Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عداء

أَعْدَاءَ

أَــعْدَاءَ
الجذر: ع د

مثال: لا تَكْتَرث بأعداءَ حاقدين
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لمنع الكلمة من الصرف، دون مسوِّغ لذلك.

الصواب والرتبة: -لا تكترث بأَــعْداءٍ حاقدين [فصيحة]
التعليق: تستحق كلمة «أعداء» الصرف؛ لأنَّ همزتها منقلبة عن أصل، فهي ليست زائدة كما توهَّمها من منعها من الصرف، ووزنها: أَفْعال، وقد وردت هذه الكلمة مصروفة في قوله تعالى: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَــعْدَاءً} الممتحنة/2.

سُعَداءٌ

سُــعَداءٌ
الجذر: س ع د

مثال: هَؤُلاء أطفالٌ سُــعَداءٌ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الصرف.

الصواب والرتبة: -هؤلاء أطفالٌ سُــعَداءُ [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «سُــعَداء» المنع من الصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.

صَعْدَاء

صَــعْدَاء
الجذر: ص ع د

مثال: تَنَفَّس الصَّــعْدَاء
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لأنها لم ترد في المعاجم بهذا الضبط.
المعنى: تَنَفُّسًا طويلاً

الصواب والرتبة: -تَنفَّس الصُّــعَدَاء [فصيحة]
التعليق: وردت الكلمة في المعاجم بضمّ الصاد وفتح العين.

العداء

(الــعداء) الشَّديد الْعَدو من النَّاس وَالْخَيْل
(الــعداء) الشّغل يصرفك عَن الشَّيْء وطوار كل شَيْء وَهُوَ مَا انْقَادَ مَعَه من عرضه وَطوله والشوط الْوَاحِد من الْعَدو وعداء الخَنْدَق أَو الْوَادي بَطْنه

(الــعداء) الشوط الْوَاحِد من الْعَدو وَالْحجر يوضع على شَيْء يستره وطوار الشَّيْء

عدا

عدا
عدا [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ع د و - عدَا). 
(عدا) عدوا وعدوا وتــعداء وعدوانا جرى وَعَلِيهِ عدوا وعدوا وعداء وعدوانا ظلمه وَتجَاوز الْحَد واللص على الشَّيْء عداء وعدوانا وعدوانا سَرقه وَعَلِيهِ وثب وَفُلَانًا عَن الْأَمر عدوا وعدوانا صرفه وشغله وَمِنْه (فَمَا عدا مِمَّا بدا) وَالْأَمر وَعنهُ جاوزه وَتَركه
و (عدا) من أدوات الِاسْتِثْنَاء تنصب مَا بعْدهَا على أَنَّهَا فعل وتجره على أَنَّهَا حرف جر وَإِذا دخلت عَلَيْهَا (مَا) المصدرية وَجب نصب مَا بعْدهَا على المفعولية تَقول جَاءَ الْقَوْم عدا مُحَمَّدًا وَعدا مُحَمَّد وَمَا عدا مُحَمَّدًا
(عدا) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "أنه أُهدِى له لبن بمَكَةَ فعَدَّاه"
قال الأصمَعِىّ: عَدَّى الشَّىءَ يُعَدِّيه، إذا صَرفَه عن الشيءِ. وعَدّهِ عنك: أي اصْرِفْه، وعَدِّ عن كذا: أي انْصَرِف عنه، ومعناه أَنّه صَرَفَه إلى مُهْدِيه ولم يَقبَلْه، أو قَبِلَه وصَرفَه إلى غيره، وتَعدَّى مَأْخُوذٌ من عُدْوَةِ الوَادِى وهو جانبه، أي مَضىَ إليه.
- في حَديث خَيْبَر: "فخَرجَت عَادِيَتُهم"
: أي الذين يَعدُونَ على أَرْجُلِهم، وهم العَدِىُّ أَيضًا.
- في الحديث: "المُعْتَدِى في الصَّدقة كَمانِعها"
وفي رواية: "في الزَّكاة"
قيل: هو أن يُعْطِيَها غيرَ مُستَحِقِّيها. وقيل: أراد أيضا، إذا أَجحفَ برَبِّ المَالِ في أخْذِ الخِيارِ؛ لأنه إذا فعل ذلك رُبَّما مَنَع رَبَّ المَالِ في السَّنَة الأُخرَى، فيكون سَبَبَ ذلك العامِلُ. فشَرَكَه في الإِثمِ.
- في حديث قُسٍّ : "فإذا شَجَرةٍ عَادِيَّةٍ"
: أي قَدِيمة كأنها نُسِبت إلى عَادٍ ، وكذا نَسَبوا كُلَّ قَديمٍ إلى عَادٍ وإن لم يُدرِكْهم، وبِئْر عَادِيَّة كذلك.
ع د ا: (الْعَدُوُّ) ضِدُّ الْوَلِيِّ وَالْجَمْعُ (الْأَــعْدَاءُ) يُقَالُ: (عَدُوٌّ) بَيِّنُ (الْعَدَاوَةِ) وَ (الْمُعَادَاةِ) وَالْأُنْثَى (عَدُوَّةٌ) . قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: فَعُولٌ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى فَاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُهُ بِغَيْرِ هَاءٍ نَحْوُ: رَجُلٌ صَبُورٌ وَامْرَأَةٌ صَبُورٌ إِلَّا حَرْفًا وَاحِدًا جَاءَ نَادِرًا قَالُوا: هَذِهِ عَدُوَّةُ اللَّهِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَإِنَّمَا أَدْخَلُوا فِيهَا الْهَاءَ تَشْبِيهًا بِصَدِيقَةٍ لِأَنَّ الشَّيْءَ قَدْ يُبْنَى عَلَى ضِدِّهِ. وَ (الْعِدَا) بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْأَــعْدَاءُ وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ: قَوْمٌ عِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَضَمِّهَا أَيْ أَــعْدَاءٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ: قَوْمٌ أَــعْدَاءٌ وَعِدًا بِكَسْرِ الْعَيْنِ فَإِنْ أَدْخَلْتَ الْهَاءَ قُلْتَ: (عُدَاةٌ) بِالضَّمِّ. وَ (الْعَادِي) الْعَدُوُّ. وَ (تَعَادَى) الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَاوَةِ. وَ (الْــعَدَاءُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ تَجَاوُزُ الْحَدِّ فِي الظُّلْمِ. يُقَالُ (عَدَا) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ سَمَا وَ (عَدَاءً) بِالْمَدِّ وَ (عَدْوًا) أَيْضًا وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَقَرَأَ الْحَسَنُ عُدُوًّا مِثْلُ سُمُوٍّ. وَ (عَدَا) فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وَبِغَيْرِ مَا تَقُولُ جَاءَنِي الْقَوْمُ عَدَا زَيْدًا وَمَا عَدَا زَيْدًا بِنَصْبِ مَا بَعْدَهَا. وَ (عَدَاهُ) يَعْدُوهُ (عَدْوًا) جَاوَزَهُ. وَ (التَّعَدِي) مُجَاوَزَةُ الشَّيْءِ إِلَى غَيْرِهِ يُقَالُ: (عَدَّاهُ تَعْدِيَةً فَتَعَدَّى) أَيْ تَجَاوَزَ. وَ (عَدٍّ) عَمَّا تَرَى أَيِ اصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْهُ. وَ (الْعُدْوَانُ) الظُّلْمُ الصُّرَاحُ وَقَدْ (عَدَا) عَلَيْهِ (عَدْوًا) وَ (عُدُوًّا) وَ (اعْتَدَى) عَلَيْهِ وَ (تَعَدَّى) عَلَيْهِ كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَ (عَوَادِي) الدَّهْرِ عَوَائِقُهُ. وَ (الْعُدْوَةُ) بِضَمِّ الْعَيْنِ وَكَسْرِهَا جَانِبُ الْوَادِي وَحَافَتُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42] قَالَ أَبُو عَمْرٍو: هِيَ الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ. وَ (الْعَدْوَى) طَلَبُكَ إِلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ يُقَالُ: (اسْتَعْدَيْتُ) الْأَمِيرَ عَلَى فُلَانٍ (فَأَعْدَانِي) أَيِ اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فَأَعَانَنِي وَالِاسْمُ مِنْهُ (الْعَدْوَى) وَهِيَ الْمَعُونَةُ. وَ (الْعَدْوَى) أَيْضًا مَا يُعْدِي مِنْ جَرَبٍ أَوْ غَيْرِهِ. وَهُوَ مُجَاوَزَتُهُ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَى غَيْرِهِ. يُقَالُ: أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ أَوْ مِنْ عِلَّةٍ بِهِ أَوْ مِنْ جَرَبٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا عَدْوَى» أَيْ لَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا. وَ (الْعَدْوُ) الْحُضْرُ تَقُولُ: (عَدَا) يَعْدُو (عَدْوًا) وَ (أَعْدَى) فَرَسَهُ. وَأَعْدَى فِي مَنْطِقِهِ أَيْ جَارَ. وَدَفَعْتُ عَنْكَ (عَادِيَةَ) فُلَانٍ أَيْ ظُلْمَهُ وَشَرَّهُ. 
عدا
العَدُوُّ: التّجاوز ومنافاة الالتئام، فتارة يعتبر بالقلب، فيقال له: العَدَاوَةُ والمُعَادَاةُ، وتارة بالمشي، فيقال له: العَدْوُ، وتارة في الإخلال بالعدالة في المعاملة، فيقال له: العُدْوَانُ والعَدْوُ. قال تعالى: فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ
[الأنعام/ 108] ، وتارة بأجزاء المقرّ، فيقال له: العَدْوَاءُ. يقال: مكان ذو عَدْوَاءَ ، أي: غير متلائم الأجزاء. فمن المُعَادَاةِ يقال:
رجلٌ عَدُوٌّ، وقومٌ عَدُوٌّ. قال تعالى: بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [طه/ 123] ، وقد يجمع على عِدًى وأَــعْدَاءٍ. قال تعالى: وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَــعْداءُ اللَّهِ [فصلت/ 19] ، والعَدُوُّ ضربان:
أحدهما: بقصد من المُعَادِي نحو: فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ [النساء/ 92] ، جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ [الفرقان/ 31] ، وفي أخرى: عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ [الأنعام/ 112] .
والثاني: لا بقصده بل تعرض له حالة يتأذّى بها كما يتأذّى ممّا يكون من العِدَى، نحو قوله:
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ
[الشعراء/ 77] ، وقوله في الأولاد: عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ
[التغابن/ 14] ، ومن العَدْوِ يقال: فَعَادَى عِدَاءً بين ثور ونعجة
أي: أَعْدَى أحدهما إثر الآخر، وتَعَادَتِ المواشي بعضها في إثر بعض، ورأيت عِدَاءَ القوم الّذين يَعْدُونَ من الرَّجَّالَةِ. والاعْتِدَاءُ:
مجاوزة الحقّ. قال تعالى: وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا
[البقرة/ 231] ، وقال: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ
[النساء/ 14] ، اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ
[البقرة/ 65] ، فذلك بأخذهم الحيتان على جهة الاستحلال، قال: تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها
[البقرة/ 229] ، وقال: فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ
[المؤمنون/ 7] ، فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ
[البقرة/ 178] ، بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ
[الشعراء/ 166] ، أي: مُعْتَدُونَ، أو مُعَادُونَ، أو متجاوزون الطّور، من قولهم: عَدَا طوره، وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
[البقرة/ 190] . فهذا هو الاعْتِدَاءُ على سبيل الابتداء لا على سبيل المجازاة، لأنه قال:
فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ
[البقرة/ 194] ، أي: قابلوه بحسب اعْتِدَائِهِ وتجاوزوا إليه بحسب تجاوزه.
ومن العُدْوَانِ المحظور ابتداء قوله: وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ [المائدة/ 2] ، ومن العُدْوَانِ الذي هو على سبيل المجازاة، ويصحّ أن يتعاطى مع من ابتدأ قوله: فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ
[البقرة/ 193] ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْواناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ ناراً
[النساء/ 30] ، وقوله تعالى: فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ [البقرة/ 173] ، أي: غير باغ لتناول لذّة، وَلا عادٍ
أي متجاوز سدّ الجوعة. وقيل: غير باغ على الإمام ولا عَادٍ في المعصية طريق المخبتين . وقد عَدَا طورَهُ: تجاوزه، وتَعَدَّى إلى غيره، ومنه: التَّعَدِّي في الفعل. وتَعْدِيَةُ الفعلِ في النّحو هو تجاوز معنى الفعل من الفاعل إلى المفعول. وما عَدَا كذا يستعمل في الاستثناء، وقوله: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى
[الأنفال/ 42] ، أي: الجانب المتجاوز للقرب.
[عدا] العَدُوُّ: ضدُّ الوَليِّ ; والجمع الأعداءُ، وهو وصفٌ ولكنّه ضارع الاسمَ. يقال: عَدَوٌّ بيِّن العَداوَةِ والمعاداة، والانثى عدوة. قال ابن السكيت: فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء، نحو رجل صبور وامرأة صبور، إلا حرفا واحدا جاء نادرا، قالوا هذه عدوة الله. قال الفراء: وإنما أدخلوا فيها الهاء. تشبيها لها بصديقة، لان الشئ قد يبنى على ضده. والعدا، بكسر العين: الأعْداءُ، وهو جمعٌ لا نظيرَ له. قال ابن السكيت: ولم يأت فِعَلٌ في النُعوت إلا حرف واحد، يقال: هؤلاء قومٌ عِدًا، أي غرباء، وقومٌ عدا أي أعداء. وأنشد لسعد بن عبد الرحمن بن حسان : إذا كنت في قوم عدا لست منهم * فكل ما علفت من خبيث وطيب قال: ويقال قوم عِدًا وعُدًا، أي أعْداءٌ، مثل سوى وسوى. قال الأخطل: ألا يا اسْلَمي يا هندُ هندَ بني بَدْرِ * وإنْ كانَ حَيَّاناً عُدًا آخر الدهر يروى بالضم والكسر. وقال ثعلب: يقال قوم أعْداءٌ وعِدًا بكسر العين، فإن أدخلت الهاء قلت عداة بالضيم. (*) والعادي: العَدُوُّ. قالت امرأةٌ من العرب: أشْمَتَ ربّ العالمين عادِيَكَ. وتَعادى القوم من العَداوَة. وتَعادى ما بينهم أي فسَد. وتَعادى: تباعد. قال الأعشى يصف ظبيةً وغزالها: وتَعادى عنه النهارَ فما تَعْ‍ * جوهُ إلا عُفافَةً أو فواق يقول: تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئبُ بها على ولدها. والــعِداءُ بالكسر والمدّ: الموالاة بين الصيدَين تَصْرَع أحدَهما على إثر الآخر في طَلَق واحد. قال امرؤ القيس: فعادى عِداءً بين ثورٍ ونعجةٍ * دِراكاً ولم يُنْضَحْ بماء فيُغْسَلِ والــعَداءُ بالفتح والمدّ: طَوارُ كلّ شئ، وهو ما انقاد معه من عَرْضِهِ وطوله. والــعَداءُ أيضاً: تجاوُز الحدّ والظُلم. يقال عَدا عليه عَدْواً وعُدُوًّا وعَداءً، ومنه قوله تعالى: (فيَسُبُّوا الله عَدْوًا بغير علم) . وقرأ الحسن: (عدوا) مثل جلوس. وعدا: فعل يستثنى به مع ما وبغير ما، تقول: جاءني القوم ما عدا زيداً وجاءوني عدا زيداً، تنصب ما بعدها بها، والفاعل مضمرٌ فيها. وعداه يعدوه، أي جاوزه. وما عدا فلانٌ أن صنع كذا. ومالي عن فلان مَعْدًى، أي لا تَجاوُز لي إلى غيره. يقال: عَدَّيْتُهُ فَتَعَدَّى، أي تجاوز. وعَدِّ عما ترى، أي اصرف بصرَك عنه. وتَعادى القومُ، إذا أصاب هذا مثلُ داءٍ هذا من العَدْوى، أو يموت بعضهم في إثر بعض. قال الشاعر: فمالك من أروى تَعادَيْتِ بالعَمى * ولاقيتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورامِيا والعُدْوانُ: الظُلم الصراح. وقد عَدا عليه، وتَعَدَّى عليه، واعْتَدى كلُّه بمعنًى. وعَوادي الدهر: عوائقه. قال الشاعر : هَجَرَتْ غَضوبُ وحُبَّ من يَتَجَنّبُ * وعَدَتْ عَوادٍ دون وَليكَ تَشْعَبُ والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانبُ الوادي وحافَتُه. قال الله تعالى: (إذ أنتم بالعُدْوَةِ الدُنيا وهُمْ بالعدوة القصوى) . والجمع عداء، مثل برمة (*) وبرام، ورهمة ورهام، وعديات . وقال أبو عمرو: العُدْوَةُ والعِدْوَةُ: المكان المرتفع. والعَدْوى: طلبُك إلى والٍ ليُعْدِيَكَ على من ظلمك، أي ينتقم منه. يقال: اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأميرَ فأعْداني عليه، أي استعَنت به عليه فأعانَني عليه، والاسم منه العَدْوى، وهي المَعونَةُ. والعَدْوى أيضاً: ما يُعْدي من جَربٍ أو غيره، وهو مجاوزتُهُ مَن صاحَبه إلى غيره. يقال: أعْدى فلانٌ فلاناً من خُلُقِهِ، أو من عِلَّة به أو جربٍ. وفى الحديث: " لا عدوى " أي لا يعدى شئ شيئا. والعَدو: الحُضّرُ. وأعْدَيْتُ فرسي واسْتَعْدَيْتُهُ، أي استحضرته. وأعْدَيْتَ في منطقك، أي جرت. وفلان مَعْدِيٌّ عليه، أبدلت الياء من الواو استثقالاً. قال الشاعر: وقد عَلِمَتْ عِرْسي مُلَيْكَةُ أنَّني * أنا الليثُ مَعْدِيًّا عليه وعادِيا الأصمعي: العُدَواءُ على وزن الغُلَواءِ: المكان الذي لا يطمئنُّ من قَعد عليه. يقال: جئتُ على مركبٍ ذي عُدَواءَ، أي ليس بمطمئنٍّ ولا مستو. وأبو زيد مثله. الاصمعي: نمت على مكان مُتَعادٍ، إذا كانَ متفاوتاً ليس بمستوٍ. وهذه أرض مُتَعادِيَةٌ: ذات جِحَرَةٍ ولخاقيقَ: وعُدَواءُ الشغلِ أيضا: موانعه. قال العجاج يصف ثورا يحفر كناسا. وإن أصاب عدواء احرورفا * عنها وولاها ظلوفا ظلفا والعدواء أيضا: بعد الدار. ويقال: إنَّه لعَدَوانٌ بفتح العين والدال، أي شديد العَدْوِ. وذئبٌ عَدَوانٌ أيضاً: يَعْدو على الناس. ومنه قولهم: السطان ذو عدوان وذو بدوان. وعدوان بالتسكين: قبيلة، وهو عدوان ابن عمرو بن قيس عيلان. والعادية من الإبل: المقيمة في العِضاهِ لا تفارقها، وليست ترعى الحَمْض. وقال كثَّير: وإنّ الذي يبغي من المال أهلُها * أوارِكُ لمَّا تأتلفْ وعَوادي يقول: أهل هذه المرأة يطلُبون من مهرها مالا يكون ولا يمكن، كما لا تأتلف هذه الابل الاوارك والعوادي. وكذلك العادِياتُ. وقال: رأى صاحبي في العادِياتِ نَجيبَةً * وأمْثالَها في الواضعاتِ القَوامِسِ ودفعتُ عنك عادِيَةَ فلانٍ، على أي ظلمه وشرَّه. والعَدِيُّ: الذين يَعْدونَ على أقدامهم، وهو جمع عاد مثل غاز وغزى. وقال : لما رأيت عدى القومِ يَسْلُبُهُمْ * طَلْحُ الشَواجِنِ والطَرْفاءُ والسلم وعدى من قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، والنسبة إليه عدوى. وعدى بن مناة من الرباب رهط ذى الرمة. وعدى في بنى حنيفة. وعدى في فزارة. وبنو العدوية: قوم من حنظلة وتميم. والعدوية من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع، يخضر صغار الشجر فترعاه الإبل. يقال: أصابت الابل عدوية. وسموأل بن عادياء ممدود. قال النمر بن تولب: هلا سألت بعادياء وبيته * والخل والخمر التى لم تمنع وقد قصره المرادى في الشعر فقال: بنى لنا عاديا حصنا حصينا * إذا ما سامنى ضيم أبيت
[عدا] فيه: لا "عدوى" ولا صفر، العدوى اسم من الإعداء، كالبقوى من الإبقاء، أعداه الداء بأن يصيبه مثل ما بصاحب الداء بأن يكون ببعير جرب مثلًا فيتقي مخالطته بابل أخرى حذرًا أن يتعدى ما به من الجرب إليها ويظنون أنه بنفسه يتعدى فأبطله الإسلام وأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله يمرض وينزل الداء، ولذا قال: فمن أعدى الأول، أي من أين صار فيه الجرب. ك: أي لا عدوى بطبعه ولكن بقضائه وإجراء العادة، فلذا نهى عن إيراد الممرض على المصح، وقال: وفر من المجذوم، وقيل: إنه مستثنى من لا عدوى. ط: العدوى مجاوزة العلة أو الخلق إلى الغير وهو بزعم الطب في سبع: الجذام والجرب والجدري والحصبة والبخر والرمد والأمراض الوبائية، فأبطله الشرع أي لا تسري علة إلى شخص، وقيل: بل نفى استقلال تأثيره بل هو متعلق بمشيئة الله، ولذا منع من مقاربته كمقاربة الجدار المائل والسفينة المعيبة، وأجاب الأولون بأن النهي عنها للشفقة خشية أن يعتقد حقيته إن اتفق إصابة عامة، وأرى القول الثاني أولى لما فيه من التوفيق بين الأحاديث والأصول الطبية التي ورد الشرع باعتبارها على وجه لا يناقض أصول التوحيد. بغوي: وقيل: إن الجذام ذو رائحة تسقم من أطال صحبته ومؤاكلته ومضاجعته، وليس من العدوى بل من باب الطب كما يتضرر بأكل ما يعاف وشم ما يكره والمقام في مقام لا يوافق هواه، وكله بإذن اللهوفلم "يعد" أن رأى الناس- ويشرح في كاف. غ: "فمن "اعتدى" عليكم" أي ظلمكم "فاعتدوا" عليه" أمر إباحة لا ندب. "ولا "تعد" عينك عنهم"، لا تجاوزهم إلى غيرهم. "وأولادكم "عدوا" لكم" أي سببًا إلى معاصي الله، يستوي فيه الواحد وغيره. و"العدواء" الأرض الصلبة.

عدا: العَدْو: الحُضْر. عَدَا الرجل والفرسُ وغيره يعدو عدْواً

وعُدُوّاً وعَدَوانًا وتَــعْداءً وعَدَّى: أَحْضَر؛ قال رؤبة:

من طُولِ تَــعْداءِ الرَّبيعِ في الأَنَقْ

وحكى سيبويه: أَتيْته عَدْواً، وُضع فيه المصدرُ على غَيْر الفِعْل،

وليس في كلِّ شيءٍ قيل ذلك إنما يُحكى منه ما سُمع. وقالوا: هو مِنِّي

عَدْوةُ الُفَرَس، رفعٌ، تريد أَن تجعل ذلك مسافَة ما بينك وبينه، وقد أَعْداه

إذا حَمَله على الحُضْر. وأَعْدَيْتُ فرسي: اسْتَحضَرته. وأَعْدَيْتَ في

مَنْطِقِكَ أَي جُرت. ويقال للخَيْل المُغِيرة: عادِيَة؛ قال الله

تعالى: والعادِياتِ ضَبْحاً؛ قال ابن عباس: هي الخَيْل؛ وقال علي، رضي الله

عنه: الإِبل ههنا. والعَدَوانُ والــعَدَّاء، كلاهما: الشَّديدُ العَدْوِ؛

قال:

ولو أَّنَّ حيًّا فائتُ المَوتِ فاتَه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ القارِحِ العَدَوانِ

وأَنشد ابن بري شاهداً عليه قول الشاعر:

وصَخْر بن عَمْرِو بنِ الشَّرِيد، فإِنَّه

أَخُو الحَرْبِ فَوقَ السَّابحِ العَدَوانِ

وقال الأَعشى:

والقارِحَ العَدَّا، وكلّ طِمِرَّةٍ

لا تَسْتَطِيعُ يَدُ الطَّويلِ قَذالَها

أَراد الــعَدَّاءِ، فقَصَر للضرورة، وأَراد نيلَ قَذالها فحَذَف للعلم

بذلك. وقال بعضهم: فَرسٌ عَدَوانٌ إذا كت كثير العَدْو، وذئْبٌ عَدَوانٌ

إذا كان يَعْدُو على الناس والشَّاءِ؛ وأَنشد:

تَذْكُرُ، إذْ أَنْتَ شَديدُ القَفْزِ،

نَهْدُ القُصَيْرى عَدَوانُ الجَمْزِ،

وأَنْتَ تَعْدُو بِخَرُوف مُبْزِي

والــعِداء والــعَداءَ: الطَّلَق الواحد، وفي التهذيب: الطَّلَق الواحد

للفرس؛ وأَنشد:

يَصرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

وقال: فمن فَتَحَ العينَ قال جازَ هذا إلى ذاك، ومن كَسَر الــعِدَاء

فمعناه أَنه يُعادِي الصيدَ، من العَدْو وهو الحُضْر، حتى يَلْحقَه.

وتَعادىَ القومُ: تَبارَوْا في العَدْو. والعَدِيُّ: جماعةُ القومِ

يَعْدون لِقِتال ونحوه، وقيل: العَدِيّ أَول من يَحْمل من الرَّجَّالة، وذلك

لأَنهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ، والعَدِيُّ أَولُ ما يَدْفَع من الغارةِ

وهو منه؛ قال مالك بن خالد الخُناعِي الهُذلي:

لمَّا رأَيتُ عَدِيَّ القَوْمِ يَسْلُبُهم

طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يَسْلُبهم: يعني يتعلق بثيابهم فيُزِيلُها عنهم، وهذا البيت استشهد به

الجوهري على العَدِيِّ الذين يَعْدون على أَقْدامِهم، قال: وهو جمع عادٍ

مثل غازٍ وغَزِيٍّ؛ وبعده:

كَفَتُّ ثَوْبيَ لا أُلْوي إلى أَحدٍ،

إِني شَنِئتُ الفَتَى كالبَكْر يُخْتَطَم

والشَّواجِنُ: أَوْدية كثيرةُ الشَّجَر الواحدة شاجِنة، يقول: لمَّا

هَرَبوا تَعَلَّقت ثيابُهم بالشَّجَر فَتَرَكُوها. وفي حديث لُقْمان: أَنا

لُقْمانُ بنُ عادٍ لِعاديَةٍ لِعادٍ؛ العاديَة: الخَيْل تَعْدو، والعادي

الواحدُ أَي أَنا للجمع والواحد، وقد تكون العاديةُ الرجال يَعْدونَ؛

ومنه حديث خيبر: فَخَرَجَتْ عادِيَتُهم أَي الذين يَعْدُون على أَرجُلِهِم.

قال ابن سيده: والعاديةُ كالعَدِيِّ، وقيل: هو من الخَيْلِ خاصَّة، وقيل:

العاديةُ أَوَّلُ ما يحمِل من الرجَّالةِ دون الفُرْسان؛ قال أبو ذؤيب:

وعادية تُلْقِي الثِّيابَ كأَنما

تُزَعْزِعُها، تحتَ السَّمامةِ، رِيحُ

ويقال: رأَيْتُ عَدِيَّ القوم مقبلاً أَي مَن حَمَل من الرَّجَّالة دون

الفُرْسان. وقال أَبو عبيد: العَدِيُّ جماعة القَوْم، بلُغةِ هُذَيل.

وقوله تعالى: ولا تَسُبُّوا الذين يَدْعون من دون اللهِ فيَسُبُّوا اللهِ

عَدْواً بغير علم، وقرئ: عُدُوّاً مثل جُلُوس؛ قال المفسرون: نُهُوا قبل

أَن أَذِن لهم في قتال المشركين أَن يَلْعَنُوا الأَصْنامَ التي عَبَدوها،

وقوله: فيَسُبُّوا الله عَدْواً بغير علم؛ أَي فيسبوا الله عُدْواناً

وظُلْماً، وعَدْواً منصوب على المصدر وعلى إرادة اللام، لأَن المعنى

فيَعْدُون عَدْواً أَي يظْلِمون ظلماً، ويكون مَفْعولاً له أَي فيسُبُّوا الله

للظلم، ومن قرأَ فيَسُبُّوا الله عُدُوّاً فهو بمعنى عَدْواً أَيضاً.

يقال في الظُّلْم: قد عَدَا فلان عَدْواً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعَدَاءً أَي

ظلم ظلماً جاوز فيه القَدْر، وقرئ: فيَسُبُّوا الله عَدُوّاً، بفتح

العين وهو ههنا في معنى جماعة، كأَنه قال فيسُبُّوا الله أَــعداء، وعَدُوّاً

منصوب على الحال في هذا القول؛ وكذلك قوله تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبيٍّ

عَدُوّاً شياطينَ الإِنس والجنّ؛ عَدُوّاً في معنى أَــعداءً، المعنى كما

جعلنا لك ولأُمتك شياطينَ الإنس والجن أَــعداء، كذلك جعلنا لمن تَقَدَّمك

من الأَنبياء وأُممهم، وعَدُوّاً ههنا منصوب لأَنه مفعول به، وشياطينَ

الإِنس منصوب على البدل، ويجوز أَن يكون عَدُوّاً منصوباً على أَنه مفعول

ثان وشياطين الإنس المفعول الأول. والعادي: الظالم، يقال: لا أَشْمَتَ

اللهُ بك عادِيَكَ أَي عَدُوَّك الظالم لَكَ. قال أَبو بكر: قولُ العَرَب

فلانٌ عَدوُّ فلانٍ معناه فلان يعدو على فلان بالمَكْروه ويَظْلِمُه. ويقال:

فلان عَدُوُّك وهم عَدُوُّك وهما عَدُوُّك وفلانةُ عَدُوَّةُ فلان

وعَدُوُّ فلان، فمن قال فلانة عدُوَّة فلانٍ قال: هو خبَر المُؤَنَّث، فعلامةُ

التأْنيثِ لازمةٌ له، ومن قال فلانة عدوُّ فلان قال ذكَّرت عدوّاً لأَنه

بمنزلة قولهم امرأَةٌ ظَلُومٌ وغَضوبٌ وصَبور؛ قال الأَزهري: هذا إِذا

جَعَلْت ذلك كُلَّه في مذهبِ الاسم والمَصْدرِ، فإِذا جَعَلْتَه نعتاً

مَحْضاً قلت هو عدوّك وهي عدُوَّتُك وهم أَعداؤك وهُنَّ عَدُوَّاتُك. وقوله

تعالى: فلا عُدْوان إِلاَّ على الظالمين؛ أَي فلا سَبيل، وكذلك قوله: فلا

عُدْوانَ عليَّ؛ أَي فلا سبيل عليَّ. وقولهم: عَدَا عليه فَضَربه بسيفه،

لا يُرادُ به عَدْوٌ على الرِّجْلين ولكن مِنَ الظُّلْم. وعَدَا

عَدْواً: ظَلَمَ وجار. وفي حديث قتادَةَ بنِ النُّعْمان: أَنه عُدِيَ عليه أَي

سُرِقَ مالُه وظُلِمَ. وفي الحديث: ما ذِئبْان عادِيانِ أَصابا فَرِيقَةَ

غَنَمٍ؛ العادي: الظَّالِمُ، وأَصله من تجاوُزِ الحَدِّ في الشيء. وفي

الحديث: ما يَقْتُلُه المُحْرِمُ كذا وكذا والسَّبُعُ العادِي أَي

الظَّالِمُ الذي يَفْتَرِسُ الناسَ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا قَطْعَ على

عادِي ظَهْرٍ. وفي حديث ابن عبد العزيز: أُتيَ برَجُل قد اخْتَلَس طَوْقاً

فلم يَرَ قَطْعَه وقال: تِلك عادِيَةُ الظَّهْرِ؛ العادِية: من عَدَا

يَعْدُو على الشيء إِذا اخْتَلَسه، والظَّهْرُ: ما ظَهَرَ مِنَ الأَشْياء،

ولم يرَ في الطَّوْق قَطعاً لأَنه ظاهِرٌ على المَرْأَة والصَّبيّ. وقوله

تعالى: فمن اضْطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ قال يعقوب: هو فاعِلٌ من عَدَا

يَعْدُو إذا ظَلَم وجارَ. قال: وقال الحسن أَي غيرَ باغٍ ولا عائِدٍ

فقلب، والاعْتداءُ والتَّعَدِّي والعُدْوان: الظُّلْم. وقوله تعالى: ولا

تَعاوَنُوا على الإِثم والعُدْوان؛ يقول: لا تَعاوَنوا على المَعْصية

والظُّلْم. وعَدَا عليه عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّاً وعُدْواناً وعِدْواناً

وعُدْوَى وتَعَدَّى واعْتَدَى، كُلُّه: ظَلَمه. وعَدَا بنُو فلان على بني

فلان أَي ظَلَمُوهم. وفي الحديث: كَتَبَ ليَهُود تَيْماءَ أَن لَهُم

الذمَّةَ وعليهم الجِزْيَةَ بلا عَداء؛ الــعَداءُ، بالفتح والمد: الظُّلْم

وتَجاوُز الحدّ. وقوله تعالى: وقاتِلُوا في سبيل الله الذين يُقاتِلُونَكم ولا

تَعْتَدوا؛ قيل: معناه لا تقاتِلُوا غَيْرَ مَن أُمِرْتُم بقِتالِه ولا

تَقتلوا غَيْرَهُمْ، وقيل: ولا تَعْتَدوا أَي لا تُجاوزوا إِلى قَتْل

النِّساءِ والأَطفال. وعَدَا الأَمرَ يَعْدُوه وتَعَدَّاه، كلاهما:

تَجاوَزَة. وعَدَا طَوْرَه وقَدْرَهُ: جاوَزَهُ على المَثَل. ويقال: ما يَعْدُو

فلانٌ أَمْرَك أَي ما يُجاوِزه. والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشيء إِلى

غَيْرِه، يقال: عَدَّيْتُه فتَعَدَّى أَي تَجاوزَ. وقوله: فلا تَعْتَدُوها أَي

لا تَجاوَزُوها إِلى غيرها، وكذلك قوله: ومَنْ يَتَعَدَّ حُدودَ الله؛

أَي يُجاوِزْها. وقوله عز وجل: فمن ابْتَغَى وَرَاء ذلك فأُولئِكَ هم

العادُون؛ أَي المُجاوِذُون ما حُدَّ لهم وأُمِرُوا به، وقوله عز وجل: فمن

اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ؛ أَي غَيْرَ مُجاوِزٍ لما يُبَلِّغه ويُغْنِيه

من الضرورة، وأَصل هذا كله مُجاوَزة الحدّ والقَدْر والحَقّ. يقال:

تَعَدَّيْت الحَقَّ واعْتَدَيْته وعَدَوْته أَي جاوَزْته. وقد قالت العرب:

اعْتَدى فلانٌ عن الحق واعْتَدى فوقَ الحقِّ، كأَن معناه جاز عن الحق إِلى

الظلم. وعَدَّى عن الأَمر: جازه إِلى غَيْرِه وتَرَكه. وفي الحديث:

المُعْتَدِي في الصَّدَقَةِ كمانِعِها، وفي رواية: في الزَّكاة؛ هُو أَن

يُعْطِيَها غَيْرَ مُسْتَحِقِّها، وقيل: أَرادَ أَنَّ الساعِيَ إِذا أَخذَ

خِيارَ المال رُبَّما منعَه في السَّنة الأُخرى فيكون الساعي سبَبَ ذلك فهما

في الإِثم سواء. وفي الحديث: سَيكُون قومٌ يَعْتَدُون في الدُّعاءِ؛ هو

الخُروج فيه عنِ الوَضْعِ الشَّرْعِيِّ والسُّنَّة المأْثورة. وقوله

تعالى: فمن اعْتَدَى عَلَيكم فاعْتَدُوا عليه بمِثْلِ ما اعْتَدَى عَليكم؛

سَمَّاه اعْتِداء لأَنه مُجازاةُ اعْتِداءٍ بمثْل اسمه، لأَن صورة الفِعْلين

واحدةٌ، وإِن كان أَحدُهما طاعةً والآخر معصية؛ والعرب تقول: ظَلَمني

فلان فظلَمته أَي جازَيْتُه بظُلْمِه لا وَجْه للظُّلْمِ أَكثرُ من هذا،

والأَوَّلُ ظُلْم والثاني جزاءٌ ليس بظلم، وإن وافق اللفظُ اللفظَ مثل

قوله: وجزاءُ سيِّئةٍ سيئةٌ مثلُها؛ السيئة الأُولى سيئة، والثانية مُجازاة

وإن سميت سيئة، ومثل ذلك في كلام العرب كثير. يقال: أَثِمَ الرجلُ

يَأْثَمُ إِثْماً وأَثَمه اللهُ على إِثمه أَي جازاه عليه يَأْثِمُه أَثاماً.

قال الله تعالى: ومن يَفعلْ ذلك يَلْق أَثاماً؛ أَي جزاءً لإِثْمِه. وقوله:

إِنه لا يُحِبُّ المُعْتدين؛ المُعْتَدون: المُجاوِزون ما أُمرُوا به.

والعَدْوَى: الفساد، والفعلُ كالفعل. وعَدا عليه اللِّصُّ عَداءً

وعُدْواناً وعَدَواناً: سَرَقَه؛ عن أَبي زيد. وذئبٌ عَدَوانٌ: عادٍ. وذِئْبٌ

عَدَوانٌ: يَعْدُو على الناسِ؛ ومنه الحديث: السلطانُ ذو عَدَوانٍ وذو

بَدَوانٍ؛ قال ابن الأَثير: أَي سريعُ الانصِرافِ والمَلالِ، من قولك: ما

عَداك أَي ما صَرَفَك. ورجلٌ مَعْدُوٌّ عليه ومَعْدِيٌّ عليه، على قَلْب

الواوِ ياءً طَلَب الخِّفَّةِ؛ حكاها سيبويه؛ وأَنشد لعبد يَغُوث بن وَقَّاص

الحارثِي:

وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَة أَنَّني

أَنا الليث، مَعْدِيّاً عليه وعادِيا

أُبْدِلَت الياءُ من الواو اسْتِثْقالاً. وعدا عليه: وَثَب؛ عن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد لأَبي عارِمٍ الكلابي:

لقد عَلمَ الذئْب الذي كان عادِياً،

على الناس، أَني مائِرُ السِّهم نازِعُ

وقد يكون العادي هنا من الفساد والظُّلم. وعَداهُ عن الأَمْرِ عَدْواً

وعُدْواناً وعَدّاه، كلاهما: صَرَفَه وشَغَله. والــعَداءُ والعُدَواءُ

والعادية، كلُّه: الشُّغْلُ يَعْدُوك عن الشيء. قال مُحارب: العُدَواءُ عادةُ

الشُّغْل، وعُدَواءُ الشُّغْلِ موانِعُه. ويقال: جِئْتَني وأَنا في

عُدَواءَ عنكَ أَي في شُغْلٍ؛ قال الليث: العادِيةُ شُغْلٌ من أَشْغال الدهر

يَعْدُوك عن أُمورك أَي يَشْغَلُك، وجمعها عَوَادٍ، وقد عَداني عنك أَمرٌ

فهو يَعْدُوني أَي صَرَفَني؛ وقول زهير:

وعادَكَ أَن تُلاقِيها الــعَدَاء

قالوا: معنى عادَكَ عَداكَ فقَلبَه، ويقال: معنى قوله عادَكَ عادَ لك

وعاوَدَك؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابِي:

عَداكَ عن رَيَّا وأُمِّ وهْبِ،

عادِي العَوادِي واختلافُ الشَّعْبِ

فسره فقال: عادي العوادي أَشدُّها أَي أَشدُّ الأَشغالِ، وهذا كقوله

زيدٌ رجُلُ الرجالِ أَي أَشدُّ الرجالِ. والعُدَواءُ: إِناخةٌ قليلة.

وتعادَى المكانُ: تَفاوَتَ ولم يَسْتوِ. وجَلَس على عُدَواءَ أَي على غير

استقامة. ومَرْكَبٌ ذُو عُدَواءَ أَي ليس بمُطْمَئِنٍّ؛ قال ابن سيده: وفي بعض

نسخ المصنف جئتُ على مركبٍ ذِي عُدَواءٍ مصروف، وهو خطأٌ من أَبي عُبَيد

إِن كان قائله، لأَنَّ فُعَلاء بناءٌ لا ينصرف في معرفة ولا نكرة.

والتَّعادِي: أَمكنةٌ غير مستويةٍ. وفي حديث ابن الزبير وبناء الكعبة:

وكان في المسجد جَراثِيمُ وتَعادٍ أَي أَمكنة مختلفة غير مُستوية؛ وأَما

قول الشاعر:

منها على عُدَواء الدار تَسقِيمُ

(* قوله «منها على عدواء إلخ» هو عجز بيت صدره كما في مادة سقم: هام الفؤاد بذكراها وخامره)

قال الأَصمعي: عُدَواؤه صَرْفُه واختلافه، وقال المؤرّج: عُدَواء على

غير قَصْدٍ، وإذا نام الإنسانُ على مَوْضِعٍ غير مُسْتو فيهِ ارْتفاعٌ

وانْخفاضٌ قال: نِمْتُ على عُدَواءَ. وقال النضر: العُدَواءُ من الأَرض

المكان المُشْرِف يَبْرُكُ عليه البعيرُ فيَضْطَجعُ عليه، وإلى جنبه مكانٌ

مطمئنٌ فيميل فيه البعير فيتَوهَّنُ، فالمُشْرِف العُدَواءُ، وتَوَهُّنه

أَن يَمُدَّ جسمَه إلى المكان الوَطِئ فتبقى قوائمه على المُشْرِف ولا

يَسْتَطيع أَن يقومَ حتى يموت، فتَوَهُّنه اضطجاعُه. أَبو عمرو: العُدَواءُ

المكان الذي بعضه مرتفع وبعضه مُتطأْطِئٌ، وهو المُتَعادِي. ومكانٌ

مُتَعادٍ: بعضُه وبعضُه مُتطامِن ليس بمُسْتوٍ. وأَرضٌ مُتعادِيةٌ: ذاتُ

جِحَرة ولَخاقِيق. والعُدَواءُ، على وَزْن الغُُلَواءِ: المكان الذي لا

يَطْمَئِنُ مَن قَعَد عليه.

وقد عادَيْتُ القِدْر: وذلك إذا طامَنْتَ إحدى الأَثافيِّ ورَفَعْت

الأُخْرَيَيْن لتميل القِدْر على النار.وتعادَى ما بينهم: تَباعَدَ؛ قال

الأَعشى يصف ظَبْيَة وغَزالها:

وتعادَى عنه النهارَ، فمَا تَعْـ

ـجُوه إلا عُفافةٌ أَو فُواقُ

يقول: تباعَدُ عن وَلَدها في المَرعى لئلا يَسْتَدِلَّ الذَّئبُ بها على

ولدِها. والعُدَواءُ: بُعْدُ الدار. والــعَداءُ: البُعْد، وكذلك

العُدَواءُ. وقومٌ عِدًى: متَابعدون، وقيل: غُرباءُ، مقصورٌ يكتب بالياء،

والمَعْنيان مُتقارِبانِ، وهُم الأَــعْداءُ أَيضآً لأن الغَريبَ بَعِيدٌ؛ قال

الشاعر:

إذا كنتَ في قَوْمٍ عِدًى لستَ منهم،

فكُلْ ما عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب

قال ابن بري: هذا البيتُ يُروى لِزُرارة بنِ سُبَيعٍ الأَسَدي، وقيل: هو

لنَضْلة بنِ خالدٍ الأَسَدِي، وقال ابن السيرافي: هو لدُودانَ بنِ

سَعْدٍ الأَسَدِي، قال: ولم يأَتِ فِعَلٌ صفَةً إلا قَوْمٌ عِدًى، ومكانٌ

سِوًى، وماءٌ رِوًى، وماءٌ صِرًى، ومَلامةٌ ثِنًى، ووادٍ طِوًى، وقد جاء

الضمُّ في سُوًى وثُنًى وطُوًى، قال: وجاء على فِعَل من غير المعتلِّ لحمٌ

زِيَمٌ وسَبْيٌ طِيَبَة؛ قال عليّ بنُ حمزة: قومٌ عِدًى أَي غُربَاءُ،

بالكسرة، لا غيرُ، فأما في الأعداءِ فيقال عِدًى وعُُدًى وعُداةٌ. وفي حديث

حبيب بن مسلَمة لما عَزَله عُمر، رضي الله عنه، عن حِمْصَ قال: رَحِمَ

الله عُمَرَ يَنزِعُ قَوْمَه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَىَ

(* في النهاية:

العدى بالكسر الغرباء والاجانب والأعداء، فأما بالضم قهم الأعداء خاصة.) ؛

العِدَى، بالكسر: الغُرَباءَ، أراد أنه يعزل قَوْمه من الولايات ويوَلي

الغُربَاء والأَجانِبَ؛ قال: وقد جاء في الشعر العِدَى بمعنى الأَــعْداءِ؛

قال بشر بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأَنصاري:

فأَمَتْنا العُداةَ من كلِّ حَيٍّ

فاسْتَوَى الرَّكْضُ حِينَ ماتَ الــعِداءُ

قال: وهذا يتوجه على أَنه جمع عادٍ، أَو يكون مَدَّ عِدًى ضرورة؛ وقال

ابن الأعرابي في قول الأَخطل:

أَلا يا اسْلَمِي يا هِنْدُ، هِنْدَ بَني بَدْرِ،

وإنْ كان حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِ

قال: العِدَى التَّباعُد. وقَوْمٌ عِدًى إذا كانوا مُتَباعِدِيِن لا

أَرحامَ بينهم ولا حِلْفَ. وقومٌ عِدًى إذا كانوا حَرْباً، وقد رُوِي هذا

البيتُ بالكسر والضم، مثل سِوًى وسُوًى. الأَصمعي: يقال هؤلاء قومِ عدًى ،

مقصور، يكون للأعداء وللغُرَباء، ولا يقال قوم عُدًى إلا أَن تدخل الهاء

فتقول عُداة في وزن قضاة، قال أَبو زيد: طالتْ عُدَواؤهُمْ أَي تباعُدُهم

وتَفَرُّقُهم.

والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيق، يكون للواحد والاثنين والجمع والأُنثى

والذكَر بلفظٍ واحد. قال الجوهري: العَدُوُّ ضِدُّ الوَلِيِّ، وهو وصْفٌ

ولكِنَّه ضارع الاسم. قال ابن السكيت: فَعُولٌ إذا كان في تأْويل فاعلٍ كان

مُؤَنَّثُه بغير هاء نحو رجلٌ صَبُور وامرأَة صَبور، إلا حرفاً واحداً

جاءَ نادراً قالوا: هذه عَدُوَّة لله؛ قال الفراء: وإنما أَدخلوا فيها

الهاء تشبيهاً بصَديقةٍ لأَن الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ، ومما وضَع به ابن

سيده من أَبي عبد الله بن الأَعرابي ما ذكره عنه في خُطْبة كتابه المحكم

فقال: وهل أَدَلُّ على قلة التفصيل والبعد عن التحصيل من قولِ أَبي عبدِ

الله بنِ الأَعرابي في كتابه النوادر: العَدوّ يكون للذكر والأُنثى بغير

هاء، والجمع أَــعداءٌ وأَعادٍ وعُداةٌ وعِدًى وعُدًى، فأَوْهم أَن هذا

كلَّه لشيءٍ واحد؟ وإنما أَــعداءٌ جمع عَدُوٍّ أَجروه مُجْرى فَعِيل صِفَةً

كشَرِيفٍ وأَشْرافٍ ونصِيرٍ وأَنصارٍ، لأَن فَعُولاً وفَعِيلاً متساويانِ

في العِدَّةِ والحركة والسكون، وكون حرف اللين ثالثاً فيهما إلا بحسب

اختلاف حَرفَيِ اللَّين، وذلك لا يوجبُ اختلافاً في الحكم في هذا، أَلا

تَراهم سَوَّوْا بين نَوارٍ وصَبورٍ في الجمع فقالوا نُوُرٌ وصُبُرٌ، وقد

كان يجب أَن يكسَّر عَدُوٌّ على ما كُسّرَ عليه صَبُورٌ؟ لكنهم لو فعلوا

ذلك لأَجْحفوا، إذ لو كَسَّروه على فُعُلٍ للزم عُدُوٌ، ثم لزم إسكان الواو

كراهية الحركة عليها، فإذا سَكَنَت وبعدها التنوين التقى ساكناًًً ُ ئُ

آؤآؤ ٍُى

ُْدٌ ، وليس في الكلام اسم آخره واوٌ قبلَها ضمَّة، فإن أَدَّى إلى ذلك

قياس رُفِضَ، فقلبت الضمة كسرة ولزم انقلاب الواو ياء فقيل عُدٍ،

فتَنَكَّبت العرب ذلك في كل معتلِّ اللام على فعول أَو فَعِيل أَو فَعال أَو

فِعالٍ أَو فُعالٍ على ما قد أَحكمته صناعة الإعرابِ، وأَما أَعادٍ فجمعُ

الجمع، كَسَّروا عَدُوّاً على أَــعْداءٍ ثم كَسَّروا أَــعْداءً على أَعادٍ

وأَصلُه أَعاديّ كأَنْعامٍ وأَناعيم لأن حرفَ اللَّين إذا ثبَت رابعاً في

الواحدِ ثبتَ في الجمع، واكان ياء، إلا ان يُضْطَرَّ إليه شاعر كقوله

أَنشده سيبويه:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسَا

ولكنهم قالوا أَعادٍ كراهة الياءَين مع الكسرة كما حكى سيبويه في جمع

مِعْطاءٍ مَعاطٍ، قال: ولا يمتنع أَن يجيء على الأَصل مَعاطِيّ كأَثافيّ،

فكذلك لا يمتنع أَن يقال أَعادِيّ، وأَما عُداةٌ فجمع عادٍ؛ حكى أَبو زيد

عن العرب: أَشْمَتً اللهُ عادِيَكَ أَي عَدُوّكَ، وهذا مُطَّرِدٌ في باب

فاعلٍ مما لامُهُ حرفُ علَّةٍ، يعني أَن يُكَسَّر على فُعلَةٍ كقاضٍ

وقُضاةٍ ورامٍ ورُماةٍ، وهو قول سيبويه في باب تكسير ما كان من الصفة

عِدَّتُه أَربعةُ أَحرف، وهذا شبيه بلفظِ أَكثرِ الناس في توهُّمِهم أَن كُماةً

جمعُ كَمِيٍّ، وفعيلٌ ليس مما يكسَّر على فُعَلةٍ، وإنما جمعُ سحٍَِمِيٍّ

أَكماءٌ؛ حكاه أَبو زيد، فأَما كُماةٌ فجمع كامٍ من قولهم كَمَى شجاعتَه

وشهادَتَه كتَمها، وأَما عِدًى وعُدًى فاسمان للجمع، لأن فِعَلاً

وفُعَلاً ليسا بصيغتي جمع إلا لِفعْلَةٍ أو فُعْلة وربما كانت لفَعْلة، وذلك

قليل كهَضْبة وهِضَب وبَدْرة وبِدر، والله أَعلم.

والعَداوة: اسمٌ عامٌّ من العَدُوِّ، يقا: عَدُوٌّ بَيِّنُ العَداوة،

وفلانٌ يُعادِي بني فلان. قال الله عز وجل: عسَى اللهُ أَن يَجْعلَ بينَكم

وبينَ الذين عادَيْتم منهمْ مَوَدَّة؛ وفي التنزيل العزيز: فإِنَّهم

عَدَوٌّ لي؛ قال سيبويه: عَدُوٌّ وصْفٌ ولكنه ضارَع الاسم، وقد يُثنَّى

ويُجمع ويُؤَنَّث، والجمع أَــعْداءٌ، قال سيبويه: ولم يكسرَّ على فُعُلٍ، وإن

كان كصَبُورٍ، كراهية الإِخْلالِ والاعْتلال، ولم يكسَّر على فِعْلانٍ

كراهية الكسرة قبل الواو لأَنَّ الساكن ليس بحاجز حصِين، والأعادِي جمع

الجمع. والعِدَى، بكسر العين، الأَــعْداءُ، وهوجمعٌ لا نظير له، وقالوا في

جَمْعِ عَدُوَّة عدايا لم يُسْمَعْ إلا في الشعر. وقوله تعالى

هُمفاحْذَرْهُم؛ قيل: معناه هم العَدُوُّ الأَدْنَى، وقيل: معناه هم العَدُوُّ الأَشدّ

لأَنهم كانوا أَــعْداء النبي،صلى الله عليه وسلم، ويُظهرون أَنهم معه.

والعادي: العَدُوُّ، وجَمْعُه عُداةٌ؛ قالت امرأَة من العرب:

أَشْمَتَ ربُّ العالَمين عادِيَكْ

وقال الخليل في جماعة العَدُوِّ عُدًى وعِدًى، قال: وكان حَدُّ الواحد

عَدُو،بسكون الواو، ففخموا آخره بواو وقالوا عَدُوٌّ، لأنهم لم يجدوا في

كلام العرب اسماً في آخره واو ساكنة، قال: ومن العرب من يقول قومٌ عِدًى،

وحكى أَبو العباس: قومٌ عُدًى، بضم العين، إلا أَنه قال: الاخْتِيار إذا

كسرت العين أن لا تأْتيَ بالهاء، والاختيارُ إذا ضَمَمْتَ العينَ أَن

تأْتيَ بالهاء؛ وأَنشد:

مَعاذةَ وجْه اللهِ أَن أُشْمِتَ العِدَى

بلَيلى، وإن لم تَجْزني ما أَدِينُها

وقد عادَاه مُعاداةً وعِداءً، والاسمُ العَداوة، وهو الأَشدُّ عادياً.

قال أَبو العباس: العُدَى جمع عَدوّ، والرُّؤَى جمع رؤيَةٍ، والذُّرَى جمع

ذِرْوَة؛ وقال الكوفيون: إنما هو مثل قُضاة وغُزاة ودُعاة فحذفوا الهاء

فصارت عُدًى، وهو جمع عادٍ. وتَعادَى القومُ: عادَى بعضُهم بعضاً. وقومٌ

عِدًى: يكتب بالياء وإن كان أَصله الواوَ لمكان الكسرة التي في أَوَّله،

وعُدًى مثله، وقيل: العُدَى الأَــعْداءُ، والعِدَى الأَــعْداءُ الذين لا

قَرابة بينك وبينَهُم، قال: والقول هو الأَوّل. وقولُهم: أَعْدَى من

الذئبِ، قال ثعلب: يكون من العَدْوِ ويكون من العَداوَة، وكونُه من العَدْوِ

أَكثر، وأُراه إنما ذهب إلى أَنه لا يقال أَفْعَل من فاعَلْت، فلذلك جاز

أَن يكون من العَدْوِ لا مِنَ العَداوَة. وتَعادَى ما بينَهم: اخْتَلف.

وعَدِيتُ له: أَبْغَضْتُه؛ عن ابن الأَعرابي. ابن شميل: رَدَدْت عني

عادِيَةَ فلان أَي حِدَّته وغَضبه. ويقال: كُفَّ عنا عادِيَتَك أَي ظُلْمك

وشرّك، وهذا مصدر جاء على فاعلة كالراغِية والثاغية. يقال: سمعت راغِيَةَ

البعير وثاغية الشاة أَي رُغاء البعير وثُغاء الشاة، وكذلك عاديَةُ الرجل

عَدْوُه عليك بالمكروه.والعُدَواء: أَرض يابسة صُلْبة ورُبَّما جاءت في

البئر إذا حُفِرَتْ، قال: وقد تَكُون حَجَراً يُحادُ عنه في الحَفْرِ؛ قال

العجاج يصف ثوراً يحفر كناساً:

وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا

عَنْها، وَوَلاها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا

أَكَّد بالظُّلَّفِ كما يقال نِعافٌ نُعَّف وبِطاحٌ بُطَّحٌ وكأَنه

جَمَعَ ظِلْفاً ظالفاً، وهذا الرجز أَورده الجوهري شاهداً على عُدَواءِ

الشُّغْلِ موانِعِه؛ قال ابن بري: هو للعجاج وهو شاهد على العُدَواء الأرضِ

ذات الحجارة لا على العُدَواء الشُّغْلِ، وفسره ابن بري أَيضاً قال :

ظُلَّف جمع ظالِف أَي ظُلُوفُهِ تمنع الأَذى عنه؛ قال الأزهري: وهذا من قولهم

أَرض ذاتُ عُدَواءَ إذا لم تكن مستقيمة وَطِيئةً وكانت مُتَعادِيةً. ابن

الأَعرابي: العُدَواءُ المكان الغَلِيظ الخَشِن. وقال ابن السكيت: زعم

أَبو عمرو أَن العِدَى الحجارة والصُّخور؛ وأَنشد قول كُثَيَّر:

وحالَ السَّفَى يَيني وبَينَك والعِدَى،

ورهْنُ السَّفَى غَمْرُ النَّقيبة ماجِدُ

أَراد بالسَّفَى ترابَ القبر، وبالعِدَى ما يُطْبَق على اللَّحد من

الصَّفائح.

وأَــعْداءُ الوادي وأَعْناؤه: جوانبه؛ قال عمرو بن بَدْرٍ الهُذَلي فمدَّ

العِدَى، وهي الحجارة والصخور:

أَو اسْتَمَرّ لَمسْكَنٍ، أَثْوَى به

بِقَرارِ ملْحَدةِ الــعِداءِ شَطُونِ

وقال أَبو عمرو: الــعِداءُ، ممدودٌ، ما عادَيْت على المَيّت حينَ

تَدْفِنُه من لَبِنٍ أَو حجارة أو خشب أَو ما أَشبَهه، الواحدة عِداءــة. ويقال

أَيضاً: العِدَى والــعِداءُ حجر رقيق يستر به الشيء، ويقال لكلِّ حجر يوضع

على شيء يَسْتُره فهو عِدَاءٌ؛ قال أُسامة الهذلي:

تالله ما حُبِّي عَلِيّاً بشَوى

قد ظَعَنَ الحَيُّ وأَمْسى قدْ ثَوى،

مُغادَراً تحتَ الــعِداء والثَّرَى

معناه: ما حُبِّي عليّاً بخَطَاٍ. ابن الأعرابي: الأعْداء حِجارَة

المَقابر، قال: والأدْعاء آلام النار

(* قوله «آلام النار» هو هكذا في الأصل

والتهذيب.)

ويقال: جـئْـتُك على فَرَسٍ ذي عُدَواء، غير مُجْرىً إذا لم يكن ذا

طُمَأْنينة وسُهولة.

وعُدَوَاءُ الشَّوْق: ما بَرَّح بصاحبه.

والمُتَعَدِّي من الأفعال: ما يُجاوزُ صاحبَه إلى غيره. والتَّعَدِّي في

القافِية: حَرَكة الهاء التي للمضمر المذكر الساكنة في الوقف؛

والمُتَعَدِّي الواوُ التي تلحقُه من بعدها كقوله:

تَنْفُشُ منه الخَيْل ما لا يَغْزِ لُهُو

فحَركة الهاء هي التَّعَدِّي والواو بعدها هي المُتَعَدِّي؛ وكذلك قوله:

وامْتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للمُقْتَهِي

حركة الهاء هي التَّعَدِّي والياء بعدها هي المُتَعَدِّي، وإنما سميت

هاتان الحركتان تَعَدِّياً، والياء والواوُ بعدهما مُتَعَدِّياً لأنه

تَجاوزٌ للحَدّ وخروجٌ عن الواجبِ، ولا يُعْتَدُّ به في الوزن لأنّ الوزنَ قد

تَناهى قبلَه، جعلوا ذلك في آخر البيت بمنزلة الخَزْمِ في أَوَّله.

وعَدَّاه إليه: أَجازَه وأَنْفَذَه.

ورأيتهم عدا أَخاك وما عدَا أَخاكَ أَي ما خَلا، وقد يُخْفَض بها دون ما

، قال الجوهري: وعَدَا فعل يُسْتَثْتى به مع ما وبغير ما ، تقولُ جاءَني

القومُ ما عَدَا زيداً، وجاؤوني عدًا زيداً، تنصبُ ما بعدها بها

والفاعلُ مُضْمَر فيها. قال الأَزهري: من حروف الاستثناء قولهم ما رأَيت أَحداً

ما عَدَا زيداً كقولك ما خلا زيداً، وتَنْصب زيداً في هذَيْن، فإذا

أَخرجتَ ما خَفَضتَ ونَصَبت فقلتَ ما رأيتُ أَحداً عدَا زيداً وعدا زيدٍ وخلا

زَيْداً وخَلا زيدٍ، النصب بمعنى إلاَّوالخفضُ بمعنى سِوى.

وعَدِّ عَنَّا حاجَتَك أَي اطْلُبْها عندَ غيرِنا فإِنَّا لا نَقْدِرُ

لك عليها، هذه عن ابن الأَعرابي. ويقال: تعَدَّ ما أَنت فيه إلى غيره أَي

تجاوَزْه. وعدِّ عما أَنت فيه أَي اصرف هَمَّك وقولَك إلى غيره.

وْعَدَّيْتُ عني الهمَّ أَي نحَّيته. وتقول لمن قَصَدَك: عدِّ عنِّي إلى غيري:

ويقال: عادِ رِجْلَك عن الأَرض أَي جافِها، وما عدا فلانٌ أَن صَنعَ كذا،

وما لي عن فلانٍ مَعْدىً أَي لا تَجاوُزَ لي إلى غيره ولا قُصُور دونه.

وعَدَوْته عن الأمر: صرَفْته عنه. وعدِّ عما تَرَى أَي اصرف بصَرَك عنه.

وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه أُتيَ بسَطِيحَتَيْنِ فيهما نبيذٌ

فشَرِبَ من إحداهما وعَدَّى عن الأُخرى أَي تَرَكها لما رابه منها. يقال: عدِّ

عن هذا الأمرِ أَي تجاوَزْه إلى غيره؛ ومنه حديثه الآخرُ: أَنه أُهْدِيَ

له لبن بمكة فعدَّاه أَي صرفه عنه.

والإعْداءُ: إعْداءُ الحرب. وأَعداه الداءُ يُعديه إعداءً: جاوزَ غيره

إليه، وقيل: هو أَن يصيبَه مثلُ ما بصاحبِ الداءِ.

وأَعداهُ من علَّته وخُلُقِه وأَعداهُ به: جوّزه إليه، والاسم من كل ذلك

العَدْوى. وفي الحديث: لا عَدْوى ولا هامَة ولا صَفَر ولا طيرَةَ ولا

غُولَ أَي لا يُعْدي شيء شيئاً. وقد تكرر ذكر العَدْوى في الحديث، وهو اسمٌ

من الإعداء كالرَّعْوى والبَقْوَى من الإرْعاءِ والإبْقاءِ. والعَدْوى:

أن يكون ببعير جَرَب مثلاً فتُتَّقى مُخالَطَتُه بإبل أُخرى حِذار أَن

يَتعَدى ما به من الجَرَب إليها فيصيبَها ما أَصابَه، فقد أَبطَله

الإِسلامُ لأَنهم كانوا يظُنُّون أَن المرض بنفسه يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم

النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، أَن الأَمر ليس كذلك، وإنما الله تعالى هو الذي

يُمرض ويُنْزلُ الداءَ، ولهذا قال في بعض الأَحاديث وقد قيل له، صلى الله

عليه وسلم: إِن النُّقْبة تَبْدُو وبمشْفر البعير فتُعْدي الإِبل كلها،

فقال النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، للذي خاطبه: فمَن الذي أَعدَى البعيرَ

الأَول أَي من أَين صار فيه الجَرَب؟ قال الأَزهري: العَدْوَى أَن يكون

ببعير جَرَبٌ أَو بإنسان جُذام أَو بَرَصٌ فتَتَّقيَ مخالطتَه أَو مؤاكلته

حِذار أَن يَعْدُوَه ما به إِليك أَي يُجاوِزه فيُصيبك مثلُ ما أَصابه.

ويقال: إِنَّ الجَرَب ليُعْدي أَي يجاوز ذا الجَرَب إلى مَنْ قاربه حتى

يَجْرَبَ، وقد نَهى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، مع إنكاره العَدْوى، أَن

يُورِدَ مُصِحٌّ على مُجْرِب لئلا يصيب الصِّحاحَ الجَرَبُ فيحقق صاحبُها

العَدْوَى. والعَدْوَى: اسمٌ من أَعْدَى يُعْدِي، فهو مُعْدٍ، ومعنى

أَعْدَى أَي أَجاز الجَرَبَ الذي به إِلى غيره، أَو أَجاز جَرَباً بغيره

إِليه، وأَصله مِنْ عَدا يَعْدُو إِذا جاوز الحدَّ. وتعادَى القومُ أَي

أَصاب هذا مثلُ داء هذا. والعَدْوَى: طَلَبُك إِلى والٍ ليُعْدِيَكَ على منْ

ظَلَمك أَي يَنْتَقِم منه. قال ابن سيده: العَدْوَى النُّصْرَة

والمَعُونَة. وأَعْداهُ عليه: نَصَره وأَعانه. واسْتَعْداهُ: اسْتَنْصَره

واستعانه. واسْتَعْدَى عليه السلطانَ أَي اسْتَعانَ به فأَنْصَفه منه. وأَعْداهُ

عليه: قَوَّاه وأَعانه عليه؛ قال يزيد ابن حذاق:

ولقد أَضاءَ لك الطَّريقُ، وأَنْهَجَتْ

سُبُلُ المكارِمِ، والهُدَى يُعْدي

أَي إِبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيك على الطَّريقِ ويُعينُك؛

وقال آخر:

وأَنتَ امرؤٌ لا الجُودُ منكَ سَجيَّةٌ

فتُعْطِي، وقد يُعْدِي على النَّائِلِ الوُجْدُ

ويقال: اسْتَأْداه، بالهمزة، فآداه أَي أَعانَه وقَوَّاه، وبعضُ أَهل

اللغة يجعل الهمزة في هذا أَصلاً ويجعل العين بدلاً منها. ويقال: آدَيْتُك

وأَعْدَيْتُك من العَدْوَى، وهي المَعونة. وعادى بين اثنين فصاعِداً

مُعاداةً وعِداءً: وإلي؛ قال امرؤ القيس:

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ،

وبين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

ويقال: عادى الفارِسُ بين صَيْدَيْن وبين رَجُلَين إِذا طَعَنهما طعنتين

مُتَوالِيَتَيْن. والــعِدَاء، بالكسر، والمُعاداة: المُوالاة والمتابَعة

بين الاثنين يُصرَعُ أَحدهما على إِثر الآخر في طَلَقٍ واحد؛ وأَنشد

لامرئ القيس:

فعادَى عِدَاءً بين ثَوْرٍ ونَعْجةٍ

دِراكاً، ولم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ

يقال: عادَى بين عَشَرة من الصَّيْد أَي والى بينها قَتْلاً ورَمْياً.

وتعادَى القومُ على نصرهم أَي تَوالَوْا وتَتابَعوا. وعِداءُ كلِّ شيءٍ

وعَدَاؤُه وعِدْوَتُه وعُدْوَتُه وعِدْوُه: طَوَارُه، وهو ما انْقادَ معه

مِن عَرْضِه وطُولِه؛ قال ابن بري: شاهده ما أَنشده أَبو عمرو بن

العلاء:بَكَتْ عَيْني، وحَقَّ لها البُكاءُ،

وأَحْرَقَها المَحابِشُ والــعَدَاء

(* قوله« المحابش» هكذا في الأصل.)

وقال ابن أَحمر يخاطب ناقته:

خُبِّي، فَلَيْس إِلى عثمانَ مُرْتَجَعٌ

إِلاّ الــعَداءُ، وإِلا مكنع ضرر

(* قوله« إلا مكنع ضرر» هو هكذا في الأصل.)

ويقال: لَزِمْت عَداءَ النهر وعَدَاءَ الطريق والجبلِ أَي طَوَاره. ابن

شميل: يقال الْزَمْ عَدَاء الطريق، وهو أَن تأْخذَه لا تَظْلِمه. ويقال:

خُذْ عَداءَ الجبل أَي خذ في سَنَدِه تَدورُ فيه حتى تعلُوَه، وإِن

اسْتَقام فيه أَيضاً فقد أَخَذَ عَدَاءَــه. وقال ابن بزرج: يقال الْزَمِ عِدْوَ

أَــعْدَاءِ الطريقِ

(* قوله« عدو أعداء الطريق» هكذا في الأصل والتهذيب.)

والْزَمْ أَــعْدَاء الطريق أَي وَضَحَه. وقال رجل من العرب لآخر:

أَلَبناً نسقيك أَم ماءً؟ فأَجاب: أَيَّهُما كان ولا عَدَاءَ؛ معناه لا بُدَّ من

أَحدهما ولا يكونن ثالث.

ويقال: الأَكْحَل عِرْقٌ عَداءَ الساعِدِ.

قال الأَزهري: والتَّــعْداءُ التَّفْعال من كل ما مَرَّ جائز.

والعِدَى والعَدَا: الناحية؛ الأَخيرة عن كراع، والجمع أَــعْداءٌ.

والعُدْوةُ: المكانُ المُتَباعِدُ؛ عن كراع. والعِدَى والعُدْوةُ والعِدْوةُ

والعَدْوَة، كلُّه: شاطئُ الوادي؛ حكى اللحياني هذه الأَخيرةَ عن يونس.

والعُدْوة: سنَدُ الوادي، قال: ومن الشاذِّ قراءة قَتادة: إِذ أَنتم

بالعَدْوةِ الدنيا.والعِدْوة والعُدْوة أَيضاً: المكان المرتفع. قال الليث:

العُدْوة صَلابة من شاطئِ الوادي، ويقال عِدْوة. وفي التنزيل: إِذ أَنتم

بالعُدْوة الدنيا وهم بالعُدْوة القُصْوى؛ قال الفراء: العُدْوة شاطئُ

الوادي، الدنيا مما يَلي المدينة، والقُصْوَى مما يلي مكة، قال ابن السكيت:

عُدْوةُ الوادي وعِدْوتُه جانبُه وحافَتُه، والجمع عِدًى وعُدًى؛ قال

الجوهري: والجمع عِداءٌ مثلُ بُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ وعِدَياتٌ؛

قال ابن بري: قال الجوهري الجمع عِدَياتٌ، قال: وصوابه عِدَاواتٌ ولا

يجوز عِدِواتٌ على حدّ كِسِراتٍ. قال سيبويه: لا يقولون في جمع جِرْوةٍ

جِرِياتٌ، كراهة قلْب الواو ياءً، فعلى هذا يقال جِرْوات وكُلْياتٌ

بالإِسكان لا غيرُ. وفي حديث الطاعون: لو كانت لك إِبلٌ فَهَبَطت وادياً له

عُدْوتانِ؛ العدوة، بالضم والكسر: جانبُ الوادي، وقيل: العُدوة المكان المرتفع

شيئاً على ما هو منه. وعَداءُ الخَنْدَقِ وعَداء الوادي: بطنُه وعادَى

شعرَه: أَخَذَ منه. وفي حديث حُذَيْفَة: أَنه خرج وقد طَمَّ رأْسَه فقال:

إِنَّ تحت كل شَعْرةٍ لا يُصيبُها الماء جَنابةً، فمن ثَمَّ عاديتُ رأْسي

كما تَرَوْنَ؛ التفسير لشمر: معناه أَنه طَمّه واسْتَأْصله ليَصِلَ

الماءُ إِلى أُصولِ الشَّعَر، وقال غيره: عادَيْتُ رأْسِي أَي جَفَوْت شعرَه

ولم أَدْهُنْه، وقيل: عادَيْتُ رأْسي أَي عاوَدْتُه بوضْوء وغُسْلٍ.

ورَوَى أَبو عَدْنانَ عن أَبي عبيدة: عادَى شعره رَفَعَه، حكاه الهَرَويّ في

الغريبين، وفي التهذيب: رَفَعَه عند الغسلِ. وعادَيْت الوسادةَ أَي

ثَنَيْتُها. وعادَيْتُ الشيءَ: باعَدْته. وتَعادَيْتُ عنه أَي تَجَافَيْت. وفي

النوادر: فلان ما يُعادِيني ولا يُواديني؛ قال: لا يُعاديني أَي لا

يُجافِيني، ولا يُواديني أَي لا يُواتيني.

والعَدَوِيَّة: الشجر يَخْضَرُّ بعدَ ذهاب الربيع.قال أَبو حنيفة: قال

أَبو زِيادٍ العَدَوِيَّة الرَّبْل، يقال: أَصاب المالُ عَدَويَّةً، وقال

أَبو حنيفة: لم أَسمَعْ هذا من غير أَبي زِيادٍ. الليث: العَدَوِيَّة من

نبات الصيف بعد ذهاب الربيع أَن تَخْضَرَّ صغار الشجر فتَرْعاه الإِبل،

تقول: أَصابت الإِبلُ عَدَويَّةً؛ قال الأَزهري: العَدَويَّة الإِبل التي

تَرْعى العُدْوة، وهي الخُلَّة، ولم يضبط الليث تفسير العَدَويَّة فجعله

نَباتاً، وهو غلط، ثم خَلَّط فقال: والعَدَويَّة أَيضاً سِخالُ الغنم،

يقال: هي بنات أَربعين يوماً، فإِذا جُزَّت عنها عَقِيقتُها ذهب عنها هذا

الاسم؛ قال الأَزهري: وهذا غلط بل تصحيف منكر، والصواب في ذلك

الغَدَويَّة، بالغين، أَو الغَذَويَّة، بالذال، والغِذاء: صغار الغنم، واحدها

غَذِيٌّ؛ قال الأَزهري: وهي كلها مفسرة في معتل الغين، ومن قال العَدَويةُ

سِخال الغنم فقد أَبْطَل وصحَّف، وقد ذكره ابن سيده في مُحكَمِه أَيضاً فقال:

والعَدَويَّة صِغارُ الغنمِ، وقيل: هي بناتُ أَربعين يوماً.

أَبو عبيد عن أَصحابه: تَقادَعَ القومُ تَقادُعاً وتَعادَوْا تَعادِياً

وهو أَن يَمُوتَ بعضهم في إِثْر بعض. قال ابن سيده: وتَعادَى القومُ

وتَعادَتِ الإِبلُ جميعاً أَي مَوَّتَتْ، وقد تَعادَتْ بالقَرْحة. وتَعادَى

القوم: ماتَ بعضهم إِثْرَ بعَضٍ في شَهْرٍ واحدٍ وعامٍ واحد؛ قال:

فَما لَكِ منْ أَرْوَى تَعادَيْت بالعَمى،

ولاقَيْتِ كَلاّباً مُطِّلاً وراميا

يدعُو عليها بالهلاكِ.

والعُدْوة: الخُلَّة من النَّبَات، فإِذا نُسِبَ إِليها أَو رَعَتْها

الإِبلُ قيل إِبل عُدْويَّةٌ على القِياسِ، وإِبلٌ عَدَويَّة على غَيْرِ

القِياسِ، وعَوادٍ على النَّسَبِ بغير ياء النَّسَبِ؛ كلّ ذلك عن ابن

الأَعرابي. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعى الحَمْضَ قال كُثَيِّر:

وإِنَّ الذي يَنْوي منَ المالِ أَهلُها

أَوارِكُ، لمَّا تَأْتَلِفْ، وعَوادِي

ويُرْوى: يَبْغِي؛ ذكَرَ امرأَةً وأَن أَهلَها يطلبُون في مَهْرِها من

المالِ ما لا يُمْكن ولا يكون كما لا تَأْتَلِفُ هذه الأَوارِكُ

والعَوادي، فكأَن هذا ضِدَّ لأَنَّ العَوادِيَ على هذَيْن القولين هي التي تَرْعى

الخُلَّةَ والتي تَرْعَى الحَمْضَ، وهما مُخْتَلِفا الطَّعْمَيْن لأَن

الخُلَّة ما حَلا من المَرْعى، والحَمْض منه ما كانت فيه مُلُوحَةٌ،

والأَوارك التي ترعى الأَراك وليسَ بحَمْضٍ ولا خُلَّة، إِنما هو شجر عِظامٌ.

وحكى الأَزهري عن ابن السكيت: وإِبلٌ عادِيَةٌ تَرْعَى الخُلَّة ولا

تَرْعَى الحَمْضَ، وإِبلٌ آركة وأَوَارِكُ مقيمة في الحَمْضِ؛ وأَنشد بيت كثير

أَيضاً وقال: وكذلك العادِيات؛ وقال:

رأَى صاحِبي في العادِياتِ نَجِيبةً،

وأَمْثالها في الواضِعاتِ القَوامِسِ

قال: ورَوَى الرَّبيعُ عن الشافعي في باب السَّلَم أَلْبان إِبلٍ عَوادٍ

وأَوارِكَ، قال: والفرق بينهما ما ذكر. وفي حديث أَبي ذرّ: فقَرَّبوها

إِلى الغابة تُصيبُ مِن أَثْلها وتَعْدُو في الشَّجَر؛ يعني الإِبلَ أَي

تَرْعى العُدْوَةَ، وهي الخُلَّة ضربٌ من المَرْعَى مَحبوبٌ إِلى الإِبل.

قال الجوهري: والعادِيةُ من الإِبل المُقِيمة في العِضاهِ لا تُفارِقُها

وليست تَرْعَى الحَمْضَ، وأَما الذي في حديث قُسٍّ: فإذا شَجَرة

عادِيَّةٌ أَي قَدِيمة كأَنها نُسِبَت إِلى عادٍ، وهمْ قومُ هودٍ النبيِّ، صلى

الله عليه وعلى نَبيِّنا وسلم، وكلّ قديمٍ يَنْسُبُونه إِلى عادٍ وإِن لم

يُدْرِكْهُم. وفي كتاب عليٍّ إِلى مُعاوية: لم يَمْنَعْنا قَدِيمُ عِزِّنا

وعادِيُّ طَوْلِنا على قَوْمِك أَنْ خَلَطْناكُم بأَنْفُسِنا.

وتَعدَّى القَوْمُ: وجَدُوا لَبَناً يَشْرَبونَه فأَغْناهُمْ عن

اشْتِراء اللَّحْمِ، وتَعَدَّوْا أَيضاً: وجَدُوا مَراعِيَ لمَواشيهِمْ

فأَغْناهُم ذلك عن اشْتِراءِ العَلَف لهَا؛ وقول سَلامَة بن جَنْدَل:

يَكُونُ مَحْبِسُها أَدْنَى لمَرْتَعِها،

ولَوْ تَعادَى ببكْءٍ كلُّ مَحْلُوب

معناه لَوْ ذَهَبَتْ أَلْبانُها كلُّها؛ وقول الكميت:

يَرْمِي بعَيْنَيْهِ عَدْوَةَ الأَمدِ الـ

أَبعدِ، هَلْ في مطافِهِ رِيَب؟

قال: عَدْوة الأَمد مَدُّ بصَره ينظُر هل يَرى رِيبةً تَريبهُ. وقال

الأَصمعي: عداني منه شر أَي بَلَغني، وعداني فلان مِنْ شَرِّه بشَرّ

يَعْدُوني عَدْواً؛ وفلان قد أَعْدَى الناس بشَرٍّ أَي أَلْزَقَ بهم منه شَرّاً،

وقد جلَسْتُ إِليه فأَعْداني شرًّا أَي أَصابني بشرِّه. وفي حديث عليّ،

رضي الله عنه، أَنه قال لطَلْحَة يومَ الجَمَل: عرَفْتَني بالحجاز

وأَنْكَرْتني بالعراق فما عَدَا مِمَّا بَدَا؟ وذلك أَنه كان بايَعه بالمَدِينة

وجاءَ يقاتله بالبَصْرة، أَي ما الذي صَرَفَك ومَنَعك وحملك على

التَّخَلّف، بعدَ ما ظهر منك من التَّقَدّم في الطاعة والمتابعة، وقيل: معناه ما

بَدَا لكَ مِنِّي فصَرَفَك عَنِّي، وقيل: معنى قوله ما عَدَا مِمَّا

بدَا أَي ما عَداك مما كان بَدَا لنا من نصرِك أَي ما شَغَلك؛ وأَنشد:

عداني أَنْ أَزُورَك أَنَّ بَهْمِي

عَجايا كلُّها، إِلاَّ قَلِيلاَ

وقال الأَصمعي في قول العامة: ما عدَا مَنْ بَدَا،

هذا خطأٌ والصواب أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا، على الاستفهام؛ يقول: أَلمْ

يَعْدُ الحقَّ مَنْ بدأَ بالظلم، ولو أَراد الإِخبار قال: قد عَدَا منْ

بَدانا بالظلم أَي قد اعْتَدَى، أَو إنما عَدَا مَنْ بَدَا. قال أَبو

العباس: ويقال فَعَلَ فلان ذلك الأَمرَ عَدْواً بَدْواً أَي ظاهراً

جِهاراً.وعَوادي الدَّهْر: عَواقِبُه؛ قال الشاعر:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ من يتَجَنَّبُ،

وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيك تَشْعَبُ

وقال المازني: عَدَا الماءُ يَعْدُو إِذا جَرَى؛ وأَنشد:

وما شَعَرْتُ أَنَّ ظَهْري ابتلاَّ،

حتى رأَيْتُ الماءَ يَعْدُو شَلاَّ

وعَدِيٌّ: قَبيلَةٌ. قال الجوهري: وعَدِيٌّ من قُرَيش رهطُ عُمر بن

الخطاب، رضي الله عنه، وهو عَدِيُ بن كَعْب بن لُؤَيِّ بنِ غالبِ بنِ فهْرِ

بن مالكِ بنِ النَّضْرِ، والنسبة إِليه عَدَوِيٌّ وَعَدَيِيٌّ، وحُجَّة

مَن أَجازَ ذلك أَن الياءَ في عَدِيٍّ لمَّا جَرَتْ مَجْرى الصحيح في

اعْتقابِ حَرَكات الإِعراب عليها فقالوا عَدِيٌّ وعَدِيّاً وعَدِيٍّ، جَرَى

مَجْرَى حَنِيفٍ فقالوا عَدَيِيٌّ كما قالوا حَنَفِيٌّ، فِيمَن نُسِب إِلى

حَنِيفٍ. وعَدِيُّ بن عبد مَناة: من الرِّباب رَهْطِ ذي الرُّمَّة،

والنسبة إِليهم أَيضاً عَدَوِيّ، وعَدِيٌّ في بني حَنيفة، وعَدِيٌّ في فَزارة.

وبَنُو العَدَوِيَّة: قومٌ من حَنْظلة وتَمِيمٍ.وعَدْوانُ، بالتسكين:

قَبيلَةٌ، وهو عَدْوانُ بن عَمْرو بن قَيْس عَيْلانَ؛ قال الشاعر:

عَذِيرَ الحَيِّ مِنْ عَدْوا

نَ، كانوا حيَّةَ الأَرضِ

أَراد: كانوا حَيَّاتِ الأَرْضِ، فوضَع الواحدَ موضع الجمع. وبَنُو

عِدًى: حَيٌّ من بني مُزَيْنَة، النَسَبَ إِليه عِداويٌّ نادرٌ؛ قال:

عِداوِيَّةٌ، هيهاتَ منكَ محلُّها

إِذا ما هي احْتَلَّتْ بقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أُوارَةِ. ومَعْدِ يكرَبَ: من جَعله مَفْعِلاً كان له

مَخْرَج من الياء والواو، قال الأَزهري: مَعْدِيكرَب اسمان جُعِلا اسماً

واحداً فأُعْطِيا إِعراباً واحداً، وهو الفتح. وبنو عِداءٍ

(* قوله« وبنو عداء

إلخ» ضبط في المحكم بكسر العين وتخفيف الدال والمدّ في الموضعين، وفي

القاموس: وبنو عداء، مضبوطاً بفتح العين والتشديد والمدّ.): قبيلة؛ هن ابن

الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَلمْ تَرَ أَنَّنا، وبَني عِداءٍ،

توارَثْنا من الآباء داءَ؟

وهم غيرُ بني عِدًى من مُزينة. وسَمَوْأَلُ بنُ عادِياءَ، ممدودٌ؛ قال

النَّمِر بن تَوْلب:

هَلاَّ سأَلْت بِعادِياءَ وبَيْتِه،

والخَلِّ والخَمْرِ التي لم تُمْنَع

وقد قصَره المُرادِي في شِعْره فقال:

بَنَى لي عادِيَا حِصْناً حَصِيناً،

إِذا ما سامَني ضَيْمٌ أَبَيْتُ

عدو

(عدو) : العِدْو: حَجَرٌ رقيقٌ واسعٌ، والجَمعُ عِداءٌ، مثلُ: جِروٍ وجِراءٍ.
عدو: {عدوان}: اعتداء. {يعدون}: يعتدون. و {بالعدوة}: شاطئ الوادي.

عدو


عَدَا(n. ac. عَدْو
عَدَوَاْن)
a. Ran.
b. . (n. ac.
عَدْو
عُدْوَاْن) [acc. & 'An], Turned, prevented, hindered from.
c. [acc.
or
'An], Turned, passed away from; neglected, left undone;
omitted.
d. ['Ala], Leapt, rushed at; assailed; charged.
e.(n. ac. عَدْوعُدْوَى []
عَدَآء []
عُدُوّ
عُدْوَاْن) ['Ala], Wronged, acted unjustly towards; oppressed.
ع د و

أعدى من ذئب "، وتقول: ما هو إلا ذئب عدوان، دينه الظلم والعدوان. واستعديت عليه الأمير فأعداني. ولي قبله عدوى أي استــعداء. وفرّقتهم عدواء الدار وهي بعدها. قال ذو الرمة:

هام الفؤاد بذكراها وخامره ... منها على عدواء الدار تسقيم

وجئت على مركب ذي عدواء: غير مطمئن. والسلطان ذو عدوات وذو بدوات وذو عدوان وذو بدوان. " وما عدا مما بدا ". وكانت لهذا اللص عدوة. وتقول: ما له غدوة ولا روحه، إلا على عدوة أو جوحه. وما عدا أن صنع كذا. وعدت عواد عن كذا أي صرفت صوارف. ونزلوا بين عدوتي الوادي. وعدّ عن هذا الحديث أي خلّه. وتقول: صروف الدهر متماديه، ونوائبه متعاديه؛ أي متوالية. وبعنقي وجع من تعادي الوساد: من المكان المتعادي غير المستوي.
ع د و : عَدَا عَلَيْهِ يَعْدُو عَدْوًا وَعُدُوًّا مِثْلُ فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَعُدْوَانًا وَــعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ ظَلَمَ وَتَجَاوَزَ الْحَدَّ وَهُوَ عَادٍ وَالْجَمْعُ عَادُونَ مِثْلُ قَاضٍ وَقَاضُونَ وَسَبُعٌ عَادٍ وَسِبَاعٌ عَادِيَةٌ وَاعْتَدَى وَتَعَدَّى مِثْلُهُ وَعَدَا فِي مَشْيِهِ عَدْوًا مِنْ بَابِ قَالَ أَيْضًا قَارَبَ الْهَرْوَلَةَ وَهُوَ دُونَ الْجَرْيِ وَلَه عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ وَهُوَ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَعْدَيْتُهُ فَعَدَا وَعَدَوْتُهُ أَعْدُوهُ تَجَاوَزْتُهُ إلَى غَيْرِهِ وَعَدَّيْتُهُ وَتَعَدَّيْتُهُ كَذَلِكَ وَاسْتَعْدَيْتُ الْأَمِيرَ عَلَى الظَّالِمِ طَلَبْتُ مِنْهُ النُّصْرَةَ فَأَعْدَانِي
عَلَيْهِ أَعَانَنِي وَنَصَرَنِي فَالِاسْتِــعْدَاءُ طَلَبُ التَّقْوِيَةِ وَالنُّصْرَةِ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى بِالْفَتْحِ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ الْعَدْوَى طَلَبُكَ إلَى وَالٍ لِيُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْتَقِمَ مِنْهُ بِاعْتِدَائِهِ عَلَيْك وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ مَسَافَةُ الْعَدْوَى وَكَأَنَّهُمْ اسْتَعَارُوهَا مِنْ هَذِهِ الْعَدْوَى لِأَنَّ صَاحِبَهَا يَصِلُ فِيهَا الذَّهَابَ وَالْعَوْدَ بِعَدْوٍ وَاحِدٍ لِمَا فِيهِ مِنْ الْقُوَّة وَالْجَلَادَةِ.

وَعُدْوَةُ الْوَادِي جَانِبُهُ بِضَمِّ الْعَيْنِ فِي لُغَةِ قُرَيْشٍ وَبِكَسْرِهَا فِي لُغَةِ قَيْسٍ وَقُرِئَ بِهِمَا فِي السَّبْعَةِ وَالْعَدُوُّ خِلَافُ الصَّدِيقِ الْمُوَالِي وَالْجَمْعُ أَــعْدَاءٌ وَعِدًى بِالْكَسْرِ وَالْقَصْرِ قَالُوا وَلَا نَظِيرَ لَهُ فِي النُّعُوتِ لِأَنَّ بَابَ فِعَلٍ وِزَانُ عِنَبٍ مُخْتَصٌّ بِالْأَسْمَاءِ وَلَمْ يَأْتِ مِنْهُ فِي الصِّفَاتِ إلَّا قَوْمٌ عِدًى وَضَمُّ الْعَيْنِ لُغَةٌ وَمِثْلُهُ سِوًى وَسُوًى وَطُوًى وَطِوًى وَتَثْبُتُ الْهَاءُ مَعَ الضَّمِّ فَيُقَالُ عُدَاةٌ وَيُجْمَعُ الْأَــعْدَاءُ عَلَى الْأَعَادِي.
وَقَالَ فِي مُخْتَصَرِ الْعَيْنِ: يَقَعُ الْعَدُوُّ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ عَلَى الْوَاحِدِ الْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمَجْمُوعِ قَالَ أَبُو زَيْدٍ سَمِعْت بَعْضَ بَنِي عُقَيْلٍ يَقُولُونَ هُنَّ وَلِيَّاتُ اللَّهِ وَعَدُوَّاتُ اللَّهِ وَأَوْلِيَاؤُهُ وَأَعْدَاؤُهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ إذَا أُرِيدَ الصِّفَةُ قِيلَ عَدُوَّةٌ وَمِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ إنَّ الْجَرَبَ لَيُعْدِي أَيْ يُجَاوِزُ صَاحِبَهُ إلَى مَنْ قَارَبَهُ حَتَّى يَجْرَبَ وَالِاسْمُ الْعَدْوَى فَيُقَالُ أَعْدَاهُ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ إذَا كَانَ فَعُولٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ اسْتَوَى فِيهِ الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فَلَا يُؤَنَّثُ بِالْهَاءِ سِوَى عَدُوٍّ فَيُقَالُ فِيهِ عَدُوَّةٌ. 
عدو
فَرَسٌ عَدَوَانٌ: كَثيرُ العَدْوِ. وعَدَا عليه عَدْواً وعُدُوّاً وعَدَاءً وعُدْواناً، واعْتَدى عليه وتَعَدّى: سَواء. والعَدْوى: طَلَبُكَ إلى الوالي الإِــعْداءَ على مَنْ ظَلَمَكَ. وما يُعْدِي من الجَرَبِ وغيرِه، وفي الحديث: " لا عَدْوى ".
وعَدَا طَوْرَه وتَعَدّى: تَجَاوَزَ قَدْرَه، ومنه رَأَيْتُهم ما عَدا زَيْداً. وعَدَتْ بَيْنَنا عَوَادٍ: صَرَفَتْ صَوَارِفُ، ويُقال: عَادَتْ، كأنَّها فاعَلَتْ. والــعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ: الشُّغْلُ. والعادِيَةُ: الشَّرُّ والأذى. وعَدَاءُ الطَّريْقِ وعِدَاؤه وعِدْوَتُه وعِدْوُه: ما انْقَادَ مَعَكَ من عُرْضِه.
والعِنْدَأْوَةُ: الْتِوَاءٌ وعَسَرٌ، النُّوْنُ والهَمْزَةُ زائدتانِ. وعَدِّ الهَمَّ عنكَ: اصْرِفهُ ونَحِّه.
ويُجْمَعُ العَدُوُّ على الأعْدَاء، والعِدى والعُدى والعَدِيِّ والعُدَاةِ والعَدَايا والأعادي، وهي عَدُوَّةُ اللهِ، ولا نَظِيْرَ له، كأنَّه أُلحِقَ بِصَدِيْقَةٍ. وعَدْوَانُ: حَيٌّ من قَيْسٍ.
والعُدْوَةُ - بضَمِّ العَيْنِ وكَسْرِها -: صَلاَبَةٌ من شَاطِئِ الوَادي. والنّاحِيَةُ من الأرْض. والعُقْدَةُ لا حَمْضَ بها، وقيل: هي الخُلَّةُ. والعَدَوِيَّةُ: صِغَارُ الشَّجَرِ تَرْعَاه الإِبِلُ. وصِغَارُ سِخَالِ الغَنَم، ويُقال: هي العَذَوِيَّةُ - بالذّال المُعْجَمَة -.
والعِدّى: ما يُجْعَلُ على القَبْر من الصُّخُورْ. والعِدْوُ: حَجَرٌ رَقِيْقٌ واسِعٌ، ويُجْمَعُ على الــعِدَاء. والعِدَى: كُلُّ خَشَبَةٍ تُجْعَلُ بين خَشَبَتَيْن. ورَجُلٌ عِدَىً، وقَوْمٌ عِدَىً أيضاً: بُعُدٌ عنكَ. وغُرَباءُ أيضاً، ويُقال: قَوْمٌ أعْدَاء، بهذا المعنى. والعِدَى: البُعْدُ نَفْسُه.
وعَادِيَا اللَّوْحِ: طَرَفاه. وأُمُوْرٌ عِدْوَةٌ: بَعيْدَةٌ: وعَدَّيْتُ عَدَاءً: بَعُدْتَ. وعادَيْتُه من كَذا: مَيَّزْتَه.
وَعَدِّ شَيْئاً من إِبِلكَ: اعْزِلْهُ. وعَادى بَيْنَه: وَالى. وتَعَادَوْا: ماتَ بعضُهم في أثر بعضٍ.
ومَكانٌ مُتَعَادٍ: غَيْرُ مُسْتَو، وكأنَّه من العُدَوَاءِ: المَكانِ غيرِ المُسْتَوي. وهو الاناخَةُ القَليلةُ. والأرضُ الصُّلْبَةُ، أيضاً. وإِبلٌ عادِيَةٌ وعَوَادٍ: لا تَرْعى الحَمْضَ. والعَدِيُّ: الجَمَاعَةُ - بِلُغَةِ هُذَيْلٍ -. وهي الرَّجّالَةُ يَتَقَدَّمون الجَيْشَ أيضاً: ولا تَعَدّى من الأمْرِ شيئاً: أي لا تُغْني. والعَوَادِيُّ من الكَرْم: ما يُغْرَسُ في أُصُوْلِ الشَّجَرِ العِظَام الظَّلِيْلَة، ويُنْسَبُ إِليها فيُقال: عَادِيَّةُ العَنَمَةِ والعَرْعَرَةِ، ولا يُسَمّى الحَبَلَةَ. وأعْدَاه على كَذا: أعَانَه. والعِدَى: جَمْعُ العِدَةِ وهي الوَعْدُ، وهذا نادِرٌ من المَقْلُوْب. وعُدَيَّةُ: اسْمُ قَبيلةٍ. وهَضَبَة، أيضاً.
ويُقال: كَتَبَ المُصَدِّقُ عَلَيَّ عَدَاءً كثيراً: أي تَعَدّى الفَريضَةَ وأخَذَ فَوْقَ حَقَّه.
ابنُ الأعْرابيِّ: قالوا مَعْدِي كَرِبَ لأنَّه عَدِيُّ الفَسَادِ، والكَرِبُ: الفسادُ. فأمّا قَوْلُ ابنِ مُقْبِل:
مَعْدى القِلادَةِ من رَبْوٍ ولا بُهُرِ
فأرادَ به: إلاّ القِلادَةَ، وكأنَّه: ما عَدا القِلادَةَ، فأدْرَجَ الألفَ. وشَيْءٌ عادِيٌّ: قَدِيْمٌ، كالمجْدِ وغيرِه.
(ع د و) : (الْعَدْوُ) السُّرْعَةُ وَفَرَسٌ عَدَّاءٌ عَلَى فَعَّالٍ (وَبِهِ) سُمِّيَ الْــعَدَّاءُ الَّذِي كَتَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْكِتَابَ الْمَشْهُورَ وَهُوَ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا اشْتَرَى الْــعَدَّاءُ بْنُ خَالِدِ بْنِ هَوْذَةَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ اشْتَرَى مِنْهُ عَبْدًا أَوْ أَمَةً شَكَّ الرَّاوِي لَا دَاءَ
وَلَا غَائِلَةَ وَلَا خِبْثَةَ» بَيْعَ الْمُسْلِمِ لِلْمُسْلِمِ قَالَ الْمُصَنِّفُ الْمُشْتَرِي الْــعَدَّاءُ لَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَكَذَا قَرَأْتُهُ فِي الْفَائِقِ وَهَكَذَا أُثْبِتَ فِي مُشْكِلِ الْآثَارِ وَنَفْيِ الِارْتِيَابِ وَمُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ وَمَعْرِفَة الصَّحَابَةِ لِابْنِ مَنْدَهْ وَمَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِلدَّغُولِيِّ وَهَكَذَا فِي الْفِرْدَوْسِ أَيْضًا بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ وَفِي شُرُوط الْخَصَّافِ وَشُرُوطِ الطَّحَاوِيِّ بِتَعْلِيقِ أَبِي بَكْرٍ الرَّازِيِّ أَنَّ الْمُشْتَرِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَتَابَعَهُمَا فِي ذَلِكَ الْحَاكِمُ السَّمَرْقَنْدِيُّ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّحِيحُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِمَّا رَوَيْتُ وَرَأَيْتُ وَلَا عَيْبَ وَلَا لَفْظَةُ فِيهِ (قَالُوا) الدَّاءُ كُلُّ عَيْبٍ بَاطِنٍ ظَهَرَ مِنْهُ شَيْءٌ أَوْ لَا وَهُوَ مِثْلُ وَجَعِ الطِّحَالِ وَالْكَبِدِ وَالسُّعَالِ وَكَذَا وَكَذَا وَالْجُذَامِ وَهُوَ مَا يَبْدُو فِي الْأَعْضَاءِ مِنْ الْقُرُوحِ وَالْبَرَصِ وَهُوَ الْبَيَاضُ فِي ظَاهِرِ الْجِلْدِ وَرِيحِ الرَّحِمِ وَهِيَ عَلَى مَا زَعَمَ الْأَطِبَّاءُ مَادَّةٌ نَفَّاخَةٌ فِيهَا بِسَبَبِ اجْتِمَاعِ الرُّطُوبَاتِ اللَّزِجَةِ (وَالْغَائِلَةُ) الْإِبَاقُ وَالْفُجُورُ (وَالْخِبْثَةُ) أَنْ يَكُونَ مَسْبِيًّا مِنْ قَوْمٍ لَهُمْ عَهْدٌ (وَالْكَيَّةُ) لَيْسَتْ بِدَاءٍ وَلَا غَائِلَةٍ وَلَكِنَّهَا عَيْبٌ (وَعَدَاهُ) جَاوَزَهُ (وَمِنْهُ) اتَّجِرْ فِي الْبَزِّ وَلَا تَعْدُ إلَى غَيْرِهِ أَيْ لَا تُجَاوِزْ الْبَزَّ (وَعَدَا عَلَيْهِ) جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الظُّلْمِ عَدْوًا وَــعَدَاءً بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ (وَمِنْهُ) وَصْفُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - السَّبُعَ بِالْــعَدَّاءِ فَقَالَ السَّبُعُ الْعَادِيُّ (وَفِي حَدِيثِ) عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ لَهُ إنَّ بَنِي عَمِّكَ عَدَوْا عَلَى إبِلِي (وَاسْتَعْدَى) فُلَانٌ الْأَمِيرَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ أَيْ اسْتَعَانَ بِهِ فَأَعْدَاهُ عَلَيْهِ أَيْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ (وَمِنْهُ) فَمَنْ رَجُلٌ يُعْدِينِي أَيْ يَنْصُرُنِي وَيُعِينُنِي (وَالِاسْتِــعْدَاءُ) طَلَبُ الْمَعُونَةِ وَالِانْتِقَامِ وَالْمَعُونَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ رَجُلٌ ادَّعَى عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ الْقَاضِي وَأَرَادَ عَنْهُ عَدْوَى أَيْ عَنْ الْقَاضِي نُصْرَةً وَمَعُونَةً عَلَى إحْضَارِ الْخَصْمِ فَإِنَّهُ يُعْدِيهِ أَيْ يَسْمَعُ كَلَامَهُ وَيَأْمُرُ بِإِحْضَارِ خَصْمِهِ وَكَذَا مَا رُوِيَ أَنَّ امْرَأَةَ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ اسْتَعْدَتْ فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - هَدَبَةً مِنْ ثَوْبِهِ كَهَيْئَةِ الْعَدْوَى أَيْ كَمَا يُعْطِي الْقَاضِي الْخَاتَمَ أَوْ الطِّينَةَ لِتَكُونَ عَلَامَةً فِي إحْضَارِ الْمَطْلُوبِ
وَأَمَّا قَوْلُ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ سُبِيَتْ امْرَأَةٌ بِالْمَشْرِقِ فَعَلَى أَهْلِ الْمَغْرِبِ اسْتِعْدَاؤُهَا مَا لَمْ تَدْخُلْ دَارَ الْحَرْبِ فَفِيهِ نَظَرٌ.
عدو: عدا إلى أو في، عدا إليه أو فيه المرض: أعداه بالدواء والمرض. انتقل إليه المرض، وأصابه بالعدوى (بوشر).
عدا: أخفق، خاب نقص، أعوز، ففي الحديث عن أحد السقاة مثلاً: لم يَعْدُ المُنى، أي لم يخفق في تحقيق مناه. (المقري 1: 662) وأنظر تعليقة فليشر على هذه العبارة (بريشت من 216) حيث نجد فيه أمثلة مثل: لا عَدَى حَظَّك إقبال. أي لا ينقص النجاح حظّك. ويقال في الكلام عن الدراهم: عداه طالِبٌ. أي أخفق في أن يجد له طالباً. وأضيف إلى ذلك ما جاء في كليلة ودمنة (ص30): ما عدوتَ الذي في نفسي. أي لم تجاوز ما أراه فيك، يعني لم تكذب رأيي في عقلك وحكمتك وفي الأغاني (ص51): ما عدا صِفتَي وصفةُ (وصِفَةَ) ابن سريج. يريد أن يقول أن أمير المؤمنين لم يخطئ في التمييز بين موهبتي وموهبة ابن سريج.
وفي الكامل (ص119): فلما نهض (عبد الله بن يزيد أبو خالد القسري قال له عبد الملك يوما ما مالك؟ فلم يخبره) فقيل له: هلا خبرته بمقدار مالك؟ فقال: لم يَعْدُ أن يكون قليلاً فيحرقني أو كثيراً فيحسدني. أي لم يجاوز أن يكون قليلاً فيحقرني أو كثير فيحسدني.
عدا على: اجتاح، طغى على. يقال عدا الرمل على (معجم الادريسي).
عدا على فلان ب: اغتنم الفرصة ليغيضه ويهينه ب (تاريخ البربر 1: 431).
عَدَّى: عبر (بوشر) ويقال مثلاً عدّى النهر.
ففي الادريسي (الباب الخامس الفصل الرابع): بعد تعدية نهر. وفيه: وهو نهر كبير يعدى بالقوارب. ومنه قيل: مركب تعدية= معدية أي معبر (معجم ابن جبير).
عَدَّى الحدود: تجاوز الحد، تعدّى (بوشر) وحاول عبور نهر، ففي ملّر (نصوص من ابن الخطيب 1863، 2: 85).
ولما التقى الجمعان فرّ فراره ... ولكنهّ عَدَّى فقيده النهُر
عَدَّى على: مرّ من مكان وجاوز (بوشر).
عدَّى: ارتد، انعكس، أرتد من نقطة إلى أخرى.
ويقال عَّدى من والي: ارتده، ورُد ودفع من جسم إلى آخر. (بوشر).
عَدَّى: انصرف، جاوز، حاد عن، ترك، تخلَّى من، غادر، هجر، وكان علي لين (مادة عدا) أن لا يشك في عبارة المصباح. (انظر معجم مسلم).
عَدَّى عن: كفّ عن، تخلَّى عن، تحوّل عن، ترك، انفصل عن. تنازل عن حقه، أفلت، أهمل، عدل عن، أقلع عن، (بوشر).
عَدَّى عن: ترك، أغفل، أهمل، حذف، أسقط. ومرّ، قطع، عبر، جاز، انتقل. ولم يتكلم عن (بوشر).
عَدَّى: أفسد ما بين الأصدقاء الذين كانوا يعيشون في سلام وصفاء. (فوك، الكالا).
عَدَّى: انتكر، رفض، جحد ولم يوافق، وسخط، غضب، اغتاظ، تنازع (الكالا).
مُعَدِّى: مضاد، معاكس، مخالف، معاد، خصم، عدوّ. (فوك).
أعدى: (انظر معجم مسلم) غير أن هناك كثير مما يقال عن كتابة هذه الكلمة ومعنى البيت الذي نقل فيه. وقال السيد دي غويه إنه يترجم الآن الفعل أعدى بما معناه: نقل إلى، أوصل، وابلغ، أخبر، أفاد.
تَعَدَّى: لمعرفة استعمال هذا الفعل انظر رحلة ابن بطوطة (1: 35) ففيها: كانوا يظنوُّن أن القضاء لا يتعداه. أي لا يتجاوزه ليصبح قاضياً.
تَعَدىَّ: في ويجرز (ص20) حيث الكلام عن شعر ابن زيدون: لا تَعَدَّى به الرؤساء والملوك. ولم يفهم الناشر هذه الجملة. وهي تعني كما يقول دي ساسي في جريدة الجنوب: قد خصّ شعره بالأمراء والملوك لا يتجاوزهم إلى غيرهم.
تعدَّى: جاب، طاف، ساح، (هلو).
تعدَّى: اجتاز، جاز، قطع، عبر. (ابن بطوطة 1: 50).
تعدَّى إلى فلان ب: قدم له شيئاً. أهدى له شيئاً. (عباد 1: 313).
تعدّى: اختلف معه. (فوك، الكالا).
انعدى. انعدى من فلان: انتقل إليه المرض منه، انتقلت إليه العدوى منه. (بوشر).
ويقال أيضاً: انعدى من مرض أحد.
انــعداء. عدوى، انتقال المرض من شخص إلى آخر. (هلو).
اعتدى على: اجتاح، اكتسح، يقال: اعتدت الرمال على. (معجم الادريسي).
اعتدا: في المعجم اللاتيني العربي contagium عِلّة واعْترا وتدنس. غير أني أرى أن الصواب اعتدا.
اعتدى: بمعنى استعدى أي استعان واستنصر. (المقري 2: 247) وانظر: إضافات.
أستعدي: ويقال أيضاً: استعدى بفلان: استعان به واستنصره. (المقري 2: 358).
عَدْو: سفْلِس، زهري (شيرب).
عَدْوَة: فسرت في ديوان الهذليين (ص13).
البيت الخامس. بحَمْلة كجِرْية السيل. وفي (ص224) منها: عَدْوَتي وعادتي وغارتي واحد.
عَدْوَة: عدوى، ومرض ذو عدوة: مرض معدٍ (بوشر).
عَدَّوَة، وعِدْوة، في معجم فوك: بَرَ عِدْوَة وبر العِدْوَة أي جانب الوادي، وليس عَدْوَة كما في معجم فريتاج.
عَدْوَة: ذكرت في ديوان الهذليين (ص139 البيت الثاني).
عِدْوِى: ما وراء (فوك). وعِدْوِي نسبة إلى عِدْوة في قولهم بَرّ العِدْوة أي ما وراء البحر وهو الذي يصدر من شمال إفريقية. ويذكر الكالا، صُوف عدْوِى: صوف بني مرين (مرينوس) وضائنة الصوف العدوى: الغنم التي يجز منها هذا الصوف، وكان الأسبان قد استوردوا هذا النوع الجيد من الغنم من أفريقية. ولا تزال هذه الأغنام موجودة عند كثير من قبائل الجزائر. وقد سمي باسم قبيلة بني مرين التي تسكن الآن في أرباض تلمسان. (انظر: دفيك ص162 مادة مرينوس).
ولا تزال كلمة صوف عدوى مستعملة في تطوان وتعني عندهم مرينوس أي صوف بني مرين فيما يقول ليرشندي.
عُدْوان: اعتداء، تعدّ (بوشر).
عُدوان: انظر باين سميث (1205) تجد فيه: العدوان مع فرم خزائن وغيرها. والعدوان مع الافاريز، الاستدارات، الاسطامات .. الخ.
عَدَاويّ: عُدْواني. عِدائي (بوشر).
عَدَاوِية: عدوّ. وهي كلمة عامية (المقدمة 3: 369).
عَدَّاء: شديد الظلم، شديد البغي (الأغاني ص41= بدرون ص252).
عادية: رغبة في إلحاق الضرر بشخص، وإصابته بأذى. (معجم الادريسي).
تَعْدِيَة: تعدّ، تطاول، اغتصاب، أخذ الشيء غصباً وقسراً (بوشر).
تَعْدِيَة: بعنف، وتعدّى الشريعة ومخالفتها (بوشر).
تعدية الأوامر: خروج على القانون. نقض العقد أو الاتفاق (بوشر).
تعدية: عُدوان، عداوة، عمل عدواني (بوشر).
تعدية في الحرب: هجوم، مهاجمة (بوشر).
مُعْدٍ. ربان زورق ينقل الناس ويعبرهم من ضفة إلى أخرى (ألف ليلة 2: 574).
مَعْدِيَة وجمعها معاد قارب، مركب، صندل كبير أو صغير، يستخدم لعبور الناس والحيوانات، مُعْدِيّة. (مملوك 2، 1: 156).
معدية: طوْف، رمث (مملوك (2، 1: 156) مَعْدِيَة: قارب، مركب صغير، سفينة نقل. سفينة كبيرة لنقل البريد. (بوشر).
مَعْدِيَة: مخاضة، مجازة، معبر. (صفة مصر 11: 184، ديسكرياك ص259).
مَعْدَاويّ: نوتي، ربان زورق. (بوشر).
عدو
عدا/ عدا عن يَعدو، اعْدُ، عَدْوًا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدُوّ (للمتعدِّي)
• عدَا الغزالُ: جرى، ركض، سار بخطًى متباعدة، قفز قفزاتٍ متتابعةً "رياضة العَدْو- عدَا الحصانُ- عدَا بسرعة/ ببطء" ° عدَا الماءُ: جرى.
• عدا الشَّخصُ: اعتدى، تجاوز " {وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} ".
• عدَا الأمرَ/ عدَا عن الأمرِ: جاوزَه، تركَه، صرفه "عدَا قدرَه- عدَا عن مكانتِه- هذا الأمرُ لا يَعْدُو بالنسبة لي قطرةً من بحر"? لا يَعْدو أن يكون كذا: ليس إلاّ كذا.
• عدَاه عن الأمر: صرفه عنه وشغله " {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} ".
• عدا المريضُ زائريه: نقل إليهم مرضه. 

عدَا على يَعْدو، اعْدُ، عُدْوانًا وعَدَاءً وعَدْوًا وعُدُوًّا، فهو عادٍ، والمفعول مَعْدوّ عليه
• عدا على الضُّعفاء: ظلمهم وجار عليهم، افترى عليهم، وتجاوز الحدَّ " {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} - {وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} " ° عدَى عليه: وثَب.
• عدا اللُّصوصُ على أمواله: سرقوها، أخذوها عنوةً بغير حَقٍّ "إيَّاك والعُدْوانَ على حقوق غيرك- يكافح ضدَّ عُدْوان العَدُوّ". 

أعدى يُعدي، أَعْدِ، إعداءً، فهو مُعْدٍ، والمفعول مُعْدًى
• أعدى فلانًا من خُلُقه أو مرضه: أصابه بالعَدْوى، نقل إليه المرض أو الخُلُق، أكسبه مثلَه "حُمَّى مُعْدية- أقوى من إعداء المرض- النَّعجة الجرباءُ تُعدي القطيع [مثل أجنبيّ]- *فإنَّ خلائقَ السفهاء تُعدي*" ° مرض مُعْدٍ: ينتقل من المرضى إلى الأصحَّاء.
• أعداه على فلانٍ: نصره وأعانه وقوَّاه عليه. 

استعدى يستعدي، اسْتَعْدِ، استــعداءً، فهو مستعْدٍ، والمفعول مستعدًى
• استعدى النَّاسَ على أخيه:
1 - استعان بهم عليه "استعدى عليه الجميع- إيَّاك واستــعداء الآخرين على جارك- لا تكن مستعديًا أحدًا على صديقك".
2 - استغاث بهم واستنصرهم. 

اعتدى على يعتدي، اعْتَدِ، اعتداءً، فهو مُعتَدٍ، والمفعول مُعتدًى عليه
• اعتدى على جاره: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "اعتدى على حياة فلانٍ- {إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} " ° اعتدت دولةٌ على أخرى: هاجمتها عسكريًّا. 

انعدى من ينعدي، انْعَدِ، انــعداءً، فهو مُنْعدٍ، والمفعول مُنعدًى منه
• انعدى من فلان: مُطاوع عدا/ عدا عن: انتقل إليه المرضُ منه. 

تعادى يتعادَى، تَعادَ، تعاديًا، فهو مُتعادٍ
• تعادى الزُّملاءُ: تخاصموا وكان بعضُهم لبعضٍ عَدُوًّا. 

تعدَّى/ تعدَّى على يَتعدَّى، تَعَدَّ، تعدّيًا، فهو مُتعدٍّ، والمفعول مُتعدًّى (للمتعدِّي)
• تعدَّى الفعلُ: (نح) احتاج إلى مفعول به، تجاوز أثرُه

الفاعلَ إلى المفعول به.
• تعدَّى مرحلةَ الطُّفولة: جاوزها "لم يتعدَّ الأربعين من عُمُره- تعدَّى قانونَ السَّير- {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} ".
• تعدَّى على الشَّخص: عدا عليه؛ ظلمه وجار عليه، افترى عليه وجاوز الحدَّ "تعدّى عليه بالضَّرب- تعدّى على مِلْك فلان". 

عادى يعادي، عادِ، معاداةً وعِداءً، فهو معادٍ، والمفعول معادًى
• عادى جارَه: خاصمه وصار له عَدُوًّا، عكْسه صافاه "لا تكن معاديًا صديقك يومًا ما- سياسة معادية للشَّرق/ للغرب- {عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} ". 

عدَّى/ عدَّى عن يُعدِّي، عَدِّ، تعديةً، فهو مُعدٍّ، والمفعول معدًّى
• عدَّى النَّهرَ: تَجاوَزَه "عدّى حدودَه".
• عدَّى الفعلَ: (نح) جعله متعدِّيًا "التضمين وسيلة من وسائل تعدية الفعل اللازم".
• عدَّى الأمرَ: أجازه وأنفذه.
• عدَّى فلانًا عن الأمر: صَرَفه عنه.
• عدَّى فلانٌ عن الأمر: خلاَّه وانصرف عنه. 

إعداء [مفرد]: مصدر أعدى. 

استــعداء [مفرد]: مصدر استعدى. 

اعتداء [مفرد]: ج اعتداءات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتدى على.
2 - تهجُّم ظالم على شخص بالضَّرب أو غيره "قاموا بالاعتداء على جارهم".
3 - (نف) تهجُّم على الآخرين رغبة في السيطرة، أو نتيجة للشعور بالظُّلم أو نحو ذلك.
• اعتداء عسكريّ: هجوم دولة على دولة بغير مُسوِّغ "استنكر الرَّأي العامّ اعتداء أمريكا على العراق" ° معاهدة عدم اعتداء: معاهدة بين دولتين تتعهَّد فيها كلٌّ منهما بعدم الاعتداء أو الهجوم على الأخرى.
• اعتداء جنْسيّ: (قن) اغتصاب؛ تصرُّف فاحش لرجل تجاه رجل آخر أو امرأة أو طفل أو لامرأة تجاه طفل مصحوبًا بالتهديد أو خطر الإساءة الجسدية أو الإصابة أو التسبّب بالخوف والعار والذلّ والكَرْب العقليّ. 

انــعداء [مفرد]: مصدر انعدى من. 

تعدية [مفرد]: مصدر عدَّى/ عدَّى عن. 

عادٍ [مفرد]: ج عادون وعُداة، مؤ عادِية، ج مؤ عادِيَات وعوادٍ: اسم فاعل من عدَا على وعدا/ عدا عن.
• العادي: العَدُوُّ أو الظَّالم "طردنا العُداة من أرضنا شرَّ طردة- {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ}: متجاوزون الحدَّ في المعاصي". 

عاديَة [مفرد]: ج عادِيَات وعوادٍ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل عدَا على وعدا/ عدا عن: "كُفّ عنّا عاديتك" ° رفَعت عنك عادية فلان: ظلمه وشرّه- عادية السُّمّ: ضرره- عوادي الزَّمن/ عوادي الدَّهر: المصائب والبلايا، عوائقه وتقلُّباته.
2 - فرسٌ مُغيرةٌ " {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} ".
• العاديات: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 100 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها إحدى عشرة آية. 

عادِيّ [مفرد]: (انظر: ع و د - عادِيّ). 

عدَا [كلمة وظيفيَّة]: أداة استثناء، يتعيَّن كونها حرف جرّ أو فعلاً إذا لم تسبق بـ (ما)، ولذا يجوز جرّ ما بعدها باعتبارها حرف جَرّ، أو نصبه على أنّه مفعول به لها ويتعيَّن كونها فعلاً إذا سبقت بـ (ما) وينصب ما بعدها على المفعوليّة "حضر الطُّلابُ عدا محمّدًا- حضر الطُّلابُ عدا محمّدٍ- حضر الطُّلابُ ما عدا محمّدًا" ° فيما عدا ذلك: أي: بخلاف ذلك. 

عَداء [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عِدائيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عِدَاء: "تبدو النزعة العدائيَّة في معظم كتاباته".
2 - مصدر صناعيّ من عِدَاء: خصومة وصراع مُسلَّح أو غير مُسلَّح بين شخصين أو
 كيانين أو أكثر "تمَّ توقيع مذكرة لوقف العدائيّات بين الحكومة وحركة التّمرُّد". 

عَداوة [مفرد]: معاداة، كُره وخصام، تباعد القلوب، عكْسها صداقة "نشأت بينهما عداوة شديدة- ناصبه العداوة: أظهرها له، وقصده بها- صديقي مَنْ يقاسمني همومي ... ويرمي بالعداوة مَنْ رماني- {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} ". 

عَدَّاء [مفرد]: صيغة مبالغة من عدا/ عدا عن: "حصانٌ عدَّاء- عدَّاء مسافات طويلة- فاز بلقب أسرع عدَّاء". 

عَدْو [مفرد]: مصدر عدَا على وعدا/ عدا عن. 

عُدْوان [مفرد]:
1 - مصدر عدَا على ° ذو عُدْوان: إنسان جائر متسلّط.
2 - (سة) هجوم ظالم أو غزوٌ مفاجئ، أو إعلان الحصار البحريّ على سواحل الدَّولة المُعْتَدَى عليها "أدان مجلس الأمن العُدْوان الإسرائيليّ على مخيَّم جنين- {فَلاَ عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} ". 

عِدْوان [مفرد]: ظلم واعْتِداء " {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا} [ق] ". 

عُدْوانيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من عُدْوان: تَعَدٍّ وانتهاك لحرمات الغير "عنده عُدْوانيَّة نفَّرت النَّاسَ منه- السِّياسةُ العُدْوانيّةُ لا تُؤتي ثمارَها". 

عَدْوَة [مفرد]: ج عَدَوات وعَدْوات: اسم مرَّة من عدا/ عدا عن: خَطوة "هو منِّي عَدْوة فرس: مسافة خطوة من خطوات الفرس". 

عُدْوَة [مفرد]: ج عُدُوات وعُدْوات وعِدَاء وعُدًى وعِدًى: جانب، شاطئ "عُدْوة الوادي/ النَّهر- {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى}: والعُدْوة هنا جانب الوادي القريب من المدينة المنوَّرة". 

عَدُوّ [مفرد]: ج أعداء وعِدًى، جج أعادٍ، مؤ عدوّ وعدوّة: خَصم، عكْسه صديق (يُستعمل للمفرد والجمع والمذكَّر والمؤنَّث) "لا تكن عَدوًّا لوالديك- آخ الأكْفاء وواهن الأعداء [مثل]- جزى اللهُ الشَّدائدَ كلَّ خيرٍ ... عرَفتُ بها عَدُوّي من صديقي- {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} " ° ظهر على عدُوّه: غلبه- عدوٌّ لَدودٌ: شديدُ العداوة والخصام- كرّ على العدُوّ: حمل وانقضّ- وضَع السّلاحَ في العَدُوّ: قاتله. 

عُدُوّ [مفرد]: مصدر عدَا على. 

عَدْوَى [مفرد]: (طب) انتقال المرض من المريض إلى الصَّحيح بوساطة ما، ما يُعدي من جرب أو غيره أي يسري من واحد إلى آخر عن طريق الاتّصال المباشر وغير المباشر "ناقل العَدْوَى: شخص أو حيوان لا يظهر أعراض المرض لكنه يُئوي الجُرْثومة وقادر على نقلها- ضدّ/ نشَر العَدْوَى- قد يكون الهواء سببًا في عَدْوَى الزُّكام" ° عَدْوَى الفوضى/ عَدْوَى الفساد: انتقال داء أخلاقيّ. 

مُتعدٍّ [مفرد]: اسم فاعل من تعدَّى/ تعدَّى على.
• الفِعْل المتعدِّي: (نح) الفعل الذي ينصب مفعولاً به بنفسه من غير وساطة حرف جرّ. 

مُعَدِّية [مفرد]: مَرْكب يُعْبَر عليه من شاطئ إلى شاطئ، زَوْرَق عبور، عبَّارة "مُعَدِّية للبضائع فقط- مُعَدِّية رحلات". 
الْعين وَالدَّال وَالْوَاو

عَدَا الرجل وَغَيره عَدْواً وعُدُواًّ وعَدَوَانا وتَــعْدَاءً وعَدَّى: أحْضَر، قَالَ رؤبة:

منْ طُولِ تَــعْداءِ الرَّبيع فِي الأنَقْ

وَحكى سِيبَوَيْهٍ: أَتَيْته عَدْواً. وضع فِيهِ الْمصدر على غير الْفِعْل، وَلَيْسَ فِي كل شَيْء قيل ذَلِك إِنَّمَا يحْكى مِنْهُ مَا سمع.

وَقَالُوا: هُوَ مني عَدْوَةُ الْفرس - رَفْعٌ - تُرِيدُ أَن تجْعَل ذَلِك مَسَافَة مَا بَيْنك وَبَينه.

وَقد أعْدَاه.

والعَدَوَانُ والــعَدَّاء كِلَاهُمَا: الشَّديد العَدْوِ، قَالَ:

وَلَو أنَّ حَيا فائتُ الموتِ فاَته ... أَخُو الْحَرْب فَوق القارِح العَدَوَانِ

وَقَالَ الْأَعْشَى:

والقارِحَ العَدَّا وكلَّ طِمِرَّةٍ ... لَا تَسْتطيعُ يدُ الطَّويلِ قَذَالَها

أَرَادَ الــعدَّاءَ فَقَصَر للضَّرُورَة، وَأَرَادَ نيل قذالها فَحذف للْعلم بذلك.

والــعِداءُ والــعَدَاءُ: الطَّلق الْوَاحِد.

وتَعادى الْقَوْم: تباروا فِي العَدوُ.

والعَدِىُّ: جمَاعَة الْقَوْم يَعْدُون لقِتَال وَنَحْوه. وَقيل: العَدِىُّ: أول من يحمل من الرَّجَّالة وَذَلِكَ لأَنهم يسرعون العَدْوَ.

والعَدِىُّ: أول مَا يَدفع من الْغَارة، وَهُوَ مِنْهُ، قَالَ الْهُذلِيّ:

لما رأيْتُ عَدِىَّ القومِ يَسْلُبُهُمْ ... طَلْحُ الشَّوَاجِن والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ

يسلبهم يَعْنِي يتَعَلَّق بثيابهم فيزيلها عَنْهُم.

والعادِيَةُ كالعَدِىِّ، وَقيل: هُوَ من الْخَيل خَاصَّة، وَقيل: العادِيَةُ: أول مَا يحمل من الرَّجَّالة دون الفرسان، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وعادِيَةٍ تُلْقِي الثِّيابَ كأنَّما ... تُزَعْزِعُها تحتَ السمَّامَةِ رِيحُ

وعَدَا عَدْواً: ظلم وجار، وَقَوله تَعَالَى (فمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ) قَالَ يَعْقُوب: هُوَ فَاعل من عَدَا يَعْدُو إِذا ظلم وجار، قَالَ: وَقَالَ الْحسن: أَي غير بَاغ وَلَا عَائِد. فَقلب.

وعَدَا عَلَيْهِ عَدْواً وعَدَاءً وعُدُوّا وعُدْوَانا وعِدْوَاناً وعُدْوَى، وتَعَدَّى واعْتَدَى كُله: ظلمه. وَقَوله عز وَجل (وقاتِلُوا فِي سَبِيل اللهِ الَّذين يُقاتِلُونكم وَلَا تَعْتَدُوا) قيل مَعْنَاهُ لَا تقاتلوا غير من أُمرتم بقتاله وَلَا تقتلُوا غَيرهم، وَقيل: وَلَا تَعْتَدوا أَي لَا تجاوزوا إِلَى قتل النِّسَاء والأطفال. وَقَوله عز وَجل (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتدى عَلَيْكم) سمَّاه اعْتداء لِأَنَّهُ مجازاة اعتداءٍ فَسمى بِمثل اسْمه لِأَن صُورَة الْفِعْلَيْنِ وَاحِدَة وَإِن كَانَ أَحدهمَا طَاعَة وَالْآخر مَعْصِيّة، وَالْعرب تَقول: ظَلَمَنِي فلَان فظلمته أَي جازيته بظلمه، لَا وَجه للظلم أَكثر من هَذَا، وَقَوله (إِنَّه لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) المعتدون: المجاوزون مَا أمروا بِهِ.

والعَدْوَى: الْفساد، وَالْفِعْل كالفعل. وعَدا عَلَيْهِ اللص عَداءً وعُدْوَانا وعَدَوَانا: سَرَقَه، عَن أبي زيد.

وذئب عَدَوانٌ: عَاد.

وَرجل مَعْدُوٌّ عَلَيْهِ ومَعْدِىٌّ، على قلب الْوَاو يَاء طلب الخفة حَكَاهَا سِيبَوَيْهٍ وَأنْشد:

وقَدْ عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أنَّنِي ... أَنا الليثُ مَعْدِيًّا عَلَيْهِ وعادِيا وعَدا عَلَيْهِ: وثب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لأبي عَارِم الْكلابِي:

لقد علم الذّئْبُ الَّذِي كَانَ عادِيا ... على الناسِ أَنِّي مائرُ السَّهْم نازعُ

وَقد يكون العادي هُنَا من الْفساد وَالظُّلم.

وعَدَاه عَن الْأَمر عَدْواً وعُدْوَانا وعَدَّاه، كِلَاهُمَا: صرفه وشغله.

والــعَدَاءُ والعُدَوَاءُ والعادِيَةُ، كُله: الشّغل يَعْدُوك عَن الشَّيْء، وَقَوله أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

عَداكَ عَنْ رَيَّا وأُمِّ وَهْبِ ... عَادِى العوَادِي واختِلافُ الشَّعْبِ

فسره فَقَالَ: عادى العوادي: أَشدّهَا أَي أَشد الأشغال، وَهَذَا كَقَوْلِه: زيد رجل الرِّجَال أَي أَشد الرِّجَال.

وتَعادى الْمَكَان: تفَاوت وَلم يستو.

وَجلسَ على عُدَوَاءَ أَي على غير استقامة، ومركب ذُو عُدَوَاءَ أَي لَيْسَ بمطمئن. وَفِي بعض نسخ المُصَنّف: جِئْت على مركب ذِي عُدَوَاءٍ. مَصْرُوف وَهُوَ خطأ من أبي عبيد إِن كَانَ قَائِله لِأَن فُعَلاءَ بِنَاء لَا ينْصَرف فِي معرفَة وَلَا نكرَة.

والتَّعادِي: أمكنة غير مستوية. وَفِي الحَدِيث " وَفِي الْمَسْجِد تعادٍ ".

والــعَداء. الْبعد وَكَذَلِكَ العُدَواءُ.

وَقوم عِدىً: متباعدون، وَقيل: غرباء والمعنيان متقاربان، وهم الْأَــعْدَاء أَيْضا لِأَن الْغَرِيب بعيد.

والعُدْوَةُ: الْمَكَان المتباعد، عَن كرَاع.

والعُدَوَاءُ: أَرض يابسة صلبة، وَقد تكون حجرا يحاد عَنهُ فِي الْحفر، قَالَ العجاج يصف الثور:

وَإِن أصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عَنْها ووَلاَّها الظُّلُوفَ الظُّلَّفا أكد بالظلف كَمَا قَالُوا: نعاف نعف وبطاح بطح، وَكَأَنَّهُ جمع ظلفا ظالفا.

وعَدَا الْأَمر وتَعَّداهُ كِلَاهُمَا: تجاوزه.

والتَّعَدِّي فِي القافية: حَرَكَة الْهَاء الَّتِي للمضمر الْمُذكر الساكنة فِي الْوَقْف. والمُتَعَدِّي: الْوَاو الَّتِي تلْحقهُ من بعْدهَا، كَقَوْلِه:

تَنْفُش مِنْهُ الخيلُ مَا لَا تَعْزِ لُهُو

فحركة الْهَاء هِيَ التَّعَدّي، وَالْوَاو بعْدهَا هِيَ الْمُتَعَدِّي وَكَذَلِكَ قَوْله:

وامتَدَّ عُرْشا عُنْقِهِ للُقْمَتِهِي

حَرَكَة الْهَاء هِيَ التَّعَدِّي، وَالْيَاء بعْدهَا هِيَ المتَعَدِّي، وَإِنَّمَا سميت هَاتَانِ الحركتان تعَدَيِّا وَالْيَاء وَالْوَاو بعدهمَا مُتَعَدّيا لِأَنَّهُ تجَاوز للحد وَخُرُوج عَن الْوَاجِب وَلَا يعْتد بِهِ فِي الْوَزْن لِأَن الْوَزْن قد تناهى قبله. جعلُوا ذَلِك فِي آخر الْبَيْت بِمَنْزِلَة الخزم فِي أَوله.

وعَّداه إِلَيْهِ: أجَازه وأنفذه.

وعَدَّى طوره وَقدره: جاوزه على الْمثل.

ورأيتهم عدا أَخَاك وَمَا عدا أَخَاك أَي مَا خلا، وَقد يخْفض بهَا دون مَا.

وعَدَّى عَن الْأَمر: جَازَ إِلَى غَيره وَتَركه.

وأعْداه الدَّاء: جَاوز غَيره إِلَيْهِ.

وأعدَاه من علته وخلقه وأعْدَاه بِهِ: جوَّزه إِلَيْهِ.

وَالِاسْم من كل ذَلِك: العَدْوَى.

والعَدْوَى: النُّصْرَة والمعونة.

وأعداه عَلَيْهِ: نصَرَه وأعانه.

واستعداه: استنصره واسْتعانه.

واستعدى عَلَيْهِ السُّلْطَان، مِنْهُ.

وأعداه: قوَّاه قَالَ:

ولَقَدْ أضاءَ لَك الطريقُ وأنهَجَتْ ... سُبلُ المكارم والهُدَى يُعْدِى أَي إبصارك الطَّرِيق يقويك على الطَّرِيق.

وعادَى بَين اثْنَيْنِ فَصَاعِدا معاداةً وعِداءً: وَالىَ. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

فَعادَى عِدَاءً بَين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ ... وَبَين شَبُوبٍ كالقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

وعِدَاءُ كل شَيْء وعَدَاؤهُ وعِدْوَتُهُ وعُدْوَته وعِدْوُهُ: طَوَارُه.

والعِدَى والعَدَى: النَّاحِيَة، الْأَخِيرَة عَن كرَاع. وَالْجمع أَــعدَاء.

والعِدَى والعُدْوَةُ والعِدْوَةُ كُله: شاطئ الْوَادي، حكى اللحياني هَذِه الْأَخِيرَة عَن يُونُس. قَالَ: وَمن الشاذ قِرَاءَة قَتَادَة (إِذْ أنْتُمْ بالعَدْوَةِ الدُّنيا) .

والعِدْوَةُ والعُدْوَةُ أَيْضا: الْمَكَان الْمُرْتَفع.

والعِدَى والــعِدَاءُ: حجر رَقِيق يستر بِهِ الشَّيْء.

والعَدُوُّ: ضد الصّديق، يكون للْوَاحِد والاثنين والجميع وَالْأُنْثَى وَالذكر بِلَفْظ وَاحِد، وَفِي التَّنْزِيل (فإنَّهُمْ عَدُوّ لي) قَالَ سِيبَوَيْهٍ: عَدُوُّ وصف وَلكنه ضارع الِاسْم، وَقد يثنى وَيجمع وَيُؤَنث، وَالْجمع أعَدَاءٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ وَلم يكسر على فُعُلٍ وَإِن كَانَ كصبور كَرَاهِيَة الْإِخْلَال والاعتلال، وَلم يكسر على فِعْلان كراهيةَ الكسرة قبل الْوَاو لِأَن السَّاكِن لَيْسَ بحاجز حُصَيْن.

والأعادي جمع الْجمع، والعِدَى والعُدَى اسمان للْجمع، وَقَالُوا فِي جمع عَدُوَّةٍ: عَدَايا لم يسمع إِلَّا فِي الشّعْر، وَقَوله تَعَالَى (هُمُ العَدُوُّ فاحْذرْهمْ) قيل مَعْنَاهُ: هم العَدُوُّ الْأَدْنَى. وَقيل: مَعْنَاهُ: هم الْعَدو الأشد، لأَنهم كَانُوا أَــعدَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويظهرون أَنهم مَعَه.

والعادي: العَدُوُّ وَجمعه عُدَاةٌ، وَقد عادَاه وَالِاسْم العَداوَةُ.

وتعادى الْقَوْم: عادى بَعضهم بَعْضًا.

وَقَوْلهمْ: أعْدَى من الذِّئْب، قَالَ ثَعْلَب يكون من العَدْوِ وَيكون من العَدَاوَةِ، وَكَونه من العَدْوِ أَكثر، وَأرَاهُ إِنَّمَا ذهب إِلَى انه لَا يُقَال أفعل من فاعَلْتُ فَلذَلِك جَازَ أَن يكون من العَدْوِ لَا من العَدَاوَةِ.

وتَعادَى مَا بَينهم: اخْتلف.

وعَدِيتُ لَهُ: أبغضته، عَن ابْن الْأَعرَابِي. وعَدَّ عنَّا حَاجَتك أَي اطلبها عِنْد غَيرنَا فَإنَّا لَا نقدر لَك عَلَيْهَا، هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وعادَى شَعَرَه: أَخذ مِنْهُ، وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة " أنَّه خرج وَقد طَمَّ رَأسه فَقَالَ: إنَّ تَحت كل شَعْرَة لَا يُصِيبهَا المَاء جَنَابَة فَمن ثمَّ عاديت رَأْسِي كَمَا ترَوْنَ " التَّفْسِير لشمر، وروى أَبُو عدنان عَن أبي عُبَيْدَة: عادى شعره: رَفعه. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين.

والعَدَوِيَّةُ: الشّجر يخْضَرُّ بعد ذهَاب الرّبيع، قَالَ أَبُو حنيفَة: قَالَ أَبُو زِيَاد: العَدَوِيَّةُ الربل، يُقَال: أصَاب المَال عَدَوِيَّةً، وَقَالَ أَبُو حنيفَة لم أسمع هَذَا من غير أبي زِيَاد.

والعَدَوِيَّةُ: صغَار الْغنم، وَقيل: هِيَ بَنَات أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

وتعادى الْقَوْم: مَاتَ بَعضهم إِثْر بعض فِي شهر وَاحِد وعام وَاحِد قَالَ:

فَما لكِ من أرْوَى تَعادَيْتِ بالعَمَى ... ولاقَيْتِ كَلاَّبا مُطِلاّ ورَامِيا

يَدْعُو عَلَيْهَا بِالْهَلَاكِ.

والعُدْوَةُ: الْخلَّة من النَّبَات فَإِذا نسب إِلَيْهَا قيل: إبل عُدْوِيَّةٌ، على الْقيَاس، وإبل عُدَوِيَّةٌ على غير الْقيَاس، وعَوَادٍ على النّسَب بِغَيْر يائي النّسَب، كل ذَلِك عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وإبل عادِيَةٌ وعَوَادٍ: ترعى الحمض قَالَ كثير:

وَإِن الَّذِي يَنْوِى من المالِ أهْلُها ... أوَارِكُ لمَّا تأْتَلِفْ وعَوَادي

ويروى: يَبْغِي. ذكر امْرَأَة وَأَن أَهلهَا يطْلبُونَ من المَال مَا لَا يُمكن كَمَا لَا تأتلف هَذِه الْأَوْرَاك والعوادي فَكَأَن هَذَا ضد، لِأَن العوادي على هذَيْن الْقَوْلَيْنِ هِيَ الَّتِي ترعى الْخلَّة وَالَّتِي ترعى الحمض وهما مُخْتَلفا الطعمين، لِأَن الْخلَّة: مَا حلا من المرعى. والحمض مِنْهُ: مَا كَانَت فِيهِ ملوحة. والأوراك: الَّتِي ترعى الأرَاكَ وَلَيْسَ بحمض وَلَا خلة إِنَّمَا هُوَ شجر عِظَام.

وتَعَدَّى الْقَوْم: وجدوا لَبَنًا يشربونه فأغْناهم عَن اشْتِرَاء اللَّحْم. وتَعَدَّوْا أَيْضا: وجدوا مرَاعِي لمواشيهم فأغناهم ذَلِك عَن اشْتِرَاء الْعلف لَهَا. وَقَول سَلامَة بن جندل: يكونُ مَحْبِسُها أدْنى لمَرْتَعها ... وَلَو تَعادى ببَكْءٍ كلُّ محْلُوب

مَعْنَاهُ لَو ذهبت أَلْبَانهَا كلهَا.

وعَدِىّ: قَبيلَة وَالنِّسْبَة إِلَيْهِم عَدَوِيٍّ وعَدِيِّيٌّ، وَحجَّة من أجَاز ذَلِك أَن الْيَاء فِي عَدِيٍّ لما جرت مجْرى الصَّحِيح فِي اعتقاب حركات الْإِعْرَاب عَلَيْهَا فَقَالُوا عَدِيٌّ وعَدِيًّا وعَدِيٍّ جرى مجْرى حنيف فَقَالُوا عَدِيِّيٌّ كَمَا قَالُوا حنيفي فِي من نسب إِلَى حنيف.

وعَدْوَانُ: حَيّ قَالَ:

عَذِيرَ الحَيّ من عَدْوَا ... ن كَانُوا حَيَّةَ الأرْضِ

أَرَادَ: كَانُوا حيَّات الأَرْض، فَوضع الْوَاحِد مَوضِع الْجَمِيع.

وَبَنُو عِديً: حَيّ من بني مزينة، النّسَب إِلَيْهِ عِدَاوِيّ نَادِر قَالَ:

عِدَاوِيَّةٌ هيهاتَ مِنْك مَحَلُّها ... إِذا مَا هِيَ اخْتلَّتْ بِقُدْسٍ وآرَةِ

ويروى: بقدس أوارة.

ومعدى كرب، من جعله مَفْعِلاً كَانَ لَهُ مخرج من الْيَاء وَالْوَاو.

وَبَنُو عِدَاءٍ: قَبيلَة، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

ألمْ تَرَ أنَّنا وَبني عِدَاءٍ ... تَوَارَثْنا من الآباءِ دَاءَ

وهم غير بني عِديً من مزينة.

عدو

1 عَدَاهُ, (Mgh, K,) first Pers\. عَدَوْتُهُ, (Msb,) aor. ـْ (Mgh, Msb,) [inf. n. عَدْوٌ,] He passed from it, (Mgh, Msb, K,) namely, a thing, or an affair, (K,) to another, (Mgh, Msb,) and left it; (K;) and عَدَا عَنْهُ signifies the same; (K;) as also ↓ تعدّاه; (S, * K;) and in like manner one says, ↓ عَدَّيْتُهُ, inf. n. تَعْدِيَةٌ; (Msb;) [but I do not find this elsewhere, and think that correctly one should say, عَنْهُ ↓ عَدَّيْتُ; agreeably with what here follows:] the saying عَنْ هٰذَا ↓ عَدِّ means Leave thou this, and turn from it to another; and is app. from the phrase هَمَّكَ ↓ عَدِّ

إِلَى غَيْرِهِ [Turn thy anxiety to other than him, or it]; the objective complement being altogether left out, so that the verb becomes as though it were intrans.; and there are many instances similar to this in the language: (Har p. 478:) one says, عَنِّى الهَمَّ ↓ عَدَّيْتُ I turned away from me anxiety: and [hence] you say to him who has pursued you, عَنِّى إِلَى غَيْرِى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou the beast upon which thou art riding towards other than me: (TA:) and عَمَّا تَرَى ↓ عَدِّ, meaning Turn thou thine eye from what thou seest. (S.) [See an ex. of the first of these verbs in the Ham p. 125.] One says also, عَدَاهُ الأَمْرُ and ↓ تعدّاهُ The thing, or affair, passed from him. (TA. [See an ex. in the first paragraph of art. عدم.]) And the Arabs say, إِنَّ الجَرَبَ لَيَعْدُو, meaning Verily the mange, or scab, passes from him that has it to him that is near to him so that the latter becomes mangy, or scabby. (Msb.) And مَا عَدَا فُلَانٌ أَنْ صَنَعَ [app. meaning Such a one did not leave, or, accord. to an explanation of the verb in a similar phrase in Har p. 333, did not delay, his doing such a thing]. (S.) Accord. to Er-Rághib, العَدْوُ primarily signifies Transition; [whence what here precedes;] or the going, or passing, beyond, or the exceeding, a limit, or the usual limit: and incompatibility to coalesce. (TA.) b2: And [hence,] عَدَاهُ, aor. as above, [inf. n. عَدْوٌ,] He went, or passed, beyond it; exceeded it; or transgressed it. (S, TA. *) So in the saying عَدَا طَوْرَهُ [He went, or passed, beyond his proper limit; exceeded it; or transgressed it]: and in like manner, الحَقَّ ↓ تعدّى and ↓ اعتداهُ signify He went, or passed, beyond, &c., what was true, or right; and so عَنِ الحَقِّ, and فَوْقَ الحَقِّ. (TA.) أَمَا عَدَا مَنْ بَدَا, a saying in which the vulgar erroneously omit the interrogative أ, means Does not he transgress that which is right who begins by acting injuriously? (TA.) And it is said عَدَا القَارِصُ فَحَرَزَ (tropical:) What was biting to the tongue attained to an excessive degree, so that it became acid: meaning that the affair, or case, became distressing. (S in art. قرص.) b3: And عَدَا عَلَيْهِ, inf. n. عَدْوٌ and عَدَآءٌ (S, Mgh, Msb, K) and عُدُوٌّ (S, Msb, K) and عُدْوَانٌ (ISd, Msb, K) and عِدْوَانٌ (ISd, K) and عُدْوَى; (K;) and ↓ تعدّى, and ↓ اعتدى; (S, Msb, K;) He acted wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically, against him; (S, Msb, K;) and transgressed against him, or exceeded the proper limit against him: (S, Msb:) [and he acted aggressively against him; agreeably with an explanation of the inf. n. of the last of these verbs in what follows: (see an ex. in a verse cited voce رِيحٌ:)] or he acted with excessive wrongfulness, &c., against him: (Mgh:) and ↓ اعدى signifies the same as the other verbs here mentioned; (K, TA;) whence (TA) one says, فِى مَنْطِقِكَ ↓ أَعْدَيْتَ Thou hast deviated from that which is right in thy speech: (S, TA:) ↓ الاِعْتِدَآءُ is the exceeding what is right; and it is sometimes in the way of aggression; and sometimes in the way of requital; and instances of the usage of its verb in both of these manners occur in the Kur ii. 190: (Er-Rághib, TA:) the first and third of the inf. ns. of عَدَا, mentioned above, occur in the Kur vi.108 accord. to different readings: (S, TA:) and [it is said that] العُدْوَانُ signifies sheer, or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct: (S:) or, as some say, the worst of [such conduct, i. e., of] الاِعْتِدَآء, in strength, or deed, or state or condition. (TA.) b4: And عَدَا عَلَيْهِ He acted corruptly towards him. (TA.) b5: And عُدِىَ عَلَيْهِ He had his property stolen, and was wronged. (TA.) And عَدَا عَلَى القُمَاشِ, inf. n. عَدَآءٌ [said in the TA to be like سَحَابٌ, but in the CK عَدًا,] and عُدْوَانٌ and عَدَوَانٌ, (K, TA,) but in the M written with damm and fet-h [i. e. عُدْوَان and عَدْوَان], (TA,) said of a thief, He stole the قماش [meaning goods, or utensils and furniture]. (K, TA.) And عَدَا فِى ظَهْرِهِ He stole what was behind him: (A in art. ظهر:) [or he acted wrongfully in respect of what was behind him: for] لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ is expl. by the words عَدَا فِى ظَهْرٍ فَسَرَقَهُ [so that it app. meansA thief who has acted wrongfully in respect of what was behind one, and stolen it]. (O and K in that art.) b6: And عَدَا عَلَيْهِ, (K, TA,) inf. n. عَدْوٌ, (TA,) signifies also He leaped upon him, or it. (K, TA.) b7: And عَدَا, (K,) or عَدَا فِى

مَشْيِهِ, (Msb,) aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. عَدْوٌ (S, Mgh, Msb, K) and عَدًا and عُدُوٌّ and عَدَوَانٌ and تَعْدَآءٌ, (K,) signifies أَحْضَرَ [i. e. He ran; or rose in his running]; (S, * K, TA;) said of a man and of a horse: (TA:) or he went a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَةٌ, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْىٌ: (Msb, TA:) or he went a pace less quick than شَدٌّ and more so than مَشْىٌ: (TA in art. سعى:) or [he went quickly, or swiftly; for] العَدْوُ signifies السُّرْعَةُ: (Mgh:) [or rather he ran, whether gently or moderately or vehemently: that it often signifies he ran vehemently is shown by the prov. مِنْ سُلَيْكٍ ↓ أَعْدَى

More vehement in running than Suleyk, who is said to have outstripped fleet horses; and by numerous exs.:] and ↓ عّى signifies the same as عَدَا, denoting a quick pace. (TA in art. هبص.) b8: And [hence, perhaps,] عَدَا المَآءُ, aor. ـْ (assumed tropical:) The water ran. (TA.) A2: عَدَاهُ عَنِ الأَمْرِ, (S, K,) inf. n. عَدْوٌ and عُدْوَانٌ; as also ↓ عدّاهُ; (K;) signifies He, or it, diverted him; or turned him away, or back; (S, K;) and occupied him so as to divert him; (K;) from the thing, or affair. (S, K.) You say, عَدَتْ عَوَادٍ. (S, TA. See عَادِيَةٌ, voce عُدَوَآءُ: and see also the last sentence of the first paragraph of art. عود.) b2: عَدَانِى مِنْهُ شَرٌّ means بَلَغَنِى [i. e., app., Evil, or mischief, reached me from him, or it]. (TA. [See a signi-fication of 4.]) A3: عَدِيتُ لَهُ signifies I hated him, or it. (ISd, K.) A4: عَدَا is also a verb by which one makes an exception, with مَا [preceding it] and without مَا: (S, K:) you say, جَآءَنِى القَوْمُ مَا عَدَا زَيْدًا [The people, or party, came to me, except Zeyd]; and جَاؤُونِى عَدَا زَيْدًا [which means the like]; putting what follows it in the accus. case; the agent being implied in it: (S: [see this expl. in what has been said of خَلَا as used in the same manner:]) accord. to MF, it is a verb when what follows it is put in the accus. case; and when what follows it is put in the gen. case, it is a particle, by common consent: (TA: [and the like is said in the Mughnee; i. e., that it is similar to خَلَا in respect of the explanations there given of the different usages of this latter; but that Sb did not know it to have been used otherwise than as having the quality of a verb:]) one says, رَأَيْتُهُمْ عَدَا أَخَاكَ and مَا عَدَاهُ, meaning مَا خَلَا [i. e. I saw them, except thy brother]: and sometimes it governs the gen. case without ما: thus in the M: Az says, [as though regarding it as only a particle,] when you suppress [ما], you make it to govern the accus. case as meaning إِلَّا and you make it to govern the gen. case as meaning سِوَى. (TA.2 عداهٌ, (S, K,) inf. n. تَعْدِيَةٌ, (K,) He made him, or it, to pass [from a thing, or an affair, to another: see 1, first sentence]: (S, K:) and he made it to pass through, and go beyond; syn. أَنْفَذَهُ. (K.) b2: Hence تَعْدِيَةُ الفِعْلِ, a phrase of the grammarians, [generally meaning (assumed tropical:) The making the verb transitive,] as in خَرَجَ زَيْدٌ فَأَخْرَجْتُهُ [Zeyd went forth and I made him to go forth]. (TA.) b3: See also 1, first quarter, in seven places: b4: and again, in the latter half, in two places.3 عاداهُ, (K, TA,) inf. n. مُعَادَاةٌ, (S, K, TA,) [He treated him, or regarded him, with enmity, or hostility:] the verb in this phrase is that of which the epithet is عَدُوٌّ, and the subst. is عَدَاوَةٌ. (K, TA.) [It is perhaps from one of the three phrases next following]. b2: عادى الشَّىْءَ signifies He was, or became, distant, or aloof, from the thing; or he made the thing to be, or become, distant, or aloof; syn. بَاعَدَهُ. (TA.) And you say, فُلَانٌ لَا يُعَادِينِى وَلَا يُوَادِينِى, meaning لَا يُجَافِينِى وَلَا يُوَاتِينِى [app. Such a one will not make me to be, or become, remote, or aloof, from him, nor will he comply with me: but لَا يُوَادِينِى properly signifies he will not take from me the دِيَة, or bloodwit]. (TA.) And عَادِ رِجْلَكَ عَنِ الأَرْضِ Draw away thy leg, or foot, from the ground. (TA.) And عَادَى الأَدَاةَ عَنِ البَعِيرِ He raised [partially] the furniture (consisting of the saddle and saddle-cloth) from contact with the camel [so as to render it bearable by him]. (ISh, TA in art. غلق.) b3: عادى شَعَرَهُ He took [somewhat] from his hair: or he raised it, (K, TA,) in washing it: or he neglected it, and did not oil it, or anoint it: or he subjected it time after time to the purification termed وُضُوع, and to washing. (TA.) b4: عادى الوِسَادَةَ He folded the pillow. (TA.) b5: عادى القِدْرَ He lowered one of the three stones upon which the cooking-pot rested, in order that it (the pot) might incline upon the fire. (TA.) b6: عادى بَيْنَ الصَّيْدَينِ, (S, * K,) inf. n. عِدَآءٌ (S, K) and مُعَادَاةٌ, (K,) He made a succession, of one to the other, between the two animals of the chase, (S, K,) by throwing down one of them immediately after the other, (S,) in one طَلَق [or heat]. (S, K.) Imra-el-Keys says, [describing a horse,] فَعَادَى عِدَآءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ

دِرَاكًا وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَآءٍ فَيُغْسَلِ [And he made a succession, of one to the other, between a wild bull and a wild cow, by running down one after the other in a single heat, overtaking uninterruptedly, and not breaking out with water (i. e. sweat) so as to become suffused therewith]. (S. [See EM p. 49.]) In like manner also المُعَادَاةُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ means The piercing, or thrusting, two men, one after the other, uninterruptedly. (TA.) b7: And عَادَيْتُهُ [sometimes] signifies I vied, or contended, with him in running; i. q. حَاضَرْتُهُ, from الحُضْرُ. (A in art. حضر.) 4 اعدى الأَمْرَ He passed from, or beyond, another, to the thing, or affair: so in the K. (TA.) But in the M it is said, اعداهُ الدَّآءُ signifies The disease passed from another to him. (TA.) And one says أَعْدَى فُلَانٌ فُلَانًا مِنْ خُلُقِهِ, or مِنْ عِلَّةٍ بِهِ, or جَرَبٍ, (S, TA,) i. e. Such a one made somewhat of his natural disposition, or of a disease, or malady, that was in him, or of mange, or scab, to pass [from him] to such a one; [or infected him therewith; (see two exs., in a verse and a hemistich, cited in the first paragraph of art. جنى;)] and اعداهُ بِهِ signifies the same: and اعدى صَاحِبَهُ He made his companion to acquire the like of what was in him. (TA.) And يُعْدِى is said of the mange, or scab, &c., meaning It passes from him that has it to another; (S, K;) and in like manner one says of a disease, ↓ يتعدّى: (Nh, TA:) but it is said in an explanation of a trad., لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [i. e. A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]. (S, TA.) [Therefore] one says, of the mange, or scab, [or the like,] اعداهُ اللّٰهُ God made it to pass from him that had it to one that was near to him, so that he became affected therewith. (Msb.) b2: One says also, of a man, قَدْ أَعْدَى النَّاسَ بِشَرٍّ He has made evil, or mischief, to cleave to men. (TA.) A2: See also 1, near the middle, in two places.

A3: اعداهُ عَلَيْهِ He aided, or assisted, him, (S, Mgh, Msb, K,) and strengthened him, (K,) against him; (S, Mgh, Msb, K;) and avenged him of him; (S, Msb;) namely, one who had wronged him. (S, Mgh, Msb.) and اعداهُ He (a judge) heard his accusation against another, and commanded to bring his adversary. (Mgh.) A4: اعداهُ, (S, Msb, K, TA,) namely, a horse, (S, TA,) and also a man, (TA,) [He made him to run, whether gently or moderately or vehemently: or, as sometimes used,] he made him, (K, TA,) or desired him, (S,) to go the pace termed حُضْر: (S, K, TA:) or he made him to go a pace nearly the same as that termed هَرْوَلَة, (Msb, TA,) not so quick, (TA,) or which is not so quick, (Msb,) as that termed جَرْى: (Msb, TA: [see 1, latter half:]) and ↓ استعداهُ signifies the same. (S.) 5 تَعَدَّوَ see 1, first quarter, in two places: and see 4. b2: [Hence تعدّى said of a verb, It was, or became, transitive.] b3: تعدّى الحَقَّ: and تعدّى

عَلَيْهِ: see 1, second quarter, in two places.

A2: تَعَدَّوْا They found milk, (K, TA,) which they drank, (TA,) and it rendered them in no need of wine: (K, TA:) so in the copies of the K; but correctly, of flesh-meat, as in the M. (TA.) b2: And They found pasturage for their cattle, and it rendered them in no need of purchasing fodder. (K, * TA.) A3: And تعدّى مَهْرَ فُلَانَةَ He took, or received, the dowry, or bridal gift, of such a woman. (K.) 6 تعادى القَوْمُ The people, or party, became affected, [or infected,] or smitten, (S, TA,) one with the disease of another, or one with the like of the disease of another: (S:) or died, one after another, (S, TA,) in one month, and in one year. (TA.) And تعادت الإِبِلُ The camels died in great numbers. (TA.) b2: And تعادى القَوْمُ عَلَىَّ بِنَصْرِهِمْ The people, or party, came upon me consecutively with their aid, or assistance. (TA.) b3: One says also, تعادى القَوْمُ (S, K) from العَدَاوَةُ (S) meaning The people, or party, treated, or regarded, one another with enmity, or hostility. (K.) b4: And تعادى مَا بَيْنَهُمْ (S, K) The case, or affair, that was between them became in a bad, or corrupt, state, (S,) or complicated, intricate, or confused, so as to be a subject of disagreement, or difference, between them. (K.) b5: And تعادى المَكَانُ The place was, or became, dissimilar in its several parts; and uneven. (TA.) and [hence] one says, بِعُنُقِى وَجَعٌ مِنْ تَعَادِى الوِسَادِ مِنَ المَكَانِ المُتَعَادِى i. e. [In my neck is a pain from the unevenness of the pillow from] the uneven place. (TA.) b6: And تعادى He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof, (S, * K, * TA,) عَنْهُ from him, or it. (S, TA.) A2: تعادوا They vied, competed, or contended for superiority, in going the pace termed العَدْو [meaning in running]. (K, TA.) 8 إِعْتَدَوَ see 1, second quarter, in three places. b2: الاِعْتِدَآءُ in supplication [to God] is The exceeding the limits of the [Prophet's] rule, or usage, that has been transmitted from generation to generation. (TA.) 10 الاِسْتِعْدَآءُ signifies The asking, or demanding, of aid, or assistance, (Mgh, Msb,) and of vengeance, or avengement, (Mgh,) and of strengthening: (Msb:) and also the act of aiding, or assisting. (Mgh.) You say, استعداهُ He asked, or demanded, of him (i. e. the prince, or governor, or commander, S, Mgh, Msb) aid, or assistance, (S, Mgh, Msb, K,) عَلَيْهِ against him, (S, Mgh, Msb,) namely, one who wronged him: (Mgh, Msb:) [or,] accord. to El-Khuwárezmee (who derives it from العَدِىُّ signifying الرَّجَّالَةُ الَّذِينَ يَعْدُونَ), استعدى [or استعدى القَاضِىَ] means he asked, or demanded, of the judge, that he should make his foot-messengers to run in quest of his antagonist and to bring him, for the purpose of exacting from him his right, or due. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100. [and an explanation similar to this, but not a similar derivation, is indicated in the Mgh by an explanation of أَعْدَاهُ, q. v.]) b2: See also 4, last sentence.

عَدَا, as a verb, or a preposition, or both, denoting an exception: see 1, last sentence.

عَدْوٌ an inf. n. of 1 [q. v.] b2: فَعَلَ كَذَا عَدْوًا بَدْوًا means He did thus openly, or publicly. (TA.) عِدْوٌ: see عِدًى: b2: and see also عَدَآءٌ.

عَدًى [or عَدًا]: see عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence.

عُدًى: see the next paragraph.

A2: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, q. v.]

عِدًى The stones of a grave; as also ↓ عُدًى: (KL:) [i. e.] the broad stones with which the [oblong excavation called] لَحْد is covered over: (AA, TA:) or a thin stone with which a thing is concealed, or covered over; as also ↓ عِدَآءٌ; (K, TA;) the latter written in [a copy of] the Mعَدَاءٌ, like سَحَابٌ; but [the former explanation seems to be the more correct, for] it is added in the K that one thereof is termed ↓ عِدْوٌ; and accord. to this, the word expl. above [or each of the two words expl. above] is a pl. (TA. [See also عِدْوَةٌ.]) b2: And Any piece of wood that is put between two [other] pieces of wood. (K, * TA.) A2: See also عُدْوَةٌ, in two places: and عَادٍ, last sentence: b2: and عُدَوَآءُ: b3: and عَدَآءٌ.

A3: [It is also a pl. of عَدُوٌّ, which see in two places.

A4: ] And عِدَى is used as a prefixed n. for عِدَة as syn. with وَعْد. (Fr; S and L in art. وعد, q. v.) عَدْوَةٌ [inf. n. un. of عَدَا: pl. عَدَوَاتٌ. b2: Hence the saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَاتٍ وَذُو بَدَوَاتٍ, expl. voce بَدَآءٌ, in art. بدو. See another reading of this saying voce عَدَوَانٌ.] b3: [Hence also,] one says, لَهُ عَدْوَةٌ شَدِيدَةٌ He has a vehement run of the kind termed عَدْو, inf. n. of عَدَا. (Msb) b4: عَدْوَةُ الأَمَدِ means The extent of the eyesight. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى عَدْوَةَ القَوْسِ [app. meaning He, or it, is at the distance of a bowshot from me]. (TA.) A2: See also عُدْوَةٌ. b2: عَدَايَا is used in poetry as a pl. of عدوة [app. عَدْوَةٌ, but in what sense is not shown]. (TA.) عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ, (S, Msb, K,) the former of the dial. of Kureysh and the latter of the dial. of Keys, (Msb,) and ↓ عَدْوَةٌ, (K,) all mentioned by ISd, (TA,) The side of a valley; (S, Msb, K;) as also ↓ عِدًى; (K;) which last likewise signifies [absolutely] a side, or lateral part or portion; and so ↓ عَدًى; (K, TA; [see both voce عَادٍ, last sentence;]) thus in the M; (TA;) and the pl. is أَعْدَآءٌ; (K, TA;) or this last signifies [particularly] the sides of a valley, and so do ↓ عِدًى and ↓ عَدًى: (TA:) the pl. of عُدْوَةٌ and ↓ عِدْوَةٌ is عِدَآءٌ and [of عُدْوَةٌ] عُدَيَاتٌ also. (S.) b2: And عُدْوَةٌ signifies also An elevated place; and so ↓ عِدْوَةٌ: (AA, S, K:) pl. [as above, i. e. of both] عِدَآءٌ and [of the former] عُدَيَاتٌ [also]. (K. [In some copies of the K, the latter pl. is written عَدَيَاتٌ; in the CK عُدْياتٌ; but it is correctly عُدَيَاتٌ, as above, thus in my copies of the S; and perhaps عِدَيَاتٌ may also be a pl., i. e. of عِدْوَةٌ, being thus written accord. to the TA in copies of the S.]) b3: And A place far extending: (K, TA:) mentioned by ISd. (TA.) b4: See also عَدَآءٌ. b5: [Reiske, as stated by Freytag, has expl. عُدْوَةٌ as signifying “ Atrium, impluvium domus: ” but this the former has app. done from his having found عدوة erroneously written for عَذِرَة.]

A2: عُدْوَةٌ signifies also The kind of plants, or herbage, termed خُلَّة; i. e., in which is sweetness. (TA.) عِدْوَةٌ: see عُدْوَةٌ, in three places: b2: and see also عَدَآءٌ. b3: [Freytag states, as from the Deewán of the Hudhalees, that, accord. to some, it signifies A stone with which a grave, or a well, is covered: and that the pl. is ↓ عَدَآءٌ: this latter, if correct, is a quasi-pl. n.: but perhaps it is correctly عِدَآءٌ: see عِدًى, first sentence.]

A2: أُمُور عِدْوَة [app. أُمُورٌ عِدْوَةٌ, or perhaps أُمُورُ عِدْوَةٍ,] signifies Remote affairs. (TA.) عَدْوَى Mange, or scab, or other disease, that passes, or is transitive, from one to another; (S, K, TA;) a transitive disease; and such is said to be the جَرَب, and the بَرَص, and the رَمَد, and the حَصْبَة, and the جُذَام, and the وَبَآء, and the جُدَرِىّ. (Kull p. 259.) You say, لَا تُقَرِّبْهُ مِنْهُ فَإِنَّ بِهِ عَدْوَى Do not thou bring him near to him, for in him is a disease such as the mange, or scab, that is transitive from one to another. (TK.) b2: And The transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another: (S, K, TA, TK:) the subst. from يَعْدُو said of the mange, or scab, expl. above, as meaning “ it passes ” &c. (Msb. [See 1, first quarter.]) It is said in a trad., لَا عَدْوَى, i. e. لَا يُعْدِى شَىْءٌ شَيْئًا [A thing (meaning disease) does not pass by its own agency to a thing]; (S;) or [lit.] there is no transition of the mange, or scab, or other disease, from him that has it to another. (TK.) b3: And i. q. فَسَادٌ [i. e. Badness, corruptness, unsoundness, &c.]. (K, TA. [In the CK erroneously written in this sense عُدْوٰى; which, however, being an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ, q. v., may be correctly used as having the same, or nearly the same, meaning.]) So in the saying, ?? [In him, or it, is badness, &c.]. (TK.) A2: A(??) A demand that one makes upon a prefect, or governor, [or judge,] to aid, or assist, him against him who has wronged him, i. e. to inflict penal retribution on him, (IF, S, Msb,) for his wrongdoing to him. (IF, Msb.) b2: and Aid, or assistance, against a wrongdoer, (S, Mgh, TA,) required of a judge, for the bringing into his presence the antagonist: and also applied to a signet, or a [sealed] piece of clay, given by the judge as a token to denote the summoning of him whose presence is required. (Mgh.) عُدَوَآءُ (S, K) and ↓ عَادِيَةٌ and ↓ عَدَآءٌ (K) Distance, or remoteness, (S, K, TA,) as also ↓ عِدًى, (Ham p. 377,) [or particularly] of a house, or an abode, or a dwelling. (S, TA.) [Hence,] one says, طَالَتْ عُدَوَاؤُهُمْ Their distance, or remoteness, one from another, and their separation, was, or became, long. (TA.) b2: Also (i. e. the first and ↓ second and ↓ third words) Occupation, or business, that turns one away, or back, from a thing: (K, TA:) or عُدَوَآءُ signifies a custom, or habit, of occupation or business: (TA:) and عُدَوَآءُ الشُّغْلِ, the hindrances, or impediments, of occupation or business: (S, TA:) and one says, جِئْتَنِى وَأَنَا فِى عُدَوَآءَ عَنْكَ i. e. [Thou camest to me when I was engaged] in an occupation that diverted [me from thee]: (so in one of my copies of the S:) the pl. of ↓ عَادِيَةٌ is عَوَادٍ: (TA:) عَوَادِى الدَّهْرِ means the accidents, or casualties, of time or fortune, that divert [or intervene as obstacles] by occupying or busying: (S:) and you say, عَوَادِ ↓ عَدَتْ, [lit.] meaning Things, or events, turning away, or back, turned, or have turned, away, or back; [but this phrase, when followed by دُونَ or بَيْنَ, I would rather render, simply, obstacles occurred, or have occurred;] (S, TA;) thus in the latter of two verses cited voce حَبَّ. (S.) b3: عُدَوَآءُ الدَّهْرِ means The shifting, and varying, of time or fortune. (TA.) b4: and عُدَوَآءُ الشَّوْقِ What has severely affected, distressed, or afflicted, its sufferer, of the yearning, or longing, of the soul, or of longing desire. (TA.) b5: And عُدَوَآءُ signifies also A مَرْكَب [i. e. beast, or saddle, or thing on which one rides,] that is not easy: (K:) or, accord. to As, a place where he who sits thereon is not in a state of ease: and one says, جِئْتُ عَلَى مَرْكَبٍ ذِى عُدَوَآءَ i. e. [I came upon a beast, or saddle, &c.,] that was not easy: (S:) and جِئْتُكَ عَلَى فَرَسٍ ذِى عُدَوَآءَ, the last word imperfectly decl., i. e. [I came to thee upon a horse] that was not easy: (TA:) and جَلَسَ عَلَى عُدَوَآءَ He sat upon an uneven thing or place; (M, TA;) the last word imperfectly decl., as is said by ISd. (TA.) b6: Also Dry, hard, land; (K, TA;) sometimes occurring in a well when it is dug; and sometimes it is stone, from which the digger turns aside: and one says, أَرْضٌ ذَاتُ عُدَوَآءَ, meaning land that is not even, or plain; not easy to walk or ride or lie upon: or, as some say, it means a rough, rugged, place: or an elevated place upon which the camel lies down and then reclines thereon upon his side, having by his side a depressed place, which causes him to tend downwards, in consequence whereof he becomes in the state termed تَوَهُّنٌ, [weak, or languid, and unable to rise,] i. e. in the condition of extending his body towards the low place while his legs are upon the عُدَوَآء, which is the elevated, so that he is unable to rise, and dies. (TA.) A2: And [it is said that] العُدَوَآءُ also signifies اناخة قليلة [app. إِنَاخَةٌ قَلِيلَةٌ, meaning A little, or brief, making of a camel to lie down upon the breast, as is done on the occasions of mounting and dismounting &c.]. (TA.) عُدْوِىٌّ and عُدَوِىٌّ [are rel. ns. of which only the fem. forms are mentioned, in what here follows]. عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ are rel. ns. of عُدْوَةٌ as meaning “ the kind of plants, or herbage, termed خُلَّة,” the former reg. and the latter irreg.; and عَوَادٍ [pl. of ↓ عَادٍ or of عَادِيَةٌ] is a possessive epithet [from the same], without the relative ى: [all are app. applied to camels, as meaning Having for their pasture the plants, or herbage, called عُدْوَة, above mentioned: but it is immediately added,] and عُدْوِيَّةٌ and عُدَوِيَّةٌ applied to camels signify that pasture upon the [plants called] حَمْض: (TA:) and ↓ عَادِيَةٌ and [the pl.] عَوَادٍ, so applied, have this latter meaning accord. to the M and K: but accord. to the S, they are applied to camels as meaning abiding among the [trees called] عِضَاه, not quitting them, and not pasturing upon the حَمْض; and so is [the pl.] عَادِيَاتٌ. (TA in another portion of this art.) [See also عَاذِيَةٌ, in art. عذو.]

عِدَوِىٌّ, being a rel. n. of عِدَةٌ, see in art. وعد.

عَدَوِيَّةٌ The herbage of the صَيْف [q. v., here app. meaning spring], after the departure of the رَبِيع [q. v., here app. meaning winter]: (S, K:) it is applied to the young trees which then become green and are depastured by the camels: (S:) or, as some say, the [plants, or herbage, called] رَبْل [q. v.]. (TA.) b2: And The young ones of sheep or goats. (K.) b3: And Female infants [of the age] of forty days; (K, TA; [in the CK, نَبات is erroneously put for بَنَات;]) but when their [hair termed] عَقِيقَة has been cut off, this appel-lation is no longer applied to them: so says Lth; but Az pronounces him to have erred: (TA:) or it is with غ (K, TA) and ذ, both dotted, or only the former of them dotted, and one of them is called غَدِىٌّ [or غَدَوِىٌّ, or غَذِىٌّ or غَذَوِىٌّ]: thus in the M, and thus accord. to Az. (TA.) عُدْوَانٌ [expl. in the S as signifying Sheer or unmixed, wrongful or unjust or injurious or tyrannical conduct,] is an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]; (ISd, Msb, K;) as also عِدْوَانٌ. (ISd, K.) عَدَوَانٌ, applied to a wolf, (S, K,) means يَعْدُو عَلَى النَّاسِ [i. e. That acts aggressively against men]; (S, TA;) i. q. ↓ عَادٍ [app. in this sense], (K, TA,) which occurs in a trad. applied to a beast of prey, (TA,) an epithet applied to a beast of prey by the Prophet: (Mgh:) one says سَبُعٌ عَادٍ and سِبَاعٌ عَادِيَةٌ. (Msb.) [In the S, immediately after the words يَعْدُو عَلَى النَّاسِ, it is added, and hence their saying, السُّلْطَانُ ذُو عَدَوَانٍ وَذُو بَدَوَانٍ; and thus I find the saying cited as from the S in arts. عدو and بدو of the PS: but I think that عَدَوَانٍ and بَدَوَانٍ, here, are mistranscriptions for عَدَوَاتٍ and بَدَوَاتٍ, as I find them written in my copies of the S and TA in the arts. above mentioned: see عَدْوَةٌ, above; and see بَدَآءٌ in art. بدو, where it seems to be clearly shown that بَدَوَاتٍ is correct, as pl. of بَدَاةٌ.] b2: Also, (S, K, and Ham p. 81,) and ↓ عَدَّآءٌ, (Mgh, Msb, K, and Ham ubi suprà,) That runs vehemently, or much; (S, Mgh, Msb, K; *) i. q. شَدِيدُ العَدْوِ, (S, TA,) or كَثِيرُ العَدْوِ; (Ham;) applied to a horse: (Mgh, and Ham:) [and to a man:] الشَّدِيدَةُ, in the K, is a mistake for الشَّدِيدُهُ, meaning الشَّدِيدُ العَدْوِ. (TA.) عَدَآءٌ an inf. n. of عَدَا in the phrase عَدَا عَلَيْهِ [q. v.]. (S, Mgh, Msb, K.) b2: And, as also ↓ عِدَآءٌ, A single طَلَق [or heat; i. e., a single run, at once, to a goal, or limit]; (K, TA;) of a horse. (TA.) A2: And عَدَآءُ كُلِّ شَىْءٍ, (S, K,) as also ↓ عِدَاهُ, (K, TA,) [the latter written in the CK عِداؤُهُ, but] the former is with the lengthened ا and the latter with the shortened ا, (TA,) and ↓ عِدْوُهُ and ↓ عِدْوَتُهُ and ↓ عُدْوَتُهُ, (K,) signify طَوَارُهُ, (S, K,) i. e. [The equal, of anything, in breadth and length; or] what is coextensive with anything in its breadth and its length. (S, TA.) One says, لَزِمْتُ عَدَآءَ الطَّرِيقِ, or النَّهْرِ, or الجَبَلِ, meaning طَوَارَهُ [i. e. I kept to the tract coextensive in its breadth and its length with the road, or the river, or the mountain]. (TA.) A3: See also عُدَوَآءُ, first and third sentences.

A4: And see عِدًى, and عِدْوَةٌ.

عِدَآءٌ: see the next preceding paragraph: A2: and see also عِدًى.

عَدُوٌّ And enemy, contr. of وَلِىٌّ, (S,) or of صَدِيقٌ, (K,) or of صَدِيقٌ مُوَالٍ; (Msb;) an epithet, but resembling a subst.: (S:) [and (like our word “ enemy ” in military parlance) a hostile party: for] it is used alike as sing. and pl. and masc. and fem.; (Msb, K;) as is said in the “ Muk-tasar el-' Eyn: ” (Msb:) but sometimes it is dualized and pluralized and feminized: (K:) the pl. is أَعْدَآءٌ; (S, Msb, K;) and the pl. of أَعْدَآءٌ is أَعَادٍ; (Msb, K; *) and عِدًى and عُدًى are also pls. of عَدُوٌّ; (S, Msb, K; [each improperly termed in the K اِسْمُ جَمْعٍ; for فِعَلٌ and فُعَلٌ are measures of pls., not of quasi-pl. ns.;]) the former said by ISk to be the only pl. of this measure among epithets; (S, Msb; *) and عُدَاةٌ, with damm and with ة, is another pl.; (Th, S, Msb;) and is pl. of ↓ عَادٍ, (K, TA,) which is syn. with عَدُوٌّ; (S, K, TA;) as in the saying of a woman of the Arabs, أَشْمَتَ رَبُّ العَالَمِينَ عَادِيَكَ [May the Lord of the beings of the universe make thy enemy to rejoice at thy affliction]: (S, TA:) the fem. form of عَدُوٌّ is عَدُوَّةٌ, (S, Msb,) which is said by Az to be used when the meaning of an epithet is intended: (Msb:) it is said by ISk, (S, TA,) and in the “ Bari',” (Msb,) that there is no instance of the measure فَعُولٌ in the sense of فَاعِلٌ but its fem. is without ة, except عَدُوَّةٌ, (S, Msb, K,) in the phrase هٰذِهِ عَدُوَّةٌ اللّٰهِ [This woman is the enemy of God]: accord. to Fr, عَدُوَّةٌ has the affix ة to assimilate it to صَدِيقَةٌ; for a word is sometimes formed to accord with its contr.: (S, TA:) Az says that he heard certain of the tribe of 'Okeyl say, [of some women,] هُنَّ وَلِيَّاتُ اللّٰهِ and عَدُوَّاتُ اللّٰهِ and أًوْلِيَاؤُهُ and أَعْدَاؤُهُ [i. e. They are the friends of God and the enemies of God]. (Msb.) [The pl.] عِدًى signifies also Persons distant, or remote, one from another: (ISd, K, TA:) and (K) strangers, or foreigners: (ISk, S, K, TA:) and such as are distant, or remote, in respect of relationship; or not relations: (TA:) as well as enemies: (M, TA:) كَالأَعْدَآءِ, which is added in the K after وَالغُرَبَآءُ, should be وَالأَعْدَآءُ. (TA.) عَدِىٌّ is a pl. [or rather a quasi-pl. n.] of عَادٍ, q. v. (S, TA.) عَدَاوَةٌ Enmity, or hostility; (S, K, TA;) like مُعَادَاةٌ [inf. n. of 3, q. v.]. (TA.) عَدَّآءٌ: see عَدَوَانٌ, last sentence.

عَادٍ [act. part. n. of عَدَا, q. v. b2: As such particularly signifying] Acting wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically; transgressing, or exceeding the proper limit: (Msb, TA:) pl. عَادُونَ. (Msb.) Hence the saying, لَا أَشْمَتَ اللّٰهُ بِكَ عَادِيَكَ i. e. [May God not make to rejoice at thy affliction] him who acts wrongfully to thee. (TA.) [And hence the phrase لِصٌّ عَادِى ظَهْرٍ, expl. in art. ظهر.] See also عَدَوَانٌ. And see عَدُوٌّ, with which it is syn. b3: Also Seizing, or carrying off, by force; or snatching at unawares. (TA.) and العَادِى signifies [particularly] The lion; (K, TA;) because of his injuriousness, and his seizing men and making them his prey. (TA.) b4: ↓ عَدِىٌّ is a pl. of عَادٍ, [or rather a quasi-pl. n.,] like as غَزِىٌّ is of غَازٍ; as such signifying Runners upon their feet: (S, TA:) or a company of men, (K, TA,) in the dial. of Hudheyl, (TA,) that run to the fight (K, TA) and the like: (TA:) or the first, of the footmen, [or foot-soldiers,] that charge, or assault; (K, TA;) because they run quickly: (TA:) like عَادِيَةٌ, (K, TA,) of which the pl. is عَوَادٍ, (TA,) in both senses: or this signifies the horsemen; (K, TA;) i. e. the first, of the horsemen, that charge, or assault, in a hostile, or predatory, incursion, especially; (TA;) or horses making a hostile, or predatory, incursion; and hence [the pl.] العَادِيَات in the Kur c. 1. (TA in the supplement to this art.) And accord. to ElKhuwárezmee, عَدِىٌّ particularly signifies The foot-messengers of the sovereign, and of the judge, who are made to run in quest of one against whom an accusation has been made, and to bring him, for the purpose of exacting from him the right, or due, of his accuser. (De Sacy's Chrest. Arabe, sec. ed., iii. 100.) A2: عَادِى العَوَادِى, a phrase used by a poet, is expl. by IAar as meaning The hardest, or most pressing, or most severe, of occupations that turn one away, or back, from a thing. (TA.) A3: See also عَادٍ and its fem. عَادِيَةٌ voce عُدْوِىٌّ.

A4: عَادِيَا اللَّوْحِ signifies طَرَفَاهُ [The two extremities, or two sides, of the tablet or the like]; (K, TA;) each of them being called عادى [i. e.

عَادِى اللَّوْحِ, or a mistranscription for عَادٍ], like عِدى [i. e. ↓ عِدًى or ↓ عَدًى, both mentioned above, voce عُدْوَةٌ, as meaning, absolutely, a side, or lateral part or portion]. (TA.) عَادِيَةٌ [fem. of.عَادٍ, q. v.

A2: As a subst., it signifies] Wrongdoing, injustice, injuriousness, or tyranny; and evil, or mischief; (S, TA;) as in the saying دَفَعْتُ عَنْكَ عَادِيَةَ فُلَانٍ [I repelled, or have repelled, from thee the wrongdoing &c., and the evil, or mischief, of such a one]: (S:) it is an inf. n. [or rather a quasi-inf. n.] like عَاقِبَةٌ: and signifies also sharpness, or hastiness, of temper; and anger. (TA.) Also The harm, or hurt, of poison. (Har p. 304.) A3: See also عُدَوَآءُ, in three places.

A4: عَوَادِى الكَرْمِ, (K, TA,) of which عَادِيَةٌ is the sing., (TA,) signifies The grape-vines that are planted at the feet, or roots, of great trees. (K, TA.) أَعْدَى [a noun denoting the comparative and superlative degrees, and having several different significations]. أَعْدَى مِنَ الجَرَبِ More transitive, or wont to pass from one to another, than the mange, or scab, is a prov. (Meyd.) and أَعْدَى مِنَ الثُّؤَبَآءِ is another prov., having a similar meaning [i. e. More wont to pass from one to another, or, as we commonly say, more catching, than yawning]; (Meyd;) for when a man yawns in the presence of others, they become affected as he is. (TA in art. ثأب.) b2: أَعْدَى مِنَ الذِّئْبِ is also a prov., and may mean More wrongful, or more inimical, or more vehement in running, than the wolf. (Meyd.) أَعْدَى مِنْ سُلَيْكٍ, another prov., (expl. in the latter half of the first paragraph,) is from العَدْوُ. (Meyd.) b3: هُوَ أَعْدَى شَىْءٍ [app. meaning It is the most effectual thing to aid, or assist, or to avenge; أَعْدَى in this case being irregularly formed from the augmented verb in the phrase أَعْدَاهُ عَلَيْهِ]. (TA in art. ادو: see آدَى in that art.) تَعَادٍ Uneven places, (K, TA,) dissimilar in their several parts: occurring in this sense in a trad. (TA.) As mentions the saying نِمْتُ عَلَى

↓ مَكَانٍ مُتَعَادٍ, meaning [I slept upon] a place dissimilar in its several parts; uneven: and هٰذِهِ

↓ أَرْضٌ مُتَعَادِيَةٌ This is land having in it burrows, and [trenches, or channels, such as are termed]

لَخَاقِيق. (S, TA.) مَا لِى عَنْ فُلَانٍ مَعْدًى means There is not for me any going beyond such a one to another, nor any stopping short of him. (S.) مَعْدُوٌّ: see what next follows.

فُلَانٌ مَعْدِىٌّ عَلَيْهِ and ↓ مَعْدُوٌّ (S, K *) mean [Such a one is] treated wrongfully, unjustly, injuriously, or tyrannically: (K:) the ى in مَعْدِىٌّ is substituted for و because the latter [in this case] is deemed difficult of utterance. (S.) مُتَعَادٍ; and its fem., with ة: see تَعَادٍ.
باب العين والدّال و (واي) معهما ع د و، ع ود، د ع و، وع د، ود ع، يدع

عدو: العَدْوُ: الحُضْرُ. عدا يعدو عدواً وعدوّاً، مثقلةً، وهو التعدّي في الأمر، وتجاوز ما ينبغي له أن يقتصر عليه، ويقرأ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً على فُعُول في زنة: قُعُود. وما رأيت أحداً ما عدا زيداً، أي: ما جاوز زيداً، فإن حذفت (ما) خفضته على معنى سوى، تقول: ما رأيت أحداً عدا زيد. وعدا طورَه، وعدا قدرَه، أي: جاوز ما ليس له. والعدوان والإعتداء والــعداء، والعدوى والتعدّي: الظُّلْمُ البراح. والعَدْوَى: طلبك إلى والٍ ليُعْدِيَك على من ظلمك، أيْ: ينتقم لك منه باعتدائه عليك. والعَدْوَى: ما يقال إنّه يُعْدِي من جَرَب أو داء.

وفي الحديث: لا عَدْوَى ولا هامةِ ولا صفرَ ولا غُولَ ولا طيرَةَ

أي: لا يُعْدي شيءٌ شيئاً. والعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللّص أو المغيرِ. عدا عليه فأخذ ماله، وعدا عليه بسيفِه فضربه، ولا يُريدُ عَدْواً على الرّجلينِ، ولكنْ من الظّلم. وتقول: عَدَتُ عوادٍ بيننا وخُطُوب، وكذلك عادت، ولا يُجْعَلُ مصدره في هذا المعنى: معاداة، ولكن يقال: عدى مخافةَ الإلتباس. وتقول: كُفَّ عنّي يا فلانُ عاديتَكَ، وعادية شرّك، وهو ما عَداك من قِبَلِهِ من المكروه. والعاديةُ: الخيلُ المغيرة. والعادية: شُغْلٌ من أشغال الدّهر تَعْدوك عن أمورك. أي: تشغلك. عداني عنك أمر كذا يعدوني عداءً، أي: شَغَلني. قال:

وعادك أن تلاقيها الــعداء

أي: شغلك. ويقولون: عادك معناه: عداك، فحذف الألف أمام الدال، ويقال: أراد: عاودك. قال :

إنّي عداني أن أزورميا ... صهب تغالى فوق نيّ نيّا

والــعَداءُ والــعِداءُ لغتان: الطَّلْقُ الواحد، وهو أن يعادي الفرس أو الصيّاد بين صيدين ويصرع أحدهما على أثر الآخر، قال :

فعادَى عِداءً بين ثَوْرٍ ونَعْجَةٍ

وقال :

يَصْرَعُ الخَمْسَ عَداءً في طَلَقْ

يعني يصرع الفرس، فمن فتح العين قال: جاوز هذا إلى ذاك، ومن كسر العين قال: يعادي الصيد، من العَدْو. والــعَداء: طَوارُ الشيء. تقول: لَزِمتُ عَداء النّهر، وعَداءَ الطريق والجبل، أي: طواره. ويقال: الأكحل عرْقٌ عَداءَ السّاعد. وقد يقال: عِدْوة في معنى الــعَداء، وعِدْو في معناها بغير هاء، ويجمع [على أفعال فيقال] أعداء النهر، وأعداء الطريق. والتَّــعداء: التَّفعال من كلّ ما مرَّ جائز. قال ذو الرّمة :

مِنْها على عُدْوَاءِ النَّأيِ تَسْتقيمُ

والعِنْدَأْوَة: التواءٌ وعَسَرٌ [في الرِّجْلِ] . قال بعضهم: هو من الــعَداءِ، والنون والهمزة زائدتان، ويقال: هو بناء على فِنْعالة، وليس في كلام العرب كلمة تدخل العين والهمزة في أصل بنائها إلاّ في هذه الكلمات: عِنْدأْوة وإمَّعة وعَباء، وعَفاء وعَماء، فأمّا عَظاءة فهي لغة في عَظاية، وإن جاء منه شيء فلا يجوز إلاّ بفصل لازم بين العين والهمزة. ويقال: عِنْدَأوة: فِعْلَلْوة، والأصلُ أُمِيتَ فِعْلُهُ، لا يُدرى أمن عَنْدَى يُعْنَدي أم عدا يعدو، فلذلك اختلف فيه. وعدّى تَعْدِيَةً، أي: جاوز إلى غيره. عدّيتُ عنّي الهمَّ، أي: نحّيتُه. وتقول للنّازل عليك: عدِّ عنّي إلى غيري. وعَدِّ عن هذا الأمر، أي: دعْهُ وخذ في غيره. قال النّابغة :

فعدِّ عمّا تَرَى إذ لا ارتجاعَ لَهُ ... وانْمِ القُتُودَ على عَيْرانَةٍ أُجُدِ

وتعدّيتُ المفازَةَ، أي: جاوزتُها إلى غيرها. وتقول للفعل المجاوِزِ: يتعدّى إلى مفعولٍ بعد مفعول، والمجاوز مثل ضرب عمرو بكراً،والمتعدّي مثل: ظنّ عمرو بكراً خالداً. وعدّاه فاعله، وهو كلام عامّ في كل شيء. والعَدُوُّ: اسمٌ جامعٌ للواحد والجميع والتّثنية والتّأنيث والتّذكير، تقول: هو لك عدوٌّ، وهي وهما وهم وهنَّ لك عدوٌّ، فإذا جعلته نعتاً قلت: الرّجلانِ عدوّاك، والرّجالُ أعداؤك. والمرأتان عدوتاك، والنسوة عداوتك، ويجمع العدوّ على الأعداء والعِدَى والعُدَى والعُداة والأعادي. [وتجمع العَدوّة على] عَدَايا. وعدْوانُ حيّ من قيس، قال :

عَذيرَ الحيِّ من عدوان ... كانوا حَيَّةَ الأرْضِ

والعَدَوان: الفَرس الكثير العَدْوِ. والعَدَوان: الذّئب الذي يعدو على النّاس كلّ ساعة، قال يصف ذئباً قد آذاه ثمّ قتله بعد ذلك :

تذكرُ إذْ أنت شديدُ القَفْز ... نَهْد القصيرَى عَدَوان الجمز

والعداوء: أرضٌ يابسةُ صُلْبة، وربما جاءت في جوف البئر إذا حُفِرَت، وربّما كانت حجراً حتى يحيد عنها الحفّار بعضَ الحَيْد. قال العجّاج يصفُ الثّور وحَفْرَهُ الكِنَاسَ :

وإن أصاب عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا ... عنها وولاّها الظُّلوفَ الظُّلَّفا

والعُدوة: صلابة من شاطىء الوادي، ويقال: عِدوة، ويقرأ: إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا بالكسر والضم. عَدّي: فَعيلٌ من بنات الواو، والنسبة: عَدَوِيّ، ردّوا الواو كما يقولون: عَلَوِيّ في النسبة إلى عَلِيّ. والعَدَويّة من نَباتِ الصّيف بعد ذهاب الرّبيع يَخْضرُّ صغار الشّجر فترعاه الإبلُ. والعَدَويَّة: من صغارِ سِخال الغَنَم، يقال: هي بناتُ أربعينَ يوماً فإذا جُزَّتْ عنها عقيقتُها ذَهَبَ عنها هذا الاسم. ومَعْدي كرب، مَنْ جَعَلَهُ مَفْعِلاً فإنّه يكون له مخرجٌ من الواو والياء جميعاً، ولكنّهم جعلوا اسمين اسماً واحداً فصار الإعرابُ على الباء وسكّنوا ياء مَعْدِي لتحرُّكِ الدّال، ولو كانت الدّال ساكنة لنصبوا الياء، وكذلك كلُّ اسمينِ جعلا اسماً واحداً، كقول الشاعر :

... عرّدت ... بأبي نَعَامَةَ أمُّ رَأْلٍ خَيْفَقُ

عود: العَوْدُ: تثنيةُ الأمرِ عَوْداً بَعْدَ بَدْءٍ، بدأ ثم عاد. والعَوْدَةُ مرّة واحدة،

كما يقول: ملك الموت لأهل الميّت: إنّ لي فيكم عَوْدة ثمّ عَوْدة حتّى لا يبقى منكم أحد.

وتقول: عاد فلانٌ علينا معروفُه إذا أحسن ثمّ زاد قال :

قد أحْسَنَ سعدٌ في الذي كان بيننا ... فإنْ عادَ بالإحْسانِ فالعَوْدُ أحمدُ

وقول معاوية: لقد متّتْ برحِمٍ عَوْدة. يعني: قديمة. قد عَوَّدَتْ، أي: قَدُمَتْ، فصارت كالعَوْدِ القديم من الإبل. وفلان في مَعادة، أي: مُصيبة، يغشاه النّاس في مناوِح، ومثله: المَعاوِد: والمَعاوِد المآتم. والحجّ مَعادُ الحاجّ إذا ثنّوا يقولون في الدّعاء:

اللهمَّ ارزُقنا إلى البيتِ مَعاداً أو عَوْداً.

وقوله لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ يعني مكّة، عِدَةً للنبيّ صلى الله عليه وآله أن يَفْتحها ويَعودَ إليها. ورأيت فلانا ما يبدىء وما يُعيد، أي: ما يتكلّم بباديةٍ ولا عاديةٍ. قال عبيد بن الأبرص :

أقفر من أهله عبيد ... فاليوم لا يبدي ولا يُعِيدُ

والعادةُ: الدُّرْبة في الشيء، وهو أن يتمادى في الأمر حتّى يصيرَ له سجيّة. ويقال للرَّجُل المواظب في الأمر: مُعاوِد. في كلامِ بَعْضِهِم: الْزَموا تُقى الله واستعيدوها، أي: تعوّدوها، ويقال: معنى تَعَوَّدَ: أعاد. قال الرّاجز :

لا تَستطيعُ جَرَّه الغَوامِضُ ... إلاّ المُعِيداتُ بهِ النّواهِضُ

يعني: النّوق التي استعادتِ النَّهْضَ بالدّلو. ويقال للشّجاع: بطلٌ مُعاوِدٌ، أي: قد عاوَدَ الحربَ مرَّةً بعد مرّةٍ. وهو معيدٌ لهذا الشيء أي: مُطيقٌ له، قد اعتاده. والرّجال عُوّاد المريض، والنّساء عُوَّد، ولا يُقال: عُوّاد. واللهُ العَوَّادُ بالمغفرة، والعبد العَوَّاد بالذّنوب.. والعَوْدُ: الجَمَلُ المُسِنّ وفيه سَورة، أي بقيّة، ويجمع: عِوَدة، وعِيَدة لغة، وعوّد تعويداً بلغ ذلك الوقت، قال :

لا بُدَّ من صَنْعا وإنْ طال السَّفَرْ ... وإنْ تحنّى كلّ عَوْدٍ وانْعقَرْ

والعَوْدُ: الطّريقُ القديم. قال : عَوْدٌ على عَوْدٍ لأقْوامٍ أُوَل يريد: جمل على طريقٍ قديم. والعَوْدُ: يوصف به السُّودَدُ القديم. قال الطرماح :

هل المجدُ إلاّ السُّودَدُ العَوْدُ والنَّدَى ... ورَأْبُ الثَّأَى والصّبرُ عندَ المُواطِن

والعُوْدُ: الخشبةُ المُطَرّاة يدخن به. والعُودُ: ذو الأوتار الذي يضرب به، والجميع من ذلك كلّه: العِيدان، وثلاثة أعواد، والعَوَّادُ: متّخذُ العِيدان. والعِيدُ: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، من عاد يعود إليه، ويقال: بل سُمِّيَ لأنّهم اعتادوه. والياءُ في العيد أصلها الواو قُلبت لِكَسْرَةِ العَيْن. قال العجاج يصف الثور الوحشيّ ينتابُ الكِناس :

يَعْتاد أرباضاً لها آريُّ ... كما يَعودُ العيدَ نَصْرانيُّ

وإذا جمعوه قالوا: أعْياد، وإذا صغّروه قالوا: عُيَيْد، وتركوه على التّغيير. والعِيدُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث. والعائدة: الصّلة والمعروف، والجميع:عوائد. وتقول: هذا الأمر أَعْوَد عليك من غيره. أي: أرفقُ بك من غيره. وفَحْلٌ مُعيدٌ: مُعتادٌ للضِراب. وعوّدتُه فتعوَّد. قال عنترة يَصِفُ ظليماً يَعْتادُ بيضَه كلَّ ساعة :

صَعْلٍ يَعودُ بذْي العُشَيْرَةِ بيضَهُ ... كالعَبْد ذي الفَرْوِ الطويلِ الأصْلَمِ

والعِيدِيّةُ: نجائبُ منسوبة إلى عاد بن سام بن نوح عليه السّلام، وقبيلته سُمّيت به. وأمّا عاديّ بن عاديّ فيقال: ملك ألف سنة، وهزم ألف جيش وافتضّ ألفَ عذراءَ، ووجد قبيل الإسلام على سريرٍ في خرقٍ تحتَ صخرةٍ مكتوبٍ عليها على طَرَفِ السّرير قِصَّتُه . قال زهير :

ألم تَرَ أنّ اللهَ أَهْلَكَ تُبّعاً ... وأَهْلَكَ لُقمانَ بن عادٍ وعادِيا

وأمّا عادٌ الآخرة فيقال إنّهم بنو تميم ينزلون رمالَ عالِجٍ، وهم الذين عَصَوا الله فمسخهم نسناساً لكلّ إنسان منهم يدٌ ورجلٌ من شِقٍّ ينقز نقز الظّبْي. فأمّا المسخُ فقد انقرضوا، وأمّا الشَّبُه الذي مُسِخوا عليه فهو على حاله . ويقال للشيء القديم: عاديّ يُنْسَبُ إلى عادٍ لقِدَمِهِ. قال :

عادِيّة ما حُفِرَتْ بعدَ إرَمْ ... قام عليها فتيةٌ سود اللمم دعو: الدِّعْوَةُ: ادّعاء الولد الدّعيّ غير أبيه، ويدّعيه غير أبيه. قال :

ودِعْوَة هاربٍ من لُؤْمِ أصلٍ ... إلى فحْلٍ لغير أبيه حوب

يقال: دَعيٌّ بيّنُ الدِّعْوَة. والادّعاء في الحرب: الاعتزاء. ومِنْه التّداعي، تقول: إليّ أنا فُلان.. والادعاء في الحرب أيضاً أنْ تقولَ يال فلان. والادّعاء أن تدّعي حقًّا لك ولغيرك، يقال: ادّعَى حقًّا أو باطلاً. والتّداعي: أن يدعوَ القومُ بعضُهم بعضاً.

وفي الحديث: دع داعيةَ اللّبنِ

يعني إذا حلبت فدعْ في الضّرع بقيّةً من اللّبن. والدّاعيةُ: صريخ الخَيْلِ في الحروب. أجيبوا داعيةَ الخيل. والنّادبة تدعو الميت إذا نَدَبتْهُ. وتقول: دعا الله فلاناً بما يكره، أي: أنزل به ذلك. قال :

دعاكَ اللهُ من قَيْسٍ بأفعَى ... إذا نام العيونُ سرتْ عليكا

وقوله عز وجل: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ، يقال: ليس هو كالدّعاء، ولكنّ دعوتَها إيّاهم: ما تَفْعَلُ بهم من الأفاعيل، يعني نار جهنّم. ويقال: تداعَى عليهم العدوُّ من كلّ جانبٍ: [أَقْبَل] . وتداعَتِ الحيطانُ إذا انقاضَّتْ وتَفَرَّزَتْ. وداعَيْنا عليهم الحيطانَ من جوانبها، أي: هدمناها عليهم. ودواعي الدّهر: صُروفُهُ. وفي هذا الأمر دعاؤه، أي: دعوى قسحة. وفلانٌ في مَدْعاة إذا دُعيَ إلى الطّعام. وتقول: دعا دُعاءً، وفلانٌ داعي قومٍ وداعية قومٍ: يدعو إلى بيعتهم دعوة. والجميعُ: دُعاةٌ.

وعد: [الوَعْدُ والعِدَةُ يكونان مصدراً واسماً. فأمّا العِدَةُ فتُجْمع: عِدات، والوعد لا يجمع] . والموعِدُ: موضع التّواعُدِ وهو الميعادُ. والمَوْعِدُ مصدرُ وَعَدْتُهُ، وقد يكون الموعِدُ وقتاً للعدة

، والموعدة: اسم للعدة. قال جرير :

تُعَلِّلُنا أُمامةُ بالعِداتِ ... وما تَشْفي القُلوبَ الصّادياتِ

والميعاد لا يكون إلاّ وقتاً أو موضعاً. والوعيد من التّهدّد. أوعدته ضرباً ونحوه، ويكون وعدته أيضاً من الشّرّ. قال الله عزّ وجلّ: النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا . ووعيد الفحل إذا همّ أن يصول. قال أبو النجم:

يرعد أن يوعدَ قلب الأعزل

ودع: الوَدْعُ والوَدْعَةُ الواحدة: مناقفُ صغار تخرج من البحر يزيّن به العثاكل، وهي بيضاء. في بطنها مَشْقٌ كشقِّ النواة، وهي جوف، في جوفها دُوَيْبة كالحَلَمة. قال ذو الرّمة :

كأنّ آرامها والشّمسُ ماتعةٌ ... وَدْعٌ بأرجائِهِ فذ ومنظوم والدَّعَةُ: الخفض في العيش والرّاحة. رجُلٌ مُتَّدع: صاحب دَعَةٍ وراحة. ونال فلان من المكارم وادعاً، أي: من غير أن تكلّف من نفسه مشقّة. يقال وَدُعَ يَوْدُعُ دَعَةً، واتَّدع تُدَعَة مثل اتَّهم تُهَمَة واتَّأد تُؤَدَة. قال :

يا رُبَّ هيجا هي خيرٌ من دَعَه

والتَّوديعُ: أن تودّع ثوباً في صوان، أي في موضع لا تصل إليه ريح، ولا غبار. والمِيدَعُ: ثوب يُجْعل وقايةً لغيره، ويوصف به الثّوبُ المبتذَلُ أيضاً الذي يصان فيه، فيقال: ثوبٌ مِيدَعٌ، قال :

طرحتُ أثوابيَ إلا الميدعا

والوداع: توديعُك أخاك في المسير. والوَداعُ: التَّرْك والقِلَى، وهو توديعُ الفِراق، والمصدر من كلٍّ: توديع قال :

غداة غدٍ تودّع كلّ عين ... بها كُحُلٌ وكلّ يدٍ خضيبِ

وقوله تعالى: ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى

أي: ما تَرَكَكَ. والمودوعُ: المودَّع. قال :

إذا رأيت الغرب المودوعا والعرب لا تقول: وَدَعتُهُ فأنا وادع. في معنى تركتُه فأنا تارك. ولكنّهم يقولون في الغابر: لم يدع، وفي الأمر: دعْه، وفي النّهي: لا تدعه، إلاّ أن يُضطّر الشّاعرُ، كما قال :

وكانَ ما قدّموا لأنفُسِهِمْ ... أكْثَرَ نفعاً منَ الّذي وَدَعُوا

أي تركوا ... وقال الفرزدق :

وعضّ زمان يا ابن مروان لم يدع ... من المال إلا مسحت أو مجلف

فمن قال: لم يدع، تفسيره، لم يترك، فإنّه يضمر في المسحت والمجلف ما يرفعه مثل الذي ونحوه، ومن روى: لم يُدَعْ في معنى: لم يُتْرَكُ فسبيلُه الرّفعُ بلا علّة، كقولك: لم يُضْرَبْ إلاّ زيدٌ، وكان قياسُه: لم يُودَعْ ولكنّ العربَ اجتمعتْ على حذف الواو فقالتْ: يَدَع، ولكنّكَ إذا جَهِلْتَ الفاعل تقول: لم يُودَعْ ولم يُوذَرْ وكذلك جميعُ ما كانَ مِثلَ يودع وجميع هذا الحدّ على ذلك. إلاّ أنّ العرب استخفّت في هذين الفعلين خاصّة لما دخل عليهما من العلّة التي وصفنا فقالوا: لم يُدَعْ ولم يُذَرْ في لغة، وسمعنا من فصحاء العرب من يقول: لم أُدَعْ وراءً، ولم أُذَرْ وراءً. والمُوادَعَةُ: شِبْهُ المُصالَحَة، وكذلك التَّوادُعْ. والوَديعةُ: ما تستودعه غيرَك ليحفظَه، وإذا قلت: أَوْدَعَ فلانٌ فلاناً شيئاً فمعناه: تحويل الوديعة إلى غيره:

وفي الحديث: ما تَقولُ في رجلٍ استُودِعَ وديعةً فأودَعَها غيرَه قال: عليه الضّمان.

وقول الله عزّ وجلّ: فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ . يُقال: المستودَع: ما في الأرحام. ووَدْعان: موضعٌ بالبادية. وإذا أمرت بالسكينةِ والوَداع قلت: تَوَدَّعْ، واتدع. ويقال: عليك بالمودوع من غير أن تجعلَ له فِعلاً ولا فاعلاً على جهةِ لفظِه، إنّما هو كقولك: المعسور والميسور، لا تقول: منه عسرت ولا يسرت. ووَدُعَ الرّجُلُ يَوْدُع وداعةً، وهو وادعٌ، أي: ساكن. والوَديعُ: الرَّجُلْ الساكن الهادىء ذو التَّدعة. ويقال: ذو وَداعةٍ. ووَدَاعة: من أسماء الرجال. والأودعُ: اسم من أسماء اليربوع.

يدع: الأَيْدَع: صبغ أحمر، وهو خشب البَقَّم. تقول: يَدَّعتُه [وأنا أُيَدِّعُهُ] تَيْديعاً قال :

فنحا لها بمُذَلَّقَيْنِ كأنّما ... بهما من النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَيْدَعُ 

عَدَوَ 

(عَدَوَ) الْعَيْنُ وَالدَّالُ وَالْحَرْفُ الْمُعْتَلُّ أَصْلٌ وَاحِدٌ صَحِيحٌ يَرْجِعُ إِلَيْهِ الْفُرُوعُ كُلُّهَا، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَجَاوُزٍ فِي الشَّيْءِ وَتَقَدُّمٍ لِمَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَصَرَ عَلَيْهِ. مِنْ ذَلِكَ الْعَدْوُ، وَهُوَ الْحُضْرُ. تَقُولُ: عَدَا يَعْدُو عَدْوًا، وَهُوَ عَادٍ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعُدُوُّ مَضْمُومٌ مُثَقَّلٌ، وَهُمَا لُغَتَانِ: إِحْدَاهُمَا عَدْوٌ كَقَوْلِكَ غَزْوٌ، وَالْأُخْرَى عُدُوٌّ كَقَوْلِكَ حُضُورٌ وَقُعُودٌ. قَالَ الْخَلِيلُ: التَّعَدِّي: تَجَاوُزُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يُقْتَصَرَ عَلَيْهِ. وَتَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ عَلَى وَجْهَيْنِ: {فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [الأنعام: 108] وَ " عُدُوًّا ". وَالْعَادِيُّ: الَّذِي يَعْدُو عَلَى النَّاسِ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا. وَفُلَانٌ يَعْدُو أَمْرَكَ، وَمَا عَدَا أَنْ صَنَعَ كَذَا. وَيُقَالُ مِنْ عَدْوِ الْفَرَسِ: عَدَوَانٌ، أَيْ جَيِّدُ الْعَدْوِ وَكَثِيرُهُ. وَذِئْبٌ عَدَوَانٌ: يَعْدُو عَلَى النَّاسِ. قَالَ:

تَذْكُرُ إِذْ أَنْتَ شَدِيدُ الْقَفْزِ ... نَهْدُ الْقُصَيْرَى عَدَوَانُ الْجَمْزِ

وَتَقُولُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مَا عَدَا زَيْدًا. قَالَ الْخَلِيلُ: أَيْ مَا جَاوَزَ زَيْدًا. وَيُقَالُ: عَدَا فُلَانٌ طَوْرَهُ. وَمِنْهُ الْعُدْوَانُ، قَالَ: وَكَذَلِكَ الْــعَدَاءُ، وَالِاعْتِدَاءُ، وَالتَّعَدِّي. وَقَالَ أَبُو نُخَيْلَةَ:

مَا زَالَ يَعْدُو طَوْرَهُ الْعَبْدُ الرَّدِي ... وَيَعْتَدِي وَيَعْتَدِي وَيَعْتَدِي

قَالَ: وَالْعُدْوَانُ: الظُّلْمُ الصُّرَاحُ. وَالِاعْتِدَاءُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعُدْوَانِ. فَأَمَّا الْعَدْوَى فَقَالَ الْخَلِيلُ: هُوَ طَلَبُكَ إِلَى وَالٍ أَوْ قَاضٍ أَنْ يُعْدِيَكَ عَلَى مَنْ ظَلَمَكَ أَيْ يَنْقِمُ مِنْهُ بِاعْتِدَائِهِ عَلَيْكَ. وَالْعَدْوَى مَا يُقَالُ إِنَّهُ يُعْدِي مِنْ جَرَبٍ أَوْ دَاءٍ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا عَدْوَى وَلَا يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا» . وَالْــعُدَاءُ كَذَلِكَ. وَهَذَا قِيَاسٌ، أَيْ إِذَا كَانَ بِهِ دَاءٌ لَمْ يَتَجَاوَزْهُ إِلَيْكَ. وَالْعَدْوَةُ: عَدْوَةُ اللِّصِّ وَعَدْوَةُ الْمُغِيرِ. يُقَالُ عَدَا عَلَيْهِ فَأَخَذَ مَالَهُ، وَعَدَا عَلَيْهِ بِسَيْفِهِ: ضَرَبَهُ لَا يُرِيدُ بِهِ عَدْوًا عَلَى رِجْلَيْهِ، لَكِنْ هُوَ مِنَ الظُّلْمِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ:

وَعَادَتْ عَوَادٍ بَيْنَنَا وَخُطُوبُ

فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنَّهَا تَجَاوَزَتْ حَتَّى شَغَلَتْ. وَيُقَالُ: كُفَّ عَنَّا عَادِيَتَكَ. وَالْعَادِيَةُ: شُغْلٌ مِنْ أَشْغَالِ الدَّهْرِ يَعْدُوكَ عَنْ أَمْرِكَ، أَيْ يَشْغَلُكَ. وَالْــعَدَاءُ: الشُّغْلُ. قَالَ زُهَيْرٌ:

فَصَرِّمْ حَبْلَهَا إِذْ صَرَّمَتْهُ ... وَعَادَكَ أَنْ تُلَاقِيَهَا عَدَاءُ

فَأَمَّا الْــعِدَاءُ فَهُوَ أَنْ يُعَادِيَ الْفَرَسُ أَوِ الْكَلْبُ [أَوِ] الصَّيَّادُ بَيْنَ صَيْدَيْنِ، يَصْرَعُ أَحَدَهُمَا عَلَى إِثْرِ الْآخَرِ. قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ: فَعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ وَنَعْجَةٍ ... وَبَيْنَ شَبُوبٍ كَالْقَضِيمَةِ قَرْهَبِ

فَإِنَّ ذَلِكَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعَدْوِ أَيْضًا، كَأَنَّهُ عَدَا عَلَى هَذَا وَعَدَا عَلَى الْآخَرِ. وَرُبَّمَا قَالُوا: عَدَاءٌ، بِنَصْبِ الْعَيْنِ. وَهُوَ الطَّلَقُ الْوَاحِدُ. قَالَ:

يَصْرَعُ الْخَمْسَ عَدَاءً فِي طَلَقْ

وَالْــعَدَاءُ: طَوَارُ كُلِّ شَيْءٍ، انْقَادَ مَعَهُ عَرْضُهُ أَوْ طُولُهُ. يَقُولُونَ: لَزِمْتُ عَدَاءَ النَّهْرِ، وَهَذَا طَرِيقٌ يَأْخُذُ عَدَاءَ الْجَبَلِ. وَقَدْ يُقَالُ الْعِدْوَةُ فِي مَعْنَى الْــعَدَاءِ، وَرُبَّمَا طُرِحَتِ الْهَاءُ فَيُقَالُ عِدْوٌ، وَيُجْمَعُ فَيُقَالُ: أَــعْدَاءُ النَّهْرِ، وَأَــعْدَاءُ الطَّرِيقِ. قَالَ: وَالتَّــعْدَاءُ: التَّفْعَالُ. وَرُبَّمَا سَمَّوُا الْمَنْقَلَةَ الْعُدَوَاءَ. وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

هَامَ الْفُؤَادُ بِذِكْرَاهَا وَخَامَرَهُ ... مِنْهَا عَلَى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ

قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعِنْدَأْوَةُ: الْتِوَاءٌ وَعَسَرٌ قَالَ الْخَلِيلُ: وَهُوَ مِنَ الْــعَدَاءِ. وَنَقُولُ: عَدَّى عَنِ الْأَمْرِ يُعَدِّي تَعْدِيَةً، أَيْ جَاوَزَهُ إِلَى غَيْرِهِ. وَعَدَّيْتَ عَنِّي الْهَمَّ، أَيْ نَحَّيَّتَهُ عَنِّي. وَعَدِّ عَنِّي إِلَى غَيْرِي. وَعَدِّ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ، أَيْ تَجَاوَزْهُ وَخُذْ فِي غَيْرِهِ. قَالَ النَّابِغَةُ:

فَعَدِّ عَمَّا تَرَى إِذْ لَا ارْتِجَاعَ لَهُ ... وَانِمِ الْقُتُودَ عَلَى عَيْرَانَةٍ أُجُدِ وَتَقُولُ: تَعَدَّيْتُ الْمَفَازَةَ، أَيْ تَجَاوَزْتُهَا إِلَى غَيْرِهَا. وَعَدَّيْتُ النَّاقَةَ أُعَدِّيهَا. قَالَ:

وَلَقَدْ عَدَّيْتُ دَوْسَرَةً ... كَعَلَاةِ الْقَيْنِ مِذْكَارًا

وَمِنَ الْبَابِ: الْعَدُوُّ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ، يُقَالُ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ: عَدُوٌّ. قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ: {فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: 77] . وَالْعِدَى وَالْعُدَى وَالْعَادِي وَالْعُدَاةُ. وَأَمَّا الْعُدَوَاءُ فَالْأَرْضُ الْيَابِسَةُ الصُّلْبَةُ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ سَكَنَهَا تَعَدَّاهَا. قَالَ الْخَلِيلُ: وَرُبَّمَا جَاءَتْ فِي جَوْفِ الْبِئْرِ إِذَا حُفِرَتْ، وَرُبَّمَا كَانَتْ حَجَرًا حَتَّى يَحِيدُوا عَنْهَا بَعْضَ الْحَيْدِ. وَقَالَ الْعَجَّاجُ فِي وَصْفِ الثَّوْرِ وَحَفْرِهِ الْكِنَاسَ، يَصِفُ أَنَّهُ انْتَهَى إِلَى عُدَوَاءَ صُلْبَةٍ فَلَمْ يُطِقْ حَفْرَهَا فَاحْرَوْرَفَ عَنْهَا:

وَإِنْ أَصَابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفَا ... عَنْهَا وَوَلَّاهَا الظُّلُوفَ الظُّلَّفَا

وَالْعُِدْوَةُ: صَلَابَةٌ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ. وَيُقَالُ عُدْوَةٌ، لِأَنَّهَا تُعَادِي النَّهْرَ مَثَلًا، أَيْ كَأَنَّهُمَا اثْنَانِ يَتَعَادَيَانِ. قَالَ الْخَلِيلُ: وَالْعَدَوِيَّةُ مِنْ نَبَاتِ الصَّيْفِ بَعْدَ ذَهَابِ الرَّبِيعِ، يَخْضَرُّ فَتَرْعَاهُ الْإِبِلُ. تَقُولُ: أَصَابَتِ الْإِبِلُ عَدَوِيَّةً، وَزْنُهُ فَعَلِيَّةٌ.

عَدو

عَدو
: (و ( {عَدا} يَعْدُو) ؛) ذِكْرُ المُضارِعِ مُسْتدركٌ كَمَا مَرَّ الإيماءُ إِلَيْهِ مِراراً، ( {عَدْواً) ، بالفَتْح، (} وعَدُوًّا) ، كعُلُوَ؛ ( {وعَدَواناً، محرَّكةً،} وتَــعْداءً) بالفتحِ ( {وعَداً) ، مَقْصورٌ: (أَحْضَرَ) ، يكونُ مِنَّا ومِن الخَيْلِ.
وحُكِي: أَتاهُ عَدْواً، وَهُوَ مُقارِبُ الهَرْولَةِ ودُونَ الجَرْي.
(} وأَعْداهُ غَيْرُهُ) .) يقالُ: {أَعْدَيْتُ الفَرَسَ: أَي حَمَلْته على الحُضْر.
(} والعَدَوانُ، محرَّكةً، {والــعَدَّاءُ) ، كشَدَّادٍ: كِلاهُما (الشَّديدَةُ) ، هَكَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ الشَّد يدُهُ بهاءِ الضَّمِير، أَي الشَّديدُ} العَدْوِ.
فِي الصِّحاح، يقالُ: إنَّه {لعَدَوانٌ، أَي شَديدُ العَدْوِ.
(} وتَعادَوْا: تَبارَوْا فِيهِ) ، أَي فِي العَدْوِ.
وقالَ الراغبُ: أَصْلُ العَدْوِ التَّجاوُزُ ومُنافاةُ الالْتِئَامِ، فتارَةً يُعْتَبر بالمَشْي فيُقالُ لَهُ العَدْوُ، وتارَةً بالقَلْبِ فيُقالُ لَهُ {العَدَاوَةُ إِلَى آخِر مَا قَالَ.
(} والــعِداءُ، ككِساءٍ ويُفْتَحُ: الطَّلَقُ الواحِدُ) للفَرَسِ؛ فمَنْ فَتَحَ قالَ جاوَزَ هَذَا إِلَى ذاكَ، ومَنْ كَسَر فمِنْ {عَادَى الصَّيْدَ مِنَ العَدْوِ وَهُوَ الحُضْر حَتَّى يَلْحَقَه.
(و) } العَدِيُّ، (كَغَنِيَ جماعَةُ القوْمِ) ، بلُغَةِ هُذَيْل، ( {يَعْدُونَ لقِتالٍ) ونحْوِه؛ أَو الَّذين يَعْدُونَ على أَقْدامِهم؛ كَمَا فِي الصِّحاح، قالَ: وَهُوَ جَمْعُ} عادٍ كغَازٍ وغَزِيَ.
(أَو أَوَّلُ من يَحْمِلُ من الرَّجَّالةِ) لأنَّهم يُسْرِعُونَ العَدْوَ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمالِكِ بنِ خالِدٍ الخُنَاعِيّ:
لمَّا رأَيْتُ {عَدِيَّ القوْمِ يَسْلُبُهم
طَلْحُ الشَّواجِنِ والطَّرْفاءُ والسَّلَمُ (} كالعادِيَةِ فيهِما) ، والجمْعُ {العَوادِي.
(أَو هِيَ للفُرْسانِ) ، أَي لأوَّل مَنْ يَحْمِلُ مِنْهُم فِي الغارَةِ خاصَّةً.
(} وعَدا عَلَيْهِ {عَدْواً} وعُدُوًّا) ، كفَلْسٍ وفُلُوسٍ، وَبِهِمَا قُرِىء قوْلُه تَعَالَى: {فيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بغيرِ عِلْمٍ} ؛ {وعُدُوّ، كعُلُوِّ، قراءَةُ الحَسَنِ؛ وقُرِىء:} عَدُوًّا، يَعْنِي بجماعَةٍ، وقيلَ: هُوَ واحِدٌ فِي مَعْنى جماعةٍ؛ ( {وعَداءً) ، كسَحابٍ، (} وعُدْواناً، بالضَّمِّ والكَسْرِ) ، عَن ابنِ سِيدَه، ( {وعُدْوَى، بالضمِّ) فَقَط: (ظَلَمَهُ) ظُلْماً جاوَزَ فِيهِ القدرَ، وَهَذَا تَجاوُزٌ فِي الإخْلالِ بالعَدَالةِ فَهُوَ عادٍ؛ وَمِنْه قوْلُهم: لَا أَشْمَتَ اللهُ بكَ} عادِيَكَ أَي الظالِمُ لكَ؛ وقوْلُه تَعَالَى: {فَلَا {عُدْوان إلاَّ على الظَّالِمِين} ، أَي لَا سَبِيلَ.
وقِيلَ:} العُدْوانُ أَسْوأُ {الاعْتِداءِ فِي قوَّةٍ أَو فِعْلٍ أَو حالٍ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {ومَنْ يَفْعَلْ ذلكَ} عُدْواناً وظُلْماً فسَوْف نصْلِيه نَارا} ، وقولُه تَعَالَى: {بل أَنْتُم قوْمٌ {عادُونَ} ، أَي} مُعْتَدُونَ.
( {كتَعَدَّى} واعْتَدَى {وأَعْدَى) ، ومِن الأخيرِ:} أَعْدَيْت فِي مَنْطِقِكَ، أَي جرْتَ؛ كَمَا فِي الصِّحاح.
قالَ الراغبُ:! الاعْتِداءُ مجاوَزَةُ الحَقِّ قد يكونُ على سَبِيلِ الابْتِداءِ، وَهُوَ المُنْهَى عَنهُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {وَلَا {تَعْتَدُوا إنَّ اللَّهَ لَا يُحبُّ} المُعْتَدِين} . وَقد يكونُ على سَبيلِ المُجازَاةِ ويصحّ أَن يُتَعاطَى مَعَ مَنِ ابْتَدَأَ كقَوْلِه تَعَالَى: {فمنْ {اعْتَدَى عَلَيكم} فاعْتَدُوا عَلَيْهِ بمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكم} ، أَي قابِلُوه بحقِّ {اعْتِدائِه سُمِّي بمثْلِ اسْمِه لأنَّ صورَةَ الفِعْلَيْن واحِدٌ، وإنْ كانَ أَحدُهما طاعَةً والآخَرُ مَعْصِيَةً.
(وَهُوَ} مَعْدُوٌّ) عَلَيْهِ، ( {ومَعْدِيٌّ عَلَيْهِ) على قَلْبِ الواوِ يَاء للخفَّةِ؛ وأَنْشَدَ الجوهرِيُّ:
وَقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي
أَنا الليثُ} مَعْدِيًّا عَلَيْهِ {وعادِيا (} والعَدْوَى: الفَسادُ) ، والفِعْلُ كالفِعْل.
( {وعَدا اللِّصُّ على القُماشِ} عَداءً) ، كسَحابٍ، ( {وعُدْواناً، بالضَّمِّ والتَّحْريكِ) ؛) وَفِي المُحْكم بالضَّمِّ والفَتْح مَعًا وَهَكَذَا ضَبَطَه؛ أَي (سَرَقَهُ) ؛) وَهَذَا أَيْضاً تَجاوُزٌ فيمَا يخلُّ بالعَدَالةِ.
(وذِئْبٌ} عَدَوانٌ، محرَّكةً) :) أَي (عادٍ) .
(وَفِي الصِّحاح: {يَعْدُو على الناسِ.
ومِن سَجَعاتِ الأساسِ: وَمَا هُوَ إلاَّ ذِئْبٌ عَدَوانٌ دِينُه الظُّلم} والعُدْوانُ.
( {وعَداهُ عَن الأَمْرِ عَدْواً) ، بالفَتْحِ، (وعُدْواناً) ، بالضَّمِّ: (صَرَفَهُ وشَغَلَهُ؛} كعَدَّاهُ) ، بالتَّشديدِ. يقالُ: عَدّ عَن كَذَا، أَي اصْرِفْ بَصَرَك عَنهُ.
(و) عَدَا (عَلَيْهِ) عَدْواً: (وَثَبَ) .
(و) عَدَا (الأَمْرَ، و) عَدا (عَنهُ: جاوَزَهُ وتَرَكَهُ) .
(وعَداهُ الأَمْرَ (! كتَعدَّاهُ) :) تَجاوَزَهُ. ( {وعَدَّاهُ} تَعْدِيَةً: أَجازَهُ وأَنْفَذَه) {فتَعَدَّى.
} والتَّعَدِّي: مُجاوَزَةُ الشَّيءِ إِلَى غيرِهِ، وَمِنْه {تَعْدِيةُ الفِعْلِ عنْدَ النُّحَّاةِ، وَهُوَ جَعْلُ الفِعْل لفاعِلٍ يَصِيرُ مَنْ كانَ فاعِلاً لَهُ قَبْل} التَّعْديَةِ مَنْسوباً إِلَى الفِعْل نَحْو خَرَجَ زيْدٌ فأخْرَجْتَه.
( {والــعَداءُ، كسَماءٍ وغُلَواءٍ: البُعْدُ.
(وَفِي الصِّحاحِ: بُعْد الَّدارِ.
قُلْت: وَمِنْه قوْلُ الَّراجزِ:
مِنْهُ على} عُدَواءِ الدَّار تَسْقِيمُ (و) أيْضاً: (الشَّغْلُ يَصْرِفُكَ عنِ الشَّيءِ) ، قَالَ زهيرٌ:
{وعادَكَ أَن تُلاقيها} الــعَدَاء وقيلَ: {العُدَواءُ: عادَةُ الشُّغْل.
وقيلَ: عُدَواءُ الشُّغْلِ مَوانِعُه؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ للعجَّاج:
وإنْ أَصابَ عُدَوَاءَ احْرَوْرَفا
عَنْها وولاَّها ظُلُوفاً ظُلَّفا (} والتَّعادِي: الأمْكِنَةُ الغَيْرُ المُتَساوِيَةِ؛ وَقد {تَعادَى المَكانُ) :) إِذا تَفاوَتَ وَلم يَسْتَوِ؛ وَمِنْه الحديثُ: (وَفِي المَسْجِدِ جَراثِيمُ} وتَعادٍ؛ أَي أَمْكنَةٌ مُخْتَلِفَة غَيْر مُسْتَوِيةٍ.
وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: نِمْتُ على مَكانٍ {مُتَعادٍ، إِذا كانَ مُتَفاوِتاً ليسَ بمُسْتَوٍ.
وَهَذِه أَرْضٌ} مُتعادِيَةٌ: ذاتُ حِجَرَةٍ ولَخاقِيق.
وَفِي الأساسِ: وبعُنُقِي وَجَعٌ مِن {تَعادِي الوِسادِ: مِن المَكانِ} المُتَعادِي غَيْر المُسْتَوِي.
(و) ! العِدَى، (كإلَى: المُتَباعِدُونَ) ؛) عَن ابنِ سِيدَه.
(و) أَيْضاً: (الغُرباءُ) والأَجانِبُ؛ وَمِنْه حديثُ حبيب بنِ مُسْلِمَةَ لمَّا عَزَلَه عُمَرُ عَن حِمْصَ قالَ: (رَحِمَ اللهُ عُمَرَ يَنْزِعُ قَوْمه ويَبْعثُ القَوْمَ العِدَى) .
وقوْلُه: ( {كالأعْداءِ) :) يَقْتَضِي أنْ يكونَ} كالعدى فِي مَعانِيه وليسَ كَذلكَ.
وَالَّذِي فِي المُحْكم بَعْد قَوْله: وقيلَ الغُرْباء، وهُم {الأعْدَاءُ أَيْضاً لأنَّ الغَرِيبَ بَعِيدٌ؛ فالصَّوابُ أنْ يقولَ:} والأعْداء.
ويدلُّ لَه أيْضاً مَا فِي الصِّحاح، قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: وَلم يأْتِ فِعْلٌ فِي النّعوتِ إلاَّ حَرْف واحِدٌ، يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ عِدًى، أَي غُرباءُ؛ وقَوْمٌ {عِدًى: أَي} أَــعْداءٌ، وأَنْشَدَ:
إِذا كنتَ فِي قوْمٍ عِدًى لسْتَ منهمُ
فكُلْ مَا عُلِفْتَ من خَبِيثٍ وطَيِّب ( {والعُدْوَةُ، بالضَّمِّ: المَكانُ المُتباعِدُ) ؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
(} والعُدَواءُ، كالغُلَواءِ: الأَرضُ اليابِسَةُ الصُّلْبَةُ) ، ورُبَّما جاءَتْ فِي البِئْرِ إِذا حُفِرَتْ، ورُبّما كانتْ حَجَراً فيحيدُ عَنْهَا الحافِرُ.
ويقالُ: أَرْضٌ ذاتُ {عُدَواءَ إِذا لم تكُنْ مُسْتَقِيمةً وَطِيئةً وَكَانَت} مُتَعادِيَةً.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ الخَشِنُ الغَلِيظُ.
وقيلَ: هُوَ المَكانُ المُشْرِفُ يَبْرُكُ عَلَيْهِ البَعيرُ فيَضْطجِعُ عَلَيْهِ، وَإِلَى جَنْبِه مَكانٌ مُطْمَئِنٌّ فيميلُ فِيهِ فيَتَوَهَّنُ، وتوَهُّنُه مَدُّ جِسْمِه إِلَى المَكانِ الوَطِيءِ فتَبْقى قَوائِمُه على العُدَواءِ، وَهُوَ المُشْرِفُ، فَلَا يَسْتَطِيعُ القِيامَ حَتَّى يموتَ، فتَوَهُّنه اضْطِجاعُه.
قَالَ الَّراغبُ: وَهَذَا مِن التَّجاوُزِ فِي أَجْزاءِ المقرِّ.
(و) أَيْضاً: (المَرْكَبُ الغَيْرُ المُطْمَئِنِّ) .
(وَفِي الصِّحاح: قالَ الأصْمعي: العُدَواءُ المَكانُ الَّذِي لَا يَطْمَئِنُّ مَنْ قَعَدَ عَلَيْهِ.
يقالُ: جِئْتُ على مَرْكبٍ ذِي عُدَواء أَي ليسَ بمُطْمَئِنَ؛ وأَبو زيْدٍ مِثْله.
وَفِي المُحْكم: جَلَسَ على عُدَواء أَي على غَيْرِ اسْتِقامَةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وَفِي نسخةِ المصنَّفِ لأبي عُبيدٍ: ذِي عُدَواء مَصْرُوفٌ وَهُوَ خَطَأ مِنْهُ إِن كانَ قائِلَه لأنَّ فُعَلاء بِناءٌ لَا يَنْصرِفُ مَعْرِفَةً وَلَا نَكِرَةً.
( {وأَعْدَى الأَمْرَ: جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ) .
(وَفِي المُحْكم:} أَعْداهُ الدَّاءُ جاوَزَ غَيْرَه إِلَيْهِ؛ {وأَعْداهُ مِن عِلَّتِه وخُلُقِه وأَعْداهُ بِهِ: جَوَّزَه إِلَيْهِ؛ والاسْمُ مِن كلِّه العَدْوى.
(و) } أَعْدى (زيْداً عَلَيْهِ) :) إِذا (نَصَرَهُ وأَعانَهُ) ، والاسْمُ {العَدْوى، وَهِي النُّصْرةُ والمَعُونَةُ.
(و) أَعْدَاهُ: (قَوَّاهُ) ؛) وَمِنْه قولُ الشَّاعِرِ:
وَلَقَد أَضاءَ لكَ الطَّريقُ وأَنْهَجَت
سُبُلُ المكارِمِ والهُدَى} يُعْدي أَي: إبْصارُكَ الطَّريقَ يقوِّيكَ على الطَّريقِ.
( {واسْتَعداهُ: اسْتَعانَهُ واسْتَنْصَرَهُ) .) يقالُ:} اسْتَعْدَيْتُ على فلانٍ الأَميرَ فأعْداني: أَي اسْتَعَنْتُ بِهِ عَلَيْهِ فأَعانَنِي عَلَيْهِ؛ والاسْمُ مِنْهُ العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ فيكونُ {الاسْتِــعْداءُ طَلَب العَدْوَى وَهِي المَعُونَةُ.
(} وعادَى بينَ الصَّيْدَيْنِ {مُعادَاةً} وعِداءً: وَالَى وتابَعَ) بأَنْ صَرَعَ أَحَدَهما على إثْرِ الآخَرِ (فِي طَلَقٍ واحِدٍ) ؛) وكَذلكَ! المُعادَاةُ بينَ رَجُلَيْن إِذا طَعَنَهما طَعْنَتَيْن مُتَوالِيَتَيْن؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ لامْرىءِ القَيْس:
{فعَادَى عِداءً بَين ثوْرٍ ونعْجَةٍ
دِرَاكاً وَلم يُنْضَحْ بماءٍ فيُغْسَلِ (} وعَداءُ كُلِّ شيءٍ، كسَماءٍ) ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهريُّ ( {وعِداهُ} وعِدْوُهُ {وعِدْوَتُهُ، بكسْرِهنَّ وتُضَمُّ الأَخيرَةُ) ، إِذا فَتَحْته مَدَدْته وَإِذا كَسَرْته قَصَرْته؛ (طَوارُهُ) وَهُوَ مَا انْقادَ مَعَه مِن عَرْضِه وطُولِه. يقالُ: لَزِمْتُ} عَداءَ الطَّريقِ أَو النَّهْرِ أَو الجَبَلِ أَي طَوَاره.
( {والعِدَى، كإلَى: النَّاحِيَةُ؛ ويُفْتَحُ) ؛) كَمَا فِي المُحْكم، (ج} أَــعْداءٌ) .
(وقيلَ: أَــعْداءُ الوادِي: جَوانِبُه.
(و) أَيْضاً: (شَاطِىءُ الوادِي) وشَفِيرُه وجانِبُه.
( {كالعُدْوَةِ مُثَلَّثَةً) ، التَّثْلِيثُ عَن ابنِ سِيدَه، جَمْعُه عِدًى، بالكسْرِ والفَتْح.
وَفِي الصِّحاح:} العِدْوَةُ والعُدْوَةُ: جانِبُ الوادِي وحافَتُه؛ قالَ اللهُ تَعَالَى: {وهُم {بالعُدْوَةِ القُصْوى} .
وَفِي المِصْباح: ضمُّ العَيْن لُغَةُ قَرَيْش، والكسْرُ لُغَةُ قَيْسٍ، وقُرِىءَ بهما فِي السَّبْعةِ.
وَقَالَ الراغبُ:} العُدْوَة القُصْوى الجانِبُ المُتجاوِز للقُرْب.
(و) {العِدَا: (كُلُّ خَشَبَةٍ) تُجْعَلُ (بينَ خَشَبَتَيْنِ.
(و) أَيْضاً: (حَجَرٌ رَقيقٌ يُسْتَرُ بِهِ الشَّيءُ،} كالــعِداءِ) ، ككِتابٍ، (واحِدَتُه) {عِدْوٌ، (كجِرْوٍ) ، وَهُوَ حينئَذٍ جَمْعٌ.
وَالَّذِي فِي نسخ المُحْكم: العِدَى} والــعَداءُ كإلَى وسَحابٍ، هَكَذَا ضَبَطَه بالقَلَمِ. ( {والعُدْوَةُ، بالكسْر والضَّمِّ: المَكانُ المُرْتَفِعُ) ؛) نقلَهُ الجوهريُّ عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج.} عِداءٌ) ، كبُرْمَةٍ وبِرامٍ ورِهْمَةٍ ورِهامٍ، ( {وعَدَياتٌ) ، بالتَّحْريكِ، كَمَا فِي النسخِ، وَفِي الصِّحاح: بكسْرِ العَيْنِ وفَتْح الدالِ.
(} والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيقِ) .
(وَفِي الصِّحاح: ضِدُّ الوَلِيِّ يكونُ (للواحِدِ والجَمْعِ والذَّكَرِ والأُنْثَى) بلَفْظِ واحدٍ، (وَقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ) .
(فِي الصِّحاح: قالَ ابنُ السِّكِّيت: فَعُولٌ إِذا كانَ فِي تأْوِيلِ فاعِلٍ كَانَ مُؤَنَّثُه بغَيْرِ هاءٍ نَحْو رجلٌ صَبُور وامْرأَةٌ صَبُور، إلاَّ حَرْفاً وَاحِدًا جاءَ نادِراً؛ قَالُوا: هَذِه {عَدُوَّة الله.
قالَ الفرَّاءُ: إنَّما أَدْخَلوا فِيهَا الهاءَ تَشْبيهاً بصَديقةٍ لأنَّ الشيءَ قد يُبْنى على ضِدِّهِ. (ج} أَــعْداءٌ، ج) جَمْعُ الجَمْعِ ( {أَعادٍ.
(} والعُدا، بالضَّمِّ والكَسْر: اسْمٌ الجَمْعِ) ، هَكَذَا هُوَ فِي النّسخ بالألِفِ، والصَّوابُ أنَّه يُكْتَبُ بالياءِ وَإِن كانَ واوِيًّا لكَسْرةِ أَوَّلِه.
وَفِي الصِّحاحِ: {العِدَى، بالكَسْرِ: الأعْدَاءُ، وَهُوَ جَمْعٌ لَا نَظِيرَ لَهُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: وَلم يأْتِ فِعَلٌ فِي النُّعوت إلاَّ حَرْف واحِدٌ يقالُ: هَؤُلَاءِ قَوْمٌ} عِدًى، أَي أَــعْداءٌ؛ ويقالُ: قَوْمٌ {عُدىً مِثْل سِوًى وسُوًى؛ قالَ الأخْطَل:
أَلا يَا اسْلَمِي يَا هِنْدُ هِنْدَ بني بَدْرِ
وإنْ كانَ حَيَّانا عِدًى آخِرَ الدهْرِيُرْوَى بالضَّمِّ وبالكَسْر.
وقالَ ثَعْلبٌ: قَوْمٌ أَــعْداءٌ} وعِدًى، بكسْرِ العَيْن، فإنْ أُدْخِلَتِ الهاءُ قُلْت {عُداةٌ بضمِّ العَيْن.
(} والعادِي: {العَدُوُّ) قالتِ امْرأَةٌ مِن العَرَبِ أَشْمَتَ رَبُّ العالَمِيْن} عادِيَكَ، أَي {عَدُوَّكَ، (ج} عُداةٌ) ، كقَاضٍ وقُضاةٍ.
(وَقد {عَادَاهُ) } مُعادَاةً، (والاسْمُ {العَداوَةُ) يقالُ: عَدُوٌّ بَيِّنُ} المُعَادَاةِ {والعَداوَةِ،} فالعَداوَةُ: اسْمٌ عامٌّ مِن العَدُوِّ، وَمِنْه قوْلُهُ تَعَالَى: {وأَلْقَيْنا بَيْنهم العَداوَةَ والبغْضاءَ} .
( {وتَعادَى: تَباعَدَ) ، والاسْمُ الــعَداءُ، كسَحابٍ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للأَعْشَى يَصِفُ ظَبْيَةً وطلاها:
وتَعَادى عَنهُ النَّهَار فَمَا تَعْ
جُوه إلاَّ عُفافةٌ أَو فُواقُيقولُ: تباعَدُ عَن ولَدِها فِي المَرْعى لئَلاَّ يَسْتَدِلَّ الذِّئْبُ بهَا عَلَيْهِ.
(و} تَعادَى (مَا بَيْنهم: اخْتلَف.
(وَفِي الصِّحاح: فَسَدَ.
(و) تَعادَى (القومُ: {عادَى بعضُهم بَعْضًا،) مِن العَداوَةِ.
(} وعَدِيتُ لَهُ، كرَضِيتُ: أَبْغَضْتُه؛) نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
( {وعادَى شَعَرَهُ: أَخَذَ مِنْهُ أَو رَفَعَه) عنْدَ الغَسْل أَو جفاهُ وَلم يَدْهِنْه، أَو عاوَدَهُ بالوضُوءِ والغُسْلِ.
(وإِبلٌ} عادِيَةٌ {وعَوادٍ: تَرْعَى الحَمْضَ؛) كَمَا فِي المُحْكم، وَهُوَ مَا فِيهِ مُلُوحَةٌ.
وَفِي الصِّحاح:} العادِيَةُ من الإِبِلِ المُقِيمةُ فِي العِضاهِ لَا تُفارِقُها وليسَتْ تَرْعَى الحَمْضَ؛ قالَ كثيِّرٌ:
وإنَّ الَّذِي يَبْغي منَ المالِ أهْلُها
أَوارِكُ لمَّا تَأْتَلِفْ! وعَوادِي يقولُ: أَهْلُ هَذِه المَرْأَة يَطْلُبونَ من مَهْرِها مَا لَا يكونُ وَلَا يُمْكِن كَمَا لَا تَأْتَلِفُ الأَوَارِكُ {والعَوادِي؛ وكذلكَ} العَادِيات؛ قالَ النُّعْمانُ بنُ الأعْرج:
رأَى صاحِبي فِي العادِياتِ نَجِيبةً
وأَمْثالها فِي الواضِعاتِ القَوامِسِ ( {وتَعَدَّوُا: وَجَدُوا لَبَناً) يَشْربُونه (فأَغْناهُمْ عَن الخَمْرِ،) كَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ: عَن اللَّحْمِ أَي عَن اشْتِرائِه، كَمَا هُوَ نَصُّ المُحْكم.
(و) أَيْضاً: (وَجَدُوا مَرْعًى) لمَواشِيهم (فأَغْناهُمْ عَن شِراءِ العَلَفِ.
(و) } عَدِيٌّ، (كغَنِيَ: قَبيلَةٌ،) بل قَبائِل أَشْهَرهنَّ الَّتِي فِي قُرَيْش رَهْط عُمَر بنِ الخطَّاب، رضِيَ اللَّه عَنهُ، وَهُوَ عَدِيٌّ ابنُ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ بنِ فهرِ بنِ مالِكِ بنِ النَّضْر.
وَفِي الرِّباب: عَدِيٌّ بنُ عبْدِ مَناةَ بنِ أُدِّ بنِ طَلْحَةَ رَهْطُ ذِي الرُّمَّة.
وَفِي حَنيفَةَ: عَدِيُّ بنُ حنيفَةَ؛ وعَدِيٌّ فِي فزارَة؛ هَؤُلَاءِ ذَكَرَهُم الجَوْهريُّ.
وَفِي مرَّةَ بنِ أُدَد: عَدِيُّ بنُ الحارثِ بنِ مرَّة.
وَفِي السّكُون: عَدِيُّ بنُ أَشْرَس بنِ شبيبِ بنِ السّكُونِ.
وَفِي خزاعَةَ: عَدِيُّ بنُ سلولِ بنِ كعْبٍ.
وَفِي ربيعَةَ الْفرس: عَدِيُّ بنُ عُمَيْرَةَ بنِ أَسَدٍ.
وَفِي كَلْبٍ: عَدِيُّ بنُ جنابِ بنِ هُبَل.
(وَهُوَ) إِلَى كلَ من هَذِه القَبائِلِ: ( {عَدَوِيٌّ،) وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهرِيُّ، (} وعَدَيِيُّ، كحَنَفِيَ،) هَكَذَا فِي النُّسخِ. والصَّوابُ كحَنِيفيَ كَمَا هُوَ نصُّ المُحْكَم. (وبَنُو {عِدَى، كإلَى: حَيٌّ) من مُزَيْنَة، (وَهُوَ} عِدَاوِيٌّ،) نادِرٌ هَكَذَا فِي المُحْكم؛ وَهُوَ عَدِيُّ بنُ عُثْمان بنِ عَمْرِو بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةٍ وأُمُّ عَمْرٍ ووتُسَمَّى مُزَيْنَة وَبهَا عُرِفُوا، وضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ {عَدَّاء كشَدَّاد.
(} وعَدْوانُ،) بالتَّسْكِين: (قَبيلَةٌ) من قَيْسِ، واسْمه الحارِثُ بنُ عَمْرِو بنِ قَيْسٍ، وإنَّما قيلَ لَهُ ذلكَ لأنَّه {عَدا على أخِيهِ فهَمَّ بقَتْلِه.
وَفِي غَطَفان: عَدْوانُ بنُ سَهْمِ بنِ مرَّة، وَمِنْهُم ذُو الإصْبَع العَدْوانِيُّ حكِيمُ العَرَبِ.
(وبَنُو عَدَّاءٍ،) كشَدَّادٍ: (قَبيلَةٌ؛) قيلَ: هُم الَّذين تقدَّمَ ذِكْرُهم مِن مُزَيْنَة، وَهَكَذَا ضَبَطَه الشَّريفُ النسَّابَةُ فِي المقدَّمةِ الفاضِلِيَّةِ.
(} ومَعْدِيكَرِبَ، وتُفْتَحُ دالُهُ: اسْمٌ؛) فِي المُحْكَم: من جَعَلَه مَفْعِلاً كانَ لَهُ مَخْرَج مِن الياءِ والواوِ.
قالَ شيْخُنا: وفَتْح دالِهِ غَريبٌ وَلَا يُعْرَفُ فيمَا رُكِّبَ ترْكِيب مزْجٍ مُعْتَل وآخِرُ الجُزْءِ الأَوَّل مَفْتُوح، وفَتْحِ الدَّالِ مَعَ حَذْفِ الياءِ وعَدَم إبْدالِها ألِفاً مَعَ دَعْوَى أصالَةِ الميمِ أَشَدُّ غَرابةً.
قُلْت: وَهَذَا الَّذِي اسْتَغْرَبَه شيْخُنا فقد ذَكَرَه الصَّاغاني فِي التكمِلَةِ عَن ابنِ الكَلْبي وقالَ: هُوَ بلُغةِ اليَمَنِ. ( {وعَدا: فِعْلٌ يُسْتَثْنَى بِهِ مَعَ مَا وبدُونِهِ،) تَقول: جاءَني القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً، وجاؤُوني عَدا زَيْداً، تنصبُ مَا بَعْدَهابها والفَاعِل مُضْمَر فِيهَا، كَذَا فِي الصِّحاح.
قالَ شيْخُنا: وإنَّما يكونُ فِعْلاً إِذا كانَ مَا بَعْده مَنْصوباً، فَإِن كانَ مَا بَعْدَه مَجْروراً فَهُوَ حَرْفٌ باتِّفاقٍ، انتَهَى.
وَفِي المُحْكم: رأَيْتهم عَدا أَخَاكَ وَمَا} عَداهُ، أَي مَا خَلا، وَقد يُخْفَضُ بهَا دُونَ مَا.
وَقَالَ الأزْهري: إِذا حَذَفْتَ نَصَبْت بمعْنَى إلاَّ، وخَفَضْت بمعْنَى سِوَى.
( {والعَدْوَى: مَا} يُعْدِي من جَرَبٍ أَو غيرِه، وَهُوَ مُجاوزَتُه مِن صاحِبِه إِلَى غيرِه.) يقالُ: {أَعْدَى فلانٌ فلَانا مِن خُلُقِه أَو مِن عِلَّةٍ بِهِ، أَو جَرَبٍ.
وَفِي الحديثِ: (لَا} عَدْوَى وَلَا طِيرَة) ، أَي لَا يُعْدِي شيءٌ شَيْئا؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي النهايَةِ: وَقد أَبْطَلَه الإِسْلامُ لأَنَّهم كَانُوا يظُنُّونَ أنَّ المَرَضَ بنَفْسِه {يتَعَدَّى، فأَعْلَمَهم النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنَّه ليسَ الْأَمر كَذلكَ، وإنَّما اللَّهُ هُوَ الّذي يُمْرِضُ ويُنْزلُ الدَّاءَ، وَلِهَذَا قَالَ فِي بعضِ الأحاديثِ: فمَن أَعْدَى الأوَّل، أَي من أَيْنَ صارَ فِيهِ الجَرَب؟ .
(} والعَدَوِيَّةُ،) محرَّكةً: (من نَباتِ الصَّيْفِ بعدَ ذَهابِ الرَّبيعِ) يَخْضَرُّ صِغارُ الشَّجَرِ فتَرْعاهُ الإِبِلُ يقالُ: أَصابَتِ الإِبِلُ {عَدَوِيَّةً، كَذَا فِي الصِّحاح.
وقيلَ:} العَدَوِيَّةُ الرَّبْل.
(و) العَدَوِيَّةُ أَيْضاً: (صِغارُ الغَنَمِ؛) وقيلَ: هِيَ (بَناتُ أَرْبَعينَ يَوْماً،) فإِذَا جُزَّتْ عَنْهَا عَقِيقتُها ذَهَبَ عَنْهَا هَذَا الاسْمُ؛ قالَهُ اللَّيْثُ، وَقد غَلَّطَه الأزْهري.
(أَو هِيَ بالغَيْنِ) والَّذالِ المعْجَمَتَيْن، أَو بإِعْجامِ الأَوَّلِ فَقَط، واحِدُها غَذِيٌّ؛ كَذَا فِي المُحْكم.
وسَيَأْتِي للمصنِّفِ فِي غَدَى وَفِي غَذَى.
وقدْ نَبَّه الأزْهري على تَغْليطِ اللّيْث وتَصْويب القَوْل الأَخيرِ.
(و) العَدَوِيَّةُ: (ة قُرْبَ مِصْرَ،) وَهِي تُعْرَفُ الآنَ بدَيْر العَدَوِيَّةِ.
والعَدَوِيَّةُ: قَرْيةٌ أُخْرى بالغَرْبيةِ قُرْب أبيار.
( {والعادِي: الأَسَدُ) لظُلْمِه وافْتِراسِه الناسَ؛ وَقد جاءَ فِي الحديثِ ذكْرُ السَّبع} العادِي.
(و) {عُدَيَّةُ، (كسُمَيَّةَ: امْرأَةٌ) مِن العَرَبِ، وَهِي أُمُّ قَيْسٍ وعَوْفٍ ومُسَاورٍ وسيَّارٍ ومَنْجوفٍ.
(و) بَنُو عُدَيَّة: (قَبيلَةٌ) وهُم بَنُو هؤلاءِ، نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم المَذْكورَةِ، وهم مِن أَفْخاذِ صَعْصَعَة بنِ مُعاوِيَةَ بنِ بكْرِ بنِ وائلٍ.
(و) عُدَيَّةُ: (هَضْبَةٌ؛) نَقَلَهُ الصَّاغاني هَكَذَا.
(} وتَعَدَّى مَهْرَ فلانَةَ: أَخَذَه.
( {وعَدْوَةُ: ع.
(} وعَادِيا اللَّوْح: طَرَفاهُ،) كلٌّ مِنْهُمَا {عادِى،} كالعدى.
( {والعَوادِي من الكَرْمِ: مَا يُغْرَسُ فِي أُصُولِ الشَّجَرِ العِظامِ،) الواحِدَةُ} عادِيَةٌ.
(! وعادِيَةُ: أُمُّ أَهْبانَ) بنِ أَوْسٍ الأَسْلَمي ابْن عقبَةَ (مُكَلِّمِ الذِّئْبِ،) رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ، ويُعْرَفُ بابنِ عادِيَة.
( {والــعَدَّاءُ بنُ خالِدِ) بنِ هوذَةَ مِن بكْرِ بنِ هوَازن، (صَحابِيٌّ) لَهُ وِفادَةٌ بَعْدَ حُنَيْن، وروايَةٌ، رضِيَ اللَّه تَعَالَى عَنهُ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
العادِيَةُ: الخَيْلُ المُغِيرَةُ؛ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {} والعادِياتُ ضَبْحاً} .
وَهُوَ منِّي عَدْوَة القَوْسِ.
{والعَادِي:} المُعْتَدِي {والمُعَادِي والمُتَجاوِزُ الطّورِ.
وعَدَا طَوْرَه: جاوَزَهُ، وقولُه تَعَالَى: {غَيْرَ باغٍ وَلَا عادٍ} ، أَي: غَيْر مُتجاوِزٍ سَدّ الجُوعَة، أَو غَيْر عادٍ فِي المَعْصِيةِ طَرِيق المُحْسِنِين.
وقالَ الحَسَنُ: أَي وَلَا عَائِد فقُلِبَ.
} وعُدِي عَلَيْهِ، كعُنِيَ: سُرِقَ مالُه وظُلِم.
{والاعْتِداءُ فِي الدُّعاءِ: الخُرُوجُ عنِ السُّنَّةِ المَأْثُورَةِ.
والعادِي المُخْتَلِسُ.
} والعادِيَةُ: الشُّغْلُ يَعْدُوكَ عَن الشيءِ؛ والجَمْعُ العَوادِي، وَهِي الصَّوارِفُ.
يقالُ: {عَدَتْ عَوادٍ عَن كَذَا: أَي صَرَفَتْ صَوارِفُ؛ وقولُ الشاعِرِ:
} عَداكَ عَن رَيَّا وأُمِّ وَهْبٍ
! عادِي العَوادِي واخْتِلافُ الشَّعْبِفسَّرَ ابنُ الأَعْرابي: عَادِي العَوادِي بأَشَدّها أَي أَشَدّ الأَشْغَالِ، وَهُوَ كزَيْد رجُلُ الرِّجالِ أَي أَشَدُّ الرِّجالِ. {وعَدْواءُ الدَّهْر: صَرْفُه واخْتِلافُه.
} والتَّعدِّي فِي القافِيَةِ: حَرَكةُ الهاءِ الَّتِي للمُضْمَرِ المُذَكَّر السَّاكِنَة فِي الوَقْف؛ {والمُتَعَدِّي الواوُ الَّتِي تَلْحقُه من بَعْدِها كقَوْله:
تَنْفُشُ مِنْهُ الخَيل مَا يَغْزِلُهُو فحركَةُ الهاءِ هِيَ} التَّعَدِّي، والواوُ بَعْدها هِيَ {المُتَعَدِّي، سُمِّيَت بذلك لأَنَّه تَجاوزٌ للحَدِّ وخُروجٌ عَن الواجِبِ، وَلَا يُعْتَدُّ بِهِ فِي الوَزْنِ، لأنَّ الوَزْنَ قد تَناهَى قَبْله جَعَلُوه آخِرَ البَيْت بمنْزِلَةِ الخَرْمِ أوَّله.
وقالَ ابنُ فارِسَ:} العَدْوَى طَلَبُكَ إِلَى والٍ {ليُعْدِيَكَ على مَنْ ظَلَمَكَ، أَي يَنْتَقِم مِنْهُ} باعْتِدائِه عَلَيْك.
والفقهاءُ يقولونَ: مَسافَة العَدْوَى وكأَنَّهم اسْتَعَارُوها من هَذِه العَدْوَى لأنَّ صاحِبَها يَصِلُ فِيهَا الذَّهابَ والعَوْدَ بعَدْوٍ واحِدٍ لمَا فِيهِ من القوَّةِ والجلادَةِ؛ كَمَا فِي المِصْباح.
وقوْلُهم: {أَعْدَى من الذِّئْبِ، من} العَدْوِ {والعَداوَةِ، والأوَّلَ أَكْثَر.
} والمُعَادَاةُ: المُوالاةُ والمُتابَعَةُ.
وَقَالُوا فِي جَمْعِ {عَدْوَةٍ} عَدايا فِي الشِّعْر.
! وتَعادَى القوْمُ: ماتَ بعضُهم إثْرَ بعضٍ فِي شَهْرٍ واحِدٍ وَفِي عامٍ واحِدٍ، أَو إِذا أَصابَ هَذَا دَاء هَذَا؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ: فَمَا لَكِ مِنْ أَرْوَى {تَعادَيْت بالعَمى
ولاقَيْتِ كَلاَّباً مُطِلاًّ ورَامِيا} والعُدْوَةُ، بالضمِّ: الخلَّةُ من النَّباتِ، وَهِي مَا فِيهِ حَلاوَةٌ؛ والنَّسَبُ إِلَيْهَا {عُدوية على القِياسِ،} وعَدَوِيَّةٌ على غيرِهِ، {وعَوادٍ على النَّسَبِ بغيرِ ياءِ النَّسَبِ.
وإِبِلٌ عُدْويَّةٌ، بالضمِّ،} وعُدَوِيَّةٌ، بضمِّ ففَتْح: تَرْعَى الحَمْضَ.
{وتَعَدَّى الحقَّ} واعْتَداهُ: جاوَزَهُ، وَكَذَا عَن الحقِّ، وفَوْقَ الحقِّ، {والعِدَى: كإلَى: مَا يُطْبَقُ على اللَّحْدِ من الصَّفائِحِ؛ عَن أبي عَمْرٍ و، وبِه فسّر قَوْل كثيِّرٍ:
وحالَ السَّفا بَيْني وبَيْنَكَ والعِدَى
ورهْنُ السَّفَا غَمْرُ النَّقِيبة ماجِدُوالسَّفا: تُرابُ القَبْر.
وطالَتْ} عُدَوَاؤُهم أَي تَباعُدُهم وتَفَرُّقهم.
{والعُدَواءُ: إناخَةٌ قَلِيلَةٌ.
وجِئْتُكَ على فَرَسٍ ذِي} عُدَواءَ: غَيْر مُجْرًى إِذا لم يكُنْ ذَا طُمَأْنِينَة وسُهُولَة.
{وعُدَوَاءُ الشَّوْق: مَا بَرَّحَ بصاحِبِه.
} وعَدَّيْت عَنِّي الهَمَّ: نَحَّيْتَه.
وتقولُ لمَنْ قَصَدَك: {عَدِّ عَنِّي إِلَى غَيْري، أَي اصْرِفْ مَرْكبَك إِلَى غَيْرِي.
} والعادِيَةُ: الحدَّةُ والغَضَبُ.
وأَيْضاً: الظُّلْمُ والشرُّ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالعاقِبَةِ.
{وعادِيَةُ الرَّجُلِ:} عَدْوُه عَلَيْك بالمَكْرُوه.
وعَدَا الماءُ يَعْدُو: إِذا جَرَى.
{وتَعَادَى القوْمُ عليَّ بنَصْرِهم: أَي تَوالَوْا وتَتابَعُوا.
} وعَدْوَةُ الأَمَدِ: مَدُّ البَصَرِ.
ويقالُ: عادِ رِجْلَكَ عَن الأرْضِ: أَي جافِها. {وعَادَى الوِسادَةَ: ثَناها؛ والشيءَ: باعَدَهُ.
وتعَادَى عَنهُ: تَجافَى.
وفلانٌ لَا} يُعَادِينِي وَلَا يُوادِينِي: أَي لَا يُجافِينِي وَلَا يُواتِينِي.
{وتَعادَتِ الإِبِلُ جَمْيعاً: مَوَّتَتْ؛ وقَد} تَعَادَتْ بالقَرْحة.
وعَادَى القِدْرَ: إِذا طامَنَ إحْدَى الأَثافِي لتَمِيلَ على النارِ.
{وعَدَاني مِنْهُ شَرٌّ: أَي بَلَغنِي.
وفلانٌ قد} أَعْدَى الناسَ بشَرَ: أَي أَلْزَقَ بهم شَرًّا وفَعَلَ كَذَا عَدْواً بَدْواً: أَي ظاهِراً جِهاراً.
وقولُ العامَّةِ: مَا عَدَا مَنْ بَدَا، خَطَأ، والصَّواب: أَمَا مَا عَدَا بألفِ الاسْتِفْهامِ: أَي أَلَمْ يَتَعَدَّ الحَقَّ مَنْ بَدَأَ بالظُّلْم.
وَمَا لي عَنهُ {مَعْدًى: أَي لَا تجاوُزَ إِلَى غيرِهِ وَلَا قُصُورَ دُونَه.
ويقالُ: السُّلطانُ ذُو} عَدَوانٍ وذُو بَدرانٍ.
وبَنُو العَدَوِيَّةَ: قوْمٌ مِن حَنْظَلَة وتمِيمٍ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم، واسْمُها الحزامُ بنْتُ خزيمَةَ بنِ تمِيمِ بنِ الدول، ويقالُ فيهم: {بلعَدَوِيَّة أَيْضاً:} وعادِياءُ، والِدُ السَّمَوْأَل، مَمْدودٌ، قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلبٍ:
هلاَّ سأَلْت {بعادِياءَ وبَيْتِه
والخَلِّ والخَمْرِ الَّتِي لم تُمْنَعِوجاءَ مَقْصوراً فِي قوْلِ السَّمَوْأَل:
بَنَى لي} عادِياً حِصْناً حَصِيناً
إِذا مَا سامَنِي ضَيْمٌ أَبَيْت {وَعَادِيَةُ بنُ صَعْصَعَة مِن هُذَيْلٍ.
وَفِي هوَازن: بَنُو} عاَدِيَة.
وَفِي بَجِيلَةَ: بَنُو عادِيَةَ بن عامِرٍ.
وَفِي أَفْخاذِ صَعْصَعة: بَنُو عادِيَةَ، وهم: بَنُو عبدِ اللَّهِ والحارِثِ نُسِبُوا إِلَى أُمِّهم.
وأَبو السّيَّارِ {عَاِدي بن سَنْد كَتَبَ عَنهُ السَّلَفِي.
وبرّ} العُدْوَةِ، بالضمِّ: بالأنْدَلُسِ، وَإِلَيْهِ نُسِبَ شهابُ بنُ إدْرِيس {العُدْوِيُّ عَن قاسِمِ بنِ أصْبَغ، قيَّدَه الرَّشاطِي.
وزِيادُ بنُ} عُدَيَ، كسُمَيَ عَن ابنِ مَسْعودٍ، قالَ الحافِظُ: وحَكَى فِيهِ البُخاري عُتَي بالتاءِ الفَوْقِيّة.
وقالَ ابنُ حَبيبٍ: كلُّ شيءٍ فِي العَرَبِ عَدِي بفَتْح العَيْن إلاَّ الَّذِي فِي طيِّىءٍ وَهُوَ {عُدَيُّ بنُ ثَعْلَبَة بنِ حَيَّان بنِ جرمٍ.
} وعِدْي، بكسْرٍ فسكونٍ، هُوَ ابنُ الحارِثِ بنِ عَوْفٍ النَّخَعِيُّ جَدُّ زُرَارَةَ بنِ قَيْسِ بنِ الحارِثِ بنِ عدي، وجَدُّ عَزِيزِ بنِ معاويَةَ بنِ سِنانِ بنِ عدي، ومثْلُه {عِدْيُ بنُ رَبيعَةَ بن عجلٍ.
وكسُمَيَّة:} عُدَيَّةُ بنُ أُسامةَ فِي آل عجلٍ، هَكَذَا ضَبَطَه الدَّارْقطْني.
وبَنُو عَدِيَ، كغَنِيَ: بليدَةٌ فِي الأَشْمونين سُمِّيَت باسْمِ النازِلِينَ بهَا، وهُم عَدِيُّ قُرَيْشٍ فيمَا زَعَمُوا، وَقد خَرَجَ مِنْهَا فِي الزَّمَن القَرِيب أَهْل العِلْمِ والصَّلاحِ.
{وأَعْدَى الشَّيءُ الشَّيءَ والصَّاحِبُ الصَّاحِبَ: أَكْسَبَه مثْلَ مَا بِهِ.
وَفِي المَثَلِ: قَرِينُ الشَّيء} يعدي قَرِينَه. وبَنُو {عاداة: قَبِيلةٌ.
وأُمُورٌ} عِدْوَة، بالكَسْر: أَي بعِيدَةٌ.

عَدا

عَدا عَدْواً وعُدُوًّا وعَدَواناً، محرَّكةً، وتَــعْداءً وعَداً: أحْضَرَ، وأعْداهُ غَيْرُهُ.
والعَدَوَانُ، محركةً،
والــعَدَّاءُ: الشَّدِيدُهُ.
وتَعادَوْا: تَبَارَوْا فيه.
والــعِداءُ، ككِساءٍ ويُفْتَحُ: الطَّلَقُ الواحِدُ. وكغَنِيٍّ: جماعةُ القَوْمِ يَعْدُونَ لِقِتالٍ، أو أوَّلُ من يَحْمِلُ من الرَّجَّالَةِ،
كالعادِيَةِ فيهما، أو هي لِلفُرْسانِ.
وعَدا عليه عَدْواً وعُدُوًّا وعَداءً وعُدْواناً، بالضم والكسر، وعُدْوَى، بالضم: ظَلَمَهُ،
كَتَعَدَّى واعْتَدَى وأعْدَى، وهو مَعْدُوٌّ ومَعْدِيٌّ عليه.
والعَدْوَى: الفَسادُ.
وعَدَا اللِّصُّ على القُماشِ عَدَاءً وعُدْواناً، بالضم والتحريكِ: سَرَقَهُ.
وذِئْبٌ عَدَوانٌ، محركةً: عادٍ.
وعَداهُ عن الأمْرِ عَدْواً وعُدْواناً: صَرَفَهُ، وشَغَلَهُ،
كعَدَّاهُ،
وـ عليه: وثَبَ،
وـ الأمْرَ،
وـ عنه: جاوَزَهُ، وتَرَكَهُ،
كتَعَدَّاهُ.
وعَدَّاهُ تَعْدِيَةً: أجازَهُ، وأنْفَذَهُ.
والعادِيَةُ والــعَداءُ، كسَماءٍ وغُلَواءٍ: البُعْدُ، والشَّغْلُ يَصْرِفُكَ عن الشيءِ.
والتَّعادِي: الأمْكِنَةُ الغَيْرُ المُتَسَاوِيَةِ، وقد تَعادَى المَكانُ.
والعِدا، كإلَى: المُتَباعدُونَ،
والغُرباءُ كالأعْداءِ.
والعُدْوَةُ، بالضم: المَكانُ المُتباعِدُ.
والعُدَواءُ، كالغُلَواءِ: الأرضُ اليابِسَةُ الصُّلْبَةُ، والمَرْكَبُ الغَيْرُ المُطْمَئِنِّ.
وأعْدَى الأمْرَ: جاوَزَ غَيْرَهُ إليه،
وـ زَيْداً عليه: نَصَرَهُ، وأعانَهُ، وقَوَّاهُ.
واسْتَعْداهُ: اسْتَغَاثَهُ، واسْتَنْصَرَهُ. وعادَى بين الصَّيْدَيْنِ مُعادَاةً وعِداءً: وَالَى، وتابَعَ في طَلَقٍ واحِدٍ.
وعَداءُ كُلِّ شيءٍ، كسَماءٍ،
وعِداهُ وعِدْوُهُ وعِدْوَتُهُ، بكسرِهِنَّ وتُضَمُّ الأخِيرَةُ: طَوارُهُ.
والعِدا، كإلَى: الناحِيَةُ، ويُفْتَحُ
ج: أعْداءٌ، وشاطِئُ الوادِي،
كالعُدْوَةِ، مثلثةً، وكُلُّ خَشَبَةٍ بين خَشَبَتَيْنِ، وحَجَرٌ رَقيقٌ يُسْتَرُ به الشيءُ،
كالــعِداءِ، واحِدَتُهُ: كجِرْوٍ.
والعُدْوَةُ، بالكسر والضم: المَكانُ المُرْتَفِعُ
ج: عِداءٌ وعَدَياتٌ.
والعَدُوُّ: ضِدُّ الصَّدِيقِ، للواحِدِ والجَمْعِ، والذَّكَرِ والأنْثَى، وقد يُثَنَّى ويُجْمَعُ ويُؤَنَّثُ
ج: أعْداءٌ
جج: أعادٍ.
والعُدا، بالضم والكسر: اسمُ الجَمْعِ.
والعادِي: العَدُوُّ
ج: عُداةٌ، وقد عاداهُ، والاسمُ: العَدَاوَةُ.
وتَعادَى: تَبَاعَدَ،
وـ ما بينهم: اخْتَلَفَ،
وـ القومُ: عادَى بعضُهم بعضاً.
وعَدِيتُ له، كرَضِيتُ: أبْغَضْتُه.
وعادَى شَعَرَهُ: أخَذَ منه، أو رَفَعَه.
وإبِلٌ عادِيَةٌ وعَوادٍ: تَرْعَى الحَمْضَ.
وتَعَدَّوْا: وَجَدُوا لَبَناً فأَغْناهُمْ عن الخَمْرِ، ووَجُدوا، مَرْعًى فأَغْنَاهُمْ عن شِراءِ العَلَفِ. وكَغَنِيٍّ: قَبيلَةٌ، وهو: عَدَوِيٌّ وعَدَيِيٌّ كحَنَفِيٍّ.
وبَنُو عِدا، كإلَى: حَيٌّ، وهو: عِدَاوِيٌّ.
وعَدْوانُ: قَبيلَةٌ.
وبَنُو عَدَّاءٍ: قَبِيلَةٌ. ومَعْدِ يكَرِبَ، وتُفْتَحُ دالُهُ: اسمٌ.
وعَدَا: فِعْلٌ يُسْتَثْنَى به، مَعَ ما وبِدُونِهِ.
والعَدْوَى: ما يُعْدِي من جَرَبٍ أو غيرِهِ، وهو مُجاوَزَتُه من صاحِبِه إلى غيرِهِ.
والعَدَوِيَّةُ: من نَباتِ الصَّيْفِ بعدَ ذَهابِ الرَّبيعِ، وصِغارُ الغَنَمِ بَناتِ أرْبَعِينَ يوماً، أو هي بالغينِ،
وة قُرْبَ مِصْرَ.
والعادِي: الأسَدُ. وكسُمَيَّةَ: امرأةٌ، وقبيلةٌ، وهَضْبَةٌ.
وتَعَدَّى مَهْرَ فلانَةَ: أَخَذَه.
وعَدْوَةُ: ع.
وعادِيَا اللَّوْحِ: طَرَفَاهُ.
والعوادِي من الكَرْمِ: ما يُغْرَسُ في أُصولِ الشجرِ العِظامِ. وعادِيَةُ: أُمُّ أَهْبانَ مُكَلِّمِ الذِّئْبِ.
والــعَدَّاءُ بنُ خالِدٍ: صَحابيٌّ.

بعد

(بعد)
بعدا ضد قرب وَهلك وَكثر فِي دُعَائِهِمْ لَا تبعد وَفِي الرثاء أَيْضا قَالَ الشَّاعِر
(يَقُولُونَ لَا تبعد وهم يدفنوني وَأَيْنَ مَكَان الْبعد إِلَّا مكانيا)

(بعد) بعدا بعد فَهُوَ بعيد (ج) بــعداء وَبِه جعله بَعيدا وَهلك
ب ع د: (الْبُعْدُ) ضِدُّ الْقُرْبِ وَقَدْ (بَعُدَ) بِالضَّمِّ بُعْدًا فَهُوَ (بَعِيدٌ) أَيْ (مُتَبَاعِدٌ) وَ (أَبْعَدَهُ) غَيْرُهُ وَ (بَاعَدَهُ) وَ (بَعَّدَهُ تَبْعِيدًا) . وَ (الْبَعَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ بَاعِدٍ كَخَادِمٍ وَخَدَمٍ. وَالْبَعَدُ أَيْضًا الْهَلَاكُ وَ (بَعِدَ) وَبَابُهُ طَرِبَ فَهُوَ (بَاعِدٌ) . وَ (اسْتَبْعَدَ) أَيْ (تَبَاعَدَ) وَ (اسْتَبْعَدَهُ) عَدَّهُ بَعِيدًا. وَمَا أَنْتَ عَنَّا (بِبَعِيدٍ) وَمَا أَنْتُمْ مِنَّا بِبَعِيدٍ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ. وَقَوْلُهُمْ: كَبَّ اللَّهُ (الْأَبْعَدَ) لِفِيهِ، أَيْ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ. وَالْأَبْعَدُ أَيْضًا الْخَائِنُ وَالْخَائِفُ. وَ (الْأَبَاعِدُ) ضِدُّ الْأَقَارِبِ وَ (بَعْدُ) ضِدُّ قَبْلُ وَهُمَا اسْمَانِ يَكُونَانِ ظَرْفَيْنِ إِذَا أُضِيفَا وَأَصْلُهُمَا الْإِضَافَةُ فَمَتَى حَذَفْتَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ لِعِلْمِ الْمُخَاطَبِ بَنَيْتَهُمَا عَلَى الضَّمِّ لِيُعْلَمَ أَنَّهُمَا مَبْنِيَّانِ؛ إِذْ كَانَ الضَّمُّ لَا يَدْخُلُهُمَا إِعْرَابًا لِأَنَّهُمَا لَا يَصْلُحُ وُقُوعُهُمَا مَوْقِعَ الْفَاعِلِ وَلَا مَوْقِعَ الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ. وَقَوْلُهُمْ: أَمَّا بَعْدُ، هُوَ فَصْلُ الْخِطَابِ. 

بعد: البُعْدُ: خلاف القُرْب.

بَعُد الرجل، بالضم، وبَعِد، بالكسر، بُعْداً وبَعَداً، فهو بعيد

وبُعادٌ؛ هم سيبويه، أَي تباعد، وجمعهما بُــعَداءُ، وافق الذين يقولون فَعيل

الذين يقولون فُعال لأَنهما أُختان، وقد قيل بُعُدٌ؛ وينشد قول النابغة:

فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمانَ أَنَّ له

فَضْلاً على الناسِ، في الأَدْنى وفي البُعُدِ

وفي الصحاح: وفي البَعَد، بالتحريك، جمع باعِدٍ مثل خادم وخَدَم،

وأَبْعده غيره وباعَدَه وبَعَّده تبعيداً؛ وقول امرئ القيس:

قَعَدْتُ له وصُحْبَتي بَيْنَ ضارِجٍ،

وبَيْنَ العُذَيْبِ بُعْدَ ما مُتَأَمَّلِ

إِنما أَراد: يا بُعْدَ مُتَأَمَّل، يتأَسف بذلك؛ ومثله قول أَبي

العيال:....... رَزيَّةَ قَوْمِهِ

لم يأْخُذوا ثَمَناً ولم يَهَبُوا

(* قوله «رزية قومه إلخ» كذا في نسخة المؤلف بحذف أول البيت).

أَراد: يا رزية قومه، ثم فسر الرزية ما هي فقال: لم يأْخذوا ثمناً ولم

يهبوا. وقيل: أَرادَ بَعُدَ مُتَأَمَّلي. وقوله عز وجل، في سورة السجدة:

أُولئك يُنادَوْنَ من مكان بعيد؛ قال ابن عباس: سأَلوا الردّ حين لا ردّ؛

وقيل: من مكان بعيد، من الآخرة إِلى الدنيا؛ وقال مجاهد: أَراد من مكان

بعيد من قلوبهم يبعد عنها ما يتلى عليهم لأَنهم إِذا لم يعوا فَهُمْ

بمنزلة من كان في غاية البعد، وقوله تعالى: ويقذفون بالغيب من مكان بعيد؛ قال

قولهم: ساحر كاهن شاعر. وتقول: هذه القرية بعيد وهذه القرية قريب لا يراد

به النعت ولكن يراد بهما الاسم، والدليل على أَنهما اسمان قولك: قريبُه

قريبٌ وبَعيدُه بَعيدٌ؛ قال الفراءُ: العرب إِذا قالت دارك منا بعيدٌ أَو

قريب، أَو قالوا فلانة منا قريب أَو بعيد، ذكَّروا القريب والبعيد لأَن

المعنى هي في مكان قريب أَو بعيد، فجعل القريب والبعيد خلفاً من المكان؛

قال الله عز وجل: وما هي من الظالمين ببعيد؛ وقال: وما يدريك لعل الساعة

تكون قريباً؛ وقال: إن رحمة الله قريب من المحسنين؛ قال: ولو أُنثتا

وثنيتا على بعدت منك فهي بعيدة وقربت فهي قريبة كان صواباً. قال: ومن قال

قريب وبعيد وذكَّرهما لم يثنّ قريباً وبعيداً، فقال: هما منك قريب وهما منك

بعيد؛ قال: ومن أَنثهما فقال هي منك قريبة وبعيدة ثنى وجمع فقال قريبات

وبعيدات؛ وأَنشد:

عَشِيَّةَ لا عَفْراءُ منكَ قَريبةٌ

فَتَدْنو، ولا عَفْراءُ مِنكَ بَعيدٌ

وما أَنت منا ببعيد، وما أَنتم منا ببعيد، يستوي فيه الواحد والجمع؛

وكذلك ما أَنت منا بِبَعَدٍ وما أَنتم منا بِبَعَدٍ أَي بعيد. قال: وإِذا

أَردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أَنثت لا غير، لم تختلف العرب فيها.

وقال الزجاج في قول الله عز وجل: إِن رحمة الله قريب من المحسنين؛ إِنما قيل

قريب لأَن الرحمة والغفران والعفو في معنى واحد، وكذلك كل تأْنيث ليس

بحقيقي؛ قال وقال الأَخفش: جائز أَن تكون الرحمة ههنا بمعنى المطر؛ قال

وقال بعضهم: يعني الفراءُ هذا ذُكِّرَ ليفصل بين القريب من القُرب والقَريب

من القرابة؛ قال: وهذا غلط، كلُّ ما قَرُب في مكان أَو نَسَبٍ فهو جارٍ

على ما يصيبه من التذكير والتأْنيث؛ وبيننا بُعْدَةٌ من الأَرض والقرابة؛

قال الأَعشى:

بأَنْ لا تُبَغِّ الوُدَّ منْ مُتَباعِدٍ،

ولا تَنْأَ منْ ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبا

وفي الدعاءِ: بُعْداً له نصبوه على إِضمار الفعل غير المستعمل إِظهاره

أَي أَبعده الله. وبُعْدٌ باعد: على المبالغة وإِن دعوت به فالمختار

النصب؛ وقوله:

مَدّاً بأَعْناقِ المَطِيِّ مَدَّا،

حتى تُوافي المَوْسِمَ الأَبْعَدَّا

فإِنه أَراد الأَبعد فوقف فشدّد، ثم أَجراه في الوصل مجراه في الوقف،

وهو مما يجوز في الشعر؛ كقوله:

ضَخْماً يحبُّ الخُلُقَ الأَضْخَمَّا

وقال الليث: يقال هو أَبْعَد وأَبْعَدُونَ وأَقرب وأَقربون وأَباعد

وأَقارب؛ وأَنشد:

منَ الناسِ مَنْ يَغْشى الأَباعِدَ نَفْعُه،

ويشْقى به، حتى المَماتِ، أَقارِبُهْ

فإِنْ يَكُ خَيراً، فالبَعيدُ يَنالُهُ،

وإِنْ يَكُ شَرّاً، فابنُ عَمِّكَ صاحِبُهْ

والبُعْدانُ، جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. ويقال: فلان من قُرْبانِ

الأَمير ومن بُعْدانِه؛ قال أَبو زيد: يقال للرجل إِذا لم تكن من قُرْبان

الأَمير فكن من بُعْدانِه؛ يقول: إِذا لم تكن ممن يقترب منه فتَباعَدْ عنه لا

يصيبك شره. وفي حديث مهاجري الحبشة: وجئنا إِلى أَرض البُــعَداءِ؛ قال

ابن الأَثير: هم الأَجانب الذين لا قرابة بيننا وبينهم، واحدهم بعيد. وقال

النضر في قولهم هلك الأَبْعَد قال: يعني صاحبَهُ، وهكذا يقال إِذا كنى عن

اسمه. ويقال للمرأَة: هلكت البُعْدى؛ قال الأَزهري: هذا مثل قولهم فلا

مَرْحباً بالآخر إِذا كنى عن صاحبه وهو يذُمُّه. وقال: أَبعد الله الآخر،

قال: ولا يقال للأُنثى منه شيء. وقولهم: كبَّ الله الأَبْعَدَ لِفيه أَي

أَلقاه لوجهه؛ والأَبْعَدُ: الخائنُ. والأَباعد: خلاف الأَقارب؛ وهو غير

بَعِيدٍ منك وغير بَعَدٍ.

وباعده مُباعَدَة وبِعاداً وباعدالله ما بينهما وبَعَّد؛ ويُقرأُ:

ربَّنا باعِدْ بين أَسفارِنا، وبَعِّدْ؛ قال الطرمَّاح:

تُباعِدُ مِنَّا مَن نُحِبُّ اجْتِماعَهُ،

وتَجْمَعُ مِنَّا بين أَهل الضَّغائِنِ

ورجل مِبْعَدٌ: بعيد الأَسفار؛ قال كثَّير عزة:

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافي شِمِلَّةً،

مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ

وقال الفراءُ في قوله عز وجل، مخبراً عن قوم سبا: ربنا باعد بين

أَسفارنا؛ قال: قرأَه العوام باعد، ويقرأُ على الخبر: ربُّنا باعَدَ بين

أَسفارنا، وبَعَّدَ. وبَعِّدْ جزم؛ وقرئَ: ربَّنا بَعُدَ بَيْنَ أَسفارنا،

وبَيْنَ أَسفارنا؛ قال الزجاج: من قرأَ باعِدْ وبَعِّدْ فمعناهما واحد، وهو

على جهة المسأَلة ويكون المعنى أَنهم سئموا الراحة وبطروا النعمة، كما قال

قوم موسى: ادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأَرض (الآية)؛ ومن قرأَ:

بَعُدَ بينُ أَسفارنا؛ فالمعنى ما يتَّصِلُ بسفرنا؛ ومن قرأَ بالنصب: بَعُدَ

بينَ أَسفارنا؛ فالمعنى بَعُدَ ما بَيْنَ أَسفارنا وبَعُدَ سيرنا بين

أَسفارنا؛ قال الأَزهري: قرأَ أَبو عمرو وابن كثير: بَعَّد، بغير أَلف،

وقرأَ يعقوب الحضرمي: ربُّنا باعَدَ، بالنصب على الخبر، وقرأَ نافع وعاصم

والكسائي وحمزة: باعِدْ، بالأَلف، على الدعاءِ؛ قال سيبويه: وقالوا بُعْدَك

يُحَذِّرُهُ شيئاً من خَلْفه.

وبَعِدَ بَعَداً وبَعُد: هلك أَو اغترب، فهو باعد.

والبُعْد: الهلاك؛ قال تعالى: أَلا بُعْداً لمدين كما بَعِدَت ثمود؛

وقال مالك

بن الريب المازني:

يَقولونَ لا تَبْعُدْ، وَهُمْ يَدْفِنونَني،

وأَينَ مكانُ البُعْدِ إِلا مكانِيا؟

وهو من البُعْدِ. وقرأَ الكسائي والناس: كما بَعِدَت، وكان أَبو عبد

الرحمن السُّلمي يقرؤها بَعُدَت، يجعل الهلاك والبُعْدَ سواء وهما قريبان من

السواء، إِلا أَن العرب بعضهم يقول بَعُدَ وبعضهم يقول بَعِدَ مثل

سَحُقَ وسَحِقَ؛ ومن الناس من يقول بَعُد في المكان وبَعِدَ في الهلاك، وقال

يونس: العرب تقول بَعِدَ الرجل وبَعُدَ إِذا تباعد في غير سبّ؛ ويقال في

السب: بَعِدَ وسَحِقَ لا غير.

والبِعاد: المباعدة؛ قال ابن شميل: راود رجل من العرب أَعرابية فأَبت

إِلا أَن يجعل لها شيئاً، فجعل لها درهمين فلما خالطها جعلت تقول: غَمْزاً

ودِرْهماكَ لَكَ، فإِن لم تَغْمِزْ فَبُعْدٌ لكَ؛ رفعت البعد، يضرب مثلاً

للرجل تراه يعمل العمل الشديد. والبُعْدُ والبِعادُ: اللعن، منه أَيضاً.

وأَبْعَدَه الله: نَحَّاه عن الخير وأَبعده. تقول: أَبعده الله أَي لا

يُرْثَى له فيما يَزِلُّ به، وكذلك بُعْداً له وسُحْقاً ونَصَبَ بُعْداً

على المصدر ولم يجعله اسماً. وتميم ترفع فتقول: بُعْدٌ له وسُحْقٌ،

كقولك: غلامٌ له وفرسٌ. وفي حديث شهادة الأَعضاء يوم القيامة فيقول: بُعْداً

لكَ وسُحقاً أَي هلاكاً؛ ويجوز أَن يكون من البُعْد ضد القرب. وفي الحديث:

أَن رجلاً جاء فقال إِن الأَبْعَدَ قد زَنَى، معناه المتباعد عن الخير

والعصمة.

وجَلَسْتُ بَعيدَةً منك وبعيداً منك؛ يعني مكاناً بعيداً؛ وربما قالوا:

هي بَعِيدٌ منك أَي مكانها؛ وفي التنزيل: وما هي من الظالمين ببعيد.

وأَما بَعيدَةُ العهد، فبالهاء؛ ومَنْزل بَعَدٌ بَعيِدٌ.

وتَنَحَّ غيرَ بَعِيد أَي كن قريباً، وغيرَ باعدٍ أَي صاغرٍ. يقال:

انْطَلِقْ يا فلانُ غيرُ باعِدٍ أَي لا ذهبت؛ الكسائي: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ

أَي غير صاغرٍ؛ وقول النابغة الذبياني:

فَضْلاَ على الناسِ في الأَدْنَى وفي البُعُدِ

قال أَبو نصر: في القريب والبعيد؛ ورواه ابن الأَعرابي: في الأَدنى وفي

البُعُد، قال: بعيد وبُعُد. والبَعَد، بالتحريك: جمع باعد مثل خادم

وخَدَم. ويقال: إِنه لغير أَبْعَدَ إِذا ذمَّه أَي لا خير فيه، ولا له بُعْدٌ:

مَذْهَبٌ؛ وقول صخر الغيّ:

المُوعِدِينا في أَن نُقَتِّلَهُمْ،

أَفْنَاءَ فَهْمٍ، وبَيْنَنا بُعَدُ

أَ أَنَّ أَفناء فهم ضروب منهم. بُعَد جَمع بُعْدةٍ. وقال الأَصمعي:

أَتانا فلان من بُعْدةٍ أَي من أَرض بَعيدة. ويقال: إِنه لذو بُعْدة أَي لذو

رأْي وحزم. يقال ذلك للرجل إِذا كان نافذ الرأْي ذا غَوْر وذا بُعْدِ

رأْي.

وما عنده أَبْعَدُ أَي طائل؛ قال رجل لابنه: إِن غدوتَ على المِرْبَدِ

رَبِحْتَ عنا أَو رجعت بغير أَبْعَدَ أَي بغير منفعة.

وذو البُعْدة: الذي يُبْعِد في المُعاداة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي لرؤبة:

يَكْفِيكَ عِنْدَ الشِّدَّةِ اليَبِيسَا،

ويَعْتَلِي ذَا البُعْدَةِ النُّحُوسا

وبَعْدُ: ضدّ قبل، يبنى مفرداً ويعرب مضافاً؛ قال الليث: بعد كلمة دالة

على الشيء الأَخير، تقول: هذا بَعْدَ هذا، منصوب. وحكى سيبويه أَنهم

يقولون من بَعْدٍ فينكرونه، وافعل هذا بَعْداً. قال الجوهري: بعد نقيض قبل،

وهما اسمان يكونان ظرفين إِذا أُضيفا، وأَصلهما الإِضافة، فمتى حذفت

المضاف إِليه لعلم المخاطب بَنَيْتَهما على الضم ليعلم أَنه مبني إِذ كان الضم

لا يدخلهما إِعراباً، لأَنهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع

المبتدإِ ولا الخبر؛ وقوله تعالى: لله الأَمر من قبلُ ومن بعدُ أَي من قبل

الأَشياء وبعدها؛ أَصلهما هنا الخفض ولكن بنيا على الضم لأَنهما غايتان،

فإِذا لم يكونا غاية فهما نصب لأَنهما صفة؛ ومعنى غاية أَي أَن الكلمة

حذفت منها الإِضافة وجعلت غاية الكلمة ما بقي بعد الحذف، وإِنما بنيتا على

الضم لأَن إِعرابهما في الإضافة النصب والخفض، تقول رأَيته قبلك ومن قبلك،

ولا يرفعان لأَنهما لا يحدَّث عنهما، استعملا ظرفين فلما عدلا عن بابهما

حركا بغير الحركتين اللتين كانتا له يدخلان بحق الإِعراب، فأَما وجوبُ

بنائهما وذهاب إِعرابهما فلأَنهما عرَّفا من غير جهة التعريف، لأَنه حذف

منهما ما أُضيفتا إِليه، والمعنى: لله الأَمر من قبل أَن تغلب الروم ومن

بعد ما غلبت. وحكى الأَزهري عن الفراء قال: القراءة بالرفع بلا نون

لأَنهما في المعنى تراد بهما الإِضافة إِلى شيء لا محالة، فلما أَدَّتا غير

معنى ما أُضيفتا إِليه وُسِمَتا بالرفع وهما في موضع جر، ليكون الرفع دليلاً

على ما سقط، وكذلك ما أَشبههما؛ كقوله:

إِنْ يَأْتِ مِنْ تَحْتُ أَجِيْهِ من عَلُ

وقال الآخر:

إِذا أَنا لم أُومَنْ عَلَيْكَ، ولم يكنْ

لِقَاؤُك الاّ من وَرَاءُ ورَاءُ

فَرَفَعَ إِذ جعله غاية ولم يذكر بعده الذي أُضيف إِليه؛ قال الفراء:

وإِن نويت أَن تظهر ما أُضيف إِليه وأَظهرته فقلت: لله الأَمر من قبلِ ومن

بعدِ، جاز كأَنك أَظهرت المخفوض الذي أَضفت إِليه قبل وبعد؛ قال ابن

سيده: ويقرأُ لله الأَمر من قبلٍ ومن بعدٍ يجعلونهما نكرتين، المعنى: لله

الأَمر من تقدُّمٍ وتأَخُّرٍ، والأَوّل أَجود. وحكى الكسائي: لله الأَمر من

قبلِ ومن بعدِ، بالكسر بلا تنوين؛ قال الفراء: تركه على ما كان يكون عليه

في الإِضافة، واحتج بقول الأَوّل:

بَيْنَ ذِراعَيْ وَجَبْهَةِ الأَسَدِ

قال: وهذا ليس كذلك لأَن المعنى بين ذراعي الأَسد وجبهته، وقد ذكر أَحد

المضاف إِليهما، ولو كان: لله الأَمر من قبل ومن بعد كذا، لجاز على هذا

وكان المعنى من قبل كذا ومن بعد كذا؛ وقوله:

ونحن قتلنا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيَّةٍ،

فما شربوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرا

إِنما أَراد بعدُ فنوّن ضرورة؛ ورواه بعضهم بعدُ على احتمال الكف؛ قال

اللحياني وقال بعضهم: ما هو بالذي لا بُعْدَ له، وما هو بالذي لا قبل له،

قال أَبو حاتم: وقالوا قبل وبعد من الأَضداد، وقال في قوله عز وجل:

والأَرض بعد ذلك دحاها، أَي قبل ذلك. قال الأَزهري: والذي قاله أَبو حاتم عمن

قاله خطأٌ؛ قبلُ وبعدُ كل واحد منهما نقيض صاحبه فلا يكون أَحدهما بمعنى

الآخر، وهو كلام فاسد. وأَما قول الله عز وجل: والأَرض بعد ذلك دحاها؛

فإِن السائل يسأَل عنه فيقول: كيف قال بعد ذلك قوله تعالى: قل أَئنكم

لتكفرون بالذي خلق الأَرض في يومين؛ فلما فرغ من ذكر الأَرض وما خلق فيها قال:

ثم استوى إلى السماء، وثم لا يكون إِلا بعد الأَول الذي ذكر قبله، ولم

يختلف المفسرون أَن خلق الأَرض سبق خلق السماء، والجواب فيما سأَل عنه

السائل أَن الدَّحو غير الخلق، وإِنما هو البسط، والخلق هو إِلانشاءُ

الأَول، فالله عز وجل، خلق الأَرض أَولاً غير مدحوّة، ثم خلق السماء، ثم دحا

الأَرض أَي بسطها، قال: والآيات فيها متفقة ولا تناقض بحمد الله فيها عند

من يفهمها، وإِنما أَتى الملحد الطاعن فيما شاكلها من الآيات من جهة

غباوته وغلظ فهمه وقلة علمه بكلام العرب.

وقولهم في الخطابة: أَما بعدُ؛ إِنما يريدون أَما بعد دعائي لك، فإِذا

قلت أَما بعدَ فإِنك لا تضيفه إِلى شيء ولكنك تجعله غاية نقيضاً لقبل؛ وفي

حديث زيد بن أَرقم: أَن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خطبهم فقال:

أَما بعدُ؛ تقدير الكلام: أَما بعدُ حمد الله فكذا وكذا. وزعموا أَن داود،

عليه السلام، أَول من قالها؛ ويقال: هي فصل الخطاب ولذلك قال جل وعز:

وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب؛ وزعم ثعلب أَن أَول من قالها كعب بن لؤي.

أَبو عبيد: يقال لقيته بُعَيْداتِ بَيْنٍ إِذا لقيته بعد حين؛ وقيل:

بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بُعَيد فراق، وذلك إِذا كان الرجل يمسك عن إِتيان

صاحبه الزمانَ، ثم يأْتيه ثم يمسك عنه نحوَ ذلك أَيضاً، ثم يأْتيه؛ قال: وهو

من ظروف الزمان التي لا تتمكن ولا تستعمل إلا ظرفاً؛ وأَنشد شمر:

وأَشْعَثَ مُنْقَدّ القيمصِ، دعَوْتُه

بُعَيْداتِ بَيْنٍ، لا هِدانٍ ولا نِكْسِ

ويقال: إِنها لتضحك بُعَيْداتِ بَيْنٍ أَي بين المرَّة ثم المرة في

الحين.

وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه كان إِذا أَراد البراز أَبعد،

وفي آخر: يَتَبَعَّدُ؛ وفي آخر: أَنه، صلى الله عليه وسلم، كان يُبْعِدُ

في المذهب أَي الذهاب عند قضاء حاجته؛ معناه إِمعانه في ذهابه إِلى

الخلاء. وأَبعد فلان في الأَرض إِذا أَمعن فيها. وفي حديث قتل أَبي جهل: هَلْ

أَبْعَدُ من رجل قتلتموه؟ قال ابن الأَثير: كذا جاء في سنن أَبي داود

معناها أَنهى وأَبلغ، لأَن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أَبعد فيه، وهذا

أَمر بعيد لا يقع مثله لعظمه، والمعنى: أَنك استعظمت شأْني واستبعدت

قتلي فهل هو أَبعد من رجل قتله قومه؛ قال: والروايات الصحيحة أَعمد،

بالميم.

البعد: عبارة عن امتداد قائم في الجسم، أو نفسه عند القائلين بوجود الخلاء، كأفلاطون.
بعد: {بعِدت}: هلكت. و {بُعدا لمدين}: أي هلاكا. والبُعْد ضد القرب، والبُعْد والبَعَد: الهلاك.
بَاب الْبعد

بَعدت وشطت وشطنت ونزحت واقصت وقذفت وسحقت وشحطت وغربت وشسعت وناءت وتراخت وشطرت ونزحت
(بعد) نقيض قبل وَهُوَ ظرف مُبْهَم يفهم مَعْنَاهُ بِالْإِضَافَة لما بعده وَيكون مَنْصُوبًا أَو مجرورا مَعَ من وَقد يقطع عَن الْإِضَافَة وَهِي مفهومة من الْكَلَام فَيكون مَبْنِيا على الضَّم

بعد


بَعِدَ(n. ac. بَعَد)
بَعُدَ(n. ac. بُعْد)
a. Was, became distant, far off, far away, remote; became
alienated, estranged.

بَعَّدَa. Removed, sent away; estranged.
b. Held aloof, kept away.

بَاْعَدَa. Was far off, distant from.
b. see II (a)
أَبْعَدَa. Removed; sent away.

تَبَاْعَدَa. see VIII
إِبْتَعَدَ
a. ['An], Withdrew, went away, quitted.
إِسْتَبْعَدَa. see VIII
بَعْد
a. After; behind; afterwards, later; beyond.
b. Hereafter.

بُعْدa. Distance; remoteness, farness.
b. Absence.

بُعْدَة
بَعَدa. see 3
بَعِدa. see 25
أَبْعَدُa. Far from.

بُعَاْدa. see 25
بَعِيْد
(pl.
بُعَدَآءُ)
a. Distant, far off, remote.

الأَبْعَد
a. Far be it from thee!

يَا بَعْدِي
a. O thou precious!
بعد
البُعْد: ضد القرب، وليس لهما حدّ محدود، وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره، يقال ذلك في المحسوس، وهو الأكثر، وفي المعقول نحو قوله تعالى: ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً
[النساء/ 167] ، وقوله عزّ وجلّ: أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ [فصلت/ 44] ، يقال: بعد: إذا تباعد، وهو بعيد، وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ [هود/ 83] ، وبَعِدَ: مات، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك، نحو: بَعِدَتْ ثَمُودُ
[هود/ 95] ، وقد قال النابغة:
في الأدنى وفي البعد.
والبَعَدُ والبُعْدُ يقال فيه وفي ضد القرب، قال تعالى: فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [المؤمنون/ 41] ، فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ [المؤمنون/ 44] ، وقوله تعالى: بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ [سبأ/ 8] ، أي: الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدى تشبيها بمن ضلّ عن محجّة الطريق بعدا متناهيا، فلا يكاد يرجى له العود إليها، وقوله عزّ وجلّ: وَما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ [هود/ 89] ، أي: تقاربونهم في الضلال، فلا يبعد أن يأتيكم ما أتاهم من العذاب.
(بَعْد) : يقال في مقابلة قبل، ونستوفي أنواعه في باب (قبل) إن شاء الله تعالى.
ب ع د : بَعُدَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ بُعْدًا فَهُوَ بَعِيدٌ وَيُعَدَّى بِالْبَاءِ وَبِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ بَعُدْتُ بِهِ وَأَبْعَدْتُهُ وَتَبَاعَدَ مِثْلُ: بَعُدَ وَبَعَّدْتُ بَيْنَهُمْ تَبْعِيدًا وَبَاعَدْتُ مُبَاعَدَةً وَاسْتَبْعَدْتُهُ عَدَدْته بَعِيدًا وَأَبْعَدْتُ فِي الْمَذْهَبِ إبْعَادًا بِمَعْنَى تَبَاعَدْتُ.
وَفِي الْحَدِيثِ «إذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ قَضَاءَ الْحَاجَةِ أَبْعَدَ» قَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ وَيَكُونُ أَبْعَدَ لَازِمًا وَمُتَعَدِّيًا فَاللَّازِمُ أَبْعَدَ زَيْدٌ عَنْ الْمَنْزِلِ بِمَعْنَى تَبَاعَدَ وَالْمُتَعَدِّي أَبْعَدْتُهُ وَأَبْعَدَ فِي السَّوْمِ شَطَّ وَبَعِدَ بَعَدًا مِنْ بَابِ تَعِبَ هَلَكَ وَبَعْدُ ظَرْفٌ مُبْهَمٌ لَا يُفْهَمُ مَعْنَاهُ إلَّا بِالْإِضَافَةِ لِغَيْرِهِ وَهُوَ زَمَانٌ مُتَرَاخٍ عَنْ السَّابِقِ فَإِنْ قَرُبَ مِنْهُ قِيلَ بُعَيْدَهُ بِالتَّصْغِيرِ كَمَا يُقَالُ قَبْلَ الْعَصْرِ فَإِذَا قَرُبَ قِيلَ قُبَيْلَ الْعَصْرِ بِالتَّصْغِيرِ أَيْ قَرِيبًا مِنْهُ وَيُسَمَّى تَصْغِيرَ التَّقْرِيبِ وَجَاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرٍو أَيْ مُتَرَاخِيًا زَمَانُهُ عَنْ زَمَانِ مَجِيءِ عَمْرٍو وَتَأْتِي بِمَعْنَى مَعَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ} [القلم: 13] أَيْ: مَعَ ذَلِكَ وَالْأَبْعَدُ خِلَافُ الْأَقْرَبِ وَالْجَمْعُ الْأَبَاعِدُ. 
ب ع د

أما بعد فقد كان كذا. وأتيته بعيدات بين إذا أتيته بعد حين. وأنشد أبو زيد:

وأشعث منقد القميص أتيته ... بعيدات بين لاهدان ولا نكس

وتنح غير باعد وغير بعد أي غير صاغر. ولا تبعد، وإن بعدت عني فلا بعدت. وتقول: بعداً وسحقاً، وقبحاً ومحقاً. وهو محسن إلى الأباعد دون الأقارب. قال:

من الناس من يغشى الأباعد نفعه ... ويشقى به حتى الممات أقاربه

فإن يك خير فالبعيد يناله ... وإن يك شر فابن عمك صاحبه

وفلان يستجر الحديث من أباعد أطرافه. وأبعد الله الأبعد و" مثل العالم كمثل الحمة يأتيها البــعداء ويتركها القرباء " وأبعد في السوم. وأبعط فيه إذا أشط. وإن قلت كذا لم أبعده ولم أستبعده. وقلت قولاً بعيداً، وما أبعده من الصواب. وباعدني وتباعد مني وابتعد وتبعد. قال عمر بن أبي ربيعة:

اذهب فديتك غير مبتعد ... لا كان هذا آخر العهد

وكانوا متقاربين فتباعدوا. ويقال: إذا لم تكن من قربان الأمير فكن من بعدانه لا يصبك شره، جمع قريب وبعيد، كذليل، وذلان. وفلان بعيد الهمة وذو بعدة. قال الشنفري:

وأعدم أحياناً وأغنى وإنما ... ينال الغنى ذو البعدة المتبدل

الذي يبتذل نفسه في الأسفار والمتاعب.
(بعد) - قَولُه تَعالَى: {والأَرضَ بعدَ ذَلِكَ دَحَاها} - قِيل: إنّ قَبْل وبَعْدَ من الأَضْدَاد، ومَعْنَى بَعْدَ هَا هُنَا قَبْل؛ لأنه تَبارَك وتَعالَى: {خَلَق الأرضَ في يَوْمَيْن} ثم قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} .
فَعلَى هذا خَلْقُ الأرضِ قَبلَ خَلْقِ السَّماءِ، فلما قال: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} كان المَعنَى قَبل ذلك، لأَنَّ قَبل هذا اللَّفْظ قَولُه: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا} .
وكذلك قَولُه تَعالى: {ولقد كَتَبْنَا في الزَّبُورِ مِنْ بعْدِ الذِّكْرِ} . قيل: مَعنَاه من قَبْلِه.
- في الحديث: أنَّه عليه الصلاة والسلام "كان يَخرُج عند البَراز فيتبَعَّد".
: أَى يَبْعُد عن النَّظر، وهو مثل يتَقرَّب بمعنى يَقرُب، ولو روى يَبْتَعِد بمعنى يَبْعُدُ لَجازَ، كما قال تعالى: {واقْتَربَ الوعْدَ} بمَعنَى قربَ، وروى: "يُبْعِد".
يقال: أبعَد في الأرض: أَى ذَهَب بَعِيدًا.
- في الحديث: "أنَّ رَجُلاً جاء وقال: إنَّ الأبعدَ قد زَنَى".
معناه البَاعِدُ عن العِصْمة والخير.
يقال: ما عندَك أَبعدٌ، بالتَّنْوين، وإِنَّك لَغَيْرُ أَبْعدَ: أي غيَرُ طَائِلٍ
- في حديث المُهاجِرين إلى الحَبَشة: "جِئْنَا أَرضَ البُــعَداء": أي الأَجانِبِ الذين لا قَرابَة بينَنَا وبَيْنَهم.
- في حديث المَخْتُوم على فِيهِ في تفسير قَولِه تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ} فيقول لأَعضائِه: بعدًا لَكُنَّ ، ويجوز: بُعدٌ، كما يقال: وَيلاً له ووَيْلٌ. ويحتمل أن يكون من البُعْد الذي هو ضِدّ القُربِ: أي أبعدَكُنَّ الله، ويُحتَمل أن يَكُونَ من قَوِلهِم: بَعِدَ إذا هَلَك: أي هلَكْتُنّ حين أَقررتُنَّ على أَنفُسِكن.
- وفي حَديثِ أبِى جَهْل: "هلْ أبعدُ من رَجُلٍ قَتلْتُموه" .
كذا في سُنَن أَبِى داود، والصَّحِيح: أَعمَد "بالميم".
[بعد] فيه: كان إذا أراد البراز "أبعد" وفي أخرى يتبعد في المذهب أي في الذهاب عند قضاء الحاجة. وفيه: أن "الأبعد" قد زنى أي المتباعد عن الخير والعصمة. بعد بالكسر فهو باعد أي هالك، والبعد الهلاك، والأبعد الخائن أيضاً. ومنه: كب الله "الأبعد" لفيه. وفي ح شهادة الأعضاء: "بعداً" لكن أي هلاكاً أو هو من ضد القرب. وفي ح قتل أبي جهل: هل "أبعد" من رجل قتلتموه أي أنهى وأبلغ لأن الشيء المتناهي في نوعه يقال قد أبعد فيه. وهذا أمر "بعيد" أي لا يقع مثله لعظمه يريد أنك استبعدت قتلي فهل هو أبعد ممن قتله قومه،المشرق والمغرب، أبعد صفة مصدر محذوف أي هوياً أي سقوطاً بعيد المبتدأ والنمتهى، قوله من رضوان الله أي من كلام فيه رضوان، ومن بيانية حال من الكلمة، وكذا لا يلقى، ويرفع مستأنفة أي لا يرى بتلك الكلمة "بالا" أي بأساً أي يظنها قليلة وهي عظيمة. وح: إن حوضى "أبعد" من أبلة من عدن أي من بعد أبلة من عدن. وح: "باعد" بيني وبين خطاياي أي إذا قدر لي ذنب أو خطيئة "فبعد" بيني وبينه، أو اغفر خطاياي السالفة مني. وح: لا يزال "يتباعد" أي يبعد عن استماع الخطبة والصف الأول الذي هو مقام المقربين حتى يؤخر إلى آخر صف المتسفلين قوله "وإن دخلها" تعريض بأنه قنع من الدرجات العالية بمجرد الدخول. وح: كنا في موقف لنا بعرفة "يباعده" من موقف الإمام جدا أي يجعله بعيداً بوصفه إياه بالبعد، والتباعد بمعنى التبعيد. وح: فرجع غير "بعيد" أي غير زمان بعيد. وح: "بعده" الله من النار كبعد غراب طائر وهو فرخ حتى مات، شبه بعد الصائم عن النار ببعد غراب طار من أول عمره إلى آخره، طائر صفة غراب، وهو فرخ حال من ضمير طائر، وحتى مات غاية الطيران، وهو ما حال من فاعل مات، وهذا بحسب العرف وإلا فلا مناسبة بين البعدين. غ: "بعد" محله بضم عين يقال لمن لا يفهم هو ينادي من مكان بعيد. وفي شقاق "بعيد" يتباعدهم في مشاقة بعض.
بعد: بعد عن: هي عند الجغرافيين والرحالة لا تعني إلا نفيَ ((أن يكون المكان واقعاً على ساحل البحر أو شاطئ النهر)) وتعني ((أنه واقع على مسافة قريبة منها)). وكذلك ((بُعْدٌ)): مدى قصير، مسافة قصيرة. - وبعيد وتباعد: واقع على مسافة قصيرة (معجم الادريسي).
وبعد عن: عاش بعيداً عن الأمير وقصر السلطان، وأصبح من السوقة، وهي ضد قرب في الغالب (انظر كليلة ودمنة ص277).
وبعد: لا يحتمل تصديقه (انظر لين) وكان مستحيلاً متعذراً (ابن بسام 2: 113 وانظر ابن البيطار 2: 385 والمقدمة 2: 181، 227). وقد يليها على، ففي ألف ليلة (1: 9): ما يبعد عليّ قتلك أي ليس متعذراً علي قتلك (أني قادر على قتلك) وما جاء في كتاب ابن العوام (1: 420) حيث عليك أن تقرأ وفقاً لما في مخطوطة الاسكوريال ومخطوطة ليدن: إن الذي بعد عليك من هذا، معناه: إن الذي تعذر عليك فهمه من هذا.
وبُعْد: عُمْق، ففي أماري ص440: وأفضى بهم إلى حفر خندق عظيم كالحفرة من بُعد قَعْرِه (وقعره التي رأى الناشر إثباتها بدل قعرة التي في المخطوطة هي الصواب.
أما قَعْرَة التي ذكرها فليشر (تعليقات ونقد ص62) فلا تدل على هذا المعنى. (وأنظر أدناه: بعيد وأبعد).
بَعَّد (بالتضعيف): تنحى، تخلى (الكالا).
أبعد: في المقري (1: 941): ويبعد ذلك أن، معناها: والذي يثبت أن الأمر ليس كذلك أن)).
تباعد: يقال: تباعد ما بينهما وبين أهلهما أي فسد ما بينهما وبين أهلهما من صلة وتنافرا (معجم البلاذري).
ابتعد: انزوى، اعتزل، تجنب، تفرد، تغرب. وكل هذه معان مجازية. - ويقال: ابتعد عن بعضه: حاد عنه واجتنبه ولم يقاربه (بوشر).
بَعْدُ: جاء في فقرة في الجريدة الآسيوية (1849، 2: 271 رقم 1): ((وتعمد إلى قطع جلود أيّ جلود شئتَ بعد جلود الغنم)) وقد أراد كاترمير (الجريدة الآسيوية 1850، 1: 265) تغيير ((بعد)) هذه التي ذكرت في مخطوطتي. وأرى إنه قد أخطأ. ففي رأيي أن ((بعد)) هنا لها معناها المعروف والمعنى هو ((عليك أن تأخذ جلود الغنم أولاً ثم تعمد .. الخ)) بعد بيوم: بعد يوم (بوشر) - وفي بعد = بعد ففي تاريخ البربر (1: 70): ثم هلك خالد في بعد تلك الأيام. وفي معجم البلاذري ومعجم المتفرقات أمثلة لاستعمال بعد في جمل مثبته بمعنى: للآن. ولا يزال يقال: بعدك نائم أي لم تزل نائماً. وبعد بكيّر: أي لا يزال الوقت مبكراً وهي لغة أهل كسروان (بوشر) - ويقال يا بعدي، يريدون به، أدعو أن تعيش بعدي (محيط المحيط)، ويقوله المحب لحبيبته (ألف ليلة: برسل 3: 193، 194، 250).
بُعْد: انظر بعد، وتجمع على أبعاد (أبو الوليد ص364) - وفي مصطلح الموسيقى أبعاد: فواصل. (صفة مصر 14: 17) والبعد الكلي: مجموعة من ثماني وحدات (بوشر).
بُعْدَة. يقال في البعدة أي بعيداً، في بلد بعيد (بوشر).
بَعدَيْن: بعد فترة، بعد ذلك (بوشر).
بعاد: ابتعاد، مخالف، مناف، يقال بعاد عن القواعد أي ابتعاد عن القواعد، مخالف لها ومناف لها (بوشر).
بعيد: انظره في بعد - ويقال: بعيد عن بعضه أي مفرق، مشتت (بوشر). والفرق بعيد أي شتان ما بينهما (بوشر) ومثله: بعيداً أن تفلحوا: أي هيهات أن تفلحوا (أبو الوليد 221).
والبعيد: أي وقانا الله منه. والبعيد أو بعيد عنكم أي أبعد الله عنكم هذا البلاء. وبعيد عنا: وقانا الله من مثل هذا البلاء (بوشر). وفي ألف ليلة وليلة نرى شهرزاد حين تذكر في قصصها فعلاً يدل على معنى اللعن أو الخيبة فإنها ترادفه بكلمة البعيد بدل الكاف ضمير المخاطب لئلا يتوجه هذا اللعن إلى زوجها السلطان الذي تقص عليه القصص، ففي (3: 426) مثلاً تقول: فقال له الله يخيب البعيد، بدل: الله يخيبك. وفي (4: 679): صارت تقول له إن شاء الله يكون أكلها سماً يهري بدن البعيد، بدل: بدنك، وفي (9: 255 طبعة برسل): وقال للمقدم الله يخيب كعب البعيد وسفرته، بدل: كعبك وسفرتك كما ورد في طبعة ماكن في هذا الموضع.
وبعيد: عميق (وهي ضد قريب) (ابن جبير 64، 67) وفي الحلل الموشية (ص59ق): فتردى من حافة بعيدة المهوى ظن أن الأرض وطية متصلة.
وبعيد: عال، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 367): شجرة بعيدة.
والبعيد والقريب: العامة والخاصة من الناس وترد كثيراً بهذا المعنى. انظر مثلاً كليلة ودمنة ص206.
وقريب من بعيد: قريب لا يتصل نسبه بعمود النسب (بوشر).
أبعد: لا يصدق، غير شبيه بالحق (ابن العوام 1: 420).
وأبعد: أكثر عمقاً. ففي رحلة العبدري (ص81و): وملؤها في آبار عميقة ما رأيت أبعد منها.
مبعود: مبعد، مقصي، منفي (فوك) متباعد: انظر في بعد.
(ب ع د)

البُعْد: خلاف القُرب، وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

قَعَدْتُ لهُ وصُحْبَتِي بينَ ضَارِجٍ ... وبَينَ إكامٍ بُعْدَما مُتأَمَّلِ

إِنَّمَا أَرَادَ: يَا بعد متأمل، يتأسف بذلك، وَمثله قَول أبي الْعِيَال:

رَزِيَّةَ قَوْمَه لم يَأْ ... خُذُوا ثَمَنا ولمْ يَهَبُوا

أَرَادَ: يَا رزية قومه، ثمَّ فسر الرزية مَا هِيَ فَقَالَ: " لم يَأْخُذُوا ثمنا وَلم يهبوا " وَقيل: أَرَادَ: بعد متأملي. وَقَوله تَعَالَى: (أُولئكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعيدٍ) ، أَي بعيد من قُلُوبهم يبعد عَنْهَا مَا يُتْلَى عَلَيْهِم، لأَنهم إِذا لم يعوا فهم بِمَنْزِلَة من كَانَ فِي غَايَة البُعْد.

بَعُدَ الرجل وبَعِدَ بُعْداً وبَعَداً فَهُوَ بَعيد وبُعادٌ عَن سِيبَوَيْهٍ. وجمعهما بُــعَداءُ. وَافق الَّذين يَقُولُونَ فَعيل الَّذين يَقُولُونَ فُعال لِأَنَّهُمَا أختَان، وَقد قيل: بُعُدٌ، وينشد بَيت النَّابِغَة:

فتِلك تُبْلِغُنِي النُّعْمانَ إنَّ لَهُ ... فَضْلاً على النَّاس فِي الأدْنَينَ والبُعُدِ

وَفِي الدُّعَاء: بُعْداً لَهُ، نصبوه على إِضْمَار الْفِعْل غير الْمُسْتَعْمل إِظْهَاره، أَي أبْعَدَه الله.

وبُعْدٌ باعِدٌ، على الْمُبَالغَة، وَإِن دَعَوْت بِهِ فالمختار النصب. وَقَوله:

مَداًّ بأعْناقِ المَطيّ مَداَّ ... حَتَّى تُوَافِي المَوْسِمَ الأَبْعَداَّ

فَأَنَّهُ أَرَادَ الأبْعَدَ، فَوقف فَشدد، ثمَّ أجراه فِي الْوَصْل مجْرَاه فِي الْوَقْف، وَهُوَ مِمَّا يجوز فِي الشّعْر كَقَوْلِه:

ضَخْما يُحبّ الخُلُقَ الأضْخَمَّا

وَهُوَ غير بعيد مِنْك وَغير بَعَد وباعَدَه مُباعدة وبِعادا. وباعَدَ الله بَينهمَا وبعَّد، وَيقْرَأ (رَبَّنا باعِدْ بَينَ أسْفارِنا) و" بَعِّدْ " قَالَ الطرماح:

تُباعِدُ مِنَّا من نُحِبُّ اجتماعَه ... وتَجْمعُ مِنَّا بينَ أهل الضَّغائنِ

وَرجل مبْعَدٌ: بَعيد الْأَسْفَار، قَالَ كثير عزة:

مُناقِلَةً عُرْضَ الفَيافِي شِملَّةً ... مَطِيَّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: بُعْدَك، تحذره شَيْئا من خَلفه.

وبَعِد بَعَداً وبَعُدَ: هلك أَو اغترب. قَالَ تَعَالَى: (كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) ، وَقَالَ مَالك بن الريب الْمَازِني:

يَقُولُونَ لَا تَبْعَدْ وهم يَدْفِنوني ... وأينَ مكانُ البُعْدِ إِلَّا مكانيا

وَهُوَ من البُعْد.

والبُعْدُ والبِعاد: اللَّعْن، مِنْهُ أَيْضا.

وأبْعَده الله: نَحَّاه عَن الْخَيْر وأبعده.

وَجَلَست بعيدَة مِنْك، وبعيداً مِنْك، يَعْنِي مَكَانا بَعيدا. وَرُبمَا قَالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مَكَانهَا. وَفِي التَّنْزِيل: (وَمَا هيَ مِنَ الظَّالِمِينَ ببَعِيدٍ) . وَأما بعيدةُ الْعَهْد فبالهاء.

ومنزل بَعَدٌ: بعيدٌ.

وتنحَّ غير بَعيدٍ: أَي كن قَرِيبا.

وَغير باعِدٍ: أَي صاغر.

وانه لغير أبْعدَ: أَي لَا خير فِيهِ وَلَا لَهُ بعد مَذْهَب.

وانه لذُو بُعْدةٍ: أَي لذُو رَأْي وحزم.

وَمَا عِنْده أبْعَدُ: أَي طائل.

وبَعْدُ: ضد قبل يُبنى مُفردا ويعرب مُضَافا. وَحكى سِيبَوَيْهٍ انهم يَقُولُونَ: من بَعْدٍ، فينكرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً. وَقَوله تَعَالَى: (للهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ) أَصلهمَا هُنَا الْخَفْض، وَلَكِن بُنيتا على الضَّم لِأَنَّهُمَا غايتان، وَمعنى غَايَة أَن الْكَلِمَة حذفت مِنْهَا الْإِضَافَة وَجعلت غَايَة الْكَلِمَة مَا بقى بعد الْحَذف، وَإِنَّمَا بُنيتا على الضَّم لِأَن إعرابهما فِي الْإِضَافَة النصب والخفض، تَقول: رَأَيْته قبلك وَمن قبلك، وَلَا يرفعان لِأَنَّهُمَا لَا يحدَّث عَنْهُمَا لِأَنَّهُمَا استعملا ظرفين، فَلَمَّا عدلا عَن بابهما تحركا بِغَيْر الحركتين اللَّتَيْنِ كَانَتَا لَهُ تدخلان بِحَق الْإِعْرَاب، فَأَما وجوب بنائهما، وَذَهَاب إعرابهما، فلأنهما عرفا من غير جِهَة التَّعْرِيف لِأَنَّهُ حذف مِنْهُمَا مَا أُضيفتا إِلَيْهِ. وَالْمعْنَى: لله الْأَمر من قبل أَن تغلب الرّوم وَمن بعد مَا غلبت. وَيقْرَأ: (للهِ الأمرُ من قَبْلٍ وَمن بَعْدٍ) يجعلونهما نكرتين. الْمَعْنى: لله الْأَمر من تقدُّم وتأخُّر. وَالْأول أَجود. وَحكى الْكسَائي: (للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ) بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين، قَالَ الْفراء: تَركه على مَا كَانَ يكون عَلَيْهِ فِي الْإِضَافَة. وَاحْتج بقول الأول: " بَين ذراعي وجبهة الْأسد ". وَهَذَا لَيْسَ كَذَلِك، لِأَن الْمَعْنى: بَين ذراعي الْأسد وجبهته، وَقد ذُكر أحد الْمُضَاف إِلَيْهِمَا. وَلَو كَانَ " للهِ الأمرُ من قَبْلِ وَمن بَعْدِ كَذا " لجَاز على هَذَا، وَكَانَ الْمَعْنى من قبل كَذَا وَمن بَعْدِ كَذَا.

وَقَوله:

وَنحن قتلنَا الأُسْدَ أُسْدَ خَفِيّةٍ ... فَمَا شرِبوا بَعْدٌ على لَذَّةٍ خَمْرَا

إِنَّمَا أَرَادَ بَعْدُ، فنوَّن ضَرُورَة. وَرَوَاهُ بَعضهم بَعْدُ، على احْتِمَال الْكَفّ.

قَالَ اللحياني: وَقَالَ بَعضهم: مَا هُوَ بِالَّذِي لَا بَعْدَ لَهُ، وَمَا هُوَ بِالَّذِي لَا قَبْلَ لَهُ. وَقَوْلهمْ فِي الخطابة: أما بَعْدُ، إِنَّمَا يُرِيدُونَ: أما بَعْدَ دعائي لَك. وَزَعَمُوا أَن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام أول من قَالَهَا، وَلذَلِك قَالَ جلّ وَعز (وآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وفَصْلَ الخِطابِ) ، وَزعم ثَعْلَب أَن أول من قَالَهَا كَعْب بن لؤَي.

ولقيته بُعَيْداتِ بَينٍ: إِذا لَقيته بعد حِين ثمَّ أَمْسَكت عَنهُ ثمَّ أَتَيْته، لَا تسْتَعْمل إِلَّا ظرفا.
بعد
بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من يَبعُد، بُعْدًا، فهو بَعيد، والمفعول مَبعُود به
• بعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ/ بَعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ عن كذا/ بعُد الشَّيءُ أو الشَّخصُ من كذا: نأى، صار بعيدًا، عكس قَرُبَ "بعُدت القريةُ عن العاصمة- البعيد عن العين بعيد عن القلب [مثل]: يضرب للدّلالة على أن الانقطاع عن الأهل وعدم الاتصال الدائم بهم يؤدِّيان إلى الإهمال والنسيان- {وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} - {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا. وَنَرَاهُ قَرِيبًا} " ° بَعُد عن الشّرِّ: تجنّبه وتحاشاه.
• بعُد الرَّجلُ: هَلَكَ " {أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعُدَتْ ثَمُودُ} [ق] ".
• بعُدت المسافةُ: امتدت وطالت " {وَلَكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} "? بعُد عنّا: أقام بعيدًا، على مسافة ما.
• بعُد بأهله وغيرهم: جعلهم بعيدًا "بَعُدت بي المصاعبُ عن هدفي المنشود". 

بعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من يَبعَد، بُعْدًا وبَعَدًا، فهو باعِد، والمفعول مَبْعُود عنه
• بعِد الشَّخصُ: بعُد، هَلَك ومات " {أَلاَ بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} ".
• بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ/ بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ عن كذا/ بعِد الشَّيءُ أو الشَّخصُ من كذا: بعُد، نأى، عكس قَرُب " {وَلَكِنْ بَعِدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ} [ق] ".
• بعِد عن النَّار: أقام بعيدًا على مسافة ما. 

أبعدَ/ أبعدَ في يُبعد، إبْعادًا، فهو مُبعِد، والمفعول مُبعَد (للمتعدِّي)
• أبعد الشَّخصُ: تنحَّى بعيدًا، بعُد، انزوى، اعتزل، تجنّب ° يبتعد عمّا لا يعنيه: ينصرف إلى شئونه ولا يتدخّل في شئون غيره.
• أبعد الشَّخصَ والكِتابَ وغيرَهما: جعله بَعيدًا، فَصَلَه، أقصاه، عزله ونحّاه، ضدّ قرّبه "تبعد إسرائيل الفلسطينيّين بأيّة حجّة- أبعد الأفكارَ السيِّئة من عقله: رفضها- عودة المُبعَدين إلى وطنهم- {أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} "? أبعدت الحكومةُ المعارِضين: طردتهم، نفتهم- أبعده اللهُ: دعاء بالهلاك.
• أبعده عن العمل: جعله بعيدًا.
• أبعد في السَّفر ونحوِه: جاوز الحدّ. 

ابتعدَ/ ابتعدَ عن يبتعد، ابتِعادًا، فهو مُبتعِد، والمفعول مُبتعَد عنه
• ابتعد الشَّخصُ: بعُد، نأَى، ذهب إلى مكان بعيد، عكس اقترب.
• ابتعد عن الشَّخصِ والمكانِ وغيرِه: انقطع عنه وتجنَّبه وتحاشاه "ابتَعِدْ عن الشرّ/ كلّ ما يسيء إلى سمعتك- ابتعد عن عمله فترة". 

استبعدَ يستبعد، استِبعادًا، فهو مُستبعِد، والمفعول مُستبعَد
• استبعد البيتَ: وجده أو عدّه بَعيدًا "استبعد مسافة/ قرية- استبعد مشاركة صديقه في الانتخابات" ° خطر مُستبعَد: غيرُ متوقّع حصولُه، بعيد الاحتمال- مِن المستبعَد أن: بعيد الاحتمال- استبعد حضوره: عدَّه أمرًا بَعيد الوقوع.
• استبعد العامِلَ: أبعده، جعله بعيدًا، فَصَلَه، نحّاه "استبعد منافسًا: أخرجه من المباراة".
• استبعد الموضوعَ: حَذَفَه نحّاه وأسقطه، عدَّه غير سائغ "استبعَد من الآراء ما يدعو إلى التخاذل". 

باعدَ يباعد، مُباعَدةً وبِعادًا، فهو مُباعِد، والمفعول مُباعَد
• باعد بين شخصين وغيرهما: فرّق بينهما وفَصل "باعدت بيننا الأيّامُ- باعد بين ساقيه: فرّج بينهما، جعل بينهما اتِّساعًا- {فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} ".
• باعد الشَّخصَ والكتابَ وغيرَهما: أبعده، جعله بعيدًا،
 فَصَلَه، أقصاه ونحّاه "أضناه البِعادُ" ° باعدَه حبيبُه: جانبه وجافاه. 

بعَّدَ يبعِّد، تبعيدًا، فهو مُبعِّد، والمفعول مُبعَّد
• بعَّد الشَّخصَ والكتابَ ونحوَهما: أبعده، جعله بَعيدًا، فَصَلَه نحّاه، ضدّ قرّبه "بعّد معارِضًا سياسيًّا: نفاه- {رَبَّنَا بَعِّدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [ق] ". 

تباعدَ/ تباعدَ عن يتباعد، تباعُدًا، فهو مُتباعِد، والمفعول مُتباعَد عنه
• تباعدتِ المسافاتُ وغيرُها: مُطاوع باعدَ: بعُدت، امتدَّتْ وطالت، ضدّ تقاربت "زيارات متباعدة: تتمُّ على فترات زمنيَّة بعيدة" ° تباعدت الآراءُ/ تباعدت التَّفسيراتُ: اختلفت وتفاوتت.
• تباعد القومُ: نأى بعضُهم عن بعض "أخذوا يتباعدون بعد أن كانوا يلتقون في كلّ يوم"? تباعد الصَّديقان: انفصلا وافترقا.
• تباعد عن الوظيفة وغيرِها: تجنّبها، تنحّى عنها. 

تبعَّدَ/ تبعَّدَ عن/ تبعَّدَ من يتبعَّد، تبعُّدًا، فهو مُتبعِّد، والمفعول متبعَّد عنه
• تبعَّد الشَّخصُ/ تبعَّد الشَّخصُ عن صديقه/ تبعَّد الشَّخصُ من صديقه: مُطاوع بعَّدَ: تنحَّى وتجنَّب، ازداد بعدًا عنه أو منه، عكس تقرّب "تبعَّد عن/ من الدنايا". 

إبْعاد [مفرد]:
1 - مصدر أبعدَ/ أبعدَ في.
2 - (سة) عقوبة جنائيّة سياسيّة تقضي بإخراج المحكوم عليه من البلاد. 

أَبْعَدُ [مفرد]: ج أَبْعَدون وأباعِدُ:
1 - اسم تفضيل من بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من وبعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من: أكثر بُعْدًا، عكسه أقرب "هذا المنزلُ أَبْعَد من ذاك" ° إلى أَبْعَد حدٍّ: إلى أقصى مدى، للغاية- لا يرى أَبْعَد مِن أَنْفه: قاصر الفهم، ليس لديه بُعْد نظر للأمور.
2 - خائن "أهلك اللهُ الأبعد".
• الأباعِدُ: الأجانب الذين لا قرابة بينهم. 

ابتعاديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى ابتِعاد.
• الشَّخصيَّة الابتعاديَّة: (نف) مرض من الأمراض النفسيّة التي تصيب الشخصيّة، فيجعل صاحبه انطوائيًّا، مما يؤثّر على العلاقات الاجتماعيَّة بينه وبين أسرته وكلّ من يحيط به. 

استبعاديَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى استِبعاد.
2 - مصدر صناعيّ من استِبعاد.
• سياسة استبعاديَّة: سياسة قائمة على إقصاء كلّ ما هو غير مرغوب فيه من أشخاص وأفكار ونحو ذلك "لا تُمارس السياسة الاستبعاديّة إلا على شعب ضعيف". 

بَعْد [كلمة وظيفيَّة]:
1 - ظرف مبهم لا يفهم معناه إلاّ بالإضافة لما بعده، يدلّ على ما هو لاحق وتالٍ، ويكون منصوبًا، أو مجرورًا، ويُبنى على الضمّ إن قطع عن الإضافة "جاء أخي بعدَ صديقه- {ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً} - {لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} " ° بَعْدَ اللَّتيَّا والَّتي: بعد الخصام والجدل- فيما بعدُ: في وقت لاحق، في المستقبل- هذا يومٌ له ما بعده: يومٌ ينذر بالعواقب- وبَعْدُ/ أما بَعْدُ: عبارة تدلُّ على الانتقال من موضوع لآخر وشاع استعمالها في الرسائل والخطب ومُقدِّمات الكتب.
2 - ظرف يدلُّ على الغاية؛ أي بلوغ الشيء أقصى درجة "سَفَهٌ ما بعدَه سَفَهٌ: في منتهى السفه- كُفْرٌ ما بعدَه كُفْرٌ: بلغ أقصاه".
3 - ظرف زمان يدلُّ على الحال مبنيّ على الضمّ "لم يأتِ أخي بَعدُ: حتى هذه اللَّحظة- أهو حيٌّ بعدُ؟ - لمّا/ لم يحضر بعدُ".
4 - ظرف بمعنى مع " {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} ". 

بَعَد [مفرد]: مصدر بعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من. 

بُعْد [مفرد]: ج أبْعاد (لغير المصدر):
1 - مصدر بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من وبعِدَ/ بعِدَ عن/ بعِدَ من ° أبعاد مسألة: أهمية، مظاهر عمليّة- بُعْد الشُّقة: اتِّساع المسافة أو الفجوة- بُعْد الصِّيت: سعة الشُّهرة- بُعْد النَّظر: عمق التفكير، حُسْن الرأي والتدبير- بُعْدًا له: أبعده اللهُ، دعاء عليه بالهلاك- بُعْد الهمّة: عُلوّها- ذو بُعْد: ذو رأي عميق- على بُعْد خُطوات من كذا: قريب جدًّا منه- على بُعْد/ عن بُعْد: من بعيد، أو على مسافة.
2 - عكس قُرْب "البُعد جفاء [مثل] ".
3 - امتداد موهوم، غير محسوس "بُعد ثقافي/ حضاري".
4 - اتّساع المدى، مسافة "سقطت الكرة على بعد

أمتار- هيئة الاستشعار عن بُعْد- {قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ} ".
• البُعْد البؤريّ: (فز) المسافة بين المركز البصريّ لعدسة أو مرآة منحنية وبين البؤرة الأساسيّة.
• أبعاد: (هس) امتدادات تُقاس بها الأشكال أو المجسَّمات، وهي ثلاثة: الطول، والعرض، والعمق، أو العُلوّ ° أبعاد جسم: قياس جسم في اتّجاه معيّن- ثُلاثيّ الأبعاد: متكون من ثلاثة أبعاد أو جوانب، طول وعرض وارتفاع- عمود ذو أبعاد كبيرة: مقدار ما يشغله الجسم من فراغ- متعدِّد الأبعاد- مقياس أبعاد تِلِسكوبيّ: آلة معدّة لرسم مخطّطات مستوية بصورة سريعة ولقياس الارتفاعات.
• أبعاد الشُّعور: (نف) سمات أو مظاهر عمليّاته من شدّة أو ضعف ووضوح أو غموض وطول أو قصر. 

بَعْدَئذٍ [كلمة وظيفيَّة]: (انظر: ب ع د إ ذ - بَعْدَئذٍ). 

بَعيد [مفرد]: ج بَعيدون (للعاقل) وبِعاد وبُعُد وبُــعداءُ وبُعْدان وبعيد، مؤ بعيد وبعيدة، ج مؤ بعيدات وبعيد:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بعُدَ/ بعُدَ بـ/ بعُدَ عن/ بعُدَ من ° إلى حدٍّ بعيد: إلى حد كبير، بعيدًا- بَعيد الأَثَر: ذو أثر كبير- بَعيد الأجل: لا يُقدَّر مداه أو أثره- بعيد الاحتمال: غير متوقَّع الحدوث- بعيد المدى: واسع، كبير- بَعيدُ المنال: صَعْبٌ تحقيقُه أو الوصول إليه- بَعيدُ النَّظر: حاذق وذو فراسة، حسن التقدير للأمور في مستقبلها- بَعيدٌ كلَّ البُعد: بعيد جدًّا، للمبالغة في البُعد- كلامٌ بعيد المرامي: بعيد المقاصد- منذ عَهْد بَعيد: موغِل في القدم- مِنْ زمن بعيد: منذ وقت طويل.
2 - ما لا يُحْتَمَل في مجال التَّصوّر " {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ} ".
3 - غريب، عكسه قريب "ربّ بعيد أقرب من قريب" ° البعيد والقريب: العامَّة والخاصَّة من الناس- قرابة بعيدة: من غير الأصول، ليست على عمود النَّسب.
4 - أبعد، يكنى بها عن الاسم حين الذمّ. 

تباعُد [مفرد]:
1 - مصدر تباعدَ/ تباعدَ عن.
2 - (مع) فقدان الاتّصال أو قيام الــعداء بين الأقارب أو الزملاء بسبب عدم الاتّفاق.
• التَّباعُد الاجتماعيّ: (مع) الدَّرجات المتفاوتة للبعد أو الانفصال أو القرب أو التحرّك الاجتماعيّ الذي يحدث أو يُسمح به داخل المجتمع بين الأسر أو الأفراد أو الطَّبقات الاجتماعيَّة المختلفة. 

تباعُديّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تباعُد.
2 - (جب) صفة لما ليست له نهاية، وتقال لمتتالية لا تتقارب حدودها إلى نهاية محدّدة. 

بعد

1 بَعُدَ, aor. ـُ inf. n. بُعْدٌ; (S, L, Msb, K;) and بَعِدَ, aor. ـَ inf. n. بَعَدٌ; (L, K;) and ↓ ابعد, inf. n. إِبْعَادٌ, which is also trans.; (Msb;) and ↓ تباعد; (S, Msb, K;) and ↓ استبعد; (S, K, &c.;) He, or it, was, or became, distant, remote, far off, or aloof: he went, or removed, or retired, or withdrew himself, to a distance, or far away, or far off: he alienated, or estranged, himself: he stood, or kept, aloof: contr. of قَرُبَ: (S, L:) [but بَعُدَ generally has the first of these significations; and ↓ ابعد, the others, as also ↓ تباعد and ↓ استبعد:] it is the general opinion of the leading lexicologists that بَعِدَ, as well as بَعُدَ, is thus used; but some deny this; and some assert that they may be employed alike, but that بَعُدَ is more chaste than بَعِدَ thus used. (TA.) [You say also, of a desert, and a tract of country, and the like, بَعُدَ, meaning It extended far.] and زَيْدٌ عَنِ المَنْزِلِ ↓ ابعد, meaning ↓ تباعد [i. e. Zeyd went, or removed, to a distance, or far, from the place of alighting or abode]. (IKt, Msb.) and مِنِّى ↓ تباعد, and ↓ ابتعد, and ↓ تبعّد, [He went, or removed, to a distance, or far, from me; he alienated, or estranged, himself from me; he shunned, or avoided, me;] (A;) and عَنِّى ↓ تباعد [and بَعُدَ عنّى signify the same]. (Msb in art. كشح.) And ↓ إِذَا أَرَاذَ أَحَدُكُمْ الحَاجَةِ أَبْعَدَ, (L, Msb,) a trad., (Msb,) meaning When one of you desires to accomplish that which is needful, (i. e. to ease nature,) he goes far, or to a great distance. (L.) And فِى المَذْهَبِ ↓ أَبْعَدْتُ, meaning ↓ تَبَاعَدْتُ, (Msb,) I went far, or to a great distance, to the place of ease, i. e., to ease nature. (L.) b2: [بَعُدَ referring to a saying or the like, and an event, means It was far from being probable or correct; it was improbable, extraordinary, or strange: (see بَعِيدٌ, and see also 10:) often occurring in these senses.] And فِى نَوْعِهِ ↓ ابعد It reached the utmost point, or degree, in its kind, or species. (IAth.) And ابعد فِى السَّوْمِ He exceeded the due bounds in offering a thing for sale and demanding a price for it, or in bargaining for a thing. (A.) b3: أَخَذَهُ مَا قَرُبَ وَ مَا بَعُدَ Recent and old griefs took hold upon him: a saying similar to أَخَذَهُ مَا قَدُمَ وَ مَا حَدُثَ. (Mgh in art. قدم.) b4: [بَعُدَ is often used, agreeably with a general rule, in the manner of a verb of praise or dispraise; and in this case is commonly contracted into بُعْدَ, like حُسْنَ; as in the phrase, in a verse of Imrael-Keys, بُعْدَ مَا مُتَأَمَّلى (in which ما is redundant) Distant, or far distant, was the object of my contemplation! or (as explained in the EM p. 52) how distant, &c.!] b5: بَعِدَ, aor. ـَ inf. n. بَعَدٌ; (S, L, Msb, K;) and بَعْدَ, aor. ـُ inf. n. بُعْدٌ; (L, K;) also signify He, or it, perished: (S L, Msb:) he died: (K:) it is the general opinion of the leading lexicologists that both these verbs are used as signifying “he perished,” and both occur in different readings of v. 98 of ch. xi. of the Kur: the former is said to be used in this sense by some of the Arabs; and the latter, by others; but some disallow the latter in this sense; and some say that the former is more chaste than the latter thus used: (TA:) or both signify he became far distant from his home or native country; became a stranger, or estranged, therefrom: (L, TA:) or the Arabs say, بَعِدَ الرَّجُلُ and بَعُدَ in the sense of تباعد, when not reviling; but when reviling, they say, بَعِدَ, only. (Yoo, TA.) You say, لَا تَبْعَدٌ وَ إِنْ بَعُدْتَ عَنَّى [Mayest thou not perish though thou be distant from me!] (A.) [And as an imprecation against a man, you say, بَعِدْتَ, meaning Mayest thou perish! (See the printed edition of the Ham, pp. 89 and 90, where بَعِدْتَاىَ هلكت is an evident mistake for َعِدْتَ أَى هَلَكْتَ.)] and بُعْدًا لَهُ May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him! (A, * K, TA;) i. e. may he not be pitied with respect to that which has befallen him! like سُحْقًا لَهُ: the most approved way being to put بعد thus in the accus. case as an inf. n.; where it tribe of Temeem say, لَهُ ↓ بُعْدٌ, and سُحْقٌ, like غُلَامٌ لَهُ. (TA.) A2: بَعُدَ is made trans. by means of [the preposition] ب: see 4. (Msb.) 2 بَعَّدَ see 4, in four places. b2: [You say also, بعّدهُ عَنِ السُّوْءِ He declared him, or pronounced him, to be far removed from evil.]3 باعدهُ He was, or became, [distant, remote, far off, or aloof, from him; or] in a part, quarter, or tract, different from that in which he (the other) was. (TA in art. جنب.) b2: See also 4, in seven places.4 ابعد, inf. n. إِبْعَادٌ: see 1, in seven places.

A2: ابعدهُ; (S, Msb, K;) and ↓ باعدهُ, (S, K,) inf. n. مُبَاعَدَةٌ and بِعَادٌ; (K;) and ↓ بعّدهُ, (S, K,) inf. n. تَبْعِيدٌ; (S;) and بِهِ ↓ بَعُدَ; (Msb;) He made, or caused, him, or it, to be, or become, distant, remote, far off, or aloof; or to go, remove, retire, or withdraw himself, to a distance, far away, or far off; he placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, or he removed far away, alienated, or estranged, him, or it. (S, Msb.) You say, نَفْسَكَ عَنْ زَيْدٍ ↓ بَاعِدْ [Remove thyself far from; or avoid thou, Zeyd]: and زَيْدًا عَنْكَ ↓ بَاعِدْ [Remove thou Zeyd far from thee]. (TA, voce إِيَّا.) And بَيْنَهُمَا ↓ بَعَّدْتُ, inf. n. تَبْعِيدٌ, [I made a wide separation between them two]; as also ↓ بَاعَدْتُ, inf. n. مُبَاعَدَةٌ. (Msb.) And اللّٰهُ ↓ بَاعَدَ مَا بَيْنَهُمَا [May God make the space between them two far extending! may He make a wide separation between them two!]; as also ↓ بَعَّدَ. (TA.) And بَيْنَ أَسْفَارِنَا ↓ رَبَّنَا بَاعِدْ, or ↓ بَعِّدْ, [O our Lord, make to be far-extending the spaces between our journeys! or, put wide distances between our journeys!] accord. to different readings [in the Kur xxxiv. 18]: the former of these is the common reading: Yaakoob El-Hadramee read ↓ رَبُّنَا بَاعَدَ الخ [Our Lord, He hath made to be far extending &c.]. (TA.) b2: أَبْعَدَهُ اللّٰهُ means May God alienate him, or estrange him, from good, or prosperity! or, curse him! (K;) i. e., may he not be pitied with respect to that which has befallen him! (TA.) [You say also, أَبْعَدَ اللّٰهُ الأَخِرَ: see أَخِرٌ.] b3: See also 10.

A3: مَا أَبْعَدَهُ مِنَ الصَّوَابِ [How far is it (namely the saying) from what is right, or correct!]. (A.) 5 تَبَعَّدَ see 1.6 تباعد: see 1, in six places. b2: [It also signifies He became alienated, or estranged, from his family or friends. b3: And تباعدوا They became distant, or remote, one from another; they went, removed, retired, or withdrew themselves, to a distance, far away, or far off, one from another; they removed themselves far, or kept aloof, one from another.] You say, كَانُوا مُتَقَارِبِينَ فَتَبَاعَدُوا [They were near, one to another, and they became distant, or remote, one from another]. (A.) 8 إِبْتَعَدَ see 1.10 استبعدهُ He reckoned it, or esteemed it, (namely, a thing, K, or a saying, A,) بَعِيد [i. e. distant, or remote; or if a saying or the like, far from being probable or correct, improbable, extraordinary, or strange]; (S, A, K;) as also ↓ ابعدهُ. (A.) A2: See also 1, first sentence, in two places.

بَعْدُ an adv. n. of time, signifying After, or afterwards: and allowable also, accord. to some of the grammarians, as an adv. n. of place, signifying after, or behind: (TA:) contr. of قَبْلُ: (S, A, K:) it is a vague adv. n., of which the meaning is not understood without its being prefixed to another noun [expressed or implied]; denoting after-time. (Msb.) When it occurs without any complement, (S, K,) a noun or the like which should be its complement being intended to be understood as to the meaning thereof but not as to the letter, (S, * TA,) it is indecl., (S, K,) because it resembles a particle, (TA,) and has damm for its termination to show that it is indecl., since it cannot have damm by any rule of desinential syntax because it cannot occur as an agent nor as an inchoative or enunciative. (S.) Sb, however, mentions [as exceptions to this rule] the phrases مِنْ بَعْدٍ [Afterwards] and أَفْعَلُ هٰذَا بَعْدًا [I will do this afterwards], as having been used by the Arabs. (K, * TA.) [The latter of these phrases is common in the present day. Another exception to the rule above-mentioned will be found in what follows.] Accord. to the primary rule, it is used as a prefixed n. governing its complement in the gen. case; (S;) [i. e., it is used in the manner of a preposition;] and when thus used, it is decl., (K,) because it does not in this case [always] resemble a particle. (TA.) You say, جَآءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرٍو Zeyd came after 'Amr. (Msb.) And رَأَيْتُهُ بَعْدَكَ and مِنْ بَعْدِكَ [I saw him after thee]. (L.) The words of the Kur [xxx. 3], اللّٰهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ بَعْدُ, meaning To God belonged the command before that the Greeks were overcome and after that they had been overcome, [thus read when the complements of قبل and بعد are intended to be understood as to the meaning thereof but not as to the letter,] are also read مِنْ قَبْلِ وَ مِنْ بَعْدِ, when each complement is intended to be understood as to the meaning and the letter, and also مِنْ قَبْلٍ وَ مِنْ بَعْدٍ, meaning To God belongeth the command first and last, [when neither complement is intended to be understood either as to the letter or as to the meaning,] but the first of these readings is the best. (L.) [You say also, بَعْدَ ذٰلِكَ and مِنْ بَعْدِ ذٰلِكَ After that: and بَعْدَ أَنْ فَعَلْتُ and مِنْ بَعْدِ أَنْ فَعَلْتُ and بَعْدَ مَا فَعَلْتُ and مِنْ بَعْدِ مَا فَعَلْتُ After I did, or after my doing, such a thing: &c.] Also جِئْتُ بَعْدَيْكُمَا, meaning بَعْدَ كُمَا, I came after you two. (K.) And هٰذَا مِمَّا لَيْسَ بَعْدَهُ غَايَةٌ فِى الجَوْدَةِ, and فِى الرَّدَآءَة, This is of the things after, or beyond, which there is not any extreme degree in respect of goodness, and in respect of badness: and, by way of abridgement, لَيْسَ بَعْدَهُ [with nothing following this]: and hence, app., the saying of Mohammad, وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِالَّذِى لَا بَعْدَ لَهُ, meaning [And though] it be not in the utmost degree in respect of goodness: بعد being thus used as a decl. noun. (Mgh.) بَعْدِى and the like are also frequently used as meaning بَعْدَ عَهْدِى and the like; as in the phrase, قَدْ تَغَيَّرْتَ بَعْدى Thou hast become altered since I knew thee, or saw thee, or met thee, or was with thee. And similar to this are many phrases in the Kur; as, for instance, in ii. 48,] ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ Then ye took to yourselves the calf as a god, or an object of worship, after him, namely Moses, i. e., after his having gone away. (Bd.) أَمَّا بَعْدُ (S, K, &c.) is [an expression denoting transition;] an expression by which an address or a discourse is divided; (S;) used without any complement to بعد, which in this case signifies the contr. of قَبْلُ: (TA:) you say, أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ كَانَ كَذَا, meaning [Now, after these preliminary words, (Abu-l- 'Abbás in TA voce خِطَابٌ,) I proceed to say, that such a thing has happened: or] after my prayer for thee: (K:) or after praising God: (TA:) the first who used this formula was David; (K;) or Jacob; (TA;) or Kaab Ibn-Lu-eí; (K;) or Kuss Ibn-Sá'ideh; or Yaarub Ibn-Kahtán. (TA.) b2: You also use the dim. form, saying ↓ بُعَيْدَهُ [A little after him, or it], when you mean by it to denote a time near to the preceding time. (Msb.) You say also, بَيْنٍ ↓ رَأَيْتُهُ بُعَيْدَاتِ, (S, K,) and ↓ بَعِيدَاتِهِ, (K, TA, [in the CK بُعَيْدَاتِه,]) I saw him a little after a separation: (S, K:) or, after intervals of separation: (S, L:) or, after a while. (A'Obeyd, A.) And إِنَّهَا لَتَضْحَكُ بَيْنٍ ↓ بُعَيْذَاتِ Verily she laughs after intervals. (L.) [See also art. بين.] ↓ بُعَيْدَات is used only as an adv. n. of time. (S, L.) b3: بَعْدُ also sometimes means Now; yet; as yet. (TA.) [It is used in this sense mostly in negative phrases; as, for instance, in لَمْ يَمُتْ بَعْدُ He has not died yet. The following is one of the instances of its having this meaning in affirmative phrases: سُمِّيَ الحَوْلِىُّ مِنْ أَوْلَادِ البَقَرِ تَبِيعًا لِأَنَّهُ يَنْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ The yearling of the offspring of cows is called تبيع because he yet follows his mother: occurring in the Mgh &c., in art. تبع.] b4: It occurs also in the sense of مَعَ; as in the words of the Kur [ii. 174 and v. 95], فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذٰلِكَ, i. e., (as some say, MF,) مَعَ ذلك [And whoso transgresseth notwithstanding that; lit., with that]. (Msb.) b5: It has been said that it also means Before, in time; thus bearing two contr. significations: that it has this meaning in two instances; in the Kur [lxxix. 30], where it is said, وَ الْأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحَاهَا [as though signifying And the earth, before that, He spread it forth]; and [xxi. 105] where it is said, وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ [as though meaning And verily we wrote in the Psalms before the Kur-án]: (MF, TA:) but Az says that this is a mistake; that God created the earth not spread forth; then created the heaven; and then spread forth the earth: (L, TA:) and الذكر in the latter of these instances means the Book of the Law revealed to Moses: (Bd:) or الزبور means the revealed Scriptures; (Bd, Jel;) and الذكر, the Preserved Tablet, (Bd,) [i. e.] the Original of the Scriptures, which is with God. (Jel.) بُعْدٌ [as an inf. n. used in the manner of a subst. signifies] Distance, or remoteness; (S, A, L, K; *) and so ↓ بَعَدٌ, (L, K,) accord. to most of the leading lexicologists, (TA, [see بَعْدَ,]) [and ↓ بُعْدَةٌ, for] you say, بَيْنَنَا بُعْدَةٌ, meaning [Between us two is a distance] of land or country, or of relationship. (S, K.) b2: [Remoteness from probability or correctness; improbability, or strangeness: see بَعُدَ. Hence the phrase, هٰذَا مِنَ البُعْدِ بِمَكَانٍ This is improbable, or extraordinary, or strange: often occurring in the TA &c.] b3: Also i. q. ↓ بُعْدٌ: (L, K:) this latter (S, L, Msb, K) and بُعْدٌ, (L, K,) accord. to most of the leading lexicologists, as, for instance, in the Kur xi. 98, (TA, [see بَعِدَ,]) signifying Perdition; (S, L, Msb;) or death. (K.) b4: Judgment and prudence; as also ↓ بُعْدَةٌ: so in the phrase, إِنَّهُ لَذُو بُعْدٍ, and بُعْدَةٍ, Verily he is possessed of judgment and prudence: (K:) or penetrating, or effective, judgment; depth, or profundity; far-reaching judgment. (TA.) [See also أَبْعَدُ.] ↓ ذُو البُعْدَةِ also signifies A man who goes to a great length, or far, in hostility. (L.) b5: A cursing; execration; malediction; as also ↓ بِعَادٌ. (K.) Yousay, بُعْدٌ لَهُ, as well as بُعْدًا لَهُ: see 1, last sentence but one. (TA.) بَعَدٌ: see بُعْدٌ, in two places: A2: and بَعِيدٌ, in five places.

بُعْدٌ: see أَبْعَدُ, in two places.

بُعْدَةٌ: see بُعْدٌ, in three places.

بُعَادٌ: see بَعِيدٌ: b2: and see also بَاعِدٌ.

بِعَادٌ: see بُعْدٌ.

بَعِيدٌ Distant; remote; far; far off; (S, L, K; *) as also ↓ بُعَادٌ, and ↓ بَاعِدٌ: (L, K:) pl. (of the first, S, L) بُعْدَانٌ (S, L, K) and (of the first also, L, TA) بُعُدٌ (L, K) and بِعَادٌ (TA) and (of the first and second, L) بُعَدَآءُ (L, K) and of the third, ↓ بَعَدٌ, [but this (which is also used as a sing. epithet, as will be shown in what follows,) is properly a quasi-pl. n.,] like as خَدَمٌ is of خَادِمٌ. (S.) As signifying Distant with respect to place, it is correctly used alike as masc. and fem. and sing. and dual and pl.; (L, and TA in this art. and in art. قرب, in which latter see the authorities;) but not necessarily; like its contr. قَرِيبٌ: (L:) you say, هِىَ بَعِيدٌ مِنْكَ [She is distant from thee; or it is] as though you said, مَكَانُهَا بَعِيدٌ: (L:) also مَا أَنْتَ مِنَّا بِبَعِيدٍ [Thou art not distant from us ], and مَا أَنْتُمْ مِنَّا بِبَعِيدٍ [Ye are not distant from us]: and in like manner, مَا أَنْتَ

↓ مِنَّا بِبَعَدٍ, and ↓ مَا أَنْتُمُ مِنَّا بِبَعَدٍ. (S, TA.) [But it receives, sometimes, the fem. form when used in this sense; for] جَلَسْتُ بَعِيدًا مِنْكَ and بَعِيدَةٌ مِنْكَ are phrases mentioned as signifying I sat distant, or remote in place, or at a distance, or aloof, from thee; مَكَانًا [and نَاحِيَةً or the like] being understood. (L.) You say also, ↓ مَنْزِلٌ بَعَدٌ A distant, or remote, place of alighting or abode. (K.) And تَنَحَّ غَيْرَ بَعِيدٍ (S, K) and ↓ غَيْرَ بَاعِدٍ and ↓ غَيْرَ بَعَدٍ (K) [Retire thou not far;] meaning be thou near: (S, K:) [or] the second and third of these phrases mean retire thou not in an abject, or a mean, or contemptible, or despicable, state. (S, A.) And ↓ اِنْطَلِقْ يَا فُلَانُ غَيْرَ بَاعِدٍ

[Depart thou, O such a one, not far;] meaning mayest thou not go away! (L.) [And رَأَيْتُهُ مِنْ بَعِيدٍ I saw him, or it, from afar: and جَآءَ مِنْ بَعِيدٍ He came from afar: and the like. and بَعِيدٌ as applied to a desert and the like, meaning Far extending.] And ↓ بُعْدٌ بَاعِدٌ A far distance. (K.) [And نِيَّةٌ بَعِيدَةٌ A distant, far-reaching, or far-aiming, intention, purpose, or design.] and فُلَانٌ بَعِيدُ الهِمَّةِ [Such a one is far-aiming, or faraspiring, in purpose, desire, or ambition]. (A.) And هِىَ بَعِيدَةُ العَهْدِ [She was known, or seen, or met, a long time ago]: in this case, the fem. form, with ة, must be used. (L.) And قَوْلٌ بَعِيدٌ [A saying far from being probable or correct; improbable; far-fetched; extraordinary, or strange]. (A.) And أَمْرٌ بَعِيدٌ An extraordinary thing or affair or case, of which the like does not happen or occur. (L.) b2: Also Distant with respect to kindred or relationship: in which sense, the word receives the fem. form, [as well as the dual form, and pl. forms, like its contr. قَرِيبٌ,] by universal consent. (TA.) [Its pl.] بُعَدَآءُ signifies Strangers, that are not relations. (IAth.) You say also, فُلَانٌ مِنْ بُعْدَانِ الأَمِيرِ [meaning Such a one is of the distant dependents, or subjects, of the governor, or prince]. (S.) And إِذَا لَمْ تَكُنْ مِنْ قُرْبَانِ الأَمِيرِ فَكُنْ مِنْ بُعْدَانِهِ [If thou be not of the particular companions, or familiars, of the governor, or prince, then be of his distant dependents, or subjects]; i. e., be distant from him, that his evil may not affect thee. (Az, A.) b3: رَأَيْتُهُ بَعِيدَاتِ بَيْنٍ: see بَعْدٌ in the latter half of the paragraph. b4: See also بَاعِدٌ.

بُعَيْد and بُعَيْدَات: see بَعْدُ in four places.

بَاعِدُ: see بَعِيدٌ in four places. b2: Also Perishing: (S, L: [in the K it is implied that it signifies dying; and so ↓ بَعِيدٌ and ↓ بُعَادٌ:]) or far distant from his home, or native country; in a state of estrangement therefrom. (L.) أَبْعَدُ More, and most, distant or remote; further, and furthest: by poetic licence written أَبْعَدُّ: (L:) [pl. أَبَاعِدُ; as in the saying,] فُلَانٌ يَسْتَجِرُّ الحَدِيثَ مِنْ أَبَاعِدِ أَطْرَافِهِ [Such a one draws forth talk, or discourse, or news, or the like, from its most remote sources]. (A.) b2: More, and most, extreme, excessive, egregious, or extraordinary, in its kind. (IAth.) [Hence, perhaps,] إِنَّهُ لَغَيْرُ

أَبْعَدَ [in the CK أَبْعَدٍ] and ↓ بُعَدٍ Verily there is no good in him: (K:) or, no depth in him in anything: (IAar:) [or, he is not extraordinary in his kind: see also بُعْدٌ:] said in dispraising one. (TA.) And مَا عِنْدَهُ أَبْعَدُ and ↓ بُعَدٌ [He has not what is extraordinary in its kind: or] he possesses not excellence, or power, or riches: or he possesses not anything profitable: (L, K:) said only in dispraising one: (Az:) or it may mean he possesses not anything which one would go far to seek; or, anything of value: or what he possesses, of things or qualities that are desirable, is more extraordinary than what others possess. (MF.) b3: Remote from good: [which is the meaning generally intended in the present day when it is used absolutely as an epithet applied to a man; but meaning also remote from him or those in whose presence this epithet is used, both as to place and as to moral condition:] and, from continence: (L:) and stupid; foolish; or having little, or no, intellect or understanding; syn. حَائِنٌ: (so in a copy of the S and in the L and TA:) or treacherous, or unfaithful; syn. خَائِنٌ (So in two copies of the S and in a copy of the A.) It is used as an allusion to the name of a person whom one would mention with dispraise; as when one says, هَلَكَ الأَبْعَدُ [May such a one, the remote from good, &c., perish!]: with respect to a woman, one says, هَلَكَتِ البُعْدَى. (En-Nadr, Az.) One says also, كَبَّ اللّٰهُ الأَبْعَدَ لِفِيهِ, meaning [May God cast down prostrate such a one, the remote from good, &c., upon his mouth! or,] cast him down upon his face! (S.) [It is a rule observed in decent society, by the Arabs, to avoid, as much as possible, the mention of opprobrious epithets, lest any person present should imagine an epithet of this kind to be slily applied to himself: therefore, when any malediction or vituperation is uttered, it is usual to allude to the object by the term الأَبْعَد, or البَعِيد, as meaning the remote from good, &c., and also the remote from the person or persons present. See also الأَخِرُ, which is used in a similar manner.] b4: A more distant, or most distant, or very distant, relation; (Lth;) contr. of أَقْرَبُ: (Msb:) pl. أَبَاعِدُ (Lth, S, A, Msb, K) and أَبْعَدُونَ; (Lth;) contr. of أَقَارِبُ (Lth, S, K) and أَقْرَبُونَ. (Lth.) مِبْعَدٌ A man who makes far journeys. (K.)
بعد
: (البُعْدُ) ، بالضَمّ: ضِدُّ القُرْب، وَقيل خِلاف القُرْب، وَهُوَ الأَكثر، وَهُوَ (م) أَي مَعْرُوف. (و) البُعْد: (المَوْتُ) . والّذي عَبَّرَ بِهِ الأَقدمون أَنّ البُعْد بمعنَى الهلاكِ كَمَا فِي (الصّحاح) وَغَيره وَيُقَال إِنّ الّذي بمعنَى الهلاكِ إِنّما هُوَ البَعَد، محركةً، (وفِعلُهما ككَرُمَ وفَرِحَ) ظَاهِرُه أَن فِعلهما مَعاً من الْبَابَيْنِ بالمَعنَيين، وَلَيْسَ كذالك، فإِنّ الأَكثرَ على منْع ذالك والتفرقَةِ بَينهمَا، وأَنَّ الْبعد الّذي هُوَ خِلاف القُرْب الفِعل مِنْهُ بالضمّ ككَرُمَ، والبَعَد، محرَّكةً، الَّذِي هُوَ الهَلاك الفِعْل مِنْهُ بَعِدَ بالكَسْر، كفَرِح. ومَنْ جَوَّزَ الاشتراكَ فيهمَا أَشار إِلى أَفصحِيَّة الضّمّ فِي خِلافِ القُرْب، وأَفصحيّة الكسرِ فِي معنَى الهلاكِ، حَقَّقَه شَيخنَا (بُعْداً) ، بضمّ فَسُكُون، (وبَعَداً) . محرَّكةً، قَالَ شيخُنَا: فِيهِ إِيهامُ أَنَّ المصدرين لكلَ من الفِعلين، والصّواب أَنّ الضَمّ للمضموم نعظير ضِدِّه الَّذِي هُوَ قَرُبَ قُرْباً، والمحرّك للمكسور كفَرِحَ فَرَحاً. انتهي.
قلت: والّذي فِي (الْمُحكم) و (اللِّسان) : بَعِدَ بَعَداً، وبَعُد: هَلَكَ أَو اغترَبَ، فَهُوَ باعِدٌ. والبُعْد: الهَلاَكُ، قَالَ تَعَالَى: {7. 024 اءَلا بعدا لمدين كَمَا بَعدت ثَمُود} (هود: 95) .
وَقَالَ مالكُ بنُ الرَّيب المازنيّ:
يَقُولنَ لَا تَبْعَدْ وهُمْ يَدْفِنُونَنِي
وأَينَ مَكَانُ البُعْدِ إِلاّ مكانيَا
وقرأَ الكسائيّ والنّاسُ: كَمَا بَعِدَتْ، وَكَانَ أَبو عَبِدِ الرحمان السُّلَمِيّ يَقرَؤُهَا {بَعُدَتْ} يجعَلُ الهُلاكَ والبُعد سَوَاء، وهما قريبٌ من السَّوَاءِ، إِلاَّ أَن الْعَرَب بَعضهم يَقُول بَعُدَ وبعضُهم يَقُول بَعُدَ، مثل سَحِقَ وسَحُقَ. وَمن النّاس مَن يَقول بَعُد فِي الْمَكَان وبَعِدَ فِي الهَلاك. وَقَالَ يونسُ: الْعَرَب تَقول بَعِدَ الرَّجُلُ وبَعُدَ، إِذا تباعدَ فِي غير سَبَ. ويقَال فِي السَّبِّ: بعِدَ وسَحِقَ لَا غير، انْتهى. فالَّذِي ذَهبَ إِليه المصنّف هُوَ المُجْمَعُ عَلَيْهِ عِنْد أَئِمَّة اللُّغةِ والّذي رَجَّحَه غيرُ المصنّف هُوَ قَول بعضٍ مِنْهُم كَمَا تَرَى. (فَهُوَ بَعِيدٌ وباعِدٌ وبُعَادٌ) ، الأَخير بالضّمّ، عَن سِيبَوَيْهٍ، قيل: هُوَ لُغة فِي بَعِيد، ككُبَار فِي كَبير. (ج بُــعَدَاءُ) ، ككُرَمَاءَ، وَافق الذينَ يَقولونَ فَعِيل الَّذين يَقُولُونَ فُعَال، لأَنهما أُختانِ. (و) قد قيل (بُعُدٌ) ، بضمّتَين كقَضيبٍ وقُضُبٍ، وينشد قَول النَّابِغَة:
فتِلْكَ تُبْلِغُني النُّعْمَانَ إِنَّ لَهُ
فَضْلاً على النَّاسِ فِي الأَدْنَى وَفِي البُعُدِ
وضبطَه الْجَوْهَرِي بِالتَّحْرِيكِ، جمع باعد، كخادمٍ وخَدَمٍ.
(وبُعْدَانٌ) ، كرَغيفٍ ورُغْفَانٍ. قَالَ أَبو زيد: إِذا لم تكن من قُرْبانِ الأَميرُ فكُنْ مِن بُعْدانِه، أَي تَبَاعَدْ عَنهُ لَا يُصِبْك شَرُّه. وَزَاد بعضُهم فِي أَوزان الجموع البِعَادَ، بِالْكَسْرِ، جمْع بَعيدٍ، ككَريمٍ وكِرَامٍ. وَقد جاءَ ذالك فِي قَول جريرٍ.
(ورجلٌ مِبْعَد، كمِنْجَل: بَعيدُ الأَسْفَارِ) . قَالَ كُثيِّر عزّةَ:
مُنَاقِلَةً عُرْضَ الفَيَافِي شِمِلَّةً
مَطِيّةَ قَذَّافٍ على الهَوْلِ مِبْعَدِ
(وبُعْدٌ باعِدٌ، مُبَالَغَةٌ. و) إِنْ دَعوتَ بِهِ قلْت: (بُعداً لَهُ) ، الْمُخْتَار فِيهِ النّصب على المصدريّة. وكذالك سُحْقاً لَهُ، أَي (أَبْعَدَه اللَّهُ) ، أَي لَا يُرثَى لَهُ فِيمَا نَزَلَ بِهِ. وتَميم تَرفَع فَتَقول: بُعدٌ لَهُ وسُحْقٌ، كَقَوْلِك: غلامٌ لَهُ وفَرسٌ.
وَقَالَ ابْن شُميل: رَاودَ رَجلٌ من الْعَرَب أَعرابيّة فأَبَت إِلاّ أَن يَجعَلَ لَهَا شَيْئا، فجعلَ لَهَا دِرْهَمين، فَلَمَّا خالطَها جعلت تَقول: غَمْزاً ودِرْهماكَ لَك، فإِن لم تَغمِز فبُعْدٌ لَك. رَفَعت البُعْدَ. يُضرَب مَثلاً للرَّجُل ترَاهُ يَعمل العَملَ الشديدَ.
(والبُعْد) ، بِضَم فَسُكُون، (والبِعَاد) ، بالكرس: (اللَّعْن) ، مِنْهُ أَيضاً.
(وأَبعدَه اللَّهُ: نَحَّاه عَن الخَير) ، أَي لَا يُرْثَى لَهُ فِيمَا نَزلَ بِهِ. (و) أَبعده: (لَعَنَهُ) ، وغَرَّبَه.
(وبَاعَدَه مُبَاعَدَة وبِعَاداً) ، وباعَد اللَّهُ مَا بَينهمَا، (وبَعَّدَه) تَبعيداً ويُقْرأُ {7. 024 رَبنَا باعد بَين اءَسفارنا} (سبأَ: 19) وَهُوَ قِراءَة العَوام. قَالَ الأَزهَريّ: قرأَ أَبو عَمرٍ ووابن كَثير {بَعِّدْ} ، بِغَيْر أَلف، وقرأَ يعقوبُ الحضرميّ {رَبُّنَا باعَدَ} بالنَّصْب على الخَبر. وقرأَ نَافِع وَعَاصِم والكسائيّ وَحَمْزَة {باعِدْ} بالأَلف على الدعاءِ. و (أَبْعَدَه) غيرُه.
(ومَنزِلٌ بَعَدٌ، بِالتَّحْرِيكِ: بَعيدٌ. و) قَوْلهم: (تَنَحَّ غيرَ بَعيدٍ، وغيرَ باعدٍ، وَغير بَعَد) ، محرَّكَةً، أَي (كنْ قَرِيبا) ، وَغير بَاعِدٍ، أَي غَيْرَ صاغرٍ قَالَه الكسائيّ. وَيُقَال: انطلقْ يَا فلانُ غيرَ باعدٍ، أَي لَا ذَهَبْتَ.
(و) يُقَال: (إِنّه لغيرُ أَبْعَدَ) ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (و) غير (بُعَدٍ، كصُرَد) ، إِذا ذَمَّه، أَي (لَا خَيْرَ فِيهِ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: أَي لَا غَوْرَ لَهُ فِي شيْءٍ.
(و) إِنّه (لذُو بُعْدٍ) . بضمّ فَسُكُون، (وبُعْدَةٍ) ، بِزِيَادَة الهاءِ، وهاذه عَن ابْن الأَعرابيّ، (أَي) لذُو (رأْيٍ وحَزْم) . يُقَال ذالك للرّجُل إِذا كَانَ نافذَ الرَّأْيِ ذَا غَوْرٍ وَذَا بُعْرِ رَأْيٍ. (و) يُقَال: (مَا عندَه أَبعَدُ، أَو بُعَدٌ، كصُرَد، أَي طائلٌ) ، وَمثله فِي (مجمع الأَمثال) . وَقَالَ رجلٌ لِابْنِهِ: إِن غَدَوْتَ على المِرْبَد رَبِحْتَ عَنَاءً أَو رَجَعْت بِغَيْر بُعَدٍ، أَي بغَير مَنْفَعَة. وَقَالَ أَبو زيد يُقَال: مَا عنْدك بُعَدٌ، وإِنك لغيرُ بُعَد، أَي مَا عنْدك طائلٌ. إِنّما تَقول هاذا إِذا ذَمَمْتَه. قَالَ شَيخنَا: يُمكن أَن يُحمل (مَا) هُنَا على معنَى (الّذي) ، أَي مَا عِنْده من المطالب أَبعدُ مِمَّا عِنْد غَيره، وَيجوز أَن تُحمَل على النَّفْيِ، أَي لَيْسَ عِنْده شيءٌ يُبعِدُ فِي طَلبِه، أَي شيْءٌ لَهُ قيمةٌ أَو مَحلّ.
(وَبَعْدُ ضدُّ قَبْل) ، يَعْنِي أَنّ كلاًّ مِنْهَا ظَرفُ زَمانٍ، كَمَا عُرِفَ فِي الْعَرَبيَّة، ويكونان للمكان، كَمَا جوَّزَه بعض النُّحاة، (يُبنَى مُفْرَداً) ، أَي عَن الإِضافة، لَكِن بشرطِ نِيّة مَعنَى المضافِ إِليه دون لَفظه، كَمَا قرّر فِي العربيّة، (ويُعْرَب مُضافاً) ، أَي لأَنَّ الإِضافة تُوجِب توغّلَه فِي الاسميّة وتُبعِده عَن شَبه الْحُرُوف، فَلَا مُوجبَ مَعهَا لبنائه. (وحُكِيَ: مِنْ بَعْدٍ) ، أَي بِالْجَرِّ وتنوين آخِره، وَقد قُرِىء بِهِ قَوْله تَعَالَى: {7. 024 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) بِالْجَرِّ والتنوين، كأَنَّهم جَرَّدوه عَن الإِضافة ونِيّتها.
(و) حكى أَيضاً (افعَلْ) كَذَا (بَعْداً) ، بِالتَّنْوِينِ مَنْصُوبًا.
وَفِي (الْمِصْبَاح) وبَعْد ظَرفٌ مُبهَمٌ، لَا يُفهَم مَعْنَاهُ إِلا بالإِضافَة لغيره، وَهُوَ زَمانٌ متراخٍ عَن الزَّمَان السابقِ، فإِن قَرُبَ مِنْهُ قيلَ، بُعَيْدَه بِالتَّصْغِيرِ، كَمَا يُقَال قَبْل العصْر، فإِذا قَرُب قيل قُبَيْل العَصْر، بِالتَّصْغِيرِ، أَي قَرِيبا مِنْهُ. وجاءَ زَيْدٌ بَعْدَ عَمْرو، أَي مُتراخِياً زَمانُه عَن زَمانِ مجيءِ عَمْرٍ و. وتأْتي بمعنَى مَعَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذالِكَ} (الْبَقَرَة: 178) أَي مَعَ ذالك. انْتهى.
وَقَالَ اللَّيثُ: بَعْد كلمةٌ دالّة على الشيْءِ الأَخيرِ، تَقول: هاذا بعدَ هاذا، مَنْصُوب. وحَكى سِيبَوَيْهٍ أَنّهُم يَقُولُونَ من بَعدٍ، فُينكِّرونه، وافْعَلْ هَذَا بَعْداً.
وَقَالَ الجوهريّ: بَعدُ نَقيضُ قَبلُ، وهما اسمان يكونَانِ ظَرفَين إِذا أُضِيفَا، وأَصْلهما الإِضافة، فمتَى حذفت الْمُضَاف إِليه لعِلْم المخاطَب بَنَيتَهما على الضّمّ ليُعلمَ أَنّه مَبنيّ، إِذا كَانَ الضّمّ لَا يَدخلهما إِعراباً، لأَنّهما لَا يَصلُحوقُوعُهما مَوْقِعَ الفاعِلِ وَلَا مَوقعَ المبتدإِ وَلَا الخَبَر.
وَفِي (اللِّسَان) : وَقَوله تَعَالَى: {7. 025 لله الاءَمر من قبل وَمن بعد} (الرّوم: 4) أَي من قبلِ الأَشياءِ ومِن بَعدِهَا، أَصلهما هُنَا الخَفضُ، ولاكنْ بُنِينَا على الضمّ لأَنّهما غايتانِ، فإِذا لم يكونَا غَايَة فهما نَصْبٌ لأَنّهما صِفة. ومعنَى غايةٍ أَي أَنَّ الكَلِمَة حُذِفَت مِنْهَا الإِضافَة وجُعلَت غَايَةُ الكَلِمَة مَا بقِيَ بعد الحذْف. وإِنّمَا بُنيتا على الضّمّ لأَنّ إِعرابَهما فِي الإِضافة النّصب والخفض، تَقول: رأَيتُه قَبلَك وَمن قَبِلك، وَلَا يُرفعان، لأَنَّهما لَا يُحدَّث عَنْهُمَا، استعملاَ ظَرفَين، فلمَّا عُدِلاَ عَن بابهما حُرِّكا بِغَيْر الحَرَكَتَيْن اللَّتَيْنِ كانَتَا لَهُ يَدخلان بحقّ الإِعراب. فأَمّا وُجُوبُ بنائهما وذَهاب إِعرابهما فلأَنَّهُمَا عُرِّفا من غير جهةِ التَّعرِفِ، لأَنّه حُذِف مِنْهُمَا مَا أُضيفَتَا إِليه، وَالْمعْنَى. للَّهِ الأَمرُ من قَبلِ أَن تُغلَبَ الرُّوم، وَمن بَعدِما غَلَبَتْ. وحكَى الأَزهَرِيُّ عَن الفرّاءِ قَالَ: القِرَاءَة بالرّفع بِلَا نون، لأَنّهما فِي المعنَى ترَاد بهما الإِضافَة إِلى شيْءٍ لَا محالَة، فلمَّا أَدّتَا غير معنَى مَا أُضِيفَتا إِليه وسُمِتَا بالرَّفْع، هما فِي موضعِ جَرَ، ليَكُون الرَّفْعُ دَليلاً على مَا سَقَطَ. وكذالك مَا أَشبههما وإِن نوَيتَ أَن تُظهرَ مَا أُضِيفَ إِليه وأَظهرْتَهُ فقلْت: للَّهِ الأَمرُ من قبلِ وَمن بعدِ، جازَ، كأَنَّك أَظهرْتَ المخفوضَ الّذِي أَضَفْتَ إِليه قَبْل وبَعد. وَقَالَ ابْن سَيّده: ويُقرأُ: {7. 025 لله الاءَمر من قبل من بعد} يجعلونهما نَكرتَين، المعنَى: لله الأَمرُ من تَقَدُّم وَمن تأَخُّرٍ. والأَوّلُ أَجوَدُ. وَحكى الكسائيّ: {7. 025 الاءَمر من قبل وَمن بعد} بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين.
(واسْتَبْعَدَ) الرَّجُلُ، إِذا (تَبَاعَدَ) . (و) استبعدَ (الشَّيْءَ: عَدَّه بَعيدا) .
(و) قَوْلهم: (جِئت بَعْدَيْكما) أَي بَعدَكما، قَالَ:
أَلاَ يَا اسْلَمَا يَا دِمْنَتَيْ أُمِّ مالكٍ
وَلَا يَسْلماً بَعْدَيْكُما طَللانِ
(و) فِي (الصِّحَاح) : (رأَيْته) ، وَقَالَ أَبو عُبيد: يُقَال: لَقِيته (بُعَيداتِ بَيْن) بِالتَّصْغِيرِ، إِذا لَقيتَه بعد حِين. (و) قيل (بَعِيدَاتِهِ) ، مُكبّراً، وهاذه عَن الفَرّاءِ، (أَي بُعَيدَ فِرَاق) ، وَذَلِكَ إِذا كَانَ الرّجلُ يُمسِك عَن إِتيانِ صاحِبه الزّمَانَ، ثمّ يُمسك عَنهُ نحْو ذالك أَيضاً، ثمّ يأْتِيه. قَالَ: وَهُوَ من ظُروف الزَّمَان الَّتِي لَا تَتمكّن وَلَا تُسْتعمل إِلاّ ظَرفاً. وأَنشد شَمِرٌ:
وأَشْعَثَ مُنْقَدِّ القَمِيصِ دَعَوْتُه
بُعَيْدَاتِ بَيْنٍ لَا هِدَانٍ وَلَا نِكْسِ
وَمثله فِي (الأَساس) . وَيُقَال: إِنّها لتَضْحَكُ بُعيداتِ بَيْنٍ، أَي بينَ المرّةِ ثمَّ المَرَّةِ فِي الْعين.
(وأَمَّا بَعْدُ) فقد كَانَ كَذَا، (أَي) إِنَّما يُرِيدُونَ أَمّا (بَعْدَ دُعَائِي لَك) ، فإِذا قلْت أَمّا بعدُ فإِنّك لَا تُضِيفه إِلى شيْءٍ ولاكنك تَجعله غَايَة نَقيضاً لقبْل. وَفِي حَدِيث زيدِ بن أَرقمَ أَنَّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمخَطَبَهم فَقَالَ: (أَمّا بَعْدُ) ، تَقْدِير الْكَلَام: أَمّا بعدع حَمْدِ الله. (وأَوَّلُ مَنْ قَالَه دَاوُودُ عَلَيْهِ السّلام) ، كَذَا فِي أَوَّليّاتِ ابْن عَسَاكِرَ، وَنَقله غيرُ واحِد من الأَئمّة وقالُوا: أَخرَجَه ابْن أَبي حَاتِم والدَّيْلميّ عَن أَبي مُوسَى الأَشعريّ مَرْفُوعا. وَيُقَال: هِيَ فَصْلُ الخِطَاب، وَلذَلِك قَالَ عزّ وجلّ {وَءاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (ص: 20) (أَوْ كَعْبُ بن لُؤَيَ) ، زَعمه ثَعلب. وَفِي الْوَسَائِل إِلى معرفَة الأَوائل: أَوّلُ من قَالَ أَمّا بَعدُ داوودُ عَلَيْهِ السّلامُ، لحَدِيث أَبي مُوسَى الأَشعرِيّ مَرْفُوعا، وَقيل: يَعْقُوبُ عَلَيْهِ السلامُ، لأَثَرٍ فِي أَفرادِ الدَّارَقُطْني، وَقيل، قُسّ بن ساعدةَ كَمَا للكلبيّ، وَقيل يَعْرُب قَحطانَ، وَقيل كَعْب بن لُؤَيّ. (و) يُقَال: هُوَ مُحْسِنٌ للأَباعدِ والأَقارِبِ، (الأَباعِد: ضِدّ الأَقارب) . وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال هُوَ أَبْعَدُ وأَبعَدُونَ، وأَقرَبُ وأَقربُونَ، وأَبَاعِدُ وأَقارِبُ. وأَنشد:
مِنَ النَّاسِ منْ يَغْشَى الأَباعِدَ نَفْعُه
ويَشْقَى بِه حَتَّى الممَاتِ أَقارِبُهْ
فإِنْ يَكُ خَيْراً فالبَعِيدُ يَنالُه
وإِنْ يَكُ شَرًّا فابنُ عمِّك صاحِبُه
(و) قَوْلهم: (بَيننا بُعْدَةٌ بالضّمّ من الأَرضِ ومِنَ القَرَابَة) . قَالَ الأَعشى:
بأَنْ لَا تَبَغَّى الوُدَّ من مُتباعِدٍ
وَلَا تَنْأَ من ذِي بُعْدَةٍ إِنْ تَقَرَّبَا
(وبَعْدَانُ، كسَحْبَانَ: مِخلافٌ باليَمَن) مشهورٌ، وَقد نُسِبَ إِليه جُملةٌ من الأَعيانِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ قَوْلهم:
مَا أَنتَ منا ببَعيدٍ، وَمَا أَنتم منا ببَعيد، يَستوِي فِيهِ الْوَاحِد وَالْجمع، وكذالك مَا أَنتَ ببَعَدٍ، وَمَا أَنتم منَّا ببَعَدٍ، أَي بَعيد. وإِذا أَردْتَ بالقَرِيبِ والبَعِيده قَرَابَةَ النَّسَبِ أَنثْتَ لَا غير، لم تَختلف العربُ فِيهَا.
والأَبْعَدُّ، مُشدَّدَ الآخِر فِي قَول الشَّاعِر:
مَدًّا بأَعناقِ المعطِيِّ مَدَّا
حتَّى تُوافِي المَوْسمَ الأَبعَدَّا
فلضرورة الشِّعر.
والبُــعَداءُ: الأَجانبُ الّذِين لَا قَرَابَةَ بَينهم، قَالَ ابْن الأَثير.
وَقَالَ النضْر فِي قَوْلهم: هَلَكَ الأَبعَدُ قَالَ: يعنِي صاحِبَه، وهاكذا يُقَال إِذا كَنَى عَن اسْمه.
وَيُقَال للمرأَة: هَلكَتِ البُعْدى. قَالَ الأَزهريّ: هاذا مثْل قَوْلهم: فَلَا مَرحباً بالآخَر، إِذا كَنَى عَن صَاحبه وَهُوَ يَذُمُّه. وَيُقَال: أَبعَدَ الله الأَخَرَ قلْت: الأَخَر، هاكذا فِي نُسخ (الصّحاح) ، وَعَلَيْهَا عَلامَة الصِّحّة، فليُنظر. قَالَ: وَلَا يُقَال للأُنثى مِنْهُ شيءٌ. وَقَوْلهمْ: كَبَّ اللَّهُ الأَبعَدَ لفِيهِ، أَي أَلقاه لوَجْهه. والأَبعَدُ: الحائنُ: هَكَذَا فِي (الصّحاح) بِالْمُهْمَلَةِ.
وفُلانٌ يَسْتَخْرِج الحَدِيثَ من أَباعدِ أَطْرافِه. وأَبْعَدَ فِي السَّوْم: شَطَّ. وتَبَاعَدَ منّي، وابتَعَد، وتَبَعَّدَ.
وَفِي الحَدِيث (أَنّ رجلا جَاءَ فقالَ: إِنّ الأَبعَدَ قد زَنَى) ، مَعْنَاهُ المتباعِد عَن الخَير والعِصْمة.
وجَلَسْتُ بَعِيدةً مِنْك وبعِيداً مِنْك، يَعنِي مَكاناً بَعيدا. ورُبما قالُوا: هِيَ بَعيدٌ مِنْك، أَي مكانُها. وأَمَّا بعيدةُ العهدِ فالبهَاءِ.
وَذُو البُعْدةِ: الّذي يُبْعِد فِي المُعادَاة. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ لرؤبة:
يَكْفِيك عندَ الشِّدّة اليَبيسَا
ويَعتلِي ذَا البُعْدَةِ النَّحوسا
قَالَ أَبو حَاتِم: وَقَالُوا قَبْلُ وبَعْدُ مِن الأَضداد. وَقَالَ فِي قَوْله عزّ وجلّ: {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} (النازعات: 30) أَي قَبْلَ ذَلِك.
ونقلَ شيخُنا عَن ابْن خالَويه فِي كتاب (لَيْسَ) مَا نصُّه: لَيْسَ فِي الْقُرْآن بعْد بِمَعْنى قبْل إِلاّ حَرْفٌ واحِد {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذّكْرِ} (الأَنبياء: 105) . وَقَالَ مُغُلْطَاي فِي المَيْس على لَيْسَ: قد وَجَدْنَا حَرْفاً آخَرَ، وَهُوَ {7. 025 والاءَرض بعد ذَلِك دحاها} قَالَ أَبو مُوسَى فِي كتاب المغيث: مَعْنَاهُ هُنَا قَبْل، لأَنّه تَعَالَى خَلَقَ الأَرضَ فِي يَوْمَيْنِ ثمَّ استوَى إِلى السماءِ، فعلَى هاذا خلَق الأَرضَ قبْلَ السماءِ. ونقَله السُّيوطيّ فِي الإِتقان، كَذَا نَقله شَيخنَا.
قلْت: وَقد رَدَّه الأَزهريّ فَقَالَ: والّذي قَالَه أَبو حَاتِم عمَّن قَالَه خَطأٌ، قَبْل وبعْد كلُّ واحدٍ مِنْهُمَا نَقيضُ صاحِبه، فَلَا يَكونُ أَحدُهما بمعنَى الآخَرِ، وَهُوَ كَلامٌ فاسدٌ وأَمَّا مَا زَعَمه من التَّنَاقُض الظاهرِ فِي الْآيَات فَالْجَوَاب أَنَّ الدَّحْوَ غَيرُ الخلْق، وإِنَّما هُوَ البَسْط، والخَلْقُ هُوَ الإِنساءُ الأَوّل، فَالله عزَّ وجلّ الأَرضَ أَوَّلاً غير مَدْحُوَّة، ثمَّ خَلقَ السماءَ، ثمَّ دحَا الأَرضَ، أَي بَسَطَها. قَالَ: والآيات فِيهَا مُتّفقةٌ وَلَا تناقضَ بحمْدِ الله تَعَالَى فِيهَا، عندَ مَن يَفهمها، وإِنّمَا أُتِيَ الملحِدُ الطَّاعنُ فِيمَا شاكلَها من الْآيَات من جِهَةِ غَبَاوَته وغِلَظِ فَهْمِه وقِلّة عِلْمِه بِكَلَام الْعَرَب. كَذَا فِي (اللِّسَان) .
قَالَ شَيخنَا: وجعلَها بعض المُعْرِبين بمعنَى مَعَ، كَمَا مرَّ عَن (الْمِصْبَاح) ، أَي مَعَ ذالك دَحَاها. وَقَالَ القاليُّ فِي أَماليه، فِي قَول المضرِّب بن كعْب:
فقُلْتُ لَهَا فِيءِ إِليْكِ فإِنّي
حَرَامٌ وإِنِّي بعدَ ذاكِ لَبيبُ
أَي مَعَ ذاكِ. ولَبيب: مُقيم.
وَقد يُرَادُ بهَا الآنَ فِي قَول بعضِهم:
كَمَا قَدْ دَعَاني فِي ابنِ مَنصورَ قَبْلَهَا
وماتَ فمَا حانَتْ مَنِيَّتَه بَعْدُ
أَي الآنَ.
وأَبعَدَ فلانٌ فِي الأَرض، إِذا أَمْعَنَ فِيهَا. وَفِي حَدِيث قتْل أَبي جَهْل (هَل أَبْعَدُ مِنْ رَجلٍ قَتلْتُمُوه) قَالَ ابْن الأَثير: كَذَا جاءَ فِي سنَن أَبي دَاوُود، وَمَعْنَاهَا أَنْهَى وأَبلَغُ، لأَنّ الشيْءَ المُتَناهِيَ فِي نَوْعه يُقَال قد أُبعِدَ فِيهِ. قَالَ: والرِّوايات الصَّحِيحَة: (أَعْمَدُ) ، بِالْمِيم.
وأَبعدَه اللَّهُ، أَي لَنَنه اللَّهُ.
بعد
بَعُدَ بُعْداً وبِعَاداً، وابْتَعَدَ: بمعنىً. وبَعِدَ بَعَداً: هَلَكَ. وبُعْداً له وسُحْقاً، وبُعْدٌ له أيضاً. وبَاعَدَ اللُهُ بينهما وبَعدَ. وبَعْدُ: نَقِيضُ قَبْلُ.
وجِئْتُ بَعْدَيْك - مُثَنىً -: أي بَعْدَكَ، وأنْشَدَ: ألا يا اسْلَما يا دِمْنَتَيْ أمَ مالك ... ولا يَسْلَمَنْ بَعْدَيكُما طَلَلانِ
وأتَيْتُه بُعَيْداتِ بَيْنٍ: أي أتَيْتَه بَعْد زَمن ثم أمْسَكْتَ عنه ثم أتيتَ.
وما عِندَكَ أبْعَد - مُنوَنٌ -؛ وانًك لَغَيْرُ أبْعَدٍ: أي ما عِنْدَك طائلٌ. وأتاه من بُعدَه: أي من أرضٍ بَعيدةٍ، وجَمْعُها بُعَدٌ. وهو ذو بُعدَةٍ: أي بَعيدُ الهِمَة.
ويقولون: إذا لم تكُنْ من قُرْبانِ الأمير فكُنْ من بُعْدانِهِ: أي ممَن يَبْعُدُ عنه، جَمْعُ بَعيدٍ.
(ب ع د) : (أَخْذُهُ) مَا قَرُبَ وَمَا (بَعُدَ) فِي (قَرَّ) وَقَوْلُهُ وَإِنْ كَانَ لَيْسَ بِاَلَّذِي (لَا بَعْدَ) لَهُ يَعْنِي لَيْسَ بِنِهَايَةٍ فِي الْجَوْدَةِ وَكَأَنَّ مُحَمَّدًا - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِهِمْ هَذَا مِمَّا لَيْسَ بَعْدَهُ غَايَةٌ فِي الْجَوْدَةِ وَالرَّدَاءَةِ وَرُبَّمَا اخْتَصَرُوا الْكَلَامَ فَقَالُوا لَيْسَ بَعْدَهُ ثُمَّ أُدْخِلَ عَلَيْهِ لَا النَّافِيَةُ لِلْجِنْسِ وَاسْتَعْمَلَهُ اسْتِعْمَالَ الِاسْمِ الْمُتَمَكِّنِ (قَوْلُهُ بُوعِدَتْ) مِنْهُ جَهَنَّمُ خَمْسِينَ عَامًا لِلرَّاكِبِ الْمُجِدِّ أَيْ الْجَادِّ وَيُرْوَى الْمُجِيدُ وَهُوَ صَاحِبُ الْفَرَسِ الْجَوَادِ وَمُبَاعَدَةُ النَّارِ مَجَازٌ عَنْ النَّجَاةِ مِنْهَا وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ حَقِيقَةً وَانْتِصَابُ خَمْسِينَ عَلَى الظَّرْفِ وَلَا بُدَّ مِنْ تَقْدِيرِ الْإِضَافَةِ عَلَى مَعْنَى مَسَافَةَ مَسِيرَةِ خَمْسِينَ عَامًا.
[بعد] البُعْدُ: ضد القرب. وقد بَعُدَ بالضم فهو بعيد، أي تَباعَدَ. وأَبْعَدَهُ غيره، وباعَدَهُ، وبَعَّدَهُ تَبعيداً. والبَعَدُ بالتحريك: جمع باعِدٍ، مثل خادم وخدم. قال النابغة:..... إنَّ لَهُ فَضْلاً على الناسِ في الاذنين والبعد والبعد أيضا: الهلاك. تقول منه: بعد بالكسر: فهو باعِدٌ. واسْتَبْعَدَ، أي تَبَاعَدَ. واسْتَبْعَدَهُ: عَدَّهُ بعيداً. وتقول: تَنَحَّ غيرَ باعِدٍ وغيرَ بَعَدٍ أيضاً، أي غير صاغر. تنح غير بعيد، أي كل قريبا. وما أنتم بِبَعيدٍ، وما أنت مِنَّا ببَعيدٍ، يستوي فيه الواحد والجمع. وكذلك ما أنت منا ببعد، وما أنتم منا بِبَعَدٍ. وبيننا بُعْدَةٌ، من الأرض والقَرابةِ. قال الأعشى:

وَلا تنأمن ذى بعدة إن تَقَرَّبا * ويقال أَبْعَدَ الله الآخَرَ، ولا يقال للاثنى منه شئ. وقولهم: كَبَّ الله الأَبْعَدَ لِفِيهِ، أي ألقاه لوجهه. والأَبْعَدُ: الخائن. والبعدان: جمع بعيد، مثل رغيف ورغفان. يقال: فلان من قُرْبانِ الأمير ومن بُعْدانِهِ. والأَباعِدُ: خلاف الأقارب. وبَعْدُ: نقيض قبل: وهما اسمان يكونان ظرفين إذا أضيقا، وأصلهما الاضافة، فمتى حذفت المضاف إليه لعلم المخاطب بنيتهما على الضم ليعلم أنه مبنى، إذ كان الضم لا يدخلهما إعرابا، لانهما لا يصلح وقوعهما موقع الفاعل ولا موقع المبتداء ولا الخبر. وقولهم: رأيته بعيدات بين، أي بُعَيْدَ فِراقٍ، وذلك إذا كان الرجل يُمسِك عن إتيان صاحب الزمان ثم يأتيه، ثم يمسك عنه نحو ذلك ثم يأتيه. قال:

لَقيتُهُ بُعَيْداتِ بَيْنٍ * وهو من ظروف الزمان التي لا تتمكّن. وقولهم " أمّا بَعْدُ "، هو فصل الخطاب

كبد

(ك ب د) : (فِي حَدِيثِ) الْعَبَّاسِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا يَشْتَرِي (ذَاتَ كَبِدٍ) رَطْبٍ الصَّوَاب رَطْبَةٍ لِأَنَّ الْكَبِدَ مُؤَنَّثٌ وَالْمُرَادُ نَفْسُ الْحَيَوَانِ.
(كبد) شكا كبده فَهُوَ مكبود

(كبد) الرجل كبدا ألم من وجع كبده وَالشَّيْء عظم وَسطه وَغلظ وَفُلَان عظم بَطْنه من أَعْلَاهُ فَهُوَ أكبد وَهِي كبداء (ج) كبد
ك ب د [كبد]
قال: يا ابن عباس أخبرني عن قول الله عز وجل: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ .
قال: في اعتدال واستقامة .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول:
يا عين هلّا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كبد 
كبد
الْكَبِدُ معروفة، والْكَبَدُ والْكُبَادُ توجّعها، والْكَبْدُ إصابتها، ويقال: كَبِدْتُ الرجل: إذا أصبتَ كَبِدَهُ، وكَبِدُ السّماء: وسطها تشبيها بكبد الإنسان لكونها في وسط البدن. وقيل: تَكَبَّدَتِ الشمس: صارت في كبد السّماء، والْكَبَدُ:
المشقّة. قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ [البلد/ 4] تنبيها أنّ الإنسان خلقه الله تعالى على حالة لا ينفكّ من المشاقّ ما لم يقتحم العقبة ويستقرّ به القرار، كما قال:
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ [الانشقاق/ 19] . 
ك ب د: (الْكَبِدُ) وَ (الْكِبْدُ) بِوَزْنِ الْكَذِبِ وَالْكِذْبِ وَاحِدُ (الْأَكْبَادِ) ، وَيُقَالُ: (كَبْدٌ) بِوَزْنِ فَلْسٍ لِلتَّخْفِيفِ كَمَا يُقَالُ لِلْفَخِذِ: فَخْذٌ. وَ (كَبِدُ) السَّمَاءِ وَسَطُهَا. وَ (الْكَبَدُ) بِفَتْحَتَيْنِ الشِّدَّةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4] . وَ (كَابَدَ) الْأَمْرَ قَاسَى شِدَّتَهُ. وَ (الْكُبَادُ) بِالضَّمِّ وَجَعُ الْكَبِدِ وَفِي الْحَدِيثِ: «الْكُبَادُ مِنَ الْعَبِّ» . وَقَوْلُهُمْ: تُضْرَبُ إِلَيْهِ (أَكْبَادُ) الْإِبِلِ أَيْ يُرْحَلُ إِلَيْهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَغَيْرِهِ. 
(كبد) - في حديث الخندَق: "فعَرَضت كَبْدَةٌ شَدِيدةٌ"
فإن كانت محفوظةً فهى القِطعَة الصُّلْبَةُ من الأرض. وأرضٌ كَبْدَاء، وقَوْسٌ كَبْداءُ: شديدَةٌ، والمحَفوظ: "كُدْيَةٌ"
- في الحديث: "الكُبادُ من العَبِّ ".
الكُبادُ: وجَعُ الكَبِدِ، والمكْبود الذي به الكُبادُ، والأكبَدُ النَّاتىِء موضع الكَبدِ، وقد كَبِدَ.
- وفي حديثَ بِلال: "كبَدَهم البَرْدُ "
يعني غَلَبَهم وشَقَّ عليهم.
ويجوز أن يُريد أصابَ اُكبادَهم؛ وذلك في أشدّ ما يكون من البَرْدِ، لأن الكَبِدَ مَعدِنُ الحَرارةِ والدَّم، ولا يَخلُصُ إليه من البَرْد إلّا الشّديدُ. 
ك ب د : الْكَبِدُ مِنْ الْأَمْعَاءِ مَعْرُوفَةٌ وَهِيَ أُنْثَى وَقَالَ الْفَرَّاءُ تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ وَيَجُوزُ التَّخْفِيفُ بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الْبَاءِ وَالْجَمْعُ أَكْبَادٌ وَكُبُودٌ قَلِيلًا.

وَكَبِدُ الْقَوْسِ مَقْبِضُهَا وَكَبِدُ الْأَرْضِ بَاطِنُهَا وَكَبِدُ كُلِّ شَيْءٍ وَسَطُهُ وَكَبِدُ السَّمَاءِ مَا يَسْتَقْبِلُكَ مِنْ وَسَطِهَا وَقَالُوا فِي تَصْغِيرِ هَذِهِ كُبَيْدَاءُ السَّمَاءِ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قَالُوا سُوَيْدَاءُ الْقَلْبِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَلَا ثَالِثَ لَهُمَا وَالْكَبَدُ بِفَتْحَتَيْنِ الْمَشَقَّةُ مِنْ الْمُكَابَدَةِ لِلشَّيْءِ وَهِيَ تَحَمُّلُ الْمَشَاقِّ فِي فِعْلِهِ. 
[كبد] فيه: أذنت في ليلة باردة فلم يأت أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بالهم؟ فقلت: "كبدهم" البرد، أي شق وضيق، من الكبد- بالفتح: الشدة والضيق، أو أصاب أكبادهم لشدة البرد، لأن الكبد معدن الحرارة والدم ولا يخلص إليها إلا لشدته. ومنه ح: "الكباد" من العبّ، هو بالضم وجع الكبد- وقد مر. وفيه: فوضع يده على "كبدي"، أي على ظهر جنبي مما يلي الكبد. وفيه: وتلقى الأرض أفلاذ "كبدها"- وقد مر، وكبد كل شيء: وسطه. ومنه: في "كبد" جبل، أي في جوفه من كهف أو شعب. ج: لو دخل في "كبد" جبل لدخلته ذلك الريح، وكبده مجاز عما غمض من بواطنه. نه: ومنه ح الخضر: فوجده على "كبد" البحر، أي على أوسط موضع من شاطئه. ج: كأنه أراد به جانبه. نه: وفي ح الخندق: فعرضت "كبدة" شديدة، هي القطعة الصلبة من الأرض، وأرض أو قوس كبداء، أي شديدة، والمحفوظ: كدية- وسيجيء. ج: "كبد" القوس، وسطه أي موضع السهم من الوتر. وح: في كل "كبد" رطبة أجر- مر في راء ورحّ. غ: "لقد خلقنا الإنسان في "كبد"" أي ضيق في بطن أمه ثم يكابد أمر دنياه وآخرته.

كبد


كَبِدَ(n. ac. كَبَد) [& pass. ]
a. Had a pain in the liver; had a liver-complaint.
b. Was bigbellied; was big, bulky.

كَبَّدَa. Culminated, was at its zenith (sun).

كَاْبَدَa. Bore, endured; struggled against; braved.

تَكَبَّدَa. Repaired to; aimed at, attempted; purposed.
b. Curdled, became thick (milk).
c. see II
كَبْدa. see 5 (a)
. (e).
كِبْدa. see 5 (a)
كَبَدa. Difficulty, distress, trouble.
b. see 5 (b) (e) &
كَاْبِد
(a).
كَبِد
(pl.
كُبُوْد
أَكْبَاْد
38)
a. Liver.
b. Interior, inside; middle; main part.
c. Minerals, treasures ( of the earth ).
d. Cave, cavern, cavity.
e. Mid-sky, meridian, zenith.
f. Mid-air; air, atmosphere.
g. Handle ( of a bow ).
أَكْبَدُa. Big-bellied, paunchy; big, bulky.
b. Slow in gait.
c. A certain bird.
d. see
N. P.
كَبڤدَ
كَاْبِدa. Struggling; suffering; strife.
b. Enduring; suffering.

كُبَاْدa. Pain in the liver; liver-complaint.

كَبَّاْدa. Citron.

كُبَّاْد
a. [ coll. ]
see 28
كَبْدَآءُa. fem. of
أَكْبَدُb. see 5 (e)c. Hand-mill.

N. P.
كَبڤدَa. Hurt in the liver; suffering from a
liver-complaint.

N. Ag.
كَاْبَدَa. see 21 (b)
كُبَيْدَآء كُبَيْدَاة
a. see 5 (e)
سَوْدُ الْأُكْنَاد
a. Enemies.
ك ب د

هو يأكل كبود الدجاج وأكبادها، وبكدته: أصبت كبده، وكبد فلان فهو مكبود وكبده الماء. وكبد كبداً: اشتكى كبده، ورجل أكبد، وأصابه الكباد.

ومن المجاز: بلغ كبد السماء وكبيداء السماء وكبيدات الماء. وتكبّدت الشمس: توسطتالسماء. وتكبّدت الفلاة: توسطتها. وتكبد اللبن: خثر. وفرس وجمل أكبد: واسع الجوف ناهد موضع الكبد. قال يصف جملاً:

أكبد زفّاراً بقد الأنسعا

وقوس كبداء: يملأ عجسها الكفّ. ووضع يده على كبده: على ما يقابل الكبد من جنبه الأيسر. ووضع السهم على كبد القوس: على مقبضها. وهو يبحث عن كبد الأرض وأكبادها وهي معادنها. ورمت إليه الأرض بأفلاذ كبدها: بكنوزها وذخائرها. وانتزع سهمه فوضعه ف كبد القرطاس. وداره كبد نجد: وسطه، وكذلك وسط كل شيء. ووقع في كبدٍ: في مشقةٍ. وتقول للخصماء: إنهم لفي كبد من أمرهم. وبعضهم يكابد بعضاً. والمسافر يكابد الليل إذا ركب هوله وصعوبته.
كبد: كبَّد (بالتشديد): شقَّ عليه وضيَّق (فوك).
كابد: قاوم، حامى، ناصب. (معجم الادريسي).
كابد: ثبت، صمد. (فيشر في تعليقه على المقري 681:2، بريشت ص168).
المقري 681:2، بريشت ص168).
تكبّد: قاسى شدّة. (فوك).
تكابد: متكابد المسالك: تقطعه دوروب ضيقة وعرة. (دي سلان، البكري ص54).
انكبد: غضب، حنق، اغتاظ، سخط. (باين سميث. 1670. بار علي 1908، 7158).
كِبْد: تصحيف كَبِد وهو وسط الشيء ومعظمه.
ويقال كَبِد السماء أي وسط السماء (معجم مسلم).
كبد الكلب= طيطان كاول، كراث الكرم.
(ابن الجزار).
ذات الكبد: كُباد، التهاب الكبد. (بوشر).
كَبِد= كابد. (الكامل ص214).
كَبِد: صار بلون الكبد. ففي كرتاس (ص178): كان أسود كبد اللون. وعند بوسييه كبدي بهذا المعنى. وهو يذكر في كلامه عن لون بعض الزنوج أسمر داكن بلون الكبد.
كبدة: غضب، حنق، سخط، غيظ، (باين سميث 1780).
كبدي: نسبة إلى الكبد (بوشر).
كبداني: سريع الغضب، غضون. (باين سميث 1670).
كَبَّاد (همبرت)، كُبَّاد (محيط المحيط) والواحدة كبُّادة: أترج، وهو نوع من الليمون الحامض الكبير الحجم (بوشر) ونارنج حامض خشن القشر). (بوشر) ويقول فانسليب (ص98): الكباد هو شجر الليمون يحمل ليموناً كبير الحجم جداً.
(ألف ليلة 578:1، 254:3، 254:4).
كَبُّود: أنظر كَبُّوت.
كبد
الكَبِدُ: مَعْرُوْفٌ وهي اللَّحْمَةُ السَّوْدَاءُ في البَطْن، والجميعُ الأكبادُ. والأكْبَدُ: الناهِدُ مَوْضِع الكَبِدِ، والفِعْلُ: كَبِدَ يَكْبَدُ كَبَداً. والمَكْبُوْدُ: الذي أُصِيْبَ كَبِدُه. وإذا أضَرٌ الماءُ بالكَبِدِ قيل: كَبَّدَ. والكُبَادُ: داءٌ في الكَبِدِ.
وكَبِدُ القَوْس: مَقْبِضُها حَيْثُ يَقَعُ السَّهْمُ على كَبِدِ القَوْس. وقَوْسٌ كَبْدَاءُ: غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيْدَتُها.
وكَبِدُ الأرْض: ما فيها من مَعادِنِ المالِ، والجميع الأكْبَادُ.
وكَبِدُ السَّمَاءِ: ما اسْتَقْبَلَكَ من وَسَطِها، وكذلك كُبَيْدُ السَّمَاءِ.
والكَبَدُ: المَشَقَّةُ في الأمْرِ، إنَهمِ لَفي كَبَدٍ من أمْرِهم.
والرِّجُلُ يُكابِدُ اللَّيْلَ: إذا رَكِبَ هوْلَه وصُعُوبَتَه. وكابَدْتُ ظُلْمَةَ اللَّيْلَةِ بكابِدٍ شَدِيدٍ: أي بمُكابَدَةٍ شَدِيدةٍ.
واللَّبَنُ المُتَكَبَّدُ: الذي يَخْثُرُ حتّى يَصِيْرَ كأنه كَبدٌ يَتَرَجْرَجُ.
وتكبدته تكَّبُّداً: إذا تَعَمَّدْتَه، وكَبَدْتُه: مِثْلُه.
والكَبْدَةُ: من الخَرَزِ الذي يَتَعَلَقُها النِّسَاءُ ويَتَعَلّقْنَ به مَحَبَّة أزْواجِهِنَّ.
ودارَةُ كَبِدٍ: لبَني أبي، بَكْرٍ. وكَبِدٌ: هَضْبَة حَمْرَاءُ بالمَضْجَع وهي مَواضِعُ لهم.
[كبد] الكَبِدُ والكِبْدُ: واحدة الأكْبادِ، مثل كذب وكذب. ويقال أيضا كبد للتخفيف، كما قالوا للفخذ فخذ. وكبد السماء: وسطها. يقال: كَبَّدَ النجمُ السماءَ، أي توسَّطها. وتَكَبَّدَتِ الشمسُ، أي صارت في كَبِدِ السماءِ. وتَكَبَّدَ اللبنُ: غَلُظَ وخَثُرَ. وكُبَيْداتُ السماءِ، كأنَّهم صغَّروا كُبيدَةً ثم جمعوا. وكَبِدُ القوسِ: مَقبِضها: يقال: ضَع السهمَ على كَبِدِ القوسِ، وهى ما بين مقبضها ومجرى السهم منها. وكَبَدْتُ الرجلَ: أصبْت كَبِدَهُ، فهو مَكْبودٌ. والأكْبَدُ: الضخمُ الوسط، ولا يكون إلا بطئ السيرِ. وامرأةٌ كَبْداءُ بيِّنة الكَبَدِ، بالتحريك. وقوسٌ كَبْداءُ، إذا ملأ مَقبِضُها الكفَّ. والكَبَدُ: الشِدَّةُ. قال تعالى:

(لقد خَلَقْنا الإنسانَ في كَبَدٍ) *. وكابَدْتُ الأمرَ، إذا قاسيتَ شدته. والكباد: وجع الكبد. وفي الحديث " الكباد " من العب ". الاصمعي: يقال للأعداء: سودُ الأكبادِ، كما يقال لهم: صهب السبال، ون لم يكونوا كذلك. قال الأعشى: فما أُجْشِمَتْ من إتْيانِ قومٍ * هم الاعداء والاكباد سود - وقولهم: فلان تُضْرَبُ إليه أكْبادُ الإبل، أي يُرْحَلُ إليه في طلب العلم وغيره.
باب الكاف والدال والباء معهما ك د ب، ك ب د مستعملان فقط

كدب : الكدب: الدم الطري، وقرىء: بدم كَدِبٍ . [والكَدَبُ: البياض في أظفار الأحداث] .

كبد: الأكبادُ جمع كِبَد، وهي اللحمة السوداء في البطن. والكبد، يذكر ويؤنث، قال:

لها كبد ملساء ذات أسرة............... .......

وموضعه من ظاهر يسمى كبداً،

وفي الحديث: وضع يده على كَبِدي  والأكْبَدُ: الناهد موضع الكَبِدِ، وقد كَبِدَ كَبَداً. والكَبِدُ: كبد القوس، وهو مقبضها حيث يقع السهم على كبد القوس. وقوس كَبْداءُ: غليظة الكَبِد. قال:

وفي الشمال من الشريان مطعمة ... كَبْداءُ في عودها عطف وتقويم

والكبَدُ: شدة العيش، قال:

لم تعالج عيش سوء في كَبَدُ

وكَبِدُ الأرض، وجمعه: أكباد: ما فيها من معادن المال،

قال: وترمي الأرض أفلاذ كَبِدها .

ورجل مكْبودٌ: أصاب كَبِدَه داء، أو رمية. والكُبادُ: داء يأخذ في [الكَبِد] . وإذا أضر الماء بالكَبِدِ، قيل: كَبَده. وكَبِدُ كل شيء: وسطه، يقال: انتزع سهماً فوضعه في كَبِدِ القرطاس. وكَبِدُ السماء: ما استقبلك من وسطها، يقال: حلق الطائر في كبد السماء، وكبيداء السماء، إذا صغروا جعلوها كالنعت، وكذلك سويداء القلب، وهما نادرتان رويتا هكذا، وقال بعضهم: كُبَيْدات السماء. والكَبَدُ: المشقة، تقول: إنهم لفي كَبَدٍ من أمرهم. قال لبيد:

يا عين هلا بكيت أربد إذ ... قمنا وقام الخصوم في كَبَدٍ وبعضهم يُكابِدُ بعضاً، أي يشاقه في الخصومة. وكابَدَ ظلمة هذه الليلة بكابدٍ شديدٍ. أي: ركب هوله وصعوبته، قال:

وليلة من الليالي مرت ... بكابدٍ كابَدتْهُا وجرت

كلكلها لولا الإله ضرت

ولبن مُتَكَبِّدٌ، أي: يترجرج كأنه كبد.
(ك ب د)

الكبد، والكبد: اللحمة السَّوْدَاء فِي الْبَطن، وَهِي من السحر فِي الْجَانِب الْأَيْمن، أُنْثَى، وَقد تذكر.

وَقَالَ اللحياني: هِيَ مُؤَنّثَة فَقَط.

وَالْجمع: أكباد، وكبود.

وكبده يكبده، ويكبده كبداً: ضرب كبده.

والكباد: وجع الكبد.

كبد كبداً، وَهُوَ أكبد.

قَالَ كرَاع: وَلَا يعرف دَاء اشتق من اسْم الْعُضْو إِلَّا " الكباد " من الكبد، و" النكاف " مِنْك النكف، وَهُوَ دَاء يَأْخُذ فِي النكفتين، وهما الغدتان اللَّتَان يكتنفان الْحُلْقُوم فِي أصل اللحى، " والقلاب " من: الْقلب، وَقد تقدم. وكبد: شكا كبده.

وَرُبمَا سمي الْجوف بِكَمَالِهِ: كبداً، حَكَاهُ كرَاع فِي المنجد، وَأنْشد:

إِذا شَاءَ مِنْهُم نَاشِئ مد كَفه ... إِلَى كبد ملساء أَو كفل نهد

وَأم وجع الكبد: بقلة من دق البقل، تحبها الضَّأْن، لَهَا زهرَة غبراء، فِي برعومة مُدَوَّرَة، وَلها ورق صَغِير جداًّ أغبر، سميت أم وجع الكبد، لِأَنَّهَا شِفَاء من وجع الكبد، هَذَا عَن أبي حنيفَة.

وَيُقَال للاعداء: سود الأكباد، قَالَ الْأَعْشَى:

فَمَا أجشمت من إتْيَان قوم ... هم الْأَــعْدَاء فالأكباد سود

يذهبون إِلَى أَن نَار الحقد أحرقت أكبادهم حَتَّى اسودت.

وكبد الأَرْض: مَا فِي معادنها من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَنَحْو ذَلِك، أرَاهُ: على التَّشْبِيه، وَالْجمع: كالجمع.

وكبد كل شَيْء: وَسطه ومعظمه.

وكبد الرمل وَالسَّمَاء، وكبيداتهما، وكبيداؤهما: وسطهما ومعظمهما.

وتكبدت الشَّمْس السَّمَاء: صَارَت فِي كَبِدهَا.

وكبد الْقوس: مَا بَين طرفِي العلاقة.

وَقيل: قدر ذِرَاع من مقبضها.

وَقيل: كبداها: معقدا سير علاقتها.

والكبد: اسْم جبل، قَالَ الرَّاعِي:

غَدا وَمن عالج خدٌّ يُعَارضهُ ... عَن الشمَال وَعَن شرقيه كبدُ

والكبد: عظم الْبَطن من أَعْلَاهُ.

وكبد كل شَيْء: عظم وَسطه وغلظه.

كبد كبداً، وَهُوَ أكبد، وَقَوله: بئس الْغذَاء للغلام الشاحب

كبداء حطت من صفا الْكَوَاكِب

أدارها النقاش كل جَانب

يَعْنِي: رحى، وَالْكَوَاكِب: جبال طوال.

وَكَذَلِكَ قَول الآخر:

بدلت من وصل الغواني الْبيض

كبداء ملحاحاً على الرميض

تخلأ إِلَّا بيد القبيض

يَعْنِي: رحى الْيَد.

وتكبد اللَّبن وَغَيره من الشَّرَاب: غلظ وخثر.

والكبداء: الْهَوَاء.

والكبد: الشدَّة وَالْمَشَقَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي كبد) .

وكابد الْأَمر مكابدة، وكبادا: قاساه.

وَالِاسْم: الكابد، كالكاهل وَالْغَارِب، اعني: أَنه خبر جَار على الْفِعْل، قَالَ العجاج:

وَلَيْلَة من اللَّيَالِي مرت

بكابد كابدتها وَجَرت

وَقيل: " كابد " فِي قَول العجاج: مَوضِع بشق بني تَمِيم، وَقَوله تَعَالَى: (لقد خلقنَا الْإِنْسَان فِي كبد) قيل: فِي شدَّة ومشقة.

وَقيل: فِي كبد: كابد أمره فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.

وَقيل: فِي كبد: أَي خلق منتصبا يمشي على رجلَيْهِ، وَغَيره من سَائِر الْحَيَوَان غير منتصب.

وَقيل: فِي كبد: خلق فِي بطن أمه وَرَأسه قبل استها، فَإِذا أَرَادَت الْولادَة انْقَلب الرَّأْس إِلَى اسفل.

وأكباد: اسْم أَرض، قَالَ أَبُو حيية النميري:

لَعَلَّ الْهوى إِن أَنْت حييت منزلا ... بأكباد مرتدٌّ عَلَيْك عقابله
كبد
كبَدَ يَكبُد، كَبْدًا، فهو كابِد، والمفعول مَكْبود
• كبَده مرضُ السرطان: أصاب كَبِدَه. 

كبِدَ يَكبَد، كَبَدًا، فهو أكْبدُ
• كبِد الشّخصُ:
1 - تعِبَ وأَلِمَ من وجَع كَبِده.
2 - عظُم بطْنُه من أعلاه.
3 - عظم وسطُه وغلُظ. 

كُبِدَ يُكبَد، كَبْدًا، والمفعول مَكْبود
• كُبد فلانٌ: شكا كبِدَه. 

تكبَّدَ يتكبَّد، تكبُّدًا، فهو مُتكبِّد، والمفعول مُتكبَّد (للمتعدِّي)
• تكبَّد الدَّمُ: غلُظ وخثُر.
• تكبَّد الأمرَ: تحمَّل مشاقّه، وقاسى شدّتَه "تكبَّد الجيشُ خَسائر في الأرواح والعَتَاد- تكبَّدَتِ الشركةُ مصاريفَ باهظة- تكبّد مشقَّةَ السّفر".
• تكبَّدَت الشَّمسُ السَّماءَ: توسَّطَتْها "تكبَّدت القافلة الصّحراء". 

كابدَ يكابِد، مُكابدةً، فهو مُكابِد، والمفعول مُكابَد
• كابد الخطرَ: تكبَّده؛ قاسَى وعانى شِدَّتَه وتحمَّل مشاقّه وركب هَوْلَه وصعوبتَه "كابَد في سفره نَصَبًا عظيمًا- كابَد المسافرُ الليلَ- كابد الظّلمَ والتنكيلَ والاستشهادَ- كابد المتاعبَ/ آلامَ المرض- لا يعرف الشوْقَ إلاّ مَنْ يكابده ... ولا الصبابةَ إلاّ مَنْ يعانيها". 

كبَّدَ يكبِّد، تكبيدًا، فهو مُكبِّد، والمفعول مُكبَّد
• كبَّد العدوَّ خسائرَ فادِحة: تكبَّدها؛ حمّله، كلَّفه، أنزل به. 

أَكْبدُ [مفرد]: ج كُبْد، مؤ كبداءُ، ج مؤ كبداوات وكُبْد: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كبِدَ. 

كُباد [مفرد]: (طب) مرض يصيب الكَبِدَ. 

كَبّاد/ كُبّاد [جمع]: (نت) شجر من فصيلة البرتُقاليَّات، ناعم الورق والخَشَب، ثماره كبيرة القَدّ مستطيلة الشكل صفراء طيِّبة الرائحة، لا تؤكل بل تُستعمل في صناعة المُربَّيات. 

كَبُّود [مفرد]: ج كبابيدُ: مِعطف له قلنسوة تغطّي الرأس، يلبسه الجنودُ والحُرَّاسُ في الشِّتاء. 

كَبْد [مفرد]:
1 - مصدر كُبِدَ وكبَدَ.
2 - كَبَد، شدَّة ومشقّة وعناء " {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبْدٍ} [ق] ". 

كَبَد [مفرد]:
1 - مصدر كبِدَ.
2 - كَبْد، شدّة ومشقّة وعناء "لقي من هذا الأمر كَبَدًا- {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} ". 

كَبِد1/ كِبْد [مفرد]: ج أكباد وكُبود:
1 - (شر) أحد أعضاء الجهاز الهضميّ يقع في الجانب الأيمن من البطن تحت الحجاب الحاجز، ومن أبرز وظائفه إفراز الصفراء الهاضمة للدهون (يذكّر ويؤنّث) "يشكو من التهاب الكبد" ° أولادنا أكبادُنا: أعزّ ما لدينا- تضرب إليه أكباد الإبل: يُرْحَل إليه في طلب العلم وغيره، دلالة على أهميّته وعلو شأنه في العلم والفضل- سود الأكباد: حاقدون، لا يعرفون التسامح- غليظ الكبد: جافٍ، شرس، قاسٍ- فلذة الكبد: الولد، الابن والابنة- يفتِّت الأكبادّ: مُحزِن جدًّا.
2 - وسط الشّيء "أصاب كَبد الحقيقة: معظمها- الشّمس في كَبِد السّماء".
• كبِد الأرض: ما في باطنها من الذهب والفضّة ونحوِهما "تُلقِي الأَرْضُ أَفْلاذَ كَبِدِهَا [حديث]: ما في باطنها من الذهب والفضّة ونحوهما".
• الْتِهاب الكبد الوبائيّ: (طب) مرض ينتج عن الإصابة بفيروس يؤدِّي إلى التهاب الكبد وتورُّمه، وأعراضه الحمَّى والضَّعف وفقدان الشهيَّة والقيء واصفرار الجلد والصَّفراء، وتنتقل عدواه عن طريق الغذاء الملوَّث أو نقل الدم الملوَّث أو الحقن الملوَّثة. 

كَبِد2 [مفرد]
• أُمُّ وَجَع الكبِد: (نت) عُشب مفترش أملس، أوراقه صغيرة بسيطة، يفيد في أمراض الكبد، وينبت في أوربَّا وبلاد البحر المتوسط. 

كبدانيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى كَبِد1/ كِبْد: على غير قياس.
2 - شبيه بالكبد خاصّة من ناحية اللّون. 

كَبَدِيَّة [جمع]: (نت) نبات طُحْلبيّ ينمو في الأماكن الرّطبة من المناطق المعتدلة. 

كبد

1 كَبَدَهُ, (aor.

كَبِدَ, Az, L, K, and كَبُدَ, L, K, inf. n. كَبْدٌ, L,) He, or it, hit, or smote, or hurt, his كَبِد [or liver]: (Az, S, IKtt, L:) or struck it. (L, K.) b2: كَبَدَهُمُ البَرْدُ, (aor.

كَبِدَ and كَبُدَ, K,) (assumed tropical:) The cold affected them severely; distressed them; straitened them: (L, K:) or, smote their livers; which only the most intense cold does. (L, from a trad.) b3: كَبِدَ, aor. ـَ (L, K,) inf. n. كَبَدٌ, (L,) He had a pain in his liver: (L, K) and (A, L:) or كُبِدَ, (K,) inf. n. كُبَادٌ, (TA,) he had a complaint of his liver. (L, K.) A2: كَبِدَ, aor. ـَ (L,) inf. n. كَبَدٌ, (S, L, K,) He was big in the belly, (L, K,) in its upper part: (L:) he (a man) was bulky in the middle, and therefore slow in his pace. (S, L.) b2: It (anything) was big, or large, and thick, in the middle. (L.) A3: See 5.2 كَبَّدَ See 5.3 كابد الأَمْرَ, (inf. n. مُكَابَدَةٌ and كِبَادٌ, L, K,) (tropical:) He endured the thing; struggled, or contended, with, or against, it; struggled or contended with, or against, its difficulty, or severity; syn. قَاسَاهُ, (L, K,) or قَاسَى شِدَّتهُ; (S;) he endured, or struggled, or contended, with or against, its difficulty, trouble, or inconvenience; syn. عَانَى مَشَقَّتَهُ: (L:) he underwent difficulties, troubles, or inconveniences, in doing it. (Msb.) b2: كابد اللَّيْلَ (tropical:) He (a man) braved (رَكِبَ) the terribleness and difficulty of the night. And كَابَدْتُ ظُلْمَةَ هٰذِهِ اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدَةً I braved the darkness of this night with a mighty braving. (Lth, L.) b3: بَعْضُهُمْ يُكَابِدُ بَعْضًا (tropical:) [One party of them struggles, contends, or strives, against the opposition of the other]: said of adversaries in a contest, litigation, or the like. (A.) 5 تكبّدهُ (tropical:) He tended, or betook himself, or directed himself or his course, to, or towards, it, namely, an affair, (L, K,) and a town or country; syn. قَصَدَهُ; (L, K;) as also ↓ كَبَدَهُ, aor. ـِ and كَبُدَ. (K, TA.) A2: تكبّد (tropical:) It (milk) became thick; (S, A, L, K;) as also any other beverage; (L;) and (the former) became thick like liver, so as to quiver. (L.) A3: تكبّدت الشَّمْسُ, (S, A,) or تكبّدت الشمسُ السَّمَآءَ, (L, K,) (tropical:) The sun became in the كَبِد, (S, L,) or كُبَيْدَآء, (K,) of the sky; (S, L, K;) became in the middle of the sky; culminated; (A;) as also ↓ كبّدت, inf. n. تَكْبِيدٌ: (K:) and النَّجْمُ السَّمَآءَ ↓ كبّد the star, or asterism, [or the Pleiades,] culminated. (S, L.) [See an ex. in a verse cited voce خَشَفَ.] b2: تكّبد الفَلَاةَ (tropical:) He directed his course to, or towards, the middle and main part of the desert. (L.) كَبْدٌ and كِبْدٌ: see كَبِدٌ.

كَبَدٌ (tropical:) Difficulty; distress; affliction; trouble. (S, A, L, Msb, K.) Ex. وَقَعَ فِى كَبَدٍ He fell into difficulty, &c. (A.) So in the words of the Kur, [xc, 4,] لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِى كَبَدٍ Verily we have created man in difficulty, &c., (S, L, Jel,) in a state in which he has to contend with the afflictions of the present life and the difficulties pertaining to the life to come: (Zj, * Jel:) or فى كبد here signifies, in a right and just state: (Aboo-Tálib, L:) or in an erect state, and in just proportion: (Fr; L:) or in an erect state, and walking upon his two legs; whereas other animals are not erect: or in the belly of his mother, with his head towards her head; in which state the child remains until near the birth, when it becomes inverted. (L.) b2: and see كَابِدٌ and كَبِدٌ.

كَبِدٌ, (S, L, Msb, K, &c.,) the most chaste and best known form of the word, (TA,) and ↓ كِبْدٌ, (S, L, Msb, K,) a contraction of the former, (Msb,) and ↓ كَبْدٌ, (S, L, K,) also a contraction of the first, (S,) [The liver;] a certain black piece of flesh on the right of the lungs: (L:) fem., and sometimes masc.; (Fr, L, Msb, K;) or fem. only: (Lh, ISd, L, Msb:) pl. أَكْبَادٌ (S, L, Msb, K) and كُبُودٌ; (L, Msb, K;) the latter seldom used. (Msb) b2: Also, [the first,] (tropical:) The place of the liver, outside: (L;) the side. (K) It is said in a trad., فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى كَبِدِى, meaning, And he put his hand upon my side externally; or, upon the external part of my side, next the liver. (L.) b3: (assumed tropical:) The inside of an animal, altogether. (Kr, ISd, K.) Sometimes used in this sense. (Kr, ISd.) b4: (tropical:) The inside, meaning a cave, or ravine, of a mountain. (L.) b5: كَبِدُ الأَرْضِ (tropical:) The interior of the earth: (Msb:) or the minerals (مَعَادِن) of the earth: (A:) or the gold and silver and the like that are in the mines of the earth: (L:) pl. أَكْبَادٌ (A, L) and كُبُودٌ. (L.) It is said in a trad. وَتَلْقِى

الأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا (tropical:) And the earth shall cast forth what is hidden in her belly, of treasures and minerals. (L.) b6: (tropical:) The middle of anything, (A, L, Msb, K, *) and its main part. (L, K.) b7: (tropical:) The middle of the sea. (L.) b8: (tropical:) The middle of a butt for archers. (A, L.) b9: دَارُهُ كَبِدَ نَجْدٍ (tropical:) His house is in the middle of Nejd. (A.) b10: كَبِدٌ; (L;) in the K, ↓ كَبَدٌ; but none [except F] says so; (MF;) The middle of a tract of sand, (L, K,) and its main part. (L.) b11: كَبِدٌ; (S, A, L, Msb;) in the K, ↓ كَبَدٌ; but none [except F] says so; (MF;) and ↓ كَبْدٌ, and ↓ كَبْدَآءُ, (K,) and ↓ كُبَيْدَاتٌ, (S, A, L,) as though they had formed the dim. كُبَيْدَةٌ from كَبِدٌ, and then formed the pl.; (S, L;) in the K, كُبَيْدَاةٌ; but this is wrong; (TA;) and ↓ كُبَيْدَآءُ, (L, Msb, K,) dim. of كَبِدٌ, contr. to rule, like سُوَيْدَآءُ; (Msb;) [or dim. of كَبْدَآءُ;] (tropical:) The middle of the sky, (S, A, L, K,) and its main part: (L;) or [the meridian of the sky;] the middle of the sky, wherein is the sun at the time of its declining from the meridian: (L:) or the part of the middle of the sky which faces the spectator. (Lth, L, Msb.) b12: كَبِدٌ (Lh, L; in the K, كَبَدٌ;) (assumed tropical:) The air; (Lh, L, K;) as also ↓ كَبْدَآءُ. (L.) b13: كَبِدٌ (tropical:) of a bow, The handle: (S, A, Msb:) or the part a little above the handle, (Az, L, Msb,) against which the arrow goes: (Az, L:) or the part between the two extremities of the handle, and that along which the arrow runs: (S, L:) or the part [midway] between the two extremities of its suspensory string or cord or the like: (As, L, K:) [see رِجْلٌ:] or the space of a cubit from its handle: (L, K:) or each part where the thong of its suspensory string or the like is tied: (L:) in the bow is its كَبِد, which is the part [midway] between the two extremities of its suspensory string or the like; then, next to this, the كُلْيَة; then, next to this, the أَبْهَر; then, next to this, the طَائِف; then, the سِئَة, which is the curved part of each extremity. (As, L.) b14: فُلَانٌ تُضْرَبٌ إِلَيْه

أَكْبَادُ الإِبِلِ Such a one is a person to whom men journey seeking knowledge &c. (S, L, K.) [See an ex. in the first paragraph of art. ضرب.] b15: سُودٌ الأَكْبَادِ [Black-livered men;] a designation of enemies, (As, S, L, K,) similar to صُهْبُ السِّبَالِ [q. v.]: (As, S, L:) they are so called because the effects of rancour, or malevolence, have [as it were] burnt their livers so that they have become black; the liver being the source of enmity. (L.) كبْدَاءُ: see كَبِدٌ, and أَكْبَدُ.

كُبَادٌ Pain of the liver: (S, L, K:) or a disease, or complaint, of the liver. (L.) The only known word, signifying a disease, derived from the name of the member affected, except نُكَافٌ and قُلَابٌ. (Kr.) It is said in a trad. الكُبَادُ مِنَ العَبِّ, (S, L,) i. e., The pain, or disease, of the liver is from drinking water without sipping. (L.) كُبَيْدَاءُ and كُبَيْدَاتٌ: see كَبِدٌ.

كَبَّادٌ A certain species of the لَيْمُون; [citrus limon sponginus Ferrari: (Delile, Flor. Aeg. Illustr., no. 748:) a coll. gen. n.: n. un. with ة]. (TA.) كَابِدٌ (tropical:) a subst. from كَابَدَ, (ISd, L, K,) [in the sense of مُكَابَدَةٌ: see 3:] as also ↓ كَبَدٌ. (MF.) Ex. of the former, وَلَيْلَةٍ مِنَ اللَّيَالِى مَرَّتْ بِكَابِدٍ كَابَدْتُهَا وَجَرَّتْ [Many a night of nights has passed with a struggling against its severity: I have struggled against its severity; and it was long]. Said by El-'Ajjáj. جرّت signifies طالت. (L.) b2: You also say, of adversaries in a contest, litigation, or the like, مِنْ أَمْرِهِمْ ↓ إِنَّهُمْ فِى كَبَدٍ (tropical:) [Verily they are in a state of struggling, contention, or strife, against mutual opposition with respect to their affair]. (A.) أَكْبَدُ Anything big, or large, and thick, in the middle. (L.) b2: كَبْدَآءُ A she-camel large in the middle: (L:) and in like manner, a tract of sand, رَمْلَةٌ. (L, K.) b3: أَكْبَدُ Big in the upper part of the belly: (L:) a man bulky in the middle, and therefore slow in his pace: fem.

كَبْدَآءُ. (S, L, K. *) b4: Having the place of his liver rising, or prominent. (K.) b5: قَوْسٌ كَبْدَآءُ (tropical:) A bow of which the handle fills the hand: (S, A, L, K:) or, of which the part called the كَبِد is thick and strong. (L.) b6: كَبْدَآءُ (assumed tropical:) A mill that is turned with the hand: (L, K:) so called because of the difficulty, or trouble, with which it is turned. (L.) A2: See مَكْبُودٌ.

A3: أَكْبَدُ A certain bird. (K.) مَكْبُودٌ Hit, or hurt, in his liver. (S.) See مَكْبُوتٌ b2: Having a complaint of his liver: (TA:) and ↓ أَكْبَدُ signifies the same: (A, L:) or this latter, having a pain in his liver. (L.)

كبد: الكَبِدُ والكِبْدُ، مثل الكَذِب والكِذْب، واحدة الأَكْباد:

اللحمة السوْداءُ في البطن، ويقال أَيضاً كَبْد، للتخفيف، كما قالوا للفَخِذ

فَخْذ، وهي من السَّحْر في الجانب الأَيمن، أُنْثى وقد تذكر؛ قال ذلك

الفرّاء وغيره. وقال اللحياني: هو الهواءُ واللُّوحُ والسُّكاكُ والكَبَدُ.

قال ابن سيده: وقال اللحياني هي مؤنثة فقط، والجمع أَكبادٌ وكُبُودٌ.

وكَبَدَه يَكْبِدُهُ ويَكْبُدُه كَبْداً: ضرَب كَبِدَه. أَبو زيد: كَبَدْتُه

أَكْبِدُه وكَلَيْتُه أَكْلِيهِ إِذا أَصَبْت كَبِدَه وكُلْيَتَه. وإِذا

أَضرَّ الماء بالكبد قيل: كَبَدَه، فهو مَكْبود. قال الأَزهريّ: الكبد

معروف وموضِعُها من ظاهر يسمى كبداً. وفي الحديث: فوضع يده على كَبِدي

وإِنما وضعها على جنبه من الظاهر؛ وقيل أَي ظاهر جَنْبي مما يلي

الكَبِد.والأَكْبَدُ الزائدُ: مَوْضِع الكبِد؛ قال رؤْبة:

أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا

(* قوله «يمدّ» في الأَساس يقدّ).

يصف جملاً مُنْتَفِخَ الأَقراب.

والكُبادُ: وجع الكَبِدِ أَو داء؛ كَبِدَ كَبَداً، وهو أَكْبَدُ. قال

كراع: ولا يعرف داء اشتق من اسم العُضْو إِلا الكُباد من الكَبِدَ،

والنُّكاف من النَّكَف، وهو داء يأْخذ في النَّكَفَتَيْنِ وهما الغُدَّتانِ

اللتان تَكْتَنِفانِ الحُلْقُومَ في أَصل اللّحْي، والقُلاب من القَلْبِ. وفي

الحديث: الكُبادُ من العَبِّ؛ هو بالضم، وجع الكَبِدِ. والعبُّ: شُرْب

الماءِ من غير مَصٍّ.

وكُبِدَ: شكا كَبِدَه، وربما سمي الجوف بكماله كَبِداً؛ حكاه ابن سيده

عن كراع أَنه ذكره في المُنَجَّد، وأَنشد:

إِذا شاءَ منهم ناشئٌ مَدّ كَفَّه

إِلى كَبِدٍ مَلْساءَ، أَو كَفَلٍ نَهْدِ

وَأُمُّ وَجَعِ الكَبِد: بَقْلة من دِقِّ البَقْل يحبها الضأْن، لها

زهرة غبراء في بُرْعُومَة مُدَوَّرة ولها ورق صغير جدّاً أَغبر؛ سميت أُم

وجع الكبد لأَنها شفاء من وجع الكبد؛ قال ابن سيده: هذا عن أَبي حنيفة.

ويقال للأَــعداءِ: سُودُ الأَكْباد؛ قال الأَعشى:

فما أُجْشِمْت مِن إِتْيانِ قَوْمٍ،

هُمُ الأَــعداءُ، فالأَكْبادُ سُودُ

يذهبون إِلى أَن آثار الحِقْد أَحْرَقَتْ أَكبادهم حتى اسودّت، كما يقال

لهم صُهْبُ السِّبالِ وإِن لم يكونوا كذلك. والكَبِدُ: مَعْدِنُ

العداوةِ. وكَبِدُ الأَرض: ما في مَعادِنها من الذهب والفضة ونحو ذلك؛ قال ابن

سيده: أُراه على التشبيه، والجمع كالجمع. وفي حديث مرفوع: وتُلْقي الأَرضُ

أَفْلاذَ كَبِدِها أَي تُلْقي ما خُبِئَ في بطنِها من الكُنوز والمعادن

فاستعار لها الكبد؛ وقيل: إِنما ترمي ما في باطنها من معادن الذهب

والفضة. وفي الحديث: في كَبِدِ جَبَلٍ أَي في جَوْفِه من كَهْفٍ أَو شِعْبٍ.

وفي حديث موسى والخضر، سلام الله على نبينا وعليهما: فوجدْتُه على كَبِدِ

البحر أَي على أَوْسَطِ موضع من شاطئه. وكَبِدُ كلِّ شيء: وسَطُه ومعظمه.

يقال: انتزع سهماً فوضعه في كَبِدِ القِرْطاس. وَكَبِدُ الرمْلِ والسماء

وكُبَيْداتُهما وكُبَيْداؤُهما: وسطُهما ومُعْظَمُهما. الجوهري:

وكُبَيْداتُ السماء، كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثم جمعوا.

وتَكَبَّدتِ الشمسُ السماءَ: صارت في كَبَِدِها. وكَبَِدُ السماءِ:

وسطُها الذي تقوم فيه الشمس عند الزوال، فيقال عند انحطاطها: زالت ومالت.

الليث: كَبَِدُ السماءِ ما استقبلك من وسَطها. يقال: حَلَّقَ الطائرُ حتى

صار في كَبَِدِ السماء وكُبَيْداءِ السماء إِذا صَغَّرُوا حَمَلُوها

كالنعْت؛ وكذلك يقولون في سُوَيْداءِ القلب، قال: وهما نادرانِ حُفِظَتا عن

العرب، هكذا قال. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ أَي توسَّطها. وكبِدُ القوس: ما

بين طَرَفَيِ العِلاقة، وقيل: قَدْرُ ذِراعٍ من مَقْبِضِها، وقيل:

كَبِداها مَعْقِدا سَيْرِ عِلاقتِها. التهذيب: وكَبِدُ القوس فُوَيْق مَقْبِضِها

حيث يقع السهم. يقال: ضع السهم على كبد القوس، وهي ما بين طرَفي مقبضها

ومَجْرى السهم منها. الأَصمعي: في القوس كبدها، وهو ما بين طرفي العِلاقة

ثم الكُلْيَة تلي ذلك ثم الأَبْهَر يلي ذلك ثم الطائفُ ثم السِّيَةُ،

وهو ما عطف من طَرَفَيْها. وقَوْسٌ كَبْداءُ: غليظة الكبد شديدتها، وقيل:

قوس كبداء إِذا مَلأَ مَقْبِضُها الكَفَّ. والكَبِدُ: اسم جبل؛ قال

الراعي:غَدَا ومِنْ عالِجٍ خَدٌّ يُعارِضُه

عن الشِّمالِ، وعنْ شَرْقِيِّهِ كَبِدُ

والكَبَدُ: عِظَمُ البطن من أَعلاه. وكَبَد كل شيءٍ: عِظَمُ وسَطِه

وغِلَظُه؛ كَبِدَ كَبَداً، وهو أَكْبَدُ. ورملة كَبْداء: عظيمة الوسط؛ وناقة

كَبْداء: كذلك؛ قال ذو الرمة:

سِوى وَطْأَةٍ دَهْماءَ من غيرِ جَعْدَةٍ،

تَني أُخْتُها عن غَرْزِ كَبْداءَ ضامِرِ

والأَكبد: الضخم الوسط ولا يكون إِلا بَطِيءَ السير. وامرأَةٌ كَبْداءُ:

بَيِّنَة الكَبَدِ، بالتحريك؛ وقوله:

بِئْسَ الغِذاءُ للغُلامِ الشاَّحِبِ،

كَبْداءُ حُطَّتْ مِنْ صَفا الكواكِبِ،

أَدارَها النَّقَّاشُ كلَّ جانِبِ

يعني رَحًى. والكواكِبُ: جِبالٌ طِوالٌ. التهذيب: كواكِبُ جبَل معروف

بعينه؛ وقول الآخر:

بُدِّلْتُ من وَصْلِ الغَواني البِيضِ،

كَبْداءَ مِلْحاحاً على الرَّمِيضِ،

تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ

يعني رَحى اليَدِ أَي في يد رجل قبيض اليد خفيفها. قال: والكَبْداءُ

الرحى التي تدار باليد، سميت كَبْداء لما في إِدارتِها من المشَقَّة.

وفي حديث الخَنْدق: فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شديدة؛ هي القِطْعة الصُّلْبة

من الأَرض. وأَرضٌ كَبْداءُ وقَوْسٌ كَبْداءُ أَي شديدة؛ قال ابن الأَثير:

والمحفوظ في هذا الحديث كُدْيَةٌ، بالياء، وسيجيءُ. وتَكَبَّد اللبنُ

وغيرُه من الشراب: غَلُظ وخَثُر. واللبن المُتَكَبِّدُ: الذي يَخْثُر حتى

يصير كأَنه كَبِدٌ يَتَرَجْرَجُ. والكَبْداء: الهواء. والكَبَدُ: الشدَّة

والمشَقَّة. وفي التنزيل العزيز: لقد خلقنا الإِنسان في كَبَد؛ قال

الفراء: يقول خلقناه منتصباً معتدلاً، ويقال: في كبد أَي أَنه خُلِقَ يُعالِجُ

وَيُكابِدُ أَمرَ الدنيا وأَمرَ الآخرة، وقيل: في شدّة ومشقة، وقيل: في

كَبَد أَي خُلق منتصباً يمشي على رجليه وغيرُه من سائر الحيوان غير

منتصب، وقيل: في كبد خلق في بطن أُمه ورأْسُه قِبَل رأْسها فإِذا أَرادت

الولادة انقلب الولد إِلى أَسفل. قال المنذري: سمعت أَبا طالب يقول: الكَبَدُ

الاستواء والاستقامة؛ وقال الزجاج: هذا جواب القسم، المعنى: أَقسم بهذه

الأَشياء لقد خلقنا الإِنسان في كبد يكابد أَمر الدنيا والآخرة. قال أَبو

منصور: ومكابَدَةُ الأَمر معاناة مشقته. وكابَدْت الأَمر إِذا قاسيت

شدته. وفي حديث بلال: أَذَّنْتُ في ليلة باردة فلم يأْت أَحد، فقال رسول

الله، صلى الله عليه وسلم: أَكَبَدَهُم البَرْدُ؟ أَي شَقَّ عليهم وضَيَّق،

من الكَبَد، بالفتح، وهي الشدّة والضيق، أَو أَصاب أَكبادَهم، وذلك أَشد

ما يكون من البرد، لأَن الكَبِدَ مَعْدِنُ الحرارة والدم ولا يَخْلُص

إِليها إِلا أَشدّ البرد. الليث: الرجل يُكابِدُ الليلَ إِذا رَكِبَ هَوْلَه

وصُعُوبَتَه. ويقال: كابَدْتُ ظلمة هذه الليلة مُكابدة شديدة؛ وقال

لبيد:عَيْنُِ هَلاَّ بَكَيْتِ أَرْبَدَ، إِذْ قُمْـ

ـنا، وقامَ الخُصُومُ في كَبَدِ؟

أَي في شدة وعناء. ويقال: تَكَبَّدْتُ الأَمرَ قصدته؛ ومنه قوله:

يَرُومُ البِلادَ أَيُّها يَتَكَبَّدُ

وتَكَبَّدَ الفلاةَ إِذا قصدَ وسَطَها ومعظمها. وقولهم: فلان تُضْرَبُ

إِليه أَكبادُ الإِبل أَي يُرْحَلُ إِليه في طلبِ العِلْم وغيره. وكابَدَ

الأَمرَ مُكابَدَة وكِباداً: قاساه، والاسم الكابِدُ كالكاهِلِ والغارِب؛

قال ابن سيده: أَعني به أَنه غير جار على الفعل؛ قال العجاج:

ولَيْلَةٍ مِنَ اللَّيالي مَرَّتْ

بِكابِدٍ، كابَدْتُها وجَرَّتْ

أَي طالت. وقيل: كابِدٌ في قول العجاج موضع بشق بني تميم. وأَكْباد: اسم

أَرض؛ قال أَبو حية النميري:

لَعَلَّ الهَوى، إِنْ أَنتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً

بِأَكْبادَ، مُرْتَدٌّ عليكَ عَقابِلُه

كبد
: (الكَبْدُ بِالْفَتْح) مَعَ السّكُون مُخَفّف من الكَبِد كالفَخْذِ والفَخِذ. (وَالْكَسْر) مَعَ السّكُون، وَهُوَ أَيضاً مُخَفَّف من الَّذِي بَعْدَه، كالكِذْبِ والكَذِب، (و) اللُّغَة المستعملة المشهورةُ الكَبِدُ، (كَكَتف) ، وَبِه صَدَّرَ الجوهَريُّ والفَيُّوميُّ وسائرُ أَئمَّةِ اللّغَةِ. بل أَغْفَلاَ اللّغَةَ الأُولَى، وإِنما ذكَرَه صاحبُ اللِّسَانِ، فَكَانَ ينبِغي للمصنّف أَن يُقَدِّم اللُّغَةَ الفُصْحَى المَشْهُورةَ على غَيْرِها، (م) أَي مَعْرُوفَة، وَهِي من السَّحْرِ فِي الْجَانِب الأَيْمَن لَحْمَةٌ سَودَاءُ، أُنْثَى (وَقد تُذَكَّر) ، قَالَ ذالك الفرّاءُ وغيرُهُ. قَالَ ابنُ سِيده: وَقَالَ اللِّحْيَانيُّ: هِيَ مُؤَنَّثَةٌ فَقَط. (ج أَكبَادٌ، وكُبُودٌ) قَلِيلاً، تَقول: هُوَ يأْكُلُ كُبُودَ الدَّجَاج وأَكْبَادَهَا.
و (كَبَدَهَ يَكْبِدُه) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (و) كَبَدَه (يَكْبُدُهُ) ، من حَدِّ نَصَرَ (: ضَرَبَ) ، وَفِي الأَفعال لِابْنِ القطّع: أَصابَ (كَبِدَه) . وَقَالَ أَبو زيد: كَبَدْتُه أَكْبِدُهُ، وكَلَيْتُه أَكْلِيه، إِذا أَصَبْتَ كَبِدَه وكُلْيَتَه.
(و) كَبَدَه يَكْبِدُهُ كَبْداً (: قَصَدَه) ، كَتَكَبَّدَه.
(و) كَبَدَ (البَرْدُ القَوْمَ: شَقَّ عَلَيْهِم وَضيَّقَ) ، وَفِي حَدِيث بِلالٍ: (أَذَّنْتُ فِي ليلةٍ باردةٍ فلمْ يَأْتِ أَحَدٌ، فَقَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا لَهمْ يَا بِلاَلُ؟ قلت: كَبَدَهم البَرْدُ) أَي شَقَّ عَلَيْهِم وضَيَّقَ، من الكَبَدِ وَهِي الشّدَّة والضِّيقُ، أَو أَصابَ أَكْبَادَهم، وذالك أَشَّدُ مَا يَكُون مِن البَرْدِ، لأَن الكَبِدَ مَعحدِنُ الحَرَارَةِ والدَّمِ، وَلَا يَخْلُص إِليها إِلاَّ أَشَدُّ البَرْدِ. قلت: وتَمام الحَدِيث فِي البصائر (فَلَقَدْ رَأَيْتُهم يَتَرَوَّحُون فِي الضُّحَى) يُرِيد أَنه دَعَا لَهُم حَتَّى احْتَاجُوا إِلى التَّرَوُّحِ.
(و) الكُبَاد، (كغُرَابٍ: وَجَعُ الكَبِدِ) أَو داءٌ، قَالَ كُرَاع: وَلَا يُعْرَف دَاءٌ اشْتُقَ من اسْمِ العُضْوه إِلاّ الكُبَادُ من الكَبِدِ والنُّكَافُ مِن النَّكَفِ والقُلاَبُ مِنَ القَلْبِ. وَفِي الحَدِيث (الكُبَادُ مِنَ العَبِّ) وَهُوَ شُرْبُ الماءِ من غير مَصَ.
(و) كَبِدَ، (كَفَرِحَ) ، كَبَداً (: أَلِمَ من وَجَعِها) .
(و) كُبِدَ، (كعُنِيَ) ، كُبَاداً (: شَكَاهَا) أَي كَبِدَه فَهُوَ مَكْبُودٌ.
(و) ربّمَا سُمِّيَ (الجَوْفُ بِكَمَالِه) كَبِداً، حَكَاهُ ابْن سِيده عَن كُراع أَنه ذَكرَه فِي المُنَجَّد، وأَنشد:
إِذَا شَاءَ مِنْهُمْ نَاشِىءٌ مَدَّ كَفَّهُ
إِلَى كَبِدٍ مَلْسَاءَ أَوْ كَفَلٍ نَهْدٍ
وإِذَا عَلِمْتَ ذالك فقولُ شيخنَا: قلتُ هُوَ مُسْتَدْرك، لأَنه المَعْرُوف أَوَّلَ المادَةَ، فَهُوَ غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسَبْقُ قلَمٍ واضِحٌ، ليسَ بِسَديدِ، ولَيتَ شِعْرِي كَيفَ لمْ يَرَ فَرْقاً بَين اللَّحْمَةِ السوداءِ وَبَين الجَوْفِ بِكمالِه، ولاكنَّها عَصَبِيَّةٌ ظاهِرَةٌ، وَالله يُسَامِح الجَمِيعَ بِمَنِّه وكَرَمِه.
(و) الكَبِدُ (: وَسَطُ الشَّيْءِ ومُعْظَمُه) ، وَفِي الحَدِيث (فِي كَبِدِ جَبَل) أَي فِي جَوْفِه منْ كَهْفٍ أَو شِعْب. وَفِي حَدِيث مُوسَى والخَضِرِ عَلَيْهِمَا وعَلى نَبِيِّنا الصَّلَاة والسلامُ: (فوَجَدْتُه عَلَى كَبِدِ البَحْرِ) ، أَي على أَوْسَطِ مَوْضِعٍ مِنْ شاطِئِهِ. وانْتَزَعَ سَهْماً فوضَعَه فِي كَبِدِ القِرْطَاسِ. ودَارُه كَبِدُ نَجْدٍ: وَسَطُها، كُلُّ ذالك مَجازٌ (و) من المَجاز: الكَبِدُ (مِنَ القَوْسِ: مَا بَيْنَ طَرَفَيْ عِلاَقَتِهَا) . وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ فُوَيْقَ مَقْبِضِها حيثُ يَقَعُ السَّهْمُ، يُقَال: ضَعِ السَّهْمَ على كَبِدِ القَوْسِ، وَهِي مَا بَيْنَ طَرَفَيْ مَقْبِضِها ومَجْرَى السَّهْمه مِنْهَا. قَالَ الأَصمعيُّ: فِي القَوْسِ كَبِدُهَا، وَهُوَ مَا بَين طَرَفَيِ العلاَقَةِ، ثمّ الكُلْيَةُ تَلِي ذالك، ثمَّ الأَبْهَرُ يَلِي ذالك، ثمّ الطَّائِفُ، ثمّ السِّيَةُ، وَهُوَ مَا عُطِفَ مِن طَرَفَيْهَا، (أَو قَدْرُ ذرَاعٍ من مَقْبِضِهَا) ، وَقيل: كَبِدَاهَا: مَعْقَدَا سَيْرِ عِلاَقَتِهَا.
(و) كَبِدٌ (: جَبَلٌ أَحمَرُ لبَني كلاَبٍ) ، قَالَ الرَّاعِي:
غَدَا وَمِنْ عَالِجٍ خَدُّ يُعَالِجُهُ
عَنِ الشِّمَالِ وعَنْ شَرْقِيِّة كَبِدُ
وَفِي مُعْجَم البَكْرِيّ أَنَّه هَضْبَةٌ حَمْرَاءُ بالمَضْجَع مِن دِيَارِ كِلاَبٍ.
(و) من الْمجَاز: الكَبِدُ (: الجَنْبُ) ، وَفِي الحَدِيث (فوَضع يَدَه عَلَى كَبِدي) ، وإِنما وضَعَها على جَنْبِه مِنَ الظَّاهِر، وَقيل: أَي ظاهِر جَنْبِي ممّا يَلِي الكَبِدَ. وَفِي الأَساس: ووَضَع يَدَه عَلَى كَبِده: على مَا يُقَابِلُ الكَبِدَ، مِن جَنْبِه الأَيْسَرِ.
(و) الكَبِدُ (لَقَبُ) أَبي زيد (عَبْدِ الحَميد بن الوَليد) بن المُغِير مَوْلَى أَشْجَع (المُحَدَّث) ، روَى عَن مَالِكِ والهَيْثَمِ بنِ عَدِيَ. وَكَانَ أَخْبَارِيًّا عَلاَّمةً، قَالَ ابْن يُونس: سُمِّيَ كَبِداً (لِثِقَلِهِ) .
(ودَارَةُ كَبِدٍ لبني كِلاَبٍ) لأَبي بَكْرِ ابْن كِلابٍ، وَهِي الهَضْبَة الحَمْرَاءُ الْمَذْكُورَة.
(وكَبِدُ الوِهَاد: ع بِسَمَاوَة) كَلْبِ، وَضَبطه الصاغانِيُّ بِكَسْر الكافِ وَسُكُون الباءِ.
(وكَبِدُ قُنَّةَ) مَوضِع (لِغَنِيِّ) بن أَعْصُرٍ.
(وكَبِدُ الحَصَاةِ) لَقُب (شاعِر) .
(و) الكَبَدُ، (بِالتَّحْرِيكِ: عِظْمُ البَطْنِ) من أَعْلاَه. وكَبَدُ كُلِّ شَيْءٍ: عِظَمُ وَسَطِه وغِلَظُه، كَبِدَ كَبَداً وَهُوَ أَكْبَدُ.
(و) الكَبَدُ (: الهَوَاءُ) ، وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ الهَوَاءُ واللُّوحُ والسُّكَاكُ والكَبَدُ.
(و) الكَبَدُ (: الشِّدَّةُ والمَشَقَّةُ) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِى كَبَدٍ} (سُورَة الْبَلَد، الْآيَة: 4) وَقَالَ الفرَاءُ: يَقُول: خَلَقْنَاه مُنْتَصِباً مُعْتَدلاً. (وَيُقَال: فِي كَبعدٍ أَي أَنه خُلِقَ يُعَالِجُ ويكابِدُ أَمْرَ الدُّنْيا وأَمْرَ الآخِرَةِ) وَقيل: خُلِق مُنْتَصِباً يَمحشِي على رِجْلَيْه، وغيرُه مِن سائرِ الحَيَوَانِ غيرُ مُنتصِبٍ، وَقيل: فِي كَبَدٍ: خُلِقَ فِي بَطْنِ أُمِّه ورَأْسُه قِبَلَ رَأْسِها، فإِذا أَرَادَتِ الوِلاَدَةَ انْقَلَبَ الوَلَدُ إِلى أَسْفَل، قَالَ المُنْذِرِيّ: سمِعْت أَبَا طَالِبٍ يَقُول: الكَبَدُ: الاستواءُ والاستِقَامَةُ. وَقَالَ الزَّجَّاجُ: هَذَا جَوابُ القَسَمِ، المَعْنَى أُقْسِمُ بهاذه الأَشياءِ لقَدْ خَلَقْنَا الإِنسانَ فِي كَبد يُكَابِدُ أَمْرَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ.
(و) الكَبَدُ (: وَسَطُ الرَّمْلِ وَوَسَطُ السَّمَاءِ) ومُعْظَمُهَا، (كالكُبَيْدَاءِ والكُبَيْدَاةِ) ، هاكذا بالهاءِ المُدَوَّرَة، كَمَا فِي سَائِر النُّسخ، وَالصَّوَاب بالمُطَوَّلَة كَمَا فِي الصِّحَاح وَغَيره (والكَبْدَاءِ والكَبْدِ) بِفَتْح فَسُكُون فيهمَا، كَذَا هُوَ مضبوط، وَالصَّوَاب والكَبِد ككَتِف، وَفِي الصِّحَاح وكُبَيْدَاتُ السماءِ كأَنَّهم صَغَّرُوها كُبَيْدَة ثمَّ جَمَعوا. وكَبِدُ السماءِ: وسَطها الَّذِي تقوم فِيهِ الشمسُ عِنْد الزَّوالِ، فَيُقَال عِنْد انْحِطاطها: زالَتْ ومَالَتْ. قلت: وَقَوْلهمْ: بَلَغَتْ كَبَدَ السَّمَاءِ وكُبَيْدَاتِ السماءِ مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وَقَالَ اللَّيْث: كَبِدُ السماءِ: مَا استقْبَلكَ مِن وَسَطِها، يُقَال: حَلَّق الطائرُ حَتَّى صَار فِي كَبِدِ السماءِ وكُبَيْدَاءِ السماءِ، إِذا صَغَّرُوا جعَلوها كالنَّعْتِ، وكذالك يَقُولُونَ فِي سُوَيْدَاءِ القَلْبِ، قَالَ: وهما نادِرَتانِ حُفِظَتا عَن الْعَرَب هاكذا. قلت: وَكَلَام الأَئمَّة، صَريحٌ فِي أَنّ كَبِد الرّمل وكَبِد السماءِ ككَتِفٍ، وهاذا خلافُ مَا مشَى عَلَيْهِ المُصنّف، فَلْينْظر ذالك مَعَ تأْمُّلٍ، وأَشار إِليه شَيخنَا كذالك فِي شَرحه، وذَهبَ إِلى مَا أَشَرْتُ إِليه، وتَوقَّف فِي كونِ كَبدِ السماءِ مُحَرَّكة اللَّهُمَّ إِلاّ أَن يجعلع قَوْله فِيمَا بعد: والكَبِد بِفَتْح فَكسر، كَمَا لَا يخفَى، وَالله أَعلم، ثمَّ رأَيتُ الصاغانيَّ ذكَرَ فِي تكملته أَن كَبَدَ السماءِ، بِالتَّحْرِيكِ، لغةٌ فِي كسْرِ الباءِ.
(وتَكَبَّدَتِ الشَّمْسُ: صَارَتْ فِي كُبَيْدَائِها) . وَفِي الصِّحَاح: فِي كَبِدِهَا (كَكعبَّدَتْ تَكْبِيداً) فِي التَّهْذِيب: كَبَّدَ النَّجْمُ السَّمَاءَ، أَي تَوسَّطَها.
(و) تَكَبَّدَ (الأَمْرَ: قَصَدَهُ) ، وَمِنْه قولُه:
يَرُومُ البِلادَ أَيَّهَا يَتَكَبَّدُ
(و) من المَاز تَكبَّدَ (اللَّبَنُ) وغيرُه من الشَّراب: غَلُظَ (خَثُرَ) ، واللَّبَنُ المُتَكَبِّدُ: الَّذِي يَخْثُر حتَّى يَصيرع كأَنَّه كَبِدٌ يَترَجْرَجُ.
(وسُودُ الأَكبادِ: الأَــعْدَاءُ) ، قَالَ الأَعشى:
فَمَا أُجْشِمْتُ مِنْ إِتْيَانِ قَوْمٍ
هُمُ الأَــعْدَاءُ فالأَكْبَادُ سُودُ
يَذْهبون إِلى أَنَّ آثارَ الحِقْدِ أَحْرَقَتْ أَكْبَادَهُم حَتَّى اسْوَدَّت، كَمَا يُقَال لَهُم صُهْبُ السِّبَالِ وإِن لم يَكُونوا كذالك، والكَبِدُ مَعْدِنُ العَدَاوَةِ.
(والكَبْدَاءُ: رَحَى اليَدِ) ، وَهِي الَّتِي تُدَارُ باليَدِ، سُمِّيَت كَبْدَاءَ لما فِي إِدَارَتِها مِن المَشَقَّةِ، قَالَ:
بُدِّلْتُ مِنح وَصْلِ الغَوَانِي البِيضِ
كَبْدَاءَ مِلْحَاحاً عَلَى الرَّمِيضِ تَخْلأُ إِلاَّ بِيَدِ القَبِيضِ
يَعْنِي رَحَى اليَدِ، أَي فِي يَد رَجُلٍ قَبِيضِ اليَدِ خَفِيفِها. وَقَالَ الآخر، وَهُوَ راجزُ بني قَيْسٍ:
بِئْسَ الغِذَاءُ لِلْغُلامِ الشَّاحِبِ
كَبْدَاءُ حُطَّتْ مِنْ ذُرَا كَوَاكِبِ
أَدَارَهَا النَّقَّاشُ كُلَّ جَانِبِ
يَعْنِي رَحًى. والكَوَاكِبُ: جِبَالٌ طِوَالٌ.
(و) الكَبْدَاءُ (: القَوْسُ يَمْلأُ الكَفَّ مَقْبِضُها) ، وَهُوَ مَجاز، وَقيل: قَوْسٌ كَبْدَاءُ: غَلِيظَةُ الكَبِدِ شَدِيدَتُها. وَفِي الأَساس: قَوْسٌ كَبْدَاءُ: يَمْلأُ عِجْسُها الكَفَّ (و) الكَبْدَاءُ (: المَرْأَةُ الضَّخْمَةُ الوَسَطُ البَطِيئةُ السَّيْر) ، وَقيل: امرأَةٌ كَبْدَاءُ بَيِّنةُ الكَبَدِ، بِالتَّحْرِيكِ.
(والرَّجُلُ أَكْبَدُ) ، وَهُوَ الضَّخْمُ الوَسَطِ، وَلَا يكون إِلاَّ بَطِىءَ السَّيْرِ.
(و) الكَبْدَاءُ (: الرَّمْلَةُ العَظيمةُ الوَسَطِ) ، وناقَةٌ كَبْدَاءُ، كذالك، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
سِوَى وَطْأَة دَهْمَاءَ مِنْ غَيْرِ جَعْدَةٍ
ثَنَى أُخْتَهَا عَنْ غَرْزِ كَبْدَاءَ ضَامِرِ
(و) من المَجاز (كابَدَهُ مُكَابَدَةً وكِبَاداً) ، الأَخير بِالْكَسْرِ (: قَاسَاهُ، وَالِاسْم الكابِدُ) كالكاهِل وَالْغَارِب، قَالَ ابنُ سِيده: أَعْنِي بِهِ أَنَّه غيرُ جارٍ على الفِعْلِ، قَالَ العَجَّاج:
وَلَيْلَةٍ مِنَ الليالِي مَرَّتِ
بِكَابِدٍ كَابَدْتُها وَجَرَّتِ
أَي طَالَتْ. وَقَالَ الليثُ: الرجُلُ يُكَابِد اللّيلَ، إِذا رَكِبَ هَوْلَه وصُعُوبَتَه. وَيُقَال، كابَدْتُ ظُلْمَةَ هاذه اللَّيْلَةِ مُكَابَدَةً شَدِيدةً، وَهُوَ مَجاز.
(والأَكْبَدُ: طائرٌ. و) الأَكْبَدُ (: مَنْ نَهَضَ مَوْضِعُ كَبِدِهِ) ، وَفِي اللِّسَان: هُوَ الزائدُ مَوْضِعِ الكَبِدِ، قَالَ رُؤبةُ يَصِف جَمَلاً مُنْتَفِخَ الأَقْرَابِ:
أَكْبَدَ زَفَّاراً يَمُدُّ الأَنْسُعا
(والكَبْدَةُ، بِالْفَتْح) فالسكون (خَرَزَةُ الحُبِّ) ، نَقله الصاغانيّ.
(و) قَوْلهم: فُلانٌ (تُضْرَبُ إِليه أَكبادُ الإِبلِ، أَي يُرْحَلُ إِليه فِي طَلَبِ العِلْمِ وغَيْرِه) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أُمُّ وَجَعِ الكَبِدِ: بَقْلَةٌ مِن دِقِّ البَقْلِ يُحِبُّها الضَّأْنُ، لَهَا زَهْرَةٌ غَبراءُ فِي بُرْعُومَةِ مُدَوَّرةٍ، لَهَا وَرَقٌ صغيرٌ جِدًّا أَغبَرُ، سُمِّيتْ أُمَّ وَجَعِ الكَبدِ لأَنها شِفاءٌ من وَجَعِ الكَبِدِ. نَقله ابنُ سَيّده عَن أَبي حنيفَة.
وكَبدُ الأَرْضِ: مَا فِي مَادنِها من الذَهَبه والفِضَّةِ ونحوِ ذالك، قَالَ ابنُ سَيّده: أُرَاه على التِّشبِيه، والجَمْعُ كالجَمْعِ. وَفِي حديثٍ مَرفوعٍ (وتُلْقِي الأَرضُ أَفْلاذع كَبِدها) أَي تُلْقِي مَا خُبِىءَ فِي بَطْنها من الكُنُوزِ والمَعَادِنِ، فَاسْتَعَارَ لَهَا الكَبِدَ.
وَفِي حَدِيث الخَنْدَق (فَعَرَضَتْ كَبْدَةٌ شَدِيدَةٌ) هِيَ القِطْعَة الصُّلْبَةُ من الأَرض، وَالْمَعْرُوف (كُدْيَةٌ) باليَاءِ، قَالَه ابنُ الأَثير.

تَابع كتاب والكَبَدُ: الاسْتواءُ والاستقامَةُ.
وتَكَبَّد الفَلاةَ، إِذا قَصَدَ وَسَطَها ومُعْظَمَها.
وكَابهدٌ، فِي قولِ العجاج، مَوْضِعٌ بِشِقِّ بَنِي تَميم.
وأَكْبَادُ اسمُ أَرْضِ، قَالَ أَبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ:
لَعَلَّ الهَوَى إِنْ أَنْتَ حَيَّيْتَ مَنْزِلاً
بِأَكْبَادَ مُرْتَدًّا عَلَيْكَ عَقَابِلُهْ
والكَبَّادُ، ككَتَّانٍ: نوعٌ من اللَّيْمُونِ.
والكَبُود، كصَبُورٍ: قَبِيلَةٌ بِالْيمن.
وكَبِنْدَةُ، بِفَتْح الكافوكسرا ملوحّدة وَسُكُون النُّون: من قُرَى نَسَفَ، مِنْهَا أَبو بِإسْحَاق إِبراهيمُ بن الأَشْرسِ الضَّبِّيُّ، عَن أَبي عُبَيْدٍ القاسِمِ بن سَلاَّمٍ وغيرِه.

صعد

صعد: {صعيدا}: وجه الأرض. {صعدا}: شاقا. تصعدني الأمر: شق علي. {تصعدون}: تبتدئون في السفر.
(صعد)
صعُودًا علا يُقَال صعد الْجَبَل وَصعد السّلم وَفِيه وَعَلِيهِ وَإِلَيْهِ ارْتقى وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب}
(ص ع د) : (الصَّعِيدُ) وَجْهُ الْأَرْضِ تُرَابًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ قَالَ الزَّجَّاجُ وَلَا أَعْلَمُ اخْتِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي ذَلِكَ وَمَنْ قَالَ هُوَ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ أَوْ فَاعِلٍ مِنْ الصُّعُودِ فَفِيهِ نَظَرٌ.
(صعد) فِي الْجَبَل وَعَلِيهِ وعَلى الدرجَة رقي وَصعد فِيهِ النّظر نظر إِلَى أَعْلَاهُ وأسفله يتأمله وَالشرَاب عالجه بالنَّار حَتَّى يحول عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ طعما ولونا و (فِي الكيمياء) صعد السَّائِل حوله إِلَى بخار بتأثير الْحَرَارَة (مج) وَيُقَال صعد الْحَرْب زَاد فِي حدتها (محدثة)
(صعد) - في حديث فيه رَجَز:
* .. فهو يُنَمِّى صُعُدًا *
: أي يَزيد صُعُوداً وارْتِفاعا. يقال: صَعِد إليه، وفيه وعليه
قيل: ولا يقال: صَعِد السَّطْحَ.
- في الحديث: "فصَعَّد فىَّ النَّظَر فصَوَّبَه"
: أي نَظر إلى أعلاىَ وأَسفَلِى فتَأَمَّلَنى.
صعد وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] مَا تصعّدتني خطْبَة مَا تَصَعَّدَتْنِي خطْبَة النِّكَاح. [قَوْله -] : مَا تصعّدتني أَي مَا شقّت عليّ وكل شَيْء ركبتهأَو فعلته بِمَشَقَّة عَلَيْك فقد تصعّدك قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى {ضَيِّقاً حَرَجَا كأنمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} ويروى أَن أصل هَذَا من الصعُود وَهِي الْعقبَة الْمُنكرَة الصعبة يُقَال: وَقَعُوا فِي صعُود مُنكرَة وكؤود مثله وَكَذَلِكَ هَبوط وحَدور وَقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} .

صعد


صَعِدَ(n. ac. صَعَد
صُعُد
صُعُوْد)
a. [Fī], Mounted, ascended; climbed up.
b. [Bi], Made to ascend, mount.
صَعَّدَ
a. [Fī
or
'Ala]
see I (a)b. Melted, liquefied; sublimated.

أَصْعَدَ
a. [Fī], Travelled through, traversed.
b. [acc. & Fī
or
'Ala], Made to ascend, mount.
تَصَعَّدَتَصَاْعَدَa. Rose, mounted high; ascended.
b. Was difficult, hard, arduous for.

إِصْتَعَدَ
(ط)
a. Ascended.

صُعْدa. Top, upper part.

صَاْعِدa. Ascending.

صَعِيْد
(pl.
صُعُد)
a. High, elevated.
b. [art.], Upper Egypt.
صَعِيْدَة
(pl.
صَعَاْئِدُ)
a. [ coll. ], Burnt offering
holocaust.
صَعُوْدa. Acclivity.
b. Difficulty.

صُعُوْدa. Ascent, ascending; ascension.

صَعْدَآءُa. Difficult, painful matter, hard task; trouble.

صُعَدَآءُa. Deep sigh.

صَاعِدًا
a. Upward, upwards.

بَنَات صَعْدَة
a. Wild asses.

خَمِيْس الصُّعُوْد
a. Ascension Day.

مِن الْأَن فَصَاعِدًا
a. Henceforth, henceforward, for the future.
ص ع د: (صَعِدَ) فِي السُّلَّمِ بِالْكَسْرِ (صُعُودًا) وَ (صَعَّدَ) فِي الْجَبَلِ أَوْ عَلَى الْجَبَلِ (تَصْعِيدًا) قَالَ أَبُو زَيْدٍ: وَلَمْ يَعْرِفُوا فِيهِ (صَعِدَ) بِالتَّخْفِيفِ. وَقَالَ الْأَخْفَشُ: أَصْعَدَ فِي الْأَرْضِ أَيْ مَضَى وَسَارَ. وَأَصْعَدَ فِي الْوَادِي وَ (صَعَّدَ) فِيهِ أَيْضًا (تَصْعِيدًا) أَيِ انْحَدَرَ. وَعَذَابٌ (صَعَدٌ) بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ شَدِيدٌ. وَ (الصَّعُودُ) بِالْفَتْحِ ضِدُّ الْهَبُوطِ. وَالصَّعُودُ أَيْضًا الْعَقَبَةُ الْكَئُودُ. وَ (الصَّعِيدُ) التُّرَابُ وَقَالَ ثَعْلَبٌ: هُوَ وَجْهُ الْأَرْضِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} [الكهف: 40] وَصَعِيدُ مِصْرَ مَوْضِعٌ بِهَا. وَ (الصَّعْدَةُ) الْقَنَاةُ الْمُسْتَوِيَةُ نَبَتَتْ كَذَلِكَ لَا تَحْتَاجُ إِلَى تَثْقِيفٍ. وَ (الصُّــعَدَاءُ) بِضَمِّ الصَّادِ وَالْمَدِّ تَنَفُّسٌ مَمْدُودٌ. 
ص ع د : الصَّعِيدُ وَجْهُ الْأَرْضِ تُرَابًا كَانَ أَوْ غَيْرَهُ قَالَ
الزَّجَّاجُ وَلَا أَعْلَمُ اخْتِلَافًا بَيْنَ أَهْلِ اللُّغَةِ فِي ذَلِكَ وَيُقَالُ الصَّعِيدُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ يُطْلَقُ عَلَى وُجُوهٍ عَلَى التُّرَابِ الَّذِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَعَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَعَلَى الطَّرِيقِ وَتُجْمَعُ هَذِهِ عَلَى صُعُدٍ بِضَمَّتَيْنِ وَصُعُدَاتٍ مِثْلُ طَرِيقٍ وَطُرُقٍ وَطُرُقَاتٍ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَمَذْهَبُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الصَّعِيدَ فِي قَوْله تَعَالَى {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43] أَنَّهُ التُّرَابُ الطَّاهِرُ الَّذِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَوْ خَرَجَ مِنْ بَاطِنِهَا

وَصَعِدَ فِي السُّلَّمِ وَالدَّرَجَةِ يَصْعَدُ مِنْ بَابِ تَعِبَ صُعُودًا وَصَعِدْتُ السَّطْحَ وَإِلَيْهِ وَصَعَّدْتُ فِي الْجَبَلِ بِالتَّثْقِيلِ إذَا عَلَوْتُهُ وَصَعِدْتُ فِي الْجَبَلِ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ وَصَعَّدْتُ فِي الْوَادِي تَصْعِيدًا إذَا انْحَدَرْتُ مِنْهُ.

وَأَصْعَدَ مِنْ بَلَدِ كَذَا إلَى بَلَدِ كَذَا إصْعَادًا إذَا سَافَرَ مِنْ بَلَدٍ سُفْلَى إلَى بَلَدٍ عُلْيَا وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو أَصْعَدَ فِي الْبِلَادِ إصْعَادًا ذَهَبَ أَيْنَمَا تَوَجَّهَ وَصَعِدَ بِالْكَسْرِ وَأَصْعَدَ إصْعَادًا إذَا ارْتَقَى شَرَفًا وَالصَّعُودُ وِزَانُ رَسُولٍ خِلَافُ الْحَدُورِ وَالصَّعُودُ الْعَقَبَةُ الْكَئُودُ وَالْمَشَقَّةُ مِنْ الْأَمْرِ. 
صعد أُمَم قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: الصُعُدات يَعْنِي الطّرق وَهِي مَأْخُوذَة من الصَّعِيد والصعيد: التُّرَاب وَجمع الصَّعِيد صُعْد ثمَّ الصعدات جمع الْجمع كَمَا تَقول: طَرِيق وطُرُق ثمَّ طُرُقات. قَالَ الله [تبَارك و -] تَعَالَى {فَتَيَمَّمُوْا صَعِيْداً طَيِّبًا} فالتيمم فِي التَّفْسِير وَالْكَلَام: التعمّد للشَّيْء وَيُقَال مِنْهُ: أمَّمت الشَّيْء أؤُمّه أمًّا وتأممته وتيممته وَمَعْنَاهُ كُله تعمّدته وقصدت لَهُ قَالَ الْأَعْشَى: [المتقارب]

تَيَمَّمْتُ قيسا وَكم دونه ... من الأَرْض من مَهْمَهٍ ذِي شزن وَقَوله تَعَالَى {فَتَيَمَّمُوْا صَعِيُداً طَيِّباً} هَذَا فِي الْمَعْنى وَالله أعلم تعمدوا الصَّعِيد أَلا ترى بعد ذَلِك يَقُول {فَاْمْسَحُوْا بِوُجُوْهِكُمْ وَاَيْدِيْكُمْ مِّنْهُ} فَكثر هَذَا فِي الْكَلَام حَتَّى صَار التَّيَمُّم عِنْد النَّاس هُوَ التمسح نَفسه وَهَذَا كثير جَائِز فِي الْكَلَام أَن يكون الشَّيْء إِذا طَالَتْ صحبته للشَّيْء يُسمى بِهِ كَقَوْلِهِم: ذهب إِلَى الْغَائِط وَإِنَّمَا الْغَائِط أَصله المطمئن من الأَرْض وكالحديث الَّذِي يرْوى أَنه نهى عَن عسب 54 / ب الْفَحْل وأصل العسب الْكرَى / فَصَارَ الضراب عِنْد النَّاس عسبا وَمثله فِي الْكَلَام كثير. وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ: توضؤوا مِمَّا غيرت النارُ وَلَو من ثَوْر أقط. ثَوْر قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: ثَوْر أقِط فال
[صعد] صعد في السلم صعودا. وصعد في الجبلِ وعلى الجبل تصعيداً. قال أبو زيد: ولم يعرفوا فيه صعد. وقال الاخفش: أصعد في الأرض: أي مضَى وسار. وأَصْعَدَ في الوادي وصَعَّدَ تَصْعيداً، أي انْحَدَرَ فيه. وأنشد : فَإِمّا تَرَيْني اليومَ مُزجي ظَعينَتي * أُصَعِّدُ طَوْراً في البلادِ وأُفْرِعُ - وقال الشمّاخ: فإنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنبِ سخطى * لا يدهمنك إفزاعى وتصعيدى - وتصعدنى الشئ، أي شق على. وعذاب صعد، بالتحريك، أي شديد. والصعود: خلاف الهَبوط، والجمع صَعائد وصُعُدٌ، مثل عجوز وعجائز وعجز. وصعائد بالضم: اسم موضع، وهى في شعر لبيد . والصَعودٌ: العَقَبَةُ الكَؤُودُ، والصَعودُ من الناق: التى تخدج فتعطف على ولد عام أول. قال الشاعر :

لها لبن الخلية والصعود  تقول منه: أصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدْتُها أنا، كلتاهما بالالف، عن الفراء. والصعيد: التراب. وقال ثعلب: وجهُ الأرضِ، لقوله تعالى:

(فَتُصْبِحَ صَعيداً زَلَقاً) *. والجمع صُعُدٌ وصُعُداتٌ، مثل طريق وطرق وطرقات. ويقال أيضاً: هذا النبات يُنْمي صعدا، أي يزداد طولا. وصعيد مصر: موضع بها. والصعدة: القناة المستوية، تنبت كذلك لا تحتاج إلى تَثْقيفٍ. قال الشاعر : صَعْدَةٌ نابتةٌ في حائر * أَيْنما الريحُ تُمَيِّلُها تَمِلْ - وبَناتُ صَعْدَةَ: حُمُر الوَحْش، والنسبة إليها صاعِدِيٌّ على غير قياس. قال أبو ذؤيب: فرمى فألحق صاعديًّا مِطْحَراً * بالكَشْحِ فاشتملَتْ عليه الاضلع - والصــعداء بالضم والمد: تنفس ممدود.
صعد صَعِدَ صُعُوْداً وصُــعَدَاءَ - ومثْلُه في المَصادِر: الغُلَوَاء -: ارْتَقى مًشْرِفاً. والصعُوْد والصَّعُوْدَاءُ: العَقَبَة الشّاقَّة، وجَمْعُ الصَّعُودِ: أصْعِدَة. وَلأرْهِقَنَكَ صَعُوْداً وصَعَداً وصُعْدُداً وصَــعْدَاءَ - على زِنَةِ حَمْراء -: أي مَشَقَّةً، ومنها: تصَعَّدَني هذا الأمْرُ: إِذا شَق عليك.
وصَنَعَ كذا فَصَاعِداً: أي فما فَوْقَه.
والصَعُوْدُ: النّاقَةُ يَموتُ حُوارُها أو تُلْقيه فَتَعْطِف على فَصِيْلها الأوَّل لِتدرَ عليه. وأصْعَدَتِ النَاقَةُ: صارَتْ كذلك. وأصْعَدْتُها أنا أيضاً. وجَمْع الصَّعُوْدِ: الصَّعَائدُ.
والصًعِيْدُ والصَعَادُ: وَجْهُ الأرض قَلً أمْ كَثُر، ويُجْمَع الصَعيدُ على صُعُدٍ ثمً على صُعُدَاتٍ، وفي الحديث: " لَوْ تَعْلمونَ ما أعْلمُ لَخَرَجْتُم إلى الصُّعُدات تَجْأرون إِلى الله "، وكذلك قولُه: " ايّاكم والقعوْد في هذه الصُعُدَات ": أي الطُّرُق.
ويُقال للنّاقة: إنَها لفي صَعِيْدَةِ بازِلَيْها: أي دَنت من البُزُوْل.
والصَّعْدَةُ: القَناة تَنبتُ مسْتَويةً، وجَمعها صَعَدَاتٌ بالتَّثْقيْل لأنَّها اسْمٌ وصِعَادٌ. والمَرْأةُ المُسْتَويَةُ القَامَة. والأتَانُ الطَّويْلَةُ. ويُقال للحَمِيْر: بَناتُ صَعْدَةَ وأوْلادُ صَعْدَة. وقيل: صَعدَةُ: اسْمُ فَحْلٍ. وقيل: صَعْدَةُ: الأرْضُ، والصعِيْدُ منه، وهذا كما يُقال بَنات البَرّ. وصَعْدةُ: اسمُ مَوْضِعٍ.
وناقَةٌ صعَادِيَّة: طَوْيلة. والصعْدُ: الطويلُ من الجِبَال. والإصْعَادُ: قَصْدُ المَكانِ المُرتَفِع. والإبْعَادُ في الأرض. والمُصْعَدُ: كُرْسِيُّ العَرُوْس. والمُصْعَدُ من الأحْرَاح: المُرْتَفِعُ الملَمْلَمُ في صُعد. والمِصْعَادُ: الكُر يُصْعَدُ به النخْلُ.
ص ع د

صعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصعد وتصاعد، وصعد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصعد في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى. وأصعدت السفينة: مد شراعها فذهبت بها الريح. وعليك بالصعيد أي اجلس على الأرض. وصعيد الأرض: وجهها. وبتنا على صعيد طيب. وتقول: طار صيتك في القريب والبعيد، وبلغ منتهى الصعيد. وخرجوا إلى الصعدات يجارون إلى الله تعالى: إلى الصحارى: جمع صعد: جمع صعيد. " وإياكم والقعود في الصعدات " وهي الطرقات والمماز. وذهب السهم صعداً. وتنفس الصــعداء إذا علا نفسه. وهذه صعود صعبة. ومنها: تصعده الأمر وتصاعده: شق عليه. وعذاب صعد: شاق. وتطاعنوا بالصعاد. وكأ قامته صعد وهي القناة النابتة مستقيمة. قال الأحنف:

إن على كل رئيس حقاً ... أن يخضب الصعدة أو تندقاً

وحلب لهم الصعود والصعائد وهي الناقة يموت حوارها فترفع إلى ولدها الأول.

ومن المجاز: له شرف صاعد، وجد مساعد. ورتبة بعيدة المصعد والمصاعد. وعنق صاعد: طويل. وجارية صعدة: مستقيمة القامة، وجوار صعدات بالسكون، وأما المستعار منه فبالحركة، تقول: ثلاث صعدات. وأخذ مائة فصاعداً بمعنى فزائداً. وأرهقته صعوداً: حملته مشقة. وللسيادة صــعداء: ارتفاع شاق على صاعده. قال الهذلي:

وإن سيادة الأقوام فاعلم ... لها صــعداء مطلبعها طويل

وفلان يتبع صــعداءــه: يرفع رأسه ولا يطأطئه كبراً. قال ذو الرمة:

قطعت بنهاض إلى صعدائه ... إذا شمرت عن ساق خمس ذلاذله

ويقال للناقة إذا دنت من البزول. إنها لفي صعيدة بازليها. قال:

سديس في صعيدة بازليها ... عبناة ولم تسق الجنينا
صعد
الصُّعُودُ: الذّهاب في المكان العالي، والصَّعُودُ والحَدُورُ لمكان الصُّعُودِ والانحدار، وهما بالذّات واحد، وإنّما يختلفان بحسب الاعتبار بمن يمرّ فيهما، فمتى كان المارّ صَاعِداً يقال لمكانه: صَعُودٌ، وإذا كان منحدرا يقال لمكانه: حَدُور، والصَّعَدُ والصَّعِيدُ والصَّعُودُ في الأصل واحدٌ، لكنِ الصَّعُودُ والصَّعَدُ يقال للعَقَبَةِ، ويستعار لكلّ شاقٍّ. قال تعالى: وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً
[الجن/ 17] ، أي: شاقّا، وقال: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً
[المدثر/ 17] ، أي: عقبة شاقّة، والصَّعِيدُ يقال لوجه الأرض، قال: فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً
[النساء/ 43] ، وقال بعضهم:
الصَّعِيدُ يقال للغبار الذي يَصْعَدُ من الصُّعُودِ ، ولهذا لا بدّ للمتيمّم أن يعلق بيده غبار، وقوله:
كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ
[الأنعام/ 125] ، أي: يَتَصَعَّدُ. وأما الْإِصْعَادُ فقد قيل: هو الإبعاد في الأرض، سواء كان ذلك في صُعُودٍ أو حدور. وأصله من الصُّعُودُ، وهو الذّهاب إلى الأمكنة المرتفعة، كالخروج من البصرة إلى نجد، وإلى الحجاز، ثم استعمل في الإبعاد وإن لم يكن فيه اعتبار الصُّعُودِ، كقولهم: تعال، فإنّه في الأصل دعاء إلى العلوّ صار أمرا بالمجيء، سواء كان إلى أعلى، أو إلى أسفل. قال تعالى:
إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ
[آل عمران/ 153] ، وقيل: لم يقصد بقوله إِذْ تُصْعِدُونَ إلى الإبعاد في الأرض وإنّما أشار به إلى علوّهم فيما تحرّوه وأتوه، كقولك: أبعدت في كذا، وارتقيت فيه كلّ مرتقى، وكأنه قال: إذ بعدتم في استشعار الخوف، والاستمرار على الهزيمة. واستعير الصُّعُودُ لما يصل من العبد إلى الله، كما استعير النّزول لما يصل من الله إلى العبد، فقال سبحانه: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ
[فاطر/ 10] ، وقوله: يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً
[الجن/ 17] ، أي: شاقّا، يقال:
تَصَعَّدَنِي كذا، أي: شَقَّ علَيَّ. قال عُمَرُ: ما تَصَعَّدَنِي أمرٌ ما تَصَعَّدَنِي خِطبةُ النّكاحِ .
[صعد] نه: فيه: إياكم والقعود "بالصعدات"، هي الطرق جمع صعد وهو جمع صعيد، وقيل: جمع صعدة كظلمة وهي فناء باب الدار وممر الناس بين يديه. ن: ومنه: اجتنبوا مجالس "الصعدات" بضم صاد وعين. نه: وح: ولخرجتم إلى "الصعدات" تجأرون إلى الله. ط: أي لخرجتم إلى الطرقات والصحاري وممر الناس كفعل المحزون الذي يضيق به المنزل فيطلب الفضاء لبث الشكوى. نه: فيه: إنه خرج على "صعدة" يتبعها حذاقي عليها قوصف لم يبق منها إلا قرقرها، الصعدة الأتان الطويلة الظهر، والحذاقي الجحش، والقوصف القطيفة، وقرقرها ظهرها. وفي شعر حسان: يبارين الأعنة "مصعدات"؛ أي مقبلات متوجهات نحوكم، من صعد إلى فوق صعودًا إذا طلع. وأصعد في الأرض إذا مضى وسار. ن: أصعد فيها إذا ذهب فيها مبتدئًا، ولا يقال للراجع. غ: فهو مصعد في ابتدائه، منحدر في رجوعه. نه: فهي: لا صلاة لمن لا يقرأ الفاتحة "فصاعدًا"، أي فما زاد عليها، كاشتريته بدرهم فصاعدًا، وهو حال أي فزاد الثمن صاعدًا. ومنه ح: فهو ينمي
صعدًا"؛ أي يزيد صعودًا وارتفاعًا، يقال: صعد إليه وفيه وعليه. وح: "فصعد" في النظر وصوبه، أي نظر إلى أعلاي وأسفلي يتأملني. ن: هما بتشديد عين وواو، وصوب أي خفض. نه: وفي صفته صلى الله عليه وسل: كأنما ينحط في "صعد"، أي موضعًا عاليًا يصعد فيه وينحط، والمشهور: في صبب، والصعد جمع صعود خلاف الهبوط وهو بفتحتين خلاف الصبب. وفيه: ما "تصعدني" شيء ما "تصعدتني" خطبة النكاح، من تصعده الأمر إذا شق عليه وصعب، وهو من الصعود العقبة، قيل: إنما تصعب عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظر بعضهم إلى بعض ولأنهم إذا كان جالسًا معهم كانوا نظراء وأكفاء وإذا كان على المنبر كانوا سوقة ورعية. وفيه:
إن على كل رئيس حقًا ... أن يخضب "الصعدة" أو تندقًا
الصعدة القناة التي تنبت مستقيمة. ك: "الصعيد" الطيب يكفيه، أي التراب الطاهر يجزيه من الماء عند عدمه. ومنه: يجمع الأولون والآخرون في "صعيد" واحد، أي أرض واسعة مستوية. وح: "فصعدا" بي، بكسر عين، وبي بموحدة. ش: من باب ممع. ك: وح: فلقيته "مصعدًا" وأنا منهبطة، هو بمعنى صاعد، من أصعد لغة في صعد، وهذا لا ينافي ح: فأتينا جوف الليل، لأنه كان قد خرج بعد ذهابها ليطوف للوداع فلقيها وهو صادر بعد الطواف وهي راحلة لطواف عمرتها ثم لقيته بعد وهو بالمحصب. وح: حتى "صعد" الوحي، أي حامله. سمي بصرى "صعدًا" بضم صاد وعين أي صاعدًا، وسمي أي نظر وأما بخفة ميم. ن: أقبلت امرأة من "الصعيد"، أي من عوالي المدينة. ط: والصعود أي المذكور في قوله: ((سأرهقه "صعودًا")) جبل من نار. غ: صعودًا، أي مشقة من العذاب أو عقبة كودًا. و ((عذابًا "صعدًا")) أي شاقًا. والصعدة الآلة. مد: فأصبح "صعيدًا" أرضًا بيضاء يزلق عليها لملاستها.
(ص ع د)

صَعِد الْمَكَان وَفِيه صُعودا، وأصعد، وصَعَّد: ارْتقى مشرفا، واستعاره بعض الشُّعَرَاء للعرض الَّذِي هُوَ الْهوى، فَقَالَ:

فأصْبَحَ لَا يسألْنه عَن بِما بهِ ... أصَعَّد فِي عُلْوِ الهَوَى أم تَصَوَّبَا

أَرَادَ: عَن مَا بِهِ، فَزَاد الْبَاء، وَفصل بهَا بَين " عَن " وَمَا جرته، وَهَذَا من غَرِيب موَاضعهَا. وَأَرَادَ: أصعَّد أم صوّب، فَلَمَّا لم يُمكنهُ ذَلِك وضع تصوَّب مَوضِع صوَّب. وجبل مُصَعَّد: مُرْتَفع عَال. قَالَ سَاعِدَة بن جؤية:

يَأْوِي إِلَى مُشْمَخَّراتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ بهنّ فروعُ القانِ والنَّشَمِ

والصَّعود: الطَّرِيق صاعدا، مُؤَنّثَة. وَالْجمع: أصْعِدة، وصُعُد.

والصَّعُودُ والصَّعُوداء، مَمْدُود: الْعقبَة الشاقة. قَالَ تَمِيم بن مقبل:

وحَدَّثَهُ أَن السَّبِيل ثَنِيَّةٌ ... صَعوداءُ تَدْعُو كلّ كَهْلٍ وأمْرَدا

وأكمَة صَعُودٌ، وَذَات صَــعْداءَ: يشْتَد صُعودُها على الراقي. قَالَ:

وإنَّ سِياسَةَ الأقوَامِ فاعْلَمِ ... لَها صَــعْداءْ مَطْلَعُها طَوِيلُ

والصَّعُود: الْمَشَقَّة، على الْمثل. وَفِي التَّنْزِيل: (سأُرْهِقُهُ صَعُودا) أَي على مشقة من الْعَذَاب.

وَقَوله تَعَالَى: (يَسْلكْه عَذَابا صَعَدا) : مَعْنَاهُ، وَالله أعلم، عذَابا شاقًّا.

وصَعَّد فِي الْجَبَل، وَعَلِيهِ، وعَلى الدرجَة: رقي.

وأصْعَد فِي الأَرْض أَو الْوَادي، لَا غير: ذهب من حَيْثُ يَجِيء السَّيْل، وَلم يذهب إِلَى أَسْفَل الْوَادي. فَأَما مَا أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ، من قَوْله:

إمَّا تَرَيْنِي اليَوْمَ مُزْجِى مَطِيَّتِي ... أُصَعِّدُ سَيْراً فِي البِلادِ وأُفْرِعُ

فَإِنَّمَا ذهب إِلَى الصُّعود فِي الْأَمَاكِن الْعَالِيَة. وأفرع هَاهُنَا: أنحدر، لِأَن الإفراع من الأضداد، فقابل التصَّعُد بالتسفل. هَذَا قَول أبي زيد. وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: صَعِد فِي الْجَبَل، وَاسْتشْهدَ بقوله تَعَالَى: (إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ) وَقد رَجَعَ أَبُو زيد إِلَى ذَلِك، فَقَالَ: استوأرت الْإِبِل: إِذا نفرت، فصعِدت الْجبَال. ذكره فِي الْهَمْز.

ورَكَبٌ مُصَعِّد ومُصَعَّد: مُرْتَفع فِي الْبَطن، منتصب. قَالَ: تقولُ ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ

لَا خافِضٍ جِدا وَلَا مُصَعِّدِ

وتَصَعَّدني الْأَمر وتَصاعَدني: شقّ عَليّ. وتَصَعَّد النَّفس: صَعب مخرجه. وَهُوَ الصُّــعَداءُ. وَقيل: الصُّــعَداءُ: التنفس إِلَى فَوق. وَقيل: هُوَ التنفس بتوجع. وَهُوَ يتنفس الصُّــعَداء، ويتنفس صُعُدا.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: أَخَذته بدرهم فصَاعداً، حذفوا الْفِعْل لِكَثْرَة استعمالهم إِيَّاه، وَلِأَنَّهُم أمنُوا أَن يكون على الْبَاء، لِأَنَّك لَو قلت: أَخَذته بصاعِد كَانَ قبيحا، لِأَنَّهُ صفة، وَلَا تكون فِي مَوضِع الِاسْم، كَأَنَّهُ قَالَ: أَخَذته بدرهم، فَزَاد الثّمن صاعِدا، أَو فَذهب صاعِدا، وَلَا يجوز أَن تَقول: وصاعدا، لِأَنَّك لَا تُرِيدُ أَن تخبر أَن الدِّرْهَم مَعَ صاعدٍ ثمن لشَيْء، كَقَوْلِك بدرهم وَزِيَادَة، وَلَكِنَّك أخْبرت بِأَدْنَى الثّمن، فَجَعَلته أَولا، ثمَّ قروت شَيْئا بعد شَيْء، لأثمان شَتَّى. قَالَ: وَلم يرد فِيهَا هَذَا الْمَعْنى، وَلم يلْزم الْوَاو لشيئين أَن يكون أَحدهمَا بعد الآخر، وصاعدٌ: بدل من زَاد وَيزِيد. وَثمّ مثل الْفَاء، إِلَّا أَن الْفَاء أَكثر فِي كَلَامهم. قَالَ ابْن جني: وصاعداً: حَال مُؤَكدَة، أَلا ترى أَن تَقْدِيره: فَزَاد الثّمن صاعدا، وَمَعْلُوم أَنه إِذا زَاد الثّمن، لم يكن إِلَّا صاعدا. وَمثله قَوْله:

كَفى بالنَّأْيِ منْ أسْماءَ كافِ

غير أَن للْحَال هُنَا مزية، أَعنِي فِي قَوْله " فصَاعِدا "، لِأَن صاعدا نَاب فِي اللَّفْظ عَن الْفِعْل الَّذِي هُوَ زَاد و" كَاف " لَيْسَ نَائِبا فِي اللَّفْظ عَن شَيْء، أَلا ترى أَن الْفِعْل الناصب لَهُ، الَّذِي هُوَ كفى، ملفوظ بِهِ مَعَه.

والصَّعيد: الْمُرْتَفع من الأَرْض. وَقيل: الأَرْض المرتفعة من الأَرْض المنخفضة. وَقيل: مَا لم يخالطه رمل وَلَا سبخَة. وَقيل: هُوَ وَجه الأَرْض. وَقيل: الأَرْض الطّيبَة. وَقيل: هُوَ كل تُرَاب طيب. وَفِي التَّنْزِيل: (فتَيَمَّموا صَعِيداً طَيِّبا) . والصعيد: الطَّرِيق، سمي بالصعيد من التُّرَاب، وَالْجمع من كل ذَلِك: صُعْدان. قَالَ حميد بن ثَوْر:

وتِيهٍ تَشابَهَ صُعْدانُهُ ... ويفْنَى بِهِ الماءُ إِلَّا السَّمَلْ

وصُعُدٌ كَذَلِك، وصُعُدات: جمع الْجمع. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ: " إيَّاكُمْ والقُعُودَ بالصُّعُدات، إِلَّا مَنْ أدَّى حَقَّها ".

وأصْعَد فِي العَدْوِ: اشْتَدَّ. وأصْعَد فِي الْبِلَاد: ذهب. قَالَ الْأَعْشَى:

فإنْ تَسأَلي عَنِّي فيارُبَّ سائِلٍ ... حَفِىٍّ عَن الأعْشَى بهِ حيثُ أصْعدا

والصَّعْدةُ: الْقَنَاة المستوية، تنْبت كَذَلِك، لَا تحْتَاج إِلَى التثقيف. قَالَ:

صَعْدَةٌ نابِتةٌ فِي حائِرٍ ... أَيْنَمَا الرّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ

وَكَذَلِكَ القصبة. وَالْجمع: صِعاد. وَقيل: هِيَ نَحْو من الألة، والآلة: أَصْغَر من الحربة. والصَّعْدة من النِّسَاء: المستقيمة الْقَامَة، كَأَنَّهَا صَعْدة.

والصَّعُود من الْإِبِل: الَّتِي خدجت لسِتَّة أشهر، فعطفت على ولد عَام أول. وَقيل: الصَّعود: النَّاقة تلقى وَلَدهَا بَعْدَمَا يشْعر، ثمَّ ترأم وَلَدهَا الأول، أَو ولد غَيرهَا، فتدر عَلَيْهِ. وَالْجمع: صَعائد، وصُعُد. فَأَما سِيبَوَيْهٍ، فَأنْكر الصُّعُد.

وأصْعَدَتِ النَّاقة، وأصْعَدَها، وصَعَدها: جعلهَا صَعُودا، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والصُّعُدُ: شجر يذاب مِنْهُ القار.

وَبَنَات صَعْدَة: حمير الْوَحْش. وَقيل: الصَّعْدة: الأتان وصَعْدة: مَوضِع بِالْيمن، معرفَة، لَا تدْخلهَا الْألف وَاللَّام.

وصُعادَى وصُعائد: موضعان. قَالَ لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فِي نِهاء صُعائِدٍ ... سَبْعا تُؤَاما كامِلاً أيَّامُها
صعد
صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في يَصعَد، صُعُودًا، فهو صاعِد، والمفعول مَصْعود
• صعِد الجبلَ/ صعِد إلى الجبل/ صعِد على الجبل/ صعِد في الجبل: ارتقى، علا من أسفل إلى أعلى "صعِد السُّلَّم- صعِد الحافلةَ: ركبها- صعِد إلى غرفته/ متن السّفينة- صعِد في السُّلّم- صعِد على الشّجرة" ° الصُّعود في السُّلَّم الوظيفيّ: التَّرقِّي- صعِد وهبط: تذبذبت حالهُ بين رُقيٍّ وانحدار.
• صعِد إليه: ارتقى وعلا "صعِد فلانٌ إلى الحُكْم- {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} ". 

أصعدَ يُصعد، إصعادًا، فهو مُصعِد، والمفعول مُصعَد (للمتعدِّي)
• أصعد الشَّخصُ:
1 - اشتدَّ في عَدْوه، ذهب وأبعد في الأرض " {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}: والمعنى هنا: تذهبون وتُبْعدون في الأرض خوفًا وفرَارًا" ° أصعدتِ السَّفينةُ: مدّت شراعَها فذهبت بها الرِّيحُ صعدًا.
2 - ارتقى وصعِد.
• أصعد الشَّخصَ: جعله يصعد ويرتقي "أصعده الجبلَ بالإكراه- أصْعَدَه أعلى الرُّتَب". 

اصَّاعدَ في يصَّاعد، فهو مُصَّاعِد، والمفعول مُصَّاعَدٌ فيه
• اصَّاعد في الشَّيء: تصاعد، مضى فيه على مشقَّة، تكلّف صعودَه. 

اصَّعَّدَ في يصَّعَّد، فهو مُصَّعِّد، والمفعول مُصَّعَّدٌ فيه
• اصَّعَّد في الشَّيء: تصعَّد، مضى فيه على مشقَّة، تكلَّف صعودَه " {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} ". 

تصاعدَ يتصاعد، تصاعُدًا، فهو مُتصاعِد
• تصاعد الدُّخانُ ونحوه: ذهب إلى أعلى، ارتفع، أو تزايد في الارتفاع "تصاعدتِ الأبخرةُ/ الأسعارُ/ أصواتُ المتظاهرين". 

تصعَّدَ/ تصعَّدَ في يتصعَّد، تصعُّدًا، فهو مُتصعِّد، والمفعول مُتصعَّد (للمتعدِّي)
• تصعَّد النَّفَسُ: صعُب مخرجُه.
• تصعَّد السَّائلُ: تحوَّل إلى بُخار؛ تبخَّر.
• تصعَّد الجبلَ: صَعِده شيئًا فشيئًا "تصعَّد المتسلّقُ قمّةَ الجبل".
• تصعَّد في الشَّيء: مضى فيه على مَشَقَّة، تكلَّف صعودَه " {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَتَصَعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [ق] ". 

صعَّدَ/ صعَّدَ على/ صعَّدَ في يصعِّد، تصعيدًا، فهو مُصعِّد، والمفعول مُصعَّد
• صعَّد الخلافَ: زاد في حدّته "صعَّد المشكلةَ/ الحربَ".
• صعَّد نَفَسَه: أخرجه بصعوبة "صعَّد الزَّفرات".
• صعَّد السَّائلَ: (كم) حوَّله إلى بخار بتأثير الحرارة.
• صعَّد غرائزَه: ارتقى بها.
• صعَّد فيه النَّظرَ: نظر إلى أعلاه يتأمله.
• صعَّد على الجبل/ صعَّد في الجبل: رقي وعلا. 

تصاعُد [مفرد]: مصدر تصاعدَ.
• التَّصاعُد البلاغيّ: (بغ) ترتيب العبارات والأفكار في الخطابة ترتيبًا تصاعُديًّا من القويّ إلى الأقوى بقصد زيادة التَّأثير. 

تَصاعُديّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تصاعُد: وعكسه تنازليّ "عَدٌّ/ ترتيبٌ تصاعُديٌّ- حركة تصاعُديَّة" ° ضريبة تصاعُديّة: ضريبة تتزايد حسب تزايد دخل الفرد أو المجموعة أو نحوهما- فائدة تصاعديَّة: متزايدة تدريجيًّا. 

تصعيد [مفرد]: ج تصعيدات (لغير المصدر):
1 - مصدر صعَّدَ/ صعَّدَ على/ صعَّدَ في.
2 - (سق) تعاظم في حجم الّصوت.
3 - (كم) تحويل المادّة الصُّلبة إلى غازيّة بدون المرور بمرحلة السُّيولة.
• تصعيد الغرائز: (نف) الارتقاء بها. 

صاعِد1 [مفرد]: ج صُعَّد: اسم فاعل من صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في. 

صاعِد2 [مفرد]: ج صاعِدون وصواعِدُ:
1 - اسم فاعل من صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في ° الجيلُ الصَّاعدُ/ الشَّباب الصَّاعدُ: الجيل الجديد- بلَغ كذا فصاعدًا: أي: فما فوقه- عنق صاعد: طويل- مِنْ الآن فصاعدًا: ابتداء من اليوم إلى ما بعده في المستقبل.
2 - طالعٌ، متَّجه أو متحرِّك أو نامٍ لأعلى. 

صَعَد [مفرد]
• عَذابٌ صَعَدٌ: شديدٌ، ذو مشقَّة " {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} ". 

صُعُد [مفرد]: عُلُوّ وارتفاع "يزداد النّباتُ صُعُدًا: يزداد طولاً". 

صُــعَداءُ [مفرد]: مشقَّة "تنفَّسَ المريضُ الصُّــعَداءُ: تنفَّس نفسًا طويلاً من همٍّ أو تعبٍ، أحسَّ بالرّاحة والاطمئنان". 

صَعْدة [مفرد]: ج صَعَدات وصَعْدات وصِعاد: اسم مرَّة من صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في: "صعد السُّلّم صَعْدة قويّة". 

صَعود [مفرد]: ج أَصْعِدة وصعائدُ وصُعُد:
1 - مشقَّة، أمر شاقّ وعقبة كَأْدَاء " {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} ".
2 - صاعِد "طريق صَعُود". 

صُعود [مفرد]: مصدر صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في: عكس هبوط ° الصُّعود في السُّلَّم الوظيفيّ: التَّرقِّي- صعودًا ونزولاً: بغير استقرار.
• عيد الصُّعُود: (دن) يوم صعود السَّيِّد المسيح عليه
 السلام إلى السَّماء. 

صَعيد [مفرد]: ج أَصْعِدة وصُعُد:
1 - وجه الأرض " {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا}: لا تثبت عليها الأقدام".
2 - ترابٌ طَيِّبٌ نظيف " {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ}: اقصدوا ترابًا طاهرًا".
3 - مرتفع من الأرض، موضع عريض واسع، ومنه صعيد مصر "مواطنون على صعيد واحد" ° على صعيد آخر: من وجهة نظرٍ ما.
4 - مستوى "على الصَّعيد المحليّ والعالميّ". 

صَعيديّ [مفرد]: ج صَعيديّون وصعائِدة وصعايدة:
1 - اسم منسوب إلى صَعيد.
2 - من يسكن صعيدَ مصر "يتّسم الصَّعيديّ بالشِّدَّة والحزم" ° رأس صعيديّ. 

مُتصاعِد [مفرد]: اسم فاعل من تصاعدَ.
• الحدث المتصاعِد: (دب) أحد أحداث القصَّة أو المسرحيَّة التي تسبق الذِّروة. 

مِصْعاد [مفرد]: اسم آلة من صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في: مَصْعَد، مِصْعَد؛ ما يُصعد به، وهو جهاز كالحجرة الصغيرة يكون بجانب السُّلَّم في البنايات العالية يصعد بالناس ويهبط بقوّة الكهرباء. 

مَصْعَد [مفرد]: ج مَصاعِدُ:
1 - مِصْعاد ° لا يجد في السماء مَصْعَدًا ولا في الأرض مقعدًا: تصوير حال الخائف المضطرب.
2 - (كم) قطب موجب من بطّاريّة.
• مَصْعَد التَّزحلُق: (رض) مَصْعَد كهربائيّ أُعِدّ خصِّيصًا لنقل المتزحلقين إلى أعالي المنحدرات. 

مِصْعَد [مفرد]: ج مَصاعِدُ:
1 - اسم آلة من صعِدَ/ صعِدَ إلى/ صعِدَ على/ صعِدَ في: مِصْعاد ° لا يجد في السماء مِصْعَدًا ولا في الأرض مقعدًا: تصوير حال الخائف المضطرب.
2 - (كم) قطب موجب من بطّاريّة.
• مِصْعَد التَّزحلُق: (رض) مِصْعَد كهربائيّ أُعِدّ خصِّيصًا لنقل المتزحلقين إلى أعالي المنحدرات. 

صعد

1 صَعِدَ فِى السُّلَّمِ, (S, A, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. صُعُودٌ (S, Msb, K) and صَعَدٌ and صُعُدٌ; (Ham p. 407;) and ↓ تصعّد, (A,) or اِصَّعَّدَ, (L,) inf. n. اِصَّعُّدٌ; (K;) and ↓ تصاعد, (A,) or اِصَّاعَدَ, (L,) inf. n. اِصَّاعُدٌ; (K;) and ↓ اصطعد; (K;) He ascended, or went up, the ladder, or stair: (L, Msb, K:) and so the verb is used of ascending a thing similar to a ladder, or stair: but in a case of this kind one should not say اصعد. (L.) And صَعِدَ السَّطْحَ and إِلَى السَّطْحِ (A, Msb) He ascended, or ascended to, the flat house-top. (Msb.) And صَعِدَ المَكَانَ, and فِى

المَكَانِ, and ↓ اصعد, and ↓ صعّد, He ascended the place, or upon the place. (L.) And فِى ↓ صعّد الجَبَلِ, (S, A, Msb, K,) and عَلَى الجَبَلِ, inf. n. تَصْعِيدٌ; (S, K;) and صَعِدَ فِيهِ, a form rarely used, (Msb,) disallowed by Az, (S, TA,) and said by him to have been unknown, (S,) or unheard, (K,) but he afterwards authorized it, and it is also authorized by IAar and ISk, (TA,) and صَعِدَ الجَبَلَ; (S in art. دخل; [for صَعِدَ فِى الجَبَلِ, see دَخَلْتُ البَيْتَ;]) and فِيهِ ↓ تصعّد, (MF, from a trad.,) and اِصَّعَّدَ فِيهِ, (Az,) inf. n. اِصِّعَّادٌ; (TA; [app. a mistranscription for اِصَّعُّدٌ; or اِصَّعَّدَ may be a mistranscription for ↓ اِصَّعَدَ, a var. of اِصْطَعَدَ, and its inf. n. is اِصِّعَادٌ;]) He ascended the mountain. (Msb, K.) And فِى الأَرْضِ ↓ صعّد He ascended the land. (Az, TA.) One says, طَالَ

↓ فِى الأَرْضِ تَصْوِيبِى وَتَصْعِيدِى [Long have continued my descending, or going down, and my ascending, or going up, in the land]. (A. [There immediately following صَعَّدَ فِى الجَبَلِ, expl. above: see also رَكَبٌ مُصَعِّدٌ.]) A2: See also 4, last sentence.2 صعّد, inf. n. تَصْعِيدٌ, as intrans.: see above, in four places. b2: And see also 4, in four places.

A2: صعّدهُ He made him, or caused him, to ascend, or mount; syn. عَلَّاهُ; (K and TA in art. علو;) and رَقَّاهُ; (TA in art. رقى;) [and so ↓ اصعدهُ; and ↓ استصعدهُ; like as one says in the contr. sense نَزَّلَهُ and أَنْزَلَهُ and اِسْتَنْزَلَهُ.] You say, صعّدهُ جَبَلًا and دَابَّةٌ [He made him to ascend, or mount, a mountain and a beast]. (TA in art. علو.) and فِى الجَبَلِ ↓ يُصْعِدُونَهَا is said with reference to wild bulls or cows [as meaning They make them to ascend upon the mountain]. (S and TA in art. سلع.) b2: [Hence,] one says also, صَعَّدَ فِىَّ النَّظَرَ وَصَوَّبَهُ, meaning (assumed tropical:) He looked at me from head to foot, contemplating me. (L, from a trad. [and a similar phrase occurs in Har p. 640.]) b3: [صعّدهُ, inf. n. تَصْعِيدٌ, (the latter as used in the K voce كَافُورٌ,) also signifies (assumed tropical:) He sublimated it: often occurring in medical books, and used in this sense in the present day.] b4: And تَصْعِيدٌ signifies also The act of liquifying, melting, or dissolving. (K.) A3: See also 4, last sentence.4 اصعد فِى المَكَانِ: see 1. b2: [Hence,] اصعد فِى الأَرْضِ He went through the land towards a land higher than the other [from which he came]: (A, TA:) taken from the saying of Lth, that اصعد, inf. n. إِصْعَادٌ, signifies He went towards a declivity, or a river, or a valley, higher than the other [from which he came]. (TA.) And اصعد فِى البِلَادِ He went up, or upwards, through the countries, or lands. (AA, Msb.) And اصعد مِنْ بَلَدِ كَذَا إِلَى بَلَدِ كَذَا He journeyed [upwards] from such a region, or town, to such another region, or town; from one that was lower to one that was higher. (Msb.) [And hence,] اصعد, inf. n. إِصْعَادٌ, He journeyed, or went, towards Nejd, and El-Hijáz, and El-Yemen: [or towards a higher region:] and اِنْحَدَرَ signifies “ he journeyed, or went, towards El-'Irák, and Syria, and 'Omán: ” (ISk, on the authority of 'Omárah:) or the former, he journeyed, or went, towards the Kibleh: and the latter, “he journeyed, or went, towards El-'Irák: ” (Aboo-Sakhr, T:) or the former, he came to Mekkeh; (K;) but this is a defective explanation: (TA:) and مُصْعَدٌ, also, is used as an inf. n. of this verb; and مُنْحَدَرٌ, as an inf. n. of انحدر: (T, TA:) or اصعد, inf. n. إِصْعَادٌ, he commenced a journey, or went forth; as from Mekkeh, and from ElKoofeh to Khurásán, and the like: (Fr:) or he commenced a journey, or the like, in any direction: and انحدر signifies “ he returned, from any town or country. ” (Ibn-'Arafeh.) And اصعد فِى الأَرْضِ, (Akh, S, K,) or فى البِلَادِ, (Akh accord. to the T,) He went away, and journeyed, through the land, (Akh, S, K,) or through the countries, (Akh, T,) in any direction. (L.) and اصعدت السَّفِينَةُ, inf. n. إِصْعَادٌ; (L;) or ↓ صعّدت; (A;) The ship spread her sail, and was borne along by the wind, (A, L,) upwards [app. meaning up a river or the like]. (L.) b3: اصعد فِى الوَادِى; (Akh, S, L, K;) and فِيهِ ↓ صعّد, inf. n. تَصْعِيدٌ; (Akh, S, Msb, K;) and ↓ اِصَّعَّدَ, (Lth,) but this last is disapproved by Az; (TA;) He descended, or went down, into the valley, (Akh, S, L, Msb, K,) from the part whence the torrent comes; not going to the bottom of the valley: and in like manner, اصعد فِى الأَرْضِ He descended, or went down, into the land: (L:) and فِى الجَبَلِ ↓ صعّد He descended the mountain; as well as he ascended it. (IB, L.) Akh cites the following words of 'Abd-Allah Ibn-Hemmám Es-Saloolee, طَوْرًا فِى البِلَادِ وَأُفْرِعُ ↓ أُصَعِّدُ (S, L,) as meaning I descending, or going down, at one time, through the countries, and [another time] ascending, or going up: this, says IB, is what induced Akh to explain صعّد as he has done; but it presents no proof, because إِفْرَاعٌ has two contr. significations, that of إِصْعَادٌ and that of اِنْحِدَارٌ: and accord. to Az, by أُصَعِّدُ the poet means I ascending, or going up, to high places; and by أُفْرِعُ, the contrary. (L.) b4: اصعد also signifies He advanced towards another. (L.) b5: And He went far; syn. أَبْعَدَ. (Ham p. 22.) b6: And اصعد فِى العَدْوِ He exerted himself vehemently in running. (L.) A2: اصعد as trans.: see 2, in two places.

A3: اصعدت She (a camel) became such as is termed صَعُود [q. v.]. (S, L, K.) b2: And أَصْعَدْتُ النَّاقَةَ, (S, L, K,) and ↓ صَعَدْتُهَا, [probably imperfectly transcribed for ↓ صَعَّدْتُهَا,] (L,) I made the she-camel to be, or became, such as is termed صَعُود. (IAar, S, L, K.) 5 تصعّد, and its var. اِصَّعَّدَ: see 1, in two places: b2: and see also 4. b3: تصعّد النَّفَسُ The breath passed forth with difficulty. (L.) A2: تصعّدهُ (S, A, K) and ↓ تصاعدهُ (A, K) It (a thing, S, K, or an affair, A) was, or became, difficult, or distressing, to him; it distressed, or afflicted, him: (A'Obeyd, S, A, K:) from صَعُودٌ as signifying “ a mountain-road difficult of ascent: ” (A' Obeyd:) or from الصَّعُودٌ as the name of “ a certain mountain in Hell. ” (TA.) 6 تصاعد, and its var. اِصَّاعَدَ: see 1: A2: and see also 5.8 اصطعد, and its var. اِصَّعَدَ: see 1, in two places.10 استصعدهُ: see 2. b2: استصعد البَرِيرَ He plucked or gathered, the fruit of the أَرَاك to eat. (TA in art. بر.) صُعْدٌ: see صُعُدٌ.

صَعَدٌ: see صَعُودٌ, in two places. b2: عَذَابٌ صَعَدٌ A vehement, severe, rigorous, or grievous, punishment; (S, A, K;) i. e. ذُو صَعَدٍ: (TA:) or a distressing, or an afflicting, punishment, (Bd and Jel in lxxii. 17,) that shall overcome the sufferer thereof, the latter word being an inf. n. used as an epithet. (TA.) صُعُدٌ an inf. n. of صَعِدَ [q. v.]. (Ham p. 407.) [Hence,] ذَهَبَ السَّهْمُ صُعُدًا [The arrow went upwards]. (A.) And هٰذَا النَّبَاتُ يَنْمِى صُعُدًا This plant increases in height. (S.) And تَنَفَّسَ صُعُدًا: see صُعَدَآءُ. And ↓ مِنْ صُعْدٍ [used by poetic license for من صُعُدٍ], said of a thing falling, i. e. From above; from a higher place. (Ham p. 349.) A2: Also a pl. of صَعُودٌ: and of صَعِيدٌ. (S, L, K.) A3: صُعُدٌ, thus, with two dammehs, is also the name of A certain tree from which pitch is melted forth. (L.) صَعْدَةٌ A high, or an elevated, piece of land or ground; contr. of هَبْطَةٌ. (Mgh in art. هبط.) And صَعْدَةُ is said to be a proper name for The earth. (Ham p.22.) b2: And A she-ass: (L, K:) or a long-backed she-ass: (L:) or long [in the back], applied to a she-ass as an epithet, and therefore the pl. is صَعْدَاتٌ, with the ع quiescent. (Ham p. 385.) And بَنَاتُ صَعْدَةَ Wild asses: (S, K:) said to be so called from صَعْدَةُ meaning as expl. above; and if this be correct, it is like the appellation بَنَاتُ البَرِّ: (Ham p. 22:) or as being likened to the women [or rather woman (as will be shown in what follows)] termed صعدة; and in like manner, أَوْلَادُ صَعْدَةَ: (Har p. 471:) the rel. n. [applied to a single wild ass] is ↓ صَاعِدِىٌّ, (S, L, K,) irregularly formed: thus in the saying of Aboo-Dhu-eyb, فَرَمَى فَأَلْحَقَ صَاعِدِيًّا مِطْحَرًا بِالكَشْحِ فَاشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ الأَضْلُعُ [And he shot, and made a far-flying arrow to reach a wild ass in the flank, and the ribs enclosed it]. (S, L.) b3: And A spear, or spear-shaft; syn. قَنَاةٌ: (L:) a spear-shaft (قَنَاةٌ) straight by its growth, (S, L, K,) not requiring to be straightened: (S, L:) and a kind of أَلَّة [or broad-headed dart], which is smaller than a حَرْبَة: (L:) or [simply] an أَلَّة: (K, TA:) [in the CK اٰلَة: and] in some copies of the K أَكَمَة, which is a mistranscription: (TA:) pl. صِعَادٌ and صَعَدَاتٌ; (L;) the latter with fet-h to the ع because it is a subst. (Ham p. 385.) One says, تَطَاعَنُوا بِالصِّعَادِ i. e. [They thrust, or pierced, one another] with the spears. (A.) b4: [Hence,] جَارِيَةٌ صَعْدَةٌ (tropical:) A girl, or young woman, straight in figure, (A, L,) like a spear, or spear-shaft: (L:) pl. جَوَارٍ صَعْدَاتٌ, the latter word with the ع quiescent, (A, L,) because it is an epithet. (L.) صُعْدَةٌ: see صَعِيدٌ, last sentence but one.

صَعْدَآءُ: see صَعُودٌ, in two places.

صُعَدَآءُ A sigh, or sighing; a breathing with an expression of pain, grief, or sorrow: or with difficulty: (L:) a long breathing: (K:) or a prolonged breathing: (S:) or a loud breathing: (A:) accord. to some, a breathing emitted upwards. (L.) You say, تَنَفَّسَ الصُّعَدَآءَ, (L,) or تنفّس صُعَدَآءَ, (A,) and ↓ تنفّس صُعُدًا, (L,) He sighed; uttered a sigh or sighing; or breathed with an expression of pain, grief, or sorrow: (L:) [or uttered a prolonged breathing:] or breathed loudly. (A.) b2: [Hence,] فُلَانٌ يَتْبَعُ صُعَدَآءَهُ, (A,) or يَتَتَبَّعُ صُعُدَآءَهُ, (L, [in which the noun is evidently mistranscribed,]) (tropical:) Such a one raises his head, and does not stoop it, by reason of pride: (A:) or does not raise his head nor stoop it. (L. [The former explanation seems to be the right.]) b3: See also صَعُودٌ, in four places.

صُعْدُدٌ: see the next paragraph.

صَعُودٌ An acclivity; contr. of هَبُوطٌ, (S, L, K,) or of حَدُورٌ; (Msb;) and ↓ صَعَدٌ is [syn. therewith, being] contr. of صَبَبٌ: (L:) pl. صَعَائِدُ and صُعُدٌ. (S, K.) An ascending road: of the fem. gender: pl. [of pauc.] أَصْعِدَةٌ and [of mult.] صُعُدٌ. (L.) A mountain-road difficult of ascent; (S, A, L, K;) as also ↓ صَعُودَآءُ, (L, K,) and ↓ صُعَدَآءُ: (L in art. كأد:) a difficult place of ascent. (L in that art.) [Hence,] الصَّعُودُ A certain mountain in Hell, (L, K, MF,) consisting of fire, which the unbeliever will ascend during a period of seventy years, after which he will fall down it, and thus he will do for ever: (MF:) it is of one live coal; the unbeliever will be compelled to ascend it, and will be beaten with مَقَامِع [pl. of مِقْمَعَةٌ, q. v.]; and whenever he puts his leg upon it, it will dissolve as high as the lower part of his hip, and will then become replaced whole and sound. (L.) b2: [Hence also,] (tropical:) Difficulty, grievousness, distress, affliction, or trouble; (A, L, Msb;) as also ↓ صَعَدٌ (L) and ↓ صَعْدَآءُ, (K,) or ↓ صُعَدَآءُ, (L,) and ↓ صُعْدُدٌ. (K.) You say, أَرْهَقْتُهُ صَعُودًا (tropical:) I made him, or constrained him, to do a difficult, grievous, distressing, afflicting, or troublesome, thing: (A:) or I imposed upon him such a punishment. (L.) And ↓ لِلسِّيَادَةِ صَعْدَآءُ [or ↓ صُعَدَآءُ? (see above)] (tropical:) There is a difficult, or distressing, ascent to lordship, or mastery. (A.) And أَكَمَةٌ

↓ ذَاتُ صُعَدَآءَ (assumed tropical:) A hill difficult to ascend. (L.) b3: Also A she-camel that brings forth a young one imperfectly formed, (As, S, K,) after six or seven months, (As,) and is made to take an affection to the young one of the preceding year, (As, S,) or and takes an affection to the young one of the preceding year: (K:) or a she-camel whose young one dies, and which returns to her former young one, and yields it milk: when she does this, her milk is the sweeter: (Lth:) or a she-camel that brings forth her young one after its hair has grown, and then takes an affection to her former young one, or to the young one of another: pl. صَعَائِدُ and صُعُدٌ; but this latter pl. is disapproved by Sb. (L.) صَعِيدٌ High, or elevated, land or ground: or high, or elevated, land or ground, above such as is low, or depressed: or even land or ground: (L:) or even land or ground, without any trees: (Lth, L:) or a [desert such as is termed] صَحْرَآء: (A:) or the surface of the earth; (Th, Zj, S, A, Msb, K;) whether it be dust or earth, or otherwise: Zj says, I know not any difference of opinion among the lexicologists on this point: (Msb:) [such is said to be its meaning in the Kur iv. 46 and v. 9; and therefore in performing the act termed التَّيَمَّم,] a man should strike his hands upon the surface of the earth, and not care whether there be in chat place dust or not: (Zj:) [hence] one says, طَارَ صِيتُكَ فِى القَرِيبِ وَالبَعِيدِ وَبَلَغَ مُنْتَهَى

الصَّعِيدِ [Thy fame has flown through the near and the distant regions, and reached the extremity of the surface of the earth]: (A:) or صَعِيدٌ signifies the earth, or ground, itself; (IAar, A, L;) as in the saying عَلَيْكَ بِالصَّعِيدِ, meaning Sit thou upon the earth, or ground: (A:) or good earth or land: or earth, or land, not mixed with sand nor with salt soil: (L:) or dust, or earth, (Fr, S, L, Msb, K,) such as is pure, upon the surface of the ground or that has come forth from within it; thus accord. to Az in the Kur iv. 46 and v. 9, in the opinion of most of the learned: (Msb:) or only earth containing dust; not applied to a coarse, nor to a fine, بَطْحَآء; nor to a coarse كَثِيب; although it be mixed with dust: (Esh-Sháfi'ee, L:) pl. صُعُدٌ and صُعُدَاتٌ, (S, L, K,) the latter a pl. pl. (Msb, TA.) b2: And A wide, or an ample, place. (L.) b3: And A road, (L, Msb, K,) whether wide or narrow: (L:) pls. as above (L, Msb) and صُعْدَانٌ. (L.) It is said in a trad., إِيَّاكُمْ وَالقُعُودَ بِالصُّعُدَاتِ

إِلَّامَنْ أَدَّى حَقَّهَا, i. e. Beware ye of sitting in, or by, the roads, save he who performs the duty relating thereto: [respecting which duty see طَرِيقٌ:] صُعُدَات is here the pl. of صُعُدٌ, which is pl. of صَعِيدٌ: or, as some say, it is pl. of ↓ صُعْدَةٌ, which signifies A court, or an open space, before the door of a house, and the place through which men pass in front of it. (L.) b4: Also A grave. (AA, Mtr, L, K.) إِنَّهَا لَفِى صَعِيدَةِ بَازِلَيْهَا (tropical:) Verily she (a camel) is near to cutting her two teeth called the بَازِلَانِ. (L, TA.) صَعُودَآءُ: see صَعُودٌ.

صُعَادِيَّةٌ, applied to a she-camel, Tall, or long; syn. طَوِيلَةٌ. (K.) صَعَّادٌ عَلَى الجِبَالِ One who climbs the mountains much or often. (TA in art. رقى.) صَاعِدٌ [Ascending, &c.]. b2: [Hence,] عُنُقٌ صَاعِدٌ (tropical:) A tall neck. (A, L.) b3: And شَرَفٌ صَاعِدٌ (tropical:) [High nobility]. (A.) b4: [Hence also,] one says, بَلَغَ كَذَا فَصَاعِدًا (tropical:) It reached such an amount and upwards: (K, TA:) and أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمٍ فَصَاعِدًا (tropical:) I got it for a dirhem and upwards; an elliptical phrase, for أَخَذْتُهُ بِدِرْهَمٍ فَزَادَ الثَّمَنُ صَاعِدًا I got it for a dirhem and the price increased upwards, or ذَهَبَ صَاعِدًا went upwards: you may not say وَصَاعِدًا, because you do not mean to tell that the dirhem with something more made the price, as when you say بِدِرْهَمٍ وَزِيَادَةٍ; but you mention the lowest price that you offered, and mean that you then offered more and more. (Sb, L.) and قَرَأَ فَاتِحَةَ الكِتَابِ فَصَاعِدًا (assumed tropical:) He read the opening chapter of the Book [i. e. of the Kur-án] and more is a phrase of the same kind. (L.) صَاعِدِىٌّ rel. n. of صَعْدَةُ, q. v.

مَصْعَدٌ [A place of ascent: pl. مَصَاعِدُ]. One says رُتْبَةٌ بَعِيدَةُ المَصْعَدِ and المَصَاعِدِ (tropical:) [meaning A station, or post of honour, to which the ascent and ascents (lit. the place and places of ascent) is, and are, distant]. (A.) مُصَعَّدٌ A high mountain. (L.) And رَكَبٌ مُصَعَّدٌ, or ↓ مُصَعِّدٌ, A high, or prominent, pubes. (L.) A2: Also Beverage, or wine, (K,) and vinegar, (TA,) prepared with pains by means of fire, or well boiled, (عُولِجَ بِالنَّارِ, K, TA,) until it becomes altered in flavour and colour. (TA.) مُصَعِّدٌ: see the next preceding paragraph.

مِصْعَادٌ The [rope called] حَابُول, [made in the form of a hoop,] by means of which a man ascends palm-trees. (K, * TA.) b2: [And A scaling-ladder. b3: And, accord. to Freytag, A chain with which the feet of captives are shackled, to prevent their taking wide steps: b4: and A chain upon the feet of women, serving as an ornament: in relation to which he refers to Schröder de vestitu mulierum Hebr. p. 123.]

صعد: صَعِدَ المكانَ وفيه صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ: ارتقى

مُشْرِفاً؛ واستعاره بعض الشعراء للعرَض الذي هو الهوى فقال:

فأَصْبَحْنَ لا يَسْأَلْنَهُ عنْ بِما بِهِ،

أَصَعَّدَ، في عُلْوَ، الهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا

أَراد عما به، فزاد الباء وفَصَل بها بين عن وما جرَّته، وهذا من غريب

مواضعها، وأَراد أَصَعَّدَ أَم صوّب فلما لم يمكنه ذلك وضع تَصوَّب موضع

صَوَّبَ.

وجَبَلٌ مُصَعِّد: مرتفع عال؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

يأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدَةٍ

شُمٍّ، بِهِنَّ فُرُوعُ القَانِ والنَّشَمِ

والصَّعُودُ: الطريق صاعداً، مؤنثة، والجمع أَصْعِدةٌ وصُعُدٌ.

والصَّعُودُ والصَّعُوداءُ، ممدود: العَقَبة الشاقة، قال تميم بن مقبل:

وحَدَّثَهُ أَن السبيلَ ثَنِيَّةٌ

صَعُودَاءُ، تدعو كلَّ كَهْلٍ وأَمْرَدا

وأَكَمَة صَعُودٌ وذاتُ صَــعْداءَ: يَشتدّ صُعودها على الراقي؛ قال:

وإِنَّ سِياسَةَ الأَقْوامِ، فاعْلَم،

لهَا صَــعْدَاءُ، مَطْلَعُها طَوِيلُ

والصَّعُودُ: المشقة، على المثل. وفي التنزيل: سأُرْهِقُه صَعُوداً؛ أَي

على مشقة من العذاب. قال الليث وغيره: الصَّعُودُ ضد الهَبُوط، والجمع

صعائدُ وصُعُدٌ مثل عجوز وعجائز وعُجُز. والصَّعُودُ: العقبة الكؤود،

وجمعها الأَصْعِدَةُ. ويقال: لأُرْهِقَنَّكَ صَعُوداً أَي لأُجَشِّمَنَّكَ

مَشَقَّةً من الأَمر، وإِنما اشتقوا ذلك لأَن الارتفاع في صَعُود أَشَقُّ

من الانحدار في هَبُوط؛ وقيل فيه: يعني مشقة من العذاب، ويقال بل جَبَلٌ

في النار من جمرة واحدة يكلف الكافرُ ارتقاءَه ويُضرب بالمقامع، فكلما وضع

عليه رجله ذابت إِلى أَسفلِ وَرِكِهِ ثم تعود مكانها صحيحة؛ قال: ومنه

اشتق تَصَعَّدَني ذلك الأَمرُ أَي شق عليّ. وقال أَبو عبيد في قول عمر،

رضي الله عنه: ما تَصَعَّدَني شيءٌ ما تَصَعَّدَتْني خِطْبَةُ النكاح أَي

ما تكاءَدتْني وما بَلَغَتْ مني وما جَهَدَتْني، وأَصله من الصَّعُود، وهي

العقبة الشاقة. يقال: تَصَعَّدَهُ الأَمْرُ إِذا شق عليه وصَعُبَ؛ قيل:

إِنما تَصَعَّبُ عليه لقرب الوجوه من الوجوه ونظَرِ بعضهم إِلى بعض،

ولأَنهم إِذا كان جالساً معهم كانوا نُظَراءَ وأَكْفاءً، وإِذا كان على

المنبر كانوا سُوقَةً ورعية.

والصَّعَدُ: المشقة. وعذاب صَعَدٌ، بالتحريك، أَي شديد. وقوله تعالى:

نَسْلُكه عذاباً صَعَداً؛ معناه، والله أَعلم، عذاباً شاقّاً أَي ذا صَعَد

ومَشَقَّة.

وصَعَّدَ في الجبل وعليه وعلى الدرجة: رَقِيَ، ولم يعرفوا فيه صَعِدَ.

وأَصْعَد في الأَرض أَو الوادي لا غير: ذهب من حيث يجيء السيل ولم يذهب

إِلى أَسفل الوادي؛ فأَما ما أَنشده سيبويه لعبد

الله بن همام السلولي:

فإِمَّا تَرَيْني اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتي،

أُصَعِّدُ سَيْراً في البلادِ وأُفْرِعُ

فإِنما ذهب إِلى الصُّعود في الأَماكن العالية. وأُفْرِعُ ههنا:

أَنْحَدِرُ لأَنّ الإِفْراع من الأَضْداد، فقابل التَّصَعُّدَ بالتَّسَفُّل؛ هذا

قول أَبي زيد؛ قال ابن بري: إِنما جعل أُصَعِّدُ بمعنى أَنحدر لقوله في

آخر البيت وأُفرع، وهذا الذي حمل الأَخفشَ على اعتقاد ذلك، وليس فيه دليل

لأَن الإِفراع من الأَضداد يكون بمعنى الانحدار، ويكون بمعنى الإِصعاد؛

وكذلك صَعَّدَ أَيضاً يجيء بالمعنيين. يقال: صَعَّدَ في الجبل إِذا طلع

وإِذا انحدر منه، فمن جعل قوله. أُصَعِّدُ في البيت المذكور بمعنى

الإِصعاد كان قوله أُفْرِعُ بمعنى الانحدار، ومن جعله بمعنى الانحدار كان قوله

أُفرع بمعنى الإِصعاد؛ وشاهد الإِفراع بمعنى الإِصعاد قول الشاعر:

إِني امْرُؤٌ مِن يَمانٍ حين تَنْسُبُني،

وفي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْويبي

فالإِفراع ههنا: الإِصعاد لاقترانه بالتصويب. قال: وحكي عن أَبي زيد

أَنه قال: أَصْعَدَ في الجبل، وصَعَّدَ في الأَرض، فعلى هذا يكون المعنى في

البيت أُصَعِّدُ طَوْراً في الأَرض وطَوْراً أُفْرِعُ في الجبل، ويروى:

«وإِذ ما تريني اليوم» وكلاهما من أَدوات الشرط، وجواب الشرط في قوله

إِمَّا تريني في البيت الثاني:

فَإِنيَ مِنْ قَوْمٍ سِواكُمْ، وإِنما

رِجاليَ فَهْمٌ بالحجاز وأَشْجَعُ

وإِنما انتسب إِلى فَهْمٍ وأَشجع، وهو من سَلول بن عامر، لأَنهم كانوا

كلهم من قيس عيلان بن مضر؛ ومن ذلك قول الشماخ:

فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطِي،

لا يَدْهَمَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدِي

وفي الحديث في رَجَزٍ:

فهو يُنَمِّي صُعُداً

أَي يزيدُ صُعوداً وارتفاعاً. يقال: صَعِدَ إِليه وفيه وعليه. وفي

الحديث: فَصَعَّدَ فِيَّ النَّظَرَ وصَوَّبه أَي نظر إِلى أَعلاي وأَسفلي

يتأَملني. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كأَنما يَنْحَطُّ في صَعَد؛ هكذا

جاءَ في رواية يعني موضعاً عالياً يَصْعَدُ فيه وينحطّ، والمشهور: كأَنما

ينحط في صَبَبٍ.

والصُّعُدُ، بضمتين: جمع صَعُود، وهو خلاف الهَبُوط، وهو بفتحتين، خلاف

الصَّبَبِ. وقال ابن الأَعرابي: صَعِدَ في الجبل واستشهد بقوله تعالى:

إِليه يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ؛ وقد رجع أَبو زيد إِلى ذلك فقال:

اسْتَوْأَرَتِ الإِبلُ إِذا نَفَرَت فَصَعِدَتِ الجبال، ذَكره في الهمز. وفي

التنزيل: إِذ تُصْعِدُونَ ولا تَلْوُونَ على أَحَدٍ؛ قال الفراء:

الإِصْعادُ في ابتداء الأَسفار والمخارج، تقول: أَصْعَدْنا من مكة، وأَصْعَدْنا

من الكوفة إِلى خُراسان وأَشباه ذلك، فإِذا صَعِدْتَ في السُّلَّمِ وفي

الدَّرَجَةِ وأَشباهه قُلْتَ: صَعِدْتُ، ولم تقل أَصْعَدْتُ. وقرأَ الحسن:

إِذ تَصْعَدُون؛ جعل الصُّعودَ في الجبل كالصُّعُود في السلم. ابن

السكيت: يقال صَعِدَ في الجبل وأَصْعَدَ في البلاد. ويقال: ما زلنا في صَعود،

وهو المكان فيه ارتفاع. وقال أَبو صخر: يكون الناس في مَباديهم، فإِذا

يَبِسَ البقل ودخل الحرّ أَخذوا إِلى حاضِرِهِم، فمن أَمَّ القبلة فهو

مُصْعِدٌ، ومن أَمَّ العراق فهو مُنْحَدِرٌ؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله

أَبو صخر كلام عربي فصيح، سمعت غير واحد من العرب يقول: عارَضْنا الحاجَّ

في مَصْعَدِهم أَي في قَصْدِهم مكةَ، وعارَضْناهم في مُنْحَدَرِهم أَي في

مَرْجِعهم إِلى الكوفة من مكة. قال ابن السكيت: وقال لي عُمارَة:

الإِصْعادُ إِلى نجد والحجاز واليمن، والانحدار إِلى العراق والشام وعُمان. قال

ابن عرفة: كُلُّ مبتدئ وجْهاً في سفر وغيره، فهو مُصْعِدٌ في ابتدائه

مُنْحَدِرٌ في رجوعه من أَيّ بلد كان. وقال أَبو منصور: الإِصْعادُ الذهاب

في الأَرض؛ وفي شعر حسان:

يُبارينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِداتٍ

أَي مقبلات متوجهات نحوَكم. وقال الأَخفش: أَصْعَدَ في البلاد سار ومضى

وذهب؛ قال الأَعشى:

فإِنْ تَسْأَلي عني، فَيَا رُبَّ سائِلٍ

حَفِيٍّ عَن الأَعشى، به حَيْثُ أَصْعَدا

وأَصْعَدَ في الوادي: انحدر فيه، وأَما صَعِدَ فهو ارتقى. ويقال:

أَصْعَدَ الرجلُ في البلاد حيث توجه. وأَصْعَدَتِ السفينةُ إِصْعاداً إِذا

مَدَّت شِراعَها فذهبت بها الريح صَعَداً. وقال الليث: صَعِدَ إِذا ارتقى،

وأَصْعَدَ يُصْعِدُ إِصْعاداً، فهو مُصْعِدٌ إِذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ

أَو نَهَر أَو واد، أَو أَرْفَعَ

(* قوله «او أرفع إلخ» كذا بالأصل

المعوّل عليه، ولعل فيه سقطاً والأصل أو أرض أَرفع بقرينة قوله الأخرى وقال

الأساس أصعد في الأرض مستقبل أرض أخرى): من الأُخرى؛ قال: وصَعَّدَ في

الوادي يُصَعّدُ تَصْعِيداً وأَصْعَدَ إِذا انحدر فيه. قال الأَزهري:

والاصِّعَّادُ عندي مثل الصُّعُود. قال الله تعالى: كأَنما يَصَّعِّد في

السماء. يقال: صَعِدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد. ورَكَبٌ مُصْعِدٌ:

ومُصَّعِّدٌ: مرتفع في البطن منتصب؛ قال:

تقول ذاتُ الرَّكَبِ المُرَفَّدِ:

لا خافضٍ جِدّاً، ولا مُصَّعِّد

وتصَعَّدني الأَمرُ وتَصاعَدني: شَقَّ عليَّ. والصُّــعَداءُ، بالضم

والمدّ: تنفس ممدود. وتصَعَّدَ النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُه، وهو الصُّــعَداءُ؛

وقيل: الصُّــعَداءُ النفَسُ إِلى فوق ممدود، وقيل: هو النفَسُ بتوجع، وهو

يَتَنَفَّسُ الصُّــعَداء ويتنفس صُعُداً. والصُّــعَداءُ: هي المشقة

أَيضاً.وقولهم: صَنَعَ أَو بَلَغَ كذا وكذا فَصاعِداً أَي فما فوق ذلك. وفي

الحديث: لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بفاتحة الكتاب فَصاعِداً أَي فما زاد عليها،

كقولهم: اشتريته بدرهم فصاعداً. قال سيبويه: وقالوا أَخذته بدرهم

فصاعداً؛ حذفوا الفعل لكثرة استعمالهم إِياه، ولأَنهم أَمِنوا أَن يكون على

الباء، لأَنك لو قلت أَخذته بِصاعِدٍ كان قبيحاً، لأَنه صفة ولا يكون في موضع

الاسم، كأَنه قال أَخذته بدرهم فزاد الثمنُ صاعِداً أَو فذهب صاعداً.

ولا يجوز أَن تقول: وصاعداً لأَنك لا تريد أَن تخبر أَن الدرهَم مع صاعِدٍ

ثَمَنٌ لشيء كقولك بدرهم وزيادة، ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته

أَولاً ثم قَرَّرْتَ شيئاً بعد شيء لأَثْمانٍ شَتَّى؛ قال: ولم يُرَدْ فيها

هذا المعنى ولم يُلْزِم الواوُ الشيئين أَن يكون أَحدهما بعد الآخر؛

وصاعِدٌ بدل من زاد ويزيد، وثم مثل الفاء إِلاَّ أَنّ الفاء أَكثر في كلامهم؛

قال ابن جني: وصاعداً حال مؤكدة، أَلا ترى أَن تقديره فزاد الثمنُ

صاعِداً؟ ومعلوم أَنه إِذا زاد الثمنُ لم يمكن إِلا صاعِداً؛ ومثله

قوله:كَفى بالنَّأْيِ من أَسْماءَ كافٍ

غير أَن للحال هنا مزية أَي في قوله فصاعداً لأَن صاعداً ناب في اللفظ

عن الفعل الذي هو زاد، وكاف ليس نائباً في اللفظ عن شيء، أَلا ترى أَن

الفعل الناصب له، الذي هو كفى ملفوظ به معه؟

والصعيدُ: المرتفعُ من الأَرض، وقيل: الأَرض المرتفعة من الأَرض

المنخفضةِ، وقيل: ما لم يخالطه رمل ولا سَبَخَةٌ، وقيل: وجه الأَرض لقوله تعالى:

فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً؛ وقال جرير:

إِذا تَيْمٌ ثَوَتْ بِصَعِيد أَرْضٍ،

بَكَتْ من خُبْثِ لُؤْمِهِم الصَّعيدُ

وقال في آخرين:

والأَطْيَبِينَ من التراب صَعيدا

وقيل: الصَّعِيدُ الأَرضُ، وقيل: الأَرض الطَّيِّبَةُ، وقيل: هو كل تراب

طيب. وفي التنزيل: فَتَيَمَّموا صَعِيداً طَيِّباً؛ وقال الفراء في

قوله: صَعيداً جُرزُاً: الصعيد التراب؛ وقال غيره: هي الأَرض المستوية؛ وقال

الشافعي: لا يَقع اسْمُ صَعيد إِلاّ على تراب ذي غُبار، فأَما البَطْحاءُ

الغليظة والرقيقة والكَثِيبُ الغليظ فلا يقع عليه اسم صعيد، وإِن خالطه

تراب أَو صعيد

(* قوله «تراب أو صعيد إلخ» كذا بالأصل ولعل الأولى تراب

أو رمل أو نحو ذلك) أَو مَدَرٌ يكون له غُبار كان الذي خالطه الصعيدَ، ولا

يُتَيَمَّمُ بالنورة وبالكحل وبالزِّرْنيخ وكل هذا حجارة. وقال أَبو

إِسحق: الصعيد وجه الأَرض. قال: وعلى الإِنسان أَن يضرب بيديه وجه الأَرض

ولا يبالي أَكان في الموضع ترابٌ أَو لم يكن لأَن الصعيد ليس هو الترابَ،

إِنما هو وجه الأَرض، تراباً كان أَو غيره. قال: ولو أَن أَرضاً كانت كلها

صخراً لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يدَه على ذلك الصخر لكان ذلك

طَهُوراً إِذا مسح به وجهه؛ قال الله تعالى: فَتُصْبِح صعيداً؛ لأَنه نهاية ما

يصعد إِليه من باطن الأَرض، لا أَعلم بين أَهل اللغة خلافاً فيه أَن

الصعيد وجه الأَرض؛ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله أَبو إِسحق أَحسَبه مذهَبَ

مالك ومن قال بقوله ولا أَسْتَيْقِنُه. قال الليث: يقال للحَديقَةِ إِذا

خَرِبت وذهب شَجْراؤُها: قد صارت صعيداً أَي أَرضاً مستوية لا شَجَرَ

فيها. ابن الأَعرابي: الصعيدُ الأَرضُ بعينها. والصعيدُ: الطريقُ، سمي

بالصعيد من التراب، والجمع من كل ذلك صُعْدانٌ؛ قال حميد بن ثور:

وتِيهٍ تَشابَهَ صُعْدانُه،

ويَفْنى بهِ الماءُ إِلاَّ السَّمَلْ

وصُعُدٌ كذلك، وصُعُداتٌ جمع الجمع. وفي حديث علي، رضوان الله عليه:

إِياكم والقُعُودَ بالصُّعُداتِ إِلاَّ مَنْ أَدَّى حَقَّها؛ هي الطُّرُقُ،

وهي جمع صُعُدٍ وصُعُدٌ جمعُ صَعِيد، كطريق وطرُق وطُرُقات، مأْخوذ من

الصَّعيدِ وهو التراب؛ وقيل: هي جمع صُعْدَةٍ كظُلْمة، وهي فِناءُ باب

الدار ومَمَرُّ الناس بين يديه؛ ومنه الحديث: ولَخَرَجْتم إِلى الصُّعْداتِ

تَجْأَرُونَ إِلى الله. والصَّعِيدُ: الطريقُ يكون واسعاً وضَيِّقاً.

والصَّعيدُ: الموضعُ العريضُ الواسعُ. والصَّعيدُ: القبر.

وأَصْعَدَ في العَدْو: اشْتَدَّ.

ويقال: هذا النبات يَنْمي صُعُداً أَي يزداد طولاً. وعُنُقٌ صاعِدٌ أَي

طويل. ويقال فلان يتتبع صُــعَداءَــه أَي يرفع رأْسه ولا يُطأْطِئُه. ويقال

للناقة: إِنها لفي صَعِيدَةِ بازِلَيْها أَي قد دنت ولمَّا تَبْزُل؛

وأَنشد:

سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْها،

عَبَنَّاةٌ، ولم تَسْقِ الجَنِينا

والصَّعْدَةُ: القَناة، وقيل: القناة المستوية تنبت كذلك لا تحتاج إِلى

التثقيف؛ قال كعب بن جُعَيْل يصف امرأَةً شَبَّهَ قَدَّها بالقَناة:

فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها،

لاحَتِ السَّاقُ بِخَلْخالٍ زجِلْ

صَعْدَةٌ نابِتَةٌ في حائرٍ،

أَيْنَما الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَمِلْ

وقال آخر:

خَريرُ الرِّيحِ في قَصَبِ الصِّعادِ

وكذلك القَصَبَةُ، والجمع صِعادٌ، وقيل: هي نحو من الأَلَّةِ،

والأَلَّةُ أَصغر من الحَرْبَةِ؛ وفي حديث الأَحنف:

إِنَّ على كُلِّ رَئِيسٍ حَقَّا.

أَن يَخْضِبَ الصَّعْدَةَ أَو تَنْدَقَّا

قال: الصَّعْدةُ القناة التي تنبت مستقيمة. والصَّعْدَةُ من النساء:

المستقيمةُ القامة كأَنها صَعْدَةُ قَناةٍ. وجوارٍ صَعْداتٌ، خفيفةٌ لأَنه

نعت، وثلاثُ صَعَداتٍ للقنا، مُثَقَّلة لأَنه اسم.

والصَّعُودُ من الإِبل: التي وَلَدَتْ لغير تمام ولكنها خَدَجَتْ لستة

أَشهر أَو سبعة فَعَطَفَتْ على ولدِ عامِ أَوَّلَ، وقيل: الصَّعُود الناقة

تُلْقي ولَدها بعدما يُشْعِرُ، ثم تَرْأَمُ ولدَها الأَوّل أَو وَلَدَ

غيرها فَتَدِرُّ عليه. وقال الليث: الصَّعُود الناقة يموت حُوارُها

فَتَرْجِعُ إِلى فصيلها فَتَدِرُّ عليه، ويقال: هو أَطيب للبنها؛ وأَنشد لخالد

بن جعفر الكلابي يصف فرساً:

أَمَرْتُ لها الرِّعاءَ، ليُكْرِمُوها،

لها لَبَنُ الخلِيَّةِ والصَّعُودِ

قال الأَصمعي: ولا تكون صَعُوداً حتى تكون خادِجاً. والخَلِيَّةُ:

الناقة تَعْطِف مع أُخرى على ولد واحد فَتَدِرَّانِ عليه، فَيَتَخلى أَهلُ

البيت بواحدة يَحْلُبُونها، والجمع صَعائد وصُعُدٌ؛ فأَما سيبويه فأَنكر

الصُّعُدَ.

وأَصْعَدَتِ الناقةُ وأَصْعَدَها، بالأَلف، وصَعَّدَها: جعلها صَعُوداً؛

عن ابن الأَعرابي. والصُّعُد: شجر يُذاب منه القارُ.

والتَّصْعِيدُ: الإِذابة، ومنه قيل: خلٌّ مُصَعَّدٌ وشرابٌ مُصَعَّدٌ

إِذا عُولج بالنار حتى يحول عما هو عليه طعماً ولوناً.

وبَناتُ صَعْدَةَ: حَميرُ الوَحْش، والنسبة إِليها صاعِديّ على غير

قياس؛ قال أَبو ذؤَيب:

فَرَمَى فأَلحَق صاعِدِيَّاً مِطْحَراً

بالكَشْحِ، فاشتملتْ عليه الأَضْلُعُ

وقيل: الصَّعْدَةُ الأَتان. وفي الحديث: أَنه خرج على صَعْدَةٍ

يَتْبَعُها حُذاقيٌّ، عليها قَوْصَفٌ لم يَبْق منها إِلا قَرْقَرُها؛

الصَّعْدَةُ: الأَتان الطويلة الظهر. والحُذاقِيُّ: الجَحْشُ. والقَوْصَفُ:

القَطيفة. وقَرْقَرُها: ظَهْرُها.

وصعَيدُ مصر: موضعٌ بها.

وصَعْدَةُ: موضع باليمن، معرفة لا يدخلها الأَلف واللام. وصُعادى

وصُعائدُ: موضعان؛ قال لبيد:

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ، في نِهاءِ صُعائِدٍ،

سَبْعاً تؤَاماً كاملاً أَيامُها

صعد
: (صَعِدَ فِي) ، فِي الدَّرَجَة، وأَشباهه، (كَسَمِعَ، صُعُوداً) كَقُعُود، وَلَا يُقَال: أَصْعَدَ. (وصَعَّد فِي الجَبَلِ و) صَعَّد (عَلَيْهِ تَصعيداً) ، كاصَّعَّدَ اصِّعَّاداً، بِالتَّشْدِيدِ فيهمَا، وحُكِيَ عَن أَبي زيد أَنه قَالَ: أَصْعَد فِي الجَبَل، وصَعَّد فِي الأَرضِ) (رَقِيَ) مُشْرِفاً، (ولَمْ يُسْمَعْ صَعِدَ فِيهِ) ، أَي كَفَرِح. بل يُقَال: صَعِدَه. وهاذا قَوْلُ الجمهورِ، ونقلَهُ الجوهَرِيُّ عَن أَبي زيْد، واتّفَقُوا عَلَيْهِ، كَمَا نَقَلَه شيخُنَا.
قلْت: وقَرَأَ الحَسَنُ: {إِذْ تُصْعِدُونَ} (آل عمرَان: 153) جعلَ الصُّعُودَ فِي الجَبَلِ كالصُّعُودِ فِي السُّلَّمِ. وَقَالَ ابْن السّكّيت: يُقَال: صَعِدَ فِي الجَبَلِ، وأَصْعَدَ فِي البِلادِ.
وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: صَعِدَ فِي الجَبَل، واستشهَدَ بقوله تَعَالَى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيّبُ} (فاطر: 10) وَقد رَجَعَ أَبو زيدٍ إِلى ذالِكَ فَقَالَ: استوْأَرَتِ الإِبِلُ، إِذا نَفَرَتْ فَصَعِدَت فِي الجِبَال، ذَكرَه فِي الْهَمْز. وَقد أَشار فِي الْمِصْبَاح إِلى بعضٍ من ذالك.
(وأَصْعَدَ: أَتَى مَكَّةَ) ، زِيدَتْ شَرَفاً، قَالَ أَبو صَخْرٍ: يكون النّاسُ فِي مَبَادِيهِم، فإِذا يَبِسَ البَقْلُ، ودَخَلَ الحَرُّ أَخذوا إِلى حاضرِهِم، فمَن أَمَّ القِبْلَةَ فَهُوَ مُصْعِد، وَمن أَمَّ العِراقَ فَهُوَ مُنْحَدِرٌ. قَالَ الأَزهَرِيُّ: وهاذا الّذِي قَالَه أَبو صَخْرٍ كلامٌ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ، سَمِعتُ غيرَ وَاحِد من الْعَرَب يَقُول: عارَضْنَاالحَاجَّ فِي مُصعَدِهم، أَي فِي قَصْدِهم مَكَّةَ، وعَارَضْنَاهُم فِي مُنْحَدَرِهِم أَي فِي مَرجِعِهِمْ إِلى الْكُوفَة من مكَّةَ.
قَالَ ابْن السِّكِّيت: وَقَالَ لي عُمَارَة: الإِصعادُ إِلى نَجْدٍ، والحِجَازِ، واليَمَنِ، والانحدارُ إِلى العِرَاق، وَالشَّام، وعُمَانَ، فإِذا عَرَفْتَ هاذا ظَهَرَ لَك مَا فِي كَلَام المُصَنِّف من الْقُصُور.
(و) أَصْعَدَ (فِي الأَرْضِ) : ذَهَبَ، قالَهُ أَبو مَنْصُور. ونَصُّ عِبارَة الأَخْفَش: أَصْعَدَ فِي البِلاد: سارَ و (مَضَى) وذَهَبَ، قَالَ الأَعْشى:
فإِنْ تَسْأَلِي عَنِّي فيَا رُبَّ سائِل
حَفِيَ عَن الأَعْشَى بِهِ حيثُ أَصْعَدَا
وَيُقَال: أَصْعَدَ الرّجُلُ فِي البِلَادِ حيثُ تَوَجَّه. (و) أَصْعَدَ (فِي) الأَرْضِ و (الوَادِي) لَا غيرُ: (انحَدَرَ) فِيهِ، وذَهَبَ من حَيْثُ يَجيِءُ السَّيْلُ، وَلم يَذْهَبْ إِلى أَسْفَلِ الوَادِي، (كَصَعَّد) فِيهِ (تَصْعِيداً) . وأَنشدَ سِيبَوَيْهٍ لعبد الله بن هَمامٍ السَّلُولِيّ:
فإِمَّا تَرَيْنِي اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتِي
أُصَعِّدُ سَيْراً فِي البِلَادِ وأُفْرِعُ أَراد الصُّعُودَ فِي الأَمَاكِنِ العالِيَة، وأُفْرِعُ، هَا هُنَا: أَنْحَدِرُ، لأَن الإِفراعَ من الأَضدادِ، فقَابَلَ التَّصْعِيدَ بالتَّسَفُّلِ. هاذا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ. قَالَ ابْن بَرِّيَ: إِنّمَا جَعَلَ: أُصْعِد بمعنَى: أَنْحَدِر، لقَوْله فِي آخِرِ الْبَيْت: وأُفْرِعُ وهاذا الّذِي حَمَل الأَخفشَ على اعتقادِ ذالك، وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ، لأَنَّ الإِفراعَ من الأَضداد، يكون بمعنَى الانْحِدَار، وَيكون بمعنَى الإِصعادِ، وكذالك صَعَّدَ أَيضاً، يجيءُ بالمَعْنَيَيْنِ، يُقَال: صَعَّدَ فِي الجَبَلِ، إِذا طَلَعَ، وإِذا انحَدَرَ مِنْهُ، فَمن جَعَل قَوْله: أُصَعِّدُ، فِي البيتِ الْمَذْكُور، بمعنَى الإِصعاد، كَانَ قَوْله أُفْرِعُ بمعنَى الانحدار، وَمن جَعَلَه بمَعْنَى الانْحِدَارِ كَان قَوْلُه: أُفْرِعُ بِمَعْنى الإِصعادِ. قَالَ: وحُكِيَ عَن أَبي زَيْدٍ أَنه قَالَ: أَصْعَدَ فِي الجَبَلِ، وصَعَّدَ فِي الأَرضِ، فعلَى هاذا يكون المعنَى فِي البيتِ: أُصَعِّد طوراً فِي الأَرْضِ، وطَوْراً أُفْرِعُ فِي الجَبَلِ.
وَفِي الأَساس: أَصْعَدَ فِي الأَرض: ذَهَبَ مُسْتَقْبِلَ أَرضٍ أَرفَعَ من الأُخْرَى.
قلت: هُوَ مأْخُوذٌ من عِبارة اللَّيْثِ، قَالَ اللَّيْثُ: صَعِدَ، إِذا ارْتَقَى، وأَصْعَدَ يُصْعِد إِصْعاداً، فَهُوَ مُصْعِد، إِذا صَار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَرٍ أَو وادٍ، أَرفَع من الأُخرى.
(و) قَالَ بعض المُفَسِّرينَ فِي تفسِير قَوْله تَعَالَى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً} (المدثر: 17) يُقَال: الصَّعُودُ: جَبَلٌ فِي النَّارِ، من جَمْرَة واحدةٍ، يُكَلَّفُ الكافِرُ ارتقاءَهُ ويُضرَب بالمَقام 2، فكلّما وَضَعَ عَلَيْهِ رِجْلَهُ ذَابَتْ إِلى أَسْفَلِ وَرِكِهِ، ثمَّ تَعُودُ مكانَها صَحيحةً، وَمِنْه اشتُقَّ (تَصَعَّدَنِي) ذالك (الشيْءُ، وتَصَاعَدَنِي) ، أَي (شَقَّ عَلَيَّ) .
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ فِي قَول عُمَر، رَضِي الله عَنهُ: (مَا تَصَعَّدَنِي شيءٌ مَا تَصَعَّدَتْنِي خِطْبةُ النِّكَاحِ) أَي مَا تكاءَدَتْنِي، وَمَا بَلَغَتْ مِنّي وَمَا جَهَدَتْنِي، وأَصله من الصَّعُودِ، وَهِي العَقَبَةُ الشَّاقَّةُ، يُقَال: تَصَعَّدَه الأَمرُ، إِذا شَقَّ عَلَيْهِ وصَعُبَ، قيل: إِنَّمَا تَصَعَّبُ عليهِ لِقُرْبِ الوُجُوه من الوُجُوهِ، ونَظَرِ بَعضهم إِلى بعض.
(والإِصَّعُّدُ، بِالْكَسْرِ وفتْح الصَّاد، وضمّ العَيْن، المشدّدَّتين، والإِصَّاعُدُ) بِالْكَسْرِ، وشَدِّ الصَّاد، وبعدَ الأَلف عينٌ مضمومةٌ، نقلهما الصاغانيُّ (والإِصْطِعَادُ) بمعنَى (الصُّعُود) ، قَالَ اللِّيث: صَعَّدَ فِي الوادِي يُصَعِّدُ، وأَصْعَدَ، إِذا انحَدَر فِيهِ. قَالَ الأَزهَريُّ: والاصِّعَّادُ عِنْدِي مثْلُ الصُّعُود، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَآء} (الْأَنْعَام: 125) يُقَال. صَعِد، واصَّعَّد، واصَّاعَدَ، بِمَعْنى وَاحِد.
(و) عَن اللّيث: (الصَّعُودُ، بِالْفَتْح ضِدُّ الهَبُوط، ج صُعُدٌ) ، كزَبُورٍ وزُبُر، (وصَعَائِدُ) ، مثل عَجُوز وعَجائِزَ (و) الصَّعُود: (النّاقَةُ) تُلقِي وَلَدَها بعْدَ مَا يُشْعِرُ، ثمَّ تَرْأَمُ وَلَدَها الأَوْلَ، أَو وَلدَ غيرِهَا، فَتَدِرُّ عَلَيْهِ. وَقَالَ اللَّيْث: هِيَ ناقةٌ يَمُوت حُوَارُهَا فتَرْجِعُ إِلى فَصِيلِها فَتَدِرُّ عَلَيْهِ. وَيُقَال. هُوَ أَطْيَبُ لِلَبَنِها، وأَنشدَ لخالِدِ بن جَعفَرٍ الكِلابِيّ، يصف فَرَساً:
أَمَرْتُ لَهَا الرِّعَاءَ لِيُكْرِمُوها
لَهَا لَبَنُ الخَلِيَّةِ والصَّعُودِ
قَالَ الأَصمعيّ: الصَّعُودَ من الإِبِلِ: الَّتِي (تَخْدِجُ) لِستّةِ أَشهُرٍ أَو سَبْعَة (فَتُعْطَفُ على وَلَدِ عامِ أَوَّلَ) ، وَلَا تكون صَعُوداً حتّى تكون خادِجاً، والخَلِيَّةُ: النّاقَةُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرَى على وَلَد وَاحِدِ، فتَدهرَّانِ عَلَيْهِ فيتَخَلَّى أَهْلُ البيتِ بِوَاحِدَة يَحلُبونها. وَالْجمع: صَعائدُ وصُعُدٌ. فأَمَّا سِيبَوَيْهٍ فأَنكر الصُّعُدَ.
وَلَو قَالَ المصَنف: وبالفتْح: النّاقةُ. إِلَخ. وأَخَّرَ ذِكْرَ الجُمُوعِ كَانَ أَسْبَكَ وأَسْلَكَ لطريقته، فإِنّ ذِكْرَ الهَبُوطِ، كَونَه ضِدًّا للصَّعُودِ، من المستدركات كَمَا لَا يَخْفَى.
(وَقد أَصْعَدَت) النّاقَةُ (وأَصْعَدْتُها أَنا) ، بالأَلف، وصَعَّدْتُها أَيضاً، جَعلْتُها صَعُوداً، عَن ابْن الأَعرابيِّ (و) الصَّعُود: (جَبَلٌ فِي النّارِ) من جَمْرَةٍ وَاحِدَة، يتَصَعَّد فِيهِ الكافِرُ سَبْعين خَرِيفاً ثمَّ يَهْوِي فِيهِ كذالك أَبداً. رَوَاهُ ابْن حِبَّانَ والحاكِمُ فِي (المستدرَك) ، وأَورده السّيوطيُّ فِي جَامعه.
(و) الصَّعُودُ: الطريقُ صاعداً، مؤنَّثة، وَالْجمع: أَصْعِدَةٌ وصُعُدٌ.
والصَّعُود: (العَقَبَةُ الشَّاقَةُ، كالصَّعُوداءِ، مَمدوداً، قَالَ تَمِيمُ ابْن مُقْبِل:
وحَدَّثَهُ أَنَّ السَّبِيلَ ثَنِيَّةٌ صَعُوداءُ تَدْعُو كُلَّ كَهْلٍ وأَمْرَدَا (وبَنَاتُ صَعْدَةَ) ، بِالْفَتْح: (حُمُرُ الوَحْشِ، والنِّسْبَة إِليها: صاعِديٌّ) ، على غيرِ قِيَاس، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَرَمَى فأَلْحَقَ صاعِدِيًّا مِطْحَراً
بالكَشْحِ فاشْتَمَلتْ عَلَيْهِ الأَضْلُعُ
(والصَّعْدَةُ) بِالْفَتْح: (القَنَاةُ) ، وَقيل: هِيَ: (المُسْتَوِيَةُ) الَّتِي (تَنْبُتُ كذالك) لَا تَحْتَاج إِلى التَّثْقِيف. قَالَ كَعْبُ بن جُعَيلٍ، يَصفُ امرأَةً، شَبَّهَ قَدَّهَا بالقَنَاة:
فإِذا قامتْ إِلى جاراتِها
لاحَت السّاقُ بخَلْخال زَجِلْ
صَعْدةٌ نابِتةٌ فِي حَائِرٍ
أَيْنَمَا الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَملْ
وكذالك القَصَبَةُ. وَالْجمع: صعَادٌ.
(و) قيل: الصَّعْدة: (الأَتانُ) وَفِي الحَدِيث: (أَنَّه خَرَجَ على صَعْدَة يَتْبَعُهَا حُذَاقِيّ عَلَيْهَا قَوْصَفٌ لم يَبْقَ مِنْهَا إِلا قَرْقَرُهَ) . الصَّعْدَةُ: الأَتَانُ الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ، والحُذَاقِيّ: الجَحْشُ والقَوْصَفُ: القَطيفةُ، وقَرْقَرُهَا: ظَهْرُها.
(و) الصَّعْدةُ: (الأَلَّةُ) ، بِفَتْح الْهمزَة، وَتَشْديد اللّام، وَهِي أَصغرُ من الحَرْبَةِ، وَقيل هِيَ نَحْوٌ من الأَلَّةِ. وَفِي بعض النّسخ: الأَكَمة، بدل الأَلَّة، وَهُوَ تَحْرِيف.
(و) صَعْدَةُ (عَنْزٌ) ، اسْم لَهُ، نَقله الصاغانيُّ. (و) الصَّعْدَة: اسمُ (فَرَس ذُؤَيْبِ بنِ هِلالِ) بن عُوَيْمِرٍ الخُزَاعِيّ.
(و) صَعْدةُ: (ع) بل مدينةٌ كَبِيرةٌ (باليَمَنِ) معرِفة، لَا يَدْخُلها الأَلفُ واللَّام، بَينهَا وَبَين صَنْعَاءَ سِتُّونَ فَرْسَخاً. (نه مُحَمَّد بن إِبراهيمَ بنِ مُسْلِمٍ) الصَّعْدِيّ، يُعرَف بِابْن البَطَّال، سكَن المَصِيصةَ، عَن سَلَمَةَ بنِ شَبِيبٍ، وَعنهُ حَمْزةُ بنُ محمّدٍ الكِنَانِيّ. كَذَا أَورده ابْن الأَثير.
(و) صَعْدَةُ: (ماءٌ جَوْفَ عَلَمَيْ بَنِ سَلُولَ، و) صَعْدَةُ: (ع لبني عَوْف) .
(و) من الْمجَاز: قَوْلهم: صَنَعَ أَو (بَلَغَ كَذَا) وَكَذَا (فصاعِداً، أَي فَمَا فَوقَ ذَلِك) ، وَفِي الحَدِيث: لَا صَلَاةَ لمن لم يَقْرَأْ بفاتحةِ الْكتاب فصاعِداً) أَي فَمَا زَادَ عَلَيْهَا، كَقَوْلِهِم: اشتريتُه بدِرْهَمٍ فصاعهداً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا أَخذْتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً، حذَفُوا الفِعْلَ لكثْرةِ استِعمالِهم إِيَّاه، ولأَنَّهم أَمِنُوا أَن يكونَ على الباءِ، لأَنك لَو قلْتَ: أَخذْتُه بِصاعدٍ كَانَ قبيحاً، لأَنه صِفةٌ، وَلَا يكون فِي مَوضِع الاسمِ، كَانَا قَالَ: أَخذْتُه بدرْهمٍ فزادَ الثَّمَنُ صاعداً، أَو فَذَهَب صاعداً وَلَا يَجُوز أَن تَقول وصاعِداً، لأَنّكَ لَا تُريد أَن تُخْبِر أَنَّ الدِّرهمَ مَعَ صاعدٍ ثَمَنٌ شيْءٍ، كَقَوْلِك بدرهم وزِيادة، ولاكنك أَخبرْتَ بأَدْنَى الثَّمنِ فجعَلْته أَوَّلاً، ثمَّ قَرَّرْت شَيْئا بعْدَ شَيْءٍ. لأَثمانٍ شَتَّى، قَالَ: وَلم يُرَد فِيهَا هاذا الْمَعْنى، وَلم يُلْزِم الواوُ الشَّيْئَيْن أَن يكون أَحدُهما بعْدَ الآخَرِ وصاعداً بدل مِن زادَ ويَزيد، وثُمَّ مثْلُ الفاءِ إِلا أَنَّ الفاءَ أَكثرُ فِي كلامِهِم.
قَالَ ابْن جنّى: وصاعِداً: حالٌ مؤكِّدةٌ، أَلَا تَرَى أَن تقديرَه: فزادَ الثَّمَنُ صاعِداً. ومعلومٌ أَنَّه إِذا زادَ الثَّمَنُ لم يكن إِلَّا صاعِداً، وَمثله قَوْله:
كَفَى بالنَّأْي مِنْ أَسْمَاءَ كافِ
غير أَنّ للحالِ هُنَا مَزِيَّةً، أَعْنِي فِي قَوْله: فصاعِداً، لأَن صاعداً نابَ فِي اللَّفظِ عَن الفِعْل الَّذِي هُوَ زَاد، وكاف: لَيْسَ نَائِبا فِي اللَّفْظِ عَن شيْءٍ، أَلَا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ الناصِبَ لَهُ، الّذِي هُوَ: كَفَى، ملفوظٌ بِه مَعَه.
(والصَّــعْداءُ) ، بِفَتْح فَسُكُون، وَضَبطه بعضُ أَئمة اللُّغَة بالضّمّ، كالّذي يأْتي بعدَه، والأَوّلُ الصّوابُ: (المَشَقَّةُ كالصُّعْدُدِ) بالضّمّ، نقلَهما الصاغَانيّ.
(و) الصُّــعَداءُ (كالبُرَحاءِ: تَنَفُّسٌ) ممدودٌ (طَوِيلٌ) ، وَمِنْهُم من قَيَّدَه: إِلى فَوْقُ، وَقيل هُوَ التَّنَفُّس بِتَوجُّع، وَهُوَ يَتَنَفَّس الصُّــعَدَاءَ، ويتنفَّس صُعُداً، وتَصَعَّدَ النَّفْسُ: صَعُبَ مَخْرَجُه.
(و) فِي التَّنْزِيل: {فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيّباً} (النِّسَاء: 43) قيل: (الصَّعِيدُ) : الأَرضُ بِعَيْنِهَا، قَالَه ابْن الأَعرابيِّ، أَو الأَرْضُ الطَّيِّبَةُ.
وَقَالَ الفرّاءُ، فِي قَوْله تَعَالَى: {صَعِيداً جُرُزاً} (الْكَهْف: 8) الصّعِيد: (التُّرابُ) ، وَقيل، هُوَ كلُّ تُرَابٍ طَيِّبٍ، وَقَالَ غَيره: هِيَ الأَرْضُ المُسْتَوِيَة، وَقيل: هُوَ المُرْتَفِعُ من الأَرض، وَقيل: الأَرضُ المُرْتَفِعَةُ من الأَرضِ المنخفِضة، وَقيل: مَا لم يُخالِطْه رَملٌ وَلَا سَبَخَةٌ. (أَو وَجْهُ الأَرض) ، لقَوْله تعالَى: {فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} (لكهف: 40) قَالَه أَبو إِسحاق. وَقَالَ جَرير:
إِذا تَيْمٌ ثَوَتْ بصَعيد أَرْضٍ
بَكَتْ من خُبْث لُؤْمهم الصَّعيدُ
وَقَالَ الشَّافِعِي: لَا يَقَعُ اسمُ صَعيد إِلَّا على تُرَاب ذِي غُبَارٍ فأَمّا البَطْحَاءُ الغَليظَةُ، والكَثيبُ الغَليظُ، فَلَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسمُ صَعيد، وإِنْ خالطَهُ تُرابٌ أَو صَعيدَ أَو مَدَرٌ يَكُون لَهُ غُبارٌ كانَ الّذي خالَطه الصَّعيدَ. وَلَا يُتَيَمَّمُ بالنُّورة، وبالكُحْل، وبالزِّرْنيخ، وكلْ هاذا حِجَارَة.
قَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: وعَلى الإِنسان أَن يَضرِبَ بيدَيْه وَجْهَ الأَرْض وَلَا يُبَالِي، أَكان فِي المَوْضع تُرَابٌ أَو لم يكن، لأَنّ الصَّعيدَ لَيْسَ هُوَ التُّرَابَ، إِنَّمَا هُوَ وَجْهُ الأَرْض، تُرَاباً كَانَ أَو غيرَه.
قَالَ اللّيث: يُقَال للخَديقة إِذا خَرِبَتْ وذَهَب شَجْراؤُها، قد صارَت صَعيداً، أَي أَرْضاً مُسْتَوِيَةً لَا شَجَرَ فِيهَا. (ج: صُعخدٌ) ، بضمّتين، (وصُعُدَاتٌ) جمْعُ الجمْع، كطَريقٍ، وطُرُق، وطُرُقاتٍ.
(و) الصَّعيد: (الطَّريق) ، يكون وَاسِعًا وضَيِّقاً، سمِّيَ بالصَّعيد من التُّرَاب، جمْعُه صُعُدٌ، وصُعُدَاتٌ أَيضاً (وَمِنْه) حديثُ عليَ، رَضِي الله عَنهُ: (إِيّاكُم والقُعُودَ بالصُّعُدَات) إِلَّا مَن أَدَّى حَقَّها) . هِيَ الطُّرقاتُ وَقيل هِيَ جمع صُعْدَة، كظُلْمةٍ، وَهِي فناءُ بابِ الدَّارِ وَمَمرُّ النّاسِ بينَ يَدَيْهِ، وَمِنْه الحَدِيث: (لَخَرَجْتُم إِلى الصُّعُدَات تَجْأَرُونَ إِلى اللهِ) .
(و) الصَّعِيدُ: (القَبْرُ) ، أَوردَه أَبو عُمَرَ المَطَرِّز.
(و) الصَّعِيد؛ (بِلادٌ) واسعةٌ (بمصْرَ) مشتملةٌ على نَوَاحٍ، وبلادٍ، وقُرًى عامرةِ (مَسيرَةَ خَمْسَةَ عشرَ يَوْمًا طُولاً) وَفِي (قوانين الدِّيوَان) لِابْنِ الجِيعان أَنَّ الأَقاليم بالديار المصرية جِهتانِ، إِحداهما: الوَجْهُ البَحريُّ، وعِدَّتُها أَلفٌ وسِتّمائَةٍ وإِحْدَى خَمْسُونَ نَاحيَة والجِهَة الثَّانِيَة: الوَجْه القِبْليُّ، وَعدَّتُها خَمْسُمائَة واثْنَتَا عَشْرَةَ ناحيَةً. وَهِي الإِطْفِيحيَّةُ، والفَيُّوميَّةُ، والبَهْنَساوِيَّةُ، والأُشْمُونَيْنِ، والأُسْيُوطِيَّة، والإِخْمِيمِيَّة، والقُوصِيَّة.
(و) الصَّعِيد: (ع قخرْبَ وادِي القُرَى، بِهِ مَسْجِدٌ للنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلّم.
وصُعَائِدُ، بالضّمّ: ع) ، قَالَ لَبيد:
عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائد
سَبْعاً تُؤَاماً كَامِلا أَيَّامُها
(وعَذَابٌ صَعَدَ، محرَّكةً) ، فِي قَوْله تَعَالَى: {يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً} (الْجِنّ: 10) : (شَديدٌ ذُو صَعَد وَمَشَقَّة.
(والتَّصْعِيدُ: الإِذابةُ) ، وَمِنْه قيل خَلُّ مُصَعَّدٌ، (وَشَرَابٌ صَعَّدٌ) ، إِذا (عُولِجَ بالنَّارِ) حَتَّى يَحُولَ عَمَّا هُوَ عَلَيْهِ طَعْماً ولَوْناً.
(والمصْعادُ) بِالْكَسْرِ (حابُولُ النَّخْلِ) يُصْعَد بِهِ عَلَيْهِ، عَن الصاغانيِّ (وصُعْدٌ بالضّمّ) فَسُكُون، (و) صُعْدُدٌ، وصُعَادَى، والصُّعَيْداءُ، (كهُدْهُد، وحُبَارَى، والمُرَيْطاءِ: مواضعُ) . نقلَهُنَّ الصاغانيُّ، مَا عَدَا الثانيَ.
(وصَاعِدٌ: فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَيس الكِنَانِيِّ) . نَقله الصاغانيّ. (و) صاعدٌ (فَرَسُ صَخْرِ بن عَمْرو) بن الحارِث بن الشَّرِيد، نَقله الصاغانيّ.
(وناقةٌ صُعادِيَّةٌ، كغُرابِيَّة: طَوِيلةٌ) . نَقله الصاغانيَّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جَبَلٌ مُصَعِّد: مُرتَفِعٌ عالٍ، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:
يَأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّات مُصَعِّدة
شُمَ بِهِنَّ فُرُوعُ القانِ والنَّشَمِ
وَأَكَمَةٌ ذاتُ صَــعْدَاءَ: يَشْتَد صُعُودُها على الرَّاقي، قَالَ:
وإِنَّ سياسَةَ الأَقوامِ فاعلَمْ
لَهَا صَــعْدَاءُ مَطْلَعُها طَوِيلُ والصَّعُودُ: المَشَقَّةُ، على المَثَل، وأَرْهَقْتُ صَعُوداً: حَمَّلْتُه مَشَقَّةً، وَيُقَال: لأُرْهِقنَّكَ صَعُوداً، أَي لأُجَشِّمَنَّك مَشَقَّةً من الأَمرِ، وإِنَّمَا اشتَقُّوا ذالك، لأَن الارتفاعَ فِي صَعُودٍ أَشَقُّ من الانحدارِ فِي هَبُوطٍ، وَقيل فِيهِ: يَعْنِي مَشَقَّةً من العَذَابِ. وَفِي الحَدِيث، فِي رَجَزٍ:
فَهْوَ يُنَمِّي صُعُدَا
أَي يَزيدُ صُعُوداً وارتفاعاً، يُقَال: صَعِدَ فِيهِ، وإِليه، وَعَلِيهِ، وَفِي الحَدِيث. فَصَعَّدَ فيَّ النَّظَرَ وصَوَّبَه) أَي نَظَر إِلى أَعلايَ وأَسفَلى يتَأَمّلُني وَفِي صفَته، صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم: (كأَنَّمَا ينحَطُّ فِي صَعَدٍ) هاكذا جاءَ فِي روايةٍ، يَعْنِي مَوْضِعاً عَالِيا يَصْعَدُ فِيهِ وَيَنْحَطُّ. وَالْمَشْهُور: كأَنّمَا يَنْحَطُّ فِي صَبَبٍ.
والصُّعُد، بضمْتَيْن: جمْع صَعُودٍ، خلاف الهَبوط، وَهُوَ بِفتْحَتَيْنِ خلاف الصَّبَب.
وَفِي التَّنْزِيل: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ} (آل عمرَان: 153) قَالَ الفَرَّاءُ: الإِصعادُ فِي إِبتداءِ الأَسفار والمَخَارِجِ تَقول: أَصْعَدْنا من مَكَّةَ، وأَصْعَدنا من الكوفَة إِلى خُرَاسَانَ، وأَشباه ذالك. وَيُقَال: مَا زِلنَا فِي صَعُودٍ، وَهُوَ المَكَان فِيهِ ارتفاعٌ، وَفِي شِعر حَسَّان:
يُبَارينَ الأَعنَّةَ مُصْعِداتٍ
أَي مُقبلاتٍ مُتَوَجِّهات نحوَكُم.
وأَصْعَدَت السَّفينَةُ إِصعاداً، إِذا مَدَّت شُرُعَها فذهَبَت بهَا الرِّيحُ صَعَداً.
ورَكَبٌ مُصْعِدٌ، ومُصَّعِّدٌ: مُرتفعٌ فِي البَطْن مُنْتَصِبٌ، قَالَ:
تَقُولُ ذاتُ الرَّكَب المُرَفَّدِ
لَا خافضٍ جدًّا وَلَا مُصَّعِّدِ والصُّعْدَانُ: جَمْعُ صَعيد، بمعنَى الطّريقِ، قَالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:
وتِيهٍ تَشابَهُ صُعْدَنُهُ
ويَفْنَى بِهِ الماءُ إِلَّا السَّمَلْ
والصَّعيد: المَوْضعُ العَريض الواسعُ. وأَصْعَد فِي العَدْوِ: اشْتَدَّ.
وَيُقَال: هاذا النَّبَاتُ يَنْمِي صُعُداً، أَي يَزدادُ طُولاً.
وعُنُقٌ صاعِدٌ، أَي طَويلٌ. وفلانٌ يَتَتَبَّع صُعَدَاهُ، أَي يَرْفَعُ رأْسَه وَلَا يُطَأْطِئُه. وَهُوَ مَجَاز.
وَيُقَال للنّاقَة: إِنَّهَا لفي صَعيدَةِ بازِلَيْهَا، أَي قد دَنَتْ ولَمَّا تَبْزُلْ، وَهُوَ مَجاز، وأَنشد:
سَديسٌ فِي صَعِيدَةِ بازِلَيْهَا
عَبَنَّاةٌ وَلم تَسِقِ الجَنينَا
وَمن الْمجَاز: جاريَةٌ صَعْدَةٌ، أَي مُسْتَقيمَةُ القامةِ، كأَنَّهَا صَعْدَةُ قَنَاةٍ. وجَوَار صَعْدَاتٌ، بِالسُّكُونِ، لأَنّه نَعْتٌ وثَلَاثُ صَعَداتٍ، للقَنَا، محرَّكة، لأَنه اسمٌ.
والصُّعُد، بضمّتين: شَجَرٌ يُذَابُ مِنْهُ القارُ.
وَمن الْمجَاز: بِهِ شَرَفٌ صاعد، وجَدٌّ مُسَاعد. ورُتْبَةٌ بَعيدَةُ المَصْعَد والمَصاعِد. وللسيادةِ صُــعَدَاءُ: ارتفَاعٌ شاقٌّ على صاعِدِه.
وصاعِدٌ اللُّغويُّ صاحبُ (الفُصُوص) ، مَشْهُور، من أَئمَّة اللُّغَة.
وصَعْدَةُ اسْم فَحْل، عَن الصاغانيِّ.
صعد: صَعَد البرعم: طلع ونما (ابن العوام 2: 435) صَعَّد (بالتشديد). يقال بدل العبارة التي ذكرها لين صَعَّد فيه وصَوَّب أيضاً اختصار (عباد 1: 254، 2: 260).
صَعَّد: جعله صَعَداً أي شاقاً صعب الاحتمال. ومثل ما يقال: تصَعَّد النَفَس يقال: صعَّدَ أنفاسَه الصعيدُ (عبد الواحد ص127).
صَعَّد: أشرب، أشبع. ففي المقري (2: 87): فكانوا لا تسلم ثيابُهم من وضر فدلَّهم على تصعيدها بالملح.
صاعد: صعد، ارتقى، علا (ألف ليلة 1: 66).
صاعد: أرتحل (معجم الطرائف).
صاعد: صَعَّد، قطّر، حوّله إلى سائل بتأثير الحرارة (الجريدة الأسيوية 1849، 2: 266 رقم ب 27. 274 رقم1) وفي ابن البيطار (2: 334) في كلامه عن الكافور وهو المختلط بخشبه والمصاعد عن خشبه ويقول بعد ذلك: فأولها الرباحي وهو المخلوق ولونه أحمر ملَّمع ثم يصعد هناك فيكون منه الكافور الأبيض.
نصعَّد: تبخر، ويتصعد يتبخر (بوشر).
تصاعد: تبخر. ففي ابن البيطار (2: 334) في كلامه عن الكافور: ويسمى الرياحي لتصاعده مع الريح والنصدر منه تصاعد بمعنى انقشاع، تبخير، تصعيد (بوشر). وتصاعد من: فاح، تأرج، تضوّع (بوشر) تصاعد من المسامات: نضح، ترشح، خرج مع العرق (بوشر).
صَعْدَة: معناها الأصلي صفة للقناة المستوية لا تحتاج إلى تثقيف (عباد 3: 160).
عيد الصعود أو خميس الصعود: اليوم الذي صعد فيه المسيح إلى السماء، وهو من أعياد النصارى (بوشر محيط المحيط).
صَعِيَدة: قربان، أضحية، ذبيحة (السعدية النشيد 40، 50، 66).
صُعُوديّ: نسبة إلى الصعود وهو ارتفاع المسيح إلى السماء (بوشر).
صعيدي في مصر: حشيشة البراغيث وهو البزر الأسود منه (محيط المحيط مادة اسفيوش). صاعد. من الآن وصاعد: في المستقبل، من بعد (بوشر).
أَصْعَدُ: ممتاز، من المراز الأول، جليل جداً، معظّم (كرتاس ص247).
تَصْعِيد: تبخير (بوشر).

دلم

د ل م: (الدَّيْلَمُ) جِيلٌ مِنَ النَّاسِ. 
(دلم)
الشَّيْء دلما اشْتَدَّ سوَاده فِي ملوسة وَيُقَال دلم الرجل اسود وَطَالَ وشفاهه تهدلت فَهُوَ أدلم وَهِي دلماء

دلم


دَلِمَ(n. ac. دَلَم)
a. Was intensely black.
b. Was pendulous, hanging (lip).

دُلَمa. Elephant.

أَدْلَمُa. Intensely black.

دَلَاْمa. Blackness.
b. Black.

دَلْمَآءُa. [art.], Last day of a lunar month.
(دلم) - في صِفَة عَقارِب جَهَنَّم: "كالبِغَالِ الدُّلْم" . الدُّلْمَةُ: سَوادٌ مع طُولٍ، ودَلِم: اشْتَدَّ سَوادُه، ولَيلَةٌ دلماءُ، ورجلٌ أدلَمُ: أَسْودُ.
[دلم] نه فيه: أميركم رجل طوال "أدلم" أي أسود طويل. ومنه: فجاء رجل "أدلم" فاستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، قيل هو عمر بن الخطاب. ومنه في صفة النار: لسعتهم عقارب كأمثال البغال "الدُلم" أي السود، جمع أدلم.
دلم: دَلَم: اسم جنس واحدته دلمة: يمام، حمام بري. (الكالا، بوشر، ابن العوام 1: 122 حيث كان علي بلنكري أن لا يغير كتابة الكلمة التي توجد أيضاً في مخطوطتنا).
دَوْلَم، وتجمع على دَوَالم: دولاب ذو قواديس لطاحونة تدور بالماء (الكالا). ويبدو لي ان هذه الكلمة تحريف دولاب.
دلم
أَدْلَمُ [مفرد]: ج دُلْم، مؤ دَلْماءُ، ج مؤ دَلْماوات ودُلْم: شديدُ السَّوادِ من كُلِّ شيءٍ "أسدٌ/ حمارٌ/ صَخرٌ/ جَبَلٌ أدلمُ- امرأةٌ دَلْماءُ- فَجَاءَ رَجُلٌ أَدْلَمُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبيّ [حديث] ". 

دُلْمة [مفرد]: ج دُلُمات ودُلْمات:
1 - سَوادٌ.
2 - لونُ الفيل. 
دلم
الأدْلَمُ من الرجَالِ: الطويلُ الأسْودُ، ومن الجِبَالِ: كذلك في مُلُوسَةِ الصخْرَةِ. والحَيةُ، الواحِدُ دَلَم.
والأدْلَمُ: الأرَنْدَجُ. والليْلُ المُظْلِمُ. ويقولون: " هو أشَد من دُلَمٍ " يَعْنِي الفِيْلَ لأنه أدْلَمُ اللوْنِ. والدَيْلَمُ: جِيْل من الناسِ. ومُجْتَمَعُ النَّمْلِ والقِرْدَانِ. وجِنْس من القَطا يَضْرِبُ إلى السوَادِ. والأعْدَاءُ. والداهِيَةُ مِمَّنْ كانوا. والظُّلْمَةُ. وذَكَرُ الدُرّاجِ، وقيل: ذَكَرُ القَطا. والجَمْع الكَثِيرُ من الجَيْشِ.
وادْلأمَّ اللَّيْلُ: بمعنى ادْلَهَمَّ.
[دلم] الأَدْلَمُ من الرجال والحمير: الأسود. وقد ادْلامّ الرجل والحمار ادليماما. وأبو دلامة: كنية رجل. والديلم: جيل من الناس. والديلم: الداهية. وأنشد أبو زيد يصف سهما: أنعت أعيارا رعين كيرا مستبطنات قصبا ضمورا يحملن عنقاء وعنقفيرا والدلو والديلم والزفيرا وكلها دواه. وأعيار النصول، هي الناتئة في وسطها. ورعيهن كير الحداد كونهن في النار ثم ركبن في قصب السهام. والديلم في قول عنترة: شربتْ بماء الدُحْرُضَيْنِ فأصبحتْ زَوْراَء تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَيْلَمِ يقال: هم ضَبَّةُ، لأنّهم أو عامَّتَهم دُلْمٌ ويقال الدَيْلَمُ: الاعداء. والديلم: الجماعة من الناس. والدَيْلَمُ: مُجتَمع النمل والقِرْدان عند أعقار الحياض وأعطان الإبل. والدَيْلَمُ: ذكر الدراج.
د ل م

هم أجور من الترك والديلم، وجوارهم من الإد الصنيلم؛ ورجل أدلم: أسود طويل، ورجال دلم. والدلمة: لون الفيل.

ومن المجاز: فلان من الديلم، وهو ديلميّ من الديالمة أي عدوّ من الأعداء، لشهرة هذا الجيل بالشرارة والعداوة. قال رؤبة يصف جيشاً:

في ذي قدامى مرجحنّ ديلمه ... إذا تدانى لم تفرّج أجمه

وبه فسر قول عنترة:

شربت بماء الدحرضين فأصبحت ... زوراء تنفر عن حياض الديلم

ومن ثم قالوا للنمل والقردان: الديلم. لأنها أعداء الإبل. ويقال: ليل أدلم. وقال عنترة:

ولقد هممت بغارة في ليلة ... سوداء حالكة كلون الأدلم فهذا تشبيه وذاك استعارة.

دلم: الأَدلَمُ: الشديد السواد من الرجال والأُسْدِ والحمير والجبال

والصَّخرِ في ملوسة، وقيل: هو الآدَمُ، وقد دَلِمَ دَلَماً. التهذيب:

الأَدْلَمُ من الرجال الطويلُ الأَسْودُ، ومن الجبل كذلك في مُلُوسَةِ الصَّخْر

غير جِدّ شديد السواد؛ قال رؤبة يصف فيلاً:

كان دَمْخاً ذا الهِضابِ الأَدْلَمَا

وقال ابن الأَعرابي: الأَدْلَمُ من الألوان الأَدْغَمُ. وقال شمر: رجل

أَدْلَمُ وجبل أَدْلَمُ، وقد دَلِمَ دَلَماً، وقد ادْلامَّ الرجلُ والحمار

ادْلِيماماً؛ وقول عنترة:

ولقد هَمَمْتُ بِغارةٍ في ليلةٍ

سَوْداءَ حالِكةٍ، كلَوْنِ الأَدْلَمِ

قالوا: الأَدْلَمُِ ههنا الأَرَنْدَجُ. ويقال للحية الأسود: أَدْلَمُ.

ويقال: الأَدْلامُ أَولاد الحيّات، واحدها دُلْمٌ. ومن أَمثالهم: أشدُّ من

دَلَمٍ؛ يقال: إنه يشبه الحيَّة يكون بناحية الحجاز؛ الدَّلَمُ يشبه

الطَّبُّوعَ وليس بالحية.

والدَّلْماءُ: ليلة ثلاثين من الشهر لسوادها.

والدَّلامُ: السواد؛ عن السيرافي. والدَّلامُ: الأسود؛ قال: وإياه عنى

سيبويه بقوله: انْعَتْ دَلاماً.

باب الدال واللام والميم معهما د ل م، ل د م، د م ل، م ل د مستعملات

دلم: الأَدْلَمُ: الطويلُ الأسودُ من الرجال، ومن الجبال كذلك في مُلوسَةِ الصَّخْر غيرُ جِدِّ شديد السَّواد، [قال رؤبة:

كأنَّ دَمخاً ذا الهِضابِ الأدْلَما

يَصِفُ جَبَلاً] . وبلاد الدَّيْلَم معروفة. والدَّيْلَم: مجتمع النَّمل والقِرْدانِ عند أعقابِ الحِياض وأعطانِ الإِبِل.

لدم: اللَّدْمُ: ضَرْبُ المرأةِ صدرَها وعَضُدَيْها في النِّياحة. والالتِدامُ فِعلها بنفسها، ولَدَمَتْ صدرَها والتَدَمَتَ مِثلُه، قال:

لَدْمَ الغلام وراء الغيب بالحجر

وأُمُّ مِلْدَم: الحُمَّى، يقال: أنا أُمُّ مِلْدَم آكُلُ اللحم وأمص الدم. واللَّدْمُ: ضَرْبُكَ خُبْزَ المَلّةِ إذا أَخْرجَتَه منها. ولَدَمتُ الثوبَ: رَقَعْتُه. ورجلٌ مِلْدَمٌ ضِغَنٌّ. واللَّدْمُ واللَّديمُ: صوتُ الشيء يقع على الأرض.

دمل: الدَّمالُ: السِّرقينُ ونحوُهُ، وما رَمَى به البَحر من خُشارة ما فيه [من الخَلْقِ مَيْتاً] نحو الأصداف والمَناقيف والنّبّاح ، وهو شيء تُتَّخذ منه سُبْحة ، قال الكميت في السرقين:

رَأَى إِرَةً منها تُحَشُّ لفتنةٍ ... وإيقادَ راجٍ إن يكون دَمالَها

ويقال: أدْمَلْتُ الأرضَ أي سَمَّدْتُها بالسِّرقين، ودَمَلْتُها: أصلَحتُها. ودامَلتُ الرجلَ: داريتُه لأُصلِحَ ما بينَنا. واندَمَلَ أي تَماثَلَ من العِلَّةِ والجُرْح، ودَمَلَه الدَّواء. والدُّمَّلُ، ويُجمَع الدَّماميل، قال: قَذَى بِعَينِكَ أم بظَهْركَ دُمَّلُ

[وأنشد:

وامتَهَدَ الغاربُ فِعلَ الدُّمَّلِ]

ملد: الأَمْلَدُ: الشّابُّ الناعِمُ، وامرأةٌ مَلْداءُ أُملُودٌ أُمْلُدانيّة، وشابٌّ أُمْلُودٌ أُمْلُدانيّ شُبِّهَ بالقَضيب الناعِم، قال:

بعدَ التصابي والشبابِ الأَمْلَدِ

والمصدر المَلَدُ.
[د ل م] والأَدْلَم: الشَّديدُ السَّوادِ من الرِّجالِ والأُسْدِ والجِبالِ والصَّخْرِ في مُلُوسَةٍ، وقِيلَ: هو الآدَمُ. وقد دَلِمَ دَلَماً. والدَّلْماءُ: لَيْلَةُ ثَلاثِينَ من الشَّهْرِ لسَوادِها. والدَّلامُ: السَّوادُ، عن السيِّرافِيِّ. والدُّلامُ: الأَسْوَدُ قالَ: وإِيّاهُ عَنَى سِيبَويْهِ بقولِه: أَنْعَتُ دُلامًا. دَلَمٌ: من أَسْماءِ شُعَرائِهمِ، وهو: دَلَمٌ أبو زَُغَيْبٍ، وإِليه عَزَا ابْنُ جِنِّي قَوْلَه:

(حَتّي يَقُولَ كُلُّ مَنْ رَاهُ إِذْراهْ ... )

(يا وَيْحَهُ من جَمَلٍ ما أَشْقاهْ ... )

أرادَ: إِذْ رآهُ فأَلْقَى حَرَكَة الهَمْزَةِ على الهاءِ، أو كَسَرهَا لالْتِقاءِ السّاكِنَيْنِ، وحَذَق الهَمْزَةَ البَتَّةَ كقَراءة من قَرأ: {أن أرضعيه} [القصص: 7] بكسرِ النُّونِ ووَصْلَِ الأَلِف، وهو شاذُّ. والدَّيْلَمُ: الحَبَشِيُّ من النَّمْلِ، يعني الأَسْوَدَ. وقِيلَ: مُجْتَمَعُ النّمْلِ والقِرْدانِ في أَعْقارِ الحِياضَِ، وأَعْطانِ الإِبلِ. وقيل: هي الجَماعَةُ من كُلِّ شَيءِْ، قال:

(يُعْطِي الهُنَيْداتِ ويُعْطِي الدَّيْلَمَا ... )

والدَّيْلَمُ: الأَــعْداءُ. والدَّيْلَمُ: جِيلٌ مَعْرُوفٌ يُسَمّي التُّرْكَ، عن كُراعِ. والدَّيْلَمُ: ماءٌ بأَقاصِي البَدْوِ، وقَوْلُ عَنْتَرَةَ. (زَوْراء تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلِمِ ... )

يُفَسَّرُ بجميعِ ذلك. وقِيلَ: أرادَ أَنَّ عَداوَتَهُم كَعَدَاوَةٍ الدَّيْلَمِ من العَدُوِّ للعَرَبِ، ولم يُرِدِ النِّمْلَ، ولا القَرْدانَ، كما قالَ:

(جاءُوا يَجُرُّونَ البُرُودَ جَرَّا ... )

(صُهْبَ السِّبالِ يَبْتَغُونَ الشَّراَّ ... )

أَرادَ: أَنَّ عَداوتَهَم كعَدَاوِةَ الرُّومِ للعَرَب، والرُّومُ صُهْبُ السِّبالِ، وأَلوانُ العَرَبِ السُّمْرَةُ والأُدْمَةُ إِلاَّ قَلِيلاً. والدَّيْلَمُ: ذَكَر الدُّرّاجِ، عن كُراع. ودَلَمٌ، ودُلَمُ، ودُلامٌ، ودُلامَةُ، ودُلَيْمٌ: كُلُّها أَسْماءُ، قالَ:

(إِنَّ دُلَيْماً قَدْ أَلاحَ بعَشي ... )

(وقال: أَنْزِلِنْي فلا إِيضَاعَ بِي ... )

أرادَ: لا قُوَّةَ بِي على الإيضاعِ.

دلم

1 دَلِمَ, (M, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. دَلَمٌ, (M,) He, or it, was, or became, intensely black, and smooth; (M, K;) said of a man and a lion (M, TA) and an ass (TA) and a mountain and a rock; (M, TA;) as also ↓ ادلامّ: (K:) or the latter, inf. n. اِدْلِيمَامٌ he, or it, was, or became, black; said of a man and an ass [&c.]. (S. [Golius erroneously assigns this signification to ادلّم as on the authority of the S.]) And اللَّيْلُ ↓ اِدْلَأَمَّ [so in the TA and in my MS. copy of the K, but in the CK ↓ ادْلامَّ,] i. q. اِدْلَهَمَّ [i. e. The night was, or became, black; or intensely dark]; (K;) the ه being a substitute for ه. (TA.) A2: دَلِمَتْ شِفَاهُهُ, inf. n. دَلَمٌ, His lips were, or became, flaccid and pendulous. (K, * TA. [Golius assigns this signification also to ↓ ادلمّ, but without indicating any authority.]) [See also دًلَمٌ below.]9 إِدْلَمَّ see 1. [Also mistaken by Golius for ادلامّ.]11 إِدْلَاْمَّ see 1, in two places. Q. Q. 4 اِدْلَأَمَّ: see 1.

دَلَمٌ A certain thing resembling the serpent, found in El-Hijáz: (K:) or resembling what is termed the طَبُّوع; not a serpent: (TA:) or it signifies, (TA,) or thus ↓ دُلَمٌ, (so in the T accord. to the TT,) the young one of a serpent: and the pl. is أَدْلَامٌ. (T, TA.) Hence the prov., هُوَ أَشَدُّ مِنَ الدَّلَمِ [He is more distressing than the دلم]: (K:) and one says also, هُوَ أَشَدُّ مِنَ الدَّلَمِ فِى الشَّفَةِ, meaning [He is more distressing] than flaccidity and pendulousness in the lip. (This, as well as the former saying, being mentioned in the TA, as from the K.) دُلَمٌ The elephant; (K;) because of his blackness. (TA.) b2: See also دَلَمٌ.

دُلْمَةٌ Intense blackness, with smoothness; like غُبْشَةٌ; in the colours of beasts or horses and the like [&c.: see 1]. (TA in art. غبش.) دَلَامٌ Blackness. (Seer, M, K.) b2: And the same, (K,) or ↓ دُلَامٌ, (M, accord. to the TT, in two places,) Black: (M, K:) mentioned by Sb. (M.) [See also أَدْلَمُ.]

دُلَامٌ: see what next precedes.

دَيْلَمٌ The blacks, or negroes. (T, TA. [But الدَّيْلَمُ is more commonly known as the name of a certain people to be mentioned in what follows.]) b2: The Abyssinian, i. e. black, ant: (M:) or, as some say, (M,) a place where ants and ticks collect, at the places where the camels stand when they come to drink at the watering-troughs, and where they lie down at the watering-places: (S, M, K:) [or] ants [themselves]; (T, TA;) and ticks; both said by Z to be so called because they are enemies to the camels [from a signification of the same word to be mentioned below]: (TA:) or numerous ants. (Har p. 586.) b3: (assumed tropical:) An army; likened to ants in respect of its numerousness: (TA:) or a numerous army. (T.) b4: (assumed tropical:) An assembly, or assemblage, (S, M, K,) or a numerous assembly or assemblage, (TA,) of men, (S, TA,) and of things of any kind. (M, TA.) b5: Camels [collectively]. (TA.) b6: (assumed tropical:) Enemies: (ISk, T, S, M, K:) and an enemy: pl. دَيَالِمَةٌ: so called because the people named الدَّيْلَمُ are notorious for evil and enmity: (Z, TA:) because the دَيْلَم are enemies to the Arabs: (M:) they are a certain people, (T, S, M, K,) well known; (M, K;) [inhabitants of a mountainous tract, a part of the ancient Media, on the south of the Caspian Sea;] called by Kr the تُرْك [or Turks]; (M;) but accord. to the opinion commonly held by the genealogists, (TA,) they are said to be of the descendants of Dabbeh Ibn-Udd, whom some of the kings of the 'Ajam [or Persians] placed in those mountains [which their posterity inhabit], and who there multiplied: (T, TA:) or الدَّيْلَمُ is a surname of the Benoo-Dabbeh, (S, * K,) because of their blackness, (K,) or because they, or the generality of them, are دُلْم [pl. of أَدْلَمُ]. (S.) b7: [Hence, perhaps,] دَيْلَمٌ also signifies (assumed tropical:) A calamity, or misfortune. (S, K.) A2: Also The male of the دُرَّاج [i. e. attagen, francolin, heath-cock, or rail]. (Ktr, Kr, S, M, K.) b2: And A species of [the bird called] the قَطَا: or the male thereof [like دَلْهَمٌ]. (K.) A3: Also The tree called سَلَام, (T, K,) which grows in the mountains. (T.) أَدْلَمُ, applied to a man (S, M, K) and an ass (S) and a lion (M, K) and a horse (TA) and a mountain (M, K) and a rock, (M,) Black: (S: [see also دَلَامٌ:]) or intensely black, and smooth: (M, K:) or, as some say, (so in the M, but accord. to the K “ and,”) i. q. آدَمُ [q. v.]: (M, K:) or, applied to a man, tall and black; and in like manner applied to a mountain, but as meaning, with smoothness, and not intensely black, in its rock: or, accord. to IAar, i. q. أَدْغَمُ [q. v.]: (T:) pl. دُلْمٌ, (S, TA,) which is also applied to mules as meaning black. (TA.) b2: Also A black serpent. (T.) b3: And i. q. أَرَنْدَجٌ [Black leather, or a black skin or hide]. (Sh, T, K.) So, accord. to Sh, in the saying of 'Antarah, وَلَقَدْ هَمَمْتُ بِغَارَةٍ فِى لَيْلَةٍ

سَوْدَآءَ حَالِكَةٍ كَلَوْنِ الأَدْلَمِ [And verily I purposed a hostile incursion in a night intensely black, like the colour of black leather]. (T.) b4: [Hence,] by way of comparison, one says لَيْلٌ أَدْلَمُ [meaning (assumed tropical:) Black, or intensely dark, night]. (TA.) b5: الدَّلْمَآءُ [fem. of الأَدْلَمُ] (assumed tropical:) The thirtieth night (K, TA) of the [lunar] month: because of its blackness. (TA.)
دلم

(دَلِم، كَفَرِح) دَلَماً: (اشتَدَّ سَوادُه فِي مُلُوسَةٍ كادْلامَّ) ادْلِيمَاماً، مِنَّا وَمن الحَمِير والأُسْد والجِبال والصُّخُور، وتَقْيِيدُ الهَجَرِيّ بالرَّجُل والحِمار غَيرُ سَدِيد كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ بَعْضُ المُحَشِّين.
(و) دَلِمَت (شِفاهُه) دَلَماً: (تَهَدَّلت، والأَدْلَم: الآدَمُ. و) قيل: هُوَ (الشَّدِيدُ السَّوادِ مِنَّا وَمن الجِبَال والأُسْد) والحَمِير والصَّخْر، وَمن الخَيْل أَيْضا، قَالَ رُؤْبَة يَصِف خَيْلاً:
(عَن ذِي خَنَاذِيذَ قُهابٍ أَدلَمُهْ ... )

وَفِي التَّهْذِيب: " الأَدْلَم من الرِّجال: الطَّوِيلُ الأَسودُ، وَمن الجَبَلَ كَذلِك فِي مُلُوسَةِ الصَّخْر غير جِدِّ شَدِيدِ السَّواد. وَقَالَ رُؤْبَةُ يَصِف فِيلاً:
(كَانَ دَمْخاً ذَا الهِضَابِ الأَدْلَمَا ... )

وَقَالَ شمر: رجل أَدْلَم وجَبَلٌ أَدْلَم ".
(و) الدَّلاَم (كسَحاب: السَّوادُ) ، عَن السِّيرافيّ، (و) أَيْضا: (الأَسْوَدُ) ، وإِيَّاه عَنَى سِيبَوَيْه بقوله: انَعَتْ دَلاَماً.
(والدَّلْماء: لَيْلَة ثَلاثِين) من الشَّهر لسَوادِها.
(والدَّيْلَمُ) كَحَيْدر: (جَبَل م) مَعْرُوف، وهم أَصْحاب الشُّور الأَعاجِم من بِلادِ الشَّرْق. وَقَالَ كرَاع: هم التُّرك. وهم بَنُو الدَّيْلم بنِ باسِل بنِ ضَبَّة بنِ أُدّ بنِ طابِخَةَ بنِ إِلياسَ بنِ مُضَر قَالَه اْبنُ الكَلْبِيّ، وضَعَهم بَعْضُ مُلوكِ العَجَم فِي تِلْكَ الجِبالِ فَرَبَلُوا بهَا. وحَكَى الهَمْدانِيُّ وَغَيرُه أَنَّ الدَّيْلَم من بَنِي يافِث بنِ نُوح. وَذكر المَدَائِنيّ أنّ اللبوء بنَ عَبْدِ القَيْس بن أَفْصَى يُقال لَهُ دَيْلمُ عبدِ القَيْسِ.
قُلتُ: والأَولُ هُوَ الْمَعْرُوف عِنْد النَّسّابة، وَعَقِبُه من وَلَده: مُعاوِيَةُ بنُ الدَّيْلم، وَمِنْه فِي الْأَبْيَض وبحيرا اْبني مُعَاوِيَة، وَلَهُم عَدَد ومَدَد. قَالَ اْبنُ الجَوَّانِيّ: ومِنْ رِجالِ الدَّيْلم فِي الجاهِلِيَّة زَيدُ الفَوارِس بن حُصَيْن، وَفِي الْإِسْلَام اْبنُ شُبْرُمَة القَاضِي.
(و) الدَّيْلَم: (الدَّاهِيَة) ، قَالَ الجَوْهَرِيّ: وَأَنْشَدَ أَبُو زَيْد يَصِف سِهاماً:
(أَنْعَتُ أَعيَاراً رَعَيْن كِيرَا ... )

(مُسْتَبْطِناتٍ قَصَباً ضُمُورَا ... )

(يَحْمِلْن عَنْقَاءَ وَعَنْقَفِيرَا ... )

(والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا ... ) وَكلهَا دَواهٍ. وَيُقَال: هَذَا الرَّجَز للمَيْدانِ الفَقْعَسِيّ، وَقيل: للكُمَيْت اْبنِ مَعْروف، وَقيل: لأَبيه.
(و) الدَّيْلَم: (الأَــعْداءُ) ، عَن اْبن السِّكِّيت. يُقَال: هُوَ دَيْلمٌ من الدَّيَالِمَة أَي: عَدُوُّ من الأَــعْداء؛ لشُهْرة هَذَا الجِيلِ بالشَّرِّ والعَدَاوة، قَالَه الزَّمَخْشَرِيّ.
(و) الدَّيْلَم: (الجَماعَةُ) الكَثِيرةُ من النّاس، وَمن كُلّ شَيْء، قَالَ: يُعْطِي الهُنْيَداتِ ويُعْطِي الدَّيْلَما
(و) الدَّيْلَمُ: (مُجْتَمَع النَّمْل والقِرْدَانِ عِنْد أَعقارِ الحِياض وَأَعْطان الإِبِل) .
(و) الدَّيْلَمُ: (ذَكَر الدُّرَّاج) ، عَن كُراع وقُطْرب.
(و) الدَّيْلَمُ: (شَجَر السَّلم يَنْبُت فِي الجِبالِ، نَقَله الأَزْهَرِيُّ.
(و) الدَّيْلَمُ: (لَقَب بَنِي ضَبَّة) بنِ أُدّ، (لِسَوادِهِم) ، أَو لدُغْمة فِي أَلْوَانِهم، وَبِه فُسِّر بَيتُ عَنْتَرَة الْآتِي ذِكْرُه. وَيُقَال: الدَّيْلَمُ هم ضَبَّة، لأَنهم أَو عامَّتُهم دُلْمٌ. (و) قِيلَ: الدَّيْلمُ فِي بَيْت عَنْتَرة (ماءٌ لِبَنِي عَبْس) ، كم افي التَّهْذِيب، وَقيل: بأَقاصي البَدْوِ، وَقيل: حِياضٌ بالغَوْر، قَالَ اْبنُ الأَعْرابيّ: سَأَلَ أَبو مُحَلّم بَعْضَ الْأَعْرَاب عَن الدَّيْلم فِي قَولِ عَنْتَرَةَ:
(شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن فَأَصْبَحَت ... زَوْراءَ تَنْفِر عَن حِياضِ الدَّيْلَمِ)

فَقَالَ: هِيَ حِياضٌ بالغَوْر، قَالَ: وَقد أَوردْتُها إِبِلي، وأَرادَ بذلِك تَخْطِئَة الأَصْمَعِيّ. والصَّحِيحُ أَنَّ الدَّيْلَم رَجلٌ من ضَبَّة، وَهُوَ ابنُ نَاسِك، وذلِك أَنَّه لمّا سَارَ ناسِكٌ إِلَى أَرضِ العِراق وأَرضِ فَارِس استَخْلف الدَّيْلَمَ وَلدَه على أَرْضِ الحِجازِ، فَقام بِأَمر أَبِيه، وَحَوَّض الحِياضَ، وحَمَى الأَحْماءَ، ثمَّ إِن الدَّيْلَم لمَّا سَار إِلَى أَبِيه أَوْحَشَتْ دَارُه، وبَقِيت آثارُه، فَقَالَ عَنْتَرَة فِي ذلِك مَا قالَ، وقِيلَ: أَرادَ بالبَيْتِ أَن عَداوَتَهم كَعَدَاوة الدَّيْلَم من العَدُوّ للعَرَب.
(و) الدَّيْلَمُ: (ضَرْبٌ من القَطَا، أَو الذَّكَر مِنْهُ) .
(و) دَيْلمُ (بنُ فَيْروز) الحِمْيَرِيّ الحبشاني، وَقيل: اسمُه فَيْرزو، ولَقَبهُ دَيْلم. وَقَالَ اْبنُ عبدِ البَرّ الحِمْيَرِيّ: وَهُوَ دَيْلَمُ، بنُ أَبِي دَيْلَم أَو دَيْلَم بنُ فَيْروز. وَقَولُه (أَو فَيْرُوزُ اْبنُ دَيْلم) لم يَقُل بِهِ أحدٌ من أَهل الحَدِيث وَلَا النَّسَب "، فالصّواب: أَو فَيْرُوز دَيْلم بِحَذْفِ لَفْظَة اْبنِ، وَهُوَ أحدُ الْأَقْوَال فِيهِ. وَيُقَال: هُوَ دَيْلم بنُ الهَوْشَع (الصَّحَابِيّ) ، لَهُ وِفادَة، ونَزَلَ مِصر، وَله حَدِيث وَاحِد فِي الأَشْرِبَة، روى عَنهُ مَرْثَد اليَزَنِيّ، (وَهُوَ غَيْر فَيْروزُ الدَّيْلَمِيّ) ، وَالِد عَبْدِ الله وَعَبْدِ الرَّحْمن (قَاتل الأَسْوَد العَنْسِيّ) الكَذّاب، وَقيل: بل أَعانَ فِي قَتْل الأَسود، وَهُوَ من أَبْناءِ فَارِس، وَهُوَ أَيْضا صَحابِيّ.
(وَجَبلٌ دَيْلَمِي: مُطِلُّ على المَرْوَةِ) .
(وَأَبُو دُلاَمة كثُمَامة: رَجُلٌ) أَخْبارُه مُسْتَوْفاة فِي شَرْح المَقامَة التَّبْرِيزِيّة للشَّرِيشِي.
(و) أَبو دُلاَمة: (جَبل مُطِلٌّ على الحَجُونِ) ، وَقيل: كَانَ الحَجُون هُوَ الَّذِي يُقالُ لَهُ أَبُو دُلاَمةَ.
(والدَّلَمُ، مُحَرَّكَة كالهَدَل فِي الشَّفَةِ) ، وَقد دَلِمَت شَفَتُه وتَقَدَّم قَرِيباً.
(و) الدَّلَمُ: (شَيْءٌ شِبْه الحَيَّة يَكُونُ بالحِجاز) ، ويُقالُ: هُوَ يُشْبِه الطَّبوع وَلَيْسَ بالحَيّة، (وَمِنْه المَثَل: هُوَ أَشَدُّ من الدَّلَم) .
(و) دَلَمٌ: (اسمُ) رَجُل من الشُّعَراء، ويُكْنَى أَبا زُغَيْب وَإِلَيْهِ عَزَا اْبنُ جِنّي قَولَه:
(حَتَّى يَقُولَ كُلُّ راءٍ إذْ رَاهْ ... يَا وَيْحَهُ من جَمَلٍ مَا أَشْقاهْ)

أَراد: إِذْرَآه.
(و) دُلَمٌ (كَصُرد: الفِيلُ) ؛ لِسَواد لَوْنِه.
(والأَدْلَمْ: الأرنْدَجُ) ، وَبِه فُسِّر قَوْلُ عَنْتَرة:
(سَوْداءَ حالِكَةٍ كَلَوْن الأَدْلَمِ ... )

(وادلأَمَّ اللَّيْلُ) أَي: (ادْلَهَمَّ) ، الهَمْزَة بَدَلٌ عَن الهاَءِ.
(وَكَغُرَابٍ، وزُبَيْرٍ: اسْمان) ، قَالَ:
(إِنْ دُلَيْماً قد أَلاَح بَعَشِي ... وَقَالَ أَنْزِلْني فَلَا إِيضاعَ بِي)

[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:
الأَدْلَمُ من الأَلْوان: الأَدْغَمُ، عَن اْبنِ الأَعرابِيّ، ولَيْلٌ أَدْلَمُ على التَّشْبِيه، قَالَ عَنْتَرَة:
(وَلَقَد هَمَمْتُ بغَارةٍ فِي لَيْلَةٍ ... سَوْداءَ حالِكَةٍ كَلَوْنِ الأَدْلَمِ)

والأَدْلَم: الحَيَّةُ الأَسْود. ويُقالُ: الأَدْلامُ: أَولادُ الحَيَّاتِ، واحِدُها دَلَم.
والدَّيْلَمُ: الحَبَشِيّ من النَّمْلِ، يَعْنِي الأَسْوَدَ.
والدَّيْلَمُ: القِرْدَان. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: " وَقَالُوا للنُّمْل والقِرْدانِ: الدَّيْلَمُ؛ لأَنّها أَــعْداءُ الإِبِل ".
والدَّيْلَمُ: السُّودَان، والأَدَلَمُ: الطَّوِيلُ الأَسْوَد، والبِغالُ الدُّلْمُ: السُّودُ.
والدَّيْلَمُ: الإِبلِ.
والدَّيْلَمُ: الجَيْش يُشَبَّه بالنَّمل فِي كَثْرَته، وَبِه فَسَّرٍ أَبو عَمْرو قَولَ رُؤْبة:
(فِي ذِي قُدامَى مُرْجَحِنِّ دَيْلَمُه ... )

وَسَمَّوا دُلَماً كَصُرَد.
وشَهْرَ دَارَ بنُ شِيرَوِيهِ الدَّيْلَمِيّ مُؤلِّفُ فِرْدَوْسِ الأَخبار، مَشْهور، واْبنُه مَنْصور: مُؤَلَّف مُسْنَد الفِرْدَوْس. وَأَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بنُ مُوسَى بنِ بَندار الدَّيْلِميّ حَدَّث بِبَغْداد، فَسَمِع مِنْهُ أَبُو بَكْر البرقانيّ.
ودَيْلَمَان: قَرْيَة بِأَصْبِهان.
ودَيْلمُ بنُ غَزوَان: أَبُو غَالب البَصْرِيّ، مُحَدِّث.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.