من (ر ب ع) نسبة إلى رَبَع.
من (ر ب ع) نسبة إلى رَبَع.
عيــا: عَيَّ بالأَمرِ عَيّــاً وعَيِــيَ وتَعايا واسْتَــعْيــا؛ هذه عن
الزجَّاجي ، وهو عَيٌّ وعَيــيٌ وعَيَّــانُ: عجز عنه ولم يُطِقْ إحْكامه. قال
سيبويه: جمع الــعَيــيِّ أَــعْيِــياءُ وأَــعِيَّــاءُ، والتصحيح من جهة أَنه ليس على
وزن الفِعْلِ، والإعْلال لاسْتِثقالِ اجتماع الياءَينِ، وقد أَــعْيــاه
الأمرُ؛ فأَمَّا قول أبي ذؤيب:
وما ضَرَبٌ بَيْضاءُ، يأْوِي مَلِيكُها
إلى طُنُفٍ أَــعْيــا بِراقٍ ونارِلِ
فإنما عَدّى أَــعْيــا بالباء لأنه في معنى برَّح، فكأَنه قال برَّح بِراقٍ
ونازِلٍ، ولولا ذلك لما عَدَّاه بالباء. وقال الجوهري: قوم أَــعْيــاء
وأَــعْيِــياء، قال: وقال سيبويه أَخبرنا بهذه اللغة يونس ، قال ابن بري: صوابه
وقوم أَــعِيّــاء وأَــعْيِــياء كما ذكره سيبويه. قال ابن بري: وقال ، يعني
الجوهري، وسَمِعْنا من العرب من يقول أَــعْيِــياء وأَحْيِيَةٌ فيُبَيِّن؛ قال
في كتاب سيبويه: أَحْيِيَةٌ جمع حَياء لفَرْج الناقة، وذكر أَنَّ من
العرب من يُدْغِمُه فيقول أَحِيَّة. الأزهري: قال الليث الــعِيُّ تأْسِيسٌ
أَصله من عَيــن وياءَيْن وهو مصدر الــعَيِــيِّ، قال: وفيه لغتان رجل عَيِــيٌّ،
بوزن فــعيــل؛ وقال العجاج:
لا طائِشٌ قاقٌ ولا عَيِــيُّ
ورجل عَيٌّ: بوَزْنِ فَعْلٍ، وهو أَكثر من عَيــيٍّ، قال: ويقال عَيِــيَ
يَــعْيــا عن حُجَّته عَيّــاً، وعَيَّ يَــعْيَــا، وكلُّ ذلك يقال مثل حَيِيَ
يَحْيَا وحَيِّ؛ قال الله عز وجل: ويَحْيا مَنْ حَيَّ عن بَيِّنَةٍ ، قال:
والرِّجلُ يَتَكَلَّف عملاً فيَــعْيــا به وعَنه إذا لم يَهْتَدِ لوجِه عَمَله.
وحكي عن الفراء قال: يقال في فِعْلِ الجميع من عَيَّ عَيُّــوا؛ وأَنشد
لبعضهم:
يَحِدْنَ عَنْ كلِّ حَيٍّ، كأَنَّنا
أَخاريسُ عَيُّــوا بالسَّلامِ وبالنَّسَبْ
وقال آخر:
مِنَ الذين إذا قُلْنا حديثَكُمُ
عَيُّــوا، وإنْ نَحْن حَدَّثْناهُمُ شَغِبُوا
قال: وإذا سُكِّن ما قبل الياء الأُولى لم تُدْغَمْ كقولك هو يُــعْيــي
ويُحْيي. قال: ومن العربَ منْ أَذْعَمَ في مثلِ هذا؛ وأَنشد لبعضهم:
فكَأَنَّها بينَ النّساء سَبيكةٌ
تَمْشي بسُدَّة بَيتها، فتُــعِيُّ
وقال أبو إسحق النحوي: هذا غيرُ جائزٍ عند حُذَّاق النحويين. وذكر أَنَّ
البيتَ الذي اسْتَشْهد به الفراء ليس بمعروف؛ قال الأَزهري: والقياس ما
قاله أَبو إسحق وكلامُ العرب عليه وأَجمع القُرّاء على الإظْهار في قوله
يُحْيِي ويُمِيتُ. وحكي عن شمر: عَيِــيتُ بالأَمر وعَيــيتُه وأَــعْيــا عليَّ
ذلك وأَــعيــاني. وقال الليث: أَــعْيــاني هذا الأَمرُ أَن أَضْبِطَه وعَيِــيت
عنه، وقال غيره: عَيِــيتُ فلاناً أَــعْيــاهُ أَي جَهِلْته. وفلان يَــعْيــاه
أَحدٌ أي لا يَجْهَله أحدٌ، والأصل في ذلك أن لا تَــعْيــا عن الإخبارِ عنه إذا
سُئِلْتَ جَهْلاً به؛ قال الراعي:
يسأَلْنَ عنك ولا يَــعْيــاك مسؤولُ
أَي لا يَجْهَلُك. وعَيِــيَ في المَنْطِق عِيّــاً: حَصِرَ. وأَــعْيــا
الماشي: كلَّ. وأَــعْيــا السيرُ البَــعيــرَ ونحوَه: أَكَلَّه وطَلَّحه. وإبلٌ
مَعايا: مُــعْيِــيَة. قال سيبويه: سألت الخليلَ عن مَعايا فقال: الوَجْه
مَعايٍ، وهو المُطَّرد، وكذلك قال يونس، وإنما قالوا مَعايا كما قالوا مَدارى
وصَحارى وكانت مع الياء أَثقلَ إذا كانت تُستَثقَل وحدَها. ورجلٌ
عَيــاياءُ: عَيِــيٌّ بالأُمور. وفي الدعاء: عَيٌّ له وشَيٌّ، والنَّصْبُ جائِزٌ.
والمُعاياةُ: أَن تأْتيَ بكلامٍ لا يٌهتَدى له، وقال الجوهري: أَن تأْتي
بشيءٍ لا يهتدى له، وقد عاياهُ وعَيَّــاه تَــعْيِــيَةً. والأُــعْيِــيَّةُ: ما
عايَيْتَ به. وفَحْلٌ عَيــاءٌ: لا يَهْتَدي للضراب، وقيل: هو الذي لم
يَضْرِبْ ناقةً قطُّ، وكذلك الرجل الذي لا يَضْرِبُ، والجمع أَــعْيــاءٌ ،
جمَعُوه على حذف الزائد حتى كأَنهم كسَّروا فَعَلاً كما قالوا حياءُ الناقةِ،
والجمع أَحْياءٌ. وفَحْلٌ عَيــاياءُ: كْــعَيــاءٍ، وكذلك الرجُلُ. وفي حديث
أُمّ زرع: أَنَّ المرأَة السادسة قالت زوجي عَيــاياءُ طَبافاءُ كلُّ داءٍ
داءٌ؛ قال أبو عبيد: الــعَيــاياءُ من الإبلِ الذي لا يَضْرِبُ ولا
يُلْقِحُ، وكذلك هو من الرجال؛ قال ابن الأثير في تفسيره: الــعَيــاياءُ العِنِّينُ
الذي تُــعْيــيهِ مُباضَعَة النساء . قال الجوهري: ورَجلٌ عَيــاياءُ إذا
عَيِّ بالأَمْر والمَنْطِقِ ؛ وذكر الأزهري في ترجمة عبا:
كَجَبْهَةِ الشَّيخِ العَباء الثَّطِّ
وفسره بالعَبام، وهو الجافي الــعَيِــيُّ ، ثم قال: ولم أَسْمَع العَباءَ
بمعنى العَبام لغير الليث، قال: وأَما الرَّجَز فالرواية عنه:
كَجَبْهَة الشيخ الــعيــاء
بالياء . يقال: شيخ عَيــاءٌ وعَيــاياءُ، وهو العَبامُ الذي لا حاجة له إلى
النساء، قال: ومن قاله بالباء فقد صَحَّف. وداءٌ عَيــاءٌ: لا يُبْرَأُ
منه ، وقد أَــعْيــاه الداءُ ؛ وقوله:
وداءٌ قدَ أعْيــا بالأطبَّاء ناجِسُ
أراد أَــعْيــا الأَطِبَّاءَ فعَدَّاه بالحَرْفِ، إذ كانت أَــعْيــا في معنى
بَرَّحَ، على ما تقدم. الأَزهري: وداءٌ عَيُّ مثلُ عَيــاءٍ، وعَيِــيٌّ
أَجود؛ قال الحرث بن طُفَيل:
وتَنْطِقُ مَنْطِقًا حُلْواً لذيذاً،
شِفاءَ البَثِّ والسُّقْمِ الــعَيِــيِّ
كأَن فَضِيضَ شارِبه بكأْس
شَمُول، لَوْنُها كالرَّازِقِيِّ
جَمِيعاً يُقْطَبانِ بِزَنْجَبيلٍ
على فَمِها، مَعَ المِسْكِ الذَّكِيِّ
وحكي عن الليث: الداءُ الــعَيــادُ الذي لا دَواءَ له، قال: ويقال الداءُ
الــعَيــاءُ الحُمْقُ. قال الجوهري: داءٌ عَيــاءٌ أَي صعبٌ لا دواءَ له كأَنه
أَــعْيــا على الأَطِباء. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فِعْلُهم الداءُ
الــعَيــاءُ؛ هو الذي أَــعْيــا الأَطِباء ولم يَنْجَعْ فيه الدواءُ. وحديث
الزُّهْري: أَنَّ بَرِيداً من بعض المُلوك جاءَه يسأله عن رجل معه ما مع المرأة
كيف يُوَرَّث؟ قال: من حيثُ يخرجُ الماءُ الدافِقُ؛ فقال في ذلك
قائلهم:ومُهِمَّةٍ أَــعْيــا القُضاةَ عَيــاؤُها
تَذَرُ الفقيهَ يَشُكُّ شَكَّ الجاهِلِ
عَجَّلْتَ قبلَ حَنِيذها بِشِوَائِها ،
وقَطَعْتَ مَحْرِدَها بحُكْمٍ فاصِلِ
قال ابن الأثير: أَرادَ أَنك عجلتَ الفَتْوى فيها ولم تَسْتَأْنِ في
الجواب، فشَبَّهه برجُلٍ نَزلَ به ضيفٌ فعَجَّل قِراهُ بما قَطعَ له من
كَبِدِ الذَّبيحة ولَحْمِها ولم يَحْبِسُه على الحَنيذِ والشّواء، وتَعْجيلُ
القِرى عندهم محمودٌ وصاحبُه ممدوح.
وتَــعَيَّــا بالأمر: كَتَعَنَّى ؛ عن ابن الأعرابي؛ وأَنشد:
حتى أَزُورَكُم وأَعْلَمَ عِلْمَكُمْ،
إنَّ التَّــعَيِّــيَ بأَمرِك مُمْرِضُ
وبنو عَيــاءٍ: حَيٌّ من جَرْمٍ. وعَيْــعايةُ: حَيٌّ من عَدْوان فيهم
خَساسة. الأزهري: بَنُو أَــعْيــا يُنْسَبُ إليهم أَــعْيَــوِيٌّ، قال: وهم حَيٌّ
من العرب. وعاعَى بالضأْنِ عاعاةً وعِيــعاءً: قال لها عا، وربما قالوا
عَوْ وعايْ وعاءِ، وعَيْــعَى عَيْــعاةً وعِيــعاءً كذلك؛ قال الأَزهري: وهو
مثال حاحَى بالغَنَم حِيحاءً، وهو زَجْرُها. وفي الحديث شِفاءُ الــعِيِّ
السؤالُ؛ الــعِيُّ: الجهلُ، وعيِــيَ به يَــعْيــا عِيّــاً وعَيَّ، بالإدغام
والتشديد، مثلُ عَيــيَ. ومنه حديث الهَدْي: فأَزْحَفَتْ عليه بالطريق فــعَيَّ
بشأْنِها أَي عَجَزَ عنها وأَشكل عليه أَمرُها. قال الجوهري: الــعِيُّ خلافُ
البيانِ، وقد عَيَّ في مَنْطِقِه. وفي المثل: أَــعْيَــا من باقِلٍ. ويقال
أَيضًا: عَيَّ بِأَمرِه وعَيِــيَ إذا لم يَهْتَدِ لوجهِه، والإدْغامُ
أَكثر، وتقول في الجمع: عَيُــوا ، مخَفَّفاً، كما قلناه في حَيُوا، ويقال
أَيضًا: عَيُّــوا، بالتشديد، وقال عبيد بن الأبرص:
عَيُّــوا بأَمرِهِمُ ، كما
عَيَّــتْ ببَيْضتِها الحَمامَهْ
وأَــعيــاني هو ؛ وقال عمرو بن حسان من بني الحَرِث ابنِ همَّام:
فإنَّ الكُثْرَ أَــعْيــاني قَديماً ،
ولم أُقْتِرْ لَدُنْ أَنّي غُلامُ
يقول: كنت متوسطاً لم أَفْتَقر فقراً شديداً ولا أَمكَنني جمعُ المال
الكثير، ويُرْوى: أَغناني أَي أَذَلِّني وأَخْضَعني. وحكى الأَزهري عن
الأصمــعي: عيِــيَ فلان، بياءَين، بالأَمر إذا عَجَز عنه، ولا يقال أَــعْيــا به.
قال: ومن العرب من يقول عَيٌّ به، فيُدْغِمُ. ويقال في المَشْي: أَــعْيَــيْت
وأَنا عَيِــيّ؛
(* قوله «اعيــيت وأنا عيــيّ» هكذا في الأصل، وعبارة التهذيب: أعيــيت اعيــاء،
قال: وتكلمت حتى عيــيت عيــاً ، قال: واذا طلب علاج شيء فعجز يقال: عيــيت
وأنا عيــي.) قال النابغة:
عَيَّــتْ جواباً وما بالرَّبْعِ من أَحد
قال: ولا يُنْشَدُ أَــعْيَــتْ جواباً؛ وأَنشد لشاعر آخر في لغة من يقول
عيــي:
وحتى حسِبْناهْم فوارِسَ كَهْمَسٍ،
حَيُوا بعدما ماتُوا من الدَّهْرِ أَعْصُرَا
ويقال: أَــعْيــا عليَّ هذا الأَمرُ وأَــعْيــاني، ويقال: أَــعْيــاني عَيَــاؤه؛
قال المرَّارُ:
وأَــعْيَــتْ أَن تُجِيبَ رُقىً لِرَاقِ
قال: ويقال أَــعْيــا به بــعيــره وأَذَمَّ سواءٌ. والإعْيــاءُ: الكَلال؛
يقال: مَشَيْت فأَــعْيَــيْت، وأَــعيــا الرجلُ في المَشْيِ، فهو مُــعْيٍ؛ وأَنشد
ابن بري:
إنّ البَراذِيِنَ إذا جَرَيْنَهْ ،
مَعَ العِتاقِ ساعَةً، أَــعْيَــيَنَهْ
قال الجوهري: ولا يقال عَيَّــانٌ. وأَــعْيــا الرجلُ وأَــعيــاهُ الله، كلاهما
بالأَلف. وأَــعيــا عليه الأَمْرُ وتَــعَيَّــا وتَعايا بمعنى.
وأَــعْيــا: أَبو بطن من أَسَدٍ، وهو أَــعيــا أَخو فَقْعسٍ ابنا طَريفِ بن
عمرو بن الحَرِثِ بن ثَعْلبة بن دُوادانَ بن أَسدٍ؛ قال حُرَيث بنُ عتَّابٍ
النَّبْهاني:
تَعالَوْا أُفاخِرْكُمْ أَأَــعْيــا، وفَقْعَسٌ
إلى المَجْدِ أَدْنَى أَمْ عَشِيرَةُ حاتِمِ
والنسبَة إليهم أَــعْيَــويّ.