Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: عبد_السميع

أَلَمَ 

(أَلَمَ) الْهَمْزَةُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْوَجَعُ. قَالَ الْخَلِيلُ: الْأَلَمُ: الْوَجَعُ، يُقَالُ: وَجَعٌ أَلِيمٌ، وَالْفِعْلُ مِنَ الْأَلَمِ أَلِمَ. وَهُوَ أَلِمٌ، وَالْمُجَاوِزُ أِلِيمٌ، فَهُوَ عَلَى هَذَا الْقِيَاسِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مُفْعِلٍ. وَكَذَلِكَ وَجِيعٌ بِمَعْنَى مُوجِعٍ. قَالَ: أَمِنْ رَيْحَانَةِ الدَّاعِي السَّمِيعُ

فَوَضَعَ السَّمِيعَ مَوْضِعَ مُسْمِعٍ. قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ عَذَابٌ أَلِيمٌ، أَيْ: مُؤْلِمٌ وَرَجُلٌ أَلِيمٌ وَمُؤْلَمٌ، أَيْ: مُوجَعٌ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: يُقَالُ: أَلِمْتَ نَفْسَكَ، كَمَا تَقُولُ سَفِهْتَ نَفْسَكَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ: " الْحُرُّ يُعْطِي وَالْعَبْدُ يَأْلَمُ قَلْبُهُ ".

الفاصلة

الفاصلة
انظر: رؤوس الآي.
(الفاصلة) خرزة خَاصَّة تفصل بَين الخرزتين فِي العقد وَنَحْوه والعلامة فِي حِسَاب الكسور العشرية تكْتب بَين الْكسر وَالْعدَد والفاصلة (فِي علم الْعرُوض) ثَلَاثَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل كتبت وَهِي الصُّغْرَى وَأَرْبَعَة أحرف متحركة يَليهَا حرف سَاكن مثل سمعهم وَهِي الْكُبْرَى (ج) فواصل
الفاصلة:
[في الانكليزية] End of a verse of Koran ،end of a rhyme ،three or four consonants
[ في الفرنسية] Fin d'un verset du Coran ،fin d'un bout rime ،trois ou quatre consonnes
هي عند أهل العربية تطلق بالاشتراك على معان. منها ما يسمّى فاصلة صغرى، وهي كلمة رباعية أي مشتملة على أربعة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو حبل بالتنوين. ومنها ما يسمّى فاصلة كبرى، وهي كلمة خماسية أي مشتملة على خمسة أحرف، يكون جميع حروفها متحرّكا إلّا الأخير نحو سمكة بالتنوين، وهذان المعنيان من مصطلحات أهل العروض والتنوين عندهم حرف معتبر جزء من الكلمة السابقة. وقد أورد في عروض سيفي: الأكثرون على أنّ الفاصلة من الأصول.
الفاصلة
نعنى بها تلك الكلمة التى تختم بها الآية من القرآن، ولعلها مأخوذة من قوله سبحانه: كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (فصلت 3). وربما سميت بذلك؛ لأن بها يتم بيان المعنى، ويزداد وضوحه جلاء وقوة، وهذا لأن التفصيل فيه توضيح وجلاء وبيان، قال تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آياتُهُ (فصلت 44).
فمكانة الفاصلة من الآية مكانة القافية من البيت، إذ تصبح الآية لبنة متميزة فى بناء هيكل السورة. وتنزل الفاصلة من آيتها، تكمل من معناها، ويتم بها النغم الموسيقى للآية، فنراها أكثر ما تنتهى بالنون والميم وحروف المد، وتلك هى الحروف الطبيعية فى الموسيقى نفسها، قال سيبويه: إن العرب إذا ترنموا يلحقون الألف والياء والنون، لأنهم أرادوا مد الصوت، ويتركون ذلك إذا لم يترنموا.
وتأتى الفاصلة في القرآن مستقرة في قرارها، مطمئنة في موضعها، غير نافرة ولا قلقة، يتعلق معناها بمعنى الآية كلها، تعلقا تاما، بحيث لو طرحت لاختل المعنى واضطرب الفهم، فهى تؤدى في مكانها جزءا من معنى الآية، ينقص ويختل بنقصانها، وهاك قوله تعالى: ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (البقرة 2 - 7). ترى الآية قد كمل معناها بالفاصلة، وأن الفاصلة قامت بأداء نصيبها منه.
وقد يشتد تمكن الفاصلة في مكانها، حتى لتوحى الآيات بها، قبل نطقها، كما روى عن زيد بن ثابت أنه قال: أملى على رسول الله صلّى الله عليه وسلم هذه الآية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً (المؤمنون 13، 14). وهنا قال معاذ بن جبل: فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال له معاذ: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: بها ختمت - وحتى ليأبى قبولها، والاطمئنان إليها، من له ذوق سليم، إذا غيرت وأبدل بها سواها، كما حكى أن أعرابيّا سمع قارئا يقرأ: «فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فاعلموا أن الله غفور رحيم»، ولم يكن يقرأ القرآن، فقال: إن كان هذا كلام الله فلا، الحكيم لا يذكر الغفران عند الزلل؛ لأنه إغراء عليه ، والآية إنما ختمت بقوله تعالى: فَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
، وسواء أصح ذلك أم لم يصح، فإنا نشعر هنا بما بين الفاصلة والآية، من ارتباط لا ينفصم.
خذ مثلا تلك الآيات التى تنتهى بوصفه سبحانه بالحكمة، تجد فيها ما يناسب تلك الحكمة ويرتبط بها، واقرأ قوله تعالى: وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (البقرة 220). ألا ترى المقام وهو مقام تشريع وتحذير يستدعى عزة المحذر، وحكمة المشرع. وقوله تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة 31، 32). فالمقام هنا مقام للتعليم، ووضع هذا التعليم في موضع دون سواه، فناسب ذلك وصفه تعالى بالعلم والحكمة. وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (آل عمران 6). فالتفرد بالألوهية، والتصرف المطلق في اختيار ما يشاء، ثم تصوير الجنين على صورة خاصة، كل ذلك يناسب وصفه تعالى بالعزة والحكمة. وقوله تعالى: بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (آل عمران: 125، 126). فإمداد المؤمنين بالملائكة لتطمئن قلوبهم من نعم حكيم، يمهد للمسببات بأسبابها، والنصر لا يكون إلا من عزيز يهبه لمن يشاء. وقوله تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 70، 71). فهو عليم بخيانتهم، حكيم في التمكين منهم.
وربما احتاج الأمر إلى إمعان وتدبر، لمعرفة سر اختتام الآية بهذا الوصف، ويبدو أن ختمها بسواه أولى، ومن ذلك قوله تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة 118). فقد يبدو بادئ ذى بدء أن قوله: وإن تغفر لهم، يحتم أن تكون الفاصلة الغفور الرحيم، ولكن تأملا هادئا يهدى إلى أنه لا يغفر لمن استحق العذاب إلا من ليس فوقه أحد، يرد عليه حكمه، فهو عزيز غالب، وحكيم يضع الشيء في موضعه، وقد يخفى وجه الحكمة على الناس فيما يفعل، فيتوهم أنه خارج عن الحكمة، وليس كذلك، فكان الوصف بالحكيم احتراسا حسنا، أى وإن تغفر لهم مع استحقاقهم العذاب، فلا اعتراض لأحد عليك فى ذلك، والحكمة فيما فعلته، ونظير ذلك قوله تعالى في سورة التوبة: أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (التوبة 71). وفي سورة الممتحنة: وَاغْفِرْ لَنا رَبَّنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الممتحنة 5). وفي سورة غافر: رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (غافر 8). وفي سورة النور: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ (النور 10). فقد يكون من المناسب في بادئ الرأى أن يوصف سبحانه هنا بتواب رحيم؛ لأن الرحمة مناسبة للتوبة، لكن التعبير بالحكمة هنا، إشارة إلى حكمته سبحانه في مشروعية اللعان، الذى سن أحكامه، فى هذه السورة .
وخذ الآيات التى تنتهى بوصفه تعالى بالعلم، أو بالقدرة، أو بالحلم، أو بالغفران، تجد المناسبة في ذلك الختم واضحة جلية، واقرأ قوله تعالى: وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة 115). فهو يعلم بما يجرى في المشرق والمغرب، وقوله تعالى: وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (البقرة 127). السميع لنجوانا، والعليم بما تضمره أفئدتنا من الإخلاص لك، وقوله تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ (البقرة 180، 181). فهو سميع بما تم من وصية وعليم بمن يبدلها. وقوله تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (النحل 77). فالمجيء بالساعة في مثل لمح البصر أو أقرب، يستدعى القدرة الفائقة، وقوله تعالى: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الحج 6). فإحياء الموتى يحتاج كذلك إلى قدرة خارقة، وقوله تعالى: وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ- لا ريب- يقدر على كلّ شىء.
وربما خفى الأمر في الختم بأحد هذين الوصفين، كما في قوله تعالى في سورة البقرة: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (البقرة 29). وفي آل عمران: قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران 29). فإن المتبادر إلى الذهن في آية البقرة الختم بالقدرة، وفي آية آل عمران الختم بالعلم، ولكن لما كانت آية البقرة عن خلق الأرض وما فيها، على حسب مصلحة أهلها ومنافعهم، وخلق السموات خلقا مستويا محكما من غير تفاوت، والخالق على هذا النسق يجب أن يكون عالما بما فعله، كليّا وجزئيّا، مجملا ومفصلا، ناسب ذلك ختمها بصفة العلم، ولما كانت آية آل عمران مسوقة للوعيد، وكان التعبير بالعلم فيها، يراد به الجزاء بالعقاب والثواب، ناسب ختمها بصفة القدرة القادرة على هذا الجزاء .
واقرأ قوله تعالى: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 225). تجد مناسبة الغفران والحلم لعدم المؤاخذة على اللغو في الإيمان، واضحة قوية. وقوله تعالى: قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (البقرة 263). فالله غنى عن هذه الصدقة المتبوعة بالأذى، وحليم لا يعجل العقوبة، فربما ارتدع هذا المتصدق المؤذى. وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (البقرة 155). فالعفو عن هؤلاء الذين استزلهم الشيطان، يناسبه وصف الله بالغفور الحليم أتم مناسبة، وقد يخفى وجه الوصف بذلك في بعض الآيات، كما في قوله سبحانه: تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً (الإسراء 44). فختم الآية بالحلم والمغفرة عقب تسبيح الأشياء غير ظاهر في بادئ الرأى، ولكن لما كان كل شىء في السموات والأرض يسبح بحمد الله، ويشير إليه، ويدل عليه، كان من الغفلة التى تستحق العقوبة ألا نفقه دلالة هذه المخلوقات على الخالق، فناسب ذلك وصفه بالحلم والغفران، حين لم يعاجل هؤلاء الغافلين بالعقاب.
واقرأ قوله سبحانه: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (هود 87). وصفوه بالحلم أى العقل، الذى لا يتناسب في زعمهم مع دعوته إياهم إلى ترك عبادة ما كان آباؤهم يعبدون، ووصفوه بالرشد الذى يتنافى في زعمهم كذلك، مع دعوته إياهم إلى ترك تصرفهم فى أموالهم، كما كانوا يتصرفون، فقد ناسبت الفاصلة معنى الآية كما رأيت.
وقوله تعالى: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (السجدة 26، 27). ختمت الآية الأولى ب يَسْمَعُونَ، لأن الموعظة فيها مسموعة، وهى أخبار من قبلهم من القرون، وختمت الثانية ب يُبْصِرُونَ؛ لأن الموعظة فيها مرئية من سوق الماء إلى الأرض الجرز، وإخراج الزرع وأكل النبات .
وقوله تعالى: لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (الأنعام 103).
ختمت الآية باللطيف، وهو يناسب ما لا يدرك بالبصر، وبالخبير، وهو يناسب ما يدرك الأبصار .
وقد تجتمع فواصل متنوعة، بعد ما يكاد يتشابه، لحكمة في هذا التنوع، ومن ذلك قوله تعالى: هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (النحل 10 - 12).
ختمت آية ب يَتَفَكَّرُونَ، لما أن الاستدلال بإنبات الزرع، والثمر، على وجود الله وقدرته، يحتاج إلى فضل تأمل، يرشد إلى أن حدوث هذه الأنواع، يحتاج إلى إله قادر، يحدثه، فناسب ذلك ختم الآية بما ختمت به، وانتهت الثانية ب يَعْقِلُونَ، لما أن تسخير الليل والنهار لخدمة الإنسان، فيرتاح ليلا ويعمل نهارا، وتسخير الشمس، والقمر، والنجوم، فتشرق وتغرب في دقة ونظام تامين، يحتاج إلى عقل يهدى إلى أن ذلك لا بدّ أن يكون بيد خالق مدبر، فختمت الآية ب يَعْقِلُونَ، وختمت الآية الأخيرة ب يَذْكُرُونَ؛ لأن الموقف فيها يستدعى تذكر ألوان مختلفة بثها الله في الأرض، للموازنة بين أنواعها، بل الموازنة بين أصناف نوع منها، فلا يلهيهم صنف عن سواه، ولا يشغلهم نوع عن غيره، وهذه الموازنة تفضى إلى الإيمان بقدرة الله، خالق هذه الأنواع المختلفة المتباينة.
ومن ذلك قوله تعالى: قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (الأنعام 151 - 153).
قال صاحب الإتقان : فإن الأولى ختمت بقوله لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ، والثانية بقوله لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، والثالثة بقوله لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، لأن الوصايا التى في الآية الأولى، إنما يحمل على تركها عدم العقل، الغالب على الهوى؛ لأن الإشراك لعدم استكمال العقل، الدال على توحيده، وعظمته، وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه العقل، لسبق إحسانهما، إلى الولد بكل طريق، وكذلك قتل الأولاد بالوأد من الإملاق، مع وجود الرازق الحى الكريم، وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل، وكذا قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل، فحسن بعد ذلك يعقلون. وأما الثانية فتعلقها بالحقوق المالية، والقولية، فإن من علم أن له أيتاما، قد يخلفه عليهم غيره من بعده، لا يليق به أن يعامل أيتام غيره، إلا بما يحب أن يعامل به أيتامه، ومن يكيل، أو يزين، أو يشهد لغيره، لو كان ذلك الأمر له، لم يحب أن يكون فيه خيانة، وكذا من وعد لو وعد، لم يحب أن يخلف، ومن أحب ذلك عامل الناس به ليعاملوه بمثله، فترك ذلك إنما يكون لغفلة عن تدبره وتأمله، فلذلك ناسب الختم بقوله: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، وأما الثالثة فلأن ترك اتباع شرائع الله الدينية مؤد إلى غضبه، وإلى عقابه، فحسن: لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أى عقاب الله.
ومن ذلك قوله تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِها فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 97 - 99). ختمت الآية الأولى بالعلم، لأن الاهتداء بالنجوم في ظلمات البر والبحر مما يختص به العلماء، فكان إدراك هذا الفضل آية يستدلون بها على وجود الله وقدرته، وختمت الآية الثانية بالفقه؛ لأن إدراك إنشاء الخلائق من نفس واحدة، وتنقلهم في الأصلاب والأرحام، مما يحتاج إلى تدبر وتفكر، ناسبه ختم الآية بيفقهون، إذ الفقه فهم الأشياء الدقيقة، وتحدثت الآية الثالثة عن النعم التى أنعم الله بها على عباده: من إخراج النبات والثمار، وألوان الفواكه، فناسب ختمها بالإيمان، الداعى إلى شكره تعالى على نعمه.
ومن ذلك قوله تعالى: وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ (الحاقة 41، 42). فختم الأولى ب (تؤمنون)؛ لأن مخالفة القرآن لنظم الشعر ظاهرة واضحة، فمن قال إنه شعر كان كافرا ومعاندا عنادا محضا، فكان من المناسب ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ؛ أما مخالفة القرآن لنظم الكهان فمما يحتاج إلى تدبر وروية، لأن كلا منها نثر، فليست مخالفته له في وضوحها لكل أحد كمخالفة الشعر، ولكنها تظهر بتدبر ما في القرآن من بلاغة رائعة ومعان أنيقة، فحسن لذلك ختمه بقوله: قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ .
ومما يجمل إيراده هنا أن تختلف الفاصلتان في موضعين، والمتحدث عنه واحد فيهما، وذلك كقوله تعالى في سورة إبراهيم: وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (إبراهيم 34). وقوله تعالى في سورة النحل: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (النحل 17، 18).
والمتأمل يجد سر هذا الاختلاف، أن القرآن راعى مرة موقف الإنسان من نعم الله، فهو ظلوم كفار، وأخرى مقابلة الله سبحانه نكران الجميل والظلم والكفر بالنعم، بالغفران والرحمة، وكان ختام الآية الأولى بما ختمت به، لأنها كانت في معرض صلة الإنسان بالله، وكانت الثانية في معرض الحديث عن الله، فناسب ختم الآية بذكر صفاته.
ونظير ذلك قوله سبحانه في سورة الجاثية: قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (الجاثية 14، 15). كررت هذه الآية في سورة فصلت، وختمت بفاصلة أخرى، إذ قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (فصلت 46). ولعل سر ذلك أن الآية الأولى جاء قبلها حديث عن منكرى البعث، فناسب ختم الآية بالحديث عنه، أما الآية الثانية فناسب ختمها معناها: من جزاء كل بما يستحق؛ ونظير هذا أيضا قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً (النساء 48). وقال مرة أخرى في السورة نفسها: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيداً (النساء 116). ونستطيع أن نلتمس سر هذا الاختلاف في أن الآية الأولى وردت في حديث عن اليهود الذين افتروا على الله الكذب، مما ناسب أن تختم الآية بالافتراء، الذى اعتاده اليهود، وهم أهل الكتاب. أما الآية الثانية فقد وردت في حديث عن المشركين، وهم في إشراكهم لا يفترون، ولكنهم ضالون ضلالا بعيدا.
وقد تكون المخالفة لتعديد الأوصاف وإثباتها، حتى تستقر في النفس، كما فى قوله سبحانه: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (المائدة 44). فقد كررها قائلا: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (المائدة 45). وقال مرة ثالثة: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (المائدة 47). يريد أن يبين أن من لم يحكم بما أنزل الله ساتر لما أنزله الله، ظالم لنفسه، فاسق بهذا الستر.
وقد يتشابه المقامان في الهدف والغاية فتتحد الفاصلة فيهما كما في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (النور 58، 59). فالآيتان فى الاستئذان، وقد ختمتا بفاصلة متحدة. واتحدت الفاصلة في قوله سبحانه:
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (البقرة 81، 82).
للموازنة بين خلودين، أحدهما في الجنة، والآخر في السعير.
وقد تحدث العلماء عما يكون في الآية مما يشير إلى الفاصلة، ويسمون ذلك تصديرا وتوشيحا، أما التصدير فأن تكون اللفظة قد تقدمت مادتها في الآية، ودعوه رد العجز على الصدر، ومثلوا له بقوله تعالى: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً (النساء 166). وقوله تعالى: هَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (آل عمران 8). وقوله تعالى: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (الأنعام 10). وقوله تعالى: انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا (الإسراء 21). وقوله تعالى: قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى (طه 61). وقوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (نوح 10).
وفي ذلك وشبهه ما يدل على التحام الفاصلة بالآية التحاما تاما، يستقر في النفس وتتقبله أعظم قبول. وحينا يظن أن الآية تهيئ لفاصلة بعينها، ولكن القرآن يأتى بغيرها، إيثارا لما هو ألصق بالمعنى، وأشد وفاء بالمراد.
ومن ذلك قوله سبحانه: وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (البقرة 67). فربما وقع في النفس أن الفاصلة ترتبط بالاستهزاء، وتتصل به، ولكنها جاءت تبرءوا من الجهل. وفي ذلك إشارة إلى أن الاستهزاء بالناس جهل وسفه، لا يليق أن يصدر من عاقل ذى خلق.
أما ما سموه توشيحا، فهو أن يكون معنى الآية مشيرا إلى هذه الفاصلة، ومثلوا له بقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (آل عمران 33). فإن الاصطفاء يكون من الجنس، وجنس هؤلاء المصطفين، هو العالمون، وبقوله تعالى: وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ (يس 37).
هذه الفواصل لها قيمتها في إتمام المعنى، وهى مرتبطة- كما رأينا- بآياتها تمام الارتباط، ولها أثرها الموسيقى في نظم الكلام، ولهذه الموسيقية أثرها في النفس، وأسلوب القرآن فيه هذه الموسيقى المؤثرة، ومن أجلها حدث في نظم الآىما يجعل هذه المناسبة أمرا مرعيّا، وتجد بعض ذلك في كتاب الإتقان ، ومن ذلك إيثار أغرب اللفظين نحو قِسْمَةٌ ضِيزى وقد أحسن ابن الأثير توجيه هذه اللفظة إذ قال : «إنها في موضعها لا يسد غيرها مسدها؛ ألا ترى أن السورة كلها- التى هى سورة النجم- مجموعة على حرف الياء فقال تعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (النجم 1، 2). وكذلك إلى آخر السورة. فلما ذكر الأصنام وقسمة الأولاد، وما كان يزعمه الكفار، قال: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى (النجم 21، 22). فجاءت اللفظة على الحرف المسجوع الذى جاءت السورة جميعها عليه، وغيرها لا يسد مسدها في مكانها.
وإذا نزلنا معك أيها المعاند على ما تريد قلنا: إن غير هذه اللفظة أحسن منها، ولكنها في هذا الموضع لا ترد ملائمة لأخواتها، ولا مناسبة؛ لأنها تكون خارجة عن حروف السورة، وسأبين ذلك فأقول: إذا جئنا بلفظة في معنى هذه اللفظة، قلنا: (قسمة جائرة أو ظالمة) ولا شك أن (جائرة، أو ظالمة) أحسن من ضِيزى، إلا أنا إذا نظمنا الكلام، فقلنا: «ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذا قسمة جائرة، لم يكن النظم كالنظم الأول، وصار الكلام كالشيء المعوز، الذى يحتاج إلى تمام، وهذا لا يخفى على من له ذوق ومعرفة بنظم الكلام»، هذا وإن غرابة هذه اللفظة من أشد الأشياء ملاءمة لغرابة هذه القسمة.
وقد يشتد التقارب الموسيقى في الفواصل، حتى تتحد الفاصلتان في الوزن والقافية، كما في قوله تعالى: فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ (الغاشية 13، 14). وقوله: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (الغاشية 25، 26).
وقوله: إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (الانفطار 13، 14). وقد تختلفان فى الوزن، ولكنهما تتقاربان في حروف السجع، كقوله تعالى: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً (نوح 13، 14). وقد تتساوى الفاصلتان في الوزن دون التقفية، كقوله تعالى: وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (الغاشية 15، 16).
وقوله: وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ . (الصافات 117، 118).
وقد تختلفان وزنا وقافية، ولكنهما تتقاربان، كقوله تعالى: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الفاتحة 3، 4). وقوله: ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ بَلْ عَجِبُوا أَنْ
جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكافِرُونَ هذا شَيْءٌ عَجِيبٌ
(ق 1، 2).
ويسمى العلماء الفواصل المتفقة في الحرف الأخير متماثلة، وما عداها متقاربة، ولا تخرج الفواصل عن هذين النوعين أبدا، وقد تنتهى السورة بفاصلة منفردة تكون كالمقطع الأخير، كقوله تعالى في ختام سورة الضحى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (الضحى 9 - 11).
وقد تتفق الفاصلتان لا في الحرف الأخير فحسب، ولكن في حرف قبله، أو أكثر، من غير أن يكون في ذلك كلفة ولا قلق، بل سلاسة ولين وجمال، مثال التزام حرف قوله تعالى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (الشرح 1 - 4). وقوله تعالى: فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (الضحى 9، 10). وقوله تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ (التكوير 15، 16). وقوله تعالى: وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (الانشقاق 17، 18).
ومثال ما اتفقا في حرفين، قوله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ (الطور 1، 2).
وقوله تعالى ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (القلم 2، 3). وقوله تعالى كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ وَقِيلَ مَنْ راقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ . (القيامة 26 - 28).
ومثال التزام ثلاثة أحرف قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ (الأعراف 201، 202).
وأنت ترى في كل ما التزم فيه حرف أو أكثر أنه طبيعى لا تكلف فيه.
هذا وإذا كانت الفاصلة في الآية كالقافية في الشعر، فقد رأينا فيما سبق بعض ما تختلف فيه الفاصلة عن القافية، حينما تتقارب الفواصل ولا تتماثل، كما أنه من المعيب في الشعر أن تتكرر القافية قبل سبعة أبيات، وليس ذلك بعيب في الفاصلة. قال تعالى: وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (مريم 88 - 91).

كفي

كفي
عن العبرية ملعقة صغيرة. يستخدم للإناث.
ك ف ي : كَفَى الشَّيْءُ يَكْفِي كِفَايَةً فَهُوَ كَافٍ إذَا حَصَلَ بِهِ الِاسْتِغْنَاءُ عَنْ غَيْرِهِ وَاكْتَفَيْتُ بِالشَّيْءِ اسْتَغْنَيْتُ بِهِ أَوْ قَنِعْتُ بِهِ وَكُلُّ شَيْءٍ سَاوَى شَيْئًا حَتَّى صَارَ مِثْلَهُ فَهُوَ مُكَافِئٌ لَهُ.

وَالْمُكَافَأَةُ بَيْنَ النَّاسِ مِنْ هَذَا وَالْمُسْلِمُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ أَيْ تَتَسَاوَى فِي الدِّيَةِ وَالْقِصَاصِ وَمِنْهُ الْكَفِيءُ بِالْهَمْزِ عَلَى فَعِيلٍ وَالْكُفُوءُ عَلَى فُعُولٍ وَالْكُفْءُ مِثْلُ قُفْلٍ كُلُّهَا بِمَعْنَى الْمُمَاثِلِ وَكَافَأَهُ مُكَافَأَةً وَكَفَأْتُهُ كَفْئًا مِنْ بَابِ نَفَعَ كَبَبْتُهُ وَقَدْ يَكُونُ بِمَعْنَى أَمَلْتُهُ 
ك ف ي

كفاه مؤنته كفاية، وكفاك بهم رجالاً. وكفاني ما أوليتني. واستكفيته الأمر فكفانيه، وهذا كافيك وكفيك: هذا حسبك. واكتفيت به. وقنعت بالكفية وهي القوت وقنعوا بالكفى، ولا يملكون إلا الكفى: إلا الأقوات. قال:

ومختبط لم يلق من دوننا كفًى ... وذات رضيع لم ينمها رضيعها

كفي


كَفَى(n. ac. كِفَاْيَة)
a. Sufficed.
b. [acc. & Min
or
'An], Served instead of.
كَفَّيَa. see I (a)
كَاْفَيَa. see I (a)b. [acc. & Bi], Requited by.
إِكْتَفَيَ
a. [Bi], Was satisfied, contented with, found sufficient.

إِسْتَكْفَيَa. see VIIIb. Asked to give enough of.

كَُِفْي [كَفْي
كِفْي]
a. see 21 (b) & 23t
كُفْيَة (pl.
كُفَي)
a. Food.

كُفًىa. Equal, like.

كَافٍ (pl.
كُفَاة [] )
a. Sufficient; sufficiency.
b. [Min], Substitute for.
كِفَايَة []
a. Sufficiency; sufficient quantity; sufficient.

كَفِيّa. see 21 (a)
مُكَفَّى [ N. P.
a. II] [ coll. ], One who pays for
his own board (workman).
مُكَافَاة [ N.
Ac.
كَاْفَيَ
(كِفْي)]
a. Retribution, requital; recompense
compensation.

إِكْتِفَآء [ N.
Ac.
a. VIII], Sufficiency, satisfaction.

بِالكِفَايَة
a. Sufficiently; enough.

هٰذَا رَجُل كَِفْيُكَ مِن
رَجُل
a. This man will suffice thee.

كَك
a. Likewise.

كَاكَنْج
a. A species of gum.
كفي
: (وَكَذَا فِي النّسخ والصَّوابُ أَنْ يُكْتَب بالياءِ، فإنَّ الحرفَ يائِيٌّ.
(} كَفاهُ مَؤُونَتَهُ {يَكْفِيهِ} كِفايَةً) ، بالكسْرِ: قامَ بِهِ.
( {وكَفاكَ الشَّيءُ) } يَكْفِيكَ ( {واكْتَفَيْتَ بِهِ) ، كِلاهُما اضْطَلَعَ.
(} واسْتَكْفَيْتُهُ الشَّيءَ {فكَفَانِيهِ) ؛) نقلَهُ الأزْهرِي والجَوْهرِي.
(ورجُلٌ} كافٍ {وكَفِيٌّ) ، كسالِمٍ وسَلِيمٍ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
(و) هَذَا رجُلٌ (} كافِيكَ من رجُلٍ) :) أَي كَفاكَ بِهِ، ومِثْلُه ناهِيكَ من رجلٍ وجازِيكَ؛ عَن أَبي عُبَيْدٍ. ورجُلانِ {كافِيانِ مِن رَجُلَيْنِ ورِجالٌ} كافُوكَ من رِجالٍ؛ ( {وكَفْيُكَ من رجُلٍ، مثلَّثَة الكافِ) :) أَي (حَسْبُكَ) ، اقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الفَتْح.
وحَكَى ابنُ الأعْرابي:} كَفاكَ بفلانٍ {وكَفْيُكَ بِهِ} وكِفاكَ، بكسْرٍ وقَصْرٍ، {وكُفاكَ، بضمٍ وقَصْر، قالَ: وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَع وَلَا يُؤَنَّثُ؛ ومِثْلُه لابنِ وَلاَّدٍ.
هَذَا غيرُ مُطابِقٍ لسِياقِ المصنِّفِ كَمَا يَظْهَرُ عنْدَ التأَمّل.
(} والكُفْيَةُ، بالضَّمِّ: القُوتُ) ، وَهُوَ مَا {يَكْفِيكَ مِن العَيْشِ؛ وَقيل: هُوَ أَقَلُّ مِن القُوتِ؛ (ج} الكُفَى) ، بِضَم فَفتح؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي والقالِي:
ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ من دُونِنَا {كُفًى
وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُهاقال ابنُ سِيدَه: ويجوزُ أَنْ يكونَ أَرادَ} كُفاةً ثمَّ أَسْقَطَ الهاءَ. ( {وتَكَفَّى النَّباتُ) :) تَعقَّرَ أَي (طالَ) ؛) وَهُوَ مجازٌ.
(و) } الكَفِيُّ، (كغَنِيَ: المَطَرُ) .) يقالُ لأرضٍ إِذا أَصابَهَا مَطَرٌ بَعْد مَطَرٍ: أَصابَها {كَفِيٌّ عَلى} كَفِيَ.
(وبَيْعُ {الكِفايَةِ) عنْدَ الفُقهاءِ هُوَ (أَن يكونَ لي على رجُلٍ خَمْسَةُ دَراهِمَ وَأَشْتَرِي مِنْك شَيئاً بخَمْسةٍ، فأقُولُ: خُذْها مِنْهُ) ؛) هَكَذَا هُوَ فِي التكمِلَةِ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} المُكافَاةُ: المُساوَاةُ بينَ الشَّيْئَيْنِ.
{وكَافاهُ: جَازَاهُ وَرَجَوْتُ} مُكافَاتَك: أَي كِفَايَتكَ.
ومِن أَسْماءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: الكافِي.
{والمُسْتَكْفِي باللَّهِ: مِن العبَّاسِيِّين.
} واسْتَكْفَى بِهِ: كَفاهُ ذلِك.
{والكِفْيُ، بالكسْرِ: بَطْنُ الوادِي، والجَمْعُ} أَكْفاءٌ؛ نقلَهُ الأزْهرِي.
ورجُلٌ {كُفًى كحُطَم: أَي} كافٍ؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه عَن ثَعْلَب، وَبِه فُسِّرَ قولُ الشاعرِ أَيْضاً: ومُخْتَبِطٍ إِلى آخِرِه.
وكَفى عَنهُ الشَّيءَ: صَرَفَهُ إِيَّاهُ.
{وكَفَى الشَّيء: فاتَ، عَن ابنِ القطَّاع.
كفي
كفَى/ كفَى بـ/ كفَى لـ يَكفِي، اكْفِ، كِفايَةً، فهو كافٍ وكَفِيّ، والمفعول مَكْفيّ (للمتعدِّي)
• كفَى الشّيءُ/ كفَى به/ كفَى له: اكتفى وغنِي؛ حصل به الاستغناءُ عن سواه، وكثيرًا ما تزاد الباء على فاعله "يكفي لك خمسون جنيهًا في الشَّهر- {وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا} - {وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا}: شهادة الله تغني عن غيرها- {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ} ".
• كفاه الشّيءُ: سدّ حاجتَه، وجعله يستغني به عن غيره "مبلغ يكفيه لتسديد ديونه- ما كلُّ ما فوق البسيطة كافيًا ... وإذا قنعت فبعض شيء كافِ: يقال في الزُّهد وكَبْح جماح النفس- مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَأَلْهَى [حديث]- {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ".
• كفاه الأمرَ: قام فيه مقامه فأغناه عن القيام به "كفاه مئونة البحث- كفاه حاجته".
• كفاه اللهُ فلانًا/ كفاه اللهُ شرَّ فلان: حَفِظَه من كيدِه، ومنعه عنه، حماه وعصَمه "كفاه شرَّ عدوِّه: منع ذاك الشرَّ عنه- {فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} - {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} ". 

استكفى/ استكفى بـ/ استكفى من يستكفي، اسْتَكْفِ، استكفاءً، فهو مُسْتَكْفٍ، والمفعول مُسْتَكْفًى (للمتعدِّي)
• استكفاه الشَّيءَ: طلب منه أن يَكْفِيَه إيَّاه؛ أي: أن يغنيه عن السؤال "استكفيتُه الشيءَ فكفانِيه".
• استكفى بالشَّيء: قنِع به "استكفى بدخله".
• استكفى من الشَّيء: أخذ حاجتَه منه كاملة. 

اكتفى بـ يكتفي، اكْتَفِ، اكتفاءً، فهو مُكْتَفٍ، والمفعول مُكْتَفًى به
• اكتفى بأجرٍ زهيدٍ: استكفى به؛ استغنى به وقنِع "اكتفى بدخله من عقاراته- اكتفى بما عنده- مُكْتفٍ ذاتيًّا: غير معتمد على الآخرين". 

استكفاء [مفرد]:
1 - مصدر استكفى/ استكفى بـ/ استكفى من.
2 - (قص) اكتفاء ذاتيّ، استغناء عن الآخرين في سدّ الحاجات الاقتصاديَّة "سياسة الاستكفاء- الاستكفاء الاقتصاديّ". 

اكتفاء [مفرد]: مصدر اكتفى بـ.
• الاكتفاء الذَّاتيّ: (قص) استغناء الدّولة بإنتاجها عن الاستيراد من غيرها "الاكتفاء الذاتيّ في الموادِّ الغذائيَّة". 

كافٍ1 [مفرد]: ج كافُون وكُفاة، مؤ كافية، ج مؤ كافيات وكوافٍ:
1 - اسم فاعل من كفَى/ كفَى بـ/ كفَى لـ.
2 - من يكفيك ويغنيك عن غيرك "هذا رجل كافيك من رجل: هو رجل يكفيك".
• الكافية: سورة الفاتحة. 

كافٍ2 [مفرد]
• الكافي: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: الذي يكفي عبادَه حاجاتَهم، ويقدّم لهم مُتطلّبات حياتهم، ويحفظهم من كلِّ شرّ " {أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} ". 

كِفاية [مفرد]:
1 - مصدر كفَى/ كفَى بـ/ كفَى لـ.
2 - مقدرة وكفاءة "هو ذو كفاية في عمله".
3 - ما يلزم بالضَّبط على قدر الحاجة، إلى حدّ يفي بالغرض ويُغني عن غيره "عنده من المال كِفاية". 

كَفِىّ [مفرد]: ج أكْفِياءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كفَى/ كفَى بـ/ كفَى لـ. 
(ك ف ي)

كَفَى الرجل كِفايةً، فَهُوَ كافٍ، وكُفًى، مثل حُطَم عَن ثَعْلَب، وَاكْتفى، كِلَاهُمَا: اضطلع.

وكَفاه مَا أهمَّه كِفَاية.

وَرجل كافِيك من رجلٍ، وكَفْيُك من رجل، وكَفَى بِهِ رجلا.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي: كَفاك بفلان، وكَفْيُك بِهِ وكِفَاك، مكسور مَقْصُور، وكُفاك، مضموم مَقْصُور أَيْضا.

قَالَ: وَلَا يُثَنَّى وَلَا يُجمع وَلَا يُؤنث، فَأَما قَول الْأنْصَارِيّ:

فَكفى بِنَا فَضْلاً على مَنْ غَيرنَا ... حُبُّ النبيّ محمدٍ إيَّانا

فَإِنَّمَا أَرَادَ: فكفانا فَأدْخل الْبَاء على الْمَفْعُول، وَهَذَا شاذّ: إِذْ الْبَاء فِي مثل هَذَا إِنَّمَا تدخل على الْفَاعِل كَقَوْلِك: كفى بِاللَّه، وَقَوله:

إِذا لاقيتِ قوميِ فاسأليهم ... كَفَى قوما بِصَاحِبِهِمْ خَبيرا

هُوَ من المقلوب، وَمَعْنَاهُ: كفى بِقوم خَبِيرا صَاحبهمْ فَجعل الْبَاء فِي الصاحب، وموضعها أَن تكون فِي قوم وهم الفاعلون فِي الْمَعْنى، وَأما زيادتها فِي الْفَاعِل فنحو قَوْلهم: كَفَى بِاللَّه، وَقَوله تَعَالَى: (وكفى بِنَا حاسبين) إِنَّمَا هُوَ كفى الله، وكَفَينا كَقَوْل سُحَيْم:

كفى الشيبُ وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا

فالباء وَمَا عملت فِيهِ فِي مَوضِع مَرْفُوع بِفِعْلِهِ كَقَوْلِك: مَا قَامَ من أحد. فالجار وَالْمَجْرُور هُنَا فِي مَوضِع اسْم مَرْفُوع بِفِعْلِهِ وَنَحْوه قَوْلهم فِي التَّعَجُّب: أحسِنْ بزيد!! فالباء وَمَا بعْدهَا فِي مَوضِع مرفوعٍ بِفِعْلِهِ، وَلَا ضمير فِي الْفِعْل، وَقد زيدت أَيْضا فِي خبر لكنَّ لشبه بالفاعل، قَالَ:

ولكنَّ أجرا لَو فعلتِ بهينّ ... وهَلْ يُنْكَر المعروفُ فِي النَّاس والأَجْرُ

أَرَادَ: ولكنَّ أجرا لَو فعلته هَيّن. وَقد يجوز أَن يكون مَعْنَاهُ: ولكنَّ أجرا لَو فعلته بِشَيْء هَين أَي أَنْت تصلين إِلَى الْأجر بالشَّيْء الهين؛ كَقَوْلِك: وجوب الشُّكْر بالشَّيْء الهين، فَتكون الْبَاء على هَذَا غير زَائِدَة، وَأَجَازَ مُحَمَّد بن السّري أَن يكون قَوْله: " كفى بِاللَّه " تَقْدِيره: كَفَى اكتفاؤك بِاللَّه؛ أَي اكتفاؤك بِاللَّه يَكْفِيك، قَالَ ابْن جني: وَهَذَا يضعف عِنْدِي لِأَن الْبَاء على هَذَا مُتَعَلقَة بمصدر مَحْذُوف وَهُوَ الِاكْتِفَاء ومحال حذف الْمَوْصُول وتَبْقِية صِلَته، قَالَ: وَإِنَّمَا حَسَّنه عِنْدِي قَلِيلا أَنَّك قد ذكرت " كَفَى " فدلَّ على الِاكْتِفَاء؛ لِأَنَّهُ من لَفظه، كَمَا تَقول: من كذب كَانَ شراًّ لَهُ، فأضمرته لدلَالَة الْفِعْل عَلَيْهِ، فهاهنا أضمر اسْما كَامِلا وَهُوَ الْكَذِب، وَهُنَاكَ أضمر اسْما وَبَقِي صلته الَّتِي هِيَ بعضه، فَكَأَن بعض الِاسْم مُضْمر وَبَعضه مظهر. قَالَ: فَلذَلِك ضعف عِنْدِي. قَالَ: وَالْقَوْل فِي هَذَا قَول سِيبَوَيْهٍ: من أَنه يُرِيد: كفى الله، كَقَوْلِه تَعَالَى: (وكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ) ويَشْهد بصحَّة هَذَا الْمَذْهَب مَا حكى عَنْهُم من قَوْلهم: مَرَرْت بِأَبْيَات جادبهنّ أبياتا، وجُدْن أبياتا، فبهنّ " فِي مَوضِع رفع وَالْبَاء زَائِدَة كَمَا ترى. قَالَ: اخبرني بذلك مُحَمَّد ابْن الْحسن قِرَاءَة عَلَيْهِ عَن أَحْمد بن يحيى أَن الْكسَائي حكى ذَلِك عَنْهُم، قَالَ: وَوجدت مثله للأخطل وَهُوَ قَوْله:

فَقلت اقتلوها عنكمُ بمزاجها ... وحُبَّ بهَا مقتولةً حِين تُقْتل

فبها " فِي مَوضِع رفع بحُبّ.

قَالَ ابْن جني: وَإِنَّمَا جَازَ عِنْدِي زِيَادَة الْبَاء فِي خبر الْمُبْتَدَأ لمضارعته للْفَاعِل باحتياج الْمُبْتَدَأ إِلَيْهِ كاحتياج الْفِعْل إِلَى فَاعله.

والكُفْية: مَا يَكْفِيك من الْعَيْش.

وَقيل: هُوَ أقلّ من الْقُوت، وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

ومختَبَطٍ لم يَلْقَ مِن دُوننَا كُفىً ... وذاتِ رَضِيع لم يُنِمْها رضيعُها

يكون كُفىً جمع: كُفْية وَهُوَ أقل من الْقُوت كَمَا تقدم، وَيجوز أَن يكون أَرَادَ: كُفاةً ثمَّ اسقط الْهَاء. وَيجوز أَن يكون من قَوْلهم: رجل كُفىً: أَي كافٍ، وَقد تقدم أَيْضا.

والكِفْى: بطن الْوَادي، عَن كرَاع.

كفي: الليث: كَفَى يَكْفِي كِفايةً إِذا قام بالأَمر. ويقال:

اسْتَكْفَيْته أَمْراً فكَفانِيه. ويقال: كَفاك هذا الأَمرُ أَي حَسْبُك، وكَفاكَ

هذا الشيء. وفي الحديث: من قرأَ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة

كَفَتاه أَي أَغْنَتاه عن قيام الليل، وقيل: إِنهما أَقل ما يُجزئ من القراءة

في قيام الليل، وقيل: تَكْفِيانِ الشرَّ وتَقِيان من المكروه. وفي

الحديث: سَيَفْتَحُ اللهُ عليكم ويَكْفِيكم اللهُ أَي يَكْفيكم القِتالَ بما

فتَح عليكم. والكُفاةُ: الخَدَمُ الذين يَقومون بالخِدْمة، جمع كافٍ.

وكفَى الرجلُ كِفايةً، فهو كافٍ وكُفًى مثل حُطَمٍ؛ عن ثعلب، واكْتَفَى،

كلاهما: اضْطَلَع، وكَفاه ما أَهَمَّه كِفايةً وكَفاه مَؤُونَته كِفاية

وكَفاك الشيءُ يَكفِيك واكْتَفَيْت به. أَبو زيد: هذا رجل كافِيك من رَجُل

وناهيك من رجل وجازيكَ من رجل وشَرْعُكَ من رجُل كله بمعنى واحد. وكَفَيْته

ما أَهَمَّه. وكافَيْته: من المُكافاة، ورَجَوْتُ مُكافاتَك.

ورجل كافٍ وكَفِيٌّ: مثل سالِم وسَلِيمٍ. ابن سيده: ورجل كافِيكَ من رجل

وكَِفْيُكَ من رجُل

(* قوله« وكفيك من رجل» في القاموس مثلثة الكاف.)

وكَفَى به رجلاً. قال: وحكى ابن الأَعرابي كَفاكَ بفلان وكَفْيُكَ به

وكِفاكَ، مكسور مقصور، وكُفاكَ، مضموم مقصور أَيضاً، قال: ولا يثنى ولا يجمع

ولا يؤنث. التهذيب: تقول رأَيت رجُلاً كافِيَك من رجل، ورأَيت رجلين

كافِيَك من رجلين، ورأَيت رجالاً كافِيَكَ من رجال، معناه كَفاك به رجلاً.

الصحاح: وهذا رجل كافِيكَ من رجُل ورَجلان كافِياكَ من رجلين ورِجالٌ

كافُوكَ من رِجال، وكَفْيُك، بتسكين الفاء، أَي حَسْبُكَ؛ وأَنشد ابن بري في

هذا الموضع لجثامة الليثي:

سَلِي عَنِّي بَني لَيْثِ بنِ بَكْرٍ،

كَفَى قَوْمي بصاحِبِهِمْ خَبِيرا

هَلَ اعْفُو عن أُصولِ الحَقِّ فِيهمْ،

إِذا عَرَضَتْ، وأَقْتَطِعُ الصُّدُورا

وقال أَبو إِسحق الزجاج في قوله عز وجل: وكفَى بالله وليّاً، وما أَشبهه

في القرآن: معنى الباء للتَّوْكيد، المعنى كفَى اللهُ وليّاً إِلا أَن

الباء دخلت في اسم الفاعل لأَن معنى الكلام الأَمْرُ، المعنى اكْتَفُوا

بالله وليّاً، قال: ووليّاً منصوب على الحال، وقيل: على التمييز. وقال في

قوله سبحانه: أَوَلم يَكْفِ بربّك أَنه على كل شيء شهيد؛ معناه أَوَلم

يَكْفِ ربُّك أَوَلم تَكْفِهم شهادةُ ربِّك، ومعنى الكِفاية ههنا أَنه قد

بين لهم ما فيه كِفاية في الدلالة على توحيده. وفي حديث ابن مريم: فأَذِنَ

لي إِلى أَهْلي بغير كَفِيٍّ أَي بغير مَن يَقوم مَقامي. يقال: كَفاه

الأَمرَ إِذا قام فيه مَقامه. وفي حديث الجارود: وأَكْفي مَنْ لم يَشهد أَي

أَقوم بأَمْرِ مَن لم يَشهد الحَرْبَ وأُحارِبُ عنه؛ فأَمّا قول

الأَنصاري:

فكَفَى بِنا فَضْلاً، على مَن غَيْرُنا،

حُبُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ إِيّانا

فإِنما أَراد فكَفانا، فأَدخل الباء على المفعول، وهذا شاذ إِذ الباء في

مثل هذا إِنما تدخل على الفاعل كقولك كفَى باللهِ؛ وقوله:

إِذا لاقَيْتِ قَوْمي فاسْأَلِيهمْ،

كَفَى قَوْماً بِصاحِبِهمْ خَبِيرا

هو من المقلوب، ومعناه كفَى بقوم خَبِيراً صاحبُهم، فجعل الباء في

الصاحب، وموضعها أَن تكون في قوم وهم الفاعلون في المعنى؛ وأَما زيادَتها في

الفاعل فنحو قولهم: كَفى بالله، وقوله تعالى: وكفى بنا حاسبين، إِنما هو

كفى اللهُ وكفانا كقول سحيم:

كفى الشَّيْبُ والإِسْلامُ للمَرْء ناهِياً

فالباء وما عملت في موضع مرفوع بفعله، كقولك ما قام من أَحد، فالجار

والمجرور هنا في موضع اسم مرفوع بفعله، ونحوه قولهم في التعجب: أَحْسِنْ

بِزَيْدٍ، فالباء وما بعدها في موضع مرفوع بفعله ولا ضمير في الفعل، وقد

زيدت أَيضاً في خبر لكنَّ لشبهه بالفاعل؛ قال:

ولَكِنَّ أَجْراً لو فَعَلْتِ بِهَيِّنٍ،

وهَلْ يُعْرَفُ المعْروفُ في الناسِ والأَجْرُ

(* قوله« وهل يعرف» كذا بالأصل، والذي في المحكم: ولم ينكر.)

أَراد: ولكِنّ أَجراً لو فَعَلْتِه هَيِّن، وقد يجوز أَن يكون معناه

ولكنَّ أَجراً لو فعلته بشيء هين أَي أَنت تَصِلين إِلى الأَجرِ بالشيء

الهين، كقولك: وُجُوبُ الشكر بالشيءِ الهيّن، فتكون الباء على هذا غير زائدة،

وأَجاز محمد بن السَّرِيّ أَن يكون قوله: كَفَى بالله، تقديره كفَى

اكْتِفاؤك بالله أَي اكْتفاؤك بالله يَكْفِيك؛ قال ابن جني: وهذا يضعف عندي

لأَن الباء على

هذا متعلقة بمصدر محذوف وهو الاكتفاء، ومحال حذف الموصول وتبقية صلته،

قال: وإِنما حسَّنه عندي قليلاً أَنك قد ذكرت كفَى فدلَّ على الاكتفاء

لأَنه من لفظه، كما تقول: مَن كَذب كان شرًّا له، فأَضمرته لدلالة الفعل

عليه، فههنا أَضمر اسماً كاملاً وهو الكذب، وهناك أَضمر اسماً وبقي صلته

التي هي بعضه، فكان بعضُ الاسم مضمراً وبعضه مظهراً، قال: فلذلك ضعف عندي،

قال: والقول في هذا قول سيبويه من أَنه يريد كفى الله، كقولك: وكفى الله

المؤمنين القتال؛ ويشهد بصحة هذا المذهب ما حكي عنهم من قولهم مررت

بأَبْياتٍ جادَ بِهنَّ أَبياتاً وجُدْنَ أَبْياتاً، فقوله بهنَّ في موضع رفع،

والباء زائدة كما ترى. قال: أَخبرني بذلك محمد بن الحسن قراءة عليه عن

أَحمد بن يحيى أَن الكسائي حكى ذلك عنهم؛ قال: ووجدت مثله للأَخطل وهو

قوله:فقُلْتُ: اقْتُلُوها عَنْكُمُ بِمِزاجِها،

وحُبَّ بِها مَقْتولَةً حِينَ تُقْتَل

فقوله بها في موضع رفع بحُبَّ؛ قال ابن جني: وإِنما جاز عندي زيادة

الباء في خبر المبتدإِ لمضارعته للفاعل باحتياج المبتدإِ إِليه كاحتياج الفعل

إِلى فاعله.

والكُفْيةُ، بالضم: ما يَكْفِيك من العَيش، وقيل: الكُفْيَةُ القُوت،

وقيل: هو أَقلّ من القوت، والجمع الكُفَى. ابن الأَعرابي: الكُفَى

الأَقوات، واحدتها كُفْيةٌ. ويقال: فلان لا يملك كُفَى يومه على ميزان هذا أَي

قُوتَ يومه؛ وأَنشد ثعلب:

ومُخْتَبِطٍ لم يَلْقَ مِن دُونِنا كُفًى،

وذاتِ رَضِيعٍ لم يُنِمْها رَضِيعُها

قال: يكون كُفًى جمع كُفْيَة وهو أَقلّ من القُوت، كما تقدّم، ويجوز أَن

يكون أَراد كُفاةً ثم أَسقط الهاء، ويجوز أَن يكون من قولهم رجل كَفِيٌّ

أَي كافٍ.

والكِفْيُ: بطن الوادي؛ عن كراع، والجمع الأَكْفاء.

ابن سيده: الكُفْوُ النظير لغة في الكُفءِ، وقد يجوز أَن يريدوا به

الكُفُؤ فيخففوا ثم يسكنوا.

السَّمْعُ

السَّمْعُ: حِسُّ الأذُنِ، والأذُنُ، وما وَقَرَ فيها من شيءٍ تَسْمَعُه، والذِّكْرُ المَسْموعُ، ويكسرُ،
كالسَّماعِ، ويكونُ للواحِدِ والجَمْعِ، ج: أسْماعٌ وأسْمُعٌ،
جج: أسامِعُ، سمِع، كَعَلِمَ، سَمْعاً، ويكسرُ، أو بِالفتح: المَصْدَرُ، وبالكسر: الاسمُ، وسَماعاً وسَماعَةً وسَماعِيَةً، وتَسَمَّعَ واسَّمَّعَ.
والسَّمْعَةُ: فَعْلَةٌ من الإِسْماع، وبالكسر: هَيْئَتُه.
وسَمْعَكَ إليَّ، أي: اسْمَعْ مِنِّي.
وقالوا: ذلك سَمْعَ أُذُني، ويكسرُ،
وسَماعَها وسَماعَتَها، أي: إسْماعَها، وإن شِئْتَ قلْتَ: سَمْعاً، قال: ذلك إذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَكَ، وقالوا: أخَذْتُ عنه سَمْعاً وسَماعاً، جاؤوُا بالمَصْدَرِ على غيرِ فِعْلِه،
وقالوا: سَمْعاً وطاعةً؛ على إضْمارِ الفِعْلِ، ويُرْفَعُ، أي: أمْري ذلك، وسَمْعُ أُذُنِي فلاناً يقولُ ذلك وسَمْعَةُ أُذُنِي، ويُكْسَرانِ، وأُذُنٌ سَمْعَةٌ، ويُحَرَّكُ، وكفرحةٍ وشَريفةٍ وشَريفٍ، وسامِعَةٌ وسَمَّاعةٌ وسَموعٌ، وجمعُ الأخيرةِ: سُمُعٌ، بضمتين.
وما فَعَلَهُ رِياءً ولا سَمْعَةً، ويضمُّ ويُحَرَّكُ: وهي ما نُوِّهَ بذِكْرِهِ ليُرَى ويُسْمَعَ.
ورجلٌ سِمْعٌ، بالكسر: يُسْمَعُ، أو يقالُ: هذا امْرُؤٌ ذو سِمْعٍ، بالكسر،
وذو سَماعٍ، وفي الدعاءِ: اللهمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً، ويُفْتَحانِ، أي يُسْمَعُ ولاَ يَبْلُغُ، أو يُسْمَعُ ولا يُحْتاجُ إلى أن يُبَلَّغَ، أو يُسْمَعُ به ولا يَتِمُّ، أو هو كَلاَمٌ يقولُهُ من يَسْمَعُ خَبَراً لا يُعْجِبُهُ.
والمِسْمَعُ، كمِنْبَرٍ: الأذُنُ،
كالسامِعَةِ،
ج: مَسامِعُ، وعُرْوَةٌ في وسَطِ الغَرْبِ يُجْعَلُ فيها حَبْلٌ لتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ، وأبو قَبيلَةٍ، وهم المَسامِعَةُ، والخَشَبَتَانِ تُدخَلانِ في عُرْوَتَيِ الزِنْبيلِ إذا أُخْرِجَ به التُّرابُ من البِئْرِ. وكمَقْعَدٍ: المَوْضِع الذي يُسْمَعُ منه.
وهو مِنِّي بِمَرْأًى وَمَسْمَعٍ: بِحَيْثُ أراهُ وأسْمَعُ كَلامَهُ.
وهو بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها: إذا لم يُدْرَ أيْنَ تَوَجَّهَ، أو مَعْناهُ بَيْنَ سَمْعِ أهْلِ الأرْضِ، فَحُذِفَ المُضافُ، أو بِأَرْضٍ خالِيَةٍ ما بها أحَدٌ، أي: لا يَسْمَعُ كلاَمَهُ أَحدٌ، ولا يُبْصِرُهُ أحَدٌ إلاَّ الأرْضُ القَفْرُ، أو سَمْعُها وبَصَرُها: طولُها وعَرْضُها، ويقالُ: ألْقَى نَفْسَهُ بَيْنَ سَمْعِ الأرْضِ وبَصَرِها: إذا غَرَّرَ بها، وألْقاها حَيْثُ لا يُدْرَى أيْنَ هو، أو حَيْثُ لا يُسْمَعُ صَوْتُ إنْسانٍ، ولا يُرَى بَصَرُ إنْسانٍ. وسَمَّوْا: سَمْعونَ وسَمَاعَةَ، مُخَفَّفَةً، وسِمْعانَ بالكسرِ، وكزُبَيْرٍ.
ودَيْرُ سِمْعانَ، بالكسر: ع بِحَلَبَ،
وع بِحِمْصَ به دُفِنَ عُمَرُ بنُ عبدِ العزيزِ، ومحمدُ بنُ محمدِ بنِ سِمْعانَ، بالكسر، السِّمْعانِيُّ: أبو منصورٍ محدِّثٌ، وبالفتح، (ويكسرُ) : الإِمامُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ مُحمدٍ السَّمْعانِيُّ، وابْنُه الحافظُ أبو بكرٍ محمدٌ.
وكأَميرٍ: المُسْمِعُ والسامِعُ، والأسَدُ يَسْمَعُ الحِسَّ من بُعْدٍ.
وأُمُّ السميعِ، وأُمُّ السَّمْعِ: الدِماغُ.
والسَّمَعُ، محركَّةً، أَو كعِنَبٍ: هو ابنُ مالِكِ بنِ زيدِ بنِ سَهْلٍ، أَبو قبيلةٍ من حِمَيْرَ منهم: أَبو رُهْمٍ أَحْزابُ بن أَسيدٍ، وشُفْعَةُ؛ التابِعيَّانِ، ومحمدُ بنُ عَمْرٍو من تابِعي التابعينَ، وعبدُ الرحمنِ بنُ عَيَّاشٍ المُحدِّثُ، أَو يقالُ في النِّسْبَةِ أَيضاً: سِماعِيٌّ، بالكسر.
والسُّمَّعُ، كسُكَّرٍ: الخفيفُ، ويوصَفُ به الغولُ.
والسَّمَعْمَعُ: الصغيرُ الرأسِ أَو اللِّحْيَةِ، والدَاهيةُ، والخفيفُ السريعُ، ويوصَفُ به الذئبُ، والمرأةُ الكالِحَةُ في وجْهِكَ المُوَلْوِلَةُ في أثَرِكَ، والرجلُ الطويلُ الدَّقيقُ. وسِمْعَنَّةٌ نِظْرَنَّةٌ، كقِرْشَبَّةٍ وطُرْطُبَّةٍ، وتُكْسَرُ الفاءُ واللامُ، وفي: ن ظ ر.
ويقالُ فيها: سِمْعَنَةٌ، كخِرْوَعَةٍ، مُخَفَّفَةَ النونِ، أي: مُسْتَمِعَةٌ سَمَّاعةٌ.
والسِمْعُ، بالكسر: الذِكْرُ الجميلُ، ووَلَدُ الذئبِ من الضَّبُعِ، وهي: بهاءٍ، يَزْعُمونَ أنه لا يموتُ حَتْفَ أنْفِهِ، كالحَيَّةِ، وفي عَدْوِهِ أسرَعُ من الطَّيْرِ، ووَثْبَتُهُ تَزيدُ على ثلاثينَ ذِراعاً، وبلا لامٍ: جَبَلٌ.
وفَعَلْتُه تَسْمِعَتَكَ وتَسْمِعَةً لَكَ، أي: لِتَسْمَعَه.
والسَّماعُ: بَطْنٌ. وكقَطامِ، أَي: اسْمَعْ.
والسُّمَيْعِيَّةُ، كزُبَيْرِيَّةٍ: ة قُرْبَ مَكَّةَ.
وأسْمَعَه: شَتَمَهُ،
وـ الدَّلْوَ: جَعَلَ لها مِسْمَعَاً، وكذا الزِّنْبيل.
والمُسْمِعُ، كمُحْسِنٍ: القَيْدُ، وبهاءٍ: المُغَنِّيَةُ.
والتَّسْميعُ: التَّشْنيعُ والتَّشْهيرُ، وإزَالةُ الخُمولِ بِنَشْرِ الذِّكْرِ، والإِسْماعُ. وكمُعَظَّمٍ: المُقَيَّدُ المُسَوْجَرُ.
واستَمَعَ له، وإليه: أَصْغَى، وتَسامَعَ به الناسُ،
وقولهُ تعالى: {واسْمَعْ غيرَ مُسْمَعٍ} ، أَي: غيرَ مَقْبولٍ ما تقولُ، أَو اسْمَعْ لا أُسْمِعْتَ.

هجع

(هجع) مُبَالغَة فِي هجع
هجع:
هجعة: حصة من الليل، النومة الخفيفة (بقطر).
(هـ ج ع) : (هَجَعَ) نَامَ لَيْلًا هُجُوعًا وَجِئْتُهُ بَعْدَ هَجْعَةٍ مَنْ اللَّيْلِ أَيْ بَعْدَ نَوْمَةٍ خَفِيفَةٍ.

هجع

5 تَهَجَّعَ He slept. (1001 Nights, ii. 321.) هَجْعَةٌ (assumed tropical:) The setting of a star. (Sgh in TA, art. شرط.) See شَرَطٌ. b2: A light sleep in the first part of the night. (S.)
[هجع] نه: فيه: بعد "هجع" من الليل، والهجع والهجعة والهجيع: طائفة من الليل، والهجوع: النوم ليلًا. ك: بعد هجع - بفتح هاء، يهجع هجعة: ينام نومة.
(هجع)
هجعا وهجوعا نَام لَيْلًا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {كَانُوا قَلِيلا من اللَّيْل مَا يهجعون} وَيُقَال هجعت إِلَى فلَان فخدعني استنمت إِلَيْهِ والجوع سكن وهدأ
هـ ج ع

هجع هجوعاً وهو النوم بالليل وقلّته. وأتيته وهو هاجع وهم هجوع، ونساء هجّع وهواجع. ولقيته بعد هجعة من الليل.

ومن المجاز: هجع غرثه: سكن من ضرمه. وأهجعت جوعهم. ورجل هجعٌ: يستنيم إلى كلّ أحد. وهجعت إليه فخدعني.
هـ ج ع: (الْهُجُوعُ) النَّوْمُ لَيْلًا وَبَابُهُ خَضَعَ وَ (التَّهْجَاعُ) النَّوْمَةُ الْخَفِيفَةُ. وَيُقَالُ: أَتَيْتُ فُلَانًا بَعْدَ (هَجْعَةٍ) أَيْ بَعْدَ نَوْمَةٍ خَفِيفَةٍ مِنَ اللَّيْلِ. 
(هجع) - في حدِيثِ ابن عَوفٍ: "فطَرَقَنىِ بَعْد هَجْعٍ من اللَّيلِ"
: أي طَائِفَة، ومثله بَعد هَجْعَةٍ وهَجِيع، وهَزْع وهَزِيعٍ. والهُجُوعُ: النَّومُ لَيْلاً.
- من قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ}  
هـ ج ع : هَجَعَ يَهْجَعُ بِفَتْحَتَيْنِ هُجُوعًا نَامَ بِاللَّيْلِ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَلَا يُطْلَقُ الْهُجُوعُ إلَّا عَلَى نَوْمِ اللَّيْلِ قَالَ تَعَالَى {كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات: 17] وَجَاءَ بَعْدَ هَجْعَةٍ أَيْ بَعْدَ نَوْمَةٍ مِنْ اللَّيْلِ 
هجع
الهُجُوع: النّوم ليلا. قال تعالى: كانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ
[الذاريات/ 17] وذلك يصحّ أن يكون معناه: كان هُجُوعهم قليلا من أوقات الليل، ويجوز أن يكون معناه: لم يكونوا يهجعون. والقليل يعبّر به عن النّفي والمشارف لنفيه لقلّته، ولقيته بعد هَجْعَةٍ. أي:
بعد نومة، وقولهم: رجل هُجَعٌ كقولك: نوم للمستنيم إلى كل شيء.

هجع


هجَع(n. ac. هُجُوْع
تَهْجَاْع)
a. Slept, slumbered.
b.(n. ac. هُجُوْع), Subsided, was appeased (hunger).
c. Was careless.
d.(n. ac. هَجْع)
see IV
هَجَّعَa. Let sleep; quieted, calmed.

أَهْجَعَa. Appeased (hunger).
هَجْعَةa. Light sleep; slumber.
b. Night-watch.

هِجْعa. Thoughtless, heedless, careless; foolish.

هِجْعَةa. Way of sleeping.
b. see 2
هُجْعa. see 2
هَجِع
هُجَع
هُجَعَة
مِهْجَعa. see 2
هَاْجِع
(pl.
هُجَّع هُجُوْع)
a. Sleeping, asleep, slumbering.

هَجِيْع
a. [Min], Watch ( of the night ).
تَهْجَاْعa. see 1t (a)
تَهْجَع
a. Broad, level (road).
تِهْجَاع
a. see 1t (a)
هَجْعَمَة
a. Boldness, intrepidity.
[هجع] الهُجوعُ : النومُ. والتَهْجاعُ: النومةُ الخفيفةُ. قال أبو قيس ابن الأسلت: قد حَصَّتِ البَيْضَةُ رأسي فما * أطعمُ نوماً غير تَهْجاعِ * وهجيع من الليل، مثل هَزيعٍ. وهَجَّعَ القومُ تَهْجيعاً، أي نَوَّموا. ويقال: أتيت فلاناً بعد هَجْعَةٍ، أي بعد نومةٍ خفيفة من أوَّل الليل. والهِجْعَةُ منه، كالجِلسة من الجلوس. ويقال: رجلٌ هُجَعَةٌ، مثال همرة، وهجع، ومهجع، للغافل عما يراد به، الأحمقُ. وأصله من الهُجوعِ. وهَجَعَ جوعَه مثل هَجَأَ، إذا انكسر ولم يشبع. وأهْجَعَ فلانٌ غَرَثُهُ، إذا سكَّنَ ضَرَمُهُ، متل أهجأ. والهجنع بتشديد النون: الطويل الضخم عن الأصمعيّ. قال ذو الرمّة يصف ظليماً: هَجَنَّعٌ راحَ في سوداَء مُخْمِلَةٍ * من القَطائفِ أعلى ثوبه الهدب

هجع: الهُجُوعُ: النوْم ليْلاً. هَجَعَ يَهْجَعُ هُجُوعاً: نامَ، وقيل

نام بالليلِ خاصّة، وقد يكون الهجُوعُ بغير نوم؛ قال زهير بن أَبي

سُلْمَى:قَفْرٌ هَجَعْتُ بها ولَسْتُ بنائِمٍ،

وذِراعُ مُلْقِيةِ الجِرانِ وسادي

وقوم هُجَّعٌ وهُجوعٌ، ونساء هُجَّعٌ وهُجوعٌ وهَواجِعُ، وهَواجِعاتٌ

جمع الجمع. والتَّهْجاعُ: النومةُ الخفيفةُ؛ قال أَبو قَيْسِ بن

الأَسْلَتِ:قد حَصَّتِ البَيْضةُ رَأْسِي، فما

أَطْعَمُ نَوْماً غيرَ تَهْجاعِ

وهَجَّعَ القومُ تَهْجِيعاً أَي نَوَّمُوا. ومَرَّ هَجِيعٌ من الليلِ

أَي ساعةٌ مثل هَزِيع؛ حكي عن ثعلب. ويقال: أَتيت فلاناً بعد هَجْعةٍ أَي

بعد نَوْمةٍ خفيفةٍ من أَوّل الليل. وفي حديث الثوري: طَرَقَني بعد

هَجْعٍ. من الليلِ؛ الهَجْعُ والهَجْعةُ والهَجِيعُ: طائفةٌ من الليل،

والهِجْعةُ منه كالجِلْسةِ من الجلوس.

ابن الأَعرابي: يقال للرجُلِ الأَحْمَقِ الغافِلِ عما يُرادُ به هِجْعٌ

وهِجْعةٌ وهُجَعةٌ ومِهْجَعٌ، وأَصله من الهُجُوعِ النوم. ورجل هُجَعةٌ،

مِثلُ هُمَزةٍ، وهُجَعٌ ومِهجَعٌ للغافِل الأَحمَقِ السَّرِيعِ

الاسْتِنامةِ إِلى كلّ أَحَدٍ. والهَجِعُ: الأَحْمَقُ. وهَجَعَ جُوعُه مثل هَجأَ

إِذا انكسر ولم يشبع بعد. وهَجَعَ غَرَثُه وهَجأَ إِذا سكن. وأَهْجَعَ

فلانٌ غَرَثَه إِذا سكَّن ضَرَمَه مثل أَهْجَأَ.

ومِهْجَعٌ: اسم رجل.

هـجع
هجَعَ/ هجَعَ إلى يهجَع، هَجْعًا وهُجُوعًا، فهو هاجِع، والمفعول مهجوع إليه
• هجَع فلانٌ: نام، نام باللَّيل " {كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} ".
• هجَع الشَّيءُ: سكن، هدأ "هجَع جوعي- هجَعت الصخورُ- تهجع النَّارُ تحت الرَّماد".
• هجَع إلى خَصمه: استسلم فَخُدِعَ. 

أهجعَ يُهجع، إهجاعًا، فهو مُهجِع، والمفعول مُهجَع
• أهجع الصَّبيَّ: أنامه "أهجَع القائدُ الجنودَ ساعة واحدة- أهجعه التعبُ".
• أهجع الجوعَ: سكَّنه "أَهْجَعَ جُوعَهُ بلقيماتٍ". 

هجَّعَ يهجِّع، تَهْجيعًا، فهو مُهجِّع
• هجَّع الشَّخصُ: هجَع؛ نام باللَّيل. 

مَهْجَع [مفرد]: ج مهاجعُ: اسم مكان من هجَعَ/ هجَعَ إلى: عنبر نوم جماعيّ؛ مكان النَّوم "مَهْجَع الجنود- اقتحمت قوَّات الأمن مهاجع الطُّلاَّب" ° مَهْجَع البحّارة: جزء من مقدّم السَّفينة التِّجاريِّة يبيت فيه البحّارة. 

هاجع [مفرد]: ج هاجعون وهُجَّع وهُجُوع، مؤ هاجعة، ج مؤ هاجعات وهُجَّع وهُجُوع وهَواجعُ:
1 - اسم فاعل من هجَعَ/ هجَعَ إلى.
2 - (حي) ساكن، غير نشيط، في حالة سُبات أو خمول تتّسم بتوقُّف العمليّات البيولوجيَّة أو النُّموّ، كالبذرة، أو كالحيوان أثناء بياته الشِّتويّ. 

هَجْع [مفرد]: مصدر هجَعَ/ هجَعَ إلى. 

هَجِع [مفرد]: غافل أحمق سريع الاستنامة إلى كلِّ أحد. 

هَجْعَة [مفرد]: ج هَجَعات وهَجْعات: نومة خفيفة من أوّل الليل "استيقظتُ بعد هَجْعَة". 

هُجَعَة [مفرد]: هَجِعٌ؛ غافل أحمق، سريع الرُّكون إلى أي مكانٍ. 

هِجْعَة [مفرد]: ج هِجْعات:
1 - اسم هيئة من هجَعَ/ هجَعَ إلى: "هجَعتُ هِجْعَةً خفيفةً".
2 - غافل، أحمق "إياك ومصاحبة الهِجْعَة- هو هِجْعة يضرُّك ولا ينفعُك". 

هُجوع [مفرد]: مصدر هجَعَ/ هجَعَ إلى. 

هجيع [مفرد]: طائفة من اللَّيل "مضى هجيعٌ من اللَّيل ولم يصل الزَّوجُ". 
هجع
الهُجُوعُ بالضَّمِّ والتَّهْجَاعُ، بالفَتْحِ: النَّوْمُ مُطْلقَاً، وقيلَ: لَيْلاً، هَكَذَا خَصَّهُ بَعْضُهُمْ، ومنهُ قَوْلُه تَعَالَى: كانُوا قَلِيلاً منَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وقَدْ يكُونُ الهُجُوعُ بغَيْرِ نَوْمٍ، قَالَ زُهَيْرُ بنُ أبي سُلْمَى:
(قَفْرٍ هَجَعْتُ بِهَا، ولَسْتُ بنائِم ... وذِرَاعُ مُلْقِيَةِ الجِرَانِ وسادِي)
أَو التَّهْجَاعُ: النَّوْمَةُ الخَفيفَةُ، والهُجُوعُ مُطْلَقاً: النَّوْمُ، هَكَذَا فَرَّقَ بَيْنَهُمَا بَعْضُهم، وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأبي قَيْسِ بنِ الأسْلَتِ:
(قَدْ حَصَّتِ البَيْضَةُ رَأْسِي فمَا ... أطْعَمُ نَوْماً غَيْرَ تَهْجَاعِ) وقدْ هَجَعَ، كمَنَعَ، هَجْعاً وهُجُوعاً، فهُوَ هاجِعٌ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(زَارَ الخَيَالُ لِمَيٍّ هاجِعاً لعِبَتْ ... بهِ التَّنَائِفُ والمَهْرِيَّةُ النُّجُبُ)
وقالَ سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ:
(لَا أُلاقِيهَا وقَلْبِي عِنْدَها ... غَيْرَ إلْمَامٍ إِذا الطَّرْفُ هَجَعْ)
وهُم هُجَّعٌ، وهُجُوعٌ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(بمُخْطَفَةِ الأرْجاءِ أزْرَى بِنَيِّهَا ... جِذَابُ السُّرَى بالقَوْمِ والطَّيْرُ هُجَّعُ)
وقالَ عَمْروُ بنُ مَعْدِي كَرِبٍ، رَضِي الله عَنهُ:
(أمِنْ رَيْحانَةَ الدّاعِي السِّمِيعُ ... يُؤَرِّقُنِي وأصْحابِي هُجُوعُ)
والهَجِيعُ، منَ اللَّيْلِ، كأمِيرٍ: الطّائِفَةُ مِنْهُ، كالهزِيعِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقدْ حُكِيَ عنْ ثَعْلَبٍ.
والهِجْعُ والهِجْعَةُ، بكَسْرِهِمَا، وهُجَعٌ، كصُرَدٍ، وهَجِعٌ، مثل: كَتِفٍ، والمِهْجَعُ، كمِنْبَرٍ، نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا الثّالِثَةَ والخامِسَةَ: الغافِلُ عمّا يُرَادُ بهِ، الأحْمَقُ، قالَهُ ابنُ الأعْرَابِيّ وأصْلُه منَ الهُجُوعِ: النَّوْمُ،)
وَهُوَ مجازٌ، ويُقَالُ: هوَ الأحْمَقُ السَّرِيعُ الاسْتِنَامَةِ إِلَى كُل أحَدٍ، وَفِي الأساسِ: رَجُلٌ هُجَعٌ: يَسْتَنِيمُ إِلَى كُلِّ أحَدٍ.
ومِهْجَعُ بنُ صالحٍ: مَوْلَى عُمَرَ بنِ الخَطّابِ، رَضِي الله عَنهُ أمل شَهِيد استشهديوم بدر: وهُجَيْعُ بنُ قَيْسٍ، الأوَّلُ كمِنْبَرٍ، والثّانِي كزُبَيْر: صحابِيَّانِ، رَضِي الله عنهُمَا: قلتُ: وفيهِ نَظَرٌ من وَجْهَيْنِ، الأوَّل: أنَّ الثّانِيَ هُوَ هَجَنَّعٌ، كعَمَلَّسٍ، هَكَذَا ضَبَطَهُ الذَّهَبِيُّ، وابنُ فَهْدٍ، وَمَا ذَكَرَهُ المُصَنِّف تَصْحِيفٌ، والثّانِي: أنَّ الّذِي صَحَّ عِنْدَهُمْ أنَّ حَدِيثَهُ مُرْسَلٌ، وَلَا صُحْبَةَ لهُ، وقالَ أَبُو حاتِمٍ: حَدِيثُه عنْ عَلِيٍّ مُرْسَلٌ، فتأمَّلْ ذَلِك.
وهَجَعَ الطَّعَامُ جُوعَهُ: كَسَرَهُ، وكذلكَ هَجَأَهُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ كأهْجَعَهُ إهْجَاعاً، كأهْجَأه، فهَجَعَ جُوعُه، أَي انْكَسَرَ، ولَمْ يَشْبَعْ بَعْدُ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وعَلى لُزُومِه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ ورَواهُ غَيْرُه عَن ابْنَِ شُمَيْلٍ، وذكَرَ أهْجَعَه فِي المُتَعَدِّي.
وطَرِيقٌ تَهْجَعُ، كتَمْنَع: واسِعٌ، عَن ابْنِ عبّادٍ.
ورَكِبَ الرَّجُلُ هَجاعِ، كقَطامِ، أَي: رَكِبَ رَأْسَهُ، كهَجَاجِ عَن العُزَيْزِيِّ، وأنْشَدَ: وقدْ رَكِبُوا على لَوْمِي هَجَاعِ وقالَ الصّاغَانِيُّ: هُوَ تَصْحِيفٌ، صَوابُه هَجاجِ، وكذلكَ هُوَ فِي الشِّعْرِ، وَهُوَ للمُتَمَرِّسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الصُّحَارِيّ، وصَدْرُه: فَلَا تَدَعِ اللِّئامُ سَبيلَ غَيٍّ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ: نِساءُ هُجَّعٌ، وهُجُوعٌ، وهَوَاجِعُ، وهَوَاجِعَاتٌ: جَمْعُ الجَمْعِ.
وهَجَّعَ القَوْمُ تَهْجِيعاً: نامُوَا نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وطَرَقَنِي بَعْدَ هَجْعٍ منَ اللَّيْلِ، وهَجْعَةٍ منْه، أَي: طائِفَةٍ مِنْهُ.
وأتَيْتُ فلَانا بَعْدَ هَجْعَةٍ، أَي: بَعْدَ نَوْمَةٍ خَفِيفَةٍ منْ أوَّلِ اللَّيْلِ.
والهِجْعَةُ، بالكَسْرِ، منَ الهُجُوعِ، كالجِلْسَةِ من الجُلُوسِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
ورَجُلٌ هُجَعَةٌ، كهُمَزَةٍ: أحْمَقُ غافِلٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
ويُقَالُ: هَجَعْتُ إليْهِ فخَدَعَنِي، وَهُوَ مجازٌ.

لوذ

لوذ: {لواذا}: يستر بعضهم بعضا.
ل و ذ : لَاذَ الرَّجُلُ بِالْجَبَلِ يَلُوذُ لِوَاذًا بِكَسْرِ اللَّامِ وَحُكِيَ التَّثْلِيثُ وَهُوَ الِالْتِجَاءُ وَلَاذَ بِالْقَوْمِ وَهِيَ الْمُدَانَاةُ وَأَلَاذَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ فِيهِمَا وَلَاوَذَ بِهِمْ مُلَاوَذَةً بِمَعْنَى طَافَ بِهِمْ وَلَاذَ الطَّرِيقُ بِالدَّارِ وَأَلَاذَ اتَّصَلَ. 
لوذ
قال تعالى: قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
[النور/ 63] هو من قولهم: لَاوَذَ بكذا يُلَاوِذُ لِوَاذاً ومُلَاوَذَةً: إذا استتر به. أي:
يستترون فيلتجئون بغيرهم فيمضون واحدا بعد واحد، ولو كان من: لَاذَ يَلُوذُ لقيل: لِيَاذاً إلّا أنّ اللِّوَاذَ هو فعال من: لاوذ. واللِّيَاذُ من فعل، واللَّوْذُ: ما يطيف بالجبل منه.
ل و ذ: (لَاذَ) بِهِ لَجَأَ إِلَيْهِ وَعَاذَ بِهِ وَبَابُهُ قَالَ. وَ (لِيَاذًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ. وَ (لَاوَذَ) الْقَوْمُ (مُلَاوَذَةً) وَ (لِوَاذًا) أَيْ لَاذَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا} [النور: 63] وَلَوْ كَانَ مِنْ لَاذَ لَقَالَ: لِيَاذًا. 
[لوذ] نه: فيه: بك "ألوذ"، من لاذ به يلوذ لياذا- إذا التجأ إليه وانضم واستغاث. ومنه: "يلوذ" به الهلاك. أي يحتمي به الهالكون ويستترون. وفي خطبة الحجاج: وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون "لواذا"، أي مستترين بعضكم ببعض، وهو مصدر لاوذ. غ: أو فرارًا وتباعدا أو خلافا. ك: "يلذن" به أربعون امرأة، بضم لام وسكون ذال معجمة، وذلك لقلة الرجال بسبب كثرة الحروب آخر الزمان. ن: أي ينتهين إليه ليقوم بحوائجهن كقبيلة بقي من رجالها واحد فقط.
[لوذ] لاذَ به لِواذاً ولِياذاً، أي لجأ إليه وعاذَ به. واللَوْذُ أيضاً: جانب الجبل وما يُطيف به، والجمع ألواذٌ. ولاوَذَ القومُ مُلاوَذَةً، أي لاذَ بعضُهم ببعض. ومنه قوله تعالى:

(يَتَسَلَّلونَ منكم. لِواذاً) *. ولو كان من لاذَ لقال: لِياذاً. وقول الشاعر:

ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ المُلاوِذَ مِنْ عمرو  يعنى القليل. والوذان، بالفتح: اسم رجل.

لوذ


لَاذَ (و)(n. ac. لَوْذ
لَوَاْذ
لِوَاْذلِيَاذ [] لُوَاْذ)
a. [Bi], Took refuge at; fled to; relied, depended on; had
recourse to.
b. [Bi], Encompassed, surrounded.
c. [Bi], Strove to overcome.
d. see III (c) (d).
لَاْوَذَ
a. see I (a) (b).
c. ['An], Escaped from, eluded.
d. [acc.
or
Bi], Circumvented, wheedled, beguiled.
d. Opposed, was hostile to.

أَلْوَذَa. see I (a) (b), (c) & III (
c ), (d).
f. [acc. & Bi], Hid with.
لَوْذ (pl.
أَلْوَاْذ)
a. Bend, turn.
b. Side, slope.
c. Circuit.
d. District; neighbourhood.

مَلَاذ []
مِلْوَذَة [] (pl.
مَلَاْوِذُ)
a. Refuge, shelter; asylum.
b. Citadel; castle: fortress.

لَوْذَان []
a. see 1 (d)
لَوْذَانِيَّة []
a. Circumvention.

تَلْوَاذ []
a. Recourse; the taking refuge.

خَيْر مُلَاوِذ
a. Little good.

هُوَ لَوْذَهُ
a. He is near him.

لَوْذَع
a. see under
لَذَع

لَوْر
a. Cream-cheese.
لوذ: اللَّوْذ: مَصْدَرُ لاذَ يَلُوْذُ لِوَاذاً ولِيَاذاً ولَوْذاً؛ وألاَذَ به: وهو أنْ يَسْتَتِرَ بشَيْءٍ مَخَافَةَ مَنْ يَرَاه أو يَأْخُذُه. والمَلْوَذَةُ: المَوْضِعُ يُلاذُ به ويُجْتَمَعُ إليه.
وأخَذْتُه باللَّوْذَانِيَّةِ: وهي المُرَاوَغَةُ.
وأَلاَذَ الطَّرِيْقُ بالدَّارِ: أحَاطَ بها.
وخَيْرُه مُلاَوِذٌ: لا يَجِيْءُ إلاَّ مَعَ كَدٍّ.
واللاَّذَةُ: ثِيَابٌ من حَرِيْرٍ صِيْنِيٍّ.
والْوَاذَّ الرَّجُلُ يَلْوَاذُّ الْوِذَاذاً: إذا انْثَنَى وأحْجَمَ.
وناقَةٌ مُلْوِذٌ: حَدِيْثَهُ النِّتَاجِ.
وهو بألْوَاذِ البِلادِ: أي بنَاحِيَتِها. واللَّوْذُ: حِصْنُ الجَلَلِ. ولَوْذُ الوادي: مَعْطِفُه ومُنْحَنَاه. وهو بلَوْذانِ كذا: أي ناحِيَتِه.
وله مائةٌ من الإِبِلِ أو لِوَاذُها: أي أو أكْثَر بواحِدٍ أو اثْنَيْنِ. وقَوْمٌ ألْوَاذُ مائةٍ: أي زُهَاؤها.
ل و ذ

لاذ به لياذاً، ولاوذ به لواذاً. قال الطرّماح:

يلاوذن من حرّ يكاد أواراه ... يذيب دماغ الضب وهو خدوع

وألاذ به غيره. واعتصم بلوذ الجبل: بجانبه وبألواذه. وهو يطوف في ألواذ البلاد: في نواحيها. ونزلوا بلوذ الوادي وبألواذه. قال الهذلي:

وقطّع ألواذ داويّة ... صحارى غلان طلح وضال وقال ابن القمقام:

تسري الصّبا فتبيت في ألواذه ... ويظلّ فيه من الجنوب نسيم

ومن المجاز: خير فلان ملاوذ: مراوغ لا يأتي إلا بعد كدّ. قال القطاميّ:

وما ضرّها إن لم تكن رعت الحمى ... ولم تطلب الخير الملاوذ من بشر

وألاذت الناقة الظلّ بخفّها إذا قامت الظهيرة.
لوذ: لاذ: (في المقري 1: 472): بدلاً من أن يرمي نفسه في الماء لاذ بالقعود في درج الصهريج.
لاذ بفلان: اكتسب مودته. نذر نفسه لخدمته (معجم الادريسي).
لاذ ب: هي عند (فوك) ducumbere= التزم الفراش وهمك وانهمك في.
لاذ: لجأ إلى العر، هرب (معجم البيان-ة محمد بن الحارث 345): وجعل ابن بقي يلوذ له عن الإجابة وفي (رياض المفوس 57): فكنت ألوذ وأعتذر لصعب المشيء عليَّ -كذا-، المترجم-.
لاذ عن: ولّى عند الأدبار (زيشر 22، 84: 2: البكري 128: 2): لاذ عنهم بعسكره: هرب، بجيشه، منهم وليس احتمى بجيشه منه كما ترجمها (دي سلان).
لاذ: غير ثابت وهو الذي لا يبقى على حال واحدة (انظر لؤاذ) وفي (المعجم اللاتيني - العربي immobilis) : من لا يلوذ.
لاوذ: تابع (وفقاً للشرّاح القدماء) (معجم مسلم).
تلوّذ: انظر متلوّذة في (المعجم اللاتيني العربي) مادة flectuosa.
لاذْ: ورد اللاذ بالمفرد في (لطائف الثعالبي 2: 131): وعليه ثوب أبيض صَبَغَه عرقه حتى كأنه ثوب لاذٍ (وفي الموشّى 124) مثل اللاذ والحرير والقز والديباج والوشي والخز.
لؤاذ: متلوّن، متقلب (المعجم اللاتيني العربي: inconstabilis و entre inpendo et hnperitia بعد كلمة لاتينية لم أتمكن من قراءتها وكذلك سكاليجر أيضاً). ملاذ: ملجأ (محيط المحيط).
[ل وذ] لاذَ بهِ لَوْذًا ولَواذًا ولِياذًا ولاوَذَ مُلاوَذَةً ولِواذًا ولِياذًا اسْتَتَرَ وقالَ ثْعَلَبٌ لُذْتُ بهِ لِواذا احْتَصَنْتُ والمَلاذُ والمَلْوذَةُ الحِصْنُ ولاذَ به وأَلاَذَ امْتَنَع ولاوَذَه لِواذًا راوَغَهُ وقَوْلُه تَعالى {قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا} النور 63 قالَ الزَّجَاجُ مَعْنَى لِواذًا هاهُنا خِلافًا قالَ ودَلِيلُ ذلِكَ قولُه تعالَى {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} النور 63 ولاذَ الطَّرِيقُ بالدّارِ وأَلاذَ أَحاطَ وأَلْواذُ كُلَّ شَيْءٍ ما حَوْلَه قالَ

(أَلْواذُ إِبْطَيْه وفَوْقَ المَرْسِنِ ... )

ولاذَ بالقَوْمِ وأَلاذَ ولاوَذَهُم داراهُم واللَّوْذُ حِضْنُ الجَبَل وما يُطِيفُ بهِ والجَمْعُ أَلْواذٌ ولَوْذُ الوادِي مُنْعَطَفُه والجَمْعُ كالجمع وهُو لَوْذُه أَي قَرِيبٌ منه ولِي من الإِبِلِ والدَّراهِم وغيرِها مِئَةٌ أو لِواذُها وكَذلك غيرُ المِئَةِ من العَدَد أي أَنْقَصُ منها بواحِدٍ أَو اثْنَيْنِ أَو أَكْثَر منها بذلِكَ العَدَدِ واللاذُ ثِيابُ حَرِيرٍ تُنْسَجُ بالصِّين واحِدَتُه لاذَةٌ وهُوَ بالعَجَمِيّة سَواءٌ والمَلاوِذُ المآزِرُ عن ثَعْلَبٍ ولَوْذانُ اسمُ أَرْضٍ قال الرّاعي

(فلَبَّثَها الرّاعِي قَلِيلاً كَلا وَلا ... بلَوْذانَ أَو ما حَلَّلَتْ بالكَراكِرِ)
لوذ
لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ يلوذ، لُذْ، لَوْذًا ولَواذًا ولِواذًا ولِياذًا ولُواذًا، فهو لائذ، والمفعول مَلوذ إليه
• لاذ الشَّخْصُ: هرَب " {قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لَوَاذًا} [ق]- {قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا}: مستخفين ومستترين بعضكم ببعض" ° لاذ بالفرار: هرب.
• لاذ إلى الجبل/ لاذ بالجبل: اعتصم؛ لجأ إليه واستتر به وتحصَّن "لاذ الفارُّون بأحد الأسطح العالية- يلوذ الضَّعيفُ بالقويّ"? لاذ بالصَّمت: سكت، تحصَّن بالسُّكوت.
• لاذ الشَّخْصُ بالقوم: التجأ إليهم واستغاث بهم "لاذ المظلومُ بالحاكم". 

استلاذَ بـ يستليذ، اسْتَلِذْ، استلاذةً، فهو مستليذ، والمفعول مُستلاذٌ به
• استلاذ بفلان: لجأ إليه واستغاث به "تستليذ الحكومات بالدعم الخارجيّ". 

استلاذة [مفرد]: مصدر استلاذَ بـ. 

لائذ [مفرد]: اسم فاعل من لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

لَواذ/ لُواذ/ لِواذ [مفرد]: مصدر لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

لَوْذ [مفرد]: مصدر لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

لِياذ [مفرد]: مصدر لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ. 

مَلاذ [مفرد]: ج مَلاذات: اسم مكان من لاذَ/ لاذَ إلى/ لاذَ بـ: ملْجأ وحِصْن "كانت كنيسةُ المهد ملاذًا للفارّين". 

لوذ

1 لَاذَ بِهِ, aor. ـُ (S, A, L, Msb,) inf. n. لَوْذٌ (S, L, K) and لِيَاذٌ (S, A, L, K) and لِوَاذٌ (L, Msb, K) and لَوَاذٌ and لُوَاذٌ, (Msb, K,) He had recourse to it, (a mountain [&c.], Msb,) or him, for refuge or protection or preservation; (S, A, L, Msb;) as also به ↓ لاوذ, inf. n. لِوَاذٌ; (A;) and به ↓ الاذ; (Msb;) sought, or took, refuge in it, or him; (S, L;) and joined himself to him; and sought, desired, implored, or called for, aid, or succour, of him: (L:) he protected, concealed, defended, or fortified himself by it, (L, K,) or him; (L;) as also به ↓ لاوذ, (L,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ (L, K) and لِوَاذٌ; (L;) and ↓ الاذ. (L.) b2: لَاذَ بِهِ, (L,) inf. n. as above, in the commencement of the art., (K,) It encompassed, or surrounded, it; (L, K; *) as also ↓ الاذ, (L,) inf. n. إِلَاذَةٌ. (L, K.) You say, لَاذَ الطَّرِيقُ بِالدَّارِ, and ↓ الاذ, The road encompassed, or surrounded, the house: (L:) or, reached, or extended, to the house: (Msb:) and لَاذَتِ الدَّارُ بِالطَّرِيقِ The house encompassed, or surrounded, the road. (L.) See also 3. b3: لَاذَ بِالقَوْمِ and بِهِم ↓ الاذ, He laboured, or strove, to overcome the people in any way; expl. by the words هى المداورة من حيث ماكان. (T, L.) [Perhaps المداورة is a mistake for المُدَارَاة; see 3: the same phrases being explained in the M by دَاَراهُمْ: but there is a near resemblance between the significations of المداورة and المداراة.]3 لاوذ القَوْمُ, (S, L,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ and لِوَاذٌ, (S, L, K,) with which تَلْوَاذٌ is syn., (K,) The people had recourse, one to another, for refuge or protection or preservation; sought, or took, refuge, one in another; protected, concealed, defended, or fortified, themselves, one by another. (S, L, K. *) Agreeably with this explanation, (as some say, L,) لِوَاذًا is used in the Kur, xxiv. 63: were it from لَاذَ, it would be لِيَاذًا. (S, L.) b2: See 1. b3: لاوذ بِهِمْ, inf. n. مُلَاوَذَةٌ, He went round about them, or encompassed them. (Msb.) See also 1. b4: لاوذهُ, (M, L,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ (K) and لِوَاذٌ, (M, L, K,) He circumvented, or deluded, him; (M, L, K; *) syn. رَاوَغَهُ (M, L) inf. n. مُرَاوَغَةٌ. (K.) b5: لاوذهُمْ (M, L) and بِهِمْ ↓ لَاذَ, and ↓ الاذ, (M,) He wheedled, beguiled, or deluded, them; syn. دَارَاهُمْ. (M, L.) لاوذ He eluded, and shunned, or avoided, thee: syn. رَاغَ عَنْكَ, and حَادَ Agreeably with this explanation, or as signifying مراوغة, some render لِوَاذًا in the Kur, xxiv. 63. (Ibn-Is-Seed, TA.) b6: لاوذهُ, (TK,) inf. n. مُلَاوَذَةٌ (K) and لِوَاذٌ, (L, K,) He acted contrarily to, or differently from, or adversely to, him; was, or became contrary to, or different from, or adverse to, him; (L, * K, * TK;) syn. خَالَفَهُ, (TK,) inf. n. خِلَافٌ. (L, K.) Agreeably with this explanation, Zj renders لِوَاذًا in the Kur, xxiv. 63; saying that the meaning which he thus assigns to it is shown to be the true one by the words immediately following. (L.) 4 أَلْوَذَ see 1: b2: and 3. b3: الاذ بِهِ غَيْرَهُ [He caused another to have recourse to him or it for refuge or protection or preservation; to seek, or take, refuge in him or it; to protect, conceal, defend, or fortify, himself by him or it: or he protected, concealed, defended, or fortified, another by means of him or it]. (A.) b4: الاذت النَّاقَةُ الظِّلَّ بِخُفِّهَا (tropical:) [The she-camel covered, or concealed, the shade with her foot]; meaning that the time of noonday-heat was come. (A.) لَوْذٌ The side of a mountain; and its circuit: pl. ألْوَاذٌ. (S, A, L, K.) b2: A side, or lateral part or tract, of a country or region: (A:) and of a thing; (TA;) as also ↓ لَوْذَانٌ: (K:) pl. as above. (A.) b3: A place of bending of a valley: pl. as above. (L, K.) b4: هُوَ بِلَوْذِ كَذَا, and كَذَا ↓ بِلَوْذَانِ, He, or it, is in the side of, or part adjacent to, such a place or thing. (L.) b5: هُوَ لَوْذَهُ He is near to him or it. (L.) لَوْذَانٌ: see لَوْذٌ.

لَوْذَانِيَّةٌ, (as in some copies of the K,) or لَوَذَانِيَّةٌ, (as in others and in the TA,) Circumvention; delusion; syn. مُرَاوَغَةٌ. (K.) See 3.

مَلَاذٌ and ↓ مِلْوَذَةٌ [the latter thus in the K and accord. to the TA; but in the TT, مَلْوَذَة; and in the L, without the first vowel-sign;] A place to which one has recourse for refuge, protection, preservation, or concealment; a place of refuge; a refuge; (TA;) a fortress; a fortified place; a castle. (L, K.) مَِلْوَذَةٌ: see مَلَاذٌ.

خَيْرٌ مُلَاوِذٌ (tropical:) Little good: (S:) or good that comes not save after severe toil or labour: occurring in a verse of El-Katámee: you say, خَيْرُ بَنِى فُلَانٍ مُلَاوِذٌ The good of the sons of such a one comes not save after severe toil or trouble to procure it. (ISk, T, L.) تَلْوَاذٌ: see 3.
لوذ
: (ا {للَّوْذُ بالشيءِ: الاسْتِتَارُ والاحْتِصَانُ بِهِ،} كالِلَّوَاذِ مُثَلَثَةً، {واللِّياذِ} والمُلاَوَذَةِ) ، {لاَذَ بِهِ} يَلُوذُ {لَوْذاً} وِلُواذاً: {ولِيَاذاً: لجأَ إِليه وعاذَ بِهِ.
} ولاَوَذَ {مُلاَوَذَةً} ولِوَاذاً {ولِيَاذاً: استَتَرَ.
وقالَ ثَعْلَبٌ:} لُذْت بِهِ {لِوَاذا: احْتَصَنْتُ.
} ولاَوَذَ القَوْمُ {مُلاَوَذَةً} ولِوَاذاً، أَي {لاذَ بَعْضُهُم ببعْضٍ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ} لِوَاذاً} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 63) .
وَفِي حَدِيث الدُّعاء (اللهُمَّ بِكَ أَعُوذُ، وَبِك {أَلُوذُ) ،} لاَذَ بِهِ، إِذا الْتَجَأَ إِليه وانْضَمَّ واستغَاثَ. وَفِي الحَدِيث ( {يَلُوذُ بِهِ الهُلاَّكُ) . أَي يُسْتَتَرُ بِهِ ويُحْتَمَى، وإِنما قَالَ تَعَالَى: {} لِوَاذاً} لأَنه مَصدَرُ {لاَوَذْتُ، وَلَو كَانَ مَصْدَراً} لِلُذْتُ لقلْتَ {لُذْت بِهِ} لِيَاذَا، كَمَا تَقول قُمْت إِليه قِيَاماً وقَاوَمْتُك قِوَاماً طَوِيلاً. وَفِي خُطْبَة الحَجّاج: وأَنَا أَرْمِيكُمْ بِطَرْفِي وأَنتم تَتَسَلَّلُونَ {لِوَاذاً. أَي مُسْتَخْفِينَ مُسْتَتِرِينَ بعضُكم ببعضٍ. وَقَالَ الطِّرِمَّاح فِي بَقرِ الوَحْشِ:
} يُلاَوِذْن مِنْ حَرَ كَأَنَّ أَوَارَهُ
يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ جَذُوعُ
أَي تَلْجَأُ إِلى كُنُسِها.
(و) ! الّلَوْذُ (: الإِحاطَةُ، كالإِلاَذَةِ) ، يُقَال: {لاذَ الطريقُ بالدارِ وأَلاذَ} إِلاذَةً، والطرِيق مُلِيذٌ بالدارِ، إِذا أُحاط بهَا. {وأَلاَذَتِ الدارُ بالطرِيق، إِذا أَحاطَتْ بِهِ، (و) } اللَّوْذ (: جانِبُ الجَبَلِ) وحِضْنُه (وَمَا يُطِيفُ بِهِ) . (و) {اللَّوْذُ (: مُنْعَطَفُ الوَادِي، ج} أَلْوَاذٌ) وَيُقَال: هُوَ بِلَوْذِ كَذا، أَي بِنَاحِيَة كَذَا.
( {والمَلاَذُ:) المَلْجأُ و (الحِصْنُ،} كالمِلْوَذَةِ) ، بِالْكَسْرِ، ولاذَ بِهِ، ولاَوَذَ، وأَلاَذَ: امْتَنَع.
( {والمُلاَوَذَةُ} واللِّوَاذُ: المُرَاوَغَةُ، {كاللَّوَاذَانِيَّةِ) مُحَرّكةً، وَبِه فسَّر بعضق قَوْله تَعَالى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ} لِوَاذاً} وَمثله فِي كتاب ابْن السَّيِّد فِي الْفرق، فإِنه قَالَ: {لاَوَذَ فُلاَنٌ: رَاغَ عَنْك وحَادَ.
(و) } المُلاَوَذَة واللِّوَاذُ (: الخِلاَفُ) ، وَبِه فَسَّر الزَّجَّاج الآيةَ، أَي يُخَالِفُون خِلاَفاً، قَالَ: وَدَلِيل ذالك قَوْله عزّ وجلّ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} (سُورَة النُّور، الْآيَة: 63) .
(و) المُلاَوَذَةُ {واللِّوَاذُ (: أَن} يَلُوذَ) ، اي يَسْتَتر (بَعْضُهم بِبَعْضٍ، {كالتَّلْوَاذِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ عُمرو بن حُمَيْل:
يُرِيغُ شُذَّاذاً إِلَى شُذَّاذِ
مِنَ الرَّبَابِ دَائِمِ} التَّلْوَذِ
وَبِه فسَّر بعضُهم الْآيَة، كَمَا تقدّم ذالك قَرِيبا.
( {ولَوْذَانُ) : اسْم أَرْضٍ، وَقَالَ الرَّاعِي:
فَلَبَّثَها الرَّاعِي قَلِيلاً كَلاَ وَلا
} بِلَوْذَانَ أَوْ مَا حَلَّلَتْ بِالكَرَاكِرِ
وَقَالَ ثَعلبٌ: لَوْذَان (: ع) وأَنشد:
أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بَيْنَ {لَوْذَانَ فَالنَّقَا
غَدَاةَ النَّوعى عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ
(و) } اللَّوْذَانُ (من الشيْءِ: ناحِيَتُهُ) ، {كاللَّوْذِ، يُقَال: هُوَ} بِلَوْذِ كَذَا، أَي بِنَاحِيَةِ كَذَا، {وبِلَوْذَانِ كَذَا، قَالَ ابنُ أَحمر:
كَأَنَّ وَقْعَتَه} لَوْذَانَ مِرْفَقِهَا
صَلْقُ الصَّفَا بِأَدِيمٍ وَقْعُه تِيَرُ
تِيَرٌ، أَي تَارَاتٌ. ( {والَّلاذةُ: ثَوْبٌ حَرِيرٌ أَحْمَرُ صِينِيٌّ) ، أَي يُنْسَج بالصّين، (ج} لاَذٌ) ، وَهُوَ بالعَجَميّة سَواءٌ، تُسمّيه العَرب والعَجَمُ {اللاَّذَةَ.
(} والمَلاَوِذ: المآزِرُ) عَن ثَعْلَب.
( {ولَوْذٌ: جَبَلٌ باليَمَنِ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(ولَوْذُ الحَصَى: ع) ، عَن الصاغانيّ.
(} ولاَوَذُ بنُ سَامِ بنِ نُوْحٍ) عَلَيْهِ السلامُ، أَخو أَرفَخْشِذ وأَشْوَذ وإِرَم وعَيْلَم ومَاش والمَوْصِل، ولدّ. ولاَوَذُ أَبو عِمْلِيقٍ وطَسْمٍ وأُمَيْمٍ، وَقد انْقَرَض أَكثرُهم.
(وخُزَزُ بنُ {لَوْذَانَ شاعِرٌ) مَعْرُوف.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
قَالَ ابنُ السِّكيت: خيرُ بني فُلانٍ} مُلاَوِذ، أَي لَا يجيءُ إِلا بعد كَدَ، وأَنشد للقطامىّ:
وَمَا ضَرَّهَا أَنْ لَمْ تَكُنْ رَعَتِ الحِمَى
ولَمْ تَطْلُبِ الخَيْرَ {المُلاَوِذَ مِنْ بِشْرِ
وَقَالَ الجوهريُّ: يَعْنِي القَلِيلَ. وَفِي الأَساس: وَمن المَجاز: خَيْرُ فلانٍ مُلاَوِذٌ: مُرَاوِغٌ لَا يَأْتِي إِلاص بعْدَ كَدَ.
} والمُلاَوَذَة: المُدَاوَرَة مِن حَيْثُما كَانَ.
{ولاَوَذَهُم: دَارَهُمْ.
وَيُقَال: هُوَ} لَوذُه، أَي قَرِيبٌ مِنْهُ.
ولى من الإِبل والدَّراهِم وغيرِهَا مَائَةٌ أَو {لِوَاذُهَا، يُرِيد أَو قَرَابَتُها، وكذالك غيرُ المائةِ من العَدَد، أَي أَنقَص مِنْهَا بِوَاحِد أَو اثْنَيْنه أَو أَكْثَرُ مِنْهَا بذالك العَدده.
} ولَوْذَانُ بن عمرِو بن عَوْف بنِ مَالِكه بنِ الأَوْصِ، فِي الأَنصارِ، وَعِقبُهُ من وَلدِه مالكِ بن! لَوْذَان، وفَخذُهم يُقَال لَهُم بَنو السَّمِيعَة، وَفِي الْجَاهِلِيَّة بَنو الصَّمَّاءِ، وَفِي هَمْدَان لَوْذَان بن عَبْدِ وُدِّ بن الْحَارِث بن مَالك بن زَيد بن جُشَم بن حَاشِدٍ، قَالَه ابنُ الكلبيّ.
وَمن المَجاز: أَلاذَتِ النَّاقَةُ الظِّلَّ بِخُفِّها، إِذا قامَت الظَّهِيرَةُ، كَذَا فِي الأَساس. 

تمليح البديع، بمديح الشفيع

تمليح البديع، بمديح الشفيع
للشيخ، زين الدين: عبد الرحمن بن أحمد بن علي الحميدي.
أولها: (زرربع اسما واسما ما يرام ورم).
ثم شرحها: شرحا مبسوطا.
وسماه: (فتح البديع).
ثم لخص: هذا الشرح قبل تمامه: بالإعراب، والمعنى.
في مجلد.
وسماه: (منح السميع). أوله: (الحمد لله الذي حّير بيان بديع صنعه... الخ).
وربما زاد في التنويع على القدماء.
وفرغ عنه في: جمادى الأولى، سنة 993، ثلاث وتسعين وتسعمائة.
وفيه: أوهام، وغلط.
ذكره الشهاب في: (خبايا الزوايا).

سَدِيدًا

{سَدِيدًا}
وسأل نافع عن قوله تعالى: {قَوْلًا سَدِيدًا}
فقال ابن عباس: قولاً عدلاًَ. واستشهد بقول حمزة:
أمين على ما استودع اللهُ قلبَه. . . لإإن قال قولا كان فيه مُسددا
(تق) وفي (ك، ط) : قولاً عدلاً حقاً
= الكلمة من آيتى:
النساء 9: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}
والأحزاب 70: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}
وليس في القرآن من السداد غيرهما. وفيه من المادة سَدّ، مفرداً في آيتى يس 9: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}
والكهف 94: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}
ومثنى في آية الكهف 92: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا}
في آية النساء، روى الطبري من اختلاف أهل التأويل، أنه الحق، عن ابن عباس، والعدل والإحسان، والنهي عن الحيف والجور، وقيل هو التعريف بما أباح الله في الوصية، وهذا أولى الأقوال عنده بالصواب، ولا تكاد أقوال المفسرين تخرج عن هذا، وإن بسطوا قول في شرح الاية وسبب نزولها.
وتفسير "سديد" بعدل وحق، لا يفوتنا معه ملحظ اختصاص الكلمة بالقول في الآيتين وفي الشاهد من قول حمزة، بن عبد المطلب - رضي الله عنه -. مع التفات إلى ما في السداد من معنى الاستقامة والصواب (الراغب) .

وأصل السدَد في العربية ما تُسَدُّ به الثلمة، ومنه السدادة، والسُّدة: واقية من المطر. والسدُّ: الحاجز المانع أو الواقي. ونُقل إلى السداد بمعنى الاستقامة، والسداد التوفيق إلى الصواب من القول والعمل والأمر، على حين يغلب اختصاص العدل بالأحكام، نقيض الظلم والجور، ومنه العدل بمعنى المساواة.
ويبدو الفقر الدقيق بين سديد وعدل، إذا تدبرنا الاستعمال القرآني للعدل. فيهدينا سياق آياته، إلى معنى المساواة في مثل آيات:
الأنعام 1: {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} ومعها آية الأنعام 150
النساء 3: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} ومعها آية النساء 129
النساء 135: {فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا}
وقريب منه معنى العِوَض في آيات: البقرة 48، 123، والأنعام 70. وبمعنى العدالة في الحكم وما يجري مجراه كالتحكيم والشهادة، بصريح آيات الأحكام:
المائدة 95، 106، والطلاق 2.
النساء 58: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ومعها آية الحجرات 9
البقرة 282: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ. . .}
المائدة 8: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
ويأتي العدل في البيان القرآني متعلقاً بالكلمة والقول، في سياق الحكم العادل نقيض الظلم والجور، كآيتى الأنعام:
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 115
{وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} 152
فلعل السداد أخص بالقول والرآي، صوابا وإصلاحاً. ودلالة العدل أعم، مع غلبة مجيئها في الأحكام، والله أعلم.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.