بفتح العين المهملة وياء ساكنة وشين معجمة وواو ساكنة وميم، قال السّريّ بن معتّب
من بني عمرو بن كلاب:
وددت بأبرق الــعيشوم أني ... وإياها، جميعا، في رداء
أباشره، وقد نديت رباه، ... فألصق صحّة منه بداء
عشم: العَشْمُ والعَشَمُ: الطمَعُ؛ قال ساعدة بن جُؤيّة الهذلي:
أمْ هلْ ترَى أَصَلاتِ العَيْشِ نافِعةً
أَمْ في الخُلودِ، ولا باللهِ مِنْ عَشَمِ؟
وعَشِمَ عَشَماً وتَعشَّم: يَبِس. ورجلٌ عَشَمةٌ: يابس من الهُزال، وزعم
يعقوب أن مِيمها بدل من باء عَشَبة. وشيخٌ عَشَمةٌ وعجوز عَشَمةٌ: كبيرٌ
هرِمٌ يابس، وقيل: هو الذي تَقارَبَ خَطْوهُ وانحنى ظهرهُ كعَشَبةٍ.
والعَشَمُ: الشُّيوخ. وفي حديث المغيرة: أن امرأَةً شَكتْ إليه بعلها فقالت:
فَرِّق بيني وبينه فوالله ما هو إلا عَشَمةٌ من العَشَم. وفي حديث عمر:
أَنه وقَفَتْ عليه امرأَةٌ عَشَمةٌ بأَهدامٍ لها أي عجوزٌ قَحِلة يابسة.
والعَشَمةُ، بالتحريك: النابُ الكبيرةُ. والعَشَم: الخبز اليابس، القطعة
منه عَشَمةٌ. وعَشِمَ الخبزُ يَعْشَمُ عَشَماً وعُشوماً: يَبس وخَنِزَ.
وخُبزٌ عَيْشَمٌ وعاشِمٌ: يابس خَنِزٌ. وقال الأزهري: لا أعرف العاشِمَ في
باب الخُبز. والعُسوم، بالسين المهملة: كِسَر الخُبز اليابسة، وقد مضى.
وفي الحديث: إنَّ بلدَتنا باردة عَشَمةٌ أي يابسة، وهو من عشِمَ الخُبزُ
إذا يَبس وتكرَّج، وقيل: العَيْشَمُ الخُبز الفاسد، اسم لا صفة.
والعُشُمُ: ضرب من الشجر، واحدة عاشِم وعَشِم. وشجر أَعشَمُ: أَصابته الهَبْوةُ
فيبس. وأَرضَ عَشماء: بها شُجَيرٌ أَعشَم. ونبتٌ أَعشم: بالغٌ؛ قال:
كأَنَّ صَوْتَ شُخْبِها، إذا خَما،
صَوْتُ أَفاعٍ في خَشِيٍّ أَعشَما
ورواه ابن الأعرابي: أَغشَما، وسيأْتي ذكره.
والــعَيشُوم: ما هاجَ من النبت أي يبس. والــعَيشوم: ما يَبس من الحُمَّاض،
الواحدة عَيْشومــة؛ وقال الأزهري: هو نبتٌ غير الحُمّاض، وهو من الخُلَّة
يُشبه الثُّدَّاء، والثُّدَّاءُ والمُصاصُ والمُصّاخُ: الذي يقال له
بالفارسية غورناس. والــعَيشومُ أيضاً: نبت دُقاق طُوال يُشبه الأسَل تُتَّخذ
منه الحُصُرُ المُصبَّغة الدِّقاقُ، وقيل: إن مَنبِته الرمل. والــعَيْشوم:
شجر له صوت مع الريح؛ قال ذو الرمة:
للجِنِّ بالليل في حافاتِها زَجَلٌ،
كما تَناوَحَ يومَ الريحِ عَيْشومُ
وفي الحديث: أنه صلى في مسجدٍ بمنىً فيه عَيشومــةٌ؛ قال: هي نبت ذقيق
طويلٌ مُحدَّدُ الأَطراف كأَنه الأَسَل تُتَّخذ منه الحُصُر الدِّقاقُ،
ويقال: إن ذلك المسجد يقال له مسجدُ الــعَيْشومــة، فيه عَيْشومــة خَضْراء أبداً،
في الجَدْب والخِصب، والياء زائدة. وفي الحديث: لو ضَرَبكَ فلانٌ
بأُمْصوخةِ عَيْشومــةٍ لقتَلك. ويقال: الــعَيْشومــةُ، بالهاء، شجرة ضخمةُ الأصلِ
تَنْبُتُ نِبْتةَ السَّخْبَرِ، فيها عيدانٌ طِوالٌ كأَنه السَّعفُ
الصِّغارُ يُطِيف بأَصْلها، ولها حُبْلةٌ أي ثمرةٌ في أَطراف عُودها تُشْبه ثمرَ
السَّخْبر ليس فيها حَبٌّ. وقال أبو حنيفة: الــعَيْشومُ من الرَّبْل ومما
يُسْتَخْلف، وهو شبيه بالثُّدَّاء إلا أنه أضخم.
وعاشم: نَقاً بِعالِج.
همق: كُلاٌ هَمِقٌ: هَشٌّ لين؛ عن أَبي حنيفة؛ وأنشد:
باتَتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ،
لُبايَةً من هَمِقٍ عَيْشومِ
وقال بعضهم: الهَمِقُ من الحَمض، والهَمِق: نبت، والــعَيْشوم اليابس. ابن
الأعرابي: الهَمْقى نبت؛ وفي كتاب أبي عمرو:
لباية من هَمِقٍ هَيشوم
وقال: الهَمِقُ الكثير، والقَصِيم منابت الغضا جمع قَصِيمةٍ، بصاد غير
معجمة.
والهِمَقَّى والهِمِقَّى: ضرب من المشي، وقال كراع: هو سير سريع.
والهَمْقاق والهُمقاق: حب يشبه حب القطن في جُمَّاحة مثل الخَشْخاش؛ قال
ابن سيده: وهي مثل الخَشْخاش إلا أنها صلبة ذات شعب يُقْلَى حَبُّه،
وأكله يزيد في الجماع، يكون في بلاد بَلْعَمِّ، واحدته هَمْقاقة، وهُمْقاقة
بوزن فُعْلانة من كلام العجم أولله كلام بَلْعَمِّ خاصة لأنه يكون بجبال
بَلْعَمِّ؛ قال ابن سيده: وأَحسبها دخيلة. قال: والهَمَقِيقٌ نبت، زعموا.
الجوهري: ومشى الهِمَقَّى إذا مشى على جانب مرة وعلى جانب مرة. أبو
العباس: الهِمَقَّى مشية فيها تمايل؛ وأَنشد:
فأَصْبَحْنَ يَمْشِينَ الهِمَقَّى، كأنما
يدافِعْنَ بالأفْخاذِ نَهْداً مؤَرَّبا
الأزهري: المُهَمَّق من السَّويق المُدَقَّق.
لبي: اللُّبايةُ: البَقِيَّةُ من النبت عامة، وقيل: البَقِيَّةُ من
الحَمض، وقيل: هو رقيق الحَمْض، والمَعْنَيان متقاربان. ابن الأَعرابي:
اللُّبابة شَجر الأُمْطِيّ؛ قال الفراء وأَنشد:
لُبايةً من هَمِقٍ عَيْشُومِ
والهَمِقُ: نبت. والــعَيْشُوم: اليابس. والأُمْطِيُّ: الذي يعمل منه
العلك. وحكى أَبو ليلى: لبَيت الخُبْزة في النار أَنضجتها. ولَبَّيْتُ بالحج
تَلْبِية. قال الجوهري: وربما قالوا لبَّأْت، بالهمز، وأَصله غير الهمز.
ولَبَّيت الرجل إِذا قلت له لَبَّيْك. قال يونس بن حبيب الضبي: لَبَّيك
ليس بمثنى وإِنما هو مثال عَلَيك وإِليك، وحكى أَبو عبيد عن الخليل أَن
أَصل التلبية الإِقامة بالمكان، يقال: أَلْبَبْت بالمكان ولَبَّبْت لغتان
إِذا أَقمت به، قال: ثم قلبوا الباء الثانية إِلى الياء استثقالاً كما
قالوا تَظَنَّيْت، وإِنما أَصلها تَظَنَّنْت. قال: وقولهم لبَّيْك مثنى على
ما ذكرناه في باب الباء؛ وأَنشد للأَسدي:
دَعَوْتُ لِما نابَني مِسْوَراً
فَلَبَّى، فَلَبَّيْ يَدَيْ مِسْوَرِ
قال: ولو كان بمنزلة على لقال فَلَبَّى يَدَيْ مسور لأَنك تقول على زيد
إِذا أَظهرت الاسم، وإِذا لم تظهر تقول عليه، كما قال الأَسدي أَيضاً:
دَعَوْتُ فَتًى، أَجابَ فَتًى دَعاه
بَلَبَّيْهِ أَشَمُّ شَمَرْدَلِيُّ
قال ابن بري في تفسير قوله فَلَبَّيْ يَديْ مِسْورِ: يقول لبي يدي مِسور
إِذا دعاني أَي أُجيبه كما يُجيبني. الأَحمر: يقال بينهم المُلْتَبِية
غير مهموز أَي مُتَفاوِضون لا يكتم بعضهم بعضاً إِنكاراً، وأَكثر هذا
الكلام مذكور في لبب، وإِنما الجوهري أَعاد ذكره في هذا المكان أَيضاً
فذكرناه كما ذكره.
واللَّبْوُ: قبيلة من العرب، النسب إِليه لَبَوِيٌّ على غير قياس، وقد
تقدم في الهمز.
برق: قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب.
والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم، وجمعه بُروق.
وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ:
المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع
بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن
اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال
طُفَيْل:
ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه،
وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ
قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ
البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ
بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة؟ يعني
السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً
أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر:
يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا
وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ
وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه
مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة:
إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ
له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِرِ
جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر
أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت:
أَبْرِقْ وأَرْعِد يا يزيـ
ـدُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ
فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه،
وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا
البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ
بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم
رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:
يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ،
لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ
وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛
وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء
(*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء)
وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛
ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.
بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع
وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن
أَحمر:
تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً
ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ
والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله،
وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه ،
وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ. وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة
الجسم. والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي
بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه
فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عَمّار، رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي
تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل
إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا
أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.
والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق،
وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق
اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج،
وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع
لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.
وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة
(*قوله «والبرقانة دفعة»
ضبطت في الأصل الباء بالضم.) البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.
وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ
بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد:
وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا
نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا
وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح
بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.
وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له
مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن
اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:
ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ
لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ
وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال
الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق،
بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد
قول طرَفة:
فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني،
وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ
يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول
فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.
وأَبرَقَه الفزَعُ. والبَرَقُ أيضاً: الفزع. ورجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب
عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي
حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ:
الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر
خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ،
بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز
كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع.
وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا
وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.
وناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غير لقَح؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبرَقَت
الناقةُ بذَنبها، وهي مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شاذة: شالت به عند
اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحياني: هو إذا شالَت
بذنبها وتلقَّحت وليست بلاقح. وتقول العرب: دَعْني من تَكْذابِك وتأْثامك
شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان على المصدر أَي أَنك بمنزلة الناقة التي
تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، وهي غير لاقح، وجمع البَرُوق
بُرْقٌ. وقول ابن الأَعرابي، وقد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها
لنُزْق وإنَّ عقاربها لبُرْق أَي أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة
البَروق. وأَبرقت المرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الأَخيرة
(*قوله
«الاخيرة إلخ» ضبطت في الأصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت
مشددة للحياني.) عن اللحياني، وبرَّقَت إذا تعرَّضت وتحسَّنت، وقيل:
أَظْهرته على عَمْد؛ قال رؤبة:
يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث
وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تفعل ذلك. اللحياني: امرأَة إبريق إذا كانت
برَّاقة. ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت.
والبُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، وجمعها بُرْقانٌ.
والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ
وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت
البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته.
الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك
البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. ويقال: قُنْفُذُ
بُرْقةٍ كما يقال ضَبُّ كُدْية، والجمع بُرَقٌ.
وتَيْسٌ أَبرقُ: فيه سواد وبياض. قال اللحياني: من الغنم أَبرق وبَرقاء
للأُنثى، وهو من الدوابّ أَبلَق وبَلْقاء، ومن الكلاب أَبقَع وبَقْعاء.
وفي الحديث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عند الله من دم
سَوْداوين، أَي ضَحُّوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خِلال صوفها الأَبيض طاقات
سود، وقيل: معناه اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ
طعامه بالسمْن. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل
أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً
برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض
وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن
حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها
البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال
للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر:
بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه
تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ
(*قوله «تذكر» في الصحاح: مخافة).
يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها
بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد
ثعلب:لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها،
من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ
ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شيء اجتمع فيه
سواد وبياض، فهو أَبْرق. قال ابن برّي: ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال
طَهْمان الكلابي:
قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ،
ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ
والنَّقِيق: الصَّرِير. أبو زيد: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت
بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.
وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً
يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ
يبرُقه إذا صب فيه الزيت.
والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت
عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ
أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.
وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم
يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر
سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في
المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق
السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم
يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.
والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة.
والبَرَقُ: الحَمَلُ، فارسيّ معرّب، وجمعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان.
وفي حديث الدجال: أن صاحِبَ رايتِه في عَجْب ذَنبه مثل أَلْيةِ البَرَقِ
وفيه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء والراء: الحمَل، وهو
تعريب بَرَهْ بالفارسية. وفي حديث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ
الكَسِير أي المكسور القَوائم يعني تسوقهم النار سَوْقاً رَفِيقاً كما
يُساق الحَمَل الظالع.
والإبْرِيقُ: إناء، وجمعه أبارِيقُ، فارسي معرب؛ قال ابن بري: شاهده قول
عديّ بن زيد:
ودَعا بالصَّبُوحِ، يوماً، فجاءَتْ
قَيْنةٌ في يَمينِها إبْرِيقُ
وقال كراع: هو الكُوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة: هو مثل
الكوز وهو في كل ذلك فارسي. وفي التنزيل: يَطُوف عليهم وِلدان مُخلَّدون
بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّي:
كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً
إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ
والعرب تشبه أبارِيقَ الخمر برقاب طير الماء؛ قال أبو الهِنْدِيّ:
مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها
رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد
وقال عدي بن زيد:
بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الـ
ـماءِ قد جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ
ويشبهون الإبْرِيق أيضاً بالظبي؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة:
كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ على شَرَفٍ،
مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ
وقال آخر
كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ
ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ
وشبّه بعضُ بني أسد أُذن الكُوز بياء حطِّي؛ فقال أبو الهندي
اليَرْبوعِيّ:
وصُبِّي في أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ،
كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّي
والبَرْوَقُ: ما يكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، وقيل: هو نبت
معروف؛ قال أبو حنيفة: البَرْوَقُ شجر ضعيف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال:
أَخبرني أَعرابي قال: البَرْوَقُ نبت ضعيف رَيّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، في
رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل الحِمَّص، فيها حبّ أسود ولا يرعاها شيء ولا
تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وقال بعضهم: هي بقلة سَوْء
تَنْبُت في أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّياط وثمرة سَوْداء، واحدته
بَرْوَقة. وتقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، وذلك أنه يَعِيشُ بأدْنى ندَّى
يقع من السماء، وقيل: لأَنه يخضرّ إذا رأى السحاب. وبَرِقَت الإبل والغنم،
بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ ويقال
أيضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير:
كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ،
إذا نُضِيَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها
وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء. وبنو
أبارِقَ: قبيلة. وبارِقٌ: موضع إليه تُنسب الصِّحافُ البارقية؛ قال أبو
ذؤيب:فما إنْ هُما في صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ
جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ
أَراد وبالمِصْقلة، ولولا ذلك ما عطَف العرَض على الجَوْهَر. وبِراقٌ:
ماء بالشام؛ قال:
فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ،
وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ
وبارق: قبيلة من اليمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقي الشاعر.
وبارِقٌ: موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن يَعْفُرَ:
أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ،
والقَصْرِ ذي الشُّرفاتِ من سِنْدادِ
قال ابن بري: الذي في شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ وقبله:
ماذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ،
تركوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟
أهلِ الخورنق ... البيت، وخفضُه على البدل من آل، وإن صحت الرواية بأَرض
فينبغي أن تكون منصوبة بدلاً من منازِلَهم. وتُبارِقُ: اسم موضع أيضاً؛
عن أبي عمرو؛ وقال عِمْران بن حِطَّانَ:
عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ،
وأقْفَر منها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ
(*قوله «حوران» كذا هو في الأصل وشرح
القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما
حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت
ولعلها أنسب لقوله تستر).
وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء،
موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب،
وتصغيره أُبَيْرِق.
برزق: البَرازِيقُ: الجماعات، وفي المحكم: جَماعاتُ الناس، وقيل: جماعات
الخيل، وقيل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِيق، فارسي معرَّب، وقد تحذف
الياء في الجمع؛ قال عُمارة:
أَرْض بها الثِّيرانُ كالبَرازِقِ،
كأَنما يَمْشِينَ في اليَلامِقِ
وفي الحديث: لا تَقوم الساعة حتى يكون الناسُ بَرازِيقَ يعني جماعاتٍ،
ويروى بَرازِقَ، واحده بِرْزاق وبَرْزَقٌ. وفي حديث زياد: ألم تكن منكم
نُهاةٌ يمنعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال جُهَيْنة بن
جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تميم:
رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم
بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ
تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ
بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِيرُ
يعني جماعات الخيل. وقال زياد: ما هذه البَرازِيقُ التي تتردّد؟
وتَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خيل ولا رِكاب؛ عن الهَجَرِيّ.
والبَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر.
قلزم: القَلْزَمَةُ: ابْتِلاع الشيء، وفي المحكم. الابتلاع؛ أَنشد ابن
الأعرابي:
ولا ذِي قَلازِمَ عِندَ الحِياض،
إذاما الشَّريبُ أَرادَ الشَّريبا
فأَما اشتقاقه من القَلْز الذي هو الشرب الشديد فبعيد. يقال: تَقَلْزمَه
إذا ابتلعه والْتَهَمَه، وبحر القُلْزُم مشتق منه، وبه سمي القلزم
لالتهامه من ركبه، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآلُه؛ قال ابن خالويه:
القُلْزُم مقلوب من الزُّلقُم وهو البحر. والزَّلْقمةُ: الاتساع؛ وقوله:
قد صَبَّحَتْ قُلَيْزِماً قذوما
إنما أَخذه من بحر القلزم شبه البئر في غُزرها به وصغرها على جهة المدح
كقول أَوس:
فُوَيْقَ جُبَيْلٍ شامِخِ الرأسِ لم يكن
لِيُدْرِكَه، حتَّى يَكِلَّ ويَعْملا
(* قوله «فويق جبيل إلى آخر البيت» ما بعده موجود في النسخة التي كانت
في قف السلطان الأشرف وهي العمدة، وتقدم في مادة ق ص م:
باتت تعشى الليل بالقصيم * لبابة من همق عيشوم
وفي المحكم والتهذيب: لباية، بلام مضمومة ومثناة تحتية، وفسرها في
التهذيب فقال: اللباية شجر الأمطى، وفيه: عيشوم، بالعين، وفي المحكم: هيشوم،
بالهاء بدل العين).
قصم: القَصْمُ: دَقُّ الشيء. يقال للظالم: قَصَمَ الله ظهره. ابن سيده:
القَصْمُ كسر الشيء الشديد حتى يَبين. قَصمه يَقْصِمه قَصْماً فانْقَصَمَ
وتقَصَّمَ: كسَره كسْراً فيه بَيْنونة. ورجل قَصِمٌ أَي سريع الانْقِصام
هَيَّابٌ ضعيف. وقُصَمُ مثل قُثَم: يَحْطِم ما لقي؛ قال ابن بري: صوابه
قُصَمٌ مثل قُثَمٍ تَصْرِفُهما لأَنهما صِفتانِ، وإِنما العدل يكون في
الأَسماء لا غير. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه قال في أَهل
الجنة يُرْفَعُ أَهلُ
الغُرَفِ إِلى غُرَفِهم في دُرَّة بَيْضاء ليس فيها قَصْمٌ ولا فَصْمٌ؛
أَبو عبيدة: القَصْمُ، بالقاف، هو أَن ينكسر الشيء فيبَين، يقال منه:
قَصَمْت الشيء إِذا كسرتَه حتى يبين، ومنه قيل: فلان أَقْصَمُ الثَّنِيَّة
إذا كان منكسرها، وأَما الفَصْمُ، بالفاء، فهو أَن يَنْصَدِعَ الشيء من
غير أَن يَبِين. وفي الحديث: الفاجرُ كالأَرْزَةِ صمَّاءُ مُعْتدِلة حتى
يَقْصِمها الله. وفي حديث عائشة تصف أَباها، رضي الله عنهما: ولا
قَصَمُوا له قَناة، ويروى بالفاء. وفي حديث كعب: وجدت انْقِصاماً في ظهري، ويروى
بالفاء، وقد تقدما. ورمح قَصِمٌ: منكسر، وقناة قَصِمةٌ كذلك، وقد
قَصِمَ.وقَصِمَتْ سِنُّه قَصَماً وهي قَصْماء: انشقت عَرْضاً ورجل أَقصمُ
الثنية إِذا كان منكسرها من النصف بيّن القَصَمِ، والأَقْصَمُ أَعمُّ وأََعرف
من الأَقصف، وهو الذي انقصمت ثنيته من النصف. يقال: جاءتكمُ القَصْماء،
تذهب به إِلى تأْنيث الثنية. قال بعض الأَعراب لرجل أَقصَمِ الثنيةِ:
جاءتكم القَصْماء، ذهب إِلى سِنِّه فأَنثها. والقَصْماء من المعز: التي انكسر
قرناها من طرفيهما إِلى المُشاشة، وقال ابن دريد: القَصْماء، من المعز
المكسورة القرنِ الخارجِ، والعَضْباء المكسورة القرن الداخل، وهو
المُشاش.والقَصْمُ في عَروض الوافر: حذف الأَول وإِسكان الخامس، فيبقى الجزء
فاعِيلٌ، فينقل في التقطيع إِلى مَفْعولن، وذلك على التشبيه بقَصْم السن أَو
القَرْن. وقَصْمُ السواكِ وقَصْمَتُه وقِصْمَتُه الكسرة منه، وفي
الحديث: اسْتَغْنُوا عن الناس ولو عن قِصْمةِ السواكِ. والقصمة، بكسر القاف،
أَي الكسرة منه إِذا استيك به، ويروى بالفاء. وقَصَمه يَقْصِمه قَصْماً:
أَهلكه. وقال الزجاج في قوله تعالى: وكم قَصَمْنا من قرية؛ كم في موضع
نصب بقَصَمنا، ومعنى قَصمنا أَهلكنا وأَذهبنا. ويقال: قَصَمَ الله عُمُر
الكافر أَي أَذهبه.
والقاصِمةُ: اسم مدينة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن
سيده: أَرى ذلك لأَنها قَصَمت الكفر أَي أَذْهَبته.
والقَصْمة، بالفتح: مَرْقاة الدرجة مثل القَصْفة. وفي الحديث: إِن الشمس
لتَطْلُعُ من جهنم بين قَرْنَيْ شيطان فما ترتفع في السماء من قَصْمة
إِلا فُتحَ لها باب من النار، فإِذا اشتدَّت الظهيرة فُتحت الأَبواب كلها.
وسميت المرقاة قَصْمة لأَنها كسرة من القصم الكسر. وكلُّ شيء كَسَرْته
فقد قَصَمْته. وأَقْصامُ المَرْعى: أُصُوله ولا يكون إِلا من الطَّريفة،
الواحد قِصْمٌ. والقَصْمُ: العتيق من القطن؛ عن أَبي حنيفة. والقَصِيمة:
ما سهل من الأَرض وكثر شجره.والقَصِيمةُ: مَنْبِت الغَضى والأَرْطَى
والسَّلَم؛ وهي رملة؛ قال لبيد:
وكتِيبة الأَحْلافِ قد لاقَيْتُهمْ،
حيثُ اسْتَفاضَ دَكادِكٌ وقَصِيمُ
وقال بشر في مفرده:
وباكَرَه عِندَ الشُّروقِ مُكَلَّبٌ
أَزَلُّ، كسِرْحانِ القَصِيمةِ ، أَغْبَرُ
قال: وقال أُنَيْف بن جَبَلة:
ولقدْ شَهِدْتُ الخَيْلَ يَحْمِلُ شِكَّتي
عَتِدٌ، كسِرْحانِ القَصِيمة، مُنْهِب
الليث: القَصِيمةُ من الرمل ما أَنبت الغَضَى وهي القَصائِمُ. أَبو
عبيد: القصائمُ من الرمال ما أَنبت العِضاه. قال أَبو منصور: وقول الليث في
القَصِيمة ما يُنبت الغضى هو الصواب. والقَصِيمُ: موضع معروف يَشُقُّه
طَرِيقُ بَطْن فَلْجٍ؛ وأَنشد ابن السكيت:
يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ،
على مُبينٍ جَرِدِ القَصِيمِ
مُبِين: اسم بئر. والقَصِيم: نَبْت. والأَجارِدُ من الأَرض: ما لا
يُنبت؛ وقال:
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ وعِشارٍ كُومِ
باتَتْ تُعَشَّى اللَّيلَ بالقَصِيم،
لبَابة من هَمِقٍ عَيْشُوم
الرياشي: أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم:
يَطْْعُنُها بخَنْجَرٍ مِنْ لَحْمِ،
تحْتَ الذُّنابَى في مكانٍ سُخْنِ
قال: ويسمى هذا السناد. قال الفراء: سمي الدال والجيم الإِجادة، رواه عن
الخليل؛ وقال الشاعر يصف صَيّاداً:
وأَشْعَثَ أَعْلى ماله كِفَفٌ له،
بفَرْشِ فَلاة، بَيْنَهُنَّ قَصِيمُ
الفَرْش: مَنابت العُرْفُط. ابن الأَعرابي: فَرْشٌ من عُرفط، وقَصِيمةٌ
من غَضىً، وأَيْكَةٌ
من أَثْل، وغالٌّ من سَلَم، وسَلِيلٌ من سَمُرٍ للجماعة منها. وقال أَبو
حنيفة: القَصِيمُ، بغير هاء، أَجَمة الغضى، وجمعها قَصائم وقُصْم.
والقَصِيمةُ: الغَيْضة.
والقَيْصوم: ما طال من العشب، وهو كالقَيْعُون؛ عن كراع. والقَيْصُوم:
من نبات السهل؛ قال أَبو حنيفة: القَيْصُوم من الذكور ومن الأَمْرار، وهو
طيب الرائحة من رَياحين البر، وورقه هَدَب، وله نَوْرَة صفراء وهي تَنْهض
على ساق وتطول؛ قال جرير:
نَبتَتْ بمَنْبِتِه فطابَ لشمِّها،
ونَأَتْ عن الجَثْجاثِ والقَيْصُوم
وقال الشاعر:
بلادٌ بها القَيْصُومُ والشِّيحُ والغَضَى
أَبو زيد: قَصَم راجعاً وكصَمَ راجعاً إذا رجع من حيث جاء ولم يُتِمَّ
إلى حيث قصَد.
قفف: القُفَّة: الزَّبيل، والقُفَّة: قَرعة يابسة، وفي المحكم: كهيْئةِ
القَرْعَة تُتَّخذ من خوص ونحوه تجعل فيها المرأَةُ قُطنها؛ وأَنشد ابن
بري شاهداً على قول الجوهري القُفّة القَرعة اليابسة للراجز:
رُبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفّهْ
تَمْشي بخُفٍّ، معها هِرْشَفَّهْ
ويروى كالكُفّه.
ويروى: تحمل خفّاً، قال أَبو عبيدة: القُفْة مثل القُفّة من الخوص. قال
الأَزهري: ورأَيت الأَعراب يقولون القُفعة القُفّة ويجعلون لها مَعاليق
يُعَلّقونها بها من آخرة الرحل، يلقي الراكب فيها زاده وتمره، وهي
مُدوَّرة كالقَرْعة، وفي حديث أَبي ذر: وضَعي قُفَّتك؛ القُفة: شبه زَبيل صغير
من خوص يُجْتَنى فيه الرُّطب وتضَع فيه النساء غزلهن ويشبّه به الشيخ
والعجوز. والقُفَّة: الرجل القصير القليل اللحم. وقيل: القفة الشيخ الكبير
القصير القليل اللحم. الليث: يقال شيخ كالقفة وعجوز كالقفة؛ وأَنشد:
كلُّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفّهْ
واسْتَقَفّ الشيخ: تَقَبَّض وانضم وتشنج. ومنه حديث رقيقة: فأَصْبَحْتُ
مَذْعورة وقد قَفَّ جلدي أَي تَقَبَّض كأَنه يَبس وتَشَنَّج، وقيل:
أَرادت قَفَّ شعري فقام من الفزَع؛ ومنه حديث عائشة، رضي اللّه عنها: لقد
تَكَلَّمْتَ بشيء قفَّ له شعري.
والقُفَّة: الشجرة اليابسة البالية، يقال: كَبِرَ حتى صار كأَنه قُفّة.
الأَزهري: القفة شجرة مستديرة ترتفع عن الأَرض قدر شبر وتيبس فيشبه بها
الشيخ إذا عسا فيقال: كأَنه قُفَّة. وروي عن أَبي رَجاء العُطارِديّ أَنه
قال: يأْتونني فيَحْمِلونني كأَنني قُفة حتى يَضَعُوني في مَقام الإمام،
فأَقرأُ بهم الثلاثين والأَربعين في ركعة؛ قال القتيبي: كَبِرَ حتى صار
كأَنه قفة أَي شجرة بالية يابسة؛ قال الأَزهري: وجائز أَن يشبه الشيخ بقفة
الخوص. وحكى ابن الأَثير: القَفّة الشجرة، بالفتح، والقُفة: الزَّبيل،
بالضم.
وقَفّتِ الأَرض تَقِفُّ قَفّاً وقُفوفاً: يبس بقلها، وكذلك قَفَّ
البَقل. والقَفُّ والقَفِيفُ: ما يبس من البقل وسائر النبت، وقيل ما تم يبسه من
أَحرار البقول وذكورها؛ قال:
صافَتْ يَبيساً وقَفِيفاً تَلْهَمُهْ
وقيل: لا يكون القَفُّ إلا من البقْل والقَفْعاء، واختلفوا في القفعاء
فبعض يبَقِّلها وبعض يُعَشِّبُها؛ وكلُّ ما يبس فقد قَفَّ. وقال الأَصمعي:
قفَّ العُشب إذا اشتدّ يُبْسه. يقال الإبل فيما شاءت من جَفيف وقَفِيف.
الأَزهري: القَفّ، بفتح القاف، ما يَبس من البُقول وتناثر حبه وورقه
فالمال يرعاه ويَسْمَنُ عليه، يقال: له القَفّ والقَفِيف والقَمِيم. ويقال
للثوب إذا جفّ بعد الغَسل: قد قفّ قُفُوفاً. أَبو حنيفة: أَقَفَّت السائمة
وجدت المراعي يابسة، وأَقَفَّت عينُ المريض إقْفافاً والباكي: ذهب دمعُها
وارتفع سوادها. وأَقفَّت الدجاجة إقْفافاً، وهي مُقِفٌّ: انقطع بيضها،
وقيل: جَمَعت البيض في بطنها. وفي التهذيب: أَقفَّت الدجاجة إذا أَقطعت
وانقطع بيضها.
والقَفَّة من الرجال، بفتح القاف: الصغير الجُثَّة القليل. والقُفّة:
الرِّعدة، وعليه قُفة أَي رِعدة وقُشَعْريرة. وقفَّ يَقِفُّ قُفوفاً:
أَرْعَدَ واقْشَعَرَّ. وقَفَّ شعري أَي قام من الفزَع. الفراء: قَفَّ جلده
يَقِفُّ قُفوفاً يريد اقْشَعَرَّ؛ وأَنشد:
وإني لَتَعْرُوني لذِكْراكِ قُفَّةٌ،
كما انْتَفَضَ العُصعفُور من سَبَل القَطْرِ
وفي حديث سهل بن حُنَيْف: فأَخذته قَفْقَفَة أَي رِعْدة. يقال:
تَقَفْقَفَ من البَرد إذا انضمْ وارتعد. وقُفُّ الشيء: ظهره.
والقُفّة والقُفُّ: ما ارتفع من مُتون الأَرض وصلُبت حجارته، وقيل: هو
كالغبيط من الأَرض، وقيل: هو ما بين النَشْزَيْن وهو مَكْرَمة، وقيل: القف
أَغلظ من الجَرْم والحَزْن، وقال شمر: القُفُّ ما ارتفع من الأَرض وغلظ
ولم يبلغ أَن يكون جبلاً. والقَفْقَفَة: الرِّعدة من حمّى أَو غضب أَو
نحوه، وقيل: هي الرِّعْدة مَغْمُوماً، وقد تَقَفْقَفَ وقَفْقَف؛ قال:
نِعْمَ ضَجِيعُ الفتى، إذا بَرَدَ الْـ
ـلَيلُ سُحَيْراً، فقَفْقَفَ الصُّرَدُ
وسُمع له قَفْقفةٌ إذا تَطَهّر فسُمع لأَضراسه تَقَعْقُع من البرد. وفي
حديث سالم بن عبداللّه: فلما خرج من عند هشام أَخذته قَفْقَفَةٌ؛ الليث:
القَفقفة اضطراب الحنكين واصْطِكاك الأَسْنان من الصرْدِ أَو من نافِضِ
الحُمَّى؛ وأَنشد ابن بري:
قَفْقاف أَلحِي الواعِساتِ العُمَّه
(* قوله «الواعسات» كذا في الأصل بالواو ولعله بالراء.)
الأَصمعي: تَقَفْقَف من البرد وتَرَفْرف بمعنى واحد. ابن شميل: القُفّة
رِعْدة تأْخذ من الحُمَّى.
وقال ابن شميل: القُفُّ حجارة غاصٌّ بعضُها ببعض مُترادِف بعضها إلى بعض
حمر لا يخالطها من اللِّين والسهولة شيء، وهو جبل غير أَنه ليس بطويل في
السماء فيه إشراف على ما حوله، وما أَشرف منه على الأَرض حجارة، تحت
الحجارة أَيضاً حجارة، ولا تلقى قُفّاً إلا وفيه حجارة متقلِّعةٌ عِظام مثل
الإبل البُروك وأَعْظم وصِغار، قال: ورُبّ قُفّ حجارته فنادير أَمثال
البيوت، قال: ويكون في القف رِياض وقيعان، فالروضة حينئذ من القفّ الذي هي
فيه ولو ذهبْت تحفر فيه لغَلبتك كثرة حجارتها، وهي إذا رأَيتها رأَيتها
طيناً وهي تُنبت وتُعشِب، قال: وإنما قُفُّ القفِّ حجارته؛ قال رؤبة:
وقُفّ أَقفافٍ ورَمْلٍ بَحْوَنِ
قال أَو منصور: وقِفافُ الصَّمَّانِ على هذه الصفة، وهي بلاد عريضة
واسِعة فيها رِياض وقِيعان وسُلْقان كثيرة، وإذا أَخصبت رَبَّعت العرب جميعاً
لسعَتها وكثرة عُشب قِيعانها، وهي من حُزون نجد. وفي حديث أَبي موسى:
دخلت عليه فإذا هو جالس على رأْس البئر وقد تَوَسَّط قُفّها؛ قُفُّ البئر:
هو الدَّكَّة التي تُجْعل حولها. وأَصل القُفِّ ما غلُظ من الأَرض
وارتفع، أَو هو من القَفِّ اليابس لأَنَّ ما ارتفع حول البئر يكون يابساً في
الغالب. والقُفّ أَيضاً: وادٍ من أَودية المدينة عليه مال لأَهلها؛ ومنه
حديث معاوية: أُعيذك باللّه أَن تنزل وادياً فتدَع أَوله يَرِفُّ وآخِرَه
يَقِفُّ أَي يَيْبَس، وقيل: القُف آكام ومَخارِمُ وبِراق، وجمعه قِفاف
وأَقفاف؛ عن سيبويه. وقال في باب معدول النسب الذي يجيء على غير قياس: إذا
نسبت إلى قِفاف قلت قُفِّيٌّ، فإن كان عنى جمع قُفّ فليس من شاذ النسب إلا
أَن يكون عنى به اسم موضع أَو رجل، فإن ذلك إذا نسبت إليه قلت قِفافي
لأَنه ليس بجمع فيرد إلى واحد للنسب.
والقِفّةُ، بالكسر: أَوَّل ما يخرج من بطن الصبي حين يولد: الليث:
القُفَّة بُنّة الفأْس؛ قال الأَزهري: بُنّة الفأْس أَصلها الذي فيه خُرْتها
الذي يجعل فيه فَعَّالها، والقفة: الأَرنب؛ عن كراع،. وقَيْسُ قُفّةَ:
لَقَبٌ. قال سيبويه: لا يكون في قفةَ التنوين لأَنك أَردت المعرفة التي
أَردتها حين قلت قيس، فلو نَوَّنْتَ قفة كان الاسم نكرة كأَنك قلت قفّة معرفة
ثم لَصقت قيساً إليها بعد تعريفها. والقُفّانِ: موضع؛ قال البُرْجميّ:
خَرَجْنا من القُفَّينِ، لا حَيّ مِثْلنا،
بآيتنا نُزْجي اللِّقاح المَطافِلا
والقَفَّانُ: الجماعة. وقَفَّانُ كل شيء: جُمّاعُه. وفي حديث عمر: أَن
حذيفة، رضي اللّه عنهما، قال له: إنك تستعين بالرجل الفاجر فقال: إني
لأَستعين بالرجل لقوته ثم أَكون على قَفّانه؛ قال أَبو عبيد: قَفّان كل شيء
جُمّاعه واستقصاء معرفته، يقول: أَكون على تتبع أَمره حتى أَستَقصِيَ
علمه وأَعرفه، قال أَبو عبيد: ولا أَحسب هذه الكلمة عربية إنما أَصلها
قَبَّان، ومنه قولهم: فلان قبّانٌ على فلان إذا كان بمنزلة الأَمين عليه
والرئيس الذي يتتَبع أَمره ويحاسبه، ولهذا قيل للميزان الذي يقال له القَبّان
قَبّان. قال ابن الأَثير: يقال أَتيته على قَفّان ذلك وقافيته أَي على
أَثره، وقيل في حديث عمر إنه يقول: أَستعين بالرجل الكافي القويّ وإن لم
يكن بذلك الثقةِ، ثم أَكون من ورائه وعلى إثره أَتتبَّع أَمره وأَبحث عن
حاله، فكفايته لي تنفعني ومُراقبتي له تمنعه من الخيانة. وقَفَّانٌ:
فَعَّالٌ من قولهم في القَفا القَفَنّ، ومن جعل النون زائدة فهو فَعْلان، قال:
وذكره الهروي والأَزهري في قفف على أَن النون زائدة، وذكره الجوهري في
قفن، وقال: القفّان القَفا والنون زائدة، وقيل: هو معرَّب قَبَّان الذي
يوزن به. وجاء على قَفَّان ذلك أَي على أَثره.
والقَفَّاف: الذي يَسرِق الدراهم بين أَصابعه، وقد قفَّ يقُفُّ، وأَهل
العراق يقولون للسُّوقي الذي يَسرِق بكفيه إذا انتقد الدراهم: قَفَّاف.
وقد قَفَّ منها كذا وكذا درهماً؛ وقال:
فَقَفَّ، بَكَّفِّه، سبعين منها
من السُّود المُرَوَّقةِ الصِّلابِ
وفي الحديث أَن بعضهم ضرب مثلاً فقال: إن قَفَّافاً ذهب إلى صَيرَفيّ
بدراهم؛ القَفَّافُ: الذي يَسْرِق الدراهم بكفه عند الانتقاد. يقال: قَفَّ
فلان دِرْهماً. والقَفَّان: القرسْطون؛ قال ابن الأَعرابي: هو عربي صحيح
لا وضع له في العجمية، فعلى هذا تكون فيه النون زائدة لأن ما في آخره نون
بعد ألف فإن فَعْلاناً فيه أَكثر من فَعَّال. وقدِم وفد على النبي، صلى
اللّه عليه وسلم، فقال: من أَنتم؟ فقالوا: بنو غَيّانَ، فقال: بل بنو
رَشْدان، فلو تصورت عنده غَيّان فَعَّالاً من الغين وهو النو
(* قوله «النو»
كذا بالأصل.) والعطش لقال بنو رَشَّاد، فدل قول النبي، صلى اللّه عليه
وسلم، أَن فَعْلاناً مما آخره نون أَكثر من فعّال مما آخره نون. وأَما
الأَصمعي فقال: قَفَّان قبَّان بالباء التي بين الباء والفاء، أُعربت
بإخلاصها فاء،وقد يجوز إخلاصها باء لأَن سيبويه قد أَطلق ذلك في الباء التي بين
الفاء والباء. وقَفْقفا الظَّلِيم: جناحاه؛ وقول ابن أَحمر يصف الظَّلِيم
والبيض:
فَظَلَّ يَحُفُّهنَّ بِقَفْقَفَيْه،
ويَلْحَفُهنَّ هَفْهافاً ثَخِينا
يصف ظليماً حضن بيضه وقَفْقَف عليه بجناحيه عند الحِضان فيريد أَنه
يحُفُّ بيضه ويجعل جناحيه له كاللحاف وهو رقيق مع ثخنه. وقفقفا الطائر:
جناحاه. والقفقفان: الفَكَّان. وقفْقَف النَّبْتُ وتَقَفْقفَ وهو قَفْقاف:
يبس.
نرز: النَّرْزُ: فِعْلٌ مماتٌ وهو الاستخفاء من فَزَع، وبه سمي الرجل
نَرْزَةَ ونارِزَةَ، ولم يجئ في كلام العرب نون بعدها راء إِلا هذا، وليس
بصحيح.
والنَّيْرُوزُ والنَّوْرُوزُ: أَصله بالفارسية
(* قوله« اصله بالفارسية
إلخ» كذا بالأصل، وقد عرضناه على متقن من علماء اللغة الفارسية فلم
يعرفه، وعبارة القاموس: والنيروز اول يوم من السنة معرب نوروز) نيع روز،
وتفسيره جديد يوم. ابن الأَعرابي: نَرْزٌ موضع، قال: وأَما النَّرِيزِيُّ
الحاسب فلا أَدري إِلى أَي شيء نسب.
مصص: مَصِصْتُ الشيء، بالكسر، أَمَصُّه مَصّاً وامْتَصَصْته.
والتَّمَصُّصُ: المَصُّ في مُهْلةٍ، وتَمَصَصْته: ترَشَّفْتُه منه. والمُصاصُ
والمُصاصَةُ: ما تَمَصَّصْت منه. ومَصِصْت الرمان أَمَصُّه ومَصِصْت من ذلك
الأَمر: مثله، قال الأَزهري: ومن العرب من يقول مَصَصْتُ الرّمانَ أَمُصُّ،
والفصيح الجيدَ نَصِصْت، بالكسر، أَمَصُّ؛ وأَمصَصْتُه الشيء فمَصَّه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه مَصَّ منها أَي نالَ القليل من الدنيا.
يقال: مَصِصْت، بالكسر، أَمَصُّ مَصّاً.
والمَصُوصُ من النساء: التي تَمْتَصُّ رحِمُها الماءَ.
والمَمْصُوصة: المهزولة من داءٍ يُخامِرُها كأَنها مُصَّت.
والمَصّانُ: الحجّامُ لأَنه يَمَصُّ؛ قال زياد الأَعجم يهجو خالد بن
عتاب بن ورقاء:
فإِن تَكُنِ الموسَى جَرَتْ فَوْقَ بَظْرها،
فما خُتِنَتْ إِلا ومَصّانُ قاعِدُ
والأُنثى مَصّانةٌ. ومَصّان ومَصّانة: شتمٌ للرجل يُعَيَّر برَضْعِ
الغنم من أَخْلافِها بفِيه؛ وقال أَبو عبيد: يقال رجل مَصّانٌ وملْجانٌ
ومَكّانٌ، كل هذا من المصّ، يَعْنُون أَنه يَرْضَع الغنم من اللؤْم لا
يحْتلِبُها فيُسْمع صوت الحلْب، ولهذا قيل: لئيم راضِع. وقال ابن السكيت: قل يا
مَصّانُ وللأُنثى يا مَصّانةُ ولا تقل يا ماصّان. ويقال: أَمَصَّ فلانٌ
فلاناً إِذا شتَمه بالمَصّان. وفي حديث مرفوع: لا تُحَرِّمُ المصّة ولا
المَصّتانِ ولا الرَّضْعةُ ولا الرَّضْعتانِ ولا الإِمْلاجةُ ولا
الإِمْلاجَتانِ.
والمُصَاصُ: خالِصُ كل شيء. وفي حديث علي: شهادةً ممْتَحَناً إِخلاصُها
مُعْتَقَداً مُصاصُها؛ المُصَاصُ: خالِصُ كل شيء. ومُصَاصُ الشيء
ومُصَاصَتُه ومُصَامِصُه: أَخْلَصُه؛ قال أَبو دواد:
بمُجَوَّفٍ بَلَقاً وأَعْـ
ـلى لَوْنِه وَرْدٌ مُصامِصْ
وفلان مُصَاصُ قوْمِه ومُصاصتُهم أَي أَخْلَصُهم نسَباً، وكذلك الاثنان
والجمع والمؤنث؛ قال الشاعر:
أُولاك يَحْمُون المُصاصَ المَحْضا
وأَنشد ابن بري لحسان:
طَويلُ النِّجادِ، رَفِيعُ العِماد،
مُصاص النِّجَارِ من الخَزْرَجِ
ومُصَاصُ الشيءِ: سِرُّه ومَنْبِته. الليث: مُصَاصُ القومِ أَصل منبتهم
وأَفضل سِطَتِهم.
ومَصْمَصَ الإِناءَ والثوبَ: غَسَلَهما، ومَصْمَصَ فاه ومضْمَضَه بمعنى
واحد، وقيل: الفرق بينهما أَن المَصْمَصَة بطرَفِ اللسان وهو دون
المَضْمَضَة، والمَضْمَضَةُ بالفمِ كله، وهذا شبيه بالفرق بين القَبْصة
والقَبْضة. وفي حديث أَبي قلابة: أُمِرْنا أَن نُمَصْمِصَ من اللبن ولا
نُمَضْمِضَ، هو من ذلك. ومصمص إِناءه: غسَله كمَضْمَضَه؛ عن يعقوب. الأَصمعي: يقال
مَصْمَص إِناءه ومَضْمَضَه إِذا جعل فيه الماءَ وحرّكَهُ ليغسله. وروى
بعضهم عن بعض التابعين قال: كنا نتَوَضَّأُ مما غَيَّرت النارُ
ونُمَصْمِصُ من اللبن ولا نُمَصْمِصُ من التمر. وفي حديث مرفوع: القتْلُ في سبيل
اللّه مُمَصْمِصةٌ؛ المعنى أَن الشهادة في سبيل اللّه مُطهِّرة الشهيد من
ذنوبه ماحِيةٌ خطاياه كما يُمَصْمِصُ الإِناءَ الماءُ إِذا رُقْرِقَ
الماءُ فيه وحُرِّك حتى يطهر، وأَصله من المَوْص، وهو الغَسْلُ. قال أَبو
منصور: والذي عندي في ذكر الشهيد فتلك مُمَصْمِصةٌ أَي مُطهِّرةٌ غاسِلةٌ،
وقد تُكَرِّرُ العربُ الحرفَ وأَصله معتل، ومنه نَخْنَخَ بَعيرَه وأَصلُه
من الإِناخةِ، وتَعَظْعَظَ أَصله من الوَعْظ، وخَضْخَضْت الإِناءَ وأَصله
من الخَوْض، وإِنما أَنثها والقتلُ مذكر لأَنه أَراد معنى الشهادة أَو
أَراد خصلة مُمَصْمِصة، فأَقام الصفة مقام الموصوف. أَبو سعيد: المَصْمصةُ
أَن تصُبَّ الماء في الإِناء ثم تُحَرِّكَه من غير أَن تغسله بيدك
خَضْخَضةً ثم تُهَرِيقَه. قال أَبو عبيدة: إِذا أَخرج لسانَه وحرّكه بيده فقد
نَصْنَصَه ومَصْمَصه.
والماصّة: داءٌ يأْخذ الصبيَّ وهي شعرات تَنْبُت مُنْثَنِيَة على
سَناسِن القفا فلا يَنْجَعُ فيه طعامٌ ولا شراب حتى تُنْتَفَ من
أُصولها.ورجل مُصَاصٌ: شديد، وقيل: هو المُمْتَلئ الخَلْق الأَمْلَس وليس
بالشجاع. والمُصَاصُ: شجر على نبْتة الكَوْلانِ ينبت في الرمل، واحدته
مُصَاصة. وقال أَبو حنيفة: المُصَاص نبات ينبت خِيطاناً دِقاقاً غير أَنّ لها
لِيناً ومَتانةً ربما خُرِز بها فتؤْخذ فتدق على الفَرازِيم حتى تَلينَ،
وقال مرة: هو يَبِيس الثُّدّاء. الأَزهريّ: المُصَاصُ نبت له قشور كثيرة
يابسة ويقال له المُصَّاخ وهو الثُّدَّاء، وهو ثَقُوب جيد، وأَهل هَراةَ
يسمونه دِلِيزَادْ؛ وفي الصحاح: المُصَاص نبات، ولم يُحَلِّه. قال ابن بري:
المُصَاصُ نبت يعظم حتى تُفْتَل من لِحائِه الأَرْشِيَة، ويقال له
أَيضاً الثُّدّاء؛ قال الراجز:
أَوْدَى بلَيْلى كلُّ تَيَّازٍ شَوِلْ،
صاحبِ عَلْقَى ومُصَاصٍ وعَبَلْ
والتَّيَّاز: الرجل القصير المُلَزَّز الخلق. والشَّوِلُ: الخفيف في
العمل والخدمة مثل الشُّلْشُلِ.
والنَّشُوص: الناقة العظيمة السنام، والمَصُوص: القَمِئة. ابن
الأَعرابي: المَصُوص الناقة القَمِئة. أَبو زيد: المَصُوصة من النساء المهزولة من
داءٍ قد خامَرَها؛ رواه ابن السكيت عنه.
أَبو عبيد: من الخَيل الوَرْدُ المُصَامِصُ وهو الذي يستقري سراته
جُدَّةٌ سوداء ليست بحالِكة، ولونها لون السواد، وهو وَرْد الجَنْبَين
وصَفْقَتَي العنق والجِرَانِ والمَراقِّ، ويعلو أَوْظِفَته سوادٌ ليس بحالك،
والأُنثى مُصَامِصةٌ، وقال غيره: كُمَيْتٌ مُصَامِص أَي خالصُ الكُمْتة.
قال: والمُصامِصُ الخالصُ من كل شيء. وإِنه لمُصامِصٌ في قومه إِذا كان
زاكِيَ الحسب خالصاً فيهم. وفرس وَرْدٌ مُصامِصٌ إِذا كان خالصاً في ذلك.
الليث: فرس مُصَامِصٌ شديد تركيب العظام والمفاصل، وكذلك المُصَمِص؛ وقول
أَبي دواد:
ولقد ذَعَرْتُ بنات عَمْـ
ـمِ المُرْشِفَاتِ لها بَصابِصْ
يَمْشي، كَمَشْي نَعَامَتيـ
ـن تَتابَعانِ أَشَقَّ شاخِصْ
بمُجَوَّفٍ بَلَقاً، وأَعْـ
ـلى لَونِه وَرْدٌ مُصامِصْ
أَراد: ذعرت البقر فلم يستقم له فجعلَهَا بناتِ عم الظباء، وهي
المُرْشِفات من الظباء التي تَمدُّ أَعناقها وتنظر، والبقر قِصارُ الأَعناق لا
تكون مرشفات، والظباء بنات عمِّ البقر غير أَنَّ البقر لا تكون مرشفات لها
بَصابِص أَي تحرك أَذنابها؛ ومنه المثل:
بَصْبَصْنَ، إِذ حُدِينَ، بالأَذْناب
وقوله يَمْشِي كمَشْيِ نعامتين، أَراد أَنه إِذا مَشَى اضطرب فارتفعت
عجزُه مرة وعنقُه مرة، وكذلك النعامتان إِذا تتابعتا. والمجَوَّفُ: الذي
بلَغ البلَقُ بطنَه؛ وأَنشد شمر لابن مقبل يصف فرساً:
مُصامِص ما ذاق يوماً قَتّا،
ولا شَعِيراً نخِراً مُرْفَتّا،
ضَمْر الصِّفَاقَيْنِ مُمَرّاً كَفْتا
قال: الكَّفْت ليس بمُثَجَّلٍ ولا ذي خَواصر.
والمَصُوص، بفتح الميم: طعام، والعامة تضمه. وفي حديث عليّ، عليه
السلام: أَنه كان يأْكلُ مُصُوصاً بِخَلِّ خمر؛ هو لحم ينقع في الخل ويطبَخُ،
قال: ويحتمل فتح الميم ويكون فَعُولاً من المَصّ.
ابن بري: والمُصَّان، بضم الميم، قصب السُّكَّر؛ عن ابن خالويه، ويقال
له أَيضاً: المُصَابُ والمَصُوب.
والمَصِّيصَة: ثَغْرٌ من ثغور الروم معروفة، بتشديد الصاد الأُولى.
الجوهري: ومَصِيصَة بلد بالشام ولا تقل مَصِّيصة، بالتشديد.
مصخ: المَصْخ: اجتذابك الشيء عن جوف شيءٍ آخر. مصخ الشيءَ يمصَخُه
مَصْخاً وامْتَصَخه وتمصَّخه: جذبه من جوف شيء آخر. وامْتَصخ الشيءُ من الشيء:
انفصل.
والأُمْصوخَة: أُنبوب الثُّمام؛ الليث: وضرب من الثمام لا ورق له إِنما
هي أَنابيب مركب بعضها في بعض، كل أُنبوبة منها أُمْصوخَة إِذا
اجتذبْتَها خرجت من جوف أُخرى، كأَنها عفاص أُخرج من المكحلة، واجتذابه المَصْخُ
والإِمْصاخ. وأَمْضَخ الثمامُ: خرجت أَماصيخُه، وأَحْجَن: خرجت حجنَته،
وكلاهما خوص الثمام؛ وقال أَبو حنيفة: الأُمصوخة والأُمصوخ كلاهما ما تنزعه
من النَّصيّ مثلَ القضيب؛ قال: والأُمْصُوخة أَيضاً شحمة البردي
البيضاء؛ وتمصَّخها: نزع لبها؛ والمُصُوخ: جُدُر الثُّمام بعد شهرين.
والأُمصوخة: خوصة الثمام والنَّصيّ، والجمع الأُمصوخ والأَماصيخ؛ ومصختها وامتصختها
إِذا انتزعتها منه وأَخذتها. وفي الحديث: لو ضربك بأُمصُوخِ عَيْشُومَــةٍ
لَقَتَلَك؛ الأُمصوخ: خوص الثمام، وهو أَضعف ما يكون؛ قال الأَزهري:
رأَيت في البادية نباتاً يقال له المُصَّاخ والثُّدَّاءُ، له قشور بعضها فوق
بعض كلما قشرت أُمصوخة ظهرت أُخرى، وقشوره تقوِّي جيداً وأَهل هراة
يسمونه دليزاذ.
والمَصُوخة من الغنم: المسترخية أَصل الضرع.
التهذيب: المَصُوخة من الغنم ما كان ضرعها مسترخي الأَصل، كما
امْتَصَخَت ضرَّتها فأَمصَخَت عن البطْن أَي انفصلت.
والمصخ: لغة في المسخ مضارعة.
جفن: الجَفْنُ: جَفْنُ العَين، وفي المحكم: الجَفْنُ غطاءُ العين من
أَعلى وأَسفل، والجمع أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ. والجَفْنُ: عمْدُ السيف.
وجَفْنُ السيف: غِمده؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي:
نَجا سالمٌ، والنفسُ منه بشِدْقِه،
ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا.
نصبَ جَفْنَ سيف على الاستثناء المنقطع كأَنه قال نجا ولم يَنْجُ؛ قال
ابن سيده: وعندي أَنه أَراد ولم ينج إلا بجفن سيف، ثم حذَف وأَُوْصَل، وقد
حكي بالكسر؛ قال ابن دريد: ولا أَدري ما صحتُه، وفي حديث الخوارج:
سُلُّوا سيوفكم من جُفونها؛ قال: جفونُ السيوف أَغمادُها، واحدها جَفْنٌ، وقد
تكرر في الحديث. والجَفْنة: معروفة، أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع، والجمع
جِفانٌ وجِفَنٌ؛ عن سيبويه، كهَضْبةٍ وهِضَب، والعدد جفَنات، بالتحريك،
لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك في الجمع إذا كان اسماً، إلا أَن يكون ياءً
أَو واواً فيُسَكَّنُ حينئذ. وفي الصحاح: الجَفْنة كالقَصْعة. وجَفَنَ
الجَزورَ: اتخذ منها طعاماً. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه انكسَرتْ
قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها، وهو من ذلك لأَنه يمْلأُ منها
الجِفانَ، وقيل: معنى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها واتخذ منها طعاماً وجعل
لَحمها في الجفان ودعا عليها الناسَ حتى أَكلوها. والجَفْنة: ضرْبٌ من العنب.
والجَفْنة: الكَرْم، وقيل: الأَصلُ من أُصول الكَرْم، وقيل: قضيب من
قُضْبانه، وقيل: ورَقُه، والجمع من ذلك جَفْنٌ؛ قال الأَخطل يصف خابية خمر:
آلَتْ إلى النصف من كَلْفاءَ أَتْأَقها
عِلْجٌ، وكتَّمَها بالجَفْنِ والغار.
وقيل: الجَفْن اسمٌ مفرد، وهو أَصل الكَرْم، وقيل: الجَفْن نفس الكرم
بلغة أَهل اليمن، وفي الصحاح: قُضْبان الكَرْم؛ وقول النمر بن تولب:
سُقَيَّةُ بين أَنْهارٍ عِذابٍ،
وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ.
أَراد: وجَفْنِ كرومٍ، فقَلَب. والجَفْنُ
(* قوله «والجفن» لعله أو
الجفن). ههنا: الكَرْمُ وأَضافه إلى نفسه. وجَفن الكرمُ وتَجَفَّن: صار له
أَصلٌ. ابن الأَعرابي: الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذي فيه الماء، ويسمى الخمر
ماءَ الجَفْنِ، والسحابُ جَفْنَ الماء؛ وقال الشاعر يصف ريقَ امرأَةٍ
وشبَّهه بالخمر:
تُحْسي الضجيعَ ماءَ جفْنٍ شابَه،
صَبيحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج.
قال الأَزهري: أَراد بماء الجَفْنِ الخمرَ. والجَفْنُ: أَصلُ العنبِ
شيبَ أَي مُزِجَ بماءٍ باردٍ. ابن الأَعرابي: الجَفْنةُ الكَرْمة،
والجَفْنةُ الخمرةُ. وقال اللحياني: لُبُّ الخُبْزِ ما بين جَفْنَيه. وجَفْنا
الرغيفِ: وَجْهاه من فوق ومن تحت. والجَفْنُ: شجرٌ طَيِّبُ الريح؛ عن أَبي
حنيفة، وبه فسر بيت الأَخطل المتقدم. قال: وهذا الجَفْنُ غير الجَفْنِ من
الكَرْمِ، ذلك ما ارْتَقى من الحَبَلة في الشجرة فسُمِّيت الجَفْنَ
لتجفُّنِه فيها، والجَفْنُ أَيضاً
من الأَحرارِ: نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطَّحة، وإذا يَبِسَتْ تقبَّضَت
واجتمعت، ولها حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، وأَكثر مَنْبِتها الإكامُ، وهي تبقى
سِنين يابسة، وأَكثرُ راعيتِها الحُمُر والمِعْزَى، قال: وقال بعض
الأَعراب: هي صُلْبة صغيرة مثل الــعَيْشوم، ولها عِيدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار،
وورقُها أَخضر أَغْبَرُ، ونَباتُها في غَلْظِ الأَرض، وهي أَسْرَعُ البَقْلِ
نباتاً إذا مُطِرَتْ وأَسرعُها هَيْجاً. وجَفَنَ نفسَه عن الشيء:
ظَلَفَها؛ قال:
وَفَّرَ مالَ اللهِ فينا، وجَفَنْ
نفْساً عن الدُّنيا، وللدنيا زِيَنْ.
قال الأَصمعي: الجَفْنُ ظَلْفُ النفس عن الشيء الدنيء. يقال: جَفَنَ
الرجلُ نفسَه عن كذا جَفْناً ظَلَفَها ومَنَعَها. وقال أَبو سعيد: لا أَعرف
الجَفْنَ بمعنى ظَلْفِ النفس. والتَّجْفينُ: كثرةُ الجماع. قال: وقال
أَعرابي: أَضْواني دوامُ التجفينِ. وأَجْفَنَ إذا أَكْثَر الجماعَ؛ وأَنشد
أَحمد البُسْتيّ:
يا رُبَّ شَيخ فيهم عِنِّينْ
عن الطِّعانِ وعن التَّجفينْ.
قال أَحمد في قوله وعن التَّجْفين: هو الجِفانُ التي يطعم فيها. قال
أَبو منصور: والتَّجْفين في هذا البيت من الجِفانِ والإطعام فيها خطأٌ في هذ
الموضع، إنما التَّجفينُ ههنا كثرةُ الجماع، قال: رواه أَبو العباس عن
ابن الأَعرابي. والجَفْنةُ: الرجلُ الكريم. وفي الحديث: أَنه قيل له أَنت
كذا وأَنتَ كذا وأَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء؛ كانت العربُ تدعو السيدَ
المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه يضَعُها ويُطْعِم الناسَ فيها، فسُمِّيَ باسمها،
والغَرّاء: البيضاء أَي أَنها مَمْلُوءةٌ بالشحم والدُّهْن. وفي حديث أَبي
قتادة: نادِيا جَفْنَةَ الرَّكْبِ أَي الذي يُطْعِمُهم ويُشْبِعُهم،
وقيل: أَراد يا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فحذف المضافَ للعِلْم بأَن
الجَفْنةَ لا تُنادى ولا تُجيبُ. وجَفْنةُ: قبيلةٌ من الأَزْد، وفي الصحاح:
قبيلةٌ من اليمن. وآلُ جَفْنةَ: مُلوكٌ
من أَهل اليمن كانوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ وفيهم يقول حَسَّن بن ثابت:
أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِيهمُ،
قَبْر ابن مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَل.
وأَراد بقوله عند قبر أَبيهم أَنهم في مساكن آبائهم ورِباعِهم التي
كانوا ورِثُوها عنهم. وجُفَيْنةُ: اسمُ خَمَّارٍ. وفي المثل: عند جُفَيْنةَ
الخبرُ اليقين؛ كذا رواه أَبو عبيد وابن السكيت. قال ابن السكيت: ولا تقُل
جُهَيْنة، وقال أَبو عبيد في كتاب الأَمثال: هذا قول الأَصمعي، وأَما
هشام ابن محمد الكلبي فإِنه أَخبر أَنه جُهَيْنة؛ وكان من حديثه: أَن
حُصَيْنَ بنَ عمرو بنِ مُعاوية بن عمرو ابن كلاب خرج ومعه رجلٌ من جُهَيْنةَ
يقال له الأَخْنَسُ، فنزَلا منزلاً، فقام الجُهَنِيُّ إلى الكلابيِّ وكانا
فاتِكَيْنِ فقَتله وأَخذ مالَه، وكانت صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ معاوية
تَبْكِيه في المَواسِم، فقال الأَخْنس:
كصَخْرةَ إذ تُسائل في مراح
وفي جَرْمٍ، وعِلْمُهما ظُنونُ
(* قوله «وفي جرم» كذا في النسخ، والذي في الميداني: وأنمار بدل وفي
جرم).
تُسائلُ عن حُصَيْنٍ كلَّ ركْبٍ،
وعند جُهَيْنةَ الخبرُ اليَقينُ.
قال ابن بري: رواه أَبو سهل عن خصيل، وكان ابنُ الكلبي بهذا النوع من
العلم أَكبرَ من الأَصمعي؛ قال ابن بري: صخرةُ أُخْتُه، قال: وهي صُخَيرة
بالتصغير أَكثرُ، ومراح: حيّ من قضاعة، وكان أَبو عبيد يرويه حُفَيْنة،
بالحاء غير معجمة؛ قال ابن خالويه: ليس أَحد من العلماء يقول وعند حُفَيْنة
بالحاء إلا أَبو عبيد، وسائرُ الناس يقول جُفَيْنة وجُهَيْنة، قال:
والأَكثرُ على جُفَيْنة؛ قال: وكان من حديث جُفَيْنة فيما حدَّث به أَبو عمر
الزاهد عن ثعلب عن ابن الأَعرابي قال: كان يهوديٌّ من أَهل تَيْماءَ
خمَّار يقال له جُفَيْنة جارَ النبيِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، وكان لبني سَهْمٍ
جارٌ يهوديٌّ خمَّار أََيضاً يقال له غُصَين، وكان رجلٌ غَطَفانيٌّ أَتى
جُفَيْنة فشَرِبَ عنده فنازَعه أَو نازع رجلاً عنده فقتلَه وخَفِيَ
أَمرُه، وكانت له أُختٌ تسأَل عنه فمرّت يوماً على غُصَيْن وعنده أَخوها، وهو
أَخو المقتول، فسأَلته عن أَخيها على عادتها، فقال غُصَين:
تُسائل عن أَخيها كلَّ رَكْب،
وعند جُفينةَ الخبرُ اليقينُ.
فلما سمع أَخوها وكان غُصَيْنٌ لا يدْرِي أَنه أَخوها ذهب على جُفَيْنة
فسأَله عنه فناكَره فقَتله، ثم إن بني صِرْمة شَدُّوا على غُصَين فقتلوه
لأَنه كان سببَ قَتْل جُفَينة، ومضى قومُه إلى حُصين بن الحُمام فشَكَوْا
إليه ذلك فقال: قتلتم يهوديَّنا وجارَنا فقتلنا يهوديَّكم وجارَكم،
فأَبَوْا ووقع بينهم قتالٌ شديد. والجَفَنُ: اسمُ موضعٍ.
جنف: الجَنَفُ في الزَّوْرِ: دُخُولُ أَحد شِقَّيْهِ وانْهِضامُه مع
اعْتدالِ الآخر. جَنِفَ، بالكسر، يَجْنَفُ جَنَفاً، فهو جَنِفٌ وأَجْنَفُ.
والأَنثى جَنْفاء. ورجل أَجْنَفُ: في أَحدِ شِقَّيْه ميل عن الآخر.
والجَنَفُ: الـمَيْلُ والجَوْرُ، جَنِفَ جَنَفاً؛ قال الأَغْلب
العِجْلِيُّ:غِرٍّ جُنافيٍّ جَمِيلِ الزِّيِّ
الجُنافيّ: الذي يَتَجانَفُ في مِشْيَتِه فيَخْتالُ فيها. وقال شمر:
يقال رجل جُنافيٌّ، بضم الجيم، مُخْتال فيه ميْل؛ قال: ولم أَسمع جُنافِيّاً
إلاّ في بيت الأَغلب، وقيده شمر بخطه بضم الجيم. وجَنِفَ عليه جَنَفاً
وأَجْنَفَ: مالَ عليه في الحكم والخُصومةِ والقول وغيرها، وهو من ذلك. وفي
التنزيل العزيز: فمَنْ خافَ من مُوصٍ جَنَفاً أَو إِثماً؛ قال الليث:
الجَنَفُ الـمَيْلُ في الكلام وفي الأُمور كلها. تقول: جَنِفَ فلان علينا،
بالكسر، وأَجْنَفَ في حكمه، وهو شبيه بالحَيْفِ إلا أَن الحَيفَ من
الحاكم خاصّة والجنَف عامّ؛ قال الأَزهري: أَما قوله الحَيْفُ من الحاكم خاصة
فخطأٌ؛ الحيف يكون من كل مَنْ حافَ أَي جارَ؛ ومنه قول بعض التابعين:
يُرَدُّ من حَيْف النَّاحِل ما يُرَدُّ من جَنَف الـمُوصِي، والناحِلُ إذا
نَحَل بعضَ ولدِه دون بعض فقد حافَ، وليس بحاكم. وفي حديث عروة: يُرَدُّ
من صدَقةِ الجانِف في مرضه ما يردّ من وصِيَّةِ الـمُجْنِف عند موته.
يقال: جَنَفَ وأَجْنَفَ إذا مالَ وجارَ فجمع بين اللغتين، وقيل: الجانِفُ
يختصّ بالوصية، والـمُجْنِفُ المائل عن الحق؛ قال الزجاج: فمن خاف من مُوص
جَنَفاً أَي ميْلاً أَو إثماً أَي قَصْداً لإثْم؛ وقول أَبي العيال:
أَلاَّ دَرَأْتَ الخَصْمَ، حِينَ رَأَيْتَهُم
جَنَفاً عليَّ بأَلْسُنٍ وعُيُونِ
يجوز أَن يكون جَنَفاً هنا جمعَ جانِفٍ كرائحٍ ورَوَحٍ، وأَن يكون على
حذف المضاف كأَنه قال: ذوي جَنَف. وجَنِفَ عن طريقه وجَنَفَ وتجانَفَ:
عَدَلَ، وتجانف إلى الشيء كذلك. وفي التنزيل: فمن اضْطُرّ في مَخْمصةٍ غيرَ
مُتَجَانِفٍ لإِثم، أَي مُتَمايل مُتَعَمّد؛ وقال الأَعشى:
تَجَانَفُ عن جوِّ اليَمامَةِ ناقَتي،
وما عَدَلَتْ من أَهلِها لِسَوائِكا
وتجانَفَ لإِثمٍ أَي مال. وفي حديث عمر، وقد أَفْطَر الناسُ في رَمضانَ
ثم ظهرت الشمسُ فقال: نَقْضيه
(* قوله «نقضيه» كذا بالأصل، والذي في
النهاية: لا نقضيه، باثبات لا بين السطور بمداد أحمر، وبهامشها ما نصه: وفيه
لا تقضيه لا رد لما توهمه السائل كأنه قال أثمنا فقال له لاثم قال نقضيه
ا هـ.) ما تَجانَفْنا لإِثم أَي لم نَمِل فيه لارتكاب إثم. وقال أَبو
سعيد: يقال لَجَّ في جِنافٍ قبيحٍ وجِناب قبيح إذا لَجَّ في مُجانبةِ أَهله؛
وقول عامر الخَصَفيّ:
هَمُ الـمَوْلى، وإنْ جَنَفُوا عَلَيْنا،
وإنَّا مِنْ لِقائِهِمُ لَزُورُ
قال أَبو عبيدة: الـمَوْلَى ههنا في موضع الـمَوالي أَي بني العَمّ
كقوله تعالى: ثم يُخْرِجُكم طِفْلاً؛ قال ابن بري: وقال لبيد:
إني امْرُؤٌ مَنَعَتْ أَرُومة عامِرٍ
ضَيْمِي، وقد جَنَفَتْ عليّ خُصومي
ويقال: أَجْنَفَ الرجل أَي جاء بالجَنَف كما يقال أَتى أَي أَتى بما
يُلامُ عليه، وأَخَسَّ أَتى بخَسِيس؛ قال أَبو كبير:
ولقد نُقِيمُ، إذا الخُصُومُ تَناقَدُوا،
أَحْلامَهُم صَعَر الخَصِيمِ الـمُجْنِفِ
ويروى: تَناقَدُوا. ورجل أَجْنَفُ أَي مُنْحَني الظهر. وذَكَرٌ
أَجْنَفُ: وهو كالسَّدَلِ. وقَدَح أَجْنَفُ: ضَخْمٌ؛ قال عدِيّ بن
الرِّقاعِ:ويكرُّ العَبْدانِ بالمِحْلَبِ
الأَجْنَفِ فيها، حتى يَمُجَّ السِّقاء
وجُنَفَى، مقصور على فُعَلَى، بضم الجيم وفتح النون: اسم موضع؛ حكاه
يعقوب. وجَنَفاءُ: موضع أَيضاً؛ حكاه سيبويه؛ وأَنشد لزياد بن سَيَّار
الفَزاري:
رَحَلْتُ إليكَ مِنْ جَنَفاء، حَتَّى
أَنـَخْتُ حِيالَ بَيْتِك بالمَطالِ
وفي حديث غَزْوَةِ خيبر ذكر جَنْفاء؛ هي بفتح الجيم وسكون النون والمد،
ماء من مياه بني فزارة.
هشر: الهَشْرُ: خِفَّة الشيء ورِقَّتُه. ورجل هَيْشَرٌ: رِخْوٌ ضعيف
طويل. والهَيْشَرُ والهَيْشُور: شجر، وقيل: نبات رِخْوٌ فيه طول على رأْسه
بُرْعُومَةٌ كأَنه عنق الرَّأْلِ؛ قال ذو الرمة يصف فراخ النَّعام:
كأَن أَعْناقَها كُرَّاثُ سائِفَةٍ
طارَتْ لَفائِفُه، أَوْ هَيْشَرٌ سُلُبُ
أَي مَسْلُوبُ الورق؛ وقال الراجز:
باتتْ تَعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيم،
لُبايَةً من هَمِقٍ هَيْشُور* قوله« لباية» بموحدة فمثناة تحتية بينهما
ألف، كذا بالأصل ونسخة من القاموس شرح عليها السيد مرتضى وصوَّبها. وفي
نسخ من الصحاح والقاموس: لبابة بموحدتين.
وفي رواية: هَيْشُوم، وقيل: الهيشور شجر ينبت في الرمل يطول ويستوي وله
كمأَة، البَزْرُ في رأْسه. والسائفة: ما استرق من الرمل. غيره:
الهَيْشَرُ كَنْكَرُ البَرِّ ينبت في الرمال. ابن الأَعرابي: الهُشَيْرَةُ تصغير
الهُشْرَةِ، وهي البَطَرُ. وفي النوادر: شجرة هَشُورٌ وهَشِرَةٌ وهَمُورٌ
وهَمِرَةٌ إِذا كان ورقها يسقط سريعاً. وقال أَبو حنيفة: من العُشْب
الهَيْشَرُ وله ورقة شاكَةٌ فيها شَوْكٌ ضخم وهو يُسَمِّقُ، وزهرته صفراء
وتطولُ، له قصبةٌ من وسطه حتى تكون أَطول من الرجل، واحدته هَيْشَرَةٌ.
والمِهْشارُ من الإِبل: التي تَضْبعُ قَبْلَها* قوله« التي تضبع قبلها» أي
تشتهي الفحل قبل الابل. ووقع في القاموس: التي تضع أي من الوضع قبلها أي
بضمتين، وخطأه شارحه وصوّت ما في اللسان وصوّب وتَلْقَحُ في أَوّل ضَرْبَة
ولا تُمارِنُ. والمَهْشُورُ من الإِبل: المُحْتَرِقُ الرِّئَةِ.