من (غ ش ش) نسبة إلى الــغاش بمعنى المنطوي على الحقد والضغينة والمزين لصاحبه غير المصلحة.
من (غ ش ش) نسبة إلى الــغاش بمعنى المنطوي على الحقد والضغينة والمزين لصاحبه غير المصلحة.
نغش: النَغْشُ والانْتِــغاشُ والنَّغَشانُ: تحرُّكُ الشيء في مكانه.
تقول: دارٌ تَنْتَغِشُ صِبْياناً ورأْس تَنْتَغِشُ صِئْباناً؛ وأَنشد الليث
لبعضهم في صفة القُراد:
إِذا سَمِعَتْ وطْءَ الرِّكابِ تَنَغَّشَتْ
حُشاشَتُها، في غير لَحْم ولا دَم
وفي الحديث أَنه قال: مَنْ يَاْتِيني بخبَرِ سعْدِ بن الربيع؟ قال محمدُ
بن سلَمةَ: فرَأَيتُه وسَطَ القَتْلى صَريعاً فنادَيْتُه فلم يُجِبْ،
فقُلْت: إِن رسول اللَّه، صلى اللَّه عليه وسلم، أَرْسَلَني إِليك،
فَتَنَغَّشَ كما تَتَنَغّشُ الطيرُ أَي تحرَّك حركة ضعيفة. وانْتَغَشَت الدارُ
بأَهلها والرأْسُ بالقَمْل وتَنَغَّشَ: ماجَ.
والتَّنَغُّشُ: دخولُ الشيء بعضه في بعض كتداخُلِ الدَّبَى ونحوِه. أَبو
سعيد: سُقِي فلانٌ فتَنَغَّشَ تَنَغُّشاً. ونَغَشَ إِذا تحرَّك بعد أَن
كان غُشِي عليه، وانْتَغَشَ الدُّودُ.
ابن الأَعرابي: النُّــغَاشِــيّون هم القِصارُ. في الحديث: أَنه رأَى
نُــغاشِــيّاً فسجَدَ شُكْراً للَّه تعالى. والنُّــغَاشُ: القَصِيرُ. وورد في
الحديث: أَنه مرَّ بِرَجُل نُــغَاشٍ فَخَرّ ساجِداً ثم قال: أَسْأَلُ اللَّهَ
العافيةَ، وفي رواية أُخرى: مرّ برجل نُــغاشِــيٍّ؛ النُّــغَاشُ
والنُّــغاشِــيُّ: القصيرُ أَقْصَر ما يكون، الضعيف الحركة الناقص الخَلْق.
ونغَشَ الماء إِذا رَكِبَه البعيرُ في غَدِير ونحوه، واللَّه عز وجل
أَعلم.
غشش: الغِشُّ: نقيض النُّصْح وهو مأْخوذ من الغَشَش المَشْرَب الكدِر؛
أَنشد ابن الأَعرابي:
ومَنْهَل تَرْوَى به غير غَشَشْ
أَي غير كدر ولا قليل، قال: ومن هذا الغشُّ في البياعات. وفي الحديث:
أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، قال: ليس منَّا من غَشّا: قال أَبو
عبيدة: معناه ليس من أَخْلافِنا الغِش؛ وهذا شبيه بالحديث الآخر: المؤمِنُ
يُطْبَع على كل شيء إِلا الخيانة. وفي رواية: مَنْ غَشَّنا فليس مِنَّا أَي
ليس من أَخلاقنا ولا على سُنَّتنا. وفي حديث أُم زرع: ولا تَمْلأُ
بَيْتَنا تَغْشِيشاً؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وهو من الغِشِّ،
وقيل: هو من النميمة، والرواية بالمهملة. وقد غَشَّه غِشّاً: لم يَمْحَضْه
النَّصيحة؛ وشيء مَغْشُوش. ورجل غُشَّ: غاشٌّ، والجمع غُشّونَ؛ قال أَوس بن
حجر:
مُخَلّفون، ويَقْضِي الناسُ أَمْرَهُمُ،
غُشُّو الأَمانةِ صُنْبُورٌ لِصُنْبُورِ
قال: ولا أَعرف له جمعاً مكسّراً، والرواية المشهورة: غُسّو الأَمانةِ.
واستَغَشّه واغْتَشّه: ظن به الغِشَّ، وهو خلافُ اسْتَنْصَحَه؛ قال
كُثيِّر عزة:
فقُلْتُ، وأَسْرَرْتُ النَّدامَةَ: لَيْتَنِي،
وكُنْت امرَأً أَغْتَشُّ كلَّ عَذُولِ،
سَلَكْتُ سَبيلَ الرائِحات عَشِيّةً
مَخارِمَ نِسعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبِيلي
واغْتَشَشْتُ فلاناً أَي عَدَدْته غاشًّــا؛ قال الشاعر:
أَيا رُبَّ من تَغتَشُّه لك ناصحٌ،
ومُنْتصِحٍ بالغَيْبِ غيرُ أَمِينِ
(* قوله «ومنتصح» في الأساس ومؤتمن.)
وغَشَّ صدْرُه يَغِشُّ غِشّاً: غَلَّ. ورجل غَشٌّ: عظيمُي السُّرّة؛
قال:ليس بغَشٍّ، هَمُّه فيما أَكَلْ
وهو يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون كما ذهب إِليه سيبويه في طَبٍّ
وبَرٍّ من أَنهما فَعِلٌ.
والغِشَاش: أَوّلُ الظُّلْمَة وآخرُها. ولقيه غِشَاشاً وغَشَاشاً أَي
عند الغروب. والغَشَاش والغِشَاش: العَجَلةُ. يقال: لقيتُهُ على غِشَاشٍ
وغَشَاشٍ أَي على عَجَلة؛ حكاها قطرب وهي كِنانيّة؛ وأَنشدتْ محمودةُ
الكلابية:
وما أَنْسَى مَقالَتَها غِشَاشاً
لنا، والليلُ قد طرَدَ النهارَا
وصَاتَكَ بالعُهود، وقد رَأَيْنا
غُرابَ البَيْن أَوْكَبَ، ثم طارَا
الأَزهري: يقال لقيتُه غَشاشاً وغِشاشاً، وذلك عند مُغَيْرِبان الشمس؛
قال الأَزهري: هذا باطل وإِنما يقال لقيته غَشَاشاً وغِشَاشاً، وعلى
غَشَاشٍ وغِشَاشٍ إِذا لقيته على عجلة؛ وقال القَطامي.
على مكانٍ غِشَاشٍ ما يُنيحُ به
إِلا مُغَيِّرُنا، والمُسْتَقِي العَجِل
وقال الفرزدق:
فمَكَّنْتُ سَيْفِي من ذَواتِ رِماحِها
غِشَاشاً، ولم أَحْفَلْ بُكَاءَ رُعائِيا
وروي: مكانَ رعائيا. وشُرْبٌ غِشاشٌ ونوْمٌ غِشَاشٌ، كلاهما: قليلٌ. قال
الأَزهري: شُرْبٌ غِشَاشٌ غير مَرِيءٍ لأَن الماء ليس بصافٍ ولا عَذْب
ولا يَسْتَمْرِئُه شاربُه.
والغَشَشُ: المَشْرب الكدِرُ؛ عن ابن الأَنباري، إِما أَن يكون من
الغِشَاش الذي هو القليل لأًن الشُّرْب يقل منه لكَدَرِه، وإِما أَن يكون من
الغشّ الذي هو ضد النصيحة.
غشا: الغِشاءُ: الغِطاءُ. غَشَّيْت الشيءَ تَغْشِية إِذا غَطَّيْته.
وعلى بَصَره وقَلْبِه غَشْوٌ وغَشْوةٌ وغُشْوة وغِشْوة وغِشاوةٌ وغَشَاوَة
وغُشاوةٌ وغاشِــيةٌ وغُشْية وغُشاية وغِشايةٌ؛ هذه الثلاث عن اللحياني، أَي
غِطاءٌ. وغاشِــية القَلْب وغِشاوتُه: قَمِيصُه؛ قال أَبو عبيد: في
القَلْبِ غِشاوةٌ وهي الجِلْدة المُلْبَسة، وربما خرج فؤادُ الإِنسانِ
والدابَّة من غِشائه، وذلك من فَزَعٍ يَفْزَعه فيموتُ مكانه، وكذلك تقول العرب:
أَنْخَلَعَ فؤادُه، والفؤادُ في الجَوْفِ هو القَلْبُ، وفيه سُوَيداؤه وهي
عَلَقةٌ سَوْداءُ، إِذا شُقَّ القَلْبُ بَدَتْ كقِطْعة كَبِدٍ.
والغِشاوةُ: ما غَشِيَ القَلْبَ من الطَّبَع. وقال بعضهم: الغِشاوةُ جِلْدةٌ
غُشِّيَتِ القَلْبَ فإِذا انْخَلَعَ منها القَلْب ماتَ صاحبُه؛ وأَنشد ابن
بري للحرث بن خالد المخزومي:
صَحِبْتُكَ، إِذْ عَيْني عليها غِشاوةٌ،
فلمّا انْجَلَتْ قَطَّعْتُ نَفْسي أَلُومُها
تقول: غَشَّيْت الشيءَ تَغْشِيةً إِذا غَطَّيْته، وقد غَشَّى اللهُ على
بَصَرِه وأَغْشى؛ ومنه قوله تعالى: فأَغْشَيْناهم فهم لا يُبْصِرُون.
وقال تعالى: وعلى أَبْصارِهِمْ غِشاوةٌ، وقرئ: غَشْوة، كأَنه رُدَّ إِلى
الأَصل لأَن المصادر كلها تردّ إِلى فَعْلة، والقراءة المختارة الغِشاوة،
وكل ما كان مشتملاً على الشيء فهو مبنيٌّ على فِعالَةٍ نحو الغِشاوةِ
والعِمامة والعِصابة، وكذلك أَسماءُ الصِّناعاتِ لاشْتِمالِ الصِّناعةِ على
كلِّ ما فيها نحو الخِياطة والقِصارةِ. وغَشِيَه الأَمْرُ وتغَشَّاه
وأَغْشَيْته إِيَّاه وغَشَّيْته. وفي التنزيل العزيز: يُغْشِي الليلَ النهارَ.
وقال اللحياني: وقرئ يُغَشِّي الليلَ النهارَ، قال: وقرئ في
الأَنْفال: يُغْشِيكُم النُّعاسَ، ويُغَشِّكم النعاسَ، ويَغْشاكُم النُّعاسُ.
وقوله تعالى: هل أَتاكَ حديث الــغاشِــيَة؛ قيل: الــغاشِــيَة القيامة لأَنها
تَغْشى الخَلْق بأَفْزاعِها، وقيل: الــغاشِــية النارُ لأَنَّها تَغْشى وجُوه
الكُفَّار. وغِشاءُ كلِّ شيءٍ: ما تَغَشَّاه كغِشاءِ القَلْب والسَّرْجِ
والرَّحْلِ والسَّيْفِ ونحوِها.
والغَشْواءُ من المَعَزِ: التي يَغْشى وجْهَها كلَّه بياضٌ وهي بَيِّنةُ
الغَشا. والأَغْشى من الخَيْلِ: الذي غَشِيَتْ غُرَّتُه وجْهَه
واتَّسَعَتْ، وقيل: الأَغْشى من الخَيْلِ وغيرها ما ابْيَضَّ رأْسُه كلُّه من
بَيْنِ جَسدِه مثل الأَرْخَمِ. والغَشْواءُ: فَرَس حَسَّانَ ابنِ سَلَمة،
صِفةٌ غالِبة.
والــغاشِــيةُ: السُّؤَّالُ الذين يَغْشَوْنَكَ يَرْجُون فَضْلَكَ
ومَعْرُوفَكَ. وغاشِــية الرجُلِ: مَنْ يَنْتابُه من زُوَّارِه وأَصْدقائه.
وغاشِــيةُ الرَّحْلِ: الحَديدة التي فوقَ المؤخرَةِ. قال أَبو زيد: يقال للحديدة
التي فوق مؤخِرَةِ الرَّحْلِ الــغاشِــية، وهي الدامِغة. والــغاشــية: غاشــية
السَّرْج، وهي غِطاؤه. والــغاشِــية: ما أُلْبِسَ جَفْنُ السَّيْفِ من
الجُلودِ من أَسْفلِ شاربِ السَّيفِ إِلى أَن يَبْلُغَ نَعْلَ السَّيْفِ، وقيل:
هي ما يَتَغَشَّى قوائِمَ السُّيوفِ من الأَسْفانِ
(* قوله «من الاسفان»
هكذا في الأصل تبعاً للمحكم، وفي القاموس: من الاسفار.) وقال جعفر بن
عُلْبة الحارثي:
نُقاسِمُهُم أَسْيافَنا شَرَّ قِسْمَةٍ،
ففِينا غَواشِيها، وفيهم صُدُورُها
والــغاشِــية: داءٌ يأْخُذُ في الجَوْفِ وكلُّه من التَّغْطِية. يقال: رماه
الله بــغاشِــيَة؛ قال الشاعر:
في بطنِه غاشِــيةٌ تُتَمِّمُهْ
قال: تُتَمِّمه تُهْلِكُه. قال أَبو عمرو: وهُو داءٌ أَو وَرَم يكونُ في
البطنِ يعني الــغاشِــيَة. وقوله تعالى: أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهم
غاشِــيةٌ من عذابِ اللهِ؛ أَي عُقوبة مُجَلِّلة تَعُمُّهم.
واسْتَغْشى ثِيابَه وتَغَشَّى بها: تَغَطَّى بها كَيْ لا يُرَى ولا
يُسْمَع. وفي التنزيل العزيز: واسْتَغْشَوْا ثِيابَهُم. وقال تعالى: أَلا
حينَ يَسْتَغْشُون ثيابَهُم ( الآية ) وقيل: إَنَّ طائفة من المنافقين قالوا
إِذا أَغْلَقْنا أَبوابَنا وأَرْخَيْنا سُتُورَنا واسْتَغْشَيْنا
ثِيابَنا وثَنيْنا صُدُورَنا على عداوة محمد، صلى الله عليه وسلم كيف يَعْلمُ
بنا؟ فأَنزل اللهُ تعالى: أَلا حين يَسْتَغْشُون ثِيابَهُم يَعْلم ما
يُسِرُّونَ وما يُعْلِنُون؛ اسْتَغْشى بثَوْبِه وتَغَشَّى أَي تَغَطَّى.
والغَشْوَة: السِّدْرَة؛ قال:
غَدَوْتُ لغَشْوَةٍ في رَأْسِ نِيقٍ،
ومُورَة نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا
وغُشِي عليه غَشْيَةً وغَشْياً وغَشَياناً: أُغْمِيَ، فهو مَغْشِيٌّ
عليه، وهي الغَشْيَة، وكذلك غشْيَةُ المَوْت. قال الله تعالى: نَظَرَ
المَغْشِيِّ عليه من المَوْتِ، وقال تعالى: لهم من جهنمَ مِهادٌ ومن فَوقِهم
غَواشٍ؛ أَي إِغْماءٌ؛ قال أَبو إِسحق: زعم الخليل وسيبويه جميعاً أَن
النونَ ههنا عوضٌ من الياء، لأَنَّ غواشٍ لا يَنْصَرِفُ والأَصل فيها
غَواشيُ، إِلاَّ أَن الضمة تَحذَفُ لِثِقَلِها في الياء، فإِذا ذَهَبَت الضمة
أَدخَلْتَ التنوينَ عوضاً منها، قال: وكان سيبويه يذهب إِلى أَنَّ التنوينَ
عِوضٌ من ذهابِ حركةِ الياء، والياءُ سَقَطت لسُكونِها وسكون التنوين.
وغَشِيَهُ غِشْياناً: أَتاه وأَغْشاهُ إِيَّاهُ غيرُه؛ فأَما قوله:
أَتُوعِدُ نِضْوَ المَضْرَحِيِّ، وقد تَرَى
بعَيْنَيْك ربَّ النَّضْوِ يَغْشى لكم فَرْدا؟
فقد يكون يَغْشى من الأَفْعالِ المُتَعَدِّية بحَرْفٍ وغيرِحرفٍ، وقد
تكونُ اللامُ زائدةً أَي يَغْشاكم كقوله تعالى: قلْ عَسَى أَن يكونَ رَدِفَ
لكم، أَي رَدِفَكُم. وغَشِيَ الأَمرَ غَشياناً: باشرَه. وغَشِيتُ
الرجُلَ بالسَّوْط: ضَرَبْته.
والغِشْيانُ: إِتْيانُ الرجُلِ المرأَةَ، والفِعْلُ غَشِيَ يَغْشى.
وغَشِيَ المرأَةَ غِشْياناً: جامَعَها. وقوله تعالى: فلما تَغَشَّاها
حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمرَّتْ به؛ كناية عن الجِماع. يقال: تغَشَّى
المرأَة إِذا عَلاها، وتجَلَّلها مثله، وقيل للقِيامةِ غاشِــية لأَنها تُجَلِّلُ
الخُلْق فتَعُمُّهم. ابن الأَثير: وفي حديث المَسْعى فإِن الناسَ غَشُوه
أَي ازْدَحَمُوا عليه وكَثُروا. يقال: غَشِيَةُ يَغْشاهُ غِشْياناً إِذا
جاءَهُ، وغَشَّاهُ تَغْشِيةً إِذا غَطَّاه. وغَشِيَ الشيء إِذا لابَسَه.
وغَشِيَ المرأَة إِذا جامَعها. وغُشِيَ عليه: أُغْمِيَ عليه. واسْتغْشى
بثَوْبه وتَغَشَّى إِذا تغَطّى، والجميع قد جاء في الحديث على اختلاف
لفظه، فمنها قوله: وهو مُتغَشٍّ بثوْبه، وقوله: وتَغْشى أَنامِلَه أَي
تسْتُرها، وقولُه: غَشِيَتْهُم الرَّحْمَة وغَشِيَها أَلْوانٌ أَي تعْلوُها.
وقوله: فلا يَغْشَنا في مساجدنا، وقوله: وإِن غشِينَا من ذلك شيءٌ من
القَصد إِلى الشيءِ والمُباشَرَة، وقوله: ما لم يَغْشَ الكبَائِرَ؛ ومنه حديث
سَعْد: فَلَمّا دَخَلَ عليه وجدَه في غاشِــيةٍ؛ الــغاشِــيةُ: الدَّاهِية
من خَيْر أَو شرٍّ أَو مكْروهٍ، ومنه قيلَ للْقِيامة الــغاشِــيةُ، وأَراد في
غَشْيةٍ منْ غَشَياتِ المَوْتِ، قال: ويجوز أَن يُرِيدَ بالــغاشِــيَة
القوْمَ الحُضُورَ عندَه الذين يَغْشَوْنه للخِدْمَة والزيارَةِ أَي جماعة
غاشِــيةٍ أَو ما يَتغَشَّاه من كَرْب الوَجع الذي به أَي يُغَطِّيه فظُنَّ
أَنْ قد مات.
وغُشَيٌّ: موضعٌ.
غشم: الْغَشْمُ: الظُّلْم والغَصْبُ، غَشَمَهُم يَغْشِمُهم غَشْماً.
ورجل غاشِــمٌ وغَشَّامٌ وغَشُومٌ، وكذلك الأُنثى؛ قال:
لَلَوْلا قَاسِمٌ ويَدَا بَسِيلٍ
لَقَدْ جَرَّتْ عَلَيْكَ يَدٌ غَشُومُ
والحَرْبُ غَشُومٌ لأَنها تَنال غير الجاني.
والغَشَمْشَمُ: الجريء الماضي، وقيل: الغَشَمْشَمُ والمِغْشَمُ من
الرجال الذي يَرْكَبُ رأْسَه لا يَثْنيه شيء عما يريد ويَهْوَى من شجاعته؛ قال
أبو كبير:
وَلَقَدْ سَرَيْتُ على الظَّلام بِمِغْشَمٍ
جَلْدٍ من الفِتْيانِ، غَيْرِ مُثَقَّل
وإنه لذو غَشَمْشَمَة. ووِرْدٌ غَشَمْشَمٌ إذا ركِبت رؤُوسَها فلم
تُثْنَ عن وجهها؛ وقال ابن أَحمر في ذلك:
هُبارِيَّةٍ هَوْجاءَ مَوْعِدُها الضُّحى،
إذا أَرْزَمَتْ جاءت بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ
قال: موعدها الضحى لأن هبوب الريح يبتدئ من طلوع الشمس.
والغَشُوم: الذي يَخْبِطُ الناس ويأْخذ كل ما قدر عليه، والأصل فيه من
غشم الحاطب، وهو أن يحتطب ليلاً فيقطع كل ما قدر عليه بلا نظر ولا فكر؛
وأَنشد:
وقُلْتُ: تَجَهَّزْ فاغْشِمِ النَّاسَ سائلاً،
كما يَغْشِمُ الشَّجْراءَ باللَّيْلِ حاطِبُ
ويقال: ضَرْبٌ غَشَمْشَمٌ؛ قال القُحَيف بن عمير:
لَقَدْ لَقِيَتْ أَفْتاءُ بَكْرِ بنِ وائِلٍ،
وَهِزَّانُ بالبَطْحاءِ ضَرْباً غَشَمْشَما
إذا ما غَضِبْنا غَضْبَةً مُضَرِيَّةً،
هَتَكنْا حِجابَ الشَّمْسِ أَوْ مَطَرَتْ دما
قال ابن بري: هذا البيت الأخير سرقه بَشَّار، وكذلك الغَشُوم؛ قال
الشاعر:
قَتَلْنا ناجِياً بِقَتيلِ عَمْرٍو،
وجَرَّ الطالب التِّرَةَ الغَشُومُ
بنصب التِّرَة، وكذلك أَنشده ابن جني. وناقة غَشَمْشَمَةٌ: عَزِيرة
النَّفْس؛ قال حُميد بن ثور:
جَهُول، وكان الجَهْلُ مِنْها سَجِيَّةً،
غَشَمْشَمَة لِلْقائِدِينَ زَهُوق
يقول: تُزْهِقُ قائدَها أي تَسْبقه من نشاطها، فَعُولٌ بمعنى مُفْعِل،
وهو نادر.
والأَغْشَمُ: اليابس القديم من النَّبْت؛ حكاه ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إذا خَما،
صَوْتُ أَفَاعٍ في خَشِيٍّ أَغْشَما
ويروي أَعشما، وهو البالغ، وقد ذكر في موضعه. وغاشِــمٌ وغُشَيْمٌ
وغَيْشَمٌ وغَشَّامٌ: أَسماء.
غبش: الغَبَشُ: شدَّة الظُّلْمة، وقيل: هو بقية الليل، وقيل: ظُلْمة آخر
الليل؛ قال ذو الرمة:
أَغْباشَ لَيلِ تَمَامٍ كان طارَقَه
تَطَخْطُخُ الغَيم، حتى ما لَه جُوَبُ
وقيل: هو مما يلي الصبحَ، وقيل: هو حين يُصْبح؛ قال:
في غَبَشِ الصُّبْح أَو التَّجَلِّي
والجمع من ذلك أَغْباش، والسين لغة؛ عن يعقوب، وليل أَغْبَشُ وغَبِشٌ
وقد غَبِشَ وأَغْبَشَ. وفي الحديث عن رافع مولى أُم سلمة أَنه سَأَل أَبا
هريرة عن وقت الصلاة فقال: صَلّ الفَجْرَ بِغَلَسٍ، وقال ابن بُكَير في
حديثه: بغَبَش، فقال ابن بكير: قال مالكٌ غَبَشٌ وغَلَسٌ وغَبَسٌ واحد؛ قال
أَبو منصور: ومعناها بقية الظلمة يُخالطها بياض الفَجْر، فبَيَّنَ
الخيطَ الأَبيض من الخيط الأَسود، ومن هذا قيل للأَدْلَم من الدواب: أَغْبَش.
وقي الحديث: أَنه صلَّى الفجر بِغَبَشٍ؛ يقال: غَبِشَ الليلُ وأَغْبَشَ
إِذا أَظلم ظلمة يخالطها بياض؛ قال الأَزهري: يريد أَنه قدَّم صلاة الفحر
عند أَوّل طلوعه وذلك الوقت هو الغَبَسُ، بالسين المهملة، وبَعْدَهُ
الغَلَسُ، ويكون الغَبَشُ بالمعجمة في أَوّل الليل أَيضاً؛ قال: ورواه جماعة
في الموطإِ بالسين المهملة وبالمعجمة أَكثر. والغُبْشةُ: مثل الدُّلْمة
في أَلوان الدواب. والغَبَشُ: مثل الغَبَس، والغَبَسُ بعد الغَلَس، قال:
وهي كلّها في آخر الليل، ويكون الغَبَسُ في أَول الليل. أَبو عبيدة:
غَبِشَ الليل وأَغْبَشَ إِذا أَظلم. وفي حديث علي، كرم اللَّه وجهه: قَمَشَ
عِلْماً غارّاً بأَغْباش الفتْنة أَي بظُلَمِها.
وغَبَشَني يَغْبِشُني غَبْشاً: خَدعني. وغَبَشَه عن حاجتِه يَغْبِشُه:
خدعه عنها. والتَغَبُّشُ: الظُّلْم؛ قال الراجز:
أَصْبَحْت ذا بَغْيٍ، وذا تَغَبُّشِ،
وذا أَضالِيلَ، وذا تَأَرُّشِ
وتَغَبَّشَني بدعوى باطلٍ: ادّعاها عليّ، وقد ذُكِر في حرف العين.
ويقال: تَغَبّشَنا فلانٌ تَغَبُّشاً أَي ركِبَنا بالظُّلْم؛ قال أَبو زيد: ما
أَنا بغابِشِ الناس أَي ما أَنا بــغاشِــمِهم. أَبو مالك: غَبَشه وغشَمَه
بمعنى واحد.
وغُبْشان: اسم رجل.
قلط: القَلَطِيُّ: القصير جِدّاً. ابن سيده: القَلَطِيُّ والقُلاطُ
والقِيلِيطُ، وأَرى الأَخيرة سواديّةً، كله: القصير المجتمع من الناس
والسَّنانير والكلاب. والقَيْلِيطُ، وقيل القَيْلَطُ: المُنْتفِخ الخُصْية،
ويقال له ذو القَيْلطِ. والقِيلِطُ: الآدَرُ وهو القَيْلةُ. ابن الأَعرابي:
القَلْطُ الدَّمامةُ. والقلَّوْط، يقال، واللّه أَعلم: إِنه من أَولاد
الجنّ والشياطين. والقِليطُ: العظيم البيضتين.