسيلُ.
وَقَالَ الليثُ: الغَيْلُ مكانٌ من الغَيْضَةِ فِيهِ ماءٌ مَعينٌ، وأنشدَ: حِجارَةُ غَيْلٍ وارِساتٌ بطُحْلُبِ الغَيْلُ: الَّذِي تراهُ قَرِيبا وَهُوَ بعيدٌ، مُقتضى سياقِهِ أَنَّه بالفتحِ، وَالَّذِي فِي العبابِ: {الغَيِّلُ من الأَرضِ: الَّذِي ترَاهُ قَرِيبا وَهُوَ بعيدٌ، وَضَبطه كسَيِّدٍ، فانظُر ذَلِك، وتقدَّمَ فِي غول، عَن ابْن خالَوَيه: أَرْضٌ ذاتُ غَوْلٍ، بِهَذَا الْمَعْنى فتأَمّل. أَيضاً: ع: عندَ يَلَمْلَم. أَيضاً: ع، قربَ اليمامَةِ، قَالَه نَصْرٌ. أَيضاً: وادٍ لِبَني جَعْدَةَ بَين جبلين ملآن نَخيلاً، وبأَعلاهُ نفَرٌ من قُشَيرٍ، وَبِه مِنبَرٌ، وَبَينه ولينَ الفَلْجِ سبعةُ فراسخَ، أَو ثَمَانِيَة، والفَلْجُ: قريةٌ عظيمةٌ لِجَعْدَةَ، قَالَه نصْرٌ. أَيضاً: ع آخَر، يُسَمَّى بذلك. أَيضاً: كلُّ مَوضِعٌ فِيهِ ماءٌ، من وادٍ ونَحوِه. أَيضاً: العلَمُ فِي الثَّوبِ، والجمعُ} أَغيالٌ، عَن أَبي عَمروٍ، وَبِه فَسَّرَ قولَ كُثَيِّرٍ:
(وَحْشاً تَعاوَرَها الرِّياحُ كأَنَّها ... تَوشيحُ عَصْبِ مُسَهَّمِ {الأَغيالِ)
قَالَ غيرُه: الغَيْلُ: الواسِعُ من الثِّيابِ، وزعَمَ أَنَّه يُقال: ثَوْبٌ غَيْلٌ، قَالَ ابنُ سِيدَه: وكلا القولينِ فِي الغَيْلِ ضعيفٌ لمْ أَسْمَعْه إلاّ فِي هَذَا التَّفسيرِ. (و) } الغِيلُ، بالكَسر: الشَّجَرُ الكثيرُ المُلْتَفُّ، الَّذِي ليسَ بِشَوْكٍ، يُسْتَتَرُ فِيهِ، وأَنشدَ ابنُ برّيّ:
(أَسَدٌ أَضْبَطُ يَمْشي ... بينَ قَصْباءَ! وغِيلْ) ويُفتَحُ، وَقَالَ أَبُو حنيفةَ: الغِيلُ: جَماعَةُ القصَبِ والحَلْفاءِ، قَالَ رُؤْبَةُ: فِي {غِيلِ قَصْباءَ وخِيسٍ مُخْتَلَقْ والجَمْعُ أَغيالٌ. أَيضاً: الأَجَمَةُ، وَفِي قصيدةِ كَعْبٍ: بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دونَهُ غِيلُ أَيضاً: كلُّ وادٍ فِيهِ ماءٌ، وَلَا يَخفى أَنَّ هَذَا تقدَّمَ، وَلَو قَالَ أَوّلاً: ويُكْسَرُ، سَلِمَ من التَّكرارِ، ج: أَغيالٌ. ومَوضِعُ الأَسَد: غِيْلٌ، مثلُ خِيسٍ، وَلَا يَدخلها الْهَاء، والجمعُ} غُيولٌ، قَالَ عبد الله بنُ عَجلانَ النَّهْدِيُّ:)
(جَديدَةُ سِرْبالِ الشَّبابِ كأَنَّها ... سَقِيَّةُ بَرْدِيٍّ نَمَتها {غُيولُها)
هَكَذَا فِي العبابِ والصِّحاحِ والتَّهذيبِ، قَالَ ابنُ برّيّ:} والغُيولُ هُنَا جَمْعُ غَيْلٍ، وَهُوَ الماءُ الَّذِي يجْرِي بينَ الشَّجَرِ، لأَنَّ الماءَ يسْقِي والأَجَمَةُ لَا تَسقي. الغِيلُ: ع، وَفِي التَّبصيرِ للحافِظِ: الغِيلُ، بالكَسر: أَربعَةُ مَواضِعَ. {والمُغَيِّلُ} والمُتَغَيِّلُ، الثابِتُ فِي الغِيلِ والدّاخِلُ فِيهِ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ يصفُ جارِيَةً:
(كالأَيْمِ ذِي الطُّرَّةِ أَو ناشئِ ال ... بَرْدِيِّ تحْتَ الحَفَإِ {المُغْيِلِ)
} والمِغيالُ: الشَّجرةُ المُلتَفَّةُ الأَفنانِ، الْكَثِيرَة الأَوراقِ، الوارِفَةُ الظِّلالِ، وَقد {أَغيَلَ الشَّجَرُ،} وتَغَيَّلَ {واسْتَغْيَلَ: عَظُمَ والتَفَّ، الثانيةُ نقلهَا الجَوْهَرِيّ عَن الأَصمعيِّ.} والغَيْلَةُ: المَرأَةُ السَّمينَةُ، العظيمةُ، عَن أَبي عُبيدَةَ. (و) {الغِيلَةُ، بالكَسرِ: ع. أَيْضاً: الشِّقْشِقَةُ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ وأَنشدَ: أَصْهَبُ هَدَّارٌ لِكُلِّ أَرْكُبِ} بغِيلَةٍ تَنْسَلُّ نَحوَ الأَنْبُبِ أَيضاً: الخَديعَةُ والاغتيالُ. وقَتَلَهُ {غِيلَةً: خدعَهُ فذَهَبَ بِهِ إِلَى مَوضِعٍ فقتلَه، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَقد اغْتِيلَ. وَقَالَ أَبو بَكرٍ: الغِيلَةُ فِي كلامِ العربِ: إيصالُ الشَّرِّ أَو القَتلِ إِلَيْهِ من حَيْثُ لَا يعلَمُ وَلَا يَشعُرُ، وَقَالَ أَبو العَبّاسِ: قتلَهُ غِيلَةً: إِذا قتلَه من حيثُ لَا يَعلَم، وفتَكَ بِهِ: إِذا قتلَه من حيثُ يَراهُ، وَهُوَ غارٌّ غافِلٌ غيرُ مُستَعِدٍّ. وإبِلٌ أَو بَقَرٌ} غُيُلٌ، بضمَّتينِ: أَي كثيرَةٌ، قَالَ الأَعشى:
(إنِّي لَعَمْرُ الَّتِي خَطَّتْ مَناسِمُها ... تَخْدي وسِيقَ إِلَيْهِ الباقِرُ {الغُيُلُ)
الواحِدُ} غَيُول، حكى ذَلِك ابنُ جنِّي، عَن أَبي عَمروٍ الشَّيبانِيِّ عَن جَدِّه، وَهَكَذَا فَسَّرَه أَيضاً أَبو عُبيدَة، ويُروَى فِي البيتِ العُيُلُ أَيضاً بالعينِ المُهملَةِ، وَقد تقدَّمَ. غُيُلٌ: سِمانٌ، هَكَذَا فَسَّرَهُ أَبو عُبيدة أَيضاً. أَبو الحارِثِ! غَيْلانُ بنُ عُقبَةَ بنِ بُهَيْسِ بنِ مَسعودِ بنِ حارِثَةَ بنِ عَمرو بنِ ربيعةَ بنِ ساعِدَةَ بنِ كعبِ بنِ عَوفِ بنِ ثعلَبَةَ بنِ مَلْكانَ بنِ عَدِيِّ الرِّبابِ: اسْمُ ذِي الرُّمَّةِ الشَّاعِر المَشهور. غَيلانُ: رَجُلٌ كَانَ بينَه وبينَ قومٍ ذُحولٌ، أَي أَوتارٌ، فحلَفَ أَنْ لَا يُسالِمَهُم حتّى يَدْخُلَ عينيهِ التُّرابُ، أَي يَموتَ، فرَهِقوهُ يَوماً، أَي أَدركوهُ وَهُوَ على غِرَّةٍ، أَي غَفْلَةٍ، فأَيْقَنَ بالشَّرِّ، فجعلَ يَذُرُّ التُّرابَ على عَيْنَيْهِ، وَيَقُول: تَحَلَّلْ غَيْلُ، أَي يَا غَيلانُ، ونظيرُه من التَّرخِيمِ قراءَةُ مَن قرأَ: يَا مالِ لِيَقْضِ علينا رَبُّكُ فِي وقتِ الشِّدَّةِ والاشتِغالِ، يُريهِمْ أَنَّه يُصالِحُهُم وأَنَّه قد تحلَّلَ من يمينِه، فَلم يَقبلوا ذلكَ مِنْهُ وقتلوه. وأُمُّ غَيْلانَ: شجَرُ السَّمُرِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَقد)
قيلَ: إنَّ ثمرَها أَحلى من العسَلِ، كَمَا فِي لعِنايَةِ، أَثناءَ الواقِعَةِ، قَالَ شيخُنا: وقولُ بعضِهِم: إنَّه بكسرِ الغَيْنِ، وأَنَّه سُمِّيَ لِكَثرَةِ وجودِ {الغِيلانِ أَمامَه هُوَ مَردودٌ باطِلٌ.} والغائلَةُ: الحِقْدُ الباطِنُ، اسْمٌ كالوابِلَةِ، يُقال: فلانٌ قليلُ {الغائلَةِ. الغائلَةُ أَيضاً: الشَّرُّ،} كالمَغالَةِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. {وأَغْيَلَتِ الغَنَمُ: نُتِجَتْ فِي السَّنَةِ مَرَّتينِ، وكذلكَ البقَرُ، وَعَلِيهِ قولُ الأَعشى: وسيقَ إِلَه الباقِرُ الغُيُلُ} وتَغَيَّلوا: كَثُرَ أَموالُهُم، أَو كَثُروا، أَنفُسُهُم. (و) {الغَيَّالُ، كشَدّادٍ: الأَسَدُ، الَّذِي فِي} الغِيلِ، قَالَ عَبدُ مَنافِ بنِ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ:
(لَمّا عرَفْتُ أَبا عَمروٍ رَزَمْتُ لهُ ... من بينِهِم رَزْمَةَ {الغَيّالِ فِي الغَرَفِ)
ويُروى العَيَّال بالعينِ.} وأَغْيالٌ، أَو ذاتُ! أَغْيالٍ: وادٍ باليَمامَةِ، نَقله الصَّاغانِيُّ.الرَّاجِزُ، هَكَذَا وَقع فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ، وَقيل: غَيلانُ حَرْبٍ، قَالَ ابنُ سيدَه: ولستُ مِنْهُ على ثِقَةٍ. {وغَيلانُ بنُ خَرْشَةَ الضَّبِّيُّ، وغَيلانُ بنُ سلمَةَ بنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيُّ، وَهَذَا لَهُ صُحبَةٌ، أَسلمَ)
بعدَ الطّائفِ، وكانَ شاعِراً. وغَيلانُ بنُ عَمروٍ، لَهُ صُحبَةٌ أَيضاً، لَهُ ذِكر فِي حَدِيث أَبي المُلَيْحِ الهُذَلِيِّ عَن أَبيه. وغَيلانُ أَيضاً: من موَالِي النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، لَهُ حديثٌ ذكرَه ابنُ الدَّبّاغِ. وغيلانُ بنُ دُعْمِيِّ بنِ إيادِ بنِ شِهابِ بنِ عَمروٍ الإيادِيُّ، لهُ وِفادَةٌ، وكانَ يُسَمَّى أَيضاً حُنَيْفاً. وغَيلانُ: جَدُّ أَبي طالبٍ محمَّد بنِ محمَّدِ بنِ لإبراهيمَ بنِ غيلانَ بنِ عبد اللهِ بنِ غيلانَ البَزَّاز، صَدوقٌ صالِحٌ، روى عَنهُ أَبو بَكرٍ الخَطيبُ، ماتَ ببَغدادَ سنة، وَإِلَيْهِ نُسِبَت} الغَيلانِيّاتُ، وَهِي أَحاديثُ مَجموعَةٌ فِي مَجَلَّدَةٍ تَحتوي على أَحدَ عَشَرَ جُزءاً، وَهِي عِنْدِي من تَخريجِ الدَّارَ قُطْنِيِّ، وَقد روَيتُها بأسانيدَ عاليَةٍ. {والغَيلانِيَّةُ: طائفَةٌ من القَرِيَّةِ. قلتُ: نُسِبوا إِلَى غَيلانَ بنِ أَبي غَيلانَ المَقتُولِ فِي القَدَرِ، وَقد روى عَن يَعقوبَ بنِ عُتْبَةَ. وغَيلانُ بنُ مَعشَرٍ المَغرائِيّ. وغَيلانُ بنُ جَريرٍ المِعْوَلِيّ. وغَيلانُ بنُ عبدِ اللهِ. وغَيلانُ بنُ غيلانَ الأَنصارِيُّ.
وغَيلانُ بنُ عُمَيْرَةَ: تابِعِيّونَ.

كتف

(كتف) الرجل شدّ يَدَيْهِ من خَلفه بالكتاف (مج)
ك ت ف: (الْكَتِفُ) وَ (الْكِتْفُ) مِثْلُ كَبِدٍ وَكِبْدٍ، وَالْجَمْعُ (الْأَكْتَافُ) . وَ (كَتَفَهُ) شَدَّ يَدَيْهِ إِلَى خَلْفُ (بِالْكِتَافِ) وَهُوَ حَبْلٌ وَبَابُهُ ضَرَبَ. 

كتف



كَتِفٌ [The shoulder-blade;] a wide bone behind the shoulder-joint. (Mgh.) b2: [Hence, The shoulder itself.] See طُرَّةٌ and مُؤُرَّبٌ.

كُِتْفاَنٌ

, as an epithet applied to the locust, see in TA, voce مُسَيَّحٌ. See also جَرَادٌ.

كِتَافٌ of a زَبِيل: see حَتِىٌّ.

كَتِيفَةٌ i. q.

ضَبَّةٌ A broad piece of iron. A poet speaks of a wooden vessel of which a fracture is mended with a كتيفة. (S.)
(ك ت ف) : (الْكَتِفُ) عَظْمٌ عَرِيضٌ خَلْفَ الْمَنْكِبِ (وَكَتَّفَهُ) شَدَّ يَدَيْهِ إلَى مَا خَلْفَ أَكْتَافِهِمَا مِنْ بَابِ ضَرَبَ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ وَلَوْ كَانَ جَاءَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ وَهُوَ مَكْتُوفٌ وَالْكِتَافُ الشَّدُّ وَالْحَبْلُ أَيْضًا (وَمِنْهُ) أَنْتِ طَالِقٌ مِنْ قَيْدٍ أَوْ غُلٍّ أَوْ كِتَافٍ.
ك ت ف : الْكَتِفُ مَعْرُوفَةٌ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ وَالْجَمْعُ أَكْتَافٌ وَكَتَفْتُهُ كَتْفًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَكِتَافًا بِالْكَسْرِ شَدَدْتُ يَدَيْهِ إلَى خَلْفِ كَتِفَيْهِ مُوثَقًا بِحَبْلٍ وَنَحْوِهِ وَالتَّشْدِيدُ مُبَالَغَةٌ وَكَتَفْتُهُ ضَرَبْتُ كَتِفَهُ وَالْكِتَافُ بِالْكَسْرِ أَيْضًا الْحَبْلُ تُشَدُّ بِهِ. 
(كتف)
الرجل كَتفًا وكتيفا مَشى رويدا محركا كَتفيهِ والطائر كَتفًا وكتفانا طَار رادا جناحيه ضاما لَهما إِلَى مَا وَرَاءه وَفُلَانًا أصَاب كتفه أَو ضربه عَلَيْهَا وَيُقَال كتف السرج الدَّابَّة جرح كتفها وَفُلَانًا كَتفًا وكتافا شدّ يَدَيْهِ من خَلفه بالكتاف والإناء كَتفًا لأمه بالكتيف وَيُقَال كتف الْبَاب ضببه

(كتف) الرجل كَتفًا عرضت كتفه وعظمت وَالْحَيَوَان اشْتَكَى كتفه وظلع مِنْهَا فَهُوَ أكتف وَهِي كتفاء (ج) كتف
(كتف) - في حديث عُثْمان - رضي الله عنه -: "الذي يُصَلِّي وقد عَقَصَ شَعْرَه كالّذى يُصَلّى وهو مَكتوفٌ".
: أي مَشدُودةٌ يَداه مِن خَلْفٍ، بحيث الكَتِف بالكِتَاف؛ وهو حَبْلٌ يُكتَف به الإنسانُ وغَيرُه. - في الحديث: "ائتُونى بكَتِفٍ ودَواةٍ أَكتُب لكم كِتَاباً"
الكَتِفُ: عَظْم عَرِيضٌ خَلْف المنكَبَيْن ، يريد به كَتِف البَعير، وكانوا يكتُبُون فيه وفي نحوه من الأدَم وغَيره، لِقلَّة القَراطِيسِ عندهم.
ك ت ف

أخذه فكتفه، وكتّفهم، ومرّوا به مكتوفاً، وبهم مكتّفين، وخذ الكتاف فاكتفه. وشدّهم كتافاً. ورجلٌ أكتف: عظيم الكتف وقال ابن الأقيصر الأسديّ في نعت فرس: إنّها مشت فكتفت، وخبّت فوجفت، وعدت فنسفت؛ الكتف: مشيٌ رويد يحرّك فيه منكبيه، والنسف: أن يدني منكبيه من الأرض.

ومن المجاز: كتف الحنوين: شدّهما بالكتاف. وكتف الباب والإناء: ضبّبه، وباب وإناء مكتوف بالكتيفة وهي الضبة، وبالكتائف والكتيف.

ومن مجاز المجاز: في قلبه كتيفة وكتائف: حقد.
[كتف] فيه: الذي يصلي وقد عقص شعره كالذي يصلي وهو "مكتوف"، هو من شدت يداه من خلفه، فشبه به من يعقد شعره من خلفه. وفيه: ائتوني "بكتف" ودوات أكتب لكم كتابًا، هو عظم عريض في أصل كتف الحيوان، كانوا يكتبون فيه لقلة القراطيس عندهم. وح: والله لأرمينها بين "أكتافكم"، يروى بتاء بمعنى أنه إذا كانت على ظهورهم وبين أكتافهم لا يقدرون أن يعرضوا عنها لأنهم حاصلوها، وبنون بمعنى أنه يرميها في أفنيتهم ونواحيهم فكلما مروا فيها رأوها فلا يقدرون أن ينسوها. ن: لأرمين أي لأصرحن بها بينكم واوجعكم بالتقريع. وح: فوضعها في ظهري بين "كتفي"، بتشديد ياء التثنية. ج: ومنه: انظر إلى ملحقها عند صدع في "كتف". ك: أكل عندها "كتفًا"، أي لحم كتف.

كتف


كَتَفَ(n. ac. كَتْف
كِتَاْف)
a. Hit, struck on the shoulder; hurt, rubbed the shoulder
of (saddle).
b. Tied his hands behind his back, pinioned;
gagged.
c. Walked slowly; moved the shoulders in walking.
d.(n. ac. كَتْف
كَتَفَاْن), Flapped its wings (bird).
e. Mended (vessel).
f. [Fī], Was gentle to.
كَتِفَ(n. ac. كَتَف)
a. Was broad-shouldered, wide-shouldered; had large
shoulder-blades.

كَتَّفَa. see I (b) (e).
c. Moved the shoulders; was high-shouldered (
horse ).
d. Cut small.

تَكَتَّفَa. see II (c)b. Hopped (locust).
c. [Fī] [ coll. ], Crossed, folded
the arms at (prayer).
كَتْفa. see 2
كِتْف
(pl.
كِتَفَة
أَكْتَاْف
38)
a. Shoulder-blade, omoplate; shoulder.

كَتَفa. Breadth, broadness of the shoulders.
b. Pain, stiffness in the shoulders.

كَتِفa. see 2
أَكْتَفُa. Broad-shouldered; wide-shouldered.

كَاْتِفa. Abhorring.

كَاْتِفَةa. Locust.

كِتَاْف
(pl.
كُتُف)
a. Manacle; hand-cuff; fetter; cord.

كُتَاْفa. see 4 (b)
كَتِيْف
(pl.
كُتُف)
a. Plate, sheet ( of metal ).
b. Broad.

كَتِيْفَة
( pl.
كَتَاْئِفُ)
a. Bolt.
b. Pincers, pliers, tongs.
c. Hatred, malignity.

كِتْفَاْن
كُتْفَاْنa. Young locust.

مِكْتَاْفa. Shoulder-sore (animal).
[كتف] الكتف والكتف. مثال كذب وكذب، والجمع الاكتاف. يقال رجلٌ أكْتفُ بيِّن الكَتَفِ، أي عريض الكَتِفِ. والأكْتفُ أيضاً من الخيل: الذي في أعالي عراضيف كتفه انفراج. والكتيفة: ضبة الباب، وهي حديدة عريضة. ومنه قول الأعشى: أو إناءُ النُضار لاحمه القين ودانى صدوعه بالكَتيفِ والكَتيفَةُ: السخيمةُ والحقدُ. قال القَطامي: أَخوكَ الذي لا تَملِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتائفُ والكُتفانُ: الجراد أول ما يطير منه، الواحدة كتفانة، ويقال هي الجراد بعد الغوغاء، أولها السرو، ثم الدبا، ثم الغوغاء، ثم الكتفان. والكتف: المشيُ الرويد. وقد كَتَفتِ الخيل وتكتف، إذا ارتفعت فروع أكتافها في المشي. والكَتْفُ أيضاً: أن يشد حنوا الرجل أحدهما على الآخر. وكَتَفتُ الرجل، إذا شددت يديه إلى خَلف بالكِتافِ، وهو حبلٌ. والكَتَفُ بالتحريك: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ، عن ابن السكيت. يقال: جملٌ أكْتَفُ، وناقة كتفاء.
كتف
الكَتِفُ: عَظْمٌ عَرِيْضٌ خَلْفَ المَنْكِبِ، يُؤَنَّثُ. والكَتِفُ: الذي يَشْتَكي كَتِفَه. ومَثَلٌ: فلانٌ يَعْلَمُ من أيْنَ تُؤكَلُ الكَتِفُ ومن حَيْثُ. والكَتْفُ: شَدُّ اليَدَيْن من خَلْفٍ. والكَتّافُ: الناظِرُ في الكَتِفِ.
ٍوالكَتَفُ: مَصْدَرُ الأكْتَفِ وهو الذي انْضَمَّتْ كَتِفاه على وَسَطِ كاهِلِه خِلْقَة قَبِيْحَة.
والمِكْتَافُ من الدَّوابِّ: الذي يَعْقِرُ السَّرْجُ كَتِفَه.
والكِتَافُ: وِثَاق في الرحْل والقَتَبِ. وهو - أيضاً -: خَيْطٌ يُكْتَفُ به الانسانُ. وقيل: هو داءٌ في كَتِفَي الدابَّةِ.
والكَتَفَانُ: ضَرْبٌ من الطَّيَرَانِ كأنَّه يَضُم جَنَاحَيْهِ من خَلْف شَيْئاً.
وهو - أيضاً -: من المَشْي والسُّرْعَةِ.
ويقولون: اكْتِفْ: أي ارْفُقْ.
والكَتْفُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ. وأنْ يَبْسُطَ الماشي يَدَيْهِ ويُحَرِّكَ.
والكَتِيْفَةُ: حَدِيْدَةٌ طَوِيلةٌ عَريضَة. وهي - أيضاً -: الحَسِيْكَةُ والحِقْدُ، وجَمْعُه كَتائفُ.
وإِنَاءُ مَكْتُوْفٌ: أي مُضَبَّبٌ بالحَديد.
والكُتْفَانُ: الجَرَادُ أوَّلَ ما يَطِيْرُ وتَسْتَوي أجْنِحَتُه، والواحدة كُتْفانَةُ.
وكَتَفْتُ الأمْرَ: أي تَكَرَهْته. والكاتِفُ: الكارِهُ.
وكَتَفْتُ اللَّحْمَ: قطَّعْته صِغاراً، وكذلك الثّوْب.
وكَتَّفْتُه بالسَّيْفِ: ضَرَبْته.
باب الكاف والتاء والفاء معهما ك ت ف، ك ف ت، ف ت ك مستعملات

كتف: الكَتِفُ: عظم عريض خلف المنكب تؤنث، وتجمع [على] أكتاف. والكِتْفُ: شد اليدين من خلف، والفعل: التَّكْتيف. والكَتَفُ: مصدر الأكتف، وهو الذي انضمت كتفاه على وسط كاهله، وهي خلقة قبيحة. والكِتْافُ: مصدر المِكْتافِ من الدواب، وهو الذي يعقر السرج كَتِفَهُ. والكِتاف: وثاق في الرحل والقتب، وهو أسرُ عودين أو حنوين يشد أحدهما [إلى] الآخر. والكَتيفةُ: حديدة طويلة عريضة كأنها صفيحة، قال حسان:

سيوف الهند لم تضرب كتيفاً

أي: لم تطبع طبع الكتائف. والكَتَفانُ: ضرب من الطيران. كأنه يضم جناحيه من خلف شيئاً. والكُتْفانُ من الجراد: أول ما يطير وتستوي أجنحته، الواحدة بالهاء.

فتك: الــفَتْك: أن تهم بالشيء فتركبه، وإن كان قتلاً، قال:

وما الــفَتْكُ إلا أن تهم فتفعلا

والفاتكُ: الذي يرتكب ما تدعوه إليه نفسه من الجنايات، والجميع الفُتّاك، قال:

وإذ فَتَكَ النعمان بالناس محرماً ... فملىء من عوف بن كعب سلاسله

أي: فتك بهم فأسرهم.

كفت: الكَفْتُ: صرفك الشيء عن وجهه، تكفِتُهُ فينكَفِتُ، أي: يرجع راجعاً. كَفَتَ يكْفِتُ كِفاتاً وكَفَتاناً. والكِفاتُ من العدو والطيران كالحيدان في شدة. وكفات الأرض: ظهرها للأحياء وبطنها للأموات. والمُكَفِّتُ: الذي يلبس درعين بينهما ثوب. والكَفْتُ: تقليب الشيء ظهراً لبطن، وبطناً لظهر. وانكفتوا إلى منازلهم، أي: انقلبوا. وكَفَّت إليك ولدك، أي: ضمهم إليك.. وهو يكفت في مشيه، أي: يقصر. وشد كَفيتٌ: أي: سريع.
كتف: كتف. كتف فلاناً شدَّ يديه إلى خلف كتفيه موثقاً بالكِتاف. والمصدر كِتاف أيضا (محيط المحيط)، وفي تاريخ البربر (168:1): شدُّوه كِتافاً.
كتَّف (بالتشديد) شدَّ يديه وراء ظهره بالكتاف (معجم الطرائف، فوك، بوشر).
كتَّف: ربط، أوثق قيَّد. (هلو).
كتَّف يديه: شبَّك يديه على صدره علامة على الاحترام (بوشر، بوسييه). كلما وردت الكلمة في ألف ليلة في (25:12) منها مثلاً فان لين يترجمها بما معناه: شبك يده فوق ظهره. إن أصل الكلمة ووجود عبارات مثل ما جاء في ألف ليلة (844:1) وهو مكتّف اليدين إلى ورائه يؤيد، في ما يظهر، لنه الصواب. (أنظر: تكتَّف) وكلمة مُكَتَّف وحدها تدل على هذا المعنى. ففي ألف ليلة (831:1): وقف مكتفاً. ونجد عند برسل (269:3) أيضاً وأيديه مكتّفة.
تكتَّف: مطاوع كتف. (فوك).
تكتَّف: شبك يديه على صدره علامة للاحترام.
(بوشر) وانظر: مادة كتَّف. ويؤيد رأي بوشر ما جاء في محيط المحيط وهو: تكتَّف فلان في الصلوة ونحوها ضَمَّ يديه إلى صدره. (ألف ليلة برسل 190:3).
كِتْف وكَتِف. تستعمل مجازاً بمعنى سناد، ودعامة، وعون. عماد ركن. فعند جاكسون (تمبكتو ص382): السلطان ينادي جنوده يا كتفي أي يا أكتافي، أو سندي أو قوّتي.
منحوا العدوَّ الأكتافَ: هي terga dare باللاتينية، أي هربوا أمام العدوّ. (مملوك1، 105:1)، ويقال: منح الله المسلمين أكتاف المشركين. أي جعل المشركين يفرون أمام المسلمين. (مملوك 1، 1، كليلة ودمنة ص7، ى عبد الواحد ص206).
كَتْف وكَتِف والجمع كُتوف: لوح من خشب سميك (فوك) وهذه الكلمة قد وردت في الأغاني بمعنى لوح خشب للكتابة كما نبهني إليه السيد دي غويا. ففي الأغاني (50:7) من طبعة بولاق: ثم قال هات دواة وكتفاً فأتيته بهما فجعل يملي عليَّ قولَه. وقد دلَّت الكتف على هذا المعنى لأنهم كانوا قديماً يكتبون علة عظم الكتف. (أنظر: تاريخ القرآن لنولدكه ص191) وفي المعاجم العربية مادة لوح: اللوح الكتف إذا كُتِبَ عليها.
كتف: سفح، منحدر، ضلع الجبل، سلسلة جبال. (بوشر).
كتف الجبل: منحدر الجبل. (بوشر).
كتفه خنزير مملحة: (جانبون). كتف خنزير مملحة (بوشر).
كتفي: عضدي، ذراعي. (بوشر).
شال كتفي: شال مطرز من جانبيه بصور سعف النخل مع حواشٍ وكِتاف. (بوشر).
كِتاف: جمعها كتافات (فوك، بوسييه).
كَتِيف: لطيف، شفيق، رؤوف، ودود (؟).
(المعجم الجغرافي).
كَتَّافية: جرح يسببه الرحل أو القتب أو الإكاف أو البرذعة أو الجُل على كتف الدابّة.
(بوسييه).
الكتافية: فرس مجروح الكتف. (دوماس حياة العرب ص189).
تكاتيف (جمع) حبال تُربط بها الأيدي خلف الظهر. ففي رياض النفوس (93و): وقال للناس حلُّوا تكاتيفهم ففعلوا.
كتف
كتَفَ يَكتِف، كَتْفًا، فهو كاتف، والمفعول مَكْتوف
• كتَف الجُنْديُّ الأسيرَ: شدّ يديه إلى خلْف كِتفَيْه وأوثقه، كَتَّفه، قيّده بحبل ° مكتوف اليدّ/ مكتوف اليدين: عاجز، لا حيلة له. 

كتِفَ يَكتَف، كَتَفًا، فهو أكتفُ
• كتِف الرَّجلُ: عرُضت كَتِفُه وعظُمت.
• كتِف الحيوانُ: اشتكى كتِفَه وظلَع منها. 

تكاتفَ يتكاتف، تكاتُفًا، فهو مُتكاتِف
• تكاتف القومُ: تضامنوا وتعاونوا وساعد بعضُهم بعضًا "تكاتف الناسُ في إنقاذ الغريق- يتكاتفون في السّرّاء والضّرّاء- تكاتفوا على إنجاز دراسة اجتماعيّة شاملة". 

تكتَّفَ/ تكتَّفَ في/ تكتَّفَ لـ يتكتّف، تَكتُّفًا، فهو مُتكتِّف، والمفعول مُتكتَّف فيه
• تكتَّف الشَّخصُ: شُدَّت يداه إلى خلف كتِفَيْه وأُوثق.
• تكتَّف في صلاته/ تكتَّف للصَّلاة: ضمَّ يديه إلى صدره. 

كاتفَ يكاتف، مُكاتَفةً، فهو مُكاتِف، والمفعول مُكاتَف
• كاتفه على الأمر/ كاتفه في الأمر: ساعده وعاضده "كاتف جارَه في تنظيم بيته". 

كتَّفَ يكتِّف، تكتِيفًا، فهو مُكتِّف، والمفعول مُكتَّف
• كتَّف الجُنْديُّ الأسيرَ: كتَفَه؛ شَدَّ يديه إلى خلف كتفيه وأوثقه "كتَّف اللِّصُّ صاحبَ الدار وأخذ متاعَه". 

أَكْتَفُ [مفرد]: ج كُتْف، مؤ كتفاءُ، ج مؤ كتفاوات وكُتْف: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كتِفَ: عريض الكتف، من يشتكي كتفه. 

كُتاف [مفرد]: (طب) وجع الكتِف "أصيب بالكتاف إذ تعرَّض للبرد". 

كِتاف [مفرد]: ج أكْتِفَة وكُتُف: ما شُدّ به من حَبْل ونحوِه. 

كَتْف [مفرد]: مصدر كتَفَ. 

كَتَف [مفرد]: مصدر كتِفَ. 

كَتِف/ كِتْف [مفرد]: ج أكتاف وكُتوف:
1 - (شر) عَظْم عريض خلف المنكب يربط الذِّراع بالجذع، تكون للإنسان والحيوان (مؤنّثة وقد تُذكّر) "عريض الكَتِفَيْن- حمل الطفل على كتفه" ° أراه عَرْض أكتافه: ذهب وتركه- حقيبة كَتِف/ حقيبة كِتْف: حقيبة يد، لها شريط طويل لحملها على الكتف- خلَع كتفه: أتعبها وأجهدها- كتفًا لكتِف: متحاذيين/ معًا- هزَّ كتفيه: استخفَّ بالأمر- يَعْرِف من أين تُؤكل الكتِفُ [مثل]: داهية يأتي الأمورَ مأتاها، يعرف كيف يستفيد من الفُرَص.
2 - سند ودِعامة "فلان له كتف في الإدارة- بنى كتفًا للحائط" ° على أكتاف فلان: بمساعدته أو باستغلاله. 
الْكَاف وَالتَّاء وَالْفَاء

الْكَتف، والكتف: عظم عريض خلف الْمنْكب، أُنْثَى، وَهِي تكون للنَّاس وَغَيرهم.

والكتف من الْإِبِل وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحمير، وَغَيرهَا: مَا فَوق الْعَضُد.

وَقيل: الكتفان: أَعلَى الْيَدَيْنِ.

وَالْجمع: أكتاف، سِيبَوَيْهٍ، لم يجاوزوا بِهِ هَذَا الْبناء، وَحكى اللحياني فِي جمعه: كتفة.

وَرَجا اكتف: عَظِيم الْكَتف.

وَمَا كَانَ اكتف.

وَلَقَد كتف كَتفًا: أَي عظمت كتفه.

وَإِنِّي لأعْلم من أَيْن تُؤْكَل الكنف: تضربه لكل شَيْء عَلمته.

والكتاف: وجع فِي الْكَتف.

وَقَالَ اللحياني: بالدابة كتاف شَدِيد: أَي دَاء فِي ذَلِك الْموضع.

والكتف: عيب يكون فِي الْكَتف.

والكتف: انفراج فِي اعالى كَتِفي الْإِنْسَان وَغَيره مِمَّا يَلِي الْكَاهِل.

وَقيل: الْكَتف فِي الْخَيل: انفراج أعالي الْكَتِفَيْنِ من غراضيفها مِمَّا يَلِي الْكَاهِل، وَهُوَ من الْعُيُوب الَّتِي تكون خلقَة.

والكتف: نُقْصَان فِي الْكَتف.

وَقيل: هُوَ ضلع يَأْخُذ من وجع الْكَتف.

كتف كَتفًا، وَهُوَ أكتف. وكتف الْبَعِير كَتفًا، وَهُوَ أكتف: إِذا اشْتَكَى كتفه وظلع مِنْهَا.

وكتفه يكتفه كَتفًا: أصَاب كتفه، أَو ضربه عَلَيْهَا.

وكتفت الْخَيل تكتف كَتفًا، وكتفت: ارْتَفَعت فروع أكتافها فِي الْمَشْي. وَعرضت على ابْن أقيصر أحد بني أَسد بن خُزَيْمَة خيل فَأَوْمأ إِلَى بَعْضهَا وَقَالَ: " تَجِيء هَذِه سَابِقَة، فَسَأَلُوهُ: مَا الَّذِي رَأَيْت فِيهَا؟ فَقَالَ: رَأَيْتهَا مشت فكتفت، وخبت فوجفت، وعدت فنسفت، فَجَاءَت سَابِقَة ".

والكتفان: اسْم فرس، من ذَلِك، قَالَت بنت مَالك بن زيد ترثيه:

إِذا سجعت بالرقمتين حمامة ... أَو الرس تبْكي فَارس الكتفان

وكتفت الْمَرْأَة تكتف: مشت فحركت كتفها.

والمكتاف من الدَّوَابّ: الَّذِي يعقر السرج كتفه.

وَالِاسْم: الكتاف.

والكتاف: الَّذِي ينظر فِي الأكتاف فيتكهن فِيهَا.

وكتف يكتف كَتفًا، وكتيفا: مَشى مشيا رويدا، قَالَ لبيد:

وسقت ربيعاً بالقناة كَأَنَّهُ ... قريح سلَاح يكتف الْمَشْي فاتر

والكتفان: الْجَرَاد بعد الغوغاء.

وَقيل: هُوَ كتفان إِذا بدا حجم أجنحته، وَرَأَيْت مَوْضِعه شاخصا، وَإِن مَسسْته وجدت حجمه.

واحدته: كتفانة، وَقيل: واحده: كاتف.

وَالْأُنْثَى: كاتفة.

والكتف، والكتفان: ضرب من الطيران، كَأَنَّهُ يرد جناحيه ويضمهما إِلَى مَا وَرَاءه.

وكتف الرجل يكتفه كَتفًا، وكتفه: شدّ يَدَيْهِ من خَلفه.

والكتاف: مَا شدّ بِهِ، قَالَت بعض نسَاء الْأَعْرَاب تصف سحابا:

اناخ بِذِي بقر بركه ... كَأَن على عضديه كتافا

وَجَاء بِهِ فِي كتاف: أَي فِي وثاق. والكتاف: وثاق فِي الرحل والقتب، وَهُوَ إسار عودين أَو حنوين يشد أَحدهمَا إِلَى الآخر.

وكتف اللَّحْم: قطعه صغَارًا، وَكَذَلِكَ: الثَّوْب.

وكتفه بِالسَّيْفِ: كَذَلِك.

والكتيف، والكتيفة: حَدِيدَة عريضة طَوِيلَة وَرُبمَا كَانَت كَأَنَّهَا صحيفَة.

وَقيل: هِيَ الضبة، قَالَ الْأَعْشَى:

أَو كقدح النضار لأمه القي ... ن ودانى صدوعه بالكتيف

يَعْنِي: كتائف رقاقا، من الشّبَه.

وَقيل: الْكَتِيفَة: الضبة.

وَجَمعهَا: كتيف، وكتف.

وكتف الْإِنَاء يكتفه كَتفًا، وكتفه، لأمه بالكتيف، قَالَ جرير:

وينكر كفيه الحسام وَحده ... وَيعرف كفيه الْإِنَاء المكتف

والكتيفة: كلبة الْحداد.

والكتيفة: الحقد والعداوة، قَالَ:

أَخُوك الَّذِي لَا يملك الْحس نَفسه ... وترفض عِنْد المخطفات الكتائف

ويروى: " المحفظات ".

وكتاف الْقوس: مَا بَين الطَّائِف والسية.

وَالْجمع: أكتفة وكتف.
كتف
الكَتِفُ والكِتْفُ - مثال كَذِب وكِذْبٍ -، وهي مؤنثة. وفي حديث النبي - صلى الله عليه سلم - أنه أُتي بكَتِفٍ مُؤرَّبة فأكلها وصلّى ولم يتوضَّأْ، قال:
إنّي امْرُؤ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ ... عَلَّمَني كَيْفَ تُؤْكَلُ الكَتِفُ
وذو الكَتِفِ: مروان سليمان بن يحيى بن أبي حَفْصة - واسمه يزيد - بن مروان بن الحَكَم، وأصلُهُم يهود من موالي السَّمَوْءل بن عادِياءَ، وهم يَدَّعون أنهم موالي عُثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وإنّما أعْتَقَ مروان بن الحكم أبا حفصة يوم الدار، ويُقال إن عثمان - رضي الله عنه - اشتراه غُلاما من سَبْيَ اصطَخْرَ ووهبه لمروان بن الحكم، يُكَنّى أبا السِّمط، وكان يُلَقَّب ذا الكَتِفِ لبيت قاله.
وجمْع الكَتِفِ: أكْتافٌ.
وذو الأكتاف: سابور بن هُرمُز بن نرسي بن بهرَام. قال ابن قُتيبة: لما بلغ سابور ست عشرة سنة أمر أن يختاروا له ألف رجل من أهل النجدة ففعلوا، فأعطاهم الأرزَاق ثم سار بهم إلى نواحي العرب الذين يَعِيثون في أرضهم فقتل من قدر عليه ونزع أكتافهم، فلُقِّب ذا الأكتاف.
والكَتّافُ: النّاظِر في الكَتِفِ.
ورجل أكْتَفُ بيِّن الكَتَفِ: أي عَريض الكَتِفِ.
والأكْتَفُ - أيضاً - من الخيل: الذي في أعالي غَرَاضِيْفِ كَتِفَيْه انْفِرَاجٌ.
وقال الليث: المِكْتَافُ من الدّ؟ واب: الذي يَعْقِر السرج كِتفه.
وقال ابن دريد: الكُتَافُ - بالضم -: وَجَعُ الكَتِفِ.
والكَتَفُ: ظَلْعٌ يأخذ من وجعٍ في الكَتِفِ؛ عن ابن السِّكِّيت، جمل أكْتَفُ.
والكُتْفَانُ: الجراد أول ما يَطير منه، الواحدة: كُتْفانَةٌ. ويقال: هو الجرادُ بعد الغَوْغاء، أولها السِّرو ثم الدَّبى ثم الغَوْغاء ثم الكُتْفانُ. وقال ابن دريد: إنّما سمي كُتْفاناً لأنه يتَكَتَّفُ في مشيه أي ينزو. وقال الأصمعي: واحد الكُتْفانِ من الدَّبى: كاتِفَةٌ.
وقال الفرّاء في نوادره: كَتَفَ يَكْتِفُ كَتْفاَ - كضَرَبَ يَضْرِبُ ضَرْباً - وكَتِفَ يَكْتَفُ كَتَفاً - مثال تَعِبَ يَتْعَبُ تَعَباً -: إذا مشى مَشياً رُويداً.
وكَتَفَتِ الخيل: إذا ارتفعت فروع أكْتافِها.
والكَتْفُ: أن يُشَدَّ حِنوا الرَّحْلِ أحدهما على الآخر.
وكَتَفْتُ الرجل: إذا شدَدْت يديه إلى خلف بالكِتَافِ وهو حبل. وقال ابن دريد: الكِتَافُ حبل يُشَدُّ به وظِيْفُ البعير إلى كَتِفَيْه.
والكاتِفُ: الكارِه.
وقال الليث: الكَتَفَانُ ضَرْب من الطيران كأنه يَضم جناحيه من خلف شيئاً.
وقال ابن عبّاد: الكَتَفَانُ - أيضاً - من المشي: السرعة. وكُتَيْفَةُ - مُصغرة -: من بلاد باهلة، قال امرؤ القيس:
فكأنَّما بَدْرٌ وَصِيْلُ كُتَيْفَةٍ ... وكأنَّما من عاقِلٍ أرْمَامُ
يقول: قطعتُ هذين الموضعين اللذين ذكر على بُعْد ما بينهما قطْعا سريعاً حتى كأن كل واحد مُتصل بصاحبه، وعاقل وأرمام: موضِعان مُتباعدان. وقال أيضاً:
فأضْحى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ على الأذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبُلِ
ويروى: " من كل فِيْقَةٍ " و " من كل تَلْعةٍ ".
وقال ابن عبّاد: كَتَفْتُ الأمر: كَرِهْتُه.
وقال شَمِرٌ: يقال للسيف الصَّفيح: كَتِيْفٌ، قال أبو داود جارية بن الحجاج الإياديّ:
نُبِّئْتُ أنَّ أخا رِياحٍ جاءني ... زَبِداً لِنابَيْهِ عَلَيَّ صَرِيْفُ
فَوَدِدْتُ لو أنّي لَقِيْتُكَ خالِياً ... أمْشي بكَفّي صَعْدَةٌ وكَتِيْفُ
أراد سَيفاً صَفِيْحاً سماه كُتِيْفاً.
والكَتِيْفَةُ: ضبّة الباب وهي حديدة عَرِيْضَةٌ، قال الأعشى:
بَيْنَما المَرْءُ كالرُّدَيْنيِّ ذي الجُبْ ... بَةِ سَوّاهُ مَصْلِحُ التَّثْقِيْفِ
أو إنَاءِ النُّضَارِ لاحَمَهُ القَيْ ... نُ ودانى صُدُوْعَهُ بالكَتِيْفِ
رَدَّهُ دَهْرُهُ المُضَلِّلُ حتّى ... عادَ من بَعْدِ مَشْيِهِ للدَّلِيْفِ
يقال: إناء مَكْتُوْفٌ: أي مُضَبَّبٌ.
والكَتِيْفَةُ - أيضاً -: السَّخِيْمَةُ والحِقد، قال القطاميّ:
أخُوْكَ الذي لا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُهُ ... وتَرْفَضُّ عند المُحْفظاتِ الكَتَائفُ
وقال أبو عمرو: الكَتِيْفَةُ: الجماعة من الناس.
وقال ابن دريد: الكَتِيْفَةُ اللحم صِغارا قلْت: كَتَّفْتُه تَكْتِيْفاً.
وقال ابن دريد: كَتَّفَتِ الفَرَس: إذا مشت فحرّكت كَتِفَيْها.
وتَكَتَّفَ الكُتْفَانُ في مشيه: إذا نَزَا.
والتركيب يدل على عِرض في حديدة أو عَظمٍ، وقد شَذّ عن هذا التركيب الكُتْفانُ.

كتف: الكَتِفُ والكِتْفُ مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ: عظم عريض خلف المَنْكِب،

أُنثى وهي تكون للناس وغيرهم. وفي الحديث: ائتُوني بكَتِف ودَواة أَكْتُب

لكم كتاباً، قال: الكتف عظم عريض يكون في أَصل كتف الحيوان من الناس

والدوابّ كانوا يكتُبون فيه لقِلة القَراطِيس عندهم. وفي حديث أَبي هريرة،

رضي اللّه عنه: ما لي أَراكم عنها مُعْرِضين؟ واللّه لأَرْمِيَنَّها بين

أَكتافكم يروى بالتاء والنون، فمعنى التاء أَنها كانت على ظهورهم وبين

أَكتافهم لا يقدِرون أَن يُعْرِضوا عنها لأَنهم حاملوها فهي معهم لا

تُفارِقهم، ومعنى النون أَنه يرميها في أَفْنِيتهم ونواحِيهم فكلما مروا فيها

رأَوها فلا يَقْدِرون أَن يَنْسَوْها. والكَتِفُ من الإبل والخيل والبغال

والحمير وغيرها: ما فوق العَضُد، وقيل: الكتفان أَعلى اليدين، والجمع

أَكتاف؛ سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء، وحكى اللحياني في جمعه كِتَفةً.

والأَكْتف من الرجال: الذي يشتكي كتفه. ورجل أَكتف بيّنُ الكَتَفِ أَي

عريض الكَتِف، وفي المحكم: عظيم الكتف. ورجل أَكتف: عظيم الكتف كما يقال

أَرْأَسُ وأَعْنَقُ، وما كان أَكْتَفَ ولقد كَتِف كَتَفاً: عظُمت كَتِفُه.

وإني لأَعلم من أَين تؤكل الكَتِفُ؛ تضربه كل شيء علمته. والكُتاف: وجع في

الكتِف. وقال اللحياني: بالدابة كُتافٌ شديد أَي داء في ذلك الموضع.

والكَتَفُ: عَيْب يكون في الكَتِف. والكتَف: انْفِراجٌ في أَعالي كتف

الإنسان وغيره مما يلي الكاهِل، وقيل: الكَتَفُ في الخيل انفراج أَعالي

الكَتِفَين من غَراضِيفها مما يلي الكاهل، وهو من العيوب التي تكون خِلْقة.

أَبو عبيدة: فرس أَكتف وهو الذي في فُروع كَتِفيه انفراج في غراضيفها مما

يلي الكاهل. الجوهري: الأَكْتَفُ من الخيل الذي في أَعالي غَراضِيف

كتفيه انفراج. والكَتَفُ، بالتحريك: نقصان في الكتف، وقيل: هو ظَلَع يأْخذ من

وجع الكَتِفِ، كَتِفَ كَتَفاً وهو أَكْتَف. وكَتِفَ البعير كتَفاً وهو

أَكتفُ إذا اشتكى كَتِفه وظَلع منها. اللحياني: بالبعير كتَفٌ شديد إذا

اشتكى كَتِفه. يقال جمل أَكتَف وناقة كَتْفاء. وكَتفه يَكْتِفه كتْفاً:

أَصاب كَتِفه أَو ضربه عليها. والكَتَف: مصدر الأَكْتف وهو الذي انضمت

كَتِفاه على وسط كاهله خِلْقة قبيحة. وكتَفَت الخيلُ تَكْتِف كتْفاً وكَتَّفَت

وتكَتَّفَت: ارتفعت فُروع أَكتافها في المشي، وعُرِضَت على ابن

أُقَيْصِرٍ أَحد بني أَسد بن خزيمة خيل فأَوْمأَ إلى بعضها وقال: تجيء هذه سابقة،

فسأَلوه: ما الذي رأَيت فيها؟ فقال: رأَيتها مشت فكتَفتْ، وخبَّت

فوجَفَت، وعدَت فنَسَفَت فجاءت سابقة. والكَتِفان: اسم فرس من ذلك؛ قالت بنت

مالك ابن زيد ترثيه:

إذا سَجَعَتْ، بالرَّقْمَتَيْنِ، حَمامةٌ،

أَو الرَّسِّ تَبْكي فارِسَ الكَتِفانِ

وكتَفتِ المرأَة تَكتِف: مشت فحرَّكت كتفيها. قال الأَزهري: وقولهم مشت

فكتَفَت أَي حركت كتِفيْها يعني الفرس.

والكِتافُ: مصدرُ المِكْتاف من الدوابّ، والمِكْتاف من الدوابّ: الذي

يَعقِر السرجُ كتفَه، والاسم الكِتاف، والكَتَّافُ: الذي ينظر في الأَكتاف

فيُكَهِّنُ فيها.

والكَتْف: المشي الرُّوَيْد؛ قال الأَعشى:

فأَفْحَمْته حتى اسْتَكان كأَنَّه

قريحُ سِلاح، يَكتِف المشي، فاترُ

أَنشده ابن بري. ابن سيده: كتَف يَكْتِف كَتْفاً وكَتِيفاً مشى مَشْياً

رُوَيْداً؛ قال لبيد:

وسُقْت رَبيعاً بالقَناة كأَنه

قريح سلاح، يكتف المشي، فاتر

والكُتْفان والكِتْفان: الجراد بعد الغَوْغاء، وقيل: هو كُتْفان

وكِتْفان إذا بدا حَجْم أَجنحته ورأَيت موضعَه شاخِصاً، وإن مسَسْتَه وجدت

حَجْمه، واحدته كتفانة، وقيل: واحده كاتِف والأُنثى كاتفة. أَبو عبيدة: يكون

الجراد بعد الغوفاء كتفاناً؛ قال أَبو منصور: سماعي من العرب في الكتفان

من الجراد التي ظهرت أَجنحتها ولمّا تَطِرْ بعد، فهي تَنْقُزُ في الأَرض

نَقَزاناً مثل المَكْتُوف الذي لا يَستعين بيديه إذا مشى. ويقال للشيء إذا

كثر: مثلُ الدَّبى والكُِتفان. والغَوْغاء من الجراد: ما قد طار ونبتت

أَجنحته. الأَصمعي: إذا استبان حجم أَجنحة الجراد فهو كتفان، وإذا احمرّ

الجراد فانسلخ من الأَلوان كلها فهي الغَوْغاء. الجوهري: الكُتفان الجراد

أَوّل ما يطير منه، ويقال: هي الجراد بعد الغوغاء أَولها السِّرْو ثم

الدَّبى ثم الغوغاء ثم الكتفان؛ قال ابن بري: وقد يثقل في الشعر؛ قال صخر

أَخو الخَنْساء:

وحَيّ حريد قد صَبَحْتُ بِغارةٍ،

كرِجْل الجَرادِ أَو دَبًى كُتُفانِ

والكَتْفُ والكَتَفانُ: ضرب من الطيَران كأَنه يردّ جناحيه ويضمهما إلى

ما وراءه.

والكَتْفُ: شدّك اليدين من خلف. وكتَف الرجلَ يَكْتِفه كتْفاً وكتّفه:

شدَّ يديه من خلفه بالكِتاف. والكِتافُ: ما شُدَّ به؛ قالت بعض نساء

الأَعراب تصف سحاباً:

أَناخَ بذي بَقَرٍ بَرْكَه،

كأَنَّ على عضُدَيْه كِتافا

وجاء به في كِتاف أَي في وِثاق. والكِتافُ: الحَبل الذي يُكتف به

الإنسان. وفي الحديث: الذي يصلّي وقد عقَص شعره كالذي يصلّي وهو مكْتوف؛ هو

الذي شدّت يداه من خلفه يشبه به الذي يَعْقِد شعره من خلفه. والكِتافُ: وثاق

في الرحْل والقَتَب وهو إسارُ عُودين أَو حِنْوين يُشدّ أَحدهما إلى

الآخر. والكتْف: أَن يشدَّ حِنْوا الرَّحل أَحدهما على الآخر.

وكتّف اللحم تَكْتِيفاً: قطَّعه صغاراً، وكذلك الثوب، وكتَّفه بالسيف

كذلك.

الجوهري: والكَتِيفةُ ضبَّة الباب وهي حديدة عريضة. ابن سيده:

والكَتِيفُ والكَتيفة حديدة عريضة طويلة وربما كانت كأَنها صحيفة، وقيل: الكتيف

الضبة؛ قال الأَعشى:

بيْنما المَرْء كالرُّديْني ذي الجُبْـ

ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ

أَو كَقِدْحِ النُّضار لاَّمَه القَيـ

ـن، ودانى صُدوعه بالكتيفِ

رَدَّه دَهْرُه المُضَلَّل، حتى

عادَ من بعدِ مَشْيِه للدَّلِيفِ

قوله بالكتِيف يعني كتائفَ رِقاقاً من الشَبه؛ وقيل: الكتِيفة الضبَّة،

وقيل: الضبة من الحديد، وجمعها كتِيف وكُتُفٌ. وكَتف الإناء يكْتِفُه

كتْفاً وكتَّفه: لأَمَه بالكتِيف؛ قال جرير:

ويُنْكِرُ كفَّيْه الحُسامُ وحَدُّه،

ويَعْرِفُ كفَّيْه الإناءُ المُكَتَّفُ

شمر: ويقال للسيف الصفيح كَتِيف؛ قال أَبو دُواد:

فَوَدِدْتُ لو أَني لَقِيتُك خالِياً،

أَمْشِي، بكَفِّي صَعْدَةٌ وكَتِيفُ

أَراد سيفاً صَفِيحاً فسماه كَتِيفاً. قال خالد بن جَنْبَة: كَتِيفةُ

الرحْل واحدة الكتائف، وهي حديدة يُكْتَفُ بها الرحْل. وقال ابن الأَعرابي:

أُخذ المَكْتوف من هذا لأَنه جَمع يديه. والكتيفة: كلْبَة الحدَّاد.

والكَتِيفةُ: السَّخِيمةُ والحِقْد والعداوة وتجمع على الكتائف؛ قال

القطامي:أَخُوك الذي لا يَمْلِكُ الحِسَّ نفسُه،

وتَرْفضُّ عند المُخْطِفاتِ الكتائفُ

ويروى المُحْفِظات. وكِتافُ القَوْس: ما بين الطائف والسِّيةِ، والجمع

أَكْتِفةٌ وكُتُفٌ.

كتف
الكَتِفُ، كفَرِحٍ، ومثْلٍ، وحَبْلٍ واقتْصَرَ الجوهريُّ والصاغانيُّ على الأَوَّلَيْنِ، وقالَ: مثل كَذِبٍ وكِذْبٍ: عَظْمٌ عَريضٌ خَلْفَ المَنْكِبِ، مؤنَّثَةٌ، وَهِي تَكونُ للنّاسِ وغَيْرِهم، قالَ الشاعرُ:
(إِنٍ ي امْرُؤٌ بالزَّمانِ مُعْتَرِفُ ... عَلَّمَنِي كَيْف تُؤْكَلُ الكَتِفُ) يُضْرَبُ لكُلِّ شَيءٍ عَلِمْتَهُ، وَفِي الحَدِيث: ائْتُونِي بكَتِفٍ ودَواةٍ أَكْتُبْ لكم كِتاباً. قالَ ابنُ الأَثِيرِ: الكَتِفُ: عظْمٌ عَرِيضٌ فِي أَصْلِ كَتِفِ الحَيَوانِ من النّاسِ والدَّوابِ، كانُوا يَكْتُبُونَ فِيهِ لِقلَّةِ القَراطِيسِ عنْدَهُم. ج: كِتَفَةٌ، وأَكْتافٌ كقِرَدَةٍ وأَصْحابٍ الأُولى حَكاها اللِّحيانيُّ، والثانِيَةُ عَن سِيبَوَيْهِ، وقالَ: لم يُجاوِزوُا بِهِ هَذَا البِناءَ. والكَتْفُ، بِالْفَتْح: ظَلَعٌ يَأْخُذُ من وَجَعٍ فِي الكَتِفِ قالهُ ابنُ السَّكِّيتِ. هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصوابُ بالتَّحْرٍ كِ، كَمَا فِي اللِّسانِ، ونصُّه: بالتَّحْريكِ: نُقْصانٌ فِي الكَتِفِ، وَقيل: هُوَ ظَلَعٌ يأْخُذُ من وَجعِ الكَتِف، ومثلُه نَصُّ الصِّحاح. وَقد كَتِفَ الفَرَسُ، وكَذا الجَمَلُ يَكْتَفُ كتَفاً، وَهُوَ أَكْتَفُ: إِذا اشْتَكَى كتِفَهُ، وظَلَعَ مِنْهَا. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: بالبَعِيرِ كَتفٌ شديدٌ: إِذا اشْتَكى كَتِفَه، يُقالَ: جَملٌ أَكْتَفُ، وَهِي كَتْفاءُ. والكُتْفُ، بالضّمِّ: جمعُ الأَكْتَفِ من الخَيْلِ وَهُوَ الَّذِي فِي فُرُوعِ كَتِفَيْه انْفِراجٌ فِي غَراضِيفِهما مِمَّا يَلي الكاهِلَ، وَهُوَ من العُيوبِ التِي تكونَ خِلْقَةً، قالهُ أَبو عُبَيْدةَ. والكُتْفُ أَيْضا: جَمْعُ الكِتافِ للحَبْلِ الَّذِي يُكَتَّفُ بِهِ الإِنْسانُ ككِتابٍ وكُتْبٍ. والكُتْفُ أَيْضا: جمعُ الكَتِيفِ كأَمِيرٍ للضَّبَّةِ ويُجْمَعُ أَيْضا على كُتُفٍ، بضَمَّتَيْنِ.
وذُو الكَتِفِ، كفَرِحٍ هُوَ: أَبو السِّمْطِ مَرْوانُ بن سُلَيمانَ بن يَحْيَى ابنِ أَبِي حفْصَةَ يَزِيدَ بنِ مَرْوانَ ابنِ الحَكَمِ وأَصْلُهُم يَهودٌ، من موالِي السَّمَوْأَلِ بنِ عادِيا، وهم يَدَّعُونَ أَنَّهُم موالِي عُثْمانَ بنِ عَفّانَ رَضِي اللهُ عَنهُ، وإِنَّما أَعتَقَ مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ أَبا حَفْصَةَ يومَ الدّارِ، ويُقالُ: إِنَّ عُثْمانَ رَضِي اللهُ عَنهُ اشْتَراه غُلاماً من سَبْيِ اصْطَخْرَ، ووَهَبَه لمَرْوانَ بنِ الحَكَمِ لُقِّبَ ذَا الكَتِفِ ببَيْتٍ قالَهُ. وَذُو الأَكْتافِ: سابُورُ بنُ هُرْمُزَ ابنِ نَرْسِي بنِ بَهْرامَ لُقِّب بهِ لأَنّهُ سارَ فِي أَلْفٍ قالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: لمّا بَلَغَ سابُورُ سِتَّ عَشَرةَ سنة أَمَرَ أَنْ يَخْتارُوا لَهُ أَلفَ رجُلٍ من أَهْلِ النَّجْدَةِ، ففَعَلُوا، فأَعْطاهم الأَرْزاقَ، ثمَّ سارَ بِهِم إِلَى نَواحِي العَربِ الَّذِينَ كانُوا يَعِيثُونَ فِي الأرضِ، فقَتَلَ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِم هَكَذَا فِي النّسخ، وصوابُه عَلَيْهِ وَهُوَ نصُّ كِتابِ المَعارِفِ لابنِ قُتَيْبَةَ ونَصُّ العُبابِ ونَزَع أَكْتافَهُم. والكَتّافُ كشَدّادٍ: الحَزاءُ وَهُوَ النّاظِرُ بالكَتِفِ ونصُّ العُبابِ فِي الكَتِفِ، زادَ فِي اللِّسانِ فيُكَهِّنُ فِيهَا. وكَتِفَ الرَّجُلُ كفَرحَ: عَرُضَ كَتِفُه وَفِي المُحْكَمِ: عَظُمَ كَتِفُ، فَهُوَ أَكْتَفُ،)
كَمَا يُقال: أَرْأَسُ وأَعْنَقُ، وَمَا كانَ أَكْتَفَ ولَقَدْ كَتِفَ. وكَتِفَ الفَرَسُ: إِذا حَصَل فِي أَعالِي غَراضِيفِ كَتِفَيْهِ مِمَّا يَلي الكاهِلَ انْفِراجٌ فَهُوَ أَكْتَفُ، قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَهُوَ من العُيُوبِ الَّتِي تَكُونَ خِلْقَةً، وَقد تَقَدَّم. والكُتافُ، كغُرابٍ: وَجَعُ الكَتِفِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ. والكُتْفانُ كعُثْمانَ هَكَذَا ضَبَطَه الجَوهَريُّ والصاغانِيُّ والأَزْهَرِيُّ، وَقَوله: ويُكْسَرُ لم أَجِدُ من تعرًّض لَهُ، وإِنَّما ذكرَ ابنُ بَرِّيّ فِيهِ بضَمَّتَيْنِ لضَرُورةِ الشِّعْرِ، كَمَا سَنُورِدُه فِي المُسْتَدْركات: الجَرادُ أَوَّلُ مَا يَطِيرُ مِنْهُ، الواحِدَةُ كُتْفانَةٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وزادَ ويُقالُ: هُوَ الجَرادُ بعدَ الغَوْغاءِ، أَوَّلُها، السِّروُ، ثمَّ الدَّبَى، ثمَّ الغَوْغاءُ، ثمَّ الكُتْفانُ أَو واحِدَةُ الكُتْفانِ من الدَّبَى: كاتِفَةٌ والذَّكَر كاتِفٌ، قالهُ الأَصْمَعِيّ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: سُمِّيَ بِهِ لأَنّه يَتَكَتَّفُ فِي مَشْيِهِ، أَي يَنْزُو، وقالَ غيرُه: هُوَ كُتْفانٌ، إِذا بَدَا حَجْمُ أَجْنِحَتِه، ورأَيتَ موضِعَه شاخِصاً، وإِن مَسِسْتَه وجَدْتَ حَجْمَه، وقالَ أَبو عُبَيْدَة: يكونُ الجَرادُ بعدَ الغَوْغاءِ كُتْفاناً، قَالَ الأزهريُّ: سَماعِي من العَرَب فِي الكُتْفانِ من الجَرادِ الَّتِي ظَهَرتْ أجنِحَتُها ولمّا تَطِرَ بَعدُ، فَهِيَ تَنْقُزُ فِي الأَرْضِ نَقَزاناً، مثل المَكْتُوف الَّذِي لَا يَسْتَعِينُ بيدَيْه إِذا مَشَى، وقالَ الأَصْمعِيُّ: إِذا اسْتبانَ حَجْمُ أَجْنِحَةِ الجَرادِ فَهُوَ كُتْفانٌ، وإِذا احْمَرَّ الجَرادِ فَهُوَ كُتْفانٌ، وإِذا احْمَرَّ الجَرادُ فانْسَلَخَ من الأَلْوانِ كُلِّها فَهِيَ الغَوْغاءُ. وَكَتَفَ، كَضَرَب وفَرِحَ: مَشَى رُوَيْداً هكَذا نَقَلَه الفَرَّاءُ فِي نَوادِرِه، واقْتَصَرَ الجوهريُّ على الأَوّلِ فإنَّه قالَ: والكَتْفُ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ، وأَنشدَ ابنُ بَرِّيِّ شاهِداً على يَكْتِفُ كيَضْرِبُ قولَ الأعْشَى:
(فأَفْحَمْتُه حَتّى اسْتَكانَ كأَنَّه ... قَرِيحُ سِلاحٍ يَكْتِفُ المَشْيَ فاتِرُ)
وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للَبيدٍ:
(وسُقْتُ رَبيعاً بالقَناةِ كأَنَّه ... قَرِيحُ سِلاحٍ يَكْتِفُ المَشْيَ فاتِرَ)
وكَتَفَ كضَرَبَ كَتْفاً: رَفَقَ فِي الأَمْرِ. وكَتَفَ كَتْفاً: شَدَّ حِنْوَى الرَّحْلِ أَحَدَهُما عَلى الآخرِ نَقَلَهُ الجوهريُّ، وَهُوَ مَجازٌ. وكَتَفَ فُلاناً: شَدَّ يَدَيْهِ إِلَى خَلْفُ بالكِتافِ، وَهُوَ حَبْلٌ يُشَدُّ بهِ قالَتْ بعْضُ نِساءِ الأَعْرابِ تَصِفُ سَحاباً:
(أَناخَ بذِي بَقَرٍ بَرْكَهُ ... كأَنَّ على عَضُدَيْهِ كِتافَا)وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الكِتافُ: حَبْلٌ يُشَدُّ بهِ وَظِيفُ البَعِيرِ إِلَى كَتِفَيْهِ. وكَتَفَ فلَانا: ضَرَب كَتِفَه أَو أَصابَها، فَهُوَ مَكْتُوفٌ. وكَتَفَ كَتْفاً: مَشى رُوَيْداً)
وَهُوَ مُكرَّرٌ مَعَ مَا سبَقَ لَهُ. أَو كَتَفَ كَتْفاً: مَشى مُحَرِّكاً كَتِفَيْهِ وَفِي الأًساسِ مَنْكِبَيْه، وَفِي اللِّسان: وكَتَفَت المَرْأَةُ تَكْتِفُ: مَشَتْ فحَرَّكَتْ كَتِفَيْها، قَالَ الأزْهَرِيُّ: وقولُهم: مَشَتْ فكَتَفَتْ: أَي حَرَّكَت كَتِفَيْها يعنِي الفَرَسَ. قلتُ: ومثلُه للزِّمَخْشَرِيِّ وابنِ دُرَيْدٍ. وكَتَفَ السِّرْجُ الدَّابَّةَ كَتْفاً: جَرَحَ كَتِفَها فَهِيَ مِكْتافٌ. وكَتَفَ الأمْرَ: كَرِهَهُ عَن ابنِ عَبّاد. وكَتَفَت الخَيْلُ: ارْتَفَعَتْ فُرُوعُ أَكْتافِها فِي المَشْيِ، فَهِيَ تَكْتِفُ كَتْفاً، وعُرِضَتْ على ابنِ أُقَيْصِرٍ أَحدِ بني أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ خَيْلُ، فأَوْمَأَ إِلَى بَعْضِها، وقالَ: تَجِيءُ هَذِه سابِقَةً، فسَأَلُوه: مَا الَّذِي رَأَيْتَ فِيها فقالَ: رَأَيْتُها مَشَتْ فكَتَفَتْ، وخَبَّتْ فوَجَفَتْ، وعَدَتْ فنَسَفَتْ، فجاءَتْ سابِقَةً. وكَتَفَ الإِناءَ يَكْتِفُه كَتْفاً: لأَمَه بالكَتِيفِ وَهُوَ صَفِيحةٌ رَقِيقَةٌ كأَنَّها شَبَهٌ ككَتَّفَ تَكْتِيفاً فَهُوَ إِناءٌ مَكْتُوفٌ ومُكَتَّفٌ: أَي مُضَبَّبٌ، قَالَ جَريرٌ:
(ويُنْكِرُ كَفَّيْهِ الحُسامُ وحَدُّه ... ويَعْرِفُ كَفَّيْهِ الإِناءُ المُكَتَّفُ)
وكَتَفَ الطائِرُ كَتْفاً، وكَتَفاناً الأَخِيرُ بالتَّحْرِيكِ عَن اللَّيْثِ: طارَ رادّاً جَناحَيْهِ، ضامّاً لَهُما إِلَى مَا وَراءه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الكاتِفُ: الكارِهُ وَقد كَتَفَه. والكَتَفانُ، مُحَرَّكةً: سُرْعَةُ المَشْيِ عَن ابنِ عَبّادٍ. وكُتَيْفَةُ كجُهَيْنَةَ: ع، ببلادِ باهِلَةَ قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
(فكَأَنَّما بَدْرٌ وَصِيلُ كُتَيْفَةٍ ... وكأَنَّما مِنْ عاقِلٍ أَرْمامُ)
يَقُولُ: قَطَعتُْ هذَيْن المَوْضِعَيْن اللَّذَيْنِ ذَكَر على بُعْدِ مَا بَيْنَهُما قَطْعاً سَريعاً حَتّى كأَنَّ كُلَّ واحدٍ مُتَّصِلٌ بصاحِبه، وعاقِلٌ وأَرْمامٌ: مَوضِعان مُتباعِدانِ، وقالَ أَيْضا:
(فأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ ... يَكُبُّ على الأَذْقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ)
والكَتِيفُ، كأَمِيرٍ: السَّيْفُ الصَّفِيحُ عَن شَمِرٍ، وأَنْشَدَ لأَبِي دُوادٍ الإِيادِيِّ:
(نُبِّئْتُ أَنَّ أَخا رِياحٍ جاءَنِي ... زَيْداً لِنابَيْهِ علىَّ صَرِيفُ)

(فَوَدَدْتُ لَو أَنِّي لَقِيتُكَ خَالِيا ... أَمْشِي بكَفيِّ صَعْدَةٌ وكتِيف)
أَرَادَ سَيْفاً صَفِيحاً، فسمّاهُ كَتِيفاً. والكَتِيفُ: ضَبَّةُ الحَديدِ جمعُه كَتِيفٌ، وكُتُفٌ. والكتِيفَةُ بهاءٍ: ضبَّةُ البابِ قَالَ الجَوْهرِيُّ: وَهِي حَدِيدةٌ طَوِيلةٌ عَرِيضَةٌ، ورُبّما كانَتْ كأَنّها صَفِيحَةٌ قَالَ الأَعْشَى:
(أَو إِناءِ النُّضارِ لاحَمَهُ القَيْ ... نُ ودَانَى صُدُوعَه بالكتِيفِ)
يعنِي بالكَتِيفِ كَتائِفَ رِقاقاً من الشَّبَهِ. والكَتِيفَةُ: السَّخِيمَةُ والحِقْدُ والعَداوةُ، وَهُوَ من مَجازِ المَجازِ، ويُجْمَعُ على الكَتائِفِ، قَالَ القُطامِيُّ:)
(أَخُوكَ الَّذِي لَا تَمْلِكُ الحِسَّ نَفْسُه ... وتَرْفَضُّ عندَ المُحْفِظاتِ الكَتائِفُ)
وقالَ أَبو عَمرٍ و: الكَتِيفَةُ: الجَماعَةُ من النّاسِ. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الكَتِيفَةُ: كَلْبَتَا الحَدّادِ. وَمن المَجازِ: إِناءٌ مَكْتُوفٌ أَي: مُضَبَّبٌ وكذلِك مُكتَّفٌ، وَقد تقدمَ شاهِدُه. وكَتَّفَ اللَّحْمَ تَكْتِيفاً: قَطَّعَه صِغاراً قالَه الأَمَوِيُّ. وكَتَّفَت الفَرَسُ تَكْتِيفاً: مَشَتْ فحَرَّكَتْ كَتِفَيْها فِي المَشْيِ، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ، أَو مَنْكِبَيْها، قَالَه الزَّمخشريُّ. وتَكَتَّفَ الكُتْفانُ فِي مَشْيهِ: إِذا نَزَا والمِكْتافُ من الدّوابِّ: دابَّةُ يَعْقِرُ السَّرْجُ كَتِفَها والاسمُ الكِتافُ بالكسرِ، قَالَه الصاغانيُّ. والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على عَرضٍ فِي حَدِيدَة أَو عَظْمٍ، وَقد شَذّ عَنهُ الكُتْفانُ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ: الأَكْتَفُ من الرِّجالِ: مَنْ يَشْتَكِي كَتِفَه. والكَتَفُ مُحَرَّكَةً: عَيْبٌ فِي الكَتِفِ، وَقيل: هُوَ نُقْصانٌ فِيهِ. والأَكْتَفُ: الَّذِي انْضَمَّتْ كَتِفاهُ على وَسَطِ كاهِلِه خِلْقَةً قَبيحَةً. وتَكَتَّفَت الخَيْلُ: ارتفَعَتْ فُروعُ أَكْتافِها. والكَتِفانُ، بفتحٍ فكسرٍ: اسْم فَرَسٍ، قَالَت بنتُ مالِكِ بنِ زَيْدٍ تَرْثِيهِ:
(إِذا سَجَعَتْ بالرَّقْمَتَيْنِ حَمامَةٌ ... أَو الرَّسِّ تَبْكِي فارِسَ الكَتِفانِ) والكِتافُ، ككِتابٍ: مصدرُ المِكْتافِ من الدّوابِّ، وَقيل: هُوَ اسمٌ. والكَتِيفُ، كأَمِيرٍ: المَشْيُ الرُّوَيْدُ، نٌ قله ابنُ سِيدَه. والكُتُفانُ بِضَمَّتَيْنِ: لغةٌ فِي الكُتْفانِ كعُثْمانَ للجَرادِ، قَالَ ابنُ بَرِّي: هُوَ فِي ضَرُورةِ الشِّعْرِ، قَالَ صَخْرٌ أَخُو الخَنْساءِ:
(وحَيٍّ حَرِيدٍ قد صَبَحْتُ بغارَةٍ ... كرِجْلِ الجَرادِ أَو دَبىً كُتُفانِ)
وكَتَّفَه تَكْتِيفاً: شدَّ يَدَيْهِ من خَلْفُ بالكِتاف، فَهُوَ مُكَتَّفٌ، يُقَال: مَرَّ بهِم مُكَتَّفِينَ. وجاءَ بهِ فِي كِتافٍ: أَي وِثاقٍ، وقِيلَ الكِتافُ: وِثاقٌ فِي الرِّحْلِ والقَتَبِ. وكَتَّفَ الثوبَ تَكْتِيفاً: قَطَّعَه صِغاراً، وكَتَّفَه بالسَّيْفِ كَذَلِك. وَقَالَ خالِدُ بن جَنْبَةَ: كَتِيفَةُ الرَّحْلِ: واحِدَةُ الكَتائِفِ، وَهِي حَدِيدَةٌ يُكْتَفُ بهَا الرَّحْلُ، وقالَ ابنُ الأَعرابيِّ: أُخِذَ المَكْتُوفُ من هَذَا، لأَنَّه جَمَعَ يَدَيْهِ. وكِتافُ القَوْسِ، بالكسرِ: مَا بَيْنَ الطّائِفِ والسِّيَةِ، والجَمْعُ: أَكْتِفَةٌ وكُتُفٌ.

عرب

باب العين والراء والباء معهما ع ر ب، ع ب ر، ر ع ب، ب ع ر، ر ب ع، ب ر ع مستعملات

عرب: العرب العاربة: الصريح منهم. والأعاريب: جماعة الأعراب. ورجل عربيّ. وما بها عَريب، أي: ما بها عربيّ. وأعرب الرجل: أفصح القول والكلام، وهو عربانيّ اللسان، أي: فصيح. وأعرب الفرس إذا خلصت عربيّته وفاتته القرافة. والإبل العِراب: هي العربية والعرب المستعربة الذين دخلوا فيهم فاستعربوا وتعرّبوا. والمرأة العَروُبُ: الضحّاكة الطّيّبةُ النّفس، وهنّ العرب. والعَروبةُ: يوم الجُمُعَة. قال :

يا حسنه عبد العزيز إذا بدا ... يومَ العروبة واستقر المنير

كَنَّى عن عبد العزيز قبل أن يظهره، ثم أظهره. والعَرَبُ: النّشاطُ والأرَنُ. وعرب الرجل يعرب عربا فهو عَرِبٌ، وكذلك الفرس عرب، أي: نشيط. وعرب الرجل يعرب عربا فهو عَرِبٌ، أي: مُتْخَم. وعربت مَعِدَتُه وهو أن يدوي جوفه من العلف. والعِرْبُ: يبيس البهمى. الواحدة: عِرْبَةٌ. والتّعريب: أن تُعَرَّبَ الدّابّة فَتُكْــوَى على أشاعراها في مواضع، ثم يُبْزَغُ بمبزَغٍ ليشتدّ أشعره. والعِرابَةُ والتَّعريب والإعْرابُ: أسامٍ من قولك: أعربت، وهو ما قبح من الكلام، وكرِه الإعرابُ للمُحْرِم. وعرّبت عن فلان، أي تكلّمت عنه بحجة.

عبر: عَبَّرَ يُعبِّر الرؤيا تَعبيراً. وعَبَرَها يَعْبُرُها عَبْراً وعِبارة. إذا فسّرها. وعَبَرْت النهر عُبوراً. وعِبْرُ النّهر شطّه. وناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ. أي: لا تزال يُسافَرُ عليها. قال [الطّرمّاح] :

قد تبطنت بهلواعة ... عبر أسفارٍ كَتُومِ البُغامْ

والمَعْبَرُ: شط النهر الذي هيىء للعبور. والمَعْبَرُ: مركب يعبر بك، أي: يقطع بلداً إلى بلَدٍ. والمِعْبَرَة: سفينة يُعْبَرُ عليها النّهرُ. وعَبَّرتُ عنه تعبيراً إذا عيّ من حُجّته فتكــلّمتُ بها عنه. والشّعرى العَبورُ: نجم خلف الجوزاء. وعَبَّرتُ الدّنانير تعبيراً: وَزَنْتها ديناراً ديناراً. ورجلٌ عابِرُ سبيلٍ، أي مارُّ طريق. والعِبْرَةُ: الإعتبار لما مضى. والعَبيرُ: ضربٌ من الطيب. وعَبْرَة الدّمع: جريُه، ونفسه أيضاً. عَبِرَ فلان يَعْبَرُ عَبَراً من الحزن، وهو عَبْرانُ عَبِرٌ، وامرأة عَبْرَى عَبِرَةٌ. واستعبر، أي: جرت عَبْرَتُهُ. والعُبْرِيُّ: ضربٌ من السِّدْر. ويقال: العُبْرِيُّ: الطويل من السِّدْر الذي له سوق. والضّال: ما صغر منه. قال العجّاج :

لاثٌ بها الأشاءُ والعُبْرِيّ

وقال :

..... ... ضروبَ السِّدرِ عُبْرِيّاً وضالا

والعُبْرُ: قبيلة، قال :

وقابلتِ العُبْر نصف النهار ... ثمّ تولّت مع الصّادر

وقوم عَبيٌر، أي: كثيرٌ. والعِبْرانِيّة لغة اليهود.

رعب: الرُّعْبُ: الخوف. رَعَبْتُ فلاناً رُعْباً ورُعُباً فهو مرعوب مُرْتَعِبٌ، أي: فَزِع. والحمام الرّعبيّ والرّاعبيّ: يُرَعِّبُ في صوته ترعيباً، وهو شدّة الصوت. ويقال: إنّه لشديد الرَّعب. قال:

ولا أجيب الرعب إن دعيت ورعّبْتُ السّنامَ ترعيباً. إذا قطّعته تِرْعيبةً تِرْعيبةً. والرّعبة: القِطعة من السّنامِ ونحوه. قال :

ثمّ ظلِلنا في شواءٍ رُعْبَبُه

وقال :

كأنَّهنّ إذا جرّدنَ تِرْعيب

وجارية رُعبوبة. أي: شطبة تارة، ويقال: رُعبوب والجمع: الرّعابيب. قال الأخطل :

قضيت لبانةَ الحاجاتِ إلاّ ... من البيضِ الرَّعابيبِ المِلاحِ

والتَّرْعابةُ: الفَروقةُ. قال :

أرى كلَّ ياموف وكلّ حَزَنْبَلٍ ... وشِهْدارة تِرْعابة قد تضلّعا

الشهدارة: القصير، وهو الذي يُسْخَر منه أيضاً. وسيلٌ راعِبٌ، إذا امتلأ (منه) الوادي

بعر: البَعَرُ للإِبل ولكلّ ذي ظلف إلاّ للبقر الأهليّ فإنه يَخْثِي. والوحشيّ يَبْعَرُ. ويقال: بَعَرُ الأرانب وخراها. والمِبعار: الشاة أو النّاقة تُباعِرُ إلى حالبها، وهو البُعار على فُعال [بضم الفاء] ، لأنّه عيب. وقال: بل المِبعار: الكثيرة البَعَر. والمَبْعَر حيث يكون البَعَرُ من الإِبل والشاء، وهي: المَبَاعِر. والبعيرُ البازل. والعرب تقول: هذا بَعيرٌ ما لم يَعْرِفوا، فإذا عَرَفوا قالوا للذّكر: جمل، وللأُنْثَى: ناقة، كما يقولون: إنسان فإذا عرفوا قالوا للذكر: رجل، وللأُنْثى امرأة.

ربع: رَبَعَ يَرْبَعُ رَبْعاً. ورَبَعْتُ القومَ فأنار رابِعُهم. والرِّبْعُ من الوِرْدِ: أن تُحْبَسَ الإبلُ عن الماءِ أربعةَ أيّامٍ ثم تردَ اليومَ الخامسَ . قال :

وبلدةٍ تُمسِي قَطاها نُسَّسا ... روابِعاً وبعدَ رِبْعٍ خُمَّسا

ورَبَعْت الحجر بيديّ رَبْعاً إذا رفعته عن الأرض بيدك. ورَبَعْتُ الوتَرَ إذا جعلته أربعَ طاقاتٍ. قال

كقوس الماسخيّ يرنّ فيها ... من الشّرعيّ مربوع متين

وقال لبيد :

رابط الجأش على فرجهم ... أعطف الجون بمربوع متل

وقال :

أنزعها تبوّعا ومتّا ... بالمَسَدِ المربوعِ حتى ارفتّا يعني الزّمام [أي] : أنه على أربعِ قُوَى. ومربوع مثل رمحٍ ليس بطويل ولا قصير. وتقول: ارْبَعْ على ظلعك، وارْبَعْ على نفسك، أي انتظر. قال :

لو أنهم قبل بينهم رَبَعوا

والرَّبْعُ: المنزلْ والوطنُ. سمّي رَبْعاً، لأنّهم يَرْبَعون فيه، أي: يطمئنّون، ويقال: هو الموضع الذي يرتبعون فيه في الرّبيع. والرُّبَعُ: الفصيل الذي نُتِجَ في الرّبيع. ورجلٌ رَبْعَة ومَرْبوع الخلق، أي: ليس بطويل ولا قصير. والمِرباعُ كانت العرب إذا غزت أخذ رئيسُهم رُبْعَ الغنيمةِ، وقَسَمَ بينهم ما بقي. قال :

لك المِرباعُ منها والصّفايا ... وحُكْمُكَ والنَّشيطةُ والفُضولُ

وأوّل الأسنان الثّنايا ثم الرَّباعيات، الواحدة: رَباعيَة. وأَرْبَعَ الفرس: ألقى رَباعِيَتَهُ من السّنة الأخرى. والجميع: الربع والأثني: رَباعيَة. والإِبل تعدو أربعة، وهو عَدْوٌ فوق المشي فيه مَيَلان. وأرْبَعَتِ الناقةُ فهي مُرْبعٌ إذا استغلق رَحِمُها فلم تقبل الماء. والأربِعاء والأربِعاوان والأربِعاوات مكسورة الباء حُمِلَتْ على أسعِداء. ومن فتح الباء حمله على قصباء وشبهه والرّبيعة: البيضة من السّلاح. قال :

ربيعته تلوح لدى الهياج ورُبِعَتِ الأرضُ فهي مربوعة من الرّبيع. وارْتَبَعَ القوْم: أصابوا ربيعاً، ولا يقال: رُبِعَ. وحمّى ربع تأتي في اليوم الرابع. والمِرْبَعَةُ: خَشَبَةٌ تشال بها الأحمال، فتوضع على الإبل. قال :

أين الشَّظاظانِ وأين المِرْبَعة

قال شجاع: الرَّبَعَةُ أقصى غايةِ العادي. يقال: مالك ترتبع إليّ، أي: تعدو أقصى عَدْوك. رَبَعَ القوم في السّير. أي: رفعوا. قال

واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضيَّ تركضه ... أم الفوارس بالدئداء والرَّبَعَة

وقال :

ما ضرَّ جيراننا إذ ارتبعوا ... لو أنّهم قبلَ بَيْنِهِمْ رَبعوا

هذا من قولهم: إرْبَعْ على نفسك. ويقال: الرّبعة: عَدْوٌ فوق المشي فيه مَيَلان. والرَّبْعَةُ: الجُونةُ. قال خلف بن خليفة :

محاجم نضدن في ربعة برع: بَرَعَ يَبْرُعُ بَرْعاً، وهو يتبرّع من قبل نفسه بالعطاء، إذا لم يطلب عوضاً. قالت الخنساء :

جَلْدٌ جميلٌ أريبٌ بارعٌ وَرِعٌ ... مأوى الأرامِلِ والأيتامِ والجار 
(عرب) : اسْتَعْرَبَت البَقَرةُ: إذا اشْتَهَت الفَحْلَ، وأَعْرَبها الثَّوْرُ.
ع ر ب [عربا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: عُرُباً أَتْراباً .
قال: هن العاشقات لأزواجهن اللاتي خلقن من الزّعفران والأتراب المستويات.
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول:
عهدت بها سعدى، سعدى غريرة ... عروب تهادى في جوار خرائد 
(عرب) عربا فصح بعد لكنة والمعدة فَسدتْ وَفِي الحَدِيث (أَن رجلا أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ (إِن ابْن أخي عرب بَطْنه فَقَالَ اسْقِهِ عسلا) وَيُقَال عرب فلَان اتخم وَالْجرْح تورم وتقيح وَبَقِي أَثَره بعد الْبُرْء وَالْمَرْأَة تحببت إِلَى زَوجهَا وَالْمَاء صفا فَهُوَ عرب وعرب وَالنّهر وَنَحْوه كثر مَاؤُهُ فَهُوَ عارب

(عرب) عروبا وعروبة وعرابة وعروبية فصح وَيُقَال عرب لِسَانه
ع ر ب

عرب لسانه عرابة. وما سمعت أعرب من كلامه وأغرب. وهو من العرب العرباء والعاربة وهم الصرحاء الخلص. وفلان من المستعربة وهم الدخلاء فيهم. وقال جندل ابن المثنّى الطهويّ:

جعد الثرى مستعرب التراب

أي بعيد من أرض الأعاجم. وفيه لوثة أعرابية. قال:

وإني على ما فيّ من عنجهيتي ... ولوثة أعرابيّتي لأديب

وتعرب فلان بعد الهجرة. وقال الكميت:

لا ينقض الأمر إلا ريث يبرمه ... ولا تعرب إلا حوله العرب

أي لا تعزّ وتمتنع عزة الأعراب في باديتها إلا عنده. وعرب عن صاحبه تعريباً إذا تكلم عنه واحتج له. وعرّب عليه: قبح عليه كلامه، كما تقول: احتج عليه، أو من العرب وهو الفساد. وقد أعرب فرسك إذا صهل فعرف بصهيله أنه عربيّ، وهذه خيل وإبل عراب. وفلان معرب مجيد: صاحب عراب وجياد. وخير النساء اللعوب العروب. وقد تعربت لزوجها إذا تغزلت له وتحببت إليه.
عرب: عَرَّب (بالتشديد). عرَّب فلانا: جعل منه عربياً صريحاً. ففي تاريخ البربر (1: 32): وهم عرَّبوا الاعراب. وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه: وهم الذين قوَّوا الروح القومية العربية ونشطوها.
عَرَب: جمعها عُربان (دي ساسي طرائف 2: 7 كوسج طرائف ص72، 91). ويرى السيد دي غويه أنهم البدو عند ياقوت (1: 502) ويقصد بهم البربر بينما يسمى العرب بالعرباء.
أوْلاد العرب: سكان المدن والقرى وهم ضد العَرَب أي البدو (لين ترجمة ألف ليلة 2: 319 رقم 18).
عَرَبَة: عربانة، مركبة من مراكب البر، وتجمع على عَرَبات وعَرَب (معجم البلاذري، محيط المحيط).
عَرَبَة: اسم بلاد اليمن. ففي الادريسي (القسم الثاني، الفصل الخامس): ومكة قطب ومقصد لأهل جزيرة عربة وهي بلاد اليمن.
عَرَبيّ. العربيات هن نساء غرناطة المشهورات بالحسب والجلالة لمحافظتهن على المعاني العربية.
عَرَبيّ: سائق عربة، سائق عجلة (همبرت ص159).
عَرَبانة: عربَةَ، عجلة، مركبة من مراكب البر، عجلة ذات دولابين. (بوشر، محيط المحيط).
عَرَبانة: صندوق ذو دواليب لحمل الطعام والقوت والعتاد. (بوشر). عَرْبَجي: سائق العربة، صاحب العربانة، (محيط المحيط).
عَرَّاب: عند النصارى: كفيل المعتمد، والكفيلة عَرَّابة (بوشر). وهي كلمة سريانية (محيط المحيط).
أعرب: أففصح. يقال: هذه الكلمة أعرب من غيرها. (المفصل ص196).
أعْرابيّ: أحد صنفي البشنين. وهو نبات اسمه العلمي. Nymphaealutus والصنف الآخر يسمى الخنزيري (ابن البيطار 1: 141).
ع ر ب: (الْعَرَبُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (عَرَبِيٌّ) وَهُمْ أَهْلُ الْأَمْصَارِ. وَ (الْأَعْرَابُ) مِنْهُمْ سُكَّانُ الْبَادِيَةِ خَاصَّةً وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (أَعْرَابِيٌّ) . وَلَيْسَ (الْأَعْرَابُ) جَمْعًا لِعَرَبٍ بَلْ هُوَ اسْمُ جِنْسٍ. وَ (الْعَرَبُ) الْعَارِبَةُ الْخُلَّصُ مِنْهُمْ، أُكِّدَ مِنْ لَفْظِهِ كَلَيْلٍ لَائِلٍ. وَرُبَّمَا قَالُوا: (الْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ) . وَ (تَعَرَّبَ) تَشَبَّهَ بِالْعَرَبِ. وَ (الْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ الَّذِينَ لَيْسُوا بِخُلَّصٍ. وَكَذَا (الْمُتَعَرِّبَةُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِهَا. وَ (الْعَرَبِيَّةُ) هِيَ هَذِهِ اللُّغَةُ. وَ (الْعَرَبُ) وَ (الْعُرْبُ) وَاحِدٌ كَالْعَجَمِ وَالْعُجْمِ. وَالْإِبِلُ (الْعِرَابُ) بِالْكَسْرِ خِلَافُ الْبَخَاتِيِّ مِنَ الْبُخْتِ. وَالْخَيْلُ الْعِرَابُ خِلَافُ الْبَرَاذِينِ. وَ (أَعْرَبَ) بِحُجَّتِهِ أَفْصَحَ بِهَا وَلَمْ يَتَّقِ أَحَدًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا» أَيْ تُفْصِحُ. وَ (عَرَّبَ) عَلَيْهِ فِعْلَهُ (تَعْرِيبًا) قَبَّحَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «عَرِّبُوا عَلَيْهِ» أَيْ رُدُّوا عَلَيْهِ بِالْإِنْكَارِ. وَ (الْعَرُوبُ) مِنَ النِّسَاءِ بِوَزْنِ الْعَرُوسِ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى زَوْجِهَا وَالْجَمْعُ (عُرُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ. 
(عرب) - في الحديث : "كَرِه الإعْرابَ للمُحْرِمِ"
وهو الرَّفَثُ من الكلام.
والإعراب: الإفْحاشُ، والنِّكاح، والإعْراب والتَّعْريب والعَرَابَة - بفتح العين والكَسْر - التَّقْبِيح في الكَلامِ والإفساد.
- في الخَبَر : ذكر عَرُوَبة يَومَ الجُمُعة:
والأَفصَح أن لا يَدخُل فيها الأَلِفُ واللام، وعَرُوباء: اسمُ السَّماءِ السَّابِعَة؛ كأنه لَيس بعربىّ.
- في حديث عمر رضي الله عنه: "أنه اشْتَرَى دارا لِلسَّجْن بأربَعِة آلاف، وأَعرَبوا فيها أَربَعمائة"
: أي أسْلَفُوا، من العُربَان والنَّهىُ عنه لا يَخفَى عن عمر رضي الله عنه، وإنما فَعَله خَلِيفَتُه بمكَّة نَافِعٌ، فأُضِيفَ الفِعلُ إلى عُمَر، وعَرْبَن مِثْل أَعرَبَ *
وفي حديث عائشة: "فاقْدُرُوا قَدْرَ الجاريةِ العَرِبَة" هي الحَرِيصَة علىِ اللَّهو:
فأما العُرُب بضمَّتَين - فجمع عَرُوب، وهي المَرأةُ الحَسناء المُتَحبِّبَة إلى زَوْجها. - في حديث سَطِيح: "يَقُودُ خَيلاً عِرابًا"
فرقوا بين الخَيْل والأَناسىّ، قالوا فيهم: عَرَبٌ وأعراب، وفيها: عِرَاب، كما قالوا فيهم عُرَاةٌ، وفيها أَعْراءٌ .
- في حديث الحسن أنه قال له البَتِّىُّ: ما تَقُول في رجل رُعِفَ في الصلاة، فقال الحسن: "إن هذا يُعرِّب الناسَ وهو يَقُولُ: رُعِفَ"
: أي يعلمهم العربية ويلحن! إنما هو "رَعُفَ"

عرب


عَرَبَ(n. ac. عَرْب)
a. Ate.

عَرِبَ(n. ac. عَرَب)
a. Was disordered (stomach).
b. Was swollen.
c. Became recrudescent (wound). _ast;

عَرُبَ(n. ac. عُرُوْب
عُرُوْبِيَّة)
a. Was pure Arabic; was of pure Arab descent.
b. Spoke good, correct Arabic.

عَرَّبَa. Arabicised ( foreign word ).
b. Had a pure Arabic style.
c. Taught Arabic.
d. Bought an Arab steed.
e. ['An], Spoke for.
f. ['Ala], Upbraided, inveighed against.
g. Gave earnestmoney.

أَعْرَبَa. see II (a) (b), (e).
d. Spoke out plainly, openly; expressed clearly, declared
(thoughts).
e. [Bi], Showed, proved by (arguments).
f. Parsed, analyzed.
g. Spoke obscenely.

تَعَرَّبَa. Became a naturalized Arab.
b. Dwelt in the desert.
c. [La], Manifested love to.
إِسْتَعْرَبَa. see IV (g)
& V (a).
عَرْبa. Clear, plain, distinct.

عَرْبَةa. see 23t (a)
عِرْبa. Dried grass.

عُرْبa. see 4
عَرَب
(pl.
أَعْرَاْب)
a. Arabs, Arabians, pure-blooded Arabs.

عَرَبَةa. Vehicle, conveyance, carriage, cart.
b. Soul, mind.
c. Vessel.

عَرَبِيّ
(pl.
عَرَب)
a. Arab, Arabian; nomad.
b. White barley.

عَرَبِيَّة
a. [art.], The Arabic language, Arabic.
عَرِبa. Abundant.

عَرِبَةa. Disordered (stomach).
b. Full (well).
عَاْرِبa. Full, overflowing, swollen (river).

عَاْرِبَةa. see 4 & 21
عَرَاْبَةa. see 23t
عِرَاْبَةa. Foul, obscene speech.
b. Coītus.

عَرِيْبa. Chaste, uncorrupt.
b. see 26 (c)
عَرُوْبa. Faithful, loving.
b. Unfaithful.
c. Lascivious.

عَرُوْبَةa. fem. of
عَرُوْبb. Friday. —
عُرُوْبَة
27t
عُرُوْبِيَّة
Pure Arab descent; pure Arabic.
عَرَّاْب
a. [ coll. ], Godfather, sponsor.

عَرَّاْبَة
a. [ coll. ], Godmother.

عَرْبَاْنُa. Purist.

عَرَبَاْنَة
( pl.
reg. )
a. [ coll. ]
see 4t (a)
أَعْرَاْبa. see 4
عَرْبَآءُa. see 4
N. P.
عَرَّبَa. Arabicised.

N. Ag.
أَعْرَبَa. see 25 (a)
N. P.
أَعْرَبَa. Declinable.

N. Ac.
أَعْرَبَa. Grammatical analysis: parsing; desinental
syntax.

أَـِعْرَابِيّ (pl.
أَعْرَاْب)
a. Nomad Arab, Bedouin.

خَيْل عِرَاب
a. خَيْل أَعْرُب Thorough-bred Arab
horses.
عَرْبَجِيّ
T.
a. Driver, coachman.

مُعْرِب
a. or
مَا بِالدَّارِ عَرِيْب There is no
one in the house.
عرب / وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر: مَا يمنعكم إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يُخرِّقُ أَعْرَاض النَّاس أَن لَا تُعَرِّبوا عَلَيْهِ قَالُوا: نَخَاف لِسَانه قَالَ: ذَلِك أدنى أَن لَا تَكُونُوا شُهَدَاء. قَالَ أَبُو زيد والأصمعي: قَوْله [أَن -] لَا تعربوا [عَلَيْهِ -] يَعْنِي أَن [لَا] تفسدوا عَلَيْهِ كَلَامه وتقبحوه لَهُ قَالَ أَوْس بن حجر:

[الطَّوِيل]

وَمثل ابْن غنم إِن ذُحُولٌ تُذُكَرَتْ ... وقتلى تَياس عَن صَلاح تُعَرِّبُ

ويعرِّب بِالْيَاءِ يَعْنِي أَنَّهَا تفْسد الْمُصَالحَة وتنكل عَنْهَا. وَقد يكون التَّعْرِيض من الْفُحْش وَهُوَ قريب من هَذَا الْمَعْنى وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوْقَ} قَالَ: الرَّفَث الَّذِي ذكر هَهُنَا لَيْسَ بالرفث الَّذِي ذكر فِي مَوضِع آخر هُوَ التحريض بِذكر النِّكَاح وَهُوَ العِرابة فِي كَلَام الْعَرَب. وَقَوله: العِرابة كَأَنَّهُ اسْم مَوْضُوع من التعريب وَهُوَ مَا قبح من الْكَلَام وَكَذَلِكَ الْإِعْرَاب يُقَال مِنْهُ: [عربت و -] أعربت إعرابا. وَمِنْه قَول عَطاء: إِنَّه كره الْإِعْرَاب للْمحرمِ وَقَالَ رؤبة بن العجاج: [الرجز]

والعُربُ فِي عَفافةٍ وإعرابِ

وَقَوله: والعًربُ يَعْنِي المتحببات إِلَى الْأزْوَاج واحدتها: عَروب وَالْإِعْرَاب من الْفُحْش فَمَعْنَاه أَن يَقُول: إنَّهُنَّ يجمعن العفافة عِنْد الغرباء وَالْإِعْرَاب عِنْد الْأزْوَاج وَهَذَا كَقَوْل الفرزدق: [الْكَامِل]

يأنسن عِنْد بعولهن إِذا خَلَوا ... وَإِذا هُمُ خَرجُوا فَهن خفارُ وَقد روى فِي بعض الحَدِيث: خيرُ النِّسَاء المتبذّلةُ لزَوجهَا الخَفِرَة فِي قَومهَا.
عرب
العَرَبُ: وُلْدُ إسماعيلَ، والأَعْرَابُ جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكّان البادية.
قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا [الحجرات/ 14] ، الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً [التوبة/ 97] ، وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [التوبة/ 99] ، وقيل في جمع الأَعْرَابِ:
أَعَارِيبُ، قال الشاعر:
أَعَارِيبُ ذوو فخر بإفك وألسنة لطاف في المقال
والأَعْرَابِيُّ في التّعارف صار اسما للمنسوبين إلى سكّان البادية، والعَرَبِيُّ: المفصح، والإِعْرَابُ: البيانُ. يقال: أَعْرَبَ عن نفسه. وفي الحديث: «الثّيّب تُعْرِبُ عن نفسها» أي:
تبيّن. وإِعْرَابُ الكلامِ: إيضاح فصاحته، وخصّ الإِعْرَابُ في تعارف النّحويّين بالحركات والسّكنات المتعاقبة على أواخر الكلم، والعَرَبيُّ: الفصيح البيّن من الكلام، قال تعالى:
قُرْآناً عَرَبِيًّا
[يوسف/ 2] ، وقوله: بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ
[الشعراء/ 195] ، فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا [فصلت/ 3] ، حُكْماً عَرَبِيًّا [الرعد/ 37] ، وما بالدّار عَرِيبٌ. أي: أحدٌ يُعْرِبُ عن نفسه، وامرأةٌ عَرُوبَةٌ: مُعْرِبَةٌ بحالها عن عفّتها ومحبّة زوجها، وجمعها: عُرُبٌ. قال تعالى: عُرُباً أَتْراباً
[الواقعة/ 37] ، وعَرَّبْتُ عليه: إذا رددت من حيث الإعراب. وفي الحديث: «عَرِّبُوا على الإمام» . والمُعْرِبُ:
صاحب الفرس العَرَبِيِّ، كقولك: المجرب لصاحب الجرب. وقوله: حُكْماً عَرَبِيًّا
[الرعد/ 37] ، قيل: معناه: مفصحا يحقّ الحقّ ويبطل الباطل، وقيل: معناه شريفا كريما، من قولهم: عُرُبٌ أتراب، أو وصفه بذلك كوصفه بكريم في قوله: كِتابٌ كَرِيمٌ [النمل/ 29] . وقيل: معناه: مُعْرِباً من قولهم: عَرِّبُوا على الإمام. ومعناه ناسخا لما فيه من الأحكام، وقيل: منسوب إلى النّبيّ العربيّ، والعَرَبِيُّ إذا نسب إليه قيل عَرَبِيٌّ، فيكون لفظه كلفظ المنسوب إليه، ويَعْرُبُ قيل: هو أوّل من نقل السّريانيّة إلى العَرَبِيَّةِ، فسمّي باسم فعله.
[عرب] العرب: جيل من الناس، والنسبة إليهم عَرَبيّ بيِّن العروبة، وهم أهل الأمصار. والأعراب منهم سُكّانُ البادية خاصَّة. وجاء في الشعر الفصيح، الأعاريب. والنسبة إلى الأعراب أعرابيٌّ، لأنه لا واحد له. وليس الأعراب جمعاً لعرب، كما كانَ الأنباط جمعاً لنَبَطٍ، وإنما العرب اسم جنسٍ. والعرب العاربة هم الخُلَّصُ منهم، وأخِذ من لفظه فأُكدَّ به، كقوله ليل لائل. وربما قالوا: العرب العَرْباء. وتعرَّب، أي تشبَّه بالعرب. وتعرَّبَ بعد هِجْرَتِهِ، أي صار أعرابيا. والعرب المستعربة هم الذين ليسوا بخُلَّصٍ، وكذلك المتعرِّبة. والعربية، هي هذه اللغة. ويعرب بن قحطان أول من تكلم بالعربية، وهو أبو اليمن كلهم. والعرب والعرب واحد، مثل العَجَم والعُجم. والعُرَيب: تصغير العرب. وقال أبو الهندي: ومكن الصباب طعام العريب * ولا تشتهيه نفوس العجم وإنما صغرهم تعظيما كما قال: " أنا جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب ". وعرب لسانه بالضم عُروبَة، أي صار عربياً. وأعرَبَ كلامه، إذا لم يلحن في الإعراب. وأعرب بحجَّتِهِ، أي أفصح بها ولم يتّق أحدا . قال الكميت: وجَدنا لكم في آل حاميمَ آية * تأوَّلها منا تَقيٌّ ومُعرِب يعني المِفصحَ بالتفصيل ، والساكتَ عنه للتَقيّة. وفي الحديث: " الثيِّب تعرب عن نفسها " أي تُفصِح. والمُعرِب: الذي له خيلٌ عِراب. وقال الكسائي: المُعْرِبُ من الخيل: الذي ليس فيه عرقٌ هجين، والأنثى مُعْرِبة. وأعرب الرجل، أي وُلِدَ له ولدٌ عربيُّ اللون. والإبل العِراب والخيل العراب: خلاف البَخاتي والبراذين. وأعربَ الرجل: تكلَّم بالفُحش، والاسم العِرابة. وأعربَ سقيُ القومِ، إذا كانَ مرَّة غِبَّا ومرة خِمْساً ثم قام على وجهٍ واحد. وعرَّبَ عليه فِعلَه، أي قبَّح. وفي الحديث " عَرِّبوا عليه " أي ردُّوا عليه بالإنكار. وعَرَّبَ مَنطِقَه، أي هذَّبه من اللحن. وعرَّبت عن القوم، أي تكلَّمت عنهم. والتعريب: قطع سَعَفِ النخل، وهو التشذيب. وتعريب الاسم الأعجميِّ: أن تتفوَّه به العربُ على مِنهاجها، تقول: عَرَّبته العربُ وأعربته أيضاً. والعَرَبَةُ، بالتحريك: النهر الشديد الجِرْيَةِ. والعَرَبَةُ أيضاً النفس. قال الشاعر ابن ميّادة: لما أتيتُكَ أرجو فضل نائلكم * نفحتَني نفحة طابت لها العَربُ والعَرَب أيضاً: فساد المَعِدة. يقال عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ بالكسر، فهي عَرِبَةٌ. وعَرِبَ أيضا الجرح: نكس وغفر. وما بالدار عَريبٌ، أي ما بها أحد. والعَروبُ من النساء: المتحبِّبة إلى زوجها، والجمع عُرُبٌ. ومنه قوله تعالى: (عُرُباً أتراباً) . ويوم العَروبةِ: يوم الجمعة، وهو من أسمائهم القديمة. وابن أبى العروبة بالالف واللام. وعرابة، بالفتح: اسم رجل من الانصار من الاوس. قال الحطيئة : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عرابة باليمين والعرب، بالكسر: يبيس البهمى.
ع ر ب : الْعَرَبُ اسْمٌ مُؤَنَّثٌ وَلِهَذَا يُوصَفُ بِالْمُؤَنَّثِ فَيُقَالُ الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ وَالْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ وَهُمْ خِلَافُ الْعَجَمِ وَرَجُلٌ عَرَبِيٌّ ثَابِتُ النَّسَبِ فِي الْعَرَبِ وَإِنْ كَانَ غَيْرَ فَصِيحٍ وَأَعْرَبَ بِالْأَلِفِ إذَا كَانَ فَصِيحًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ الْعَرَب وَأَعْرَبْتُ الشَّيْءَ وَأَعْرَبْتُ عَنْهُ وَعَرَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ وَعَرَّبْتُ عَنْهُ كُلُّهَا بِمَعْنَى التَّبْيِينِ وَالْإِيضَاحِ.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: أَعْرَبْتُ عَنْهُ أَجْوَدُ مِنْ عَرَّبْتُهُ وَأَعْرَبْتُهُ وَالْأَيِّمُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا أَيْ تُبِينُ يُرْوَى مِنْ الْمَهْمُوزِ وَمِنْ الْمُثَقَّلِ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ مِنْ الْمَهْمُوزِ لَا غَيْرُ وَعَرُبَ بِالضَّمِّ إذَا لَمْ يَلْحَنْ وَعَرُبَ لِسَانُهُ عُرُوبَةً إذَا كَانَ عَرَبِيًّا فَصِيحًا وَعَرِبَ يَعْرَبُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فَصُحَ بَعْدَ لُكْنَةٍ فِي لِسَانِهِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ أَعْرَبَ الْأَعْجَمِيُّ بِالْأَلِفِ وَتَعَرَّبَ وَاسْتَعْرَبَ كُلُّ هَذَا لِلْأَغْتَمِ إذَا فُهِمَ كَلَامُهُ بِالْعَرَبِيَّةِ وَاللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ مَا نَطَقَ بِهِ الْعَرَبُ وَأَمَّا الْأَعْرَابُ بِالْفَتْحِ فَأَهْلُ الْبَدْوِ مِنْ الْعَرَبِ الْوَاحِدُ أَعْرَابِيٌّ بِالْفَتْحِ أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي يَكُونُ صَاحِبَ نُجْعَةٍ وَارْتِيَادٍ لِلْكَلَأِ وَزَادَ الْأَزْهَرِيُّ فَقَالَ سَوَاءٌ كَانَ مِنْ الْعَرَبِ أَوْ مِنْ مَوَالِيهِمْ قَالَ فَمَنْ نَزَلَ الْبَادِيَةَ وَجَاوَرَ الْبَادِينَ وَظَعَنَ بِظَعْنِهِمْ فَهُمْ أَعْرَابٌ وَمَنْ نَزَلَ بِلَادَ الرِّيفِ وَاسْتَوْطَنَ الْمُدُنَ وَالْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِمَّنْ يَنْتَمِي إلَى الْعَرَبِ فَهُمْ عَرَبٌ وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا فُصَحَاءَ وَيُقَالُ سُمُّوا عَرَبًا لِأَنَّ الْبِلَادَ الَّتِي سَكَنُوهَا تُسَمَّى الْعَرَبَاتُ وَيُقَال الْعَرَبُ الْعَارِبَةُ هُمْ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِلِسَانِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ وَهُوَ اللِّسَانُ الْقَدِيمُ وَالْعَرَبُ الْمُسْتَعْرِبَةُ هُمْ الَّذِينَ تَكَلَّمُوا بِلِسَانِ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - وَهِيَ لُغَاتُ الْحِجَازِ وَمَا وَالَاهَا وَالْعُرْبُ وِزَانُ قُفْلٍ لُغَةٌ فِي الْعَرَبِ وَيُجْمَعُ الْعَرَبُ عَلَى أَعْرُبٍ مِثْلُ زَمَنٍ وَأَزْمُنٍ وَعَلَى عُرُبٍ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ أَسَدٍ وَأُسُدٍ وَأَعْرَبْتُ الْحَرْفَ أَوْضَحْتُهُ وَقِيلَ الْهَمْزَةُ لِلسَّلْبِ وَالْمَعْنَى أَزَلْتُ عَرَبَهُ وَهُوَ إبْهَامُهُ وَالِاسْمُ الْمُعَرَّبُ الَّذِي تَلَقَّتْهُ الْعَرَبُ مِنْ الْعَجَمِ نَكِرَةً نَحْوُ إبْرَيْسَمٍ ثُمَّ مَا أَمْكَنَ حَمْلُهُ عَلَى نَظِيرِهِ مِنْ الْأَبْنِيَةِ الْعَرَبِيَّةِ حَمَلُوهُ عَلَيْهِ وَرُبَّمَا لَمْ يَحْمِلُوهُ عَلَى نَظِيرِهِ بَلْ تَكَلَّمُوا بِهِ كَمَا تَلَقَّوْهُ وَرُبَّمَا تَلَعَّبُوا بِهِ فَاشْتَقُّوا مِنْهُ وَإِنْ تَلَقَّوْهُ عَلَمًا فَلَيْسَ بِمُعَرَّبٍ وَقِيلَ فِيهِ أَعْجَمِيٌّ مِثْلُ إبْرَاهِيم وَإِسْحَاقَ.

وَالْعِرَابُ مِنْ الْإِبِلِ خِلَافُ الْبَخَاتِيِّ وَالْعِرَابُ مِنْ
الْبَقَرِ نَوْعٌ حِسَانٌ كَرَائِمُ جُرْدٌ مُلْسٌ وَخَيْلٌ عِرَابٌ خِلَافُ الْبَرَاذِينِ الْوَاحِدُ عَرَبِيٌّ.

وَعَرِبَتْ الْمَعِدَةُ عَرَبًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَسَدَتْ.

وَأَعْرَبَ فِي كَلَامِهِ إذَا أَفْحَشَ.

وَالْعَرْبُونُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَالرَّاءِ قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ شَيْئًا أَوْ يَسْتَأْجِرَهُ وَيُعْطِيَ بَعْضَ الثَّمَنِ أَوْ الْأُجْرَةِ ثُمَّ يَقُولُ إنْ تَمَّ الْعَقْدُ احْتَسَبْنَاهُ وَإِلَّا فَهُوَ لَك وَلَا آخُذُهُ مِنْكَ وَالْعُرْبُونُ وِزَانُ عُصْفُورٍ لُغَةٌ فِيهِ وَالْعُرْبَانُ بِالضَّمِّ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ وَنُونُهُ أَصْلِيَّةٌ وَنُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ «لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ» لِمَا فِيهِ مِنْ الْغَرَرِ وَأَعْرَبَ فِي بَيْعِهِ بِالْأَلِفِ أَعْطَى الْعَرْبُونَ وَعَرْبَنَهُ مِثْلُهُ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْعُرْبُونُ أَعْجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
[عرب] الثيب "يعرب" عن نفسها، يروى من أعرب، وصوبه أبو عبيد عن التعريب، من عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم، وقيل: إن أعرب بمعناه، ومنه الإعراب لتبيينه وغيضاحه. ومنه ح: فإنما كان "يعرب" عما في قلبه لسانه. وح: كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي حين "يعرب" أني قول: لا إله إلا الله- سبع مرات، أي حين ينطق. وح عمر: ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس أن "لا تعربوا" عليه، أي ما يمنعكم أن تصرحوا عليه بالإنكار ولا تساتروه، وقيل: التعريب المنع والإنكار، وقيل: الفحش والتقبيح، من عرب الجرح إذا فسد. ومنه ح: إن ابن أخي "عرب" بطنه، فقال: اسقه عسلًا. ومن الأول ح السقيفة: "أعربهم" أحسابًا، أي أبينهم وأوضحهم. ومنه ح مسلم لمشرك شم النبي صلى الله عليه وسلم: لتكفن عن شتمه أو لأرحلنك بسيفي، فلم يزد إلا "استعرابًا" فحمل عليه فضربه وتعاوى عليه المشركون فقتلوه، الاستعراب الإفحاش في القول. ومنه ح: كره "الإعراب" للمحرم، وهو الإفحاش في القول والرفث، عن أعرب وعرب إذا أفحش، وقيل: أراد التصريح والإيضاح بالهجر من الكلام، وهو العرابة بفتح عين وكسرها. ومنه ح في "فلا رفث" إلخ: إنه "العرابة". وح: لا يحل "العرابة" للمحرم. وح بعضهم: ما أوتي أحد من "معاربة" النساء ما أوتيته، كأنه أراد أسباب الجماع ومقدماته. وفيه: نهى عن بيع "العربان"، هو أن يشتري ويدفع شيئًا على أنه إن أمضى البيع حسب من الثمن وإلا كان للبائع ولم يرتجعه، أعرب في كذا وعرب وعربن وهو عربان وعربون لأن فيه إعرابًا بالبيع أي إصلاحًا لئلا يملكه غيره بالشراء، وهو بيع باطل لما فيه من الشرط والغرر. ومنه ح عمر: إن عاملهالإنجيل فيكتبه بالعربية إن شاء وبالعبرانية إن شاء. ش: "عرباء" وعجما، هما بضم عين وسكون ثانيهما، ويقال بفتحتين وهما تميزان. ج: كونوا على دين "الأعراب"، أراد به الوقوف عند ظاهر الشريعة من غير تفتيش عن الشبه وتنقير عن أقوال أهل الزيغ والأهواء، كحديث: عليكم بدين العجائز. وح: يكونون "كأعراب" المسلمين، أي سكان البادية. ومنه: إلا "أعرابيًا" جافيًا، فإن ساكن البادية موصوف بالجفاء أي الغلظة لبعده عن مجاورة الأكياس. نه: وفيه: فاقدروا قدر الجارية "العربة"، أي الحريصة على اللهو. ن: هي بفتح عين وكسر راء. و"العرب" بضمتين جمع عروب وهي المرأة الحسناء المتحببة إلى زوجها. ج: و""عربا" أترابا" جمعه. نه: وفي ح الجمعة: كانت تسمى "عروبة"، هو اسم قديم لها وكأنه ليس بعربي، ويوم عروبة أفصح من يوم العروبة. و"عروباء" اسم السماء السابعة. ط: "أعربوا" القرآن واتبعوا غرائبه، أي بينوا ما فيه من غرائب اللغة وبدائع الإعراب، وفسر غرائبه بالفرائض والحدود ليزول التكرار، وأراد بهما فرائض الميراث وحدود الأحكام أو ما يجب على المكلف إتباعه وما يطلع به على الأسرار الخفية والرموز الدقيقة، وهذا التأويل قريب من ح: لكل آية منها ظهر وبطن ولكل حد مطلع، فأعربوا إشارة إلى ما ظهر، وفرائضه وحدوده إلى ما بطن.
عرب
أعربَ/ أعربَ عن يُعرب، إعرابًا، فهو مُعرِب، والمفعول مُعرَب
• أعرب كلامَه:
1 - كشفه، بيَّنه وأوْضَحه، أتى به وَفْق قواعد العربيَّة "أعرب خطابَه- قصيدة مُعرَبَة".
2 - (نح) طبَّق عليه قواعد النّحو للكشف عن المعنى النَّحويّ كالفاعليَّة والمفعوليَّة بواسطة القرائن كالإعراب ونحوه "أَعْرِب الجملة الآتية/ الكلمة".
• أعرب عن نفسه: أبان ما فيها وأعلنه وأوضحه "أعرب عن حاجته/ تهانيه/ حُزْنه- الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا [حديث]: تُفْصِح". 

استعربَ يستعرب، استعرابًا، فهو مُستعرِب
• استعرب الشَّخصُ:
1 - جعل نفسَه من العَرب.
2 - صار دخيلاً بين العرب. 

تعرَّبَ/ تعرَّبَ لـ يتعرَّب، تعرُّبًا، فهو مُتعرِّب، والمفعول مُتعرَّب له
• تعرَّب الشَّخصُ: صار عربيًّا، تشبَّه بالعرب، أقام بالبادية "تعرَّب الشَّابُّ- سائح متعرِّب".
• تعرَّبتِ المرأةُ لزوجها: تحبَّبت إليه. 

عرَّبَ/ عرَّبَ عن يعرِّب، تعريبًا، فهو مُعرِّب، والمفعول مُعرَّب
• عرَّب الكلمةَ الأجنبيَّةَ: نقلها بلفظها الأجنبي مصبوغةً بصِبغةٍ عربيّة "التليفون كلمةٌ معرَّبة".
• عرَّبَ الكتابَ الأجنبيّ: نقله، أو ترجمه إلى العربيَّة "انتشر تعريبُ القصص في أيَّامنا- بحثٌ معرَّب".
• عرَّب التعليمَ أو الإدارةَ ونحوَهما: جعل العربيَّةَ لغتَهما "تعريب الطِّبِّ حُلْمٌ يتمنَّاه الكثير- عرَّب العِلْمَ".
• عرَّب الشَّخصَ: علَّمَه العربيّةَ "مركز لتعريب الأجانب".
• عرَّب الكلامَ: أوضحه وبيَّنه ° عرّب المنطق: هذَّبه من اللَّحن.
• عرَّب عن صاحبه: تكلَّم عنه واحتجَّ له. 

أعراب [جمع]: جج أعاريبُ، مف أعرابيّ: سُكَّان البادية من العَرَب خاصّة الذين يتتبّعون مساقطَ الغيث ومنابتَ الكلأ "الأعراب الرُّحّل- {قَالَتِ الأَعْرَابُ ءَامَنَّا} ". 

إعراب [مفرد]:
1 - مصدر أعربَ/ أعربَ عن.
2 - (نح) تغيير يطرأ على أواخر الكلمات العربيّة نطقًا وضبطًا حسب مواقعها في الجملة والعوامل الداخلة عليها، وأنواعه الرّفع والنصب والجرّ والجزم "الإعراب والبناء".
• مَحَلُّ الإعراب: (نح) ما يستحقّه اللَّفظ الواقع فيه من الإعراب لو كان مُعْرَبًا.
• حالات الإعراب: الرَّفع والنَّصب والجرّ والجزْم. 

تعريب [مفرد]:
1 - مصدر عرَّبَ/ عرَّبَ عن.
2 - (لغ) صوغ الكلمة الأجنبيَّة بصيغة عربيَّة عند نقلها بلفظها إلى اللُّغة العربيَّة "جرى تعريبُ التّعليم في البلاد العربيّة بعد الاستقلال- تقوم مجموعة من الكُتَّاب بتعريب الكتب
 الأجنبيَّة المهمّة- تعريب المفردات الأجنبيَّة: قد يعني استعمالها بالعربيَّة مع إعطائها صيغة عربيَّة ككلمة تَلْفَنَ، أي: تحدَّث بالهاتف". 

عارِبة [مفرد]: قبائل بادت كعاد وثمود.
• العَرَب العارِبة: الصُّرحاءُ الخُلَّص الذين تكلَّموا بلسان يعرُب بن قحْطان.
عَرَب/ عُرْب [جمع]: جج أَعْرُب وعُرُب وعُروب، مف عربيّ
• العَرَبُ: أمَّة ساميَّة الأصل منشؤها شبه جزيرة العرب، خلاف العَجَم "تقاليدُ العرب محافظة على الأخلاق- نحن العُرْبَ نحمي الحمى" ° عَرَبٌ عَرْباء: صُرَحاءُ خُلَّص. 

عُرْبان [جمع]:
1 - عَرَب.
2 - أهل البادية وسكانها من القبائل العربيَّة. 

عَرَباويَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَب: على غير قياس "صحوة/ فتاة عرباويّة". 

عَرَبَة [مفرد]: ج عَرَبات: مَرْكبةٌ ذاتُ عَجَلتين أو أكثر يجرُّها حيوانٌ أو إنسانٌ، تُنقل عليها الأشياء "عَرَبةُ طفل/ نقل/ مِدْفَع/ حنطور- عَرَبَةُ يد للتَّسوُّق" ° وضَع العَرَبةَ أمام الحصان: وضَع الأمرَ في غير محلِّه، خالف نظامَ الأمور، عكَس التّرتيب.
• العربة القلاَّبة: عربة لها جسم قابل للقلب بحيث تعمل على تفريغ محتوياتها.
• عربة نوم: مقطورة سكّة الحديد مزوَّدة بوسائل الرَّاحة والنَّوم. 

عَرَبين [مفرد]
• العربين: مادَّة تُستخرج من الصَّمغ العربيّ. 

عربيّ [مفرد]: ج عَرَب:
1 - اسم منسوب إلى عَرَب: "الكَرَمُ/ الحِلْمُ/ الوطنُ العربيُّ".
2 - مكتوب بلغة عربيَّة فصيحة بيِّنة " {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا} ".
3 - كلُّ مَنْ يتحدَّث العربيّة. 

عربيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عَرَب: "الوحدة العربيَّة- منظمة العمل العربيَّة- جامعة الدُّول العربيَّة- القوميّة العربيّة".
• اللُّغة العربيَّة: لغة العَرَب، وهي إحدى اللُّغات السَّاميّة "أتقن الأجنبيُّ اللغة العربيَّة كتابةً وكلامًا". 

عَروب [مفرد]: ج عُرُب
• العَرُوب: المرأة المتحبِّبة إلى زوجها "يُحْسَدُ على زوجته العَرُوب- خير النِّساء اللَّعوب العَرُوب- {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا. عُرُبًا أَتْرَابًا} ". 

عُروبة [مفرد]:
1 - عَرَب، اسم يُراد به خصائص الجنس العربيّ ومزاياه "جامعة العُروبة- أبطالُ العُروبة- تعبير عن العُروبة الأصيلة".
2 - قوميَّة عربيَّة "يفخر العربُ دومًا بعُروبتهم". 

متعرِّبة [جمع]
• المتعرِّبة من العرب: بنو قحطان بن عابر الذين نطقوا بلسان العَرَب العاربة وسكنوا ديارَهم. 

مُستعرِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استعربَ.
2 - من اعتنى من غير العرب بأدبهم وحضارتهم وثقافتهم "مستشرق/ يهوديّ مستعرِب" ° العرب المستعربة: الدُّخلاء فيهم الذين تكلَّموا بلسان إسماعيل عليه السَّلام. 

مُعْرَب [مفرد]: اسم مفعول من أعربَ/ أعربَ عن.
• الاسم المُعْرَب: (نح) الاسم الذي يتغيّر آخرُه بدخول العوامل عليه. 

مُعرَّب [مفرد]: اسم مفعول من عرَّبَ/ عرَّبَ عن.
• المُعرَّب: (لغ) اللَّفظ الأعجميّ الذي ينقله العرب بلفظه إلى العربيَّة وصاغوه على الأبنية العربيَّة أو احتفظوا به كما هو. 

عرب

1 عَرُبَ لِسَانُهُ, [aor. ـُ inf. n. عُرُوبَةٌ, His tongue [or speech] was, or became, Arabic, (S, O,) or chaste Arabic. (Msb.) b2: See also 4, first sentence, in three places.

A2: عَرِبَ, aor. ـَ inf. n. عَرَبٌ, He (a man) became disordered in the stomach by indigestion. (TA.) And عَرِبَتْ مَعِدَتُهُ, inf. n. as above, His stomach became in a corrupt, or disordered, state, (S, O, Msb, K,) from being burdened. (TA.) b2: Also, (O, K,) inf. n. as above, (TA,) said of a camel's hump, (O, TA,) It became swollen and purulent. (O, K, TA.) b3: And, said of a wound, (S, O, K, TA,) It became corrupt: (TA:) or it broke open again; or became recrudescent: (S, O:) or it had a scar remaining after it had healed. (K.) b4: Said of a river, It abounded with water. (K.) and عَرِبَتِ البِئْرُ The well contained much water; or its water became abundant. (K.) b5: And, (K, TA,) inf. n. عَرَبٌ (O, * K, * TA) and عَرَابَةٌ, said of a man, (TA,) He was, or became, brisk, lively, or sprightly. (K, TA.) A3: عَرَبَ, (O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. عَرْبٌ, (TK,) He ate (O, K) food. (TK.) 2 عرّب, (S, O,) inf. n. تَعْرِيبٌ, (S,) He (an Arab) arabicized a foreign word; spoke it, or pronounced it, agreeably with the ways of Arabic speech; (S;) as also ↓ اعرب, (S, O, *) inf. n. إِعْرَابٌ. (TA.) b2: And He taught another the Arabic language. (TA, from a trad.) b3: See also 4, in fourteen places. b4: The inf. n. signifies also The showing, or declaring, one's saying, (K, TA,) and one's deed, (TA,) to be bad, evil, abominable, or foul. (K, TA.) One says, عرّب عَلَيْهِ He showed him, or declared to him, that his saying, and his deed, was bad, &c.; and upbraided him for it. (TA.) And فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَمَا عَرَّبَ عَلَىَّ أَحَدٌ I did so and so, and no one upbraided me; or charged me with having acted disgracefully. (Az, TA.) And عرّب عَلَيْهِ فِعْلَهُ, (S, O,) and قَوْلَهُ, (TA,) He showed him, or declared to him, that his deed was bad, evil, abominable, or foul, (S, O,) and so his saying. (TA.) تَعْرِيبٌ is The saying to a man who has uttered what is foul, or erroneous, “It is not so, but so; ” telling him what is more correct. (Sh, TA.) And The replaying against a speaker; (K, TA;) and so ↓ إِعْرَابٌ. (TA.) One says, عرّب عَلَيْهِ He replied against him, denying or disallowing or disapproving what he said: (S:) or he prevented, hindered, or forbade, him: or he did so, and denied or disallowed or disapproved [what he said or did]. (TA.) [See what next follows.] b5: Also The treating medically, to remove his disease, one whose stomach is in a corrupt, or disordered, state. (O, K. [In both, التَّعْرِيبُ is expl. as meaning تَمْرِيضُ العَرِبِ i. e. الذَّرِبِ المَعِدَةِ. Freytag has strangely rendered the verb as signifying “ ægrotum reddidit aliquem stomachi corruptio. ”]) Az says that التَّعْرِيبُ followed by عَلَى and having for its object him who says what is disapproved may be from this. (TA.) b6: Also The lopping a palm-tree; or pruning it by cutting off some of its branches. (S, O, K. *) b7: And The scarifying a horse or similar beast in the parts of the skin next the hoofs and then cauterizing those parts: (K, TA:) or the cauterizing a horse in several places in those parts, and then gently scarifying them without producing any effect upon the sinews, or tendons, (Az, O, TA,) in order to strengthen the parts, (Az, TA,) or in order that the hair may become strong: (O:) or عرّب الفَرَسَ signifies he made an incision in the bottom of the horse's hoof; and the verb implies that, by this operation, what was concealed becomes apparent to the eye, so that one knows the state of the hoof, whether it be hard or soft, sound or diseased. (L, TA. See also 1 in art. بزغ.) A2: Also, the inf. n., The getting, or procuring for oneself, an Arabian horse. (TA. [See also 4, near the end.]) b2: And The taking, or making, for oneself, an Arabian bow. (O, K.) A3: Also the drinking much clear, or limpid, water, (O, K,) which is termed عَرِب. (O.) A4: عرّب البَقَرَةَ, (K,) or ↓ أَعْرَبَهَا, (O,) He rendered the cow desirous [of copulation]; said of a bull. (O, K.) A5: And عرّب, (Fr, Mgh, O,) inf. n. تَعْرِيبٌ; (Fr, O, K;) and ↓ اعرب, (Fr, Mgh, O, Msb,) inf. n. إِعْرَابٌ; (Fr, Mgh, K;) and ↓ عَرْبَنَ; (O, and S and K in art. عربن;) He gave what is termed an عُرْبُون (O, Msb, K) or عُرْبَان (Fr, Mgh) [i. e. an earnest], فِى كَذَا [in the case of such a thing], (O,) or فِى بَيْعِهِ [in the case of his purchase]. (Msb.) One says, ↓ أَعْرَبُوا فِى الدَّارِ أَرْبَعَمِائَةٍ They paid in advance, as an earnest, in the case of the house, four hundred [dirhems]. (L, TA.) It is related in a trad. that ↓ الإِعْرَاب in buying and selling is forbidden: (Mgh, O, TA:) this is said by Sh to mean A man's saying to another, If I do not purchase this for so much, thou shalt have such and such of my property. (O, TA.) 3 عَاْرَبَ [The following ex. is given of the inf. n. of this verb.] One says, مَا أُوتِىَ أَحَدٌ مِنْ مُعَارَبَةِ النِّسَآءِ مَا أُوتِىَ فُلَانٌ, (O,) or مَا أُوتِيتُهُ أَنَا, (TA,) meaning, (O, TA,) app., (TA,) [No one has been given what such a one has been given, or what I have been given, of] the means of coïtus [with women]. (O, TA.) 4 اعرب, (Az, Msb, TA,) [for اعرب الكَلَامَ, like افصح for افصح الكَلَامَ,] inf. n. إِعْرَابٌ, (A, K,) He spoke clearly, plainly, distinctly, or intel-ligibly, (Az, A, Msb, K, * TA,) in Arabic; (Msb;) as also ↓ تعرّب, and ↓ استعرب; said of a foreigner, or one [previously] not clear, plain, distinct, or intelligible, in speech: (Az, Msb, TA:) and ↓ عَرُبَ, aor. ـُ inf. n. عُرْبٌ and عُرُوبٌ, accord. to Th, and عُرْبَةٌ and عِرَابَةٌ [which accord. to general analogy would be عَرَابَةٌ] and عُرُوبِيَّةٌ; (TA;) or ↓ عَرِبَ, aor. ـَ (Msb;) [likewise] signifies he spoke clearly, plainly, or distinctly, after being barbarous, or vitious, in speech: (Msb, TA:) and ↓ عَرُبَ he spoke without incorrectness; (Msb;) and [so اعرب, for] إِعْرَابٌ signifies the committing no error in speech: (K, TA:) and the expressing of meanings clearly, plainly, distinctly, or perspicuously, by words. (TA.) [↓ عرّب, also, has a similar meaning:] it is said in a trad., أَنْ ↓ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يُلَقِّنُوا الصَّبِىَّ حِينَ يُعَرِّبُ يَقُولَ لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ (O, TA) i. e. [They used to like teaching the boy,] when he spoke distinctly, or articulately, [to say “ There is no deity but God ” seven times.] (TA.) And one says, اعرب الكَلَامَ, and اعرب بِهِ, meaning He made the speech [that he spoke] clear, plain, distinct, or perspicuous. (TA.) And اعرب بِحُجَّتِهِ He declared, or spoke out clearly or plainly, his argument, plea, allegation, or the like, without fearing any one. (S, O.) And أَعْرَبْتُ الشَّىْءَ and اعربت عَنْهُ, and ↓ عَرَّبْتُهُ and عرّبت عَنْهُ, which last, accord. to Fr, is better than عرّبتهُ and اعربتهُ, I made the thing clear, plain, distinct, or manifest. (Msb.) And اعرب عَمَّا فِى ضَمِيرِهِ He declared, or spoke out clearly or plainly, what was in his mind. (TA.) And اعرب عَنْهُ لِسَانُهُ, and ↓ عرّب عنه, His tongue made clear, or plain, or spoke clearly, or plainly, for him: and عَمَّا فِى ↓ يُعَرِّبُ قَلْبِهِ لِسَانُهُ His tongue tells plainly, or declares, what is in his heart. (Az, TA.) It is said in a trad., الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَنْ نَفْسِهَا, (S,) or الأَيِّمُ, and ↓ تُعَرِّبُ, accord. to different relaters, but some say the former only, (Msb,) i. e. [She who has become a widow, or been divorced, &c., or she who has no husband, whether she be a virgin or not, or not being a virgin,] shall speak out plainly for herself [when demanded in marriage]: (S, Msb:) or الثَّيِّبُ يُعْرِبُ عَنْهَا لِسَانُهَا, so accord. to IKt, (O,) or عنها ↓ يُعَرِّبُ, (Mgh, O,) so accord. to A 'Obeyd, but, as IAmb says, both are dial. vars. of which neither is preferable to the other; and the meaning is [she who has become a widow, &c., her tongue] shall declare for her. (O.) One says also, اعرب عَنِ الرَّجُلِ He spoke out, or explained, for the man. (TA.) And عَنِ القَوْمِ ↓ عَرَّبْتُ I spoke for the people, or party; (Fr, S, Mgh, * O, K;) and pleaded for them; (Fr, Mgh, * TA;) as also أَعْرَبْتُ; but the former in this sense is better known. (Mgh.) And اعرب عَنْهُ, and عنه ↓ عرّب, He pleaded his cause. (TA.) and عَنْ حَاجَتِهِ ↓ عرّب He spoke and pleaded for the object of his want. (A.) b2: اعرب also signifies He was, or became, chaste, uncorrupt, or free from barbarousness, in speech; although not an Arab. (Msb.) And لَهُ الكَلَامَ ↓ عَرَّبْتُ, inf. n. تَعْرِيبٌ; as also أَعْرَبْتُ له, inf. n. إِعْرَابٌ; I made the speech [that I spoke] clear, or plain, to him, so that there was in it no barbarousness. (TA.) And مَنْطِقَهُ ↓ عرّب, (S, O,) inf. n. تَعْرِيبٌ, (K,) He made his speech free from error, or incorrectness. (S, O, K.) And أَعْرَبْتُ الحَرْفَ I made the حرف [i. e. word] clear, or plain: or the ا in this case denotes privation, and the meaning is (assumed tropical:) I removed its عرب, [app. ↓ عَرَب, from this word as inf. n. of عَرِبَ used in relation to the stomach &c.,] i. e. vagueness. (Msb.) And اعرب كَلَامَهُ He made his speech free from error, or incorrectness, in [what is termed] الإِعْرَاب [here meaning what grammarians generally intend thereby, namely, desinential syntax, or the science of the various inflections of words, literal or virtual, by reason of the various governing words]. (S, O.) [اعرب is also used by grammarians as meaning He declined a word; and أُعْرِبَ as meaning It was declined, or declinable; in these senses opposed to بَنَى and بُنِىَ, inf. n. بِنَآءٌ: and the former also as meaning He analyzed grammatically, or parsed, a sentence: and the inf. n. of the verb (act. and pass.) in these senses is إِعْرَابٌ.] b3: See also 2, first sentence: b4: and again in the first third part of the paragraph. b5: إِعْرَابٌ also signifies The making [a person] to revert from, or relinquish, foul speech; (K, TA;) and so ↓ تَعْرِيبٌ. (TA.) b6: And The speaking foul, or obscene, language; as also ↓ تَعْرِيبٌ, and ↓ اِسْتِعْرَابٌ: (O, K:) thus it bears two contr. significations. (K, TA.) One says of a man, اعرب [&c.], (S, O,) or اعرب فِى كَلَامِهِ, (Msb,) He spoke foul, or obscene, language. (S, O, Msb.) [Golius and Freytag have assigned this meaning to ↓ تعرّب also: the latter of them as from the S and K; in neither of which do I find it.] b7: And The act of copulating: or the speaking of that act in an oblique, or indirect, manner. (K.) A2: and اعرب, (S, O,) inf. n. إِعْرَابٌ, (K,) He had a child born to him of Arabian complexion, or colour. (S, O, K.) b2: And He possessed, or acquired, or sought to acquire, horses, or camels, of pure Arabian race. (TA. [See also 2, in the middle of the latter half; and see مُعْرِبٌ.]) b3: And إِعْرَابٌ signifies One's knowing a horse of pure Arabian race from one of mean race by his neighing. (K.) And A horse's being known by his neighing to be of pure Arabian race, free from any admixture of other than Arabian blood: (K, TA:) [or his making himself to be known as such by his neighing; for] اعرب means he (a horse) neighed, and was consequently known to be of Arabian race. (A.) b4: And The making a horse to run. (K.) Accord. to Fr, one says, اعرب عَلَى فَرَسِهِ, meaning He made his horse to run: but he adds that some say اغرب. (O.) A3: And إِعْرَابٌ signifies The taking as one's wife a woman such as is termed عَرُوبٌ [q. v.]. (K.) A4: اعرب سَقْىُ القَوْمِ meansThe people's watering [of their camels], having been at one time on alternate days, and another time on the fourth day after that of the next preceding watering, then became, and continued to be, of one uniform way. (S, O.) A5: See also 2, last four sentences.5 تعرّب He assimilated himself to the Arabs. (S.) He (a man not of genuine Arabian descent) introduced himself among the Arabs, and spoke their language, and imitated their manner or appearance; [he became a naturalized, or an insitious, Arab; (see العَرَبُ;)] as also ↓ استعرب. (Az, TA.) b2: He became an Arab of the desert; (S, Mgh;) he returned to the desert, (Az, Mgh, TA,) after he had been dwelling in a region of cities or towns or villages and of cultivated land, and joined himself to the Arabs of the desert. (Az, TA.) Hence, تعرّب بَعْدَ هِجْرَتِهِ He became an Arab of the desert [after his flight, or emigration, for the sake of El-Islám], (S, Mgh,) returning to the desert. (Mgh.) b3: He dwelt, or abode, in the desert. (O, K.) b4: See also 4, first sentence. b5: تَعَرَّبَتْ لِزَوْجِهَا She acted in an amorous manner, or with amorous dalliance, and mani-fested love, to her husband. (A, TA.) b6: Respecting a meaning assigned to تعرّب by Golius and Freytag, see 4, latter half.10 استعرب: see 5: b2: see also 4, first sentence: b3: and the same again in the latter half of the paragraph.

A2: استعرب جَرَبًا, said of a camel, He was affected with mange, or scab, which began in his armpits and groins or similar parts, and his lips, and appeared upon the general extent of his skin. (O.) b2: And استعربت, said of a cow, She desired the bull. (O, K.) Q. Q. 1 عَرْبَنَ: see 2, near the end.

عَرْبٌ is syn. with إِعْرَابٌ in the sense of إِفْصَاحٌ [but app. as a subst. (not an inf. n.) meaning Clear, plain, or distinct, speech]. (TA.) b2: and syn. with عِرَابَةٌ, q. v. (TA.) b3: And syn. with عَرَبٌ as [inf. n. of عَرِبَ, and] meaning نَشَاطٌ [i. e. Briskness, liveliness, or sprightliness]. (O, K.) العُرْبُ: see العَرَبُ, first sentence.

عِرْبٌ Such as is dried up, of the [species of barley-grass called] بُهْمَى: (S, O, K:) or of any herb, or leguminous plant: n. un. with ة: or عِرْبُ البُهْمَى signifies the prickles of the بُهْمَى. (TA.) العَرَبُ, (S, A, Mgh, O, Msb, K, &c.,) as also ↓ العُرْبُ, (S, O, Msb, K,) A certain people, or nation; [the Arabs, or Arabians;] (S, O;) the contr. of العَجَمُ (A, Msb, K, TA) and العُجْمُ; (TA;) the inhabitants of the cities, or large towns, (S, A, O, K,) or of the Arabian cities and towns or villages: (Mgh:) [but now, on the contrary, generally applied to those who dwell in the desert:] or those who have alighted and made their abode in the cultivated regions, and have taken as their homes the Arabian cities and towns or villages, and others also that are related to them: (Az, Msb:) or [accord. to general usage] an appellation of common application [to the whole nation]: (T, K:) [and in the lexicons and lexicological works applied to the desert Arabs of pure speech:] it is of the fem. gender: (Msb, K:) and العَرَبُ has two pls., namely, العُرُبُ, with two dammehs, and الأَعْرُبُ [which is a pl. of pauc.]: (Msb:) the rel. n. [which serves as a sing.] is ↓ عَرَبِىٌّ: (S, O, K: [عَرَبٌ عَرَبِىٌّ in the CK is a mistake:]) accord. to Az, (TA,) this appellation is applied to a man of established Arab lineage, even if he be not chaste, or correct, in speech. (Msb, TA.) The dim. of العَرَبُ is ↓ العُرَيْبُ, (S, O,) without ة, (O, TA,) an extr. word [with respect to analogy, as the undiminished noun is fem.]: (TA:) a poet (Abu-l-Hindee, whose name was 'Abd-El-Mu-min, son of 'AbdEl-Kuddoos, O, TA) says, وَمَكْنُ الضِّبَابِ طَعَامُ العُرَيْبِ وَلَا تَشْتَهِيهِ نُفُوسُ العَجَمْ

[And the eggs of dabbs are food of the little Arabs; but the souls of the Foreigners do not desire them]: in which he uses the dim. form to imply respect, or honour, like as it is used in the saying أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ [expl. in art. جذل]. (S, O.) b2: ↓ العَرَبُ العَارِبَةُ (in which the latter word is used as a corroborative of the former as in لَيْلٌ لَائِلٌ, S, O) and ↓ العَرَبُ العَرْبَآءُ (S, A, O, Msb, K) and ↓ العَرَبُ العَرَبِيَّةُ (O) and ↓ العَرَبُ العَرِبَةُ (K) and ↓ العَرَبُ العَرِبَاتُ (CK [but this I do not find in any other copy of the K]) are appellations of The pure, or genuine Arabs: (S, A, O, K:) or those who spoke the language of Yaarub Ibn-Kahtán; which is the ancient language: (Msb:) and ↓ العَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ, (S, O, Msb, K,) as also ↓ العَرَبُ المُتَعَرِّبَةُ, (S, O, K,) is an appellation of The insititious [or naturalized Arabs]; (K;) those who are not pure, or genuine, Arabs: (S, O:) or those who spoke the language of Ismá'eel [or Ishmael] the son of Ibráheem [or Abraham], i. e., the dialects of El-Hijáz and the parts adjacent thereto: (Msb:) and the appellation of ↓ مُسْتَعْرِبَةٌ is thought by Az to apply [also] to people not of pure Arabian descent, who have introduced themselves among the Arabs, and speak their language, and imitate their manner or appearance. (TA.) [The former division is most reasonably considered as consisting of the extinct tribes ('Ád, Thamood, and others mentioned in what follows); or of these together with the unmixed descendants of Kahtán, whose claims to the appellation of genuine Arabs are held by many to be equally valid: and the latter division, as consisting of those whose origin is referred, through Ma'add and 'Adnán, to Ismá'eel (or Ishmael), whose wife was descended from Kahtán. What I find in the TA, on this subject, is as follows.] The former of these two divisions consisted of nine tribes, descendants of Irem [or Aram] the son of Sám [or Shem] the son of Nooh [or Noah]; namely, 'Ád, Thamood, Umeiyim, 'Abeel, Tasm, Jedees, 'Imleek [or Amalek], Jurhum, and Webári; and from them Ismá'eel [or Ishmael is said to have] learned the Arabic language: and the ↓ مُتَعَرِّبَة are [said to be] the descendants of Ismá'eel, the descendants of Ma'add the son of 'Adnán the son of Udd: so says Abu-l-Khattáb Ibn-Dihyeh, surnamed Dhun-Nesebeyn: or the former division consisted of seven tribes, namely, 'Ád, Thamood, 'Imleek, Tasm, Jedees, Umeiyim, and Jásim; the main portion of whom has become extinct, some remains of them, only, being scattered among the [existing] tribes: so says IDrd: and the appellation of ↓ العَرَبُ العَارِبَةُ is also given to the descendants of Yaarub the son of Kahtán [only]. (TA.) [It should be observed, however, that the appellation of ↓ المُتَعَرِّبَةُ is, by those who hold the extinct tribes above mentioned as the only genuine Arabs, applied to the unmixed descendants of Kahtán; and ↓ المُسْتَعْرِبَةُ, to those who are held to be the descendants of Ismá'eel: thus in the Mz, 1st نوع.

Also, it should be observed that the appellation of ↓ العَرَبُ العَارِبِةُ, in the conventional language of Arabic lexicology, is often applied to the Arabs of the classical ages, and the later Arabs of the desert who retained the pure language of their ancestors, indiscriminately: it is thus applied by writers quoted in the Mz (1st نوع) to all the descendants of Kahtán, and those of Ma'add the son of 'Adnán (through whom all the descendants of Ismá'eel trace their ancestry) who lived before the corruption, among them, of the Arabic language.] b3: ↓ الأَعْرَابُ is the appellation given to Those [Arabs] who dwell in the desert; (S, Mgh, O, Msb, K;) such as go about in search of herbage and water; and Az adds, whether of the Arabs or of their freedmen: he says that it is applied to those who alight and abide in the desert, and are neighbours of the dwellers in the desert, and journey, or migrate, with them, to seek after herbage and water: (Msb:) it is not a pl. of العَرَبُ, not being like الأَنْبَاطُ, which is pl. of النَّبَطُ; (S, O;) but is a [coll.] gen. n.: (S:) الأَعَارِيبُ occurs as its pl. (S, O, K) in chaste poetry: (S:) it has no sing. [properly so termed]: (K:) the rel. n. is ↓ أَعْرَابِىٌّ, (S, O,) which is applied to single person; (Msb;) as also بَدَوِىٌّ: (TA:) Az says, if one say to an أَعْرَابِىّ, يَا عَرَبِىُّ, he is pleased; and if one say to an عَرَبِىّ, يَا أَعْرَابِىُّ, he is angry. (TA.) b4: Authors differ as to the cause why the عَرَب were thus called: some say, because of the perspicuity of their speech, from إِعْرَابٌ: others, that they were so called from Yaarub the son of Kahtán, who is said to have been the first that spoke the Arabic language; his original language having been, as asserted by IDrd, [what the Arabs term] Syriac; though some say that Ismá'eel was the first that spoke the Arabic language; and some, that Yaarub was the first that spoke Arabic, and that Ismá'eel was the first that spoke the pure Arabic of El-Hijáz, in which the Kur-án was revealed: others say that the عَرَب were so called from العَرَبَةُ, the name of a tract near El-Medeeneh, or a name of Mekkeh and the adjacent region, where Ismá'eel settled, or the same as Tihámeh [as is said in the Mgh, in which this is pronounced to be the most correct derivation], or the general name of the peninsula of Arabia, which is also called العَرَبَاتُ [as is said in the Msb]: but some say that they were so called in like manner as were the فُرْس and the رُوم and the تُرْك and others, not after the name of a land or other than a land, but by the coining of the name, not a term expressive of a quality or a state or condition &c. (TA.) [If the country were called العَرَبَةُ, an inhabitant thereof might be called, agreeably with analogy, عَرَبِىٌّ; and then, the people collectively, العَرَبُ: but I think that the most probable derivation is from the old Hebrew word

עְרֶב, meaning “ a mixed people,”

which the Arabs assert themselves to have been, almost from the first; and in favour of this derivation it may be reasonably urged that the old Himyeritic language agrees more in its vocabulary with the Hebrew and Phœnician than it does with the classical and modern Arabic.]

A2: See also عَرَبَةٌ.

A3: And see عَرِبٌ.

A4: [It also app. signifies (assumed tropical:) Vagueness (considered as an unsoundness) in a word; from the same as inf. n. of عَرِبَ used in relation to the stomach &c.:] see 4, latter half.

عَرِبٌ [part. n. of عَرِبَ, q. v.: as such signifying] Having the stomach in a bad, or corrupt, state. (O, K.) And مَعِدَةٌ عَرِبَةٌ A stomach in a bad, or corrupt, state, (S, O, TA,) from being burdened. (TA.) b2: Also, and ↓ عَرَبٌ, (O, K,) the former of which is the more common, (TA,) and ↓ عُرْبُبٌ, (O, K,) Abundant water, (O, K,) such as is clear, or limpid. (K.) And نَهْرٌ عَرِبٌ (TA) and ↓ عَارِبٌ and ↓ عَارِبَةٌ (K) A river containing abundance of water. (K, TA.) And بِئْرٌ عَرِبَةٌ A well containing much water. (K.) b3: عَرِبَةٌ applied to a woman: see عَرُوبٌ, in four places. b4: العَرَبُ العَرِبَةُ and العَرِبَاتُ: see العَرَبُ, first quarter.

عَرْبَةٌ: see عِرَابَةٌ.

عَرَبَةٌ A river that flows with a vehement, or strong, current. (S, O, K.) A2: And i. q. نَفْسٌ [The soul, mind, or self]. (S, O, K.) [It is thought to occur in a pl. sense, without ة, as a coll. gen. n., in the following sense, quoted in the S immediately after the explanation above.] A poet says, (S,) namely, Ibn-Meiyádeh, (O,) لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجُو فَضْلَ نَائِلِكُمْ

↓ نَفَحْتَنِى نَفَحَةً طَابَتْ لَهَا العَرَبُ [When I came to thee, hoping for the redundance of your bounty, thou gavest me a gift with which the souls were pleased]: (S, O:) thus related by some, and expl. as meaning طَابَتْ لَهَا النُّفُوسُ: but the [approved] relation is, طَارَتْ بِهَا العَرَبُ [(assumed tropical:) which the Arabs made to fly upon the wings of fame], i. e. حَدَّثَتِ العَرَبُ النَّاسَ بِهَا [meaning (assumed tropical:) of which the Arabs talked to the people]. (O.) A3: Also sing. of عَرَبَاتٌ (TA) which is the name of Certain stationary vessels that used to be in the Tigris. (K, TA.) b2: [As meaning A wheel-carriage of any kind (which is commonly called in Egypt عَرَبِيَّة) it is post-classical.]

العَرَبُ العَرْبَآءُ: see العَرَبُ, first quarter: and see عَرْبَانُ.

عُرْبُبٌ: see عَرِبٌ.

عَرَبِىٌّ; and العَرَبُ العَرَبِيَّةُ: see العَرَبُ, first quarter. b2: لَا تَنْقُشُوا فِى خَوَاتِيمِكُمْ عَرَبِيًّا, (Mgh, O, K, TA,) in a trad., or, as some relate it, ↓ العَرَبِيَّةَ, (TA,) means Engrave not on your signets مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ; (Mgh, O, K, TA;) because this was engraved on the Prophet's own signet: (O, TA:) as though he had said, نَبِيًّا عَرَبِيًّا [an Arabian prophet]; meaning himself. (O, K, TA.) Omar said, ↓ لَا تَنْقُشُوا فِى خَوَاتِيمِكُمُ العَرَبِيَّةَ [Engrave not on your signets Arabic]: and Ibn-'Omar disapproved of engraving on a signet words from the Kurn. (Mgh, * O, TA.) [عَرَبِىُّ الوَجْهِ often occurs in post-classical works as meaning Having an Arab face; i. e. long-faced; opposed to تُرْكِىُّ الوَجْهِ.] b3: See also عِرَابٌ, in two places.

A2: Also A white barley, the ears of which are bifurcate [so I render, agreeably with the TK, سُنْبُلُهُ حَرْفَانِ]: (K, TA:) it is wide, and its grain is large, larger than the grain of the barley of El-'Irak, and it is the best of barley. (TA.) العَرَبِيَّةُ The Arabic language; (S, TA;) the language of the Kurn. (Msb.) Katádeh says that the tribe of Kureysh used to cull, or select, what was most excellent in the dialects of the Arabs, [in the doing of which they were aided by the confluence of pilgrims from all parts of the country,] so that their dialect became the most excellent of all, and the Kur-án was therefore revealed in that dialect. (TA.) See also عَرَبِىٌّ, in two places. b2: And see عُرُوبَةٌ.

عَرْبَانُ [written in the TA without any syll. signs, but it is app. thus, fem. عَرْبَآءُ (like حَيْرَآءُ fem. of حَيْرَانُ), whence, probably, the appellation ↓ العَرَبُ العَرْبَآءُ,] A man chaste, uncorrupt, or free from barbarousness, in speech: so in the Towsheeh. (TA.) [See also عَرِيبٌ.]

عُرْبَانٌ and عُرُبَّانٌ: see what next follows.

عَرَبُونٌ and عُرْبُونٌ and ↓ عُرْبَانٌ (Mgh, * O, Msb, K) and ↓ عُرُبَّانٌ, mentioned on the authority of Ibn-Es-Seed, as of the dial. of El-Hijáz, and عَرْبُونٌ, mentioned by AHei, but this last is a vulgar word, and is disallowed by Lb; (TA;) as also أَرَبُونٌ and أُرْبُونٌ and أُرْبَانٌ; (Mgh, * Msb, K;) [An earnest, or earnest-money;] a portion of the price, whereby a bargain is ratified; (K, TA;) a thing that is paid by the purchaser of a commodity, (Mgh, O, Msb,) or by the hirer of a thing, (Msb,) on the condition that if the sale (Mgh, O, Msb) or hire (Msb) have effect, it shall be reckoned as part of the price, and otherwise shall not be reclaimed; (Mgh, O, Msb;) called by the vulgar رَبُون: (O:) it is forbidden in a trad., (Mgh, O, TA,) and by most of the lawyers, but allowed by some: (TA:) عربون is said by As to be a foreign word arabicized, (Msb,) and so say many authors; though it is said by some of the expositors of the Fs to be from التَّعْرِيبُ signifying “ the making clear, plain,” &c.; اربون being also derived from أُرْبَةٌ signifying “ a knot: ” (TA:) and [it is said that] the ن in عربون and عربان may be augmentative or radical, because one says أَعْرَبَ فِى كَذَا and عَرْبَنَ. (O.) b2: [Hence,] أَلْقَى عَرَبُونَهُ (assumed tropical:) He ejected his excrement, or ordure. (O, K, TA.) عِرْبِيَآءُ: see عَرُوبَآءُ.

عَرَابٌ The fruit of the species of tree called خَزَم [q. v.], of the bark of which [tree] ropes are made: (O, K, TA:) [beads which are used in prayer are made thereof, (Freytag, from the Deewán of the Hudhalees,) i. e., of the berries thus called, and] it [the fruit] is eaten by the apes, or monkeys, and sometimes, in a case of hunger, by men: n. un. with ة. (O, TA.) خَيْلٌ عِرَابٌ Horses of pure Arabian race; (Mgh, K;) opposed to بَرَاذِينُ; (S, O, Msb;) also termed ↓ أَعْرُبٌ and ↓ مُعْرِبَةٌ, (K,) which last [erroneously written in the CK مَعْرِبَةٌ] is fem. of مُعْرِبٌ, signifying a horse having no strain of admixture of other than Arabian blood: (Ks, S, O:) one of such horses is [also] termed ↓ عَرَبِىٌّ: (Mgh, Msb:) by the pl. عِرَابٌ, they distinguish beasts from human beings. (Mgh.) b2: And إِبِلٌ عِرَابٌ (S, O, Msb, K) and ↓ أَعْرُبٌ (TA) Camels of pure Arabian race: (K;) opposed to بَخَاتِىٌّ. (S, O, Msb.) b3: And بَقَرٌ عِرَابٌ A goodly sort of oxen, of generous race, with short and fine hair, smooth, or sleek, (Msb,) having even backs, and thick hoofs and hides: one of which is termed ↓ عَرَبِىٌّ. (TA voce دَرَبَانِيَّةٌ.) عَرُوبٌ A woman who manifests love to her husband; (IAar, S, O, K, TA;) and is obedient to him; (IAar, TA;) as also ↓ عَرُوبَةٌ: (TA:) and (so in the O and TA, but in the CK “ or ”) a woman disobedient to her husband; (IAar, O, K, TA;) unfaithful to him by unchastity; corrupt in her mind: (IAar, O, TA:) as though having two contr. meanings; [the latter meaning] from عَرْب [a mistranscription for عَرَب] signifying

“ corruptness ” of the stomach: (O:) or who loves him passionately, or excessively: or who manifests love to him, evincing passionate, or excessive, desire: [lit., evincing that; meaning what is expressed by the words immediately preceding it; for otherwise this last explanation would be the same as the first; and as I have rendered it, it is nearly the same as an explanation in the Expos. of the Jel (lvi. 36), manifesting love to her husband, by reason of passionate, or excessive, desire:] (K:) and (so in the TA, but in the CK “ or ”) a woman who is a great laugher: and ↓ عَرُوبَةٌ and ↓ عَرِبَةٌ signify the same: (K:) the pl. of the first is عُرُبٌ (S, O, K) and عُرْبٌ; (TA;) and the pl. of ↓ عَرِبَةٌ is عَرِبَاتٌ: (K:) IAth says that ↓ عَرِبَةٌ signifies a woman who is eager for play, or sport: and عُرُبٌ, he adds, is pl. of ↓ عَرِيبٌ, which signifies a woman of goodly person, who manifests love to her husband: and it is also said that عُرُبٌ signifies women who use amorous gesture or behaviour, and coquettish boldness, with feigned coyness or opposition: or who make a show of, or act with, lasciviousness: or passionately loving: and ↓ عَرِبَةٌ and عَرُوبٌ, accord. to Lh, signify a woman passionately loving, and lascivious. (TA.) عَرِيبٌ i. q. ↓ مُعْرِبٌ, which means, accord. to Az, A man chaste, uncorrupt, or free from barbarousness, in speech. (TA.) b2: [Hence,] مَا بِالدَّارِ عَرِيبٌ (S, O, K) and ↓ مُعْرِبٌ (K) (assumed tropical:) There is not in the house any one: (S, O, K:) used [in this sense] as applying to either sex, but only in a negative phrase. (TA.) b3: See also عَرُوبٌ, latter half.

العُرَيْبُ: see العَرَبُ (of which it is the dim.), second sentence.

عَرَابَةٌ: see عِرَابَةٌ. b2: Also Coïtus. (TA.) A2: And A bag with which the udder of a sheep, or goat, is covered: pl. عَرَابَاتٌ. (IAar, O, K.) عِرَابَةٌ (S, O, K) and ↓ عَرَابَةٌ (O, TA) and ↓ عَرْبَةٌ (O) or ↓ عَرْبٌ (TA) Foul, or obscene, speech or talk; (S, O, K, TA;) like إِعْرَابٌ and تَعْرِيبٌ. (K.) عَرُوبَةٌ: see عَرُوبٌ, in two places.

A2: عَرُوبَةُ (O, K) and العَرُوبَةُ (K) and (O) يَوْمُ العَرُوبَةِ (S, O) Friday; (S, O, K;) and ancient name of that day (S, O, TA) in the Time of Ignorance: (TA:) accord. to some, it is most chastely without the article; (TA;) thus it occurs in old poetry of the Time of Ignorance; (O;) and it is thought to be not Arabic; (TA;) and said to be arabicized from the Nabathæan أَرُبَا: (Har p. 340, q. v.:) accord. to others, the article is inseparable from it; and its meaning, accord. to Ibn-En-Nahhás is the manifest and magnified, from أَعْرَبَ “ he made clear, plain,” &c.; or accord. to an authority cited in the R, its meaning is mercy. (TA.) [See art. ابجد.]

عُرُوبَةٌ (S, K) and ↓ عُرُوبِيَّةٌ (K) The quality of being Arabian: (S, K, TA:) each [said to be] an inf. n. having no verb. (TA. [But see عَرُبَ at the commencement of this art. and under أَعْرَبَ.]) And ↓ عَرَبِيَّةٌ is used [in the same sense] as denoting the quality of a horse such as is termed عَرَبِىٌّ. (TA.) عَرُوبَآءُ a name of The seventh heaven: (IAth, K, TA:) or, accord. to Sub, it is ↓ عِرْبِيَآءُ, corresponding to جِرْبِيَآءُ, which is a name of “ the seventh earth; ” (TA in this art.;) or these two words are with the article ال. (TA in art. جرب.) عُرُوبِيَّةٌ: see عُرُوبَةٌ.

عَرَّابٌ One who makes عَرَابَات (pl. of عَرَابَةٌ) i. e. bags to cover the udders of sheep or goats. (IAar, O, K.) عَرَبْرَبٌ i. q. سُمَّاقٌ [i. e. Sumach]. (O, TA.) قِدْرٌ عَرَبْرَبِيَّةٌ i. q. سُمَّاقِيَّةٌ [app. meaning A cooking-pot in which food prepared with sumach is cooked]. (O.) عَارِبٌ and عَارِبَةٌ: see عَرِبٌ. b2: العَرَبُ العَارِبَةُ: see العَرَبُ, in two places.

أَعْرَبُ More, or most, distinct or plain [&c.]. (TA.) الأَعْرُبُ is a pl. of العَرَبُ [q. v.]. (Msb.) b2: See also عِرَابٌ, in two places.

الأَعْرَابُ: see العَرَبُ, latter half.

أَعْرَابِىٌّ: see العَرَبُ, latter half.

مُعْرِبٌ: see عَرِيبٌ, in two places: b2: and see عِرَابٌ. b3: Also One who has horses of pure Arabian race: (S, O:) one who has with him a horse of such race: and one who possesses, or acquires, or seeks to acquire, horses, or camels, of such race. (TA.) اسْمٌ مُعَرَّبٌ [An arabicized noun;] a noun received by the Arabs from foreigners, indeterminate, [i. e. significant of a meaning, (as is said in the Mz, 19th نوع,)], such as إِبْرِيسَم [meaning “ silk ”], and, if possible, accorded to some one of the forms of Arabic words; otherwise, spoken by them as they received it; and sometimes they derived from it: but if they received it as a proper name, it is not termed مُعَرَّبٌ, but أَعْجَمِىٌّ, like إِبْرَاهِيمُ and إِسْحَاقُ. (Msb.) [مُعَرَّبٌ alone is also used in this sense, as a subst: and as such its pl. is مُعَرَّبَاتٌ: thus in the Mz, ubi suprà; and often in lexicons &c.]

العَرَبُ المُتَعَرِّبَةُ and see العَرَبُ, each in three places.

العَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ: see العَرَبُ, each in three places.
عرب
: (العُرْبُ بالضَّمِّ) كقُفْل (وبالتَّحْرِيكِ) كجَبَلٍ: جِيلٌ من النَّاسِ مَعْرُوف (خِلَافُ العَجَم) ، وهما وَاحِد مثلُ العُجْم والعَجَم (مُؤَنَّثٌ) ، وتَصْغِيرُه بِغَيْر هَاءٍ نَادِرٌ. قَالَ أَبُو الهِنْدِيّ واسمُه عَبْدُ المُؤْمِن بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ:
وَمَكَنُ الضِّبَابِ طَعَامُ العُرَيْ
بِ لَا تَشْتَهِيه نفوسُ العَجَمْ صغَّرهم تَعْظِيماً، كَمَا قَالَ: أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّك وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ (وَهُمْ سُكَّانُ الأَمْصَار أَو عَامٌّ) كَمَا فِي التَّهْذِيب. (والأَعْرَابُ مِنْهم) أَي بالفَتْح هم (سُكَّانُ البَادِيَة) خَاصَّة، والنِّسبَةُ إِلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ؛ لأَنَّه (لَا وَاحِدَ لَهُ) كَمَا فِي الصَّحَاح، وَهُوَ نَصُّ كَلَامِ سِيْبَوَيْهِ. والأَعْرَابيُّ: البَدَوِيّ، وهم الأَعْرَابُ. (ويُجْمَعُ) على (أَعَارِيبَ) ، وَقد جَاءَ فِي الشِّعْر الفَصِيحِ، وقِيل: لَيْسَ الأَعْرَابُ جمعا لعَرَب كَمَا كَانَ الأَنباطُ جمعا لنَبَسطٍ وإِنَّما العَرَبُ اسمُ جنس. (و) العَرَبُ العَارِبَة هم الخُلَّص مِنْهُم، وأُخِذَ من لَفْظِه فأُكِّد بِهِ كَقَوْلك ليلٌ لَائِلٌ. تَقُول: (عَرَبٌ عَارِبَةٌ وعَرْبَاءُ وعَرِبَةٌ) ، الأَخِيرُ كَفَرِحَةٍ، أَي (صُرَحَاءُ) ، جمعُ صَرِيحٍ وَهُوَ الخَالِص (و) عَرَبٌ (مُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ: دُخَلَاءُ) ليسُوا بخُلَّصِ.
قَالَ أَبُو الخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ المعروفُ بِذِي النَّسَبَيْنِ: العربُ أَقْسَامَ:
الأَوَّلُ: عَارِبَة وعَربَاءُ وهم الخُّلَّصُ، وهم تسْع قَبَائِل من وَلَد إرمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوح، وَهِي عَادٌ وثمودُ وأُميم وعَبِيل وطَسْم وجَدِيس وعِمْلِيق وجُرْهُم وَوَبار، وَمِنْهُم تَعَلَّم إِسماعِيلُ عَليه السَّلَام العربيةَ.
والقِسْمُ الثَّانِي المُتَعَرِّبَة؛ وهم بَنُو إِسْمَاعِيل. وَلَدُ مَعَدّ بْنِ عَدْنَان بْنِ أُدَد.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد فِي الجَمْهَرَة: الْعَرَب العَارِبَة سبعُ قَبَائِل: عَادٌ، وثَمُودُ، وعِمْلِيق، وطَسْم، وجَدِيس، وأُميم، وجَاسِم. وَقد انْقَضَى الأَكْثَرُ إِلّا بقايا مُتَفَرّقِين فِي القَبَائِل. انظُر فِي تَاريخ ابْنِ كَثِير والمُزْهِرِ.
(وَعَرَبِيُّ بَيِّنُ العُرُوبَةِ والعُرُوبِيَّة) بِضَمِّهما، وهُمَا من المَصَادر الّتِي لَا أَفْعَالَ لَهَا، وَحكى الأَزْهَرِيّ: رجلٌ عَرَبِيٌّ إِذَا كَانَ نسبُه فِي العَرَب ثَابتاً وإِن لم يَكُن فَصِيحاً، وَجمعه العَرَبُ، أَي بحَذْفِ اليَاء. ورجُلٌ مُعْرِبٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً وإِن كَانَ عَجَمِيَّ النَّسبِ. ورجلٌ أَعْرَابِيٌّ بالأَلف إِذَا كَانَ بَدَوِيًّا صاحِبَ نُجْعَةٍ وانْتِوَاءٍ وارتِيَادٍ لِلْكَلَإِ وتَتَبّعِ مَسَاقِطِ الغَيثِ، وسَواءٌ كَانَ من العَرَبِ أَو مِن مَوَالِيهِم، ويُجْمَعُ الأَعْرَابِيُّ على الأَعْرَابِ والأَعَارِيب.
والأَعْرَابِيُّ إِذا قِيلَ لَهُ يَا عَرَبِيُّ فَرِح بذلِك وهَشَ. والعَرَبِيُّ إِذَا قيل لَهُ يَا أَعْرَابِيُّ غَضِبَ. فمَنْ نزل البادِيَةَ أَو جَاورَ البادِين فظَعَن بظَعْنِهم وانْتَوَى بانْتِوائِهم فَهُمْ أَعرابٌ، ومَنْ نَزَل بِلَاد الرِّيفِ واستَوطَن المُدُن والقُرَى العَرَبِيَّةَ وغيرَها مِمَّا يَنْتَمِي إِلَى العَرَب فهم عَرَبٌ وإنْ لم يَكُونُوا فُصَحَاء.
وقولُ الله عَزَّ وَجَلّ: {قَالَتِ الاْعْرَابُ ءامَنَّا} (الحجرات: 14) هَؤُلَاء قَوْمٌ مِن بَوَادِي العَرَب قَدِمُوا على النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم المدينةَ طَمَعا فِي الصَّدَقَات لَا رغبَةً فِي الإِسْلَام فسَمَّاهم اللهُ الأَعْرابَ فَقَالَ: {الاْعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} (التَّوْبَة: 97) الْآيَة.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: والذِي لَا يُفَرِّق بَين العَرَب والأَعْرَاب والعَرَبِيِّ والأَعْرَابِيّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَى العَرَب بِمَا يَتَأَوَّلُه فِي هَذِه الآيَة وَهُوَ لَا يُمَيِّز بَيْنَ العَرَب والأَعْرَابِ، وَلَا يَجُوزُ أَن يُقَال للمُهَاجِرِين والأَنْصَارِ أَعْرابٌ إِنما هم عَرَبٌ لأَنَّهم استَوْطَنُوا القُرَى العَرَبِيَّة وسَكَنُوا المُدُنَ سواءٌ مِنْهُم النَّاشِي بمَكَّة ثمَّ هَاجَرَ إِلى المَدِينَة. فإِنْ لَحِقَت طائِفَةٌ مِنْهُم بأهْله البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهم واقْتَنَوْا نَعَماً وَرَعوْا مَسَاقِطَ الغَيْثِ بعد مَا كَانُوا حَاضِرَةً أَو مُهَاجِرَةً، قِيلَ: قَدْ تَعَرَّبُوا، أَي صَارُوا أَعراباً بَعْدَ مَا كَانُوا عَرَباً. وَفِي الحَدِيث. (تَمَثَّلَ فِي خُطْبَتِهِ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بأَعْرَابِيّ) جَعَلَ المُهَاجِرَ ضِدَّ الأَعْرَابِيّ. قَالَ والأَعْرَابُ سَاكِنو البادِيَة من العَرَب الّذِينَ لَا يُقِيمُونَ فِي الأَمْصَار وَلَا يَدْخُلُونها إِلا لِحَاجَة. وَقَالَ أَيْضاً: المُسْتَعْرِبَةُ عِنْدِي: قَوْمٌ مِن العَجَم دلُوا فِي العَرَب فتَكَــلَّموا بِلِسَانهم وَحَكَوْا هَيْآتِهِم ولَيْسُوا بصُرَحَاءَ فِيهِم. وَتَعرَّبوا مِثْل اسْتَعْرَبُوا.
(والعَرَبِيُّ: شَعِيرٌ أَبيضُ وسُنْبُلُه حَرْفَانِ) ، عَرِيضٌ، وحَبّه كِبَارٌ أَكبرُ من شَعير العِرَاقِ، وَهُوَ أَجودُ الشَّعِير. (والأَعْرَابُ) بالكَسْر: (الإِبَانَةُ والإِفْصَاحُ عَن الشَّيء) . وَمِنْه الحَدِيثُ (الثّيِّبُ تُعْرِبُ عَن نَفْسِهَا) أَي تُفْصِح. وَفِي رِوَايةٍ مُشَدَّدَة، والأَوْلُ حَكَاه ابنُ الأَثِير عَن ابْن قُتَيْبَة على الصَّوَاب، وَيُقَال للعَرَبِيّ: أَعْرِبْ لي أَي أَبِنْ لي كلامَكَ. وأَعْربَ الكَلَامَ وأَعرَب بِهِ: بَيَّنَه. أَنشد أَبُو زِيَاد:
وَإِنِّي لأَكْنِي عَنْ قَذُورَ بِغَيْرِهَا
وأُعْرِبُ أَحْيَاناً بِهَا فأُصَارِحُ
وأَعْربَ بحُجَّتِه، أَي أَفْصَح بِهَا وَلم يَتَّقِ أَحَداً.
والإِعْرَابُ الَّذِي هُوَ النَّحْوُ إِنَّمَا هُو الإِبَانَةُ عَن المعَانِي والأَلْفَاظ.
وأَعْرَبَ الأَغتمُ وَعَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَةً، أَي صَارَ عَرَبِيًّا. وتَعَرَّب واسْتَعْرَبَ: أَفْصَحَ. قَالَ الشَّاعر:
مَاذَا لَقِينَا مِنَ المُسْتَعْرِبِين ومِنْ
قِيَاسِ نَحْوِهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتدَعُوا
وَفِي حَدِيث السَّقِيفَة (أَعْرَبهُم أَحْسَاباً) أَي أَبينُهم وأَوضَحُهم. ويقَال: أَعْرِب عَمَّا فِي ضَمِيرِك، أَي أَبِنْ. ومِنْ هَذَا يُقَال للرَّجُل إِذَا أَفصحَ بالْكلَام: أَعْرَبَ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: يُقَال: أَعرَبَ الأَعْجَمِيُّ إِعراباً، وتَعَرَّب تَعرُّباً، واستعربَ استِعْرَاباً، كُلُّ ذَلِكَ للأَغتمِ دُونَ الفَصِيح. قَالَ: وأَفصحَ الصَّبِيُّ فِي مَنْطِقِهِ إِذَا فهمتَ مَا يَقُولُ أَولَ مَا يَتَكَلَّم، وأَفصحَ الأَغُتَمُ إِفْصاحاً، مِثْلُه.
(و) الإِعْرَابُ: (إِجْرَاءُ الفَرَسِ) وإِحْضَاره. يُقَال: أَعرَبَ عَلَى فَرَسِه إِذَا أَجْرَاه، عَن الفَرَّاء (و) الإِعْرَابُ: (مَعْرِــفَتُكَ بالفَرَسِ العَرَبِيِّ مِنَ الهَجِينِ إِذَا صَهَلَ، و) هُوَ أَيضاً (أَنْ يَصْهَلَ فيُعْرَفَ) بصَهِيلِهِ عَربِيَّتُه وَهُوَ (عِتْقُه) ، بالكَسْر ويُضَمّ، أَي أَصالته (وسَلَامَتُه مِنَ الهُجْنَةِ، و) يُقَال: هَذِهِ خَيْلٌ عِرَابٌ) ، بالكسْر، وَفِي حَدِيث سَطِيح (تَقُود خَيْلا عِرَاباً) أَي عَربِيَّة منْسُوبَة إِلى العَرَب. وفَرَّقُوا بَيْنَ الخَيْل والنَّاسِ فَقَالُوا فِي النَّاسِ: عَرَبٌ وأَعْرَابٌ. وَفِي الخَيْلِ: عِرَابٌ (و) قد قَالُوا (أَعْرُبٌ) أَي كأَنْجُمَ قَالَ:
مَا كَانَ إِلّا طَلَقُ الإِهْمادِ
وَكَرُّنا بالأَعرُبِ الجِيَادِ
حتَّى تحاجَزْن عَنِ الرُّوَّاد
تَحاجُزَ الرِّيِّ وَلم تَكادِي
(و) قَالَ الكِسَائِيّ: والمُعْرِبُ من الخيْل: الذِي ليسَ فيهِ عرْقٌ هَجِين والأُنْثَى (مُعْرِبَة. و) يُقَال: (إبِلٌ عِرَابٌ) . وأعرُبٌ. والإِبِل العِرَابُ والخَيْلُ العِرَابُ خِلَافُ البَخَاتِيِّ والبَرَاذِين. وأَعْرَبَ الرَّجُلُ: مَلَك خَيْلاً عِرَاباً أَو إبِلا عِرَاباً أَوْ اكْتَسَبَها، فَهُوَ مُعْرِب قَال الجَعْدِيّ:
ويَصْهَلُ فِي مِثْل جَوْفِ الطَّوِيّ
صَهِيلاً تَبَيَّن للمُعْرِبِ
يَقُول: إِذَا سَمِعَ صَهِيلَه مَنْ لَهُ خَيْلٌ عِرَابٌ عَرَف أَنَّه عَرَبِيّ.
وَرجل مُعْرِبٌ: مَعَه فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وفرسٌ مُعْرِبٌ: خَلَصَت عَرَبِيَّتُه.
(و) الأَعْرَابُ: (أَنْ لَا تَلْحَنَ فِي الكَلَامِ) . وأَعْرَب كلَامَه إِذَ لَمْ يَلْحَن فِي الإِعْرَاب. والرجلُ إِذا أَفْصَح فِي الكَلَام يُقَال لَهُ: قَد أَعْرَبَ. وأَعْرَبَ عَن الرَّجُلِ: بَيَّن عَنهُ. وأَعْرَب عَنْه، أَي تَكَلَّم بحُجَّتِه.
(و) الإِعْرَابُ: (أَنْ يُولَدَ لَكَ ولدٌ عَرَبِيٌّ اللَّوْنِ) .
(و) الإِعْرَابُ: (الفُحْشُ) . وأَعْربَ الرجلُ: تَكَلَّم بالفُحْشِ. وَفِي حَدِيث عَطَاء (أَنَّه كَرِهَ الإِعْرَابَ للمُحْرِم) هُو الإِفحاشُ فِي القَوْلِ والرَّفَثُ. ويقَال: أَرادَ بِهِ الإِيضاحَ والتَصريحَ بالهُجْر (وقَبِيح الكَلَامِ كالتَّعْرِيبِ والعَرَابَةِ والعِرَابَةِ) بالفَتْح والكَسْر وَهَذِه الثَّلَاثَة بمعْنَى مَا قَبُحَ من الكَلام. وقَال ابنُ عَبَّاس فِي قَوْلِه تَعَالَى: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ} (الْبَقَرَة: 197) قَالَ وَهُوَ العِرَابَة فِي كَلَام العَرَب. قَال: والعِرَابَة كأَنَّه اسمٌ مَوضوعٌ من التَّعْرِيب، يُقَال مِنْهُ عَرّبتُ وأَعْرَبْتُ. وَفِي حدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر (لَا تَحِلُّ العِرَابَةُ للمُحْرم) . (والاسْتِعرَاب) : الإِفْحَاشُ فِي القَوْلِ، فَهُوَ مِثْل الإِعْرَاب بالمَعْنَى الأَوَّل، والتَّعْرِيب وَمَا بَعْده كالإِعْرَاب بالمَعْنَى الثَّانِي، فَفِي كَلَام المُؤَلِّف لَفٌّ ونَشْر. وَفِي الحدِيث (أَنَّ رجُلاً من المُشْرِكين كَانَ يَسُبُّ النبيَّ صلَّى الله عَليه وسَلم، فَقَل لَهُ رَجُل من المُسْلمين: وَالله لَتَكُفَّنَّ عَن شَتْمه أَو لأُرَحِّلَنَّكَ بسَيْفِي هَذَا، فَلم يَزْدَدْ إِلَّا اسْتِعْرَاباً فحَمَل عَلَيْهِ فَضَرَبَه، وتَعَاوَى عَلَيْهِ المُشْرِكُون فَقَتَلُوه) . والعَرَبُ مِثْلُ الإِعْرَاب من الفُحْشِ فِي الكَلَامِ.
(و) الإِعْرَابُ: (الرَّدُّ) أَي رَدُّكَ الرَّجُلَ (عَنِ القَبِيحِ) ، وَهُوَ (ضِدٌّ) .
(و) الإِعْرَابُ كالعِرَابَةِ: (الجمَاعُ) قَالَ رُؤْبَةُ يَصِفُ نِسَاءً جمَعْنَ العَفَافَ عِنْد الغُرَبَاء والإِعْرَاب عَنْدَ الأَزْوَاج، وَهُوَ مَا يُسْتَفْحَشُ من أَلْفَاظ النِّكَاح والجِمَاعِ فَقَالَ:
والعُرْبُ فِي عَفَافَة وإِعْرَاب
وَهَذَا كَقَوْلِهِم: خَيْرُ النِّسَاءِ المُتَبَذِّلة لزَوْجِهَا الخَفِرَة فِي قَوْمِهَا (أَو) الإِعْرَابُ: (التَّعْرِيضُ بِهِ) أَي النِّكَاح.
(و) الإِعْرَاب: (إِعْطَاءُ العَرَبُون، كالتَّعْرِيبِ) . قَالَ الفَرَّاءُ: أَعرَبْتُ إِعرَاباً، وعَرَّبْتُ تَعْرِيباً، وعَرْبَنْتُ إِذَا أَعْطَيْتَ العُرْبَانَ. ورُوي عَن عَطَاءٍ أَنَّه كَانَ يَنْهَى عَن الإِعْرَاب فِي البَيْع. قَالَ شَمِر: الإِعْرَابُ فِي البَيْع: أَن يَقُولَ الرَّجُلُ للرَّجُلِ إِنْ لم آخُذْ هَذَا البَيْعَ بكَذَا فَلكَ كَذَا وكَذَا مِنْ مَالِي، وسَيَأْتِي فِي كَلَامِ المُؤَلِّف قَرِيباً ونذكُر هنَاكَ مَا يَتَعَلَّق بِهِ.
(و) الأَعْرَابُ: (التَّزَوُّجُ بالعَرُوبِ) كَصَبُور اسْم (للمَرْأَةِ المُتَحَبِّبَةِ إِلَى زَوْجِهَا) المُطِيعَةِ لَهُ وَهِي العَرُوبَةُ أَيضاً (و) العَرُوبَة أَيضاً كالعَرُوبِ: (العَاصِيَةُ لَهُ) الخَائِنَةُ بفَرْجِهَا، الفاسدَةُ فِي نفسِهَا. وكلاهُمَا قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ. وأَنشد فِي الأَخيرِ: فَمَا خَلَفٌ مِنْ أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفعٌ
مِن السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ
العِنَانُ من المُعَانَّةِ وَهِيَ المُعَارَضَةُ
(أَو) العَرُوب: (العَاشِقَة لَهُ أَو المُتَحَبِّبَة إِلَيه المُظْهِرَة لَهُ ذلِكَ) وَبِه فُسِّر قَوْله: {عُرُباً أَتْرَاباً} (الْوَاقِعَة: 17) (أَو) أَنْشَد ثَعْلَب:
فَمَا خَلَفٌ من أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفَعٌ
من السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ
قَالَ ابنُ سِيدَه: هكَذَا أَنْشَدَه وَلم يُفَسِّره، قَالَ: وعِنْدِي أَنَّ عَرُوب فِي هَذَا البَيْتِ هِي (الضَّحَّاكَةُ) وهُم مِمَّا يَعِبُونَ النساءَ بالضَّحِك الكَثِيرِ (ج عُرُبٌ) بضَمِّ فسُكُوه وبضَمَّتَيْن (كالعَرُوبَ والعَرِبَةِ) الأَخيرَة كفَرِحَة وَفِي حَدِيث عَائِشَة (فاقدُرُوا لَهُ قَدْرَ الجَارِيَة العَرِبَة) قَالَ ابنُ الأَثِير: هِيَ الحَرِيصَةُ على اللَّهْو، فأَما العُرُب فجمعُ عَروب وَهِي المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ المتحَبِّبَة إِلَى زوجِها، وَقيل العُرُبُ: الغَنِجَات، وَقيل: المُغْتَلِمَات، وَقيل: العَوَاشِق، وَقيل: هُنَّ الشَّكِلَاتُ بلُغَة أَهلِ مكةَ، والمَغْنُوجَات بلُغَةِ أَهلِ الْمَدِينَة، وقَال اللحيانيّ: العَرِبَةُ: العَاشِقُ الغَلِمَةُ. وَهِي العَرُوبُ أَيْضاً (ج عَرِبَاتٌ) كَفَرِحَات قَالَ:
أَعْدَى بِهَا العَرِبَاتُ البُدَّنُ العُرُبُ
(والعَرْبُ) بِفَتْح فسُكُون. الإِفْصَاح كالإِعْرَاب، و (النَّشَاطُ) والأَرَنُ، وعَرِبَ عَرَابَةً: نشِطَ، (ويُحَرَّكُ) . وعَلى الأَوَّل يُنْشَد بيتُ النابِغَةِ:
وَالْخَيْل تَنْزِعُ عَرْباً فِي أَعِنَّتِهَا
كالطَّيْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ
وشَاهِدُ التَّحْرِيكِ قولُ الرّاجِزِ:
كُلُّ طِمِرَ غَذَوَانِ عَرَبُه
(و) العِرْبُ (بالكَسْرِ: يَبِيسُ البُهْمَى) خَاصّة، وَقيل: يَبِيسُ كُلِّ بَقْلٍ، الوَاحِدَة عِرْبَة. وقيلَ: عِرْبُ البُهْمَى: شَوْكُهَا.
(و) العَرَبُ (بالتَّحْرِيكِ: فَسَادُ المَعِدَةِ) مِثْلُ الذَّرَبِ وسَيَأْتي.
(و) العَرَب: (المَاءُ الكَثِيرُ الصَّافي، ويُكْسَر رَاؤُه) وَهُوَ الأَكْثَر، والوَجْهَانِ ذكرَهُما الصَّاغَانِيّ. يُقَال: ماءٌ عَرِبٌ: كَثِير. ونهر عَرِبٌ: غَمْر. وبئرٌ عَرِبة: كثيرةُ المَاءِ، وسيأْتِي، (كالعُرْبُبِ) كقُنقُذ.
(و) العَرَب: (نَاحِيَةٌ بالمَدينَة) ، نَقله الصَّاغَانِيّ.
(و) العَرَب: (بَقَاءُ أَثَرِ الحُرْحِ بَعْد البُرْءِ) .
(والتَّعْرِيبُ: تَهْذِيبُ المَنْطِقِ مِنَ اللَّحْنِ) ، وَيُقَال: عَرَّبتُ لَهُ الكلامَ تَعْرِيباً، وأَعْرَبتُ لَهُ إِعرَاباً إِذَا بيَّنْتَه لَهُ حَتَّى لَا يَكُونَ فِيه حَضْرَمَةٌ. وَقيل: التَّعْرِيب: التَّبِيينُ والإِيضاحُ، وَفِي الحَدِيثِ (الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عَن نَفْسِها) . قَالَ الفرَّاءُ: إِنما هُوَ تُعرِّب بالتَّشديد، وَقيل: إِنَّ أَعربَ بمعنَى عَرَّبَ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: لإِعْرَابُ والتَّعْرِيبُ معنَاهُمَا وَاحِدٌ، وَهُوَ الإِبَانَةُ. يُقَال: أَعربَ عَنهُ لِسَانه وعَرَّبَ أَي أَبانَ وأَفصحَ، وتقدَّم عَن ابْنِ قُتَيْبَةَ التَّخْفِيفُ عَلَى الصَّوَابِ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: وكِلَا القَوْلَيْن لُغَتَان مُتَساوِيتَان بمَعْنَى الإِبانَةِ والإِيضاح. وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَرُ (فإِنَّما كانَ يُعْرِب عَمَّا فِي قَلْبِه لِسَانُه) . مِنْهُ حَدِيثُ التَّيمِيِّ: (كَانُوا يَسْتَحبُّون أَن يُلَقِّنوا الصَّبِيَّ حِينَ يُعَرَّبُ أَن يَقُولَ: لَا إِله إِلَّا اللهُ. سَبْعَ مَرَّات) أَي حِينَ يَنْطِق وَيَتَكَلَّم. وَقَالَ الكُمَيْت:
وجَدْنَا لكُم فِي آله حَامِيمَ آيَةً
تأَوَّلَهَا منا تَقِيِ مُعَرِّبُ
هكَذَا أَنشَدَه سِيبَوَيْه كمُكَلِّم. وأَورَد الأَزْهَرِيّ هَذَا البَيْتَ تَقِيٌّ ومُعْرِبْ. وقَالَ: تَقِيٌّ: يَتَوَقَّى إِظهارَه حَذَرَ أَن يَنَالَه مَكْرُوهٌ من أَعدائكم. ومُعْرِبٌ أَي مُفْصِحٌ بِالْحَقِّ لَا يَتَوقَّاهم. وَقَالَ الجوهَرِيّ: مُعرِبٌ: مُفْصِح بالتَّفْصِيل، وتَقِيٌّ: ساكِتٌ عَنهُ للتَّقِيَّة. قَالَ الأَزْهَرِيُّ: والخِطَابُ فِي هَذَا لِبَنِي هَاشِم حِينَ ظَهَرَ عَلَيْهِم بَنُو أُمَيَّة والآيَةُ قولُه عزّ وجلّ: {قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى} (الشورى: 23) وَقَالَ الصَّاغَانِيّ: والروايَةُ (مِنْكُم) ، وَلَا يَسْتَقِيمُ المَعْنَى إِلَّا إِذَا رُوِيَ على مَا وَرَدَت بِهِ الرِّوَايَة، وَوَقع فِي كِتَاب سِيبَوَيْهِ أَيْضاً (مِنَّا) فتَأَمَّل.
(وَ) التَّعْرِيبُ: (قَطْعُ سَعَفِ النَّخْلِ) وَهُوَ التَّشْذِيب، وَقد تَقَدَّم.
والتَّعْرِيب: تَعْلِيم العَرَبِيَّة. وَفِي حَدِيث الحَسَن (أَنَّه قَالَ لَهُ البَتِّيُّ: مَا تَقُولُ فِي رجل رُعِف فِي الصَّلَاة؟ فَقَالَ الحَسَن: إِنَّ هَذَا يُعَرِّبُ الناسَ، وَهُوَ يَقُولُ رُعِف) أَي يُعَلِّمهم العَرَبِيَّةَ ويلْحَن) .
وتَعْرِيبُ الاسْمِ الأَعْجَمِيّ: أَنْ يَتَفَوَّه بِهِ العَرَبُ على مِنْهَاجِها.
والتَّعْرِيبُ: أَن تَتَّخِذَ فرسا عَرَبيًّا.
(وَ) التعريبُ (أَنْ تَبْزُغَ) بالبَاء الموَحَّدَة والزَّاي وَآخره الْعين المُهْمَلَة من بَاب نَصَر (عَلَى أَشَاعِرِ الدَّابَّة ثُمَّ تَكْوِيَها) ، وَقد عَرَّبها، إِذَا فَعَلَ ذَلك.
وَفِي لِسَانِ العَرب: وَعَرَّبَ الفَرسَ بَزَّغَه وذَلِكَ أَن يُنْتفَ أَسفلُ حَافِرِه، وَمَعْنَاهُ أَنَّه قد بَانَ بِذلِكَ مَا كَانَ خَفِيًّا من أَمرِه لِظُهُورِه إِلَى مَرْآة العَيْن بعدَ مَا كَانَ مَسْتُوراً، وَبِذَلِك تُعرفُ حالُه أَصُلْب هُوَ أَمْ رِخْو وأَصَحِيحٌ هُوَ أَم سَقِيم. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: التَّعْرِيب: تَعْرِيبُ الفَرَس وَهُوَ أَن يُكْوَى عَلَى أَشَاعِر حَافِره فِي مَوَاضِع ثمَّ تُبْزَغ بِمِبْزَغ بَزْغاً رَفِيقاً لَا يُؤَثِّر فِي عَصَبه ليَشْتَدّ أَشْعَرُه.
(و) التَّعْرِيبُ: (تَقْبِيحُ قَوْل القَائِل) وفِعْلِه. وعَرَّبَ عَلَيْهِ: قَبَّح قوْلَهُ وفِعْلَهُ وغَيَّرَه عَلَيْه.
(و) الإِعْرَابُ كالتَّعْرِيبِ وَهُوَ (الرَّدُّ عَلَيْهِ) والرّدّ عَن القَبِيح. وَعَرَّب علَيْه: مَنَعَه. وأَمَّا حَدِيث عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه: (مَالَكُم إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ يُحَرِّقُ أَعرَاضَ النَّاسِ أَن لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْه) فإِنَّه من قَوْلِكَ: عَرَّبْتُ عَلَى الرجلِ قولَه إِذَا قَبَّحْتَه عَلَيْه. وقَال الأَصْمَعِيُّ وأَبُو زَيْدٍ فِي قَوْلِه أَن لَا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ معنَاه أَنْ لَا تُفْسِدُوا عَلَيْه كلَامَه وتُقَبِّحُوه. وَقيل: التَّعْرِيبُ: المَنْعُ، والإِنْكَارُ فِي قَوْلِه أَن لَا تُعَرِّبُوا أَي لَا تَمْنَعُوا. وَقيل: الفُحْشُ والتَّقْبِيح. وقَال شَمِر: التَّعرِيبُ: أَنْ يَتَكَلَّم الرجلُ بالكَلِمَةِ فيُفْحِشَ فِيهَا أَو يُخْطِيء فَيَقُول لَهُ الآخَرُ: لَيْسَ كَذَا وَلَكِنَّه كذَا، للَّذي هُوَ أَصْوَبُ. أَرَادَ مَعْنَى حَدِيث عُمر أَن لَا تُعَرِّبُوا.
(و) التَّعْرِيبُ: (التَّكَلُّم عَن القَوْمِ وَيُقَال: عَرَّبَ عَنهُ إِذَا تَكَلَّم بحُجَّته، وعَرَّبه كأَعْرَبَه وأَعْرَبَ بِحُجَّته أَي أَفْصَحَ بهَا وَلم يتّق أَحَداً، وقَدْ تقدَّم. وقَال الفَرَّاءُ: عَرَّبتُ عَن القَوْم) إِذَا تَكَلَّمتَ عَنْهُم واحْتَجَجْتَ لَهُم.
(و) التَّعْرِيبُ: (الإِكْثَارُ مِنْ شُرْب) العَرَب، وَهُوَ الكَثِيرُ مِنَ (المَاءِ الصَّافِي) نَقله الصَّاغَانِيّ. (و) التَّعْرِيب: (اتِّخَاذُ قَوْسٍ عَرَبِيَ. و) التَّعْرِيبُ: (تَمْرِيضُ العَرِبِ) ، كفَرِحٍ (أَي الذَّرِبِ المَعِدَةِ) قَالَ الأَزْهَرِيّ: ويُحْتَمل أَن يكونَ التّعْرِيبُ عَلَى مَنْ بقول بلِسَانه المُنْكَر مِن هَذَا؛ لأَنَّه يُفْسِد عَلَيْهِ كَلَامَه كَمَا فَسدَت مَعِدَتُه. وَقَالَ أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ: فعلتُ كَذَا وكَذَا فَمَا عَرَّبَ عليَّ أَحَدٌ، أَي مَا غَيَّرَ عليَّ أَحَدٌ.
(وَعَرُوبَةُ) بِلَا لَام (وبِاللَّامِ) كِلْتَاهما: (يومُ الجُمُعَةِ) . وَفِي الصَّحَاح: يَوْمُ العَرُوبَةِ، بالإِضَافَة، وَهُوَ من أَسْمَائِهِم القَدِيمَة، قَالَ:
أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي
بأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ
أَو التَّالِي دُبَارِ فإِنْ أفُتْه
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ
وَقَدْ تَرَك صَرْفَ مَا لَا يَنْصَرِف لجَوَازِه فِي كَلَامِهِم فكَيْفَ فِي الشِّعْر، هَذَا قَوْلُ أَبِي العَبَّاس. وَفِي حَدِيثِ الجُمُعَة (كانتْ تُسَمَّى عَرُوبَةَ) وَهُوَ اسْم قَدِيمٌ لَهَا، وكَأَنَّه ليسَ بعربيّ يُقَال يومُ عَرُوبَةٍ ويَوْ العَرُوبَةِ، والأَفْصَحُ أَن لَا يَدْخُلَهَا الأَلِفُ واللَّامُ. ونَقَل. شيخُنَا عَن بعض أَئِمَّة اللُّغَة أَنَّ أَلْ فِي العَرُوبَة لازِمَةٌ. قَالَ ابْن النَّحَّاس: لَا يَعْرِفُه أَهْلُ اللُّغَة إِلَّا بالأَلف والَّلام إِلَّا شَاذًّا، قَالَ: وَمَعْنَاهُ المُبَيَّن المُعَظَّم من أَعْرب إِذَا بَيَّن، وَلم يَزَل يومُ الجُمُعَة مُعْظَّما عِنْد أَهْل كل مِلّة. وَقَالَ أَبو مُوسَى فِي ذَيْل الغَرِيبَيْن: الأَفْصَح أَن لَا تَدْخُلَ أَل، وكأَنَّه لَيْسَ بعَرَبِيَ وَهُوَ اسْمُ يَوْمِ الجُمُعَة فِي الجَاهليَّة اتْفَاقاً. واخْتُلف فِي أَن كَعْباً سمَّاه الجُمُعَة، لاجْتِماعِ النَّاسِ إِلَيْهِ فِيه، وَبِه جَزَم الفَرَّاء وثَعْلَبٌ وغيرُهما، وصحّح، أَو إِنَّمَا سُمِّيَ بعدَ الإِسْلَام، وصَحَّحَه ابنُ حَزْم. وقِيلَ: أَوّلُ مَنْ سَمّاه الجُمُعة أَهلُ المَدينَة، لصَلَاتهم الجُمُعَة قبل قُدُومه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَسْعَد بن زُرارة أَخرجه عَبْدُ بْنُ حُمَيْد عَنه ابْنِ سِيرِين، وَقيل غيرُ ذَلِكَ، كَمَا فِي شَرْح المَوَاهِب. وَفِي الرَّوْضِ الأُنُف: مَعْنَى العَرُوبَ الرَّحْمَة، فيمَا بَلَغَني عَن بعض أَهل الْعلم، انْتهى مَا نَقَلْنَاهُ من حَاشِيَة شَيخنَا. قلت: وَالَّذِي نَص السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ الأُنُف: كعبُ بنُ لُؤَيّ جَدُّ سَيِّدنَا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم أَوّلُ من جَمَّع يَوْم العَرُوبَة، وَلم تُسَمَّ العَرُوبَةَ إِلّا مُذْ جَاءَ الإِسْلَامُ، وَهُوَ أَوّلُ من سَمّاهَا الجُمُعَة، فكَانَتْ قُرَيشٌ تَجْتَمِع إِليه فِي هَذَا اليَوْم فيَخْطُبُهم ويُذَكِّرُهُم بمَبْعَثِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم ويُعْلِمُهُم أَنَّه مِن وَلَده، ويَأْمرُهم باتِّبَاعه والإِيمانِ بِه ويُنْشِد فِي هَذَا أَبْيَاتاً مِنْهَا:
يَا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحواءَ دَعْوتِهِ
إِذَا قُرَيْشٌ تَبغّى الخَلْقَ جِذْلَانَا
(وابْنُ) العَرُوبَة: رَجُلٌ مَعْرُوف.
وَفِي الصَّحَاح ابْنُ (أَبِي العَروبَةِ بِاللَّام وتَرْكهَا) أَي الأَلف واللَّام (لَحْنٌ أَو قَلِيلٌ) قَالَ شيخُنا: وذَهَب بعضٌ إِلَى خلافِه وأَنَّ إِثْبَاتَهَا هُوَ اللَّحْن لأَنَّ الاسمَ وُضِع مُجَرَّدا.
(و) عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ (العَرَابَات مُخَفَّفَةً وَاحِدَتْها عَرَابَةٌ) وَهِي (شُمُلُ) ، بِضَمَّتَيْنِ، (ضُرُوعِ الغَنم، وعَامِلُهَا عَرَّابٌ) ، كشدَّاد.
(وعَرِب، كفَرِحَ) ، الرجلُ عَرَباً وعَرَبَةً إِذَا (نَشِط. و) عَرِب السَّنامُ عَرَباً إِذَا (وَرِم وَتَقَيَّحَ) .
(و) عَرِب (الجُرْحُ) عَرَباً وحَبِطَ حَبَطاً: (بَقِيَ أَثَرُه) فِيهِ (بَعْدَ البُرْءِ) ونكْسٌ وغُفْر. وعَرِبَ الجُرْحُ أَيضاً إِذَا فسَدَ. قِيل: وَمِنْه الإِعْرابُ بمَعْنى الفُحْشِ والتَّقْبِيح. وَمِنْه الحَدِيثُ (أَنَّ رَجُلاً أَتَاه فَقَالَ: إِنَّ ابْنَ أَخِي عَرِبَ بَطْنُ أَي فَسَد. فَقَالَ: اسْقِه عَسَلاً) . والعَرَب مِثْلُ الإِعْرَاب، من الفُحْشِ فِي الكَلَام (وَ) عَرِب الرجلُ عَرَباً فَهُوَ عَرِبٌ إِذَا اتَّخَمَ، وعَرِبت (مَعِدَتُه) عَرَباً: (فَسَدَت) وَقيل: فسَدَت مَا يَحْمل عَلَيْها، مثل ذَرِبَت ذَرَباً، فِي عَرِبَةٌ وذَرِبَةٌ.
(و) عَرِب (النهرُ: غَمَر فَهُوَ عَارِبٌ وعَارِبَةٌ و) عَرِبت (البِئرُ: كَثُر مَاؤُهَا فَهِي عَرِبَةٌ) كفَرِحَة.
(و) عَرَب (كَضَرَب: أَكَلَ) نَقله الصّاغانِيّ.
(والعَرَبَةُ مُحَرَّكَة) . هَكَذَا فِي النّسَخ، وَمثله فِي لِسَان العَرَب والمُحْكَم وغَيْرهما، إِلَّا أَن شيخَنا نَقَل عَن الجَوْهَرِيّ أَنّه العَرَب محرَّكةً، بإِسقَاطِ الهَاءِ، ولعَلّه سَقَطَت من نُسْخَته الَّتِي نَقَل مِنْهَا: (النَّهْرُ الشَّدِيدُ الجَرْي. و) العَرَبَة أَيضاً: (النَّفْسُ) . قَالَ ابْن مَيَّادَة يمدَح الوَلِيدَ بْنَ يَزِيد:
لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجُو فضَلَ نَائِلِكُمْ نَفَحْتَنِي نَفْحَةً طَابَت لهَا العَرَبُ
هَكَذَا أَنشده الجوهَرِيّ، قَالَ الصَّاغَانيّ: والبَيْتُ والرِّوَايَةُ:
لَمَّا أَتيتُك مِن نَجْدٍ وسَاكنه
نَفَحْتَ لِي نَفْحَةً طَارَتْ بِهَا العَرَبُ
(و) عَرَبَةُ: (نَاحِيَةٌ قُربَ المَدينَة) وَهِي خِلَاف عَرَب، من غَيْر هَاء كمَا تَقَدَّم فِي كَلَام المُؤَلِّف، والظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِد، وعَرَبَةُ: قريةٌ فِي أَوّلِ وَادِي نِخْلَة من جِهَة مَكَّة، وأُخْرَى فِي بِلَاد فِلَسْطِين، كذَا فِي المَرَاصِد.
والعَرَبِيَّة هِيَ هَذِه اللُّغَة الشرِيفَةُ رفَعَ اللهُ شأْنَهَا. قَالَ قَتَادَة: كَانتْ قريشٌ تجْتَبِي أَي تَخْتَار أَفضلَ لْغَات العَرَب، حَتَّى صَار أَفضلُ لُغَاتِهَا لُغَتَهَا، فنزَلَ الْقُرْآن بِهَا، واختُلِف فِي سَبَب تَسْمهيَة العَرَب، فقِيل لإِعْرَاب لِسَانِهِم أَي إيضاحِه وَبَيَانِه؛ لأَنَّه أَشرَفُ الأَلْسُن وأَوضَحُها وأَعربُهَا عَن المُرَاد بوُجُوه من الاختِصار والإِيجَاز والإِطناب والمُسَاوَة وغَيْره ذَلِكَ. وَقد مَالَ إِلَيه جَمَاعَةٌ ورجَّحُوه من وُجُوه، وَقيل: لأَنّ أَولَاد إِسماعيل صلى الله عَلَيْه وَسلم نَشَئُوا بعَرَبَة، وَهُوَ من تِهامَة، فنُسِبوا إِلَى بَلَدِهم. ورُوِي عَن النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّه قَالَ: (خمسةُ أَنْبِيَاء من العَرَب هُمْ مُحَمَّدٌ وإِسْمَاعِيلُ وشُعَيْبٌ وصَالِحٌ وهُودٌ) صلوَات الله عَلَيْهِم. وَهَذَا يَدُلّ على أَنْ لسانَ العَرَب قَدِيم، وهؤُلاء الأَنْبِيَاءُ كُلُّهم كانُوا يَسْكُنُون بلَادَ عَرَبَة، فَكَانَ شُعَيْبٌ وقومُه بأَرْضِ مَدْيَن، وَكَانَ صَلِح وقومُه بأَرْضِ ثَمُودَ، ينزِلون بناحِيَة الحِجْر، وكانَ هُودٌ وقومُه عادٌ يَنْزِلُون الأَحْقافَ مِنَ رِمَال اليَمَن، وكَانَ إِسمَاعِيلُ بْنُ إِبراهِيمَ والنَّبِيُ المُصْطَفَى صَلَّى الله عَلَيْهِمَا من سُكَّان الحَرَم. وكُلّ من سَكَن بلادَ العَرَب وجَزِيرَتَها ونَطَق بلِسَان أَهْلِهَا فهم عَرَبٌ، يَمَنُهم وَمَعَدُّهم.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: (وَأَقَامَتْ قُرَيْشٌ بِعَرَبَة) فتَنَّخَتْ بِهَا، وانْتَشَرَ سَائِرُ العَرب فِي جَزِيرَتها (فنُسِبَتِ العَرَبُ) كُلُّهم (إِلَيْهَا) ، لأَنَّ أَبَاهم إِسْمَاعيل، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، بهَا نَشَأَ وَرَبَلَ أَولادُه فِيهَا فَكَثروا، فَلَمَّا لم تَحْتَمِلْهم البِلَاد انْتَشَرُوا، فأَقَامت قُرَيْشٌ بِهَا. ورُوِيَ عَن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللهُ عَنْه قَال: قُرَيْشٌ هم أَوْسَطُ العَرَب فِي العَرَب دَارا وأَحْسَنُه جِوَاراً، وأَعْرَبُه أَلْسِنَةً. وَقد تَعَقَّب شَيْخُنَا هَا هُنَا لمُؤَلِّف بأُمُورٍ:
الأَوَّلُ المَعْرُوفُ فِي أَسْمَاءِ الأَرَضينَ أَنها تُنْقَل من أَسْمَاءِ سَاكِنِيهَا أَو بَانِيها أَو من صِفَة فِيهَا أَو غَيْرِ ذَلِك. وأَما تَسْمِيَةُ النَّاسِ بالأَرْض ونَقْلُ اسْمِهَا إِلَى مَنْ سَكَنَهَا أَو نَزَلَهَا دون نِسْبَة فَغَيْرُ معروفِ وإِنْ وَقَع فِي بَعْضِ الأَفْرَاد كَمَذْحِج، عَلَى رأْي.
والثَّاني أَنَّ قولَهم سُمِّيَت العَرَبُ باسْمِها لنُزُولِهِم بِهَا صَرِيحٌ بأَنَّها كانَتْ مُسمَّاةً بذلك قَبْل وُجُودِ العَرب وَحُلُولِهم الحِجَازَ وَمَا وَالَاه مِن جَزِيرَة العَرَب، والمعروفُ فِي أَراضِي العَرَبِ أَنَّهم هُمُ الَّذِين سَمَّوْهَا ولَقَّبُوا بُلدانَها ومِيَاهَا وقُرَاهَا وأَمْصَارَهَا وبَادِيَتَهَا وحَاضِرَتَهَا بِسَبَبٍ مِنَ الأَسْباب، كَمَا هُوَ الأَكْثَر، وَقد يَرْتَجِلُون الأَسْمَاءَ وَلَا يَنْظُرُون لِسَبَب.
والثَّالِثُ أَنْ مَا ذُكِر يَقْتَضِي أَنَّ العَرَب إِنَّما سُمِّيَت بِذلِكَ بَعْدَ نُزُولِهَا فِي هَذِه القَرْيَة والمَعْرُوفُ تَسمِيَتُهُم بِذلِك فِي الكُتُب السَّالِفَة، كالتَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ وغَيْرِهِما، فكَيْفَ يُقَالُ إِنهُم إِنَّمَا سُمُّوا بَعْدَ نُزُولهم هَذِه القَرْيَة.
والرَّابِعُ أَنَّهُم ذُكِرُوا مَع بَقَايَا أَنْوَاع الخَلْق، كالفُرْسِ، والرُّومِ والتُّرْك وغَيْرِهِم، وَلم يَقُل فيهم أَحَدٌ إِنهم سُمُّوا بأَرْضٍ أَو غَيْرِهَا، بَلْ سُمُّوا ارتِجَالاً، لَا لِصَفَةٍ أَو هَيْئة أَو غَيْرِ ذلِك، فالعَرَب كَذَلِك.
والخَامِسُ أَنَّ المعروفَ فِي المَنْقُولِ أَنْ يَبْقَى على نَقْلِه على التَّسْمِيَة، وإِذا غُيِّر إِنَّمَا يُغَيَّر تَغْيِيراً جُزْئِيًّا للتَّمْيِيزِ بَيْنَ المَنْقُول والمَنْقُولِ عَنْه فِي الجُمْلَة، والمَنْقُولُ هُنَا أَوْسَعُ دائِرَةً مِن الْمَنْقُول عَنْه من جِهَاتٍ ظَاهِرَة، ككَوْنِ أَصْلِ المَنْقُول عَنْ عَرَبَةً بالهَاءِ، وَلَا يُقَال ذلِكَ فِي المَنْقُولِ، وكَكَوْنِهِم تَصَرَّفُوا فِيهِ بلُغَات لَا تُعْرَف وَلَا تُسْمَع فِي المَنْقُولِ عَنهُ، فقَالُوا عَرَبٌ، مُحَرَّكَة، وعُرْب، بالضَّمِ، وعُرُبٌ، بضَمَّتَيْن، وأَعْرَابٌ وأَعْرَابِيٌّ، وغَيْرُ ذَلِك.
والسَّادِسُ أَنَّ العَرَب أَنْوَاعٌ وأَجْنَاسٌ وشُعُوبٌ وَقَبَائِلُ مُتَفَرُّقُونَ فِي الأَرْضِ، لَا يَكَادُ يَأْتِي عَلَيْهِم الحَصْرُ، وَلَا يُتَصَوَّر سُكْنَاهم كُلِّهم فِي هَذِه القَرْيَة أَو حُلُولُهم فِيهَا، فكَانَ الأَوْلَى أَن يُقْتَصَرَ بالتَّسْمِية على مَنْ سَكَنَها دُونَ غَيْرِه. ثمَّ أَجَابَ بِمَا حَاصِلُه: أَنَّ إِطْلَاقَ العَرَب عَلَى الجِيلِ المَعْرُوف لَا إِشْكَالَ أَنَّه قَدِيم كَغَيْرِهِ من أَسْمَاءِ بَاقِي أَجْنَاسِ النَّاس وأَنْوَاعهم، وَهُو اسْمٌ شَامِل لجَمِيع القَبَائِل والشُّعُوبِ، ثمَّ إِنَّهم لَمَّا تَفَرَّقُوا فِي الأَرَضِين وتَنَوَّعت لَهُم أَلقابٌ وأَسماءٌ خَاصّة باخْتِلاف مَا عرضت من الْآبَاء والأُمهات والحالات الَّتِي اخْتَصَّت بِهَا كقُرَيْشٍ مَثَلاً وثَقيفٍ ورَبِيعَةَ ومُضَر وكِنَانة ونِزَار وخُزَاعة وقُضَاعَة وفَزَارة ولِحْيَان وشَيْبَان وَهمْدان وغَسَّان وغَطَفَان وسَلْمَان وتَمِيم وكَلْب ونُمير وإِيَاد وَوَداعَة وبَجِيلَة وأَسْلَم ويَسْلَم وهُذَيْل ومُزَيْنَة وجُهَيْنة وعَامِلَة وبَاهِلَة وخَثْعَم وطَيِّىء والأَزْد وتَغْلِب وقَيْس ومَذْحِج وأَسد وعَنْبس وعَنْس وَعَنَزَة ونَهْد وبَكْر وذُؤَيْب وذُبْيَان وكِنْدَة ولَخْم وجُذَام وضَبَّة وضِنَّة وسَدُوس والسَّكون وَتَيْم وأَحْمَسَ وغَيْرِ ذَلِك، فأَوْجَب ذلِك تَمْيِيز كُلِّ قَبِيلَة باسْمِهَا الخَاصّ، وتُنُوسِيَ الاسْمُ الّذِي هُوَ العَرَب، وَلم يَبْقَ لَهُ تَدَاوُلٌ بَينهم وَلَا تَعَارُفٌ، واستَغْنَت كُلُّ قَبِيلَة باسْمِهَا الخَاصّ، مَعَ تَفَرُّق فِي القَبَائل وَتَبَاعُد الشُّعُوب فِي الأَرْضِينَ. ثمَّ لَمَّا نَزَلَت العَرَبُ بِهذِه القَرْيَة، فِي قَوْل، أَو قُرَيْشٌ بالخُصُوص، فِي قَوْل المُصَنّف، رَاجَعُوا الاسْمَ القَدِيم وتَذَاكَروه وتَسَموُا بِه، رُجُوعاً للأَصْل، فمَنْ عَلَّل التَّسْمِيَة بِمَا نَقَله البَكْرِيُّ وَغَيْرُه نَظَر إِلَى الوَضْع الأَوّل المُوَافِق للنَّظَرِ من أَسماءِ أَجْنَاسِ النَّاسِ. ومَنْ عَلَّل بِمَا ذَكَرَه المُصَنِّف وغيرُه مِنْ نُزُول عَربَة نَظَرَ إِلى مَا أَشَرْنَا إِليه.
ويَدُلُّ على أَنّه رُجُوعٌ للأَصْل وتَذَكُّرٌ بَعْدَ النِّسْيَان أَنَّهُم جَرَّدُوهُ من الهَاءِ المَوْجُودَةِ فِي اسْم القَرْيَة وذَكّرُوه على أَصْلِه المَوْضُوعِ القَدِيم. هَذَا نَصُّ جَوَابه. وَقد عَرَضَه على شَيْخَيُهِ سَيِّدِنا الإِمام مُحَمَّدِ بْنِ الشَّاذِلِيِّ وَسَيِّدِنَا الإِمَامِ مُحَمَّده بْنِ المسنَّاوِيّ تَغَمَّدَهُماالله تَعَالَى غُفْرَانِه فارْتضَيَاه وسَلَّما لَهُ بالقَبُول وأَجْرَياه مُجْرَى الرَّأْي المَقْبُول وأَيَّدَه الثَّانِي بقَوْله: إِنَّه ينظُر إِلى مَا اسْتَنْبَطُوه فِي الجَوَاب عَن بَعْضِ الأَدلَّة الَّتِي تَتَعَارض أَحْيَاناً فتتَخَرَّج على النّسبِيَّات والحَقِيقِيَّات.
وَذكر شيخُنَا بعد ذَلِك أَوَّلِيَّةَ بناءِ المَسُجِدِ الحَرَام والمَسْجِدِ الأَقْصَى لإِبْرَاهِيمَ وَسليمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام مَع أَنَّ الأَوّلَ مِنْ بناءِ جِبْرِيل عَلَيْه السَّلَام مَعَ المَلَائِكَةِ. والثَّاني من بِنَاءِ آدَم عَلَيْه السَلَام، فَقَالُوا تُنُوسِي بِنَاءُ هؤُلاءِ بمُرُور الأَزْمَان وتَقَادُم العَهْد فَصَار مَنْسُوباً لسَيِّدِنا إِبْرَاهِيم وَسَيِّدِنا سُلَيْمَان، فَهُوَ الأَوْلَى بهذَا الاعْتِبَار، إِلَى آخِرِ مَا ذكر.
قلت: وَقد يُقَالُ إِنَّ رَبِيعَةَ ومُضَرَ وكِنَانَة ونِزَاراً وخُزَاعَة وقَيْساً وضَبَّة وغَيْرَهم مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلام مِمّن ذكر آنِفاً. وَلم يَذْكُر من العَرب المستَعْربة وهم سكان هَذِه الجزيرة ومجاورو سَاحَاتِ مَكَّةَ وأَوْدِيَتِها، وَقد تَوَارَثُوها من العَرَب العَارِبة المُتَقَدِّم ذِكْرُهم وإِن تَشَتَّت مِنْهُم فِي غَيْرها فَقَلِيل من كَثِير، كَيفَ تُنُوسِيَ بَيْنَهم هذَا الاسْم ثمَّ تُذُوكِرُوا بِهِ فِيمَا بَعْد، وهَذا لَا يَكُون إِلا إِذَا فُرِض وقُدِّر أَنه لم يَبْق بِتِهامَةَ من أَولادِ إِسْمَاعِيل أَحَدٌ وهَذَا لَا قَائِل بِهِ. وَقَوله: ثمَّ لَمَّا نَزَلَت العربُ، ليتَ شِعْري أَيّ العَرَب يَعْنِي؟ أَمِن العَرَب العَارِبَة فإِنهم انْقَرَضُوا بِهَا وَلم يُفَارِقُوها أَو من المُسْتَعْرِبَة وَهُم أَولادُ إِسْمَاعِيل، واخْتَصَّ مِنْهم قُرَش فَصَارَ القَوْلَانِ قَوْلاً وَاحِداً.
ثمَّ الجَوَاب عَمَّا أَورده. أَمَّا عَن الأَوَّل فَلِمَ لَا يَكُون هَذَا من جُمْلَة الأَفْرَاد الَّتِي ذكرهَا كمَذْحِج وغَيْرِه، ومِنْهَا نَاعِط وشَبَام قَبِيلَتَان من حِمْير؛ سُمِّيتَا باسْمِ جَبَلَيْن نَزَلَاهُمَا، وكَذَلك بَنو شُكْر بالضَّم سُمُّوا باسْمِ المَوْضع، وَفِي مُعْجَمِ البَكْرِيّ: سُمي جُدَّة بن جرم بن رَبّان بن حُلْوان بْنِ الحَاف بن قُضاعَة بالموضع الْمَعْرُوف من مَكَّة لولادته بِهَا، وَهَذَا قد نَقَلَه شيخُنَا فِي شَرْحِ الكِتَاب فِي ج د د كَمَا سيأْتي.
وَفِي مُعْجم ياقوت: مَلَكَانُ بْنُ عَدِيّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أُدَ؛ سُمِّي باسْم الوَادِي وَهُوَ مَلِك من أَوْدِيَة مَة لوِلَادَتِهِ فِيهِ. وقرأْت فِي إِتحافِ البَشَر للنَّاشريّ مَا نَصُّه: فَرَسَانُ مُحَرَّكَة: جَبَلٌ بالشَّام سُمِّيَ بِهِ عِمْرَانُ بنُ عَمْرِو بْنِ تَغْلِب، لاجتيازه فِيهِ، وَبِه يُعْرَف ولدُه. ورأَيْت فِي تَارِيخه ابْن خِلِّكَان مَا نَصْه: كاتم والتُّكرور: جِنْسَانِ من الأُمم سُمِّيا باسْم أَرْضِهِما، ومثلُه كَثِير يعرفهُ المُمَارِس فِي هَذَا الْفَنّ.
وَعند التأَمل فِيمَا ذكرنَا يَنْحَلُّ الإِيرادُ الثَّانِي أَيضاً.
وأَما عَن الثَّالِث فَنَقُول: مَا المرَادُ بالعَرَب الدينَ تَذْكرُهم؟ أَهُمُ القَبَائِلُ الموجودةُ بِالْكَثْرَةِ الَّتِي تَفَرَّعت قَرِيبا، أَم هُمْ أَولادُ إِرَم بْنِ سَام البطونُ المُتَقَدِّمَة بعد الطُّوفَان؟ فإِن كَانَ الأَوّل فإِنهم مَا نَزَلُوا عَرَبَة وَلَا سَكَنُوها، وإِن كَان الثَّانِي فَلَا رَيْبَ أَنَّ التَّوْرَاة والإِنْجِيلَ وغَيْرهما من الكُتُب مَا نَزَلَت إِلَّا بَعْدَهم بكَثِير، وكَان مَعَدُّ بْنُ عَدْنَان فِي زَمَن سَيِّدِنا مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام، كَمَا يَعْرِفُه مَنْ مارس عِلْمَ التَّوَارِيخ والأَنْسَاب. وأَمَّا مَا وَرَد فِي حَدِيثِ المَوْلد من إِطْلَاق لَفْظِ العَرَب قَبْلَ خَلْق السَّمَوَات والأَرْض فَهُوَ إِخْبَار غَيْبِيٌّ بِمَا سَيَكُون، فَهُوَ كَغَيْرهِ مِن المُغَيَّبَات.
وأَمَّا عَن الرَّابع فإِنه إِذا كَان بعضُ الأَسْماءِ مُرْتَجِلَةً وبَعضُهَا مَنْقولَةً لَا يُقَال فِيهَا: لمَ لم تَكُن مُرْتَجَلات كُلُّها أَو مَنْقُولَاتٍ كُلّهَا حَتَّى يلْزم مَا ذكر لاختلافِ الأَسْبَاب والأَزمنة.
وأَما عَن الخَامِس فَنَقُول: أَليسَ التعريبُ فِي الْكَلَام هُوَ النَّقْلَ من لِسَان إِلى لسَان. فالمُعرَّب والمعرَّب مِنْه هُوَ المَنْقُول والمَنْقُولُ مِنْه. وَهَذَا لفْظ العرَبُون فِي هَذِه الْمَادَّة سيأْتي عَن قريب وَهُوَ عَجَمِيّ. كَيفَ تَصَرَّفُوا فِيهِ مِن ثَلَاثَةِ أَبْوَابٍ أَعْرَبَ وعَرَّب وعَرْبَن واشتَقُّوا مِنْهَا أَلفَاظاً أُخَر غير ذَلِك، كَمَا سيأْتِي، فيُجْعَل هذَا مِنْ ذَاك. وهذَا لَفْظُ العَجَم تصرفوا فِيهِ كَا تَصَرفوا فِي لفظ العَرَب.
وأَما عَنِ السَّادِس فأَن يُقَال: إِن كَانَ المُرَادُ بعَرَبَة الَّتي نُسبَت العرَب إِليهَا هِي جزِيرة العرَب، عَلَى مَا فِي المَرَاصِد وَغَيره، وبِالعَرَب هم أُصُولُ القَبَائِل، فَلَا إِشكالَ، إِذْ هم لم يَخْرُجُوا مِنَ الجَزِيرَةِ، وَالَّذِي خَرَجَ فِي العَهْد القَرِيب وهم قَلِيل، وغَالِبُهم فِي مواطنهم فِيهَا، وأَمَّا الشُّعوبُ والقَبَائِلُ الَّتِي تفرَّعَتْ فِيمَا بَعْد فهم خَارِجون عَن البَحْثِ، وَكَذَلِكَ إِن كَانَ المرادُ بهَا مَكّة وسَاحَاتِهَا، فإِنّ طسمَ وجَدِيسَ وعِمْلِيقَ وجُرْهُمَ سَكَنُوا الحَرَم وَهُم العَرَبُ العَارِبَة، وَمِنْهُم تَعَلَّم سيدُنا إِسماعِيل عَلَيْهِ السَّلَام اللسانَ العَرَبِيَّ. وعادٌ وثمودُ وأُميم وعَبيل وَوَبار، وهم الْعَرَب العاربة، نزلُوا الأَحقَفَ ومَا جَاورها وَهِي تِهَامَةُ على قَوْل من فَسَّر عربَة بتِهَامَة، فَهؤلاء أُصُولُ قَبَائِلِ العرَبِ العَارِبَةِ الَّتِي أَخذَت المُسْتَعْرِبَةُ مِنْهم اللِّسَانَ قَد نَزَلُوا ساحَاتِ الحَرَم، وَمِنْهُم تَفَرَّعَت القَبائلُ فِيمَا بعد وتَشَتَّتَتْ، فَبَقيَ هَذَا اللفظُ عَلَمَا عَلَيْهِم لسُكْنى آبَائِهم وجُدُودهِم فِيهَا وإِن لم يَسْكُنُوا هم، وَقد أَسلفْنَا كلامَ الأَزْهَرِيّ وغَيْرِه وَهُوَ يُؤَيِّد مَا ذكرنَاه. ثمَّ إِن قَول المُصَنّف: أَقامت قُرَيْش إِلَى آخِره. وَفِي التَّهْذِيب وَغَيره: أَقامت بَنُو إِسماعيل، وعَلى القَوْلين تَخْصِيصُهما دُون القَبَائل إِنما هُوَ لشرفِهِما ورِياسَتِهما على سَائِر الْعَرَب فصارَ الغَيْرُ كالتَّبَع لَهما، فَلَا يُقَال: كَانَ الظَّاهِر أَن تُسَمَّى بهَا قُرَيْش فَقَط، ويدُلّ لمَا قُلنا أَيضاً مَا قَدَّمْنا أَنَّه يُقَال رَجُل عَرَبيّ إِذا كَانَ نسبُه فِي العَرَب ثابِتاً وإِن لم يَكُن فَصيحاً، ومَنْ نَزَلَ بِلَاد الرِّيف واستوطَن المُدُن والقُرَى العرَبِيَّة وغيرَهمَا مِمَّا يَنْتَمِي إِلى العَرَب فَهُم عَرَب وإِن لم يكُونُوا فُصَحَاءَ، وكَذَا مَا قَدَّمنا أَنّ كلَّ مَنْ سكن بِلَاد العَرَب وجَزِيرَتَهَا ونَطَق بلِسَانِ أَهلِها فَهُم عَرب، يَمَنُهم وَمَعَدُّهُم.
(و) عرَبَةُ الَّتِي نُسِبَت إِليها العربُ اختُلفَ فِيهَا، فَقَالَ إِسحاقُ بنُ الفَرَج: (هِيَ بَاحَةُ العَرَبِ) أَي ساحتهم (وبَاحَةُ دَاره أَبِي الفَصَاحَة) سيدنَا (إِسْمَاعِيل عَلَيْه السَّلَام) والمرادُ بذلك مَكَّة وسَاحَاتُهِا. وقَال بَعضهم: هِيَ تِهَامة وَقد تَقدَّمت الإِشَارَة إِليه. وَفِي مراصِد الاطْلاع: إِنها اسمُ جَزِيرَة العَرَب (واضطُرَّ الشَّاعِرُ إِلَى تَسْكِين رَائِها) أَي من عَرَبَة (فَقَالَ) مُشِيراً إِلى أَنَّ عربَة هِيَ مَكَّةُ وسَاحاتُها:
(وَعَرْبَةُ أَرْضٌ مَا يُحِلُّ حَرَامَها مِنَ النَّاسِ إِلَّا اللَّوذَعِيُّ الحُلَاحِلُ) (يَعْنِي) الشاعِرُ بِاللَّوّذعِيّ الحُلَاجِل (النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم) فإِنَّه أُحِلّت لَهُ مكةُ سَاعَة من نَهَار ثمَّ هِيَ حَرامٌ إِلى يَوْم الْقِيَامَة.
(والعَرَبَاتُ) مُحَرَّكة؛ بِلادُ الْعَرَب، كَمَا فِي المراصد، وَوجدت لَهُ شَاهدا فِي لِسَان الْعَرَب:
ورُجَّتْ باحَةُ العَرَبَاته رَجًّا
تَرَقْرَقُ فِي مَنَاكِبِها الدِّمَاءُ
ويَدُلُّ لَهُ قولُ الأَزْهَرِيّ مَا نَصُّه: الأَقْرَبُ عِندِي أَنَّهُم سُمُّوا عربا باسْمِ بَلَدِهِم العَرَبات، وَقد أَغفَلَه المُصَنّف. والعَرَباتُ أَيضاً: (طَرِيقٌ فِي جَبَل بِطَرِيقِ مِصْرع) نَقَلَه الصّاغانيّ.
(و) العَرَبَات: (سُفُنٌ رواكِدُ كَانَتْ فِي دِجْلَةَ) النَّهْرِ المعْرُوف، وَاحِدتها عَرَبَة.
(و) قَوْلهم: (مَا بِهَا) أَي بالدَّارِ (عَرِيبٌ ومُعْرِبٌ) أَي (أَحَدٌ) ، الذكَرُ والأُنثى فِيهِ سواءٌ، وَلَا يُقَال فِي غَيْرِ النَّفْيِ.
(والعُرْبَانُ) كعُثْمان (والعُرْبُونُ بضَمِّهِما والعَرَبُونُ، مُحَرَّكَةً و) قَد (تُبْدَلُ عَيْنُهُنَّ هَمْزَةً) على الأَصْل المَنْقُول مِنْهُ، نَقَلَه الفِهْريّ فِي شَرْح الفَصِيح عَن أَبِي عُبَيْد فِي الغَرِيب ونقلوه أَيضاً عَن ابْنِ خَالَوَيْه، وَقد تُحذَف الهَمْزةُ فيُقَال فِيهِ الرَّبُون كأَنَّه من رَبَن، حَكاهُ ابْنُ خَالَوَيْه وأَوْرَده المُصَنِّف هُنَاكَ، فهِي سَبْعُ لُغَات، وَنقل شيخُنَا عَن أَبِي حَيَّان لُغَةً ثَامِنَة وَهِي العَرْبُون، بِفَتْح فَسُكُون فضم. قلت: وَهِي لُغَةٌ عَامِّيَّة، وَقد صرح أَبو جَعْفَر اللَّبْلِيّ بمَنْعِهَا فِي شَرْح الَصِيح مِمَّا نَقَله عَن خَطّ ابنِ هشَام، وصَرّح الكَمَالُ الدَّمِيرِيّ فِي شَرْحٍ المِنْهَاج بأَنَّه لفظٌ مُعَرَّب ليسَ بعربيّ، ونَقلَه عَن الإِصمَعِيّ القَاضي أَيضاً والفَيُّومِيُّ وغيرهُمَا، وأَورَدَه الخَفَاجِيُّ فِي شِفَاءِ الغَلِيل فيمَا فِي لُغَة العَرَب من الدَّخِيل، وحَكَى ابنُ عُدَيْس لُغَةً تَاسِعَةً قَالَ: نقلتُ من خَطّ ابْن السّيد، قَالَ: أَهلُ الحِجَاز يَقُولُونَ: أُخِذَ مِنْي عُرُبَّان بضمَّتَيْن وتَشْدِيد الموحَّدة، نقَله بعضُ شُرَّاح الفَصِيح، قَالَه شيخُنا، ونَقَل أَيضاً عَن بعض شُرُوح الفَصيح أَنه مشْتَقٌّمن التَّعْرِيب الَّذِي هُوَ البَيَان؛ لأَنَّه بَيَان للبَيع.
والأَرَبُونُ مشتَقٌّ من الأُرْبَةِ وَهُوَ العُقْدة؛ لأَنَّه بِهِ يَكُون انْعِقَادُ البَيْع، وسَيَأْتِي. وَهُوَ (مَا عُقِدَ بِهِ المُبَايَعَةُ) ، وَفِي بَعْض (النّسخ) الْبيعَة (مِنَ الثّمَنِ) ، أَعجميّ عُرِّب. وَفِي الْحَدث (أَنَّه نَهَى عَنْ بَيْعِ العُرْبَانِ) وَهُوَ أَن يَشْتَرِيَ السِّلْعَةَ ويَدْفَع إِلى صَاحِبِها شَيْئا على أَنَّه إِن أَمْضَى البَيْعَ حُسِب من الثَّمَن، وإِن لم يُمْضِ البَيْعَ كَانَ لِصَاحِبِ السِّلْعَة، وَلم يَرْتَجِعْه المُشْتَرِي. يُقَال: أَعْرَبَ فِي كَذَا وَعَرَّبَ وعَرْبَنَ وَهُوَ عُرْبَانٌ وعُرْبُون.
وَفِي الْمِصْبَاح: هُوَ القَلِيلُ من الثَّمَن أَو الأُجْرَة يُقَدِّمُه الرجلُ إِلى الصَّانِع أَو التاجرِ ليَرتَبِطَ العقْدُ بينَهما حَتَّى يَتَوافَيا بعد ذَلِك، ومِثْلُه فِي شُرُوح الفَصِيح فكَمَا أَنَّه يكونُ فِي البيع يكون فِي الإِجَارَة، وكأَنَّه لمَّا كَانَ الغَالِبُ إِطلاقَه فِي البيع اقتَصَروا عَلَيْهِ فِيهِ، قَالَه شيخُنَا.
وَفِي لِسَان الْعَرَب: سُمِّيَ بذلكَ لأَنَّ فِيهِ إِعْرَاباً لعَقْد البيع، أَي إِصلاحاً وإِزَالة فَسَادٍ؛ لِئَلَّا يَمْلِكَه غيرُه باشتِرائِه، وَهُوَ بَيْعٌ باطلٌ عِنْد الفُقَهَاء، لِمَا فِيهِ من الشَّرْط والغَرَر، وأَجازه أَحْمَدُ. ورُوِيَ عَن ابْنِ عُمَرَ إِجَازَتُه. قَالَ ابنُ الأَثير: وحَدِيثُ النَّهْي مُنْقَطِع وَفِي حَدِيثِ عُمَر (أَنَّ عَامِلَه (بِمَكَّة) اشتَرَى دَاراً للسِّجْنِ بأَرْبَعَةِ آلَاف، وأَعْرَبُوا فِيهَا أَربَعمِائة) أَي أَسْلَفُوا، هَذِه عِبَارَة لِسَانِ العَرَب بعَيْنِها، فَلَا اعْتِدَادَ بِمَا قَالَه شيخُنَا ونَسَب ابْن مَنْظُور إِلى القُصُور.
(وعَرَبَانُ مُحَرَّكَةً: د بالخَابُورِ) .
(و) كسابة؛ (عَرَابَةُ بْنُ أَوْسِ بن قَيظِيّ بْنِ عَمْرو بْنِ زَيْد بن جُشَمَ بنِ حَارِثة من بَنِي مَالِكِ بْنِ الأَوْسِ ثمَّ مِن بَنِي حَارِثَة مِنْهُم. قَالَ ابنُ حِبّان: لَهُ صُحْبَة. وَقَالَ ابنُ إِسحاق استَصْغَرَه النَّبِيُّ صلَّى الله عَلَيْه وَسلم والبراءَ بْنَ عَازِب وغيرَ وَاحِد فَردَّهم يومَ أُحُد، أَخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه من طَرِيق ابْنِ إِسحاق. حدَّثني الزُّهْرِيّ عَن عُروة بْنِ الزُّبَيْرِ بِذَلِك، كَذَا فِي الإِصَابة (كَرِيمٌ) أَي مَعْرُوف قَالَه ابنُ سَعْد. وَفِيه يقولُ الشَّمَّاخُ بنُ ضِرارٍ المُرِّيُّ، كذَا فِي الإِصابَة والكَامِلِ للمُبرِّد، والَّذِي فِي الصَّحَاح أَنَّه للحُطَيْئة:
إِذَا مَا رايَةٌ رُفِعَت لمَجْدٍ
تَلَقَّاهَا عَرَابَةُ باليَمِينِ
(ويَعْرُبُ) كيَنْصُر (بْنُ قَحْطَانَ: أَبُو) قَبَائِله (اليَمَنِ) كُلِّهَا. (قِيلَ) : هُوَ (أَوَّلُ مَنْ تكلَّم بالعَرَبِيَّة) وَبَنُوه العرَبُ العَارِبَة، قيل: وبِه سُمِّي العربُ عَرَباً، وَنقل شيخُنَا عَن ابْنِ دُرَيْد فِي الجَمْهَرَةِ سُمِّيَ يَعْرُبَ بْنَ قَحْطَان؛ لأَنَّه أَوّلُ من انْعَدَل لِسَانُه عَن السرْيَانِيَّةِ إِلَى العَرَبِيَّة. وَقَالَ مُحَمَّدُ بْن سَلَّام الجُمَحِيّ فِي الطَّبَقَات: قَالَ يُونُس بْنُ حَبِيب: أَوَّل مَنْ تَكَلَّم بالعرَبِيَّة إِسمَاعِيلُ علِيه السَّلام. ثُمَّ قَال مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّام: أَخبَرنِي مِسْمَعُ بْنُ عَبْدِ المَلِك أَنَّه سَمِعَ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيّ يَقُول: أَوَّلُ من تَكَلَّم بِالْعَرَبِيَّةِ ونَسِي لِسَانَ أَبِيه إِسماعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وأَخرَجَ الحَاكِم فِي المُستَدْرَك وصَحَّحهُ والبَيْهَقِيُّ فِي شعب الإِيمان من طَرِيق سُفْيَان الثَّوْرِيّ عَن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد عَن أَبِيه عَن جَابِر (أَنَّ رَسُول الله صلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم تَلَا: {قُرْءاناً عَرَبِيّاً لّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (فصلت: 3) ثمَّ قَالَ: أُلْهِمَ إِسمَاعِيلُ هَذا اللِّسَان العَرَبِيَّ إِلْهَاماً. وَقَالَ الشِّيرَازيُّ فِي الأَلْقَاب: أَولُ من فُتِق لِسَانُه بالعَرَبِيَّة المُبِينَة إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام وهُوَ ابنُ أَربَعَ عَشرَةَ سَنَة. قَالَ شَيْخُنا: وَلَهُم كَلَامٌ طَوِيل، الأَشهَرُ مِنْهُ القَوْلَانِ المَذْكُورَان. ووُفِّق بينَهُما بأَنَّ يَعْرُبَ أَوّلُ مَنْ نَطَق بمَنْطق العَرَبِيَّة، وإِسْمَاعيل هُوَ أَوّلُ مَنْ نطق بالعَرَبِيَّة الخَالصَة الحِجَازِيَّة الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا القُرآنُ، انْتهى.
(وبَشِيرُ بْنُ جَابِرِ بْنِ عُرَاب) بن عَوْفٍ (كعراب: صَحَابِين) شَهِدَ فتح مصر. (وعُرَابِيُّ بْنُ مُعَاوِيَة بن عُرَابِيَ بالضَّمِّ) الحَضْرَمِيُّ: (من أَتْبَاعِ التَّابِعِينَ) كُنْيَتُه أَبو زَمْعَة وَقيل: أَبو رَبِيعَة، رَوَى عَن سُليمانَ بْنِ زِيَاد الحَضْرَمِيِّ وعَبْدِ الله بن هُبَيْرَةَ اليَمَانِيِّ، وذَكَرَه البُخَارِيُّ فِي تَارِيخِه بالغَيْنِ المُعْجَمة، وَهُوَ تَصْحِيف نَبَّه عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ. وَقَالَ: هُوَ معرُوفٌ فِي مصر بعَيْنٍ مُهْمَلَة: (وعَرَابِيُّ بالفَتْح لَقب مُحَمَّد بْنِ الحُسَيْن بْنِ المُبَارَكِ) المُحدِّث، روى عَن يُونُسَ بْنِ مُحَمَّد المُؤَدِّب: (وعَرِيبٌ كغَرِيبٍ) : اسْم (رَجُل وفَرَس) . أَما الرَّجُلُ فعَرِيبُ بن حُمَيْد، عَن عَمَّار، وَعنهُ السَّبيعي، وعَرِيبُ بْنُ سَعْد، عَن عُمَر، وعَرِيبُ بْنُ كُلَيْبٍ الحَضْرَمِيُّ، ونَمر بن عَرِيب، وآخرُون. وأَما الفَرسُ فهِي لثَعْلَبَة بْنِ أُمِّ حَزْنَةَ العَبْدِيّ، كَمَا نَقَله الصَّاغَانيّ.
(و) العَرَابُ (كَسَحَاب: حَمْلُ الخَزَم) بالخَاءِ المعجَمَة الزَّاي مُحرَّكة: اسْم (لِشَجرٍ يُفْتَلُ مِنْ لِحَائه الحِبَالُ) الواحدَة عَرَابَة، تأْكُلُه القُرُودُ، ورُبَّمَا أَكلَه الناسُ فِي المَجَاعَة.
(و) يُقَالُ: (أَلْقَى) فلانٌ (عَرَبُونَه) ، مُحَرَّكة، لعدَم مَجِيء فَعلُول، وَقد تقدَّمَت الإِشَارَة إِلَيْهِ، أَي (ذَا بَطْنِه) أَي أَحْدَثَ.
(واسْتَعَرَبَتِ البَقَرَةُ: اشتَهَت الفَحْل. عَرَّبَها الثَّوْرُ: شَهَّاهَا. و) فِي الحَدِيث: (لَا تَنْقُشُوا فِي خواتِيمِكم عَرِبِيًّا) وَفِي بعض الرِّوَايَات: العَرَبِيَّة (أَي لَا تَنْقُشُوا) فِيهَا (مَحَمَّدٌ رسولُ الله) لأَنَّه كَانَ نقْشَ خاتمهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (كَأَنَّه قَالَ: نَبِيًّا عَرَبِيًّا، يَعْنِي نفسَه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم) . وَمِنْه حَدِيثُ عُمَرَ رَضِي الله عَنهُ (لَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِيمكم العَرَبِيَّةَ) وَكَانَ ابنُ عُمَرَ يكرَهُ أَن يُنْقَشَ فِي الخَاتَمِ الْقُرْآن.
(وتَعَرَّبَ: أَقَامَ بالبَادِيَة) وَمِنْه قَولُ الشّاعِرِ:
تَعَرَّبَ آبائِي فَهلَّا وقَاهُمُ
من الموْتِ رَمْلَا عَالِجً وزَرُودِ
يَقُول: أَقَامَ آبَائِي فِي البَادِيَة وَلم يَحْضُرُوا القُرَى وقَال الأَزْهَرِيّ: تعرَّب مِثل استَعْرَب. وتعربَ: رجَعَ إِلى البادِيَة بعدَمَا كَانَ مُقِيماً بالحَضَر فلِحِق بالأَعْرَاب. وقَال غَيره تعرَّب أَي تشَبَّه بالعَرَب. وتعرَّب بعد هِجْرته، أَي صارَ أَعْرَابِيًّا. وَفِي الحَدِيث (ثلاثٌ من الكَبَائِر. مِنْها التَّعَرُّبُ بعدَ الهِجْرَ) . وَهُوَ أَن يَعُود إِلى البَادِيَة ويُقِيمَ مَعَ الأَعْرَابِ بعد أَنْ كَانَ مُهَاجِراً. وكَان مَنْ رَجَع بعد الهِجْرَة إِلى مَوْضِعِه من غَيْر عُذْر يَعُدُّونه كالمُرتَ. وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ الأَكوَعِ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَج إِلَى الرَّبَذَة وأَقَامَ بِهَا، ثمَّ إِنَّه دَخَل على الحَجَّاج يَوْماً فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ الأَكْوَع ارتدَدْتَ على عَقِبَيك وتعرَّبْتَ. ويُرْوَى بالزَّاي وسيُذْكَر فِي مَوْضِعِه.
(وَعُروبَاءُ) أَي كَجَلُولَاءَ، وَقد وُجدَ كَذَلِك فِي بَعْضِ النسَخ: (اسْمُ السَّماءِ السَّابِعَة) قالَه ابْنُ الأَثِير والّذي فِي الأَعْلَام للسُّهَيْلِيّ أَنَّه عِرْبِيَاءُ كَمَا أَن جِرِبْيَاءَ اسمٌ للأَرْضِ السَّابِعَة، وأَوردَهُ ابنُ التِّلِمْسَانيّ نقلا عَنهُ، قَالَه شَيْخُنا.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه: عَرُبَ الرَّجُلُ يَعْرُبُ عُرْباً وعُرُوباً عَن ثَعْلَب وعُرْبَةً وعَرَابَةً وعُرُوبِيَّ كفَصُحَ: أَفْصَحَ بَعْد لُكْنَةِ فِي لِسَانِه. ورجُلٌ عَرِيبٌ: مُعْرِبٌ. وَعَرَّبَتْهُ العَرَب، وأَعْرَبَتْهُ إِذَا تَفوَّه بِه العَرَب على مِنْهَاجِها وَقد ذَكرْنَاهُ. وعَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَةً أَي صَارَ عَرَبِيًّا. وَتَعَرَّبَ واسْتَعْرَبَ: أَفْصحَ.
والتَّعْرِيبُ مِثْلُ الإِعْرَابِ، مِن الفُحْشِ فِي الكلَامِ. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِم: (مَا أُوتِيَ أَحَدٌ من مُعَارَبَةِ النِّساءِ مَا أُوتِيتُه أَنَا) كَأَنَّه أَرَادَ أَسبابَ الجِمَاع ومُقَدّماته.
وأَعْرِبَ سَقْيُ القَوْمِ إِذَا كَان مَرَّةٌ غِبًّا ومَرّةً خِمْساً ثمَّ قَامَ على وَجْهٍ وَاحِد.
والعَرَبْرَبُ: السُّمَّاقُ قد ذكره غَيْرُ وَاحِدٍ هُنَا.
وعُرَيْبٌ مُصغَّرا: حَيٌّ مِنَ اليَمَن.
وَفِي الأَسَاس: تعرَّبَتْ لِزَوْجِها: تغَزَّلَت وتَحبَّبَت. (وابْنُ العَرَبِيّ) بالأَلِف واللَّام هُوَ (القَاضِي أَبُو بَكْرٍ المَالِكيُّ) عَالِمُ الأَنْدَلُس صَاحب بُغْيَةِ الأَحْوَذِيِّ وغَيْرِه. (ابْنُ عَرَبِيَ) بِلَا لَامٍ محركة هُوَ العَارِفُ المُحَقِّق مُحْيي الدِّين (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الخاتِمِيُّ الطَّائِيُّ) نَزِيلُ دِمَشْق والمدفونُ بِهَا. وُلِدَ ليلَة الإِثْنَيْن أَو الجُمُعة 27 رَمَضَان سنة 560 هـ بمَرْسِيَةَ وتُوُفّيَ ليلةَ الجُمُعَة 27 ربيع الآخر سنة 638 هـ بِدِمَشْق، فمُدَّة حَيَاته سَبْعٌ وسَبْعُون سنة وَسِتَّة أَشْهُر وخَمْسٌ وعشْرُون يَوْمًا. وَيُقَال: إِنَّ المَوْلِدَ والوَفاةَ كلَاهُمَا فِي 27 رَمَضَان وَقد وَهِم المُصَنِّف فِي إِيرَادِه هَكَذَا. والصَّوَابُ أَنَّ القَاضيَ أَبَا بَكْر هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد الله. والحَاتميّ هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَليّ كَمَا حَقَّقَه الحَافِظُ فِي التَّبْصِير، وَهَذَا الفَرْقُ الذِي ذَكَره هُوَ الَّذِي سَمِعْنَاه منْ أَفْوَاهِ الثِّقَت، غيرَ أَنِّي رأَيتُ فِي جُزْء من أَجْزَاءِ الحَدِيثِ على هَامشه طباق فِيهِ سَمَاعٌ لِابْنِ عَرَبِيَ بخَطِّه وَقد ذكر فِيهِ آخر السّماع، وَكتبه مُحمَّدُ بنُ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بنِ العَرَبِيِّ، الطَّائِيُّ، هَكَذَا بالأَلف واللَّام وَكَذَا فِي نُسَخ من فُتُوحَاتِه، على مَا نَقَلَه شيخُنا ثمَّ قَال: وَهَذَا اصْطَلَح عَلَيْهِ النَّاسُ وتَدَاوَلُوه.
قلتُ: وَفِي التَّبْصِيرِ كلَاهُما ابْنُ عَرَيَ من غَيْر اللّام.
ومُنْيَة أَبِي عَرَبِيّ قريَة بالشَرْقِيّة. وحَوض الْعَرَب: أُخْرَى بالدَّقَهْلِية. وبِرَك العَرب: أُخرَى بالغَربية. وبَنُو العَرَب بالمنوفِيّة كذَا فِي القَوَانِين.
وصالحُ بنُ أَبِي عَرِيب، كأَمِير: محدِّث. ويَحْيَى بنُ حَبِيب بنِ عَرَبِيّ: شَيْخُ مُسلم. وعثمانُ بنُ مُحَمَّد بنِ نَصْر بْنِ العِرْب، بِالْكَسْرِ، مُحدِّث، وأُخْته حَبِيبَة حَدَّثت عَن أَبِي مُوسَى المَدِينيّ، وأَبُو العَرَبِ القَيْرَوَانِيّ المُؤَرِّخ، بالتَّحْرِيك، اسمُه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بنِ تَمِيم، نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ. وأَبو القَاسم عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْن بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرَيْبَةَ كجُهَيْنَة الرَّبَعيّ شَيْخُ السِّلَفِيِّ مَاتَ سنة 502 هـ وأَبُوه حَدَّث أَيضاً وَمَات سنة 475 هـ وَقَالَ محمّدُ بْنِ بِشْر: حدَّثنا أَبَانٌ البَجَلِيُّ عَن أَبَانه بْنِ تَغلِبَ وكَانَ عَرَبَانِيًّا، بِالْفَتْح، عَن عِكْرِمَة، فذَكَرَ حَدِيثاً. قَالَ الرُّشَاطِيّ: إِنَّه عارِفٌ بِلِسَان العَرَب، وقَاله بالأَلِف والنُّون ليُفرِّقَ بينَه وَبَيْن العَرَبِيّ النَّسَب، كذَا قَالَه الحَافِظ.
قلْتُ: وَفِي التَّوشِيحِ: رجلٌ عَربَانٌ، أَي فَصِيحُ اللِّسَان.
وخَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَف يُعرَف بابْنِ العُرَيْبِي، بالضَّمِّ، ذكره ابْن الجَزرِيّ فِي طَبَقَات القُرَّاء.
والاعْرَابِيُّ: فرسُ عَبَّادِ بْنِ زِيَادِ ابْن أَبِيهِ، وكَان مُقْتَضَباً لَا يُعْرف لَه أَبٌ. وكَانَ مِنْ خُيُول أَهْل العَالِيَة، نَقله الصَّاغَانِيّ. قلت: وَذكره ابنُ الكَلْبِيِّ فِي أَنْسَابِ الخَيْلِ، قَالَ: وكَان من سوَابِق خَيْل أَهْلِ الشَّام كالقَطِرَنِيِّ لَهُ أَيضاً، وَقد يُذْكَر فِي (ق ط ر) .
عرب: {عربا}: جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها. وقيل: العاشقة، وقيل: الحسنة.
(عرب) المُشْتَرِي أعْطى العربون وَعَن صَاحبه تكلم عَنهُ وَاحْتج وَيُقَال عرب عَنهُ لِسَانه أبان وأفصح وَالْكَلَام أوضحه وَفُلَانًا علمه الْعَرَبيَّة وَالِاسْم الأعجمي أعربه ومنطقه هذبه من اللّحن وَفُلَانًا قبح كَلَامه ورد عَلَيْهِ وَيُقَال عرب عَلَيْهِ قبح عَلَيْهِ كَلَامه
(ع ر ب) : (الْعَرَبِيُّ) وَاحِدُ الْعَرَبِ وَهُمْ الَّذِينَ اسْتَوْطَنُوا الْمُدُنَ وَالْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ (وَالْأَعْرَابُ) أَهْلُ الْبَدْوِ وَاخْتُلِفَ فِي نِسْبَتِهِمْ فَالْأَصَحُّ أَنَّهُمْ نُسِبُوا إلَى (عَرَبَةَ) بِفَتْحَتَيْنِ وَهِيَ مِنْ تِهَامَةَ لِأَنَّ أَبَاهُمْ إسْمَاعِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - نَشَأَ بِهَا وَيُقَالُ فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وَخَيْلٌ عِرَابٌ فَرَّقُوا فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْأَنَاسِيّ وَالْبَهَائِم وَ (عَنْ) أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ وَلَا تَنْقُشُوا فِي خَوَاتِمكُمْ عَرَبِيًّا» أَيْ نَقْشًا عَرَبِيًّا يَعْنِي لَا تُشَاوِرُوهُمْ وَلَا تَكْتُبُوا فِيهَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ الْحَسَنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لَا تَنْقُشُوا فِيهَا بِالْعَرَبِيَّةِ وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُنْقَشَ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ (وَفِي حَدِيثِ) لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ أَيْ لَا رُجُوعَ إلَى الْبَدْوِ وَأَنْ يَصِيرَ أَعْرَابِيًّا وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ رِدَّةً فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فَنُهِيَ عَنْهُ (وَالْإِعْرَابُ وَالتَّعْرِيبُ) الْإِبَانَةُ (وَمِنْهُ) الثَّيِّبُ يُعْرِبُ عَنْهَا لِسَانُهَا وَقَوْل ابْنِ سَوَّارٍ لِشُرَيْحٍ وَقَدْ فَهَّ صَاحِبُهُ عَنْ حُجَّتِهِ أَيْ عَيَّ وَضَعُفَ أَتَفْسُدُ شَهَادَتِي إنْ أَعْرَبْت عَنْهُ فَقَالَ لَا أَيْ إنْ تَكَلَّمْتَ عَنْهُ وَاحْتَجَجْتَ وَالتَّعْرِيبُ فِي هَذَا الْمَعْنَى أَشْهَرُ (وَالْعُرْبَانِ وَالْعُرْبُونُ) وَالْأُرْبَانُ وَالْأُرْبُونُ الَّذِي يَقُولُ لَهُ الْعَامَّةُ الزَّبُون وَهُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ السِّلْعَةَ وَيَدْفَعَ شَيْئًا دِينَارًا أَوْ دِرْهَمًا أَوْ أَقَلَّ أَوْ أَكْثَرَ عَلَى أَنَّهُ إنْ تَمَّ الْبَيْعُ حُسِبَ ذَلِكَ مِنْ الثَّمَنِ فَإِنْ لَمْ يَتِمَّ كَانَ لِلْبَائِعِ (وَفِي) الْحَدِيث نُهِيَ عَنْ بَيْعِ الْعُرْبَانِ قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ مَالِكٌ: هُوَ أَنْ يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْعَبْدَ أَوْ يَتَكَارَى الدَّابَّةَ ثُمَّ يَقُولَ أُعْطِيك دِينَارًا عَلَى أَنِّي إنْ تَرَكْتُ السِّلْعَةَ أَوْ الدَّابَّةَ فَمَا أَعْطَيْتُك فَلَكَ (وَأَعْرَبَ وَعَرَّبَ) إذَا أَعْطَى الْعُرْبَانَ عَنْ الْفَرَّاءِ وَعَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ كَانَ يَنْهَى عَنْ الْإِعْرَابِ فِي الْبَيْعِ.
عرب
العَرَبُ العَارِبَةُ والعَرْباءُ: الخُلَّصُ: والعَرَبُ المُسْتَعْرِبَة: الذين دَخَلُوا فيهم بَعْدُ. وتَصْغيرُ العَرَبِ: عُرَيْبٌ بغَير الهاء. وإنما سُمِّيَتْ ب عَرَبَةَ وهي بَأْجَتُهم. وسُمِّيَ يَعْرُبُ لأنَّه أوَّلُ مَنْ تَعَرَّبَ؛ وهو أبو قَحْطان. وأنَّ فيه لَعُرُوْبِيَّةً: أي أعْرابِيَّةً. وأعْرَبْتُ عنه وعَرَّبْتُ: أفْصَحْت: وعَرَّبْتُ عنه: تَكَلَّمْتَ عنه. وعَرَّبْتُ الكلمةَ الفارسِيَّة. والعَرَبَةُ: سَفِيْنَةٌ فيها أرْحَاء تَطْحَنْ.
وفَرَسٌ مُعْرِبٌ: خالِصُ العَرَبِيَّة. ورَجُلٌ مُعْرِبٌ: صاحِبُ الخَيْل العِرَاب. إِبْلٌ عِرَابٌ: عَرَبِيَّة.
والعَرُوْبَةُ: يَوْمُ الجُمُعَة، ويُقال: عَرُوبَةُ اسْماً عَلَماً. والمَرْأةُ العَرُوْبُ: الضَّحّاكَةُ الطَّيِّبةُ النَّفْس، وقيل: المُحِبَّةُ لزَوْجِها، والجَميعُ: عُرُبٌ. وتَعَرَّبَتِ المرأةُ: تَغَزَّلَتْ، وفي حديث ابن عُمَر: " ما أُوتِيَ أحَدٌ من مُعَارَبَةِ النِّساء ما أوْتِيْتُ " أي مُغَازَلَتِهِنَّ. والعَرِبَةُ: العَزِلَة.
والعَرُوْبَةُ: الدَّعْوَةُ في الخِتَان: وعَرَّبْنا التَّيْسَ: خَصَيْناه. وقد عَرِبَ: أي وَرِمَ من الخِصَاء. والعَرَابةُ: عَسَلُ الخَزَمِ، وسُمِّيَ به لأنَّه يُقال لثَمرِة: العَرَابُ. والواحِدَةُ: عَرَابَةٌ: وقد أعْرَبَتِ الخَزَمُ: أثْمَرَتْ. ويُقال للمُتَهَلِّل الوَجْهِ: عَرَابَةٌ. وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ. والعَرْبُ: طِيْبُ النَّفْس. وبِئْرٌ عَرِبَة: كَثيرَةُ الماء، والمَصْدَرُ: العَرَبُ. وماءٌ عَرِبٌ أيضاً. والعِرْبُ: الشِّرْب. والعَرَبَةُ: النَّفْس، والجَميعُ: العَرَبُ. وعَرِبَ عَرَبَاً: أتَّخَمَ. ومنه: عَرِبَ الفَرَسُ: نَشِطَ، عَرَباً. وعَرَّبْتُ عليه: خالَفْتَ. وعَرِّبْتُ بينهم: أفْسَدْتَ. وعَرَّبْتُه عليه: أنْكَرْتَه، وفي الحديث: " وما يَمْنَعُكُم أن لا تُعَرِّبُوا عليه ". وعرَّبْتُه عنه: مَنَعْتَه. والتَّعْرِيْبُ للدّابَّة: أنْ تُكْوى على أشَاعِرِها في مواضِعَ لِتَشْتَدَّ. وعَرِبَ الجُرْحُ: بَقِيَتْ له آثار بعد البُرءْ إِذا تَوَسَّعَ وانْفَتَحَ له أعْلاه. وفَسَدَ داخِلُه أيضاً. وكذلك في فَسَاد المَعِدَة. وعَرَب الجَرَبُ: اشْتَدَّ وأعْيا الطِّلاءُ. ويُقال أيضاً: عَرِبَ البَعيرُ واسْتَعْرَبَ. وإبلٌ وغَنَمٌ عَرَابي. وبها عَرَبٌ: أي جَرَبٌ. وقَوْسٌ مُعَرَّبّةٌ: مُسْتَصْلَحَةٌ. والعِرْبُ: يَبِيْسُ البُهْمى، الواحدَة: عِرْبَةٌ. وأعْرَبْتُه وعَرَّبْتُه: أعْطَيْتَه العُرْبَانَ وأسْلَفْتَه. والعَرَبُ والحَمَرُ: واحِدٌ. وهو دَاءٌ يُصِيْبُ الشّاةَ من العَجِيْنِ والدَّقِيق. تأكُلُ منه أكْلاً شَديداً حتّى يَنْتَفِخَ بَطْنُها.
الْعين وَالرَّاء وَالْبَاء

العُرْبُ والعَرَبُ: خلاف الْعَجم، مؤنث، وتصغيره بِغَيْر هَاء نَادِر.

وعَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ: صرحاء. ومتعرّبة ومستعرِبَة: دخلاء.

والعَرَبُّي مَنْسُوب إِلَى العَرَب وَإِن لم يكن بدويا.

والأعْرابي: البدوي، وهم الْأَعْرَاب. والأعاريبُ جمع الأعْراب. وَالنّسب إِلَى الأعْراب أعْرابيّ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِنَّمَا قيل فِي النّسَب إِلَى الأعْراب أعْرابيّ، لِأَنَّهُ لَا وَاحِد لَهُ على هَذَا الْمَعْنى، أَلا ترى أَنَّك تَقول: العربُ. فَلَا يكون على هَذَا الْمَعْنى، فَهَذَا يقويه.

وعَربي بيِّن العُرُوبَةِ والعُرُوبِيَّةُ، وهما من المصادر الَّتِي لَا أَفعَال لَهَا.

وأعْربَ الْكَلَام وأعْربَ بِهِ: بيَّنه، أنْشد أَبُو زِيَاد:

وَإِنِّي لأكْنِى عَن قَذُورَ بِغَيرِها ... وأُعرِب أَحْيَانًا بهَا فأُصارِحُ

وعَرَّبه كأَعْربه، قَالَ الْكُمَيْت:

وَجَدْنا لكُمْ فِي آلِ حَمِيم آيَة ... تأوَّلَها مِنَّا تَقِىٌّ مُعَرِّبُ

هَكَذَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ كمكلِّم.

والإعْرَاب، الَّذِي هُوَ النَّحْو، - مِنْهُ - إِنَّمَا هُوَ الْإِبَانَة عَن الْمعَانِي بالألفاظ. وعَرُب الرجل يَعْرُب عُرْبا وعُرُوبا، عَن ثَعْلَب، وعُرُوبَةً وعِرَابةً وعُرُوِبيَّةً: كفصح.

وَرجل عَرِيبٌ: مُعْرِبٌ.

وعَرَّبَه: علَّمه العَرَبِيَّة.

وأعرب الأغتم وتَعَرَّب واستعرب: أفْصح، قَالَ الشَّاعِر:

ماذَا لَقِينا من المستعرِبين ومِنْ ... قياسِ نَحْوَهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتَدعوا

وعَربِيَّةُ الْفرس: عتقه وسلامته من الهجنة.

وأعْرَب: صَهل فَعرف عتقه بصهيله.

وَالْإِعْرَاب: معرفتك بالفرس العَربيّ من الهجين إِذا صَهل.

وخيل عِرَابٌ: مُعْرِبَهٌ. وإبل عراب كَذَلِك.

وَقد قَالُوا خيل أعْرُبٌ أَو إبل أعْرُبٌ. قَالَ:

مَا كَانَ إلاَّ طَلَقُ الإْهمَادِ ... وكَرُّنا بالأعْرُبِ الجيادِ

حَتَّى تحاجَزْنَ عَن الرُّوَادِ ... تَحاجُزَ الرِّيِّ ولمْ تَكادِي

حول الْإِخْبَار إِلَى المخاطبة، وَلَو أَرَادَ الْإِخْبَار فاتَّزن لَهُ ذَلِك لقَالَ وَلم تكد.

وأعْرَب الرجل: ملك خيلا عِرابا أَو إبِلا عِرَابا أَو اكتسبهما. قَالَ:

ويَصْهلُ فِي مثْلِ جَوْفِ الطَّوِىِّ ... صَهيلاً يُبَيِّنُ للْمُعْرِبِ

يَقُول: إِذا سمع صهيله من لَهُ خيل عِرَابٌ عرف انه عَرَبِيّ.

وعَرَّبَ الْفرس بزَّغه، وَذَلِكَ أَن تنسف أَسْفَل حَافره، وَمَعْنَاهُ انه قد بَان بذلك مَا كَانَ خفِيا من أمره لظُهُور إِلَى مرْآة الْعين بَعْدَمَا كَانَ مَسْتُورا وَبِذَلِك تعرف حَاله أَصْلَب هُوَ أم هُوَ رخو؟ وأصحيح هُوَ أم سقيم.

وأعرب عَن الرجل: بيَّن عَنهُ. وعَرَّب عَنهُ: تكلَّم بحجته.

وَالْإِعْرَاب: الْفُحْش.

والتَّعْرِيبُ وَالْإِعْرَاب والعِرَابَةُ: مَا قبح من الْكَلَام، وَقَوْلهمْ: كره الْإِعْرَاب للْمحرمِ، مِنْهُ.

وعَرَّبَ عَلَيْهِ: قبَّح قَوْله وَغَيره ورده عَلَيْهِ، وَفِي حَدِيث عمر رَحمَه الله " مَا يمنعكم إِذا رَأَيْتُمْ رجلا يخرق أَعْرَاض النَّاس أَن تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ ".

وَالْإِعْرَاب كالتعريب.

وَالْإِعْرَاب: ردُّك الرجل عَن الْقَبِيح.

وعرَّب عَلَيْهِ: مَنعه، وَهُوَ نَحْو ذَلِك.

والعِرَابَةُ والإعرابُ: النِّكاح، وَقيل: التَّعْرِيض بِهِ.

والعَرِبَةُ والعَرُوب، كلتاهما: الْمَرْأَة الضحاكة، وَقيل هِيَ المتحببة إِلَى زَوجهَا المظهرة لَهُ ذَلِك، وَبِذَلِك فسر قَوْله تَعَالَى (عُرُبا أتْرَابا) وَقيل هِيَ العاشقة لَهُ، وَقَالَ اللحياني هِيَ العاشق الغلمة. وَقَوله أنْشدهُ ثَعْلَب:

وَمَا بَدَلٌ من أُمِّ عثمانَ سَلْفَعٌ ... مِن السُّودِ وَرْهاءُ العِنانِ عَرُوبُ

لم يفسره، وَعِنْدِي إِنَّهَا هُنَا الضحاكة، وهم مِمَّا يعيبون النِّسَاء بالضحك الْكثير.

وَجمع العَرِبَةِ عَرِباتٌ، وَجمع العَرُوبِ عُرُبٌ قَالَ:

أعْدَى بهَا العَرِباتُ البُدَّنُ العُرُبُ

وتعرَّبت الْمَرْأَة للرجل: تغزَّلت.

وأعْرَب الرجل: تزوج امْرَأَة عَرُوبا.

وعَرِب عَرَبا نشط قَالَ:

كُلّ طِمِرٍّ عَدَوَانٍ عَرَبُهْ

وعَرِبَ الرجل عَرَبا فَهُوَ عَرِبٌ: اتَّخم. وعَرِبَتْ معدته عَرَبا وَهِي عَربَةٌ فَسدتْ، وَقيل: فَسدتْ مِمَّا يحمل عَلَيْهَا.

وعَرِبَ الْجرْح عَرَبا: بقى فِيهِ أثر بعد الْبُرْء.

وعرَّب الدَّابَّة: بزغها على أشاعرهم ثمَّ كواها.

وَمَاء عَرِبٌ: كثير، ونهر عَرِبٌ: غمرٌ، وبئر عَرِبَةٌ: كَثْرَة المَاء. وَالْفِعْل من كل ذَلِك عَرِب عربا فَهُوَ عارِبٌ وعارِبَةٌ.

والعَرَبَة: النَّهر الشَّديد الجري.

والعَرَباتُ: سفن رواكد فِي دجلة واحدتها عَرَبَةٌ، على لفظ مَا تقدم.

والعِرْبُ: يبيس البهمى خَاصَّة، وَقيل: يبيس كل بقل، الْوَاحِدَة عِرْبَةٌ، وَقيل: عِرْبُ البهمى: شَوْكهَا.

والعَرَبِيُّ: شعير أَبيض وسنبله حرفان عريض، وحبه كبار أكبر من شعير الْعرَاق، وَهُوَ أَجود الشّعير.

وَمَا بهَا عَرِيبٌ ومُعْرِبٌ: أَي أحد، الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء، وَلَا يُقَال فِي غير النَّفْي.

والعُرْبانُ والعُرْبُونُ والعَرَبُونُ، كُله: مَا عقد بِهِ الْمُبَايعَة من الثّمن، أعجمي أُعْرِبَ.

وعَرُوبَةُ والعَرُوبَةُ، كلتاهما: الْجُمُعَة، قَالَ:

أؤمِّلُ أَن أَعيشَ وإنَّ يَوْمِي ... بأوَّلَ أوْ بأهْوَنَ أَو جُبَارِ

أَو التَّالي دُبارَ فإنْ أَفُتْهُ ... فَمُؤْنِسَ أوْ عَرُوبَةَ أوْ شِيارِ

أَرَادَ فبمؤنس، وَترك صرفه على اللُّغَة العادية الْقَدِيمَة، وَإِن شِئْت جعلته على لُغَة من رأى ترك صرف مَا ينْصَرف، أَلا ترى أَن بَعضهم قد وَجه قَول الشَّاعِر:

ومِمَّنْ وَلَدُوا عَام ... رُ ذُو الطُّولِ وَذُو العَرْض

على ذَلِك، قَالَ أَبُو مُوسَى الحامض: قلت لأبي الْعَبَّاس: هَذَا الشّعْر مَوْضُوع. قَالَ لِم؟ قلت: لِأَن مؤنسا وجبارا - ودبارا وشيارا تَنْصَرِف وَقد ترك صرفهَا. فَقَالَ: هَذَا جَائِز فِي الْكَلَام فَكيف فِي الشّعْر.

وَابْن أبي العَرُوبَة: رجل مَعْرُوف، كنى بهَا.

وعَرَابَةُ ويَعْرُبُ اسمان. 

عرب:العُرْبُ والعَرَبُ : جِيْلٌ من الناس معروف ، خِلافُ العَجَم ، وهما واحدٌ ، مثل العُجْمِ والعَجَم ، مؤنث ، وتصغيره بغير هاء نادر . الجوهري : العُرَيْبُ تصغير العَرَبِ ؛ قال أبو الهِنْدِيّ ، واسمه عَبْدُالمؤمن ابن عبدالقُدُوس :

فأَمَّا البَهَطُ وحِيتَانُكُم ، * فما زِلْتُ فيها كثيرَ السَّقَمْ

وقد نِلْتُ منها كما نِلْتُمُ ، * فلَمْ أرَ فيها كَضَبٍّ هَرِمْ

وما في البُيُوضِ كبَيْضِ الدَّجاج ، * وبَيْضُ الجَرادِ شِفاءُ القَرِمْ

ومَكْنُ الضِّبابِ طَعامُ العُرَيْـ * ـبِ ، لا تَشْتَهيهِ نفوسُ العَجَمْ

صَغَّرهم تعظيماً ، كما قال : أنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ . والعَرَبُ العارِبة : هم الخُلَّصُ منهم ، وأُخِذ من لَفْظه فأُكِّدَ به ، كقولك لَيلٌ لائِلٌ ؛ تقول : عَرَبٌ عارِبةٌ وعَرْباءُ : صُرَحاءُ . ومُتَعَرِّبةُ ومُسْتَعْرِبةٌ : دُخَلاءُ، ليسوا بخُلَّصٍ . والعربي منسوب إلى العرب ، وإن لم يكن بدوياً . والأعرابي : البدوي ؛ وهم الأعراب ؛ والأعاريب : جمع الأعراب . وجاء في الشعر الفصيح الأعاريب ، وقيل : ليس الأعراب جمعاً لعرب ، كما كان الأنباط جمعاً لنبطٍ ، وإنما العرب اسم جنس . والنسب إلى الأعراب : أعرابي ؛ قال سيبويه إنما قيل في النسب إلى الأعراب أعرابي ، لأنه لا واحد له على هذا

المعنى . ألا ترى أنك تقول العرب ، فلا يكون على هذا

المعنى ؟ فهذا يقويه . وعربي : بين العروبة والعروبية ، وهما من المصادر التي لا أفعال لها . وحكى الأزهري : رجل عربي إذا كان نسبه في العرب ثابتاً ، وإن لم يكن فصيحاً ، وجمعه العرب ، كما يقال : رجل مجوسي ويهودي ، والجمع ، بحذف ياء النسبة ، اليهود والمجوس . ورجل معرب إذا كان فصيحاً ، وإن كان عجمي النسب . ورجل أعرابي ، بالألف ، إذا كان بدوياً ، صاحب نجعة وانتواء وارتياد للكلإ ، وتتبع لمساقط الغيث ، وسواء كان من العرب أو من مواليهم .

ويجمع الأعرابي على الأعراب والأعاريب . والأعرابي إذا قيل له : يا عربي ! فرح بذلك وهش له . والعربي إذا قيل له : يا أعرابي ! غضب له . فمن نزل البادية ، أو جاور البادين وظعن بظعنهم ، وانتوى بانتوائهم : فهم أعراب ؛ ومن نزل بلاد الريف واستوطن مدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب : فهم عرب ، وإن لم يكونوا فصحاء . وقول اللّه ، عز وجل : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا ،قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا، وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا . فهؤلاء قوم من بوادي العرب قدموا على النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، المدينة، طمعاً في الصدقات ، لا رغبة في الإسلام ، فسماهم اللّه تعالى العرب ؛ ومثلْهم الذين ذكرهم اللّه في سورة التوبة، فقال : الأَعْرابُ أَشدّ كُفراً ونِفاقاً ؛ الآية . قال الأزهري : والذي لا يفرق بين العربي والأعراب والعربي والأعرابي ، ربما تحامل على العرب بما يتأوله في هذه الآية ، وهو لا يميز بين العرب والأعراب ، ولا يجوز أن يقال للمهاجرين

والأنصار أعراب ، إنما هم عرب لأنهم استوطنوا القرى العربية ، وسكنوا المدن ، سواء منهم الناشئ بالبدو ثم استوطن القرى ، والناشئ بمكة ثم هاجر إلى المدينة ، فإن لحقت طائفة منهم بأهل البدو بعد هجرتهم ، واقتنوا نعماً ، ورعوا مساقط الغيث بعد ما كانوا حاضرة أو مهاجرة ، قيل : قد تعربوا أي صاروا أعراباً ، بعدما كانوا عرباً . وفي الحديث : تمثل في خطبته مهاجر ليس بأعرابي ؛ جعل المهاجر ضد الأعرابي . قال : والأعراب ساكنو البادية من العرب الذين لا يقيمون في الأمصار ، ولا يدخلونها إلا لحاجة . والعرب : هذا الجيل،لا واحد له من لفظه ، وسواء أقام بالبادية والمدن ، والنسبة إليهما أعرابيٌّ وعربيٌّ . وفي الحديث : ثلاث (1)

(1 قوله« وفي الحديث ثلاث الخ »كذا بالأصل والذي في النهاية وقيل ثلاث إلـخ ) من الكبائر ، منها التعرب بعد الهجرة: هو أن يعود إلى البادية ويقيم مع الأعراب ، بعد أن كان

مهاجراً . وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير

(يتبع...)

(تابع... 1): عذب: العَذْبُ من الشَّرابِ والطَّعَامِ: كُلُّ مُسْتَسَاغٍ. والعَذْبُ:... ...

عذر ، يعدونه كالمرتد . ومنه حديث ابن الأكوع : لما قتل عثمان خرج إلى الربذة وأقام بها ، ثم إنه دخل على الحجاج يوماً ، فقال له : يا ابن الأكوع ارتددت على عقبك وتعربت ؛ قال : ويروى بالزاي ، وسنذكره في موضعه . قال : والعرب أهل الأمصار ، والأعراب منهم سكان البادية خاصة . وتعرب أي تشبه بالعرب ، وتعرب بعد هجرته أي صار أعرابياً . والعربية : هي هذه اللغة .واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً فقال بعضهم : أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان،وهو أبو اليمن كلهم ، وهم العرب العاربة ، ونشأ إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، معهم فتكــلم بلسانهم ، فهو وأولاده : العرب المستعربة ؛ وقيل : إن أولاد إسمعيل نشؤوا بعربة ، وهي من تهامة ، فنسبوا إلى بلدهم . وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : خمسة أنبياء من العرب ،

وهم : محمد ، وإسمعيل ، وشعيب ، وصالح ، وهود ، صلوات اللّه عليهم . وهذا يدل على أن لسان العرب قديم . وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب ؛ فكان شعيب وقومه بأرض مدين ، وكان صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر ، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال

اليمن ، وكانوا أهل عمدٍ ، وكان إسمعيل ابن إبراهيم والنبي المصطفى محمد ، صلى اللّه عليهم وسلم ، من سكان الحرم . وكل من سكن بلاد العرب وجزريتها ونطق بلسان أهلها ، فهم عرب يمنهم ومعدهم . قال الأزهري : والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم العربات . وقال إسحق ابن الفرج : عربة باحة العرب ، وباحة دار أبي الفصاحة إسمعيل ابن إبراهيم ، عليهما السلام ، وفيها يقول قائلهم :

وعربة أرض ما يحل حرامها ، * من الناس ، إلا اللوذعي الحلاحل

يعني النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ، ثم هي حرام إلى يوم القيامة . قال : واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة، فسكنها ؛ وأنشد قول الآخر :

ورجت باحة العربات رجا ، * ترقرق ، في مناكبها ،الدماءُ

قال : وأقامت قريش بعربة فتنخت بها ، وانتشر سائر العرب في جزيرتها ، فنسبوا كلهم إلى عربة ، لأن أباهم إسمعيل ، صلى اللّه عليه وسلم ، بها نشأ ، وربل أولاده فيها ، فكثروا ، فلما لم تحتملهم البلاد ، انتشروا وأقامت قريش بها . وروي عن أبي بكر الصديق ، رضي اللّه عنه ، أنه قال : قريش هم أوسط العرب في العرب داراً ، وأحسنه جواراً ، وأعربه ألسنة . وقال قتادة : كانت قريش تجتبي ، أي تختار ، أفضل لغات العرب ، حتى صار أفضل لغاتها لغتها، فنزل القرآن بها . قال

الأزهري : وجعل اللّه ، عز وجل ، القرآن المنزل على النبي المرسل محمد ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً، لأنه نسبه إلى العرب الذين أنزله بلسانهم ، وهم النبي والمهاجرون والأنصار الذين صيغة لسانهم لغة العرب ، في باديتها وقراها ،العربية ؛ وجعل النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، عربياً لأنه من صريح العرب ، ولو أن قوماً من الأعراب الذين يسكنون البادية حضروا القرى العربية وغيرها ، وتناءوا معهم فيها ، سموا عرباً ولم يسموا أعراباً . وتقول : رجل عربي اللسان إذا كان فصيحاً ؛ وقال الليث : يجوز أن يقال رجل عرباني اللسان . قال : والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيهم بعد ، فاستعربوا. قال الأزهري : المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب، فتكــلموا بلسانهم ،وحكوا هيئاتهم ، وليسوا بصرحاء

فيهم . وقال الليث : تعربوا مثل استعربوا . قال الأزهري : ويكون التعرب أن يرجع إلى البادية ، بعدما كان مقيماً

بالحضر ، فيلحق بالأعراب . ويكون التعرب المقام بالبادية ، ومنه قول الشاعر :

تعرب آبائي ! فهلا وقاهم ، * من الموت ، رملاً وزرود

يقول : أقام آبائي بالبادية ، ولم يحضروا القرى . وروي عن النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : الثيب تعرب عن نفسها أي تفصح. وفي حديث آخر : الثيب يعرب عنها لسانها ، والبكر تستأمر في نفسها . وقال أبو عبيد : هذا الحرف جاء في الحديث يعرب ، بالتخفيف .وقال الفراء : إنما هو يعرب ، بالتشديد . يقال : عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم ، واحتججت لهم ؛ وقيل : إن أعرب بمعنى عرب . وقال الأزهري : الإعراب والتعريب معناهما واحد ، وهو الإبانة ؛ يقال : أعرب عنه لسانه وعرب أي أبان وأفصح . وأعرب عن الرجل : بين

عنه . وعرب عنه : تكلم بحجته . وحكى ابن الأثير عن ابن قتيبة : الصواب يعرب عنها ، بالتخفيف . وإنما سمي الإعراب إعراباً ، لتبيينه وإيضاحه ؛ قال : وكلا القولين لغتان

متساويتان ، بمعنى الإبانة والإيضاح . ومنه الحديث الآخر فإنما كان يعرب عما في قلبه لسانه . ومنه حديث التيمي : كانوا يستحبون أن يلقنوا الصبي ، حين يعرب ، أن يقول : لا إله إلا اللّه، سبع مرات أي حين ينطق ويتكلم. وفي حديث السقيفة : أعربهم أحساباً أي أبينهم وأوضحهم . ويقال : أعرب عما في ضميرك أي أبن . ومن هذا يقال للرجل الذي أفصح بالكلام : أعرب . وقال أبو زيد الأنصاري : يقال أعرب الأعجمي

إعراباً ، وتعرب تعرباً ، واستعرب استعراباً : كل ذلك للأغتم دون

الصبي . قال : وأفصح الصبي في منطقه إذا فهمت ما يقول أول ما يتكلم . وأفصح الأغتم إفصاحاً مثله . ويقال للعربي أفصح لي أي أبن لي كلامك . وأعرب الكلام ، وأعرب به : بينه ؛ أنشد أبو زياد :

وإني لأكني عن قذوربغيرها ، * وأعرب أحياناً ، بها ، فأصارح .

وعربه: كأعربه . وأعرب بحجته أي أفصح بها ولم يتقِّ أحداً ؛ قال الكميت : وجدنا لكم ، في آل حمِ ، آية ، * تأولها منا تقيٌّ معربُ

هكذا أنشده سيبويه كَمُكَلِّمٍ . وأورد الأزهري هذا البيت« تقي ومعرب» وقال : تقي يتوقى إظهاره ، حذر أن يناله مكروه من أعدائكم ؛ ومعرب أي مفصح بالحقِّ لا يتوقاهم . وقال الجوهري : معربٌ مفصحٌ بالتفصيل ، وتقيٌّ ساكتٌ عنهُ للتقيّة . قال الأزهري : والخطاب في هذا لبني هاشم ، حين ظهروا على بني أمية ، والآية قوله عز وجل : قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى . وعرب منطقه أي هذبه من اللحن . والإعراب الذي هو النحو إنما هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ . وأعرب كلامه إذا لم يلحن في الإعراب . ويقال : عربت له الكلام تعريباً ، وأعربت له إعراباً إذا بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة . وعرب الرجل (1)

(1 قوله« وعرب الرجل إلـخ »بضم الراء كفصح وزناً ومعنى وقوله وعرب إذا فصح بعد لكنة بابه فرح كما هو مضبوط بالأصول وصرح به في المصباح . )

يعرب عرباً وعروباً ، عن ثعلب ، وعروبة وعرابة وعروبية ، كفصح . وعرب إذا فصح بعد لكنة في لسانه . ورجل عريب معرب . وعرّبه : علمه العربية . وفي حديث الحسن أنه قال له البتّيُّ : ما تقول في رجل رعف في الصلاة ؟ فقال الحسن : إن هذا يعرب الناس ، وهو يقول رعف ، أي يعلمهم العربية

ويلحن ، إنما هو رعف . وتعريب الاسم الأعجمي : أن تتفوه به العرب على منهاجها ؛ تقول : عربته العرب ، وأعربته أيضاً ، وأعرب الأغتم ، وعرب لسانه ، بالضم ، عروبة أي صار عربياً ، وتعرب واستعرب أفصح ؛ قا ل الشاعر:

ماذا لقينا من المستعربين، ومن * قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا

وأعرب الرجل أي ولد له ولد عربي اللون . وفي الحديث : لا تنقشوا في خواتمكم عربياً أي لا تنقشوا فيها محمد رسول اللّه ، صلى اللّه عليه وسلم ، لأنه كان نقش خاتم النبي ، صلى اللّه عليه وسلم . ومنه حديث عمر ، رضي اللّه عنه : لا تنقشوا في خواتمكم العربية . وكان ابن عمر يكره أن ينقش في الخاتم القرآن . وعربية الفرس : عتقه وسلامته من الهجنة . وأعرب: صهل ، فعرف عتقه بصهيله . والإعراب : معرفتك بالفرس العربي من الهجين ، إذا صهل . وخيل عراب معربة ، قال الكسائي : والمعرب من الخيل : الذي ليس فيه عرق

هجين ، والأنثى معربة ؛ وإبل عراب كذلك ، وقد قالوا : خيل أعرب ، وإبل أَعربٌ ؛ قال :

ما كان إلا طلقُ الإهماد ، * وكرنا بالأعرب الجياد

<ص:590>

حتى تحاجزن عن الرواد ، * تحاجز الري ولم تكاد

حول الإخبار إلى المخاطبة، ولو أراد الإخبار فاتزن له ، لقال : ولم تكد . وفي حديث سطيح : تقود خيلاً عراباً أي عربية منسوبة إلى العرب . وفرقوا بين الخيل والناس ، فقالوا في الناس : عرب وأعراب ، وفي الخيل : عراب . والإبل

العراب ، والخيل العراب ، خلاف البخاتي والبراذين . وأعرب الرجل : ملك خيلاً عراباً ، أو إبلاً عراباً ، أو اكتسبها ، فهو معرب ؛ قال الجعدي :

ويصهل في مثل جوف الطويّ ، * صهيلاً تبين للمعرب

يقول : إذا سمع صهيله من له خيل عراب عرف أنه عربي . والتعريب : أن يتخذ فرساً عربياً . ورجل معربٌ : معه فرسٌ عربيٌّ . وفرسٌ معربٌ : خلصتْ عربيتهُ وعرّب الفرسَ :

بزَّغَهُ ، وذلك أنْ تنسفَ أسفلَ حافرهُ ؛ ومعناهُ أنهُ قدْ بانَ بذلك ما كان خفيّاً من أمرهِ ، لظهورهِ إلى مرآةِ العينِ ، بعد ما كان مستوراً ، وبذلك تُعرفُ حالهُ أصلبٌ هو أم رِخْوٌ ، وصحيح هو أم سقيم . قال الأزهريُّ : والتعريبُ ، تعريبُ الفرسِ، وهو أن يكوى على أشاعر حافره ، في مواضعَ ثمَّ يُبزَغُ بمَبْزِغٍ بَزْغَاً رفيقاً ، لا يؤثر في عصبه ليشتدّ أشعره . وعرب الدابة : بزغها على أشاعرها ، ثم كواها . والإعراب والتعريب : الفحش . والتعريب ، والإعراب ، والإعرابة ، والعرابة ، بالفتح والكسر: ما قبح من الكلام . وأعرب الرجل :تكلم بالفحش . وقال ابن عباس في قوله تعالى : فلا رفث ولا فسوق ؛ هو العرابة في كلام العرب . قال : والعرابة كأنه اسم موضوع من التعريب ، وهو ما قبح من الكلام . يقال منه : عربت وأعربت . ومنه حديث عطاء : أنه كره الإعراب للمحرم ، وهو الإفحاش في القول ، والرفث . ويقال : أراد به الإيضاح والتصريح بالهجر من الكلام . وفي حديث ابن الزبير :لا تحل العرابة للمحرم . وفي الحديث : أن رجلاً من المشركين كان يسب النبي ، صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له رجل من المسلمين : واللّه لتكفنَّ عن شتمه أو لأرحلنَّك بسيفي هذا ، فلم يزدد إلا استعراضاً ، فحمل عليه فضربه ، وتعاوى عليه المشركون فقتلوه . الإستعراب : الإفحاش في القول . وقال رؤبة يصف نساء : جمعن العفاف عند الغرباء ، والإعراب عند الأزواج ؛ وهو ما يستفحش من ألفاظ النكاح والجماع ؛ فقال :

والعرب في عفافة وإعراب

وهذا كقولهم : خير النساء المتبذلة لزوجها ، الخفرة في قومها . وعرب عليه : قبح قوله وفعله وغيره عليه ورده عليه . والإعراب كالتعريب . والإعراب : ردك الرجل عن القبيح . وعرب عليه : منعه . وأما حديث عمر بن الخطاب ، رضي اللّه عنه : ما لكم إذا رأيتم الرجل يخرق أعراض الناس ، أنْ لا تعربوا عليه ؛ فليس من التعريب الذي جاء في الخبر ، وإنما هو من قولك : عربت على الرجل قوله إذا قبحت عليه . وقال الأصمعي وأبو زيد في قوله : أن لا تعربوا عليه ، معناه أن لا تفسدوا عليه كلامه

وتقبحوه ؛ ومنه قول أوس ابن حجر :

ومثل ابن عثمٍ إنْ ذحولٌ تذكرت، * وقتلى تياس ،عن

صلاح ،تعرب

ويروى يعرب ؛يعني أن هؤلاء الذين قتلوا منا ، ولم نثئر بهم ، ولم نقتل الثأر ، إذا ذكر دماؤهم أفسدت المصالحة ومنعتنا

عنها . والصلاح : المصالحة . ابن الأعرابي : التعريب التبيين والإيضاح ، في قوله : الثيب تعرب عن نفسها ، أي ما يمنعكم أن تصرحوا له بالإنكار ، والرد عليه ، ولا تستأثروا . قال : والتعريب المنع والإنكار ، في قوله أن لا تعربوا أي لا تمنعوا . وكذلك قوله عن صلاح تعرب أي تمنع . وقيل : الفحش والتقبيح ، من عرب الجرح مصعب أبو عمار

علم اللغة

علم اللغة
هو: علم باحث عن مدلولات جواهر المفردات وهيئاتها الجزئية التي وضعت تلك الجواهر معها لتلك المدلولات بالوضع الشخصي وعما حصل من تركيب كل جوهر وهيئاتها من حيث الوضع والدلالة على المعاني الجزئية.
وغايته: الاحتراز عن الخطأ في فهم المعاني الوضعية والوقوف على ما يفهم من كلمات العرب
ومنفعته: الإحاطة بهذه المعلومات وطلاقة العبارة وجزالتها والتمكن من التفنن في الكلام وإيضاح المعاني بالبيانات الفصيحة والأقوال البليغة. فإن قيل: علم اللغة عبارة عن تعريفات لفظية والتعريف من المطالب التصورية وحقيقة كل علم مسائله وهي قضايا كلية أو التصديقات بها وأيا ما كان فهي من المطالب التصديقية فلا تكون اللغة علماً.
أجيب: بأن التعريف اللفظي لا يقصد به تحصيل صورة غير حاصلة كما في سائر التعاريف من الحدود والرسوم الحقيقية أو الاسمية بل المقصود من التعريف اللفظي: تعيين صورة من بين الصور الحاصلة ليلتفت إليه ويعلم أنه موضوع له اللفظ فما له إلى التصديق بأن هذا اللفظ موضوع بإزاء ذلك المعنى فهو من المطالب التصديقية لكن يبقى أنه حينئذ يكون علم اللغة عبارة عن قضايا شخصية حكم فيها على الألفاظ المعينة المشخصة بأنها وضعت بإزاء المعنى الفلاني والمسئلة لا بد وأن تكون قضية كلية.
واعلم: أن مقصد علم اللغة مبني على أسلوبين.
لأن منهم: من يذهب من جانب اللفظ إلى المعنى بأن يسمع لفظا ويطلب معناه.
ومنهم: من يذهب من جانب المعنى إلى اللفظ فلكل من الطريقين قد وضعوا كتبا ليصل كل إلى مبتغاه إذ لا ينفعه ما وضع في الباب الآخر.
فمن وضع بالاعتبار الأول فطريقه ترتيب حروف التهجي.
إما باعتبار أواخرها أبوابا وباعتبار أوائلها فصولا تسهيلا للظفر بالمقصود كما اختاره الجوهري في الصحاح ومجد الدين في القاموس.
وإما بالعكس أي: باعتبار أوائلها أبوابا واعتبار أواخرها فصولا كما اختاره ابن فارس في المجمل والمطرزي في المغرب.
ومن وضع بالاعتبار الثاني فالطريق إليه أن يجمع الأجناس بحسب المعاني ويجعل لكل جنس بابا كما اختاره الزمخشري في قسم الأسماء من مقدمة الأدب.
ثم إن اختلاف الهمم قد أوجب أحداث طرق شتى:
فمن واحد أدى رأيه إلى أن يفرد لغات القرآن.
ومن آخر إلى أن يفرد غريب الحديث.
وآخر إلى أن يفرد لغات الفقه كالمطرزي في المغرب.
وأن يفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم وما يجري مجراها كنظام الغريب والمقصود هو الإرشاد عند مساس أنواع الحاجات.
والكتب المؤلفة في اللغة كثيرة ذكرها صاحب كشف الظنون على ترتيب حروف الهجاء وألفت كتابا في أصول اللغة سميته البلغة وذكرت فيه كل كتاب ألف في هذا العلم إلى زمني هذا وذكر صاحب مدينة العلوم كتاب في هذا العلم وأورد لكل كتاب ترجمة مؤلفه وبسط فيها فليراجعه.
قال ابن خلدون: علم اللغة هو بيان الموضوعات اللغوية.
وذلك أنه لما فسدت ملكة اللسان العربي في الحركات المسماة عند أهل النحو بالإعراب واستنبطت القوانين لحفظها كما قلناه ثم استمر ذلك الفساد بملابسة العجم ومخالطتهم حتى تأدى الفساد إلى موضوعات الألفاظ فاستعمل كثير من كلام العرب في غير موضوعه عندهم ميلاً مع هجنة المتعربين في اصطلاحاتهم المخالفة لصريح العربية فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث فشمر كثير من أئمة اللسان لذلك وأملوا فيه الدواوين وكان سابق الحلبة في ذلك الخليل بن أحمد الفراهيدي ألف فيها كتاب العين فحصر فيه مركبات حروف المعجم كلها من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي وهو غاية ما ينتهي إليه التركيب في اللسان العربي وتأتي له حصر ذلك بوجوه عددية حاصرة.
وذلك أن جملة الكلمات الثنائية تخرج من جميع الأعداد على التوالي من واحد إلى سبعة وعشرين وهو دون نهاية حروف المعجم بواحد لأن الحرف الواحد منها يؤخذ مع كل واحد من السبعة والعشرين فتكــون سبعة وعشرين كلمة ثنائية ثم يؤخذ الثاني مع الستة والعشرين كذلك ثم الثالث والرابع ثم يؤخذ السابع والعشرون مع الثامن والعشرين فيكون واحدا فتكــون كلها أعدادا على توالي العدد من واحد إلى سبعة وعشرين فتجمع كما هي بالعلم المعروف عند أهل الحساب ثم تضاعف لأجل قلب الثنائي لأن التقديم والتأخير بين الحروف معتبر في التركيب فيكون الخارج جملة الثنائيات وتخرج الثلاثيات من ضرب عدد الثنائيات فيما يجمع من واحد إلى ستة وعشرين لأن كل ثنائية يزيد عليها حرفا فتكــون ثلاثية فتكــون الثنائية بمنزلة الحرف الواحد مع كل واحد من الحروف الباقية وهي ستة وعشرون حرفا بعد الثنائية فتجمع من واحد إلى ستة وعشرين على توالي العدد ويضرب فيه جملة الثنائيات ثم يضرب الخارج في ستة جملة مقلوبات الكلمة الثلاثية فيخرج مجموع تراكيبها من حروف المعجم وكذلك في الرباعي والخماسي فانحصرت له التراكيب بهذا الوجه ورتب أبوابه على حروف المعجم بالترتيب المتعارف واعتمد فيه ترتيب المخارج فبدأ بحروف الحلق ثم ما بعده من حروف الحنك ثم الأضراس ثم الشفة وجعل حروف العلة آخرا وهي: الحروف الهوائية.
وبدأ من حروف الحلق بالعين لأنه الأقصى منها فلذلك سمى كتابه بالعين لأن المتقدمين كانوا يذهبون في تسمية دواوينهم إلى مثل هذا وهو تسمية بأول ما يقع فيه من الكلمات والألفاظ ثم بين المهمل منها من المستعمل وكان المهمل في الرباعي والخماسي أكثر لقلة استعمال العرب له لثقله تلحق به الثنائي لقلة دورانه وكان الاستعمال في الثلاثي أغلب فكانت أوضاعه أكثر لدورانه.
وضمن الخليل ذلك في كتاب العين واستوعبه أحسن استيعاب وأوعاه وجاء أبو بكر الزبيدي وكتب لهشام المؤيد بالأندلس في المائة الرابعة فاختصر مع المحافظة على الاستيعاب وحذف منه المهمل كله وكثيرا من شواهد المستعمل ولخصه للحفظ أحسن تلخيص.
وألف الجوهري من المشارقة كتاب الصحاح على الترتيب المتعارف لحروف المعجم فجعل البداءة منها بالهمزة وجعل الترجمة بالحروف على الحرف الأخير من الكلمة لاضطرار الناس في الأكثر إلى أواخر الكلم وحصر اللغة اقتداء بحصر الخليل.
ثم ألف فيها من الأندلسيين ابن سيدة من أهل دانية في دولة علي بن مجاهد كتاب المحكم على ذلك المنحى من الاستيعاب وعلى نحو ترتيب كتاب العين وزاد فيه التعرض لاشتقاقات الكلم وتصاريفها فجاء من أحسن الدواوين. ولخصه محمد بن أبي الحسن صاحب المستنصر من ملوك الدولة الحفصية بتونس وقلب ترتيبه إلى ترتيب كتاب الصحاح في اعتبار أواخر الكلم وبناء التراجم عليها فكانا توأمي رحم وسليلي أبوة.
هذه أصول كتب اللغة فيما علمناه.
وهناك مختصرات أخرى مختصة بصنف من الكلم مستوعبة لبعض الأبواب أو لكلها إلا أن وجه الحصر فيها خفي ووجه الحصر في تلك جلي من قبل التراكيب كما رأيت.
ومن الكتب الموضوعة أيضا في اللغة: كتاب الزمخشري في المجاز بين فيه كل ما تجوزت به العرب من الألفاظ وفيما تجوزت به من المدلولات وهو كتاب شريف الإفادة.
ثم لما كانت العرب تضع الشيء على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظا أخرى خاصة بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحنا وخروجا عن لسان العرب.
واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه فقه اللغة وهو من آكد ما يأخذ به اللغوي نفسه أن يحرف استعمال العرب عن مواضعه فليس معرفة الوضع الأول بكاف في التركيب حتى يشهد له استعمال العرب لذلك وأكثر ما يحتاج إلى ذلك الأديب في فني نظمه ونثره حذرا من أن يكثر لحنه في الموضوعات اللغوية في مفرداتها وتراكيبها وهو أشد من اللحن في الإعراب وأفحش.
وكذلك ألف بعض المتأخرين في الألفاظ المشتركة وتكفل بحصرها وإن لم يبلغ إلى النهاية في ذلك فهو مستوعب للأكثر.
وأما المختصرات الموجودة في هذا الفن المخصوصة بالمتداول من اللغة الكثير الاستعمال تسهيلا لحفظها على الطالب فكثيرة مثل: الألفاظ لابن السكيت والفصيح لثعلب وغيرهما وبعضها أقل لغة من بعض لاختلاف نظرهم في الأهم على الطالب للحفظ والله الخلاق العليم لا رب سواه انتهى.
وذكر في مدينة العلوم من المختصرات: كتاب العين للخليل بن أحمد والمنتخب والمجرد لعلي بن حسن المعروف بكراع النمل والمنضد في اللغة المجرد.
ومن المتوسطات: المجمل لابن حسن الفارس وديوان الأدب للفارابي.
ومن المبسوطات: المعلم لأحمد بن أبان اللغوي والتهذيب والجامع للأزهري والعباب الزاخر للصغاني والمحكم لابن سيدة والصحاح للجوهري واللامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب والقاموس المحيط1 قال:
ومن الكتب الجامعة: لسان العرب جمع فيه بين التهذيب والمحكم والصحاح وحواشيه والجمهرة والنهاية للشيخ محمد بن مكرم بن علي وقيل: رضوان بن أحمد بن أبي القاسم.
ومن المختصرات: السامي في الأسامي للميداني والدستور ومرقاة الأدب والمغرب في لغة الفقهيات خاصة للمطرزي ومختصر الإصلاح لابن السكيت وكتاب طلبة الطلبة لنجم الدين أبي حفص عمر بن محمد ويختص بالفقهيات.
ومما يختص بغريب الحديث: نهاية الجزري والغريبين جمع فيه وبين غريب الحديث والقرآن
ومنهم من أفرد اللغات الواقعة في أشعار العرب وقصائدهم إلى غير ذلك انتهى.
وذكر تراجم اللغويين تحت الكتب المذكورة ومن أبسط الكتب في اللغة وأنفعها كتاب تاج العروس في شرح القاموس للسيد مرتضى الزبيدي المصري البلجرامي وبلجرام قصبة بنواحي قنوج موطن هذا العبد الضعيف. وكتاب المصباح ومختار الصحاح.
وفي كتابنا البلغة كفاية لمن يريد الإطلاع على كتب هذا العلم. 

عدل

(ع د ل) : (عِدْلُ) الشَّيْءِ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ مِنْ جِنْسِهِ وَفِي الْمِقْدَارِ أَيْضًا (وَمِنْهُ) عِدْلَا الْجَمَلِ (وَعَدْلُهُ) بِالْفَتْحِ مِثْلُهُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ أَوْ عَدْلَهُ مَعَافِرَ أَيْ مِثْلَهُ (وَهَذَا عَدْلٌ بَيْنَهُمَا) أَيْ مُتَعَادِلٌ مُتَسَاوٍ لَا فِي غَايَةِ الْجَوْدَةِ وَلَا فِي نِهَايَةِ الرَّدَاءَةِ (وَعَدَّلَ) الشَّيْءَ تَعْدِيلًا سَوَّاهُ (وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ) مِنْهُ لُقِّبَ عَمْرُو بْنُ جَعْفَرٍ الْمُعَدَّلُ مَوْلَى الدَّوْسِيِّينَ وَالْمُرَادُ بِتَعْدِيلِ أَرْكَانِ الصَّلَاةِ تَسْكِينُ الْجَوَارِحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقَوْمَةِ بَيْنَهُمَا وَالْقَعْدَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ.
(عدل) عدلا وعدولا مَال وَيُقَال عدل عَن الطَّرِيق حاد وَإِلَيْهِ رَجَعَ وَفِي أمره عدلا وعدالة ومعدلة استقام وَفِي حكمه حكم بِالْعَدْلِ وَيُقَال عدل فلَانا عَن طَرِيقه رجعه وعدله إِلَى طَرِيقه عطفه وَالشَّيْء عدلا أَقَامَهُ وسواه يُقَال عدل الْمِيزَان وَعدل السهْم وَالشَّيْء بالشَّيْء سواهُ بِهِ وَجعله مثله قَائِما مقَامه وَيُقَال عدل بربه عدلا وعدولا أشرك وَسوى بِهِ غَيره وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ثمَّ الَّذين كفرُوا برَبهمْ يعدلُونَ} وَعدل فلَانا بفلان سوى بَينهمَا والأمتعة جعلهَا أعدالا مُتَسَاوِيَة لتحمل وَفُلَانًا فِي الْمحمل ركب مَعَه وَالشَّيْء بالشَّيْء ساواه فَهُوَ عَادل

(عدل) عَدَالَة وعدولة كَانَ عدلا
عدل
هو عًدلٌ: أي مَرضِي. وهُمْ عَدْل، وإنْ شئتَ: عُدُوْلٌ. بين العَدَالَةِ والعُدُوْلَة. وهم أهْلُ المَعْدُوْل والمَعْدَلَةِ والمَعْدِلَة.
وعِدل الشيءِ وعَدلُه: نَظيرًه، وفي مثَل: " هما عِدْلا عَيْرٍ " أي مُسْتَويان، وعَدَلْتُه به، وهو يُعَادِلُه، وإنْ شئتَ: يَعْدِلُه.
والعِدْلانِ: الحِملانِ على الدابة. وعدلْتُ الأحْمَالَ: جَعَلْتها أعْدَالاً مُستًوَيةً.
وعَدَلَ بالله: كَفَرَ. وعَدَلْتُه عنه: أمَلْتُه. وعَدَلْتُ أنا عن الطَريق، وعَادَلْتُ أيضاً.
وانْعَدَلَ الطًرِيق: انْعَرَجَ. ويقولون للطَريقِ أيضاً: هو يَعْدلُ إلى مَكانِ كذا. والعَدِيْل: مَنْ يُعَادلكَ في المحْمِل. والعَدْلُ: الفِدَاء. فأما قوله: " لا يُقْبَلُ منها عَدْلٌ " فقيل: الفَرِيْضَةُ أيضاً فيه.
وعَدَلْتًه فاعْدَلَ: أقَضته فاسْتَوى.
والمُعْتَدِلَةُ من النوْق وغيرِها: المُتفِقَةُ الأعْضاءِ بعضها ببعضٍ. ولَيالي الصَفَريةِ أربعونَ لَيْلَةً، وتُسَمى المُعْتَدِلات. والعَدَوْلية: ضَرْب من السفن، وقيل: نُسِبَتْ إِلى عَدَوْلى: مَوْضِع.
والعَدوْليُّ: القَديم. وعُدَيْلُ بن الفَرْخَ: رَجُلٌ.
ع د ل

فرس معتدل الغرة، وغرة معتدلة وهي التي توسطت الجبهة ولم تمل إلى أحد الشقين. وجارية حسنة الاعتدال أي القوام. وهذه أيام معتدلات، غير معتذلات؛ أي طيبة غير حارّة. وفلان يعادل أره ويقسمه إذا دار بين فعله وتركه. وأنا في عدالٍ من هذا الأمر. وقطعت العدال فيه إذا صمّمت. قال ذو الرمة:

إلى ابن العامريّ إلى بلال ... قطعت بنعف معقلة العدالا

وقال:

إذا الهمّ أمسى وهو داء فأمضه ... فلست بممضيه وأنت تعادله وأخذ فلان معدل الباطل. وتقول: انظر إلى سوء معادله، ومذموم مداخله. وفلان شديد المعادل. وعدّل هذا المتاع تعديلا أي اجعله عدلين. ويقال لما يئس منه: وضع علي يدي عدل وهو اسم شرطيّ تبع. وتقول في عدول قضاة السوء: ما هم عدول، ولكنهم عدول: تريد جمع عدل كريود وعمور، وهو حكم ذو معدلة في أحكامه. وتقول العرب: اللهم لا عدل لك أي لا مثل لك، ويقال في الكفارة: عليه عدل ذلك. ولا قبل الله منك عدلاً أي فداء. وما يعدلك عندي شيء أي ما يشبهك. وعدلته عن طريقه. وعدلت الدابة إلى طريقها: عطفتها، وهذا الطريق يعدل إلى مكان كذا. وفي حديث عمر رضي الله عنه: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا ملت عدلوني كما يعدل السهم.
[عدل] العَدْلُ: خلاف الجَوَر. يقال: عَدَلَ عليه في القضيّة فهو عادِلٌ. وبسط الوالي عَدْلَهُ ومَعْدِلَتَهُ ومَعْدَلَتَهُ. وفلان من أهل المَعْدَلَةِ، أي من أهل العَدْلِ. ورجلٌ عَدْلٌ، أي رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة. وهو في الأصل مصدرٌ. وقومٌ عَدْلٌ وعُدولٌ أيضاً، وهو جمع عَدْلٍ. وقد عَدُلَ الرجلُ بالضم عَدالَةً. قال الأخفش: العِدْلُ بالكسر: المثل. والعدل بالفتح، أصله مصدر قولك: عَدَلْتُ بهذا عَدْلاً حسناً، تجعله اسماً للمِثْلِ، لتفرّق بينه وبين عدل المتاع، كما قالوا: امرأة رزان وعجز رزين، للفرق. وقال الفراء: العَدْلُ بالفتح ما عادَلَ الشئ من غير جنسه. والعدل بالكسر: المِثْلُ. تقول: عندي عِدْلُ غلامِك وعِدْلُ شاتِكَ، إذا كانَ غلاماً يَعْدِلُ غلاماً وشاةً تعدل شاةً. فإذا أردت قيمتَه من غير جنسه نصبت العين، وربَّما كسرها بعض العرب وكأنه منه غلطٌ. قال: وقد أجمعوا على واحد الأعْدُلِ أنه عِدْلٌ بالكسر. والعَديلُ: الذي يُعادِلُكَ في الوزن والقَدْر. يقال: فلانٌ يُعادِلُ أمره عِدالاً ويُقَسِّمُهُ، أي يُمَيِّلُ بين أمرين أيهما يأتي. قال ابن الرقاع: فإن يك في مناسهما رجاء فقد لقيت مناسمها العدالا والعدال: أن يقول واحدٌ فيها بقيةٌ، ويقول الآخر: ليس فيها بقيَّةٌ. وعَدَلَ عن الطريق: جارَ. وانْعَدَلَ عنه مثله. وعدل الفحل عن الابل، إذا ترك الضِراب. وعادَلْتُ بين الشيئين. وعَدَلْتُ فلاناً بفلان، إذا سويت بينهما. وتعديل الشئ: تقويمه. يقال عَدَّلْتُهُ فاعْتَدَلَ، أي قوَّمته فاستقام. وكلُّ مثقَّفٍ مُعْتَدِلٌ. وتَعْديلُ الشهود: أن تقول إنَّهم عُدولٌ. ولا يُقْبَلْ منها صَرْفٌ ولا عَدْلٌ. فالصَرفُ التَوبَةُ، والعدلُ: الفديةُ. ومنه قوله تعالى: (وإنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها) أي تَفْدِ كلَّ فِداءٍ. وقوله تعالى: (أوْ عَدْلُ ذلك صِياماً) أي فداء ذلك. والعادِلُ: المشركُ الذي يَعْدِلُ بربّه، ومنه قول تلك المرأة للحجاج: " إنك لَقاسِطٌ عادل ". وقولهم: " وضع فلان على يدى عدل "، قال ابن السكيت: هو العدل بن جزء بن سعد العشيرة، وكان ولى شرط تبع، وكان تبع إذا أراد قتل رجل دفعه إليه، فقال الناس: " وضع على يدى عدل "، ثم قيل ذلك لكل شئ يئس منه. والعدولية في شعر طرفة : سفينة منسوبة إلى قرية بالبحرين، يقال لها عدولى. والعدولى: الملاح.
ع د ل: (الْعَدْلُ) ضِدُّ الْجَوْرِ يُقَالُ: (عَدَلَ) عَلَيْهِ فِي الْقَضِيَّةِ مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَهُوَ (عَادِلٌ) . وَبَسَطَ الْوَالِي عَدْلَهُ وَ (مَعْدَلَتَهُ) بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا. وَفُلَانٌ مِنْ أَهْلِ (الْمَعْدَلَةِ) بِفَتْحِ الدَّالِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الْعَدْلِ. وَرَجُلٌ (عَدْلٌ) أَيْ رِضًا وَمَقْنَعٌ فِي الشَّهَادَةِ. وَهُوَ فِي الْأَصْلِ مَصْدَرٌ. وَقَوْمٌ (عَدْلٌ) وَ (عُدُولٌ) أَيْضًا وَهُوَ جَمْعُ عَدْلٍ. وَقَدْ (عَدُلَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ. قَالَ الْأَخْفَشُ: (الْعِدْلُ) بِالْكَسْرِ الْمِثْلُ وَ (الْعَدْلُ) بِالْفَتْحِ أَصْلُهُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: (عَدَلْتُ) بِهَذَا (عَدْلًا) حَسَنًا. تَجْعَلُهُ اسْمًا لِلْمِثْلِ لِتَفْرُقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ (عِدْلِ) الْمَتَاعِ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: (الْعَدْلُ) بِالْفَتْحِ مَا عَدَلَ الشَّيْءَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ وَ (الْعِدْلُ) بِالْكَسْرِ الْمِثْلُ تَقُولُ: عِنْدِي (عِدْلُ) غُلَامِكَ وَعِدْلُ شَاتِكَ إِذَا كَانَ غُلَامًا يَعْدِلُ غُلَامًا أَوْ شَاةً تَعْدِلُ شَاةً. فَإِنْ أَرَدْتَ قِيمَتَهُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ فَتَحْتَ الْعَيْنَ. وَرُبَّمَا كَسَرَهَا بَعْضُ الْعَرَبِ وَكَأَنَّهُ غَلَطٌ مِنْهُمْ. قَالَ: وَأَجْمَعُوا عَلَى وَاحِدِ (الْأَعْدَالِ) أَنَّهُ عِدْلٌ بِالْكَسْرِ. وَ (الْعَدِيلُ) الَّذِي يُعَادِلُكَ فِي الْوَزْنِ وَالْقَدْرِ. وَ (عَدَلَ) عَنِ الطَّرِيقِ جَارَ وَبَابُهُ جَلَسَ، وَ (انْعَدَلَ) عَنْهُ مِثْلُهُ. وَ (عَادَلْتُ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَ (عَدَلْتُ) فُلَانًا بِفُلَانٍ إِذَا سَوَّيْتُ بَيْنَهُمَا وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (تَعْدِيلُ) الشَّيْءِ تَقْوِيمُهُ، يُقَالُ: (عَدَّلَهُ تَعْدِيلًا فَاعْتَدَلَ) أَيْ قَوَّمَهُ فَاسْتَقَامَ وَكُلُّ مُثَقَّفٍ (مُعَدَّلٌ) . وَ (تَعْدِيلُ) الشُّهُودِ أَنْ تَقُولَ إِنَّهُمْ عُدُولٌ. وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا صَرْفٌ وَلَا (عَدْلٌ)
فَالصَّرْفُ التَّوْبَةُ وَالْعَدْلُ الْفِدْيَةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: 70] أَيْ وَإِنْ تَفْدِ كُلَّ فِدَاءٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: 95] أَيْ فِدَاءُ ذَلِكَ. وَ (الْعَادِلُ) الْمُشْرِكُ الَّذِي يَعْدِلُ بِرَبِّهِ. وَمِنْهُ قَوْلُ تِلْكَ الْمَرْأَةِ لِلْحَجَّاجِ: إِنَّكَ لَقَاسِطٌ عَادِلٌ. 
ع د ل : الْعَدْلُ الْقَصْدُ فِي الْأُمُورِ وَهُوَ خِلَافُ الْجَوْرِ يُقَالُ عَدَلَ فِي أَمْرِهِ عَدْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَعَدَلَ عَلَى الْقَوْمِ عَدْلًا أَيْضًا وَمَعْدِلَةً بِكَسْرِ الدَّالِ وَفَتْحِهَا وَعَدَلَ عَنْ الطَّرِيقِ عُدُولًا مَالَ عَنْهُ وَانْصَرَفَ وَعَدَلَ عَدْلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ جَارَ وَظَلَمَ وَعِدْلُ الشَّيْءِ بِالْكَسْرِ مِثْلُهُ مِنْ جِنْسِهِ أَوْ مِقْدَارِهِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَالْعِدْلُ الَّذِي يُعَادِلُ فِي الْوَزْنِ وَالْقَدْرِ وَعَدْلُهُ بِالْفَتْحِ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ غَيْرِ جِنْسِهِ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [المائدة: 95] وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ يُقَالُ عَدَلْتُ هَذَا بِهَذَا عَدْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا جَعَلْتُهُ مِثْلَهُ قَائِمًا مَقَامَهُ قَالَ تَعَالَى {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1] وَهُوَ أَيْضًا الْفِدْيَةُ قَالَ تَعَالَى {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا} [الأنعام: 70] وَقَالَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ» وَالتَّعَادُلُ التَّسَاوِي وَعَدَّلْتُهُ تَعْدِيلًا فَاعْتَدَلَ سَوَّيْتُهُ فَاسْتَوَى وَمِنْهُ.

قِسْمَةُ التَّعْدِيلِ وَهِيَ قِسْمَةُ الشَّيْءِ بِاعْتِبَارِ الْقِيمَةِ وَالْمَنْفَعَةِ لَا بِاعْتِبَارِ الْمِقْدَارِ فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْجُزْءُ الْأَقَلُّ
يُعَادِلُ الْجُزْءَ الْأَعْظَمَ فِي قِيمَتِهِ وَمَنْفَعَتِهِ.

وَعَدَّلْتُ الشَّاهِدَ نَسَبْتُهُ إلَى الْعَدَالَةِ وَوَصَفْتُهُ بِهَا.

وَعَدُلَ هُوَ بِالضَّمِّ عَدَالَةً وَعُدُولَةً فَهُوَ عَدْلٌ أَيْ مَرْضِيٌّ يُقْنَعُ بِهِ وَيُطْلَقُ الْعَدْلُ عَلَى الْوَاحِدِ وَغَيْرِهِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ وَجَازَ أَنْ يُطَابَقَ فِي التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ فَيُجْمَعُ عَلَى عُدُولٍ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَأَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
وَتَعَاقَدَا الْعَقْدَ الْوَثِيقَ وَأَشْهَدَا ... مِنْ كُلِّ قَوْمٍ مُسْلِمِينَ عُدُولًا
وَرُبَّمَا طَابَقَ فِي التَّأْنِيثِ وَقِيلَ امْرَأَةٌ عَدْلَةٌ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ وَالْعَدَالَةُ صِفَةٌ تُوجِبُ مُرَاعَاتُهَا الِاحْتِرَازَ عَمَّيْ يُخِلُّ بِالْمُرُوءَةِ عَادَةً ظَاهِرًا فَالْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنْ صَغَائِرِ الْهَفَوَاتِ وَتَحْرِيفِ الْكَلَامِ لَا تُخِلُّ بِالْمُرُوءَةِ ظَاهِرًا لِاحْتِمَالِ الْغَلَطِ وَالنِّسْيَانِ وَالتَّأْوِيلِ بِخِلَافِ مَا إذَا عُرِفَ مِنْهُ ذَلِكَ وَتَكَرَّرَ فَيَكُونُ الظَّاهِرُ الْإِخْلَالَ وَيُعْتَبَرُ عُرْفُ كُلِّ شَخْصٍ وَمَا يَعْتَادُهُ مِنْ لُبْسِهِ وَتَعَاطِيهِ لِلْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ وَحَمْلِ الْأَمْتِعَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِذَا فَعَلَ مَا لَا يَلِيقُ بِهِ لِغَيْرِ ضَرُورَةٍ قَدَحَ وَإِلَّا فَلَا. 
باب العين والدّال واللاّم معهما ع د ل- ع ل د- دلع مستعملات د ع ل- ل ع د- ل د ع مهملات

عدل: العَدْلَ: المَرْضيُّ من الناسِ قولُهُ وحُكْمُهُ. هذا عَدْلٌ، وهم عَدْلٌ، وهم عَدْلٌ، فإذا قلت: فهُمْ عدولٌ على العدّة قلت: هما عدلان، وهو عدلٌ بيّن العدل. والعُدُولَةُ والعَدْلُ: الحكْمُ بالحقّ. قال زهير :

متى يَشْتَجِرْ قومٌ يقلْ سَرَواتُهُمْ ... هُمُ بَيْنَنَا فَهُمْ رِضىً وهُمُ عدل

وتقول: هو يَعْدِلُ، أي: يحكُمُ بالحقّ والعدلِ. وهو حَكَمٌ عدلٌ ذو مَعْدَلَةٍ في حُكْمه. وعِدْل الشيء: نظيره، هو عِدْلُ فلانٍ. وعَدَلْتُ فلاناً بفلانٍ أعدِله به. وفلان يعادل فلاناً، وإن قلت: يَعْدِلُهْ فَحَسَنٌ. والعادِلُ: المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربّه. والعدلان: الحملان على الدّابّة، من جانبين، وجمعه: أعْدالٌ، عُدِلَ أحدهما بالآخر في الإستواء كي لا يرجح أحدهما بصاحبه. والعَدْلُ أن تَعْدِلَ الشيء عن وجهه فتميله. عَدَلْتُهُ عن كذا، وعَدَلْتُ أنا عن الطريق. ورجل عَدْلٌ، وامرأة عَدْلٌ سواء. والعِدْلُ أحدُ حِمْلَي الجَمَل، لا يقال إلا لِلحمل، وسمّي عِدْلاً، لأنّه يُسَوَّى بالآخر بالكيل والوزن. والعَديلُ الذي يُعادلك في المَحْملِ. وتقول: اللهم لا عدل لك، أي: لا مثل لك. ويقول في الكفّارة أَوْ عَدْلُ ذلِكَ

، أي: ما يكون مثله، وليس بالنّظير بعينه. ويقال: العَدْلُ: الفداء. قال الله [تعالى] لا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ

ويقال: هو هاهنا الفريضة. والعَدْلُ: نقيض الجَوْر. يقال عَدْلٌ على الرّعيّة. ويقال لما يؤكَلُ إذا لم يكن حارّاً ولا بارداً يضرّ: هو مُعْتَدِلٌ. وجعلت فلاناً عَدْلاً لفلانٍ وعِدلاً، كلّ يتكلّم به على معناه. وعَدَلْتُ فلاناً بنظيره، أعْدِلُهُ. ومنه: يقال: ما يعدلك عندنا شيء، أي: ما يقع عندنا شيء موقعك. وعَدَلْتُ الشيءَ أقمته حتى اعتدل. قال :

صَبَحْتُ بها القومَ حتّى امتسكت ... بالأرض أعْدِلُها أنْ تَميلا

أي: لئلاّ تميل. وعَدَلْتُ الدّابّة إلى كذا: أي: عطفتها فانعدلت. والعَدْل: الطريق. ويقال: الطريق يُعْدَلُ إلى مكان كذا، فإذا قالوا يَنْعَدِلُ في مكان كذا أرادوا الاعوجاج.

وفي حديث عمر: الحمدُ لله الذي جعلني في قومٍ إذا مِلْتُ عَدَلوني، كما يُعْدَلُ السّهمُ في الثقاف .

والمعتدلة من النّوق: الحسنة المتّفقة الأعضاء (بعضها ببعض) . والعَدَوْلِيّةُ: ضربٌ من السّفن نُسِبَ إلى موضعٍ يقال له: عَدَولاة، أُمِيتَ اسمه. قال حماس: وأرويه أيضاً: عَدْوَلِيّة من الاستواء والإعتدال. وغصنٌ معتدل: مستو. وو جارية حسنة الاعتدال، أي: حسنة القامة. والانعدال: الانعراج. قال ذو الرّمة :

وإنّي لأنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها ... حياءً ولو طاوعْتُهُ لم يُعادِل

أي: لم ينعدل. وقال طرفة في العَدَوْلِيّة :

عَدَوْلِيَةٍ، أو من سفينِ ابنِ يامِنٍ ... يَجُورُ بها الملاّحُ طوراً ويَهْتدي

علد: العَلْدُ: الصُّلْبُ الشّديدُ من كل شيء كأن فيه يُبْساً من صلابته. وهو الرّاسي الذي لا ينقاد ولا ينعطف. وسَيِّدٌ عِلْوَدٌ: رزين ثخين، قد اعلّود اعلودا. واعلوَّدَ الشيءُ إذا لزِمَ مكانَهُ فلم يقدرْ على تحريكه. قال رؤبة :

وعزُّنا عٌّز إذا توحّدا ... تثاقَلَتْ أركانُهُ واعْلَوَّدا

والعلَنْدَى: البعيرُ الضخم، وهو على تقدير فَعَنْلَى، فما زاد على العين واللام والدّال فهو فضل، والأنثى: علنداة، ويجمع علاندة وعلادَى وعَلَنْدَيات وعلاند، على تقرير قلانس. والعَلَنْداةُ: شجرةُ طويلةُ من العِضاهِ لا شوك لها. قال :

دُخانُ العَلَنْدَى دونَ بَيْتِيَ مِذْوَدُ

دلع: دَلَعَ لسانُهُ يَدْلَعُ دَلْعاً ودُلوعاً، أي: خرج من الفمِ، واسترخى وسقط على عَنْفَقَتِهِ، كلَهَثانِ الكلب، وأدلعه العطش ونحوه، وانْدَلَعَ لِسانَه. قال أبو العتريف الغَنَويّ يصفُ ذئباً طرده حتّى أعيا ودَلَعَ لسانُه :

وقلّص المشفر عن أسنانه ... ودَلَعَ الدالعُ من لسانه

وفي الحديث : إنَّ الله أَدْلَعَ لسانَ بَلْعَمَ، فَسَقَطَتْ أَسَلَتُه على صدرِه.

ويقال للرّجلِ المُنْدَلِثِ البطنِ أمامَه: مُنْدَلِع البطن. والدّليعُ: الطّريق السّهل في مكانٍ حَزْنٍ لا صَعُودَ فيه ولا هَبُوط، ويُجْمَعُ: دلائع. 
[عدل] فيه: "العدل" تعالى الذي لا يميل به الهوى فيجوز، وهو مصدر سمي به مبالغة. وح: صرفًا ولا "عدلًا"- مر في ص. وفي ح: قارئ القرآن وصاحب الصدقة ليست لهما "بعدل"، هو بالكسر والفتح بمعنى المثل، وقيل: بالفتح ما عادله من جنسه وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس. ط: من حالم دينار أو "عدله"، أي ما يساويه، فتحوا عينه للفرق بينه وبينه بمعنى المثل، والحالم البالغ. نه: ومنه ح: قالوا: ما يغني عنا الإسلام وقد "عدلنا"، أي أشركنا به وجعلنا له مثلًا. ومنه ح: كذب "العادلون" بك، إذ شبهوك بأصنامهم. ط: ومنه: لا "نعدل" به شيئًا، أي لا نساوي بالله شيئًا. مد: "لا يؤخذ منها "عدل"" أي فدية. ك: ومنه: "ثم الذين كفروا بربهم "يعدلون"". وفيه: "عدل" ذلك، مثله، فإذا كسر عدل فهو زنته، أي هو بفتح عين مثله- بكسر ميم، وبكسر عين بمعنى زنة ذلك أي موازنة قدرًا، وكسر مجهولًا، وفي بعضها: كسرت عدلًا- بتاء خطاب. وح: "عدل" عشر رقاب- بالفتح، أي مثلها. در: أي مثلالصفات؛ وقيل: ثوابه يضاعف بقدر ثواب ثلثه بغير تضعيف. وقيمة "عدل"، أي لا زيادة ولا نقص. و"تعدل" بين اثنين صدقة، أي صلحه بينهما بالعدل، فهو مبتدأ بتأويل مصدر. ط: حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما "يعدل" به، أي يقابل بالنوم أي غلب النوم حتى صار أحب من كل شيء. وح: "فعدلني" كذلك من وراء ظهري، هو بخفة دال أي صرفني كذلك أي أخذ بيدي من وراء، وفيه جواز الإمامة في النفل، قوله: فأخذ بيدينا أي أخذ بيمينه شمال أحدهما وبشماله يمين الآخر فدفعهما أي أخرهما. وح: فجلس وسطنا "ليعدل" بنفسه لنا، أي يسوي نفسه ويجعلها عديلة مماثلة لنا بجلوسه فينا تواضعا ورغبة فيما نحن فيه. وح: و"يعدلان" قال: نعم، أي نعم ساوى الدائن المنافق لأن الرجل إذا غرم كذب وأخلف الوعد، والفقير الذي لم يصبر على فقره أسوء حالًا من الدائن وقد كاد الفقر أن يكون كفرًا. وح: "فيعدل" ما هم فيه، أي يماثل جوعهم ما يكون عليهم من العذاب في الألم. غ: "فلا تتبعوا الهوى "أن تعدلوا"" أي فرارًا عن إقامة الشهادة، أو لتعدلوا نحو لا تتبعن الهوى لترضي ربك.
عدل: عدل. أعْدلُ منحوضاً: وردت في شعر الشنفري (دي ساسي طرائف 2: 139) أي أضع رأسي على ذراع ذهب لحمه. ويزعم دي ساسي أن أعدل معناها أسوي حسب قول أهل اللغة وإن الشاعر أراد أن يقول أضع رأسي على وسط ذراعي الناحل (دي ساسي طرائف 2: 378 - 379). عدل: حَسْن جعله أحسن (بوشر).
عدل كرسياً: قوَّم كرسياً (بوشر).
عدل: رصّع بالذهب أو الفضة (الكالا) = حلَّى ولعل الفعل عدَّل الذي كتبه عدل دون تشديد الدال.
عدل الى: رجع الى، اختار، ففي طرائف دي ساسي (2: 264): عدل إلى لون الخضرة.
عدل عن: رجع عن، انقطع عن، توقف عن، اقلع عن، تخلى عن، يقال مثلاً: عدلت عن الرواح إلى عنده.
عدل الشيء بالشيء: ساواه (ويجرز ص48) وقيل فيه: نَعِدل كما في مخطوطة ا.
عدَّل (بالتشديد): رتّب، نسَّق، حسَّن، أصلح، زيَّن (الكالا) وهو يذكر هذا الفعل بدال غير مشددة. غير إنه يريد به عدّل بالتشديد ويؤيد هذا ذكره المصدر واسم الفاعل والمفعول من الفعل عدَّل. وعدَّل أيضاً من مصطلح الطب ففي شكوري (ص187 ق): فأخذت في تدبير ذلك الخلط بالتعديل والإنضاج.
عدل: نحت حجراً وسوّاه (المقري 1: 346، 373).
عَدَّل: ضبط الآلة الموسيقية ودوزنها (بوشر).
عدَّل: لاحم، قرن، وصل بين شيئين، وتعديل: وصل بين شيئين في نفس الاستواء، أو وصل بين القديم والجديد (بوشر).
عَدَّل: سوّى، ساوى. وجعل السطح مستوياً مسنقيماً (المقري 1: 270، ابن العوام 1: 12، 134).
عَدَّل: بمعنى قاد سفينة وهو ما ذكره فريتاج من غير اعتماد على نص، موجود في كليلة ودمنة (27).
عَدَّل: وزن، ففي المستعيني (مادة ودع): وقد يصنع منه مثاقيل للتعديل.
عدل: وازن بين شيئين يحل أحدهما محل الأخر (بوشر).
عَدَّل: يقال في مصطلح التنجييم تعديل الكواكب بالحسبان. أي: حسب مواقع النجوم (المقدمة 1: 204).
ويقال: المعدّلون لحركات الكواكب (تاريخ البربر 2: 282).
كوكب تعديلها لا يبرح عن منزل السعد: نجم طالعه لا يبرح منزل السعد (ابن بطوطة 1: 68).
عدَّلت طالع ولايته: فحصت عن طالع نجمه حين تولى القضاء (ابن بطوطة 1: 35).
وانظر: تعديل ومُعَدّل.
عَدَّل: اعتمد الهاجرة الأصلية لقياس طول الأمكنة (معجم الادريسي).
عَدَّل أحداً عن المناهي: هداه إلى الدين، أعاده إلى التعبد، حوله عن المناهي (بوشر).
عَدّلَه: جعله عَدْلاً، أي زكاه فصار من جملة الشهود العدول. (مملوك 2، 2: 112).
عَدَّل: لا تستعمل فقط. بمعنى تعديل الشهود أي تزكيتهم لقبول شهادتهم، بل تستعمل أيضاً في تعديل الرواة (المقدمة 3: 271).
عَدَّل: في بيت الأغاني في الكلام عن موعد (ص66) تقول العاشقة: اضرب لنا أجَلاً نُعِدّله. وأنا لا أجرؤ على القول أن ترجمة كوز جارتن له، وهي: عينّ لنا مدة معلومة نحسب لها حسابها في المستقبل ترجمة جيدة.
عَدَّل: انظر ألكالا في مادة عَدّل.
عادل: قاس طول مُنحن، قوّم المنحني وسدّده، وجعله مستقيماً وعدّله (بوشر).
عادَل: عدَّل (الكالا) بالمعنى الأول الذي ذكرته.
أَعْدَل: أزال مفعوله، إندال تأثيره.
يقال: أعد الملح. (بوشر).
أعدل: ما ذكر فريتاج لهذا الفعل من غير سند ويبدو لي مشكوكاً فيه، وقد ذكره صاحب محيط المحيط. ولعل لم يفعل إلا أن ترجم ما ذكره فريتاج.
تعدَّل: تحسَّن، صار أجود وأفضل. ويقال: تعدَّل الطقس: عاد إلى الصحو (بوشر).
تعدَّل: صار من الشهود العدول. (محلوك 2، 2: 113).
تعادَل: تساوي. ويقال: تعادل عدد من الناس تساووا فيما بينهم (أماري ديب ص233).
وفي دي ساسي (ديب 11: 9): سواء وتعالاً في ربطه وإبرامه. وقد ترجمها الناشر بما معناه: مع معادل ومساو تام له في المبادلة والتكافؤ.
انعدل: تقوّم، أصلح، تهذّب. (بوشر).
انعدل له الريح: هو مدفوع نحو النجاح.
ومجازاً: صار في رَخاء ورفاهية وازدهار (بوشر).
اعتدل. اعتدل الهواء: يعني غالباً عند مؤلفي القرون الوسطى أن الهواء أو الطقس معتدل، لطيف. وفي معجم بوشر: تحسن الجو ولَطُف.
اعتدل الخمرة: قتلها، مزجها بالماء (ألكالا) اعتدل: تواضع (ألكالا).
استعدل: تحسّن، صار حسناً، صار جيداً (بوشر).
استعدل مزاجه: تعافى، برى، أبل من مرضه، شفي، استعاد صحته (بوشر).
عدْل: قل عدل (قَلَّ عدلاً) على: شتم، سبَّ أهان. (بوشر).
عَدَّل: مستقيم، قويم، سَوِيّ. (بوشر).
عَدْل: مستقيم، قويم، سَوِيّ (بوشر).
عَدْل: مباشرة، رأساً (بوشر).
عَدْل: عموديّ، قائم، رأسي (بوشر).
عدلاً: مستقيماً، قويماً، سوياً (بوشر).
عدلاً: مكتوبة على الدراهم معناها صحيحة الوزن (زيشر 9: 833).
عَدْل: حَكم، وسيط (مملوك 2، 2: 111) العَدْل: العدول وهم مساعدو القاضي ومعاونوه.
ويقومون بأذن من القاضي بوظيفة الشهود على التعهدات والسندات والتعاقدات بين الجمهور. ويختمون هذه بأختامهم، يؤدون الشهادة إذا ما حصل خلاف أو خصومة حولها. ولهم في كل مدينة كبيرة مكتب يقصده من يريد أن يتعاقد مشافهة أو كتابة. فإذا أريد التعاقد كتابة فان العدل هو الذي يكتب العقد. ولكي يكون صالحاً لهذا فيختار له ولا يكفي أن يكون متبحراً في علوم الشريعة التي تتصل بالتعاقد والتعهدات فقط، بل يجب أن يكون معروفاً بأنه رجل صالح ومستقيم صاحب ذمة، وعنيف لا يقبل رشوة. ويراقب مساعديه وأعوانه هؤلاء الذين تستند وظيفتهم على أية من القرآن الكريم (2: 282).
(انظر دي سلان ترجمة ابن خلكان 2: 367، مملوك 2،2: 111).
ريح عدل: ريح مؤاتية (بوشر).
ساعة عدل: ساعة معتدلة (ألكالا). وهي الجزء الرابع والعشرون من الوقت ما بين شروق الشمس وشروقها التالي. ولم يستعمل القدماء الا ساعات الوقت (انظر مُعْتَدل) وكان العرب أول من وضع الساعات المعتدلة. (سيدلّو ص 28).
عِدْل: أحسن لين تفسيرها، وتستعمل بمعنى جُوالق كبير (ألكالا)، وجوالق كبير للحبوب والدقيق (بوشر، أبن العوام 1: 22676: 58) وهي عند البكري (ص101) كلمة مؤنثة وهذا غريب.
عَدُول: شريط لضفيرة الشعر (ألكالا).
عُدُول: هي مفرد عند (ألكالا) بمعنى عَدْل.
عَدِيل: من يعادل أو يوازن في المحمل. (ابن بطوطة 3: 19).
عَدِيل: قويم، سوىّ، مستقيم (بوشر). عَدِيل: حسن، صالح، طيّب، جيّد (بوشر).
عَدِيل: زوج الأخت، وأخو الزوج، ومن تزوج أخت الزوجة. (بوشر، محيط المحيط).
عَدَالَة: ضرب من ميزان صغير من الخشب لوزن الدراهم. ففي توريس (ص84): ويستعملون لوزن الدراهم ميزاناً صغيراً من الخشب يسمونه عدالة، وقد صنع بحيث توزن فيه ست قطع مرة واحدة. ويكتب هوست (ص281 - 281) هذه الكلمة: عَدِيله: وفيه صورة هذا الميزان (لوحة 17 رقم 7) عَدِيلَة، وجمعها عدائل: تدل على نفس معنى عدل أي نصف الحمل (محيط المحيط).
عَدِيلَة: جوالق أو غرارة كبيرة للحبوب والدقيق. (بوشر، ابن بطوطة 2: 159، بارت 5: 713) وقد أخطأ بارت فكتبها غَدِيَلة وقال إنها كلمة بربرية وقد فسرها ببالة، طَرْد، رزمة.
عَدِيَلة: زوجة الأخ، وأخت الزوج، وأخت الزوجة. (بوشر).
عَدِيَلة: انظرها في مادة عَدَالَة.
تَعْدِيَل. تعديل المزاج: شفاء، ابلال من المرض، استعادة الصحة (بوشر).
تَعْدِيل: تحديد موقع النجوم في وقت معين. (المقدمة 3: 107) ومن هذا قيل: أهل التعديل أي المنجمون. (المقري 1: 369، تقويم ص1، 38).
تعديل القرانات الانتقالية: علم التنجيم الفضائي.
(ملّر نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 9). ويقال أيضاً: صناعة التعديل (عباد 2: 165، 3: 224، القه ي 1: 807، 3: 40).
وفي كتاب الخطيب (ص33 ق): وله بصر بصناعة التعديل وجداول الأبراج وتدرُّب في احكام النجوم.
ويحار المرء أحياناً بترجمتها بما معناه علم التنجيم أو بما معناه علم الفلك وعلم الهيئة لأنهم كانوا يخلطون بينهما في القرون الوسطى.
تَعْدِيل: قطيع من الدواب ربطت إحداهما وراء الأخرى. (ألكالا).
مَعْدِل: مقابلة، مقارنة، موازنة، مضاهاة. (بوشر).
معدل حساب: ميزان حساب، كشف الحساب الأخير. (بوشر).
مُعَدَّل: (الفخري ص341، كرتاس ص157) = شاعِدُ مُعَدَّل (ألفخري ص372) = عَدْل.
معدل النهار والليل: اعتدالَ الربيع أو الخريف. (بوشر).
دائرة معدل النهار: خط الاعتدال الربيعي أو الخريفي (المقدمة 1: 74، 75، 82) وفي معجم فوك: خَطّ، مُعَدَّل النهار. وأري أن النقطة بعد كلمة خط زائدة. وهو يريد أن يقول خط الاعتدال الربيعي أو الخريفي المسمى معدل النهار عند ياقوت (1: 15، 20، 26، 42، 43) وليس يريد به مدار انقلاب الشمس الصيفي أو الشتائي.
مُعَدّل: منجم أو فلكي. ففي بسّام (3: 86و): أربع روميات -وهُنَّ الآن- معدّلات نجوميّات.
اعتدال: نَصَف، نزاهة، تجرّد (المقدمة 1: 56).
اعتدال النهار والليل: تساوي النهار والليل في الربيع وفي الخريف (بوشر) واعتدال فقط (محيط المحيط، ألكالا)، ابن العوام 1: 63، 354).
اعْتدِاليّ: متعلق باعتدال الربيع أو الخريف (بوشر).
الإقليم الاعتدالي: المنطقة المعتدلة الحرارة من الأرض. (الثعالبي لطائف ص105= ياقوت 1: 686).
مُعْتَدِل: ساعة من الزمان (ألكالا). ومدة ساعات الزمان تختلف باختلاف زيادة مدة النهار أو نقصها (سديلر ص28). وانظرها في مادة عَدْل.
مُتَعادلان: عددان متساويان، وقد يطلق على عددين مجموع أجزاء أحدهما الفردة مساويا لمجموع أجزاء الآخر. (محيط المحيط).
الْعين وَالدَّال وَاللَّام

العَدْل: مَا قَامَ فِي النُّفوس أَنه مُسْتَقِيم. وَهُوَ ضدُّ الْجور. عَدَل يعْدِل عَدْلاً وَهُوَ عادلٌ من قوم عُدُولٍ وعَدْلٍ. الأخيرةُ اسمٌ للْجمع كتَجْرٍ وشَرْبٍ.

وَرجل عَدْلٌ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ، وعَلى هَذَا لَا يُثَنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنَّث، فَإِن رأيتَه مجموعا أَو مثَنًّى أَو مؤنثا فعلى أَنه قد أُجْرِىَ مُجْرىَ الْوَصْف الَّذِي لَيْسَ بمصدر. وَقد حكى ابْن جنيّ: امرأةٌ عَدْلَةٌ. أنثَّوا الْمصدر لما جَرَى وَصفا على الْمُؤَنَّث. وَقَالَ ابْن جنيّ: قَوْلهم: رجلٌ عَدْلٌ وَامْرَأَة عَدْلٌ، إِنَّمَا اجْتمعَا فِي الصفّةِ المذكَّرةِ لِأَن التَّذْكِير إِنَّمَا اتاها من قِبَل المصدريَّة، فَإِذا قيل: رجلٌ عدلٌ فَكَأَنَّهُ وُصِفَ بِجَمِيعِ الجِنْس مُبَالغَة كَمَا تَقول: استولى على الفَضْل، وَحَازَ جَمِيع الرّياسة والنُّبْل. وَنَحْو ذَلِك، فَوُصِفَ بالجِنْسِ أجَمَعَ تمكينا لهَذَا الْموضع وتوكيداً. وَجعل الإفرادُ والتذكيرُ أمارَةً للمصدرِ الْمَذْكُور، وَكَذَلِكَ القولُ فِي خَصْمٍ ونحوِه مِمَّا وُصِفَ بِهِ من المصادر. فَإِن قلتَ: فَإِن لفظ المصدرِ قد جَاءَ مؤنَّثا نحوَ الزِّيَادَة والعِيادة والصَّولة والجُهُومة والَمحْمِيةِ والَموجدةِ والطَّلاقة والبَساطة وَنَحْو ذَلِك، فَإِذا كَانَ نفسُ الْمصدر قد جَاءَ مؤنَّثا فَمَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ ومحمولٌ بالتأويل عَلَيْهِ احْجَى بتأنيثه. قيل: الأصلُ لقوَّته أَحمْلُ لهَذَا الْمَعْنى من الفَرْع لضعفِه، وَذَلِكَ أنّ الزّيادة والعِيادةَ والجُهومة والطَّلاقةَ ونحوَ ذَلِك مصادرُ غيرُ مَشْكُوك فِيهَا، فَلَحاق التَّاء لَهَا لَا يُخْرِجها عَمَّا ثَبتَ فِي النَّفْس من مصدريتَّها، وَلَيْسَ كَذَلِك الصّفة، وَلِأَنَّهَا لَيست فِي الْحَقِيقَة مصدرا، وَإِنَّمَا هِيَ متأوَّلةٌ عَلَيْهِ ومردودةٌ بالصَّنْعَةِ إِلَيْهِ، فَلَو قيل: رجلٌ عَدْلٌ وامرأةٌ عَدْلةٌ - وَقد جَرَتْ صفة كَمَا ترى - لم يُؤْمَن أَن يُظَنَّ بهَا أَنَّهَا صِفَةٌ حَقِيقِيَّة كصَعْبةٍ من صَعْبٍ، ونَدْبَةٍ من نَدْبٍ، وفخْمة من فَخْم، فَلم يكن فِيهَا من قُوَّة الدَّلالةِ على المصدريَّةِ مَا فِي نَفْس المصدرِ نَحْو الجُهومِة والشُّهُومة والخَلاقِة. فالأصول لقُوَّتِها يُتَصرَّفُ فِيهَا، والفروعُ لضَعْفها يُتَوَقَّفُ بهَا ويُقْتَصَرُ على بعض مَا تُسَوّغُه الْقُوَّة لأُصولها. فإنْ قلت: فقد قَالُوا: رَجُلٌ عَدْلٌ، وَامْرَأَة عَدْلَةٌ، وفرسٌ طَوْعَةُ القِيادِ. وقولُ أُمَيَّة:

والحَيَّةُ اْلحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أخْرَجَها ... مِنْ بَيْتِها آمِناتُ الله والكَلِمُ

قيل: هَذَا قد خرجَ على صُورة الصّفةِ، لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدُوا كلَّ البُعْد عَن أصْلِ الوصْف الَّذِي بابُه أَن يَقعَ الفرْقُ فِيهِ بينَ مُذكَّرِه ومؤنَّثه، فجَرى هَذَا فِي حِفْظ الْأُصُول والتَّلَفُّتِ إِلَيْهَا للمباقاةِ لَهَا والتنبيه عَلَيْهَا مَجْرَى إِخْرَاج بعض المعْتلّ على أَصله. نَحْو اسْتَحْوَذَ وضَنِنُوا. ومَجْرَى إِعْمَال صُغْته وعُدْته وَإِن كَانَ قد نُقِل إِلَى فَعُلْتُ لمَّا كَانَ أَصله فَعَلْتُ. وعَلى ذَلِك أنَّث بعضُهم فَقَالَ: خَصْمَةُ وضَيْفةَ وَجمع فَقَالَ:

يَا عَين هَلاَّ بكَيْتِ أرْبَدَ إذْ ... قُمْنا وَقَامَ الخصومُ فِي كَبَدِ

وَعَلِيهِ قولُ الآخر:

إِذا نَزَل الأضيافُ كَانَ عَذَوَّرًا ... على الحَيّ حَتَّى تَستقِلَّ مَرِاجِلُهْ

والعَدَالة والعُدُولة والمَعْدَلة والمَعْدِلةُ، كُلُّه: الَعدْل.

وعدَّلَ الحُكْمَ: اقامه.

وعدَّل الرَّجُلَ: زَكَّاهُ.

والعَدَلةُ والعُدَلَة: المُزَكُّونَ، الأخيرةُ عَن ابْن الأعرابيّ.

وعَدَّلَ الموازينَ والمكاييلَ: سَوَّاها.

وعَدَل الشيءُ الشيءَ يَعْدلِهُ عَدْلاً، وعادَلَه: وَازَنَه.

والعَدْلُ والعِدْل والعَدِيلُ: النَّظيرُ والمِثل، وَقيل: هُوَ المِثلُ وَلَيْسَ بالنَّظير عَيِنْهِ. وَفِي التَّنْزِيل: (أوْ عَدْلُ ذلكَ صياما) . وَقَالَ مُهَلْهِلٌ:

على أنْ لَيْسَ عَدْلاً من كُلَيْبٍ ... إذَا بَرَزَتْ مُخَبَّأةُ الخُدُوِر

وقولُ الأعلم:

مَتى مَا تَلْقَنِي وَمَعِي سلاحي ... تُلاقِ الموتَ لَيْسَ لَهُ عَدِيلُ

يَقُول: كأنَّ عَدِيلَ الْمَوْت فَجْأتُهُ. يُرِيد: لَا مَنْجى مَعَه، وَالْجمع أعدالٌ وعُدَلاءُ.

وعَدَل الرَّجُلَ فِي المَحْمِلِ وعادَلَه: ركب مَعَه.

وعديلُك: المعادِلُ لَك.

والعِدْل: نِصفْ الحِمْل يكون على أحَدِ جَنْبَيِ البعيرِ، وَالْجمع أعدالٌ وعدُوُل، عَن سِيبَوَيْهٍ. وفرَّق سِيبَوَيْهٍ بَين العِدْلِ والعَدِيل، فَقَالَ: العِدْل من الْمَتَاع خاصَّةً والعَدِيلُ من النَّاس.

وشَرِبَ حَتَّى عَدَّلَ، أَي صَار بطْنُه كالعِدل.

وَوَقع المصطرعِانِ عدلي عير إِذا وَقعا مَعًا لم يصرع أَحدهمَا الآخر.

والعدَيِلتان: الغِرَارتَان، لِأَن كل واحدةٍ مِنْهُمَا تُعادل صاحِبَتَها.

والاعتدال: تَوَسُّطُ حالٍ بَين حالَين فِي كَمّ أَو كَيْفٍ، كَقَوْلِهِم: جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ: بَين الطُّول وَالْقصر. وماءٌ معتدِلٌ: بَين الْبَارِد والحارّ. وَيَوْم معتدل: طَيِّبُ الْهَوَاء، ضد مُعْتَذِل بِالذَّالِ، وَقد عدَّله.

وكل مَا تناسب: فقد اعتدل.

وكلُّ مَا اقمتَه فقد عَدّلْتَه. وَزَعَمُوا أنَّ عمر ابْن الخطَّاب رَضِي الله عَنهُ قَالَ: " الْحَمد لله الَّذِي جعلني فِي قوم إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كَمَا يُعْدَل السَّهْمُ فِي الثِّقافِ "، قَالَ:

صَبَحْتُ بهَا القَوْمَ حَتَّى امتْسَكَ ... تُ بالأرْضِ أعْدِلُها أنْ تَمِيلا

وعَدَّله كعَدَله.

واعتدل الشِّعْرُ: اتَّزَنَ واستقام، وعدَّلتُه أَنا، وَمِنْه قولُ أبي عليّ الفارسيّ: لِأَن المُرَاعَي فِي الشِّعر إِنَّمَا هُوَ تَعْديل لاجزاء.

وقوُلهم: لَا يُقْبَل لَهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ، قيل: العَدْلُ: الفِداءُ. وَمِنْه قولهُ تَعَالَى: (وإنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ) وَقيل: العَدْلُ: الكَيْل. وَقيل: العَدْلُ: المِثْلُ، وأصْلهُ فِي الدِّيةِ، يُقَال: لم يَقْبَلوا مِنْهُم عَدْلا وَلَا صَرْفا، أَي لم يَأْخُذُوا مِنْهُم دِيةً وَلم يَقْتُلوا بقتيلهم رجُلا وَاحِدًا أَي طلبُوا مِنْهُم أَكثر من ذلكَ، وَقيل: العَدْلُ الْجَزَاء، وَقيل: الفريضةُ، وَقيل: النَّافلةُ. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الَعدْلُ: الاستقامةُ. وَسَيَأْتِي ذِكْرُ الصَّرْفِ فِي مَوْضِعه.

وعَدَل عَن الشَّيْء يَعْدِل عَدْلاً وعُدُولا: حادَ.

وعَدَل إِلَيْهِ عُدُولا: رَجَعَ.

ومالَهُ مَعْدِلُ وَلَا مَعْدُولٌ: أَي مَصرِف.

وعَدَل الطَّريقُ: مَال.

وقوُل أبي خِرَاشٍ: على أنَّنِي إذَا ذَكَرْتُ فِرَاقَهُمْ ... تَضِيقُ علىَّ الأرْضُ ذاتُ المَعادِلِ

أَرَادَ: ذاتَ السَّعَة يُعْدَلُ فِيهَا يَمينا وشمِالا من سَعَتِها.

وانْعَدَل وعادل: اعْوَجّ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

وَإِنِّي لأُنْحي الطَّرْفَ مِن نحوِ غَيرِها ... حَياءً ولَو طاوَعْتُهُ لم يُعادِلِ

والعِدَال: أَن يَعْرِضَ لَك أمْران فَلَا تَدري إِلَى أيِّهما تَصِير. فَأَنت تُرَوّي فِي ذَلِك، عَن ابْن الأعرابيّ، وَأنْشد:

وذُو الَهمّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أمْرِه ... إِذا لم تُمَيِّثْهُ الرُّقَي ويُعادِلُ

وعَدَل الفَحْلَ عَن الضِّرِابِ فانعَدَل: نَحَّاه فتنحَّى. قَالَ أَبُو النَّجْم:

وانْعَدَل الفَحلُ ولمَّا يُعْدَلِ

وعَدَل بالِلّهِ يَعْدِل: أشْرَكَ.

وَقَوْلهمْ للشيءِ إِذا يِئُسِ مِنْهُ: وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ. هُوَ الَعدْل بن جزْءِ بنِ سَعْدِ العَشيرةِ، وَكَانَ وَلِيَ شُرَطَ تُبَّعٍ، وَكَانَ تُبَّعٌ إِذا أَرَادَ قَتْلَ رَجُلٍ دَفعه إِلَيْهِ، فَقَالَ النَّاس: وُضِع على يَدَيْ عَدْلٍ.

وَعَدَوْلي: قريةٌ بالبَحرين. وَقد نَفى سِيبَوَيْهٍ فَعَوْلى فاحْتُجَّ عَلَيْهِ بعَدَوْلي، فَقَالَ الفارِسِيُّ: أَصْلهَا عَدَوْلاً. وَإِنَّمَا تُرِك صَرْفه لِأَنَّهُ جُعِل اسْما للْبُقْعَة، وَلم نسْمع نَحن فِي أشعارهم عَدَوْلاً مَصْرُوفا.

والعَدَوْلِيَّةُ: سفُنٌ منسوبةٌ إِلَى عَدَوْلي. فَأَما قَول نَهْشَلِ بن حَرّىّ:

فَلَا تأْمَنِ النَّوْكَي وَإِن كَانَ دارُهُمْ ... وَرَاءَ عَدَوْلاتٍ وكُنْتَ بقَيْصَرَا فزَعم بعضُهم أنَّه أنَّثَ بِالْهَاءِ للضَّرُورَة، وَهَذَا يُؤَنِّسُ بقول الفارِسِيّ. وَأما ابْن الأعرابيّ فَقَالَ: هُوَ مَوْضع. وَذهب إِلَى أَن الْهَاء فِيهَا وَضْعٌ، لَا أَنه أَرَادَ عَدَوْلِيّ. ونظيُرهُ قَوْلهم قَهوَبْاةٌ للنَّصْلِ العريض.

وَشَجر عَدَوْلِيّ: قديم، عَنهُ أَيْضا، واحدتُه عَدَوْلِيَّةٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: العَدَوْلِيُّ: القديمُ من كلّ شيءٍ، وَأنْشد غَيره:

عليَها عَدَوْلِيُّ الهَشيمِ وصَامِلُهْ

ويروى: عَداميل الهشيم. يَعْنِي الْقَدِيم أَيْضا. وَفِي خبرِ أبي العارِم " فآخُذُ فِي أرطَى عَدَوْلِيّ عُدْمُلِيّ ".
عدل
عدَلَ/ عدَلَ إلى يَعدِل، عَدْلاً، فهو عادِل، والمفعول معدول (للمتعدِّي)
• عدَل بين المتخاصمين: أنصف بينهما وتجنَّب الظُّلْمَ والجَوْرَ، أعطى كلَّ ذي حقٍّ حقَّه "عدل القاضي في حُكمه- {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} " ° الكاتب العَدْل: مأمور عموميّ منوط به أن يحرِّر في دائرة اختصاصه جميع العقود التي يرغب أصحابها في إثبات صفتها الرسميَّة- قصْر العَدْل: دار القضاء.

• عدَل الشّخصَ أو الشّيءَ: سوَّاه وأقامه "عدَل الميزانَ- {خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}: جعلك معتدلاً".
• عدَل ولدَه بصديقه: ساوَى بينهما " {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونََ}: يُساوون به ما يعبدون"? لا يَعدِلك عندي شيء: لا يشبهك، لا يقع عندي شيء موقعك.
• عدَل الشّيءَ بالشّيءِ: سوّاه به "عدَل لوحَ الخشب بالقدّوم".
• عدَل إلى الشَّيء: أقبل إليه بعد أن أعرض عنه "عدَل إلى الزَّواج". 

عدَلَ عن يَعدِل، عُدولاً، فهو عادِل، والمفعول معدول عنه
• عدَل عن رأيه: حاد ورجَع عنه "عدَل عن الطَّريق/ المعصية- عدَل عمَّا كان ينوي عليه- عدَل عن قَراره في اللَّحظة الأخيرة". 

عدُلَ يَعدُل، عدالةً وعُدولةً، فهو عَدْل وعادِل
• عدُل القاضي: كان مُنصفًا، مُتجنِّبًا للظُّلم والجور، مرضيَّ الحُكْم، عكْسه ظلَم "عدُل الأبُ بين أبنائه- إمام عادلٌ- العدالة الإلهيَّة". 

أعدلَ يُعدِل، إعدالاً، فهو مُعْدِل، والمفعول مُعْدَل
• أعدل الميزانَ: أقامه وسوَّاه. 

اعتدلَ/ اعتدلَ في يعتدل، اعتدالاً، فهو مُعتدِل، والمفعول مُعتدَل فيه
• اعتدل الجوُّ: توسَّط بين حالَي الحرارَة والبرودة "حَسَنَةُ الاعتدال: جميلة القوام- خير الأمور الاعتدال- اعتدل في تفكيره" ° رأي معتدِل: وسطيّ، غير متطرف- المنطقة المعتدلة: منطقة تجاور المنطقة الاستوائيَّة، وهما منطقتان: المنطقة المعتدلة الشَّمالية، والمنطقة المعتدلة الجنوبيّة، يسودهما مناخ لا شديد الحرّ ولا شديد البرد- جسم معتدِل: بين الطُّول والقصر، أو بين البدانة والنَّحافة.
• اعتدل الشِّعرُ: اتَّزن واستقام.
• اعتدل فلانٌ في جِلْسَتِه: استقام فيها، واستوى "اعتدل أمامَ والدِه- معتدلٌ في حديثه مع معلِّمه- اعتدل الأمرُ"? سِعْر معتدل: غير مبالغ فيه. 

تعادلَ يتعادل، تعادُلاً، فهو متعادِل
• تعادل الفريقان: مُطاوع عادلَ: تساويا في النَّتيجة دون فوز أحد الطَّرفين "تعادلتِ الأصواتُ الانتخابيَّة- تعادُلٌ قويّ".
• تعادُل القيمة: (قص) تكافؤ بين سِعْريْ عُملتَين عندما يمكن مبادلة الواحدة بالأخرى بنفس سعر التَّحويل الرَّسميّ السَّائد. 

تعدَّلَ يتعدَّل، تعدُّلاً، فهو مُتعدِّل
• تعدَّل الطَّقْسُ: مُطاوع عدَّلَ: تحسّن "تعدَّلتِ النَّتيجةُ بين الفريقين". 

عادلَ يعادل، مُعادلةً، فهو معادِل، والمفعول مُعادَل (للمتعدِّي)
• عادل بين شيئين: قابَل، وازن بينهما "عادل بين العقاب والإهانة- عادل بين السَّفر والإقامة ليختار أحدهما".
• عادَلَتِ الصَّادراتُ الوارِداتِ: ساوتها وماثلتها "عادل بين الشَّهادتين- شعور لا يعادله شعور" ° معادَلةٌ صعبة: يصعُبُ الموازنةُ بين طرفيها.
• عادل الشَّهادةَ بشهادة أخرى: سوَّى بينهما، جعلهما في مقامٍ واحد. 

عدَّلَ يعدِّل، تعديلاً، فهو مُعدِّل، والمفعول مُعدَّل
• عدَّل الوضعَ: بدَّله، أجرى بعض التَّغيير فيه، أزال أخطاءه "عدَّل الدُّستورَ/ الحكومةَ/ الكتابَ- عدَّلتِ الدَّولةُ قوانينَ الإيجار- {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَّلَكَ} [ق]: قوَّمك أحسن تقويم وسوَّى خلقك في أحسن صورة" ° تعديل القانون أو الدُّستور/ تعديل حكم قضائيّ: تحويره بواسطة السُّلطة التَّشريعيَّة- تعديل الوزارة: تغيير بعض أعضائها دون استقالتها أو إعادة تأليفها.
• عدَّل الشَّيءَ: أقامه وسوّاه، قوَّمه، أصلحه "فِراش مُعَدَّل- عدَّل ربطةَ عنقه".
• عدَّل القسمَةَ: جعلها عادلة.
 • عدَّل الشِّعْرَ: جعله موزونًا مستقيمًا. 

أعْدَلُ [مفرد]: اسم تفضيل من عدَلَ/ عدَلَ إلى: أكثر إنصافًا "كان من أعدل الناس حُكْمًا: أكثرهم إنصافًا- يا أعدَل النَّاس إلاَّ في معاملتي ... فيك الخصامُ وأنت الخَصْمُ والحَكَمُ". 

اعتدال [مفرد]: مصدر اعتدلَ/ اعتدلَ في.
• الاعتدال الربيعيّ: (جغ) الوقت الذي يتساوى فيه الليل والنهار في جميع مناطق سطح الأرض، ويكون ذلك في 21 من مارس (آذار) أي في الرَّبيع.
• الاعتدال الخريفيّ: (جغ) تساوي اللّيل والنَّهار في الخريف ويكون في أوَّل يوم في فصل الخريف. 

تعديل [مفرد]: ج تعديلات (لغير المصدر):
1 - مصدر عدَّلَ.
2 - (حد) تزكية الشُّهود أو رُواة الحديث بوصفهم بأنهم عُدولٌ تُرْضَى شهادتُهم، والتعديل من أهم علوم الحديث؛ إذ به يتميز الصحيح من السقيم، والمقبول من المردود من الروايات "لم يكن الحديث النَّبويّ يُقْبَل إلاَّ من راوٍ تمَّ تعديله".
3 - (قص) تسوية النَّفقات والإيرادات في الخزينة. 

عادِل [مفرد]: اسم فاعل من عدُلَ وعدَلَ عن وعدَلَ/ عدَلَ إلى.
• العادِل: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي صيَّر الشَّيءَ معتدِلاً متناسبَ الخَلْق من غير تفاوت، والذي خلق الإنسان في صورة حسنة مفارِقة لسائر الخلق، والذي يَعْدِل فلا يظلم أحدًا ولا يجور عليه. 

عَدالَة [مفرد]:
1 - مصدر عدُلَ ° العَدالة المزعومة: التي قيل إنّها عدالة وليست كذلك- طَرِيد العدالة: الخارج على القانون.
2 - (سف) إحدى الفضائل الأربع التي سلَّم بها الفلاسفة من قديم، وهي: الحكمة والشجاعة والعفّة والعدالة.
• العَدالة الاجتماعيَّة: (قص) نظام اقتصاديّ يعمل على إزالة الفروق الاقتصاديَّة الكبيرة بين طبقات المجتمع.
• عدالة التَّوزيع: (قص) قيام الدَّولة بتوزيع الحقوق والواجبات بين الأفراد حسب كفاياتهم في حدود المصلحة العامّة.
• محكمة العدالة المطلقة: (قن) محكمة لا تتقيَّد بحرفيَّة نصوص القانون العامّ، بل تبني أحكامها على مبادئ الإنصاف وقواعد العدالة الطليقة من القيود.
• العَدالة:
1 - (حد) لفظ جامع للشروط التي يجب توافرها في راوي الحديث، وهي أن يكون مسلمًا، بالغًا، عاقلاً، سالمًا من أسباب الفسق وخوارم المروءة.
2 - (حد) هيئة راسخة في النَّفس من الدِّين تحمل صاحبها على ملازمة التَّقوى والمروءة. 

عَدْل [مفرد]: ج عُدُول (لغير المصدر {، مؤ عَدْل} لغير المصدر) وعَدْلة (لغير المصدر):
1 - مصدر عدَلَ/ عدَلَ إلى ° العدل أساس الملك: قوامه وأساسه- وزارة العدْل: الوزارة المسئولة عن شئون القضاء.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عدُلَ: مَنْ تُرضى شهادتُه (يُطلق على الواحد وغيره).
3 - فدية، كفَّارة " {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا} ".
4 - مِثْل ونظير "ليس له عَدْل في استقامته- {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} ".
• العَدْل: اسم من أسماء الله الحسنى؛ الذي لا يظلم ولا يجور وهو وصف بالمصدر على سبيل المبالغة.
• محكمة العدْل الدَّوليَّة: (قن) محكمة تنظر في الخلافات بين الدُّول التي تحتكم إليها، مقرُّها في لاهاي بهولندا.
• كاتِب عَدْل: شخص ذو سلطة قانونيَّة ليشهد ويُصادق على صحَّة وثيقة وأخذ التَّصريحات والإفادات. 

عِدْل [مفرد]: ج أعدال وعُدُول: نظير، مِثْل، قيمة "فاق عدولَه في الذَّكاء- {أَوْ عِدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا} [ق] ".
• عِدْل الشَّيء:
1 - زنته.
2 - ما يقوم مقامَه من غير جنسه. 

عُدول1 [مفرد]: مصدر عدَلَ عن. 

عُدول2 [جمع]: مف عَدْل وعادل: عادلون، من تُرضى شهاداتُهم "شهود عُدول". 

عُدولة [مفرد]: مصدر عدُلَ. 

عَديل [مفرد]: ج أعدال وعُدَلاءُ: نظير ومثيل، الذي يُعادلك في الوزن والقدْر "ليس له عديل".
 • عديلُ الرَّجل: زوج أخت امرأته ° عديلان: سِلْفان، وهما زَوْجا الأختين. 

مُتعادِل [مفرد]: اسم فاعل من تعادلَ.
• جزيء مُتعادِل: (كم) جزيء عدد إلكتروناته يساوي عدد بروتوناته. 

معادلة [مفرد]:
1 - مصدر عادلَ.
2 - (جب) متساوية تحتوي على مجهولٍ أو أكثر يُراد استخراجه "معادلة من الدَّرجة الأولى/ الثانية- معادلة ذات مجهولين".
• المعادلة المستحيلة أو المحالة: التي ليس لها جذر.
• المعادلة العدَديَّة: التي لا تتضمَّن إلاّ أعدادًا.
• المعادلة الحرفيَّة: التي تَضُمّ حروفًا معلومة إلى جانب المجاهيل.
• المعادلة البسيطة: (جب) المعادلة الخطّيّة التي أعلى أساس مُتغيِّراتها هو الواحد.
• المعادلات الآنيَّة: (جب) مجموعة المعادلات المشتركة المتغيّرات.
• المعادلة بين الشَّهادات: الاعتراف بها متساوية في الامتيازات.
• معادلة كيمائيَّة: (كم) بيان يوضِّح أسماء الموادّ المتفاعلة والموادّ الناتجة، يتوسّطهما سَهْم يُوضَّح عليه ظروف التفاعل من درجة حرارة وعوامل مساعدة ونحوها.
• المعادلات المتكافئة: (جب) التي لها جذور واحدة. 

مُعتدِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من اعتدلَ/ اعتدلَ في.
2 - منادٍ بالأساليب أو الأعمال أو السِّياسات المعتدلة أو المحافظة كما في تنظيم سياسيّ "شخص ذو آراء معتدلة".
• المَنطِقة المعتدلة: (جغ) تُطلق على منطقتين: الأولى المنطقة التي تجاور المنطقة الاستوائيّة في شماليِّها، وتسمَّى المنطقة المعتدلة الشَّماليَّة، والأخرى في جنوبيِّها، وتسمّى المنطقة المعتدلة الجنوبيّة. 

مُعدَّل [مفرد]: ج معدّلون ومُعدَّلات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من عدَّلَ.
2 - متوسِّط، نسبة متوسِّطة بين أعداد مختلفة "مُعدَّل الدَّخل/ الحرارة/ السُّرعة/ الإنتاج- مُعدَّلات النموّ الاقتصاديّ/ الزيادة السُّكانيَّة/ التوزيع" ° مُعَدَّل المواليد: عددُ المواليد مقدَّرًا لكلِّ ألفٍ من سكَّان منطقة ما في سنة.
• مُعدَّل الانخفاض: (جو) مقدار الهبوط في درجة حرارة الجوّ كُلَّما زاد الارتفاع عن سطح البحر.
• مُعدَّل سعر صرف العملات: (قص) المعدَّل الذي تُبدَّل به وحدة نقد بلد ما بوحدة نقد لبلد آخر.
• مُعدَّل الحركة: (فز) متوسِّط تغيُّر المسافة التي يقطعها المتحرّك على مساره بالنِّسبة للزَّمن.
• مُعدَّل الخَصْم: (قص) نسبة الفائدة التي يتمّ فرضها من قِبل البنك المركزيّ على قروض البنوك التجاريّة.
• مُعَدَّل الوَفَيات: نسبة مجموع الوفيات إلى مجموع السُّكَّان في مجتمع أو منطقة معيّنة خلال فترة معيَّنة. 

عدل

1 عَدَلَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. عَدْلٌ (S, * O, * Msb, K, * TA) and مَعْدِلَةٌ (S, * O, * Msb, K *) and مَعْدَلَةٌ (S, * Msb, K *) and عَدَالَةٌ and عُدُولَةٌ, (K, * TK,) He acted equitably, justly, or rightly. (S, O, Msb, K.) So in the phrase عَدَلَ فِى أَمْرِهِ, [He acted equitably, &c., in his affair,] inf. n. عَدْلٌ. (Msb.) And so in the phrase عَدَلَ عَلَيْهِ فِى القَضِيَّةِ [He acted equitably, &c., towards him in the judgment]: (S, O:) and عَدَلَ عَلَى القَوْمِ, [he acted equitably, &c., towards the people, or party,] inf. n. عَدْلٌ and مَعْدِلَةٌ and مَعْدَلَةٌ. (Msb.) لَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَآءِ, [Ye will not be able to act with perfect equity between women], in the Kur [iv. 128], is said to mean, in respect of love, and of جِمَاع. (TA.) [See also عَدْلٌ below.] b2: وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ, in the Kur [vi. 69], means and if it would ransom with every [degree of] ransoming: (T, S, O, Msb, TA:) AO used to say, and if it would act equitably with every [degree of] equitable acting; but Az says that this is a blunder. (TA.) [See, again, عَدْلٌ below.] b3: [عَدَلَ signifies also He declined, deviated, or turned aside or away; and particularly from the right course: thus having a meaning nearly agreeing with that assigned to عَدِلَ in the last sentence of this paragraph.] بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ, in the Kur [xxvii. 61], means [Nay but they are a people] who decline, or deviate, from the truth, and from the right course; i. e., who disbelieve. (O.) And one says, عَدَلَ عَنْهُ, aor. ـِ inf. n. عَدْلٌ and [more com-monly] عُدُولٌ, He declined, deviated, or turned aside or away, from him, or it. (K.) And عَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ, (S, O, Msb,) inf. n. عُدُولٌ, (Msb,) He declined, &c., from the road, or way; (S, O, Msb;) as also عَنْهُ ↓ انعدل. (S, O, K. *) and عَدَلَ الطَّرِيقُ The road declined, or deflected. (K.) And عَدَلَ الفَحْلُ (S, O, K) عَنِ الإِبِلِ (S, O) The stallion left, left off, or desisted from, covering the she-camels; (S, O, K; *) and so عَنِ الضِّرَابِ ↓ انعدل. (TA.) [عَدَلَ الفَحْلَ see in what follows.] and عَدَلَ إِلَيْهِ, inf. n. عُدُولٌ, He returned to him, or it. (K.) A2: عَدَلَهُ: see 2, in two places. b2: عَدَلَ فُلَانًا بِفُلَانٍ He made such a one to be equal, or like, to such a one; (K;) [and] so به ↓ عادلهُ: (S:) or, accord. to some, العَدْلُ signifies the rating a thing as equal to a thing of another kind so as to make it like the latter. (TA.) One says, عَدَلْتُ هٰذَا بِهٰذَا I made this to be like and to stand in the stead of, this. (Msb.) And عَدَلَ بِرَبِّهِ, (El-Ahmar, TA,) aor. ـِ (S, O, TA,) inf. n. عَدْلٌ and عُدُولٌ, [غَيْرَهُ being understood,] He made another to be equal with his Lord, and worshipped him. (El-Ahmar, TA.) بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ, in the Kur [vi. 151, and accord. to some in vi. 1], means Attributing a copartner, or copartners, to their Lord. (O. [And the like is said in the S and Msb and TA.]) b3: عَدَلْتُ أَمْتِعَةَ البَيْتِ I made the goods, or furniture, of the house, or tent, into equal loads, [so as to counterbalance one another,] on the day of departure, or removal. (TA.) And بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ ↓ عَادَلَ (S, O, TA) He made an equiponderance to subsist between the two things. (TA.) b4: فُلَانٌ يَعْدِلُ فُلَانًا Such a one is equal to such a one. (TA.) And يَعْدِلُهُ He, or it, is like him, or it. (Fr, S, O.) [Hence] one says, مَا يَعْدِلُكَ عِنْدَنَا شَىْءٌ Nothing stands with us in thy stead. (TA.) And عَدَلَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. عَدْلٌ, (TA,) It was, or became, equiponderant to it; as also ↓ عادلهُ, (K,) inf. n. مُعَادَلَةٌ. (TA.) And [hence] عَدَلَهُ فِى المَحْمِلِ, (K,) and ↓ عادلهُ, (TA,) He rode with him in the [vehicle called] محمل [so as to counterbalance him]. (K, TA.) b5: And عَدَلَ, aor. ـِ inf. n. عَدْلٌ, signifies also He turned a thing from its course, direction, or manner of being. (TA.) You say, عَدَلْتُ فُلَانًا عَنْ طَرِيقِهِ I turned such a one from his road, or way. (TA.) And لَا تُعْدَلُ سَارِحَتُكُمْ Your pasturing cattle shall not be turned away, nor prevented, from pasturing. (TA, from a trad.) And عَدَلَ الفَحْلَ (K, TA) عَنِ الضِّرَابِ (TA) He removed the stallion, or made him to withdraw [or desist], from covering. (K, TA.) And عَدَلْتُ الدَّابَّةَ إِلَى مَوْضِعِ كَذَا I turned the beast to such a place. (TA.) [See also two meanings assigned to this verb in the next paragraph, third sentence.]

A3: عَدُلَ, [aor. ـُ inf. n. عَدَالَةٌ (S, O, Msb) and عُدُولَةٌ, (Msb,) He (a man, S, O, i. e. a witness, Msb) was, or became, such as is termed عَدْل [q. v.]. (S, O, Msb.) A4: عَدِلَ, aor. ـَ inf. n. عَدَلٌ, He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically. (Msb.) 2 عدّلهُ, inf. n. تَعْدِيلٌ, i. q. أَقَامَهُ, (K,) meaning He made it to be conformable with that which is right; (TK;) namely, a judgment, or judicial decision. (K, TK.) b2: He made it straight, or even; namely, a thing; as, for instance, an arrow; (TA;) right, or in a right condition; direct, or rightly directed; (S, O, Msb, K, TA;) and so ↓ عَدَلَهُ. (O, K.) Hence, فَعَدَّلَكَ and ↓ فَعَدَلَكَ, accord. to different readers, in the Kur [lxxxii. 7, which I would rather render And hath made thee symmetrical]: (O:) or the latter means and hath turned thee from unbelief to belief; (IAar, O, TA;) or, accord. to Fr, and hath turned thee to whatever form He pleased, beautiful or ugly, tall or short: but Az says that the former reading was the more pleasing to Fr, and is the better. (TA.) b3: He made it equal; (Mgh, Msb, K, TA;) namely, a pair of scales, or a weight, (K, TA,) and a measure, &c. (TA.) Hence, قِسْمَةُ التَّعْدِيلِ i. e. The division of a thing [in an equal manner] with regard to the value and utility, not with regard to the quantity, so that the smaller portion may be equal to the larger portion in value and utility. (Msb.) Yousay, عَدَّلَ القَسَّامُ الأَنْصِبَآءَ لِلْقَسْمِ بَيْنَ الشُّرَكَآءِ i. e. [The divider of inheritances] made equal the shares [for distribution among the participators]. (TA.) b4: عدّل الشِّعْرَ He made the poetry, or verse, to be right in measure. (TA.) b5: تَعْدِيلُ

أَرْكَانِ الصَّلَاةِ means The making the limbs, or members, to be still, in the bowing of the head and body, and in the prostration, and in the standing between these two acts, and in the sitting between the two prostrations. (Mgh.) b6: عدّلهُ signifies also He attributed to him (i. e. a witness, Msb) what is termed عَدَالَة [inf. n. of عَدُلَ]; (O, Msb;) described him as possessing that quality; (Msb;) pronounced him to be veracious, and good, or righteous; (K;) pronounced him to be such as is termed عَدْل [q. v.]: (TA:) تَعْدِيلُ الشُّهُودِ is the pronouncing the witnesses to be عُدُول [pl. of عَدْلٌ]. (S.) b7: عدّل أَمْرَهُ: and عَدَّلْتُ بَيْنَهُمَا: see 3. b8: شَرِبَ حَتَّى عَدَّلَ He drank until he became full: (Aboo-'Adnán, O, TA:) or until his belly became like the [load called] عِدْل. (K.) 3 عَاْدَلَ see 1, in four places. One says, يُعَادِلُ فِى

الوَزْنِ [It is equal in weight; is equiponderant]. (IF, Msb.) And يُعَادِلُكَ فِى الوَزْنِ وَالقَدْرِ [He is equal to thee in weight and in size: as one who rides with thee in a مَحْمِل]. (S.) يُعَادِلُهُ فِى

القِيمَةِ وَالمَنْفَعَةِ [It is equal to it in value and utility]. (Msb.) b2: And عَادَلَهُمَا عَلَى نَاضِحٍ He bound them two upon the two sides of a camel [or of a camel used for carrying water for irrigation, so that they counterbalanced each other] like the [two loads called] عِدْلَانِ. (TA.) b3: And فُلَانٌ يُعَادِلُ أَمْرَهُ, and يُقَسِّمُهُ, (O, and so accord. to a copy of the S,) or عَدَالٌ, (so in another copy of the S,) inf. n. يُعَادِلُ هٰذَا الأَمْرَ, Such a one wavers, or vacillates, [in his case] between two affairs, hesitating which of them he shall do. (S, O.) And عادل أَمْرَهُ تَعْدِيلٌ He is in a state of entanglement in this affair, and does not execute it: (K:) he is in doubt respecting it. (TA.) And عادل أَمْرَهُ He paused [in his case], hesitating between two affairs, which he should do; as also ↓ عدّلهُ inf. n. تَعْدِيلٌ: and hence, in the trad. of the مِعْرَاج [or ladder by which Mohammad is related to have ascended from Jerusalem to Heaven], ↓ فَعَدَّلْتُ بَيْنَهُمَا [And I paused in hesitation between them two]; meaning that they were equal in his estimation, and he could not make choice of either of them. (TA.) And عَادَلْتُ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا

آتِى I wavered, or vacillated, between two affairs, hesitating which of them I should do. (TA.) المُعَادَلَةُ is The doubting respecting two affairs: and one says, أَنَا فِى عِدَالٍ مِنْ هٰذَا الأَمْرِ I am in doubt respecting this affair, whether I should do it or leave it undone: (TA:) or العِدَالُ is the considering deliberately respecting the case of two affairs that have occurred to one, when one knows not to which of them he should betake himself. (IAar, K.) And The case of one person's saying

“ There is in it something remaining ” and another's saying “ There is not in it anything remaining. ” (S, O.) And one says, when he wavers, or vacillates, between two affairs, hesitating which of them he shall do, and then a right opinion occurs to him, and he determines upon that which is the more fit in his estimation, قَطَعْتُ العِدَالَ فِى أَمْرِى وَمَضَيْتُ عَلَى عَزْمِى [I cut short wavering in my affair, and executed my determination]. (TA.) b4: And عادل signifies also It became crooked, or bent. (K.) 5 تعدّل It became, or was rendered, straight, or even; syn. تَقَوَّمَ. (Msb in art. قوم.) b2: and تَعَدَّلَتْ قِيمَةُ المَتَاعِ بِكَذَا The value of the commodity was equal to such a thing; syn. قَامَ المَتَاعُ بِكَذَا. (Msb in art. قوم.) 6 تَعَادُلٌ The being, or becoming, equal. (Msb.) You say, تَعَادَلَا [They two became equal]. (M and K voce تَبَاوَآ, q. v., in art. بوأ.) b2: [Also The being, or becoming, intermediate in quality.]7 إِنْعَدَلَ see 1, former half, in two places.8 اعتدل It was, or became, right, or in a right condition; direct, or rightly directed; straight, or even; (S, O, Msb, TA;) equal; (as a pair of scales, or a weight, and a measure, &c.; TA;) equable, or uniform; (Msb, TA;) [symmetrical, proportionate,] suitable in itself [or in its parts]. (K.) The saying, cited by Sh, وَاعْتَدَلَتْ ذَاتُ السَّنَامِ الأَمْيَلِ means And she that had an inclining hump became straight [and erect] in her hump by reason of fatness. (TA.) And one says جَارِيَةٌ حَسَنَةُ الاِعْتِدَالِ A girl, or young woman, goodly in respect of stature [or proportion]. (A, TA.) And اعتدل الشِّعْرُ The poetry, or verse, was, or became, measured, and right in its feet. (TA.) b2: Also It was, or became, of a middling sort, in quantity, or quality; (K, TA;) as a body between tallness and shortness, and water between the hot and the cold; and [moderate, or temperate,] as a day of which the air is pleasant. (TA.) عَدْلٌ Equity, justice, or rectitude; contr. of جَوْرٌ; (S, O, Msb, K, TA;) i. e. i. q. قَصْدٌ, in affairs; (Msb;) and قِسْطٌ; (S, M, Mgh, &c., in art. قسط;) and سَوِيَّةٌ; (O, K;) and اِسْتِقَامَةٌ; (IAar, K;) and a thing that is established in the minds as being right; (K, TA;) as also ↓ مَعْدِلَةٌ (S, O, Msb, K) and ↓ مَعْدَلَةٌ (S, Msb, K) and ↓ عَدَالَةٌ and ↓ عُدُولَةٌ: (K:) or, as some say, it is the mean between excess and falling short: and Er-Rághib says, it is of two sorts: one is absolute, such that reason requires the inference of its goodness; and this will not at any time be abrogated, nor described as a mode of transgression; as the doing good to him who does good to thee, and the abstaining from harming him who abstains from harming thee: and the other is such as is known to be عَدْل by the law; and this may be abrogated sometimes; as retaliation, and fines for wounds and maimings, and the taking the property of the apostate; and this is what is meant by the saying in the Kur [xvi. 92], إِنَّ اللّٰهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ i. e. [Verily God commandeth] equality in recompensing, if good, with good, and if evil, with evil, and the requiting of good with more good, and of evil with less evil: [see also 4 in art. حسن:] and he says of ↓ عَدَالَةٌ and ↓ مَعْدِلَةٌ, that each is a term requiring the inference of equality, and is used with a regard to correlation. (TA.) One says, بَسَطَ الوَالِى عَدْلَهُ and ↓ مَعْدِلَتَهُ (S, O) and ↓ مَعْدَلَتَهُ (S) [The governor, or ruler, largely extended his equity, or justice]. And ↓ فُلَانٌ مِنْ أَهْلِ المَعْدَلَةِ, (S,) or ↓ المَعْدِلَةِ, (O,) i. e. من اهل العَدْلِ [Such a one is of the people of equity, &c.]. (S, O.) وَأَشْهِدُوا ذَوَىْ عَدْلٍ مِنْكُمْ, in the Kur [lxv. 2], is said by Sa'eed Ibn-El-Museiyib to mean ذَوَىْ عَقْلٍ [i. e. And make ye to be witnesses two persons of intelligence from among you: but this rendering I think questionable]. (TA.) b2: Also Repayment, requital, compensation, or recompense. (K.) b3: And Ransom, (S, O, Msb, K, TA,) when regard is had therein to the meaning of equality, or equivalence. (TA.) This is [said to be] the meaning in the phrase of the Kur [v. 96], أَوْ عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَامًا [Or the ransom thereof by fasting: but this is generally expl. as meaning or the like thereof of fasting; (see عِدْلٌ;) i. e., in lieu of feeding a number of poor men, one shall fast the like number of days]. (S, O.) And so [accord. to some] in the saying, occurring in a trad., لَا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ وَلَا عَدْلٌ [of which see various explanations (including three renderings here following) in art. صرف]. (O, Msb.) b4: And Measure; syn. كَيْلٌ. (K.) So in the phrase أَعْطَاهُ بِالعَدْلِ [He gave him by measure]. (TK.) b5: And An obligatory act or divine ordinance. (En-Nadr, O, K.) b6: And A supererogatory act. (O, K.) A2: Also One who acts equitably, justly, or rightly; and so ↓ عَادِلٌ: (K, TA:) or the latter signifies thus: (S, O:) and the former [particularly] signifies a man approved and satisfactory in testimony; originally an inf. n.; (S, O, TA;) whose testimony is approved and available; (Msb;) a man whose testimony is allowable, or legally admissible, as also ↓ عَادِلٌ; a man whose saying, and whose judgment, or judicial decision, are approved; and, accord. to Ibráheem, one from whom a thing occasioning doubt, or suspicion, or evil opinion, has not appeared: being originally an inf. n., it means ذُو عَدْلٍ: or, accord. to IJ, it is an intensive epithet, as though meaning possessing every kind of عَدْل: (TA:) one says رَجُلٌ عَدْلٌ, (S, O, Msb, * K,) and اِمْرَأَةٌ عَدْلٌ and عَدْلَةٌ, (Msb, K,) the latter mentioned by IJ, (TA,) and رَجُلَانِ عَدْلٌ and عَدْلَانِ, (Msb, * TA,) and قَوْمٌ عَدْلٌ (S, O, Msb, * K) and نِسْوَةٌ عَدْلٌ (TA) and قَوْمٌ عُدُولٌ, (S, O, Msb, * K,) عُدُولٌ being pl. of عَدْلٌ, (S, O, Msb,) or of عَادِلٌ, (K,) and عَدْلٌ used in a pl. sense being a quasi-pl. n. of عَادِلٌ, (M, K,) like تَجْرٌ [of تَاجِرٌ] and شَرْبٌ [of شَارِبٌ]; (M, TA;) or رِجَالٌ عَدْلٌ and نِسْوَةٌ عَدْلٌ mean رِجَالٌ ذَوُو عَدْلٍ and نِسْوَانٌ ذَوَاتُ عَدْلٍ. (TA.) b2: العَدْلُ as one of the names of God means He whom desire does not cause to incline, or decline, so that he should deviate from the right course in judgment. (TA.) b3: And one says, هٰذَا عَدْلٌ بَيْنَهُمَا, meaning This is intermediate in quality between them two, not in the utmost degree of goodness nor in the extreme degree of badness. (Mgh.) And مَكَانٌ عَدْلٌ بَيْنَ فَرِيقَيْنِ [A place equidistant, or midway, between two parties]. (S in art. سوى.) b4: See also عِدْلٌ, throughout the greater part of the paragraph.

A3: عَدْلٌ is also the name of a certain chief of the [body of armed men called] شُرَط, (S, O,) or شُرْطَة, (K,) of a تُبَّع [or King of El-Yemen], who, when he desired the slaughter of a man, delivered him to this person; (S, O, K;) whereupon the people said, وُضِعَ عَلَى

يَدَىْ عَدْلٍ [He has been consigned to the hands of 'Adl]; (S, O;) and this was afterwards said of anything of which one despaired. (S, O, K.) [Meyd mentions عَلَى يَدَىْ عَدْلٍ, as a prov., without وُضِعَ: see Freytag's Arab. Prov. ii. 80.]

عِدْلٌ The like (IAar, Zj, O, K) of a thing; (IAar, O;) as also ↓ عَدْلٌ; syn. مِثْلٌ; (IAar, Zj, O, K;) and نَظِيرٌ [which signifies the same, or the equal]; and so ↓ عَدِيلٌ: (K:) or, accord. to Er-Rághib, ↓ عَدْلٌ and عِدْلٌ are nearly the same; but the former is used in relation to what is perceived mentally, as in the phrase of the Kur [v. 96], أَوْ عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَامًا [mentioned voce عَدْلٌ]; and عِدْلٌ and ↓ عَدِيلٌ, in relation to what is perceived by the sense, as things weighed and things numbered and things measured: Ibn-'Ámir, however, read او عِدْلُ ذلك; and Ks and the people of El-Medeeneh, with fet-h [i. e. عَدْلُ]: (TA:) or عِدْلُ الشَّىْءِ, with kesr, signifies the like of the thing in kind, (Mgh, Msb,) or in quantity, or measure, or the like, (Msb,) or also in quantity, or measure, or the like, (Mgh,) and IF says, in weight; (Msb;) and ↓ عَدْلُهُ, with fet-h, (Mgh, Msb,) its like, (Mgh,) or what will stand in its stead, (Msb,) of a thing different in kind, (Mgh, Msb;) whence the phrase of the Kur أَوْ عَدْلُ ذٰلِكَ صِيَامًا [mentioned above]; عَدْل being originally an inf. n.: (Msb:) Akh says, العِدْلُ, with kesr, signifies المِثْلُ; and ↓ العَدْلُ, with fet-h, is originally an inf. n., but is made a subst. to denote المِثْلُ in order to distinguish it from the عِدْل of goods or commodities [which will be expl. in what follows]: Fr says, العِدْلُ, with kesr, is the like (المِثْلُ), as in the saying عِنْدِى عِدْلُ غُلَامِكَ [I have the like of thy boy or young man] and عِدْلُ شَاتِكَ [the like of thy sheep or goat]; but you say ↓ العَدْلُ, with nasb [i. e. fet-h] to the ع, when you mean the [equal in] value, of what is different in kind; though sometimes it is pronounced with kesr by some of the Arabs, app. by an error on their part: (S, O:) or some allow one's saying عِنْدِى عِدْلُ غُلَامِكَ as meaning I have the like of thy boy or young man, [and app. ↓ عَدْلُهُ also,] and عَدْلُهُ with fet-h only as meaning his value: (TA:) but Zj says that العَدْلُ and العِدْلُ both signify the like, whether it be of the same kind or of a different kind; and if one make a mistake, he should not say that some of the Arabs have erred: (O:) the pl. (S, O, K) of عِدْلٌ, by common consent, (S, O,) is أَعْدَالٌ, (S, O, K,) and [that of ↓ عَدِيلٌ is] عُدَلَآءُ. (K.) b2: Also The half of a load, (K, TA,) such as is on either of the two sides of the camel; (TA;) or a burden [borne on one side of a beast, counterbalancing another on the other side, or] made equiponderant to another burden: (Az, TA:) pl. [of pauc.] أَعْدَالٌ and [of mult.] عُدُولٌ: (Sb, K:) and ↓ عَدِيلٌ signifies the equal of a person in weight and measure or size or the like (S, K, * TA) in the [vehicle called] مَحْمِل: (TA:) Sb says that it signifies a human being that is the equal of another [in weight]; distinguishing it from عِدْلٌ, which, he says, is applied only to goods, or commodities: (IB, TA:) [but] ↓ عَدِيلَتَانِ signifies two sacks (غِرَارَتَانِ); because each counter balances, or is equiponderant to, the other. (TA.) Hence one says of the عُدُول of an evil judicial decision, مَا هُمْ عُدُولٌ وَلٰكِنْ عُدُولٌ [meaning They are not witnesses whose testimony is approvable, but equalized loads of merchandise]. (TA.) And [hence also] one says, وَقَعَ المُصْطَرِعَانِ عِدْلَىْ بَعِيرٍ, meaning The two [men wrestling] fell together, neither of them having thrown down the other. (TA. [See also عِكْمٌ.]) عَدَلٌ The equalizing of the [two burdens, or half-loads, called] عِدْلَانِ. (IAar, O, K.) عَدَلَةٌ: see what next follows, in two places.

عُدَلَةٌ Men who pronounce witnesses to be veracious, and good, or righteous; (Az, IAar, O, K, * TA;) as also ↓ عَدَلَةٌ; (K;) and the former is also applied to a man who does so: (Az, O, TA: *) or the former is applied to a single per-son, and ↓ عَدَلَةٌ is applied to a pl. number. (AA, K, TA.) عَدِيلٌ: see عِدْلٌ, in four places.

عَدَالَةٌ: see عَدْلٌ, in two places. It is an inf. n. of عَدُلَ (S, O, Msb) said of a witness; like ↓ عُدُولَةٌ: and signifies The quality of a witness such as is termed عَدْلٌ [q. v.]: it is expl. as being a quality the regard of which necessitates the guarding against what falls short of the requirements of manly virtue or moral goodness, habitually and evidently; which evident falling short thereof is not effected by small instances of lapses or falls into wrongdoing, and by perversion of speech, because mistake and forgetfulness are supposable [as the causes thereof], and interpretation not according to the obvious meaning; but it is when such is the known and repeated practice of the person: regard is to be had to the goodness, or honesty, of every individual, and his usual practice in respect of his apparel, and his dealing in selling and buying, and the conveyance of goods, and other things; and when he does that which is not suitable to him, without necessity, his testimony is impugned; otherwise it is not. (Msb.) عُدُولَةٌ: see عَدْلٌ, first sentence: and عَدَالَةٌ.

عَدِيلَتَانِ: see عِدْلٌ, last quarter.

عَدَوْلَى An old, tall tree: (K:) or ↓ شَجَرٌ عَدَوْلِىٌّ signifies old trees; one of which is termed عَدَوْلِيَّةٌ: or, accord. to AHn, ↓ عَدَوْلِىٌّ signifies anything old. (TA.) A2: See also the next following paragraph.

عَدَوْلِىٌّ: see the next preceding paragraph, in two places.

A2: Also, thus correctly, as in the S, (TA, [and thus, app., accord. to the K, though this is thought by SM, and not altogether without reason, to require by its context the reading of ↓ عَدَوْلَى, as does, app., the O,]) A seaman, or mariner. (S, O, K, TA.) b2: And pl. [app. a mistake for n. un.] of عَدَوْلِيَّةٌ, (K,) which latter means Certain ships or boats, (O, K, TA,) or a [sort of] ship or boat, (S,) or it is an epithet applied to certain ships or boats, (EM p. 58,) so called as being of عَدَوْلَى, (S, O, * K, TA,) meaning a city of El-Bahreyn, (S, O, * TA,) not meaning, as would be imagined from the context in the K, the tree [said to be] thus called; (TA;) mentioned in the poetry of Tarafeh, (S, O, TA,) in the fourth verse of his Mo'allakah, (O, TA,) and thus expl. by As: (TA:) or meaning old; or large: (O, TA:) or so called as being of a place named عَدَوْلَاة, of the measure فَعَوْلَاة: (TA:) or of عَدَوْل, a man who used to construct ships or boats: or of a people who used to alight and abide in Hejer. (O, K.) عَادِلٌ: see عَدْلٌ, latter half, in two places. b2: Also An attributer of a copartner, or of copartners, to God. (S, TA.) A woman is related to have said to El-Hajjáj, يَا قَاسِطُ يَا عَادِلُ; [by which she meant O deviater from the right course; O attributer of a copartner, or of copartners, to God;] (S, * O;) whereupon, the people thinking that she was commending him, he said that by her saying يا قاسط, she referred to the words of the Kur [lxxii. 15] أَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا [expl. voce قَاسِطٌ; and by her saying يا عادل, to the words in the same [vi. 151] وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ [expl. above, see 1]. (O.) مَعْدِلٌ A place of turning away or back; as also ↓ مَعْدُولٌ: so in the saying, مَا لَهُ مَعْدِلٌ and ↓ مَعْدُولٌ [There is for him no place of turning away or back]: (K:) pl. مَعَادِلُ: Aboo-Khirásh says, تَضِيقُ عَلَىَّ الأَرْضُ ذَاتُ المَعَادِلِ meaning [The earth having those ways in which one may turn in various directions becomes strait to me; or] having such amplitude that by reason thereof one may turn in it to the right and left. (TA.) b2: And A way, course, mode, or manner, of acting or conduct or the like: thus in the saying أَخَذَ فِى مَعْدِلِ الحَقِّ [He took to the right way of acting], and مَعْدِلِ البَاطِلِ [the false, or wrong, way of acting]: and in like manner one says, اُنْظُرُوا إِلَى سُوْءِ مَعَادِلِهِ Look ye at his evil ways of acting: and هُوَ سَدِيدُ المَعَادِلِ [He is one who takes a right direction in respect of the ways of acting]. (TA.) مَعْدَلَةٌ: see عَدْلٌ, former half, in seven places.

مُعَدَّلٌ Anything straightened, or made even: (S, O, K:) [&c.: see its verb.] b2: الكُرُّ المُعَدَّلُ see in art. كر.

مُعَدَّلَاتٌ The angles, or corners, of a house or chamber. (IAar, O, K.) مَعْدُولٌ: see مَعْدِلٌ, in two places.

مُعْتَدِل [Right, or having a right direction; straight, or even; equal; equable, or uniform; symmetrical, proportionate; suitable in itself or in its parts: see its verb]. مُعْتَدِلَةٌ applied to a she-camel means Whose limbs, or members, are rendered even, one with another, (Lth, Az, TA,) including her hump and other parts; as is the case when she becomes fat: erroneously said by Sh, on the authority of Mohárib, to be مُعَنْدَلَة, belonging to art. عندل. (Az, TA.) b2: And Of a middling sort, in quantity, or quality; as a body between tallness and shortness, and water between the hot and the cold; and [moderate, or temperate,] as a day of which the air is pleasant; contr. of مُعْتَذِلٌ, with the pointed ذ. (TA.) فَرَسٌ مُعْتَدِلُ الفرقِ [app. الفَرْقِ] means A horse whose غُرَّة [or blaze] occupies the middle of his forehead, not reaching to one of the eyes nor inclining upon one of the cheeks. (AO, TA.) أَيَّامٌ مُعْتَدِلَاتٌ signifies [Days moderate in temperature; or] pleasant, not hot, days. (TA.) and المُعْتَدِلَاتُ is applied to Forty nights of varying, or alternating, heat and cold, commencing from the [auroral] rising of Suheyl [or Canopus, which, in Central Arabia, at the commencement of the era of the Flight, was about the 4th of August, O. S.]: (Az, TA in art. صفر: see صَفَرِىٌّ:) or the days of heat known by the appel-lation of وَقَدَاتُ سُهَيْلٍ [the most vehement heats of Canopus]; as also المُعْتَذِلَاتُ [q. v.]. (El-Hareeree's Durrat-el-Ghowwás, in De Sacy's Anthol. Gramm. Arabe, p. 37 of the Arabic text.)

عدل: العَدْل: ما قام في النفوس أَنه مُسْتقيم، وهو ضِدُّ الجَوْر.

عَدَل الحاكِمُ في الحكم يَعْدِلُ عَدْلاً وهو عادِلٌ من قوم عُدُولٍ

وعَدْلٍ؛ الأَخيرة اسم للجمع كتَجْرِ وشَرْبٍ، وعَدَل عليه في القضيَّة، فهو

عادِلٌ، وبَسَطَ الوالي عَدْلَه ومَعْدِلَته. وفي أَسماء الله سبحانه:

العَدْل، هو الذي لا يَمِيلُ به الهوى فيَجورَ في الحكم، وهو في الأَصل مصدر

سُمِّي به فوُضِعَ مَوْضِعَ العادِلِ، وهو أَبلغ منه لأَنه جُعِلَ

المُسَمَّى نفسُه عَدْلاً، وفلان من أَهل المَعْدِلة أَي من أَهل العَدْلِ.

والعَدْلُ: الحُكْم بالحق، يقال: هو يَقْضي بالحق ويَعْدِلُ. وهو حَكَمٌ

عادِلٌ: ذو مَعْدَلة في حكمه. والعَدْلُ من الناس: المَرْضِيُّ قولُه

وحُكْمُه. وقال الباهلي: رجل عَدْلٌ وعادِلٌ جائز الشهادة. ورَجُلٌ عَدْلٌ:

رِضاً ومَقْنَعٌ في الشهادة؛ قال ابن بري ومنه قول كثير:

وبايَعْتُ لَيْلى في الخَلاء، ولم يَكُنْ

شُهودٌ على لَيْلى عُدُولٌ مَقَانِعُ

ورَجُلٌ عَدْلٌ بيِّن العَدْلِ والعَدَالة: وُصِف بالمصدر، معناه ذو

عَدْلٍ. قال في موضعين: وأَشْهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم، وقال: يَحْكُم به

ذَوَا عَدْلٍ منكم؛ ويقال: رجل عَدْلٌ ورَجُلانِ عَدْلٌ ورِجالٌ عَدْلٌ

وامرأَة عَدْلٌ ونِسْوةٌ عَدْلٌ، كلُّ ذلك على معنى رجالٌ ذَوُو عَدْلٍ

ونِسوةٌ ذوات عَدْلٍ، فهو لا يُثَنَّى ولا يجمع ولا يُؤَنَّث، فإِن رأَيته

مجموعاً أَو مثنى أَو مؤَنثاً فعلى أَنه قد أُجْرِي مُجْرى الوصف الذي ليس

بمصدر، وقد حكى ابن جني: امرأَة عَدْلة، أَنَّثوا المصدر لما جرى وصفاً

على المؤنث وإِن لم يكن على صورة اسم الفاعل، ولا هو الفاعل في الحقيقة،

وإِنما اسْتَهْواه لذلك جَرْيُها وصفاً على المؤنث؛ وقال ابن جني: قولهم

رجل عَدْلٌ وامرأَة عَدْل إِنما اجتمعا في الصفة المُذَكَّرة لأَن التذكير

إِنما أَتاها من قِبَل المصدرية، فإِذا قيل رجل عَدْلٌ فكأَنه وصف بجميع

الجنس مبالغةً كما تقول: استَوْلى على الفَضْل وحاز جميعَ الرِّياسة

والنُّبْل ونحو ذلك، فوُصِف بالجنس أَجمع تمكيناً لهذا الموضع وتوكيداً،

وجُعِل الإِفراد والتذكير أَمارةً للمصدر المذكور، وكذلك القول في خَصْمٍ

ونحوه مما وُصِف به من المصادر، قال: فإِن قلت فإِن لفظ المصدر قد جاء

مؤنثاً نحو الزِّيادة والعِيادة والضُّؤُولة والجُهومة والمَحْمِيَة

والمَوْجِدة والطَّلاقة والسَّباطة ونحو ذلك، فإِذا كان نفس المصدر قد جاء

مؤَنثاً فما هو في معناه ومحمول بالتأْويل عليه أَحْجى بتأْنيثه، قيل: الأَصل

لقُوَّته أَحْمَلُ لهذا المعنى من الفرع لضعفه، وذلك أَن الزِّيادة

والعيادة والجُهومة والطَّلاقة ونحو ذلك مصادر غير مشكوك فيها، فلحاقُ التاء

لها لا يُخْرِجها عما ثبت في النفس من مَصدَرِيَّتها، وليس كذلك الصفة

لأَنها ليست في الحقيقة مصدراً، وإِنما هي مُتَأَوَّلة عليه ومردودة

بالصَّنْعة إِليه، ولو قيل رجُلٌ عَدْلٌ وامرأَة عَدْلة وقد جَرَت صفة كما ترى لم

يُؤْمَنْ أَن يُظَنَّ بها أَنها صفة حقيقية كصَعْبة من صَعْبٍ، ونَدْبة

من نَدْبٍ، وفَخْمة من فَخْمٍ، فلم يكن فيها من قُوَّة الدلالة على

المصدرية ما في نفس المصدر نحو الجُهومة والشُّهومة والخَلاقة، فالأُصول

لقُوَّتها يُتَصَرَّف فيها والفروع لضعفها يُتَوَقَّف بها، ويُقْتَصر على بعض

ما تُسَوِّغه القُوَّةُ لأُصولها، فإِن قيل: فقد قالوا رجل عَدْل وامرأَة

عَدْلة وفرسٌ طَوْعة القِياد؛ وقول أُميَّة:

والحَيَّةُ الحَتْفَةُ الرَّقْشاءُ أَخْرَجَهَا،

من بيتِها، آمِناتُ اللهِ والكَلِمُ

قيل: هذا قد خَرَجَ على صورة الصفة لأَنهم لم يُؤْثِروا أَن يَبْعُدوا

كلَّ البُعْد عن أَصل الوصف الذي بابه أَن يَقع الفَرْقُ فيه بين مُذَكره

ومؤَنَّثه، فجرى هذا في حفظ الأُصول والتَّلَفُّت إِليها للمُباقاة لها

والتنبيه عليها مَجْرى إِخراج بعض المُعْتَلِّ على أَصله، نحو استَحْوَذَ

وضَنِنُوا، ومَجرى إِعمال صُغْتُه وعُدْتُه، وإِن كان قد نُقِل إِلى

فَعُلْت لما كان أَصله فَعَلْت؛ وعلى ذلك أَنَّث بعضُهم فقال خَصْمة وضَيْفة،

وجَمَع فقال:

يا عَيْنُ، هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذ

قُمْنا، وقامَ الخُصومُ في كَبَد؟

وعليه قول الآخر:

إِذا نزَلَ الأَضْيافُ، كان عَذَوَّراً،

على الحَيِّ، حتى تَسْتَقِلَّ مَراجِلُه

والعَدالة والعُدولة والمَعْدِلةُ والمَعْدَلةُ، كلُّه: العَدْل. وتعديل

الشهود: أَن تقول إِنهم عُدُولٌ. وعَدَّلَ الحُكْمَ: أَقامه. وعَدَّلَ

الرجلَ: زَكَّاه. والعَدَلةُ والعُدَلةُ: المُزَكُّون؛ الأَخيرة عن ابن

الأَعرابي. قال القُرْمُليُّ: سأَلت عن فلان العُدَلة أَي الذين

يُعَدِّلونه. وقال أَبو زيد: يقال رجل عُدَلة وقوم عُدَلة أَيضاً، وهم الذين

يُزَكُّون الشهودَ وهم عُدُولٌ، وقد عَدُلَ الرجلُ، بالضم، عَدالةً. وقوله

تعالى: وأَشهِدوا ذَوَيْ عَدْلٍ منكم؛ قال سعيد بن المسيب: ذَوَيْ عَقْل،

وقال إِبراهيم: العَدْلُ الذي لم تَظْهَر منه رِيبةٌ. وكَتَب عبدُ الملك

إِلى سعيد بن جُبَير يسأَله عن العَدْل فأَجابه: إِنَّ العَدْلَ على أَربعة

أَنحاء: العَدْل في الحكم، قال الله تعالى: وإِن حَكَمْتَ

(* قوله «قال

الله تعالى وان حكمت إلخ» هكذا في الأصل ومثله في التهذيب والتلاوة

بالقسط) فاحْكُمْ بينهم بالعَدْل. والعَدْلُ في القول، قال الله تعالى: وإِذا

قُلْتُم فاعْدِلوا: والعَدْل: الفِدْية، قال الله عز وجل: لا يُقْبَل منها

عَدْلٌ. والعَدْل في الإِشْراك، قال الله عز وجل: ثم الذين كفروا

برَبِّهم يَعْدِلون؛ أَي يُشْرِكون. وأَما قوله تعالى: ولن تَسْتَطِيعوا أَن

تَعْدِلوا بين النساء ولو حَرَصْتُم؛ قال عبيدة السَّلماني والضَّحَّاك: في

الحُبِّ والجِماع. وفلان يَعْدِل فلاناً أَي يُساوِيه. ويقال: ما

يَعْدِلك عندنا شيءٌ أَي ما يقَع عندنا شيءٌ مَوْقِعَك.

وعَدَّلَ المَوازِينَ والمَكاييلَ: سَوَّاها. وعَدَلَ الشيءَ يَعْدِلُه

عَدْلاً وعادَله: وازَنَه. وعادَلْتُ بين الشيئين، وعَدَلْت فلاناً بفلان

إِذا سَوَّيْت بينهما. وتَعْدِيلُ الشيء: تقويمُه، وقيل: العَدْلُ

تَقويمُك الشيءَ بالشيءِ من غير جنسه حتى تجعله له مِثْلاً. والعَدْلُ

والعِدْلُ والعَدِيلُ سَواءٌ أَي النَّظِير والمَثِيل، وقيل: هو المِثْلُ وليس

بالنَّظِير عَيْنه، وفي التنزيل: أَو عَدْلُ ذلك صِياماً؛ قال

مُهَلْهِل:على أَنْ ليْسَ عِدْلاً من كُلَيْبٍ،

إِذا بَرَزَتْ مُخَبَّأَةُ الخُدُور

والعَدْلُ، بالفتح: أَصله مصدر قولك عَدَلْت بهذا عَدْلاً حَسَنًا،

تجعله اسماً للمِثْل لِتَفْرُق بينه وبين عِدْل المَتاع، كما قالوا امرأَة

رَزانٌ وعَجُزٌ رَزِينٌ للفَرْق. والعَدِيلُ: الذي يُعادِلك في الوَزْن

والقَدر؛ قال ابن بري: لم يشترط الجوهري في العَدِيل أَن يكون إِنساناً

مثله، وفَرَق سيبويه بين العَدِيل والعِدْل فقال: العَدِيلُ من عادَلَك من

الناس، والعِدْلُ لا يكون إِلاَّ للمتاع خاصَّة، فبَيَّن أَنَّ عَدِيل

الإِنسان لا يكون إِلاَّ إِنساناً مثله، وأَنَّ العِدْل لا يكون إِلاَّ

للمتاع، وأَجاز غيرُه أَن يقال عندي عِدْلُ غُلامِك أَي مِثْله، وعَدْلُه،

بالفتح لا غير، قيمتُه. وفي حديث قارئ القرآن

(* قوله «وفي حديث قارئ

القرآن إلخ» صدره كما في هامش النهاية: فقال رجل يا رسول الله أرأيتك النجدة

تكون في الرجل؟ فقال: ليست إلخ. وبهذا يعلم مرجع الضمير في ليست. وقوله:

قال ابن الاثير إلخ عبارته في النهاية: قد تكرر ذكر العدل والعدل بالكسر

والفتح في الحديث وهما بمعنى المثل وقيل هو بالفتح الى آخر ما هنا).

وصاحب الصَّدَقة: فقال ليْسَتْ لهما بعَدْل؛ هو المِثْل؛ قال ابن الأَثير: هو

بالفتح، ما عادَله من جنسه، وبالكسر ما ليس من جنسه، وقيل بالعكس؛ وقول

الأَعلم:

مَتى ما تَلْقَني ومَعي سِلاحِي،

تُلاقِ المَوْتَ لَيْس له عَدِيلُ

يقول: كأَنَّ عَدِيلَ الموت فَجْأَتُه؛ يريد لا مَنْجَى منه، والجمع

أَعْدالٌ وعُدَلاءُ. وعَدَل الرجلَ في المَحْمِل وعَادَلَهُ: رَكِب معه. وفي

حديث جابر: إِذا جاءت عَمَّتي بأَبي وخالي مَقْتولَيْنِ عادَلْتُهما على

ناضِحٍ أَي شَدَدْتُهما على جَنْبَي البَعير كالعِدْلَيْن. وعَدِيلُك:

المُعادِلُ لك.

والعِدْل: نِصْف الحِمْل يكون على أَحد جنبي البعير، وقال الأَزهري:

العِدْل اسم حِمْل مَعْدُولٍ بحِمْلٍ أَي مُسَوًّى به، والجمع أَعْدالٌ

وعُدُولٌ؛ عن سيبويه. وقال الفراء في قوله تعالى: أَو عَدْل ذلك صياماً، قال:

العَدْلُ ما عادَلَ الشيءَ من غير جنسه، ومعناه أَي فِداءُ ذلك.

والعِدْلُ: المِثْل مِثْل الحِمْل، وذلك أَن تقول عندي عِدْلُ غُلامِك وعِدْلُ

شاتك إِذا كانت شاةٌ تَعْدِل شاةً أَو غلامٌ يَعْدِل غلاماً، فإِذا أَردت

قيمته من غير جنسه نَصَبْت العَيْن فقلت عَدْل، وربما كَسَرها بعضُ

العرب، قال بعض العرب عِدْله، وكأَنَّه منهم غلطٌ لتَقارُب معنى العَدْل من

العِدْل، وقد أَجمعوا على أَن واحد الأَعدال عِدْل؛ قال: ونُصِب قوله

صياماً على التفسير كأَنَّه عَدْلُ ذلك من الصِّيام، وكذلك قوله: مِلْء

الأَرضِ ذَهباً؛ وقال الزجاج: العَدْلُ والعِدْلُ واحد في معنى المِثْل، قال:

والمعنى واحد، كان المِثْلُ من الجنس أَو من غير الجنس. قال أَبو إِسحق:

ولم يقولوا إِن العرب غَلِطَت وليس إِذا أَخطأَ مُخْطِئٌ وجَب أَن يقول

إِنَّ بعض العرب غَلِط. وقرأَ ابن عامر: أَو عِدْلُ ذلك صِياماً، بكسر

العين، وقرأَها الكسائي وأَهل المدينة بالفتح. وشَرِبَ حتى عَدَّل أَي صار

بطنه كالعِدْل وامْتَلأ؛ قال الأَزهري: وكذلك عَدَّنَ وأَوَّنَ بمعناه.

ووقع المُصْطَرِعانِ عِدْلَيْ بعيرٍ أَي وَقَعا مَعاً ولم يَصْرَع

أَحدُهما الآخر.

والعَدِيلتان: الغِرَارتانِ لأَن كل واحدة منهما تُعادِل صاحبتَها.

الأَصمعي: يقال عَدَلْت الجُوالِقَ على البعير أَعْدِله عَدْلاً؛ يُحْمَل على

جَنْب البعير ويُعْدَل بآخر.

ابن الأَعرابي: العَدَلُ، محرّكٌ، تسوية الأَوْنَيْن وهما العِدْلانِ.

ويقال: عَدَلْت أَمتعةَ البيت إِذا جَعَلْتها أَعدالاً مستوية للاعْتِكام

يومَ الظَّعْن. والعدِيل: الذي يُعادِلُك في المَحْمِل.

والاعْتِدالُ: تَوَسُّطُ حالٍ بين حالَيْن في كَمٍّ أَو كَيْفٍ، كقولهم

جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بين الطُّول والقِصَر، وماء مُعْتَدِلٌ بين البارد

والحارِّ، ويوم مُعْتَدِلٌ طيِّب الهواء ضدُّ مُعْتَذِل، بالذال المعجمة.

وكلُّ ما تَناسَبَ فقد اعْتَدَل؛ وكلُّ ما أَقَمْته فقد عَدَلْته. وزعموا

أَن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: الحمد لله الذي جَعَلَني في قَوْمٍ

إِذا مِلْتُ عَدَلُوني كما يُعْدَل السَّهْم في الثِّقافِ، أَي

قَوَّمُوني؛ قال:

صَبَحْتُ بها القَوْمَ حتى امْتَسَكْـ

ـتُ بالأَرض، أَعْدِلُها أَن تَمِيلا

وعَدَّلَه: كعَدَلَه. وإِذا مالَ شيءٌ قلت عَدَلته أَي أَقمته فاعْتَدَل

أَي استقام. ومن قرأَ قول الله، عز وجل: خَلَقَكَ فَسوّاك فَعَدَلك،

بالتخفيف، في أَيِّ صورةٍ ما شاء؛ قال الفراءُ: من خَفَّف فَوجْهُه، والله

أَعلم، فَصَرَفك إِلى أَيِّ صورة ما شاء: إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قبيح،

وإِمَّا طَويل وإِمَّا قَصير، وهي قراءة عاصم والأَخفش؛ وقيل أَراد عَدَلك

من الكفر إِلى الإِيمان وهي نِعْمة

(* قوله «وهي نعمة» كذا في الأصل،

وعبارة التهذيب: وهما نعمتان) ومن قرأَ فعَدَّلك فشَدَّد، قال الأَزهري: وهو

أَعجبُ الوجهين إِلى الفراء وأَجودُهما في العربية، فمعناه قَوَّمك

وجَعَلَك مُعْتدلاً مُعَدَّل الخَلْق، وهي قراءة نافع وأَهل الحجاز، قال:

واخْتَرْت عَدَّلك لأَنَّ المطلوب الإثنتين التركيب أَقوى في العربية من أَن

تكون في العَدْل، لأَنك تقول عَدَلْتك إِلى كذا وصَرَــفتك إِلى كذا، وهذا

أَجودُ في العربية من أَن تقول عَدَلْتك فيه وصَرَــفْتك فيه، وقد قال غير

الفراء في قراءة من قرأَ فَعَدَلك، بالتخفيف: إِنه بمعنى فَسَوّاك

وقَوَّمك، من قولك عَدَلْت الشيء فاعْتَدل أَي سَوّيْته فاسْتَوَى؛ ومنه

قوله:وعَدَلْنا مَيْلَ بَدْر فاعْتَدَل

أَي قَوَّمْناه فاستقام، وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ. وعَدَلْت الشيءَ

بالشيء أَعْدِلُه عُدولاً إِذا ساويته به؛ قال شَمِر: وأَما قول الشاعر:

أَفَذاكَ أَمْ هِي في النَّجا

ءِ، لِمَنْ يُقارِبُ أَو يُعادِل؟

يعني يُعادِلُ بي ناقته والثَّوْر. واعْتَدَل الشِّعْرُ: اتَّزَنَ

واستقام، وعَدَّلْته أَنا. ومنه قول أَبي علي الفارسي: لأَن المُرَاعى في

الشِّعْر إِنما هو تعديل الأَجزاء. وعَدَّل القَسَّامُ الأَنْصِباءَ للقَسْمِ

بين الشُّركاء إِذا سَوّاها على القِيَم.

وفي الحديث: العِلْم ثلاثة منها فَرِيضةٌ عادِلَةٌ، أَراد العَدْل في

القِسْمة أَي مُعَدَّلة على السِّهام المذكورة في الكتاب والسُّنَّة من غير

جَوْر، ويحتمل أَن يريد أَنها مُسْتَنْبَطة من الكتاب والسُّنَّة، فتكــون

هذه الفَريضة تُعْدَل بما أُخِذ عنهما.

وقولهم: لا يُقْبَل له صَرْفٌ ولا عَدْلٌ، قيل: العَدْل الفِداء؛ ومنه

قوله تعالى: وإِنْ تَعْدِلْ كلَّ عَدْلٍ لا يؤخَذْ منها؛ أَي تَفْدِ كُلَّ

فِداء. وكان أَبو عبيدة يقول: وإِنْ تُقْسِطْ كلَّ إِقْساط لا يُقْبَلْ

منها؛ قال الأَزهري: وهذا غلط فاحش وإِقدام من أَبي عبيدة على كتاب الله

تعالى، والمعنى فيه لو تَفْتدي بكل فداء لا يُقْبَل منها الفِداءُ يومئذ.

ومثله قوله تعالى: يَوَدُّ المُجْرِمُ لو يَفْتَدي من عذاب يَوْمئذٍ

ببَنِيه (الآية) أَي لا يُقْبَل ذلك منه ولا يُنْجيه. وقيل: العَدْل

الكَيْل، وقيل: العَدْل المِثْل، وأَصله في الدِّية؛ يقال: لم يَقْبَلوا منهم

عَدْلاً ولا صَرْفاً أَي لم يأْخذوا منهم دية ولم يقتلوا بقتيلهم رجلاً

واحداً أَي طلبوا منهم أَكثر من ذلك، وقيل: العَدْل الجزاء، وقيل الفريضة،

وقيل النافلة؛ وقال ابن الأَعرابي: العَدْل الاستقامة، وسيذكر الصَّرْف في

موضعه. وفي الحديث: من شَرِبَ الخَمْر لم يَقْبَل اللهُ منه صَرْفاً ولا

عَدْلاً أَربعين ليلة؛ قيل: الصَّرْف الحِيلة، والعَدْل الفدْية، وقيل:

الصَّرْف الدِّية والعَدْلُ السَّوِيَّة، وقيل: العَدْل الفريضة،

والصَّرْف التطَوُّع؛ وروى أَبو عبيد عن النبي، صلى الله عليه وسلم، حين ذكر

المدينة فقال: من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو آوى مُحْدِثاً لم يقبلِ الله

منه صَرْفاً ولا عَدْلاً؛ روي عن مكحول أَنه قال: الصَّرْف التَّوبة

والعَدْل الفِدْية؛ قال أَبو عبيد: وقوله من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً؛ الحَدَثُ

كلُّ حَدٍّ يجب لله على صاحبه أَن يقام عليه، والعَدْل القِيمة؛ يقال:

خُذْ عَدْلَه منه كذا وكذا أَي قيمتَه. ويقال لكل من لم يكن مستقيماً حَدَل،

وضِدُّه عَدَل، يقال: هذا قضاءٌ حَدْلٌ غير عَدْلٍ. وعَدَلَ عن الشيء

يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدولاً: حاد، وعن الطريق: جار، وعَدَلَ إِليه عُدُولاً:

رجع. وما لَه مَعْدِلٌ ولا مَعْدولٌ أَي مَصْرِفٌ. وعَدَلَ الطريقُ:

مال.ويقال: أَخَذَ الرجلُ في مَعْدِل الحق ومَعْدِل الباطل أَي في طريقه

ومَذْهَبه.

ويقال: انْظُروا إِلى سُوء مَعادِله ومذموم مَداخِله أَي إِلى سوء

مَذَاهِبه ومَسالِكه؛ وقال زهير:

وأَقْصرت عمَّا تَعلمينَ، وسُدِّدَتْ

عليَّ، سِوى قَصْدِ الطّريق، مَعادِلُه

وفي الحديث: لا تُعْدَل سارِحتُكم أَي لا تُصْرَف ماشيتكم وتُمال عن

المَرْعى ولا تُمنَع؛ وقول أَبي خِراش:

على أَنَّني، إِذا ذَكَرْتُ فِراقَهُم،

تَضِيقُ عليَّ الأَرضُ ذاتُ المَعادِل

أَراد ذاتَ السَّعة يُعْدَل فيها يميناً وشمالاً من سَعَتها. والعَدْل:

أَن تَعْدِل الشيءَ عن وجهه، تقول: عَدَلْت فلاناً عن طريقه وعَدَلْتُ

الدابَّةَ إِلى موضع كذا، فإِذا أَراد الاعْوِجاجَ نفسَه قيل: هو يَنْعَدِل

أَي يَعْوَجُّ. وانْعَدَل عنه وعادَلَ: اعْوَجَّ؛ قال ذو الرُّمة:

وإِني لأُنْحي الطَّرْفَ من نَحْوِ غَيْرِها

حَياءً، ولو طاوَعْتُه لم يُعادِل

(* قوله «واني لانحي» كذا ضبط في المحكم، بضم الهمزة وكسر الحاء، وفي

القاموس: وأنحاء عنه: عدله).

قال: معناه لم يَنْعَدِلْ، وقيل: معنى قوله لم يُعادِل أَي لم يَعْدِل

بنحو أَرضها أَي بقَصْدِها نحواً، قال: ولا يكون يُعادِل بمعنى

يَنْعَدِل.والعِدال: أَن يَعْرِض لك أَمْرانِ فلا تَدْرِي إِلى أَيِّهما تَصيرُ

فأَنت تَرَوَّى في ذلك؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد:

وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صَرِيمةُ أَمْرِه،

إِذا لم تُميِّتْه الرُّقى، ويُعَادِلُ

يقول: يُعادِل بين الأَمرين أَيَّهما يَرْكَب. تُميِّتْه: تُذَلِّله

المَشورات وقولُ الناس أَين تَذْهَب.

والمُعادَلَةُ: الشَّكُّ في أَمرين، يقال: أَنا في عِدالٍ من هذا الأَمر

أَي في شكٍّ منه: أَأَمضي عليه أَم أَتركه. وقد عادلْت بين أَمرين

أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت؛ وقول ذي الرمة:

إِلى ابن العامِرِيِّ إِلى بِلالٍ،

قَطَعْتُ بنَعْفِ مَعْقُلَة العِدالا

قال الأَزهري: العرب تقول قَطَعْتُ العِدالَ في أَمري ومَضَبْت على

عَزْمي، وذلك إِذا مَيَّلَ بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي ثم استقام له الرأْيُ

فعَزَم على أَوْلاهما عنده. وفي حديث المعراج: أُتِيتُ بإِناءَيْن

فَعَدَّلْتُ بينهما؛ يقال: هو يُعَدِّل أَمرَه ويُعادِلهُ إِذا تَوَقَّف بين

أَمرين أَيَّهُما يأْتي، يريد أَنهما كانا عنده مستويَيْنِ لا يقدر على

اختيار أَحدهما ولا يترجح عنده، وهو من قولهم: عَدَل عنه يَعْدِلُ عُدولاً

إِذا مال كأَنه يميل من الواحد إِلى الآخر؛ وقال المَرَّار:

فلما أَن صَرَمْتُ، وكان أَمْري

قَوِيماً لا يَمِيلُ به العُدولُ

قال: عَدَلَ عَنِّي يَعْدِلُ عُدُولاً لا يميل به عن طريقه المَيْلُ؛

وقال الآخر:

إِذا الهَمُّ أَمْسى وهو داءٌ فأَمْضِه،

ولَسْتَ بمُمْضيه، وأَنْتَ تُعادِلُه

قال: معناه وأَنتَ تَشُكُّ فيه. ويقال: فلان يعادِل أَمرَه عِدالاً

ويُقَسِّمُه أَي يَميل بين أَمرين أَيَّهُما يأْتي؛ قال ابن الرِّقاع:

فإِن يَكُ في مَناسِمها رَجاءٌ،

فقد لَقِيَتْ مناسِمُها العِدالا

أَتَتْ عَمْراً فلاقَتْ من نَداه

سِجالَ الخير؛ إِنَّ له سِجالا

والعِدالُ: أَن يقول واحدٌ فيها بقيةٌ، ويقولَ آخرُ ليس فيها بقيةٌ.

وفرسٌ مُعْتَدِلُ الغُرَّةِ إِذا توَسَّطَتْ غُرَّتُه جبهتَهُ فلم تُصِب

واحدةً من العينين ولم تَمِلْ على واحدٍ من الخدَّين، قاله أَبو عبيدة.

وعَدَلَ الفحلَ عن الضِّراب فانْعَدَلَ: نحَّاه فتنحَّى؛ قال أَبو

النجم:وانْعَدلَ الفحلُ ولَمَّا يُعْدَل

وعَدَلَ الفحلُ عن الإِبل إِذا تَرَك الضِّراب. وعَدَلَ بالله يَعْدِلْ:

أَشْرَك. والعادل: المُشْرِكُ الذي يَعْدِلُ بربِّه؛ ومنه قول المرأَة

للحَجَّاج: إِنك لقاسطٌ عادِلٌ؛ قال الأَحمر: عَدَلَ الكافرُ بربِّه

عَدْلاً وعُدُولاً إِذا سَوَّى به غيرَه فعبَدَهُ؛ ومنه حديثُ ابن عباس، رضي

الله عنه: قالوا ما يُغْني عنا الإِسلامُ وقد عَدَلْنا بالله أَي

أَشْرَكْنا به وجَعَلْنا له مِثْلاً؛ ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: كَذَبَ

العادِلون بك إِذ شَبَّهوك بأَصنامهم.

وقولُهم للشيء إِذا يُئِسَ منه: وُضِعَ على يَدَيْ عَدْلٍ؛ هو العَدْلُ

بنُ جَزْء بن سَعْدِ العَشِيرة وكان وَليَ شُرَطَ تُبَّع فكان تُبَّعٌ

إِذا أَراد قتل رجل دفَعَه إِليه، فقال الناس: وُضِعَ على يَدَي عَدْلٍ، ثم

قيل ذلك لكل شيء يُئِسَ منه.

وعَدَوْلى: قريةٌ بالبحرين، وقد نَفَى سيبويه فَعَولى فاحتُجَّ عليه

بعَدَوْلى فقال الفارسي: أَصلها عَدَوْلاً، وإِنما تُرك صرفُه لأَنه جُعل

اسماً للبُقْعة ولم نسمع نحن في أَشعارهم عَدَوْلاً مصروفاً.

والعَدَوْلِيَّةُ في شعر طَرَفَةَ: سُفُنٌ منسوبة إِلى عَدَوْلى؛ فأَما

قول نَهْشَل بن حَرِّيّ:

فلا تأْمَنِ النَّوْكَى، وإِن كان دارهُمُ

وراءَ عَدَوْلاتٍ، وكُنْتَ بقَيْصَرا

فزعم بعضهم أَنه بالهاء ضرورة، وهذا يُؤَنِّس بقول الفارسي، وأَما ابن

الأَعرابي فقال: هي موضع وذهب إِلى أَن الهاء فيها وضْعٌ، لا أَنه أَراد

عَدَوْلى، ونظيره قولهم قَهَوْباةُ للنَّصْل العريض. قال الأَصمعي:

العَدَوْلِيُّ من السُّفُن منسوب إِلى قرية بالبحرين يقال لها عَدَوْلى، قال:

والخُلُجُ سُفُنٌ دون العَدَوْلِيَّة؛ وقال ابن الأَعرابي في قول

طَرَفة:عَدَوْلِيَّة أَو من سَفين ابن نَبْتَل

(* قوله «نبتل» كذا في الأصل والتهذيب، والذي في التكملة: يا من؛

وتمامه:يجوز بها الملاح طورا ويهتدي).

قال: نسبها إِلى ضِخَم وقِدَم، يقول هي قديمة أَو ضَخْمة، وقيل:

العَدَوْليَّة نُسبَتْ إِلى موضع كان يسمى عَدَوْلاة وهي بوزن فَعَوْلاة، وذكر

عن ابن الكلبي أَنه قال: عَدَوْلى ليسوا من ربيعةَ ولا مُضر ولا ممن

يُعْرَفُ من اليمن إِنما هم أُمَّةٌ على حِدَة؛ قال الأَزهري: والقولُ في

العَدَوْليَّ ما قاله الأَصمعي. وشجر عَدَوْلِيٌّ: قديمٌ، واحدته

عَدَوْلِيَّة؛ قال أَبو حنيفة: العَدَوْليُّ القديمُ من كل شيء؛ وأَنشد

غيره:عليها عَدَوْلِيُّ الهَشِيم وصامِلُه

ويروى: عَدامِيل الهَشيم يعني القديمَ أَيضاً. وفي خبر أَبي العارم:

فآخُذُ في أَرْطًى عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ. والعَدَوْلِيُّ: المَلاَّح. ابن

الأَعرابي: يقال لزوايا البيت المُعَدَّلات والدَّراقِيع والمُرَوَّيات

والأَخْصام والثَّفِنات، وروى الأَزهري عن الليث: المُعْتَدِلةُ من النوق

الحَسَنة المُثَقَّفَة الأَعضاء بعضها ببعض، قال: وروى شَمِر عن مُحارِب

قال: المُعْتَدِلة مِن النوق، وجَعَله رُباعيّاً من باب عَندَل، قال

الأَزهري: والصواب المعتدلة، بالتاء، وروى شمر عن أَبي عدنانَ الكناني

أَنشده:

وعَدَلَ الفحلُ، وإِن لم يُعْدَلِ،

واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنام الأَمْيَلِ

قال: اعتدالُ ذات السَّنامِ الأَمْيلِ استقامةُ سَنامها من السِّمَن

بعدما كان مائلاً؛ قال الأَزهري: وهذا يدل على أَن الحرف الذي رواه شمر عن

محارب في المُعَنْدِلة غيرُ صحيح، وأَن الصوابَ المُعْتَدِلة لأَن الناقة

إِذا سَمِنَت اعْتَدَلَتْ أَعضاؤها كلُّها من السَّنام وغيره،

ومُعَنْدِلة من العَنْدَل وهو الصُّلْبُ الرأْس، وسيأْتي ذكره في موضعه، لأَن

عَنْدَل رُباعيٌّ خالص.

عدل
الْعَدْلُ: ضِدُّ الْجَوْرِ، وَهُوَ مَا قامَ فِي النُّفُوسِ أَنَّهُ مُسْتَقِيمٌ، وقيلَ: هُوَ الأَمْرُ الْمُتَوَسِّطُ بينَ الإِفْراطِ والتَّفْرِيطِ، وقالَ الرَّاغِبُ: العَدْلُ ضَرْبَانِ، مُطْلَقٌ يَقْتَضِي العَقْلُ حُسْنَهُ، وَلَا يَكونُ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَزْمِنَةِ مَنْسُوخاً، وَلَا يُوصَفُبالاعْتِداءِ بِوَجْهٍ، نَحْوُ الإِحْسانِ إِلى مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْكَ، وكَفِّ الأَذِيَّةِ عَمَّن كَفَّ أَذاهُ عَنْكَ، وعَدْلٌ يُعْرَفُ كَوْنُهُ عَدْلاً بالشَّرْعِ، ويُمْكِنُ نَسْخُهُ فِي بعضِ الأَزْمِنَةِ، كالقِصَاصِ، وأُرُوشِ الجِناياتِ، وأَخْذِ مالِ المُرْتَدِّ، ولذلكَ قالَ تَعالى: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فاَعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ، وقالَ تَعالَى: وجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، فَسَمَّى ذلكَ اعْتِداءً وسَيِّئَةً، وَهَذَا النَّحْوُ هُوَ المَعْنِيُّ بِقَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسانِ، فَإِنَّ العَدْلَ: هُوَ المُساوَاةُ فِي المُكافَأَةِ، إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ، وإِنْ شَرّاً فَشَرٌّ، والإِحْسَانُ: أنْ يُقابِلَ الخَيْرَ بِأَكْثَرَ مِنْهُ، والشَّرَّ بِأَقَلَّ مِنْهُ، كالْعَدالَةِ، والعُدُولَةِ، بالضَّمِّ، والْمَعْدِلَةِ، بكسْرِ الدَّالِ، والمَعْدَلَةِ، بِفَتْحِها، قالَ الرَّاغِبُ: العَدَالَةُ، والمَعْدَلَةُ: لَفْظٌ يَقْتَضِي المُساوَاةَ، ويُسْتَعْمَلُ باعْتِبارِ المُضَايَفَةِ. عَدَلَ الحاكِمُ فِي الحُكْمِ، يَعْدِلُ، من حَدِّ ضَرَبَ، عَدْلاً، فَهُوَ عَادِلٌ، يُقالُ: هُوَ يَقْضِي بالحَقِّ ويَعْدِلُ، وَهُوَ حَكَمٌ عَادِلٌ، ذُو مَعْدَلَةٍ فِي حُكْمِهِ، مِن قَوْمٍ عُدُولٍ، وعَدْلٍ أَيضاً، بِلَفْظِ الْواحِدِ، وَهَذَا أَي الأَخِيرُ، اسْمٌ لِلْجَمْعِ، كتَجْرٍ وشَرْبٍ، كَما فِي المُحْكَمِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ، لِكُثَيِّر:
(وبَايَعْتُ لَيْلَى فِي الخَلاءِ ولَمْ يَكُنْ ... شُهُودٌ عَلى لَيْلَى عُدُولٌ مَقانِعُ)
قالَ شَيْخُنا: قَوْلُه بِلَفْظِ الواحِدِ، صَرِيحُهُ أَنَّ العَدْلَ هُوَ لَفْظُ الوَاحِدِ، وقَدَّمَ أَنَّ الواحِدَ هوالعادِلُ، فَفِي كلامِهِ نَوْعٌ مِنَ التَّناقُضِ، فتَأَمَّلْ، انْتَهى. والعَدْلُ مِنَ النَّاسِ: المَرْضِيُّ قَوْلُهُ وحُكْمُهُ، وقالَ البَاهِلِيُّ: رَجُلٌ عَدْلٌ، وعَادِلٌ: جائِزُ الشَّهادَةِ، ورَجُلٌ عَدْلٌ: رِضاً، ومَقْنَعٌ فِي الشَّهادَةِ، بَيِّنُ العَدْلِ والْعَدالَةِ، وَصْفٌ بالمَصْدَرِ، مَعْنَاهُ ذُو عَدْلٍ، ويُقالُ: رَجُلٌ عَدْلٌ، ورَجُلاَنِ عَدْلٌ، ورِجَالٌ عَدْلٌ، وامْرَأَةٌ عَدْلٌ، ونِسْوَةٌ عَدْلٌ، كُلُّ ذلكَ على مَعْنَى: رِجَالٌ ذَوُو عَدْلٍ، ونِسْوَةٌ ذَوَاتُ عَدْلٍ، فَهُوَ لَا يُثَنَّى، وَلَا يُجْمَعُ، وَلَا يُؤَنَّثُ، فَإِنْ رَأَيْتَهُ مَجْمُوعاً أَو مُثَنّىً، أَو مُؤَنَّثاً، فعَلى أَنَّهُ قد أُجْرِيَ مُجْرَى)
الوَصْفِ الَّذِي ليسَ بِمَصْدَرٍ، قالَ شيخُنا: العَدْلُ بالنَّظَرِ إِلى أَصْلِهِ، وَهُوَ ضِدُّ الجَوْرِ، لَا يُثَنَّى، وَلَا يُجْمَعُ، وبالنَّظَرِ إِلى مَا صَارَ إِلَيْهِ مِنَ النَّقْلِ لِلذَّاتِ يُثَنَّى ويُجْمَعُ. وقالَ الشِّهابُ: الْمَصْدَرُ المَنْعُوتُ بهِ يَسْتَوِي فيهِ الواحِدُ المُذَكَّرُ وغيرُه، قالَ: وَهَذَا الاِسْتِواءُ هوَ الأَصْلُ المُطَّرِدُ، فَلَا يُنافِيهِ قَوْلُ الرَّضِيِّ: إِنَّهُ يُقالُ: رَجُلانِ عَدْلاَنِ، لأَنَّهُ رِعَايَةٌ لِجَانِبِ المَعْنَى، قَالَ: وَقَوْلُ المُصَنِّفِ: وَهَذَا اسْمٌ للجَمْعِ، مُخالِفٌ لِمَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ، انْتهى. قلتُ: وقالَ ابنُ جِنِّيٍّ: قَوْلُهم رَجُلٌ عَدْلٌ، وامْرَأَةٌ عَدْلٌ، إِنَّما اجْتَمَعا فِي الصِّفَةِ المُذَكَّرَةِ، لأَنَّ التَّذْكِيرَ إِنَّما أَتاهَا مِن قِبَلِ المَصْدَرِيَّةِ، فَإِذا قيل: رَجُلٌ عَدْلٌ، فَكَأَنَّهُ وُصِفَ بِجَميعِ الجِنْسِ، مُبالَغَةً، كَما تَقُولُ: اسْتَوْلَى على الفَضْلِ، وحازَ جميعَ الرِّياسَةِ والنُّبْلِ، ونَحْوَ ذلكَ، فوُصِفَ بالجِنْسِ أَجْمَعَ تَمْكِيناً لهَذَا المَوْضِعِ، وتَأْكِيداً، وجُعِلَ الإِفْرادُ والتَّذْكِيرُ أَمارةً للمَصْدَرِ المَذْكُورِ، وكذلكَ القَوْلُ فِي خَصْمٍ ونَحْوِهِ، مِمَّا وُصِفَ بِهِ مِنَ الْمَصادِرِ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَقد حَكَى ابنُ جِنِّيٍّ: امْرَأَةٌ عَدْلَةٌ، أَنَّثُوا الْمَصْدَرَ، لَمَّا جَرَى وَصْفاً عَلى المُؤَنَّثِ، وإِنْ لَمْ يَكُنْ على صُورَةِ اسْمِ الْفاعِلِ، وَلَا هُو الفَاعِلُ فِي الحَقيقَةِ، وإِنَّما اسْتَهْوَاهُ لذلكَ جَرْيُها وَصْفاً علَى المُؤَنَّثِ. قلتُ: وَبِهَذَا سَقَطَ قَوْلُ شَيْخِنا: العَدْلَةُ، غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وَلَا مَسْمُوعٍ، واللُّغَةُ ليسَ مَوْضُوعُها ذِكْرَ المَقِيسَاتِ، فَتَأَمَّلْ، انْتَهَى. وَقَالَ ابنُ جِنِّيٍّ أَيْضا: فَإِنْ قِيلَ: فقد قَالُوا: رَجُلٌ عَدْلٌ، وامْرَأَةٌ عَدْلَةٌ، وفَرَسٌ طَوْعَةُ الْقِيادِ، وقَوْلُ أُمَيَّةَ:
(والْحَيَّةُ الْحَتْفَةُ الرَّقْشَاءُ أَخْرَجَها ... مِنْ بَيْتِها آمِناتُ اللَّهِ والْكَلِمُ) قيلَ: هَذَا قد خَرَجَ على صَورَةِ الصِّفَةِ، لأنَّهُم لَمْ يُؤْثِرُوا أَنْ يَبْعُدُوا كُلَّ البُعْدِ عَنْ أَصْلِ الوَصْفِ، الَّذِي بابُه أَنْ يَقَعَ الفَرْقُ فِيهِ بَيْنَ مُذَكَّرِهِ ومُؤَنَّثِهِ، فَجَرَى هَذَا فِي حِفْظِ الأُصُولِ والتَّلَفُّتِ إِليها لِلْمُباقَاةِ لَهَا، والتَّيْبِيهِ عليْها، مَجْرَى إِخْراجِ بعضِ المُعْتَلِّ على أَصْلِهِ، نحوِ اسْتَحَوَذَ، ومَجْرَى إِعْمالِ صُغْتُهُ وعُدْتُهُ، وإِنْ كانَ قد نُقِلَ إِلَى فَعُلْتُ، لَمَّا كانَ أَصْلُهُ فَعَلْتُ، وعَلى ذلكَ أَنَّثَ بَعْضُهم فَقَالَ: خَصْمَةٌ، وضَيْفَةٌ، وجَمَعَ، فقالَ: خُصُومٌ، وأَضْيَافٌ. وعَدَّلَ الْحُكْمَ، تَعْدِيلاً: أقامَهُ، وعَدَّلَ فُلاَناً: زَكَّاهُ، أَي قَالَ: إِنَّهُ عَدْلٌ. وعَدَّلَ الْمِيزانَ، والمِكْيَالَ: سَوَّاهُ، فاعْتَدَلَ. والْعَدَلَةُ، مُحَرَّكَةً، وكَهُمَزَةٍ، وَهَذِه عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ: المُزَكُّونَ للشُّهُودِ، وقالَ شَمِر: قالَ القُرْمُلِيُّ: سَأَلْتُ عَن فُلانٍ العُدَالَةَ، كتُؤَدَةٍ، أَي الذينَ يُعَدِّلُونَهُ، وَقَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ عُدَلَةٌ، وقَوْلٌ عُدَلَةٌ، أَيْضا، أَو كَهُمَزَةٍ لِلْوَاحِدِ، وبالتَّحْرِيكِ لِلْجَمْعِ، عَن أبي عَمْروٍ. وعَدَلَهُ، يَعْدِلُهُ، عَدْلاً، وعَادَلَهُ، مُعادَلَةً: وَازَنَهُ، وَكَذَا: عادَلَ بينَ الشَّيْئَيْنِ. وعَدَلَهُ فِي الْمَحْمِلِ، وعَادَلَهُ: رَكِبَ مَعَهُ. والْعَدْلُ: الْمِثْلُ، والنَّظِيرُ،)
كالْعِدْلِ، بالكسرِ، والْعَدِيلِ، كأميرٍ، وَقيل: هُوَ الْمِثْلُ، وليسَ بالنَّظِيرِ عَيْنِهِ، ج: أَعْدَالٌ، وعُدَلاَءُ.
قالَ الرَّاغِبُ: العَدْلُ، والعِدْلُ، مُتَقارِبَانِ، لَكِن العَدْلُ يُسْتَعْمَلُ فِيمَا يُدْرَكُ بالبصِيرَةِ كالأَحْكَامِ، وعَلى ذلكَ قَوْلُه تَعالى: أوْ عَدْلُ ذلكَ صِيَاماً، والعِدْلُ والعَدِيلُ، فِيمَا يُدْرَكُ بالحاسَّةِ، كالمَوْزُوناتِ، المَعْدُودَاتِ، والمَكِيلاَتِ. وَفِي الصِّحَاح: قالَ الأَخْفَشُ: العِدْلُ، بِالْكَسْرِ: المِثْلُ، والعَدْلُ، بالفتحِ: أَصْلُهُ مَصْدَرُ قَوْلِكَ: عَدَلْتُ بِهَذَا عَدْلاً حَسَناً، تَجْعَلُهُ اسْماً لِلْمِثْلِ،يَوْمَئِذٍ. ويُقالُ: العَدْلُ: السَّوِيَّةُ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: العَدْلُ: الاِسْتِقَامَةُ. وعَدْلٌ، بِلاَ لاَمٍ: رَجُلٌ مِنْ سَعْدِ العَشِيرَةِ، وَقَالَ ابنُ السِّكِّيتِ: هوَ العَدْلُ بنُ جِزْءِ بنِ سَعْدِ العَشِيرَةِ، هَكَذَا وَقَعَ فِي الصِّحاحِ، والصَّوابُ: مِنْ سَعْدِ العَشيرَةِ، واخْتُلِفَ فِي اسْمِ وَالِدِهِ، فَقيل: هُوَ جَزْءٌ، هَكَذَا بالهَمْزَةِ، كَما وَقَعَ فِي نُسَخِ الإِصْلاَحِ لابنِ السِّكِّيتِ، ومثلُهُ فِي الصِّحاحِ، وَفِي جَمْهَرَةِ الأَنْسابِ لابنِ الكَلْبِيِّ: هُوَ)
العَدْلُ بنُ جُرٍّ، بِضَمِّ الجِيم والرَّاءِ المُكَرَّرَةِ، وَكَانَ وَلِيَ شُرْطَةَ تُبَّعٍ، فَإِذا أُرِيدَ قَتْلُ رَجُلٍ دُفِعَ إلَيْهِ، ونَصُّ الصِّحاحِ: وكانَ تُبَّعٌ إِذا أرادَ قَتْلَ رَجُلٍ دَفَعَهُ إِلَيْهِ، فَقِيلَ بَعْدَ ذلكَ لِكُلِّ مَا يُئِسَ مِنْهُ: وُضِعَ عَلى يَدَيْ عَدْلٍ. والعِدْلُ، بِالْكَسَرِ: نِصْفُ الْحِمْلِ، يكونُ عَلى أَحَدِ جَنْبَي البَعِيرِ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: العِدْلُ: اسْمُ حِمْلٍ مَعْدُولٍ بِحِمْلٍ، أَي مُسَوّىً بِهِ، ج: أَعْدَالٌ، وعُدُولٌ، عَن سِيبَوَيْهِ، ومِنْ ذلكَ تقولُ فِي عُدُولِ قَضاءِ السُّوءِ: مَا هم عُدُولٌ، ولكنْ عُدُولٌ. وعَدِيلُكَ: مُعَادِلُكَ فِي المَحْمَلِ، وقالَ الجَوْهَرِيُّ: العَدِيلُ الَّذِي يُعادِلُكَ فِي الوْزَنِ والقَدْرِ، قالَ ابنُ بِرِّيٍّ: لم يَشْتَرِطِ الجَوْهَرِيُّ فِي العَدِيل أَن يكونَ إِنْساناً مِثْلَه، وفَرَّقَ سِيبَوَيْه بينَ العَدِيلِ والعِدْلِ، فقالَ: العَدِيلُ مَا عَادَلَكَ مِنَ النَّاسِ، والعِدْلُ لَا يكونُ إِلاَّ لِلْمَتاعِ خَاصَّةً، فَبَيَّنَ أَنَّ عَدِيلَ الإِنْسانِ لَا يكونُ إِلاَّ إِنْساناً مِثْلَه، وأَنَّ العِدْلَ لَا يَكونُ إِلاَّ لِلْمَتاعِ خَاصَّةً. ويُقالُ: شَرِبَ حَتَّى عَدَّلَ، أَي صارَ بَطْنُهُ كالْعِدْلِ، وبالكسرِ، وامْتلأَ، عَن أبي عَدْنانَ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وكذلكَ حتَّى عَدَّنَ، وأَوَّنَ، بمَعْنَاهُ. والاعْتِدالُ: تَوَسُّطُ حالٍ بينَ حَالَيْنِ، فِي كَمٍّ أَو كَيْفٍ، كقولِهِم: جِسْمٌ مُعْتَدِلٌ بينَ الطُّولِ والقِصَرِ، وماءٌ مُعْتَدِلٌ بينَ البارِدِ والحَارِّ، ويومٌ مُعْتَدِلٌ طَيِّبُ الهَواءِ، ضِدُّ مُعْتَذِلٍ، بالذَّالِ المُعْجَمَةِ، وكُلُّ مَا تَنَاسَبَ فَقَدْ اعْتَدَلَ، وكُلُّ مَا أَقَمْتَهُ فَقَدْ عَدَلْتَهُ، بالتَّخْفِيفِ، وعَدَّلْتَهُ، بالتَّشْدِيدِ، وزَعَمْوا أَنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: الحمدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي فِي قَوْمٍ إِذا مِلْتُ عَدَّلُونِي، كَمَا يُعَدَّلُ السَّهْمُ فِي الثِّقافِ، أَي قَوَّمُونِي، وقالَ الشاعِرُ:
(صَبَحْتُ بهَا القَوْمَ حَتَّى امْتَسَكْ ... تُ بالأَرْضِ أَعْدِلُها أَنْ تَمِيلاَ)
وَقَوله تَعَالَى: فَعَدلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ، قُرِئَ بالتَّخْفِيفِ وبالتَّثْقِيلِ، فالأُولَى قِراءَةُ عاصِمٍ والأَخْفَشِ، والثانِيَةُ قِراءَةُ نافِعٍ وأَهْلِ الحِجازِ، قالَ الفَرَّاءُ: مَنْ خَفَّفَ فَوَجْهُه واللهُ أَعْلَمُ فصَرَفَكَ إِلى أيِّ صُورَةٍ مَا شاءَ، إِمَّا حَسَنٍ وإِمَّا قَبِيحٍ، وإِمَّا طَوِيلٍ وإِمَّا قَصِيرٍ، وقيلَ: أرادَ عَدَلَكَ مِنَ الْكُفْرِ إِلى الإِيمانِ، وَهِي نِعْمَةٌ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: والتَّشْدِيدُ أَعْجَبُ الوَجْهَيْنِ إِلى الفَرَّاءِ، وأَجْوَدُهُما فِي العَرَبِيَّةِ، والمَعْنَى فَقَوَّمَكَ وجَعَلَكَ مُعْتَدِلاً، مُعَدَّلَ الخَلْقِ، وَقد قالَ الفَرَّاءُ، فِي قِراءَةِ مَنْ قَرَأَ بالتَّخْفِيفِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى فَسَوَّاكَ، وقَوَّمَكَ، مِنْ قَوْلِكَ: عَدَلْتُ الشَّيْءَ فاعْتَدَلَ، أَي سَوَّيْتُه فاسْتَوَى، ومنهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ: وَعَدَلْنَاهُ بِبَدْرٍ فاعْتَدَلْ أَي قَوَّمْنَاهُ فاسْتَقَامَ، وكُلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ. وعَدَلَ عَنْهُ، يَعْدِلُ، عَدْلاً، وعُدُولاً: حَادَ، وَعَن الطَّرِيقِ:) جَارَ وعَدَلَ إِلَيْهِ، عُدُولاً: رَجَعَ، وعَدَلَ الطَّرِيقُ نَفْسُهُ: مَالَ. وعَدَلَ الْفَحْلُ عَن الإِبِلِ، إِذا تَرَكَ الضِّرَابَ، وعَدَلَ الْجَمَّالُ الْفَحْلَ عَن الضِّرابِ: نَحَّاهُ، فانْعَدَلَ، تَنَحَّى. وعَدَلَ فُلاناً بِفُلاَنٍ، إِذا سَوَّى بَيْنَهُما. ويُقالُ: مَالَهُ مَعْدِلٌ، كمَجْلِسٍ، وَلَا مَعْدُولٌ: أَي مَصْرِفٌ. وانْعَدَلَ عَنْهُ: تَنَحَّى، وعَادَلَ: اعْوَجَّ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(وإِنِّي لأُنْحِي الطَّرْفَ عَن نَحْوِ غَيْرِها ... حَيَاءً وَلَو طَاوَعْتُهُ لم يُعادِلِ)
أَي لم يُنْعَدِلْ، وقيلَ: مَعْناهُ لَمْ يَعْدِلْ بِنَحْوِ أَرْضِها، أَي بِقَصْدِها، نَحْواً. والعِدَالُ، كَكِتَابٍ: أنْ يَعْرِضَ لَك أَمْرَانِ، فَلا تَدْرِي لأَيِّهِمَا تَصِيرُ، فَأَنْتَ تَرَوَّى فِي ذلكَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأَنْشَدَ:
(وذُو الْهَمِّ تُعْدِيهِ صَرِيمَةُ أَمْرِهِ ... إِذا لم تُمَيِّثْهُ الرُّقَى ويُعَادِلُ)
أَي يُعادِلُ بَيْنَ الأَمْرَيْنِ أَيَّهُما يَرْكَبُ، تُمَيِّثْهُ: تُذَلِّلْهُ المَشُورَاتُ، وقَوْلُ النَّاسِ أَيْنَ تَذْهَبُ.
والمُعادَلَةُ: الشَّكُّ فِي أَمْرَيْنِ، يُقالُ: أَنا فِي عِدَالٍ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، أَي فِي شَكٍّ مِنْهُ، أَأَمْضِي عَلَيْهِ، أَمْ أَتْرُكُهُ وَقد عادَلْتُ بينَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُما آتِي، أَي مَيَّلْتُ. وعَدَوْلَى، بِفَتْحِ العَيْنِ والدَّالِ وسُكُونِ الْواوِ مَقْصُورَةً: ة بِالْبَحْرَيْنِ، وَقد نَفَى سِيبَوَيْه فَعَوْلَى فاحْتُجَّ عَلَيْهِ بعَدَوْلَى، فقالَ الفارِسِيُّ: أَصْلُهَا عَدَوْلاً، وإِنَّما تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ جُعِلَ اسْماً للبُقْعَةِ، وَلم نَسْمَعْ فِي أَشعَارِهِم عَدَوْلاً مَصْرُوفاً، فَأَمَّا قَوْلُ نَهْشَلِ بنِ حَرِّيٍّ:
(فَلَا تَأَمَنِ النَّوْكَى وإِنْ كانَ دارُهُم ... وَرَاءَ عَدَوْلاَةٍ وكنتَ بِقَيْصَرا)
فَزَعَمَ بعضُهم أَنَّهُ بالْهَاءِ ضَرُورَةً، وَهَذَا يُؤَنِّسُ بِقَوْلِ الفَارِسِيِّ، وأَمَّا ابنُ الأَعْرابِيِّ فَإِنَّهُ قالَ: هِيَ مَوْضِعٌ، وذَهَبَ إِلى أنَّ الهاءَ فِيهَا وَضْعٌ، لَا أَنَّهُ أَرادَ عَدَوْلَى، ونَظِيرُهُ قولُهُم: قهَوْبَاةٌ، للنَّصْلِ العَرِيضِ. والعَدَوْلَى: الشَّجَرَةُ الْقَدِيمَةُ الطَّوِيلَةُ. والعَدَوْلِيَّةُ: سُفُنٌ مَنْسُوبَةٌ إِلَيْهَا، أَي إِلى القَرْيَةِ المَذْكُورَةِ، كَما فِي الصِّحاحِ، لَا إِلى الشَّجَرَةِ، كَما يُتَوَهَّمُ مِنْ سِياقِ المُصَنِّفِ، قالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
(عَدَوْلِيَّةٌ أَو مِنْ سَفِينِ ابنِ يَامِنٍ ... يجُوزُ بهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدي)
وَهَكَذَا فَسَّرَهُ الأَصْمَعِيُّ، قالَ: والخُلُجُ: سُفُنٌ دونَ العَدَوْلِيَّةِ، وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ، فِي قَوْلِ طَرَفَةَ: عَدَوْلِيَّةٌ إِلَخ، قَالَ: نَسَبَها إِلى ضِخَمٍ وقِدَمٍ، يَقولُ: هيَ قَدِيمَةٌ أَو ضَخْمَةٌ، وقيلَ: نُسِبَتْ إِلَى مَوْضِع كانَ يُسَمَّى عَدَوْلاً، بَوَزْنِ فَعَوْلاَة، أَو إِلَى عَدَوْلٍ: رَجُلٍ كانَ يَتَّخِذُ السُّفُنَ، نَقَلَهُ الصَّاغانِيُّ، أَو إِلَى قَوْمٍ كانُوا يَنْزِلُونَ هَجَرَ، فِيمَا ذَكَرَ الاَصْمَعِيُّ، وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: عَدَوْلَى لَيْسُوا مِنْ رَبِيعَةَ)
وَلَا مُضَرَ، وَلَا مِمَّنْ يُعْرَفُ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، إِنَّما هم أُمَّةٌ عَلى حِدَةٍ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: والقَوْلُ فِي العَدَوْلَى مَا قالَهُ الأَصْمَعِيُّ، والْعَدَوْلَى جَمْعُهَا. والعَدَوْلَى: الْمَلاَّحُ، وَالَّذِي فِي الصِّحاحِ: والعَدَوْلِيُّ، بِكسرِ اللاَّمِ وشَدِّ الياءِ: المَلاَّحُ، وَهُوَ الصَّوابُ. والْعُدَيْلُ، كزُبَيْرٍ، ابْنُ الْفَرْخِ: شاعِرٌ مَعْرُوفٌ، مِنْ بِنِي العِجْلِ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ: وعُدَيْلٌ، بِلَا لاَمٍ، وَهُوَ الصَّوابُ. وَأَبُو الأَزْهَرِ مَعْدِلُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ مُصَعَبٍ، كمَجْلِسٍ: مُحَدِّثٌ نَيْسَابُورِيٌّ، رَوَى عَن الأَصَمِّ، وعنهُ محمدُ بنُ يحيى المُزَكَّي. والْمُعَدَّلاَتُ، كمُعَظَّمَاتٍ، زَوَايَا الْبَيْتِ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، قالَ: وهيَ الدَّواقِيعُ، والمُزَوَّيَاتُ، والأَخْصَامُ، والثَّفِناتُ أَيْضا. ويُقالُ: هُوَ يُعادِلُ هَذَا الأَمْرَ، إِذا ارْتَبَكَ فيهِ، وَلم يُمْضِهِ، قالَ الشاعِرُ:
(إِذا الهَمُّ أَمْسَى وَهْوَ دَاءٌ فَأَمْضِهِ ... ولَسْتَ بِمُمْضِيهِ وأَنْتَ تُعَادِلُهْ)
أَي: وأَنتَ تَشُكُّ فِيهِ. وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الْعَدَلُ، مُحَرَّكَةً: تَسْوِيَةُ الأَوْنَيْنِ، أَي الْعِدْلَيْنِ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: العَدْلُ فِي أَسْماءِ اللهِ سبحانَهُ: هُوَ الَّذِي لَا يَمِيلُ بهِ الهَوَى فيَجُورُ فِي الحُكْمِ، وَهُوَ فِي الأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ، فوُضِعَ مَوْضِعَ الْعَادِلِ، وَهُوَ أَبْلَغُ مِنْهُ، لأَنَّهُ جُعِلَ المُسَمَّى نَفْسُهُ عَدْلاً، وَقد عَدُلَ الرَّجُلُ، كَكَرُمَ، عَدَالَةً: صارَ عَدْلاً، وقولُهُ تَعالى: وأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنكُمْ.
قالَ سَعِيدُ بنُ المُسَيِّبِ: ذَوَيْ عَقْلٍ، وقالَ إبراهيمُ: العَدْلُ الَّذِي لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ رِيبَةٌ، وقولُهُ تَعالى: ولَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ، قالَ عُبَيْدَةُ السَّلْمانِيُّ: والضَّحَّاكُ: فِي الحُبِّ والجِمَاعِ، وقالَ الرَّاغِبُ: إِشَارَةً إِلَى مَا عليهِ جِبِلَّةُ النَّاسِ مِنَ المَيْلِ. وفُلانٌ يَعْدِلُ فُلانَاً، أَي يُساوِيِهِ. ويُقالُ: مَا يَعْدِلُكَ عِنْدَنا شَيْءٌ، أَي مَا يَقَعَ عِنْدَنا شَيْءٌ مَوْقِعَكَ. وعادَلَهُما عَلى نَاضِحٍ: شَدَّهُما عَلى جَنْبَيِ الْبَعِيرِ كالعِدْلَيْنِ. ووَقَعَ المُصْطَرِعَانِ عِدْلَيْ عَيْرٍ، أَي وَقَعَا مَعاً، وَلم يَصْرَعْ أَحَدُهما الآخَرَ. والعَدِيلَتانِ: الْغِرَارَتانِ، لأَنَّ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُمَا تُعادِلُ صاحِبَتَها. ويُقالُ: عَدَّلْتُ أَمْتِعَةَ البَيْتِ، إِذا جَعَلْتَها أَعْدَالاً مُسْتَوِيَةً لِلاِعْتِكامِ يَوْمَ الظَّعْنِ. واعْتَدَلَ الشِّعْرُ: اتَّزَنَ، واسْتَقامَ، وعَدَّلْتُه أَنا، ومنهُ قَوْلُ أبي عليٍّ الفَارِسِيِّ: لأنَّ المُراعَى فِي الشِّعْرِ إِنَّما هُوَ تَعْدِيلُ الأَجْزَاءِ.
وعَدَّلَ القَسَّامُ الأَنْصِبَاءَ لِلْقَسْمِ بَيْنَ الشُّرِكاءِ، إِذا سَوَّاهَا عَلى الْقِيمَ. وَفِي الحديثِ: الْعِلْمُ ثَلاَثَةٌ، فَرِيضَةٌ عادِلَةٌ، أرادَ العَدْلَ فِي القِسْمَةِ، أَي مُعَدَّلَةٌ على السِّهامِ المذكورَةِ فِي الكِتابِ والسُّنَّةِ، مِنْ غَيْرِ جَوْرٍ. والعَدْلُ: الْقِيمَةُ، يُقالُ: خُذْ عَدْلَهُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا، أَي قِيمَتَهُ. ويُقالُ: هَذَا قَضاءٌ حَدْلٌ غيرُ عَدْلٍ، وأَخَذَ فِي مَعْدِلِ الحَقِّ، ومَعْدِلِ الباطِلِ، أَي فِي طَرِيقِهِ ومَذْهَبِهِ. ويُقالُ: انْظُرُوا إِلَى) سُوءِ مَعادِلِهِ، ومَذْمُومِ مَدَاخِلِهِ، أَي إِلَى سُوءِ مَذاهبِهِ ومَسالِكِهِ، وَهُوَ سَدِيدُ المَعَادِلِ، وَقَالَ أَبُو خِرَاشٍ:
(على أَنَّني إِذا ذَكَرْتُ فِرَاقَهُمْ ... تَضِيقُ عَلَيَّ الأَرْضُ ذاتُ الْمَعَادِلِ)
أرادَ ذاتَ السَّعَةِ، يُعْدَلُ فِيهَا يَمِيناً وشِمَالاً مِنْ سَعَتِهَا. والعَدْلُ: أنْ تَعْدِلَ الشَّيْءَ عَن وَجْهِهِ، تَقول: عَدَلْتُ فُلاناً عَن طَرِيقِهِ، وعَدَلْتُ الدَّابَّةَ إلَى مَوْضِعِ كَذَا، وَفِي الحديثِ: لَا تُعْدَلُ سَارِحَتُكَم، أَي لَا تُصَرَفُ ماشِيَتُكُم، وتُمالُ عَن المَرْعَى، وَلَا تُمْنَعَ. ويُقالُ: قَطَعْتُ العِدَالَ فِي أَمْرِي، ومَضَيْتُ عَلى عَزْمِي، وذلكَ إِذا مَيَّلَ بينَ أَمْرَيْنِ، أَيَّهُما يَأْتِي، ثُمَّ اسْتَقَامَ لَهُ الرَّأْيُ، فعَزَمَ عَلى أَوْلاهُما عِنْدَهُ، ومنهُ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
(إِلَى ابنِ الْعَامِرِيِّ إِلَى بِلاَلٍ ... قَطَعْتُ بِنَعْفِ مَعْقُلَةَ الْعِدَالاَ)
وعَدَّلَ أَمْرَهُ، تَعْدِيلاً، كعَادَلَهُ: إِذا تَوَقَّفَ بينَ أَمْرَيْنِ أَيَّهُما يَأْتِي، وبهِ فُسِّرَ حديثُ المِعْراجِ: أُتِيتُ بِإِناءَيْنِ، فَعَدَّلْتُ بَيْنَهُمَا، يُرِيدُ أَنَّهُما كَانَا عندَهُ مُسْتَوِيَيْنِ، لَا يَقْدِرُ عَلى اخْتِيارِ أَحَدِهِما، وَلَا يَتَرَجَّحُ عِنْدَهُ. وفَرَسٌ مُعْتَدِلُ الْغُرَّةِ: إِذا تَوَسَّطَتْ غُرَّتُهُ جَبْهَتَهُ، فلمْ تَصِبْ واحِدَةً مِنَ العَيْنَيْنِ، وَلم تَمِلْ على واحِدٍ مِنَ الخَدَّيْنِ، قالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. وانْعَدَلَ الفَحْلُ عنِ الضَّرابِ: تَنَحَّى، قالَ أَبُو النَّجْمِ: وانْعَدَلَ الفَحْلُ ولَمَّا يُعْدَلِ وعَدَلَ باللَّهِ، يُعْدِلُ: أَشْرَكَ، والعادِلُ: المُشْرِكُ الَّذِي يَعْدِلُ بِرَبِّهِ، ومنهُ قَوْلُ المَرْأَةِ للحَجَّاجِ: إِنَّكَ لَقاسِطٌ عَادِلٌ. وقالَ الأَحْمَرُ: عَدَلَ الكَافِرُ بِرَبِّهِ، عَدْلاً، عُدُولاً: سَوَّى بِهِ غيرَه، فعَبَدَهُ. وشَجَرٌ عَدَوْلِيٌّ: قديمٌ، واحِدَتُهُ عَدَوْلِيَّةٌ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ: العَدَوْلِيُّ: القَدِيمُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وأَنْشَدَ غيرُهُ: عَلَيْها عَدَوْلِيُّ الْهَشِيمِ وصامِلُهْ ويُرْوَى: عَدَامِيلُ الْهَشِيمِ، كَما سَيَأْتِي. وَفِي خَبَرِ أبي الْعَارِمِ: فآخُذُ فِي أَرْطىً عَدَوْلِيٍّ عُدْمُلِيٍّ.
ورَوَى الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيْثِ: المُعْتَدلَةُ مِنَ النُّوقِ: المُثَقَّفَةُ الأَعْضاءِ بَعْضُها بِبَعْضٍ، قالَ: ورَوى شَمِر، عَن مُحَارِبٍ، قَالَ: المُعَنْدِلَة مِنَ النُّوقِ، وجَعَلَهُ رُباعِيّاً من بابِ ع ن د ل، قالَ الأَزْهَرِيُّ: والصَّوابُ مَا قالَهُ اللَّيْثُ، ورَوَى شَمِر عَن أبي عَدْنانَ أنَّ الكِنَانِيَّ أَنْشَدَهُ: وعَدَلَ الفَحْلُ وإِنْ لَمْ يُعْدَلِ واعْتَدَلَتْ ذاتُ السَّنَامِ الأَمْيَلِ قالَ: اعَتِدَالُ ذاتِ السَّنامِ، اسْتِقَامَةُ سَنامِها مِنَ السِّمَنِ بعدَما كانَ مائِلاً، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا يَدُلُّ)
على أنَّ الحَرْفَ الَّذِي رَوَاهُ شَمِر، عَن مُحارِبٍ، فِي المُعَنْدِلَة، غيرُ صَحِيحٍ، وأَنَّ الصَّوابَ: المُعْتَدِلَة، لأنَّ النَّاقَةَ إِذا سَمِنَتْ اعْتَدَلَتْ أَعْضَاؤُها كُلُّها مِنَ السَّنامِ وغَيْرِه. وَفِي الأَسَاسِ: جارِيَةٌ حَسَنَةُ الاعْتِدَالِ: أَي الْقَوامِ. وأَيَّامٌ مُعْتَدِلاَتٌ غَيْرُ مُعْتَذِلاَتٍ، أَي طَيِّبَةٌ غَيْرُ حَارَّةٍ. وإِسْماعِيلُ بنُ أحمدَ بنِ مَنصورِ بنِ الْحسن بنِ محمدِ بنِ عادِلٍ البُخَارِيُّ العَادِلِيُّ: مُحَدِّثٌ. 
(عدل) : رَجُلٌ عُدْلَة، وقَومٌ عُدْلَة، أي عَدْلٌ. 
عدل: {فعدلك}: قوم خلقك. و {عدلك}: صرفك إلى ما شاء من الصور. {أو عدل ذلك}: مثل. {صرفا ولا عدلا}: فرضا ولا نفلا. 
(عدل) الشَّيْء أَقَامَهُ وسواه يُقَال عدل الْمِكْيَال وَالْمِيزَان وَالْحكم أَو الطّلب غَيره بِمَا هُوَ أولى عِنْده (مو) وَالشَّاهِد أَو الرَّاوِي زَكَّاهُ وَالْمَتَاع جعله عَدْلَيْنِ
عدل فَرد حظر قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: لياط مبرّأ من اللَّه أصل اللياط كل شَيْء أَلْصَقته بِشَيْء فقد لطته [بِهِ -] واللياط هَهُنَا الرِّبَا الَّذِي كَانُوا يربونه فِي الْجَاهِلِيَّة [سمي لياطا -] لِأَنَّهُ شَيْء لَا يحلّ ألصق بِشَيْء فَأبْطل النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك الرِّبَا وردّ الْأَمر إِلَى رَأس المَال كَمَا قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى فِي كِتَابه {فلكم رُؤُوس أمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُوْنَ وَلاَ تُظْلَمُوْنَ} .
العدل: عبارة عن الأمر المتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط، وفي اصطلاح النحويين: خروج الاسم عن صيغته الأصلية إلى صيغة أخرى، وفي اصطلاح الفقهاء: من اجتنب الكبائر، ولم يصر على الصغائر، وغلب صوابه، واجتنب الأفعال الخسيسة، كالأكل في الطريق والبول، وقيل: العدل، مصدر بمعنى: العدالة، وهو الاعتدال والاستقامة، وهو الميل إلى الحق.

العدل الحقيقي: ما إذا نظر إلى الاسم وجد فيه قياسٌ غير منع الصرف، يدل على أن أصله شيء آخر، كثلاث ومثلث. 

العدل التقديري: ما إذا نظر إلى الاسم لم يوجد فيه قياسٌ يدل على أن أصله شيء آخر، غير أنه وجد غير منصرف، ولم يكن فيه إلا العلمية فقدر فيه العدل حفظًا لقاعدتهم، نحو: عمر.
(عدل) - في الحديث: "العِلم ثلاثَة، منها فَرِيضَةٌ عادلة".
قيل: يحتمل أنه أَرادَ العَدْلَ في القِسمَة: أي مُعَدَّلة على السِّهام المَذكُورة فِى الكِتابِ والسُّنَّة، ويُحْتَمل أن يُريَد مُسْتَنْبطةً من الكتاب والسُّنَّة فتكــونَ هذه الفَريضَةُ تُعْدل بما أُخِذَ عن الكِتاب والسُّنَّة.
- في حَديث المِعْرَاج: "فأُتِيتُ بإناءَيْن فعَدَّلت بَيْنَهما".
يقال: هو يُعادِل أمره ويُعدِّله، إذا كان مرتَبِكًا يَمِيلُ بَينهَ وبَين غَيرِه أيُّهما يَأتىِ. قال ابنُ الرِّقاع:
* فقد لَقِيَتْ مَناسِمُها العِدالَا *
: أي يقول واحد: فيها بَقِيَّة، فيقُول الآخَر: لا بَقِيَّة فيها، مأخوذ من العِدْل. يقال: هما عِدْلان: أىَ مُسْتَويِان، وعَدَّلتُ الأَحمالَ: جعلتها أَعدالاً متساوية، كأنهما عنده بِمنزلة واحدةٍ لا يَقدِر على اخْتِيار أحدِهِما دون الآخر، أو من قَوْلهِم: عَدَل عنه إذا مال إلى غَيره، كأنه يَعدِل من هذا إلى ذاك، ومن ذَاكَ إلى هذا لتَساوِيهما عِنْدَهَ، يقال: عَدَلْتَه عنه فعَدَل، لازِمٌ ومُتَعَدٍّ.
- في الحديث: "لا تُعدل سَارِحَتكم"
: أي لا تُمنَع ولا تُصْرَف ماشِيَتكم، وتُمالُ عن المَرعَى.

عدل


عَدَلَ(n. ac. عَدْل
مَعْدَلَة
مَعْدِلَة
عَدَاْلَة
عُدُوْلَة)
a. Was just; gave right judgment.
b.(n. ac. عَدْل), Balanced, counterbalanced, counterpoised; equalled.
c. [acc. & Bi], Made equal to; divided equally.
d. Straightened.
e.(n. ac. عَدْل
عُدُوْل) ['An], Deviated, declined from; turned away from.
f. [Ila], Returned to.
g. see III (d)
عَدُلَ(n. ac. عَدَاْلَة)
a. Was just, equitable, fair.

عَدَّلَa. Made right. just; rectified (judgment).
b. Adjusted; made equal, even; straightened.
c. Directed rightly; led straight.
d. Placed in equilibrium (balance).
e. Pronounced trustworthy (witness).

عَاْدَلَa. Equalled; was level, even with; was parallel
to.
b. Counterpoised, counterbalanced.
c. [Bain], Arranged matters between.
d. [Bain], Made equal.
e. Wavered, hesitated, vacillated.

أَعْدَلَa. Made, put right, rectified; adjusted; made to
correspond to.

تَعَدَّلَa. Was equal, even.

إِنْعَدَلَ
a. ['An], Deviated, swerved from.
إِعْتَدَلَa. Was straight, upright; was equal, equable, uniform; was
symmetrical; was proportionate.
b. Was of medium size &c.
c. Was moderate, temperate.
d. Was in equilibrium.
e. see X
إِسْتَعْدَلَ
a. [ coll. ], Was stout, corpulent.

عَدْلa. Justice, equity; right; righteousness; rectitude
uprightness, honesty, straightforwardness, fairness.
b. Just, upright; equitable, fair; impartial.
c. Measure, right measure.
d. Equidistant, midway.
e. (pl.
أَعْدَاْل), Equal; like; equivalent.
f. Requital, compensation; ransom. quital, compensation;
ransom.
عِدْل
(pl.
عُدُوْل
أَعْدَاْل
38)
a. Equal; like, similar, corresponding; fellow; half (
a load ).
b. Saddle-bag; sack.

عَدَلa. Equilibrium; counterpoise; counterbalancing.

عَدَلَةa. Trustworthy, reliable (witnesses).

عَدِلa. see 21
عُدَلَةa. see 4t
مَعْدَلَة
مَعْدِلَةa. see 1 (a)
عَاْدِلa. Just, upright, honest, straightforward; fair
equitable, equable; impartial.

عَدَاْلَةa. see 1 (a)
عَدِيْل
(pl.
عُدَلَآءُ)
a. Equal.
b. [ coll. ], Brother-in-law.

عَدِيْلَة
a. [ coll. ]
see 2 (b)
عَدُوْلَى
عَدُوْلِيّa. Old tree.
b. Seaman, sailor, mariner.

عُدُوْلَةa. see 1 (a)
N. P.
عَدَّلَa. Proportionate; symmetrical.
b. Average.

N. Ag.
عَاْدَلَa. Equal, equivalent.

N. Ag.
إِعْتَدَلَa. Proportionate; symmetrical; uniform.
b. Right; straight.
c. Temperate, moderate.
d. Medium, average.

N. Ac.
إِعْتَدَلَa. Equity; equality; equilibrium; proportion;
symmetry.
b. Moderation.
c. Equinox.

مُعَادَلَة [ N.
Ac.
عَاْدَلَ
(عِدْل)]
a. Equivalence; equality; equilibrium; proportion
proportionateness.
b. Equation.

بِعَدَالَةٍ
a. Equitably, justly.

مُعَدِّل النَّهَار
a. The equator.

الإِعْتِدَال الرَّبِيْعِيّ
a. The vernal equinox.

إِعْتِدَالِيّ
a. Equinoctial.
عدل
العَدَالَةُ والمُعَادَلَةُ: لفظٌ يقتضي معنى المساواة، ويستعمل باعتبار المضايفة، والعَدْلُ والعِدْلُ يتقاربان، لكن العَدْلُ يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، وعلى ذلك قوله: أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً
[المائدة/ 95] ، والعِدُل والعَدِيلُ فيما يدرك بالحاسّة، كالموزونات والمعدودات والمكيلات، فالعَدْلُ هو التّقسيط على سواء، وعلى هذا روي: «بالعَدْلِ قامت السّموات والأرض» تنبيها أنه لو كان ركن من الأركان الأربعة في العالم زائدا على الآخر، أو ناقصا عنه على مقتضى الحكمة لم يكن العالم منتظما.
والعَدْلُ ضربان:
مطلق: يقتضي العقل حسنه، ولا يكون في شيء من الأزمنة منسوخا، ولا يوصف بالاعتداء بوجه، نحو: الإحسان إلى من أحسن إليك، وكفّ الأذيّة عمّن كفّ أذاه عنك.
وعَدْلٌ يُعرَف كونه عَدْلًا بالشّرع، ويمكن أن يكون منسوخا في بعض الأزمنة، كالقصاص وأروش الجنايات، وأصل مال المرتدّ. ولذلك قال: فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ [البقرة/ 194] ، وقال: وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها [الشورى/ 40] ، فسمّي اعتداء وسيئة، وهذا النحو هو المعنيّ بقوله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ
[النحل/ 90] ، فإنّ العَدْلَ هو المساواة في المكافأة إن خيرا فخير، وإن شرّا فشرّ، والإحسان أن يقابل الخير بأكثر منه، والشرّ بأقلّ منه، ورجلٌ عَدْلٌ: عَادِلٌ، ورجالٌ عَدْلٌ، يقال في الواحد والجمع، قال الشاعر: 311-
فهم رضا وهم عَدْلٌ
وأصله مصدر كقوله: وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ
[الطلاق/ 2] ، أي: عَدَالَةٍ. قال تعالى:
وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ
[الشورى/ 15] ، وقوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ
[النساء/ 129] ، فإشارة إلى ما عليه جبلّة النّاس من الميل، فالإنسان لا يقدر على أن يسوّي بينهنّ في المحبّة، وقوله: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً
[النساء/ 3] ، فإشارة إلى العَدْلِ الذي هو القسم والنّفقة، وقال: لا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا
[المائدة/ 8] ، وقوله: أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً
[المائدة/ 95] ، أي: ما يُعَادِلُ من الصّيام الطّعام، فيقال للغذاء: عَدْلٌ إذا اعتبر فيه معنى المساواة. وقولهم:
«لا يقبل منه صرف ولا عَدْلٌ» فالعَدْلُ قيل: هو كناية عن الفريضة، وحقيقته ما تقدّم، والصّرف: النّافلة، وهو الزّيادة على ذلك فهما كالعَدْلِ والإحسان. ومعنى أنه لا يقبل منه أنه لا يكون له خير يقبل منه، وقوله: بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ
[الأنعام/ 1] ، أي: يجعلون له عَدِيلًا فصار كقوله: هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ [النحل/ 100] ، وقيل: يَعْدِلُونَ بأفعاله عنه وينسبونها إلى غيره، وقيل: يَعْدِلُونَ بعبادتهم عنه تعالى، وقوله: بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ
[النمل/ 60] ، يصحّ أن يكون من قولهم: عَدَلَ عن الحقّ: إذا جار عُدُولًا، وأيّام مُعْتَدِلَاتٌ: طيّبات لِاعْتِدَالِهَا، وعَادَلَ بين الأمرين: إذا نظر أيّهما أرجح، وعَادَلَ الأمرَ: ارتبك فيه، فلا يميل برأيه إلى أحد طرفيه، وقولهم: (وضع على يدي عَدْلٍ) فمثل مشهور .

كنف

(كنف) الشَّيْء أحَاط بِهِ
(ك ن ف) : (الْكَنَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّاحِيَةُ وَبِهِ كُنِّيَ (أَبُو كَنَفٍ) الَّذِي طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَغَابَ (وَالْكِنْفُ) بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ النُّونِ وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِي (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فِي ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - (كُنَيْفٌ) مُلِئَ عِلْمًا وَالتَّصْغِيرُ لِلْمَدْحِ (وَالْكَنِيفُ) الْمُسْتَرَاحُ.
ك ن ف: (كَنَفَهُ) حَاطَهُ وَصَانَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (الْكَنَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْجَانِبُ. وَ (تَكَنَّفُوهُ) وَ (اكْتَنَفُوهُ) وَ (كَنَّفُوهُ تَكْنِيفًا) أَحَاطُوا بِهِ. وَ (الْكِنْفُ) بِكَسْرِ الْكَافِ وِعَاءٌ تَكُونُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِي وَبِتَصْغِيرِهِ جَاءَ الْحَدِيثُ: «كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا» . وَ (الْكَنِيفُ) السَّاتِرُ. وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَذْهَبِ: كَنِيفٌ. 
(كنف)
الكيال كنفا جعل يَدَيْهِ على رَأس الْمِكْيَال يمسك بهما الْكَيْل وَالْقَوْم حبسوا أَمْوَالهم من شدَّة وتضييق عَلَيْهِم وَعَن الشَّيْء عدل فَهُوَ كانف وَيُقَال كنفه عَنهُ حجزه وَالشَّيْء صانه وَحفظه يُقَال فلَان مخذول لَا تكنفه من الله كانفة وَفُلَانًا وبفلان ضمه إِلَيْهِ وَجعله فِي عِيَاله وَيَده جمعهَا وَجعلهَا كالوعاء والكنيف كنفا وكنوفا عمله وَيُقَال كنف الدَّار اتخذ لَهَا كنيفا (مرحاضا) وَالْإِبِل وَالْغنم عمل لَهَا حَظِيرَة يؤويها إِلَيْهَا ليقيها الرّيح وَالْبرد وَيُقَال كنف لإبله
ك ن ف : الْكَنَفُ بِفَتْحَتَيْنِ الْجَانِبُ وَالْجَمْعُ أَكْنَافٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَاكْتَنَفَهُ الْقَوْمُ كَانُوا مِنْهُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً.

وَالْكَنِيفُ الْحَظِيرَةُ وَالْكَنِيفُ السَّاتِرُ وَيُسَمَّى التُّرْسُ كَنِيفًا لِأَنَّهُ يَسْتُرُ صَاحِبَهُ وَقِيلَ لِلْمِرْحَاضِ كَنِيفٌ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ قَاضِيَ الْحَاجَةِ وَالْجَمْعُ كُنُفٌ مِثْلُ نَذِيرٍ وَنُذُرٍ وَالْكِنْفُ وِزَانُ حِمْلٍ وِعَاءٌ يَكُونُ فِيهِ أَدَاةُ الرَّاعِي وَبِتَصْغِيرِهِ أُطْلِقَ عَلَى الشَّخْصِ لِلتَّعْظِيمِ فِي قَوْلِهِ كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْمًا. 
ك ن ف

هو في كنف فلان، وهم في أكناف الحجاز: في نواحيه، وتكنفوه واكتنفوه: أحاطوا به من كل جانب. وكنفته: حفظته. وكانفته: عاونته. وفلان مخذول لا تكنفه من الله كانفة. واتخذ للإبل كنيفاً: حظيرة. قال متمّم:

فعينيّ هلاّ تبكيان لمالك ... إذا أذرت الريح الكنيف المنزّعا

وكنف الكيذال اعلحبّ: جعل يديه على رأس المكيال يمسك بهما المكيل. يقال: كله كيلاً غير مكنوف. وإنه لمكنّف اللحية إذا كانت عظيمة ذات أكنافٍ.

ومن المجاز: حرّك الطائر كنفيه: جناحيه. وتقول: في حفظ الله وكنفه. وعن عمر بن أبي ربيعة: ما علم الله أني طالعت كنف حرامٍ قط. وفي الحديث " كنيف مليء علماً ".

كنف


كَنَفَ(n. ac. كَنْف)
a. Preserved, guarded.
b.
(n. ac.
كَنْف), Enclosed; penned in (cattle).
c. Helped, succoured.
d. ['An], Turned, desisted from.
كَنَّفَa. Enclosed, shut in.

كَاْنَفَأَكْنَفَa. see I (c)
تَكَنَّفَa. Surrounded, encompassed.

إِكْتَنَفَa. see I (b)
& V.
كِنْفa. Bag, wallet.

كَنَف
(pl.
أَكْنَاْف)
a. Side; bank.
b. Guard, keeping, protection; shade.
c. Wing.
d. Breast, bosom.

كَنَفَةa. Side.
b. see 4 (b)
كَاْنِفَةa. Enclosure.
b. Shelter, protection: veil; shield.
c. Intrenchment.

كِنَاْفَة
a. [ coll. ], A kind of pastry.

كَنِيْف
(pl.
كُنْف
كُنُف
10)
a. Covert, shelter.
b. Watercloset.
c. Shield.
d. see 21t (a)
& N. Ac.
كَاْنَفَ
[ ].
N. P.
كَنَّفَa. Enclosed, shut in.

N. Ac.
كَاْنَفَ
a. Help, assistance; protection.

مُكَنَّف اللِّحْيَة
a. Thick-bearded.

كُنْفُث كُنَافِث
a. Short.

كِنْفِرَة
a. Tip of the nose.

كَنْفَلِيل
a. Big, bushy.

كَنْكَث
a. Mould, soil.

كنف

8 اِكْتَنَفَهُ القَوْمُ The people were on his right and left. (Msb.) b2: اِكْتَنَفَهُ It bordered it on either side.

كَنَفٌ Vicinage or neighbourhood, or region or quarter or tract, and shadow or shelter or protection. (K.) b2: كَنَفَا الإِنْسَانِ The man's two sides, right and left. (TA.) كَنُوفٌ

: see قَذُورٌ, in two places.

كَنِيفٌ

: see زِرْبٌ.

كُنَافَةٌ A kind of pastry, resembling vermicelli, made of fine flour and water mixed in such proportions as to compose a thin paste, which is poured into a vessel whose bottom is pierced with numerous small holes: the vessel being then moved circuitously over a large round tray of tinned copper, beneath which is a fire, the paste runs in fine streams, is quickly but slightly baked. and swept off. For eating, it is slightly baked with clarified butter (سمن), and then sweetened with honey, or sometimes with treacle, or sugar. b2: كُنَافَةٌ i. q. Pers\. رِشْتَهْ قَطَائِفْ [Thread katáïf]. (KL.) See إِطْرِيَةٌ.

كَنَفَانِىٌّ A maker or seller of كُنَافَة.

مُكَانِفٌ A she-camel that lies down behind the other camels. (Az, cited in L, art. روح.)
كنف قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا سميت الدِّيَة غِيَراً فِيمَا ترى من غير الْقَتْل لِأَنَّهُ كَانَ يحب القَوَد فَغير القَوَد دِيَة فسميت الدِّيَة غِيراً. وَيبين ذَلِك حَدِيث يرْوى عَن عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود أَنه قَالَ لعمر فِي الرجل الَّذِي قتل امْرَأَة وَلها أَوْلِيَاء فَعفا بَعضهم فَأَرَادَ عُمَر أَن يَقِيْدَ لمن لم يعف مِنْهُم فَقَالَ [لَهُ -] عَبْد اللَّه: لَو غَيّرت بِالدِّيَةِ كَانَ فِي ذَلِك وَفَاء لهَذَا الَّذِي لم يَعْفُ وَكنت قد أتممت للعافي عَفوه فَقَالَ عُمَر: كنيف ملئ عِلْماً قَوْله: كنيف - هُوَ تَصْغِير الكنف وَهُوَ وعَاء الأداة الَّتِي يعْمل بهَا فشبهه فِي الْعلم بذلك وَإِنَّمَا صغره على وَجه الْمَدْح لَهُ عندنَا كَقَوْل حُباب بْن الْمُنْذر: أَنَا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المرجب منا أَمِير ومنكم أَمِير وَقَوْلهمْ: فلَان صُديقي - وَهُوَ يُرِيد أخص أصدقائي.
[كنف] كنفت الشئ أكنفه، أي حُطْتُهُ وصُنْتُهُ. وأكْنَفْتُهُ، أي أعَنْتُه. والمُكانَفَةُ: المعاونةُ. والكنَفُ بالتحريك: الجانبُ. وكَنَفا الطائرِ: جَناحاه. وكَنَفَةُ الإبل: ناحيتها. قال أبو عبيدة: يقال ناقة كنوف: تبرك في كنفة الابل، مثل القذور، إلا أنها لا تستبعد كما تستبعد القذور. وحكى أبو زيد: شاة كَنْفاءُ، أي حدباء. وتَكَنَّفوهُ واكْتَنَفوهُ، أي أحاطوا به. والتَكْنيفُ مثله، يقال صِلاءٌ مُكَنَّفٌ، أي أحيط به من جوانبه. والكِنْفُ بالكسر: وعاء تكون فيه أداة الراعى، وبتصغيره جاء الحديث: " كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً ". والكَنيفُ: الساتر. ويسمى الترسُ كَنيفاً لأنه يستر. ومنه قيل للمذهب: كَنيفٌ. والكَنيفُ: حظيرة من شجر تُجعَل للإبل. يقال منه: كنفت الابل أكنف وأكنف. واكتنف القوم، إذا اتخذوا كنيفا لابلهم. عن يعقوب. وكنفت عن الشئ، أي عدلت. ومنه قول القطامي: فَصالوا وَصُلْنا واتَّقونا بما كر ليعلم ما فينا عن البيع كانف
كنف
الكَنَفَانِ: الجَنَاحَانِ.
وكَنَفُ الإنسانِ: ناحِيَتَاه.
وكَنَفَه يَكْنُفُه: إذا حَفِظَه ورَعَاه. ولا تَكْنُفه من اللَّهِ كانِفَةٌ. وأكْنَفْتُ الرَّجُلَ إكْنافاً: حَفِظْتُه.
وتَكَنَّفُوه واكْتَنَفُوه من كل جانبٍ: أي احْتَوَشُوه.
وأنْتَ في كَنَفَتي - بالهاء -: أي في كَنَفي.
وأكْنَافُ الجَبَل والوادي: نَوَاحِيْهِما، الواحِدَةُ كَنَفٌ.
وناقَة كَنُوْفٌ: وهي التي إذا أصابَها البَرْدُ اكْتَنَفَتْ في أكْنَافِ الإبل تَتَسَتَرُ من البَرْد. وهي - أيضاً -: التي إذا بَرَكَتِ الإبلُ اعْتَزَلَتْ في ناحِيَةٍ، ومن الغَنَم، كذلك.
والكِنْفُ: وِعَاءٌ طَوِيلٌ يُجْعَلُ فيه أسْقَاطُ النَّجّارِ ونَحْوِه. وقَوْلُ عُمَرَ رضي الله عنه -: كُنَيْفٌ مُلِىءَ عِلْماً هو تَصْغِيْرُ ذلك.
والكَنِيْفُ: معروفٌ. وهُوَ الحَظِيْرَةُ أيضاً، وجَمْعُه كُنُفٌ.
وأهْلُ العِرَاق يُسَمونَ ما أشْرَعُوا من أعالي دُوْرِهم: كَنِيْفاً.
وكُل ما سَتَرَ شَيْئاً فهو كَنِيْفٌ له، حتّى التُّرْس لأنَّه يَسْتُرُ صاحِبَه.
والنَّخْلُ تُقْطَعُ أغصانُه فَتَنْبُتُ فإذا صارَ نَحْوَ الذرَاع يُسَمّى الكَنِيْفَ.
وتُشَبَّهُ اللِّحْيَةُ السَّوْدَاءُ المُلْتَفَّةُ بذلك فيُقال: كأنَّما لِحْيَتُه الكَنِيْفُ.
ويُقال للعَظِيْم اللِّحْيَةِ: إنَّه لَمُكَنَفُ اللِّحْيَةِ، كأنَها العَظِيْمَةُ الأكْنَاف.
وتَرَكْتُ بَني فلانٍ يَكْتَنِفُوْنَ بالغِثَاثِ: وذلك أنْ تَمُوْتَ مَوَاشِيهم من الهُزَال فَيَحْظُروا بالتي ماتَتْ حَوْلَ الأحْيَاءِ التي بَقِيْنَ فَيَسْتُرُونَها من الشَّمَالِ ويَكْنُفُونَها.
وكَنَفَ عن كذا: صَدَفَ عنه.
وكَنَفَ الرَّجُلُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً: وهو أنْ يَجْعَلَ يَدَيْه على رَأس القَفِيْزِ إذا كانَ الطعامَ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ، يُقال: كِلْهُ غَيْرَ مَكْنُوْفٍ.
كنف
كنَفَ يَكْنُف، كَنْفًا، فهو كانف، والمفعول مَكْنوف
• كنَف ولدَه: صانه وحفِظه.
• كنَف اليتيمَ: ضمَّه إليه وجعله في عِياله. 

اكتنفَ يكتنف، اكْتِنافًا، فهو مُكتنِف، والمفعول مُكتنَف
• اكتنف الشَّخصَ: كنَفَه؛ جعله في رعايته "اكتنف ابنَ صديقه: حَضَنَه".
• اكتنف القضيَّةَ: أحاط بها "يكتنف القضيّةَ غموضٌ- اكتنفه القَوْمُ: أحاطوا به وكانوا عنه يَمْنة ويَسْرة" ° اكتنفته المخاوفُ. 

كُنافة [مفرد]: حلوى تُتَّخذ من عجين القمح، تجعل على شكل خيوط دقيقة ويتمُّ إنضاجها بالسّمن في الفرن ونحوه، ثم يضاف إليها السُّكّر المُعْقَد، وأكثر ما تؤكل غالبًا في شهر رمضان. 

كَنْف [مفرد]: مصدر كنَفَ. 

كَنَف [مفرد]: ج أكناف: ناحية أو ظلّ "كنف حزب- في أكنافه- أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَحَبِّكُمْ إِلَيّ، وَأَقْرَبِكُمْ مِنّي مَجَالِسَ يَومَ القِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاًقًا المُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا الذَّيِنَ يَأْلَفُونَ وُيُؤْلَفُونَ [حديث] ".
• كنَف الإنسان: حِضْنه، أي العضدان والصدر "في كنف أمِّه- جعله في كنفه" ° عاش في كنفه: أي في رعايته.
 • كنَف الله: سَتْرُه ورحمته وحِرزه "أنت في كنَف الله". 

كَنَفانيّ [مفرد]: صانع الكُنافة وبائعها. 

كَنيف [مفرد]: ج كُنُف: مِرْحاض. 
[كنف] نه: فيه: توضأ فأدخل يده في الإناء "فكنفها" وضرب بالماء وجهه، أي جمعها وجعلها كالكنف وهو الوعاء. ومنه ح عمر: إنه أعطى عياضًا "كنف" الراعي، أي وعاءه الذي يجعل فيه آلته. وح زوجة ابن عمر: لم يفتش لنا "كنفًا"، أي لم يدخل يده معها كما يدخل الرجل يده مع زوجته في دواخل أمرها، وأكثر ما يروي بفتح كاف ونون من الكنف، هو الجانب، تريد أنه لم يقربها. ك: هو بفتحتين: الساتر أو الكنيف، أي لم يضاجعنا حتى يطأ فراشنا أو لم يطعم عندنا حتى يحتاج أن يفتش عن موضع قضاء الحاجة، تريد أنه صوام قوام بالليل. نه: وح عمر لابن مسعود: "كنيف" ملئ علمًا، هو مصغر تعظيم للكنف. وفيه: يدني المؤمن من ربه حتى يضع عليه "كنفه"، أي يستره، وقيل: يرحمه ويلطف به، والكنف- بالتحريك: الجانب والناحية، وهذا تمثيل لجعله تحت ظل رحمته يوم القيامة. ك: هو بفتحتين: الساتر أي تحيط به عنايته التامة وهو من المتشابه، قوله: يقرره، أي يجعله مقرًا به، ويدني المؤمن- بضم ياء وفتح نون، وأما الآخرون- بمد وفتح خاء وكسرها، وبقصر وكسر، أي المدبرون المتأخرون عن الخير، وروى: كتفه- بمثناة. ج: كنف الإنسان: ظله وحماه الذي يأوي إليه الخائف. نه ومنه ح: منزله "بأكناف" نيشة، أي منزلي بنواحيها، جمع كنف. وفي ح الإفك: ما كشفت من "كنف" أنثى، يجوز كونه بالكسر من الأول، وبالفتح من الثاني. ك: بفتح نون أي ثوبها أي ما جامعت امرأة، وروى أنه كان حصورًا، وأن معه مثل الهدبة، وقيل: أي عن حرام. نه: ومنه ح: لا تكن للمسلمين "كانفة"، أي ساترة، وهاؤه للمبالغة. وح: مضوا على شاكلتهم "مكانفين"، أي يكنف بعضهم بعضًا. وح: "فاكتنفته" أنا وصاحبي، أي أحطنا به من جانبيه. ن: أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله. نه: وفي ح الصديق حين استخلف عمر: إنه أشرف من "كنيف" فكلمهم، أيمن سترة، وكل ما ستر من بناء أو حظيرة فهو كنيف. وح: تبيت بين الزرب و"الكنيف"؛ أي موضع يكنفها ويسترها. وفيه: شققن "أكنف" مروطهن، أي أسترها، ويروى بمثلثة- ومر. وفي ح أبي ذر: قال له رجل: ألا أكون لك صاحبًا "أكنف" راعيك وأقتبس منك، أي أعينه وأكون إلى جانبه أو أجعله في كنف وكنفته- إذا قمت بأمره وجعلته في كنفك. ك: كنفته: صنته. وفيه: وضع على سريره "فتكــنفه" الناس، أي أحاطوا به، ولم يرعني- بضم راء، أي لم يفزعني ولم يفجأني، وأني كنت كثيرًا- بفتح همزة وكسرها على الاستئناف التعليل أي على ظن الجعل سماعي. ن: "كنفي" كداء، بفتح نون: جانبيه. والناس "كنفه": جانبه. وح: دخل "الكنيف"، - بفتح كاف وكسر نون: الساتر- ومر في الخلاء. وح: قبل أن تتخذ "الكنف"، جمعه. نه: وفيه لا يؤخذ في الصدقة "كنوف"، هي شاة قاصية لا تمشي مع الغنم، ولعله لإتعابها المصدق باعتزالها عن الغنم، وقيل: ناقة كنوف إذا أصابها البرد فهي تستتر بالإبل.
كنف: كنف: كنف الشيء صانه وحفظه وحاطه (المقري 101:1، 19).
كنف: خضع، دان استسلم. (الكالا): Sometersa a otro ser sugeto اكنف ب: أحاط (معجم جغرافيا). تكنّف: صان، وضع فلاناً في حمايته، (المقري 1، 352، 8): حين رأى اورلاندو نفسه مهدداً من جيوش المسلمين عزم على الذهاب إلى بلاط الخليفة دون أن يطلب الأمان من قبل ومعه نحو من عشرين من كبار رجاله فتكــنفهم غالب، حاكم مدينة سالي ووضعهم في حمايته.
تكنف: أعتقد أن هذا الفعل يعني في العادة: أحاط، كان يمين الشيء وشماله ففي (معجم مسلم ص35) ورد ذكر الشاعر الذي يصف فرساً سريعة، كأنما تكنّف عطفيها جناحا خَفَيْدد أي كأنما أحاط جنبيها جناحا نعامة، هنا يبدو أن مصنف المعجم يريد أن يشتق من كنف كلمة ترادف الجناح والتزود بأجنحة.
تكانف (اسم جمع): تعاون، تساند (الكامل 7: 645).
انكنف: (انظرها في معجم فوك في مادة providerre) .
اكتنف: احتوى، تضمن، معجم الادريسي، البربرية 601:1، 4).
اكتنف: دعم. سند. (حيان 99): عاقده على القيام بدعوته والاكتناف لدولته.
اكتنف: (انظر في معجم فوك في مادة providere) .
كنف. كنف الإنسان: حضنه أي العضدان والصدر (محيط المحيط) (الحضن والذراعان) (والذراع هنا يمتد من الكتف إلى المرفق بمعناه التشريحي) وأعتقد أن هذا هو المعنى الذي قصد إليه معجم الطرائف: ما كشفت لامرأة كنفاً منذ .. الخ أي لم أكشف حضناً لأي امرأة منذ الخ ... أو (لم أعتقد صلات أو أخالط امرأة) و: ما علم الله أني طالعت كنف حرام قط. إن المصنف هنا يريد من كلمة كنف أن تطابق معناها في اللغة العبرية أي كلمة (كناف) العبرية التي ترادف lacinia vestis باللاتينية التي تعني الرباط الذي يربط الفستان عند الصدر إلاّ إنه لم يحسب حساباً لوجوب إثبات قيام علاقة مع كلمة كنف العربية أولاً وان المرادف العبري واللاتيني لا يتفق وكلمة طالع التي معناها رأي أو تأمل.
كنفاتي: صانع وبائع الكنافة (انظر كنافة في ألف ليلة 678:4، 13).
كنيف وجمعها كنائف: مرحاض (فوك).
كنيف: محاط بسياج (معجم جغرافيا).
كُنافَة (بكسر الكاف في محيط المحيط ص794: نوع من الحلويات المولّدين ج كنافات وصانعها كنافاني وكنافاتي وسكونها عند برجرن وضمها عندلين وبارتون): نوع من الشعرية تصنع من فتائل العجين تقلى بالزبد ويسكب عليها العسل المذاب (انظر برجرن 267، لين عادات 183:1 و218 و118:2 وألف ليلة 243:1 و728:3 وبرتون 380:2 وهرن 34). إن هذه الكلمة، وفقاً للقصص التي وردت في رياض النفوس، وقد استعملت منذ القرن الثاني للهجرة أنظرها في ص21 وص58: إنّي كان عندي شيء من سميد وعسل وزبد فقلت لي نفسي اليوم أعمل كنافة للشيخ وانظر عند (كاباب 78): والكنافة رغائف رقيقة جداً تطبخ ثم يعمل فيها الأفاوية والعسل ألف ليلة 677:4).
كنافاتي وكنافاني: صانع وبائع الكنافة (محيط المحيط).
كنّاف: منظف أقذار المراحيض (فوك، البكري 148، المقري 763، 6 و755:3، 2).
مكنّف: شاسع، بعيد الأطراف (البلدان معجم الجغرافيا).
(كنف) - في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "أَنَّه أَعْطَى عِياضًا كِنْفَ الرَّاعى"
الكِنْفُ: وِعاءٌ طويلٌ يكون فيه آلَةُ الراعى يُدْعى: الزَّنْفِيلِجَةُ .
- وفي حديث إبراهيم : "لا يُؤخَذُ في الصَّدقَةِ كَنُوفٌ"
قال الحَربىُّ: هي القَاصِيَةُ التي لا تَمشى مع الغَنَم.
ولا أدرِى لم لا تُؤخَذُ في الصَّدقَةِ، لعلَّه أرادَ لإتعابِهَا المُصَدِّقَ في إعْزالِها عن الغَنَم.
قال: وأَظنّه الكَشُوف: وهي التي يَضرِبُها الفَحْلُ وهي حامِلٌ، فنهى عن أخْذِها؛ لأنَّها حامِلٌ. وإلاَّ فلا أدْرِى.
وقال غَيرُه: ناقةٌ كَنُوفٌ: يُصِيبُها البَردُ فتَسْتَتِرُ بالِإبلِ والتى تَعْتزِلُ الإبلَ، وتكتَنِفُ في أكْنافِ الإبل إذا بَركَتْ ومن الغَنَم كذلك. قال سيّدُنا حَرسَه الله: لعَلَّ النَهىَ عنه كالنَّهى عن المُشَيَّعَةِ، وهي بمعناه في التأَخُرِّ عن الغَنَم. وإنما نُهى عنها لأنَّها لا تَلحَق الغَنَم في المَشْىِ فلا تلحقُها في الرَّعْى، فتكــون مَهزُولةً، والله تعالى أَعْلَمُ. - في الحديث: "يُدنَى المؤمنُ مِن ربّه - عزَّ وجلّ - حتى يضَع عليه كنَفَه "
: أي يَسْتُره، وقيل: يَرحمُه ويبَرُّه.
وقال الإمامُ إسماعيلُ: لم أَرَ أَحَدًا فَسَّرَهُ إلَّا إن كان معناه: يَسْتُرُه مِن الخَلْقِ. وقيل: في رواية: "يَسْتُرُه بِيَدِهِ"
وكَنفَا الإنسانِ: ناحِيَتاه، ومن الطائر: جَنَاحَاه.
- وفي كتاب الشكر لجعفر بن فارس، عن أبي وائل قال: "نَشَرَ الله تعالى كَنَفَه على المُسْلِمِ يوم القِيامَة هكذا، وتَعطَّف بِيدِه وكُمِّهِ "
- ومنه حَديثُ جَرير - رضي الله عنه -: "قال له: أَيْنَ مَنزِلُكَ؟ قال: بِأكْنافِ بِيشَةَ".
: أي نَواحِيهَا.
- وفي الحديث: قال الراجز
وَمذْقةٍ كطُرَّة الخَنيفِ
تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ
الكَنِيفُ: الموضع الذي يكنُفُها ويَحفَظُها: والبناءُ الذي أُشرِعَ مِن الدَّورِ لِقَضاءِ الحاجَةِ والجُلُوس.
وأصلُ الكَنِيف: السَّاتِر. والتُّرس كَنِيفٌ، وحَظِيرةُ الإبلِ كَنِيفٌ.
- وفي حديث أَبى بكرٍ - رضي الله عنه -: "أنَّه أشْرَفَ من كَنِيفٍ"
: أي سِتْرٍ. قال لبيد:
... ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ
- وفي الحديث : "شقَقْنَ أكَنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاختَمَرْنَ به"
: أي أَصْفَقَها وأَسْتَرَهَا. والكنْفُ من ذلك أيضاً.
باب الكاف والنون والفاء معهما ك ن ف، ك ف ن، ن ك ف، ن ف ك، ف ك ن، ف ن ك كلهن مستعملات

كنف: الكَنَفانِ: الجناحان، قال :

[عنس مذكرة كأن عفاءها] ... سقطان من كَنَفَيْ نعام جافل

وكَنَفا الإنسان: جانباه، [وناحيتا كل شيء: كَنَفاه] . ويقال: كَنَفَهُ الله، أي: رعاه وحفظه. وهو في حفظ الله وكَنَفِه، أي: حرزه [وظله، يَكْنُفُهُ بالكلاءة وحسن الولاية] . والكِنْفُ: وعاء طويل لأسقاط التجار ونحوه. وقالوا: الكنف: الزنفليجة . وقال عمر لابن مسعود: كنيف ملىء علماً. وناقة كَنُوفٌ: وهي التي تكتنف في [أكناف] الإبل من البرد، أي: تستتر. واشتقاق الكَنيف كأنه كُنِفَ في أستر النواحي. وأكْنافُ الجبل أو الوادي: نواحيه، حيث تنضم إليه. الواحد: كَنَفٌ. ويقال للإنسان المخذول: لا تَكْنُفُهُ من الله كانِفةٌ. [أي: لا تحجزه] . وتكَنَّفوه من كل جانب، أي: احتوشوه. والإِكْنافُ: الإعانة.. أكْنَفْته: أعنته.

كفن: كَفَنَ الرجل يَكْفِنُ، أي: يغزل الصوف، قال :

يظل في الشتاء يرعاها ويعمتها ... ويَكْفِنُ الدهر إلا ريث يهتبد

وخالف أبو الدقيش في هذا البيت بعينه. فقال: بل يَكْفِنُ: يختلي الكَفْنة للمراضيع من الشاء. والكَفْنة: شجرة من دق الشجر، صغيرة جعدة، إذا يبست صلبت عيدانها، كأنها قطع شققت عن القنا. وكَفَّنتُ الميت، وكَفَنْتُهُ، فهو مكَفنٌ مكفُونٌ. نكف: النَّكْفُ: تنحيتك الدموع بإصبعك عن خدك، قال :

فبانوا ولولا ما تَذكرُ منهم ... من الخلف لم يُنكَفْ لعينك مدمع

ودرهم مَنْكوفٌ، أي: بهرج رديء. والنَّكَفُ: الاستنكاف. والاستنكافُ عند العامة: الأنفُ. وإنما هو الامتناع، والانقباض عن الشيء حمية وعزة. والنَّكَفَةُ: ما بين اللحيين والعنق من جانبي الحلقوم من قدم من ظاهر وباطن.

نفك: النَّفَكُ: لغة في النكف.

فكن: التَّفَكُّنُ: التلهف على حاجة، أنه يظفر بها ففاتته. قال :

أما جزاء العارف المستيقن ... عندك إلا حاجة التَّفكُّنِ

فنك: فَنَكَ يفْنُكُ فُنُوكاً، إذا لزم مكانه لا يبرح. والفَنِيكان: عظمان ملزقان في الحمامة إذا كسر لم يستمسك بيضها في بطنها حتى تخدجه. والفَنيكانِ من لحي كل ذي لحيين: الطرفان اللذان يتحركان من الماضغ، دون الصدغين. ومن جعل الفَنِيكَ واحداً للإنسان فهو مجمع اللحيين في وسط الذقن.

وفي الحديث: أمرني جبريل أن أتعاهد فنيكيَّ بالماء عند الوضوء .
الْكَاف وَالنُّون وَالْفَاء

الكنَف والكَنَفة: نَاحيَة الشَّيْء.

وَالْجمع: أكناف.

وَبَنُو فلَان يَكْنُفُون بني فلَان: أَي هم نُزُول فِي ناحيتهم.

وكَنَفُ الرجل: حِضْنُه، يَعْنِي: العَضُدين والصَدر.

وكَنَفُ الله: رَحمته.

واذهب فِي كَنَف الله، وكَنَفَته: أَي فِي حِفْظه وكِلاءَته.

وكَنَف الرجل يكنُفُه، وتَكَنَّفه، واكتنفه: جعله فِي كَنَفه.

وكَنَفه يَكْنُفُه كَنْفا، وأكنفه: حقظه وأعانه. الْأَخِيرَة عَن اللحياني.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: كَنَفه: ضمَّه إِلَيْهِ وَجعله فِي عَيِّله، وأكنفه: أَتَاهُ فِي حَاجَة فَقَامَ لَهُ بهَا وأعانه عَلَيْهَا. وأكنفه الصَّيْد وَالطير: أَعَانَهُ على تصَيُّدها، وَهُوَ من ذَلِك.

ويُدْعَى على الْإِنْسَان فَيُقَال: لَا تكْنُفْه من الله كانِفةٌ: أَي لَا تحفَظْه.

وانهزموا فَمَا كَانَت لَهُم كانِفة دون الْمنزل أَو الْعَسْكَر: أَي مَوضِع يلجئون إِلَيْهِ، وَلم يفسّره ابْن الْأَعرَابِي.

وتكنَّف الشَّيْء، واكتنفه: صَار حواليه.

والكَنُوف من النوق: الَّتِي تبرك فِي كَنَفة الْإِبِل لتقي نَفسهَا من الرّيح وَالْبرد.

وَقد اكتنفَتْ.

وَقيل: الكَنُوف: الَّتِي تبرُك نَاحيَة من الْإِبِل تسْتَقْبل الرّيح لصحَّتها، والمُكانف: الَّتِي تَبْرك من وَرَاء الْإِبِل، كِلَاهُمَا عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والكنَفَان: الجَنَاحان، قَالَ:

سِقْطان من كنَفَي نَعَام جافل

وكل مَا سُتِر: فقد كُنِف.

والكَنِيف: التُّرْس لسَتْره، ويوصف بِهِ فَيُقَال: تُرْس كَنِيف.

والكَنِيف: حَظِيرَة من خشب أَو شجر تُتَّخذ لِلْإِبِلِ لتقيها الرّيح وَالْبرد، سمي بذلك لِأَنَّهُ يكنفها: أَي يستُرها ويقيها.

وَالْجمع: كُنُف، قَالَ:

وَلما تآزَينا إِلَى دفْء الكُنُفْ

وكَنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفا، وكُنُوفا: عمله.

وكَنَفَ الْإِبِل وَالْغنم يَكْنُفها كَنْفاً: عمل لَهَا كَنِيفاً.

وكَنَف لإبله كنيفا: اتَّخذه لَهَا، عَن اللحياني.

وتكنَّف الْقَوْم بالغِثَاث: وَذَلِكَ أَن تَمُوت غَنمهمْ هُزَالاً فَيَحْظُروا بِالَّتِي مَاتَت حول الْأَحْيَاء الَّتِي بَقينَ فتسترها من الرِّيَاح.

واكتنف كَنيفا: اتَخذه.

وكَنَف الْقَوْم: حَبَسوا أَمْوَالهم من أزْلٍ وتضييق عَلَيْهِم.

والكَنِيف: الكُنَّة تُشرع فَوق بَاب الدَّار.

وكَنَفَ الدَّار يكنفُها كَنْفا: اتَّخذ لَهَا كَنِيفا.

والكنيف: الخَلاء، وَكله رَاجع إِلَى السَّتْر.

والكِنْف: الزَّنْفَلِيجة تكون فِيهَا أَدَاة الرَّاعِي ومتاعه.

وَهُوَ أَيْضا: وعَاء طَوِيل يكون فِيهِ مَتَاع النِّجَار وأسقاطهم، وَمِنْه قَول عمر رَضِي الله عَنهُ فِي عبد الله ابْن مَسْعُود: " كُنَيف مُليء عِلْما ".

وَقيل: الكِنْف: الْوِعَاء الَّذِي يكنُف مَا جعل فِيهِ: أَي يحفظه.

والكِنْف، أَيْضا: مثل العَيْبة، عَن اللحياني.

وكَنَف الرجل عَن الشَّيْء: عَدَل، قَالَ القطاميّ:

فصَال وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكر ... ليُعْلَم مَا فِينَا عَن البَيْع كانِف

قَالَ الْأَصْمَعِي: ويروى: " كاتف " قَالَ: أَظن ذَلِك ظنّا.

وكّنِيف، وكانِف، ومُكْنِف: أَسمَاء.

ومُكْنِف بن زيد الْخَيل كَانَ لَهُ غَنَاء فِي الرِدَّة مَعَ خَالِد بن الْوَلِيد، وَهُوَ الَّذِي فتح الرّيَّ، وَأَبُو حَمَّاد الراوية من سَبْيه.
كنف
يقال: هو في كَنَفِ الله: أي في حِرْزِه؛ يَكْنُفُه ويَرْعاهُ.
والكَنَفُ - أيضاً -: الجانب، قال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل: إذا تَأنَّسَ يَبْغِيْها بِحاجَتِه ... إنْ أيْأسَتْهُ وإنْ جَرَّتْ له كَنَفا
وفُلان يعيش في كَنَفِ فلان: أي في ظِلِّه.
وأكْنَافُ الشيء: نواحيه حيث يَنْضمُّ إليه، الواحد: كَنَف. وقدِم جِرير بن عبد الله - رضي الله عنه - على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أين بَلدك؟ قال: بأكْنَافِ بِيْشَةَ.
وقال أبو عبيدة: الكَنَفَةُ: الكَنَفُ.
وكَنَفا الطّائر: جناحاه، قال ثعلبة بن صُعير المازني يصف ناقته:
وكأنَّ عَيْبَتَها وفضل فِتانِها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ نافِرِ
وقال آخر:
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كأنَّ عِفاءها ... سِقْطَانِ من كَنَفَيْ ظَلِيْمٍ جافِلِ
زقيل في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: يُدنى العبد من ربِّه حتى يضَع كنَفه عليه فيُقَرِّرُه بذنوبه ويقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم، حتى إذا قرَّره بنوبه قال: سترتُها عليك في الدنيا وأنا أغفِرُها لك اليوم. كَنَفُه: سِتْره. ومنه قول صفوان بن المُعطّل - رضي الله عنه -: ما كشَفْتُ كَنَفَ أنثى قط.
وكَنَفى - مثال جَمَزى -: موضع كانت فيه وَقعةٌ، وأُسر فيها حاجب بن زُرارة.
وقال أبو عمرو: الكَنَفُ: أن يُمْسِك بيديه على القفِيزِ، يقال: كَنَفَ الكَيّال يَكْنُفُ كَنفاً حسناً. وهو أن يجعل يديه على رأس القَفِيْزِ يُمسِك بهما الطعام، يقال: كِلْهُ ولا تَكْنُفْهُ.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه توضّأ فادخل يده في الإناء فَكنَفَها فضرب بالماء وجهه. أي جمعها وجعلها كالكِنْفِ لأخْذِ الماء.
وقال أبو عبيدة: ناقَةٌ كَنُوْفٌ: تبرُكُ في كَنَفةِ الإبل؛ مثل القذُوْرِ؛ إلاّ أنها لا تستبعدُ كما تستبعد القذُوْرُ. وقال هُشيمٌ: الكَنُوْفُ من الغنم: القاصِيةُ التي لا تَمشي مع الغنم. ومنه قول إبراهيم النَّخَعي: لا تُؤخذ في الصدقة كنوف، قال إبراهيم الحربيُّ - رحمه الله -: لا أدري لِم لا تؤخذ في الصدقة لاعتزالها عن الغنم التي يأخذ المصدق وإتعابها أيّاه، قال: وأظنه أراد أن يقول الكَشوف فقال الكَنُوْف، والكَشُوف: التي يضربُها الفحل هي حامل فنهى عن أخذها لأنها حامل، وإلاّ فلا أدري.
وقال أبو زيد: شاةٌ كَنْفَاءُ: أي حدْباء.
وكنَفْتُ الإبل أكنفها وأكنِفُها كَنْفاً: إذا علمتُ لها حظيرة تؤويها إليها.
وكَنَفْتُ عن الشيء كَنفَاً: أي عدَلْتُ عنه، ومنه قول القُطاميِّ:
فصَالُوا وصُلْنا واتَّقَوْنا بماكِرٍ ... لِيُعْلَمَ ما فينا عن البَيْعِ كانِفُ
ويُقال: انهزم القوم فما كانت لهم كانِفَةٌ دون العسكَرِ: أي حاجز يحجزُ العدو عنهم.
والكِنْفُ - بالكسر -: وعاء تكون فيه أداة الراعي. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: أنه دعا عِياضَ بن غنْمِ بن زُهير الفِهري القرشي - رضي الله عنه - فالبَسه مِدْرَعَةَ صُوف ودفع إليه كِنف الراعي. وبتصغيره قال عمر - رضي الله عنه - لابن مسعود - رضي الله عنه -: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلماً.
وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: يرحم الله المهاجرات الأُوَلَ لمّا أنزل الله:) ولْيَضْرِبْنَ بخُمرهِنَّ على جُيُوْبِهِنَّ (شققْن أكنَف مُروطِهنَّ فاختمَرْن بها. أي أسترها.
والكِنيْفُ في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: أنه أشرف من كنيف وأسماء بنت عُميسٍ - رضي الله عنه - فكلَّمهم: السُّترة.
والكَنِيْفُ: الساتر. ومنه قيل للكرياس الذي تُقضى فيه حاجة الإنسان: كَنِيْفٌ.
والكَنِيْفُ - أيضاً -: التُّرْسُ.
والكَنِيْفُ: حَظِيرة من شجر تُجعل للإبل، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه:
تَبِيْتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكَنِيْف
وقد كُتِبَ الرَّجَز بتمامه مع القصة في تركيب ع ج ف، قال الحارث بن حِلِّزة اليشكري:
وإذا اللِّقَاحُ تَرَوَّحَتْ بِعَشِيَّةٍ ... رَتَكَ النَّعَامِ إلى كَنِيْفِ العَرْفَجِ
والكَنِيْفُ: النخل يُقطع فينبت نحو الذراع، وتشبَّه اللحية السوداء بذلك فيقال: كانما لِحيته الكَنِيفُ.
وكانِفٌ وكُنَيْفٌ - مُصغراً -: من الأعلام.
وكَنَفْتُه أكْنُفُه - بالضم - كَنْفاً: أي صُنته وحَفظته، يقال: كَنَفه الله: أي حاطه.
وأكْنَفْتُه: أي أعَنته. وقال ابن عبّاد: أكْنَفْتُ الرجل: مثل كَنَفْتُه. وأبو مُكْنِفٍ: زيد الخيل بن مُهلهل بن يزيد بن مُنْهِب بن عبد رُضى بن مُخْتَلِس بن ثوب بن عديِّ بن كنانة بن مالك بن نابِل بن نبهان - واسم نبهان: أسْودانُ -، رضي الله عنه، له صًحبة، وسمّاه النبي - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير.
والتَّكْنِيْفُ بالشيء: الإحاطة به. وصِلاءٌ مُكَنَّفٌ: أي قد أُحيط به من جوانبه.
وقال ابن عبّاد: لحية مُكَنَّفَةٌ: أي عظِيمة الأكَنَافِ، وأنّه لمُكَنَّفُ اللحية.
واكتَنَفَ القوم: إذا اتخذوا كَنِيفاً لإبلهم.
واكتَنَفوا فلانا وتَكَنَّفُوه: أي أحاطوا به، قال عروة بن الورد:
سَقَوْني النِّسْيَ ثمَّ تَكَنَّفُوني ... عُدَاةَ اللهِ من كَذِبٍ وزُوْرِ
أي مُسْكِراً أنساه العقل، ويقال لكل مُسْكِرٍ، نِسْيٌ، ويروى: الخمر.
وبنو فلان يَتَكَنَّفونَ بني فلان: أي هم في ناحيتهم.
وقا عبّاد: يقال تركت بني فلان يَتَكَّنفُوْنَ بالغِياث: وذلك أن تموت مواشيهم من الهُزَال فَيحظُروا بالتي ماتت حول الأحياء التي بَقيت فيستُرُونها من الشمال ويَكْنُفُونها.
والمُكانَفَةُ: المُعاونة.
والتركيب يدل على الستر.

كنف: الكَنَفُ والكَنَفةُ: ناحية الشيء، وناحِيتا كلِّشيء كنَفاه،

والجمع أَكناف. وبنو فلان يَكْنُفون بني فلان أَي هم نُزول في ناحيتهم. وكنَفُ

الرَّجل: حِضْنه يعني العَضُدين والصدْرَ. وأَكناف الجبل والوادي:

نواحِيه حيث تنضم إليه، الواحد كنَفٌ. والكَنَفُ: الجانب والناحية، بالتحريك.

وفي حديث جرير، رضي اللّه عنه: قال له أَين منزلك؟ قال: بأَكْنافِ بِيشةَ

أَي نواحيها. وفي حديث الإفك: ما كشَفْتُ من كَنَفِ أُنثى؛ يجوز أَن

يكون بالكسر من الكِنْفِ، وبالفتح من الكَنَف. وكنَفا الإنسان: جانِباه،

وكنَفاه ناحِيتاه عن يمينه وشماله، وهما حِضْناه. وكنَفُ اللّه: رحمته.

واذْهَبْ في كنَف اللّه وحِفظه أَي في كَلاءته وحِرْزه وحِفظه، يَكْنُفه

بالكَلاءة وحُسن الوِلاية. وفي حديث ابن عمر، رضي اللّه عنهما، في النْجوى:

يُدْنى المؤمنُ من ربّه يوم القيامة حتى يضَع عليه كنَفه؛ قال ابن

المبارك: يعني يستره، وقيل: يرحمه ويَلْطُف به، وقال ابن شميل: يضَعُ اللّه عليه

كنَفه أَي رحمته وبِرّه وهو تمثيل لجعله تحت ظلّ رحمته يوم القيامة. وفي

حديث أَبي وائل، رضي اللّه عنه: نشَر اللّه كنَفه على المسلم يوم

القيامة هكذا، وتعطَّفَ بيده وكُمه. وكنَفَه عن الشيء: حَجَزه عنه. وكنَف

الرجلَ يكْنُفه وتَكَنَّفَه واكْتَنَفه: جعله في كنَفِه. وتكَنَّفوه

واكْتَنَفُوه: أَحاطوا به، والتكْنِيفُ مثله. يقال: صِلاء مكَنَّف أَي أُحيط به من

جَوانِبه . وفي حديث الدعاء: مَضَوْا على شاكلتهم مُكانِفين أَي يكنُف

بعضُهم بعضاً. وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ: فاكتنَفْته أنا وصاحبي أي

أَحطْنا به من جانِبَيْه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: فتكــنَّفَه الناس.

وكنَفَه يَكنُفه كنْفاً وأَكنَفه: حَفِظه وأَعانه؛ الأَخيرة عن اللحياني.

وقال ابن الأَعرابي: كنَفه ضمّه إليه وجعله في عِياله. وفلان يَعِيش في كنف

فلان أي في ظِلِّه. وأَكنَفْت الرجل إذا أَعَنْتَه، فهو مُكْنَف.

الجوهري: كنَفْت الرَّجل أَكنُفه أَي حُطْتُه وصُنْتُه، وكنفت بالرجل إذا قمت به

وجعلته في كنَفك. والمُكانفة: المعاونة. وفي حديث أَبي ذر، رضي اللّه

عنه: قال له رجل أَلا أَكون لك صاحباً أَكنُف راعِيَكَ وأَقْتَبِس منك؟ أَي

أُعِينُه وأَكون إلى جانبه وأجعله في كنَف. وأَكنَفَه: أَتاه في حاجة

فقام له بها وأَعانه عليها. وكَنَفا الطائر: جناحاه. وأَكنَفَه الصيدَ

والطير: أَعانه على تصيّدها، وهو من ذلك.

ويُدْعى على الإنسان فيقال: لاتكنُفُه من اللّه كانفة أي لا تحفظه.

الليث: يقال للإنسان المخذول لا تكنفه من اللّه كانفة أَي لا تحْجُزه.

وانهزموا فما كانت لهم كانفة دون المنزل أَو العسكر أَي موضع يلجَؤُون إليه،

ولم يفسره ابن الأَعرابي، وفي التهذيب: فما كان لهم كانفة دون العسكر أَي

حاجز يحجُز عنهم العدوَّ.

وتكنَّف الشيء واكْتَنَفه: صار حواليه. وتكنَّفُوه من كل جاني أي

احْتَوَشُوه.

وناقة كنوف: وهي التي إذا أَصابها البرد اكتنفت في أَكناف الإبل تستتر

بها من البرد. قال ابن سيده: والكَنوف من النوق التي تبرُك في كنَفة الإبل

لتقي نفسها من الريح والبرد، وقد اكتنفت، وقيل: الكَنوف التي تبرك ناحية

من الإبل تستقبل الريح لصحتها: واطْلُب ناقتك في كنَف الإبل أَي في

ناحيتها. وكنَفةُ الإبل: ناحيتها. قال أَبو عبيدة: يقال ناقة كَنوف تبرك في

كنَفة الإبل مثل القَذُور إلا أَنها لا تَسْتبعد كما تستبعد القَذور. وحكى

أَبو زيد: شاة كَنْفاء أَي حَدْباء. وحكى ابن بري: ناقة كنوف تبيت في

كنف الإبل أَي ناحيتها؛ وأَنشد:

إذا اسْتَثارَ كنُوفاً خِلْت ما بَرَكَت

عليه يُنْدَفُ، في حافاتِه، العُطُبُ

والمُكانِفُ: التي تبرُك من وراء الإبل؛ كلاهما عن ابن الأعرابي.

والكَنَفانِ: الجَناحانِ؛ قال:

سِقْطانِ من كَنَفَيْ نَعامٍ جافِلِ

وكلُّ ما سُتر، فقد كُنف.

والكَنِيفُ: التُّرْس لسَتْره، ويوصف به فيقال: تُرْس كَنِيف، ومنه قيل

للمَذْهب كَنِيف، وكل ساتر كَنيف؛ قال لبيد:

حَريماً حين لم يَمْنَعْ حَريماً

سُيوفُهمُ، ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ

والكنيفُ: الساتر. وفي حديث علي، كرم اللّه وجهه: ولا يكن للمسلمين

كانفةٌ أَي ساترة، والهاء للمبالغة. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها: شَقَقْن

أَكنَفَ مُروطِهنّ فاخْتَمَرْن به أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها، ويروى

بالثاء المثلثة، وقد تقدم. والكنيفُ: حَظيرة من خشَب أو شجر تتخذ للإبل،

زاد الأَزهري: وللغنم؛ تقول منه: كنَفْت الإبل أَكنُف وأَكنِفُ. واكْتَنَفَ

القومُ إذا اتخذوا كَنيفاً لإبلهم. وفي حديث النخعي: لا تؤخذ في الصدقة

كَنوف، قال: هي الشاة القاصية التي لا تمشي مع الغنم، ولعله أَراد

لإتْعابها المصدِّق باعتزالها عن الغنم، فهي كالمُشَيِّعةِ المنهي عنها في

الأَضاحي، وقيل: ناقة كَنوف إذا أَصابها البرد فهي تستتر بالإبل. ابن سيده:

والكَنيف حَظيرة من خشب أَو شجر تتخذ للإبل لتقِيَها الريح والبرد، سمي

بذلك لأَنه يكنِفُها أي يسترها ويقيها؛ قال الراجز:

تَبِيتُ بين الزَّرْبِ والكَنِيفِ

والجمع كُنُفٌ؛ قال:

لَمّا تَآزَيْنا إلى دِفْء الكُنُفْ

وكنَف الكَنِيفَ يكنُفه كَنْفاً وكُنوفاً: عمله. وكنَفْت الدار

أَكنُفها: اتخذت لها كنيفاً. وكَنف الإبل والغنم يكْنُفها كَنْفاً: عمل لها

كَنيفاً.وكنَف لإبله كَنِيفاً: اتخذه لها؛ عن اللحياني. وكَنف الكَيّالُ

يكنُفُ كَنْفاً حَسناً: وهو أَن يجعل يديه على رأْس القَفِيز يُمْسِك بهما

الطعام، يقال: كِلْه كَيْلاً غير مَكْنُوف. وتكنَّف القومُ بالغِثاث: وذلك

أَن تموت غنمهم هُزالاً فيَحْظُروا بالتي ماتت حول الأَحْياء التي بَقِين

فتسْتُرها من الرِّياح. واكتَنف كَنِيفاً: اتخذه. وكنَف القومُ: حبَسوا

أَموالهم من أَزْلِ وتَضْييق عليهم. والكَنيف: الكُنّة تُشْرَع فوق باب

الدار. وكنَف الدارَ يكْنُفها كَنْفاً: اتخذ لها كَنِيفاً. والكَنِيف:

الخَلاء وكله راجع إلى السَّتر، وأَهل العراق يسمون ما أَشرعوا من أَعالي

دُورهم كَنِيفاً، واشتقاق اسم الكَنِيف كأَنه كُنِفَ في أَستر النواحي،

والحظيرةُ تسمى كَنِيفاً لأَنها تكنف الإبل أَي تسترها من البرد، فعيل بمعنى

فاعل. وفي حديث أَبي بكر حين استخلف عمر، رضي اللّه عنهما: أَنه أَشرف من

كَنِيف فكلَّمهم أَي من سُتْرة؛ وكلُّ ما سَتر من بناء أَو حظيرة، فهو

كنيف؛ وفي حديث ابن مالك والأَكوع:

تبيت بين الزرب والكنيف

أَي الموضع الذي يكنفها ويسترها.

والكِنْفُ: الزَّنْفَلِيجة يكون فيها أَداة الراعي ومَتاعه، وهو أَيضاً

وِعاء طويل يكون فيه مَتاع التِّجار وأَسْقاطهم؛ ومنه قول عمر في عبد

اللّه بن مسعود، رضي اللّه عنهما: كُنَيْفٌ مُلِئ عِلْماً أَي أَنه وعاء

للعلم بمنزلة الوعاء الذي يضع الرجل فيه أَداته، وتصغيره على جهة المدح له،

وهو تصغير تعظيم لكِنْف كقول حُباب بن المُنْذِر: أَنا جُذَيْلُها

المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجّب؛ شبّه عمر قلب ابن مسعود بِكِنْف الرّاعي

لأَن فيه مِبْراتَه ومِقَصَّه وشَفْرته ففيه كلُّ ما يريد؛ هكذا قلبُ ابن

مسعود قد جُمع فيه كلُّ ما يحتاج إليه الناس من العلوم، وقيل: الكِنْف

وعاء يجعل فيه الصائغ أَدواته، وقيل: الكِنْف الوعاء الذي يكْنُف ما جُعل

فيه أَي يحفظه. والكِنْفُ أَيضاً: مثل العَيْبة؛ عن اللحياني. يقال: جاء

فلان بكنِف فيه متاع، وهو مثل العيبة. وفي الحديث: أَنه توضَّأَ فأدخل يده

في الإناء فكَنَفَها وضرب بالماء وجهه أَي جَمَعها وجعلها كالكِنْف وهو

الوعاء. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه أَعطى عياضاً كنف الرَّاعي أَي

وعاءه الذي يجعل فيه آلته. وفي حديث ابن عمرو وزوجته، رضي اللّه عنهم:

لم يُفَتِّش لنا كِنْفاً؛ قال ابن الأَثير: لم يدخل يده معها كما يدخل

الرجل يده مع زوجته في دواخل أَمرها؛ قال: وأَكثر ما يروى بفتح الكاف والنون

من الكَنَف، وهو الجانب، يعني أَنه لم يَقْرَبها. وكَنَف الرجلُ عن

الشيء: عدل؛ قال القطامي:

فَصالوا وصُلْنا، واتَّقَونا بماكِرٍ،

ليُعْلَمَ ما فِينا عن البيْع كانِفُ

قال الأَصمعي: ويروى كاتف؛ قال: أَظن ذلك ظنّاً؛ قال ابن بري: والذي في

شعره:

ليُعلَمَ هل مِنّا عن البيع كانف

قال: ويعني بالماكر الحمار أَي له مَكر وخَديعة.

وكَنيف وكانِف ومُكنِف، بضم الميم وكسر النون: أَسماء. ومُكنِف بن زَيد

الخيل كان له غَناء في الرِّدّة مع خالد بن الوليد، وهو الذي فتَح

الرَّيَّ، وأَبو حمّاد الراوية من سَبْيه.

كنف
أَنْتَ فِي كَنَفِ اللهِ تَعاَلى، مُحَرَّكَةً: أَي فِي حِرْزِه وسِتْرِهِ يَكْنُفُه بالكَلاءةِ وحُسْن الولايَةِ، وَفِي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ فِي النَّجْوَى: يُدْنَى المُؤْمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيامَةِ حتَّى يَضَعَ عليهِ كَنَفَه قَالَ ابنُ المُباركِ: يَعْنِي يَسْتُرُه، وقِيلَ: يَرْحَمُه ويَلْطُفُ بِهِ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: يَضَعُ اللهُ عَلَيْهِ كَنَفَه، أَي: رَحْمَتَه وبِرِّه، وَهُوَ تمثِيلٌ لجَعلِه تحتَ ظِلِّ رَحْمَتِه يومَ القِيامةِ. وَهُوَ أَي: الكَنَفُ أَيْضا: الجانِبُ قالَ ابنُ مُقْبلٍ:
(إِذا تَأَنَّسَ يَبْغِيها بحاجَتِه ... إِنْ أَيْأَسَتْهُ وإِنْ جَرَّتْ لَهُ كَنَفَا)
والكَنَفُ: الظِّلُّ يُقال: هُوَ يَعِيشُ فِي كَنَفِ فُلانٍ: أَيْ فِي ظِلِّه. والكَنَفُ: النّاحِيَةُ، كالكَنَفةٍ مُحَرَّكَةً أَيْضا، وَهَذِه عَن أَبي عُبَيْدَةَ، والجَمْعُ: أَكْنافٌ. وأَكْنَافُ الجَبَل والوادِي: نَواحِيهِما حَيْثُ تَنْضَمُّ إِليه، وَفِي حَدِيثِ جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الله قَالَ لَهُ: أَينَ مَنْزِلُكَ قالَ: بأَكْنافِ بِيشَةَ أَي نواحِيها. وكَنَفا الإِنسِانِ: جانِباهُ وناحِتاهُ عَن يَمِينِه وشِمالِه، وهُما حِضْناه، وهُما العَضُدان والصَّدْرُ. وَمن الْمجَاز: الكَنَفُ من الطَّائِر: جَناحُه وهُما كَنَفانِ، يُقال حَرَّكَ الطائِرُ كَنَفَيْهِ، قَالَ ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ يصفُ ناقَتَه:
(وكأَنَّ عَيْبَتَها وفَضْلَ فِتانها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ نافِرِ)
وَقَالَ آخرُ:
(عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كَأنَّ عِفاءها ... سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ جافِلِ)
وكَنَفَى كجَمَزى: ع، كانَ بهِ وقْعَةٌ وأَسِرَ فِيها حاجِبُ بنُ زُرارَةَ بنِ عُدَسَ التَّمِيمِيُّ. وكَنَفَ الكَيّالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً: جَعَل يَدَيْهِ علَى رَأسِ القفِيظِ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ يُقال: كلْهُ وَلَا تَكنُفْه، وكِلْهُ كَيْلاً غيرَ مَكْنُوفٍ. وكَنَفَ الإِبلَ والغَنَمَ يَكْنُفُها، ويَكْنِفُها من حَدَّيْ نَصَرَ وضرَب، نقَلَه الجَوْهرِيُّ، واقْتَصَر على الإِبل: عَمِلَ لَهَا حَظِيرَةً يُؤْوِيها إِلَيْها لتَقِيَها الرِّيحَ والبَرْدَ. وَقَالَ اللِّحْيانِيُّ: كَنَفَ لإِبِلهِ كَنِيفاً: اتَّخَذَه لَها. وكَنَفَ عَنْه: عَدَلَ نَقَله الجَوْهَريُّ، وأَنْشَدَ للقُّطامِيِّ:
(فَصالُوا وصُلْنَا واتَّقَوْنَا بِمَا كِرٍ ... ليُعْلَمَ مَا فِينَا عَن البَيْعِ كانِفُ)
وَهَكَذَا أَنْشَدَه الصاغانِيُّ أيْضاً، قالَ الأَصْمَعِيُّ: ويُرْوَى كاتِف قَالَ ابنُ بَرِّيّ: والَّذِي فِي شِعْرِه:)
ليُعْلَمَ هَلْ مِنّا عَن البَيْعِ كانِفُ وناقَةٌ كَنُوفٌ: تَسِيرُ هكَذا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلطٌ، صوابُه: تَسْتَتِرُ فِي كَنَفَةِ الإِبلِ من البَرْدِ إِذا أَصابَها. أَوهِيَ الَّتِي تَعْتَزِلُها ناحِيةً، تستَقْبِلُ الرِّيحَ لصِحَّتِها. وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ: ناقَةٌ كَنُوفٌ: تَبْرَكُ فِي كَنَفِها مِثلُ القَذُورِ، إِلَّا أَنَّها لَا تَسْتَبْعِدُ كَمَا تَسْتَبْعِدُ كَمَا تَسْتَبْعِدُ القَذُورُ. وقالَ ابنُ بَرِّي: ناقَةٌ كنُوفٌ ك تَبِيتُ فِي كَنَفِ الإِبِلِ: أَي ناحِيَتِها، وأَنشَدَ:
(إِذا اسْتَثارَ كَنُوفاُ خِلْتَ مَا بَرَكَتْ ... عَلَيْهِ تُنْدَفُ فِي حافاتِه العُطُبُ)
وَفِي حَدِيث النَّخَعِيِّ: لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَاقَةِ كَنُوفٌ قالَ هُشَيْمٌ: الكَنُوفُ من الغَنَمِ: القاصِيَةُ الَّتِي لَا تَمْشِي معَ الغَنَمِ. القاصِيَةُ الَّتِي لَا تَمْشِي معَ الغَنَمِ. قَالَ إبراهيمُ الحَرْبِيًّ رَحمَه الله تَعَالَى: لَا أَدْرِي لِمَ لَا تُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَةِ هَل لاعْتِزالِها عَن الغَنَمِ الَّتِي يَأْخُذُ مِنْهَا المُصَدِّقُ وإِتْعابِها إيّاه قَالَ: وأَظُنُّه أَرادَ أَن يَقُولَ: الكَشُوف، فَقَالَ: الكَنُوف، والكَشُوفُ: الَّتِي ضَربَها الفَحْلُ وَهِي حامِلٌ فنَهَى عَن أَخْذِها، لأَنَّها حامِلٌ، وَإِلَّا فَلَا أَدْرِي، هكَذا هُوَ نَصُّ العُبابِ، فتَأَمَّلْ عِبارةَ المُصَنّفِ كيفَ فَسَّرَ الكَنُوفَ بِمَا هُوَ تفسيرٌ للكَشُوفِ. ويُقالُ: انْهَزَمُوا فَمَا كانَتْ لَهُم كانِفَةٌ دُونَ المَنْزِلِ أَو العَسْكَرِ: أَي مَوْضِعٌ يَلْجَئُون إِلَيْهِ، وَلم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعرابيِّ، وَفِي التهذِيبِ: فَمَا كانَ لهُمْ كانِفَةٌ دونَ العِسْكَر: أَي: حاجزٌ يَحْجُزُ العَدُوَّ عَنْهُم. ويُدْعَى على الإِنْسانِ فيُقال: لَا تَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ: أَي لَا تَحْفَظُه، وقالَ اللّيْثُ: يُقالُ للإنْسانِ المَخْذُولِ: لاتَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ: أَي لَا تَحْجُزُه، وَفِي حَدِيثِ عَليّ رضيَ اللهُ عَنهُ: وَلَا يَكُنْ للمُسْلِمين كانِفَةٌ أَي: ساتِرَةٌ، والهاءُ للمُبالَغَةِ.
والكِنْفُ، بالكَسْرٍ: الزَّنْفَلِيجَةُ، وَهِي: وِعاءٌ طَوِيلٌ تَكُونُ فِيهِ أَدَاة الرَّاعِي ومَتاعُه. أَو هُوَ وِعاءُ أَسْقاطِ التّاجِرِ ومَتاعِه وَفِي الحَدِيثِ: أَنّ عَمَرَ ألْبَسَ عِياضاً رَضِي اللهُ عَنْهُمَا مِدْرَعَةَ صُوفٍ، ودَفَع إلَيْهِ كِنْف الرّاعِي قَالَ اللِّحْيانِيُّ: هُوَ مِثلُ العَيْبَة، يُقال: جاءَ فلانٌ بكنِفْفٍ فِيهِ مَتاعٌ. وإِنَّما سُمِّي بِهِ لأَنَّه يَكْنُف مَا جُعِلَ فِيهِ، أَي: يَحْفَظُه. والكُنْفُ بالضمِّ: جمعُ الكَنُوفِ من النُّوقِ قد تَقَدّمَ تفسيرُه. وَأَيْضًا: جَمْعُ الكَنِيفِ، كأَمِيرٍ، وَهُوَ بمعنَى السُّتْرَة وَبِه فُسِّرَ حَديثُ أَبي بَكرٍ رَضِي الله عَنهُ: أَنّه أَشْرَفَ من كَنيفٍ أَي: من سُتْرَةٍ، كَمَا فِي العُبابِ، وأَهْلُ العِراقِ يُسَمُّون مَا أَشْرَعُوا من أَعالِي دُورِهِم كَنيفاً. والكَنِيفُ أَيْضا: السّاتِرُ قالَ لَبِيدٌ:
(حَرِيماً حِنَ لمْ يَمْنَع حَرِيماً ... سُيُوفُهمُ وَلَا الحَجَفُ الكَنِيفُ)
والكَنِيفُ أَيْضا: التُّرْسُ لسَتْرِه، ويوصفُ بِهِ، فَيُقَال: تُرْسٌ كنِيفٌ، كَمَا هُوَ فِي قَوْلِ لَبيدٍ. وَمِنْه) سُمِّيَ المِرْحاضُ كَنِيفاً، وَهُوَ الَّذِي تُقْضَى فِيهِ حاجَةُ الإِنسانِ، كأَنّه كُنِفَ فِي أَسْتَرِ النَّواحِي. والكَنِيفُ: حَظِيرةٌ من شَجَرِ أَو خَشَبٍ تُتَّخَذُ للإِبِلِ زادَ الأَزْهَرِيُّ: وللغَنَمِ، تَقِيها الرِّيحَ والبَرْدَ، سُمِّيَ بذلِكَ لأَنّه يَكْنُفُها، أَي يَسْتُرُها ويَقِيها، وَمِنْه قولُ كَعْبِ بن مالِكٍ رَضِي الله عَنهُ. تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكنِيفِ وشاهِدُ الْجمع: لمّا تآزَيْنَا إِلَى دِفْءِ الكُنُفْ والكَنِيفُ: النَّخْلُ يُقْطَعُ فيَنْبُتُ نحَو الذِّراعِ، وتُشَبَّهُ بِهِ اللِّحْيَةُ السَّوْداءُ فيقالُ: كأَنَّما لِحْيَتُه الكَنِيفُ.
وكُنَيْفٌ كزُبَيْرٍ: عَلَمٌ، ككانِفٍ كصاحِبٍ. وَمن الْمجَاز: كُنَيْفٌ: لقَبُ عبد اللهِ بنِ مَسْعُودٍ، لَقَّبَه عُمَرُ رضيَ الله عنهُما، فقالَ: كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً. وَهَذَا هُوَ المَشْهُورُ عِنْد الْمُحدثين، خلافًا لما فِي الفتاوَى الظَّهِيريَّة أَنه لقَّبَه إيّاهُ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، أشارَ لَهُ شَيخنَا، أَي: أَنّه وِعاءٌ للعِلْم تَشْبيهاً بوِعاءِ الرَّاعي الَّذِي يَضَعُ فِيهِ كلَّ مَا يَحْتاجُ إليهِ من الآلاتِ، فَكَذَلِك قَلْبُ ابنِ مَسْعُودٍ قد جُمِع فِيهِ كُلُّ مَا يَحْتاجُ إِلَيْهِ الناسُ من العُلومِ، وتَصْغِيرُه على جِهَةِ المَدْحِ لَهُ، وَهُوَ تَصْغِيرُ تَعظِيمٍ للكِنْفٍِ، كقولِ الحُبابِ ابنِ المُنْذِرِ: أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ، وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ. وكَنَفَه يَكْنُفُه كَنْفاً: صانَهُ وحَفِظَه، وقِيلَ: حاطَهُ كَمَا فِي الصِّحاح، وقِيلَ: أَعانَه وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: أَي ضَمَّهُ إِلَيْهِ وجَعَله فِي عِيالِه، وَقَالَ غيرُه: أَي قامَ بهِ وجعَلَه فِي كَنَفِه، وكُلُّ ذَلِك مُتقارِبٌ. كأَكْنَفَه فَهُوَ مُكْنَفٌ، وهذهِ عَن ابْن الْأَعرَابِي، يُقالُ: أَكْنَفَه، أَي: أَتاهُ فِي حاجَةٍِ، فقامَ لَهُ بهَا، وأعانه عَلَيْهَا. وكَنَفَ الرَّجُلُ كَنِيفاً: إِذا اتَّخَذَهُ يُقال: كَنَفَ الكَنيفَ يَكْنُفُه كَنْفاً، وكُنُوفاً: إِذا عَمِلَه. وكَنَفَ الدّارَ يَكْنُفها: اتَّخَذَ، وجَعَلَ لَها كَنِيفاً وَهُوَ المِرْحاض. وأَبُو مُكْنِفٍ، كمُحْسِنٍ ومَعْناهُ المُعِينُ: زَيْدُ الخَيْلِ بنُ مُهَلْهِلِ بنٍ زَيْدِ بن عبدِ رُضا، الطائِيُّ: صحابيٌّ رَضِي الله عَنهُ، وسَمّاه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْدَ الخَيْرِ، وابنُه مُكْنِفٌ هَذَا كانَ لَهُ غَناءٌ فِي الرِّدَّةِ مَعَ خالِدِ بن الوَلِيدِ، وَهُوَ الَّذِي فَتَح الرَّيَّ، أَبو حَمّادِ الرّاوَيَةِ من سَبْيهِ. والتَّكْنِيفُ: الإِحاطَةُ بالشَّيءِ، يُقَال: كَنَّفُوه تَكْنِيفاً: إِذا أَحاطُوا بِهِ، نَقله الجَوْهَريُّ، قالَ: وَمن صِلاءُ مُكَنَّفٌ، كمُعَظَّمٍ: أَي أُحِيطَ بهِ من جَوانِبِه.
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: رَجُلٌ مُكَنَّفُ اللِّحْيَةِ: أَي عَظِيمُها. قَالَ: ولِحْيَةٌ مُكَنَّفَةٌ أَيْضا: أَي عَظِيمةُ الأَكْنافِ: أَي الجَوانِبِ وإِنه لمُكَنَّفُها: أَي عَظِيمُها، لَا يَخْفَى أَنّه تَكْرار. واكْتَنَفُوا: اتَّخَذُوا كَنِيفاً: أَي حَظِيرَةً لإِبِلِهِم وَكَذَا للغَنَمِ. واكْتَنَفُوا فُلاناً: إِذا أحاطُوا بهِ من الجَوانِبِ واحْتَوَشُوه، وَمِنْه) حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ: فاكْتَنَفْتُه أَنَا وصاحِبي أَي: أَحَطْنَا بهِ من جانِبَيْه، كتَكَنَّفُوه وَمِنْه قولُ عُرْوَةَ ابنِ الوَرْدِ:
(سَقَوْنِي الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... عُدَاةُ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ)
وتقَدَّمَتْ قِصَّةُ البيتِ فِي يستعر. وكانَفَه مُكانَفَةُ: عاوَنَه وَمِنْه حَدِيثُ الدُّعاءِ: مَضوْا على شَاكِلَتِهم مُكانِفِينَ أَي: يَكْنُفُ بعضُهم بَعْضًا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: يُقال بَنُو فلانٍ يَكْتَنِفُونَ بَنِي فلانٍ: أَي هُمْ نُزُولٌ فِي ناحِيَتِهم، وَكَذَا يَتَكَنَّفُونَ. وكَنَفَه عَن الشَّيْءِ: حَجَزَه عَنهُ. وتَكَنَّفَه، واْكْتَنَفَه: جَعَله فِي كَنَفِه، ككنَفَهُ. وأَكْنَفَه الصَّيْدَ والطَّيْرَ: أَعانَه على تَصَيَّدِها. واكْتَنَفَت النّاقَةُ: تَسَتَّرَتْ فِي أَكْنافِ الإِبِلِ من البَرْدِ. وحكَى أَبو زَيْدِ: شاةٌ كَنْفاءُ: أَي حَدْباءُ، كَمَا فِي الصِّحاح. والمُكانِفُ: الَّتِي تَبْرُك من وَراءِ الإِبلِ، عَن ابنِ الأعرابيِّ. وَفِي الحديثِ: شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُروطِهِنَّ، فاخْتَمَرْنَ بهِ أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها، ويُرْوى بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ، والنونُ أَكثرُ. واكْتَنَفُوا: اتَّخَذُوا كَنِيفاً: أَي مرْحاضاً. وَفِي المُحِيطِ واللِّسان: تَكَنَّفَ القَومُ بالغُثاءِ، وَذَلِكَ أَنْ تَمُوتَ غَنَمُهُم هُزالاً، فيحْظُرُوا بالَّتِي ماتَتْ حولَ الأَحياءِ الَّتِي بقِينَ، فتَسْتُرُها من الرِّياحِ ونَصُّ المُحيطِ: فيَسْتُرُونَها من الشَّمالِ ويُقال: كَنَفَ القومُ: أَي حَبَسُوا أَمْوالَهُم من أَزْلٍ وتَضْيِيقٍ عَلَيْهِم. والكَنِيفُ: الكُنَّةُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّار. وكَنَفَ الشَّيءَ كَنْفاً: جَعَلَه كالكنْفِ بالكسرِ، وَهُوَ الْوِعَاء. ويُسْتعارُ الكِنْفُ لدَواخِل الأَمورِ. والكُنافَةُ، كثُمامَةٍ: هَذِه القَطائِفُ المَأْكُولَة، وصانِعُها كَنَفانِيٌّ، محرَّكَةً لُغَةٌ عامِّيّةٌ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.