Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: غامضة

هوو

هوو
: (و (} الهُوَّةُ، كقُوَّةٍ: مَا انْهَبَطَ مِن الأرضِ؛ أَو الوَهْدَةُ الــغامِضَةُ مِنْهَا) ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وحكَى ثَعْلب: اللهُمَّ أَعِذْنا مِن {هُوَّةِ الكُفْر ودَواعِي النِّفَاق؛ قالَ: ضَرَبَه مَثَلاً للكُفْر.
وَفِي الصِّحاح:} الهُوَّةُ الوَهْدَةُ العَمِيقَةُ؛ وَمِنْه قولُ الشاعرِ:
كأَنَّه فِي هُوَّةٍ تَقَحْذَما وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: الهُوَّةُ ذاهبةٌ فِي الأرضِ بَعِيدَةُ القَعْرِ مثْل الدَّحْلِ غَيْر أنَّ لَهُ أَلجافاً، ورأْسُها مثْلُ رأْسِ الدَّحْل.
وَقَالَ غيرُهُ: هِيَ الحُفْرَةُ البَعِيدَةُ القَعْرِ {كالمِهْواةِ؛ وقيلَ: هِيَ المُطْمَئِنُّ مِن الأَرْضِ، (} كالهُوَّاءَةِ، كرُمَّانَةٍ) ، أصْلُها هواية.
وقيلَ: هُوَ المَهْواةُ بينَ الجَبَلَيْن.
( {والهَوُّ، بِالْفَتْح: الجانِبُ) من الأرضِ؛ كَذَا فِي النوادِرِ لابنِ الأعْرابي.
(و) } الهَوَّةُ: (الكَوَّةُ) ؛ ظاهِرُه أنَّه بِضمِ الهاءِ كَمَا يَقْتَضِيه سِياقُه والصَّوابُ أنَّه بالفَتْح كالكَوَّةِ زِنَةً ومَعْنًى؛ نقلَهُ ابنُ شُمَيْلٍ عَن أبي الهُذَيْل وضَبَطَه.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: جَمْعُ {الهُوَّةِ} هُوًى، كقُوَّةٍ وقُوًى؛ عَن الأصْمعي.
وَهُوَ أَيْضاً جَمْعُ {الهَوَّةِ بِالفَتْح، كقَرْيَةٍ وقُرًى؛ عَن ابنِ شُمَيْل.
وَقَالَ ابنُ الْفرج: للبَيْتِ كِواءٌ كثيرَةٌ} وهِواءٌ كثيرَةٌ، الواحِدَةٌ كَوَّةٌ {وهَوَّةٌ.
وتُجْمَعُ} الهُوَّةُ أَيْضاً على هُوَ، بحذْفِ الهاءِ، وعَلى {هُوِيَ، كصُلِيَ؛ وَمِنْه الحديثُ: (إِذا عَرَّسْتُم فاجْتَنِبُوا هُوِيِّ الأرضِ) ، وَبِه فُسِّر.
وتَصْغيرُ} الهُوَّةِ! هُوَيَّةٌ؛ وَهَكَذَا رُوِي قولُ الشمَّاخ: ولمَّا رأَيْتُ الأَمْرَ عَرْشَ هُوَيَّةٍ
تسَلَّيْتُ حاجاتِ الفُؤَادِ بشَمَّراوقيلَ: {الهُوَيَّةُ هُنَا تَصْغيرُ} الهُوَّةِ بمعْنَى البِئْرِ البَعِيدَةِ {المَهْواةِ.
قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَقَعَ فِي} هُوَّةٍ أَي بِئْرٍ مُغَطَّاةٍ؛ وأنْشَدَ:
إنكَ لَو أُعْطِيتَ أَرْجاء هُوّةٍ
مُغَمَّسَةٍ لَا يُسْتَبانُ تُرابُهابثَوْبِكَ فِي الظَّلْماءِ ثمَّ دَعَوْتَنِي
لجِئْتُ إِلَيْهَا سادِماً لَا أَهابُهاوإنَّما صَغَّرها الشمَّاخُ للتَّهْويلِ؛ وعَرْشُها: سَقْفُها المُغَمَّى عَلَيْهَا بالتُّرابِ فيَغْتَرُّ بِهِ واطِئُه فيَقَع فِيهَا فيّهلِك.
{وهُوَّةُّ بنُ وَصّافٍ: دَحْلٌ بالحزنِ لبَني الوصّافٍ، وَهُوَ مالِكُ بنُ عامِرِ بنِ كعْبِ بنِ سعْدِ بنِ ضُبيعَةَ؛ وهوَّةُ بنُ وصّافٍ: مَثَلٌ تَسْتَعْملُه العَرَبُ لمَنْ يدعونَ عَلَيْهِ؛ قالَ رُؤْبة:
فِي مِثْلِ} مَهْوَى هوة الوصّاف {وهُوٌّ، بِالضَّمِّ وتَشْديدِ الواوِ، كأَنَّه جَمْعُ} هُوَّةٍ: بُلَيدَةٌ أَزَليةٌ على تلَ بالصَّعِيدِ بالجانِبِ الغَرْبي دونَ قوص، تُضافُ إِلَيْهَا كُورَةٌ ويقالُ لَهَا: هُوُّ الْحَمْرَاء؛ كَذَا قالَهُ ياقوتُ وضَبَطَه بسكونِ الواوِ، والصَّوابُ أنَّها بالجانِبِ الشَّرقي وواوُها مُشدَّدَة، وَقد رأَيْتُها، وَبهَا قَبْرُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ الصَّحابي على مَا يَزْعَمُون، وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا بعضُ المُحدِّثِين الأُدَباء، ومِن مُتَأَخِّرِيهم: أَبو السُّرورِ! الهُوِّيُّ الشاعِرُ ترْجَمَه الخفاجي فِي الرَّيْحانةِ وقالَ: هُوَ مِن هُوَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هُوَ. وَفِي النّوادِرِ: هُوَ {هَوة، بالفَتْح: أَي أَحْمَقٌ لَا يُمْسِكُ شَيْئا فِي صدْرِه.
(هـ وو)

هُوَ: كِنَايَة الْوَاحِد الْمُذكر، قَالَ الْكسَائي: هُوَ أَصله أَن يكون على ثَلَاثَة أحرف مثل أَنْت، فَيُقَال: هُوَّ فعل ذَاك، قَالَ: وَمن الْعَرَب من يخففه فَيَقُول: هُوَ فعل ذَاك، قَالَ اللحياني: وَحكى الْكسَائي عَن بني سعد وَتَمِيم وَقيس: هُو فعل ذَاك، بِإِسْكَان الْوَاو، وَأنْشد لِعبيد:

ورَكْضُكَ لَوْلَا هُو لَقِيتَ الَّذِي لَقُوا ... فَأصبَحْتَ قَدْ جاوَزْتَ قَوْما أعادِيا

وَقَالَ الْكسَائي: بَعضهم يلقِي الْوَاو من هُوَ إِذا كَانَ قبلهَا ألف سَاكِنة، فَيَقُول: حَتَّى هُ فعل ذَلِك، وَإِنَّمَا هُ فعل ذَاك. قَالَ: وَأنْشد أَبُو خَالِد الْأَسدي:

إِذا هُ لم يُؤْذَنْ لَهُ لمْ يَنْبِسِ

قَالَ وَأنْشد خشاف:

إِذا هُ سِيمَ الخَسْفَ آلَى بِقَسَمْ

باللهِ لَا يَأخُذُ إِلَّا مَا احْتَكَمْ

قَالَ: وأنشدنا أَبُو مجَالد:

فَبَيْناهُ يَشرِي رَحْلَه قالَ قائلٌ ... لمَنْ جَمَلٌ رَثُّ المَتاعِ نَجيبُ

وَقَالَ ابْن جني: إِنَّمَا ذَلِك للضَّرُورَة، والتشبيه للضمير الْمُنْفَصِل بالضمير الْمُتَّصِل فِي عَصَاهُ وقناه، فَإِن قلت: فقد قَالَ الآخر:

أعِنِّى عَلى بَرْقٍ أُرِيكَ وَميضَهُو

فَوقف بِالْوَاو، وَلَيْسَت اللَّفْظَة قافية، وَهَذِه الْمدَّة مستهلكة فِي حَال الْوَقْف، قيل: هَذِه اللَّفْظَة وَإِن لم تكن قافية فَيكون الْبَيْت بهَا مقفى ومصرعا فَإِن الْعَرَب قد تقف على الْعرُوض نَحوا من وقوفها على الضَّرْب، وَذَلِكَ لوقوف الْكَلَام المنثور على الْمَوْزُون، أَلا ترى إِلَى قَوْله أَيْضا: فَأضْحَى يَسُحُّ الماءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ

فَوقف بِالتَّنْوِينِ خلافًا للوقوف فِي غير الشّعْر فَإِن قلت: فَإِن أقْصَى حَال كتيفة، إِذْ لَيْسَ قافية، أَن يجْرِي مجْرى القافية فِي الْوُقُوف عَلَيْهَا، وَأَنت ترى الروَاة أَكْثَرهم على إِطْلَاق هَذِه القصيدة وَنَحْوهَا بِحرف اللين نَحْو قَوْله: " فَحَوْمَلِ " و" مَنزِلي " فَقَوله: كتيفة لَيْسَ على وقف الْكَلَام وَلَا وقف القافية؟ قيل: الْأَمر على مَا ذكرته من خِلَافه لَهُ، غير أَن هَذَا أَمر أَيْضا يخْتَص المنظوم دون المنثور، لاستمرار ذَلِك عَنْهُم، أَلا ترى إِلَى قَوْله:

أنَّي اهتَدَيتَ لِتَسليمٍ عَلى دِمَنٍ ... بالغَمْرِ غَيَّرَهُنَّ الأعْصُرُ الأُوَلُ

وَقَوله:

كأنَّ حُدوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِف مِنْ دَدِ

وَمثله كثير، كل ذَلِك الْوُقُوف على عروضه مُخَالف للوقوف على ضربه، ومخالف أَيْضا لوقوف الْكَلَام غير الشّعْر.

وَقَالَ الْكسَائي: لم أسمعهم يلقون الْوَاو وَالْيَاء عِنْد غير الْألف.

وتثنيته هُما، وَجمعه هُمو، فَأَما قَوْله: هُمُ فمحذوفة من هُمُو، كَمَا أَن مُذْ محذوفة من مُنْذُ، فَأَما قَوْلك: رأيتهو، فَإِن الِاسْم إِنَّمَا هُوَ الْهَاء، وَجِيء بِالْوَاو لبَيَان الْحَرَكَة، وَكَذَلِكَ لَهُو مَال، إِنَّمَا الِاسْم مِنْهَا الْهَاء، وَالْوَاو لما قدمنَا، وَدَلِيل ذَلِك انك إِذا وقفت حذفت الْوَاو، فَقلت: رَأَيْته، وَالْمَال لَهُ، وَمِنْهُم من يحذفها فِي الْوَصْل، حكى اللحياني عَن الْكسَائي: لَهُ مَال، أَي لَهُو مَال، وَحكى أَيْضا: لَهْ مَال، بِسُكُون الْهَاء وَكَذَلِكَ مَا أشبهه قَالَ:

فَظَلْتُ لَدىَ البَيْتِ العَتيقِ أُخيلُهُ ... ومِطْوَايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ

قَالَ ابْن جني جمع بَين اللغتين، يَعْنِي إِثْبَات الْوَاو فِي أخيلهو، وَإِسْكَان الْهَاء فِي " لَهُ " وَزعم أَبُو الْحسن إِنَّهَا لُغَة لأزد السراة، قَالَ: وَلَيْسَ إسكان الْهَاء فِي " لَهُ " عَن حذف لحق الْكَلِمَة بالصنعة، وَمثله مَا روى عَن قطرب من قَول الآخر:

وأشرَبُ الماءَ مَا بيِ نَحْوَهُو عَطَشٌ ... إلاّ لأنَّ عُيونَهْ سَيْلُ وَاديها فَقَالَ: " نحوهو عَطش " بِالْوَاو، وَقَالَ " عيونه " بِإِسْكَان الْهَاء، وَأما قَول الشماخ:

لَهُو زَجَلٌ كأنَّهُ صَوْتُ حادٍ ... إِذا طَلَبَ الوَسِيقَةَ أوْ زَميرُ

فَلَيْسَ لغتين، لأَنا لَا نعلم رِوَايَة حذف هَذِه الْوَاو وإبقاء الضمة قبلهَا لُغَة، فَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك ضَرُورَة وصنعة لَا مذهبا وَلَا لُغَة، وَمثله الْهَاء من قَوْلك: " بهي " هِيَ الِاسْم، وَالْيَاء لبَيَان الْحَرَكَة وَدَلِيل ذَلِك أَنَّك إِذا وقفت قلت: بِهِ، وَمن الْعَرَب من يَقُول: بِهِ وبِهْ فِي الْوَصْل، قَالَ اللحياني: وَقَالَ الْكسَائي: سَمِعت أَعْرَاب عقيل وكلاب يَتَكَلَّمُونَ فِي حَال الرّفْع والخفض وَمَا قبل الْهَاء متحرك فيجزمون الْهَاء فِي الرّفْع، ويرفعون بِغَيْر تَمام، ويجزمون فِي الْخَفْض، ويخفضون بِغَيْر تَمام، فيقلون: (إنَّ الإنسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) بِالْجَزْمِ و" لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ " بِغَيْر تَمام، ولهْ مالٌ، لهُ مالٌ، وَقَالَ: التَّمام احب أَلِي، وَلَا ينظر فِي هَذَا إِلَى جزم وَلَا غَيره، لِأَن الْإِعْرَاب إِنَّمَا يَقع فِيمَا قبل الْهَاء، وَقَالَ: كَانَ أَبُو جَعْفَر، قَارِئ أهل الْمَدِينَة، يخْفض وَيرْفَع لغير تَمام، وَقَالَ: أَنْشدني أَبُو حزَام العكلي:

لِي والِدٌ شَيْخٌ تَهُضُّهْ غَيْبَتِي ... وأظُنُّ أنَّ نَفادَ عُمرِهْ عاجِلُ

فَخفف فِي موضِعين، وَكَانَ حَمْزَة وَأَبُو عَمْرو يجزمان الْهَاء فِي مثل (يَؤُدِّهْ إِلَيْك) ، (ونُؤْتِهْ مِنْهَا) و (نُصْلِهْ جهنمَ) وَسمع شَيخا من هوَازن يَقُول: عَلَيْهُو مَال، وَكَانَ يَقُول: عَلَيْهِم وَفِيهِمْ وبهم، قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: هِيَ لُغَات يُقَال: فِيهِ، وفيهي، وَفِيه، وفيهو، بِتمَام وَغير تَمام، قَالَ: وَقَالَ: لَا يكون الْجَزْم فِي الْهَاء إِذا كَانَ مَا قبلهَا سَاكِنا.

الورطة

الورطة: بسكون الراء ما ضاق.
(الورطة) اسْم الْمرة وَأَرْض منخفضة لَا طَرِيق فِيهَا والهوة الــغامضة العميقة فِي الأَرْض والوحل وكل أَمر تعسر النجَاة مِنْهُ والهلكة (ج) ورطات ووراط وأوراط

خفي

خفي: {أخفيها}: أسترها وأظهرها، من الأضداد. 
(خ ف ي) : (الْخَفَاءُ) مِنْ الْأَضْدَادِ يُقَالُ خَفِيَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ إذَا اسْتَتَرَ وَخُفِيَ لَهُ إذَا ظَهَرَ (وَمِنْهُ قَوْلُ) مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فَأَصَابُوا يَعْنِي الْمُسْلِمِينَ الْغَنَائِمَ فَخُفِيَ لَهُمْ أَنْ يَذْهَبُوا بِهَا وَيَكْتُمُوهَا أَهْلَ الشِّرْكِ أَيْ ظَهَرَ وَكَذَا قَوْلُهُ فَأَصَابَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ غَنَائِمَ فَأَخَذَهَا الْمُسْلِمُونَ فَخُفِيَ لَهُمْ أَنْ يُخْرِجُوهَا إلَى دَارِ الْإِسْلَامِ وَإِنَّمَا يُقَالُ ذَلِكَ فِيمَا يَظْهَرُ عَنْ خَفَاءٍ أَوْ عَنْ جِهَةٍ خَفِيَّةٍ.

خفي


خَفِي(n. ac. خَفَآء [] )
a. Was hidden, concealed.
b. Appeared, became manifest, clear.
c.(n. ac. خُِفْيَة
[خِفْيَة
خُفْيَة]), Hid, concealed (himself).
خَفَّيَأَخْفَيَa. Hid, concealed, kept hid.

تَخَفَّيَa. Hid, concealed himself; disguised, cloaked
himself.

إِخْتَفَيَa. Disclosed, revealed.
b. [Min], Hid, concealed himself from.
إِسْتَخْفَيَa. see V
خَفًى [ ]
a. Hidden, unperceived; imperceptible.

الخَافِي []
a. [art.], The Jinns: genii.
خَفَآء []
a. Veiled, hidden, obscured, concealed.

خِفَآء [] (pl.
أَخْفِيَة)
a. Veil, covering; cloak.

خَفِيّ [] (pl.
خَفَايَا)
a. see 22
خَفِيَّة [] (pl.
خَفِيَّات

خَفَايا
a. Secret; hidden (thing).
b. Well.
c. Thicket.

خِفْيَةً
a. Secretly; stealthily.
خ ف ي

خفا البرق: لمع بضعف خفواً وخفواً. وأخفيت الشيء، وخفي الشيء واختفى واستخفى وتخفى: استتر. وهو يخفي صوته. وأمر خاف وخفي. والله عالم الخفيات والخفايا. ولا يخفى عليه خافية. وبرح الخفاء: زالت الخفية فظهر الأمر. وفعل ذلك في خفية. وهو أخف من الخافية. وليس القوادم كالخوافي. وعرف ذلك البشر والخافي وهم الجن. وأصابته ريح من الخوافي. وهو من أسود خفية. وإذا حسن من المرأة خفياها حسن سائرها وهما صوتها وأثر وطئها، لأن رخامة صوتها تدل على خفرها، وتمكن وطئها يدل على ثقل أوراكها وأردافها. وخفي الشيء الخفيّ واختفاه: أخرجه. يقال: خفيت الخرزة من تحت التراب. واختفى النباش الكفن.
خ ف ي: (خَفَاهُ) مِنْ بَابِ رَمَى كَتَمَهُ وَأَظْهَرَهُ أَيْضًا وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَ (أَخْفَاهُ) سَتَرَهُ وَكَتَمَهُ، وَشَيْءٌ (خَفِيٌّ) أَيْ خَافٍ وَجَمْعُهُ (خَفَايَا) . وَ (خَفِيَ) عَلَيْهِ الْأَثَرُ يَخْفَى (خَفَاءً) . وَيُقَالُ أَيْضًا: بَرِحَ الْخَفَاءُ أَيْ وَضَحَ الْأَمْرُ. وَ (الْخَوَافِي) مَا دُونُ الرِّيشَاتِ الْعَشْرِ مِنْ مُقَدَّمِ الْجَنَاحِ. وَ (اسْتَخْفَى) مِنْهُ تَوَارَى وَلَا تَقُلْ: اخْتَفَى الشَّيْءُ. وَ (اخْتَفَيْتُ) الشَّيْءَ اسْتَخْرَجْتُهُ وَ (الْمُخْتَفِي) النَّبَّاشُ لِأَنَّهُ يَسْتَخْرِجُ الْأَكْفَانَ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه: 15] أَيْ أُزِيلُ عَنْهَا خَفَاءَهَا أَيْ غِطَاءَهَا، كَقَوْلِهِمْ أَشْكَيْتُهُ أَيْ أَزَلْتُهُ عَمَّا يَشْكُوهُ. قُلْتُ: وَأَصْلُ (الْخِفَاءِ) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ الْكِسَاءُ الَّذِي يُغَطَّى بِهِ السِّقَاءُ. وَقُرِئَ أَخْفِيهَا بِالْفَتْحِ. 
خفي
خفَى يَخفِي، اخْفِ، خَفْيًا، فهو خافٍ، والمفعول مَخْفِيّ
• خفَى نبأَ وصوله: ستره، كتمه، خبَّأه "كشف المنَقِّبون عن الآثار المخفِيَّة- خفَى خبرًا عن زميله- {وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} ". 

خفِيَ/ خفِيَ على/ خفِيَ عن يَخفَى، اخْفَ، خَفاءً وخِفْيةً وخُفْيَةً، فهو خافٍ وخِفِيّ، والمفعول مَخْفِيّ عليه
• خفِي الشَّيءُ: توارى، استتر ولم يظهر "فَعَله في الخَفاء- {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} " ° ما خفي كان أعظم: تقال عند توقّع حدوث شيء أسوأ مما حدث- وهل يَخفَى القمر؟: تقال للتدليل على وضوح الأمر، أو على شهرة الشخص.
• خفِيَ عليه الأمرُ/ خفِي عنه الأمر: غَمَض "خفيت ملابسات الجريمة على رجال الشرطة- {إِنَّ اللهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ} "? لا يخفى أنَّ: أمر معروف- لا يخفى عليك: تدرك جيدًا. 

أخفى يُخفي، أَخْفِ، إخفاءً، فهو مُخفٍ، والمفعول مُخفًى
• أخفى الذَّهبَ في مكان أمين: ستره وخبّأه "أخفى مشاعرَه/ سرًّا- كشفَ الأسرارَ التي كنت مُخْفِيَها- {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} " ° لا أخفيك سرًّا: سأبوح لك به- وهل يُخفَى القمر؟: تقال للتدليل على وضوح الأمر، أو على شهرة الشخص.
• أخفى الصَّوتَ: كتمه "أخفى المصلِّي قراءته- {تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ} ".
• أخفى الشَّيءَ: أظهره، أزال خفاءَه " {إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} ".
• أخفى عليه الأمرَ/ أخفى عنه الأمرَ/ أخفى منه الأمرَ: خبَّأه "أَخْفِ عَنَّا خَبَرَك [حديث] ". 

اختفى/ اختفى عن/ اختفى من يختفي، اختفِ، اختفاءً، فهو مختفٍ، والمفعول مُخْتَفًى عنه
• اختفى الشَّيءُ/ اختفى عن الأنظار/ اختفى من الأنظار: توارى، استتر، غاب "اختفت الشمسُ وراء الغيوم- عثرت على المخطوط المختفِي: الضائع أو المفقود- اختفى أثر الدواء المهدِّئ: زال أثره- أصبح الثَّعْلب يسمو للعُلا ... واختفى من شدَّة الخوف الأسد".
• اختفت السِّلعةُ من السُّوق: نقصت، شحَّت أو لم يعد لها وجود "تحدثت الصحف عن اختفاء بعض الأدوية". 

استخفى من يستخفي، اسْتخفِ، استخفاءً، فهو مستخفٍ، والمفعول مُستخفًى منه
• استخفى من غريمه: خَفِيَ، توارى واستتر منه، غيَّر زيّه، تنكّر " {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ} - {أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} ". 

تخفَّى في/ تخفَّى لـ يتخفّى، تَخَفَّ، تَخَفّيًا، فهو متخفٍّ، والمفعول مُتَخَفًّى فيه
• تخفَّى في زيّ امرأة: تنكّر "قُبض على اللصّ متخفيًا في زي شرطيّ".
• تخفَّى الصَّائدُ للصَّيد: اختبأ، توارى واستتر. 

إخفاء [مفرد]: مصدر أخفى. 

اختفاء [مفرد]: مصدر اختفى/ اختفى عن/ اختفى من. 

استخفاء [مفرد]: مصدر استخفى من. 

خافِية [مفرد]: ج خافيات وخوافٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل خفَى وخفِيَ/ خفِيَ على/ خفِيَ عن.
2 - سِرّ، شِيء خفيّ "يعرف خوافي الأمور- {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ} " ° لا تخفى عليه خافية: مُلِمٌّ بكل شيء.
3 - (شر) إحدى ريشات أربع إذا ضم الطائر جناحيه خَفِيت. 

خَفاء [مفرد]: مصدر خفِيَ/ خفِيَ على/ خفِيَ عن ° برِح الخَفاءُ: اتَّضح الأمرُ الخفِيّ- في الخَفَاء: سرًّا، أي من وراء الكواليس أو من وراء ستار- لا خفاء في ما تريد: إننا ندرك ما تريد قوله. 

خَفْي [مفرد]: مصدر خفَى. 

خُفْيَة [مفرد]: مصدر خفِيَ/ خفِيَ على/ خفِيَ عن. 

خِفْيَة [مفرد]: مصدر خفِيَ/ خفِيَ على/ خفِيَ عن. 

خَفِيّ [مفرد]: ج خفايا: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خفِيَ/ خفِيَ على/ خفِيَ عن ° أساليب خَفيّة: طرق غامضة ملتوية- أضواء خفيّة/ أنوار خفيّة: غير مباشرة- خفايا الأمور: بواطنها- خفايا الصُّدور/ خفايا القلوب: ما تحويه من أسرار- شريك خفِيّ: شريك في عمل تجاريّ تخفى شراكته عن العامة- صوت خَفِيّ: صوت لا يُدرك جيدًا بحاسة السمع- نظَر بطرْفٍ خفيّ: غضّ معظمَ عيْنَيْه ونظر بباقيها من الخوف أو الاستحياء أو غيرهما- هو خَفِيّ البطن: ضامره- يد خفيّة: فاعل مجهول.
• قدرة خفيّة: مُستترة، غير ظاهرة. 
الْخَاء وَالْفَاء وَالْيَاء

خفى الشَّيْء خَفْياً وخُفِيا: اظهره واستخرجه، قَالَ: خَفاهُنّ من أنفاقهنّ كَأَنَّمَا خَفاهنّ وَدْقٌ من سَحَاب مُركَّب

وانشد اللحياني:

فَإِن تكتموا السرَّ لَا نَخْفِه وَإِن تَبعْثوا الحربَ لَا نَقْعُد

وقريء: (إِن السَّاعَة آتِيَة اكاد اخفيها) ، أَي: اظهرها، حَكَاهُ اللحياني، عَن الْكسَائي، عَن مُحَمَّد بن سَهل، عَن سعيد بن جُبَير.

والخَفِية: الرَّكيّة الدَّفين والمُستخرجة.

وَقيل: هِيَ الرّكية الَّتِي حُفرت ثمَّ تُركت حَتَّى اندفنت ثمَّ انتُثلت واحتفرت ونُقِّيت.

واختفى الشيءَ، كخَفاه، افتعل مِنْهُ، قَالَ:

فاعْصَوصبُوا ثمَّ جَسُّوه بأعيُنهم ثمَّ اْخَتَفوَه وقَرن الشَّمْس قد زَالا

والمُختِفى: النَّباشُ، لاستخراجه اكفان الْمَوْتَى، مَدنيّة.

قَالَ ثَعْلَب: وَفِي الحَدِيث: " لبس على المُختفى قَطْعٌ ".

وخَفى الشيءُ خَفاءاً، فَهُوَ خافٍ وخَفِى؟ ٌّ: لم يظْهر.

وخَفاه هُوَ، واخفاه: سَتره وكَتمه، وَفِي التَّنْزِيل: (إنّ السَّاعَة آتيةٌ أكاد أُخْفيها) ، أَي: استرها واواريها.

قَالَ اللِّحياني: وَهِي قِرَاءَة الْعَامَّة، وَفِي حرف أُبَيِّ: أكاد أُخفيها من نَفسِي.

وَقَالَ ابْن جني: يكون " أُخفيها ": أزيل خفاءها، كَمَا تَقول: أشكيْته، إِذا زُلْتَ لَهُ عَمَّا يشكوه.

والخفاءُ، والخافي، والخافية: الشَّيْء الخفيُّ.

والخافية: نقيض الْعَلَانِيَة.

وَفعله خَفِيًّا، وخِفْية، وخِفْوة، على المعاقبة. وخُفْيَة، وَفِي التَّنْزِيل: (ادعوا ربّكم تضرُّعا وخُفية) ، أَي: اعتقدوا عبادتَه فِي أَنفسكُم، لِأَن الدُّعاء مَعْنَاهُ الْعِبَادَة. هَذَا قَول الزجّاج.

وَقَالَ ثَعْلَب: هُوَ أَن ذكره فِي نَفسك.

وَقَالَ اللِّحياني: خُفْيَة: فِي خَفض وَسُكُون. وتضرُّعا: تَمَسْكنًا.

وحَكى أَيْضا: خَفِيتُ لَهُ خِفْية وخُفية، أَي: اختفيت.

وانشد ثَعلب:

حَفظتُ إزَارِي مُذ نشأتُ وَلم أضَعْ إزارِي إِلَى مُستخَدَمات الولائدِ

وأبناؤُهنّ المُسلمون إِذا بَدا لَك الموتُ وارْبدَّتْ وجوهُ الأساود

وهُنّ الألى يَأكلن زادَك خِفْوةً وهَمْساً ويُوطِئن السُّرَى كُلَّ خابِط

أَي: حفظتُ فَرْجي، وَهُوَ مَوضع الْإِزَار، أَي: لم اجْعَل نَفسِي إِلَى الْإِمَاء.

وَقَوله " ياكلن زادك خفوة "، يَقُول: يَسرقن زادك، فَإِذا رأينك تَموت تَركنك.

وَقَوله " ويُوطئن السرى كل خابط "، يُرِيد: كل من يأتيهن بِاللَّيْلِ يُمكِّننه من أَنْفسهنَّ.

واسْتخفى مِنْهُ: استتر وتوارى، وَفِي التَّنْزِيل: (يَستخفون من النَّاس وَلَا يَستخفون من الله) .

وَكَذَلِكَ: اخْتَفى.

واختفى دَمّه: قَتله من غير أَن يُعلم بِهِ، هُوَ من ذَلِك، وَمِنْه قَول الغنوي لأبي الْعَالِيَة: إِن بني عَامر أَرَادوا أَن يختفوا دمى، وَقد تقدّمت الْحِكَايَة بأسرها.

وَالنُّون الخَفيّة: النُّون الساكنة، وَيُقَال لَهَا: الْخَفِيفَة، ايضا، وَقد تقدّم.

والخِفاء: رِدَاء تَلْبسه العَرُوس على ثوبها فتُخفيه بِهِ.

وكلُّ مَا سَتر شَيْئا، فَهُوَ لَهُ خَفَاء.

وأخْفِية النَّور: أكَّمتِه.

وأخْفِيَةُ الَكَرَى: الأعْيُن، قَالَ:

لقد عِلم الأيقاظ أخفية الَكَرَى تَزَجُّجها من حالكٍ واكتحالها

والخافيِ: الجِنُّ، وَقيل: الإنْس، قَالَ اعشى باهلة. يَمشي بَبَيْداء لَا يَمشي بهَا أحدٌ وَلَا يُحَسُّ من الخافيِ بهَا اثَرُ

وَحكى اللَّحياني: أَصَابَهُ ريحٌ من الخافي، أَي: الْجِنّ.

والخافية، والخافياء، كالخافي، وَالْجمع من كل ذَلِك: خواف.

وَحكى اللحياني عَن الْعَرَب أَيْضا: أَصَابَهُ برِيح من الخوافي، قَالَ: هُوَ جمع الخافي، يَعْنِي الَّذِي هُوَ الْجِنّ.

وَعِنْدِي انهم إِذا عَنَوْا " بالخافي " الجِنّ، فَهُوَ من الاستتار، وَإِذا عَنْوا بِهِ: الْإِنْس، فَهُوَ من الظُّهُور والانتشار.

وأرضٌ خافيةٌ: بهَا جِنٌّ، قَالَ المَرَّارٌ الفَقْعسيّ:

إِلَيْك عسفتُ خافيةً وإنساً وغِيطاناً بهَا للرَّكْب غُولُ

والخوافي: ريشاتٌ إِذا ضَمّ الطائرُ جناحَيه خَفِيت.

قَالَ اللحياني: هِيَ الرَّيشات الاربع اللواتي بعد المَناكب، وَالْقَوْلَان مُقتربان.

وَقَالَ ابنُ جَبلة: الخوافيِ: سبعُ ريشات يكُنّ فِي الْجنَاح بعد السَّبع الْمُقدمَات، هَكَذَا وَقع فِي الْحِكَايَة عَنهُ.

وَإِنَّمَا حكى النَّاس: أَربع قوادم وَأَرْبع خواف.

واحدتها: خافية.

والخوافي: السَّعفات اللواي يَلِين القِلَبَة، نجدية.

وَقَالَ اللِّحياني: هِيَ السَّعفات اللواتي دون القِلَبة.

والواحدة كالواحدة.

وكل ذَلِك من السِّرّ.

والخَفِية: غَيْضة مُلتفّة يَتَّخذ فِيهَا الأسدُ عِرِّيساً فيستتر هُنَالك.

وَقيل: خفيّةٌ، وشَرًى: اسمان لموضعين عَلَمان، قَالَ:

ونحنُ قَتلنا الأسْدَ أسْدَ خَفِيّة فَمَا شَرِبوا بَعْدَا على لَذَّةٍ خمرًا والخَفِيّةُ: الْبِئْر القَعيرة، لخَفاء مَائِهَا.

وخَفَا البرقُ، وخَفى، خَفْيا فيهمَا، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: بَرَق برقا خَفِيًّا ضَعِيفا.

ورجلٌ خفِيّ البَطن: ضامُره خفيفُه، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وانشد:

فَقَامَ فأدنى من وِسَادِي وِسادَهُ خَفِىُّ البَطن مَمْشوقُ القوِائم شَوْذَبُ

وَقَوْلهمْ: بَرِحَ الخَفاء، قَالَ بَعضهم: الخفاء: المُتطأطيء من الأَرْض الخفِيٌّ. والبَراح: المُرتفع الظَّاهِر، يَقُول: صَار ذَلِك المُتطأطيء مُرتفعا.

وَقَالَ بَعضهم: الخفاء، هُنَا: السِّرّ، فَيَقُول: ظهر السرُّ، لأَنا قد قدمنَا أَن " البراح ": الظَّاهِر الْمُرْتَفع.
خ ف ي : خَفِيَ الشَّيْءُ يَخْفَى خَفَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ اسْتَتَرَ أَوْ ظَهَرَ فَهُوَ مِنْ الْأَضْدَادِ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ حَرْفَ الصِّلَةِ فَارِقًا فَيَقُولُ خَفِيَ عَلَيْهِ إذَا اسْتَتَرَ وَخَفِيَ لَهُ إذَا ظَهَرَ فَهُوَ خَافٍ وَخَفِيٌّ أَيْضًا وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ خَفَيْتُهُ أَخْفِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى إذَا سَتَرْتَهُ وَأَظْهَرْتَهُ وَفَعَلْتُهُ خُفْيَةً بِضَمِّ الْخَاءِ وَكَسْرِهَا وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ أَخْفَيْتُهُ وَبَعْضُهُمْ يَجْعَلُ الرُّبَاعِيَّ لِلْكِتْمَانِ وَالثُّلَاثِيَّ لِلْإِظْهَارِ وَبَعْضُهُمْ يَعْكِسُ وَاسْتَخْفَى مِنْ النَّاسِ اسْتَتَرَ وَاخْتَفَيْتُ الشَّيْءَ اسْتَخْرَجْتُهُ وَمِنْهُ قِيلَ لِنَبَّاشِ الْقُبُورِ الْمُخْتَفِي لِأَنَّهُ يَسْتَخْرِجُ الْأَكْفَانَ قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَتَبِعَهُ الْجَوْهَرِيُّ وَلَا يُقَالُ اخْتَفَى بِمَعْنَى تَوَارَى بَلْ يُقَالُ اسْتَخْفَى وَكَذَلِكَ قَالَ ثَعْلَبٌ اسْتَخْفَيْتُ مِنْكَ أَيْ تَوَارَيْت وَلَا تَقُلْ اخْتَفَيْتُ وَفِيهِ لُغَةٌ حَكَاهَا الْأَزْهَرِيُّ قَالَ أَخْفَيْتُهُ بِالْأَلِفِ إذَا سَتَرْتَهُ فَخَفِيَ ثُمَّ قَالَ وَأَمَّا اخْتَفَى بِمَعْنَى خَفِيَ فَهِيَ لُغَةٌ لَيْسَتْ بِالْعَالِيَةِ وَلَا بِالْمُنْكَرَةِ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ أَيْضًا اخْتَفَى الرَّجُلُ الْبِئْرَ إذَا احْتَفَرَهَا وَاخْتَفَى اسْتَتَرَ. 

غضم

الْغَيْن وَالضَّاد وَالْمِيم

الغُمّضُ، والغَماض، والغِماض، والتَّغْماض، والتَّغميض، والإغماض: النّوم.

وَقَوله:

اصاحِ تَرى البَرْق لم يَغْتمضَ يمُوت فُواقًا ويشْريَ فُواقَا

إِنَّمَا أَرَادَ: لم يَسْكن لمَعانهُ، فعبَّر عَنهُ بيغتمض، لِأَن النَّائِم تسكن حركاته.

واغمض طَرْفه عني، وغَمَّضه: اغلقه.

واغمض الميتَ، وغَمّضه، وغَمَّض عَلَيْهِ، واغمض: اغلق عَيْنَيْهِ، انشد ثعلبٌ لحُسين ابْن مُطير الاسدي:

قَضى الله يَا أسماءُ أَن لستُ زائلاً احبك حَتى يُغمض العينَ مُغْمِضُ

وغمّض عَنهُ: تجَاوز.

وَسمع الْأَمر فاغمض عَنهُ، وَعَلِيهِ: يَكنى بِهِ عَن الصَّبْر.

واغَمض فِي السِّلعة: استحطَّ من ثمنهَا لرداءتها.

وَفِي التَّنْزِيل: (ولَسْتُم بآخذيه إِلَّا أَن تُغمضوا فِيهِ) .

والغوامض: صِغار الْإِبِل، وَاحِدهَا: غامِض.

والغَمْض: المُنخفض من الأَرْض.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغَمض: اشد تَطَامُناً، يطمئن حَتَّى لَا يُرى مَا فِيهِ.

قَالَ: وَجمعه: غُموض، واغماض، وانشد ابْن بري لرؤبة: لَيْسَ بأدناس وَلَا أغماضْ جمع غمض، وَهُوَ خلاف الْوَاضِح.

وَهِي المغامض، وَاحِدهَا مَغْمض، وَهُوَ اشد غؤورا.

وَقد غَمَض، وغَمُض. وغَمَض الشيءُ وغَمُض: يغمُض غُموضا فيهمَا خَفِى.

وكل مَا لم يتَّجه لَك من الْأُمُور، فقد غَمض عَلَيْك.

غَمُض يَغمُض غموضاً، وَفِي غُموض قَالَ اللحياني: وَلَا يكادون يَقُولُونَ: فِيهِ غُموضة.

واغمض النّظر: إِذا احسن النّظر أَو جَاءَ براي جيد.

واغمض فِي الرَّأْي: أصَاب.

وَدَار غامضة: إِذا لم تكن على شَارِع.

وَحسب غامض: غير مَشْهُور.

وَمعنى غامض: لطيف.

وخلخال غامض: قد غاص فِي السَّاق.

وَكَعب غامض: واراه اللَّحْم.

وغمَض فِي الأَرْض يَغْمِض. ويغمض غموضا: ذهب وَغَابَ، عَن اللحياني.

وَمَا فِيهِ غَمِيضة، أَي عيب.

رقو

رقو
الرقْوَةُ: فُوَيْقَ الدعْص من الرَّمْل، ويقال: رَقوٌ - بلا هاءٍ - أيضاً.
رقو: رقوة: كلمة غامضة، يقال: رقوة البئر (ابن العوام 1: 147) حيث يجب كتابة مما قبل يمنع وفقاً لما جاء في مخطوطتنا. ويرى كليمنت - موليه (1: 130): أنها يجب أن تترجم إلى الفرنسية بما معناه مخدر، انتقال الرقوة بدل انقبال الرقوة.
تَرْقُوَة: أنظرها في ترق.
(ر ق و)

الرقوة، والرقو: فويق الدعص من الرمل، واكثر مَا يكون إِلَى جَوَانِب الاودية، قَالَ:

لَهَا أم موقفة وكوب ... بِجنب الرقو مرتعها البرير

أَرَادَ: لَهَا أم مرتعها البرير، وكنى بالكوب عَن الْقلب وَنَحْوه. 
رقو
: (و} الرَّقْوُ {والرَّقْوَةُ: فُوَيُقَ الدِّعِص من الرَّمْلِ) ، وأَكْثَر مَا يكونُ إِلَى جوانبِ الأَوْدِيَةِ؛ كَمَا فِي المُحْكَم.
وأَنْكَر الأَزهرِيُّ الرَّقْو فقالَ: لَا يقالُ} رَقْو بِلا هاءٍ، وَلذَا اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ على {الرَّقْوَةِ وقالَ: هُوَ دِعْصٌ من رَمْلٍ، ولكنْ يَشْهدُ لابنِ سيدَه قَوْل الشاعِرِ:
مِن البيضِ مبْهاجٌ كأنَّ ضَجِيعَها
يَبِيتُ إِلَى رَقْوٍ من الرَّمْلِ مُصْعبوكذا قَوْل الشاعِرِ يَصْفُ ظَبْيةً وخِشْفَها:
لَهَا أُمُّ مُوَقَّفة وكُوبٌ
بِجنب الرَّقْو مَرْتَعُها البَرِيرُ (} والتَّرْقُوَةُ) ، بالفتْح وَضم الْقَاف: (مُقَدَّمُ الحَلْقِ فِي أَعْلَى الصَّدْرِ حَيْثُما يَتَرَقَّى فِيهِ النَّفَسُ) ، قيلَ خاصّ بالإنْسان، والجَمْعُ {التَّراقِي؛ والتاءُ زائِدَةٌ عنْدَ المصنِّفِ وجماعَةٍ لأَنَّها فِي أَعْلَى البَدَنِ من رقى.
وقالَ سيْبَوَيْه وجماعَةٌ: هِيَ أَصْلِية وأَطالُوا فِي الاسْتِدلال.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الرَّقْوَةُ القُمْزَةُ مِن التُّرابِ يَجْتَمِع على شَفِيرِ الوادِي، جَمْعُها {الرُّقا.
} ورَقا الطائِرُ! يَرْقُو: ارْتَفَعَ فِي طَيَرانِه؛ كَذَا فِي المِصْباحِ. 

رقو

1 رَقَا, aor. ـْ inf. n. رَقْوٌ, said of a bird, It rose, or rose high, in its flight. (Msb, TA.) تَرْقُوَةٌ, mentioned in this art. in the K, as well as in art. ترق: see the latter art. رقى.1 رَقِىَ, aor. ـْ inf. n. رُقِىٌّ (JK, K, TA, [but this inf. n. is omitted in the CK,]) and رَقْىٌ, (K, TA, [but this is omitted in my MS. copy of the K,]) He ascended, إِلَيْهِ [to him, or it]; as also ↓ ارتقى, and ↓ ترقّى: (K:) or he ascended a ladder, or a stair: (JK:) or رَقِيتُ فِيهِ, (S, Msb, in the Mgh رَقِىَ فيه,) inf. n. رُقِىٌّ (S, Mgh, Msb) and رَقْىٌ; (S, Msb;) and ↓ ارتقيت, (S, Mgh, * Msb,) and ↓ ترقّيت; (Mgh, * Msb;) I ascended it; (S;) namely, a ladder, or a stair, (S, Mgh, Msb,) &c.: (Msb:) and رَقِيتُ الجَبَلَ (Msb,) and السَّطْحَ, (Mgh, Msb, TA,) the verb being thus trans. by itself, (Msb, TA,) without فِى (Mgh,) and likewise with فى, (TA,) I ascended, or mounted, upon the mountain, and upon the house-top: (Msb:) and ↓ ارتقى is in like manner trans. without فى; whence the saying, لَقَدِ صَعْبًا ↓ ارْتَقَيْتَ مُرْتَقًى [Thou hast indeed ascended a difficult place of ascent]. (Mgh.) b2: [Hence,] اِرْقَ عَلَى ظَلْعِكَ Ascend thou, and go, [according to thy limping, or halting, i. e.] as far as thou art able to do so, and impose not upon thyself that which thou art not able to perform. (S, TA. [Some, instead of اِرْقَ, say اِرْقَأْ; and some, اِرْقِ, from the verb mentioned in the next sentence; and some, ق: see 1 in art. رقأ; and see also art. ظلع.]) A2: رَقَاهُ, (JK, S, Mgh, Msb, K,) aor. ـْ (JK, Mgh, Msb,) inf. n. رُقْيَةٌ (JK, S, Mgh, K) and رَقْى (JK, Mgh, Msb, * K) and رُقِىٌّ (K,) He charmed him, syn. عَوَّذَهُ, (JK, Mgh, Msb,) by [invoking] God: (Msb:) and (Mgh) he puffed, or sputtered, upon his charm; syn. نَفَثَ فِى عُوذَتِهِ: (Mgh, K:) [it signifies he charmed him from, or against, such a thing; (مِنْ كَذَا;) and also he enchanted him, or fascinated him; by uttering a spell; or by tying knots in a thread, or string, and puffing, or sputtering, upon them; or by both these actions combined: see the last chap. but one of the Kur-án:] the epithet applied to the performer is ↓ رَاقٍ [meaning Charming; &c.]; (S, Mgh, TA;) and ↓ رَقَّآءٌ [A charmer; &c.; or one who habitually practises charming; &c.]: (JK, K, TA:) and the epithet applied to the person who is the object of the performance is ↓ مَرْقِىٌّ [meaning Charmed; &c.]. (JK, TA.) In the saying اِرْقِ عَلَى رَأْسِى مِنَ الصُّدَاعِ, meaning Charm thou me (عَوِّذْنِى [or rather charm thou my head against the headache]), the verb is made trans. by means of على because it is as though it implied the meaning of اِقْرّأْ [i. e. “ recite thou ” a spell] and اُنْفُثْ [i. e. “ puff,” or “ sputter,”

upon knots]. (Mgh.) 2 رِقّاهُ, inf. n. تَرْقِيَةٌ, He made him to ascend; syn. صَعَّدَهُ. (TA.) [See an ex. in a verse of ElAashà cited in art. ثمن, voce ثَمَانُونَ.] b2: [and hence, He elevated, or exalted, him.] b3: [Hence also,] رَقَّى عَلَيْهِ كَلَامًا, inf. n. as above, i. q. رَفَعَ [meaning He told, or related, a saying against him; he informed against him; as is indicated by what next follows, and by a meaning of ترقّى as quasi-pass. of رقّى thus used]. (S, K.) You say also, رقّى عَلَى البَاطِلَ, inf. n. as above, He brought a false accusation against me; said, against me, what was not the case; and exaggerated [in what he said against me]. (JM, TA.) 5 تَرَقَّىَ see 1, first sentence, in two places. b2: [Hence,] ترقّى فِىِ العِلْمِ He rose by degrees, or step by step, in knowledge, or science. (S, TA.) And hence, مَا زَالَ يَتَرَقَّى بِهِ الحَالُ حَتَّى بَلَغَ غَايَتَهُ The state, or condition, ceased not to rise with him until he reached the utmost point thereof. (TA.) b3: [Hence also, the verb being quasi-pass. of 2,] ترقّى إِلَيْهِ الخَبَرٌ The news, or information, came to him, or reached him. (MA.) 6 تراقى [meaning He exalted himself] is from الرُّقِىُّ signifying الصُّعُودُ and الاِرْتِفَاعُ. (Har p. 128.) 8 إِرْتَقَىَ see 1, first sentence, in three places. b2: [Hence,] ارتقى بَطْنُهُ His belly became [drawn up, i. e.] lean, or lank; syn. اِنْطَوَى: said of a camel, and of a sheep or goat. (JK.) 10 استرقاهُ He asked him, or desired him, to charm him. (S, * TA.) رُقْيَةٌ i. q. عُوذَةٌ [as meaning A charm, or spell, either uttered or written], (K, TA,) by which a person having an evil affection, such as fever and epilepsy &c., is charmed: (TA:) when it is in any other language than that of the Arabs, and one knows not what is in it, it is disapproved, lest it should involve enchantment (سِحْر) and infidelity; but in such as is from the Kur-án or any of the forms of prayer, there is no harm: (Mgh in art. تم: [see تَمِيمَةٌ:]) [but عُوذَةٌ generally signifies “ an amulet to charm the wearer against the evil eye &c. ”:] 'Orweh says, فَمَا تَرَكَا مِنْ عُوذَةٍ يَعْرِفَانِهَا وَلَا رُقْيَةٍ إِلَّا بِهَا رَقَيَانِى

[And they two left not any amulet that they knew, nor any charm, or spell, but with it they charmed me]: (TA:) [sometimes, also, it signifies anything by which one enchants, or fascinates: and hence it is said,] المَرْأَةُ رُقْيَةٌ [Woman is a thing by which one is enchanted, or fascinated]: (Msb:) pl. رُقًى. (S, Msb, K.) رُقْيَا [The act, or practice, or art, of charming: and also, of enchanting, or fascinating; i. e. enchantment, or fascination:] the subst., (Msb,) of the measure فُعْلَى, from رَقَاهُ, aor. ـْ (Msb, TA.) رُقِيَّةٌ [Ascent; or the act of ascending;] the subst. from رَقِىَ aor. ـْ (TA.) رَقَّآءٌ One who ascends mountains much or often. (TA.) A2: See also 1, last sentence but one.

رَاقٍ: see 1, last sentence but one. The saying in the Kur [lxxv. 27], مَنْ رَاقٍ [Who is one that charms?] means that there is no charmer that shall charm him and protect him: or, accord. to I'Ab, the meaning is, who is he that ascendeth with his soul? shall the angels of mercy [ascend with it] or the angels of punishment? (TA.) In the saying of a rájiz, لَقَدْ عَلِمْتَ وَالأَجَلِّ البَاقِى

أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرَّوَاقِى

[the meaning may be, Assuredly thou knowest, by the Most Majestic, the Everlasting, that the female charmers will not repel, or avert, that which is decreed; or, that the potent charmers will not &c.: for] the pl. may be that of ↓ رَاقِيَةٌ as an epithet applied to a woman, or of this same word as an intensive epithet applied to a man. (S.) رَاقِيَةٌ; pl. رَوَاقٍ (with the article الرَّوَاقِى): see what next precedes.

مَرْقًى A place of ascent; as also ↓ مُرْتَقًى; (Msb, TA;) and so ↓ مَرْقَاةٌ and ↓ مِرْقَاةٌ: (Msb:) or ↓ these last two signify a series of steps or stairs; or a ladder; syn. دَرَجَةٌ; (S, K;) and سُلَّمٌ; (M and K in art. سلم;) the former of them as being a place of ascent, and the latter of them as being likened to an instrument; (S, Msb;) and both of them are authorized by the M; (TA;) but the latter of them is disallowed by A'Obeyd, and said by him to be not of the language of the Arabs: (Msb, TA:) the pl. of ↓ مِرَقَاةٌ [and of مَرْقًى] is مَرَاقٍ. (TA.) You say جَبَلٌ لَا مَرْقَى فِيهِ and ↓ لا مُرْتَقَى (JK, TA) A mountain in which is no place of ascent. (TA.) مَرْقِيَا الأَنْفِ [in my MS. copy of the K مُرْقِيَا] The two edges [or alœ] of the nose: (K, TA:) so says Th; but the expression commonly known is مَرَقَّا الأَنْفِ, mentioned before [in art. رق]. (TA.) مَرْقَاةٌ and مِرْقَاةٌ: see مَرْقًى, in four places.

مَرْقِىٌّ: see 1, last sentence but one.

مُرْتَقًى: see مَرْقًى, in two places; and see an ex. in the first sentence of this article.

عَوَرَ

(عَوَرَ)
فِي حَدِيثِ الزَّكَاةِ «لَا يُؤخَذ فِي الصَّدقة هَرِمَةٌ وَلَا ذَاتُ عَوَار» العَوَار بِالْفَتْحِ: العَيْب، وَقَدْ يُضَمُّ.
(هـ) وَفِيهِ «يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَوْرَاتُنا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَر؟» العَوْرَاتُ: جمْع عَوْرَة، وهي كلُّ مَا يُسْتَحْيا مِنْهُ إِذَا ظهَر، وَهِيَ مِنَ الرَّجُل مَا بَيْن السُّرة والرُّكْبة، وَمِنَ الْمَرْأَةِ الحُرّة جميعُ جسَدِها إلاَّ الوجْه واليَدَين إِلَى الكُوعَين، وَفِي أخمَصها خِلاف، وَمِنَ الأمَة مثْلُ الرَّجُلِ، وَمَا يَبْدو مِنْهَا فِي حَالِ الخِدْمة، كالرَّأس والرَّقَبة والسَّاعِد فَلَيْسَ بعَوْرَة. وسَتْر العَوْرَة فِي الصلاةِ وغيرِ الصَّلَاةِ واجبٌ، وَفِيهِ عِنْدَ الخَلْوة خِلاف.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «المَرْأةُ عَوْرَة» جَعلَها نَفْسَها عَوْرَة، لِأَنَّهَا إِذَا ظهرَت يُسْتَحْيا مِنْهَا كَمَا يُسْتَحْيا مِنَ العَوْرَة إِذَا ظَهرَت.
وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ «قَالَ مَسْعُودُ بْنُ هُنَيْدَة: رأيتُه وقَدْ طَلع فِي طَرِيقٍ مُعْوِرَة» أَيْ ذَاتِ عَوْرَة يُخاف فِيهَا الضَّلال والانْقِطاع. وكلُّ عَيْب وخَلَل فِي شَيْءٍ فَهُوَ عَوْرَة.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «لَا تُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَلَا تُصِيبُوا مُعْوِراً» أَعْوَرَ الفارسُ: إِذَا بَدا فِيهِ مَوْضِعُ خَلَل للضِّرب.
[هـ] وَفِيهِ «لَمَّا اعْتَرض أَبُو لَهَبٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد إظهارِه الدعوةَ قَالَ لَهُ أَبُو طَالِبٍ: يَا أَعْوَر، مَا أنتَ وَهَذَا» لمْ يَكُنْ أَبُو لَهَبٍ أَعْوَر، وَلَكِنَّ العَرب تَقُولُ لِلَّذِي لَيْسَ لَهُ أخٌ مِنْ أَبِيهِ وَأُمِّهِ أَعْوَر. وَقِيلَ: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلرَّدِيءِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ وَالْأَخْلَاقِ:
أَعْوَر. وللمؤنَّث مِنْهُ عَوْرَاء.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «يَتَوَضَّأ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ الطِّيِّب وَلَا يَتَوضَّأ مِنَ العَوْرَاء يقولُها» أَيِ الكلمَة الْقَبِيحَةِ الزَّائغَة عَنِ الرُّشْد.
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْع «فاسْتَبْدَلْتُ بَعْدَهُ وكلُّ بَدلٍ أَعْوَر» هُوَ مَثل يُضْرب للمذْموم بَعْد المحْمُود.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ، وذكَر امْرَأ القَيْس فَقَالَ: «افْتَقَر عَن مَعَانٍ عُور» العُور: جَمْعُ أَعْوَر وعَوْرَاء، وأرادَ بِهِ المَعانِيَ الــغامِضَة الدَّقيقة، وَهُوَ مِنْ عَوَّرْتُ الرَّكِيَّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذَا طَمَمْتَها وسَدَدْتَ أَعْيُنَها الَّتِي يَنْبُع مِنْهَا الماء. (س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أمَره أَنْ يُعَوِّرَ آبَار بَدْر» أَيْ يَدْفِنَها ويَطُمَّها، وَقَدْ عَارَت تِلك الرَّكِيَّةُ تَعُور.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ وقصَّةِ العجْل «مِنْ حُلِيّ تَعَوَّرَه بَنُو إِسْرَائِيلَ» أَيِ اسْتَعَارُوه.
يُقَالُ: تَعَوَّرَ واسْتَعَارَ، نَحْو تعجَّب واسْتعْجَب.
(س) وَفِيهِ «يَتَعَاوَرُون عَلَى مِنْبَرِي» أَيْ يَخْتَلِفُونَ وَيَتَنَاوَبُونَ، كلمَّا مَضَى واحِدٌ خَلَفه آخَرُ. يُقَالُ: تَعَاوَرَ القومُ فُلَانًا إِذَا تَعاونُوا عَلَيْهِ بالضِّرب واحِداً بَعْدَ وَاحِد.
وَفِي حَدِيثِ صَفْوان بْنِ أُمَيَّةَ «عَارِيَّة مَضْمونة مُؤدَّاة» العَارِيَّة يَجب رَدّها إجْماعاً مَهمَا كَانَتْ عَيْنُها باقِيةً، فَإِنْ تَلِفَت وجَب ضَمانُ قيمتِها عِنْدَ الشَّافِعِيِّ، وَلَا ضَمَانَ فِيهَا عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ.
والعَارِيَّة مُشَدَّدة الْيَاء، كأنَّها مَنْسوبة إِلَى العَار، لِأَنَّ طَلَبها عَارٌ وعَيْب، وتُجْمع عَلَى العَوَارِيِّ مُشَدّدًا. وأَعَارَه يُعِيرُه. واسْتَعَارَه ثَوْبَا فأَعَارَه إيِّاه. وأصلُها الْوَاوُ. وَقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا فِي الْحَدِيثِ.

السُّلّانُ

السُّلّانُ:
بضم أوّله، وتشديد ثانيه، وهو فعلان من السّلّ، والنون زائدة، قال اللّيث: السلّان
الأودية، وفي الصحاح: السالّ المسيل الضيق في الوادي، وجمعه سلّان مثل حائر وحوران، وقال الأصمعي: والسّلّان والفلّان بطون من الأرض غامضة ذات شجر، واحدها سالّ، وفي كتاب الجامع: السلّان منابت الطلح، والسليل: بطن من الوادي فيه شجر، قال أبو أحمد العسكري:
يوم السلام، السين مضمومة، يوم بين بني ضبة وبني عامر بن صعصعة طعن فيه ضرار بن عمرو الضبي وأسر حبيش بن دلف، فعل ذلك بهما عامر بن مالك، وفي هذا اليوم سمي ملاعب الأسنّة. ويوم السلان أيضا: قبل هذا بين معدّ ومذحج، وكلب يومئذ معدّيون، وشدها زهير بن جناب الكلبي فقال:
شهدت الموقدين على خزاز ... وفي السّلّان جمعا ذا زهاء
وقال غير أبي أحمد: قيل السلان هي أرض تهامة ممّا يلي اليمن كانت بها وقعة لربيعة على مذحج، قال عمرو بن معدي كرب:
لمن الدّيار بروضة السّلّان ... فالرّقمتين فجانب الصّمّان؟
وقال في الجامع: السلان واد فيه ماء وحلفاء وكان فيه يوم بين حمير ومذحج وهمدان وبين ربيعة ومضر وكانت هذه القبائل من اليمن بالسلّان، وكانت نزار على خزاز، وهو جبل بإزاء السلّان، وهو ممّا بين الحجاز واليمن، والله أعلم.

غلل

(غ ل ل) : (الْغَلَّةُ) كُلُّ مَا يَحْصُلُ مِنْ رِيعِ أَرْضٍ أَوْ كِرَائِهَا أَوْ أُجْرَةِ غُلَامٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ وَقَدْ أَغَلَّتْ الضَّيْعَةُ فَهِيَ مُغِلَّةٌ أَيْ ذَاتُ غَلَّةٍ (وَأَمَّا الْغَلَّةُ مِنْ الدَّرَاهِمِ) فَهِيَ الْمُقَطَّعَةُ الَّتِي فِي الْقِطْعَةِ مِنْهَا قِيرَاطٌ أَوْ طُسُوجٌ أَوْ حَبَّةٌ عَنْ أَبِي يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - فِي رِسَالَتِهِ وَيَشْهَدُ لِهَذَا مَا قَالَ فِي الْإِيضَاحِ يُكْرَهُ أَنْ يُقْرِضَهُ غَلَّةً لِيَرُدَّ عَلَيْهِ صِحَاحًا وَفِي الْحَدِيثِ «إنَّهُ لَيُحْرَقُ فِي النَّارِ عَلَى شَمْلَةٍ غَلَّهَا يَوْمَ خَيْبَرَ» أَيْ أَخَذَهَا فِي خُفْيَةٍ مِنْ قَوْلِهِمْ غَلَّ فُلَانٌ كَذَا غَلًّا مِنْ بَاب طَلَب إذَا أَخَذَهُ وَدَسَّهُ فِي مَتَاعِهِ وَقَدْ نَسِيَ مَفْعُولَهُ فِي قَوْلِهِمْ غَلَّ مِنْ الْمَغْنَمِ غُلُولًا إذَا خَانَ فِيهِ وَقَالُوا الْغُلُولُ وَالْإِغْلَالُ الْخِيَانَة إلَّا أَنَّ الْغُلُولَ فِي الْمَغْنَمِ خَاصَّةً وَالْإِغْلَالُ عَامٌّ (وَمِنْهُ) لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِير غَيْرِ الْمُغِلِّ ضَمَانٌ أَيْ غَيْرِ الْخَائِنِ.
(غلل) : الإِغْلالُ: أن تَحْلُبَ النَّاقَةَ وبَقِيَ في ضَرْعِها لَبَنٌ.
(غلل) : اغْتَلَّ: تَطَيَّبَ - بالغالِيَةِ، من غير اشْتِقاقِها.
غ ل ل : الْغِلُّ بِالْكَسْرِ الْحِقْدُ وَالْغُلُّ بِالضَّمِّ طَوْقٌ
مِنْ حَدِيدٍ يُجْعَلُ فِي الْعُنُقِ وَالْجَمْعُ أَغْلَالٌ مِثْلُ قُفْلٍ وَأَقْفَالٍ وَالْغَلَّةُ كُلُّ شَيْءٍ يَحْصُلُ مِنْ رَيْعِ الْأَرْضِ أَوْ أُجْرَتِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ غَلَّاتٌ وَغِلَالٌ وَأَغَلَّتْ الضَّيْعَةُ بِالْأَلِفِ صَارَتْ ذَاتَ غَلَّةٍ وَغَلَّ غُلُولًا مِنْ بَابِ قَعَدَ.

وَأَغَلَّ بِالْأَلِفِ خَانَ فِي الْمَغْنَمِ وَغَيْرِهِ.
وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ لَمْ نَسْمَعْ فِي الْمَغْنَمِ إلَّا غَلَّ ثُلَاثِيًّا وَهُوَ مُتَعَدٍّ فِي الْأَصْلِ لَكِنْ أُمِيتَ مَفْعُولُهُ فَلَمْ يُنْطَقْ بِهِ. 
غ ل ل

وفت غلة ضيعته وهو كل ما يحصل من ريع أرض أو كرائها أو أجرة غلام أو نحو ذلك، وضيعة مغلّة، وقد أغلّت، وله أريضة يستغلها ويغتلّها. " لا إغلال ولا إسلال ". وهدايا الولاة غلول. يقال: غلّ من المغنم وأغلّ. وتقول: يد المؤمن لا تغل، وقلب المؤمن لا يغلّ؛ من الغلّ وهو الحقد المنغلّ أي الكامن. وتقول: جعل الله في كبده غلّةً وفي صدره غلاً وفي ماله غلولاً وفي رقبته غلاً. وفلان جسده عليل، وفي كبده غليل. وبرزت فلانة في غلالة، وبرزن في غلائل وهي شعار يلبس تحت الثوب للبدن خاصّة، وتقول: قولوا للحلائل، لا يبرزن في الغلائل. وامرأة السوء غلّ قمل، وجرح لا يندمل. وبي وجدٌ تغلغل في الحشا. وأبلغ فلاناً مغلغلة وهي الرسالة الواردة من بلد بعيد، وغلغلت إليه رسالة. قال الأخطل:

لأغلغلنّ إلى كريم مدحةً ... ولأثنينّ بنائل وفعال
(غلل) - قولُه تَباركَ وتَعالَى: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالاً}
قال الفَرَّاء: الغُلُّ لا يكون إلَّا في اليَمِين والعُنُق، فاكْتَفَى بذكْر العُنُق عن اليَميِن.
وفي قِراءَةِ عَبدِ الله: {إِنَّا جَعَلْنَا في أَيْمانِهِم أَغلالا} فاكتَفَى بِذْكر الأَيْمان عن الأَعناق.
- وقوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}
الغِلُّ: الحَسَد. وقيل: الشَّحْنَاء، والسَّخِيمَة. وغَلَّ قَلبُ الرجلِ يَغِلُّ، فإذا كان بالضَّمِّ فمن الغُلُول.
- في الحديث: " الغَلَّةُ بالضَّمان."
معناه معنى "الخَراجُ بالضَّمانِ"؛ وقد ذكره الهَرَوِيّ .
- وفي حديث شُرَيْح: "ليس على المُسْتَعِير غَيْر المُغِلِّ ضَمانٌ"
يَعنِي: غَير الخَائِن. وقد أَغَلَّ إغلالاً: خَانَ.
وقيل: المُغِلُّ: هو المُتَنَاوِل للغَلَّة. وقيل: معناه لا ضَمانَ على المُسْتَعِير غَير المُسْتغِلّ: أي غير القابض لأنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلًّا. وأَغلَّت القِربة كَذَا وكَذَا.
- في حديث أبي ذَرٍّ: "غَلَلْتُم والله "
: أي خُنْتُم في القَول والعمل ولم تَصْدُقُوا. 

غلل


غَلَّ(n. ac. غَلّ)
a. [acc. & Fī], Put, inserted, introduced into.
b. [Fī], Was inserted, introduced into; entered
penetrated; was admitted into.
c. Penetrated into, traversed (desert).
d. [Bain], Flowed, ran amongst, amidst (water).
e. Bound, pinioned, handcuffed, manacled, fettered
shackled, chained.
f. Put on an under-garment.
g.(n. ac. غُلُوْل), Cheated, defrauded; was dishonest; embezzled.
h.(n. ac. غَلّ
غَلِيْل), Was full of hatred, of malevolence ( bosom).
i. Yielded (land).
j.(n. ac. غُلّ
غُلَّة) [& pass.], Was thirsty, parched.
k. [acc. & La], Was unapparent to.
غَلَّلَa. see I (e)b. Perfumed.

أَغْلَلَa. see I (g) (i).
c. ['Ala], Provided for, maintained (family).

تَغَلَّلَa. see I (b)
إِنْغَلَلَa. see I (b)
إِسْتَغْلَلَa. Took, received, gathered in ( crops & c. ).
b. Charged, commissioned to get provisions
supplies.

غَلَّة
( pl.
reg. &
غِلَاْل)
a. Proceeds; produce; revenue; income; rent.
b. Wages, earnings.

غِلّa. Hatred, rancour, malevolence, malice, spite.

غُلّ
(pl.
أَغْلَاْل)
a. Iron-collar, yoke; shackle, fetter, manacle;
handcuff.
b. Pillory.
c. Parching thirst; heat in the bowels.

غُلَّةa. see 3 (c)b. (pl.
غُلَل)
see 23t
غَلَلa. see 3 (c)b. Strainer, clarifier.

غَاْلِل
غَاْلِلَة
(pl.
غَاْلِل)
a. see 33
غِلَاْلَة
(pl.
غَلَاْئِلُ)
a. Tunic, vest.
b. Woman's bustle, pad.

غَلِيْلa. Violent thirst.
b. Thirst for vengeance, vindictiveness, malice.
c. Passion; fury, violence.
d. Thirsty, parched.

غَلِيْلَة
(pl.
غَلَاْئِلُ)
a. Cuirass, corselet, coat of mail, breast-plate.
b. see 23t (a) & 25
(d).
غَلُوْلa. Light food.

غَلَّاْنُa. Thirsty, parched.

مِغْلَاْلa. Productive, fertile.

N. P.
غَلڤلَa. Pilloried &c.
b. see 33
N. P.
غَلَّلَa. Chained, fettered, shackled.

N. Ag.
أَغْلَلَa. see 45b. Malevolent, spiteful.
c. Unfaithful.

N. Ac.
أَغْلَلَa. Deceit, fraud, trickery; dishonesty;
embezzlement.

N. P.
إِغْتَلَلَa. see 33
مُغَلَّات مُسْتَغَلَّات
a. Proceeds, produce.
[غلل] الغلة: واحدة الغلات. والغلل الماء بين الأشجار والجمع الأغلالُ. قال الراجز دكين: ينجيه من مثل حمام الاغلال. وقع يد عجلى ورجل شملال يقول: ينجى هذا الفرس من خيل سراع في الغارة كالحمام الواردة. وقال أبو عمرو: الغلل: الماء الذى ليس له جرية، وإنما يظهر على وجه الأرض ظهوراً قليلاً، فيخفى مرّةً ويظهر مرّةً. والغلل: المصفاة. قال لبيد: لها غلل من رازقي وكرسف بأيمان عجم ينصفون المقاولا يعنى الفدام الذى على رأس الاباريق. وبعضهم يرويه: " غلل " جمع غلة. والغلغلة: سرعة السير. والمغلغلة: الرسالةُ المحمولة من بلدٍ إلى بلد. والغال: أرض مطمئنة ذات شجر، ومنابتُ السَلَمِ والطَلْحِ. يقال: غال من سلم، كما يقال عيص من سدر، وقصيمة من غضى. والغالُّ أيضاً: نبتٌ، والجمع غُلاَّنٌ بالضم. وبعيرٌ غَلاَّنُ بالفتح: شديد العطش، وكذلك المُغْتَلُّ. ويقال: نِعْمَ غَلولُ الشيخ هذا، أي الطعام الذي يدخِلُه جوفَه، على فَعولٍ بفتح الفاء. والغِلالَةُ: شِعارٌ يلبس تحت الثوب وتحت الدِرع أيضاً. والغِلُّ بالكسر: الغشُّ والحِقدُ أيضاً. وقد غلّ صدره يَغِلُّ بالكسر غِلاًّ، إذا كان ذا غش أو ضِغْنٍ وحقدٍ. والغُلُّ بالضم: واحد الأغْلال. يقال في رقبته غُلٌّ من حديد. ومنه قيل للمرأة السيئة الخلق: غل قمل. وأصله أن الغُلَّ كان يكون من قِدٍّ، وعليه شعرٌ، فَيَقْمَلُ. وغَلَلْتُ يده إلى عنقه، وقد غُلَّ فهو مَغْلولٌ. يقال: ما له أُلَّ وغُلَّ . والغُلُّ أيضاً والغُلَّةُ: حرارة العطش، وكذلك الغَليلُ. تقول منه: غُلَّ الرجلُ يُغَلُّ غَلَلاً، فهو مَغْلولٌ، على ما لم يسمّ فاعله. والغَليلُ: الضِغْنُ والحقدُ، مثل الغُلِّ. والغَليلُ: النوى يخلط بالقت، تعلفه الناقة. قال علقمة:....... غل لها ذو فيئة من نوى قران معجوم وغله فانْغَلَّ، أي أدخله فدخل. قال بعض العرب: " ومنها ما يُغَلُّ " يعني من الكباش، أي يدخل قضيبه من غير أن يرفع الألْيَةَ. وغَلَّ أيضاً: دخل، يتعدَّى ولا يتعدَّى. يقال: غَلَّ فلانٌ المفاوزَ، أي دخلها وتوسّطها. وغلَّ من المَغْنَمِ غُلولاً، أي خان. وأغل مثله. وغل الماء بين الأشجار، إذا جرى فيها، يَغُلُّ بالضم في جميع ذلك. وتغلغل الماء في الشجر، إذا تخلَّلها. قال ابن السكيت: لم نسمع في المَغْنَمِ إلا غلَّ غُلولاً، وقرئ: (ما كان لِنَبِيٍّ أن يَغُلَّ) و " يُغَلَّ " قال: فمعنى يَغُلُّ يخون. ومعنى يُغَلُّ يحتمل معنيين: أحدهما يُخانُ، يعني أن يؤخذ من غنيمته والآخر يُخَوَّنُ، أي يُنسب إلى الغلول. قال أبو عبيد: الغُلولُ في المغنمِ خاصَّةً، ولا نراه من الخيانة ولا من الحقد. وممَّا يبيِّن ذلك أنَّه يقال من الخيانة أغَلَّ يُغِلُّ، ومن الحقد غَلَّ يَغِلُّ بالكسر، ومن الغُلولِ غَلَّ يَغُلُّ بالضم. وغَلَّ البعير أيضاً، إذا لم يقض رِيَّه. وأغَلَّ الرجلُ: خان. قال النمر: جزى الله عنا حمزَةَ ابنةَ نوفلٍ جزاَء مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ وفي الحديث: " لا إغْلالَ ولا إسْلالَ "، أي لا خيانة ولا سرقة، ويقال لا رشوة. وقال شريح: " ليس على المستعير غير المغل ضمان ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن " ومن رواه " يغل " فهو من الضغن. وأغلت الضياع، من الغلة. قال الراجز: أقبل سيل جاء من عند الله يحرد حرد الجنة المغله وأغل القوم، إذا بلغتْ غَلَّتُهُمْ. وفلان يُغِلُّ على عياله، أي يأتيهم بالغَلَّةِ. وأغَلَّ الجازرُ في الإهاب، إذا سلخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإهاب. وأغَلَّ الوادي، إذا أنبت الغُلاَّنَ. وأغَلَّ الرجل بصره، إذا شدَّد النظر. واسْتَغَلَّ عبدَه، أي كلَّفه أن يُغِلَّ عليه. واسْتِغلالُ المُسْتَغَلاَّتِ: أخذ غلتها. أبو نصر قال: سألت الاصمعي: هل يجوز تغللت من الغالية؟ فقال: إن أردت أنك أدخلته في لحيتك وشاربك فجائز. وكذلك غللت بها لحيتى، شدد للكثرة.
غلل
غَلَّ1 غَلَلْتُ، يَغُلّ، اغْلُلْ/ غُلَّ، غُلُولاً، فهو غالّ
• غلَّ فلانٌ: خان في المغنم، أو مالِ الدَّولة، وأخذ أشياء في خفاء " {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " ° غلّ بصرُه: حاد عن الصّواب. 

غَلَّ2/ غَلَّ في غَلَلْتُ، يَغُلّ، اغْلُلُ/ غُلَّ، غلاًّ، فهو غالّ، والمفعول مَغْلول
• غلَّ فلانًا: وضع القيدَ في يده أو عنقه "غلّ الأسرى- {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} " ° مغلول اليد: بخيل- يده مغلولة إلى عنقه: مُقتِّر، عكسه: يده مبسوطة كلّ البسط أي مبذِّر.
• غلَّ الرجلُ في المكان: دخل فيه. 

غَلَّ3 غَلَلْتُ، يَغِلّ، اغْلِلْ/ غِلَّ، غِلاًّ وغليلاً، فهو غالّ
• غلَّ صدرُه: كان ذا غِشّ أو ضِغْن أو حقد "غلَّ قلبُه". 

غُلَّ/ غُلَّ عن يُغَلّ، غُلَّةً، والمفعول مَغْلول
• غُلَّ الشّخصُ: عطِش أشدّ العطش.
• غُلَّت يدُه عن الإنفاق: أمسكت " {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} ". 

أغلَّ يُغلّ، أغْلِلْ/ أغِلَّ، إغلالاً، فهو مُغِلّ
• أغلَّت الأرضُ: أعطت الغَلَّةَ، أنتجت رِبْحًا أو دَخْلاً "نزل مطرٌ غِزيرٌ هذا العام فأغلَّتِ الأرضُ كثيرًا" ° أغلّ الخطيبُ: لم يُصبْ في كلامه- أغلّ على عياله: أتاهم بالغَلّة.
• أغلَّ صَدْرُه: غلَّ3، كان ذا غِشّ أو ضِغْن أو حِقْد.
• أغلَّ الرَّجلُ كثيرًا من المال العام: غلَّ1، سرق وخان? أغلّ النَّظَرَ: شدَّه. 

استغلَّ يستغلّ، اسْتَغْلِلْ/ اسْتَغِلَّ، استغلالاً، فهو مُستغِلّ، والمفعول مُستغَلّ
• استغلَّ الوقتَ: انتفع منه، اغتنمه، استثمره "استغلّ الأرضَ/ الفرصةَ: انتفع بها".
• استغلَّ الشَّخصَ: انتفع منه بغير حقّ؛ لجاهه أو نفوذه، جنى من ورائه أغراضًا شخصيَّة "استغلّ جهلَ فلانٍ/ فقرَ الشّعب: عمل على الاستفادة منه بطريقة الخداع والوسائل الملتوية- يستغلّ علاقاته الخاصّة لتحقيق مآربه- تحارب الحكومةُ التجارَ المستغلِّين- استغلّ عواطفَ الآخرين/ نقطةَ ضعْفٍ في شخص- تستغلّ الدُّولُ الصِّناعيّةُ الدُّولَ الفقيرةَ" ° استغلّ مَوْقِفًا: استخلص فائدةً منه.
• استغلَّ السُّوقَ: يشتري ويبيع البضائعَ والأوراقَ الماليّة لغايات الرِّبح السّريع والقليل. 

انغلَّ في ينغَلّ، انْغَلِلْ/ انغلَّ، اِنْغِلاَلاً، فهو مُنْغَلُّ، والمفعول مُنغَلٌّ فيه
• انغلَّ الجاسوسُ في صفوف المتظاهرين: دخل بينهم. 

تغلَّلَ في يتغلَّل، تغلُّلاً، فهو متغلِّل، والمفعول مُتغلَّل فيه
• تغلَّل الدُّودُ في الثَّمرة: دخل فيها. 

استغلال [مفرد]:
1 - مصدر استغلَّ ° استغلال حكوميّ- استغلال مباشر: هو أن يستغلَّ صاحب الأرض أرضه بنفسه أو لحسابه.
2 - (جو) استخراج الخامات المعدنيّة؛ للانتفاع بها. 

استغلاليّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى استغلال.
2 - انتهازي، من يقوم بكسب أرباح على سلع مفقودة. 

استغلاليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استغلال: "تأتي الحرب الأمريكيّة على العراق نتيجة رغبة استغلاليّة في الحصول على بتروله- مصالح/ غاية/ أبعاد استغلاليّة".
2 - مصدر صناعيّ من استغلال: نزعة لدى البعض ترمي إلى الاستفادة من طيبة شخص أو عجزه أو جهله لهضم حقٍّ أو جني ربح غير عادل "ينبغي محاربة الاستغلاليّة التي ظهرت لدى بعض التّجار". 

غِلالَة [مفرد]: ج غلالات وغَلائِلُ:
1 - ثوب رقيق يشفّ ما تحته، وهو لباس داخليّ أو قميص رقيق تغطِّيه ثياب خارجيّة ° غِلالة العين: غطاء وقاية رقيق يحيط بها- غِلالة النَّوم: ثوب يُلبس عند النوَّم.
2 - حجاب صغير شفّاف تضعه النساءُ على قبّعتهنّ وقد يغطِّي كلّ الوجه أو قسمًا منه. 

غَلّ [مفرد]: مصدر غَلَّ2/ غَلَّ في. 

غَلَل [مفرد]: غُلَّة، شدّة العطش. 

غُلّ [مفرد]: ج أَغْلال: قيْد، وثاق، سلسلة من حديد أو جلد يربط بها سجين أو أسير في يده أو عنقه "مكَبَّلٌ بالأغلال- تخلّص من أغلال الماضي- {وَجَعَلْنَا الأَغْلاَلَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} " ° حطَّمَ الأغلالَ: حرَّر، خلّص من الخضوع. 

غِلّ [مفرد]:
1 - مصدر غَلَّ3.
2 - حقد كامن، عداوة وضغينة "يجيش صدره عليَّ بالغِلّ- الغِلّ والحَسد يأكلان الحسنات- ويُريك الرِّضا والغِلُّ حَشْو ردائه ... وقد تنطق العينان والفمُ ساكِنُ- {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} ". 

غَلَّة [مفرد]: ج غِلال وغلاّت:
1 - (قص) دخْل من ريع أرض أو كِراء دار أو نحو ذلك "حان وقت جمع الغِلال- كانت غَلَّة هذا العام وفيرة".
2 - حاصلٌ زراعيّ من الحبوب خاصّة "بائع غِلال- وفرة الغِلال" ° زيادة الغلّة: فائضها. 

غُلَّة [مفرد]: ج غُلَل:
1 - مصدر غُلَّ/ غُلَّ عن.
2 - غَلَل؛ شدَّة العَطَشِ و حرارتُه "أطفأ غُلَّتَه بالماء البارد- شُربة برّدت غُلّته". 

غُلول [مفرد]: مصدر غَلَّ1. 

غليل [مفرد]: ج غَلائِلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر غَلَّ3.
2 - غُلّة؛ شدَّة حرارة العطش "أطفأ غليلَه بالماء البارد".
3 - غيْظ وحقد "شفى غليلُه منه: انتقم وأذهب غيظه وحقده- برّد غليلُه".
4 - خيانة "انكشف غليلُه للسُّلطة". 
غلل
{الغُلُّ} والغُلَّة، بضمِّهما، {والغَلَلُ مُحَرَّكَةً، و} الغَليلُ كأميرٍ كُله: العَطَش، أَو شِدَّتُه وحرارتُه قَلَّ أَو كَثُرَ، أَو حرارةُ الجَوفِ لُوحاً وامْتِعاضاً، وَقد {غُلَّ بالضَّمّ فَهُوَ} غَليلٌ {ومَغْلُولٌ} ومُغْتَلٌّ، بَيِّنُ {الغُلَّة. وبَعيرٌ} غالٌّ {وغَلاّنٌ: شديدُ العطَش. وَقد} غَلَّ البعيرُ {يَغَلُّ، بفتحِهما} غُلَّةً، {واغْتَلَّ: لم يَقْضِ رِيَّه، قَالَ شيخُنا: قَوْله: بفتحِهما هَذَا فِي الظَّاهِر، وأمّا فِي الأصلِ فالماضي مكسورٌ كمَلَّ يَمَلُّ، كَمَا هُوَ السَّماعُ وَالْقِيَاس لأنّ عينَه ولامَه ليسَا أَو أحدُهما حرفَ حَلْقٍ، انْتهى.} والغَليل: الحِقْدُ والحسَدُ {كالغِلِّ، بالكَسْر. أَيْضا: الضِّغْنُ والغِشُّ والعداوة، قَالَ الله تَعالى: وَنَزَعْنا مَا فِي صدورِهم مِن} غِلٍّ قَالَ الزَّجَّاج: أَي لَا يَحْسُدُ بعضُ أهلِ الجنةِ بَعْضًا فِي عُلُوِّ المرتبةِ لأنّ الحسَدَ غِلٌّ، وَهُوَ أَيْضا كَدَرٌ، والجنّةُ مُبَرَّأَةٌ من ذَلِك. وَقد غَلَّ صَدْرُه {يَغِلُّ، من حدِّ ضَرَبَ، غِلاًّ: إِذا كَانَ ذَا غِشٍّ أَو ضِغنٍ وحِقْدٍ. (و) } الغَليل: النَّوى يُخلَطُ بالقَتِّ، وَكَذَلِكَ بالعجينِ للناقةِ، وَفِي الصِّحاح: تُعْلَفُه الناقةُ، تَقول: غَلَلْتُ للناقةِ، وأنشدَ لعَلْقَمةَ:
(سُلاَّءَةٌ كَعَصَا النَّهْدِيِّ غُلَّ لَهَا ... ذُو فَيْئَةٍ من نوى قُرّانَ مَعْجُومُ)
قولُه: ذُو فَيْئَةٍ، أَي ذُو رَجْعَةٍ، يريدُ أنّ النّوى عُلِفَتْه الإبلُ ثمّ بَعَرَتْه، فَهُوَ أَصْلَب، شبَّه نُسورَها وامِّلاسَها بالنَّوى الَّذِي بَعَرَتْه الإبلُ، والنَّهْدِيُّ: الشيخُ المُسِنُّ فَعَصَاهُ مَلْسَاء، ومَعْجُوم: مَعْضُوضٌ، أَي عضَّتْه الناقةُ فَرَمَتْه لصلابَتِه. ربّما سُمِّيت حرارةُ الحُبِّ والحُزنِ {غَليلاً.} وأَغَلَّ إغْلالاً: خانَ، قَالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَب: (جزى اللهُ عنّا جَمْرَةَ ابنةَ نَوْفَلٍ ... جَزاءَ {مُغِلٍّ بالأمانةِ كاذِبِ)
وأنشدَ ابنُ بَرِّي:
(حدَّثْتَ نَفْسَكَ بالوفاءِ وَلم تكُنْ ... للغَدرِ خائنَةً مُغِلَّ الإصْبَعِ)
وَمِنْه الحَدِيث: لَا} إغْلالَ وَلَا إسْلال أَي لَا خيانةَ وَلَا سَرِقَةَ، وَيُقَال: لَا رِشوَةَ، كَمَا فِي)
الصِّحاح، وَقد ذُكِرَ فِي سلل. قَالَ نَصيرٌ الرازيُّ: {أغَلَّ إبلَه} إغْلالاً: أساءَ سَقْيَها فَلم تَرْوَ، وَصَدَرت {غَوالَّ، الواحدةُ غالَّةٌ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ:} أَغْلَلْتُ الإبلَ: إِذا أَصْدَرْتَها وَلم تَرْوِها، بالغَين، وَهِي حرارةُ العطَشِ، وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد عَن أبي زيد بالعَين المُهمَلةِ، وَهُوَ تَصحيفٌ وَقد تقدّم.
وَقد {غَلَّتْ هِيَ، وَهِي غالَّةٌ، من إبلٍ} غَوالَّ. أغَلَّ الجارِزُ فِي الجِلْدِ: إِذا أَخَذَ بعضَ اللَّحمِ والشَّحمِ فِي السَّلْخِ، وتركَ بعضَه مُلتَزِقاً بالجِلدِ. أغَلَّ فلانٌ: {اغْتَلَّتْ غنَمُه، أَي عَطِشَتْ. أغَلَّ الْوَادي: أَنْبَتَ الغُلاَّن، بالضَّمّ، جمعُ غالٍّ، لنَبْتٍ يَأْتِي ذِكرُه. أغَلَّ القومُ: بَلَغَتْ} غَلَّتُهم، وَيَأْتِي فِي معنى الغَلَّةِ قَرِيبا. أغَلَّ الرجلُ البَصرَ: إِذا شدَّدَ النَّظرَ. (و) {أغَلَّت الضِّياعُ: أَعْطَتْ} الغَلَّةَ، فَهِيَ {مُغِلَّةٌ، إِذا أَتَتْ بشيءٍ وأصلُها باقٍ، قَالَ زُهَيْرٌ:
(} فتُغْلِلْ لكم مَا لَا {تُغِلُّ لأهلِها ... قُرىً بالعِراقِ من قَفيزٍ ودِرْهَمِ)
وَقَالَ الراجز: أَقْبَلَ سَيْلٌ جاءَ من عندِ اللهْ يَحْرِدُ حَرْدَ الجنَّةِ} المُغِلَّهْ أغَلَّ فلَانا: نَسَبَه إِلَى {الغُلولِ والخيانةِ، وَمِنْه قراءةُ من قَرَأَ: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن} يُغَلَّ أَي يُخَوَّن، أَي يُنسَبَ إِلَى الغُلول، وَهِي قراءةُ أصحابِ عَبْد الله، يُرِيدُونَ يُسَرَّق، قَالَه ابْن السِّكِّيت، وَنَقله الفَرّاءُ أَيْضا، وَقيل: مَعْنَاهُ على هَذِه: لَا يَخُونُه أصحابُه، أَو لَا يُخان، أَي لَا يُؤخَذُ من غَنيمتِه، وَكَانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العلاءِ ويونُسُ يختاران: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن {يَغُلَّ وَقَالَ ابنُ بَرِّي: قَلَّ أَن تَجِدَ فِي كلامِ العربِ مَا كَانَ لفلانٍ أَن يُضرَبَ على أَن يكونَ الفِعلُ مَبْنِيّاً للمَفْعول، وإنّما تجدُه مبنيّاً للْفَاعِل، كقولِك: مَا كَانَ لمؤمنٍ أَن يَكْذِبَ، وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن يَخون، وَمَا كَانَ لمُحْرِمٍ أَن يَلْبِسَ، قَالَ: وَبِهَذَا يُعلَمُ صِحَّةُ قراءةِ من قَرَأَ: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن يَغُلَّ على إسنادِ الفِعلِ للفاعلِ دونَ المَفْعول.} وغَلَّ {غُلولاً: خانَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَمَا كَانَ لنبيٍّ أَن يَغُلَّ وَهِي قراءةُ ابنِ كَثيرٍ وَأبي عمروٍ وعاصمٍ وَرَوْحٍ وَزَيْدٍ} كَأَغَلَّ، أَو خاصٌّ بالفَيْءِ والمَغْنَم، قَالَ ابْن السِّكِّيت: لم نسمعْ فِي المَغنَمِ إلاّ غَلَّ {غُلولاً، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الغُلول من المَغنَمِ خاصّةً، وَلَا نرَاهُ من الخيانةِ وَلَا من الحِقدِ، وممّا يُبيِّنُ ذَلِك أنّه يُقَال من الْخِيَانَة:} أَغَلَّ {يُغِلُّ، وَمن الحِقد: غَلَّ} يَغِلُّ، بالكَسْر، وَمن الغُلول: غَلَّ يَغُلُّ، بالضَّمّ، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: الغُلول: الخيانةُ فِي المَغنَم، والسَّرِقةُ، وكلُّ من خانَ فِي شيءٍ خِفيَةً فقد غَلَّ، وسُمِّيتْ غُلولاً لأنّ الْأَيْدِي فِيهَا {تُغَلُّ، أَي يُجعلُ فِيهَا} الغُلُّ. غَلَّ فِي)
الشيءِ غَلاًّ: أُدخِل، وَقَالَ بعضُ العربِ: وَمِنْهَا مَا يَغِلُّ يَعْنِي من الكِباشِ مَا يُدخِلُ قَضيبَه من غيرِ أَن يرفعَ الإلْيَةَ، {كَغَلْغلَ، يُقَال:} غَلَّه {وغَلْغَلَه: إِذا أَدْخَله. غَلَّ أَيْضا: دَخَلَ، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدّى، وَيُقَال: غَلَّ فلانٌ المَفاوِزَ: أَي دَخَلَها وَتَوَسَّطَها،} كانْغَلَّ، وَهُوَ مُطاوِعُ غَلَّه! غَلاًّ. {وَتَغَلَّلَ فِي الشيءِ} وتَغَلْغلَ: دَخَلَ فِيهِ، يكون ذَلِك فِي الجَواهِرِ والأعراضِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يصفُ الثَّورَ والكِناسَ:
(يُحَفِّرُه عَن كلِّ ساقٍ دَقيقةٍ ... وَعَن كلِّ عِرْقٍ فِي الثَّرى {مُتَغَلْغِلِ)
وأنشدَ ثعلبٌ لعُبَيْدِ الله بن عَبْد الله بنِ عُتْبَةَ بن مَسْعُودٍ فِي العَرَض:
(} تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ فِي فُؤادي ... فباديهِ مَعَ الخافي يَسيرُ)
وَفِي حديثِ المُخَنَّثِ هَيْت لمّا وَصَفَ المرأةَ قَالَ لَهُ: قد {تَغَلْغَلْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ،} الغَلْغَلَةُ إدخالُ الشيءِ فِي الشيءِ حَتَّى يَلْتَبِسَ بِهِ ويصيرَ من جُملَتِه، أَي بَلَغَت بنَظَرِكَ من مَحاسِنِ هَذِه المرأةِ حيثُ لَا يَبْلُغُ ناظِرٌ، وَلَا يَصِلُ واصِلٌ، وَلَا يَصِفُ واصِفٌ. غَلَّ {الغِلالَةَ: لَبِسَها تحتَ الثِّياب، وَهِي: أَي الغِلالَة، بالكَسْر: شِعارٌ يُلبَسُ تحتَ الثَّوبِ لأنّه} يَتَغَلَّلُ فِيهَا، أَي يدخلُ {كالغُلَّةِ، بالضَّمّ تُغَلُّ تَحت الدِّرْع، أَي تُدخَلُ، وجمعُها} الغَلائِلُ {والغُلَل. غَلَّ الدُّهنَ فِي رَأْسِه: أَدْخَله فِي أُصولِ شَعْرِه،} وغَلَّ شَعْرَه بالطِّيبِ: أَدْخَله فِيهِ. غَلَّ بَصَرُه: حادَ عَن الصَّوَاب، عَن ابْن الأَعْرابِيّ. غَلَّ الماءُ بَين الأشجارِ: إِذا جرى فِيهَا، يَغُلُّ، بالضَّمّ. غَلَّ المرأةَ: حَشاها، وَلَا يكون إلاّ من ضَخْمٍ، حَكَاهُ ابْن الأَعْرابِيّ. غَلَّ فلَانا {يَغُلُّه غَلاًّ: وَضَعَ فِي عنُقِه أَو يدِه} الغُلَّ، بالضَّمّ، وَهُوَ الجامِعَةُ من حديدٍ، م معروفٌ، وَقد غُلَّ فَهُوَ {مَغْلُولٌ، وَيُقَال: جَعَلَ اللهُ فِي كَبِدِه} غُلَّةً، وَفِي صَدْرِه {غِلاًّ، وَفِي مالِه} غُلولاً، وَفِي عنُقِه {غُلاًّ، ج:} أغْلالٌ، وَقد تكرَّرَ ذِكرُه فِي القُرآنِ والسُّنَّة، ويُرادُ بهَا التكاليفُ الشاقَّةُ، والأعمالُ المُتعِبَةُ. {والغَلَّةُ: الدَّخْلُ من كِراءِ دارٍ، وأجْرِ غلامٍ، وفائِدَةِ أرضٍ من رَيْعِها أَو كرائِها، والجمعُ} الغَلاّتُ، وَفِي الحَدِيث: {الغَلَّةُ بالضَّمانِ، وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ كحديثِه الآخَر: الخَراجُ بالضَّمانِ، والغَلَّة: الدَّخْلُ الَّذِي يَحْصُلُ من الزَّرعِ والثَّمَرِ واللبَنِ والإجازَةِ والنِّتاجِ ونحوِ ذَلِك.} وأغَلَّت الضَّيْعةُ: أَعْطَتْها أَي الغَلَّةَ، وَهَذَا قد تقدّم بعَينِه، فَهُوَ تَكْرَارٌ.
{والغَلْغَلَة: السُّرعةُ فِي السَّيرِ. (و) } غَلْغَلَةُ، بِلَا لامٍ: شِعابٌ تَسيلُ من جبَلِ الرَّيَّانِ، وَهُوَ جبَلٌ أَسْوَدُ طويلٌ بأَجَأٍ، قَالَه نَصْرٌ. {وَتَغَلْغَلَ: أَسْرَعَ فِي السَّيْر، يُقَال:} تَغَلْغَلوا فَمَضَوْا. ورِسالَةٌ {مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمُولةٌ من بلدٍ إِلَى بلَدٍ، قَالَ عِصامُ بن عُبَيْدٍ الزِّمّانيُّ:)
(أَبْلِغْ أَبَا مِسْمَعٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً ... وَفِي العِتابِ حَياةٌ بينَ أقوامِ)
وَفِي حديثِ ابنِ ذِي يَزَن:
(مُغَلْغَلَةٌ مَغالِقُها تَغالى ... إِلَى صَنْعَاءَ من فَجٍّ عَميقِ)
} والغُلاّنُ بالضَّمّ: منابِتُ الطَّلْحِ، أَو أَوْدِيةٌ غامِضَةٌ فِي الأرضِ ذاتُ شجرٍ، قَالَ مُضَرِّسٌ الأسَديُّ:
(تَعَرُّضَ حَوْرَاءِ المَدامِعِ تَرْتَعي ... تِلاعاً {وغُلاّناً سَوائِلَ من رَمَمْ)
الواحدُ} غالٌّ {وغَليلٌ. وَقَالَ أَبُو حنيفةَ:} الغالُّ: أرضٌ مُطمَئِنَّةٌ ذاتُ شجَرٍ، ومنابِتُ السَّلَمِ والطَّلْحِ يُقَال لَهَا: غالٌّ من سَلَم، كَمَا يُقَال: عِيصٌ من سِدْرٍ، وقَصيمَةٌ من غَضىً. (و) {الغُلاّن: نباتٌ، م معروفٌ، الواحدُ غالٌّ أَيْضا، وأنشدَ ابنُ بَرِّي لذِي الرُّمَّةِ:
(وَأَظْهرَ فِي} غُلاّنِ رَقْدٍ وَسَيْلُه ... عَلاجيمُ لَا ضَحْلٌ وَلَا مُتَضَحْضِحُ)
{وَتَغَلَّلَ بالغالِيَةِ، شُدِّدَ للكَثرةِ،} وَتَغْلغَلَ {واغْتَلَّ: تغَلَّف، أَي تطَيَّبَ بهَا، قَالَ أَبُو صَخْرٍ:
(سِراجُ الدُّجى} تَغْتَلُّ بالمِسكِ طَفْلَةٌ ... فَلَا هِيَ مِتْفالٌ وَلَا هِيَ أَكْهَبُ)
{وغَلَّلَه بهَا} تَغْلِيلاً طَيَّبَه، وَفِي حديثِ عائِشَةَ رَضِيَ الله تَعالى عَنْهَا: كنتُ {أُغَلِّلُ لِحيَةَ رسولِ اللهِ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم بالغالِيَةِ، أَي أُلَطِّخُها أَو أُلْبِسُها بهَا، وَقَالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُريُّ:
(وقُروناً سابِغاً أَطْرَافُها ... } غَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ)
وَحكى اللِّحْيانيُّ: {تغَلَّى بالغالِيَةِ، فإمّا أَن يكونَ من لفظِ الغالِيَةِ، وإمّا أَن يكون أَرَادَ:} تغَلَّلَ، فأبدلَ من اللامِ الأخيرةِ يَاء كَمَا قَالُوا: تظَنَّيْتُ فِي تظَنَّنْتُ، والأوّلُ أَقْيَس، وَقَالَ الفَرّاءُ: يُقَال: {تغَلَّلْتُ بالغالِيَةِ، وَلَا يُقَال} تغَلَّيْتُ، وَفِي الصِّحاح: قَالَ أَبُو نصرٍ: سألتُ الأَصْمَعِيّ: هَل يجوزُ تغَلَّلْتُ، من الغالِيَة فَقَالَ: إِن أردتَ أنّكَ أدخلْتَها فِي لِحْيَتِكَ أَو شاربِكَ فجائزٌ، وَقَالَ الليثُ: يُقَال، من الغالِيَة: {غَلَّلْتُ وغَلَّفْتُ وغَلَّيْتُ، وَسَيَأْتِي فِي المُعتَلِّ إِن شاءِ الله تَعالى.} والغَلائل: الدُّروع، أَو مَساميرُها الجامِعَةُ بَين رؤوسِ الحَلَق، لأنّها {تُغَلُّ فِيهَا أَي تُدخَلُ، أَو بطائنُ تُلبَسُ تحتَها أَي تحتَ الدُّروع، الواحدُ} غَليلَة، قَالَ النابغةُ: (عُلِيْنَ بكِدْيُونٍ وأُبْطِنَّ كَرَّةً ... فهُنَّ وِضاءٌ صافِياتُ {الغَلائلِ)
خَصَّ الغَلائلَ بالصَّفاءِ، لأنّها آخِرُ مَا يَصْدَأُ من الدُّروع، وَمن جَعَلَها البَطائنَ جَعَلَ الدُّروعَ نقِيَّةً لم يُصْدِئْنَ الغَلائلَ. وَقَالَ لَبيدٌ فِي المَسامير: وأحكَمَ أَضْغَانَ القَتيرِ الغَلائلُ) } وَغَلْغَلَةُ: ع، قَالَ:
(هنالِكَ لَا أَخْشَى تنالُ مَقادَتي ... إِذا حَلَّ بَيْتِي بينَ شُوطٍ {وَغَلْغَلَهْ)
ومالَه أُلَّ} وغُلَّ، بضمِّهما، وَهُوَ دُعاءٌ عَلَيْهِ، فأُلَّ: دُفِعَ فِي قَضاءٍ، وغُلَّ: جُنَّ فوُضِعَ فِي عنُقِه الغُلَّ. {واغْتَلَلْتُ الشرابَ: شَرِبْتُه. (و) } اغْتَلَلْتُ الثَّوبَ: لَبِسْتُه تحتَ الثِّيَاب. (و) {اغْتَلَّت الغنَمُ: أخذَتْه} الغَلَلُ، بالتحريكِ {والغُلالَةِ، بالضَّمّ وهما داءٌ للغنَمِ فِي الإحليل، وَذَلِكَ أَن لَا يَنْفُضَ الحالِبُ الضَّرْعَ فيترُكَ فِيهِ شَيْئا من اللبَنِ فيعودَ دَماً أَو خَرَطَاً.} والغِلالَةِ، ككِتابَةٍ: العُظَّامَة، وَهُوَ الثوبُ الَّذِي تشُدُّه المرأةُ على عَجيزَتِها تحتَ إزارِها تُضَخِّمُ بهَا عَجيزتَها، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ، وأنشدَ: تَغْتَالُ عَرْضَ النُّقْبَةِ المُذالَهْ وَلم تُنَطِّقْها على {غِلالَهْ إلاّ لحُسنِ الخَلْقِ والنَّبالَهْ أَيْضا: المِسمارُ الَّذِي يَجْمَعُ بينَ رَأْسَيْ الحَلْقَةِ والجمعُ الغَلائلُ، وَقد تقدّم شاهدُه قَرِيبا. (و) } غُلْغُلٌ، كهُدْهُدٍ: جبَلٌ بنواحي البَحْرَيْن.! وغُلائل، بالضَّمّ: من بلادِ خُزاعة، كَمَا فِي العُباب. وَأَنا {مُغْتَلٌّ إِلَيْهِ أَي مُشتاقٌ، وَهُوَ مَجاز.} واسْتَغلَّ عَبْدَه، أَي كلَّفَه أَن {يُغِلَّ عَلَيْهِ، كَمَا فِي الصِّحاح. (و) } اسْتَغلَّ {المُسْتَغَلاَّتِ: أخذَ} غَلَّتَها، كَمَا فِي الصِّحاح أَيْضا. يُقَال: نِعمَ {غَلُولُ الشيخِ هَذَا، كصَبُورٍ: أَي الطعامُ الَّذِي يُدخِلُه جَوْفَه، كَمَا فِي الصِّحاح، زادَ غيرُه: يَعْنِي التغذِيَةَ الَّتِي تَغَذَّاها، وَيُقَال أَيْضا فِي شَرابٍ شَرِبَه. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: رجلٌ} مُغِلٌّ أَي مُضِبٌّ على حِقدٍ. {وغَلَّ} وأَغَلَّ الرجلُ: صارَ صاحبَ خيانةٍ، وَمِنْه حديثُ شُرَيْحٍ: لَيْسَ على المُستَعيرِ غيرِ {المُغِلِّ ضَمانٌ. أَي إِذا لم يَخُنْ فِي العارِيَّةِ والوَديعةِ فَلَا ضَمانَ عَلَيْهِ، وَقيل: المُغِلُّ هُنَا} المُستَغِلُّ، وأرادَ بِهِ القابِض لأنّه بالقبضِ يكون {مُستَغِلاًّ، قَالَ ابنُ الْأَثِير: والأوّلُ الوَجهُ.} والإغلالُ: الغارةُ الظاهرَة. وَأَيْضًا: إعانةُ الغَيرِ على الْخِيَانَة. وَأَيْضًا: لٌ بْسُ الدُّروع، وبكلِّ ذَلِك فُسِّرَ الحديثُ: لَا {إغْلالَ وَلَا إسْلال، وَقد ذُكِرَ فِي سلل أَيْضا.} وأغَلَّ الخَطيبُ: لم يُصِبْ فِي كلامِه، قَالَ أَبُو وَجْزَةَ:
(خُطَباءُ لَا خُرْقٌ وَلَا {غُلُلٌ إِذا ... خُطَباءُ غيرِهم} أَغَلَّ شِرارُها)
{والغُلَّة، بالضَّمّ: مَا تَوارَيْتَ فِيهِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ.} والغَلْغَلَةُ، كالغَرْغَرَةِ، فِي معنى الكَسرِ.
{والغَلَلُ، مُحَرَّكَةً: الماءُ الَّذِي} يَتَغَلَّلُ بَين الشجرِ، والجمعُ! الأغْلالُ، قَالَ دُكَيْنٌ: يُنْجيهِ مِن مِثلِ حَمامِ الأغْلالْ) وَقْعُ يَدٍ عَجْلَى ورِجلٍ شِمْلالْ ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيّا من عالْ وَقيل: {الغَلَل: الماءُ الظاهرُ الْجَارِي على وجهِ الأرضِ ظُهوراً قَلِيلا، وليسَ لَهُ جِرْيَةٌ فَيَخْفى مرّةً ويظهَرُ مرّةً، قَالَ الحُوَيْدِرَةُ:
(لَعِبَ السُّيُولُ بِهِ فأصبحَ ماؤُهُ ... } غَلَلاً يُقَطِّعُ فِي أُصولِ الخِرْوَعِ)
وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الغَلَل: السَّيلُ الضعيفُ يسيلُ من بطنِ الْوَادي أَو التِّلَعِ فِي الشجرِ. {وَتَغْلغَلَ الماءُ فِي الشجرِ: تخَلَّلَها. وَقَالَ أَبُو سعيد: لَا يذهبُ كلامُنا} غَلَلاً: أَي لَا يَنْبَغِي أَن يَنْطَوي عَن الناسِ، بل يجبُ أَن يظهرَ. وَيُقَال لعِرْقِ الشجرِ إِذا أَمْعَنَ فِي الأرضِ: {غُلْغُلٌ، والجمعُ} غَلاغِلُ، قَالَ كَعْبٌ:
(وَتَفْتَرُّ عَن غُرِّ الثَّنايا كأنَّها ... أقاحِيُّ تُرْوى من عُروقِ غَلاغِلُ)
{والغُلَّةُ بالضَّمّ: هِيَ العُظّامَةُ، وَالْجمع الغُلَل، قَالَه ابنُ بَرِّي، وأنشدَ:
(كَفاها الشَّبابُ وَتَقْويمُه ... وحُسْنُ الرُّواءِ ولُبْسُ} الغُلَلْ)
وَقَالَ السُّلَمِيُّ: غَشَّ لَهُ الخَنجرَ والسِّنانَ، {وغَلَّه لَهُ: أَي دَسَّه لَهُ وَهُوَ لَا يشعرُ بِهِ.} والغالَّة: مَا يَنْقَطعُ من ساحلِ البَحرِ فيجتمِعُ فِي مَوْضِعٍ. {وغُلَّتْ يدُه إِلَى عنُقِه: أَي أُمسِكَتْ عَن الْإِنْفَاق.
والعربُ تَكْنِي عَن المرأةِ} بالغُلِّ، وَفِي الحَدِيث: إنّ من النساءِ! غُلاًّ قَمِلاً يَقْذِفُه اللهُ فِي عنُقِ مَن يَشَاء، والأصلُ فِي ذَلِك أنّ العربَ كَانُوا إِذا أسَروا أَسيراً {غَلُّوه بغَلٍّ من قِدٍّ وَعَلِيهِ شَعَرٌ، فرُبّما قَمِلَ فِي عنُقِه إِذا قَبَّ ويَبِسَ، فيجتَمِعُ عَلَيْهِ مِحْنَتان: القَمْلُ} والغُلُّ. وفلانٌ {يُغِلُّ على عِيالِه: أَي يَأْتِيهم} بالغَلَّة. {وغَلَّ على الشيءِ} غَلاًّ {وأغَلَّ: سَكَتَ. وَأَيْضًا: أقامَ. وغَلَّ الإهابَ: أبقى فِيهِ عندَ السَّلْخِ، لغةٌ فِي} أغَلَّ. وأغَلَّ القومُ: صَارُوا فِي وقتِ {الغَلَّة.} وأغَلَّ الرجلَ: وَجَدَه {غالاًّ. وَله أُرَيْضَةٌ} يَغْتَلُّها: مثلُ {يَسْتَغِلُّها. وجمعُ الغَلَّةِ غِلالٌ بالكَسْر.} والغُلَّة، بالضَّمّ: خِرقَةٌ تُشَدُّ على رأسِ الإبريقِ، عَن ابْن الأَعْرابِيّ، والجمعُ {غُلَلٌ.} والغَلَل، مُحَرَّكَةً: المِصْفاة، نَقله الجَوْهَرِيّ، وأنشدَ للَبيدٍ:
(لَهَا {غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا)
يَعْنِي الفِدامَ الَّذِي على رأسِ الإبريق، وبعضُهم يرويهِ} غُلَلٌ، بالضَّمّ، جمعُ غُلَّةٍ. {والمُغَلْغِلَة، بكسرِ الغَينِ الثَّانِيَة: المُسْرِعَة.} والغَلَل، مُحَرَّكَةً: اللَّحمُ الَّذِي تُرِكَ على الإهابِ حينَ سُلِخَ.)
! والغُلْغُلَة، بالضَّمّ: لَغَطُ الأصواتِ.

غلل: الغُلُّ والغُلّة والغَلَلُ والغَلِيلُ، كله: شدّة العطش وحرارته،

قلَّ أَو كثر؛ رجل مَغْلول وغَلِيل ومُغْتَلّ بيّن الغُلّة.

وبعير غالٌّ وغَلاَّنُ، بالفتح: عطشان شديد العطش. غُلَّ يُغَلٌّ

غَلَلاً، فهو مَغْلول، على ما لم يسم فاعله؛ ابن سيده: غَلَّ يَغَلّ غُلّة

واغْتَلّ، وربما سميت حرارة الحزن والحبّ غَلِيلاً. وأَغَلّ إِبلَه: أَساءَ

سَقْيَها فصدَرَت ولم تَرْوَ. وغَلَّ البعيرُ أَيضاً يَغَلُّ غُلّة إِذا

لم يَقْضِ رِيَّه. أَبو عبيد عن أَبي زيد: أَعْلَلْتُ الإِبلَ إِذا

أَصْدَرْتها ولم تروها فهي عالَّة، بالعين غير معجمة؛ قال أَبو منصور: هذا

تصحيف والصواب أَغْلَلْت الإِبل إِذا أَصدرتها ولم تروها، بالغين، من

الغُلَّة وهي حرارة العطش، وهي إِبل غالَّة؛ وقال نصر الرازي: إِذا صدَرَت

الإِبلُ عِطاشاً قلت صدرت غالَّة وغَوالَّ، وقد أَغْلَلْتَها أَنت إِغْلالاً

إِذا أَسَأْتَ سَقْيَها فأَصدرتها ولم تروها وصدرت غَوالَّ، الواحدة

غالَّة؛ وكأَن الراوي عن أَبي عبيد غلط في روايته.

والغَلِيلُ: حَرُّ الجوف لَوْحاً وامْتِعاضاً. والغِلُّ، بالكسر،

والغَلِيلُ: الغِشُّ والعَداوة والضِّغْنُ والحقْد والحسد. وفي التنزيل العزيز:

ونزعنا ما في صدورهم من غِلٍّ ؛ قال الزجاج: حقيقته، والله أَعلم، أَنه

لا يَحْسُدُ بعض أَهل الجنة بعضاً في عُلُوِّ المرتبة لأَن الحسد غِلٌّ

وهو أَيضاً كَدر، والجنة مبرّأَة من ذلك، غَلَّ صدرُه يَغِلُّ، بالكسر،

غِلاًّ إِذا كان ذا غِشٍّ أَو ضِغْن وحقد. ورجل مُغِلٌّ: مُضِبٌّ على حقد

وغِلٍّ. وغَلَّ يَغُلُّ غُلولاً وأَغَلَّ: خانَ؛ قال النمر:

جزَى اللهُ عنَّا حَمْزة ابنة نَوْفَلٍ

جزاءَ مُغِلٍّ بالأَمانةِ كاذبِ

وخص بعضهم به الخون في الفَيء والمَغْنم. وأَغَلَّه: خَوّنه. وفي

التنزيل العزيز: وما كان لنبي أَنْ يَغُلَّ؛ قال ابن السكيت: لم نسمع في

المَغْنم إِلا غَلَّ غُلُولاً، وقرئ: وما كان لنبي أَن يُغَلَّ، فمن قرأَ

يَغُلّ فمعناه يَخُون، ومن قرأَ يُغَلّ فهو يحتمل معنيين: أَحدهما يُخان يعني

أَن يؤخذ من غنيمته، والآخر يخوَّن أَي ينسب إِلى الغُلول، وهي قراءة

أَصحاب عبد الله، يريدون يسرَّق؛ قال أَبو العباس: جعل يُغَل بمعنى

يُغَلَّل، قال: وكلام العرب على غير ذلك في فَعَّلْت وأَفْعَلْت، وأَفْعَلْت

أَدخلت ذلك فيه، وفَعَّلْت كثَّرت ذلك فيه؛ وقال الفراء: جائز أَن يكون

يُغَلّ من أَغْلَلْت بمعنى يُغَلَّل أَي يُخوَّن كقوله فإِنهم لا يكذِّبونك،

وقال الزجاج: قُرِئا جميعاً أَن يَغُلّ وأَن يُغَلّ، فمن قال أَن يَغُل

فالمعنى ما كان لنبيّ أَن يَخُون أُمّته، وتفسير ذلك أَن الغَنائم جمعها

سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غَزَاة فجاءه جماعة من المسلمين

فقالوا: لا تقسم غنائمنا، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: لو أَفاء الله

عليّ مثل أُحُد ذهباً ما منعتكم درهماً، أَترَوْنني أَغُلُّكم

مَغْنَمكم؟ قال: ومن قرأَ أَن يُغَل فهو جائز على ضرْبين: أَحدهما ما كان لنبي أَن

يَغُله أَصحابه أَي يخونوه، وجاء عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال: لأَعْرِفَنّ أَحدكم يجيء يوم القيامة ومعه شاة قد غَلَّها، لها

ثُغاءٌ، ثم قال أَدّوا الخِياطَ والمِخْيَط، والوجه الثاني أَن يكون يُغَل

يخوَّن، وكان أَبو عمرو بن العَلاء ويونس يختاران: وما كان لنبي أَن يَغُل،

قال يونس: كيف لا يُغَل؟ بلى ويقتل؛ وقال أَبو عبيد: الغُلول من المَغْنَم

خاصة ولا نراه من الخيانة ولا من الحِقْد، ومما يبين ذلك أَنه يقال من

الخيانة أَغَلّ يُغِلّ، ومن الحِقْد غَلّ يَغِلّ، بالكسر، ومن الغُلول

غَلّ يَغُلّ، بالضم؛ قال ابن بري: قلّ أَن نجد في كلام العرب ما كان لفلان

أَن يُضْرَب على أَن يكون الفعل مبنيّاً للمفعول، وإِنما نجده مبنيّاً

للفاعل، كقولك ما كان لمؤمن أَن يَكْذِب، وما كان لنبي أَن يَخُون، وما كان

لمُحرِم أَن يلبَس، قال: وبهذا تعلم صحة قراءة من قرأَ: وما كان لنبي أَن

يَغُل، على إِسناد الفعل للفاعل دون المفعول؛ قال: والشاهد على قوله

يُقال من الخيانة أَغَلَّ يُغِل قول الشاعر:

حَدَّثْتَ نَفسَكَ بالوَفاء، ولم تكن

للغَدْر خائنة مُعِلّ الإِصبع

وفي الحديث: أَنه، صلى الله عليه وسلم، أَمْلى في صُلْح الحُدَيْبية:

أَن لا إِغْلال ولا إِسْلال؛ قال أَبو عبيد: الإِغْلال الخِيانة والإِسْلال

السَّرِقة، وقيل: الإِغلال السرقة، أَي لا خيانة ولا سرقة، ويقال: لا

رِشْوة. قال ابن الأَثير: وقد تكرر ذكر الغُلول في الحديث، وهو الخيانة في

المَغْنم والسرقة من الغَنيمة؛ وكلُّ من خان في شيء خُفْية فقد غل، وسميت

غُلولاً لأَن الأَيدي فيها مَغْلولة أَي ممنوعة مجعول فيها غُلّ، وهو

الحديدة التي تجمع يد الأَسير إِلى عُنقه، ويقال لها جامِعَة أَيضاً،

وأَحاديث الغُلول في الغنيمة كثيرة. أَبو عبيدة: رجل مُغِلّ مُسِلّ أَي صاحب

خيانة وسَلَّةٍ؛ ومنه قول شريح: ليس على المُستعير غير المُغِلّ ولا على

المُستودَع غير المُغِلّ ضَمان، إِذا لم يَخُن في العارِيَّة والوَدِيعة

فلا ضمان عليه، من الإِغْلال الخِيانةِ، يعني الخائن، وقيل: المُغِل ههنا

المُسْتَغِلّ وأَراد به القابض لأَنه بالقَبْض يكون مُسْتَغِلاًّ، قال

ابن الأَثير: والأَوَّل الوَجْه؛ وقيل: الإِغْلال الخيانة والسرقة الخفيّة،

والإِسْلال من سَلّ البعيرَ وغيرَه في جوف الليل إِذا انتزعه من الإِبل

وهي السَّلَّة، وقيل: هو الغارة الظاهرة، يقال: غَلّ يَغُلّ وسَلّ

يَسُلّ، فأَما أَغَلَّ وأَسَلَّ فمعناه صار ذا غُلول وسَلَّة، ويكون أَيضاً أَن

يُعِينَ غيره عليهما، وقيل: الإِغْلال لُبْس الدُّروع، والإِسْلال سَلّ

السيوف؛ وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ثلاث لا يُغِل عليهنّ قلبُ

مؤمن: إِخْلاصُ العمل لله، ومُناصَحة ذوي الأَمْر، ولزوم جماعة المسلمين

فإِنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم؛ قيل: معنى قوله لا يُغِل عليهنّ قلب مؤمن أَي

لا يكون معها في قلبه غَشّ ودَغَل ونِفاق، ولكن يكون معها الإِخلاص في

ذات الله عز وجل، وروي: لا يَغِلّ ولا يُغِلّ، فمن قال يَغِلّ، بالفتح

للياء وكسر الغين، فإِنه يجعل ذلك من الضَّغْن والغِلّ وهو الضِّغْن

والشَّحْناء، أَي لا يدخله حِقْد يُزيله عن الحق، ومن قال يُغِل، بضم الياء،

جعله من الخيانة؛ وأَما غَلَّ يَغُلّ غُلولاً فإِنه الخيانة في المَغْنَم

خاصة، والإِغْلال: الخيانة في المَغانم وغيرها. ويقال من الغِلّ: غَلّ

يَغِلّ، ومن الغُلول: غَلّ يَغُلّ. وقال الزجاج: غَلّ الرجلُ يَغُلّ إِذا خان

لأَنه أَخْذ شيء في خَفاء، وكل من خان في شيء في خفاء فقد غَلّ يَغُلّ

غُلولاً، وكل ما كان في هذا الباب راجع إِلى هذا، من ذلك الغالّ، وهو

الوادي المطمئن الكثير الشجر، وجمعه غُلاَّن، ومن ذلك الغِلّ وهو الحِقْد

الكامِن؛ وقال ابن الأَثير في تفسير لا يُغِلّ عليهنّ قلب مؤمن، قال: ويروى

يَغِلُ، بالتخفيف، من الوُغول الدخول في الشيء، قال: والمعنى أَن هذه

الخِلال الثلاث تُستصلَح بها القلوب، فمن تمسك بها طهُر قلبه من الدَّغَل

والخيانة والشرّ، قال: وعليهنّ في موضع الحال تقديره لا يَغِلُ كائناً

عليهن. وفي حديث أَبي ذر: غَلَلْتم والله أَي خُنْتم في القول والعمل ولم

تَصْدُقوه. ابن الأَعرابي في النوادر: غُلّ بصرُ فلان حاد عن الصواب من

غَلَّ يَغِلُّ، وهو معنى قوله ثلاث لا يَغِلّ عليهن قلبُ امرئ أَي لا يحيد

عن الصواب غاشًّا.

وأَغَلَّ الخطيب إِذا لم يصب في كلامه؛ قال أَبو وجزة:

خُطباء لا خُرْق ولا غُلل، إِذا

خطباء غيرهمُ أَغَلَّ شِرارُها

وأَغَلَّ في الجِلْد: أَخذ بعض اللحم والإِهابَ. يقال: أَغْلَلْت الجلد

إِذا سلخته وأَبقيت فيه شيئاً من الشَّحم، وأَغْلَلْت في الإِهاب سلخته

فتركت على الجلد اللحم. والغَلَل: اللحم الذي ترك على الإِهاب حين سلخ.

وأَغَلَّ الجازر في الإِهاب إِذا سلَخ فترك من اللحم ملتزِقاً بالإِهاب.

والغَلَل: داء في الإِحليل مثل الرَّفَقِ، وذلك أَن لا يَنْفُض الحالب

الضَّرْع فيترك فيه شيئاً من اللبن فيعود دماً أَو خَرَطاً.

وغَلّ في الشيء يَغُلّ غُلولاً وانْغَلَّ وتَغَلَّل وتَغَلْغَلَ: دخل

فيه، يكون ذلك في الجواهر والأَعراض؛ قال ذو الرمة يصف الثور والكِناس:

يُحَفِّرُه عن كلِّ ساقٍ دَقِيقةٍ،

وعن كل عِرْقٍ في الثَّرى مُتَغَلْغِل

(* قوله «يحفره» هكذا في الأصل»).

وقال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العَرَض رواه ثعلب عن

شيوخه:

تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمةَ في فُؤادي،

فَبادِيه مع الخافي يَسِيرُ

وغَلَّه يَغُلّه غَلاًّ: أَدخله؛ قال ذو الرمة:

غَلَلْت المَهَارى بينها كلّ ليلة،

وبين الدُّجَى حتى أَراها تمزَّق

وغَلَّه فانغَلّ أَي أَدخله فدخل؛ قال بعض العرب: ومنها ما يُغِلّ يعني

من الكِباش أَي يُدْخِل قضيبه من غير أَن يرفع الأَلْية. وغَلّ أَيضاً:

دخل، يتعدّى ولا يتعدّى. ويقال: غَلّ فلان المَفاوِز أَي دخلها وتوسّطها.

وغَلْغَله: كغَلَّه. والغُلَّة: ما تواريت فيه؛ عن ابن الأَعرابي.

والغَلْغَلة: كالغَرْغَرة في معنى الكسر. والغَلَلُ: الماء الذي يَتَغَلَّل بين

الشجر، والجمع الأَغْلال؛ قال دُكين:

يُنْجِيه مِنْ مِثْل حَمام الأَغْلال

وَقْعُ يَدٍ عَجْلى، ورِجْلٍ شِمْلال

ظَمْأَى النَّسا من تَحت رَيَّا مِن عال

يقول: يُنْجي هذا الفرسَ من سِراع

(* قوله «من سراع» عبارة الصحاح: من خيل سراع) في الغارة كالحَمام

الواردة؛ وفي التهذيب قال: أَراد يُنْجي هذا الفرسَ من خيل مثل حمام يرد

غَلَلاً من الماء وهو ما يجري في أُصول الشجر، وقيل: الغَلَل الماء الظاهر

الجاري، وقيل: هو الظاهر على وجه الأَرض ظُهوراً قليلاً وليس له جِرْية

فيخفى مرّة ويظهر مرة، وقيل: الغَلَل الماء الذي يجري بين الشجر؛ قال

الحُوَيْدِرة:

لَعِب السُّيُول به، فأَصبح ماؤه

غَلَلاً يُقَطِّع في أُصول الخِرْوَع

وقال أَبو حنيفة: الغَلَل السيل الضعيف يَسِيل من بطن الوادي أَو

التِّلَع في الشجرَ وهو في بطن الوادي، وقيل: أَن يأْتي الشجر غَلَلٌ من قَبْل

ضِعْفِه واتّباعِه كلَّ ما تَواطأَ من بطن الوادي فلا يكاد يرى ولا يتبع

إِلاَّ الوَطاء. وغَلَّ الماءُ بين الأَشجار إِذا جرى فيها يَغُلُّ،

بالضم في جميع ذلك. وتَغَلْغَل الماء في الشجر: تخلَّلها. وقال أَبو سعيد: لا

يذهب كلامُنا غَلَلاً أَي لا ينبغي أَن يَنْطوي عن الناس بل يجب أَن

يظهر. ويقال لعرق الشجر إِذا أَمعن في الأَرض غَلْغَلٌ، وجمعه غَلاغَلُ؛ قال

كعب:

وتَفْتَرّ عن غُرِّ الثَّنايا، كأَنها

أَقاحيّ تُرْوى عن عُرُوق غُلاغِل

والغِلالة: شِعار يلبَس تحت الثوب لأَنه يُتَغَلَّل فيها أَي يُدْخَل.

وفي التهذيب: الغِلالة الثوب الذي يلبس تحت الثياب أَو تحت دِرْع الحديد.

واغْتَلَلْت الثوبَ: لَبِسته تحت الثياب، ومنه الغَلَل الماء الذي يجري

في أُصول الشجر. وغَلَّلَ الغِلالة: لبسها تحت ثيابه؛ هذه عن ابن

الأَعرابي. والغُلَّة: الغِلالة، وقيل هي كالغِلالة تُغَلّ تحت الدِّرْع أَي

تدخَل. والغَلائل: الدرُوع، وقيل: بَطائن تلبَس تحت الدُّروع، وقيل: هي

مَسامير الدُّروع التي تَجمع بين رؤوس الحَلَق لأَنها تُغَلّ فيها أَي تدخَل،

واحدتها غَلِيلَة؛ وقول النابغة:

عُلِينَ بِكِدْيَوْنٍ وأُبْطِنّ كُرَّةً،

فهنّ وِضاءٌ صافياتُ الغَلائِل

(* في ديوان النابغة: القلائل بدل الغلائل، ولعل الصواب ما هنا).

خَصّ الغَلائل بالصَّفاء لأَنها آخر ما يَصْدَأُ من الدُّروع، ومن جعلها

البَطائن جعل الدُّروع نقيّة لم يُصْدِئن الغَلائل. وغَلائل الدُّروع:

مساميرها المُدخَلة فيها، الواحد غَلِيل؛ قال لبيد:

وأَحْكَم أَضْغان القَتِير الغَلائِل

وقال ابن السكيت في قوله فهنّ وِضاء صافيات الغَلائل، قال: الغِلالة

المِسمار الذي يَجمع بين رأْسَي الحَلَقَة، وإِنما وَصف الغَلائل بالصَّفاء

لأَنها أَسرع شيء صَدأَ من الدُّروع. ابن الأَعرابي: العُظْمَة والغِلالة

والرُّفاعة والأُضْخُومَة والحَشِيّة الثوب الذي تشدّه المرأَة على

عَجيزتها تحت إِزارها تضخّم به عجيزتها؛ وأَنشد:

تَغْتال عَرْض النُّقْبة المُذالة،

ولم تَنَطّقْها على غِلاله،

إِلاَّ لحسْن الخَلْق والنَّباله

قال ابن بري: وكذلك الغُلَّة، وجمعها غُلَل؛ قال الشاعر:

كَفاها الشَّبابُ وتَقْوِيمُه،

وحُسْن الرُّواءِ ولُبْسُ الغُلَلْ

وغَلَّ الدهنَ في رأْسه: أَدخله في أُصول الشعر. وغَلَّ شعرَه بالطيب:

أَدخَله فيه. وتَغَلَّل بالغالِية، شدد للكثرة، واغْتَلَّ وتَغَلْغَل:

تَغَلَّف؛ أَبو صخر:

سِراج الدُّجى تَغْتَلّ بالمِسْك طِفْلَة،

فلا هي مِتْفال، ولا اللَّوْن أَكْهَب

وغَلَّله بها. وحكى اللحياني: تَغَلَّى بالغالِية، فإِما أَن يكون من

لفظ الغالِية، وإِما أَن يكون أَراد تَغَلَّل فأَبدل من اللام الأَخيرة

ياء، كما قالوا تظنَّيْت في تَظَنَّنْت، قال: والأَول أَقيس. غيره: ويقال

تَغَلَّيْتٍّ من الغالية، وقال الفراء: يقال تَغَلَّلْت بالغالية، قال: وكل

شيء أَلْصقته بجِلدك وأُصول شعرك فقد تَغَلَّلْته، قال: وتَغَلَّيْت

مولّدة. وقال أَبو نصر: سأَلت الأَصمعي هل يجوز تَغَلَّلْت من الغالِية؟

فقال: إِن أَردت أَنك أَدخلته في لحيتك أَو شارِبك فجائز. الليث: ويقال من

الغالِية غَلَّلْت وغَلَّفْت وغَلَّيْت. وفي حديث عائشة، رضي الله عنها:

كنت أُغَلِّل لحيةَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بالغالِية أَي

أُلطّخها وأُلبِسها بها؛ قال ابن الأَثير: قال الفراء يقال تَغَلَّلْت بالغالِية

ولا يقال تَغَلَّيْت، قال: وأَجازه الجوهري. وفي حديث المخنَّث هِيتِ

قال: إِذا قامت تَثَنَّتْ وإِذا تَكَلَّمَتْ تَغَنَّتْ، فقال له: قد

تَغَلْغَلْت يا عدوّ الله الغَلْغَلَة: إِدخال الشيء في الشيء حتى يلتبِس به

ويصير من جملته، أَي يلغْت بنظرك من محاسن هذه المرأَة حيث لا يبلغ ناظر

ولا يَصِل واصِل ولا يَصِف واصِف. وغَلَّ المرأَةَ: حَشاها، ولا يكون

إِلاَّ من ضخم؛ حكاه ابن الأَعرابي. السلمي: غَشَّ له الخَنْجَر والسِّنَانَ

وغَلَّه له أَي دَسَّه له وهو لا يشعر به.

والغُلاَّن، بالضم: مَنابت الطَّلْح، وهي أَودية غامضة في الأَرض ذات

شجر، واحدها غالّ وغلِيلٌ. وأَغَلَّ الوادي إِذا أَنبت الغُلاّن؛ قال أَبو

حنيفة: هو بطن غامض في الأَرض، وقد انْغَلَّ. والغالُّ: أَرض مطمئنة ذات

شجر. ومنابت السَّلَم والطَّلْح يقال لها غالّ من سَلَم، كما يقال عِيصٌ

من سِدْر وقَصِيمة من غَضاً. والغالّ: نبت، والجمع غُلاَّن، بالضم؛

وأَنشد ابن بري لذي الرمة:

وأَظْهَرَ في غُلاَّن رَقْدٍ وسَيْلُهُ

عَلاجِيمُ، لا ضُحْلٌ ولا مُتَضَحْضِحُ

(* قوله «وأظهر في غلان رقد إلخ» تقدم هذا البيت في مادة ضحح ورقد وظهر

على غير هذه الصورة والصواب ما هنا).

أَظْهَرَ صار في وقت الظهيرة، وقيل: إِنه بمعنى ظهر مثل تَبِع وأَتْبَع؛

وقال مضرِّس الأَسدي:

تَعَرُّضَ حَوْراء المَدافِع، تَرْتَعي

تِلاعاً وغُلاَّناً سَوائل من رَمَمْ

(* قوله «تعرض إلخ» قبله كما في ياقوت:

ولم أنس من ربا غداة تعرضت * لنا دون أبواب الطراف من

الادم)

الغُلاَّن: بطون الأَودية، ورَمَم: موضع.

والغالَّة: ما ينقطع من ساحل البحر فيجتمع في موضع. والغُلّ: جامِعة

توضع في العُنق أَو اليد، والجمع أَغْلال لا يكسَّر على غير ذلك؛ ويقال: في

رقبته غُلّ من حديد، وقد غُلّ بالغُلّ الجامِعة يُغَلّ بها، فهو مَغْلول.

وقوله عز وجل في صفة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ويَضَعُ عنهم

إِصْرَهم والأَغْلال التي كانت عليهم؛ قال الزجاج: كان عليهم أَنه من

قَتَل قُتِل لا يقبَل في ذلك دِيَة، وكان عليهم إِذا أَصاب جُلودهم شيء من

البول أَن يقرِضوه، وكان عليهم أَن لا يَعلموا في السَّبْت؛ هذه الأَغلال

التي كانت عليهم، وهذا على المَثل كما تقول جعلت هذا طَوْقاً في عُنقك

وليس هناك طوق، وتأْويله ولَّيْتُك هذا وأَلزمتك القيام به فجعلت لزومه لك

كالطَّوْق في عنُقك. وقوله تعالى: إِذ الأَغْلال في أَعناقهم؛ أَراد

بالأَغْلال الأَعمال التي هي كالأَغْلال، وهي أَيضاً مؤدِّية إِلى كون

الأَغْلال في أَعناقهم يوم القيامة، لأَن قولك للرجل هذا غُلّ في عُنقك للشيء

يعمله إِنما معناه أَنه لازم لك وأَنك مجازى عليه بالعذاب، وقد غَلَّه

يَغُلّه. وقوله تعالى وتقدَّس: إِنا جعلنا في أَعناقهم أَغْلالاً؛ هي

الجَوامِع تجمَع أَيديهم إِلى أَعناقهم. وغُلَّتْ يدُه إِلى عنُقه، وقد غُلّ،

فهو مَغْلول. وفي حديث الإِمارة: فكَّه عَدْله وغَلَّه جَوْره

(* قوله

«وغله جوره» هكذا في الأصل، والذي في النهاية: أو غله جوره) أَي جعل في يده

وعنقه الغُلّ وهو القيد المختص بهما. وقوله تعالى: وقالت اليهود يَدُ

الله مَغْلولة، غُلَّت أَيديهم؛ قيل: ممنوعة عن الإِنفاق، وقيل: أَرادوا

نعمتُه مقبوضة عنَّا، وقيل: معناه يَدُه مقبوضة عن عذابنا، وقيل: يدُ الله

ممسكة عن الاتساع علينا. وقوله تعالى: ولا تجعلْ يدَك مغْلولة إِلى

عنُقك؛ تأْويله لا تُمْسِكها عن الإِنفاق، وقد غَلَّه يَغُلُّه. وقولهم في

المرأَة السَّيِّئة الخُلُق: غُلٌّ قَمِلٌ: أَصله أَن العرب كانوا إِذا

أَسَروا أَسيراً غَلُّوه بغُلّ من قِدّ وعليه شعر، فربما قَمِلَ في عُنقه

إِذا قَبّ ويبس فتجتمع عليه مِحْنَتان الغُلّ والقَمْل، ضربه مثلاً للمرأَة

السيئة الخُلق الكثيرة المَهْر لا يجد بَعْلها منها مخلصاً، والعرب تكني

عن المرأَة بالغُلّ. وفي الحديث: وإِن من النساء غُلاًّ قَمِلاً يقذِفه

الله في عُنق من يشاء ثم لا يخرجه إِلا هو. ابن السكيت: به غُلّ من العطش

وفي رقبته غُلّ من حديد وفي صدره غِلّ. وقولها: ما له أُلَّ وغُلَّ؛

أُلَّ دُفِع في قضاء، وغُلّ: جُنّ فوضع في عُنقه الغُلّ.

والغَلّة: الدَّخْل من كِراءِ دار وأَجْر غلام وفائدة أَرض. والغَلَّة:

واحدة الغَلاَّت. واستَغَلّ عبدَه أَي كلَّفه أَن يُغِلّ عليه.

واسْتِغْلال المُسْتَغَلاَّت: أَخْذُ غَلّتها. وأَغَلَّت الضَّيْعة: أَعطت

الغَلَّة، فهي مُغِلَّة إِذا أَتت بشيء وأَصلها باقٍ؛ قال زهير:

فتُغْلِلْ لكم ما لا تُغِلّ لأَهْلِها

قُرىً بالعراق، من قَفِيزٍ ودِرْهَم

وأَغَلَّت الضِّياع أَيضاً: من الغَلَّة؛ قال الراجز:

أَقْبَل سَيْلٌ، جاء من عِند الله

يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ

وأَغَلَّ القومُ إِذا بلغت غَلّتهم. وفي الحديث: الغَلَّة بالضَّمان؛

قال ابن الأَثير: هو كحديثه الآخر: الخَراجُ بالضَّمان. والغَلَّة:

الدَّخْل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإِجارة والنِّتاج ونحو ذلك. وفلان

يُغِلّ على عِياله أَي يأْتيهم بالغَلَّة. ويقال: نِعْم الغَلول شَراب

شَرِبْتُه أَو طعام إِذا وافقني. ويقال: اغْتَلَلْت الشرابَ شربتُه، وأَنا

مُغْتَلّ إِليه أَي مشتاق إِليه. ونِعْم غَلول الشيخ هذا الطعام يعني

التَّغْذِية التي تَغَذَّاها أَو الطعام الذي يُدخله جوفه، على فَعُول،

بفتح الفاء.

وغَلّ بصَرُه: حاد عن الصواب. وأَغَلَّ بصرَه إِذا شدَّد نظره.

والغُلَّة: خِرْقة تشدّ على رأْس الإِبريق؛ عن ابن الأَعرابي، والجمع

غُلَل. والغَلَلُ: المِصْفاة؛ وقول لبيد:

لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ،

بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفونَ المَقاوِلا

يعني الفِدام الذي على رأْس الأَباريق، وبعضهم يرويه غُلَل بالضم، جمع

غُلَّة.

والغَلِيل: القَتّ والنوى والعجيم تعلفه الدوابّ.

والغَلِيل: النوى يخلَط بالقَتِّ تعلفه الناقة؛ قال علقمة:

سُلاَّءَة، كعَصا النَّهْدِيِّ، غُلّ لها

ذو فَيْئة من نَوى قُرّانَ مَعْجُوم

ويروى:

سُلاَّءة، كعصا النهديِّ، غُلّ لها

مُنَظَّم من نوى قرّان معجوم

قوله: ذو فَيئة أَي ذو رَجعة، يريد أَن النوى عُلِفته الإِبل ثم بَعَرته

فهو أَصلب، شبّه نسورَها وامّلاسها بالنوَى الذي بَعَرته الإِبل،

والنَّهْدِيّ: الشيخ المُسِنّ فعصاه ملساء، ومَعْجُوم: مَعْضُوض أَي عضَّته

الناقة فرمته لصلابته.

والغَلْغَلة: سرعة السير، وقد تغَلْغَل. ويقال: تغَلْغَلوا فمضوا.

والمُغَلْغَلة: الرِّسالة. ورِسالة مُغَلْغَلة: محمولة من بلدٍ إِلى بلد؛

وأَنشد ابن بري:

أَبْلِغْ أَبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلةٍ،

وفي العِتاب حَياةٌ بين أَقوام

وفي حديث ابن ذي يَزَن:

مُغَلْغَلة مَغالِقُها، تُغَالي

إِلى صَنْعاء من فَجٍّ عَمِيق

المُغَلْغَلة، بفتح الغينين: الرِّسالة المحمولة من بلدٍ إِلى بلد،

وبكسر الغين الثانية: المسرِعة، من الغَلْغَلةِ سرعة السير.

وغَلْغَلَة: موضع؛ قال:

هنالِك لا أَخْشى تنالُ مَقادَتي،

إِذا حَلَّ بيتي بين شُوطٍ وغَلْغَله

غ ل ل: (الْغَلَّةُ) وَاحِدَةُ (الْغَلَّاتِ) . وَ (الْغِلَالَةُ) شِعَارُ يُلْبَسُ تَحْتَ الثَّوْبِ وَتَحْتَ الدِّرْعِ أَيْضًا. وَ (الْغِلُّ) بِالْكَسْرِ الْغِشُّ وَالْحِقْدُ أَيْضًا. وَقَدْ (غَلَّ) صَدْرُهُ يَغِلُّ بِالْكَسْرِ (غِلًّا) إِذَا كَانَ ذَا غِشٍّ أَوْ ضِغْنٍ أَوْ حِقْدٍ. وَ (الْغُلُّ) بِالضَّمِّ وَاحِدُ (الْأَغْلَالِ) يُقَالُ: فِي رَقَبَتِهِ (غُلٌّ) مِنْ حَدِيدٍ. وَمِنْهُ قِيلَ لِلْمَرْأَةِ السَّيِّئَةِ الْخُلُقِ: غُلٌّ قَمِلٌ. وَأَصْلُهُ أَنَّ الْغُلَّ كَانَ يَكُونُ مِنْ قِدٍّ وَعَلَيْهِ شَعْرٌ فَيَقْمَلُ. وَ (غَلَّ) يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ مِنْ بَابِ رَدَّ. وَقَدْ (غُلَّ) فَهُوَ (مَغْلُولٌ) . وَ (الْغُلُّ) أَيْضًا وَ (الْغُلَّةُ) وَ (الْغَلِيلُ) حَرَارَةُ الْعَطَشِ. وَ (غَلَّ) مِنَ الْمَغْنَمِ يَغُلُّ بِالضَّمِّ (غُلُولًا) خَانَ وَ (أَغَلَّ) مِثْلُهُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَمْ نَسْمَعْ فِي الْمَغْنَمِ إِلَّا (غَلَّ) . وَقُرِئَ: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ} [آل عمران: 161] ، وَ «يُغَلَّ» . قَالَ: فَمَعْنَى يَغُلُّ يَخُونُ. وَ «يُغَلُّ» يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا يُخَانُ يَعْنِي يُؤْخَذُ مِنْ غَنِيمَتِهِ. وَالْآخَرُ يُخَوَّنُ أَيْ يُنْسَبُ إِلَى الْغُلُولِ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: (الْغُلُولُ) مِنَ الْمَغْنَمِ خَاصَّةً لَا مِنَ الْخِيَانَةِ وَلَا مِنَ الْحِقْدِ، لِأَنَّهُ يُقَالُ مِنَ الْخِيَانَةِ: (أَغَلَّ) يُغِلُّ، وَمِنِ الْحِقْدِ: (غَلَّ) يَغِلُّ بِالْكَسْرِ، وَمِنَ الْغُلُولِ غَلَّ يَغُلُّ بِالضَّمِّ. وَ (أَغَلَّ) الرَّجُلُ خَانَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا (إِغْلَالَ) وَلَا إِسْلَالَ» أَيْ لَا خِيَانَةَ وَلَا سَرِقَةَ. وَقِيلَ: لَا رِشْوَةَ. وَقَالَ شُرَيْحٌ: لَيْسَ عَلَى الْمُسْتَعِيرِ غَيْرِ (الْمُغِلِّ) ضَمَانٌ. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ» وَمَنْ رَوَاهُ يَغِلُّ فَهُوَ مِنَ الضِّغْنِ. وَ (أَغَلَّتِ) الضِّيَاعُ مِنَ (الْغَلَّةِ) . وَ (أَغَلَّ) الْقَوْمُ بَلَغَتْ غَلَّتُهُمْ. وَفُلَانٌ (يُغِلُّ) عَلَى عَيَّالِهِ بِالضَّمِّ أَيْ يَأْتِيهِمْ بِالْغَلَّةِ. وَ (اسْتَغَلَّ) عَبْدَهُ كَلَّفَهُ أَنْ يُغِلَّ عَلَيْهِ. وَ (اسْتِغْلَالُ الْمُسْتَغَلَّاتُ) أَخْذُ غَلَّتِهَا. قُلْتُ: قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (تَغَلْغَلَ) فِي الشَّيْءِ دَخَلَ فِيهِ. 

كرذنال

كرذنال: كَرْذَنال: كردنال (ألكالا، أماري ص341).
كَرْذَنالية: رتبة الكردنال. (ألكالا).
كرز كرز (بالسريانية أفرزا وباليونانية كروزاو): أعلن، نادى بصوت عالٍ، أذاع. والمصدر منه كَرْز (فريتاج، محيط المحيط).
كَرْز: وعظ، وألقى خطاباً طويلاً (بوشر).
كرز الماء: صبَّه. (محيط المحيط) كَرَّز (بالتشديد) رَفَّع، احتفل بعيد المرفع.
والمرفع واحد المرافع وهي عند النصارى أيام معلومة تأتي قبل الصوم. (بوشر).
معلومة تأتي قبل الصوم. (بوشر). كَرْز: ى موعظة، عظة، إنذار، خطاب. (بوشر).
كَرْز: والجمع كروز: ثمرة الصنوبر (محيط المحيط).
كَرَز: (باليونانية كراسيا): قراصيا، جراسيا، آلوبالوا. (همبرت ص52، بوشر).
كَرَز: والواحدة كَرَزة: شجر يحمل ثماراً كالخوخ أصغر منه يُؤكل. (محيط المحيط) ولعله العذّاب. (أنظر: قراسيا في مادة قرس).
كرز الغار: كرز غاري. (بوشر).
كَرْزَة: موعظة يوم الأحد أثناء القداس. (بوشر).
كَرْزيية: وكُرْزِيّة في الحلل كرسية) والجمع كَرَازي: قماش (نسيج) رقيق من الصوف.
(ألكالا). وهذه الكلمة المغربية موجودة أيضاً عند البربر، ولن أبحث عن أصلها في لغة البربر. وهي كلمة غامضة لدّي. وإذا ما كان هناك مكان اسمه كرز حيث يصنع هذا القماش حلَّت المشكلة، غير أني لا أعرف موضعاً بهذا الاسم. كَرْزِيَّة، وكُرْزِيَّة: عصابة طويلة من هذا القماش الرقيق تُلَفُّ حول الرأس خمس لفّات أو ست لفّات بمثابة العمامة (الملابس ص380 - 382، معجم الادريسي). وفي رياض النفوس (ص63 و): وكان لباس أبو (أبي) حميل (كذا) جُبَّ من صوف وكرريه (وكرزية) ورداء من صوف. وفيه (ص93 و):عمامة أو كرزية سوداء وفيه (ص94 و): وخلع كرزية كانت على رأسه. وفيه (ص100 ق): وكُفن في كساء وجبة صوف وكرزية كان يصلّي فيها إذا نام الناس. وهي أيضاً عصابة من الكتان ففي معجم فوك ( vita (vitta) de lino) : كَرْزِيّة والجمع كَرازي.
كَرْزِيّة: حزام من هذا القماش (هلو) وعند جودارد (206:1) كرزية: أحزمة من الصوف تسمى كرازي.
كَرَازَة: موعظة، مناداة ببشارة الإنجيل. (محيط المحيط).
الكرزة: المرفع، كرنفال. (بوشر).
كَرَّاز: كوز ضيق الرأس ليحفظ الماء بارداً. وهي كلمة سوادية من لغة أهل العراق. وقد انتقلت هذه الكلمة إلى عرب الأندلس نقلها إليهم أهل العراق مع الكوز الذي أطلقت عليه الكلمة. وهي بالإسبانية alcarraza ( الكرَّازة)، والبروفنسالية alcarazas ( الكَرَازاس). واحذف من معجم فريتاج الكلمة اللاتينية التي معناها قالب الفخّار. (معجم الإسبانية ص86).
كارز: واعظ، مبشّر، مرشد. (بوشر).
كارُوز (باليونانية كارُوز): منادٍ، بشير، نذير. (باين سميث 1817). كارُوز: واعظ، مبشّر، نذير. (بوشر، همبرت ص156، باين سميث 1818)، (محيط المحيط).
كاروز: كثير التحذير والإنذار. (بوشر).
مَكْرُوز: منفّي، مُبْعَد، (باين سميث 1817).

الغُلُّ

الغُلُّ والغُلَّةُ، بضمهما،
والغَلَلُ، محرَّكةً، وكأَميرٍ: العَطَشُ، أو شِدَّتُه، أو حَرارةُ الجَوْفِ، وقد غُلَّ، بالضم، فهو غَليلٌ ومَغْلولٌ ومُغْتَلٌّ. وبعيرٌ غالٌّ وغَلاَّنُ، وقد غَلَّ يَغَلُّ، بفتحهما، واغْتَلَّ.
والغَليلُ: الحِقْدُ،
كالغِلِّ، بالكسر، والضِّغْنُ، وقد غَلَّ صَدْرُه يَغِلُّ، والنَّوَى يُخْلَطُ بالقَتِّ للناقةِ، وحَرارةُ الحُبِّ والحُزْن.
وأغَلَّ: خانَ،
وـ إبِلَهُ: أساءَ سَقْيَها فلم تَرْوَ، وقد غَلَّتْ هي.
وـ في الجلْد: أخَذَ بعضَ اللَّحْمِ والشَّحْمِ في السَّلْخِ.
وـ فلانٌ: اغْتَلَّتْ غَنَمُه،
وـ الوادي: أنْبَتَ الغُلاَّنَ،
وـ القومُ: بَلَغَتْ غَلَّتُهم،
وـ البَصَرُ: شَدَّدَ النَّظَرَ،
وـ الضِّياعُ: أعْطَتِ الغَلَّةَ،
وـ فلاناً: نَسَبَه إلى الغُلولِ والخِيانةِ.
وغَلَّ غُلولاً: خانَ،
كأَغَلَّ، أو خاصٌّ بالفَيْءِ،
وـ في الشيءِ غَلاًّ: أُدْخِلَ،
كغَلْغَلَ، ودَخَلَ،
كانْغَلَّ وتَغَلَّلَ وتَغَلْغَلَ،
وـ الغِلالَةَ: لَبِسها، وهي بالكسر شِعارٌ تحتَ الثوبِ،
كالغُلَّةِ، بالضم،
وـ الدُّهْنَ في رأسِه: أدْخَلَهُ في أُصولِ شَعَرِه،
وـ بَصَرُه: حادَ عن الصواب،
وـ الماءُ بين الأَشْجارِ: جَرَى،
وـ المرأةَ: حَشاها،
وـ فلاناً: وضَعَ في عُنُقِه أو يده الغُلَّ وهو م، ج: أغلالٌ.
والغَلّةُ: الدَّخْلُ من كِراءِ دارٍ، وأجْرِ غُلامٍ، وفائدةِ أرضٍ.
وأغَلَّتِ الضَّيْعَةَ: أعْطَتْها.
والغَلْغَلَةُ: السُّرْعَةُ، وبِلا لامٍ: شِعابٌ تَسيلُ من جَبلِ الرَّيَّانِ.
وتَغَلْغَلَ: أسْرَعَ.
ورِسالَةٌ مُغَلْغَلَةٌ: مَحْمولَةٌ من بَلَدٍ إلى بَلَدٍ.
والغُلاَّنُ، بالضم: مَنابِتُ الطَّلْحِ، أو أوْدِيَةٌ غامِضَةٌ في الأرضِ، الواحدُ: غالٌّ،
وغليلٌ.
ونباتٌ م، الواحدُ: غالٌّ أيضاً.
وتَغَلَّلَ بالغالِيَةِ،
وتَغَلْغَلَ،
واغْتَلَّ: تَطَيَّبَ، وغَلَّلَهُ بها تَغْليلاً.
والغلائلُ: الدُّروعُ، أو مَساميرُها الجامعةُ بين رُؤوسِ الحَلَقِ، أو بطائِنُ تُلْبَسُ تَحْتَها،
الواحِدُ غَليلةٌ.
وغَلْغَلةُ: ع.
ومالَهُ أُلَّ وغُلَّ، بضمهما: دعاءٌ عليه.
واغْتَلَلْتُ الشَّرابَ: شَرِبْتُه،
وـ الثوبَ: لبِسْتُه تحتَ الثيابِ،
وـ الغَنَمُ: أخَذَته الغَلَلُ والغُلالَةُ، وهُما داءٌ للغَنَمِ.
والغِلالَةُ، ككتابَةٍ: العُظَّامةُ، والمِسْمارُ الذي يَجْمَعُ بين رأسَيِ الحَلْقةِ. وكهُدْهُدٍ: جَبَلٌ بنَواحي البَحْرَيْنِ.
وغُلائِلُ، بالضم: من بلادِ خُزاعةَ.
وأنا مُغْتَلٌّ إليه: مُشْتاقٌ.
واسْتَغَلَّ عبدَه: كلَّفَه أن يُغِلَّ عليه.
وـ المُسْتَغِلاَّتِ: أخَذَ غَلَّتَها.
ونِعْمَ غَلولُ الشيخِ هذا، كصَبورٍ، أي: الطعامُ الذي يُدْخِلُه جَوْفَه.

الهُوَّةُ

الهُوَّةُ، كقُوَّةٍ: ما انْهَبَطَ من الأرضِ، أَو الوَهْدَةُ الــغامِضَةُ منها،
كالهُوَّاءَةِ، كرُمَّانَةٍ.
والهَوُّ، بالفتح: الجانِبُ، والكَوَّةُ.

كَلَفَ

(كَلَفَ)
- فِيهِ «اكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقون» يُقَالُ: كَلِفْت بِهَذَا الْأَمْرِ أَكْلَفُ بِهِ، إِذَا وَلِعْتَ بِهِ وأحْبَبْته.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَرَاكَ كَلِفْتَ بعِلم القُرآن» وكَلِفْتُهُ إِذَا تَحَمَّلْتَه. وكَلَّفَه الشَّيْءَ تَكْلِيفاً، إِذَا أمَره بِمَا يَشُقّ عَلَيْهِ. وتَكَلَّفْتُ الشَّيْءَ، إِذَا تَجَشَّمْتَه عَلَى مَشَقَّة، وَعَلَى خِلَافِ عادِتك.
والمُتَكَلِّف: المُتَعَرِّض لِما لَا يَعْنِيه.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَا وأمَّتي بُرَآءُ مِنَ التَّكَلُّف» .
وَحَدِيثُ عُمَرَ «نُهِينا عَنِ التَّكَلُّف» أَرَادَ كثرةَ السُّؤال، والبَحْثَ عن الأشياء الــغامِضة التي لَا يَجِب البَحْث عَنْهَا، والأخْذ بِظَاهِرِ الشَّريعة وقَبُول مَا أتَت بِهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ أَيْضًا «عثمانُ كَلِفٌ بأقارِبه» أَيْ شَدِيدُ الحُبِّ لَهُمْ. والكَلَف:
الوُلُوع بِالشَّيْءِ، مَعَ شُغْل قَلبٍ ومَشَقَّة.

الجمرة

الجمرة:
[في الانكليزية] Carbuncle ،pustule ،anthrax
[ في الفرنسية] Anthrax ،pustule
بالفتح وسكون الميم في اللّغة آتشك، وهي حبّات تظهر إمّا متفرقة أو مجتمعة مع ألم شديد يأخذ كل حبة منها قطعة كبيرة من البدن ويعمق في اللحم كذا في بحر الجواهر. وفي الموجز: الجمرة والنار الفارسية يقال لكل بثر أكّال منفط محرق محدث للخشكريشة. وربّما خصت النار الفارسية بما كان بثرا من جنس النملة فيه سعي وتنفط من مادة صفراوية قليلة التعفّن والسوداء. والجمرة ما يسوّد الجلد من غير رطوبة وتكون كثيرة السواد غليظة غامضة قليلة البثر.

المريض

المريض:
[في الانكليزية] Sick ،ill
[ في الفرنسية] Malade ،patient
مرض الموت عند الفقهاء هو من كان غالب حاله الهلاك رجلا كان أو امرأة، كمريض عجز عن إقامة مصالحه خارج البيت أي عن الذهاب إلى حوائجه خارج البيت وهو الصحيح كما في المحيط، ومثل من بارز رجلا في المحاربة أي خرج من صف القتال لأجل القتال أو قدّم ليقتل لقصاص أو رجم أو قدّمه ظالم ليقتله، أو أخذه السّبع بغتة أو انكسر السفينة وبقي على لوح، هكذا ذكر البعض وهو مختار قاضي خان وكثير المشايخ. وقال صاحب الكافي هو الصحيح. وقال مشايخ بلخ إذا قدر على القيام لمصالحه وحوائجه سواء كان في البيت أو خارجه فهو بمنزلة الصحيح وهو اختيار صاحب الهداية. وفي الخزانة هو الذي يصير صاحب فراش ويعجز عن القيام بمصالحه الخارجة ويزداد كلّ يوم مرضه. وفي الظهيرية وقد تكلّف بعض المتأخّرين وقال: إن كان بحيث يخطو بخطوات من غير أن يستعين بأحد فهو في حكم الصحيح وهذا ضعيف لأنّ المريض جدّا لا يعجز عن هذا القدر إذا تكلّف. وعن الحسن بن زياد عن أبي حنيفة رحمه الله هو الذي لا يقوم إلّا بشدّة وتعذّر في خلوته جالسا. وفي فتاوى قاضي خان أنّ المقعد والمفلوج إن لم يكن قديما فهو بمنزلة المريض، وإن كان قديما فهو بمنزلة الصحيح. وقال محمد بن سلمة إن كان يرجى برؤه بالتداوي فهو صحيح وإن كان لا يرجى فهو مريض. وقال أبو جعفر الهندواني إن ازداد كلّ يوم فهو مريض وإن ازداد مرة وانتقص أخرى فإن مات بعد ذلك بسنة فهو صحيح، وإن مات قبل سنة فهو مريض. وروى أبو نصر العراقي عن أصحابنا الحنفية أنّه إن كان يصلّي قاعدا فهو صحيح، وإن كان يصلّي مضطجعا فهو مريض. وقيل في الخزانة:
والمرأة إذا أخذها الوجع الذي يكون آخر انفصال الولد كالمريضة أمّا إذا أخذها ثم سكن فغير معتبر، هكذا في البرجندي وجامع الرموز.

التقسيم:

قال الأطباء: المرض إمّا مفرد أو مركّب لأنّه إمّا أن يكون تحقّقه باجتماع أمراض حتى يحصل من المجموع هيئة واحدة ويكون مرضا واحدا ولا يصدق على شيء من أجزائه أنّه ذلك المرض، أو لا يكون كذلك، والأوّل هو المرض المركّب، والثاني المرض المفرد.
ومعنى الاتحاد أنّ تلك الأنواع تكون موجودة ويلزم من مجموعها حالة أخرى يقال إنّها مرض واحد كالورم لما فيه من سوء المزاج وسوء التركيب وتفرّق الاتصال، فلو اجتمعت أمراض كثيرة ولم يحصل للمجموع حالة زائدة يقال إنّها مرض واحد كالحمّى مع الاستسقاء والسّعال مثلا لم يكن ذلك مركّبا، بل أمراض مجتمعة وكلّ مرض مفرد فلا يخلو إمّا أن يكون بحيث يمكن عروضه لكلّ واحد من الأعضاء أو لا يكون كذلك، والأول يسمّى تفرّق الاتصال والمرض المشترك وانسلال الفرد والعرض العام والمرض العام أيضا فإنّه يكون في الأعضاء المفردة ككسر العظام والمركّبة كقطع الإصبع، والثاني إمّا أن يكون عروضه أولا للأعضاء المتشابهة أي المفردة وهو مرض سوء المزاج أو للأعضاء الآلية أي المركّبة وهو مرض سوء التركيب ويسمّى مرض التركيب ومرض الأعضاء الآلية أيضا، وإنّما قلنا أولا في تفسير سوء المزاج لأنّ سوء المزاج يمكن أن يعرض للأعضاء المركّبة بعد عروضه للمفردة، والمراد بسوء المزاج أن يحصل فيه كيفية خارجة عن الاعتدال، ولذا لا يمكن عروضه أولا للعضو المركّب إذ يستحيل أن يكون مزاج الجملة خارجا عن الاعتدال، وأقسامه هي أقسام المزاج الخارج عن الاعتدال وكلّ واحد من تلك الأقسام إمّا ساذج أو مادي، والمراد بالساذج الكيفية الحادثة لا عن خلط متكيّف بها موجب لحدوثها في البدن كحرارة من أصابه الشمس من غير أن يتسخّن خلط منه، وبالمادي ما ليس كذلك، ويقال للأمراض المادية الأمراض الكلّية كالحمّى الحادثة من سخونة خلط. ثم المادي إمّا أن تكون المادة فيه ملتصقة بسطح العضو أو تكون غامضة فيه، والأوّل الملاصق والثاني المداخل، والمداخل إمّا أن يفرق الاتصال وهو المورم أولا، وهو غير المورم. وأمّا مرض التركيب فينقسم إلى أربعة أجناس استقراء الأوّل مرض الخلقة وهو أربعة أقسام لأنّ كلّ عضو فإنّ شكله ومجاريه وأوعيته وسطحه إذا كان على ما هو واجب كان صحيح الخلقة، وإذا لم يكن فهو إمّا مرض الشكل بأن يتغيّر شكل العضو عن المجرى الطبعي فيحدث آفة في الأفعال مثل اعوجاج المستقيم كعظم السّاق واستقامة المعوج كعظم الصدر، وإمّا مرض المجاري والأوعية ويسمّى أمراض الأوعية ومراض التجاويف أيضا، وذلك بأن تتسع أو تضيق فوق ما ينبغي أو تنسدّ كاتساع الثقبة العذبية وضيق النفس وانسداد المجرى الآتي من الكبد إلى الأمعاء، وأمّا مرض الصّفائح أي سطوح الأعضاء بأن يتغيّر سطح العضو مما ينبغي بأن يخشن ما يجب أن يملس كقصبة الرّئة أو يملس ما يجب أن يخشن كالمعدة. الثاني مرض المقدار وهو قسمان لأنّه إمّا أن يعظم مقدار العضو أكثر مما ينبغي كداء الفيل، أو يصغّر أكثر مما ينبغي كغموز اللسان، وكلّ واحد منهما إمّا عام كالسمن المفرط لعمومه جميع البدن أو خاصّ كما مرّ من داء الفيل وغموز اللسان. الثالث مرض العدد وهو أربعة أنواع لأنّه إمّا أن يزيد العضو عددا على ما ينبغي زيادة إمّا طبيعية بأن يكون من جنس ما هو موجود في البدن كالأصبع الزائدة أو غير طبيعية بأن لا يكون من جنس ما هو موجود في البدن ويكون زائدا كالثؤلول، وإمّا أن ينقص نقصانا طبيعيا كولد ليس له إصبع، أو نقصانا عارضيا أي ليس خلقيّا كمن قطعت إصبعه أو يده. وبالجملة فمرض العدد إمّا طبيعي أو غير طبيعي، وكلّ منهما إمّا بالزيادة أو بالنقصان، والمراد بالطبيعي من الزيادة ما يكون من جنس ما يوجد في البدن وبغير الطبيعي منها ما لا يكون منه وبالطبيعي من النقصان ما يكون خلقيا وبغير الطبيعي منه ما يكون حادثا. وقال القرشي الطبيعي: إمّا أن يكون كلّيا أو جزئيا، والمراد بالكلّي ما يكون الزائد أو الناقص عضوا كاملا كالأصبع واليد، وبالجزئي ما يكون ذلك جزء عضو كالأنملة. الرابع مرض الوضع، والوضع يقتضي الموضع والمشارك فإنّ للعضو بالنسبة إلى مكانه هيئة تسمّى بالموضع وبالنسبة إلى غيره من الأعضاء بحسب قربه وبعده عنه هيئة أخرى تسمّى بالمشارك، فمرض الوضع يشتمل القسمين فهو الفساد الحاصل في العضو لخلل في موضعه أو مشاركه ويسمّى هذا القسم الأخير بمرض المشاركة كما يسمّى القسم الأول بمرض الموضع. ثم مرض الموضع أربعة أقسام.
الأول زوال العضو عن موضعه بخلع أو بخروج تام. الثاني زواله عن موضعه بغير خلع وهو أن لا يخرج عن موضعه بل يزعج ويسمّى زوالا دوثيا. الثالث حركته في موضعه والواجب سكونه فيه كما في المرتعش. الرابع سكونه في موضعه والواجب حركته كتحجر المفاصل.

ومرض المشاركة قسمان: الأول أن يمنع أو يعسر حركة العضو إلى جاره. والثاني أن يمنع أو يعسر حركته عن جاره، هكذا يستفاد من شرح القانونجة وبحر الجواهر. وأيضا ينقسم المرض إلى شركي وأصلي فإنّه إن كان حصول المرض في عضو تابعا لحصوله في عضو آخر يسمّى مرضا شركيا وإلّا يسمّى مرضا أصليا؛ فعلى هذا لا يشترط في الأصلي إيجابه مرضا في عضو آخر لكن الغالب في عرف الأطباء أنّ المرض الأصلي ما أوجب مرضا في عضو آخر. وأيضا ينقسم إلى حاد ومزمن، فالمزمن هو الذي يمتدّ أربعين يوما أو أكثر ولا نهاية له لإمكان أن يمتدّ طول العمر، والحادّ ثلاثة أقسام: حاد في الغاية القصوى وهو الذي لا يتجاوز بحرانه الرابع أي ينقضي في الرابع أو فيما دونه وحادون الغاية وهو الذي بحرانه السابع، وحاد بقول مطلق وهو الذي ينتهي إمّا في الرابع عشر أو السابع عشر أو العشرين وما تأخّر عن العشرين إلى الأربعين، يقال له حاد المزمن ويسمّى حادا منتقلا أيضا لانتقاله من مراتب الأمراض الحادة إلى المزمنة، هكذا يستفاد من شرح القانونجة وبحر الجواهر. وفي موضع من بحر الجواهر أنّ الحاد بقول مطلق ما من شأنه الانقضاء في أربعة عشر، والقليل الحدّة ما ينقضي فيما بعد ذلك إلى سبعة وعشرين يوما، وحاد المزمنات ما ينقضي فيما بعد ذلك إلى أربعين يوما. وفي الأقسرائي في مبحث البحران إذا لم يتبيّن أمر المرض إلى الرابع والعشرين من مرضه يقال له مزمن اصطلاحا، ثم إذا تبيّن إلى الأربعين يشبه الحاد ويطلق عليها الحاد مجازا، وإذا جاوز الأربعين يقال له مزمن ولا يقال له حاد أصلا انتهى.

فوق وفيق

فوق وفيق: فاق، ومضارعه يفوق: تفوق، سما، ناف، أناف على. وغلب، انتصر أيضا: فاق على. (فوك، بوشر).
فاق يفوق (بمعنى أفاق يفيق بكل معانيها التي ستذكر هنا) استعاد حواسه، عاد إلى طبيعته من غشية لحقته أو غير ذلك. (الكالا، بوشر).
فاق من: أفاق من مرضه ورجعت الصحة إليه. (فوك).
فاق من سكره: صحا. أفاق (فوك، الكالا، بوشر).
فاق من الاضطراب: تخلص منه (بوشر).
فاق من: تنبه: استيقظ، أفاق. (الكالا، بوشر،
هلو). فاق: ارتفع، علا، سما. (هلو).
فاق: سهر، ارق، مسهد. اعتنى بمريض ليلا. (الكالا، شينييه 3: 188).
فاق: عاد، رجع، أب. الكالا) وفيه رجع وفائق: راجع عاند.
فاق على: تذكر، استذكر. (بوشر).
فاق على روحه: استرد هدوءه، استعاد حواسه، تخلص من اضطرابه. (بوشر).
فاق على عقله: استرد عقله. (بوشر).
فوق: جعل في السهم فوقا أي فرضة، وأدخل وتر القوس في الفوق وهو حز أو فرضة حيث يثبت الوتر في القوس، (لين في مادة أفاق، فليشر في تعليقه على المقري (2: 566، بريشت ص98) وفي البيان (2: 32): فوق سهما إلى بليح فأصاب مقتله. فوق: يقال: فوقت القسي، ففي رحلة ابن جبير (ص180): سلت السيوف وفوقت القسي ورميت السهام. وكذلك يقال فوقت القذافة ففي مونج (285): فوقوا الجروخ المصمية. وقد ترجمها كاترمير إلى الفرنسية بما معناه: أعدوا القذافات المدمرة. وفي أماري (ص206): (وفوقوا الجرخ للجرح، وسددوا الزنبورك للقرح والطرح) فوق: رجع الفواق. (فوك، الكالا).
فيق: أيقظ. (الكالا، بوشر، همبرت ص43، ألف ليلة برسل 9: 239، 273، 287، 304، 10: 457).
فيق: جعله يقظا وحذرا ومنتبها. (الكالا).
أفاق من: تخلص من الاضطراب. (بوشر).
أفاق: استيقظ من النوم. (محيط المحيط. ابن بطوطة 1: 403، 4: 20، ألف ليلة 1: 773).
أفاق: نهض. (ألف ليلة برسل 4: 169).
استفاق: استيقظ من النوم (محيط المحيط).
استفاق على فلان: تنبه على ما يفعله، وأدرك ما يريد أن يفعله وتبينه. ففي الأخبار (ص17): وحين حاول المسلمون نسف البرج استفاق عليهم العلوج.
استفاق من: استعاد حواسه، عرف نفسه وتخلص من اضطرابه. (بوشر).
استفاق من غشوته: أفاق من غشوته وعاد إلى طبيعته. (بوشر).
استفاق من شهوة: صحح خطأ، أصلح غلطه واستدركه. (بوشر).
قوق. هو فوق: هو في الأعلى. (بوشر).
فوق تحت: عإليه سافله. (بوشر).
من هنا الفوق: من الآن فصاعدا، في المستقبل. (رولاند، دلابورت ص130).
فاقة: جوع. (فوك).
فاقة: الأعلى، الأفضل. بوشر).
فوقات: مقابل arteriaca في المعجم اللاتيني العربي. وقد ذكر دوكانج arteriatus مع شرح سيمون دي جينيس. فوقي: إبهام، اكبر أصابع اليد أو الرجل، (دومب ص86) وهي تصحيف فوقي، والعامة تقول فوق وهي تصحيف فوق. الدنانير الفوقية: سميت بذلك نسبة إلى الإمبراطور فوكاس. (فليشر في تعليقه على المقري 2: 447، بريشت ص57).
فوقاني: جدار أعلى. ففي (ألف ليلة 2: 101): في الكلام عن لص ماهر: كان ينقب وسطانيا ويلقف فوقانيا. وقد ترجمها لين إلى الإنكليزية بما معناه: جدار علوي. واقرأ كذلك في طبعة برسل 9: 276).
فوقاني: الطابق الأول (دزلابورت ص85). وطابق (همبرت ص191 جزائرية).
فوقانية: رداء كان يلبسه القضاة قديما. (الملابس ص343).
فوقانية: ثوب أو رداء من الجوخ يلبسه الرجال فوق الجبة. (بوشر).
فواق: فجوة، فرجة، فتحة، فلق، صدع، (المعجم اللاتيني- للعربي).
فواق. فواق ناقة: لحظة، وقت وجيز. (ياقوت 3: 478) وتفسير المؤلف لها غير دقيق. (عبد الواحد ص47) وقد أخطأت حين غيرت الكلمة فيه.
ويقال كذلك: فواق بكيئة (تاريخ البربر: 2: 139) وفواقا فقط (عباد 2: 97).
فواق: ترجيع الشهقة، حازوقة. (فوك، الكالا) وفيها فواق. (معجم المنصوري، محيط المحيط، الجريدة الآسيوية 1853، 1: 346).
فواقة: فواق، ترجيع الشهقة حازوقة. (دومب ص87، رولاند).
فائق: نشيط، خفيف الحركة، يقظ، حذر متنبه، (بوشر).
فائق عليه: أنت تتذكره؟ (بوشر).
فائق عليه ولكن من غير تأكيد: أتذكره ذكري غامضة وغير واضحة. (بوشر).

قجم

قجم: قجم، ومضارعه يقجم، والمصدر قجم: تكلم، نطق، تحدث، قال، (هلو، بوشر) (بربرية). (دلابورت ص158). فكلمة قجم التي ذكرت في فاكهة الخلفاء والتي قال فريتاج إنها كلمة غامضة قد فسرت.

بوليس

بوليس
بوليس [مفرد]
• البوليس: الشّرطة، الدَّائرة الحكوميَّة التي تُعنى بالمحافظة على النِّظام وتطبيق القوانين ومتابعة الجرائم ومنع حدوثها "أبلغ البوليس- بوليس النجَّدة" ° البوليس الجِنائيّ: فرقة من الشُّرطة تبحث عن المجرمين- البوليس السِّرِّيّ: فرقة من الشُّرطة لا تظهر هُويَّتها حتى تصل إلى المجرم- بوليس الآداب: فرقة من الشُّرطة تكافح الرَّذيلة- بوليس المرور: فرقة من الشُّرطة تنظِّم حركة السَّير في الطُّرق. 

بوليسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بوليس: "فيلم بوليسيّ- رواية بوليسيّة: قصّة يكون للبوليس دور فيها، ويتناول موضوعُها حوادثَ إجراميّةً غامضةً واكتشافَها" ° حُكْمٌ بوليسيّ: يقيّد حرّيات الشَّعب باستخدام قوَّة البوليس- كلب بوليسيّ: كلب مدرّب لمساعدة الشُّرطة وبخاصّة في تعقُّب المجرمين. 

تهافت الفلاسفة

تهافت الفلاسفة
للإمام، حجة الإسلام، أبي حامد: محمد بن محمد الغزالي، الطوسي.
المتوفى: سنة 505، خمس وخمسمائة.
مختصر.
أوله: (نسأل الله تعالى بجلاله، الموفى على كل نهاية 000 الخ).
قال: رأيت طائفة يعتقدون في أنفسهم التميز عن الأتراب والنظراء، بمزيد الفطنة والذكاء، قد رفضوا وظائف الإسلام من العبادات، واستحقروا شعائر الدين من وظائف الصلوات، والتوقي عن المحظورات، واستهانوا بتعبدات الشرع وحدوده، ولم يقفوا عند توفيقاته وقيوده، بل خلعوا بالكلية ربقة الدين، بفنون من الظنون.
يتبعون فيها رهطاً يصدون عن سبيل الله، ويبغونها عوجاً، وهم بالآخرة هم كافرون، ولا مستند لكفرهم غير تقليد سماعي، ألفي كتقليد اليهود والنصارى.
إذ جرى على غير دين الإسلام نشؤهم وأولادهم، وعليه درج آباؤهم وأجدادهم، لا عن بحث نظري، بل تقليد صادر عن التعثر بأذيال الشبه الصارفة عن صوب الصواب، والانخداع بالخيالات المزخرفة كلا مع السراب.
كما اتفق لطوائف من النظار في البحث عن العقائد والآراء من أهل البدع والأهواء، وإنما مصدر كفرهم سماعهم أسامي هائلة كسقراط وبقراط وأفلاطون وأرسطاطاليس وأمثالهم، وإطناب طوائف من متبعيهم وضلالهم في وصف عقولهم، وحسن أصولهم، ودقة علومهم الهندسية، والمنطقية، والطبيعية، والإلهية، واستبدادهم لفرط الذكاء والفطنة، باستخراج تلك الأمور الخفية.
وحكايتهم عنهم أنهم مع رزانة عقلهم، وغزارة فضلهم، منكرون للشرائع والنحل، وجاحدون لتفاصيل الأديان والملل، ومعتقدون أنها نواميس مؤلفة، وحيل مزخرفة.
فلما قرع ذلك سمعهم، ووافق ما حكى من عقائدهم طبعهم، تجملوا باعتقاد الكفر، تحيزاً إلى غمار الفضلاء بزعمهم، وانخراطاً في سلكهم، وترفعاً عن مساعدة الجماهير والدهماء، واستنكافاً من القناعة بأديان الآباء ظناً بأن إظهار التكايس في النزوع عن تقليد الحق بالشروع في تقليد الباطل جمال وغفلة منهم، عن أن الانتقال إلى تقليد عن تقليد خرف وخبال.
فأية رتبة في عالم الله سبحانه وتعالى أخس من رتبة من يتجمل بترك الحق، المعتقد تقليداً بالتسارع إلى قبول الباطل، تصديقاً دون أن يقبله خبراً وتحقيقاً.
فلما رأيت هذا العرق من الحماقة نابضاً على هؤلاء الأغبياء، ابتدأت لتحرير هذا الكتاب، رداً على الفلاسفة القدماء، مبيناً تهافت عقيدتهم، وتناقض كلمتهم، فيما يتعلق بالإلهيات، وكاشفاً عن غوائل مذهبهم، وعوراته التي هي على التحقيق مضاحك العقلاء، وعبرة عند الأذكياء.
أعني: ما اختصوا به عن الجماهير والدهماء، من فنون العقائد والآراء، هذا مع حكاية مذهبهم على وجهه.
ثم صدر الكتاب بمقدمات أربع:
ذكر في الأولى: أن الخوض في حكاية اختلاف الفلاسفة تطويل، فإن خبطهم طويل، ونزاعهم كثير، وأنه يقتصر على إظهار التناقض في الرأي.
مقدمهم الذي هو المعلم الأول، والفيلسوف المطلق، فإنه رتب علومهم وهذبها، وهو: أرسطاطاليس وقد رد على كل من قبله حتى على أستاذه أفلاطون فلا إيقان لمذهبهم، بل يحكمون بظن وتخمين، ويستدلون على صدق علومهم الإلهية، بظهور العلوم الحسابية، والمنطقية، متقنة البراهين، ويستدرجون ضعفاء العقول، ولو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين، لما اختلفوا فيها، كما لم يختلفوا في الحسابية.
ثم المترجمون لكلام أرسطو لم ينفك كلامهم عن تحريف وتبديل.
وأقومهم بالنقل من المتفلسفة الإسلامية:
أبو نصر الفارابي، وابن سينا.
وأنه يقتصر على إبطال ما اختاروه، ورأوه الصحيح من مذهب رؤسائهم.
وعلى رد مذاهبهم بحسب نقل هذين الرجلين كيلا ينتشر الكلام.
وذكر في الثانية:
أن الخلاف بينهم وبين غيرهم ثلاثة أقسام:
الأول: يرجع النزاع فيه إلى لفظ مجرد، كتسميتهم صانع العالم جوهراً مع تفسيرهم الجوهر: بأنه الموجود لا في موضوع، ولم يريدوا به الجوهر المتحيز.
قال: ولسنا نخوض في إبطال هذا، لأن معنى القيام بالنفس إذا صار متفقاً عليه، رجع الكلام في التعبير باسم الجوهر عن هذا المعنى إلى البحث عن اللغة.
وإن سوغ إطلاقه، رجع جواز إطلاقه في الشرع إلى المباحث الفقهية.
الثاني: ما لا يصدم مذهبهم فيه أصلاً من أصول الدين، وليس من ضرورة تصديق الأنبياء والرسل منازعتهم فيه، كقولهم: إن كسوف القمر، عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب، وإن كسوف الشمس، وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس عند اجتماعهما في العقيدتين على دقيقة واحدة.
قال: وهذا المعنى أيضاً لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض ومن ظن أن المناظرة فيه من الدين فقد جنى على الدين، وضعف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية، لا تبقى معها ريبة، فمن يطلع عليها، ويتحقق أدلتها، حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوفين، وقدرهما، ومدة بقائهما، إلى الانجلاء.
إذا قيل له: إن هذا على خلاف الشرع لم يسترب فيه، وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقه أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقة، وهو كما قيل: عدو عاقل، خير من صديق جاهل.
وليس في الشرع ما يناقض ما قالوه، ولو كان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية، فكم من ظواهر أولت بالأدلة القطعية التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد، وأعظم ما يفرح به الملحدة، أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا، وأمثاله على خلاف الشرع، فيسهل عليه طريق إبطال الشرع.
وهذا: لأن البحث في العالم عن كونه حادثاً أو قديماً، ثم إذا ثبت حدوثه فسواء كان كرة، أو بسيطاً، أو مثمناً، وسواء كانت السماوات، وما تحتها ثلاثة عشرة طبقة، كما قالوه، أو أقل، أو أكثر، فالمقصود: كونه من فعل الله سبحانه وتعالى فقط، كيف ما كان.
الثالث: ما يتعلق النزاع فيه بأصل من أصول الدين، كالقول في حدوث العالم، وصفات الصانع، وبيان حشر الأجساد، وقد أنكروا جميع ذلك فينبغي أن يظهر فساد مذهبهم.
وذكر في الثالثة: أن مقصوده تنبيه من حسن اعتقاده في الفلاسفة، وظن أن مسالكهم نقية عن التناقض ببيان وجوه تهافتهم.
فلذلك لا يدخل في الاعتراض عليهم إلا دخول مطالب منكر، لا دخول مدع مثبت.
فيكدر عليهم ما اعتقدوه مقطوعاً بإلزامات مختلفة، وربما ألزمهم بمذاهب الفرق.
وذكر في الرابعة: أن من عظم حيلهم في الاستدراج إذا أورد عليهم إشكال قولهم: أن العلوم الإلهية غامضة، خفية، لا يتوصل إلى معرفة الجواب عن هذه الإشكالات، إلا بتقديم الرياضيات، والمنطقيات.
فيمن يقلدهم إن خطر له إشكال، يحسن الظن بهم، ويقول: إنما يعسر على درك علومهم لأني لم أحصل الرياضيات ولم أحكم المنطقيات.
قال: أما الرياضيات، فلا تعلق للإلهيات بها.
وأما الهندسيات، فلا يحتاج إليها في الإلهيات، نعم قولهم: إن المنطقيات لا بد من إحكامها فهو صحيح، ولكن المنطق ليس مخصوماً بهم، وإنما هو الأصل الذي نسميه: كتاب الجدل، وقد نسميه: مدارك العقول.
فإذا سمع المتكايس اسم المنطق، ظن أنه فن غريب، لا يعرفه المتكلمون، ولا يطلع عليه الفلاسفة.
ثم ذكر بعد المقدمات، المسائل التي أظهر تناقض مذهبهم فيها، وهي عشرون مسألة:
الأولى: في أولية العالم.
الثانية: في أبدية العالم.
الثالثة: في بيان تلبسهم في قولهم: أن الله سبحانه وتعالى صانع العالم، وأن العالم صنعه.
الرابعة: في تعجيزهم عن إثبات الصانع.
الخامسة: في تعجيزهم عن إقامة الدليل على استحالة الهين.
السادسة: في نفي الصفات.
السابعة: في قولهم: إن ذات الأول لا ينقسم بالجنس والفصل.
الثامنة: في قولهم: إن الأول موجود بسيط بلا ماهية.
التاسعة: في تعجيزهم، عن بيان إثبات أن الأول ليس بجسم.
العاشرة: في تعجيزهم، عن إقامة الدليل على أن للعالم صانعاً، وعلة.
الحادية عشرة: في تعجيزهم عن القول: بأن الأول يعلم غيره.
الثانية عشرة: في تعجيزهم عن القول: بأن الأول يعلم ذاته.
الثالثة عشرة: في إبطال قولهم: أن الأول لا يعلم الجزئيات.
الرابعة عشرة: في إبطال قولهم: أن السماء حيوان متحرك بالإرادة.
الخامسة عشرة: فيما ذكروه من العرض المحرك للسماء.
السادسة عشرة: في قولهم: أن نفوس السماوات، تعلم جميع الجزئيات الحادثة في هذا العالم.
السابعة عشرة: في قولهم: باستحالة خرق العادات.
الثامنة عشرة: في تعجيزهم عن إقامة البرهان العقلي، على أن النفس الإنساني جوهر روحاني.
التاسعة عشرة: في قولهم: باستحالة الفناء على النفوس البشرية.
العشرون: في إبطال إنكارهم البعث، وحشر الأجساد، مع التلذذ والتألم بالجنة والنار، بالآلام واللذات الجسمانية.
هذا ما ذكره من المسائل، التي تناقض فيها كلامهم، من جملة علومهم، ففصلها، وأبطل مذاهبهم فيها إلى آخر الكتاب.
وهذا معنى التهافت، لخصتها من أول كتابه، لكونها مما يجب معرفته.
وقال في آخر خاتمته: فإن قال قائل: قد فصلتم مذاهب هؤلاء، أفتقطعون القول بكفرهم؟
قلنا: بكفرهم، لا بد منه، لا بد من كفرهم، في ثلاث مسائل:
الأولى: مسألة قدم العالم، وقولهم: إن الجواهر كلها قديمة.
الثانية: قولهم: إن الله سبحانه وتعالى لا يحيط علماً بالجزئيات الحادثة من الأشخاص.
الثالثة: إنكارهم بعث الأجسام، وحشرها.
فهذه لا تلائم الإسلام بوجه، فأما ما عدا هذه الثلاث من تصرفهم في الصفات، والتوحيد، فمذهبهم قريب من مذهب المعتزلة، فهم فيها... كأهل البدع. انتهى ملخصاً.
ثم إن القاضي، أبا الوليد: محمد بن أحمد بن رشد المالكي.
المتوفى: سنة 595.
صنف تهافتا من طرف الحكماء، رداً على تهافت الغزالي، بقوله:
قال أبو حامد: (وأوله: بعد حمد الله الواجب 000 الخ).
ذكر فيه: أن ما ذكره بمعزل عن مرتبة اليقين والبرهان.
وقال في آخره: لا شك أن هذا الرجل أخطأ على الشريعة، كما أخطأ على الحكمة، ولولا ضرورة طلب الحق مع أهله، ما تكلمت في ذلك. انتهى.
ثم إن السلطان: محمد خان العثماني، الفاتح، أمر المولى مصطفى بن يوسف الشهير: بخواجه زاده البرسوي.
المتوفى: سنة 893، ثلاث وتسعين وثمانمائة.
والمولى: علاء الدين الطوسي.
المتوفى: سنة 887، سبع وثمانين وثمانمائة أن يصنفا كتاباً، للمحاكمة بين تهافت الإمام والحكماء.
فكتب المولى: خواجه زاده، في أربعة أشهر.
وكتب المولى الطوسي، في ستة أشهر.
ففضلوا كتاب المولى: خواجه زاده، على كتاب: الطوسي.
وأعطى السلطان: محمد خان لكل منهما عشرة آلاف ردهم.
وزاد لخواجه زاده بغلة نفيسة.
وكان ذلك هو السبب في ذهاب المولى: الطوسي إلى بلاد العجم.
وذكر: أن ابن المؤيد، لما وصل إلى خدمة العلامة الدواني، قال: بأي هدية جئت إلينا؟
قال: بكتاب (التهافت) لخواجه زاده، فطالعه مدة، وقال: - رضي الله تعالى - عن صاحبه، خلصني عن المشقة حيث صنفه، ولو صنفته لبلغ هذه الغاية فحسب وعنك أيضاً حيث أوصلته إلينا، ولو لم يصل إلينا لعزمت على الشروع.
وأول (تهافت) لخواجه زاده: (توجهنا إلى جنابك 000 الخ).
ذكر: أنهم أخطأوا في علومهم الطبيعية يسيراً، والإلهية كثيراً، فأراد أن يحكي ما أورد الإمام من قواعدهم الطبيعية، والإلهية مع بعض آخر، مما لم يورده، بأدلتها المعول عليها عندهم على وجهها، ثم أبطلها.
وهي مشتملة على اثنين وعشرين فصلاً، فزاد فصلين على مباحث الأصل.
وأول تهافت المولى الطوسي: (سبحانك اللهم يا منفرداً بالأزلية، والقدم 000 الخ).
وهو رتب على عشرين مبحثاً، مقتصراً على الأصل، وسماه الذخيرة، وعليه، وعلى تهافت الخواجه زاده، تعليقة للمولى شمس الدين: أحمد بن سليمان بن كمال باشا، المتوفى: سنة 94، أربعين وتسعمائة.

الغامِضُ

الغامِضُ: المُطْمَئِنُّ من الأرضِ
ج: غَوامِضُ،
كالغَمْضِ
ج: غُموضٌ وأغْماضٌ، وقد غَمَضَ المكانُ غُموضاً، وككَرُمَ غُموضَةً وغَماضَةً، والرجُلُ الفاتِرُ عن الحَمْلَةِ، وخِلافُ الواضِح من الكلامِ،
وقد غَمُضَ، ككَرُمَ ونَصَرَ، غُموضةً وغُموضاً، والخامِلُ الذليلُ، والحَسَبُ الغَيْرُ المَعْرُوف، والغاضُّ من الخَلاخِلِ في الساقِ،
وـ من الكُعُوبِ والسُّوقِ: السَّمِينُ.
وغَمَضَ عنه في البَيْعِ يَغْمِضُ: تَسَاهَلَ،
كأغْمَضَ،
وـ في الأمْرِ يَغْمِضُ ويَغْمُضُ: ذَهَبَ، وسارَ،
وـ السَّيْفُ في اللَّحْمِ: غابَ.
ودارٌ غامِضَةٌ: غيرُ شارعَةٍ.
وما اكْتَحَلْتُ غَماضاً، ويكسَرُ، وغُمْضاً، بالضم، وتَغْماضاً، وتَغْميضاً، بفتحهما، (وإغْماضاً، بالكسر) : ما نِمْتُ.
وما في الأمْرِ غَمِيضَةٌ: عيبٌ.
وأغْمِضْ لي فيما بِعْتَنِي
وغَمِّضْ: كأنَّكَ تُرِيدُ الزِّيادَةَ منه لِرَدَاءتِهِ، والحَطَّ من ثَمَنِهِ.
وأغْمَضَ حَدَّ السيفِ: رَقَّقَهُ،
وـ العينُ فلاناً: ازْدَرَتْهُ،
وـ فلانٌ فلاناً: حاضَرَهُ فَسَبَقَهُ بعدَ ما سَبَقَهُ ذاكَ.
والمُغْمِضَاتُ: الذُّنُوبُ يَرْكَبُها الرجلُ، وهو يَعْرِفُهَا.
وغَمَّضَتِ الناقةُ تَغْمِيضاً: رُدَّتْ عن الحَوْضِ، فَحَمَلَتْ على الذَّائِدِ مُغَمِّضَةً عَيْنَيْهَا، فَوَرَدَتْ،
وـ فلانٌ على هذا الأمرِ: مَضَى، وهو يَعْلَمُ ما فيه،
وـ الكلامَ: أبْهَمَهُ.
وما اغْتَمَضَتْ عَيْنَايَ، أي: ما نامَتا.
وأتاني ذلك على اغْتماضٍ، أي: عَفْواً بلا تَكَلُّف ومَشَقَّةٍ.
وانْغِماضُ الطَّرْفِ: انْغِضَاضُهُ.
{ولا تَيَمَّمُوا الخبيثَ منه تُنْفِقُونَ ولَسْتُمْ بآخِذِيهِ إلاَّ أن تُغْمِضُّوا فيه} ، أي: لا تُنْفِقْ في قَرْضِ رَبِّكَ خَبيثاً، فإنَّكَ لو أرَدْتَ شراءهُ، لم تأخُذْهُ حتى تَحُطَّ من ثَمَنِهِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.