بالضم ثم الفتح، وياء مشددة، أصله من الحظوة والحظة وهو الحظّ والمنزلة، يقال:
حظيت المرأة عند زوجها إذا أحبّها وأكرمها: وهو اسم سوق لبني نمير فيه مزارع برّ وشعير، ذكره العمراني بالظاء والزمخشري بالضاد، وقد تقدم.
ظيا: الظَّياةُ: الرجلُ الأحْمَقُ.
والــظيَّانُ: نَبْتٌ باليمن يُدْبَغُ بوَرَقه، وقيل: هو ياسَمينُ البَرّ،
وهو فَعْلانُ، واحدتُه ظَيَّانَــةٌ. وأَدِيمٌ مُظَيّاً: مدبوغ
بالــظَّيّان. وأَرضِ مِظَياةٌ: لكثيرة الــظيّان. الأَصمعي: من أَشجارِ الجبالِ
العَرْعَرُ والــظيَّاّنُ والتَّبّعُ والنَّشَمُ. الليث: الــظيّانُ شيء من العسَل،
ويجيءُ في بعض الشعرِ الظِّيُّ والظِّيُ، بلا نون، قال: ولا يُشْتقُّ
منه فِعْلٌ فتُعْرَف ياؤُه، وبعضهم يُصَغِّرُه ظُيَيّاناً، وبعضهم
ظُوَيَّاناً. قال أَبو منصور: ليس الــظيّانُ من العسل في شيءٍ، إنما الــظيّانُ ما
فسره الأصمعي أَوَّلاً؛ وقال مالك بن خالد الخُناعِي:
يا مَيُّ ، إن سِباعَ الأرضِ هالِكةٌ،
والغُفْرُ والأُدْمُ والآرامُ والناسُ
والجَيشُ لن يُعْجِزَ الأَيامَ ذُو حِيَدٍ
بمُشْمَخِرّ، به الــظَّيَّانُ والآسُ
أَرادَ: بذي حِيَدٍ وعلاً في قَرْنِهِ حِيَدٌ، وهي أَنابيبهُ، وحِيَدٌ
جمع حَيدَة كَحَيْضَةٍ وحِيَضٍ؛ قال ابن بري: وهذه الكلمة قد عَزَبَ أَن
يُعْلَم أَصلُها من طريقِ الاشتِقاقِ فلم يَبْقَ إِلا حَمْلُها على
الأَكثر، وعند المحققين أَن عينَها واوٌ، لأَنّ باب طَوَيْت أَكثر من باب
حَيِيت، والمُشْمَخِرُّ: الجبل الطويلُ: والآسُ ههنا: شجر، والآسُ: العسلُ
أَيضاً، والمعنى لا يَبْقى لأَنه لو أَراد الإِيجابَ لأَدْخَلَ عليه اللامَ
لأَنَّ اللامَ في الإِيجاب بمنْزلة لا في النَّفْي. والــظَّيَّان:
العَسَل، والآس: بَقِيَّةُ العَسَل في الخَلِيَّةِ.
والظاءُ: حرفٌ من حُرُوفِ المُعْجَم، وهو حرف مُطبَقٌ مستَعْل.
والظاء: نَبِيبُ التَّيْسِ وصَوْتُه؛ وعليه قوله:
له ظاءٌ كما صحب الغريمُ
ويروى: ظَأْبٌ. وظَيَّيْتُ ظاءً: عَمِلْتها.
ظين: أَديم مُظَيَّنٌ: مدبوغ بالــظَّيَّانِ؛ حكاه أَبو حنيفة، وهو مذكور
في موضعه. والــظَّيَّانُ: ياسَمِينُ البَرِّ، وهو نبت يُشْبِه
النِّسْرينَ؛ قال أَبو ذؤيب:
بمُشْمَخِرٍّ به الــظَّيَّانُ والآسُ.
عنظ: العُنْظُوان والعِنْــظِيانُ: الشِّرِّير المُتَسمِّع البَذِيُّ
الفحّاش؛ قال الجوهري: هو فُعْلوان، وقيل: هو الساخِر المُغْرِي، والأُنثى من
كل ذلك بالهاء. الفراء: العُنْظُوان الفاحش من الرجال والمرأَة
عُنْظُوانة. قال ابن بري: المعروف عِنْــظِيانٌ. ويقال للفحّاش: حِنْــظِيانٌ
وخِنْــظِيانٌ وحِنْذيانٌ وخِنْذِيانٌ وعِنْــظِيان.
يقال: هو يُعَنْظِي ويُحنْذِي ويُخَنْذِي ويُحَنْظِي ويُخَنْظِي، بالحاء
والخاء معاً، ويقال للمرأَة البَذِيّة: هي تُعَنْظي وتُخنظي إِذا
تسَلَّطت بلسانها فأَفْحشت. وعَنْظَى به: سَخِر منه وأَسمعه القبيح وشتمه؛ قال
جَنْدَل بن المُثَنَّى الطُّهَوِي يُخاطب امرأَته:
لقد خَشِيتُ أَن يَقُومَ قابِري،
ولم تُمارِسْكِ، من الضَّرائرِ
كلُّ شَذاةٍ جَمّةِ الصَّرائرِ،
شِنْظِيرةٍ سائلةِ الجَمائرِ
حتى إِذا أَجْرَسَ كلُّ طائرِ،
قامَتْ تُعَنْظِي بكِ سَمْع الحاضِرِ،
تُوفِي لَكِ الغَيْظَ بمُدٍّ وافِرِ،
ثم تُغادِيكِ بصُغْرٍ صاغِرِ،
حتى تَعُودِي أَخْسَرَ الخَواسِرِ
تُعَنْظِي بك أَي تُغْرِي وتُفْسِد وتُسَمِّع بك وتَفْضَحُك بشَنِيع
الكلام، بِمَسْمَع من الحاضر وتذْكُركِ بسُوء عند الحاضرين وتُنَدِّدُ بك
وتُسمعكِ كلاماً قبيحاً. وقال أَبو حنيفة: العُنْظوانة الجرادة الأُنثى،
والعُنْظَّبُ الذكر. قال: والعُنْظُوان شجر، وقيل: نبت أَغبرُ ضخْم، وربما
استظَلَّ الإِنسان في ظلِّه. وقال أَبو عمرو: كأَنه الحُرْضُ والأَرانِبُ
تأْكله، وزقيل: هو ضرب من النبات إِذا أَكثر منه البعير وَجِعَ بطنُه،
وقيل: هو ضرب من الحَمْض معروف يشبه الرِّمْثَ غير أَنّ الرّمْث أَبْسَطُ
منه ورَقاً وأَنْجَعُ في النَّعَم، قال الأَزهري: ونونه زائدة وأَصل
الكلمة عين وظاء وواو؛ قال الراجز:
حَرَّقَها وارِسُ عُنْظُوانِ،
فاليومُ منها يوْمُ أَرْوَنانِ
واحدته عُنْظُوانة. وعُنْظوان: ماء لبني تَميم معروف.
حنظ: حَنْظى به أَي نَدَّدَ به وأَسمعه المكروه، والأَلف للإلحاق
بدَحْرج.
وهو رجل حِنْــظِيانٌ إِذا كان فَحّاشاً، وقد حكي ذلك بالخاء أَيضاً،
وسنذكره. الأَزهري: رجل حِنْــظِيانٌ وحِنْذِيانٌ وخِنْذيانٌ وعِنْــظِيانٌ إِذا
كان فحَّاشاً. قال: ويقال للمرأَة هي تُحَنْظِي وتُحَنْذي وتُعَنْظِي
إِذا كانت بَذِيّةً فحّاشة. قال الأَزهري: وحَنْظى وحَنْذى وعَنْظى ملحقات
بالرباعي وأَصلها ثلاثي والنون فيها زائدة كأَنَّ الأَصل فيها معتلّ، وقال
ابن بري: أَحْنَظْت الرجل أَعطيته صلة أَو أُجرة، واللّه أَعلم.
شنظي: التهذيب في الرباعي: قال أَبو السَّميدَعِ امرأَةٌ شِنْــظِيانٌ
عِنْــظِيانٌ إِذا كانت سيِّئةَ الخُلُق.
غنظ: الغَنْظُ والغِناظُ: الجَهْد والكَرْب الشَّديد والمَشَقَّة.
غَنَظَه الأَمر يَغْنِظُه غَنْظاً، فهو مَغْنُوظ. وفعَل ذلك غَناظَيْك
وغِناطَيْك أَي ليَشُقَّ عليك مرّة بعد مرة؛ كلاهما عن اللحياني. والغَنْظُ
والغَنَظُ: الهَمُّ اللازِم، تقول: إِنه لمَغْنُوظٌ مَهْموم، وغنَظَه الهمُّ
وأَغْنَظه: لَزِمَه. وغنَظَه يَغْنِظُه ويغْنُظُه، لغتان، غَنْظاً
وأَغْنَظْته وغَنَّظْته، لغتان، إِذا بلغت منه الغمّ؛ والغَنْظُ: أَن يُشرِف
على الهَلَكة ثم يُفْلَت، والفِعل كالفعل؛ قال جرير:
ولقد لقِيتَ فَوارِساً من رَهْطِنا،
غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ
ولقد رأَيتَ مكانَهم فَكَرِهْتَهم،
كَكراهَةِ الخِنْزِير للإِيغارِ
العَيّارُ: رَجل، وجرادةُ: فَرسُه، وقيل: العيّار أَعرابي صاد جَراداً
وكان جائعاً فأَتى بهن إِلى رَماد فدَسَّهُنّ فيه، وأَقبل يخرجهن منه
واحدة واحدة فيأْكلهن أَحياء ولا يشعُر بذلك من شدّة الجوع، فآخِر جَرادة
منهن طارت فقال: واللّه إِن كنت لأُنْضِجُهنَّ فضُرب ذلك مثلاً لكل من
أُفلت من كَرْب. وقال غيره: جرادة العيَّار جرادة وُضِعت بين ضِرْسَيْه
فأُفْلِتت، أَراد أَنهم لازَمُوك وغمّوك بشدّة الخُصومة يعني قوله غَنَظوك،
وقيل العيَّار كان رجلاً أَعْلَم أَخذ جرادة ليأْكلها فأُفلتت من عَلَمِ
شَفَته، أَي كنت تُفْلَتُ كما أُفلتت هذه الجرادة. وذكر عمر بن عبد العزيز
الموت فقال: غَنْظٌ ليس كالغَنْظ، وكَظٌّ ليس كالكَظِّ؛ قال أَبو عبيد:
الغَنْظُ أَشدُّ الكرب والجَهْد، وكان أَبو عبيدة يقول: هو أَن يشرف الرجل
على الموت من الكرب والشدة ثم يُفْلَت. وغنَظَه يَغْنِظُه غَنْظاً إِذا
بلغ به ذلك وملأَه غَيْظاً، ويقال أَيضاً: غانَظَه غناظاً؛ قال الفقعسي:
تَنْتِحُ ذِفْراه من الغِناظ
وغَنَظه، فهو مغنوظ أَي جَهَده وشَقَّ عليه؛ قال الشاعر:
إِذا غَنَظُونا ظالمين أَعاننا،
على غَنْظِهم، مَنٌّ من اللّه واسعُ
ورجلٌ مُغانِظٌ؛ قال الراجز:
جافٍ دَلَنْظَى عَرِكٌ مُغانِظُ،
أَهْوَجُ إِلا أَنه مُماظِظُ
وغَنْظَى به أَي نَدّدَ به وأَسمعه المكروه، وفي الحديث: أَغْيَظُ رجلٍ
على اللّه يومَ القيامة وأَخْبَثُه وأَغيظه عليه رجل تَسمَّى بمِلك
الأَملاك، قال ابن الأَثير: قال بعضهم لا وجه لتكرار لفظتي أَغيظ في الحديث،
ولعله أَغنظ، بالنون، من الغَنْظ وهو شدة الكرب، واللّه أَعلم.
خظا: الخاظي: الكثيرُ اللَّحمِ. خَظا لحمه يَخْظُو خُظُوّاً وخَظِيَ
خَظاً: اكْتَنَز، وقيل: لا يقال خَظِيَ؛ قال عامر بن الطفيل السعدي:
وأَهْلَكَني لكم، في كلِّ يَومٍ،
تَعَوُّجُكُم عليَّ وأَسْتَقيمُ
رقابٌ كالمَواجِن خاظياتٌ،
وأَسْتاهٌ على الأَكْوار كُومُ
والخاظِي: المُكْتَنِزُ. ولحمُه خَظا بَظا: إِتباع، وأَصله فَعَلٌ؛ قال
الأَغلب العجلي:
خاظِي البَضيع لحمُه خَظا بَظا
لأَن أَصلها الواو. وخَظا بَظا: مُكْتَنِزٌ. الفراء: خَظا بَظا وكَظا،
بغير همز، يعني اكْتَنَز، ومثله يَخْظُو ويَبْظُو ويَكْظُو. أَبو الهيثم:
يقال فرس خَظٍ بَظٍ، ثم يقال خَظاً بَظاً. ويقال: خَظِيَة بَظِيَة، ثم
يقال خَظاةٌ بَـظاة قُلِبَت الياء أَلفاً ساكنة على لغة طيِّء. وفي حديث
سَجاح امرأَةِ مُسَيْلمة: خاظِي البَضِيع، هو من ذلك، والبَضِيعُ اللحمُ؛
وأَنشد ابن بري لِدَخْتَنُوسَ ابْنَةِ لَقِيط:
يَعْدُو به خاظِي البَضِيـ
ـعِ، كأَنه سِمْعٌ أَزَلْ
قال: ولم يذكر القزاز إِلاَّ خَظِيَ. قال: وقال ابن فارس خَظِيَ وخَظَى،
بالفتح أَكثر، وأَما قولهم حَظِيَت المرأَة وبَظِيَتْ من الحُظْوَة فهو
بالحاء، قال: ولم أَسمع فيه الخاء. والخَظاةُ: المُكْتَنِزَةُ من كل شيء؛
وأَما قول امرئ القيس:
لَها مَتْنَتانِ خَظاتاكما،
أَكَبَّ على ساعِدَيْه النَّمِرْ
فإِن الكسائي قال: أَراد خَظَتا فلما حرَّك التاء ردَّ الأَلف التي هي
بدل من لام الفعل، لأَنها إِنما كانت حذفت لسكونها وسكون التاء، فلما
حرَّك التاء رَدَّها فقال خَظاتا، قال: ويلزمه على هذا أَن يقول في قَضَتا
وغَزَتا قَضاتا وغَزاتا، إِلا أَن له أَن يقول إِن الشاعر لما اضطرَّ أَجرى
الحركة العارضة مُجرى الحركة اللازمة في نحو قولا وبيعا وخافا؛ وذهب
الفراء إِلى أَنه أَراد خَظاتان فحذف النون استخفافاً كما قال أَبو دواد
الإِيادي:
ومَتْنان خَظاتانِ،
كزُحْلُوفٍ من الهَضْبِ
الزُّحْلُوفُ: المكان الزَّلِقُ في الرمل والصفا، وهي آثار تَزَلُّجِ
الصبيان، يقال لها الزَّحالِيفُ، شَبَّهَ مسَّها في سِمَنِها بالصَّفاة
المَلْساء، أَراد خَظِيتانِ؛ وأَنشد:
أَمْسَيْنا أَمْسَيْنا
ولم تَنامِ العَيْنا
(* قوله «أمسينا إلخ» هكذا في الاصول).
فلما حرَّك الميمَ لاستقبالها اللامَ ردَّ الأَلف؛ وأَنشد:
مَهْلاً فداء لَكَ يا فَضالَهْ،
أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ
أَي ولا تُهَلْه؛ وقال آخر:
حتى تَحاجَزْنَ عن الذُّوَّادِ،
تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكادِ
أَراد: ولم تكَد، فلما حرَّكت القافيةُ الدالَ ردَّ الأَلف؛ قال ابن
سيده وكما قال الآخر:
يا حَبَّذَا عَيْنا سُلَيمْى والفَمَا
قال: أَراد الفَمانِ يعني الفَمَ والأَنفَ فثناهما بلفظ الفم للمجاورة.
وقال بعض النحويين: مذهب الكسائي في خَظاتا أَقيس عندي من قول الفراء
لأَن حذف نون التثنية شيء غير معروف، والجمع خَظَوات؛ وقال ابن الأَنباري:
العرب تصل الفتحة بأَلف ساكنة، فقوله:
لها مَتْنَتان خَظَاتا
أَراد خَظَتا من خَظَا يَخْظُو؛ وأَنشد:
قلتُ وقد خَرَّتْ على الكَلْكالِ
أَراد على الكَلْكلِ، قال: وأَصل الكسر بالياء والضم بالواو واحتج لذلك
كله. الأَزهري: قال النحويون أَراد خَظَتا فمدَّ الفتحة بأَلف كقوله
(*
أي عنترة، والبيت من معلقته).
يَنْباعُ من ذِفْرَى غَضُوب
أَراد يَنْبَع. وقال: فما اسْتَكانوا لربهم؛ أَي فما اسْتَكَنوا. وقال
بعض النحويين: كفَّ نونَ خَظاتان كما قالوا اللَّذا يريدون اللذان؛ وقال
الأَخطل:
أَبَني كُلَيْبٍ، إِنَّ عَمَّيَّ اللَّذَا
قَتَلا المُلوكَ، وفَكَّكا الأَغْلالا
ورجل خَظَوانٌ: كثير اللحم. وقَدَحٌ خاظٍ: حادِرٌ غليظٌ؛ حكاه أَبو
حنيفة: وقال الشاعر:
بأَيدِيهِمْ صَوارِمُ مُرْهَفاتٌ،
وكلُّ مُجَرَّبٍ خاظي الكُعوبِ
الخاظي: الغليظُ الصُّلبُ؛ وقال الهذلي يصف العَيْر:
خاظٍ، كعِرْقِ السِّدْرِ، يَسْـ
ـبِقُ غارَةَ الخُوصِ النَّجائبْ
والخَظَوانُ، بالتحريك: الذي رَكِبَ لحُمه بعضُه بعضاً. ورجلٌ
أَبَيَانٌ: من الإِباء، وقَطَوانٌ: يَقْطُو في مِشْيَتِه. ويومٌ صَخَدَانٌ: شديد
الحَرِّ. ابن السكيت: يقال رجل خِنْــظيانٌ إِذا كان فاحِشاً. وخَنْظَى به
إِذا نَدَّدَ به وأَسْمَعه المكروه. ابن الأَعرابي: الخِنْــظِيانُ الكثير
الشرّ وهو يُخَنْظِي ويُعَنْظي، ذكر هذه اللفظة الأَزهري في الرباعي.
ظنب: الظُّنْبة: عَقَبةٌ تُلَفُّ على أَطرافِ الرِّيش مما يَلي الفُوقَ،
عن أَبي حنيفة.
والظُّنْبوبُ: حَرْفُ الساقِ اليابِسُ من قُدُمٍ، وقيل: هو ظاهرُ الساق، وقيل: هو عَظْمه؛ قال يصف ظليماً:
عارِي الظَّنَابيبِ، مُنْحَصٌّ قَوادِمُه، * يَرْمَدُّ حتى تَرَى، في رَأْسِه، صَتَعا
أَي التِواءً. وفي حديث الـمُغِـيرة: عارية الظُّنْبوبِ هو حَرْفُ العظم اليابِسُ من السَّاقِ أَي عَرِيَ عَظْمُ ساقِها من اللَّحْم لـهُزالها.
وقَرَع لذلك الأَمْر ظُنْبُوبَه: تَهَـيَّـأَ له؛ قالَ سلامة بن جَنْدل:
كُنَّا، إِذا ما أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ، * كانَ الصُّراخُ له قَرْعَ الظَّنابِـيبِ
ويقال: عنى بذلك سُرْعةَ الإِجابة، وجَعَل قَرْعَ السَّوْطِ على ساقِ
الخُفِّ، في زجْر الفرس، قَرْعاً للظُّنْبوبِ. وقَرَعَ ظَنابِـيبَ الأَمْر:
ذلَّلَهُ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
قَرَعْتُ ظَنابِـيبَ الـهَوَى، يومَ عالِـجٍ، * ويومَ اللِّوَى، حتى قَسَرْتُ الـهَوَى قَسْرا
فإِنْ خِفْتَ يَوْماً أَن يَلِجَّ بكَ الـهَوَى، * فإِنَّ الهوَى يَكْفِـيكَهُ مِثلُه صَبرَا
يقول: ذَلَّلْتُ الهوَى بقَرْعي ظُنْبوبَه كما تَقْرَعُ ظُنْبوبَ البعير، ليَتَنَوَّخَ لك فتَرْكَبَه، وكل ذلك على الـمَثَل؛ فإِن الهوَى وغيرَه
من الأَعْراض لا ظُنْبوبَ له. والظُّنْبوب: مِسْمارٌ يكون في جُبَّةِ
السِّنانِ، حيثُ يُرَكَّبُ في عاليةِ الرُّمح، وقد فُسِّرَ به بيتُ سَلامةَ. وقيل: قَرْعُ الظُّنْبوبِ أَن يَقْرَعَ الرَّجلُ ظُنْبوبَ راحلته بعَصاه إِذا أَناخَها ليركبها رُكوبَ المُسْرِعِ إِلى الشيءِ. وقيل: أَن يَضْرِبَ ظُنْبوبَ دابته بسَوْطِه لِـيُنزِقَه، إِذا أَراد رُكوبَه. ومن أَمثالهم: قَرَعَ فُلانٌ لأَمْرِه ظُنْبوبَه إِذا جَدَّ فيه. قال أَبو زيد: لا يقال لذواتِ الأَوْظِفَة ظُنْبوبٌ. ابن الأَعرابي: الظِّنْبُ أَصلُ الشجرة؛ قال:
فلَوْ أَنها طافَتْ بِظِنْبٍ مُعَجَّمٍ، * نَفَى الرِّقَّ عنه جَدْبُه، فهو كالِـحُ
لَجاءَتْ، كأَنَّ القَسْورَ الجَوْنَ بَجَّها * عَسالِـيجَه، والثَّامِرُ الـمُتَناوِحُ
يصف مِعْزَى بحُسْنِ القَبول وقلة الأَكل. والـمُعَجَّم: الذي قد أُكِلَ
حتى لم يَبْقَ منه إِلاَّ قليل. والرِّقُّ: ورق الشجر. والكالِـحُ: الـمُقَشَّرُ من الجَدْبِ. والقَسْوَرُ: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
شنظ: شَناظِي الجبالِ: أَعالِيها وأَطرافُها ونواحيها، واحدتها
شُنْظُوَةٌ على فُعْلُوَةٍ؛ قال الطرمّاح:
في شَناظِي أُقَنٍ دُونَها
عُرَّةُ الطيْرِ كصوْمِ النِّعامْ
الأُقَنُ: حُفَرٌ بين الجبال ينبت فيها الشجر، واحدتها أُقْنة، وقيل:
الأُقنة بيت يُبنى من حجر. وعُرَّةُ الطير: ذَرْقُها، والذي في شعر
الطرماح: بينها عرّة الطير. وامرأَة شِناظٌ: مُكْتَنِزةُ اللحم. وروى أَبو تراب
عن مصعب. امرأَة شِنْــظِيانٌ بِنْــظِيان إِذا كانت سيئةَ الخُلق صَخّابةً.
ويقال: شَنْظَى به إِذا أَسمعه المكروه. والشِّناظ: من نعت المرأَة وهو
اكْتِنازُ لحمها.
جيا: الجِيّة، بغير همز: الموضع الذي يجتمع فيه الماء كالجِيئَةِ، وقيل:
هي الركيَّة المُنْتِنَة. وقال ثعلب: الجِيَّة الماءُ المُسْتَنْقِعُ في
الموضع، غير مهموز، يشدّد ولا يشدّد. قال ابن بري: الجِيَّة، بكسر
الجيم، فِعْلَة من الجَوِّ، وهو ما انخفض من الأَرض، وجمعها جِيٌّ؛ قال ساعدة
بن جُؤَيَّةَ:
مِنْ فَوْقِهِ شَعَفٌ قُرٌّ، وأَسْفَلُه
جِيٌّ تَنَطَّقُ بالــظَّيَّانِ والعَتَمِ
(* قوله «من فوقه شعف» هكذا في الأصل هنا، وتقدّم في مادة عتم:
من فوقه شعب...).
وفي الحديث: أَنَّه مَرَّ
بنَهْرٍ جَاوَرَ جِيَّةً مُنْتِنَةً؛ الحِيَّة، بالكسر غير مهموز:
مجتَمَع الماء في هَبْطَةٍ، وقيل: أَصلها الهمز، وقد تخفف الياء. وفي حديث
نافِعِ بنِ جُبَيرِ بنِ مُطْعِمٍ: وترَكُوكَ بينَ قَرْنِها والْجِيَّة؛ قال
الزمخشري: الجِيَّةُ بوزن النِّيَّة، والجَيَّةُ بوزن المَرَّة،
مُسْتَنْقَعُ الماءِ. وقال الفراء في الجِئَة: هو الذي تسيل إِليه المياه؛ قال
شمر: يقال له جِيَّة وجَيْأَةٌ وكُلٌّ من كلام العرب. وفي نوادر الأَعراب:
قِيَّةٌ من ماءٍ
(* قوله «قبة من ماء» هكذا في الأصل والتهذيب).
وجِيَّةٌ من ماء أَي ماءٌ ناقعٌ خبيث، إِمّا مِلْحٌ وإِمّا مخلوط ببول.
والجِياءُ: وعاءُ القدر، وهي الجِئاوَةُ: وقول الأَعرابي في أَبي عمرو
الشيباني:فَكانَ ما جادَ لِي، لا جادَ عن سَعَةٍ،
ثلاثَةٌ زائفاتٌ ضَرْبُ جَيَّاتِ
(* قوله «ثلاثة زائفات إلخ» كذا أَنشده الجوهري، وقال الصاغاني وتبعه
المجد: هو تصحيف قبيح وزاده قبحاً تفسيره إياه وإضافة الضرب إلى جيات مع ان
القافية مرفوعة، وصواب إنشاده: دراهم زائفات ضربجيات
قال: والضربجيّ الزائف).
يعني من ضَرب جَيٍّ، وهو اسم مدينة أَصبهان، معرَّب؛ وكان ذو الرمة
وردها فقال:
نَظَرْتُ ورَائِي نَظْرَة الشَّوْق، بَعْدَما
بَدَا الجَوُّ مِن جِيٍّ لنا والدَّسَاكر
وفي الحديث ذِكرُ جِيٍّ، بكسر الجيم وتشديد الياء، وادٍ بين مكة
والمدينة.
وجايانِي مُجاياةً: قابَلَني، وقال ابن الأَعرابي: جَاياني الرجلُ
من قُرْبٍ قَابلني. ومرَّ بي مُجاياةً، غير مهموز، أَي مُقابلةً.
وجِيَاوَةُ: حيّ من قَيْس قد دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون، والله أََعلم.