Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: غيظ

لعب

اللعب: هو فعل الصبيان، يعقب التعب من غير فائدة.
ل ع ب

فلان لعوب ولعّاب ولعبةٌ وتلعابة، وهو حسن اللعبة. والشطرنج لعبة من اللعب. واقعد حتى أفرغ من هذه اللعبة، وهذه ألعوبة حسنة. والجواري في ملعبهنّ وملاعبهنّ. ولعب الصبي: سال لعابه. قال لبيد يصف آباءه وأجداده:

لعبت على أكتافهم وحجورهم ... وليداً وسمّوني مفيداً وعاصما

ومن المجاز: لعبت بهم الهموم وتلعبت. ولعبت الرياح بالدّيار وتلاعبت. وشرب لعاب النحل، وسال لعاب الشمس وهو الذي تراه يتحدّر من السّماء كنسج العنكبوت في القيظ. قال ذو الرمة:

في صحن يهماء يهتف السّراب بها ... في قرقرٍ بلعاب الشمس مضروج
[لعب] نه: في ح جابر: ما لك وللعذارى و"لعابها"، هو بالكسر: اللعب. ن:لعب الجواري بهن. ك: "اللعبة" بالعهن- بضم لام: ما يلعب به. ط: "تلعب" بالبنات، هي جمع بنت، تريد اللعبة تلعب بها الصبية. ن: وفيه جواز ذلك- ومر في ص وفي بنت من ب.
(لعب) الرجل لعب والقرد وَنَحْوه جعله يلْعَب (مو)
(لعب)
الصَّبِي لعبا سَالَ لعابه من فَمه

(لعب) لعبا وَلَعِبًا لَهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {أرْسلهُ مَعنا غَدا يرتع ويلعب} وبالشيء اتَّخذهُ لعبة وَفِي الدّين اتَّخذهُ سخرية وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وذر الَّذين اتَّخذُوا دينهم لعبا ولهوا} وَعمل عملا لَا يجدي عَلَيْهِ نفعا (ضدجد) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فذرهم يخوضوا ويلعبوا} فَهُوَ لاعب وَلعب وَيُقَال لعبت بهم الهموم عبثت بهم وَالرِّيح بالمنزل درسته
ل ع ب: (اللَّعِبُ) مَعْرُوفٌ وَ (اللَّعْبُ) مِثْلُهُ. (لَعِبَ) مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (لِعْبًا) أَيْضًا بِوَزْنِ عِلْمٍ. وَ (تَلَعَّبَ) أَيْ لَعِبَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى. وَرَجُلٌ (تِلْعَابَةٌ) بِالْكَسْرِ كَثِيرُ اللَّعِبِ. وَ (التَّلْعَابُ) بِالْفَتْحِ الْمَصْدَرُ. وَ (لُعَابُ) النَّحْلِ الْعَسَلُ. وَ (اللُّعَابُ) مَا يَسِيلُ مِنَ الْفَمِ. وَ (لَعَبَ) الصَّبِيُّ مِنْ بَابِ قَطَعَ سَالَ لُعَابُهُ. وَ (لُعَابُ) الشَّمْسِ مَا تَرَاهُ فِي شِدَّةِ الْحَرِّ مِثْلُ نَسْجِ الْعَنْكَبُوتِ. وَقِيلَ: هُوَ السَّرَابُ. 
لعب وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا يأخذُنّ أحدكُم مَتَاع أَخِيه لَا عبا جادا. [قَالَ: قَوْله: لاعبا جادا -] يَعْنِي أَن يَأْخُذ مَتَاعه لَا يُرِيد سَرقته إِنَّمَا يُرِيد إِدْخَال الــغيظ عَلَيْهِ يَقُول: فَهُوَ لاعب فِي مَذْهَب السّرقَة جادّ فِي إِدْخَال الْأَذَى والروع عَلَيْهِ وَهَذَا مثل حَدِيثه: لَا يحل لمُسلم أَن يُروِّع مُسلما ومثل حَدِيثه إِذا مرّ أحدكُم بِالسِّهَامِ فليمسك بنصالها وَمثل حَدِيثه أَنه مرّ بِقوم يتعاطون سَيْفا فنهاهم عَنهُ. وكل هَذَا كَرَاهَة لروعة الْمُسلم وَإِدْخَال الْأَذَى عَلَيْهِ وَإِن كَانَ الآخر لَا يُرِيد قَتله وَلَا جرحه.
لعب
لَعِبَ لَعِباً لِعْباً، وهو لاعِبٌ لَعِبٌ. والأُلْعُوبَةُ: اللَّعِبُ. وهو تِلِعّابَةٌ وتِلْعَابَةٌ وتِلْعِيْبَةٌ: أي ذو تَلَعُّبٍ. ولُعَبَةٌ: كَثيرُ اللَّعِب. ويُقال: افْرُغْ من هذه اللُّعْبَة - بالضَّم - واللِّعْبَة - بالكَسْر كالمِشْيَة -.
والمِلْعَبَةُ: ثَوْبٌ بلا كُمّ له يَلْعَبُ فيه الصَّبيُّ. وَأَلْعَبَ: صار ذَا لُعَابٍ يَسِيْلُ. وَلَعَبَ - وألْعَبَ أيضاً -: سَالَ لُعَابُه. ولُعَابُ النَّحْل: العَسَلُ. ولُعَابُ الشَّمْس: السَّرَاب.
والاستِلْعابُ في النَّخْلة: أن تَحْمِل في السَّنَة مَرَّتين، وقيل: هو أنْ تَحْمِلَ الثاني وفيها بَقِيَّةٌ من حَمْلِها الأوَّل. ومُلاَعِبُ ظِلِّه: الخُطّاف، وتَثْنِيَتُه: مُلاعِبا ظِلَّيْهِما، وجَمْعُه: مُلاعِبَاتُ أظْلالٍ لَهُنَّ وأظْلالهنَّ إنْ أرَدْتَ التَّعْريفَ.
ل ع ب : لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِبًا بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ وَيَجُوزُ تَخْفِيفُهُ بِكَسْرِ اللَّامِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَلَمْ يُسْمَعْ فِي التَّخْفِيفِ فَتْحُ اللَّامِ مَعَ السُّكُونِ وَاللُّعْبَةُ وِزَانُ غُرْفَةٍ اسْمٌ مِنْهُ يُقَالُ لِمَنْ اللُّعْبَةُ وَفَرَغَ مِنْ لُعْبَتِهِ وَكُلُّ مَا يُلْعَبُ بِهِ فَهُوَ لُعْبَةٌ مِثْلُ الشِّطْرَنْجِ وَالنَّرْدِ وَهُوَ حَسَنُ اللِّعْبَةِ بِالْكَسْرِ لِلْحَالِ وَالْهَيْئَةِ الَّتِي يَكُونُ الْإِنْسَانُ عَلَيْهَا.

وَاللُّعْبَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ وَلَعَبَ يَلْعَبُ بِفَتْحَتَيْنِ سَالَ لُعَابُهُ مِنْ فَمِهِ.

وَلُعَابُ النَّحْلِ الْعَسَلُ وَلَاعَبْتُهُ مُلَاعَبَةً وَالْفَاعِلُ مُلَاعِبٌ بِالْكَسْرِ وَمِنْهُ قِيلَ لِطَائِرٍ مِنْ طُيُورِ الْبَوَادِي مُلَاعِبُ ظِلِّهِ وَيُقَالُ أَيْضًا خَاطِفُ ظِلِّهِ لِسُرْعَةِ انْقِضَاضِهِ وَهُوَ أَخْضَرُ الظَّهْرِ أَبْيَضُ الْبَطْنِ طَوِيلُ الْجَنَاحَيْنِ قَصِيرُ الْعُنُقِ. 
[لعب] اللَعِب معروف واللَّعْبُ مثله . وقد لَعِبَ يلعَب. وتلعَّب: لعِب مرَّةً بعد أخرى. ورجلٌ تِلْعابَةٌ: كثير اللَعِب. والتَلعاب بالفتح: المصدر. وجاريةٌ لَعوب. والأُلْعوبة: اللَعِب. والمَلْعَبُ: موضع اللعِب. واللُعْبَةُ بالضم: لُعْبَةُ الشطرنج والنرد. وكل ملعوب به فهو لُعْبَةٌ، لأنَّه اسم. ومنه قولهم: اقْعُدْ حتَّى أفرغ من هذه اللُعْبَةِ. قال ثعلب: من هذه اللَعِبَةِ بالفتح أجودُ، لأنه أراد المرة الواحدة من اللَعِبِ. واللِعْبَةُ بالكسر: نوع من اللعَبِ، مثل الركبة والجِلسة. تقول: فلان حَسَنُ اللِعْبَةِ. كما تقول: حَسَنُ الجِلسة. ولاعبت الرجل ملاعبة. وكان يقال لابي براء عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ملاعب الاسنة، فجعله لبيد ملاعب الرماح، لحاجته إلى القافية، فقال: لو أن حيا مدرك الفلاح * أدركه ملاعب الرماح وملاعب ظله: طائر، وربَّما قيل خاطِفُ ظِلِّهِ. واللُعابُ: ما يسيل من الفم. ولُعابُ النحل: العسل. ولَعَبَ الصبيُّ، بالفتح، يلعَبُ لَعْباً، إذا سال لُعابُهُ. قال لبيد: لَعَبْتُ على أكْتافِهِمْ وحجورِهِمْ * وَليداً وسَمُّوني مُفيداً وعاصِما وأَلْعَبَ الصبيُّ، إذا صار له لُعابٌ يسيل من فيه. وثغرٌ ملعوبٌ، أي ذو لُعابٍ. ولُعابُ الشمس: ما تراه في شدَّة الحرّ مثل نسج العنكبوتِ، ويقال هو السراب. واللعباء ممدود: اسم موضع.
(لعب) - في حديث تميم - رضي الله عنه - والجسّاسَة: "صَادَفَنا البَحْر حين اغْتَلم فلَعِبَ بنا المَوْجُ شَهْرًا".
اغْتَلَم: أي هَاجَ وجَاشَت أَموَاجُه كالفَحل المغتَلِم، وسَمَّاه لَعِبًا لَمَّا لَمْ يَسِرْ بهم إلى الوَجْه الذي أرَادُوه؛ لأنَّ اللَّعِبَ هو الباطلُ .
- وفي حديث علىّ - رضي الله عنه -: "أنَّه كان تِلعَابةً"
: أي حَسَنَ الخُلُقِ يَمزَحُ ويَلعَبُ إذا خَلاَ في خاصَّتِه، وهي من الَّلعِب، وأنشَد:
هو الظِّفِر المَيمُون إن راح أو غَدَا
بهْ الرّكب والتِّلْعابِةُ المُتَحَبِّبُ
وتَوهَّم بَعضُ من لا يُبصِرُ وُجوهَ الكلام أنَّه طعنٌ على عَلىٍّ - رضي الله عنه - وتَعلَّق أيضاً بقَول عُمَر - رضي الله عنه - وسُئِل عنه للخِلافةِ فقال: "لَولَا دُعابَةٌ فيه"
ولم يَعِبْه عُمُر - رضي الله عنه - وإنَّما أرادَ أنَّ السَّايِسَ قد يَحتاجُ فِى سِياسَتِه إلى نوعٍ من الشِّدَّةِ؛ لِتخافَه أهلُ الرِّيبة، فإنّ مَن هَشَّ لعامَّةِ النَّاس، ولانَ جانِبُه لهم قَلَّت هَيْبتُه في صُدورِهم.
ويُقال: تِلِعَّابَة مثل تِلِقَّامةٌ للكَثِير اللُّقَم، وتلِمَّاظة ؛ وهي المِهْذَارَةُ من النّساء؛ وفي معناه: تِلْعِيبَةٌ ولُعَبَةٌ: أي كثيرُ الّلعِب.
- في الحديث: "لا يَأْخُذَنَّ أحَدُكم مَتاعَ أخيه لاعِبًا جَادًّا"
: أي لا يُريدُ سَرِقةً، ولكن يُريد إدْخالَ الــغَيْظِ عليه، فهو لاعِبٌ في السَّرِقَةِ، جادٌّ فِى الأَذِيَّةِ.

لعب


لَعَبَ(n. ac. لَعْب)
a. Slobbered, drivelled, dribbled, slavered. _ast;

لَعِبَ(n. ac. لَعْب
لِعْب
لَعِب
تَلْعَاْب)
a. Played; sported, gamed, gambolled; joked, jested;
toyed, dallied.
b. [Bi], Played at (game); played upon (
instrument of music ).
c. see supra.

لَعَّبَa. see (لَعِبَ) (a).
لَاْعَبَa. Played &c. with.

أَلْعَبَa. see Ib. Made, allowed to play.

تَلَعَّبَa. see (لَعِبَ) (a).
تَلَاْعَبَ
a. [Bi], Made game of, mocked, flouted.
لَعْبa. Play; sport; jesting, joking; amusement
diversion.

لَعْبَةa. Game.
b. Turn.

لِعْبa. see 1
لِعْبَةa. Manner of playing.

لُعْبَة
(pl.
لُعَب)
a. Plaything; toy.
b. Laughing-stock, butt.
c. Puppet; image, effigy.

لَعِبa. see 1 & 21
لِعِبa. see 21
لُعَبَةa. see 28
مَلْعَب
(pl.
مَلَاْعِبُ)
a. Play-ground.
b. Place of amusement; playhouse, theatre.

مَلْعَبَةa. Amusement, pastime.

مِلْعَبَةa. see مُلْعِبَة

لَاْعِبa. Playing &c.; player; joker.

لُعَاْبa. Spittle, saliva, slobber, slaver, drivel.
b. Mucilage.

لُعَاْبِيّa. Mucilaginous, slimy, sticky; slobbery.

لُعَاْبِيَّةa. Mucilage ( of certain plants ).

لَعُوْب
(pl.
لَعَاْئِبُ)
a. Playful, sportive, gamesome; lively, merry.

لَعَّاْب
لِعِّيْبa. Player; gamester, gambler.

لَعُّوْبَة
a. [ coll. ]
see 1
&
أُلْعُوْبَة (a. b ).
تَلْعَاْب
تَلْعَاْبَةa. see 28
N. P.
لَعڤبَ
(pl.
مَلَاْعِيْبُ)
a. Slobbering, dribbling (child).
b. [ coll. ], Trick, practical
joke.
N. Ag.
لَاْعَبَa. Partner, fellowplayer.
b. Opponent.

N. Ac.
تَلَاْعَبَa. Jesting, joking.
b. Foolery.

تِلْعَاب تِلْعَابَة تِلِعَّاب

تِلِعَّابَة تِلْعِيْبَة
a. see 28
مُلْعَبَة
a. Playing jacket, blouse.

لُعَيْبَة
a. see 3t (c)
أُلْعُبَان
a. see 28
أُلْعُوْبَة
a. see 1b. Anything ridiculous, absurdity.

لُعَاب الحَيَّة
a. Poison, venom.
لُعَاب الشَمْس
a. Gossamer.

لُعَاب النَّحْل
a. Honey.

لُعَابَ عَنْكَبُوْت
a. Spider's web, cobweb.

مُلَاعِب ظِلِّهِ
a. A certain bird.

لَعِبَ بِالسَّيْف والتُّرْس
a. He fenced.
(ل ع ب)

اللَّعِبُ ضد الْجد، لَعِبَ لَعِبا ولِعْبا ولَعَّبَ وتَلاعَبَ وتَلَعَّبَ قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

تَلَعَّبَ باعثٌ بِذِمَّةِ خالِدٍ ... وأوْدَى عِصَامٌ فِي الخُطُوبِ الأوَائلِ والتَّلْعابُ: اللَّعِبُ، صِيغَة تدل على تَكْثِير الْمصدر كَفعَّل فِي الفِعْل على غَالب الْأَمر. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هَذَا بَاب مَا تكْثر فِيهِ الْمصدر من فَعَلْتَ فتلحق للزوائد وتبنيه بِنَاء آخر كَمَا أَنَّك قلت فِي فَعَلْتُ فَعَّلْتُ حِين كثرت الفِعْلَ. ثمَّ ذكر المصادر الَّتِي جَاءَت على التَّفْعال كالتَّلْعاب وَغَيره. قَالَ: وَلَيْسَ شَيْء من هَذَا مصدر فَعَلْتُ وَلَكِن لما أردْت التكثير بنيت الْمصدر على هَذَا كَمَا بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ.

وَرجل لاعِبٌ ولَعِبٌ ولِعِبٌ، على مَا يطرد فِي هَذَا النَّحْو، وتِلْعابٌ وتِلْعابَةٌ وتِلِعَّابٌ وتِلِعَّابَةٌ وَهُوَ من الْمثل الَّتِي لم يذكرهَا سِيبَوَيْهٍ. قَالَ ابْن جني: وَأما تِلعَّابَةٌ فَإِن سِيبَوَيْهٍ وَإِن لم يذكرهُ فِي الصِّفَات فقد ذكره فِي المصادر نَحْو تَحَمَّل تِحِمَّالاً. وَلَو أردْت الْمرة الْوَاحِدَة من هَذَا لوَجَبَ أَن تكون تِحِمَّالةً فَإِذا ذكر تِفِعَّالا فَكَأَنَّهُ قد ذكره بِالْهَاءِ. وَذَلِكَ لِأَن الْهَاء فِي تَقْدِير الِانْفِصَال على غَالب الْأَمر، وَكَذَلِكَ القَوْل فِي تلقامة، وَسَيَأْتِي ذكره: وَلَيْسَ لقَائِل أَن يدعى أَن تلعابة وتلقامة فِي الأَصْل الْمرة الْوَاحِدَة ثمَّ وصف بِهِ كَمَا قد يُقَال ذَلِك فِي الْمصدر نَحْو قَوْله تَعَالَى (إنْ أصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) أَي غائراً وَنَحْو قَوْله:

فإنَّما هيَ اقْبالٌ وإدْبارُ

من قبل أَن من وصف بِالْمَصْدَرِ فَقَالَ: هَذَا رجل زور وَصَوْم وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّمَا صَار ذَلِك لَهُ لِأَنَّهُ أَرَادَ الْمُبَالغَة ويجعله هُوَ نفس الحَدِيث لِكَثْرَة ذَلِك مِنْهُ. والمرة الْوَاحِدَة هِيَ أقل الْقَلِيل من ذَلِك الْفِعْل، فَلَا يجوز أَن يُرِيد معنى غَايَة الْكَثْرَة فَيَأْتِي لذَلِك بِلَفْظ غَايَة الْقلَّة، وَلذَلِك لم يجيزوا: زيد إقبالة وإدبارة على زيد إقبال وإدبار، فعلى هَذَا لَا يجوز أَن يكون قَوْلهم: رجل تِلِعَّابَةٌ وتلقامة على حد قَوْلك هَذَا رجل صَوْم، لَكِن الْهَاء فِيهِ كالهاء فِي علامَّة ونسَّابة للْمُبَالَغَة. وَقَول النَّابِغَة الْجَعْدِي:

تَجَنَّبْتُها إِنِّي امرُؤٌ فِي شَبِيبَتِي ... وتِلْعابَتِي عَن رِيبَةِ الجارِ أَجنَبُ

فَإِنَّهُ وضع الِاسْم الَّذِي جرى صفة مَوضِع الْمصدر، وَكَذَلِكَ أُلْعَبانٌ مثَّل بِهِ سِيبَوَيْهٍ وَفَسرهُ السيرافي.

ولاعَبَه مُلاعَبَةً ولِعابا: لَعِبَ مَعَهُ.

وألْعَبَ الْمَرْأَة: جعلهَا تَلْعَبُ.

وألْعَبَها جاءها بِمَا تَلْعَبُ بِهِ. وَقَول عبيد بن الأبرص: قد بِتُّ أُلْعِبُها وَهْناً وتُلْعِبُني ... ثُمَّ انْصرَفْتُ وهِي مِنِّي على بالِ

يحْتَمل أَن يكون على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَجَارِيَة لَعُوبٌ: حَسَنَة الدِّلِّ، وَالْجمع لَعائِبُ.

والمِلْعَبَة: ثوب لَا كم لَهُ يلْعَب فِيهِ الصَّبِي.

واللَّعَّاب: الَّذِي حرفته اللَّعِبُ.

وَبينهمْ أُلْعُوبَةٌ من اللَّعِبِ.

واللُّعْيَةُ: الأحمق يُسخر بِهِ ويُلعب، يطَّرد عَلَيْهِ بَاب.

واللُّعْبَةُ: نوبَة اللَّعِب.

واللُّعْبَةُ: مَا يُلْعَبُ بِهِ كالشطرنج وَنَحْوه.

واللُّعْبَةُ: التمثال. وَحكى اللحياني: مَا رَأَيْت لَك لُعْبَةً أحْسَنَ من هَذِه. وَلم يزدْ على ذَلِك.

ولَعِبَتِ الرّيح بالمنزل: درسته.

ومَلاعِبُ الرّيح: مدارجها.

وَتركته فِي مَلاعِب الْجِنّ: أَي حَيْثُ لَا يدْرِي أَيْن هُوَ.

ومُلاعِبُ ظِلِّهِ: طَائِر بالبادية، يثنى فِيهِ الْمُضَاف والمضاف إِلَيْهِ ويجمعان.

ومُلاعِبُ الأسِنَّةِ: عَامر بن مَالك.

واللَّعَّاب: فرس من خيل الْعَرَب مَعْرُوف، قَالَ الْهُذلِيّ:

وطابَ عَنِ اللَّعَّابِ نَفْسا وَرَبِّهِ ... وغادَرَ قَيْسا فِي المَكَرّ وعَفْزَرَا

واللُّعابُ: مَا سَالَ من الْفَم. لَعَبَ يَلْعَبُ ولَعِبَ وألْعَبَ: سَالَ لُعابُه، وَالْأولَى أَعلَى قَالَ لبيد:

لَعِبْتُ على أكْتافِهمْ وحُجورِهِم ... وَليدًا وسَّمْوني لبيداً وعاصمِا

وَرَوَاهُ ثَعْلَب: لَعَبْتُ على أكتافهم وصدورهم. وَهُوَ أحسن، وَقيل: لَعَبَ الرجل: سَالَ لُعابُه. وألعَبَ: صَار لَهُ لُعابٌ يسيل من فَمه.

ولُعاب الْحَيَّة وَالْجَرَاد: سمهما.

ولُعابُ النَّحْل: عسله.

ولُعابُ الشَّمْس: شَيْء ترَاهُ كَأَنَّهُ ينحدر من السَّمَاء إِذا حميت وَقَامَ قَائِم الظهيرة. قَالَ جرير:

أُنِخْنَ لِتَهْجِيرٍ وقَدْ وَقَدَ الحَصَى ... وذَابَ لُعابُ الشَّمْسِ فوْقَ الجماجمِ

والاسْتِلْعابُ فِي النّخل: أَن ينْبت فِيهِ شَيْء من الْبُسْر بعد الصرام.

واللَّعْباءُ: مَوضِع، أنْشد الْفَارِسِي:

تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْباءِ قَصْراً ... وأعْجَلْنا إلاهَةَ أنْ تَؤُوبا

ويروى: الإلاهَةَ. الإهَةُ: اسْم للشمس.

لعب

1 لَعِبَ, aor. ـَ inf. n. لَعِبٌ (which is the original [and most common] form, TA) and لِعْبٌ (S, K: the latter of these inf. ns. contracted from the former, Msb) and لَعْبٌ (K: also contracted from the first: not heard by IKt; but authorized by Mekkee, and, accord. to him, agreeable with a constant rule, applicable in the case of any word of a similar measure having a guttural letter as its medial radical, whether a noun or verb: (TA:) and أُلْعُوبَةٌ (S, K) and تَلْعَابٌ; (K; but this last has an intensive, or a frequentative, signification; S;) and ↓ لعّب (K) and ↓ تلعّب (S, K: but this last has a frequentative [or an intensive] signification; S; [and so too has that immediately preceding it;]) and ↓ تلاعب; (K;) He played, sported, gamed, jested, or joked: contr. of جَدَّ, which signifies “ he was serious, or in earnest. ” (K.) [You say] بَيْنَهُمْ أُلْعُوبَةٌ Between them is playing, sporting, or the like. (K.) [And so] ↓ لَاعَبَهَا, (inf. n. مُلَاعَبَةٌ and لِعَابٌ, TA,) He played, sported, gamed, jested, or joked, with her: (K:) [he toyed, dallied, or wantoned, with her:] and لَاعَبْتُ الرَّجُلَ, inf. n. ملاعبة, I played, &c., with the man. (S) b2: لَعِبَتِ الرِّيحُ بِالمَنْزِلِ, and ↓ تَلَاعَبَت, (tropical:) [The wind sported with the lighting-place, or place of abode]: i. e., obliterated the traces of it. (TA.) b3: لَعِبَ بِنَا المَوْجُ [The waves sported with us]: the commotion of the waves is called “ sporting ” because it does not convey the voyagers to the quarter whither they desire to go. (TA, from a trad.) A2: لَعَبَ, (and لَعِبَ, K,) aor. ـَ inf. n. لَعْبٌ; (S, K;) and ↓ العب; (K;) He (a child, S) slavered; drivelled; emitted a flow of slaver or drivel from his mouth. (S, K.) The first word is the most approved: (TA:) or الصَّبِىُّ ↓ العب signifies the child became slavering, or drivelling. (S.) 3 لَاْعَبَ see 1.4 أَلْعَبَهَا He made her to play, sport, or game, &c., (with him: accord. to the CK:) or he brought her a thing with which to play, &c. (K.) A2: See 1.5 تلعّب He played time after time. (S.) See 1.6 تَلَاْعَبَ see 1.10 استلعبت النَّخْلَةُ The palm-tree produced some unripe dates after its other we had been cut off: (K:) or produced, or put forth, a spadix or more, having yet upon it some remains of its first produce of fruit. (Aboo-Sa'eed.) لَعْبٌ for عَلْبٌ: see the latter.

لِعْبٌ: see لَعِبٌ لَعِبٌ and ↓ لِعِبٌ (with two kesrehs, agreeably with a constant rule obtaining in cases of this kind, [whereby the measure فَعِلٌ is changed into فِعِلٌ, the medial radical letter being a guttural,] TA, [but in the CK and a MS. copy, ↓ لِعْبٌ, which is also regularly changed from the first,]) and ↓ أُلْعُبَانٌ and ↓ لُعَبَةٌ (K) and ↓ لُعْبَةٌ (TA, as from the K, [but not found by me in any copy of the latter work,]) and ↓ تِلْعِيبَةٌ and ↓ تِلْعَابٌ (K) and ↓ تِلْعَابَةٌ (S, K) and ↓ تَلْعَابٌ and ↓ تَلْعَابَةٌ and ↓ تِلِعَّابٌ and ↓ تِلِعَّابَةٌ (K: the last like تِلِقَّامَةٌ: the ة is added to give [additional] intensiveness to the signification, as in the cases of عَلَّامَةٌ and نَسَّابَةٌ: it is also used by En-Nábighah El-Jaadee in the place of an inf. n.: TA) and ↓ لَعُوبٌ [which is common to both genders] and ↓ لَعَّابٌ (A, &c.) One who plays, sports, games, jests, or jokes, much, or often; a great player, sporter, &c. (S, K.) لِعِبٌ: see لَعِبٌ.

لَعْبَةٌ (Th, S) and ↓ لُعْبَةٌ (ISk, S, K) A turn in play, in a game, &c.; a single act of a play or game &c. (S, K, &c.) [You say] ↓ لِمَنَ اللُّعْبَةُ [Whose turn is it to play?] with dammeh to the ل, because it is a subst.; (ISk;) [and] أُقْعُدْ أَفْرُغَ مِنْ

↓ هٰذِهِ اللُّعْبَةِ [Sit until I finish this turn of the game]: but accord. to Th, it is better to say من هذه اللَّعْبَةِ, with fet-hah; because what is meant is a single turn in the game. (S.) b2: لَعِبْتُ لَعْبَةً وَاحِدَةً [I played one game]. (Fr.) A2: اللَّعْبَةُ البَرْبَرِيَّةُ (in some copies of the K, ↓ اللُّعْبَةُ) A certain medicine, resembling what is called السُّورَنْجَانُ, which fattens. (K.) لُعْبَةٌ Anything with which one plays, as شِطْرَنْج and the like, (S, K,) and نَرْد. (S.) See also لَعْبَةٌ. b2: A man with whom one plays, sports, or jests: (K:) one who is a laughing-stock: (TA:) a stupid fellow, or fool, whom one mocks, laughs at, or ridicules; a stupid laughing-stock (K.) b3: An image or effigy [with which to play: a puppet: so the word signifies in the present day]. (K.) [It was probably sometimes applied to A crucifix. And hence, or perhaps from its resemblance to a man with outstretched arms, it is applied by some post-classical writers to A cross; and anything in the form of a cross.]

b4: The image that is seen in the black of the eye when a thing faces it; also called عَيْرٌ. (Aboo-Tálib, in L, art. عير.) b5: See لَعِبٌ.

لِعْبَةٌ A mode, or manner, of playing, sporting, gaming, &c. You say, فُلَانٌ حَسَنُ اللِّعْبَةِ [Such a one has a good manner of playing, &c. (S.) لُعَبَةٌ: see لَعِبٌ.

لُعَابٌ What flows from the mouth; slaver; drivel. (S, K.) b2: [Mucilage of plants. See S, art. لزج &c.] b3: لُعَابُ النَّخْلِ (tropical:) The honey of the date-palm. (S, K.) b4: لُعَابُ الشَّمْسِ (tropical:) A thing (that one sees, TA) as though descending from the sky, at the time of the mid-day heat; (K;) what one sees in a time of intense heat, resembling cobwebs: [i. e. gossamer:] also said to be the سَرَاب, or mirage: (S:) it is what is called مُخَاطُ الشَّيْطَانِ, and سَهَامٌ, and رِيقُ الشَّمْسِ, resembling threads, seen in the air when the heat is intense and the air calm: and he who asserts the لعاب الشمس to be the سراب says what is false; for that is the سراب that is seen at mid-day resembling running water: only he knows these things who has been constantly in the deserts, and has journeyed during the mid-day heats. (Az.) [In Egypt, in very hot and calm weather, I have seen, though very rarely, great quantities of the filmy substances above mentioned, resembling delicate and silky white cobwebs, generally of stringy forms, floating in the air.]

جَارِيَةٌ لَعُوبٌ A playful, sportive, or gamesome, damsel: (S:) one who coquets prettily, with affected coyness: (K:) pl. لَعَائِبُ. (TA.) See also لَعِبٌ.

لَعَّابٌ One whose business or occupation is playing, gaming, or the like; a player by profession. (TA.) See also لَعِبٌ.

لَاعِبٌ Playing, sporting, gaming, jesting, or joking. (TA.) See also لَعِبٌ. b2: لَا يَأْخُذَنَّ

أَحَدُكُمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لَاعِبًا جَادًّا [By no means shall any one of you take the property of his brother in play (and) in earnest]: by this is meant taking a thing without meaning to steal it, but meaning to vex and anger the owner; so that the taker is in play with respect to theft, but in earnest in annoying. (TA, from a trad.) b3: إِنَّمَا أَنْتَ لَاعِبٌ [Thou art only playing]: said to anyone who does what is unprofitable. (TA.) أُلْعُوبَةٌ A thing with which one plays (Mz, 40th نوع.) [See also لُعْبَةٌ.] b2: Also an inf. n. of لَعِبَ. (S, K.) أُلْعَبَانٌ: see لَعِبٌ.

مَلْعَبٌ A place of playing, sporting, gaming, or the like; a place where plays, games, or sports, are performed: (S, K:) pl. مَلَاعِبُ. (TA.) b2: مَلَاعِبُ الرِّيحِ [pl. (tropical:) The sporting-places of the wind;] places where the wind blows, or has blown, vehemently: syn. مَدَارِجُهَا. (K.) b3: تَرَكْتُهُ فِى

مَلَاعِبِ الجِنِّ (tropical:) [I left him in the sporting-places of the Jinn, or genii]: i. e., in such a place that he did not know where he was. (TA.) مُلْعِبَةٌ and (as in the CK and a MS. copy) ↓ مِلْعَبَةٌ A garment without sleeves, in which a boy plays. (K.) مُلَعِّبٌ [Exuding mucilage]; applied to a plant: likened to a foolish person slavering: (TA, in art. حمق.) [See البَقْلَةُ الحَمْقَاءُ in art. حمق.]

مُلَاعِبُ ظِلِّهِ A certain bird; (S, K;) found in the desert; (TA;) sometimes called خَاطِفُ ظِلِّهِ, (S, Msb,) [see art. خطف,] because of the swiftness with which it pounces down: it has a green (or gray, أَخْضَر,) back, white belly, long wings, and short neck. (Msb.) Of two you say مُلَاعِبَا ظِلَّيْهِمَا; and of three, مُلَاعِبَاتُ أَظْلَالِهِنَّ; because the appellation becomes determinate. (TA. [But see ظِلٌّ.]) ثَغْرٌ مَلْعُوبٌ Teeth, or fore teeth, &c., having slaver or drivel, upon or about them. (S, K.) تَلعَابٌ and تِلْعَابٌ, تَلْعَابَةٌ and تِلْعَابَةٌ, تِلْعِيبَةٌ, تِلِعَّابٌ and تِلِعَّابَةٌ, see لَعِبٌ.

لعب: اللَّعِبُ واللَّعْبُ: ضدُّ الجِدِّ، لَعِبَ يَلْعَبُ لَعِـباً ولَعْباً، ولَعَّبَ، وتَلاعَبَ، وتَلَعَّبَ مَرَّة بعد أُخرى؛ قال امرؤُ القيس:

تَلَعَّبَ باعِثٌ بذِمَّةِ خالدٍ، * وأَوْدى عِصامٌ في الخُطوبِ الأَوائل

وفي حديث تَميم والجَسَّاسَة: صادَفْنا البحر حين اغْتَلَم، فلَعِبَ بنا

الـمَوْجُ شهراً؛ سَمَّى اضطراب الـمَوْج لَعِـباً، لما لم يَسِرْ بهم

إِلى الوجْه الذي أَرادوه. ويقال لكل من عَمِلَ عملاً لا يُجْدي عليه

نَفْعاً: إِنما أَنتَ لاعِبٌ. وفي حديث الاستنجاءِ: إِن الشيطانَ يَلْعَبُ

بمقاعِدِ بني آدم أَي انه يحضُر أَمكنة الاستنجاءِ ويَرْصُدُها بالأَذَى والفساد، لأَنها مواضع يُهْجَرُ فيها ذكر اللّه، وتُكْشَف فيها العوراتُ، فأُمرَ بسَتْرها والامتناع من التَّعَرُّض لبَصَر الناظرين ومَهابِّ الرياح ورَشاش البول، وكلُّ ذلك من لَعِبِ الشيطان.

والتَّلْعابُ: اللَّعِبُ، صيغةٌ تدلُّ على تكثير

المصدر، كفَعَّل في الفِعْل على غالب الأَمر. قال سيبويه: هذا باب ما تُكَثِّر فيه المصدرَ من فَعَلْتُ، فتُلْحِقُ الزوائد، وتَبْنيه بناءً آخَر، كما أَنك قلتَ في فَعَلْتُ: فَعَّلْتُ، حين كَثَّرْتَ الفعلَ، ثم ذكر المصادر التي جاءَت على التَّفْعال كالتَّلْعاب وغيره؛ قال: وليس شيءٌ من ذلك مصدر فَعَلْتُ، ولكن لما أَردت التكثير، بنيت المصدر على هذا، كما بنيت فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ.

ورجل لاعِبٌ ولَعِبٌ ولِعِبٌ، على ما يَطَّرِد في هذا النحو، وتِلْعابٌ وتِلْعابة، وتِلِعَّابٌ وتِلِعَّابة، وهو من الـمُثُل التي لم يذكرها سيبويه.

قال ابن جني: أَما تِلِعَّابة، فإِن سيبويه، وإِن لم يذكره في الصفاتِ، فقد ذكره في المصادر، نحو تَحَمَّلَ تِحِمَّالاً، ولو أَرَدْتَ المرَّةَ الواحدةَ من هذا لوَجَبَ أَن تكون تِحِمَّالةً، فإِذا ذَكَر تِفِعَّالاً

فكأَنه قد ذكره بالهاءِ، وذلك لأَن الهاءَ في تقدير الانفصال على غالب الأَمر، وكذلك القول في تِلِقَّامةٍ، وسيأْتي ذكره. وليس لقائل أَن يَدَّعيَ أَن تِلِعَّابة وتِلِقَّامةً في الأَصل المرَّة الواحدة، ثم وُصِفَ به كما قد يقال ذلك في المصدر، نحو قوله تعالى: إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكم غَوْراً؛ أَي غائِراً، ونحو قوله: فإِنما هي إِقْبالٌ وإِدْبارُ؛ من قِبَلِ أَنَّ مَنْ وَصَفَ بالمصدر، فقال: هذا رجل زَوْرٌ وصَوْمٌ، ونحو ذلك، فإِنما صار ذلك له، لأَنه أَراد المبالغة، ويجعله هو نفس الحدَث، لكثرة ذلك منه، والمرَّة الواحدة هي أَقل القليل من ذلك الفعل، فلا يجوز أَن يريد معنى غايةِ الكَثْرة، فيأْتي لذلك بلفظِ غايةِ القِلَّةِ، ولذلك لم يُجِـيزوا: زيد إِقْبالةٌ وإِدبارة، على زيدٌ إِقْبالٌ وإِدْبارٌ، فعلى هذا لا يجوز أَن يكون قولهم: رجل تِلِعَّابة وتِلِقَّامة، على حَدِّ قولك: هذا رجلٌ صَومٌ، لكن الهاءَ فيه كالهاءِ في عَلاَّمة ونَسَّابة للمبالغة؛ وقولُ

النابغة الجَعْدِيّ:

تَجَنَّبْتُها، إِني امْرُؤٌ في شَبِـيبَتي * وتِلْعابَتي، عن رِيبةِ الجارِ، أَجْنَبُ

فإِنه وَضَعَ الاسمَ الذي جَرى صفة موضع المصدر، وكذلك أُلْعُبانٌ، مَثَّل به سيبويه، وفسره السيرافي. وقال الأَزهري: رجل تِلْعابة إِذا كان يَتَلَعَّبُ، وكان كثيرَ اللَّعِبِ. وفي حديث عليّ، رضي اللّه عنه: زعم ابنُ النابغة أَني تِلْعابةٌ؛ وفي حديث آخر: أَنَّ عَليّاً كان تِلْعابةً أَي كثيرَ الـمَزْحِ والـمُداعَبة، والتاءُ زائدة. ورجل لُعَبةٌ: كثير اللَّعِب.

ولاعَبه مُلاعبةً ولِعاباً: لَعِبَ معه؛ ومنه حديث جابر: ما لكَ

وللعَذارى ولِعابَها؟ اللِّعابُ، بالكسر: مثلُ اللَّعِبِ. وفي الحديث: لا يَـأْخُذَنَّ أَحدُكم مَتاعَ أَخيه لاعِـباً جادّاً؛ أَي يأْخذه ولا يريد سرقته ولكن يريد إِدخال الهمّ والــغيظ عليه، فهو لاعبٌ في السرقة، جادٌّ في الأَذِيَّة.

وأَلْعَبَ المرأَةَ: جَعَلَها تَلْعَبُ. وأَلْعَبها: جاءَها بما تَلْعَبُ به؛ وقولُ عَبِـيد بن الأَبْرَص:

قد بِتُّ أُلْعِـبُها وَهْناً وتُلْعِـبُني، * ثم انْصَرَفْتُ وهي منِّي على بالِ

يحتمل أَن يكون على الوجهين جميعاً.

وجاريةٌ لَعُوبٌ: حَسَنةُ الدَّلِّ، والجمعُ لَعائبُ. قال الأَزهري:

ولَعُوبُ اسمُ امرأَة، سميت لَعُوبَ لكثرة لَعِـبها، ويجوز أَن تُسَمَّى لَعُوبَ، لأَنه يُلْعَبُ بها.

والـمِلْعَبَة: ثوبٌ لا كُمَّ له (1)

(1 قوله «والملعبة ثوب إلخ» كذا ضبط بالأصل والمحكم، بكسر الميم، وضبطها المجد كمحسنة، وقال شارحه وفي نسخة

بالكسر.) ، يَلْعَبُ فيه الصبـيُّ.

واللَّعَّابُ: الذي حِرْفَتُه اللَّعِبُ.والأُلْعوبةُ: اللَّعِبُ. وبينهم أُلْعُوبة، مِن اللَّعِبِ. واللُّعْبةُ: الأَحْمَق الذي يُسْخَرُ به، ويُلْعَبُ، ويَطَّرِدُ عليه بابٌ. واللُّعْبةُ: نَوْبةُ اللَّعِبِ. وقال الفراء: لَعِـبْتُ لَعْبةً واحدةً؛

واللِّعْبةُ، بالكسر: نوع من اللَّعِبِ. تقول: رجل حَسَنُ اللِّعْبة، بالكسر، كما تقول: حسَنُ الجِلْسة. واللُّعْبةُ: جِرْم ما يُلْعَبُ به

كالشِّطْرَنْج ونحوه. واللُّعْبةُ: التِّمْثالُ. وحكى اللحياني: ما رأَيت لكَ لُعْبةً أَحْسَنَ من هذه، ولم يَزِدْ على ذلك. ابن السكيت يقول: لِـمن اللُّعْبةُ؟ فتضم أَوَّلَها، لأَنها اسمٌ. والشِّطْرَنْجُ لُعْبةٌ، والنَّرْدُ

لُعْبة، وكلُّ مَلْعوب به، فهو لُعْبة، لأَنه اسم. وتقول: اقْعُدْ حتى

أَفْرُغَ من هذه اللُّعْبةِ. وقال ثعلب: من هذه اللَّعْبةِ، بالفتح، أَجودُ

لأَنه أَراد المرّة الواحدةَ من اللَّعِب.

ولَعِـبَت الريحُ بالمنزل: دَرَسَتْه.

ومَلاعِبُ الريح: مَدارِجُها. وتركتُه في مَلاعِب الجنّ أَي حيث لا

يُدْرَى أَيْنَ هو.

ومُلاعِبُ ظِلِّه: طائرٌ بالبادية، وربما قيل خاطِفُ ظِلِّه؛ يُثَنَّى

فيه المضافُ والمضافُ إِليه، ويُجْمَعانِ؛ يقال للاثنين: ملاعِـبا

ظِلِّهِما، وللثلاثة: مُلاعِـباتُ أَظْلالِهِنّ، وتقول: رأَيتُ مُلاعِـباتِ

أَظْلالٍ لـهُنَّ، ولا تقل أَظْلالِهنّ، لأَنه يصير معرفة. وأَبو بَرَاء: هو مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ عامِرُ بن مالك بن جعفرِ بن كِلابٍ، سُمي بذلك يوم السُّوبان، وجعله لبيدٌ مُلاعِبَ الرِّماحِ لحاجته إِلى القافية؛ فقال:

لو أَنَّ حَيّاً مُدْرِكَ الفَلاحِ، * أَدْرَكَه مُلاعِبُ الرِّماحِ

واللَّعَّابُ: فرسٌ من خيل العرب، معروف؛ قال الهذلي:

وطابَ عن اللَّعَّابِ نَفْساً ورَبَّةً، * وغادَرَ قَيْساً في الـمَكَرِّ وعَفْزَرا

ومَلاعِبُ الصبيانِ والجواري في الدار من دِياراتِ العرب: حيث يَلْعَبُونَ، الواحدُ مَلْعَبٌ.

واللُّعَابُ: ما سال من الفم. لَعَبَ يَلْعَبُ، ولَعِبَ، وأَلْعَبَ:

سالَ لُعابُه، والأُولى أَعلى. وخَصَّ الجوهريُّ به الصبـيَّ، فقال: لَعَبَ الصبـيُّ؛ قال لبيد:

لَعَبْتُ على أَكْتافِهِمْ وحُجورِهِمْ * وَلِـيداً، وسَمَّوْني لَبِـيداً وعاصِمَا

ورواه ثعلب: لَعِـبْتُ على أَكتافهم وصدورهم، وهو أَحسنُ.

وثَغْرٌ مَلْعُوبٌ أَي ذو لُعَاب. وقيل لَعَبَ الرجلُ: سالَ لُعابُه،

وأَلْعَبَ: صارَ له لُعابٌ يَسِـيلُ من فمه. ولُعَابُ الحية والجَرادِ:

سَمُّهما. ولُعاب النَّحْلِ: ما يُعَسِّلُه، وهو العَسَلُ. ولُعَابُ الشَّمْس: شيء تَراه كأَنه يَنْحَدِر من السماءِ إِذا حَمِـيَتْ وقامَ قائمُ الظَّهِـيرة؛ قال جرير:

أُنِخْنَ لتَهْجِـيرٍ، وقَدْ وَقَدَ الـحَصَى، * وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوْقَ الجماجم

قال الأَزهري: لُعَابُ الشَّمْسِ هو الذي يقال له مُخَاطُ الشَّيْطانِ،

وهو السَّهَام، بفتح السين، ويقال له: ريق الشمس، وهو شِـبْهُ الخَيْطِ، تَراه في الـهَواءِ إِذا اشْتَدَّ الـحَرُّ ورَكَدَ الـهَواءُ؛ ومَن قال:

إِن لُعَابَ الشَّمْسِ السَّرَابُ، فقد أَبطلَ؛ إِنما السَّرَابُ الذي

يُرَى كأَنه ماءٌ جارٍ نِصْفَ النهار، وإِنما يَعْرِفُ هذه الأَشْياءَ مَن

لَزِمَ الصَّحارِي

والفَلَوات، وسار في الـهَواجر فيها. وقِـيل: لُعابُ الشمس ما تراه في شِدَّة الحرّ مِثْلَ نَسْجِ العنكبوت؛ ويقال: هو السَّرابُ.

والاسْتِلْعابُ في النخل: أَن يَنْبُتَ فيه شيء من البُسْر، بعد

الصِّرام. قال أَبو سعيد: اسْتَلْعَبَتِ النخلةُ إِذا أَطْلَعَتْ طَلْعاً، وفيها

بقيةٌ من حَمْلها الأَوَّل؛ قال الطرماح يصف نخلة:

أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَتْ بالذي * قد أَنى، إِذْ حانَ وقتُ الصِّرام

واللَّعْباءُ: سَبِخةٌ معروفة بناحية البحرين، بحِذاءِ القَطِـيفِ،

وسِـيفِ البحرِ. وقال ابن سيده: اللَّعْباءُ موضع؛ وأَنشد الفارسي:

تَرَوَّحْنا من اللَّعْباءِ قَصْراً، * وأَعْجَلْنا إِلاهةَ أَنْ تَـؤُوبا

ويروى: الإِلهةَ، إِلاهةُ اسم للشمس.

لعب
لعَبَ يَلعَب، لَعْبًا، فهو لاعب
• لعَب الرضيعُ: سال لُعابُه من فمِه. 

لعِبَ/ لعِبَ بـ/ لعِبَ على/ لعِبَ في يَلعَب، لَعِبًا ولِعْبًا، فهو لاعب، والمفعول ملعوب (للمتعدِّي)
• لعِب الشَّخصُ: عمِل عملاً لا ينفع، عكسه جَدَّ " {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا} - {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}: يستهزئون ويهزلون".
• لعِب الصبيُّ: تسلّى وقام بما يلهيه "لعب مع أصدقائه- {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} ".
• لعِبَ فلانٌ دورًا مُهمًّا: مثَّله، أدّاه "لعب دورَ الشرطيّ في المسرحيّة".
• لعِب دورًا في كذا: أثَّر فيه "يلعب الاقتصادُ دورًا خطيرًا في السِّياسة".
• لعِب الكرةَ/ لعِب بالكرة: اتّخذها لُعبة "يلعبان بالشطرنج" ° لعِب بأعصابه: أزعجه، أقلقه، جعله متوتِّرًا مضطربًا- لعِب بالأرقام: أظهر براعة فائقة وسرعة بالغة في إجراء العمليّات الحسابيّة- لعِب بالأفكار: سيطر عليها- لعِب بالشَّخص: تسلّى، عبث به- لعِب بالصِّعاب: ذلَّلها وتغلَّب عليها- لعِب بالنار: عرَّض نفسَه للخطر- لعِب بعقله: استماله بالتملُّق- لعِبت الخمرُ برأسه: أخذته وغيّبته- لعِبت به الهمومُ: تناوبته وتتابعت عليه- لعِب على الحبل: داهن ونافق- يلعب بالبيضة والحجر: ماهر، حاذق، مراوغ.
• لعِب بآلة الطرب/ لعِب على آلة الطرب: عزف عليها "لعب على الكمان/ البيانو".
• لعِب الرّجُلُ على فلان: احتال عليه ومكَر به، سخِر منه وهزِئ.
• لعِب في الدِّين: اتّخذه سخرية " {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا} ". 

تلاعبَ/ تلاعبَ بـ/ تلاعبَ في يتلاعب، تلاعُبًا، فهو متلاعِب، والمفعول متلاعَبٌ به
• تلاعب الشَّخْصُ: لعِب مرَّة بعد أخرى "تلاعبتِ الأمواجُ بالسَّفينة- تلاعبت بهم الهمومُ".
• تلاعب الشَّخْصُ بالشَّيءِ أو الأمر: لعِب دورًا واحتال "تلاعَب بقوانين الدَّولة/ بالمال العام/ بعواطف الآخرين/ بالجدول الزمني" ° تلاعب بالألفاظ: تفنَّن في استخدامها، استعملها بطريقة خاصّة لتحقيق غرضٍ ما.
• تلاعب في الشَّيء: تحايل لإفساده وتغييره "تلاعب في نتيجة الانتخابات". 

لاعبَ يلاعب، مُلاعَبةً، فهو مُلاعِب، والمفعول مُلاعَب
 • لاعب فلانًا:
1 - لعِب معه "مكثت تلاعب أختَها حتى فرغت أمّها من عملها".
2 - داعَبه "هَلاَّ بِكْرًا تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ [حديث] ".
3 - راوغه واحتال عليه. 

لعَّبَ يلعِّب، تلعيبًا، فهو مُلعِّب، والمفعول مُلعَّب
• لعَّبتِ الأمُّ ولدَها: جعلته يلعب، أيْ: يتسلَّى ويلهو "لعَّب المروِّضُ الأسودَ/ القِرَدةَ". 

أُلْعبان [مفرد]:
1 - كثير اللّعب أو المزاح أو المداعبة.
2 - ماكر مخادع. 

أُلْعوبة [مفرد]: ج أَلاعيبُ:
1 - لعِب، ما يُلْعَب به من مداعبة وخداعٍ مُضْحِك "ألاعيب الطُّلاّب/ الظرفاء".
2 - لُعْبة، أحمقُ يُلعب به "جعله ألعوبة في يديه" ° فلان أُلْعوبة في يد فلان: أي: يتصرَّف فيه كما يريد. 

لاعب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من لعَبَ ولعِبَ/ لعِبَ بـ/ لعِبَ على/ لعِبَ في.
2 - مَنْ يمارس رياضة أو لُعْبَة "لاعب كرة السَّلَّة- لاعبو المصارعة- لاعبات الجُمْباز- لاعب شطرنج ماهر". 

لُعاب [مفرد]: ما يسيل من الفم، خِلْط مائيّ لزج قليلاً تُفْرزه الغُدَد اللُّعابيّة أو المخاطيّة يرطِّب الفمَ ويبلِّل الأطعمة لتسهيل نزولها في البلعوم، ريق "لُعاب الرَّضيع/ الكلب" ° أسال لُعَابَه: أغراه، رغَّبه في- رأَى طعامًا شهيًّا فسال لُعابُه: أي: اشتهاه- سال لعابُه على شيء: تمنّى الحصول عليه، ثارت شهيَّته- لُعاب الحَيَّة: سُمُّها- لُعاب النَّحل: العَسَلُ. 

لُعابيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى لُعاب.
• غُدة لُعابيَّة: (حي) غُدّة تفرز سائلَ اللّعاب الذي يساعد على هضم الطعام. 

لَعْب [مفرد]: مصدر لعَبَ. 

لَعِب [مفرد]: ج ألعاب (لغير المصدر):
1 - مصدر لعِبَ/ لعِبَ بـ/ لعِبَ على/ لعِبَ في.
2 - لهو وتسلية، باطل وعبث "لعِبُ الأطفالِ البريء- {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ} ".
3 - سخرية وهوى " {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا} ".
4 - رياضة "مدرِّس ألعاب" ° ألعاب أولمبيَّة: مهرجان يُقام مرّة كلّ أربع سنوات وتُجرى فيه مباريات دوليّة في الألعاب الرِّياضيّة- ألعاب القُوى: مجموع الرِّياضيّات الجسديّة التي يمارسها الرِّياضيّون كالعَدْو والقفز ورمي الرُّمح- ألعاب رياضيّة: نشاط جسديّ قائم على الممارسات فرديّة أو جماعيّة بحسب قواعد معيَّنة- ألعاب سحريّة: ألعاب تعتمد على خِفَّة اليد- الألعاب النَّاريّة: موادّ تُحضَّر كيماويًّا وتُحْدث عند اشتعالها دويًّا وضياءً، وهي تُستخدم في الأعياد والمناسبات- صانع ألعاب: لاعب دفاع في فريق رياضيّ، يدعو زملاءه بإشارات معيّنة للهجوم. 

لِعْب [مفرد]: مصدر لعِبَ/ لعِبَ بـ/ لعِبَ على/ لعِبَ في. 

لُعْبَة [مفرد]: ج لُعُبات ولُعْبات ولُعَب:
1 - كُلُّ ما يُلْعَب به "لُعْبَة الوَرَق/ القمار/ كرة القدم- لُعْبَة حرب: تقليد عمليّة حربيّة- لُعْبَة فيديو: لعبة إلكترونيّة تلعب بواسطة صور متحرِّكة تظهر على شاشة عرض- لُعْبَة الانتظار: أسلوب في اللَّعب يحجم بموجبه لاعب أو أكثر عن القيام بأيّ نشاط ارتقابًا للفرصة المواتية- لُعْبَة المطاردة: لُعْبَة للأطفال يقوم خلالها لاعب بمطاردة الآخرين ليمسّ أحدَهم، فيقوم الأخير بالمطاردة بدوره".
2 - دمية، أي: عروسة ونحوها يلعب بها الأطفال "تاجر اللُّعب- تضايق الطفل من لُعبته فرماها".
3 - نوبة اللَّعِب "أنهى لُعْبته اليوميّة- لمن اللُّعْبَة؟ ".
4 - أحمق يُلْعَب به "صار لُعْبَةً في أيديهم". 

لَعوب [مفرد]: ج لَعَائبُ ولَواعبُ
• اللَّعوبُ من النِّساء: الرَّشيقة الحركات الحَسَنةُ الدَّلال "فتاةٌ لَعوب". 

لعوبة [مفرد]
• امرأة لَعوبة: لعوب؛ رشيقة الحركات حسنة الدّلال. 

مَلْعَب [مفرد]: ج مَلاعبُ: اسم مكان من لعِبَ/ لعِبَ بـ/ لعِبَ على/ لعِبَ في: منطقة مفتوحة في الهواء الطلق للَّعب والاستمتاع "مَلْعَب التِّنس/ الكرة الطَّائرة- ملاعب مُغطّاة- جانب المَلْعَب: المنطقة المجاورة لحدود المَلْعَب- أقصى المَلْعَب: الطرف البعيد منه- مَلْعَب الرّمل: أرض رمليّة للعب الأطفال" ° الكرة في مَلْعبه: أي: الأمر عائد إليه- ترَكته في
 ملاعب الجِنّ: أي: حيث لا يدري أين هو- ملاعب الرِّياح: مدارجها، أي: مداخلها ومخارجها. 
لعب
: (لَعِبَ، كسَمِع، لَعْباً) بِفَتْح فَسُكُون، (ولَعِباً) ككَتِفٍ، وهاذا هُوَ الأَصْلُ، (ولِعْباً) بِكَسْر فَسُكُون، وَبِه صَدَّرَ الجَوْهَرِيُّ، وعبارةُ المِصْباح لَعبَ، يَلعَبُ، لَعِباً بِفَتْح اللاّم وَكسر الْعين، ويجوزُ تخفيفُه بِكَسْر اللَّام وَسُكُون الْعين. قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ: وَلم يُسْمَعْ فِي التَّخفيف فتحُ اللاّم مَعَ السّكون. قَالَ شيخُنا: فَهُوَ مُسْتَدْرَكٌ على المُصَنِّف، لأَنه ثابتٌ فِي أُصوله الصَّحيحة، وَقد سقط فِي بَعْضهَا، على أَنَّه قد حَكَاهُ أَبو جَعْفَر اللَّبْلِيُّ فِي شرح الفَصِيح عَن مَكِّيَ، وادَّعى أَنّ هاذا مُطَّرِد فِي كُلِّ ثُلاثيَ مكسور الوَسَط حَلْقِيِّهِ، اسْما كَانَ أَو فِعلاً. وَذكر مثلَهُ كَثِيرٌ من النَّحْوِيّين فِي نِعْمَ وبِئْسَ. (وتَلْعَاباً) بالفَتْح، كَمَا فِي الصَّحاح. (ولَعَّبَ) بالتّشديد، (وتَلَعَّبَ) مَرَّةً بعدَ أُخْرَى؛ قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
تَلَعَّبَ باعِثٌ بذِمَّة خالِدٍ
وأَوْدَى عِصَامٌ فِي الخُطُوبِ الأَوَائِلِ
(وتَلاَعَبَ) ، كُلُّ ذَلِك (ضِدُّ: جَدَّ) .
وَفِي الحديثِ: (لَا يَأْخُذَنَّ أَحَدكمْ مَتَاعَ أَخِيهِ لاعِباً جادّاً) أَي: يأْخُذُه وَلَا يُرِيدُ سَرِقةً، ولاكنْ يُرِيدُ إِدْخَالَ الهَمِّ والــغَيْظِ عَلَيْهِ، فَهُوَ لاعِبٌ فِي السَّرِقَةِ، جادٌّ فِي الأَذِيَّةِ.
وَفِي حَدِيث تَمِيمٍ والجَسَّاسَة: (صادَفْنَا البَحْرَ حينَ اغْتَلَم، فلَعِبَ بِنَا المَوْجُ شَهْراً) سَمَّى اضطرابَ المَوْج لَعِباً، لَمّا لَمْ يَسِرْ بهِم إِلى الوَجْه الّذِي أَرادُوه.
ويُقَال لكُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَا يُجْدِي عَلَيْهِ نَفْعاً: إِنَّمَا أَنْت لاعِبٌ.
والتَّلْعَاب: اللَّعِبُ، صِيغةٌ تَدُلُّ على تكثِير الْمصدر، كفَعَّل فِي الْفِعْل، على غَالب الأَمر. قَالَ سِيبَوَيْهِ: هاذا بابُ مَا تُكَثِّر فِيهِ المصدرَ من فَعَلْت، فتُلحِقُ الزَّوَائِدَ، وتَبْنِيه بِنَاءً آخَرَ، كَمَا أَنّك قُلْتَ فِي فَعَلْتُ: فَعَّلْت، حينَ كَثَّرْتَ الفِعْلَ؛ ثمّ ذَكَر المصادرَ الّتي جاءَت على التَّفْعَال، كالتَّلْعَابِ وغيرِه.
(وَهُوَ) لاعِبٌ، و (لَعِبٌ) ككَتِفٍ: هاذِهِ الأَلْفاظ استعملُوهَا مصدرا، وصِفَةً دالَّةً على الفاعِل كَمَا هُوَ ظاهرٌ من كَلَامه، (ولِعِبٌ) بكسرتين على مَا يطَّرِدُ فِي هاذا النَّحْو، (وأُلْعُبَانٌ) كعُنْفوَانٍ، مَثَّل بِهِ سِيبَوَيْهِ، وفسَّرَهُ السِّيرَافيُّ، (ولُعْبَةٌ) بِضَم فَسكون، (و) لُعَبَةٌ (كهُمَزَةٍ) ؛ وفرَّقَ بَينهمَا الصاغانيُّ فَقَالَ: لُعَبَةٌ، كهُمَزةٍ: كثيرُ اللَّعِبِ، ولُعْبَةٌ، بالضَّم: يُلْعَبُ بِهِ، وهاذا قد يأْتي قَرِيبا. (وتِلْعِيبَة) بِالْكَسْرِ، وهاذِه عَن الفراءِ (وتلْعَابٌ، وتلْعَابَةُ) ، يُكْسَرانِ (ويُفْتَحَانِ، وتِلِعَّابٌ، وتِلِعّابَةٌ) بِالْكَسْرِ وَتَشْديد الْعين فيهمَا، وَهُوَ من المُثُل الّتي لم يَذكُرْها سِيبَوَيْهِ، ومثلُهُ فِي أَمالي أَبي بكرِ بنِ السَّرّاج. قَالَ ابْنُ جِنِّي: أَمَّا تِلِعَّابَةٌ، فإِن سِيبَوَيْهِ، وإِن لم يذكُرْه فِي الصِّفات، فقد ذَكرَه فِي المصادر. نَحْو تَحَمَّلَ تِحِمَّالاً. وَلَو أَردْتَ المَرَّةَ الواحدةَ من هَذَا، لَوَجَبَ أَن يكون تِحِمَّالَةً. فإِذا ذَكَرَ تِفِعّالاً، فكأَنَّهُ قد ذكره بالهاءِ، وذالِك لاِءَنّ الهاءَ فِي تَقْدِير الِانْفِصَال على غالبِ الأَمرِ، وكذالك القولُ فِي تِلِقّامَةٍ، وسيأْتِي ذِكره. وَفِي اللِّسان: وَلَيْسَ لقَائِل أَنْ يَدَّعِيَ أَنّ تِلِعّابة وتِلِقّامَة فِي الأَصل المَرَّةُ الواحدةُ، ثمَّ وُصِف بِهِ، كَمَا قد يُقَال ذالك فِي الْمصدر، نَحْو قَوْله تَعَالَى: {إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً} (الْملك: 30) ، أَي: غائِراً؛ وَنَحْو قولِها:
فإِنَّمَا هِيَ إِقْبَالٌ وإِدْبَارُ
ثمّ قَالَ: فَعَلَى هاذا، لَا يجوزُ أَن يكونَ قولُهم: رَجُلٌ تِلِعّابةٌ وتِلِقَّامَة، على حَدِّ قولِك: هاذا رَجُلٌ صَوْمٌ، لاكِنَّ الهاءَ فِي عَلاّمَةٍ ونَسّابَةٍ للمُبَالغة، وقولُ النّابغة الجَعْدِيّ:
تَجَنَّبْتُها إِنِّي امْرُؤٌ فِي شَبِيبَتِي
وتِلْعَابَتِي عَن رِيبَةِ الْجَار أَجْنَبُ
فإِنّه وَضَعَ الاسمَ الّذِي جَرَى صِفَةً مَوضعَ المصدرِ.
وَفِي الصَّحاح: رَجُلٌ تِلْعَابَةٌ، وَفِي نسخةِ التَّهذيب مضبوطٌ بالتّشديد والكَسْر: إِذا كَانَ يَتلَعَّبُ، وَكَانَ (كَثِير اللَّعِبِ) . وضُبِط فِي الصَّحاح، اللِّعْبُ هاذا، بالكسْر والسّكون. وَفِي حَدِيث عَلِيّ: (زَعَمَ ابْنُ النّابِغَةِ أَنّي تِلْعَابَةٌ) ، وَفِي حديثٍ آخَرَ: (إِنَّ عَلِيّاً كَانَ تِلْعابَةً) ، أَي: كثيرَ المَزْحِ والمُدَاعَبَةِ، والتّاءُ زَائِدَة.
(و) يُقَالُ: (بَيْنَهُمْ أُلْعُوبَةٌ) ، بالضَّمِّ: (أَي: لَعِبٌ) .
(والمَلْعَبُ: مَوْضِعُهُ) ، أَي: اللَّعِبِ. ومَلاعِبُ الصِّبْيَانِ والجَوَارِي فِي الدَّيار من ديارات الْعَرَب حَيْثُ يَلْعَبُونَ.
(ولاَعَبَها) مُلاَعَبَةً، ولِعَاباً، أَي: (لَعِبَ مَعَهَا) ، وَمِنْه حديثُ جابِرٍ: (مَا لَكَ ولِلْعَذَارَى ولِعَابَها) اللِّعابُ، بِالْكَسْرِ: مثلُ اللَّعِبِ.
(وأَلْعَبَها: جَعَلَهَا تَلْعَبُ، أَو) أَلْعَبَهَا: (جاءَ) هَا (بِمَا تَلْعَبُ بِهِ) . وقولُ عَبِيدِ بْنِ الأَبْرَصِ:
قَدْ بِتُّ أُلْعِبُهَا وَهْناً وتُلْعِبُنِي
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَهِي مِنِّي على بالِ
يحتملُ أَنْ يكونَ على الوَجْهَيْنِ جَمِيعًا.
(واللَّعُوبُ) ، كصَبُورٍ: الجاريةُ (الحَسَنَةُ الدَّلِّ) . والّذِي فِي المُحْكَم والصَّحاح: جارِيَةٌ لَعُوبٌ: حَسَنَةُ الدَّلِّ، وَالْجمع لَعَائِبُ. (و) لَعُوبٍ، (بِلَا لامٍ: من أَسمائِهِنَّ) . قَالَ الأَزْهَرِيُّ: سُمِّيَتْ لَعُوباً لِكَثْرَةِ لَعِبِهَا. ويجوزُ أَن تُسَمَّى لَعُوباً لأَنّهُ يُلْعَبُ بهَا.
(والمُلْعِبَةُ، كمُحْسِنَةٍ) وَفِي نُسْخَة: المِلْعَبَةُ، بالكَسْر: (ثَوْبٌ بِلا كُمَ) ، وَفِي نسخةٍ: لاَ كُمَّ لَهُ (يَلْعَبُ فِيهِ الصَّبِيُّ) ، ومثلُهُ فِي لِسَان الْعَرَب.
(واللُّعْبَة، بالضَّمّ: التِّمْثالُ) زَاده على الجَوْهَرِيّ.
(و) اللُّعْبَةُ: جِرْمُ (مَا يُلْعَبُ بِهِ، كالشِّطْرَنْجِ ونَحْوِهِ) كالنَّرْدِ، كَمَا فِي الصَّحاح. وَحكى اللِّحْيَانِيُّ: مَا رأَيتُ لَك لُعْبَةً أَحسنَ من هاذه، وَلم يَزِدْ على ذالك. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيت: تقولُ لِمَنِ اللُّعْبَةُ؟ فتضُمُّ أَوَّلَهَا، لاِءَنَّهَا اسْمٌ. والشِّطْرَنْجُ لُعْبَةٌ، والنَّرْدُ لُعْبَةٌ. وكُلُّ مَلعوبٍ بِهِ، فَهُوَ لُعْبَةٌ، لاِءَنّه اسْ. وتقولُ: اقْعُدْ حتّى أَفْرُغَ من هاذه اللُّعْبَةِ، وَقَالَ ثَعْلَب: مِنْ هاذِه اللَّعْبَة، بالفَتْح، أَجوَدُ؛ لأَنّه أَراد المَرَّةَ الوَاحِدَةَ من اللَّعِبِ، كَذَا فِي الصَّحاح.
(و) اللُّعْبَةُ: (الأَحْمَقُ) الّذي (يُسْخَرُ بِهِ) ويُلْعَبُ، ويَطَّرِدُ عَلَيْهِ بابُ فُعْلَةٍ. (و) اللُّعْبَةُ: (نَوْبَةُ اللَّعِبِ) . وَقَالَ الفَرَّاءُ: لَعِبْتُ لُعْبَةً واحِدَةً.
واللِّعْبَةُ، بالكَسْر: نَوْعٌ من اللَّعِبِ، مثلُ الرِكْبَةِ والجِلْسَةِ، تقولُ: فُلاَنٌ حَسَنُ اللِّعْبَةِ. كَمَا تقولُ: حَسَنُ الجِلْسَةِ، كَذَا فِي الصَّحاحِ.
وَمن المَجَاز: لَعِبَتِ الرِّيحُ بالمَنْزِلِ: دَرَسَتْهُ. وتلاعَبتْ.
(ومَلاَعِبُ الرِّيحِ: مَدارِجُهَا) .
وَتَرَكْتُهُ فِي مَلاعِبِ الجِنِّ: أَي حَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ.
(ومُلاعِبُ ظِلِّهِ، بالضَّمِّ: طائرٌ) بالبادِيَة، وربَّما قيل: خاطِفُ ظِلِّهِ، يُثَنّى فِيهِ المُضَافُ والمُضَافُ إِليه، ويُجْمَعانِ، فيُقَالُ للاثْنَيْنِ: مُلاَعِبَا ظِلِّهِمَا، وللثّلاثة: مُلاعِباتُ أَظْلالِهِنَّ، وَتقول: رأَيتُ مُلاعِبَاتٍ أَظْلالٍ لَهُنَّ وَلَا تَقول: أَظْلالِهِنَّ، لأَنَّهُ يصيرُ معرِفةٌ.
(و) كَانَ يُقَالُ لاِءَبِي بَراءٍ (مُلاعِبُ الأَسِنَّةِ) . وَهُوَ (عامِرُ بْنُ مالِكِ) بْنِ جعفَرِ بْنِ كِلابٍ، سمِّيَ بذالك يَوْم السُّوبَانِ، وَجعله لَبِيدٌ مُلاعِبَ الرِّمَاحِ لحاجتِهِ إِلى القافيةِ، فَقَالَ:
لَوْ أَنَّ حَيَّاً مُدْرِكَ الفَلاَحِ
أَدْرَكَهُ مُلاعِبُ الرِّمَاحِ
(و) فِي حَاشِيَة الصَّحاح: ذكرَ الآمِدِيُّ، فِي كتاب المُؤْتَلِف والمُخْتَلِفِ فِي أَسماءِ الشُّعَرَاءِ: أَنّ مُلاعِبَ الأَسِنّةِ لَقَبُ ثلاثةٍ من الشُّعَرَاءِ: أَحدُهم هاذا المذكُور والثّانِي (عبْدُ اللَّهِ بْنُ الحُصَيْنِ) بْنِ يَزِيدَ (الحَارِثِيُّ. و) الثّالثُ (أَوْسُ بْنُ مالِكٍ الجَرْمِيُّ) ، وَهُوَ القائلُ:
إِذا نَطَقَتْ فِي بَطْنِ وادٍ حَمَامَةٌ
دعَتْ ساقَ حُرَ فابْكِيَا فارِس الوَرْد
وقُولاَ فَتَى الفِتْيَانِ أَوْس بن مالِكٍ
مُلاعب أَطرافِ الأَسِنَّةِ والورْدِ
(واللَّعّابُ، ككَتَّانٍ) : الّذِي حِرْفَتُهُ اللَّعِبُ. و (فَرسٌ م) ، أَي: معروفٌ من خيلِ العربِ، قَالَ الهُذَليُّ:
وطابَ عَن اللَّعّابِ نَفْساً ورَبِّهِ
وغَادَرَ قَيْساً فِي المَكَرِّ وعَفْزَرَا
(و) اللُّعَابُ، (كالغُرابِ: مَا سالَ من الفَمِ) ، يُقَال: (لَعَب يَلْعَبُ) ولَعِبَ يَلْعَبُ (كَمَنَعَ وسَمِعَ) ، الثّانية عَن ابْنِ دُرَيْدٍ: إِذا (سالَ لُعَابُهُ، كَأَلْعَبَ) إِلْعاباً. والأُولَى أَعلَى. وخَصَّ الجَوْهَرِيُّ بِهِ الصَّبِيَّ، فقالَ: لَعَبَ الصَّبِيُّ، قَالَ لَبِيدُ:
لَعَبْتُ على أَكْتَافِهِم وحُجُورِهِمْ
وَلِيداً وسَمَّوْني مُفِيداً وعاصمَا
وَكَذَا فِي الصَّحاح. وَقَالَ الصّاغانيّ: رُوِيَ قولُ لَبِيدٍ بالوَجْهَيْنِ. ورَواهُ ثعلبٌ: (وصُدُورهِمْ) بدل: (حُجُورِهِم) وَهُوَ أَحْسَنُ، وَفِيه: أَلْعَبَ الصَّبِيُّ: إِذا صارَ لَهُ لُعَابٌ يَسِيلُ مِنْ فِيهِ.
(و) من الْمجَاز: شَرِبَ (لُعَابَ النَّحْلِ) ، وَهُوَ (عَسَلُهُ) . وَفِي لِسَان الْعَرَب: مَا يُعَسِّلُهُ، وَهُوَ العَسَلُ.
(و) من الْمجَاز: سالَ (لُعَابُ الشَّمْسِ: شَيْءٌ) تراهُ (كَأَنَّهُ يَنْحَدِرُ مِنَ السَّمَاءِ إِذا) حَميَتْ و (قامَ قائِمُ الظَّهِيرَةِ) ، قَالَ جَرِيرٌ:
أُنِخْنَ لِتَهْجِيرٍ وقَدْ وَقَدَ الحَصَى
وذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوْقَ الجَماجِم
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: لُعَابُ الشَّمْسِ هُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ مُخَاطُ الشَّيْطَانِ، وَهُوَ السَّهَامُ، بِفَتْح السِّين، ويُقَالُ لَهُ: رِيقُ الشَّمْسِ، وَهُوَ شبيهُ الخَيْطِ، تراهُ فِي الهَوَاء إِذا اشتدَّ الحَرُّ، ورَكَدَ الهواءُ. وَمن قَالَ: إِنّ لُعابَ الشَّمْسِ السَّرَاب، فقد أَبْطَلَ؛ إِنّما السَّرابُ الّذِي يُرَى كأَنَّهُ ماءٌ جارٍ نِصْفَ النَّهَارِ، وإِنّما يَعْرِفُ هاذِهِ الأَشْياَ مَن لَزِمَ الصَّحَارِيَ والفَلَواتِ، وَسَار فِي الهَوَاجِرِ، وقِيلَ: لُعَابُ الشَّمْسِ: مَا تراهُ فِي شِدَّةِ الحَرِّ مثلَ نَسْجِ العَنكبوت، وَيُقَال: هُوَ السَّرابُ. كَذَا فِي الصَّحاح.
(واللَّعْبَاءُ) ، مَمْدُود: (مَوْضِعٌ كَثِيرُ الحِجَارَةِ بِحزْمِ بَنِي عُوَالٍ) ، قَالَه ابْنُ سِيدَهْ، وأَنشد الفارِسيّ:
تَروَّحْنَا من اللَّعْباءِ قَصْراً
وأَعْجَلْنا إِلاَهَةَ أَنْ تَؤُوبَا
ويُرْوَى: (الإِلاَهَةَ) ، وَقَالَ: إِلاهَةُ اسْمٌ للشَّمْس.
(و) اللَّعْباءُ: (سَبْخَةٌ م) أَي مَعْرُوفَة (بالبَحْرَيْنِ) بحِذاءِ القَطِيفِ وسِيفِ البحْرِ، (مِنْهَا الكِلابُ اللَّعْبَانِيَّةُ) نِسْبَة إِلى اللَّعْباءِ، على غير قِيَاس، كَمَا قَالَه الصّاغانيُّ.
(و) اللَّعْباءُ أَيضاً: (أَرْضٌ باليَمَنِ) .
(والاسْتِلْعابُ فِي النَّخْل: أَنْ يَنْبُتَ فِيهِ شَيْءٌ من البُسْرِ بَعْدَ الصِّرامِ) ، بالكَسر. قَالَ أَبو سعيد: اسْتَلْعَبَتِ النَّخْلَةُ: إِذا أَطْلَعَت طَلْعاً، وفيهَا بَقيَّة من حَمْلِهَا الأَوَّلِ. قَالَ الطِّرِمّاحُ يَصِفُ نَخْلَةً:
أَلْحَقَتْ مَا اسْتَلْعَبَت بالذِي
قد أَنَى إِذْ حانَ وَقْتُ الصِّرَامْ
(و) لَعَبَ الصَّبِيُّ، وأَلْعَبَ. و (ثَغْرٌ ملْعُوبٌ) ، أَي: (ذُو لُعَابٍ) يَسِيلُ.
(واللُّعْبة البَرْبَرِيَّةُ) ، بالضمّ: (دواءٌ كالسُّورِنْجانِ) يُجْلَبُ من نواحِي إِفْرِيقِية يُغَشُّ بِهِ السُّورِنْجانُ، (مَسْمَنَةٌ) بالفَتْح. ذكرَها ابنُ البَيطار، والحكيمُ دَاوُود، وغيرُهما من الأَطبّاءِ.
(ورَجُلٌ لُعْبةٌ، بالضَّمّ) أَي: أَحْمَقُ (يُلْعَبُ بِهِ) ويُسْخَر، وَلَا يَخْفَى أَنّه قد تقدَّم بعَينه، فذِكرُه كالتَّكْرار. وَفِي الأَساس: تَقول: فُلاَنٌ لعُوبٌ ولَعَّابٌ، وهاذِه أُلْعُوبَةٌ حَسَنَةٌ. وَفِي غيرِه: لُعَابُ الحيَّةِ والجَرادِ: سُمُّهُما.
وَمن المَجازِ: لَعِبَتْ بِهِ: تَلَعَّبتْ.

فيظ

ف ي ظ

من فاظ بتهامة فقد فاظ أي مات.

فيظ


فَاظَ (ي)(n. ac. فَيْظ
فُيُوْظ
فَيْظَاْنُ
فَيَظَاْن
فَيْظُوْظَة )
a. Died.

أَفْيَظَa. Made to die, smote, slew.

فَيْظa. Death.
[فيظ] نه: فيه: إنه أقطع الزبير حضر فرسه فأجرى الفرس حتى "فاظ" ثم رمى بسوطه فقال: أعطوه حيث بلغ السوط، فاظ أي مات. ومنه ح: "فاظ" وإله بني إسرائيل. وح: أرأيت المريض إذا حان "فوظه"، أي موته، والمعروف بالياء.
فيظ: الفَيْظُ والفَيْظُوْظَةُ: مَصْدَرُ فاظَتْ نَفْسُه تَفِيْظُ؛ وتَفُوْظُ فَوْظاً، وأفَاظَها غَيْرُه. وحانَ فَوْظُه: أي ماتَ. وهو يَفِيْظُ بنَفْسِه. وأفَاظَه اللهُ نَفْسَه. والفَيَظَانُ والفُيُوْظُ: مَصْدَرُ ذلك.
[ف ي ظ] فاظَ فَيْظًا وفُيُوظًا وفَيْظُوظَةً وفَيَظانًا الأخيرةُ عن اللِّحْيانِيِّ مات قال رُؤْبَةُ

(لا يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ من فاظَا ... )

وكَذلكَ فاظَتْ نَفْسَهُ تَفِيظُ وكَرِهَها بَعْضُهم وأَفاظَهُ الله إِيّاها وحَكَى اللِّحْيانِيُّ عن الكِسائِيُّ تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهم قالَ وقالَ بَعْضُهُم لأُفِيظَنَّ نَفْسَكَ وحُكِيَ له عن أَبِي عَمْرِو بنِ العَلاءِ أَنَّه لا يُقالُ فاظَتْ نَفْسُه إِنَّما يُقالُ فاظَ فُلانٌ وحان فَوْظُه أي فَيْظُه على المُعاقَبَةِ حكاه اللِّحْيانِيُّ وفاظَ فُلانٌ نَفْسَه أي قاءَها عن اللِّحْيانِيِّ
[فيظ] فاظَ الرجلُ يَفيظُ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيَظاناً، إذا مات. وربَّما قالوا: فاظ يفوظ فوظا وفواظا. قال رؤبة: لا يدفنون منهم من فاظا * إن مات في مصيفه أوقاظا * أي من كثرة القتلى. وكذلك فاظت نفسه أي خرجت روحه. عن أبى عبيدة والكسائي، وعن أبى زيد مثله. قال الراجز  اجتمع الناس وقالوا عرس * ففقئت عين وفاظت نفس * وقال الاصمعي: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: لا يقال فاظت نفسه، ولكن يقال فاظ إذا مات. قال: ولا يقال فاض بالضاد بتة. وحكى الكسائي: فاظت نفسه. وفاظ هو نفسه أي قاءها، يتعدَّى ولا يتعدَّى. وتَفَيَّظوا أنفسهم، أي تَقَيَّؤوها. وضربتُه حتَّى أفَظَّتْ نفسه، وأفاظ الله نفسه. قال الشاعر:

فهتكت مهجة نفسه فأفظتها

فيظ

1 فَاظَ, aor. ـِ inf. n. فَيْظٌ (ISk, T, S, M, K) and فُيُوظٌ and فَيَظَانٌ (S, M, K) and فَيْظَانٌ (Lh, TA) and فَيْظُوظَةٌ, (Lth, M, K,) He (a man, S) died; (ISk, T, S, M, K;) as also, (sometimes, S) ↓ فَاظَ, aor. ـُ inf. n. فَوْظٌ (ISk, T, S, M, K) and فَوَاظٌ; (S, K, TA; but in the CK, فُوَاظٌ, and there said to be with damm;) or, accord. to IJ, only the inf. n., فَوْظٌ, of the latter verb is used, though the verb itself is allowable on the ground of analogy. (M.) You say also, حَانَ فَيْظُهُ and ↓ فَوْظُهُ, [in the CK فُوْظُهُ,] The time came for his dying. (M, K.) In like manner, (S,) you say also, فَاظَتْ نَفْسُهُ His soul departed, or went forth; Lth, T, S, M;) on the authority of AO and Ks; and the like is related on the authority of Az; (S;) aor. ـِ (M,) inf. n. فَيْظٌ (Lth, T, M) and فَيْظُوظَةٌ; (Lth, T;) and [accord. to some,] فَاظَتْ نَفْسُهُ, inf. n. فَوْظٌ: (M:) or, when the نفس is mentioned, you say, فَاضَتْ, with ض: (K:) As says, I heard Aboo-'Amr Ibn-El-'Alà say that one should not say فَاظَتْ نَفْسُهُ, (T, * S, M, *) but فاظ, (S, M,) meaning “ he died; ” and not فَاضَ, with ض, decidedly; (S;) or not فَاضَتْ: (T:) [but what was said by As respecting these two verbs has been stated more fully, and variously, in art. فيض, q. v.:] AO says that فاظت نَفْسُهُ is of the dial. of Keys; and فاضت, of the dial. of Temeem: Fr says that the people of El-Hijáz and Teiyi say the former; and Kudá'ah and Temeem and Keys say the latter: AHát says, I heard Az say that Benoo-Dabbeh alone say the latter; and ElMázinee relates the like on the authority of Az. (TA.) b2: You say also, فَاظَ نَفْسَهُ, (Ks, S, M, K,) aor. ـِ (Ks, T,) He vomited forth his soul: (Ks, S, M, K:) the verb being trans. as well as intrans. (Ks, S.) 4 افاظهُ He (God) caused him to die. (K, TA.) And you say also, ضَرَبْتُهُ حَتَّى أَفَظْتُ نَفْسَهُ [I beat him, or smote him, until I made his soul to depart, or go forth]. (S.) And لَأُفِيظَنَّ نَفْسَكَ [I will assuredly cause thy soul to depart, or go forth] (M.) And افاظهُ اللّٰهُ نَفْسَهُ [God caused him to vomit forth his soul]. (Ks, T, S, M.) تفيّظوا أَنْفُسَهُمْ They constrained themselves to vomit forth their souls. (S, TA.) [But in one copy of the S, I find يُفِيظُوا أَنْفُسَهُمْ, expl. as meaning They cause to vomit forth their souls; which suggests that the right reading may perhaps be يُفِيظُوا: or it may be يَفِيظُوا, from فَاظَ نَفْسَهُ.]

فيظ: فاظ الرجلُ، وفي المحكم: فاظَ فَيْظاً وفُيوظاً وفَيْظُوظةً

وفَيَظاناً وفَيْظاناً؛ الأَخيرة عن اللحياني: مات؛ قال رؤْبة:

والأَزْدُ أَمسَى شِلْوُهُم لُفاظا،

لا يَدْفِنُون منهمُ مَن فاظا،

إِن مات في مَصيفِه أَو قاظا

أَي من كثرةِ القَتْلى. وفي الحديث: أَنه أَقطَع الزُّبَيْر حُضْرَ

فرَسِه فأَجْرَى الفرَسَ حتى فاظ، ثم رَمَى بسوطِه فقال: أَعْطُوه حيث بلَغ

السوْطُ؛ فاظ بمعنى مات. وفي حديث قَتْل ابن أَبي الحُقَيْقِ: فاظَ والِهُ

بَني إِسرائيل. وفاظت نفسُه تَفِيظُ أَي خرَجتْ رُوحُه، وكَرِهَها

بعضُهم؛ وقال دُكَيْنٌ الراجز:

اجتَمَعَ الناسُ وقالوا: عُرْسُ،

فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاظَتْ نَفْسُ

وأَفاظه اللّهُ إِياها وأَفاظه اللّه

(* قوله «وأَفاظه اللّه إلخ» كذا

في الأصل.) نفسَه؛ قال الشاعر:

فهَتَكْتُ مُهْجةَ نَفسِه فأَفَظْتُها،

وثأَرْتُه بمُعَمّم الحِلْم

(* قوله في البيت «بمعمم الحلم» كذا بأَصله، ولعله بمعمم الحكم أَي

بمقلد الحكم، ففي الأَساس: وعمموني أَمرهم قلدوني.)

الليث: فاظت نفسُه فَيْظاً وفَيْظُوظةً إِذا خرَجَت، والفاعل فائظٌ،

وزعم أَبو عبيدة أَنها لغةٌ لبعض تميم، يعني فاظت نفسُه وفاضت. الكسائي:

تَفَيَّظُوا أَنفسَهم، قال: وقال بعضهم لأُفِيظَنَّ نفسَك، وحكي عن أَبي

عمرو بن العلاء أَنه لا يقال فاظت نفسه ولا فاضت، إِنما يقال فاظ فلان، قال:

ويقال فاظ المَيِّتُ، قال: ولا يقال فاض، بالضاد، بَتَّةً. ابن السكيت:

يقال فاظ الميتُ يَفيظ فَيْظاً ويَفُوظُ فَوْظاً، كذا رواها الأَصمعي؛

قال ابن بري: ومثل فاظ الميتُ قولُ قَطَرِيّ:

فلم أَرَ يوماً كان أَكثَرَ مَقْعَصاً،

يُبِيحُ دَماً، من فائظٍ وكَلِيم

وقال العجاج:

كأَنَّهم، من فائظٍ مُجَرْجَمِ،

خُشْبٌ نَفاها دَلْظُ بَحْرٍ مُفْعَمِ

وقال سُراقةُ بن مِرْداس بنِ أَبي عامر أَخو العباس بن مِرْداس في يوم

أَوْطاسٍ وقد اطَّرَدَتْه بنو نصر وهو على فرسه الحَقْباء:

ولولا اللّهُ والحَقْباءُ فاظت

عِيالي، وهي بادِيةُ العُروقِ

إِذا بَدَتِ الرِّماحُ لها تَدَلَّتْ،

تَدَلِّيَ لَقْوةٍ من رأْسِ نِيقِ

وحان فوْظُه أَي فَيْظُه على المعاقَبة؛ حكاه اللحياني.

وفاظ فلانٌ نفسَه أَي قاءَها؛ عن اللحياني. وضربته حتى أَفَظْتُ نفسَه.

الكسائي: فاظَت نفسُه وفاظ هو نفسَه أَي قاءَها، يتعدَّى ولا يتعدَّى،

وتَفَيَّظُوا أَنفسَهم: تَقَيَّؤُوها. الكسائي هو تَفِيظُ نفسُه. الفراء:

أَهلُ الحجاز وطَيِّءٌ يقولون فاظت نفسُه، وقُضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت

نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه. وقال أَبو زيد وأَبو عبيدة: فاظت نفسُه،

بالظاء، لغة قيس، وبالضاد لغة تميم. وروى المازني عن أَبي زيد أَن العرب تقول

فاظت نفسُه، بالظاء، إِلاَّ بني ضبة فإِنهم يقولونه بالضاد؛ ومما

يُقوِّي فاظت، بالظاء، قولُ الشاعر:

يَداكَ: يَدٌ جُودُها يُرْتَجَى،

وأُخْرَى لأَعْدائها غائظه

فأَما التي خيرُها يرتجى،

فأَجْوَدُ جُوداً من اللافِظه

وأَما التي شَرُّها يُتَّقَى،

فنَفْسُ العَدُوِّ لها فائظه

ومثله قول الآخر:

وسُمِّيتَ غَيَّاظاً، ولستَ بغائظٍ

عَدُوّاً، ولكن للصَّدِيقِ تَــغِيظ

فلا حَفِظ الرحمنُ رُحَك حَيَّةً،

ولا وهْيَ في الأَرْواحِ حين تفِيظ

أَبو القاسم الزجاجي: يقال فاظَ الميتُ، بالظاء، وفاضت نفسُه، بالضاد،

وفاظت نفسُه، بالظاء، جائز عند الجميع إِلاَّ الأَصمعي فإِنه لا يجمع بين

الظاء والنفس؛ والذي أَجاز فاظت نفسه، بالظاء، يحتج بقول الشاعر:

كادت النفسُ أَن تَفِيظَ عليه،

إِذ ثَوَى حشْوَ رَيْطةٍ وبُرُودِ

وقول الآخر:

هَجَرْتُك، لا قِلىً مِنِّي، ولكنْ

رأَيتُ بَقاءَ وُدِّك في الصُّدُودِ

كهَجْرِ الحائماتِ الوِرْدَ، لمَّا

رأَتْ أَنَّ المِنِيَّةَ في الوُرودِ

تَفِيظُ نفوسُها ظَمأً، وتَخْشَى

حِماماً، فهي تَنْظُرُ من بَعِيدِ

فيظ
} كَفَاظَ {يَفِيظُ} فَيْظاً، {وفَيْظُوظَةً،} وفَيَظَاناً، مُحَرَّكَةً، {وفُيُوظاً، بالضّمِّ، ذَكَرَهُنَّ الجَوْهَرِيّ مَا عَدَا الثّانِيَةَ، فإِنَّهُ ذَكَرَهَا اللَّيْثُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِرُؤْبَةَ، ويُقَالُ لِلْعَجّاجِ:
(والأسْدُ أَمْسَى جَمْعُهُمْ لُفَاظَا ... لاَ يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ} فَاظَا)
إِنْ ماتَ فِي مَصِيفِهِ أَو قاظا أَيْ مِنْ كَثْرَةِ القَتْلَى.
وَفِي الحَدِيثِ: أَنَّهُ أَقْطَعَ الزُّبَيْرَ حُضْرَ فَرَسَهِ، فَأَجْرَى الفَرَسَ حَتَّى {فاظ، ثُمَّ رَمَى بِسَوْطِهِ، فقالَ: أَعْطُوهُ حَيْثُ بَلَغَ السَّوْطُ. وفِي حَدِيثِ قَتْلِ ابنِ أَبِي الحُقَيْقِ: فاظَ وإِلهِ بَنِي إسْرائِيلَ.
} وأَفَاظَهُ اللهُ تَعَالَى: أَمَاتَهُ، ويُقَالُ: ضَرَبْتُهُ حَتَّى {أَفَظْتُ نَفْسَهُ،} وأفاظ الله تَعَالَى نَفسه قَالَ:
(فهَتَكْتُ مُهْجَةَ نَفْسِه {فَأَفْظْتُهَا ... وثَأَرْتُه بمُعَمِّمِ الحِلْمِ)
قَالَ الجَوْهَرِيّ: وكَذلِكَ} فاظَتْ نَفْسُه، أَي خَرَجَت رُوحُه، عَن أَبِي عُبَيْدَةَ والكِسائيّ، وَعَن أَبِي زَيْدٍ مِثْلُهُ. وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: سَمِعْتُ أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ يَقُولُ: لَا يُقَالُ: فَاظَتْ نَفْسُه، ولكْنْ يُقَالُ: فَاظَ، إِذا ماتَ. قالَ: وَلَا يُقَالُ: فاضَ بَتَّةً. وحَكَى الكِسَائِيّ: فَاظَتْ نَفْسُه، وفَاظَ هُوَ نَفْسَهُ، أَيْ قاءَهَا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، هكَذَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَنهُ: فعَلَى هَذَا قَوْلُ شَيْخِنَا. قُلْتُ: الصَّوابُ فَاظَتْ نَفْسُ. وقولُه: قَاءَهَا من قَبِيحِ التَّعْبِيرِ لَا يُلْتَفَتُ إِلَيْهِ، فإِنّ الَّذِي ذَكَرَهُ المُصَنِّف هُوَ نَصُّ الكِسَائيّ، وكَأَنَّ شَيْخَنا اشْتَبَه عَلَيْهِ الحالُ وغَفَلَ عَن النُّصُوص، أَوْ إِذا ذَكَرُوا نَفْسَه ففاضَتْ بالضَّادِ، وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ. وأَنْشَدَ لِدُكَيْنِ بنِ رَجاءٍ الفُقَيْمِيّ بالضّادِ وذلِكَ أَنَّهُ أَتَى عُرْساً فحُجِبَ فَرَجَزَ بِهِمْ: اجْتَمَعَ النّاسُ وقَالُوا عُرْسُ إِذا قِصاعٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ زَلَحْلَحَانق مُصْغَرَانٌ مُلْسُ ودُعِيَتْ قِيْسٌ وجَاءَتْ عَبْسُ ففُقِئَتْ عَيْنٌ، وفَاضَتْ نَفْسُ هَكَذا هُوَ بالضّادِ. ورَوَاهُ الجَوْهَرِيُّ: {وفاظَت، بالظَّاءِ، وقِيلَ: فَاضَتْ بالضّادِ لُغَةُ دُكَيْنٍ وَحْدَهُ.
ولُغَةُ سَائِر العَرَبِ: فاظَتْ نَفْسُه.
وقالَ أَبُو حاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبا زَيْدٍ يَقُول: بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُمْ يَقُولُون: فَاظَتْ نَفْسُهُ. قُلْتُ ورَوَاهُ مِثْلَهُ المازِنيُّ عَن أَبي زَيْدٍ. وقَالَ اللَّيْثُ: فَاظَتْ نَفْسُهُ، إِذا خَرَجَتْ، والفاعِلُ} فائظٌ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: أَهْلُ الحَجاَزِ وطَيِّئ يَقُولُونَ: {فَاظَتْ نَفْسُهُ. وقُضَاعَةُ وتَمِيمٌ وقَيْسٌ يَقُولُون: فاضَتْ نَفْسُهُ مِثْلُ فَاضَتْ دَمْعَتُه. وقالَ أَبو زَيْدٍ، وأَبُو عُبَيْد: فَاظَتْ نَفْسُه بالظاءِ لُغَةُ قَيْس وبالضاد لُغَةُ تَمِيمٍ. ومِمّا يُقَوِّي فاظَتْ بالظّاءِ قَوْلُ الشّاعِر:
(يَدَاكَ يَدٌ جُودُهَا يُرْتَجَي ... وأُخْرَى لأعدائها غائظه)

(فأَمَّا الَّتِي خَيْرُهَا يُرْتَجَي ... فَأَجْوَدُ جُوداً مِنَ اللافِظَهْ)

(وأَمَّا الَّتِي شَرُّها يُتَّقَى ... فَنَفْسُ العَدُوَّ لَها} فائظَةْ) ومِثْلُهُ قَوْلُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِرِ.
ولاَ هِيَ فِي الأَرْوَاحِ حِينَ تَفِيظُ وَقد مَرَّتِ الأَبْيَاتُ فِي غيظ. وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ الزَّجّاجِيّ: يُقالُ فَاظَ المَيِّت، بالظّاءِ، وفَاضَتْ نَفْسُه، بالضاد، وفاظتْ نفسُه، بالظاءِ جائِزٌ عِنْدَ الجَمِيعِ إِلاّ الأَصْمَعِيّ، فإِنّهُ لَا يَجْمَعُ بَيْنَ الظَّاءِ والنَّفْسِ. والَّذِي أَجازَ فاظَتْ نَفْسُهُ يَحْتَجُّ بِقَوْلِ الشاعِرِ:
(كادَتِ النَّفْسُ أَنْ {تَفِيظَ عَلَيْهِ ... إِذْ ثَوَى حَشْوَرَيْطَةٍ وبُرُودِ)
وقَوْلِ الآخَرِ:
(هَجَرْتُكَ لَا قِلىً مِنِّي ولكِنْ ... رَأَيْتُ بَقَاءَ وُدِّكِ فِي الصُّدُودِ)

(كهَجْرِ الحَائماتِ الوِردَ لَمَّا ... رَأَتْ أَنَّ المَنِيَّةَ فِي الوُرُودِ)

(تــغيظ نفوسها ظمأ وتخشى ... حمامأ فَهِيَ تنظر من بعيد)
وحَانَ} فَيْظُه، وفَوْظُه، أَي مَوْتُه. على المُعَاقَبَةِ، حَكَاهُ اللِّحْيَانِيّ. وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {تَفَيَّظُوا أَنْفُسَهُمْ: تَقَيَّئُوها، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ.} والفَيْظَانُ، بالفَتْحِ: لُغَةٌ فِي! الفَيَظَانِ، بالتَّحْرِيكِ، عَن اللِّحْيَانِيّ. 

حرر

حرر: {الحرور}: ريح حارة تهب بالليل وقد تكون بالنهار. {فتحرير}: إعتاق. {محررا}: عتيقا.

حرر


حَرَّ(n. ac. حَرَاْر)
a. Was, became free; was free-born; was of noble
birth.
b.(n. ac. حَرَّة), Was thirsty.
c.
(n. ac.
حَرّ
حَرَاْرَة
حُرُوْر), Was hot, burning.
حَرَّرَa. Set free, freed, liberated; emancipated.
b. Dedicated to God.
c. Composed, drew up accurately ( writing & c. ).
d. Wrote a letter.
e. Smoothed.

أَحْرَرَa. Made thirsty, dry.

تَحَرَّرَa. Was set free, emancipated.

إِسْتَحْرَرَa. Was, waxed, hot, furious (fight).

حَرّ
(pl.
حُرُوْر)
a. Heat.

حِرَّةa. Violent thirst.

حُرّ
(pl.
حِرَاْر
أَحْرَاْر حَرَاْئِرُ)
a. Free, free-born; freeman.
b. Ingenuous.
c. Generous, frank, good.

حُرَّة
(pl.
حَرَاْئِرُ)
a. Free woman.
b. Modest, refined, retiring, high-minded, virtuous
noble (woman).
حُرِّيَّةa. Freedom, liberty.

حَاْرِرa. Hot, burning; ardent, fervent.

حَرَاْرَةa. Heat, caloric; ardour, fervour.
b. Inflammation, burning.
c. [ coll. ], Thrush (
disease ).
حَرِيْرa. Heated, burning.
b. Silk, silk stuff.

حَرِيْرِيّa. Silk-mercer.
b. Harirī ( celebrated Arabic
Author ).
حَرُوْرa. Heat of the sun.

حَرُوْرَة
حَرُوْرِيَّةa. see 3yit
حَرَّاْنُ
(pl.
حَرَاْرَى
حِرَاْر
حُرَاْرَى)
a. Thirsty, parched.

تَحْرِيْر (pl.
تَحَاْرِيْر)
a. Composition; letter.
b. Enfranchisement.
حرر بيى بَلل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الشبرم وَرَآهُ عِنْد أَسمَاء ابْنة عُمَيْس وَهِي تُرِيدُ أَن تشربه فَقَالَ: إِنَّه حَار جَار وأمرها بالسنا وبعض النَّاس يرويهِ: حارّ يارّ وَأكْثر كَلَامهم بِالْيَاءِ. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: حَار من الْحَرَارَة ويارّ إتباع كَقَوْلِهِم: عطشان نطشان وجائع نائع وَحسن بسن وَمثله كثير فِي الْكَلَام وَإِنَّمَا سمي إتباعا لِأَن الْكَلِمَة الثَّانِيَة إِنَّمَا هِيَ تَابِعَة للأولى على وَجه التوكيد لَهَا وَلَيْسَ يتَكَلَّم بهَا مُنْفَرِدَة فَلهَذَا قيل: إتباع. وَأما حَدِيث آدم عَلَيْهِ السَّلَام حِين قتل ابْنه فَمَكثَ مائَة سنة لَا يضْحك ثمَّ قيل لَهُ: حياك اللَّه وبياك فَقَالَ: وَمَا بياك قيل: أضْحكك. وَقَالَ بعض النَّاس فِي بَيّاك: إِنَّمَا هُوَ إتباع وَهُوَ عِنْدِي [على -] مَا جَاءَ تَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه لَيْسَ بِاتِّبَاع وَذَلِكَ أَن الإتباع لَا [يكَاد -] يكون بِالْوَاو وَهَذَا بِالْوَاو. وَمن ذَلِك قَول الْعَبَّاس [بْن عبد الْمطلب -] فِي زَمْزَم: [إِنِّي -] لَا أحلهَا لمغتسل وَهِي لشارب حِلّ وبِلّ. وَيُقَال أَيْضا: إِنَّه إتباع وَلَيْسَ هُوَ عِنْدِي كَذَلِك لمَكَان الْوَاو قَالَ: وَأَخْبرنِي الْأَصْمَعِي عَن الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان أَنه قَالَ: بِلّ هُوَ مُبَاح بلغَة حمير قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَال: بلّ شِفَاء من قَوْلهم: قد بَلَ الرجل من مَرضه إِذا برأَ وأبل.
ح ر ر: (الْحَرُّ) ضِدُّ الْبَرْدِ وَ (الْحَرَارَةُ) ضِدُّ الْبُرُودَةِ. وَ (الْحَرَّةُ) أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ نَخِرَةٍ كَأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بِالنَّارِ وَالْجَمْعُ (الْحِرَارُ) بِالْكَسْرِ وَ (الْحَرَّاتُ)
وَ (حَرُّونَ) أَيْضًا جَمَعُوهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَمَا قَالُوا: أَرَضُونَ وَ (إِحَرُّونَ) كَأَنَّهُ جَمْعُ إِحَرَّةٍ. وَ (الْحَرَّانُ) الْعَطْشَانُ وَالْأُنْثَى (حَرَّى) كَعَطْشَى. وَ (الْحُرُّ) ضِدُّ الْعَبْدِ، وَ (حُرُّ) الْوَجْهِ مَا بَدَا مِنَ الْوَجْنَةِ. وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ. وَ (أَحْرَارُ) الْبُقُولِ بِالْفَتْحِ مَا يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوخٍ. وَ (الْحُرَّةُ) الْكَرِيمَةُ يُقَالُ: نَاقَةٌ (حُرَّةٌ) وَ (الْحُرَّةُ) ضِدُّ الْأَمَةِ. وَطِينٌ (حُرٌّ) لَا رَمْلَ فِيهِ وَرَمَلَةٌ (حُرَّةٌ) لَا طِينَ فِيهَا وَالْجَمْعُ (حَرَائِرُ) . وَ (الْحَرِيرَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَرِيرِ) مِنَ الثِّيَابِ، وَهِيَ أَيْضًا دَقِيقٌ يُطْبَخُ بِلَبَنٍ. وَ (الْحَرُورُ) بِالْفَتْحِ الرِّيحُ الْحَارَّةُ وَهِيَ بِاللَّيْلِ كَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: (الْحَرُورُ) بِاللَّيْلِ وَقَدْ يَكُونُ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومِ بِالنَّهَارِ وَقَدْ يَكُونُ بِاللَّيْلِ. وَ (حَرَّ) الْعَبْدُ يَحَرُّ (حَرَارًا) بِالْفَتْحِ أَيْ عَتَقَ وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حُرِّيَّةً) بِالضَّمِّ مِنْ حُرِّيَّةِ الْأَصْلِ. وَ (حَرَّ) الرَّجُلُ يَحَرُّ (حَرَّةً) بِالْفَتْحِ عَطِشَ. هَذِهِ الثَّلَاثَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ فِي الْمَاضِي وَفَتْحِهَا فِي الْمُضَارِعِ. وَأَمَّا (حَرُّ) النَّهَارِ فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: تَقُولُ: حَرَرْتَ يَا يَوْمُ بِالْفَتْحِ تَحُرُّ بِالضَّمِّ حَرًّا وَحَرَرْتَ بِالْفَتْحِ تَحِرُّ بِالْكَسْرِ حَرًّا وَحَرِرْتَ بِالْكَسْرِ تَحَرُّ بِالْفَتْحِ حَرًّا. وَ (الْحَرَارَةُ) وَ (الْحُرُورُ) مَصْدَرَانِ كَالْحَرِّ وَ (أَحَرَّ) النَّهَارُ لُغَةٌ فِيهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: رَجُلٌ (حُرٌّ) بَيِّنُ (الْحَرُورَةِ) بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا. وَ (تَحْرِيرُ) الْكِتَابِ وَغَيْرِهِ تَقْوِيمُهُ. وَتَحْرِيرُ الرَّقَبَةِ عِتْقُهَا. وَتَحْرِيرُ الْوَلَدِ أَنْ تُفْرِدَهُ لِطَاعَةِ اللَّهِ وَخِدْمَةِ الْمَسْجِدِ. 
ح ر ر

حر يومنا يحر، وحررت يا يوم، ويوم حار: شديد الحر، وطعام حار: شديد الحرارة. وزجل حران: شديد العطش، وبه حرة. ورماه الله بالحرة تحت القرة. وكبد حرى. وهبت الحرور، وهبت السمائم والحرائر. وحر المملوك يحر بالفتح، وحرره مولاه، وعليه تحرير رقبة، وهو حر بين الحرار والحرية. قال:

فما رد تزويج عليه شهادة ... وما رد من بعد الحرار عتيق

واستحررت فلانة فحررت لي وحرت: طلبت منها حريرة فعملتها لي. وفي الحديث " ذري وأنا أحر لك " بالضم. ومررت بحرة بني فلان، وبحرارهم.

ومن المجاز: في فلان كرم وحرية، وحرورية. وتقول: ليس من الحرورية، أن تكون من الحرورية؛ وهم قوم من الخوارج نسبوا إلى حرورا بالقصر والمد. وأرض حرة: لا سبخة فيها، وطين حر: لا رم فيه، ورملة حرة: طيبة النبات. ونزل في حر الدار، أي في وسطها. قال بشر:

وتسعة آلاف بحر بلاده ... نسف الندى مليونة وتضمر

وليس هذا منك بحر أي بحسن. قال طرفة:

لا يكن حبك داء قاتلاً ... ليس هذا منك ماويّ بحر

ووجه حر، وكلام حر، وضرب حر وجهه. وقال ذو الرمة:

والقرط في حرة الذفري معلقة

أي في أذن حرة ذفراها. وقال كعب بن زهير:

تمارى بها رأد الضحى ثم ردّها ... إلى حرتيه حافظ السمع مقفر

أي حافظ، سمعه يعي كل مسموع، وحرّتاه أذناه. وتقول: حفظ الله كريمتيك وحرّتيك. وحرر الكتاب: حسنه وخلصه بإقامة حروفه وإصلاح سقطه. وهو من أحرار البقول، وحرية البقول وهي ما يؤكل غير مطبوخ. قال الأخطل: يصف ثوراً:

حتى شتا وهو مغبوط بغائطه ... يرعى ذكوراً أطاعت بعد أحرار

وهو من حرية قومه أي من أشرافهم، وما في حرية العرب والعجم مثله. قال ذو الرمة:

فصار حياً وطبق بعد خوف ... على حرية العرب الهزالا وسحابة حرة: كريمة المطر. وباتت فلانة بليلة حرة: لم تمكن زوجها من قضتها، وباتت بليلة شيباء إذا اقتضت. قال النابغة:

شمس موانع كل ليلة حرة ... يخلفن ظن الفاحش المغيار

واستحر القتل في بني فلان. قال:

واستحر القتل في عبد الأشل
(ح ر ر) : (الْحَرُّ) خِلَافُ الْبَرْدِ (وَقَوْلُهُمْ) وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ شَرَّهَا مَنْ تَوَلَّى خَيْرَهَا تَمَثَّلَ بِهِ الْحَسَنُ حِينَ أَمَرَهُ عَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - أَنْ يَحُدَّ الْوَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ لِشُرْبِ الْخَمْرِ أَيَّامَ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يَتَوَلَّى إقَامَةَ الْحَدِّ مَنْ يَتَوَلَّى مَنَافِعَ الْإِمَارَةِ (وَالْحَرَّةُ) الْأَرْضُ ذَاتُ الْحِجَارَةِ السُّودِ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ (وَيَوْمُ الْحَرَّةِ) يَوْمٌ كَانَ لِيَزِيدَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ قُتِلَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ (وَقَوْلُهُ) وَبِهِ قَضَى زَيْدٌ فِي قَتْلَى الْحَرَّةِ فَالصَّوَابُ ابْنُهُ خَارِجَةُ لِأَنَّهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ أَوْ خَمْسِينَ وَيَوْمُ الْحَرَّةِ كَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَهِيَ تُعْرَفُ بِحَرَّةِ وَاقِمٍ بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ.

(وَالْحُرُّ) خِلَافُ الْعَبْدِ وَيُسْتَعَارُ لِلْكَرِيمِ كَالْعَبْدِ لِلَّئِيمِ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ فَعَّالٌ مِنْ الصَّيْحَةِ (وَالْحُرَّةُ) خِلَافُ الْأَمَةِ وَبِهَا كُنِّيَ أَبُو حُرَّةَ وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِي السِّيَرِ وَفَتْحُ الْحَاءِ خَطَأٌ وَقَوْلُهُمْ أَرْضٌ حُرَّةٌ لَا رَمْلَ فِيهَا مَجَازٌ (وَأَمَّا قَوْلُهُمْ) لِلَّتِي لَا عُشْرَ عَلَيْهَا حُرَّةٌ فَمُوَلَّدٌ (وَالْحُرِّيَّةُ) مَصْدَرُ الْحُرِّ وَحَقِيقَتُهَا الْخَصْلَةُ الْمَنْسُوبَةُ إلَى الْحُرِّ وَيُقَالُ لِجَمَاعَةِ الْأَحْرَارِ حُرِّيَّةٌ نِسْبَةً (وَمِنْهَا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَصَالَحُوهُمْ عَلَى أَنْ يُؤْمِنُوا حُرِّيَّتَهُمْ مِنْ رِجَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ (وَحَرَّ الْمَمْلُوكُ) عَتَقَ حَرَارًا مِنْ بَابِ لَبِسَ وَحَرَّرَهُ صَاحِبُهُ (وَمِنْهُ) فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ (تَحَرَّرَ) بِمَعْنَى حَرَّ قِيَاسًا (وقَوْله تَعَالَى) {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} [آل عمران: 35] أَيْ مُعْتَقًا لِخِدْمَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (وَالْحَرُورِيَّةُ) اسْمٌ بِمَعْنَى الْحُرِّيَّةِ وَفَتْحُ الْحَاءِ هُوَ الْفَصِيحُ (وَأَمَّا) الْحَرُورِيَّةُ الْفِرْقَةُ مِنْ الْخَوَارِجِ فَمَنْسُوبَةٌ إلَى حَرُورَاءَ قَرْيَةٍ بِالْكُوفَةِ وَكَانَ بِهَا أَوَّلُ تَحْكِيمِهِمْ وَاجْتِمَاعِهِمْ عَنْ الْأَزْهَرِيِّ (وَقَوْلُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - لِامْرَأَةٍ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ الْمُرَادُ أَنَّهَا فِي التَّعَمُّقِ فِي سُؤَالِهَا كَأَنَّهَا خَارِجِيَّةٌ لِأَنَّهُمْ تَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى خَرَجُوا مِنْهُ (وَالْحَرِيرُ) الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ وَسُمِّيَ الثَّوْبُ الْمُتَّخَذُ مِنْهُ حَرِيرًا وَفِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ الْحَرِيرُ مَا كَانَ مُصْمَتًا أَوْ لُحْمَتُهُ حَرِيرٌ وَفِي كَرَاهِيَةِ شَرْحِ الْجَامِعِ الصَّغِيرِ كَرَاهِيَةُ الْحَرِيرِ وَتَعْلِيقُهُ عَلَى الْأَبْوَابِ وَسَتْرُ الْخِدْرِ تَصْحِيفٌ (وَحَرَّانُ) مِنْ بِلَادِ الْجَزِيرَةِ إلَيْهِ تُنْسَبُ الثِّيَابُ الْحَرَّانِيَّةُ.
ح ر ر : الْحِرُّ بِالْكَسْرِ فَرْجُ الْمَرْأَةِ وَالْأَصْلُ حِرْحٌ فَحُذِفَتْ الْحَاءُ الَّتِي هِيَ لَامُ الْكَلِمَةِ ثُمَّ عُوِّضَ عَنْهَا رَاءٌ وَأُدْغِمَتْ فِي عَيْنِ الْكَلِمَةِ وَإِنَّمَا قِيلَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يُصَغَّرُ عَلَى حُرَيْحٍ وَيُجْمَعُ عَلَى أَحْرَاحٍ وَالتَّصْغِيرُ وَجَمْعُ التَّكْسِيرِ يَرُدَّانِ الْكَلِمَةَ إلَى أُصُولِهَا وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ اسْتِعْمَالَ يَدٍ وَدَمٍ مِنْ غَيْرِ تَعْوِيضٍ قَالَ الشَّاعِرُ
كُلُّ امْرِئٍ يَحآمِي حِرَه ... أَسْوَدَهُ وَأَحْمَرَهُ.

وَالْحُرُّ بِالضَّمِّ مِنْ الرَّمْلِ مَا خَلَصَ مِنْ الِاخْتِلَاطِ بِغَيْرِهِ وَالْحُرُّ مِنْ الرِّجَالِ خِلَافُ الْعَبْدِ مَأْخُوذٌ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ خَلَصَ مِنْ الرِّقِّ وَجَمْعُهُ أَحْرَارٌ وَرَجُلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الْحُرِّيَّةِ.

وَالْحَرُورِيَّةُ بِفَتْحِ الْحَاءِ وَضَمِّهَا وَحَرَّ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبْ حَرَارًا بِالْفَتْحِ صَارَ حُرًّا قَالَ ابْنُ فَارِسٍ وَلَا يَجُوزُ فِيهِ إلَّا هَذَا الْبِنَاءُ وَيَتَعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ حَرَّرْتُهُ تَحْرِيرًا إذَا أَعْتَقْتَهُ وَالْأُنْثَى حُرَّةٌ وَجَمْعُهَا حَرَائِرُ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ
وَمِثْلُهُ شَجَرَةٌ مُرَّةٌ وَشَجَرٌ مَرَائِرُ قَالَ السُّهَيْلِيُّ وَلَا نَظِيرَ لَهُمَا لِأَنَّ بَابَ فَعْلَةٍ أَنْ يُجْمَعَ عَلَى فُعَلٍ مِثْلُ: غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَإِنَّمَا جُمِعَتْ حُرَّةٌ عَلَى حَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهِمَا وَجُمِعَتْ مُرَّةٌ عَلَى مَرَائِرَ لِأَنَّهَا بِمَعْنَى خَبِيثَةُ الطَّعْمِ فَجُمِعَتْ كَجَمْعِهَا.

وَالْحَرِيرَةُ وَاحِدَةُ الْحَرِيرِ وَهُوَ الْإِبْرَيْسَمُ وَسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ الْقَمَارِيِّ.

وَالْحَرُّ بِالْفَتْحِ خِلَافُ الْبَرْدِ يُقَالُ حَرَّ الْيَوْمُ وَالطَّعَامُ يَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَرَّ حَرًّا وَحُرُورًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَعَدَ لُغَةٌ وَالِاسْمُ الْحَرَارَةُ فَهُوَ حَارٌّ وَحَرَّتْ النَّارُ تَحَرُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ تَوَقَّدَتْ وَاسْتَعَرَتْ.

وَالْحَرَّةُ بِالْفَتْحِ أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سُودٍ وَالْجَمْعُ حِرَارٌ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ.

وَالْحَرُورُ وِزَانُ رَسُولٍ الرِّيحُ الْحَارَّةُ قَالَ الْفَرَّاءُ تَكُونُ لَيْلًا وَنَهَارًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَخْبَرَنَا رُؤْبَةُ أَنَّ الْحَرُورَ بِالنَّهَارِ وَالسَّمُومَ بِاللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ الْحَرُورُ وَالسَّمُومُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْحَرُورُ مُؤَنَّثَةٌ وَقَوْلُهُمْ وَلِّ حَارَّهَا مَنْ تَوَلَّى قَارَّهَا أَيْ وَلِّ صِعَابَ الْإِمَارَةِ مِنْ تَوَلَّى مَنَافِعَهَا وَالْحَرِيرُ الْإِبْرَيْسَمُ الْمَطْبُوخُ.

وَحَرُورَاءُ بِالْمَدِّ قَرْيَةٌ بِقُرْبِ الْكُوفَةِ يُنْسَبُ إلَيْهَا فِرْقَةٌ مِنْ الْخَوَارِجِ كَانَ أَوَّلُ اجْتِمَاعِهِمْ بِهَا وَتَعَمَّقُوا فِي أَمْرِ الدِّينِ حَتَّى مَرَقُوا مِنْهُ وَمِنْهُ قَوْلُ عَائِشَةَ أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ مَعْنَاهُ أَخَارِجَةٌ عَنْ الدِّينِ بِسَبَبِ التَّعَمُّقِ فِي السُّؤَالِ. 
[حرر] الحَرُّ: ضد البرد. والحَرارةُ: ضد البُرودة. والحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارة سودٍ نخرةٍ كأنَّها أحرِقَتْ بالنار. والجمع الحِرارُ والحَرَّاتُ، وربَّما جمع بالواو والنون فقيل حَرُّونَ، كما قالوا أَرَضون، وإحَرُّونَ أيضاً، كأنه جمع إحرة. قال الراجز : لا خمس إلا جندل الاحرين * والخمس قد جشمنك الامرين - ونهشل بن حرى . وبعير حرى: يرعى في الحَرَّةِ. والحِرَّةُ بالكسر: العطَش. ومنه قولهم: " أشدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ "، إذا عطِش في يوم بارد. ويقال: إنما كسرو الحرة لمكان القرة. والحران: العطشانُ، والأنثى حَرَّى، مثل عطشى. والحرار: العطاش. وحران: بلد بالجزيرة، يقال: إن حران بناها هاران بن لوط، وبها سميت. فعلى هذا الاسم معرب وليس بعربي محض. هذا إن كان فعلان فهو من هذا الباب، وإن كان فعالا فهو من باب النون. والحر بالضم: خلاف العبد. وحُرُّ الرمل وحَرُّ الدار: وسطها. وحر الوجه: مابدا من الوَجْنَةِ. يقال: لطمه على حر وجهه. والحران: الحر وأبى، وهما أخوان. وأنشد الاصمعي للمنخل : ألا من مبلغ الحرين عنى * مغلغلة وخص بها أبيا - والحر: فرخ الحمامة، وولد الظَبْية، وولد الحيّة أيضاً. قال الطرماح : منطو في جوف ناموسه * كانطواء الحر بين السلام - وساق حُرٍّ: ذكر القَمارِيّ. وأَحْرارُ البقول: ما يؤكل غيرَ مطبوخ. ويقال أيضاً: ما هذا منك بِحُرٍّ، أي بحسنٍ ولا جميل. قال طرفة: لا يكن حبك داءً قاتلاً * ليسَ هذا منك ماوِيَّ بِحُرّْ - والحُرَّةُ: الكريمة. يقال: ناقة حُرَّةٌ. وسَحابة حرّة: أي كثيرة المطر. قال عَنترة. جادتْ عليها كل بِكرٍ حُرَّة * فتركنَ كلَّ قرارة كالدِرهم - والحُرَّةُ: خلاف الأَمَة. وحُرَّةُ الذِفْرى: موضِع مَجال القُرط منها. وطينٌ حُرٌّ: لا رمْلَ فيه ورملة حُرَّةٌ، أي لا طينَ فيها، والجمع حَرائِرُ. وقولهم: باتت فلانةُ بليلةِ حُرَّةٍ، إذا لم يَقدِر بعلُها على افتضاضها. قال النابغة: شُمُس مَوانعُ كلِّ ليلةِ حُرَّةٍ * يُخْلِفْنَ ظنَّ الفاحش المغيار - فإن افتضها فهى بليلة شيباء. والحريرة: واحدة الحرير من الثياب. والحَريرةُ: دقيقٌ يُطْبَخ بلبن. والحَريرُ: المَحرورُ الذي تداخلَتْه حرارة الــغيظ وغيره. قال الشاعر : خرجن حريرات وأبدين مجلدا * وجالت عليهن المكتبة الصفر - ويقال: إنى لأجد لهذا الطعام حَرورَةً في فمى، أي حرارة ولذعا. وحروراء: اسم قرية، يمد ويقصر، نسبت إليها الحرورية من الخوارج، لانه كان أول مجتمعهم بها وتحكيمهم منها. يقال: حرورى بين الحرورية. والحرور: الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَموم بالنهار. وقال أبو عبيدة: الحَرورُ بالليل وقد تكون بالنَهار، والسَمومُ بالنهار وقد تكون بالليل. قال العجاج: ونسجت لوامع الحرور * سبائبا كسرق الحرير - وحر العبد يَحَرُّ حَراراً . قال الشاعر:

وما رُدَّ من بعد الحَرارِ عتيق * وحَرَّ الرجل يَحَرُّ حُرِّيَةً، من حُرِّيَةِ الأصل. وحَرَّ الرجل يحر حرة: عطش، فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل. وأما حر النهار ففيه لغتان، تقول، حَرَرْتَ يا يوم بالفتح، وحَرِرْتَ بالكسر، فأنت تَحَرُّ وتَحُرُّ وتَحِرُّ، حَرّاً وحَرارَةً وحُروراً. وأَحَرَّ النهارُ: لغةٌ فيه سمعها السكائى. وأحر الرجل فهو محر، أي صارت إبله حرارا أي عطاشاً. وحكى الفرّاء: رجلٌ حُرٌّ بيّن الحَرُورِيَةِ. وتَحْريرُ الكتابِ وغيرِه: تقويمه. وتَحْريرُ الرقَبة: عِتْقُها. وتَحريرُ الولد: أن تُفْرِده لطاعة الله وخدمةِ المسجد. واسْتَحَرَّ القتل وحر، بمعنى، أي اشتد.
[حرر] نه: من فعل كذا فله عدل "محرر" أي أجر معتق، المحرر الذي جعل من العبيد حرا. ومنه: فأنا أبو هريرة "المحرر" أي المعتق. وح: شراركم الذين لا يعتق "محررهم" أي أنهم إذا أعتقوه استخدموا فإذا أراد فراقهم ادعوا رقه. وح ابن عمر: إنه قال لمعاوية: حاجتي عطاء "المحررين" أي الموالي، وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان في بني هاشم، ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم أعطياتهم لما علم من ضعفهم وتألفاً لهم على الإسلام. ط: أول ما جاء بدأ "بالمحررين" أول ظرف بدأ، وهو مفعول ثان لرأيت. ج: كان على عائشة "محرر" أي عتق رقبة. ومنه: من اعتبد "المحرر" أي استرق المعتق. غ "محرراً" أي معتقاً من عمل الدنيا. نه ومنه ح أبي بكر: أفمنكمالميت يابس الكبد، وقيل وصفها بما يؤول أمرها إليه. وفيه: إن القتل قد "استحر" يوم اليمامة بقرائها، أي اشتد وكثر، استفعل من الحر الشدة. ط: وهذا حين بعث أبو بكر خالد بن الوليد مع جيش إلى اليمامة فقاتلهم بنو حنيفة قتالاً شديداً وقتل من القراء سبعمائة ومن غيرهم خمسمائة، ثم فتح وقتل مسيلمة، وأخشى إن استحر القتل، إن شرطية مفعول أخشى محذوف، أو مصدرية مفعوله. غ: زاد معاوية أصحابه يوم صفين خمسمائة فقال أصحاب على (ع):
لا خمس إلا جندل "الأحرين"
الحرة حجارة سود بين جبلين، وجمعها أحرون رفعاً، وأحرين نصباً وجراً. نه: وزيادة الألف من الندور، وقيل قسم على يوم الجمل ما في العسكر فأصاب كل رجل خمسمائة، فقال بعضهم في الصفين لنفسه: لا خمس إلا جندل الأحرين، يعني ليس لك إلا الحجارة ولاخيبة. والحرة أرض ذات حجارة سود، وتجمع على حر وحرار وحرات وحرين وأحرين، وقيل إن واحدة أحرة. وفيه: حتى ذهبت مني يوم "الحرة" وهي أيام يزيد بن معاوية لما نهب المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمر عليهم مسلم بن عقبة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد، وحرة هذه أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة. ج: وقع فيه سبي النساء والولدان. وفيه: فليضرب بحده على "حرة" أراد بها نفس الحجر، أي اضرب حد سيفه بحجر لئلا يمكنه القتال به. نه وفيه: لطم وجه جارية فقال: أعجز عليك إلا "حر" وجهها، حر الوجه: ما أقبل عليك، وحر كل أرض ودار وسطها وأطيبها، وحر البقل والفاكهة والطين جيدها. ن: أي امتنع عليك إلا حر الوجه، أي صفحته وما رق من بشرته، أو عجزت ولم تجد أن تضرب إلا حر وجهها. ط ومنه: ثم يصيب شيئاً من "حر" وجهه. نه ومنه: ما رأيت أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان "أحر" حسناً منه، يعني أرق منه رقة حسن. وفيه: ذرى وأنا "أحر" لك، يقول ذرى الدقيق لأتخذ لك منه حريرة، وهي حساء مطبوخ من الدقيق والدسم والماء. ك: هي بمهملات دقيق يطبخ بلبن. نه: وسئلت عائشة عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أ"حرورية" أنت؟ وهم طائفة من الخوارج نسبوا إلى "حرورا" بالمد والقصر، وهو موضع قريب من الكوفة كان أول مجمعهم وتحكيمهم فيه، وهم أحد الخوارج الذين قاتلهم علي وكان عندهم تشدد في أمر الحيض، شبهتها بهم في تشددهم في أمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها، وقيل: أرادت أنها خرجت عن السنة والجماعة كما خرجوا عنهم. ك: أحرورية أنت، بفتح حاء وضم راء أولى أي خارجية يوجبون قضاء صلاة الحيض؟ فقلت: لا ولكني أسأل لمجرد العلم لا للتعنت. ن: "الحرور" شدة الحر، والخزيرة يجيء في خ معجمة. ط: فليتزوج "الحرائر" لأن الإماء مبتذلة غير مؤدبة فلم تحسن تأديب أولادها وقد قيل: الرق رقان: رق سبي ورق هوى، وعبد الشهوة أذل من عبد الرق.
حرر
حَرَّ1 حَرَرْتُ، يَحُرّ، احْرُر/ حُرّ، حَرًّا، فهو حارّ، والمفعول مَحْرور
• حرَّ الشَّيءَ: سخَّنه، رفع درجةَ حرارته "حَرَرْتُ الماءَ/ الطّعام". 

حرَّ2 حَرَرْتُ، يَحِرّ، احْرِر/ حِرّ، حَرًّا وحَرَارةً، فهو حارّ
• حرَّ القتالُ: اشتدَّ.
• حرَّ النَّهارُ: سخُن، ارتفعت درجةُ حرارته "حرَّ الهواءُ/ الماءُ". 

حرَّ3 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/ حَرّ، حَرًّا وحُرورًا، فهو حارّ، والمفعول محرور (للمتعدِّي)
• حرَّ النَّهارُ: اشتدّ حرُّه، سَخُن، ارتفعت درجةُ حرارته.
• حرَّ الماءَ: سخَّنه. 

حرَّ4 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَر/ حَرّ، حِرَّةً وحَرَارةً، فهو حرَّانُ/ حرَّانٌ
• حرَّ الرَّجلُ:
1 - عطش.
2 - شعر بالحرارة "وجَده حرّانَ/ حرّانًا".
• حرَّتْ كبدُه: يبست من عطَش أو حُزْن "فِي كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ [حديث]: في سقي كلِّ كبد [كلِّ ذي كبد] حَرَّى، أجر". 

حرَّ5 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَر/ حَرّ، حُرِّيَّةً، فهو حُرّ
• حرَّ الرَّجُلُ: كان حُرَّ الأصْلِ غير مُقيَّد، لا يُباع ولا يُشْتَرى " {الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ} " ° أنت حرّ ما لم تضُرّ: اصنع ما شئت ما دمت لا تتجاوز حدود اللِّياقة. 

حَرَّ6 حَرِرْتُ، يَحَرّ، احْرَرْ/ حَرّ، حَرارًا، فهو حُرّ
• حرَّ العبدُ: صار حُرًّا طليقًا غيرَ مُقَيَّد، خلص من الرّقّ "حَرِرْت من إدمان التَّدخين" ° حُرّ التَّصرف: يفعل ما يشاء- حُرٌّ طليق. 

أحرَّ يُحِرّ، أحْرِرْ/ أحِرَّ، إِحْرَارًا، فهو مُحِرّ، والمفعول مُحَرّ (للمتعدِّي)
• أحرَّ النَّهارُ: صار حارًا "أحرَّ الجوُّ".
• أحرَّ الماءَ: جعله حارًّا (ساخنًا) "أحرّتْهُ شمسُ الصَّيف- أحرّتْهُ أنباءُ الحرب". 

احترَّ يحترّ، احْتَرِرْ/ احْتَرَّ، احترارًا، فهو مُحترّ
 • احترَّ الشَّيءُ: صار حارًّا "احترّ الشَّرابُ". 

استحرَّ يستحرّ، اسْتَحْرِرْ/ اسْتَحِرَّ، استحرارًا، فهو مُسْتحِرّ
• استحرَّ الشَّيءُ: صار حارًّا.
• استحرَّ الأمرُ: اشتدّ واحتدم "استحرَّ القتالُ". 

تحرَّرَ/ تحرَّرَ من يتحرَّر، تحرُّرًا، فهو مُتحرِّر، والمفعول مُتحرَّر منه
• تحرَّرتِ الرِّسالةُ: مُطاوع حرَّرَ: كُتبت "تحرَّرت المقالةُ".
• تحرَّر العبدُ من الرِّقِّ: أُعتِق، صار حُرًّا لا سلطان عليه.
• تحرَّر من الاستعمار ونحوه: حَرَّر نفسَه منه، وتخلَّص من سيطرته عليه "تحرَّرت شعوبُ العالم الثَّالث من الاستعمار ولم تتحرّر من سلطانه- تحرَّر من التَّقاليد: لم يلتزم بها- تحرَّر البلدُ: استعاد سيادتَه واستقلالَه- فتاة متحرِّرة: غير ملتزمة". 

حرَّرَ يُحرِّر، تَحْريرًا، فهو مُحرِّر، والمفعول مُحرَّر
• حرَّر العبدَ: أعتقه "حرَّر رقبتَه- {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} ".
• حرَّر الكتابَ وغيرَه: أصلحه وجوَّد خطَّه.
• حرَّر الصَّحيفةَ أو المجلةَ: أشرف على إعدادها وأسهم في كتابة موادّها "حرَّر مقالاً على عجل".
• حرَّر الولدَ: نذره لطاعة الله وخدمة بيته " {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} ".
• حرَّر الرِّسالةَ ونحوَها: كتبها "حرَّر الشُّرطيُّ مُخالفةً لقائد السَّيّارة/ محضرًا بالحادثة".
• حرَّر النِّظامَ: جعله أكثر حرّيّة وأقلّ التزامًا "حرّر المعاملات الاقتصاديّة". 

أحرُّ [مفرد]: اسم تفضيل من حرَّ3: أكثر سخونة من غيره "الصَّيفُ أحرُّ من الشتاء: الصَّيف في حرِّه أبلغ من الشِّتاء في برودته، وهنا لا يراد التفضيل بخروج الصيغة عن الدّلالة على صفةٍ مشتركة بين الطرفين، وإنمّا الوصف بأصل المعنى، أي أنّ شيئًا زاد في صفة نفسه عن آخر في نفسه كما نقول: العسل أحلى من الخلّ" ° على أحرِّ من الجَمْر: في غاية الشّوق، لا يقوى على الانتظار. 

تَحَرُّريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تحرُّر.
2 - مصدر صناعيّ من تحرُّر: نزعة رامية إلى الانعتاق السِّياسيّ والاقتصاديّ.
3 - (سة) فلسفة سياسيّة تقوم على الإيمان بالتقدّم واستقلال الفرد الذّاتيّ وتنادي بحماية الحريّات السِّياسيّة والمدنيّة، تُعرف كذلك بالليبراليّة. 

تحرير [مفرد]: ج تحاريرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَّرَ ° إدارة التَّحرير: القسم المسئول عن التحرير- تحريرًا في: كُتِب أو صدَر في تاريخ مُعيَّن- رئيس التَّحرير: من يتولّى تنسيق النشاطات التحريريَّة لدار نشر أو إنتاج كما في الجريدة.
2 - خلاص، إزالة الخداع "تحريرٌ من الأوهام".
• تحرير نصّ: مراجعةٌ نقديَّة لنصٍّ بما في ذلك دمج عناصر موثوقيّة من مصادر مختلفة.
• حركة تحرير المرأة: حركة مُوَجَّهة نحو إزالة المواقف والممارسات المبنيّة على اعتبار أن الرِّجال أعلى مرتبةً وأهمَّ من النِّساء. 

تَحْريريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تحرير.
2 - كتابيّ، عكسه شفهيّ "امتحان تحريريّ- إعلان تحريريّ: يُنشر بمثابة مقالة عاديّة في الجريدة أو المجلة". 

حارّ [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حَرَّ1 وحرَّ2 وحرَّ3 ° زَيْت حارّ: يُستخرج من الكتّان.
2 - ساخن، ضدّ بارد "جوٌّ/ ماءٌ حارٌّ" ° مشروب حارّ: ساخن.
3 - لاذع "فلفل حارّ".
4 - بتحمُّس شديد "استقبله استقبالاً حارًّا: استقبالاً متَّسمًا بالبشر والإكرام والتّرحيب- دعاء حارّ: منبعث من أعماق القلب" ° لِقاء حارّ: ودِّيّ.
5 - شديدٌ شاقّ. 

حَرار [مفرد]: مصدر حَرَّ6. 

حَرارة [مفرد]:
1 - مصدر حرَّ2 وحرَّ4 ° بحرارة: بعاطفة ملتهبة وحماسة- حرارة الشَّباب: فورته واندفاعه- حرارة العاطفة: التهابها واشتدادها- عازل الحرارة: مانع لنفوذها.
2 - سخونة، ضدّ برودة "ترتفع درجات الحرارة خلال الصَّيف- شعر بحرارة في رأسه" ° ارتفعت درجةُ حرارة المريض.
3 - (فز) صورة من صور الطاقة تُصهِر المادّة أو تُسخِّنها أو تبخِّرها.

• الحرارة النَّوعيَّة: (فز) كميّة الحرارة المقدَّرة بالسُّعرات التي إذا امتصَّها جرام واحد من مادّة ما رفعت درجة حرارته درجة واحدة مئويّة.
• الحرارة الكامنة: (فز) الحرارة التي تمتصّها المادّة عندما تتغيَّر حالتُها من صورة إلى أخرى.
• درجة الحرارة: شدّة الطاقة الحرارية في جسم ما أو في حيِّز من الفضاء، وتعتمد درجة الحرارة على متوسِّط طاقة حركة الجزيئات في حيِّز مُعيَّن، ويمكن التعبير عنها باستخدام أحد تدرُّجات عدَّة مثل: تدريج فارنهايت وتدريج سلسيوس (التدريج المئويّ). 

حراريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَرارة.
• الانتحاء الحراريّ: (حي) تحرُّك الكائن الحيّ استجابة للتغيّرات في درجة الحرارة.
• التَّصوير الحراريّ: (طب) طريقة في التشخيص بحيث تكوِّن الكاميرا ذات الأشعة تحت الحمراء صُورًا تُبيّن مواقعَ لنمو نسيج غير طبيعيّ عن طريق قياس تغيّرات درجة الحرارة في الجسم.
• التَّنظيم الحراريّ: (فز) المحافظة على درجة حرارة الجسم الداخليّة بعيدًا عن درجة حرارة البيئة أو الجوّ.
• الطُّوب الحراريّ: نوع من قوالب الطُّوب مصنوع بطريقة خاصّة ليقاوم الحرارة.
• محرِّك حراريّ: (فز) آلة لتحويل الطاقة الحراريَّة إلى طاقة ميكانيكيّة مثل محرِّك البخار أو محرِّك البنزين.
• وحدة حراريَّة: (فز) سُعْر، وحدة لقياس الحرارة وقيمة الطاقة الناتجة عن تناول الطعام.
• كهرباء حراريّة: كهرباء متولّدة من تدفّق الحرارة.
• الدِّيناميكا الحراريَّة: فرع من الفيزياء يبحث في العلاقة بين الحرارة وأشكال أخرى من الطاقة. 

حراريّات [جمع]: (فز) موادّ من الطَّفل تصنع منها الأجسام التي تتعرَّض للحرارة العالية مثل الطّوب الحراريّ. 

حَرّ [مفرد]:
1 - مصدر حَرَّ1 وحرَّ2 وحرَّ3.
2 - وصف بمعنى حارّ، ضد بَرْد "اليوم حَرّ" ° الجوّ حرٌّ: لا يُطاق.
3 - حرارة " {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} ". 

حُرّ [مفرد]: ج أحرار وحِرار، مؤ حُرَّة، ج مؤ حُرَّات وحَرائِرُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَّ5 وحَرَّ6 ° إرادة حُرَّة: مطلقة- الحُرّ تكفيه الإشارةُ [مثل]: أي أن الإشارة تُغني عن الإطالة- القطاع الحُرّ/ الاقتصاد الحُرّ/ التعليم الحُرّ: الذي لا يخضع لسيطرة الدولة- ترجمة حُرَّة: بتصرّف- مِنْ حُرِّ ماله: من ماله الذي اكتسبه بطريقة شريفة.
2 - كريم، من خير النَّاس وأفضلهم "نساء حرائر- أَوَ تَزْنِي الحُرَّةُ [حديث]: العفيفة المحصنة".
3 - خالص من الشوائب ° ذهَب حُرّ: لا نحاس فيه- طين حُرّ: لا رمل فيه- فرسٌ حُرّ: عتيق الأصل.
• الشِّعر الحُرُّ: (دب) الشِّعر المُتَحرِّر من الوزن والقافية.
• العالم الحُرّ: (سة) جزء من العالم مشهور بالأنظمة الديمقراطيَّة والرَّأسماليّة أو الاشتراكيَّة غير المتشدِّدة أكثر منه بالأنظمة الشّيوعيَّة أو الاستبداديّة.
• العَقارُ الحُرّ: (قص) كلّ مِلْك خالص الملكيّة يأتي بدخل سنويّ دائم يسمّى رَيْعًا.
• السُّوق الحُرَّة: (قص) سوق يتمّ التعامل فيها خارج البورصة أو الجمرك.
• سياسة السُّوق الحرَّة: (قص) منهج تتّبعه البنوك المركزيّة في بيع الأوراق الماليّة وشرائها لزيادة المتداول من النُّقود أو نقصه.
• الفنون الحُرَّة: فروع أكاديميَّة تعليميَّة كاللغات والأدب والتاريخ والفلسفة والرِّياضيّات والعلوم تقدِّم معلومات خاصّة باهتمامات ثقافيَّة عامّة.
• المنطقة الحرَّة: منطقة إقليميّة معيَّنة لا تخضع للرسوم الجمركيّة. 

حَرَّانُ/ حَرَّانٌ [مفرد]: ج حِرار/ حرّانون، مؤ حَرَّى/ حَرَّانة، ج مؤ حِرار/ حرَّانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حرَّ4: عطشان من شدّة الحرّ "كانوا حرَّانين فخرجوا إلى الشَّاطئ" ° دموع حَرَّى: حارّة- زفرة حَرَّى: شديدة الحزن- كبد حَرَّى: عَطْشَى أو مفجوعة حزينة. 

حَرَّة [مفرد]: ج حرَّات وحِرار: (جو) أرض ذات حجارة سوداء كأنّها أحْرِقت بالنّار. 

حِرَّة [مفرد]: مصدر حرَّ4. 

حُرِّيَّة [مفرد]: ج حُرِّيَّات (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَّ5.
2 - حالة يكون عليها الكائن الحيّ الذي لا يخضع لقهر أو قيد أو غلبة ويتصرّف طبقًا لإرادته وطبيعته، خلاف عبوديّة "حُرِّيَّة التَّصرّف/ الرَّأي/ العبادة/ الصَّحافة" ° بحرِّيَّة: بلا تكلُّف وبلا احتراس- حُرِّيَّة الاتّجاه الفكريّ: حُرِّيَّة التَّعليم أو طلب العلم أو مناقشة بصراحة دون قيود أو تدخُّل- حُرِّيَّة الكلام: القدرة على التّصرُّف بملء الإرادة والاختيار.
3 - (سة) مذهب سياسيّ يقرّر وجوب استقلال السُّلطة التَّشريعيّة والسُّلطة القضائيّة عن السُّلطة التَّنفيذيّة ويعترف للمواطنين بضروب مختلفة من الضَّمان تحميهم من تعسُّف الحكومات، نقيض مذهب الاستبداد بالسُّلطة ° حُرِّيَّات مدنيَّة: حقوق فرديَّة أساسية منها حريَّة التّعبير، وحريَّة الدين، يقوم القانون بحمايتها ضدّ تدخلات غير مسموحة سواء حكوميَّة أو غيرها.
4 - (قص) مذهب اقتصاديّ يرمي إلى إعفاء التّجارة الدَّوليّة من القيود والرُّسوم "حُرِّيَّة اقتصاديَّة".
5 - (نف) حالة مَنْ لا يحكمه اللاّشعور أو الدوافع النفسيّة أو الجنون أو عدم الشعور بالمسئوليّة القانونيّة أو الأخلاقيّة، فهي حالة الإنسان الواعي الذي يفعل الخير أو الشرّ وهو يعلم ماذا يريد أن يفعل، ولماذا يريد ذلك، مع وجود أسباب انتهى إليها تفكيره.
• حُرِّيَّة البحار: الميثاق الذي ينصُّ على أن السُّفن من شتَّى الجنسيّات لها حقُّ العبور في المياة الدّولية دون إعاقة. 

حَرُور [مفرد]: ج حَرائِرُ
• الحَرُور:
1 - حَرّ الشَّمس " {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ. وَلاَ الظُّلُمَاتُ وَلاَ النُّورُ. وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ".
2 - نَار.
3 - حرّ شديد " {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ".
4 - ريح حارَّة تهبُّ ليلاً أو نهارًا " {وَلاَ الظِّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} ". 

حُرور [مفرد]: مصدر حرَّ3. 

حَرُوريّة [مفرد]
• الحَرُوريَّة: (سف) طائفة من الخوارج تنسب إلى حروراء بقرب الكوفة، لأنّهم أقاموا أول اجتماعهم وتحكيمهم بها حين خالفوا عليًّا، وكان عندهم تشدُّد في الدِّين حتى مرقوا منه. 

حَرير [جمع]: جج حَرائِرُ وحرايرُ: نوع رقيق من النّسيج يُصنع من خيوط دودة القزّ وتصنع منه الملابس "فستان من الحرير- حرير نباتيّ: نسيج حريريّ يُؤخذ من بذور بعض النباتات- حرير مَغْزول: غزل مصنوع من الحرير قصير الألياف- {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} " ° الحرير الصَّخريّ: مادّة معدنيّة خيطيَّة غير قابلة للاحتراق ولا الذَّوبان- الحرير الصِّناعيّ: أقمشة حريريّة مادّتها مركَّبة كيماويًّا- حرير خامّ: حرير غير معالَج.
• الحرير الصِّناعيّ: ألياف تُتَّخذ من عجينة الخشب أو نُسالة القطن.
• دودة الحرير: (حن) فراشة تُربَّى في البلاد التي تزدهر فيها صناعة الحرير، تضع الأنثى من 400 - 600 بيضة، وتفقس البيضة عن يرقة تتغذَّى بشراهة على أوراق التُّوت ثم تحيط نفسها بشرنقة من الحرير تتحوَّل داخلها إلى عذراء ثم إلى فراشة. 

حَرِيرَة [مفرد]: ج حَرائِرُ:
1 - قطعة من الحَرِير.
2 - دقيق يُطبخ بلبن أو دسم. 

حَرِيريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَرير: "بشرة حريريّة الملمس".
2 - صانع الحرير.
3 - بائع الحرير. 

حَرِيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى حَرير.
• الطِّباعة الحريريَّة: أُسلوب في الطِّباعة باستخدام صفيحة رقيقة من معدن أو ورق مُقوَّى أو مُشَمَّع، لها مسامّ لكي يدخل الحبر من خلالها بحيث يوضع التَّصميم على هذه الصفيحة، ويتم إدخال الحبر من خِلال هذه الصفيحة، إلى المادّة المطبوعة. 

مُتحرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من تحرَّرَ/ تحرَّرَ من.
2 - من يخرج على تقاليد مجتمعه "أفكار مُتحرِّرة". 

مُحرِّر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حرَّرَ.
2 - مسئول في صحيفة أو مجلّة يشترك في تحريرها "محرِّر أدبيّ/ سياسيّ/ رياضيّ/
 اقتصاديّ".
3 - رتبة في سُلّم الوظائف الرَّسميَّة "عيِّن محرِّرًا بمجمع اللغة العربيّة".
4 - (حس) برنامج أو مجموعة أوامر تُستخدم لتحرير نصّ أو ملفات البيانات.
• محرِّر القضاء: كاتب أحكام القضاء. 

حرر: الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ، والجمع حُرُورٌ وأَحارِرُ على غير قياس

من وجهين: أَحدهما بناؤه، والآخر إِظهار تضعيفه؛ قال ابن دريد: لا أَعرف

ما صحته. والحارُّ: نقيض البارد. والحَرارَةُ: ضِدُّ البُرُودَةِ. أَبو

عبيدة: السَّمُومُ الريح الحارة بالنهار وقد تكون بالليل، والحَرُورُ:

الريح الحارَّة بالليل وقد تكون بالنهار؛ قال العجاج:

ونَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ

سَبائِباً، كَسَرَقِ الحَريرِ

الجوهري: الحَرُورُ الريح الحارَّة، وهي بالليل كالسَّمُوم بالنهار؛

وأَنشد ابن سيده لجرير:

ظَلِلْنا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ، كأَنَّنا

لَدَى فَرَسٍ مْسْتَقْبِلِ الرِّيحِ صائم

مستن الحرور: مشتدّ حرها أَي الموضع الذي اشتدّ فيه؛ يقول: نزلنا هنالك

فبنينا خِباءً عالياً ترفعه الريح من جوانبه فكأَنه فرس صائم أَي واقف

يذب عن نفسه الذباب والبعوض بسَبِيبِ ذَنَبِهِ، شبه رَفْرَفَ الفُسْطاطِ

عند تحركه لهبوب الريح بسَبِيبِ هذا الفرس. والحَرُورُ: حر الشمس،

وقيل:الحَرُورُ استيقاد الحرّ ولَفْحُه، وهو يكون بالنهار والليل، والسَّمُوم لا

يكون إِلا بالنهار. وفي التنزيل: ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ؛ قال ثعلب:

الظل ههنا الجنة والحرور النار؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَن الظل هو

الظل بعينه، والحرور الحرّ بعينه؛ وقال الزجاج: معناه لا يستوي أَصحاب الحق

الذين هم في ظل من الحق، وأَصحاب الباطل الذين هم في حَرُورٍ أَي حَرٍّ

دائم ليلاً ونهاراً، وجمع الحَرُور حَرائِرُ؛ قال مُضَرِّسٌ:

بِلَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها،

وفاضَتْ عليها شَمْسُهُ وحَرائِرُهْ

وتقول

(* قوله: «وتقول إِلخ» حاصله أنه من باب ضرب وقعد وعلم كما في

القاموس والمصباح وغيرهما، وقد انفرد المؤلف بواحدة وهي كسر العين في الماضي

والمضارع): حَرَّ النهارُ وهو يَحِرُّ حَرّاً وقد حَرَرْتَ يا يوم

تَحُرُّ، وحَرِرْتَ تَحِرُّ، بالكسر، وتَحَرُّ؛ الأَخيرة عن اللحياني، حَرّاً

وحَرَّةً وحَرارَةً وحُرُوراً أَي اشتدَّ حَرُّكَ؛ وقد تكون الحَرارَةُ

للاسم، وجمعها حينئذ حَراراتٌ؛ قال الشاعر:

بِدَمْعٍ ذِي حَراراتٍ،

على الخَدَّيْنِ، ذي هَيْدَبْ

وقد تكون الحَراراتُ هنا جمع حَرَارَةٍ الذي هو المصدر إِلا أَن

الأَوَّل أَقرب.

قال الجوهري: وأَحَرَّ النهارُ لغة سمعها الكسائي. الكسائي: شيء حارٌّ

يارٌّ جارٌّ وهو حَرَّانُ يَرَّانُ جَرَّانُ. وقال اللحياني: حَرِرْت يا

رجل تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً؛ قال ابن سيده: أُراه إِنما يعني الحَرَّ

لا الحُرِّيَّةَ. وقال الكسائي: حَرِرْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير.

وقال ابن الأَعرابي: حَرَّ يَحَرُّ حَراراً إِذا عَتَقَ، وحَرَّ يَحَرُّ

حُرِّيَّةً من حُرِّيَّة الأَصل، وحَرَّ الرجلُ يَحَرُّ حَرَّةً عَطِشَ؛

قال الجوهري: فهذه الثلاثة بكسر العين في الماضي وفتحها في المستقبل.

وفي حديث الحجاج: أَنه باع مُعْتَقاً في حَرارِه؛ الحرار، بالفتح: مصدر من

حَرَّ يَحَرُّ إِذا صار حُرّاً، والاسم الحُرِّيَّةُ. وحَرَّ يَحِرُّ

إِذا سَخُنَ ماء أَو غيره. ابن سيده: وإِني لأَجد حِرَّةً وقِرَّة لله أَي

حَرّاً وقُرّاً؛ والحِرَّةُ والحَرارَةُ: العَطَشُ، وقيل: شدته. قال

الجوهري: ومنه قولهم أَشَدُّ العطش حِرَّةٌ على قِرَّةٍ إِذا عطش في يوم بارد،

ويقال: إِنما كسروا الحرّة لمكان القرَّة.

ورجل حَرَّانُ: عَطْشَانُ من قوم حِرَارٍ وحَرارَى وحُرارَى؛ الأَخيرتان

عن اللحياني؛ وامرأَة حَرَّى من نسوة حِرَارٍ وحَرارَى: عَطْشى. وفي

الحديث: في كل كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ؛ الحَرَّى، فَعْلَى، من الحَرِّ وهي

تأْنيث حَرَّان وهما للمبالغة يريد أَنها لشدة حَرِّها قد عَطِشَتْ

ويَبِسَتْ من العَطَشِ، قال ابن الأَثير: والمعنى أَن في سَقْي كل ذي كبد حَرَّى

أَجراً، وقيل: أَراد بالكبد الحرى حياة صاحبها لأَنه إِنما تكون كبده حرى

إِذا كان فيه حياة يعني في سقي كل ذي روح من الحيوان، ويشهد له ما جاء

في الحديث الآخر: في كل كبد حارّة أَجر، والحديث الآخر: ما دخل جَوْفي ما

يدخل جَوْفَ حَرَّانِ كَبِدٍ، وما جاء في حديث ابن عباس: أَنه نهى

مضارِبه أَن يشتري بماله ذا كَبِدٍ رَطْبَةٍ، وفي حديث آخر: في كل كبد حرى رطبة

أَجر؛ قال: وفي هذه الرواية ضعف، فأَما معنى رطبة فقيل: إِن الكبد إِذا

ظمئت ترطبت، وكذا إِذا أُلقيت على النار، وقيل: كنى بالرطوبة عن الحياة

فإِن الميت يابس الكبد، وقيل: وصفها بما يؤول أَمرها إِليه.

ابن سيده: حَرَّتْ كبده وصدره وهي تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارَةً وحَراراً؛

قال:

وحَرَّ صَدْرُ الشيخ حتى صَلاَّ

أَي التهبتِ الحَرَارَةُ في صدره حتى سمع لها صَليلٌ، واسْتَحَرَّتْ،

كلاهما: يبست كبده من عطش أَو حزن، ومصدره الحَرَرُ. وفي حديث عيينة بن

حِصْنٍ: حتى أُذِيقَ نَسَاهُ من الحَرِّ مِثْلَ ما أَذَاقَ نَسايَ؛ يعني

حُرْقَةَ القلب من الوجع والــغيظ والمشقة؛ ومنه حديث أُم المهاجر: لما نُعِيَ

عُمَرُ قالت: واحَرَّاه فقال الغلام: حَرٌّ انْتَشَر فملأَ البَشَرَ،

وأَحَرَّها اللهُ.

والعرب تقول في دعائها على الإِنسان: ما له أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أَي

أَعطشه وقيل: معناه أَعْطَشَ الله هامَتَه. وأَحَرَّ الرجلُ، فهو مُحِرٌّ

أَي صارت إِبله حِرَاراً أَي عِطاشاً. ورجل مُحِرٌّ: عطشت إِبله. وفي

الدعاء: سلط الله عليه الحِرَّةَ تحت القِرَّةِ يريد العطش مع البرد؛

وأَورده ابن سيده منكراً فقال: ومن كلامهم حِرَّةٌ تحت قِرَّةٍ أَي عطشٌ في

يوم بارد؛ وقال اللحياني: هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد. وقال

ابن دريد: الحِرَّةُ حرارة العطش والتهابه. قال: ومن دعائهم: رماه الله

بالحِرَّةِ والقِرَّةِ أَي بالعطش والبرد.

ويقال: إِني لأَجد لهذا الطعام حَرْوَةً في فمي أَي حَرارةً ولَذْعاً.

والحَرارَةُ: حُرْقَة في الفم من طعم الشيء، وفي القلب من التوجع،

والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي ذكره.

وقال ابن شميل: الفُلْفُلُ له حَرارَة وحَراوَةٌ، بالراء والواو.

والحَرَّة: حرارة في الحلق، فإِن زادت فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَة

ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الْفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثم العَسْفُ، وهو عند

خروج الروح.

وامرأَة حَرِيرَةٌ: حزينة مُحْرَقَةُ الكبد؛ قال الفرزدق يصف نساء

سُبِينَ فضربت عليهن المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِدَاحُ:

خَرَجْنَ حَرِيراتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً،

ودارَتْ عَلَيْهِنَّ المُقَرَّمَةُ الصُّفْرُ

وفي التهذيب: المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ؛ وحَرِيراتٌ أَي محرورات يَجِدْنَ

حَرارَة في صدورهن، وحَرِيرَة في معنى مَحْرُورَة، وإِنما دخلتها الهاء

لما كانت في معنى حزينة، كما أُدخلت في حَمِيدَةٍ لأَنها في معنى

رَشِيدَة. قال: والمِجْلَدُ قطعة من جلد تَلْتَدِمُ بها المرأَة عند المصيبة.

والمُكَتَّبَةُ: السهام التي أُجِيلَتْ عليهن حين اقتسمن واستهم عليهن.

واسْتَحَرَّ القتلُ وحَرَّ بمعنى اشتدَّ. وفي حديث عمر وجَمْع القرآن:

إِن القتل قد اسْتَحَرَّ يوم اليمامة بِقُرَّاءِ القرآن؛ أَي اشتدَّ وكثر،

وهو استفعل من الحَرِّ: الشِّدَّةِ؛ ومنه حديث عليٍّ: حَمِسَ الوَغَى

واسْتَحَرَّ الموتُ. وأَما ما ورد في حديث علي، عليه السلام: أَنه قال

لفاطمة: لو أَتَيْتِ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فسأَلته خادماً يَقِيكَ

حَرَّ ما أَنتِ فيه من العمل، وفي رواية: حارَّ ما أَنت فيه، يعني التعب

والمشقة من خدمة البيت لأَن الحَرارَةَ مقرونة بهما، كما أَن البرد مقرون

بالراحة والسكون. والحارُّ: الشاق المُتْعِبُ: ومنه حديث الحسن بن علي قال

لأَبيه لما أَمره بجلد الوليد بن عقبة: وَلِّ حارَّها من تَوَلَّى

قارَّها أَي وَلِّ الجَلْدَ من يَلْزَمُ الوليدَ أَمْرُه ويعنيه شأْنُه،

والقارّ: ضد الحارّ.

والحَرِيرُ: المَحْرُورُ الذي تداخلته حَرارَةُ الــغيظ وغيره.

والحَرَّةُ: أَرض ذات حجارة سود نَخِراتٍ كأَنها أُحرقت بالنار.

والحَرَّةُ من الأَرضين: الصُّلبة الغليظة التي أَلبستها حجارة سود نخرة كأَنها

مطرت، والجمع حَرَّاتٌ وحِرَارٌ؛ قال سيبويه: وزعم يونس أَنهم يقولون

حَرَّةٌ وحَرُّونَ، جمعوه بالواو والنون، يشبهونه بقولهم أَرض وأَرَضُونَ

لأَنها مؤنثة مثلها؛ قال: وزعم يونس أَيضاً أَنهم يقولون حَرَّةٌ

وإِحَرُّونَ يعني الحِرارَ كأَنه جمع إِحَرَّةٍ ولكن لا يتكلم بها؛ أَنشد ثعلب

لزيد بن عَتاهِيَةَ التميمي، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصِفِّين قد

انهزم ولحق بالكوفة، وكان عليّ، رضي الله عنه، قد أَعطى أَصحابه يوم الجمل

خمسمائة خمسمائة من بيت مال البصرة، فلما قدم زيد على أَهله قالت له

ابنته: أَين خمس المائة؟ فقال:

إِنَّ أَباكِ فَرَّ يَوْمَ صِفِّينْ،

لما رأَى عَكّاً والاشْعَرِيين،

وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوازِنيين،

وابنَ نُمَيرٍ في سراةِ الكِنْدِين،

وذا الكَلاعِ سَيِّدَ اليمانين،

وحابساً يَسْتَنُّ في الطائيين،

قالَ لِنَفْسِ السُّوءِ: هَلْ تَفِرِّين؟

لا خَمْسَ إِلا جَنْدَلُ الإِحَرِّين،

والخَمْسُ قد جَشَّمْنَكِ الأَمَرِّين،

جَمْزاً إِلى الكُوفةِ من قِنِّسْرِينْ

ويروى: قد تُجْشِمُكِ وقد يُجْشِمْنَكِ. وقال ابن سيده: معنى لا خمس ما

ورد في حديث صفين أَن معاوية زاد أَصحابه يوم صفين خمسمائة فلما

التَقَوْا بعد ذلك قال أَصحاب علي، رضوان الله عليه:

لا خمس إِلا جندل الإِحرِّين

أَرادوا: لا خمسمائة؛ والذي ذكره الخطابي أَن حَبَّةَ العُرَنيَّ قال:

شهدنا مع عليّ يوم الجَمَلِ فقسم ما في العسكر بيننا فأَصاب كل رجل منا

خمسمائة خمسمائة، فقال بعضهم يوم صفين الأَبيات. قال ابن الأَثير: ورواه

بعضهم لا خِمس، بكسر الخاء، من وِردِ الإِبل. قال: والفتح أَشبه بالحديث،

ومعناه ليس لك اليوم إِلا الحجارة والخيبة، والإِحَرِّينَ: جمع الحَرَّةِ.

قال بعض النحويين: إِن قال قائل ما بالهم قالوا في جمع حَرَّةٍ

وإِحَرَّةَ حَرُّونَ وإِحَرُّون، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَةٍ وثُبة،

وليست حَرَّة ولا إِحَرَّة مما حذف منه شيء من أُصوله، ولا هو بمنزلة أَرض

في أَنه مؤَنث بغير هاء؟ فالجواب: إِن الأَصل في إِحَرَّة إِحْرَرَةٌ،

وهي إِفْعَلَة، ثم إنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد، فأَسكنوا

الأَوَّل منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده، فلما

دخل على الكلمة هذا الإِعلال والتوهين، عوّضوها منه أَن جمعوها بالواو

والنون فقالوا: إِحَرُّونَ، ولما فعلوا ذلك في إِحَرَّة أَجروا عليها

حَرَّة، فقالوا: حَرُّونَ، وإِن لم يكن لحقها تغيير ولا حذف لأَنها أُخت

إِحَرَّة من لفظها ومعناها، وإِن شئت قلت: إِنهم قد أَدغموا عين حَرَّة في

لامها، وذلك ضرب من الإِعلال لحقها؛ وقال ثعلب: إِنما هو الأَحَرِّينَ، قال:

جاء به على أَحَرَّ كأَنه أَراد هذا الموضع الأَحَرَّ أَي الذي هو

أَحَرُّ من غيره فصيره كالأَكرمين والأَرحمين. والحَرَّةُ: أَرض بظاهر المدينة

بها حجارة سود كبيرة كانت بها وقعة. وفي حديث جابر: فكانت زيادة رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، معي لا تفارقني حتى ذهبتْ مني يوم الحَرَّةِ؛

قال ابن الأَثير: قد تكرر ذكر الحرّة ويومها في الحديث وهو مشهور في

الإِسلام أَيام يزيد بن معاوية، لما انتهب المدينة عسكره من أَهل الشام الذين

ندبهم لقتال أَهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأَمَّر عليهم مسلم بن

عقبة المرّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين وعقيبها هلك يزيد. وفي التهذيب:

الحَرَّة أَرض ذات حجارة سود نخرة كأَنما أُحرقت بالنار. وقال ابن شميل:

الحَرَّة الأَرض مسيرة ليلتين سريعتين أَو ثلاث فيها حجارة أَمثال الإِبل

البُروك كأَنما شُيِّطَتْ بالنار، وما تحتها أَرض غليظة من قاع ليس

بأَسود، وإِنما سوَّدها كثرة حجارتها وتدانيها. وقال ابن الأَعرابي: الحرّة

الرجلاء الصلبة الشديدة؛ وقال غيره: هي التي أَعلاها سود وأَسفلها بيض.

وقال أَبو عمرو: تكون الحرّة مستديرة فإِذا كان منها شيء مستطيلاً ليس بواسع

فذلك الكُرَاعُ. وأَرض حَرِّيَّة: رملية لينة. وبعير حَرِّيٌّ: يرعى في

الحَرَّةِ، وللعرب حِرارٌ معروفة ذوات عدد، حَرَّةُ النار لبني سُليم،

وهي تسمى أُم صَبَّار، وحَرَّة ليلَى وحرة راجِل وحرة واقِم بالمدينة وحرة

النار لبني عَبْس وحرة غَلاَّس؛ قال الشاعر:

لَدُنْ غُدْوَةٍ حتى استغاث شَريدُهُمْ،

بِحَرَّةِ غَلاَّسٍ وشِلْوٍ مُمزَّقِ

والحُرُّ، بالضم: نقيض العبد، والجمع أَحْرَارٌ وحِرارٌ؛ الأَخيرة عن

ابن جني. والحُرَّة: نقيض الأَمة، والجمع حَرائِرُ، شاذ؛ ومنه حديث عمر قال

للنساء اللاتي كنَّ يخرجن إِلى المسجد: لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ أَي

لأُلزمنكنّ البيوت فلا تخرجن إِلى المسجد لأَن الحجاب إِنما ضرب على

الحرائر دون الإِماء.

وحَرَّرَهُ: أَعتقه. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا فله عَِدْلِ

مُحَرَّرٍ؛ أَي أَجر مُعْتَق؛ المحرَّر: الذي جُعل من العبيد حرّاً فأُعتق. يقال:

حَرَّ العبدُ يَحَرُّ حَرارَةً، بالفتح، أَي صار حُرّاً؛ ومنه حديث أَبي

هريرة: فأَنا أَبو هريرة المُحَرَّرُ أَي المُعْتَقُ، وحديث أَبي

الدرداء: شراركم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهم أَي أَنهم إِذا أَعتقوه استخدموه

فإِذا أَراد فراقهم ادَّعَوْا رِقَّهُ

(* قوله: «ادّعوا رقه» فهو محرر

في معنى مسترق. وقيل إِن العرب كانوا إِذا أَعتقوا عبداً باعوا ولاءه

ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر:

فباعوه عبداً ثم باعوه معتقاً، * فليس له حتى الممات خلاص

كذا بهامش النهاية). وفي حديث أَبي بكر: فمنكم عَوْفٌ الذي يقال فيه لا

حُرَّ بوادي عوف؛ قال: هو عوف بنُ مُحَلِّمِ بن ذُهْلٍ الشَّيْباني، كان

يقال له ذلك لشرفه وعزه، وإِن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد

والخَوَل، وسنذكر قصته في ترجمة عوف، وأَما ما ورد في حديث ابن عمر أَنه قال

لمعاوية: حاجتي عَطاءُ المُحَرَّرينَ، فإِن رسول الله، صلى الله عليه

وسلم، إِذا جاءه شيء لم يبدأْ بأَوّل منهم؛ أَراد بالمحرّرين الموالي وذلك

أَنهم قوم لا ديوان لهم وإِنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إِنما

كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإِيمان، وكان

هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إِعطائهم لما علم من

ضعفهم وحاجتهم وتأَلفاً لهم على الإِسلام.

وتَحْرِيرُ الولد: أَن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد. وقوله

تعالى: إِني نذرت لك ما في بطني مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ منِّي؛ قال الزجاج:

هذا قول امرأَة عمران ومعناه جعلته خادماً يخدم في مُتَعَبَّداتك، وكان

ذلك جائزاً لهم، وكان على أَولادهم فرضاً أَن يطيعوهم في نذرهم، فكان

الرجل ينذر في ولده أَن يكون خادماً يخدمهم في متعبدهم ولعُبَّادِهم، ولم يكن

ذلك النذر في النساء إِنما كان في الذكور، فلما ولدت امرأَة عمران مريم

قالت: رب إِني وضعتها أُنثى، وليست الأُنثى مما تصلح للنذر، فجعل الله من

الآيات في مريم لما أَراده من أَمر عيسى، عليه السلام، أَن جعلها

متقبَّلة في النذر فقال تعالى: فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ.

والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النذيرة، وكان يفعل ذلك بنو

إِسرائيل، كان أَحدهم ربما ولد له ولد فربما حَرَّرَه أَي جعله نذيرة في

خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه. وإِنه لَحُرٌّ: بَيِّنُ

الحُرِّية والحَرورَةِ والحَرُورِيَّةِ والحَرارَة والحَرارِ، بفتح الحاء؛

قال:فلو أَنْكِ في يوم الرَّخاء سأَلْتِني

فراقَكِ، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صَدِيقُ

فما رُدَّ تزوِيجٌ عليه شَهادَةٌ،

ولا رُدَّ من بَعْدِ الحَرارِ عَتِيقُ

والكاف في أَنك في موضع نصب لأَنه أَراد تثقيل أَن فخففها؛ قال شمر:

سمعت هذا البيت من شيخ باهلة وما علمت أَن أَحداً جاء به؛ وقال ثعلب: قال

أَعرابيّ ليس لها أَعْراقٌ في حَرارٍ ولكنْ أَعْراقُها في الإِماء.

والحُرُّ من الناس: أَخيارهم وأَفاضلهم. وحُرِّيَّةُ العرب: أَشرافهم؛ وقال ذو

الرمة:

فَصَارَ حَياً، وطَبَّقَ بَعْدَ خَوْفٍ

على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزالى

أَي على أَشرافهم. قال: والهزالَى مثل السُّكارى، وقيل: أَراد الهزال

بغير إِمالة؛ ويقال: هو من حُرِّيَةِ قومه أَي من خالصهم. والحُرُّ من كل

شيء: أَعْتَقُه. وفرس حُرٌّ: عَتِيقٌ. وحُرُّ الفاكهةِ: خِيارُها.

والحُرُّ: رُطَبُ الأَزَاذ. والحُرُّ: كلُّ شيء فاخِرٍ من شِعْرٍ أَو غيره.

وحُرُّ كل أَرض: وسَطُها وأَطيبها. والحُرَّةُ والحُرُّ: الطين الطَّيِّبُ؛

قال طرفة:

وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً،

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ، دِعْصٌ له نَدُّ

وحُرُّ الرمل وحُرُّ الدار: وسطها وخيرها؛ قال طرفة أَيضاً:

تُعَيِّرُني طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي،

أَلا رُبَّ يومٍ لي سِوَى حُرّ دارِك

وطينٌ حُرٌّ: لا رمل فيه. ورملة حُرَّة: لا طين فيها، والجمع حَرائِرُ.

والحُرُّ: الفعل الحسن. يقال: ما هذا منك بِحُرٍّ أَي بِحَسَنٍ ولا جميل؛

قال طرفة:

لا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً قاتِلاً،

ليس هذا مِنْكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ

أَي بفعل حسن. والحُرَّةُ: الكريمة من النساء؛ قال الأَعشى:

حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبْـ

ـبُ سُخاماً، تَكُفُّه بِخِلالِ

قال الأَزهري: وأَما قول امرئ القيس:

لَعَمْرُكَ ما قَلْبِي إِلى أَهله بِحُرْ،

ولا مُقْصِرٍ، يوماً، فَيَأْتِيَنِي بِقُرْ

إِلى أَهله أَي صاحبه. بحرّ: بكريم لأَنه لا يصبر ولا يكف عن هواه؛

والمعنى أَن قلبه يَنْبُو عن أَهله ويَصْبُو إِلى غير أَهله فليس هو بكريم في

فعله؛ ويقال لأَوّل ليلة من الشهر: ليلةُ حُرَّةٍ، وليلةٌ حُرَّةٌ،

ولآخر ليلة: شَيْباءُ. وباتت فلانة بليلةِ حُرَّةٍ إِذا لم تُقْتَضَّ ليلة

زفافها ولم يقدر بعلها على اقْتِضاضِها؛ قال النابغة يصف نساء:

شُمْسٌ مَوانِعُ كلِّ ليلةٍ حُرَّةٍ،

يُخْلِفْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيارِ

الأَزهري: الليث: يقال لليلة التي تزف فيها المرأَة إِلى زوجها فلا يقدر

فيها على اقْتضاضها ليلةُ حُرَّةٍ؛ يقال: باتت فلانةُ بليلة حُرَّةٍ؛

وقال غير الليث: فإِن اقْتَضَّها زوجها في الليلة التي زفت إِليه فهي

بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ. وسحابةٌ حُرَّةٌ: بِكْرٌ يصفها بكثرة المطر. الجوهري:

الحُرَّةُ الكريمة؛ يقال: ناقة حُرَّةٌ وسحابة حُرَّة أَي كثيرة المطر؛

قال عنترة:

جادَتْ عليها كُلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ،

فَتَرَكْنَ كلَّ قَرارَةٍ كالدِّرْهَمِ

أَراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة. وحُرُّ البَقْلِ والفاكهة والطين:

جَيِّدُها. وفي الحديث: ما رأَيت أَشْبَهَ برسولِ الله، صلى الله عليه

وسلم، من الحُسن إِلا أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان أَحَرَّ حُسْناً

منه؛ يعني أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ.

وأَحْرارُ البُقُول: ما أُكل غير مطبوخ، واحدها حُرٌّ؛ وقيل: هو ما

خَشُنَ منها، وهي ثلاثة: النَّفَلُ والحُرْبُثُ والقَفْعَاءُ؛ وقال أَبو

الهيثم: أَحْرَارُ البُقُول ما رَقَّ منها ورَطُبَ، وذُكُورُها ما غَلُظَ

منها وخَشُنَ؛ وقيل: الحُرُّ نبات من نجيل السِّباخِ.

وحُرُّ الوجه: ما أَقبل عليك منه؛ قال:

جَلا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فأَسْفَرَتْ،

وكان عليها هَبْوَةٌ لا تَبَلَّجُ

وقيل: حُرُّ الوجه مسايل أَربعة مدامع العينين من مقدّمهما ومؤخرهما؛

وقيل: حُرُّ الوجه الخَدُّ؛ ومنه يقال: لَطَمَ حُرَّ وجهه. وفي الحديث: أَن

رجلاً لطم وجه جارية فقال له: أَعَجَزَ عليك إِلاَّ حُرُّ وَجْهِها؟

والحُرَّةُ: الوَجْنَةُ. وحُرُّ الوجه: ما بدا من الوجنة. والحُرَّتانِ:

الأُذُنانِ؛ قال كعب بن زهير:

قَنْواءُ في حُرَّتَيْها، للبَصِير بها

عِتْقٌ مُبينٌ، وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ

وحُرَّةُ الذِّفْرَى: موضعُ مَجالِ القُرْطِ منها؛ وأَنشد:

في خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ

يعني حُرَّةَ الذِّفْرَى، وقيل: حُرَّةَ الذِّفْرَى صفة أَي أَنها حسنة

الذفرى أَسيلتها، يكون ذلك للمرأَة والناقة. والحُرُّ: سواد في ظاهر أُذن

الفرس؛ قال:

بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِراحٍ سَبُوقُ

والحُرَّانِ: السَّودان في أَعلى الأُذنين. وفي قصيد كعب بن زهير:

قنواء في حرتيها

البيت؛ أَراد بالحرّتين الأُذنين كأَنه نسبها إِلى الحُرِّيَّةِ وكرم

الأَصل.

والحُرُّ: حَيَّة دقيقة مثل الجانِّ أَبيضُ، والجانُّ في هذه الصفة؛

وقيل: هو ولد الحية اللطيفة؛ قال الطرماح:

مُنْطَوٍ في جَوْفِ نامُوسِهِ،

كانْطِواءِ الحُرِّ بَيْنَ السِّلامْ

وزعموا أَنه الأَبيض من الحيات، وأَنكر ابن الأَعرابي اين يكون الحُرُّ

في هذا البيت الحية، وقال: الحرّ ههنا الصَّقْر؛ قال الأَزهري: وسأَلت

عنه أَعرابيّاً فصيحاً فقال مثل قول ابن الأَعرابي؛ وقيل: الحرّ الجانُّ من

الحيات، وعم بعضهم به الحية. والحُرُّ: طائر صغير؛ الأَزهري عن شمر:

يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق باذنجان لأَصْغَرِ ما يكونُ

جُمَيِّلُ حُرٍّ. والحُرُّ: الصقر، وقيل: هو طائر نحوه، وليس به، أَنْمَرُ

أَصْقَعُ قصير الذنب عظيم المنكبين والرأْس؛ وقيل: إِنه يضرب إِلى الخضرة وهو

يصيد. والحُرُّ: فرخ الحمام؛ وقيل: الذكر منها. وساقُ حُرٍّ: الذَّكَرُ من

القَمَارِيِّ؛ قال حميد بن ثور:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حَمامَةٌ،

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّما

وقيل: الساق الحمام، وحُرٌّ فرخها؛ ويقال: ساقُ حُرٍّ صَوْتُ القَمارِي؛

ورواه أَبو عدنان: ساق حَرّ، بفتح الحاء، وهو طائر تسميه العرب ساق حرّ،

بفتح الحاء، لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول: ساق حرّ، وبناه صَخْرُ

الغَيّ فجعل الاسمين اسماً واحداً فقال:

تُنادي سَاقَ حُرَّ، وظَلْتُ أَبْكي،

تَلِيدٌ ما أَبِينُ لها كلاما

وقيل: إِنما سمي ذكر القَماري ساقَ حُرٍّ لصوته كأَنه يقول: ساق حرّ ساق

حرّ، وهذا هو الذي جَرَّأَ صخر الغيّ على بنائه كما قال ابن سيده، وعلله

فقال: لأَن الأَصوات مبنية إِذ بنوا من الأَسماء ما ضارعها. وقال

الأَصمعي: ظن أَن ساق حر ولدها وإِنما هو صوتها؛ قال ابن جني: يشهد عندي بصحة

قول الأَصمعي أَنه لم يعرب ولو أَعرب لصرف ساق حر، فقال: سَاقَ حُرٍّ إِن

كان مضافاً، أَو ساقَ حُرّاً إِن كان مركباً فيصرفه لأَنه نكرة، فتركه

إِعرابه يدل على أَنه حكى الصوت بعينه وهو صياحه ساق حر ساق حر؛ وأَما قول

حميد بن ثور:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةَ وتَرَنُّما

البيت؛ فلا يدل إِعرابه على أَنه ليس بصوت، ولكن الصوت قد يضاف أَوّله

إِلى آخره، وكذلك قولهم خازِ بازِ، وذلك أَنه في اللفظ أَشْبه بابَ دارٍ؛

قال والرواية الصحيحة في شعر حميد:

وما هاج هذا الشوقَ إِلا حمامةٌ،

دعت ساق حر في حمام تَرَنَّما

وقال أَبو عدنان: يعنون بساق حر لحن الحمامة. أَبو عمرو: الحَرَّةُ

البَثْرَةُ الصغيرة؛ والحُرُّ: ولد الظبي في بيت طرفة:

بين أَكْنافِ خُفَافٍ فاللِّوَى

مُخْرِفٌ، تَحْنُو لِرَخْص الظِّلْفِ، حُرّ

والحَرِيرَةُ بالنصب

(* قوله: «بالنصب» أراد به فتح الحاء): واحدة

الحرير من الثياب.

والحَرِيرُ: ثياب من إِبْرَيْسَمٍ.

والحَرِيرَةُ: الحَسَا من الدَّسَمِ والدقيق، وقيل: هو الدقيق الذي يطبخ

بلبن، وقال شمر: الحَرِيرة من الدقيق، والخَزِيرَةُ من النُّخَال؛ وقال

ابن الأَعرابي: هي العَصِيدَة ثم النَّخِيرَةُ ثم الحَرِيرَة ثم

الحَسْوُ. وفي حديث عمر: ذُرِّي وأَنا أَحَرُّ لك؛ يقول ذرِّي الدقيق لأَتخذ لك

منه حَرِيرَةً.

وحَرَّ الأَرض يَحَرُّها حَرّاً: سَوَّاها. والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فيها

أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان، وفي أَعلى الشبحة نقران

فيهما عُود معطوف، وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان

في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان

المنخفض.

وتحرير الكتابة: إِقامة حروفها وإِصلاح السَّقَطِ. وتَحْرِيرُ الحساب:

إِثباته مستوياً لا غَلَثَ فيه ولا سَقَطَ ولا مَحْوَ. وتَحْرِيرُ الرقبة:

عتقها.

ابن الأَعرابي: الحَرَّةُ الظُّلمة الكثيرة، والحَرَّةُ: العذاب الموجع.

والحُرَّانِ: نجمان عن يمين الناظر إِلى الفَرْقَدَيْنِ إِذا انتصب

الفرقدان اعترضا، فإِذا اعترض الفرقدان انتصبا. والحُرَّانِ: الحُرُّ وأَخوه

أُبَيٌّ، قال: هما أَخوان وإِذا كان أَخوان أَو صاحبان وكان أَحدهما

أَشهر من الآخر سميا جميعاً باسم الأَشهر؛ قال المنخّل اليشكري:

أَلا مَنْ مُبْلِغُ الحُرَّيْنِ عَني

مُغَلْغَلَةً، وخصَّ بها أُبَيَّا

فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ،

فلا أَرْوَيْتُما أَبداً صَدَيَّا

يُطَوِّفُ بي عِكَبٌّ في مَعَدٍّ،

ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا

قال: وسبب هذا الشعر أَن المتجرّدة امرأَة النعمان كانت تَهْوى المنخل

اليشكري، وكان يأْتيها إِذا ركب النعمان، فلاعبته يوماً بقيد جعلته في

رجله ورجلها، فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال، فأَخذ المنخل ودفعه

إِلى عِكَبٍّ اللَّخْمِيّ صاحب سجنه، فتسلمه فجعل يطعن في قفاه

بالصُّمُلَّةِ، وهي حربة كانت في يده.

وحَرَّانُ: بلد معروف. قال الجوهري: حرَّان بلد بالجزيرة، هذا إِذا كان

فَعْلاناً فهو من هذا الباب، وإِن كان فَعَّالاً فهو من باب النون.

وحَرُوراءُ: موضع بظاهر الكوفة تنسب إِليه الحَرُورِيَّةُ من الخوارج

لأَنه كان أَوَّل اجتماعهم بها وتحكيمهم حين خالفوا عليّاً، وهو من نادر

معدول النسب، إِنما قياسه حَرُوراوِيٌّ؛ قال الجوهري: حَرُوراءُ اسم قرية،

يمد ويقصر، ويقال: حَرُورويٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ. ومنه حديث عائشة

وسُئِلَتْ عن قضاء صلاة الحائض فقالت: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ هم

الحَرُورِيَّةُ من الخوارج الذين قاتلهم عَلِيٌّ، وكان عندهم من التشديد في الدين

ما هو معروف، فلما رأَت عائشة هذه المرأَة تشدّد في أَمر الحيض شبهتها

بالحرورية، وتشدّدهم في أَمرهم وكثرة مسائلهم وتعنتهم بها؛ وقيل: أَرادت

أَنها خالفت السنَّة وخرجت عن الجماعة كما خرجوا عن جماعة المسلمين. قال

الأَزهري: ورأَيت بالدَّهْناءِ رملة وَعْثَةً يقال لها رملةُ حَرُوراءَ.

وحَرِّيٌّ: اسم؛ ونَهْشَلُ بن حَرِّيٍّ. والحُرَّانُ: موضع؛ قال:

فَسَاقانُ فالحُرَّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجا،

فَجَنْبَا حِمًى، فالخانِقان فَحَبْحَبُ

وحُرَّيَات: موضع؛ قال مليح:

فَراقَبْتُه حتى تَيامَنَ، واحْتَوَتْ

مطَِافِيلَ مِنْهُ حُرَّيَاتُ فأَغْرُبُ

والحَرِيرُ: فحل من فحول الخيل معروف؛ قال رؤبة:

عَرَفْتُ من ضَرْب الحَرِيرِ عِتْقا

فيه، إِذا السَّهْبُ بِهِنَّ ارْمَقَّا

الحَرِيرُ: جد هذا الفرس، وضَرْبُه: نَسْلُه.

وحَرِّ: زجْرٌ للمعز؛ قال:

شَمْطاءُ جاءت من بلادِ البَرِّ،

قد تَرَكَتْ حَيَّهْ، وقالت: حَرِّ

ثم أَمالتْ جانِبَ الخِمَرِّ،

عَمْداً، على جانِبِها الأَيْسَرِّ

قال: وحَيَّهْ زجر للضأْن، وفي المحكَم: وحَرِّ زجر للحمار، وأَنشد

الرجز.

وأَما الذي في أَشراط الساعة يُسْتَحَلُّ: الحِرُ والحَرِيرُ: قال ابن

الأَثير: هكذا ذكره أَبو موسى في حرف الحاء والراء وقال: الحِرُ، بتخفيف

الراء، الفرج وأَصله حِرْحٌ، بكسر الحاء وسكون الراء، ومنهم من يشدد

الراء، وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في حرح لا في حرر، قال: والمشهور في

رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه يستحلُّون الخَزَّ، بالخاء والزاي، وهو ضرب

من ثياب الإِبريسم معروف، وكذا جاء في كتاب البخاري وأَبي داود، ولعله

حديث آخر كما ذكره أَبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشرح فلا يتهم.

حرر
: ( {الحَرُّ: ضِدُّ البَرْدِ،} كالحُرُور بالضمِّ {والحَرَارَةِ) بِالْفَتْح} والحِرَّةِ، بِالْكَسْرِ (ج {حُرُورٌ) بالضمّ (} وأَحارِرُ) على غير قِيَاس؛ مِن وَجْهَيْنِ: أَحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه،. قَالَ ابْن دُرَيْدٍ: لَا أَعرفُ مَا صِحَّتُه، وَكَذَا نَقَلَه الفِهّريُّ فِي شَرْح الفَصِيح عَن المُوعب، والعالم، والمُخَصّص، وهم نَقَلُوا عَن أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: وزَعَمَ قومٌ مِن أَهل اللغَةِ أَن الحَرَّ يُجْمَعُ على {أَحارِرَ، وَلَا أعرفُ صِحَّتَه. قَالَ شيخُنَا: وَقَالَ صاحبُ الواعِي: وَيجمع} أَحارٌ، أَي بالإِدغام. قلتُ: وكأَنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس.
وَقد يكونُ {الحَرَارَةُ الإِسمَ، وجَمْعُها حينئذٍ} حَرَاراتٌ. قَالَ الشَّاعِر:
بِدَمْعٍ ذِي {حَرَارَاتٍ
على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ
وَقد تكونُ} الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ {حَرَارَةٍ، الَّذِي هُوَ المَصْدَرُ، إِلّا أَنَّ الأَولَ أَقربُ.
(و) تَقول:} حَرَّ النَّهَارُ، وَهُوَ {يَحَرُّ} حَرًّا، وَقد (! حَرِرْتَ يَا يَوْمُ، كمَلِلْتَ) أَي مِن حَدِّ عَلِمَ، عَن اللِّحْيَانيِّ (وفَرَرْتَ) أَيمِن حَدِّ ضَرَبَ (ومَرَرْتَ) أَي مِن حَدِّ نَصَرَ {تَحَرُّ} وتَحِرُّ {وتَحُرُّ،} حَرًّا {وحَرَّةً} وحَرَارَةً ( {وحُرُوراً) ، أَي اشتدَّ حَرُّكَ.
(و) الحَرُّ: (زَجْرٌ للبَعِير) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوَابُ للعَيْرِ، كَمَا هُوَ نَصُّ التَّكْمِلَة. (يُقَال لَهُ: الحَرُّ، كَمَا يُقَال للضَّأْنِ: الحَيْهِ) . أَنشدَ ابْن الأَعْرَابيّ:
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ
قد تَرَكَتْ حَيْهِ وَقَالَت} حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ
عَمْداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ
(و) الحَرُّ؛ (جمْعُ {الحَرَّةِ) . قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ إسمُ جنْسٍ جَمْعِيٌّ لَا جمعٌ اصْطِلاحِيٌّ.} والحَرَّةُ: إسمٌ (لأَرضٍ ذاتِ حِجارةً نَخِرَةٍ سُودٍ) ، كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار، وَقيل: {الحَرَّةُ مِن الأَرَضِينَ: الصلْبَةُ الغَلِيظَةُ الَّتِي أَلْبَستَهْا حِارَةٌ سُودٌ نَخِرَةُ، كأَنَّهَا مُطِرَتْ.
(} كالحِرَارِ) بِالْكَسْرِ جمْع تَكْسِيرٍ، وَهُوَ مَقِيسٌ، ( {والحَرّاتِ) جمْع مُؤَنَّث سَالم (} والحَرِّينَ) جمع مذكَّر عى لَفْظِه، ( {والأَحَرِّينَ) على تَوَهُّمِ أَن لَهُ مُفردا على} أحَرَّةٍ، وَهُوَ شذٌّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وزَعَم يُونسُ أَنهم يَقُولُونَ: {حَرَّةٌ} وحَرُّونَ، جَمَعُوه بِالْوَاو والنُّون، يُشَبِّهُون بقَوْلهمْ: أَرْضٌ وأَرضُون؛ لأَنها مؤنثةٌ مثلهَا، قَالَ: وزَعَمَ يُونُسُ أَيضاً أَنهم يَقُولُونَ: حَرَّةٌ {وإِحَرُّونَ، يَعْنِي} الحِرَارَ، كأَنه جمْعُ! إِحَرَّةٍ، وَلَكِن لَا يُتَكَلَّمُ بهَا. أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيمِيِّ، وَكَانَ زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة، وَكَانَ عليٌّ رضيَ اللهُ عَنهُ قد أَعْطَى أَصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسَمِائَة دِرهمٍ خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ زيدٌ عَلَى أَهله قالتْ لَهُ ابنتُه: أَين خَمْسُ المائةِ؛ فَقَالَ:
إِنّ أَباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ
لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ
وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ
وابنَ نُمَيْرٍ فِي سَرَاةِ الكِنْدِينْ
وذَا الكَلَاعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ وحابِساً يَسْتَنُّ فِي الطّائِيِّينْ
قَالَ لِنَفْسِ السُّوءِ هَل تَفِّرِينْ
لَا خَمْسَ إِلّا جَنْدَلُ {الإِحَرِّينْ
والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ
جَمْزاً إِلى الكُوفَةِ مِن قِنِّسْرِينْ
قَالَ بن الأَثير؛ ورَوَاه بعضُهم: (لَا خِمْس) بِكَسْر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل، والفتحُ أَشْبَهُ بِالْحَدِيثِ، وَمَعْنَاهُ لَيْسَ لَك اليومَ إِلّا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ. وَفِيه أَقوالٌ غير مَا ذكْرنا. وَقَالَ ثعلبٌ: إِنّما هُوَ} الأَحَرِّين، قَالَ: جاءَ بِهِ على {أَحَرَّ؛ كأَنه أَرادَ هاذا الموضعَ} الأَحَرَّ؛ أَي الَّذِي هُوَ {أَحَرُّ مِن غَيره، فصَيَّرَه كالأَكْرَمِين والأَرْحَمِين. ونَقَلَ شيخُنا عَن سِفْر السَّعَادَة، وَسَفِير الإِفادة للعَلَم السَّخَاويِّ مَا نَصُّه:} إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ، زادوا الهَمْزَ إِيذناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ، وأَنه لَيْسَ لَهُ جمْع السَّلامةِ، كَمَا غَيَّروه بالحَرَكة فِي: بَنُونَ وقِلُونَ، وإِنما جُمعَ حَرَّة هاذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثمَّ لم يُتِمُّوا لَهُ كمالَ السَّلامة، فزادُوا الهمزةَ، وكذالك لمّا جَمعوا أَرضاً فَقَالُوا: أَرَضُونَ، غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةَ الهمزَة فِي إِحَرِّين كزيادتها فِي تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ فِي الْجمع حَيْثُ قَالُوا: أَكْلُبٌ. وَقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الَّذِي تستحقُّه فَقَالُوا: حِرارٌ وَقَالَ بَعضهم: {حَرُّون، فَلم يزدْ الْهمزَة، انْتهى.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ:} الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ: الصُّلْبَةُ الشديدةُ. وَقَالَ غيرُه: الحَرَّةُ هِيَ الَّتِي أَعْلاها سُودٌ وأَسفلُها بِيضٌ. وَقَالَ أَبو عَمْرو: تكونُ الحَرَّةُ مستديرةً، فَإِذا كَانَ مِنْهَا شيءٌ مستطيلاً لَيْسَ بواسع، فَذَلِك الكُرَاعُ.
(و) يُقَال (بَعِيرٌ {- حَرِّيٌّ) ، إِذا كَانَ (يَرْعَى فِيهَا) أَي الحَرَّةِ.
(و) الحُرُّ، (بالضمّ: حِلافُ العَبْدِ.
(و) الحُرُّ: (خِيَارُ كلِّ شيْءٍ) وأَعْتَقُه. وحُرُّ الفاكِهَةِ، خِيَارُهَا.
والحُرُّ: كلُّ شيْءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وَغَيره.
(و) من ذالك الحُرُّ بِمَعْنى (الفَرَس العَتِيق) الأَصِيل، يُقَال: فَرَسٌ حُرٌّ.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الطِّين والرَّمْل الطَّيِّبُ) ،} كالحُرَّةِ.
{وحُرُّ كلِّ أرضٍ: وَسَطُهَا وأَطْيَبُها. وَقَالَ طَرَفَةُ:
وتَبْسِمُ عَن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ} حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ لَهُ نَدِ
وَمن المَجاز: طِينٌ حُرٌّ: رَمْلَ فِيهِ.
ورَمْلَةٌ {حُرَّةٌ: لَا طِينَ فِيهَا، وَفِي الأَساس: طَيِّبَةُ النَّبَاتِ.} وحُرُّ الدّارِ: وسَطُهَا، وخَيْرُها، وَقَالَ طرفةُ أَيضاً:
تُعَيِّرُنِي طَوْفِي البِلادَ ورِحْلَتِي
أَلَا رُبَّ يَومٍ لي سِوَى {حُرِّ دارِكِ
(و) يُقَال: (رجلٌ) } حُرٌّ (بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ كالخُصُوصِ ةِ واللُّصُوصِيَّةِ، والفتحُ فِي الثَّلَاثَة أَفصحُ من الضَّمِّ، وإِن كَانَ القياسُ الضمَّ، قالَه شيخُنَا، (} والحُرُورَةِ) بالضّمّ، {والحَرَارَةِ، (} والحَرَارِ) ، بفتحهما، وَمِنْهُم مَن رَوَى الكسرَ فِي الثَّانِي أَيضاً، وَهُوَ لَيْسَ بصوابٍ، (! والحُرِّيَّةِ) ، بالضمّ. وَقَالَ شَمِرٌ: سمعتُ من شيخ باهِلَةَ:
فَلَو أَنْكِ فِي يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي
فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ فَمَا رُدَّ تَزْوِيجٌ عَلَيْهِ شَهادةٌ
وَلَا رُدَّ مِن بَعْدِ {الحَرَارِ عَتِيقُ
وَقَالَ ثعلبٌ: قَالَ أَعرابيٌّ: لَيْسَ لَهَا أَعْراقٌ فِي} حَرَارٍ، ولكنْ أَعراقُها فِي الإِماءِ.
(ج {أَحْرَارٌ) ، وَهُوَ مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ، وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ، (} وحِرَارٌ) بِالْكَسْرِ، حَكَاهُ ابْن جِنِّي، وَهُوَ الصَّوابُ، وحَكَى بعضٌ فِيهِ الفتحَ، وَهُوَ غَلَطٌ، كَمَا غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى فِي الْمصدر الكسْرَ، وزَعَمَ أَنه مِن الأَلفاظ الَّتِي جاءَتْ تَارَة مَصدراً، وَتارَة جمعا، كقُعُودٍ وَنَحْوه، وَلَيْسَ كَمَا زَعَمَ، فَتَأَمَّلْ، قَالَه شيخُنَا.
(و) {الحُرُّ: (فَرْخُ الحَمَامةِ) ، وَقيل: الذَّكَرُ مِنْهَا.
(و) } الحُرُّ: (وَلَدُ الظَّبْيَةِ) فِي، بَيت طَرَفَةَ:
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى
مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ {حُرْ
(و) الحُرُّ: (وَلَدُ الحَيّةِ) اللطِيفةِ، وَقيل: هُوَ حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ، أَبيض، قَالَ الطِّرّماح:
مُنْطَوٍ فِي جَوفِ نامُوسِه
كانْطِوَاءِ الحُرِّ بينَ السِّلَامْ
وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات، وعمَّ بعضُهُم بِهِ الحَيَّةَ.
(و) مِن المَجَازِ: الحُرُّ: (الفِعْل الحَسَنُ) ، يُقَال: مَا هاذا منْكَ بحُرَ، أَي بحَسَنٍ وَلَا جَمِيلٍ. قَالَ طَرَفَة:
لَا يَكنْ حُبُّكِ دَاء داخِلاً
ليسَ هاذا منْكِ ماوِيَّ} بحُرْ
أَي بفِعْلٍ حَسَنٍ. قَالَ الأَزهريّ: وأَمّا قولُ امرىءِ القَيْسِ:
لعَمْرُكَ مَا قَلْبِي إِلى أَهْلِه بحُرْ
وَلَا مُقْصِرٍ يَوْمًا فيأْتِينِي بقُرْ إِلى أَهلِه، أَي صاحبِه، بحُرّ: بكَرِيمٍ؛ لأَنه لَا يَصبِرُ وَلَا يَكُفُّ عَن هوَاه، والمعنَى أَن قلبَه يَنْبُو عَن أَهله، ويَصْبُو إِلى غير أَهله فَلَيْسَ هُوَ بكريمٍ فِي فِعْله.
(و) مِن المَجاز: الحُرُّ: (رُطَبُ الأَزاذِ) كسَحابٍ وَهُوَ السِّبِسْتانُ، وَهُوَ بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أَزاد درخت، وَمَعْنَاهُ الشجرةُ المَعْتُوقَةُ، فحَذَفُوا إِحدى الدُّالَيْنِ، ثمَّ لمّا عَرَّبُوا أَعْجَبُوا الذّالَ.
(و) الحُرُّ: (الصَّقْرُ) ، وَبِه فَسَّر بنُ الأَعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أَن يكونَ الحُرُّ فِيهِ بمعنَى الحَيَّةِ. قَالَ الأَزهريُّ: وسأَلْت عَنهُ أَعرابيًّا فصيحاً، فَقَالَ مثْلَ قَولِ ابْن الأَعرابيِّ.
(و) قيل: الحُرُّ هُوَ (البازِي) ، وَهُوَ قريبٌ من الصَّقْر، قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكِبَيْنِ والرَأْسِ، وَقيل: إِنه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة، وَهُوَ يَصِيدُ.
(و) مِنَ المَجَازِ: لَطَمَ حُرَّ وَجهِه، الحُرُّ (مِن الوَجْهِ: ابَدَا) مِن الوَجْنَة، أَو مَا أَقْبَلَ عليكَ مِنْهُ. قَالَ الشَّاعِر:
جَلَا الحُزْنَ عَن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفتْ
وكانتْ عَلَيْهَا هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ
وَقيل: حُر الوَجْه: أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن، مِن مَقدمِهما ومُؤَخَّرهما.
(و) مِنَ المَجَازِ: الحُرُّ (مِن الرَّمْل: وَسَطُه) وخَيْرُه، وَكَذَا حُرُّ الأَرضِ، وَقد تقدَّم فِي أَول التَّرْجَمَة؛ فَهُوَ تَكرارٌ، كَمَا لَا يخفَى.
(و) الحُرُّ (بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ) من بَنِي ثَقِيفٍ (وإِليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ؛ لأَنه حَفَرَه، نقلَه الصَّغانيّ وَلم يَذكرْه ياقوتٌ فِي ذِكْر الأَنْهَار مَعَ استيفائِه.
(و) الحُرُّ (بنُ قَيْسِ) بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بن أَي عُيَيْنَةَ، وَكَانَ مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ. (و) الحُرُّ (بنُ مالكِ) بنِ عامرٍ، شَهِدَ أُجُداً، قالَه الطَّبَرِيّ، وَقَالَ غيرُه: جَزْءُ بنُ مَالك: (صَحابِيّانِ) ، وَفِي بعض النّسخ: صَحابِيُّون، بِصِيغَة الجمْعِ، وَهُوَ وَهَمٌ.
(و) الحُرُّ: (وادٍ بنَجْدٍ) ، وهما الحُرّانِ، قَالَه البَكرِيّ.
(و) الحُرٌّ: وادٍ: (آخَرُ بالجَزِيرَةِ) ، وهما {الحُراّنِ أَيضاً، قَالَه البكريُّ.
(و) الحُرُّ (مِن الفَرَسِ: سَوادٌ فِي ظاهِرِ أُذَنَيْه) ، قَالَ الشَّاعِر:
بَيِّنُ الحُرِّ ذُو مِرَاحٍ سَبُوقُ
وهما} حُرّانِ.
(وجُمَيْلُ حِرَ) ، بِضَم، (وَقد يُكْسَرُ: طائِرٌ) ، نقلَهما الصّغانيّ، وَالَّذِي فِي التَّهْذِيب عَن شَمِرٍ: يُقَال لهاذا الطائرِ الَّذِي يُقَال لَهُ بالعراق: باذنْجان لِأَصغَرِ مَا يكون؛ جُمَيلُ حُرَ.
(و) قَالَ أَبو عَدنان: (ساقُ جُرَ: ذَكرُ القارِيِّ) ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:
وَمَا هَاجَ هاذَا الشَّوْقَ إِلّا حَمامةٌ
دَعَتْ ساقَ حُرَ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا
وَقيل: السّاقُ: الحَمَامُ،! وحُرٌّ: فَرْخُها، وَيُقَال: ساقُ حُرَ: صَوتُ القَمَارِيّ. وَرَوَاهُ أَبو عَدْنَانَ: (سَاق حرَ) بِفَتْح الحاءِ لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يَقُول: سَاق حَرُّ سَاق حَرّ. وبناه صَخْرُ فجَعَلَ الإِسْمَيْنِ إسماً وَاحِدًا، فَقَالَ:
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي
تَلِيداً مَا أُبينُ لَهَا كلَاما وعَلَّلَه ابْن سِيدَه فَقَالَ: لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إِذ بَنَوْا مِن الأَسماءِ مَا ضارَعَهَا. وَقَالَ الأَصمعيّ: ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا، وإِنما هُوَ صَوْتُها. قَالَ ابْن جِنِّي: يَشْهَدُ عِنْدِي بصِحَّة قولِ الأَصمعيِّ أَنه لم يُعْرِب، وَلَو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ، فَقَالَ؛ ساقَ حُرَ، إِن كَانَ مُضَافا، أَو ساقَ حُرًّا إِن كَانَ مُركَّبا، فيَصْرِفُه لأَنه نكرةٌ، فتَرْكُه إِعرابَه يَدلُّ على أَنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه، وَهُوَ صِيَاحُه: سَاق حُرّ سَاق حُرّ، وأَمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فَلَا يدلُّ إِعرابُه على أَنه لَيْسَ بصوتٍ، ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إِلى آخِره، وكذالك قولُهم: خازهبازِ؛ وذالك أَنه فِي اللَّفْظ أَشْبَهَ بابَ دارٍ، قَالَ: والرِّوايَةُ الصحيحةُ فِي شعر حُمَيْد:
دَعَتْ ساقَ حُرَ فِي حَمَامٍ تَرَنَّمَاه
وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لحْنَ الحمامةِ.
قلتُ: وَنَقَلَ هاذاالكلَم كلَّه شيخُنَا، عَن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جعْفَر البَعْلَبَكِيِّ، فِي شَرْحِه عَلَيْهَا، ونَظرَ فِيهِ مِن وُجُوهٍ، ظانًّا أَنه كلامُه، وَلَيْسَ كذالك، بل هُوَ مأْخوذٌ منِ كتاب المُحْكَمِ لِابْنِ سِيدَه، وَكَذَا نَظرَ فِيمَا تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي، فلْيُنْظَرْ فِي الشَّرْح، قَالَ: ومِن أَظرَف مَا قيلَ فِي سَاق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ، كَمَا أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَ اللهُ فِي شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ، وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإِمامَيْنِ: أَبي عَبده اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ، وأَبي عبدِ اللهِ بنِ الشّاذِلِيِّ، رضيَ اللهُ عَنْهُمَا، مِراراً:
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فِيهِ وعَهْدٍ
لم أُجاوِزْه، والرَّكَائِبُ تَسْرِي
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ
عَن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حيثُ لَا مُسْعِدٌ علَى الوَجْدِ إِلّا عَيْنُ حُرَ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ
أَي عينُ شَخْصٍ حُرَ تُساعِدُه على البكاءِ، أَو هاذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ مَعَه.
( {والحُرَّانِ: الحُرُّ، وأَخُوه أُبَيٌّ) ، وهما أَخَوانِ، وإِذا كَانَ أَخَوانِ أَو صاحِبانِ، وَكَانَ أَحدهما أَشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جَمِيعًا باسم الأَشْهَرِ، قَالَ المُتَنَخِّل اليَشْكُرِيُّ:
أَلَا مَنْ مُبْلِغُ} الحُرِّيْنِ عَنِّي
مُغَلْغَلَةً وخصَّ بهَا أُبَيَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لِي مِنْ عِكَبَ
فَلَا أَرْوَيْتُما أَبَداً صَدَيَّا
يُطَوِّفُ بِي عِكبُّ فِي مَعَدَ
ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ فِي قَفَيَّا
قَالُوا: وسَببُ هاذا الشِّعرِ أَنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كَانَت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هاذا، وَكَانَ يَأْتِيها إِذا رَكِبَ النُّعْمانُ، فلاعَبَتْ يَوْمًا بقَيْدٍ، فجَعَلَتْه فِي جْلِه ورِجْلِهَا، فدَخَلَ عَلَيْهِمَا النّعْمَانُ وهما على تِلْكَ الحالِ؛ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل، ودَفَعَه إِلى عِكَبَ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه، فتَسَلَّمَه، فجَعَلَ يَطْعَنُ فِي قَفاهُ بالصُّمُلَّةِ، وَهِي حَرْبَةٌ كانتْ فِي يَدِه.
(و) ! الحِرُّ (بِالْكَسْرِ) وتشديدِ الرّاءِ: (فَرْجُ المرأَةِ، لغةٌ فِي المُخَفَّفةِ) عَن أَبي الهَيْثم، قَالَ: لأَن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ؛ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ، وَهُوَ فِي حَدِيث أَشْرَاطِ السّاعَةِ: (يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ) . قَالَ ابْن الأَثِير: هاكذا ذَكَرَ أَبو موسَى فِي حرف الحاءِ والرّاءِ، وَقَالَ: الحِرُ، بتَخْفِيف الرّاءِ: الفَرْجُ، وأَصلُه حِرْحٌ، بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ، ومنهن مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ، وَلَيْسَ بجَيِّدٍ؛ فعلى التَّخْفِيف يكونُ فِي ح ر ح لَا فِي ح ر ر، قَالَ: وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَة هاذا الحديثِ على اخْتِلَاف طُرُقِه: يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ، بالخاءِ والزّايِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِن ثِيَاب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ، وَكَذَا جاءَ فِي كتاب البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ، ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كَمَا ذَكَرَه أَبو مُوسَى، وَهُوَ حافِظٌ عارِفٌ بِمَا رَوَى وَشَرَح؛ فَلَا يُتَّهَمُ. (وذُكِرَ فِي ح ر ح) ؛ لأَنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ، وَيجمع على أَحْراحٍ، والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إِلى أُصُولها. وتقدَّم الْكَلَام هُنَاكَ، فراجِعْه.
( {والحَرَّةُ) ، بِالْفَتْح: (البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ) ، عَن أَبي عَمْرٍ و.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ: الحَرَّة: (العذَابُ المُوجِعُ، والظُّلْمَة الْكَثِيرَة) ، نقلَهما الصغانيُّ.
(و) } حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ، فَمِنْهَا:
{الحَرَّة: (مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍ) . (و) الحَرَّة: (ع بتَبُوكَ. و) الحَرَّة: ع (بنَقْدَةَ) . (و) الحَرَّةُ: وضعٌ (بَين المدينةِ والعَقِيقِ. وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (قِبْلِيَّ المدينةِ. (و) الحَرَّةُ: موضعٌ (ببلادِ عَبْسٍ) وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ. (و) آخَرُ (ببلادِ فَزَارَة) . (و) الحَرَّةُ (ببلادِ بنِي القَيْنِ) . (و) الحَرَّةُ (بالدَّهْناءِ) . (و) الحَرَّةُ (بعالِيَةِ الحِجَازِ) . (و) الحَرَّة (قُرْبَ فَيْدٍ) . (و) الحَرَّةُ (بجبالِ طَيِّءٍ (و) الحَرَّةُ (بأَرْض بارِقٍ، و) الحَرَّةُ (بنَجْدٍ، قُرْبَ ضَرِيَّةَ. (و) : الحَرَّةُ: (ع لبَنِي مُرَّةَ) وَهِي} حَرَّةُ لَيْلَى. (و) الحَرَّةُ: مَوضعٌ (قُبَ خَيْبَرَ) لبني سُلَيْمٍ، (وَهِي حَرَّةُ النّارِ) وَهُوَ غيرُ حَرَّةِ بَنِي عَبْسٍ، وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لبَنِي سُلَيْم، وعندَهَا جَبَلُ صَبْارٍ. وَقيل: حَرَّةُ النَّار لغَطَفَانَ، وَمِنْهَا: شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ، الَّذِي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ فَقَالَ: شِهابٌ إِلى آخِر مَا ذُكِرَ، وَقد تقدَّم فِي ج م ر، عَن ابْن الكَلْبِيِّ.
(و) الحَرَّةُ: أَرضٌ (بظاهرِ المَدِينةِ) المشرَّفةِ، على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ، (تحتَ واقِمٍ) وَلذَا تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم، بهَا حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ. (وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ) من أَشهرِ الوقائعِ فِي الإِسلام، فِي ذِي الحِجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة (أَيّامَ يَزِيدَ) بنِ مُعَاوِيَةَ، عَلَيْهِ مِن الله مَا يَسْتَحِقُّ، ورضيَ اللهُ عَن أَبيه؛ وذالك حِين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْكَرَه من أَهلِ الشّام، الَّذين نَدَبَهم لقتالِ أَهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين، وأَمَّرَ عَلَيْهِم مُسْلِمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ، أَخَزاه اللهُ تعالَى، وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ، وَقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة.
(و) الحَرَّةُ (بالبُرَيْكِ فِي طريقِ اليَمَنِ) ، وَهُوَ المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ.
(وحَرَّةُ غَلّاسٍ) ككَتّانٍ، قَالَ الشَّاعِر:
لَدُنْ غُدْوَةً حَتَّى استغَاثَ شَرِيدُهمْ
! بحَرَّةِ غَلّاسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ
(و) حَرَّةُ (لُبْنٍ) بِضَم اللَّام فَسُكُون الْمُوَحدَة فِي دِيار عَمْرِو بنِ كِلابٍ.
(و) حَرَّةُ (لَفْلَفٍ) كجعفَرٍ بالحِجَازِ.
(و) حَرَّةُ (شُورانَ) كعُثْمَانَ وَقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ.
(و) حَرَّةُ (الحِمَارَةِ) .
(و) حَرَّةُ (جَفْلٍ) بفتحٍ فسكونٍ.
(و) حَرَّةُ (مِيطانَ) كمِيزَابٍ.
(و) حَرَّةُ (مَعْشَرٍ) لهَوازِنَ.
(و) حَرَّةُ (لَيْلَى) لبَنِي مُرَّةَ. (و) حَرَّةُ (عَبْادٍ) .
(و) حَرَّةُ (الرَّجْلاءِ) ، هاكذا بالإِضافةِ كأَخَواتِها. وَفِي اللِّسَان: حَرَّةُ راجِلٍ وَفِي النَّوادر لِابْنِ الأَعرابيِّ: الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هِيَ الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ، وَقد تَقَدَّم.
(و) حَرَّةُ (قَمحأَةَ) ، بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ. كلُّ ذالك (مَواضِعُ بالمدينةِ) المشرَّفةِ، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ والسلامِ، استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ فِي تارِيخِه.
(و) {الحُرَّةُ، (بِالضَّمِّ: الكَرِيمَةُ) من النِّسَاءِ، قَالَ الأَعْشَى:
حُرَّةٌ طَفْلَةُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَكُفُّه بخِلَالِ
(و) الحُرَّةُ: (ضِدُّ الأَمَةِ. ج} حَرَائِرُ) ، شاذٌّ. وَمِنْه حديثُ عُمَرَ: (قَالَ للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إِلى المَسْجِدِ لأَرْدَّنَّكُنَّ حَرائِرَ) ، أَي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ، فَلَا تَخْرُجْنَ إِلى المسجدِ لأَن الحِجابَ إِنما ضُرِبَ على! الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ. قَالَ شيخُنَا نَقْلَا عَن المِصباح: جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ، على غير قياسٍ، ومثلُه شَجَرَةٌ مُرَّةٌ، وشَجَرٌ مَرائِرُ. قَالَ السُّهَيْلِيُّ: وَلَا نَظِيرَ لَهما؛ لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ، مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ، وإِنما جُمِعَتْ حُرَّة على حَرائِرَ؛ لأَنها بِمَعْنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ، فجُمِعَتْ كجَمْعِهما.
(و) الحُرَّةُ (مِن الذِّفْرَى: مَجَالُ القُرْطِ) ، مِنْهَا، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنشدَ:
فِي خُشَشَاوَيْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ
يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى، وَقيل: حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ؛ أَي أَنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا، يكونُ لَك للمرأَة، والنّاقةِ. وَقيل {الحُرَّتانِ، الأُذُنانِ، قَالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ:
قَنْوَاءُ فِي} حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بهَا
عُتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُ
كأَنَّه نَسَبَهما إِلى الحُرِّيَّةِ، وكَرَمِ الأَصْلِ.
(و) مِن المَجاز: الحُرَّةُ (من السّحاب: الكثيرةُ المَطَرِ) . وَفِي الصّحاح: الحُرَّةُ: الكَرِيمةُ، يُقَال: ناقَةٌ حُرَّةٌ. وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ، أَي كثيرةُ المَطَرِ، قَالَ عنترةُ:
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةً
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ
أَراد كلَّ سَحابةٍ عزيرة المَطَرِ كريمةٍ.
(وأَبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م) أَي معروفٌ، اسمُه حَنِيفَةُ، مشهورٌ بكُنْيَتِه، وَقيل: إسمُه حَكِيمٌ، ثِقَةٌ رَوَى لَهُ أَبو دَاوُود، وأَخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمانِ الرَّقاشيُّ، من أَهل البَصْرَة، مِن أَتبَاع التّابِعِين.
وأَبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرحَّمانِ البَصْرِيُّ، رَوَى لَهُ مُسْلِمٌ.
(و) مِن المَجاز: يُقال: (باتَتْ) فُلانةُ (بلَيْلَةِ حُرَّةٍ) ، بالإِضافةِ، (إِذا) لم تُفْتَضّ لَيلةَ زفافِها، و (لم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها) . وَفِي الأَساس: لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها. وَفِي اللِّسَان: فإِن اقْتَضَّها زوجُها فِي اللَّيْلَة الَّتِي زُفَّتْ إِليه فَهِيَ بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ.
(وَهِي أَوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر) أَيضاً، كَمَا أَن آخِرَ ليلةٍ مِنْهُ يُقَال لَهَا: شَيْبَاءُ، على التَّشْبِيه.
(وَيُقَال: لَيْلَةٌ حُرَّةٌ) ، فيهمَا، وكذالك ليلةٌ شَيْبَاءُ (وَصْفاً) .
(و) عَن ابْن الأَعرابيِّ: ( {حَرّ} َ يَحَرُّ) كَظَلَّ يَظَلُّ! حَرَاراً بِالْفَتْح: (عَتَقَ) ، والإِسمُ {الحُرِّيَّةُ. وَقَالَ الكِسَائيُّ:} حَرِرْتَ {تَحَرُّ؛ مِن} الحُرِّيَّةِ لَا غير. قلتُ: أَي بكَسْر العَيْنِ فِي الْمَاضِي، وفَتْحِها فِي المُضَارِعِ، كَمَا صَرَّح بِهِ غيرُ وَاحِد، وَقد يُستَعمل فِي {حُرِّيَّةِ الأَصل أَيضاً، وَقد أَغْفَلَه المصنِّفُ.
(و) } حَرَّ الرجُلُ {يَحَرُّ (} حَرَّةً) بِالْفَتْح (عَطِشَ) ، وَهُوَ أَيضاً من بَاب تَعِبَ (فَهُوَ {حَرّانُ) ، وَيُقَال:} حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ، كَمَا يُقَال: {حارٌّ يارٌّ جارٌّ؛ إِتْباعاً، نَقَلَه الكِسَائيُّ. ورجلٌ} حَرّانُ: عَطْشَانُ، مِن قوم {حِرَارٍ} وحَرَارَى {وحُرَارَى، الأَخِيرَتان عَن اللِّحْيَانِيِّ. (وَهِي} حَرَّى) ، مِن نِسْوَةٍ حِرَار وحَرَارَى: عَطْشَى وَفِي الحَدِيث: (فِي كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ) ؛ {الحَرَّى: فَعْلَى مِن} الحَرِّ، وَهِي تأْنِيثُ {حَرّانَ، وهما للمُبَالَغَةِ يُرِيدُ أَنها لِشِدَّةِ} حَرِّهَا قد عَطِشَتْ، ويَبِسَتْ مِن العَطَش. قَالَ ابْن الأَثِير: وَالْمعْنَى أَن فِي سَقْيِ كلِّ كَبِدٍ {حَرَّى أَجْراً. وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ) ، وَفِي آخَرَ: (فِي كلِّ كَبِدٍ} حارَّةٍ أَجْرٌ) وَمعنى رَطْبَةٍ أَن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ، وَكَذَا إِذا أُلْقِيَتْ على النّارِ. وَقيل كَنَى بالرُّطُوبة عَن الحَياة؛ فإِنّ المَيِّتَ يابسُ الكَبِدِ. وَقيل: وَصَفَهَا بِمَا يَؤُولُ أَمْرُهَا إِليه.
(و) {حَرَّ (الماءَ) } يَحَرُّه ( {حَرًّا: أَسْخَنَ) . وَالَّذِي فِي اللِّسَان:} وحَرَّ {يَحِرُّ، إِذا سَخُنَ، مَاء أَو غَيره. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ:} حَرِرْتَ يَا رجلُ {تَحَرُّ} حَرَّةً {وحَرارةً، قَالَ ابْن سِيدَه: أُراه يَعنِي الحَرَّ لَا الحُرِّيَّةَ.
(و) مِن دُعائهم: (رَمَاه اللهُ} بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ) ؛ يُرِيدُ العَطَشَ مَعَ البَرْدِ، وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فَقَالَ: ومِن كَلَامهم: حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّة؛ أَي عَطَشٌ فِي يومٍ باردٍ، قَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ دُعاءٌ مَعْنَاهُ رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد: الحِرَّةُ: حَرَارَةُ العَطَشِ والْتِهابُه. قَالَ:
ومِن دُعائهم: رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ؛ أَي بالعَطَشِ والبَرْد. (كُسِرَ للازْدِوَاجِ) ، وَهُوَ شائعٌ.
قلْتُ: ويُضْرَبُ هاذا المَثَلُ أَيضاً فِي الَّذِي يُظْهِرُ خِلافَ مَا يُضْمِرُ. صَرَّحَ، بِهِ شُرَّاحُ الفَصِيح.
( {وحَرَارَةُ كسَحَابَة) لَقَبُ أَبي العَبّاسِ (أَحمدَ بنِ عليَ المحدِّث الرَّحْالِ، ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ، حدَّثَ) ، عَن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ.
(} الحَرّانُ) ككَتّان (لَقَبُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ) الجوهَرِيِّ (المصِيصِيِّ الشاعرِ) .
(و) {حَرّانُ، (بِلَا لامٍ: د) كبيرٌ، قَالَ أَبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ: سُمِّيَ بهارانَ أَبي لُوطٍ، وأَخي إِبراهِيمَ عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَقد وَقَعَ الخِلَافُ فِيهِ، فَقَالَ الرُّشَاطِيُّ: هُوَ بدِيار بَكْرٍ، والسَّمْعَانِيُّ: بديارِ رَبِيعَةَ، وَقيل بدِيَارِ مُضَرَ، وَقَالَ ابْن الأَثير: (جَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ) ، وَيُقَال لَهُ:} حَرّانُ العَوَامِيدِ، وَبِه وُلِدَ سَيِّدُنا إِبراهيمُ الخليلُ عَلَيْهِ الصّلَاةُ والسّلامُ، فِيمَا نُقِلَ. قَالَ الجوهَرِيُّ: هاذا إِذا كَانَ فَعْلاناً فَهُوَ مِن هاذا الْبَاب، وإِن كَانَ فَعْالاً فَهُوَ منب اب النُّون.
(مِنْهُ) : الإِمامُ (الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أبي مَعْشَر) {- الحَرانِيُّ، وعَمّه الإِمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ، فَهُوَ الحافظُ، مؤلّف تَارِيخ حَرانَ، وسمّاه تَارِيخ الجزيرتَيْن. (وَقد يُنْسَبُ إِليه} - حَرْنَانِيٌّ، بنُونَيْنِ) ، على غير قِيَاس، كَمَا قَالُوا: أمنانيّ فِي النِّسبة إِلى مانِي، والقِياس مانَوِيّ.
(و) حَرّانُ: (قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْن) لعبدِ القَيْس؛ (كُبْرَى وصُغْرَى) .
(و) حَرّانُ: (ة بحَلَبَ) .
(و) أُخرَى (بغُوطَةِ دِمَشْقَ) .
(و) حَرّانُ: (رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ) ، كلُّ ذالك عَن الصغانيِّ. (و) {الحُرانُ، (بالضمّ: سِكَّةٌ) معروفَةٌ (بأَصْفَهَانَ) ، مِنْهَا: أَبو المُطَّهَرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أحمدَ المُقْرِيءُ، ابنُ بِنْتِ أَبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ، رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ، وَقَالَ: مَاتَ سنة 535 هـ.
(ونَهْشَلُ بنُ} - حَرِّيَ كبَرِّيَ: شاعرٌ.
ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعِ بنِ حَرِّيَ (اللَّيْثِيُّ) ، مِن أَتباع التّابِعِين وَهُوَ أَمِيرُ خُراسَانَ.
(ومالكُ بنُ حَرِّيَ، تابِعِيٌّ) ، قُتِلَ مَعَ عليَ بصِفِّينَ.
( {والحَرِيرُ: مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الــغَيْظِ أَو غيرِه،} كالمَحْرُورِ) . وامرأَةٌ {حَرِيرَةٌ: حَزينةٌ مُحْرَقَةُ الكَبِدِ. قَالَ الفَرَزْدَقُ يصفُ نسَاء سُبِينَ، فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وَهِي القِداحُ:
خَرَجْنَ} حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً
ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ
قَالَ الأَزهريّ: حَيرَات، أَي {مَحْرُورات، يَجِدْنَ حَرارةً فِي صدورهنّ،} وَحَرِيرَةٌ فِي معنى! مَحْرُورة وإِنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كَانَت فِي معنَى حَزِينَةٍ، كَمَا أُدخِلَتْ فِي حَمِيدَة؛ لأَنها فِي معنَى رَشِيدَة.
(و) الحَرِيرُ: فَحْلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ، وَهُوَ أَيضاً إسمُ (فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ) ، وَهُوَ جَدُّ الكامِلِ، والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً. قَالَ رُؤْبَةُ:
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا
فِيهِ إِذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا
الحَرِيرُ: جَدُّ هاذا الفَرَس، وضَرْبُه نَسْلُه، والمَرْئِيُّ نِسْبة إِلى امرىء القَيْسِ. قَالَ الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ: ويُنْسَبُ إِلى امرىءِ القَيْسِ (بن حُجْر) بنِ الحارثِ (بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بن عَمْرو) بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ، مسموعٌ عَن الْعَرَب فِي كِنْدَةَ لَا غيرُ، وكلُّ مَا عداهُ بعد ذالك فِي الْعَرَب من امرىءِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إِليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيَ.
(وأُمُّ {الحَرِيرِ: مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ ملكٍ) ، رَوَتْ عَن سيِّدها، وَله صُحْبَةٌ.
(و) } الحَرِيرَةُ، (بهاءٍ) : الحِسَاءُ مِن الدَّقِيق والدَّسَمِ، وَقيل: (دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أَو دَسَمٍ) . وَقَالَ شَمهر: الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق، والخَزِيرَةُ مِن النُّخال. وَقَالَ ابْن الأَعرابي: هِيَ العَصِيدَةُ، ثمَّ النَّخِيرَة، ثمَّ الحَرِيرَة، ثمَّ الحَسْوُ.
( {وحَرّ كفَرّ: طَبَخَه) وَفِي حديثُ عُمر: (ذُرى وأَنا} أَحُرُّ لكِ) يَقُول: ذُرِّي الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ مِنْهُ {حَرِيرَةً.
(و) الحرِيرَة: (واحدةُ الحَرِيرِ من الثيَابِ) ، وَهِي مِن إِبْرَيْسَمٍ.
(} والحَرُورُ) ، وكصَبُورٍ: (الربحُ الحارَّةُ باللَّيلِ، وَقد تكونُ بالنَّهَار) ، والسَّمُومُ: الرِّيحُ الحَارَّةُ بالن 2 ار، وَقد تكونُ باللَّيْل، قالَه أَبو عُبيْدة. قَالَ العجّاجُ:
ونَسَجَتْ لَوافِحُ {الحَرُورِ
سَبائِباً كسَرَقِ} الحَرِيرِ
وأَنشدَ ابنُ سِيده لجرِير:
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّما
لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيحِ صائِمِ
مُسْتنُّ الحَرُورِ: مُشْتدُّ! حَرِّها؛ شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عِنْد تَحرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بسَبِيبِ الفَرسِ. (و) الحَرُورُ: (حَرُّ الشَّمْسِ) . وَقيل: الحَرُرُ: اسْتِيقادُ الحَرّ ولَفْحُه، وَهُوَ يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ، والسَّمُوم لَا يَكون إِلّا بالنَّهار. (و) فِي الْكتاب الْعَزِيز: {وَلاَ الظّلُّ وَلاَ الْحَرُورُ} (فاطر: 21) قَالَ الزَّجّاج: مَعْنَاهُ لَا يَسْتوِي أَصحابُ الحَقِّ الَّذين هم فِي ظلَ من الحَقّ، وَلَا أَصحابُ الباطِلِ الَّذين هم فِي الحَرُورِ، أَي (الحَرّ الدّائِم) لَيلاً ونَهاراً. (و) قَالَ ثَعْلَب الظِّلُّ هُنَا الجَنَّةُ، والحَرُرُ (النّارُ) . قَالَ ابْن سِيدَه: وَالَّذِي عِنْدِي أَن الظل هُوَ الظِّلُّ بعَيْنِه، والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه. وجمعُ الحَرُورِ حَرائِر، قَالَ مُضَرِّس:
لَمَّاعَةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها
وفاضَتْ عَلَيْهَا شَمْسُه {وحَرائِرُهْ
(} وحُريْر كزُبَيْرٍ) أَبو الحُصَيْنِ، (شيخُ إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ المَوْصَلِيِّ) النَّدِيمِ المشهورِ.
(وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ {حُرَيْرِ) بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّارِيُّ المازِنِيُّ أَبو بَشِيرٍ: (صَحَابِيٌّ) ، قُتِلَ باليَمَامَةِ وَرَوَى عَنهُ ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ.
وفَاتَ: عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسدِيّ، أَخْبَارِيّ.
(} والحُرِّيَّةُ) ، بالضمّ: (الأَرضُ الرَّمْلِيَّةُ اللَّيِّنَةُ) الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ، وَهُوَ مَجازٌ.
وَفِي الأَساس: أَرْضٌ حُرَّةٌ: لَا سَبَخَةَ فِيهَا.
(و) مِن المَجاز: {الحُرِّيَّةُ (مِن العَربِ: أشرافُهُم) ، يُقَال: مَا فِي حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ
على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى
أَي على أَشْرَافِهم. وَيُقَال: هُوَ مِن} حُرِّيَّةِ قَومِه: أَي مِن خالِصِهم.
والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ: أَعْتَقُه. ( {والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ: ع قُرْبَ نَخْلَةَ) بَين الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ.
(} وحُرَيْرٌ، بالضمّ: د، قُرْبَ آمِدَ) ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوابُ: حُرِّينُ، بالنُّون، كَذَا فِي التَّكْمِلَة.
( {وحَرُوراءُ، كَلُولاءَ) ، بالمَدِّ، (وَقد تُقْصَرُ: ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن مِنْهَا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا، نَزَلَ بهَا جماعَةٌ خَالَفُوا عليًّا رضيَ اللهُ عَنهُ، مِن الخَوَارِجِ. (و) يُقَال: (هُوَ} - حَرُورِيٌّ بَيِّنُ {الحَرُورِيَّةِ) ، يَنْتَسِبُون إِلى هاذه القريَةِ، (وهم نَجْدَةُ) الخارِجِيُّ (وأَصحابُه) وَمن يعتقدُ اعتقادَهم، يُقَال لَهُ:} - الحَرُورِيُّ، وَقد وَرَدَ أَن عائسةَ رضيَ اللهُ عَنْهَا قالتْ لبعضِ مَن كانَت تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ مِن الثَّوْب: {أَحْرُورِيةٌ أَنتِ؟ تَعْنِيهم، كَانُوا يُبَالِغُون فِي العِبَاداتِ، والمشهورُ بهاذه النِّسبة عِمْرَانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسِيُّ الحَرُوريُّ. وَمن سَجَعَات الأَساس: لَيْسَ مِن الحُرُورِيَّةِ أَن يكونَ مِن الحَرُورِيَّةِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (} تَحْرِيرُ الكِتَابِ وَغَيره تَقْوِيمُه) وتَخْلِيصُه؛ بإِقامةِ حُرُوفِه، وتَحْسِينه بإِصلاحِ سَقطِه.
{وتَحْرِيرُ الحِسَابِ: إِثباتُه مُسْتَوِياً لَا غَلث فِيهِ، وَلَا سَقط، وَلَا مَحْو.
(و) } التَّحْرِير (للرَّقَبَةِ: إِعتاقُهَا) .
{والمُحَرَّرُ الَّذِي جُعِلَ من العَبِيدِ حُرًّا فُعْتِقَ.
يُقَال:} حَرَّ العَبْدُ {يَحَرُّ} حَرَارةً بِالْفَتْح أَي صَار {حُرًّا. وَفِي حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاءِ: (شِرارُكم الَّذين لَا يُعْتَقُ} مُحَرَّرُهُم) ؛ أَي أَنهم إِذا أَعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه، فإِذا أَرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه.
( {ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ) الخَزْرَجِيُّ النَّجّارِيُّ (كمُعَظَّمٍ: صَحابِيٌّ) بدْرِيٌّ، تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ، وَلم يُعْقِبْ.
(و) } مُحَرَّرُ (بنُ قَتَادَةَ كَانَ يُوصِي بَنِيه بالإِسلام) ، ويَنْهَى بَنِي حَنِيفَةَ عَن الرِّدَّةِ، وَله فِي ذالك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ فِي الصَّحَابَة.
(و) مُحَرَّرُ (بنُ أَبي هُرَيْرَةَ: تابِعِيٌّ) ، يَرْوِي عَن أَبِيه، وَعنهُ الشَّعْبِيّ، وأَهلُ الكُوفَةِ. ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ فِي الثِّقات.
(ومُحَرَّرُ دارِمٍ: ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ) ، نَقَلَه الصَّغانِيُّ.
(و) مِنَ المَجاز: ( {اسْتَحَرَّ القَتْلُ) فِي بني فلانٍ: إِذا (اشتَدَّ) وكَثُرَ، كحَرَّ، وَمِنْه حديثُ عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ.
(و) يُقَال: (هُوَ} أَحَرُّ حُسْناً مِنْهُ) ، وَقد جاءَ ذالك فِي الحَدِيث: (مَا رأَيتُ أَشْبَه برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم من الحَسَن؛ إِلّا أَن النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم كَانَ أَحَرَّ حُسْناً مِنْهُ) ؛ (أَي أَرَقَّ مِنْهُ رِقَّةَ حُسْنٍ) .
(والحارُّ مِن العَمَلِ: شاقُّه وشديدُهُ) وَقد جاءَ فِي الحَدِيث عَن عليَ (أَنه قَالَ لفاطمةَ رضيَ للهُ عَنْهُمَا: لَو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم فسَأَلْتِ خادِماً تَقِيكِ {حارَّ مَا أَنتِ فِيهِ مِن العَملِ) . وَفِي أُخرى: (} حَرَّ مَا أَنتِ فِيهِ) ؛ يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ، مِن خِدْمَةِ البيتِ؛ لأَن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما، كَمَا أَن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُونِ. {والحارُّ: الشاقُّ المُتْعِبُ، وَمِنْه الحديثُ الآخَرُ عَن الحَسَنِ بنِ عليَ: (قَالَ لأَبِيه لمّا أَمَره بجلْدِ الولِيدِ بنِ عُقْبَةَ؛ وَلِّ} حارَّها مَن تَوَلَّى قارَها) ؛ أَي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه، ويَعْنِيه شَأْنُه.
(و) الحارُّ: (شَعرُ المَنْخرَيْنِ) ؛ لما فِيهِ مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة، نقلَه الصغانيُّ.
( {وأَحَرَّ النّهَارُ: صارَ} حَارًّا) ، لغةٌ فِي حَرَّ يَومُنَا، سَمِع، الكِسَائيُّ، وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ فِي الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ، والزَّجّاجُ فِي: فَعَلت وأَفْعَلت، قَالَ شيخُنا: ومثلُ هاذا عِنْد حُذّاقِ المُصَنِّفِين مِن سُوءِ الجَمْعِ؛ فإِنّ الأَوْلَى التَّعَرّضُ لهاذا عِنْد قَوْله: ( {حَرَرْتَ يَا يَومُ) ، بالوجُوهِ الثلاثةِ، وَهُوَ ظاهرٌ.
(و) } أَحَرَّ (الرجلُ: صارتْ إِبلُه {حِراراً، أَي عِطَاشاً) . ورجلٌ} مُحِرٌّ: عَطِشَتْ إِبلُهُ.
( {وحَرْحَارٌ) ، بِالْفَتْح: (ع ببلادِ جُهَيْنَةَ) بالحِجاز.
(ومحمّدُ بنُ خالدٍ) الرّازِيُّ (} - الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيَ محدِّث) ، وَقَالَ السَّمْعَانِيُّ: هُوَ أَحمدُ بنُ خالدٍ، حدَّث عَن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ، وموسَى بنِ نصرٍ الرّازِيَّيْنِ، ومحمّدِ بنِ يَحْيَى، ومحمّدِ بنِ يَزيِدَ السُّلَمِيِّ النَّيْسَابُورِيَّيْنِ، رَوَى عَنهُ الحُسَيْنُ بنُ عليَ المعروفُ بحُسَيْنك، وعليُّ بنُ الْقَاسِم بن شاذانَ، قَالَ ابْن ماكُولَا: لَا أَدْرِي: أَحمد بن خَالِد الرازيّ الحَرورِيُّ إِلى أَيِّ شيْءٍ نُسِبَ. قلْت: وهاكذا ذَكَرَه الحافظُ فِي التَّبْصِير أَيضاً بالفَتْح وَلم يذكر أحدٌ مِنْهُم أَنَّه الحَرَوَّرِيُّ، كعَمَلَّسِيَ، فَفِي كَلَام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
{الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإِنسانِ، مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ.
} والحَرُّ: حُرْقَةُ القَلبِ، مِن الوَجَع والــغَيْظِ والمَشَقَّةِ.! وأَحَرَّها اللهُ.
والعربُ تَقول فِي دُعائها على الإِنسان: مالَه أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه؛ أَي أَعْطَشَه، وَقيل: مَعْنَاهُ أَعْطَشَ اللهُ هامتَه.
وَيُقَال: إِنِّي أَجِدُ لهاذا الطَّعَمِ حَرْوَةَ فِي فَمِي، أَي حَرارةً ولَذْعاً، والحَرَارَةُ: حُرْقَةٌ فِي الفَمِ مِن طَعْم الشَّيْءِ، وَفِي القَلْب مِن التَّوَجُّع، مِن ذالك قولُهم: وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ، والضَّرْبِ، والمَوْتِ، والفِرَاقِ، وغيرِ ذالك، نَقَلَه ابْن دُرُسْتَوَيْهِ، وَهُوَ من الكِنَايَاتِ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ، وسيأْتي فِي المعتلّ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْلٍ: الفُلْفُلُ لَهُ حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ، بالراءِ وَالْوَاو.
{والحَرَّةُ: حَرَارةُ فِي الحَلْق، فإِن زادتْ فَهِيَ الحَرْوَةُ، ثمَّ الثَّحْثَحَةُ، ثمَّ الجَأْرُ، ثمَّ الشَّرَقُ، ثمَّ الفُؤُقُ، ثمَّ الحَرَضُ، ثمَّ العَسْفُ، وَهُوَ عِنْد خُرُوجِ الرُّوحِ.
} واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ {فحَرَّتْ لُي؛ أَي طَلَبْتُ مِنْهَا حَرِيرَةً فعَمِلَتْها.
وَفِي حَدِيث أَبي بَكْ: (أَفمنكم عَوْفٌ الَّذِي يُقال فِيهِ: لَا حُرَّ بوادِي عَوْف؟ قَالَ: لَا) . هُوَ عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ، كَانَ يُقَال لَهُ ذالك لِشَرَفِه وعِزِّه، وأَنْ مَن حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كَانَ لَهُ كالعَبِيدِ والخَوَلِ} والمُحَرَّرُ، كمُعَظَّمٍ: المَوْلَى، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ، أَنه قَالَ لمُعَاوِيَةَ رضيَ اللهُ عَنْهُم: (حاجَي عَطَاءُ {المُحَرَّرِينَ) ؛ أَي المَوالِي، أَي المَوالِي، أَي لأَنهم قومٌ لَا دِيوانَ لَهُم؛ تَأَلُّفاً لَهُم على الإِسلام.
} وتَحْرِيرُ الوَلَدِ أَن يُفْرِدَه لطاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وخِدْمةِ المَسْجِدِ. وقولُه تعالَى حِكَايَة عَن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ: {إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي {مُحَرَّرًا} (آل عمرَان: 35) قَالَ الزَّجّاج: أَي خادِماً يَخْدُم فِي مُتَعَبَّداتِكَ،} والمُحَرَّرُ: النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ: النَّذِيرَةُ. {وحَرَّرَه: جَعَلَه نَذِيرَةً فِي خِدْمةِ الكَنِيسَةِ مَا عاشَ لَا يَسَعُهُ تَرْكُها فِي دِينه.
وَمن المَجاز:} أَحرارُ البُقُولِ: مَا أُكلَ غَيرَ مطْبُوخٍ، واحِدُهَا حُرٌّ، وَقيل: هُوَ مَا خَشُنَ مِنْهَا، وَهِي ثلاثةٌ: النَّفَلُ، والحُرْثُبُ، والقَفْعاءُ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: أَحرارُ البُقُولِ: مَا رَقَّ مِنْهَا ورَطُبَ، وُكُورُها: مَا غَلُظَ مِنْهَا وخَشُنَ.
وَقيل: الحُرُّ: نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ.
! والحُرَّةُ: البابُونَجُ. {والحُرَّة: الوَجْنَةُ.
} والحُرَّتانِ: الأُذُنانِ، وَمِنْه قولُهم: حَفِظَ اللهُ كَرِيمَتَيْكَ {وحُرَّتَيْكَ، وَهُوَ مَجازٌ.
} وحَرَّ الأَرْضَ {يَحَرُّهَا حَرّاً: سَوّاهَا.} والمِحَرُّ: شَبَحَةٌ فِيهَا أَسْنانٌ، وَفِي طَرْفِها نَقْرَانِ، فيهمَا عُودٌ مَعْطُوفٌ، وَفِي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عَلَيْهِ. ثز يُوثَقُ بالتَّوْرَيْنِ، فتُغْرَرُ الأَسْنَانُ فِي الأَرضِ، حَتَّى تَحمِلَ مَا أُثِير من التُّراب، إِلى أَن يأْتيا بِهِ إِلى المكانِ المُنْخَفِض.
{والحُرّانِ، بالضمِّ: نَجْمَانِ عَن يَمِينِ النّاظِر إِلى الفَرْقَدَينِ، إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا، فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا.
قَالَ الأَزهريُّ: ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعْثَةً، وَيُقَال لَهَا: رَمْلَةُ} حَرُورَاءَ، وَهِي غَيرُ القَرْيَيِ الَّتِي نُسِبَ إِليها {الحَرُورِيُّون؛ فإِنها بظاهِرِ الكُوفَةِ.
والحُرّانُ: مَوضعٌ، قَالَ الشَّاعِر:
فساقانُ} فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فجَنْبَا حِمَى فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ
{وحُرَّيَاتُ: موضعٌ، قَالَ مُلَيْحٌ:
فراقَبْتُه حَتَّى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ
مَطَافِيلَ مِنْهُ} حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ
{وحُرَارُ، كغُرَابٍ: هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ، بَين الضِّبابِ وعَمرو ابْن كلابٍ وسَلُول.
} وحُرَّى، كرُرَّى: موضعٌ فِي بادِيَةِ كَلْبٍ.
وأَبو محمّدٍ القاسمُ بنُ عليٍّ! - الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ، أَحَدُ أَحْدادِه منسوبٌ إِلى نِسْجِ الحَرِيرِ، وَهُوَ مِن مُشَانةَ: قريةٍ بالبَصرةِ، وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إِلى {الحَرِيرَةِ: مِن قُرَى البَصْرَةِ.
وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَرِيرِيُّ، محدِّثٌ.
وقاصي القُضَاة شمسُ الدينِ محمّدُ ابنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ، مِن عُلَمَائِنا، رَوَى الحَدِيثَ.
وأَبو} حَرِيرٍ، لَهُ صُحْبَةٌ، رَوَى عَنهُ أَبو لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ.
{والحَرّانيَّةُ: قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ.
وأَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ} الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ - كشَدَّادٍ -: شيخٌ لِابْنِ عبدِ البَرِّ. والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون {- الحَرِيرِيَّ} الحَرّارَ، قالَه الحافِظُ.

فشش

ف ش ش : الْفَشُّ تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدُّونِ وَفَشَّ الرَّجُلُ الْبَابَ فَهُوَ فَشَّاشٌ إذَا فَتَحَ الْغَلَقَ بِآلَةٍ غَيْرِ مِفْتَاحِهِ حِيلَةً وَمَكْرًا. 
ف ش ش: (فَشَّ) الزِّقَّ أَخْرَجَ مَا فِيهِ مِنَ الرِّيحِ وَبَابُهُ رَدَّ. وَ (أَنْفَشَّتِ) الرِّيَاحُ خَرَجَتْ مِنَ الزِّقِّ وَنَحْوِهِ. 
[فشش] فَشَّ الوَطْبَ يَفُشُّهُ، أي أخرج ما فيه من الريح: يقال للغضبان: " لأفُشَنَّكَ فَشَّ الوطبِ " أي لأخرجنَّ غضبك من رأسك. وربَّما قالوا: فَشَّ الرجلُ، إذا تَجَشَّأَ. والفَشُّ: سرعة الحَلَبِ. وقد فَشَشْتُ الناقةَ. وناقةٌ فَشوشٌ: منتشرة الشَخْبِ. والفَشُّ: حمل الينْبوتِ. وانْفَشَّتِ الرياحُ: خرجت عن الزِقِّ ونحوه. وانْفَشَّ الرجل عن الأمر، أي فَتَرَ وكسِلَ. وانْفَشَّ الجُرحُ: سكن ورمه، عن ابن السكيت.

فشش


فَشَّ(n. ac. فَشّ)
a. Let or pressed the air out of; untied, undid (
waterskin ).
b. Belched, eructated.
c. Picked the lock of, opened with a false key (
door ).
d. Pilfered.
e. Calmed, soothed, pacified.
f. [Bain], Made mischief amongst.
g. Blew.
h. [ coll. ], Subsided.

أَفْشَشَa. Fled.

إِنْفَشَشَa. Flowed, rushed, streamed out.
b. Subsided; collapsed.
c. ['An], Was remiss, indolent over, shirked.
فَشّa. Subsidence ( of a swelling ); collapse.
b. Garment of coarse texture.
c. Foolish.
d. Locust-tree.

فَشُوْشa. see 1 (b) (d).
c. Deceitful.
d. Boastful.
e. Farter.

فَاْشُوْشa. Weak, feeble; irresolute.
(ف ش ش) : (فِي الْمُنْتَقَى) (الْفَشَّاشُ) إذَا فَشَّ بَابًا فِي السُّوقِ لَا يُقْطَعُ قَالَ وَهُوَ الَّذِي يُهَيِّئُ لِغَلَقِ الْبَابِ مَا يَفْتَحهُ بِهِ وَهُوَ مِنْ فَشَّ السِّقَاءَ إذَا حَلَّ وِكَاءَهُ وَفَتَحَ فَاهُ بَعْد النَّفْخ فِيهِ فَخَرَجَتْ مِنْهُ الرِّيحُ (وَانْفَشَّتْ الرِّيَاحُ) تَفَرَّقَتْ عِنْدَ الْمَسِّ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي شُبْهَةِ الْحَمْل كَانَتْ رِيحًا انْفَشَّتْ وَفِي كِتَابِ اللُّصُوصِ لِلْجَاحِظِ (الْفَشُّ) مُعَالَجَةُ دَوَّارَةِ الْبَابِ وَعَنْ اللَّيْثِ هُوَ تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدُّونِ وَالْأَوَّل الْوَجْه.
(فشش) - في حديث ابنِ عَبَّاس - رضي الله عنهما -: "لا تَنْصَرِفْ حتى تَسْمَعَ فَشِيشَها"
: أي طَنِينَها. والفَشِيشُ: الصَّوتُ. وفَشِيش الأَفْعَى، وكَشِيشُها: صَوتُ جِلدِها إذا مَشَت في اليَبَس. والفَخِيخُ : صَوتُها مِنْ فِيهَا.
- ومنه حديثُ أبي المَوالي: "فأَتَت جَارِيةٌ فأَقبلَت وأَدْبَرَت، وإنِّي لأَسمَعُ بين فَخذَيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش"
الحَرَابِش : جِنْس من الحَيَّات. واللَّفَفُ: تَدَاني الفَخِذَين من السِّمَن.
- وفي حديث شَقِيقِ بنِ ثَوْر: "أَنَّه خَرَج إلى المسجد وعليه فِشَاشٌ له"
قال الأصمعي: هو كِساءٌ غَلِيظٌ. وقال غيره: غَليظ لَيِّن.
[فشش] فيه: إن الشيطان "يفش" بين أليتي أحدكم حتى يخيل إليه أنه أحدث، أي ينفخ نفخًا ضعيفًا، من: فش السقاء- إذا خرج منه الريح. ومنه ح: لا ينصرف حتى يسمع "فشيشها"، أي صوت ريحها، والفشيش: الصوت، ومنه فشيش الأفعى، وهو صوت جلدها إذا مشت في اليبس. ومنه ح: فأتت جارية فأقبلت وأدبرت وإني لأسمع بين فخذيها من لففها مثل "فشيش" الحرابش، الحرابش جنس من الحيات، جمع حربش. ومنه ح عمر: جاءه رجل فقال: أتيتك من عند رجل يكتب المصاحف من غير مصحف، فغضب حتى ذكرت الزق وانتفاخه، قال: من؟ قلت: ابن أم عبد، فذكرت الزق و"انفشاشه"، يريد أنه غضب حتى انتفخ غيظًــا، ثم لما زال غضبه انفش انتفاخه، والانفشاش انفعال من الفش. ومنه ح ابنه مع ابن صياد: اخسأ! فلن تعدو قدرك، فكأنه سقاء "فش"، أي فتح فانفش ما فيه وخرج، والسقاء ظرف الماء. وفيه: أعطهم صدقتك وإن أتاك أهدل الشفتين "منفش" المنخرين، أي منتفخهما مع قصور المارن وانبطاحه وهو من صفات الزنج والحبش في أنوفهم وشفاههم، وهو كحديث: أطيعوا ولو أمر عليكم عبد حبشي، وضمير أعطهم لأولى الأمر. وح موسى وشعيب عليهما السلام: ليس فيها عزوز ولا "فشوش"، هي التي ينفش لبنها من غير حلب، أي يجري لسعة الإحليل، ومثله الفتوح والثرور. وفيه: وعليه "فشاش"، أي كساء غليظ. غ: "لأفشنك فش" الرطب، أي لأخرجن كبرك من رأسك.
فشش
فَشَّ فَشَشْتُ، يَفُشّ، افْشُشْ/ فُشَّ، فَشًّا، فهو فاشّ، والمفعول مَفشوش (للمتعدِّي)
• فشَّ الورمُ: زال، خفَّ وهبَط.
• فشَّ الإناءَ ونحوَه: أخرج ما فيه من هواء وماء "فشَشْتُ الكُرة/ البالون" ° فشَّ خُلْقَه في فلان: أنزل فيه غائلة غضبه المسبَّب من غيره- فشَّ غليله/ فشَّ غِلَّه: نفَّس من غضبه، أفرغ غضبه- فَشَّ قَلْبَه: أظهر ما يكنه من عتب أو غيظ.
• فشَّ القُفْلَ: فتحه بغير مفتاح. 

انفشَّ ينفشّ، انْفَشِشْ/ انْفَشَّ، انفشاشًا، فهو مُنفشّ
• انفشَّت الكرةُ: فشَّت، خرج ما فيها من الهواء "انفشَّتْ البالونةُ".
• انفشَّ الورمُ: فشَّ؛ زال، هبط. 

فَشّ [مفرد]: مصدر فَشَّ. 

فِشَّة [مفرد]: ج فِشَش: رِئة، وسُمِّيَت كذلك لأنها تَفُشُّ ما فيها من هواء. 

فَشوش [مفرد]: لا فائدة منه، ما لا طائل فيه "كلام/ عمل فَشوش" ° على فَشوش: انتهى إلى لا شيء. 

فَشيش [مفرد]:
1 - صوت الهواء عند خروجه من القِرْبة أو الكرة أو غيرهما.
2 - صوت جلد الأفعى عند مَشْيها في اليَبَس. 
(ف ش ش) و (ف ش ف ش)

الفَشّ: تتبع السرق الدون.

فَشَّه يَفُشّه فشّا.

والفَشّ: الْحَلب.

وَقيل: الْحَلب السَّرِيع.

وفَشَّ النَّاقة فَشاًّ: أسْرع حلبها.

وفَشَّ الضَّرع فَشاًّ: حلب جَمِيع مَا فِيهِ.

وفَش الوطب فَشَا: اخْرُج زبده.

وفَشّ الْقرْبَة يفُشّها فَشّا: حل وكاءها فَخرج رِيحهَا.

ولأفُشَّنَّك فَشَّ الوطب: أَي لأريلن نفخك.

وَقَالَ كرَاع: مَعْنَاهُ: لأحلبنك، وَذَلِكَ أَن ينْفخ ثمَّ يحل وكاؤه وَيتْرك مَفْتُوحًا ثمَّ يمْلَأ لَبَنًا.

وَقَالَ ثَعْلَب: لأفُشَّنَّ وطبك، أَي لأذهبن بكبرك وتيهك.

وَيُقَال للرجل إِذا غضب فَلم يقدر على التَّغْيِير: فشامن فُشِيّه، من استه إِلَى فِيهِ.

والفَشّ الفسو.

والفَشُوش من النسء: الضروط.

وَقيل: هِيَ الرخوة الْمَتَاع.

وَقيل: هِيَ الَّتِي تقعد على الجردان، قَالَ: وازجُرْ بني النَّجَّاخة الفَشُوشِ

وفَشَّ الْمَرْأَة يَفُشُّها فَشاًّ: نَكَحَهَا.

وفَشَّ القفل فَشاًّ: فَتحه بِغَيْر مِفْتَاح.

والانفشاش: الانكسار عَن الشَّيْء.

والفَشّ: الْأكل، قَالَ جرير:

فبتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأنكم ... مطلَّقة يَوْمًا وَيَوْما تُراجَع

وفَشَّ الْقَوْم يَفِشُّون فُشُوشا: حيوا بعد هزال.

وأفَشَّوا: انْطَلقُوا فجفلوا.

والفَشّ من الأَرْض: الهجل الَّذِي لَيْسَ بجد عميق وَلَا متطأ من جدا.

والفَشُّ: حمل الينبوت.

واحدته: فَشَّة، وَجَمعهَا: فِشَاش.

والفِشَاش، والفَشْفَاش: كسَاء رَقِيق غليظ النسج.

وفَشِيشة: نبز لحي من الْعَرَب، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ لقب لبني تَمِيم، وَأنْشد:

ذهبت فَشِيشة بالأباعر حولنا ... سَرَقا فصُبَّ على فَشِيشة أَبْجَرُ

وفَشْفش ببوله: نضحه.

وفَشْفَشَ الرجل: أفرط فِي الْكَذِب.

وَرجل فشفاش: يتنفج بِالْكَذِبِ وينتحل مَا لغيره.

والفَشْفاش: عشبة نَحْو البسباس، واحدته: فَشْفَاشة.

فشش: الفَشُّ: تَتَبُّع السَّرَقِ الدونِ، فَشَّه يَفُشّه فَشّاً؛ قال

الشاعر:

نحْنُ ولِيناهُ فلا نَفُشُّه،

وابنُ مُفاض قائمٌ يَمُشُّه

يأْخذ ما يُهْدَى له يَفُشُّه،

كيف يُؤَاتِيه ولا يَؤُشّه؟

وانْفَشّت الرياحُ: خرجت عن الزِّق ونحوه. والفَشُّ: الحلْبُ، وقيل:

الحلْبُ السريعُ. وفَشّ الناقةَ يَفُشُّها فشّاً: أَسْرع حَلْبَها، وفَشّ

الضرعَ فَشّاً: حلَب جميعَ ما فيه.

وناقة فَشُوشٌ: مُتَقَشِرةُ الشَّخْبِ أَي يتَشَعّبُ إِحْلِيلُها مثل

شعاع قَرْن الشمسِ حين يطْلع أَي يتفَرّقُ شَخْبُها في الإِناء فلا يُرَغّي

بيّنةُ الفَشَاشِ، وفي حديث موسى وشعيب، عليهما السلام: ليس فيها عَزُوزٌ

ولا فَشُوشٌ؛ الفَشُوش: التي يَنْفَشّ لبنُها من غير حَلْب أَي يَجْري

لسَعةِ الإِحْليل، ومثله الفَتوح والثَّرُور.

والفَشْفَشةُ: ضَعْفُ الرأْي. والفَشْفَشةُ: الخَرُّوبة.

ابن الأَعرابي: الفَشّ الطَّحْرَبةُ والفَشُّ النَّميمة والفَشُّ

الأَحْمَق. والخَرُوبُ يقال له: الفَشّ.

وفشَّ الرطْبَ فَشّاً: أَخْرَج زُبْدَة. وفَشَّ القِرْبةَ يَفُشّها

فَسّاً: حلَّ وِكاءَها فخرجَ رِيحُها. والفَشُوش: السقاءُ الذي يَتَحَلّب.

وفي بعض الأَمثال: لأَفُشّنَّكَ فَشَّ الوَطْبِ أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَك؛

وقال كراع: معناه لأَحلُبَنّك وذلك أَن يُنْفَخ ثم يُحَلّ وِكاؤُه ويُتْرك

مفتوحاً ثم يُمْلأ لبَناً، وقال ثعلب: لأَفُشَّنَّ وَطْبَك أَي

لأَذْهَبَنّ بكِبْرِك وتِيهِك؛ وفي التهذيب: معناه لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك من

رأْسك، من فَشَّ السقاءَ إِذا أَخْرج منه الريح، وهو يقال للغَضْبان، وربما

قالوا: فَشّ الرجُلُ إِذا تَجَشّأَ. وفي الحديث: إِن الشيطانَ يفُشُّ بَين

أَلْيَتَي أَحدِكم حتى يُيخَيِّلَ إِليه أَنه قد أَحْدث أَي يَنْفُخ

نَفْخاً ضعيفاً. ويقال: فُشّ السقاءُ إِذا خرج منه الريح.

وفي حديث ابن عباس: لا يَنْصَرِف حتى يَسْمع فَشِيشَها أَي صوتَ ريحها،

قال: والفَشِيشُ الصوت، ومنه فَشِيشُ الأَفعى، وهو صوت جلدها إذا مشَتْ

في اليَبَسِ. وفي حديث أَبي الموالي: فأَتت جاريةٌ فأَقبلت وأَدبرت وإنَي

لأَسْمع بين فخذيها من لَفَفِها مثلَ فَشِيش الحَرابِش؛ قال: هي جنس من

الحيّات واحدها حِرْبِش. وفي حديث عمر: جاءه رجلُ فقال: أَتيْتُك من عند

رجلٍ يَكْتُب المصاحفَ من غير مُصْحَف، فغَضِبَ حتى ذَكرتُ الزِّقَّ

وانتفاخَه قال: مَنْ؟ قلتُ: ابنُ أُمِّ عَبْدٍ، فذكرتُ الزِّقَّ وانفشاشَه،

يريد أَنه غَضِب حى انتفخ غَيْظــاً ثم لما زال غضبُه انْفَشَّ انتفاخُه،

والانْفِشاش: انْفِعال من الفَشّ. ومنه حديث ابن عمر مع ابن صيّاد: فقلت له

اخْسَ

(* قوله «اخس» كذا بالأصل والنهاية، والذي في مسلم اخسأ بهمزة

آخره.) فلن تَعْدُو قَدْرَك فكأَنه كان سقاءً فُشّ أَي فُتِح فانْفَشّ ما فيه

وخَرَجَ.

ويقال للرجل إِذا غَضِب فلم يَقْدِر على التغيير: فََشاشِ فُشِّيه من

استِه إِلى فِيه. ويقال للسقاء إِذا فُتح رأْسُه وأُخْرِج منه الريحُ:

فُشَّ، وقد فُشّ السقاء يُفَشُّ. وفَشَشْت الزِّقَّ إِذا أَخْرَجْت ريحَه.

والفَشُوش: الناقة الواسعةُ الإِحْليل. والفَشُوش والمُقَصِّعةُ

والمُطَحْرِبةُ: الأَمةُ الفَشّاء. ويقال: انْفَشَّت عِلَّةُ فلانٍ إِذا أَقبل

منها. وفي حديث ابن عباس: أَغطهم صدَقَتك وإِن أَتاك أَهْدَلُ الشفتين

مُنْفَشُّ المَنْخِرين أَي مُنْتفخهما مع قُصُورِ المارِن وانْبِطاحه، وهو من

صفات الزَّنْجِ والخَبَشِ في أُنوفِهم وشِفاهِهم، وهو تأْويل قوله، صلى

اللَّه عليه وسلم: أَطيعوا ولو أُمِّر عليكم عبدٌ حبشِيٌّ مُجَدَّعٌ،

والضمير في أَعطهم لأُولي الأَمر. والفَشُّ: الفَسْوُ. والفَشُوشُ من النساء:

الضَّرُوط، وقيل: هي الرَّخْوةُ المَتاعِ، وقيل: هي التي تقعد على

الجُرْدان؛ قال رؤبة:

وازْجُرْ بَني النجّاخةِ الغَشُوشِ

وفَشَّ المرأَةَ يَفُشُّها فَشّاً: نَكحَها، وفَشَّ القُفْلَ فَشّاً:

فتَحه بغير مفتاح. والانْفِشاش: الانكسار عن الشيء والفَشَلُ. وانْفَشَّ

الرجل عن الأَمر أَي فَتَر وكَسِل. وانْفَشَّ الجُرْح: سكَن ورَمُه؛ عن ابن

السكيت.

والفَشُّ: الأَكْل؛ قال جرير:

فبِتُّم تَفُشُّون الخَزِيرَ كأَنَّكمْ

مُطَلَّقةٌ يوماً، ويوماً تُراجَعُ

وفَشَّ القومُ يَفِشُّون فُشوشاً: أَحْيَوْا بعد هُزال. وأَفَشُّوا:

انطلقوا فجَفَلوا. والفَشُّ من الأَرض: الهَجْل الذي ليس بجُدٍّ عميق ولا

مُتَطامِنِ جِدّاً. والفَشّ: حَمْل اليَنْبُوت، واحدته فَشَّةٌ وجمعها

فِشَاشٌ. والفَشُوشُ: الخَرُّوب.

والفِشّاش والفِشْفاش: كساء رقيق غليظ النَّسج، وقيل: الفِشَّاشُ الكساء

الغليظ، والفَشُوش: الكساء السَّخِيف. وفي حديث شقيق: أَنه خرَج إِلى

المسجد وعليه فِشّاش له؛ وهو كساء غليظ.

وفَشِيشةُ: بئرٌ لحيّ من العرب، قال ابن الأَعرابي: هو لقب لبني تميم؛

وأَنشد:

ذَهَبَتْ فَشِيشةُ بالأَباعِر حَوْلَنا

سَرَقاً، فصَبَّ على فَشِيشةَ أَبْجَرُ

وفَشْفَشَ ببَوْله: نضَحه. وفَشْفَش الرجلُ: أَفرط في الكذب. ورجل

فَشْفاش: يَتَنَفّجُ بالكذب ويَنْتحِل ما لغيره. وفي حديث الشعبي: سَمَّيْتُك

الفَشْفَاشَ، يعني سَيْفَه وهو الذي لم يُحْكَم عملُه. وفَشْفَشَ في

القول إِذا أَفرط في الكذب. والفَشْفاش: عُشْبة نحو البَسْباسِ، واحدته

فَشْفاشة.

فشش
. {فَشَّ الوَطْبَ} يَفُشُّه {فَشَّاً: أَخْرَجَ مَا فِيهِ من الرِّيحِ،} فانْفَشَّ، وذلِكَ إِذا حَلَّ وِكَاءَه. ورُبَّمَا قالُوا: {فَشَّ الرَّجُلُ، إِذا تَجَشَّأَ، كَمَا فِي الصّحاحِ. و} فَشَّ النّاقَةَ {يَفُشُّها} فَشّاً: حَلَبَها بسُرْعَةٍ. {وفَشَّ الضَّرْعَ} فَشّاً: حَلَبَ جَمِيعَ مَا فِيهِ. {والفَشُّ: حَمْلُ اليَنْبُوتِ، وَاحِدَتُه} فَشَّةٌ، والجَمْعُ {فِشَاشٌ، ولَمْ يَذْكُرْهُ أَبو حَنِيفَةَ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ النّبَاتِ. و} الفَشُّ: النَّمِيمَةُ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، هَكَذَا قالَهُ بالفَاء، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ. وقالَ اللَّيْثُ: {الفَشُّ: تَتَبُّعُ السَّرِقَةِ الدون، وأَنشَدَ:
(نَحْنُ وَلِينَاهُ فَلَا} نَفُشُّهُ ... وابنُ مُفَاضٍ قائِمٌ يَمُشُّهُ)

(يَأْخُذُ مَا يُهدَى لَهُ يَقُشُّه ... كَيْفَ يُؤاتِيهِ وَلَا يَؤُشُّهُ)
و {الفَشُّ: الأَحْمَقُ، عَن ابنِ الأَعْرَابيّ والفَشُّ: الخَرُّوبُ، عَنْهُ أَيضاً،} كالفَشُوشِ كصَبُورٍ {والفَشْفَشَةِ، الأَخِيرَةُ نَقَلَهَا الصّاغَانِيُّ. و} الفَشُّ: مَنَاقِعُ الماءِ وقَرَارَتُه، عَن ابنِ عَبّادٍ، وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: هَجْلٌ! فَشٌّ: لَيْسَ بِعَيِمقٍ جِدّاً وَلَا مُتَطامِنٍ. و {الفَشّ: الكِساءُ الغَلِيظُ النَّسْجِ، الرَّقِيقُ الغَزْلِ،} كالفَشُوشِ، كصَبُورٍ، {والفَشْفَاشِ، بالفَتْح، كَمَا يَقْتَضِيه سِياقُه، وضَبَطَهُ الصّاغَانِيُّ بالكَسْرِ، قالَ: وهُوَ الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ فِشّاشاً، أَي بكَسْرٍ فتَشْدِيدٍ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَصْلُه} فِشْفَاشٌ. وقِيل: {الفِشّاشُ: الكِسَاءُ الغَلِيظُ،} والفَشُوشُ: الكِسَاءُ السَّخِيفُ. {والفَشُوشُ، كصَبُورٍ: النّاقَةُ الوَاسِعَةُ الإِحْلِيلِ المُنْتَشِرَةُ الشَّخْبِ، وهِيَ الَّتِي يَنْفَشُّ لَبَنُهَا مِنْ غَيْرِ حَلْبٍ، أَيْ يَجْرِي، لِسَعَةِ الإِحْلِيلِ، ومِثْلُه الفَتُوحُ، والثَّرُورُ، وقِيلَ: مَعْنَى مُنْتَشِرَةِ الشَّخْبِ، أَيْ يَتَشَعَّبُ إِحْلِيلُها مِثْلَ شُعَاعِ قَرْنِ الشَّمْسِ حِينَ يَطْلُع، أَيْ يَتَفَرّقُ شَخْبُهَا فِي الإِناءِ فَلا يُرَغِّى، بَيِّنَه} الفَشَاشِ، وكذلِكَ شاةٌ {فَشُوشٌ.
و} الفَشُوشُ: السِّقَاءُ الَّذِي يَتَحَلَّبُ. و {الفَشُوشُ: المَرْأَةُ الحَلاّبَةُ، هَكَذَا بالحاءِ، وَفِي بَعْضِهَا بالجِيمِ، والصَّوابُ بالخاءِ المُعْجَمَةِ، كَما فِي التَّكْمِلَةِ. والفَشُوشُ: الَّتِي يُسْمَعُ خَقِيقُ فَرْجِهَا عِنْدَ الجِمَاعِ،) أَو الَّتِي يَخْرُجُ مِنْهَا رِيحٌ عِنْدَهُ، أَيْ عِنْدَ الجِمَاعِ، وهذِه عَن ابْن دُرَيْدٍ، وأَمّا المَعْنَى الأَوّلُ الَّذِي ذَكَرَهُ فإِنّه تَفْسِير للنَّجّاخَةِ لَا} لِلْفَشُوشِ، وإِنّمَا غَيّره، والصّاغَانِيُّ ذَكَرَهُ اسْتِطْراداً فِي مَعْنَى رَجَزِ رُؤْبَةَ، فتَأَمَّلْ، وهِيَ الضُّرُوطُ، وقيلَ: هِيَ الرَّخْوَةُ المَتَاعِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(وازْجُرْ بَنِي النَّجَاخَةِ الفَشُوشِ ... عَن مُسْمَهِرٍّ لَيْسَ بالفَيُوِشِ)
والفَشُوشُ: الرَّجُلُ يَفْتَخِرُ بالبَاطِلِ. قُلْتُ: وَهَذَا غَلَطٌ أَيْضاً من المُصَنّف، رَحِمَهُ الله تَعالَى، فإِنَّ هَذَا تَفْسِيرُ الفَيُوشِ الَّذِي فِي رَجَزِ رُؤْبَةَ، كَمَا فَسَّرَه الصّاغَانِيّ هَكَذَا، فإِنّه بَعْدَ مَا أَنْشَدَ الرَّجَزَ قالَ: النَّجّاخَةُ: الَّتِي تَنْجَخُ ببَوْلِها، وقِيلَ: الَّتِي يُسْمَع خَفِيقُ فَرْجِهَا عِنْدَ الجِمَاع، والفَيُوشُ: مَنْ يَفْخَرُ بالباطِلِ. ولَيْسَ عِنْدَهُ طائِلٌ، فظَنَّ المُصَنِّفُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعالَى، أَنّه مَعْنَىً آخَرُ لِلْفَشُوشِ، فأَوْرَدَهُ، وهُوَ غَرِيبٌ، وسَيَأْتِي فِي ف ي ش ذلِكَ، فَتَأَمَّلْ. {وفَشَاشِ، كقَطَامِ: المَرْأَةُ} الفَاشَّةُ، أَي الضَّرُوطُ عِنْدَ الجِمَاع ويُقَالُ للرَّجُلِ إِذا غَضِبَ لم يَقْدِرْ على التّغْيِيرِ: {فَشَاشِ} فُشِّيه، مِن استِهِ إِلى فِيه، أَي افْعَلِي بِهِ مَا شِئْتِ فمَا بِهِ انْتِصَارٌ وَلَا قُدْرَةٌ على تَغْيِيره. {وفَشْفَشَ: ضَعُفَ رَأْيُه، عَن الفَرّاءِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وأَصْلُه} فَشَّ. وفَشْفَشَ فِي قَوْلِهِ إِذا أَفْرَطَ فِي الكَذِبِ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ.
و {فَشْفَشَ ببَوْلهِ: أَنْضَحَه هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ: نَضَحَه كشَفْشَفَهُ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ. وأَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بنُ} فُشّ بنِ أَبي مُحْرِزٍ، بالضَّمِّ: مُحَدِّثٌ بُخَارِىٌّ، حَدَّثَ عَن خَلَفٍ الخَيّام. وابنُ الفُشِّ: زاهِدٌ بَغْدَادِيٌّ قَتَلَه هُلاكُو، فِي تِلْكِ الوَقْعَةِ. قلت: وصَرَّح الحافظُ وغيرُه أَنَّ المُحَدِّثَ والزَّاهِدَ كلاهُمَا بالقافِ والشِّينِ. وَلم أَرَ أَحداً من المُحَدِّثِينَ ضَبَطَهُمَا بالفَاءِ، فَهُوَ تَصْحِيفٌ مُنْكَر تَنُبِّه لَهُ، فليُتَأَمَّل. وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {انْفَشَّتِ الرِّياحُ: خَرَجَت عَن الزِّقِّ ونَحْوِه.} وانْفَشَّ الرَّجُلُ عَن الأَمْرِ: فَتَرَ وكَسِلَ. وانْفَشَّ الجُرْحُ: سَكَنَ وَرَمُه، عَن ابنِ السِّكِّيتِ. كُلُّ ذلِكَ فِي الصّحاحِ، وأَغْفَلَه المُصَنِّفُ، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى قُصُوراً. {والفَشُّ: الطَّحْرَبَةُ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ.} وفَشَّ الوَطْبَ {فَشّاً: أَخْرَجَ زُبْدَهُ. وَفِي بعض الأَمْثالِ:} لأَفُشَّنَّكَ {فَشَّ الوَطْبِ، أَي لأُزِيلَنَّ نَفْخَكَ. وقالَ كُرَاع: أَيْ لأَحْلُبَنَّكَ، وذلِكَ أَنْ يُنْفَخَ ثُمَّ يُحَلَّ وِكَاؤَهُ ويُتَرَكَ مَفْتُوحاً، ثُمَّ يُمْلأَ لَبَناً. وقالَ ثَعْلَب: لأَذْهَبَنَّ بِكِبْركَ وتِيْهِكَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: لأُخْرِجَنَّ غَضَبَك مِنْ رَأْسِكَ. وهُو يُقَال للغَضْبَانِ.} والفَشُّ: النَّفْخُ الضَّعِيفُ، وَمِنْه الحديثُ إِنَّ الشَّيْطَانَ {يَفُشُّ بينَ أَلْيَتَيْ أَحَدِكُمْ حَتَّى يُخَيِّلَ إِليهِ أَنّه قد أَحْدَثَ.
} والفَشُّ: الفَسْوُ، {وفَشِيشُه: صَوْتُه. وفَشِيشُ الأَفْعَى: صَوْتُ جِلْدِهَا إذِا مَشَتْ فِي اليَبَس.
} والفَشُوشُ: الأَمَةُ الأَمَةُ الفَشّاء، كالمُطَحْرِبَةِ والمُقَصِّعَةِ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ. ورَجُلٌ {مُنْفَشُّ المَنْخِرَيْنِ، أَيْ مُنْتَفِخُهما، معَ قُصورِ المارِنِ وانْطِباقِه، وهُوَ من صِفاتِ الزّنْجِ فِي أُنُوفِهم.
} والفَشُوشُ: المَرْأَةُ تَقْعُدُ عَلَى الجُرْدانِ {وفَشَّهَا} يَفُشُّها {فَشّاً: نَكَحَهَا، نَقَلَه ابنُ القَطّاع.} وفَشَّ القُفْلَ {فَشّاً: فَتَحَه بِغَيْرِ مِفْتَاحٍ، كَما فِي اللِّسَانِ، ونَقَلَهُ ابنُ القَطّاع، أَيْضاً.} والانْفِشَاشُ: الفَشَلُ. {والفَشُّ: الأَكْلُ، قَالَ جَرِيرٌ:
(فبِتُّم} تَفُشُّونَ الخَزِيرَ كَأَنَّكُمْ ... مُطَلَّقَةٌ يَوْماً ويَوْماً تُرَاجَعُ)
{وفَشَّ القَوْمُ} فُشُوشاً: أَحْيَوْا بَعْدَ هُزَالٍ، هُنَا ذَكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وسَيَأْتِي فِي القافِ. {وأَفَشُّوا: انْطَلَقُوا فجَفَلُوا، والقافُ لُغَةٌ فِيه.} وفَشِيشَةُ، بالفَتْح: بِئْرٌ لِبَعْضِ العَرَبِ، وقَدْ وُجِدَت هَذِه فِي بَعْضِ هَوامِش الصّحاح مِنَ الزّياداتِ، قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: هُوَ لَقَبٌ لِبَنِي تَمِيم وأَنشد:
(ذَهَبْتْ {فَشِيشَةُ بالأَبَاعِرِ حَوْلَنا ... سَرَقاً فصُبَّ عَلَى} فَشِيشَةَ أَبْجَرُ)
قٌ لْتٌ: والشِّعْرُ لأَبِي مُهَوِّشٍ الأَسَدِيّ، وأَبْجَرُ هُوَ ابنُ حابِسٍ العِجْلِيّ. ورَجُلٌ {فَشْفاشٌ: يَتَنَفَّجُ بالكَذِبِ ويَنْتَحِلُ مَا لِغَيْرِه. وسَيْفٌ فَشْفَاشٌ: لَمْ يُحْكَمْ عَمَلُه، والسِّينُ لُغَةٌ فِيهِ.} والفَشْفاشُ: عُشْبَة نَحْو البَسْباسِ، وَاحِدَتُه! فَشْفَاشَةٌ، نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ، وتَقَدَّم فِي السِّينِ المُهْمَلَةِ.
ف ش ش

لأفشّنّك فشّ الوطب.

حسف

(حسف) : حَسَفُ الرِّيحِ: حَفِيفُها.
ح س ف

فلان ما يعطي من البر إلا نسافته، ومن التمر إلا حسافته.
[حسف] فيه: "حسفت" التمر، حتتت عنه قشره، وتحسف تقشر. نه: يا أسلم حت عنه قشره، "فأحسفه" ثم يأكله، أي أزيل قشره. ومنه: رأيت جلده "يتحسف" تحسف جلد الحية أي تقشر. 
(حسف)
الشَّيْء حسفا قشره وَالتَّمْر وَنَحْوه نقاه من حسافته

(حسف) عَلَيْهِ حسفا حقد

(حسف) فلَان رذل وَأسْقط

حسف


حَسَفَ(n. ac. حَسْف
حَسِيْف)
a. Hissed; rustled; rattled.
b. Went along.
c.(n. ac. حَسْف), Sorted, cleaned (dates).
d. Drove, led (flock).
e.(n. ac. حَسْف
حُسَاْف), Reaped.
حَسِفَ(n. ac. حَسَف)
a. [La], Was angry with.
إِنْحَسَفَa. Was broken up, crushed.

حَسْفa. Hiss, hissing.

حُسَاْفَةa. Refuse of dates.
b. see 25t
حَسِيْفa. see 1
حَسِيْفَةa. Hatred, enmity.
حسف
الحُسَافَةُ: حُسَافَةُ التَّمْر وهي رَدِيْئُه. وأحْسَفْتُ التَّمْرَ أُحْسِفُه: خَلَطْتُه بِحُسَافَتِه. وإِذا نَقَّيْتَه من رَدِيئه تقول: حَسَفْتُه. والحَسِيْفَةُ: الضَّغِينَةُ والحِقْدُ، والجَميعُ: الحَسَائفُ. وحَسِفَ قَلْبُه وحَسِكَ. وفي قَلْبِه حُسَافَةٌ وحُسَاكَةٌ: أي دَغَلٌ. والمُتَحَسِّفُ من النَّاسِ: الذي لا يَدَعُ شَيْئاً إلاّ أكَلَه. وحَسَّفَ شارِبَه تَحْسِيْفاً: أي حَلَقَه. والحَسْفُ: الحَصْدُ، وكذلك: الحُسَافُ. وتَحَسَّفَتْ أوْبارُ الإِبِلِ: أي تَطَايَرَتْ. وحَسَفْتُ الغَنَمَ: سُقْتُها. وحَسَفَها في الجِمَاع: وهو دُوْنَ الفَخِذَيْنِ. ويُقال لِحَرْشِ الحَيّاتِ: حَسْفٌ وحَسِيْفٌ وحُسُفٌ
الْحَاء وَالسِّين وَالْفَاء

الحُسافُ: بَقِيَّة كل شَيْء أكل فَلم يبْق مِنْهُ إِلَّا قَلِيل. وحُسافَةُ التَّمْر، بَقِيَّة قشوره وأقماعه وكسره، هَذِه عَن الَّلحيانيّ.

وحُسافُ الْمَائِدَة، مَا ينتثر فيؤكل فيرجى فِيهِ الثَّوَاب.

وحُسافُ الصليان وَنَحْوه يبيسة. وَالْجمع أحْسافٌ.

والحُسافَةُ، مَا سقط من التَّمْر. وَقيل: الحُسافَةُ فِي التَّمْر خَاصَّة، مَا سقط من أقماعه وقشوره. وحَسَف التَّمْر يحْسِفُه حَسْفا، وحَسّفَه: نقاه من الحُسافِة.

وَهُوَ من حُسافَتِهم، أَي من خشارتهم. وانحَسَف الشَّيْء فِي يَدي، أنفتَّ.

وحَسَف القرحة، قشرها. وتحشف الْجلد، تقشر، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحَسيفَةُ: الضغينة. قَالَ الْأَعْشَى:

فماتَ وَلم تذهبْ حَسيفَةُ صَدْرِه ... يُخَبِّرُ عَنهُ ذَاك أهلُ المقابِرِ 
حسف: حَسِيفة: غيظ، غل، عداوة، حقد. (رولاند، دوماس عادات 266).
حسك: حسَّك. حسّك: أبقى بقية منه إلى وقت الحاجة (محيط المحيط) حَسَك، واحدته حسكة وتوجد هذه الكلمة في معجم فوك في مادة ( Compes) .
وأرى أن مؤلف معجم فوك قد أخطأ في اختيار الكلمة اللاتينية لأنه كان يقصد ما معناه فخ حديدي ( Murex, tribulus) وهذه الكلمة تدل على هذا المعنى في عبارة من كتاب فن الحرب نقلت في معجم الادريسي غير أن تفسيرها فيه غير صحيح.
وحَسَكة تعني عند أهل المغرب شمعدان كبير مشعّب (معجم الادريسي، مارتن ص76) وهو من النحاس (فوك) ومن اللور أيضا. ففي كتاب ابن الخطيب (مخطوطة 2 ص21و): ودارت بالبركة الصَخُوبَة من حَسَك البلور والشبه ما تقصر عنه ديار الملك).
وقد سميت بهذا الاسم لفروعها المحدّدة من غير شك. ومن هذا أن كتابة الكلمة في معجم جوليوس ومعجم دومبي ومعجم شيربونو حصكة خطأ.
وحسك: رؤوس محددة من النحاس مركب في شكيمة لجام الفرس (ابن العوام 1: 541) وفيه (2: 553، 2: 557): حسك اللجام.
وحسك: شوك السمك: وهو العظم الدقيق منه (بوشر، همبرت ص69).
وحسكة: شوكة، سفاة، شظيَّة (بوشر).
وحسكة: قطعة من الفضة أو الذهب تقطع مدوَّرة في حجم قطعة العشرين سو يضعها الصائغ ما بين لؤلؤ القرط (شيرب).

حسف: الحُسافُ: بَقِيّةُ كلِّ شيء أُكل فلم يبق منه إلا قليل. وحُسافةُ

التمرِ: بقية قُشُوره وأَقْماعُه وكِسَرُه؛ هذه عن اللحياني. قال الليث:

الحُسافة حُسافة التمر، وهي قُشوره ورَدِيئه. وحُسافُ المائدةِ: ما

يَنْتَثِرُ فيؤكل فيُرْجى فيه الثوابُ. وحُسافُ الصِّلِّيانِ ونحوه: يَبِيسُه،

والجمع أَحْسافٌ. والحُسافةُ: ما سَقَطَ من التمر، وقيل: الحسافة في

التمر خاصّة ما سقط من أَقماعه وقشوره وكِسَره. الجوهري: الحسافة ما تناثر

من التمر الفاسد.

وحَسَفَ التمرَ يَحْسِفُه حَسْفاً وحَسَّفَه: نَقَّاه من الحُسافةِ. ابن

الأَعرابي: الحُسوفُ اسْتِقْصاء الشيء وتَنْقِيَتُه. وفي الحديث: أَنَّ

أَسْلَم كان يأَْتي عمر بالصاعِ من التمر فيقول: يا أَسْلَمُ حُتَّ عنه

قِشْره، قال: فأَحْسِفُه ثم يأْكله؛ الحَسْفُ كالحتّ وهو إزالة القِشْر.

ومنه حديث سعد بن أَبي وقاص قال عن مصعب بن عمير: لقد رأَيت جِلْدَه

يَتَحَسَّفُ تَحَسُّفَ جِلدِ الحَيّةِ أَي يَتَقَشر. وهو من حُسافتهم أَي من

خُشارَتِهمْ. وحُسافةُ الناسِ: رُذالُهم. وانْحَسَفَ الشيءُ في يَدِي:

انفَتَّ. وحَسَفَ القَرْحة: قَشَرَها. وتَحَسَّفَ الجِلْدُ: تقشّر؛ عن ابن

الأَعرابي. وتَحَسَّفَتْ أَوْبارُ الإبلِ وتوَسَّفَتْ إذا تَمَعَّطَتْ

وتَطايَرَتْ.

والحَسِيفةُ: الضَّغِينةُ؛ قال الأَعشى:

فَماتَ ولم تَذْهَبْ حَسِيفةُ صَدْرِه،

يُخَبِّرُ عنه ذاك أَهْلُ الـمَقابِرِ

وفي صدره عليَّ حَسِيفةٌ وحُسافةٌ أَي غَيْظٌ وعداوةٌ. أَبو عبيد: في

قلبه عليه كَتِيفةٌ وحَسِيفةٌ وحَسيكةٌ وسخِيمةٌ بمعنًى واحد. ورجع فلان

بحَسيفة نَفْسِه إذا رجَعَ ولم يَقْضِ حاجةُ نفسِه؛ وأَنشد:

إذا سُئِلُوا الـمَعْرُوفَ لم يَبْخَلُوا به،

ولم يَرْجِعُوا طُلاَّبَه بالحَسائِفِ

قال الفراء: حُسِفَ فلان أَي رُذلَ وأُسْقِطَ. وحكى الأَزهري عن بعض

الأَعراب قال: يقال لجَرْسِ الحَيّاتِ حَسْفٌ وحَسِيفٌ وحفيفٌ؛ وأَنشد:

أَباتوني بِشَرِّ مَبيتِ ضَيْفٍ،

به حَسْفُ الأَفاعي والبُرُوصِ

شمر: الحُسافةُ الماء القليل؛ قال: وأَنشدني ابن الأَعرابي لكثيِّر:

إذا النَّبْلُ في نَحْرِ الكُمَيْتِ، كأَنها

شَوارِعُ دَبْرٍ في حُسافةِ مُدْهُنِ

شمر: وهو الحُشافةُ، بالشين أَيضاً، الـمُدْهُن: صخْرة يَسْتَنْقِعُ

فيها الماءُ.

حسف
حسفت التمر أحسفه حسفاً - مثال نسفته أنسفه نسفاً -: أي نقيته، ومنه حديث عمر - رضي الله عنه -: أن أسلم مولاه كان يأتيه بالصاع من التمر فيقول: يا أسلم حت عنه قشره، قال: فأحسفه؛ فيأكله.
والحسافة - بالضم -: ما تناثر من التمر الفاسد.
والحسافة - أيضاً -: الــغيظ والعداوة، يقال: في صدره علي حسافة وحسيفة.
وقال شمر: الحسافة والحشافة: الماء القليل، قال كثير:
إذا النَّبْل في نَحْرِ الكُمَيْتِ كأنَّها ... شَوَارِعُ دَبْرٍ في حُسَافَةِ مثدْهُنِ
والحسافة - أيضاً -: بقية الطعام.
وحسافة الفضة: سالحتها.
والحسف: الشوك.
والحسف: جري السحاب.
والحسفة: سحابة رقيقة.
وبئر حسيف - كالسخيف -: أي التي تحفر في حجارة فلا ينقطع ماؤها كثرة.
وقال أبو زيد: يقال: رجع فلان بحسفية نفسه: إذا رجع ولم يقض حاجة نفسه، وأنشد:
إذا سُئُلوا المَعْرُوْفَ لم يَبْخَلُوا به ... ولم يَرْجِعوا طُلاّبَه بالحَسَائفِ
والحَسِيْف والحسف: جرس الحيات، قال:
أباتُوني بِشَرِّ مَبِيْتِ ضَيْفٍ ... بِهِ حَسْفُ الأفاعي والبُرُوْصِ
وقال أبن عباد: الحسف والحساف: الحصد.
وحسفت الغنم: سقتها.
وحسفها في الجماع: وهو دون الفخذين.
وحسف قلبه وحسك: أي أحن.
وقال الفراء: حسف فلان - على ما لم يسم فاعله -: أي رذل وأسقط.
وقال أبن عباد: أحسفت التمر: خلطته بحسافته.
وحسف شاربه تحسيفاً: أي حلقه.
والمتحسف من الناس: الذي لا يدع شيئاً إلا أكله.
وتحسفت أوبار الإبل وتوسفت: إذا تمعطت وتطايرت، وفي حديث سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: كان يصيبنا ظلف العيش بمكة؛ فلما أصابنا البلاء اعتزمنا لذلك؛ وكان مصعب - يعني أبن عمير رضي الله عنه - أنعم غلام بمكة؛ فجهد في الإسلام حتى لقد رأيت جلده يتحسف تحسف جلد الحية عنها.
وانحسف الشيء: إذا تفتت في يدك.
والتركيب يدل على شيء يتقشر عن شيء ويسقط.
باب الحاء والسين والفاء معهما ح س ف، ح ف س، س ح ف، س ف ح، ف س ح، ف ح س، كلهن مستعملات

حسف: حُسافة التَّمْر: قُشوره ورديئة، (تقول) : حَسَفْتُ التَّمْرَ أحسِفُه حسَفاً: نَقَّيْتُه .

حفس: رجل حِيْفْسٌ، وامرأة حِيَفْساء، والحِيَفْساء إلى القِصَر ولؤم الخِلْقة.

سحف: السَّحْف: كَشْطُكَ الشَّعَر عن الجلد حتى لا يبقى منه شيء تقول: سَحَفتُه سَحْفاً. والسَّحائف، الواحدة سَحيفة: طرائق الشَّحْم التي بين طرائق الطَفاطِف ونحوها ممّا يُرَى من شَحْمة عريضة مُلْزَقة بالجِلْد. وناقة سَحوف: كثيرةُ السَّحائف، وجَمَلٌ سَحوف كذلك، قال:

بجَلْهَة عِلْيانٍ سَحوِف المعقب  والقطعة منه سَحيفة وتكون سَحْفة. والسُّحاف: السِّلُّ. والسَّحُوف من الغنم: الرقيقة صُوف البطن. والسَّيْحَف: النَّصْل العريض، والجميع: السَّياحف.

سفح: سَفْح الجَبَل: عُرضهُ المُضْطَجع، وجمعه سُفُوح. وسَفَحَتِ العَيْنُ دَمْعَها تَسْفَحُ سَفْحاً. وسَفَحَ الدَّمْعُ يَسفَحُ سَفْحاً وسُفُوحاً وسَفَحاناً، قال الطرماح:

سِوى سَفَحانِ الدمْعِ من كُلِّ [مَسْفَحِ]

وسَفْحُ الدَّمِ كالصَّبِّ. ورجلٌ سَفّاح: سَفّاكٌ للدِماء. والمُسافَحة: الإقامة مع امرأة على فجور من غير تزويج صحيح، ويقال لابن البغي: ابن المُسافحة.

وقال جْبِريل: يا مُحمَّد ما بينك وبين آدَمِ نِكاح لا سِفاحَ فيه.

والسَّفيحان: جُوالِقانِ يُجْعَلانِ كالخُرْج ، قال:

تَنُجو إذا ما اضطَرَبَ السَّفيحانْ ... نَجاءَ هِقْل جافلٍ بفَيْحانْ  والَّسفيح: من أسماء القِداح.

فسح: الفُساحة: السَّعَة في الأرض، بَلَدٌ فَسيح»

وأمر فَسيح، فيه فَسحة أي: سَعَة. والرَّجل يَفسَحُ لأخيه في المجلس: يُوسِّعُ عليه. والقَوم يَتَفَسَّحُون إذا مَكَّنُوا. وانفَسَحَ طرْفه إذا لم يَردُدْه شيءٌ عن بُعْد النَّظَر. والفُساح: من نَعْت الذَّكَر الصُّلْب .

فحس: الفَحْس: أَخذُك الشَيْءَ بلسانِك وفَمِك من الماء ونحوه، فَحَسَه فَحْساً.
حسف
) حَسَفَ التَّمْرَ، يَحْسِفُهُ حَسْفاً نَقّاهُ مِن الحُسافَةِ.
والحُسَافَةُ، ككُنَاسَة: مَا تَنَاثَرَ من التَّمْرِ الْفَاسِدِ كَذَا فِي الصِّحاحِ، وَقيل: الحُسَافَةُ فِي التَّمْرِ خَاصَّةً: مَا سَقَطَ مِن أَقْمَاعِهِ وقُشُورِهِ وكِسَرِه، قَالَهُ اللِّحْيَانِيُّ، وَقَالَ اللَّيْثُ: حُسَافَةُ التَّمْرِ: قُشورُهُ ورَدِيئُهُ.
والحُسَافَةُ: الْــغَيْظُ، والْعَدَاوَةُ، كالْحَسِيفَةِ، كسَفِينَة فِيهِمَا: أَي فِي الــغَيْظِ والعَدَاوَةِ، يُقَالُ، فِي صَدْرِهِ عَلَيِّ حَسِيفَةٌ وحُسَافَةٌ: أَي غَيْظٌ وعَدَاوَةٌ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِ كَتِيفَةٌ، وحَسِيفَةٌ، وحَسِيكَةٌ، وسَخِيمَةٌ: بِمَعْنى واحِدٍ، وبالْحَسِفَةِ بِمَعْنَى الضَّغِينَةِ فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَي:
(فَمَاتَ وَلم تَذْهَبْ حَسِيفَةُ صَدْرِهِ ... يُخَبِّرُ عَنهُ ذاكَ أَهْلُ الْمَقَابِرِ)
والحُسَافَةُ: الْمَاءُ الْقَلِيلُ، نَقَلَهُ شَمِرٌ، عَن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ لِكُثَيِّرٍ:
(إِذَا النَّبْلُ فِي نَحْرِ الْكُمَيْتِ كَأَنَّهَا ... شَوَارِعُ دَبْرٍ فِي حُسَافَةِ مُدْهُنِ)
قَالَ شَمِر: وَهِي الحُشَافَةُ، بالشِّينِ أَيضاً، والمُدْهُنُ: صَخْر يَسْتَنْقِعُ فِيهَا الماءُ. والحُسَافَةُ: بَقِيَّةُ الطَّعَام، وَكَذَا بَقِيَّةُ كل شَيْءٍ أُكِلَ فَلم يَبْقَ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيل.
والحُسَافَةُ: سُحَالَةُ الفِضَّةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ.
والحُسَافَةُ: الشَّوْكُ، مُقْتَضَيَ سِيَاقِهِ أَنَّه بالفَتْح، وضَبَطَهُ الصَّاغَانيُّ فِي التَّكْمِلَةِ بالتَّحْرِيِك.
والحَسْفُ، بالفَتْح جَرْيُ السَّحَابِ.
والحَسْفُ، جَرْسث الْحَيَّاتِ، حَكاهُ الأًزْهَرِيُّ عَن بعضِ الأَعْرَابِ، وأَنْشَدَ:
(أَبَاتُونِي بِشَرِّ مَبِيتُ ضَيْفٍ ... بِهِ حَسْفُ الأَفَاعِي والْبُرُوصِ)
كالْحَسِيفِ، كأَمِيرٍ، وَكَذَلِكَ الحَفِيفُ.
وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: الحَسْفُ: الحَصْدُ، كالْسُحَافِ بِالضَّمِّ، قَالَ والحَسْفُ: سَوْقُ الغَنَمِ، وَقد حَسَفْتُهَا.
قَالَ: والحَسْفُ: الْجِمَاعُ دُونَ الْفَخِذَيْنِ، وَقد حَسَفَها فِي الجِمَاعِ. وَقَالَ غيرُه: الحَسْفَةُ، بِهَاءٍ السَّحَابَةُ الرَّقِيقَةٍُ. ويقَال: بِئْرٌ حَسِيفٌ، كأمِيرٍ لِلَّتِي تُحْفَرُ فِي الْحِجَارَةِ فَلَا، يَنْقَطِعُ مَاؤُهَا كَثْرَةً،)
كالخَسِيف، بالخاءِ.
قَالَ أَبو زيْدٍ: يُقَال رَجَعَ بِحَسِيفَهِ نَفْسِهِ، أَيْ: رَجَعَ، ولَم يَقَضِ حَاجَتَهُا، أَي: حَاجَةَ نَفْسِهِ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: حَاجَتَهُ، وأَنْشَدَ:
(إِذَا سُئِلُوا الْمَعْرُوفَ لم يَبْخَلُوا بِهِ ... وَلم يَرْجِعُوا طُلاّبَهُ بِالْحَسَائِفِ)
وَقَالَ ابنُ عَبَادٍ: حَسِفَ قَلْبُهُ، كَفَرِحَ: أَجِنَ وحَسِكَ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: حُسِفَ فُلانٌ، كعُنِيَ: رُذِلَ وأُسْقِطَ. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: أَحْسَفَ التَّمْرَ: إِذا خَلَطَهُ بحُسَافَتِهِ.
قَالَ: وَتَحْسِيفُ الشَّارِبِ: حَلْقُهُ، يُقَال: حَسَّفَ شَارِبَهُ تَحْسِيفاً.
وتَحَسَّفَتِ الأَوْبَارُ: إِذا تَمَعَّطَتْ وتَطَايَرَتْ، وَكَذَلِكَ تَوْسَّفَتْ، كَذَا فِي اللِّسَان والمُحِيطِ.
والْمُتَحَسِّفُ مِنَ النَّاسِ: مَن لَا يَدَعُ شَيْئاً إِلاَّ أَكَلَهُ، كَذَا فِي المُحِيطِ.
وانْحَسَفَ الشَّيْءِ فِي يَدِي: تَفَتَّتَ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حُسَافُ المائدةِ، بِالضَّمِّ مَا يَنْتَثِرُ فيُؤْكَلُ، فيُرْجَي فِيهِ الثَّوَابُ، وحُسَافُ الصِّلِّيانِ ونَحْوِه: يَبِيسُهُ، والجَمْعُ أَحْسَافٌ.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ الحُسُوفُ: اسْتِقْصَاءُ الشَّيْءِ وتَنْقِيِتُه.
وتَحَسَّفَ الجِلْدُ: تَقَشَّرَ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
وَهُوَ مِن حُسَافَتِهِمْ: أَي مِن خُشَارَتِهم: وحُسَافَةُ النَّاسِ: رُذَالُهم. وحَسَفَ القَرْحَةَ: قَشَرَهَا.

حمق

(حمق) : الحَمَقُ: البَياضُ الذي يَخْرُج من الفَرْجِ، قالَ:
عَوَّدَها مُعَتِّلٌ سُوءَ الخلُقْ
خلِيطَ حَيْضٍ ومَنيٍّ وحَمَقْ
(حمق) : الحُمَقُ، والحُمَقَةُ: الأَحْمَق. (ترك - منع) : تَراكَها، ومَناعَها - بفَتْح الكافِ والعَيْن -: لغتان في الكَسْر، وهذا في حال الإِضافَةِ، فإِذا نُزِعَت الإِضافةُ فليس إِلاَّ الكَسْر.
(حمق)
فلَان حمقا خفت لحيته فَهُوَ حمق وَقل عقله فَهُوَ أَحمَق وَهِي حمقاء (ج) حمق

(حمق) حمقا وحماقة قل عقله وَفعل فعل الحمقى والسوق كسدت فَهُوَ أَحمَق وَهِي حمقاء (ج) حمق وَيُقَال حمقت تِجَارَته بارت
(حمق) - في حَديثِ ابن عُمَر، رَضِى اللهُ عنهما: "أرأيتَ إن عَجَز واستَحْمَق" يقال: استحَمَق الرَّجلُ: فَعَل فِعْلَ الحَمْقَى، واستَحْمَقْته أَيضًا: وَجدتُه أَحمقَ، لازم ومُتَعَدّ، ومنه: استَنْوَك، واستَنْوقَ الجَمَل.
[حمق] نه: يركب "الحموقة" هي فعولة من الحمق أي خصلة ذات حمق. وح: لولا أن يقع في "أحموقة" أفعولة منه. ن: بضم همزة وميم أي يفعل فعل الحمقى ويرى رأياً كرأيهم. نه ومنه ح ابن عمر: أرأيت إن عجز و"استحمق" من استحمق إذا فعل فعل الحمقى، واستحمقته وجدته أحمق، فهو لازم ومتعد مثل استنوق الجمل، ويروى مجهولاً، والأول أولى ليزاوج عجز. ك: أي عجز عن النطق بالرجعة، أو ذهب عقله عنها، لم يكن ذلك مخلاً بالطلقة، واستحمق أيت كلف الحمق بما فعل من الطلاق للحائض، النووي: هو استفهام إنكار أي نعم يحتسب طلاقه ولا يمتنع احتسابه لعجزه، وقائله ابن عمر.

حمق


حَمِقَ
حَمُقَ(n. ac. حُمْق
حُمُق
حَمَاْقَة)
a. Was, became foolish, stupid, dull, senseless. —
( حَمِقَ) [ coll. ], Got angry.

حَمَّقَa. Rendered foolish, stupid &c., stupefied.
b. Called a fool &c.
c. Set down to foolishness.

أَحْمَقَa. Considered, called, foolish &c.

تَحَاْمَقَa. Pretended to be foolish, stupid.

إِنْحَمَقَa. Was foolish &c. acted foolishly.

إِسْتَحْمَقَa. see VIIb. Considered foolish &c.

حُمْقa. Foolishness, stupidity, senselessness.

حَمَقa. Anger, passion.

حَمِقa. see 14
حُمُقa. see 3
أَحْمَقُ
(pl.
حَمْقَى
حُمْق
3)
a. Foolish, dull-witted, senseless; idiotical; fool
stupid.
b. Irritable.

حَمَاْقَةa. see 3
حُمُوْقَةa. Foolishness, folly.

حَمْقَاْنُa. Irritated, angry.
ح م ق: (الْحُمْقُ) بِسُكُونِ الْمِيمِ وَضَمِّهَا قِلَّةُ الْعَقْلِ وَقَدْ (حَمُقَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (أَحْمَقُ) وَ (حَمِقَ) أَيْضًا بِالْكَسْرِ (حُمْقًا) فَهُوَ (حَمِقٌ) وَامْرَأَةٌ (حَمْقَاءُ) وَقَوْمٌ وَنِسْوَةٌ (حُمْقٌ) وَ (حَمْقَى) وَ (حَمَاقَى) . وَ (الْبَقْلَةُ الْحَمْقَاءُ) الرِّجْلَةُ. وَ (أَحْمَقَهُ) وَجَدَهُ أَحْمَقَ. وَ (حَمَّقَهُ تَحْمِيقًا) نَسَبَهُ إِلَى الْحُمْقِ. وَ (حَامَقَهُ) سَاعَدَهُ عَلَى حُمْقِهِ وَ (اسْتَحْمَقَهُ) عَدَّهُ أَحْمَقَ. وَ (تَحَامَقَ) تَكَلَّفَ الْحَمَاقَةَ. 
ح م ق

حمق الرجل وحمق، وفيه حمق. وتحمق في بلد الحمقى. وكان هبنقة يحمق. واستحمقت فلاناً، وأنا أستحمقه. وأحمقت المرأة، وهي محمق ومحمقة ومحماق. وفلان حميقة مثل زميلة. وحمق الرجل، وهو محموق: أصابه الحماق وهو الجدري والحميقاء.

ومن المجاز: البقلة الحمقاء سيدة البقل وهي الرجلة، استحمقت لأنّها تنبت في المسائل. والنحمقت السوق. وحمقت تجارته: بارت كما يقال: ماتت ونامت. وانحمق الثوب: بلي. وغرني غرور المحمقات وهي الليالي البيض ذوات الغيم، تظن فيها أنك قد أصبحت وعليك ليل. وقال أكثم بن صيفيّ لبنيه لا تجالسوا السفهاء على الحمق أي على الخمر. وحمق: شربها، قيل لها ذلك لأنها سبب الحمق، كما سميت إثماً لأنها سببه.
[حمق] الحُمْقُ والحُمُقُ: قِلَّةُ العقل. وقد حَمُقَ الرجل بالضم حَماقَةً فهو أَحْمَقُ. وحَمِقَ أيضاً بالكسر يحمق حمقا، مثل غنم عنما، فهو حمق. قال يزيد بن الحكم الثقفيّ: قد يقتر الحول التقى ويكثر الحمق الاثيم وعمرو بن الحمق الخزاعى. وامرأة حمقاء، وقوم ونسوة حُمُقٌ وحَمْقى وَحَماقى. والبَقْلَةُ الحَمْقاءُ: الرِجْلَةُ. وحَمُقَتِ السوقُ أيضاً بالضم، أي كسَدتْ. وأَحْمَقَتِ المرأَةُ، أي جاءت بولد أَحْمَقَ، فهي محمق ومحمقة. قالت امرأة من العرب: لست أبالى أن أكون محمقه إذا رأيت خصية معلقه تقول: لا أبالى أن ألد أحمق بعد أن يكون الولد ذكرا له خصية معلقة. فإن كان من عادتها أن تَلِدَ الحَمْقى فهي: محماقٌ. ويقال: أَحْمَقْتُ الرجلَ، إذا وجدته أحمق. وحمقته تحميقا: نسبته إلى الحُمْقِ. وحامَقْتُهُ، إذا ساعدتَه على حُمْقِه. واسْتَحْمَقْتُهُ، أي عددته أَحْمَقَ. وتحامَقَ فلانٌ، إذا تكلَّف الحَماقَةَ. ويقال: انْحَمَقَتِ السوقُ، أي كَسَدتْ. وانْحَمَقَ الثوبُ، أي أَخْلَقَ. والحماق، مثال السعال: كالجدري يصيب الانسان. قال أبو عبيد: يقال منه رجل محموق
(ح م ق) : (الْحُمْقُ) نُقْصَانُ الْعَقْلِ عَنْ ابْنِ فَارِسٍ وَعَنْ الْأَزْهَرِيِّ فَسَادٌ فِيهِ وَكَسَادٌ (وَمِنْهُ) انْحَمَقَ الثَّوْبُ إذَا بَلِيَ وَانْحَمَقَتْ السُّوقُ كَسَدَتْ وَقَدْ حَمَقَ فَهُوَ حَمَقٌ وَحَمُقَ فَهُوَ أَحْمَقُ (وَإِنَّمَا قِيلَ) لِصَوْتَيْ النِّيَاحَةِ وَالتَّرَنُّمِ فِي اللَّعِبِ أَحْمَقَانِ لِحُمْقِ صَاحِبِهِمَا (وَأَمَّا) قَوْلُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لِعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - يَا أَحْمَقُ وَإِنَّمَا خَاطَبَهُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْخَشِنِ لِاعْتِرَاضِهِ عَلَى إمَامٍ مِثْلِهِ فِي شَيْءٍ مُجْتَهَدٍ فِيهِ وَقَدْ قِيلَ فِيهِ تَأْوِيلٌ آخَرُ إلَّا أَنَّهُ بَارِدٌ مُسْتَبْعَدَ (وَاسْتَحْمَقَهُ) عَدَّهُ أَحْمَقَ (وَعَنْ) اللَّيْثِ اسْتَحْمَقَ الرَّجُلُ فَعَلَ فِعْلَ الْأَحْمَقِ حَكَاهُ الْأَزْهَرِيُّ وَعَلَيْهِ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ أَرَأَيْت إنْ عَجَزَ وَاسْتَحْمَقَ وَهَكَذَا قَرَأْته فِي الْفَائِقِ وَيُرْوَى وَمَا لِي لَا أَحْتَسِبُ بِهَا وَإِنْ اسْتَحْمَقَتْ وَنَظِيرُهُ وَزْنًا وَمَعْنًى اسْتَنْوَكَ إذَا فَعَلَ فِعْلَ الْأَنْوَكِ (وَالْأُحْمُوقَةُ) مِنْ أَفَاعِيلِ الْحَمْقَى.
حمق: حَمُق: ذكره ألكالا في مادة ( Enlevar) وقد كتب إليَّ المرحوم لافونت إن هذا الفعل الخير ربما يدل على معنى ( Enlevarse) أي صار صلفا متغطرسا معجبا بنفسه، متعاظما (انظر تحمِّق وهو قريب من معنى الفعل سخف).
وحَمُق: غضب، اغتاظ، حنق، تسخط، تنمر على، حرد على (المقري، هلو).
وحَمُقَ: اغتم، أسف، شجى، حزن، (هلو، الف ليلة برسل 11: 23).
حَمَّق: حمَّقه: جعله أحمق (ألكالا).
وحمَّق نَفْسَه: اعجب بنفسه وتولع بها (معجم المتفرقات).
تحمَّق: تعاظم (تاريخ البربر 1: 485).
وتحمَّق: حَمُق، غضب، اغتاظ، حنق، تسخط، تنمر على، حرد على (المقري).
تحامق: صار كالأحمق من الغضب (ألف ليلة برسل 3: 103) وتحامق عليه: غضب عليه، استشاط غضبا عليه (قصة عنتر ص80).
انحمق: غضب، اغتاظ، (بوشر، ألف ليلة برسل 10: 460) وانحمق من فلان: اغتاظ منه وغضب عليه (ألف ليلة برسل 4: 184).
وانحمق من الشيء: اغتاظ منه (ألف ليلة برسل 4: 184).
حُمْق: حَنَقَ، غضب، غيظ شديد (ألف ليلة برسل 9: 386) وفي طبعة ماكن حدة وغيظ والعامة تنطق الكلمة حَمَق لئن صاحب محيط المحيط يقول: والعامة تستعمل الحَمَق بمعنى سرعة الغضب.
وحَمْق: مجنون (ألكالا).
حَمْقَة: غضب (بارييه).
حُمْقِيَّة: جنون (فوك).
حَمَاق: ويجمع على حمقاء: مخادع، خائن، غاش (الكالا) وفي موضع آخر منه تجمع الكلمة منه على حُمْق.
حُمَاق: وتجمع على حُمَقاء: مجنون (ألكالا).
حماق: قطع شعرية في الهجاء. انظر الجريدة الآسيوية (1839، 16402، 1849، 2: 251).
حَمَاقة: فظاظة، رقاعة، وقاحة، سفاهة وفي معجم بوشر: عبروا إلى الحماقة أي صاروا إلى التهديد والوعيد والشتائم والسباب.
حماقى البَرَابِر: اسم آله موسيقية (المقري 2: 144).
حَمُّوق: هو عند العامة المرض المسمى حُماق (محيط المحيط) (578).
اُحموقا: جنون: جنون، بلاده، خرف. وهي كلمة وضعت للسخرية والاستهزاء. كما وضعت كلمة أخرُوفا. وحين مدح أبو الأمير غارسيا العجم من يونان ورومان وغيرهم في رسالته لأنهم ابتكروا علم الحساب والهندسة وميزوا بين الألوطيقي والبوطيقي، تصدى له أحد معرضيه فأجابه (مخطوطة الاسكوريال ص535) قائلا: وأما النوطيقي (كذا) واللوطيقي (كذا) فهناك جاءت الأحْموقا والاخْروفا.
حَمَقْمُوق عامية حُماق وحَماقَ (محيط المحيط)
حمق
حمُقَ يَحمُق، حُمْقًا وحَماقةً، فهو أَحمقُ
• حمُق الرَّجلُ:
1 - قَلّ عقلُه، فسَد عقلُه "ربَّما أراد الأحمقُ نفعك فضرَّك [مثل]- ما يُداوي الأحمقُ بمثل الإعراض عنه [مثل]- لكلّ داءٍ دواء يستطبُّ بهِ ... إلاّ الحماقة أعيت
 من يداويها" ° أحمق من نعامة [مثل]: قيل ذلك لأنها تحتضن بيض غيرها، وتُضيِّع مبيض نفسها.
2 - غضب وتصرَّف تصرُّفَ الطّائش "يحمُق لأَتْفَه الأمور" ° عبروا إلى الحماقة: صاروا إلى التّهديد والوعيد والشّتائم والسِّباب. 

حمِقَ يَحمَق، حَمَقًا، فهو أحْمَقُ
• حمِق فلانٌ: حمُق، قلَّ عقلُه، فسَد عقلُه. 

أحمقَ يُحمق، إحماقًا، فهو مُحمِق، والمفعول مُحمَق
• أحمق فلانًا: عدَّه قليل العَقْل طائشه. 

استحمقَ يستحمق، استحماقًا، فهو مُستحمِق، والمفعول مُستحمَق (للمتعدِّي)
• استحمق الشَّخصُ: حمُق؛ قلّ عقلُه وتصرَّف تصرُّف الطائش.
• استحمق فلانًا: أحمقه؛ عدَّه قليل العَقْلِ طائشه "حدَّثتُه فاستحمقتُه". 

انحمقَ ينحمق، انحماقًا، فهو مُنحمِق
• انحمق الشَّخصُ:
1 - حَمُقَ؛ قلَّ عقلُه وتصرَّف تصرُّف الطائش.
2 - اندَفَعَ بلا رَوِيَّة. 

تحامقَ يتحامق، تحامُقًا، فهو متحامِق
• تحامق الشَّخصُ: تَظاهَرَ بقلَّة العقل والغباء "تحامق المُتَّهمُ حتَّى يبرِّئ نفسَه". 

تحمَّقَ يتحمَّق، تحمُّقًا، فهو مُتحمِّق
• تحمَّق فلانٌ: تكلَّف قلَّة العقل والغباء "تحمَّق المجرمُ أمام ضابط الشرطة- يتحمَّق أحيانًا ليُضحكَ أصحابَه". 

حمَّقَ يحمِّق، تحميقًا، فهو مُحمِّق، والمفعول مُحمَّق
• حمَّق فلانًا:
1 - جعله كقليل العقل أو فاسده "حمَّق شابًّا طائشًا".
2 - نسبه إلى قلَّة العقل والطّيْش "حمَّقه عندما رأى تصرُّفاته الدَّالّة على الحُمْق". 

أَحْمَقُ [مفرد]: ج حُمْق وحَمْقَى، مؤ حمقاءُ، ج مؤ حمقاوات وحُمْق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حمُقَ وحمِقَ.
• البقلة الحمقاء/ بقلة الحمقاء: (نت) الرِّجلة. 

حَماق/ حُماق [مفرد]: (طب) داء كالجُدريّ أو شبهه يصيب الإنسانَ فيتفرَّق في الجسد. 

حَماقة [مفرد]: مصدر حمُقَ. 

حَمَق [مفرد]: مصدر حمِقَ. 

حُمْق [مفرد]: مصدر حمُقَ. 

حمق: الحُمْقُ: ضدّ العَقْل. الجوهري: الحُمْقُ والحُمُقُ قلة العقل،

حَمُقَ يَحْمُق حُمْقاً وحُمُقاً وحَماقةٌ

وحمِقَ وانْحَمَقَ واسْتَحَمَقَالرجل إِذا فَعَلَ فِعْلَ

الحَمْقَى. ورجل أَحمقُ وحَمِقٌ بمعنى واحد؛ قال رؤبة:

أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ

الجوهري: حَمِقَ، بالكسر، يَحْمَقُ حُمْقاً مثل غَنِمَ يَغُنَمُ

غُنْماً، فهو حَميقٌ؛ قال يزيد بن الحكَم الثَّقَفي:

قد يُقْتِرُ الحُوَلُ التَّقِيُّ،

ويُكْثِرُ

الحَمِقُ الأَثِيمُ

(* قوله «الحول» في القاموس: رجل حول كصرد: كثير

الاحتيال).

وعَمرو بن الحَمِق الخُزاعِيّ، وقومٌ ونِسوة حُمق وحَمْقى وحَماقى. ابن

سيده: حَمْقَى بَنَوْه على فَعْلى لأَنه شيء أُصِيبوا به كما قالوا

هَلْكَى، وإِن كان هالِك لفظَ فاعل، وقالوا: ما أَحْمقَه، وقع التعجب فيها بما

أَفْعلَه وإِن كانت كالخُلُقِ، وحكى سيبويه حُمْقان، قال: فلا أَدري

أَهي صيغة بناها كخَبَط فرَقَدَ أَم لفظة عربية. وأَتاه فأَحْمَقَه: وجده

أَحمقَ. وأَحمقَ به: ذكره بحُمق. وحَمَّقْتُ

الرجل تَحْمِيقاً: نسبتُه إلى الحُمْقِ، وحامَقْتُه

إِذا ساعدْته على حُمْقِه، واستحمقْته أَي عددته أَحمَقَ؛ ومنه حديث ابن

عمر في طلاق امرأَته: أَرأَيتَ إِن عَجَز واستحمق؛ يقال: استحمق الرجل

إِذا فعَلِ فِعل الحَمْقَى. واستحمقْتُه: وجدته أَحمق، فهو لازم ومُتعدّ

مثل اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ؛ ويروى: اسْتُحْمِقَ، على ما لم يسمّ فاعله،

والأَوّل أَولى ليُزاوِجَ عَجَز: وتَحامقَ فلان إِذا تكلَّف الحَماقة؛

الأَزهري: وسئل أَبو العباس عن قول الشاعر:

إِنَّ للحُمْقِ نِعْمةً في رِقابِ النَّـ

ـاس تَخْفَى على ذَوي الأَلبْابِ

قال: وسئل بعض البُلغاء عن الحُمق فقال: أَجْوَدُه حَيْرةٌ؛ قال: ومعناه

أَنَّ الأَحْمق الذي فيه بُلْغةٌ

يُطاوِلُك بحُمْقه فلا تَعْثُر على حُمْقه إِلا بعد مِراسٍ طويل.

والأَحمقُ: الذي لا مَلاوِمَ فيه ينكشِف حُمْقُه سريعاً فتستريحُ منه ومن

صُحْبته، قال: ومعنى البيت مُقدَّم ومؤخَّر كأَنه قال إِن للحُمْقِ نعمة في

رقاب العُقلاء تَغِيب وتخفى على غيرهم من سائر الناس لأَنهم أَفْطَن

وأَذْكَى من غيرهم. وفي حديث ابن عباس: يَنطَلِقُ أَحدكم فيركب الحَمُوقةَ؛ هي

فَعولةٌ من الحُمْقِ، أَي خَصْلةً ذات حُمْقٍ. وحقيقة الحُمق: وضع الشيء

في غير موضعه مع العلم بقُبْحه. وفي الحديث الآخَر مع نَجْدة الحَرُوريّ:

لوْلا أَن يقعَ في أُحْموقةٍ ما كتبت إِليه، هو منه. وأَحمقَ

الرجل والمرأَة: ولَدا الحَمْقَى؛ وامرأَة مُحْمِقٌ ومُحْمِقة، الأَخيرة

على الفعْل؛ قال بعض نساء العرب:

لست أُبالي أَن أَكُونَ مُحْمِقَهْ،

إِذا رأَيتُ خُصْيةً مُعَلَّقهْ

تقول: لا أُبالي أَن أَلد أَحْمَقَ

بعد أَن يكون الوَلد ذكراً له خُصية مُعلَّقة، وقد قيل في هذا المعنى

حَمِقةٌ على النسب كطَعِمٍ وعَمِلٍ، والأَكثر ما تقدَّم، وإِن كان من عادة

المرأَة أَن تلد الحَمْقَى فهي مِحْماقٌ. والأُحْموقةُ: مأْخوذ من الحُمق.

والمُحْمِقاتُ من الليالي: التي يَطلعُ القمر فيها ليلة كلَّه فيكون في

السماء ومن دونه سَحاب، فترى ضَوءاً ولا ترى قمراً،فتظُنُّ أَنك قد

أَصبحت وعليك ليل، مشتقّ من الحُمْق. وفي المثل: غَرُّوني غُرُورَ

المُحْمِقات. ويقال: سِرْنا في ليال مُحمِقات إِذا استتر القمر فيها

بغيم أَبيض فيسير الراكب ويظن أَنه قد أَصبح حتى يَملَّ، قال: ومنه أُخذ اسم

الأَحْمق لأَنه يغُرك في أَول مجلسه بتَعاقُلِه، فإِذا انتهى إِلى آخر

كلامه تبيَّن حمقه فقد غرك بأَول كلامه.

والبَقْلة الحَمْقاء: هي الفَرْفَخةُ؛ ابن سيده؛ البَقْلةُ الحمقاء التي

تسميها العامة الرِّجْلة لأَنها مُلْعِبةٌ، فشُبِّهت بالأَحمق الذي

يَسيل لُعابُه، وقيل: لأَنها تَنْبُت في مَجْرَى السيُّول.

والحُمَيْقاء: الخمر لأَنها تُعْقب شاربها الحُمْق. قال ابن بري: حكى

ابن الأَنباري أَنه يقال: حَمَّقَ

الرجلُ إِذا شرِب الحُمْقَ، وهي الخمر؛ وأَنشد للنَّمِر بن تَوْلَب:

لُقَيْمُ بن لُقْمانَ مِن أُخْتِه،

وكان ابنَ أُخْتٍ له وابْنَما

عَشِيّةَ حَمَّقَ فاسْتَحْضَنَتْ

إِليه، فَجامَعها مُظْلِما

قال: وأَنكر أَبو القاسم الزجّاجي ذلك، قال: ولم يذكر أَحد أَن الحُمقِ

من أَسماء الخَمر، قال: والوراية في البيت حُمِّقَ على ما لم يسم فاعله.

وقال ابن خالويه: حَمَّقَتْه الهَجْعةُ أَي جَعلته كالأَحْمق؛ وأَنشد:

كُفِيتُ زَمِيلاً حَمَّقَتْه بهَجْعةٍ،

على عَجَلٍ، أَضْحَى بها، وهو ساجِدُ

والباء في بِهَجْعة زائدة وموضعها رفع. وفرس مُحْمِقٌ: نِتاجُها لا

يُسْبَق؛ قال الأَزهري: لا أَعرف المُحمِق بهذا المعنى، والأَحْمقُ

مأْخوذ من انْحِماق السُّوق إِذا كَسَدت فكأَنه فَسَدَ عقلُه حتى

كَسَدَ. ابن الأَعرابي: الحُمْقُ أَصله الكَسادُ. ويقال: الأَحمقُ

الكاسِدُ العقْلِ، قال: والحُمق أَيضاً الغرور. وانْحَمق الثوبُ:

أَخْلَق. ونامَ الثوبُ في الحُمْق: أَخْلَقَ. ونامَ الثوبُ في الحُمْق

وانْحَمق الرجل: ضعُف عن الأَمر؛ قال:

والشيْخُ يُضْرَبُ أَحيْاناً فيَنْحَمِقُ

قال ابن بري: وقال الكِناني:

يا كَعْبُ، إِنَّ أَخاكَ مُنْحمِقٌ،

فاشْدُدْ إِزارَ أَخِيكَ يا كَعْبُ

والحَمِقُ: الخَفيفُ اللِّحيةِ، وبه سمي عَمرو بن الحَمِق، قتله أَصحاب

مُعاوِيةَ ورأْسُه أَوَّلُ رأْس حُمِل في الإِسلام.

والحُماقُ

والحَماق والحُمَيْقاء: مثل الجُدَرِيِّ الذي يُصِيب الإنسان

يَتَفَرَّقُ في الجسد، وقال اللحياني: هو شيء يخرج بالصبيان وقد حُمِقَ. الجوهري:

الحُماقُ مثل السُّعال كالجُدَرِيّ يُصيب الإِنسان، ويقال منه رجل

مَحْمُوقٌ. والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ: نبت. الأَزهري: الحُماق نبت

ذكرتْه أُمّ الهيثم، قال: وذكر بعضهم أَن الحَمَقِيقَ نبت، وقال الخليل: هو

الهَمَقِيقُ. الأَزهري: انْحَمَقَ الطَّعام انْحِماقاً ومأَقَ مُؤُوقاً

إِذا رَخُص.

والحُمَيْمِيقُ: طائر يصيد العَظاء والجَنادِب ونحوهما.

حمق

1 حَمُقَ, aor. ـُ and حَمِقَ, aor. ـَ (T, S, Mgh, Msb, K, &c.;) inf. n. (of the former, S) حَمَاقَةٌ, (S, K,) or this is a simple subst., (Msb,) and (of the latter, S) حُمْقٌ (S, Mgh, * Msb, * K) and حُمُقٌ; (S; K;) He was, or became, foolish, or stupid; i. e., unsound in intellect or understanding; (T, Mgh, Msb;) and stagnant, or dull, therein; (T, Mgh;) or deficient, or defective, therein; (IF, Mgh;) or he had little, or no, intellect or understanding; (S, K;) as also ↓ انحمق and ↓ استحمق (K) and ↓ تحمّق. (TA.) [See حُمْقٌ, below.] One says to a man, تِيسِى, and اِحْمَقِى, [as though he were a she-hyena, or a woman,] when he speaks foolishly, or stupidly, or says what is not like anything. (Az, TA voce تَاسَ.) b2: حَمُقَتِ السُّوقُ, (S, M, K,) with damm; (so in two copies of the S;) or, as in [some copies of] the S, حَمِقَت; (TA;) and ↓ اِنْحَمَقَت; (S, Mgh, K;) (tropical:) The market was, or became, stagnant, or dull, with respect to traffic. (S, M, Mgh, K, TA.) And حَمُقَتْ تِجَارَتُهُ (tropical:) His merchandise was, or became, unsaleable, or difficult of sale, or in little demand. (TA.) b3: حَمِقَ, aor. ـَ inf. n. حَمَقٌ, (tropical:) His beard became light, or scanty. (Msb.) A2: حُمِقَ He had the disease termed حُمَاق. (TA.) 2 حمّقهُ, inf. n. تَحْمِيقٌ, He ascribed to him حُمْق [i. e. foolishness, or stupidity, &c.]. (S, K.) b2: حَمَّقَتْهُ الهَجْعَةُ The light sleep in the first part of the night rendered him like the أَحْمَق [i. e. foolish, or stupid, &c.]: so says IKh; and he cites, from a poet, the phrase حَمَّقَتْهُ بِهَجْعَةٍ; in which the ب is redundant, and the noun occupies the place of one in the nom. case. (TA.) b3: [and hence, if correct,] حُمِّقَ He drank wine: (K:) or he became intoxicated, so that his reason departed: thus explained by IAmb; but disallowed by EzZejjájee. (IB, TA.) 3 حامقهُ He aided him in his حُمْق [i. e. foolishness, or stupidity, &c.]. (S.) 4 احمقهُ He found him to be أَحْمَق [i. e. fool ish, or stupid, &c.]. (S, K.) [See also 10.] b2: احمق بِهِ He mentioned him, or spoke of him, as characterized by حُمْق [i. e. foolishness, or stu pidity, &c.]. (TA.) b3: احمقت She (a woman) brought forth a child that was أَحْمَق [i. e. foolish, &c.]; (S;) or brought forth حَمْقَى [i.e. foolish children]. (K.) A2: مَااحمقهُ [How foolish, or stupid, &c., is he!] an expression of wonder. (TA.) 5 تَحَمَّقَ see 1.6 تحامق He affected حَمَاقَة [i. e. foolishness, or stupidity, &c.; meaning he feigned it]. (S.) 7 انحمق: see 1. b2: Also He acted in the manner of the حَمْقَى [i. e. foolish, or stupid, &c.]; (K;) and so ↓ استحمق. (Lth, T, Mgh, K.) b3: He (a man, TA) was, or became, abject, humble, or submissive, (K, TA,) and impotent to do, or accomplish, a thing. (TA.) b4: (tropical:) It (a garment) became old, and worn out. (S, Mgh, K, TA.) b5: (assumed tropical:) It (food, or wheat,) became cheap. (Az, TA.) b6: انحمقت السُّوقُ: see 1.10 استحمق: see 1: b2: and 7.

A2: استحمقهُ He counted, accounted, or esteemed, him احمقهُ [i. e. foolish, or stupid, &c.]: (S, Mgh, TA:) or he found him to be so; like حُمْقٌ. (TA.) حُمُقٌ Foolishness, or stupidity; i. e. unsoundness in the intellect or understanding; (T, Mgh, Msb;) and stagnancy, or dulness, therein; (T, Mgh;) or deficiency, or defectiveness, therein; (IF, Mgh;) or paucity, or want, thereof; and ↓ حُمُقٌ and ↓ حَمَاقَةٌ signify the same: (S, K:) [all are said to be inf. ns.; but the last, accord. to the Msb, is a simple subst.: (see 1:)] the proper and primary signification of حُمْقٌ is [said to be] the putting a thing in a wrong place, with knowledge of its being bad [to do so]. (TA.) [Hence,] نَوْمَةُ الحُمْقِ The sleep after [the period of the afternoon called] the عَصْر; when no one sleeps except one who is intoxicated, or one who is insane, or unsound in mind. (Har p. 223. [See also خُرْقٌ and خُلُقٌ.]) b2: And Deceit; or a deception. (TA.) b3: [It is said that] الحُمْقُ also signifies Wine: (Z, K:) as being a cause of حُمْق; like as wine is called إِثْمٌ as being a cause of إِثْم: (Z, TA:) but Ez-Zejjájee disallows this: and [it is also said that] ↓ الحُمَيْقَآءُ signifies the same, because wine occasions حُمْق to its drinker. (TA.) حَمِقٌ: see أَحْمَقُ. b2: Also (assumed tropical:) Having a scanty beard. (IDrd, K.) حُمُقٌ: see حُمْقٌ.

حَمْقَان: see أَحْمَقُ.

حُمَاقٌ (S, K) and حَمَاقٌ (ISd, K) and ↓ حُمَيْقَى (Az, K) and ↓ حُمَيْقَآءُ (IDrd, K) The جُدَرِىّ [or small-pox]: (K:) or the like thereof, (S, K,) which attacks a human being, (S,) and spreads in a scattered manner upon the body, or person: (K:) accord. to Lh, a certain thing that comes forth upon children. (TA.) حُمَيْقٌ a contracted dim. of أَحْمَقُ; or dim. of حَمِقٌ: [the dim. form being app. used in this case to denote enhancement of the signification: (see also حُمَّيْقَةٌ:)] so in the prov., (TA,) عَرَفَ حُمَيْقٌ جَمَلَهُ [A very foolish, or stupid, man knew his camel]; i. e. he knew thus much, although أَحْمَق: or, as some relate it, عَرَفَ حُمَيْقًا جَمَلُهْ, i. e. his camel knew him, [namely, a very foolish, or stupid, man,] and emboldened himself against him; or it means that he knew his quality: (K, TA:) it is applied to the case of excessive familiarity with men: (TA:) or to him who deems a man weak, and is therefore fond of annoying, or molesting, him, (K, TA,) and ceases not to act wrongfully towards him: or, as some say, [حميق is here a proper name; and] this person had a camel with which he was familiar, and he made and attack upon him. (TA.) [See Freytag's Arab. Prov. ii. 85.]

حَمَاقَةٌ: see حُمْقٌ.

حُمُوقَةٌ: see أُحْمُوقَةٌ.

حُمَيْقَى: see حُمَاقٌ.

حُمَيْقَآءُ: see حُمْقٌ: A2: and حُمَاقٌ.

حُمَيِّقَةٌ: see what next follows.

حَمُّوقَةٌ: see what next follows.

حُمَّيْقَةٌ, (K,) but in the Tekmileh with teshdeed to the ى and with kesr to the same, [app. ↓ حُمَّيْقَةٌ,] (TA,) and ↓ حَمُّوقَةٌ, (K,) Foolish, or stupid, (أَحْمَق,) in the utmost degree. (Ibn-'Abbád, K, TA.) [It seems to be implied in the K that أُحْمُوقَةٌ signifies the same: but see this word below.]

أَحْمَقُ (S, Mgh, Msb, K, &c.) and ↓ حَمِقٌ (S, Msb) and ↓ حَمْقَان [whether with or without tenween is not shown] (Sb, TA) Foolish, or stupid; i. e. unsound in intellect or understanding; (T, Mgh, Msb;) and stagnant, or dull, therein; (T, Mgh;) or deficient, or defective, therein; IF, Mgh;) or haring little, or no, intellect or understanding: (S, K:) fem. of the first حَمْقَآءُ; (S, Msb;) and of the second حَمِقَةٌ: (TA:) pl. of the first, applied to men and to women, (S, K,) حُمْقٌ, (so in two copies of the S,) or حُمُقٌ, with two dammehs, (K,) and حَمْقَى and حَمَاقَى (S, K) and حُمَاقَى (Sgh, K) and حِمَاقٌ. (Ibn-'Abbád, K.) Accord. to some, أَحْمَقُ is from the phrase اِنْحَمَقَتِ السُّوقُ: and accord. to some, from the phrase لَيَالٍ مُحْمِقَاتٌ, because the احمق deceives one at first by what he says. (TA.) The sounds of wailing for the dead, and trilling, or quavering, in playing, are termed أَحْمَقَانِ because of the حُمْق of the person from whom they proceed. (Mgh.) b2: البَقْلَةُ الحَمْقَآءُ (S, K) and بَقْلَةُ الحَمْقَآءِ, (K,) the latter for بَقْلَةُ الحَبَّةِ الحَمْقَآءِ, i. q. الرِّجْلَةُ [Garden purslane]; (S, ISd, K;) which is the name applied to it by the vulgar; (ISd, TA;) the chief of herbs, or leguminous plants: called by those names because exuding mucilage (مُلَعِّبَةٌ), so that it is likened to the أَحْمَق whose slaver is flowing: IDrd says, they assert that it is so called because it grows in the tracks of men, so that it is trodden upon; and in water-courses, so that the water uproots it: IF says that it is so called because of its weakness: and it is said that some persons, hating 'Áïsheh, called it بَقْلَةُ عَائِشَةَ; but this is one of their fanciful assertions; for such was its name in the time of utter paganism: so says Sgh. (TA.) b3: [أَحْمَقُ also signifies More, and most, foolish, or stupid, &c. Hence,] it is said in a prov., أَحْمَقُ مِنْ رِجْلَةٍ

[More foolish, or stupid, than a plant of gardenpurslane: explained by what precedes]. (TA.) [See also another prov. voce ثَمَانُونَ.] And in a trad., أَحْمَقُ الحُمْقِ الفُجُورُ [The most foolish of foolishness, or the most stupid of stupidness, is vice, or immorality, or unrighteousness]. (A in art. كيس.) أَحْمُوقَةٌ is from الحُمْقُ, like أُحْدُوثَةٌ from الحَدِيثُ, and أُعْجُوبَةٌ from العَجَبُ: (TA:) it signifies An action, or a deed, of those that are done by the حَمْقَى [i. e. foolish, or stupid, persons]; (Mgh;) [a foolish, or stupid, action or deed:] it is like ↓ حُمُوقَةٌ, which means an action, a practice, or a habit, in which is حُمْق [i. e. foolishness, or stupidity, &c.]. (TA.) One says, وَقَعَ فُلَانٌ فِى أُحْمُوقَةٍ [Such a one fell into the commission of a foolish, or stupid, action, &c.]. (TA.) [See حُمَّيْقَةٌ.]

مُحْمِقٌ and مُحْمِقَةٌ (S, K) A woman who brings forth a child that is أَحْمَق [i. e. foolish, &c.]; (S;) or who brings forth حَمْقَى [i. e. foolish children]: (K:) or, accord. to IDrd, the latter has this signification; but the former signifies a man who begets حَمْقَى; and he does not allow its application to a woman. (TA.) b2: المُحْمِقَاتُ (tropical:) The nights [that make a fool of one; i. e.] during the whole of which the moon is above the horizon but intercepted by clouds; so that one imagines that he has arrived at the time of morning; (A, O, K, TA;) because he sees light, but sees not the moon: derived from الحُمْقُ. (TA.) One says, غَرَّنِى غُرُورَ المُحْمِقَاتِ (tropical:) [He, or it, deceived me with the deceiving of the nights thus called]. (TA.) And you say, سِرْنَا فِى لَيَالِ مُحْمِقَاتٍ (tropical:) [We journeyed during such nights]; because the rider therein thinks that he has arrived at the time of morning until he becomes weary. (TA.) مِحْمَاقٌ A woman who is accustomed to bring forth حَمْقَى [i. e. foolish children]. (S, K.) مَحْمُوقٌ A man [or child] affected with حُمَاق [q. v.]. (A 'Obeyd, S.)
حمق
حَمُقَ، ككَرُمَ، وغَنِمَ، حُمْقاً بالضمِّ، وبضَمَّتَيْنِ، وحَمَاقَةً وَفِيه لَف ونشرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ، وَقد ذَكَر الْبَابَيْنِ الجَوْهَرِي والصّاغانِيُّ وغيرُهما وانْحَمقَ، واستحْمَقَ، فَهُوَ أَحْمَقُ وحَمِقٌ: قَليلُ العَقْل وحَقِيقَةُ الحُمْق: وَضْحُ الشَّيءَ فِي غيرِ مَوْضِعِه مَعَ العِلم بقُبْحِه، وَهِي حَمْقاءُ وقَوْم ونِسْوَة حِماقٌ بِالْكَسْرِ، وهذِه عَن ابنِ عَبّاد وحُمُقٌ بضَمَّتَيْنِ، وحَمْقَى كسَكْرى، وحَماقَى مثل سَكارَى، ويُضَم وَهَذِه نقَلَها الصاغانِي، وأوردَ الجوهرِي مَا عَدا الأولَى والأخِيرةَ، وَقَالَ ابنُ سِيدَه: حَمْقَى بَنَوْهُ على فَعْلَى، لِأَنَّهُ شَيْء أصِيبُوا بِهِ، كَمَا قَالُوا: هَلْكَى، وإِنْ كانَ هالِكٌ لفظ فاعِلٍ. وَفِي: المَثَل عرَفَ حُمَيقٌ جَمَلَه أَي عَرَفَ هَذَا القدْرَ وَإِن كانَ أحْمَقَ، ويُرْوى: عَرَفَ حُمَيْقاً جَمَلُه أَي: عَرَفَه جَمَلُه فاجْتَرَأَ عليهِ يُضْرَبُ للإفْراطِ فِي مُؤانَسَةِ النّاسِ أَو مَعْناه: عَرَفَ قَدْرَه، أَو يُضْرَبُ لمَنْ يَسْتَضْعِفُ إنْساناً فيُولَعُ بإيذَائِه فَلَا يَزالُ يَظْلِمُه، وقِيلَ: كَانَ لَهُ جَمَلٌ يَألَفُه، فصالَ عَلَيْهِ، وحُمَيْقٌ: تَصغِيرُ أَحْمَقَ تَصْغِيرَ التَّرْخِيم، أَو تَصْغِيرُ حَمِق، ككَتِفٍ. والحَمِقُ، ككَتِفٍ: الخَفِيفُ اللِّحْيَةِ عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وَبِه سُمِّىَ الرّجُل. وعَمْرُو بنُ الحَمِقِ: صحابِيًّ وَهُوَ ابنُ الكاهِنِ بنِ حَبِيبِ بنِ عَمْرِو بنِ القَينِ بنِ رَزاح بنِ عَمْرِو بنِ سَعْدِ ابنِ كَعْبٍ الخُزاعِيّ رضِي اللهُ عَنهُ، هاجَرَ بعدَ الحُدَيْبِيَةِ، يقالُ: إِنّه هَرَب فِي زَمَنِ زِيَاد إِلَى المَوْصِل، فنَهَشَتْهُ حَيَّةٌ فَمَاتَ، وَفِي اللِّسان قَتَلَه أَصْحابُ مُعاوِيَةَ، ورأسُه أَول رَأس حُمِلِ فِي الإسْلام، وقالَ ابنُ الكَلْبِيِّ فِي نسَب خُزاعَةَ، قَتَلَه)
عبدُ الرَّحْمنِ بن أمِّ الحَكَم الثَّقَفِي بالجَزِيرَةِ. قلت: رَوَى عنهُ جُبَيرُ بنُ نُفَيْرٍ، وَقد يُقالُ فِيهِ: عَمْرُو بنُ الحُمَقِي، بالضمّ فالفتح، وَقَالَ أَبو نُعَيْم: هُوَ تَصْحِيفٌ والصوابُ مَا تَقَدم، وذكرَ الحافِظُ فِي فَتْح البارِي الوَجْهَيْنِ، وَقَالَ: إِنه يَحْتَمِلُ، فتَأمل. والحُمقُ، بالضمِّ: الخَمْرُ قَالَ ابنُ عبّاد: ولعلَّه على التشبِيهِ، وَقَالَ الزمخْشَرِيًّ: لأنّها سَبَبُ الحُمْقِ، كَمَا سُمَيَت إِثماً لكَوْنِها سَبَبَه، وَقَالَ أَحمدُ ابنُ عُبَيد: قَالَ أَكْثَمُ بنُ صَيْفِي فِي وَصِيتهِ لبَنِيه: لَا تُجالسُوا السفَهاءَ على الحُمْق، يُريدُ الخَمرَ.تَأْوِيلِ بَقْلَةِ الحَبَّةِ الحَمْقاءَ ويقالُ: البَقْلَةُ الحَمْقاءُ على النَّعْتِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: هِيَ الَّتِي تُسَمِّيها العامَّةُ الرِّجْلَة لأَنَّها مُلْعِبَةٌ، فشُّبِّهَتْ بالأَحْمَقِ الَّذِي يسِيلُ لعابُه، وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: زَعَمُوا أنَّها سُمِّيَتْ بهَا لأّنَّها تَنْبُت على طُرُقِ الناسِ، فتُداسُ،)
وعَلى مَجْرَى السَّيْل فيَقْتَلِعُها، وَفِي المَثَل: أَحْمَقُ مِنْ رِجْلَةِ وقالَ ابنُ فارِس: إِنّما سُمِّيَت بذلكَ لضَعْفِها، وقالَ قومٌ يبْغِضُونَ عائِشَةَ رضِي اللهُ عَنْهَا: بَقْلَةُ الحَمْقاءَ بقلةُ عائِشةَ، لأَنّها كانَتْ تُولَع بِها، وَهَذَا مِنْ خُرافاتِهم، وَهِي اسمُها فِي الجاهِلِيةِ الجَهْلاءَ، نقَلَهُ الصاغانيُّ. والحُماقُ كغرابٍ، وسَحابٍ الأولَى عَن الجَوْهريِّ، والثانيةُ عَن ابْنِ سيدَه: الجُدَرِيُّ نفسُه أَو شِبْهُه كَمَا فِي الصِّحاح، يُصِيبُ الإِنْسانَ ويتَفرَّقُ فِي الجَسَدِ وقالَ اللِّحْيانِيُّ: هُوَ شَيْء يَخْرُجُ بالصِّبْيانِ، وَقد حُمِقَ، وَفِي الصِّحاح: قَالَ أَبُو عُبَيْد: يقالُ مِنْهُ: رَجُلٌ مَحْمُوقٌ كالحمَيْقَى مَقصُوراً، عَن أَبِي زَيْد. والحُمَيْقاءُ مَمْدُوداً عَن ابنِ دُرَيْد والحَمَقِيقُ، كحَمَطِيطٍ، والحَمِيقُ كأمِيرٍ: نَبات وقالَ الخَلِيلُ: هُوَ الهَمَقِيقُ، وَهُوَ عِنْدِي أَعجَمِيٌّ مُعَربٌ. والحَمَقِيق: طائِرٌ عَن ابنِ دريْد، وَقَالَ أَبُو حاتِم فِي كِتابِ الطَّيْرِ: هُوَ الحُمَيْمِيق: طائِر لَا يَصِيدُ شَيْئاً، عامَّةُ صَيْدِه العَظاءُ والجَنادِبُ، وَمَا يُشْبهُ ذلِكَ من هَوامِّ الأرضِ، وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ: الحُمَيْقِيقُ: طائِرٌ أَبْيَضُ وذَكَر الحُمَيْمِيقَ أَيضاً. وَمن المَجازِ: غَرَّنِي غُرُورَ المُحْمِقات وهِي: اللَّيالي الَّتِي يَطْلُعُ القَمَر فِي جَمِيعِها ونَص العُبابِ: فِيها لَيْلَه كُلَّه وَقد يَكونُ دُونَه غَيمٌ وأَخْصرُ مِنْهُ عِبارَةُ الأساسِ: هِيَ اللَّيَالِي البيضُ ذَواتُ الغَيْم فتَظُن فِيهَا أًنَّكَ قد أصْبَحتَ وعليكَ لَيلٌ، لأنًّك تَرَى ضَوْءاً وَلَا تَرَى قَمَراً، مُشْتَق من الحمْقِ، ويُقال: سِرْنا فِي لَيالي مُحْمِقات، لأنّه يَسِيرُ الرِّاكِبُ فِيهَا ويَظُن أَنه قد أَصْبَحَ حَتّى يَمَلَّ، قِيلَ: وَمِنْه أخِذَ اسْم الأحْمَقِ، لأنّه يَغُرك فِي أَوّلِ مَجْلِسهِ بتَعاقُلِه، فإِذا انْتَهَى إِلَى آخِرِ كَلامِه تَبَيَّنَ حُمْقُه، فقَدْ غَرَّكَ بأَوَّلِ كَلامِه. وحَمَّقَهُ تَحْمِيقاً: نَسَبهُ إِلى الحُمْقِ وكانَ هَبَنَّقَةُ يُحَمَّقُ. ويُقال: حُمِّقَ، مَبْنِيّاً للمَفْعُولِ مشَدَّداً: إِذا شرَب الخَمْرَ أَو سَكِرَ حَتَّى ذَهَبَ عَقْلُه، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب رَضِي اللهُ عَنهُ:
(لقَيْمُ بنُ لُقْمانَ من أخْتِه ... وكانَ ابنَ أخْتٍ لَهُ وابْنَمَا)

(ليالِيَ حُمِّقَ فاسْتَحْضَنَتْ ... إِليه فجامعَها مُظْلِما)

(فأحْبَلَها رَجُلٌ نابِه ... فجاءَتْ بهِ رَجلاً مُحْكَما)
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَهَكَذَا أَنْشَدَهُ ابنُ الأنْبارِيّ أَيضاً، وفَسَّره بِمَا تَقَدَّمَ، وَقد أنْكَره أَبو القاسِم الزَّجّاجِيُّ. وانحَمَقَ الرَّجلُ: إِذا ذَل وتواضَعَ وضَعفَ عَن الأَمْرِ، وَمِنْه قولُ الشاعِرِ:
(مَا زالَ يَضْرِبنِي حَتّى اسْتَكَنتُ لَهُ ... والشَّيْخ يَوْماً إِذا مَا خابَ يَنْحَمِقُ)
أَي: لضَعْفٍ، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: وَقَالَ الكِناني:
(يَا كَعْبُ إِنّ أَخاكَ مُنْحَمِقٌ ... فَأَنْشد إِزَار أَخِيك يَا كَعْب)

وَمن المجازِ: انْحَمَقَ الثوْبُ إِذا أَخْلَقَ وبَلِىَ، وَكَذَلِكَ نامَ الثَّوْبُ فِي الحُمْقِ. وَمن المَجازِ أَيْضا: انْحَمَقَت السُّوقُ: إِذا كَسَدَتْ قيل: وَمِنْه الأَحْمَقُ، كأَنَّه فَسَدَ عقْلُه حَتَّى كسَد. كحَمُقَت، ككَرُم كَذَا فِي المُحْكَم، وَالَّذِي فِي الصِّحَاح: حمِقتْ، بالكسْرِ. وانْحمَقَ الرَّجُلُ: فَعَل فعْلَ الحَمْقَى، كاسْتَحَمَق وَمِنْه الحَدِيثُ: قَالَ: أَرَأَيتَ إِن عَجز واستَحْمَقَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: الحَمِقُ، ككَتِفٍ: الأَحْمَقُ، نقلَه الجَوْهرِيَّ وغيرُه، وأَنشَدَ لذِي الرمة: ألف شَتَى لَيْسَ بالرّاعي الْحمق وَكَذَا قَوْلُ يَزِيدَ بنِ الحَكَم اِلثَّقفي:
(قَدْ يُقْتِر الْحول التق ... ى وَيكثر الْحمق الأثيم)
وقالُوا: مَا أَحمَقَهُ وَقع التَّعَجُّب فِيهَا بِمَا أَفْعله، وإِن كَانَت كالخلقِ، وحَكىَ سِيبَويهِ: رجل حمقان وأَحمقَ بهِ: ذكره بحمْقٍ. وحامقه: ساعَده على حمْقِه، نَقله الْجَوْهَرِي. واستَحْمقَه: عَده أحْمَقَ، أَو وَجَدَه أَحمَق، فَهُوَ لازِمٌ متعَد. وتَحامَقَ: تكَلف الحَماقَةَ. والحمُوقَةُ، فَعولَةٌ من الحُمْقِ، وَهِي الخَصْلةُ ذاتُ حُمْقٍ. ووَقَع فلَان فِي أحموقَةِ، بالضمِّ، مثلُ ذلكَ. وامْرَأَة حَمِقَةٌ، على النَّسبِ، كمُحْمِقَة. والحمَيقاءُ: الخمْرُ، لأَنَّها تُعقبُُ شارِبَها الحُمْقَ. وقالَ ابنُ خالَوَيْهِ: حَمَّقتهُ الهجعةُ: جعلته كالأحمق، وأَنشدَ:
(كُفيتُ زَمِيلاًَ حمَّقَتْه بهجْعَةٍ ... على عَجَلٍ أَضْحى بهَا وَهُوَ ساجِد)
والباءُ فِي بهَجْعةِ زائدةٌ، وموضِعُها رفْع. وقالَ ابنُ الأعرابِي: الحُمْق أصلُه الكسادُ، ويُقال للأحْمَقِ: الكاسِد العَقْلِ، قَالَ: والحمْقُ أَيْضاً: الغُرُورُ. وحَمُقتْ تِجارَتُه: بارَتْ، وَهُوَ مَجازٌ، كماقتْ، ونامَتْ. والحُماق، كغُرابٍ: نَبْتٌ، نقلَه الأَزْهَرِي عَن أم الهَيْثمَ. وانْحَمَقَ الطَّعامُ: رَخُصَ نَقله الْأَزْهَرِي. والحُمَيْمِيقُ: طائِرٌ، عَن أَبِي حاتِمٍ. والتحَمق: الحُمقُ. والحَماقةُ كسحَابةٍ: قريةٌ بمِصر، من أَعْمالِ شَرْقِيَّةِ المنْصُورة، وَقد دَخَلْتها. وَبِنَاء بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَليّ الحُمَقِىُّ، بِضَم فَفتح، روى عَن عَبْد الرحمنِ بنِ عَلِيِّ بنِ البُرْثُمِيّ. وسُلَيمانُ بنُ داودَ الحُمْقِىُّ، بالضمِّ فَسُكُون الْمِيم، رَوَى عَنهُ الزُّبَيْرُ بن بَكِّارٍ.
ح م ق : الْحُمْقُ فَسَادٌ فِي الْعَقْلِ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَحَمِقَ يَحْمَقُ فَهُوَ حَمِقٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ وَحَمُقَ بِالضَّمِّ فَهُوَ أَحْمَقُ وَالْأُنْثَى حَمْقَاءُ وَالْحَمَاقَةُ اسْمٌ مِنْهُ وَالْجَمْعُ حَمْقَى وَحُمْقٌ مِثْلُ: أَحْمَرَ وَحَمْرَاءَ وَحُمْرٍ قَالَ ابْنُ الْقَطَّاعِ وَحَمِقَ حَمَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ خَفَّتْ لِحْيَتُهُ. 
(ح م ق)

الحُمْقُ: ضد الْعقل. حَمُق حُمْقا وحُمُقا وحَماقةً، وحَمِق وانحمق واستَحمقَ.

وَرجل أحمَقُ وحَمِقٌ، قَالَ رؤبة:

ألَّفَ شَتَّى بالراعِي الحَمِقْ

وَالْجمع حَمْقى، بنوه على فَعْلى لِأَنَّهُ شَيْء أصيبوا بِهِ، كَمَا قَالُوا: هلكى، وَإِن كَانَ هَالك لفظ فَاعل. وَقَالُوا: مَا أحْمَقه! وَقع التَّعَجُّب فِيهَا بِمَا أفعَلَه وَإِن كَانَت كالخِلَقِ.

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: حُمْقانُ، فَلَا أَدْرِي أَهِي صِيغَة بناها كخبط فرقد، أم لَفْظَة عَرَبِيَّة.

وَأَتَاهُ فأحمَقَه: وجده أحمَقَ.

وأحمَقَ بِهِ: ذكره بحُمْقٍ.

وأحمَقَ الرجل وَالْمَرْأَة: ولدا الحَمْقى.

وَامْرَأَة محمِقٌ ومُحمِقَةٌ - الْأَخِيرَة على الفِعلِ، قَالَ بعض نسَاء الْعَرَب:

لستُ أُبالي أَن أكون مُحِمقَة

إِذا رأيتُ خُصْيَة مُعَلَّقَة

وَقد قيل فِي هَذَا الْمَعْنى: حَمِقَةٌ، على النّسَب كطعم وَعمل، وَالْأَكْثَر مَا تقدم.

والأحموقةُ، مَأْخُوذ من الحُمْق.

والمُحمِقاتُ: اللَّيَالِي الَّتِي يطلع الْقَمَر فِيهَا لَيْلَة كُله فَيكون فِي السَّمَاء وَمن دونه سَحَاب، فترى ضوءا وَلَا ترى قمرا، فتظن انك قد أَصبَحت وَعَلَيْك ليل، مُشْتَقّ من الحُمْقِ. وَفِي الْمثل: غروني غرور المحمقات. والبقلة الحمقاءُ: الَّتِي تسميها الْعَامَّة الرجلة لِأَنَّهَا متلعبة، فشبهت بالأحمق الَّذِي يسيل لعابه، وَقيل: لِأَنَّهَا تنْبت فِي مجْرى السُّيُول.

والحُمَيقاءُ: الْخمر لِأَنَّهَا تعقب شاربها الحُمق.

وَفرس مُحْمِقٌ: نتاجها لَا يسْبق.

وحَمُقت السُّوق وانحمقت: كسدت.

وانحمقَ الثَّوْب: أخلق.

وانحمقَ الرجل: ضعف عَن الْأَمر، قَالَ:

والشيخُ يُضرَبُ أَحْيَانًا فينحمقُ

والحَمِقُ: الْخَفِيف اللِّحْيَة.

والحُماق والحَماقُ والحُمَيقاءُ: مثل الجدري يتفرق فِي الْجَسَد، وَقَالَ الَّلحيانيّ: هُوَ شَيْء يخرج بالصبيان، وَقد حُمِقَ.

والحُماقُ والحَمِيقُ والحَمَقِيقُ: نبت.

والحُمَيقيقُ: طَائِر يصيد العظاء وَالْجَنَادِب وَنَحْوهمَا.

شعل

(شعل) النَّار مُبَالغَة شعل
(شعل) شعلا خالط لون شعره بَيَاض فَهُوَ أشعل وَهِي شعلاء
(شعل) : شَعْلٌ: لقَبُ ثابِت بن جابِرِ بنِ سُفْيانَ، تَأبطَ شَرّاً، قال قَيْسُ بن خُوَيْلدٍ الصَّاهِليّ: ويَأْمُر بي شَعْلٌ لأُقْتَلَ مَقْتَلاً.
فُقلْتُ لَشعْلٍ: بئسَ ما أَنْتَ شافِعُ. 
ش ع ل: (الشُّعْلَةُ) مِنَ النَّارِ وَاحِدَةُ (الشُّعَلِ) . وَ (الْمَشْعَلَةُ) وَاحِدَةُ (الْمَشَاعِلِ) . وَ (أَشْعَلَ) النَّارَ فِي الْحَطَبِ أَضْرَمَهَا (فَاشْتَعَلَتْ) هِيَ أَيِ اضْطَرَمَتْ وَ (اشْتَعَلَ) رَأْسُهُ شَيْبًا. 
[شعل] فيه: شق "المشاعل" يوم خيبر، هي زقاق ينتبذون فيها، جمع مشعل ومشعال. وفي ح عمر بن عبد العزيز: كان يسمر مع جلسائه فكاد السراج يخمد فقام وأصلح "الشعيلة" وقال: قمت وأنا عمر وقعدت وأنا عمر؛ الشعيلة الفتيلة المشعلة. ك: ثم أخذ "شعلًا" من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد، أي بعد أن يسمع النداء، وروي بدله: يقدر - من القدرة، والشعل بضم شين وفتح عين وهو مفعول أخذ المنصوب بالعطف على أمر وكذا أحرق من التحريق والإحراق.
شعل
الشَّعْلُ: التهاب النّار، يقال: شُعْلَةٌ من النّار، وقد أَشْعَلْتُهَا، وأجاز أبو زيد: شَعَلْتَهَا ، والشَّعِيلَةُ: الفتيلة إذا كانت مُشْتَعِلَةً، وقيل:
بياض يَشْتَعِلُ، قال تعالى: وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً
[مريم/ 4] ، تشبيها بِالاشْتِعَالِ من حيث اللّون، واشْتَعَلَ فلان غضبا تشبيها به من حيث الحركة، ومنه: أَشْعَلْتُ الخيل في الغارة، نحو:
أوقدتها، وهيّجتها، وأضرمتها.
ش ع ل

أشعلت النار في الحطب فاشتعلت. وكأنه شعلة قبس. وجاءوا بين أيديهم المشاعل، جمع مشعلة، وأضاءت الشعيلة وهي الفتيلة المشتعلة. قال لبيد:

أصاح ترى بريقاً هبّ وهناً ... كمصباح الشعيلة في الذبال

ومن المجاز: " واشتعل الرأس شيباً " وقال لبيد:

إن ترى رأسي أمسى واضحاً ... سلط الشيب عليه فاشتعل

وأشعلت الخيل في الغارة: بثثتها. وجراد مشتعل بالفتح والكسر. وأشعل إبله بالقطران. وأشعلت فلاناً فاشتعل غضباً.
ش ع ل : الشُّعْلَةُ مِنْ النَّارِ مَعْرُوفَةٌ وَشَعَلَتْ النَّارُ تَشْعَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَاشْتَعَلَتْ تَوَقَّدَتْ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَشْعَلْتُهَا وَاسْتِعْمَالُ الثُّلَاثِيِّ مُتَعَدِّيًا لُغَةٌ وَمِنْهُ قِيلَ اشْتَعَلَ فُلَانٌ
غَضَبًا إذَا امْتَلَأَ غَيْظًــا وقَوْله تَعَالَى {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4] فِيهِ اسْتِعَارَةٌ بَدِيعَةٌ شَبَّهَ انْتِشَارَ الشَّيْبِ بِاشْتِعَالِ النَّارِ فِي سُرْعَةِ الْتِهَابِهِ وَفِي أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ بَعْدَ الِاشْتِعَالِ إلَّا الْخُمُودُ.
(ش ع ل) : (فِي الْعُيُوبِ) مِنْ خِزَانَةِ الْفِقْهِ (الْإِشْعَالُ) بَيَاضُ الْأَشْفَارِ وَإِنَّمَا الْمَذْكُورُ فِيمَا عِنْدِي فَرَسٌ أَشْعَلُ بَيِّنُ الشَّعْلِ وَهُوَ بَيَاضٌ فِي طَرَفِ الذَّنَبِ وَقَدْ أَشْعَلَ إشْعِيلَالًا (وَعَنْ) اللَّيْثِ هُوَ بَيَاضٌ فِي النَّاصِيَةِ وَالذَّنَبِ وَقِيلَ فِي الرَّأْسِ وَالنَّاصِيَةِ وَالِاسْمُ الشُّعْلَةُ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ غُرَّةٌ شَعْلَاءُ تَأْخُذُ إحْدَى الْعَيْنَيْنِ حَتَّى تَدْخُلَ فِيهَا وَكَأَنَّ مَا ذَكَرَ أَبُو اللَّيْثِ مَأْخُوذٌ مِنْ هَذَا إلَّا أَنَّ اللَّفْظَ لَمْ يُضْبَطْ فَوُضِعَ الْإِشْعَالُ مَوْضِعَ الْإِشْعِيلَالِ.

شعل


شَعَلَ(n. ac. شَعْل)
a. Lit, kindled.
b. [Bi], Burned with love for, was infatuated by.
c. see IV (b)
شَعِلَ(n. ac. شَعَل)
a. see IX
شَعَّلَa. Lit, kindled; excited.

أَشْعَلَa. see IIb. [Fī], Spread themselves about in ( horsemen).
c. [acc. & Fī], Sent, dispatched into.
d. Dispersed, scattered.
e. Ran with tears; ran, overflowed (eye).

تَشَعَّلَa. Was lit, kindled; burned, blazed; burned, was inflamed
with love.

إِشْتَعَلَa. see V
b. Became white, turned grey.

إِشْعَلَّa. Was marked with white spots (horse).

شُعْلَة
(pl.
شُعَل)
a. Fire-brand.

شَعَلa. White spot, blaze ( on a horse ).

أَشْعَلُa. White-starred (horse).
مَشْعَل
مَشْعَلَة
(pl.
مَشَاْعِلُ)
a. Lamp; lantern; torch; kind of cresset.

مِشْعَل
(pl.
مَشَاْعِلُ)
a. Filter, strainer.

شَاْعِلa. Burning, alight; ablaze, aflame.
b. see 14
شَعِيْلa. see 14
شَعِيْلَة
(pl.
شَعَاْئِلُ)
a. Burning wick.

مِشْعَاْل
(pl.
مَشَاْعِيْلُ)
a. see 20
N. P.
شَعڤلَa. see 21
. (a).
N. Ac.
إِشْتَعَلَa. Conflagration.
شعل
الشعلُ: بياضٌ في الناصِيَةِ وفي الذنَبِ، والاسْمُ: الشُّعْلَةُ، وقد أشْعَلَتِ الخَيْل: صارَتْ ذات، شَعَل، وفَرسٌ أشعَلُ وشَعيل وشَاعِلٌ.
والشُّعْلَةُ: من النار، تقول: أشْعَلْتُ النارَ في الحَطَب، فاشْتَعَلَتْ. والشَّعِيْلَة: النار.
وأشْعَلْتُه غَضَبَاً. وأشْعَلْتُ الخَيْلَ في الغَارةِ: بَثَثْتها، فَشَعِلَتْ. وجَرَادٌ مُشْعِلٌ: كَثيرٌ مُتَفَرق. واشْتَعَلَ الرأسُ شَيْباً. والمِشْعَلُ والمِشْعَالُ: شَيءٌ من جُلُودٍ له أرْبَعُ قَوَائم يُنْبذُ فيه. وقيل: هو المِصْفَاة.
وأصْبَحَت الإبلشَعَالِيْلَ: أي مُتَفَرقة، وقد أشْعَلْتُها.
وغُلامٌ شَعْل: خَفِيْف. وشَعْلٌ: لَقَبُ تَأبطَ شَرّاً. والشعِيْل: شِبْهُ الكَواكبِ يكونُ في أسْفَل القدْر. والحراق. واشْعَال رَأسُه: انْتَفَش وثَارَ.
وأشْعَلَ إبِلَه بالقَطِرانِ: جَللَها به. وأشعَلَتِ الطعْنَةُ: خَرَجَ دمُها مُتَفَرًقاً. أو اشْتَعَلت القِرْبَةُ أو المَزادَةُ: سالَ ماؤها مُتَفَرقاً.
شعل: أشعل الشراب بالبنج؟ انظره في مادة شغل صيغة أفعل. اشتعل غضباً (لين)؛ وعند الكالا ورد اشتعال في الغضب.
شدَّ شدَّة اشتعال: هجم هجوماً وحشياً أخبار 33 شعْل: صوفان (مادة إسفنجية تستخدم في الجراحة).
شُعل: صوفان وفي اللاتينية ( Fungis) ، وعند الكالا: 1. Hongo Para Yesca 2. Yesca de Huego 3. Yesca de Hongo ( دومب 79).
شَعلَة: مشعل ومشعلة (بوشر) ولين (ألف ليلة) 1، 178.
شُعلَة: ما أشعلت النار به من الحطب ولهبُ النار، وتختص عند العامة بما تشعل به من الحطب الدقيق ليؤدي إلى إشعال الغليظ (محيط المحيط 470).
شعال النار: اللهب (باين سميث 1161).
شعّال: إذا تلاها الشموع: مشعل (بوشر).
أشعَلُ: جمعها شعل: ارج. عطر (معجم مسلم).
المشعل: الشموع. وحدة الضوء (بوشر).
مشعلة. في المغرب أسم نبات. المؤرخون (وأعني بهم كارتاس 181، 14، 188، 8، 189، 1، ومخطوطة المجهول في كوبنهاجن 76، 78، البربرية 2، 243، 4، 250، 6) رووا أن الموحدين حين غُلبوا وسُلبوا ملابسهم من الميرانديين في سنة 613 للهجرة عادوا إلى فاس من دون ان يكون لديهم ما يغطي عورتهم سوى هذا النبات ولذلك سمّى ذلك العام عام المشعلة. وقد كتبت هذه الكلمة بالغين في (مخطوطة كوبنهاجن) (وفي طبعة البربرية)، إلا أن مخطوطتنا 1350 كانت بحرف العين وهذا صواب يؤيده الجناس الذي ذكره كرطاس 1، 178.
وقلوبهم بالحزن مُشعَلة ... فسمي العام عام المشعلة
وختام القول فقد لاحظ السيد دي سلان في ترجمته عن البرابرة 6، 29: ((أن سكان الريف المغربي الذين طلبت منهم المشورة في موضوع هذه النبتة أعربوا عن عدم معرفتهم بها. ولعلها الأقنثة Acanthe أو أنها النبتة المسماة من عالم النبات دسفونتيس Sencis Giganteus أنظر Flora Atlantica ص273.
مشعال: تطلقه العامة على المشعل (محيط المحيط 470).
[شعل] الشُعْلَةُ من النار: واحدة الشُعَلِ. والشَعيلَةُ: الفتيلة فيها نارٌ، والجمع شعل مثل صحيفة وصحف. والمشعلة: واحدة المشاعل. والمشعل بكسر الميم: شئ يتخذه أهل البادية من أَدَمٍ، يُخرَزُ بعضه إلى بعض كالنِطْع، ثم يُشَدُّ إلى أربع قوائم من خشب، فيصير كالحوض، يُنْبَذُ فيه، لأنَّه ليس لهم حِبابٌ . قال ذو الرمة: أَضَعْنَ مَواقِتَ الصلواتِ عمدا وحالفن المشاعل والجرارا ورجل شاعل، أي ذو إشعال، مثل تامر ولابن، وليس له فعل. قال عمرو بن الإطنابة: ليسوا بأَنْكاسٍ ولا ميلٍ إذا ما الحربُ شُبَّتْ أَشْعَلوا بالشاعِلِ وأَشْعَلَتِ الغارةُ، إذا تفرّقتْ. يقال: كتيبةٌ مُشْعِلَةٌ، بكسر العين، إذا انتشرتْ. قال جريرٌ يخاطب رجلاً: عايَنْتَ مُشْعِلَةَ الرِعالِ كأنَّها طيرٌ تُغاوِلُ في شَمامِ وُكورا وكذلك جرادٌ مُشْعِلٌ، إذا انتشر وجرى (*) في كل وجه. يقال: جاءوا كالجراد المُشْعَلِ. وأما قولهم: جاء فلان كالحريق المشعل فمفتوحة العين، لأنّه من أَشْعَلَ النارَ في الحطب، أي أضرمَها. وكذلك أَشْعَلَ إبله بالقَطِران، أي طلاها به وأكثَرَ. وأَشْعَلَتِ القربة والمزادةُ، إذا سالَ ماؤها متفرِّقاً. وأَشْعَلْتِ الطعنةُ، أي خرج دمُها متفرِّقاً. واشْتَعَلَتِ النار، أي اضطرمتْ، واشْتَعَلَ رأسُه شيباً. والشَعَلُ بالتحريك: بياضٌ في عُرْض الذَنَبِ. قال الأصمعيّ: إذا خالط البياضُ الذَنَبَ في أيِّ لون كان فذلك الشُعْلَةُ. والفَرَسُ أَشْعَلُ بيّن الشَعَلِ، والأنثى شعلاء، وقد اشعل اشعلالا. فإن ابيض الذنب كله أو أطرافه فهو أصبغ. وشعل: اسم رجل، ولقب ثابت بن جابر تأبط شرا. وذهب القوم شَعاليل، مثل شَعارير، إذا تفرقوا.
(ش ع ل)

الشَّعَلُ والشُّعْلَة: الْبيَاض فِي ذَنْب الْفرس أَو ناصيته. وَخص بَعضهم بِهِ عرضهَا، وَقد يكون فِي القذال، وَهُوَ فِي الذَّنب أَكثر. شَعِل شَعَلاً وشُعْلَة. الْأَخِيرَة شَاذَّة. وَكَذَلِكَ اشْعالَّ. قَالَ:

وبعدَ انتهاضِ الشَّيْبِ من كلّ جانبٍ ... على لِمَّتي حى اشْعأَلَّ بَهيمُها

أَرَادَ اشعالَّ، فحرك الْألف لالتقاء الساكنين، فَانْقَلَبت همزَة، لِأَن الْألف حرف ضَعِيف، وَاسع الْمخْرج، لَا يتَحَمَّل الْحَرَكَة، فَإِذا اضطروا إِلَى تحريكه، حركوه بأقرب الْحُرُوف إِلَيْهِ.

وَهُوَ أشعل. وَالْأُنْثَى: شَعْلاء.

وشَعَل النَّار يَشْعَلُها، وشَعَّلَها، وأشْعَلها، فاشْتَعَلَتْ، وتَشَعَّلَتْ: ألهَبَها فالْتَهَبَتْ. وَقَالَ اللَّحيانيّ: اشْتَعَلت النَّار: تأججت فِي الْحَطب. وَقَالَ مرّة: نَار مشعلة: متقدة ملتهبة.

والشُّعْلَة: مَا اشْتَعَلَتْ فِيهِ من الْحَطب، أَو أشْعَله فِيهَا. والشُّعْلة والشُّعْلول: اللَّهب.

والمَشْعَلَة: الْموضع الَّذِي تُشْعَل فِيهِ النَّار.

والشَّعِيلة: النَّار المُشْتَعلةُ فِي الذُّبال. وَقيل: هِيَ الفتيلة فِيهَا نَار. وَلَا يُقَال لَهَا كَذَلِك إِلَّا إِذا اشْتَعَلَتْ بالنَّار. وَجَمعهَا: شَعِيل.

والمِشْعَل: الْقنْدِيل.

واشْتَعَل غَضبا: هاج، على الْمثل. وأشْعَلْتُهُ أَنا. واشْتَعَل الشيب فِي الرَّأْس: اتَّقد على الْمثل. وَفِي التَّنْزِيل: (واشْتَعَل الرأسُ شَيْبا) .

وأشعل إبِله بالقطران: كثر عَلَيْهَا مِنْهُ.

وكتيبة مُشْعَلَة: مبثوثة.

وأشْعَل الْخَيل فِي الْغَارة: بثها. قَالَ:

والخَيْلُ مُشْعَلَة فِي ساطعٍ ضَرِم ... كأنهُنَّ جَرَادٌ أَو يَعاسِيبُ وأشعَلَت الْغَارة: تَفَرَّقَتْ.

وجراد مُشْعِل: كثير متفرق.

وأشْعَل الْإِبِل: فرقها، عَن اللَّحيانيّ.

والشُّعْلول: الْفرْقَة من النَّاس وَغَيرهم. وذهبوا شَعاليل بقِرْدَحْمَة. وَقد قدمنَا مَا فِي قِرْدَحْمَة من اللُّغَات.

وشَعَل فِي الشَّيْء يَشْعَلُ شَعْلا: أمعن.

والمِشْعَل: شَيْء من جُلُود، لَهُ أَربع قَوَائِم، ينْبذ فِيهِ. قَالَ ذُو الرمة:

أضَعْنَ مَوَاقِتَ الصَّلَوَاتِ عَمْداً ... وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارَا

وأشْعَلَ السَّقْيَ: أَكثر المَاء، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وشَعْل: لقب تأبط شرا.

وَبَنُو شُعَل: بطن.

وشَعْلان: مَوضِع.

والشَّعَلَّع: الطَّوِيل.
شعل
شعَلَ يَشعَل، شَعْلاً، فهو شاعل، والمفعول مَشْعول (للمتعدِّي)
• شعَلتِ النارُ: توقّدَتْ والتَهَبتْ.
• شعَل الرَّجُلُ النّارَ: أوقدها وألهبها. 

شعِلَ يَشعَل، شَعَلاً، فهو أَشْعلُ
• شعِل فلانٌ: خالط لونَ شعرِه بياضٌ "شعِل الفرسُ- رجلٌ أشعلُ". 

أشعلَ يُشعل، إشعالاً، فهو مُشعِل، والمفعول مُشعَل
• أشعلَ النَّارَ في الحَطبِ: أوقدها، أضرمها وألهبها "أشعل المتظاهرون النارَ".
• أشعلَ الفِتنةَ: أثارها، تسبّب في حدوثها وانتشارها "يشعل نارَ الخصام/ الغيرة في قلوبهم- أشعل الثورةَ" ° أشعل حَرْبًا: تسبَّب في اندلاعها- أشعل فلانًا: هيَّج غضبه وأثاره.
• أشعلَ عودَ كبريت: أوقده، أحدث به شررًا ونارًا.
• أشعل قذيفةً: وضع النارَ في الفتيل، أطلق النار.
 • أشعلَ مصباحًا: أناره، أضاءه "أشعل شمعة- أشعل الجهاز الكهربائيّ". 

اشتعلَ يشتعِل، اشتعالاً، فهو مُشتعِل
• اشتعلتِ النَّارُ: التهبت، توقّدت، تضرّمت "لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يُعرف طيب عُرف العودِ".
• اشتعل الحطَبٌ: دبَّتِ النارُ فيه، واندلعت "اشتعل بَيْتٌ- اشتعلت ثورةٌ: اندلعت".
• اشتعل الرَّأسُ شيبًا: عَمَّهُ الشَّيبُ " {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} ".
• اشتعل فلانٌ غضبًا: هاج، اشتاط، احتدم، تميّز من الــغيظ

تشعَّلَ يتشعَّل، تشعُّلاً، فهو مُتشعِّل
• تشعَّلَتِ النَّارُ: اشتعلت، تلهَّبت واتّقدت. 

شعَّلَ يُشعِّل، تشعيلاً، فهو مُشعِّل، والمفعول مُشعَّل
• شعَّلَ النَّارَ: أشعلها، بالغ في شعْلها. 

أشعلُ [مفرد]: ج شُعْل، مؤ شَعْلاءُ، ج مؤ شَعْلاوات وشُعْل: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من شعِلَ. 

اشتعال [مفرد]:
1 - مصدر اشتعلَ.
2 - (هس) عمليّة بدء الاحتراق.
• اشتعال ذاتيّ: التهاب تلقائيّ وعرضيّ لمركّب انفجاريّ في أسطوانة محرّك انفجاريّ.
• اشتعال خلفيّ: انفجار الوقود المشتعل قبل الأوان أو الغازات العادمة غير المحروقة في محرِّك داخليّ الاحتراق. 

شعَل [مفرد]:
1 - مصدر شعِلَ.
2 - بياض في ناصية الفرس أو في ذيله. 

شَعْل [مفرد]: مصدر شعَلَ. 

شُعْلة [مفرد]: ج شُعُلات وشُعْلات وشُعَل:
1 - لهب النَّار "شُعْلةُ قنديل".
2 - قطعة مشتعلة من نار تُحمل لمسافات بعيدة من مكان لآخَر بدون أن تنطفئ رمزًا لامتداد الكفاح واستمرار العمل "كأنَّه شُعْلةُ قَبَس" ° شُعْلة الموقد: قطعة حديديّة مستديرة مثقبة ينفذ إليها الغاز فيشتعل- كأنَّه شُعْلة ذكاء: ذكيّ جدًّا- كأنَّه شُعْلة نشاط: نشيط جِدًّا. 

شعيل [مفرد]: ج شَعَائِلُ وشُعَل: مشتعِل. 

شعيلة [مفرد]: ج شَعَائِلُ وشُعَل:
1 - مؤنَّث شعيل.
2 - فتيلة مشتعلة للإنارة، أو للتفجير "كاد السراج يخمد فقام الرجل وأصلح الشعيلة". 

مِشعال [مفرد]: ج مشاعِلُ ومشاعيلُ: اسم آلة من شعَلَ: إناء معدنيّ كبير توضع فيه موادّ قابلة للاحتراق من أجل الدفء والإنارة. 

مَشعَل [مفرد]: ج مشاعِلُ:
1 - قنديل "أضاء مَشعلاً".
2 - شُعْلة "ساروا على ضوء المشاعل".
3 - ما ينير فكريًّا أو معنويًّا، ما يُهتدى به "مَشعَل الحرِّيَّة- مشاعل العلم- حملوا مشاعلَ الحضارة". 

مُشْعِل [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أشعلَ.
2 - متفرِّق منتشر في كلِّ ناحية "جراد مُشْعِل- كتيبة مُشْعِلَة".
3 - جهاز يُشعل الضّوء "مُشعل كهربائيّ". 

مِشْعَل [مفرد]: ج مشاعِلُ: اسم آلة من شعَلَ: مِشْعال؛ إناء معدنيّ كبير توضع فيه موادّ قابلة للاحتراق من أجل الدّفء والحرارة والإنارة "مِشْعل غاز: قدَّاحة". 

شعل: الشَّعَلُ والشُّعْلَة: البياضُ في ذَنَب الفَرَس أَو ناصيتِه في

ناحية منها، وخَصَّ بعضهُم به عَرْضها. يقال: غُرَّةٌ شَعْلاءُ تأْخذ

إِحدى العينين حتى تدخل فيها، وقد يكون في القَذَال، وهو في الذَّنَب أَكثر،

شَعِلَ شَعَلاً وشُعْلَةً؛ الأَخيرة شاذة، وكذلك اشْعالَّ اشْعِيلالاً

إِذا صار ذا شَعَلٍ؛ قال:

وبَعدَ انتِهاضِ الشَّيْب في كلِّ جانبٍ،

على لِمَّتِي، حتى اشْعَأَلَّ بَهِيمُها

أَراد اشْعَالَّ فحرَّك الأَلف لالتقاء الساكنين، فانقلبت همزة لأَن

الأَلف حرف ضعيف واسع المَخْرَج لا يَتَحَمَّل الحركة، فإِذا اضطُرُّوا إِلى

تحريكه حَرَّكوه بأَقرب الحروف إِليه، ويقال إِذا كان البياض في طَرَف

ذَنَب الفرس فهو أَشْعَلُ، وإِن كان في وَسَط الذَّنَب فهو أَصْبَغ، وإِن

كان في صَدْره فهو أَدْعَم، فإِذا بلغ التحجيلُ إِلى ركبتيه فهو

مُجَبَّب، فإِن كان في يديه فهو مُقَفَّزٌ، وقال الأَصمعي: إِذا خالط البياضُ

الذَّنَب في أَيّ لون كان فذلك الشُّعْلة. والفَرَس أَشْعَلُ بَيِّنُ

الشَّعَل، والأُنثى شَعْلاء.

وشَعَل النارَ في الحَطَب يَشْعَلُها وشَعَّلَها وأَشْعَلها فاشْتَعَلَت

وتَشَعَّلَتْ: أَلْهَبَها فالتَهَبَت. وقال اللحياني: اشْتَعَلَت النارُ

تَأَجَّجَتْ في الحطب. وقال مُرَّةُ: نارٌ مُشْعَلَة مُلْتَهِبة

مُتَّقدة. والشُّعْلَةُ: ما اشْتَعَلَتْ فيه من الحطب أَو أَشْعَلَه فيها؛ قال

الأَزهري: الشُّعْلَة شِبْه الجِذْوة وهي قطعة خَشَب تُشْعَل فيها النارُ،

وكذلك القَبَس والشِّهَاب. والشُّعْلَة: واحدة الشُّعَل. والشُّعْلة

والشُّعْلُول: اللَّهَبُ؛ والمَشْعَلَةُ: الموضع الذي تُشْعَل فيه النارُ.

والشَّعِيلة: النار المُشْعَلة في الذُّبَال، وقيل: الفَتِيلة المُرَوَّاة

بالدُّهْن شُعِل فيها نار يُسْتَصْبَحُ بها، ولا يقال لها كذلك إِلا

إِذا اشْتَعَلَت بالنار، وجمعها شُعُلٌ مثل صَحِيفةٍ وصُحُفٍ. والمَشْعَلة:

واحدة المَشَاعِل؛ قال لبيد:

أَصاحِ، تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْناً،

كَمِصباحِ الشَّعِيلة في الذُّبَال

وفي حديث عمر بن عبد العزيز: كان يَسْمُر مع جُلَسائه فكاد السِّراجُ

يَخْمَد فقام وأَصْلَحَ الشَّعِيلة وقال: قُمْتُ وأَنا عُمَر وقَعَدْتُ

وأَنا عُمَر؛ الشَّعِيلة: الفَتِيلة المُشْعَلَة. والمَشْعَل:

القِنْديل.وشُعلَةُ: اسم فرس قَيس بن سِبَاع على التشبيه بإِشعال النار

لسُرْعتها.واشْتَعَل غَضَباً: هاج، على المثل، وأَشْعَلْته أَنا. واشْتَعَل الشيبُ

في الرأْس: اتَّقَد، على المثل، وأَصله من اشْتِعال النار. وفي التنزيل

العزيز: واشْتَعَل الرأْسُ شَيْباً؛ ونصب شَيْباً على التفسير، وإِن شئت

جعلته مصدراً، وكذلك قال حُذَّاقُ النحويين. واشْتَعَلَ الرأْسُ شَيْباً

أَي كَثُر شيبُ رأْسه، ودخل في قوله الرأْس شَعَرُ الرأْسِ واللِّحية

لأَنه كُلَّه من الرأْس. وأَشْعَلَتِ العينُ: كثُر دمعُها. وأَشْعَلَ إِبلَه

بالقَطِران: كَثَّرَ عليها منه وعَمَّها بالهِنَاء ولم يَطْلِ النُّقَب

من الجَرَب دون غيرها من بَدَن البَعير الأَجْرَب. وكَتِيبةٌ مُشْعَلةٌ:

مَبْثُوثة انْتَشَرَت. وأَشْعَلَ الخَيْلَ في الغارة: بَثَّها؛ قال:

والخَيْلُ مُشْعَلةٌ في ساطِعٍ ضَرِمٍ،

كأَنَّهُنَّ جَرادٌ أَو يَعَاسِيبُ

وأَشْعَلَتِ الغارةُ: تَفَرَّقَت. والغارة المُشْعِلَة: المنتشِرة

المتفرِّقة. ويقال: كَتِيبة مُشْعِلة، بكسر العين، إِذا انْتَشَرَتْ؛ قال جرير

يخاطب رجلاً، قال ابن بري: والصحيح أَنه للأَخطل:

عايَنتَ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ، كأَنَّها

طَيْرٌ تُغَاوِلُ في شَمَامِ وُكُورا

وشَمَامِ: جَبَلٌ بالعالية. وجَرَادٌ مُشْعِلٌ: كثير متفرِّق إِذا

انتَشَرَ وجَرَى في كل وجه. يقال: جاء جَيْشٌ كالجَراد المُشْعِل، وهو الذي

يَخْرُج في كل وجه، وأَما قولهم جاء فلان كالحَرِيقِ المُشْعَل، فمفتوحة

العين، لأَنه من أَشْعَل النارَ في الحَطَب أَي أَضْرَمَها؛ وأَنشد ابن بري

لجرير:

واسْأَلْ، إِذا خَرِجَ الخِدَامُ، وأُحْمِشَتْ

حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالحَرِيقِ المُشْعَلِ

وأَشْعَلَ الإِبِلَ: فَرَّقَها؛ عن اللحياني. وأَشْعَلْت جَمْعَه إِذا

فَرَّقته؛ قال أَبو وَجْزَة:

فَعاد زمانٌ بَعْدَ ذاك مُفَرِّقٌ،

وأُشعِل وَلْيٌ من نَوًى كلَّ مُشْعَل

والشُّعْلول: الفِرْقة من الناس وغيرِهم. وذَهَبُوا شَعَالِيلَ

بقِرْدَحْمَةٍ، وما في قِرْدَحْمَة من اللغات مذكور في موضعه. وذَهَب القومُ

شَعَالِيلَ مثل شَعَارِيرَ إِذا تفرَّقوا؛ قال أَبو وَجْزَة:

حتى إِذا ما دَنَتْ منه سَوابِقُها،

ولِلُّغَامِ بِعِطْفَيْه شَعَالِيلُ

وشعَلَ في الشيء يَشْعَلُ شَعْلاً: أَمْعَنَ. وغلامٌ شَعْلٌ أَي خَفِيف

مُتَوَقِّد، ومَعْلٌ مثلُه؛ وقال:

يُلِحْنَ مِن سَوْقِ غلامٍ شَعْلِ،

قام فنادَى برَواحٍ مَعْلِ

وكان تأَبَّط شَرًّا يقال له شَعْلٌ؛ ومنه قوله:

سَرَى ثابتٌ مَسْرًى ذَمِيماً، ولم أَكن

سَلَلْتُ عليه، شَلَّ مني الأَصابِعُ

ويَأْمُرني شَعْلٌ لأَقْتُل مُقْبِلاً،

فَقُلْتُ لشَعْلٍ: بِئْسَما أَنت شافِعُ

والمِشْعَل: شيء من جُلُود له أَربع قوَائم يُنْتَبذُ فيه؛ قال ذو

الرُّمَّة:

أَضَعنَ مَوَاقِتَ الصَّلوَاتِ عَمْداً،

وحالَفْنَ المَشاعِلَ والجِرَارا

قال ابن بري: ومثه قول الراجز:

يا حَشَراتِ القاعِ من جُلاجِل،

قد كَشَّ ما هاجَ من المَشَاعِل

(* قوله «قد كش ما هاج» تقدم في ترجمة كشش: قد نش ما كش).

الحَشَرات: القَنَافِذ والضَّباب، كَشَّ ونَشَّ واحدٌ أَي عَلَيْكُنَّ

بالهَرَب من هذه المواضع لا تُؤْكَلْنَ؛ المِشْعَل، بكسر الميم: شيء

يَتَّخِذه أَهل البادية من أَدَمٍ يُخْرَزُ بعضه إِلى بعضٍ كالنِّطعْ ثم

يُشَدُّ إِلى أَربع قوائم من خشب فيصير كالحوض يُنْبَذُ فيه لأَنه ليس لهم

حِبَابٌ. وفي الحديث: أَنه شَقَّ المَشَاعِلَ يوم خَيْبَر؛ قال: هي زِقَاق

كانوا يَنْتَبِذُون فيها، واحدها مِشْعَلٌ ومِشْعالٌ. ورَجُلٌ شاعِلٌ أَي

ذُو إِشْعال مثل تامِرٍ ولابِنٍ، وليس له فعل، قال عمرو بن الإِطْنابة،

والإِطْنَابَةُ أُمُّه وهي امرأَة من بني كِنانة بن القَيْس بن جَسْرِ بن

قُضَاعة، واسم أَبيه زَيْدُ مَنَاة:

إِني مِنَ القومِ الذين إِذا ابْتَدَوْا،

بَدَؤُوا بحَقِّ اللهِ ثُمَّ السائل

المانِعِين من الخَنَى جاراتِهم،

والحاشِدين على طَعامِ النَّازِل

ليْسُوا بأَنْكاسٍ، ولا مِيلٍ، إِذا

ما الحرب شُبَّتْ أَشعَلُوا بالشّاعِل

وأَشْعَلَتِ القِرْبةُ والمَزَادةُ إِذا سالَ ماؤُها متفرِّقاً.

وأَشعَلَتِ الطَّعْنةُ أَي خَرَج دَمُها مُتَفَرِّقاً. وأَشعَلَ السَّقْيَ:

أَكثَر الماءَ؛ عن ابن الأَعرابي. وشَعْلٌ: اسم رجل. وبنو شُعَل: حَيٌّ من

تَمِيم. وشَعْلان: موضع. والشَّعَلَّعُ: الطويلُ.

شعل
الشَّعَلُ، مَحَرَّكَةً، والشُّعْلَةُ، بالضَّمِّ: الْبَياضُ فِي ذَنَبِ الْفَرَسِ، أوالنَّاصِيَةِ فِي نَاحِيَةٍ مِنْها، وخَصَّ بعضُهم بِهِ عَرْضَها، يُقالُ: غُرَّةٌ شَعْلاَءُ، تَأْخُذُ إِحْدَى العَيْنَيْنِ حَتَّى تَدْخُلَ فِيهَا، وَقد يكونُ فِي الْقَذالِ، وهوَ فِي الذَّنَبِ أَكْثَرُ. شَعِلَ، كفَرِحَ، شَعَلاً، وشْعُلَةً، الأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ، وكذلكَ اشْعَالَّ، اشْعِيلاَلاً، إِذا صارَ ذَا شَعَلٍ، قالَ: (وبَعْدَ انْتِهَاضِ الشَّيْبِ فِي كُلِّ جَانِبٍ ... عَلى لِمَّتِي حَتَّى اشْعَأَلَّ بَهِيْمُهَا)
أرَادَ إشْعَالَّ، فحَرَّكَ الأَلِفَ لاِلْتِقاءِ السَّاكِنَيْنِ، فانْقَلَبَت هَمْزَةً، لأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ ضَعِيفٌ واسِعُ المَخْرَج، لَا يَتَحَمَّلُ الْحَرَكَةَ، فَإِذا اضْطَرُّوا إِلَى تَحْرِيكِهِ حَرَّكُوهُ بِأَقْرَبِ الحُرُوفِ إِلَيْهِ. ويُقالُ: إِذا كانَ الْبَياضُ فِي طَرَفِ ذَنَبِ الْفَرَسِ، فَهُوَ أشْعَلُ، وإِنْ كانَ فِي وَسَطِ الذَّنَبِ، فهوَ أصْبَغُ، وإِنْ كانَ فِي صَدْرِهِ، فهوَ أَدْعَمُ، فَإِذا بَلَغَ التَّحْجِيلُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، فَهُوَ مَجَبَّبٌ، فَإِنْ كانَ فِي يَدَيْهِ، فهوَ مَقَفَّزٌ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا خالَطَ الْبَياضُ الذَّنَبَ فِي أيِّ لَوْنٍ كانَ، فذلكَ الشُّعْلَةُ، والْفَرَسُ أَشْعَلُ، بَيِّنُ الشَّعَلِ، وقالَ غيرُه: شَعِيلٌ، وشَاعِلٌ، وَهِي شَعْلاَءُ، وشَعَلَ فِيهِ، كمَنَعَ، يَشْعَلُ، شَعْلاً: أَمْعَنَ.
وشَعَلَ النَّارَ فِي الحَطَبِ، يَشْعَلُهَا، شَعْلاً: أجازَها أَبُو زَيْدٍ، أَي أَلْهَبَها، كشَعَّلَها، تَشْعِيلاً، وأشْعَلَها، فاشْتَعَلَتْ، وتَشَعَّلَتْ، الْتَهَبَتْ، واضْطَرَمَتْ، وقالَ اللِّحْيانِيُّ: اشْتَعَلَتِ النَّارُ: تَأَجَّجَتْ فِي الْحَطَبِ.
وقالَ مُرَّةُ: نَارٌ مُشْعَلَةٌ، مَلْتَهِبَةٌ مَتَّقِدَةٌ.
والشُّعْلَةُ: بِالضَّمِّ: مَا اشْتَعَلَتْ فيهِ مِنَ الْحَطَبِ، والشُّعْلَةُ أَيْضا: لَهَبُ النَّارِ، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهيَ شِبْهُ الْجَذْوَةِ، وَهِي قِطْعَةُ خَشَبَةٍ تُشْعَلُ فِيهَا النَّارُ، وكذلكَ الْقَبَسُ والشِّهابُ، ج: ككُتُبٍ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، والصَّوَابُ: بِضَمٍّ فَفَتْحٍ، كالشُّعْلُولِ بالضَّمِّ أَيْضا، وهوَ لَهَبُ النَّارِ.
وشُعْلَةُ: بِلاَ لاَمٍ: فَرَسُ قَيْسٍ بنِ سِبَاعٍ، عَلى التَّشْبيهِ بإِشْعالِ النارِ لِسُرْعَتِها. والشَّعِيلَةُ، كَسَكِينَةٍ، الأَوْلَى وَزْنُها بِصَحِيفَةٍ، فَإِنَّ السَّكِينَةَ رُبَّما تَشْتَبِهُ بِسِكِّينَةٍ، بالكَسْرِ فَتَشْدِيدِ الْكَافِ المَكْسُورَةِ: النَّارُ)
الْمُشْعَلَةُ فِي الذُّبَالِ، أَو هِيَ الْفَتِيلَةُ المُرَوَّلَةُ، بالدُّهْنِ، فِيهَا نَارٌ يُسْتَصْبَحُ بهَا، وَلَا يُقالُ لَهَا كذلكَ، إلاَّ إِذا اشْتَعَلَتْ بالنَّارِ، ج: شَعِيلٌ، صَوَابُهُ: شَعُلٌ، بِضَمَّتَيْنِ، كصَحِيفَةٍ وصُحُفٍ، كَمَا هُوَ نَصُّ العُبابِ، والتَّهْذِيبِ، قالَ لَبَيدٌ:
(أَصَاحِ تَرَى بُرَيْقاً هَبَّ وَهْناً ... كَمِصْباحِ الشَّعِيلَةِ فِي الذُّبالِ)
وَفِي حديثِ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ: كانَ يَسْمُرُ مَعَ جُلَسَائِهِ، فَكادَ السِّرَاجُ يَخْمُدُ، فَقَامَ وأصْلَحَ الشَّعِيلَةَ، وقالَ: قُمْتُ وأَنا عُمَرُ، وقَعَدْتُ وَأَنا عُمَرُ. والمَشْعَلُ، كَمَقْعدٍ: الْقِنْدِيلُ. والمِشْعَلُ، كمِنْبَرٍ: المِصْفَاةُ، جَمْعُهَما مَشاعِلُ. والمِشْعَلُ أَيْضا: شَيْءٌ يَتَّخِذُهُ أَهْلُ البَادِيَةِ مِنْ جُلُودٍ، يَخْرَزُ بَعْضُها إِلَى بعضٍ، كالنِّطْعِ، لَهُ أَرْبَعُ قَوائِمَ، مِنْ خَشَبِ تُشَدُّ تِلْكَ الجُلُودُ إِلَيْها فَيَصِيرُ كالْحَوْضِ، يُنْبَذُ فِيهِ، لأَنَّهُ ليسَ لَهُم حِبَابٌ، كالْمِشْعَالِ، والْجَمْعُ الْمَشاعِلُ، قَالَ: وَنَسِيَ الدَّنَّ ومِشْعَالاً يَكِفْ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أضَعْنَ مَواقِيتَ الصَّلَواتِ عَمْداً ... وحَالَفْنَ الْمَشاعِلَ والْجِرَارَا)
وَفِي الحَدِيث: أنَّهُ شَقَّ الْمَشاعِلَ يَوْمَ خَيْبَر قالَ: هيَ زِقَاقٌ كانَوا يَنْتَبِذُونَ فِيهَا، وَعَن بَعْضِ الأَعْرابِ، أَنَّهُ وُجِدَ مَتَعَلِّقاً بِأَسْتارِ الكَعْبَةِ يَدْعُو، ويقولُ: اللَّهُمَّ أَمِتْنِي مِيتَةَ أبي خَارِجَةَ، فقيلَ: وكيفَ ماتَ أَبُو خَارِجَةَ قَالَ: أكَلَ بَذَجاً، وشَرِبَ مِشْعَلاً، ونامَ شَامِسَاً، فَلَقِيَ اللهَ شَبْعَانَ، رَيَّانَ، دَفْآنَ. ومِنَ المَجازِ: أشْعَلَ إبِلَهُ بِالْقَطِرَانِ: كَثَّرَهُ عَليْها، وعَمَّها بالْهِنَاءِ، وَلم يَطْلِ النُّقَبَ مِنَ الْجَرَبِ دونَ غيرِها مِنْ بَدَنِ الْبَعِيرِ الأَجْرَبِ. ومِنَ المَجازِ: أشْعَلَ الخَيْلَ فِي الْغَارَةِ: إِذا بَثَّهَا، قَالَ: (والخَيْلُ مُشْعَلَةٌ فِي سَاطِعٍ ضَرِمٍ ... كأَنَّهُنَّ جَرادٌ أَو يَعَاسِيبُ)
وأشْعَلَ الإِبَلَ: فَرَّقَها، عَن اللِّحْيانِيِّ، وأشْعَلَتِ الْغَارَةُ: تَفَرَّقَتْ، والْغَارَةُ المُشْعِلَةُ: الْمُنْتَشِرَةُ المُتَفَرِّقَةُ، ويُقالُ: كَتِيبَةٌ مُشْعِلَةٌ، بِكَسْرِ العَيْنِ، إِذا انْتَشَرَتْ، قالَ جَرِيرٌ يُخاطِبُ رَجُلاً، قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: والصَّحِيحُ أنَّهُ لِلأَخْطَلِ:
(عَايَنْتُ مُشْعِلَةَ الرِّعالِ كَأَنَّها ... طَيْرٌ تُغَاوِلُ فِي شَمَامِ وُكُورَا)
وأشْعَلَ السَّقْيَ: أَكْثرَ الْمَاءَ، عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ، وأشْعَلَتِ الْقِرْبُةُ، أَبُو الْمَزَادَةُ، سَالَ مَاؤُهَا مُتَفَرِّقاً، عَن ابنِ عَبَّادٍ، وأشْعَلَتِ الطَّعْنَةُ: خَرَجَ دَمُها مَتَفَرِّقاً، عَنهُ أَيْضا، وأشْعَلَتِ الْعَيْنُ، كَثُرَ دَمْعُها،)
وَفِي العُبَابِ: دُمُوعُها.
ومِنَ الْمَجازِ: جَرَادٌ مُشْعِلٌ، كمُحْسِنٍ: أَي كَثِيرٌ، مُنْتَشِرٌ، مَتَفَرِّقٌ، إِذا انْتَشَرَ وجَرَى فِي كُلِّ وَجْهٍ، يُقالُ: جاءَ جَيْشٌ كالْجَرادِ المُشْعِلِ، وَهُوَ الَّذِي ضَبَطَهُ الأَزْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ، وضَبَطَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ كمُحْسِنٍ ومُكْرَمٍ. وقالَ الْفَرَّاء: رَجُلٌ شَعْلٌ: أَي خَفِيفٌ مُتَوَقِّدٌ، ومَعْلٌ مِثْلُهُ، قَالَ: يُلِحْنَ مِنَ سَوْقِ غُلاَمٍ شَعْلِ قَامَ فَنَادَى بِرَوَاحٍ مَعْلِ وبِهِ لُقِّبَ تَأَبَّطَ شَرًّا جَابِرُ بنُ سُفْيَانَ، قالَ قَيْسُ بنُ خُوَيْلِدٍ الصاهِليُّ:
(ويَأْمُرُ بِي شَعْلٌ لأُقْتَلَ مُقْتَلاً ... فَقُلْتُ لِشَعْلٍ بِئْسَما أَنْتَ شَافِعُ) وبَنُو شُعَلَ، كزُفَرُ، بَطْنٌ مِنْ تَمِيمٍ. واشْعَالَّ رَأْسُهُ، اشْعِيلاَلاً: انْتَفَشَ شَعَرُهُ. ويُقالُ: ذَهَبُوا شَعَالِيلَ بِقِرْدَحْمَةَ: أَي مُتَفَرِّقينَ، مِثْلَ شَعارِيرَ، قالَ أَبُو وَجْزَةَ.
(حَتَّى إِذا مَا دَنَتْ منهُ سَوَابِقُها ... ولِلَّغامِ بِعِطْفَيْهِ شَعَالِيلُ)
ورَجُلٌ شَاعِلٌ: أَي ذُو إِشْعالٍ، مِثْلُ تَامِرٍ ولاَبِنٍ، وليسَ لهُ فِعْلٌ، قالَ عَمْرُو بنُ الإِطْنابَةِ:
(لَيْسُوا بِأَنْكاسٍ وَلَا مِيلٍ إِذا ... مَا الْحَرْبُ شُبَّتْ أشْعَلُوا بالشَّاعِلِ)
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: المَشْعَلَةُ: المَوْضِعُ الَّذِي تُشْعَلُ فيهِ النَّارُ. واشْتَعَلَ غَضَباً: هاجَ، على المَثَلِ، وأشْعَلْتُهُ أَنا. واشْتَعَلَ الشَّيْبُ فِي الرَّأْسِ: اتَّقَدَ عَلى المَثَلِ، وأصْلُهُ مِن اشْتِعَالِ النَّارِ، ودَخَلَ فِي قَوْلِهِ: الرَّأْس، شَعَرُ اللِّحْيَةِ، لأَنَّهُ كُلَّهُ مِنَ الرَّأْسِ. وقَوْلُهم: جاءَ فُلاَنٌ كالْحَرِيقِ المُشْعَلِ، بِفَتْحِ العَيْنِ، لأنَّهُ مِن أشْعَلَ النَّارَ فِي الْحَطَبِ، أَي أَضْرَمَها، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لِجَرِيرٍ:
(واسْأَلْ إِذا حَرِجَ الْخِدَامُ وأُحْمِشَتْ ... حَرْبٌ تَضَرَّمُ كالْحَرِيقِ المُشْعَلِ)
وأشْعَلْتُ جَمْعَهُ: إِذا فَرَّقْتُهُ، قالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(فَعادَ زَمانٌ بَعْدَ ذاكَ مُفَرِّقٌ ... وأشْعَلَ وَلْيٌ مِنْ نَوىً كُلَّ مُشْعَلِ)
والشُّعْلُولُ، بالضَّمِّ: الْفِرْقَةُ مِنَ النَّاسِ، وغيرِهم. وشَعْلانُ: مَوْضِعٌ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، واسْمُ رَجُلٍ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: الشَّعِيلُ، كأَمِيرٍ: شِبْهُ الْكَوَاكِبِ، يَكونُ فِي أَسْفَلِ الْقِدْرِ، وَأَيْضًا الحُرَّاقُ. واشْعَلَّ الفَرَسُ، اشْعِلاَلاً: صارَ أشْعَلَ. ومِشْعَلٌ، كِمْنْبَرٍ: وَادٍ لِبَنِي سَلاَمانِ ابنِ مُفَرِّجٍ، من الأَزْدِ، كَذا فِي المُفَضَّلِيَّاتِ.

شعل

1 شَعَلَتِ النَّارُ: see 8. b2: [Hence,] شَعَلَتِ الخَيْلُ فِى الغَارَةِ (assumed tropical:) [The horsemen became spread or dispersed, or spread or dispersed themselves, in the hostile, or predatory, incursion]; quasi-pass. of أَشْعَلْتُهَا. (Ham p. 715.) b3: And شَعَلَ فِيهِ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَعْلٌ, (TA,) (assumed tropical:) He went far in it; (K;) namely, an affair. (TK.) A2: شَعَلَ النَّارَ: b2: and الحَرْبَ: see 4.

A3: شَعِلَ, aor. ـَ (K,) inf. n. شَعَلٌ, (TA,) He (a horse) had the whiteness termed شَعَلٌ and شُعْلَةٌ [expl. below]; (K;) as also ↓ اشعالّ, (Mgh, K, TA,) which occurs in poetry with the ا made movent, i. e. ↓ اِشْعَأَلَّ, inf. n. اِشْعِيلَالٌ; (TA; [in my copy of the Mgh written اِشْعِلَال;]) or ↓ اشعلّ, (S,) or this last also, (TA,) inf. n. اِشعِلَالٌ. (S, TA.) Among the faults in the “ Khizánet el-Fik-h ” is ↓ الإِشْعَالُ, [expl. as meaning The having] a whiteness of the أَشْفَار [or edges of the eyelids]. (Mgh.) 2 شعّل النَّارَ: see what next follows.4 اشعل النَّارَ; (Az, S, O, Msb, K;) and ↓ شَعَلَهَا, (Az, O, Msb, K,) aor. ـَ inf. n. شَعْلٌ; (TA;) and [in an intensive sense] ↓ شعّلها, (K,) inf. n. تَشْعِيلٌ; (TA;) He kindled the fire; or made it to burn up, burn brightly or fiercely, blaze, or flame; syn. أَضْرَمَهَا, (S, O, TA,) or أَوْقَدَهَا, (Msb, by implication,) or أَلْهَيَهَا; (K, TA;) فِى الحَطَبِ [in the firewood]. (S, O, TA.) b2: [Hence,] one says also, أَشْعَلْتُ الحَرْبَ (assumed tropical:) [I kindled war, or the war; or made it to burn fiercely, or to rage]; and ↓ شَعَلْتُهَا; mentioned by Abu-l-'Alà. (Ham p. 715.) 'Amr Ibn-El-Itnábeh says, لَيْسُوا بِأَنْكَاسٍ وَلَا مِيلٍ إِذَا

↓ مَا الحَرْبُ شُبَّتْ أَشْعَلُوا بِالشَّاعِلِ (S, O, and Ham ubi suprà,) (assumed tropical:) They are not persons in whom is no good, nor such as are not firm on their horses: [when war is kindled,] they make to burn fiercely, and excite, that which is slightly burning: such may be the meaning; for it may be that the ب in بالشاعل is pleonastically inserted, and الشاعل may mean as above: or بالشاعل may mean by him who makes it to burn fiercely, [as is implied in the S and O,] or by that which does so. (Ham.) b3: And أَشْعَلْتُهُ غَضَبًا (O, TA, and Ham p. 194) (tropical:) I excited him, or inflamed him, with anger. (TA.) b4: And اشعل إِبِلَهُ بِالقَطِرَانِ (assumed tropical:) He smeared his camels much with tar; (S, O, K, TA;) [which has a burning effect;] smearing them generally, and not merely the scattered scabs exclusively of the other parts of the body. (TA.) b5: And اشعل الخَيْلَ فِى الغَارَةِ (tropical:) He spread, or dispersed, the horsemen in the hostile, or predatory, incursion: (O, K, TA:) and [in like manner] one says اشعلوا الغَارَةَ (assumed tropical:) [They spread, or dispersed, themselves, or their horsemen, in the hostile, or predatory, incursion]. (S and K in art. شعو.) And أَشْعَلْتُ جَمْعَهُمْ (assumed tropical:) I dispersed or scattered, their congregation. (O, TA.) and اشعل الإِبِلَ (assumed tropical:) He dispersed the camels. (Lh, K, (TA.) b6: And اشعل السَّقْىَ (assumed tropical:) He made [the water-ing or] the water [of the irrigation] abundant. (IAar, K, TA.) A2: أَشْعَلَتِ الغَارَةُ (assumed tropical:) The horsemen making a hostile, or predatory, incursion became dispersed, or dispersed themselves. (S, K.) b2: اشعلت الطَّعْنَةُ (assumed tropical:) The spear-wound, or the like, emitted its blood in a scattered state. (Ibn-'Abbád, O, K.) And اشعلت القِرْبَةُ, and المَزَادَةُ, (assumed tropical:) The water-skin, and the leathern water-bag, shed its water in a scattered state. (S, K.) and اشعلت العَيْنُ (assumed tropical:) The eye shed its tears copiously. (O, K.) b3: See also 1, last sentence.5 تَشَعَّلَ see what next follows.8 اشتعلت النَّارُ; (Lh, S, O, Msb, K, TA;) and ↓ شَعَلَت, aor. ـَ (Msb;) and [in an intensive sense] ↓ تشعّلت; (K, TA;) The fire became kindled; or it burned up, burned brightly or fiercely, blazed, or flamed; syn. تَأَجَّجَت, (Lh, TA,) or اِضْطَرَمَت, (S, O, TA,) or تَوَقَّدَت, (Msb,) and اِلْتَهَبَت; (K, * TA;) فِى الحَطَبِ [in the firewood]. (Lh, TA.) b2: Hence, اِشْتَعَلَ غَضَبًا (tropical:) He became excited, or inflamed, with anger: (TA:) or he became filled with wrath. (Msb.) b3: Hence also, اشتعل الشَّيْبُ فِى الرَّأْسِ (tropical:) Whiteness of the hair became glistening in the head; including the hair of the beard. (TA.) And اشتعل الرَّأْسَ شَيْبًا [in the Kur xix. 3, expl. in art. شيب]. (S, Msb.) 9 إِشْعَلَّ see 1.11 إِشْعَاْلَّ see 1. b2: اشعالّ رَأْسُهُ, (O, K,) inf. n. اِشْعِيلَالٌ, (TA,) His hair became separated, or loosened, and ruffled, or bristling up. (O, K.) Q. Q. 4 اِشْعَأَلَّ: see 1.

شَعْلٌ (assumed tropical:) A man light, agile, or active, and clever, ingenious, acute, or sharp: (O, K:) and so مَعْلٌ. (O, TA.) شَعَلٌ [inf. n. of شَعِلَ (q. v.)] and ↓ شُعْلَةٌ [properly a subst. as distinguished from an inf. n.] (assumed tropical:) A whiteness in the tail of a horse, and the forelock, and the قَذَال [or place where the عِذَار, i. e. each of the two cheek-straps of the headstall, is tied, behind the forelock]: (K:) or in some part of the forelock; or, as some say, in a side thereof: and sometimes in the قذال: but mostly in the tail: (TA:) or the former signifies a whiteness in the extremity of the tail of a horse: or, accord. to Lth, a whiteness in the forelock and the tail: or, as some say, in the head and the forelock: [or the quality of having such whiteness: for it is added that] the subst. [app. signifying such whiteness itself] is ↓ شُعْلَةٌ: (Mgh:) or the former, a whiteness in the side of the tail: [or,] accord. to As, ↓ شُعْلَةٌ is a term applied to a whiteness of the tail when it intermixes with any other colour; and the horse is said to be بَيِّنُ الشَّعَلِ [i. e. one that exhibits the quality of having such whiteness]. (S.) شُعْلَةٌ A firebrand; a piece of wood in which fire is kindled; (Az, K, * TA;) like جِذْوَةٌ and قَيَسٌ and شِهَابٌ: (Az, TA:) [this is what is meant by its being said that] what is termed شُعْلَةٌ مِنْ نَارٍ [the only indication of the meaning in the S and O] is well known: (Msb:) pl. شُعَلٌ; (S, O, TA;) erroneously said in the K to be like كُتُبٌ. (TA.) [Hence,] one says, فُلَانٌ شُعْلَةُ نَارٍ (assumed tropical:) [Such a one is a firebrand]. (Er-Rághib, TA voce ذَكَآءٌ, q. v.) b2: And [A lighted wick: so in the present day: (see also شَعِيلَةٌ:) or] the burnt [or lighted] extremity of a wick. (S voce قِرَاطٌ.

[And the same meaning is intended there in the K; and also in the TA voce جِذْوَةٌ.]) b3: and The flame of fire; as also ↓ شُعْلُولٌ. (K, * TA. [In the CK شُعُول; as though it were a second pl. of شُعْلَةٌ.]) b4: And شُعْلَةُ, (O, K, TA,) without ال, (K, TA,) is the name of A mare of Keys Ibn-Sebáa; (O, K, TA;) likened to the kindling of fire, because of her swiftness. (TA.) b5: See also شَعَلٌ, in three places.

شُعْلُولٌ: see the next preceding paragraph.

A2: Also A party, division, sect, or distinct body or class, of men &c. (TA.) [See شَعَالِيلُ, below.]

شَعِيلٌ The like of stars, at the bottom of a cooking-pot; and in tinder, or burnt rag into which fire has fallen. (Ibn-'Abbád, O, TA.) b2: See the next paragraph. b3: And see also أَشْعَلُ.

شَعِيلَةٌ [A lighted wick; i. e.] a wick in which is fire; (S, O, K;) a wick soaked with oil or grease, in which is fire, used for giving light, and not thus called unless kindled with fire: (TA: [see also شُعْلَةٌ:]) or the fire that is kindled in a wick: (K:) pl. شُعُلٌ, like as صُحُفٌ is pl. of صَحِيفَةٌ; (T, S, O, TA;) in the K erroneously said to be ↓ شَعِيلٌ [which, however, may be correct as a coll. gen. n.]. (TA.) شَعَالِيلُ [a pl., of which the sing. is app. شُعْلُولٌ, q. v.; Things, and persons, scattered, or dispersed]. Aboo-Wejzeh says, حَتَّى إِذَا مَا دَنَتْ مِنْهُ سَوَابِقُهَا وَلِلُّغَامِ بِعِطْفَيْهِ شَعَالِيلُ

[Until, or until when, those of them that outstripped approached him, and there were scattered portions of foam upon his two sides]. (TA.) And one says, ذَهَبُوا شَعَالِيلَ, (S, O, K,) like شَعَارِيرَ, i. e., (S, O,) [They went away] in a state of dispersion; (K;) [or] they dispersed themselves, or became dispersed. (S, O.) شَاعِلٌ as used in a verse cited above (see 4) [may be the part. n. of the intrans. verb in the phrase شَعَلَتِ النَّارُ, and thus] may mean [Burning &c.; or] slightly burning: (Ham p. 715:) [or] it signifies ذُو إِشْعَالٍ [having the quality of kindling, &c.; being said to be a possessive epithet], (S, O, K,) like تَامِرٌ and لَابِنٌ, having no verb: (S, O: [but see 4, first sentence:]) or it may be for ذُو شَعْلٍ, meaning مُشْعِلٌ. (Ham ubi suprà. [See, again, 4.]) b2: See also the next paragraph.

أَشْعَلُ A horse having the whiteness termed شُعْلَةٌ (As, S, Mgh, O, K) or شَعَلٌ [q. v.]; (Mgh, K;) as also ↓ شَعِيلٌ and ↓ شَاعِلٌ: (O, K:) fem. of the first شَعْلَآءُ. (S, K.) b2: And غُرَّةٌ شَعْلَآءُ [A blaze on a horse's forehead or face] taking in, i. e. including, one of the eyes. (Mgh, TA.) مَشْعَلٌ A [lamp of the kind called] قِنْدِيلِ [q. v.]. (K.) b2: See also مَشْعَلَةٌ.

مُشْعَلٌ [pass. part. n. of 4, q. v.]. One says نَارٌ مُشْعَلَةٌ [A fire kindled, &c.; or] burning up, burning brightly or fiercely, blazing, or flaming. (Lh, TA.) And جَآءَ فُلاَنٌ كَالحَرِيقِ المُشْعَلِ i. e. [Such a one came like the fire that is] kindled, &c. (S, O.) See also the next paragraph.

جَرَادٌ مُشعِلٌ (tropical:) Locusts that are numerous, (K, TA,) spreading, (S, O,) in a state of dispersion, (K,) running in every direction. (S, O.) One says, (S, O, TA,) of an army, (TA,) جَاؤُوا كَالجَرَادِ المُشْعِلِ (S, O, TA) (tropical:) They came [like locusts numerous and spreading, &c.,] coming forth from every direction: thus the last word is written accord. to Az [and J] and Sgh; and thus, and also ↓ المُشْعَلِ, accord. to Z. (TA.) and كَتِيبَةٌ مُشْعِلَةٌ (assumed tropical:) [A military force] spreading, or in a state of dispersion. (S, O.) مِشْعَلٌ A certain thing, (S, O, K,) used by the Arabs of the desert, (S, O,) made of skins (S, O, K) sewed together, like the نِطَع [q. v.], (S, O,) having four legs (S, O, K) of wood, to which it is bound, so that it becomes like the wateringtrough; (S, O;) [the beverage called] نَبِيذ is prepared in it, (S, O, K,) because [generally] they have not jars: (S, O:) also called ↓ مِشْعَالٌ: (O, K:) pl. مَشَاعِلُ. (S, O.) شَرِبَ مِشْعَلًا occurs in a trad. [as meaning He drank the quantity that filled a مِشْعَل of نَبِيذ]. (O.) b2: Also i. q. مِصْفَاةٌ [A clarifier, or strainer, for wine &c.]: (O, K:) pl. as above. (TA.) مَشعَلَةٌ A particular sort of large support for a light: (KL:) [i. e. a sort of cresset, consisting of a staff with a cylindrical frame of iron at the top which is filled with flaming pine-wood or the like or tarred rags, or, as is sometimes the case, having two, three, four, or five, of these receptacles for fire: it is borne before travellers and others at night; and is thus called in the present day, and also, more commonly, ↓ مَشْعَل: (two cressets of the sort thus called are figured in my “ Modern Egyptians,” ch. vi.: see also مَشَاعِلِىٌّ, below:)] the place in which fire is kindled: (TA: [a loose explanation, meaning a cresset:]) what is thus called is the thing of which the pl. is مَشَاعِلُ: (S, O:) [accord. to El-Wáhidee, it is ↓ مِشْعَلَةٌ; for he says that] المشعلة with kesr to the م means the instrument in which fire is carried: and مَشْعلة [thus, with a fet-hah over the نار,] means fire kindled; or made to burn up, burn brightly or fiercely, blaze, or flame; syn. موقدة موقدة. (W p. 51.) مِشْعَلَةٌ: see the next preceding paragraph.

مِشْعَالٌ: see مِشْعَلٌ.

مَشَاعِلِىٌّ, a rel. n. formed from مَشَاعِلُ pl. of مَشْعَلَةٌ, is a n. un. of which the coll. gen. n. is مَشَاعِلِيَّةٌ, and signifies A bearer of the cresset called مَشْعَلَة: hence applied also to a nightman: and hence, to a cleanser of wells: a scavenger; or remover of offal and the like: and to an executioner. (See De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., i. 201 — 203; and Quatremère's “ Hist. des Sultans Mamlouks,” sec. part, 4 and 5.)]

التصوير بالاستعارة

التصوير بالاستعارة
اقتصر الأقدمون عند ما تحدثوا عن الاستعارة في القرآن على ذكر أنواعها، من استعارة محسوس لمحسوس بجامع محسوس أو بجامع عقلى، ومن استعارة محسوس لمعقول، ومن استعارة معقول لمعقول أو لمحسوس، ومن استعارة تصريحية أو مكنية، ومن مرشحة أو مجردة، إلى غير ذلك من ألوان الاستعارة، وهم يذكرون هذه الألوان، ويحصون ما ورد في القرآن منها، ويقفون عند ذلك فحسب، وبعضهم يزيد فيجرى الاستعارة، ظانا أنه بذلك قد أدى ما عليه، من بيان الجمال الفنى في هذا اللون من التصوير، ولم أر إلا ما ندر من وقوف بعضهم يتأمل بعض هذه اللمحات الفنية المؤثرة، وليس مثل هذه الدراسة بمجد في تذوق الجمال وإدراك أسراره، ومن الخير أن نتبين الأسرار التى دعت إلى إيثار الاستعارة على الكلمة الحقيقة.
وإذا أنت مضيت إلى الألفاظ المستعارة رأيتها من هذا النوع الموحى؛ لأنها أصدق أداة تجعل القارئ يحس بالمعنى أكمل إحساس وأوفاه، وتصور المنظر للعين، وتنقل الصوت للأذن، وتجعل الأمر المعنوى ملموسا محسّا، وحسبى أن أقف عند بعض هذه الألفاظ المستعارة الموحية، نتبين سر اختيارها:
قال سبحانه: وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً (الكهف 99). فكلمة يَمُوجُ لا تقف عند حد استعارتها لمعنى «الاضطراب» بل إنها تصور للخيال هذا الجمع الحاشد من الناس، احتشادا ألا تدرك العين مداه، حتى صار هذا الحشد الزاخر كبحر، ترى العين منه ما تراه في البحر الزاخر من حركة وتموّج واضطراب، ولا تأتى كلمة يَمُوجُ إلا موحية بهذا المعنى، ودالة عليه. وقال سبحانه: قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً (مريم 4). وهنا لا تقف كلمة اشْتَعَلَ عند معنى انتشر فحسب، ولكنها تحمل معنى دبيب الشيب في الرأس في بطء وثبات، كما تدب النار في الفحم مبطئة، ولكن في دأب واستمرار، حتى إذا تمكنت من الوقود اشتعلت في قوة لا تبقى ولا تذر، كما يحرق الشيب ما يجاوره من شعر الشباب، حتى لا يذر شيئا إلا التهمه، وأتى عليه، وفي إسناد الاشتعال إلى الرأس ما يوحى بهذا الشمول الذى التهم كل شىء في الرأس. وقد تحدثنا فيما مضى عما توحى به كلمة تنفس، من إثارة معنى الحياة التى تغمر الكون عند مطلع الفجر.
وقال تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37). فكلمة نَسْلَخُ تصور للعين انحسار الضوء عن الكون قليلا قليلا، ودبيب الظلام إلى هذا الكون في بطء، حتى إذا تراجع الضوء ظهر ما كان مختفيا من ظلمة الليل. وقال تعالى: وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (الذاريات 41، 42).
ففي العقم ما يحمل إلى النفس معنى الإجداب الذى تحمله الريح معها.
وكثر في القرآن أخذ الكلمات الموضوعة للأمور المحسوسة، يدل بها على معقول معنوى، يصير به كأنه ملموس مرئى، فضلا عن إيحاءات الكلمة إلى النفس، خذ مثلا قوله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ (آل عمران 187). ألا ترى أن كلمة (نبذ)، فضلا عن أنها تدل على الترك، توحى إلى نفس القارئ معنى الإهمال والاحتقار، لأن الذى (ينبذ) وراء الظهر إنما هو الحقير المهمل. وقوله تعالى: بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذا هُوَ زاهِقٌ (الأنبياء 18). فكلمة القذف توحى بهذه القوة التى يهبط بها الحق على الباطل، وكلمة فَيَدْمَغُهُ توحى بتلك المعركة التى تنشب بين الحق والباطل، حتى يصيب رأسه ويحطمه، فلا يلبث أن يموت وتأمل قوة التعبير بالظلمات والنور يراد بهما الكفر والإيمان، فى قوله تعالى: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ (إبراهيم 1). وجمع الظلمات يصور لك إلى أى مدى ينبهم الطريق أمام الضال، فلا يهتدى إلى الحق، وسط هذا الظلام المتراكم.
ومن ذلك قوله تعالى: إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ (البقرة 237). فإنك تشعر في كلمة العقدة بهذا الربط القلبى، الذى يربط بين قلبى الزوجين. ويطول بى القول إذا أنا وقفت عند كل استعارة، من هذا اللون وحسبى أن أشير إلى بعض نماذجه كقوله تعالى: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الحجر 94). فكلمة الصدع بمعنى الجهر توحى بما سيكون من أثر هذه الدعوة الجديدة، من أنها ستشق طريقها إلى القلوب وتحدث في النفوس أثرا قويّا، وقوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا (آل عمران 103). فأى صلة متينة ذلك الدين الذى يربطك بالله، يثير هذا المعنى في نفسك هذا التعبير القوى المصور: حبل الله.
وقوله تعالى: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (الشعراء 224، 225). وقوله تعالى: لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَها عِوَجاً (آل عمران 99). وقوله تعالى: وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ (الأنعام 68). وتأمل جمال أَفْرِغْ فى قوله سبحانه: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً (الأعراف 126). وما يثيره في نفسك من الطمأنينة التى يحس بها من هدأ جسمه بماء يلقى عليه، وهذه الراحة تشبهها تلك الراحة النفسية، ينالها من منح هبة الصبر الجميل، ومن الدقة القرآنية في استخدام الألفاظ المستعارة أنه استخدم أَفْرِغْ وهى توحى باللين والرفق وعند حديثه عن الصبر، وهو من رحمته، فإذا جاء إلى العذاب استخدم كلمة (صب) فقال: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (الفجر 13). وهى مؤذنة بالشدة والقوة معا.
وتأمل كذلك قوة كلمة زُلْزِلُوا فى قوله تعالى: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (البقرة 214). ولو أنك جهدت في أن تضع كلمة مكانها ما استطاعت أن تؤدى معنى هذا الاضطراب النفسى العنيف.
وقد تحدثنا فيما مضى عن جمال التعبير في قوله تعالى: يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ (البقرة 27). وقوله سبحانه: خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ (البقرة 7). وقد يستمر القرآن في رسم الصورة المحسوسة بما يزيدها قوة تمكّن لها في النفس، كما ترى ذلك في قوله تعالى: أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (البقرة 16). فقد أكمل صورة الشراء بالحديث عن ربح التجارة والاهتداء في تصريف شئونها.
وقد يحتاج المرء إلى تريث يدرك به روعة التعبير، كما تجد ذلك في قوله تعالى: وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ (النحل 112). فقد يبدو أن المناسبة تقضى أن يقال: فألبسها الله لباس الجوع، ولكن إيثار الذوق هنا؛ لأن الجوع يشعر به ويذاق، وصح أن يكون للجوع لباس؛ لأن الجوع يكسو صاحبه بثياب الهزال والضنى والشحوب.
وقد يشتد وضوح الأمر المعنوى في النفس، ويقوى لديها قوة تسمح بأن يكون أصلا يقاس عليه، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ (الحاقة 11). فهنا كان الطغيان المؤذن بالثورة والفوران أصلا يشبه به خروج الماء عن حده، لما فيه من فورة واضطراب، وعلى هذا النسق جاء قوله تعالى: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (الحاقة 6). فهذه الريح المدمرة يشبه خروجها عن حدها العتوّ والجبروت.
وقد يجسم القرآن المعنى، ويهب للجماد العقل والحياة، زيادة في تصوير المعنى وتمثيله للنفس، وذلك بعض ما يعبر عنه البلاغيون بالاستعارة المكنية، ومن أروع هذا التجسيم قوله سبحانه: وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْواحَ (الأعراف 154). ألا تحس بالغضب هنا وكأنه إنسان يدفع موسى ويحثه على الانفعال والثورة، ثم سكت وكفّ عن دفع موسى وتحريضه، ومن تعقيل الجماد قوله سبحانه: ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ (فصلت 11). وفي ذلك التعبير ما يدل على خضوعهما واستسلامهما، وقوله سبحانه: فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ (الكهف 77). وكأنما الجدار لشدة وهنه وضعفه يؤثر الراحة لطول ما مر به من زمن. وقوله تعالى: وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْــغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (الملك 6 - 8). فهذا التميز من الــغيظ يشعر بشدة ما جناه أولئك الكفرة، حتى لقد شعر به واغتاظ منه هذا الذى لا يحس.
وعلى هذا النسق قوله سبحانه: كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (المعارج 15 - 17). ألا تحس في هذا التعبير كأن النار تعرف أصحابها
بسيماهم، فتدعوهم إلى دخولها ومنه قوله تعالى: حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ (يونس 24). وفي ذلك ما يشعرك بالحياة التى تدب في الأرض، حين تأخذ زخرفها وتتزين.
هذا وقد كثر الحديث عن قوله سبحانه: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ (الإسراء 24). ورووا ما يفهم منه أن أبا تمام قلد هذا التعبير فقال:
لا تسقنى ماء الملام، فإننى ... صبّ قد استعذبت ماء بكائى
حتى إنه يروى أن أحدهم أرسل إليه زجاجة يطلب منه فيها شيئا من ماء الملام، فقال أبو تمام: حتى تعطينى ريشة من جناح الذل. قيل: فاستحسنوا منه ذلك. وعندى أن ليس الأمر على ما ذكروه، وأن هذا التعبير كناية عن الرفق في معاملة الوالدين، وأخذهما باللين والرقة، كما تقول: «واخفض لهما الجناح ذلا» ولكن لما كان ثمة صلة بين الجناح بمعنى جانب الإنسان وبين الذل، إذ إن هذا الجانب هو مظهر الغطرسة حين يشمخ المرء بأنفه، ومظهر التواضع حين يتطامن- أجازت هذه الصلة إضافة الجناح للذل لا على معنى الملكية، فلسنا بحاجة إلى تشبيه الذل بطائر نستعير جناحه، ولكنا بحاجة إلى استعارة الجناح للجانب، وجمال ذلك هنا في أن اختيار كلمة الجناح في هذا الموضع يوحى بما ينبغى أن يظلّ به الابن أباه من رعاية وحب، كما يظل الطائر صغار فراخه.
وبما ذكرناه يبدو أن بيت أبى تمام لم يجر على نسق الآية الكريمة، فليس هناك صلة ما بين الماء والملام تجيز هذه الإضافة، ولا سيما أن إيحاء الكلمات فى الجملة لا تساعد أبا تمام على إيصال تجربته إلى قارئه، فليس في سقى الماء ما يثير ألما، ولو أنه قال: لا تجر عنى غصص الملام، لاستطاع بذلك أن يصور لنا شعوره تصويرا أدقّ وأوفى، لما تثيره هاتان اللفظتان في النفس من المشقة والألم.
*** 

حَنَقَ

حَنَقَ
الجذر: ح ن ق

مثال: حَنَقَ عليه
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأن هذا الفعل لم يرد بفتح العين في المعاجم.
المعنى: اغتاظ

الصواب والرتبة: -حَنِقَ عليه [فصيحة]
التعليق: الفعل «حَنِقَ» من باب «فَرِحَ» مكسور العين في الماضي، وفي التاج: «وقد حَنِق عليه كَفَرِح».
(حَنَقَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «لاَ يَصْلُح هذا الأمر إلا لمن لا يَحْنَقُ عَلَى جِرَّتِهِ» أَيْ لَا يَحْقِد عَلَى رَعِيَّتِه، والحَنَقُ: الــغَيْظ. والجِرَّة: مَا يُخْرِجُه البَعير مِنْ جَوْفه ويَمْضُغه. والإِحْنَاق لحُوق البَطْن والْتِصَاقه. وأصْل ذَلِكَ فِي البَعِير أَنْ يَقْذِف بجِرّته، وإنَّما وُضِع مَوضع الكَظْم مِنْ حَيْثُ إِنَّ الاجْترارَ ينفُخ البَطن، والكَظم بخِلافه. يُقَالُ: مَا يَحْنَقُ فُلَانٌ وَمَا يكظِم عَلَى جِرَّة:
إِذَا لَمْ يَنْطَو عَلَى حِقْدٍ ودَغَل.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي جهل «إن محمدا نَزل يَثْرِب، وإنه حَنِقٌ عَلَيْكُمْ» وَمِنْهُ شِعْرُ قُتَيْلَة أختِ النَّضْرِ بْنِ الْحَارِثِ:
مَا كَانَ ضَرَّك لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّما ... مَنَّ الفَتَى وهُو المَــغِيظُ المُحْنَقُ
يُقَالُ حَنِقَ عَلَيْهِ بالكَسر يَحْنَقُ فَهُوَ حَنِقٌ، وأَحْنَقَهُ غيرُه فَهُوَ مُحْنِقٌ.

كَظَمَ 

(كَظَمَ) الْكَافُ وَالظَّاءُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَهُوَ الْإِمْسَاكُ وَالْجُمَعُ لِلشَّيْءِ. مِنْ ذَلِكَ الْكَظْمُ: اجْتِرَاعُ الْــغَيْظِ وَالْإِمْسَاكُ عَنْ إِبْدَائِهِ، وَكَأَنَّهُ يَجْمَعُهُ الْكَاظِمُ فِي جَوْفِهِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَالْكَاظِمِينَ الْــغَيْظَ} [آل عمران: 134] وَالْكُظُومُ: السُّكُوتُ. [وَ] الْكُظُومُ: إِمْسَاكُ الْبَعِيرِ عَنِ الْجِرَّةِ. وَالْكَظَمُ: مَخْرَجُ النَّفَسِ. يُقَالُ أَخَذَ بِكَظَمِهِ. وَمَعْنَى ذَلِكَ قِيَاسُ مَا ذَكَرْنَاهُ; لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ مَنَعَ نَفَسَهُ أَنْ يَخْرُجَ. وَالْكَظَائِمُ: خُرُوقٌ تُحْفَرُ يَجْرِي فِيهَا الْمَاءُ مِنْ بِئْرٍ إِلَى بِئْرٍ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ كِظَامَةً لِإِمْسَاكِهَا الْمَاءَ. وَالْكِظَامَةُ أَيْضًا: الْحَلْقَةُ الَّتِي تَجْمَعُ خُيُوطَ حَدِيدَةِ الْمِيزَانِ; وَذَلِكَ مِنَ الْإِمْسَاكِ أَيْضًا. وَالْكِظَامَةُ: سَيْرٌ يُوصَلُ بِوَتَرِ الْقَوْسِ الْعَرَبِيَّةِ ثُمَّ يُدَارُ بِطَرَفِ السِّيَةِ الْعُلْيَا. وَالْقِيَاسُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ وَاحِدٌ.

حَشْو

حَشْو
من (ح ش و) الملء.
حَشْو
: (و} الحَشْوُ: صغارُ الإِبِلِ) الَّتِي لَا كِبارَ فِيهَا، ( {كالحاشِيَةِ) ، سُمِّيَت بذلِكَ لأنَّها} تَحْشُو الكِبارَ أَي تَتَخَلَّلُها، أَو لإِصابَتِها حشى الكِبارِ إِذا انْضَمَّتْ إِلَى جَنْبِها؛ وكذلِكَ {الحاشِيَةُ مِن الناسِ، والجَمْعُ} الحَواشِي.
وَفِي حدِيثِ الزَّكاةِ: (خُذْ مِن {حَواشِي أَمْوالِهم) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: هِيَ صِغارُ الإِبِلِ كابنِ المَخاضِ وابنِ اللَّبُونِ.
(و) الحَشْوُ: (فَضْلُ الكَلامِ) الَّذِي لَا يُعَتَمَدُ عَلَيْهِ.
(و) الحَشْوُ: (نَفْسُ الرَّجُلِ) على المَثَلِ.
(و) الحَشْوُ: (ملءُ الوِسادَةِ وغَيْرِها بشيءٍ) ، كالقُطْنِ ونحوِهِ، وَقد} حَشاها {يَحْشُوها} حَشْواً؛ (وَمَا يُجْعَلُ فِيهَا {حَشْوٌ أَيْضاً) على لَفْظِ المصْدَرِ.
(} والحَشِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: الفِراشُ {المَحْشُوُّ) ، والجَمْعُ} الحَشَايا.
(و) {الحَشِيَّةُ: (مِرْفَقَةٌ أَو مِصْدَغَةٌ) أَو نحوُها (تُعَظِّمُ بهَا المَرْأَةُ بَدَنَها أَو عَجِيزَتَها) لتُظَنَّ مُبْدَنَةً أَو عَجْزاء، والجَمْعُ} الحَشَايا، أَنْشَدَ ثَعْلَب:
إِذا مَا الزُّلُّ ضاعَفْنَ الحَشَايا
كَفاها أنْ يُلاثَ بهَا الإِزارُ ( {كالمِحْشَى) ، كمِنْبَرٍ، والجَمْعُ} المحَاشِي؛ قالَ الشَّاعِرُ:
جُمّاً غَنيَّاتٍ عَن المَحاشِي ( {واحْتَشَتْها و) } احْتَشَتْ (بهَا) : كِلاهُما (لَبِسَتْها) ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ؛ وأَنْشَدَ:
لَا {تَحْتَشِي إلاَّ الصَّميمَ الصّادِقا يَعْنِي أنَّها لَا تَلْبَسُ الحَشَايا لأنَّ عِظَمَ عَجِيزَتها يُغْنيها عَن ذلِكَ؛ وأَنْشَدَ فِي التَّعدِّي بالباءِ:
كانتْ إِذا الزُّلُّ} احْتَشَينَ بالنُّقَبْ
تُلْقِي الحَشايا مَا لَها فِيهَا أَرَبْ (و) {احْتَشَى (الشَّيءُ: امْتَلأَ) ،} كاحْتِشاءِ الرَّجُلِ من الطَّعامِ. (و) {احْتَشَتِ (المُسْتَحاضَةُ:} حَشَتْ نَفْسَها بالمَفارِمِ) ونحوِها، وكَذلِكَ الرَّجُلُ ذُو الإِبْرِدَةِ.
وَفِي الحدِيثِ: قَالَ لامرأَةٍ: {احْتَشِي كُرْسُفاً، وَهُوَ القُطْنُ} تَحْشُو بِهِ فَرْجَها.
وَفِي الصِّحاحِ: والحائِضُ {تَحْتَشِي بالكُرْسُفِ لتَحْبسَ الدَّمَ.
(و) يقالُ: (أتَاهُ فَمَا أَجَلَّهُ وَلَا} حاشاهُ) ، أَي: (مَا أَعْطاهُ جَلِيلَةً وَلَا {حاشِيَةً.
(} والحَشا: مَا فِي البَطْنِ) ، وتَثْنِيتُه {حَشَوان، وَهُوَ مِن ذَواتِ الواوِ والياءِ لأنَّه ممَّا يُثَنَّى بالياءِ وبالواوِ، (ج} أَحْشاءٌ.
( {وحَشاهُ) سَهْماً حَشْواً: (أصَاب} حَشاهُ.
( {والمَحْشَى: مَوْضِعُ الطَّعامِ فِي البَطْنِ) ، والجَمْعُ} المَحاشِي.
وقالَ الأَصمعيُّ: أَسْفَلُ مَواضِع الطَّعام الَّذِي يُوءَدِّي إِلَى المَذْهَبِ {المَحْشاةُ، والجَمْعُ المَحاشِي، وَهُوَ المَبْعَرُ مِن الدَّوابِ.
وقالَ: إيَّاكُم وإتْيانَ النِّساءِ فِي} مَحاشِيهنَّ فإنَّ كلَّ {مَحْشاةٍ حَرامٌ.
وَفِي الحدِيثِ: (} مَحاشِي النِّساء حَرامٌ) .
قالَ ابنُ الأثيرِ: هَكَذَا جاءَ فِي رِوايَةٍ، وَهِي جَمْعُ مَحْشاةٍ لأَسْفَل مَوَاضِع الطَّعامِ مِن الأَمْعاءِ فكَنَى بِهِ عَن الأَدْبارِ.
(و) حكَى اللحْيانيُّ: (مَا أَكْثَر {حِشْوَةَ أَرْضِه، بالضَّمِّ والكَسْر: أَي} حَشْوَها، و) مَا فِيهَا مِن (دَغَلِها) ، وَهُوَ مَجازٌ.
(وأَرضٌ {حَشاةٌ: سَوْداءُ لَا خَيْرَ فِيهَا) ، وَهُوَ مجازٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} حُشْوَةُ البَطْنِ {وحُشْوَتُه، بالضمِّ والكسْرِ: أمْعاوهُ.
وَقَالَ الأزهريُّ والشافِعِيُّ جَمِيعُ مَا فِي البَطْنِ} حِشْوَةٌ مَا عَدَا الشَّحْم فإنَّه ليسَ من {الحِشْوَةِ.
وقالَ الأصمعيُّ: الحُشْوَةُ مَواضِعُ الطَّعامِ وَفِيه} الأَحْشاءُ والأَقْصابُ. {والحَشْوُ: القُطْنُ} وحَشَا الــغَيْظَ {يَحْشُوه} حَشْواً؛ قالَ المرَّارُ:
{وحَشَوْتُ الــغَيْظَ فِي أَضْلاعِه
فَهُوَ يَمْشِي خطلاناً كالنَّقِر} ْوحُشِيَ الرَّجُل غَيْظــاً وكِبْراً كِلاهُما على المَثَلِ؛ وأنْشَدَ ثَعْلَب:
وَلَا تَأْنَفا أنْ تَسْأَلا وتُسَلِّما
فَمَا {حُشِيَ الإِنْسانُ شَرّاً من الكِبْرِوحُشِيَ الرَّجُلُ بالنَّفْس} وحُشِيَها؛ قالَ يزيدُ بنُ الحَكَم الثَّقَفِيُّ:
وَمَا بَرِحَتْ نَفْسٌ لَجُوجٌ {حُشِيتَها
بِذَيْبك حَتَّى قيلَ هَل أَنتَ مُكْتَوي} وحَشْوُ البَيْتِ مِن الشِّعْر: أَجْزاؤُه غَيْر عَرُوضِه وضَرْبِهِ.
{وحِشْوَةُ الناسِ رُذالُهم.
} والحشْوُ: مَا {يُحْشَى بِهِ بَطْنُ الخَرُوفِ مِن التَّوابِلِ، والجَمْعُ} المحاشِي على غيرِ قياسٍ.
{والمَحاشِي: أَكْسِيَةٌ خَشِنَةٌ تَحلِقُ الجِلْدَ، واحِدُها} مِحْشاةٌ؛ عَن الأصْمعيّ.
وتقدَّمَ ذلكَ للمصنِّفِ فِي الهَمْزةِ؛ نَقَلَه الجَوهرِيُّ، قالَ: وقَوْلُ الشاعِرِ، وَهُوَ النابِغَةُ.
اجْمَعْ {مِحاشَكَ يَا يَزِيدُ فإنَّني
أَعْدَدْتُ يَرْبوعاً لكم وَتَمِيماقالَ: هُوَ مِن} الحَشْوِ.
قَالَ ابنُ برِّي: وَهُوَ غَلَطٌ قَبيحٌ إنّما هُوَ مِن المَحْش وَهُوَ الحَرْقُ، وَقد فَسَّر هَذِه اللَّفَظْةَ فِي فَصْل مَحَش، وتقدَّمَ مَا يَتَعلَّقُ بِهِ هُنَاكَ.
{واحْتَشَتِ الرُّمَّانَةُ بالحبِّ: امْتَلأَتْ.
ورُمَّانةٌ} مُحْتَشِيَةٌ.
وبَنُو حشيبر: قَبيلَةٌ باليَمَنِ، والأَصْلُ فِيهِ حشى برا، وَقد ذُكِرَتْ فِي الراءِ.
{والحشويَّةُ: طائِفَةٌ من المُبْتدعَةِ.

تأق

[تأق] في ح الصراط: فيمر الرجل كشد الفرس "التئق" أي الممتلئ نشاطاً، من أتأقت الإناء ملأته. ومنه ح على: "أتأق" الحياض بمواتحه.
(تأق) - في حَدِيث الصِّراطِ: "فَيمُرُّ الرَّجلُ كشَدِّ الفَرَس التَّئِق الجَوادِ".
: أي المُمْتَلِىءِ نَشاطًا. يقال: أتأقتُ الِإناءَ إذا مَلأتَه.
ت أ ق

إناء متأق شديد الامتلاء، وقد تئق.

ومن المجاز: تئق الرجل: امتلأ غضباً. وفي المثل " أنت تئق، وأنا مئق، فكيف نتفق " وفرس تئق: ممتلىء جرياً. وأتأق القوس: ملأها نزعاً وأغرق السهم. وعن بعض العرب هو أن لا يدع لها موترها متنفساً من شدة ما وترها، وربما أصبحت وقد انقطع وترها.
تأق
التَّأَقُ: شِدَّةُ الامْتِلاءِ، تَئِقَتْ نَفْسي تَتْأق تَأقاً: وذلك إذا امْتَلأَ حُزْناً وكادَ يبكي.
وفَرَس تَئقٌ: مُمْتَلئٌ شَباباً وجَرْياً.
وأتْأَقْتُ القَوْسَ: إذا شَدَدْتَ نَزْعَها فأغْرَقْتَ السَّهْمَ. وتاقَ الرجُلُ القَوْسَ يَتُوْقُها تَوْقاً: مُلَيَّنٌ في معنى الهَمْزَةِ. والتَّيِّقَانُ من الرِّجَال: الشَّدِيْدُ الوَثْبِ.
[تأق] تَئِقَ السِقاءُ يَتْأقُ تَأَقاً، أي امتلا. أتأقته أنا. وتئق الرجال، أي امتلا غضبا وغيظــا. ومن أمثال العرب: " أنت تَئِقٌ وأنا مَئِقٌ، فكيف نتّفق "، قال الأمويّ: التَئقُ: السريعُ إلى الشرّ. وقال الاصمعي: هو الحديد. قال الشاعر يصف كلبا: أصمع الكعبين مهضوم الحشا سرطم اللحيين معاج تئق وقال زهير بن مسعود الضبى يصف فرسا: ضافى السبيب أسيل الخد مشترف حابى الضلوع شديد أسره تئق وقال أبو عمرو: التَأَقَةُ بالتحريك: شدة الغضب، وسرعةٌ إلى الشرّ. وهو يتأق، وبه تأقة. 

تأق: التَّأَقُ: شدَّة الامْتِلاء. ابن سيده: تَئِقَ السِّقاء يَتْأَق تَأَقاً، فهو تَئِقٌ: امْتَلأَ، وأَتْأَقَه هو إتْآقاً. وفي حديث علي:

أتْأَقُ الحِياضَ بمواتِحه؛ وقال النابغة:

يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ أتْأَقَها

شَدُّ الرُّواةِ بماء، غير مَشْرُوبِ

ماء غير مشروب: يعني العرَق، أَراد ينضَحن بماء غير مشروب نضحَ المَزادِ الوُفْر. ورجل تَئِقٌ: مَلآن غَيْظــاً أو حزناً أو سروراً، وقيل: هو الضيّق الخُلق، وقيل: تَئقَ إذا امتلأَ حزناً وكاد يبكي. أَبو عمرو:

التَّأَقةُ شدة الغضَب والسُّرْعةُ إلى الشرّ، والمَأَقُ شدة البكاء. ومُهْر تَئِقٌ: سريعٌ. وأتأَقَ القوسَ: شدَّ نَزْعها وأَغرق فيها السهمَ. وفرس تَئِقٌ: نشِيط مُمْتلئ جَرْياً؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وأَرْيَحِيّاً عَضْباً وذا خُصَلٍ،

مُخْلَوْلِقَ المَتْنِ سابِحاً تَئِقَا

أَريَحِيٌّ: منسوب إلى أرْيَحَ أرض باليمن؛ إيّاها عنى الهُذلي بقوله:

فلَوْتُ عنه سُيوفَ أَرْيَحَ، إذْ

باء بكَفِّي، فلم أَكَدْ أَجِدُ

وقد تَئقَ تأَقاً، وتَئق الصبيُّ وغيره تأَقاً وتأَقةً؛ عن اللحياني، فهو تئق إذا أَخذه شبه الفُواق عند البكاء. ومن كلام أُم تأَبّط شرّاً أَو غيرها: ولا أبتُّه تَئِقاً. أبو عمرو: التأَقة، بالتحريك، شدّة الغضَب والسرعةُ إلى الشر، وهو يَتْأقُ وبه تأَقةٌ؛ وفي مثل للعرب: أَنتَ تَئقٌ وأَنا مَئقٌ فكيف نَتَّفِق؟ قال اللحياني: قيل معناه أَنت ضيّق وأَنا خفيف فكيف نتفق، قال: وقال بعضهم أَنت سريع الغَضَب وأَنا سريع البكاء فكيف نتفق، وقال أَعرابي من عامر: أَنت غَضْبانُ وأَنا غضبان فكيف نتفق؟

الأَصمعي: في هذا المثل تقول العرب أَنا تئق وأَخي مئق فكيف نتفق؛ يقول: أنا ممتلئ من الــغيْظ والحزن وأَخي سريع البكاء فلا يقع بيننا وِفاق. وقال الأَصمعي: التَّئق السريع إلى الشرّ والمئق السريع البكاء، ويقال: الممتلئ من الغضب، وقال الأَصمعي: هو الحديدُ؛ قال عدي بن زيد يصف كلباً:

أَصْمَعُ الكَعْبَين مَهْضُوم الحَشا،

سَرْطَمُ اللَّحْيَيْن مَعَّاجٌ تَئِقْ

والمِتْأَقُ أَيضاً: الحادُّ؛ قال زهير بن مسعود الضَّبِّي يصف فرساً:

ضافي السَّبِيب أسِيلُ الخَدِّ مُشْتَرِفٌ،

حابي الضُّلوعِ شَدِيدٌ أَسْرُه تَئِقُ

الأَصمعي: وتَئِقَ الرجل إذا امتلأَ غضَباً وغَيْظــاً، ومَئِقَ إذا أخذه شِبه الفُواق عند البكاء قبل أن يبكي؛ وقال الأَصمعي في قول رؤبة:

كأنَّما عَوْلَتُها، من التَّأَقْ،

عَوْلةُ ثَكلى ولْوَلَتْ بعد المأَقْ

والمَأَقُ: نَشْيجُ البكاء أَيضاً، والتأَق: الامْتِلاء. والمَأَقُ:

نشيج البكاء الذي كأَنه نفَس يقْلَعه من صدره. وقال أَبو الجرّاح: التَّئِق المَلآن شِبَعاً ورِيّاً، والمَئِقُ الغضبان؛ وقيل: التئق هنا الممتلئ حزناً، وقيل: النشِيط، وقيل: السّيِّء الخلق. وفي حديث السِّراط: فيمُرّ الرجُل كشدّ الفرس التئِق الجَواد أَي الممتلئ نَشاطاً.

تأق
تئقَ السقاءُ، كفَرِح: امْتَلَأَ. {وأَتْأقْتُه أَنا: ملأتُه، كَمَا فِي الصِّحاح، وقالَ رُؤْبَةُ يمْدَحُ مُحَمَّدَ ابنَ مروانَ: مَدَّ لَهُ المَجْدُ خَلِيجاً} مِتْأَقَا سَقَى فأَرْوَى ورَعَى فأَسْنَقَا وَفِي حَدِيثِ عَلي: {أَتْأَقَ الحِياضَ بمَواتِحِه وقالَ الناّبِغَةُ:
(يَنْضَحْنَ نَضْحَ المَزادِ الوُفْرِ} أتْأَقَها ... شَدُّ الرُّواةِ بِمَاء غَيْرِ مَشْرُوبِ)
ماءٌ غيرُ مَشروبٍ، يَعْنِي: العَرَقَ، أَرادَ يَنْضَحْنَ بِمَاء غَيْرِ مَشْرُوبٍ نَضْحَ المزادِ الوُفْرِ. وَمن المَجاز:! تَئقَ زيد إِذا امتَلأَ غَضَباً وغَيْظــاً، كَمَا فِي الصِّحاح، أَو حُزْناً هكَذا نَقَلَه اللَّيْثُ فِي هَذَا التَّرْكِيب، زادَ غيرُه: كادَ يَبْكي، أَو إِذا امْتلأً سُرُوراً، كَمَا فِي اللِّسانِ. وككَتِفٍ، ومِنبرٍ: السَّرِيع إِلى الشَّرِّ نَقَلَه الجَوْهَرِي عَن الأمَوِي، واقْتَصَر علِى الأول، وأَمّا {المِتْأَقُ، كمِنْبَرٍ، فقد فسرَه صاحِبُ اللِّسانِ بالحادِّ. وَمن أمْثالِ العَرَبِ: أَنْتَ تَئق، وَأَنا مَئِق، فكَيْفَ نَتَّفِق قَالَ اللِّحْيانِيّ: قِيلَ: مَعْناه أَنتَ ضَيِّقٌ وأَنا خَفيفٌ، فَكيف نَتَّفِق. وقالَ بعضُهم: أًنتَ سَرِيعُ الغَضَبِ، وأَنا سَرِيع البُكاءَ، فكيفَ نَتَّفِق وقالَ أَعْرابيّ من عامِرٍ: أنْتَ غَضْبانُ وأَنا غَضْبانُ، فَكيف نَتَّفِقُ. وقالَ الأَصْمَعِيُّ: يَقُول: أَنا مُمْتَلِئ من الــغَيْظِ والحُزْنِ، وأَخِي سَرِيعُ البُكاءَ، فَلَا يَقَعُ بينَنا وِفاقٌ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: التَّئَقُ: هُوَ الحادُّ، والمَئَقُ: السَّرِيعُ البُكاءَ، ويقالُ: المُمْتَلِئُ من الغَضَب، وأَنْشَدَ)
الجَوْهرِيُّ لعَدِيِّ بنِ زَيْدٍ يَصِفُ كَلْباً:
(أَصْمَع الكَعْبَيْنِ مَهْضُوم الحَشى ... سَرْطَم اللَّحْيينِ مَعّاجٌ تَئقْ)
وقالَ الأَصْمَعِيُّ أَيْضا:} تَئَقَ الرَّجُلُ: إِذا امْتلأ غَضَباً وغَيْظــاً، ومَئَق: إِذا أَخَذَه شِبْهُ الفُواقِ عِنْدَ البُكاءَ قَبْلَ أَنْ يَبكِي، وقالَ فِي قَوْلِ رُؤْبَةَ: كأَنَّما عَوْلَتُها منَ {التَّأقْ عَوْلَة ثَكْلَى وَلْوَلَتْ بعدَ المَأق والمَأَقُ: نشَيِجُ البُكاءَ أَيْضاً،} والتَّأَقُ: الامْتلاءُ. وقالَ أَبُو الجرّاح: {التَّئِقُ: المَلآنُ شِبَعاً ورِيّاً، والمَئَقُ: الغَضْبانُ وقِيلَ:} التَّئقُ هُنا: المُمْتَلِئ حُزناً، وقِيلَ: النَّشِيطُ، وقِيلَ: السيئُ الخُلُقِ. وقالَ اللَّيْثُ: {التَّئقُ: الفَرَسُ المُمْتَلِئ نَشَاطاً وشَباباً وجَرْياً، وَهُوَ مَجازٌ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرِ بنِ مَسْعُودٍ الضَّبِّيِّ يصِفُ فَرَساً:
(ضافِي السَّبِيب أَسِيلُ الخَدِّ مُشْتَرِف ... حابِي الضُّلُوع شَدِيدٌ أَسره} تَئَقُ) وَقَالَ أَبُو عمروٍ {التأقة محركة شدَّة الْغَضَب والسرعة إِلَى الشَّرّ وَهُوَ تياق وَبِه} تأقة والمأقة شدَّة الْبكاء. وَقَالَ اللَّيْث {أتأق الْقوس إِذا شدّ نَزعهَا وَأغْرقَ السهْم فِيهَا وَهُوَ مجَاز.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:} التأق محركة ضيق الْخلق وتئق الصَّبِي وَغَيره {تأقاً} وتأقة عَن الليحاني فَهُوَ {تئق إِذا أَخذه شبه الفواق عِنْد الْبكاء وَمن كَلَام تأبط شرا وَلَا أبته} تئقاً. وإناء! متأق بِالضَّمِّ شَدِيد الامتلاء.

كفر

كفر


كَفَرَ(n. ac. كَفْر
كُفْر)
a. Hid, concealed.
b. Was ungrateful, thankless.
c.(n. ac. كُفْر
كُفُوْر
كُفْرَاْن), Was an unbeliever.
d. [Bi], Denied, disacknowledged; renounced (
faith ).
e. [ coll. ], Cursed, swore
blasphemed.
f. see II (d)
كَفَّرَa. see I (a)b. [acc. & La], Pardoned, forgave; absolved from, remitted (
sin ).
c. [An], Expiated himself from ( an oath ).
d. [La], Humiliated himself before; did homage to (
king ).
e. Made an unbeliever; called an infidel.
f. [ coll. ], Made to curse
blaspheme.
كَاْفَرَa. Repudiated; denied to ( a debt ).

أَكْفَرَa. see II (e)b. Lived in a village, was a rustic.

تَكَفَّرَ
a. [Bi], Put on.
إِكْتَفَرَa. see IV (b)
كَفْرa. Obeisance; homage.
b. (pl.
كُفُوْر), Village, hamlet.
c. Grave, tomb; solitude.
d. Darkness of the night.
e. Earth, dust.

كَفْرَة
كِفْرa. see 1 (d)
كُفْر
(pl.
كُفُوْر)
a. Unbelief, disbelief; infidelity; scepticism, atheism;
impiety.
b. Ingratitude, thanklessness, unthankfulness.
c. Blasphemy.
d. Denial, disacknowledgment.
e. Tar, pitch.

كَفَرa. Spathe of the palm-blossom.

كَفِرa. Lofty.

أَكْفَرُa. More, most ungrateful.
b. Disbeliever.

كَاْفِر
(pl.
كَفَرَة
كِفَاْر
كُفَّاْر & reg. )
a. Unbeliever; infidel; atheist.
b. Renegade, apostate.
c. Ungrateful, unthankful, thankless.
d. (pl.
كُفَّاْر), Husbandman, sower; rustic.
e. Dark night; darkness.
f. Sea.
g. Coat of mail.
h. see 4كَفَّاْر
& N. Ag.
كَفَّرَ
كَاْفِرَة
(pl.
كَوَاْفِرُ
& reg. )
a. fem. of
كَاْفِر
كَفُوْر
(pl.
كُفُر)
a. see 28
كَفَّاْرa. Impious; blasphemous; blasphemer; miscreant.

كَفَّاْرَةa. fem. of
كَفَّاْرb. Expiation: fasting; alms-giving & c.

كُفْرَاْنa. see 3 (a) (b).
كَاْفُوْرa. Camphor.
b. (pl.
كَوَاْفِيْرُ)
see 4c. A certain plant.

كَوَاْفِرُa. Jars; wine-cups.

N. P.
كَفڤرَa. see N. P.
كَفَّرَ
(c).
N. Ag.
كَفَّرَa. Mail-clad.

N. P.
كَفَّرَa. Victim of ingratitude.
b. Loaded with chains.
c. Covered with feathers (bird).

N. Ac.
كَفَّرَa. Expiation; atonement.
b. Crown.

N. Ag.
إِكْتَفَرَa. see N. Ag.
كَفَّرَ
كَُفَُرَّى كِفِرَّى
a. see 4
كُفِّرَ لِلْمَلِك
a. The king has been crowned.
(كفر) لسَيِّده انحنى وَوضع يَده على صَدره وطأطأ رَأسه كالركوع تَعْظِيمًا لَهُ وَعَن يَمِينه أعْطى الْكَفَّارَة وَالشَّيْء غطاه وستره وَفُلَانًا نسبه إِلَى الْكفْر أَو قَالَ لَهُ كفرت وَالله عَنهُ الذَّنب غفره
كفر كفر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : وَلم يرد سعد بقوله: كَافِر بالعُرُش معنى قَول النَّاس إِنَّه كَافِر بِاللَّه وَكَافِر بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه كَافِر وَهُوَ يَوْمئِذٍ مُقيم بالعرش بِمَكَّة وَلم يسلم وَلم يُهَاجر كَقَوْلِك: [فلَان -] كَافِر بِأَرْض الرّوم أَي كَافِر وَهُوَ مُقيم بهَا.
(كفر)
الرجل كفرا وكفرانا لم يُؤمن بالوحدانية أَو النُّبُوَّة أَو الشَّرِيعَة أَو بثلاثتها وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَقَالَ الَّذين كفرُوا للَّذين آمنُوا اتبعُوا سبيلنا} وَيُقَال كفر بِاللَّه أَو بِنِعْمَة الله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَيفَ تكفرون بِاللَّه وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم} وَفِيه أَيْضا {وبنعمة الله هم يكفرون} كَمَا يُقَال كفر نعْمَة الله فَهُوَ كَافِر (ج) كفار وكفرة وَهُوَ كفار أَيْضا وَهُوَ وَهِي كفور (ج) كفر وَهِي كَافِرَة (ج) كوافر وَبِهَذَا تَبرأ مِنْهُ وَالشَّيْء وَعَلِيهِ كفرا ستره وغطاه وَيُقَال كفر الزَّارِع الْبذر بِالتُّرَابِ فَهُوَ كَافِر وَكفر التُّرَاب مَا تَحْتَهُ غطاه
كفر سنبك وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَتُخْرِجَنَّكم الرومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا إِلَى سُنْبُك من الأَرْض قيل: وَمَا ذَلِك السنبك قَالَ: حِسْمَى جُذام. قَالَ: [قَوْله -] كَفْرًا كَفْرًا يَعْنِي قَرْيَة قَرْيَة وَأكْثر من يتَكَلَّم بِهَذِهِ الْكَلِمَة أهل الشَّام يسمون الْقرْيَة: الْكفْر [وَلِهَذَا قَالُوا: كفر توثى وكَفْر تَعقاب وَكفر بَيّا وَغير ذَلِك إِنَّمَا هِيَ قرى نسبت إِلَى رجال. وَقد رُوِيَ عَن مُعَاوِيَة أَنه قَالَ: أهل الكُفُور هم أهل الْقُبُور يَعْنِي بالكفور: الْقرى يَقُول: إِنَّهُم بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لَا يشاهدون الْأَمْصَار والجُمَعَ وَمَا أشبههَا -] . و [أما -] قَوْله: سنبك [من -] الأَرْض أصل السنبك من سُنْبك الْحَافِر فشبّه الأَرْض الَّتِي يخرجُون إِلَيْهَا بالسنبك فِي غِلَظه وَقلة خَيره. [قَالَ أَبُو عبيد: حِسْمى مَوضِع وجذام قَبيلَة من الْيمن] . 
ك ف ر: (الْكُفْرُ) ضِدُّ الْإِيمَانِ، وَقَدْ (كَفَرَ) بِاللَّهِ مِنْ بَابِ نَصَرَ، وَجَمْعُ (الْكَافِرِ) (كُفَّارٌ) وَ (كَفَرَةٌ) وَ (كِفَارٌ) بِالْكَسْرِ مُخَفَّفًا كَجَائِعٍ وَجِيَاعٍ وَنَائِمٍ وَنِيَامٍ. وَجَمْعُ الْكَافِرَةِ (كَوَافِرُ) . وَ (الْكُفْرُ) أَيْضًا جُحُودُ النِّعْمَةِ وَهُوَ ضِدُّ الشُّكْرِ، وَقَدْ كَفَرَهُ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَكُفْرَانًا أَيْضًا بِالضَّمِّ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} [القصص: 48] أَيْ جَاحِدُونَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا} [الإسراء: 99] . قَالَ الْأَخْفَشُ: هُوَ جَمْعُ كُفْرٍ مِثْلُ بُرْدٍ وَبُرُودٍ. وَ (الْكَفْرُ) بِالْفَتْحِ التَّغْطِيَةُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (الْكَفْرُ) أَيْضًا الْقَرْيَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «يُخْرِجُكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا» أَيْ مِنْ قُرَى الشَّأْمِ. وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: كَفْرُ تُوثَا وَنَحْوُهُ فَهِيَ قُرًى نُسِبَتْ إِلَى رِجَالٍ. وَمِنْهُ قَوْلُ مُعَاوِيَةَ: أَهْلُ (الْكُفُورِ) هُمْ أَهْلُ الْقُبُورِ، يَقُولُ: إِنَّهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الْأَمْصَارَ وَالْجُمَعَ وَنَحْوَهُمَا. وَ (الْكَافِرُ) اللَّيْلُ الْمُظْلِمُ لِأَنَّهُ سَتَرَ بِظُلْمَتِهِ كُلَّ شَيْءٍ. وَكُلُّ شَيْءٍ غَطَّى شَيْئًا فَقَدْ (كَفَرَهُ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَمِنْهُ سُمِّيَ (الْكَافِرُ) لِأَنَّهُ يَسْتُرُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ. وَ (الْكَافِرُ) الزَّارِعُ لِأَنَّهُ يُغَطِّي الْبَذْرَ بِالتُّرَابِ، وَ (الْكُفَّارُ) الزُّرَّاعُ. وَ (أَكْفَرَهُ) دَعَاهُ كَافِرًا يُقَالُ: لَا تُكْفِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ أَيْ لَا تَنْسُبْهُ إِلَى الْكُفْرِ. وَ (تَكْفِيرُ) الْيَمِينِ فِعْلُ مَا يَجِبُ بِالْحِنْثِ فِيهَا، وَالِاسْمُ (الْكَفَّارَةُ) وَ (الْكَافُورُ) الطَّلْعُ وَقِيلَ: وِعَاءُ الطَّلْعِ وَكَذَا (الْكُفُرَّى) بِضَمِّ الْكَافِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ. وَ (الْكَافُورُ) مِنَ الطِّيبِ.
كفر
الكُفْرُ: نَقِيْضُ الإِيمان. وهو - أيضاً -: العِصْيَانُ والامْتِناعُ.
وقَوْلُ العَرَبِ: كُفْرٌ على كُفْرٍ: أي بُغْضٌ على بُغْض.
والكُفْرُ: كُفْرَانُ النَعْمَةِ وهو نَقِيْضُ الشكْرِ.
والكُفْرُ باللهِ على أرْبَعَةِ أصْنَافٍ: كُفْرُ الجُحُودِ، وكُفْرُ المُعَانَدَةِ، وكُفْرُ النِّفَاق، وكُفْرُ القَلْبِ واللِّسانِ.
وإذا ألْجَاتَ مُطِيْعَكَ إلى أنْ يَعْصِيَكَ فقد أكْفَرْتَه.
ورَجُلٌ مُكَفَّرٌ: للمِحْسَانِ الذي لا تُشْكَر ُنِعَمُه، وهو مَكْفُوْرٌ به.
والكافِرُ: اللَّيْلُ. وقيل: البَحْرُ. والنَّبْتُ. والدِّرْعُ، يُقال: كَفَرَ في دِرْعِهِ: إذا لَبِسَها مُغَطّاةً، والرجُلُ يَكْفِرُ دِرْعَه بثَوْبٍ كَفْراً: إذا لَبِسَه فَوْقَه.
ومَغِيْبُ الشَّمْس: كافِرُ الشَّمْس لأنَه يُغَطِّيْها.
والكافِرُ من الأرْض: ما بَعُدَ عن الناس فلا يَنْزِلُه أحَدٌ، وهم أهْلُ الكُفُورِ: أي المَدَائن. وقيل: ما اسْتَوى من الأرض واتَّسَعَ.
والكَفِرُ: العَظِيْمُ من الجِبَالِ. والكَفَرُ: الثنَايا من الجِبَال. والتُرَابُ أيضاً، ورَمَادٌ مَكْفُوْرٌ: مُلَبَّسٌ تُرَاباً.
ووادٍ كافِرٌ: غَطى كُلَّ ما على جَوَانِبِه. والكافِرُ: نَهرٌ معروفٌ فيه ماءٌ غَمْرٌ في قَوْلِ المُتَلَمِّسِ.
والكَفِرَاتُ: العَظِيْمَةُ من الجِبَالِ.
والكَفّارَةُ: ما يُكَفَرُ به الخَطِيْئَةُ والذَّنْبُ.
والتَكْفِيْرُ: إيْمَاءُ الذِّمَيّ برأسِه. وتَتْوِيْجُ المَلِكِ بتاجٍ.
والكافُورُ: كُمُّ العِنَبِ قَبْلَ أنْ يُنَوَِّرَ. والمَعْرُوفُ من أخلاطِ الطيْبِ.
وعَيْنُ ماءٍ في الجَنَّةِ. ونَبْتٌ كنَوْرِ الأُقْحُوَانِ. والطَّلْعُ الذي يَخْرُجُ من النَّخْل، وجَمْعُه كَوَافِيْرُ، وهي الكُفُرّى أيضاً واحِدَتُها كفُرّاة.
ورَجُلٌ كِفِريْنٌ وعِفِرِّيْنٌ: أي خَبِيثٌ.
والكَفْرُ: اسْمٌ للعَصا القَصِيرةِ. وهو الغِطَاءُ أيضاً. والقَرْيَة، وجاءَ في الحَدِيثِ: " يُخْرِجُكم الروْمُ منها كَفْراً كَفْرا ".
والكافِرَتانِ: الكاذَتَانِ، وجَمْعُها كَوَافِرُ.
والكَوَافِرُ: الدَّنَانُ، واحِدُها كافِر. وهي - أيضاً -: أكْمَامُ الكُرُوْم، واحِدُها كافُوْرٌ.
ك ف ر : كَفَرَ بِاَللَّهِ يَكْفُرُ كُفْرًا وَكُفْرَانًا وَكَفَرَ النِّعْمَةَ وَبِالنِّعْمَةِ أَيْضًا جَحَدَهَا وَفِي الدُّعَاءِ وَلَا نَكْفُرُكَ الْأَصْلُ وَلَا نَكْفُرُ نِعْمَتَكَ وَكَفَرَ بِكَذَا تَبَرَّأَ مِنْهُ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ} [إبراهيم: 22] .

وَكَفَرَ بِالصَّانِعِ نَفَاهُ وَعَطَّلَ وَهُوَ الدَّهْرِيُّ وَالْمُلْحِدُ وَهُوَ كَافِرٌ وَكَفَرَةٌ وَكُفَّارٌ وَكَافِرُونَ وَالْأُنْثَى كَافِرَةٌ وَكَافِرَاتٌ وَكَوَافِرُ وَكَفَرْتُهُ كَفْرًا سَتَرْتُهُ قَالَ الْفَارَابِيُّ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَفِي نُسْخَةٍ مُعْتَمَدَةٍ مِنْ التَّهْذِيبِ يَكْفُرُ مَضْبُوطٌ بِالضَّمِّ وَهُوَ الْقِيَاسُ لِأَنَّهُمْ قَالُوا كَفَرَ النِّعْمَةَ أَيْ غَطَّاهَا مُسْتَعَارٌ مِنْ كَفَرَ الشَّيْءَ إذَا غَطَّاهُ وَهُوَ أَصْلُ الْبَابِ وَيُقَالُ لِلْفَلَّاحِ كَافِرٌ لِأَنَّهُ يَكْفُرُ الْبَذْرَ أَيْ يَسْتُرُهُ قَالَ لَبِيدٌ
فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا 
أَيْ سَتَرَ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ كَفَرْتُهُ إذَا غَطَّيْتُهُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَالصَّوَابُ مِنْ بَابِ قَتَلَ.

وَكَفَّرَهُ بِالتَّشْدِيدِ نَسَبَهُ إلَى الْكُفْرِ أَوْ قَالَ لَهُ كَفَرْتَ.

وَكَفَّرَ اللَّهُ عَنْهُ الذَّنْبَ مَحَاهُ وَمِنْهُ الْكَفَّارَةُ لِأَنَّهَا تُكَفِّرُ الذَّنْبَ وَكَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ إذَا فَعَلَ الْكَفَّارَةَ.

وَأَكْفَرْتُهُ إكْفَارًا جَعَلْتُهُ كَافِرًا أَوْ أَلْجَأْتُهُ إلَى الْكُفْرِ.

وَالْكَافُورُ كِمُّ النَّخْلِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ مَا فِي جَوْفِهِ.
وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ: الْكَافُورُ كِمُّ الْعِنَبِ قَبْلَ أَنْ يُنَوِّرَ لِأَنَّهُ كَفَرَ الْوَلِيعَ أَيْ غَطَّاهُ وَيُقَالُ لَهُ الْكُفَرَّى بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ.

وَالْكَفْرُ الْقَرْيَةُ وَالْجَمْعُ كُفُورٌ مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ. 
(ك ف ر) : (الْكَفْرُ) فِي الْأَصْلِ السَّتْرُ يُقَالُ كَفَرَهُ وَكَفَّرَهُ إذَا سَتَرَهُ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فِي ذِكْرِ الْجِهَادِ هَلْ ذَلِكَ مُكَفِّرٌ عَنْهُ خَطَايَاهُ يَعْنِي هَلْ يُكَفِّرُ الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذُنُوبَهُ فَقَالَ «نَعَمْ إلَّا الدَّيْنَ» أَيْ إلَّا ذَنْبَ الدَّيْنِ فَإِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ قَضَائِهِ وَالْكَفَّارَةِ مِنْهُ لِأَنَّهَا تُكَفِّرُ الذَّنْبَ (وَمِنْهَا) كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ وَأَمَّا كَفَّرَ يَمِينَهُ فَعَامِّيٌّ (وَالْكَافُورُ) و (الْكُفَرَّى) بِضَمِّ الْكَافِ وَفَتْحِ الْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ كِمُّ النَّخْلِ لِأَنَّهُ يَسْتُرُ مَا فِي جَوْفِهِ (وَالْكُفْرُ) اسْمٌ شَرْعِيٌّ وَمَأْخَذُهُ مِنْ هَذَا أَيْضًا (وَأَكْفَرَهُ) دَعَاهُ كَافِرًا (وَمِنْهُ) لَا تُكَفِّرْ أَهْلَ قِبْلَتِكَ وَأَمَّا لَا تُكَفِّرُوا أَهْلَ قِبْلَتِكُمْ فَغَيْرُ ثَبَتٍ رِوَايَةً وَإِنْ كَانَ جَائِزًا لُغَةً قَالَ الْكُمَيْتُ يُخَاطِبُ أَهْلَ الْبَيْتِ وَكَانَ شِيعِيًّا
وَطَائِفَةٌ قَدْ أَكْفَرُونِي بِحُبِّكُمْ ... وَطَائِفَةٌ قَالُوا مُسِيءٌ وَمُذْنِبُ
وَيُقَالُ أَكْفَرَ فُلَانًا صَاحِبُهُ إذَا أَلْجَأَهُ بِسُوءِ الْمُعَامَلَةِ إلَى الْعِصْيَانِ بَعْدَ الطَّاعَةِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا تَمْنَعُوهُمْ حُقُوقَهُمْ فَتُكَفِّرُوهُمْ يُرِيدُ فَتُوقِعُوهُمْ فِي الْكُفْرِ لِأَنَّهُمْ رُبَّمَا ارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَامِ إذَا مُنِعُوا الْحَقَّ (وَكَافَرَنِي) حَقِّي جَحَدَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ عَامِرٍ إذَا أَقَرَّ عِنْدَ الْقَاضِي بِشَيْءٍ ثُمَّ كَافَرَ (وَأَمَّا) قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - رَجُلٌ لَهُ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ فَكَافَرَهُ بِهِ سِنِينَ فَكَأَنَّهُ ضَمَّنَهُ مَعْنَى الْمُمَاطَلَةِ فَعَدَّاهُ تَعْدِيَتَهُ (وَقَوْلُهُ) - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «إذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ كَفَّرَتْ جَمِيعُ أَعْضَائِهِ لِلْقَلْبِ» فَالصَّوَابُ اللِّسَانُ أَيْ تَوَاضَعَتْ مِنْ تَكْفِيرِ الذِّمِّيِّ وَالْعِلْجِ لِلْمَلِكِ وَهُوَ أَنْ يُطَأْطِئَ رَأْسَهُ وَيَنْحَنِيَ وَاضِعًا يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ تَعْظِيمًا لَهُ وَلَفْظُ الْحَدِيثِ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ مَوْقُوفًا كَمَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ «إذَا أَصْبَحَ ابْن آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ لِلِّسَانِ» الْحَدِيثَ (وَالْكَفْرُ) الْقَرْيَةُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ مُعَاوِيَةَ أَهْلُ الْكُفُورِ هُمْ أَهْلُ الْقُبُورِ وَالْمَعْنَى أَنَّ سُكَّانَ الْقُرَى بِمَنْزِلَةِ الْمَوْتَى لَا يُشَاهِدُونَ الْأَمْصَارَ وَالْجُمَعَ (وَلَا نَكْفُرُكَ) فِي (ق ن) .
كفر: لا يقال درعه فحسب بل كفر على درعه (حيان 55).
كفر: ارتد، خرج (من دينه)، انسحب (من حزبه) (بوشر).
كفر: أرغى، وأزبد، تذمر بشدة، جدّف (بوشر).
كفّر: انظر عند (فوك) في مادة discredere: حمله على الكفر (محيط المحيط، معجم التنبيه، والكامل 127، 4، 562، 611، 12 وعبد الواحد 124، 1 وهلال 41 وباين سميث 1799).
كفّر يمينه: عامبية وفصيحها كفّر عن يمينه (انظر الهامش المتقدم أي 252) (معجم الجغرافيا).
كفّر: كفّرتني: جعلتني أكفر (بوشر).
أكفر: أكفر فلاناً جعله كافراً (عباد 1، 255). (انظر الهامش السابق).
تكفّر: انظرها عند (فوك) في مادة Satisfacere.
كَفْر عامية كَفَر: القرية والعامة تفتح الفاء أيضاً (محيط المحيط). (وفي وصف مصر 72:12): القرية تتألف من كفور متعددة.
كفر اليهودي= قفر: قار، إسفلت (معجم الأسبانية 32).
كُفر. الكفر= بلاد الكفر (المقري 1، 92).
كفّر؟ انظر مكفّر.
كفّر يهودي: قار، إسفلت (الكالا).
كفرة: (سريانية) جفنة تصنع من قماش مشبك يحيط أغصان النخيل بعد أن يطلى بالقار (بار علي 4814، باين سميث 1802).
كُفّارة: (سريانية: كوفارة): منشفة، منديل (بار علي 4656، باين سميث 1799).
كَفّارة: توبة، ندم، عقوبة يفرضها الكاهن مقابل الإثم (بوشر).
كافر: مرتد، جاحد، مارق (بوشر).
كافر: جمعها كفرا: مراءٍ، لئيم، متظاهر بالتقوى (بوشر).
كافر: في نويبا يطلق هذا الاسم على الجُعل (الجعران) (بركهات نويبا23).
كافر: الدروع: ثوب يلبس على الزند (الزمخشري: الأساس).
كافور: في الشعر والإنشاء الرفيع يطلق الكافور على بياض. كقولهم كافور الصبح أو الصباح (بياض الفجر كالكافور) (عبد الواحد 80، 7 المقري 1، 445) مسك المداد وكافور القراطيس (المقري 3، 31).
كافور: عصفة الخمر، شميم الخمر، وعطرها (أنظر في مادة مزاج).
الكافور اليهودي: واسمه باللاتينية Laurus Camphora ( ابن البيطار 1، 509).
كافور الكعك: zedorir ( سانك). كافورة: camphree ( اسم نبات) (بوشر)؛ (أعتقد إنه النبات نفسه، أو ما يقرب منه، الذي يطلق عليه Camphorata Monspeliensis) هذا ما ورد في ترجمة (لين) لألف ليلة 641:3. انظر (باجني) أيضاً (ص197).
كافوري: بياض كالفور (المقري 439:2)؛ شمع كافوري: شمع أبيض (بوشر).
كافوري: نعت لنوع من أنواع المشمش والخوخ (معجم الجغرافيا).
كافوريّة: أقحوان (جمع أقاح): Parthenium ( ابن البيطار 1، 73) وهي عند (شيرب) و (رولاند) تسمى chrysantheme = أقحوان.
تكفير: جحود، ارتداد (هيلو).
تكفيري: استغفاري (بوشر).
مُكفّر: (الكلمة مكتوبة من دون حركة وغير مشكّلة) هي باللاتينية Edia؛ وقد قرأها (سكاليجر) بهذا الشكل إلا إنه أضاف إليها نجمة (علامة قطبية) مما يدل على إن معناها كان غامضاً لديه جعلها غامضة لدي أيضاً.
مُكفّر، مكفر اليمين: (أصبح في حل من يمينه) (الكالا).
( Suelto de Juramento) .
مُكفّر: مكوّن من (الكافور) (معجم المنصوري).
مُكفَّر: قصيدة لا تحتوي على غير الحكم والنصائح (الجريدة الآسيوية 2:1849، 249).
الكَفّر: (الجريدة الآسيوية 2:1839، 164) يبدو إنها من خطأ الطباعة.
المكَفّر: معناه بالأسبانية: معول صغير، مَغرس معزق (انظر معجم الأسبانية 167).
والكلمة، وفقاً لموريسك ألونزو دل كاستيلو هي بالعربية (المُكَفَّر) (سيمونيه).
مُكَوفر: كافور (بوشر) الشمع المكوفر (ألف ليلة، برسل2، 48 و10 98) (ماكني شمع الكافور).
[كفر] الكُفْرُ: ضدُّ الإيمان. وقد كَفَرَ بالله كُفْراً. وجمع الكافِرِ كفار وكفرة وكفار أيضا، مثل جائع وجياع، ونائم نيام. وجمع الكافِرَةِ الكَوافِرُ. والكُفْرُ أيضاً: جُحودُ النعمةِ، وهو ضدُّ الشكر. وقد كَفَرَهُ كُفوراً وكُفْراناً. وقوله تعالى:

(إنَّا بكُلٍّ كافِرون) *، أي جاحدون. وقوله عزوجل:

(فأبى الظالمون إلا كُفوراً) *. قال الأخفش: هو جمع الكفر، مثل برد وبرود. والكفر بالفتح: التغطية. وقد كفرت الشئ أكفره بالكسر كَفْراً، أي سَتَرْتُهُ. ورمادٌ مكفورٌ، إذا سفَت الريحُ الترابَ عليه حتى غطته. وأنشد الاصمعي : هل تعرف الدار بأعلى ذى القور * قد درست غير رماد مكفور - والكفر أيضا: القرية. وفي الحديث: " تخرجُكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً " أي قريةً قريةً، من قرى الشام. ولهذا قالوا: كَفْرُ تُوثا، وكَفْرُ تِعْقابٍ وغير ذلك، إنما هي قرى نسبت إلى رجالٍ. ومنه قول معاوية: " أهل الكُفورِ هم أهل القبور "، يقول: إنهم بمنزلة الموتى لا يشاهدون الأمصار والجُمَعَ وما أشبهها. والكَفْرُ أيضاً: القبرُ. ومنه قيل: " اللهم اغفر لأهل الكُفورِ ". والكَفْرُ أيضاً: ظُلْمَةُ الليل وسوادُه. وقد يُكْسَرُ، قال حميد : فوَرَدَتْ قبل انبلاجِ الفَجْرِ * وابنُ ذُكاءَ كامنٌ في كَفْرِ - أي فيما يواريه من سواد الليل. والكافر: الليل المظلم، لانه ستر كل شئ بظلمته. والكافِرُ: الذي كَفَرَ درعَه بثوبٍ، أي غطّاه ولبسَه فوقه. وكل شئ غطى شيئا فقد كَفَرَهُ. قال ابن السكيت: ومنه سمي الكافِرُ، لأنه يستر نِعَمَ الله عليه. والكافِرُ: البحرُ. قال ثَعلبة بن صُعَيْر المازني: فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعْدَ ما * ألقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ - يعني الشمس أنها بدأت في المغيب. ويحتمل أن يكون أراد الليلَ. وذكر ابن السكيت أن لَبيداً سرقَ هذا المعنى فقال: حتَّى إذا ألْقَتْ يَداً في كافِرٍ * وأجَنَّ عَوراتِ الثُغورِ ظَلامُها - والكافِرُ الذي في شِعر المتلمّس : النهر العظيم. والكافِرُ: الزارعُ، لأنه يغطِّي البَذْرَ بالتراب. والكُفَّارُ: الزرّاعُ. والمُتَكَفَرُ: الداخل في سلاحه. وأكفرت الرجل، أي دعوْتُه كافِراً. يقال: لا تُكَفرْ أحداً من أهل القبلة، أي لا تَنْسُبهم إلى الكُفْرِ. والتَكْفيرُ: أن يخضع الإنسان لغيره، كما يُكَفِّرُ العِلْجُ للدهاقين: يضع يدَه على صدره ويتطامَنُ له. قال جرير : وإذا سَمِعْتَ بحربِ قيسٍ بَعْدَها * فضَعوا السلاحَ وكَفِّروا تكفيرا - وتَكْفيرُ اليمين: فِعْلُ ما يجب بالحنْثِ فيها. والاسم الكَفَّارَةُ. والتَكْفيرُ في المعاصي، كالإحباطِ في الثوابِ. أبو عمرو: الكافورُ: الطَلْعُ. والفراء مثله. وقال الأصمعي: هو وعاء طلعِ النخلِ. وكذلك الكُفُرَّى. والكافورُ من الطيبِ. وأما قول الراعي: تكسو المفارقَ واللَبَّاتِ ذا أرَجٍ * من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافورِ درَّاجِ - فإنَّ الظبي الذي يَكونُ منه المسكُ إنما يرعى سُنْبُلَ الطيبِ، فيجعله كافوراً. والكَفِرُ بكسر الفاء: العظيم من الجبال ، حكاه أبو عبيد عن الفراء. 
(كفر) - في حديث عَمْرو بن أُميَّة - رضي الله عنه - لمَّا بَعثَه النبيُّ - صلّى الله عليه وسلم - إلى النَّجاشى: "رَأى الحَبَشَةَ يَدخُلُون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين، فوَلَّاه ظَهْرَه ودَخَل".
التّكْفيرُ : انحِناءُ أَهل الذِّمَّةِ لِرَئيسِهم.
- ومنه حديث أبي مَعْشَر: "أَنَّه كان يكرَهُ التَّكْفِير في الصَّلِاة "
وهو الانحناءُ الشَّدِيدُ، وَوضعُ اليَدِ على اليَدِ، كما يفعَل أهل الذِّمَّةِ كأنَّه من الكافِرتَيْن، وهما الكَاَذَتان، وهما أصل الفَخِذ؛ لأنه يضع يده عليهما، أوَ ينْثَنِى عليهما، أو يَحكِى هيئةَ مَنْ يُكَفِّر شيئًا: أي يُغَطِّيه. قال عَمْرو بنُ كُلثوم:
تُكَفِّر باليَدَيْن إذا التقَيْنَا
وتُلِقى من مَخافَتِنا عَصَاكَا - وفي حديث طَلْحةَ: "لا تَرجعُوا بَعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعضُكُم رِقابَ بَعْضٍ "
قال ابْنُ فارس: سألتُ موسى بنَ هارُونَ عن هذا، فقال: هؤلاء أَهل الرِّدَّة قَتَلَهم أبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
وقيل: لا تَرجعُوا بَعْدِى فِرَقاً مُختَلِفين يَقتُل بعضُكم بَعْضًا، كفِعْلِ الكُفَار مُضَاهين لَهم، فَإنَّهم مُتَعادُونَ، والمسلمون مُتَواخُون يَحقِنُ بعضُهم دِمَاءَ بَعضٍ.
- وفي الحديث : "وفُلانٌ كافِرٌ بالعُرُشِ "
: أي مُخْتَبِئٌ مُقِيمُ، لأنّ التَّمتّع كان في حَجَّةِ الوداع بعد فَتْح مكَّة، وهذا الرجل الذي عناه أَسْلَم قَبْل الفَتْحِ. * - وقيل: هو مِن قوله: "الأَعضَاءُ تُكَفِّرُ لِلّسَان"
: أي تَذِلُّ وتَخضَعُ؛ مِن تكْفِير الذِّمّىِ؛ وهو أن يُطَأْطِىءَ رَأْسَه ويَنْحَنى عند تَعظِيم صاحبه.
وقيل: الكُفْرُ على أَربعةِ أَنحاءٍ:
كُفْرُ إنكارٍ - بأَلَّا يَعْرِف الله تعالى أصْلاً ولَا يعترف به.
وكُفْرُ جُحود، ككُفْرِ إبليس يَعْرِف الله تعالى بقَلْبِه، ولا يُقِرّ بلسانه؛ قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} .
وكُفْرُ عِنادٍ: وهو أن يَعَترِف بقلبه. ويعترِفَ بِلسَانِه، ولَا يدِينُ به ، كَكُفر أبىَ طالبٍ حيثُ قال :
ولقد علمتُ بأنَّ دِين محمدٍ
مِن خير أَدْيانِ البَرِيَّةِ دِينَا
لولا المَلامةُ أَو حَذارُ مَسبَّةٍ
لَوجَدْتَنىِ سَمْحًا بِذاك مُبينَا
وكُفْر نِفاقٍ: وِهو أن يُقِرَّ بالِّلسان، ولا يعَتقِدَ بالقَلْب.
وكلُّها مِمَّا لا يُغفرُ - والله تعالى أعلمُ. - في الحديث : "وكَفَر مَن كَفَر مِن العَرب"
في حديث أبي هريرة - قيل: أَهلُ الرِّدّة كانوا صِنْفَين: صِنْف ارْتَدُّوا عن الدِّين، وكانوا طائفتين: طائفة أصْحاب مُسَيْلِمة والأَسْوَد الذين آمَنوا بِنُبُوّتِهما، وطَائفةٌ ارتَدُّوا وعادُوا إلىِ ما كانوا عليه، حتى لم يُسْجَد لله تعالى إلّا في مَسْجِد مَكّةَ والمدينة. هذا الذي عَنَى أبو هُرَيرةَ، واتَّفقَت الصَّحابةُ على قِتالِهم وسَبْيِهم؛ واسْتَوْلَد علىٌّ - رضي الله عنه - من سَبْيهم أُمَّ محمد بن الحَنَفِيَّة، ثم لم يَنْقَرِض عصرُ الصَّحابةِ حتّى أجْمَعُوا على أَنَّ المُرْتَدَّ لا يُسْبَى.
وصِنفٌ لم يَرْتَدُّوا ولكن أنكَروا فَرضَ الزَّكاةِ، وزَعَموا أنّ الخِطابَ في قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} خاصٌّ بزمانِ النَّبيُّ - صلّى الله عليه وسلّمَ، واشتَبَه على عمر قِتَالُهم؛ لأجْلِ كلمةِ التَّوْحِيد والصَّلاةِ.
وهؤلاء في الحقِيقَةِ أهل بَغْىٍ، فأُضِيفُوا إلى أهْلِ الرِّدَّةِ، لدخُولهِم في غِمارِهم - وثَبتَ أبو بكر على قِتالِهم لمَنْع الزَّكاةِ فَتَابعَه الصَّحابةُ؛ لاستخراج الحَقِّ منهم دُونَ دِمائهم؛ لأنّهم كانوا قَرِيبِى العَهْدِ بزَمانٍ يَقع فيه التَّبديلُ والنَّسْخُ. فأمّا في هذا الزمانِ لو أَنكَرَ واحِدٌ فرضِيَّةَ الرُّكْن كان كافِرًا بالإجماع. هذا كلُّه بعضُ كلام الخَطَّابِى .
- في الحديث : "إنَّ الله تعالى يُنزِلُ الغَيْث فيُصبِح قَومٌ به كافِرين، يقولون: مُطِرْنَا بَنوْءِ كَذا وكَذا".
قيل: أي كافِرين بذلك دُونَ غَيره ؛ ولهذا قال: به كافرين. ومثْلُه:
- قولُه عليه الصّلاة والسّلام: "اطَّلَعْتُ في أهل النَّارِ، فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها النِّسَاءَ، بِكُفْرِهِنَّ . قيل: أيكفُرْنَ بالله؟ قال: لَا، ولكنْ يَكفُرْنَ الإحْسَانَ، وَيكْفُرْنَ العَشِير ".
- وفيه حديث ابن عباس - رضي الله عنهما: "أَنَّ الأَوْسَ والَخزْرَج ذَكَرُوا ما كان منهم في الجاهلية، فثَار بعضُهم إلى بعضٍ بالسُّيُوف، فأنَزل الله تَعالى: {وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ..} الآية. ولم يكن ذلك على الكُفْرٍ بالله عزّ وجَلّ، ولكن على تَغْطِيَتِهم ما كانوا عليه قَبلُ من الأُلفَةِ والموَدَّةِ. - ومثله قَولُه : "سِبابُ المُسْلمِ فُسوقٌ وقتالُهُ كُفْر"
- وقوله في النّساء: "يَكْفُرْنَ العَشِير"
- "ومن رَغِبَ عن أبيه فقد كَفَرَ"
- "ومَن تَرَكَ الرَّمْىَ فنِعْمَةً كَفَرَهَا".
والكُفْرُ في الشيء: التَّغْطِيةُ له تَغْطِيَةً تَستَهْلِكُه، كَتَغطِيَةِ الزَّارع الحَبَّ الذي يَزرَعُه.
وذكر الطّحَاوى، عن إبراهيم بن مرزُوقٍ، حدّثنا أبوُ حُذَيْفَةَ، عن الثَّورِى، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - "قيل له: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} قال: هم كَفَرَةٌ، وليسُوا كمَنْ كَفَر بالله واليوم الآخِرِ"
وفيه أَقْوال في التَّفْسِير.
- وفي حديث عبد الملك: "كتب إلى الحجَّاج: مَنْ أقَرّ بالكُفْرِ فَخَلِّ سَبِيلَه"
: أي بكُفرِ مَن خالفَ بنى مَرْوان. - في الحديث : "في كُفُرَّاه"
: أي في قِشْر طَلْعِ النَّخْل.
كفر
كفَرَ1/ كفَرَ بـ يكفُر، كُفْرًا وكُفُورًا وكُفْرانًا، فهو كافر، والمفعول مكفور (للمتعدِّي)
• كفَر الشَّخصُ: أشرك بالله؛ لم يؤمن بالوحدانيّة أو النُّبوَّة أو الشَّريعة أو بها جميعًا "إذا آمن الإنسان بالله فليكن ... لبيبًا ولا يخلط بإيمانه كُفرا- {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} - {قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} ".
• كفَر النعمةَ/ كفَر بالنعمة: أنكرها؛ جحَدها ولم يشكرها "كفَر جميلَ والديه- الكفَر مخبثة لنفس المنعم: قول للتحذير من جحود النِّعمة- أكفر من حمار [مثل]- {وَبِنِعْمَةِ اللهِ يَكْفُرُونَ} ".
• كفَر بكذا:
1 - تبرّأ منه "كفر بأسلوب التسلُّط والتكبّر- {إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ} ".
2 - كذّب به " {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللهِ} ". 

كفَرَ2/ كفَرَ على يكفُر، كَفْرًا، فهو كافِر، والمفعول مَكْفور (للمتعدِّي)
• كفَر الشَّيءَ/ كفَر على الشَّيءِ: ستَره وغطّاه "كفَر الزّارعُ البذرَ بالتراب". 

كفَّرَ/ كفَّرَ عن يكفِّر، تكفيرًا، فهو مُكفِّر، والمفعول مُكفَّر (للمتعدِّي)
• كفَّر الشَّخصَ: حَمَله على الكُفْر أو نسبه إليه، أو قال له: كفَرْت.
• كفَّر اللهُ عنه الذنبَ/ كفَّر اللهُ له الذّنْبَ: غفره له، محاه ولم يعاقبه عليه " {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا} ".
• كفَّر عن يمينه أو إثمه: أعطى الكفّارة "كفّر عن ذنبه".
• كفَّر عن جريمته: خضَع لعقابٍ أو تأديب تعويضًا عن ذنب أو خطأ. 

تكفير [مفرد]:
1 - مصدر كفَّرَ/ كفَّرَ عن.
2 - فعل تطوعيّ من تعذيب الذّات أو الانقطاع للتَّعبير عن النَّدم على خطيئة. 

تكفيريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تكفير: "هجمة منظّمة تكفيريَّة وتسفيهيَّة للكُتَّاب".
• جماعة تكفيريَّة: جماعة متشدِّدة تنسب العصاة والمذنبين إلى الكُفر، أو عدم الإيمان بالله، أو الزّندقة "أكثرت الجماعات التكفيريّة من تكفير بعض الشخصيات وقتلهم". 

كافر [مفرد]: ج كافرون وكَفَرَة وكُفّار، مؤ كافرة، ج مؤ كافرات وكوافِرُ: اسم فاعل من كفَرَ1/ كفَرَ بـ وكفَرَ2/ كفَرَ على: " {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} - {وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} - {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} ".
• الكافِر: الزّارِع " {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ} ".
• الكافرون: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 109 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها ستٌّ آيات. 

كافُور [جمع]: جج كوافيرُ:
1 - (كم) مادّة متبلورة لاذعة تستخرج من شجرة الكافور، وتستخدم كطاردة للحشرات، كما تستخدم في الطبّ لتخفيف الآلام والحكّة.
2 - (نت) شجر من الفصيلة الغاريّة يُتّخَذ منه مادّة شفّافة بلّوريّة الشّكل يميل لونُها إلى البياض، رائحتها عطريّة وطعمها مُرٌّ، وتستعمل ضدّ التَّشنّج والآلام الموضعيّة وهو أصناف كثيرة " {إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا}: ماءٌ كالكافور في رائحته العطريّة، وقد سمّى الله ما عنده بما عندنا حتّى تهتدي له القلوب".
3 - (نت) جزء من النَّبات يشبه الورقة يحيط بعنقود أو طلع الزَّهر كما في نبتة الأرسمية أو اللفت الهنديّ. 

كَفْر [مفرد]: ج كُفور (لغير المصدر):
1 - مصدر كفَرَ2/ كفَرَ على.
2 - قرية صغيرة أو ضَيْعَة "ذهب إلى الكَفْر- كان في الكَفْر مدرسة ابتدائية". 

كُفْر1 [مفرد]:
1 - مصدر كفَرَ1/ كفَرَ بـ ° ليس بعد الكُفْر ذنب.
2 - خلاف الإيمان. 

كُفْر2 [جمع]: أهل الكُفر " {وَسَيَعْلَمُ الْكُفْرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ} [ق] ". 

كُفْران [مفرد]: مصدر كفَرَ1/ كفَرَ بـ. 

كُفُرَّى [جمع]: (نت) كافور؛ شجر من الفصيلة الغاريّة يُتّخذ منه مادّة شفّافة بلّوريّة الشَّكل يميل لونُها إلى البياض، رائحتها عطريّة وطعمها مُرٌّ، وتستعمل ضد التَّشنّج والآلام الموضعيّة وهو أصناف كثيرة. 

كَفّار [مفرد]: صيغة مبالغة من كفَرَ1/ كفَرَ بـ وكفَرَ2/ كفَرَ على: " {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} - {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} ". 

كفّارة [مفرد]: (فق) ما يستغفر به الآثم من صدقة أو صوم أو نحوهما، منها كفّارة اليمين، وكفّارة الفطر، وكفّارة ترك بعض مناسك الحج، وسمِّيت بذلك؛ لأنّها تكفِّر الذُّنوبَ أي: تسترها " {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} ". 

كَفور [مفرد]: ج كُفُر، مؤ كَفُور، ج مؤ كُفُر: صيغة مبالغة من كفَرَ1/ كفَرَ بـ وكفَرَ2/ كفَرَ على: كثير الجحود والكُفران للنعم " {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} - {وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا} - {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} ". 

كُفور [مفرد]: مصدر كفَرَ1/ كفَرَ بـ. 
(ك ف ر)

الكُفْر: نقيض الْإِيمَان.

كَفَر بِاللَّه يَكفُر كُفْرا وكَفْرا وكُفُورا وكُفْرانا.

وكَفَر نعْمَة الله يكفُرها كُفُورا، وكُفرانا، وكَفَر بهَا: جَحَدها وسترها.

وكافَره حَقَّه: جَحَده. وَرجل مُكَفَّر: مَجْحود النِّعْمَة مَعَ إحسانه.

وَرجل كافِر: جاحِدٌ لأنْعُم الله، مُشْتَقّ من السّتر.

وَقيل: لِأَنَّهُ مُغطىًّ على قلبه.

قَالَ ابْن دُريد: كَأَنَّهُ فَاعل فِي معنى مفعول.

وَالْجمع: كُفّار، وكَفَرَة، وكِفَار، قَالَ القُطَامِيّ:

وشُقَّ البَحْرُ عَن أَصْحَاب مُوسَى ... وغُرِّقَتِ الفَرَاعِنَةُ الكِفَارُ

وَرجل كَفَّار، وكَفُور: كافِر.

وَالْأُنْثَى: كَفُور أَيْضا. وجمعهما جَمِيعًا: كُفُر، وَلَا يُجْمَع جمع السَّلامَة، لِأَن الْهَاء لَا تدخل فِي مؤنثه، إِلَّا أَنهم قد قَالُوا: عَدُوّة الله: وَقد تقدّم ذَلِك.

وكَفَّر الرجل: نَسَبه إِلَى الكُفْر.

وكُلُّ من سَتَر شَيْئا فقد كَفَره وكَفَّره.

والكافِرُ: الزارِعُ لسَتْره البذْر.

والكافِر: اللَّيْل لِأَنَّهُ يَستر كُلَّ شَيْء.

وكَفَر اللَّيْل الشَّيْء، وكَفَر عَلَيْهِ: غَطّاه.

وكَفَر اللَّيْل على إِثْر صَاحِبي: غطّاه بسواده وظُلمته.

وكَفَر الجَهْل على عِلْمي: غَطّاه.

وَالْكَافِر: الْبَحْر لسَتْره مَا فِيهِ.

والكافِر: الوادِي الْعَظِيم. والنَّهر لذَلِك أَيْضا.

وكافِر: نهر بالجزيرة، قَالَ المتلمّس يذكُر طَرْح صَحِيفته:

ألْقَيْتُها بالثِّنْى من جَنْبِ كافِرٍ ... كَذَلِك أقْنُو كُلَّ قِطّ مُضَلَّلِ

والكافِر: السَّحَابُ المُطْلم.

وَالْكَافِر، والكَفْر: الظُلمة لِأَنَّهَا تستر مَا تحتهَا، وَقَول لبيد:

فاجْرَ نْمَزَتْ ثُمَّ سَارتْ وهْيَ لاهِيّة ... فِي كافِر مَا بِهِ أمْتٌ وَلَا شَرَفُ يجوز أَن يكون ظُلمة اللَّيْل وَأَن يكون الْوَادي.

والكَفْر: التُّراب، عَن اللحياني، لِأَنَّهُ يستر مَا تَحْتَهُ.

ورَمَاد مكفور: مُلْبَسٌ تُرَابا، قَالَ:

قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمَادٍ مَكْفُورْ

والكُفْر: القِير الَّذِي تُطْلَى بِهِ السُفُنُ، لسواده وتغطيته، عَن كُرَاع.

وكَفّر دِرْعَه بِثَوْب، وكَفَّرها بِهِ: لَبِس فوقَها ثَوْبا فَغَشَّاها بِهِ.

وَرجل كافِر، ومُكفِّر فِي السِّلَاح: دَاخل فِيهَا.

والمُكفَّر: المُؤَثَّق فِي الْحَدِيد، كَأَنَّهُ غُطِّىَ بِهِ وسُتِر.

وتَكَفَّر الْبَعِير بحباله: إِذا وَقعت فِي قوائمه، وَهُوَ من ذَلِك.

والكَفّارة: مَا كفر بِهِ من صَدَقة أَو صَوم أَو نَحْو ذَلِك، قَالَ بَعضهم: كَأَنَّهُ غَطّى عَلَيْهِ بالكفّارة.

والكَفْر: العَصَا القصيرة.

والكافُور: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر.

والكَفَر، والكُفُرَّى، والكُفَرَّى، والكِفِرَّى، والكَفَرَّى: وعَاء طَلْع النّخل، وَهُوَ أَيْضا الكافور.

وَقيل: وِعاءُ كُلِّ شَيء من النَّبَات: كافوره.

قَالَ أَبُو حنيفَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: سَمِعت أُمَّ رِيَاح تَقول: هَذِه كُفُرّى، وَاحِدَة، وَكَذَلِكَ الْجَمِيع، وَهَاتَانِ كُفُرَّيان.

وَقَالَ غَيره: هَذِه كُفُرَّاة، وَهَذَا كُفُرًّى، وكُفَرًّى، وكَفَرَّاة، وكِفِرّاة. وَقد قَالُوا فِيهِ: كَافِر.

وَجمع الكافور: كوافير.

وَجمع الكافِر: كوافِر، قَالَ لَبِيد:

جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوُء بِهِ ... مِن الكوافِر مَكْمُوم ومُهْتَصَرُ

والكافور: أخْلاط تُجْمَع من الطّيب تُرَكَّب من كافور الطّلع. قَالَ ابْن دُرَيد: لَا أَحسب الكافور عَرَبيّاً لأَنهم رُبمَا قَالُوا: القَفُّور، والقافور، وَقَوله عزّ وجلّ: (كَانَ مِزَاجُهَا كافورا) قيل: هِيَ عين فِي الجنَّة، فَكَانَ يَنْبَغِي ألاَّ يَنْصرف لِأَنَّهُ اسْم مُؤنَّث معرفَة على أَكثر من ثَلَاثَة احرف لَكِن إِنَّمَا صَرَفه لتعديل رُءوس الْآي. وَقَالَ ثَعْلَب إِنَّمَا أجراه لِأَنَّهُ جعله تَشْبِيها، وَلَو كَانَ اسْما للعين لم يصرفهُ. قَوْله: جعله تَشْبِيها. أَرَادَ: كَانَ مزاجها مثل كافور.

والكافور: نبت طيِّب الرّيح يُشْبِه بالكافور من النّخل.

والكافور، أَيْضا: الإغرِيض.

والكُفُرَّى: الكافور الَّذِي هُوَ الإغرِيض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: مِمَّا يجْرِي مجْرى الصّمُوغ: الكافور.

وَالْكَافِر من الأرَضِين: مَا بَعُد واتَّسَع.

والكَفْر: القَرْيَة، سُرْيانيَّة، وَفِي الحَدِيث: " يخرجكم الرّوم مِنْهَا كَفْرا كَفْرا " وَمِنْه قيل: كَفْر تُوثَا وكَفْر عاقِب، وجَمْعه: كُفُور.

وَقَول الْعَرَب: كَفْر على كَفْر: أَي بعض على بعض.

وأكفر الرجُل مُطيعَه: أحْوَجه أَن يَعصيَه.

والتكفير: إيماءُ الذِّمِّي برأسهِ، لَا يُقَال سجد فلَان لفُلَان، وَلَكِن: كَفَّر.

والتكفير لأهل الْكتاب: أَن يُطأطئ أحَدُهم رَأسه لصَاحبه، كالتسليم عندنَا وَقد كفّر لَهُ.

والتكفير: أَن يَضَع يَدَه على صَدْره، قَالَ جَرِير: وَإِذا سَمِعْتَ بحَرْب قَيْسٍ بعدَها ... فضَعُوا السِلاحَ وكفِّروا تكفيرا

والتَّكفير: تتويج المَلِك، قَالَ، يَصِف ثَوْرا:

مَلِك يُلاَثُ برأسِه تكفيرُ

وَعِنْدِي: أَن التَّكْفِير هُنَا اسْم للتاج، سمّاه بِالْمَصْدَرِ أَو يكون اسْما غير مَصْدر، كالتَمْتِين والتَنْبِيت.

والكَفِرُ: الْعَظِيم من الجِبال.

وَالْجمع: كَفِرات، قَالَ:

تَطَلَّعُ رَيّاه من الكَفِراتِ

وَقد تقدَّم.

والكَفَر: العِقاب من الْجبَال.

وَرجل كِفِرِّين: داهٍ.

وكَفَرْنًى: خامل أحمقُ.
كفر
الكُفْرُ في اللّغة: ستر الشيء، ووصف الليل بِالْكَافِرِ لستره الأشخاص، والزّرّاع لستره البذر في الأرض، وليس ذلك باسم لهما كما قال بعض أهل اللّغة لمّا سمع:
ألقت ذكاء يمينها في كافر
والْكَافُورُ: اسم أكمام الثّمرة التي تَكْفُرُهَا، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكَافُورِ
وكُفْرُ النّعمة وكُفْرَانُهَا: سترها بترك أداء شكرها، قال تعالى: فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ [الأنبياء/ 94] . وأعظم الكُفْرِ: جحود الوحدانيّة أو الشريعة أو النّبوّة، والكُفْرَانُ في جحود النّعمة أكثر استعمالا، والكُفْرُ في الدّين أكثر، والكُفُورُ فيهما جميعا قال: فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُوراً
[الإسراء/ 99] ، فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً [الفرقان/ 50] ويقال منهما: كَفَرَ فهو كَافِرٌ. قال في الكفران: لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل/ 40] ، وقال: وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ
[البقرة/ 152] ، وقوله:
وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ
[الشعراء/ 19] أي: تحرّيت كفران نعمتي، وقال: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ
[إبراهيم/ 7] ولمّا كان الكفران يقتضي جحود النّعمة صار يستعمل في الجحود، قال: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ
[البقرة/ 41] أي: جاحد له وساتر، والكَافِرُ على الإطلاق متعارف فيمن يجحد الوحدانيّة، أو النّبوّة، أو الشريعة، أو ثلاثتها، وقد يقال: كَفَرَ لمن أخلّ بالشّريعة، وترك ما لزمه من شكر الله عليه. قال: مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ
[الروم/ 44] يدلّ على ذلك مقابلته بقوله: وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ [الروم/ 44] ، وقال: وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ [النحل/ 83] ، وقوله: وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ [البقرة/ 41] أي: لا تكونوا أئمّة في الكفر فيقتدى بكم، وقوله: وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [النور/ 55] عني بالكافر السّاتر للحقّ، فلذلك جعله فاسقا، ومعلوم أنّ الكفر المطلق هو أعمّ من الفسق، ومعناه: من جحد حقّ الله فقد فسق عن أمر ربّه بظلمه. ولمّا جعل كلّ فعل محمود من الإيمان جعل كلّ فعل مذموم من الكفر، وقال في السّحر: وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة/ 102] وقوله: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا، إلى قوله: كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ
[البقرة/ 275- 276] وقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ إلى قوله: وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ [آل عمران/ 97] والكَفُورُ: المبالغ في كفران النعمة، وقوله:
إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ
[الزخرف/ 15] ، وقال:
ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ
[سبأ/ 17] إن قيل: كيف وصف الإنسان هاهنا بالكفور، ولم يرض بذلك حتى أدخل عليه إنّ، واللّام، وكلّ ذلك تأكيد، وقال في موضع وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ [الحجرات/ 7] ، فقوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ [الزخرف/ 15] تنبيه على ما ينطوي عليه الإنسان من كفران النّعمة، وقلّة ما يقوم بأداء الشّكر، وعلى هذا قوله: قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ
[عبس/ 17] ولذلك قال: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ [سبأ/ 13] ، وقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان/ 3] تنبيه أنه عرّفه الطّريقين كما قال: وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ [البلد/ 10] فمن سالك سبيل الشّكر، ومن سالك سبيل الكفر، وقوله: وَكانَ الشَّيْطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً [الإسراء/ 27] فمن الكفر، ونبّه بقوله: كانَ أنه لم يزل منذ وجد منطويا على الكفر. والْكَفَّارُ أبلغ من الكفور لقوله: كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ
[ق/ 24] وقال:
وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة/ 276] ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر/ 3] ، إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً [نوح/ 27] وقد أجري الكفّار مجرى الكفور في قوله: إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم/ 34] . والكُفَّارُ في جمع الكافر المضادّ للإيمان أكثر استعمالا كقوله: أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
[الفتح/ 29] ، وقوله: لِيَــغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح/ 29] .
والكَفَرَةُ في جمع كافر النّعمة أشدّ استعمالا، وفي قوله: أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس/ 42] ألا ترى أنه وصف الكفرة بالفجرة؟
والفجرة قد يقال للفسّاق من المسلمين. وقوله:
جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ [القمر/ 14] أي: من الأنبياء ومن يجري مجراهم ممّن بذلوا النّصح في أمر الله فلم يقبل منهم. وقوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا
[النساء/ 137] قيل: عني بقوله إنهم آمنوا بموسى، ثمّ كفروا بمن بعده. والنصارى آمنوا بعيسى، ثمّ كفروا بمن بعده. وقيل: آمنوا بموسى ثم كفروا بموسى إذ لم يؤمنوا بغيره، وقيل: هو ما قال: وَقالَتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ آمِنُوا بِالَّذِي إلى قوله:
وَاكْفُرُوا آخِرَهُ
[آل عمران/ 72] ولم يرد أنّهم آمنوا مرّتين وكفروا مرّتين، بل ذلك إشارة إلى أحوال كثيرة. وقيل: كما يصعد الإنسان في الفضائل في ثلاث درجات ينعكس في الرّذائل في ثلاث درجات. والآية إشارة إلى ذلك، وقد بيّنته في كتاب «الذّريعة إلى مكارم الشّريعة» .
ويقال: كَفَرَ فلانٌ: إذا اعتقد الكفر، ويقال ذلك إذا أظهر الكفر وإن لم يعتقد، ولذلك قال:
مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ [النحل/ 106] ويقال: كَفَرَ فلان بالشّيطان: إذا كفر بسببه، وقد يقال ذلك إذا آمن وخالف الشّيطان، كقوله: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ
[البقرة/ 256] وأَكْفَرَهُ إِكْفَاراً: حكم بكفره، وقد يعبّر عن التّبرّي بالكفر نحو: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ
الآية [العنكبوت/ 25] ، وقوله تعالى: إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ [إبراهيم/ 22] ، وقوله: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ [الحديد/ 20] قيل: عنى بالكفّار الزّرّاع ، لأنّهم يغطّون البذر في التّراب ستر الكفّار حقّ الله تعالى بدلالة قوله: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَــغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ [الفتح/ 29] ولأنّ الكافر لا اختصاص له بذلك. وقيل: بل عنى الكفار، وخصّهم بكونهم معجبين بالدّنيا وزخارفها وراكنين إليها.
والْكَفَّارَةُ: ما يغطّي الإثم، ومنه: كَفَّارَةُ اليمين نحو قوله: ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ [المائدة/ 89] وكذلك كفّارة غيره من الآثام ككفارة القتل والظّهار. قال: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ [المائدة/ 89] والتَّكْفِيرُ: ستره وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل، ويصحّ أن يكون أصله إزالة الكفر والكفران، نحو:
التّمريض في كونه إزالة للمرض، وتقذية العين في إزالة القذى عنه، قال: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ
[المائدة/ 65] ، نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ
[النساء/ 31] وإلى هذا المعنى أشار بقوله: إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ [هود/ 114] وقيل: صغار الحسنات لا تكفّر كبار السّيّئات، وقال:
لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ [آل عمران/ 195] ، لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا [الزمر/ 35] ويقال: كَفَرَتِ الشمس النّجومَ: سترتها، ويقال الْكَافِرُ للسّحاب الذي يغطّي الشمس والليل، قال الشاعر:
ألقت ذكاء يمينها في كافر
وتَكَفَّرَ في السّلاح. أي: تغطّى فيه، والْكَافُورُ: أكمام الثمرة. أي: التي تكفُرُ الثّمرةَ، قال الشاعر:
كالكرم إذ نادى من الكافور
والْكَافُورُ الذي هو من الطّيب. قال تعالى:
كانَ مِزاجُها كافُوراً
[الإنسان/ 5] .
[كفر] نه: فيه: لا ترجعن بعدي "كفارا" يضرب بعضكم رقاب بعض، قيل: أراد لابسي السلاح، من كفر فوق درعه- إذا لبس فوقها ثوبًا، كأنه أراد بذلك النهي عن الحرب، وقيل معناه لا تعتقدوا تكفير الناس، كفعل الخوارج إذ استعرضوا الناس فيكفرونهم. ك: ويضرب بالرفع والجزم، أي كالكفار، أو هو تغليظ. ط: يضرب- بالرفع على الشهور استئناف، ويجزم بالجواب. نه: من قال لأخيه: يا "كافر" فقد باء به أحدهما، لأنه إن صدق عليه فهو كافر، وإن كذب عاد الكفر إليه، أي كفر بفرع من فروع الإسلام ولا يخرج عن أصل الإيمان. ط: وإن كذب واعتقد بطلان الإسلام رجعت إلى القائل، وكذا إن استحله وإلا فمجرد تكفيره فسق لا يوجب الكفر. ن: قال لأخيه: كافر- بالتنوين، خبر محذوف أي هو كافر- ومر في باء. نه: وح ابن عبا: قيل له: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم "الكافرون"" قال: هم كفرة وليسوا كمن كفر بالله وباليوم الآخر. ومنه: إن الأوس والخزرج ذكروا ما كان منهم في الجاهلية فثار بعضهم إلى بعض بالسيوف فأنزل "وكيف "تكفرون" وأنتم تتلى عليكم آيات الله" ولم يكن ذلك على الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الألفة والمودة. ومنه: إذا قال: أنت لي عدو، فقد "كفر" أحدهما بالإسلام، أراد كفر نعمته، لأن الله ألف بينهم فأصبحوا بنعمته إخوانا، فمن لم يعرفها فقد كفرها. وح: من ترك قتل الحيات خشية الثأر-الكبائر، وإن لم يصادف صغيرة ولا كبيرة يرفع بها الدرجات. ك: "كفارة" المرض- بالإضافة البيانية، قوله: "من يعمل سوءًا يجز به" مناسبته للكفارة أن من يعمل سوءًا أي معصية يجز به فيغفر له بسببه. وح: وأخاف "الكفر"- مر في ولا أعتب. ن: "كفارة" النذر "كفارة" اليمين، هو محمول على جميع أنواع النذر فيخير بين الوفاء بالنذر وبين الكفارة أو على النذر على معصية أو غيرهما- أقوال. وح: فهل "يكفر" عنه أن أتصدق عنه، أي هل تكفر صدقتي عنه سيئاته. وح: صيام عرفة "يكفر" السنة قبلها وبعدها، أي صغائر السنتين. وح: اثنان هما "كفر" الطعن في الأنساب، أي من خلال الكفار، أو يؤدي إلى الكفر. وح: فأولئك أعداء "الكفرة"، إن استحلوه، وإلا ففعلهم فعل الكفرة. وح: فاقتتلوا و"الكفار"- بالنصب، أي مع الكفار. ط: "كفارة" الغيبة أن تستغفر له، في الطحاوي أن يكفي الندم والاستغفار، وإن بلغته فالطريق أن تستحل منه، فإن تعذر بموته أو لبعده فالاستغفار، وهل يشترط بيان ما اغتاب به وجهان. وح: حدا لم يأته فإن "كفارته" أن يعتقه، لم يأته- نعت حد أي لم يأت موجبه، وأجمعوا على أن عتقه ليس بواجب لكفارة بل مندوب. غ: سئل الأزهري عمن يقول بخلق القرآن أتسميه "كافرا"؟ قال: الذي يقوله "كفر"، فقال في المرة الثالثة: قد يقول المسلم "كفرًا". كنز "فمنكم "كافر" ومنكم مؤمن" قدم الكافر لكثرتهم. ز: قلت: وقد يستأنس به لما اشتهر في الهند من قولهم: هندو مسلمان را سلامتي بادا. وظني أنه قول غير مستحسن- والله أعلم.

كفر: الكُفْرُ: نقيض الإِيمان؛ آمنَّا بالله وكَفَرْنا بالطاغوت؛ كَفَرَ

با يَكْفُر كُفْراً وكُفُوراً وكُفْراناً. ويقال لأَهل دار الحرب: قد

كَفَرُوا أَي عَصَوْا وامتنعوا.

والكُفْرُ: كُفْرُ النعمة، وهو نقيض الشكر. والكُفْرُ: جُحود النعمة،

وهو ضِدُّ الشكر. وقوله تعالى: إِنا بكلٍّ كافرون؛ أَي جاحدون. وكَفَرَ

نَعْمَةَ الله يَكْفُرها كُفُوراً وكُفْراناً وكَفَر بها: جَحَدَها وسَتَرها.

وكافَرَه حَقَّه: جَحَدَه. ورجل مُكَفَّر: مجحود النعمة مع إِحسانه. ورجل

كافر: جاحد لأَنْعُمِ الله، مشتق من السَّتْر، وقيل: لأَنه مُغَطًّى على

قلبه. قال ابن دريد: كأَنه فاعل في معنى مفعول، والجمع كُفَّار وكَفَرَة

وكِفارٌ مثل جائع وجِياعٍ ونائم ونِيَامٍ؛ قال القَطامِيّ:

وشُقَّ البَحْرُ عن أَصحاب موسى،

وغُرِّقَتِ الفَراعِنةُ الكِفَارُ

وجمعُ الكافِرَة كَوافِرُ. وفي حديث القُنُوتِ: واجْعَلْ قلوبهم كقُلوبِ

نساءٍ كوافِرَ؛ الكوافرُ جمع كافرة، يعني في التَّعادِي والاختلاف،

والنساءُ أَضعفُ قلوباً من الرجال لا سيما إِذا كُنَّ كوافر، ورجل كَفَّارٌ

وكَفُور: كافر، والأُنثى كَفُورٌ أَيضاً، وجمعهما جميعاً كُفُرٌ، ولا يجمع

جمع السلامة لأَن الهاء لا تدخل في مؤنثه، إِلا أَنهم قد قالوا عدوة

الله، وهو مذكور في موضعه. وقوله تعالى: فأَبى الظالمون إِلا كُفُرواً؛ قال

الأَخفش: هو جمع الكُفْر مثل بُرْدٍ وبُرودٍ. وروي عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: قِتالُ المسلمِ كُفْرٌ وسِبابُه فِسْقٌ ومن رغِبَ عن

أَبيه فقد كَفَرَ؛ قال بعض أَهل العلم: الكُفْرُ على أَربعة أَنحاء: كفر

إِنكار بأَن لا يعرف الله أَصلاً ولا يعترف به، وكفر جحود، وكفر معاندة،

وكفر نفاق؛ من لقي ربه بشيء من ذلك لم يغفر له ويغفر ما دون ذلك لمن

يشاء. فأَما كفر الإِنكار فهو أَن يكفر بقلبه ولسانه ولا يعرف ما يذكر له من

التوحيد، وكذلك روي في قوله تعالى: إِن الذين كفروا سواء عليهم

أَأَنذرتهم أَم لم تنذرهم لا يؤمنون؛ أَي الذين كفروا بتوحيد الله، وأَما كفر

الجحود فأَن يعترف بقلبه ولا يقرّ بلسانه فهو كافر جاحد ككفر إِبليس وكفر

أُمَيَّةَ بن أَبي الصَّلْتِ، ومنه قوله تعالى: فلما جاءهم ما عَرَفُوا

كَفَرُوا به؛ يعني كُفْرَ الجحود، وأَما كفر المعاندة فهو أَن يعرف الله

بقلبه ويقرّ بلسانه ولا يَدِينَ به حسداً وبغياً ككفر أَبي جهل وأَضرابه، وفي

التهذيب: يعترف بقلبه ويقرّ بلسانه ويأْبى أَن يقبل كأَبي طالب حيث

يقول:ولقد علمتُ بأَنَّ دينَ محمدٍ

من خيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دِينَا

لولا المَلامةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ،

لوَجَدْتَني سَمْحاً بذاك مُبِيناً

وأَما كفر النفاق فأَن يقرّ بلسانه ويكفر بقلبه ولا يعتقد بقلبه. قال

الهروي: سئل الأَزهري عمن يقول بخلق القرآن أَنسميه كافرراً؟ فقال: الذي

يقوله كفر، فأُعيد عليه السؤال ثلاثاً ويقول ما قال ثم قال في الآخر: قد

يقول المسلم كفراً. قال شمر: والكفر أَيضاً بمعنى البراءة، كقول الله تعالى

حكاية عن الشيطان في خطيئته إِذا دخل النار: إِني كفرت بما

أَشْركْتُمونِ من قَبْلُ؛ أَي تبرأْت. وكتب عبدُ الملك إِلى سعيد بن جُبَيْر يسأَله

عن الكفر فقال: الكفر على وجوه: فكفر هو شرك يتخذ مع الله إِلهاً آخر،

وكفر بكتاب الله ورسوله، وكفر بادِّعاء ولد الله، وكفر مُدَّعي الإِسْلام،

وهو أَن يعمل أَعمالاً بغير ما أَنزل الله ويسعى في الأَرض فساداً ويقتل

نفساً محرّمة بغير حق، ثم نحو ذلك من الأَعمال كفرانِ: أَحدهما كفر نعمة

الله، والآخر التكذيب بالله. وفي التنزيل العزيز: إِن الذين آمنوا ثم

كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم؛ قال أَبو

إِسحق: قيل فيه غير قول، قال بعضهم: يعني به اليهود لأَنهم آمنوا بموسى،

عليه السلام، ثم كفروا بعزيز ثم كفروا بعيسى ثم ازدادوا كفراً بكفرهم

بمحمد؛ صلى الله عليه وسلم؛ وقيل: جائز أَن يكون مُحاربٌ آمن ثم كفر، وقيل:

جائز أَن يكون مُنافِقٌ أَظهر الإِيمانَ وأَبطن الكفر ثم آمن بعد ثم كفر

وازداد كفراً بإِقامته على الكفر، فإِن قال قائل: الله عز وجل لا يغفر كفر

مرة، فلمَ قيل ههنا فيمن آمن ثم كفر ثم آمن ثم كفر لم يكن الله ليغفر

لهم، ما الفائدة في هذا ففالجواب في هذا، والله أَعلم، أَن الله يغفر

للكافر إِذا آمن بعد كفره، فإِن كفر بعد إِيمانه لم يغفر الله له الكفر الأَول

لأَن الله يقبل التوبة، فإِذا كَفَر بعد إِيمانٍ قَبْلَه كُفْرٌ فهو

مطالبَ بجميع كفره، ولا يجوز أَن يكون إِذا آمن بعد ذلك لا يغفر له لأَن

الله عز وجل يغفر لكل مؤْمن بعد كفره، والدليل على ذلك قوله تعالى: وهو الذي

يقبل التوبة عن عباده؛ وهذا سيئة بالإِجماع. وقوله سبحانه وتعالى: ومن

لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم الكافرون؛ معناه أَن من زعم أَن حكماً

من أَحكام الله الذي أَتت به الأَنبياء، عليهم السلام، باطل فهو كافر.

وفي حديث ابن عباس: قيل له: ومن لم يحكم بما أَنزل الله فأُولئك هم

الكافرون وليسوا كمن كفر بالله واليوم الآخر، قال: وقد أَجمع الفقهاء أَن من

قال: إِن المحصنَين لا يجب أَن يرجما إِذا زنيا وكانا حرين، كافر، وإِنما

كفر من رَدَّ حُكماً من أَحكام النبي، صلى الله عليه وسلم، لأَنه مكذب له،

ومن كذب النبي، صلى الله عليه وسلم، فهو قال كافر. وفي حديث ابن مسعود،

رضي الله عنه: إذا الرجل للرجل أَنت لي عدوّ فقد كفر أَحدهما بالإِسلام؛

أَراد كفر نعمته لأَن الله عز وجل أَلف بين قلوبهم فأَصبحوا بنعمته

إِخواناً فمن لم يعرفها فقد كفرها. وفي الحديث: من ترك قتل الحيات خشية النار

فقد كفر أَي كفر النعمة، وكذلك الحديث الآخر: من أَتى حائضاً فقد كفر،

وحديث الأَنْواء: إِن الله يُنْزِلُ الغَيْثَ فيُصْبِحُ قومٌ به كافرين؛

يقولون: مُطِرْنا بِنَوْءِ كذا وكذا، أَي كافرين بذلك دون غيره حيث

يَنْسُبون المطر إِلى النوء دون الله؛ ومنه الحديث: فرأَيت أَكثر أَهلها النساء

لكفرهن، قيل: أَيَكْفُرْنَ بالله؟ قال: لا ولكن يَكْفُرْنَ الإِحسانَ

ويَكْفُرْنَ العَشِيرَ أَي يجحدن إِحسان أَزواجهن؛ والحديث الآخر: سباب

المسلم فسوق وقتاله كفر، ومن رغب عن أَبيه فقد كفر ومن ترك الرمي فنعمة كفرها؛

والأَحاديث من هذا النوع كثيرة، وأَصل الكفر تغطية الشيء تغطية تستهلكه.

وقال الليث: يقال إِنما سمي الكافر كافراً لأَن الكفر غطى قلبه كله؛ قال

الأَزهري: ومعنى قول الليث هذا يحتاج إِلى بيان يدل عليه وإِيضاحه أَن

الكفر في اللغة التغطية، والكافر ذو كفر أَي ذو تغطية لقلبه بكفره، كما

يقال للابس السلاح كافر، وهو الذي غطاه السلاح، ومثله رجل كاسٍ أَي ذو

كُسْوَة، وماء دافق ذو دَفْقٍ، قال: وفيه قول آخر أَحسن مما ذهب إِليه، وذلك

أَن الكافر لما دعاه الله إِلى توحيده فقد دعاه إِلى نعمة وأَحبها له

إِذا أَجابه إِلى ما دعاه إِليه، فلما أَبى ما دعاه إِليه من توحيده كان

كافراً نعمة الله أَي مغطياً لها بإِبائه حاجباً لها عنه. وفي الحديث: أَن

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال في حجة الوداع: أَلا لا تَرْجِعُنَّ

بعدي كُفَّاراً يَضْرِب بعضُكم رقابَ بعض؛ قال أَبو منصور: في قوله كفاراً

قولان: أَحدهما لابسين السلاح متهيئين للقتال من كَفَرَ فوقَ دِرْعِه

إِذا لبس فوقها ثوباً كأَنه أَراد بذلك النهيَ عن الحرب، والقول الثاني

أَنه يُكَفِّرُ الماسَ فيَكْفُر كما تفعل الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ

فيُكَفِّرونهم، وهو كقوله، صلى الله عليه وسلم: من قال لأَخيه يا كافر فقد

باء به أَحدهما، لأَنه إِما أَن يَصْدُقَ عليه أَو يَكْذِبَ، فإِن صدق فهو

كافر، وإِن كذب عاد الكفر إِليه بتكفيره أَخاه المسلم. قال: والكفر

صنفان: أَحدهما الكفر بأَصل الإِيمان وهو ضده، والآخر الكفر بفرع من فروع

الإِسلام فلا يخرج به عن أَصل الإِيمان. وفي حديث الردّة: وكفر من كفر من

العرب؛ أَصحاب الردّة كانوا صنفين: صنف ارتدوا عن الدين وكانوا طائفتين

إِحداهما أَصحاب مُسَيْلِمَةَ والأَسْودِ العَنْسِيّ الذين آمنوا بنبوتهما،

والأُخرى طائفة ارتدوا عن الإِسلام وعادوا إِلى ما كانوا عليه في

الجاهلية وهؤلاء اتفقت الصحابة على قتالهم وسبيهم واستولد عليّ، عليه السلام، من

سبيهم أُمَّ محمدِ بن الحنيفة ثم لم ينقرض عصر الصحابة، رضي الله عنهم،

حتى أَجمعوا أَن المرتد لا يُسْبى، والصنف الثاني من أَهل الردة لم

يرتدوا عن الإِيمان ولكن أَنكروا فرض الزكاة وزعموا أَن الخطاب في قوله تعالى:

خذ من أَموالهم صدقة؛ خاصة بزمن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولذلك اشتبه

على عمر، رضي الله عنه، قِتالهم لإِقرارهم بالتوحيد والصلاة، وثبت أَبو

بكر، رضي الله عنه، على قتالهم بمنع الزكاة فتابعه الصحابة على ذلك

لأَنهم كانوا قَرِيبي العهد بزمان يقع فيه التبديل والنسخ، فلم يُقَرّوا على

ذلك، وهؤلاء كانوا أَهل بغي فأُضيفوا إِلى أَهل الردة حيث كانوا في زمانهم

فانسحب عليهم اسمها، فأَما بعد ذلك فمن أَنكر فرضية أَحد أَركان

الإِسلام كان كافراً بالإِجماع؛ ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: أَلا لا

تَضْرِبُوا المسلمين فتُذِلُّوهم ولا تَمْنَعُوهم حَقَّهم فتُكَفِّروهم لأَنهم

ربما ارتدُّوا إِذا مُنِعوا عن الحق. وفي حديث سَعْدٍ، رضي الله عنه:

تَمَتَّعْنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومُعَاوية كافر بالعُرُش قبل

إِسلامه؛ والعُرُش: بيوت مكة، وقيل معناه أَنه مقيم مُخْتَبِئٌ بمكة لأَن

التمتع كان في حجة الوداع بعد فتح مكة، ومُعاوية أَسلم عام الفتح، وقيل:

هو من التكفير الذُّلِّ والخضوعِ. وأَكْفَرْتُ الرجلَ: دعوته كافراً.

يقال: لا تُكْفِرْ

أَحداً من أَهل قبلتك أَي لا تَنْسُبْهم إِلي الكفر ولا تجعلهم كفاراً

بقولك وزعمك. وكَفَّرَ الرجلَ: نسبه إِلى الكفر. وكل من ستر شيئاً، فقد

كَفَرَه وكَفَّره. والكافر الزرَّاعُ لستره البذر بالتراب. والكُفَّارُ:

الزُّرَّاعُ. وتقول العرب للزَّرَّاعِ: كافر لأَنه يَكْفُر البَذْر

المَبْذورَ بتراب الأَرض المُثارة إِذا أَمَرّ عليها مالَقَهُ؛ ومنه قوله

تعالى: كمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكفارَ نباتُه؛ أَي أَعجب الزُّرَّاْعَ

نباته، وإِذا أَعجب الزراع نباته مع علمهم به غاية ما فهو يستحسن، والغيث

المطر ههنا؛ وقد قيل: الكفار في هذه الآية الكفار بالله وهم أَشد إِعجاباً

بزينة الدنيا وحرثها من المؤمنين.

والكَفْرُ، بالفتح: التغطية. وكَفَرْتُ الشيء أَكْفِرُه، بالكسر، أَي

سترته. والكافِر: الليل، وفي الصحاح: الليل المظلم لأَنه يستر بظلمته كل

شيء. وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عليه: غَطَّاه. وكَفَرَ الليلُ على

أَثَرِ صاحبي: غَطَّاه بسواده وظلمته. وكَفَرَ الجهلُ على علم فلان: غَطّاه.

والكافر: البحر لسَتْرِه ما فيه، ويُجْمَعُ الكافِرُ كِفَاراً؛ وأَنشد

اللحياني:

وغُرِّقَتِ الفراعِنَةُ الكِفَارُ

وقول ثعلب بن صُعَيْرة المازني يصف الظليم والنعامة ورَواحَهما إِلى

بيضهما عند غروب الشمس:

فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رثِيداً بَعْدَما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يمينَها في كافِرِ

وذُكاء: اسم للشمس. أَلقت يمينها في كافر أَي بدأَت في المغيب، قال

الجوهري: ويحتمل أَن يكون أَراد الليل؛ وذكر ابن السكيت أَن لَبِيداً سَرَق

هذا المعنى فقال:

حتى إِذا أَلْقَتْ يداً في كافِرٍ،

وأَجَنَّ عَوْراتِ الثُّغُورِ ظَلامُها

قال: ومن ذلك سمي الكافر كافراً لأَنه ستر نعم الله عز وجل؛ قال

الأَزهري: ونعمه آياته الدالة على توحيده، والنعم التي سترها الكافر هي الآيات

التي أَبانت لذوي التمييز أَن خالقها واحد لا شريك له؛ وكذلك إِرساله

الرسل بالآيات المعجزة والكتب المنزلة والبراهين الواضحة نعمة منه ظاهرة، فمن

لم يصدّق بها وردّها فقد كفر نعمة الله أَي سترها وحجبها عن نفسه.

ويقال: كافرني فلان حقي إِذا جحده حقه؛ وتقول: كَفَر نعمةَ الله وبنعمة الله

كُفْراً وكُفْراناً وكُفُوراً. وفي حديث عبد الملك: كتب إِلى الحجاج: من

أَقرّ بالكُفْر فَخَلِّ سبيله أَي بكفر من خالف بني مَرْوانَ وخرج عليهم؛

ومنه حديث الحجاج: عُرِضَ عليه رجلٌ من بني تميم ليقتله فقال: إِني لأَر

رجلاً لا يُقِرّ اليوم بالكُفْر، فقال: عن دَمي تَخْدَعُني؟ إِنّي

أَكْفَرُ من حِمَارٍ؛ وحمار: رجل كان في الزمان الأَول كفر بعد الإِيمان وانتقل

إِلى عبادة الأَوثان فصار مثلاً. والكافِرُ: الوادي العظيم، والنهر كذلك

أَيضاً. وكافِرٌ: نهر بالجزيرة؛ قال المُتَلَمِّسُ يذكر طَرْحَ صحيفته:

وأَلْقَيْتُها بالثِّنْي من جَنْبِ كافِرٍ؛

كذلك أَقْنِي كلَّ قِطٍّ مُضَللِ

وقال الجوهري: الكافر الذي في شعر المتلمس النهر العظيم؛ ابن بري في

ترجمة عصا: الكافرُ المطرُ؛ وأَنشد:

وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أَنْ ليس بينهما،

وبين قُرَى نَجْرانَ والشامِ، كافِرُ

وقال: كافر أَي مطر. الليث: والكافِرُ من الأَرض ما بعد الناس لا يكاد

ينزله أَو يمرّ به أحد؛ وأَنشد:

تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَرِّ عِكْرِشَةٍ

في كافرٍ، ما به أَمْتٌ ولا عِوَجُ

وفي رواية ابن شميل:

فأَبْصَرَتْ لمحةً من رأْس عِكْرِشَةٍ

وقال ابن شميل أَيضاً: الكافر لغائطُ الوَطِيءُ، وأَنشد هذا البيت. ورجل

مُكَفَّرٌ: وهو المِحْسانُ الذي لا تُشْكَرُ نِعْمَتُه. والكافِرُ:

السحاب المظلم. والكافر والكَفْرُ: الظلمة لأَنها تستر ما تحتها؛ وقول

لبيد:فاجْرَمَّزَتْ ثم سارَتْ، وهي لاهِيَةٌ،

في كافِرٍ ما به أَمْتٌ ولا شَرَفُ

يجوز أَن يكون ظلمةَ الليل وأَن يكون الوادي.

والكَفْرُ: الترابُ؛ عن اللحياني لأَنه يستر ما تحته. ورماد مَكْفُور:

مُلْبَسٌ تراباً أَي سَفَتْ عليه الرياحُ الترابَ حتى وارته وغطته؛ قال:

هل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ؟

قد دَرَسَتْ غَيرَ رَمادٍ مَكْفُورْ

مُكْتَئِبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ

والكَفْرُ: ظلمة الليل وسوادُه، وقد يكسر؛ قال حميد:

فَوَرَدَتْ قبل انْبِلاجِ الفَجْرِ،

وابْنُ ذُكاءٍ كامِنٌ في كَفْرِ

أَي فيما يواريه من سواد الليل. وقد كَفَر الرجلُ متاعَه أَي أَوْعاه في

وعاءٍ.

والكُفْر: القِيرُ الذي تُطْلى به السُّفُنُ لسواده وتغطيته؛ عن كراع.

ابن شميل: القِيرُ ثلاثة أَضْرُبٍ: الكُفْرُ والزِّفْتُ والقِيرُ،

فالكُفْرُ تُطْلى به السُّفُنُ، والزفت يُجْعَل في الزقاق، والقِيرُ يذاب ثم

يطلى به السفن.

والكافِرُ: الذي كَفَر دِرْعَه بثوب أَي غطاه ولبسه فوقه. وكلُّ شيء غطى

شيئاً، فقد كفَرَه. وفي الحديث: أَن الأَوْسَ والخَزْرَجَ ذكروا ما كان

منهم في الجاهلية فثار بعضهم إِلى بعض بالسيوف فأَنزلَ اللهُ تعالى: وكيف

تكفرون وأَنتم تُتْلى عليكم آيات الله وفيكم رَسولُه؟ ولم يكن ذلك على

الكفر بالله ولكن على تغطيتهم ما كانوا عليه من الأُلْفَة والمودّة.

وكَفَر دِرْعَه بثوب وكَفَّرَها به: لبس فوقها ثوباً فَغَشَّاها به. ابن

السكيت: إِذا لبس الرجل فوق درعه ثوباً فهو كافر. وقد كَفَّرَ فوقَ دِرْعه؛

وكلُّ ما غَطَّى شيئاً، فقد كَفَره. ومنه قيل لليل كافر لأَنه ستر بظلمته

كل شيء وغطاه. ورجل كافر ومُكَفَّر في السلاح: داخل فيه.والمُكَفَّرُ:

المُوثَقُ في الحديد كأَنه غُطِّيَ به وسُتِرَ. والمُتَكَفِّرُ: الداخل في

سلاحه. والتَّكْفِير: أَن يَتَكَفَّرَ المُحارِبُ في سلاحه؛ ومنه قول

الفرزدق:

هَيْهاتَ قد سَفِهَتْ أُمَيَّةُ رَأْيَها،

فاسْتَجْهَلَت حُلَماءَها سُفهاؤُها

حَرْبٌ تَرَدَّدُ بينها بتَشَاجُرٍ،

قد كَفَّرَتْ آباؤُها، أَبناؤها

رفع أَبناؤها بقوله تَرَدَّدُ، ورفع آباؤها بقوله قد كفَّرت أَي

كَفَّرَتْ آباؤها في السلاح. وتَكَفَّر البعير بحباله إِذا وقعت في قوائمه، وهو

من ذلك.

والكَفَّارة: ما كُفِّرَ به من صدقة أَو صوم أَو نحو ذلك؛ قال بعضهم:

كأَنه غُطِّيَ عليه بالكَفَّارة. وتَكْفِيرُ اليمين: فعل ما يجب بالحنث

فيها، والاسم الكَفَّارةُ. والتَّكْفِيرُ في المعاصي: كالإِحْباطِ في

الثواب. التهذيب: وسميت الكَفَّاراتُ كفَّاراتٍ لأَنها تُكَفِّرُ الذنوبَ أَي

تسترها مثل كَفَّارة الأَيْمان وكَفَّارة الظِّهارِ والقَتْل الخطإِ، وقد

بينها الله تعالى في كتابه وأَمر بها عباده. وأَما الحدود فقد روي عن

النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: ما أَدْرِي أَلْحُدُودُ كفاراتُ

لأَهلها أَم لا. وفي حديث قضاء الصلاة: كَفَّارَتُها أَن تصليها إِذا ذكرتها،

وفي رواية: لا كفارة لها إِلا ذلك. وتكرر ذكر الكفارة في الحديث اسماً

وفعلاً مفرداً وجمعاً، وهي عبارة عن الفَعْلَة والخَصْلة التي من شأْنها

أَن تُكَفِّرَ الخطيئة أَي تمحوها وتسترها، وهي فَعَّالَة للمبالغة،

كقتالة وضرابة من الصفات الغالبة في باب الأَسمية، ومعنى حديث قضاء الصلاة

أَنه لا يلزمه في تركها غير قضائها من غُرْم أَو صدقة أَو غير ذلك، كما يلزم

المُفْطِر في رمضان من غير عذر، والمحرم إِذا ترك شيئاً من نسكه فإِنه

تجب عليه الفدية. وفي الحديث: المؤمن مُكَفَّرٌ أَي مُرَزَّأٌ في نفسه

وماله لتُكَفَّر خَطاياه.

والكَفْرُ: العَصا القصيرة، وهي التي تُقْطَع من سَعَف النخل. ابن

الأَعرابي: الكَفْرُ الخشبة الغليظة القصيرة.

والكافُورُ: كِمُّ العِنَب قبل أَن يُنَوِّر. والكَفَرُ والكُفُرَّى

والكِفِرَّى والكَفَرَّى والكُفَرَّى: وعاء طلع النخل، وهو أَيضاً

الكافُورُ، ويقال له الكُفُرَّى والجُفُرَّى. وفي حديث الحسن: هو الطِّبِّيعُ في

كُفُرَّاه؛ الطِّبِّيعُ لُبُّ الطَّلْع وكُفُرَّاه، بالضم وتشديد الراء

وفتح الفاء وضمها، هو وعاء الطلع وقشره الأَعلى، وكذلك كافوره، وقيل: هو

الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ ويشهد للأَول

(* قوله« ويشهد للاول إلخ» هكذا في

الأصل. والذي في النهاية: ويشهد للاول قوله في قشر الكفرى.) قولُه في

الحديث قِشْر الكُفُرَّى، وقيل: وعاء كل شيء من النبات كافُوره. قال أَبو

حنيفة: قال ابن الأَعرابي: سمعت أُمَّ رَباح تقول هذه كُفُرَّى وهذا

كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاه وكُفَرَّاه، وقد قالوا فيه كافر، وجمع الكافُور

كوافير، وجمع الكافر كوافر؛ قال لبيد:

جَعْلٌ قِصارٌ وعَيْدانٌ يَنْوءُ به،

من الكَوَافِرِ، مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ

والكافُور: الطَّلْع. التهذيب: كافُورُ الطلعة وعاؤُها الذي ينشق عنها،

سُمِّي كافُوراً لأَنه قد كَفَرها أَي غطَّاها؛ وقول العجاج:

كالكَرْم إِذ نَادَى من الكافُورِ

كافورُ الكَرْم: الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جوفه من العُنْقُود، شبهه

بكافور الطلع لأَنه ينفرج عمَّا فيه أَيضاً. وفي الحديث: أَنه كان اسم

كِنانَةِ النبي، صلى الله عليه وسلم، الكافُورَ تشبيهاً بغِلاف الطَّلْع

وأَكْمامِ الفَواكه لأَنها تسترها وهي فيها كالسِّهام في الكِنانةِ.

والكافورُ: أَخْلاطٌ تجمع من الطيب تُرَكَّبُ من كافور الطَّلْع؛ قال ابن دريد:

لا أَحسب الكافور عَرَبيًّا لأَنهم ربما قالوا القَفُور والقافُور. وقوله

عز وجل: إِن الأَبرار يَشْرَبُون من كأْس كان مِزاجُها كافُوراً؛ قيل:

هي عين في الجنة. قال: وكان ينبغي أَن لا ينصرف لأَنه اسم مؤنث معرفة على

أَكثر من ثلاثة أَحرف لكن صرفه لتعديل رؤوس الآي، وقال ثعلب: إِنما

أَجراه لأَنه جعله تشبيهاً ولو كان اسماً للعين لم يصرفه؛ قال ابن سيده: قوله

جعله تشبيهاً؛ أَراد كان مزاجُها مثل كافور. قال الفراء: يقال إِنها

عَيْنٌ تسمى الكافور، قال: وقد يكون كان مِزاجُها كالكافور لطيب ريحه؛ وقال

الزجاج: يجوز في اللغة أَن يكون طعم الطيب فيها والكافور، وجائز أَن يمزج

بالكافور ولا يكون في ذلك ضرر لأَن أَهل الجنة لا يَمَسُّهم فيها نَصَبٌ

ولا وَصَبٌ. الليث: الكافور نبات له نَوْرٌ أَبيض كنَوْر الأُقْحُوَان،

والكافورُ عينُ ماءٍ في الجنة طيبِ الريح، والكافور من أَخلاط الطيب. وفي

الصحاح: من الطيب، والكافور وعاء الطلع؛ وأَما قول الراعي:

تَكْسُو المَفَارِقَ واللَّبَّاتِ، ذَا أَرَجِ

من قُصْبِ مُعْتَلِفِ الكافُورِ دَرَّاجِ

قال الجوهري: الظبي الذي يكون منه المسك إِنما يَرْعَى سُنْبُلَ الطيب

فجعله كافوراً. ابن سيده: والكافورُ نبت طيب الريح يُشَبَّه بالكافور من

النخل. والكافورُ أَيضاً: الإَغْرِيضُ، والكُفُرَّى: الكافُورُ الذي هو

الإِغْرِيضُ. وقال أَبو حنيفة: مما يَجْرِي مَجْرَى الصُّمُوغ الكافورُ.

والكافِرُ من الأَرضين: ما بعد واتسع.

وفي التنزيل العزيز: ولا تُمَسِّكُوا بِعصَمِ الكَوافِر؛ الكوافرُ

النساءُ الكَفَرة، وأَراد عقد نكاحهن.

والكَفْرُ: القَرْية، سُرْيانية، ومنه قيل وكَفْرُ عاقِبٍ وكَفْرُبَيَّا

وإِنما هي قرى نسبت إِلى رجال، وجمعه كُفُور. وفي حديث أَبي هريرة، رضي

الله عنه، أَنه قال: لَتُخرِجَنَّكم الرومُ منها كَفْراً كَفْراً إِلى

سُنْبُكٍ من الأَرض، قيل: وما ذلك السُّنْبُكُ؟ قال: حِسْمَى جُذام أَي من

قرى الشام. قال أَبو عبيد: قوله كفراً كفراً يعني قرية قرية، وأَكثر من

يتكلم بهذا أَهل الشام يسمون القرية الكفر. وروي عن مُعَاوية أَنه قال:

أَهل الكُفُورِ هم أَهل القُبُور. قال الأَزهري: يعني بالكفور القُرَى

النائيةَ عن الأَمصار ومُجْتَمَعِ اهل العلم، فالجهل عليهم أَغلب وهم إِلى

البِدَع والأَهواء المُضِلَّة أَسرعُ؛ يقول: إِنهم بمنزلة الموتى لا

يشاهدون الأَمصارَ والجُمعَ والجماعاتِ وما أَشبهها. والكَفْرُ: القَبْرُ، ومنه

قيل: اللهم اغفر لأَهل الكُفُور. ابن الأَعرابي: اكْتَفَر فلانٌ أَي لزم

الكُفُورَ. وفي الحديث: لا تسكُنِ الكُفُورَ فإن ساكنَ الكُفور كساكن

القُبور. قال الحَرْبيّ: الكُفور ما بَعْدَ من الأَرض عن الناس فلا يمرّ به

أَحد؛ وأَهل الكفور عند أَهل المدن كالأَموات عند الأَحياء فكأَنهم في

القبور. وفي الحديث: عُرِضَ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ما هو

مفتوح على أُمَّته من بعده كَفْراً كَفْراً فَسُرَّ بذلك أَي قرية قرية.

وقول العرب: كَفْرٌ على كَفْرٍ أَي بعض على بعض.

وأَكْفَرَ الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجَه أَن يَعْصِيَه. التهذيب: إِذا

أَلجأْت مُطِيعَك إِلى أَن يعصيك فقد أَكْفَرْتَه. والتَّكْفِير: إِيماءُ

الذمي برأْسه، لا يقال: سجد فلان لفلان ولكن كَفَّرَ له تَكْفِيراً.

والكُفْرُ: تعظيم الفارسي لِمَلكه. والتَّكْفِيرُ لأَهل الكتاب: أَن يُطَأْطئ

أَحدُهم رأْسَه لصاحبه كالتسليم عندنا، وقد كَفَّر له. والتكفير: أَن يضع

يده أَو يديه على صدره؛ قال جرير يخاطب الأَخطل ويذكر ما فعلت قيس بتغلب

في الحروب التي كانت بعدهم:

وإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قيْسٍ بَعْدَها،

فَضَعُوا السِّلاحَ وكَفِّرُوا تَكْفِيرَا

يقول: ضَعُوا سِلاحَكم فلستم قادرين على حرب قيس لعجزكم عن قتالهم،

فكَفِّروا لهم كما يُكَفِّرُ العبد لمولاه، وكما يُكَفِّر العِلْجُ

للدِّهْقانِ يضع يده على صدره ويَتَطامَنُ له واخْضَعُوا وانْقادُوا. وفي الحديث

عن أَبي سعيد الخدريّ رفعه قال: إِذا أَصبح ابن آدم فإن الأَعضاء كلها

تُكَفِّرُ للسان، تقول: اتق الله فينا فإِن استقمت استقمنا وإِن اعوججت

اعوججنا. قوله: تكفر للسان أَي تَذِلّ وتُقِرّ بالطاعة له وتخضع لأَمره.

والتَّكْفِير: هو أَن ينحني الإِنسان ويطأْطئ رأْسه قريباً من الركوع كما

يفعل من يريد تعظيم صاحبه. والتكفير: تتويج الملك بتاج إِذا رؤي كُفِّرَ

له. الجوهري: التكفير أَن يخضع الإِنسان لغيره كما يُكَفِّرُ العِلْجُ

للدَّهاقِينِ، وأَنشد بيت جرير. وفي حديث عمرو بن أُمية والنجاشي: رأَى

الحبشة يدخلون من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظهره ودخل. وفي حديث أَبي

معشر: أَنه كان يكره التكفير في الصلاة وهو الانحناء الكثير في حالة القيام

قبل الركوع؛ وقال الشاعر يصف ثوراً:

مَلكٌ يُلاثُ برأْسِه تَكْفِيرُ

قال ابن سيده: وعندي أَن التكفير هنا اسم للتاج سمّاه بالمصدر أَو يكون

اسماً غير مصدر كالتَّمْتِينِ والتَّنْبِيتِ.

والكَفِرُ، بكسر الفاء: العظيم من الجبال. والجمع كَفِراتٌ؛ قال عبدُ

الله بن نُمَيْرٍ الثَّقَفِيُّ:

له أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطِعٌ،

تُطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِراتِ

والكَفَرُ: العِقابُ من الجبال. قال أَبو عمرو: الكَفَرُ الثنايا

العِقَاب، الواحدة كَفَرَةٌ؛ قال أُمية:

وليس يَبْقَى لوَجْهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ،

إِلا السماءُ وإِلا الأَرْضُ والكَفَرُ

ورجل كِفِرِّينٌ: داهٍ، وكَفَرْنى: خاملٌ أَحمق. الليث: رجل كِفِرِّينٌ

عِفِرِّينٌ أَي عِفْريت خبيث. التهذيب: وكلمة يَلْهَجُونَ بها لمن يؤمر

بأَمر فيعمل على غير ما أُمر به فيقولون له: مَكْفورٌ بِكَ يا فلان

عَنَّيْتَ وآذَيْتَ. وفي نوادر الأَعراب: الكافِرَتانِ والكافِلَتانِ

الأَلْيَتانِ.

كفر
الكُفْرُ، بالضَّمِّ: ضِدُّ الْإِيمَان، ويُفتَحُ، وأَصلُ الكُفْرِ من الكَفْرِ بِالْفَتْح مَصدَر كَفَرَ بِمَعْنى السَّتْر، كالكُفور والكُفران بضّمِّهِما، وَيُقَال: كَفَرَ نِعْمَةَ اللهِ يَكْفُرُها، من بَاب نَصَرَ، وَقَول الجوهريّ تبعا لخاله أبي نصرٍ الفارابيّ إنَّه من بَاب ضَرَبَ لَا شُبْهَةَ فِي أَنَّه غَلَط، والعجبُ من المُصَنِّف كَيفَ لم يُنَبِّه عَلَيْهِ وَهُوَ آكَدُ من كثير من الْأَلْفَاظ الَّتِي يوردُها لغير فَائِدَة وَلَا عَائِدَة، قَالَه شيخُنا. قلت: لَا غَلَط، والصوابُ مَا ذهب إِلَيْهِ الجَوْهَرِيّ وَالْأَئِمَّة، وتبعهم المصنِّف، وَهُوَ الحقُّ، ونصّ عِبَارَته: وكَفَرْتُ الشيءَ أَكْفِرُه، بالكَسْر أَي سَتَرْتُه، فالكفر الَّذِي هُوَ بِمَعْنى السَّتْر بالاتِّفاق من بَاب ضَرَبَ، وَهُوَ غير الكُفْر الَّذِي هُوَ ضدّ الْإِيمَان فإنَّه من بَاب نَصَر، والجَوْهَرِيّ إنَّما قَالَ فِي الكَفْر الَّذِي بِمَعْنى السَّتْر، فظَنَّ شيخُنا أَنَّهما واحدٌ، حيثُ إنَّ أَحدهمَا مأخوذٌ من الآخر.
(وكَمْ من عائبٍ قولا صَحِيحا ... وآفتُه من الْفَهم السَّقيمِ)
فتأمَّل. كَذَلِك كَفَرَ بهَا يَكْفُرُ كُفوراً وكُفراناً: جَحَدَها وسَتَرَها. قَالَ بعض أهل الْعلم: الكُفْر على أَربعةِ أَنحاءٍ: كُفْرُ إنكارٍ، بأَن لَا يعرفَ اللهَ أَصلاً وَلَا يعْتَرف بِهِ، وكُفرُ جُحود، وكُفر مُعانَدَة، وكُفرُ نفاق، من لقيَ ربَّهُ بشيءٍ من ذَلِك لم يَغْفِرْ لَهُ، ويغفِرُ مَا دونَ ذلكَ لِمَنْ يشاءُ. فأَما كُفرُ الْإِنْكَار فَهُوَ أَنْ يكفُرَ بِقَلْبِه ولِسانِه، وَلَا يعرف مَا يُذْكَر لَهُ من التَّوحيد، وَأما كُفرُ الجُحود فأَن يعترفَ بِقَلْبِه وَلَا يُقِرّ بِلِسَانِهِ، فَهَذَا كافرٌ جاحدٌ ككُفْرِ إبليسَ وكُفْرِ أُمَيَّةَ بن أبي الصَّلت. وَأما كُفرُ المُعانَدَة فَهُوَ أَن يعرفَ اللهَ بِقَلْبِه ويقرّ بِلِسَانِهِ وَلَا يدين بِهِ حَسداً وبَغياً، ككُفر أبي جَهلٍ وأَضرابه.
وَفِي التَّهْذِيب: يعْتَرف بِقَلْبِه ويقرّ بِلِسَانِهِ ويأبى أَنْ يَقْبَلَ، كأَبي طَالب حَيْثُ يَقُول:
(ولَقَدْ عَلِمْتُ بأَنَّ دِينَ مُحمَّدِ ... من خيرِ أَديان البَرِيَّة دِينا)

(لَوْلَا المَلامَةُ أَو حِذارُ مَسَبَّةٍ ... لَوَجَدْتَني سَمْحاً بذاكَ مُبينا)
وَأما كُفْرُ النِّفاق فَإِن يُقرّ بِلِسَانِهِ وَيكفر بقلبِه وَلَا يعْتَقد بِقَلْبِه، قَالَ الأَزهريّ: وأَصلُ الكُفرِ تَغطية الشَّيءِ تَغْطِيَة تستهلكُه. قَالَ شيخُنا: ثمّ شاعَ الكُفْرُ فِي سَتْرِ النِّعْمَة خاصَّة، وَفِي مُقَابلَة الْإِيمَان، لأنَّ الكُفرَ فِيهِ سَتْرُ الحقِّ، وسَتْرُ نِعَمِ فَيَّاضِ النِّعَم. قلت: وَفِي المُحْكَم: الكُفرُ: كُفْرُ النِّعمَة، وَهُوَ نقيض الشُّكْر، والكُفْر: جُحود النِّعْمَة، وَهُوَ ضدّ الشُّكر، وَقَوله تَعَالَى إنَّا بِكُلٍّ كافِرون أَي جاحدون. وَفِي البصائر للمصنِّف: وأَعظَمُ الكُفْرِ جُحودُ الوَحدانِيَّة أَو)
النبوَّة أَو الشَّريعة. والكافرُ مُتَعارَفٌ مطلَقاً فِيمَن يجحَدُ الجميعَ. والكفران فِي جُحود النِّعْمَة أَكثرُ اسْتِعْمَالا، والكُفرُ فِي الدِّينِ، والكُفورُ فيهمَا، وَيُقَال فيهمَا: كَفَرَ، قَالَ تَعَالَى فِي الكفرات: لِيَبْلُوَني أَأَشكُرُ أَمْ أَكْفُر وقَوْلُهُ تَعالى وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وأَنتَ من الْكَافرين أَي تَحَرَّيْتَ كُفرانَ نِعمتي. وَلما كَانَ الكُفران جُحودَ النِّعْمَة صَار يُستعمَلُ فِي الجُحود. وَلَا تَكونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ أَي جاحِد وساتِر. وَقد يُقَال: كَفَرَ، لمن أَخَلَّ بالشَّريعة وتركَ مَا لزِمَه من شُكْر اللهِ تَعَالَى عَلَيْهِ، قَالَ تَعَالَى: مَنْ كَفَرَ فعَليْه كُفرُه ويدلُّ على ذلكَ مُقابلتُه بقوله: ومَنْ عمِلَ صَالحا فَلأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدون. وكافَرَه حَقَّه، إِذا جَحَدَه. والمُكَفَّرُ، كمعَظَّم: المَجحودُ النِّعمَةِ مَعَ إحسانِه.
رجلٌ كافِرٌ: جاحدٌ لأَنْعُمِ اللهِ تَعَالَى. قَالَ الأَزْهَرِيّ: ونِعَمُهُ آياتُه الدَّالَّةُ على توحيده. والنِّعَمُ الَّتِي ستَرَها الكافرُ هِيَ الآياتُ الَّتِي أَبانتْ لِذوي التَّمْيِيز أَنَّ خالِقَها واحدٌ لَا شريكٌ لَهُ، وَكَذَلِكَ إرسالُهُ الرُّسُلَ بِالْآيَاتِ المُعجزَة والكتبِ المُنَزَّلة والبَراهينِ الْوَاضِحَة ِ نِعمَةٌ مِنْهُ ظَاهِرَة، فمَن لم يصدِّق بِهِ وردَّها فقد كَفَرَ نِعمةَ الله، أَي سَتَرَها وحجبها عَن نَفسه، وَقيل سُمِّيَ الكافرُ كَافِرًا لأَنَّه مُغَطَّىً على قلبه. قَالَ ابْن دُرَيْد: كأنَّه فاعلٌ فِي معنى مَفعول. جمع كفّارٌ، بالضَّمِّ، وكَفَرَةٌ، محرَّكة، وكِفارٌ كَكِتابٌ، مثل جَائِع وجِياع ونائم ونيامٍ. قَالَ القطاميّ:
(وَشُقَّ البَحرُ عَن أَصحابِ مُوسَى ... وغُرِّقَت الفَرَاعنة الكِفارُ)
وَفِي البصائر: والكُفَّار فِي جمع الْكَافِر المضادّ لِلْمُؤمنِ أَكثرُ اسْتِعْمَالا، كَقَوْلِه أَشِدَّاءُ على الكُفَّار. والكَفَرَة فِي جمع كَافِر النِّعمة أَكثرُ اسْتِعْمَالا، كَقَوْلِه: أُولئِكَ هُمُ الكَفَرَة الفَجَرَة، والفجرة قد يُقَال للفُسَّاقِ من الْمُسلمين. وَهِي كافِرَةٌ من نِسوَة كَوافِر، وَفِي حَدِيث الْقُنُوت: واجْعَلْ قلوبَهُم كقُلوبِ نساءٍ كَوافِرَ يَعْنِي فِي التّعادي وَالِاخْتِلَاف، والنِّساءُ أَضعفُ قلوباً من الرِّجال لَا سيَّما إِذا كُنَّ كَوافِرَ. ورجُلٌ كَفَّارٌ، كَشَدَّادٍ، وكَفورٌ، كصَبور: كافِرٌ. وَقيل: الكَفور: المُبالِغُ فِي كُفران النِّعمة، قَالَ تَعَالَى: إنَّ الإنسانَ لَكَفور والكَفَّارُ أَبلغُ من الكَفور كَقَوْلِه تَعَالَى كُلَّ كَفَّارٍ عَنيدٍ. وَقد أُجرِيَ الكَفَّار مُجرى الكَفور فِي قَوْله: إنَّ الإنسانَ لَظَلومٌ كَفَّارٌ كَذَا فِي البصائر. جمع كُفُرٌ، بضَمَّتين، وَالْأُنْثَى كَفورٌ أَيضاً، وَجمعه أَيْضا كُفُرٌ، وَلَا يجمَع جَمعَ السَّلامة، لأنَّ الهاءَ لَا تدخلُ فِي مُؤَنَّثه، إلاّ أَنَّهم قد قَالُوا عَدُوَّةَ اللهِ، وَهُوَ مَذكورٌ فِي مَوضعه. وَقَوله تَعَالَى: فَأَبى الظَّالِمونَ إلاّ كُفُوراً قَالَ الأَخفشُ: هُوَ جَمْعُ الكُفْرِ، مثل: بُرْد وبُرود. وكَفَرَ عَلَيْهِ يَكْفرُ، من حَدَّ ضَرَبَ: غَطَّاهُ، وَبِه فُسِّرَ الحَدِيث: إنَّ الأَوسَ والخَزرَجَ ذَكَروا مَا كَانَ مِنْهُم فِي الجاهليَّة فثار بَعضهم إِلَى بعضٍ بالسّيوف، فأَنزلَ اللهُ تَعَالَى وَكَيْفَ تَكْفُرونَ وأَنتمْ تُتلَى علَيكُم آياتُ اللهِ وفِيكُم رَسولُه وَلم يكن ذَلِك على الْكفْر بِاللَّه، وَلَكِن على تغطيتهم مَا كَانُوا عَلَيْهِ من الأُلفةِ والمَوَدَّة. وَقَالَ الليثُ: يُقال: إنَّه سُمِّيَ الكافِرُ كافِراً لأَنَّ الكُفْرَ غَطَّى قلبَهُ كُلَّه. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَمعنى قَول اللَّيْث هَذَا يحْتَاج إِلَى بَيَان يَدلُّ عَلَيْهِ، وإيضاحُه: أَنَّ الكُفْرَ فِي اللُّغَة التغطيةَ، وَالْكَافِر ذُو كُفْر، أَي ذُو تَغْطِيَة لِقَلْبِهِ بِكُفْرِهِ، كَمَا يُقَال للابِسِ السِّلاحِ كافِرٌ،)
وَهُوَ الَّذِي غطَّاهُ السِّلَاح، وَمثله رجلٌ كاسٍ، أَي ذُو كُسوَةٍ، وماءٌ دافقٌ، أَي ذُو دَفْقٍ. قَالَ: وَفِيه قَولٌ آخرُ أَحسنُ ممّا ذهب إِلَيْهِ، وذلكَ أَنَّ الكافِرَ لمَّا دعاهُ اللهُ إِلَى توحيدِه فقد دعاهُ إِلَى نعمةٍ وأَحبَّها لَهُ إِذا أَجابَه إِلَى مَا دعاهُ إِلَيْهِ، فلمّا أَبى مَا دَعَاهُ إِلَيْهِ من توحيدِه كانَ كَافِرًا نعمةَ اللهِ، أَي مُغطِّياً لَهَا بإبائِه، حاجباً لَهَا عَنهُ. كَفَرَ الشَّيءَ يَكْفِرُهُ كَفراً: سَتَرَهُ، ككَفَّرَهُ تكفيراً. والكَافِرُ: اللَّيْل. وَفِي الصِّحَاح: اللَّيلُ المُظلِمُ، لأَنَّه يستُر بظلمته كلَّ شيءٍ. وكَفَرَ الليلُ الشيءَ وكَفَرَ عَلَيْهِ، غَطَّاه، وكَفَرَ الليلُ على أَثَرِ صاحِبِي: غَطَّاهُ بسوادِهِ، وَلَقَد استُظْرِفَ البَهاءُ زُهَير حَيْثُ قَالَ:
(لِي فيكَ أَجرُ مُجاهِدٍ ... إنْ صَحَّ أَنَّ اللَّيْلَ كافِرْ)
الكافِر: البَحْر، لِسَترِه مَا فِيهِ، وَقد فُسِّر بهما قولُ ثَعلَبَة بن صُعَيرٍ المازنيّ يصفَ الظَّليم َ والنَّعامةَ ورَواحَهُما إِلَى بَيضهما عِنْد غرُوب الشَّمْس:
(فَتَذَكَّرا ثَقَلاً رَثيداً بَعدَما ... أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها فِي كافِر)
وذُكاءُ: اسمٌ للشمس، وأَلْقَتْ يمينَها فِي كَافِر، أَي بدأَتْ فِي المَغيب. قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَيحْتَمل أَن يكون أَرَادَ اللَّيْل.
قلتُ وَقَالَ بَعضهم: عَنَى بِهِ البحْرَ، وَهَكَذَا أَنشدَه الجَوهريّ. وَقَالَ الصَّاغانِيّ: والرِّوايةُ فَتَذَكَّرَت على التَّأْنِيث، والضَّمير للنَّعامة، وَبعده:
(طَرِفَتْ مَراوِدُها وغَرَّد سَقْبُها ... بِالآءِ والحَدَجِ الرِّواءِ الحادِرِ)
طَرِفَتْ، أَي تَبَاعَدت. قلتُ: وَذكر ابنُ السِّكّيتَ أَنَّ لَبيداً سَرَق هَذَا المَعنى فَقَالَ:
(حتَّى إِذا أَلْقَتْ يَداً فِي كافِرٍ ... وأَجَنَّ عَوراتِ الثُّغورِ ظَلامُها)
قَالَ: وَمن ذَلِك سُمِّيَ الكافِرُ كَافِرًا لأنَّه سَتَرَ نِعَمَ الله.
الكافِرُ: الْوَادي العظيمُ. قيل الْكَافِر: النَّهر الْكَبِير، وَبِه فسَّر الجَوْهَرِيّ قَول المُتَلَمِّس يذكر طَرْحَ صَحيفتِه:
(فَأَلْقَيْتُها بالثِّنْيِ من جَنْبِ كافرٍ ... كَذلِكَ أَقنو كُلَّ قطّ مُضَلَّلِ)
الكافِر: السَّحاب المُظلِمُ لأَنَّه يستُرُ مَا تحتَه.
الكافِر: الزَّارع لسَترِه البَذر بالتُّرابِ. والكُفَّارُ: الزَّرّاع وَتقول الْعَرَب للزَّارع كافِرٌ لأنَّه يكْفُرُ البَذرَ المَبذور بتُرابِ الأَرضِ المُثارَة إِذا أَمَرَّ عَلَيْهَا مالَقَهُ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الكُفَّار نباتُه أَي أَعجبَ الزُّرَّاعَ نَباتُه مَعَ عِلمِهم بِهِ فَهُوَ غايةُ مَا يُستحسن، والغيث: الْمَطَر هُنَا، وَقد قيل: الكُفَّارُ فِي هَذِه الْآيَة الكُفَّار بِاللَّه تَعَالَى، وهم أَشدُّ إعجاباً بزينةِ الدُّنيا وحَرْثِها من الْمُؤمنِينَ. الْكَافِر من الأَرْض: مَا بعُدَ عَن النَّاس، لَا يكادُ يَنزِلُه أَو يمرُّ بِهِ أحدٌ، وأَنشد الليثُ فِي وصف العُقابِ والأَرنَبِ:)
(تَبَيَّنَتْ لَمْحَةً من فَزٍّ عِكْرِشَةٍ ... فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا عِوجُ)
كالكَفْرِ، بِالْفَتْح، كَمَا هُوَ مقتَضَى إِطْلَاقه، وَضَبطه الصّاغانيُّ بالضّمّ هَكَذَا رأيتُهُ مُجَوَّداً الكافِرُ: الأَرضُ المُستويةُ، قَالَه الصَّاغانِيّ، قَالَ ابنُ شُميل: الكافِر: الغائطُ الوطِئُ، وأَنشدَ البيتَ السابقَ وَفِيه: فأَبْصَرَتْ لَمْحَةً من رَأْسِ عِكْرِشَةٍ الكافِر: النَّبْتُ، نَقله الصَّاغانِيّ. كافِرٌ: ع ببِلاد هُذَيل. الكافِرُ: الظُّلمَةُ، لأنَّها تستُرُ مَا تحتهَا، وقولُ لبيد:
(فاجْرَمَّزَتْ ثمَّ سَارَتْ وهْي لاَهِيَةٌ ... فِي كافرٍ مَا بِهِ أَمْتٌ وَلَا شَرَفُ)
يجوز أَن يكونَ ظلمَة اللَّيْل، وأَن يكونَ الوادِيَ، كالكَفْرَة، بِالْفَتْح، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وَالَّذِي فِي اللِّسَان: كالكَفْرِ.
الكافِرُ: الدَّاخِلُ فِي السِّلاح، من كَفَرَ فوقَ دِرْعِهِ، إِذا لبسَ فوقَها ثَوباً، كالمُكَفِّرِ، كمُحَدِّث، وَقد كَفَّرَ دِرْعَهُ بثَوبٍ تَكفيراً: لبسَ فوقَها ثوبا فغَشَّاها بِهِ، وَمِنْه الحَدِيث: أنَّ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم قَالَ فِي حَجَّة الْوَدَاع: لَا تَرجِعُوا، وَفِي رِوَايَة أَلا لَا تَرْجِعُنَّ بَعدي كُفَّاراً يَضرِبُ بعضُكُم رِقابَ بعض قَالَ أَبُو مَنْصُور: فِي قَوْله كُفَّاراً قَولانِ: أَحدُهما: لابِسين السِّلاحَ مُتَهَيِّئينَ لِلْقِتَالِ، كأنَّه أَرَادَ بذلك النَّهيَ عَن الْحَرْب، أَو مَعْنَاهُ لَا تُكَفِّروا الناسَ فتكفُروا، كَمَا يفعلُ الخوارجُ إِذا استعرضوا الناسَ فكَفَّروهم. وَهُوَ كَقَوْلِه صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَنْ قالَ لِأَخِيهِ يَا كافِرُ فقد باءَ بِهِ أَحدُهما. لأَنَّه إمّا أَنْ يَصْدُقَ عَلَيْهِ أَو يكذِب، فَإِن صدقَ فَهُوَ كافِرٌ، وإنْ كذبَ، عَاد الكُفْرُ إِلَيْهِ بتكفيرِه أَخاهُ الْمُسلم. والمُكَفَّرُ، كمُعَظَّم: المُوثَقُ فِي الْحَدِيد، كأَنَّهُ غُطِّيَ بِهِ وسُتِرَ. والكَفْرُ، بِالْفَتْح: تعظيمُ الفارسيّ، هَكَذَا فِي اللِّسَان والأساس وَغَيرهمَا من الأُمَّهات وشَذَّ الصَّاغانِيّ فَقَالَ فِي التكملةِ: الْفَارِس مَلِكهُ، بِغَيْر ياءٍ ولعلَّه تصحيفٌ من النُسَّاخِ وَهُوَ إيماءٌ بالرَّأْسِ قريبٌ من السُّجود.
الكَفْرُ: ظُلْمَةُ اللَّيلِ وسوادُه وَقد يُكْسَرُ، قَالَ حُمَيد:
(فوَرَدت قَبْلَ انْبِلاجِ الفَجْرِ ... وابنُ ذُكاءَ كامِنٌ فِي الكَفْرِ)
أَي فِيمَا يواريه من سَواد اللَّيْل. قَالَ الصَّاغانِيّ: هَكَذَا أَنشَدَه الجَوْهَرِيّ، وَلَيْسَ الرَّجَزُ لحُمَيد وإنَّما هُوَ لبشيرِ بنِ النِّكْث، والرِّواية: وَرَدْتُهُ قَبْلَ أُفولِ النَّسْرِ والكَفْرُ: القَبْرُ وَمِنْه قيل: اللهمَّ اغفِرْ لأَهلِ الكُفورِ. رُويَ عَن مُعَاوِيَة أَنَّه قَالَ: أَهلُ الكُفورِ أَهلُ القُبور. قَالَ الأَزْهَرِيّ: الكُفور جمع كَفْرٍ بِمَعْنى الْقرْيَة، سُريانِيَّة، وأَكثرُ مَنْ يتكلَّم بِهَذِهِ أهلُ الشَّام، وَمِنْه قيل: كَفْرُ تُوثَى وكَفرُ عاقِب، وإنَّما هِيَ قرى نُسِبَتْ إِلَى رجال. وَفِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة: أَنَّه قَالَ: لَتُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفراً كَفراً إِلَى سُنْبُكٍ من الأَرض. قيل وَمَا ذَلِك السُّنْبُكُ قَالَ: حِسْمَى جُذَامَ، أَي من قرى الشَّام. قَالَ أَبُو عبيد: كَفْراً كَفْراً، أَي)
قَرْيَة قَرْيَة. وَقَالَ الأزهريّ، فِي قَول مُعَاوِيَة، يَعنِي بالكُفورِ الْقرى النَّائية عَن الْأَمْصَار ومجتَمَع أَهلِ الْعلم، فالجهلُ عليهِم أَغلَب، وهم إِلَى البِدَعِ والأَهواءِ المُضِلَّةِ أَسرعُ. يَقُول إنَّهم بِمَنْزِلَة الْمَوْتَى لَا يشاهدون الأمصارَ والجُمَعَ والجَماعات وَمَا أَشبهها، وَفِي حديثٍ آخر: لَا تسْكُنِ الكُفورَ فإنَّ ساكِنَ الكُفورِ كساكِنِ القُبور. قَالَ الحَربيّ: الكُفورُ: مَا بعد من الأَرضِ عَن النَّاس فَلَا يمرُّ بِهِ أحدٌ، وأَهلُ الكُفورِ عندَ أَهلِ المُدُنِ كالأَمواتِ عندَ الأَحياءِ، فكَأَنَّهم فِي الْقُبُور. قلتُ: وكذلكَ الكُفورُ بِمصْر هِيَ القُرى النَّائِيَةُ فِي أَصلِ العُرفِ الْقَدِيم. وَأما الْآن فيطلقون الكَفْر على كلِّ قَرْيَة صَغِيرَة بِجنب قريةٍ كَبِيرَة، فَيَقُولُونَ: القَريةُ الفُلانيَّة وكَفرُها. وَقد تكون الْقرْيَة الْوَاحِدَة لَهَا كُفورٌ عِدَّة، فَمن الْمَشَاهِير: الكُفور الشَّاسعة، وَهِي كُورَةٌ مُستَقِلَّة مُشتملَةٌ على عِدَّة قُرىً، وكَفْر دِمْنا، وكَفْر سعدون، وكفْر نطْروِيسَ، وكَفْر باوِيط، وكَفر حِجازي، وَغير ذَلِك لَيْسَ هَذَا محلّ ذكرهَا. وأَكْفَرَ الرَّجلُ: لَزِمَها، أَي الْقرْيَة، كاكْتَفَرَ، وَهَذِه عَن ابْن الأعرابيَ. الكفْرُ: الخَشَبَةُ الغليظَةُ القصيرةُ، عَن ابْن الأعرابيّ. هُوَ الْعَصَا القصيرةُ، وَهِي الَّتِي تُقطَع من سَعَفِ النَّخْلِ. الكُفْرُ بالضَّمِّ: القِير. قَالَ ابْن شُميل: القيرُ ثلاثةُ أَضْرُبٍ: الكُفْرُ، والقير، والزِّفْتُ. فالكُفرُ يُذابُ ثمَّ يُطلى بِهِ السُّفن، والزِّفتُ يطلى بِهِ الزِّقاق. الكَفِرُ: كَكَتِف: الْعَظِيم من الْجبَال، وَالْجمع كَفِراتٌ، قَالَ عبد الله بن نمير الثقفيُّ:
(لَهُ أَرَجٌ منْ مُجْمِرِ الهندِ ساطِعٌ ... تطلَّعُ رَيّاهُ من الكَفِراتِ)
أَو الكَفِرُ: الثَّنِيَّةُ مِنْهَا، أَي من الْجبَال. والكَفَرُ، بِالتَّحْرِيكِ: العُقابُ، ضبط بالضَّمِّ فِي سَائِر النُّسخ، وَهُوَ غَلَطٌ والصَّواب بِكَسْر العَين، جَمْعُ عقَبة، قَالَ أَبُو عَمْرو: الكَفَرُ: الثَّنايا: العِقابُ، الْوَاحِدَة كَفَرَةٌ، قَالَ أُمَيَّةُ:
(وليسَ يبْقى لوجهِ اللهِ مُخْتَلَقٌ ... إلاّ السّماءُ وإلاّ الأَرَضُ والكَفَرُ)
الكفَرُ: وِعاءُ طَلْعِ النَّخْلِ وقِشْرُهُ الأَعلى، كالكافورِ والكافِرِ، وَهَذِه نقلهَا أَبُو حنيفَة. والكُفُرَّى، وتُثَلَّثُ الكافُ والفاءُ مَعًا. وَفِي حَدِيث هُوَ الطِّبِّيعُ فِي كُفُرَّاه الطِّبِّيعُ: لبُّ الطَّلع، وكُفُرَّاهُ بالضّمّ: وعاؤه. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ ابْن الأعرابيّ: سمعتُ أُمَّ رَبَاح تَقول: هَذِه كُفُرَّى، وَهَذَا كُفُرَّى وكَفَرَّى وكِفِرَّاهُ وكُفُرَّاهُ، وَقد قَالُوا فِيهِ كافِرٌ. وَجمع الكافُورِ كَوَافيرُ، وَجمع الكافِرِ كَوافِرُ، قَالَ لبيد:
(جَعْلٌ قِصارٌ وعَيدانٌ يَنوءُ ... من الكَوافِرِ مَكمومٌ ومُهتَصَرُ)
والكافورُ: نبتٌ طَيِّبٌ، نَوْرُهُ أَبيضُ كنَوْرِ الأُقْحُوان، قَالَه اللَّيْث وَلم يقل طيِّب، وإنَّما أَخذه من قَول ابْن سِيدَه. الكافورُ أَيضاً: الطَّلْعُ حِين يَنْشَقُّ، أَو وِعاؤُه، وَقيل: وِعاءُ كلِّ شيءٍ من النَّباتِ كافورُه، وَهَذَا بعينِه قد تقدَّم فِي قَول المصنِّف، فَهُوَ تكْرَار. وَفِي التَّهذيب: كافورُ الطَّلْعَة: وِعاؤُها الَّذِي ينشَقُّ عَنْهَا، سُمِّيَ بِهِ لأَنَّه قد كَفَرَها، أَي غطَّاها. والكافُور: طِيبٌ، وَفِي الصِّحَاح: من الطِّيب، وَفِي المُحكَم: أَخلاطٌ من الطِّيب تُرَكَّب من كافورِ الطَّلْع.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: لَا أَحسبُ الكافورَ عربيّاً، لأَنَّهم ربَّما قَالُوا القَفور والقافُور، وَقيل الكافُور: يكون من شجرٍ بجبال)
بَحر الْهِنْد والصينلإذْهاب القَذى. وَإِلَى هَذَا يُشير قولُه تَعَالَى: إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّآت.
التَّكْفير: أَن يَخْضَعَ الإنسانُ لغَيْره وينحَني ويُطَأْطِئ رَأْسَه قَرِيبا من الرُّكوع، كَمَا يفعل من يُرِيد تَعْظِيم صاحِبه، وَمِنْه حَدِيث أبي مَعْشَر: أنَّه كَانَ يَكْرَه التَّكْفير فِي الصَّلَاة. وَهُوَ الانْحناء الكثيرُ فِي حالةِ الْقيام قبل الرُّكوع.
وتَكفيرُ أهلِ الْكتاب أَن يُطَأْطِئ رَأْسَه لصاحبِه كالتَّسْليم عندنَا. وَقد كَفَّر لَهُ. وَقيل: هُوَ أَن يَضَعَ يَدَه أَو يَدَيْه على صَدْرِه، قَالَ جَريرٌ يُخَاطب الأخطل وَيذكر مَا فعلَتْ قَيْسٌ بتغلب فِي الحروب الَّتِي كَانَت بعدهمْ:
(وَإِذا سَمِعْتَ بحَرْبِ قَيْس بَعْدَها ... فضعوا السِّلاحَ وكَفِّروا تَكْفِيرا)
يَقُول: ضَعُوا سلاحكم فلسْتم قَادِرين على حَرْبِ قَيْسٍ لعجزِكم عَن قِتَالهمْ، فكَفِّروا لَهُم كَمَا يُكَفِّر العبدُ لمَولاه، وكما يَكفِّر العِلْجُ للدِّهْقان يضع يَدَه على صَدْرِه ويتَطامَن لَهُ، واخْضَعوا وانْقادوا. وَفِي الحَدِيث عَن أبي سعيد الخدريّ رَفَعَه قَالَ: إِذا أصبحَ ابنُ آدمَ فإنَّ الأعْضاءَ كلَّها تُكَفِّرُ للِّسان، تَقول اتَّقِ الله فِينَا فَإِن اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنا، وإنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنا أَي تذِلُّ وتُقِرُّ بِالطَّاعَةِ لَهُ وتخضَعُ لأمْرِه. وَفِي حَدِيث عَمْرُو بن أميَّة والنَّجاشيّ: رأى الحَبَشَة يدْخلُونَ من خَوْخَةٍ مُكَفِّرين فوَلاَّه ظَهْرَه وَدخل. التَّكْفير: تَتْوِيج الملِك بتاج إِذا رُئِي كُفِّرَ لَهُ، والتَّكْفير أَيْضا: اسمٌ للتاج، وَبِه فَسَّر ابْن سَيّده قولَ الشَّاعِر يصفُ الثَّوْر:) مَلِكٌ يُلاثُ برَأْسِه تَكْفِيرُ قَالَ: سمَّاه بالمَصْدَر، أَو يكون اسْما غيرَ مَصْدَر، كالتَّنْبيت للنَّبْت، والتَّمْتين للمَتْن.حِكَايَة عَن الشَّيْطان فِي خَطيئتِه إِذا دخل النَّار: إنِّي كفرْتُ بِمَا أَشْرَكْتموني من قبل أَي تبَرَّأْت. والكافِر: المُقيم المُخْتَبِئ، وَبِه فُسِّر حَدِيث سعد: تَمَتَّعنا مَعَ رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، ومُعاوية كافِرٌ بالعُرُش، والعُرُش: بيُوت مَكَّة. وكَفَّرَه تَكْفِيراً: نَسَبَه إِلَى الكُفْر. وَكَفَر الجهلُ على عِلْم فلانٍ: غَطَّاه. والكافِرُ من الخَيْل: الأَدْهَم، على التَّشْبِيه. وَفِي حَدِيث عبد الْملك: كَتَبَ إِلَى الحَجَّاج: من أقرَّ بالكُفْر فخَلِّ سبيلَه. أَي بكُفْر من خالَف بَني مَرْوَان وَخَرَج عَلَيْهم. وقولُهم: أَكْفَرُ من حِمار، تقدّم فِي حمر، وَهُوَ مَثَلٌ. وكافِرٌ: نهرٌ بالجزيرة. وَبِه فُسِّر قولُ المُتَلَمِّس. وَقَالَ ابنُ برِّيّ: الكافِر: المَطَر، وَأنْشد:
(وحَدَّثَها الرُّوَّادُ أنْ لَيْسَ بَيْنَها ... وَبَيْنَ قُرى نَجْرَانَ والشّامِ كافِرُ)
أَي مطرٌ، والمُكَفَّر، كمُعَظَّم: المِحْسانُ الَّذِي لَا تُشْكَر نِعْمَتُه. والكَفْرُ، بِالْفَتْح: التُّراب، عَن الّلحيانيّ، لأنّه يَسْتُر مَا تَحْتَه. ورمادٌ مَكْفُورٌ: مُلْبَسٌ تُراباً، أَي سَفَتْ عَلَيْهِ الرِّيَاح التُّراب حَتَّى وارَتْه وغَطَّتْه، قَالَ:
(هَل تَعْرِفُ الدارَ بأَعْلى ذِي القُورْ ... قد دَرَسَتْ غَيْرَ رَمادٍ مَكْفُورْ)
مُكْتَئبِ اللَّوْنِ مَرُوحٍ مَمْطُورْ وَكَفَرَ الرجُلُ مَتاعَه: أوعاهُ فِي وعاءٍ. والكافِرُ: الَّذِي كَفَرَ دِرْعَه بثَوْب، أَي غطَّاه. والمُتَكَفِّر: الداخِلُ فِي سِلاحه.
وتَكَفَّرَ البعيرُ بحِبالِه، إِذا وَقَعَتْ فِي قوائمه. وَفِي الحَدِيث: المؤمنُ مُكَفَّر، أَي مُرَزَّأٌ فِي نَفْسِه ومالِه لتُكَفَّرَ خَطاياه.)
والكافور: اسْم كِنانة النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، تَشبيهاً بغِلاف الطَّلْع وأكمام الفَواكه، لأنَّها تَسْتُرها، وَهِي فِيهَا كالسِّهام فِي الكِنانة. وكَفْر لآب: بَلَدٌ بالشامِ قَريبٌ من الساحلِ عِنْد قَيْسَارِيَّة، بناه هِشام بن عبد الْملك. وكَفْرُ لَحْم: ناحيةٌ شامِيَّة. وقولُ الْعَرَب: كَفْرٌ على كَفْرٍ، أَي بَعْضٌ على بَعْض. وأَكْفَر الرجلُ مُطِيعَه: أَحْوَجه أنْ يَعْصِيَه. وَفِي التَّهْذِيب: إِذا أَلْجَأتَ مُطيعك إِلَى أَن يَعْصِيَك فقد أَكْفَرْته. وَفِيه أَيْضا: وكَلِمَةٌ يَلْهَجون بهَا لمن يُؤمَر بأمْرٍ فيَعمل على غَيْرِ مَا أُمِر بِهِ فَيَقُولُونَ لَهُ: مَكْفُور بك يَا فلَان، عَنَّيْتَ وآذَيْت. وَقَالَ الزمخشريّ: أَي عملُكَ مَكْفُورٌ لَا تُحمَد عَلَيْهِ لإفْسادِك لَهُ. وَيُقَال: تَكَفَّرْ بثوبِك، أَي اشْتَمِل بِهِ. وطائرٌ مُكَفَّر، كمُعَظَّم: مُغَطَّى بالرِّيش. وحفْصُ بن عمر الكَفْرُ، بِالْفَتْح، مشهورٌ ضَعيف، والكُفْرُ لقبُه، ويُقال بِالْبَاء، وَقد تقدّم. والصوابُ أنَّ باءَه بَين الْبَاء وَالْفَاء، وَمِنْهُم من جعله نِسْبَته، وَالصَّوَاب أنَّه لقب. والكَفير، كأمير: مَوْضِعٌ فِي شِعْرِ أبي عُبادة. وكافور الإخْشيديّ اللابِيّ: أميرُ مِصْر، مَعْرُوفٌ، وَهُوَ الَّذِي هجاه المتنبِّي. والشيخُ الزَّاهِد أَبُو الْحسن عليّ الكُفورِيّ، دّفين المَحلّة، أحد مَشَايِخنَا فِي الطَّرِيقَة الأحمديَّة، مَنْسُوب إِلَى الكُفور، بالضمّ، وَهِي ثلاثُ قُرى قريبَة من البَعْض، أَخذ عَنهُ القُطْبُ مُحَمَّد بن شُعَيْب الحجازيّ. وشيخُ مَشَايِخنَا العلاَّمة يونُس بن أَحْمد الكَفْراوِيّ الأزهرِيّ نزيل دمشق الشَّام، إِلَى إِحْدَى كُفور مصر، أَخذ عَن الشَّبْراملْسيّ والبابِلِيّ والمزاحيّ والقَلْيوبيّ والشوبَرِيّ والأُجْهوريّ واللَّقانيّ وَغَيرهم، وحدَّث عَنهُ الإمامُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد المَكِّي، وَشَيخنَا المُعَمِّر المُسنِد أَحْمد بن عَليّ بن عمر الحَنَفِيّ الدِّمشقيّ، وَغَيرهم.
(كفر) : الكُفْرُ دَقِيقُ النَّبات.
كفر: {كفران}: جحود. {أعجب الكفار}: الزراع. 
بَاب كفر النِّعْمَة

غمض النِّعْمَة وكفرها وجحدها وكندها وأنكرها وأخفاها وأمات ذكرهَا وكتمها
وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين المقدمي حدثنا عامر ابن صالح حدثنا أبي عمران الجوني في قوله تعالى: (كفر عنهم سيئاتهم) قال بالعبرانية محا عنهم سيئاتهم. 
ك ف ر

كفر الشيء وكفّره: غطّاه، يقال: كفر السحاب السماء، وكفر المتاع في الوعاء، وكفر الليل بظلامه، وليل كافر. ولبس كافر الدروع وهو ثوب يلبس فوقها. وكفرت الريح الرّسم، والفلاح الحب، ومنه قيل للزرّاع: الكفار. وفارس مكفّر ومتكفّر، وكفّر نفسه بالسلاح وتكفّر به. قال ابن مفرّغ:

حمى جاره بشر بن عمرو بن مرثد ... بألفي كميٍّ في السلاح مكفّر

وتكفّر بثوبك: اشتمل به. وطائر مكفر: مغطّى بالريش. قال:

فأبت إلى قوم تريح نساؤهم ... عليها ابن عرس والأوزّ المكفّرا

وغابت الشمس في الكافر وهو البحر. ورجل مكفّر وهو المحسان الذي لا تشكر نعمته. وإذا أمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أمر به قالوا: مكفور يا فلان عنّيت وآذيت أي عملك مكفور لا تحمد عليه لإفسادك له. وكفر العلج للملك تكفيرا إذا أومأ إلى السجود له. وخرج نور العنب من كافوره وكفرّاه وهو أكمامه، وكافور النخل وكفرّاه: طلعه. وفي الحديث " أهل الكفور أهل القبور " وليفتحنّ الشأم كفراً كفراً وهو القرية يقال: كفر طاب وكفر توثا. وكافرني حقيّ: جحده. وفيث الحديث: " لا تكفر أهل قبلتك " يقال: أكفره وكفّره: نسبه إلى الكفر. وكفّر الله عنك خطاياك.
كفر
كفَرَ، كنَصرَ : سَتَرَ. قال لَبِيد :
فِي لَيلةٍ كفَرَ النجومَ غَمامُهَا
ومنه الكافر: للبحر . قال ثَعَلَبَةُ بن صُعَير المازِني : فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدَما ... ألْقَتْ ذُكاءُ يَمينَها في كافرِ
ومنه: كَفَرَه: جحد بنعمته، فسَتَرَها، ضد شكره، كما قال تعالى:
{إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} . وقال تعالى:
{أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ} .
وفي دعاء القنوت:
"ونشكرك ولا نكفركَ" .
وبالباء: أنكره ، ضد آمن به، كما قال تعالى:
{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ} .
وعند الإطلاق يراد به إنكار ما ينبغي الإيمان به، كما قال تعالى:
{فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} .
وهذا كثير. وربما يراد به كفران النعمة، كما مرّ.
(ف) اعلم أن هذه المادة قديمة جداً. فتوجد في غير اللغة السامية، مثلاً: كَوَرْ" [ cover] في الإنكليسية: بمعنى ستر وغطّى . وفي العربية "كوّر": لفَّ. ومنها "غَفَرَ": سَتَر -ومنه المِغْفَر- و "غَمَرَ". وأيضاً من كَفَرَ: "اكفَهَرَّ": اغبرَّ وكَلَحَ .

كفر

1 كَفَرَ الشَّىْءَ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c,) aor. , in the sense first explained below كَفِرَ, (S, K, &c.;) [respecting which Fei observes,] ElFárábee, whom J follows, says that it is like يَضْرِبُ, but in a trustworthy copy of the T it is written كَفُرَ, and this is the proper form, because they say that كَفَرَ النِّعْمَةَ [of which the aor. is كَفُرَ] is borrowed from كَفَرَ الشَّىْءَ in the sense which is first explained below; (Msb;) and MF says, that the saying of J, following his maternal uncle Aboo-Nasr El-Fárábee, that the aor. of this verb is كَفِرَ, is doubtless a mistake; but to this, [says SM,] I reply, that it is correctly كَفِرَ, as J and F and other leading lexicologists have said; though the aor. of the verb of كُفْرٌ as meaning the contr. of إِيْمَانٌ is كَفُرَ; (TA;) [or, if this latter verb be taken from the former, the aor. of the former may have been originally كَفِرَ and كَفُرَ, and general usage may have afterwards applied the aor. ـِ to one signification, while the aor. ـُ has been applied by very few persons to that signification, but by all to the significations thence derived;] inf. n. كَفْرٌ; (S, Msb;) and ↓ كفّرهُ, (A, Mgh, K,) inf. n. تَكْفِيرٌ; (TA;) He veiled, concealed, hid, or covered, the thing: (S, A, * Mgh, * Msb, K: *) or he covered the thing so as to destroy it: (Az, TA:) and كَفَرَ عَلَيْهِ, aor. [and inf. n.] as above, he covered it; covered it over. (K,) You say كَفَرَ البَذْرَ الْمَبْذُورَ CCC He covered the sown seed with earth. (TA.) And كَفَرَ السَّحَابُ السَّمَآءَ The clouds covered the sky. (A.) Lebeed says, فِى لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمَامُهَا In a night whereof the clouds that covered the sky concealed the stars. (Msb.) You say also كَفَرَهُ اللَّيْلُ, and كَفَرَ عَلَيْهِ, The night covered it with its blackness. (TA.) And كَفَرَتِ الرِّيحُ الرَّسْمَ The wind covered the trace or mark [with dust.] (A.) And كَفَرَ فَوْقَ دِرْعِهِ He clad himself with a garment over his coat of mail. and دِرْعَهُ بِثَوْبٍ ↓ كَفَّرَ He covered his coat of mail with a garment. (TA.) And كَفَرَ مَتَاعَهُ He put his goods in a receptacle. (TA.) and كَفَرَ الْمَتَاعَ فِى الوِعَآءِ CCC He covered, or concealed, the goods in the receptacle. (A.) And ↓ كَفَّرَ نَفْسَهُ بِالسِّلَاحِ He covered himself with the arms. (A.) And كَفَرَ الجَهْلُ عَلَى عِلْمِ فُلَانٍ Ignorance covered over the knowledge of such a one. (TA.) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ, [thus, with damm as the vowel of the aor. ,] in the Kur, iii. 96, has been explained as signifying And wherefore do ye cover the familiarity and love in which ye were living? (TA.) b2: Hence, (Msb, TA,) كَفَرَ, (S,) and كَفَرَ النِّعْمَةَ, and بِالنِّعْمَةِ; (Msb;) and كَفَرَ نِعْمَةَ اللّٰهِ, and بِنِعْمَةِ اللّٰهِ; (K;) aor. ـُ (TA,) inf. n. كُفْرَانٌ. (S, K,) which is the most common form in this case, (El-Basáïr,) and كُفُورٌ, (S, K,) and كُفْرٌ; (El-Basáïr;) He covered, or concealed, (Msb,) and denied, or disacknowledged, the favour or benefit [conferred upon him]; (S, Msb;) he was ungrateful, or unthankful, or behaved ungratefully or unthankfully; contr. of شَكَرَ; (S;) and he denied, or disacknowledged, and concealed, or covered, the favour or benefit of God: (K:) God's favours or benefits are the signs which show to those who have discrimination that their Creator is one, without partner, and that He has sent apostles with miraculous signs and revealed scriptures and manifest proofs. (Az, TA.) وَلَا نَكْفُرُكَ, in the prayer [termed القُنُوتُ], means وَلَا نَكْفُرُ نِعْمَتَكَ [And we will not deny, or disacknowledge, thy favour; or we will not be ungrateful, or unthankful, for it]. (Msb.) [The verb when used in this sense, seems, from what has been said above, to be a حَقِيقَة عُرْفِيَّة, or word so much used in a particular tropical sense as to be, in that sense, conventionally regarded as proper.] b3: and hence, كَفَرَ, inf. n. كُفْرَانٌ, is used to signify [absolutely] He denied, or disacknowledged. (TA.) [See the act. part. n., below: and see 3. See also art. ف, p. 2322 a.] You say كَفَرَ بِالصَّانِعِ He denied the Creator. (Msb.) b4: Hence also, (TA.) كَفَرَ, (S, Msb,) aor. ـُ (Msb, TA,) inf. n. كُفُرٌ, (S, Msb, K,) which is the most common form in this case, (El-Basáïr,) and كَفْرٌ (K) and كُفْرَانٌ (Msb, K) and كُفُورٌ, (K,) He disbelieved; he became an unbeliever, or infidel; contr. of آمَنَ, inf. n. إِيْمَانٌ. (S, K.) You say كَفَرَ بِاللّٰهِ (S, Msb) He disbelieved in God: (S:) because he who does so conceals, or covers, the truth, and the favours of the liberal Dispenser of favours [who is God]. (MF.) [Also, as shown above, He denied God.] It is related in a trad. of 'Abd-El-Melik, that he wrote to El-Hajjáj, مَنْ أَقَرَّ بِالكُفْرِ فَخَلِّ سَبِيلَهُ, meaning, Whosoever confesses the unbelief of him who opposes the Benoo-Marwán, and goes forth against them, let him go his way. (TA.) See also كُفْرٌ, below. b5: [He blasphemed: a signification very common in the present day.] b6: Also, كَفَرَ بِكَذَا He declared himself to be clear, or quit, of such a thing. (Msb.) In this sense it is used in the Kur xiv. 27. (Msb, TA.) b7: And كَفَرَ also signifies He was remiss, or fell short of his duty, with respect to the law, and neglected the gratitude or thankfulness to God which was incumbent on him. So in the Kur xxx. 43; as is shown by its being opposed to عَمِلَ صَالِحًا. (TA.) A2: كَفَرَ لَهُ, inf. n. كَفْرٌ: see 2.2 كفّرهُ, inf. n. تَكْفِيرٌ: see 1, first signification, in three places.

A2: Hence, كَفَّرَ الذَّنْبَ It (war in the cause of God [or the like]) covered, or concealed, the crime or sin: (Mgh:) (or expiated it: or annulled it; for] تكفير with respect to acts of disobedience is like إِحْبَاطٌ with respect to reward. (S, K.) The saying in the Kur [v. 70.] لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ means, We would cover, or conceal, their sins, so that they should become as though they had not been: or it may mean, We would do away with their sins; as is indicated by another saying in the Kur [xi. 116,] “ good actions do away with sins. ” (El-Basáïr.) كَفَّرَ اللّٰهُ عَنْهُ الذَّنْبَ signifies God effaced his sin. (Msb.) b2: And كَفَّرَ عَنْ يَمِينِهِ [He expiated his oath;] he performed, (Msb,) or gave, (K,) what is termed كَفَّارَة [i. e. a fast, or alms, for the expiation of his oath]: (Msb, K:) تَكْفِيرٌ of an oath is the doing what is incumbent, or obligatory, for the violation, or breaking, thereof: (S:) كَفَّرَ يَمِينَهُ is a vulgar phrase. (Mgh.) A3: كَفَّرَهُ as syn. with أَكْفَرَهُ: see 4.

A4: كَفَّرَ لَهُ, inf. n. تَكْفِيرٌ, (A, Mgh, TA,) He did obeisance to him, lowering his head, or bowing, and bending himself, and putting his hand upon his breast: (Mgh:) or put his hand upon his breast and bent himself down to him: (TA:) or he made a sign of humbling himself to him; did obeisance to him: (A:) namely, an عِلْج [or unbeliever of the Persians or other foreigners] (A, Mgh) or a ذِمِّىّ [or free non- Muslim subject of a Muslim government, i. e., a Christian, a Jew, or a Sabian] (Mgh) to the king; (A, Mgh;) or a slave to his master, or to his دِهْقَان [or chief]: (TA:) and ↓ كَفَرَ, [aor. ـُ accord. to the rule of of the K,] (TK,) inf. n. كَفْرٌ, (K,) he (a Persian, فَارِسِىٌّ, K, and so in the L and other lexicons, but in the TS فَارِس, without ى, which is probably a mistake of copyists, TA) paid honour to his king, (K, TA,) by making a sing with his head, near to prostration: (TA:) تَكْفِيرٌ is a man's humbling himself to another, (S, K, TA,) bending himself, and lowering his head, nearly in the manner termed رُكُوعٌ; as one does when he desires to pay honour to his friend; (TA;) or as the عِلْج does to the دِهْقَان: (S:) and the تكفير of the people of the scriptures [or Christians and Jews, and Sabians] one's lowering his head to his friend, like the تَسْلِيم with the Muslims: or one's putting his hand, or his two hands, upon his breast: (TA:) and تكفير in prayer is the bending one's self much in the state of standing, before the action termed رُكُوعٌ; the doing of which was disapproved by Mohammad, accord. to a trad. (TA.) It is said in a trad., إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَآءَ تُكَفِّرُ كُلُّهَا لِلِّسَانِ When the son of Adam rises in the morning, verily all the members abase themselves to the tongue, (Mgh, TA,) and confess obedience to it, and humbly submit to its command. (TA.) b2: تَكْفِيرٌ also signifies The crowning a king with a crown, [because] when he, or it, is seen, obeisance is done to him (إِذَا رُئِىَ كُفِّرَ لَهُ). (K.) b3: See also تَكْفِيرٌ below.3 كَافَرَنِى حَقِّى He denied, or disacknowledged, to me my right, or just claim. (A, Mgh, K.) Hence the saying of 'Ámir, إِذَا أَقَرَّ عِنْدَ القَاضِى

بِشَىْءٍ ثُمَّ كَافَرَ [When he confesses a thing in the presence of the Kádee, then denies, or disacknowledges: كَافَرَ being thus used in the sense of كَفَرَ]. But as to the saying of Mohammad [the lawyer], رجُلٌ لَهُ عَلَى آخَرَ دَيْنٌ فَكَافَرَهُ بِهِ سِنِينَ [A man who owed to another a debt, and denied to him, in the case of it, for years], he seems to have made it imply the meaning of المُمَاطَلَة, and therefore to have made it trans. in the same manner as المماطلة is trans. (Mgh.) 4 اكفرهُ, (S, A, Mgh, K,) and ↓ كفّرهُ, (A, Mgh, Msb,) [the latter of which is the more common in the present day,] He called him a كَافِر [i. e. a disbeliever, an unbeliever, or an infidel]: (S, Mgh, K:) he attributed, or imputed to him, charged him with, or accused him of, disbelief, or infidelity: (S, A, Msb:) or he said to him كَفَرْتَ [Thou hast become an unbeliever, or infidel, or Thou hast blasphemed: in this last sense, “ he said to him Thou hast blasphemed, ”

كفّرهُ, to which alone it is assigned in the Msb, is very commonly used in the present day]. (Msb.) Hence the saying, لَا تُكْفِرْ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ قِبْلَتِكَ Do not thou attribute or impute disbelief or infidelity to any one of the people of thy kibleh; (S, TA;) i. e., do not thou call any such a disbeliever, &c.; or do not thou make him such by thine assertion and thy saying. (TA.) لَا تُكَفِّرُوا أَهْلَ قِبْلَتِكُمْ is not authorized by the relation, though it be allowable as a dial. form. (Mgh.) b2: [Also] أَكْفَرْتُهُ, inf. n. إِكْفَارٌ, I made him a disbeliever, an unbeliever, or an infidel; I compelled him to become a disbeliever, &c. (Msb.) And أَكْفَرَ فُلَانٌ صَاحِبَهُ Such a one compelled his companion by evil treatment to become disobedient after he had been obedient. (Mgh.) And أَكْفَرَ الرَّجُلُ مُطِيعَهُ The man compelled him who had obeyed him to disobey him: (T, TA:) or he made him to be under a necessity to disobey him. (TA.) A2: اكفر He (a man, TA) kept, or confined himself, to the كَفْر, (K,) i. e. قَرْيَة [town or village]; (TA;) as also ↓ اكتفر. (IAar, K.) 5 تكفّر بِالسِّلَاحِ He covered himself with the arms. And تكفّر بِالثَّوْبِ He enveloped himself entirely with the garment. (A.) 8 إِكْتَفَرَ see 4, last signification.

كَفْرٌ The darkness and blackness of night; [because it conceals things;] as also, sometimes, ↓ كِفْرٌ. (S, K.) [See also كَافِرٌ.] See a verse cited voce ذُكَآءُ.

A2: Earth, or dust; because it conceals what is beneath it. (Lh.) A3: [Hence also] A grave, or sepulchre: (S, K:) pl. كُفُورٌ. (S.) Whence the saying, أَللّهُمَّ اغْفِرْ لِأَهْلِ الكُفُورِ [O God, pardon the people of the graves]. (S.) A4: [And hence, perhaps,] A town, or village; [generally the latter;] syn. قَرْيَةٌ: (S, Mgh, Msb, K:) a Syriac word, and mostly used by the people of Syria [and of Egypt]: or, accord. to El-Harbee, land that is far from men, by which no one passes: (TA:) pl. كُفُورٌ: (S, Msb:) in the present day, it is applied in Egypt to any small قَرْيَة [or village] by the side of a great قَرْيَة [or town]: they say القَرْيَةُ الفُلَانِيَّةُ وَكَفْرُهَا [Such a town and its village]: and sometimes one قَرْيَة has a number of كُفُور. (TA.) Hence the saying of Mo'áwiyeh, أَهْلُ الكُفُورِ هُمْ أَهْلُ القُبُورِ [The people of the villages are the people of the graves]; meaning, that they are as the dead; they do not see the great towns and the performance of the congregational prayers of Friday: (S, Mgh:) by الكفور he meant the villages (القُرَى) remote from the great towns and from the places where the people of science assemble, so that ignorance prevails among their inhabitants, and they are most quickly affected by innovations in religion and by natural desires which cause to err. (Az, TA.) Hence also the trad. (of Aboo-Hureyreh, TA), لَيُخْرِجَنَّكُمُ الرُّومُ مِنْهَا كَفْرًا كَفْرًا [The Greeks will assuredly expel you from them, town by town, or village by village]; (S, * TA;) i. e. from the فُرًى of Syria. (S, TA.) b2: كَفْرٌ عَلَى كَفْرٍ also signifies One upon another; or one part upon another. (TA.) كُفْرٌ: see 1. [As a simple subst., Ingratitude, &c. b2: And particularly Denial, or disacknowledgment, of favours or benefits, and especially of those conferred by God: and disbelief, unbelief; infidelity.] It is of four kinds: كُفْرُ إِنْكَارٍ the denial, or disacknowledgment, of God, with the heart and the tongue, having no knowledge of what is told one of the unity of God [&c.]: and كُفْرُ جُحُودٍ the acknowledgment with the heart without confessing with the tongue: [or the disacknowledgment of God with the tongue while the heart acknowledges Him:] and كُفْرُ المُعَانَدَةِ the knowledge of God with the heart, and confession with the tongue, with refusal to accept [the truth]: and كُفْرُ النِّفَاقِ the confession with the tongue with disbelief in the heart: all of these are unpardonable: (L, TA:) the greatest كُفْر is the denial, or disacknowledgment, of the unity [of God], or of the prophetic office [of Mohammad and others], or of the law of God. (El-Basáïr.) [Also, Blasphemy. Its pl., as a simple subst. in all these senses, is said to be كُفُورٌ.]. Akh says, that كُفُورًا [in the accus. case] in the Kur xvii. 101, [to which may be added v. 91 of the same ch., and xxv. 52,] is pl. of كُفْرٌ, like as بُرُودٌ is pl. of بُرْدٌ. (S.) A2: Tar, or pitch, syn. قِيرٌ; with which ships are smeared; (K;) of which there are three sorts, كُفْرٌ and قِيرٌ and زِفتٌ: كفر is melted, and then ships are smeared with it: [whence, app., its name, from its being a covering:] زفت is used for smearing skins for wine, &c. (ISh.) كِفْرٌ: see كَفْرٌ.

كَفَرٌ: see كَافُورٌ.

كَفْرَةٌ: see كَافِرٌ.

كُفَرَّى, and its variations: see كَافُورٌ.

كَفُورٌ: see كافر.

كَفَّارٌ: see كافر.

كَفَّارَةٌ a subst. from تَكْفِيرُ اليَمِينِ, (S,) or an intensive epithet in which the quality of a subst. predominates; signifying [An expiation for a sin or crime or a violated oath;] an action, or a quality, which has the effect of effacing a wrong action or sin or crime; (TA;) that which covers, or conceals, sins or crimes; such as the كفّارة of oaths [violated], and that of [the kind of divorce termed] ظِهَار, and of unintentional homicide; (T, TA;) an expiation (مَا كُفِّرَ بِهِ), such as an alms-giving, and a fasting, and the like: (K:) pl. كَفَّارَاتٌ. (T, TA.) كَافِرٌ A sower: (S, K:) or a tiller of the ground: (Msb:) because he covers over the seed with earth: (S, Msb: *) pl. كُفَّارٌ. (S, TA.) The pl. is said by some to be thus used in the Kur lvii. 19. (TA.) b2: Dark clouds, or a dark cloud; (K;) because it conceals what is beneath it. (TA.) b3: Night: (K:) or intensely black night; because it conceals everything by its darkness. (S.) b4: The darkness; (K;) because it covers what is beneath it; (TA;) as also ↓ كَفْرَةٌ, accord. to the copies of the K; but in the L, كَفْرٌ, q. v. (TA.) b5: The sea; (S, A, K;) for the same reason. (TA.) Thaalabeh Ibn-So'eyr El-Mazinee says, (S, TA,) describing a male and a female ostrich and their returning to their eggs at sunset, (TA,) فَتَذَكَّرَا ثَقَلًا رَثِيدًا بَعْدَمَا

أَلْقَتْ ذُكَآءُ يَمِينَهَا فِى كَافِرِ [And they remembered goods placed side by side, after the sun had cast its right side into a sea]; i. e., the sun had begun to set: or the poet may mean [by كافر] night: (S, TA:) but Sgh says, that the right reading is تَذَكَّرَتْ; the pronoun referring to the female ostrich. (TA.) b6: Also, A great river: (S, K:) used in this sense by El-Mutalemmis: (S:) and a great valley. (K.) b7: [A man] staying, or abiding, [in a place,] and hiding himself. (TA.) [See an ex. voce عَرْشٌ.] b8: [A man] wearing arms; covered with arms: (Az, K:) as also ↓ مُكَفِّرٌ (A, K) and ↓ مُتَكَفِّرٌ (S, A) and ↓ مُكَفَّرٌ: (A:) or this last signifies bound fast in iron; (K, TA;) as though covered and concealed by it: (TA:) pl. of the first, كُفَّارٌ. (K.) Hence the following, (K,) said by Mohammad during the pilgrimage of valediction, (TA,) لَا تَرْجِعُوا بِعْدِى كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ (K) [Do not ye become again, after me, i. e., after my death,] wearers of arms, preparing yourselves for fight, [one party of you smiting the necks of others;] as though he meant thereby to forbid war: (AM, TA:) or [do not ye become unbelievers, after me, &c.; i. e.,] do not ye call people unbelievers, and so become unbelievers [yourselves]. (AM, K, TA.) b9: A coat of mail; (Sgh, K;) because it conceals what is beneath it. (TA.) b10: One who has covered his coat of mail with a garment worn over it. (S.) b11: كَافِرُ الدُّرُوعِ A garment that is worn over the coat of mail. (A.) A2: One who denies, or disacknowledges, the favours or benefits of God: (K:) [ungrateful; unthankful; especially to God:] one who denies, or disacknowledges, the unity [of God], and the prophetic office [of Mohammad and others], and the law of God, altogether, accord. to the common conventional acceptation: a disbeliever; an unbeliever; an infidel; a miscreant; contr. of مُؤْمِنٌ: (El- Basáïr:) because he conceals the favours of God: (S:) or because his heart is covered; as though it were of the measure فَاعِلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (IDrd, TA:) or because كُفْر covers his heart altogether: (Lth, TA:) i. e. having a covering to his heart: or because, when God invites him to acknowledge his unity, He invites him to accept his favours; and when he refuses to do so, he covers the favour of God, excluding it from him: (Az, TA:) fem. with ة: (S, Msb, K:) pl. masc.

كَفَرَةٌ, (S, Msb, K,) the most common pl. of كافر in the first of the senses explained above, (El-Basáïr,) and كُفَّارٌ, (S, Msb, K,) the most common pl. of the same in the last of those senses, as contr. of مؤمن, (El-Basáïr,) and كِفَارٌ (S, K) and كَافِرُونَ: (Msb:) and pl. fem.

كَوَافِرُ (S, Msb, K) and كَافِرَاتٌ: (Msb:) and ↓ رَجُلٌ كَفَّارٌ, and ↓ كَفُورٌ signify the same as كَافِرٌ: (K:) or كَفُورٌ is an intensive epithet, meaning very ungrateful, or unthankful, [&c., especially to God]: so in the Kur xxii. 65, and xliii. 14: and كَفَّارٌ has a more intensive signification than كَفُورٌ, [meaning habitually ungrateful, &c.:] os in the Kur ا 23: but sometimes it is used in the sense of كَفُورٌ; as in the Kur xiv. 37: (ElBasáïr:) ↓ كَفُورٌ is fem. as well as masc.; (TA;) and its pl. is كُفُرٌ, (K, * TA,) also both masc. and fem.; and it has no unbroken pl. (TA.) b2: Also, simply, Denying, or disacknowledging; a denier, or disacknowledger: followed byبِ before the thing denied: pl. كَافِرُونَ: (S, TA;) so in the Kur ii. 38, (TA,) and xxviii. 48. (S, TA.) b3: [Also, Blaspheming; a blasphemer.]

A3: See also كَافُورٌ.

كَافُورٌ The spathe, or envelope of the طَلْع [or spadix], (As, S, K, TA,) or upper covering thereof, (TA,) of a palm-tree; (As, S, K, TA;) the كِمّ of a palm-tree: (Mgh, Msb:) as also ↓ كُفَرَّى, (S, Mgh, Msb,) with damm to the ك and fet-h to the ف and teshdeed to the ر, (Mgh, Msb,) or كُفُرَّى, [so in the copies of the K, and so I have found it written in other works, so that both forms appear to be correct,] and كَفَرَّى and كِفِرَّى, (K, * TA,) and ↓ كَافِرٌ (AHn, K) and ↓ كَفَرٌ: (K:) so called because it conceals what is within it: (Mgh, Msb:) or, accord. to AA and Fr, the طَلْع [by which they probably mean the spathe, for, as is said in the Mgh, it is applied by some to the كِمّ (or spathe) before it bursts open]: (S:) [↓ كفرّى is sometimes masc., though more properly and commonly fem.:] IAar says, I heard Umm-Rabáh say.

هٰذِهِ كفرّى and هٰذَا كفّرى: (TA:) the pl. of كَافُورٌ is كَوَافِيرُ; and the pl. of كَافِرٌ is كَوَافِرُ. (TA.) b2: Also (tropical:) The زَمَع of the grape-vine; (K, TA;) i. e., the leaves which cover what is within them of the raceme; likened to the كافور of the طلع; (TA;) the كِمّ [or calyx] of the grapes, before the blossom comes forth; because they cover the unopened raceme; accord. to IF, as also ↓ كُفَرَّى: (Msb:) pl. كَوَافِيرُ and كَوَافِرُ, accord. to the K; but it is well known that the former is pl. of كافور, and the latter of كافر. (TA.) b3: And, accord. to some, (assumed tropical:) The envelope [or calyx] of any plant. (TA.) A2: [Camphor;] a kind of perfume, (S, K,) well known, from certain trees [the laurus camphora of Linn.] in the mountains of the sea of India and China, which afford shadow to many people or creatures, (K,) by reason of its greatness and its many spreading branches, (TA,) which leopards or panthers frequent, and the wood of which is white and easily broken; the كافور is found within it, and is of various kinds, in colour red, and becoming white only by تَصْعِيد [or sublimation]. (K.) A3: Accord. to the M, A mixture of perfume, composed of the spathe (كافور) of the spadix of the palm-tree. (TA.) A4: A certain spring, or fountain, in paradise. (Fr. K.) So in the Kur [lxxvi. 5,] إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا [Verily the pious shall drink a cup of wine whereof the mixture is Káfoor]. (Fr.) IDrd says, that it should be imperfectly decl., because it is a fem. [proper] name, determinate, of more than three letters; but it is made perfectly decl. for the conformity of the ends of the verses: Th says, that it is made perfectly decl. because it is used by way of comparison; and that if it were a [proper] name of the spring, or fountain, it would be imperfectly decl.: Th means, says ISd, whereof the mixture is like كافور [or camphor]: and Zj says, that it may mean that the taste of perfume and كافور is in it, or that it is mixed with كافور. (TA.) A5: A certain plant, (Lth, K,) [which I believe to he the same as the camphorata Monspeliensis, see my “ Thousand and One Nights, ”

ch. xxviii. note 6,] of sweet odour, (ISd, K,) the flower of which is (Lth, K) white, (Lth,) like the flower of the أُقْحُوَان [or camomile]. (Lth, K.) A6: IDrd says, I do not think the كافور is Arabic, because they sometimes say قَفُورٌ and قَافُورٌ. (TA.) أَكْفَرُ [More, or most, ungrateful or unthank-ful, especially to God; or disbelieving or unbelieving]. (TA.) تَكْفِيرٌ, as a subst., The crown of a king. (ISd, K.) مُكْفَّرٌ A bird covered with feathers. (A.) See also كَافِرٌ: and see مَكْفُورٌ.

A2: One who, though beneficent, is regarded, or treated, with ingratitude; (K;) a benefactor whose beneficence is not gratefully acknowledged. (A.) مُكَفِّرٌ: see كَافِرٌ.

رَمَادٌ مَكْفُورٌ Ashes upon which the wind has swept the dust so that it has covered them. (S.) See also مُكَفَّرٌ.

مُتَكَفِّرٌ: see كَافِرٌ.

كفل كفن كفى See Supplement

مأق

م

أق مَأْقٌ and مُؤْقٌ and مَأْقٍ: see مَأوًى.

مَأَقَةٌ A sobbing; i. e. an affection like what is termed فُوَاق, as though it were breath heaved from the chest, on an occasion of weeping, and of being choked with weeping. (S, K.)
مأق
مآقٍ [جمع]: مف مُؤْقي ومَأْقى
• المآقي: مجاري الدُّموع من العين، أي: من طرفها ممّا يلي الأنف "نزلت الدموعُ من المآقي- جفَّت مآقيه". 
(م أ ق) : (الْمُؤْقُ) مُؤَخَّرُ الْعَيْنِ وَ (الْمَأْقُ) مُقَدَّمُهَا وَعَلَى ذَا مَا رُوِيَ «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - كَانَ يَكْتَحِلُ مِنْ قِبَلِ مُؤْقِهِ مَرَّةً وَمِنْ قِبَلِ مَأْقِهِ أُخْرَى» قَالَ الْأَزْهَرِيُّ هَذَا الْحَدِيثُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ وَإِجْمَاعُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّهُمَا بِمَعْنَى الْمُؤَخَّرِ وَكَذَا (الْمَآقِي) وَمِنْهُ «كَانَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - يَمْسَحُ الْمَأْقِيَيْنِ» .
م أ ق

كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يكتحل من قبل مؤقه مرة ومن قبل مأقه مرة أي من قبل مقدم عينه ومؤخرها، وذرفت آماقه ومآقيه. قال:

وجاءت جيأل وأبو بنيها ... أحم المأقيين به خماع

وقال جران العود يصف خيلاً:

حم المآقي على تهيج أعينها ... إذا سمون وفي الآذان تأليل

وصبي مئق: سريع البكاء شديده كأنه يقلعه من جوفه قلعاً. وأصابته مأقة. وبات صبيها على مأقةٍ، وقد مئق مأقاً. وقال رؤبة يصف فرساً:

فكأنما عولتها من التّأق ... عولة ثكلى ولولت بعد المأق

ومن المجاز: أرض بعيدة الآماق: بعيدة النواحي. قال:

تقضي إلى نازحة الآماق.
[مأق] نه: فيه: كان يكتحل من قبل مؤقه مرة ومن قبل "مأقه" مرة، مؤق العين مؤخرها، ومأقها مقدمها، وهما بضمهما، وقيل بكسرهما، وقيل: ماق- بغير همز كقاض، والأفصح المأقى- بالهمز والياء، والمؤق- بالهمز والضم، وجمع المؤق أماق. ومنه ح: كان يمسح "المأقيين"، هي تثنية المأقى. تو: الماق- بفتح ميم وسكون همزة وبلا همزة، ومؤق- بضمتين وبضم فسكون. ط: الماق: طرف عين بلى الأنف، وقيل: يلي الأنف والأذن، وقال: الأذنان، عطف على قال الأول فيكون من قول الراوي، أو عطف على كان فيكون من قول النبي صلى الله عليه وسلم، ولذا تردد حماد. نه: وفيه: ما لم تضمروا "الإماق"، هو مخفف الإماق- بحذف همزة ونقل حركتها إلى الميم، من أماق- إذا صار ذا مأقة، وهي الحمية والأنفة، وقيل: الحدة والجرأة، فأطلقه على النكث والغدر، لأنهن نتائج الأنفة والحمية أن يسمعوا ويطيعوا، وقيل: الأوجه منه أن يكون مصدر أماق، وهو أفعل من الموق بمعنى الحمق، والمراد إضمار الكفر والعمل على ترك الاستبصار في دين الله.
(م أق)

المأقة: الحقد.

والمأقة: مَا يَأْخُذ الصَّبِي بعد الْبكاء. مئق مأقا، فَهُوَ مئق.

وَقَالَ اللحياني: مئقت الْمَرْأَة مأقةً: إِذا اخذها شبه الفواق عِنْد الْبكاء قبل أَن تبْكي.

ومئق الرجل: كَاد يبكي من شدَّة الْغَضَب أَو بَكَى.

وَقيل: بَكَى واحتد.

وأمأق: دخل فِي المأقة: كَمَا تَقول: أكأب: دخل فِي الكأبة.

وأمتأق إِلَيْهِ بالبكاء: اجهش إِلَيْهِ بِهِ.

ومؤوق الْعين، وموقها، ومأقها، ومؤقيها، ومأقيها: مؤخرها. وَقيل: مقدمها.

وَجمع المؤق، والموق، والمأق: آماق.

وَجمع المؤقى، والمأقى: مآق، على الْقيَاس وَفِي وزن هَذِه الْكَلِمَة وتصاريفها وضروب جمعهَا تَعْلِيل دَقِيق، وَقد أبنته فِي الْكتاب الْمُخَصّص بغاية الشَّرْح.

ومؤقئ الْعين، وماقئها: مؤخرها.

وَقيل: مقدمها.
[مأق] المأْقَةُ، بالتحريك: شبه الفُواقِ يأخذ الإنسان عند البكاء والنشيجِ، كأنَّه نَفَسٌ يقلَعُهُ من صدره. وقد مَئِقَ الصبيّ يَمْأَقُ مَأَقاً. وامْتَأَقَ مثله. ومنه قول أمِّ تأبَّط شرًّا: " ولا أَبَتُّهُ مِئَقاً ". وفي المثل: " أنت تَئِقٌ وأنا مئق فكيف نتفق ". قال رؤبة: كأنما عولتها بعد التأق عولة ثكلى ولولت بعد المأق وأما الرجل، إذا دخل في المَأَقَةِ. وفي الحديث: " ما لم تضمِروا الإمْآقَ " يعني الــغيظ والبكاء ممَّا يلزمكم من الصَدَقة. ويقال أراد به الغدر والنكث. ومؤْقُ العين: طرفها ممَّا يلي الأنف. واللِحاظُ: طرفها الذي يلي الأذن، والجمع آماقٌ، وأماق، أيضا مثل آبار وأبآر. ومأقى العين: لغة في مؤق العين، وهو فعلى وليس بفعل، لان الميم من الكلمة، وإنما زيد في آخر الياء للالحاق، فلم يجدوا له نظيرا يلحقونه به، لان فعلى بكسر الام نادر لا أخت لها، فألحق بمفعل، فلهذا جمعوه على مآق على التوهم. وقال ابن السكيت: ليس في ذوات الاربعة مفعل بكسر العين إلا حرفان: مأقى العين، ومأوى الابل قال الفراء: سمعتها - والكلام كله مفعل بالفتح، نحو رميته مرمى، ودعوته مدعى، وغزوته مغزى. وظاهر هذا القول إن لم يتأول على ما ذكرناه غلط.

مأق: المَأْقة: الحِقْد. والمَأْقة والمَأْق، مهموز: ما يأْخذ الصبي بعد

البكاء، مَئِقَ يَمْأَق مَأَقاً، فهو مَئِق، وامْتَأَق مثله. والمَأَقة،

بالتحريك: شبه الفُواق يأْخذ الإنسان عند البكاء والنَّشيج كأَنه نفس

يقلعه من صدره؛ وروى ابن القطاع المَأَقة، بالتحريك: شدَّة الــغيظ والغضب؛

وشاهد المَأْقة، بسكون الهمزة، قول النابغة الجعدي:

وخصمَيْ ضِرار ذوَيْ مَأْقَةٍ،

متى يَدْنُ رِسْلُهما يُشْعَب

فمأْقة على هذا ومأَقة مثل رَحْمَة ورَحَمَةٍ، وأَما التَّأَقَةُ فهي

شدة الغضب، فذكر أَبو عمرو أَنها بالتحريك. وقال الليحياني: مَئِقَت

المرأَة مَأْقة إذا أَخذها شبه الفواق عند البكاء قبل أَن تبكي. ومَئِق الرجل:

كاد يبكي من شدَّة الــغيظ أو بكى، وقيل: بكى واحْتدَّ. وأَمأَق إمآقاً:

دخل في المَأْقة كما تقول أَكأَبَ دخل في الكَأْبة. وامْتَأَق إليه

بالبكاء: أَجهش إليه به. الأَصمعي: امْتَأَق غضبهُ امْتِئاقاً إذا اشتدّ. وقَدِم

فلان علينا فامْتأَقْنا إليه: وهو شبه التباكي إليه لطول الغَيبة. ابن

السكيت: المَأْق شدة البكاء. وقالت أُم تأَبَّط شرّاً تؤبّن ولدها: ما

أَبَتُّه مَئِقاً أَي باكياً؛ وأَنشد لرؤبة:

كأَنَّما ععوْلتها بعد التَّأَقْ

غَوْلةُ ثَكْلى، وَلْوَلت بعد المأَقْ

الليث: المُؤق من الأرض والجمع الأمْآقُ النواحي الغامضة من أَطرافها؛

وأَنشد:

تُفْضي إلى نازِحةِ الأَمْآق

وقال غيره: المَأْقةُ الأَنَفَةُ وشدة الغضب والحميَّة. والإمْآق: نكث

العهد من الأنفَة. وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لبعض الوُفود من

اليمانيين: ما لم تضمروا الإماق وتأْكلوا الرِّماق؛ ترك الهمز من الإمْآق

ليوازن به الرماق، يقول: لكم الوفاء بما كتبت لكم ما لم تأْتوا بالمَأْقة

فتغْدُروا وتَنْكُثوا وتقطعوا رِباقَ العهد الذي في أَعناقكم؛ وفي

الصحاح: يعني الــغيظ والبكاء مما يلزمكم من الصدقة فأَطلقه على النَّكْثِ

والغدر، لأنهما من نتائج الأنَفَة والحمِيَّةِ أن تسمعوا وتطيعوا؛ قال

الزمخشري: وأَوجه من هذا أن يكون الإماقُ مصدر أَماق وهو أَفعل من المُوق بمعنى

الحُمْقِ، والمراد إضمار الكفر والعمل على ترك الاستبصار في دين الله

تعالى. أَبو زيد: مَأَق الطعامُ والحُمْقُ إذا رخُص، وفي المثل: أَنت تَئِق

وأَنا مَئِق فكيف نَتَّفِق؟ وقد تقدم ذكره في ترجمة تأَق، وهو مثل يضرب

في سوء الاتفاق والمعاشرة.

ومُؤق العين ومُوقُها ومُؤقِيها ومَأْقيها: مؤخرها، وقيل مقدمها، وجمع

المُؤق والمُوق والمَأْق آماق، وجمع المُؤقي والمَأْقي مآقٍ على القياس،

وفي وزن هذه الكلمة وتصاريفها وضروب جمعها تعليل دقيق. ومُوقِئ العين

وماقِئُها: مؤخرها وقيل مقدمها. أَبو الهيثم: في حرف العين الذي يلي الأَنف

لغات خمس: مُؤق ومَأْق، مهموزان ويجمعان أَمآقاً؛ وأنشد ابن بري لشاعر:

فارَقْتُ لَيْلى ضَلَّةً،

فنَدِمْتُ عند فِرَاقها

فالعين تُذْرِي دَمْعها،

كالدُّرِّ من أَمْآقِها

وقد يترك همزها فيقال مُوق ومَاق، ويجمعان أَمْواقاً إلا في لغة من قلب

فقال آماق؛ وأنشد ابن بري للخنساء:

ترى آماقها الدهرَ تَدْمع

ويقال: مُؤقٍ على مُفْعل في وزن مُؤبٍ، ويجمع هذا مآقي؛ وأَنشد لحسان:

ما بالُ عَيْنِك لا تَنام، كأَنَّما

كُحِلَت مآقيها بكُحل الإثْمِدِ؟

وقال آخر: والخيل تطعن شَزْراً في مآقيها

وقال حميد الأَرقط:

كأَنما عَيْناهِ في وَقْبَيْ حَجَرْ،

بين مآق لم تُخَرَّقْ بالإبَرْ

وقال مُعَقِّرٌ في مفرده:

ومَأْقي عَيْنها حَذِل نَطُوف

وقال مزاحم العقيلي في تثنيته:

أَتَحْسِبُها تُصَوِّب مَأْقِييَهْا؟

غَلبتُك، والسماء وما بَناها

ويروى:

أَتَزْعُمها يُصَوَّب ماقِياها

ويقال: هذا ماقي العين على مثال قاضي البلدة، ويهمز فيقال مَأْقي، وليس

لهذا نظير في كلام العرب فيما قال نصير النحوي، لأن أَلف كل فاعل من بنات

الأربعة مثل داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعالٍ لا يهمز، وحكي الهمز في مَأْقي

خاصة. الفراء في باب مَفْعَل: ما كان من ذوات الياء والواو من دَعَوْت

وقَضَيْت فالمفَعْلَ فيه مفتوح، اسماً كان أَو مصدراً، إلا المَأْقي من العين

فإن العرب كسرت هذا الحرف، قال: وروي عن بعضهم أَنه قال في مَأْوَى الإبل

مَأْوي، فهذان نادران لا يقاس عليهما. اللحياني: القلب في مَأْق فيمَنْ

لغته مَأْقٌ ومُؤق أَمْقُ العين، والجمع آماق، وهي في الأصل أَمْآق فقلبت،

فلما وحدوا قالوا أَمْق لأَنهم وجدوه في الجمع كذلك، قال: ومن قال

مَأْقي جعله مَواقي؛ وأَنشد:

كأَنَّ اصْطِفاق المَأْقِيَيْنِ بطرفها

نَثِيرُ جُمانٍ، أخطأَ السَّلْك ناظِمُه

وفي الحديث: أَنه كان يمسح المَأْقِيَين، وهي تثنية المأْقي؛ وقال

الشاعر:

فظَلَّ خليلي مُسْتَكِيناً كأَنه

قَذىً، في مَواقي مُقْلَتيْهِ يُقَلْقِلُ

جمع ماقي؛ وقالت الخنساء في مفرده:

ما إنْ يَجفّ لها من عَبْرةٍ ماقي

وقال الليث: مُؤق العين مؤخرة ومَأْقُها مقدمها، رواه عن أَبي الدقيش.

قال: وروي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يكتحل من قِبَلِ

مُؤقه مرة ومن قبَلِ مأْقِهِ مرة، يعني مقدم العين ومؤخرها. قال الزهري:

وأَهل اللغة مجمعون على أَن المُؤق والمَأْق حرف العين الذي يلي الأَنف

وأََن الذي يلي الصدغ يقال له اللَّحاظ، والحديث الذي استشهد به غير معروف.

الجوهري: مُؤق العين طرفها مما يلي الأنف، ولَحاظها طرفها الذي يلي

الأُذن، والجمع آماق وأَمْآق أَيضاً مثل آبار وأَبآر. ومأْقي العين: لغة في

مُؤقِ العين، وهو فَعْلي وليس بمَفْعِل لأَن الميم من نفس الكلمة، وإنما

زيد في آخره الياء للإلحاق فلم يجدوا له نظيراً يلْحقونه به، لأَن فَعْلي

بكسر اللام نادر لا أُخت لها فأُلحق بمَفْعِل، ولهذا جمعوه على مَآقٍ على

التوهم كما جمعوا مَسِيلَ الماء أَمْسِلَةً ومُسْلاناً، وجمعوا المَصير

مُصْراناً، تشبيهاً لهما بفَعْيَل على التوهم. قال ابن السكيت: ليس في

ذوات الأَربعة مَفْعِل، بكسر العين، إلا حرفان: مأْقي العين ومَأْوِي الإبل؛

قال الفراء: سمعتهما والكلام كله مَفْعَل، بالفتح، نحو رميته مَرْمىً

ودعوته مَدْعىً وغزوته مَغْزىً، قال: وظاهر هذا القول، إن لم يُتَأَوَّل

على ما ذكرناه، غلط؛ وقال ابن بري عند قوله: وإنما زيد في آخره الياء

للإلحاق، قال: الياء في مَأْقِي العين زائدة لغير إلحاق كزيادة الواو في

عَرْقُوَةٍ وتَرْقُوَةٍ، وجمعها مَآقٍ على فَعالٍ كَعَراقٍ وتَراقٍ، ولا حاجة

إلى تشبيه مَأْقي العين بمَفْعِل في جمعه كما ذكر في قوله، فلهذا جمعوه

على مَآقٍ على التوهم لما قدمتُ ذكره، فيكون مأْق بمنزلة عَرْقٍ جمع

عَرْقُوَةٍ، وكما أَن الياء في عَرْقِي ليست للإلحاق كذلك الياء في مأْقي ليست

للإلحاق، وقد يمكن أَن تكون الياء في مأْقي بدلاً من واو بمنزلة عَرْقٍ،

والأصل عَرْقُوٌ، فانقلبت الواو ياء لتطرفها وانضمام ما قبلها؛ وقال أبو

علي: فلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير وقال ابن بري أيضاً بعدما

حكاه الجوهري عن ابن السكيت: إنه ليس في ذوات الأربعة مَفْعِل، بكسر العين،

إلا حرفان: مأْقِي العين ومَأْوِي الإبل؛ قال: هذا وهم من ابن السكيت

لأَنه قد ثبت كون الميم أَصلاً في قولهم مُؤْق، فيكون وزنها فَعْلِي على ما

تقدم، ونظير مَأْقي مَعْدِي فيمن جعله من مَعَدَ أَي أَبعد ووزنه

فَعْلي. وقال ابن بري: يقال في المُؤْق مُؤْقٍ ومَأْقٍ، وتثبيت الياء فيهما مع

الإضافة والألف واللام. قال أبو علي: وأَما مُؤقِي فالياء فيه للإلحاق

ببُرْثُنٍ، وأَصلُه مؤقُوٌ بزيادة الواو للإلحاق كعُنْصُوَةٍ، إلا أَنها

قلبت كما قلبت في أدْلٍ، وأما مَأْقي العين فوزنه فَعْلِي، زيدت الياء فيه

لغير إلحاق كما زيدت الواو في تَرْقُوةٍ، وقد يحتمل أن تكون الياء فيه

منقلبة عن الواو فتكون للإلحاق بالواو، فيكون وزنه في الأصل فَعْلُوٌ

كتَرْقُوٍ، إلا أَن الواو قلبت ياء لما بنيت الكلمة على التذكير، انقعر كلام

أبي علي. قال ابن بري: وماقئ على فاعل جمعه مَواقِئُ وتثنيته ماقِئَان؛

وأَنشد أَبو زيد:

يا مَنْ لِعَيْنٍ لم تَذق تَغْميضا،

وماقِئَيْنِ اكتحلا مَضِيضَا

قال أَبو علي: من قال مَاقٍ فالأصل ماقئٌ ووزنه فالع، وكذلك جمعه

مَواقٍ ووزنه فوالع، فأخرت الهمزة وقلبت ياء، والدليل على ذلك ما حكي عن أبي

زيد أن قوماً يحققون الهمزة فيقولون مَقِئ العين. وقال اللحياني: يقال

مُؤْق وأَمواق ومُوق أيضاً، بغير همز، وجمعه مَواقٍ؛ قال: وسمعت مُوقئ

وجمعه مَواقِئُ، وأُمْقاً وجمعه آماق، قال الشيخ: ويقال أُمْق مقلوب، وأصله

مُؤق وآماق على القلب من آمْآق، قال: فهذه إحدى عشرة لفظة على هذا

الترتيب: مُؤقٌ ومَأْقٌ ومُؤْقٍ ومَأْقٍ ومَاقٍ ومَاقِئٌ ومَاقٌ ومُوقٍ

ومُوقئ وأُمْقٌ.

مأق
{مأْقُ العيْن،} ومُؤْقُها مهْموزان، عَن أبي الهيْثَم. ويُقال أَيْضا: {مُؤْقِيها ناقِص الآخر} وماقِيها بكسْر القافِ، وسُكونِ التّحْتيّة، قَالَ مُعَقِّرٌ البارِقيّ: {- وماقِي عينِها حذِلٌ نَطوفُ وَقَالَ مُزاحِمٌ العقَيْليّ فِي تثْنيَته:
(أتَحْسِبُها تُصوِّب} مأْقِيَيْها ... غلَبْتُكَ والسّماءِ وَمَا بَناها)
ويُروى: أتَزْعُمُها يُصوَّبُ {ماقِياها وَفِي الحَدِيث: كَانَ يمْسَح} المأقِييْن. وَقَالَ الشَّاعِر:
(كأنّ اصْطِفاقَ المأقِيَيْن بطَرْفِها ... نَثيرُ جُمانٍ أخْطأَ السِّلكَ ناظِمُه)
{وماقُها بتَرْك الهَمزةِ فِي اللّغةِ الأولى، عَن أبي الهيْثم، قَالَت الخنْساءُ: مَا إنْ يجِفُّ لَهَا من عَبْرة} - ماقِي قَالَ: ويُقال أَيْضا: {مُوقِئُها، ويُهمَز فِي اللُّغَة الرَّابِعَة، فَيُقَال: هَذَا} مأْقِيها وليسَ لهَذَا نظيرٌ فِي كلامِ الْعَرَب، فِيمَا قالَ نُصَيْرٌ النّحْوي لأنّ ألِفَ كلِّ فاعلٍ من بَناتِ الأربعةِ مثلُ داعٍ وقاضٍ ورامٍ وعال لَا يُهمَز. وَحكى الهمْز فِي {- المأْقي خاصّة.} وموقُها بترْك الهَمْز فِي اللّغة الثَّانِيَة عَن أبي الهيْثم وأُمقُها ومُقْيَتُها، بضمِّهِما أَي: بضمِّ هذَيْن الْأَخيرينِ. أما أمْقٌ فَقَالَ اللِّحيانيّ: الْقلب فِي {مأْق فيمنْ لُغَته مأْق،} ومُؤْقٌ: أمْقُ العينِ لأنّهم وجَدوه فِي الجمْعِ كذلِك، وَقد تقدّم ذِكْرُه للْمُصَنف فِي أم ق. وَأما المُقيَة فموضعُ ذِكرِه المُعتلّ، على مَا سيأْتي بيانُه إِن شاءَ اللهُ تعالَى.
فَهَذِهِ عشْر لُغات: خمْسة مِنْهَا ذكَرها أَبُو الهيْثم، والسابعةُ الفرّاءُ وابنُ السِّكّيت ونُصَيْر، والسادسةُ والثامنَة والتاسعة اللِّحيانيّ. ثمَّ شرَعَ المصنفُ فِي ضبْطِ هَذِه اللُّغَات بقوْلِه: كمَعْق، ومُعْقٍ بالفَتْح والضّم ومُعْط، وقاضٍ، وَمَال، وموقِعٍ على صيغَة اسمِ الْفَاعِل ومأْوِي الإبِل بكسْر الْوَاو وسوقٍ. وفاتَهُ: {ماقِئٌ كضارِب} وموقِئٌ كمُعْسِر ذكرَهُما اللّحيانيُّ وابنُ بَرّيّ الأولى بالهمْز فِي اللّغة الرَّابِعَة، وَالثَّانيَِة بالهَمْز فِي اللُّغَة السَّادِسَة، فَصَارَت اللُغاتُ اثنتيْ عَشْرة. وَأنْشد أَبُو زيد فِي تثْنية اللّغة الأولى:)
يَا مَنْ لعَيْنٍ لم تذُقْ تَغْميضا! وماقِئَيْن اكتَحلا مَضيضا وَقد ذكر المصنِّفُ هاتَيْن اللّغتين فِي ترْكيب م ق أَمن بابِ الهَمز، وَقَالَ هُناك: هَذَا موضِعُ ذِكرِهِما لَا القافُ، كَمَا وهِمَ الجوهريُّ. وذكرْنا هُنَاكَ أَن ابنَ القَطّاعِ صرّح بزيادةِ همْزتِها أَو الياءِ، مَعَ أنّ الجوهريّ رَحمَه الله تَعَالَى لم يذكُرْ هاتَيْنِ اللّغتيْن هُنَا، وَإِنَّمَا ذكَر المُؤْق والمَأْق والمأقى فتأمّل ذَلِك. وَقَالَ أَبُو عليّ: من قَالَ ماقٍ فالأصلُ ماقِئٌ، ووزْنُه فالِع، وَكَذَلِكَ جمْعه مَواق، ووزنه فَوالِع، فأُخِّرتِ الهمزةُ وقلِبت يَاء، والدّليلُ على ذَلِك مَا حُكِي عَن أبي زيْد أنّ قوما يُحقِّقون الهمزةَ،السِّكّيت: إنّه ليسَ فِي ذَواتِ الأربَعة الى آخِره: قَالَ: وَهَذَا) وَهَمٌ من ابنِ السِّكّيت لأنّه قد ثبَت كونُ الميمِ أصلا فِي قولِهم: مُؤْق، فيَكون وزنُها فعْلِي، على مَا تقدم. ونظيرُ مأْقِي معْدي فيمنْ جعله من مَعَدَ، أَي: أبعَد، ووزنه فعْلي. وَقَالَ ابنُ برّي: يُقَال فِي المؤْقِ: مُؤْقٍ ومأْق، وتثبُت الياءُ فيهمَا مَعَ الْإِضَافَة وَالْألف وَاللَّام. قَالَ أَبُو عليّ: وَأما مُؤقِي فالياءُ فِيهِ للإلحاق ببُرْثُن وَأَصله مؤْقُوٌ بزيادَة الْوَاو للإلْحاق، كعُنْصُوَةٍ، إلاّ أنّها قُلِبت كَمَا قُلِبت فِي أدْل. وَأما مأْقِي العيْن، فوزنه فعْلِي زيدَت الياءُ فِيهِ لغيْر إِلْحَاق، كَمَا زيدَت الواوُ فِي ترْقُوَة وَقد يُحْتَمل أَن تكون الياءُ فِيهِ منقَلِبةً عَن الْوَاو، فَتكون للإلحاق بالواوِ، فيكونُ وزنُه فِي الأصْل فَعْلُوٌ كتَرْقُوٍ، إِلَّا أنّ الواوَ قُلِبت يَاء لمّا بُنِيت الكلمةُ على التّذكير. انْتهى كَلَام أبي عليّ.
طرَفُها ممّا يَلي الأنفَ، وَهُوَ مجْرَى الدّمْعِ من العيْن واللِّحاظُ طرفُها ممّا يَلي الأذُنَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ أَو مُقدَّمُها أَو مؤَخَّرُها هَذِه إِشَارَة الى قوْلِ اللّيْثِ، فإنّه قَالَ: مُؤق العَيْن: مؤْخِرُها ومأْقُها: مُقدِّمها، رَوَاهُ عَن أبي الدُّقَيْشِ، قَالَ: ورُوِيَ عَن رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أنّه كَانَ يكتَحِلُ من قِبَل مؤْقِه مرّة، وَمن قِبَل مأْقِه مرّة يعْني مُقدَّم العيْنِ ومؤْخِرَها. قَالَ الأزهريُّ: وأهلُ اللّغةِ مُجمِعون على أَن المؤْق والمَأْق: حرْفُ العيْنِ الَّذِي يَلي الأنفَ، وأنّ الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ يُقال لَهُ: اللِّحاظُ. والحديثُ الَّذِي استَشْهَدَ بِهِ غيرُ معْروف. ج: {آماقٌ،} وأمآقٌ مثل آبار وأبآر، وهُما جمْعان للمُؤْق والمَأْق. {والمُوقُ} والمَاقُ، والأخِيران. قد يُجمَعان أَيْضا على {أمْواق إلاّ فِي لُغَةِ من قَلَب، فَقَالَ:} آماق. وأنشدَ ابنُ برّي شاهِداً على الأوّل قولَ الخَنْساءِ: ... تُرَى! آماقُها الدّهْرَ تدْمَعُ وشاهدُ الثّاني قولُ الشَّاعِر:
(فارقْتُ ليلَى ضلّةً ... فندِمْتُ عِنْد فِراقِها)

(فالعيْنُ تُذْري دمعَها ... كالدُرِّ من {أمآقِها)
وَمن قالَ:} - ماقِي قَالَ فِي جمْعِه: {مَواقٍ} - ومَواقي. قَالَ الشَّاعِر:
(فظلّ خَليلي مُستَكيناً كأنّه ... قذًى فِي {- مَواقِي مُقْلَتَيْه يُقَلْقِلُ)
وَمن قَالَ: مَوْقِي، كموْقِع، قَالَ فِي جمْعِه: مَواقي، قالَه اللّحيانيّ، وَقد أغفلَه المصنِّف. وَمن قَالَ: مُؤقٍ، كمُعْط، ومأْقي كمأْوِي، وبالهَمْز أَيْضا، قَالَ فِي جمْعه: مآق. قَالَ حسّان رَضِي الله عَنهُ:
(مَا بالُ عينكِ لَا تَنامُ كأنّما ... كُحِلَت مآقِيها بكُحْلِ الإثْمِدِ)
وَقَالَ آخر:)
والخَيْلُ تطْعَنُ شَزْراً فِي مآقِيها وَقَالَ حُميْدٌ الأرقَط: كأنّما عيْناهُ فِي وَقْبَيْ حَجَرْ بينَ مآقٍ لم تُخرَّقْ بالإبَرْ} والمأَقة، مُحرّكةً: شِبْهُ الفُواقِ يأخُذُ الْإِنْسَان كأنّه نفَسٌ ينقَلِعُ من الصّدْرِ عِنْد البُكاءِ والنّشيج. وَقد {مَئِق الصّبيُّ، كفَرِح} يمْأَقُ، {مأَقاً، فَهُوَ} مَئِقٌ. {وامتأَقَ مثلُه، كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَت أمّ تأبط شرّاً: وَلَا أبَتُّه} مَئِقاً، وَفِي المثَل: أنتَ تئِق، وَأَنا مَئِق، فَكيف نتّفِق يُضرَبُ لغير المُتوافِقَيْن. وَقد ذُكِر فِي ت أق قَالَ رؤبة: كأنّما عوْلَتُها بعدَ التّأَقْ عَولَةُ ثَكْلَى ولْوَلَتْ بعدَ! المأَقْ وَقَالَ اللِّحياني: {مَئِقَت المرأَةُ مأْقَةً: إِذا أخذَها شبْهُ الفُواق عندَ البُكاءِ قبل أَن تبْكيَ.} ومَئِقَ الرجل: كادَ أَن يبْكي أَو بَكى وَقيل: بَكى واحْتَدّ. وَقَالَ ابنُ السِّكّيت: {المأْق: شدّة البُكاء.
} والمُؤقُ، بالضمِّ عَن اللّيثِ ويُتْرك همْزُه، من الأرَضِين: نَواحِيها الغامِضَةُ من أطرافِها ج: {أمْآق قالَه اللّيث، وَأنْشد: تُفضي الى نازِحَةِ} الأمآقِ ويُقال: أرضٌ بَعيدةُ الأمآق، أَي: بعيدةُ النّواحي، وَهُوَ مَجازٌ. وَقَالَ الْأَصْمَعِي: {امْتأَق غضَبُه امتِئاقاً: اشْتَدّ. وَقَالَ اللّيثُ:} أمْأَقَ الرجلُ على أفْعلَ: دخلَ فِي {المأْقَة كَمَا تَقول: أكْأَبَ: دخلَ فِي الكأْبَة. وَمِنْه الحَدِيث كتَب النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الى بعضِ الوفودِ من اليَمانِيّين:) مَا لم تُضْمِروا} الإمْآق وتأكُلوا الرِّماق (. أَي: الــغيْظ والبُكاءَ ممّا يلزَمُكم من الصّدَقَة. ويُقال: أرادَ بِهِ الغدْرَ والنّكْثَ، كَمَا فِي الصِّحاح. قَالَ الصاغانيّ: ويُروى الآماق، على نقْلِ الهمزةِ وتلْيينها.
زَاد صاحبُ اللّسان: تركَ الْهَمْز من الإمْآق ليوازِن بِهِ الرِّماق. يَقُول لكم الوَفاءُ بِمَا كتبْتُ لكم مَا لم تأْتُوا {بالمَأْقَةِ، فتَغْدِروا، وتنْكُثوا، وتَقْطَعوا رِباقَ العهْدِ الَّذِي فِي أعْناقِكم. قَالَ الزّمخشَريّ: وأوْجَهُ من هَذَا أَن يكونَ} الإماقُ مصدر {أماق وَهُوَ أفْعل من} المُوقِ بمعْنى الحُمْقِ. والمُرادُ إضْمارُ الكُفرِ، والعَمَل على ترْك الاستِبْصار فِي دِين الله تَعَالَى. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {المَأْقَةُ، بِالْفَتْح: الحِقْدُ. وروَى ابنُ القَطّاع:} المأَقَةُ، بالتّحريك: شدّةُ الــغيْظِ والغضَب. وَقَالَ غيرُه: {المأْقَةُ،)
بالفتْح: الأنَفَة والحمِيّة، وَقد} أمْأَق: دخَل فِيهَا. قَالَ النابِغَةُ الجَعْدي:
(وخَصْمَيْ ضِرارٍ ذَوَيْ {مأْقَةٍ ... متَى يدْنُ رِسْلُهما يُشْعَبِ)
} فمأْقَةُ على هَذَا، {ومأَقة، مثل: رَحْمَة ورَحَمَة. وَقَالَ أَبُو وجْزة:
(كانَ الكَميُّ مَعَ الرّسولِ كأنّه ... أسَدٌ بمأْقَتِه مُدِلٌّ مُلْحِمُ)
وامْتأَقَ إِلَيْهِ بالبُكاءِ: أجْهَشَ إِلَيْهِ بِهِ. ويُقال: قدِمَ علينا فُلانٌ} فامْتَأَقْنا إِلَيْهِ، وَهُوَ شِبْهُ التّباكي إِلَيْهِ لطول الغَيبةِ. وَقَالَ أَبُو زيد: مأَقَ الطّعامُ: إِذا رخُص، وَسَيَأْتِي فِي م وق. وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
م أ ق: (أَمْأَقَ) الرَّجُلُ دَخَلَ فِي (الْمَأَقَةِ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَهِيَ شِبْهُ الْفَوَاقِ يَأْخُذُ الْإِنْسَانَ عِنْدَ الْبُكَاءِ وَالنَّشِيجِ كَأَنَّهُ نَفَسٌ يَقْلَعُهُ مِنْ صَدْرِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا لَمْ تُضْمِرُوا الْإِمْآقَ» يَعْنِي الْــغَيْظَ وَالْبُكَاءَ مِمَّا يَلْزَمُكُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ. وَقِيلَ: أَرَادَ بِهِ الْغَدْرَ وَالنَّكْثَ. وَ (مُؤْقُ) الْعَيْنِ طَرَفُهَا مِمَّا يَلِي الْأَنْفَ وَالْجَمْعُ (آمَاقٌ) وَ (أَمْآقٌ) مِثْلُ آبَارٍ وَأَبْآرٍ. وَ (مَأْقِي) الْعَيْنِ لُغَةٌ فِيهِ وَهُوَ فَعْلِي وَلَيْسَ بِمَفْعِلٍ لِأَنَّ الْمِيمَ مِنْ نَفْسِ الْكَلِمَةِ. وَقَوْلُ ابْنِ السِّكِّيتِ: إِنَّهُ مَفْعِلٌ مُؤَوَّلٌ. وَبَيَانُهُ مَذْكُورٌ فِي الْأَصْلِ. 

سقط

(سقط) : السَّقْطُ بالفتح: الكَثِيرُ الحُمْق.
سقط: {سقط}: ندم، ولا يقال: أسقط.
سقط قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَسَأَلت عَنْهُ الْأَصْمَعِي فَلم يقل فِيهِ شَيْئا. وَقَالَ [الْأَصْمَعِي -] : السُقط والسِقط لُغَتَانِ. وَقَالَ رَجُل لرَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: مَالِي من وَلَدي قَالَ: من قدمت مِنْهُم قَالَ: فَمن خلفت مِنْهُم بعدِي قَالَ: لَك مِنْهُم مَا لمُضَر من وَلَده. وَقَالَ قَالَ حميد: لأَن أقدم سِقْطاً أحب إِلَيّ من أَن أخلف بعدِي قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: لَا أَدْرِي كَيفَ قَالَ حميد: مائَة مستلئم كلهم قد حمل السِّلَاح. وَعَن أَبِي عُبَيْدَة سقط وَسقط وَسقط وَلَا أحد يَقُول بِالْفَتْح غَيره وَكَذَلِكَ فِي اللوى والرمل وَكَذَلِكَ سِقْط النَّار. وَزعم الْكسَائي أَن احْبَنْطْيت واحبنطأت لُغَتَانِ.
(سقط) - في الحديث: "لأن أُقدِّم سَقْطاً أَحبُّ إلىّ من مائة مُسْتَلْئم".
: أي الولَدُ الذي يَسقُط له من بَطْن أْمِّه قبل تَمامِه، تُضَمّ سِينُه وتُفْتَح وتُكْسَر. وسِقْطُ النَّارِ، بالكسْرِ: ما يَسقُط من الزَّندِ.
- في الحديث: "لَلَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَفرحُ بتَوْبة عبدِه من أحدكم يَسقُط على بَعِيره قد أضلَّه". : أيَ يعَثُر على مَوضِعه ويَطَّلع عليه ويَقَع. من قولهم: "على الخَبِير سَقَطْتَ "
- في حديث ابن عُمَر رضي الله عنهما: "كان لا يمرّ بسَقَّاطٍ إلا سَلَّم عليه" .
: أي بائِع سَقَطِ المَتاعِ، وهو رُذاَلُه ، والعوام يُسَمُّونه السَّقَطَى.
- في حديث أبي بكر، رضي الله عنه؛ "بهَذِه الأَظْرُب السَّواقِطِ".
: أي صِغار الجبال المُنخَفِضَة اللَّاطِئَة بالأرض.
- في حديث الإفك: "فأَسقَطوُا لَهَابه".
: أي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلام بسبَب ذلِك، وصحَّفه بَعضُهم فقالوا: أسقطوا لهاته..
سقط
السُّقُوطُ: طرح الشيء، إمّا من مكان عال إلى مكان منخفض كسقوط الإنسان من السّطح، قال تعالى: أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا
[التوبة/ 49] ، وسقوط منتصب القامة، وهو إذا شاخ وكبر، قال تعالى: وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً
[الطور/ 44] ، وقال: فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ
[الشعراء/ 187] ، والسِّقَطُ والسُّقَاطُ: لما يقلّ الاعتداد به، ومنه قيل: رجل سَاقِطٌ لئيم في حَسَبِهِ، وقد أَسْقَطَهُ كذا، وأسقطت المرأة اعتبر فيه الأمران: السّقوط من عال، والرّداءة جميعا، فإنه لا يقال: أسقطت المرأة إلا في الولد الذي تلقيه قبل التمام، ومنه قيل لذلك الولد: سقط ، وبه شبّه سقط الزّند بدلالة أنه قد يسمّى الولد، وقوله تعالى: وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ
[الأعراف/ 149] ، فإنه يعني النّدم، وقرئ: تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا
[مريم/ 25] ، أي: تسّاقط النّخلة، وقرئ: تُساقِطْ بالتّخفيف، أي: تَتَسَاقَطُ فحذف إحدى التاءين، وإذا قرئ (تَسَاقَطْ) فإنّ تفاعل مطاوع فاعل، وقد عدّاه كما عدّي تفعّل في نحو: تجرّعه، وقرئ: يَسَّاقَطْ عليك أي: يسّاقط الجذع.

سقط


سَقَطَ(n. ac. مَسْقَط
سُقُوْط)
a. Fell, dropped, tumbled down; came forth (
fœtus ).
b. Came, fell; abated, lessened (heat).
c. [Fī], Made a slip, error in (speech).
d. [ Ila ], Alighted at the home of, came to.

سَاْقَطَa. Made to fall, drop; threw down one by one.
b. Spoke with, in his turn.
c. Flagged, lagged behind (horse).

أَسْقَطَa. Let fall, drop; miscarried (
female ).
b. Caused to fall into an error, make a mistake.
c. Abated; substracted.

تَسَقَّطَa. Made to be related to himself in detail (
story ).
b. see IV (b)c. Was spoilt, marred, vitiated.

تَسَاْقَطَa. Fell one by one ( leaves & c).
سَقْطa. see 25 (b)b. Worthless, good-for-nothing ( young man ).

سَقْطَةa. Slip; fall; error.

سِقْط
سُقْط (pl.
أَسْقَاْط)
a. Abortion.
b. Sparks.

سَقَط
(pl.
أَسْقَاْط)
a. Refuse, rubbish.
b. Slip; error.
c. Defect; fault; vice.

مَسْقَط
مَسْقِط (pl.
مَسَاْقِطُ)
a. Place, spot.

سَاْقِط
(pl.
سَوَاْقِطُ)
a. Falling &c.; pendant, pendulous.
b. (pl.
سُقَّاْط), Worthless; base, ignoble; mean, paltry.
سَاْقِطَة
( pl.
reg. &
سَوَاْقِطُ)
a. fem. of
سَاْقِط
سَقَاْطa. Sharp sword.

سِقَاْطa. Slip; trip; fall; mistake, error.
b. Scattered dates.

سَقِيْطa. Senseless, empty-headed.
b. Dew; frost, rime; snow; hail; ice.
c. Whelp.

سُقُوْطa. Fall; ruin.

سُقَّاْطَةa. Door-latch, catch, hasp.

N. Ac.
أَسْقَطَa. Substraction.

مَسْقِط الرَّأْس
a. Birth-place; native-land.
سقط
السِّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْطُ: في الوَلَدِ المُسْقَطِ. وامْرَأةٌ مُسْقِطٌ. ويُقال: سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أمِّه، ولا يُقال وَقَع. ومَسْقِطُه: حيْثُ وُلدَ.
وسِقْطُ النارِ: مَكْسُور، ويُفْتَحُ أيضاً.
وسَقَطُ البَيْتِ: مَتاعُه، والجميع الأسْقاطُ. وسَقَطُ البَيْع بَياعُهُ سَقّاطٌ. وهو - أيضاً -: الخَطَأ في الكِتاب والحِساب، أسْقَطَ الرَّجُلُ. ومَنْ يَسْقطُ فلا يُعْتَدُّ به من الجُنْدِ والقَوم وغيرِهم. والساقِطَةُ: اللَئيمُ في حَسَبِه ونَفْسِه، وكذلك الساقِطُ.
والمَرْأةُ الدِّنِيَّةُ الحَمْقاءُ: سَقِيطَة. والسُّقَاطات من الأشياء: ما يُتَهاوَنُ به.
وتَسَقَّطْتُ الخَبَرَ: أي تَلَقَّطْتُه.
وأسْقَاطٌ من الناس: أخْلاطٌ. ويقولون: " لكُلَ ساقِطَةٍ لاقِطَةٌ ".
وفي هذا الأمر مسقطة: أي سُقُوطٌ. وسَيْفٌ سَقّاطٌ وراءَ ضَرِيْبَتِه: إذا نَفَذَها.
ويقولون: " سَقَطَ العَشَاءُ به على سِرْحانٍ ". وسُقِطَ في يَدِه نَدَامَةً.
والسِّقَاطُ: أنْ يكونَ الإنسانُ مَنْكُوباً أبداً. وإذا جاءَ مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْ وِ.
ومَسْقِطُ الرَّمْل: حَيْثُ يَعُودُ إليه طَرَفُه، وسَقْطُه وسِقْطُه كذلك؛ وسُقْطُه.
وسِقْطُ السَّحاب: إذا رُئيَ طَرَفٌ منه كأنَّه ساقِطٌ على الأرض في ناحِيَةِ الأفُق. وسِقْط جَنَاحَي الظَّلِيم والخِبَاءِ. والسَّقِيْطُ: الصَّقِيْعُ والجَلِيْدُ.
س ق ط : سَقَطَ سُقُوطًا وَقَعَ مِنْ أَعْلَى إلَى أَسْفَلَ وَيَتَعَدَّى بِالْأَلِفِ فَيُقَالُ أَسْقَطْتُهُ.

وَالسَّقَطُ بِفَتْحَتَيْنِ رَدِيءُ الْمَتَاعِ وَالْخَطَأُ مِنْ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَالسِّقَاطُ بِالْكَسْرِ جَمْعُ سَقْطَةٍ مِثْلُ: كَلْبَةٍ وَكِلَابٍ وَالسِّقْطُ الْوَلَدُ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى يَسْقُطُ قَبْلَ تَمَامِهِ وَهُوَ مُسْتَبِينُ الْخَلْقِ يُقَالَ سَقَطَ الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ سُقُوطًا فَهُوَ سِقْطٌ بِالْكَسْرِ وَالتَّثْلِيثُ لُغَةٌ وَلَا يُقَالُ وَقَعَ وَأَسْقَطَتْ الْحَامِلُ بِالْأَلِفِ أَلْقَتْ سِقْطًا قَالَ بَعَضُهُمْ وَأَمَاتَتْ الْعَرَبُ ذِكْرَ الْمَفْعُولِ فَلَا يَكَادُونَ يَقُولُونَ أَسْقَطَتْ سِقْطًا وَلَا يُقَالُ أُسْقِطَ الْوَلَدُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَسُقْطُ النَّارِ مَا يَسْقُطُ مِنْ الزَّنْدِ وَسُقْطُ الرِّمْلِ حَيْثُ يَنْتَهِي إلَيْهِ الطَّرْفُ بِالْوُجُوهِ الثَّلَاثَةِ فِيهِمَا وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ سَقَطَ الْفَرْضُ مَعْنَاهُ سَقَطَ طَلَبُهُ وَالْأَمْرُ بِهِ وَلِكُلِّ سَاقِطَةٍ لَاقِطَةٌ أَيْ لِكُلِّ نَادَّةٍ مِنْ الْكَلَامِ مَنْ يَحْمِلُهَا وَيُذِيعُهَا وَالْهَاءُ فِي لَاقِطَةٍ إمَّا مُبَالَغَةٌ وَإِمَّا لِلِازْدِوَاجِ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَتْ السَّاقِطَةُ فِي كُلِّ مَا يَسْقُطُ مِنْ صَاحِبِهِ ضَيَاعًا. 
(س ق ط) : (سَقَطَ) الشَّيْءُ سُقُوطًا وَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ وَسَقَطَ النَّجْمُ أَيْ غَابَ مَجَازًا (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ حِينَ يَسْقُطُ الْقَمَرُ (وَسَوَاقِطُ) فِي حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ «مَا يَسْقُطُ مِنْ الثِّمَارِ قَبْلَ الْإِدْرَاكِ» جَمْعُ سَاقِطَةٍ (وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ) «أَنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَعْطَى خَيْبَرَ بِالشَّطْرِ وَقَالَ لَكُمْ السَّوَاقِطُ» أَيْ مَا يَسْقُطُ مِنْ النَّخْلِ فَهُوَ لَكُمْ مِنْ غَيْرِ قِسْمَةٍ (وَعَنْ) خُوَاهَرْ زَادَهْ أَنَّ الْمُرَادَ مَا يَسْقُطُ مِنْ الْأَغْصَانِ لَا الثِّمَارِ لِأَنَّهَا لِلْمُسْلِمِينَ (وَيُقَالُ) أَسْقَطْتُ الشَّيْءَ فَسَقَطَ (وَأَسْقَطَتْ الْحَامِلُ) مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ الْمَفْعُولِ إذَا أَلْقَتْ سِقْطًا وَهُوَ بِالْحَرَكَاتِ الثَّلَاثِ الْوَلَدُ يَسْقُطُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ مَيِّتًا وَهُوَ مُسْتَبِينُ الْخَلْقِ وَإِلَّا فَلَيْسَ بِسِقْطٍ وَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ أَسْقَطَتْ سِقْطًا لَيْسَ بِعَرَبِيٍّ وَكَذَا فَإِنْ أُسْقِطَ الْوَلَدُ سِقْطًا (وَالسَّقَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ مِنْ الْخَطَأِ فِي الْكِتَابَةِ (وَمِنْهُ) سَقَطُ الْمُصْحَفُ وَرَجُلٌ (سَاقِطٌ) لَئِيمُ الْحَسَبِ وَالنَّفْسِ وَالْجَمْعُ سُقَّاطٌ (وَمِنْهُ) وَلَا أَنْ يَلْعَبُوا مَعَ الْأَرَاذِلِ وَالسُّقَّاطِ (وَالسُّقَاطَةُ) فِي مَصْدَرِهِ خَطَأٌ وَقَدْ جَاءَ بِهَا عَلَى الْمُزَاوَجَةِ مَنْ قَالَ وَالصَّبِيُّ يُمْنَعُ عَمَّا يُورِثُ الْوَقَاحَةَ وَالسُّقَاطَةَ (وَسَقَطُ) الْمَتَاعِ رُذَالُهُ وَيُقَالُ لِبَائِعِهِ سَقَطِيٌّ (وَأَنْكَرَ) بَعْضُهُمْ السَّقَّاطَ فِي مَعْنَاهُ (وَقَدْ جَاءَ) فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَغْدُو فَلَا يَمُرُّ بِسَقَّاطٍ وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ إلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَالْبِيعَةُ مِنْ الْبَيْعِ كَالرُّكْبَةِ مِنْ الرُّكُوبِ وَالْجِلْسَةِ مِنْ الْجُلُوسِ وَيُقَالُ إنَّهُ لَحَسَنُ الْبِيعَةِ كَذَا فَسَّرَهَا الثِّقَاتُ.
س ق ط: (سَقَطَ) الشَّيْءُ مِنْ يَدِهِ مِنْ بَابِ دَخَلَ وَ (أَسْقَطَهُ) هُوَ. وَالْمَسْقَطُ بِوَزْنِ الْمَقْعَدِ السُّقُوطُ. وَهَذَا الْفِعْلُ (مَسْقَطَةٌ) لِلْإِنْسَانِ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ. وَ (الْمَسْقِطُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ الْمَوْضِعُ يُقَالُ:
هَذَا مَسْقِطُ رَأْسِهِ أَيْ حَيْثُ وُلِدَ. وَ (سَاقَطَهُ) أَيْ أَسْقَطَهُ قَالَ الْخَلِيلُ: يُقَالُ: (سَقَطَ) الْوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ وَلَا يُقَالُ: وَقَعَ. وَ (سُقِطَ) فِي يَدِهِ أَيْ نَدِمَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [الأعراف: 149] . قَالَ الْأَخْفَشُ: وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ سَقَطَ بِفَتْحَتَيْنِ كَأَنَّهُ أَضْمَرَ النَّدَمَ. وَجَوَّزَ (أُسْقِطَ) فِي يَدَيْهِ. وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو: لَا يُقَالُ أُسْقِطَ بِالْأَلِفِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ. وَ (السَّاقِطُ) وَ (السَّاقِطَةُ) اللَّئِيمُ فِي حَسَبِهِ وَنَفْسِهِ وَقَوْمٌ (سَقْطَى) بِوَزْنِ مَرْضَى وَ (سُقَّاطٌ) مَضْمُومًا مُشَدَّدًا. وَ (تَسَاقَطَ) عَلَى الشَّيْءِ أَلْقَى نَفْسَهُ عَلَيْهِ. وَ (السَّقْطَةُ) بِالْفَتْحِ الْعَثْرَةُ وَالزَّلَّةُ وَكَذَا (السِّقَاطُ) بِالْكَسْرِ. وَ (سَقْطُ) الرَّمْلِ مُنْقَطِعُهُ. وَسَقْطُ الْوَلَدِ مَا يَسْقُطُ قَبْلَ تَمَامِهِ. وَسَقْطُ النَّارِ مَا يَسَقُطُ مِنْهَا عِنْدَ الْقَدْحِ. وَفِي الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: كَسْرُ السِّينِ وَضَمُّهَا وَفَتْحُهَا. قَالَ الْفَرَّاءُ: سَقْطُ النَّارِ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ. وَ (أَسْقَطَتِ) النَّاقَةُ وَغَيْرُهَا أَيْ أَلْقَتْ وَلَدَهَا. وَ (السَّقَطُ) بِفَتْحَتَيْنِ رَدِيءُ الْمَتَاعِ. وَالسَّقْطُ أَيْضًا الْخَطَأُ فِي الْكِتَابَةِ وَالْحِسَابِ. يُقَالُ: (أَسْقَطَ) فِي كَلَامِهِ وَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ فَمَا (سَقَطَ) بِحَرْفٍ وَمَا (أَسْقَطَ) حَرْفًا عَنْ يَعْقُوبَ قَالَ: وَهُوَ كَمَا تَقُولُ: دَخَلَ بِهِ وَأَدْخَلَهُ وَخَرَجَ بِهِ وَأَخْرَجَهُ وَعَلَا بِهِ وَأَعْلَاهُ. وَ (السَّقِيطُ) الثَّلْجُ وَالْجَلِيدُ. وَ (تَسَقَّطَهُ) أَيْ طَلَبَ سَقَطَهُ. وَ (السَّقَّاطُ) مَفْتُوحًا مُشَدَّدًا الَّذِي يَبِيعُ السَّقَطَ مِنَ الْمَتَاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ: «كَانَ لَا يَمُرُّ بِسَقَّاطٍ وَلَا صَاحِبِ بِيعَةٍ إِلَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ» وَالْبِيعَةُ مِنَ الْبَيْعِ كَالرِّكْبَةِ وَالْجِلْسَةِ مِنَ الرُّكُوبِ وَالْجُلُوسِ. 
[سقط] سقط الشئ من يدى سُقوطاً، وأَسْقَطْتُهُ أنا. والمَسْقَطُ، بالفتح: السُقوطُ. وهذا الفعلُ مَسْقَطَةٌ للإنسان من أعين الناس. والمسقط، مثال المجلس: الموضع. يقال: هذا مَسْقِطُ رأسي، أي حيث ولدت. وأتانا في مسقط النجمِ: حيثُ سَقَطَ. وساقَطَهُ، أي أسقطه، وقال يصف الثور والكلاب: يساقط عنه روقه ضارياتها * سِقاطَ حديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلا * قال الخليل: يقال سقط الولد من بطن أمه، ولا يقال وقع. وسُقِطَ في يده، أي ندِمَ. ومنه قوله تعالى: {ولَمَّا سُقِطَ في أيديهم} قال الأخفش: وقرأ بعضهم: " سَقَطَ " كأنّه أضمر الندم. وجوَّز أُسْقِطَ في يده. وقال أبو عمرو: ولا يقال أسقط في يده بالالف على ما لم يسمَّ فاعلُه. وأحمد بن يحيى مثله. والساقط والساقطة: اللئيم في حسبه ونفسه.وقوم سقطى وسقاط. وتساقط على الشئ، أي ألقى بنفْسه عليه. والسَقْطَةُ: العَثَرَةُ والزَلَّةُ. وكذلك السِقاطُ. قال سويد بن أبي كاهل: كيف يَرْجونَ سِقاطي بَعْدَ ما * جَلَّلَ الرأسَ مشيبٌ وصَلَعْ * والسِقاطُ في الفرس: استرخاء العَدْوِ. وسِقاطُ الحديث: أن يتحدَّث الواحدُ وينصتَ له الآخر، فإذا سكت تحدَّث الساكتُ. قال الفرزدق: إذا هُنَّ ساقَطْنَ الحديثَ كأنّه * جَنى النَحْلِ أو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ * وسَقْطُ الرملِ: مُنْقَطَعُهُ. وفيه ثلاث لغاتٍ: سِقْطٌ وسُقْطٌ وسَقْطٌ. وكذلك سَقْطُ الولد، لما يَسْقُطُ قبل تمامه. وسَقْطُ النارِ: ما يَسْقُطُ منها عند القدح في اللغات الثلاث. قال الفراء: سقْطُ النار يذكر ويؤنث. وأسقطت الناقة وغيرها، إذا ألقت ولدَها. والسِقْطانِ من الظليم: جناحاه. وسِقْطُ السحابِ: حيث يُرى طرفُه كأنه ساقِطٌ على الأرض في ناحيةِ الأفق، وكذلك سِقْطُ الخِباءِ. وسِقْطا جناحِ الطائر: ما يُجَرُّ منهما على الارض. وأما قول الشاعر : حَتى إذا ما أضاء الصبح وانبعثت * عنه نَعامَةُ ذي سِقْطَيْنِ مُعتكِرُ * فإنّه عنَى بالنعامة سوادَ الليل. وسِقْطاهُ: أوّله وآخره، وهو على الاستعارة. يقول: إنَّ الليل ذا السِقْطَيْنِ مضى وصَدَقَ الصبحُ. والسَقَطُ: ردئ الطعام. والسقط: الخطأ في الكتابة والحساب. يقال: أَسْقَطَ في كلامه. وتكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أسقط حرفا، عن يعقوب. قال: وهو كما تقول: دخلت به وأدخلته، وخرجت به وأخرجته، وعلوت به وأعليته. والسقيط: الثلج. قال الراجز : وليلة يامى ذات طل * ذات سقيط وندى مخضل * طعم السرى فيها كطعم الخل * والمرأة السَقيطَةُ: الدَنِيَّةُ. وتَسَقَّطَهُ، أي طلب سَقَطَهُ. قال الشاعر : ولقد تسقَطني الوشاةُ فصادفُوا * حَصِراً بِسِرِّكِ يا أميم ضنينا * والسقاط : السيف يسقط من وراء الضريبة يقطعها حتى يجوزَ إلى الأرض. قال الشاعر :

يُتِرُّ العَظْمَ سَقَّاطٌ سُراطي * والسَقَّاطُ أيضاً: الذي يبيع السَقَطَ من المتاع. وفى الحديث: " كان لا يمر بسقاط ولا صاحب بيعة إلا سلم عليه ". والبيعة من البيع، كالركبة والجلسة من الركوب والجلوس.
[سقط] فيه: لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم "يسقط" على بعيره قد أضله، أي يعثر على موضعه ويقع عليه كما يسقط الطائر على وكره. ك: سقط على بعيره، أي صادفه وقد أضله أي أضاعه. نه: سئل صلى الله عليه وسلم عن شئ فقال: على الخبير "سقطت" أي على العارف به وقعت، وهو مثل. نه: أي صادفت خبيرًا بحقيقة ما سألت عارفًا بخفيه وجليه. نه: لأن أقدم "سقطا" أحب إلى من مائة مستلم، هو بكسر سينها أكثر من الضم والفتح ولد يسقط من بطن أمه قبل تمامه، والمستلم لابس عدة الحرب، يعنى ثواب السقط أكثر من ثواب كبار الأولاد، لأن فعل الكبير يخصه أجره وإن شاركه الأب في بعضه، وثواب السقط موفر على الأب. ومنه: تحشر ما بين "السقط" إلى الشيخ الفإني مردا مجردا مكحلين. وفي ح الإفك: "فاسقطوا" لها به، يعنى الجارية أي سبوها وقالوا لها من سقط الكلام وهو رديه، بسبب حديث الإفك. ك: في سؤالها وانتهارها وتهديدها بسقط وباطل من القول، وصحفه بعضهم فرووا: لهاته - بمثناة فوق وهو سقف الفم، - يريد من شدة الضرب - ويتم في لها. نه: ومنه ح أهل الجنة: ما لى لا يدخلنى إلا ضعفاء الناس و"سقطهم" أي أراذلهم وأدوانهم. ك: هو بفتحتين أي الساقطون عن أعين الناس، فان قيل: يدخل فيها من الأنبياء والملوك العادلة العلماء المشهورين قلت: يريد أن أكثرهم الفقراء والبله، وأما غيرهم من أكابر الدارين فهم قليلون وهم أصحاب الدرجات العلى، وقيل: معنى الضعيف الخاضع لله المذل نفسه له المتواضع للخلق. نه: ومنه: يبتغى "سقط" العذارى، أي عثراتها وزلاتها، وهى جمع عذراء. وح ابن عمر: لا يمر "بسقاط" أو صاحب بيعة إلا سلم عليه، وهو من يبيع سقط المتاع أي رديه. وفيه ح: هذه الأظرب "السواقط" أي صغار الجبال المنخفضةو: أسقط، كما يقال: حصل في يده مكروه. و"تسقط عليك رطبا" هو تمييز، وبالياء للجذع وبالتاء للنخلة.
س ق ط

سقط في مهواة، وسقط من الجبل، وسقط الشيء من يده. وهذا مسقط السوط. وهذه مساقط الغيث ومواقعة. وأسقطته وساقطته كقولك: أعليته وعاليته. قال بشر:

كادت تسقاط مني منة فزعاً ... معاهد الحيّ والحزن الذي أجد

وتساقط على المتاع: ألقى نفسه عليه، وتساقط على الرجل يفيه بنفسه. وأسقطت المرأة، وهي مسقط ومسقاط. ويقال: سقط الميت من بطن أمه ووقع الحيّ، وألقت سقطاً ميتاً. وانقدح سقط الزند. قال ذو الرمة:

فلما تمشى السقط في العود لم يدع ... ذوابل مما يجمعون ولا خضرا

وهذا سقط الرمل ومسقطه: لمنتهاه. وردّ الخيّاط السقاطات. وفي مثل " لكل ساقطة لاقطة ".

وأصبحت الأرض مبيضّة من السقيط وهو الجليد. قال:

وليلة يا ميّ ذات طلّ ... ذات سقيط وندي محضلّ

ومن المجاز: " على الخبير سقطت ". وفي مثل " سقط العشاء به على سرحان ". وقال الجعدي:

سقطوا على أسد بلحظة مش ... بوح السواعد باسل جهم

وهي مأسدة كبيشة وخفان وغيرهما. وسقط من منزلته. وأسقطه السلطان. و" سقط في يده " وأسقط. وسقط على المبنى للفاعل: ندم، وهو مسقوط في يده وساقط في يده: نادم. وهذا البلد مسقط رأسي، وفلان يحنّ إلى مسقطه. قال:

خرجنا جميعاً من مساقط رؤسنا ... على ثقة منا بجود ابن عامر

وسقط النجم والقمر: غابا. قال عمر بن أبي ربيعة:

هلا دسست رسولاً منك يعلمني ... ولم يعجل إلى أن يسقط القمر

وفلان ساقط من السقاط، وساقطة من السواقط: دنيء لئيم الحسب. قال:

نحن الصميم وهم السواقط

وقال ذو الرمة:

وكان أبوك ساقطة دعياً ... تردد دون منصبه فحارا

وامرأة سقيطة: لقيطة. وسقط من عيني، وهذا الفعل مسقطة لك من العيون. وسيف سقاط: قطاع يسقط من وراء الضريبة. قال الهذلي:

كلون الملح ضربته هبير ... يتر العظم سقاط سراطي

وما له إلا سقاطة البيت وسقطه وأسقاطه وهي أثاثه من نحو الفأس والإبرة والقدر، وأعطاني من سقاطة المتاع: من رذاله، وهو يبيع سقط المتاع وأسقاطه نحو التابل والسكر والزبيب، وهو سقطي وصاحب سقط وسقاط، وقد أبي. وهو من سقط الجند: ممن لا يعتد به. وأسقط العارض اسمه. وسقط من الديوان. وأسقط في كتابه وحسابه: أخطأ. وتكلم فما سقط بحرف وما أسقط حرفاً، وفي كتابه وحسابه سقط: خطأ. وفي الدار أسقاط من الناس وألقاط. ولا يخلو أحد من سقطة ومن سقطات، وفلان يتتبع السقطات، ويعدّ الفرطات.

والكامل من عدت سقطاته. وتسقطته: تتبعت عثرته وأن يندر منه ما يؤخذ عليه. قال:

ولقد تسقّطني الوشاة فصادفوا ... حصراً بسرّك يا أميم ضنينا

وتسقط الخبر: أخذه شيئاً بعد شيء. وإنه لفرس ساقط الشدّ إذا جاء منه شيء بعد شيء. وهو يساقط العدو: يأتي به على مهل. قال:

بذي ميعة كان أدنى سقاطه ... وتقريبه الأعلى ذآليل ثعلب

وساقط فلان إذا لم يلحق ملحق الكرام. وقال:

كيف يرجون سقاطي بعدما ... لفع الرأس مشيب وصلع

ورجل قليل السقاط. وتذاكرنا سقاط الأحاديث، وساقطهم أحسن الحديث وهو أن يحادثهم شيئاً بعد شيء. قال ذو الرمة:

ونلنا سقاطاً من حديث كأنه ... جنى النحل ممزوجاً بماء الوقائع

وقعد على سقط الخباء وهو رفرفه استعير من سقط الرمل، ومنه أرخت السحابة سقطها: هيدبها. قال الراعي:

أعبد الله للبرق اليماني ... يضيء حبيّ ذي سقطين داني

وخفق الظليم بسقطيه. قال:

عنس مذكرة كأن عفاءها ... سقطان من كنفي ظليم جافل

وقال الراعي:

حتى إذا ما أضاء الصبح واكشفت ... عنه نعامة ذي سقطين معتكر

أراد به الليل من قولك: رفع الظليم سقطيه ومضى. وهززت الغصن فساقط ثمره وتساقط ثمره. وتساقط إليّ خيره.
(س ق ط)

السقطة: الْوَقْعَة الشَّدِيدَة.

سقط يسْقط سقوطاً، فَهُوَ سَاقِط، وَسُقُوط: وَقع. وَكَذَلِكَ: الْأُنْثَى، قَالَ:

من كل بلهاء سُقُوط البرقع ... بَيْضَاء لم تحفظ وَلم تضيع

يَعْنِي: أَنَّهَا لم تحفظ من الرِّيبَة وَلم يضيعها والداها.

ومسقط الشَّيْء ومسقطه: مَوضِع سُقُوطه، الْأَخِيرَة نادرة.

وَقَالُوا: الْبَصْرَة مسْقط رَأْسِي، ومسقطه.

وأسقطه هُوَ.

وتساقط الشَّيْء: تتَابع سُقُوطه.

وساقطه مساقطة، وسقاطاً: تَابع إِسْقَاطه. قَالَ:

يساقط عَنهُ روقه ضارياتها ... سقاط حَدِيد الْقَيْن أخول أخولا

وأسقطت الْمَرْأَة وَلَدهَا، وَهِي مسْقط: ألقته لغير تَمام، من السُّقُوط.

وَهُوَ السقط، والسقط، والسقط.

وَسقط النَّار، وسقطها، وسقطها: مَا سقط بَين الزندين قبل استحكام الورى، وَهُوَ مثل بذلك.

وَسقط الرمل، وسقطه، وسقطه، ومسقطه: حَيْثُ انْقَطع معظمه ورقّ، لِأَنَّهُ كُله من السُّقُوط، الْأَخِيرَة إِحْدَى تِلْكَ الشواذ، وَالْفَتْح فِيهَا على الْقيَاس لُغَة.

وسقاط النّخل: مَا سقط من بسره.

وسقيط السَّحَاب: الْبرد.

والسقيط: الجليد، طائية، وَكِلَاهُمَا من السُّقُوط.

وسقيط الندى: مَا سقط مِنْهُ على الأَرْض.

والسقط: مَا اسقط من الشَّيْء.

وَسقط الْبَيْت: خرثيه، لِأَنَّهُ سَاقِط عَن رفيع الْمَتَاع. وَالْجمع: أسقاط.

وأسقاط النَّاس: أوباشهم عَن اللحياني على الْمثل بذلك.

وَسقط الطَّعَام: مَا لَا خير فِيهِ مِنْهُ.

وَقيل: هُوَ مَا يسْقط مِنْهُ.

والسقط: مَا تنوول بَيْعه من تابل. وَنَحْوه، لِأَن ذَلِك سَاقِط الْقيمَة.

وبائعه: سقاط.

والسقاطة: مَا سقط من الشَّيْء.

وساقطه الحَدِيث سقاطاً: سقط مِنْك إِلَيْهِ، وَمِنْه إِلَيْك.

وَسقط إِلَى قوم: نزلُوا عَليّ، وَفِي حَدِيث النَّجَاشِيّ وَأبي سمال: " فَأَما أَبُو سمال فَسقط إِلَى جيران لَهُ ": أَي اتاهم فأعاذوه وستروه.

وَسقط الْحر يسْقط سقوطا: يكنى بِهِ عَن النُّزُول، قَالَ النَّابِغَة الْجَعْدِي:

إِذا الْوَحْش ضم الْوَحْش فِي ظللاتها ... سواقط من حر وَقد كَانَ أظهرا

وَسقط عَنْك الْحر: أقلع. عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَأَنَّهُ ضد.

والسقط، والسقاط: الْخَطَأ فِي القَوْل والحساب وَالْكتاب.

وَسقط فِي كَلَامه سقوطاً: أَخطَأ.

وَتكلم فَمَا اسقط كلمة، وَمَا اسقط فِي كلمة، وَمَا سقط بهَا: أَي مَا أَخطَأ فِيهَا. وتسقطه، واستسقطه: عالجه على أَن يسْقط فيخطيء، أَو يكذب، أَو يبوح بِمَا عِنْده، قَالَ:

وَلَقَد تسقطني الوشاة فصادفوا ... حجئا بسرك يَا أميم ضنينا

وَسقط فِي يَد الرجل: زل وَأَخْطَأ. وَفِي التَّنْزِيل: (ولما سقط فِي أَيْديهم وَرَأَوا أَنهم قد ضلوا) . قَالَ الْفَارِسِي: سقط فِي أَيْديهم: ضربوا بأكفهم على أَيْديهم من النَّدَم. فَإِن صَحَّ ذَلِك فَهُوَ إِذا من السُّقُوط وَقد قريء: (سقط فِي أَيْديهم: أَي سقط النَّدَم فِي أَيْديهم كَمَا تَقول لمن يحصل على شَيْء وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يكون فِي الْيَد: قد حصل فِي يَده من هَذَا مَكْرُوه، فَشبه مَا يحصل فِي الْقلب وَفِي النَّفس، بِمَا يحصل فِي الْيَد وَيرى بِالْعينِ.

والسقط: الفضيحة.

والساقطة، والسقيط: النَّاقِص الْعقل، الْأَخِيرَة عَن الزجاجي. وَالْأُنْثَى: سقيطة.

والساقط: الْمُتَأَخر عَن الرِّجَال.

وساقط الْفرس الْعَدو سقاطا: إِذا جَاءَ مسترخيا.

والسواقط: الَّذين يردون الْيَمَامَة لامتياز التَّمْر.

والسقاط: مَا يحملونه من التَّمْر.

وَسيف سقاط وَرَاء الضريبة: وَذَلِكَ إِذا قطعهَا وَوصل إِلَى مَا بعْدهَا. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الَّذِي يقد حَتَّى يصل إِلَى الأَرْض بعد أَن يقطع.

وَسقط السَّحَاب: طرفه.

وسقطا الخباء: ناحيتاه.

وسقطا الطَّائِر، وسقاطاه، ومسقطاه: جناحاه.
سقط: سقط ل: وقع على يقال: سقط لفيه ويديه (حيان - بسام 3: 4 ق): سقط أخفق، خاب (بوشر).
سقط من نظر الملك: لم تعد له مكانة عند الملك: مثل سقط فلان من عيني في معجم لين.
سقط: وثل بغتة يقال: سقط الرجل وسقط الخبر وسقط الكتاب وغير ذلك (عباد 1: 252) وسقط إلى فلان (عباد 1: 221) وفي حيان - بسام (3: 50ف): سقط الخبر إلينا بذلك. وسقط على فلان، ففي عباد (1: 388): سقط الخبر عليه. وفي بسام (3: 50 ق): سقط عليه كتاب. سقط في مصطلح الرياضيات: طرح (بوشر، همبرت ص122).
سقط في حق أحد: غضب عليه، تميز من الــغيظ (بوشر).
سُقِط في يده: قارن مع ما يقوله لين تعليقة كاترمير في مملوك (1، 1: 48). وفي معجم فوك (باللاتينية) ما معناه: تحيْر وندم.
سَقَّط (بالتشديد). سَقَّط النوار: انتزع الأزهار (ألكالا).
سقَّط الرز في الموية صب الرز في الماء المغلي. (بوشر).
سقَّط: رصَّع، ففي المقري (2: 712) وجميعها بسرج ولجم مسقّطة بالذهب والفضة وبعضها سرجها وركبها كلها ذهب وكذلك لجمها.
سقَّط: رصَع الفولاذ بذهب أو فضة. ويقال أيضاً: سقّط البولاد بالذهب (بوشر) وفي مملوك (1، 2: 203) عمجاه مسقَّطة بذهب (أسيئت ترجمتها).
سقَّط: ألقى الجنين من بطن أمه قبل تمامه، القي سِقطا (باين سميث 1590، ألف ليلة برسل 9: 279).
أسقط: أسقط الورق: حث ورق الشجر. وشذب الأشجار (ألكالا) والمصدر منه إسقاط.
أسقط: رفت الموظفين والجند وفصلهم وسرّحهم (عباد 1: 221، 228 رقم 21، معجم البلاذري، المقري 2: 764، (انظر إضافات) الجريدة الآسيوية 1851، 1: 78 رقم 3) ويقال: أسقط الجند أي حذفهم من ديوان العسكر، ففي تاريخ البربر (1: 400): أسقطهم من ديوانه.
أسقط: حذف عبارة مما كتب، ففي دي ساسي (طرائف 2: 267): وأما خِلَعهم وخِلَع الوزراء ونحوهم فأسقطُتها من كلام ابن فضل الله لأنها كانت من الحرير والذهب وهي محرمة. (ابن البيطار 2: 542، المقري 3: 760).
وقد كتب لسان الدين بن الخطيب في هامش المقالة التي خصصها لابن فرقون في الإحاطة: يُسْقَط هذا الساقط من الديوان ويضيف المقري: ولَعَّل لسان الدين إنَّما أمر بإسقاطه من الإحاطة لما يتهم به من معنى بيتيه السابقين ويحتمل أن يكون لغير ذلك.
ولعل أسقط تعنى عدم ذكر الشخص في الكتاب. (انظر المقري 1: 612). وفي معجم فوك: أخرج، أبعد.
أسقط مُرَوءتَه وهمته عمل ما يشينه ويسربله العار. ففي رياض النفوس (ص95 و): ردَّ شهادة رجل وأسقطه من أجل إنه كان ينزل من حانوته ويتصرف متَّزراً بمئزر عاري البدن فقال أسقط مروءته وهمته.
أسقط فلان: ردّ شهادته، انظر ما تقدم.
أسقط: أنسى ذكر. ففي حيان - بسام (1: 74 ق): فجاء بفتكة أسقطت كل من فتك قَبْلَه.
أسقطه من نظره: سخط عليه، أعدمه الخطوة (بوشر).
أسقط: من مصطلح الحساب: طرح (بوشر، همبرت ص 122).
أسقط سقطة: أخطأ وزلّ (المقدمة 3: 344) تسقّط: سقط (فوك).
تسقّط: تشوَّه (بوشر).
تساقطوا: تركوا المكان وغادروه واحداً بعد الآخر (انظر استخرج في مادة خرج).
تساقطوا إلى فلان: وصلوا إليه واحداً بعد الآخر. (تاريخ البربر 2: 408، 411، 413).
انسقط: سقط وابتعد (فوك).
استسقط: سقط الجنين ونزل من بطن امه قبل تمامه.
استسقط انظر المصدر استسقاط فيما يلي.
سِقْط: خسيس، دنئ دْون، ساقط، (ديوان الهذليين ص34، البيت 2).
سَقَّط: كسيح، مشوه، عاجز (بوشر) وهذا هو ضبط الكلمة فيه غير إنه لا يضبطها بهذا الشكل في الكلمات التي تليها.
سَقَط: طرح، إخراج في علم الحساب (همبرت ص122).
سَقَط: التهاب الحافر، مرض في رجل الفرس (بوشر).
سقَط: مصاب بالتهاب الحافر (بوشر).
سقط القمح: مرض يصيب القمح فلا ينمو (بوشر) سقط: ذكر فوك هذه الكلمة في مادة margarita ولما كانت هذه الكلمة تعنى اللؤلؤ فإني أظن أنها خطأ. والصواب سَفط وهي العلبة التي يحفظ بها اللؤلؤ.
سَقْطِيّ: دواء مُسقِط، مجهض (بوشر).
سَقَطِيّ. سوق السقطية: سوق الأمصرة، سوق الكروش (بوشر).
سقاط: ضعف، خور، وهن، عجز (هلو) وفيه سقات وهو خطأ.
سُقُوط؛ سقوط الوَرَق: تناثر ورق الأشجار (الكالا).
سُقُوط: صرع عند الأطباء (محيط المحيط).
سُقْوط: يقال في علم الفلك إن الكوكب السيار في حالة سقوط أو هبوط حين يكون في برج قليل التأثير (دي سلان المقدمة 2: 219 رقم 7).
سقيط. سقيط في عراقيب الخيل: جَرَذ داخلي، ورم عَظمي يصيب عرقوب الخيل من الداخل (بوشر).
سَقَاطة: قلة الأدب، فظاظة، خشونة، جلافة وقاحة، سفاهة (ألكالا)، دناءة - ضعة النفس. ففي ألف ليلة (برسل 8: 218): أترى خسَّة هذا الرجل وسقاطته؟ لقد أعطيته ثمانية آلاف درهم فإذا سقط منها درهم واحد التقطه ولم يتركه لخدمك.
وفي معجم فوك؛ دناءة، حقارة خسّة، خساسة.
سُقاطُة: بالأسبانية: Zoqueta وتعني قطعة خشب قصيرة ضخمة تبقى من الخشب الذي استعمل، وهي: سُقَاطة: نفاية، رذالة، حثالة.
سَقَّاطه: سقاط الورق: من يحث ورق الأشجار فيجعله يتساقط (ألكالا). سُقَّيْط (انظر لين): يطلق هذا الاسم في الصعيد على أصول الشجر المقطوع المستعمل للوقود (ابن البيطار 1: 279).
ساقط: سافل، قليل الأدب، وقح، جلف، سفيه (ألكالا).
ساقط: بسيط، ساذج أبله ضعيف العقل، أحمق (ويرن ص9).
ساقط الحشمة: سفيه. متهتك، خالع العذار، وقاح. (الخطيب ص136 و).
ساقط: مفرط، مغالٍ، متجاوز الحد، شنيع، منكر (الكالا).
قول ساقط: رأي لا سند له (تاريخ البربر 1: 115) الساقط في نسبهم: الغريب الذي ينضم إلى قبيلة ويكون مولى لها (دي سلان المقدمة 1: 239) أسْقَطُ: أخس، أدنأ. (الفخري ص210) وفي حيان - بسام (ص1: 114 و): اتفقوا على القول إنه لم يجلس في الإمارة منذ تلك الفتنة اسقط منه ولا انقص.
أَسْقَطُ: ما يجب حذفه وتركه. (معجم الماوردي) إسْقاط: عند الحسابيين الطرح: (بوشر)، محيط المحيط).
مَسْقُوط: سِقْط، طِرْح، الولد الذي يسقط من بطن أمه ميتاً. (بوشر).
مِسْقُوط: جهيض، طِرح، سِقط. والثمر لم ينضج ولم ينم نباته. (همبرت ص26).
مَسْقُوط: مرذول، منبوذ، مطروح، نفاية (ألكالا).
مَسْقُوط: آدر، (هبوط الأمعاء .. الفتق، الرحم ونحو ذلك) (بوشر).
ضاد مسقوطة: حرف الضاد مقابل الظاء التي تسمى ظاء مرفوعة (معجم البيان).
اسْتِسْقاط: عند الرازي: سقم، سقام، ضنى. (معجم المنصوري) ويقول المؤلف أن هذه الكلمة غير ملائمة، لأنه إذا أريد التعبير عن سقوط القوة لا يمكن استعمال استسقط التي تعنى طلب سقوطها.
سقط
سقط الشيءُ من يدي سقوطاً ومسْقطاً - بفتحْ القاف -. وهذا الفعلُ مسقطةُ للإنسان من أعين الناس.
والمسْقُط - أيضاً - عن الأصمعّي: مَسْقط الرأسِ أي حيثُ ولطُ. وغيرهُ يكسرِ القاف.
ومسْقُطَ - أيضاً -: قريةَ على ساحلِ بحرِ فارسَ ممّا يلي برّ اليمنَ، وهو معربُ مشَكتْ.
ومسْقطَ - أيضاً -: رستاَقّ بساحلِ بحرِ الخزرِ.
ومسْقطَ الرَّمْلِ: في طرَيق البصرةَ بينهاَ وبينَ النباج.
ويقالُ: أنا في مَسْقطِ النجمْ: أي حيثُ سقطَ.
ومسْقطَ كل شيْءٍ: منقَطعه، وأنشدَ الأصمعيّ.
ومنهلٍ من الفلا في أوْسَطهِ ... من ذا وها ذاك وذا في مسْقطهِ
وقال الخليل: يقال سقطَ الولدُ من بطنِ أمه، ولا يقال: وقعَ.
وسِقط في يديهْ: أي ندَم وتحيِر، وقال الله تعالى:) ولما سُقِطَ في أيديهم (، وقرأ طاووس:) ولما سَقَطَ (بفتحْ السّين كأنه أصمرَ الندمَ، وإنما قيل: " سقطَ " على ما لم يسمّ فاعلهُ؛ كما يقال رغبَ في فلانٍ، ولا يقال سقطتُ كما لا يقال رغبتُ، إنما يقال رغبُ في ّ، ولا سقط فلانّ في يدهِ بمعنى ندمِ، وهذا نظمَ لم يسمَعْ قبل القرآن ولا عرَفته العَرب. والأصلُ فيه نزوْلُ الشيءِ من أعلى إلى أسفل ووقوعهُ على الأرضْ، ثم اتسعَ فيه فقيلَ للخطأ من الكلام: سقطَ؛ لأنهم شبهوه بما لا يحتاجُ إليه فيسْقطَ، وذكرَ اليدَ لأنّ يحدث في القلبِ وأثرهُ يظهرُ في اليدِ؛ كقوله تعالى:) فأصْبح يقلب كفيهْ على ما أنْفقَ فيها (وكقولهْ عزّ وجلّ:) ويوم يعضّ الظالم على يديه (لأن اليد هي الجارحة العظمى فربماّ يسندّ إليها ما لم تباشرْه؛ كقولهِ تعالى:) ذلك بما قدمتْ يداكَ (.
والسّاقطُ والسْاقطة: اللّئيم في حسبهَ ونفسهِ، وقومّ سقطى وسُقاّط وسِقاّط كنائمٍ ونَيامٍ.
وسقطُ الرّمْلِ وسِقطهُ وسُقطهُ: منقطعهُ، قال امرؤ القيسْ:
قفا نَبكْ من ذِكْرى حبيبٍ ومنزلِ ... بِسقطَ اللوى بين الدّخولِ فَحْوملِ
وكذلك سقطَ الولدَ: للذّي يسْقطَ قبل تمامهِ؛ فيه ثلاثُ لغاتٍ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: إنّ السّقطّ ليراغمُ ربه إنْ أدْخلَ أبويهِ النّارَ فَيجرهما بسررهِ حتىّ يدخلهاّ الجنةَ، أي يغاضبهُ. وفي حديثهِ الآخر: يظلَ السّقطْ محْبنطئاً على بابِ الجنة، يروى بالهمز وترْكه. وفي حديثه الآخر: يحشر مابين السقط إلى الشيخْ الفاني مردْا جرداً مكحّلْين أوْلي أفانينَ، وهي الخصلُ من الشعرَ.
وكذلك سقطُ النّار: لما يسْقطَ منها عند القدْح، فيه ثلاثُ لغاتٍ، قال الفرّاءُ: سقطُ النّارِ يذكرّ ويؤنث، قال ذو الرّمة:
وسقطٍ كعينِ الديكِ عاوَرْتُ صاحبي ... أباها وهيأنا لموْقعها وكرَ
وسقطا الظلْيم: جناحاه، قال الرّاعي:
حتّى إذا ما أضاءَ الصبْحُ وانْكشفتَ ... عنه نعامة ذي سقطينِ معْتكرِ
ويروْى: منشمرِ. وقال آخر: عنس مذكرة كأنّ عفاءها ... سقطانِ من كنفي ظليمٍ جافلِ
وسقطاْ اللّيال: رواقاه.
وسقط السّحاب: حيثُ يرى طرفه كأنه ساقطَ على الأرضْ في ناحيةِ الأفقِ. وكذلك سقطَ الخباءِ.
والسقّط - بالتحريك -: الخطأ في الكتابةِ والحسابِ، يقال: تكلمَ بكلامٍ فما سقطَ بحرفٍ.
والسقطَ؟ أيضاً -: رديءُ المتاعَ. والسقاط والسقطيّ: بائعه، ومنه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنه كان يغدو فلا يمر بسقاطِ ولا صاحبِ بيعةٍ إلاّ سَلّم عليه. البيعْة من البيعِ كالرّكبةِ والجلْسةِ من " الركوبو " الجلْوس: والسقاط - أيضاً -: السيفُ الذي يسْقطَ من وراءِ الضريبة يقطعها حتى يجوز إلى الأرضْ، قال المتنخلُ الهذلي يصف سيْفاً:
كلْونِ الملْحِ ضرْبتهُ هبيرِ ... يبرّ العظمَ سقاط سراطي
والسقطةُ: العثرة.
والسقطة: الثلْج والجليدُ، قال:
وليلةٍ يا ميّ ذاةِ طلّ ... ذاةِ سقطٍ وندىً مخضلّ
طعمُ السرى فيها كطعمِ الخل
والمرأةُ السقيْطة: الدنيئةُ.
وقال ابن دريدٍ: سقاطة كل شيءٍ - بالضم -: رذالتهُ.
وسقاطُ النخْلِ: ما سقطَ منه. وسقاطُ كلّ شيءٍ وسقاطتهُ: ما سقطَ منه. وقيل: السقاّط جمعُ سقاطةٍ، قال المتنخّلُ الهذليّ:
إذا ما الحرْجفُ النكباءُ ترميْ ... بيوتَ الحيّ بالورقَ السقاطِ
ويروْى: " السّقاطِ " بالكسرْ: جمع ساقطٍ.
ويقال: سقطّ وسقاطّ كطويْلٍ وطوالٍ.
وساقطةَ - ويقال: ساقطةَ النعل -: موْضعّ. وتقولُ العربَ: فلانّ ساقط ابنُ ماقطِ ابنِ لاقطٍ: تتسابّ بها، فالساَقطُ عبدْ الماقطِ والماقطَ عبدّ اللآقطِ واللآقطُ عبدّ معتقّ.
وعن أنس - رضي الله عنه - أنّ النبي - صلّى الله عليه وسلّم - مرّ بتمرةٍ مسقْوطةٍ مثل قولهِ تعالى:) كان وعده مأتيّاً (. أي آتياً، وقيل: مسقوطة بمعنى النسب؛ أي ذاة سقوطٍ كجاريةٍ مغنوجةٍ أي ذاةِ غنجٍ؛ ولا يقال: غنَجْتها، ويمكن أن يكون من الإسقاط مثل أحمهّ الله فهو محمومّ.
ويقال: أسْقطت الشيْءَ من يدي، وجوز الأخفش: أسْقط في يديهْ مكان سقط في يديه. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقطَ بالألفِ على ما لم يسْم فاعله، وأحمدُ بن يحيى مثله.
وأسقطت النّاقة وغيرها: إذا ألْقت ولدها.
وأسْقط؛ في كلامه: من السقط يقال: ما أسقط حرْفاً؛ عن يعقوب، كما يقال: ما سقط بحرفٍ، قال: وهو كما تقول: دخلتُ به وأدْخلته وخرجْتُ به وأخْرجته وعلوت به وأعليته.
وساقطه: أي أسْقطه، قال ضابيءُ بن الحارثِ البرجميّ:
يساقطَ عنه روقةُ ضارياتهاِ ... سقاط حديدِ القيْنِ أخوْلَ أخْولا
والسقاط: العثرةُ والزلة كالسقطة، قال سويدُ ابن أبى كاهلٍ اليشكريّ
كيف يرجون سقاطي بعدْما ... لاحَ في الأسِ بياضّ وصلَعْ
والسقاط في الفرس: اسْترخاءُ العدوٍ.
وسقاط الحديث: أنْ يتحدثّ الواحدُ وينّصتَ الآخر فإذا سكت تحدث السّاكتُ، قال الفرزدق؛
إذا هنّ ساقطنَ الحديث كأنه ... جنى النحلِ أو أبكْارُ كرمٍ
تُقطفّ وقرأ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -:) يُساقطْ عليكِ رطباً جنيا " وكذلك قرأ ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، أي يساقط الله عليك، أي يسقطْ، وقرأ حفضّ: " تساقطْ " بالتاء، وقال ثعلبة بن صغير بن خزّاعي يصفُ ظليماً:
يبري لرائحةٍ يساقطُ ريشها ... مرّ النجاءِ سقاط ليْف الآبرِ
ويسقطه: أي طلب سقطه، قال جريرّ:
ولقد تَسقّطني الوُشاةُ فصادفوا ... حصراً بسركِ يا أميمْ ضنيناْ
وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمة بن عامر بن هرْمةَ:
سَمعتْ بنا فأزالها عن حالها ... نَفثاتِ مكرِ الكاشحِ المتسقطِ
ويروْى: " لفتاتِ ".
وقال أبو المقدامِ السلَميّ: تسقطتَ الخيرَ: إذا أخذَته قليلاً شيئاً بعد شيءٍ.
والإساقط: السقوطُ، قال الله تعالى:) تُساقطَ عليك رطباً جنياً (وقرأ حمادّ ونصيرّْ ويعقوبُ وسهلّ: " يساقط " بالياء المنقوطةِ باثْنتين من تحْتها، وكذلك التساقطَ، وقرأ حمزةُ:) تَساقطً عليك (بفتحِ التاء وتخفيفِ السيْن.
والترْكيب يدلّ على الوقوعْ.
سقط
سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من يَسقُط، سَقْطًا وسُقوطًا، فهو ساقِط وسقيط، والمفعول مسقوطٌ فيه
• سقَط الشَّيءُ/ سقَط الشَّيءُ عن كذا/ سقَط الشَّيءُ من كذا:
1 - وقَع من أعلى إلى أسفل "سقَط القلمُ من يده- سقَطتِ المدينةُ بعد مقاومة طويلة- {وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا} " ° سقَط أرضًا: فقد توازنه ووقع على الأرض- سقَط النجم: غاب- سقَطتِ الحكومةُ: أقيلت- سقَط صريعًا: مات- سقَط على ضالّته: وقع عليها وعثر عليها- سقَط من عيني: فقَد احترامَه ومكانتَه عندي- يسقط الاستعمار: دعاء بزوال الاستعمار.
2 - تهدّمَ وانهار "سقط سقف المنزل- تداعى الحائُط للسقوط: آذن بالانهدام".
3 - تناثرَ "سقَط ورقُ الشّجر".
4 - نزل وهطَل "سقَط المطرُ".
• سقَطتِ القضيَّةُ أو الخصومةُ: (قن) انتهى الحقّ في متابعتها "سقَطتِ الدعوى: أصبحت لاغية لبُطلانها وعدم قانونيّتها".
• سقَط الحرُّ أو البردُ: أقبل.
• سقَط في كلامه: أخطأ وزلّ "سقط في الامتحان: رسب".
• سقَط في يده: ندم " {وَلَمَّا سَقَطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [ق] ".
• سقَط الجنينُ من بطن أمّه: نزلَ قبل تمامه. 

سُقطَ في يُسقَط، سُقوطًا، والمفعول مَسْقوطٌ فيه
• سُقط في يده: زلَّ وأخطأ، ندِم وتحيَّر " {وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ". 

أسقطَ يُسقِط، إسقاطًا، فهو مُسْقِط، والمفعول مُسْقَط
• أسقط الشَّيءَ: أوقَعه من أعلى إلى أسفل، ألقاه، أنزله "أسقط طائرةً- أسقطت قذائفُ العدُوّ مواقعَ مدنية: تسببت في انهيارها- {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} " ° أسقط حقّه: تنازل عنه- أُسقط في يده: تحيّر وشعر بفشله في تحقيق هدفه.
• أسقطتِ الحاملُ الجنينَ: ألقته قبل تمامه.
• أسقط القضيَّةَ أو الدَّعوَى: (قن) توقّف عن متابعتها، تنازل عنها.
• أسقط الوزارةَ: سحب الثِّقةَ منها وأرغمها على الاستقالة.
• أسقط كذا من كذا: طرحه، اقتطعه منه ونقصه "أسقط عددًا من عددٍ"? أسقطه من حسابه: أهمله، لم يعتدّ به. 

أُسقِطَ يُسقَط، إسقاطًا، والمفعول مُسقَط
 • أُسقط في يده: سُقِط؛ زلّ وأخطأ، ندم وتحيّر، شعر بالفشل في تحقيق هدفه " {وَلَمَّا أُسْقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ} [ق] ". 

اسّاقطَ يسّاقط، فهو مُسّاقِط
• اسَّاقطَ الشَّيءُ: تساقط، تتابع سُقوطُه " {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [ق]: وفي قراءة أخرى "يسّاقط"". 

تساقطَ يَتساقط، تَساقُطًا، فهو مُتَساقِط
• تساقط الشَّيءُ: اسّاقَط؛ تتابع سقوطُه "تساقَط المطرُ/ ورقُ الأشجار- {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تَتَسَاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} [ق] ".
• تساقط الشَّخصُ: انهارَ "تساقط من الإرهاق". 

تسقَّطَ يتسقَّط، تسقُّطًا، فهو مُتسقِّط، والمفعول مُتسقَّط
• تسقَّط الأخبارَ: تلقَّفها، ترقّبها ليأخذها شيئًا بعد شيء. 

ساقطَ يساقط، مُساقَطةً وسِقاطًا، فهو مُساقِط، والمفعول مُساقَط
• ساقط الشَّيءَ: أوقعه، وتابع إنزالَه "ساقَطتِ الشجرةُ ثمارَها- {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} ". 

إسْقاط [مفرد]:
1 - مصدر أسقطَ ° إسقاط الحكومة: سحب الثّقة منها وإرغامها على الاستقالة- إسقاط جويّ: إنزال وتوصيل الموادّ أو الجنود بالمظلات.
2 - (دب) خلع الشّاعر مشاعره على الحيوانات والأشياء الطبيعيّة وغيرها.
3 - (دب) تأليف عمل أدبيّ يتناول أحداثًا ماضية وتضمينه رموزًا تدلّ على إرادة الحاضر.
4 - (رض) حركة في المصارعة أو الفنون القتاليّة يُلقى فيها الخصم الواقف أرضًا.
5 - (طب) إلقاءُ المرأة جنينَها بين الشّهريْن الرّابع والسّابع.
6 - (نف) نسبة الإنسان لا شعوريًّا حوافزه وأفكاره إلى الآخرين، كأن ينسب الكذَّابُ الكذبَ إلى غيره.
7 - (هس) موقع عمود أُنزل من نقطة على مستقيم أو على مستوٍ أو سطح. 

ساقط1 [مفرد]: ج ساقطون وسُقّاط، مؤ ساقطة، ج مؤ ساقطات وسواقِطُ:
1 - اسم فاعل من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من ° ساقط قَيْد: لم يسجّل اسمه في سجل المواليد- شعاع ساقِط: واقع على سطح عاكس.
2 - دنيء، لئيم في حسبِه ونفسِه.
3 - متأخِّر عن غيره في الفضائل.
4 - من يثير الاحتقار بسلوكه الشاذّ "امرأة ساقطة" ° لكلِّ ساقطةٍ لاقطة: لكلّ رديءٍ حقيرٍ طالبٌ. 

ساقط2 [مفرد]: (شر) غشاء مُبطِّن للرَّحم تطرأ عليه بعضُ التغيّرات استعدادًا لاستقبال البيضة الملقّحة.
• السَّاقط المُبطِّن: (شر) الغشاء المبطِّن للرَّحم فيما عدا ما انغرست فيه البيضة.
• السَّاقط القاعديّ: (شر) جزء من غشاء الرَّحم بين البيضة المطمورة وجدار الرَّحم في الحمل. 

سُقاط [مفرد]: كُلّ ما سَقَط من الشّيء "سُقاط الشّجر".
• سُقاط ذرِّيّ: (كم) غبار ذرِّيّ؛ جسيمات دقيقة، بطيئة السّقوط في الغلاف الجويّ، تلي انفجارًا خاصّة انفجارًا نوويًّا. 

سِقاط [مفرد]:
1 - مصدر ساقطَ.
2 - ما سقط من النَّخل من البُسْر.
3 - خطأ، عثرة، زَلَّة "العاقل قليل السِّقاط".
• سِقَاط الشَّيء: ناحيته وجانبه ° سِقاطا اللّيل: ناحيتا ظلامه. 

سُقاطة [مفرد]: كُلّ ما سقَط من الشّيء "جمَع سُقاطة الشّجر". 

سَقْط1 [مفرد]: مصدر سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من. 

سَقْط2/ سَقَط [مفرد]: ج أسْقاط:
1 - لئيم، حقير ° أسقاط النَّاس: أوباشهم وأسافلهم.
2 - ما لا خير فيه من كلِّ شيء "سَقَطُ المتاع: أشياء وأغراض متنوعة يتمّ تخزينها".
3 - خطأ في القول أو الفعل "ارتكب سقَطًا".
4 - أحشاء الدابة بعد ذبحها كالمُصْران والكرش والكبد وما أشبهها. 

سُقْط/ سِقْط [مفرد]: ج أسْقاط:
1 - كلّ ما يسقط.
2 - جنين يسقط من بطن أمّه قبل تمامه، ذكرًا كان أو أنثى. 

سَقْطَة [مفرد]: ج سَقَطات وسَقْطات وسِقاط:
1 - اسم مرَّة من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من: "سقَط سَقْطتين".
2 - عَثْرة وزلَّة، خطأ عفويّ "كان كثير السَّقَطات- الكامل من
 عُدَّت سَقَطاتُه- يُعرَف الصّديق من العدوّ بسَقَطات اللِّسان ولَحَظات العيون". 

سُقَّاطة [مفرد]:
1 - أداة تُوضع خلف الباب من أعلى لإحكام إغلاقه.
2 - ما يُطرق به الباب. 

سُقوط [مفرد]: مصدر سُقطَ في وسقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من ° آيل للسُّقوط: محتمل سقوطه- سقوط الشّعر: ذهابه- سقوط النَّدى: تشكّل أو تكوُّن النَّدى.
• سُقوط الرَّحِم: (طب) هبوطه عن مستواه الطبيعيّ.
• سُقوط الذِّراع: (طب) انزلاقها من الرّحم قبل الرأس أثناء الولادة.
• سُقوط الخصومة: (قن) انتهاء الخصومة قبل الفصل فيها بعد انقضاء سنة على الأقل من عدم السّير فيها.
• سقوط الحَقّ: (قن) زوال الحقّ من يد صاحبه لأنّه لم يستعمله في مدّة معيَّنة؛ كسقوط حقّ المحكوم عليه في استئناف الحكم إذا لم يستأنفه في الآجال الموقوتة قانونًا.
• سقوط الدَّعوى: (قن) محو آثار كلِّ إجراء في الدَّعوى يتذرّع به المدَّعَى عليه بعد انقضاء مدَّة معلومة.
• سقوط حُرّ/ سقوط طليق:
1 - (سك) سقوط جنديّ المظلاَّت قبل فتح المظلَّة.
2 - (فز) سقوط جسم في الفضاء أو في الجوّ دون مؤثِّر كابح أو موجِّه. 

سَقيط [مفرد]: ج سُقُط: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من: دنيء، لئيم في حسَبه ونفسه. 

مِسْقاط [مفرد]: ج مَساقيطُ: صيغة مبالغة من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من: امرأة من عادتها سقوط حملها. 

مَسْقَط/ مَسْقِط [مفرد]: ج مَساقِطُ: اسم مكان من سقَطَ/ سقَطَ عن/ سقَطَ في/ سقَطَ من ° مساقِط الغيث: أماكن نزوله- مَسْقَط النّور في البيت: فُرجة يقع منها الضّوء- مَسْقَط رأسِه: مكان الولادة.
• مسقط رأسيّ: (هس) مسافة السُّقوط؛ المسافة الرَّأسيّة من أعلى إلى أسفل.
• مسقط ماء: (جو) سيل الماء فوق منحدر شديد، أو فوق انفصال عموديّ في قاع النهر. 

مَسْقَطة [مفرد]: ج مَساقِطُ: مدعاة السقوط وسببه "كانت مصاحبته لرفاق السّوء مَسْقَطته". 

سقط: السَّقْطةُ: الوَقْعةُ الشديدةُ. سقَطَ يَسْقُطُ سُقوطاً، فهو

ساقِطٌ وسَقُوطٌ: وقع، وكذلك الأُنثى؛ قال:

من كلِّ بَلْهاء سَقُوطِ البُرْقُعِ

بيْضاءَ، لم تُحْفَظْ ولم تُضَيَّعِ

يعني أَنها لم تُحْفَظْ من الرِّيبةِ ولم يُضَيِّعْها والداها.

والمَسْقَطُ، بالفتح: السُّقوط. وسَقط الشيءُ من يدي سُقوطاً. وفي الحديث: لَلّهُ

عزّ وجلّ أَفْرَحُ بتَوْبةِ عَبْدِه من أَحدكم يَسْقُط على بَعِيره وقد

أَضلَّه؛ معناه يَعثُر على موضعه ويقعُ عليه كما يقعُ الطائرُ على وكره.

وفي حديث الحرث بن حسان: قال له النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، وسأَله عن

شيء فقال: على الخَبِيرِ سقَطْتَ أَي على العارِفِ به وقعت، وهو مثل

سائرٌ للعرب.

ومَسْقِطُ الشيء ومَسْقَطُه: موضع سقُوطه، الأَخيرة نادرة. وقالوا:

البصرة مَسْقَطُ رأْسي ومَسْقِطُه.

وتساقَط على الشيء أَي أَلقى نفسَه عليه، وأَسقَطَه هو. وتساقَط الشيءُ:

تتابع سُقوطه. وساقَطه مُساقَطةً وسِقاطاً: أَسْقَطَه وتابع إِسْقاطَه؛

قال ضابئُ بن الحَرثِ البُرْجُمِيّ يصف ثوراً والكلاب:

يُساقِطُ عنه رَوْقُه ضارِياتِها،

سِقاطَ حَدِيدِ القَينِ أَخْوَلَ أَخْوَلا

قوله: أَخْوَل أَخولا أَي متفرِّقاً يعني شرَرَ النار. والمَسْقِطُ

مِثال المَجْلِس: الموضع؛ يقال: هذا مَسْقِط رأْسي، حيث ولد، وهذا مسقِطُ

السوْطِ، حيث وقع، وأَنا في مَسْقِط النجم، حيث سقط، وأَتانا في مَسْقِط

النجم أَي حين سقَط، وفلان يَحِنُّ إِلى مسقِطه أَي حيث ولد. وكلُّ مَن وقع

في مَهْواة يقال: وقع وسقط، وكذلك إِذا وقع اسمه من الدِّيوان، يقال: وقع

وسقط، ويقال: سقَط الولد من بطن أُمّه، ولا يقال وقع حين تَلِدُه.

وأَسْقَطتِ المرأَةُ ولدها إِسْقاطاً، وهي مُسْقِطٌ: أَلقَتْه لغير تَمام من

السُّقوطِ، وهو السَّقْطُ والسُّقْطُ والسَّقْط، الذكر والأُنثى فيه سواء،

ثلاث لغات. وفي الحديث: لأَنْ أُقَدِّمَ سِقْطاً أَحَبُّ إِليَّ من مائة

مُسْتَلئِمْ؛ السقط، بالفتح والضم والكسرِ، والكسرُ أَكثر: الولد الذي

يسقط من بطن أُمه قبل تَمامِه، والمستلْئِمُ: لابس عُدَّةِ الحرب، يعني

أَن ثواب السِّقْطِ أَكثر من ثوابِ كِبار الأَولاد لأَن فعل الكبير يخصُّه

أَجره وثوابُه وإِن شاركه الأَب في بعضه، وثواب السقط مُوَفَّر على

الأَب. وفي الحديث: يحشر ما بين السَّقْطِ إِلى الشيخ الفاني جُرْداً

مُرْداً.وسَقْطُ الزَّند: ما وقع من النار حين يُقْدَحُ، باللغات الثلاث أَيضاً.

قال ابن سيده: سَقْطُ النار وسِقْطُها وسُقْطُها ما سقَط بين الزنْدين

قبل اسْتحكامِ الوَرْي، وهو مثل بذلك، يذكر ويؤَنث. وأَسقَطَتِ الناقةُ

وغيرها إِذا أَلقت ولدها. وسِقْطُ الرَّمْلِ وسُقْطُه وسَقْطُه ومَسْقِطُه

بمعنى مُنقَطَعِه حيث انقطع مُعْظَمُه ورَقَّ لأَنه كله من السُّقوط،

الأَخيرة إِحدى تلك الشواذ، والفتح فيها على القياس لغة. ومَسْقِطُ الرمل:

حيث ينتهي إِليه طرَفُه. وسِقاطُ النخل: ما سقَط من بُسْرِه. وسَقِيطُ

السَّحابِ: البَرَدُ. والسَّقِيطُ: الثلْجُ. يقال: أَصبَحتِ الأَرض

مُبْيَضَّة من السَّقِيطِ. والسَّقِيطُ: الجَلِيدُ، طائيةٌ، وكلاهما من السُّقوط.

وسَقِيطُ النَّدَى: ما سقَط منه على الأَرض؛ قال الراجز:

وليْلةٍ، يا مَيَّ، ذاتِ طَلِّ،

ذاتِ سَقِيطٍ ونَدىً مُخْضَلِّ،

طَعْمُ السُّرَى فيها كطَعْمِ الخَلِّ

ومثله قول هُدْبة بن خَشْرَمٍ:

وَوادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قطَعْتُه،

تَرى السَّقْطَ في أَعْلامِه كالكَراسِفِ

والسَّقَطُ من الأَشياء: ما تُسْقِطهُ فلا تَعْتَدُّ به من الجُنْد

والقوم ونحوه. والسُّقاطاتُ من الأَشياء: ما يُتَهاون به من رُذالةِ الطعام

والثياب ونحوها. والسَّقَطُ: رَدِيءُ المَتاعِ. والسَّقَطُ: ما أُسْقِط من

الشيء. ومن أَمْثالِهم: سَقَطَ العَشاء به على سِرْحانٍ، يُضرب مثلاً

للرجل يَبْغي البُغْيةَ فيقَعُ في أَمر يُهْلِكُه. ويقال لخُرْثِيِّ

المَتاعِ: سَقَطٌ. قال ابن سيده: وسقَطُ البيت خُرْثِيُّه لأَنه ساقِطٌ عن رفيع

المتاع، والجمع أَسْقاط. قال الليث: جمع سَقَطِ البيتِ أَسْقاطٌ نحو

الإِبرة والفأْس والقِدْر ونحوها. وأَسْقاطُ الناس: أَوْباشُهم؛ عن

اللحياني، على المثل بذلك. وسَقَطُ الطَّعامِ: ما لا خَيْرَ فيه منه، وقيل: هو ما

يَسْقُط منه. والسَّقَطُ: ما تُنُوول بيعه من تابِلٍ ونحوه لأَن ذلك

ساقِطُ القِيمة، وبائعه سَقَّاط.

والسَّقَّاطُ: الذي يبيع السَّقَطَ من المَتاعِ. وفي حديث ابن عمر، رضي

اللّه عنهما: كان لا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ ولا صاحِبِ بِيعةٍ إِلا سَلَّم

عليه؛ هو الذي يَبيعُ سَقَطَ المتاعِ وهو رَدِيئُه وحَقِيره. والبِيعةُ من

البَيْعِ كالرِّكْبةِ والجِلْسَةِ من الرُّكُوبِ والجُلوس، والسَّقَطُ من

البيع نحو السُّكَّر والتَّوابِل ونحوها، وأَنكر بعضهم تسميته

سَقَّاطاً، وقال: لا يقال سَقَّاط، ولكن يقال صاحب سَقَطٍ.

والسُّقاطةُ: ما سَقَط من الشيء. وساقَطه الحديثَ سِقاطاً: سَقَط منك

إِليه ومنه إِليك. وسِقاطُ الحديثِ: أَن يتحدَّثَ الواحدُ ويُنْصِتَ له

الآخَرُ، فإِذا سكت تحدَّثَ الساكِتُ؛ قال الفرزدق:

إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ، كأَنَّه

جَنى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّف

وسَقَطَ إِليَّ قوم: نزلوا عليَّ. وفي حديث النجاشِيّ وأَبي سَمّالٍ:

فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقَطَ إِلى جيرانٍ له أَي أَتاهم فأَعاذُوه

وسَترُوه. وسَقَطَ الحَرّ يَسْقُطُ سُقُوطاً: يكنى به عن النزول؛ قال النابغة

الجعدي:

إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْش في ظُلُلاتِها

سَواقِطُ من حَرٍّ، وقد كان أَظْهَرا

وسَقَطَ عنك الحَرُّ: أَقْلَعَ؛ عن ابن الأَعرابي، كأَنه ضد.

والسَّقَطُ والسِّقاطُ: الخَطَأُ في القول والحِساب والكِتاب. وأَسْقَطَ

وسَقَطَ في كلامه وبكلامه سُقوطاً: أَخْطأَ. وتكلَّم فما أَسْقَطَ كلمة،

وما أَسْقَط حرفاً وما أَسْقَط في كلمة وما سَقَط بها أَي ما أَخْطأَ

فيها. ابن السكيت: يقال تَكلَّم بكلام فما سَقَطَ بحرف وما أَسْقَطَ

حَرْفاً، قال: وهو كما تقول دَخَلْتُ به وأَدْخَلْتُه وخرَجْتُ به وأَخْرَجْتُه

وعَلوْت به وأَعْلَيْتُه وسُؤتُ به ظَنّاً وأَسأْتُ به الظنَّ، يُثْبتون

الأَلف إِذا جاء بالأَلف واللام. وفي حديث الإفك: فأَسْقَطُوا لها به

يعني الجارِيةَ أَي سَبُّوها وقالوا لها من سَقَط الكلامِ، وهو رديئه، بسبب

حديث الإِفْك. وتَسَقَّطَه واستَسْقَطَه: طلَب سَقَطَه وعالَجه على أَن

يَسْقُطَ فيُخْطِئ أَو يكذب أَو يَبُوحَ بما عنده؛ قال جرير:

ولقد تسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفُوا

حَجِئاً بِسِرِّكِ، يا أُمَيْمَ، ضَنِينا

(* قوله «حجئاً» أَي خليقاً، وفي الأَساس والصحاح وديوان جرير: حصراً،

وهو الكتوم للسر.)

والسَّقْطةُ: العَثْرةُ والزَّلَّةُ، وكذلك السِّقاطُ؛ قال سويد بن أَبي

كاهل:

كيفَ يَرْجُون سِقاطِي، بَعْدَما

جَلَّلَ الرأْسَ مَشِيبٌ وصَلَعْ؟

قال ابن بري: ومثله ليزيد بن الجَهْم الهِلالي:

رجَوْتِ سِقاطِي واعْتِلالي ونَبْوَتي،

وراءَكِ عَنِّي طالِقاً، وارْحَلي غَدا

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: كُتب إِليه أَبيات في صحيفة منها:

يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدةُ من سُلَيْمٍ

مُعِيداً، يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى

أَي عثَراتِها وزَلاَّتِها. والعَذارى: جمع عَذْراء. ويقال: فلان قليل

العِثار، ومثله قليل السِّقاطِ، وإِذا لم يَلْحق الإِنسانُ مَلْحَقَ

الكِرام يقال: ساقِطٌ، وأَنشد بيت سويد بن أَبي كاهل. وأَسقط فلان من الحساب

إِذا أَلقى. وقد سقَط من يدي وسُقِطَ في يَدِ الرجل: زَلَّ وأَخْطأَ،

وقيل: نَدِمَ. قال الزجّاجُ: يقال للرجل النادم على ما فعل الحَسِر على ما

فرَطَ منه: قد سُقِط في يده وأُسْقِط. وقال أَبو عمرو: لا يقال أُسقط،

بالأَلف، على ما لم يسمّ فاعله. وفي التنزيل العزيز: ولَمّا سُقِط في

أَيديهم؛ قال الفارسي: ضرَبوا بأَكُفِّهم على أَكفهم من النَّدَم، فإِن صح ذلك

فهو إِذاً من السقوط، وقد قرئ: سقَط في أَيديهم، كأَنه أَضمر الندم أَي

سقَط الندمُ في أَيديهم كما تقول لمن يحصل على شيء وإِن كان مما لا يكون

في اليد: قد حَصل في يده من هذا مكروهٌ، فشبّه ما يحصُل في القلب وفي

النفْس بما يحصل في اليد ويُرى بالعين. الفراء في قوله تعالى ولما سُقط في

أَيْديهم: يقال سُقط في يده وأُسقط من الندامة، وسُقط أَكثر وأَجود.

وخُبِّر فلان خَبراً فسُقط في يده وأُسقط. قال الزجاج: يقال للرجل النادم على

ما فعل الحسِرِ على ما فرَط منه: قد سُقط في يده وأُسقط. قال أَبو منصور:

وإِنما حَسَّنَ قولهم سُقط في يده، بضم السين، غير مسمًّى فاعله الصفةُ

التي هي في يده؛ قال: ومثله قول امرئ القيس:

فدَعْ عنكَ نَهْباً صيحَ في حَجَراتِه،

ولكنْ حَدِيثاً، ما حَدِيثُ الرَّواحِلِ؟

أَي صاح المُنْتَهِبُ في حَجَراتِه، وكذلك المراد سقَط الندمُ في يده؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

ويوْمٍ تَساقَطُ لَذَّاتُه،

كنَجْم الثُّرَيّا وأَمْطارِها

أَي تأْتي لذاته شيئاً بهد شيء، أَراد أَنه كثير اللذات:

وخَرْقٍ تحَدَّث غِيطانُه،

حَديثَ العَذارَى بأَسْرارِها

أَرادَ أَن بها أَصوات الجنّ. وأَما قوله تعالى: وهُزِّي إِليكِ بجِذْعِ

النخلةِ يَسّاقَطْ، وقرئ: تَساقَطْ وتَسّاقَطْ، فمن قرأَه بالياء فهو

الجِذْعُ، ومن قرأَه بالتاء فهي النخلةُ، وانتصابُ قوله رُطَباً جَنِيّاً

على التمييز المحوَّل، أَرادَ يَسّاقطْ رُطَبُ الجِذْع، فلما حوّل الفعل

إِلى الجذع خرج الرطبُ مفسِّراً؛ قال الأَزهري: هذا قول الفرّاء، قال:

ولو قرأَ قارئ تُسْقِطْ عليك رُطباً يذهب إِلى النخلة، أَو قرأَ يسقط عليك

يذهب إِلى الجذع، كان صواباً.

والسَّقَطُ: الفَضيحةُ. والساقِطةُ والسَّقِيطُ: الناقِصُ العقلِ؛

الأَخيرة عن الزجاجيّ، والأُنثى سَقِيطةٌ. والسَّاقِطُ والساقِطةُ: اللَّئيمُ

في حسَبِه ونفْسِه، وقوم سَقْطَى وسُقّاطٌ، وفي التهذيب: وجمعه

السَّواقِطُ؛ وأَنشد:

نحنُ الصَّمِيمُ وهُمُ السَّواقِطُ

ويقال للمرأَة الدنيئةِ الحَمْقَى: سَقِيطةٌ، ويقال للرجل الدَّنِيء:

ساقِطٌ ماقِطٌ لاقِطٌ. والسَّقِيطُ: الرجل الأَحمق. وفي حديث أَهل النار:

ما لي لا يَدْخُلُنِي إِلاَّ ضُعفاء الناسِ وسَقَطُهم أَي أَراذِلُهم

وأَدْوانُهُم. والساقِط: المتأَخِّرُ عن الرجال.

وهذا الفعل مَسْقَطةٌ للإِنسان من أَعْيُنِ الناس: وهو أَن يأْتي بما لا

ينبغي.

والسِّقاطُ في الفَرسِ: اسْتِرْخاء العَدْوِ. والسِّقاطُ في الفرس: أَن

لا يَزالَ مَنْكُوباً، وكذلك إِذا جاء مُسْتَرْخِيَ المَشْي والعَدْوِ.

ويقال للفرس: إِنه ليساقِط الشيء

(* قوله «ليساقط الشيء» كذا بالأصل،

والذي في الاساس: وانه لفرس ساقط الشدّ إِذا جاء منه شيء بعد شيء.) أَي يجيء

منه شيء بعد شيء؛ وأَنشد قوله:

بِذي مَيْعة، كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه

وتَقْرِيبِه الأَعْلَى ذَآلِيلُ ثَعْلَبِ

وساقَطَ الفرسُ العَدْوَ سِقاطاً إِذا جاء مسترخياً. ويقال للفرس إِذا

سبق الخيل: قد ساقَطَها؛ ومنه قوله:

ساقَطَها بنَفَسٍ مُرِيحِ،

عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنِيحِ،

وهَذَّ تَقْرِيباً مع التَّجْلِيحِ

المَنِيحُ: الذي لا نَصِيبَ له. ويقال: جَلَّحَ إِذا انكشَف له الشأْنُ

وغَلب؛ وقال يصف الثور:

كأَنَّه سِبْطٌ من الأَسْباطِ،

بين حَوامِي هَيْدَبٍ سُقَّاطِ

السِّبْطُ: الفِرْقةُ من الأَسْباط. بين حوامِي هَيْدَبٍ وهَدَبٍ أَيضاً

أَي نَواحِي شجر ملتفّ الهَدَب. وسُقّاطٌ: جمع الساقِط، وهو

المُتَدَلِّي.

والسَّواقِطُ: الذين يَرِدُون اليمَامةَ لامْتِيارِ التمر، والسِّقاطُ:

ما يحملونه من التمر.

وسيف سَقّاطٌ وَراء الضَّريبةِ، وذلك إِذا قَطَعَها ثم وصَل إِلى ما

بعدها؛ قال ابن الأَعرابي: هو الذي يَقُدُّ حتى يَصِل إِلى الأَرض بعد أَن

يقطع؛ قال المتنخل الهذلي:

كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،

يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي

وقد تقدَّم في سرط، وصوابهُ يُتِرُّ العظمَ. والسُّراطِيُّ: القاطعُ.

والسَّقّاطُ: السيفُ يسقُط من وراء الضَّرِيبة يقطعها حتى يجوز إِلى

الأَرض.وسِقْطُ السَّحابِ: حيث يُرى طرَفُه كأَنه ساقِطٌ على الأَرض في ناحية

الأُفُق. وسِقْطا الخِباء: ناحِيَتاه. وسِقْطا الطائرِ وسِقاطاه

ومَسْقَطاه: جَناحاه، وقيل: سِقْطا جَناحَيْه ما يَجُرُّ منهما على الأَرض. يقال:

رَفَع الطائرُ سِقْطَيْه يعني جناحيه. والسِّقْطانِ من الظليم: جَناحاه؛

وأَما قول الرَّاعي:

حتى إِذا ما أَضاء الصُّبْحُ، وانْبَعَثَتْ

عنه نَعامةُ ذي سِقْطَيْن مُعْتَكِر

فإِنه عنى بالنعامة سَواد الليل، وسِقْطاه: أَوّلُه وآخِرُه، وهو على

الاستعارة؛ يقول: إِنَّ الليلَ ذا السِّقْطين مضَى وصدَق الصُّبْح؛ وقال

الأَزهري: أَراد نَعامةَ ليْلٍ ذي سِقطين، وسِقاطا الليل: ناحِيتا ظَلامِه؛

وقال العجاج يصف فرساً:

جافِي الأَيادِيمِ بلا اخْتِلاطِ،

وبالدِّهاسِ رَيَّث السِّقاطِ

قوله: ريّث السقاط أَي بطيء أَي يَعْدو

(* قوله «أي يعدو إلخ» كذا

بالأصل.) في الدِّهاسِ عَدْواً شديداً لا فُتورَ فيه. ويقال: الرجل فيه سِقاطٌ

إِذا فَتَر في أَمره ووَنَى.

قال أَبو تراب: سمعت أَبا المِقْدامِ السُّلَمِيّ يقول: تسَقَّطْتُ

الخَبَر وتَبقَّطْتُه إِذا أَخذته قليلاً قليلاً شيئاً بعد شيء.

وفي حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: بهذه الأَظْرُبِ السَّواقِطِ أَي

صِغار الجبالِ المُنْخفضةِ اللاَّطئةِ بالأَرض.

وفي حديث سعد، رضي اللّه عنه: كان يُساقِطُ في ذلك عن رسول اللّه، صلّى

اللّه عليه وسلّم، أَي يَرْوِيهِ عنه في خِلالِ كلامِه كأَنه يَمْزُجُ

حَدِيثَه بالحديث عن رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو من أَسْقَطَ

الشيءَ إِذا أَلْقاه ورَمَى به.

وفي حديث أَبي هريرة: أَنه شرب من السَّقِيطِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا

ذكره بعض المتأَخرين في حرف السين، وفسره بالفَخّارِ، والمشهور فيه لُغةً

وروايةً الشينُ المعجمة، وسيجيء، فأَمّا السَّقِيطُ، بالسين المهملة، فهو

الثَّلْجُ والجَلِيدُ.

سقط

1 سَقَطَ, (S, M, &c.,) aor. ـُ (M, MS,) inf. n. سُقُوطٌ (S, M, Mgh, Msb, K) and مَسْقَطٌ, (S, K,) It fell; fell down; dropped; dropped down; tumbled down; (M, Mgh, Msb, K;) upon the ground; (Mgh;) or from a higher to a lower place; (Msb;) namely, a thing from the hand; (S;) or from a high place, as a roof of a house; and from a low place, as when said of a person in an erect posture; (B;) also said of a building; (TA in art. هور;) and of a جُرْف [q. v.]: (Msb and TA in that art.:) [and often used by anatomists and physicians, as meaning it delapsed; it slipped, or fell, down:] and ↓ اِسَّاقَطَ [originally تَسَاقَطَ] signifies the same; (K;) as in the phrase in the Kur [xix. 25], تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا, or يَسَّاقَطْ, accord. to different readings, It, namely the palm-tree (نَخْلَة) accord. to the former reading, and the trunk (جِذْع) accord. to the latter reading, shall drop upon thee with fresh ripe dates, plucked; رطبا جنيّا being transferred from its proper place, and used as a specificative; the meaning being, يَسَّاقَطْ رُطَبُ الجِذْعِ: so says Fr. (Az, TA.) [This phrase of the Kur, with the above-mentioned explanation, but less fully given, occurs in a copy of the S which, throughout this art., differs much from other copies.] You say also, سَقَطَ فُلَانٌ مَغْضْلَرRِيًّا عَلَيْهِ [Such a one fell down in a swoon]. (TA.) And مَنْ نَازَعَ أَطْوَلَ مِنْهُ سَقَطَ الضْلَرRَّغْزَبِيَّةَ [He who contends with one taller than himself falls by the trick which consists in one's twisting his leg with the leg of the other]. (TA.) b2: سَقَطَ الوَلَدُ مِنْ بَطْنِ أُمِهِ, (Kh, S, Msb, K,) inf. n. سُقُوطٌ, (Msb,) The child, or fœtus, came forth [or fell] from the belly of its mother (Msb, K) abortively, or in an immature, or imperfect, state, (Msb,) or dead, (A,) but having the form developed, or manifest: (Msb:) you do not say وَقَعَ (Kh, S, Msb, K) unless the child is born alive. (A, TA.) b3: سُقِطَ فِىيَدِهِ, and فى ↓ أُسْقِطَ يده, (Fr, Zj, S, M, K,) but the former is more common, and better, (Fr,) the latter allowed by Akh, but disallowed by AA and by Ahmad Ibn-Yahyà [i. e. Th], (S,) [lit. There was a falling, and there was a making to fall, upon his hand; i. e., of his hand upon his hand, or of his teeth upon his hand, by reason of repentance, and grief, or regret; meaning] (tropical:) he repented, (Fr, Zj, S, M, K,) of what he had done; and grieved for, or regretted, an act of inadvertence; (Zj, M;) or, and became confounded, or perplexed, and unable to see his right course: (O, K:) or both signify, (TA,) or signify also, (K,) or the former signifies also, (M,) he slipped; fell into an error, or a fault; committed a mistake. (M, K.) Hence the saying in the Kur [vii. 148], وَلَمَّا سُقِطَ فِى أَيْدِيهِمْ (tropical:) And when they repented: (S:) or struck their hands upon their hands, by reason of repentance; accord. to AAF: (M:) or repented greatly; because he who repents, and grieves, or regrets, bites his hand in sorrow, so that his hand is fallen upon [by his teeth]: (Bd:) the phrase was not known to the Arabs before the time of the Kur-án: (O:) it has also been read سَقَطَ فى ايديهم, (Akh, S, M,) as though النَّدَمُ were understood; (Akh, S;) i. e. سَقَطَ النَّدَمُ; like as you say, قَدْ حَصَلَ فِى يَدِهِ مِنْ هٰذَا مَكْرُوهٌ, likening what comes into the heart, and into the mind, to what comes into the hand, and is seen with the eye: (M, TA:) and this, as well as the former, is tropical. (TA.) b4: سَقَطَ القَمَرُ (tropical:) The moon set: and in like manner النَّجْمُ [the star, or asterism; generally meaning the Pleiades; and when this is the case, the phrase in most instances means the Pleiades set at dawn: see مَسْقطٌ]. (Mgh, TA.) b5: سَقَطَ الرَّجُلُ (tropical:) The man died. (TA.) b6: [And (assumed tropical:) The man tottered by reason of age.] You say of an old man, سَقَطَ مِنَ الكِبَرِ (assumed tropical:) [He tottered by reason of age]. (S in art. درهم.) b7: سَقَطَ إِلَىَّ القَوْمُ, (M, K,) inf. n. سُقُوطٌ, (TA,) (tropical:) The people, or company of men, alighted at my abode: (M, K, TA:) they came to me. (TA.) سَقَطَ إِلَى جِيرَانٍ لَهُ, occurring in a trad., means (tropical:) He came to some neighbours of his, and they gave him refuge, and protected him. (M, TA.) And it is said in a postclassical prov., حَيْثُمَا سَقَطَ لَقَطَ [Wherever he alights he picks up something]: applied to him who practises evasions, shifts, artifices, or the like. (Meyd, and Har p. 660.) b8: سَقَطَ عَلَى ضَالَّتِهِ (tropical:) He stumbled upon, lighted on, or became acquainted with, the place of his stray, or lost, beast; he lighted on his stray, or lost, beast. (TA.) Mohammad said to El-Hárith Ibn-Hassán, on the latter's asking him respecting a thing, عَلَى الخَبِيرِ سَقَطْتَ (tropical:) On the possessor of knowledge thou hast lighted: and this is a prov. current among the Arabs. (TA.) And it is said in a prov., سَقَطَ العَضْلَرRَآءُ بِهِ عَلَى سِرْحَانِ (assumed tropical:) [The evening-meal, or supper, (i. e. the seeking for it,) made him to fall, or light, upon a wolf: or سرحان, as is said in a copy of the S, is here the name of a certain man: see also art. سرح]: applied to him who seeks an object of desire, and falls into a thing that destroys him. (TA.) b9: سَقَطَ also signifies He descended [from the place which he occupied], and his place became vacant. (TA.) And you say, سَقَطَ فُلَانٌ مِنْ مَنْزِلَتِهِ (tropical:) [Such a one fell from his honourable station]. (TA.) And سَقَطَ فُلَانٌ مِنْ عَيْنِى (tropical:) [Such a one fell from the place which he held in my regard]. (TA.) سَقَاطَةٌ, as an inf. n., meaning (assumed tropical:) The being ignoble in respect of the deeds or qualities of one's ancestors, and of oneself, [as though its verb were سَقُطَ,] is a mistake, although it has been used, for the purpose of assimilation, coupled with وَقَاحَةٌ. (Mgh.) b10: [Also, (assumed tropical:) He dropped off; fell behind: he, or it, remained behind, or in the rear. See سَاقِطٌ.] b11: سَقَطَ عَنِ الطَّرِيقِ (assumed tropical:) [He deviated from the road]. (IAar, TA in art. فجر.) b12: سَقَطَ فِى كَلَامِهِ, (M, K,) and بِكَلَامِهِ, (TA,) inf. n. سُقُوطٌ; (M, TA;) and فى كلامه ↓ أَسْقَطَ; (S, TA;) (tropical:) He committed a mistake in his speech. (M, K, TA.) And تَكَلَّمَ فَمَا سَقَطَ بِكَلِمَةٍ, (M, TA,) and كَلِمَةً ↓ مَا أَسْقَطَ, and فِى كَلِمَةٍ ↓ مَاأَسْقَطَ, (M, K,) (tropical:) He spoke, and did not commit a mistake in a word. (M, K, TA.) And تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ

فَمَا سَقَطَ بِحَرْفٍ, and حَرْفًا ↓ مَا أَسْقَطَ, [held by him on whose authority it is mentioned to mean (assumed tropical:) He spoke speech, and did not drop a letter, or a word; for this is] said by Yaakoob to be like دَخَلْتُ بِهِ and أَدْخَلْتُهَ, &c. (S.) b13: سَقَطَ ذِكْرُهُ (assumed tropical:) [The mention of him, or it, was, or became, dropped, left out, or omitted]. (TA, passim.) And سَقَطَ الرَّجُلُ (tropical:) The man's name fell out, or became dropped, from the register of soldiers or pensioners. (TA.) b14: سَقَطَتْ قُوَّتُهُ دُونَ بُلُوغِ الأمْرِ [His power fell short of the attainment or accomplishment, of the affair.] (TA in art. ذرع.) b15: [سَقَطَ, inf. n. سُقُوطٌ, likewise signifies (assumed tropical:) It (a claim or demand, a due, an argument or a plea, a condition, a law, a command or prohibition, a gift, a reward, a punishment, a good action, a sin, &c.,) became null, annulled, void, of no force, or of no account; as though it fell to the ground, or became dropped; whence سَقَطَ حُكْمُهُ, by which phrase بَطَلَ, q. v., is expl. in the Msb.] Yousay, سَقَطَ الفَرْضُ (assumed tropical:) [The assigned, or appointed, gift, or soldier's stipend or pay, became annulled], meaning سَقَطَ طَلَبُهُ وَالأَمْرُ بِهِ (assumed tropical:) [the demand for it and the order for it became dropped]. (Msb.) And إِذَاصَحَّتِ المَوَدَّةُ سَقَطَتٌ ضْلَرRُرُوطُ الأَدَبِ وَ التَّكْلِيفِ (assumed tropical:) [When love, or affection, is free from imperfection, the conditions of politeness and constraint become annulled]. (TA.) And سَقَطَتْ خَطَايَاهُ (assumed tropical:) His sins fell [from him]; went away; or departed. (TA in art. خر.) b16: سَقَطَ الحَرُّ, (M, K,) aor. ـُ inf. n. سُقُوطٌ, (M,) (tropical:) The heat fell [like as one says of rain]; (M, K;) it befell; (TA;) it came. (K.) But سَقَطَ عَنَّا الحَرَّ (assumed tropical:) The heat left us or quitted us: (IAar, M, K:) as though the verb had two contr. significations. (M, K. *) b17: سَقَطَ الحَدِيثُ مِنْكَ إِلَيْهِ وَمِنْهُ إِلَيْكَ (tropical:) [Discourse fell from thee to him, and from him to thee]: (M:) or سَقَطَ مِنْ كُلٍ عَلَى الاّخَرِ (tropical:) [it fell from each to the other]. (K.) 3 ساقطهُ, (S, M, K,) inf. n. مُسَاقَطَةٌ and سِقَاطٌ, (M, K,) i. q. ↓ أَسْقَطَهُ [q. v.]: (K:) or he made it to fall, fall down, drop, drop down, or tumble down, in consecutive portions or quantities; syn. تَابَعَ إِسْقَاطَهُ [in the CK اَسْقاطَهُ]: (M, K:) or it has both of these significations. (So in the L, and in some copies of the S; but in one copy of the S, the former only is mentioned.) A poet says, (S, M,) namely Dábi Ibn-El-Hárith ElBurjumee, (TA,) describing a [wild] bull and the dogs, (S,) يُسَاقِطُ عَنْهُ رَوْقُهُ ضَارِ يَاتِهَا سِقَاطَ حَدِيدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْوَلَا [His horn makes to fall consecutively from him those of them that were trained for hunting, as the iron of the blacksmith makes sparks to fall consecutively, scattered about]. (S, M.) b2: ساقط الخَيْلَ (tropical:) He (a horse) outstripped the [other] horses: (TA:) [as though he made them to drop behind him, one after another.] b3: ساقطهُ الحَدِيثَ, (M, K,) inf. n. سِقَاطٌ (S, M, A) and مُسَاقَطَةٌ, (TA,) (tropical:) [He discoursed with him alternately;] discourse fell (سَقَطَ) from each of them to the other, (M, K,) so as that one discoursed, and the other listened to him, and when he became silent, he who had been silent discoursed: (S, K:) or he discoursed to him telling him thing after thing. (A, TA.) b4: كَانَ يُسَاقِطُ ذٰلِكَ عَنْ رَسُولِ اللّٰهِ (assumed tropical:) He used to relate that from the Apostle of God amid his discourse; as though he mixed his discourse therewith. (TA, from a trad.) A2: ساقط الفَرَسُ العَدْوَ, (M, K,) inf. n. سِقَاطٌ, (S, M, K,) (tropical:) The horse came [running] in a slack, or languid, manner: (S, * M, K, TA:) or سِقَاطٌ in a horse is the incessantly having the foot wounded and made to bleed by stones, or hurt thereby. (A, TA.) You say also فَرَسٌ رَيّثُ السِقَاطِ (assumed tropical:) A horse slow in running. (TA.) b2: ساقط الرَّجُلُ, inf. n. سِقَاطٌ, (tropical:) The man failed of attaining to the condition of the generous, or noble. (TA.) 4 اسقطهُ He made it to fall, fall down, drop, drop down, or tumble down; threw it down; dropped it; let it fall; (S, * M, Mgh, Msb;) upon the ground; (Mgh;) or from a higher to a lower place. (Msb.) See also 3, first sentence. b2: أَسْقَطَتٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) or اسقطت وَلَدَهَا, (M, K,) or the latter is wrong, (MF,) for the Arabs disused, as some say, the objective complement after this verb, scarcely, or never, saying أَسْقَطَتْ سِقْطًا, nor do they say, أُسْقِطَ الوَلَدُ, (Msb, MF,) or the lawyers use these last two phrases, but they are not Arabic, (Mgh,) or a phrase like the last, i. e. أُسْقِطَتِ الأَجِنَّةُ, occurs in an Arabic verse, (TA,) She (a pregnant female, Mgh, Msb, or a woman, M, B, and so in a copy of the S, or a camel or other animal, as in some copies of the S and in the O, or, accord. to El-Kálee, only said of a woman, like as اجهضت is only said of a she-camel, TA,) cast her young one, or fœtus or her young; brought forth her young one, or fœtus, or her young, abortively, or in an immature, or imperfect, state, (S, * M, Msb, K, B,) or dead, (Mgh,) but having the form developed, or manifest. (Mgh, Msb.) b3: أُسْقِطِ فِى

يَدِهِ: see 1. b4: اسقطهُ السُّلْطَانُ (tropical:) [The Sultán made him to fall, or degraded him, مِنْ مَنْزِلَتِهِ from his honourable station]. (TA.) b5: [اسقط also signifies (assumed tropical:) He dropped, left out, or omitted, a letter of a word, a word of a phrase, &c.] Yousay, اسقط حَرْفًا, and كَلِمَةٍ, and فِى كَلِمَةٍ, and فِىكَلَامِهِ: see 1. And اسقط الفَارِضُ اسْمَهُ (tropical:) The appointer, or registrar, of the stipends of soldiers or pensioners dropped, left out, or omitted, his name. (TA.) b6: [Also (assumed tropical:) He, or it, annulled; made, or rendered, null, void, of no force, or of no account; he rejected; said in relation to a claim or demand, a due, an argument or a plea, a condition, a law, a command or prohibition, a gift, a reward, a punishment, a good action, a sin, &c.; of any of these you say, اسقطهُ, and اسقط حُكْمَهُ: see an ex. voce هَدَرَ: and see 1, near the end of the paragraph. Hence,] اسقط مِنَ الثَّمَنِ كَذَا (assumed tropical:) He abated of the price so much; syn. حَطَّ. (Mgh and Msb in art. حط.) b7: اسقطهُ is erroneously put in the K, in one instance, for استسقطهُ. (TA.) See 5.

A2: أَسْقَطُوا لَهُ بِالكَلَامِ (tropical:) They reviled him with evil speech. (TA.) 5 تسقّطهُ (tropical:) He sought his mistake, or error: (S, K, TA:) (tropical:) he strove, or laboured, to make him commit a mistake, or an error; or to make him lie; or to make him reveal what he had to tell; (M, K, TA;) as also ↓ استسقطهُ; (M, TA;) in the copies of the K, ↓ أَسْقَطَهُ, which is a mistake. (TA.) b2: تسقّط الخَبَرَ (tropical:) He took, or received, the news, or information, by little and little; (K, TA;) thing after thing: mentioned by Aboo-Turáb, on the authority of Abu-l-Mikdám EsSulamee. (TA.) 6 تساقط: see its variation اِسَّاقَطَ in 1; first sentence. b2: It fell in consecutive portions or quantities [like the leaves of a tree, &c.; by degrees; gradually]. (M, K.) A poet says, كَنَجْمِ الثُّرَيَّا وَأَمْطَارِهَا وَيَوْمٍ تَسَاقَطُ لَذَّاتُهُ i. e. (assumed tropical:) [Many a day] of which the pleasures come one thing after another; [such a day being like the asterism of the Pleiades, and the pleasures thereof like its rains;] meaning the abounding of its pleasures. (TA.) And you say, تَسَاقَطَ إِلَىَّ خَيْرُ فُلَانٍ (tropical:) [The wealth of such a one fell, or came, to me, one thing after another]. (TA.) b3: تساقط عَلَى الشَّىٌءِ He threw himself upon the thing. (S.) You say, تساقط عَلَى الرَّجُلِ يَقِيه بِنَفْسِهِ [He threw himself upon the man, protecting him with his own person]. (TA.) 10 إِسْتَسْقَطَ see 5.

سَقْطٌ: see سِقْطٌ, in three places: A2: and سَقِيطٌ, in two places: b2: and سَاقِطٌ: b3: and سَقْطَةٌ.

سُقْطٌ: see سِقْطٌ, in three places.

سِقْطٌ and ↓ سُقْطٌ and ↓ سَقْطٌ A child, or young one, or fœtus, that falls from the belly of the mother abortively, or in an immature, or imperfect, state, (S, M, Msb, K,) or dead, (Mgh,) but having the form developed, or manifest; (Mgh, Msb;) for otherwise it is not so called; (Mgh;) whether male or female: (Msb, TA:) the first of these three forms is the most common: and the pl. is أَسْقَاطٌ. (TA.) The reward which a father will receive for such offspring is [held to be] more than that for adult offspring. (TA.) b2: Hence, (M, B, TA,) the same three words, (K,) or سِقْطُ النَّارِ and ↓ سُقْطُهَا and ↓ سَقْطُهَا, (S, M, Msb,) (tropical:) What falls, (S, M, Msb, K,) of fire, (S,) from the زَنْد, (Msb,) or between the زَنْدَانِ, (M, K,) when one produces fire, (S,) or before the emission of the fire is thoroughly effected: (M, K:) masc. and fem. (Fr, S, K.) b3: Also سِقْطُ رَمْلٍ and ↓ سُقْطُهُ and ↓ سَقْطُهُ (S, M, Msb, K,) and ↓ مَسْقَطُهُ (M, K) and ↓ مَسْقِطُهُ (M, TA) [The fall, or slope, of a tract, or quantity, of sand;] the place where sand [falls, or slopes, and] ends: (S:) or the place to which the extremity of sand extends: (Msb:) or the place where the main portion of sand ends, and where it [falls, or slopes, and] becomes thin; (M, K;) for it is [derived] from سُقُوطٌ [inf. n. of 1]. (M.) b4: Also سِقْطٌ (tropical:) The edge, or extremity, of a cloud: (M, K:) or the part of a cloud where the edge, or extremity, is seen as though it were falling upon the earth, in the horizon. (S.) b5: And hence, or from the same word as used in relation to sand, (TA,) (tropical:) The similar part of a [tent of the kind called]

خِبَآء: (S:) or the lowest strip of cloth, that is next the ground, on either side of a خبآء: (A, TA:) or the side of a خبآء: (K:) or [each of] the two sides thereof. (M.) b6: Also, (S, M, K,) and ↓ سِقَاطٌ and ↓ مَسْقَطٌ, (M, K,) (tropical:) The wing; (K;) each of the two wings; (S, M;) of a bird; (M, K;) or of a male ostrich. (S.) And سِقْطُ جَنَاحِ الطَّائِرِ (tropical:) The part of the wing of the bird which it drags upon the ground. (S, TA.) b7: [And hence,] سِقْطَا اللَّيْلِ (tropical:) The two sides of the darkness of night; (TA;) the beginning and end thereof; (S, TA;) as also ↓ سِقَاطَاهُ: (TA:) whence the saying of the poet, (S, TA,) namely Er-Rá'ee, (TA,) حَتَّى إِذَامَا أَضَآءَالصُّبْحُ وَ أَنْبَعَثَتْ عَنْهُ نَعَامَةُ ذِى سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ (tropical:) [Until, when the dawn shone, and the blackness of confused night became dispelled from it]: he means by نعامة the “ blackness ” of night: he says that the night, having its beginning and end, passed, and the dawn shone clearly. (S, TA.) سَقَطٌ What is made to fall, thrown down, or dropped, of, or from, a thing, (M, K,) and held in mean estimation: (TA:) and [in like manner]

↓ سُقَاطَةٌ the refuse of anything; (IDrd;) or what falls, of, or from, a thing, (M, K,) and is held in mean estimation; (TA;) as also ↓ سُقَاطٌ; (K;) or, accord. to some, this last is a pl. [or rather a coll. gen. n.], and ↓ سُقَاطَهٌ is its sing. [or n. un.]; and سُقَاطَاتٌ is also a pl. of this last. (TA.) [Hence,] سَقَطُ الطَّعَامِ (tropical:) What is worthless, of food: (M, K: *) or what falls from, or of, food: (M:) and [in like manner] ↓ سُقَاطَةٌ and ↓ سُقَاطٌ refuse that falls, and is held in mean estimation, of, or from, food and beverage and the like: (TA:) the pl. of سَقَطٌ is أَسْقَاطٌ. (K.) And سَقَطُ المَتَاعِ (tropical:) What is worthless, paltry, mean, vile, or held in little account, of the furniture or utensils of a house or tent, or of household goods: (S, Msb, K:) or the refuse thereof; (Mgh;) and so المَتَاعِ ↓ سُقَاطَةُ: (TA:) and سَقَطُ البَيْتِ signifies the same; (M;) or such articles of the tent or house as the needle and the axe and the cookingpot and the like: (Lth:) pl. as above. (M.) And hence, آَسْقَاطُ النَّاسِ (q. v. infrà, as also سَقَطُ النَّاسِ, voce سَاقِطٌ). (Lh, M.) سَقَطٌ also signifies (assumed tropical:) Things of which the sale is held in mean estimation; such as the seeds that are used in cooking, for seasoning food; and the like; (M, TA;) or such as sugar and raisins. (A, TA.) Also (assumed tropical:) The parts of a slaughtered beast that are held in mean estimation; such as the legs and the stomach and the liver, and the like of these: pl. as above. (TA.) b2: (tropical:) A mistake, or an error, (S, M, Mgh, Msb, K,) in speech, (M, Msb, K,) in reckoning, (S, M, K,) in writing, (S, M, Mgh, K,) and in action; (Msb;) as also ↓ سِقَاطٌ. (M, K.) [See also ↓ سَقْطَةٌ.] b3: (tropical:) A disgraceful; or shameful, thing; a vice, or fault, or the like. (M, K, TA.) b4: سَقَطُ الكَلَامِ (tropical:) Evil speech. (TA.) سَقْطَةٌ [A fall: or] a violent fall. (M, TA.) b2: (tropical:) A slip, lapse, fault, or wrong action; as also ↓ سِقَاطٌ; (S, K;) and ↓ سَقْطٌ; which last is also used in a pl. sense: (TA:) or the second (سقاط) is pl. of سَقْطَةٌ: (Msb, K:) as sing., it is an inf. n. of سَاقَطَ: (TA:) and سَقْطَةٌ also signifies a bad word or saying, that swerves from rectitude: (TA in art. عور:) its pl., or one of its pls., is سَقَطَاتٌ. (TA.) You say, لَايَخْلُو أَحَدٌ مِنْ سَقْطَةٍ (tropical:) [No one will be free from a slip]. (TA.) And الكَامِلُ مَنْ عُدَّتْ سَقَطَاتُهُ (tropical:) [The perfect is he whose slips are so few that they may be counted]. (TA.) سَقَطِىُّ (Mgh, K) and ↓ سَقَّاطٌ, (S, Mgh, K,) the latter disallowed by some, (Mgh, TA,) but occurring in a trad., (S, Mgh, TA,) A seller of what is worthless, or mean, or vile, of the furniture or utensils of a house or tent, or of household goods; (S, K;) or of the refuse thereof; (Mgh;) of what are termed سَقَطُ المَتَاعِ: (S, Mgh, K:) those who disallow the latter epithet term such a person صَاحِبُ سَقَطِ: (TA:) or ↓ the latter epithet signifies a seller of things of which the sale is held in mean estimation; such as the seeds that are used in cooking, for seasoning food; and the like; which are termed سَقَطٌ. (M.) [See also أَسْقَاطِىٌّ.]

سَقَاطٌ: see سَقَّاطٌ.

سُقَاطٌ: see سَقَطٌ, in two places.

سِقَاطٌ What falls from palm-trees, of unripe dates: (K:) or such are termed سِقَاطُ النَّخْلِ: (M:) سقاط, thus used, may be a sing., or pl. of سَاقِطٌ [q. v.]. (TA.) b2: (tropical:) Dates that are brought from El-Yemámeh by those who journey thither to procure them. (M, K.) b3: See also سَقْطَةٌ: and سَقَطٌ, near the end of the paragraph: b4: and see سِقْطٌ, in two places, near the end of the paragraph.

سَقُوطٌ: see سَاقِطٌ.

سَقِيطٌ Hoar-frost, or rime; i. e. dew that falls and congeals upon the ground; (S, M, K;) also called جَلِيدٌ and ضَرِيبٌ; (S in art. جلد;) of the dial. of Teiyi. (M.) b2: Snow; (S, TA;) as also ↓ سَقْطٌ. (K, TA.) b3: Hail: (K:) or this is called سَقِيطُ السَّحَابِ. (M, TA.) b4: What falls, or has fallen, of dew, (M, K, TA,) upon the ground; (M, TA;) as also ↓ سَقْطٌ. (K, TA.) b5: دُرٌّسَقِيطٌ Scattered pearls. (TA.) And وَرَقٌ سِقَاطٌ [Scattered leaves]: the latter word is pl. of سَقِيطٌ, like as طِوَالٌ is pl. of طَوِيلٌ. (TA.) b6: See also سَاقِطٌ.

A2: A whelp; syn. جِرْوٌ. (TA.) A3: It is also said by some to signify Baked pottery; but the correct word in this sense is with ش. (TA.) سُقَاطَةٌ: see سَقَطٌ, in four places.

سَقِيطَةٌ: see سَاقِطٌ, in two places.

سَقَّاطٌ (S, Sgh, L, K) and ↓ سَقَاطٌ, (K,) or سَقَّاطٌ وَرَآءَ الضَّرِيبَةِ, (M,) A sword that falls behind the object struck therewith, cutting it so as to pass to the ground: (S, K:) or that cuts the object struck therewith, and then reaches to what is after it: (M, K:) or that cleaves so as to reach to the ground after cutting: (IAar, M:) or that passes through the object struck therewith, and then falls. (Expos. of the Deewán of the Hudhalees.) A2: See سَقَطِىٌّ, in two places.

سُقَّيْطٌ i. q. حَبُّ العَزِيزِ [The small tubercles that compose the root of the cyperus esculentus: or that plant itself]. (TA.) سُقَّاطَةٌ [A door-latch;] a thing that is put over the upper part of a door, and that falls upon it, so that it becomes fastened. (TA.) سَاقِطٌ Falling; falling down; dropping; dropping down; tumbling down; as also ↓ سَقُوطٌ; (M, K;) which latter is both masc. and fem. (M, TA.) b2: ↓ سَاقِطَةٌ [its fem., as an epithet in which the quality of a subst. predominates,] A fruit that falls before maturity: pl. سَوَاقِطُ: which also signifies what falls from palm-trees: or branches that fall; not fruits. (Mgh.) b3: هُوَ سَاقِطٌ فِى يَدِهِ: see مَسْقُوطٌ. b4: لَاقِطَةٌ ↓ لِكُلِّ سَاقِطَةٍ (tropical:) For every saying that falls from one, there is a person who will take it up: (Msb:) or for every word that falls from the mouth of the speaker, there is a person who will hear it and pick it up and publish it: a prov., relating to the guarding of the tongue: (TA:) the ة in لاقطة is either to give intensiveness to the meaning or for the purpose of assimilation. (Msb.) b5: مِنْ حَرٍ ↓ سَوَاقِطُ (tropical:) Fallings of heat. (M, TA.) [See 1, near the end of the paragraph.] b6: سَاقِطٌ also signifies Hanging down; pendent; pendulous: and the pl. is سُقَّاطٌ. (TA.) b7: [And Tottering by reason of age.] Yousay شَيْخٌ سَاقِطٌ كِبَرًا [An old man tottering by reason of age]. (K in art. درهم.) b8: Also (assumed tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean, in respect of the deeds or qualities of his ancestors, and of himself; (S, Mgh;) and so ↓ سَاقِطَةٌ: (S:) or, (assumed tropical:) in respect of the deeds or qualities of his ancestors, and of his race; and so ↓ سَاقِطَةٌ: (TA:) (assumed tropical:) one who is not reckoned among the better, or best, class of young men; as also ↓ سَقْطٌ: (K:) (tropical:) one who is, or remains, behind, or in the rear of, other men: (M, K:) [obscure, unnoted, reputeless, or of no reputation:] pl. سُقَّاطٌ (S, Mgh, TA) and سَقْطَى (S, TA) and سِقَاطٌ, which last is like نِيَامٌ as pl. of نَائِمٌ, and سُقَطَآءُ, [by rule a pl. of سَقِيطٌ, which see in what follows,] and ↓ سَوَاقِطُ [is pl. of سَاقِطَةٌ]. (TA.) The epithets سَاقِطٌ مَاقِطٌ لَاقِطٌ are used together, as signifying (assumed tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean; applied to a man; as is said in the L: or, accord. to the O, [and the S in art. مقط,] the Arabs say, in reviling, فُلَانٌ سَاقِطُ بْنُ مَاقِطِ بْنِ لَاقِطٍ, meaning Such a one is a slave of a slave of a slave of a freedman, son of a slave of a slave of a freedman, son of a slave of a freedman; the ساقط being the slave of the ماقط, and the ماقط being the slave of the لاقط, and the لاقط being the slave of the freedman. (TA.) سُقَّاطُ النَّاسِ signifies, accord. to IAar, (assumed tropical:) The refuse, rabble, or lowest or basest or meanest sort, of mankind, or of people; (TA in art. خشر;) as also النَّاسِ ↓ سَقَطُ, (TA,) and النَّاسِ ↓ أَسْقَاطُ, as being likened to those articles of a tent or house which are termed سَقَطٌ, q. v.: (Lh, M:) and سُقَّاطُ الجُنْدِ (assumed tropical:) Soldiers of whom no account is made. (TA.) ↓ سَاقِطَةٌ, (M, L, TA,) in the K ↓ سَقِيطَةٌ, but this is a mistake, (TA,) or, applied to a man, only used when immediately followed by لَقِيطَةٌ, (TA in art. لقط,) also signifies (assumed tropical:) Deficient in intellect, or intelligence, or understanding; (M, L, K;) as also ↓ سَقِيطٌ; (Ez-Zejjájee, M, L, K;) and ↓ سَقِيطَة is the fem. of the latter; (M, L, TA;) and signifies also, applied to a woman, (assumed tropical:) Low, ignoble, base, vile, or mean, (S, TA,) and stupid. (So in some copies of the S, and in the TA.) You say also, الفِعْلِ ↓ هُوَ سَاقِطَةُ (assumed tropical:) [He is mean in conduct: or one of whose actions no account is made]. (TA.) b9: Also, [as signifying (assumed tropical:) Vile, mean, or paltry,] applied to a thing: (TA in art. لقط:) [a thing] (assumed tropical:) falling short of the due, or just, mean. (M in art. وسط.) b10: سَاقِطُ الشَّدِ (assumed tropical:) A horse that runs interruptedly. (A, TA.) b11: ↓ سَوَاقِطُ (tropical:) Persons who come to El-Yemámeh to bring thence for themselves provisions of dates. (M, K, TA.) b12: And ↓ this last word, (assumed tropical:) Small, low mountains, [as though] cleaving to the ground. (TA.) سَاقِطَةٌ, and its pl. سَوَاقِطُ: see سَاقِطٌ, throughout.

أَسْقَاطِىُّ (assumed tropical:) One who sells the parts of a slaughtered beast that are called سَقَطٌ [q. v.]. (TA.) [See also سَقَطِىٌّّ.]

مِسْقِطٌ (S, M, K) and مَسْقَطٌ, (M, K,) the former extr. [with respect to rule, though the contr. with respect to usage], (M,) and the latter an inf. n. as well as a noun of place [and of time], (S, K,) A place [and a time] of falling, falling down, dropping, dropping down, or tumbling down, (S, M, K,) of a thing; (M, TA;) as, for instance, of a whip, and of rain: pl. مَسَاقِطُ. (TA.) b2: مَسْقِطُ الرَّأْسِ, (K,) and مَسْقَطُهُ, (As,) and المسقط alone, (A, TA,) (tropical:) The place of birth. (K, TA.) You say, هٰذَامَسْقِطُ رَأْسِى (tropical:) This is my birthplace. (S.) And البَصْرَةُ مَسْقَطُ رَأْسِى (tropical:) [El-Basrah is my birth-place]. (M.) And هُوَ يَحِنُّ إِلَىمَسْقِطِهِ (tropical:) He yearns towards his birth-place. (A, TA.) b3: اتَانَا فِى مَسْقِطِ النَّجْمِ (tropical:) He came to us at the time of the setting of the star, or asterism; (S, TA;) [meaning, at the time of the auroral setting of the Pleiades: see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل.] b4: مَسْقِطٌ also signifies The place of the ending of anything. (TA.) See سِقْطٌ, in three places.

مُسْقِطٌ Casting her young one or fœtus; bringing it forth abortively, or in an immature, or imperfect, state, (M, K,) [or dead, but having the form developed, or manifest: see 4.]

هٰذَا الفِعْلُ مَسْقَطَةٌ لَلْإِنْسَانَ مِنْ أَعْيُنِ النَّاسِ (tropical:) [This deed is a cause of a man's falling from the place which he holds in the regard of people]: (S, K: *) said when one does a thing that is not proper for him to do. (TA.) مِسْقَاطٌ Accustomed to cast her young; to bring them forth abortively, or in an immature, or imperfect, state, (K,) [or dead, but having the form developed, or manifest: see 4.]

تَمْرَةٌ مَسْقُوطَةٌ [A fallen date]: some say that this means سَاقِطَةٌ: others, ذَاتُ سُقُوطٍ [having a falling]: it may be from أَسْقَطِهُ; like مَحْمُومٌ from أَحَمَّهُ اللّٰهُ. (TA.) b2: هُوَ مَسْقُوطٌ فِى يَدِهِ (tropical:) He is repenting, and abject; as also فِى ↓ سَاقِطٌ يَدِهِ (TA.) مَشَى مُتَسَاقِطًا (tropical:) [He walked, or went, in a slack, or languid, manner; as though repeatedly stumbling; or as though throwing himself down: see 3, near the end; and see also 6]. (A in art. طرح.)
سقط
سَقَطَ الشَّيءُ من يَدي سُقُوطاً، بالضَّمِّ، ومَسْقَطاً، بالفَتْحِ: وَقَعَ، وكلُّ مَنْ وَقَعَ فِي مَهْواةٍ يُقَالُ: وَقَعَ وسَقَطَ. وَفِي البَصائِر: السُّقوطُ: إِخْراجُ الشَّيءِ إِمَّا من مكانٍ عالٍ إِلَى مُنْخَفِضٍ، كالسُّقوطِ من السَّطحِ. وسُقُوطِ مُنْتَصِبِ القامَةِ، كاسَّاقَطَ، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى: تَسَّاقَطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا، وقرأَ حَمَّاد ونُصَيْرٌ ويَعْقوبُ وسَهْلٌ يَسَّاقَط بالياءِ التَّحتِيَّة المَفْتوحَةِ، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: فَمن قرَأَ بالياءِ فَهُوَ الجِذْعُ، وَمن قرأَ بالتَّاءِ فَهِيَ النَّخْلَة، وانْتِصابُ قَوْله: رُطَباً جَنِيًّا عَلَى التَّمْييزِ المُحَوَّلِ، أَرادَ يَسَّاقَط رُطَبُ الجِذْع، فلمَّا حُوِّل الفِعْلُ إِلَى الجِذْعِ خَرَجَ الرُّطَبُ مُفَسِّراً، قالَ الأّزْهَرِيّ: هَذَا قَوْلُ الفَرَّاءِ. فَهُوَ ساقِطٌ وسَقُوطٌ، كصَبُورٍ، المذكَّرُ والمؤنَّثُ فِيهِ سَواءٌ، قالَ: مِنْ كلِّ بَلْهاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ بَيْضاءَ لم تُحْفَظْ وَلم تُضَيَّعِ يَعْنِي أنَّها لم تُحْفَظْ من الرِّيْبَة وَلم يُضَيِّعْها والِداها. والمَوْضِعُ: مَسقَطٌ كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ الأُولى نادِرَةٌ نَقَلَها الأَصْمَعِيّ، يُقَالُ: هَذَا مَسْقَط الشَّيءِ ومَسْقِطُهُ، أَي مَوْضِعُ سُقوطهِ. وقالَ الخَليلُ: يُقَالُ: سَقَطَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمِّهِ، أَي خَرَجَ وَلَا يُقَالُ: وَقَعَ، حينَ تَلِدُهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ.
وَفِي الأَسَاسِ: ويُقَالُ: سَقَطَ المَيِّتُ من بَطْنِ أُمِّه، ووَقَعَ الحَيُّ. وَمن المَجَازِ: سَقَطَ الحَرُّ يَسْقُطُ سُقوطاً، أَي وَقَعَ، وأَقْبَلَ ونَزَلَ. ويُقَالُ: سَقَطَ عَنَّا الحَرُّ، إِذا أَقْلَعَ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ، كَأَنَّهُ ضِدٌّ.
وَمن المَجَازِ: سَقَطَ فِي كَلامِه وبِكَلامِه سُقوطاً، إِذا أَخْطأَ، وكَذلِكَ أَسْقَطَ فِي كَلامِه. وَمن المَجَازِ: سَقَطَ القومُ إليَّ سُقوطاً: نَزَلوا عَلَيَّ، وأَقْبَلوا، ومِنْهُ الحَديثُ: فَأَمّا أَبُو سَمّالٍ فَسَقَطَ إِلَى جيرانٍ لَهُ أَي أَتاهُمْ فأَعاذوه وسَتَروه. وَمن المَجَازِ: هَذَا الفِعْلُ مَسْقَطَةٌ لَهُ أَعْيُنِ النّاسِ، وَهُوَ أَن يَأتِيَ بِمَا لَا يَنْبَغي. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، والزَّمَخْشَرِيُّ، وصَاحِب اللّسَان. ومَسْقِطُ الرَّأسِ: المَوْلِدُ، رَواه الأَصْمَعِيّ بِفَتْح الْقَاف، وغيرُه بالكَسْرِ، ويُقَالُ: البَصْرَةُ مَسْقَطُ رَأسي، وَهُوَ يَحِنُّ إِلَى مَسْقَطِهِ، يَعْنِي حَيْثُ وُلِدَ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وتَسَقَطَ الشَّيْءُ: تَتَبَع سُقوطُهُ. وساقَطَهُ مُساقَطَةً، وسِقاطاً: أَسْقَطَه، وتابَعَ إسْقاطَهُ، قالَ ضابِئُ بن الحارِثِ البُرْجُمِيُّ يَصِفُ ثَوْراً والكلابَ:
(يُساقِطُ عَنهُ رَوْقُهُ ضارِياتِها ... سِقاطَ حَديدِ القَيْنِ أَخْوَلَ أَخْولا)
قَوْله: أَخْوَلَ أَخْوَلا، أَي مُتَفَرِّقاً، يَعْنِي شَرَرَ النَّارِ. والسُّقْطُ، مُثَلَّثَةً: الوَلَدُ يَسْقُطُ من بَطْنِ أُمِّه) لِغَيْرِ تَمامٍ، والكَسْرُ أكثرُ، والذَّكَرُ والأُنْثَى سَواءٌ ومِنْهُ الحَدِيث: لأنْ أُقَدِّمُ سِقْطاً أَحَبُّ إليَّ من مائَةِ مَسْتَلْئِمٍ المُسْتَلْئم: لابِسُ عُدَّةِ الحَرْبِ، يَعْنِي أنَّ ثَوابَ السِّقْطِ أَكثَرُ من ثَوابِ كِبار الأوْلاد.
وَفِي حَديثٍ آخر: يُحْشَرُ مَا بَيْنَ السِّقْطِ إِلَى الشَّيْخِ الفاني مُرْداً جُرْداً مُكَحَّلينَ أُولي أَفانينَ.
وَهِي الخُصَلُ من الشَّعرِ، وَفِي حَديثٍ آخرَ: يَظَلُّ السِّقْطُ مُحْبَنْطِئاً عَلَى بَاب الجَنَّة ويُجْمَع السِّقْطُ عَلَى الأسْقاطِ، قالَ ابْن الرُّوميّ يَهْجو وَهْباً عِنْدَمَا ضَرَط:
(يَا وَهْبُ إنْ تَكُ قَدْ وَلَدْت صَبِيَّةً ... فبحمْلِهم سَفراً عليكَ سِباطاً)

(مَنْ كانَ لَا يَنْفَكُّ يُنْكَح دَهْرَهُ ... وَلَدَ البَناتِ وأَسْقَطَ الأسْقاطا)
وَقَدْ أَسْقَطَتْهُ أُمُّه إسْقاطاً، وَهِي مُسْقِطٌ، ومُعْتادَتُه: مِسْقاطٌ، وَهَذَا قَدْ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ. وعِبارَةُ الصّحاح والعُبَاب: وأَسْقَطَت النّاقَةُ وغَيْرُها، إِذا أَلْقَتْ وَلَدَها، والَّذي فِي أَمالي القالي، أنَّه خاصٌّ ببَني آدَمَ، كالإجْهاضِ للنّاقَةِ، وَإِلَيْهِ مَال المُصَنِّف وَفِي البَصائر: فِي أَسْقَطَت المَرْأََةُ، اعْتُبِرَ الأمْرانِ: السُّقوطُ من عالٍ، والرَّداءةُ جَمِيعًا، فإِنَّه لَا يُقال أَسْقَطت المَرأَةُ إلاَّ فِي الَّذي تُلْقيه قَبْلَ التَّمامِ، ومِنْهُ قِيل لذَلِك الوَلَدِ: سِقْطٌ. قالَ شَيْخُنا: ثمَّ ظاهِرُ المُصَنِّف أَنَّهُ يُقَالُ: أَسْقَطَت الوَلَدَ، لأنَّه جاءَ مُسْنَداً للضَّمير فِي قولِهِ: أَسْقَطَتْهُ، وَفِي المِصْباحِ، عَن بَعْضِهم: أَماتَت العرَبُ ذِكَرْ الْمَفْعُول فَلَا يَكادونَ يَقُولُونَ: أَسْقَطَت سِقْطاً، وَلَا يُقَالُ: أُسْقِطَ الوَلَدُ، بالبِناء للمَفْعول، قُلْتُ: وَلَكِن جاءَ ذلِكَ فِي قَوْلِ بعضِ العَرَب:
(وأُسْقِطَتِ الأجِنَّةُ فِي الوَلايا ... وأُجْهِضَتِ الحَوامِلُ والسِّقابُ)
والسَّقْطُ: مَا سَقَطَ بَيْنَ الزَّنْدَيْن قَبْلَ اسْتِحْكام الوَرْيِ، وَهُوَ مَثَلٌ بذلك، كَمَا فِي المُحْكَمِ ويُثَلَّثُ، كَمَا فِي الصّحاح، وَهُوَ مُشَبَّه بالسّقْطِ للوَلَدِ الَّذي يَسْقُطُ قبلَ التَّمام، كَمَا يَظْهَرُ من كَلامِ المُصَنِّف، وصَرّحَ بِهِ فِي البَصائرِ. وَفِي الصّحاح: سَقْطُ النّارِ: مَا يَسْقُطُ مِنْهَا عِنْد القَدْح، ومِثْلُه فِي العُبَاب، قالَ الفرّاء: يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث قَالَ، ذُو الرُّمَّة:
(وسِقْطٍ كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحِبي ... أَباها، وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وَكْرا)
والسَّقْطُ: حيثُ انْقَطَعَ مُعْظَمُ الرَّمْلِ ورَقَّ، ويُثَلَّثُ أَيْضاً، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ وَقَدْ أغْفِلَ عَن ذلِكَ فِيهِ وَفِي الَّذي تَقَدَّم، ثمَّ إنَّ عِبارَةَ الصّحاح أَخْصَرُ من عِبارَتهِ، حيثُ قالَ: وسِقْط الرَّمْلِ: مُنْقَطَعُه، وأمَّا قولُه رَقَّ فهوَ مَفْهومٌ من قَوْله: مُنْقَطَعُه لِأَنَّهُ لَا يَنْقَطِعُ حتَّى يَرِقَّ، كمَسْقَطِهِ، كمَقْعَدٍ، عَلَى القِياسِ، ويُرْوَى: كمَنْزِلٍ، عَلَى الشُّذوذ، كَمَا فِي اللّسَان، وأَغْفَلَهُ)
المُصَنِّف قُصوراً. وقِيل: مَسْقَطُ الرَّمْلِ حيثُ يَنْتَهي إِلَيْهِ طَرَفُه، وَهُوَ قَريبٌ من القولِ الأوَّلِ، وقالَ امْرؤُ القَيْس:
(قِفا نَبْكِ من ذِكْرى حَبيبٍ ومَنْزِلِ ... بسِقْطِ اللِّوى بَيْنَ الدَّخولِ فحَوْمَلِ)
والسَّقْطُ، بالفَتْحِ: الثَّلْجُ، وأيْضاً: مَا يَسْقُطُ من النَّدَى، كالسَّقيطِ، فيهمَا، كَمَا سَيَأْتِي للمُصَنِّف قَريباً، وَمن الأوَّلِ قَوْلُ هُدْبَةَ بن خَشْرَمٍ:
(ووادٍ كجَوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُه ... تَرَى السَّقْطَ فِي أَعْلامِه كالكَراسِفِ)
والسَّقْطُ: من لَا يُعَدُّ فِي خِيارِ الفِتْيانِ، وَهُوَ الدَّنِيءُ الرَّذْلُ كالسّاقِطِ وقِيل: السّاقِطُ اللَّئيمُ فِي حَسَبِهِ ونَفْسِه. ويُقَالُ للرجُلِ الدَّنِيء: ساقِطٌ ماقِطٌ، كَمَا فِي اللِّسان، والَّذي فِي العُبَاب: وَتقول العَرَبُ: فُلانٌ ساقِطٌ ابْن ماقِطِ ابْن لاقِطٍ، تَتَسابُّ بهَا. فالسّاقِطُ: عَبْدُ الماقِطِ، والماقِطُ: عَبْدُ اللاَّقِط واللاَّقِطُ: عَبْدٌ مُعْتَقٌ. وَمن المَجَازِ: قَعَدَ فِي سِقْطِ الخِباءِ، وَهُوَ بالكَسْرِ: ناحِيَةُ الخِباءِ كَمَا فِي الصّحاح، ورَفْرَفُهُ، كَمَا فِي الأساس، قالَ: اسْتُعيرَ من سِقْطِ الرَّمْلِ، وللخِباء سِقْطانِ. وَمن المَجَازِ: السِّقْطُ: جَناحُ الطّائرِ، كسِقاطِهِ، بالكَسْرِ، ومَسْقَطِهِ، كمَقْعَدِه، ومِنْهُ قَوْلُهم: خَفَقَ الظَّليمُ بسِقْطَيْه. وقِيل: سِقْطا جَناحَيْه: مَا يَجُرُّ منهُما عَلَى الأرْضِ، يُقَالُ: رَفَعَ الظَّليمُ سِقْطَيْهِ ومَضَى.
وَمن المَجَازِ: السِّقْطُ: طَرَفُ السَّحابِ حَيْثُ يُرى كَأَنَّهُ ساقِطٌ عَلَى الأرْضِ فِي ناحِيَة الأُفُقِ، كَمَا فِي الصّحاح، ومِنْهُ أُخِذَ سِقْطُ الخِباءِ. والسَّقَطُ، بِالتَّحْرِيكِ: مَا أُسْقِطَ من الشَّيْء وتُهووِنَ بِهِ، وسَقَطُ الطَّعامِ: مَا لَا خَيْرَ فِيهِ مِنْهُ، ج: أَسْقاطٌ. وَهُوَ مَجازٌ. والسَّقَطُ: الفَضيحَةُ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً. وَفِي الصّحاح: السَّقَطُ: رَديءُ المَتاعِ، وقالَ ابْن سِيدَه: سَقَطُ البَيْتِ خُرْثِيُّه لأنَّه ساقِطٌ عَن رَفيعِ المَتاعِ، والجَمْع: أَسْقاطٌ، وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ اللَّيْثُ: جمعُ سَقَطِ البَيْتِ: أَسْقاطٌ نَحْو الإبْرَةِ والفَأْسِ والقِدْرِ ونَحْوِها. وقِيل: السَّقَطُ: مَا تُنُووِلَ بَيْعُه من تابِلٍ ونَحْوِه، وَفِي الأَسَاسِ: نَحْو سُكَّرٍ وزَبيبٍ. وَمَا أَحْسَنَ قولَ الشَّاعِر:
(وَمَا لِلْمَرْءِ خَيْرٌ فِي حَياةٍ ... إِذا مَا عُدَّ من سَقَطِ المَتاعِ)
وبائعُه: السَّقَّاطُ، ككَتَّانٍ، والسَّقَطِيُّ، مُحَرَّكَةً، وأَنْكَرَ بَعْضُهم تَسْمِيَتَه سَقّاطاً، وقالَ: وَلَا يُقَالُ سَقّاط، وَلَكِن يُقال: صَاحِب سَقَطٍ. قُلْتُ: والصَّحيحُ ثُبوتُه، فَقَدْ جاءَ فِي حَديثِ ابْن عُمَر أنَّه كانَ لَا يَمُرُّ بسَقَّاطٍ وَلَا صاحِبِ بيعَةٍ إلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ والبيعَةُ من البَيْع، كالجِلْسَةِ من الجُلوس، كَمَا فِي الصّحاح والعُبَاب. وَمن الْأَخير: سَرِيُّ بن المُغَلّس السَّقَطِيُّ يُكْنَى أَبَا الحَسَن، أَخَذَ عَن أَبي) مَحْفوظٍ مَعْروفِ بن فَيْروز الكَرْخِيِّ، وَعنهُ الجُنَيْدُ وغيرُه، تُوُفّي سنة وَمن الأوّل شيخُنا المُعَمَّر المُسِنُّ، عليُّ بن العَرَبيّ بن مُحَمّدٍ السَّقّاطُ الفاسيُّ، نزيلُ مصرَ، أَخَذَ عَن أَبيهِ وغَيره، تُوُفّي بِمصْر سنة. وَمن المَجَازِ: السَّقَطُ: الخَطَأُ فِي الحِسابِ والقوْلِ، وكَذلِكَ السَّقطُ فِي الكِتابِ. وَفِي الصّحاح: السَّقَطُ: الخَطَأُ فِي الكِتابَةِ والحِسابِ، يُقَالُ: أَسْقَطَ فِي كَلامِهِ، وتَكَلَّم بكلامٍ فَمَا سَقَطَ بحَرْفٍ، وَمَا أَسْقَطَ حَرْفاً، عَن يَعْقوبَ، قالَ: وَهُوَ كَمَا تَقول: دَخَلْتُ بِهِ وأَدْخَلْتُه، وخَرَجْتُ بِهِ، وأَخْرَجْتُه، وعَلَوْتُ بِهِ وأَعْلَيْتُه. انْتَهَى، وزادَ فِي اللِّسان: وسُؤْتُ بِهِ ظَنًّا وأَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ، يُثْبِتونَ الألفَ إِذا جاءَ بِالْألف واللاّم. كالسِّقاطِ، بالكَسْرِ، نَقَلَهُ صَاحِب اللّسَان.
والسُّقاطَةُ، والسُّقاطُ، بضَمِّهما: مَا سَقَطَ من الشَّيء وتُهُووِنَ بِهِ من رُذالَةِ الطَّعامِ والثِّيابِ وَنَحْوهَا، يُقَالُ أَعْطاني سُقاطَةَ المَتاعِ، وَهُوَ مَجازٌ. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: سُقاطَةُ كُلِّ شيءٍ: رُذالَتُه.
وقِيل: السُّقاطُ جَمْعُ سُقاطَةٍ. وَمن المَجَازِ: سُقِطَ فِي يَدِه وأَسْقِطَ فِي يَدِه، مَضْمومَتَيْن، أَي زَلَّ وأَخْطَأَ. وقِيل: نَدِمَ، كَمَا فِي الصّحاح، زَاد فِي العُبَاب: وتَحَيَّرَ، قالَ الزَّجّاجُ: يُقَالُ للنّادِم عَلَى مَا فَعَل، الحَسِرِ عَلَى مَا فَرَط مِنْهُ: قَدْ سُقِطَ فِي يَدِه، وأُسْقِطَ. وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: لَا يُقَالُ: أُسْقِطَ، بِالْألف، عَلَى مَا لم يُسَمَّ فاعِلُه. وأَحْمَدُ بن يَحْيَى مثلُه، وجَوَّزَه الأخفَش، كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي التَّنْزيل العَزيز: ولَمَّا سُقِطَ فِي أَيْديهِم. قالَ الفارِسِيُّ: ضَرَبوا أَكُفَّهُم عَلَى أَكُفِّهِم من النَّدَمِ، فإِنَّ صَحَّ ذلِكَ فَهُوَ إذَن من السُّقوط، وقالَ الفَرَّاء: يُقَالُ: سُقِطَ فِي يَدِه، وأُسْقِطَ، من النَّدامَة، وسُقِطَ أَكثَرُ وأَجْوَدُ. وَفِي العُبَاب: هَذَا نَظْمٌ لم يُسْمَعْ قبلَ القُرآنِ وَلَا عَرَفَتْهُ العَرَبُ، والأَصْلُ فِيهِ نُزولُ الشَّيء من أَعْلَى إِلَى أسْفلَ ووُقوعُه عَلَى الأرْضِ، ثمَّ اتُّسِعَ فِيهِ، فقيلَ للخَطَإ من الكَلام: سَقَطٌ لأنَّهم شَبَّهوه بِمَا لَا يُحْتاجُ إِلَيْهِ فيُسْقَطُ، وذَكَرَ اليَدَ لأنَّ النَّدَمَ يَحْدُثُ فِي القَلْبِ وأَثَرُه يَظْهَرُ فِي اليَدِ، كقولِه تَعَالَى: فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا ولأنَّ اليَدَ هيَ الجارِحَةُ العُظْمَى فرُبَّما يُسْنَدُ إِلَيْهَا مَا لم تُباشِرْه، كَقَوْلِه تَعَالَى: ذلِكَ قَدَّمَتْ يَداكَ. والسَّقيطُ: الناقِصُ العَقْلِ، عَن الزَّجاجيِّ، كالسَقيطَةِ، هَكَذا فِي سائِرِ أُصولِ القاموسِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ كالسّاقِطَة، كَمَا فِي اللّسَان وأمَّا السَّقيطَةُ فأُنْثَى السَّقيطِ، كَمَا هُوَ نَصُّ الزَّجّاجيِّ فِي أَماليه. وسَقيطُ السَّحابِ: البَرَدُ.
والسَّقيطُ: الجَليدُ، طائِيَةٌ، وكلاهُما من السُّقوط. والسَّقيطُ: مَا سَقَطَ من النَّدَى عَلَى الأرْضِ، قالَ الرَّاجِزُ: ولَيْلَةٍ يَا مَيَّ ذاتِ طَلِّ)
ذاتِ سَقيطٍ ونَدًى مُخْضَلِّ طَعْمُ السُّرَى فِيهَا كطَعْمِ الخَلِّ كَمَا فِي الصّحاح. ولكنَّه اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى لجَليدِ والثَّلْجِ، وقالَ أَبُو بَكْرِ بن اللَّبانَة:
(بَكَتْ عِنْد تَوْديعي فَمَا عَلِمَ الرَّكْبُ ... أَذاكَ سَقيطُ الظِّلِّ أمْ لُؤْلُؤٌ رَطْبُ)
وقالَ آخر:
(واسْقُطْ عَلَيْنا كسُقوطِ النَّدَى ... لَيْلَةَ لَا ناهٍ وَلَا زاجِرُ)
ويُقَالُ: مَا أَسْقَطَ حَرْفاً، وَمَا أَسْقَطَ فِيهَا، أَي فِي الكَلِمةِ، أَي مَا أَخْطَأَ فِيهَا، وكَذلِكَ مَا سَقَط بِهِ، وَهُوَ مَجازٌ، وَقَدْ تَقَدَّم هَذَا قَرِيبا. وأَسْقَطَه، هَكَذا فِي أُصولِ الْقَامُوس، وَهُوَ غَلَطٌ، والصَّوابُ: اسْتَسْقَطَهُ، وذلِكَ إِذا طَلَب سَقَطَه وعالَجَه عَلَى أَن يَسْقُطَ فيُخْطِئَ أَو يَكْذِبَ أَو يَبوحَ بِمَا عِنْدَه، وَهُوَ مَجازٌ، كتَسَقَّطَهُ، وسَيَأْتِي ذلِكَ للمُصَنِّف فِي آخر المادّة. والسَّواقِطُ: الَّذين يَرِدون اليَمامَةَ لامْتِيارِ التَّمْرِ، وَهُوَ مَجازٌ، من سَقَطَ إِلَيْهِ، إِذا أَقْبَلَ عَلَيْهِ. والسِّقاطُ ككِتابٍ: مَا يَحْمِلونَه من التَّمْرِ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، كَأَنَّهُ سُمِّيَ بِهِ لكَوْنِه يَسْقُطُ إِلَيْهِ من الأقْطارِ. والسَّاقِطُ: المُتَأَخِّر عَن الرِّجالِ، وَهُوَ مَجازٌ. وساقَطَ الشَّيءَ مُساقَطَةً وسِقاطاً: أَسْقَطَهُ، كَمَا فِي الصّحاح، أَو تابَعَ إسْقاطَه، كَمَا فِي اللّسَان، وَهَذَا بعَيْنِه قَدْ تَقَدَّم فِي كَلَام المُصَنِّف، وتَفْسيرُ الجَوْهَرِيّ وصَاحِب اللّسَان واحِدٌ، وإنَّما التَّعْبيرُ مختلِفٌ، بَلْ صَاحِب اللّسَان جَمَعَ بَيْنَ المَعْنَيَيْنِ فَقَالَ: أسْقَطَه، وتَابَع إسْقاطَه، فَهُوَ تَكْرارٌ محضٌ فِي كَلَام المُصَنِّف، فتأَمَّل. وَمن المَجَازِ: ساقَطَ الفَرَسُ العَدْوَ سِقاطاً: جاءَ مُسْتَرْخِياً فِيهِ، وَفِي المَشْيِ، وقِيل: السِّقاطُ فِي الفَرَس أَن لَا يزالَ مَنْكوباً. ويُقَالُ للفَرَسِ: إِنَّهُ لساقِطُ الشَّدِّ، إِذا جَاءَ مِنْهُ شيءٌ بعدَ شيءٍ كَمَا فِي الأَسَاسِ. وقالَ الشَّاعِر:
(بِذي مَيْعَةٍ كأَنَّ أَدْنَى سِقاطِه ... وتَقْريبِهِ الأعْلَى ذَآليلُ ثَعْلَبُ)
وَمن المَجَازِ: ساقَطَ فُلانٌ فُلاناً الحديثَ، إِذا سَقَطَ من كُلٍّ عَلَى الآخرِ. وسِقاطُ الحَديثِ بأَنْ يَتَحَدَّثَ الواحِدُ ويُنْصِتَ لَهُ الآخرُ، فَإِذا سَكَتَ تَحَدَّثَ الساكِتُ، قالَ الفَرزدقُ:
(إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ أَو أَبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ)
قُلْتُ: وأَصْلُ ذلِكَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّة:
(ونِلْنا سِقاطاً من حَديثٍ كَأَنَّهُ ... جَنَى النَّحْلِ مَمْزوجاً بماءِ الوَقائعِ)
ومِنْهُ أَخَذ الفرزدقُ وكَذلِكَ البُحْتُري حَيثُ يَقُولُ:)
(ولَمَّا الْتَقَيْنا والنَّقا مَوْعِدٌ لَنا ... تَعَجَّبَ رائي الدُّرِّ مِنَّا ولاقِطُهْ)

(فمِن لُؤْلُؤٍ تَجْلوه عِنْدَ ابْتِسامِها ... وَمن لُؤْلُؤٍ عِنْد الحَديثِ تُساقِطُهْ)
وقِيل: سِقاطُ الحديثِ هُوَ: أنْ يُحَدِّثَهُم شَيْئاً بعد شَيْءٍ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. وَمن أَحْسَنِ مَا رَأَيْتُ فِي المُساقَطَةِ قَوْلُ شَيخنا عَبْدِ اللهِ بن سَلام المُؤذِّن يُخاطِبُ بِهِ المَوْلَى عليَّ بن تَاج الدِّين القلعيّ، رَحِمَهُما الله تَعَالَى وَهُوَ:
(أَساقِطُ دُرًّا إذْ تَمَسُّ أَنامِلي ... يَراعي وعِقْياناً يَروقُ ومرْجانا)

(أَحَلِّي بهَا تاجَ ابنَ تاجٍ عَلِيَّنا ... فَلَا زالَ مَوْلانا الأَجَلَّ ومَرْجانا)

(ورَوْضا النَّدَى والجودِ قَالَا لنا اطُلُبوا ... جَميعَ الَّذي يُرْجَى فكَفّاهُ مَرْجانا)
والسَّقاطُ، كشَدَّادٍ وسَحابٍ، وعَلى الأوّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ والصَّاغَانِيّ وصَاحِب اللّسَان: السَّيْفُ يَسْقُطُ من وَراءِ الضَّريبَةِ ويَقْطَعُها حتَّى يَجوزَ إِلَى الأرْضِ، وَفِي الصّحاح: يَقْطَعها، وأَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ: يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطي أَو يَقْطَعَ الضَّريبَةَ، ويَصِلَ إِلَى مَا بَعْدَها، وقالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: سَيْفٌ سَقّاطٌ هُوَ الَّذي يَقُدُّ حتَّى يَصِلَ إِلَى الأرْضِ بعدَ أَن يَقْطَع، وَفِي شَرح الدِّيوان: أَي يَجوزُ الضَّريبَةَ فيَسْقُطُ، وَهُوَ مَجاز.
والسِّقاطُ، ككِتابٍ: مَا سَقَطَ من النَّخْلِ وَمن البُسْرِ، يَجوزُ أنْ يَكُونَ مُفْرَداً، كَمَا هُوَ ظاهرُ صَنيعِه، أَو جَمعاً لساقِطٍ. وَمن المَجَازِ: السِّقاطُ: العَثْرَةُ والزَّلَّةُ، كالسَّقْطَةِ، بالفَتْحِ، قالَ سُوَيْدُ بن أَبي كاهِلٍ اليَشْكُريُّ: (كَيْفَ يَرْجونَ سِقاطي بَعْدَما ... جَلَّلَ الرَّأْسَ مَشيبٌ وصَلَعْ)
وَفِي العُبَاب: لاحَ فِي الرَّأْسِ. أَو هِيَ جَمْعُ سَقْطَةٍ، يُقَالُ: فُلانٌ قليلُ السِّقاط، كَمَا يُقَالُ: قَلِيل العِثار، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ ليَزيدَ بن الجَهْمِ الهِلاليِّ:
(رَجَوْتِ سِقاطي واعْتِلالي ونَبْوَتي ... وَراءكِ عَنِّي طالِقاً وارْحَلي غَدا)
أَو هُما بِمَعْنًى واحِد، فإنْ كانَ مُفْرَداً فَهُوَ مَصْدَرُ ساقَطَ الرَّجُلُ سِقاطاً، إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرامِ. ومَسْقَط، كمَقْعَدٍ: د، عَلَى ساحِلِ بَحْرِ عُمان، ممّا يَلي بَرَّ اليَمَنِ. يُقَالُ: هُوَ مُعَرَّبُ مَشْكَت. ومَسْقَط: رُسْتاقٌ بساحِلِ بحرِ الخَرَزِ، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: هِيَ مَدينةٌ بالقُرْبِ من بَاب الأبْوابِ، بَناها أَبُو شَرْوانَ بن قُباذَ بن فَيْروز المَلكُ. ومسْقَطُ الرَّمْلِ: وادٍ بَيْنَ البَصْرَةِ والنِّباجِ،)
وَهُوَ فِي طَريق البَصْرَة. وَمن المَجَازِ: تَسَقَّطَ الخَبَرَ وتَبَقَّطَه: أَخَذَهُ قَليلاً قَليلاً شَيْئاً بعْدَ شيءٍ، رَواه أَبُو تُرابٍ عَن أَبي المِقدام السُلَميِّ. وَمن المَجَازِ: تَسَقَّطَ فُلاناً: طَلَبَ سَقَطَه، كَمَا فِي الصّحاح، زَاد فِي اللّسَان وعالَجَهُ عَلَى أنْ يَسْقُطَ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ لجَريرٍ:
(وَلَقَد تَسَقَّطَني الوُشاةُ فصادَفوا ... حَصِراً بِسِرِّك يَا أُمَيْمَ ضَنينا)
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: السَّقْطَةُ بالفَتْحِ: الوَقْعَةُ الشَّديدَةُ. وسَقَطَ عَلَى ضالَّتِه: عَثرَ عَلَى مَوْضِعها، ووَقَع عَلَيْهَا، كَمَا يَقَعُ الطّائِرُ عَلَى وَكْره، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن أَقْوَاله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم للحارِثِ بن حسّان حينَ سَألَه عَن شَيءٍ: عَلَى الخَبيرِ سَقَطْتَ أَي عَلَى العارِفِ وَقَعْتَ، وَهُوَ مَثَلٌ سائرٌ للعَرَب. وتَساقَطَ عَلَى الشَّيْءِ: أَلْقَى نَفْسَه عَلَيْهِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وأَسْقَطَه هُوَ، ويُقَالُ: تَسَاقَطَ عَلَى الرَّجُلِ يَقيه نَفْسَه. وَهَذَا مَسْقِطُ السَّوْطِ: حيثُ يَقَع، ومَساقِطُ الغَيْثِ: مَواقِعُه. ويُقَالُ: أَنا فِي مَسْقِطِ النَّجْمِ، أَي حَيْثُ سَقَط. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومَسْقِطُ كُلِّ شيءٍ: مُنْقَطِعُه، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: ومَنْهَلٍ من الفَلا فِي أَوْسَطِهْ من ذَا وهذاكَ وَذَا فِي مَسْقِطِهْ وسَقَطَ الرَّجُلُ: إِذا وَقَعَ اسْمُه من الدِّيوان. وَقَدْ أَسْقَطَ الفارضُ اسْمَه، وَهُوَ مَجاز. والسَّقيطُ: الثَّلْجُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، ويُقَالُ: أَصْبَحت الأرضُ مُبْيَضَّةً من السَّقيطِ، وقِيل: هُوَ الجَليدُ الَّذي ذَكَرَه المُصَنِّف. وَمن أَمْثالِهِمْ: سَقَط العَشاءُ بِهِ عَلَى سِرْحانِ يُضْرَب للرَّجلِ يَبْغي البُغْيَة فيَقَع فِي أَمْرٍ يُهْلِكُه، وَهُوَ مَجاز. وأَسْقاطُ الناسِ أَوْباشُهم، عَن اللِّحْيانِيّ، وَهُوَ مجَاز. ويُقَالُ: فِي الدَّارِ أَسْقاطٌ وأَلْقاطٌ. وقالَ النّابغة الجَعْديّ:
(إِذا الوَحْشُ ضَمَّ الوَحْشَ فِي ظُلُلاتِها ... سَواقِطُ من حَرٍّ، وَقَدْ كانَ أَظْهَرا)
من سَقَطَ، إِذا نَزَل ولَزِمَ مَوْضِعَه، ويُقَالُ: سَقَطَ فلانٌ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ. وأَسْقَطوا لَهُ بالْكلَام، إِذا سَبُّوه بسَقَطِ الكَلام ورَديئه، وَهُوَ مَجاز، والسَّقْطَةُ: العَثْرَةُ والزَّلَّةُ، يُقَالُ: لَا يَخْلو أحَدٌ من سَقْطَةٍ، وفلانٌ يتَتَبَّع السَّقَطاتِ ويَعُدُّ الفَرَطات، والكامِلُ من عُدَّت سَقَطاتُه، وَهُوَ مَجازٌ، وكَذلِكَ السَّقَط بغَيْرِ هاءٍ، ومِنْهُ قَوْلُ بعضِ الغُزاةِ فِي أَبْياتٍ كَتَبَها لسيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه:
(يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدَةُ من سُلَيْمٍ ... مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذاري)
أَي: عَثراتِها وزَلاّتِها. والعَذاري: جمع عَذْراء. وَقَدْ تَقَدَّم ذِكرٌ لبَقيَّة هَذِه الأبْيات. وساقَطَ الرَّجُلُ سِقاطاً، إِذا لم يَلْحَقْ مَلْحَقَ الكِرام، وَهُوَ مَجازٌ. وسَقَطَ فِي يَدِه، مَبْنِيًّا للفاعلِ، مِثْلُ سُقِطَ بالضَّمِّ،) نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ عَن الْأَخْفَش، قالَ: وَبِه قَرَأَ بعضَهَم ولَمّا سَقَطَ فِي أَيْديهم كَمَا تَقول لمَنْ يَحْصُلُ عَلَى شيءٍ، وَإِن كانَ ممّا لَا يَكُونُ فِي اليَدِ: قَدْ حَصَلَ فِي يَدِه من هَذَا مَكْروهٌ، فشُبِّه مَا يَحْصُلُ فِي اليَدِ، ويُرى فِي العَيْن، وَهُوَ مجازٌ أَيْضاً. وَقَول الشّاعر أنشَدَه ابْن الأَعْرَابِيّ:
(ويَوْمٌ تَساقَطُ لَذَّاتُه ... كنَجْمِ الثُرَيَّا وأَمْطارِها)
أَي تَأتي لَذّاتُه شَيْئاً بعدَ شَيءٍ، أَرادَ أَنَّهُ كَثيرُ اللَّذاتِ. والسّاقِطَةُ: اللَّئيمُ فِي حَسَبِه ونَفْسِه، وقَوْمٌ سَقْطَى، بالفَتْحِ، وسُقّاطٌ، كرُمّانٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ومِنْهُ قَوْلُ صَريعِ الدِّلاءِ:
(قَدْ دُفِعْنا إِلَى زَمانٍ خَسيسٍ ... بَيْنَ قَوْمٍ أَراذِلٍ سُقَّاطِ)
وَفِي التَّهْذيب: وجمعُه السَّواقِطُ، وأَنْشَدَ: نَحْنُ الصَّميمُ وهُمُ السَّواقِطُ ويُقَالُ: للمَرْأَة الدَّنِيَّةِ الحَمْقَى: سَقيطَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وسَقَطُ النّاسِ: أَراذِلُهُم وأَدْوانُهم، ومِنْهُ حَديثُ النْارِ: مَالِي لَا يَدْخُلُني إلاَّ ضُعَفاءُ النّاسِ وسَقَطُهم. ويُقَال للفَرس إِذا سابَقَ الخَيْلَ: قَدْ ساقَطَها. وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْهُ قَوْلُ الرّاجِزِ: ساقَطَها بنَفَسٍ مُريحِ عَطْفَ المُعَلَّى صُكَّ بالمَنيحِ وهَذَّ تَقْريباً مَعَ التَّجْليحِ وقالَ العَجّاجُ يَصِفُ الثَّوْرَ: كَأَنَّهُ سِبْطٌ من الأسْباطِ بَيْنَ حَوامي هَيْدَبٍ سُقّاطِ أَي نَواحي شَجَرٍ مُلْتَفِّ الهَدَبِ، والسُّقّاطُ: جمع السّاقِطِ، وَهُوَ المُتَدَلِّي. وسِقاطا اللَّيْلِ، بالكَسْرِ: ناحِيَتا ظَلامِه، وَهُوَ مَجازٌ. وكَذلِكَ سِقْطاه، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعي، أنْشَدَه الجَوْهَرِيّ:
(حتَّى إِذا مَا أَضاءَ الصُّبْحُ وانْبَعَثَتْ ... عَنْهُ نَعامَةُ ذِي سِقْطَيْنِ مُعْتَكِرِ)
قالَ: فإِنَّه عَنى بالنَّعامَةِ سَوادَ اللَّيْل، وسِقْطاه: أَوَّلُه وآخِرُه، وَهُوَ عَلَى الاسْتِعارَةِ، يَقُولُ: إنَّ اللَّيْلَ ذَا السِّقْطَيْن مَضَى، وصَدَقَ نَعامَة لَيْلٍ ذِي سِقْطَيْنِ. وفَرَسٌ رَيِّثُ السِّقاطِ، إِذا كانَ بَطيءَ العَدْوِ، قالَ العَجّاجُ يَصِفُ فرسا: جافي الأياديمِ بِلَا اخْتِلاطِ)
وبالدِّهاسِ رَيِّث السِّقاطِ والسَّواقِط: صِغارُ الجِبال المُنْخَفِضَةِ الّلاطِئَةِ بالأرْضِ. وَفِي حَدِيث: كانَ يُساقِطُ فِي ذلِكَ عَن رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم، أَي يَرْويه عَنهُ فِي خِلالِ كَلامِه، كَأَنَّهُ يَمْزُجُ حَديثَه بالحَديث عَن رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم. والسَّقيطُ: الفَخَّارُ، كَذَا ذَكَرَه بعضُهم، أَو الصَّوابُ بالشِّين المُعْجَمَة، كَمَا سَيَأْتِي. ويُقَالُ: رَدَّ الخَيّاطُ السُّقاطاتِ. وَفِي الْمثل: لكُلِّ ساقِطَةٍ لاقِطَةٍ، أَي لكُلِّ كَلِمةٍ سَقَطَت من فَمِ النّاطِقِ نَفْسٌ تَسْمَعُها فتَلْقُطُها فتُذيعُها، يُضْرَب فِي حِفْظِ اللّسَان. ويُقَالُ: سَقَطَ فلانٌ من مَنْزِلَتِه، وأَسْقَطَه السُلْطانُ. وَهُوَ مَسْقوطٌ فِي يَدِه، وساقِطٌ فِي يَدِه: نادِمٌ ذَليل.
وسَقَط النَّجْمُ والقَمَرُ: غابا. والسَّواقِطُ والسُّقَّاطُ: اللُّؤَماءُ. وسَقَط فلانٌ من عَيْني. وأتى وَهُوَ من سُقَّاط الجُنْدِ: مِمّن لَا يُعْتَدّ بِهِ. وتَسَقَطَ إليَّ خَبَرُ فلانٍ وكُلّ ذلِكَ مَجازٌ. وقَوْمٌ سِقاطٌ، بالكَسْرِ: جَمْعُ ساقِطٍ كنائمٍ ونِيامٍ، وسَقيط وسِقاط كطَويلٍ وطِوالٍ، وَبِه يُرْوى قَوْلُ المتنخّل:
(إِذا مَا الحَرْجَفُ النَّكْباءُ تَرْمي ... بُيوتَ الحَيِّ بالوَرَقِ السِّقاطِ)
ويُرْوَى: السُّقاط، بالضَّمِّ: جمع سُقاطَةٍ، وَقَدْ تَقَدَّم. وساقِطَةُ: مَوْضِعٌ. ويُقَالُ: هُوَ ساقِطَةُ النَّعْلِ. وَفِي الحَديثِ: مَرٌّ بتَمْرَةٍ مَسْقوطَةٍ قِيل: أَراد ساقِطَة، وقِيل: عَلَى النَّسَب، أَي ذاتِ سُقوطٍ، وَيُمكن أَن يَكُونَ من الإسْقاطِ مِثْلُ: أَحَمَّه الله فَهُوَ مَحْمومٌ. والسَّقَطُ، مُحَرَّكَةً: مَا تُهُووِنَ بِهِ من الدّابَّة بعد ذَبْحِها، كالقَوائمِ، والكَرِش، والكَبِد، وَمَا أَشْبَهَها، والجَمْعُ أَسْقاطٌ. وبائعُه: أَسْقاطِيٌّ، كأَنْصارِيٍّ وأَنْماطيٍّ. وَقَدْ نُسِبَ هَكَذا شيخُ مَشَايِخنَا العَلاّمةُ المُحَدِّثُ المُقْرئ الشِّهاب أَحمد الأسْقاطيّ الحَنَفي. وسُقَّيْط، كقُبَّيْط: حَبُّ العَزيز. وسُقَيْط، كزُبَيْرٍ: لَقَبُ الإِمَام شِهاب الدّين أَحْمد بن المَشْتُولِيّ، وَفِيه أُلّفَ غُرَرُ الأسْفاط فِي عُرَرِ الأسْقاط، وَهِي رِسَالَة صَغِيرَة متضمنة عَلَى نَوادرَ وفرائد، وَهِي عِنْدِي. وسُقَيْطٌ أَيْضاً: لَقَبُ الحُطَيْئَةِ الشّاعر، وَفِيه يَقُولُ مُنْتَصِراً لَهُ بعضُ الشُّعراء، ومُجاوِباً من سَمّاه سُقَيْطا فإِنَّه كانَ قَصيراً جِدًّا:
(وَمَا سُقَيْطٌ وإنْ يَمْسَسْكَ واصِبُه ... إلاَّ سُقَيْطٌ عَلَى الأزْبابِ والفُرُجِ)
وَهُوَ أَيْضاً: لَقَبُ أحمدَ بن عَمْرو، مَمْدوحِ أَبي عَبْدِ اللهِ بن حَجّاجٍ الشّاعر، وَكَانَ لَا بُدَّ فِي كُلِّ قَصيدَةٍ أنْ يَذْكُرَ لَقَبَه فَمن ذلِكَ أَبْياتٌ:
(فاسْتَمِعْ يَا سُقَيْطُ أَشْهَى وأَحْلَى ... من سَماعِ الأرْمالِ والأهْزاجِ)
وَقَوله:)
(مَدَحْتُ سُقَيْطاً بمِثْلِ العَروسِ ... مُوَشَّحَةً بالمَعاني المِلاحِ) والسَّقيط، كأَميرٍ: الجَرْوُ. وَمن أَقْوالهم: من ضارَعَ أَطْوَلَ رَوْقٍ مِنْهُ سَقَطَ الشَّغْزَبيَّة. وسَقَطَ الرَّجُلُ: ماتَ، وَهُوَ مجازٌ. وَمن أَقْوالهم: إِذا صَحَّت المَوَدَّةُ سَقَطَ شَرْطُ الأدَبِ والتَّكْليف.
والسَّقيطُ: الدُّرُّ المُتَناثِرُ، ومِنْهُ قَوْلُ الشّاعر:
(كَلَّمَتْني فقُلْتُ دُرًّا سَقيطاً ... فتأَمَّلْتُ عِقْدَها هَل تَناثَرْ)

(فازْدَهاها تَبَسُّمٌ فأَرَتْني ... عِقْدَ دُرٍّ من التَّبَسُّمِ آخَرْ)
والسُّقّاطَةُ، كرُمّانَةٍ: مَا يوضع عَلَى أَعْلَى البابِ تَسْقُط عَلَيْهِ فيَنْقَفِل. وَأَبُو عمرٍ وعُثمانُ بن محمَّد بن بِشر بن سَنَقَةَ السَّقَطِيّ، عَن إِبْرَاهِيم الحَرْبِيّ وغيرِهِ، مَاتَ سنة.
(سقط)
سقوطا وسقطا وَقع يُقَال سقط من كَذَا فِي كَذَا أَو عَلَيْهِ أَو إِلَيْهِ وَفِي الْمثل (سقط الْعشَاء بِهِ على سرحان) يضْرب لمن يَبْغِي البغية فَيَقَع فِي مهلكة والجنين من بطن أمه نزل قبل تَمَامه والكوكب غَابَ وَالْحر أَو الْبرد أقبل وعنى زَالَ وأقلع وَفِي كَلَامه وَبِه أَخطَأ وَزَل وَمن عَيْني أَو من مَنْزِلَته ضَاعَ وَلم تعد لَهُ مكانة فَهُوَ سَاقِط وَسُقُوط وَهِي سَاقِطَة وَسُقُوط

(سقط) فِي يَده نَدم وتحير وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلما سقط فِي أَيْديهم}

قيل

ق ي ل : قَالَ يَقِيلُ قَيْلًا وَقَيْلُولَةً نَامَ نِصْفَ النَّهَارِ وَالْقَائِلَةُ وَقْتُ الْقَيْلُولَةِ وَقَدْ تُطْلَقُ عَلَى الْقَيْلُولَةِ وَأَقَالَ اللَّهُ عَثْرَتَهُ إذَا رَفَعَهُ مِنْ سُقُوطِهِ وَمِنْهُ الْإِقَالَةُ فِي الْبَيْعِ لِأَنَّهَا رَفْعُ الْعَقْدِ وَقَالَهُ قَيْلًا مِنْ بَابِ بَاعَ لُغَةٌ وَاسْتَقَالَهُ الْبَيْعَ فَأَقَالَهُ وَاقْتَالَ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ إذَا اسْتَبْدَلَ بِهَا غَيْرَهَا وَالْمُقَايَلَةُ وَالْمُبَادَلَةُ وَالْمُعَاوَضَةُ سَوَاءٌ. 
قيل
قوله تعالى: أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا
[الفرقان/ 24] مصدر:
قِلْتُ قَيْلُولَةً: نمت نصف النهار، أو موضع القيلولة، وقد يقال: قِلْتُهُ في البيع قِيلًا وأَقَلْتُهُ، وتَقَايَلَا بعد ما تبايعا.
ق ي ل: (الْقَائِلَةُ) الظَّهِيرَةُ يُقَالُ: أَتَانَا عِنْدَ الْقَائِلَةِ. وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى (الْقَيْلُولَةِ) أَيْضًا وَهِيَ النَّوْمُ فِي الظَّهِيرَةِ، تَقُولُ: (قَالَ) مِنْ بَابِ بَاعَ وَ (قَيْلُولَةً) أَيْضًا وَ (مَقِيلًا) فَهُوَ (قَائِلٌ) وَقَوْمٌ (قَيْلٌ) مِثْلُ صَاحِبٍ وَصَحْبٍ وَ (قُيَّلٌ) أَيْضًا بِالتَّشْدِيدِ. وَ (الْقَيْلُ) شُرْبُ نِصْفِ النَّهَارِ، يُقَالُ: (قَيَّلَهُ فَتَقَيَّلَ) أَيْ سَقَاهُ نِصْفَ النَّهَارِ فَشَرِبَ. وَ (أَقَالَهُ) الْبَيْعَ (إِقَالَةً) وَهُوَ فَسْخُهُ. وَرُبَّمَا قَالُوا: (قَالَهُ) الْبَيْعَ بِغَيْرِ أَلِفٍ وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ. وَ (اسْتَقَالَهُ) الْبَيْعَ (فَأَقَالَهُ) إِيَّاهُ. 
(ق ي ل) : (قَالَ قَيْلُولَةً) نَامَ نِصْفَ النَّهَارِ وَالْقَائِلَةُ الْقَيْلُولَةُ (وَمِنْهَا اسْتَعِينُوا) بِقَائِلَةِ النَّهَارِ (وَالْقَيْلُولَةُ) فِي مَعْنَى الْإِقَالَةِ مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ وَقَيَّلْتُهُ (وَأَقَلْتُهُ) سَقَيْتُهُ الْقَيْلَ وَهُوَ شُرْبُ نِصْفِ النَّهَارِ (وَمِنْهُ) قَيِّلُوهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا وَيُرْوَى أَقِيلُوهُمْ وَعَلَى رِوَايَةِ مِنْ رَوَى أَقِيلُوهُمْ وَاسْقُوهُمْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ إقَالَةِ الْعَثْرَةِ عَلَى مَعْنَى اُتْرُكُوهُمْ عَنْ الْقَيْلِ حَتَّى يَمْضِيَ عَلَيْهِمْ وَقْتُ الْحَرِّ وَحِينَئِذٍ لَا يَكُونُ وَاسْقُوهُمْ تَكْرَارًا وَقَوْلُهُمْ حَتَّى يَبْرُدُوا صَوَابُهُ حَتَّى يُبَرَّدُوا بِضَمِّ الْأَوَّلِ وَيَشْهَدُ لَهُ فَقَيَّلُوهُمْ حَتَّى أَبْرِدُوا أَيْ دَخَلُوا فِي الْبَرْدِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.

قيل

1 قَالَ He slept during midday: (Mgh:) or he stayed during midday. (TA, art. هجر.) b2: قَيَّلَ: see another meaning, voce بَيَّتَ.3 قَايَلَهُ البَيْعَ [He dissolved, rescinded, or annulled, with him the sale]. (A, art. رد.) 4 أَقَالَ اللّٰهُ عَثْرَتَكَ

, and عِثاَرَكَ, [May God cancel thy slip, lapse, fault, wrong action, or mistake: (A, art. عثر:) may God raise thee from thy fall. (Msb, art. قيل.) أَقَالَهُ عَثْرَتَهُ He forgave him his slip, lapse, or fault. (MA.) 5 تَقَيَّلَ أَبَاهُ

: see تَقَيَّضَ and تَأَسَّلَ.10 اِسْتَقاَلَ البَيْعَ He desired, or demanded, the rescinding of the sale, or purchase. (MA.) and استقال العَنْوَةُ He desired, or demanded, his passing over, or forgiving, the slip, lapse, or fault. (MA.) See also Har, p. 7. See also a verse cited voce عَنْوَةٌ.

قَائِلَةٌ

: see غَاَئِرَهٌ.

مَقِيلٌ A resting-place; syn. مُسْتَقَرٌّ: hence, مَقِيلُ الحُبِّ [the resting-place of love] and مَقِيلُ الــغَيْظِ [the resting-place of wrath], applied by El-Mutanebbee to the heart. (W, i. 112.) See an ex. (mistranslated) in De Sacy's Ar. Gr., sec. ed., ii. 165: the same, with a var., in Ibn-Akeel p. 210.

قيل


قَالَ (ي)(n. ac. قَيْلمَقَال []
مَقِيْل []
قَائِلَة []
a. قَيْلُوْلَة ), Slept at noon, took
a siesta.
b.(n. ac. قَيْل), Drank, milked at noon.
c. see IV (b)
قَيَّلَa. Made to drink at noon.
b. Stood talking together.
c. [ coll. ], Rested.
قَاْيَلَa. Gave in exchange.

أَقْيَلَa. Watered at noon (animal).
b. Cancelled, annulled (bargain).
c. Pardoned.

تَقَيَّلَa. see I (a) (b).
c. Collected (water).
d. Resembled, took after ( his father ).

تَقَاْيَلَa. see IV (b)
إِقْتَيَلَa. Exchanged.

إِسْتَقْيَلَa. Asked to cancel.

قَيْلa. Midday draught of milk.
b. (pl.
قُيُوْل
أَقْيَاْل أَقْوَال [
أَقْيَاْل]), Surname of the kings of the Himyarites.
قَيْلَة []
a. Camel milked at noon.

مَقِيْل []
a. Place where one sleeps at noon.

قَائِل [] (pl.
قَيْل
قُيَّل قُيَّاْل)
a. One sleeping at noon.

قَائِلَة []
a. fem. of
قَاْيِلb. Noon.
c. Siesta.

قَيُوْل []
a. see 1 (a)
قَيُوْلَة []
a. see 1t
إِقَالَة [ N.
Ac.
a. IV], Cancelling, annulment, abrogation.

قَيْلُوْلَة
a. see 21t (c)
قَيَّل
a. see 1 (b)
[قيل] القائلةُ: الظَهيرةُ. يقال: أتانا عندَ القائلةِ، وقد يكون بمعنى القَيْلولةِ أيضاً، وهي النَوْمُ في الظَهيرَةِ. تقول: قال يَقيلُ قيْلولةً، وقيلا، ومقيلا، وهو شاذ، فهو قائل وقوم قيل، مثل صاحب وصحب، وقيل أيضاً بالتشديد. وما أكلأَ قائلتَهُ، أي نومَهُ، ولا يقال ما أقيله. كما قالوا: تركت ولم يقولوا ودعت، لا لعلة. والقيل أيضا: شرب نصف النهارِ. يقال: قَيَّلَهُ فَتَقَيَّلَ، أي سقاه نصف النهار فشرب. قال الراجز: يا رب مهر مزعوق مقيل أو مغبوق من لبن الدهم الروق ويقال: هو شَروبٌ للقَيْل، إذا كان مِهيافاً دقيقَ الخصرِ، يحتاجُ إلى شرب نصف النهار. وقيل: اسم رجل من عاد. وقيلة: أم الاوس والخزرج. وأقلته البيع إقالةً، وهو فسْخُهُ. وربَّما قالوا (*) قِلْتُهُ البيْعَ، وهي لغةٌ قليلةٌ. واسْتَقَلْتُهُ البيعَ فأَقالَني إيَّاهُ. وتقيَّلَ فلان أباه، أي أشبهه. وقيال، بكسر القاف: اسم جبل بالبادية عال.
قيل
القَيْلُ: رَضْعَةُ نِصْفِ النَّهارِ، وكذلك الشَّرْبَةُ، وقالتْ أمُّ تَأبَّطَ: ما حَرَمْتُه قيْلاً.
والقَيْلُوْلَةُ: نَوْمُ نِصْفِ النَّهار، وهي القائلَةُ. والمَقِيْلُ: المَوْضِعُ.
وتَقَيلْتُ الناقَةَ: حَلَبْتها عند القائلة.
والقَيُوْلَةُ - بوَزْنِ فَعُوْلة -: الناقَةُ يَحْبِسُها الرَّجُلُ لنَفْسِه: أي يَتَقَيلُها أي يشْرَبُ لَبَنَها في ذلك الوَقْتِ. وقَيَّلَني: سَقَاني قَيْلاً. ونَزَلْنا مَنْزِلاً فيه كَلأٌ قَلِيلٌ فأقالَنا: أي كَفانا في مَقِيْلنا. وشَجَرَةٌ مِقْيَالٌ: يَقِيْلُ فيها القائلُ.
وقلْتُه البَيْعَ قَيْلاً، وأقَلْتُه إقالةً. وقد تَقَايَلا بَعْدَما تَبَايَعا: أي تَتَارَكا. وتَقَيَّلَ أباه: أشْبَهَه.
والقِيْلَةُ - بوَزْنِ الحِيْلة -: الأُدْرَةُ، هو قَبِيحُ القِيْلةِ، والقَيْلَةُ أيضاً.
والقِيْلِيَاءُ: هو القِلْيا الذي يُغْسَلُ به الثيَابُ.
وتَقَيل الماءُ في المَكانِ المُنْخَفِض: أي اجْتَمَعَ فيه. والقَيْلُ: المَلِكُ من مُلُوكِ حِمْيَرَ، والجميع الأقْيَالُ والأقْوَال. والمَقَايِلُ: الرُّؤساء.
ق ي ل

هذا مقيل طيّب، وقال فيه مقيلاً وتقيّل، ونام القيلولة. وشرب القيل، وهو شروب للقيل وهو شراب القائلة وهي نصف النهار، يقال: أتيته عند القائلة، وقيل: هي القيلولة مصدرها كالعافية. قال:

يسقين رفها بالنهار والليل ... من الصّبوح والغبوق والقيل

وقالت أم تأبط شراً: ما سقيته غيلاً، ولا حرمته قيلاً؛ وهي رضعة نصف النهار. واقتال الرجل، كما تقول: اصطبح واغتبق، وقيّلته: سقيته القيل. قال النمر:

إذا هتكت أطناب بيتٍ وأهله ... بمعطنها لم يوردوا الماء قيّلوا

وتقيّله: شربه. وتقيّلت الناقة: حلبتها ذلك الوقت. ودوحةٌ مقيال: يقال تحتها كثيراً. وأقلته البيع واستقالنيه، وتقايلاه، بعد ما تعاقداه، وقايله مقايلة.

ومن المجاز: تقيّل الماء في المنخفض: اجتمع. وطعنته في مقيل حقده: في صدره. وأقلته العثرة واستقالنيها: وقال الشمّاخ:

ومرتبة لا يستقال بها الردى ... تلافى بها حلمي عن الجهل حاجز

أي لا يرجى فيها إقالة الردى لأنه لا بدّ من الهلاك ولو فعلتها ما استقلتها أبداً.
(قيل) - في حديث زيد بن عَمْرو بن نُفَيْل: "ما مُهاجِرٌ كمَن قال"
وفي رواية: "ما مُهَجِّر"
والتَّهْجِيرُ: السَّيْرُ في الهَاجِرةِ، والقَيلُولَة: النَّومُ فيها؛
: أي ليس المُتعَنّى كالمُسَتريح .
- في الحديث: "مَن أقالَ نَادِماً "
: أي وَافَقَه على نَقْضِ البَيْع، وأَجابَه فيه. وقد تَقَايَلا: تَتَاركَا البَيْعَ وتَفَاسَخَا.
- في حَديثِ سَلْمانَ - رضي الله عنه -: "ابْنَا قَيْلَةَ "
يريد: الأَوسَ والخزرجَ: قَبيلَتي الأنصار، وقَيْلَة اسم أُمٍّ لهم؛ وهي بِنت كَاهِل
- في حديث ابن الزبير: "لا أسْتَقِيلُهَا أَبَدًا "
: أي لا أُقِيلُ هذهِ العَثْرةَ وِلا أَنْسَاها.
- في أوائل البُخارِي: " فكانَتْ منها نقِيَّة قَبِلَتْ الماءَ" بالباء. وذُكِر عن بعضهم باليَاءِ [قَيَّلَت] وحُكِى عن جماعةٍ أنه باليَاءِ تَصْحِيف.
وقال ابنُ دُرَيْد: تَقَيَّل الماءُ في المكان المُنْخَفِض: اجْتَمع. والذي أورده البُخاري "فكان منها نَقِيَّة قَبِلَت المَاءَ"
وقال إسحاق : وكانت منها طائفة قَيَّلَتِ المَاءَ.
قيل عبهل تيع تيم وقا [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كتب لِوَائِل بْن حجر الْحَضْرَمِيّ وَقَومه: من مُحَمَّد رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال / العباهلة من 25 / الف أهل حَضرمَوْت بإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة على التيعة شَاة والتيمة لصَاحِبهَا وَفِي السُّيُوب الْخمس لَا خِلاط وَلَا وِراط وَلَا شِناق وَلَا شِغار وَمن أجبي فقد أربى وكل مُسكر حرَام. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وَغَيره من أهل الْعلم: دخل كَلَام بَعضهم فِي بعض فِي الْأَقْيَال العباهلة قَالَ: الْأَقْيَال مُلُوك بِالْيمن دون الْملك الْأَعْظَم واحدهم قيل يكون ملكا على قومه ومخلافه ومحجره والعباهلة الَّذين قد أقرُّوا على ملكهم لَا يزالون عَنْهُ وَكَذَلِكَ كل شَيْء أهملته فَكَانَ مهملا لَا يمْنَع مِمَّا يُرِيد وَلَا يضْرب على يَدَيْهِ فَهُوَ معبهل قَالَ تأبط شرا: [الطَّوِيل]

مَتى تَبِغني مَا دُمْتُ حَيًّا مُسَلَّماً ... تَجِدني مَعَ الْمُسْتَرْعِلِ المتعبهلِ

فالمسترعل: الَّذِي يخرج فِي الرعيل وَهِي الْجَمَاعَة من الْخَيل وَغَيرهَا والمتعبهل: الَّذِي لَا يمْنَع من شَيْء وَقَالَ الراجز يذكر الْإِبِل أَنَّهَا قد أرْسلت على المَاء ترده كَيفَ شَاءَت فَقَالَ: [الرجز]

عَبَاهِلٍ عبهلها الوراد [و -] قَوْله: فِي التيعة شَاة فان التيعة الْأَرْبَعُونَ من الْغنم والتيمة يُقَال إِنَّهَا الشَّاة الزَّائِدَة على الْأَرْبَعين حَتَّى تبلغ الْفَرِيضَة الْأُخْرَى وَيُقَال: إِنَّهَا الشَّاة تكون لصَاحِبهَا فِي منزلَة يحتلبها وَلَيْسَت بسائمة وَهِي الْغنم الربائب الَّتِي يرْوى فِيهَا عَن إِبْرَاهِيم أَنه قَالَ: لَيْسَ فِي الربائب صَدَقَة.
[قيل] فيه: إنه كتب إلى "الأقيال" العباهلة، جمع قيل وهو أحد ملوك حمير دون الملك الأعظم، ويروى بالواو وقد مر. ش: "قيل"، بفتح قاف وسكون تحتية. نه: ومنه ح: إلى "قيل" ذي رُعين، أي ملكها وهي قبيلة من اليمن تنسب إلى ذي رعين وهو من أذواء اليمن وملوكها. وفيه: كان لا "يقيل" مالًا ولا يبيته، أي كان لا يمسك من المال ما جاءه صباحًا إلى وقت القائلة وما جاءه مساء لا يمسكه إلى الصباح، والمقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم. ومنه ح: ما مهاجر كمن "قال"، وروي: ما مهجّر، أي ليس من هاجر عن وطنه أو خرج في الهاجرة كمن سكن في بيته عند القائلة وأقام به. وح: رفيقين "قالا" خيمتي أم معبد؛ نزلا فيها عند القائلة. وح: إنه صلى الله عليه وسلم كان يتعهن وهو "قائل" السقيا، هما موضعان بين مكة والمدينة، أي أنه يكون بالسقيا وقت القائلة، أو هو من القول أي يذكر أنه يكون بالسقيا. وح الجنائز: هذه فلانة ماتت ظهرًا وأنت صائم "قائل"، أي ساكن في البيت عند القائلة. وش: اليوم "نضربكم على تنزيله ضربًا يزيل الهام عن "مقيله".
ومقيل الهام موضعه، مستعار من موضع القائلة، وسكون باء نضربكم للشعر. وفيه: واكتفى من حمله "بالقيلة"، القيلة والقيل: شرب نصف النهار، يعني أنه يكتفي بتلك الشربة لا يحتاج إلى حمله للخصب والسعة. ط: ومنه: ماكنا "نقيل" ولا نتغدى إلا بعد الجمعة، الغداء: طعام أول النهار، وهما كنايتان عن التبكير، أي لا يشتغلون بمهم سواه. ومنه: مشربهم و"مقيلهم"، وهو كناية عن التنعم. ومنه: فأدركتهم "القائلة"، أي الظهيرة أو النوم فيها. ومنه: "فيقيل" عندها أم سليم وأم حرام، كانتا محرمين له من رضاع أو نسب فيحل له الخلوة بهما دون غيرهما من النساء، فلا يظن جاهل أنه صلى الله عليه وسلم كان في سعة من ذلك للعصمة ولا يتذرع مستبيح إلى الترخص بما لا رخصة فيه. ك: وكانت منها طائفة "قيلت" الماء، بتحتية مشددة أي شربت القيل أي شرب نصف النهار. ومنه: فهيئ لنا "مقيلًا"، أي مكان قيلولة. غ: ومنه: "وأحسن "مقيلا"". نه: وابنا "قيلة"، الأوس والخزرج قبيلتا الأنصار، وقيلة بنت كاهل أمهم. وفيه: من "أقال" نادمًا "أقاله" الله من نار جهنم، وروي: أقاله الله عثرته، أي وافقه على نقض البيع، ويكون الإقالة في البيع والعهد. ومنه ح ابن الزبير: لما قتل عثمان. قلت: "لا أستقيلها" أبدًا، أي لا أقيل هذه العثرة ولا أنساها، والاستقالة طلب الإقاة. وفيه: ولا حامل "القيلة"، هي بالكسر انتفاخ الخصية.
[قيل] نه: فيه: إن رجلًا كان "ينال" من الصحابة، يعني الوقيعة فيهم، يقال منه: قال ينال نيلًا- إذا أصاب، فهو نائل. ومنه في ح بلال بفضل وضوئه صلى الله عليه وسلم: فبين ناضح و"نائل"، أي مصيب منه وأخذ. ومنه ح ابن عباس فيمن طلق واحدة من نسائه الأربع ولم يدرها قال: "ينالهن" من الطلاق ما ينالهن من الميراث، أي يكون الميراث بينهن لا تسقط منهن واحدة حتى تعرف بعينها، وكذلك إذا طلقها وهو حي فإنه يعتزلهن جميعًا إذا كان ثلاثًا، أي كما أورثهن جميعًا أمر باعتزالهن جميعًا. وفيه: قد "نال" الرحيل، أي حان ودنا. ومنه: "ما نال" لهم أن يفقهوا، أي لم يقرب ولم يدن. ك: وفيه: أما "نال" للرجل يعرف منزله؟ أي أن له، وفي بعضها: أما أن له، وروى: أنى له، أي أما جاء وقت به يعرف منزل الرجل بأن يكون له مسكن يسكنه، وروى: يعرف- بلفظ المعروف، ويحتمل أن يريد علي بهذا القول دعوته إلى بيته للضيافة، ويكون إضافة المنزل إليه لأدنى ملابسة، أو يريد إرشاده إلى ما قدم لذلك وقصده، يعني أما جاء وقت إظهار المقصود والاشتغال به كالاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم مثلًا وكالدخول في منزله، وإنما قال: لا، على المعنى الأول إذ لم يكن قصده التوطن ثمه، وعلى الثاني إذ كان عنده أهم من الضيافة، وعلى الثالث إذ خاف عن الإظهار، وفاعل نال يعرف. و"نلت" نهان أي تكلمت في عرضها، من النيل. ومنه: "فنال" من أبي سعيد، أي تألم الشاب منه. وح: إن معاذًا "نال" منه، أي ذكره بسوء. ن: ما "نيل" بشيء، أي أصيب بأذى من قول أو فعل. ط: وما "نيل" منه، أراد الوقيعة. وح: فهي "نائلة" إن شاء الله من مات، من نال ينال: أصاب، ومن مفعوله. ج: ساعة "نيل"، أي نوال وعطاء.
تم بحمد الله وحسن توفيقه طبع الجزء الرابع من مجمع بحار الأنوار
في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار. وتداعتني بتصحيحه والتعليق
عليه خادم العلم والعلماء السيد حبيب الله القادري الرشيد
كامل الجامعة النظامية وصدر المصححين بدائرة المعارف العثمانية.
ووقع الفراغ من طبعه يوم الأربعاء الثاني عشر من شهر الله
المبارك رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة بعد الألف
من الهجرة النبوية على صاحبها ألف ألف صلاة
وتحية = 10/ أكتوبر سنة 1973م. ويتلوه
في الجزء الخامس حرف الواو. بسم الله الرحمن الرحيم
حمد لله رب العالمين

باب وا
قيل: قال: توقف في القائلة أي في وقت الظهيرة. (ابن جبير ص62).
قال: هدأ، سكن. (فوك).
قال: توقف عن العمل. تعطل، بقي بلا عمل. (فليشر في تعليقه على المقري 1: 627، ص208).
قيل: توقف عن السير وقت الظهيرة. (بركهارت نوبية ص387).
قيل: قال، نام وسط النهار. (الكالا، بوشر).
قيل: استراح. (محيط المحيط).
قيل: اصطاف، قضى الصيف وهو الفصل الشديد الحر في مكان ما. (الكالا).
قيل: أمضى النهار، قضى النهار (شيرب).
قيلني: دعني، اتركني، كق عني. (رولاند).
أقال: عنه وتجاوز. وهذا الفعل لا يتعدى بنفسه فحسب (معجم البلاذري، ومحيط المحيط). بل يتعدى به أيضا.
ففي بدرون (ص292): فدعا لهم أن يقيلهم الله من عثرتهم.
وفي ريجرز (ص27) عليك أن تقرأ وفقا لما جاء في مخطوطة أ: (وفي أثناء نكبته، وقعود أبي الحزم عن أقالته من كبوته).
كما يتعدى ب في (فوك).
أقال: طلب الصفح والمغفرة (عبد 3: 106).
وفيه: إقالة مرادفة استغفار.
أقال: صفح عنه، جعله يصفح عنه ويتجاوز عن ذنبه ويغفره. ففي القلائد (ص117): وأقال من عثاره الإنشاء. أي أن إنشاءه البديع جعلهم يغفرون له ذنوبة.
أقاله الله من فلان: تجاه الله من فلان وخلصه منه. (معجم البلاذري).
تقيل: قلد، حاكى، اقتدى به، تشبه به. (رسالة إلى السد فليشر ص56).
استقال. استقال الله شيئا: طلب من الله أن يعفيه منه كأنه لم يكن (ابن خلكان 1: 377).
استقالة عثرة: طلب الصفح عن الذنب والخطيئة. (عباد 2: 257، 3: 218).
استقال من فلان: تخلص منه. (عباد 1: 251).
قيل (بالقبطية كيل): نوع من السمك (زيشر مجلة لغة مصر القديمة، مايس 1868 ص55، تموز ص83، ص84).
قيلة، والجمع قوائل: قائلة، قيلولة، نومة نصف النهار أو الاستراحة فيه وان لم يكن نوم (فوك).
قيلولة: انظر إقالة.
قيالة: توقف عن السير في وقت الظهيرة. (بركهارت نوبيه ص 387).
قيالة: توقف عن السير في وقت الظهيرة. (ألف ليلة 1: 31).
قيولة: الفك الأسفل لدى الإنسان أو اللحى الأسفل وهو العظم الأسفل الذي فيه منبت الأسنان. (فوك).
قيولة: عظم الفك (الكالا) والكلمة من أصل أسباني. (سيمونيه ص338).
قائلة: شمس. (دومب ص53، بوشر بربرية).
إقالة: في المعجم اللاتيني- العربي Reconciliato إقالة ورجعة. بمعنى حل الهرطوقي ورده إلى الكنيسة عند الكاثوليك وغفران ذنوبه التي ارتكبها.
وفي ترجمة القوانين (مخطوطة الاسكوريال): إقالة وقيلولة تدلان على هذا المعنى وقد فسرتا ب وهي الخناعة بالاوقرشتيا.
تقييلة: قيلولة، نومة نصف النهار. (بوشر).
مقيل: توقف عن السير عند شدة الحر. (دوماس عادات ص303).
مقيل: قيلولة. نومة نصف النهار (فوك) في القسم الأول، وانظر معجم مسلم.
مقيول: ذو القيلة: قرواني، الذي عظم كيس بيضته ذو القروة (بوشر).
كقيالة: موضع بارد مسقف يقال فيه أي ينام فيه وقت القيلولة. (الكالا).
مقيالة: مرتع، مرعى، موضع ترعى فيه المواشي في زمن الصيف. وحظيرة زريبة، مداح. (الكالا).
مقيالة: نزل دار الضيافة. (الكالا).
(ق ي ل)

القائلة: نصف النَّهَار.

وَقد قَالَ الْقَوْم قيلاً، وقائلة، وقيلولة، ومقالا، وَمَقِيلا، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، وتقيلوا: نَامُوا فِي القائلة.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يُقَال: مَا أقيله؟؟ استغنوا عَنهُ بِمَا أنومه؟؟ وَرجل قَائِل. وَالْجمع: قيل، وقيال.

والقيل: اسْم للْجمع، كالشرب وَالسّفر، قَالَ:

إِن قَالَ قيل لم أقل فِي القيل

وَقيل: هُوَ جمع قَائِل، فَأَما قَول العجاج:

كَأَن رعن الْآل مِنْهُ فِي الْآل

بَين الضُّحَى وَبَين قيل القيال

إِذا بدادها نج ذُو اعدال

فقد يكون على الْفِعْل الَّذِي هُوَ: " قَالَ " كضراب وشتام، وَقد يكون على النّسَب كَمَا قَالُوا: نبال: لصَاحب النبل.

وشربت الْإِبِل قائلة: أَي فِي القائلة كَقَوْلِك: شربت ظَاهِرَة: فِي الظهيرة.

وَقد تكون قائلة هَاهُنَا: مصدرا، كالعافية.

وأقالها هُوَ، وقيلها: اوردها ذَلِك الْوَقْت.

وَقيل الرجل: سقَاهُ ذَلِك الْوَقْت.

والقيل: اللَّبن الَّذِي يشرب نصف النَّهَار وَقت القائلة، وَقَوله:

وَكَيف لَا ابكي على علاتي ... صبائحي غبائقي قيلاتي عَنى بِهِ: ذَوَات قيلاتي، فقيلات على هَذَا: جمع قيلة، الَّتِي هِيَ الْمرة الْوَاحِدَة من القيل.

والقيول: كالقيل، اسْم كالصبوح والغبوق.

وَقيل الرجل: سقَاهُ القيل.

وتقيل هُوَ القيل: شربه، انشد ثَعْلَب:

وَلَقَد تقيل صَاحِبي من لقحة ... لَبَنًا يحل ولحمها لَا يطعم

وتقيل النَّاقة: حلبها عِنْد القائلة، عَن اللحياني.

قَالَ: والقيل، والقيلة: النَّاقة الَّتِي تحلب عِنْد القائلة، تَقول الْعَرَب: هَذِه قيلي وقيلتي.

والمقيل: محلب ضخم يحلب فِيهِ فِي القائلة. عَن الهجري، وانشد:

عنز من السك ضبوب قنفل ... تكَاد من غزر تدق المقيل

وَقَالَهُ البيع قيلاً، وأقاله، وَحكى اللحياني: أَن " قلته ": لُغَة ضَعِيفَة.

واستقالني: طلب الي أَن اقيله.

وتقايل البيعان: فسخا صفقتها.

وتركتهما يتقايلان البيع: أَي يستقيل كل وَاحِد مِنْهُمَا صَاحبه.

وتقيل المَاء فِي الْمَكَان المنخفض: اجْتمع.

وتقيل أَبَاهُ: اشبهه.

والقيل: الْملك من مُلُوك حمير يتقيل من قبله من مُلُوكهمْ: يُشبههُ. وَجمعه: أقيال، وقيول.

وَقَالَ ثَعْلَب: الْأَقْيَال: الْمُلُوك، من غير أَن يخص بهَا مُلُوك حمير.

واقتال شَيْئا بِشَيْء: بدله، عَن الزجاجي.

ورماه الله بقيلة، مَكْسُورَة الْقَاف: أَي بأدرة، عَن كرَاع وَقيل: اسْم رجل من عَاد.

وَحكى اللحياني: إِنَّه لقبيح القيلة: أَي الادرة.

واقال الله عثرتك، واقالكها. وَقيل: وَافد عَاد.

وقيلة: مَوضِع.
قيل
قالَ يَقِيل، قِلْ، قَيْلاً وقَيْلولةً، فهو قائِل
• قال الشَّخصُ: نام في منتصف النّهار " {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} ". 

أقالَ يُقيل، أَقِلْ، إقالةً، فهو مُقِيل، والمفعول مُقَال
• أقال البيعَ: فَسَخَهُ، نكثه "من أقال نادمًا أقاله اللهُ من نار جهنَّم: وافقه على نقض البيع وأجابه إليه".
 • أقال فلانًا من وظيفته: نحّاه عنها "أقال الرَّئيسُ الوزيرَ- {فَأَقِيلُوا أَنْفُسَكُمْ} [ق]: المراد أبعدوا أنفسكم عن المعاصي".
• أقال اللهُ عثْرَتَهُ: صفح عنه وترك ذنْبَه، أنهضه من سقوطه، ساعده في محنته. 

استقالَ من يَسْتقيل، اسْتَقِلْ، اسْتِقالةً، فهو مُستقِيل، والمفعول مستقالٌ منه
• استقال من عمله: طلب أن يُعفى منه "استقال من إدارة الشَّرِكة- استقال لأسباب صحيّة". 

تقيَّلَ يتقيّل، تقيُّلاً، فهو مُتقيِّل
• تقيَّل الشَّخصُ: قالَ؛ نام في الظَّهيرة. 

قيَّلَ يقيِّل، تَقْييلاً، فهو مُقَيِّل، والمفعول مُقَيَّل
• قيَّله في المكان: جعله يقيل فيه، أي يستريح وقت الظَّهيرة "قيّلهُ في منزله الصيفيّ على شاطئ البحر". 

إقالة [مفرد]:
1 - مصدر أقالَ.
2 - فسخ البيع وإعادة الشيء المبيع إلى مالكه والثمن إلى المشتري إذا ندم أحدهما أو كلاهما.
3 - لجوء صاحب العمل إلى طرد الموظّف بالأسلوب القانونيّ. 

استقالة [مفرد]:
1 - مصدر استقالَ من.
2 - طلب إعفاء من العمل "استقالة موظَّف". 

قائِل [مفرد]: ج قائلون وقالَة وقُيَّال وقُيَّل، مؤ قائلة، ج مؤ قائلات وقُوَّل وقُيَّل: اسم فاعل من قالَ. 

قائِلَة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل قالَ.
2 - منتصف النّهار من الحرّ، ويقال أيضًا: الظهيرة "ينام فلانٌ في القائِلة". 

قَيْل [مفرد]: مصدر قالَ. 

قَيْلولة [مفرد]: مصدر قالَ. 

مُسْتقيل [مفرد]: اسم فاعل من استقالَ من. 

مَقيل [مفرد]:
1 - مصدر ميميّ من قالَ.
2 - موضع القيلولة، مكان الراحة وقت القيلولة " {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} ". 
قيل
{القائِلَة: نصفُ النهارِ كَمَا فِي المُحْكَم، وَفِي الصِّحاح: الظَّهيرَة، ومثلُه فِي العَين، يُقَال: أَتَانَا عِنْد} قائِلَةِ النهارِ، وَقد تكونُ بِمَعْنى {القَيْلولَةِ أَيْضا، وَهِي النَّومُ فِي نصفِ النهارِ، وَقَالَ الليثُ: القَيْلولَة: نَوْمُ نِصفِ النهارِ، وَهِي القائِلَة.} قَالَ {يَقيلُ} قَيْلاً، {وقائِلَةً،} وقَيْلُولَةً، {ومَقالاً،} ومَقِيلاً، الأخيرةُ عَن سِيبَوَيْهٍ، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: هُوَ شاذٌّ. {وَتَقَيَّلَ: نامَ فِيهِ أَي نصفَ النَّهَار، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: القَيْلولَةُ} والمَقيل: الاستِراحةُ نصفَ النهارِ عندَ العربِ، وإنْ لم يكنْ مَعَ ذَلِك نَوْمٌ، والدليلُ على ذَلِك أنّ الجَنَّةَ لَا نَوْمَ فِيهَا، وَقد قَالَ الله تَعالى: أَصْحَابُ الجنَّةِ يَوْمَئِذٍ خيرٌ مُسْتَقرّاً وأحْسَنُ مَقيلاً، وَفِي الحَدِيث: {قيلوا فإنّ الشياطينَ لَا} تَقيل، وَفِي الحَدِيث: مَا مُهَجِّرٌ كَمَنْ قالَ أَي لَيْسَ من هاجَرَ عَن وطَنِه، أَو خَرَجَ فِي الهاجِرَةِ كمن سَكَنَ فِي بيتِه عِنْد القائلَةِ وأقامَ بِهِ، وَفِي حديثِ أمِّ مَعْبَدٍ: رَفيقَيْنِ {قَالَا خَيْمَتَيْ أمِّ مَعْبَدِ أَي نزَلا فِيهَا عندَ القائلَة، إلاّ أنّه عَدّاهُ بغيرِ حرفِ جرٍّ، فَهُوَ} قائِلٌ، وَمِنْه حديثُ الجَنائز: هَذِه فلانةُ ماتَتْ ظُهراً وأنتَ صائِمٌ قائِلٌ أَي ساكنٌ فِي البيتِ عِنْد القائِلَة. ج: {قُيَّلٌ} وقُيَّالٌ، كسُكَّرٍ، ورُمَّانٍ، {وَقَيْلٌ كَشَرْبٍ وَصَحْبٍ اسمُ جمعٍ، وَلم يذكر الجَوْهَرِيّ قُيّالاً، قَالَ: إنْ قالَ} قَيْلٌ لم {أَقِلْ فِي} القُيَّلِ فجاءَ بالجَمعَيْن، {وَقيل: هُوَ جمعُ قائِلٍ.} والقَيْل، و {القَيُول، كصَبُورٍ: اسمُ اللبَنِ يُشربُ فِي القائِلَةِ كالصَّبُوحِ والغَبُوق. أَو} القَيْل: شُربُ نِصفِ النهارِ، وَأنْشد الأَزْهَرِيّ: يُسْقَيْنَ رِفْهاً بالنهارِ واللَّيْلْ منَ الصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْلْ وقالتْ أمُّ تأبَّطَ شَرّاً: مَا سَقَيْتُه غَيْلاً، وَلَا حَرَمْتُه {قَيْلاً. فِي التَّهْذِيب فِي ترجمةِ صبح القَيْل: الناقةُ الَّتِي تُحلبُ عِنْد القائِلَةِ،} كالقَيْلَة، وَهِي {قَيْلاتي للقاحِ الَّتِي يَحْتَلبونَها وقتَ القائِلَة.
القَيْل: النائمُ فِي مَنْزِلِه} كالقائِلِ، وَقد ذُكِرَ. {والتَّقْييل: السَّقْيُ فِيهَا، وَقد} قَيَّلَه! وَتَقَيَّلَ هُوَ: شَرِبَ فِيهَا، وَأنْشد ثَعْلَبٌ: وَلَقَد {تقَيَّلَ صاحِبي مِن لِقْحَةٍ لَبَنَاً يَحِلُّ وَلَحْمُها لَا يُطْعَمُ وَقَالَ الجَوْهَرِيّ:} قَيَّلَه {فَتَقَيَّلَ: أَي سَقاه نِصفَ النهارِ فشَرِبَ، قَالَ الراجز:)
يَا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوقْ} مُقَيَّلٍ أَو مَغْبُوقْ من لبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ أَو تقَيَّل: حَلَبَ الناقةَ فِيهَا. (و) {يُقَال: شَرِبَتِ الإبلُ قائِلَةً، أَي فِيهَا، كقولِك: شرِبَتْ ظاهِرَةً، أَي فِي الظَّهيرَة، وَقد تكونُ القائِلَةُ هُنَا، مصدرا كالعافية.} وأَقَلْتُها {وقيَّلْتُها: أوردْتُها ذَلِك الوقتَ.} وقِلْتُه البَيعَ، بالكَسْر، {قَيْلاً،} وأَقَلْتُه إِقَالَة: فَسَخْتُه، واللُّغَة الأُولى قَليلَةٌ، كَمَا فِي الصِّحاح، وَقَالَ اللِّحْيانِيّ إنّها ضعيفةٌ. واسْتَقالَهُ: طَلَبَ إِلَيْهِ أنْ {يُقيلَه،} فأقالَه. {وتَقايَلَ البَيِّعان: تَفاسَخا صَفْقَتَهُما، وعادَ المَبيعُ إِلَى مالكِه والثمنُ إِلَى المُشتَري إِذا كَانَ قد نَدِمَ أحدُهما أَو كِلاهما، وتركْتُهما} يَتَقايَلان: أَي يَستَقيلُ كلٌّ مِنْهُمَا صاحِبَه، وَقد {تَقايَلا بعدَ مَا تَبايَعا أَي تَتارَكا.} وأقالَ اللهُ عَثْرَتَكَ {وأقالَكَها أَي صَفَحَ عنكَ، وَمِنْه الحَدِيث: من} أقالَ نادِماً {أقالَه اللهُ من نارِ جهنّمَ، ويُروى: أقالَ اللهُ عَثْرَتَه أَي وافَقه على نَقضِ البَيعِ وأجابَه إِلَيْهِ، وَفِي الحَدِيث:} أَقيلوا ذَوي الهَيْآتِ عَثَرَاتِهم.
قَالَ أَبُو زيدٍ: {تقَيَّلَ أباهُ} تَقَيُّلاً، وتقَيَّضَه تقَيُّضاً: إِذا أَشْبَهه وَنَزَعَ إِلَيْهِ فِي الشَّبَه، وَفِي العُباب: وعَمِلَ عَمَلَه. منَ المَجاز: تقَيَّلَ الماءُ فِي المكانِ المُنخفِض: إِذا اجتمعَ فِيهِ. {وَقَيْلٌ: اسمُ رجلٍ من عادٍ، وَقيل: وافِدُ عادٍ إِلَى مكّةَ، قَالَ الحافظُ: هُوَ} قَيْلُ بنُ عَيْرٍ، وخبَرُه مَشْهُورٌ. (و) {قَيْلَةُ، بهاءٍ: أمُّ الأَوْسِ والخَزرَج، وَهِي قَيْلَةُ بنتُ كاهلِ بن عُذْرَةَ، قُضاعِيّةٌ، وَيُقَال: بنتُ جَفْنَةَ، غَسّانِيّةٌ، ذَكَرَها الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ وغيرُه، وترجمَتُها واسعةٌ فِي المَعارفِ وشُروحِ المَقامات. قَيْلَةُ: حِصنٌ على رأسِ جبَلٍ يُقَال لَهُ كَنَن، بصنعاءِ الْيمن. (و) } القَيْلَة: الأُدْرَةُ، وبالكَسْر أَفْصَحُ، وَمِنْه حديثُ أهلِ البيتِ: وَلَا حامِلُ {القِيلَة وَهُوَ انتِفاخُ الخُصْيَةِ، والعامّةُ تقولُ:} القَيْلِيتَة. (و) {قِيالٌ، ككِتابٍ: جبَلٌ بالباديةِ عالٍ، نَقله الجَوْهَرِيّ.} والقَيُولَة: الناقةُ تَحْبِسُها لنَفسِكَ تشربُ لَبَنَها فِي القائلَةِ، نَقله الصَّاغانِيّ. {والاقْتِيالُ: الاستِبدالُ، يُقَال: أَدْخِلْ بَعيرَكَ السُّوقَ} واقْتَلْ بِهِ غَيْرَه، أَي استَبْدِلْ بِهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، وَقَالَ الزَّجَّاجيُّ: {اقْتالَ شَيْئا بشيءٍ: بدَّلَه.} والمُقايَلة: المُعارَضة، مثل المُقايَضة، وَهِي المُبادَلة. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: {المَقيل: مَوْضِعُ} القَيْلولَة، قَالَ ابنُ بَرِّي: وَقد جاءَ المَقالُ لمَوضِعِ القَيْلولَةِ، قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا إنْ يَرْعَوِينَ لمَحْلِ سَبْتٍ ... وَمَا إنْ يَرْعَوِينَ على {مَقالِ)
وَفِي الحَدِيث: كَانَ لَا} يُقيلُ مَالا وَلَا يُبيتُه، أَي لَا يُمسكُ من المالِ مَا جاءَ صباحاً إِلَى وَقْتِ)
القائِلَةِ، وَمَا جاءَه مسَاء لَا يُمسكُه إِلَى الصَّباح.! ومَقيلُ الرَّأْس: مَوْضِعُه، مُستعارٌعُمرَ الزاهدِ فِي أوائلِ شَرْحِ الفَصيح. {وَقَيْلَةُ بنتُ الأرْقَمِ التَّميميَّة، وَقَيْلَةُ بنتُ مَخْرَمةَ العَنْبَريَّةُ، وَقَيْلَةُ الخُزاعِيّةُ أمُّ سِبَاع، وَقَيْلَةُ الأَنْمارِيَّةُ: صَحابِيّاتٌ رَضِيَ الله تَعالى عنهُنَّ.
وَأَبُو} قائِلَة: تابِعيٌّ عَن عمرَ، وَعنهُ عبدُ الرحمنِ بن حَيْوِيل. {وَقَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ الهُجَيْمِ بنش عَمْرِو بنِ تَميم، ونقلَ الخَطيبُ عَن ابنِ حَبيب أنّه قُتَلُ، كصُرَد.
قيل: {قائلون}: نائمون نصف النهار.

فعم

[فعم] الفعم: الممتلئ. يقال: ساعد فَعْمٌ، وقد فَعُمَ بالضم فَعامَةً وفعومة. وأفعمت الاناء: ملاته. وقال: فصبحت والطير لم تكلم جابية طمت بسيل مفعم وأفعمت البيتَ بريح العود. وأفْعَمَ المسك البيتَ: ملأه بريحه. وأفْعَمْتُ الرجل: ملاته غضبا.
[فعم] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم كان "فعم" الأوصال، أي ممتلئ الأعضاء، فعمت الإناء وأفعمته - إذا بالغت في ملئه. ومنه: لو أن امرأة من الحور العين أشرقت "لأفعمت" ما بين السماء والأرض ريح المسك، أي ملأت، وروى بالغين. وفيه: وإنهم أحاطوا ليلا بحاضر "فعم" أي حي ممتلئ بأهله. ومنه: شعر كعب: "فعم" مقيدها، أي ممتلئ الساق.

فعم


فَعَم(n. ac. فَعْم)
a. Filled.

فَعُمَ(n. ac. فَعَاْمَة
فُعُوْمَة)
a. Was full.
b. Was fat, plump.

فَعَّمَa. Filled.

أَفْعَمَa. see IIb. Angered, enraged.

فَعْمa. Full.
b. Fat, fleshy, plump, well-rounded (arm).
c. Rose-tree.

أَفْعَمُa. Full, overflowing.

N. P.
فَعڤمَ
N. P.
أَفْعَمَa. see 1 (a)
إِفْعَوْعَمَ [إِفْعَوْعَمَ]
a. Became full.

فَعْمَل
a. Plump, fleshy.
ف ع م

أفعمت الإناء، وإناء مفعم: ملآن. وساعد فعم، وامرأة فعمة الساق. ويقول المحسود لحاسده: أفعمت بيمّ، وغضت بسمّ؛ أي ملئت من حسدي بمثل البحر ثم لا جعل لك مغيض إلا بسم منخرك أو بمثل سمّ الإبرة في الضيق والمعنى قلّة المبالاة بامتلائه من حسده وقلّة رغبته في نقصانه، وغضت مبنيّ للمفعول من غاضه إذا نقصه لقوله: أفعمت.

ومن المجاز: أفعمت البيت طيباً وأفعمته غضباً.
فعم
فَعُمَ فَعَامَةً وفُعُوْمَةً، فهو فَعْمٌ أفْعَمُ: أي مَلآنُ رَيّان. يُقال: مُقَبَّلٌ فَعْمٌ، وامْرَأةٌ فَعْمَةُ المُخَلْخَل: غَليظَتُها، وقد فَعُمَتْ فَعَامَةً وفُعومَةً. وأفُعَمْتُه. وافْعَوْعَمَ البَحْرُ: امْتَلأَ.
وفَعَّمْتُه: مَلأْتَه فَرَحاً أو غَيْظــاً، ويُقال بالغَيْنِ مُعْجَمَةً أيضاً. وفي مَثَلٍ: " أُفْعِمْتَ بِيَمّ وغِضْتَ بِسَمّ " يُقال للحاسِد، أي مَلأَكَ الله من الحَسَد بمثْل ماء البَحْر ثمَّ لا جَعَلَ لكَ مَغِيْضاً إلاّ من سَمِّيْ مَنْخَرِيْكَ، ويجوز أنْ يكونَ أراد: سَمَّ الإِبْرَة؛ أي بأضْيَقِ المخَارِج. والفَعْمُ: شَجَرٌ.
فعم
فعَمَ يَفعَم، فَعْمًا، فهو فاعِم، والمفعول مَفْعوم
• فعَم الإناءَ: مَلأه وأتمَّ مَلأه. 

أفعمَ يُفعم، إفعامًا، فهو مُفعِم، والمفعول مُفعَم
• أفعم الإناءَ: ملأه وأتمَّ ملأه "مفعَمٌ بالسعادة- قَلْب مُفعَم
 بالأمل- حياة مُفعَمة بالنشاط والحيويّة- بيت مُفعَم بريح المسك". 

فَعْم [مفرد]: مصدر فعَمَ. 
باب العين والفاء والميم معهما ف ع م يستعمل فقط

فعم: يقال: فَعُمَ فَعامَةً وفُعُومةً، فهو فَعْمٌ، أي: ملآن. قال كعب بن زهير :

فَعْمٌ مُقَلَّدُها عَبْلٌ مُقَيَّدُها ... في خَلْقِها عن بناتِ الفَحْلِ تفضيل

وامرأة فعمة السّاق، فَعُمَتْ فَعَامَةً وفُعُومةً، أي: مستوية الكعب، غليظة السّاق. قال :

فعم [مخلخلها] وعث مؤزرها ... عذب مقبلها طعم السَّدا فوها

وأَفْعَمْتُ البيتَ بريحِ العُود. وافْعَوْعَمَ النّهر والبحر، أي: امتلأ. قال :

مُفْعَوعِمٌ صَخِبُ الآذيّ مُنبعِقُ ... كأن فيه أكف القوم تَصطّفِقُ

يعني النّهر. وأفعمته فهو مُفْعَمٌ. وأفعمَ المِسْكُ البيتَ. وقوله في البيت الأول: طعم السَّدا: السَّدا: البلح. 
فعم

(فَعُمَ السَّاعِدُ والإِنَاءُ، كَكَرُمَ فَعَامَةً وفُعُومَةً: امْتَلأَ فهُوَ فَعْمٌ) قَالَ:
(بِسَاعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خَاضِبِ ... )
(وفَعْمَلٌ بِزِيَادَةِ لامٍ) وقَدْ ذُكِرَ فِي اللامِ. وَفِي الحَدِيثِ: " كَانَ النِّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم فَعْمَ الأوْصَالِ "؛ أَيْ مُمْتَلِئَ الأعْضاءِ.
(و) فَعُمَتْ (المَرْأَةُ: اسْتَوَى خَلْقُهَا وغَلُظَ ساقُهَا فَهِيَ فَعْمَةٌ) . وَفِي قَصِيدَةِ كَعْبٍ:
(ضَخْمٌ مُقَلَّدُهَا فَعْمٌ مُقَيَّدُها ... )
أَيْ: مُمْتَلِئَةُ السَّاقِ.
(وأَفْعَمَ الإناءُ: مَلأه) وبالَغَ فِي مَلْئِه (كَفَعَمَه) يَفْعَمُه فَعْمًا، يُقالُ: سِقاءٌ مُفْعَمٌ ومُفْأَمٌ، أَي: مَمْلوءٌ. قَالَ:
(فَأَصْبَحْتُ والطَّيْرُ لَمْ تَكَلَّمِ ... )

(خَابيةً طُمَّت بسَيْلٍ مُفْعَم ... )
وأَمَّا مَفْعُومٌ فإنّه زَعَم ابنُ الأَعْرابِيّ أَنه لم يَسْمَعْه إِلَّا فِي قَوْلِ كُثَيِّر:
(أَتِيٌّ ومَفْعُومٌ حَثِيثٌ كَأَنَّهُ ... غُروبُ السَّوانِي أتْرَعَتْهَا النَّوَاضِحُ)

قَالَ: وَهُوَ من أَفْعَمْتُ، ونَظِيرُه قولُ لَبِيدٍ:
(النَّاطِقُ المَبْرُوزُ والمَخْتُومُ ... )
وَهُوَ من أبْرَزْتُ، وَمثله المَضْعوف من أضْعَفْتُ، وَقَالَ الأزهَرِيُّ: نَهرٌ مَفْعُومٌ، أَي: مُمْتَلِئٌ، وأنشدَ أَبُو سَهْلٍ فِي أَشْعارِ الفَصِيح فِي بابِ المُشَدَّدِ بَيْتًا آخَرَ جَاءَ بِهِ شَاهِدًا على الضِّحِّ وَهُوَ:
(أَبيضَ أَبْرَزَه للضِّحِّ رَاقِبُه ... مُقَلَّدٌ قُضُبَ الرَّيْحانِ مَفْعُومُ)

أيْ مُمْتَلِئٌ لَحْمًا.
(و) أفْعَمَ (المِسْكُ البَيْتَ) : إِذَا (طَيَّبَه) أَي مَلأهُ بِرِيحِهِ.
(و) أَفْعَم (فُلانًا: أَغْضَبَه) أَي ملأَه غَضَبًا، كَمَا فِي الصِّحَاحِ، حَكَاهُ الأزْهَرِيُّ عَن أَبِي تُرابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ واقِفًا السُّلَمِيَّ يَقُول ذَلِك، والغَيْن لُغَة فِيهِ.
(أَو) أَفْعَمَه: (مَلأ أَنْفَه رَائِحَةً:) طَيِّبَةً، وَمِنْه الحَدِيثُ: " لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِن الحُورِ العِينِ أَشْرَفَتْ لأَفعَمَتْ مَا بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ رِيحَ المِسْكِ "، أَي: مَلأت، ويُرْوَى بِالغَيْن أَيْضًا (كفَعِمَه، كسَمِعَه، ومَنَعَه) فَعْمًا، والأعرفُ بِالغَيْن المُعْجَمَة.
(والفَعْمُ: شَجَرٌ أَو الوَرْدُ) . (وفَعَوْعَمٌ، أَو فَعَمْعَمٌ: ع)
(وافْعَوْعَمَ: امْتَلأَ وفَاضَ) ، قَالَ كَعْبٌ يَصِفُ نَهَرًا:
(مُفْعَوْعِمٌ صَخِبُ الآذِيّ مُنَبعِقٌ ... كَأَنَّ فِيهِ أَكُفَّ القَوْمِ تَصْطَفِقُ)
[] ومِمَّا يُسْتَدرَك عَلَيْهِ:
الأفْعَمُ: المُمْتَلِئُ. وقِيلَ: الفائِضُ امتِلاءً.
وحَاضِرٌ فَعْمٌ، أَيْ: حَيٌّ مُمْتَلِئٌ بأَهْلِه.
وافْعَوْعَمَ البَيْتُ طِيبًا: امْتَلأَ.
ومُخَلْخَلٌ فَعْمٌ: مُمْتَلِئُ اللَّحْمِ، قَالَ:
(فَعْمٌ مُخَلْخَلُهَا وَعْثٌ مُؤَزَّرُهَا ... عَذْبٌ مُقَبَّلُهَا طَعْمُ السَّدَى فُوهَا)

وأَفْعَمَهُ وأَفْغَمَهُ: مَلأَه فَرَحًا، عَن أَبِي تُراب.

فعم

1 فَعُمَ, aor. ـُ inf. n. فَعَامَةٌ and فُعُومَةٌ, It was, or became, full; said of the سَاعِد [or fore arm]; (S, K;) and of a vessel. (K.) b2: And فَعُمَتْ, said of a woman, She was, or became, full-formed, and thick in her shank. (K.) A2: See also 4, in three places.2 فَعَّمَ see what next follows.4 افعم; [like أَفْأَمَ;] (S, K;) and so افغم; (K in art. فغم;) as also ↓ فعّم; (thus in some of the copies of the K;) or ↓ فَعَمَ, (thus accord. to other copies of the K and accord. to the TA,) aor. ـَ inf. n. فَعْمٌ; (TA;) He filled a vessel; (S, K, TA;) and exceeded the usual degree, or strove, or laboured, or did not fall short of what was requisite, in filling it. (TA.) b2: And أَفْعَمْتُ البَيْتَ بِرِيحِ العُودِ [I filled the house, or chamber, or tent, with the odour of aloes-wood]. (S.) It is said in a trad., لَوْ أَنْ امْرَأَةً مِنَ الحُورِ العِينَ أَشْرَفَتْ لَأَفْعَمَتْ مَا َبيْنَ السَّمَآءِ وَالأَرْضِ رِيحَ المِسْكِ i. e. [If a woman (or Paradise) of those having eyes like the eyes of gazelles rose into view,] she would fill [the space between the heaven and the earth with the odour of musk]: thus related: and also لَأَفْغَمَتْ, and لَفَغَمَتْ: but Az says that the right relation is لافعمت, with ع. (TA in this art. and in art. فغم.) And one says, افعم المِسْكُ البَيْتَ The musk filled with its odour, (S,) or perfumed, (K,) [the house, or chamber, or tent.] b3: and افعم الرَّجُلَ He filled the man with anger; (S, TA;) mentioned by Az on the authority of Aboo-Turáb: (TA:) or he angered him: or he filled his nose with odour, (K, TA,) i. e. with sweet odour: (TA:) as also ↓ فَعِمَهُ and ↓ فَعَمَهُ, aor. of both فَعَمَ, (K, TA,) inf. n. فَعْمٌ; but better known with the pointed غ. (TA.) b4: And افعمهُ and افغمهُ He filled him with joy, or happiness. (Aboo-Turáb, TA.) 12 اِفْعَوْعَمَ It became full, and overflowed. (K.) b2: And افعوعم طِيبًا It (a house, or chamber, or tent,) became filled with perfume. (TA.) فَعْمٌ Full; applied in this sense to a سَاعِد [or fore arm]; (S, K;) and to a vessel; as also ↓ فَعْمَلٌ, in which the ل is augmentative: (K:) and full of flesh; applied to the place of the anklet. (TA.) It is said of the Prophet, in a trad., كَانَ فَعْمَ الأَوْصَال i. e. He was full in respect of the limbs. (TA.) And one says اِمْرَأَةٌ فَعْمَةٌ A woman full-formed, and thick in her shank. (K.) And حَاضِرٌ فَعْمٌ A [great] tribe filled with its people. (TA.) [See also مُفْعَمٌ: and see أَفْعَمُ.]

A2: And A species of tree: or the rose. (K.) فَعْمَلٌ: see the next preceding paragraph.

أَفْعَمُ Full [like فَعْمٌ]: or overflowing by reason of fulness. (TA.) مُفْعَمٌ Filled; applied in this sense to a skin for water or milk; as also مُفْأَمٌ: but as to ↓ مَفْعُومٌ, IAar asserts that he had not heard it except in a verse of Kutheiyir: Az, however, mentions it as signifying full [like فَعْمٌ], applied to a river, or rivulet: and Aboo-Sahl cites an ex. of it from the verses of the Fs as signifying full of flesh. (TA.) b2: The phrase سَيْلٌ مُفْعَمٌ may be of the same category as هَمٌّ نَاصِبٌ [for هَمٌّ ذُو نَصَبٍ], the meaning being A torrent having the quality of filling; though the possessive epithet in most instances has the form of the act. part. n., such as طَالِقٌ [for ذَاتَ طَلَاقٍ] and مُرْضِعٌ [for ذَاتُ رَضِيعٍ]: or it may be that مَفْعَمٌ in this case is expressive of muchness, or abundance, like the latter word in the phrase شِعْرٌ شَاعِرٌ and in مَوْتٌ مَائِتٌ. (Ham p. 106.) مَفْعُومٌ: see the next preceding paragraph.

فعو or فعى 1 فَعَا شَيْئًا i. q. فتته [so in my original, app., if not a mistranscription, فَتَّتَهُ i. e. He crumbled a thing much]; said of a man. (TA.) 2 فعّى, inf. n. تَفْعِيَةٌ, He branded a camel with a mark in the form of the viper (الأَفْعَى). (TA.) 4 افعى He (a man) became possessed of [or characterized by] evil after good or goodness. (TA.) 5 تفعّى He (a man, S) became like the viper (الأَفْعَى, S, K) in evil: (S, TA:) or, as in the A, he made himself to resemble the viper (تَشَّبَهَ بِالأَفْعَى) in the evilness of his disposition. (TA.) فَاعٍ Angry and foaming [with anger]. (IAar, M, K.) b2: And [the fem.] فَاعِيَةٌ A woman (TA) wont to calumniate; syn. نَمَّامَةٌ. (K, TA: in the CK الثُّمامَةُ is put for النَّمَّامَةُ.) فَاعِيَةٌ [as a subst.] The flower of the حِنَّآء [i. e. Lawsonia inermis, or Egyptian privet]: (K:) [said to be] a dial. var. of فَاغِيَةٌ [q. v.]. (TA.) أَفْعًى, (S, Msb, K) of the fem. gender, but with tenween, (S, Msb,) because it is a subst., not an epithet; (Msb;) [said in the S and Msb to be like أَرْوًى; but this is a mistake, for اروى is without tenween;] or it is an epithet and a subst.; (K, TA;) but mostly a subst.; (TA;) [if used as an epithet, it is without tenween, written أَفْعَى, being also of the measure of a verb;] A certain serpent, (S, Msb, K,) of a malignant kind; [i. e. the viper;] also called ↓ أُفْعُوٌّ, (K, TA, [in the CK, erroneously, اُفْعُوان, which see in what follows,]) occurring in a trad., in which it is said that there is no harm in the killing of the أُفْعُوّ and the حُدُوّ by the مُحْرِم, the [final] alif being changed into و in both of these words in the dial. of El-Hijáz: (TA:) it is spotted, black and white; slender in the neck; broad in the head; it is said that it will not quit its place; (TA;) always coiling itself round; and neither antidote nor charm is of any avail against it: (Msb, TA:) sometimes it has two horns [i. e. it sometimes signifies the cerastes, or horned viper]: (TA:) ↓ أُفْفُوَانٌ signifies the male: (S, Msb, TA:) [see also خِشَاشٌ:] the pl. is أَفَاعٍ. (S, Msb, K. * [In the K, the pl. is written أَفَاعِى, which, when indeterminate, is wrong.]) b2: [Hence,] by way of comparison [to vipers], (TA,) الأَفَاعِى signifies (tropical:) Certain veins (عُرُوق) that branch off from the حَالِبَانِ [q. v.]. (K.) أَفْعآءٌ [a pl. of which the sing. is not mentioned] Sweet, or pleasant, odours. (IAar, M, K.) أُفْعُوٌّ, and أُفْعُوانٌ: see أَفْعًى.

أَرْضٌ مَفْعَاةٌ A land in which are vipers (أَفَاعٍ): or, abounding therewith. (K.) مُفَعًّى A camel branded with a mark in the form of the viper (الأَفْعَى): (K:) and [the fem.]

مُفَعَّاةٌ camels (إِبِلٌ) branded therewith. (TA.) مُفَعَّاةٌ [as a subst.] A brand in the form of the viper (الأَفْعَى). (S, K.)
ف ع م: (أَفْعَمَ) الْإِنَاءَ مَلَأَهُ. 

حف

(حف)
اسْم صَوت يزْجر بِهِ الدَّجَاج
[حف] الحسافة: ما تناثر من التمر الفاسد. وحسفت التمر أجسفه حَسْفاً، أي نقّيته وأخرجتُ حُسافَتَهُ. ويقال: انحسف الشئ، إذا تقتت في يدك. وقولهم: في صدره عليّ حَسيفَةٌ وحُسافَةٌ، أي غيظ وعداوة.
حفَ
قال عزّ وجلّ: وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ
[الزمر/ 75] ، أي: مطيفين بِحَافَّتَيْهِ، أي: جانبيه، ومنه قول النبيّ عليه الصلاة والسلام: «تَحُفُّه الملائكة بأجنحتها» .
وقال الشاعر:
له لحظات في حَفَافِي سريره
وجمعه: أَحِفَّة، وقال عزّ وجل: وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ
[الكهف/ 32] ، وفلان في حَفَفٍ من العيش، أي: في ضيق، كأنه حصل في حفف منه، أي: جانب، بخلاف من قيل فيه: هو في واسطة من العيش.
ومنه قيل: من حَفَّنَا أو رفّنا فليقتصد ، أي:
من تفقد حفف عيشنا.
وحَفِيفُ الشجر والجناح: صوتهما، فذلك حكاية صوتهما، والحَفُّ: آلة النساج، سمّي بذلك لما يسمع من حفّه، وهو صوت حركته.
باب الحاء والفاء ح ف، ف ح مستعملان

حف: حَفّ الشَّعْرُ يَحِفُّ حُفُوفاً: إذا يَبِسَ. واحْتَفَّتْ المرأةُ: أمَرَتْ من تَحُفُّ شَعر وَجْهها بخَيْطَيْن. والحُفُوفُ: اليُبُوسةُ من غير دَسَم، قال رؤبة:

قالتْ سُلَيمَى أنْ رَأَتْ حُفُوفي مَعَ اضطِرابِ اللَّحْمِ والشُّفُوفِ

وحَفَّتِ المرأةُ وَجْهَها تَحُفُّه حَفّاً وحُفُوفاً. وسَويقٌ حافٌّ: غير مَلْتُوتٍ. والحَفيفُ: صوتُ الشيء تُحسُّه كالرَمْية أو طَيَران طائر أو غيره، حف يحف حفيفا. وحِفّان الإِبِل: صِغارُها. والحِفّان: الخَدَمُ. والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يحِفُّ بثَوْب تركبُه المرأةُ. وحِفافا كلِّ شيءٍ: جانِباه. وحَفُّ الحائكِ: خَشَبَتُه العريضة [يُنَسِّقُ] بها اللُّحمة بينَ السَدَى. وحَفَّ القَومُ بسيِّدهم: أي أطافوا به وعَكَفُوا، ومنه قَولُه: حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ . والحَفُّ: نَتْفُ الشَّعْر بخيط ونحوه. فح: فَحيح الحَيَّة شبيهٌ بالنَّفْخ في نَضْنَضة، أي بضَرْب أسنانِها. [وقيل] : فَحيح الأفْعَى دَلْكُ بعض جِلْدها ببعض، وهي خَشْناءُ الجلْد. والفَحْفاحُ: الأَبَحِّ من الرجال.
حف
الحُفُوْفُ: اليُبْسُ من غير دَسَمٍ. وسَوِيْقٌ حَافٌّ: غيرُ مًلْتُوْتٍ. وشَعَرٌ حافٌّ: غيرُ دَهِيْنٍ. واحْتَفَّتِ المَرْأَةُ: حَفَّتْ شَعَرَ وَجْهِها. والقَوْمُ يُحُفُّوْنَ بِسَيِّدِهِم: إذا أطافُوا به وعَكَفُوا عليه، من قَوْلِه عَزَّ وجَلَّ: " حَافِّيْنَ من حَوْلِ العَرْشِ ". والمِحَفَّةُ: رَحْلٌ يُحَفُّ بِثَوْبٍ. وحَفُّ الحائكِ: خَشَبَتُه العَرِيْضَةُ. وفي المَثَل: ما أنْت
َ بِحَفَّةٍ ولا نِيْرَةٍ لِمَنْ لا يَضُرُّ ولا يَنْفَعُ. وحِفَافا كُلِّ شَيْءٍ: جانِبَاه. وما بَقِيَ من شَعَرِه الاّ حِفَافٌ: وهو أنْ يَبْقى منه كالطُّرَّةِ حَوْلَ رَأْسِه. والحِفَافُ: الجَمَاعَاتُ. والحَلَقُ المُسْتَدِيْرَةُ، كالحِفَافِ من الرَّمْلِ. والحَفِيْفُ: صَوْتٌ كالرَّمْيَةِ. أو طَيَرَانُ طائرٍ، حَفَّ يَحُفُّ. وحَفّانُ الإِبل والنَّعَامِ: صِغَارُهما. والحَفّانُ: الخَدَمُ. وأتانا فلانٌ على حَفَصِ ذاكَ: أي إبّانِه وحِيْنِه. والحَفَفُ: القُوْتُ القَلِيلُ كالكَفَفِ لا فَضْلَ فيه. والحاجَةُ. وشِدَّةُ العَيْشِ. وهو من الرِّجَالِ: القَصِيْرُ المُقْتَدِرُ الخَلْقِ. وإنَّه لَحَافُّ العَيْنَيْنِ: خَبِيثُهما. والحُفَافَةُ: حُفَافَةُ التِّبْنِ والقَتِّ وهو بَقِيَّتُهما. والحَفِيْفُ: اليابِسُ من الكَلأ. وماله حافٌّ ولا رَافٌّ، الحافُّ: الذي يَضُمُّه، والرّافُّ: الذي يُطْعِمُه. ومنه قَوْلُ المَرْأَةِ: مَنْ حَفَّنا أو رَفَّنا فَلْيَتَّرِكْ. وسِقَاءٌ حَفّانٌ ماءً: أي مَلآنٌ. وقَرِيْبٌ من حِفَافِه. والحَفّانُ: صِغَارُ الإبِلِ والنَّعَامِ. والحَفُّ: سَمَكَةٌ بَيْضَاءٌ شَاكَةٌ. ويُقال للدِّيْكِ والدَّجاجَةِ إذا زَجَرْتَهما: حَفْ حَفْ.
الْحَاء وَالْفَاء

حَفَّ الْقَوْم بالشَّيْء وحَوالَيْهِ يَحُفُّونَ حفَّا وحَفُّوهُ وحَفَّفَوهُ: احْدَقُوا بِهِ وَفِي التَّنْزِيل (وتَرَى الملائِكَةَ حافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ) وانشد ابْن الاعرابي:

كَبَيْضَةِ أُدْحِىٍّ بميثِ خَميلةٍ ... يُحَفِّفُها جَوْنٌ بُجُؤْجُئِه صَعْلُ

وَقَوله:

إبْلُ أبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ ... يَزِينُها مُحَفَّفٌ مُوَقَّفُ المحفَّفُ: الضَّرْعُ الممتَليءُ الَّذِي لَهُ جوانبُ كَأَن جوانبه حَفَّفَتْه أَي حَفَّتْ بِهِ. وَرَوَاهُ ابْن الاعرابي " مُجَفَّفا " يُرِيد ضرعا كَأَنَّهُ جُفّ وَهُوَ الوطب الْخلق.

والمِحَفَّةُ: رَحْلُ يُحَفُّ بِثَوْب ثمَّ تَرْكَبُ فِيهِ الْمَرْأَة. وَقيل: المِحَفَّةُ: مركب كالهَوْدَجِ إِلَّا أَن الهودَجَ يُقَبَّبُ والمِحِفَّةُ لَا تقبب. قَالَ ابْن دُرَيْد: سُمّيَتْ بهَا لِأَن الخشبَ يَحُفُّ بالقاعد فِيهَا: أَي يُحِيط بِهِ من جَمِيع جوانبه.

والحِفَفُ: الْجمع وَقيل قلَّة المأكُول وَكَثْرَة الاكلة. وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ أَن يكون العِيالُ مثل الزَّادِ. وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ الضِّيقُ فِي المَعاشِ. وقالتِ امْرَأَة: خرج زَوجي وَيتم وَلَدي فَمَا أَصَابَهُم حفف وَلَا ضفف. قَالَ: فالحَفَفُ: الضَّيقُ والضَّفَفُ: أَن يَقِلَّ الطعامُ ويَكْثرَ آكِلُوهُ. وَقيل: هُوَ مِقْدَار العِيال وَقَالَ اللحياني: الحَفَفُ الكَفَافُ من الْمَعيشَة. وأصابهم حَفَفٌ من الْعَيْش أَي شدَّة. ومارئي عَلَيْهِم حَفَفٌ وَلَا ضفف: أَي اثر عوزٍ وطعامٌ حَفَفٌ: قليلٌ.

ومعيشةٌ حَفَفٌ: ضَنْكٌ.

وحَفَّتْهُم الحاجةُ تَحُفُّهُمْ حَفاًّ شَدِيدا: إِذا كَانُوا مَحَاويج.

وَعِنْده حَفَّةٌ من مَتاعٍ أَو مْالٍ: أَي قوت قَلِيل لَيْسَ فِيهِ فضل عَن اهله.

وَكَانَ الطَّعَام حِفافَ مَا اكَلوا أيْ قَدْرَهُ.

وَولد لَهُ على حَفَفٍ أَي على حَاجَة، هَذِه عَن ابْن الاعرابي.

والحُفُوفُ: اليُبْسُ مِنْ غَيرِ دَسَمٍ.

وسَوِيقٌ حافٌّ: يَابِس غير مَلْتُوتٍ. وَقيل: هُوَ مَا لم يُلَتَّ بسَمْنٍ وَلَا زَيْتٍ.

وحَفَّتْ أرْضُنا تَحِفُّ حُفُوفا: يبس بقلها.

وحَفَّ بطن الرجل: لم يَأْكُل دسما وَلَا لَحْمًا فيبس.

وحَفَّ اللَّحْيَةَ يَحُفُّها حَفًّا: اخذ مِنْهَا.

وحَفَّه يَحُفُّه حَفًّا: قَشرَهُ، وَالْمَرْأَة تَحُفُّ وَجْهَها حَفًّا وحفافا: تُزِيلَ عَنهُ الشّعْر بِالْمُوسَى وتقشره مُشْتَقّ من ذَلِك.

وتَحْتَفُّ: تامر من يَحُفُّه نَتْفا بَخَيْطَينِ. وَهُوَ من القشر. وَاسم ذَلِك الشّعْر الحُفافَةُ، وَقيل: الحُفافة مَا يسْقط من الشّعْر المحُفوفِ وَغَيره.

وحَفَّتِ اللِّحْيَةُ تَحِف حُفُوفا: شَعِثَتْ. وحَفَّ رأسُ الْإِنْسَان وَغَيره يَحِفُّ حُفُوفا: شَعِثَ، قَالَ الكُمَيْتُ:

وأشْعَثَ فِي الدَّار ذيِ لمَّة ... يُطيلُ الحٌفُوفَ وَلَا يَقْمَلُ

يَعْنِي وتدا.

واحَفَّهُ صَاحِبُهُ ترك تَعَهُّدَهُ.

والحِفافانِ: ناحِيتَا الرَّأْس والإناء وَغَيرهمَا. وَقيل: هما جانباه. وَالْجمع أحِفَّةٌ.

وإناءٌ حَفَّانُ: بلغ المَاء وَغَيره حِفافَيْه.

والأحِفَّةُ أَيْضا: مَا بقى حول الصَّلعَةِ من الشّعْر، الْوَاحِد حِفافٌ.

والحِفافُ: اللَّحْم الَّذِي فِي اسفَلِ الحَنكِ إِلَى اللهاة.

والحَافَّانِ من اللِّسانِ: عِرْقان اخضرَانِ يِكتَنِفانِ من بَاطِن. وَقيل: حافُّ اللِّسَان طرفه.

وَرجل حافٌّ الْعين بَين الحُفُوفِ: أَي شديدُ الاصابة بهَا، عَن اللحياني.

وحَفُّ الحائك: خَشبَتُه العريضة ينسق بهَا اللُّحْمَة بَين السدا.

والحَفُّ: النسج.

والحَفَّةُ: الْخَشَبَة الَّتِي يَلُفُّ عَلَيْهَا الحائك الثَّوبَ.

والحَفَّةُ: القَصَباتُ. وَقيل: هِيَ الَّتِي يضْرِب بهَا الحائك كالسيف.

والحَفُّ: القصبة الَّتِي تَجِيء وَتذهب، وَجَمعهَا حُفُوفٌ.

وَمَا أَنْت بَحَفَّة وَلَا نيرة: الحَفَّةُ مَا تقدم. والنَّيَرُة: الخَشَبَةُ المُعترِضَةُ. يضْرب هَذَا لمن لَا ينفع وَلَا يضر.

والحَفِيفُ: صَوْتُ الشَّيْء تَسْمَعضهُ كالرنة أَو طيران الطَّائِر حَفَّ يَحِفُّ حَفيفا وحَفْحَفَ.

وحَفَّ الجُعَلُ يَحِفُّ: طارَ، والحَفِيفُ صوتُ جَناحَيْهِ.

وَالْأُنْثَى من الاساود تَحِفُّ حَفِيفا، وَهُوَ صَوت جلدهَا إِذا دَلَكَتْ بعضه بِبَعْض.

وحَفِيفُ الرّيحِ: صَوتهَا فِي كل مَا مرت بِهِ. وَقَوله انشده ابْن الاعرابي:

ابْلِغْ ابا قَيْسٍ حَفيفَ الاثَأبَهْ

فسره فَقَالَ: يُرِيد انه ضَعِيف الْعقل كَأَنَّهُ حَفِيفُ أثَأبَةٍ تحركها الرّيح. وَقيل: مَعْنَاهُ الاعده واحركه كَمَا تحرّك الرّيح هَذِه الشَّجَرَة، وَهَذَا لَيْسَ بِشَيْء.

والحَفِيفُ: صَوْتُ أخْفاقِ الْإِبِل إِذا اشْتَدَّ، قَالَ:

يَقُولُ والعِيسُ لَهَا حَفِيفُ ... أكُلُّ من ساقَ بكُمْ عَنِيفُ

وحَفَّ سَمْعُه: ذهبَ كُلُّه فَلم يبْق مِنْهُ شَيْء.

وحَفذَاُن النعام: ريشه.

والحَفَّانُ: صغَار النعام وَالْإِبِل.

والحَفَّانُ من الْإِبِل أَيْضا: مَا دون الحقاق. وَقيل: اصل الحَفَّان: صغَار النعام، ثمَّ اسْتعْمل فِي صغَار كل جنس، والواحدة من كل ذَلِك حَفَّانَةٌ، الذّكر وَالْأُنْثَى فِيهِ سَوَاء.

والحَفَّانُ: الخَدَمُ.

وفُلانٌ حَفُّ بِنَفسِهِ أَي معنى.

وَهُوَ يَحُفُّنا ويَرُفُّنا: أَي يُعْطِينَا ويميرنا. وَفِي الْمثل " من حَفَّنا أَو رَفَّنا: فَلْيَقْتَصِدْ " يَقُول من مَدَحَنا فَلَا يَغْلُوَنَّ فِي ذَلِك وَلَكِن ليَتَكَلَّم بِالْحَقِّ مِنْهُ.

وحُفُّ الْعين: شُفْرُها.

وَجَاء على حَفّ ذَاك وَحَفَفهِ وحِفافه: أَي حِينِه ورُبَّانِهِ.

وهُو على حَفَفِ أَمر: أَي ناحيَةٍ مِنْهُ وَشَرَف.

واحْتَفَّتِ الْإِبِل الكَلأَ: اكلَتْه أَو نَالَتْ مِنْهُ والحَفَّةُ: مَا احْتَفَّتْ مِنْهُ.

حف

1 حَفُّوهُ, (Ksh and Bd in xviii. 31,) or حَفُّوا حَوْلَهُ, (S, K,) or بِهِ, (Msb, and W p. 153, [and so in the present day, because syn. with احاطوا به and اطافوا به and استداروا به, &c.,]) but the verb is properly trans. by itself, (W ibid.,) aor. ـُ (S,) inf. n. حَفٌّ (S, TA) and حِفَافٌ; (TA [accord. to a meaning there assigned to it];) and ↓ حفّفوا and ↓ احتفّوا; all signify the same; (K, TA;) They went round about, circuited, compassed, or surrounded, it, or him. (S, Ksh, Bd, Msb, TA.) You say, حَفَّ القَوْمُ بِالبَيْتِ, [or rather حَوْلَ البَيْتِ,] The company of men went round about the House [called the House of God, i. e. the Kaabeh]. (Msb.) And it is said in a trad., فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ And they circuit round about them with their wings. (TA.) And in a prov., مَنْ حَفَّنَا أَوْ رَفَّنَا فَلْيَقْتَصِدْ, i. e. Whoso goes round about us, and minds, or manages, our affairs, (K, TA,) and treats us with honour; (TA;) or [in the K “ and ”] serves us, (S, K,) and guards us, defends us, or takes care of us, and regards us, or behaves towards us, with benevolence and solicitude; (S, TA;) or [in the K “ and ”] praises us; (A 'Obeyd, K, TA;) let him [act moderately, and] not exceed the due bounds, (A 'Obeyd, K, TA,) but speak truth. (A 'Obeyd, TA.) Hence the saying, (K,) وَلَا رَافٌّ ↓ مَا لَهُ حَافٌّ (S, K) [He has not any who goes round about him, and minds, or manages, his affairs, &c.]. And ذَهَبَ مَنْ كَانَ يَحُفُّهُ وَيَرُفُّهُ (S, K) [He went away, or has gone away, who used to go round about him, &c.; or] who used to give to him, and bring him corn or food: (TA:) [for] حَفَّهُ signifies also he gave to him. (Msb.) And هُوَ يَحُفُّ وَيَرُفُّ He stands and sits: and he acts as a sincere, or faithful, adviser, and with benevolence and solicitude. (As,) (TA.) [See also art. رف.] One says, of persons in want, حَفَّتْهُمُ الحَاجَةُ, (S, K,) aor. ـُ (S,) inf. n. حَفٌّ, (TA,) (tropical:) [Want beset, or encompassed, them; or has beset, &c.;] and ↓ هُمْ قَومٌ مَحْفُوفُونَ (tropical:) [They are persons beset, or encompassed, by want]. (S, K, TA.) b2: حَفَّهُ بِالشَّىْءِ, aor. ـُ (S, O, K,) He surrounded it, or him, with the thing; (K, TA;) as, for instance, a هَوْدَج with pieces of cloth; (S, O;) and so ↓ حفّفهُ, inf. n. تَحْفِيفٌ. (S.) It is said in the Kur [xviii. 31], حَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ We made them, namely, the two gardens, to be surrounded by palm-trees; (Ksh, Bd;) We made palm-trees to encompass their أَحِفَّة, (K,) i. e., their sides. (TA.) And you say, حَفَفْتُهُ بِهِمْ I surrounded it, or him, with them. (Ksh and Bd in xviii. 31, and TA.) And حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمَكَارِهِ (TA) a trad., meaning (assumed tropical:) Paradise is encompassed by things that one dislikes to do: these being likened to a wall, through which alone one can enter Paradise. (Gloss in a copy of the “ Jámi' es-Sagheer ” of Es-Suyootee.) A2: حَفَّ شَارِبَهُ, (S, Msb, K,) and رَأْسَهُ, (S, K,) and اللِّحْيَةَ, (M,) aor. ـِ (S,) or ـُ (M, IB, TA,) [the former contr. to rule, and disapproved by IB,] inf. n. حَفٌّ, (S, M, TA,) He cut, or clipped, (S, M, Msb, K,) his mustache, (S, Msb, K,) and the hair of his head, (S, K,) and the beard, (M,) much, or short, or to the utmost degree. (S, Msb, K.) b2: حَفَّتْ وَجْهَهَا (S, Mgh, Msb, K) مِنَ الشَّعَرِ, (S, K,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. حَفٌّ (S, Msb, K) and حِفَافٌ; (S, K;) and ↓ اِحْتَفَّتْ; (S, K;) said of a woman; (S, Mgh, Msb, K;) She plucked out the hair of her face: (Mgh:) or she embellished her face by removing the hair thereof: (Msb:) or she scraped off the hair of her face (K, TA) with a razor: (TA:) and ↓ اِحْتَفَّتْ she ordered another to pluck out the hair of her face with two threads: (K, * TA:) so some say: and ↓ أَحَفَّتْ, inf. n. إِحْفَافٌ, signifies the same as احتفّت. (TA.) A3: حَفَّ رَأْسُهُ, aor. ـِ inf. n. حُفُوفٌ, His head remained long without ointment, (As, S, K,) and its hair was shaggy, matted, frouzy, or dusty: (TA:) and حَفَّتِ اللِّحْيَةُ, aor. and inf. n. as above, The beard was shaggy, matted, frouzy from long want of ointment, or dusty. (M, TA.) El-Kumeyt says, describing a wooden peg or stake, (S, L,) long neglected, (L,) وَأَشْعَثَ فِى الدَّارِ ذَا لِمَّةٍ

يُطِيلُ الحُفُوفَ فَلَا يَقْمَلُ [And a wooden peg or stake, in the dwelling, having a head of battered and pendent fibres, long neglected, but not lousy: the fibres being likened to hair; and (as is said in the TA in art. شعث, where this verse is cited, but with ذِي in the place of ذا,) the term اشعث being used to signify a wooden peg or stake because its head is bruised, or battered, and separated, so that the parts do not cohere]. (S, L.) b2: حَفَّتِ الثَّرِيدَةُ The ثريدة [or mess of crumbled bread moistened with broth] became dry in its upper part [by reason of paucity of broth], and cracked open in several places. (TA.) [See the part. n., حَافٌّ.] b3: [The inf. n.]

حُفُوفٌ signifies The being dry, without grease. (TA.) b4: And حَفَّ بَطْنُهُ His (a man's) belly became dry in consequence of his not having eaten greasy food nor flesh-meat. (TA.) b5: حَفَّتِ الأَرْضُ, (Msb, K,) aor. ـِ (Msb, TA,) inf. n. حُفُوفٌ, (TA,) The earth, or land, dried up: (TA:) or its plants, (Msb,) or its herbs, or leguminous plants, (K,) dried up, (Msb, K,) for want of water. (TA.) b6: حَفَّ سَمْعُهُ, (IAar, K,) inf. n. حُفُوفٌ, (IAar, TA,) (assumed tropical:) His hearing went away entirely. (IAar, K.) A4: حَفَّ, (S, K,) aor. ـِ (S,) inf. n. حَفِيفٌ, (S, K, KL,) He (a horse) made a sound, (S, K, KL,) such as is termed دَوِيّ [i. e. a confused and continued sound], (S,) with his fore and hind feet, (KL,) in his running, (S, K,) or in going along. (KL.) Said also of violent rain, It made a [pattering] sound. (As, TA.) and of a viper, It made a [rustling] sound with its skin: فَحَّ, inf. n. فَحِيحٌ, signifies “ it made a sound to proceed from its mouth: ” (Aboo-Kheyreh, K:) or حَفَّتْ, inf. n. as above, said of the female of the [kind of serpents called] أَسَاوِد, she made a [rustling] sound with her skin by rubbing one part thereof with another. (L.) And in like manner it is said of a tree, meaning It made a [rustling] sound (K, TA) by the blowing of the wind upon its branches. (TA.) And of a bird, meaning It made a [rustling] sound (K, TA) with its wing [or wings]: (TA:) and ↓ حَفْحَفَ signifies the same, said of the wing of a bird; and likewise, of a hyena, (IDrd, K,) as also خَفْخَفَ. (TA.) [Hence,] said of the [beetle called] جُعَل, [because of the humming that it makes in flying,] It flew. (TA.) 2 حَفَّّ see 1, in two places: b2: see also 4.

A2: Also حفّف, inf. n. تَحْفِيفٌ, (tropical:) He (a man, TA) was in a state of embarrassment, or distress, and his property became little: (K, TA:) from حَفَّتِ الأَرْضُ

“ the earth, or land, dried up. ” (TA.) حفّف وَجْهُهُ occurs in a trad. [app. in the same sense]. (TA.) 4 أَحَفَّتْ, said of a woman: see 1.

A2: أَحْفَفْتُ رَأْسِى I made my head to remain long without ointment [so that the hair became shaggy, matted, frouzy, or dusty]. (As, S, K.) b2: [Hence, app.,] أَحْفَفْتُهُ (tropical:) I spoke evil of him. (Ibn-'Abbád, K, TA.) A3: أَحْفَفْتُ الفَرَسَ I urged the horse (S, O, L, K) to run vehemently (O, K) so as to cause him to make a sound such as is termed دَوِيّ [i. e. a confused and continued sound] (S, O, L, K) in his running, [with his feel, (see حَفَّ,)] (S, L,) or in his belly: (O, K:) the former is probably the right meaning. (TA.) A4: أَحْفَفْتُ الثَّوْبَ I wove the piece of cloth with the حَفّ, i. e. the مِنْسَج; as also ↓ حَفَّفْتُهُ, (K, TA, [in the CK حَفَفْتُهُ,]) inf. n. تَحْفِيفٌ. (TA.) 8 احتفّوا: see 1, first sentence. b2: احتفّ بِهِ He, or it, became encompassed, or surrounded, by it: and hence, became in the midst of it. (Har p. 445.) A2: اِحْتَفَّتْ, said of a woman: see 1, in two places. b2: احتفّ النَّبْتَ He cut the herbage; syn. جَزَّهُ: (so in some copies of the K, and in the TK:) or حَزَرَهُ [he computed by conjecture its quantity]: (so in other copies of the K, and in the TA:) mentioned by Sgh: in some copies of the K, حزّزه [he jagged it]: in one, جزره, which is a mistake. (TA.) b3: اِحْتَفَّتِ الإِبِلُ الكَلَأَ The camels ate the herbage: or obtained some of it. (TA.) b4: And احتفّ He ate up entirely what was in the cooking pot: like as اشتفّ signifies “ he drank up entirely ” what was in the vessel. (S.) 10 استحفّ أَمْوَالَهُمْ He took the whole of their possessions (K, TA) in an incursion into the territory of an enemy. (TA.) R. Q. 1 حَفْحَفَ: see 1, last sentence but one.

A2: Also (tropical:) He (a man, TA) was, or became, straitened in his means of subsistence. (IAar, K, TA.) حَفٌّ: see حَفَّةٌ, in three places. b2: [It is said, accord. to the KL, to signify also What is called in Persian زين كوهه, app. meaning a saddlebow: but this signification, if correct, is probably post-classical.]

A2: Also, and ↓ حَفَفٌ and ↓ حِفَافٌ, A time, or season: (L:) or i. q. أَثَرٌ [a track, &c.]. (K.) You say, جَآءَ عَلَى حَفِّ ذٰلِكَ, and ↓ حَفَفِهِ, and ↓ حِفَافِهِ, (L, K,) He, or it, came in the time, or season, of that: (L:) or the meaning is عَلَى

أَثَرِهِ [lit. in the track thereof; and hence, after, or near after, that]. (K.) A3: فُلَانٌ حَفٌّ بِنَفْسِهِ Such a one is busied with, or anxious about, himself. (TA.) حَفَّةٌ i. q. مِنْوَالٌ; i. e. The web-beam of a loom; the wooden thing [or roller] upon which the weaver winds the web, or piece of cloth [as it is woven]: ↓ حَفٌّ signifying the مِنْسَج [which generally means the weaver's loom; but explained in the TK as meaning here the stay of a weaver's loom; in the KL, said to be what is called in Persian كار چوب, but this is the حَفَّة, to which the same explanation is assigned in the KL]: (S, K: *) so accord. to As: [for] Aboo-Sa'eed [i. e. As] says, the حَفَّة is the مِنْوَال; and it should not be called the ↓ حَفّ; for the حَفّ is the مِنْسَج: (S, O:) [the former is also applied to the yarnbeam, upon which the yarn is rolled: see نِيرٌ:] in the L, it is said that the حَفَّة of the weaver is the wide piece of wood with which he arranges the woof between [the threads of] the warp: or, as some say, the three canes: and some say that it is ↓ حِفَّةٌ, with kesr: and it is said to be the thing with which the weaver strikes, like a sword: and the ↓ حَفّ is the cane that comes and goes [or goes to and fro; app. meaning the shuttle]: Az says, thus it is with the Arabs: and its pl. [the pl. of حَفٌّ] is حُفُوفٌ. (TA.) One says, مَا أَنْتَ بِحَفَّةٍ

وَلَا نِيرَةٍ [Thou art neither a حفَة nor a نيرَة]; the نيرة being the transverse piece of wood: alluding to him who neither profits nor harms; meaning that he is good for nothing. (TA.) [See also a similar saying voce نِيرٌ.]

A2: Also What camels have eaten, or obtained, (اِحْتَفَّتْ,) of herbage. (TA.) b2: See also حَفَفٌ.

حِفَّةٌ: see حَفَّةٌ.

حَفَفٌ The verge of an event, or affair. (K, * TA.) You say, هُوَ عَلَى حَفَفِ أَمْرٍ He is on the verge of an event, or affair. (TA.) b2: See also حَفٌّ, in two places. b3: Also, (As, S, K,) and ↓ حُفُوفٌ, (K,) (tropical:) An evil state, or condition, of life; and paucity of property; (As, S, K, TA;) as though one were placed aloof (فى حَفَفٍ, i. e. جَانِبٍ,) from the means of subsistence: (Er-Rá- ghib, TA:) or the former signifies straitness of the means of subsistence; (IDrd, TA;) and so ↓ latter: (TA:) or the former, a [bare] sufficiency of the means of subsistence: (Lh, TA:) or a state in which the family, or household, is proportionate to the provisions: (Th, TA:) it is coupled with ضَعَفٌ: and is said to signify straitness; the latter signifying “ paucity of food with numerousness of the eaters thereof; ” or, as some say, “food proportionate to the household: ” (TA:) or the former signifies a state in which the eaters are proportionate to the property; and the latter, “ a state in which the eaters are more than proportionate to the property: ” (Abu-l-'Abbás, TA:) or the former, want; and the latter, “paucity [of property]: ” (IAar, TA:) or both signify the same. (TA.) One says, مَا رُئِىَ عَلَيْهِمْ حَفَفٌ وَلَا ضَفَفٌ There was not seen upon them a trace of want. (S.) And أَصَابَهُمْ مِنَ العَيْشِ حَفَفٌ and ضَفَفٌ and قَشَفٌ, Straitness of the means of subsistence befell them. (As, TA.) And مَا عِنْدَ فُلَانِ إِلَّا حَفَفٌ مِنَ المَتَاعِ There is not with such a one aught save a scanty supply of the necessaries of life. (TA.) And مِنْ مَالٍ ↓ هٰذِهِ حَفَّةٌ or مَتَاعٍ, This is a scanty supply of the necessaries of life, not exceeding the wants of its people, or owners. (TA.) حِفَافٌ A side (S, K) of a thing; حِفَافَا شَىْءٍ

signifying the two sides of a thing: (S:) pl. أَحفَّةٌ. (K.) b2: A border of hair remaining around the head of one who has become bald: (S, K: *) pl. as above. (S, K.) Dhu-r-Rummeh says, (S, TA,) describing bowls [of food], (TA,) لَهُنَّ أِذَا أَصْبَحْنَ مِنْهُمْ أَحِفَّةٌ وَحِينَ يَرَوْنَ اللَّيْلَ أَقْبَلَ جَائِيَا meaning They, i. e. the bowls, have a party of them surrounding them [when they are set in the beginning of the day, and when they see the night, that it has advanced, coming on]. (S, TA.) and you say, قَوْمُهُ أَحِفَّةٌ بِهِ His people are surrounding him. (TA.) b3: حِفَافُ الرَّمْلِ The place where the sand ends: pl. as above. (TA.) b4: كَانَ الطَّعَامُ حِفَافَ مَا أَكَلُوا The food was proportionate to what they ate. (TA.) b5: See also حَفٌّ, in two places.

حُفُوفٌ an inf. n. [See حَفَّ رَأْسُهُ, &c.]. b2: See also حَفَفٌ, in two places.

حَفِيفٌ The دَوِيّ [or confused and continued sound] (S, O, K) [of the feet] of a horse in running, (S,) or of the belly of a horse in running vehemently: (O, K:) the former is probably the right meaning: (TA: [see 1 and 4:]) the sound of the feet of camels when going a vehement pace: (TA:) the [pattering] sound of violent rain: (As, TA:) the [rustling] sound of the skin of a serpent, (L, K,) caused by rubbing one part thereof with another: (L:) the [rustling] sound of the wing [or wings] of a bird: (S, TA:) the [rustling] sound of a tree agitated by the wind: the [rustling, or murmuring,] sound of the wind, in, or upon, anything by [or through] which it passes: a plaintive sound, or moaning: the [murmuring, or quivering,] sound of the flaming, or blazing, of fire; and the like: (TA:) the [rushing] sound of a stone thrown by a مَنْجَنِيق: the [whizzing] sound of a penetrating or transpiercing arrow [app. in its passage through the air: see a verse cited voce ذِلَّةٌ]: (TA:) the humming, or buzzing, (دَوِيّ,) of bees. (S and K, in art. دوي.) The saying, cited by IAar, أَبْلِغْ أَبَا قَيْسٍ حَفِيفَ الأَثْأَبَهْ is explained by him as meaning [Tell thou Aboo-Keys] that he is weak in intellect; as though he were the حفيف of the tree called أَثْأَبَة when it is agitated by the wind: some say that it means [tell thou Aboo-Keys that] I will threaten him and agitate him like as the wind agitates this tree; but ISd says that this is nought. (TA.) A2: Dry herbage; as also جَفِيفٌ. (TA.) حُفَافَةٌ Hair plucked out: or what has fallen of hair plucked out. (TA.) b2: Remains of straw, and of [the trefoil, or dry trefoil, called] قَتّ. (Ibn-'Abbád, K.) حَفْحَفَةٌ [inf. n. of حَفْحَفَ]. b2: See فَهَرَ.

حَفَّانٌ A full vessel: (K:) or a vessel nearly filled to [the top of] each side: (TA:) or a vessel of which the contents, measured therein, reach to [the top of] each side. (S, K.) A2: The young ones of an ostrich; male and female: (S, K:) or, accord. to ISd, females only: (MF, TA:) n. un. with ة. (S, K.) b2: The feathers, or plumage, of the ostrich. (TA.) b3: The young ones of camels: (TA:) sometimes these are thus termed: (S in art. حفن:) [app. as being likened to those of the ostrich:] or such camels as are under [i. e. younger than] those termed حِقَاق: (TA:) n. un., applied to a male and a female, as above. (S in art. حفن.) b4: Servants: (S, K:) as though likened to the young ones of the ostrich. (TA.) حَفٌّ Going round about, circuiting, compassing, or surrounding. (S, Msb, K.) It is said in the Kur [xxxix. last verse], وَتَرَي المَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ (Zj, S, K *) And thou shalt see the angels surrounding the عرش: (Zj, TA:) or surrounding the sides thereof: (Sgh, K:) or going round about on either side thereof. (Er-Rághib, TA.) b2: مَا لَهُ حَافٌّ وَلَا رَافٌّ: see 1.

A2: سَوِيقٌ حَافٌّ [Meal of parched barley] not moistened with water or with clarified butter or the like. (Lth, K.) [خُبْزٌ حَافٌّ, in the present day, means Dry bread; i. e. bread without anything savoury.] And هُوَحَافُّ المَطْعَم He is one whose food is dry. (TA.) A3: See also حَافٌ, in art. حوف.

مَحْفُوفٌ [Encompassed, or surrounded]. Yousay, هُوَ مَحْفُوفٌ بِخَدَمِهِ [He is encompassed, or surrounded, by his servants]. (TA.) b2: هُمْ قَوْمٌ مَحْفُوفُونَ: see 1.

مِحَفَّةٌ, with kesr; (S, Sgh, Msb, K;) in the “ Meshárik ” of 'Iyád said to be [مَحَفَّةٌ,] with fet-h, (MF,) A vehicle of the kind used for women, like the هَوْدَج, (S, Msb, K,) except that it has no قُبَّة [or dome-like, or tent-like, top], (S, K,) which the هودج has: (S:) or a camel's saddle (رَحْل) surrounded (يُحَفُّ [with pieces of cloth (see 1) upon a wooden frame]), upon which a woman rides: accord. to IDrd, so called because the [frame of] wood [with the pieces of cloth attached thereto] surrounds on all sides the sitter upon it. (TA.) هَوْدَجٌ مُحَفَّفٌ بِدِيبَاجٍ [A هودج hung round with silk brocade]. (TA.)
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.