ظنــن
ظَنَّ(n. ac. ظَنّ)
a. Thought, believed, supposed, imagined.
b. see IV
أَــظْنَــنَa. Suspected, mistrusted, distrusted, thought ill
of.
تَــظَنَّــنَa. Thought, opined, formed an opinion.
b. see I (a)
إِظْتَنَنَ
(ظ)
a. see IV
ظَنّ
(pl.
ظُنُــوْن أَظَاْنِيْنُ)
a. Opinion, belief, view; supposition, conjecture;
thought, idea.
b. Probability.
ظَنِّــيّa. Conjectural.
ظِنَّــة
(pl.
ظِنَــن
ظَنَــاْئِنُ
46)
a. Suspicion.
مَــظْنِــنَة
(pl.
مَظَاْنِنُ)
a. Supposition; presumption.
ظَنِــيْنa. Suspected.
ظَنُــوْنa. Suspicious.
b. Unsuspicious, simple.
ظَنَّــاْنa. Conjecturer.
N. P.
ظَنــڤنَa. see 25b. ( pl.
مَــظْنُــوْنَات )
a. Probability.
هي جمع مَــظِنَّــةَ؛ وهي مَعْدِن الشيءِ. يقال: مَوضِع كذا مَــظِنَّــة من فلان،: أي مَعْلَم منه من قَولهم: ظَنَّ: أي عَلِم. قال النابِغَة:
* فإنَّ مَــظِنَّــةَ الجَهْل الشَّبابُ *
: أي مَوضِعه ومَعْدِنه ومَألَفه، والقِياس فَتْح الظَّاءِ وكأنَّ الهَاء جَوَّزت فيه الكَسْر: أي طَلَبَتْها حَيْث يُــظَنّ أَنّها حَلالٌ، وهو مَــظِنَّــة لكذا: أي حَرِىٌّ أن يكونَ موضِعَه، وهو مَــظِنَّــة أن يَفْعَل، وهي أيضا الوَقْت الذي يُــظَنُّ كَوْن الشَّىءِ فيه.
ظنــنت به الخير فكان عند ظنّــي. قال النابغة:
وه ساروا لحجر في خميسوكانوا يوم ذلك عند ظنــي وهو مــظنــة للخير، وهو من مظانه، وأنا كــظنــك إن فعلت كذا. قال امرؤ القيس الكندي:
أبلغ سبيعاً إن عرضت رسالة ... أني كــظنــك إن عشوت أمامي
وليس الأمر بالتــظنــي ولا بالتمنّي. ورجل ظنــين: متهم، وفيه ظنــة، وعنده ظنّــتي، وهو ظنّــتي أي موضع تهمتي. وبئر ظنــون: لا يوثق بمائها، ورجل ظنــون: لا يوثق بخيره، ودين ظنــون: لا يوثق بقضائه.
وَمِنْهُ الْمَــظِنَّــةُ بِكَسْرِ الظَّاءَ لِلْمَعْلَمِ وَهُوَ حَيْثُ يُعْلَمُ الشَّيْءُ قَالَ النَّابِغَةُ
فَإِنَّ مَــظِنَّــةَ الْجَهْلِ الشَّبَابُ
وَالْجَمْعُ الْمَظَانُّ قَالَ ابْنُ فَارِسٍ مَــظِنَّــةُ الشَّيْءِ مَوْضِعُهُ وَمَأْلَفُهُ وَالــظِّنَّــةُ بِالْكَسْرِ التُّهَمَةُ وَهِيَ اسْمٌ مِنْ ظَنَــنْتُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَيْضًا إذَا اتَّهَمْته فَهُوَ ظَنِــينٌ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَفِي السَّبْعَةِ {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} [التكوير: 24] أَيْ بِمُتَّهَمٍ وَأَــظْنَــنْتُ بِهِ النَّاسَ عَرَّضْتُهُ لِلتُّهَمَةِ.
وَمَا كلُّ من يــظَّنُّــني أَنا مُعْتِبٌ ... وَلَا كلُّ مَا يُروى عليَّ أقولُ
وَمِنْه قَول زُهَيْر: (الْبَسِيط)
هُوَ الجوادُ الَّذِي يُعطِيك نائله ... عَفْواً ويُظْلَمُ أَحْيَانًا فيَظَّلِمُ
إنّما هُوَ يَظْتَلِم وَأَبُو عُبَيْدَة يَرْوِيهَا: فينظلم بالنُّون] .
مثل الفُراتِيّ إِذا مَا جرى ... يَقذَف بالبوصي والماهرِ ... فالجُدّ الْبِئْر [الَّتِي -] تكون فِي الكلاِ والــظَّنــون الَّذِي لَا يدْرِي فِيهَا مَاء أم لَا. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه [أَنه -] من كَانَ لَهُ دَين عل النَّاس فَلَيْسَ عَلَيْهِ أَن يزكّيه حَتَّى يقبضهُ فَإِذا قَبضه زكّاه لما مضى وَإِن كَانَ لَا يرجوه. وَهَذَا يردّ قَول من قَالَ: إِنَّمَا زَكَاته على الَّذِي عَلَيْهِ المَال لِأَنَّهُ [هُوَ -] المنتفع بِهِ وَهُوَ شَيْء يرْوى عَن إِبْرَاهِيم وَالْعَمَل عندنَا على قَول عَليّ. فُقُر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام مَنْ أحبَّنا أهلَ الْبَيْت فليُعِدَّ لل
[الطَّوِيل]
لمَال الْمَرْء يصلحه فيغنى ... مفاقره أعف من القنوعِ
يَعْنِي مَسْأَلَة النَّاس. وَقَالَ عدي بْن زيد: [الطَّوِيل]
وَمَا خُنْت ذَا عهد وأبت بعهده ... وَلم أحرم الْمُضْطَر إِذْ جَاءَ قانعا
يَعْنِي سَائِلًا. وَيُقَال من هَذَا: قد قنع يقنع قنوعا وَأما القانع الراضي بِمَا أعطَاهُ اللَّه [عز وَجل -] فَلَيْسَ من ذَلِك يُقَال [مِنْهُ -] : قنعت أقنع قناعة فَهَذَا بِكَسْر النُّون وَذَلِكَ بِفَتْحِهَا وَذَلِكَ من القنوع وَهَذَا من القناعة.
(لأُصْبِحَنْ ظالِمًا حَرْبًا رَباعِيَة ... فاقْعُدْ لها ودَعَنْ عنكَ الأَظانِينَا) وقد يَجُوزُ أن تكون الأَظانِينُ جمعَ أُــظْنُــونَةٍ إِلاَّ أَنِّي لا أعْرِفُها وظَنَــنْتُ الشيءَ أظُنُّــه ظَنَــا واظَّنَــنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَــظَنَّــنْتُه وتَــظَنَّــيتُه عَلَى التَّحْوِيل قالَ
(كالذِّئْبِ وَسْطَ القُنَّهْ ... )
(إِلا تَرَهْ تَــظَنَّــهُ ... )
أراد تَــظَنَّــنَه ثم حوَّل إحدى النونين ياءً ثم حذف للجزم ويُرْوَى تَــظُنَّــهُ وقولُه تَرَهْ أرادَ إِلا تَرَ ثم بَيَّنَ الحركةَ في الوَقْفِ بالهاءِ فقالَ تَرَه ثم أَجْرَى الوَصْلَ مُجْرَى الوَقْفِ وحَكَى اللِّحْيانِيُّ عن بَنِي سُلَيْم لَقَدْ ظَنْــتُ ذلِك أي ظَنَــنْتُ فحَذَفُوا كما حَذَفُوا في ظَلْتُ ومَسْتُ وما أَحَسْتُ ذاك وهي سُلَمِيَّة قال سِيبَوَيْهِ أَمّا قَوْلُهم ظَنَــنْتُ بِه فمعناه جَعَلْتُه مَوْضِعَ ظَنِّــي ولَيْسَت الباءُ هنا بمَنْزِلَتِها في {وكفى بالله حسيبا} الأحزاب 39 إذ لَوْ كانَ ذلِكَ لم يَجُزِ السَّكْتُ عليه كأَنَّك قُلتَ ظَنَــنْتُ في الدّارِ ومثله شَكَكْتُ فيه وأَمّا ظَنَــنْتُ ذلِكَ فعَلَى المَصْدَرِ وظَنَــنْتُه ظَنّــا وَأَــظنَــنْتُه واظْنَــنْتُه اتَّهَمْتُه وهي الــظِّنَّــةُ والطِّنَّةُ قَلَبُوا الظّاءَ طاءً هاهُنا قَلْبَاً وإن لم يَكُنْ هُناك إدغامٌ لاعْتِيادِهِم اطَّنَّ ومُطَّنٌّ واطِّنانٌ كما حكاه سِيبَوَيْهِ من قولهم الدِّكْرُ حَمْلاً على ادَّكَرَ ورَجُلٌ ظَنِــينٌ مُتَّهَمٌ من قومٍ أَــظِنَّــاءُ بَيِّنِي الــظِّنَّــةِ والــظَّنَــانَةِ وقولُه تَعالَى {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِــظَنِــينٍ} التكوير أي بمُتَّهَمٍ والمَــظِنَّــةُ والمِــظَنَّــةُ حَيْثُ يُــظَنُّ الشَّيْءُ وإنه لَمِــظنَّــةٌ أن يَفْعَلَ كذا أي خَلِيقٌ من أَنْ يُــظَنَّ به فِعْلُهُ وكذلك الاثْنانِ والجميعُ والمُؤَنَّثُ عن اللِّحْيانِيِّ ونَظَرْتُ إلى أَــظَنِّــهِمْ أن يَفْعَلَ ذلك أي إلى أَخْلَقِهِم أَنْ أَــظُنَّ به ذلك وأَــظْنَــنْتُه الشيءَ أَوْهَمْتُه إِيّاه وأَــظْنَــنْتُ به النّاسَ عَرَّضْتُه للتُّهَمَةِ والــظِّنِــينُ المُعادِي لسُوءِ ظَنِّــه وسُوءِ الــظَّنِّ به والــظَّنُــونُ السَّيِّئُ الــظَّنِّ بكُلِّ أحدٍ والــظَّنِــينُ القَلِيلُ الخَيْرِ وقِيلَ هو الذي تسْأَلُه وتَــظُنُّ بهِ المَنْعَ فيكونُ كما ظَنَــنْتَ ورَجُلٌ ظَنُــونٌ لا يُوثَقُ بخَبَرِه قال زُهَيْرٌ
(ألا أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَنِي تَمِيمٍ ... وقد يَأْتِيكَ بالخَبَرِ الــظَّنُــونُ)
وبِئْرٌ ظَنُــونٌ قليلة الماء لا يوثق بمائها ومشرب ظنــون لا يُدْرَى اَبِهِ ماءٌ أم لا قال
(مُقَحّم السَّيْرِ ظَنُــونُ الشِّرْبِ ... )
ودَيْنٌ ظَنُــونٌ لا يَدْرِي صاحِبُه أَيَأْخُذُه أم لا وكُلُّ ما لا يُوثَقُ به فهو ظَنُــونٌ وظَنِــينٌ والــظَّنُــون التي لها شَرَفٌ تُتَزَوَّجُ طَمَعًا في وَلَدِها وقد أَسَنَّتْ سُمِّيتْ ظَنُــونًا لأَنَّ الولَدَ يُرْتَجَى منها وقولُ أَبِي بِلالِ بنِ مِرْداسِ بنِ أُدَيَّة وحَضَرَ جِنازَةً فلما دُفِنَتْ جَلَس على مكانٍ مُرْتَفِعٍ ثم تَنَفَّسَ الصُّعَداءَ فقالَ كُلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُــونٌ إلا القَتْلَ في سَبِيلِ الله لم يُفَسِّرِ ابنُ الأعرابِيِّ ظَنُــونّا هاهُنا وعندي أنَّها القَلِيلَةُ الخَيْرِ والجَدْوَى وطَلَبَه مَظَانَّةً أي لَيْلاً ونَهارًا
: ( {الــظَّنُّ: التَّرَدُّدُ الَّراجِحُ بَين طَرَفَي الاعْتِقادِ الغيرِ الجازِمِ) .
وَفِي المُحْكَم: هُوَ شَكٌّ ويَقِينٌ إلاَّ أَنه ليسَ بيَقِينِ عِيانٍ، إنَّما هُوَ يَقِينُ تَدَبُّرٍ، فَأَمَّا يَقِينُ العِيانِ فَلَا يُقالُ فِيهِ إلاَّ عَلَم.
وَفِي التَّهْذِيبِ؛ الــظَّنُّ: يَقِينٌ وشَكٌّ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدَةَ:
} ظَنِّــي بهم كعَسَى وهم بتَنُوفَةٍ يَتَنازَعُون جَوائِزَ الأَمْثالِيقولُ: اليَقِينُ مِنْهُم كعَسَى، وَعَسَى شَكّ.
وقالَ شَمِرٌ: قالَ أَبو عَمْرٍ و: مَعْناهُ مَا يُــظَنُّ بهم مِن الخيْرِ فَهُوَ واجِبٌ وعَسَى مِن اللهاِ واجِبٌ.
وقالَ المَناوِيُّ: الــظَّنُّ الاعْتِقادُ الراجِحُ احْتِمالِ النَّقِيضِ، ويُسْتَعْمل فِي اليَقِينِ والشَّكِّ.
وقالَ الرَّاغبُ: {الــظنُّ اسمٌ لمَا يَحْصَل مِن أَمارَةٍ، وَمَتى قَوِيَتْ أَدَّتْ إِلَى العِلْم، وَمَتى ضَعُفَتْ لم تُجاوِز حَدّ الوَهْمِ، وَمَتى قَوِي أَو تَصَوَّرَ بصورَةِ القَويّ اسْتعْمل مَعَه أنَّ المُشَدَّدَة أَو المُخَفَّفَة، وَمَتى ضَعُفَ اسْتُعْمل مَعَه أَن المُخْتصَّة بالمَعْدُومِين مِن القَوْلِ والفِعْل، وَهُوَ يكونُ اسْماً ومَصْدراً.
و (ج) الــظَّنِّ الَّذِي هُوَ الاسمُ: (} ظُنــونٌ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: { {وتــظُنُّــون بالّلهِ} الــظُّنُــونا} ؛ ( {وأَظانِينُ) ، على غيرِ القِياسِ؛ وأَنْشَدَ ابنُ الأعْرابيِّ:
لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعِيةًفاقْعُد لَهَا ودَعَنْ عَنْك} الأَظَانِينا قالَ ابنُ سِيْدَه: وَقد يكونُ {الأَظانِينُ جَمْعُ} أُــظْنُــونَةٍ إلاَّ أَني لَا أَعْرِفها.
وقالَ الجَوْهرِيُّ: {الــظَّنُّ: مَعْروفٌ، (وَقد يُوضَعُ مَوْضِعَ العِلْم) .
قالَ دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة:
فَقلت لَهُم ظُنُّــوا بألْفَيْ مُدَحَّجسَرَاتُهُمُ فِي الفارِسِيِّ المُسَرَّدِأَي اسْتَيْقِنُوا، وإنَّما يخوِّفُ عَدُوَّه باليَقِينِ لَا بالشَّكِّ.
وَفِي حدِيثِ أُسَيْد بن حُضَيْر: (} وظَنَــنَّا أَنْ لم يَجُدْ عَلَيْهِمَا) ، أَي عَلِمْنَا.
وَفِي حدِيثِ عُبَيدة، عَن أَنَس سَأَلْته عَن قوْلِه تعالَى: {أَو لامَسْتُم النِّساءَ} ، فأَشَارَ بيدِهِ! فــظَنَــنْتُ مَا قالَ أَي عَلِمْتُ.
وقالَ الرَّاغبُ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وظَنُّــوا أَنَّهم إِلَيْنَا لَا يرجعُون} أنَّه اسْتَعْمل فِيهِ الــظَّنّ، بمعْنَى العِلْم.
وَفِي البَصائِرِ: وَقد وَرَدَ الــظّنُّ فِي القُرْآن مُجْملاً على أَرْبَعةِ أَوْجهٍ: بمعْنَى اليَقِينِ، وبمعْنَى الشَّكّ، وبمعْنَى التّهْمةِ، وبمعْنَى الحسْبَان، ثمَّ ذَكَرَ الْآيَات.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللهاُ تعالَى: وحرر محشو البَيْضاوي والمُطَوَّل: أَنَّ الــظَّنَّ لَا يُسْتَعْمل بمعْنَى اليَقِين والعِلْم فيمَا يكونُ مَحْسوساً، وجَزَمَ أَقْوامٌ بأَنَّه مِن الأَضْدادِ كَمَا فِي شُرُوحِ الفَصِيح.
( {والــظِّنَّــةُ، بالكسْرِ: التُّهَمَةُ) ؛ وكذلِكَ الــظِّنَّــةُ، قَلَبُوا الظاءَ طاءً هُنَا قَلْباً وَإِن لم يكنْ هنالِكَ إدْغامٌ لاعْتِيادِهم اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ، (ج) } الــظِّنَــنُ، (كعِنَبٍ، و) مِنْهُ ( {الــظَّنــينُ: المُتَّهَمُ) ، وَمِنْه قُرِىءَ قوْلُه تعالَى: {وَمَا هُوَ على الغَيْبِ} بــظَنِــينٍ} ، أَي بمُتَّهَمٍ، يُرْوى ذلِكَ عَن عليَ رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ.
وقالَ المُبَرَّدُ: أَصْلُ الــظَّنِــين {المَــظْنُــون، وَهُوَ مِن} ظَنَــنْتُ الَّذِي يَتَعدَّى إِلَى مَفْعولٍ واحِدٍ، تقولُ: {ظَنَــنْتُ بزَيْدٍ} وظَنَــنْتُ زيْداً، أَي اتَّهَمْتُ؛ قالَ نهارُ بنُ تَوْسِعَةٍ:
فَلَا ويَمينُ اللهاِ لَا عَنْ جِنايةٍ هُجِرْتُ ولكِنَّ {الــظَّنِــينَ} ظَنِــين ُوفي الحدِيثِ: (لَا تجوزُ شهادَةُ {ظَنِــينٍ) ، أَي مُتَّهَم فِي دِينِه.
(} وأَــظَنَّــهُ) وأَطَنَّه: (اتَّهَمَهُ.
(وقوْلُ) محمدِ (بنِ سِيرينَ) ، رحِمَه الله تَعَالَى: (لم يكنْ عليٌّ {يُــظَّنُّ فِي قَتْلِ عُثْمانَ) ، وكانَ الَّذِي يُــظَّنُّ فِي قَتْلِه غيرِهِ، هُوَ (يُفْتَعَلُ مِن} تَــظَنَّــنَ فأُدْغِمَ) ، كَذَا فِي النُّسخِ، والصَّوابُ فِي العِبارَةِ يُفْتَعَلُ مِن الــظَّنِّ، وأَصْلُه {يُظْتَنُّ، فثُقِّلَتِ الظا مَعَ التاءِ فقُلِبَتْ ظاء (فشُدِّدَتْ حينَ) أُدْغِمَتْ، ويُرْوَى بالطاءِ المهْمَلَةِ وَقد تقدَّمَ، أَي لم يكنْ يُتَّهَمُ.
قالَ أَبو عُبَيْدٍ: (} والتَّــظَنِّــي: أعمالُ الــظَّنِّ، وأَصْلُه {التَّــظَنُّــنُ) فكَثرتِ النُّونات فقُلِبَتْ إحدَاهما ياءْ كَمَا قَالُوا قَصَّيْتُ أَظْفارِي والأَصْلُ قَصَّصْتُ، قالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ.
(و) الــظَّنُــونُ، (كصَبْورٍ: الَّرجلُ الضَّعيفُ) ؛ وَمِنْه قوْلُ بعضِ قُضَاعَةَ رُبَّما دَلَّكَ على الرّأْي الــظَّنُــونُ.
(و) قيلَ: الــظَّنُــونُ: (القَليلُ الحيلةِ.
(و) مِن النِّساءِ: (المرأَةُ لَهَا شَرَفٌ تَتَزَوَّجُ) طَمَعاً فِي ولدِها وَقد أَسَنَّتْ، سُمِّيت} ظَنُــوناً لأنَّ الولَدَ يُرْتَجى مِنْهَا.
(و) {الــظَّنُــونُ: (البِئْرُ لَا يُدْرَى أَفيها ماءٌ أَمْ لَا) ؛ وَمِنْه قوْلُ الأَعْشى:
مَا جُعِلَ الجُدُّ الــظَّنُــونُ الذيجُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِمِثْلَ الفُراتِيِّ إِذا مَا طَمايَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ (و) قيلَ: (القَليلةُ الماءِ) .
وقيلَ: هِيَ الَّتِي} يُــظَنُّ أنَّ فِيهَا مَاء.
وقيلَ: الَّتِي لَا يُوثَقُ بمائِها.
(و) {الــظَّنُــونُ (مِن الدُّيونِ: مَا لَا يُدْرَى أَيَقْضِيهِ آخِذُه أمْ لَا) كأَنَّه الَّذِي لَا يَرْجُوه؛ قالَهُ أَبو عُبَيْدٍ؛ وَمِنْه حدِيثُ عُمَرَ، رضِيَ اللهاُ تعالَى عَنهُ: (لَا زَكاةَ فِي الدَّيْنِ} الــظَّنُــونِ) .
( {} ومَــظِنَّــةُ الشَّيءِ، بكسْرِ الظَّاءِ: مَوْضِعٌ {يُــظَنُّ فِيهِ وُجودُه) .
وَفِي الصِّحاحِ: مَوْضِعُه ومَأْلَفُه الَّذِي يُــظَنُّ كَوْنه فِيهِ، والجَمْعُ} المَظانُّ.
يقالُ: موضِعُ كَذَا {مَــظِنَّــة مِن فلانٍ، أَي مُعْلَم مِنْهُ؛ قالَ النابغَةُ:
فإنْ يَكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً فإنَّ} مَــظِنَّــةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ (ويُرْوَى: السِّبَابُ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ الأصْمعيّ: أَنْشَدَني أَبو عُلْبة الفَزَارِيُّ بمَحْضَرٍ مِن خَلَفٍ الأحْمرِ:
فَإِن مَطِيّة الجَهْلِ الشَّبَاب لأنَّه يَسْتَوْطِئه كَمَا تُسْتَوْطأُ المَطِيَّةُ.
وقالَ ابنُ الأَثيرِ: {المَــظِنَّــةُ مَفْعِلَةٌ مِن} الــظَّنِّ بمعْنَى العِلْم، وَكَانَ القِياسُ فتْح الظاءِ وإنّما كُسِرَتْ لأَجْل الهاءِ.
( {وأَــظْنَــنْتُه: عَرَّضْتُهُ للتُّهَمَةِ) .
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
} اظْطَنَّ الشيءَ: {ظَنَّــه.
وحَكَى اللّحْيانيُّ عَن بَني سُلَيْم: لقد} ظَنْــتُ ذلِكَ، أَي {ظَنَــنْتُ ذلِكَ، فحذَفُوا كَمَا حَذَفُوا ظَلْتُ ومَسْتُ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وأَمَّا قوْلُهم:} ظَنَــنْتُ بِهِ فمعْناهُ جَعَلْته مَوْضِع ظَنِّــي، وأَمَّا ظَنَــنْتُ ذلِكَ فعَلَى المَصْدرِ، {وأَــظْنَــنْتُه: اتَّهَمْتُه.
} والــظِّنَــانَةُ، ككِتابَةٍ: التُّهَمَةُ.
{والأَــظِنَّــاءُ جَمْعُ} ظَنِــينٍ، {والــظَّنِــينُ: الضَّعيفُ، وَبِه فُسِّرت الآيَةُ أَيْضاً، أَي هُوَ مُحْتَمِلٌ لَهُ.
وتقولُ:} ظَنَــنْتُكَ زيْداً وظَنَــنْتُ زيْداً إيَّاك، تَضَعُ المُنْفَصِل موْضِعَ المُتَّصِل فِي الكِتابَةِ عَن الاسمِ والخبرِ لأنَّهما مُنْفَصِلان فِي الأَصْل، لأنَّهما مُبْتدأٌ وخبرُهُ.
{والمَــظَنَّــةُ بفتْح الظاءِ: لُغَةٌ فِي} المَــظِنّــة على القِياسِ، نَقَلَه ابنُ مالِكٍ وغيرُهُ. {والمِــظَنَّــةُ بكسْرِ المِيمِ لُغَةٌ ثالثَةٌ. ويقالُ: نَظَرْتُ إِلَى} أَــظَنِّــهم أَنْ يَفْعلَ ذلِكَ، أَي إِلَى أَخْلَقِهم أَن {أَــظُنَّ بِهِ ذلِكَ.
} وأَــظْنَــنْتُه الشيءَ: أَوْ هَمْتُه إيَّاه.
{وأَــظْنَــنْتُ بِهِ الناسَ: عَرَّضْتُه للتُّهَمَةِ.
} والــظَّنِــينُ: المُعادِي لسُوءِ ظَنِّــه وسُوءِ الــظَّنِّ بِهِ.
{والــظَّنُــونُ: الرجلُ السَّيِّءُ} الــظَّنِّ بكلِّ أَحدٍ.
{والــظَّنَّــانُ: الكثيرُ} الــظنــان السَّيِّئه {كالــظُّنَــنِ، بضمٍ ففتْحٍ.
وامْرأَةٌ} ظَنُــون: مُتَّهَمَةٌ فِي نَسَبِها.
ونَفْسٌ {ظنــاءُ: مُتَّهَمَةٌ.
وكلُّ مَنِيَّة} ظَنُــونٌ إلاَّ القَتْل فِي سَبِيلِ الّلهِ، أَي قَليلَةُ الخيْرِ والجَدْوَى.
ورجلٌ ظَنُــونٌ: قَليلُ الخَيْرِ.
{والــظَّنِــينُ: الَّذِي تَسْأَلُه وتَــظُنُّ بِهِ المَنْع فيكونُ كَمَا ظَنَــنْتَ.
ورجلٌ} ظَنُــونٌ: لَا يُوثَقُ بخبَرِهِ: قالَ زُهَيْرٌ:
أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بَني تَمِيمٍ وَقد يَأْتِيك بالخَبرِ الــظَّنُــونُوقالَ أَبو طالبٍ: الــظَّنُــونُ: المُتَّهَمُ فِي عَقْلِه، وكلُّ مَا لَا يُوثَقُ بِهِ مِن ماءٍ أَو غيرِهِ فَهُوَ {ظَنُــونٌ} وظَنِــينٌ.
وعِلْمُهُ بالشيءِ {ظَنُــونٌ: أَي لَا يُوثَقُ بِهِ؛ قالَ:
كصَخْرَةٍ إِذْ تُسائِلُ فِي مَرَاحٍ وَفِي حَزْمٍ وعِلْمُهما ظَنُــونُوالماءُ} الــظَّنُــونُ: الَّذِي تَتّهمُهُ ولسْت على ثقَةٍ مِنْهُ.
{والــظِّنَّــةُ، بالكسْرِ: القَليلُ مِن الشيءِ؛ قالَ أَوْس:
يَجُودُ ويُعْطِي المالَ من غير} ظِنَّــة ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ وطَلَبَهُ {مَظانَّةً: أَي لَيْلًا وَنَهَارًا.
وعنْدَه} ظِنَّــتِي، وَهُوَ {ظِنَّــتي أَي موْضِعُ تهمتِي.
} وظنّــةُ: قَبيلَةٌ مِنَ العَرَبِ، مِنْهَا: أَبو القاسِمِ تمامُ بنُ عبدِ الّلهِ بنِ المُظَفَّرِ بنِ عبدِ الّلهِ السرَّاج الدِّمَشْقيُّ مِن شيوخِ ابنِ عَسَاكِر، وَقد ذكر هَذِه النِّسْبة.
ظنــن: المحكم: الــظَّنُّ شك ويقين إلاَّ أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ، إنما هو
يقينُ تَدَبُّرٍ، فأَما يقين العِيَانِ فلا يقال فيه إلاَّ علم، وهو يكون
اسماً ومصدراً، وجمعُ الــظَّنِّ الذي هو الاسم ظُنُــون، وأَما قراءة من
قرأَ: وتَــظُنُّــونَ بالله الــظُّنُــونا، بالوقف وترك الوصل، فإِنما فعلوا ذلك
لأَن رؤُوس الآيات عندهم فواصل، ورؤُوس الآي وفواصلها يجري فيها ما يجري
في أَواخِرِ الأَبياتِ والفواصل، لأَنه إنما خوطب العرب بما يعقلونه في
الكلام المؤَلف، فيُدَلُّ بالوقف في هذه الأَشياء وزيادة الحروف فيها نحو
الــظُّنُــونا والسَّبيلا والرَّسولا، على أَنَّ ذلك الكلام قد تمَّ وانقطع،
وأَنَّ ما بعده مستأْنف، ويكرهون أَن يَصلُوا فيَدْعُوهم ذلك إلى مخالفة
المصحف. وأَظَانِينُ، على غير القياس؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
لأَصْبَحَنْ ظَالِماً حَرْباً رَباعيةً،
فاقْعُد لها ودَعَنْ عنك الأَظَانِينا
قال ابن سيده: وقد يجوز أَن يكون الأَظَانين جمع أُــظْنُــونة إلاَّ أَني
لا أَعرفها. التهذيب: الــظَّنُّ يقينٌ وشَكّ؛ وأَنشد أَبو عبيدة:
ظَنِّــي بهم كعَسَى، وهم بتَنُوفَةٍ
يَتَنازَعُون جَوائزَ الأَمْثالِ
يقول: اليقين منهم كعسى، وعسى شك؛ وقال شمر: قال أَبو عمرو معناه ما
يُــظَنُّ بهم من الخير فهو واجب وعسى من الله واجب. وفي التنزيل العزيز: إني
ظَنَــنْتُ أَني مُلاقٍ حِسَابيه؛ أَي علمت، وكذلك قوله عزَّ وجل: وظَنُّــوا
أَنهم قد كُذِّبُوا؛ أَي علموا، يعني الرسل، أَنَّ قومهم قد كذبوهم فلا
يصدقونهم، وهي قراءة أَبي عمرو وابن كثير ونافع وابن عامر بالتشديد، وبه
قرأَت عائشة وفسرته على ما ذكرناه. الجوهري: الــظن معروف، قال: وقد يوضع
موضع العلم، قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:
فقلت لهم: ظُنُّــوا بأَلْفَيْ مُدَجَّج،
سَرَاتُهُمُ في الفارِسِيِّ المُسَرِّدِ.
أَي اسْتَيْقِنُوا، وإِنما يخوِّف عدوّه باليقين لا بالشك. وفي الحديث:
إياكم والــظَّنَّ فإنَّ الــظَّنِّ أَكذبُ الحديث؛ أَراد الشكَّ يَعْرِضُ لك
في الشيء فتحققه وتحكم به، وقيل: أَراد إياكم وسوء الــظَّن وتحقيقَه دون
مبادي الــظُّنُــون التي لا تُمْلَكُ وخواطر القلوب التي لا تُدْفع؛ ومنه
الحديث: وإِذا ظَنَــنْتَ فلا تُحَقِّقْ؛ قال: وقد يجيء الــظَّن بمعنى العلم؛
وفي حديث أُسَيْد بن حُضَيْر: وظَنَــنَّا أَنْ لم يَجُدْ عليهما أَي
عَلِمْنا. وفي حديث عُبَيدة: قال أَنس سأَلته عن قوله تعالى: أَو لامَسْتُم
النساء؛ فأَشار بيده فــظَنَــنْتُ ما قال أَي علمت. وظَنَــنْتُ الشيءَ أَــظُنُّــه
ظَنّــاً واظَّنَــنْتُه واظْطَنَنْتُه وتَــظَنَّــنْته وتَــظَنَّــيْتُه على
التحويل؛ قال:
كالذِّئْبِ وَسْطَ العُنَّه،
إلاَّ تَرَهْ تَــظَنَّــهْ
أَراد تَــظَنَّــنْه، ثمَّ حَوَّلَ إِحدى النونين ياء، ثم حذف للجزم، ويروى
تَطَنَّه. وقوله: تَرَه أَراد إلاَّ تَرَ، ثم بيَّن الحركة في الوقف
بالهاء فقال تره، ثم أَجرى الوصل مجرى الوقف. وحكى اللحياني عن بني سُلَيْم:
لقد ظَنْــتُ ذلك أَي ظَنَــنْتُ، فحذفوا كما حذفوا ظَلْتُ ومَسْتُ وما
أَحَسْتُ ذاك، وهي سُلَمِيَّةٌ. قال سيبويه: أَما قولهم ظَنَــنْتُ به فمعناه
جعلته موضع ظَنِّــي، وليست الباء هنا بمنزلتها في: كفى بالله حسيباً، إذ لو
كان ذلك لم يجز السكت عليه كأَنك قلت ظَنَــنْتُ في الدار، ومثله شَككت
فيه، وأَما ظَنَــنْتُ ذلك فعلى المصدر. وظَنَــنْتُه ظَنّــاً وأَــظْنَــنْتُه
واظْطَنَنْتُه: اتَّهَمْتُه. والــظِّنَّــة: التُّهَمَة. ابن سيده: وهي
الــظِّنَّــة والطِّنَّة، قلبوا الظاء طاء ههنا قلباً، وإن لم يكن هنالك إدغام
لاعتيادهم اطَّنَّ ومُطَّنٌ واطِّنانٌ، كما حكاه سيبويه من قولهم الدِّكرَ،
حملاً على ادَّكَر. والــظَّنِــينُ: المُتَّهم الذي تُــظَنُّ به التهمة، ومصدره
الــظِّنَّــة، والجمع الــظِّنَــنُ؛ يقال منه: اظَّنَّــه واطَّنَّه، بالطاء
والظاء، إذا اتهمه. ورجل ظَنِــين: مُتَّهم من قوم أَــظِنَّــاء بَيِّنِي
الــظِّنَّــة والــظِّنَــانَةِ. وقوله عزَّ وجل: وما هو على الغَيْبِ بِــظَنِــينٍ، أَي
بمُتَّهَمٍ؛ وفي التهذيب: معناه ما هو على ما يُنْبِئُ عن الله من علم
الغيب بمتهم، قال: وهذا يروى عن علي، عليه السلام. وقال الفراء: ويقال وما
هو على الغيب بــظَنِــين أَي بضعيف، يقول: هو مُحْتَمِلٌ له، والعرب تقول
للرجل الضعيف أَو القليل الحيلة: هو ظَنُــون؛ قال: وسمعت بعضَ قُضَاعة يقول:
ربما دَلَّكَ على الرَّأْي الــظَّنُــونُ؛ يريد الضعيف من الرجال، فإِن يكن
معنى ظَنِــين ضعيفاً فهو كما قيل ماء شَروبٌ وشَرِيبٌ وقَرُوني وقَرِيني
وقَرُونَتي وقَرِينَتي، وهي النَّفْسُ والعَزِيمة. وقال ابن سيرين: ما
كان عليٌّ يُــظَّنُّ في قتل عثمان وكان الذي يُــظَّنُّ في قتله غيره؛ قال
أَبو عبيد: قوله يُــظَّنُّ يعني يُتَّهم، وأَصله من الــظَّنِّ، إنما هو
يُفْتَعل منه، وكان في الأَصل يُظْتَنُّ، فثقلت الظاء مع التاء فقلبت ظاء
معجمة، ثم أُدْغِمَتْ، ويروى بالطاء المهملة، وقد تقدَّم؛ وأَنشد:
وما كلُّ من يَــظَّنُّــني أَنا مُعْتِبٌ، ولا كُلُّ ما يُرْوى عَلَيَّ
أَقُولُ.
ومثله:
هو الجَوادُ الذي يُعْطِيك نائلَه
عَفْواً، ويُظْلَمُ أَحياناً فَيَظَّلِمُ.
كان في الأَصل فيَظْتَلِمُ، فقلبت التاء ظاء وأُدغمت في الظاء فشدّدت.
أَبو عبيدة: تَــظَنَّــيْت من ظَنــنْتُ، وأَصله تَــظَنَــنَّتْ، فكثرت النونات
فقلبت إحداها ياء كما قالو قَصَّيْتُ أَظفاري، والأَصل قصَّصتُ أَظفاري،
قال ابن بري: حكى ابن السكيت عن الفراء: ما كل من يَظْتَنُّنِي. وقال
المبرد: الــظَّنِــينُ المُتَّهَم، وأَصله المَــظْنُــون، وهو من ظَنَــنْتُ الذي
يَتَعَدَّى إلى مفعول واحد. تقول: ظَنَــنْتُ بزيد وظنــنت زيداً أَي اتَّهَمْتُ؛
وأَنشد لعبد الرحمن ابن حسان:
فلا ويَمينُ الله، لا عَنْ جِنايةٍ
هُجِرْتُ، ولكِنَّ الــظَّنِــينَ ظَنِــينُ.
ونسب ابن بري هذا البيت لنَهارِ بن تَوْسِعَة. وفي الحديث: لا تجوز
شهادة ظَنِــين أَي مُتَّهَم في دينه، فعيل بمعنى مفعول من الــظِّنَّــة
التُّهَمَةِ. وقوله في الحديث الآخَر: ولا ظَنِــينَ في وَلاءٍ، هو الذي ينتمي إلى
غير مواليه لا تقبل شهادته للتهمة. وتقول ظَنَــنْتُك زيداً وظَنَــنْتُ زيداً
إياك؛ تضع المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لأَنهما
منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبره. والمَــظِنَّــةُ والمِــظَنَّــة: بيتٌ
يُــظَنُّ فيه الشيء. وفلان مَــظِنَّــةٌ من كذا ومَئِنَّة أَي مَعْلَمٌ؛ وأَنشد
أَبو عبيد:
يَسِطُ البُيوتَ لكي يكونَ مَــظِنَّــةً،
من حيث تُوضعُ جَفْنَةُ المُسْتَرْفِدِ
الجوهري: مَــظِنَّــةُ الشيء مَوْضِعه ومأْلَفُه الذي يُــظَنُّ كونه فيه،
والجمع المَظانُّ. يقال: موضع كذا مَــظِنَّــة من فلان أَي مَعْلَم منه؛ قال
النابغة:
فإِنْ يكُ عامِرٌ قد قالَ جَهْلاً،
فإِنَّ مَــظِنَّــةَ الجَهْلِ الشَّبَابُ
ويروى: السِّبَابُ، ويروى: مَطِيَّة، قال ابن بري: قال الأَصمعي أَنشدني
أَبو عُلْبة بن أَبي عُلْبة الفَزارِي بمَحْضَرٍ من خَلَفٍ الأٍَحْمرِ:
فإِن مطية الجهل الشباب.
لأَنه يَسْتَوْطِئه كما تُسْتَوطأُ المَطِيَّةُ. وفي حديث صِلَةَ بن
أُشَيْمٍ: طلبتُ الدنيا من مَظانِّ حلالها؛ المَظانُّ جمع مَــظِنَّــة، بكسر
الظاء، وهي موضع الشيء ومَعْدِنه، مَفْعِلَةٌ من الــظن بمعنى العلم؛ قال ابن
الأَثير: وكان القياس فتح الظاء وإِنما كسرت لأَجل الهاء، المعنى طلبتها
في المواضع التي يعلم فيها الحلال. وفي الحديث: خير الناس رجلٌ يَطْلُبُ
الموتَ مَظَانَّهُ أَي مَعْدِنَه ومكانه المعروف به أَي إذا طُلِبَ وجد
فيه، واحدتها مَــظِنَّــة، بالكسر، وهي مَفْعِلَة من الــظَّنِّ أَي الموضع
الذي يُــظَّنُّ به الشيء؛ قال: ويجوز أَن تكون من الــظَّنِّ بمعنى العلم
والميم زائدة. وفي الحديث: فمن تَــظَنُّ أَي من تتهم، وأَصله تَظْتَنُّ من
الــظِّنَّــة التُّهَمَةِ، فأَدغم الظاء في التاء ثم أَبدل منها طاء مشدّدة كما
يقال مُطَّلِم في مُظَّلِم؛ قال ابن الأَثير: أَورده أَبو موسى في باب
الطاء وذكر أَن صاحب التتمة أَورده فيه لظاهر لفظه، قال: ولو روي بالظاء
المعجمة لجاز. يقال: مُطَّلِم ومُظَّلِم ومُظْطَلِم كما يقال مُدَّكر
ومُذَّكر ومُذْدَكر. وإنه لمَــظِنَّــةٌ أَن يفعل ذاك أَي خليق من أَن يُــظَنَّ
به فِعْلُه، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث؛ عن اللحياني. ونظرت إلى
أَــظَنّــهم أَن يفعل ذلك أَي إلى أَخْلَقِهم أَن أَــظُنَّ به ذلك. وأَــظْنَــنْتُه
الشيءَ: أَوْهَمْتُه إياه. وأَــظْنَــنْتُ به الناسَ: عَرَّضْتُه للتهمة.
والــظَّنِــينُ: المُعادِي لسوء ظَنِّــه وسُوءِ الــظَّنِّ به. والــظَّنُــونُ: الرجل
السَّيِّءِ الــظَّنِّ، وقيل: السَّيّءِ الــظَّنِّ بكل أَحد. وفي حديث عمر،
رضي الله عنه: احْتَجِزُوا من الناس بسوءِ الــظَّنِّ أَي لا تَثِقُوا بكل
أَحد فإِنه أَسلم لكم؛ ومنه قولهم: الحَزْمُ سُوءُ الــظَّنِّ. وفي حديث
علي، كرَّم الله وجهه: إن المؤمن لا يُمْسي ولا يُصْبِحُ إلاّع ونَفْسُه
ظَنُــونٌ
عنده أَي مُتَّهَمَة لديه. وفي حديث عبد الملك بن عُمَير: السَّوْآءُ
بنت السيد أَحَبُّ إليّ من الحسْناء بنت الــظَّنُــونِ أَي المُتَّهَمة.
والــظَّنُــونُ: الرجل القليل الخير. ابن سيده: الــظَّنــينُ القليل اليخر، وقيل: هو
الذي تسأعله وتَــظُنُّ به المنع فيكون كما ظَنَــنْتَ. ورجل ظَنُــونٌ: لا
يُوثَق بخبره؛ قال زهير:
أَلا أَبْلِغْ لدَيْكَ بني تَميمٍ،
وقد يأْتيك بالخَبَرِ الــظَّنُــونُ.
أَبو طالب: الــظَّنُــونُ المُتَّهَمُ في عقله، والــظَّنُــونُ كل ما لا
يُوثَقُ به من ماء أَو غيره. يقال: عِلْمُه بالشيء ظَنــونٌ إذا لم يوثق به؛
قال:
كصَخْرَةَ إِذ تُسائِلُ في مَرَاحٍ
وفي حَزْمٍ، وعَلْمُهما ظَنُــونُ
والماء الــظَّنُــونُ: الذي تتوهمه ولست على ثقة منه. والــظِّنَّــةُ: القليل
من الشيء، ومنه بئر ظَنُــون: قليلة الماء؛ قال أَوس بن حجر:
يَجُودُ ويُعْطِي المالَ من غير ظِنَّــة،
ويَحْطِمُ أَنْفَ الأَبْلَجِ المُتَظَلِّمِ.
وفي المحكم: بئر ظَنُــون قليلة الماء لا يوثق بمائها. وقال الأَعشى في
الــظَّنُــون، وهي البئر التي لا يُدْرَى أَفيها ماء أَم لا:
ما جُعِلَ الجُدُّ الــظَّنُــونُ الذي
جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِرِ
مِثْلَ الفُراتِيِّ، إذا ما طَما
يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِ
وفي الحديث: فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُــونه الماء
يَتَبَرَّضُه تَبَرُّضاً؛ الماء الــظَّنُــون: الذي تتوهمه ولست منه على ثقة، فعول
بمعنى مفعول، وهي البئر التي يُــظَنُّ أَن فيها ماء. وفي حديث شَهْرٍ:
حَجَّ رجلٌ فمرّ بماءِ ظَنُــونٍ، قال: وهو راجع إلى الــظَّنِّ والشك
والتُّهَمَةِ. ومَشْرَبٌ ظَنُــون: لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا؛ قال: مُقَحَّمُ
السَّيرِ ظَنُــونُ الشِّرْبِ ودَيْن ظَنُــون: لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم
لا: ما جُعِلَ الجُدُّ الــظَّنُــونُ الذي جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ
المَاطِرِ مِثْلَ الفُراتِيّ، إذا ما طَما يَقْذِفُ بالبُوصِيّ والماهِرِ. وفي
الحديث: فنزل على ثَمَدٍ بوادِي الحُدَيْبية ظَنُــونِ الماء يَتَبَرَّضه
تَبَرُّضاً؛ الماء الــظَّنُــون: الذي تتوهمه ولست منه على ثقة، فعول بمعنى
مفعول، وهي البئر التي يُــظَنُّ أَن فيها ماء. وفي حديث شَهْرٍ: حَجَّ رجلٌ
فمرّ بماء ظَنُــونٍ، قال: وهو راجع إلى الــظَّنِّ والشك والتُّهَمَةِ.
ومَشْرَبٌ ظَنُــون: لا يُدْرَى أَبِهِ ماء أَم لا؛ قال:
مُقَحَّمُ السَّيرِ ظَنُــونُ الشِّرْبِ.
ودَيْن ظَنُــون: لا يَدْرِي صاحبُه أَيأْخذه أَم لا. وكل ما لا يوثق به
فهو ظَنُــونٌ وظَنِــينٌ. وفي حديث علي، عليه السلام، أَنه قال: في الدَّيْنِ
الــظَّنُــونِ يزكيه لما مضى إذا قبضه؛ قال أَبو عبيد: الــظَّنُــون الذي لا
يدري صاحبه أَيَقْضيه الذي عليه الدين أَم لا، كأَنه الذي لا يرجوه. وفي
حديث عمر، رضي الله عنه: لا زكاة في الدَّيْنِ الــظَّنُــونِ؛ هو الذي لا
يدري صاحبه أَيصل إليه أم لا، وكذلك كل أَمر تُطالبه ولا تَدْرِي على أَيِّ
شيء أَنت منه فهو ظَنــونٌ. والتَّــظَنِّــي: إِعمال الــظَّنِّ، وأَصله
التَّــظَنُّــنُ، أُبدل من إحدى النونات ياء. والــظَّنُــون من النساء: التي لها شرف
تُتَزَوَّجُ طمعاً في ولدها وقد أَسَنَّتْ، سميت ظَنُــوناً لأَن الولد
يُرْتَجى منها.وقول أَبي بلال بنِ مِرْداسٍ وقد حضر جنازة فلما دفنت جلس على
مكان مرتفع ثم تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ وقال: كلُّ مَنِيَّةٍ ظَنُــونٌ إلا
القتلَ في سبيل الله؛ لم يفسر ابن الأَعرابي ظَنُــوناً ههنا، قال: وعندي
أَنها القليلة الخير والجَدْوَى. وطَلَبَه مَظانَّةً أَي ليلاً ونهاراً.
ظنَّ/ ظنَّ بـ ظَنَــنْتُ، يَــظُنّ، اظْنُــنْ/ ظُنَّ، ظَنًّــا، فهو ظانّ، والمفعول مَــظْنــون
• ظنَّ الشَّيءَ/ ظنَّ الأمرَ:
1 - علمَه بغير يقينٍ " {وَإِنْ هُمْ إلاَّ يَــظُنُّــونَ} " ° ظنَّ أنَّ: توهَّم، تخيَّل- فيما أظنُّ: فيما أرى.
2 - علِمَه واستيقَنه " {وَــظَنُّــوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إلاَّ إِلَيْهِ} ".
• ظنَّ الطَّالبَ مجتهدًا: فِعْلٌ ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، يدلّ على الشكّ أو الرُّجحان "ظنَــنْت الأمرَ يسيرًا".
• ظنَّ فلانًا/ ظنَّ بفلانٍ: اتَّهمه وجعله موضع ظنِّــه " {إِنَّ بَعْضَ الــظَّنِّ إِثْمٌ} " ° ظنَّ به الــظّنــون: ظَنَّ به شرًّا.
أظنَّ يُــظِنّ، أظْنِــنْ/ أظِنَّ، إظنــانًا، فهو مُــظِنّ، والمفعول مُــظَنّ
• أظنَّ فيه النَّاسَ: عرَّض نفسه لتهمتهم "أظنَّ فيه جيرانَه لسوء سلوكه".
• أظنَّ فلانًا: ظنَّــه؛ اتَّهمه وجعله موضع ظنِّــه.
• أظنَّــه الشَّيءَ: أوهمه إيّاه "أظنــنته بأنِّي آسف لفراقه".
تــظنَّــنَ/ تــظنَّــنَ بـ يتــظنَّــن، تَــظَنُّــنًا، فهو مُتــظنِّــن، والمفعول مُتــظنَّــن
• تــظنَّــن الأمرَ/ تــظنَّــن بالأمر: ظنَّــه؛ اعتقده، علمه بغير يقين "تــظنَّــن به الخيرَ".
ظِنــانة [مفرد]: تُهمة "حامت حول سلوكه ظِنــانة الرِّشوة".
ظَنّ [مفرد]: ج أظانين (لغير المصدر) وظُنــون (لغير المصدر):
1 - مصدر ظنَّ/ ظنَّ بـ.
2 - اعتقاد راجح مع احتمال النقيض، ويستعمل في الشكّ واليقين والعلم، وقيل لا يصل إلى مستوى العلم "أحسن الــظنّ به: كان له رأي حسن فيه- انتابته الــظّنــون والأوهامُ- ظنُّ العاقل خير من يقين الجاهل: دعوة للابتعاد عن رأي الجاهل- سوء الــظّنِّ عصمة [مثل]: يُضرب في شدة الحذر والتيقُّظ- حُسْنُ الــظَّنِّ وَرْطَة [مثل]: يُضرب في طيب القلب الزَّائد عن الحدّ- إِيَّاكُمْ وَالــظَّنَّ فَإِنَّ الــظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ [حديث]- {إِنَّ بَعْضَ الــظَّنِّ إِثْمٌ} " ° خابَ ظنُّــه: كذب ظنُّــه، أخطأ حَدْسه، حدث ما لم يكن يتوقَّعه من شخصٍ أو أمر- ظنًّــا منه أن: اعتقادًا منه أنَّ- ظنَّ به الــظّنــون: ظَنَّ به شرًّا- في أغْلَب الــظَّنّ/ في أكثر الــظَّنّ: على الأرجح.
3 - (سف) معرفة أدنى من اليقين، تحتمل الشكّ ولا تصل إلى مستوى العلم.
ظِنَّــة [مفرد]: ج ظِنَــن: تُهمة "وُجِّهت إليه ظِنَّــة ملفَّقة".
ظَنُــون [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من ظنَّ/ ظنَّ بـ: كثير الــظنّ "رجل ظنــون تعتريه الشكوك والأوهام: سيِّئ الــظّن بكلِّ إنسان" ° بئر ظَنُــون: لا يُعلم إن كان فيها ماء أم لا، قليلة الماء- دَيْن ظَنُــون: غير موثوق بقضائه.
2 - كلّ ما لا يوثق به "رجل ظَنُــون: مُتَّهم في عقله، أو في خيره".
ظَنــين [مفرد]: ج أظِنّــاءُ:
1 - من لا يوثق به "رجل ظنــين: معادًى؛ لسوء ظنِّــه وسوء الــظنّ به- ربّ مؤتَمَن ظنــين ومتَّهم أمين".
2 - متَّهم، تُلْقَى عليه شبهة اقتراف جريمة فيسأل عنها أمام القضاء "مثُل الــظنــينُ أمام القاضي".
مَظانُّ [جمع]: مف مَــظِنَّــة ومَــظَنَّــة
• مَظانُّ الشَّيء: المواضِع التي يرجَّح كونُه فيها "بحثت عن الكتاب المراد في مظانّه".
مَــظْنــونات [جمع]: مف مــظنــون
• المــظنــونات: (سف) آراء يقع التَّصديقُ بها لا على سبيل القطع، مع إمكان وقوع نقيضها.