Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عقيق

ضَفِيرَةُ

ضَفِيرَةُ:
بالفتح ثمّ الكسر، مثل الذي قبله في الاشتقاق والوزن والحروف إلّا أنّه زائد هاء: وهي أرض في وادي الــعقيق كانت للمغيرة بن الأخينس، قال الزبير:
وأقطع مروان بن الحكم عبد الله بن عباس بن علقمة العامري القرشي ما بين الميل الرابع من المدينة إلى ضفيرة، وهي أرض المغيرة بن الأخينس التي في وادي الــعقيق، إلى الجبل الأحمر الذي يطلعك على قباء.

بين

بين: البَيْنُ في كلام العرب جاء على وجْهَين: يكون البَينُ الفُرْقةَ،

ويكون الوَصْلَ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونةً، وهو من الأَضداد؛

وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر:

لقد فَرَّقَ الواشِينَ بيني وبينَها،

فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها

وقال قيسُ بن ذَريح:

لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى،

ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ

فالبَينُ هنا الوَصْلُ؛ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر:

كأَنَّ رِماحَنا أَشْطانُ بئْرٍ

بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ

وأَنشد أَيضاً:

ويُشْرِقُ بَيْنُ اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل

قال ابن سيده: ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً. وفي التنزيل

العزيز: لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون؛ قرئَ بينكم

بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم، والنصبُ على الحذف،

يريدُ ما بينكم، قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً، وقرأَ ابن

كَثير وأَبو عَمْروٍ وابنُ

عامر وحمزة بينُكم رفعاً، وقال أَبو عمرو: لقد تقطَّع بينُكم أَي

وَصْلُكم، ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال:

معناه تقطَّع الذي كانَ بينَكم؛ وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى: لقد

تقطَّع ما كنتم فيه من الشَّركة بينَكم، ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد

تقطَّع ما بينَكم، واعتمد الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود

لِمَنْ قرأَ بينَكم، وكان أَبو حاتم يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول: من قرأَ

بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما بينَكم، قال: ولا يجوز حذفُ

الموصول وبقاء الصلةِ، لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ بمعنى إنّ الذي قام

زيدٌ، قال أَبو منصور: وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ، لأَن الله جَلّ ثناؤه

خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال: ولقد جئتمونا فُرادَى كما

خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم

شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم؛ أَراد لقد

تقطع الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم، فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر

الشُّركاء، فافهمه؛ قال ابن سيده: مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين:

أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو

الودُّ بينََكم، والآخرُ ما كان يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم، وإن

كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله، غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ

الظرف، وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم إياه ظرفاً، إلا أَن

استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من استعمالِها فاعِلةً،

لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في الفاعل،

أَلا ترى إلى قولهم: تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه؛ أَي سماعُك

به خيرٌ من رؤْيتك إياه. وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً؛ وأَنشد

ثعلب:فهاجَ جوىً في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى

بَبَيْنُونةٍ، يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ

والمُبايَنة: المُفارَقَة. وتَبايَنَ القومُ: تَهاجَرُوا. وغُرابُ

البَين: هو الأَبْقَع؛ قال عنترة:

ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ،

وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ

حَرِقُ الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه

جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ

وقال أَبو الغَوث: غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ،

فأَما الأَسْود فإِنه الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق. وتقول: ضربَه

فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه، فهو مُبِينٌ. وفي حديث الشُّرْب: أَبِنِ

القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ

من الرِّيق، وهو من البَينِ البُعْد والفِراق. وفي الحديث في صفته، صلى

الله عليه وسلم: ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً الذي بَعُدَ عن

قَدِّ الرجال الطِّوال، وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً. وحكى الفارسيُّ

عن أَبي زيد: طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ، وذلك إذا طَلَب إليهما أَن

يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ، ولا تكونُ البائنةُ إلا من

الأَبوين أَو أَحدِهما، ولا تكونُ من غيرهما، وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى

بانَ هو بذلك يَبينُ بُيُوناً. وفي حديث الشَّعْبي قال: سمعتُ النُّعْمانَ

بن بَشيرٍ يقول: سمعتُ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، وطَلَبَتْ

عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي

إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فيُشْهدَه فقال: هل لك معه ولدٌ غيرُه؟

قال: نعم، قال: فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي أَبَنتَ هذا؟

فقال: لا، قال: فإني لا أَشهَدُ على هذا، هذا جَورٌ، أَشهِدْ على هذا غيري،

أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في

البرِّ واللُّطف؛ قوله: هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ

واحدٍ مالاً تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه، والاسم البائنةُ. وفي حديث

الصديق: قال لعائشة، رضي الله عنهما: إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ.

وحكى الفارسي عن أَبي زيد: بانَ وبانَه؛ وأَنشد:

كأَنَّ عَيْنَيَّ، وقد بانُوني،

غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ

وتبَايَنَ الرجُلانِ: بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه، وكذلك في الشركة

إذا انفصلا. وبانَت المرأَةُ عن الرجل، وهي بائنٌ: انفصلت عنه بطلاق.

وتَطْليقةٌ بائنة، بالهاء لا غير، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، أَي تَطْليقةٌ

(*

قوله «وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ» هكذا بالأصل، ولعل فيه

سقطاً). ذاتُ بَيْنونةٍ، ومثله: عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً. وفي حديث ابن

مسعود فيمن طَلق امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ: فقيل له إنها قد بانَتْ

منك، فقال: صدَقُوا؛ بانَتِ المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها

طلاقُه. والطَّلاقُ البائِنُ: هو الذي لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ

المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ، وقد تكرر ذكرها في الحديث. ويقال: بانَتْ

يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً، وبانَ الخلِيطُ يَبينُ بَيْناً

وبَيْنونةً؛ قال الطرماح:

أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة

ابن شميل: يقال للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت، وهُنّ قد بِنَّ

إذا تزوَّجْنَ. وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى

زوجها، وبانَت هي إذا تزوجت، وكأَنه من البئر البعيدة أَي بَعُدَتْ عن

بيت أَبيها. وفي الحديث: مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ أَو يَمُتْنَ؛

يَبِنَّ، بفتح الياء، أَي يتزوَّجْنَ. وفي الحديث الآخر: حتى بانُوا أَو

ماتوا. وبئرٌ بَيُونٌ: واسعةُ ما بين الجالَيْنِ؛ وقال أَبو مالك: هي

التي لا يُصيبُها رِشاؤُها، وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم، وقيل:

البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ الضَّيِّقَة الأَسْفَل؛ وأَنشد أَبو علي

الفارسي:

إِنَّك لو دَعَوْتَني، ودُوني

زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ،

لقُلْتُ: لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني

فجعلها زَوْراءَ، وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ، والمَنْزَعُ: الموضعُ

الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا نُزِع من البئر، فذلك الهواء هو

المَنْزَعُ. وقال بعضهم: بئرٌ بَيُونٌ وهي التي يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في

جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها؛ قال جرير يصف خيلاً وصَهِيلَها:

يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد، كأَنما

إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ

أَراد كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ

فيها إرنانها ذوات

(* قوله «ارنانها ذوات إلخ» كذا بالأصل. وفي التكملة:

والبيت للفرزدق يهجو جريراً، والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار

بوائن لسعة أجوافها إلخ. وقول الصاغاني: والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة

وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية الجوهري فإنها أذنابها، وقد عزا

الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه الصاغاني من وجهين).

الأَذنِ والنَّشاطِ منها، أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل

في بئرٍ دَحُول، وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها. قال ابن بري، رحمه الله:

البيت للفرزدق لا لجرير، قال: والذي في شعره يَصْهَلْنَ. والبائنةُ: البئرُ

البعيدةُ القعر الواسعة، والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن

جرابِها كثيراً. وأَبانَ الدَّلوَ عن طَيِّ البئر: حادَ بها عنه لئلا

يُصيبَها فتنخرق؛ قال:

دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي مَنينُها،

لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها

وتقول: هو بَيْني وبَيْنَه، ولا يُعْطَفُ عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون

إلا من اثنين، وقالوا: بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا؛ قال أَنشده

سيبويه:

فبَيْنا نحن نَرْقُبُه، أَتانا

مُعَلّق وَفْضةٍ، وزِناد راعِ

إنما أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا، فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ

بعدها أَلفٌ، فإِن قيل: فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن، وقد علمنا أَن

هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما

عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف العطف نحو المالُ بينَ القومِ

والمالُ بين زيدٍ وعمرو، وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ، والجملة لا يُذْهَب لها

بَعْدَ هذا الظرفِ؟ فالجواب: أَن ههنا واسطة محذوفةٌ وتقدير الكلام بينَ

أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا إياه،

والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ،

وأَوانَ الخليفةُ عبدُ

المَلِك، ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف الذي كان

مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى:

واسأَل القرية؛ أَي أَهلَ القرية، وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا

إذا صلَح في موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر:

بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه،

يوماً، أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ

وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على الابتداء والخبر، والذي

يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها

(* قوله: «والذي ينشد إلى وبخفضها؛ هكذا

في الأصل، ولعل في الكلام سقطاً). قال ابن بري: ومثلُه في جواز الرفع

والخفض بعدها قولُ الآخر:

كُنْ كيفَ شِئْتَ، فقَصْرُك الموتُ،

لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ

بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ،

زالَ الغِنَى وتَقَوَّضَ البيتُ

قال ابن بري: وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد الأَرقط:

بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه،

إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه

وقال آخر:

بيْنا كذلك، إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ

تَسْبي وتَقْتُل، حتى يَسْأَمَ الناسُ

وقال القطامي:

فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي

عُبادةَ، إذْ واجَهْت أَصحَم ذا خَتْر

قال ابن بري: وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا

تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما، وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى؛ ومما يدل

على فساد هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن

هَرْمة في باب النَّسيبِ من الحَماسةِ:

بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا

عِ سِراعاً، والعِيسُ تَهْوي هُوِيّا

خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذكـ

ـراكِ وهْناً، فما استَطَعتُ مُضِيّاً

ومثله قول الأَعشى:

بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْـ

ـبَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ التَّثْقِيفِ،

رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ، حتى

عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ

ومثله قول أَبي دواد:

بَيْنما المرءُ آمِنٌ، راعَهُ را

ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه انْبِعاقَهْ

وفي الحديث: بَيْنا نحن عند رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه

رجلٌ؛ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ، فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً، ويقال بَيْنا

وبَيْنما، وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة، ويُضافان إلى جملة من فعلٍ

وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر، ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى، قال:

والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيراً،

تقول: بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو، وإذ دخَل عليه، وإذا دخل عليه؛ ومنه

قول الحُرَقة بنت النُّعمان:

بَيْنا نَسوسُ الناسَ، والأَمرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

وأَما قوله تعالى: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ فإنّ الزجاج قال: معناه

جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي يُهْلِكهم؛ وقال الفراء: معناه

جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم القيامة أَي هُلْكاً،

وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال. الجوهري: وبَيْن بمعنى وسْط، تقول:

جلستُ بينَ القوم، كما تقول: وسْطَ القوم، بالتخفيف، وهو ظرفٌ، وإن جعلته

اسماً أَعرَبْتَه؛ تقول: لقد تقطَّع بينُكم، برفع النون، كما قال أَبو

خِراش الهُذلي يصف عُقاباً:

فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ،

فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا

الجبُوب: وجه الأَرض. الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة: روي عن أَبي

الهيثم أَنه قال الكواكب البَبانيات

(* وردت في مادة بين «البابانيات» تبعاً

للأصل، والصواب ما هنا). هي التي لا يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما

يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر، وهي شامية، ومَهَبُّ الشَّمالِ منها، أَوَّلها

القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول، والجدْي والفَرْقَدان، وهو بَيْنَ القُطب،

وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى، وقال أَبو عمرو: سمعت المبرَّد يقول إذا كان

الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء، وإن كان اسماً

مصدريّاً خفضْتَه، ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ، قال: فسأَلت

أَحمد بن يحيى عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال: هذا الدرُّ، إلا أَنَّ من

الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم

الحقيقي؛ وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد:

بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه،

ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

وجائز: وبهْجَتُه، قال: وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ، وكذلك

المصدر. ابن سيده: وبَيْنا وبينما من حروف الابتداء، وليست الأَلف في

بَيْنا بصلةٍ، وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ فصارت أَلفاً، وبينما بَين

زِيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي بَيْنَ الجيِّد

والرَّديء، وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح، والهمزة المخفَّفة

تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ؛ وقالوا: بَين بَين، يريدون التَّوَسُّط كما قال

عَبيد بن الأَبرص:

نَحْمي حَقيقَتَنا، وبعـ

ـض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا

وكما يقولون: همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف

اللين، وهو الحرف الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة، فهي بين الهمزة

والأَلف مثل سأَل، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ، وإن كانت

مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل لَؤُم، إلا أَنها ليس لها تمكينُ

الهمزة المحققة، ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً أَوَّلاً

لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن، إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن

ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة،

فالمفتوحة نحو قولك في سأَل سأَلَ، والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ،

والمضمومة نحو قولك في لؤُم لؤُم، ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها

ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها، قال

الجوهري: وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها؛ وأَنشد بيت عبيد بن الأَبرص:

وبعض القومِ يسقط بين بينا

أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به؛ قال ابن بري: قال السيرافي كأَنه قال

بَينَ هؤلاء وهؤلاء، كأَنه رجلٌ يدخل بينَ فريقين في أَمرٍ من الأُمور

فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه؛ قال الشيخ: ويجوز عندي أَن يريد بينَ الدخول في

الحرب والتأَخر عنها، كما يقال: فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر أُخرى.

ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم

أَتيته؛ وقوله:

وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى

بِقانِئِه، إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ

أَي بائن. والبَيانُ: ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها. وبانَ

الشيءُ بَياناً: اتَّضَح، فهو بَيِّنٌ، والجمع أَبْيِناءُ، مثل هَيِّنٍ

وأَهْيِناء، وكذلك أَبانَ الشيءُ فهو مُبينٌ؛ قال الشاعر:

لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها،

لأَبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ

قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن وأَهْيِناء،

قال: صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ. وأَبَنْتُه أَي

أَوْضَحْتُه. واستَبانَ الشيءُ: ظهَر. واستَبَنْتُه أَنا: عرَفتُه. وتَبَيَّنَ

الشيءُ: ظَهَر، وتَبيَّنْتهُ أَنا، تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى.

وقالوا: بانَ الشيءُ واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد؛

ومنه قوله تعالى: آياتٍ مُبَيِّناتٍ، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى

مُتبيِّنات، ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء فالمعنى أَن الله بَيَّنَها. وفي

المثل: قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن؛ وقال ابن ذَريح:

وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى

شُحوباً، وتَعْرى من يَدَيه الأَشاحم

(* قوله «الأشاحم» هكذا في الأصل). قال ابن سيده: هكذا أَنشده ثعلب،

ويروى: تُبَيِّن بالفتى شُحوب. والتَّبْيينُ: الإيضاح. والتَّبْيين أَيضاً:

الوُضوحُ؛ قال النابغة:

إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها،

والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة الجلَد

يعني أَتَبيَّنُها. والتِّبْيان: مصدرٌ، وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما

تجيء على التَّفْعال، بفتح التاء، مثال التَّذْكار والتَّكْرار

والتَّوْكاف، ولم يجيءْ بالكسر إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء. ومنه حديث آدم

وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أَعطاكَ اللهُ التوراةَ

فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه وإيضاحُه، وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ

أَمثاله بالفتح. وقوله عز وجل: وهو في الخِصام غيرُ مُبين؛ يريد النساء

أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ، وقيل في التفسير: إن

المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به

الأَصنام، والأَوّل أَجود. وقوله عز وجل: لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا

يَخْرُجْنَ إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة؛ أَي ظاهرة مُتَبيِّنة. قال

ثعلب: يقول إذا طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته، ولا أَن

يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام عليها، ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه

حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت، وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه

وبَيَّنْتُه؛ وروي بيت ذي الرمة:

تُبَيِّنُ نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً،

كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا

أَي تُبَيِّنُها، ورواه عليّ

بن حمزة: تُبيِّن نِسبةُ، بالرفع، على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي

عَينين. ويقال: بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً، فهو بائنٌ، وأَبانَ يُبينُ إبانة،

فهو مُبينٌ، بمعناه. ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المُبين؛ أَي والكتاب

البَيِّن، وقيل: معنى المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة

وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه الأُمّة؛ وقال الزجاج: بانَ الشيءُ وأَبانَ

بمعنى واحد. ويقال: بانَ الشيءُ وأَبَنتُه، فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه

وبرَكَته، أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من الحرام، ومُبينٌ أَن

نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حقٌّ، ومُبين قِصَصَ

الأَنبياء. قال أَبو منصور: ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين. قال أَبو

منصور: والاسْتِبانةُ يكون واقعاً. يقال: اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه

حتى تَبيَّن لك. قال الله عز وجل: وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ

المجرمين؛ المعنى ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ

استِبانة، وإذا بانَ سبيلُ المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأَكثرُ القراء

قرؤُوا: ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين؛ والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع.

ويقال: تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته وتوسَّمْتُه، وقد تبيَّنَ الأَمرُ

يكون لازِماً وواقِعاً، وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن أَي تَبَيَّن، لازمٌ

ومتعدّ. وقوله عز وجل: وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ

شيءٍ؛ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر

الدِّين، وهذا من اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ، والعرب تقول: بَيَّنْت

الشيءَ تَبْييناً وتِبْياناً، بكسر التاء، وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون

اسماً، فأَما المصدر فإِنه يجيء على تَفْعال بفتح التاء، مثل التَّكْذاب

والتَّصْداق وما أَشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تِلْقاء الشيء

والتِّبْيان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أَلا

إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا؛ قال أَبو عبيد:

قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه،

وقرئ قوله عز وجل: إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا، وقرئ: فتثبَّتوا،

والمعنيان متقاربان. وقوله عز وجل: إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا،

وفتَثبَّتُوا؛ قرئ بالوجهين جميعاً. وقال سيبويه في قوله: الكتاب المُبين،

قال: وهو التِّبيان، وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حدة، ولو كان

مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال، فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْت. وقال

كراع: التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء، وهو مذكور في موضعه.

وبينهما بَينٌ أَي بُعْد، لغة في بَوْنٍ، والواو أَعلى، وقد بانَه

بَيْناً. والبَيانُ: الفصاحة واللَّسَن، وكلامٌ بيِّن فَصيح. والبَيان: الإفصاح

مع ذكاء. والبَيِّن من الرجال: الفصيح. ابن شميل: البَيِّن من الرجال

السَّمْح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتَج. وفلانٌ

أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح كلاماً. ورجل بَيِّنٌ: فصيح، والجمع

أَبْيِناء، صحَّت الياء لسكون ما قبلها؛ وأَنشد شمر:

قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ، ويَلْتَئي

على البَيِّنِ السَّفّاكِ، وهو خَطيبُ

قوله يَلتئي أَي يُبْطئ، من اللأْي وهو الإبطاء. وحكى اللحياني في جمعه

أَبْيان وبُيَناء، فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات، قال سيبويه: شَبَّهوا

فَيْعِلاً بفاعل حين قالوا شاهد وأَشهاد، قال: ومثله، يعني ميِّتاً

وأَمواتاً، قيِّل وأَقيال وكَيِّس وأَكياس، وأَما بُيِّناء فنادر، والأَقيَس

في ذلك جمعُه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابنُ عباس عن النبي، صلى الله

عليه وسلم، أَنه قال: إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من الشِّعر لحِكَماً؛

قال: البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ، وهو من الفَهْم وذكاءِ القلْب

مع اللَّسَن، وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ، وقيل: معناه إن الرجُلَ يكونُ

عليه الحقُّ، وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه، فيَقْلِبُ الحقَّ

بِبَيانِه إلى نَفْسِه، لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ

وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ، وقيل: معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة

أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه

وحُبِّه، ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ،

فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك، وهو وَجْهُ قوله: إن من البيانِ لسِحْراً. وفي

الحديث عن أَبي أُمامة: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياءُ

والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ، والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق؛

أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق، أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ

فظاهر، وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق

والتفاصُحَ وإظهارَ التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ،

ولذلك قال في رواية أُخْرى: البَذاءُ وبعضُ البيان، لأَنه ليس كلُّ

البيانِ مذموماً. وقال الزجاج في قوله تعالى: خَلَق الإنْسان علَّمَه

البيانَ؛ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، علَّمَه

البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء، وقيل: الإنسانُ هنا آدمُ،

عليه السلام، ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس

جميعاً، ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ

ببيَانِه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ

وبَوْنٌ بعيد؛ قال أَبو مالك: البَيْنُ الفصلُ

(* قوله «البين الفصل إلخ»

كذا بالأصل). بين الشيئين، يكون إمّا حَزْناً أَو بقْرْبه رَمْلٌ،

وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ. والبَوْنُ: الفضلُ والمزيّةُ. يقال: بانه

يَبونُه ويَبينُه، والواوُ أَفصحُ، فأَما في البُعْد فيقال: إن بينهما

لَبَيْناً لا غير. وقوله في الحديث: أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه

أَي يُعْرب ويَشهد عليه. ونخلةٌ بائنةٌ: فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت

عراجِينُها وطالت؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحَبيب القُشَيْري:

من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها

عنها، وحاضنةٍ لها مِيقارِ

قوله: تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها. والبائنُ

والبائنةُ من القِسِيِّ: التي بانتْ من وتَرِها، وهي ضد البانِية، إلا أَنها

عيب، والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية. الجوهري: البائنةُ القوسُ التي بانت

عن وَتَرِها كثيراً، وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق

به فهي البانيةُ، بتقديم النون؛ قال: وكلاهما عيب. والباناةُ: النَّبْلُ

الصِّغارُ؛ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي الخطاب. وللناقة حالِبانِ:

أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن، والآخرُ يحلُب من الجانب

الأَيْسر، والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي، والذي يُمْسِك يسمَّى

البائنَ. والبَيْنُ: الفراق. التهذيب: ومن أَمثال العرب: اسْتُ البائنِ

أَعْرَفُ، وقيل: أَعلمُ، أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به

ممن لم يُمارِسْه، قال: والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها،

والجمع البُيَّنُ، وقيل: البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان

يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ، والآخر مُحْلِب، والمُعينُ هو المُحْلِب،

والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ، والمُسْتَعْلي الذي عن

شِمالها، وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه؛ قال الكميت:

يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ،

من الحالبَيْنِ، بأَن لا غِرارا

قال الجوهري: والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها،

والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل يمينها. والبِينُ، بالكسر: القطعةُ من الأَرض قدر

مَدِّ البصر من الطريق، وقيل: هو ارتفاعٌ في غِلَظٍ، وقيل: هو الفصل بين

الأَرْضَيْن. والبِينُ أَيضاً: الناحيةُ، قال الباهلي: المِيلُ قدرُ ما

يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ، وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن يقال له بِينٌ،

قال: وهي التُّخومُ، والجمعُ بُيونٌ؛ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ:

لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها،

من أَهلِ رَيْمانَ، إلا حاجةً فينا

بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به،

أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا

(* قوله «بسرو» قال الصاغاني، والرواية: من سرو حمير لا غير). ومَن كسَر

التاءَ والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال، قال:

والتذكير أَصْوَبُ. ويقال: سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ، وهو البِينُ.

وبِينٌ: موضعٌ قريب من الحيرة. ومُبِينٌ: موضع أَيضاً، وقيل: اسمُ ماءٍ؛

قال حَنْظلةُ بن مصبح:

يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ،

على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ

التارك المَخاضَ كالأُرومِ،

وفَحْلَها أَسود كالظَّليمِ

جمع بين النون والميم، وهذا هو الإكْفاء؛ قال الجوهري: وهو جائز

للمطْبوع على قُبْحِه، يقول: يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء، فأَخرَجَ الكلامَ

مُخْرَجَ النداء وهو تعجُّب. وبَيْنونةُ: موضع؛ قال:

يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا،

جئْتِ بأَلوانِ المُصَفَّرِينا

(* قوله «بألوان» في ياقوت: بأرواح).وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ

القُصْوَى وبَينونة الدُّنيا، وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ

ويَبْرِين. التهذيب: بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ. وعَدَنُ

أَبْيَنَ وإِبْيَن: موضعٌ، وحكى السيرافي: عَدَن أَبْيَن، وقال: أَبْيَن

موضع، ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ، وقيل: عَدَن أَبْيَن اسمُ

قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن. الجوهري: أَبْيَنُ اسمُ رجلٍ ينسب

إليه عَدَن، يقال: عَدَنُ أَبْيَنَ. والبانُ: شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في

اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل، وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل، وليس

لخَشَبه صلابةٌ، واحدتُه بانةٌ؛ قال أَبو زياد: من العِضاه البانُ، وله

هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ الخُضْرة، وينبت في الهِضَبِ، وثمرتُه تُشبه قُرونَ

اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها شديدةٌ، ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج

دُهْنُ البانِ. التهذيب: البانةُ شجرةٌ لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه

الطيِّب، ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً، وجمعها البانُ، ولاسْتِواءِ نباتِها

ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ

الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل: كأَنها بانةٌ، وكأَنها غُصْنُ بانٍ؛ قال قيس

بن الخَطيم:

حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها،

كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ

ابن سيده: قَضَينا على أَلف البانِ بالياء، وإن كانت عيناً لغلبةِ (ب ي

ن) على (ب و ن).

بين بين المشهور: هو أن يجعل الهمزة بينها وبين مخرج الحرف الذي منه حركتها، نحو سئل، وغير المشهور هو أن يجعل الهمزة بينها وبين حرف منه حركة ما قبلها نحو سؤل.
بَيْن: موضوع للخلافة بين الشيئين ووسْطهما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا} [الكهف:32] وبَيْنَ يستعمل تارة اسماً وتارة ظرفاً، ويقال هذا الشيء بين يديك: أي قريباً منك كذا في "المفردات".
(بين) - في الحديث: "مَنْ عَالَ ثَلَاثَ بَناتٍ حتى يَبِنَّ أو يَمُتْنَ".
قَولُه: يَبِنّ بِفَتْح اليَاء: أىْ يتزَوَّجْن. يقال: أَبانَ فُلانٌ بِنْتَه وَبيَّنَها، إذا زوَّجهَا، وبانَتْ من البَيْن وهو البعد، كأَنَّه أَبعدَها عن منزله.
- في الحديث: "بَينْا نَحنُ عندَ رسَولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، إذ جَاءَه رَجُل".
قيل: أصل بَيْنَا بَيْن، أُشبِعَت فَتحتُه، فتولَّدت منها أَلِف، وقد يُزادُ فيه ما، فيُقال: بينَما، وكِلاهُما ظرفَا زَمان، بِمَعْنى المُفاجَأة، يُضَافَان إلى جملة من فِعْل وفاعِلِه، أو مُبْتَدإٍ وخَبَرِه، ويَحتاجان إلى جَواب يَتمّ به المَعْنَى.
- في الحَدِيث: "أَولُ ما يُبِين على أحدكم فَخِذُه". : أي يُعرِب ويَشْهَد عليه ويُقال للفَصِيح: البَيِّن، والجَمعُ الأَبيِنَاء، وهو أبيَن من سَحْبان.

بين


بَانَ (ي)(n. ac. بَيْن
بَيَاْن
تَبْيَاْن)
a. Was clear, distinct, evident, manifest.
b.(n. ac. بَيْن
بُيُوْن
بُيُوْنَة
بَيْنُوْنَة )
a. ['An], Was separated from.
بَيَّنَa. Showed, proved, demonstrated; expounded
explained.
b. Separated, distinguished.
c. see I (a)
بَاْيَنَa. Left, abandoned, forsook.

أَبْيَنَa. see I (a)b. Separated, severed, cut off.

تَبَيَّنَa. Was clear, lucid.
b. Rendered clear, explained, elucidated.
c. Scrutinized, investigated.

تَبَاْيَنَa. Became separate.

إِسْتَبْيَنَa. see I (a)b. Rendered clear, &c.
c. Recognized as clear &c.

بَيْنa. Separation.
b. Distinction, difference.

بِيْنa. Region.

بَاْيِنa. Clear, distinct, evident, manifest.
b. Divorced (wife).
بَيَاْنa. Exposition, argument, demonstration.
b. Eloquence; perspicacity.

بَيِّنa. see 21 (a)
بَيِّنَة []
a. Proof; testimony.

بَيْن
a. Between, amongst.

بَيْنَمَا
a. Whist.

بَيْن ذَلِك
a. Meanwhile.

بَيْن يَدَيْه
a. Before him: in his presence.

فِيْمَا بَيْن
a. In between: amongst.

بُيُوْرَدِي — بُيُوْرلُدِي
T.
a. Firman; decree.
(ب ي ن) : (الْبَانُ) ضَرْبٌ مِنْ الشَّجَرِ الْوَاحِدَةُ بَانَةٌ (وَمِنْهُ) دُهْنُ الْبَانِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) لَوْ قَالَ اشْتَرِ لِي بَانًا ثُمَّ اخْلِطْهُ بِمِثْقَالٍ مِنْ مِسْكٍ فَمَعْنَاهُ دُهْنُ بَانٍ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ (وَبَانَ الشَّيْءُ) عَنْ الشَّيْءِ انْقَطَعَ عَنْهُ وَانْفَصَلَ بَيْنُونَةً وَبُيُونًا (وَقَوْلُهُمْ أَنْتِ بَائِنٌ) مُؤَوَّلٌ كَحَائِضٍ وَطَالِقٍ (وَأَمَّا طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ وَطَلَاقٌ بَائِنٌ) فَمَجَازٌ وَالْهَاءُ لِلْفَصْلِ (وَيُقَالُ بَانَ الشَّيْءُ) بَيَانًا وَأَبَانَ وَاسْتَبَانَ وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ إذَا ظَهَرَ وَأَبَنْتُهُ وَاسْتَبَنْتُهُ وَتَبَيَّنْتُهُ عَرَفْتُهُ بَيِّنًا (وَقَوْلُ) الْفُقَهَاءِ كَصَوْتٍ لَا يَسْتَبِينُ مِنْهُ حُرُوفٌ وَخَطٌّ مُسْتَبِينٌ كُلُّهُ صَحِيحٌ (وَالْبَيِّنَةُ) الْحُجَّةُ فَيْعِلَةٌ مِنْ الْبَيْنُونَةِ أَوْ الْبَيَانِ (وَفِي حَدِيثِ) زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَيِّنَتَكَ نُصِبَ عَلَى إضْمَارِ أَحْضِرْ (وَقَوْلُهُ) فِي إصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ يَعْنِي الْأَحْوَالَ الَّتِي بَيْنَهُمْ وَإِصْلَاحُهَا بِالتَّعَهُّدِ وَالتَّفَقُّدِ وَلَمَّا كَانَتْ مُلَابِسَةً لِلْبَيْنِ وُصِفَتْ بِهِ فَقِيلَ لَهَا ذَوَاتُ الْبَيْنِ كَمَا قِيلَ لِلْأَسْرَارِ ذَاتُ الصُّدُورِ لِذَلِكَ (وَبَيْنَ) مِنْ الظُّرُوفِ اللَّازِمَةِ لِلْإِضَافَةِ وَلَا يُضَافُ إلَّا إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا وَمَا قَامَ مَقَامَهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَقَدْ يُحْذَفُ الْمُضَافُ إلَيْهِ وَيُعَوَّضُ عَنْهُ مَا أَوْ أَلِفٌ فَيُقَالُ بَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا وَبَيْنَا نَحْنُ كَذَا (وَأَبْيَنُ) صَحَّ بِفَتْحِ الْأَلِفِ فِي جَامِعِ الْغُورِيِّ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَهُوَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرَ أُضِيفَ عَدَنُ إلَيْهِ وَقَدْ قِيلَ بِالْكَسْرِ.
بين من اللَّه والعجلة من الشَّيْطَان فَتَبَيَّنُوا. قَالَ الْكسَائي وَغَيره: التبين مثل التثبت فِي الْأُمُور والتأني فِيهِا وَقد روى عَن عَبْد الله بْن مَسْعُود أَنه كَانَ يقْرَأ {إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيْلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوْا} وَبَعْضهمْ / فَتَثَبَّتُوْا / والمعني قريب بعضه من بعض. وَأما الْبَيَان فَإِنَّهُ من الْفَهم وذكاء الْقلب مَعَ اللِّسَان اللسن وَمِنْه الحَدِيث الْمَرْفُوع: إِن من الْبَيَان سحرًا وَذَلِكَ أَن قيس بْن عَاصِم والزبرقان بْن بدر وَعَمْرو بْن الْأَهْتَم قدمُوا على النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام فَسَأَلَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام عمرا عَن الزبْرِقَان فَأثْنى عَلَيْهِ خيرا فَلم يرض الزبْرِقَان بذلك فَقَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه إِنَّه ليعلم أَنِّي أفضل مِمَّا قَالَ وَلكنه حسدني مَكَاني مِنْك فَأثْنى عَلَيْهِ عَمْرو شرا ثُمَّ قَالَ: وَالله يَا رَسُول اللَّه مَا كذبت عَلَيْهِ فِي الأولى وَلَا فِي الْآخِرَة وَلكنه أرضاني فَقلت بِالرِّضَا وأسخطني فَقلت بالسخط فَقَالَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم: إِن من الْبَيَان سحرًا. قَالَ أَبُو عبيد: هُوَ من حَدِيث عباد بْن عباد المهلبي عَن مُحَمَّد ابْن الزبير الْحَنْظَلِي قَالَ وحَدثني أَبُو عَبْد اللَّه الْفَزارِيّ عَن مَالك بْن دِينَار قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا أَبِين من الْحجَّاج إِن كَانَ ليرقى الْمِنْبَر فيذكر إحسانه إِلَى أهل الْعرَاق وصفحه عَنْهُمْ وإساءتهم إِلَيْهِ حَتَّى أَقُول فِي نَفسِي: وَالله إِنِّي لأحسبه صَادِقا [و -] إِنِّي لأظنهم ظالمين [لَهُ -] فَكَانَ الْمَعْنى وَالله أعلم أَنه يبلغ من بَيَانه أَنه يمدح الْإِنْسَان فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله ثُمَّ يذمه فَيصدق فِيهِ حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله الآخر فَكَأَنَّهُ قد سحر السامعين بذلك فَهَذَا وَجه قَوْله: إِن من الْبَيَان سحرًا.
بين: بانَ يَبِيْنُ بَيْنُوْنَةً وبَيْناً وبُيُوْناً: أي انْقَطَعَ.
والبَيْنُ: الفِرَاقُ. وغُرَابُ البَيْنِ سُمِّيَ بذلك لأنَّه إذا قَصَدَ أهلُ الدار للنُّجْعَةِ وَقَعَ في بُيُوْتِهم يَتَقَمْقَمُ، وقيل: لأنَّه بانَ عن نوحٍ صلى الله عليه وسلم.
والبَيْنُ: الوَصْلُ، من قَوْلِه عِزَّ وجَلَّ: " لقد تَقَطَّعَ بَيْنُكُم ".
وبانَتْ يَدُ النّاقَةِ عن جَنْبِها بَيْنُوْنَةً وبُيُوْناً.
وقَوْلُه: بَيْنَا فلانٌ: مَعْنَاه بَيْنَما.
وقَوْسٌ بائنٌ: للَّتي بانَ وَتَرُها عن كَبِدِها.
والبائِنَةُ: النَّخْلَةُ الطَّوِيْلَةُ العُذُوْقِ.
والبَيُوْنُ من الأَبْآرِ: التي بانَ مَوْقِفُ الشّارِبَةِ عن جِرَابِها لاعْوِجَاجِها. وقيل: هي الواسِعَةُ الرَّأْسِ الضَّيِّقَةُ الأسْفَلِ فتَبِيْنُ أشْطَانُها من بُعْدِها.
وطَلَبَ الرَّجُلُ البائنَةَ إلى أبَوَيْهِ: أي أنْ يُبِيْنَاه بمالٍ يَتَفَرَّدُ به، وأَبَانَه أَبَوَاه إبَانَةً. وعِنْدَهُ من المالِ ما يُبِيْنُه.
وأبَانَ فلانٌ بِنْتَه وبَيَّنَها: أي زَوَّجَها. وبانَتِ الجارِيَةُ: تَزَوَّجَتْ.
ويُقال للطُّبْيَيْنِ اللَّذَيْنِ من الشِّقِّ الأَيْمَنِ: البَائِنَانِ. والبَائنُ: الذي يَحْلُبُ النّاقَةَ من شِقِّها الأيْمَنِ؛ من قَوْلِهم: بانَ فلانٌ يَبِيْنُ: أي يَأْخُذُ على يَمِيْنِه، وقيل: البائنُ: الذي يُمْسِكُ العُلْبَةَ.
وهو خِيَارُ المالِ ومُبِيْنُه: بمَعْنىً واحِدٍ.
والبَيَانُ: مَعْرُوْفٌ، بانَ الشَّيْءُ، وأَبَانَ إبَانَةً، وبَيَّنَ وتَبَيَّنَ واسْتَبَانَ، وفي المَثَلِ: " قد بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ ".
والبَيِّنُ من الرِّجَالِ: الفَصِيْحُ.
والبَيِّنَةُ: البَيَانُ. وقَوْمٌ أبْيِنَاءُ.
وتَبَيَّنْ في أمْرِكَ: أي تَثَبَّتْ.
والبِيْنُ بكَسْرِ الباءِ من الأرْضِ: الذي لا يُدْرَكُ طَرَفَاه. وهي النّاحِيَةُ أيضاً.
ومَبَايِنُ الحَقِّ: مَوَاضِحُه.
والأَبْيَنُ: الغَرِيْبُ.
ورَجُلٌ أَبْيَنُ المَرَافِقِ: أي أَبَدُّ، وقَوْمٌ بِيْنُ المَرَافِقِ، ومن الإِبِلِ كذلك.
وعَدَنُ أَبْيَنَ ويَبْيَنَ.
وبَيَّنَ الشَّجَرُ وعَيَّنَ: أوَّل ما يَنْبُتُ فيَظْهَر من أُصُوْلِ وَرَقِه.
وبَيَّنَ القَرْنُ: نَجَمَ.
[بين] فيه: أن من "الن" لسحراً، البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، قيل: معناه أن يكون على أحد حق وهو أقوم بحجته فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، فإن السحر قلب الشيء في عين الإنسان، ألا ترى أن البليغ يمدح إنساناً حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه، ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه. ومنه: البذاء و"البيان" شعبتان من النفاق، أي خصلتان منشأهما النفاق، أما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما البيان فالمراد منه التعمق في النطق، والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس،حقيقتها وإن كانت شريعته القضاء بالظاهر. و"بين" الله الخلق من الأمر أي فرق بينهما حيث عطف أحدهما على الآخر، وكيف لا والأمر قديم والخلق حادث.
ب ي ن: (الْبَيْنُ) الْفِرَاقُ وَبَابُهُ بَاعَ وَ (بَيْنُونَةً) أَيْضًا. وَالْبَيْنُ الْوَصْلُ وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ. وَقُرِئَ « {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ} [الأنعام: 94] » بِالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ فَالرَّفْعُ عَلَى الْفِعْلِ أَيْ تَقَطَّعَ وَصْلُكُمْ وَالنَّصْبُ عَلَى الْحَذْفِ يُرِيدُ مَا بَيْنَكُمْ. وَ (الْبَوْنُ) الْفَضْلُ وَالْمَزِيَّةُ وَقَدْ (بَانَهُ) مِنْ بَابِ قَالَ وَبَاعَ، وَبَيْنَهُمَا (بَوْنٌ) بِعِيدٌ وَ (بَيْنٌ) بَعِيدٌ، وَالْوَاوُ أَفْصَحُ، فَأَمَّا بِمَعْنَى الْبُعْدِ فَيُقَالُ: إِنَّ بَيْنَهُمَا (بَيْنًا) لَا غَيْرُ. وَ (الْبَيَانُ) الْفَصَاحَةُ وَاللَّسَنُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» وَفُلَانٌ (أَبْيَنُ) مِنْ فُلَانٍ أَيْ أَفْصَحُ مِنْهُ وَأَوْضَحُ كَلَامًا. وَ (الْبَيَانُ) أَيْضًا مَا (يَتَبَيَّنُ) بِهِ الشَّيْءُ مِنَ الدَّلَالَةِ وَغَيْرِهَا. وَ (بَانَ) الشَّيْءُ يَبِينُ (بَيَانًا) اتَّضَحَ فَهُوَ (بَيِّنٌ) وَكَذَا (أَبَانَ) الشَّيْءُ فَهُوَ (مُبِينٌ) وَ (أَبَنْتُهُ) أَنَا أَيْ أَوْضَحْتُهُ وَ (اسْتَبَانَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (اسْتَبَنْتُهُ) أَنَا عَرَفْتُهُ وَ (تَبَيَّنَ) الشَّيْءُ ظَهَرَ وَ (تَبَيَّنْتُ) أَنَا، تَتَعَدَّى هَذِهِ الثَّلَاثَةُ وَتَلْزَمُ. وَ (التَّبْيِينُ) الْإِيضَاحُ وَهُوَ أَيْضًا الْوُضُوحُ، وَفِي الْمَثَلِ: قَدْ (بَيَّنَ) الصُّبْحُ لِذِي عَيْنَيْنِ أَيْ تَبَيَّنَ. وَ (التِّبْيَانُ) مَصْدَرٌ وَهُوَ شَاذٌّ لِأَنَّ الْمَصَادِرَ إِنَّمَا تَجِيءُ عَلَى التَّفْعَالِ بِفَتْحِ التَّاءِ كَالتَّذْكَارِ وَالتَّكْرَارِ وَالتَّوْكَافِ وَلَمْ يَجِئْ بِالْكَسْرِ إِلَّا (التِّبْيَانُ) وَالتِّلْقَاءُ. وَضَرَبَهُ (فَأَبَانَ) رَأَسَهُ مِنْ جَسَدِهِ أَيْ فَصَلَهُ فَهُوَ (مُبِينٌ) . وَ (الْمُبَايَنَةُ) الْمُفَارَقَةُ وَ (تَبَايَنَ) الْقَوْمُ تَهَاجَرُوا. وَتَطْلِيقَةٌ (بَائِنَةٌ) وَهِيَ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ. وَغُرَابُ (الْبَيْنِ) هُوَ الْأَبْقَعُ، وَقَالَ أَبُو الْغَوْثِ: هُوَ الْأَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ، فَأَمَّا الْأَسْوَدُ فَهُوَ الْحَاتِمُ فَإِنَّهُ يَحْتِمُ بِالْفِرَاقِ. وَ (بَيْنَ) بِمَعْنَى وَسْطَ تَقُولُ جَلَسَ بَيْنَ الْقَوْمِ كَمَا تَقُولُ جَلَسَ وَسْطَ الْقَوْمِ بِالتَّخْفِيفِ، وَهُوَ ظَرْفٌ فَإِنْ جَعَلْتَهُ اسْمًا أَعْرَبْتَهُ تَقُولُ: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ، بِرَفْعِ النُّونِ. وَهَذَا الشَّيْءُ (بَيْنَ بَيْنَ) أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ. وَ (بَيْنَا) فَعْلَى أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ فَصَارَتْ أَلِفًا وَ (بَيْنَمَا) زِيدَتْ عَلَيْهِ مَا وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ، تَقُولُ: بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا، أَيْ أَتَانَا بَيْنَ أَوْقَاتِ رَقْبَتِنَا إِيَّاهُ. وَكَانَ الْأَصْمَعِيُّ يَخْفِضُ بَعْدَ بَيْنَا إِذَا صَلَحَ فِي مَوْضِعِهِ بَيْنَ. وَغَيْرُهُ يَرْفَعُ مَا بَعْدَ بَيْنَا وَبَيْنَمَا عَلَى الِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرِ. 
بين: بان الشيء: ظهر واتضح، ومضارعه: يبان في معجم بوشر والمصدر بينونة. ففي ابن حيان (ص78): كان مع بسالته شاعراً محسنا قديم البيوته (البينونة) بمكانه في المصاف في عهد الأمير محمد.
بَيَّن (بالتشديد) وضد، ودقق، واقنع (هلو) وفي معجم الكالا aprovar وهذا هو معنى prouver بالفرنسية (أي أثبت، برهن، أقام الدليل) (نبريجا، فيكتور) لئن هذا هو معنى الفعل بالعربية. وفي معجم لين: بيّنه he proved it ( أي أثبته وحققه وبرهنه).
بيّن حكمه: أظهر سطوته (بوشر).
بَيّن دعوى: دافع عنها (بوشر).
بيّن صورة: صورها ورسمها (بوشر).
بيّن اللفظ: تلفظه بوضوح (بوشر).
باين. باينه من: غايره وخالفه (بوشر). وميز الحق من الباطل ففي كتاب محمد بن الحارث (ص334): كان القاضي شديد المباينة في الحق قليل المداراة فيه.
وباينه به: أظهر وأعلن ففي ابن حيان (ص69و): باين سعيد بن مستنة بخلعان الأمير عبد الله. وفيه (ص69ق): ثم باين آخر ذلك كله بالانتكاث وجاهز بالخلعان.
أبان. يقال أبان عن نفسه: دافع عن نفسه، ففي رياض النفوس (ص73و) في كلامه عن قاض أوقف عن القضاء: أبان عن نفسه وكشف عن الشبه المرفوعة عليه.
تبيّن: توضح، تكشف، ظهر أثره. وتبين من غيره: تميز منه (بوشر).
وتبين: شَفَّ، بان من خلال جسم شفاف (الكالا).
وتبين: ثبت بالدليل (فوك) وفُسِّر (فوك).
وتبين: رأي، أدرك، ميز (معجم الادريسي البكري ص121) وفي المستعيني مادة سندروس: ويقال إن أهل الهند يفرغونه على موتاهم ليتبينوا منهم (مَنْ هُم) في كل وقتٍ.
تباين من: تضاد، تناقض (بوشر).
بَيْن. بين البصرة إلى مكة أي بين البصرة ومكة (معجم أبي الفداء).
بَيْنُهم بالبين، أو بَينُهُم لبين، أو إلى بين، أو مع بين. ذكر هذا في معجم فوك وهو مرادف لقولهم بعضهم لبعض. وبين البينين: بين الاثنين (بوشر).
بانة: بون، مسافة ما بين الشيئين (بوشر).
بينة (أسبانية): عقاب، قصاص (الكالا وفيه pena) .
بيان: توضيح، تبيِين (بوشر) وكانوا إذا كانت الكلمة غير واضحة في مخطوطة ما أعادوا كتابتها على الهامش وأضافوا إليها: بيان.
وبيان: شرح، عرض، تقرير (بوشر) وحجة وثيقة أعلام، مذكرة، عريضة، استرحام، قائمة جرد، جرد، (بوشر، معجم البلاذري) وبرنامج، منهج، خطة عمل (بوشر). ولوحة أو جدول فيه وصف لبلد، أو علم، أو فن (بوشر).
بيان البيت أو بيان المطرح: عنوان البيت، ويقال بيان فقط (بوشر).
بيان مختصر: قائمة الحساب، كشف الحساب، وفي اصطلاح التجار: مجمل السلع الموجودة (بوشر).
بيان الأسعار: قائمة الأسعار (تعريفة) (بوشر).
بيان كتاب: كراس مطبوع للدعاية (بوشر) علم بيان الدفع: جدول مفصل لمجموع الحساب (بوشر).
بَيَانِيّ: مُبَيَّن، موضع (بوشر).
بَيُونِي، (معرب Bayonne) غليون، ضرب من السفن الشراعية الكبرى القديمة (الكالا galeon) .
بَيّنة: شهادة، حجة، دليل، وفي معجم فوك إنها تجمع على بُيُون جمع تكسير.
وبينة: شاهد (فوك) وفي كتاب محمد ابن الحارث (ص238): زدني بينة أي جئني بشاهد آخر.
تباين: تضاد، تناقض (بوشر).
تبيين: توضيح (بوشر).
مباينة. حرف المباينة: حرف اضراب يبطل ما قبله ويثبت ما بعده. فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله (بوشر).
متباين. متباينون: تابعون لملوك مستقلين. (دي سلان، تاريخ البربر 1: 442).
وعدد متباين (في إصلاح الحساب): عدد لا يحتويه عدد آخر.
ب ي ن : بَانَ الْأَمْرُ يَبِينُ فَهُوَ بَيِّنٌ وَجَاءَ بَائِنٌ عَلَى الْأَصْلِ وَأَبَانَ إبَانَةً وَبَيَّنَ وَتَبَيَّنَ وَاسْتَبَانَ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْوُضُوحِ وَالِانْكِشَافِ وَالِاسْمُ الْبَيَانُ وَجَمِيعُهَا يُسْتَعْمَلُ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا إلَّا الثُّلَاثِيَّ فَلَا يَكُونُ إلَّا لَازِمًا.

وَبَانَ الشَّيْءُ إذَا انْفَصَلَ فَهُوَ بَائِنٌ وَأَبَنْتُهُ بِالْأَلِفِ فَصَلْتُهُ وَبَانَتْ الْمَرْأَةُ بِالطَّلَاقِ فَهِيَ بَائِنٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَأَبَانَهَا زَوْجُهَا بِالْأَلِفِ فَهِيَ مُبَانَةٌ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي كِتَابِ التَّوْسِعَةِ وَتَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ وَالْمَعْنَى مُبَانَةٌ قَالَ الصَّغَانِيّ فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ.

وَبَانَ الْحَيُّ بَيْنًا وَبَيْنُونَةً ظَعَنُوا وَبَعُدُوا وَتَبَايَنُوا تَبَايُنًا إذَا كَانُوا جَمِيعًا فَافْتَرَقُوا.

وَالْبِينُ بِالْكَسْرِ مَا انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُكَ مِنْ حَدَبٍ وَغَيْرِهِ.

وَالْبَيْنُ بِالْفَتْحِ مِنْ الْأَضْدَادِ يُطْلَقُ عَلَى الْوَصْلِ وَعَلَى الْفُرْقَةِ وَمِنْهُ ذَاتُ الْبَيْنِ لِلْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ وَقَوْلُهُمْ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ أَيْ لِإِصْلَاحِ الْفَسَادِ بَيْنَ الْقَوْمِ وَالْمُرَادُ إسْكَانُ الثَّائِرَةِ وَبَيْنَ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَاه إلَّا بِإِضَافَتِهِ إلَى اثْنَيْنِ فَصَاعِدًا أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَ ذَلِكَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] وَالْمَشْهُورُ فِي الْعَطْفِ بَعْدَهَا أَنْ يَكُونَ بِالْوَاوِ لِأَنَّهَا لِلْجَمْعِ الْمُطْلَقِ نَحْوُ الْمَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو وَأَجَازَ بَعْضُهُمْ بِالْفَاءِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ امْرِئِ الْقَيْسِ
بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلُ 
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الدَّخُولَ اسْمٌ لِمَوَاضِعَ شَتَّى فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ قَوْلِكَ الْمَالُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَبِهَا يَتِمُّ الْمَعْنَى وَمِثْلُهُ قَوْلُ الْحَارِثِ بْنِ حِلِّزَةَ 
أَوْقَدَتْهَا بَيْنَ الْــعَقِيقِ فَشَخْصَيْنِ
قَالَ ابْنُ جِنِّي الْــعَقِيقُ مَكَانٌ وَشَخْصَانِ أَكَمَةٍ.

وَيُقَالُ جَلَسْتُ بَيْنُ الْقَوْمِ أَيْ وَسْطَهُمْ وَقَوْلُهُمْ هَذَا بَيْنَ بَيْنَ هُمَا اسْمَانِ جُعِلَا اسْمًا وَاحِدًا وَبُنِيَا عَلَى الْفَتْحِ كَخَمْسَةَ عَشَرَ وَالتَّقْدِيرُ بَيْنَ كَذَا وَبَيْنَ كَذَا.

وَالْمَتَاعُ بَيْنَ بَيْنَ أَيْ بَيْنَ الْجَيِّدِ وَالرَّدِيءِ.

وَبَيْنَ الْبَلَدَيْنِ بَيْنٌ أَيْ تَبَاعُدٌ بِالْمَسَافَةِ.

وَأَبْيَنُ وِزَانُ أَحْمَرَ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ حِمْيَرِ بَنِي عَدَنَ فَنُسِبَتْ إلَيْهِ وَقِيلَ عَدَنُ أَبْيَنَ وَكَسْرُ الْهَمْزَةِ لُغَةٌ.

وَأَبَانُ اسْمٌ لِجَبَلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبَانُ الْأَسْوَدُ لِبَنِي أَسَدٍ وَالْآخَرُ أَبَانُ الْأَبْيَضُ لِبَنِي فَزَارَةَ وَبَيْنَهُمَا نَحْوُ فَرْسَخٍ وَقِيلَ هُمَا فِي دِيَارِ بَنِي عَبْسٍ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَهُوَ فِي تَقْدِيرِ أَفْعَلَ لَكِنَّهُ أَعَلُّ بِالنَّقْلِ
وَلَمْ يُعْتَدَّ بِالْعَارِضِ فَلَا يَنْصَرِفُ قَالَ الشَّاعِرُ
لَوْ لَمْ يُفَاخِرْ بِأَبَانَ وَاحِدٌ
وَبَعْضُ الْعَرَبِ يَعْتَدُّ بِالْعَارِضِ فَيَصْرِفُ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ فِيهِ إلَّا الْعَلَمِيَّةُ وَعَلَيْهِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
دَعَتْ سَلْمَى لِرَوْعَتِهَا أَبَانَا
وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ وَزْنُهُ فَعَالٌ فَيَكُونُ مَصْرُوفًا عَلَى قَوْلِهِمْ. 
[بين] البَيْنُ: الفراق. تقول منه: بانَ يَبينُ بَيْناً وبَيْنونَةً. والبَيْنُ: الوصلُ وهو من الأضداد. وقرئ: (لقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمً) بالرفع والنصب، فالرفع على الفعل أي تقطَّعَ وصلكم، والنصب على الحذف، يريد ما بينكم. والبون: الفضل والمزية. يقال بانَهُ يَبونُهُ ويَبينُهُ، وبينهما بَوْنٌ بعيدٌ وبَيْنٌ بعيدٌ، والواو أفصح. فأمَّا في البعد فيقال: إنَّ بينهما لبينا لا غير. والبيان: الفصاحة واللسن. وفي الحديث: " إنَّ من البيان لسحراً ". وفلان أَبْيَنُ من فلانٍ، أي أفصح منه وأوضح كلاماً. وأبين: اسم رجل نسب إليه عدن، يقال عدن أبين. والبيان: ما يتبين به الشئ من الدلالة وغيرها. وبان الشئ بَياناً: اتَّضَحَ فهو بَيِّنٌ، والجمع أبيناء، مثل هين وأهيناء. وكذلك أبان الشئ فهو مُبينٌ. قال: لو دَبَّ ذَرٌّ فوق ضاحي جِلْدِها لأبانَ من آثارِهِنَّ حُدورُ وأَبَنْتُهُ أنا، أي أوضحته. واستبان الشئ: وضح. واستبنته أنا: عرفته. وتبين الشئ: وضح وظهر. وتَبَيَّنْتُهُ أنا، تتعدَّى هذه الثلاثة ولا تتعدَّى. والتَبْيينُ: الإيضاح. والتَبيِينُ أيضاً: الوضوح. وفي المثل: " قد بَيَّنَ الصُبحُ لذي عينين "، أي تبين. قال النابغة:

إلا أوارى لايا ما أبينها * أي ما أتبينها. والتبيان: مصدر: وهو شاذ لان المصادر إنما تجئ على التفعال بفتح التاء. مثل التذ كار والتكرار والتوكاف، ولم يجئ بالكسر إلا حرفان، وهما التبيان والتلقاء. وتقول: ضربَه فأبانَ رأسه من جسده وفصله، فهو مبين. ومبين أيضا: اسم ماء. قال : يا ريها اليوم على مبين على مبين جرد القصيم فجاد بالميم مع النون، وهو جائز للمطبوع، على قبحه. يقول: يارى ناقتي على هذا الماء. فأخرج مخرج النداء وهو تعجب. والمباينة: المفارقة. وتَبايَنَ القومُ: تهاجروا وتباعدوا. والبائنُ: الذي يأتي الحلوبة من قِبَلِ شمالها. والمعلى: الذى يأتيها من قبل يمينها. وتطليقةٌ بائِنَةٌ، وهي فاعلةٌ بمعنى مفعولة. والبائِنَةُ: القوسُ التي بانَتْ عن وترِها كثيراً. وأما التى قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهى البانية، يتقديم النون، وكلاهما عيب. والباِئِنَةُ: البئرُ البعيدةُ القعرِ الواسعةُ. والبَيونُ مثله، لأنَّ الأَشْطانَ تَبينُ عن جرابها كثيرا. قال جرير يصف خيلا : يشنفن للنظر البعيد كأنما إرنانها ببوائن الاشطان وغراب البين يقال هو الابقع. قال عنترة: ظمن الذين فراقهم أتوقع وجرى بينهم الغراب الابقع حرق الجناح كأن لحيى رأسه جلمان بالاخبار هش مولع وقال أبو الغوث: غراب البَيْنِ هو الأحمر المنقار والرجلين، فأمَّا الأسود فهو الحاتم، لأنّه عندهم يحتم بالفراق. وبَيْنَ بمعنى وَسَطْ، تقول: جلست بَيْنَ القوم كما تقول: وسط القوم بالتخفيف، وهو ظرف، وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: جلست بَيْنَ القوم كما تقول وسط القوم بالتخفيف. وهو ظرف وإنْ جعلته اسما أعربته. تقول: (لقد تقطع بينكم) برفع النون، كما قال الهذلى  فلاقته ببلقعة براح فصادف بين عينيه الجبوبا وتقول: لقيته بعيدات بين، إذا لقيته بعد حين ثم أمسكت عنه ثم أتيته. وهذا الشئ بَيْنَ بَيْنَ، أي بين الجيِّد والردئ. وهما اسمان جعلا اسما واحدا وبنيا على الفتح. والهمزة المخففة تسمى بين بين، أي همزة بين الهمزة وحرف اللين، وهو الحرف الذى منه حركتها، إن كانت مفتوحة فهى بين الهمزة والالف مثال سأل، وإن كانت مكسورة فهى بين الهمزة والياء مثل سئم، وإن كان مضمومة فهى بين الهمزة والواو مثل لؤم. وهى لا تقع أولا أبدا لقربها بالضعف من الساكن، إلا أنها وإن كانت قد قربت من الساكن ولم يكن لها تمكن الهمزة المخففة فهى متحركة في الحقيقة. وسميت بين بين لضعفها، كما قال عبيد بن الابرص: يحمى حقيقتنا وبعض القوم يسقط بين بينا أي يتساقط ضعيفا غير معتد به. وبينا: فَعْلى أشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وبينما زيدت عليها مَا، والمعنى واحد. تقول: بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رقبتنا إياه. والجمل مما تضاف إليها أسماء الزمان، كقولك: أتيتك زمن الحجاج أمير، ثم حذفت المضاف الذى هو أوقات وولى الظرف الذى هو بين الجملة التى أقيمت مقام المضاف إليها، كقوله تعالى: (واسأل القرية) . وكان الاصمعي يخفض بعد بينا ما إذا صلح في موضعه بين، وينشد قول أبى ذؤيب بالكسر: بينا تعنقه الكماة وروغه يوما أتيح له جرئ سلفع وغيره يرفع ما بعد بينا وبينما على الابتداء والخبر. والبين بالكسر: القطعة من الأرض قدر منتهى البصر والجمع بيون. قال ابن مقبل يخاطب الخيال: بسرو حمير أبوال البغال به أنى تسديت وهنا ذلك البينا ومن كسر التاء والكاف ذهب بالتأنيث إلى ابنة البكري صاحبة الخيال، والتذكير أصوب. والبين أيضا: الناحية، عن أبى عمرو.
بين
بَيْن موضوع للخلالة بين الشيئين ووسطهما. قال تعالى: وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً [الكهف/ 32] ، يقال: بَانَ كذا أي: انفصل وظهر ما كان مستترا منه، ولمّا اعتبر فيه معنى الانفصال والظهور استعمل في كلّ واحد منفردا، فقيل للبئر البعيدة القعر: بَيُون، لبعد ما بين الشفير والقعر لانفصال حبلها من يد صاحبها. وبان الصبح:
ظهر، وقوله تعالى: لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ [الأنعام/ 194] ، أي: وصلكم. وتحقيقه: أنه ضاع عنكم الأموال والعشيرة والأعمال التي كنتم تعتمدونها، إشارة إلى قوله سبحانه: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ [الشعراء/ 88] ، وعلى ذلك قوله: لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادى الآية [الأنعام/ 94] .
و «بَيْن» يستعمل تارة اسما وتارة ظرفا، فمن قرأ: بينكم [الأنعام/ 94] ، جعله اسما، ومن قرأ: بَيْنَكُمْ جعله ظرفا غير متمكن وتركه مفتوحا، فمن الظرف قوله: لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [الحجرات/ 1] ، وقوله: فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً [المجادلة/ 12] ، فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ [ص/ 22] ، وقوله تعالى: فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما [الكهف/ 61] ، فيجوز أن يكون مصدرا، أي:
موضع المفترق. وَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ [النساء/ 92] . ولا يستعمل «بين» إلا فيما كان له مسافة، نحو: بين البلدين، أو له عدد ما اثنان فصاعدا نحو: الرجلين، وبين القوم، ولا يضاف إلى ما يقتضي معنى الوحدة إلا إذا كرّر، نحو: وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ [فصلت/ 5] ، فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً [طه/ 58] ، ويقال: هذا الشيء بين يديك، أي: متقدما لك، ويقال: هو بين يديك أي:
قريب منك، وعلى هذا قوله: ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ [الأعراف/ 17] ، ولَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا [مريم/ 64] ، وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا [يس/ 9] ، مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ [المائدة/ 46] ، أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا [ص/ 8] ، أي: من جملتنا، وقوله: وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [سبأ/ 31] ، أي: متقدّما له من الإنجيل ونحوه، وقوله: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ [الأنفال/ 1] ، أي: راعوا الأحوال التي تجمعكم من القرابة والوصلة والمودة.
ويزاد في بين «ما» أو الألف، فيجعل بمنزلة «حين» ، نحو: بَيْنَمَا زيد يفعل كذا، وبَيْنَا يفعل كذا، قال الشاعر:
بينا يعنّقه الكماة وروغه يوما أتيح له جريء، سلفع.
يقال: بَانَ واسْتَبَانَ وتَبَيَّنَ نحو عجل واستعجل وتعجّل وقد بَيَّنْتُهُ. قال الله سبحانه: وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ [العنكبوت/ 38] ، وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ [إبراهيم/ 45] ، ولِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ [الأنعام/ 55] ، قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة/ 256] ، قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ [آل عمران/ 118] ، وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ [الزخرف/ 63] ، وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ [النحل/ 39] ، فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ [آل عمران/ 97] ، وقال: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ [البقرة/ 185] . ويقال: آية مُبَيَّنَة اعتبارا بمن بيّنها، وآية مُبَيِّنَة اعتبارا بنفسها، وآيات مبيّنات ومبيّنات.
والبَيِّنَة: الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة، وسمي الشاهدان بيّنة لقوله عليه السلام: «البيّنة على المدّعي واليمين على من أنكر» ، وقال سبحانه: أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ [هود/ 17] ، وقال: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ [الأنفال/ 42] ، جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ [الروم/ 9] .
والبَيَان: الكشف عن الشيء، وهو أعمّ من النطق، لأنّ النطق مختص بالإنسان، ويسمّى ما بيّن به بيانا. قال بعضهم: البيان يكون على ضربين:
أحدهما بالتسخير، وهو الأشياء التي تدلّ على حال من الأحوال من آثار الصنعة.
والثاني بالاختبار، وذلك إما يكون نطقا، أو كتابة، أو إشارة. فممّا هو بيان بالحال قوله: وَلا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
[الزخرف/ 62] ، أي: كونه عدوّا بَيِّن في الحال. تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ [إبراهيم/ 10] .
وما هو بيان بالاختبار فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 43- 44] ، وسمّي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو: هذا بَيانٌ لِلنَّاسِ [آل عمران/ 138] .
وسمي ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا، نحو قوله: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة/ 19] ، ويقال: بَيَّنْتُهُ وأَبَنْتُهُ: إذا جعلت له بيانا تكشفه، نحو: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ [النحل/ 44] ، وقال: نَذِيرٌ مُبِينٌ [ص/ 70] ، وإِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ [الصافات/ 106] ، وَلا يَكادُ يُبِينُ [الزخرف/ 52] ، أي: يبيّن، وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف/ 18] .
[ب ي ن] البَيْنُ الفرقة والوصل وهو يكون اسمًا وظرفا متمكنًا وفي التنزيل {لقد تقطع بينكم} الأنعام 94 أي وصلكم ومن قرأ {بينكم} بالنصب احتمل أمرين أحدهما أن يكون الفاعلُ مضمرا أي لقد تقطع الأمر أو العقد أو الود بينكم والآخر ما كان يراه الأخفش من أن يكون بينكم وإن كان منصوب اللفظ مرفوع الموضع بفعله غير أنه أقِرَّت عليه نصبه الظرف وإن كان مرفوع الموضع لا طراد استعمالهم إياه ظرفًا إلا أن استعمال الجملة التي هي صفة للمبتدأ مكانه أسهلُ من استعمالها فاعلة لأنه ليس يلزم أن يكون المبتدأ اسمًا محضًا كلزوم ذلك في الفاعل ألا ترى إلى قولهم تسمع بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أن تراه أي سماعك به خير من رؤيتك إياه وقد بان الحيُّ بَيْنًا وبَيْنُونَةً أنشد ثعلب

(فَهَاجَ جَوًى في القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهوى ... بِبَيْنُونَةٍ يَنْأى بِهَا مَنْ يُوادِعُ) وبان الشيء بَيْنَا وبُيُونًا وبَيْنُونَةً انقطع وأَبَنْتُهُ أنا وأبان الرجل ابْنَهُ بمال فبانَ بَيْنًا وَبُيونًا وبَيْنُونَةً وحكى الفارسيُ عن أبي زيدٍ طلب إلى أبويه البايِنة أي أن يُبِيناهُ بمال ولا تكون البايِنَةُ إلا من الأبوين أو أحدهما وحكى عنه بان عنه وبانه وأنشد

(كأنَّ عَيْنَيَّ وقد بانوني ... )

(غَرْبَانِ في جدولٍ مَنْجَنونِ ... )

وتباين الرجلان بان كل واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا وبَانَتِ المرأة عن الرجلِ وهي باين انفصلت عنه بطلاق وتطليقةٌ باينةٌ بالهاء لا غيرُ وبِئْرٌ بَيُونٌ واسعةٌ ما بين الجالَيْن وأنشد أبو علي الفارسي

(إنكَ لو دَعوْتني ودوني ... )

(زوراءُ ذاتُ منزعٍ بَيُونِ ... )

(لقلتُ لبيكَ إذا تدعوني ... )

وأبان الدلو عن طي البِئْرِ حاد بها عنه لئلا يصيبَها فتنخرقَ قال

(دَلْوُ عراكٍ لجَّ بي مَنِينُها ... )

(لم تر قبلي ماتحًا يُبِينُها ... )

ويقال هو بيني وبينه ولا يعطف عليه إلا بالواو لأنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْنَا نحن كذلك إذ حدث كذا قال أنشده سيبويه

(بَيْنَا نحنُ نرقبهُ أتانا ... مُعَلِّقَ وَفْضَةٍ وزنادِ راعي)

إنما أراد بينَ نحن نرقبه أتانا فأشبع الفتحة فحدثت بعدها الألف فإن قيل فلمَ أضاف الظرفَ الذي هو بَيْنَ وقد علمنا أن هذا الظرفَ لا يضاف من الأسماء إلا إلى ما يدل على أكثر من الواحد أو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائرِ حروف العطف نحوُ المال بَيْنَ القوم والمال بَيْنَ زيدٍ وعمرو وقوله نحن نرقبه جملة والجملة لا مذهب لها بعد هذا الظرف فالجواب أن ها هنا واسطةً محذوفًا وتقدير الكلام بَيْنَ أوقاتِ نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رِقْبَتَنا إياه والجمل مما يضاف إليها أسماء الزمان نحوَ أتيتُكَ زمنَ الحجّاجُ أمِيرٌ وأوانَ الخليفة عبد الملكِ ثم إنه حذف المضاف الذي هو أوقات وأَوْلَى الظرفَ الذي كان مضافًا إلى المحذوف الجملةَ التي أقيمت مُقام المضافِ إليها كقوله تعالى {واسأل القرية} يوسف 82 أي أهلها وبَيْنَا وبينما من حروف الابتداء وليست الألف في بينا بصلةٍ وقالوا بَيْنَ بَيْنَ يريدون التوسط قال عَبيد

(نَحْمي حَقيقَتنا وبعضُ ... القومِ يَسْقطُ بَيْنَ بَيْنَا)

وكما يقولون همزةُ بَيْنَ بَيْنَ أي أنها بين الهمزة وبين الحرف الذي عنه حركتها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والألف وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو إلا أنها ليس لها تَمَكُّنُ الهمزة المحققة وهي مع ما ذكرنا من أمرها في ضُعفها وقلة تمكنها بزنة المحققة ولا تقع الهمزة المخففة أولاً أبدًا لقربها بالضُّعف من الساكن فالمفتوحة نحو قولِكَ في سألَ سالَ والمكسورةُ نحو قولك في سئِمَ سَيِمَ والمضمومةُ نحو قولك في لَؤُمَ لَوُمَ وهو معنى قول سيبويه بين بين أي أنها ضعيفة ليس لها تَمَكُّنُ المحققة ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها ولقيتُهُ بُعَيْدَاتٍ بَيْنٍ إذا لقيتَهُ بعد حينٍ ثم أمسكتَ عنه ثم أتيتَهُ وقوله

(وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشِّربُ والأذى ... بقانِئِةٍ أنّي من الحيِّ أَبْيَنُ)

أي بائِنُ وقالوا بانَ الشيءٌ واستَبانَ وتَبَيّنَ وأبان وبَيَّنَ وفي المثل قد أفصح الصبح لذي عينين أي تبين وقال ابن ذَريحٍ (وللحبِّ آياتٌ تُبَيِّنُ بالفتى ...شحوبا وتَعْرَى من يديه الأشاجِعُ)

هكذا أنشده ثعلَبٌ ويُروى تَبَيَّنَ بالفتى شحوبٌ وقوله تعالى {وهو في الخصام غير مبين} الزخرف 18 يريد النساءَ أي الأنثى لا تكاد تستوي في الحجة ولا تُبينُ وقيل في التفسير إن المرأة لا تكاد تَحتج بحجة إلا عليها وقد قيل إنه يُعْنَى به الأصنام والأول أجود وقوله تعالى {والكتاب المبين} الدخان 2 الزخرف 2 مَعْنَى المُبِينِ الذي أبان طرق الهدى من طُرُق الضلالة وأبان كل ما تحتاجُ إليه الأُمَّةُ وقوله جلَّ وعزَّ {لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة} الطلاق 1 أي ظاهرةٍ مُتَبَيَّنَةٍ قال ثعلبٌ يقول إذا طلقها لم يحل لها أن تخرج من بيته ولا أن يخرجها هو إلا بَحَد يقام عليها ولا تَبِيْنُ عن الموضع الذي طلقت فِيه حتى تنقضي العِدّة ثم تخرج حيث شاءت وبنتُهُ أنا وأَبَنْتُهُ واستنبتُهُ وبينتُهُ كل ذلك تبينتُهُ ورُوي بيت ذي الرمة

(تُبَيِّنُ نِسبةَ المَرْثيِّ لُؤمًا ... كما بَيَّنَتْ في الأَدَمِ العَوَارَا)

أي تتبينها كما تَبَيَّنْتَ ورواه على بن حمزة تُبَيِّنُ نسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّن الصبحُ لذي عينين قال سيبويه وهو التبيانُ وليس على الفعل إنما هو بناءٌ على حِدَةٍ ولو كان مصدرًا لَفَتَحْتَ كالتَّقْتَال فإنما هو من بَيَّنْتُ كالغارة من أَغَرْتُ وقال كُرَاعُ التبيان مصدر ولا نظير له إلا التلقاءُ وقد تقدم وبينَهُمَا بَيْنٌ أي بُعدٌ لغة في بَوْنٍ والواو أعلى وقد بانه بيْنًا والبيان الإفصاح مع ذكاء ورجلٌ بَيِّنٌ فصيح والجمع أَبْنِيَاءُ صحت الياء بسكون ما قبلها وحكى اللحياني في جمْعه أَبْيَانٌ وبُينَاء فأما أبيان فكَميتٍ وأموات قال سيبويه شبهوا فَيْعِلاً بفاعِل حين قالوا شاهد وأشهاد قال ومثلُهُ يعني مَيْتًا وأمواتًا قَيْلٌ وأقوالٌ وكَيْسٌ وأكْيَاسٌ وأما بُينَاءُ فنادِرٌ والأقيس في كل ذلك جمعه بالواو والنون وهو قول سيبويه ونخلة بايِنَةٌ فارقت كَبَايِسَها الكوافيرَ وامتدت عراجينُها وطالت حكاه أبو حنيفة وأنشد لِخُبَيبٍ القشيري

(من كل بائِنَةٍ تُبِينُ عُذُوقَها ... عَنْها وَحَاضِنةٍ لها ميقارِ)

قوله تُبِينُ عُذُوقها يعني أنها تُبِينُ عُذُوقها عن نفسِها والباينُ والباينةُ من القِسيِّ التي بانت من وترِهَا وهو ضِدُّ البانِيَة إِلا أنهُمَا عيبٌ والبَانَاة مقلوبٌ عن الباينة والباناةُ النَّبْلُ الصغارُ حكاه السُّكَرىُّ عن أبى الخطّابِ وللناقة حالبانِ أحدهما يُمسِكُ العُلْبَةَ من الجانب الأيمنِ والآخر يَحْلُبُ من الجانب الأيسر والذي يَحْلُبُ يسمى المُستَعْلِي والذي يُمسِكُ يُسمَّى البايِنَ والبِينُ من الأرضِ قدرُ مدِّ البصر وقيل هو ارتفاع في غِلَظٍ وقيل هو الفصلُ بينَ الأرْضَيْنِ والبِينُ أيضًا الناحية وبَيْنٌ موضعٌ قريب من الحِيرَة ومُبينٌ موضعٌ أيضًا قال

(يا رِيَّها اليومَ على مُبِينِ ... )

(على مُبينٍ جَرَدِ القَصيمِ ... )

جمع بين النون والميم وهذا هو الإكفاءُ وبَيْنَونَةُ موضعٌ قال

(يا ريحَ بينُونةَ لا تَذْمِينَا ... )

(جئتِ بألوانِ المُصَفَّرِينا ... )

وهُمَا بَيْنونَتانِ بَينُونةُ القُصْوَى وبينونة الدنيا وكلتاهما في شِقِّ بَني سعد بَيْنَ عُمَانَ ويَبْرِينَ وَعَدَنُ أبْيَنَ وَيْبَينَ موضع وحَكى السيرافيُّ عَدَنُ إِبْيَنَ وقال إِبْيَنُ موضع ومثَّلَ سيبويه بإبينَ ولم يُفسِّره والبَان شجرٌ يسمُو ويطول في استواءٍ مثلَ نباتِ الأَثلِ وورقهُ أيضًا هدب كهَدَبِ الأَثل وليس لخشبه صلابةٌ واحَدِتُهُ بَانَةٌ قال أبو زيادٍ من العضَاه البانُ وله هدبٌ طِوَالٌ شديد الخضرة ينبُتُ في الهَضْبِ وثمرته تشبه قرونَ اللوبياءِ إلا أن خضرتها شديدةٌ وفيها حَبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُستخرج دهن البَانِ ولاستواء نباتها ونبات أفنانِها وطُولها ونَعْمَتِها شبه الشعراءُ الجارية الناعمةَ ذاتَ الشَّطاطِ بها فقيل كأنها بانةٌ وكأنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن الخَطِيم

(حَوْراءُ جَيْداءُ يُستضاءُ بها ... كأنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ)

وإنما قَضَيْنَا على ألفِ البانِ بالياءِ وإن كانَتْ عينًا لغلبةَ ب ي ن على ب ون النون والميم والياءُ

(النون والميم والياء)
بين
بانَ يَبين، بِنْ، بَيانًا وتِبيانًا، فهو بائن وبَيِّن
• بان الشَّيءُ: ظهر واتّضح "بان الفجر/ كلامُه- بانت الحقيقَةُ- الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ [حديث]- {لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ} ". 

بانَ عن/ بانَ من يَبين، بِنْ، بَيْنًا وبينونةً، فهو بائن، والمفعول مبين عنه
• بان الشَّخصُ عنه/ بان الشَّخصُ منه: بَعُد وانفصل، انقطع عنه وفارقه "بانتِ المرأةُ عن/ من زوجها: انفصلت عنه بطلاق". 

أبانَ يُبين، أبِنْ، إبانةً، فهو مُبِين، والمفعول مُبان (للمتعدِّي)
• أبان الأمرُ: بان، ظهر واتّضح "أبان الحقُّ- {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} ".
• أبان الشَّخصُ: أفصح عما يريد، أظهر الكلامَ "أبان المؤلِّف عن فكرته- كلامه غير واضح فهو لا يُبين- {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ} ".
• أبان الشَّيءَ: أوضحه وأظهره "أبان ما في القضيّة من غموض". 

استبانَ يستَبين، اسْتَبِنْ، اسْتِبانَةً، فهو مُستَبِين، والمفعول مُستبان (للمتعدِّي)
• استبان الأمرُ: بان، وضح وظهرت معالمه "استبان الحقُّ- {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} - {وَءَاتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} ".
• استبان الشَّيءَ:
1 - استوضحه "استبان ما أشكل عليه في البحث".
2 - عرفه، تعرّفه جيدًا "استبان صدقَ قوله". 

استبيَنَ يستبين، استبيانًا، فهو مُسْتَبْيِن، والمفعول مُسْتَبْيَن
• استبيَن الأمرَ: استبانه؛ استوضحه. 

باينَ/ باينَ بـ يباين، مباينةً، فهو مُبايِن، والمفعول مُبايَن
• باين فلانًا: هجرَه وفارَقه.
• باين الشَّيءَ: خالَفه وغايَره "يُباين الإسلامُ كلّ الأفكار الوضيعة".
• باين بالشَّيء: أظهره وأعلنه. 

بيَّنَ يبيِّن، تَبْيينًا وتِبيانًا، فهو مُبيِّن، والمفعول مُبَيَّن (للمتعدِّي)
• بيَّن الشَّجرُ: ظهر ورقُه أو ثمرُه.
• بيَّن الأمرَ: أوضحه وكشَفه وأظهره وعرّفه "بيَّن القائد أهمَّ أسباب الخلل في الجيش- {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} - {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} - {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ ءَايَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ} ". 

تبايَنَ يتباين، تبايُنًا، فهو مُتباين
• تباين الصديقان: افترقا، تهاجرا، تقاطعا، تباعدا "تباينا وسار كلّ منهما في اتجاه مستقل" ° تباين ما بينهما: تفارقا وتهاجرا.
• تباين الأمران: تغايرا واختلفا "اتفقت الكلمتان في اللفظ وتباينتا في المعنى".
• تباينتِ الأسبابُ: اختلفت، تباعدت وتفاوتت. 

تبيَّنَ يتبيَّن، تبيُّنًا، فهو متبيِّن، والمفعول مُتبيَّن (للمتعدِّي)
• تبيَّن الشَّيءُ: مُطاوع بيَّنَ: بان، ظهر واتّضح، ثبت بالدليل وتأكَّد " {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} ".
• تبيَّن الشَّيءَ: تأمّله حتّى اتّضح " {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} " ° تبيَّن وجهَ السَّداد/ تبيَّن وجهَ الصَّواب: عرفه. 

إبانة [مفرد]: مصدر أبانَ. 

استبانة [مفرد]: مصدر استبانَ. 

استبيان [مفرد]:
1 - مصدر استبيَنَ.
2 - استطلاع المعلومات وفقًا لصيغة معيّنة، يستعان به في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لدراسة الاتِّجاهات والميول ومعرفة آراء النّاس في أمر ما، أو مجموعة من الأسئلة المطبوعة التي يتمُّ توجيهها إلى الأشخاص للحصول على معلومات حول موضوع ما "أجمعت الاستبيانات على رفض التطبيع مع إسرائيل". 

استبيانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استبيان.
2 - مصدر صناعيّ من استبيان.
• دراسة استبيانيَّة: دراسة استطلاعيّة يستعان بها في العلوم الاجتماعيّة والتربويّة ونحوها لمعرفة اتجاهات النَّاس وميولهم وآرائهم في أمرٍ ما "أسئلة استبيانيّة: استيضاحيّة استفهاميّة". 

بائن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من بانَ وبانَ عن/ بانَ من.
2 - امرأة انفصلت عن زوجها بطلاق.
• طلاق بائن: (فق) لا رجعة فيه إلاّ بعقد جديد "طلَّق الرّجُلُ زوجتَه طلاقًا بائنًا". 

بَيان [مفرد]: ج بيانات (لغير المصدر):
1 - مصدر بانَ.
2 - فصاحة، إبداء المقصود بلفظ حسن ومنطق فصيح معبّر "اشتهر الخطيب بقوّة بيانه- إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا [حديث]- {خَلَقَ الإِنْسَانَ. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} ".
3 - دليل وحجّة، شرح وتوضيح "من ادَّعى شيئًا فعليه البيان- {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ} " ° غنِيّ عن البيان: واضح تمامًا، بدهيّ.
4 - بلاغ يعلن للنَّاس فيه أمور تخصُّهم، تصدره حكومة أو مؤسّسة "بيان وزاريّ/ رئاسة الجمهوريّة" ° بيان الأسعار: قائمة الأسعار، أو نشرة توضح الأسعار تصدر عن الجهات المختصَّة- بيان صُحُفيّ: تصريح يعلن للجمهور عن طريق رجال الصحافة والإعلام- بيان مشترك: إعلان يصدر عن طرفين أو أكثر.
5 - (سق) آلة موسيقية لها أصابع بيضٌ وسودٌ يُنْقر عليها بالأنامل.
• علم البَيان: (بغ) علم يراد به إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة من تشبيه ومجاز وكناية.
• بَيان الدَّخل: (قص) تقرير حسابيّ يلخِّص بنود الإيرادات وبنود المصروفات ويبيِّن الفروق بينهما؛ أي الدخل الصافي خلال مدّة معطاة، وهو يوضح الأسباب التي أدّت إلى الربح أو الخسارة ويعرف أيضًا ببيان الأرباح والخسائر.
• بَيان وقائع: (قن) حقائق وأَدِلَّة تُقدَّم لدعم ادّعاء.
• عَطْف البَيان: (نح) التابع المشبَّه بالصفة في إيضاح متبوعه وعدم استقلاله.
• علم بَيان الدَّفع: جدول مفصل لمجموع الحساب ° بيان الشُّحْنة: وثيقة تعطي تفاصيل وتعليمات خاصة بشحنة من البضائع.
• بَيان الميزانيَّة: (قص) تقرير ماليّ مفصَّل يعرض وضع الأصول والخصوم وحقوق الملكيّة في شركة ما حتى تاريخ معيَّن، هو عادة نهاية كلّ شهر، ويغطِّي التقرير الماليّ المعلومات عن تلك الفترة فقط. 

بِيان [مفرد]: (انظر: ب ي ا ن - بِيان). 

بيانات [جمع]: مف بيان
• بيانات/ مجموعة بيانات:
1 - معلومات تفصيليّة حول شخص أو شيءٍ ما يمكن من خلالها الاستدلال عليه.
2 - (حس) رموز عدديّة وغيرها من المعلومات الممثَّلة بشكل ملائم لمعالجتها بالحاسوب.
• قاعِدة بيانات: (حس) مجموعة بيانات منظَّمة بحيث توفِّر سهولة الاستعادة. 

بَيانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى بيان.
• الرَّسم البيانيّ/ الخطُّ البيانيّ: (جب) خطّ يبيّن الارتباط
 بين متغيّرين أو أكثر.
• الصُّورة البيانيَّة: (بغ) التَّعبير عن المعنى المقصود بطريق التَّشبيه أو المجاز أو الكناية أو تجسيد المعاني. 

بيانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بيان.
2 - مصدر صناعيّ من بيان.
• البيانيَّة: (سف) طائفة من غلاة الشِّيعة، أتباع بيان بن سمعان التَّميمي الذي ظهر في أواخر الدولة الأمويَّة، وينسب إليهم أنهم يقولون: إن روح الله تحلّ في بعض الآدميين فيؤلهونهم. 

بَيْن [مفرد]:
1 - مصدر بانَ عن/ بانَ من.
2 - بُعْد وفُرْقَة "أصلح ذات البَيْن- بينهما بَيْنٌ شاسع- من لم يبتْ والبينُ يصدع قلبَه ... لم يَدْرِ كيف تُفتّت الأكبادُ" ° ذات البَيْن: الحال، ما بين القوم من القرابة والنَّسب والمودّة أو العداوة والبغضاء- غراب البَيْن: مَنْ يُتَشاءم به لأنّه نذير الفرقة، مَنْ يُنذر بسوء أو بمصيبة في كل مناسبة. 

بَيْنَ [كلمة وظيفيَّة]: ظرف زمانيّ أو مكانيّ مبهم يتَّضح معناه بإضافته، ولا يضاف إلا لما يدلّ على أكثر من واحد، أمَّا إذا أُضيف إلى واحد فيجب أن يُعطف عليه بالواو، ويجب تكراره مع الضَّمير "وقف المدرسُ بين تلاميذه- يقع منزله بين دار عمّه ودار خاله- سأسافر بين الظّهر والعصر- {فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا} - {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ} " ° بين حين وآخر/ بين الفَيْنة والفَيْنة: أحيانًا، من وقت إلى آخر- بين سمع النَّاس وبَصَرهم: جِهارًا- بين ظهرانيهم: في وسطهم- بين عَشِيَّةٍ وضُحاها/ بين يوم وليلة: فجأةً، في وقت قصير جدًّا- بين يديه: تحت تصرُّفه، أمامه، لديه- بيني وبينك: أي سرّ قائم بيننا.
• بَيْنَ بَيْنَ: مركّب ظرفيّ مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب حال بمعنى التوسّط بين الشيئين، فإن خرج عن الظرفية أعرب بإضافة الأول إلى الثاني "هذا التمر ليس بالجيِّد ولا الرّديء لكنه بينَ بينَ- همزة بينَ بينَ: بين الهمزة المحققة وحرف اللِّين"? حَلٌّ بين بين: مقبول- عملُك بَيْن البَيْنَيْن/ عملُك بَيْن بَيْن: متوسِّط في صفته. 

بَيْنا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن ا - بَيْنا). 

بينما [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ي ن م ا - بينما). 

بينونة [مفرد]: مصدر بانَ عن/ بانَ من ° بينونة صغرى: ما يمكن للزَّوجين فيها العودة بعقد ومهر جديدين، طلاق له رجعة- بينونة كبرى: لا تصحّ المراجعة فيها إلاّ بعد أن تتزوّج الزَّوجة زوجًا آخر، طلاق لا رجعة فيه. 

بينيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَيْن: "العلاقات البينيّة".
2 - مصدر صناعيّ من بَيْن.
• التِّجارة البينيَّة: (جر) تجارة تقوم على تبادل الصَّادرات والواردات بين الدُّول "تحرص الدَّولة على دعم التِّجارة البينية مع جميع الدُّول العربيَّة". 

بَيِّن [مفرد]: ج أَبْيِناء وأبْيان وبُيَناء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بانَ ° كلامٌ بيِّن. 

بَيِّنَة [مفرد]:
1 - حجَّة واضحة، برهان، دليل "الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث]- {فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} " ° على بيِّنة منه: عالم به واثق منه.
2 - (فق) شهادة، أو كل ما يثبت الحق ويُفصل به بين الخصوم.
• البيِّنة: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 98 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثماني آيات.
• بيِّنة ظرفيَّة: (قن) دليل متعلّق بالعديد من الملابسات التي قد يستدلّ منها القاضي أو هيئة المُحلِّفين على حقيقة الواقعة التي هي موضع الجدل. 

تَبايُن [مفرد]:
1 - مصدر تبايَنَ.
2 - تضادّ، تناقض ° تباين الصُّورة: حالة يختلف فيها شكل وحجم الصورة في كل عين.
3 - (دب) جمع الأفكار والصُّور الشِّعريّة المختلفة بعضها بجانب بعض ليُبرز كلّ منها دلالةَ الأخريات.
4 - (سف) حال موضوعين متساويين في الذهن أو متعاقبين يتقابلان وفي تقابلهما ما يُبرز كُلاًّ منهما في الشعور.
5 - (قص) الفرق بين سعر الطَّلب وسعر العرض للسلعة. 

تِبيان [مفرد]: مصدر بانَ وبيَّنَ. 

مُباينة [مفرد]: مصدر باينَ/ باينَ بـ.
• حرف المباينة: (نح) حرف إضراب يبطل ما قبله ويثبت
 ما بعده، فهو يظهر مخالفة ما بعده لما قبله. 

مُبين [مفرد]:
1 - اسم فاعل من أبانَ.
2 - واضح بليغ "يعدّ القرآن أنموذج الكلام المبين- نصر مبين- {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}: كاشف، مُعبِّر عن المقصود" ° العدوّ المبين: الذي يجاهر بالعداوة- الكتاب المُبين: القرآن الكريم.
3 - بيِّن ظاهر " {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ} ".
4 - مُظهر للحقّ من الباطل " {تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْءَانٍ مُبِينٍ} ".
5 - مُضيء " {فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ} ".
6 - عظيم " {فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} ". 

مُبيِّن [مفرد]: اسم فاعل من بيَّنَ.
• المُبيِّن: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: المبيِّن أمرَه في صفات الألوهيَّة والوحدانيَّة. 

مُتبايِنة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل تبايَنَ.
2 - (جب) علاقة رياضية بين كَمِّيَّتين تدلّ على أنّ إحدى الكَمِّيَّتين أكبر أو أصغر من الأخرى، مثل 6 (5 أو 5) 6. 

بين

1 بَانَ, (M, Mgh, Msb, K,) [aor. ـِ inf. n. بَيْنُونَةٌ and بُيُونٌ (M, Mgh, K) and بَيْنٌ, (M, K,) It (a thing) became separated, severed, disunited, or cut off, (M, Mgh, Msb, K,) عَنِ الشَّىْءِ from the thing. (Mgh.) And بَانَتْ, (M, K,) or بَانَتْ بِالطَّلَاقِ, (Msb,) She (a wife) became separated by divorce, (M, Msb, K,) عَنِ الرَّجُلِ from the man. (M, K.) And بَانَتٌ said of a girl, [She became separated from her parents by marriage;] she married: (ISh, T:) as though she became at a distance from the house of her father. (ISh, TA.) And بَانَ, (M,) or بَانَ بِمَالٍ, aor. ـِ (T,) inf. n. بُيُونٌ (T, M) and بَيْنٌ, (M,) He became separated from his father, or mother, or both, by property [which he received from him, or her, or them,] (Az, T, M,) to be his alone: (Az, T:) and ElFárisee states, on the authority of Az, that one] says also, بَانَ عَنْهُ and بَانَهُ [the former app. meaning he became separated thus from him, i. e., from his father; and the latter being syn. with

أَبَانَهُ, q. v.]. (M.) And بَانَ الخَلِيطُ, inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, [The partner, or copartner, or sharer, &c., became separated from the person, or persons, with whom he had been associated.] (T.) and بَانَتْ يَدُ النَّاقَةِ عَنْ جَنْبِهَا, inf. n. بُيُونٌ, [The fore leg of the she-camel became withdrawn, or apart, from her side.] (T.) And بَانَ, (S, M, Msb,) and بَانُوا, (K,) aor. ـِ (S,) inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, (S, M, Msb, K,) He separated himself, or it separated itself; (S; [in one copy of which it is said of a thing;]) and they separated themselves: (K:) or it (a tribe, M, Msb) went, journeyed, went away, or departed; and went, removed, retired, or withdrew itself, to a distance, or far away, or far off. (Msb.) b2: بَانَ, (T, S, M, &c.,) aor. ـِ (T, Msb,) inf. n. بَيَانٌ; (T, S, Mgh, K;) and ↓ ابان, (T, S, M, &c.,) inf. n. إِبَانَةٌ; (T, Msb;) and ↓ بيّن, (T, S, M, &c.,) inf. n. تَبْيِينٌ; (S;) and ↓ تبيّن; and ↓ استبان; (T, S, M, &c.,) all signify the same; (T, M, Msb;) i. e. It (a thing, T, S, M, Mgh, or an affair, or a case, Msb) was, or became, [distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Mgh, Msb, K:) and it was, or became, known. (K.) You say, بَانَ الحَقُّ [The truth became apparent, &c.; or known]; as also ↓ ابان. (T.) and الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَيْنِ ↓ قَدْ بَيَّنَ The dawn has become apparent to him who has two eyes: a prov.: (S, M:) applied to a thing that becomes altogether apparent, or manifest. (Har p. 542.) And it is said in the Kur [ii. 257], الرُّشْدُ مِنَ الغَىِّ ↓ قَدْ تَبَيَّنَ [The right belief hath become distinguished from error]. (TA.) and the lawyers, correctly, use the phrase, كَصَوْتٍ لَا مِنْهُ حُرُوفٌ ↓ يَسْتَبِينُ [Like a sound whereof letters are not distinguishable]. (Mgh.) b3: [It seems to be indicated in the TA that بَانَ, aor. ـِ inf. n. بَيْنٌ and بَيْنُونَةٌ, also signifies It was, or became, united, or connected; thus having two contr. meanings; but I have not found the verb used in this sense, though بَيْنٌ signifies both disunion and union.]

A2: بَانَهُ, aor. ـِ inf. n. بَيْنٌ: see بَانَهُ, aor. ـُ inf. n. بَوْنٌ, in art. بون.

A3: See also 2, in two places.2 بيّن, intrans., inf. n. تَبْيِينٌ: see 1, in two places. b2: You say also, بيّن الشَّجَرُ The trees, (K,) or the leaves of the trees, (TA,) appeared, when beginning to grow forth. (K, TA.) and بيّن القَرْنُ (tropical:) The horn came forth. (K, TA.) A2: بيّن بِنْتَهُ: see 4. b2: بيّنهُ, (T, Msb, K,) inf. n. تَبْيِينٌ (T, S) and ↓ تِبْيَانٌ (T, S, * K *) and تَبْيَانٌ; (K;) the second of which three is an anomalous inf. n., (T, S, K,) for by rule it should be of the measure تَفْعَالٌ; (T, S;) but تَبْيَانٌ is not known except accord. to the opinion of those who allow the authority of analogy, which opinion is outweighed by the contrary; (TA;) and تِبْيَانٌ is the only inf. n. of its measure except تِلْقَآءٌ, (T, S,) accord. to the generality of the leading authorities; but some add تِمْثَالٌ, as inf. n. of مَثَّلَ; and El-Hareeree adds to these two, in the Durrah, تِنْضَالٌ, as inf. n. of نَاضَلَهُ; and Esh-Shiháb adds, in the Expos. of the Durrah, تِشْرَابٌ, as inf. n. of شَرِبَ الخَمْرَ; asserting تَشْرَابٌ also to have been heard, agreeably with analogy; [and to these may be added تَبْكَآءٌ and تِمْشَآءٌ, and perhaps some other instances of the same kind;] but some disallow تِفْعَالٌ altogether as the measure of an inf. n., saying that the words transmitted as instances thereof are simple substs. used as inf. ns., like طَعَامٌ in the place of إِطْعَامٌ; (MF, TA;) and Sb says that تِبْيَانٌ is not an inf. n.; for, where it so, it would be تَبْيَانٌ; but it is, from بَيَّنْتُ, like غَارَةٌ from أَغَرْتُ; (M, TA;) [He made it distinct, as though separate from others; and thus,] he made it (namely, a thing, T, S, Mgh, or an affair, or a case, Msb) apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (S, Msb, K;) as also ↓ ابانهُ, (S, Mgh, Msb, K,) inf. n. إِبَانَةٌ; (Msb;) and ↓ تبيّنهُ; (S, * Msb, K;) and ↓ استبانهُ: (Mgh, Msb, K:) [بيّنهُ is the most common in this sense: and often signifies he explained it: and he proved it:] and ↓ all these verbs signify also he made it known; he notified it: (K:) or ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies, (S,) or signifies also, (Mgh,) I knew it, or became acquainted with it, [or distinguished it,] (S, Mgh,) clearly, or plainly; (Mgh;) and so ↓ تَبَيَّنْتُهُ; (S, * Mgh;) [and بَيَّنْتُهُ, as appears from an ex. in what follows, from a verse of En-Nábighah:] ↓ بِنْتُهُ and ↓ أَبَنْتُهُ and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ and بَيَّنْتُهُ all signify the same as ↓ تَبَيَّنْتُهُ [app. in all the senses of this verb]: (M:) or, of all these verbs, ↓ بَانَ is only intrans.: (Msb:) and ↓ اِسْتَبَنْتُهُ signifies I looked at it, or into it, (namely, a thing,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, in order that it might become apparent, manifest, evident, clear, or plain, to me: (T, TA:) and ↓ تبيّنهُ he looked at it, or into it, (namely, an affair, or a case,) considered it, examined it, or studied it, repeatedly, or deliberately, in order to know its real state by the external signs thereof. (T.) A poet says, وَمَا خِفْتُ حَتَّى بَيَّنَ الشِّرْبُ وَالأَذَى

↓ بقَانِئَةٍ أَنِّى مِنَ الحَىِّ أَبْيَنُ [And I feared not until the drinking, or the time of drinking, and molestation, made manifest, or plainly showed, by a deep-red (sun), that I was separated from the tribe: see قَانِئٌ]. (M.) and it is said in the Kur [xvi. 91], وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَىْءٍ [And we have sent down to thee the Scripture to make manifest everything]; meaning, we make manifest to thee in the Scripture everything that thou and thy people require [to know] respecting matters of religion. (T.) See also بَيَانٌ, in the latter half of the paragraph. En-Nábighah says, إِلَّا الأَوَارِىَّ مَّا أُبَيِّنُهَا [Except the places of the confinement of the beasts: with difficulty did I distinguish them]; meaning ↓ أَتَبَيَّنُهَا. (S.) You say also, مَا ↓ تَبَيَّنَ يَأْتِيهِ, meaning He sought, or endeavoured, to see, or discover, what would happen to him, of good and evil. (M in art. بصر.) [See also 5, below.]

سَبِيلَ المُجْرِمِينَ ↓ وَلِتَسْتَبِينَ, in the Kur [vi. 55], means And that thou mayest the more consider, or examine, repeatedly, in order that it may become manifest to thee, the way of the sinners, O Mohammad: (T:) or that thou mayest seek, or endeavour, to see plainly, or clearly, &c.; syn. وَلِتَسْتَوْضِحَ سَبِيلَهُمْ: (Bd:) but most read, وَلِيَسْتَبِينَ سيبلُ المجرمين; the verb in this case being intrans. (T.) 3 باينهُ, (K,) inf. n. مُبَايَنَةٌ, (S,) He separated himself from him; or left, forsook, or abandoned, him: (S, TA:) or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him; or cut him off from friendly or loving communion or intercourse, being so cut off by him; or cut him, or ceased to speak to him, being in like manner cut by him. (K.) [And It became separated from it.]4 ابان, intrans., inf. n. إِبَانَةٌ: see 1, in two places.

A2: ابانهُ, (inf. n. as above, TA,) He separated it, severed it, disunited it, or cut it off. (M, Msb, K, TA.) You say, ضَرَبَهُ فَأَبَانَ رَأْسَهُ (S, K) He smote him and severed his head, مِنْ جَسَدِهِ from his body. (S, TA.) And ابان المَرْأَةَ He (the husband) separated the woman, or wife, by divorce. (Msb.) And ابان بِنْتَهُ, and ↓ بيّنها, (T, K,) inf. n. of the former as above, and of the latter تَبْيِينٌ, (TA,) He married, or gave in marriage, his daughter, (T, K,) and she went to her husband: (T:) from بَيْنٌ signifying "distance:" as though he removed her to a distance from the house, or tent, of her mother. (TA.) And ابان ابْنَهُ بِمَالٍ, (M,) or ابانهُ أَبَوَاهُ, (T,) He separated from himself his son, (M,) or his two parents separated him from themselves, (T,) by [giving him] property, (T, M,) to be his alone: (T:) mentioned on the authority of Az. (T, M.) And ابان الدَّلْوَ عَنْ طِىِّ البِئْرِ He drew away the bucket from the casing of the well, lest the latter should lacerate the former. (M.) b2: See also 2, in three places. b3: [Hence, ابان signifies also He spoke, or wrote, perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, as to meaning; or, with eloquence: from بَيَانٌ, q. v.] And ابان عَلَيْهِ He spoke perspicuously, clearly, plainly, or distinctly, and gave his testimony, or evidence, or gave decisive information, against him, or respecting it. (TA.) [The verb thus used is for ابان كَلَامَهُ, and شَهَادَتَهُ.] One says of a drunken man, مَا يُبِينُ كَلَامًا He does not speak plainly, or distinctly; lit., does not make speech plain, or distinct. (Ks, T in art. بت.) b4: [مَا أَبْيَنَهُ How distinct, apparent, manifest, evident, clear, or plain, is it! See an ex. voce بَسُلَ. b5: And How perspicuous, or chaste, or eloquent, is he in speech, or writing! how good is his بَيَان!]5 تبيّن, intrans.: see 1, in two places.

A2: As a trans. verb: see 2, in seven places. b2: [Hence, الأَمْرَ being understood,] He sought, or sought leisurely or repeatedly, to obtain knowledge [of the thing], until he knew [it]; he examined, scrutinized, or investigated: (Bd in xlix. 6:) he sought, or endeavoured, to make the affair, or case, manifest, and to settle it, or establish it, and was not hasty therein: (Idem in iv. 96:) or he acted, or proceeded, deliberately, or leisurely, in the affair, or case; not hastily: (Ks, TA:) or it has a signification like this: in the Kur ch. iv. v. 96 and ch. xlix. v. 6, some read فَتَبَيَّنُوا, and others فَتَثَبَّتُوا; and the meanings are nearly the same: التَّبَيُّنُ was said by Mohammad to be from God, and العَجَلَةٌ [i. e. "haste"] from the devil. (T.) 6 تباينا They two (namely, two men, and two copartners,) became separated, each from the other: (M, TA:) or they forsook, or abandoned, each other; or cut each other off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, each other. (K.) And تباينوا They, having been together, became separated: (Msb:) or they forsook, or abandoned, one another; or cut one another off from friendly or loving communion or intercourse; or cut, or ceased to speak to, one another. (S.) b2: [Hence, They two were dissimilar: and they two (namely, words,) were disparate; whether contraries or not: and they two (namely, numbers,) were incommensurable.]10 استبان, intrans.: see 1.

A2: As a trans. verb: see 2, in six places.

بَانٌ a coll. gen. n.: n. un. with ة: see art. بون.

بَيْنٌ has two contr. significations; (T, S, Msb;) one of which is Separation, or disunion [of companions or friends or lovers]. (T, S, M, Msb, K.) Hence, ذَاتُ البَيْنِ as meaning Enmity, and vehement hatred: and the saying لِإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ, i. e. For the reforming, or amending, of the bad, or corrupt, state subsisting between the people, or company of men; meaning for the allaying of the discord, enmity, rancour, or vehement hatred: (Msb:) [but this has also the contr. meaning, as will be seen below: and it is explained as having a vague import; for it is said that] فِى إِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ means In the reforming, or amending, of the circumstances subsisting between the persons to whom it relates, by frequent attention thereto. (Mgh.) [Hence also,] غُرَابُ البَيْنِ [The raven of separation or disunion; i. e., whose appearance, or croak, is ominous of separation: said by some to be] the غراب termed أَبْقَعُ [i. e. in which is blackness and whiteness; or having whiteness in the breast]; (S, K;) so described by the poet 'Antarah: (S:) or that which is red in the beak and legs; but the black is called الحَاتِمُ, because it makes [or shows] separation to be absolutely unavoidable, (Abu-1-Ghowth, S, K,) according to the assertion of the Arabs, i. e., by its croak: (Msb in art. حتم:) [or it is any species of the corvus:] Hamzeh says, in his Proverbs, that this name attaches to the غراب because, when the people of an abode go away to seek after herbage, it alights in the place of their tents, searching the sweepings: (Har p. 308:) but accord. to the Kádee of Granada, Aboo-'Abd-Allah Esh-Shereef, this appellation, so often occurring in poetry, properly signifies camels that transport people from one district, or country, to another; and he cites the following verses: غَلِطَ الَّذِينَ رَأَيْتُهُمْ بِجَهَالَةٍ

يَلْحَوْنَ كُلُّهُمُ غُرَابًا يَنْعَقُ مَا الذَّنْبُ إِلَّا لِلْأَبَاعِرِ إِنَّهَا مِمَّا يُشَتِّتُ جَمْعَهُمْ وَيُقَرِّقُ

إِنَّ الغُرَابَ بِيُمْنِهِ تُدْنُو النَّوَى

وَتُشَتِّتُ الشَّمْلَ الجَمِيعَ الأَيْنُقُ [Those have erred whom I have seen, with ignorance, all of them blaming a raven croaking: the fault is not imputable save to the camels; for they are of the things that scatter and disperse their congregation: verily the place that is the object of a journey is brought near by the raven's lucky omen; but the she-camels discompose the united state]: and Ibn-'Abd-Rabbih says, زَعَقَ الغُرَابُ فَقُلْتُ أَكْذَبُ طَائِرٍ

إِن لَّمْ يُصَدِّقْهُ رُغَآءُ بَعِيرِ [The raven cried; and I said, A most lying bird, if the grumbling cry of a camel on the occasion of his being laden do not verify it]. (TA in art. غرب.) b2: Also Distance, (S, M, Msb, K,) by the space, or interval, between two things. (Msb.) You say, بَيْنَ البَلَدَيْنِ بَيْنٌ Between the two countries, or towns, &c., is a distance, of space, or interval: (Msb:) and بَيْنَهُمَا بَيْنٌ Between them two is a distance, with ى when corporeal distance is meant: (Idem in art. بون:) or إِنَّ بَيْنَهُمَا لَبَيْنٌ [Verily between them two is a distance], not otherwise, in the case of [literal] distance. (S.) And you say also, بَيْنَهُمَا بَيْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M *) and بَوْنٌ بَعِيدٌ (T in art. بون, S, M, * Msb * in art. بون) Between them two [meaning two men] is a [wide] distance; (M;) i. e. between their two degrees of rank or dignity, or between the estimations in which they are commonly held: (Msb in art. بون:) in this case, the latter is the more chaste. (S.) You also say, [using بين to denote An interval of time,] لَقِيتُهُ بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ

[I met him after, or a little after, an interval, or intervals,] when you have met him after a while, and then withheld yourself from him, and then come to him. (S, M, K. See also بَعْدُ.]) A2: Also Union [of companions or friends or lovers]; (T, S, M, Msb, K;) the contr. of the first of the significations mentioned above in this paragraph. (T, S, Msb.) [Hence ذَاتُ البَيْنِ as meaning The state of union or concord or friendship or love subsisting between a people or between two parties; this being likewise the contr. of a signification assigned to the same expression above: whence the phrase, إِفْسَادُ ذَاتِ البَيْنِ (occurring in the S and K in art. ابر, and often elsewhere,) The marring, or disturbance, of the state of union or concord &c.: and] hence the saying, سَعَى فُلَانٌ لِإِصْلَاحِ ذَاتِ البَيْنِ مِنْ عَشِيرَتِهِ [Such a one laboured for the improving of the state of union or concord &c. of his kinsfolk; but in this instance, the meaning given in the second sentence of this paragraph seems to be more appropriate]. (Ham p. 569.) b2: ذَاتُ بَيْنِهِمْ may also be used as meaning The vacant space (سَاحَة) that is between their houses, or tents. (Ham p. 195.) A3: بَيْن is also an adverbial noun, [as such written بَيْنَ,] (S, M, Mgh, Msb, K,) capable of being used as a noun absolutely: (M, K:) it relates only to that which has space, as a country; or to that which has some number, either two or more, as two men, and a company of men; and denotes [intervention in] the interval between two things, or the middle, or midst, of two things, (Er-Rághib, TA,) or the middle of a collective number: (S:) [thus it signifies Between, and amidst, and among:] its meaning is [therefore] vague, not apparent unless it is prefixed to two or more [words, or to a word signifying two or more], or to what supplies the place of such a complement: (Msb:) it must necessarily be prefixed, and may not be otherwise than in the manners just explained: (Mgh:) [i. e.] it may not be prefixed to any noun but such as denotes more than one, or to a noun that has another conjoined to it by و, (M,) not by any other conjunction, (M, Msb,) acc0ord. to the usage commonly obtaining. (Msb.) You say بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ [Between the two men]: (Er-Rághib, TA:) and المَالُ بَيْنَ القَوْمِ [The property is between the company of men]: (M, Msb, Er-Rághib: *) and المَالُ بَيْنَ زَيْدٍ وَعَمْرٍو [The property is between Zeyd and 'Amr]: and هُوَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ [He, or it, is between me and him]: (M:) and جَلَسْتُ بَيْنَ القَوْمِ I sat in the middle of [or amidst or among] the company of men: (S, K:) and بَيْنَكُمَا البَعِيرَ فَخُذَاهُ, with البعير in the accus. case, [See between you two the camel, therefore take him], a saying heard by Ks: (Lin art. عند:) and فَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ [The state subsisting among them became bad, or marred, or disturbed]: (S and K in art. ميط:) and بَيْنَ الأَيَّامِ (M and K in art. ندر) and فِيمَا بَيْنَ الأَيَّامِ (S and Msb in that art.) [In, or during, the space of (several) days]: and عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ, in the Kur [ii. 63], is an ex. of its being prefixed to a single word supplying the place of more than one; (Mgh, Msb;) the meaning being, Of middle age, between that which has been mentioned; namely, the فَارِض and the بِكْر. (Bd.) Some allow that two words to the former of which بَيْنَ is prefixed may be connected by فَ, citing as an evidence the phrase used by Imra-el-Keys, بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ [as though meaning Between Ed-Dakhool and Howmal]: but to this it has been replied that الدخول is a name applying to several places; so that the phrase [means amidst Ed-Dakhool &c., and] is similar to the saying, المَالُ بَيْنَ القَوْمِ [mentioned above, or جَلَسْتُ بَيْنَ القَوْمِ, also mentioned above]. (Msb.) [You say also, بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ, and بَيْنَ ظَهْرَيْهِمْ

&c., meaning In the midst of them. (See art. ظهر.) And بَيْنَ يَدَيْهِ, and بَيْنَ يَدَيْهِمْ, meaning Before him, and before them. بَيْن is also often used absolutely as a noun: thus it is in the Kur lxxxvi. 7, يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ Coming forth from between, or amidst, the spine and the breast-bones: and in xxxvi. 8 of the same, وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْديهِمْ سَدًّا And we have placed before them (lit. between their hands) a barrier.] It is said in the Kur [vi. 94], لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنُكُمْ, as some read; or بَيْنَكُمْ, as others: (T, S, M:) the former means Verily your union hath become dissevered: (AA, T, S, M:) the latter, that which was between you; (مَا بَيْنَكُمْ, Ibn-Mes'ood, T, S, or الَّذِى كَانَ بَيْنَكُمْ, IAar, T;) or the state wherein ye were, in respect of partnership among you: (Zj, T:) or the state of circumstances, or the bond, or the love, or affection, [formerly subsisting] among you, or between you; or, accord. to Akh, بَيْنَكُمْ, though in the accus. case as to the letter, is in the nom. case as to the place, by reason of the verb, and the adverbial termination is retained only because the word is commonly used as an adv. n.: (M:) AHát disapproved of the latter reading; but wrongly, because what is suppressed accord. to this reading is implied by what precedes in the same verse. (T.) b2: [It is often used as a partitive, or distributive; as also مَا بَيْنَ: for ex.,] you say, هُمْ بَيْنَ حَاذِفٍ وَقَاذِفٍ, (S and TA in art. قذف,) or هُمْ مَا بَيْنَ حَاذفٍ وقاذفٍ, (TA in art. حذف,) i. e. [They are partly, or in part,] beating with the staff, or stick, and [partly, or in part,] pelting with stones; [or some beating &c., and the others pelting &c.] (S and TA, both in art. قذف, and the latter in art. حذف.) [See also an ex. in a verse cited voce خَيْطَةٌ.] b3: هٰذَا بَيْنَ بَيْنَ means This (namely, a thing, S, or a commodity, Msb) is between good and bad: (S, Msb, K:) or of a middling, or middle, sort: (M:) these two words being two nouns made one, and indecl., with fet-h for their terminations, (S, Msb, K,) like خَمْسَةَ عَشَرَ. (Msb.) الهَمْزَةُ المُخَفَّفَةُ [i. e. the hemzeh uttered lightly] is called هَمْزَةٌ بَيْنَ بَيْنَ, (S, M, K, *) i. e. A hemzeh that is between the hemzeh and the soft letter whence is its vowel; (S, M;) or هَمْزَةُ بَيْنِ بَيْنٍ, the first بين with kesreh but without tenween, and the second with tenween, (Sharh Shudhoor edh-Dhahab,) [i. e. the hemzeh &c.:] if it is with fet-h, it is between the hemzeh and the alif, as in سَاَلَ, (S, M,) for سَأَلَ; (M;) if with kesr, it is between the hemzeh and the yé, as in سَيِمَ, (S, M,) for سَئِمَ; (M;) and if with damm, it is between the hemzeh and the wáw, as in لَوُمَ, (S, M,) for لَؤُمَ: (M:) it is never at the beginning of a word, because of its nearness, by reason of feebleness, to the letter that is quiescent, (S, M,) though, notwithstanding this, it is really movent: (S:) it is thus called because it is weak, (Sb, S, M,) not having the power of the hemzeh uttered with its proper sound, nor the clearness of the letter whence is its vowel. (M.) 'Obeyd Ibn-El-Abras says, تَحْمِى حَقِيقَتَنَا وَبَعْ ضُ القَوْمِ يَسْقُطُ بَيْنَ بَيْنَا i. e. [Thou defendest what we ought to defend, or our banner, or standard, while some of the people, or company of men,] fall, one after another, in a state of weakness, not regarded as of any account: (S:) or it is as though he said, between these and these; like a man who enters between two parties in some affair, and falls, or slips, or commits a mistake, and is not honourably mentioned in relation to it: so says Seer: (IB, TA:) or between entering into fight and holding back from it; as when one says, Such a one puts forward a foot, and puts back another. (TA.) b4: ↓ بَيْنَا and ↓ بَيْنَمَا are of the number of inceptive حُرُوف: (M, K:) this is clear if by حروف is meant "words:" that they have become particles, no one says: they are still adv. ns.: (MF, TA:) the former is بَيْنَ with its [final] fet-hah rendered full in sound; and hence the ا; (Mughnee in the section next after that of وا, and K;) [i. e.,] it is of the measure فَعْلَى [or فَعْلَا] from البَيْن, the [final] fet-hah being rendered full in sound, and so becoming ا; and the latter is بَيْنَ with مَا [restrictive of its government] added to it; and both have the same meaning [of While, or whilst]: (S:) or the ا in the former is the restrictive ا; or, as some say, it is a portion of the restrictive ما [in the latter]: (Mughnee ubi suprà:) and these do not exclude بَيْنَ from the category of nouns, but only cut it off from being prefixed to another noun: (MF, TA:) they are substitutes for that to which بَيْنَ would otherwise be prefixed: (Mgh:) some say that these two words are adv. ns. of time, denoting a thing's happening suddenly, or unexpectedly; and they are prefixed to a proposition consisting of a verb and an agent, or an inchoative and enunciative; so that they require a complement to complete the meaning. (TA.) One says, بَيْنَا نَحْنُ كَذٰلِكَ إِذْ حَدَثَ كَذَا [While we were in such a state as that, lo, or there, or then, such a thing happened, or came to pass]: (M, Mgh, * K: *) and بَيْنَمَا نَحْنُ كَذَا [While we were thus]: (Mgh:) and بَيْنَا نَحْنُ نَرْقُبُهُ أَتَانَا [While we were looking, or waiting, for him, he came to us]; (S, M;) a saying of a poet, cited by Sb; (M;) the phrase being elliptical; (S, M;) meaning بَيْنَ أَوْقَاتِ نَحْنُ نَرْقُبُهُ, (M,) i. e., بَيْنَ

أَوْقَاتِ رِقْبَتِنَا إِيَّاهُ [between the times of our looking, or waiting, for him]. (S, M.) As used to put nouns following بَيْنَا in the gen. case when بَيْنَ might properly supply its place; as in the saying (of Aboo-Dhu-eyb, which he thus recited, with kesr, S), بَيْنَا تَعَنُّقِهِ الكُمَاةَ وَرَوْغِهِ يَوْمًا أُتِيحَ لَهُ جَرِىْءٌ سَلْفَعُ [Amid his embracing the courageous armed men, and his guileful eluding, one day a bold, daring man was appointed for him, to slay him]: (S, K:) in [some copies of] the K, تَعَنُّفِهِ; but in the Deewán [of the Hudhalees], تعنّقه: [in the Mughnee, ubi suprà, تَعَانُقِهِ:] the meaning is بَيْنَ تَعَانُقِهِ; the ا being added to give fulness to the sound of the [final] vowel: (TA:) As used to say that the ا is here redundant: (Skr, TA:) others put the nouns following both بَيْنَا and بَيْنَمَا in the nom. case, as the inchoative and enunciative. (Skr, S, K.) Mbr says that when the noun following بينا is a real subst., it is put in the nom. case as an inchoative; but when it is an inf. n., or a noun of the inf. kind, it is put in the gen., and بينا in this instance has the meaning of بَيْنَ: and Ahmad Ibn-Yahyà says the like, but some persons of chaste speech treat the latter kind of noun like the former: after بينما, however, each kind of noun must be in the nom. case. (AA, T.) [See an ex. in a verse cited towards the end of art. اذ.]

بَيْنَا see بَيْنٌ بَيْنَمَا see بَيْنٌ بِينٌ A separation, or division, (T, M, K,) between two things, (T,) or between two lands; (M, K;) as when there is a rugged place, with sands near it, and between the two is a tract neither rugged nor plain: (T:) an elevation in rugged ground: (M, K:) the extent to which the eye reaches, (T, M, K,) of a road, (T,) or of land: (M:) a piece of land extending as far as the eye reaches: (T, S:) and a region, tract, or quarter: (AA, T, M, K:) pl. بُيُونٌ. (S, TA.) بَيَانٌ is originally the inf. n. of بَانَ as syn. with تَبَيَّنَ, and so signifies The being [distinct or] apparent &c.; (Kull;) or it is a subst. in this sense: (Msb:) or a subst. from بَيَّنَ, [and so signifies the making distinct or apparent &c.,] being like سَلَامٌ and كَلَامٌ from سَلَّمَ and كَلَّمَ. (Kull.) b2: Hence, conventionally, (Kull,) The means by which one makes a thing [distinct,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous: (S, Er-Rághib, TA, Kull:) this is of two kinds: one is [a circumstantial indication or evidence; or] a thing indicating, or giving evidence of, a circumstance, or state, that is a result, or an effect, of a quality or an attribute: the other is a verbal indication or evidence, either spoken or written: [see also بَيِّنَةٌ:] it is also applied to language that discovers and shows the meaning that is intended: and an explanation of confused and vague language: (Er-Rághib, TA:) or the eduction of a thing from a state of dubiousness to a state of clearness: or making the meaning apparent to the mind so that it becomes distinct from other meanings and from what might be confounded with it. (TA.) b3: Also Perspicuity, clearness, distinctness, chasteness, or eloquence, of speech or language: (T, S:) or simply perspicuity thereof: (Har p. 2:) or perspicuity of speech with quickness, or sharpness, of intellect: (M, K:) or perspicuous, or chaste, or eloquent, speech, declaring, or telling plainly, what is in the mind: (Ksh, TA:) or the showing of the intent, or meaning, with the most eloquent expression: it is an effect of understanding, and of sharpness, or quickness, of mind, with perspicuity, or chasteness, or eloquence, of speech: (Nh, TA:) or a faculty, or principles, [or a science,] whereby one knows how to express [with perspicuity of diction] one meaning in various forms: (Kull:) [some of the Arabs restrict the science of البيان to what concerns comparisons and tropes and metonymies; which last the Arabian rhetoricians distinguish from tropes: and some make it to include rhetoric altogether:] Esh-Shereeshee says, in his Expos. of the Maká-mát [of El-Hareeree] that the difference between بَيَانٌ and ↓ تِبْيَانٌ is this: that the former denotes perspicuity of meaning; and the latter, the making the meaning to be understood; and the former is to another person, and the latter to oneself; but sometimes the latter is used in the sense of the former: (TA:) or the former is the act of the tongue, and the latter is the act of the mind: (Har p. 2:) or the former concerns the verbal expression, and the latter concerns the meaning. (Kull.) It is said in a trad., إِنَّ مِنَ البَيَانِ سِحْرًا (S) or لَسِحْرًا (TA) [Verily there is a kind of eloquence that is enchantment: see this explained in art. سحر]. The saying in the Kur [lv. 2 and 3], خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ means He hath created the Prophet: He hath taught him the Kur-án wherein is the manifestation of everything [needful to be known]: or He hath created Adam, or man as meaning all mankind: He hath [taught him speech, and so] made him to discriminate, and thus to be distinguished from all [other] animals:(Zj, T:) or He hath taught him that whereby he is distinguished from other animals, namely, the declaration of what is in the mind, and the making others to understand what he has perceived, for the reception of inspiration, and the becoming acquainted with the truth, and the learning of the law. (Bd.) b4: It is also applied to Verbosity, and the going deep, or being extravagant, in speech, and affecting to be perspicuous, or chaste, therein, or eloquent, and pretending to excel others therein; or some بيان is thus termed; and is blamed in a trad., as a kind of hypocrisy; as though it were a sort of self-conceit and pride. (TA.) بِئْرٌ بَيُونٌ A well of which the rope does not strike against the sides, because its interior is straight: or that is wide in the upper part, and narrow in the lower: or in which the drawer of water makes the rope to be aloof from its sides, because of its crookedness: (T:) or deep and wide; (S, K;) because the ropes are wide apart from its sides; (S;) as also ↓ بَائِنَةٌ: (S, TA:) or that is wide between the two [opposite] sides: (M:) pl. [regularly of the latter epithet] بَوَائِنُ. (T, S.) بَيِّنٌ [Distinct, as though separate from others; and thus,] apparent, manifest, evident, clear, plain, or perspicuous; (T, S, Msb, K;) as also ↓ بَائِنٌ (T) and ↓ مُبِينٌ: (T, S:) pl. [of mult.] أَبْيِنَآءُ (S, K) and [of pauc.] بَيِنَةٌ. (K.) Hence, الكِتَابُ

↓ المُبِينٌ [as applied to the Kur, q. v. in xii. 1, &c.,] The clear, plain, or perspicuous, book or writing or scripture: or, as some say, this means the book &c. that makes manifest all that is required [to be known]: (T:) or, of which the goodness and the blessing are made manifest: or, that makes manifest the truth as distinguished from falsity, and what is lawful as distinguished from what is unlawful, and that the prophetic office of Mohammad is true, and so are the narratives relating to the prophets: (Zj, T:) or, that makes manifest the right paths as distinguished from the wrong. (M, TA.) And كَلَامٌ بَيِّنٌ Perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, language. (T.) b2: A man, or thing, bearing evidence of a quality &c. that he, or it, possesses. (S and K and other Lexicons passim.) b3: A man (M) perspicuous, or clear, or distinct, in speech or language; or chaste therein; or eloquent; (ISh, T, M, K;) fluent, elegant, and elevated, in speech, and having little hesitation therein: (ISh, T:) pl. أَبْيِنَآءُ (T, M, K) and بُيَنَآءُ and [of pauc.]

أَبْيَانٌ: (Lh, M, K:) the second of these pls. is anomalous: the last is formed by likening فَعِيلٌ to فَاعِلٌ: [for بَيِّنٌ is a contraction of بَيِينٌ:] but the pl. most agreeable with analogy is بَيِّنُونَ: so says Sb. (M.) بَيِّنَةٌ An evidence, an indication, a demonstration, a proof, a voucher, or an argument, (Mgh, TA,) such as is manifest, or. clear, whether intellectual or perceived by sense; (TA;) [originally بَيِينَةٌ,] of the measure فَعِيلَةٌ, from بَيْنُونَةٌ, [see 1, first sentence,] and بَيَانٌ [q. v.]: (Mgh:) and the testimony of a witness: pl. بَيِّنَاتٌ. (TA.) بَائِنٌ In a state of separation or disunion; or separated, severed, disunited, or cut off; (M, * Msb;) as also ↓ أَبْيَنُ, occurring in a verse cited above, voce بَيِّنَ. [Hence,] اِمْرَأَةٌ بَائِنٌ A woman separated from her husband by divorce; (M, Msb, K;) as also ↓ مُبَانَةٌ: the former without ة: (Msb:) like طَالِقٌ and حَائِضٌ: you say [to a wife] أَنْتِ بَائِنٌ [Thou art separated from me by divorce.] (Mgh.) b2: طَلَاقٌ بَائِنٌ is a tropical phrase; and so is طَلْقَةٌ بَائِنَةٌ; (Mgh;) [signifying the same as] تَطْلِيقَةٌ بَائِنَةٌ (S, M, Msb, K) (tropical:) A divorce that is [as it were] cut off; i. q. ↓ مُبَانَةٌ [in the second and third of these phrases, and ↓ مُبَانٌ in the first]: (ISk, Msb:) بائنة being here used in the sense of a pass. part. n.: (S, Sgh, Msb:) or it [is a possessive epithet, and thus] means having separation: this kind of divorce is one in the case of which the man cannot take back the woman unless by a new contract; (TA;) nor without her consent. (MF in art. بت.) b3: قَوْسٌ بَائِنَةٌ, (S, M, K,) and بَائِنٌ, (M, K,) A bow that is widely separate from its string: (S, M, K:) contr. of بَانِيَةٌ; (S, M;) this signifying one that is so near to its string as almost to stick to it: (S:) each of these denotes what is a fault. (S, M.) b4: بِئْرٌ بَائِنَةٌ: see بَيُونٌ. b5: نَخْلَةٌ بَائِنَةٌ A palm-tree of which the racemes have come forth from the spathes, and of which the fruit-stalks have grown long. (AHn, M.) b6: البَائِنُ also signifies He who comes to the milch beast [meaning the she-camel, when she is to be milked,] from her left side; (S, K;) and المُعَلِّى, he who comes to her from her right side: (S:) or the former, he who stands on the right of the she-camel when she is milked, and holds the milking-vessel, and raises it to the milker, who stands on her left, and is called المُسْتَعْلِى: (T:) two persons are engaged in milking the she-camel; one of them holds the milking-vessel on the right side, and the other milks on the left side; and the milker is called المُسْتَعْلِى and المُعَلِّى; and the holder, البائن: (M:) pl. بُيَّنٌ. (T.) It is said in a prov., اِسْتُ البَائِنِ أَعْرَفُ, or, as some say, أَعْلَمُ; meaning (assumed tropical:) He who has superintended an affair, and exercised himself diligently in the management thereof, is better acquainted with it than he who has not done this. (T. [See Freytag's Arab. Prov. i. 606.]) b7: طَوِيلٌ بَائِنٌ Excessively tall, far above the stature of tall men. (TA.) A2: See also بَيِّنٌ.

طَلَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ البَائِنَةَ He asked, or begged, of his two parents, the separation of himself from them, by [their giving him] property, (Az, T, M,) to be his alone. (T.) أَبْيَنُ: see بَائِنٌ.

A2: فُلَانٌ أَبْيَنُ مِنْ فُلَانٍ Such a one is more perspicuous, clear, distinct, chaste, or eloquent, in speech or language, than such a one. (S, TA.) تِبْيَانٌ an anomalous inf. n. (T, S, K) of 2, q. v.: (T:) or a subst. used as an inf. n.; (MF, TA;) i. e., a subst. from 2. (Sb, M, TA.) See بَيَانٌ.

مُبَانٌ; and its fem., with ة: see بَائِنٌ, in three places.

مُبِينٌ Separating, severing, disuniting, or cutting off; (S, K;) as also مُبْيِنٌ, like مُحْسِنٌ: (K:) but [the right reading in the K may be وَمُبِينٌ كَمُحْسِنٍ, meaning "and مُبِينٌ is like مُحْسِنٌ:" if not,] مُبْيِنٌ is a mistake. (TA.) A2: See also بَيِّنٌ, in two places.

مَبَايِنُ الحَقِّ [in which the former word is app. pl. of مُبِينَةٌ] signifies The things that make the truth to be apparent, manifest, evident, clear, or plain; or the means of making it so; syn. مَوَاضِحُهُ. (TA.)
بين: البين: الوصل، ومنه {لقد تقطع بينكم}. ويقع أيضا على الفرق [الفراق]، فهو من الأضداد.
ب ي ن

بان عنه بيناً وبينونة. وباينه مباينة. ولقيته غداة البين. وبئر بيون: بعيدة القعر. قال:

إنك لو دعوتني ودوني ... زوراء ذات منزع بيون

لقلت لبيه لمن يدعوني

وطول بائن، ونخلة بائنة: طويلة. قال العباس ابن مرداس:

فرط العنان كأن ملجمها ... في رأس بائنة من النخل

ورجل أبين المرفق: أبد، ورجال بين المرافق. وبان مرفق الناقة عن جنبها. قال الطرماح:

بأفتل عن سعدانة الزور بائن

وقوس بائن: بان وترها عن كبدها. وبينهما بين وهي الأرض قدر مد البصر. وعليك بذاك البين فانزله. وبينا نحن كذلك إذ جاء فلان. وبينما نتحدث إذ طلع. وبان لي الشيء وتبين وبين، وأبان واستبان، وبينته وأبنته وتبينته واستبنته. وجاء ببيان ذلك وبينته أي بحجته. ومن بينات الكرم التواضع. ورجل بين: فصيح ذو بيان. وما أبينه، وما رأيت أبين منه، وقوم أبيناء. وتقول لحالبي الناقة: من البائن ومن المستعلي. قال:

يبشر مستعلياً بائن ... من الحاليين بأن لا غراراً

البائن من عن يمينها. وهذه مباين الحق ومواضحه، وظهرت أمارات الخير وتبايينه. وتبين في أمرك: تثبت وتأن.

كحل

(كحل) الْعين كحلها وَيُقَال كحل الرجل
(كحل)
الْعين كحلا جعل فِيهَا الْكحل فَهِيَ مكحولة وكحيل وكحيلة (ج) الثَّانِيَة كحلى والأخيرة كحائل وَيُقَال كحل الرجل جعل الْكحل فِي عَيْنَيْهِ فَهُوَ كاحل وكحل السهاد عَيْنَيْهِ أرق
[كحل] في صفته صلى الله عليه وسلم: في عينيه "كحل"- بفتحتين، سواد في أجفان العين خلقة، والرجل أكحل وكحيل. ومنه ح: إن جاءت به "أكحل" العين. وح أهل الجنة: جرد مرد "كحلى"- جمع كحيل، كقتيل وقتلى. ك: ومنه: اشتكت عينها- بالرفع- "فتكحلها"، بضم حاء. ن: ومنه: لا "أكتحل" بنوم، أي لا أنام. نه: وفيه: إن سعدًا رمى في "أكحله"، هو عرق في وسط الذراع يكثر فصده. ط: وهو عرق الحياة في اليد، وفي كل عضو منه شعبة، وهو في الفخذ نسا وفي اليد أكحل، فإذا قطع لم يرقأ الدم.
(ك ح ل) : (الْمُكْحُلَةُ) بِضَمَّتَيْنِ وِعَاءُ الْكُحْلِ وَالْجَمْعُ مَكَاحِلُ (وَكَحَلَ عَيْنَهُ) كَحْلًا مِنْ بَاب طَلَبَ وَكَحَّلَهَا تَكْحِيلًا مِثْلُهُ (وَمِنْهُ) الدَّرَاهِمُ الْمُكَحَّلَةُ وَهِيَ الَّتِي يُلْصَقُ بِهَا الْكُحْلُ فَيَزِيدُ مِنْهُ الدِّرْهَمُ دَانَقًا أَوْ دَانَقَيْنِ قَالَ أَبُو يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - فِي الرِّسَالَةِ الْوَاجِبُ أَنْ يَحُتَّ عَنْهُ الْكُحْلَ (وَرَجُلٌ أَكْحَلُ) وَعَيْنٌ كَحْلَاءُ سَوْدَاءُ خِلْقَةً كَأَنَّهَا كُحِّلَتْ وَتَكَحَّلَ وَاكْتَحَلَ تَوَلَّى الْكَحْلَ مِنْ نَفْسِهِ (وَمِنْهُ)
لَيْسَ التَّكَحُّلُ فِي الْعَيْنَيْنِ كَالْكَحْلِ
(وَاكْتِحَالُ السَّهَرِ) عِبَارَةٌ عَنْ الْأَرَقِ وَذَهَابِ النَّوْمِ.
ك ح ل : كَحَلْتُ الرَّجُلَ كَحْلًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَعَلْتُ الْكُحْلَ فِي عَيْنِهِ فَالْفَاعِلُ كَاحِلٌ وَكَحَّالٌ وَالْمَفْعُولُ مَكْحُولٌ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَالْأَصْلُ كَحَلْتُ عَيْنَ الرَّجُلِ فَحُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مُقَامَهُ لِفَهْمِ الْمَعْنَى وَلِهَذَا يُقَالُ عَيْنٌ كَحِيلٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَاكْتَحَلْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ بِنَفْسِي وَتَكَحَّلْتُ كَذَلِكَ وَالْمُكْحُلَةُ بِضَمِّ الْمِيمِ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي جَاءَتْ بِالضَّمِّ وَقِيَاسُهَا الْكَسْرُ لِأَنَّهَا آلَةٌ وَالْمِكْحَلُ وَالْمِكْحَالُ وِزَانُ
مِفْتَحٍ وَمِفْتَاحٍ الْمِيلُ وَكَحَلَتْ الْعَيْنُ كَحَلًا مِنْ بَابِ تَعِبَ وَهُوَ سَوَادٌ يَعْلُو جُفُونَهَا خِلْقَةً وَرَجُلٌ أَكْحَلُ وَامْرَأَةٌ كَحْلَاءُ مِثْلُ أَحْمَرُ وَحَمْرَاءُ وَكَحَلَ السُّهَادُ عَيْنَهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ كِنَايَةٌ عَنْ الْأَرَقِ وَالسَّهَرِ.

وَالْأَكْحَلُ عِرْقٌ فِي الذِّرَاعِ يُفْصَدُ. 

كحل


كَحَلَ(n. ac. كَحْل)
a. Painted with collyrium (eyes).
b. Became covered with vegetation (ground).

c.
(n. ac.
كَحْل), Was barren (year).
d. Distressed, straitened.

كَحِلَ(n. ac. كَحَل)
a. Had black eyelashes.

كَحَّلَa. see I (a)b. [ coll. ], Cemented, mortared (
wall ).
أَكْحَلَa. see I (b) (d).
تَكَحَّلَa. Painted his eyes with collyrium.
b. see I (b)
إِكْتَحَلَa. see I (b)
& V (a).
إِكْحَاْلَّa. see I (b)
كَحْلa. Sky, firmament.

كَحْلَةa. see 23 (b)
كُحْلa. Collyrium, antimonypowder; eye-salve.
b. see 1c. Wealth, riches.

كَحَلa. Blackness of the eyebrows.

كَحِلa. see 25
أَكْحَلُ
(pl.
كُحْل)
a. One having black eye-lashes; black-eyed.
b. A certain vein in the hand.
c. A certain plant.
d. A certain bird.
e. A kind of sheep.

مِكْحَلa. Instrument for applying collyrium.

مِكْحَلَة
(pl.
مَكَاْحِلُ)
a. Collyrium-box.

كَاْحِل
(pl.
كَوَاْحِلُ)
a. [ coll. ], Ankle.
كِحَاْلa. see 3 (a)b. Charm, amulet.

كَحِيْل
(pl.
كَحْلَى
كَحَاْئِلُ)
a. Painted black with collyrium (eye).

كَحَّاْل
a. [ coll. ], Oculist, eye-doctor.

كَحْلَآءُ
fem.
a. of
أَكْحَلُ
مِكْحَاْلa. see 20
N. P.
كَحڤلَكَحَّلَa. see 25
مُكْحُلَة
a. see 20t
كُحَيْل (pl.
كِحَاْل كَحَاْئِلُ)
a. [ coll. ], Bloodhorse.

صَرَّحَت الكَُحْل
a. The sky became serene.

كَحْمَة
a. Eye.
كحل الكُحْلُ: ما يُكْتَحَلُ به. والمِكْحَالُ: المِيْلُ. والمُكْحُلَةُ: مَعْروفةٌ. والكَحَلُ: مَصْدَرُ الأكْحَلِ والكَحْلاءِ. والكِحَالُ: الكُحْلُ. واكْحَالَّتِ العَيْنُ: صَارتْ كَحْلاءَ. والأكْحَلُ: عِرْقُ الحَيَاةِ. والكَحْلُ - مَجْزُومٌ -: شِدَّةُ المَحْلِ. كَحَلَتْهُم السَّنَةُ. وصَرَّحَتْ هذه السَّنَةُ كَحْلاً: أي سَنَةٌ مُنْكَرَةٌ. والكَحْلاءُ مِثْلُه. والكُحَيْلُ: ضَرْبٌ من القَطِرَانِ. والمِكْحالانِ في ذِرَاعي الفَرَسِ: عَظْمَانِ شاخِصَانِ ممّا يَلي باطِنِ الذِّراعَيْنِ من مُرَكَّبِهما في الرُّكْبَةِ. والكَحْلَةُ: من خَرَزاتِ العَرَبِ تُؤخِّذُ بها الرِّجَالَ. والكَحْلاءُ: نَبْتٌ. والكُحْلَةُ: بَقْلَةٌ، وتُجْمَعُ: أكاحِلَ. ورأيْتُ كُحْلَ الغَيْثِ والحَشِيْشِ: وهو ما يَنْبُتُ في الأُصُولُ الكِبَارِ. وأصْبَحَتِ الأرْضُ قد تَكَحَّلَتْ واكْتَحَلَتْ. والنَّعْجَةُ تُدْعى للحَلبِ فيُقال لها: مُكْحُلْ مُكْحُلْ: أي كأنَّها مُكْحُلَةٌ مَلأى كُحْلاً من سَوَادِها. وإذا زُجِرَتْ قِيْلَ لها: كُحْلُ كُحَيْلَهْ سُوْدُ سُوَيْدَهْ. وفي المَثَلِ: باءتْ عَرَارِ بكَحْل وهُما بَقَرَتانِ انْتَطَحَتا فَماتتا، يُضْرَبُ لِكُلِّ مُسْتَوِيَيْنِ.
باب الحاء والكاف واللام معهما ك ح ل، ل ح ك، ح ل ك، ك ل ح مستعملات

كحل: الكُحْل: ما يُكْتَحَلُ [به] والمِكحال: المِيلُ تُكحَلُ به العَيْنُ من المُكْحُلَة، والكَحَلُ: مصدره. والأكْحَل الذي يَعلُو مَنابِتَ أشفاره سَوادٌ خِلقةً. والأكحَلُ: عِرْق الحياة في اليَد وفي كُلِّ عُضو منه شعبة على حدة. والكحل: شِدَّة المَحْل. والكُحَيل: ضَرْبٌ من القَطِران.

لحك: اللَّحْك: شِدَّة لأَم الشّيء بالشيء، تقول: قد لوحِكَت فَقارُ هذه الناقة، أي دَخَلَ بعضُها في بعض. والمُلاحَكة في البُنيْان ونحوه، قال الأعشى:  ودأبا تلاحك مثل الفئوس ... لاحم فيه السليل الفِقارا

حلك: الحَلَكُ: شدَّة السَّواد، حالِكٌ حلكوك، وحَلَكَ يَحلُكُ [حلوكا] . والحَلَك: شِدَّة السَواد كلَون الغُراب، يقال: إنّه لأشدُّ سواداً من حَلَك الغُراب.

كلح: الكُلُوح: بُدُوّ الأسنان عند العُبُوس. وكَلَح كُلُوحاً. وأَكْلَحَه كذا. قال لبيد:

تُكلِحُ الأَرْوَقَ منهم والأَيَلّ

حكل: تقُول: في لِسانِه حُكْلةٌ أي عُجْمة.
[كحل] يقال للسَنَةِ المُجْدِبَةِ كَحْلُ، وهي مَعرِفة لا تدخلها الألف واللام، تُجرى ولا تُجْرى. يقال: كَحَلَتْهُمُ السنونَ، أي أصابَتْهُم. وقال الأمويّ: كَحْلُ: السماء. قال الكميت: إذا ما المَراضيعُ الخِماصُ تأوّهَتْ ولم تَنْدَمِنْ أنْواءِ كَحْلٍ جَنوبُها ويقال: صَرَّحَتْ كَحْلُ، إذا لم يكن في السماءِ غَيْمٌ. قال سَلامةُ بن جَنْدَلٍ: قَوْمٌ إذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بُيوتُهُمُ مَأوى الضَريكِ ومأوى كلِّ قُرْضوب والقُرْضوبُ ههنا: الفقيرُ ومن أمثالهم: " باءَتْ عَرارِ بِكَحْلَ " إذا قُتل القاتلُ بمقتولِه. يقال: كانَتا بقَرَتيْنِ قُتْلَتْ إحداهُما بالأخرى. والكُحْلُ بالضم معروفٌ. أبو عبيد: يقال: مضى فلان كحل، أي مالٌ كَثيرٌ. والأكحلُ: عِرْقٌ في اليد يُفْصَدُ. ولا يقال عِرقٌ الأكحلِ. ورجلٌ أكْحَلُ بيِّن الكَحَلِ، وهو الذي يعلو جفونَ عينيه سوادٌ مثلُ الكُحْلِ من غيرِ اكتحالٍ. وعينٌ كَحيلٌ وامرأةٌ كَحْلاءُ. والمِكْحَلُ والمِكْحالُ: المُلْمولُ الذي يُكْتَحَلُ به. والمِكْحالانِ: عَظْما الذِراعَينِ من الفرس. والمُكْحَلَةُ: التي فيها الكُحْلُ، وهو أحد ما جاء على الضم من الادوات.

(228 - صحاح - 5) وتمكحل الرجل، إذا أخذ مُكْحُلَةً. وكَحَلْتُ عَيْني وتَكَحَّلْتُ واكْتَحَلْتُ . الأصمعي: الكُحَيْلُ مبنيٌّ على التصغير: الذي تُطْلى به الإبل للجَرَب، وهو النِفْط. قال: والقطران إنما يطلى به للدبر والقردان وأشباه ذلك.
ك ح ل

عين كحلاء: بينة الكحل، وكحيل، وكحلت عينه، وكحل عينه وكحّلها، وهو مكحّل العين، واكتحل وتكحّل، " وليس التكحل كالكحل ". وتقول: في عينها كحل، وفي صوتها صحل، وكحله بالمكحل وبالمكحال: بالميل، والكحل في المكحلة، والأكحال في المكاحل. قال أبو النجم:

قتلتنا في المشي باختيالها ... وبالحديث اللهو من بطالها

وبالعيون النجل في أكحالها

وتقول: يمتاح من مكاحله، بمكاحله.

ومن المجاز: هو أسود كالكحيل المعقد وهو القطران شبّه بالكحل في سواده. ولفلان كحل: مال كثير، كما يقال: لفلان سواد. ورأيت في الأرض حلاً: شيئاً من خضرة، واكتحلت الأرض بالخضرة وتكحّلت. وما اكتحلت عيني بك أي ما رأيتك. قال:

إن اكتحالاً بالنّقيّ الأفلج ... ونظرا في الحاجب المزجّج

مئنّةٌ من الفعال الأعوج

واكتحل وجهك بالهمّ إذا ظهر فيه أثره. قال الراعي:

إذا اكتحلت بعد اللّقاح نحورها ... بنسء حمت أغبارها وازمهرّت

واكتحل فلان بسوء حال: ظهر فيه أثره. وجذب كاحل. قال بشير بن النّكث:

إن كحل الجدب وعضّت لزبه ... كفاه من كلّ طعام يجلبه

كوم الذرى يطلبها وتلطبه

وقد كحلتهم السنة، وسنة كاحلة وكحلاء وكحلٌ. قال مسكين الدارميّ:

لسنا كأقوام إذا كحلت ... إحدى السنين فجارهم تمر

أي يؤكل جارهم كما يؤكل التمر. وقال المرّار الفقعسيّ:

إن قبرين بالقنان لقبرا ... ن هما ما هما لدى الكحلاء

وصرّحت هذه السنة كحلاً أي صرّحت سنةً منكرةً. وأصابهم كحلٌ ومحلٌ، وتقول: قد أناخ بهم المحل، وخانتهم كحل، مؤنثاً معرفة مخيراً في صرفه ومنعه. وفي مثل " باءت عرار بكحل " وهما بقرتان كانتا في بني إسرائيل عقرت إحداهما فعقرت بها الأخرى.
كحل
كحَلَ يَكحَل، كَحْلاً، فهو كاحِل، والمفعول مَكْحول وكَحيل
• كحَلتِ المرأةُ عَيْنَيها: جعلت فيهما الكُحْلَ ° كحَل السُّهادُ عينيه/ كحَل الأرقُ عينيه: أرق وسهِر وذهَب عنه النّومُ. 

كحِلَ يَكحَل، كَحَلاً، فهو أكْحَلُ
• كحِلَتِ العينُ: اسْودَّتْ أجفانُها خِلْقة "كحِل الرّجُلُ- ليس التَّكحُّل في العينين كالكَحَل [مثل] ". 

اكتحلَ/ اكتحلَ بـ يكتحل، اكتحالاً، فهو مُكتحِل، والمفعول مُكتحَل به
• اكتحلتِ المرأةُ/ اكتحلتِ المرأةُ بالكُحل: وضعت الكُحْلَ في عَيْنَيْها ° اكتحلتِ الأرضُ بالخضرة: بَدَتْ أوّل خُضرة النبات- اكتحل وجهُه بالهَمّ: بدا أثرُ الهمّ على وجهه- ما اكتحلت عيناه بالنّوم: أصابه الأرقُ- ما اكتحلت عَيْناي بِك: ما رأيتك. 

تكحَّلَ يتكحَّل، تَكحُّلاً، فهو مُتكحِّل
• تكحَّلتِ المرأةُ: اكتحلَت؛ وضعت الكُحْل في عَيْنَيْها "ليس التَّكحُّل في العينين كالكَحَل [مثل] " ° تكحّل النَّباتُ بالخضرة: بَدَتْ فيه أوّلُ خضرة النّبات- تكحّلت عيناه بالسُّهاد/ لم تتكحّل عيناه بالنّوم: لم ينم. 

كحَّلَ يُكحِّل، تَكحيلاً، فهو مُكحِّل، والمفعول مُكحَّل
• كحَّلتِ الفتاةُ عَيْنَيْها: كحَلتهما؛ جعلت فيهما الكحلَ "يا حبيبي كحَّل السهدُ جفوني ... مذ نبا طيفُك عن عيني وغابَ" ° كحَّل السُّهادُ عينيه: أرق وسهِر وذهَب عنه النّوم. 

أكْحَلُ [مفرد]: ج كُحْل، مؤ كَحْلاءُ، ج مؤ كَحْلاوات وكُحْل:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كحِلَ.
2 - أسودُ "قُماش أكْحَلُ" ° هذا عامٌ أكْحَلُ: أي قاسٍ به جفافٌ.
• الأكحلُ: (شر) وريدٌ في وسط الذِّراع يُفصَد أو يُحقَن، وهو عِرْق الحياة، ويسمَّى نهر البدن. 

كَحْل [مفرد]: مصدر كحَلَ. 

كَحَل [مفرد]: مصدر كحِلَ. 

كُحْل [مفرد]: ج أكْحال: كلّ ما يوضع في العين للتجميل أو للتدواي ممّا ليس بسائل، كالإثْمد ونحوِه "وضعتِ المرأةُ الكُحْلَ في عَيْنَيْها" ° يسرق الكحلَ من
 العَيْن: ماهر في الاختلاس. 

كَحْلاءُ [جمع]: (نت) عشب مُعَمَّر مفترش، أزغب شائك، ورقه مستطيل، وزهره أزرق، وثمرته على شكل البندقة، له جوز أحمر يستخرج منه مادّة ملوّنة. 

كُحْلة [جمع]: جج أكاحِلُ: (نت) عشب حَوليّ أو مُعَمَّر، ينبُت في المناطق المعتدلة، مغطَّى بشعر وَبَرِيّ، وله نورة برتقاليّة اللّون. 

كُحْلِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى كُحْل.
2 - لون أزرق ضارب إلى السّواد "قميص كحلِيّ".
3 - من يصنع الكُحل. 

كُحول [مفرد]: ج كُحُولات: (كم) سائل عديم اللّون له رائحة خاصّة، يُنتَج من تخَمّر السُّكر والنّشاء وغيرهما، يدخل في صناعة المشروبات الروحيَّة، وفي تحضير الأدوية والعطور والصِّبغ، ويستخدم كمادّة مذيبة "تناوُل الكُحُول مُضرّ بالصِّحَّة" ° المشروبات الكُحوليَّة: المشروبات المسكِرة.
• مقياس الكحول: (كم) جهاز تقدَّر به نسبة الكحول في سائل ما.
كَحيل [مفرد]: ج كَحْلى، مؤ كحيلة، ج مؤ كحيلات وكحائلُ: صفة ثابتة للمفعول من كحَلَ ° عين كحيل: موضوع فيه الكُحْل. 

مِكْحال [مفرد]: ج مَكاحِلُ ومكاحيلُ:
1 - مرْوَدٌ، أداة من زجاج أو معدن يكتحل بها.
2 - قلم الحواجب. 

مِكْحَل [مفرد]: ج مَكاحِلُ: مكحالٌ؛ مِرْوَد، وهو أداة من زجاج أو معدن يكتحل بها. 

مُكْحُلة/ مِكْحَلة [مفرد]: ج مكحلات ومَكاحِلُ: وعاء يوضع فيه الكُحْل. 
(ك ح ل)

والكُحْلُ: مَا وضع فِي الْعين يشتفى بِهِ. كَحَلَها يَكْحَلُها ويكْحُلُها كَحْلاً فَهِيَ مَكْحُولَةٌ وكَحيلٌ، من أعين كَحْلى وكحائل، عَن الَّلحيانيّ، وكَحَّلَها، أنْشد ثَعْلَب:

فَمَا لكَ بالسلْطانِ أَن تحمِلَ القذى ... جُفونُ عُيونٍ بالقَذىَ لم تَكحَّلِ

وَقد اكْتَحل وتكَحَّلَ.

والمِكْحَلُ والمِكْحالُ، الْآلَة الَّتِي يُكتَحَل بهَا، قَالَ الشَّاعِر:

إِذا الْفَتى لم يَرْكَب الأهْوَالا

وخالفَ الأعمامَ والأخوَالا

فأعْطِه المِرْآةَ والمِكْحَالا

واسعَ لَهُ وعُدَّه عيالا والمُكْحُلَةُ، الْوِعَاء، وَهُوَ أحد مَا شَذَّ مِمَّا يرتفق بِهِ فجَاء على مُفْعُلٍ، وبابه مِفْعَلٌ، وَنَظِيره المدهن والمسعط، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلَيْسَ على الْمَكَان، إِذْ لَو كَانَ عَلَيْهِ لفتح، لِأَنَّهُ من " يفعَل ". وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: وَهُوَ للبيد فِيمَا زَعَمُوا:

كمِيشُ الإزَارِ يكْحَلُ العينَ إثمِداً ... ويَغدُو علينا مُسْفِرا غير واجمِ

فسره فَقَالَ: معنى " يكحل الْعين إثمدا "، يُرِيد انه يركب فَحْمَة اللَّيْل وسواده. والكَحَلُ فِي الْعين، أَن يَعْلُو منابت الأشفار سَواد خلقَة من غير كُحْلٍ، وَرجل أكْحَلُ، وَقد كَحِلَ. وَقيل: الكَحَلُ فِي الْعين أَن تسود مَوَاضِع الكُحْلِ.

وَقيل: الكَحْلاءُ، الشَّدِيدَة السوَاد، وَقيل: هِيَ الَّتِي ترَاهَا كَأَنَّهَا مَكْحُولةٌ وَإِن لم تُكْحَل.

والكَحْلاءُ من النعاج: الْبَيْضَاء السَّوْدَاء الْعَينَيْنِ.

وَجَاء من المَال بِكُحْلِ عينين، أَي بِقدر مَا يملؤها أَو يغشى سوادهما.

والكَحْلَةُ: خرزة سَوْدَاء تجْعَل على الصّبيان، وَهِي خرزة الْعين وَالنَّفس تجْعَل من الْجِنّ وَالْإِنْس، فِيهَا لونان: بَيَاض وَسَوَاد كالرب وَالسمن إِذا اختلطا، وَقيل: هِيَ خرزة يستعطف بهَا الرِّجَال. وَقَالَ الَّلحيانيّ: هِيَ خرزة يُؤْخَذ بهَا النِّسَاء الرِّجَال.

وكُحْلُ لغيث، أَن يرى النبت فِي الْأُصُول الْكِبَار وَفِي الْحَشِيش مخضرا إِذا كَانَ قد أكل، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي العضاه.

واكْتَحَلَت الأَرْض بالخضرة وكَحَّلتْ وتكَحَّلَتْ واكْحالَّتْ، وَذَلِكَ حِين ترى أول خضرَة النَّبَات.

والكَحْلاءُ: عشبة روية سَوْدَاء اللَّوْن ذَات ورق وقضب وَلها بطُون حمر وعرق أَحْمَر تنْبت بِنَجْد فِي أحوية الرمل. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الكَحْلاءُ عشبة سهلية تنْبت على سَاق، وَلها أفنان قَليلَة لينَة، وورق كورق الريحان اللطاف خضر، ووردة ناضرة لَا يرعاها شَيْء، وَلكنهَا حَسَنَة المنظر.

والإكْحالُ والكَحْلُ: شدَّة الْمحل.

وكَحْلُ: السّنة الشَّدِيدَة، تصرف وَلَا تصرف، على مَا يجب فِي هَذَا الضَّرْب من الْمُؤَنَّث الْعلم، قَالَ: قَوْمٌ إِذا صَرَّحَتْ كَحْلٌ بيوتَهمُ ... مَأوى الضَّريكِ ومأوى كُلّ قُرْضوب

وَحكى أَبُو عبيد، وَأَبُو حنيفَة فِيهَا: الكَحْلَ، بِالْألف وَاللَّام، وَكَرِهَهُ بَعضهم وكَحَلَتْهمُ السنون، أَصَابَتْهُم. قَالَ:

لسْنا كأقوامٍ إِذا كحلَتْ ... إحْدَى السِّنُونَ فجارُهُمُ تَمرُ

يَقُول: يَأْكُلُون جارهم كَمَا يُؤْكَل التَّمْر.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: كَحلَت السّنة تَكْحَلُ كَحْلاً، إِذا اشتدت.

وكَحْلَةُ: من أَسمَاء السَّمَاء، قَالَ الْفَارِسِي: وتأله قيس بن نشبة فِي الْجَاهِلِيَّة وَكَانَ منجما متفلسفا يخبر بمبعث النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بعث أَتَاهُ قيس فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّد: مَا كَحْلةُ؟ فَقَالَ: السَّمَاء. فَقَالَ: مَا محْلَةُ؟ فَقَالَ: الأَرْض فَقَالَ: اشْهَدْ انك لرَسُول الله، فَإنَّا قد وجدنَا فِي بعض الْكتب انه لَا يعرف هَذَا إِلَّا نَبِي.

وَقد يُقَال لَهَا الكَحْلُ.

والأكْحَلُ: عرق فِي الْيَد يُقَال لَهُ النسا، فِي الْفَخْذ، وَفِي الظّهْر الْأَبْهَر. وَقيل: الأكْحَل عرق الْحَيَاة يدعى نهر الْبدن، وَفِي كل عُضْو مِنْهُ شُعْبَة، لَهُ اسْم على حِدة، فَإِذا قطع فِي الْيَد لم يرقأ الدَّم.

والمِكْحالانِ: عظمان شاخصان فِيمَا يَلِي بَاطِن الذراعين فِي مركبهما، وَقيل: هما فِي أَسْفَل بَاطِن الذِّرَاع. وَقيل هما عظما الْوَرِكَيْنِ من الْفرس.

والكُحَيْلُ: الَّذِي تطلى بِهِ الْإِبِل للجرب، لَا يسْتَعْمل إِلَّا مُصَغرًا.

وكَحيلةُ وكَحْلٌ: موضعان.
كحل: كَحَل، وكَحَّل، وأكْحَل: أعمى عين الرجل بإدخال ميل من الفضة محميّ بين جفنيه. وهذا الميل يستعمل عادة لتكحيل العين بالكحل لتكون أكثر إشراقاً وجمالاً .. وتكحيل العين هذا بالميل المحمي لا يؤذي حدقة العين ولا يترك أي أثر للعمى على الشخص على الرغم من إنه قد فَقَدَ البصر لأن حرارة النار تخفف الأخلاط في العين.
أنظر كاترمير في الجريدة الآسيوية (1386، 357:2) وفي تعليقات ومختارات 14، 49:1، دي يونج). وقد يُستعمل لذلك ميلان في بعض الأحيان. ففي بدورن (ص161) كُحِل بميلَيْن بعد أن أُحْميا كَحَّل (بالتشديد): أنظر كَحَل. ويقال لمَنْ يدعي إنه كحال (طبيب عيون) وليس له من دواء لكل أمراض العيون إلا كُحْله ومِيله: كحَّلْه بالرمح يا أخي والله أحسن من مِيلك لأن كَحَّله بالرمح عن أعماه. (زيشر 487:11 رقم 19).
كَحَّل: جَصَّص: جبَّس، أصلع بالجص.
(المعجم الجغرافي).
كَحَّل: فصد عين الفرس (ابن العوام 34:1، 672:2 وما يليها).
كَحَّلت الأرض: يقال هذا حين يبدو أول خضرة النبات. (محيط المحيط).
كَحَّل: سوَّد، جعله أسود اللون .. (فوك، ألكالا، همبرت ص80 (بربرية)، (ابن جبير ص85).
أكحل: أنظرها في مادة كحل.
تكحَّل: اصطبغ بلون أسود. (فوك، ألكالا).
أكحلَّ، أو إكحالّ: اسوَدَّ. (ألكالا).
كُحْل، ويجمع على اكْحال. (فوك، بوشر ديوان الهذليين ص53) وكُحُول (فوك) (والكُحْل هو كبريت الرصاص أو سلفات الرصاص وهو الذي عُرف بعينة (نموذج) جلبتها) وكثير من المؤلفين ترجموا كلمة كحل بكلمة انتيمون، إثمد وهو خطأ (براكس ص29).
ويقال له أيضاً كحل سليمان وكحل الجلا.
(ابن البيطار 351:2). وفي المستعيني: إثْمِد هو الصخرة السوداء وهو الكحل الأسود والعامة تعرفه بكحل الصخرة.
كحل أصفهاني أو كحل حجر: انتيمون، إثمد (بوشر).
من الكحل الحجر: انتموني، إثمدي. (بوشر).
كحل أحمر: مركَّب من توتياء (أكسيد الزنك) كرمان وحلزون البحر والسكّر. (سنج).
كحل أصفر مركَّب من التوتياء (أكسيد الزنك) والكركم والاهليلج الأترجي اللون والزنجبيل والفلفل الطويل وملح الراتنج الهندي والعروق الصُفر. وكان يُستعمل في مصر في مداواة الرَمد عند انحطاط طب العيون. (سنج).
كحل عزيز أو كحل عزيزي: خليط من أكسيد الذهب وخبث النحاس وتوتياء الهند، وأكمام القرنفل والصبر وأوراق فلينوفوديون وملح الراتينج الهندي وزبد البحر وملح الأمونياق أو ملح النشادر والمسك. (سنج).
كحل السودان= كمون أسود وشونيز.
(أنظر المستعيني في مادة كمون).
كُحْليّ: أزرق (بوشر). وهو الأزرق الغامق المائل إلى السواد. ففي ألف ليلة (472:4): والأسْوَاد ألواناً مختلفة كفحمي وكحلي. (عبد الواحد ص223). وفي رياض النفوس (ص39 ق): رأيتُ لسحنون ساجاً كحلياً وأزرقاً (وأزرق). غير إنه الأرجواني الفرفيري في المعجم اللاتيني- العربي ففيه: purpura لَوْن كُحْلي. وفي آخر الكتاب: هو لون الياقوت الجمري والــعقيق الأحمر أيضاً، ولونه أحمر قانٍ.
وفيه: الياقوت الكُحْلي الذي يُدْعا (يدعى) صبِيعاً. وهو أيضاً الياقوت الجمري والــعقيق الأحمر عند أبي الوليد. (ص443).
العمى الكلحي: فالج وشلل عصب البصر.
(دوماس حياة العرب ص425).
كحلاني، وكَحِيل، والجمع كحائل، وكحيلان، والجمع كحيل وكُحَيلى: الأصيل من الخيل، والجواد الأصيل يتخذ للزينة والاستعراض. (بوشر، همبرت ص58).
وفيهما: كحيل وكحيلان و (نيبور رحلة ص153) وفيها: كحلاني وكُحَيْلي. و (زيشر 477:11 رقم 2) وفيه كُحَيلي. وفي محيط المحيط: والكحائل من الخيل أصائلها. ويقول دارفيو (241:3) ويطلقون اسم كحيلان أي الأصائل على الخيل التي من أصل كريم وقديم.
ويقول فريير- سوفبوف (92:2): أحسن الخيل وأفضلها وأكرهما أصلاً تسمى كحيلان وعند ديسكرياك (ص323): فرس كحلي: أصيل. وعند فيسكيه (ص126): الخيول النجدية وأفضل أنواعها هي ما تسمّى كحيل وهي أقدم الخيل أصلاً.
كحلوان: أنظرها في مادة أكحل.
كحيل: أنظر كحلاني.
كُحُولَة: سواد. (فوك).
كُحُولَة: مصدر كَحَل بمعنى وضع قطرة (شيافاً) في العين. (باين سميث 1720).
كُحَيْلَة: سمك بوري، بيَّاج. (دومب ص68).
كُحَيْلي: أنظر كحلاني.
كُحَيْلِيَّة: صنف من التمر. (مجلة الشرق والجزائر السلسلة الجديدة 311:1).
كَحِيلاء: في معجم فريتاج وهو خطأ والصواب كُحَيْلاء. وهي في طليطلة الكُحَيْلَة وهي الهندباء واللُعاع وقد أطلق عليها هذا الاسم وهو تصغير كحلاء ليزرها الأسود. (معجم الإسبانية ص92).
كحيلان: أنظر كحلاني.
كَحَّال: طبيب العيون (فوك، باين سميث 1720، بار علي 4695، بوشر، زيشر 354:8، 487:11، 498:20. دي ساسي طرائف 189:2).
كَحَّال: اسم طائر، ولعله الليل. بار علي أيضاً وهو خطأ فيما يظهر.
كاحِلَة: قطرة، شِياف. (معجم مسلم).
أكْحَل: أسود. (فوك، بوشر بربرية) يقال مثلاً: عبد أكحل (جاكسون ص189).
الكُحْلان: الزنوج. (ريشاردسن صحارى 312:1، سنترال 189:2).
فرس أكحل: فرس لونه أسود غامق لمّاع (ألكالا).
صفراء كحلاء: مِرَّة سوداء. وهي مادة صفراء تفرزها الكبد. (ألكالا).
جبل أكحل: ترجم بها ألكالا سلسلة جبال مورينا.
الأكحل: لا يعني الوريد المتوسط في الذراع فقط، بل يعني أيضاً الوريد في الركبة. ففي طرائف فريتاج (ص106): فضرب بنشاب زنبورك فأصاب ركبته فوقع في الأكحل فبقي أياماً ومات.
كحلاء: (مؤنث): لسان الثور (ابن البيطار351:2). وعلى الرغم من أن سونثيمر قد أساء الترجمة كعادته فانه قد خلط بين مادتين هما كحيلاء وكحلاء وجعلهما مادة واحدة.
ويقول صاحب معجم المنصوري أن أهل الأندلس يسمون بوغلص بلسان الثور ويضيف: إن الذين يقولون إنه كُحَيْلاء (مثل ابن البيطار) مخطئون، فهو وإن كان قريب الشبه بلسان الثور غير أن الكحلاء تؤكل والكحيلا لا تؤكل.
والنبات الذي اسمه لسان فقط وهو ليس بلسان الثور وإن قريب الشبه به فله جميع منافعه الطبية (ابن البيطار 351:2) وهو نبات اسمه العلمي ( echium plantagineum) ( أنظر في مادة لسان). كحلاء: شنجار. وهو نبات اسمه العلمي anchusa tinctoria ( ابن البيطار 108:2).
كحلا، وحلوان: نوع من العَيْنُون. (ابن البيطار 226:2، 351).
أكحل: سمك في بحيرة بنزرت. (معجم الادريسي).
مُكحَّل. الدراهم المكحَّلة: هي التي يُلصق بها الكحل فيزيد منه الدرهم دانقاً أو دانقين (محيط المحيط). نقلاً عن المطرَّزي.
مُكْحُلَة، والجمع مَكاحِل: أنظر لين (عادات50:1) ودوماس (عادات ص77 - 78).
مُكْحَلَة: وعاء تجعل فيه المواد المحرقة التي تقذفها الآلات الحربية. (الجريدة الآسيوية 1850، 248:1).
مُكْحُلَة: كانت في الأصل تُطلق على العرّادة والمنجنيق التي تقذف الحجارة والنيران المحرقة وغيرها من القذائف، فلما أُخترع البارود أُطلقت على نوع من المدافع القديمة وهو مدفع الحجري، يُستعمل في حالة حصار الحصون أو في الأراضي المكشوفة (مونج ص290 - 291).
مُكْحُلَة: بارودة، بندقية الفتيلة، وهي بندقية من نوع قديم كانت تُطلق بفتيلة ملتهبة. (بوشر، هلو هوست س 138، جاكسون ص177، جاكسون تمبكتو ص360).
مكحلاني: كَحَّال، طبيب العيون (بوشر).
مَكْحُولَة: تصحيف مُكْحُلَة وهو وعاء يوضع فيه الكحل. وجمعها مكاحل (فوك).

كحل: الكُحْل: ما يكتحل به. قال ابن سيده: الكُحْل ما وُضِع في العين

يُشتَفى به، كَحَلَها يَكْحَلها ويَكْحُلها كَحْلاً، فهي مَكْحولة وكَحِيل،

من أَعين كُحْلاء وكَحائل؛ عن اللحياني؛ وكَحَّلَها، أَنشد ثعلب:

فمَا لك بالسُّلْطان أَن تَحْمِل القَذَى

جُفُونُ عُيون، بالقَذَى لم تُكَحَّل

وقد اكْتَحَل وتَكَحَّل.

والمِكْحال: المِيلُ تكحل به العين من المُكْحُلة؛ قال ابن سيده:

المِكْحَل والمِكْحَال الآلة التي يُكْتَحَل بها؛ وقال الجوهري: المِكْحَل

والمِكْحال المُلْمُول الذي يُكْتَحَل به؛ قال الشاعر:

إِذا الفَتَى لم يَرْكَب الأَهْوالا،

وخالَفَ الأَعْمام والأَخْوالا

فأَعْطِهِ المرآة والمِكْحَالا،

واسْعَ له وعُدَّه عِيَالا

وتَمَكْحَل الرجل إِذا أَخذ مُكْحُلة. والمُكْحُلة: الوِعاء، أَحد ما

شذَّ مما يرتَِفق به فجاء على مُفْعُل وبابه مِفْعَل، ونظيره المُدْهُن

والمُسْعُط؛ قال سيبويه: وليس على المكان إِذ لو كان عليه لفتح لأَنه من

يَفْعُ، قال ابن السكيت: ما كان على مِفْعَل ومِفْعَلة مما يعمل به فهو

مكسور الميم مثل مِخْرَز ومِبْضَع ومِسَلَّة ومِزْرَعة ومِخْلاة، إِلا

أَحرفاً جاءت نوادر بضم الميم والعين وهي: مُسْعُط ومُنْخُل ومُدْهُن ومُكْحُلة

ومُنْصُل؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي قال وهو للبيد فيما زعموا:

كَمِيش الإِزار يَكْحُل العين إِثْمداً،

ويغدو علينا مُسْفِراً غيرَ واجِم

فسره فقال: معنى يكْحُل العين إِثْمداً أَنه يركب فحمة الليل وسواده.

الأَزهري: الكَحَل مصدر الأَكْحَل والكَحْلاء من الرجال والنساء؛ قال

ابن سيده: والكحَل في العين أَن يَعْلُو مَنابت الأَسْفار سواد مثل الكُحْل

من غير كَحْل، رجل أَكْحَل بيِّن الكَحَل وكَحِيل وقد كَحِل، وقيل:

الكَحَل في العين أَن تسودّ مواضع الكُحْل، وقيل: الكَحْلاء الشديدة السواد،

وقيل: هي التي تراها كأَنها مَكْحولة وإِن لم تُكْحَل؛ وأَنشد:

كأَنَّ بها كُحْلاً وإِن لم تُكَحَّل

الفراء: يقال عين كَحيلٌ، بغير هاء، أَي مَكْحولة. وفي صفته، صلى الله

عليه وسلم، في عينه كَحَل؛ الكَحَل، بفتحتين: سواد في أَجفان العين

(*

قوله «في اجفان العين» صوابه في اشفار العين كما في هامش الأصل) خلقة . وفي

حديث أَهل الجنة: جُرْد مُرْد كَحْلى؛ كَحْلى: جمع كَحيل مثل قتيل وقتلى.

وفي حديث المُلاعَنة: إِن جاءت به أَدْعَج أَكْحَل العينين. والكَحْلاء

من النعاج: البيضاء السوداء العينين. وجاء من المال بكُحْل عَيْنيْن أَي

بقدر ما يملؤهما أَو يغَشِّي سوادهما.

أَبو عبيد: ويقال لفلان كُحْل ولفلان سَواد أَي مال كثير. قال: وكان

الأَصمعس يتأَول في سَواد العراق أَنه سمي به للكثرة؛ قال الأَزهري: وأَما

أَنا فأَحسبه للخُضْرة. ويقال: مضى لفلان كُحْل أَي مال كثير.

والكَحْلة: خرزة سواد تجعل على الصبيان. وهي خرزة العين والنفس تجعل من

الجن والإِنس، فيها لونان بياض وسواد كالرُّبِّ والسَّمْن إِذا اختلطا،

وقيل: هي خرزة تُستعطَف بها الرجال؛ وقال اللحياني: هي خرزة تُؤخِّذ بها

النساءُ الرجال.

وكُحْل العُشْبِ: أَن يُرَى النبت في الأُصول الكبار وفي الحشيش

مخضَرّاً إِذا كان قد أُكل، ولا يقال ذلك في العِضاه. واكْتَحَلَت الأَرض

بالخُضْرة وكَحَّلَت وتَكَحَّلَت وأَكْحَلَت واكْحالَّت: وذلك حين تُرِي

أَوَّلَ خضرةِ النبات.

والكَحْلاء: عُشْبة رَوْضِيَّة سوداء اللَّوْن ذات ورَق وقُضُب، ولها

بُطون حمر وعِرْق أَحمر ينبت بنَجْد في أَحْويَةِ الرَّمْل. وقال أَبو

حنيفة: الكَحْلاء عُشْبة سُهْلية تنبُت على ساقٍ، ولها أَفْنان قليلة ليِّنة

وورَق كورَق الرَّيْحان اللِّطاف خضرٌ ووَرْدة ناضرة، لا يرعاها شيء

ولكنها حسنة المَنْظَر؛ قال ابن بري: الكَحْلاء نبت ترعاه النحل؛ قال الجعدي

في صفة النحل:

قُرْع الرُّؤوس لصَوْتها جَرْسٌ،

في النَّبْع والكحْلاء والسِّدْر

والإِكْحال والكَحْل: شدَّة المَحْل. يقال: أَصابهم كَحْل ومَحْل.

وكَحْلُ: السنة الشديدة، تصرف ولا تصرف على ما يجب في هذا الضرْب من المؤنث

العلم؛ قال سلامة بن جندل:

قومٌ، إِذا صَرَّحت كَحْلٌ، بُيوتُهُمُ

مأْوَى الضَّرِيكِ، ومأْوَى كلِّ قُرْضُوب

فأَجراه الشاعرُ لحاجته إِلى إِجْرائه؛ القُرْضوب ههنا: الفقير. ويقال:

صٍرَّحت كَحْلُ إِذا لم يكن في السماء غَيْم. وحكى أَبو عبيد وأَبو حنيفة

فيها الكَحْل، وبالأَلف واللام، وكرهه بعضهم. الجوهري: يقال للسنة

المجدبة كَحْل، وهي معرفة لا تدخلها الأَلف واللام. وكَحَلَتْهم السِّنون:

أَصابتهم؛ قال:

لَسْنا كأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ

إِحدى السِّنين، فَجارُهم تَمْرُ

يقول: يأْكلون جارَهم كما يؤكل التمر. وقال أَبو حنيفة: كَحَلَت السنةُ

تَكْحَل كَحْلاً إِذا اشتدَّت. الفراء: اكْتَحَل الرجل إِذا وقع بشدَّة

بعد رخاء. ومن أَمثالهم: باءت عَرَارِ بِكَحْلٍ؛ إِذا قُتِل القاتل

بمقتولة. يقال: كانتا بَقَرَتين في بني إِسرائيل قُتلت إِحداهما بالأُخرى؛ قال

الأَزهري: من أَمثال العرب القديمة قولهم في التساوي: باءتْ عَرارِ

بكَحْلٍ؛ قال ابن بري: كَحْل اسم بقرة بمنزلة دَعْد، يصرف ولا يصرف، فشاهد

الصرف قول ابن عنقاء الفزاري:

باءتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاق معاً،

فلا تَمَنَّوْا أَمانيَّ الأَباطِيل

وشاهد ترك الصرف قول عبد الله بن الحجاج الثعلبي من بني ثعلبة بن ذبيان:

باءتْ عَرارِ بكَحْل فيما بيننا،

والحقُّ يعرِفه ذَوُو الأَلباب

وكَحْلَةُ: من أَسماء السماء. قال الفارسي: وتأَلَّهَ قيس بن نُشْبة في

الجاهلية وكان مُنَجِّماً متفلسِفاً يخبر بمبعث النبي، صلى الله عليه

وسلم، فلما بعث أَتاه قيس فقال له: يا محمد ما كَحْلة؟ فقال: السماء، فقال:

ما مَحْلة؟ فقال: الأَرض، فقال: أَشهد أَنك الرسول الله فإِنَّا قد وجدنا

في بعض الكتب أَنه لا يعرف هذا إِلاَّ نبيّ؛ وقد يقال لها الكَحْل، قال

الأُموي: كَحْلٌ السماء؛ وأَنشد للكميت:

إِذا ما المراضِيعُ الخِماصُ تأَوَّهَتْ،

ولم تَنْدَ من أَنْواءِ كَحْلٍ جَنُوبها

والأَكْحَل: عِرْق في اليد يُفْصَد، قال: ولا يقال عرق الأَكْحَل. قال

ابن سيده: يقال له النَّسا في الفخِذ، وفي الظهر الأَبْهَرَ، وقيل:

الأَكْحَل عِرْق الحياة يُدْعى نَهْرَ البدَن، وفي كل عضو منه شعبة لها اسم على

حِدَة، فإِذا قطع في اليد لم يَرْقإِ الدمُ. وفي الحديث: أَن سعداً رمي

في أَكْحَله؛ الأَكْحَل: عرق في وسط الذراع يكثر فصده.

والمِكْحالان: عظمان شاخِصان مما يلي باطنَ الذراعين من مركبهما، وقيل:

هما في أَسفل باطن الذراع، وقيل: هما عَظْما الوَرِكين من الفرس.

والكُحَيْل، مبني على التصغير: الذي تطلى به الإِبل للجرَب، لا يستعمل

إِلاَّ مصغَّراً؛ قال الشاعر:

مثل الكُحَيْل أَو عَقِيد الرُّبِّ

قيل: هو النِّفْط والقَطِران، إِنما يطلى به لِلدَّبَر والقِرْدان

وأَشباه ذلك؛ قال علي بن حمزة: هذا من مشهور غلط الأَصمعي لأَن النِّفْط لا

يطلى به للجرَب وإِنما يطلى بالقَطِران، وليس القَطِران مخصوصاً بالدَّبَر

والقِرْدان كما ذكر؛ ويفسد ذلك قول القَطِران الشاعر:

أَنا القَطِران والشُّعَراءُ جَرْبى،

وفي القَطِران للجَرْبى شِفاءُ

وكذلك قول القُلاَّخ المِنْقَري:

إِني أَنا القَطِرانُ أَشْفي ذا الجَرَبْ

وكُحَيْلَةُ وكُحْل: موضعان.

كحل
الكُحْل، بالضَّمّ: المالُ الْكثير، يُقَال: مضى لفلانٍ كُحْلٌ: أَي مالٌ كثيرٌ، نَقله أَبُو عُبَيْدٍ. زادَ الزَّمَخْشَرِيّ: كَمَا يُقَال لفلانٍ سَوادٌ، وَهُوَ مَجاز، وَكَانَ الأَصْمَعِيّ يَتَأَوَّلُ فِي سَوادِ العراقِ أنّه سُمِّي بِهِ للكَثرةِ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وأمّا أَنا فأحْسَبُه للخُضرَةِ. الكُحْل: الإثْمِدُ وَهُوَ الَّذِي يُؤتى بِهِ من جبالِ أَصْفَهانَ، كالكِحالِ، ككِتابٍ. فِي المُحْكَم: الكُحْل: كل مَا وُضِعَ فِي العَينِ يُشتَفى بِهِ، وكُحْلُ السُّودانِ هِيَ: البَشْمَةُ، وكُحْلُ فارِس: الأَنْزَروت، وَهُوَ صِمغٌ يُؤتى بِهِ من فارِس، فِيهِ مَرارةٌ، مِنْهُ أبيضُ وأحمرُ، وكُحْلُ خَوْلانَ: الحُضُض، وَقد ذُكِرَ. وَكَحَلَ العَينَ، كَمَنَعَ ونَصَرَ كَحْلاً، فَهِيَ مَكْحُولةٌ وكَحيلٌ وَهَذِه عَن الفَرّاءِ، وكَحيلَةٌ وكَحِلٌ، كخَجِلٍ وَكَحْلَةٌ، من أَعْيُنٍ كَحْلَى، وكَحائِلَ، عَن اللِّحْيانِيّ. وكَحَّلَها تَكْحِيلاً، أنشدَ ثعلبٌ:
(فمالَك بالسُّلطانِ أَن تَحْمِلَ القَذى ... جُفونُ عُيونٍ بالقَذى لم تُكَحَّلِ)
وَفِي حديثِ أهلِ الجنّة: جُرْدٌ مُرْدٌ كَحْلَى جمع كَحيلٍ، كقَتيلٍ وقَتْلَى. والكَحَل، مُحَرَّكَةً: أَن يَعْلُو مَنابتَ الأشْفارِ سَوادٌ مثلُ الكُحْلِ خِلقَةً من غيرِ كُحْلٍ. أَو هُوَ أَن تَسْوَدَّ مواضِعُ الكُحْلِ، وَقد كَحِلَ كفَرِحَ فَهُوَ أَكْحَلُ، وَهِي كَحْلاء. قيل: الكَحْلاء: الشديدةُ السَّوادِ سَوادِ العَينِ، أَو الَّتِي ترَاهَا كأنّها مَكْحُولَةٌ وإنْ لم تُكْحَلْ، قَالَ: كأنَّ بهَا كُحْلاً وإنْ لم تَكَحَّلِ وَقَالَ ابنُ النَّبيه:
(كَحْلاء نَجْلاء لَهَا ناظِرٌ ... مُنَزَّهٌ عَن لَوْثَةِ المِرْوَدِ)
وَقَالَ الأَبُوصيريّ:
(قُلْ للذينَ تكَلَّفوا زِيَّ التُّقى ... وَتَخَيَّروا للدَّرْسِ أَلْفَ مُجَلَّدِ)

(لَا تَحْسَبوا كَحَلَ الجُفونِ بحِيلَةٍ ... إنَّ المَها لم تَكْتَحِلْ بالإثْمِدِ)
الكَحْلاءُ من النعاج: البَيضاءُ السَّوداءُ العَينَيْن. قَالَ ابنُ بَرِّي والصَّاغانِيّ: الكَحْلاء: نبتٌ، مَرْعَىً للنحلِ تَجْرُسُها، عَن أبي حَنيفةَ، وأنشدَ للَبيدٍ: (قُرْعُ الرُّؤوسِ لصَوتِها زَجَلٌ ... فِي النَّبْعِ والكَحْلاءِ والسِّدْرِ)
أَو عُشبةٌ رَوْضِيّةٌ سَوْدَاءُ اللونِ ذاتُ ورَقٍ وقُضُبٍ، وَلها بُطونٌ حُمْرٌ، وعِرقٌ أَحْمَرُ، تَنْبُتُ بنَجْد فِي أَحْوِيَةِ الرملِ، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: عُشبةٌ سُهْلِيَّةٌ تَنْبُتُ على ساقٍ، وَلها أَفْنَانٌ قَليلَة ليِّنَةٌ، وَوَرَقٌ) كَوَرَقِ الرَّيْحانِ اللّطاف، وَلها وَرْدَةٌ ناضِرَةٌ لَا يَرْعَاها شيءٌ، ولكنّها حَسَنَة المَنظر، قيل: الكَحْلاء: لِسانُ الثَّورِ، كالكُحَيْلاء، مُصغَّراً مُشدَّداً. الكَحْلاء: طائرٌ، وَقَالَ أَبُو حاتمٍ: هِيَ طائرةٌ من الدُّخَّلِ دَهْمَاءُ كَحْلاءُ العَينَيْنِ تَعْرِفُها بتَكْحيلِهما، وَهِي بعِظَمِ الهَوْزَنَةِ، والجمعُ الكُحْلُ والكَحْلاوات. والكَحْلَة: خَرَزَةٌ من خَرَزَاتِ العربِ للتأخيذِ تُؤَخَّذُ بهَا النساءُ الرجالَ، قَالَه اللِّحْيانِيّ، وَقَالَ غيرُه: تُسْتَعْطَفُ بهَا الرِّجالُ. أَو هِيَ خَرَزَةٌ سَوْدَاءُ تُجعَلُ على الصِّبيانِ للعَينِ والنَّفسِ من الجِنِّ والإنسِ، فِيهَا لَوْنَان: بياضٌ وسوادٌ، كالرُّبَّ والسَّمْنِ إِذا اخْتَلَطا، كالكِحالِ والكِحْلِ بكسرِهما. الكُحْلَة، بالضَّمّ: بَقْلَةٌ، ج: أكاحِلٌ، وَهُوَ نادرٌ على غيرِ قِيَاس، نَقله الصَّاغانِيّ. وَكَحْلَةُ مَعْرِفةٍ: اسمٌ للسماءِ، قَالَ الفارسيُّ: تألَّه قَيْسُ بنُ نُشْبَةَ فِي الجاهليّةِ، وَكَانَ مُنَجِّماً مُتَفَلْسِفاً يُخبرُ بمَبْعَثِ النبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، فلمّا بُعِثَ أَتَاهُ قَيسٌ، فَقَالَ لَهُ: يَا مُحَمَّد مَا كَحْلَةُ فَقَالَ: السماءُ، فَقَالَ: مَا مَحْلَةُ فَقَالَ: الأَرْض، فَقَالَ: أَشْهَدُ أنّكَ لرسولُ الله فإنّا قد وَجَدْنا فِي بعضِ الكتُبِ أنّه لَا يعرفُ هَذَا إلاّ نبيٌّ، قد يُقَال لَهَا: الكَحْلُ بالألِفِ واللامِ، حَكَاهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو حنيفةَ وكَرِهَه بعضُهم، قَالَ الأُمَوِيُّ: كَحْل: السماءُ، وأنشدَ للكُمَيْت:
(إِذا مَا المَراضيعُ الخِماصُ تأوَّهَتْ ... وَلم تَنْدَ من أَنْوَاءِ كَحْلٍ جَنوبُها)
منَ المَجاز: كَحَلَتِ السنَةُ كَمَنَع، كَحْلاً: اشتَدَّتْ، عَن أبي حنيفَة. كَحَلَت السِّنونَ القَومَ: أصابَتْهم فَهِيَ كاحِلَةٌ، وَكَحْلاء، وَكَحْلٌ، قَالَ:
(لَسْنَا كَأَقْوامٍ إِذا كَحَلَتْ ... إحْدى السِّنينَ فجارُهم تَمْرُ)
يَقُول: يأكلونَ جارَهم كَمَا يُؤكَلُ التمْرُ. وَكَحْل يُصرَفُ ويُمنَعُ على مَا يجبُ فِي هَذَا الضربِ من المُؤنَّثِ العَلَمِ، وَفِي الأساس: خانَتْهم كَحْل، مؤنَّثاً مَعْرِفةً مُخَيّراً فِي صَرْفِه ومَنْعِه: السنَةُ الشديدةُ المُجدِبَةُ، وَفِي الصِّحاح: وَيُقَال للسنةِ المُجدِبة: كَحْل، وَهِي مَعْرِفةٌ لَا تَدْخُلُها الألِفُ وَاللَّام. وَيُقَال: صرَّحَتْ كَحْل: إِذا لم يكن فِي السماءِ غَيْمٌ، قَالَ سَلامَةُ بنُ جَنْدَلٍ:
(قَوْمٌ إِذا صرَّحَتْ كَحْلٌ بُيوتُهمُ ... عِزُّ الذليلِ ومأوى كلِّ قُرْضوبِ)
والكَحْلُ والإكْحال: شِدّةُ المَحْل، يُقَال: أصابَهم كَحْلٌ وَمَحْلٌ. منَ المَجاز: اكْتَحلَت الأرضُ بالنباتِ والخُضرَةِ وكحَّلَتْ تَكْحِيلاً، وَتَكَحَّلَتْ وأَكْحَلَتْ، كَأَكْرمَتْ، واكْحالَّتْ، كاحْمارَّتْ، وَذَلِكَ حِين تُرِي أوّلَ خُضرَةِ النَّبَات، كَمَا فِي التهذيبِ والمُحْكَم. والأكْحَل: عِرْقٌ فِي اليدِ، أَي فِي وسَطِ الذِّراع، يُفْصَدُ، قَالَ ابنُ سِيدَه: يُقَال لَهُ النَّسا فِي الفَخِذِ، وَفِي الظَّهْرِ الأَبْهَرُ، أَو هُوَ عِرقُ)
الحَياةِ يُدعى نَهْر البَدَنِ، وَفِي كلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ لَهُ اسمٌ على حِدَةٍ، فَإِذا قُطِعَ فِي اليدِ لَا يَرْقَأُ الدمُ، وَمِنْه الحَدِيث: أنَّ سَعْدَاً رُمِيَ فِي أَكْحَلِه، وَلَا تقل: عِرقُ الأَكْحَلِ لأنّه يَلْزَمُ مِنْهُ إضافةُ الشيءِ إِلَى نَفْسِه، قَالَ شيخُنا: وهم تابعونَ لأبي العبّاسِ فِي الفَصيح، ولأنّه مَنَعَ عِرقَ النَّسا، وعلَّلوه بِمَا ذَكَرْنا، وتعَقَّبوه بأنّه منْ إضافةِ العامِّ إِلَى الخاصِّ، كَشَجَرِ أراكٍ، ونحوُه ممّا بسطناه فِي شَرْحِ نَظْمِ الفَصيحِ وغيرِه. المِكْحَل، والمِكْحالُ، كمِنبَرٍ ومِفْتاح: المُلْمول الَّذِي يُكتَحَلُ بِهِ، كَذَا فِي الصِّحاح، وَفِي المُحْكَم: الآلَةُ الَّتِي يُكْتَحَلُ بهَا، وَفِي التَّهْذِيب: المِيلُ تُكْحَلُ بِهِ العَينُ من المُكْحُلَةُ، قَالَ الشاعرُ: إِذا الْفَتى لم يَرْكَبِ الأهْوالا وخالَفَ الأعْمامَ والأخْوالا فَأَعْطهِ المِرْآةَ والمِكْحالا واسْعَ لَهُ وعُدَّهُ عِيالا والمِكْحالان: عَظْمَانِ شاخِصانِ فِيمَا يَلِي بَطْنَ الذِّرَاع، ونصُّ المُحْكَم: ممّا يَلِي باطنَ الذِّراعَيْنِ فِي مُرَكَّبِهما، وَقيل: هما فِي أَسْفَلِ باطنِ الذِّراع، أَو هما عَظْمَا الوَرِكَيْنِ منَ الفرَسِ، ونصُّ الصِّحاح: عَظْمَا الذِّراعَيْن من الفرَس. الكُحَيْل، كزُبَيْرٍ: النَّفْطُ يُطْلى بِهِ الإبلُ للجَرَب، وَهُوَ مَبْنِيٌّ على التصغير، وَلَا يُستعمَلُ إلاّ هَكَذَا، نَقله الجَوْهَرِيّ عَن الأَصْمَعِيّ. أَو هُوَ القَطِرانُ الَّذِي يُطلى بِهِ الإبلُ، ورَدَّه الأَصْمَعِيّ فَقَالَ: القَطِرانُ إنّما يُطلى بِهِ للدَّبَرِ والقِرْدانِ وأشباهِ ذَلِك، وإنّما هُوَ النَّفْطُ، وأنشدَ الصَّاغانِيّ لعنترةَ بنِ شَدّادٍ:
(وكأنَّ رُبَّاً أَو كُحَيْلاً مُعْقَداً ... حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوانبَ قُمْقُمِ) وَقَالَ غيرُه: مِثلِ الكُحَيْلِ أَو عَقيدِ الرُّبِّ قَالَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ: هَذَا من مشهورِ غَلَطِ الأَصْمَعِيّ لأنّ النَّفْطَ لَا يُطلى بِهِ الجرَبِ، وإنّما يُطلى بالقَطِرانِ، وَلَيْسَ القَطِرانُ مَخْصُوصاً بالدَّبَرِ والقِرْدانِ كَمَا ذَكَرَ، ويُفسِدُ ذَلِك قَوْلُ القَطِرانِ الشَّاعِر:
(أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبَى ... وَفِي القَطِرانِ للجَرْبى شِفاءُ)
وَكَذَلِكَ قولُ القُلاخِ المِنْقَريِّ:)
إنِّي أَنا القَطِرانُ أَشْفِي ذَا الجَرَبْ وَفِي الأساس: ومنَ المَجاز: هُوَ أَسْوَدُ كالكُحَيْلِ المُعَقَّدِ، وَهُوَ القَطِران، شُبِّهَ بالكُحْلِ فِي سَوادِه.
الكُحَيْل: ع، بالجزيرةِ، نَقله الصَّاغانِيّ. كُحَيْلَةُ كجُهَيْنة: ع، عَن ابْن دُرَيْدٍ. ومُكْحُلْ مُكْحُلْ، بضمِّهما: دعاءٌ للنَّعجةِ إِلَى الحَلْب، عَن ابنِ عَبَّادٍ، قَالَ: أَي كأنّها مُكْحُلَةٌ مُلِئَتْ كُحْلاً من سَوادِها. قَالَ: وكُحْلُ كُحَيْلَهْ بضمِّهما: زَجْرٌ لَهَا، أَي سودُ سُوَيْدَهْ، كَمَا فِي العُباب. كُحْلٌ، كقُفْلٍ: ع، عَن ابْن دُرَيْدٍ. وكُحْلان، بالضَّمّ: ابنُ شُرَيْحٍ أَبُو قبيلةٍ من الْيمن، كَمَا فِي العُباب. قلتُ: من ذِي رُعَيْن، مِنْهُم الحسنُ بن يَزيدَ بن وَفاء الرُّعَيْنيِّ الكُحْلانيُّ. وَمَكْحولٌ: مَوْلَىً للنبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم، أوردَه المُسْتَغْفِريُّ فِي الصَّحابةِ. مَكْحُولُ بنُ عَبْد الله، أَبُو عَبْد الله التابعيُّ الدمشقيُّ، كَانَ هِندِيّاً من سَبْيِ كابُلَ لسعيدَ بنِ الْعَاصِ، فَوَهَبه لامرأةٍ من هُذَيْلٍ، فأعتقَتْه بمِصر، ثمّ تحوَّلَ إِلَى دمشق، يروي عَن أنسٍ وابنِ عمرَ، وواثِلَةَ بن الأَسْقَعِ وَأبي أُمامةَ، وَهُوَ فَقيهُ الشامِ وربّما دُلِّسَ، روى عَنهُ أهلُ الشَّام، مَاتَ سنة بِالشَّام، وَقيل: ثلاثَ عشرَة، وَهَذَا نصُّ ابنِ حِبّان، وَقَالَ الذهبِيُّ فِي الكاشِف: روى عَن عائشةَ وَأبي هُرَيْرةَ مُرْسَلاً، وَعنهُ الزُّبَيْريُّ والأَوْزاعيُّ وسعيدُ بن عبدِ الْعَزِيز، وَقَالَ فِي الدِّيوان: حكى مُحَمَّد بنُ سَعدٍ أنّه ضعيفٌ، ووثَّقَه غيرُه.
وفاتَه: مَكْحُولُ بنُ عَبْد الله الرُّعَيْنيُّ، عَن ابنِ عُيَيْنةَ. مَكْحُول: فرَسُ عليِّ بن شَبيبِ بن عامرٍ الأزْديِّ، قَالَ سُراقَةُ بنٌ مِرْداسٍ البارِقيُّ: سُبِّقَ مَكْحُولٌ وصلَّى نادِرُ وخُلِّفَ المَزْنوقُ والمُساوِرُ وَكَحَلةُ، بِالتَّحْرِيكِ: ماءٌ لجُشَمَ، نَقله الصَّاغانِيّ. والمُكْحُلَة، بالضَّمّ: مَا فِيهِ الكُحْلُ، وَهُوَ أحدُ مَا جاءَ بالضَّمّ من الأدوات، كَمَا فِي الصِّحاح، وبابه مِفْعَل بالكَسْر، والجمعُ المَكاحِل، ونَظيرُه المُدْهُنُ والمُسْعُطُ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَيْسَ على المكانِ إِذْ لَو كَانَ عَلَيْهِ لفُتِح، لأنّه من يَفْعُلُ، وَقَالَ ابْن السِّكِّيت: مَا كَانَ على مِفْعَلٍ ومِفْعَلَةٍ ممّا يُعْتَمَلُ بِهِ فَهُوَ مَكْسُورُ الميمِ مثل: مِخْرَزٍ ومِبْضَعٍ ومِسَلَّةٍ ومِزْرَعةٍ ومِخْلاةٍ، إلاّ أَحْرُفاً جاءَتْ نوادِرَ بضمِّ الميمِ والعَينِ، وَهِي مُسْعُطٌ ومُنْخُلٌ ومُدْهُنٌ ومُكْحُلَةٌ ومُنْصُلٌ. وَتَمَكْحَلَ الرجلُ: أَخَذَ مُكْحُلَةً، نَقله الجَوْهَرِيّ. منَ المَجاز: اكْتَحلَ الرجلُ: وَقَعَ فِي شِدّةٍ بعدَ رَخاءٍ، نَقله الفَرّاءُ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: جاءَ من المالِ بكُحْلِ عَيْنَيْن: أَي بقَدرِ مَا يملؤُهما أَو يُغَشِّي سَوادَهما. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الأَعْرابِيّ، قَالَ: وَهُوَ للَبيدٍ فِيمَا)
زَعَمُوا:
(كَميشُ الإزارِ يَكْحَلُ العَينَ إثْمِداً ... وَيَغْدو عَلَيْنا مُسْفِراً غيرَ واجِمِ)
فسَّرَه فَقَالَ: أَي يركبُ فَحْمَةَ الليلِ وسَوادَه، وَهُوَ مَجاز. وكُحْلُ العُشبِ: أَن يُرى النبتُ فِي الأُصولِ الكِبارِ وَفِي الحَشيشِ مُخْضَرّاً إِذا كَانَ قد أُكِلَ، وَلَا يُقَال ذَلِك فِي العِضاه. وَمن أمثالِهم: باءَتْ عَرارِ بكَحْلٍ إِذا قُتِلَ القاتلُ بمَقْتولِه، يُقَال: كَانَتَا بَقَرَتَيْن فِي بني إسرائيلَ قُتِلَتْ إحداهُما بالأُخرى، ذَكَرَه الجَوْهَرِيّ، والأَزْهَرِيّ، والزَّمَخْشَرِيّ، وأوردَه المُصَنِّف فِي عرر، وذِكرُ كَحْلَ واجبٌ هُنَا لَا المثَل، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: يُصرَفُ وَلَا يُصرَفُ، فشاهِدُ الصَّرفِ قولُ ابنِ عَنْقَاءَ الفَزاريِّ:
(باءَتْ عَرارٌ بكَحْلٍ والرِّفاقُ مَعًا ... فَلَا تمَنَّوْا أمانِيَّ الأباطيلِ)
وشاهدُ تَرْكِ الصرفِ قولُ عَبْد الله بنِ الحَجّاجِ الثعلبيِّ من بني ثَعْلَبةَ بن ذُبْيانَ:
(باءَتْ عَرارِ بكَحْلَ فِيمَا بَيْننَا ... والحقُّ يَعْرِفُه ذَوو الألبابِ)
واكْتَحلَ عَيْنَه، وَتَكَحَّلَ، مثل كَحَلَ وكحَّلَ، وَمِنْه: ليسَ التَّكَحُّلُ فِي العَينَيْنِ كالكَحَلِ والمُكْحُلَة، بالضَّمّ: هَذِه الآلةُ الَّتِي يُضربُ بهَا بُندقُ الرصاصِ فِي لغةِ المَغارِبةِ، وَهُوَ يَرْمِي بالمَكاحِلِ، وَهُوَ مَجاز شُبِّهَتْ بمُكْحُلَةِ العينِ لما فِيهَا من السَّواد. ورأيتُ فِي الأرضِ كُحْلاً: أَي شَيْئا من الخُضرَة. وَهُوَ يَمْتَاحُ من مَكاحِلِه بمَكاحِلِه: إِحْدَاهمَا جمع المِكْحالِ للمِيلِ، والثانيةُ جمعُ المُكْحُلَة. وَمَا اكْتَحلَتْ عَيْنِي بك: أَي مَا رأيتُكَ، وَهُوَ مَجاز. واكْتَحلَ وجهُه بالهَمِّ: ظهرَ فِيهِ أثرُه، وَهُوَ مَجاز. واكْتَحلَ فلانٌ بشَرِّ حالٍ: ظَهَرَ فِيهِ أثرُه. والمُكَحَّل، كمُعَظَّمٍ: لقَبُ عَمْرِو بنِ الأهتَمِ الصحابيِّ، لُقِّبَ بِهِ لجمالِه. والكُحْلِيُّ، بالضَّمّ: من يصنعُ الكُحْلَ، مِنْهُم: أَبُو بكرٍ مُحَمَّد بن احمدَ بن عليٍّ الكُحْلِيُّ الأديبُ النَّيْسابوريّ. والكَحّال: من يُداوي العَينَ بالكُحْلِ، مِنْهُم: أَبُو سُلَيْمانَ إسماعيلُ بنُ سُلَيْمانَ البَصْريُّ الضَّبِّيُّ من شيوخِ النَّضرِ بنِ شُمَيْلٍ. والكُحَيْل، كزُبَيْر: اسْم عَلَم للنَّجيبِ من الأفْراس، وَيُقَال أَيْضا: كُحَيْلان. وكُحَيْلٌ: اسمٌ، وَكَانَ بالفَيُّومِ رجلٌ يُسمّى بذلك، وَكَانَ يَسْبِقُ الخَيلَ فِي عَدْوِه، فِيمَا يُقَال، أَدْرَكتُ عَصْرَه. وَقَالَ ابنُ عَبَّادٍ: اكْحالَّتِ العَينُ، كاحْمارَّتْ: صارتْ كَحْلاء. والأكاحِل: مَوْضِعٌ فِي بلادِ مُزَيْنَةَ، نَقله ياقوت، وأنشدَ لمعَنِ بنِ أَوْسٍ:)
(أعاذِلَ مَن يَحْتَلُّ فَيْفَاً وَفَيْحةً ... وَثَوْراً وَمن يحمي الأكاحِلَ بَعْدَنا)
ك ح ل: (الْكُحْلُ) مَعْرُوفٌ. وَ (الْأَكْحَلُ) عِرْقٌ فِي الْيَدِ يُفْصَدُ، وَلَا يُقَالُ: عِرْقُ الْأَكْحَلِ. وَرَجُلٌ (أَكْحَلُ) بَيِّنُ (الْكَحَلِ) وَهُوَ الَّذِي يَعْلُو جُفُونَ عَيْنَيْهِ سَوَادٌ مِثْلُ الْكُحْلِ مِنْ غَيْرِ (اكْتِحَالٍ) . وَعَيْنٌ (كَحِيلٌ) وَامْرَأَةٌ (كَحْلَاءُ) . وَ (الْمِكْحَلُ) وَ (الْمِكْحَالُ) الْمُلْمُولُ الَّذِي يُكْتَحَلُ بِهِ. وَ (الْمُكْحُلَةُ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَالْحَاءِ الَّتِي فِيهَا الْكُحْلُ، وَهُوَ أَحَدُ مَا جَاءَ عَلَى الضَّمِّ مِنَ الْأَدَوَاتِ. وَ (تَمَكْحَلَ) الرَّجُلُ أَخَذَ مُكْحُلَةً. وَ (كَحَلَ) عَيْنَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (تَكَحَّلَ) وَ (اكْتَحَلَ) . 

كحل

1 كَحَلَ (assumed tropical:) He put out, or blinded, an eye with a heated nail, &c.: see an ex. voce سَمَرَ.8 مَا اكْتَحَلْتُ غَمَاضًا and غِمَاضًا

&c.: see أَغْمَضَ. See also حَثاَثٌ.10 اِسْتَكْحَلَ السَّهَرَ (assumed tropical:) [He became sleepless; as though he took sleeplessness as a collyrium]. (TA in art. حلس, from a trad.) كَحْلٌ and كَحْلُ (S, K) A year of drought, barrenness, or dearth; (S;) a hard year. (K.) كُحَيْلٌ a proper name for A horse of high breed; as also ↓ كُحَيْلاَنٌ. (TA.) b2: كُحَيْلٌ Tar (قَطِرَان) in the dial. of El-Hijáz. (TA, voce غَرْبٌ; from the T.) See نفْظٌ.

كُحَيْلاَنٌ

: see كُحَيْلٌ.

عَيْنٌ كَحْلَآءُ An eye that is black, [or black in the edges of the lids,] by nature, as though it had كُحْل applied to it. (Mgh.) Not in the TA. [It seems to have both of these meanings.]

كَحْلَآءُ A certain plant: see K, voce شِنْجَار: calendula arvensis: see Delile, Flor. Aeg., no.

864.

الأَكْحَلُ The median vein. See وَرِيدٌ and أَبْجَلُ and أَبْهَرُ and الصَّافِنُ.

مور

مور
المَوْر: الجَرَيان السَّريع. يقال: مَارَ يَمُورُ مَوْراً. قال تعالى: يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً
[الطور/ 9] ومَارَ الدم على وجهه، والمَوْرُ:
التُّراب المتردِّد به الرّيح، وناقة تَمُورُ في سيرها، فهي مَوَّارَةٌ.
م و ر: (مَارَ) مِنْ بَابِ قَالَ، تَحَرَّكَ وَجَاءَ وَذَهَبَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] قَالَ الضَّحَّاكُ: تَمُوجُ مَوْجًا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالْأَخْفَشُ: تَكَفَّأُ. 
مور: {تمور}: تدور بما فيها.
مور: مور: قندس: حيوان قاضم يمتاز بفروة (الكالا).
مور: بنفسجي (تركية) (هلو) كستنائي اللون، لون الكستناء، (وبالتركية) بنفسج، إلا أنها تطلق، عامة، على الألوان القائمة.
مور: كستناء، لا كستنائي اللون (بوشر).
بقم مور: خشب قياس يستخدم لاستخراج الصبغ الأسود (بوشر) وبالتركية مور وصاري بقم (خشب برازيلي غامق وأصفر).
[مور] نه: فيه: فأما المنفق فإذا أنفق "مارت" عليه، أي ترددت وذهبت وجاءت، من مار يمور مورا- إذا جاء وذهب، ومار الدم- إذا جرى على وجه الأرض. ومنه في بعير نحروه بعود: إن كان "مار مورا" فكلوه. وفي ح ابن الزبير: يطلق عقال الحرب بكتائب "تمور" كرجل الجراد، أي تتردد وتضطرب لكثرتها. وفيه: لما نفخ في آدم الروح "مار" في رأسه فعطس، أي دار وتردد. وح قس: نجوم "تمور"، أي تذهب وتجيء. وفيه: فتركت "المور" وأخذت في الجبل، هو بالفتح: الطريق، لأنه يجاء فيه ويذهب. وفيه: انتهينا فوجدنا سفينة قد جاءت من "مور"، قيل: هو اسم موضع، لمور الماء فيه أي جريانه.
(مور) - في حَديث سَعيد : "سُئِلَ عن بَعير نَحرُوه بِعُودٍ، فقال: إن كانَ مارَ مَورًا فَكُلُوه، وإن ثَرَّدَ فَلَا"
: أي إن تَردَّدَ، وجاء وذَهَبَ في قَطع حُلقُومِه فَلا تَأكُلُوه والمائِرُ: السَّيفُ القاطِعُ يَمورُ في اللَّحمِ، وكذلك السِّنانُ، وناقَةٌ مَوَّارَةٌ: سَرِيعَةٌ.
- في حديث لَيْلَى: "انْتَهَيْنَا إلَى الشُّعَيْثَة فوَجَدْنا سَفِينَةً قد جاءَتْ مِنْ مَوْرٍ".
وهو اسْمُ مَوضِعٍ سُمِّى به؛ لمَوْر الماءِ فيه: أي سَيَلانِه؛ وقد مارَ الدَّمُ على وجْهِ الأرضِ.
م و ر

مار الشيء يمور إذا تردد في عرضٍ كالدّاغصة في الركبة. والدم يمور على وجه الأرض إذا انصبّ فتردد عرضاً. وجملٌ موّار الضّبعين. وفرس موّار الظهر. ومار السّنان في المطعون، وأماره الطّاعن. قال: وأنتم أناس تقمصون من القنا ... إذا مار في أعطافكم وتأطّرا

وأمار الدّهن والطّيب على رأسه. قال الشماخ يصف قوساً ونبعة صفراء:

كأن عليها زعفراناً تميره ... خوازن عطّار يمانٍ كوانز

وجاءت الريح بالمور وهو التراب الذي تمور به، وأمارت الريح التّراب.
م و ر : مَارَ الشَّيْءُ مَوْرًا مِنْ بَابِ قَالَ تَحَرَّكَ بِسُرْعَةٍ وَنَاقَةٌ مَوَّارَةُ الْيَدِ سَرِيعَةٌ.

وَمَارَ تَرَدَّدَ فِي عَرْضٍ.

وَمَارَ الْبَحْرُ اضْطَرَبَ.

وَمَارَ الدَّمُ سَالَ وَيُعَدَّى بِنَفْسِهِ وَبِالْهَمْزَةِ أَيْضًا فَيُقَالُ مَارَهُ وَأَمَارَهُ إذَا أَسَالَهُ.

وَقَطَاةٌ مَارِيَةٌ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ مُكْتَنِزَةُ اللَّحْمِ لُؤْلُؤِيَّةُ اللَّوْنِ وَقَدْ تُخَفَّفُ وَبِهَا سُمِّيت الْمَرْأَةُ وَالْمَارِيَةُ بِالتَّشْدِيدِ الْبَقَرَةُ الْبَرَّاقَةُ اللَّوْنِ.

وَالْمَارِسْتَانُ بِكَسْرِ الرَّاءِ مُعَرَّبٌ وَأَصْلُهُ كَلِمَتَانِ وَمَعْنَاهُ بَيْتُ الْمَرْضَى وَجَمْعُهُ مَارِسْتَانَاتٌ قَالَ بَعْضُهُمْ وَلَمْ يُسْمَعْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْقَدِيمِ. 

مور


مَارَ (و)(n. ac. مَوْر)
a. Moved to & fro; went & came; moved about;
oscillated; reeled.
b. Was rough (sea).
c. ['Ala], Flowed, trickled (blood).
d. Plucked, pulled out.
e. Came to the high country.
f. see IV (b)
& VII.
أَمْوَرَa. Raised ( the dust: wind ).
b. Made to flow (blood).
c. [acc. & Fī], Made to move about in.
تَمَوَّرَa. see I (a)
& VII.
إِنْمَوَرَa. Fell out (hair).
إِمْتَوَرَa. Drew, unsheathed (sword).
مَوْرa. Agitation, commotion.
b. Thoroughfare.
c. Wave, billow; flow, flux.

مَار S.
a. Saint.

مَارِيَّة []
a. Fair (woman).
b. A certain bird.

مُوْرa. Dust, dust-cloud.
b. [ coll. ], Sheep of Erzeroum.

مُوْرَة []
a. The Morea, Peloponnesus.
b. see 24t
مَائِر []
a. Light, sharp (arrow).
b. Flowing, streaming.

مُوَارَة []
a. Hair falling off.

مَوَّار []
a. Moving quickly; light, active.

مَوَّارَة []
a. fem. of
مَوَّاْرb. (pl.
مُوْر), Raising the dust (wind)
تَمَوُّر
a. [ N. Ac V], Journeying; departure.

مَائِرَات
a. Streams of blood.

مَارِي
a. see 1A
غَنَم مُوْر
a. [ coll. ]
see 3 (b)
مَارِسْتَان
P.
a. Hospital; hospice.

مَوْرَج
a. [ coll. ], Threshing-machine.

مَوْز
a. Banana-tree; banana.

مَوْزَج (pl.
مَوَاْرِ4َة), P.
a. Boot.
مور
مارَ يَمور، مُرْ، مَوْرًا، فهو مَائِر
• مارَ الشَّيءُ/ مار الرَّجلُ: تحرّك وتدافع في اضطراب ذهابًا وجيئة "مارتِ السَّحابةُ- {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}: تدور وتدوِّم- {ءَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} " ° مار البحرُ: اضطرب وماج. 

مائر [مفرد]: اسم فاعل من مارَ. 

موْر [مفرد]: مصدر مارَ. 

مورة [مفرد]: (حن) نوع من الأسماك البحريّة له ثلاث زعانف ظهريّة وزعنفتان شرجيّتان، يصل طوله إلى 1.5 مترًا، ووزنه حتى 40 كيلو جرام، انتشاره واسع يغطِّي الجزء الشماليّ من المحيطين الهاديّ والأطلسيّ، وللمورة أهميّة اقتصاديّة كبرى إذ يصاد منها سنويًا حوالي مليون ونصف المليون من الأطنان. 
مور: المَوْرُ: المَوْجُ. ومَصْدَرُ مارَ الشَّيْءُ: إذا تَرَدَّدَ في عَرْضٍ؛ يَمُوْرُ، كالدّاغِصَةِ في الرُّكْبَةِ. والطُّفْيَةُ تَمُوْرُ. وكذلك الدِّمَاءُ إذا انْصَبَّتْ فَتَرَدَّدَتْ. وأمَرْتُ دَمَه فَمَارَ: أي هَرَقْته فَسَالَ.
وانْمَارَتْ لِبْدَةُ الفَحْلِ: إذا سَقَطَتْ عنه أيّامَ الرَّبِيْعِ. وكُلُّ طائفَةٍ منه: مُوَارَةٌ.
والمُوْرَةُ: تُرَابٌ وجَوْلاَنٌ تَمُوْرُ به الرِّيْحُ.
وناقَةٌ مَوّارَةٌ في سَيْرِها: سَرِيْعَةٌ. وفَرَسٌ مَوّارَةُ الظَّهْرِ.
وقَوْلُهم: " لا أُبَالي أغَارَ أمْ مَارَ " قيل: هُوَ من المَوْرِ وهو المَرُّ السَّرِيْعُ، وقيل: ذَهَبَ في الغَوْرِ أم مارَ في إلى نَجْدٍ.
والمُوْرَةُ: شَحْمٌ مارَ فيها أي جَرى ولم يَسْتَحْكِمْ بَعْدُ.
والمَوْرُ: الطَّرِيْقُ. والنَّزْعُ. والنَّتْفُ.
وامْتَارَ السَّيْفَ: اسْتَلَّه.
ومُرْتُ الصُّوْفَ: نَتَفْته؛ فانْمَارَ.
ولا أدري ما سائرٌ من مائرٍ: المائرُ: السَّيْفُ القاطِعُ يَمُوْرُ في اللَّحْمِ مَوْراً، وكذلك السِّنَانُ.
واليَامُوْرُ: من دَوَابِّ البَرِّ، يَجْري عليه الحُكْمُ في الحَرَمِ إذا صِيْدَ.
ويُقال للجَارِ: المَارُ.
[مور] مار الشئ يمور مورا: تَرَهْيَأَ، أي تحرَّك وجاء وذهب، كما تَكَفَّأُ النخلةُ العَيْدانة. والتمَوُّرُ مثله. وقوله تعالى:

(يومَ تَمورُ السماء مَوْراً) *. قال الضحاك: تموج موجاً. وقال أبو عبيدة: تَكَفَّأُ. والأخفش مثله. وأنشد للأعشى: كأنَّ مِشْيَتَها من بيت جارتِها * مَوْرُ السحابةِ لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ - ويقال: مارَ الدمُ على وجه الارض. وأماره غيره. قال الشاعر :

ومار دم من جار بيبة ناقع * والمائرات: الدماء، في قول الشاعر * حلفت بمائرات حول عوض * وأنصاب تركن لدى السعير - عوض والسعير: صنمان. والمور: الطريق. ومنه قول طرفة:

فوق مور معبد  والمور: الموج. وناقة مَوَّارَةُ اليدِ، أي سريعةٌ. والبعير يَمورُ عَضُداهُ، إذا تَرَدَّدا في عُرض جَنْبه. قال الشاعر:

على ظهرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ * وقولهم: لا أدرى أغارأم مار؟ أي أتى غَوْراً، أم دار فرجع إلى نجد. والمُورُ بالضم: الغُبارُ بالريح. والمُوارَةُ: نَسيلُ الحمار. وقد تَمَوَّرَ عليه نَسيلُهُ، أي سقط. وانْمارَتْ عقيقــةُ الحمار، أي سقطت عنه أيامَ الربيع. والقطاة المارية، بتشديد الياء الملساء. ومار سرجس ، من أسماء العجم، وهما اسمان جعلا واحدا. قال الاخطل: لما رأونا والصليب طالعا * ومار سرجيس وموتا ناقعا * خلوا لنا راذان والمزارعا * وحنطة طيسا وكرما يانعا * كأنما كانوا غرابا واقعا * إلا أنه أشبع الكسرة لاقامة الوزن فتولدت منه الياء. 
[م ور] مارَ الشَّيءُ يَمُورُ مَوْرًا ترَدَّدَ في عُرْضٍ والمَوْرُ الطَّرِيقُ المَوْطُوءُ المُسْتَوِي والمَوْزُ المَوْجُ ومارَت النّاقَةُ في سَيْرِها مَوْرًا ماجَت وتَرَدَّدَت وناقَةٌ مَوّارَةٌ سَهْلَةُ السَّيْرِ سَرِيعَةٌ قالَ عَنْتَرَةُ

(خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرَى مَوّارَة ... تَطِسُ الإِكامَ بذاتِ خُفٍّ مِيثَم)

وكذلِكَ الفَرَسُ ومارَ الشَّيءُ مَوْرًا اضْطربَ وتَحرَّكَ هذه عن ابن الأعرابِيِّ وسهم مَائِرٌ خفيفٌ نافذٌ دَاخِلٌ للأَجْسامِ قالَ أبو عارِمٍ الكِلابِيُّ

(لَقَدْ عَلِمَ الذِّئْبُ الَّذِي كان عادِيًا ... عَلَى الناسِ أَنِّي مائِرُ السَّهْمِ نازِعُ)

ومَشْيٌ مَوْرٌ لَيِّنٌ والمُورُ الغُبارُ المُتَرَدِّدُ وقِيلَ التُّرابُ تُثِيرُه الرِّيحُ ورِيحٌ مَوّارَةٌ ورِياحٌ مُورٌ نادِرٌ والعَرَبُ تَقولُ ما أَدْرِي أَغَارَ أَم مارَ حكاهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ وفَسَّرَه فقالَ غارَ أَتّى الغَوْرَ ومارَ أَتَى نَجْدًا وقَطاةٌ مارِيَّةٌ مَلْساءُ وامْرَأَةٌ مارِيَّةٌ بَيْضَاءُ بَرّاقَةٌ كأَنَّ اليدَ تَمُورُ عَلَيْها أَي تَذْهَبُ وتَجِئُ وقد تكونُ المارِيَّة فاعُولَةٌ من المَرْي وقد تَقَدَّمَ ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمارَ نَتَفْتُه فانْتَتَفَ والمُورَةُ والمُوارَةُ ما نَسَلَ من عَقِيقَــةِ الجَحْشِ وصُوفِ الشّاةِ حَيَّةً كانَتْ أو مَيْتَةً قالَ

(أَوَيْتُ لعَشْوَةٍ في رَأْسِ نِيقٍ ... ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالاَ)

قالَ وكَذلِكَ الشَّيْءُ يَسْقُطُ من الشيْءِ والشَّيْءُ يَفْنَى فيَبْقَى منه الشَّيْءُ ومارَ الدَّمُ والدَّمْعُ سالَ ومارَ سَرْجِسُ مَوْضِعٌ وقد تَقَدَّمَ 

مور

1 مَارَ, aor. ـُ inf. n. مَوْرٌ, It moved from side to side, (S, M, A, Msb, K,) like the knee-pan on the knee; (A;) or to and fro, like as the tall palm-tree moves; (S;) as also ↓ تموّر: (S:) it came and went; (T;) as also ↓ تموّر. (K.) You say of a camel, تَمُورُ عَضُدَاهُ The upper bones of his two arms move from side to side. (S, TA.) and مَارَ السِّنَانُ فِى المَطْعُونِ [The spear-head moved from side to side in the person pierced]. (A.) And الطَّعْنَةُ تَمُورُ The thrust inclines to the right and left. (TA.) And النُّجُومُ تَمُورُ The stars come and go. (TA.) And مَارَ الغُبَارُ, inf. n. مَوْرٌ, The dust moved to and fro: or became raised by the wind. (M, K.) b2: It moved round about, (T, TA,) and to and fro: (TA:) it was in a state of commotion; in a state of tumult: (S, * M, Msb, K:) said of the sea, (Msb,) &c.: (M:) it was in a state of quick motion or commotion. (Msb.) It is said in a trad., that when the soul, or spirit, was blown into Adam, مَارَ فِى رَأْسِهِ فَعَطَسَ It circulated, and moved to and fro, in his head, and he sneezed. (TA.) And in the Kur, [lii. 9,] يَوْمَ تَمُورُ السَّمَآءُ مَوْرًا On the day when the heaven shall actually be in a state of commotion, or tumult: so accord. to Ed-Dahhák: or shall move from side to side: so accord. to AO and Akh: (S:) or shall come and go; or move to and fro; or reel. (T.) And in a trad. of Ibn-Ez-Zubeyr, بِكَتَائِبَ تَمُورُ كَرِجْلِ الجَرَادِ With troops moving to and fro, in a state of commotion, like the leg of the locust, by reason of their multitude. (TA.) You say also, مَارَتِ النَّاقَةُ فِى سَيْرِهَا The she-camel was in a state of commotion, and reeled, in her pace, or going: and in like manner you say of a mare. (TA.) b3: مَا أَدْرِى أَغَارَ أَمْ مَارَ, a saying of the Arabs, related by IAar, (TA,) I know not whether he have come to low country, or turned and returned to high country (نَجْد): (S, TA:) or have come to the low country, or come to the high country. (IAar, K, * TA.) b4: مَارَ الدَّمُ (S, &c.) The blood ran, or flowed, upon the surface of the ground; (T, S, M, Msb, K;) and in like manner you say of tears, meaning they flowed: (M:) or the blood poured upon the surface of the ground, and went hither and thither, (TA,) sideways. (A.) b5: See also 4.4 امار السِّنَانَ فِى المَطْعَونِ [He made the spearhead to move from side to side in the person pierced]. (A.) امارت الرِّيحُ الغُبَارَ The wind made the dust to go to and fro: or raised the dust. (M, K.) b2: امار الدَّمَ He made the blood to run or flow; (T, S, * IKtt, Msb;) as also ↓ مَارَهُ, (IKtt, Msb,) inf. n. مَيْرٌ. (IKtt. [as in the TA; but this seems to be a mistake for مَوْرٌ.]) 5 تَمَوَّرَ see 1, in two places.

مَوْرٌ A road: (T, S:) or a trodden and even road: (M, K:) an inf. n. used as a subst.: because people come and go upon it. (TA.) مُورٌ Dust moving to and fro (M, K) in the air: (TA:) or raised by the wind: (M, K:) or carried to and fro by the wind. (T, S.) b2: See also مَوَّارٌ.

مَوَّارٌ, (TA,) or مَوَّارُ المِلَاطِ, (S, TA,) A camel that moves the upper bones of his two arms from side to side; (S, TA;) and مَوَّارُ الضَّبْعَيْنِ [signifies the same]. (A.) b2: مَوَّارَةٌ, (M, K,) or مَوَّارَةُ اليَدِ, (S, Msb,) A she-camel quick in her pace: (S, Msb:) or easy in her pace, and quick. (M, K.) b3: رِيحٌ مَوَّارَةٌ Wind that blows the dust to and fro: or that raises the dust: pl. رِيَاحٌ مُورٌ, which is extr. [with respect to rule]. (M.) مَائِرَاتٌ Bloods [flowing, and running hither and thither]. So in the following verse (of Rusheyd Ibn-Rumeyd El-'Anazee, TA; not of El-Aashà [as it is said to be in the S in art. عوض;] Sgh, in TA, art. عوض:) حَلَفْتُ بِمَائِرَاتٍ حَوْلَ عَوْضٍ

وَأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ [or السُّعَيْرِ, i. e., I swore, or I swear, by bloods flowing and running hither and thither, around 'Owd, and stones set up to be worshipped, left by Es-Sa'eer or Es-So'eyr]. 'Owd and Es-Sa'eer [or Es-So'eyr] were two idols. (S, TA.) [See also another verse, cited in art. عز.]

مور: مار الشيءُ يَمورُ مَوْراً: تَرَهْيَأَ أَي تحرّك وجاء وذهب كما

تتكفأُ النخلة العَيْدانَةُ، وفي المحكم: تَردّدَ في عَرْض؛ والتَّمَوُّرُ

مثله.

والمَوْرُ: الطريق؛ ومنه قول طرفة:

تُبارِي عِتاقاً ناجِياتٍ، وأَتْبَعَتْ

وَظِيفاً وظِيفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ

تُبارِي: تُعارِض. والعِتاقُ: النُّوقُ الكِرامُ. والناجِياتُ:

السريعاتُ. والوظيفُ: عظم الساق. والمُعَبَّدُ: المُذَلَّلُ. وفي المحكم:

المَوْرُ الطريق المَوطوء المستوي. والمور: المَوْجُ. والمَوْرُ: السرْعة؛

وأَنشد:

ومَشْيُهُنَّ بالحَبِيبِ مَوْر

ومارَتِ الناقةُ في سيرها مَوْراً: ماجَتْ وتَردّدتْ؛ وناقة مَوَّارَةُ

اليد، وفي المحكم: مَوَّارَةٌ سَهْلَةُ السيْرِ سَرِيعة؛ قال عنترة:

خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارَةٌ،

تَطِسُ الإِكامَ بِذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ

(* في معلقة عنترة: زيّافةٌ، ووخدُ خفٍّ، في مكان موّارة وذات خفّ.)

وكذلك الفرس. التهذيب: المُورُ جمع ناقة مائِرٍ ومائِرَةٍ إِذا كانت

نَشِيطة في سيرها قَتْلاءَ في عَضُدها. والبعير يَمُورُ عضداه إِذا تَردّدا

في عَرْضِ جنبه؛ قال الشاعر:

على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصانِ

ومارَ: جَرى. ومارَ يَمورُ مَوْراً إِذا جعل يَذْهَبُ ويجيء ويَتَردّد.

قال أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: يوم تَمُورُ السماءُ مَوْراً وتسير

الجبال سيراً؛ قال في الصحاح: تَمُوجُ مَوْجاً، وقال أَبو عبيدة: تَكَفَّأُ،

والأَخفش مثله؛ وأَنشد الأَعشى:

كأَنّ مِشْيَتَها منْ بَيْتِ جارَتِها

مَوْرُ السَّحابةِ، لا رَيْثٌ ولا عَجَلُ

(* في قصيدة الأعشى: مَرُّ السحابة.)

الأَصمعي: سايَرْتُه مسايَرةً ومايَرْتُه مُمايَرةً، وهو أَن تفْعل مثل

ما يَفْعل؛ وأَنشد:

يُمايِرُها في جَرْيِه وتُمايِرُهْ

أَي تُبارِيه. والمُماراةُ: المُعارَضةُ. ومار الشيءُ مَوْراً: اضْطَرَب

وتحرّك؛ حكاه ابن سيده عن ابن الأَعرابي. وقولهم: لا أَدْري أَغارَ أَمْ

مارَ أَي أَتى غَوْراً أَم دارَ فرجع إِلى نَجْد. وسَهْم مائِرٌ:

خَفِيفٌ نافِذٌ داخِلٌ في الأَجسام؛ قال أَبو عامر الكلابي:

لَقَدْ عَلِم الذِّئْبُ، الذي كان عادِياً

على الناسِ، أَنِّي مائِرُ السَّهْم نازِعُ

ومَشْيٌ مَوْرٌ: لَيِّنٌ. والمَوْرُ: ترابٌ. والمَور: أَنْ تَمُورَ به

الرِّيحُ.

والمُورُ، بالضم: الغُبارُ بالريح. والمُورُ: الغُبارُ المُتَرَدِّدُ،

وقيل: التراب تُثيرُه الريحُ، وقد مارَ مَوْراً وأَمارَتْه الريحُ، وريحٌ

موَّارة، وأَرياحٌ مُورٌ؛ والعرب تقول: ما أَدْري أَغارَ أَمْ مارَ؛ حكاه

ابن الأَعرابي وفسره فقال: غار أَتى الغَوْرَ، ومارَ أَتى نَجْداً.

وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْساءُ. وامرأَةٌ مارِيَّةٌ: بيضاءُ بَرَّاقَةٌ كأَنّ

اليَدَ تَمُورُ عليها أَي تَذهَبُ وتَجِيءُ، وقد تكون المارِيَّةُ فاعُولة

من المَرْيِ، وهو مذكور في موضعه.

والمَوْرُ: الدَّوَرانُ. والمَوْرُ: مصدر مُرْتُ الصُّوفَ مَورْاً إِذا

نَتَفْتَهُ وهي المُوَارَةُ والمُراطَةُ: ومُرْتُ الوَبَرَ فانْمار:

نَتَفْتُهُ فانْتَتَفَ.

والمُوارَةُ: نَسِيلُ الحِمارِ، وقد تَمَوَّرَ عنه نَسِيلُه أَي سقط.

وانمارَتْ عقِيقــةُ الحِمار إِذا سقطت عنه أَيامَ الربيعِ. والمُورَة

والمُوارَةُ: ما نَسَلَ من عَقِيقَــةِ الجحش وصُوفِ الشاةِ، حيَّةً كانت أَو

مَيِّتَةً؛ قال:

أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ في رأْسِ نِيقٍ،

ومُورَةِ نَعْجَةٍ ماتَتْ هُزالا

قال: وكذلك الشيء يسقط من الشيء والشيءُ يفنى فيبقى منه الشيء. قال

الأَصمعي: وقع عن الحمار مُوارَتُه وهو ما وقع من نُسالهِ.

ومارَ الدمْعُ والدمُ: سال. وفي الحديث عن ابن هُرْمُز عن أَبي هريرة عن

رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: مَثَلُ المُنْفِقِ والبخيلِ

كمثلِ رجلين عليهما جبتان من لدن تراقيهما إِلى أَيديهما، فأَما المُنْفِقُ

فإِذا أَنْفَقَ مارَتْ عليه وسَبَغَتْ حتى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ وتَعْفُوَ

أَثَرَه، وأَما البخيل فإِذا أَراد أَن يُنْفِق أَخذَتْ كلُّ حَلْقَةٍ

مَوْضِعَها ولَزِمَتْه فهو يريد أَن يُوسِّعَها ولا تَتَّسِع؛ قال أَبو

منصور: قوله مارت أَي سالت وتردّدت عليه وذهبت وجاءت يعني نفقته؛ وابن

هُرْمُز هو عبد الرحمن بن هرمز الأَعرج. وفي حديث ابن الزبير: يُطْلَقُ

عِقالُ الحَرْبِ بكتائِبَ تَمُورُ كرِجْلِ الجراد أَي تتردّد وتضطرب لكثرتها.

وفي حديث عِكْرِمة: لما نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَ في رأْسِهِ فَعَطَسَ

أَي دار وتَردّد. وفي حديث قُسٍّ: ونجوم تَمُورُ أَي تَذهَبُ وتجيء، وفي

حديثه أَيضاً: فتركت المَوْرَ وأَخذت في الجبل؛ المَوْرُ، بالفتح:

الطريق، سمي بالمصدر لأَنه يُجاء فيه ويُذهب، والطعنة تَمُورُ إِذا مالت

يميناً وشمالاً، والدِّماءُ تَمورُ على وجه الأَرض إِذا انْصَبَّتْ

فتردّدت. وفي حديث عديِّ بن حاتم: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال له:

أَمِرِ الدمَ بما شئت، قال شمر: من وراه أَمِرْهُ فمعناه سَيِّلْه

وأَجْرِه؛ يقال: مارَ الدمُ يَمُورُ مَوْراً إِذا جَرى وسال، وأَمَرْتُه أَنا؛

وأَنشد:

سَوْفَ تُدْنِيكَ مِنْ لَمِيسَ سَبَنْدا

ةٌ أَمارَتْ، بالبَوْلِ، ماءَ الكِراضِ

ورواه أَبو عبيد: امْرِ الدمَ بما شئت أَي سيِّله واسْتَخْرِجْه، من

مَرَيْت الناقةَ إِذا مَسَحْتَ ضَرْعها لتَدُرَّ. الجوهري: مار الدمُ على

وجه الأَرض يَمُورُ مَوْراً وأَمارَه غيرُه؛ قال جرير بن الخَطَفى:

نَدَسْنا أَبامَنْدُوسَةَ القَيْنَ بالقَنَا،

ومارَ دمٌ منْ جارِ بَيْبَةَ ناقِعُ

أَبو مَنْدُوسَة: هو مُرَّة بن سُفيان بن مُجاشع، ومجاشع قبيلة الفرزدق،

وكان أَبو مندوسة قتله بنو يَرْبوع يوم الكُلابِ الأَوّل. وجارُ

بَيْبَةَ: هو الصِّمَّة بن الحرث الجُشَمي قتله ثعلبة اليربوعي، وكان في جِوار

الحرث ابن بيبة بن قُرْط بن سفيان بن مجاشع. ومعنى نَدَسْناه: طعنَّاه.

والناقِعُ: المُرْوي. وفي حديث سعيد بن المسبب: سئل عن بعير نحروه بعُود

فقال: إِن كان مارَ مَوْراً فكلوه، وإِنْ ثَرَّدَ فلا. والمائِراتُ:

الدماءُ في قول رُشَيْدِ بنِ رُمَيْض، بالضاد والصاد معجمة وغير معجمة،

العنزي:حَلَفْتُ بِمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ،

وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لَدَى السَّعِيرِ

وعَوْضٌ والسَّعِيرُ: صنمان. ومارَسَرْجِسَ: موضع وهو مذكور أَيضاً في

موضعه. الجوهري: مارَسَرْجِسَ من أَسماء العجم وهما اسمان جعلا واحداً؛

قال الأَخطل:

لما رأَوْنا والصَّلِيبَ طالِعاً،

ومارَسَرْجِيسَ ومَوْتاً ناقِعا،

خَلَّوْا لَنا زَاذانَ والمَزارِعا،

وحِنْطَةً طَيْساً وكَرْماً يانِعا،

كأَنما كانوا غُراباً واقِعا

إِلا أَنه أَشبع الكسرة لإِقامة الوزن فتولدت منها الياء. ومَوْرٌ:

موضع. وفي حديث ليلى: انْتَهَيْنَا إِلى الشُّعَيْثَة فَوَجَدْنا سفينةً قد

جاءت من مَوْرٍ؛ قيل: هو اسم موضع سمي به لِمَوْرِ الماء فيه أَي

جَرَيانهِ.

مور
{مارَ الشيءُ} يَمورُ {مَوْراً: تَرَدَّد فِي عَرْضٍ،} كَتمَوَّرَ، كَذَا فِي المُحكم، وَزَاد الزّمخشريّ: كالدَّاغِصَة فِي الرُّكْبَة.
والعَرَب تَقول: مَا أَدري أَغارَ أَمْ مارَ حَكَاهُ ابْن الأعرابيّ وفَسَّره فَقَالَ: غارَ: أَتى الغَوْرَ، {ومارَ: أَتى نَجْداً. وَقيل فِي تَفْسِيره: أَي أَتى غَوراً أمْ دارَ فرجَع إِلَى نَجْد. وعَلى هَذَا فَيكون المَوْرُ هُوَ الدَّوْر. ومارَ الدَّمُ والدَّمْعُ: سالَ وجَرى، وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَة رَفَعَه: فأَمّا المُنْفِقُ فَإِذا أَنْفَقَ} مارَتْ عَلَيْهِ وسَبَغَت حَتَّى تَبلُغَ قَدَمَيْهِ. قَالَ الأَزْهَرِيّ: مارَتْ، أَي سالَتْ وترَدَّدَتْ عَلَيْهِ وذهَبَتْ وَجَاءَت، يَعْنِي نَفَقَته. وَقَالَ الزّمخشريّ: والدَّم {يَمُور على وَجه الأَرض، إِذا انصَبَّ فتَرَدَّدَ عَرْضاً.} وأَمارَهُ: أَسالَهُ، قَالَ:
(سوفَ تُدْنِيكَ من لَميسَ سَبَندا ... ةٌ {أَمارَتْ بالبَوْلِ ماءَ الكِراضِ)
وَفِي تَهْذِيب ابْن القطّاع: مارَ الشَّيءَ والدَّمَ مَيْراً، وأَمارَهُ: أَسالَه، فمارَ هُوَ مَوْراً، فَفِيهِ أَنَّ مارَ يتَعَدَّى بِنَفسِهِ وبالهَمز. وَالَّذِي فِي الصِّحَاح والتَّهذيب والمُحْكَم الاقْتصارُ على تعَدِّيه بالهَمْز، وَفِي حَدِيث عَدِيِّ بنِ حاتمٍ أَنَّ النبيَّ صلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَم قَالَ لَهُ:} أَمِرِ الدَّمَ بِمَا شِئت قَالَ شَمِرٌ: مَعْنَاهُ سَيِّلْهُ وأَجْرِه. من مارَ الدَّمُ، إِذا جرى،! وأَمَرْتُه أَنا. وَرَوَاهُ أَبُو عبيد: امْرِ الدمَ، أَي سَيِّله واستخرِجْهُ، من مَرَيْتُ الناقةَ، إِذا مسَحْتَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ. قلتُ: والعامَّة تَقول: مَيِّرْه، وَهُوَ غلَط. {والمَوْرُ: المَوْجُ، والاضطرابُ والجَرَيانُ على وَجه الأَرْض والتَّحَرُّكُ. يقالُ: مارَ الشّيءُ} مَوْراً، إِذا تَرَهْيَأً، أَي تحَرَّكَ وجاءَ وذهَب، كَمَا تتَكَفَّأُ النَّخلةُ العَيْدانة. . {ومارَتِ الناقةُ فِي سَيرهَا} مَوْراً: ماجَتْ وتَرَدَّدَت، وَكَذَلِكَ الفَرَسُ والبعيرُ {تَمورُ عضُداه إِذا تَردَّدا فِي عُرْضِ جَنْبِه.} ومارَ {يمورُ} مَوْراً، إِذا جعل يذهبُ ويجيءُ ويتَرَدَّد، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: يومَ {تَمُورُ السَّماءُ} مَوْراً قَالَ الجَوْهَرِيّ: تَموجُ مَوْجاً. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: تَكَفَّأُ.
والأَخفشُ مثلُه، وأَنشدَ للأَعشى:
(كأَنَّ مِشْيَتَها مِنْ بيتِ جارَتِها ... {مَوْرُ السَّحابَةِ لَا رَيْثٌ وَلَا عَجَلُ)
} ومارَ الشيءُ {مَوْراً: اضطَرَبَ وتَحرَّكَ، حَكَاهُ ابنُ سِيدَه عَن ابْن الأَعرابيِّ، والدِّماءُ} تَمورُ، أَي تجْرِي على وَجْهِ الأَرض. وَفِي حَدِيث ابْن الزُّبير: يُطْلَقُ عِقالُ الحَربِ بكتائبَ {تَمْوُر كرِجلِ الجَراد أَي تترَدَّد وتَضطَرب لكثرَتِها.)
وَفِي حَدِيث عِكرِمة: لما نُفِخَ فِي آدمَ الرّوح مارَ فِي رَأْسِه فَعَطَس. أَي دارَ وترَدَّد. وَفِي حَدِيث قُسٍّ: ونُجوم تَمْوُر، أَي تجيءُ وَتذهب. والطَّعْنة تَمْوُر، إِذا مالتْ يَميناً ويساراً. فِي حَدِيث قُسٍّ: فَتَرَكت المَوْرَ وأخذتُ فِي الْجَبَل المَوْر: الطريقُ المَوْطوء المُستَوي، كَذَا فِي المُحكم، وسُمِّي بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ يُجاءُ فِيهِ ويُذهَب، وَمِنْه قَوْلُ طَرَفَة:
(تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وأَتْبَعتْ ... وَظِيفاً وَظِيفاً فَوْقَ} مَوْرٍ مُعَبَّدِ)
المُعَبَّد: المُذَلَّل. المَوْر: الشيءُ اللَّيِّن، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه: والمَشْيُ اللَّيِّن قَالَ: ومَشْيُهُنَّ بالحبيبِ {مَوْرُ المَوْر: نَتْفُ الصُّوف، وَقد} مارَه {فانْمار. وَادي مَوْرٍ: ساحلٌ لقُرى الْيمن شَمالِيَّ زَبيد، قيل: سُمِّي} لمَوْرِ الماءِ فِيهِ، أَي جَرَيَانِه. وَفِي حَدِيث لَيْلَى: انْتَهَيْنا إِلَى الشُّعَيْثَةِ فَوَجَدنا سفينة قد جَاءَت من مَوْرٍ قيل: هُوَ هَذَا الْموضع الَّذِي من الْيمن. قلت: وَهُوَ أحدُ أَوْدِية الْيمن الْمَشْهُورَة، وَهُوَ بِالْقربِ من وَادي صَبْيَا. وَنقل ياقوت عَن عُمارة اليمنيّ قَالَ: مَوْرٌ وَذُو المَهْجَم والكَدْراء والوَدْيان، هَذِه الْأَعْمَال الْأَرْبَعَة جُلّ الْأَعْمَال الشماليّة عَن زَبيد. وَإِلَيْهِ يصبُّ أكثرُ أَوْدِيةِ الْيمن، وَهُوَ من زاب تهَامَة الْأَعْظَم، وَقَالَ شاعرٌ يمنيٌّ:
(فُعجْت عِناني للحُصَيْب وأَهْلِه ... {ومَوْرٍ ويَمَّمْت المُصَلَّى وسُرْدُر)
المَوْر، بِالضَّمِّ: الغُبار المُتَرَدِّد فِي الْهَوَاء، قيل: هُوَ التُّراب تُثيره الرّيح، وَقد مارَ مَوْرَاً.} وأمارتْهُ الرِّيحُ، وريحٌ {مَوَّارَة، وأَرْيَاحٌ} مُورٌ. وناقةٌ {مَوَّارة الْيَد، وَفِي المُحكم:} مَوّارةٌ سهلةُ السَّيْر سريعةٌ، قَالَ عَنْتَرة:
(خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرى مَوَّارةٌ ... تَطِسُ الإكامَ بذاتِ خُفٍّ مِيثَمِ)
وَكَذَلِكَ الفرسُ. وسهمٌ {مائرٌ: خفيفٌ نافذٌ داخلٌ فِي الْأَجْسَام. قَالَ أَبُو عَامر الكلابيُّ:
(لَقَدْ عَلِمَ الذئبُ الَّذِي كَانَ عادياً ... على الناسِ أنِّي مائرُ السَّهْمِ نازِعُ)
وامرأةٌ} مارِيَّةٌ: بَيْضَاء بَرَّاقةٌ كأنَّ الْيَد تَمْوُر عَلَيْها، أَي تذهبُ وتجيءُ وَقد تكون المارِيَّةُ فاعُولَةً من المَرْيِ، وَهُوَ مذكورٌ فِي مَوْضِعه. {ومُرْتُ الوَبَرَ} فانْمارَ، أَي نَتَفْتُه فانْتَتَف. {والمُورةُ} والمُوارةَ، بضمِّهما: مَا نَسَلَ من عَقيقــةِ الجحش وصُوف الشَّاة، حيَّةً كَانَت أَو ميِّتةً، وَهِي المُرَاطة أَيْضا، قَالَ:
(أَوَيْتُ لِعَشْوَةٍ فِي رأسِ نِيقٍ ... {ومُورةِ نَعْجَةٍ ماتتْ هُزالا)
} وَمَارَ سَرْجِس بِفَتْح الراءِ والسينَيْن المُهملَتَيْن: ع بالعَجَم، وهما اسمانِ جُعلا وَاحِدًا، وَسَيَأْتِي أَيْضا فِي السِّين. وَيُقَال {مَارَ سَرْجِيس. قَالَ الأخطل:
(لمَّا رَأَوْنا والصَّليبَ طالِعا ... } وَمَارَ سَرْجِيسَ وَمَوْتاً ناقِعا)

(خَلَّوْا لنازاذانَ والمزارِعا ... وحِنْطَةً طَيْسَاً وكَرْماً يانِعا)
هَكَذَا أنْشدهُ الجَوْهَرِيّ. {والتَّمَوُّر: المَجيءُ والذَّهاب والتَّردُّد،} كالمَوْر، قَالَه ابنُ سِيدَه. {التَّمَوُّر: أَن يَذْهَب الشَّعرُ يَمْنَةً ويَسْرَةً فَلَا يَبْقَى، أَو هُوَ أَن يَسْقُط الوبرُ ونحوُه عَن الدابَّة،} كالانْمِيار. يُقَال: {تَمَوَّرَ عَن الحِمارِ نَسِيلُه، أَي سقط.
وانْمارَتْ عَقِيقــةُ الْحمار، إِذا سقطتْ عَنهُ أيَّامَ الرّبيع.} وامْتارَ السَّيفَ: اسْتَلَّه، لم أجد {الامْتِيار بِمَعْنى الاستِلال فِي كتبِ الغَريب وأُمَّهات اللُّغَة، ولعلَّه أُخِذ من امْتَأَر فلانٌ على فلَان، إِذا احْتَقَد، أَو من غير ذَلِك، فتأَمَّل.} ومُورَانُ، بِالضَّمِّ، هَكَذَا فِي النّسخ على وزن عُثْمَان، وصوابُه! مُورِيَانُ بضمِّ الْمِيم ثمَّ السّكُون وكسرِ الرَّاء: ة بنواحي خُوزِسْتان، مِنْهَا أَبُو أيُّوب سُلَيْمَان ابنُ أبي أيُّوب {المُورِيانِيُّ وَزِير الْمَنْصُور، هَكَذَا فِي سَائِر النّسخ، وصوابُه: سُلَيْمَان بن أبي سُلَيْمَان بن أبي مُجالِد، وَقَتله الْمَنْصُور. كَذَا فِي مُعْجم ياقوت. وخُورِيانُ مُورِيان جزيرةٌ ببحرِ الْيمن مِمَّا يَلِي الْهِنْد. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: مارَ مَوْرَاً ومَيْرَاً: سارَ، عَن ابْن القَطّاع.} والمَوْر، بِالْفَتْح: السرعة، وبالضم: جَمْعُ ناقةٍ مائر ومائرة إِذا كَانَت نشيطةً فِي سَيْرِها فتْلاءَ فِي عَضُدِها. {والمَوَّار، كشَدَّاد: البعيرُ تَمُور عَضُداه فِي عُرْضِ جَنْبِه، قَالَ الشَّاعِر: على ظَهْرِ مَوَّارِ المِلاطِ حِصَانِ وريحٌ} مَوَّارة، وأرياحٌ {مُور. وقَطاةٌ مارِيَّةٌ: مَلْسَاء.} ومارِيَّةُ القِبْطِيَّة الَّتِي أهداها المُقَوْقِسُ إِلَى النَّبِي صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فاسْتَوْلَدَها، إنْ كَانَت بِالتَّشْدِيدِ فَهَذَا مَوضِع ذِكرِها، أَو بِالتَّخْفِيفِ فَفِي مرى. {والمَوْر: الدَّوَران.} والمُوارة كثُمامة: الشيءُ يسقطُ من الشَّيْء والشيءُ يَفْنَى فَيَبْقى مِنْهُ الشَّيْء. {والمائِرات: الدِّماء، قَالَ رُشَيْد بن رُمَيْض العَنَزيّ:
(حَلَفْتُ} بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصَابٍ تُرِكْنَ لَدَى السُّعَيْرِ)
عَوْض والسُّعَيْر: صَنَمَان. {ومَوْرَة بِالْفَتْح: حِصْن بالأندلس من أَعمال طُلَيْطلة. يُنسَب إِلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم إسماعيلُ بن يُونُس} - المورِيّ، حدَّث عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن قَاسم الثَّغْريّ، وَعنهُ أَبُو عَمْرُوٍ الهُرْمُزِيّ.{والمائِرُ: الرجلُ اللَّيِّنُ الخَفيفُ العَقْل.} والمَوْرية: مدينةٌ بِالْيمن يُقَال لَهَا مُلْحة، لعَكّ، نَقَلَه ياقوت عَن ابْن الحائك.

نصف

(نصف) : الناصفة: مثلُ نِصْفِ الوادِي يَكُونُ بها الثُّمام والعَرْفَجُ والسَّخْبَرُ، والرِّمْثُ.
(نصف) الشَّيْء انتصف يُقَال نصف الْبُسْر رطب نصفه وَنصف رَأسه صَار الْبيَاض والسواد نِصْفَيْنِ وَنصف فلَان صَار كهلا وَالشَّيْء جعله نِصْفَيْنِ وَالْجَارِيَة خمرها بالنصيف
(نصف) - في الحديث: "حتى إذَا كانَ بالمَنْصَفِ"
: أي المَوضِع الوَسَط بين الموضعَين.
وقد نَصَفَ ينصُفُ: بلَغ النِّصْف، وهو أحد جُزْأَى الكَمالِ.
(نصف)
الشَّيْء نصفا ونصوفا انتصف يُقَال نصف النَّهَار وَنصف اللَّيْل وَيُقَال نصف الْبُسْر وَالثَّمَر رطب نصفه وَالشَّيْء نصفا ونصافة بلغ نصفه يُقَال نصف الْإِزَار سَاقه وَنصف الشيب رَأسه وَنصف الْكتاب وقسمه نِصْفَيْنِ يُقَال نصف الدَّرَاهِم بَينهمَا وَيُقَال نصف الْقَوْم أَخذ مِنْهُم نصف أَمْوَالهم وَفُلَانًا نصفا ونصافا ونصافة خدمه
(ن ص ف) : (النِّصْفُ) أَحَدُ جُزْأَيْ الْكَمَالِ وَمِنْهُ (الْإِنْصَافُ) لِأَنَّهُ تَسْوِيَةٌ وَمِنْهُ يَنْبَغِي لِلْقَاضِي (أَنْ يُنْصِفَ) لِلْخَصْمَيْنِ فِي مَجْلِسِهِمَا أَيْ يُسَوِّيَ بَيْنَهُمَا عِنْدَهُ (وَمَنْصَفُ) الطَّرِيقِ نِصْفُهُ بِفَتْحِ الصَّادِ وَكَسْرِهَا وَالْمِيمُ مَفْتُوحَةٌ لَا غَيْرُ (وَمِنْهُ) قَصْرُ ابْنِ هُبَيْرَةَ مَنْصَفٌ بَيْنَ بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ (وَالْمُنَصَّفُ) مِنْ الْعَصِيرِ مَا طُبِخَ عَلَى النِّصْفِ فَإِنَّهُ نِصْفُ الْعِلْمِ فِي (ف ر) .
ن ص ف

أخذ نصف المال ونصيفه وهو أحد جزئي الكمال. وألقت الجارية نصيفها وهو كنصف الخمار. قال النابغة:

سقط النّصيف ولم ترد إسقاطه ... تناولته واتقتنا باليد

ونصف الجارية، وتنصّفت: تخمرت، ومنه: تنصّفه الشيب: صار نصيفاً له. وإناء نصفان، وقربة وقصعة نصفي. وشرب المنصّف وهو ما ذهب الطبخ بنصفه. وامرأة نصف، ونساء أنصاف. ونصف النهار وانتصف، وجئت منتصف النهار ومنتصف الشهر، ونصف الإزار ساقه. ونصفت عمري، ونصفت القرآن. وانصف هذه الدراهم بينهما: اقسمها بينهما نصفين. وبلغ منصف الطريق. وأنصف خصمه، وانتصف منه، وأعطاه النّصفة والنّصف. قال الفرزدق:

ولكنّ نصفاً لو سببت وسبّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم

وناصفه المال: أعطاه نصفه، ونصفه ينصفه نصافةً. وتنصّفه. خدمه، وتنصّفه: استخدمه. قال:

بينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن منهم سوقة نتنصّف

رويَ بفتح النون وضمّها. وله ناصف ومنصف ومناصف: خدم.
نصف
نِصْفُ الشيءِ: شطْرُه. قال تعالى: وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ
[النساء/ 12] ، وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ
[النساء/ 11] ، فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ
[النساء/ 176] ، وإِنَاءٌ نَصْفَانُ: بلغ ما فيه نِصْفَهُ، ونَصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ: بلغ نصْفَهُ، ونَصَفَ الإزارُ ساقَهُ، والنَّصِيفُ: مِكْيالٌ، كأنه نِصْفُ المكيالِ الأكبرِ، ومِقْنَعَةُ النِّساء كأنها نِصْفٌ من المِقْنَعَةِ الكبيرةِ، قال الشاعر: سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ فَتَنَاوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنَا بِالْيَدِ
وبلغْنا مَنْصَفَ الطريقِ. والنَّصَفُ: المرأةُ التي بيْنَ الصغيرةِ والكبيرةِ، والمُنَصَّفُ من الشراب:
ما طُبِخَ فذهب منه نِصْفُهُ، والإِنْصَافُ في المُعامَلة: العدالةُ، وذلك أن لا يأخُذَ من صاحبه من المنافع إِلَّا مثْلَ ما يعطيه، ولا يُنِيلُهُ من المَضارِّ إلَّا مثْلَ ما يَنالُهُ منه، واستُعْمِل النَّصَفَةُ في الخدمة، فقيل للخادم: نَاصِفٌ، وجمعه:
نُصُفٌ، وهو أن يعطي صاحبَه ما عليه بإِزاء ما يأخذ من النَّفع. والانْتِصَافُ والاسْتِنْصَافُ:
طَلَبُ النَّصَفَةِ.
ن ص ف: (النِّصْفُ) أَحَدُ شِقَّيِ الشَّيْءِ وَضَمُّ النُّونِ لُغَةٌ فِيهِ. وَقَرَأَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: (فَلَهَا النُّصْفُ) وَ (النَّصَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْمَرْأَةُ الَّتِي بَيْنَ الْحَدَثَةِ وَالْمُسِنَّةِ وَرَجُلٌ نَصَفٌ أَيْضًا. وَ (النَّصِيفُ) النِّصْفُ. وَالنَّصِيفُ أَيْضًا مِكْيَالٌ. وَفِي الْحَدِيثِ: «مَا بَلَغْتُمْ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ» ، وَنَصَفَ الشَّيْءَ بَلَغَ نِصْفَهُ، تَقُولُ: نَصَفَ الْقُرْآنَ أَيْ بَلَغَ نِصْفَهُ. وَنَصَفَ عُمْرَهُ. وَنَصَفَ الشَّيْبُ رَأْسَهُ. وَنَصَفَ الْإِزَارُ سَاقَهُ. وَنَصَفَ النَّهَارُ وَانْتَصَفَ بِمَعْنًى، وَبَابُ الْكُلِّ نَصَرَ. وَ (الْمَنْصَفُ) بِوَزْنِ الْمَعْلَمِ نِصْفُ الطَّرِيقِ. وَ (أَنْصَفَ) النَّهَارُ انْتَصَفَ. وَأَنْصَفَ الرَّجُلُ عَدَلَ، يُقَالُ: أَنْصَفَهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ (انْتَصَفَ) هُوَ مِنْهُ. وَ (تَنَاصَفَ) الْقَوْمُ: أَنْصَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ نَفْسِهِ. وَ (تَنْصِيفُ) الشَّيْءِ جَعْلُهُ نِصْفَيْنِ. وَ (نَاصَفَهُ) الْمَالَ قَاسَمَهُ عَلَى النِّصْفِ. 

نصف

4 أَنَصَفَهُ He did justice to him: (MA:) he acted equitably with him: (Msb:) he gave him, or obtained for him, his right, or due, from (مِنْ) another: see أَعْذَرَ. b2: إِنْصاَفٌ The giving what is right, or due: (M:) or the granting, or rendering, justice. (KL, PS.) b3: أَنْصَفَهُ مِنْ ظَالِمِهِ [He exacted justice for him from his wronger]. (T voce ظَلَّمَ.) 8 اِنْتَصَفَ مِنْهُ He exacted, or obtained, his right, or due, from him (M, K) completely, so that each of them became on a par with the other; (K;) [i. e. with equity]. b2: اِنْتَصَفَ It became halved: (Msb:) [often said of the daytime (النَّهَارُ)].

طُبِخَ عَلَى النِّصْفِ

, and أُصْلِحَ على النصف, It (wine) was boiled until half of it had gone, or evaporated. (TA, voce طَابَة.) مَكَانٌ نَصَفٌ بَيْنَ مَكَانَيْنِ [A place half-way, midway, or equidistant, between two places]. (Mughnee in art. سَوَآءٌ.) b2: نَصَفٌ A middle-aged woman or man: (S, K:) or forty-five years old: or fifty years old. (K.) Dim. نُصيف.

نَصِيفٌ A woman's muffler: see خِمَارٌ.

نُصَيْفٌ

, dim. of نَصَفٌ: see خَلَيْقٌ voce خَلَقٌ.

مُنَصَّفٌ Expressed juice, (Mgh, Msb,) or wine, or beverage, (K,) cooked until half of it has gone [by evaporation]. (Mgh, Msb, K.) مَنَاصَفٌ Not wholly ripe: [half-ripe:] applied to the date. (TA, voce بُسْرٌ.) أَنْصاَفُ اللَّبِنِ [Half-bricks, or] cut bricks, whereof the one is placed, in building, beside the whole brick, for the purpose of ornamentation. (Msb in art. خرج.)

نصف


نَصَفَ
( n. ac. )
a. Was at, came to, reached the middle of.
b. Halved; took the half of; drank the half of.
c.(n. ac. نَصْف
نَصَاْفَة
نِصَاْفَة), Went shares with, divided, shared with; received
took half from.
d. [acc. & Bain], Divided equally between.
e. Was partly ripe (palm-tree).
f.
(n. ac.
نَصْف
نَصَاْف
نَصَاْفَة
نِصَاْف
نِصَاْفَة
نَصَفَاْن), Served.
نَصَّفَa. Halved.
b. Was half white & half black (hair).
c. Veiled (girl).
d. see I (e)
نَاْصَفَa. Shared with.

أَنْصَفَa. see I (b) (f).
c. Was just, equitable.
d. Acted, behaved justly to.
e. Travelled at noon.
f. Reached the meridian (day).
g. [acc. & Min], Procured justice for.... from.
تَنَصَّفَa. Served; was a servant.
b. Took into service; asked a service of.
c. Submitted to.
d. [Min], Obtained his rights from.
e. Was veiled; put on a veil.
f. see VIII (a)
تَنَاْصَفَa. Acted justly towards each other.

إِنْتَصَفَa. Was at, reached the middle.
b. Kept to the middle; acted rightly.
c. [Fī], Pierced, transfixed.
d. see V (d) (e).
إِسْتَنْصَفَa. see V (d)
نَصْفa. see 2 (a) (b), (c).
نَصْفَىa. fem. of
نَصْفَاْنُ
نِصْف
(pl.
أَنْصَاْف)
a. Half.
b. Middle, midst.
c. Justice, equity, right; fairness.
d. Of middle height.
e. Middleaged.

نُصْفa. see 2 (a) (b), (c).
نَصَف
( pl.
reg. &
أَنْصَاْف
38)
a. see 2 (e)b. (pl.
نُصْف
نُصُف
أَنْصَاْف
38), Middle-aged woman; matron.
c. see 2 (c)
نَصَفَةa. see 2 (c)
أَنْصَفُa. Juster, fairer.

مَنْصَف
(pl.
مَنَاْصِفُ)
a. Servant.
b. Middle of.

مَنْصَفَة
مِنْصَف
مِنْصَفَةa. see 17 (a)
نَاْصِف
(pl.
نَصَف نُصَّاْف)
a. Servant, domestic, man-servant.

نَاْصِفَة
(pl.
نَوَاْصِفُ)
a. Servant-maid.
b. Channel; gully.

نَصِيْفa. see 1 (a)b. Turban.
c. Cloth of two colours.
d. A certain measure of corn.

نَصْفَاْنُa. Half-full.

N. Ag.
نَصَّفَa. Veiled.

N. P.
نَصَّفَa. Boiled down (liquid).
N. Ac.
أَنْصَفَa. see 2 (c)
N. P.
إِنْتَصَفَa. Middle.
b. Noon.

نَصْف اللَّيْل
a. Midnight.

نَصْف النَّهَار
a. Noon; meridian.
نصف وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَا تسبوا أَصْحَابِي فَإِن أحدكُم لَو أنْفق مَا فِي الأَرْض مَا أدْرك مُد أحدهم وَلَا نصيفه. قَوْله: مُد أحدهم وَلَا نصيفه يَقُول: لَو أنْفق أحدكُم مَا فِي الأَرْض مَا بلغ مثل مُد يتَصَدَّق بِهِ أحدهم أَو يُنْفِقهُ وَلَا مثل نصفه وَالْعرب تسمي النّصْف النصيف كَمَا قَالُوا فِي الْعشْر عشير وَفِي الْخمس خَمِيس وَفِي السُبُع سبيع وَفِي الثّمن ثمين قَالَهَا أَبُو زيد والأصمعي وأنشدنا أَبُو الْجراح: [الطَّوِيل]

وألقيت سهمي بَينهم حِين أوخشوا ... فَمَا صَار لي فِي القَسْم إِلَّا ثمينها ... وَاخْتلفُوا فِي السَّبع وَالسُّدُس وَالرّبع فَمنهمْ من يَقُول: سَبيع وسَديس وربّيع وَمِنْهُم من لَا يَقُول ذَلِك وَلم أسمع أحدا مِنْهُم يَقُول فِي الثُّلُث شَيْئا [من ذَلِك -] . وَقَالَ الشَّاعِر فِي النصيف يذكر امْرَأَة: [الرجز]

لم يغذها مُد وَلَا نصيف ... وَلَا تُميرات وَلَا تعجيفُ

لَكِن غذاها اللَّبن الخريف ... الْمَحْض والقارص والصريفُ

أَرَادَ أَنَّهَا منعمة فِي سَعَة لم تغذ بِمد تمر وَلَا نصيفه وَلَكِن بألبان اللقَاح وَقَوله: تعجيف يَعْنِي أَن تدع طعامها وَهِي تشتهيه لغَيْرهَا وَهَذَا لَا يكون إِلَّا من العَوَز والقلة. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: والنصيف فِي غير هَذَا الْخمار. وَمِنْه حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَذكر حور الْعين قَالَ: ولنصيف إِحْدَاهُنَّ على رَأسهَا خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا قَالَ النَّابِغَة: [الْكَامِل]

سقط النصيف وَلم تُرد إِسْقَاطه ... فتناولته واتقتنا بِالْيَدِ 
نصف
النَصْفُ والنصْفُ والنَّصِيْفُ والنَّصَفُ: أحَدُ جُزْأيِ الكَمَالِ. وقَدَحٌ نَصْفَانُ ماءً. ونَصَفَ الماءُ الشَّجَرَةَ: إذا بَلَغَ نِصْفَها، وكذلك كُلًّ شَيْءٍ يَبْلُغ نِصْف الشيْءِ. والمَنْصَفُ من الطَرِيقِ والنَهرِ: وَسَطُه. ومُنْتَصَفُ النَيْلِ والنهَارِ: مِثْلُه. ونَصَفَ النهَارُ وانْتَصَفَ، وهو يَنْصِفُ وَينْصُفُ. والمُنَضَفُ من الشرَابِ: الذي طُبخَ حَتّى ذَهَبَ منه النِّصْفُ. وتَنَصَّفَه الشيْبُ: أي عَمَّمَه. ومنه النَّصِيْفُ للخِمَارِ؛ والمُنَصفُ: الذي نَصفَ رَأْسَه بِعمامَةٍ. وقيل: النَّصِيْفُ ثَوْبٌ تَتَجَلَّلُ به المَرْأةُ فَوْقَ ثِيابِها، وسُميَ لأنَه نَصَفَ بَيْنَها وبَيْنَ الناسِ فَحَجَزَ أبْصَارَهم عنها. وبُرْد نَصِيْفَةٌ: أي على لَوْنَيْنِ نِصْفَيْنِ.
ونَصفَ رَأْسُه تَنْصِيْفاً: إذا صارَ البَيَاضُ والسوادُ نِصْفَيْنِ. وكذلك النَخْلُ إذا احْمَر بَعْضُ بُسْرِه وبَعْضُه أخْضَرُ، ونَصَفَ نُصُوْفاً: مِثْلُه.
ورَمَيْتُ الصيْدَ فانْتَصَفَ فيه قِدْحي: أي دَخَلَ فيه إلى النِّصْفِ. ونَصفَ الصَبِيُّ: بَلَغَ نِصْفَ وَقْتِ الفِطام.

وقِرْبَة نَصْفى ماءً؛ ونَصْفَانُ ماءً. والنَّصَفُ: المَرْأةُ بَيْنَ المُسِنَةِ والحَدَثَةِ، ونسَاءٌ نُصُفٌ وأنْصَافٌ، ورِجالٌ نَصَفُوْنَ. والنَصَفَةُ والنِّصْفُ والنَصَفُ: اسْمُ الإنصافِ؛ وهو أنْ يُعْطِيَه من نَفْسِه النِّصْفَ من الحَق. وانْتَصَفْتُ منه وتَنَصفْتُ؛ أخَذْتُ حَقّي منه كَمَلاً حَتّى صِرْتُ أنا وهو على النِّصْفِ سَوَاء. وتَنَصفَه تَنَضُفاً: إذا طَلَبَ ما عِنْدَه وخَضَعَ له.
وتَنَصفْتُه: سَألْتُه أنْ يُنْصِفَني من دَهْري. والنَصفَةُ: الخُدام، الواحِدُ ناصِفٌ. وتَنَصفْته: خَدَمْته. والمَنَاصِفُ: الخَدَمُ، واحِدُهم مَنْصَفٌ، والمَنْصَفَة: الخادِمَة. وقيل: هو المِنْصَفُ - بكَسْرِ الميم. وجاءَ مُنْصِفاً: أي مُسْرِعاً.
والنّاصِفَةُ: صَخْرَةٌ تكونُ في مَنَاصِفِ أسْنَادِ الوادي.
[نصف] النصف: أحد شقى الشئ. والنصف أيضا: النصفة، هو الاسم من الإنصافِ قال الفرزدق: ولكنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّني بنو عبدِ شمسٍ من مَنافٍ وهاشِمِ والنُصْفُ بالضم: لغةٌ في النِصْفِ. وقرأ زيد بن ثابت رضي الله عنه: {فَلَها النُصْفُ} . وإناءٌ نَصْفانُ بالفتح، أي بلغ الماء نِصْفَهُ. والنَصَفَ بالتحريك: المرأة بين الحدثة والمسنة، وتصغيرها نصيف بلاهاء، لانها صفة. ونساء أنصاف، ورجلٌ نَصَفٌ، وقومٌ أنصافٌ ونَصَفونَ، عن يعقوب. والنَصَفُ أيضاً: الخُدَّامُ، الواحد ناصِفٌ. والناصِفَةُ: مجرى الماء، والجمع النَواصِفُ، ومنه قول طرفة: كأن حدوج المالِكِيَّةِ غُدْوَةً خَلايا سَفينٍ بالنَواصِفِ من دَدِ وقال الأصمعيّ: النَواصِفُ: رحابٌ . والنَصيفُ: الخمارُ. قال النابغة: سَقَطَ النَصيفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ فتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليدِ والنَصيفُ: نِصْفُ الشئ. والنصيف: مكيال، ومنه قول الشاعر : لم يغذها مد ولا نصيف ولا تميرات ولا تعجيف وفى الحديث: " ما بلغتم مد أحدهم ولا نصيفه ". ونصفت الشئ، إذا بلغت نِصْفَهُ. تقول: نَصَفْتُ القرآن، أي بلغت النِصْفَ. ونَصَفَ عُمرَه ونَصَفَ الشيبُ رأسَه، ونَصَفَ الازار ساقه. قال أبو جندب الهذلى: وكنتُ إذا جاري دَعا لِمَضوفةٍ أُشَمِّرُ حتَّى يَنْصُفَ الساقَ مِئْزَري ونَصَفَ النهارُ وانْتَصَفَ بمعنًى، ومنه قول المُسَيَّب بن عَلَسٍ يذكر غائصا نصف النهار الماء غامره ورَفيقه بالغيبِ لا يدْري يعني " والماء غامِرُهُ " فحذف واو الحال. ونصفهم ينصفهم نصافا ونصافة، عن يعقوب، أي خدمهم. قال لبيد: لها غلل من رازقي وكرسف بأيمان عجم ينصفون المقاولا قوله لها، أي لظروف الخمر. والمنصف بالفتح: نصف الطريق. والمنصف بكسر الميم: الخادم. هذا قول الاصمعي. والجمع مناصف. وأنصف النهارُ، أي انْتَصَفَ. وأَنْصَفَ، أي عدل. يقال: أَنْصَفَهُ من نفسه، وانْتَصَفْتُ أنا منه. وتَناصَفوا، أي أَنْصَفَ بعضُهم بعضاً من نفسه. منه قول الشاعر : أنى غرضت إلى تَناصُفِ وَجْهِها غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيب الغائب  يعنى استواء المحاسن، كأنَّ بعض أعضاء الوجه أَنْصَفُ بعضاً في أخذ القِسط من الجمال. وانتصفت الجاربة وتنصفت، أي اختمرتْ. ونَصَّفْتُها أنا تَنْصيفاً. وتنصيف الشئ: جعله نصفين. وناصفته المال: قاسمتُه على النصف. وتَنَصَّفَ، أي خدم. قالت حُرقة بنت النُّعمان بن المنذر: فبَيْنا نَسوسُ الناسَ والأمرُ أمْرُنا إذا نحن فيهم سوقة نتنصف
[نصف] نه: فيه: الصبر "نصف" الإيمان، أراد بالصبر الورع، لأن العبادة قسمان: نسك وهو ما أمرت به الشريعة، وورع وهو ما نهت عنه، وينتهي عنه بالصبر فكان نصفه. وفيه: لو أن أحدكم أنفق ما في الأرض ما بلغ مد أحدهم ولا "نصيفه"، هو النصف كالعشير في العشر. ن: أي ما بلغ ثواب نفقة أحد أصحابي مدا ولا نصف مد، وقيل: هذه الفضيلة مختصة بمن طالت صحبته وقاتل معه وأنفق وهاجر لا لمن رآه مرة أو صحبه بعد الفتح وعزة الدين، والصحيح الأول- ويتم في وددت. ش: ولا نصيفه، قيل: هو مكيال دون المد، فضميره لأحد لا للمد، وذلك لصدق نية ومزيد إخلاص. ك: نصيف- بفتح نون، وروى بضمها مصغر النصف. نه: ومنه ح:
لم يغذها مد ولا "نصيف"
وفي ح الحور: و"لنصيف" إحداهن خير من كذا، هو الخمار، وقيل: المعجر. ك: هو بفتح نون وكسر صاد، قوله: ملأته ريحًا، أي عطرًا وطيبًا. نه: وفيه:
لي "النصف" منها يقرع السن من ندم،
هو بالكسر: الانتصاف، وقد أنصفه من خصمه إنصافًا. ومنه ح: ولا جعلوا بيني وبينهم "نصفًا"، أي إنصافًا. وفيه:
بين القرآن السوء و"النواصف"
جمع ناصفة وهي الصخرة، ويروى: التراصف- ومر في ر. وفي شعر كعب:
شد النهار ذراعي عيطل "نصف"
هو بالحركة: التي بين الشابة والكهولة. ومنه ح: حتى إذا كان "بالمنصف"، أي الموضع الوسط بين الموضعين. ش: أي كان النبي صلى الله عليه وسلم بالوسط من الشجرتين قال: التئما، أي اجتمعا، وهو بفتح ميم وصاد: نصف مسافة. نه: وح التائب: حتى إذا "أنصف" الطريق أتاه ملك الموت، أي بلغ نصفه، ويقال: نصفه- أيضًا. وفي ح داود عليه السلام: دخل المحراب وأقعد "منصفًا" على الباب، هو بالكسر: الخادم، وقد تفتح، من نصفته- إذا خدمته. ومنه ح ابن سلام: فجاءني "منصف" فرفع ثيابي من خلفي. ك: والعوان: "النصف"- بفتحتين. وح: الأجر بينكما "نصفان"- مر في مثل. ن: فقتلت السبعة فقال لصاحبيه: ما "أنصفنا" أصحابنا، بالنصب مفعوله يعني ما أنصفت قريش الأنصار لكون القرشيين لم يخرجا للقتال بل خرجت الأنصار واحد بعد واحد، وبعضهم رواه بفتح فاء والمراد الذين فروا من القتال لم ينصفوا لفرارهم. ط: سبحان الله "نصف" الميزان- مر في عد من ع. وح: يستأذنه "بأنصاف" النهار، هو بفتح همزة أي منتصفه وكأنه وقت آخر النصف الأول وأول نصف الثاني. ويتأزرون على "أنصافهم"، أي يشدون الأزر على أنصافهم من السرة إلى الركبة، أو يشدون معقد السراويل مبالغة في ستر العورة، أو "على" بمعنى إلى أي أزرهم إلى أنصاف سوقهم تشمرا للقيام إلى الصلوات أو تواضعًا وإخباتًا. ج: يخرج منا ثلاثون حبرًا، أي عالمًا فاضلًا فتلتقي بمكان "منصف"- بفتح ميم، أي نصف طريق، أراد يجتمعون في موضع لا يميل إلى جهته ولا إلى جهتهم ليكون أعدل وأقرب إلى الأمن. 
ن ص ف : النِّصْفُ أَحَدُ جُزْأَيْ الشَّيْءِ وَكَسْرُ النُّونِ أَفْصَحُ مِنْ ضَمِّهَا وَالنَّصِيفُ مِثْلُ كَرِيمٍ لُغَةٌ فِيهِ وَنَصَّفْتُ الشَّيْءَ تَنْصِيفًا جَعَلْتُهُ نِصْفَيْنِ فَانْتَصَفَ هُوَ.

وَالْمُنَصَّفُ مِنْ الْعَصِيرِ اسْمُ مَفْعُولٍ مَا طُبِخَ حَتَّى بَقِيَ عَلَى النِّصْفِ وَنَصَفْتُ الشَّيْءَ نَصْفًا مِنْ بَابِ قَتَلَ بَلَغْتُ نِصْفَهُ وَكُلُّ شَيْءٍ بَلَغَ نِصْفَ شَيْءٍ قِيلَ نَصَفَهُ يَنْصُفُهُ فَإِنْ بَلَغَ نِصْفَ نَفْسِهِ فَفِيهِ لُغَاتٌ نَصَفَ يَنْصُفُ مِنْ بَابِ قَتَلَ وَأَنْصَفَ بِالْأَلِفِ وَتَنَصَّفَ.

وَانْتَصَفَ النَّهَارُ بَلَغْتِ الشَّمْسُ وَسَطَ السَّمَاءِ وَهُوَ وَقْتُ الزَّوَالِ وَنَصَفْتُ الْمَالَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ أَنْصُفُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ قَسَمْتُهُ نِصْفَيْنِ.

وَأَنْصَفْتُ الرَّجُلَ إنْصَافًا عَامَلْتُهُ بِالْعَدْلِ وَالْقِسْطِ وَالِاسْمُ النَّصَفَةُ بِفَتْحَتَيْنِ لِأَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ مِنْ الْحَقِّ مَا تَسْتَحِقُّهُ لِنَفْسِكَ وَتَنَاصَفَ الْقَوْمُ أَنْصَفَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

وَامْرَأَةٌ نَصَفٌ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ كَهْلَةٌ وَنِسَاءٌ أَنْصَافٌ وَقَوْلُهُمْ دِرْهَمٌ وَنِصْفُهُ الْمَعْنَى وَنِصْفُ مِثْلِهِ لَكِنْ حُذِفَ الْمُضَافُ وَأُقِيمَ الْمُضَافُ إلَيْهِ مُقَامَهُ لِفَهْمِ الْمَعْنَى وَعَبَّرَ الْأَزْهَرِيُّ بِعِبَارَةٍ تُؤَدِّي هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ وَنِصْفُ آخَرَ وَإِنَّمَا جَازَ أَنْ يُقَالَ وَنِصْفُهُ لِأَنَّ لَفْظَ الثَّانِي قَدْ يَظْهَرُ كَلَفْظِ الْأَوَّلِ فَيُقَالُ دِرْهَمٌ وَنِصْفُ دِرْهَمٍ فَكَنَّى عَنْهُ مِثْلَ كِنَايَةِ الْأَوَّلِ وَمِثْلُهُ قَوْله تَعَالَى {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} [فاطر: 11] وَالتَّقْدِيرُ فِي أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ مَا يُطَوَّلُ مِنْ عُمُرِ وَاحِدٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِ آخَرَ غَيْرِ الْأَوَّلِ وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَالتَّأْوِيلُ الثَّانِي فِي الْآيَةِ عَوْدُ الْكِنَايَةِ إلَى الْأَوَّلِ أَيْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِ ذَلِكَ الشَّخْصِ بِتَوَالِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَيُقَالُ لَهُ
نِصْفُ وَرُبُعُ دِرْهَمٍ وَهِيَ طَالِقٌ نِصْفُ وَرُبُعُ طَلْقَةٍ يُجْعَلُ الْأَوَّلُ فِي التَّقْدِيرِ مُضَافًا إلَى الْمُضَافِ إلَيْهِ الظَّاهِرِ وَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِهِمْ نَحْوُ قَطَعَ اللَّهُ يَدَ وَرِجْلَ مَنْ قَالَهَا وَبَيْنَ ذِرَاعَيْ وَجَبْهَةِ الْأَسَدِ أَيْ بَيْنَ ذِرَاعَيْ الْأَسَدِ وَجَبْهَةِ الْأَسَدِ وَتَقَدَّمَ فِي ضيف 
ن ص ف

النِّصْفُ والنُّصْفُ والنَّصِيفُ والنَّصَف الأخيرةُ عن ابنِ جِنِّي أَحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ والجمعُ أنصافٌ ونَصَفَ الشيءَ نصْفاً وانْتَصَفَه وتَنَصَّفَه ونَصَّفَه أخَذَ نِصْفَه والمُنَصَّفُ من الشَّرابِ الذي يُطْبَخُ حتى يَذْهَبَ نِصْفًه وَنَصَفَ القَدَحَ يَنْصُفُه نَصْفاً شرِب نِصْفَه ونَصَفَ الشيءُ الشيءَ يَنْصُفُه بلغ نِصْفَه ونَصَفَ النَّهارُ يَنْصُفُ ويَنْصِفُ وانْتَصَفَ وأنْصَفَ بلغ نِصْفَه وقيل كلُّ ما بَلَغَ نِصْفَه في ذاتِه فقد أَنْصَفَ وكلُّ ما بَلَغَ نِصْفَه في غيرِه فقد نَصَفَ وإناءٌ نَصْفان بَلَغَ الكَيْلُ نِصْفَه وجُمْجُمةٌ نَصْفَى ولا يُقالُ ذلك في غير النِّصْفِ من الأجزاءِ أَعِنْي أنه لا يُقالُ ثلثانُ ولا رُبْعان ولا غير ذلك من الصِّفاتِ التي تَقْتَضِي هذه الأجزاءَ وهذا مَرْوِيٌ عن ابن الأعرابيِّ ونَصَّف البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه هذه عن أبي حنيفة ومَنْصِفُ القَوْسِ والوَتَرِ موضعُ النِّصْفِ منهما ومَنْصِف الشيءِ وَسَطُه والنَّصَفُ الكَهْلُ كأنه بَلَغَ نِصْفَ عُمرِه والأنثى نَصَفٌ ونصفةٌ كذلك أيضاً كأنَّ نِصْفَ عُمرِها ذَهَبَ وقد بَيَّن ذلك الشاعرُ في قوله

(لا تَنْكحَنَّ عَجُوزاً أو مُطَلَّقةً ... ولا يَسُوقَنَّهَا في حَبْلِكَ القَدَر)

(وإنْ أَتَوْكَ فقالوا إِنها نَصَفٌ ... فإنَّ أَطْيبَ نِصْفَيْها الذي غَبَرا)

أنشده ابن الأعرابيِّ وقيل النَّصَفُ من النِّساءِ التي قد بَلَغَتْ خَمْساً وأربعينَ ونحوها وقيل التي بَلَغَتْ خَمْسين والقياسُ الأَوّلُ لأنه يجرُّه الاشْتقاق وهذا لا اشْتِقاقَ له والجمعُ أَنْصافٌ ونُصُف ونُصْف الأخيرة عن سيبَوَيْه وقد يكونُ النَّصَفُ للجمعِ كالواحدِ وقد نَصَّفَ والنَّصِيفُ مِكيالٌ والنَّصِيفُ الخِمارُ وقد نَصَّفَتِ المرأةُ رأْسَها بالخِمارِ والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ والإِنْصافُ إعطاءُ الحَقُ وقد انْتَصَفَ منه ونَصَفَه يَنْصِفُه نَصْفاً ونِصَافةً وأَنْصَفَهُ وتَنَصَّفَه كلّه خَدَمَهُ والمِنْصَفُ الخادمُ وتَنَصَّفَه طَلَبَ مَعْروفَه قال

(فإنَّ الإِلهَ تنصَّفْتُهُ ... بأنْ لا أَخُونَ وأنْ لا أحُوبَا)

وقيل تَنَصَّفْتُه أَطَعْتُه وانْقَدتُ له وقولُه (إني غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيبِ الغائبِ)

قيل معناه خِدْمةُ وَجْهِها بالنَّظَرِ إليه وقيل إلى محاسِنِه التي تَقَسَّمَتِ الحُسْنَ فَتَنَاصَفْتُهُ أي أَنْصَفَ بعضُها بعضاً فاسْتَوتْ فيه ورَجُلٌ مُنْصِفٌ مُتَساوِي المَحاسِنِ والمَنَاصِفُ أَوْدِيةٌ صِغارٌ والنَّواصِفُ صُخورٌ في مَناصِف أسنَادِ الوادِي والنّواصِفُ مَجارِي الماءِ في الوادِي واحدتُها ناصِفةٌ والناصِفَة الأرضُ التي تُنْبِتُ الثُّمَامَ وغيرَه وقال أبو حنيفةَ الناصِفَةُ موضِعٌ مِنْباتٌ يَتَّسِعُ من الوادِي قال الأَعْشَى

(كَخَذُولٍ تَرْعَى النَّواصِفَ من تَثْليِثَ ... قَفْراً خَلا لَها الأَسلاقُ)

وقيل النواصِفُ أماكنُ بين الغلِظَ واللِّينِ وأنشد قولَ طَرفةَ

(كأَنَّ حُدُوجَ المالِكَّيةِ غُدْوَةً ... خلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنْ دَدِ)

وقيل النَّواصِف رِحابٌ من الأرضِ وناصِفةُ موضعٌ قال

(بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو بمُحَجِّرِ ... )
نصف
أبو زيد: نَسَفْتُ البناء نَسْفا: قَلعْتُه، قال الله تعالى:) فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفا (أي يقلعها من أصولها، يقال: نَسَف البعير النَّبْتَ: إذا قلعه بفيه من الأرض بأصله. وقيل: نَسْف الجبال: دَكُّها وتذريَتُها، ومنه قوله تعالى:) وإذا الجِبَالُ نُسِفَتْ (أي ذُهِب بها كلِّها بسرعة.
والمِنْسَفَةُ: آلة يُقْلَع بها البناء.
والمِنْسَفُ: ما يُنْسَفُ به الطعام، ونَسْفُه: نَفْضُه، وهو شيء طويل منصوب الصَّدر أعلاه مُرتفع.
ويقال: أتانا فلان كأنَّ لحيته مِنْسَفٌ، حكاه أبو نصر أحمد بن حاتم.
ويقال لفم الحمار: مِنْسَفٌ، ويقال: مَنْسِفٌ، مثال مِنْسَرٍ ومَنْسِرٍ.
وقوله تعالى:) ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ في اليَمِّ نَسْفا (أي لَنُذَرِّيَنَّه تَذْرِية.
والنُّسَافَةُ: ما يسقط من المِنْسَفِ.
وقال ابن فارس: النُّسَافَةُ: الرُّغْوَةُ، وغيره يقولها بالشَّيْن المُعجَمة.
وبعير نَسُوْفٌ: يقتلع الكَلأَ من أصله بمُقَدَّمِ فيه، وابِل مَنَاسِيْفُ.
ويقال للفرس: أنّه لَنَسُوْفُ السُّنْبُكِ: إذا أدناه من الأرض في عَدْوِه، وكذلك إذا أدْنى الفرس مِرْفَقَيْه من الحزام، وذلك إنما يكون لِتَقارُب مِرْفَقَيْه وهو محمود، قال بِشْر بن أبي خازِم يصِف فرساً:
نَسُوْفٍ للحِزَامِ بِمِرْفَقَيْها ... يَسُدُّ خَوَاءَ طُبْيَيْها الغُبَارُ
ألا ترى إلى قول النابغة الجعدي رضي الله عنه:
في مِرْفَقَيهِ تَقَارُبٌ ولهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجَبْأةِ الخَزَمِ
ويقال: بيننا عُقبة نَسُوفٌ: أي طويلة شاقة.
وقال السُّكري في قول صَخْرِ الغيِّ الهُذلي:
كَعَدْوِ أقَبَّ رَبَاعٍ تَرى ... بفائلِهِ ونَسَاهُ نُسُوْفا
النُّسُوْفُ: آثار العضِّ، وقال مرَّة: النُّسُوْفُ: العِضَاضُ، يقال: نَسَفَ يَنْسُفُ؟ بالضم - نُسُوفا. كذا قال: نُسُوْفاً؛ والقياس: نَسْفاً.
وقال ابن الأعرابي: يقال للرجل: إنه لكثير النَّسِيْفِ؛ وهو السِّرَارُ، والنَّسِيْفُ: السِّرُّ.
وقال غيره: إناء نَسْفَانُ: إذا كان مَلآْنَ يَفيْضُ من امْتِلائه.
ونَسَفَانُ؟ بالتحريك -: من مَخاليف اليمن على ثمانية فراسخ من ذمار.
والنُّسّافُ؟ بالضم والتشديد -: طائر. وقال الليث: ضَرْب من الطير يُشيِه الخُطّاف يَنْسِفُ الشيء في الهواء يسمى: النَّسَاسِيْفَ، الواحد نُسّافٌ.
ونَسَفُ؟ بالترحيك -: بلد، وهو تعريب نخشَب اصطلاحا.
وقال الليث: النَّسْفَةُ من حجارو الحرَّة يكون نخِرا مُنْخرِبا ذا نَخَارِيبَ يُسْتَنْسَفُ به الوَسَخ عن الأقدام في الحمّامات. قال الصَّغاني مُؤلف هذا الكتاب: المعروف النَّشْفَةُ؟ بالشين المُعجَمة -. وقال الليث: كلام نَسِيْفٌ: خَفي؛ هُذَلِية؛ أي لغة هُذَليَّة.
والنَّسِيْف: أثر الجُلْبَة من الرَّكْض وأثر كدْمِ الحمار، قال المُمَزِّق العَبديّ:

وقد تَخِذَتْ رِجْلي إلى جَنْبِ غَرْزِها ... نَسِيْفاً كأُفْحُوْصِ القَطاةِ المُطَرِّقِ
وقول أبي ذُؤيب الهُذلي:
فألْفَى القَوْمَ قد شَرِبُوا فَضَمُّوا ... أمَامَ القَوْمِ مَنْطِقُهُمْ نَسِيْفُ
قال الأصمعي: أي يَنْتَسفون الكلام انْتِسَافا لا يُتِمُّونه من الفرق يهمسون به رويدا فهو خفيٌّ لئلاّ يُنذر بهم لأنهم في أرض عدوّ؛ وضمُّوا إليهم دوابَّهم ورحالهم: وانْتَسَفْتُ الشَّيء: أي اقْتَلَعْتُه، قال حُميد الأرقط:
وانْتَسَفَ الجالِبَ من أنْدَابِهِ ... إغْبَاطُنا المَيْسَ على أصْلابِهِ
ويقال: هما يَتناسفان الكلام: أي يتسارّان؛ كأن هذا يَنسِف ما عند ذلك وذلك يَنْسِف ما عند هذا.
والتركيب يدل على كشف شيء عن شيء أو اسْتِلابه منه.
نصف: نصف: ذكر (الكالا) أنها تعني entero encentarlo التي ترجمها (نبريجا) ب: delibo, degusto libo,.
نصف: قطع نصف المرحلة (عبد الواحد 124): وهذه الغاية فروموها أو نصفوا.
أعطاه ضيعة مناصفة: (معجم البيان 15)؛ انظر فيما بعد اسم المفعول؛ أي أن صاحبها يقاسم المستأجر غلة الارض، وبعد ملاحظة كل ما ذكرته في معجم البيان لم يعد من الضروري أن أؤكد ما ورد عند (المقدسي 469: 2): من أن هذه الطريقة في الاقتسام هي ما يدعى باللاتينية pro, dimidio valoris أي اقتسام الثمن مسبقا: ورسم الجمالين أنهم يحملون التمر إلى خراسان مناصفة.
بالإنصاف أي بالمعدل (المقري 1: 299) انتهت جباية قرطبة أيام ابن أبي عامر إلى 3 آلاف ألف دينار بالإنصاف.
أنصف: أعطى النصف لفلان (دي ساسي كرست 2: 85): (يقضي الشرع على من تزوج إحدى الأخوات الموحدات -اللواتي هن اتباع مذهب التوحيد. المترجم- أن يساويها بنفسه وينصفها من جميع ما في يده.
أنصف من: اقتص من (دي ساسي كرست 2: 55): وموضوع الحجبة أن متوليها ينصف من الأمراء والجند (من اختصاصات دائرة الحجاب النظر في قضايا الذين يطلبون أن ينتصف لهم من الأمراء والجيش) أي أن دائرة الحجاب لا تفاتح ما لم يكن المدعى عليه أميرا أو عسكريا. وهذا هو تفسير معنى وجود حرف الجر من. وهكذا يجب أن تفسر الجملة الآتية، التي وردت في المصدر نفسه، وانصاف الضعيف منهم.
انصف: سدد. أدى (فوك: persolvere) ( الكالا pagarlo recebido) . ( واسم المصدر paga pago de denda) . لقد قدم لنا (فوك) هذا المصطلح المركب أي أنصفه وأنصف من ومعناه انصف شخصا من الناس أو من السعر لأننا نقرأ عند (المقري 1: 361): وأول ما عمله ابن أبي عامر تطبيب نفوس أرباب الدور الذين اشتريت منهم للهدم لهذه الزيادة بإنصافهم من الثمن. أن تعبير انصف العمال (المقري 1: 395 و2: 714) يعني انه كافأهم بسخاء، وقد أورد (الكالا) هذا الفعل في مادة ( acudir o recudir, redde و recudir con la renta, reddo) لذلك ينبغي أن ندرك أننا في معرض تقليب وجهات النظر في الأفعال: سدد، دفع، أعان شخصا بما يعود إليه بالخير في الأموال والعوائد ... الخ.
انصف له البيعة: هي في (فوك) ( concedere) ويبدو أن معناها: تخلى، أعطى، تنازل أو نقل شيئا إلى شخص آخر أو نقل ملكيته إليه، وأورد (فوك) جملة بيع له مرادفا لها.
تنصف ب: وردت عند (فوك) في مادة dimidiare.
تنصف بينهما: قسم نواعهم (ابن بطوطة 3: 371).
تناصفوا: النصر أي كان النصر بينهما سجالا لمدة طويلة (المقري 2: 762) (انظر 1: 20).
تناصف معه أو له البيعة: انظرها في (فوك) في مادة concedere ويبدو أن معناها أنصف له البيعة التي مر ذكرها (انظرها).
انتصف من .. لفلان: اقتص منه طلبا للعدل (معجم الطرائف).
انتصف من فلان في كلامه: تكلم في فلان بأوقر قدر واصح حجة دون أن يستعمل الألقاب ... الخ (الثعالبي لطائف 14: 1).
انتصف: لم يتضح لي معنى ما ورد في (ألف ليلة. برسل x: 9) : في الحديث عن حجر كريم خذي هذا وانتصفي به على أهل الدنيا. -هذه الجملة التي لم يفهمها المصنف تعني أن هذا الحجر الثمين سينصفك بين الناس فلا تكوني أقل شأنا منهم. المترجم-.
استنصف: لم أفهم ما قصده الرازي (في شكورى 204): أن المريض، الذي كان على بعض الاطلاع في شؤون الطب قد صرح بأنه قد استعمل الدواء الذي وصفه له الرازي ولم يشفه وبعد ذلك ولما طال بي وبه ترك استنصافي واقبلنا نلتقي دائما للنظر والبحث.
نصف ونصف. دون إنصاف الصواري: بارتفاع نصف الصارية (ابن جبير 320: 6 والمعجم ص 23).
نصف عملة مصرية صغيرة مسبوكة من خليط من الفضة والنحاس، كانت تساوي قديما نصف درهم من دراهم السلطان المؤيد (انظر ما سبق 1: 46) (وانظر ترجمة لين لألف ليلة رقم 1: 214 ورقم 3: 197).
نصف فضة: بارة (بوشر).
نصف النهار: في (محيط المحيط): (ونصف النهار عند أهل الهيئة دائرة عظيمة تمر بقطبي الأفق وبقطبي معدل النهار).
نص راس: عامية نصف راس: قبعة صغيرة يعتمرها البحارة (دومب 83).
نصف: انظرها في (فوك) في مادة persolvere: ايفاء، مبلغ مدفوع (الكالا). نصفة: حكومة عادلة (دي سلان) (البربرية 2: 1: 1).
نصفي: قارب من الحجم المتوسط (انظر ابن بطوطة 4: 92).
نصفية: والجمع نصافي: مسفط يتسع لنصف قنطار (مائة كيلو غرام) (فوك).
نصفية والجمع نصافي: قماش من حرير وكتان (رحلة السندباد طبعة لانجليز 95): مائة نصفية حرير وكتان (ياقوت 2: 263: 13) (انظر 5: 151) في الحديث عن مدينة (حزة) من أعمال الموصل: ينسب إليها النصافي الحزية وهي ثياب قطن ردية. هذه الكلمة ترد أحيانا بصيغة المفرد المذكر (دي ساسي كرست 2: 61 ملاحظات ومختصرات 13: 200).
نصفية: جائز صغير، رافدة صغيرة (خشبة غليظة يدعم بها البيت). جائز مقسوم قسمين أو أربعة أقسام (براكس جريدة الشرق والجزائر 5: 214).
نصافي: انظر ما تقدم.
تنصيف: في (محيط المحيط): (والتنصيف عند الحسابيين إخراج نصف العدد وهو العدد الحاصل من التنصيف يسمى منصفا كالأربعة من الثمانية وكذلك العدد الذي تريد تنصيفه كالثمانية. خلاف التضعيف).
منصف: والجمع مناصف: تصحيف منصب: غش، خداع، حيلة ويقال لعب منصفا (معجم الطرائف 90). من طبعة (المقري) هناك بعض المقاطع حلت منصف في إحداها كلمة أخرى هي كلمة ملعوب في طبعة (برسل).
منصف: مقسوم إلى قسمين (اصطلاح حسابي) (محيط المحيط).
منصفي: اسم أحد الأوزان (باشاليك 117).
مناصف: colone partiaire مزارع بالشراكة (يقسم المحصول الزراعي مع صاحب الأرض) (معجم البيان 15) (فوك).
نصف
نصَفَ1 يَنصُف، نَصْفًا ونُصوفًا، فهو ناصف
• نصَف النَّهارُ: انتصف؛ بلغت الشّمسُ فيه وسط السماء. 

نصَفَ2 يَنصُف، نَصْفًا، فهو ناصف، والمفعول مَنْصوف
• نصَف الشّيءَ:
1 - بلغَ نصفَه "نصَف الشَّيبُ رأسَه- نصف كأسَه: شرب نصفَها- نصَف الكتابَ".
2 - قسَمه نصفين "نصَف الرّغيفَ- نصف النقودَ بينهما". 

أنصفَ يُنصف، إنصافًا، فهو مُنصِف، والمفعول مُنصَف (للمتعدِّي)
• أنصف القاضي: عدَل "عَدْل وإنصاف- حُكم مُنْصِف".
• أنصف الماءُ الإناءَ: نَصَفَه؛ بلغ نصفَه.
• أنصف المظلومَ من الظَّالم: استوفى له حقَّه منه "أنصف المرءوسَ من رئيسه". 

استنصفَ يستنصف، استنصافًا، فهو مُستنصِف، والمفعول مُستنصَف
• استنصف المتَّهمُ القاضيَ: طلب منه العدلَ والإنصافَ. 

انتصفَ/ انتصفَ من ينتصف، انتصافًا، فهو مُنتصِف، والمفعول مُنتصَف منه
• انتصف اللَّيلُ: بلغ نصفَه.
• انتصف الشَّخصُ: طلَب العدلَ والإنصافَ.
• انتصفَ منه:
1 - انتقم، أخذ بثأره.
2 - استوفى منه حقَّه كاملاً. 

تناصفَ يتناصف، تناصُفًا، فهو مُتناصِف
 • تناصف القومُ: أنصف بعضُهم بعضًا "تناصفوا في الحقوق ولم يَجُرْ بعضهم على بعض". 

تنصَّفَ يتنصَّف، تنصُّفًا، فهو مُتنصِّف، والمفعول مُتنصَّف (للمتعدِّي)
• تنصَّفتِ المرأةُ: لبست النَّصيفَ (الخمار).
• تنصَّف الشَّيءُ: مُطاوع نصَّفَ: انقسم نصفين "تنصَّف المسئوليةَ بينهما".
• تنصَّف الشَّيبُ رأسَه: نصف؛ بلغ نصفَه "تنصّفه الشّيبُ وهو في ريعان الشّباب".
• تنصَّف الحاكِمَ: استنصفه، طلب منه العدلَ والإنصافَ. 

ناصفَ يناصف، مُناصفةً، فهو مُناصِف، والمفعول مُناصَف
• ناصف زوجتَه التفّاحةَ: أخذ نصفَها، وأعطاها الآخرَ "ناصف التاجرُ شريكَه الرِّبحَ". 

نصَّفَ ينصِّف، تنصيفًا، فهو مُنصِّف، والمفعول مُنصَّف (للمتعدِّي)
• نصَّفَ النَّهارُ: انتصف؛ بلغت فيه الشَّمسُ وسط السَّماء.
• نصَّف النَّخلُ: احمرَّ بعضُ بُسْرِه واخضرَّ بعضُه الآخر.
• نصَّف الرَّجلُ: صار كهلاً كأنَّه بلغ نصفَ عُمْرِه ° نصَّف رأسُ فلان ولحيتُه: صار السواد والبياض نصفين.
• نصَّف الشّيءَ: شطره، جعله نصفين متساويين "نصَّف التّفّاحة". 

مُنتصَف [مفرد]:
1 - اسم مكان من انتصفَ/ انتصفَ من: وسط كلِّ شيء "في منتصَف الطّريق".
2 - اسم زمان من انتصفَ/ انتصفَ من: وسط كلِّ شيء "منتصَف اللّيل/ النّهار/ الشّهر/ العمر" ° أزمة منتصف العُمر: فترة من القلق والارتياب النفسيّ يتعرّض لها بعضُ الناس في منتصف العمر. 

مُنصِّف [مفرد]: مؤ مُنصِّفة:
1 - اسم فاعل من نصَّفَ.
2 - (هس) مستقيم يُقسِّم زاوية أو خطًا أو ضلعًا قسمين مُتساويين.
• النُّقطة المُنصِّفة: (هس) نقطة على قطعة مِن خطٍّ أو قَوْس تقسِّمه إلى جُزْأين متساويين. 

نَصْف [مفرد]: مصدر نصَفَ1 ونصَفَ2. 

نَصَف [مفرد]: ج نَصَفون وأنصاف، مؤ نصَف ونَصَفة، ج مؤ أنصاف ونُصُف ونُصْف: كهل (للمذكّر والمؤنّث) "رجلٌ/ امرأة نصَف- ترك المجونَ حين صار نَصَفًا". 

نِصْف1 [مفرد]: من كان أواسط الناس طبقةً ويُسْرًا وعمرًا (للمذكّر والمؤنّث والجمع) "رجلٌ/ رجالٌ/ امرأة نِصف". 

نِصْف2 [مفرد]: ج أنصاف:
1 - أحدُ شَطْرَي الشّيء المتساويَيْن "نصف الدّائرة- شلل نصفيّ- نصف رغيف خير من البقاء بلا خبز [مثل أجنبيّ]- {وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} " ° نِصْف شَهْرِيّ: دوريّ يصدر مرّتين في الشهر أو كلّ أسبوعين- النِّصف الحلو: الزوجة- نِصْف سَنَويّ: ما يحدث أو يصدر مرّتين في السَّنة.
2 - وسط، منتصف "نصف النهار/ الشهر/ اللّيل/ الملعب".
• النِّصْفان: قسما الشَّيء المتساويان في المقدار. 

نَصَفة [مفرد]: ج نَصَفات: إنصاف؛ عدل ونزاهة في الحكم، وعدم تحيُّز "طلب النَّصفةَ من القاضي- ما جعلوا بينهم وبيني نَصَفة". 

نِصْفيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى نِصْف: "شللٌ نِصْفيّ: شلل يصيب الإنسانَ في أحد شقّيه- تمثالٌ نصْفيّ: من الرأس إلى الخصر- عمًى نصْفيّ".
• صُداع نِصفيّ: (طب) ألم حادّ متكرِّر يُصيب عادة قِسمًا واحدًا من الرأس، ويرافقه عادة غثيان واضطرابات بصريّة.
• العمر النِّصفيّ: (فز) الزَّمن الضَّروريّ لتفكُّك نصف ذرّات مادَّة ذات نشاط إشعاعيّ. 

نصفيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى نِصْف.
• البطاريَّة النِّصفيَّة: أحد جزأيّ خليَّة كهروكيميائيّة تتألَّف من إلكترون (قطب) في سائل موصل.
• صورة نصفيّة: تمثّل الجُزْء العلويّ لشخص واليدين فقط. 

نُصوف [مفرد]: مصدر نصَفَ1. 

نصيف1 [مفرد]: نصف، وسط، ما بين البداية والنهاية "نصيف العُمْر". 

نصيف2 [مفرد]: ج أنْصِفَة: كلُّ ما غطَّى الرّأس من حجابٍ أو عمامة "نصيف امرأة- تغطَّت بالنّصيف- أنصفةٌ شتويَّة- سقطَ النصيف ولم تُردْ إسقاطه ... فتناولته واتّقتنا باليدِ". 
نصف
ابن الأعرابي: النَّصف والنِّصْف والنُّصف: أحد شِقَّي الشيء، والجمْع أنصاف.
والنِّصْف؟ أيضاً -: النَّصَفَة، وأنشد سيبويه للفرزدق:
ولكِنَّ نِصْفاً لو سَبَبْتُ وسَبَّني ... بنو عَبْدِ شَمْسٍ من مَنَافٍ وهاشِمِ
هكذا أنشده سيبويه، والذي في شعره: " لكن عَدْلا ".
وإناء نصفان؟ بالفتح -: إذا بلغ الماء نِصْفَه، وقِرِبة نَصْفى.
ونَصَفْتُ الشيء نَصْفاً: بلغت نِصْفَه، تقول: نَصَفْتُ القرآن، ونَصَفَ عُمره، ونَصَفَ الشَّيْبُ رسه، ونَصَفَ الإزار ساقه. قال أبو جُنْدب الهذلي:
وكُنْتُ إذا جاري دَعا لِمَضُوْفَةٍ ... أُشَمِّرُ حتّى يَنْصُفَ السّاق مِئْزَري
ونَصَفَ النهار: أي انتصف، قال المسيب بن علس يصِف غائصاً:
نَصَفَ النَّهَارُ الماءُ غامِرُهُ ... وَرَفِيْقُهُ بالغَيْبِ لا يَدْري
يعني: والماء غامِره، فحذف واو الحال.
وقال يعقوب: نَصَفَهم يَنصُفُهم ويَنْصِفُهم نِصَافاً ونِصَافَةً؟ بالكسر فيهما -: أي خدمهم، قال لبيد؟ رضي الله عنه - يصِف ظُروف الخمْر:
لها غَلَلٌ من رازِقيّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُوْنَ المَقَاوِلا
وقال ابن الأعرابي: المَنْصَفُ والمِنْصَفُ؟ بفتح الميم وكسرها -: الخادم، ووافقه الأصمعي على الكسر، ومنه حديث ابن عبّاس - رضي الله عنهما -: أنه ذكر داود؟ صلوات الله عليه - يوم فتنته فقال: دخل المحراب وأقعد مِنصفاً على الباب. والمؤنث مِنْصَفةٌ، والجمْع: مَناصِف، قال عمر بن عبْد الله بن أبي ربيعة:
قد حَلَفَتْ لَيْلَةَ الصَّوْرَيْنِ جاهِدَةً ... وما على المرء إلاّ الصَّبْرُ مُجْتَهِدا
لِتِرْبِها ولأُخْرى من مَنَاصِفِها ... لَقَدْ وَجَدْتُ به فوق الذي وَجَدا
ومَنْصَفُ الطريق: نِصْفُه.
ومَنْصَفٌ؟ أيضاً -: واد باليمامة.
وقال ابن دريد: نَاصِفَةُ: مَوْضِعٌ، قال البَعيثُ:
أهَاجَ عليكَ الشَّوْقَ أطْلالُ دِمْنَةٍ ... بِناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أو جانِبِ الهَجْلِ
والنّاصِفَة: مجرى الماء، والجَميع: النَّوَاصِفُ، قال طرفة بن العبد:
كأنَّ حُدُوْجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايا سَفِيْنٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ
وقال الأصمعي: النَّوَاصِفُ: رحاب.
وقال ابن عبّاد: النّاصِفَةُ: صخرة تكون في مَنَاصِف أسناد الوادي.
ونَصَفَهم يَنْصُفُهم؟ بالضم -: أي أخذ منهم النِّصْفَ، كما يقال: عَشَرهم يَعْشُرَهم إذا أخذ منهم العُشْرَ.
وقال ابن عبّاد: نَصَفَ النخل نُصُوْفاً: إذا احمرّ بعض بُسْرِه وبعضه أخضرُ.
والنَّصِيْفُ: النِّصْفُ، كالثَّلِيْثِ وغيره. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم -: لا تَسُبُّوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مِلء الأرض ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نَصِيْفَه. ويُروى: " مَدَّ أحَدِهم " بالفتح: وهو الغاية؛ من قولهم: لا يُبْلغ مَدُّ فلان: أي لا يُلْحَق شَأوُه، قال سلمة بن الأكْوَع رضي الله عنه:
لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيْفْ
وقد ذُكر الرَّجَزُ بتمامه وسببه في تركيب ع ج ف.
والنَّصِيْفُ؟ أيضاً -: الخِمَارُ. ومنه حديث النبي؟ صلى الله عليه وسلم - في صفة الحور العين: ولَنَصِيْفُ إحداهُن على رأسها خير من الدنيا وما فيها. وقال النابغة الذبياني:
سَقَطَ النَّصِيْفُ ولم تُرِدْ إسْقاطَهُ ... فَتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ
وقال ابن عبّاد: بُرْد نَصِيْف: إذا كان على لونين.
وقال ابن السكِّيت: النَّصَفُ؟ بالتحريك -: المرأة بين الحَدَثَة والمُسِنَّةِ، وتصغيرها نُصَيْفٌ بلا هاء، لأنها صِفة، ونِساء أنْصَاف، ورجل نَصَفٌ وقوم أنْصَافٌ ونَصَفُوْنَ، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:
لو أنَّها آذَنَتْ بِكْراً لَقُلْتُ لها: ... يا هَيْدَ مالَكِ أوْ لَوْ آذَنَتْ نَصَفا أي لو أنَّها آذَنتني وهي نَصَفٌ ولكنها قد فَنِيَت. وقال عَدي بن زيد بن مالك بن عَدِي بن الرِّقاع:
تَنَصَّلَتْها له من بَعْدِ ما قُذِفَتْ ... بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ
والنَّصَفُ؟ أيضاً -: الخُدّام، الواحد: ناصِفٌ.
والنَّصَفُ والنَّصَفَةُ: الاسم من الإنْصَافِ، والإنْصَافُ: العدل، يقال: أنْصَفَه من نفسه.
وقال ابن عبّاد: جاء مُنْصِفاً: أي مُسْرعاً.
وأنْصَفَ النهار: بلغ النِّصْفَ، مثل نَصَفَ.
وقال ابن الأعرابي: أنْصَفْتُ الشيء: أخَذْت نِصْفَه، وأنْصَفَ: إذا سار نِصْفَ النّهار.
وأنْصَفَ: إذا خدم سيده؛ مثل نَصَفَ.
وأنْصَفَ النهار: مَضى نِصْفُه، مثل نَصَفَ.
وتَنْصِيْفُ الشيء: جعله نِصْفَيْنِ.
ونَصَّفْتُ الجارية: خَمَّرْتُها.
والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي طُبخ حتّى ذهب منه النِّصْف.
والمُنَصِّفُ؟ بالكسر -: الذي نَصَّفَ رأسه بِعمامة.
ونَصَّفَ النهار: بلغ نِصْفه؛ مثل نَصَفَ نُصُوْفاً.
وانْتَصَفَ النَّهار: بَلغ نِصْفَه؛ مثْل نَصَف وأنْصَفَ.
وانْتَصَفْتُ منه: استوفيت حقي من مَظْلِمَتي.
ومُنْتَصَف كل شيء: وسَطُه، يقال: انْتَصَفَ الليل والنهار والشهر.
وانْتَصَفَتِ الجارية: أي اختمرت.
ورَمَيت الصيد فانتصف فيه سهمي: أي دخل فيه إلى النِّصْفِ.
وتناصفوا: أي أنْصَفَ بعضهم بعضاً، ومنه قوله:
مَنْ ذا رَسُوْلٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ ... عَنّي عُلَيَّةَ غَيْرَ قِيْلِ الكاذِبِ
أنّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيْبِ الغائبِ
يعني استواء المحاسِن، كأنَّ بعض أجزاء الوجه أنْصَفَ بعضاً في أخْذِ القِسْطِ من الجمال.
وناصَفْته المال: أي قاسمته على النِّصْف.
وتَنَصَّف: خدم، وتَنَصَّفَه: استخدمه، فتَنَصَّف لازِم ومُتعدٍّ، ويروى بيت حُرَقَة بِنت النعُّعمان:
بَيْنا نَسُوْسُ النّاسَ والأمْرُ أمْرُنا ... إذا نَحْنُ فيهم سُوْقَةٌ نَتَنَصَّفُ
بفتح النون وضمِّها، والبيت مخروم، فبالفتح أي نخدم، وبالضم أي نُستخدم.
وقال الفرّاء: تَنَصَّفْناك بيننا: أي جعلناك بيننا.
وتَنَصَّفَتِ المرأة: أي اختمرت؛ مثل انْتَصَفَتْ.
وتَنَصَّفْتُ السلطان: إذا سألته أن يُنْصِفَكَ.
وقال ابن عبّاد: تَنَصَّفَه الشيب: أي عممه.
وتَنَصَّفْتُ منه: أخذت منه حقي كَملاً، مثل انْتَصَفْتُ؛ حتى صرت أنا وهو على النِّصْفِ سواء.
وتَنَصَّفَه: إذا طلب ما عنده وخضع له.
والتركيب يدُل على شطر الشيء؛ وعلى جنس من الحركة.

نصف: النِّصْفُ: أَحد شقَّي الشيء. ابن سيده: النِّصْفُ والنُّصف،

بالضم، والنَّصِيفُ والنَّصْفُ؛ الأَخيرة عن ابن جني: أَحد جزأَي الكمال،

وقرأَ زيد بن ثابت: فلها النُّصْف. وفي الحديث: الصبر نِصْف الإيمان؛ قال ابن

الأَثير: أَراد بالصبر الوَرَع لأَن العبادة قِسمان: نُسُك وورَعٌ،

فالنُّسُك ما أَمَرَتْ به الشريعة، والورَعُ ما نَهَت عنه، وإنما يُنْتَهى

عنه بالصبر فكان الصبرُ نِصفَ الإيمانِ، والجمع أَنْصاف. ونصَفَ الشيءَ

يَنْصُفُه نَصْفاً وانتَصَفه وتَنَصَّفَه ونَصَّفه: أَخذ نِصْفَه.

والمُنَصَّفُ من الشراب: الذي يُطبَخ حتى يذهب نِصْفُه. ونصَفَ القَدَحَ يَنْصفُه

نَصْفاً: شرب نِصْفَه. ونصفَ الشيءُ الشيءَ ينصُفُه: بلغ نِصْفَه. ونصَف

النهارُ يَنْصُف وينصِف وانْتَصَف وأَنْصَف: بلغ نِصْفه، وقيل: كلُّ ما

بَلغ نِصْفه في ذاته فقد أَنصَف؛ وكلُّ ما بلغ نصفه في غيره فقد نصَف؛

وقال المسيب بن علس يصف غائصاً في البحر على دُرَّة:

نَصَفَ النهارُ، الماءُ غامِرُه،

ورَفِيقُه بالغَيْبِ لا يدري

أَراد انتصَف النهارُ والماءُ غامره فانتَصَفَ النهارُ ولم يخرج من

الماء، فحذف واو الحال، ونصَفْت الشيء إذا بلغت نِصْفه؛ تقول: نَصَفْت القرآن

أَي بلغت النصف؛ ونصَفَ عُمُرَه ونصَف الشيبُ رأْسَه. ويقال: قد نصَف

الإزارُ ساقَه يَنْصُفها إذا بلغ نِصفها؛ وأَنشد لأَبي جُنْدَب الهذلي:

وكنتُ، إذا جارِي دَعا لِمَضُوفةٍ،

أُشَمِّر حتى يَنْصُف الساقَ مِئْزَرِي

وقال ابنُ مَيَّادةَ يمدح رجلاً:

ترَى سَيْفَه لا يَنْصُفُ السَّاقَ نَعْلُه،

أَجَلْ لا، وإن كانت طِوالاً مَحامِلُهْ

اليزيديّ: ونصف الماءُ البئر والحُبَّ والكُوزَ وهو يَنصُفه نَصفاً

ونُصوفاً، وقد أَنصَف الماءُ الحبّ إنْصافاً؛ وكذلك الكوز إذا بلغ نصفه، فإن

كنت أَنت فعَلْت به قلت: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ والكوز إنصافاً،

وتقول: أَنصَف الشيبُ رأْسه ونصَّف تَنْصيفاً، وإذا بلغت نصْف السّنّ قلت: قد

أَنصَفْته ونصَّفْته إنصافاً وتنصيفاً وأَنصفْته من نفسي.

وإناء نَصْفان، بالفتح: بلغ الكيلُ أَو الماء نِصْفَه، وجُمْجُمةٌ

نَصْفَى، ولا يقال ذلك في غير النِّصْف من الأَجزاء أَْعني أنه، لا يقال

ثَلْثان ولا رَبْعان ولا غير ذلك من الصفات التي تقتضي هه الأجزاء، وهذا مرويّ

عن ابن الأَعرابي. ونصَّف البُسْرُ: رطَّب نصفُه؛ هذه عن أَبي حنيفة.

ومَنْصَفُ القَوْسِ والوتَر: موضع النِّصف منهما. ومَنْصَف الشيء:

وسَطُه. والمَنْصَف من الطريق ومن النهار ومن كل شيء: وسطه. والمَنْصَف: نصف

الطريق. وفي الحديث: حتى إذا كان بالمَنصف أَي الموضع الوسَط بين

الموضعين. ومُنْتَصفُ الليل والنهار: وسَطُه. وانتصف النهارُ ونصَفَ، فهو

يَنْصُف. ويقال: أَنصَف النهار أَيضاً أَي انتصف، وكذلك نصَّف؛ قال

الفرزدق:وإنْ نَبَّهَتْهُنَّ الولائدُ بعدما

تصعَّد يومُ الصَّيْف، أَو كاد يَنْصُف

وقال العجاج:

حتى إذا الليلُ التَّمامُ نصَّفا

وكل شيء بلَغ نصف غيره فقد نصَفَه؛ وكل شيء بلغ نِصْف نفْسِه فقد

أَنصَف. ابن السكيت: نصَف النهارُ إذا انتصف؛ وأَنصفَ النهارُ إذا

انتصف.ونصَّفْت الشيء؛ إذا أَخذت نِصفه. وتَنْصِيفُ الشيء: جعله نِصْفَين.

وناصَفْته المال: قاسَمْته على النصف. والنَّصَفُ: الكَهْل كأَنه بلغ نِصف

عُمُره. وقوم أَنصاف ونَصَفُون، والأُنثى نصَف ونَصَفة كذلك أَيضاً:

كأَنَّ نِصفَ عمرها ذهب؛ وقد بيَّن ذلك الشاعر في قوله:

لا تَنْكِحَنَّ عَجُوزاً أَو مُطلَّقةً،

ولا يَسُوقَنَّها في حَبْلِك القَدَرُ

وإن أَتَوْكَ فقالوا: إنها نَصَفٌ،

فإنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْها الذي غَبَرا

(* في هذا البيت إقواء.)

أَنشده ابن الأَعرابي. ابن شميل: إن فلانة لعلى نَصَفِها أَي نِصْف

شبابها؛ وأَنشد:

إنَّ غُلاماً، غَرَّه جَرْشَبِيَّةٌ

على نَفْسِها من نفْسِه، لَضَعِيف

الجَرْشَبِيّة: العجوز الكبيرة الهَرِمة، وقيل: النَّصَف، بالتحريك،

المرأَة بين الحَدَثة والمُسِنّة، وتصغيرها نُصَيْف بلا هاء لأَنها صفة؛ وفي

قصيدة كعب:

شَدَّ النهارِ ذِراعَيْ عَيْطَلٍ نَصَفٍ

النصف، بالتحريك: التي بين الشابَّة والكهْلة، وقيل: النصَف من النساء

التي قد بلغت خمساً وأَربعين ونحوها، وقيل: التي قد بلغت خمسين، والقياس

الأَول لأَنه يجرّه اشتقاق وهذا لا اشتقاق له، والجمع أَنصاف ونُصُفٌ

ونُصْفٌ؛ الأَخيرة عن سيبويه، وقد يكون النصَف للجمع كالواحد، وقد نَصَّف.

والنَّصِيف: مِكيال. وقد نصَفَهم: أخذ منهم النِّصف يَنْصُفهم نَصْفاً كما

يقال عشَرَهم يَعْشُرُهم عَشْراً. وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم:

لاتسُبُّوا أَصحابي فإن أَحدكم لو أَنفق ما في الأَرض جميعاً ما أَدرك

مُدَّ أَحدِهم ولا نَصِيفَه؛ قال أَبو عبيد: العرب تسمي النِّصف النصيف كما

يقولون في العُشر العَشِير وفي الثُّمن الثَّمِين؛ وأَنشد لسلَمة بن

الأَكوع:

لم يَغْذُها مُدٌّ ولا نَصِيفُ،

ولاتُمَيْراتٌ ولا تعْجِيفُ

لكنْ غذاها اللَّبَن الخَريفُ:

أَلمَحْضُ والقارِصُ والصَّريفُ

والنصِيف: الخِمار، وقد نَصَّفَتِ المرأَةُ رأْسها بالخمار. وانتَصَفَت

الجارية وتَنَصَّفت أَي اختمرت، ونصَّفْتها أَنا تَنْصيفاً؛ ومنه الحديث

في صفة الحور العين: ولَنَصِيفُ إحداهن على رأْسها خير من الدنيا وما

فيها؛ هو الخِمار، وقيل المِعْجَر؛ ومنه قول النابغة يصف امرأَة:

سقَطَ النَّصِيف، ولم تُرِد إسقاطَه،

فَتناوَلَتْه واتَّقَتْنا باليَدِ

قال أَبو سعيد: النصِيف ثوب تتجلَّل به المرأَة فوق ثيابها كلها، سمي

نصيفاً لأَنه نصَفٌ بين الناس وبينها فحَجز أَبصارهم عنها، قال: والدليل

على صحة ما قاله قول النابغة: سقط النصيف، لأَن النصيف إذا جعل خِماراً

فسقط فليس لستْرِها وجهَها مع كشفِها شعَرها معنًى، وقيل: نَصِيف المرأَة

مِعْجَرُها.

والنَّصَفُ والنَّصَفةُ والإنْصاف: إعطاء الحق، وقد انتصف منه، وأَنصف

الرجلُ صاحبه إنْصافاً، وقد أَعطاه النَّصفَةَ. ابن الأَعرابي: أَنصف إذا

أَخذ الحق وأَعطى الحق. والنصَفة: اسم الإنصاف، وتفسيره أَن تعطيه من

نفسك النصَف أَي تُعْطيه من الحق كالذي تستحق لنفسك. ويقال: انتصفت من فلان

أَخذْت حقي كَمَلاً حتى صرت أَنا وهو على النَّصَف سَواءً. وتَنَصَّفْت

السلطان أَي سأَلته أَن يُنْصِفَني. والنِّصْفُ: الإنْصافُ؛ قال

الفرزدق:ولكنَّ نِصْفاً، لو سَبَبْتُ وسَبَّني

بنُو عبد شَمسٍ من مَنافٍ وهاشِمِ

وأَنصَف الرجلُ أَي عدل. ويقال: أَنْصفَه من نفْسه وانْتصفْت أَنا منه

وتَناصَفوا أَي أَنصف بعضُهم بعضاً من نفسه؛ وفي حديث عمر مع زِنْباع بن

رَوْح:

مَتَى أَلْقَ زِنْباعَ بن رَوْحٍ ببلدةٍ،

لي النِّصْفُ منها، يَقْرَع السِّنَّ من نَدَمْ

النصف، بالكسر: الانتصاف، وقد أَنصَفه من خصمه يُنْصِفُه إنْصافاً

ونَصَفه ينْصِفه ويَنْصُفه نَصْفاً ونِصافة ونَصافاً ونِصافاً وأَنصَفَه

وتَنَصَّفَه كلُّه: خدَمه. الجوهري: تنصَّف أَي خَدم؛ قالت الحُرَقة بنت

النعمان بن المنذر:

فبَيْنا نَسُوسُ الناسَ، والأَمْرُ أَمْرُنا،

إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ

فأُفٍّ لدُنيا لا يدُوم نَعيمُها؛

تقَلَّبُ تاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ

ويقال: تنصَّفْته بمعنى خدَمْته وعبَدْته؛ وأَنشد ابن بري:

فإنَّ الإلَه تَنَصَّفْته،

بأَنْ لاأَعُقَّ وأَن لا أَحُوبا

قال: وعليه بيت الحُرَقة بنت النعمان بن المنذر:

إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

ونصف القومَ أَيضاً: خدمهم؛ قال لبيد:

لها غَلَلٌ من زازِقيٍّ وكُرْسُفٍ

بأَيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفون المَقاوِلا

قوله لها أَي لظُروف الخمر. والناصِفُ والمِنْصَف، بكسر الميم: الخادم.

ويقال للخادم: مِنْصَف ومَنْصَفٌ. والنَّصِيفُ: الخادم. وفي حديث ابن

عباس، رضي اللّه عنهما: أَنه ذكر داود، عليه السلام، فقال: دخل المِحراب

وأَقعد مِنْصفاً على الباب، يعني خادماً، والجمع مَناصِف؛ قال ابن الأَثير:

المنصف، بكسر الميم، الخادم، وقد تفتح الميم. وفي حديث ابن سَلام، رضي

اللّه عنه: فجاءني مِنصف فرَفع ثيابي من خَلْفي. ويقال: نصَفْت الرجل فأَنا

أَنْصُفُه وأَنْصِفُه نِصافة ونَصافة أَي خدمته. والنَّصَفةُ:

الخُدَّام، واحدهم ناصِفٌ، وفي الصحاح: والنصَف الخدَّام. وتنصَّفه: طلَب

مَعْرُوفه؛ قال:

فإن الإله تَنَصَّفْتُه،

بأَنْ لا أَخُونَ وأَنْ لا أُخانا

وقيل: تَنَصَّفْته أَطعْته وانْقَدْت له؛ وقول ابن هَرْمَةَ:

مَنْ ذا رسولٌ ناصِحٌ فَمُبَلِّغٌ

عنَّي عُلَيَّةَ غَيرَ قِيلِ الكاذِبِ

أَني غَرِضْتُ إلى تَناصُف وجْهِها،

غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحبيبِ الغائِبِ

أَي اشْتَقْت، وقيل: معناه خِدْمة وجهها بالنظر إليه، وقيل: إلى محاسنه

التي تقَسَّمت الحسن فتَناصَفَتْه أَي أَنصفَ بعضُها بعضاً فاستوت فيه؛

وقال ابن الأَعرابي: تناصُف وجهِها محاسنها أَنها كلّها حَسَنة يُنْصِفُ

بعضها بعضاً، يريد أَن أَعضاءها متساوية في الجمال والحسن فكأَنَّ بعضها

أَنصف بعضاً فتناصف؛ وقال الجوهري: يعني استواء المحاسن كأَنَّ بعض أَعضاء

الوجه أَنصف بعضاً في أَخذ القِسْط من الجمال؛ ورجل متناصف: مُتساوي

المحاسن، وأَنصف إذا خدم سيده. وأَنصف إذا سار بنصف النهار.

والمَناصِف: أَودية صغار، والنواصِف: صخور في مَناصِف أَسناد الوادي

ونحو ذلك من المَسايِل؛ وفي حديث ابن الصَّبْغاء:

بين القِرانِ السَّوْء والنَّواصِف

جمع ناصفة وهي الصخرة. قال ابن الأَثير: ويروى التَّراصُف. والنواصِفُ:

مجاري الماء في الوادي، واحدتها ناصفة: وأَنشد:

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِف من دَدِ

والناصفة من الأَرض: رَحَبة بها شجر لا تكون ناصفة إلا ولها شجر.

والناصفة: الأَرض التي تُنبت الثُّمام وغيره. وقال أَبو حنيفة: الناصفة موضع

مِنبات يتَّسع من الوادي؛ قال الأَعشى:

كخَذُولٍ تَرْعى النَّواصِفَ من تَثْـ

ـلِيثَ قَفْراً، خَلا لها الأَسْلاقُ

والناصفة: مجرى الماء، والجمع النواصف، وقيل: النواصف أَماكن بين

الغِلَظ واللَّين؛ وأَنشد قول طرفة:

كأَنَّ حُدُوجَ المالِكِيّةِ، غُدْوةً،

خَلايا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ من دَدِ

وقيل: النواصِف رِحاب من الأَرض. وناصفةُ: موضع؛ قال:

بناصِفةِ الجَوَّيْن أَو بمُحَجِّر

نصف
النَّصْفُ، مثَلَّثَةً هكَذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ، عَن ابنِ الأَعْرابِيَّ، قالَ شَيْخُنا: أفصَحُها الكَسْرُ، وأَقْيَسُها الضمُّ لأَنّه الجارِي على بَقِيَّةِ الأَجْزاءِ كالرُّبع والخُمْسِ والسُّدْسِ، ثمَّ الفَتْحُ. قلتُ: الَكْسُر والضمُّ نَقَلهَما ابنُ سِيدَه، وأَما الفَتْحُ فإنَّه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ، وقَرَأَ زيدُ بنُ ثابِتٍ فَلَها النَّصْفُ بالضمِّ: أَحَدُ شِقَّيِ الشَّيْءِ وَفِي الأساس أَحَدُ جُزْأَيِ الكَمالِ كالنَّصِيفِ كأَمِيرٍ، كالثَّليثِ والثَّمِينِ والعَشِيرِ، فِي الثُّلثِ والثُّمنِ والعُشر، قَالَه أَبو عُبَيْدٍ وَمِنْه الحَديِثُ: مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفه وقالَ الرّاجِزُ: لَمْ يَغْذُهَا مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ وَقد مَرَّ فِي ع ج ف. ج: أَنْصافٌ كِشْبرٍ وأَشْبارٍ، وصَبْرٍ وأَصْبارٍ، وقُفْلٍ وأَقْفالٍ. والنِّصفُ بالكسرِ، ويُثَلَّثَ هُوَ: النَّصَفَةُ الاسمُ من الإِنْصافِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، واقْتَصَرَ على الكَسْرِ، وأَنشَدَ للفَرَزْدَقِ:
(ولِكنَّ نِصْفاً لَو سَبَبْتُ وسَبنَّىِ ... بَنُو عَبْدِ شَمْسٍ مِنْ مَنافٍ وهاشِمِ)
قالَ الصّاغانِيّ: هَكَذَا أَنشَدَه سِيبَوَيْه، وَالَّذِي فِي شِعْرِه ولِكَّن عَدْلاً وإناءٌ نَصْفانُ كسَحْبانَ، وقِرْبَةٌ نَصْفَي، ككَسْرَى: إِذا بَلَغَ الماءُ نِصْفَه ونِصْفَها، وكذلِكَ إِذا بَلَغَ الكَيْلُ نِصْفَه، وَلَا يُقالُ ذلِكَ فِي غيرِ النَّصْفِ من الأَجْزاءِ، أَعْنِي أَنّه لَا يُقال: ثَلْثانُ وَلَا رَبْعانُ، وَلَا غَيْرُ ذلِك من الصِّفات الَّتِي تَقْتَضِى هَذِه الأَجْزاءَ، وَهَذَا مَرْوِىُّ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. ونَصَفَهُ أَي: الشَّيْءَ كنَصَرَه يَنْصُفُه نَصْفاً: بَلَغَ نِصْفهَ تَقُولُ: نَصَفْتُ القُرآنَ. ونَصَفَ النَّهارُ يَنْصِفُ ويَنْصُفُ: مثلُ انْتَصَفَ، كأَنْصَفَ وذلِكَ إِذا بَلَغَ نِصْفَه. وقِيلَ: كُلُّ مَا بَلَغَ نِصْفَه فِي ذاتِه فقَدْ أَنْصَفَ، وكُلُّ مَا بَلَغ نِصْفَه فِي غَيْرهِ فقَدْ نَصَفَ. وقالَ المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ يَصِفُ غائِصاً على دُرَّةٍ:
(نَصَفَ النَّهارُ الماءُ غامِرُه ... ورَفِيقُهُ بالغَيْبِ لَا يَدْرِي)
أَرَادَ: انْتَصَفَ النَّهارُ والماءُ غامِرُهُ، فانْتَصَف النَّهارُ ولمْ يَخْرُجْ من الماءِ، فحَذَف واوَ الحالِ.
ونَصَفَ القومَ يَنْصُفُهم نَصْفاً بالفتحِ وَنِصَافَةً كسَحابَةٍ ويُكْسَرُ: إِذا أَخَذَ مِنْهُم النِّصْفَ كَمَا يُقالُ: عَشَرهُم يَعْشُرُهُم عَشْراً: إِذا أَخَذَمنهم العُشْرَ. ونَصَفَ الشَّيْءَ نَصْفاً بالفَتْحِ: أَخَذَ نِصْفَهُ. ونَصَفَ القَدَحَ نَصْفاً: شَرِبَ نِصْفَه. ونَصَفَ النَّخْلُ نُصُوفاً كقُعُودٍ: احْمَرَّ بَعْضُ بُسْرِهِ وبَعْضُه أَخْضَرُ عَن ابنِ عَبّادٍ كَنصَّفَ تَنْصِيفاً عَن أَبي حَنِيَفةَ. ونَصفَ فُلاناً يَنْصُفُه بالضمِّ ويَنْصِفُه بالكسِر لُغَةٌ)
فِيهِ، ذكَرَهُما يَعْقُوبُ نَصْفاً بالفَتْحِ، ونِصافاً ونِصافَةً بكَسْرِهِما عَن يَعْقُوبَ وفَتْحهِما عَن غَيْرِه: خَدَمَهُ قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنهُ يَصفُ ظُروفَ الخَمْرِ:
(لَها غَلَلٌ مِنْ رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ ... بأيْمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُونَ المَقاوِلاَ)
كأَنْصَفَه إنْصافاً. والمِنَصْفُ، كمَقْعَد ومِنْبَرٍ كِلاهُما عَن ابنِ الأَعْرابِي: الخادِم ووافَقَه الأَصْمَعِيُّ على الكسرِ، وَفِي حَديثِ دَاودَ عَلَيْهِ السَّلامُ: فدَخَلَ المِحْرابَ، وأَقْعَدَ مِنْصَفاً عَلَى البابِ وَهِي بهاءٍ، ج: مَناصِفُ قَالَ عُمَرُ بنُ أَبِي رَبِيعَةَ:
(لتِرْبِها ولأُخْرَى مِنْ مَناصِفِها ... لقَدْ وَجَدْتُ بِه فَوْقَ الَّذِي وَجَدَا)
ومَنْصَفٌ كمَقْعَدٍ: وادٍ باليَمامَةِ يَسْقِي بلادَ عامَرٍ من حَنِيَفَةَ، ومِنْ وَرائِه قَرْقَرَى، كَمَا فِي المُعْجَمِ. والمَنْصَفُ من الطَّرِيقِ ومِنَ النَّهارِ، ومِنْ كُلِّ شيءٍ: نِصفُه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: ناصِفَةُ: ع قالَ البَعِيثُ:
(أهاجَ عليكَ الشَّوْقَ أَطْلالُ دِمْنَةٍ ... بناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أَو جانِبِ الهَجْلِ)
ويُرْوَى: بناصِفَةِ الجَوَّيْنِ أَو بمُحَجَّرِ والنّاصِفَةِ مِنَ الماءِ: مَجْراهُ فِي الوادِي ج: نَواصِفُ قالَ طَرَفَةُ ابنُ العَبْدِ:
(كأَنَّ حُدُوجَ المالِكِيَّةِ غُدْوَةً ... خَلايَا سَفِينٍ بالنَّواصِفِ مِنَْددِ)
أَو النّاصِفَةُ: صَخْرَةٌ تَكُونُ فِي مَناصِفِ أَسْنادِ الوادِي كَمَا فِي المُحِيطِ، وزادَ فِي اللِّسانِ: ونَحْوِ ذلِكَ من المَسايِلِ. والنَّصِيفُ كأَمِيرٍ: الخِمارُ وَمِنْه الحَدِيثُ فِي صِفَةِ الحُورِ العِينِ: ولنَصَيِفُ إحْداهُنَّ علَىَ رَأْسِها خَيْرٌ مِنَ الُّدنْيَا وَمَا فِيهَا وأَنشَدَ الجوهرِيُّ للنّابِغَةِ يَصِفُ امْرَأَةً:
(سَقَطَ النَّصِيفُ ولَمْ يُرِدْ إِسْقاطَهُ ... فتَناوَلَتْهُ واتَّقَتْنا باليَدِ)
وقِيلَ: نَصِيفُ المرأَةِ: مِعْجَرُها. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: النَّصِيفُ: ثَوْبٌ تَتَجَلَّلُ بِهِ المَرْأَةُ فوقَ ثِيابِها كُلِّها، سُمِّيَُ نَصِيفاً لأَنّه نَصَفَ بينَ النّاسِ وبَيْنَها، فحَجَزَ أبْصارَهُم عَنْها، قالَ: والدَّلِيلُ على صِحَّةِ هَذَا قولُه: سَقَطَ النَّصِيفُ. لأَنَّ النَّصِيفَ إِذا جُعِلَ خِماراً فَسَقَطَ فليَس لسَتْرِها وَجْهَها مَعَ كَشْفِها شَعْرَها معنى. ويُقالُ: النَّصِيفُ: العِمامَةُ، وكُلُّ مَا غَطَّى الرَّأْسَ فَهُوَ نَصِيفٌ. والنَّصِيفُ من البُرْدِ: مالَهُ لَونْانِ. والنَّصِيفُ: مِكْيالٌ لَهُمْ، نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَبِه فُسّرَ الحدِيثُ السابقُ، وقولُ الرَّاجِزِ. والَّنصَفُ، مُحَرَّكَةً: الخُدّامُ، الواحِدُ ناصِفٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَفِي المُحْكَمِ النَّصَفَةُ: الخُداّمُ، واحِدُهم ناصِفٌ. وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ: النَّصَفُ: المَرْأَةُ بينَ الحَدَثَةِ والمُسِنَّةِ قالَ غيرُه:)
كأَنَّ نِصْفَ عُمْرِها قد ذَهَبَ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:
(وإنْ أَتَوْكَ وقالُوا إنَّها نَصَفٌ ... فإنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْها الذَّيِ غَبَرَا)
أَو هِيَ التّيِ بَلَغَتْ خَمْساً وأَرْبَعِينَ سَنَةً، أَو التَّيِ قَدْ بَلَغَتْ خَمْسِينَ سَنَةً ونَحْوَها، والقِياسُ الأَوَّلُ، لأَنَّهُ يَجُره اشْتِاقٌ، وَهَذَا لَا اشْتِقاقَ لَهُ، كَما فِي اللِّسانِ، قالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وتَصْغِيرُها نُصَيْفٌ، بِلَا هاءٍ لأَنَّها صِفَةٌ، وهُنَّ أَنْصافٌ، ونُصُفٌ بضَمَّتَيْنِ، وبِضَمَّةٍ الثانِيَةُ عَن سِيَبويْهِ وَقد يَكُونُ النَّصَفُ للجَمْعِ كالواحِدِ وَهُوَ نَصَفٌ مُحَرَّكَةً، من قومٍ أَنْصافٍ ونَصَفِينَ قالَ ابنُ الرِّقَاعِ:
(تَنَصَّلَتْها لَهُ من بَعْدِ مَا قَذَفَتْ ... بالعُقْرِ قَذْفَةَ ظَنٍّ سَلْفَعٌ نَصَفُ)
ورَجُلٌ نِصْفٌ، بالكَسْرِ: أَي من أَوْساطِ النّاسِ، وللأُنْثَى والجَمْعِ كَذِلكَ. والإنْصافُ بالكسرِ: العَدْلُ قَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: أَنْصَفَ: إِذا أَخَذَ الحَقَّ، وأَعْطَى الحَقَّ. والاسْمُ النَّصَفُ والنَّصَفَةُ، مُحَرَّكَتَيْنِ وتَفْسِيرهُ أَنْ تُعْطِيَهُ من الحَقِّ كالذَّيِ تَسْتَحِقُّه لنَفْسِكَ، ويُقالُ: أَنْصَفَه من نَفْسِه.
وأَنْصَفَ الرَّجُلُ: سارَ نِصْفَ النَّهارِ عَن ابنِ الأَعرابيِّ. وأَنْصَفَ النَّهارُ: بَلَغَ النِّصْفَ أَو مَضَى نِصْفُه، كانْتَصَفَ، وَقد تقُدَّمَ. وأَنْصَفَ الشَّيءَ: أَخَذَ نِصْفَه عَن ابنِ الأَعرابِيِّ. وأَنْصَفَ فُلانٌ: أَسْرَعَ عَن ابنِ عَبّادٍ. ونَصَّفَ الجارِيَةَ بالخِمارِ تَنْصِيفاً: خَمَّرَها بِهِ عَن ابنِ الأَعْراِبيِّ. ونَصَّفَ الشّيْءَ: جَعَلَه نِصْفَيْنِ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ أَيْضاً. ونَصَّفَ رَأْسُه ولِحْيَتُه: صارَ السَّوادُ والبَياضُ نِصْفَيْنِ نقَلَه الصّاغانِيُّ. وَفِي الصِّحاحِ: نَصَّفَ الشّيْبُ رَأْسَه بَلَغَ النِّصْفَ. ويُقالُ: هُوَ يَشْرَبُ المُنَصَّفَ، كمُعَظَّمٍ: الشَّراب طُبِخَ حَتَّى ذَهَبَ نِصْفُه. والمُنَصِّفُ، كمُحَدِّثٍ: مَنْ خَمَّرَ رَأْسَه بعِمامَة. ويُقالُ انْتَصَفَ منْه: إِذا اسْتَوْفَى حَقَّه مِنْهُ كامِلاً حَتَّى صارَ كُلُّ عَلَى النِّصْفِ سَواءً، كاسْتَنْصَفَ مِنْه وَهَذِه عَن الِكسائِيِّ. وانْتَصَفَت الجارِيَةُ: اخْتَمَرَتْ بالنَّصِيفِ كتَنَصَّفَ فيِهِما.
ويُقالُ: تَنَصَّفْتُ السُّلْطانَ، إِذا سَأَلْتَه أَنْ يُنْصِفَكَ. وتَنَصَّفَت الجارِيَةُ: تَخَمَّرَتْ. ويُقالُ: رَمَى فانْتَصَفَ سَهْمُه فِي الصَّيِدْ: أَي دَخَل فيِه إِلَى النِّصْفِ. ومُنْتَصَفَ النَّهارِ، وكُلِّ شَيْءٍ بفَتْحِ الصّادِ: وَسَطُه يُقالُ: أَتَيْتُه مُنْتَصَفَ النَّهارِ، والشَّهْرِ. وتَناصَفُوا: أَنْصَفَ بَعْضُهُم بَعْضاً من نَفْسِه، نقَلَه الجَوْهِريُّ، وأَنْشَدَ قولَ ابنِ الرِّقاعِ:
(إنِّي غَرِضْتُ إِلَى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلَى الحَبِيبِ الغاِئبِ)
يَعْنِي اسْتِواءَ المَحاسِنِ، كأَنَّ بعضَ أجْزاءِ الوَجْهِ أَنْصَفَ بَعْضاً فِي أَخْذِ القِسْطِ من الجَمالِ، وغَرِضْتُ: اشْتَقْتُ وقالَ غيُره: مَعْناهُ خِدْمَة وَجْهِها بالنظرِ إليهِ: وقِيلَ: إِلَى مَحاسِنِه الَّتِي) تَقَسَّمَت الحُسْنَ فتَناصَفَتْهُ: أَي أَنْصَفَ بعضُها بَعْضاً، فاسْتَوَتْ فيِه، وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: تَناصُفُ وَجْهِها: مَحاسِنُها أَي أَنّها كُلَّها حَسَنَةٌ يُنْصِفُ بعضُها بَعْضاً، يُريدُ أَنَّ أعَضْاءَها حَسَنَةٌ متساويةٌ فِي الجَمالِ والحُسْنِ، فكأَنَّ بعضَهما أَنْصَفَ بَعْضًا، فتَناصَفَ، وناصَفَه مُناصَفَةً: قاسَمَه على النِّصْفِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وتَنَصَّفَ الرّجُلُ: خَدَمَ نقَلَهَ الجَوْهريُِّ، وأَنشَدَ لحُرَقَةَ بنتِ النُّعْمانِ ابنِ المُنْذَرِ:
(فَأُفٍٍّ لدُنْيَا لَا يَدُومُ نَعِيُمها ... تَقَلَّبُ تَاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ) (بَيْنَا نَسُوسُ النّاسَ والأَمْرُ أَمْرُنَا ... إِذا نَحْنُ فِيِهم سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ)
قَالَ الصّاغانِيُّ: والبَيْتُ مَخْرُومٌ وقالَ ابنُ بَرِّي: تَنَصَّفْتُه: خَدَمْتُه وعَبَدْتُه، وأَنْشَدَ:
(فإنَّ الْإِلَه تَنَصَّفْتُه ... بأَنْ لَا أَعُقَّ وأَنْ لَا أَحُوبَا)
وتَنَصَّفَ فُلاناً اسْتَخْدَمَه فَهُو ضِدٌّ وعِبارةُ العُبابِ: تَنَصَّفَ: خَدَمَ، وتَنَصَّفَه: اسْتَخْدَمَه، فتَنَصَّفَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وَلم يَذْكرُ الضِّدِّيَّةَ، فتَأَمَّلْ، ويُرْوَى قولُ الحُرَقَةِ بفَتْحِ النُّون وبِضَمِّها فبالْفَتْحِ: أَي نَخْدُم، وبالضمِّ: أَي نُسْتَخْدَمُ. وتَنَصَّفَ زَيْداً: طَلَبَ مَا عِنْدَه عَن ابنِ عَبّادٍ. وتَنَصَّفَ فُلاناً: خَضَعَ لَهُ عَن ابنِ عَبّادٍ أَيضاً. وتَنَصَّفَ السُّلْطانَ: سَأَلَه أَنْ يُنْصِفَه، كاسْتَنْصَفَه. وتَنَصَّفَ الشَّيْبُ إيّاهُ: عَمَّهُ عَن ابنِ عَبّادٍ. وقالَ الفَرّاءُ: تَنَصَّفْناكَ بَيْنَنا: أَي جَعَلْناكَ بَيْنَنا. والمَناصِفُ: أَدْوِيَةٌ صغارٌ.
واسْمُ ع بعَيْنِه.
وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عليِه: قَالَ اليَزِيدِيُّ: نَصَفَ الماءُ البِئْرَ والحُبَّ والكُوزَ، وَهُوَ يَنْصُفُه نَصْفاً ونُصُوفاً، وَقد أَنْصَفَ الماءُ الحُبَّ إِنْصافاً، وكذلِكَ الكُوزَ: إِذا بَلَغَ نِصْفَه، فإنْ كُنْتَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِه قُلْتَ: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ والكُوزَ. وتقَوُل: أَنْصَفَ الشيبُ رَأَسَه ونَصَّفَ تَنْصِيفاً. وَإِذا بَلَغْتَ نِصْفَ السِّنِّ قلتَ: قد أَنْصَفْتُه، ونَصَّفْتُه، إنْصافاً وتَنْصِيفاً. والمُناصِفُ، بالضمٌّ: البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه، لغةٌ يَماِنَّيةٌ.
ومَنْصَفُ القَوْسِ، والوَتَرِ: مَوْضِعُ النِّصْفِ مِنْهُمَا. والمَنْصَفُ: المَوْضِعُ الوَسَطُ بينَ المَوضِعَيْنِ.
ونَصَّفَ النَّهارُ تَنْصِيفاً: انْتَصَفَ قالَ العَجّاجُ: حَتَّى إِذا اللَّيْلُ التَّمامُ نَصَّفَا وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إنَّ فُلانَةَ لعَلَى نَصَفِهِا، مُحَرَّكَةً: أَي نِصْفِ شَبابِها. ونَصَّفَ الرَّجُلُ تَنْصِيفاً: صارَ كَهْلاً، كأَنَّه بَلَغَ نصفَ عُمُرِه. والنَّصِيفُ، كأَمِيرٍ س: الخادِمُ. وتَنَصَّفَه طَلَبَ مَعْرُوفَه، قالَ:)
(فإنّ الْإِلَه تَنَصَّفْتُه ... بأَن لَا أَخُونَ وأَنْ لَا أُخانَا)
وقيلَ: تَنَصَّفْتُه: أَطَعْتُه، وانْقَدْتُ لَهُ. ورَجُلٌ مُتَنِاصفٌ: مُتَساوِي المَحاسِنِ. ومَكانٌ مُتَناصِفٌ: مُسْتَوِى الأَجْزاءِ، كأَنَّ بعضَ أَجْزائِه يُنْصِفُ بَعْضاً، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ. والنَّواصِفُ: الرِّحابُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وزادَ غيرُه: بهَا شَجَرٌ. وقِيلَ: النّاِصَفُة الأَرْضُ تُنْبِت الثُّمامَ وغيرَه، وَقَالَ أَبو حَنِيَفَة: النّاصِفَةُ: موضِعٌ مِنْباتٌ، يَتَّسِعُ من الوادِي، وَقَالَ غيرُه: النَّواصِفُ: أَماكِنُ بينَ الغِلَظٍ واللِّينِ. ويُقالُ: انْصِفْ هذِه الدَّراهِمَ بينَنا: أَي اقْسِمْها نِصْفَيْنِ، كَمَا فِي الأَساسِ. ونَصَّفَه تَنْصِيفاً: اسْتَخْدَمَه، كَمَا فِي الأَساسِ أَيضاً. والمَنْصَفُ، كمَقْعَدٍ: اخْتِلاسُ الحَقِّ بحِيلَةٍ، عامِّيّةٌ والجَمْعُ المَناصِفُ، والرَّجُلُ مَناصِفِيٌّ. ومَنْصَف: مِنْ قُرَى بَلَنْسِيَة. وقدْ سَمَّوْا ناصِفاً. وانْتَصَفَت الإبِلُ ماءَ حَوْضِها: شَرِبَتْه أَجْمَعَ، نقَلَه ابنُ الأَعْرابِيِّ، وَهِي لُغَةٌ فِي الضّادِ المعجمةِ. واسْتَنْصَفَ الوالِي الخَراجَ: اسْتَوْفاهُ، هكَذا نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ على الصَّوابِ فِي تركيب ن ظ ف وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ تَبَعاً لغَيْرِه أَنّه اسْتَنْظَفَ، بالظاءِ. والمَنْصِفُ، كمَجْلِسٍ: لُغَةٌ فِي المَنْصَفِ كمَقْعَدٍ، للوادِي، عَن الحَفْصِيِّ. والنّاصِفَةُ: الرَّحْبَةُ فِي الوادِي. وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ناصِفَةُ: وادٍ من أَوْدِيَةِ القَبَلِيَّةِ. وناصِفَةُ الشَّجْناءِ: موضِعٌ فِي طَرِيقِ اليَمامَةِ. وناصِفَةُ العَمْقَيْنِ: فِي بِلادِ بَنِي قُشَيْرٍ، قَالَ مُصْعَبُ بنُ طُفَيْلٍ القُشَيْرِيُّ: بناصِفَةِ العَمْقَيْنِ أَو بُرْقَةِ اللِّوَى على النَّأْيِ والهِجْرانِ شَبَّ شَبُوبُها وناصِفَةُ العُنابِ: موضِعٌ آخرُ، قَالَ مالِكُ بنُ نُوَيْرَةَ: كأَنَّ الخَيْلَ مَبْرَكَها سَنِيحاً قُطامِيٌّ بنَاصِفَةِ العُنَابِ ويومُ ناصِفَةَ: من أَيّامِ العَرَبِ. وناصِفَةُ الــعَقِيقِ: موضِعٌ بالمَدِينَةِ، قَالَ أَبو مَعْرُوفٍ أَحَدُ بَنِي عَمْرِو ابنِ تَمِيمٍ: أَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الدَّمَنِ الخُشُوعِ بناصِفَةِ الــعَقِيقِ إِلَى البَقِيِعِ والناصِفَةُ: ماءٌ لبَنِي جَعْفَرِ بنِ كلاِبٍ، كَذَا فِي المُعْجَمِ. والنَّواصِفُ: موضِعٌ بعُمانَ.

سيل

[سيل] نه: في صفته صلى الله عليه وسلم: "سائل" الأطراف، أي ممتدها. وروى بنون بمعناه كجبرئيل وجبرين. ش: هو بتحتية بعد ألف. شفا: أي طويل الأصابع. ك: "مسيل" هرشي بفتح ميم وكسر مهملة مكان منحدر فيه.
س ي ل: (السَّيْلُ) وَاحِدُ (السُّيُولِ) وَ (سَالَ) الْمَاءُ وَغَيْرُهُ مِنْ بَابِ بَاعَ وَ (سَيَلَانًا) أَيْضًا. وَ (مَسِيلُ) الْمَاءِ مَوْضِعُ سَيْلِهِ وَالْجَمْعُ (مَسَايِلُ) وَيُجْمَعُ أَيْضًا عَلَى (مُسُلٍ) بِضَمَّتَيْنِ وَ (أَمْسِلَةٍ) وَ (مُسْلَانٍ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. وَ (السِّيلَانُ) بِكَسْرِ السِّينِ وَسُكُونِ الْيَاءِ مَا يَدْخُلُ مِنَ السَّيْفِ وَالسِّكِّينِ فِي النِّصَابِ. 

سيل


سَالَ (ي)(n. ac. سَيْلمَسَال []
مَسِيْل [] سَيَلَاْن)
a. Flowed, ran, streamed, poured; spread.

سَيَّلَأَسْيَلَa. Made to flow &c.; melted, liquefied.

تَسَاْيَلَa. Poured from every quarter (soldiers).

سَيْل
(pl.
سُيُوْل)
a. Torrent, stream; current.
b. Pouring &c.

سَيْلَةa. see 1 (a)b. . Shower, downpour.
c. Waist-coat pocket.

سَاْيِلa. Liquid, fluid.

سَاْيِلَة
(pl.
سَوَاْيِلُ)
a. Blaze, white star ( on a horse's nose ).

سَيَاْلَة
(pl.
سَيَاْل)
a. Wild artichoke ( carduus lacteus ).

سَيَّاْلa. Current; rapid.
b. see 21
سَيَّاْلَةa. see 1 (a)
سَيَالِيْن
سَاْيِلَة
سِيْلَاْن
(pl.
مَسِيْل)
a. Precious stone.
b. Haft, hilt ( of a sword ).
سَيَلَاْنa. see 1 (a)
مَسِيْل []
a. Channel, bed.

مُسَال
a. Side of the face; whisker.

سِيْمُوؤْنِيَّة
G.
a. Simony.

سِيْنَآء سِيْنَا
a. Sinai.

إِبْن سِيْنَا
a. Avicenna ( celebrated physician ).
س ي ل

سال الماء في مسيله ومسايله، وأسلته وسيلته، ونزلنا بواد نبته ميال، وماؤه سيال. ولبعضهم.

النبت ميال على رملاته ... والماء سيال على أحجاره

وطول سيلان السيف والسكين وهو ذنبه الداخل في النصاب. وكأن ثغرها شوك السيال وهو شجر الخلاف بلغة اليمن.

ومن المجاز: سالت عليه الخيل. وقال:

أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطي الأباطح

وقال:

سالت عليه شعاب الحيّ حين دعا ... أنصاره بوجوه كالدنانير

وقال عبيد بن أيو العنبريّ:

وواعد مخوف لا تسيل فجاجه ... بركب ولم تعنق لديه أراجله

ورأيت سائلة من الناس وسيالة: جماعة سالوا من ناحية. وإن فلاناً لمسال الخدين: أسيلهما، وإنه لطويل المسالين وهما جانبا لحييه. وتقول: نازلت الأبطال ولما يسل وجهي. 
[سيل] السَيْلُ: واحد السُيولِ. وسالَ الماء وغيره سَيْلاً وسَيَلاناً، وأَسالَهُ غيره وسَيّلَهُ أيضاً. ومَسيلُ الماءِ: موضع سَيْلِهِ، والجمع مَسايِلُ، ويجمع أيضاً على مُسُلٍ وأَمْسِلَةٍ ومُسْلانٍ، على غير قياس، لان مسيلا إنما هو مفعل، ومفعل لا يجمع على ذلك، ولكنهم شبهوه بفعيل، كما قالوا: رغيف ورغف وأرغفة ورغفان. ويقال للمَسِيلِ أيضاً مَسَلٌ بالتحريك. والسائِلَةُ: الغُرَّةُ التي عَرُضَتْ في الجبهة وقصبَةِ الأنف. وقد سالَتِ الغُرَّةُ، أي استطالت وعَرُضَتْ. فإنْ دقّتْ فهي الشِمْراخُ. وتَسايَلَتِ الكتائبُ، إذا سالت من كل وجه. والسيلان بالكسر: ما يدخل من السيف والسكين في النصاب. قال أبو عبيد: قد سمعته، ولم أسمعه من عالم. ومسالا الرجل: جانِبا لِحيته، الواحد مُسالٌ. وقال: فلو كان في الحيّ النَجِيِّ سَوادُهُ لَما مَسَحَتْ تلك المُسالاتِ عامر ومسالاه أيضا: عطفاه. قال أبو حية: إذا ما نعشناه على الرحل ينثنى مساليه عنه من وراء ومقدم إنما نصبه على الظرف. والسيال بالفتح: ضربٌ من الشجر له شوك، وهو من العضاه. قال ذو الرمة يصف الاجمال:

مثل صوارى النخل والسيال
س ي ل

سالَ الشيءُ سَيْلاً وسَيَلاناً جَرَى وأسالَه هو وقَوْله تعالى {وأسلنا له عين القطر} سبأ 12 قال الزجاج ذُكِر أن الصُّفْر كان لا يَذُوبُ فَذَاب مُذْ أَذَابَه اللهُ لسُلَيْمانَ عليه السلام وماءٌ سَيْلٌ سائل وَضَعُوا المَصْدَرَ مَوْضِعَ الصِّفَةِ قال ثعلب ومن كلام بعض الرُّوَّادِ وَجَدْتَ بَقْلاً وبُقَيْلاً وماءً غَلَلاً سَيْلاً قوله بَقْلاً وبُقَيْلاً أي منه ما أَدْرَكَ فكَبُر وطَالَ ومنه ما لَم يُدْرِك فهو صَغِيرٌ والسَّيْلُ الماءُ الكَثِيرُ السائِلُ اسْمٌ لا مَصْدَرٌ وجَمْعُهُ سُيُولٌ والعَرَبُ تقول سالَ بهم السَّيْلُ وجاشَ بنا البَحْرُ أي وَقَعُوا في أمْرٍ شَدِيدٍ ووَقَعْنَا نحنُ في أَشَدِّ منه لأن الذي يَجِيشُ به البَحْرُ أَسْوَأُ حالاً مِمَّنْ يَسِيلُ به السَّيْلُ وقَوْلُ الأَعْشَى

(فَلَيْتَكَ حالَ البحرُ دُونَكَ كُلُّه ... وكُنْتَ لَقىً تَجْرِي عليك السوائِلُ)

أراد تَجْرِي عَلَيْك المِياهُ السَّوَائِل والسائِلَةُ من الغُرَر المُعْتَدِلَةُ في قَصَبَة الأَنْفِ وقيل هي التي سالت على الأَرْنَبة حتى رَثَمَتْها وأسَالَ غِرَارَ النَّصْلِ أطَالَه وأَتَمَّه قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ وذكَرَ قوساً

(قَرَنْت بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسَالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِرَاط)

والسِّيلانُ سِنْخُ قائِمَةِ السَّيْفِ والسِّكِّين ونحوِهما والسِّيلانُ شَجَرٌ له شَوْكٌ أَبْيَض قال أبو حَنِيفَةَ قال أبو زِيادٍ السِّيلانُ ما طَالَ من السَّمُرِ وقال أبو عمرو السَّيَالُ هو الشُّبُهُ قال وقال بعضُ الرُّوَاة السَّيَال شَوْكٌ أَبْيَض طوِيلٌ إذا نُزِع خَرَج منه مثل اللَّبَن قال ذو الرمة

(ما هِجْنَ إذ بَكَّرْنَ بالأجْمالِ ... مثلَ صَوَادِي النَّخْلِ والسَّيَالِ)

واحدته سَيَالَةٌ والسَّيَالَةُ مَوْضِعٌ
سيل: سال: يستعمل مجازاً بمعنى ماج. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 383) مثلاً: فتسيل أباطح مكّة بتلك الهوادج.
سال: لا يقال سال الماء فقط بل يقال سال الرمل إذا تحرك أيضاً (معجم الأدريسي) سيَّل: ذوَّب الذهب والفضة وغيرهما من المعادن لتصفيتها وتنقيتها من المواد الغريبة (الكالا) (وفيه affinar = شَحرَّ).
سيَّل: لَحَم، ألصق قطع المعادن بعضها مع بعض بالقصدير أو بالنحاس الذائب (ألكالا) وفيه تاسول والصواب تسييل.
سَيَّل: طلى بالقصدير، بيّض النحاس والحديد بالقصدير (ألكالا).
سايَل: أذى، تلف (في سوريا). مايسايل: لا بأس، لا ضرر (بوشر).
أسال (الجامد): أذابه (محيط المحيط).
تسيَّل: سال (فوك).
سَيْل: فيضان، طغيان الماء، ففي النويري (الأندلس فخرب جسر استجه والأرحاء وغرَّق نهر اشبيلية ستة عشر قرية الخ. وفيه (ص457): وفيه كانت سيول عظيمة وأمطار متتابعة فخربت أكثر أسوار مدن الأندلس.
سَيْلَة: جيب الصدر (محيط المحيط). وحجر سيلان: عقيق وهو حجر كريم أحمر (بوشر).
سيلان: اسم حجر كريم (م المحيط).
وحجر سيلان: عقيق .. الخ.
سَيَلان: غزارة، فيض، ففي المقري (1: 512): سيلان ذهنه أي فيض ذهنه.
سَيَلان: دبس يستخرج من التمر، ويصنعونه بالبصرة (ابن بطوطة 2: 9، 219).
سَيَلان فرنجي: حرقة البول، تعقيبة (بوشر).
سَيَال. سَيَالى جمع سَيَالة (ديوان امرئ القيس ص46).
سَيَّال = عَفْص (المستعيني في مادة عفص).
سَيَّال: سائل، نائع، ذائب، ضد يابس (معجم المنصوري في مادة سعوط، أبو الوليد ص418).
سَيَّال: ذكر فوك هذه الكلمة في مادة لاتينية معناها مطر. ولعله أرادها صفة للمطر أي مطر سيَّال أي غزير يشبه السيل.
سَيْال: متحرك، يقال رمل سَيّال (معجم الادريسي، ابن العوام 1: 97) وسَيَّال: لهبة، ففي محيط المحيط (مادة لهبة): والعامة تستعملها بمعنى اللهيب أي السيّال المضيء الخارج من الأجسام المحترقة.
المسائل السيالة: الأحاجي، الألغاز (المقدمة 3: 146).
العلل السيالة: أمراض يصحبها فقد الأخلاط. (ابن البيطار 1: 13، 1: 70 في آخر المادة).
سَيَّالة أو سيّالة بيضاء: خط أبيض على مقدم رأس الفرس، وخيوط طويلة للنسيج (بوشر، محيط المحيط).
سَيَّالة: جيب الصدر، جيب في جانب الثوب الأعلى فوق المنطقة (بوشر).
سَيَّالة: قسطل. ماسورة، مجرى على الحائط يسيل فيه الماء من السطح إلى الأرض (محيط المحيط).
سائل: رخشيّ، غير كثيف (بوشر).
سَيِل. مَسِيل رَمْل: موضع يسيل فيه الرمل ويتحرك (معجم الإدريسي).
مَسِيل وجمعه أمْسال: مجرى السيل، وادي (ألكالا).
س ي ل : السَّيْلُ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ سُيُولٌ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ مِنْ سَالَ الْمَاءُ يَسِيلُ سَيْلًا مِنْ بَابِ بَاعَ وَسَيَلَانًا إذَا طَغَا وَجَرَى ثُمَّ غَلَبَ السَّيْلُ فِي الْمُجْتَمِعِ مِنْ الْمَطَرِ الْجَارِي فِي الْأَوْدِيَةِ وَأَسَلْتُهُ
إسَالَةً أَجْرَيْتُهُ.

وَالْمَسِيلُ مَجْرَى السَّيْلِ وَالْجَمْعُ مَسَايِلُ وَمُسُلٌ بِضَمَّتَيْنِ وَرُبَّمَا قِيلَ مُسْلَانٍ مِثْلُ: رَغِيفٍ وَرُغْفَانٍ وَسَالَ الشَّيْءُ خِلَافُ جَمَدَ فَهُوَ سَائِلٌ وَقَوْلُهُمْ لَا نَفْسَ لَهَا سَائِلَةٌ سَائِلَةٌ مَرْفُوعَةٌ لِأَنَّهُ خَبَرُ مُبْتَدَإٍ فِي الْأَصْلِ وَحَاصِلُ مَا قِيلَ فِي خَبَرِ لَا لِنَفْيِ الْجِنْسِ إنْ كَانَ مَعْلُومًا فَأَهْلُ الْحِجَازِ يُجِيزُونَ حَذْفَهُ وَإِثْبَاتَهُ فَيَقُولُونَ لَا بَأْسَ عَلَيْكَ وَلَا بَأْسَ وَالْإِثْبَاتُ أَكْثَرُ وَبَنُو تَمِيمٍ يَلْتَزِمُونَ الْحَذْفَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ دَلِيلٌ وَجَبَ الْإِثْبَاتُ لِأَنَّ الْمُبْتَدَأَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ خَبَرٍ وَالنَّفْيُ الْعَامُّ لَا يَدُلُّ عَلَى خَبَرٍ خَاصٍّ فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ سَائِلَةٌ هِيَ الْخَبَرَ لِأَنَّ الْفَائِدَةَ لَا تَتِمُّ إلَّا بِهَا وَلَا يَجُوزُ النَّصْبُ عَلَى أَنَّهَا صِفَةٌ تَابِعَةٌ لِنَفْسٍ لِأَنَّ الصِّفَةَ مُنْفَكَّةٌ عَنْ الْمَوْصُوفِ غَيْرُ لَازِمَةٍ لَهُ يَجُوزُ حَذْفُهَا وَيَبْقَى الْكَلَامُ بَعْدَهَا مُفِيدًا فِي الْجُمْلَةِ فَإِذَا قُلْتَ لَا رَجُلَ ظَرِيفًا فِي الدَّارِ وَحَذَفْتَ ظَرِيفًا بَقِيَ لَا رَجُلَ فِي الدَّارِ وَأَفَادَ فَائِدَةً يَحْسُنُ السُّكُوتُ عَلَيْهَا وَإِذَا جَعَلْتَ سَائِلَةٌ صِفَةً وَقُلْتَ لَا نَفْسَ لَهَا تَسَلَّطَ النَّفْيُ عَلَى وُجُودِ نَفْسٍ وَبَقِيَ الْمَعْنَى وَإِنْ كَانَ مَيْتَةٌ لَيْسَ لَهَا نَفْسٌ وَهُوَ مَعْلُومُ الْفَسَادِ لِصِدْقِ نَقِيضِهِ قَطْعًا وَهُوَ كُلُّ مَيْتَةٍ لَهَا نَفْسٌ وَإِذَا جُعِلَتْ خَبَرًا اسْتَقَامَ الْمَعْنَى وَبَقِيَ التَّقْدِيرُ وَإِنْ كَانَ مَيْتَةٌ لَا يَسِيلُ دَمُهَا وَهُوَ الْمَطْلُوبُ لِأَنَّ النَّفْيَ إنَّمَا يُسَلَّطُ عَلَى سَيَلَانِ نَفْسٍ لَا عَلَى وُجُودِهَا وَلَهَا فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ صِفَةٌ لِلنَّفْسِ وَقَدْ قَالُوا لَا يَجُوزُ حَذْفُ الْعَامِلِ وَإِبْقَاءُ عَمَلِهِ إلَّا شَاذًّا. 

سيل: سالَ الماءُ والشيءُ سَيْلاً وسَيَلاناً: جَرَى، وأَسالَه غيرُه

وسَيَّله هو. وقوله عز وجل: وأَسَلْنا له عَيْن القِطْر؛ قال الزجاج:

القِطْرُ النُّحاس وهو الصُّفْر، ذُكِر أَن الصُّفْر كان لا يذوب فذاب مُذْ

ذلك فأَساله الله لسُليْمان. وماءٌ سَيْلٌ: سائلٌ، وضَعوا المصدر موضع

الصفة. قال ثعلب: ومن كلام بعض الرُّوَّاد: وجَدْتُ بَقْلاً وبُقَيْلاً وماءً

غَلَلاً سَيْلاً؛ قوله بَقْلاً وبُقَيْلاً أَي منه ما أَدْرَك فكَبُر

وطال، ومنه ما لم يُدْرِك فهو صغير. والسَّيْل: الماءُ الكثير السائل، اسم

لا مصدر، وجمعه سُيولٌ. والسَّيْل: معروف، والجمع السُّيول. ومَسِيلُ

الماء، وجمعه

(* قوله «ومسيل الماء وجمعه» كذا في الأصل، وعبارة الجوهري:

ومسيل الماء موضع سيله والجمع إلخ) أَمْسِلةٌ: وهي مياه الأَمطار إِذا

سالت؛ قال الأَزهري: الأَكثر في كلام العرب في جمع مَسِيل الماء مَسايِلُ،

غير مهموز، ومَن جمعه أَمْسِلةً ومُسُلاً ومُسْلاناً فهو على تَوَهُّم أَن

الميم في مَسِيل أَصلية وأَنه على وزن فَعِيل، ولم يُرَدْ به مَفْعِل كما

جمعوا مَكاناً أَمْكِنةً، ولها نظائر. والمَسِيل: مَفْعِلٌ من سالَ

يَسِيلُ مَسِيلاً ومَسالاً وسَيْلاً وسَيَلاناً، ويكون المَسِيل أَيضاً

المكان الذي يَسيل فيه ماءُ السَّيْل، والجمع مَسايِل، ويجمع أَيضاً على

مُسْلٍ وأَمْسِلة ومُسْلان، على غير قياس، لأَن مَسِيلاً هو مَفْعِل ومَفْعِلٌ

لا يجمع على ذلك، ولكنهم شَبَّهوه بفَعِيل كما قالوا رَغيفٌ وأَرْغُف

وأَرْغِفة ورُغْفان؛ ويقال للمَسيل أَيضاً مَسَل، بالتحريك، والعرب تقول:

سالَ بهم السَّيْل وجاشَ بنا البحر أَي وقَعوا في أَمر شديد ووقعنا نحن في

أَشدَّ منه، لأَن الذي يَجِيش به البحر أَسْوَأُ حالاً ممن يَسِيل به

السَّيْل؛ وقول الأَعشى:

فَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دونَكَ كُلُّه،

وكُنْتَ لَقًى تَجْري عليك السَّوائِلُ

والسَّائلة من الغُرَر: المعتدلةُ في قَصَبة الأَنف، وقيل: هي التي سالت

على الأَرْنَبة حتي رَثَمَتْها، وقيل: السائلة الغُرَّة التي عَرُضَت في

الجَبْهة وقصَبة الأَنف. وقد سالَتِ الغُرَّةُ أَي استطالت وعَرُضَت،

فإِن دَقَّت فهي الشِّمْراخ. وتَسايَلَت الكَتائبُ إِذا سالت من كل وجه.

وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: سائل الأَطراف أَي ممتدّها، ورواه بعضهم

بالنون كجِبرِيل وجِبْرِين، وهو بمعناه.

ومُسالا الرَّجُلِ: جانبا لحيته، الواحد مُسالٌ؛ وقال:

فَلَوْ كان في الحَيِّ النَّجِيِّ سَوادُه،

لما مَسَحَتْ تِلْك المُسالاتِ عامِرُ

ومُسالاهُ أَيضاً: عِطْفاه؛ قال أَبو حَيَّة:

فما قامَ إِلاَّ بَيْنَ أَيْدٍ تُقِيمُه،

كما عَطَفَتْ رِيحُ الصَّبا خُوطَ ساسَمِ

إِذا ما نَعَشْناه على الرَّحْل يَنْثَني،

مُسالَيْه عنه من وَراءٍ ومُقْدَم

إِنما نَصَبه على الظَّرف. وأَسالَ غِرارَ النَّصْل: أَطاله وأَتَمَّهُ؛

قال المتنَخِّل الهذلي وذكر قوساً:

قَرَنْت بها مَعابِلَ مُرْهَفات،

مُسالاتِ الأَغِرَّةِ كالقِراط

والسِّيلانُ، بالكسر: سِنْخُ قائمة السيف والسِّكِّين ونحوهما. وفي

الصحاح: ما يُدْخَل من السيف والسكين في النِّصاب؛ قال أَبو عبيد: سمعته ولم

أَسمعه من عالِمٍ؛ قال ابن بري: قال الجَوالِيقي أَنشد أَبو عروة

للزِّبرِقان بن بدر:

ولَنْ أُصالِحَكُمْ ما دام لي فَرَسٌ،

واشتَدَّ قَبْضاً على السِّيلانِ إِبْهامي

والسَّيَالُ: شجرٌ سَبْط الأَغصان عليه شوك أَبيض أُصوله أَمثال ثَنايا

العَذارى؛ قال الأَعشى:

باكَرَتْها الأَعْراب في سِنَةِ النَّوْ

مِ فتَجْري خِلالَ شَوْكِ السَّيَال

يصف الخَمْر. ابن سيده: والسَّيَال، بالفتح: شجر له شوك أَبيض وهو من

العِضاه؛ قال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد السَّيَال ما طال من السَّمُر؛

وقال أَبو عمرو: السَّيَال هو الشُّبُه، قال: وقال بعض الرواة السَّيَال

شَوْك أَبيض طويل إِذا نُزِع خرج منه مثل اللبن؛ قال ذو الرُّمة يصف

الأَجمال:

ما هِجْنَ إِذ بَكَّرْنَ بالأَجمال،

مثل صَوَادِي النَّخْل والسَّيَال

واحدته سَيَالَةٌ. والسَّيالةُ: موضع.

سيل

1 سَالَ, (S, M, Msb, K,) said of water, (S, Msb, TA,) or of a thing, (M,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. سَيْلٌ and سَيَلَانٌ (S, M, Msb, K, TA) and مَسِيلٌ and مَسَالٌ, (TA,) It flowed, or ran: (M, K, TA:) or, said of water, it rose so as to become excessively copious, and flowed, or ran: and سال said of thing, it was, or became, fluid, or liquid; contr. of جَمَدَ. (Msb.) b2: The Arabs say, سَالَ بِهِمُ السَّيْلُ وَجَاشَ بِنَا البَحْرُ [The torrent flowed with them, and the sea estuated with us so as to be unnavigable;] meaning, (assumed tropical:) they fell into a hard case, and we fell into one that was harder than it: (M, Meyd:) a proverb. (Meyd.) b3: And سَالَتْ عَلَيْهِ الخَيْلُ (tropical:) [The horsemen poured upon him]. (TA. [See also 6.]) b4: And سالت الغُرَّةُ (assumed tropical:) [The blaze upon the face of a horse] extended, or spread, long and wide: (S:) [or, simply, extended down the face; as appears from an explanation of the word شِمْرَاخٌ in the S and K &c.: see also سَائِلَةٌ, below. And in like manner سال is often said of flowing, or defluent, hair.]

A2: سِيلَ &c. for سُئِلَ, pass, of سَأَلَ: see this last word, in art. سأل.2 سَيَّلَ see 4.3 سَايَلْتُ: see 3 in art. سأل.4 اسالهُ, (S, M, Msb, K,) inf. n. إِسَالَةٌ, (Msb,) He made it to flow, or run; (S, * M, Msb, K;) as also ↓ سيّلهُ, (S, TA,) inf. n. تَسْيِيلٌ. (TA.) It is said in the Kur [xxxiv. 11], وَأَسَلْنَا لَهُ حِينَ القِطْرِ (M, TA) i. e. And we made [the source of copper, or of brass,] to flow, or run, for him. (TA.) b2: And (assumed tropical:) He made it long, (M, K,) and complete; (M;) namely, the point of the iron head or blade an arrow or of a spear &c. (M, K.) 6 تسايلت الكَتَائِبُ (tropical:) [The troops of horse] poured [together] from every quarter. (S, TA. [See also 1.]) A2: همَا يَتَسَايَلَانِ: see 6 in art. سأل.

سَيْلٌ A torrent, or flow of water; (MA;) [i. e.] much water, (M, K,) or a collection of rainwater, (Msb,) flowing, or running, (M, Msb, K,) in a valley, or water-course, or torrent-bed: (Msb:) or water that comes to one [from rain, in any case, or] from rain that has not fallen upon one: (TA:) originally an inf. n.: (Msb, TA:) pl. سُيُولٌ: (S, M, Msb, K:) ↓ سَائِلَةٌ, also, signifies the same as سَيْلٌ; and its pl. is سَوَائِلُ [expl. in the M as meaning flowing, or running, waters]. (TA.) b2: And they said also, مَآءٌ سَيْلٌ, meaning ↓ سَائِلٌ [i. e. Flowing, or running, water]; (M, K;) putting the inf. n. in the place of the epithet. (M.) وَجَدْتُ بَقْلًا وَبُقَيْلًا وَمَآءً عَلَلًا سَيْلًا, meaning I found herbs full-grown and large and tall, and herbs not full-grown and therefore small, [and water among trees, flowing, or running,] is a saying of one sent to seek for herbage and water; mentioned by Th. (M.) سِيلَةٌ A mode, or manner, of flowing or running of water. (K.) سِيلَانٌ The سِنْخ [or tongue] of [meaning that enters into] the hilt, or handle, of a sword (M, K) and of a knife (M) and the like; (M, K;) the part, (S, TA,) in the A the tail, (TA,) that enters into the hilt, or handle, of a sword and of a knife: heard by A'Obeyd, though not from a learned man: (S, TA:) but AA cites the following ex. from Ez-Zibrikán Ibn-Bedr: وَلَنْ أُصَالِحَكُمْ مَا دَامْ لِى فَرَسٌ وَاشْتَدَّ قَبْضًا عَلَى السِّيلَانِ إِبْهَامِى

[And I will not make peace with you while I have a horse and my thumb grasps firmly upon the tongue of the sword]. (El-Jawáleekee, IB, TA.) (assumed tropical:) سَيَالٌ pl. of سَيَالَةٌ, (K,) [or rather the former is a coll. gen. n. of which the latter is the n. un., applied in the present day to A species of mimosa, or acacia, mentioned by Forskal in his Flora Aegypt. Arab., pp. lvi. and cxxiv., and by Delile in his Floræ Aegypt. Illustr. (in the Descr. de l'Égypte), no. 965: and to a species of thistle; carduus lacteus; or wild artichoke:] a species of trees having thorns, of the kind called عِضَاه: (S:) certain trees having white thorns: (M:) or the [thorny plant called] شَبَه: (AA, M:) a certain plant; (K;) said to have white thorns, from which, when these are plucked, there issues what resembles milk: (AA, M, K: *) certain trees having lank branches and white thorns of which the bases resemble the middle pairs of the teeth of virgins: (TA:) or, (K,) accord. to Aboo-Ziyád, (AHn, M,) tall سَمُر [or gum-acacia-trees]: (AHn, M, K:) accord. to the A, the trees called خِلَاف [now applied to the salix Aegyptia of Linn.] in the dial. of El-Yemen. (TA.) سَيّالٌ [Flowing, or running, much]. One says, نَزَلْنَا بِوَاد ٍ نَبْتُهُ مَيَّالٌ وَمَاؤُهُ سَيَّالٌ [We alighted in a valley the herbage whereof was inclining much, by reason of its luxuriant growth, and the water whereof was flowing, or running, much, by reason of its copiousness]. (TA.) b2: [And Distilling much: see رَنْدٌ.]

A2: Also A certain mode of calculation. (O, K, TA. [In the CK, الحِيتَانْ is erroneously put for الحِسَابِ.]) سَيَّالَةٌ: see سَائِلَةٌ. b2: Also A bending in a sea or great river. (TA.) سَائِلٌ: see سَيْلٌ. b2: Also Fluid, or liquid. (Msb.) b3: سَائِلُ الأَطْرَافِ, in a description of the Prophet, means (assumed tropical:) Extended in the fingers: or, as some relate it, سَائِن, with ن, which has the same meaning. (O.) And غُرَّةٌ سَائِلَةٌ means (assumed tropical:) [A blaze upon the face of a horse] extending, or spreading, long and wide: (S:) or [extending so as to be] equable, or uniform, upon the bone of the nose: or that has extended upon the extremity of the nose so as to make it white: (M, K:) or that has spread widely upon the forehead and the bone of the nose: (TA:) if narrow, it is termed شِمْرَاخٌ. (S, TA.) سَائِلَةٌ [as a subst. formed from the epithet سَائِلٌ by the affix ة]; pl. سَوَائِلُ: see سَيْلٌ. b2: [Hence the saying,] رَأَيْتُ سَائِلَةً مِنَ النَّاسِ (assumed tropical:) I saw a company of men that had poured from some quarter; and so ↓ سَيَّالَةً. (TA.) b3: The pl. سَوَائِلُ also signifies Valleys [app. flowing with water, or because they flow with water]. (T in art. ذنب.) مَسَلٌ: see مَسِيلٌ.

مُسَالٌ الخَدَّيْنِ [app. meaning (tropical:) Having expanded cheeks, not elevated in the balls thereof, like سَهْلُ الخَدَّيْنِ,] is a tropical phrase. (TA.) b2: مُسَالَا الرَّجُلِ (assumed tropical:) The two sides of the beard of the man: (O, and so in one of my copies of the S:) or, of his jaws: (so in the TA and in my other copy of the S; i. e. لَحْيَيْهِ instead of لِحْيَتِهِ:) sing. مُسَالٌ: and pl. مُسَالَاتٌ. (S, O.) And also (assumed tropical:) The two sides of the man [himself]; syn. عِطْفَاهُ. (S, O.) مَسِيلٌ A place [or channel] in which a torrent flows: (Msb:) or مَسِيلُ مَآء ٍ and مَآء ٍ ↓ مَسَلُ, (S, K,) the latter anomalous, so much so that a parallel to it is scarcely, or in no wise, known, (MF,) a water-course; i. e. a place [or channel] in which water flows, or runs: pl. [of pauc., of the former,] أَمْسِلَةٌ, (S, K,) and [of mult.] مَسَايِلُ and مُسُلٌ; and مُسْلَانٌ; (S, Msb, K, TA;) the second pl. regular, without ء, (TA, [though written in the CK with ء,]) and the rest irregular, (S, * TA,) the sing. being likened to رِغِيفٌ, (S, Msb, TA,) which has for its pl. أَرْغِفَةٌ and رُغُفٌ (S, TA) and رُغْفَانٌ. (S, Msb, TA.) b2: It is also an inf. n. (TA. [See 1, first sentence.]) b3: Also Rain causing much flowing; opposed to مَزْرَغٌ [q. v.]. (Ham p. 632.) [See also what follows.]

مُسِيلٌ Rain that causes the valleys and water-courses (تِلَاع) to flow; opposed to مُرْزِغٌ [q. v.]. (S in art. رزغ, and Ham p. 632.) [See also what next precedes.]
سيل
سالَ يَسيل، سِلْ، سَيْلاً وسَيَلانًا وسُيُولةً، فهو سائل
• سال الماءُ ونحوُه: جَرَى "سال دمُه".
• سال الوادي/ سال النَّهرُ/ سال السَّيلُ أو نحو ذلك: تدفّق، جرى الماءُ فيه "سال النَّبيذُ على الأرض: انسكب، انصبَّ- {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} " ° سال بهم السَّيلُ وجاش بنا البحرُ: وقعوا في أمر شديد ووقعنا نحن في أشدّ منه- سال لعابُه على شيء: تمنّى الحصول عليه، ثارت شهيَّته- ما دام دمي يسيل في عروقي: ما دمت حيًّا.
• سالت شمعةٌ: ساحت، ذابت، تحوّلت إلى سائل، خلاف جمُدت. 

أسالَ يُسيل، أسِلْ، إسالةً، فهو مُسيل، والمفعول مُسال
• أسالَ الماءَ: أجراه، جعله يسيل "القنابل المُسِيلة للدُّموع" ° أسال لُعَابَه: أغراه، رغَّبه فيه.
• أسالَ الغازَ: حوّله من الحالة الغازيّة إلى حالة السّيُولة.
• أسالَ المادّةَ: ذوّبها، حوّلها من الحالة الجامدة إلى الحالة السَّائلة " {وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} ". 

تسايلَ يتسايل، تسايُلاً، فهو مُتسايِل
• تسايلَ الماءُ: سال، جرى "تسايل عَرَقُه/ دمُه". 

تسيَّلَ يتسيَّل، تسيُّلاً، فهو مُتَسيِّل
• تسيَّل الماءُ: مُطاوع سيَّلَ: سالَ؛ جرى "يتسيَّل الزِّفت بفعل الحرارة- تسيَّل بخارُ الماء: صار سائلاً" ° تسيَّل العمرُ: مضَى. 

سيَّلَ يسيِّل، تَسْييلاً، فهو مُسَيِّل، والمفعول مُسَيَّل
• سيَّل الشَّيءَ: أسالَه، أجراه، جعله يسيل "سيَّل دمَه- فرَّقت الشُّرطة المتظاهرين بالقنابل المُسيِّلة للدمُّوع".
• سيَّل الغازَ: أساله، حوّله من الحالة الغازيَّة إلى حالة السُّيولة "سيَّل بخارًا".
• سيَّل المادّةَ: أسالها؛ ذوّبها، حوّلها من الحالة الجامدة إلى الحالة السَّائلة "سيَّل شمعًا- سيَّل المعدنَ: ذَوَّبه، مَيَّعه". 

إسالة [مفرد]: مصدر أسالَ. 

تسيُّل [مفرد]:
1 - مصدر تسيَّلَ.
2 - (كم) خاصِّيّة بعض الموادّ التي تمتصّ رُطوبةَ الهواء إلى درجة ذوبانها بها وتحوّلها إلى سائل "مِلْح في حالة تسيُّل". 

سائِل [مفرد]: ج سوائِلُ، مؤ سائلة، ج مؤ سائلات وسوائِلُ:
1 - اسم فاعل من سالَ.
2 - (كم) حالة من حالات المادّة الثَّلاث، وهي وسط بين الصَّلابة والغازيَّة، تتمتَّع بها أجسام ليس لها شكل خاصّ، بل تتّخذ شَكْلّ الوعاء الذي تكون فيه، ولكن حجمها لا يتغيَّر ° سائل مصلِيّ: سائِل يفرزه غِشاء مَصْلِيّ- سائل مَنويّ: مَنِيّ- قياس السَّوائل: تحديد كثافتها بواسطة مكثاف السَّوائل. 

سَيْل [مفرد]: ج سُيُول (لغير المصدر):
1 - مصدر سالَ.
2 - (جو) طوفان، ماء كثير يسيل، أو ماء المطر إذا تجمّع فوق الأرض وجرى مسرعًا غزيرًا " {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} " ° بلَغ السَّيْلُ الزُّبى [مثل]: يُضرب للأمر إذا اشتدَّ حتَّى جاوز الحدَّ- سَيْل عَرِم/ سَيْل العَرِم: سَيْل شديد لا يطاق- سيل من الدّم/ سيل من الدُّموع: كميّة كبيرة، فيض- سَيْل من الشَّتائم: سِباب كثير.
• مجرى السَّيْل: خَطّ كثير الانخفاض في وادٍ حيث تتَّجه المياهُ أو تتجمّع. 

سَيلان [مفرد]:
1 - مصدر سالَ.
2 - (طب) أحد الأمراض التناسليّة، وهو مرض معدٍ في المسالك البوليَّة والمستقيم وعنق الرَّحم ينتقل بشكل رئيسيّ عن طريق الجماع ويتَّسم
 بالتهاب الإحليل المتقيِّح الحادّ وعُسْر البَوْل "دواء ضدّ السَّيلان".
3 - كثرة إفراز السَّوائل التي تخرج من فتحات الجسم "سيلان من الأنف: مخاط يسيل من الأنف".
• سيلان دُهْنيّ/ سيلان شحميّ: (طب) زيادة غير سويَّة في إفراز غدد الجلد الدُّهنيّة، نشاط مُفرط للغُدد الدُّهنيَّة.
• سيلان شُعَبيّ: (طب) فَرْط إفراز البلغم الشُّعَبيّ الذي يلاحظ في الالتهاب الشُّعَبيّ المزمن. 

سُيُولة [مفرد]:
1 - مصدر سالَ.
2 - (قص) مقدرة السَّهم على استيعاب كميّة كبيرة من عمليّات الشِّراء أو البيع دون تغيُّر كبير في السِّعر.
• حالة السُّيولة: (فز) الحالة التي تكون فيها المادَّة سائلة ولها قابليَّة للتَّدفُّق والسَّيلان وغير قابلة للانضغاط "سيولة الدم".
• سيولة نقديَّة/ سيولة مصرفيَّة: مبالغ من المال متوفّرة لدى المصرف تُمكّنه من تسديد التزاماته لأجل قصير ومتوسِّط بالنَّقد المتوفّر لديه. 

سيّال1 [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من سالَ: كثير السَّيل "جرحٌ سيَّال" ° السَّيَّال الكهربيّ: القوَّة، التَّيَّار الذي يسري في الأسلاك الكهربيَّة.
2 - سَلِس، طَلْق، سَهْل، مُتَدفِّق "أسلوب/ حِبْر سيَّال". 

سيَّال2 [جمع]: (نت) شجر شائك من الفصيلة القرنيّة له قشر أحمر يستعمل في الدِّباغة، أغصانه مُلْس ينبت في صعيد مصر وبلاد العرب. 

مَسال [مفرد]: مصدر ميميّ من سالَ.
• المسال المراريّ: (شر) القناة التي تنقل الصَّفراء من المرارة إلى قناة الصَّفراء.
• مسال رحم: (شر) قناة مِبْيض. 

مَسيل [مفرد]: ج مسايِلُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من سالَ.
2 - اسم مكان من سالَ: مجرى الماء وغيره "مسيلُ الدّم/ جدول". 

مُسِيل [مفرد]: اسم فاعل من أسالَ.
• مُسيل اللُّعاب: (طب) الذي يُسبِّب إفرازَ اللّعاب، أو يزيد إفرازَه. 

مُسيلة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أسالَ.
2 - جهاز يمكِّن من إسالة غاز أو سائل في حالة بخاريَّة، أو هو جهاز يتَسيَّل فيه مائع (غاز أو سائل) في حالة بخاريَّة. 
سيل
} سَالَ الماءُ، والشَّيْءُ، {يَسِيلُ} سَيْلاً، {وسَيَلاَناً: جَرَى،} وأسَالَهُ، غيرُه، قَالَ اللهُ تَعالَى: {وأسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ، أَي أَجْرَيْنَاه،} والإِسَالَةُ فِي الْحَقِيقَةِ: حَالَةٌ فِي القِطْرِ تَحْصُلُ بعدَ الإِذابَةِ.
وماءٌ {سَيْلٌ:} سَائِلٌ، وضَعُوا الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الاِسْمِ، أَو {السَّيْلُ: الْماءُ الكَثِيرُ} السَّائِلُ، قَالَ ثَعْلَبٌ: ومِن كَلامٍ بعضِ الرُّوَّادِ: وَجَدْتُ بَقْلاً وبُقَيْلاً، وَمَاء غَلَلاً {سَيْلاً، أَي مَاء كَثِيراً} سَائِلاً، وعَنَى بالبَقْلِ والبُقَيْلِ: أَنَّ مِنْهُ مَا أَدْرَكَ فكَبُرَ وطالَ، وَمِنْه مَا لَمْ يُدْرِكْ فَهُوَ صَغِيرٌ، {فالسَّيْلُ إِذاً مَصْدَرٌ فِي الأَصْلِ، لكنَّهُ جُعِلَ اسْماً لِلْمَاءِ الَّذِي يَأْتِيكَ وَلم يُصِبْكَ مَطَرُهُ، قالَ اللهُ تَعالى: فاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً، فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ} سَيْلَ الْعَرِمِ، ج: {سُيُولٌ.} والسِّيلَةُ، بالكَسْرِ: جَرْيَةُ الْمَاءِ. {والسَّائِلَةُ مِنَ الْغُرَرِ: الْمُعْتَدِلَةُ فِي قَصَبَةِ الأَنْفِ، أَو الَّتِي سَالَتْ عَلى الأَرْنَبَةِ حَتَّى رَثَمَتْها، أَو الَّتِي عَرُضَتْ فِي الجَبْهَةِ وقَصَبَةِ الأَنْف، وَقد} سَالَتِ الغُرَّةُ، أَي اسْتَطالَتْ وعَرُضَتْ، فإنْ دَقَّتْ فَهِيَ: الشِّمْرَاخُ.
{وأسَالَ غِرَارَ النَّصْلِ: أَطَالَهُ، وأَتَمَّهُ، قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ، وذَكَرَ قَوْساً:
(قَرَنْتُ بهَا مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... } مُسالاَتِ الأَغِرَّةِ والْقِرَاطِ)
{والسِّيْلاَنُ، بالكسرِ: سِنْخُ قَائِمِ السَّيْفِ، ونَحْوِهِ، كالسِّكِّينِ، وَهُوَ ذَنَبُهُ الدَّاخِلُ فِي النِّصابِ، كَمَا فِي الأَسَاسِ، وَفِي الصِّحاحِ: مَا يَدْخُلُ مِنَ السَّيْفِ والسِّكِّينِ فِي النِّصابِ، قالَ أَبُو عُبَيْدٍ: سَمِعْتُهُ، وَلم)
أسْمَعْهُ مِنْ عالِمٍ. قالَ ابنُ بَرِّيٍّ: قالَ الجَوَالِيقِيُّ: أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍ ولِلزَّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ:
(وَلنْ أُصالِحَكُم مَا دَامَ لي فَرَسٌ ... واشْتَدَّ قَبْضاً عَلى} السِّيلاَنِ إِبْهَامِي)
(و) ! سِيلاَنُ: اسْمُ جَماعَةٍ. وابْنُ سِيلاَنَ: صَحَابِيٌّ، كُوفِيٌّ، لهُ سَمَاعٌ، واسْمُهُ عبدُ اللهِ، رَوَى عنهُ قَيْسُ بْنُ أبي حازِمٍ فِي الْفِتَنِ. وعِيسَى بنُ سِيلاَنَ، وجَابِرُ بنُ سِيلاَنَ: تَابِعِيَّانِ، هَكَذَا ذكَرهُ الذَّهَبِيُّ أَيْضا، قالَ الحافِظُ، والصَّحِيحُ أَنَّهُما شَخْصٌ واحِدٌ، رَوَى عَن أبي هُرَيْرَةَ، اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ.
قلتُ: وَلذَا اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ عَلى ذِكْرِ عِيسى، وذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ فِي الْكَاشِفِ، فقالَ: جابِرُ بنُ سِيلاَنَ، عَن ابنِ مَسْعُودٍ، وَأبي هُرَيْرَةَ، وعنهُ محمدُ بنُ زَيْدٍ. وإبْراهِيمُ بنُ عِيسَى بنِ سِيلاَنَ: مَحَدِّثٌ، عَن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ، وَعنهُ الحُمَيْدِيُّ. (و) {سَيَالٌ، كَسَحابٍ: ع، بالحِجَازِ، قالَهُ نَصْرٌ.
(و) } السَّيَالَةُ، كسَحَابَةٍ: ع، بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ، شَرَّفَها اللهُ تَعالى، عَلى مَرْحَلَةٍ، وَهِي أُولَى مَرْحَلَةٍ لأَهْلِ المَدِينَةِ إِذا أَرادُوا مَكَّةَ، وقالَ نَصْرٌ: هِيَ بَيْنَ مَلَلَ والرَّوْحَاءِ، فِي طريقِ مَكَّةَ إِلَى المَدِينَةِ.
(و) {السَّيَالَةُ: نَباتٌ لَهُ شَوْكٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ، إِذا نُزعَ خَرَجَ منهُ اللَّبَنُ، نَقَلَهُ أَبُو عَمْرٍ و، عَن بعضِ الرُّواةِ، وَفِي الأساس: وكأَنَّ ثَغْرَها شَوْكُ} السَّيَالِ، وَهُوَ شَجَرُ الْخِلافِ بِلُغَةِ الْيَمَنِ. وقالَ غيرُه: {السَّيَالُ: شَجَرٌ سَبْطُ الأَغْصانِ، عليهِ شَوْكٌ أَبْيَضُ، أصُولُهُ أَمْثالُ ثَنَايَا الْعَذارَى، قالَ الأَعْشَى يَصِفُ الخَمْرَ:
(باكَرَتْها الأَغْرَابُ فِي سِنَةِ النَّوْ ... مِ فَتَجْرِي خِلالَ شَوْكِ السَّيَالِ)
وَفِي المُحْكَمِ: السَّيَالُ: شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ أَبْيَضُ، وَهُوَ مِنَ العِضاةِ، أَو مَا طالَ مِنَ السَّمُرِ، نَقَلَهُ أَبُو حنيفةَ، عَن أبي زِيَادٍ، ج:} سَيالٌ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ، يَصِفُ الأَجْمَالَ: مَا هِجْنَ إذْ بَكَّرْنَ بالأَحْمالِ مِثْلَ صَوادِي النَّخْلِ {والسَّيَالِ} ومَسِيلُ الْمَاءِ: مَوْضِعُ {سَيْلِهِ، أَي جَرْيِهِ،} كَمَسَلِهِ، مَحَرَّكَةً، هَكَذَا نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، قالَ شيخُنا: هُوَ مِنَ الشُّذُوذِ بِمَكانٍ لَا يَكادُ يُعْرَفُ لَهُ نَظِيرٌ. قُلْتُ: نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه، وَهُوَ فِي كتابِ الشَّوَاذِّ لابنِ جِنِّيٍّ، ج: {مَسايِلُ غيرُ مَهْمُوزٍ، على الْقِياسِ،} ومُسُلٌ، بِضَمَّتَيْنِ، {وأَمْسِلَةٌ،} ومُسْلاَنٌ، بالضَّمِّ، على غِيرِ قِياسٍ، لأنَّ {مَسِيلاً إِنَّما هُوَ مَفْعِلٌ، ومَفْعِلٌ لَا يُجْمَعُ على ذَلِك، ولكنَّهُم شَبَّهُوهُ بفَعِيلٍ، كَمَا قالُوا: رَغِيفٌ، ورُغُفٌ، وأَرْغِفَةٌ، ورُغْفانٌ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: تَوَهَّمُوا أَنَّ المِيمَ أصْلِيَّةٌ، وأَنَّهُ على وَزْنِ فَعِيلٍ، وَلم يُرَدْ بِهِ مَفْعِل، كَمَا جَمَعُوا مَكاناً أَمْكِنَةً، وَلها نَظائِرُ.)
وكشَدَّادٍ: ضَرْبٌ منَ الْحِسَابِ، يُقالُ لَهُ:} السَّيَّالُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. (و) {سَيَّالُ بنُ سَمَّالٍ الْيَمَامِيُّ الْمُحَدِّثُ، الَّذِي رَوَى عنهُ ابْنُهُ محمدٌ، وَقد تقدَّمَ ذِكْرُهُ فِي س م ل.} والسَّيالَى، كسَكارَى: ماءٌ بالشَّامِ، قالَ الأَخْطَلُ:
(عَفَا مِمَّنْ عَهِدْتُ بِهِ حَفِيرُ ... فأَجْبَالُ {السَّيالَى فالْعَوِيرُ)
} وسَيْلُونُ: ة بِنَابُلُسَ. {وسَيْلَةُ: ة بالْفَيُّومِ،} وسِيلَى، كضِيزَى: مِنَ الثُّغُورِ. وحَبْسُ {سَيَلٍ، مَحَرَّكَةً: بَيْنَ حَرَّةٍ بَنِي سُلَيْمٍ والسَّوَارِقِيَّةِ.} ومَسِيلا، ويُقالُ:! مَسِيلَةُ، قالَ شَيخُنا: الثَّانِي أَعْرَفُ، وأَجْرَى عَلى أَلْسِنَةِ أهْلِها، وصحَّحَ بعضٌ الأَوَّلَ، وحَكى فيهِ المَدُّ والقَصْرَ: د، بِالْمَغْرِبِ، مَعْرُوفٌ، مَشْهُورٌ، بِنَواحِي أَفْرِيقيَّةَ، قالَ: وقولُهُ: بَنَاهُ الْفَاطِمِيُّونَ غَلَطٌ واضِحٌ، بل الَّذِي بَناهُ هُوَ أَبُو عليٍّ جَعفَرُ بنُ عليِّ بنِ أَحمدَ ابنِ حَمْدَانَ الأَنْدَلُسِيُّ، الأَميرُ المُمَدَّحُ، الكثيرُ الْعَطاءِ لأَهْلِ العِلْمِ، ولابنِ هانِئٍ الأََنْدَلُسِيِّ فيهِ مَدَائِحُ فائِقَةٌ، مِنْهَا قولُهُ مِنْ قَصِيدَةٍ غَرَّاءَ طَوِيلَةٍ:
(الْمُدْنَفانِ مِنَ الْبَرِيَّةِ كُلِّها ... جِسْمِي وَطْرفٌ بابلِيٌّ أَحْوَرُ)

(والمُشْرِقَاتُ النَّيِّرَاتُ ثَلاَثَةٌ ... الشَّمْسُ والقَمَرُ المُنِيرُ وجَعْفَرُ)
كَمَا قالَهُ يحيى الصَّقَلِّيُّ الْجُبَّائِيُّ، وغيرُه. قلتُ: ومِمَّن نُسِبَ إِلَيْهِ، أَبُو العَبَّاسِ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَرْبٍ {- المَسِيليُّ، قَرَأَ عليْهِ عبدُ العزيزِ بالسُّمَاقِيُّ، وعبدُ اللهِ المَسِيلِيُّ، شارِحُ مُخْتَصَرِ ابنِ الْحاجِبِ، كانَ مُعاصِراً للذَّهَبِيِّ. ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه:} سالَ الماءُ، {يَسيلُ،} مَسِيلاً، {ومَسالاً: جَرَى،} وَسَيَّلَهُ، {تَسْيِيلاً:} أَسَالَهُ. وتقولُ العَرَبُ: {سالَ بهم السَّيْلُ، وجَاشَ بَنا البَحْرُ. أَي وَقَعُوا فِي أَمرٍ شَدِيدٍ، ووَقَعْنا نحنُ فِي أَشَدِّ منهُ، لأَنَّ الَّذِي يَجِيشُ بهِ البَحْرُ أسْوأُ حَالاً مِمَّن} يَسِيلُ بهِ {السَّيْلُ.
} والسَّوائِلُ: جَمْعُ {سَائِلَةٍ، بِمَعْنى} السَّيْلِ، وَمِنْه قَوْلُ الأَعشى: وكُنْتَ لَقىً تَجْرِي عَلَيْك السَّوائِلُ {وتَسايَلَتِ الْكَتائِبُ: إِذا} سَالَتْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ، وهوُ مَجازٌ، وَكَذَا: سَالَتْ عليهِ الخَيْلُ. ورَأَيْتُ {سَائِلَةً مِنَ النَّاسِ،} وسَيَالَةً: جَمَاعَةً {سَالُوا مِنْ نَاحِيَةٍ. ويُقالُ: نَزَلْنا بِوَادٍ نَبْتُهُ مَيَّالٌ، ومَاؤُهُ} سَيَّالٌ. وَفِي صِفَتِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {سائِلُ الأَطْرافِ أَي: مُمْتَدُّها، ورُواهُ بعضٌ بالنُّونِ، وَهُوَ بِمَعْنَاهُ.
ومِنَ المَجازِ: هُوَ} مُسَالُ الخَدَّيْنِ، {ومُسالاً الرَّجُلِ: جانِبَا لِحْيَتِهِ، قَالَ:
(فَلَوْ كانَ فِي الحَيِّ النَّجِيِّ سَوَادُهُ ... لَمَا مَسَحَتْ تِلْكَ} المُسَالاَتِ عَامِرُ) {ومُسَالاَهُ أَيْضا: عِطْفَاهُ، قَالَ أَبُو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ:)
(إِذا مَا نَعَشْنَاهُ على الرّحْل يَنْثَنِي ... } مَسَالَيْهِ عنهُ مِنْ وَراءٍ ومُقْدَمِ)
إِنَّما نَصَبَهُ عَلى الظَّرْفِ. {وسَيْلُ، بالفَتْحِ: اسْمُ مَكَّةَ، شَرَّفَها اللهُ تَعالى. قالَهُ نَصْرٌ. وسَيْلُ بنُ الأَسَلِ النَّصْرِيُّ، هُوَ الَّذِي عَناهُ الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ:
(وَيْلٌ} بِسَيْلٍ سَيْلِ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ ... رَأَتْ رَغْبَةً أَو رَهْبَةً فَهِيَ تُلْجَمُ)
والبَيْتُ مَخْرُومٌ، كَمَا فِي العُبابِ. {وسَيَلُ، مُحَرَّكَةً: جَبَلٌ. وفاطِمَةُ بنتُ سَعْدِ بنِ سَيْلٍ، هِيَ أُمُّ قُصِيٍّ، وزُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ.} والسَّيَّالَةُ، مُشَدَّدَةً: انْعِطَافٌ فِي البَحْرِ، حيثُ يَمِيلُ. {وسِيلاَنُ: اسْمٌ لِبَحْرِ الصِّينِ.} وسِيلِينُ، كُورَةٌ فِي شَرْقِيِّ الصَّعِيدِ الأَعْلى.
السيْلُ: مَعْروفٌ، وجَمْعه سُيُوْل. ومَسِيْلٌ وأمْسِلَةٌ ومُسْلانٌ ومَسَايِلُ. والمُسَالَانِ من الرَّجُلِ: جانِبا الفَمِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الرِّيْقُ.
وفُلانٌ مُسَالُ الخَديْنِ: أي طَوِيْلُهُما، نَحْوَ الأسِيْلِ. ومَثَل: " سَبَقَ سَيْلُكَ مَطَرَكَ "، و " هو أمْضى من السَّيْل ".

والسيَالُ: شَجَرٌ سَبْطُ الأغْصَانِ؛ عليه شَوْكٌ بِيْضٌ؛ أُصُوْلُه أمثالُ ثَنَايا الجَوَاري. وقيل: هو شَجَرُ الخِلَافِ.
والسِّيْلاَنُ: سِنْخُ قائمَةِ السكِّيْنِ وغَيْرِه. وُيقال للمَيْعَةِ الرطْبَةِ: السّائلَةُ. وغرَّةٌ سائلَةٌ. ورَأيْتُ سائلةً من الناسِ وسَيّالَةً: أي جَماعَةً.
وضَرْبٌ من الحِسَابِ يُقال له السيال.

لذذ

(لذذ) - في الحديث: "لَصُبَّ عليكم العذابُ صَبًّا، ثُمَّ لُذَّ لَذًّا"
: أي قُرِن العَذابُ بالعذَاب .
ل ذ ذ : لَذَّ الشَّيْءُ يَلَذُّ مِنْ بَابِ تَعِبَ لَذَاذًا وَلَذَاذَةً بِالْفَتْحِ صَارَ شَهِيًّا فَهُوَ لَذٌّ وَلَذِيذٌ وَلَذِذْتُهُ أَلَذُّهُ وَجَدْتُهُ كَذَلِكَ يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى وَالْتَذَذْتُ بِهِ وَتَلَذَّذْتُ بِمَعْنًى وَاسْتَلْذَذْتُهُ عَدَدْتُهُ لَذِيذًا وَاللَّذَّةُ الِاسْمُ وَالْجَمْعُ لَذَّاتٌ. 
[لذذ] نه: إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على "ملاذها"، أي ليجرها في السهولة لا في الحزونة، جمع ملذ وهو موضع اللذة، لذ لذاذة فهو لذيذ أي مشتهى. ومنه ح الزبير يرقص ابنه:
أبيض من آل أبي عتيق ... مبارك من ولد الصديق
"ألذه"، كما لذ ريقي
من لذذته، من سمع. وفيه: لصب عليكم العذاب صبًا ثم "لذ لذا"، أي قرن بعضه إلى بعض.
[لذذ] اللَذَّةُ: واحدة اللَذَّاتِ. وقد لذذت الشئ بالكسر لذاذ ولذاذة، أي وجدته لذيذا. والتذذت به وتلذذت به، بمعنًى. وشرابٌ لَذٌّ ولَذيذٌ، بمعنًى. واسْتَلَذَّهُ: عدَّه لذيذاً. واللَذُّ: النوم في قول الشاعر : ولَذٍّ كطَعمِ الصَرْخَدِيِّ طَرَحْتُهُ * عَشِيَّةَ خِمْسِ القومِ والعينُ عاشِقُه - واللَذِ واللَذْ بكسر الذال وتسكينها: لغةٌ في الذي. والتثنية اللَذا بحذف النون، والجمع الذينَ، وربَّما قالوا في الرفع: اللذون.
ل ذ ذ: (اللَّذَّةُ) وَاحِدَةُ (اللَّذَّاتِ) وَقَدْ (لَذِذْتُ) الشَّيْءَ وَجَدْتُهُ (لَذِيذًا) وَبَابُهُ سَلِمَ وَ (لَذَاذًا) أَيْضًا. وَ (الْتَذَّ) بِهِ وَ (تَلَذَّذَ) بِهِ بِمَعْنًى. وَشَرَابٌ (لَذٌّ) وَ (لَذِيذٌ) بِمَعْنًى. وَ (اسْتَلَذَّهُ) عَدَّهُ لَذِيذًا. وَ (اللَّذُّ) النَّوْمُ. وَ (اللَّذِ) وَ (اللَّذْ) بِكَسْرِ الذَّالِ وَتَسْكِينِهَا لُغَةٌ فِي الَّذِي وَالتَّثْنِيَةُ اللَّذَا بِحَذْفِ النُّونِ، وَالْجَمْعُ الَّذِينَ وَرُبَّمَا قَالُوا: فِي الرَّفْعِ اللَّذُونَ. 
ل ذ ذ

لذّ الشيء لذةً ولذاذةً، والتذ التذاذاً، وشيء لذٌ ولذيذ. وهو في لذّ من العيش، وله عيش لذّ. قال محمد بن ذؤيب العماني:

إذ العيش لذّ والجميع بغبطةٍ ... لهم سامر والروض مستأسد البقل

وقال:

ولذ كطعم الصّرخديّ تركته ... بأرض العدى من خشية الحدثان أراد النوم. وخمرٌ لذّة. ورجل لذ: طيب الحديث. وهذا أطيب وألذ. ولذذت الشيء ولذذت به والتذذته والتذذت به وتلذذت، وهذا مما يلذّني ويلذّذني، واستلذه. ولاذّ الرجل امرأته ملاذّةً ولذاذاً، وتلاذّا عند التماسّ.

لذذ


لَذَّ(n. ac. لَذَّة
لَذَاْذ
لَذَاْذَة)
a. Was agreeable, pleasant, delightful.
b. [acc.
or
Bi], Enjoyed, was pleased with; delighted in.
c. see II
لَذَّذَa. Pleased, delighted; made pleasant.

لَاْذَذَa. Gave pleasure to.

أَلْذَذَa. see II
تَلَذَّذَa. Enjoyed himself; was delighted.
b. see I (b)

تَلَاْذَذَa. Delighted in each other.

إِلْتَذَذَa. see I (a) (b).
إِسْتَلْذَذَa. see I (b)
& V (a).
لَذّa. see 25 (a)b. [art.], Sleep.
لَذَّةa. Pleasure, delight; enjoyment.
b. Pleasantness, delightfulness; deliciousness; sweetness
lusciousness.
c. see 22t
أَلْذَذُa. Pleasanter.

أَلْذِذَةa. Voluptuaries.

مَلْذَذ
(pl.
مَلَاْذِذُ)
a. Pleasant place; smooth ground.

لَذَاْذa. see 22t
لَذَاْذَةa. Pleasure; comfort; gratification.

لَذِيْذ
(pl.
لُذّ
لِذَاْذ
23)
a. Agreeable, pleasant, nice; desirable; delightful
delectablc; sweet, delicious, luscious
b. [art.], Wine.
c. see 22tN. Ac
VIII X
see 1t (a) لَذْوَى
a. see 22t
[ل ذ ذ] اللَّذَّةُ نَقِيضُ الأَلَمِ لَذَّه ولَذَّ بهِ يَلَذُّ لَذّا ولذاذة ولَذاذَاً والْتَذَّه والْتَذَّ بهِ واسْتَلَذَّه ورَجُلٌ لَذٌّ مُلْتَذٌّ وأَنْشَد ابنُ الأَعرابِيِّ لابنِ سَعْنَةَ

(فراحَ أَصِيلُ الحَزْمِ لَذّا مُرَزّأً ... وباكَرَ مَمْلُوءًا عن الرَّاح مُتْرَعَا)

وشَرابٌ لَذٌّ من أَشْرِبَةٍ لُذٍّ ولِذاذٍ ولذيذ من أشربه لذاذ وكأس لذة لذيذة وفي التَّنْزِيلِ {بيضاء لذة للشاربين} الصافات 46 وقد رُوِيَ بَيْتُ ساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلَيِّ

(لَذٌّ بهَزِّ الكَفِّ يَعْسِلُ مَتْنُهُ ... فِيه كَما عَسَلَ الطَّرِيقَ الثَّعْلَبُ)

أَراد تَلذُّ به الكَفُّ وجَعَلَ اللَّذَّةَ للعَرَضِ الَّذِي هُوَ الهَزُّ لتَشَبُّثِه بالكَفِّ وتحرير كُلِّ ذلك تَلَذُّ به الكَفُّ إِذا هَزَّتْه والمَعْرُوفُ لَدْنٌ وكَذا رَواه سِيبَوَيْهِ وأَنْشَد ثَعْلَبٌ

(حَتّى اكْتَسَى الرَّأْسُ قِناعًا أَشْهَبا ... )

(أَمْلَحَ لا لَذّا ولا مُحَبَّبَا ... )

فَنَفَى عنه أَنْ يكونَ لذّا وكذلِكَ لو احتاجَ إلى إَثْباتِه وإِيجابِه لوَصَفَه بأنه لَذٌّ كأَن يَقُولَ قِناعًا أَشْهَبا أَمْلَحَ لَذّا مُحَبًّبًا ولَذَّ الشَّيْءُ صارَ لَذِيذًا واللَّذْلَذَةُ السُّرْعةُ والخِفَّةُ ولَذْلاذٌ الذِّئْبُ لسُرْعَتِه هكذا حكى لَذْلاذ بغيرِ الأَلفِ واللامِ كأَوْسٍ ونَهْشَلٍ

لذذ: اللَّذَّةُ: نقيض الأَلم، واحدة اللذان. لذَّه ولَذَّ به يَلَذُّ

لَذًّا ولَذَاذَةً والْتَذَّهُ والْتَذّ به واسْتَلَذّه: عدّه لَذِيذاً.

ولَذِذْتُ الشيءَ، بالكسر، لَذَاذاً ولَذَاذَةً أَي وجدته لذيذاً. والتذذت

به وتلذذت به بمعنى. واللَّذّة واللَّذَادَةُ واللَّذِيذُ واللَّذْوَى:

كله الأَكل والشرب بِنَعْمَةٍ وكفاية. ولَذِذْتُ الشيء وأَنا أَلَذُّ به

لَذَاذَةً ولَذِذْته سواء؛ وأَنشد ابن السكيت:

تَقاكَ بِكَعْبً واحد وتَلَذّه

يداك، إِذا ما هُزَّ بالكَفِّ يَعْسِلُ

ولَذَّ الشيءُ يَلَذُّ إِذا كان لذيذاً؛ وقال رؤْبة:

لَذَّتْ أَحاديثُ الغَوِيِّ المُبْدِعِ

أَي اسْتُلِذ بها؛ ويُجْمَعُ اللَّذيذُ لِذاذاً.

وفي الحديث: إِذا ركب أَحدكم الدابة فليحملها على مَلاذِّها أَي

ليُجْرِها في السُّهولة لا في الحُزُونة. والمَلاذُّ: جمع مَلَذٍّ، وهو موضع

اللذة، من لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذاذة، فهو لذيذ أَي مشتهى. وفي حديث

عائشة، رضي الله عنها: أَنها ذكرت الدنيا فقالت: قد مضى لَذْواها وبقي

بَلْواها أَي لذتها، وهو فَعْلى من اللذة فقلبت احدى الذالين ياء كالتقضي

والتلظي، وأَرادت بذهاب لَذْواها حياة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

وبالبلوى ما حدث بعده من المحن. وقول الزبير

(* قوله «وقول الزبير إلخ» في

شرح القاموس وفي الحديث كان الزبير يرقص عبد الله ويقول).

في الحديث حين كان يُرَقّص عبدَ الله ويقول:

أَبيضُ من آل أَبي عَتيقِ،

مُبارَكٌ من ولَدِ الصِّدِّيقِ،

أَلَذُّه كما أَلَذُّ رِيقي

قال: تقول لذذته، بالكسر، أَلذه، بالفتح. ورجل لَذٌّ: مُلْتذ؛ أَنشد ابن

الأَعرابي لابن سَعْنَهَ:

فَراحَ أَصِيلُ الحَزْم لَذّاً مُرَزَّأً

وباكَرَ مَمْلُوءاً من الرَّاح مُتْرَعا

واللَّذّ واللَّذيذ: يجريان مَجرى واحداً في النعت. وقوله عز وجل: من

خمر لذةٍ للشاربِين أَي لذيذة، وقيل لذة أَي ذات لذةٍ؛ وشراب لَذٌّ من

أَشربة لُذٍّ ولِذاذ، ولَذيذٌ من أَشربة لِذاذ. وكأْسٌ لَذَّةٌ: لذيذة. وفي

التنزيل: بيضاء لَذةٍ للشاربين. وقد روي بيت ساعدة: لَذٌّ بِهَزِّ

الكَفِّ؛ أَراد يلتذ الكف به، وجعل اللذة للعَرَض الذي هو الهز لتشبثه بالكف

إِذا هزته، والمعروف لَدْنٌ، وكذلك رواه سيبويه؛ وأَنشد ثعلب:

حَتى اكْتَسى الرأْسُ قِناعاً أَشبها

أَمْلَحَ، لا لَذًّا ولا مُحَبَّا

فنفى عنه أَن يكون لَذًّا، وكذلك لو احتاج إِلى إِثباته وإِنجابه لوصفه

بأَنه لَذٌّ؛ وكان يقول:

«قناعاً أَشهبا، أَملح لذّاً محببا». ولَذَّ الشيءُ: صار لذيذاً. ابن

الأَعرابي: اللَّذُّ النوم؛ وأَنشد:

ولَذٍّ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ، تركتُه

بأَرْضِ العِدى، من خَشْيَةِ الحَدَثانِ

واستشهد الجوهري هنا بقول الشاعر:

ولَذٍّ كطعم الصّرْخَدِيّ

قال ابن بري: البيت للراعي وعجزه:

. . . . . . . . . دفعته

عَشيَّةَ خَمْسِ القومِ والعينُ عاشقه.

أَراد أَنه لما دخل ديار أَعدائه لم ينم حذاراً لهم. وقوله في الحديث:

لَصُبَّ عليكم العذاب صَبّاً ثم لُذَّ لَذًّا أَي قُرن بعضه إِلى بعض.

واللَّذْلَذَةُ: السُّرْعَةُ والخِفَّةُ. ولَذْلاذٌ: الذئبُ لسرعته؛

هكذا حكي لَذْلاذٌ بغير الأَلف واللام كأَوس ونَهْشَلٍ.

الجوهري: واللذِ واللذْ، بكسر الذال وتسكينها، لغة في الذي، والتثنية

اللذا بحذف النون، والجمع الذين؛ وربما قالوا في الجمع اللذون. قال ابن

بري: صواب هذه أَن تذكر في فصل لذا من المعتل. تاموضع قال وقد ذكره في ذلك

وإِنما غلّطه في جعله في هذا الموضع كونُه بغير ياء، قال: وهذا إِنما بابه

الشعر أَعني حذف الياء من الذي.

لذذ
لَذَّ/ لَذَّ لـ لَذِذْتُ، يَلَذّ، الْذَذْ/ لَذَّ، لَذاذًا ولذّةً ولَذاذةً، فهو لَذّ ولذيذ، والمفعول مَلذوذ (للمتعدِّي)
• لذَّ الطّعامُ: صار شهِيًّا "أكل اليوم ما لذَّ وطاب: أكل كلّ شهيّ محبوب- عيشٌ لَذٌّ- شرابٌ لَذيذ".
• لذّته الأعينُ: استطيبته وتمتّعت به " {وفيها ما تشتهيه الأنفسُ وتَلَذُّ الأعين} ".
• لذَّ له الأمرُ: طاب "يَلَذّ له أن يزور المرضى أسبوعيًّا- تمتَّع بلذاذة العيش- تفنى اللَّذاذة ممَّن نالَ صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثمُ والعارُ". 

استلذَّ يَستلِذّ، اسْتَلْذِذْ/اسْتَلِذَّ، استلذاذًا، فهو مُستلِذّ، والمفعول مُستلَذّ
• استلذَّ الطَّعامَ: وجده أو عدّه لذيذًا "استلذّ سماعَ الموسيقى- استلذَّ الحديثَ الشَّيِّقَ". 

التذَّ/ التذَّ بـ يَلْتذّ، الْتَذِذْ/الْتَذَّ، التِذاذًا، فهو مُلْتذّ، والمفعول مُلْتذّ
• التذَّ الطَّعامَ/ التذَّ بالطَّعامِ: وجده لذيذًا. 

تلذَّذَ/ تلذَّذَ بـ يتلذَّذ، تلذُّذًا، فهو مُتلذِّذ، والمفعول مُتلذَّذ
• تلذَّذ الطَّعامَ/ تلذَّذ بالطَّعامِ:
1 - التذَّه، وجده لذيذًا؛ أي طيِّبًا شهيًّا "تلذَّذ بتناول الفاكهة/ بقطعة الكعْكة".
2 - تمتَّع به "تلذّذ بقراءة القرآن الكريم- تلذَّذ بالسباحة في البحر- كان يتلذّذ بقهر الضعفاء". 

لَذَاذ [مفرد]: مصدر لَذَّ/ لَذَّ لـ. 

لَذَاذة [مفرد]: مصدر لَذَّ/ لَذَّ لـ. 

لَذّ [مفرد]: ج لُذّ ولِذَاذ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لَذَّ/ لَذَّ لـ: طيِّب شهيّ. 

لذَّة [مفرد]: ج لَذَّات (لغير المصدر):
1 - مصدر لَذَّ/ لَذَّ لـ.
2 - مؤنَّث لَذّ: "كأسٌ لذّة" ° هادم اللَّذَّات: الموت.
3 - طِيب طعم الشَّيء "شعر بلذّة الطعام/ العصير- {وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ}: لذيذة لخلوها من اغتيال العقل وإفساد الجسم والطبع".
4 - (نف) إدراك الملائم المُشْتَهَى كالنور عند البصر وطعم الحَلاوة عند حاسّة الذَّوق "ما أجمل لذَّة النُّور بعد الظَّلام- لكلِّ جديد لذّة [مثل أجنبيّ] ".
5 - (نف) متعة، شعور بالارتياح العميق الذي يُناقض الألم والبشاعة "شعر بلذّة عند قراءة القرآن- شعر باللذّة تسري في جميع جسده- دقيقة الألم ساعة وساعة اللذّة دقيقة". 

لذيذ [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لَذَّ/ لَذَّ لـ: طيِّب، شهيّ. 

مَلَذَّة [مفرد]: ج مَلَذَّات ومَلاذُّ: شهوة، متعة من مُتَع الحياة وعلى الأخصّ في مجال الحواسّ، أو ما يثير في الإنسان إحساسًا جميلاً أو يكون مصدرًا لهذا الإحساس كالأشياء والأعمال "ابتغى المَلَذَّة- ملذَّات الجسد تُنْهِك روحَ الإنسان". 
لذذ
: ( {اللَّذَّةُ) : الشَّهْوَة، أَو قَرِيبة مِنْهَا، وكأَنها لمَّا كَانَت لَا تَحْصُل إِلاّ لصحيحِ المِزَاجِ سالِمةً من الأَوجاع فسَّرها بقوله: (ضِدُّ الأَلَمِ، ج} لَذَّاتٌ. {لَذَّهُ و) } لَذَّ (بِهِ) ، يَتعَدَّى وَلَا يتعَدَّى، {لَذًّا} ولَذَاذَةً، وَهُوَ من بَاب فَرِحَ، كَمَا صرَّح بِهِ الجوهَرِيُّ أَربابُ الأَفعال، وإِن تَوَقَّفَ فِيهِ بعضُهم نظرا إِلى اصْطِلَاحه، فإِن مُقْتَضَاهُ أَن يكون المضارعُ مِنْهُمَا على يَفْعُل، بالضمّ، ككَتَبَ، وَلَيْسَ كذالك، وَفِي الْمُحكم: {لَذِذْتُ الشيءَ، بِالْكَسْرِ، (} لَذَاذاً، {ولَذَاذَةً،} والْتَذَّه) {الْتِذَاذاً، (و) } التَذَّ (بِهِ، {واسْتَلَذَّه: وجَدَه} لَذِيذاً) أَو عَدَّه {لَذِيذا،} والْتَذَّ بِه {وتَلَذَّذَ بِمَعْنى واحِدٍ،} ولَذِذْتُ الشيءَ {أَلَذُّه، إِذا} استَلْذَذْته، وكذالك لَذِذْتُ بذالك الشيْءِ، وأَنا {أَلَذُّ بِهِ} لَذَاذَةً {ولَذِذْتُه سواءٌ، وَفِي الحَدِيث: كَانَ الزُّبَيْرُ يُرَقِّص عبدَ الله وَيَقُول:
أَبْيَضُ مِنْ آلِ أَبِي عَتِيقِ
مُبَارَكٌ مِنْ وَلَدِ الصِّدِّيقِ
أَلَذُّهُ كَمَا أَلَذُّ رِيقِي
(} ولَذَّ هُوَ) {يَلَذُّ (: صَارَ} لَذِيذاً) قَالَ رُؤبة:
{لَذَّتْ أَحَادِيثُ الغَوِيِّ المِنْدَغِ
أَي} اسْتُلِذَّ بهَا.
(و) عَن ابنِ الأَعرابِيّ: ( {اللَّذُّ: النَّوْمُ) ، وأَنشد:
} ولَذَ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تَرَكْتُه
بِأَرْضِ العِدَا مِنْ خَشْيَةِ الحَدَثَانِ
( {واللَّذِيذُ: الخَمْرُ) هُوَ} واللَّذُّ يَجرِيَانِ مَجْرًى وَاحِدًا فِي النَّعْت، ( {كاللَّذَّةِ) ، قَالَ الله عزّ وجَلّ {مّنْ خَمْرٍ} لَذَّةٍ لّلشَّارِبِينَ} (سُورَة مُحَمَّد، الْآيَة: 15) أَي {لَذِيذَة، وَقيل: ذَات} لَذَّةٍ. وكَأْسٌ {لَذَّةٌ:} لَذِيذَةٌ. (ج {لُذٌّ) ، بِالضَّمِّ، (} ولِذَاذٌ) ، بِالْكَسْرِ، شَرَابٌ {لَذٌّ مِن أَشْرِبَةٍ} لُذٍّ {ولِذَاذٍ،} ولَذِيذٌ من أَشْرِبَة لِذَاذٍ.
( {واللَّذْلاَذُ: السَّرِيعُ الخَفِيفُ فِي عَمَلِه، وقذ} لَذْلَذَ، و) بِهِ سُمِّيَ (الذِّئْبُ) {لَذْلاَذاً، لسُرْعته، هاكذا حُكِيَ} لَذْلاَذٌ، بِلَا لامٍ كَأَوْسٍ ونَهْشَلٍ، فَكَانَ يَنبَغِي للمصنِّف أَن يَقُول: وَبلا لَام الذِّئْبُ، قَالَ عَمْرُو بن حُمَيْل:
لِكُلِّ عَيَّالِ الضُّحَى لَذْلاَذِ
لَوْنِ التُّرَابِ أَعْقَدِ الشِّمَاذِ
أَرادَ بِعَيَّالِ الضُّحَى ذِئْباً يَتَعَيَّلُ فِي عِطْفَيْهِ، أَي يَتَثَنَّى، والأَعْقَد: الَّذِي يَلْوِي ذَنَبَه كأَنَّه مُنْعَقِدٌ.
(ورَوْضَةُ {مُلْتَذٍّ: ع قُرْبَ المَدِينَةِ) المُشَرَّفة، على ساكنها أَفضلُ الصلاةِ وَالسَّلَام، ذكَرَه الزُّبير فِي كتاب الــعَقِيق، وأَنشد لِعْرُوَة بن أُذَيْنَةَ:
فَرَوْضَةُ مُلْتَذَ فَجنْبَا مُنِيرَةٍ
فَوَادِي الــعَقِيقِ انْسَاحَ فِيهِنَّ وَابِلُه
كَذَا فِي المعجم.
(} والأَلِذَّةُ: الذينَ يَأْخُذُونَ! لَذَّتَهُمْ) ، نَقله الصاغانيّ. (و) قَالَ ابنُ بَرِّيَ فِي الْحَوَاشِي، (ذِكْرُ الجَوْهَرِيِّ اللَّذ) بِسُكُون الذَّال، (هُنا وَهَمٌ، وإِنما موضِعُه) لذا مِن (المُعْتَلّ) ، قَالَ: وَقد ذكره فِي ذالك الْموضع، وإِنما غَلطُه فِي جَعْلِه فِي هاذا الموضِع كونُه بِغَيْر ياءٍ، وعبارةُ الجوهريّ: {واللَّذِ} واللَّذْ، بِكَسْر الذَّال وتسكينِها لُغَةٌ فِي الَّذِي، والتثنيةُ {اللَّذَا، بِحَذْف النونِ، وَالْجمع الذِين وَرُبمَا قَالُوا فِي الْجمع} اللَّذونَ، قَالَ شَيخنَا: وهاذا، أَي ذِكحرُ اللغةِ فِي موضعٍ غيرِ بابِها من بَاب جَمْعِ النظائرِ والأَشباهِ، فَلَا يُغْنِي عَن ذِكْرِ كُلِّ كلمةٍ فِي بابِها، لأَنه مُوهِمٌ كَمَا تَوَّهَمه المُصَنِّف.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{المَلاَذُّ جَمْعُ} مَلَذٍّ، وَهُوَ مَوْضِعُ اللَّذَّةِ مِن لَذَّ الشيءُ يَلَذُّ لَذَاذَةً فَهُوَ لَذِيذٌ، أَي مُشْتَهًى، وَفِي الحَدِيث (إِذَا رَكِبَ أَحدُكم الدَّابَّةَ فَلْيَحْمِلْهَا عَلَى {مَلاَذِّهَا) أَي ليُجْرِهَا فِي السُّهُولَة لَا فِي الحْزُونَةِ.
} واللَّذْوَى، فَعْلَى من اللَّذَّةِ، قُلِبَتْ إِحدَى الذالينِ يَاء، كالتَّقَضِّي والتَّلَظِّي، وَقد جاءَ فِي حدَيث عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا، أَنها ذَكرتِ الدُّنْيَا فَقَالت: (قد مَضَى {لَذْوَاهَا، وَبَقِي بَلْوَاهَا) ، أَي} لَذَّتُها.
{واللَّذَّة} واللَّذَاذَة {واللَّذِيذ} واللَّذوني الأَكلُ والشُّرْبُ بِنَعْمَةٍ وكِفَايَةٍ.
وَرجل {لَذٌّ:} مُلْتَذٌّ، انشد ابنُ الأَعرابيِّ لأَبي سَعْنَةَ:
فَرَا 2 أَصِيلُ الحَزْمِ {لَذًّا مُرَزَّأً
وبَاكَرَ مَمْلُوءًا مِنَ الرَّاحِ مُتْرَعاً
وَفِي الحَدِيث (لَصُبَّ عليكُم العَذَابُ صَبًّا ثمَّ} لُذَّ {لَذًّا) أَي قُرِنَ بَعْضُه إِلى بَعْضٍ.
وَهُوَ فِي} لَذٍّ من عَيْشٍ، وَله عَيْشٌ {لَذٌّ.
ورجُلٌ لَذٌّ: طَيِّبُ الحَديث.
وَذَا أَطْيَبُ} وأَلَذُّ.
وذَا مِمَّا {- يَلَذُّنِي} - ويُلَذِّذُنِي. {ولاَذَّ الرَّجُلُ امرأَتَه} مُلاَذَّةً {ولِذَاذاً،} وتَلاَذَّا عِنْدَ التَّمَاسِّ.

يمن

يمن: {باليمين}: أي بالقوة والقدرة وقيل: {لأخذنا منه باليمين}: منعناه التصرف.
(يمن)

(ييمن) يمنا أَخذ ذَات الْيَمين وأتى الْيمن وبفلان ذهب بِهِ ذَات الْيَمين وَجَاء عَن يَمِينه والبلد سلك يَمِينه وَفُلَان آله وعَلى آله ولآله

(ييمن) يمنا وميمنة كَانَ مُبَارَكًا عَلَيْهِم وَالله فلَانا يمنا جعله مُبَارَكًا فَهُوَ مَيْمُون

(يمن) فلَان على آله ولآله (ييمن) يمنا وميمنة يمن فَهُوَ يامن وَيَمِين وأيمن

(يمن) فلَان على آله ولآله يمن فَهُوَ مَيْمُون (ج) ميامين

(أَيمن) أَخذ نَاحيَة الْيَمين وَلبس اليمنة

(يامن) أَخذ ذَات الْيَمين وَأَرَادَ الْيمن وَبِه ذهب بِهِ ذَات الْيَمين

(يمن) يامن وعَلى فلَان برك
يمن: يُمِنَ الرَّجُلُ فهو مَيْمُوْنٌ. والمُيَمِّنُ: الذي يَأْتي باليُمْنِ والبَرَكَةِ.
واليَمَنُ: ما كانَ على يَمِيْنِ القِبْلَةِ من بِلاَدِ الغَوْرِ. واليَامِنُ: نَعْتٌ؛ وهو الذي جاءَ من ناحِيَةِ اليَمَنِ. وأَخَذْنَا يَمْنَةً ويَمْناً، ونَحْنُ يَمَنٌ وشَأمٌ، وهم اليَامِنُوْنَ والياسِرُوْنَ، وثَلاَثُ أيْمُنٍ وأَشْمُلٍ. واليَمِيْنُ خِلاَفُ الشِّمَالِ.
والتَّيَمُّنُ: المَوْتُ؛ لأنَّ المَيِّتَ يُوَسَّدُ يَمِيْنَه، ومنه قيل:
التَّيَمُّنُ أَرْوَحُ
وهو الأَيْمَنُ: الذي شِمَالُه كيَمِيْنِهِ في القُوَّةِ، وجَمْعُه يُمْنٌ.
واليَمِيْنُ: القُوَّةُ؛ في قَوْلِه عَزَّ وجلَّ: " ضَرْباً باليَميْنِ ".
واليُمْنَةُ: ضَرْبٌ من بُرُوْدِ اليَمَنِ.
واليَمِيْنُ: الحَلِفُ، والجَمِيْعُ الأَيْمَانُ. وأَيْمَنُ: حَرْفٌ وُضِعَ للقَسَمِ، تقول: أَيْمُ اللهِ وأَيْمُنُ اللهِ؛ ولَيْمَنُكَ وأَيْمُنُكَ.
وهو عِنْدَنَا باليَمِيْنِ: أي بمَنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ.
واسْتَيْمَنْتُ فلاناً: اسْتَحْلَفْتُه.
ومِلْكُ اليَمِيْنِ في الشِّرَى: أن يَصْفِقَ بيَمِيْنِهِ.
واليَمَانِيَةُ: شَعِيْرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
ويُقال للذَّكَرِ: مَيْمُوْنٌ.
ي م ن

يمن على قومه يمناً، وهو ميمون عليهم، وهو الأيمن، وهي اليمنى. وأخذ بيمينه ويمناه، قالوا لليمين: اليمنى، كما قالوا للشمال: الشّومى. وقيل للحلف: اليمين: لأنهم كانوا يتماسحون بأيمانهم فيتحالفون. وتيمّن به. ويمّن عليه وبرّك. ويمين الله، وأيمن الله، وأيم الله، وليمن الله لأفعلنّ. قال:

فقال فريق القوم لما نشدتهم ... نعم وفريق ليمن الله ما ندري

واستيمنته: استحلفته. ويامنوا وتيامنوا: أخذوا في جانب اليمين. وولاذه ميامنه. وأيمن الرجل ويامن وتيامن: أتى اليمن. ولبس اليمنة وهي من برود اليمن. ومن المجاز: هو ملك يمينه. وهو عنده باليمين: بمنزلة حسنةٍ. وضربها بالميمون: جامعها. قال:

أضرب بالميمون في دهليزها ... أصبّ ما في قلّتي في كوزها

ويقال للشيخ الفاني: التيمّن أروح أي الموت لأن الميّت يتوسّد يمينه. قال:

إذا المرء علبيَ ثم أصبح جلده ... كرحض أديم فالتيمن أروح

ظهرت علابيّه من الكبر، الرّحض: الشنّ الخلق. ويقولون: نحن يمن وهم شامٌ.
يمن بن [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أنّه قَالَ: لَيْمُنُكَ لَئِن كنت ابتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ ولَئن كنت أخَذْتَ لقد أبقيت قَالَ حدّثنَاهُ أَبُو مُعَاوِيَة عَن هِشَام بْن عُرْوَة عَن أَبِيه. قَوْله: ليمنك وأيمنك إنماهي يَمِين وَهِي كَقَوْلِهِم: يَمِين الله كَانُوا يحلفُونَ بهَا قَالَ امْرُؤ الْقَيْس: (الطَّوِيل)

فقلتُ يَمِينُ الله أبْرَحُ قَاعِداً ... وَلَو ضَرَبوا رَأْسِي لَدَيْكِ وأوصالي

فَحلف بِيَمِين الله ثمَّ تُجْمَعُ اليمينُ أيْمُن كَمَا قَالَ زُهَيْر: (الوافر)

فَتُجْمَعُ أيْمُنُ منّا ومِنكُم ... بُمْقَسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُ

ثمَّ يحلفُونَ بأيمُن الله فَيْقولون: أيمُنُ الله لَا أفعل ذَلِك وأيْمُنُك يَا رَبّ إِذا خَاطب ربَّه فعلى هَذَا قَالَ عُرْوَة: لَيْمُنُك لَئِن كنت ابْتليت لقد عافيت فَهَذَا هُوَ الأَصْل فِي أيْمُنُ الله ثمَّ كثر هَذَا فِي كَلَامهم وخَفّ على ألسنتهم حَتَّى حذفوا النُّون كَمَا حذفوا فِي قَوْلهم: لم يكن فَقَالُوا: لم يَكُ وَكَذَلِكَ قَالُوا أيْمُن الله لأفْعَلَنَّ ذَاك وأيم الله لأفْعَلَنّ ذَاك قَالَ وفيهَا لُغَات سوى هَذِه كَثِيرَة. حَدِيث الْقَاسِم مُحَمَّد بن أبي بكر رَحمَه الله
(يمن) - قولُه تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ}
قال صاحِبُ التَّتِمّة: سَمِعْتُ شَيخَنا أبا طَالب يقول: يجوز أن يكون أرَادَ باليَمين: الأَيمانَ، فأوقع الواحدَ مَوقعَ الجَمْعِ، كما قال تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} : أي النّاس. ويجوز أن يَكُون أراد "بالشَّمائِل": الواحد، فَأوقَع الجَمعَ موقعَ الوَاحدِ، كَقَولِه تَعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} أراد به: نُعَيم بنَ مَسْعُود. - وفي الحديث: "الحَجَرُ الأَسْوَدُ يَمينُ الله تعالى في الأرضِ"
قال الخطَّابِى: هذا كلام تَشْبِيه وَتَمْثِيلٍ، وأصلُه أنَّ المَلِك إذا صَافح رَجُلاً قَبَّلَ الرَّجُلُ يدَه، فكأنَ الحجَر [الأَسْوَدَ] لله تعالى بمَنْزِلة اليَمين للمَلِك، حَيْثُ يُسْتَلَمُ وَيُلثَم.
- وفي الحَديث: "وكِلْتَا يَدَيْهِ يَمينٌ"
: أي أنَّ الشِّمَالَ تَنْقُصُ عنَ اليَمِين في العادَةِ ، وُسَمّىِ الشِّمال الشُؤْمَى ، كأنَّه أَرادَ أَنَّ يدَيه تبارك وتعالى جميعاً بِصفةِ الكماَل لا نَقْصَ في واحِدَةٍ منهما.
- وفي رِوَاية: "كِلتَاهُما مَيمُون مُبارَكُ" على أنّ الشِّمال قد وَردَ في بعض الأخبار الصِّحاح.
وفي رِوَايَةٍ: "ويَدُه الأُخْرى" لم يَذكُر اليَمينَ ولا الشِّمال.
- في الحديث: "أنّه عليه السلام كُفِّنَ في يُمْنَةٍ"
: وهي ضَرْبٌ من بُرودِ اليَمَنِ - بضَم اليَاءِ -، قال الشَّاعر: كَسَحْق اليُمْنَةِ المنُجَابِ *
- في الحديث : "يُعْطَى المُلْكَ بِيَمِينِه والخُلْدَ بِشِمالِه"
: أي يُجْعَلاَن في مَلَكَتِهِ، فاسْتَعار اليَمِينَ والشِّمال؛ لِأَنّ الأخْذَ بهما.
يمن:
تيمن ب: لا تعني أبداً مات وفقاً (لفريتاج)، بل ووفقاً (لمحيط المحيط)، إذ أن تبرّك به ضد تشأم، أي تفاءل خيراً من (تقويم 1:80): ويسمى بالسعود لتيمنهم بطلوعه (عبد الواحد 6:94): فسّر بهم أهل الأندلس وأظهروا التيمن بأمير المسلمين والتبرك به (عباد 3:109:2).
تيمن في: = أخذ فيه من المين مثلما ورد في الحديث يجب التيمن في جميع أمره ما استطاع.
تيمن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicere.
تيامن: في (محيط المحيط): (تيامن
الرجل تيامناً ذهب ذات اليمين. وتيامن بفلان ذهب به ذات اليمين وقيل ولا تقل تيامن بهم والعامة تقوله. وتيامن فلان أخذ ناحية اليمن).
وخطأ العامة هذا يقع فيه أحسن الكتّاب مثل (بدرون 11:76) و (البكري 4:114). وهكذا نرى، وفقاً (لمحيط المحيط) إن (فريتاج) أخطأ في استعمال تيامن استعمال العامة لها وكان عليه أن يقول تيامن بفلان.
تيامن: انظر الكلمة في (فوك) في مادة benedicer.
استيمن ب: صحح استيمن ب وفقاً لما ذكرناه في تيمن ب. وهذه أيضاً تعين ما أراده صاحب (محيط المحيط) في قوله: (تيامن بفلان اخذ ناحية اليمن واستيمنه استيماناً استحلفه. واستحلفه بكذا تبرّك به).
يمن: بركة (فوك) benediction.
يمن: موت (معجم البلاذري).
يمنّى، يماني: مع عقيق أو حجر أو الصفة وحدها يصبح المعنى متعلقاً بالحجر اليماني أو اليشب الذي هو من الأحجار الكريمة (بقطر، ريشاردسون سنترال 29:2: agate) . وعند (نيبور B: 134 وباجني ms وهلو): عقيق أحمر cornaline.
يمني: قطن ملون (دي سويس، زيتشر 510:11).
يمنية: مرتل في التأبين (لين عادات مصر 322:2، بيرتون 369:1).
يمين. ملك اليمين: الجواري والمحظيات (قارطاس 7:78) (أنظر القرآن الكريم 3:4).
يمين: بمعنى القسم والجمع يمينات عند (بقطر).
التيمن: الجنوب le sud ( الجريدة الآسيوية 196:2:1848 (باين سميث 1606؛ وانظر في (ترجمة أبو الفداء. جغرافيا 2111 × 2 عدده). وقد أخطأ (رينو حين كتبها: تَيَمن).
تيمينة: من طرق إلقاء التحية. انظر (لين عادات مصر. 300:1).
مُيمّن: تصحيف مؤمِّن: (الكالا).
ميمون: عبد (رولاند) (؟).
ميمون: الاسم البربري لنابت الظان الأسود (ابن البيطار 114:3). وانظر ظيان في آخر الجزء السابع من ترجمة هذا المعجم؛ أما (معجم المنصوري)، فقد أطلق عليه اسم ميمونة وهو الاسم الذي يطلقه عوام المغرب على هذه النبتة، وانظر مادة بوطانية.

يمن


يَمَنَ
[&
a. يَامِن] (n. ac.
يَمْن), Went to the right.
b. Approached from the right.
c. [Bi], Led to the right.
d. Placed on the right side ( one dead ).
e. [& يَامَن ], (n. ac.
يُمْن
مَيْمَنَة) [& pass.], Was fortunate, lucky.
f.
see (يَمُنَ) (b).
يَمِنَa. see supra
(b) (e).
يَمُنَa. see I (e)b. ['Ala], Brought happiness to.
يَمَّنَa. see I (a) (c).
c. Went, came to Yemen.
d. ['Ala], Invoked blessings upon.
يَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
أَيْمَنَa. see I (a)
& II (c).
تَيَمَّنَa. Belonged, referred to Yemen.
b. [Bi], Was lucky, prospered in; was benefited by.
c. [Fī], Succeeded, prospered in.
d. Died.
e. [Bi]
see I (d)
تَيَاْمَنَa. see I (a) (c) & II (c).
إِسْتَيْمَنَa. see V (b)b. Exacted an oath from; swore.

يَمْنَةa. see 4 (a)b. Portion; food.

يُمْنa. Luck, good fortune; luckiness; prosperity, success;
felicity.
b. Good omen.

يُمْنَةa. see 3 (a)b. Striped cloth from Yemen.

يُمْنَى
( pl.

يُمْنَيَات
a. see 4 (a)
يَمَنa. Right : right side, right hand.
b. [art.], Al-Yemen, Arabia Felix.
يَمَنِيّa. Of or from Yemen.

أَيْمَنُ
(pl.
أَيَاْمِنُ أَيَاْمِيْنُ)
a. Right; righthand; dexter; dextral.
b. Right-hand.
c. Fortunate, prosperous; felicitous; auspicious
favourable.

مَيْمَنَة
(pl.
مَيَاْمِنُ)
a. Right-side, wing or flank.
b. see 3 (a)
يَاْمِنa. see 14 (a) (c).
يَمَاْنِيّa. see 4yi
يَمَاْنِيَّةa. A species of red barley.

يَمِيْن
(pl.
أَيْمُن أَيَاْمِنُ
أَيْمَاْن
أَيَاْمِيْنُ)
a. see 4 (a)b. (pl.
أَيْمَاْن)
see 14 (c)c. Power, might.
d. (pl.
أَيْمُن
أَيْمَاْن), Oath.
e. see 3 (a)
N. P.
يَمڤنَ
(pl.
مَيَاْمِيْنُ)
a. see 14 (c)b. [art.], Penis.
c. [ coll. ], Ape.
N. P.
يَمَّنَa. Prosperous; blessed.

يَمَانِ
a. see 4yi
يَمَانِيَة
a. fem. of supra.
b. South (wind).
يَمَانُوْنَ
a. People of Al-Yemen.

أَلتَّيْمَن
a. The south.
b. The south wind.

أَلتَّيْمَنِيّ
a. see 4 (b)
& supra (a).
يَمْنَةً يَمَنًا يَمِيْنًا
a. From, on the right.

عَن اليَمِيْن
a. see supra.
b. Auspiciously, with good omens.

يَمِيْن الصَّبْر
a. False oath; perjury.

عَلَى أَيْمَن الْيَمِيْن
a. Prosperously, felicitously.

أَـِيْمَُِنُ الْلَّهِ
a. In God's name!

أَـِيْمُِ الْلّٰةِ
أَـِمَُ الْلّٰهِ
a. see supra.

أَتَوْنَا عَن اليَمِيْن
a. They have deceived us.

هُوَ عِنْدَنَا بِالْيَمِيْن
a. He is held in honour amongst us.

يَنْبُوْب
a. see under
نَبَتَ
يَنْبُوْع
a. see under
نَبَعَ
يَنْخُوْب
a. see under
نَخَبَ
(ي م ن) : (الْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَرَجُلٌ مَيْمُونٌ (وَتَيَمَّنَ بِهِ) تَبَرَّكَ (وَالْيَمِينُ) خِلَافُ الْيَسَارِ وَإِنَّمَا سُمِّيَ الْقَسَمُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتَمَاسَحُونَ بِأَيْمَانِهِمْ حَالَةَ التَّحَالُفِ وَقَدْ يُسَمَّى الْمَحْلُوفُ عَلَيْهِ يَمِينًا لِتَلَبُّسِهِ بِهَا (وَمِنْهَا) الْحَدِيثُ «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا» وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ فِي جَمِيعِ الْمَعَانِي (وَقَوْلُهُمْ) الْأَيْمَانُ ثَلَاثَةٌ الصَّوَابُ ثَلَاثٌ وَإِنْ كَانَتْ الرِّوَايَةُ مَحْفُوظَةً فَعَلَى تَأْوِيلِ الْأَقْسَامِ وَيُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٌ كَرَغِيفٍ وَأَرْغُفٍ (وَأَيْمُ) مَحْذُوفٌ مِنْهُ وَالْهَمْزَةُ لِلْقَطْعِ وَهَذَا مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزَّجَّاجُ وَعِنْدَ سِيبَوَيْهِ هِيَ كَلِمَةٌ بِنَفْسِهَا وُضِعَتْ لِلْقَسَمِ لَيْسَتْ جَمْعًا لِشَيْءٍ وَالْهَمْزَةُ فِيهَا لِلْوَصْلِ وَمِنْ الْمُشْتَقِّ مِنْهَا (الْأَيْمَنُ) خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِيهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أُتِيَ بِلَبَنٍ قَدْ شِيبَ بِمَاءٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - فَشَرِبَ ثُمَّ أَعْطَى الْأَعْرَابِيَّ وَقَالَ الْأَيْمَنُ الْأَيْمَنُ» هَكَذَا فِي الْمُتَّفِقِ وَرُوِيَ الْأَيْمَنُ بِالْإِفْرَادِ وَفِي إعْرَابِهِ الرَّفْعُ وَالنَّصْبُ بِإِضْمَارِ الْفِعْلِ أَوْ الْخَبَرِ (وَبِهِ سُمِّيَ) أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ حَاضِنَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ أَخُو أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ لِأُمِّهِ (وَيَامَنَ وَتَيَامَنَ) أَخَذَ جَانِبَ الْيَمِينِ (وَمِنْهُ) «كَانَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ التَّيَامُنَ فِي كُلِّ شَيْءٍ» وَرُوِيَ التَّيَمُّنَ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنِّي لَمْ أَجِدْهُ إلَّا فِي مَعْنَى التَّبَرُّكِ وَمِنْ الْمَأْخُوذِ مِنْهَا (الْيَمَنُ) بِخِلَافِ الشَّامِ لِأَنَّهَا بِلَادٌ عَلَى يَمِينِ الْكَعْبَةِ (وَالنِّسْبَةُ) إلَيْهَا يَمَنِيٌّ بِتَشْدِيدِ الْيَاء أَوْ يَمَانِيٌّ بِالتَّخْفِيفِ عَلَى تَعْوِيضِ الْأَلِفِ مِنْ إحْدَى يَاءَيْ النِّسْبَةِ وَمِنْهُ طَاوُسٌ الْيَمَانِيُّ (وَأَمَّا يَامِينُ) فَاسْمٌ أَعْجَمِيٌّ وَهُوَ يامين بْنُ وَهْبٍ فِي السِّيَرِ أَسْلَمَ وَلَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -.
ي م ن: (الْيَمَنُ) بِلَادٌ لِلْعَرَبِ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِمْ (يَمَنِيٌّ) (وَيَمَانٍ) مُخَفَّفَةٌ وَالْأَلِفُ عِوَضٌ مِنْ يَاءِ النَّسَبِ فَلَا يَجْتَمِعَانِ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: (يَمَانِيٌّ) بِالتَّشْدِيدِ. وَقَوْمٌ (يَمَانِيَةٌ) وَ (يَمَانُونَ) مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ وَثَمَانُونَ، وَامْرَأَةٌ (يَمَانِيَةٌ) أَيْضًا. وَ (أَيْمَنَ) الرَّجُلُ وَ (يَمَّنَ تَيْمِينًا) وَ (يَامَنَ) إِذَا أَتَى الْيَمَنَ. وَكَذَا إِذَا أَخَذَ فِي سَيْرِهِ يَمِينًا، يُقَالُ: يَامِنْ يَا فُلَانُ بِأَصْحَابِكَ. أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً. وَلَا تَقُلْ: تَيَامَنْ. وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ. (وَتَيَمَّنَ) تَنَسَّبُ إِلَى الْيَمَنِ. (وَالْيُمْنُ) الْبَرَكَةُ وَقَدْ (يُمِنَ) فُلَانٌ عَلَى قَوْمِهِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فَهُوَ (مَيْمُونٌ) أَيْ صَارَ مُبَارَكًا عَلَيْهِمْ. وَ (يَمَنَهُمْ) أَيْضًا (يَمْنًا) فَهُوَ (يَامِنٌ) وَ (تَيَمَّنَ) بِهِ تَبَرَّكَ. وَ (الْيَمْنَةُ) ضِدُّ الْيَسْرَةِ. وَ (الْأَيْمَنُ) وَ (الْمَيْمَنَةُ) ضِدُّ الْأَيْسَرِ وَالْمَيْسَرَةِ. وَ (الْيَمِينُ) الْقُوَّةُ. وَقَوْلُهُ - تَعَالَى -: {تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: 28] قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا -: أَيْ مِنْ قِبَلِ الدِّينِ فَتُزَيِّنُونَ لَنَا ضَلَالَتَنَا، كَأَنَّهُ أَرَادَ تَأْتُونَنَا عَنِ الْمَأْتَى السَّهْلِ. وَالْيَمِينُ الْقَسَمُ، وَالْجَمْعُ (أَيْمُنٌ) وَ (أَيْمَانٌ) قِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ. وَإِنْ جَعَلْتَ الْيَمِينَ ظَرْفًا لَمْ تَجْمَعْهُ لِأَنَّ الظُّرُوفَ لَا تَكَادُ تُجْمَعُ. (وَالْيَمِينُ) يَمِينُ الْإِنْسَانِ وَغَيْرِهِ. وَ (ايْمُنُ) اللَّهِ اسْمٌ وُضِعَ لِلْقَسَمِ هَكَذَا بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ وَهُوَ جَمْعُ يَمِينٍ وَأَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ عِنْدَ أَكْثَرِ النَّحْوِيِّينَ، وَلِمَ يَجِئْ فِي الْأَسْمَاءِ أَلِفُ الْوَصْلِ مَفْتُوحَةً غَيْرَهَا، وَرُبَّمَا حَذَفُوا مِنْهُ النُّونَ فَقَالُوا: (أَيْمُ) اللَّهِ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا أَبْقَوُا الْمِيمَ وَحْدَهَا فَقَالُوا: مُ اللَّهِ، وَمِ اللَّهِ، بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. وَرُبَّمَا قَالُوا: مُنُ اللَّهِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَالنُّونِ، وَمَنَ اللَّهِ بِفَتْحِهِمَا، وَمِنِ اللَّهِ بِكَسْرِهِمَا. وَيَقُولُونَ: (يَمِينُ) اللَّهِ لَا أَفْعَلُ. وَجَمْعُ الْيَمِينِ (أَيْمُنٌ) كَمَا سَبَقَ. 
ي م ن : الْيَمِينُ الْجِهَةُ وَالْجَارِحَةُ وَتَقَدَّمَ فِي الْيَسَارِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ أَخَذْتُ بِيَمِينِهِ وَيُمْنَاهُ
وَقَالُوا لِلْيَمِينِ الْيُمْنَى وَهِيَ مُؤَنَّثَةٌ وَجَمْعُهَا أَيْمُنٌ وَأَيْمَانٌ.

وَيَمِينُ الْحَلِفِ أُنْثَى وَتُجْمَعُ عَلَى أَيْمُنٍ وَأَيْمَانٍ أَيْضًا قَالَهُ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ قِيلَ سُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَحَالَفُوا ضَرَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَمِينَهُ عَلَى يَمِينِ صَاحِبِهِ فَسُمِّيَ الْحَلِفُ يَمِينًا مَجَازًا وَالْيَمِينُ الْقُوَّةُ وَالشِّدَّةُ وَالْيُمْنُ الْبَرَكَةُ يُقَالُ يُمِنَ الرَّجُلُ عَلَى قَوْمِهِ وَلِقَوْمِهِ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَيْمُونٌ وَيَمَنَهُ اللَّهُ يَيْمُنُهُ يَمْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا جَعَلَهُ مُبَارَكًا وَتَيَمَّنْتُ بِهِ مِثْلُ تَبَرَّكْتُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَيَامَنَ فُلَانٌ وَيَاسَرَ أَخَذَ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ذَكَرَهُ الْأَزْهَرِيُّ وَغَيْرُهُ وَالْأَمْرُ مِنْهُ يَامِنْ بِأَصْحَابِكَ وِزَانُ قَاتِلْ أَيْ خُذْ بِهِمْ يَمْنَةً قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُقَالُ تَيَامَنْ بِهِمْ.
وَقَالَ الْفَارَابِيُّ: تَيَاسَرَ بِمَعْنَى يَاسَرَ وَتَيَامَنَ بِمَعْنَى يَامَنَ وَبَعْضُهُمْ يَرُدُّ هَذَيْنِ مُسْتَدِلًّا بِقَوْلِ ابْنِ الْأَنْبَارِيِّ الْعَامَّةُ تَغْلَطُ فِي مَعْنَى تَيَامَنَ فَتَظُنُّ أَنَّهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ عَنْ الْعَرَبِ وَإِنَّمَا تَيَامَنَ عِنْدَهُمْ إذَا أَخَذَ نَاحِيَةَ الْيَمَنِ وَأَمَّا يَامَنَ فَمَعْنَاهُ أَخَذَ عَنْ يَمِينِهِ.

وَالْيَمَنُ إقْلِيمٌ مَعْرُوفٌ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا وَقِيلَ لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِ الْكَعْبَةِ وَالنِّسْبَةُ إلَيْهِ يَمَنِيٌّ عَلَى الْقِيَاسِ وَيَمَانٍ بِالْأَلِفِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ وَعَلَى هَذَا فَفِي الْيَاءِ مَذْهَبَانِ أَحَدُهُمَا وَهُوَ الْأَشْهَرُ تَخْفِيفُهَا وَاقْتَصَرَ عَلَيْهِ كَثِيرُونَ وَبَعْضُهُمْ يُنْكِرُ التَّثْقِيلَ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْأَلِفَ دَخَلَتْ قَبْلَ الْيَاءِ لِتَكُونَ عِوَضًا عَنْ التَّثْقِيلِ فَلَا يُثَقَّلُ لِئَلَّا يُجْمَعَ بَيْن الْعِوَضِ وَالْمُعَوَّضِ عَنْهُ وَالثَّانِي التَّثْقِيلُ لِأَنَّ الْأَلِفَ زِيدَتْ بَعْدَ النِّسْبَةِ فَيَبْقَى التَّثْقِيلُ الدَّالُّ عَلَى النِّسْبَةِ تَنْبِيهًا عَلَى جَوَازِ حَذْفِهَا وَالْأَيْمَنُ خِلَافُ الْأَيْسَرِ وَهُوَ جَانِبُ الْيَمِينِ أَوْ مَنْ فِي ذَلِكَ الْجَانِبِ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أُمُّ أَيْمَنَ وَأَيْمُنٌ اسْمٌ اُسْتُعْمِلَ فِي الْقَسَمِ وَالْتُزِمَ رَفْعُهُ كَمَا اُلْتُزِمَ رَفْعُ لَعَمْرُ اللَّهِ وَهَمْزَتُهُ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ وَصْلٌ وَاشْتِقَاقُهُ عِنْدَهُمْ مِنْ الْيُمْنِ وَهُوَ الْبَرَكَةُ وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ قَطْعٌ لِأَنَّهُ جَمْعُ يَمِينٍ عِنْدَهُمْ وَقَدْ يُخْتَصَرُ مِنْهُ فَيُقَالُ وَاَيْمُ اللَّهِ بِحَذْفِ الْهَمْزَةِ وَالنُّونِ ثُمَّ اُخْتُصِرَ ثَانِيًا فَقِيلَ (مُ اللَّهِ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَكَسْرِهَا. 
يمن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية. قَوْله: الْإِيمَان يمَان وَإِنَّمَا بَدَأَ الْإِيمَان من مَكَّة لِأَنَّهَا مولد النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ومبعثه ثمَّ هَاجر إِلَى الْمَدِينَة فَفِي ذَلِك قَولَانِ: [أما -] أَحدهمَا فَإِنَّهُ يُقَال: إِن مَكَّة من أَرض تهَامَة وَيُقَال: إِن تهَامَة من أَرض الْيمن وَلِهَذَا سمي مَا وَالِي مَكَّة من أَرض الْيمن واتصل بهَا التهائم فَكَانَ مَكَّة على هَذَا التَّفْسِير يَمَانِية فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان [على هَذَا -] وَالْوَجْه الآخر أَنه يرْوى فِي الحَدِيث إِن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ هَذَا الْكَلَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ بتبوك نَاحيَة الشَّام وَمَكَّة وَالْمَدينَة حِينَئِذٍ بَينه وَبَين الْيمن فَأَشَارَ إِلَى نَاحيَة الْيمن وَهُوَ يُرِيد مَكَّة وَالْمَدينَة فَقَالَ: الْإِيمَان يمَان أَي هُوَ من هَذِه النَّاحِيَة فهما وَإِن لم يَكُونَا من الْيمن فقد يجوز أَن ينسبا إِلَيْهَا إِذا كَانَتَا من ناحيتها وَهَذَا كثير فِي كَلَامهم فَاش أَلا تراهم قَالُوا: الرُّكْن الْيَمَانِيّ فنسب إِلَى الْيمن وَهُوَ بِمَكَّة لِأَنَّهُ مِمَّا يَليهَا وأنشدني الْأَصْمَعِي للنابغة يذم يزِيد بْن الصَّعق وَهُوَ رجل من قيس فَقَالَ:

[الوافر]

وكنتَ أمينَه لَو لم تخنه ... وَلَكِن لَا أَمَانَة لليمانيِ

وَذَلِكَ أَنه كَانَ مِمَّا يَلِي الْيمن وَقَالَ ابْن مقبل وَهُوَ رجل من بني العجلان من بني عَامر بن صعصة: [الْبَسِيط]

طافَ الخيالُ بِنَا ركبًا يمانينا

فنسب نَفسه إِلَى الْيمن لِأَن الخيال طرقه وَهُوَ يسير ناحيتها وَلِهَذَا قَالَ: سُهَيْل الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ يرى من نَاحيَة الْيمن. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَخْبرنِي هِشَام أبن الْكَلْبِيّ أَن سُهَيْل بْن عبد الرَّحْمَن بْن عَوْف تزوج الثرياء / بنت فلَان 58 / ب من بني أُميَّة من العَبَلات وَهِي أُميَّة الصُّغْرَى فَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة أنشدنيه عَنهُ الْأَصْمَعِي: [الْخَفِيف]

أَيهَا المنكح الثريا سُهيلا ... عمرك اللَّه كَيفَ يلتقيانِ

هِيَ شامية إِذا مَا استقلّت ... وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يمانِ

قَالَ أَبُو عبيد: فَجعل لَهما النُّجُوم مِثَالا لِاتِّفَاق أسمائهما للنجوم قَالَ ثمَّ قَالَ: هِيَ شامية فعنى الثريا الَّتِي فِي السَّمَاء وَسُهيْل يمَان وَذَلِكَ أَن الثريا إِذا ارْتَفَعت اعترضت نَاحيَة الشَّام مَعَ الجوزاء حَتَّى تغيب تِلْكَ النَّاحِيَة قَالَ: وَسُهيْل إِذا اسْتَقل يماني لِأَنَّهُ يَعْلُو من نَاحيَة الْيمن. فَسمى تِلْكَ شامية وَهَذَا يَمَانِيا وَلَيْسَ مِنْهُمَا شأم وَلَا يمَان وَإِنَّمَا هما نُجُوم السَّمَاء وَلَكِن نسب كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى ناحيته فعلى هَذَا تَأْوِيل قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْإِيمَان يمَان. وَيذْهب كثير من النَّاس فِي هَذَا إِلَى الْأَنْصَار يَقُول: هم نصروا الْإِيمَان وهم يَمَانِية فنسب الْإِيمَان إِلَيْهِم على هَذَا الْمَعْنى. وَهُوَ أحسن الْوُجُوه عِنْدِي [قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ -] : وَمِمَّا يبين ذَلِك أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لما قدم [أهل -] الْيمن قَالَ: أَتَاكُم أهل الْيمن هم أَلين قلوبا وأرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وهم أنصار النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام وَمِنْه أَيْضا قَول النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: لَوْلَا الْهِجْرَة لَكُنْت امْرأ من الْأَنْصَار.
[يمن] اليَمَنُ: بلاد للعرب، والنسبة إليها يمنى ويمان مخففة، والالف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول يَمانِيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف يمانيا يظَلُّ يشدُّ كِيراً * وينفُخ دائماً لَهَبَ الشُواظِ وقومٌ يَمانِيَةٌ ويَمانونَ، مثل ثمانية وثمانون. وامرأةٌ يَمانِيَةٌ أيضاً. وأَيْمَنَ الرجل، ويَمَّنَ، ويامَنَ، إذا أتى اليَمَنَ. وكذلك إذا أخذ في سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلان بأصحابك، أي خذْ بهم يَمنَةً. ولا تقل تيامن بهم. والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تَنَسَّبَ إلى اليَمَنِ. والتَيْمَنِيُّ: أفق اليَمَنِ. واليُمْنُ: البركة. وقد يُمِنَ فلانٌ على قومه، فهو مَيْمونٌ، إذا صار مُباركاً عليهم. ويمنهم فهو يا من، مثل شئم وشأم . وتيمنت به: تبركت. والايامن: خلاف الاشأئم. قال المرقش : ولقد غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم  (*) فإذا الاشائم كالايا * من والايامن كالاشائم وقول الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأى مثبور وثابر يعنى في انتسابها إلى اليمن، كأنه جمع اليمن على أيمن، ثم على أيامن، مثل زمن وأزمن. واليمنة بالفتح: خلاف اليسرة. ويقال: قعد فلانٌ يَمْنَةً. والأيْمَنُ والمَيْمَنَةُ: خلاف الأيسر والميسرة. واليمينُ: القوَّة. قال الحطيئة : إذا ما راية رفعت لمجد * تلقاها عراببة اليمين وقوله تعالى: (تأتونَنا عن اليمينِ) قال ابن عباس رضي الله عنهما: أي من قِبَلِ الدينِ، فتزيِّنونَ لنا ضلالتَنا. كأنَّه أراد: تأتوننا عن المأتى السهل. الأصمعيّ: فلانٌ عندنا باليَمينِ، أي على اليُمْنِ. واليمين: القسم، الجمع أيمن وأيمان. يقال: سمِّي بذلك لأنَّهم كانوا إذا تَحالفوا ضرب كلِّ امرئٌ منهم يَمينَهُ على يَمينِ صاحبِهِ. وإن جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه، لان الظروف لا تكاد تجمع، لانها جهات وأقطار مختلفة الالفاظ. ألا ترى أن قدام مخالف لخلف، واليمين مخالف للشمال. وقول الشاعر :

يبرى لها من أيمن وأشمل * يقول: يعرض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى أيمن الابل وأشملها، فجمع لذلك. وقول الشاعر :

ألقت ذُكاءُ يَمينَها في كافِرِ * يعني مالت بأحد جانبيها إلى المغيب. (*) واليَمينُ: يَمينُ الإنسان وغيره. وتصغير اليَمينِ يُمَيِّنٌ، بالتشديد بلا هاءٍ. وأما الذى في حديث عمر رضي الله عنه: " زودتنا أمنا بيمينتيها من الهبيد " فيقال: إنه أراد بيمينتيها تصغير يمنى، فأبدل من الياء الاولى تاء إذ كانتا للتأنيث. واليُمْنَةُ بالضم : البُرْدَةُ من بُرود اليمن. وقال:

واليمنة المعصبا * وأم أيمن: امرأة أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى حاضنة أولاده، فزوجها من زيد فولدت له أسامة. وأيمن الله: اسم وضع للقسم، هكذا بضم الميم والنون، وألفه ألف وصل عند أكثر النحو يين، ولم يجئ في الاسماء ألف وصل مفتوحة غيرها. وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء، تقول: ليمن الله، فتذهب الالف في الوصل. قال الشاعر  فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق ليمن الله ما ندرى وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير ليمن الله قسمي، وليمن الله ما أقسم به. وإذا خاطبت قلت: ليمنك. وفى حديث عروة ابن الزبير أنه قال: " ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت سلبت لقد أبقيت " وربما حذفوا منه النون فقالوا: ايم الله وايم الله أيضا بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء فقالوا: ام الله وربما أبقوا الميم وحدها مضمومة قالوا: م الله، ثم يكسرونها لانها صارت حرفا واحدا، فيشبهونها بالباء، فيقولون م الله. وربما قالوا من الله بضم الميم والنون، ومن الله بفتحهما، ومن الله بكسرهما. وقال أبو عبيد: وكانوا يحلفون باليمينِ فيقولون: يَمينُ الله لا أفعلُ. وأنشد لامرئ القيس: فقلتُ يَمينُ الله أبرحُ قاعداً * ولو قَطَعوا رأسي لديكِ وأوصالي أراد: لا أبرحْ، فحذف لا وهو يريده. ثم يجمع اليَمينُ على أيْمُنٍ، كما قال زهير: فتُجْمَعُ أيْمُنٌ منَّا ومنكم * بمُقْسَمَةٍ تمورُ بها الدِماءُ ثم حلفوا به فقالوا: أيْمُنُ الله لأفعلنَّ كذا، وأيْمُنُكَ يا رَبِّ إذا خاطبوا. قال: فهذا هو الاصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم وخف على ألسنتهم حتى حذفوا منه النون كما حذفوا في قولهم: لم يكن فقالوا لم يك. قال: وفيها لغات كثيرة سوى هذه. وإلى هذا ذهب ابن كيسان وابن درستويه فقال: ألف أيمن ألف قطع وهو جمع يمين، وإنما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. 
[يمن] نه: فيه: الإيمان "يمان" والحكمة "يمانية"، لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة وهي من أرض اليمن، ولذا يقال: الكعبة اليمانية. ن: هو بخفة ياء على المشهور، وحكى تشديدها. نه: وقيل: قاله بتبوك ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد الحرمين، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانون في الأصل وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وأوهم فنسب الإيمان إليهم. ن: ولا مانع من حمله على الحقيقة لأن من قوى في شيء نسب إليه، وهكذا كان حال الوافدين منهم لحديث: جاءكم أهل اليمن أرق أفئدة -إلخ، ومنهم أويس وأبو مسلم، مع أنه لا ينفي الإيمان عن غيرهمن ثم المراد الموجودون منهم حينئذ لا كلهم في كل زمان. ز: قلت: لعل المانع أنه يلزم قوة يمانهم وفضلهم به على المهاجرين الأول والأنصار وفيهم العشرة وغيرهم - والله أعلم. ك: أصل يمان يمنى، حذف إحدى الياءين وعوض عنها الألف، وقيل: قدم أحداهما وقلبت ألفًا فصار كقاض، والحكمة يمانية - بخفة ياء على الأصح. ومنه بين العمودين "اليمانيين" - بخفتها، وجوز سيبويه التشديد، وهما الركنان: الركن الأسود والركن اليماني. ن: ومنه لا تمس إلا "اليمانيتين"، وفيه تغليب. ك: ثلاثة أثواب "يمانية"ن بخفة ياء. نه: وفيه: الحجر الأسود "يمين" الله، هو تمثيلوأما عند غيره فيقع على نية الحالف لكنه يأتم به إلا إذا كان على جهة العذر. بغوي: قيل: إن كان المستحلف مظلومًا فعلى نيته، وإن كان ظالمًا فعلى نية الحالف. ط: وفيه: عرض على قوم "اليمين" فأسرعوا فأسهم، صورته أن يتداعى الرجلان متاعًا في يد ثالث ولم يكن لهما بينة أو لهما بينة يقرع بينهما فأيهما خرجت قرعته يحلف ويقضي له به. ك: حلفت على "يمين"، أي بيمين، أو المراد بها المحلوف عليه مجازًا. ش: ومثله: لا أحلف على "يمين". نه: وفيه: "ليمنك" لئن ابتليت لقد عافيت ولئن أخذت لقد أبقيت، ليمن وأيمن من ألفاظ القسم وألفه وصل وتفتح وتكسر. وفيه: إنه صلى الله عليه وسلم كفن في "يمنة" - بضم ياء، ضرب من برود اليمن.
باب ين
[ي م ن] اليُمْنُ خلاف الشُّؤْم وقد يَمِنَ الرجل يَمْنًا ويُمِنَ وتَيَمَّنَ به واستَيْمَنَ وإنهُ لميْمُونٌ عَلَيهم ورجلٌ أيْمنُ ومَيمُونٌ والجمع أيامِنُ والأيامِنُ خلافُ الأشَائِم ويقال قَدِم فُلان على أَيمَنِ اليمين أي على اليُمْنِ والمَيْمَنةُ اليُمْنُ وقوله تعالى {فأصحاب الميمنة} الواقعة 8 أي أصحاب اليُمْنِ على أَنْفُسِهم أي كانوا مَيَامينَ على أنفسهم غَيرَ مَشَائِيمَ واليَمِنُ نقيضُ اليَسَارِ والجمع أيمُنٌ وأيْمَانٌ ويَمايِيْنُ فأمّا قوله

(قد جَرَت الطيرُ أَيَامنِيْنَا ... )

(قالت وكنت رَجلاً فَطيْنَا ... )

(هذا لَعَمْرو الله إسرائِيْنَا ... )

فعندي أنه جَمَعَ يَمينًا على أَيمُنٍ ثم جَمَعَ أيْمُنًا على أَيامِنَ ثم أراد وراءَ ذلكَ جمعًا آخَرَ فلم يجد جَمْعًا من جُموعِ التكسير أكثرَ مِنْ هذا لأن باب أَفَاعِلَ وفَوَاعِلَ وفعائِلَ ونحوها نهايَةُ الجمعِ فرجعَ إلى الجمع بالواو والنونِ كقول الآخَرِ

(فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدَائِداتُها ... )

بلغَ نهايةَ الجمعِ التي هي حَدَائِدُ فلم يجد بعدَ ذلك بناءً من أبْنِيَةِ الجمع المُكَسَّرِ فجمعَهُ بالألف والتاءِ وكقولِ الآخر

(جَذْبَ الصراريِّينَ بالكُرُور ... )

جَمَعَ صارِيًا على صُرَّاءٍ ثم جمع صُرَّاءً على صَرَارِيٍّ ثم جمع صَراريَّ بالياء والنونِ وقد كان يجب لهذا الراجزِ أن يقولَ أياميِنِينا لأن جمعَ أَفْعَالَ كجمع إفْعَالٍ لكن لمَّا أزمع أن يقول في النصفِ الثاني أو البيت الثاني فطينَا ووزنُهُ فَعُولنْ أرادَ أن يَبنى قولَهُ أيامِنينا على فَعُولُنْ أيضًا ليُسوِّيَ الضَّرْبينِ أو العَرُوضين ونظير هذه التسوية قولهُ

(قد رَوِيَتْ غَيرَ الدُّهَيْدِهِيْنا ... )

(قُلَيِّصَاتٍ وأُبَيْكريْنَا ... )

كان حُكمُه أن يقولَ غَيرَ الدُّهَيْدِهينا لأن الألِفَ في دَهْدَاهٍ رابعَةٌ وحُكْمُ حرف اللينِ إذَا ثَبتَ في الواحدِ رابعًا أن يثبُتَ في الجمع ياءً كقولك سرادحٌ وسَراديحُ وقِندِيلٌ وقناديل ويُهْلُولٌ وبهاليلُ ولكن أرادَ أن يسوّي بين دُهَيْدِهينا وبين أُبيَكرينا فجعل الضربين جميعًا أو العروضين فَعُولُنْ وقد يجوز أن يكون أيامِنيْنَا جمع أيامِنَ الذي هو جمع أَيْمُنٍ فلا يكون هنالك حذُفٌ وأَمَّا قوله

(هذا لعمرُو الله إِسرائينَا ... )

فإنّ قالت هنا بمعنى ظنّتْ فعدتْهُ إلى مفعولينِ كما تعدَّى قال إلى مفعولينِ وذلك في لغة بني سُلَيْمٍ حكاه سيبويه عن أبي الخطّاب ولو أراد قال التي ليست في مَعْنَى الظنّ لرفعَ وليس أحدٌ منَ العرب يَنْصِبُ بقال التي في معنى ظنّ إلا بَني سُلَيم وهي اليُمْنَى لا تُكَسَّرُ قال أبو عُبَيْدٍ وأما قول عُمَر رضي الله عنه وَزَوّدتْنَا يُمَيتَنَيْها فقياسه يُمَيّنَيْهَا لأنه تصغير يَمينٍ لكن قال يُمَيْنَتَيْهَا على تصغير الترخيم وإنما قال يُمَيْنَتَيْهَا ولم يقل يَدَيها ولا كَفَّيْها لأنه لم يُرد أنها جمعت كفيها ثم أَعطَتْهُما بجميع الكفينِ ولكنه أراد أنها أعطَتْ كُلَّ واحدٍ كفّا واحِدةً بيَمينها وَأَيْمَنَ أَخَذَ يَمِينًا وَيَمنَ به ويَامَنَ وتيامَنَ ذَهَبَ به ذات اليَمينِ وحكى سيبويه يَمَنَ يَيْمِنُ يعني أخذ ذاتَ اليمينِ قال وسَلّمُوا لأنّ الياءَ أخفُّ عليهم من الواوِ وقوله تعالى {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} الصافات 28 قال الزجّاجُ هذا قول الكفّارِ للذين أضلوهم كنتم تخدعونَنَا بأقوى الأسباب فكنتم تأتوننا مِنْ قِبَلِ الدّين فَتُرُونَنَا أنّ الدين والحقَّ ما تضلوننا به وقيل معناه كنتم تأتوننا من قِبَلِ الشهوة لأن اليَمِينَ مَوضِعُ الْكبِدِ والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإرادة ألا ترى أنّ القلبَ لا شيءَ له من ذلكَ لأنه من ناحية الشمال والتيَمُّنُ أنّ يوضعَ الرجلُ على جنبِه الأَيْمَنِ في القبر قال

(إذَا الشيخُ عَلْبا ثُمّ أصبح جِلْدُهُ ... كَرَحْضِ غِسيلٍ فالتيَمُّنُ أَرْوَحُ)

وأخذ يَمْنَةً وَيمنًا وَيسْرَةً ويَسَرًا أي ناحية يَمِين ويسارٍ واليَمَنُ ما كانَ عَنْ يمين القِبَلة مِنْ بلادِ الغَور النسبُ إليه يَمَنِيٌّ ويَمَانٍ على نادر النسب وألفُهُ عِوَضُ من الياءِ ولا تدلُّ على ما تدل عليه الياءُ إِذْ ليس حكمُ العقيِبِ أنْ يدلّ على ما يدل عَلَيه عَقيبُهُ دائمًا فإن سَمَّيتَ رجُلاً بِيَمَنٍ ثم أضفتَ إليه فعلى القياس وكذلك جميعُ هذا الضربِ وقد خَصُّوا باليَمَنِ موضعًا مَا أو غلَّبُوه عليه وعلى هذا لا يجوزُ ذهبتُ اليَمَنَ وإنّما يجوزُ على اعتقاد العموم ونظيرهُ الشأمُ ويدُلُّك على أنّ اليَمَنَ جنسِيٌّ غيرُ عَلَميٍّ أنّهم قد قالوا فيه اليَمْنَةُ واليُمْنَةُ وأَيْمَنَ القَومُ ويَمّنُوا أتَوا اليَمَنَ وقولُ أبِي كَبِيرٍ الهُذَليّ

(تَعْوِي الذِّئَابُ من المخافَةِ حَوْلَهُ ... إهلاكَ رَكْبِ اليامِنِ المُتَطوِّفِ)

إمّا أنْ يكون على النسبِ وإمّا أنْ يكونَ على الفعلِ ولا أعْرِف له فِعْلاً ورجلٌ أَيْمَنُ يَصْنَعُ بِيُمْنَاه وقال أبو حَنيفَةَ يَمِنَنى ويَمَننَي جاء عن يميني واليَمِينُ الحِلفُ أُنثى والجمعُ أَيْمُنٌ وأَيْمانٌ وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ الله وإيمُنُ الله وإيمُ الله ومُ الله فحذفوا ومِ الله أُجرِي مُجْرَى مُ اللهِ قال سيبويه وقالوا لايْمُ الله واستدل بذلك على أنّ ألفَها ألِفُ وصْلٍ قال ابن جِنّي أمّا أيَمُنٌ في القسم فحذفت الهمزةُ منها وهي اسمٌ مِنْ قِبَلِ أنَّ هذا اسمٌ غَيرُ متمكِّنٍ ولم يستعمل إلا في القسم وحْدَهُ فلما ضارعَ الحرفَ بقلة تمكُّنِه فُتِحَ تشبيهًا بالهمزةِ اللاحقة لحرف التعريفِ وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرفَ وأيضًا فقد حكى يونس إيمُ الله بالكسر فقد جاءَ فيه الكسرُ أيضًا كما ترى ويؤكِّدُ عندك أيضًا حالَ هذا الاسم في مضارعته الحرفَ أنّهم قد تلاعبُوا به وأضعَفوهُ فقالوا مرّة أيمُنُ الله ومرّةً أيْمُ الله ومرّة إيْمُ الله ومرّة مِ الله ومرّة مُ الله فلما حذفوه هذا الحذف المُفْرِطَ وأصارُوهُ من كونه عَلَى حَرْفٍ إلى لفظِ الحروفِ قوِيَ شبَهُ الحرفِ عليه ففتحوا هَمْزتَهُ تشبيهًا بهمزة لامِ التعريف وقالَ مَرّةً ومما يجيزُهُ القياسُ غَيْرَ أَنْ لم يَرِدْ به الاستعمالُ خَبَرُ الأيْمُنِ مِن قولهم لايمُنُ اللهِ لأنطلقنّ فهذا مبتدأٌ محذُوفُ الخبر وصارَ طولُ الكلامِ بجوابِ القسم عِوَضًا منِ الخبر واستَيْمَنْتُ الرجلَ استخلفتهُ عن اللحيانِي واليَمِينُ القوة والقدرة وبه فُسِّرَ قوله تعالى {لأخذنا منه باليمين} الحاقة 45 وقيل أراد باليد اليُمْنَى وقولُ الشَّمَّاخ

(إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لمجْدٍ ... تَلَقّاها عَرابةُ باليَمِينِ)

قيلَ أرادَ القوّة وقيل أراد اليد اليُمْنَى وأمّا قوله {فراغ عليهم ضربا باليمين} الصافات 93 فقيل معناه بالحَلِف لقوله {وتالله لأكيدن أصنامكم} الأنبياء 57 واليَمِينُ المنزلةُ يقال هو عندنا باليَمِيْنِ أي بمنزلةٍ حَسَنَةٍ واليَمْنَةُ واليُمْنَةُ ضربٌ من بُرُود اليَمَنِ وأَيمُنُ اسم رجلٍ وأيمُنُ موضع قال المُسّيَبُ أو غَيرُهُ

(شَرَكَا بَمَاءِ الذَّوْبِ تجمعُهُ ... في طوْد أيْمَنَ مِنْ قُرى قَسْرِ)
يمن
يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون
• يمَن اللهُ الشَّخصَ: جعله مُباركًا.
• يمَن آلَه/ يمَن على آله/ يمَن لآله: كان مُباركًا عليهم. 

يمَنَ2/ يمَنَ بـ ييمِن، يَمْنًا، فهو يامِن، والمفعول مَيْمون (للمتعدِّي)
• يمَن الشَّخصُ: ذهب جهة اليمين.
• يمَن فلانٌ فلانًا: أتى من يمينه "أدرك صاحبَه في الطريق فيَمَنه".
• يمَن فلانٌ بفلان:
1 - ذهب به جهة اليمين.
2 - جاء عن يمينه. 

يمُنَ على/ يمُنَ لـ ييمُن، يُمْنًا، فهو يامِن وأيْمَن، والمفعول مَيْمُون عليه
• يمُن على آله/ يمُن لآله: يمَن عليهم، كان مُباركًا عليهم. 

أيمنَ يُومن، إيمانًا، فهو مُومِن
 • أيمنَ الرَّجلُ:
1 - اتَّجَه ناحيةَ اليمين.
2 - دخلَ بلاَد اليمن. 

استيمنَ/ استيمنَ بـ يستيمن، استيمانًا، فهو مُستيمِن، والمفعول مُستيمَن
• استيمن فلانٌ فلانًا: استحلفه؛ طلب منه الحلِف "استيمن القاضي الشهودَ قبل الإدلاء بشهادتهم".
• استيمن فلانٌ بالشَّيءِ: تبرَّك به "استيمن بزيارة المسجد النبويّ". 

تيامنَ يتيامن، تيامُنًا، فهو مُتيامِن
• تيامن الرَّجلُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - تفاءَل "فلنتيامن بمقدِم الربيع". 

تيمَّنَ/ تيمَّنَ بـ/ تيمَّنَ في يَتيمَّن، تيمُّنًا، فهو مُتيمِّن، والمفعول مُتيمَّن به
• تيمَّن الشَّخصُ: انتسب إلى اليَمَن.
• تيمَّن بالشَّيء: تبرّك به، تفاءَلَ؛ ضدّ تشاءَم "تيمّن بزيارة المسجد النبويّ- تيمَّن بنجاح مشروعه".
• تيمَّن بالأمر/ تيمَّن في الأمر: أخذ فيه من جهة اليمين "يتيمّن العربُ في كتابتهم". 

يامنَ/ يامنَ بـ ييامن، مُيامَنةً، فهو مُيامِن، والمفعول مُيَامَن به
• يامَن الشَّخصُ: يمَن، ذهب جهة اليمين، أتى اليمين "يامن القائدُ".
• يامَن القائدُ بجنودِه: ذهب بهم جهة اليمين. 

يمَّنَ/ يمَّنَ على يُيمِّن، تيمينًا، فهو مُيمِّن، والمفعول مُيمَّن عليه
• يمَّن الشَّخصُ:
1 - يمَن، ذهب جهة اليمين.
2 - سافر إلى اليمن "يمَّن المعلِّم في بعثة تعليميّة".
3 - تفاءَل.
• يمَّن عليه: برَّك عليه، دعا له بالبركة. 

أيمنُ1 [مفرد]: ج أيامِنُ وأيْمَان وأَيْمُن، مؤ يُمنى، ج مؤ يُمْنَيَات وأيْمَان وأَيْمُن:
1 - جهة اليمين، عكسه أيسر "الشارع الأيمن- اليد/ الجهة اليُمنى- {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} " ° هو ذراعه اليُمنى/ هو ساعده الأيمن: عضده، يعتمد عليه في الشدَّائد.
2 - اسم تفضيل من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: أكثر بركة " {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ} ".
• أيمن الدَّوران: مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

أَيْمَنُ2 [مفرد]: ج يُمْن، مؤ يَمْناء، ج مؤ يَمْناوَات ويُمْن:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من يمُنَ على/ يمُنَ لـ.
2 - مَنْ يعمل بيده اليُمنى، عكسه أعسر. 

ايمن [كلمة وظيفيَّة]: اسم يضاف إلى اسم الله تعالى، يعرب مبتدأ دائمًا وخبره محذوف وجوبًا، وهو بمعنى اليمين والقسم، وقد تحذف نونه فيقال: ايْمُ وهمزته همزة وصل "ايمنُ الله لأخدمنّ الوطن: التقدير: ايمن الله قسمي". 

مُيامِن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يامنَ/ يامنَ بـ.
2 - ما يدور باتّجاه عقارب الساعة "حركة مُيامِنة".
3 - (كم) ما يحوِّل مستوى الضوء المستقطب إلى اليمين "بِلَّوْر مُيامِن". 

مُيامَنة [مفرد]: مصدر يامنَ/ يامنَ بـ.
• مُيامَنة القَلب: (طب) وضع القلب إلى اليمين، أو تحوُّله، ويكون إمّا خِلْقيًّا وإمّا مُكتسَبًا. 

مُيمَّن [مفرد]:
1 - اسم مفعول من يمَّنَ/ يمَّنَ على: مَدْعوٌّ له بالبركة.
2 - مَنْ يأتي بالخير والبركة. 

مُيمِّن [مفرد]:
1 - اسم فاعل من يمَّنَ/ يمَّنَ على.
2 - (فز) مسبِّب دوران سطح أو مستوى الضوء المستقطب نحو اليمين مع حركة عقارب الساعة. 

مَيْمَنة [مفرد]: ج مَيَامِنُ:
1 - مصدر ميميّ من يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ: " {أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ".
2 - ناحية اليمين، عكسها مَيْسرة "مَيْمَنة الجيش: جناحه الأيمن- مَيْمنة السفينة أو الطائرة- {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ". 

مَيْمون [مفرد]: ج مَيَامِنُ ومَيامينُ:
1 - اسم مفعول من
 يمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ ويمَنَ2/ يمَنَ بـ ° سافر على الطَّائر الميمون: سافر بالطائرة- سِرْ على الطَّائر الميمون: سِرْ موفّقًا- سَفرًا ميمونًا: دعاء للمسافر- هو ميمون الطائر: مبارك الطلعة.
2 - (حن) قِرْد من فصيلة كلبيَّة الرءوس، وهو أقبح القرود وأشرسها خُلقًا. 

يَمانيّ [مفرد]: مؤ يمانيّة: اسم منسوب إلى يَمَن: على غير قياس "سيف يمانيّ- عادات يمانيَّة".
• الشِّعْرى اليَمانيَّة: (فك) النَّجمة الأكثر توهّجًا وبريقًا في مجموعة الدُّبّ الأكبر في النِّظام الفلكيّ. 

يَمْن [مفرد]: مصدر يمَنَ2/ يمَنَ بـ. 

يُمْن [مفرد]:
1 - مصدر يمُنَ على/ يمُنَ لـ ويمَنَ1/ يمَنَ على/ يمَنَ لـ.
2 - بركة، سِعة عيش، رفاهية، قوّة، خير كثير "أعاد الله عليكم العيد بالخير واليُمْن والبركاتَ" ° سنةُ يُمْن: سنة إقبال. 

يَمْنَة [مفرد]: مَيْمَنة؛ ناحية اليمين، عكسُ يَسْرَة "أحاطتِ الأشجارُ بالحديقة يَمْنَةً ويَسْرَة- اتّجهت السيارة يَمْنة". 

يَمين1 [مفرد]: ج أَيْمُن ويمائن:
1 - جهة اليمين، عكس يسار (مؤنّثة) "جلس على يمينه: تمكّن في جلوسه من جهة اليمين- جلس عن يمينه: جلس مُنحرِفًا عنه، غير ملاصق لجاره- {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} - {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} " ° أقصى اليَمين- إلى اليَمين دُرْ- ذات اليَمين: جهة اليمين- يمينًا وشمالاً: إلى اليمين وإلى اليسار.
2 - يد يمنى، عكس يسار " {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} - {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} " ° أصْحاب اليَمين: أهل الجنّة- ما ملكت يمينه: ممتلكاته- مِلْك اليَمين: الإماء.
• أحزاب اليَمين: الأحزاب المحافظة وهي التي تميل إلى الاعتدال في الحياة السياسيّة والقضايا العامَّة ويقابلها: الأحزاب اليساريّة. 

يَمين2 [مفرد]: ج أيْمَان وأَيْمُن:
1 - قَسَم، حَلِف (مؤنّثة) "يمين الولاء والإخلاص- يمين كاذبة/ زور/ غليظة- الَبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ [حديث] " ° يمين الله: أُقْسِم بالله.
2 - قوَّة وشدّة "أخذَ حَقَّه بيمينه- {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ".
• اليَمين الغَموس: (فق) يمين كاذبة تغمس صاحبَها في النّار لأنّه يحلف وهو يعلم أنّه كاذب.
• اليَمين اللَّغْو: (فق) ما يحلف عليه الشَّخص ظانًّا أنّه كذا وهو بخلافه، أو ما ورد على اللِّسان بغير قصد.
• اليَمين القَضائيَّة: (قن) اليَمين التي تتمّ أمام القضاء، وهي نوعان: حاسمة وهي التي يوجِّهها خصم إلى خصمه ليحسم بها النِّزاع، ومتمِّمة وهي التي توجِّهها المحكمة من تلقاء نفسها إلى أحد الخصوم.
• يمين الأمانة: (قن) اليَمين التي كان القاضي يلي تحليفها المدَّعي أو المدَّعى عليه كلّما استشعر أنّ واحدًا منهما يفعل أو يهمل شيئًا غدرًا.
• يمين المبرَّة: (قن) اليَمين التي كان يحلفها الخصمان تلو انتصاب الخصومة، أي أنّهما أقاماها اعتقادًا بصدقها ويواصلانها بلا خيانة.
• اليَمين الدُّستوريَّة: (قن) القسم الذي يتعهّد فيه رئيس الجمهوريّة قُبَيْل تسلُّمه الحكم بالمحافظة على الدستور. 

يَمين3 [مفرد]: ج أيْمَان: بركة ° هو عندنا باليمين: بالمنزلة الحسنة. 

يَمينيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى يَمين1: عكسه يساريّ "طريقة يمينيّة".
2 - (سة) مَنْ يميل إلى المحافظة والاعتدال في رأيه وفي الحياة السياسيَّة والعامَّة، وينسب الاسم إلى اليمين لأن مقاعد اليمينيِّين في المجالس النيابيَّة إلى اليَمين، وهو خلاف اليساريّ "تفوق أعدادُ اليمينيّين في البرلمان أعدادَ اليساريِّين- يمينيّ متطرِّف". 
يمن
: ( {اليُمْنُ، بالضَّمِّ: البَرَكَةُ) ؛) وَقد تَكَرَّرَ ذِكْرُه فِي الحدِيثِ، وَهُوَ ضِدُّ الشُّؤْمِ؛ (} كالمَيْمَنَةِ) ؛) وَبِه فسِّرَ قَوْلُه تَعَالَى: {أُولَئِكَ أَصْحابُ {المَيْمِنَةِ} ، أَي كَانُوا} مَيامِينَ على أَنْفُسِهم غَير مَشَائِيم، وجَمْعُ {المَيْمَنَةِ} مَيَامِنُ، وَقد ( {يَمِنَ) الرَّجُلُ، (كعَلِمَ وعُنِيَ وجَعَلَ وكَرُمَ) ،} يُمْناً، (فَهُوَ {مَيْمونٌ} وأَيْمَنُ {ويامِنٌ} ويمينٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: {يُمِنَ فلانٌ على قوْمِه فَهُوَ} مَيْمونٌ إِذا صارَ مُبارَكاً عَلَيْهِم، ويَمَنَهُم، فَهُوَ {يامِنٌ، مِثْلُ شُئِمَ وشَأَمَ.
وَفِي المُحْكَم: يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً، فَهُوَ مَيْمُونٌ، واللَّهُ} اليَامِنُ؛ {واليَمِينُ} واليَامِنُ، كالقَدِيرِ والقَادِرِ؛ قالَ:
بَيْتُكَ فِي {اليامِنِ بَيْتُ} الأيْمَنِ (ج {أَيامِنُ) جَمْعُ} أَيْمَن، (و) جَمْعُ {المَيْمونِ (} مَيامِينُ.
( {وتَيَمَّنَ بِهِ) وبرأْيِه (} واسْتَيْمَنَ) :) أَي تَبَرَّكَ بِهِ.
(وقَدِمَ على {أَيْمَنِ} اليَمِينِ: أَي {اليُمْنِ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي المُحْكَم: قَدِمَ على أَيْمَنِ اليُمْنِ: أَي على اليُمْنِ.
(} واليَمِينُ: ضِدُّ اليَسارِ، ج {أَيْمُنٌ) بضمِّ الميمِ وفتحِها، (} وأَيْمانٌ {وأَيامِنُ) جَمْعُ أَيْمَنَ، (} وأَيامِينُ) جَمْعُ أَيْمانٍ.
(و) {اليَمِينُ: (البَرَكَةُ.
(و) أَيْضاً: (القُوَّةُ) والقُدْرَةُ؛ وَمِنْه قَوْلُ الشمَّاخِ:
تَلقَّاها عَرابَةُ} باليَمِينِ أَي بالقُوَّةِ، وَكَذَا قَوْلُه تَعَالَى: {لأَخَذْنَا مِنْهُ {باليَمِين} .
قالَ الزجَّاجُ: أَي بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: باليَدِ} اليُمْنَى.
وأَمَّا قَوْلُه تَعَالَى: {فَراغَ عَلَيْهِم ضَرْباً {باليَمِينِ} ، فقيلَ:} بيَمِينِه؛ وقيلَ: بالقُوَّةِ؛ وقيلَ: بالحَلْفِ.
( {ويَمَنَ بِهِ} يَيْمِنُ) ، من حَدِّ ضَرَبَ، حَكَاهُ سِيْبَوَيْه، ( {ويامَنُ،} ويَمَّنَ) ، مُشَدَّداً، ( {وتَيامَنَ: ذَهَبَ بِهِ ذاتَ اليَمينِ) .
(وقالَ ابنُ السِّكِّيت: يامِنْ بأَصْحابِكَ وشائِمْ: خُذْ بهم} يَمِيناً وشِمالاً، وَلَا يقالُ {تَيامَنَ بهم وَلَا تياسَرْ.
وَفِي الحدِيثِ: (فأَمَرَهُم أَن} يَتَيَامَنُوا عَن الغَمِيمِ) ، أَي يأْخُذُوا عَنهُ! يَمِيناً.
(و) قوْلُه، عزَّ وجلَّ: {إنَّكُم (كُنْتُم تَأْتوننا عَن اليمينِ) } ،) قالَ الزجَّاجُ: هَذَا قوْلُ الكفَّارِ للَّذِينَ أَضَلُّوهم؛ (أَي تَخْدَعُوننا بأَقْوَى الأَسْبابِ) فتُرُونَنا أنَّ الدِّينَ والحَقَّ مَا تُضِلُّوننا بِهِ، كأَنَّه أَرادَ تَأْتُونَنا عَن المَأْتَى السَّهْل؛ (أَو) مَعْناه: تَأْتُونَنا (من قِبَلِ الشهوةِ لأنَّ اليَمِينَ مَوْضِعُ الكَبِدِ، والكَبِدُ مَظِنَّةُ الشهوةِ والإرادَةِ) ، أَلا تَرَى أنَّ القَلْبَ لَا شَيْء لَهُ مِن ذلِكَ لأنَّه من ناحِيَةِ الشِّمالِ؟
( {والتَّيَمُّنُ: الموتُ؛ و) الأصلُ فِيهِ (وَضْعُ المَيِّتِ فِي قبرِهِ على جَنْبِهِ} الأَيْمَنِ) ؛) قالَ الجَعْدِيُّ:
إِذا مَا رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى وجِلْدُهكضَرْحٍ قَديمٍ {فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُوهو مجازٌ.
(وأَخَذَ} يَمْنَةً {ويَمَناً، محرَّكةً) ، ويَسْرَةً ويَسَراً، (أَي ناحِيَةَ يَمِينٍ) ويَسارٍ.
(} واليَمَنُ، محرَّكةً: مَا) كانَ (عَن {يَمِينِ القِبْلَةِ من بِلادِ الغَوْرِ) .) وقالَ الشَّرْقي: إنَّما سُمِّيَت اليَمَن لتَيامُنِهم إِلَيْهَا.
قالَ ياقوتُ: فِيهِ نَظَرٌ لأنَّ الكَعْبَة مربَّعَةٌ فَلَا يَمِين لَهَا وَلَا يَسَار، فَإِذا كَانَ} اليَمَنُ عَن يَمِينِ قَوْمٍ كانتْ عَن يَسارِ آخَرِيْن، وكذلِكَ الجِهَات الأرْبَع إلاَّ أنْ يُريدَ بذلِكَ من يَسْتَقْبل الرُّكْن! اليَمَانيّ فإنَّه أَجَلّها، فَإِذا يصحّ، واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَم.
وَفِي المَراصِدِ: اليَمَنُ ثلاثٌ وِلاياتٍ: الجنْدُ ومَخالِيفُها، وصَنْعاءُ ومَخالِيفُها، وحَضْرَمَوْت ومَخالِيفُها، وأَمَّا حَدُّ اليَمَنِ فمِن وَرَاء تَثْلِيث وَمَا سامتها إِلَى صَنْعاء وَمَا قارَبَها إِلَى حَضْرَمَوْت والشَّحْر وعُمَان إِلَى عَدَن أَبْيَن وَمَا يَلِي ذلكَ إِلَى التهائِم والنّجُودِ، واليَمَنُ يَجْمَعُ ذلِكَ كُلّه.
وقالَ قُطْرُبُ: سُمِّي اليَمَن ليمنِه والشّأْم لشُؤْمِه.
(وَهُوَ {يَمَنِيٌّ) على القِياسِ، (} ويَمانِيٌّ) ، بتَشْدِيدِ الياءِ، نَقَلَهُ سِيْبَوَيْه عَن بعضِهم، وأَنْشَدَ لأُمَيَّة بنِ خَلَف الهُذَليّ:
{يَمانِيًّا يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً ويَنْفُخُ دائِباً لَهَبَ الشُّوَاطِقالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى: والأَكْثَر على مَنْعِ التَّشْديدِ مَعَ ثُبوتِ الألِفِ لأنَّه جَمْعٌ بينَ العَوَضِ والمُعَوَّضِ.
وأَجابَ عَنهُ الشِّيخُ ابنُ مالِكٍ: بأنَّه قد يكونُ نسْبَةً مَنْسُوب.
(} ويمانٍ) ، مُخَفَّفَة، وَهُوَ من نادِرِ النَّسَبِ، وأَلِفُه عِوَض عَن الياءِ، وَلَا يدلُّ على مَا يدلُّ عَلَيْهِ الياءُ إِذْ ليسَ حكم العقيب أَن يدلَّ على مَا يدلّ عَلَيْهِ عقبه دائِباً.
وقومٌ {يَمانِيَةٌ} ويَمانُونَ: مثْلُ ثمانِيَة وثَمانُون، وامْرأَةٌ {يَمانِيَة أَيْضاً.
(} ويَمَّنَ {تَيْمِيناً} وأَيْمَنَ {ويامَنَ: أَتاها) أَو أَرادَها.
(} وتَيَمَّنَ: انْتَسَبَ إِلَيْهَا.
( {والتَّيْمَنِيُّ: أُفُقُ اليَمَنِ) وَإِذا نَسَبُوا إِلَى} التَّيَمُّنِ قَالُوا {تَيْمَنِيٌّ.
(} والأَيْمَنُ: من يَصْنَعُ {بيُمْناهُ) ، وَهُوَ ضِدُّ الأَيْسَرِ.
(} ويَمَنَهُ، كمَنَعَهُ وعَلِمَهُ) يُمْناً ويُمْنَةً: (جاءَ عَن يَمِينِهِ) ، وكذلِكَ شَأمَهُ وشَئِمَه ويَسَرَهُ إِذا جاءَ عَن شِمالِه.
( {واليَمِينُ) :) الحَلْفُ و (القَسَمُ، مُؤَنَّثٌ) ، سُمِّيَ باسمِ يَمِينِ اليَدِ، (لأنَّهم كَانُوا يَتَماسحونَ} بأَيْمانِهِم فيَتحالَفُونَ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: لأنَّهم كَانُوا إِذا تَحالَفُوا ضَرَبَ كلُّ امْرىءٍ مِنْهُم {يَمِينَه على} يَمِينِ صاحِبِه، (ج أَيْمُنٌ) ، بضمِّ الميمِ، (وأَيْمانٌ) ؛) وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدٍ لزُهَيْرٍ:
فتُجْمَعُ {أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمُبمُقْسَمةٍ تَمُورُ بهَا الدِّماءُقالَ الجوْهرِيُّ: وَإِن جَعَلْتَ اليَمِينَ ظَرْفاً لم تَجْمَعْه، لأنَّ الظّروفَ لَا تَكادُ تُجْمَعُ لأنَّها جِهاتٌ وأَقْطارٌ مُخْتَلِفَةُ الأَلْفاظِ.
(} وأَيْمُنُ اللَّهِ) ، بضمِّ الميمِ والنّونِ، وأَلِفُه أَلِفُ وَصْل عنْدَ أَكْثَر النّحويِّين، وَلم يَجِىءْ فِي الأسماءِ أَلِف وَصْل مَفْتوحَة غَيْرها، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ.
( {وأَيْمُ اللَّهِ، وَيكسر أَوَّلُهُما) ، عَن ابنِ سِيدَه.
وقالَ ابنُ الأثيرِ: أَهْلُ الكُوفَة يقُولُونَ: أَيْمُن جَمْعُ يَمينِ للقَسَمِ، والألِفُ فِيهَا أَلِفُ وَصْلٍ ويُفْتَحُ ويُكْسَرُ.
والكَسْرُ فِي} إِيمِ اللَّهِ، حَكاهُ يونُسُ ونَقَلَه ابنُ جنِّي.
وذَهَبَ ابنُ كَيْسان وابنُ دَرَسْتَوَيْه: إِلَى أنَّ أَلِفَ أَيْمُنٍ أَلفُ قَطْع، وَهُوَ جَمْعُ يَمينٍ، وإنّما خُفِّفَتْ هَمْزَتُها وطُرِحَتْ فِي الوَصْلِ لكَثْرةِ اسْتِعْمالِهم لَهَا.
ويقُولانَ: إنَّ أَيْم اللَّهِ أَصْلُه أَيْمُن اللَّهِ حذفت النُّونُ كَمَا حُذِفَتْ مِن لم يَكُ ( {وأَيْمَنُ اللَّهِ، بفتْحِ الميمِ والهَمْزَةِ، و) قد (تُكْسَرُ) الهَمْزَةُ.
(} وإيم اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ والميمِ، وقيلَ: أَلِفُهُ أَلِفُ وَصْلٍ) ، وَهُوَ قَوْلُ النّحويِّين إلاَّ مَا كانَ مِن ابنِ كَيْسان وابنِ دَرَسْتَوَيْه كَمَا ذَكَرْنا.
(و) قالُوا: (هَيْمُ اللَّهِ، بفتْحِ الهاءِ وضمِّ الْمِيم) ، والأصْلُ أَيْمُ اللَّهِ، قُلِبَتِ الهَمْزةُ هَاء، (و) رُبَّما حَذَفُوا مِنْهُ الياءَ فَقَالُوا ( {أَمِ اللَّهِ، مُثلَّثَة الميمِ،} وإِمُ اللَّهِ، بكسْرِ الهَمْزةِ وضمِّ الميمِ وفَتْحِها، و) رُبَّما قَالُوا: ( {مُنِ اللَّهِ، بضمِّ الميمِ وكسْرِ النُّونِ،} ومُنُ اللَّهِ، مُثلَّثَةَ الميمِ والنُّونِ) أَي بضمِّ الميمِ والنونِ وبفتْحِهما وبكسْرِهِما، (و) رُبَّما أَبقُوا الميمَ وَحْدَها فَقَالُوا: (مُ اللَّهِ، مُثلَّثَةً) ، أَمَّا الضمُّ فَهُوَ الأصْلُ، وأَمَّا الكَسْرُ فلأنَّها صارَتْ حَرْفاً واحِداً فيُشَبِّهُونَها بالباءِ، (و) رُبَّما أَدْخَلُوا عَلَيْهَا اللامَ لتَأْكِيدِ الابْتِداءِ، فقالُوا: ( {لَيْمُ اللَّهِ ولَيْمَنُ اللَّهِ) ، الأخيرَة نَقَلَها الجوْهرِيُّ وحينَئِذٍ يَذْهب الألِفُ فِي الوَصْلِ؛ قالَ نُصَيْبٌ:
فَقَالَ فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْنَعَمْ وفريقٌ} لَيْمُنُ اللَّهِ مَا نَدْرِي وَهُوَ مَرْفوعٌ بالابْتِداءِ، وخبرُهُ مَحْذُوفٌ، والتَّقْديرُ لَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي، {ولَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ، وَإِذا خاطَبْتَ قُلْتَ} لَيْمُنُكَ.
وَفِي حدِيثِ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه قالَ: لَيْمُنُكَ لَئِنْ كُنْتَ ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، وَإِن كُنْتَ أَخَذْتَ لقد أَبْقَيْتَ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: والعلَّةُ فِي ضمِّ نونِ لَيْمُنَك كالعَلَّةِ فِي قوْلِهم لَعَمْرُكَ، كأَنَّه أُضْمِرَ فِيهَا يَمِينٌ ثانٍ، فقيلَ: وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عَظِيمَة، وكَذلِكَ لَعَمْرُك، فلعمرك عَظِيمٌ، قالَهُ الأحْمَر والفرَّاء.
كُلُّ ذلِكَ (اسمٌ وُضِعَ للقَسَمِ، والتَّقْديرُ {أَيْمُنُ اللَّهِ قَسَمِي) ،} وأَيْمُنُ اللَّهِ مَا أُقْسِمُ بِهِ.
( {وأَيْمُنٌ، كأَذْرُحَ: اسمُ) رجُلٍ.
(و) أَيْمَنُ، (كأَحْمَدَ: ع) ؛) قالَ المُسَيَّبُ أَو غيرُهُ:
شرقاً بماءِ الذّوْبِ يَجْمَعُهفي طَوْدِ أَيْمَنَ من قُرَى قَسْرِ (} واسْتَيْمَنَهُ: اسْتَخْلَفَهُ) ، عَن اللَّحْيانيّ.
(وبِنْيامينُ، كإسْرافيلَ: أَخُو يوسُفَ، عَلَيْهِمَا السّلامُ، وَلَا تَقُلْ ابنِ يامِينَ) . (قُلْتُ: فَإِذا مَحَلُّ ذِكْرِه فَصْل الباءِ مَعَ النونِ وَقد أَشَرْنا إِلَيْهِ.
(وحُذَيْفَةُ بنُ {اليَمانِ: صَحابيٌّ) ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنهُ، اسمُ أَبيهِ حسلٌ، ويقالُ: حسيلُ بنُ جردَةَ بنِ عُمَر بنِ عبدِ اللَّهِ القَيْسيّ، وقيلَ: اليَمَانُ لَقَبُ جَدِّه جردَةَ بنِ الحارِثِ.
قالَ الكَلْبيُّ: أَصابَ دَماً فِي قوْمِه فهَرَبَ إِلَى المدينَةِ وحالَفَ بَني عبدِ الأَشْهَل فسمَّاه قَوْمُه اليَمانَ، تُوفي سَنَة 36.
(وسَمَّوْا:} يُمْناً، بالضَّمِّ وبالتَّحْرِيكِ) ؛) أَمَّا بالضمِّ: فيُمْنُ بنُ عبدِ اللَّهِ المُسْتَنْصر مِن الأُمَراءِ ومَوْلاهُ نظرُ بنُ عبدِ اللَّهِ اليَمَنِيُّ، سَمِعَ مَعَ مَوْلاه مِن ابنِ البطرِ، ماتَ سَنَة 544، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
والمُكَنَّى بأَبي {اليَمَنِ كَثِيرُونَ.
وأَمَّا بالتّحْريكِ: فيَمَنُ الحَنْبَليُّ الفَقِيهُ حَمُو المُحدِّثِ محبُّ الدِّيْن، قَرَأَ صَحِيحَ البُخاري على أَصْحابِ ابنِ الزّبيدي.
وجَحَّافُ بنُ اليَمَنِ الأنْدَلُسِيُّ قاضِي بَلَنْسِيَة؟ أُصيْبَ سَنَة 327 غازِياً.
ويَمَنُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحَنَفيُّ فِي نَسَبِ حَمْزَةَ بن بَيْض، الشاعِر الحَنَفي.
وأَبو اليَمَن عبدُ اللَّهِ بنُ أَبي الشَّرِيف، ذَكَرَه عبدُ الغَنيِّ بنُ سعيدٍ.
(و) سَمَّوْا:} يامِنَ، (كصاحِبٍ، {ويامِينَ) ، كرَاحِيلَ، (} والمَيْمونُ: نَهْرٌ) مِن أَعْمالِ وَاسِط، قصبتُه الرَّصافَة، وكانَ أَوَّل من حَفَرَه سعيدُ بنُ زيْدٍ، وَكِيل أُمِّ جَعْفَر زبيدَةَ، وكانتْ فوهَتُه فِي قَرْيةٍ تُسَمَّى قَرْية! مَيْمونٍ، فحوِّلَتْ فِي أَيامِ الوَاثِقِ على يَدِ عُمَر بنِ الفَرَجِ الرجحي إِلَى مَوْضِع آخر وسُمِّي {بالمَيْمونِ لِئَلاّ يَسْقطَ عَنهُ اسمُ اليَمَنِ.
(و) مِن المجازِ: المَيْمونُ: (الذَّكَرُ) .) يقالُ: ضَرَبَها بالمَيْمون إِذا جامَعَها؛ وأَنْشَدَ الزَّمَخْشريُّ:
أَضْرِبُ بالمَيْمونِ فِي دِهْلِيزهاأَصبُّ مَا فِي قُلَّتي فِي كوزِها (و) } مَيْمونُ (بنُ خالِدِ) بنِ عامِرِ بنِ (الحَضْرَميّ، ويُضافُ إِلَيْهِ بِئْرٌ بمكَّةَ) .
(قالَ ياقوتُ: كَذَا وَجَدْتُه بخطِّ الحافِظِ أَبي الفضْلِ بنِ ناصِرٍ على ظهْرِ كتابٍ؛ قالَ: ووَجدْتُ فِي موْضِع آخَر: أَنَّ مَيْمونَ صاحِبَ البِئْرِ هُوَ أَخُو العَلاءِ بنِ الحَضْرميّ وَالِي البَحْرَيْن، حَفَرَها بأَعْلى مكَّةَ فِي الجاهِلِيَّة وعنْدَها قَبْرُ أَبي جَعْفرٍ المَنْصورِ، كانَ مَيْمونُ حَلِيفاً لحَرْبِ بنِ أُمَيَّة بنِ عبْدِ شمْس؛ واسمُ الحَضْرميّ عبدُ اللَّهِ بنُ عماد؛ قالَ الشاعِرُ:
تَأمل خليلي هَل ترى قصرَ صالحوهل تعرف الأطلال من شعب وَاضح؟ إِلَى بِئْر مَيْمُون إِلَى الْعبْرَة التيلها ازدحَمَ الْحجَّاج بَين الأباطح (! ويُمْنٌ، بالضَّمِّ) ، ويُرْوَى بالفتْحِ أَيْضاً: (ماءٌ) لغَطَفانَ مِن بَطْنِ فِرِنْداذ على الطَّريقِ بينَ تَيْماءَ وفَيْد.
وقيلَ: هُوَ ماءٌ لبَني صرمَةَ بنِ مُرَّةَ، مِنْهُم ويُسمِّيه بعضُهم أمنا؛ قالَ زهيرٌ: عَفَا من آلِ فاطِمَة الجواءُ {فيُمْنٌ فالقَوادِمُ فالحَساءُ (و) } يُمَيْنٌ، (كزُبَيْرٍ: حِصْنٌ) فِي جَبَلِ صَبِر، من أَعْمالِ ثغر اسْتَحْدَثَه عليُّ بنُ زُرَيْعٍ.
( {واليَمانِيَةُ، مُخَفَّفَةً: شَعيرَةٌ حَمْراءُ السُّنْبُلَةِ.
(و) } المُيَمَّنُ، (كمُعَظَّمٍ: الَّذِي يَأْتي {باليُمنِ والبَرَكَةِ.
(} وتَيَمَّنَ بِهِ) :) تَبَرَّكَ.
( {ويَمَّنَ عَلَيْهِ) } تَيْمِيناً: (بَرَّكَ) تَبْرِيكاً.
( {واليُمْنَةُ، بالضَّمِّ) وتُفْتَحُ: (بُرْدٌ يَمَنِيٌّ) ؛) قالَ رَبيعَةُ الأسَدِيُّ:
إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بينناخَلَقٌ كسَحْقِ} اليُمْنَةِ المُنْجابِ وَفِي الحدِيثِ: أَنَّه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كفن فِي {يُمْنَةٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} الأيامِنُ: خِلافُ الأشائِمِ؛ قالَ المُرَقِّشُ:
فَإِذا الأشائِمُ كالأيامِن {والأيامِنُ كالأشائِم وقالَ الكُمَيْت:
ورَأَتْ قُضاعَةُ فِي الأيامِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْيعْني فِي انْتِسابِها إِلَى اليَمَنِ، كأَنَّه جَمَع اليَمَنَ على} أَيْمُنٍ ثمَّ على! أَيامِنَ كزَمَنٍ وأَزْمُن. ويقالُ فِي جَمْعِ اليَمِينِ اليُمُنُ بضَمَّتَيْن؛ قالَ زهيرٌ:
وحَقّ سَلْمَى على أَرْكانِها اليُمُنِ {والتَّيَمُّنُ: الابْتِداءُ فِي الأفْعالِ باليَدِ} اليُمْنى والرِّجْلِ اليُمْنى والجانِبِ {الأَيْمَن.
ونَظَرَ} أَيْمَنَ مِنْهُ: عَن {يَمِينِه.
وتُجْمَعُ} اليَمينُ ضِدّ اليَسارِ على يَمَائِنُ؛ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
وقالَ اليَزِيدِيُّ: {يَمَنْتُ أَصْحابي: أَدْخَلْتُ عَلَيْهِم} اليَمِينَ، وأَنا {أَيْمَنُهُمْ} يُمْناً {ويُمْنةً} ويُمنْتُ عَلَيْهِم وأَنا {مَيْمونٌ عَلَيْهِم.
} وأَيْمَنَ الرَّجُلُ: أَرادَ {اليَمِينَ، كأَشْأَمَ أَرادَ الشمالَ.
} والمَيْمَنَةُ: خِلافُ المَيْسَرَةِ، وقوْلُه:
قَدْ جَرَتِ الطَّيْرُ {أَيامِنِينا قالتْ وكُنْتُ رجُلاً فَطِينا هَذَا لَعَمْرُ اللَّهِ إسْرائينا قالَ ابنُ سِيدَه: جَمَع} يَمِيناً على {أَيْمانٍ، ثمَّ جَمَعَه على} أَيامِين، ثمَّ جَمَعَه بالواوِ والنونِ.
وأَعْطاهُ {يَمْنَةً من طَعامٍ: أَي أَعْطاهُ الطَّعامَ} بيَمِينِه ويَدهُ مَبْسوطَة. والأصْلُ فِي يَمْنَة أنَّها مَصْدَرٌ كاليَسْرَةِ، ثمَّ سُمِّي الطَّعامُ يَمْنَةً لأنَّهُ أُعْطِي يَمْنَةً أَي {باليَمِينِ؛ كَمَا سَمَّوا الحَلِفَ} يَمِيناً لأنَّه يكونُ بأَخْذِ اليَمِينِ؛ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّي.
وقالَ شَمِرٌ: سَمِعْتُ مَنْ لَقِيتُ مِن غَطَفانَ يتَكلَّمُونَ فيَقولُونَ إِذا أَهْوَيْتَ! بيَمِينِك مَبْسوطَةً إِلَى الطَّعامِ أَو غيرِهِ فأَعْطَيْت بهَا مَا حَمَلَتْه مَبْسوطَة فإنَّك تقولُ أَعْطاهُ يَمْنةً من الطَّعامِ، فَإِن أَعْطاهُ بهَا مَقْبوضَةً قُلْتَ أَعْطاهُ قَبْضةً من الطَّعامِ، وَإِن حَثَى لَهُ بيدَيْه فَهِيَ الحَثْيَة والحَفْنَةُ.
وتَصْغيرُ اليَمِينِ: {يُمَيِّنٌ؛ وتَصْغيرُ} اليَمْنَة {يُمَيْنَة، وهُما} يُمَيْنتاه.
وذَهَبَ إِلَى {أَيْمَنِ الإِبِلِ وأَشْمُلِها: أَي مِن ناحِيَةِ} يَمِينِها وشمالِها؛ وقوْلُ ثَعْلَبَة بنِ صُعَيْر:
فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً بعدماأَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينِها فِي كافِرِيعْنِي مالَتْ بإحْدَى جانِبَيْها إِلَى المَغِيبِ.
وقالَ الأصْمعيُّ: هُوَ عنْدَنا باليَمِينِ أَي بمنْزِلَةٍ حَسَنَةٍ، وَهُوَ مجازٌ.
{ويمَن يَمِيناً: أَتَى باليَمِينِ.
وَكَانُوا يَقولُونَ فِي الحلفِ: يَمِينُ اللَّهِ لَا أَفْعَل؛ عَن أَبي عبيدٍ.
ورُوِي عَن عطاءِ بنِ السائِبِ عَن ابنِ عبَّاسٍ، رضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ يَمِيناً مِن أَسْماءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَبِه فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: {كهيعيص} : كَاف هاد يَمِين عَزِيز صَادِق.
وإنَّما قيلَ للشعرى العبورُ} اليَمانِيةُ ولسُهَيْل {اليَمانِيُّ لأنَّهما يُريَان من ناحِيَةِ اليَمَنِ.
} وتَيَامَنَتِ السَّحابَةُ: أَخَذَتْ ناحِيَةَ اليَمَنِ.
وأُمُّ أَيْمَنَ: امْرأَةٌ أَعْتَقَها، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي حاضِنَةُ أَولادِه فزوَّجَها مِن زيْدٍ فولَدَتْ لَهُ أُسامَةَ.
ويقالُ: هُوَ مِلْكُ اليَمِينِ للرَّقِيقِ، وَهُوَ مجازٌ.
{واليُمَيْنَيْن، مُثَنَّى} يُمَيْن، كزُبَيْرٍ: من حُصُونِ اليَمَنِ بعْدَ كابس، عَن ياقوت. {واليَمانِيةُ: فِرْقةٌ مِن الخَوارِج أَصْحاب محمدِ بنِ اليَمان الكُوفيّ.
} ويَمِينُ بنُ سليعٍ الحَضْرميُّ، كأَمِيرٍ، جَدُّ حَسَّان بن أَعْين عَن عبدِ اللَّهِ بنِ عان، وَعنهُ ابْنُه خالِدُ وعقبةُ بنُ عامِرٍ الحَضْرَميُّ.
ويقالُ لمكّةَ {اليَمانِيَة لأنَّها مِن تهامَةُ وتهامَة من أَرْضِ اليَمَنِ.

يمن: اليُمْنُ: البَركةُ؛ وقد تكرر ذكره في الحديث. واليُمْنُ: خلاف

الشُّؤم، ضدّه. يقال: يُمِنَ، فهو مَيْمُونٌ، ويَمَنَهُم فهو يامِنٌ. ابن

سيده: يَمُنَ الرجلُ يُمْناً ويَمِنَ وتَيَمَّنَ به واسْتَيْمَن، وإنَّه

لمَيْمونٌ

عليهم. ويقال: فلان يُتَيَمَّنُ برأْيه أَي يُتَبَرَّك به، وجمع

المَيْمونِ مَيامِينُ. وقد يَمَنَه اللهُ يُمْناً، فهو مَيْمُونٌ، والله

الْيَامِنُ. الجوهري: يُمِن فلانٌ على قومه، فهو مَيْمُونٌ إذا صار مُبارَكاً

عليهم، ويَمَنَهُم، فهو يامِنٌ، مثل شُئِمَ وشَأَم. وتَيَمَّنْتُ به:

تَبَرَّكْتُ.

والأَيامِنُ: خِلاف الأَشائم؛ قال المُرَقِّش، ويروى لخُزَزَ بن

لَوْذَانَ.

لا يَمنَعَنَّكَ، مِنْ بُغَا

ءِ الخَيْرِ، تَعْقَادُ التَّمائم

وكَذَاك لا شَرٌّ ولا

خَيْرٌ، على أَحدٍ، بِدَائم

ولَقَدْ غَدَوْتُ، وكنتُ لا

أَغْدُو على وَاقٍ وحائم

فإذَا الأَشائِمُ كالأَيا

مِنِ، والأَيامنُ كالاشائم

وقول الكيمت:

ورَأَتْ قُضاعةُ في الأَيا

مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ

يعني في انتسابها إلى اليَمَن، كأَنه جمع اليَمَنَ على أَيْمُن ثم على

أَيَامِنَ مثل زَمَنٍ وأَزْمُن. ويقال: يَمِينٌ وأَيْمُن وأَيمان ويُمُن؛

قال زُهَير:

وحَقّ سلْمَى على أَركانِها اليُمُنِ

ورجل أَيْمَنُ: مَيْمُونٌ، والجمع أَيامِنُ. ويقال: قَدِمَ فلان على

أَيْمَنِ اليُمْن أَي على اليُمْن. وفي الصحاح: قدم فلان على أَيْمَن

اليَمِين أَي اليُمْن. والمَيْمنَةُ: اليُمْنِ. وقوله عز وجل: أُولئك أَصحاب

المَيْمَنةِ؛ أَي أَصحاب اليُمْن على أَنفسهم أَي كانوا مَامِينَ على

أَنفسهم غير مَشَائيم، وجمع المَيْمَنة مَيَامِنُ.

واليَمِينُ: يَمِينُ الإنسانِ وغيرِه، وتصغير اليَمِين يُمَيِّن،

بالتشديد بلا هاء. وقوله في الحديث: إِنه كان يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في جميع

أَمره ما استطاع؛ التَّيَمُّنُ: الابتداءُ في الأَفعال باليد اليُمْنى

والرِّجْلِ اليُمْنى والجانب الأَيمن. وفي الحديث: فأَمرهم أَن

يَتَيَامَنُواعن الغَمِيم أَي يأْخذوا عنه يَمِيناً. وفي حديث عَدِيٍّ: فيَنْظُرُ

أَيْمَنَ منه فلا يَرَى إلاَّ ما قَدَّم؛ أَي عن يمينه. ابن سيده: اليَمينُ

نَقِيضُ اليسار، والجمع أَيْمانُ وأَيْمُنٌ

ويَمَائنُ. وروى سعيد بن جبير في تفسيره عن ابن عباس أَنه قال في كهيعص:

هو كافٍ هادٍ يَمِينٌ

عَزِيزٌ صادِقٌ؛ قال أَبو الهيثم: فجعَل قولَه كاف أَوَّلَ اسم الله

كافٍ، وجعَلَ الهاء أَوَّلَ اسمه هادٍ، وجعلَ الياء أَوَّل اسمه يَمِين من

قولك يَمَنَ اللهُ الإنسانَ يَمينُه يَمْناً ويُمْناً، فهو مَيْمون، قال:

واليَمِينُ واليامِنُ يكونان بمعنى واحد كالقدير والقادر؛ وأَنشد:

بَيْتُكَ في اليامِنِ بَيْتُ الأَيْمَنِ

قال: فجعَلَ اسم اليَمِين مشقّاً من اليُمْنِ، وجعل العَيْنَ عزيزاً

والصاد صادقاً، والله أَعلم. قال اليزيدي: يَمَنْتُ أَصحابي أَدخلت عليهم

اليَمِينَ، وأَنا أَيْمُنُهم يُمْناً ويُمْنةً ويُمِنْتُ عليهم وأَنا

مَيْمونٌ

عليهم، ويَمَنْتُهُم أَخَذْتُ على أَيْمانِهم، وأَنا أَيْمَنُهُمْ

يَمْناً ويَمْنةً، وكذلك شَأَمْتُهُم. وشأَمْتُهُم: أَخَذتُ على شَمائلهم،

ويَسَرْتُهم: أَخذْتُ على يَسارهم يَسْراً. والعرب تقول: أَخَذَ فلانٌ

يَميناً وأَخذ يساراً، وأَخذَ يَمْنَةً أَو يَسْرَةً. ويامَنَ فلان:

أَخذَ ذاتَ اليَمِين، وياسَرَ: أَخذَ ذاتَ الشِّمال. ابن السكيت: يامِنْ

بأَصحابك وشائِمْ بهم أَي خُذْ بهم يميناً وشمالاً، ولا يقال: تَيامَنْ بهم

ولا تَياسَرْ بهم؛ ويقال: أَشْأَمَ الرجلُ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمين،

ويامَنَ وأَيْمَنَ إذا أَراد اليَمَنَ. واليَمْنةُ: خلافُ اليَسْرة.

ويقال: قَعَدَ فلان يَمْنَةً. والأَيْمَنُ والمَيْمَنَة: خلاف الأَيْسَر

والمَيْسَرة. وفي الحديث: الحَجرُ الأَسودُ يَمينُ الله في الأَرض؛ قال ابن

الأَثير: هذا كلام تمثيل وتخييل، وأَصله أَن الملك إذا صافح رجلاً قَبَّلَ

الرجلُ يده، فكأنَّ الحجر الأَسود لله بمنزلة اليمين للملك حيث يُسْتلَم

ويُلْثَم. وفي الحديث الآخر: وكِلْتا يديه يمينٌ

أَي أَن يديه، تبارك وتعالى، بصفة الكمال لا نقص في واحدة منهما لأَن

الشمال تنقص عن اليمين، قال: وكل ما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد

والأَيدي واليمين وغير ذلك من أَسماء الجوارح إلى الله عز وجل فإنما هو

على سبيل المجاز والاستعارة، والله منزَّه عن التشبيه والتجسيم. وفي حديث

صاحب القرآن يُعْطَى الملْكَ بِيَمِينه والخُلْدَ بشماله أَي يُجْعَلانِ

في مَلَكَتِه، فاستعار اليمين والشمال لأَن الأَخذ والقبض بهما؛ وأَما

قوله:

قَدْ جَرَتِ الطَّيرُ أَيامِنِينا،

قالتْ وكُنْتُ رجُلاً قَطِينا:

هذا لعَمْرُ اللهِ إسْرائينا

قال ابن سيده: عندي أَنه جمع يَميناً على أَيمانٍ، ثم جمع أَيْماناً على

أَيامِين، ثم أَراد وراء ذلك جمعاً آخر فلم يجد جمعاً من جموع التكسير

أَكثر من هذا، لأَن باب أَفاعل وفواعل وفعائل ونحوها نهاية الجمع، فرجع

إلى الجمع بالواو والنون كقول الآخر:

فهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائداتها

لَمّا بلَغ نهاية الجمع التي هي حَدَائد فلم يجد بعد ذلك بناء من أَبنية

الجمع المكسَّر جَمَعه بالأَلف والتاء؛ وكقول الآخر:

جَذْبَ الصَّرَارِيِّينَ بالكُرور

جَمَع صارِياً على صُرَّاء، ثم جَمع صُرَّاء على صَراريّ، ثم جمعه على

صراريين، بالواو والنون، قال: وقد كان يجب لهذا الراجز أَن يقول

أَيامينينا، لأَن جمع أَفْعال كجمع إفْعال، لكن لمَّا أَزمَع أَن يقول في النصف

الثاني أَو البيت الثاني فطينا، ووزنه فعولن، أَراد أَن يبني قوله

أَيامنينا على فعولن أَيضاً ليسوي بين الضربين أَو العروضين؛ ونظير هذه التسوية

قول الشاعر:

قد رَوِيَتْ غيرَ الدُّهَيْدِهينا

قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينا

كان حكمه أَن يقول غير الدُّهَيْدِيهينا، لأَن الأَلف في دَهْداهٍ رابعة

وحكم حرف اللين إذا ثبت في الواحد رابعاً أَن يثبت في الجمع ياء، كقولهم

سِرْداح وسَراديح وقنديل وقناديل وبُهْلُول وبَهاليل، لكن أَراد أَن

يبني بين

(* قوله «يبني بين» كذا في بعض النسخ، ولعل الأظهريسوي بين كما

سبق). دُهَيْدِهينا وبين أُبَيْكِرينا، فجعل الضَّرْبَيْنِ جميعاً أو

العَرُوضَيْن فَعُولُن، قال: وقد يجوز أَن يكون أَيامنينا جمعَ أَيامِنٍ الذي

هو جمع أَيمُنٍ فلا يكون هنالك حذف؛ وأَما قوله:

قالت، وكنتُ رجُلاً فَطِينا

فإن قالت هنا بمعنى ظنت، فعدّاه إلى مفعولين كما تعَدَّى ظن إلى

مفعولين، وذلك في لغة بني سليم؛ حكاه سيبويه عن الخطابي، ولو أَراد قالت التي

ليست في معنى الظن لرفع، وليس أَحد من العرب ينصب بقال التي في معنى ظن

إلاَّ بني سُلَيم، وهي اليُمْنَى فلا تُكَسَّرُ

(* قوله «وهي اليمنى فلا

تكسر» كذا بالأصل، فانه سقط من نسخة الأصل المعول عليها من هذه المادة نحو

الورقتين، ونسختا المحكم والتهذيب اللتان بأيدينا ليس فيهما هذه المادة

لنقصهما). قال الجوهري: وأَما قول عمر، رضي الله عنه، في حديثه حين ذكر ما

كان فيه من القَشَفِ والفقر والقِلَّة في جاهليته، وأَنه واخْتاً له خرجا

يَرْعَيانِ ناضِحاً لهما، قال: أَلْبَسَتْنا أُمُّنا نُقْبَتَها

وزَوَّدَتْنا بيُمَيْنَتَيها من الهَبِيدِ كلَّ يومٍ، فيقال: إنه أَراد

بيُمَيْنَتَيْها تصغير يُمْنَى، فأَبدل من الياء الأُولى تاء إذ كانت للتأْنيث؛

قال ابن بري: الذي في الحديث وزوَّدتنا يُمَيْنَتَيْها مخففة، وهي تصغير

يَمْنَتَيْن تثنية يَمْنَة؛ يقال: أَعطاه يَمْنَة من الطعام أَي أَعطاه

الطعام بيمينه ويده مبسوطة. ويقال: أَعطى يَمْنَةً ويَسْرَةً إذا أَعطاه

بيده مبسوطة، والأَصل في اليَمْنةِ أَن تكون مصدراً كاليَسْرَة، ثم سمي

الطعام يَمْنَةً لأَنه أُعْطِي يَمْنَةً أَي باليمين، كما سَمَّوا الحَلِفَ

يَميناً لأَنه يكون بأْخْذِ اليَمين؛ قال: ويجوز أَن يكون صَغَّر يَميناً

تَصْغِيرَ الترخيم، ثم ثنَّاه، وقيل: الصواب يَمَيِّنَيْها، تصغير يمين،

قال: وهذا معنى قول أَبي عبيد. قال: وقول الجوهري تصغير يُمْنى صوابه

أَن يقول تصغير يُمْنَنَيْن تثنية يُمْنَى، على ما ذكره من إبدال التاء من

الياء الأُولى. قال أَبو عبيد: وجه الكلام يُمَيِّنَيها، بالتشديد،

لأَنه تصغير يَمِينٍ، قال: وتصغير يَمِين يُمَيِّن بلا هاء. قال ابن سيده:

وروي وزَوَّدتنا بيُمَيْنَيْها، وقياسه يُمَيِّنَيْها لأَنه تصغير يَمِين،

لكن قال يُمَيْنَيْها على تصغير الترخيم، وإنما قال يُمَيْنَيْها ولم يقل

يديها ولا كفيها لأَنه لم يرد أَنها جمعت كفيها ثم أَعطتها بجميع

الكفين، ولكنه إنما أَراد أَنها أَعطت كل واحد كفّاً واحدة بيمينها، فهاتان

يمينان؛ قال شمر: وقال أَبو عبيد إنما هو يُمَيِّنَيْها، قال: وهكذا قال

يزيد بن هرون؛ قال شمر: والذي آختاره بعد هذا يُمَيْنَتَيْها لأَن

اليَمْنَةَ إنما هي فِعْل أَعطى يَمْنةً ويَسْرَة، قال: وسعت من لقيت في غطفانَ

يتكلمون فيقولون إذا أهْوَيْتَ بيمينك مبسوطة إلى طعام أَو غيره فأَعطيت

بها ما حَمَلَتْه مبسوطة فإنك تقول أَعطاه يَمْنَةً من الطعام، فإن أَعطاه

بها مقبوضة قلت أَعطاه قَبْضَةً من الطعام، وإن حَشَى له بيده فهي

الحَثْيَة والحَفْنَةُ، قال: وهذا هو الصحيح؛ قال أَبو منصور: والصواب عندي ما

رواه أَبو عبيد يُمَيْنَتَيْها، وهو صحيح كما روي، وهو تصغير

يَمْنَتَيْها، أَراد أَنها أَعطت كل واحد منهما بيمينها يَمْنةً، فصَغَّرَ اليَمْنَةَ ثم

ثنَّاها فقال يُمَيْنَتَيْنِ؛ قال: وهذا أَحسن الوجوه مع السماع. وأَيْمَنَ:

أَخَذَ يَميناً.ويَمَنَ به ويامَنَ ويَمَّن وتَيامَنَ: ذهب به ذاتَ

اليمين. وحكى سيبويه: يَمَنَ يَيْمِنُ أَخذ ذاتَ اليمين، قال: وسَلَّمُوا

لأَن الياء أَخف عليهم من الواو، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه؛ وقول

أَبي النَّجْم:

يَبْري لها، من أَيْمُنٍ وأَشْمُلِ،

ذو خِرَقٍ طُلْسٍ وشخصٍ مِذْأَلِ

(* قوله «يبري لها» في التكملة الرواية: تبري له، على التذكير أي

للممدوح، وبعده:

خوالج بأسعد أن أقبل

والرجز للعجاج).

يقول: يَعْرِض لها من ناحية اليمين وناحية الشمال، وذهب إلى معنى

أَيْمُنِ الإبل وأَشْمُلِها فجمع لذلك؛ وقال ثعلبة بن صُعَيْر:

فتَذَكَّرَا ثَقَلاً رَثِيداً، بعدما

أَلْقَتْ ذُكاءُ يَمِينَها في كافِر

يعني مالت بأَحد جانبيها إلى المغيب. قال أَبو منصور: اليَمينُ في كلام

العرب على وُجوه، يقال لليد اليُمْنَى يَمِينٌ. واليَمِينُ: القُوَّة

والقُدْرة؛ ومنه قول الشَّمّاخ:

رأَيتُ عَرابةَ الأَوْسِيَّ يَسْمُو

إلى الخَيْراتِ، مُنْقَطِعَ القَرينِ

إذا ما رايةٌ رُفِعَتْ لِمَجْدٍ،

تَلَقَّاها عَرابَةُ باليَمينِ

أَي بالقوَّة. وفي التنزيل العزيز: لأَخَذْنا منه باليَمين؛ قال الزجاج:

أَي بالقُدْرة، وقيل: باليد اليُمْنَى. واليَمِينُ: المَنْزِلة.

الأَصمعي: هو عندنا باليَمِينِ أَي بمنزلة حسَنةٍ؛ قال: وقوله تلقَّاها عَرابة

باليمين، قيل: أَراد باليد اليُمْنى، وقيل: أَراد بالقوَّة والحق. وقوله

عز وجل: إنكم كنتم تَأْتونَنا عن اليَمين؛ قال الزجاج: هذا قول الكفار

للذين أَضَلُّوهم أَي كنتم تَخْدَعُوننا بأَقوى الأَسباب، فكنتم تأْتوننا من

قِبَلِ الدِّين فتُرُوننا أَن الدينَ والحَقَّ ما تُضِلُّوننا به

وتُزَيِّنُون لنا ضلالتنا، كأَنه أَراد تأْتوننا عن المَأْتَى السَّهْل، وقيل:

معناه كنتم تأْتوننا من قِبَلِ الشَّهْوة لأَن اليَمِينَ موضعُ الكبد،

والكبدُ مَظِنَّةُ الشهوة والإِرادةِ، أَلا ترى أَن القلب لا شيء له من ذلك

لأَنه من ناحية الشمال؟ وكذلك قيل في قوله تعالى: ثم لآتِيَنَّهم من بين

أَيديهم ومن خَلْفهم وعن أَيمانهم وعن شَمائلهم؛ قيل في قوله وعن

أَيمانهم: من قِبَلِ دينهم، وقال بعضهم: لآتينهم من بين أَيديهم أَي

لأُغْوِيَنَّهم حتى يُكذِّبوا بما تقَدَّم من أُمور الأُمم السالفة، ومن خلفهم حتى

يكذبوا بأَمر البعث، وعن أَيمانهم وعن شمائلهم لأُضلنَّهم بما يعملون

لأَمْر الكَسْب حتى يقال فيه ذلك بما كسَبَتْ يداك، وإن كانت اليدان لم

تَجْنِيا شيئاً لأَن اليدين الأَصل في التصرف، فجُعِلتا مثلاً لجميع ما عمل

بغيرهما. وأَما قوله تعالى: فَراغَ عليهم ضَرْباً باليمين؛ ففيه أَقاويل:

أَحدها بيمينه، وقيل بالقوَّة، وقيل بيمينه التي حلف حين قال: وتالله

لأَكِيدَنَّ أَصنامَكم بعدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرين.

والتَّيَمُّنُ: الموت. يقال: تَيَمَّنَ فلانٌ

تيَمُّناً إذا مات، والأَصل فيه أَنه يُوَسَّدُ يَمينَه إذا مات في

قبره؛ قال الجَعْدِيّ

(* قوله «قال الجعدي» في التكملة: قال أبو سحمة

الأعرابي):

إذا ما رأَيْتَ المَرْءَ عَلْبَى، وجِلْدَه

كضَرْحٍ قديمٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* قوله «وجلده» ضبطه في التكملة بالرفع والنصب).

عَلْبَى: اشْتَدَّ عِلْباؤُه وامْتَدَّ، والضِّرْحُ: الجِلدُ،

والتَّيَمُّن: أَ يُوَسَّدَ

يمِينَه في قبره. ابن سيده: التَّيَمُّن أَن يُوضعَ الرجل على جنبه

الأَيْمن في القبر؛ قال الشاعر:

إذا الشيخُ عَلْبى، ثم أَصبَحَ جِلْدُه

كرَحْضٍ غَسيلٍ، فالتَّيَمُّنُ أَرْوَحُ

(* لعل هذه رواية أخرى لبيت الجعدي الوارد في الصفحة السابقة).

وأَخذَ يَمْنةً ويَمَناً ويَسْرَةً ويَسَراً أَي ناحيةَ يمينٍ ويَسارٍ.

واليَمَنُ: ما كان عن يمين القبلة من بلاد الغَوْرِ، النَّسَبُ إليه

يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، على نادر النسب، وأَلفه عوض من الياء، ولا تدل على ما تدل عليه

الياء، إذ ليس حكم العَقِيب أَن يدل على ما يدل عليه عَقيبه دائباً، فإن

سميت رجلاً بيَمَنٍ ثم أَضفت إليه فعلى القياس، وكذلك جميع هذا الضرب،

وقد خصوا باليمن موضعاً وغَلَّبوه عليه، وعلى هذا ذهب اليَمَنَ، وإنما

يجوز على اعتقاد العموم، ونظيره الشأْم، ويدل على أَن اليَمن جنسيّ غير

علميّ أَنهم قالوا فيه اليَمْنة والمَيْمَنة. وأَيْمَنَ القومُ ويَمَّنُوا:

أَتَوا اليَمن؛ وقول أَبي كبير الهذلي:

تَعْوي الذئابُ من المَخافة حَوْلَه،

إهْلالَ رَكْبِ اليامِن المُتَطوِّفِ

إمّا أَن يكون على النسب، وإِما أَن يكون على الفعل؛ قال ابن سيده: ولا

أََعرف له فعلاً. ورجل أَيْمَنُ: يصنع بيُمْناه. وقال أَبو حنيفة: يَمَنَ

ويَمَّنَ جاء عن يمين.

واليَمِينُ: الحَلِفُ والقَسَمُ، أُنثى، والجمع أَيْمُنٌ وأَيْمان. وفي

الحديث: يَمِينُك على ما يُصَدِّقُك به صاحبُك أَي يجب عليك أَن تحلف له

على ما يُصَدِّقك به إذا حلفت له.

الجوهري: وأَيْمُنُ اسم وُضعَ للقسم، هكذا بضم الميم والنون وأَلفه أَلف

وصل عند أَكثر النحويين، ولم يجئ في الأَسماء أَلف وصل مفتوحة غيرها؛

قال: وقد تدخل عليه اللام لتأْكيد الابتداء تقول: لَيْمُنُ اللهِ، فتذهب

الأَلف في الوصل؛ قال نُصَيْبٌ:

فقال فريقُ القومِ لما نشَدْتُهُمْ:

نَعَمْ، وفريقٌ: لَيْمُنُ اللهِ ما نَدْري

وهو مرفوع بالابتداء، وخبره محذوف، والتقدير لَيْمُنُ الله قَسَمِي،

ولَيْمُنُ الله ما أُقسم به، وإذا خاطبت قلت لَيْمُنُك. وفي حديث عروة بن

الزبير أَنه قال: لَيْمُنُك لَئِنْ كنت ابْتَلَيْتَ لقد عافَيْتَ، ولئن كنت

سَلبْتَ لقد أَبقَيْتَ، وربما حذفوا منه النون قالوا: أَيْمُ الله وإيمُ

الله أَيضاً، بكسر الهمزة، وربما حذفوا منه الياء، قالوا: أَمُ اللهِ،

وربما أَبْقَوُا الميم وحدها مضمومة، قالوا: مُ اللهِ، ثم يكسرونَها

لأَنها صارت حرفاً واحداً فيشبهونها بالباء فيقولون مِ اللهِ، وربما قالوا

مُنُ الله، بضم الميم والنون، ومَنَ الله

بفتحها، ومِنِ الله بكسرهما؛ قال ابن الأَثير: أَهل الكوفة يقولون

أَيْمُن جمعُ يَمينِ القَسَمِ، والأَلف فيها أَلف وصل تفتح وتكسر، قال ابن

سيده: وقالوا أَيْمُنُ الله وأَيْمُ اللهِ وإيمُنُ اللهِ ومُ اللهِ، فحذفوا،

ومَ اللهِ أُجري مُجْرَى مِ اللهِ. قال سيبويه: وقالوا لَيْمُ الله،

واستدل بذلك على أَن أَلفها أَلف وصل. قال ابن جني: أَما أَيْمُن في القسم

ففُتِحت الهمزة منها، وهي اسم من قبل أَن هذا اسم غير متمكن، ولم يستعمل

إلا في القسَم وحده، فلما ضارع الحرف بقلة تمكنه فتح تشبيهاً بالهمزة

اللاحقة بحرف التعريف، وليس هذا فيه إلا دون بناء الاسم لمضارعته الحرف،

وأَيضاً فقد حكى يونس إيمُ الله، بالكسر، وقد جاء فيه الكسر أَيضاً كما ترى،

ويؤَكد عندك أَيضاً حال هذا الإسم في مضارعته الحرف أَنهم قد تلاعبوا به

وأَضعفوه، فقالوا مرة: مُ الله، ومرة: مَ الله، ومرة: مِ الله، فلما

حذفوا هذا الحذف المفرط وأَصاروه من كونه على حرف إلى لفظ الحروف، قوي شبه

الحرف عليه ففتحوا همزته تشبيهاً بهمزة لام التعريف، ومما يجيزه القياس،

غير أَنه لم يرد به الاستعمال، ذكر خبر لَيْمُن من قولهم لَيْمُن الله

لأَنطلقن، فهذا مبتدأٌ محذوف الخبر، وأَصله لو خُرِّج خبره لَيْمُنُ الله ما

أُقسم به لأَنطلقن، فحذف الخبر وصار طول الكلام بجواب القسم عوضاً من

الخبر.

واسْتَيْمَنْتُ الرجلَ: استحلفته؛ عن اللحياني. وقال في حديث عروة بن

الزبير: لَيْمُنُكَ إنما هي يَمينٌ، وهي كقولهم يمين الله كانوا يحلفون

بها. قال أَبو عبيد: كانوا يحلفون باليمين، يقولون يَمِينُ

الله لا أَفعل؛ وأَنشد لامرئ القيس:

فقلتُ: يَمِينُ الله أَبْرَحُ قاعِداً،

ولو قَطَعُوا رأْسي لَدَيْكِ وأَوْصالي

أَراد: لا أَبرح، فحذف لا وهو يريده؛ ثم تُجْمَعُ اليمينُ أَيْمُناً كما

قال زهير:

فتُجْمَعُ أَيْمُنٌ مِنَّا ومِنْكُمْ

بمُقْسَمةٍ، تَمُورُ بها الدِّماءُ

ثم يحلفون بأيْمُنِ الله، فيقولون وأَيْمُنُ اللهِ لأَفْعَلَنَّ كذا،

وأَيْمُن الله لا أَفعلُ كذا، وأَيْمُنْك يا رَبِّ، إذا خاطب ربَّه، فعلى

هذا قال عروة لَيْمُنُكَ، قال: هذا هو الأَصل في أَيْمُن الله، ثم كثر في

كلامهم وخفَّ على أَلسنتهم حتى حذفوا النون كما حذفوا من لم يكن فقالوا:

لم يَكُ، وكذلك قالوا أَيْمُ اللهِ؛ قال الجوهري: وإلى هذا ذهب ابن كيسان

وابن درستويه فقالا: أَلف أَيْمُنٍ أَلفُ قطع، وهو جمع يمين، وإنما خففت

همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها؛ قال أَبو منصور: لقد أَحسن

أَبو عبيد في كل ما قال في هذا القول، إلا أَنه لم يفسر قوله أَيْمُنك

لمَ ضمَّت النون، قال: والعلة فيها كالعلة في قولهم لَعَمْرُك كأَنه

أُضْمِرَ فيها يَمِينٌ

ثانٍ، فقيل وأَيْمُنك، فلأَيْمُنك عظيمة، وكذلك لَعَمْرُك فلَعَمْرُك

عظيم؛ قال: قال ذلك الأَحمر والفراء. وقال أَحمد بن يحيى في قوله تعالى:

الله لا إله إلا هو؛ كأَنه قال واللهِ الذي لا إله إلا هو ليجمعنكم. وقال

غيره: العرب تقول أَيْمُ الله وهَيْمُ الله، الأَصل أَيْمُنُ الله، وقلبت

الهمزة فقيل هَيْمُ اللهِ، وربما اكْتَفَوْا بالميم وحذفوا سائر الحروف

فقالوا مُ الله ليفعلن كذا، وهي لغات كلها، والأَصل يَمِينُ الله وأَيْمُن

الله. قال الجوهري: سميت اليمين بذلك لأَنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل

امرئ منهم يَمينَه على يمين صاحبه، وإن جعلتَ اليمين ظرفاً لم تجمعه،

لأَن الظروف لا تكاد تجمع لأَنها جهات وأَقطار مختلفة الأَلفاظ، أَلا ترى

أَن قُدَّام مُخالفٌ لخَلْفَ واليَمِين مخالف للشِّمال؟ وقال بعضهم: قيل

للحَلِفِ يمينٌ

باسم يمين اليد، وكانوا يبسطون أَيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا

وتبايعوا، ولذلك قال عمر لأَبي بكر، رضي الله عنهما: ابْسُطْ يَدَك

أُبايِعْك. قال أَبو منصور: وهذا صحيح، وإن صح أَن يميناً من أَسماء الله تعالى،

كما روى عن ابن عباس، فهو الحَلِفُ بالله؛ قال: غير أَني لم أَسمع

يميناً من أَسماء الله إلا ما رواه عطاء بن الشائب، والله أَعلم.

واليُمْنةَ واليَمْنَةُ: ضربٌ من بُرود اليمن؛ قال: واليُمْنَةَ

المُعَصَّبا. وفي الحديث: أَنه عليه الصلاة والسلام، كُفِّنَ في يُمْنة؛ هي، بضم

الياء، ضرب من برود اليمن؛ وأَنشد ابن بري لأَبي فُرْدُودة يرثي ابن

عَمَّار:

يا جَفْنَةً كإزاء الحَوْضِ قد كَفَأُوا،

ومَنْطِقاً مثلَ وَشْيِ اليُمْنَةِ الحِبَرَه

وقال ربيعة الأَسدي:

إنَّ المَودَّةَ والهَوادَةَ بيننا

خلَقٌ، كسَحْقِ اليُمْنَةِ المُنْجابِ

وفي هذه القصيدة:

إنْ يَقْتُلوكَ، فقد هَتَكْتَ بُيوتَهم

بعُتَيْبةَ بنِ الحرثِ بنِ شِهابِ

وقيل لناحية اليَمنِ يَمَنٌ لأَنها تلي يَمينَ الكعبة، كما قيل لناحية

الشأْم شأْمٌ لأَنها عن شِمال الكعبة. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم،

وهو مُقْبِلٌ من تَبُوكَ: الإيمانُ يَمانٍ والحكمة يَمانِيَة؛ وقال أَبو

عبيد: إِنما قال ذلك لأَن الإيمان بدا من مكة، لأَنها مولد النبي، صلى الله

عليه وسلم، ومبعثه ثم هاجر إلى المدينة. ويقال: إن مكة من أَرض

تِهامَةَ، وتِهامَةُ من أَرض اليَمن، ومن هذا يقال للكعبة يَمَانية، ولهذا سمي ما

وَلِيَ مكةَ من أَرض اليمن واتصل بها التَّهائمَ، فمكة على هذا التفسير

يَمَانية، فقال: الإيمانُ يَمَانٍ، على هذا؛ وفيه وجه آخر: أَن النبي،

صلى الله عليه وسلم، قال هذا القول وهو يومئذ بتَبُوك، ومكّةُ والمدينةُ

بينه وبين اليَمن، فأَشار إلى ناحية اليَمن، وهو يريد مكة والمدينة أَي هو

من هذه الناحية؛ ومثلُ هذا قولُ النابغة يذُمُّ يزيد بن الصَّعِق وهو رجل

من قيس:

وكنتَ أَمِينَه لو لم تَخُنْهُ،

ولكن لا أَمانَةَ لليمَانِي

وذلك أَنه كان مما يلي اليمن؛ وقال ابن مقبل وهو رجل من قيس:

طافَ الخيالُ بنا رَكْباً يَمانِينا

فنسب نفسه إلى اليمن لأَن الخيال طَرَقَه وهو يسير ناحيتها، ولهذا قالوا

سُهَيْلٌ

اليَمانيّ لأَنه يُرى من ناحية اليمَنِ. قال أَبو عبيد: وذهب بعضهم إلى

أَنه، صلى الله عليه وسلم، عنى بهذا القول الأَنصارَ لأَنهم يَمانُونَ،

وهم نصروا الإسلام والمؤْمنين وآوَوْهُم فنَسب الإيمانَ إليهم، قال: وهو

أَحسن الوجوه؛ قال: ومما يبين ذلك حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه

قال لما وَفَدَ عليه وفْدُ اليمن: أَتاكم أَهلُ اليَمن هم أَلْيَنُ قلوباً

وأَرَقُّ أَفْئِدَة، الإيمانُ يَمانٍ والحكمةُ يَمانِيةٌ. وقولهم: رجلٌ

يمانٍ منسوب إلى اليمن، كان في الأَصل يَمَنِيّ، فزادوا أَلفاً وحذفوا

ياء النسبة، وكذلك قالوا رجل شَآمٍ، كان في الأَصل شأْمِيّ، فزادوا أَلفاً

وحذفوا ياء النسبة، وتِهامَةُ كان في الأَصل تَهَمَةَ فزادوا أَلفاً

وقالوا تَهامٍ. قال الأَزهري: وهذا قول الخليل وسيبويه. قال الجوهري:

اليَمَنُ بلادٌ للعرب، والنسبة إليها يَمَنِيٌّ

ويَمانٍ، مخففة، والأَلف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان. قال سيبويه:

وبعضهم يقول يمانيّ، بالتشديد؛ قال أُميَّة ابن خَلَفٍ:

يَمانِيّاً يَظَلُّ يَشُدُّ كِيراً،

ويَنْفُخُ دائِماً لَهَبَ الشُّوَاظِ

وقال آخر:

ويَهْماء يَسْتافُ الدليلُ تُرابَها،

وليس بها إلا اليَمانِيُّ مُحْلِفُ

وقوم يَمانية ويَمانُون: مثل ثمانية وثمانون، وامرأَة يَمانية أَيضاً.

وأَيْمَن الرجلُ ويَمَّنَ ويامَنَ إذا أَتى اليمَنَ، وكذلك إذا أَخذ في

سيره يميناً. يقال: يامِنْ يا فلانُ بأَصحابك أَي خُذ بهم يَمْنةً، ولا تقل

تَيامَنْ بهم، والعامة تقوله. وتَيَمَّنَ: تنَسَّبَ إلى اليمن. ويامَنَ

القومُ وأَيْمنوا إذا أَتَوُا اليَمن. قال ابن الأَنباري: العامة

تَغْلَطُ في معنى تَيامَنَ فتظن أَنه أَخذ عن يمينه، وليس كذلك معناه عند العرب،

إنما يقولون تَيامَنَ إذا أَخذ ناحية اليَمن، وتَشاءَمَ إذا أَخذ ناحية

الشأْم، ويامَنَ إذا أَخذ عن يمينه، وشاءمَ إذا أَخذ عن شماله. قال

النبي، صلى الله عليه وسلم: إذا نشَأَتْ بَحْرِيَّةً ثم تشاءَمَتْ فتلك

عَيْنٌغُدَيْقَةٌ؛ أَراد إذا ابتدأَتِ السحابة من ناحية البحر ثم أَخذت ناحيةَ

الشأْم. ويقال لناحية اليَمَنِ يَمِينٌ

ويَمَنٌ، وإذا نسبوا إلى اليمن قالوا يَمانٍ.

والتِّيمَنِيُّ: أَبو اليَمن

(* قوله «والتيمني أبو اليمن» هكذا بالأصل

بكسر التاء، وفي الصحاح والقاموس: والتَّيمني أفق اليمن ا هـ. أي بفتحها)

، وإذا نسَبوا إلى التِّيمَنِ قالوا تِيمَنِيٌّ. وأَيْمُنُ: إسم رجل.

وأُمُّ أَيْمَن: امرأة أَعتقها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهي حاضنةُ

أَولاده فزَوَّجَها من زيد فولدت له أُسامة. وأَيْمَنُ: موضع؛ قال

المُسَيَّبُ أَو غيره:

شِرْكاً بماءِ الذَّوْبِ، تَجْمَعُه

في طَوْدِ أَيْمَنَ، من قُرَى قَسْرِ

يمن
اليَمِينُ: أصله الجارحة، واستعماله في وصف الله تعالى في قوله: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر/ 67] على حدّ استعمال اليد فيه، وتخصيص اليَمِينِ في هذا المكان، والأرض بالقبضة حيث قال جلّ ذكره:
وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الزمر/ 67] يختصّ بما بعد هذا الكتاب. وقوله:
إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ
[الصافات/ 28] أي: عن الناحية التي كان منها الحقّ، فتصرفوننا عنها، وقوله: لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ
[الحاقة/ 45] أي: منعناه ودفعناه. فعبّر عن ذلك الأخذ باليَمِينِ كقولك: خذ بِيَمِينِ فلانٍ عن تعاطي الهجاء، وقيل: معناه بأشرف جوارحه وأشرف أحواله، وقوله جلّ ذكره: وَأَصْحابُ الْيَمِينِ
[الواقعة/ 27] أي: أصحاب السّعادات والمَيَامِنِ، وذلك على حسب تعارف الناس في العبارة عن المَيَامِنِ باليَمِينِ، وعن المشائم بالشّمال. واستعير اليَمِينُ للتَّيَمُّنِ والسعادة، وعلى ذلك وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ [الواقعة/ 90- 91] ، وعلى هذا حمل:
إذا ما راية رفعت لمجد تلقّاها عرابة باليَمِينِ
واليَمِينُ في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمحالف وغيره. قال تعالى:
أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ
[القلم/ 39] ، وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ [النور/ 53] ، لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ
[البقرة/ 225] ، وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ
[التوبة/ 12] ، إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ
[التوبة/ 12] وقولهم: يَمِينُ اللهِ، فإضافته إليه عزّ وجلّ هو إذا كان الحلف به.
ومولى اليَمِينِ: هو من بينك وبينه معاهدة، وقولهم: ملك يَمِينِي أنفذ وأبلغ من قولهم: في يدي، ولهذا قال تعالى: مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ
[النور/ 33] وقوله صلّى الله عليه وسلم آله: «الحجر الأسود يَمِينُ اللهِ» أي: به يتوصّل إلى السّعادة المقرّبة إليه. ومن اليَمِينِ: تُنُووِلَ اليُمْنُ، يقال:
هو مَيْمُونُ النّقيبة. أي: مبارك، والمَيْمَنَةُ: ناحيةُ اليَمِينِ.

يمن

1 يُمِنَ , (T, M, K,) and يَمِنَ, (M, K,) He was prosperous; fortunate; lucky. (T, M, K.) 3 يَامَنَ : see 3 in art. شأم in two places.4 أَيْمَنَهُ He made it to incline towards the right: see an ex. voce سِنٌّ (near the end of the paragraph). b2: أَيْمَنَ: see أَشْأَمَ in two places. b3: أَيْمَنْتُ إِبِلِى: see أَيْسَرْتُ.5 تَيَمَّنَ He was placed on his right side in the grave. (TA, voce عَلْبَى.) b2: تَيَمَّنَ بِهِ i. q. تَبَرَّكَ بِهِ [q. v.]. (S.) b3: فُلَانٌ يُتَيَمَّنُ بِرَأْيِهِ, i. e. يُتَبَرَّكُ بِهِ, (T,) app. One is fortunate in, or derives a blessing from, his counsel. b4: He augured good by it, or from it; or looked for good fortune, or a blessing, from it; syn. تَبَّرَكَ بِهِ: (Mgh, Msb, &c:) opposed to تَشَأءَمَ بِهِ, in the K, art. طير; and in Bd, xvii. 14; and well known. b5: تَيَمَّنَ بِكَلِمَةٍ [He augured good from the word], (Har, p. 488,) and بِكَلَامٍ. (Msb. in art. فأل.) 6 تَيَامَنَ : see تَشَّامَ. b2: تَيَامَنُوا: see 3 in art. يسر.

يُمْنٌ Prosperity; good fortune; good luck; auspiciousness; (T, S, M, K;) contr. of شُؤْمٌ, (M,) and of نَحْسٌ. (L, art. سعد.) يُمْنَةٌ : its pl. seems to be يُمَنٌ. See بُرْدٌ.

اليَمِينُ The location that is on the right. b2: يَمِينٌ also, The south. See سَرْحٌ. b3: يَمِينُ also signifies A covenant (Bd, and Jel in lxviii. 39) confirmed by an oath. (Bd, ibid.) يَمِينُ اللّٰهِ The oath by attestation of God: see أَيْمُ اللّٰهِ, and عَهْدُ اللّٰهِ. b4: حَلَفْتُ يَمِينًا [I swore, or have sworn, an oath]. (T, S, M, voce أَمِينٌ, which see. You say, يَمِينَ اللّٰهِ لَا أَفْعلُ (as in some copies of the S [meaning, حَلَفْتُ يَمِينَ اللّٰهِ]): or يَمِينُ اللّٰهِ (as in other copies [meaning, يَمِينُ اللّٰهِ قَسَمِى]). See a similar form of oath voce حَرَامٌ. b5: يَمِينًا صَادِقَةً لَأَفْعَلَنَّ: see زَعْمةٌ.

يَمَانٍ A garment of Yemen: see a verse voce تَسْهِيمٌ.

يَمَانِىٌّ and يَمَانُونَ: see تِهَامِىٌّ.

يَامِنٌ : see يَاسِرٌ.

أَيْمَنُ [The right, as opposed to the left; see Kur, xix. 53, xx. 82, and xxviii. 30:] contr. of أَيْسَرُ; and [in like manner] ↓ مَيْمَنَةٌ is contr. of مَيْسَرَةٌ. (S.) b2: أَيْمَنُ, contr. of أَشْأَمُ, as signifying The right, opposed to the left: and as signifying Lucky, or auspicious: pl. أَيَامِنُ. See أَشْأَمُ. b3: It is also used in the sense of يُمْنٌ: see أَشْأَمُ. b4: Also More, and most, lucky, or auspicious, or happy: see 8 in art. فئل.

أَيْمُنٌ , used only in swearing, is a sing. noun, not a particle, nor pl. of يَمِينٌ: and is derived from يُمْنٌ. (Mughnee.) الأَيَامِنُ : see an ex. of this word, voce ثَابِرٌ.

مَيْمَنَةٌ The right wing of an army. See أَيْمَنُ.

مَيْمُونٌ Fortunate; happy; (T, M, MA, KL;) blest. (T.) See an ex. voce عَرِيكَةٌ.

تَيَمُّنٌ The having [or receiving] a blessing. (K L.) تِيمَنَّا for تَأْمَنَّا: see أَمِنَهُ.

مُلْتَذٌ

مُلْتَذٌ:
بالضم ثم السكون، وتاء مثناة من فوقها، وذال معجمة، ذكره الذّهيم في كتاب الــعقيق وأنشد لعروة بن أذينة:
فروضة ملتذّ فجنبا منيرة ... فوادي الــعقيق انساح فيهنّ وابله

الأَحاسِبُ

الأَحاسِبُ:
بفتح أوله وكسر السين المهملة، وآخره باء موحدة، وهو جمع أحسب، وهو من البعران الذي فيه بياض وحمزة. والأحسب من الناس الذي في شعر رأسه شقرة. قال امرؤ القيس بن عابس الكندي:
فيا هند! لا تنكحي بوهة، ... عليه عقيقــته أحسبا
يقول: كأنه لم تحلق عقيقــته في صغره حتى شاخ.
فإن قيل: إنما يجمع أفعل على أفاعل في الصفات إذا كان مؤنثه فعلى، مثل صغير وأصغر وصغرى وأصاغر، وهذا فمؤنثه حسباء، فيجب أن يجمع على فعل أو فعلان، فالجواب أن أفعل يجمع على أفاعل إذا كان اسما على كلّ حال، وههنا فكأنهم سموا مواضع، كل واحد منها أحسب، فزالت الصفة بنقلهم إياه إلى العلمية، فتنزّل منزلة الاسم المحض، فجمعوه على أحاسب، كما فعلوا بأحامر، وبأحاسن، في اسم موضع يأتي عقيب هذا، إن شاء الله تعالى، وكما جمعوا الأحوص، وهو الضّيّق العين عند العلمية، على أحاوص، وهو في الأصل صفة، قال الشاعر:
أتاني وعيد الحوص من آل جعفر، ... فيا عبد عمرو لو نهيت الأحاوصا
فقال: الحوص نظرا إلى الوصفية، والأحاوص نظرا إلى الاسمية، والأحاسب هي مسايل أودية تنصبّ من السراة في أرض تهامة.

بِرَامٌ

بِرَامٌ:
يروى بكسر أوله وفتحه والفتح أكثر، قال نصر: جبل في بلاد بني سليم عند الحرّة من ناحية البقيع، وقيل: هو على عشرين فرسخا من المدينة، وذكر الزّبير أودية الــعقيق فقال: ثم قلعة برام، وفيها يقول المحرّق المزني وهو ابن أخت معن بن أوس المزني:
وإنّي لأهوى، من هوى بعض أهله، ... براما وأجزاعا بهنّ برام
وكان أوس بن حارثة بن لام الطائيّ قد أغار على هوازن في بلادهم فسبى منهم سبيا، فقصده أبو براء عامر بن مالك فيهم فأطلقهم له وكساهم، فقال أبو براء:
ألم ترني رحلت العيس، يوما، ... إلى أوس بن حارثة بن لام
إلى ضخم الدّسيعة مذحجيّ، ... نماه من جديلة خير نام
وفي أسرى هوازن أدركتهم ... فوارس طيّء، بلوى برام
تقرّب ما استطاع أبو بجير، ... وفكّ القوم من قبل الكلام
فما أوس بن حارثة بن لام ... بغمر، في الحروب، ولا كهام
وكان عبد الله بن الزبير قد نفى من المدينة من كان بها من بني أمية، وكان فيهم أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فلحق بالشام فحنّ إلى أوطانه فقال أشعارا بتشوّقه، منها:
ليت شعري، وأين منّي ليت، ... أعلى العهد يلبن فبرام
أم كعهدي الــعقيق أم غيّرته، ... بعدي، الحادثات والأيام
وبقومي بدّلت لخما وعكّا ... وجذاما، وأين منّي جذام؟
وتبدّلت من مساكن قومي ... والقصور، التي بها الآطام:
كلّ قصر مشيّد ذي أواسي، ... يتغنّى على ذراه الحمام
أقر منّي السلام إن جئت قومي، ... وقليل لهم لديّ السلام
أقطع الليل كلّه باكتئاب ... وزفير، فما أكاد أنام
نحو قومي، إذ فرّقت بيننا الدا ... ر، وحادت عن قصدها الأحلام
خشية أن يصيبهم عنت الده ... ر وحرب يشيب فيها الغلام
ولقد حان أن يكون، لهذا ال ... بعد عنّا، تباعد وانصرام
فبلغت هذه الأبيات وغيرها من شعره إلى عبد الله بن الزبير فقال: حنّ أبو قطيفة، ألا من رآه فليبلغه عنّي أني قد أمّنته فليرجع. فرجع فمات قبل أن يبلغ المدينة.

الجَمّاءُ

الجَمّاءُ:
بالفتح، وتشديد الميم، والمد يقال للبنيان الذي لا شرف له أجمّ ولمؤنثه جمّاء، ومنه شاة جماء لا قرن لها، والجم في الأصل الكثير من كل شيء، ومنه جمة الرأس لمجتمع الشعر، فأما أجم وجماء في البنيان فهو من النقص فيكون هو، والله أعلم، نحو قولهم أشكيته إذا أزلت شكواه، وأعجمت الكتاب إذا أزلت عجمته، وله نظائر.
والجماء: جبيل من المدينة على ثلاثة أميال من ناحية الــعقيق إلى الجرف، وقال أبو القاسم محمود بن عمر:
الجماء جبيل بالمدينة، سمّيت بذلك لأن هناك جبلين هي أقصرهما فكأنها جماء وفي كتاب أبي الحسن المهلبي: الجماء اسم هضبة سوداء، قال: وهما جمّاوان يعني هضبتين عن يمين الطريق للخارج من المدينة إلى مكة قال حسان بن ثابت:
وكان بأكناف الــعقيق وبيده، ... يحطّ من الحماء ركنا ململما
وفي كتاب أحمد بن محمد الهمذاني: الجمّاوات ثلاث
بالمدينة، فمنها: جماء تضارع التي تسيل إلى قصر أمّ عاصم وبئر عروة وما والى ذلك، وفيها يقول أحيحة بن الجلاح:
إنّي والمشعر الحرام، وما ... حجّت قريش له، وما نحروا
لا آخذ الخطة الدنية ما ... دام يرى، من تضارع، حجر
ومنه مكيمن الجماء، وفيه يقول سعيد بن عبد الرحمن ابن حسّان بن ثابت:
عفا مكمن الجماء من أمّ عامر، ... فسلع عفا منها فحرّة واقم
ثم الجماء الثانية جماء أمّ خالد التي تسيل على قصر محمد ابن عيسى الجعفري وما والاه، وفي أصلها بيوت الأشعث من أهل المدينة وقصر يزيد بن عبد الملك بن المغيرة النّوفلي وفيفاء الخبار من جماء أمّ خالد.
والجماء الثالثة جماء العاقر، بينها وبين جماء أمّ خالد فسحة، وهي تسيل على قصور جعفر بن سليمان وما والاها، وإحدى هذه الجماوات أراد أبو قطيفة بقوله:
القصر فالنخل فالجمّاء بينهما، ... أشهى إلى القلب من أبواب جيرون
إلى البلاط، فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشاء والهون
قد يكتم الناس أسرارا وأعلمها، ... وليس يدرون طول الدهر مكنوني

زِئْنَةُ

زِئْنَةُ:
بكسر أوّله، وهمز ثانيه، وقد لا يهمز، واشتقاقه من الزينة معروف، فأمّا من همزه فلا أعرفه، إلّا أن يقال: كلب زئنيّ وهو القصير، والظاهر أنّه غير مهموز، قال الأصمعي: قال لي بعض بني عقيل جميع خفاجة يجتمعون ببيشة وزينة، وهما واديان، أما بيشة فتصبّ من اليمن، وأمّا زينة فتصب من السراة سراة تهامة، وقال ابن الفقيه:
طوله عشرون يوما في نجد وأعلاه في السراة ويسمّى عقيق تمرة، وقيل: الذي فيه عقيق تمرة هو زبية، بتقديم الباء الموحدة، والله أعلم بالصواب.

السِّيُّ

السِّيُّ:
بكسر أوّله، وتشديد الياء، والسّيّ: السواء، ومنه هما سيّان، قال الليث: السّيّ المكان المستوي، وأنشد:
بأرض ردعان بساط سيّ
أي سواء مستقيم، والسيّ: علم لفلاة على جادة البصرة إلى مكّة بين الشّبيكة والوجرة يأوي إليها اللصوص، وقال السكري: السيّ ما بين ذات عرق إلى وجرة ثلاث مراحل من مكّة إلى البصرة، وحرّة
ليلى لبني سليم قريب من ذلك، والــعقيق واد لبني كلاب نسبه إلى اليمن لأن أرض هوازن في نجد ممّا يلي اليمن وأرض غطفان في نجد ممّا يلي الشام، قال ذلك في شرح قول جرير:
إذا ما جعلت السّيّ بيني وبينها ... وحرّة ليلى والــعقيق اليمانيا
رغبت إلى ذي العرش ربّ محمّد ... ليجمع شعبا أو يقرّب نائيا
ويأمرني العذّال أن أغلب الهوى، ... وأن أكتم الوجد الذي ليس خافيا
فيا حسرات القلب في إثر من يرى ... قريبا ويلفى خيره منك قاصيا
وإنّي لعفّ الفقر مشترك الغنى، ... سريع، إذا لم أرض داري، انتقاليا
قال أبو زياد: ومن ديار بني أبي بكر بن كلاب الهركنة وعامة السيّ وهي أرض، قال الشاعر:
إذا قطعن السيّ والمطاليا ... وحائلا قطعنه تغاليا
فأبعد الله السّويق الباليا
قال: التغالي التسابق، ورواية الرماني عن الحلواني عن السكري السّيء، بالهمز، وقال ابن راح بن قرّة أخو بني الصّموت:
وإنّ عماد السّيّ قد حال دونها ... طوي البطن غوّاص على الهول شيظم
فكيف رأيتم شيخنا حين ضمّه ... وإيّاكم ألب الحوادث يزحم؟
وقيل: السّيّ بين ديار بني عبد الله بن كلاب وبين جشم بن بكر.

الجملة

الجملة:
[في الانكليزية] The sum ،the set ،the sentence ،the speach
[ في الفرنسية] La somme ،l'ensemble ،la phrase ،le discours
بالضم لغة المجموع. وعند بعض النحاة هي الكلام. والمشهور أنها أعمّ منه فإنّ الكلام ما تضمن الإسناد الأصلي المقصود لذاته، والجملة ما تضمن الإسناد الأصلي سواء كان مقصودا لذاته أو لا. ويجئ في لفظ الكلام.
وشبه الجملة عندهم هو اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل والمصدر، فإنّ هذه الأشياء مع فاعلها ليست بجملة، بل مشابهة لها لتضمنها النسبة، وكذا كلّ ما فيه معنى الفعل نحو حسبك في قولنا:
حسبك زيد رجلا، ونحو يا لزيد في قولك: يا لزيد فارسا، هكذا يستفاد من الفوائد الضيائية وحواشيها وغاية التحقيق والعباب في بحث التمييز. ولا يبعد أن يجعل المنسوب أيضا من شبه الجملة لأنّ حكمه حكم الصفة المشبّهة على ما صرح به في العباب.

وللجملة تقسيمات:
التقسيم الأول
الجملة إما فعلية وهي ما كان صدرها فعلا كقام زيد وكان زيد قائما، وإمّا اسمية وهي ما كان صدرها اسما كزيد قائم وهيهات الــعقيق وأ قائم الزيدان، وإمّا ظرفية وهي ما كان صدرها ظرفا أو الجار والمجرور فإنّه أيضا ظرف اصطلاحا نحو أعندك زيد، وأ في الدار زيد، وإمّا شرطية وهي ما تشتمل [على] أداة الشرط سواء كانت مركّبة من فعليتين نحو إن تكرمني أكرمك، أو من شرطيتين معنى نحو: إن كان متى كان زيد يكتب فهو يحرّك يده فمتى لم يحرك يده لم يكتب. وقولنا معنى إشارة إلى أنّ الشرط لا يجوز أن يكون جملة شرطية لفظا لأنهم لا يوالون بين حرفي الشرط، فإن أرادوا ذلك أدخلوا كان وأسندوه إلى ضمير الشأن وجعلوا الشرطية خبره، فيكون الجملة فعلية لفظا وشرطية معنى.
ثم المراد بصدر الجملة المسند والمسند إليه أيّهما كان صدرا في الأصل فلا عبرة بما تقدّم عليها من الحروف كهمزة الاستفهام والحروف المشبّهة بالفعل ونحو ذلك. فنحو أقام زيد فعلية وإنّ زيدا قائم اسمية. وكذا نحو كيف جاء زيد وفريقا كذبتم، وإن أحد من المشركين استجارك فعلية، فإنّ هذه الأسماء متأخّرة في النية، هكذا يستفاد من المغني والعباب. إلّا أنّ صاحب المغني لم يعدّ الشرطية قسما على حدة، وقال: الصواب أنها من قبيل الفعلية. ومنهم من عدّ نحو أقائم الزيدان وهيهات الــعقيق من الفعلية لا من الاسمية. وقال في الضوء شرح المصباح:
والجمل أربع لأن المسند والمسند إليه إمّا أن لم يعرض لهما ما يسلب عنهما صلاحية السكوت عليهما ويخرجهما إلى جملة أخرى أو قد عرض لهما ذلك، والثاني هو الجملة الشرطية والأوّل إمّا أن لا يكون المسند مؤخرا عن المسند إليه لا لفظا ولا تقديرا، أو يكون مؤخّرا عنه إمّا لفظا أو تقديرا، والثاني هو الجملة الاسمية نحو زيد قائم أو قائم زيد، والأول إمّا أن يسدّ مسدّ المسند ظرف أو ما جرى مجراه أو لا، والثاني هو الجملة الفعلية نحو ضرب زيد وأ قائم الزيدان وهيهات الأمر وغير ذلك، والأول هو الجملة الظرفية انتهى.
وقال الزمخشري الأصل أنّ يكون الجمل على ضربين اسمية وفعلية وإليه ذهب ابن الحاجب وصاحب اللّب وابن مالك، وإليه ذهب صاحب الوافي حيث قال: وتنقسم الجملة إلى فعلية ولو ظرفية أو شرطية وإلى اسمية انتهى. وتحقيق ذلك ما وقع في العباب من أنّ هذا التقسيم إقناعي لتفهيم المخاطب وإلّا فهي على الحقيقة على ضربين فعلية واسمية، إلّا أنّ الشرط لمّا خالف الظاهر من حيث جري الجملة فيه مجرى المفرد في امتناعها من أن تستقل بنفسها عدّت مفردا. والظرف لما كان فيه إضمار الفعل ملتزما وناب هو عن الفعل في احتمال ضميره وقيامه مقامه صار في حكم ما ليس من الفعل في شيء انتهى.
فائدة: قد تكون الجملة محتملة للاسمية والفعلية والظرفية ومن أمثلته ما رأيته مذ يومان، فإنّ تفسيره عند الأخفش والزجّاج بيني وبين لقائه يومان، وعند أبي بكر وأبي علي أمد انتفاء الرؤية يومان. وعليهما فالجملة اسمية لا محلّ لها من الإعراب، ومذ خبر على الأول ومبتدأ على الثاني. وقال الكسائي وجماعة المعنى مذ كان يومان فمذ ظرف لما قبلها وما بعدها جملة فعلية حذف فعلها وهي في محل خفض. وقال آخرون المعنى من الزمن الذي هو يومان ومذ مركّبة من حرف الابتداء وذو الطائية واقعة على الزمن وما بعدها جملة اسمية وحذف مبتدأها ولا محل لها لأنها صلة. التقسيم الثاني
الجملة إمّا خبرية أو إنشائية لأنّه إن كان لها خارج تطابقه أو لا تطابقه فخبرية، وإلّا فإنشائية، ويجئ في لفظ الخبر والإنشاء.
التقسيم الثالث
الجملة إمّا صغرى أو كبرى، فالكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو زيد قام أبوه وزيد أبوه قائم، والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين. وقد تكون الجملة صغرى وكبرى باعتبارين نحو زيد أبوه غلامه منطلق، فمجموع هذا الكلام جملة كبرى لا غير وغلامه منطلق صغرى لا غير لأنها خبر وأبوه غلامه منطلق كبرى باعتبار غلامه منطلق وصغرى باعتبار جملة الكلام، وهذا هو مقتضى كلامهم. وقد يقال كما تكون مصدّرة بالمبتدإ تكون مصدّرة بالفعل نحو ظننت زيدا يقوم أبوه. وإنّما قلنا صغرى وكبرى موافقة لهم وإنّما الوجه استعمال فعلى أفعل باللام أو بالإضافة، لكن ربّما استعمل أفعل التفضيل الذي لم يرد به المفاضلة مطابقا مع كونه مجرّدا، فعلى ذلك يتخرّج قول النحويين.
وكذلك قول العروضيين فاصلة كبرى وفاصلة صغرى. وقد يحتمل الكلام الكبرى وغيرها كما في نحو: زيد في الدار إذ يحتمل. تقديره استقر ومستقر.
التقسيم الرابع
الجملة إمّا أن يكون لها محل من الإعراب أو لا، والجمل التي ليس لها محل من الإعراب سبع. الأولى الابتدائية وتسمّى المستأنفة أيضا، وهو أوضح لأنّ الابتدائية تطلق أيضا على الجملة المصدّرة بالمبتدإ، ولو كان لها محل. ثم الجمل المستأنفة نوعان: أحدهما الجمل المفتتح بها النطق كقولك ابتداء زيد قائم، ومنها الجمل المفتتح بها السور. وثانيهما المنقطعة مما قبلها أي التي قطع تعلقها بما قبلها لفظا أو معنى. فالأول نحو مات فلان رحمه الله، فإنّ الجملة الدعائية متعلقة بالأولى من جهة المعنى لا من جهة اللفظ، إذ لا رابط لفظيا يربطها. والثاني نحو أو لم يروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده، فالرابط المعنوي مفقود، لأنّ إعادة الخلق لم تقع بعد فيقرروا برؤيتها مع أنّ الرابط اللفظي موجود وهو حرف العطف.
ومن الاستئناف جملة العامل الملغى لتأخّره نحو زيد قائم أظنّ، فأمّا العامل لتوسّطه نحو زيد أظن قائم فمن باب الاعتراض. ويخص أهل البيان الاستئناف بما كان جوابا لسؤال مقدّر.
الثانية المعترضة ويجئ ذكرها. الثالثة التفسيرية وتسمّى بالجملة المفسّرة أيضا وهي الفضلة الكاشفة لحقيقة ما تليه. فبقيد الفضلة خرجت الجملة المفسّرة لضمير الشأن فإنها كاشفة لحقيقة المعنى المراد به، ولها محل بالإجماع لأنّها خبر في الحال أو في الأصل، وكذا خرجت الجملة المفسّرة في باب الاشتغال. فقد قيل إنها تكون ذات محل وهذا القيد أهملوه ولا بدّ منه. وقال الشلوبين إنّ الجملة المفسّرة فهي بحسب ما تفسّره، فهي في نحو زيدا ضربته لا محلّ لها، وفي نحو إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ ونحو زيد الخبز يأكله بنصب الخبز في محل رفع، ولهذا يظهر الرفع إذا قلت آكله. وقد بيّنا أنّ جملة الاشتغال ليست من الجمل التي تسمّى في الاصطلاح جملة مفسّرة وإن حصل فيها تفسير، هكذا ذكر صاحب المغني. وقال في التحفة شرح المغني وفيما ذكره نظر إذ التعريف المذكور غير مانع لصدقه على الجملة الحالية في قولك أسررت إلى زيد النجوى وما جزاء الإحسان إلّا الإحسان، إذ هي فضلة كاشفة لحقيقة ما تليه من النجوى، فيلزم أن لا يكون لها محل من الإعراب. وأيضا لا يخرج بقيد الفضلة الجملة المفسرة في باب الاشتغال في مثل قولنا قام زيد عمروا يضربه لأنها هاهنا مفسّرة للحال، وهي فضلة انتهى. فعلى هذا الجملة المفسّرة هي الكاشفة لحقيقة ما تليه أعمّ من أن يكون لها محل أو لا، ومن أن تكون فضلة أو غيرها. ثم قال صاحب المغني المفسّرة ثلاثة أقسام: مجرّدة من حرف التفسير كقوله تعالى إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فخلقه وما بعده تفسير كمثل آدم لا باعتبار ما يقتضيه ظاهر لفظ الجملة من كونه قدّر جسدا من طين ثم كوّن، بل باعتبار المعنى، أي إنّ شأن عيسى كشأن آدم في الخروج عن مستمر العادة وهو التولّد بين أبوين، ومقرونة بأي كقول الشاعر:
وترمينني بالطرف أي أنت مذنب ومقرونة بأن نحو فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ وقولك كتبت إليه أن افعل [كذا] إن لم يقدّر الباء قبل أن.
اعلم أنّه لا يمتنع كون الجمل الإنشائية مفسّرة بنفسها ويقع ذلك في موضعين: أحدهما أن يكون المفسّر إنشاء أيضا نحو أحسن إلى زيد أعطه ألف دينار. والثاني أن يكون مفردا مؤدّيا معنى الجملة نحو بلغني عن زيد كلام والله لأفعلن كذا. الرابعة المجاب بها القسم نحو وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ، إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ.
الخامسة الواقعة جوابا لشرط غير جازم مطلقا أو جازم ولم يقترن بالفاء ولا بإذ الفجائية، فالأول جواب لو ولولا ولمّا وكيف، والثاني جواب إن وما في معناه نحو إن تقم أقم وإن قمت قمت. أما الأول فلظهور الجزم في لفظ الفعل، وأما الثاني فلأنّ المحكوم بموضعه ما يجزم الفعل لا الجملة بأسرها، كذا ذكر صاحب المغني. وفي التحفة شرحه: الحق أنّ جملة جواب الشرط لا محل لها مطلقا لأنّ كل جملة لا تقع موقع المفرد فلا محل لها، وجملة الجواب لا تقع موقع المفرد. السادسة الواقعة صلة لاسم أو حرف. فالأول نحو جاء الذي أبوه قائم فالذي في موضع رفع والصلة لا محل لها. وقيل للموصول وصلته موضع لأنهما ككلمة واحدة، والحق الأول بدليل ظهور الإعراب في نفس الموصول في نحو قوله تعالى أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا برفع أيّ، والثاني نحو أعجبني أن قمت أو ما قمت إذا قلنا بحرفية ما المصدرية. وفي هذا النوع يقال الموصول وصلته في موضع كذا لأنّ الموصول حرف فلا إعراب له لا لفظا ولا تقديرا.
السابعة التابعة لما لا محلّ له نحو قام زيد ولم يقم عمرو إن قدّرت الواو للعطف دون الحال، ولم يثبت عند الجمهور وقوع البيان والبدل جملة كذا ذكر في المغني. وقال شارحه: قد أجازوا في قوله تعالى وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ، وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ أن يكون جملة أمدكم الثانية بدلا من جملة أمدّكم الأولى، وأجازوا في قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا.
أن يكون لا تقيمن بدلا من ارحل، ولم أر من انتقد ذلك بأنه خلاف مذهب الجمهور، فينبغي تحرير النقل في ذلك انتهى كلامه.
تم صاحب المغني لم يتعرّض للتأكيد والوصف لظهور أمرهما فإنّ التأكيد في الجمل لا خفاء في جوازه نحو زيد قائم زيد قائم، والوصف لا خفاء في امتناعه يشهد بذلك تعريفه. والجمل التي لها محل من الإعراب أيضا سبع. الأولى الواقعة خبرا سواء كان خبرا لمبتدإ أو خبر كان وأنّ ونحو ذلك ومحلّها بحسب اقتضاء العامل من الرفع والنصب. الثانية الواقعة حالا نحو وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ.
الثالثة الواقعة مفعولا ومحلها النصب إن لم تنب عن الفاعل، وهذه النيابة مختصّة بباب القول، نحو ثُمَّ يُقالُ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ لأنّ الجملة التي يراد بها لفظها تنزّل منزلة الأسماء المفردة. قيل وتقع أيضا في الجملة المقرونة بمعلّق نحو علم أقام زيد. وأجاز هؤلاء وقوع هذه فاعلا، وحملوا عليه قوله تعالى: وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ، والصواب خلاف ذلك. وعلى قول هؤلاء فتزاد في الجمل التي لها محل الجملة الواقعة فاعلا.
وتقع الجملة مفعولا في ثلاثة أبواب. أحدها باب ظنّ وأعلم. وثانيها باب التعليق وذلك غير مختص بباب ظن وأعلم، بل هو جائز في كل فعل قلبيّ. ولهذا انقسمت هذه الجملة إلى ثلاثة أقسام: الأول أن تكون في موضع مفعول مقيّد بالجار نحو أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ فَلْيَنْظُرْ أَيُّها أَزْكى طَعاماً ويَسْئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ لأنّه يقال فكرت فيه ونظرت فيه وسألت عنه، ولكنها علّقت هاهنا بالاستفهام عن الوصول في اللفظ إلى المفعول، وهي من حيث المعنى مطالبة على معنى ذلك الحرف. وزعم ابن عصفور أنّه لا يعلق فعل غير علم وظن حتى يضمّن معناهما، وعلى هذا فتكون هذه الجملة سادّة مسدّ مفعولين. والثاني أن تكون في موضع المفعول المصرّح نحو عرفت من أبوك لأنك تقول عرفت زيدا.
والثالث أن تكون في موضع مفعولين نحو وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى والثالث باب الحكاية بالقول أو بمرادفه. فالأول نحو قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وهل هي مفعول به أو مفعول مطلق نوعيّ فيه مذهبان. والثاني نوعان:
ما معه حرف التفسير نحو كتبت إليه أن افعل، والجملة في هذا النوع ليست مفعولا إذ لا محلّ لها، وما ليس معه حرف التفسير نحو وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ الآية. والجملة في هذا النوع في محل النصب اتفاقا. فقال الكوفيون النصب بالفعل المذكور. وقال البصريون النصب بقول مقدّر. هكذا ذكر صاحب المغني، والصواب ترك ذكر ما معه حرف التفسير لعدم كونه مفعولا والكلام فيه كذا في التحفة.
فائدة: قد يقع بعد القول جملة محكية ولا عمل للقول فيها نحو أول قولي إني أحمد الله بكسر إنّ إذ الجملة حينئذ خبر. الرابعة المضاف إليها ومحلّها الجر، ولا يضاف إلى الجملة إلّا ثمانية. الأول أسماء الزمان ظروفا كانت أو أسماء. والثاني حيث ويختص بذلك عن سائر أسماء المكان وإضافتها إلى الجملة لازمة بشرط كونها ظرفا. والثالث آية بمعنى علامة. والرابع ذو في قولهم اذهب بذي تسلم، والباء في ذلك ظرفية وذي صفة لزمن محذوف. ثم قال الأكثرون هي بمعنى صاحب فالموصوف نكرة أي اذهب في وقت صاحب سلامة وقيل بمعنى الذي فالموصول معرفة والجملة صلة ولا محل لها. الخامس لدن. والسادس ريث. والسابع قول. والثامن قائل. الخامسة الواقعة بعد الفاء جوابا لشرط جازم. السادسة التابعة لمفرد وهي ثلاثة أنواع. الأول المنعوت بها نحو: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ الثاني المعطوفة بالحرف نحو زيد منطلق وأبوه ذاهب إن قدّرت العطف على الخبر. الثالث المبدلة كقوله ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ. السابعة التابعة لجملة لها محل ويقع ذلك في بابي النسق والبدل خاصة. فالأول نحو زيد قام أبوه وقعد أخوه إذا قدّرت العطف على قام أبوه.
والثاني شرطه كونه أوفى من الأولى بتأدية المعنى، هكذا ذكر صاحب المغني ولعلّ ترك ذكر التأكيد لشهرة أمره، وإلّا ففي الفوائد الضيائية التأكيد اللفظي يجري في الألفاظ كلها أسماء أو أفعالا أو حروفا أو جملا أو مركّبات تقييدية أو غير ذلك. ثم قال صاحب المغني:
هذا الذي ذكرته من انحصار الجمل التي لها محل في سبع جار على ما قرروه. والحق أنها تسع والذي أهملوه الجملة المستثناة والجملة المسند إليها. أمّا الأولى فنحو لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ، إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ، فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ.

قال ابن خروف: من مبتدأ ويعذّبه الله الخبر والجملة في موضع النصب على الاستثناء المنقطع. وأما الثانية فنحو تسمع بالمعيدي خير من أن تراه إذا لم يقدّر أنّ تسمع بل قدّر تسمع قائما مقام السماع.
فائدة: يقول المعرّبون: الجمل بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات. وشرحه أن الجمل الخبرية التي لم تستلزم لها ما قبلها إن كانت مرتبطة بنكرة محضة فهي صفة لها أو بمعرفة [محضة] فهي حال عنها، أو بغير المحض منهما فهي محتملة لهما، وكل ذلك بشرط وجود المقتضي وانتفاء المانع. وإن شئت التوضيح الوافي فارجع إلى المغني.
الجملة: عبارة عن مركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى سواء أفاد نحو زيد قائم أو لا نحو إن تكرمني. فإنه جملة لا تفيد إلا بعد مجيء جوابه، فالجملة أعم من الكلام مطلقا. الجملة المعترضة: التي تتوسط بين أجزاء الجملة المستقلة لتقرير معنى يتعلق بها أو بأحد أجزائها كزيد -طال عمره- قائم.

مُقْرَى

مُقْرَى:
بالضم ثم السكون، وراء، وألف مقصورة تكتب ياء لأنها رابعة، من أقرت الناقة تقري فهي مقرية والمكان مقرى إذا ثبت ماء الفحل في رحمها: قرية على مرحلة من صنعاء وبها معدن الــعقيق، ينسب إليها فيما أحسب جبلة المقريّ وشريح ابن عبيد المقريّ، روى عن أبي أمامة، روى عنه جرير، وأبو شعبة يونس بن عثمان المقريّ عن راشد بن سعد، روى عن يحيى بن صالح الوحاظي، وقال الهمذاني: ابن الحائك هو مقرى بن سبيع بن الحارث ابن مالك بن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير بن سبإ، قال: ومقرى على زنة معطى، والكلبي يقول مقرى بن سبيع بن الحارث بن زيد بن غوث بن عوف ابن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس ابن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن غوث ابن قطن بن عريب، وقد يوجد الــعقيق في غير هذه إلا أن أجوده ما كان بها، فذكر معالجوه أنهم يجدون منه القطعة فوق عشرين رطلا فتكسّر وتلقى في الشمس في أشد ما يكون من الحرّ ثم يسخن له تنانير بأبعار الإبل ويجعل في أشياء تكنّه عن ملامسة النار فينزّ منه ماء في مجرى يصنعونه له ثم يستخرجونه ولم يبق منه إلا الجوهر وما عداه قد صار رمادا.

مَرَخٌ

مَرَخٌ:
بالتحريك، والخاء معجمة، وذو مرخ: هو واد بين فدك والوابشيّة خضر نضر كثير الشجر، قال فيه الحطيئة في رواية بعضهم:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
وذكر الزبير في كتاب الــعقيق بالمدينة قال: هو مرخ وذو مرخ، وأنشد لأبي وجزة يقول:
واحتلّت الجوّ فالأجزاع من مرخ ... فما لها من ملاحاة ولا طلب
وقال الحفصي في كتابه: الخارجة قرية لبني يربوع باليمامة وفيها يمرّ ذو مرخ وفيها يقول الحطيئة، وذكر البيت والرواية المشهورة بذي أمر وقد ذكر، وأظنّ الوادي قرب فدك هو ذو مرخ، بسكون الراء.

بابُ الأَبْواب

بابُ الأَبْواب:
ويقال له الباب، غير مضاف، والباب والأبواب: وهو الدّربند دربند شروان، قال الإصطخري: وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها، وفي وسطها مرسى السّفن، وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر سدّين، وجعل المدخل ملتويا، وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل إلا بإذن، وهذان السّدّان من صخر ورصاص، وباب الأبواب على بحر طبرستان، وهو بحر الخزر، وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو ميلين في ميلين، ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل إليهم من النواحي، وعلى المدينة سور من الحجارة ممتدّ من الجبل طولا في غير ذي عرض، لا مسلك على جبلها إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين، ومع طول السور فقد مدّ قطعة من السور في البحر شبه أنف طولانيّ ليمنع من تقارب السّفن من السور، وهي محكمة البناء موثّقة الأساس من بناء أنوشروان، وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حفّوا بها من أمم شتّى وألسنة مختلفة وعدد كثير، وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب، يجمع في رأسه في كلّ عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار، إن احتاجوا إليه، ينذرون أهل أذربيجان وأرّان وأرمينية بالعدوّ إن دهمهم، وقيل: إن في أعلى جبلها الممتدّ المتصل بباب الأبواب نيفا وسبعين أمة لكلّ أمة لغة لا يعرفها مجاورهم، وكانت الأكاسرة كثيرة الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في مصالحه لعظم خطره وشدة خوفه، وأقيمت لهذا المكان حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة عندهم لحفظه، وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان ولا مؤامرة فيه ولا مراجعة حرصا على صيانته من أصناف الترك والكفر والأعداء، فممن رتبوا هناك من الحفظة أمة يقال لهم طبرسران، وأمة إلى جنبهم تعرف بفيلان، وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم عظيمة شوكتهم، والليران وشروان وغيرهم، وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه، وهم أولو عدد وشدّة رجالة وفرسان، وباب الأبواب فرضة لذلك البحر، يجتمع إليه الخزر والسرير وشنذان وخيزان وكرج ورقلان وزريكران وغميك، هذه من جهة شماليها، ويجتمع إليه أيضا من جرجان وطبرستان والدّيلم والجبل، وقد يقع بها شغل ثياب كتّان، وليس بأرّان وأرمينية وأذربيجان كتّان إلا بها وبرساتيقها، وبها زعفران، ويقع بها من الرقيق من كل نوع، وبجنبها مما يلي بلاد الإسلام رستاق يقال له مسقط، ويليه بلد اللكز،
وهم أمم كثيرة ذوو خلق وأجسام وضياع عامرة وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة، وفوقهم الملوك ودونهم المشاق، وبينهم وبين باب الأبواب بلد طبرستان شاه، وهم بهذه الصفة من البأس والشدة والعمارة الكثيرة، إلا أن اللكز أكثر عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس بكورة كبيرة، وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة الشابران، صغيره حصينة كثيرة الرساتيق، وأما المسافات فمن إتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا عشر يوما، ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيام، وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام، وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني: وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون كثيرة، منها: باب صول وباب اللان وباب الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن وباب صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان وباب طبرسران شاه وباب إيران شاه، وكان السبب في بناء باب الأبواب على ما حدّث به أبو العباس الطوسي، قال: هاجت الخزر مرّة في أيام المنصور فقال لنا: أتدرون كيف كان بناء أنوشروان الحائط الذي يقال له الباب؟ قلنا: لا، قال: كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل، فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوّجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته ويتوادعا ثم يتفرّغا لأعدائهما، فلما أجابه إلى ذلك عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمّل معها ما يحمل مع بنات الملوك، وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته، فلما وصلت إليه كتب إلى ملك الخزر: لو التقينا فأوجبنا المودّة بيننا، فأجابه إلى ذلك وواعده إلى موضع سماه ثم التقيا فأقاما أياما، ثم إن أنو شروان أمر قائدا من قوّاده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشدّاء أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في عسكر الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء، ففعل، فلما أصبح بعث إليه خاقان: ما هذا؟
بيّتّ عسكري البارحة! فبعث إليه أنوشروان: لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر، ففعل فلم يقف على شيء، ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث، فيبحث فلا يقف على شيء، فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قوّاده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان، فلما فعل أرسل إليه أنوشروان. ما هذا؟ استبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع! فأرسل إليه خاقان: ما أسرع ما ضجرت! قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرّة واحدة. فبعث إليه أنوشروان: هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا، وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحبّ، قال: وما هو؟ قال: تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك وأجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحبّ ولا يدخل بلدي إلا من أحبّ، فأجابه إلى ذلك، وانصرف خاقان إلى مملكته، وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص، وجعل عرضه ثلاثمائة ذراع وعلّاه حتى ألحقه برؤوس الجبال ثم قاده في البحر، فيقال: إنه نفخ الزقاق وبنى عليها فأقبلت تنزل والبناء يصعد حتى استقرت الزقاق على الأرض، ثم رفع البناء حتى استوى مع الذي على الأرض في عرضه وارتفاعه، وجعل عليه بابا من حديد، ووكّل به مائة رجل يحرسونه بعد أن كان يحتاج إلى مائة ألف رجل، ثم نصب سريره على الفند الذي صنعه على البحر وسجد سرورا بما هيأه الله على
يده، ثم استلقى على ظهره وقال: الآن حين استرحت، قال: ووصف بعضهم هذا السّدّ الذي بناه أنوشروان فقال: إنه جعل طرفا منه في البحر فأحكمه إلى حيث لا يتهيأ سلوكه، وهو مبني بالحجارة المنقورة المربعة المهندمة لا يقلّ أصغرها خمسون رجلا، وقد أحكمت بالمسامير والرصاص، وجعل في هذه السبعة فراسخ سبعة مسالك على كلّ مسلك مدينة، ورتّب فيها قوم من المقاتلة من الفرس يقال لهم الانشاستكين، وكان على أرمينية وظائف رجال لحراسة ذلك السور مقدار ما يسير عليه عشرون رجلا بخيلهم لا يتزاحمون. وذكر أن بمدينة الباب على باب الجهاد فوق الحائط أسطوانتين من حجر، على كل أسطوانة تمثال أسد من حجارة بيض، وأسفل منهما حجرين على كل حجر تمثال لبوتين، وبقرب الباب صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة ثعلب في فمه عنقود عنب، وإلى جانب المدينة صهريج معقود له درجة ينزل إلى الصهريج منها إذا قل ماؤه، وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد من حجارة يقولون إنهما طلسمان للسور. وأما حديثها أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وتجاوز الحصنين وبلنجر، ولقيه خاقان ملك الخزر في جيشه خلف نهر بلنجر، فاستشهد سلمان بن ربيعة وأصحابه، وكانوا أربعة آلاف، فقال عبد الرحمن ابن جمانة الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن مسلم الباهليّين يفتخر بهما:
وإن لنا قبرين: قبر بلنجر، ... وقبر بصين استان يا لك من قبر
فهذا الذي بالصين عمّت فتوحه، ... وهذا الذي يسقى به سبل القطر
يريد أن الترك أو الخزر لما قتلوا سلمان بن ربيعة وأصحابه، كانوا يبصرون في كل ليلة نورا عظيما على موضع مصارعهم، فيقال إنهم دفنوهم وأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت وسيروه إلى بيت عبادتهم، فإذا أجدبوا أو أقحطوا أخرجوا التابوت وكشفوا عنه فيسقون. ووجدت في موضع آخر أن أبا موسى الأشعري لما فرغ من غزو أصبهان في أيام عمر ابن الخطاب في سنة 19 أنفذ سراقة بن عمرو وكان يدعى ذا النون إلى الباب، وجعل في مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة، وكان أيضا يدعى ذا النون، وسار في عسكره إلى الباب ففتحه بعد حروب جرت، فقال سراقة بن عمرو في ذلك:
ومن يك سائلا عنّي، فإني ... بأرض لا يؤاتيها القرار
بباب الترك ذي الأبواب دار، ... لها في كلّ ناحية مغار
نذود جموعهم عما حوينا، ... ونقتلهم إذا باح السّرار
سددنا كل فرج كان فيها ... مكابرة، إذا سطع الغبار
وألحمنا الجبال جبال قبج، ... وجاور دورهم منا ديار
وبادرنا العدوّ بكل فجّ ... نناهبهم، وقد طار الشرار
على خيل تعادى، كل يوم، ... عتادا ليس يتبعها المهار
وقال نصيب يذكر الباب، ولا أدري أيّ باب أراد:
ذكرت مقامي، ليلة الباب، قابضا ... على كفّ حوراء المدامع كالبدر
وكدت، ولم املك إليك صبابة، ... أطير وفاض الدمع مني على نحري
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة ... كليلتنا، حتى أرى وضح الفجر!
أجود عليها بالحديث، وتارة ... تجود علينا بالرّضاب من الثّغر
فليت إلهي قد قضى ذاك مرّة، ... فيعلم ربي عند ذلك ما شكري
وينسب إلى باب الأبواب جماعة، منهم: زهير بن نعيم البابي، وإبراهيم بن جعفر البابي، قال عبد الغني ابن سعيد: كان يفيد بمصر وقد أدركته وأظنّهما، يعني زهيرا وإبراهيم، ينسبان إلى باب الأبواب، وهي مدينة دربند، والحسن بن إبراهيم البابي، حدّث عن حميد الطويل عن أنس عن النبي، صلى الله عليه وسلم: تختموا بالــعقيق فإنه ينفي الفقر، روى عنه عيسى بن محمد بن محمد البغدادي، وهلال بن العلاء البابي، روى عنه أبو نعيم الحافظ. وفي الفيصل:
زهير بن محمد البابي، ومحمد بن هشام بن الوليد بن عبد الحميد أبو الحسن المعروف بابن أبي عمران البابي، روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشجّ الكندي، روى عنه مسعر بن عليّ البرذعي، وحبيب بن فهد ابن عبد العزيز أبو الحسن البابي، حدث عن محمد بن دوستي عن سليمان الأصبهاني عن بختويه عن عاصم بن إسماعيل عن عاصم الأحول، حدث عنه أبو بكر الإسماعيلي، وذكر أنه سمع قبل السبعين ومائتين على باب محمد بن أبي عمران المقابري، ومحمد بن أبي عمران البابي الثقفي، واسم أبي عمران هشام، أصله من باب الأبواب، نزل ببرذعة، روى عن إبراهيم بن مسلم الخوارزمي.

أَرْوَى

أَرْوَى:
بالفتح ثم السكون، وفتح الواو، والقصر، وهو في الأصل جمع أروية: وهو الأنثى من الوعل، وهو أفعولة إلّا أنهم قلبوا الواو الثانية ياء وأدغموها في التي بعدها وكسروا الأولى لتسلم الياء، وثلاث أراويّ فإذا كثرت فهي الأروى على أفعل، بغير قياس، وبه سميّت المرأة، وهذا الماء أيضا وهو بقرب الــعقيق عند الحاجر يسمّى مثلثة أروى: وهو
ماء لفزارة، وفيه يقول شاعرهم:
وإنّ بأروى معدنا، لو حفرته ... لأصبحت غنيانا كثير الدراهم
وأروى أيضا قرية من قرى مرو على فرسخين، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن عميرة بن عمرو بن يحيى بن سليم الأرواوي.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.