Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ظاء

التضفير والتظفير

التضفير والتظفير
فأما (التضفير) بالضاد فمصدر ضفرته، بالتشديد، تضفيرا: وهو الإكثار من الضفر، والضفر معروف، تقول: ضفرت الشعر، بالتخفيف، والسير ونحوهما أضفره ضفرا فأنا ضافر وهما مضفوران. ومنه اشتقاق المضافرة: وهي المعاونة، لأن المتضافرين يشتمل بعضهم على بعض كاشتمال خصل الشعر بعضها على بعض. يقال تضافر القوم يتضافرون مضافرة وتضافرا فهم متضافرون. وفي خطبة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه: (يا عجبا من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم وفشلكم عن حقكم) معناه: من تعاونهم على الباطل. وأما (التظفير) بالــظاء فمصدر ظفره الله بعدوه تظفيرا. ورجل مظفر: صاحب دولة في الحرب. والظفر، بفتح الــظاء والفاء معا: الفوز. يقال: قد ظفر بعدوه وظفره أيضا مثل: لحق به ولحقه، واسم الفاعل منه: ظفر، قال العجير السلولي:
هو الظفرُ الميمونُ إن راحَ أو غدا ... به الركبُ والتلعابةُ المتحببُ
والظفر أيضاً ما اطمأن من الأرض وأنبت. والتظفير: غمز الظفر في تفاحة ونحوها. التقريض والتقريظ: فأما (التقريض) بالضاد فمصدر قرضه، بالتشديد تقريضاً، وهو الذم خاصة إذا بالغ في ثلبه وتمزيق عرضه، مأخوذ من: قرضت الشيء بالمقراض وقيل: يطلق على المدح والذم. قال الجوهري: يقال: فلان يقرض صاحبه إذا مدحها أو ذمه، وهما يتقارضان الخير والشر، قال الشاعر:
إنَ الغني أخو الغني وإنما ... يتقارضان ولا أخاً للمقترِ
وأما (التقريظ) بالــظاء فمدح الرجل بما فيه من الأخلاق الجميلة، يقال: قرظه تقريظا إذا مدحه وأثنى عليه بالثناء الحسن.

البض والبظ

البض والبظ
فأما (البض) بالضاد فرجل بض أي: رقيق الجلد مع بياض واكتناز لحم. وكذلك امرأة بضة. قال الراجز: كل رداح بضة بضاض وقال أبو بكر بن دريد: يقال: رجل بض بين البضاضة والبضوضة: إذ كان ناصع البياض في سمن، وأنشد لأوس بن حجر:
أبيضَ بضٍ عليه النورُ ... وفي ضبنهِ ثعلبٌ منكسر
وقال الأصمعي: البض الرخص الحسد وليس من البياض خاصة لكن من الرخوصة. يقال بضضت يا رجل بضضت بالفتح والكسر بضيضا. وبض الماء بضا: سال قليلا قليلا. وبض الحجر: إذا أخرج منه الماء قليلاً قليلاً شبه العرق، وكذلك كل شيء. ويقال في المثل: (فلان ما يبض حجره) أي: ما تندى صفاته. وينشد لرؤبة:
فقلتُ قولاً عربياً غضاً ... لو كانَ خرزاً في الكلى ما بضا
وقال الأخر:
يا عشمَ أدركني فإنَ ركيتي ... صلدتْ فأعيتْ أنْ تبضَ بمائها
وأما (البظ) بالــظاء فبظ الضارب أوتاره بظا: حركتها لتصوت. وبظ الرجل على كذا وكذا: ألح عليه، عن أبي عثمان السرقسطي في كتاب الأفعال البيض والبيظ: فأما (البيض) بالضاد فجمع بيضة، وهو للطائر والنمل. والبيض أيضا جمع بيضة الحديد، قال قتادة بن مسلمة الحنفي:
قومٌ إذا لبسوا الحديدَ كأنهمْ ... في البيضِ والحلقِ الدلاصِ نجومُ
والبيض جمع بيضة: وهي الأرض البيضاء الملساء، عن أبي بكر بن دريد. والبيض ورم في يد الفرس مثل النفخ والغدد، قال الأصمعي هو من العيوب الهينة. يقال باضت يد الفرس تبيض بيضا. وأما (البيظ) بالــظاء فزعموا أنه ماء الفحل. وقال أبو بكر بن دريد الأزدي: لا أدري ما صحته.

ظأَر

ظأَر
: (! الظِّئْرُ، بالكَسْرِ) مهمورا: (العاطفة تعلة ولد غَيرهَا) ، وَنَصّ الْمُحكم على غير وَلَدهَا (الْمُرضعَة فِي) ، وَنَصّ المحكنم: من (النَّاس وَغَيرهم) كَالْإِبِلِ، (للذّكر وَالْأُنْثَى) . (ج: {أَظْؤُرٌ) ، كَأَفْلُسٍ، (} وأَظْآرٌ) ، كأَبْيَارٍ، ( {وظُؤُورٌ) ، بالضَّمّ ممدوداً، (} وظُؤُورَةٌ) ، بزيادَة الهاءِ، كالفُحُولَةِ والبُعُولَة، ( {وظُؤَارٌ) كرُخَالٍ، وهاذه من الجَمْعِ العَزِيزِ، وقَرأْتُ بخطّ بعْضِ المُقَيِّدِينَ مَا نَصُّه:
مَا سَمِعْنَا كَلِماً غَيْرَ ثَمانٍ
هُنَّ جَمْعٌ وهْيَ فِي الوَزْنِ فُعَالُ
فتُؤَامٌ ودُرَابٌ وفُرَارٌ
وعُرَاقٌ وعُرَامٌ ورُخَالُ
} وظُؤَارٌ جمْعُ {ظِئْرٍ وبُسَاطٌ
جَمْعِ بُسْطٍ هاكذا فِيمَا يُقَالُ
(} وظُؤَرَةٌ) ، كهمزَة، وَهُوَ عِنْد سيبويهِ اسمٌ للْجمع كفُرْهَة لأَنَّ فِعْلاً لَيْسَ ممّا يُكَسَّر على فُعْلَة عِنْده.
وَقيل: جمْع {الظِّئْرِ من الإِبِلِ} ظُؤَارٌ، وَمن النساءِ {ظُؤُورَةٌ.
ناقَةٌ} ظَؤُورٌ: لازِمةٌ للفَصِيلِ أَو البَوِّ، وَقيل: معطُوفَةٌ على غَيرِ وَلدِهَا.
(و) قد ( {ظَأَرَهَا) عَلَيْهِ (كمَنَعَ) } يَظْأَرُهَا ( {ظَأْراً) ، بالفَتْح (} وظِئَاراً) ككِتَابٍ، أَي عَطَفَها.
( {وأَظْأَرَهَا، وظَاءَــرَها) من بَاب الإِفْعَال والمُفَاعَلَة، (} فَظَأَرَت) هِيَ، أَي عَطَفَتْ على البَوِّ، يَتَعدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، (و) كذالك ( {اظَّاءَــرَتْ) ، مُشَدَّداً ممدوداً، كَذَا هُوَ فِي نسختنا، أَو} اظَّأَرَتْ على افْتَعَلَتْ ولعلّه الصّواب.
(وَهِي {الظُّؤْورَة) ، بالضَّمّ مَمْدُوداً، وتَفْسِيرُ يَعقُوبَ لقَوْلِ رُؤْبَةَ:
إِنّ تَمِيماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعَا
بأَنّهُ لم يُدْفَع إِلى الظُّؤُورَةِ، يجوز أَن تكون الظُّؤُورَةُ هُنَا مَصدراً، وأَن تكون جَمعَ} ظِئْرٍ، كَمَا قالُوا الفُحُولَة والبُعُولَة.
(وبَيْنَهُمَا! مُــظَاءَــرَةٌ، أَي كُلّ) واحِدٍ (منهُمَا ظِئْرُ صاحِبِه) . ( {وظَاءَــرَتْ) ، المرأَةُ، بِوَزْن فاعَلَتْ: (اتّخَذَتْ وَلَداً تُرْضِعُه) .
(} واظَّأَرَ لوَلَدِه {ظِئْراً) على افتعل، أُدْغِمَت التَّاءُ فِي بَاب الافتعال، فحُوِّلت ظاءً؛ لأَن الــظّاءَ من فِخَامِ حُروفِ الشَّجْرِ الَّتِي قَرُبَتْ مَخَارِجُهَا من التَّاءِ، فضَمّوا إِليها حَرْفاً فَخْماً مِثلَهَا؛ ليَكُون أَيسرَ على اللِّسَان؛ لتَبايُن مَدْرَجةِ الحُرُوف الفِخام من مَدارِج الحُرُوف الفُخْتِ أَي (اتَّخَذَهَا) وَفِي بعض النُّسخ: اضْطَأَر بدل} اظَّأَرَ.
(و) فِي الْمُحكم: وَقَالُوا: (الطَّعْنُ: ظِئَارُ قَوْمٍ) ، مُشْتَقٌّ من النَّاقَة يُؤَخَذُ عَنْهَا وَلدُها {فتُظْأَرُ عَلَيْهِ، إِذا عَطَفُوهَا عَلَيْهِ فتُحِبّه وتَرْأَمُه، (أَي يَعْطِفُهُم على الصُّلْحِ) ، يَقُول (فَأَخِفْهُمْ) إِخافَةً (حتّى يُحِبُّوكَ) .
قَالَ أَبو عُبَيْد: من أَمثالِهِم فِي الإِعطاءِ من الخَوْفِ قولَهُم: (الطَّعْنُ} يَظْأَرُ) ، أَي يَعْطِف على الصُّلْح، يَقُول: إِذا خَافَكَ أَن تَطْعَنَه فتَقْتُلَه عَطَفَه ذالك عليكَ، فجَادَ بمالِه للخَوْفِ حينئذٍ.
(وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ: الطَّعْنُ {يَظْأَرُه. سَهْوٌ، والصوابُ} يَظْأَرُ، أَي يَعْطِفُ على الصُّلْحِ) . قلْت: ومثلُه فِي كِتَابِ الأَبْنِيَةِ لابنِ القَطّاع.
وَقَالَ البَدْرُ القَرَافِيّ: غايتُه أَنّه صرّحَ بالمفعول، ومثلُ ذالك لَا يُعَدُّ غَلَطاً؛ لأَنه مفهومٌ من المعنَى، وَهُوَ جائزٌ، كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} (صلله: 32) ، أَي الشمسُ، انتَهى، ونقلَه شَيخنَا، وَقَالَ: قيل عَلَيْهِ: لَا يَخفَى أَنه يَلزَمُ تَغَيُّرُ المَثَلِ، ولعلّه عَدَّ ذالك غَلَطاً، فتأَمَّلْ. قلْت: إِنْ كَانَت رِوَايَةُ الجَوْهَرِيّ على مَا أَورَدَ فَلَا سَهْوَ وَلَا غَلَطَ. انْتهى. قلْت: وَالَّذِي فِي الصّحاح: الطَّعْنُ! يُظْئِرُهُ، من بَاب الإِفعال، أَي يَعطِفُه على الصُّلح، وَالَّذِي قَالَه أَبو عُبَيْد: الطَّعْنُ {يَظْأَرُ، من بَاب منع، أَي يَعْطِفُ على الصُّلحِ، وَلَا يَخْفَى أَن معناهُما واحدٌ، بقيَ الكلامُ فِي نصِّ الْمثل، فالجَوْهَرِيّ ثِقَةٌ فِيمَا يَنقلُهُ عَن العربِ، فَلَا يُقَال فِي حقِّ مثله: إِنّ مَا قَالَه سَهْوٌ أَو غلطٌ، فتأَمَّلْ يظْهَرْ لَك.
(وَا} لظُّؤَارُ) ، كغُرَابٍ: (الأَثَافِيُّ) ، وَهُوَ مَجاز، شُبِّهَت بالإِبلِ؛ لتَعَطُّفِها حَوْلَ الرَّمَادِ، قَالَ:
سُفْعاً ظُؤَاراً حَوْلَ أَوْرَقَ جاثِمٍ
لَعِبَ الرِّيَاحِ بتُرْبهِ أَحْوَالا
(و) من المَجَاز ( {- ظَاءَــرَنِي علَى الأَمْرِ) } مُــظَاءَــرَةً: (رَاوَدَنِي) وَلم يَكُنْ فِي بالِي، (أَو أَكْرَهَنِي) عَلَيْهِ وَكنت أَأْباه، وَيُقَال: مَا {- ظَاءَــرَنِي عَلَيْهِ غيرُك.
(} والظِّئْرُ) ، بِالْكَسْرِ: (رُكْنٌ للقَصْرِ) .
(و) {الظِّئْرُ، أَيضاً: (الدِّعَامَةُ) تُبْنَى (إِلى جَنْبِ حائِطٍ؛ ليُدْغَمَ عَلَيْهَا) ، وَهِي} الظِّئْرَةُ، وَقد تقدّم فِي طبر، أَن الطِّبْرَ رُكنُ القَصْرِ، ونَبَّهنا هُنَالك أَنه تَصحيفٌ، وكأَنّ المصنِّفَ تَبِع الصاغانيّ، فإِنّه ذَكَرَه فِي المحلَّيْنِ من غير تَنْبِيه، والصوابُ ذِكْرُه هُنَا، كَمَا فَعَلَه ابنُ مَنْظُور وَغَيره.
( {والظُّؤْرَى) ، مَضمومٌ مقصورٌ: (البَقَرَةُ الضَّبِعَةُ) ، قَالَ الأَزهريّ: قرأْتُ بخطِّ أَبِي الهَيْثَمِ لأَبِي حاتمٍ فِي بَاب البَقَر: قَالَ الطّائِفِيُّون: إِذَا أَرادَت البَقَرَةُ الفَحْلَ فَهِيَ ضَبِعَةٌ كالنّاقَةِ، وَهِي} ظُؤْرَى، قا: وَلَا فِعْلَ {للظُّؤْرَى.
(و) قَالَ أَبو مَنْصُور: قَرَأْتُ فِي بعضِ الكُتُبِ: (} اسْتَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ) ، بالــظَّاءِ، أَي أَجْعَلَتْ و (اسْتَحْرَمَتْ) ، وَقَالَ أَيضاً: ورَوَى لنا المُنْذِرِيّ فِي كتاب الفُرُوقِ: اسْتَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ، إِذا هَاجَتح، فَهِيَ! مُسْتَظْئِرٌ، وأَنَا واقِف فِي هاذا. ( {والظِّئارُ) ، بِالْكَسْرِ: (أَنْ تُعَالَجَ الناقَةُ بالغِمَامَةِ فِي أَنْفِهَا، كي} تَظْأَرَ) عَلَى وَلَدِ غيرِهَا، وذالك أَن يُسَدَّ أَنفُهَا وعَيْنَاهَا، وتُدَسَّ دُرْجَةٌ من الخِرَق مَجْمُوعَةٌ فِي رَحِمِها، ويَخُلُّوه بخِلاَلَيْنِ، وتُجَلَّلَ بغِمَامَة تَسْتُرُ رَأْسَها وتُتْرَكَ كذالك حَتَّى تَغُمَّها، وتَظُنّ أَنّها قد مَخِضَتْ للوِلادَةِ، ثمَّ تُنْزَع الدُّرْجَة من حَيَائِهَا، ويَدْنُو حُوَارُ نَاقَةِ أُخْرَى مِنْهَا قد لُوِّثَتْ رَأْسهُ وجِلْدُه بِمَا خَرَجَ مَعَ الدُّرْجَة من أَذَى الرَّحِم، ثمَّ يَفْتَحون أَنفَها وعيْنَيْهَا، فإِذَا رَأَت الحُوَارَ وشَمَّتْه ظَنَّتْ أَنّهَا وَلَدَتْهُ إِذا شَافَتْه فتَدِرّ عَلَيْهِ وتَرْأَمُه، وإِذَا دُسَّت الدُّرْجَةُ فِي رَحِمِها ضُمَّ مَا بينَ شُفْرَيْ حَيَائِها بسَيْر، وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن ابنِ عُمَرَ: أَنَّهُ اشْتَرَى ناقَةً فرأَى فيهَا تَشْرِيمَ {الظِّئارِ، فرَدَّهَا. أَراد بالتَّشْرِيمِ مَا تَخَرّقَ من شُفْرَيْها، قَالَ الشَّاعِر:
وَلم تجْعَلْ لَهَا دُرَج} الظِّئَارِ
(و) من المَجَاز قَالَ الأَصْمَعِيّ: (عَدْوٌ {ظَأْرٌ، أَي مِثْلُه مَعْه) ، هاكذا بفتْح العَيْن وَسُكُون الدَّال على الصَّواب، وَفِي سَائِر النُّسخ: (عَدُوٌّ) بِضَم الدّال وتشدِيدِ الْوَاو، وَهُوَ خَطأٌ، ورَأَيْتُه فِي التكملة أَيضاً بتشدِيد الواوِ، وَمِمَّا اسْتُدَلَّيْتُ بِهِ على صِحّة مَا ضَبَطْتُه قَوْلُ الأَرْقَط يصف حُمُراً:
والشَّدُّ تارَاتٍ وعَدْوٌ} ظَأْرُ
أَراد عندهَا صَوْنٌ من العَدْوِ لم تَبْذِلْه كلَّه.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ أَيضاً: وكُلُّ شَيْءٍ مَعَ شَيْءٍ مثلِه فَهُوَ ظَأْرٌ.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: {ظَأَرَ عَلَى عَدُوّهِ: كَرّ عَلَيْهِ.
وممّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
نَاقَةٌ} مَظْؤُورَةٌ! وظَؤُورٌ: عُطِفَتْ على غَيْرِ وَلَدِهَا، وَيُقَال لأَبِ الوَلَدِ لصُلْبِه: هُوَ {مُظائِرٌ لتلْكَ المرأَةِ.
وَيُقَال:} - ظَأَرَنِي فُلانٌ على أَمْرِ كَذَا، {- وأَظْأَرَنِي} - وظَاءَــرَنِي، على فَاَعلَنَى: عَطَفَنِي.
ويُقَال {للظِّئْرِ:} ظَؤُورٌ، فَعُولٌ بمعنَى مَفْعُولٍ، وَفِي حَدِيث عليَ رَضِي الله عَنهُ: ( {أَظْأَرُكُمُ إِلى الحَقّ وأَنتم تَفِرُّونَ مِنْهُ) ، أَي أَعطِفُكُم.
} والمُــظَاءَــرَةُ: {الظِّئَارُ، يُقَال:} ظاءَــرَ. قَالَ شَمرٌ: هاذا هُوَ الْمَعْرُوف فِي كلامِ العَرَبِ، وجاءَ فِي حَدِيث عُمَر: (أَنّه كَتَبَ إِلى هُنَيّ، وَهُوَ فِي نَعَمِ الصَّدَقَةِ أَنْ ظَاوِرْ) .
وَعَن ابنِ الأَعرابيّ: {الظُّؤُورَةُ بالضَّمِّ: الدّايةُ،} والظُّؤُورَةُ: الرَّضَعَةُ مثل العُمُومَة والخُؤولَة والأَبُوّة والأُمُومَة والذُّكُورَة.
وأَبو عُثْمَانَ مُسْلِمُ بنُ يَسَارٍ {- الظِّئْرِيّ: رَضِيعُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ، رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ فِي الاستشارة. كَذَا ذكَرَه ابنُ نُقْطَة، وَزعم أَنّه رَآهُ بخطّ أَبي يَعْلَى بن زوْجِ الحُرَّة فِي الجُزْءِ التَّاسِع من حَدِيث المخلص، قَالَ الحافظُ بنُ حَجَر: وهاذا تصحيفٌ وَالصَّوَاب الطّنْبُذِيّ، بضمّ الطاءِ وَسُكُون النُّون وضمّ الْمُوَحدَة وإِعجامِ الذَّال، وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَن أَبي هُرَيْرَةَ فِي الاسْتِشَارَة، وَعنهُ بَكْرُ بنُ عَمْرو قَالَ: وكأَنَّه لمّا رأَى ذِكْرَ الرَّضَاعَةَ قَوِيَ عِنْده صِحَّةُ النُّسْخَةِ المُصَحَّفَةِ. وَالله أَعلم.
} وظِئْرٌ: وادٍ بالحِجَاز فِي أَرْض مُزَيْنَةَ أَو مُصاقِبٌ لَهَا، ذَكَرَه أَبو عُبَيْدٍ.
وَمِمَّا يُستدرك عَلَيْهِ:

فظع

باب العين والــظاء والفاء معهما يستعمل من وجوهها ف ظ ع فقط

فظع: فَظُعَ الأمر يَفْظُعُ فَظاعةً. وأَفْظَعَ إفْظاعاً. وأمرٌ فظيع، أي: عظيم. وأفظعني هذا الأمرُ وفَظِعْتُ به: واستفظعته رأيتُه فظيعاً. وأفْظَعْتُه أيضاً. 
(فظع) الْأَمر جعله فظيعا
(فظع)
بِالْأَمر فظعا وفظاعة استعظمه وهاله وَيُقَال فظع مِنْهُ

(فظع) الْأَمر فظاعة اشتدت شناعته
فظع
فَظُعَ الأمْرُ فَظَاعَةً، وأفْظَعَ أيضاً. وفَظِعْتُ به واسْتَفْظَعْتُه وأفْظَعْتُه وتَفَظَّعْتُه: وجَدْته فظيعاً. وأفْظَعَني هذا الأمْرُ وفُظِعْتُ به. والفَظِيْعُ: الماءُ العَذْب. وفَظِعْتُ بكذا: ضِقْتَ ذَرْعاً به.
ف ظ ع : فَظُعَ الْأَمْرُ فَظَاعَةً جَاوَزَ الْحَدَّ فِي الْقُبْحِ فَهُوَ فَظِيعٌ وَأَفْظَعَ إفْظَاعًا فَهُوَ مُفْظِعٌ مِثْلُهُ وَأُفْظِعَ الرَّجُلُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ شَدِيدٌ. 
ف ظ ع: (فَظُعَ) الْأَمْرُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (فَظِيعٌ) أَيْ شَدِيدٌ شَنِيعٌ جَاوَزَ الْمِقْدَارَ. وَكَذَا (أَفْظَعَ) الْأَمْرُ فَهُوَ (مُفْظِعٌ) . وَ (أَفْظَعَ) الشَّيْءَ وَ (اسْتَفْظَعَهُ) وَجَدَهُ فَظِيعًا. 
[فظع] فَظُعَ الأمرُ بالضم فَظاعَةً فهو فَظيعٌ، أي شديدٌ شنيعٌ جاوز المقدار. وكذلك أفْظَعَ الأمر فهو مُفْظِعٌ. وأُفْظِعَ الرجلُ على ما لم يُسَمَّ فاعله، أي نزل به أمر عظيم، ومنه قول لبيد: وهُمُ السُعاةُ إذا العَشيرةُ أُفْظِعَتْ * وهُمُ فَوارسها وهُمْ حكامها * وأفظعت الشئ واستفظعته، أي وجدته فظيعا.
فظع: استفظع الشيء: رآه كريها، ممقوتا، شائنا، مخزيا. (معجم البلاذري). استفظع: اشمأز من (فوك).
فظيع: مر، حاد، أليم. وجمعه فظاع (فوك). ولا أدري كيف تدل كلمة فطيع على هذا المعنى.
فظيع: قاس، فظ، أليم. (المعجم اللاتيني- العربي) وفيه فضيع (كذا).
فظيع: نتن، عفن، آسن. (معجم الإدريسي).
فظاعة: مرارة. (فوك).
فظاعة الحدبان: أقبح الحدبان جمع احدب وهو الذي في ظهره نتوء. (ألف برسل 2: 58، 68).
ف ظ ع

ما أفظع هذا الخطب، وقد فظع فظاعة، وأفظعني فهو فظيع ومفظع، وسمعت بذلك فأفظعته واستفظعته وتفظّعته، وفظعت به. قال الأحوص:

أحموا على عاشق زيارته ... فهو بهجران بينهم فظع وأصله: من فظع فظعاً إذا امتلأ امتلاء شديداً. قال أبو وجزة:

ترى العلافيّ منها موفداً فظعاً ... إذا احزألّ به من ظهرها فقر

فظع


فَظِعَ(n. ac. فَظَع
فَظَاْعَة)
a. Found, considered difficult, hard, trying, beyond his
power.
b. [Bi], Was incapable of, unable to accomplish. _ast;

فَظُعَ(n. ac. فَظَاْعَة)
a. Was hard, difficult, trying
distressing.
b. Was bad, foul, abominable; was ugly, hideous
horrid.

فَظَّعَa. Described, represented as difficult; brought out the
difficulties of.

أَفْظَعَa. see I (a)
& (فَظُعَ) (a), (b).
d. [pass.], Was in difficulty, distress.
تَفَظَّعَa. see I (a)
& X (b).
إِسْتَفْظَعَa. see I (a)b. Considered ugly, hideous, abominable.

فَظِعa. see 25 (b)b. Full.

فَظَاْعَةa. Ugliness, hideousness, repulsiveness
horridness.
b. Great difficulty.

فَظِيْعa. Ugly, bideous, repulsive.
b. Hard, difficult; critical.
c. Limpid (water).
N. Ag.
أَفْظَعَa. see 25 (a) (b).
(فظع) - في الحديث: "لَمْ أَرَ مَنظرًا كاليوم أَفْظَع"
يُحتَمل أن يكون بمعنى الفَظِيع: أي لَم أَرَ منظرًا فَظِيعا كاليوم. ويُحتَمل أن يُضمِرَ فيه كلمة منه؛ كأنه قال: لم أَرَ أَفظع منه، وهو كَلامُ العَرَب.
وقد أَفظَع الأَمرُ وفَظُع: اشتَدَّ وعَظُم، واستَفْظَعتُه وأَفظَعتُه وتَفَظَّعته: استَعْظَمْتُه ووجَدتُه فِظِيعًا.
وأَفظَعنِي الأَمرُ: أي تَعاظَمَنِي، ومِثلُه فُظِعْت به، وفَظِعْت به: أي ضِقتُ به ذَرْعًا.
- ومنه الحَدِيثُ: "لَمَّا أُسْرِىَ بي وأَصبحْتُ بمَكَّةَ فَظِعْت بأَمرِي" وذلك إذا عَظُم، وهَابَه صاحِبُه وفَزِع منه.
[فظع] فيه: لا تحل المسألة إلا لذي غرم "مفظع"، هو الشديد الشنيع. ومنه: لم أر منظرا كاليوم "أفظع"، أي لم أر منظرا فظيعا كاليوم، وقيل: أراد لم أر منظرا أفظع منه. ك: أي ما رأيت كمنظر اليوم منظرا. نه: ومنه: لما أسري بي وأصبحت بمكة "فظعت" بأمري، أي اشتد عليّ وهِبته. ومنه: وضع في يدي سواران "ففظعتهما"، روى متعديا حملا على المعنى لأنه بمعنى: أكبرتهما وخفتهما، والمعروف: فظعت به أو منه. ك: هو بكسر ظاء معجمة، أي استعظمت أمرهما. ش: فظع -بالضم فهو فظيع، أي شديد شنيع، وكذا أفظع فهو مفظع. نه: ومنه: ما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر "يفظعنا" إلا أسهل بنا، أي يوقعنا في أمر فظيع شديد. ك: يفظعنا - بفتح ياء وضمها، أي يخوفنا ويشق علينا، وأسهلن - أي أفضت السيوف متلبسة بنا منتهية إلى أمر عرفنا حاله ومآله إلا هذا الأمر أي القتال مع معاوية في صفين فإنه لا يسهل.

فظع: فَظُعَ الأَمرُ، بالضم، يَفْظُعُ فَظاعةً، بالضم، فهو فَظىِيعٌ

وفَظِعٌ؛ الأَخيرة على النسب، وأَفْظَعَ الأَمرُ: اشتَدَّ وشَنُعَ وجاوز

المِقدارَ وبَرَّحَ، فهو مُفْظِعٌ. وفي الحديث: لا تحل المسأَلة إلاَّ لِذِي

غُرْمٍ مُفْظِعٍ؛ المُفْظِعُ: الشديدُ الشنِيعُ. وفي الحديث: لم أَرَ

مَنْظَراً كاليوم أَفْظَعَ أَي لم أَر منظراً فَظِيعاً كاليوم، وقيل:

أَراد لم أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ منه فحذفها وهو في كلام العرب كثير. وفي

حديث سهل بن حُنَيْفٍ: ما وَضَعْنا سيوفنا على عواتقنا إلى أَمر يُفْظِعُنا

إلاَّ أَسهلَ بنا؛ يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا في أَمر فَظِيعٍ شديد.

وأُفْظِعُ الرجلُ، على ما لم يسمَّ فاعلُه، أَي نزَل به أَمْرٌ عظيم؛ ومنه قول

لبيد:

وهُمُ السُّعاةُ، إذا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ،

وهُمُ فَوارِسُها ، وهم حُكَّامُها

وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ به فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه

وأَفْظَعَه: رآه فَظِيعاً؛ وقوله أَنشده المبرد:

قد عِشْتُ في الناسِ أَطْواراً على خُلُقٍ

شَتّىً، وقاسَيْتُ فيه اللِّين والفَظَعا

يكون الفَظَعُ مصدر فَظِعَ به، وقد يكون مصدر فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً

إِلاَّ أَني لم أَسمع الفَظَعَ إلاَّ هنا. قال أَبو زيد: فَظِعْتُ بالأَمر

أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فلم تَثِق بأَن تُطِيقَه. وفي

الحديث: لما أُسري بي وأَصبحت بمكة فَظِعْتُ بأُمري أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته؛

ومنه الحديث: أُرِيتُ أَنه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ من ذهب

فَفَظِعْتُهُما، هكذا روي متعدياً حملاً على المعنى لأَنه بمعنى أَكْبَرْتهما

وخِفْتهما، والمعروف فَظِعْتُ به أَو منه؛ وقول أَبي وجزة:

تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوافِداً فَظِعاً،

إِذا احْزَأَلَّ به من ظَهْرِها فِقَرُ

قال فَظِعاً أَي مَلآنَ. وقد فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ. والفَظِيعُ:

الماءُ العذبُ. والماءُ الفَظِيعُ: هو الماءُ الزُّلالُ الصَّافي، وضده

المُضاضُ، وهو الشديد المُلُوحةِ؛ قال الشاعر:

يَردْنَ بُحُوزاً ما يَمِدُّ جِمامَها

أَتيُّ عُيُونٍ، ماؤُهُنَّ فَظِيعُ

فظع
فظُعَ يَفظُع، فَظاعةً، فهو فَظيع
• فظُع الأمرُ: اشتدَّت شناعته، جاوز الحدّ في القبح "فظُع الحادث- فظُعت الجريمة- تحدَّثت وكالات الأنباء عن فظاعة هذه الجريمة- شاهدت جريمة فظيعة في التليفزيون- قال له كلامًا فظيعًا تقشعرّ منه الأبدان". 

فظِعَ بـ/ فظِعَ من يَفظَع، فَظَعًا وفظاعةً، فهو فظيع، والمفعول مَفْظُوع به
• فظِع بالأمر/ فظِع من الأمر: هاله واستعظمه "فظِع بما رأى من كارثة الفيضانات- فظِع من هول ما تعرَّضت له المدينة من قصف مدمِّر". 

أفظعَ يُفظع، إفظاعًا، فهو مُفظِع، والمفعول مُفظَع
• أفظعَه الأمرُ: هاله، أخافه "أفظعه مشهد الجريمة- أفظعته الحادثة". 

استفظعَ يستفظع، استفظاعًا، فهو مُسْتفظِع، والمفعول مُستفظَع
• استفظع الأمرَ: استشنعه واستقبحه "استفظع الجريمةَ/ الحادثَ- لم يسمع أحد بما حدث إلاّ واستفظعه". 

تفظَّعَ يتفظَّع، تفظُّعًا، فهو مُتفظِّع، والمفعول مُتفظَّع
• تفظَّع الأمرَ: وجده فظيعًا. 

فظَّعَ يفظِّع، تفظيعًا، فهو مفظِّع، والمفعول مفظَّع
• فظَّع الأمرَ: جعله فظيعًا، أي شديدًا مُفْزعًا شنيعًا. 

أفظعُ [مفرد]: اسم تفضيل من فظُعَ: أكثر شناعة وأشدّ هَوْلاً "أفظع ما يُغضب المرءَ أن تُمتهن كَرامتُه". 

فظائعُ [جمع]: مف فظيعة وفظاعة: أحداث أو أمور شديدة الشناعة "فظائع الحرب: ويلاتها وأهوالها". 

فَظاعة [مفرد]: ج فَظائِعُ (لغير المصدر):
1 - مصدر فظُعَ وفظِعَ بـ/ فظِعَ من.
2 - حَدَثٌ أو أَمْر شديد الشَّناعة "فَظاعة جريمة- فظائع الحرب- ارتكب اليهودُ فظائعَ في حَقّ الشّعب الفلسطينيّ". 

فَظَع [مفرد]: مصدر فظِعَ بـ/ فظِعَ من. 

فَظيع [مفرد]: ج فظيعون وفُظعاءُ، مؤ فظيعة، ج مؤ فظيعات وفُظعاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فظُعَ وفظِعَ بـ/ فظِعَ من: شديد الشناعة؛ مُثير للغيظ والألم. 

فظع

1 فَظُعَ الأمْرُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـُ (O,) inf. n. فَظَاعَةٌ, (S, O, Msb,) and perhaps فَظَعٌ [respecting which see فَظِعَ]; (Mbr, TA;) as also ↓ افظع; (S, O, Msb, K;) The affair, or event, was, or became, hard, difficult, or distressing; bad, evil, abominable, foul, or unseemly; excessive, or exorbitant: (S:) or excessively bad, evil, abominable, foul, or unseemly. (O, Msb, K.) A2: And فَظِعَ الأَمْرَ, (K, TA,) thus in the copies of the K, and in like manner in the O, [where I find, Az says, فَظِعْتُ الأَمْرَ, aor. ـْ but [SM says] in the “ Nawádir ” of Az, فَظِعَ بِالأَمْرِ, inf. n. فَظَاعَةٌ, (TA,) He reckoned the affair, or event, or judged it to be, great, hard, difficult, or distressing, syn. اِسْتَعْظَمَهُ, (K,) or was made to fear, or be frightened, and was overcome, by it, (Az, O, TA,) and trusted not that he had power to accomplish it, or to bear it: (Az, O, K, TA:) it is said in a trad., أُرِيتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِى يَدَىَّ سَوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ

فَفَظِعْتُهُمَا [I was made to see, meaning I imagined, or dreamt, that two bracelets of gold were put upon my arms, and I regarded them with fear]; in which instance, as IAth says, the verb is thus made trans. in accordance with its meaning, which is أَكْبَرْتُهُمَا, and خِفْتُهُمَا: but the phrase commonly known is فَظِعْتُ بِهِ and مِنْهُ: (TA:) you say, فَظِعْنُ بِكَذَا I was unable to do, or accomplish such a thing: (Ibn-'Abbád, O, K: *) and فَظِعْتُ بِأَمْرِى occurs in a trad. as meaning [I found that] my affair, or case, was hard, difficult, or distressing, to me, and I regarded it with fear, or dread: فَظِعَ بِالأَمْرِ, inf. n. فَظَاعَةٌ and فَظَعٌ, means He saw the affair, or event, or case, to be فَظِيع [q. v.]: Mbr says, فَظَعٌ is an inf. n. of فَظِعَ بِهِ: or it may be an inf. n. of فَظُعَ, like as كَرَمٌ is of كَرُمَ: but I have not heard it save in the saying of the poet, قدْ عِشْتُ فِى النَّاسِ أَطْوَارًا عَلَى خُلُقٍ

شَتَّى وَقَاسَيْتُ فِيهِ اللِّينَ وَالفَظَعَا [I have lived among men during several periods, conforming to disposition differing in kind, (عَلَى

خُلُقٍ شَتَّى being like the phrase إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى, in the Kur xcii. 4, meaning انّ مَسَاعِيكُمْ لَأَشْتَاتٌ, as is said in the Ksh and by Bd,) and I have endured therein softness and hardness]. (TA.) A3: فَظِعَ, (O, K,) aor. ـَ inf. n. فَظَعٌ, (O,) said of a vessel, (K,) It became full. (O, K.) 2 فظّع, inf. n. تَفْظِيعٌ, accord. to Freytag, signifies He described a thing as great: but for this he names no authority: by “ great ” is here meant hard, difficult, or distressing; &c.: see 1, first sentence.]4 افظع as intrans.: see 1, first sentence.

A2: أَفْظَعَنِى الأَمْرُ The affair, or event, made me to fear, or frightened me: made me to fall into a hard, difficult, or distressing, case: (TA:) made me to be without power, or strength, or ability; disabled, or incapacitated, me. (Ham p. 32.) b2: And أُفْظِعَ He (a man, S, O, Msb) suffered the befalling of a hard, difficult, or distressing, event. (S, O, Msb, K.) b3: See also 10.5 تَفَظَّعَ see what next follows.10 استفظعهُ (S, O, K) and ↓ افظعهُ (S, K) and ↓ تفظّعهُ (O, K) He found it (a thing, S) to be فَظِيع [i. e. hard, difficult, or distressing; &c.]. (S, O, K.) فَظِعٌ: see فَظِيعٌ.

A2: Also Full; applied to a vessel. (O, TA.) فَظِيعٌ (S, O, Msb, K) and ↓ مُفْظِعٌ (S, Msb, TA) and ↓ فَظِعٌ, which last is a possessive epithet, (TA,) applied to an affair, or event, Hard, difficult, or distressing; bad, evil, abominable, foul, or unseemly; excessive, or exorbitant: (S, TA:) or excessively bad, evil, abominable, foul, or unseemly. (O, Msb, K. *) b2: And the first, Much, or abundant: so in the saying of 'Amr Ibn-MaadeeKerib, وَقَدْ عَجَبَتْ أُمَامَةُ أَنْ رَاتَنِى

تَفَرَّعَ لِمَّتِى شَيْبٌ فَظِيعُ [And Umámeh wondered that she saw me such that much, or abundant, hoariness had spread in, or overspread, my hair descending below the ears, or upon the shoulders: فِى is app. understood before لِمَّتِى]. (O, TA.) A2: فَظِيعٌ applied to water signifies Sweet: (Lth, O, K:) or clear; limpid; or cool, sweet, and clear or limpid. (IAar, O, K, TA.) مُفْظِعٌ: see فَظِيعٌ.
فظع
فَظُعَ الأَمْرُ، ككَرُمَ، فَظاعَةً: اشتَدَّتْ شَناعَتُه، وجاوَزَ المِقدارَ فِي ذلكَ، كَمَا فِي العبابِ، وزادَ غيرُه: وبَرَّحَ، كأَفْظَعَ، فَهُوَ مُفظِعٌ، وَمِنْه الحديثُ: لَا تَحِلُّ المَسأَلَةُ إلاّ لِذي غُرْمٍ مُفظِعٍ المُفظِعُ: الشَّديدُ الشَّنيعُ. وأَفْظَعَه واسْتَفْظَعَه، وتَفَظَّعَه، الأَخير زادَه الصَّاغانِيُّ: وجدَه فَظيعاً. وأُفظِعَ الرَّجُلُ، بالضَّمِّ: نزَلَ بِهِ أَمرٌ عظيمٌ مُبَرِّحٌ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وأَنشدَ لِلَبيدٍ:
(وهُمُ السُّعاةَ إِذا العَشيرَةُ أُفْظِعَتْ ... وهُمْ فَوارِسُها، وهُم حُحكَّامُها)
الفَظيعُ، كأَميرٍ: الماءُ العَذْبُ، قَالَه الليثُ. وأَنشدَ:
(يَرِدْنَ بُحوراً مَا يُمِدُّ جِمامَها ... أَتِيُّ عُيونٍ ماؤُهُنَّ فَظيعُ)
كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَفِي العُبابِ: يَمُدُّ بُحوراً أَنْ يُمِدَّ جِمامَها أَو هُوَ الماءُ الزُّلالُ الصَّافي، وضِدُّه المُضاضُ، وَهُوَ الشَّديدُ المُلوحَةِ، قَالَه ابْن الأَعْرابِيّ. وفَظِعَ الأَمرَ، كفَرِحَ: اسْتَعْظَمَهُ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، ومِثلُه فِي العبابِ، وَالَّذِي فِي نوادِرِ أَبي زَيدٍ: فَظِعَ بالأَمرِ فَظاعَةً، إِذا هالَه وغلبَهُ وَلم يَثِقْ بأَن يُطيقَهُ. وَفِي الحَدِيث: أُرِيتُ أَنَّه وُضِعَ فِي يدَيَّ سِوارانِ من ذَهَبٍ ففَظِعْتُهُما قَالَ ابنُ الأَثيرِ: هَكَذَا رُوِيَ مُتَعَدِّياً حَملاً على المَعنى، لأَنَّه بِمَعْنى أَكْبَرْتُهُما وخِفتُهُما، والمَعروفُ فَظِعْتُ بِهِ، أَو مِنْهُ. فَظِعَ الإناءُ فَظْعاً: امْتلأَ، فَهُوَ فَظِعٌ، وَمِنْه قولُ أَبي وَجْزَةَ:
(تَرى العِلافِيَّ مِنْهَا مُوفِداً فَظِعاً ... إِذا احْزَأَلَّ بِهِ من ظَهرِها فِقَرُ)
قَولُه: فَظِعاً، أَي مَلآنَ. قَالَ ابنُ عَبّادٍ: فَظِعَ بالأَمرِ فَظَعاً: ضاقَ بِهِ ذَرْعاً، وَمِنْه الحديثُ: لَمّا أُسْرِيَ بِي، فأَصبَحْتُ بمَكَّةَ، فَظِعْتُ بأَمري أَي اشتدَّ عليَّ، وهِبْتُه. ومِمّا يُستَدرَكُ عَلَيْهِ: أَمرٌ فَظيعٌ وفَظِعٌ، الأَخيرَةُ على النَّسَبِ، أَي شَديدٌ شَنيعٌ، وَقَالَ عَمرو بنُ مَعديكَرِب رَضِي الله عَنهُ:
(وقَدْ عَجِبَتْ أُمامَةُ أَن رأَتْني ... تَفَرَّعَ لِمَّتي شَيْبٌ فَظيعُ)
) أَي كثيرٌ. وأَفْظَعَني هَذَا الأَمرُ: هالَني، وَمِنْه حَدِيث سهل بن حنيفٍ رَضِي الله عَنهُ: مَا وَضَعْنا سُيوفَنا على عَواتِقِنا إِلَى أَمرٍ يُفْظِعُنا إلاّ أَسْهَلَ بِنَا. يُفظِعُنا، أَي يُوقِعُنا فِي أَمرٍ فَظيعٍ، شَديدٍ.
وفَظُعَ بالأَمر فَظاعَةً، وفَظَعاً: رآهُ فَظيعاً، وَقَالَ المُبَرِّدُ: الفَظَعُ، مُحَرَّكَةً: مَصدَرُ فَظِعَ بِهِ، وَقد يكونُ مَصدرَ فَظُعَ، ككَرُمَ كرَماً، إلاّ أنِّي لمْ أَسمَعِ الفَظَعَ إلاّ فِي قولِ الشَّاعِر:
(قَدْ عِشْتُ فِي النّاسِ أَطواراً على خُلُقٍ ... شَتّى وقاسَيْتُ فِيهِ اللِّينَ والفَظَعا)

البدل

البدل:
" إقامة الألف والياء والواو مقام الهمزة عوضاً عنها ".
البدل:
[في الانكليزية] One who takes the place of another -Tenant
[ في الفرنسية] lieu
بسكون الدال المهملة مع فتح الباء وكسرها هو القائم مقام الشيء، والبديل مثله، الأبدال والبدلاء الجمع على ما في الصراح والمهذب. وكذا البدل بفتحتين كما في قوله تعالى بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا. وعند الصرفيين هو الحرف القائم مقام غيره. قال ابن الحاجب في الشافية: الإبدال جعل حرف مكان حرف غيره، أي جعل حرف من حروف الإبدال وهي حروف «انصت يوم جد طاه زل»، فلا يرد نحو اظّلم، فإنّ أصله اظتلم جعل الــظاء مكان تاء افتعل لإرادة الإدغام، فإنّه لا يسمّى ذلك بدلا لما أنّ الــظاء ليست من حروف الإبدال. وقوله مكان حرف احتراز عن جعل حرف عوضا عن حرف في غير موضعه كهمزة ابن واسم، فإنّه لا يسمّى ذلك بدلا إلّا تجوّزا. ولذا لم يقل إنه جعل حرف عوضا عن حرف آخر. وقوله غيره تأكيد لقوله حرف لدفع وهم أنّ ردّ اللام في نحو أبوي يسمّى إبدالا والحرف الأول أي الذي جعل مكانه غيره يسمّى مبدلا منه والحرف الثاني أي الذي جعل مكان غيره يسمّى مبدلا وبدلا، هكذا يستفاد من شروح الشافية.
ثم الإبدال أعم من الإعلال من وجه، فإنّ لفظ الإعلال في اصطلاحهم مختص بتغيير حروف العلة بالقلب أو الحذف أو الإسكان فيصدقان في قال، ويصدق الإبدال فقط في السّادي، فإن أصله السادس، والإعلال فقط في يدعو؛ وأعمّ مطلقا من القلب إذ القلب مختص في اصطلاحهم بإبدال حروف العلّة والهمزة بعضها مكان بعض. إلّا أنّ المشهور في غير الأربعة لفظ الإبدال، كذا ذكر الرضي ويجيء في لفظ الإعلال أيضا.
قال في الاتقان في نوع بدائع القرآن:
الإبدال هو إقامة بعض الحروف مقام بعض.
وجعل منه ابن فارس فانفلق أي انفرق. وعن الخليل فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ أنه أريد فحاسوا فقامت الجيم مقام الحاء، وقد قرئ بالحاء أيضا. وجعل منه الفارسي فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ أي الخيل. وجعل منه أبو عبيدة إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً أي تصددة انتهى. وهذا المعنى ليس عين المعنى الذي ذكره ابن الحاجب بل قريب منه، لعدم الاشتراط هاهنا بكون الحرف المبدل من حروف الإبدال كما لا يخفى.
وعند النحاة تابع مقصود دون متبوعه، ولفظ التابع يتناول تابع الاسم وغيره لعدم اختصاص البدل بالاسم، فإنه يجوز أن يقع الاسم المشتق بدلا من الفعل نحو مررت برجل يضرب ضارب على ما في بعض حواشي الإرشاد في بيان خواص الاسم، وكذا يجوز أن يبدل الفعل من الفعل إذا كان الثاني راجحا في البيان على الأول كقول الشاعر:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا فإنّ تلمم من الإلمام وهو النزول بدل من تأتنا على ما في العباب، وكذا يجوز أن يكون جملة مبدلة من جملة لها محل من الإعراب أوّلا بشرط كون الثانية أوفى من الأولى بتأدية المعنى المراد كما ستعرف. ثم المراد بكونه مقصودا دون المتبوع أن يكون ذكر المتبوع أي المبدل منه توطئة لذكره حقيقة أو حكما كما في بدل الغلط، فإنه وإن لم يجعل توطئة بل كان سبق لسان، لكنه في حكم التوطئة، فإنه في حكم الساقط، فخرج من الحدّ النعت والتأكيد وعطف البيان لعدم كونها مقصودة، وكذا العطف بالحرف لكون متبوعه مقصودا أيضا.
ولا يرد على التعريف المعطوف ببل لأن متبوعه مقصود ابتداء، ثم بدأ له شيء فأعرض عنه ببل وقصد المعطوف فكلاهما مقصودان وإنما لم نقل تابع مقصود بالنسبة إلى آخره على ما قالوا لئلّا يخرج عن التعريف بدل الجملة من الجملة.
ثم البدل أقسام أربعة لأن البدل لا يخلو من أن يكون عين المبدل منه بأن يصدق على ما يصدق عليه المبدل منه أو لا يكون، والثاني إمّا أن يكون بعض المبدل منه أو لا يكون، والثاني إمّا أن يكون له بالمبدل تلبّس ما أو لم يكن، فالأوّل بدل الكلّ وسماه ابن مالك في الألفية ببدل المطابق. قال الچلپي في حواشي المطول وهذه التسمية أحسن لوقوعه في اسم الله تعالى نحو إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ اللَّهِ فيمن قرأ بالجر، فإنّ المتبادر من الكلّ التجزي وهو ممتنع في ذات الله تعالى، فلا يليق هذا الإطلاق بحسن الأدب وإن حمل الكلّ على معنى أخر. والثاني بدل البعض نحو ضربت زيدا رأسه. والثالث بدل الاشتمال نحو أعجبني زيد علمه. والرابع بدل الغلط. وبهذا اندفع اعتراض من يقول إنّ هاهنا قسما خامسا وهو بدل الكلّ من البعض نحو نظرت إلى القمر فلكه لأنّ هذا من بدل الاشتمال، إذ بدل الاشتمال هو أن يكون بينه وبين متبوعه ملابسة بغيرهما أي تكون تلك الملابسة بغير كون البدل كلّ المبدّل منه أو جزءه، فيدخل فيه ما إذا كان المبدل منه جزءا من البدل ويكون إبداله منه بناء على هذه الملابسة كما في المثال المذكور.
وإنما لم يجعل هذا البدل قسما خامسا ولم يسمّ ببدل الكلّ عن البعض لقلته وندرته، بل قيل بعدم وقوعه في كلام العرب والمثال موضوع.
واعلم أنّ في إطلاق الملابسة يدخل بعض أفراد بدل الغلط نحو ضربت زيدا غلامه أو حماره. فالمراد بها ملابسة بحيث توجب النسبة إلى المتبوع النسبة إلى الملابس إجمالا، نحو:
أعجبني زيد علمه، حيث يعلم ابتداء أن يكون زيد معجبا باعتبار صفة من صفاته لا باعتبار ذاته، فتضمن نسبة الإعجاب إلى زيد نسبة إلى صفة من صفاته، وكذا في سلب زيد ثوبه، بخلاف: ضربت زيدا حماره أو غلامه لأن نسبة الضرب إلى زيد تامة لا يلزم في صحتها اعتبار غير زيد، فيكون من باب بدل الغلط.
وكذا قولك بنى الأمير وكيله من باب بدّل الغلط لأن شرط بدل الاشتمال أن لا يستفاد هو من المبدل منه معينا، بل تبقى النفس مع ذكر الأول منتظرة للبيان لإجمال الأول، وهاهنا الأول غير مجمل لأنه يستفاد عرفا من قولك بنى الأمير أن الباني هو وكيله. ثم إنّه لا يرد على الحصر بدل التفضيل نحو الناس رجلان، رجل أكرمته ورجل أهنته، فإنه من قبيل بدل الكلّ إذ البدل إنما هو المجموع. فإن قلت يجوز أن يكون بدل البعض. قلت فحينئذ يحتاج إلى الضمير ولم ير بدل تفضيل ملفوظا بالضمير ولا محتاجا إلى تقديره وذلك آية كونه بدل الكل. فإن قلت فإذا كان مجموع العاطفين بدل الكل فما رافع كلّ من الجزءين على انفراده مع أنه غير بدل على هذا التقدير؟. قلت هو نظير قولهم هذا حلو حامض، فإن المجموع هو الخبر، فكلّ واحد من الجزءين مرفوع وتحقيقه أنهم ذكروا أنّ في مثل قولهم هذا حلو حامض اعتبر العطف أوّلا، ثم جعل المجموع خبرا لأنّ المقصود إثبات الكيفية المتوسّطة بين الحلاوة والحموضة، لا إثبات أنفسهما كما قاله البعض، بناء على أنّ الطعمين امتزجا في جميع الأجزاء. فعلى هذا القول يكون في كلّ من الحلو والحامض ضمير المبتدأ، وعلى ما ذكروه يكون في المجموع ضمير المبتدأ، وليس في شيء من الجزءين ضمير ولا محذور في خلو الصفة عن الضمير إذا لم تكن مسندة إلى شيء كما فيما نحن فيه، فإنّ المسند هو مجموع الصفتين، وكلّ واحد منهما جزء المسند، فيجوز خلوّها عن الضمير لأنها حينئذ تكون بمنزلة الضاد من ضارب. إن قلت فينبغي أن لا يثنّى ولا يجمع ولا يؤنّث شيء من الجزءين عند تثنية المبتدأ وجمعه وتأنيثه؟. قلنا إجراء تلك الأحوال على الجزءين كإجراء الإعراب عليهما، فإنّ حقّ الإعراب إجراؤه على المجموع، لكن لمّا لم يكن المجموع قابلا للإعراب أجري إعرابه على أجزاء، وإن شئت الزيادة على هذا فارجع إلى عبد الغفور حاشية الفوائد الضيائية في بيان تعدّد خبر المبتدأ.

ثم بدل الغلط ثلاثة أقسام: غلط صريح محقّق كما إذا أردت أن تقول: جاءني حمار فسبقك لسانك إلى رجل ثم تداركته فقلت حمار. وغلط نسيان وهو أن تنسى المقصود فتعمد ذكر ما هو غلط ثم تداركته بذكر المقصود، فهذان النوعان لا يقعان في فصيح الكلام [ولا فيما يصدر عن رويّة وفطانة].
وإن وقع في كلام فحقّه الإضراب عن المغلوط فيه بكلمة بل. وغلط بداء وهو أن تذكر المبدل منه عن قصد ثم تتوهم أنك غالط فيه، وهذا معتمد الشعراء كثيرا مبالغة وتفنّنا، وشرطه أن ترتقي من الأدنى إلى الأعلى كقولك: هند نجم بدر [الشمس]، كأنك وإن كنت متعمدا لذكر النجم تغلط نفسك وترى أنك لم تقصد إلا تشبيها بالبدر [وكذا قولك بدر شمس]؛ وادّعاء الغلط هاهنا وإظهاره أبلغ في المعنى من التصريح بكلمة بل، هكذا حقق السيّد السّند في حاشية المطول في توابع المسند إليه.
اعلم أنّه قد تكون جملة مبدّلة من جملة بمنزلة بدل الكلّ نحو: اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ، اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ. وقد تكون بمنزلة بدل البعض نحو أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ، أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ الآية، فإنّ الغرض من استعماله التنبيه على نعم الله تعالى. والثاني أوفى بتأديته لدلالته على النّعم بالتفصيل من غير إحالة على علم المخاطبين المعاندين، فوزانه وزان وجهه في أعجبني زيد وجهه، لدخول الثاني في الأول، فإنّ ما تعلمون يشتمل الأنعام والبنين والجنات وغيرها. وقد تكون بمنزلة بدل الاشتمال نحو قول الشاعر:
أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا وإلّا فكن في السّرّ والجهر مسلما فإنّ الغرض من قوله ارحل كمال إظهار الكراهة لإقامة المخاطب. وقوله لا تقيمنّ عندنا أوفى بتأديته لدلالته عليه بالمطابقة مع التأكيد الحاصل بالنون، فوزانه وزان حسنها في أعجبني الدار حسنها لأنّ عدم الإقامة مغاير للارتحال وغير داخل فيه مع ما بينهما من الملابسة والملازمة، هكذا في المطوّل والأطول. وظهر من هذا أنّ أقسام البدل المذكورة لا تجري في الجمل حقيقة بل على سبيل التشبيه.
فائدة:
البدل في باب الاستثناء يخالف سائر الأبدال من وجهين. الأول عدم احتياجه إلى الضمير العائد إلى المبدل منه مع وجوبه في بدل البعض والاشتمال، وإنما لم يحتج لأن الاستثناء المتصل يفيد أنّ المستثنى جزء من المستثنى منه، فيكون الاتصال قائما مقام الضمير. والثاني مخالفته للمبدل منه في الإيجاب والسلب مع وجوب الاتفاق في غير باب الاستثناء، كذا ذكر الفاضل الچلپي في حاشية المطول. وعند المحدّثين هو الوصول إلى شيخ شيخ أحد المصنفين من غير طريقه، كذا في شرح النخبة، ويسمى البدل بالأبدال أيضا. وفي الاتقان في النوع الحادي والعشرين العلوّ بالنسبة إلى رواية أحد الكتب الستة تقع الموافقات والأبدال والمساواة والمصافحات.
فالموافقة أن يجتمع طريقه مع أحد أصحاب الكتب الستة في شيخه ويكون مع علوّ على ما لو رواه من طريقه، وقد لا يكون. والبدل أن يجتمع معه في شيخ شيخه فصاعدا وقد يكون أيضا بعلوّ وقد لا يكون. والمساواة أن يكون بين الراوي والنبي صلى الله عليه وسلم إلى شيخ أحد أصحاب الكتب. والمصافحة أن يكون أكثر عددا منه بواحد، ومثاله يذكر في لفظ الموافقة.
البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه فخرج بالقصد النعت والتوكيد وعطف البيان لأنها غير مقصودة بما نسب إلى المتبوع وبدونه العطف بالحرف لأنه وإن كان مقصودا لكن المبتوع كذلك مقصود بالنسبة.

غظل

غظل
اغْظَأَلَّ الشيءُ، بالــظاءِ المُشالَة: رَكِبَ بعضُه بَعْضًا، نَقله ابنُ القَطّاع.
الْغَيْن والــظاء وَاللَّام

الغِلَظُ: ضد الرقة، فِي الخَلْق والطبع وَالْفِعْل والمنطق والعيش، وَنَحْو ذَلِك.

غَلُظ يَغْلُظ غِلَظاً.

فَهُوَ غَليظ وغُلاظ، وَالْأُنْثَى: غَليظة، وَجَمعهَا: غِلاظ.

واستعار أَبُو حنيفَة " الغِلظ " للخمر، واستعاره يَعْقُوب للامر، فَقَالَ فِي المَاء: أما مَا كَانَ آجِناً، وَأما مَا كَانَ بعيد القعر شَدِيدا سقيه غلظا أمره. وغلَّظ الشَّيْء: جَعله غليظا.

وَأَغْلظ الثَّوْب: وجده غليظا.

واستغلظه: ترك شِرَاءَهُ لغلظه.

وَقَوله تَعَالَى: (وأخذن مِنْكُم ميثاقا غليظا) ، أَي: مؤكدا مشدداً.

قيل: هُوَ عقد الْمهْر.

وَقَالَ بَعضهم: الْمِيثَاق الغليظ، هُوَ قَوْله تَعَالَى: (فإمساك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان) ، فَاسْتعْمل " الغلظ " فِي غير الْجَوَاهِر.

وَقد اسْتعْمل ابْن جني " الغلظ " فِي غير الْجَوَاهِر ايضا، فَقَالَ: إِذا كَانَ حرف الروي اغلظ حكما عِنْدهم من الردف مَعَ قوته، فَهُوَ اغلظ حكما وَأَعْلَى خطرا من التأسيس لبعده.

وغَلَظت السنبلة، واستغلظت: خرج فِيهَا الْقَمْح، وَفِي التَّنْزِيل: (كزرع اخْرُج شطأه فآزره فاستغلظ فَاسْتَوَى على سوقه) .

وَكَذَلِكَ جَمِيع النَّبَات وَالشَّجر، إِذا استحكمت نِبْتته.

وَأَرْض غَلِيظَة: غير سهلة.

وَقد غَلَظت غِلَظا.

وَرُبمَا كنى عَن الغَليظ من الأَرْض بالغِلظَ، فَلَا ادري أهوَ بِمَعْنى الغليظ، أم هُوَ مصدر وُصف بِهِ.

والغَلْظ: الغَليظ من الارض، رَوَاهُ أَبُو حنيفَة عَن النَّضر.

ورد ذَلِك عَلَيْهِ، وَقيل: إِنَّمَا هُوَ الغلظ.

قَالُوا، وَلم يكن النَّضر بِثِقَة.

والغَلْظ، من الأَرْض: الصُّلب من غير حِجَارَة، عَن كرَاع، فَهُوَ تَأْكِيد لقَوْل أبي حنيفَة.

والتغليظ: الشدّة فِي الْيَمين.

وَفِيه غِلْظة، وغَلْظة، وغُلْظَة، وغِلاظة، أَي: شدَّة واستطالة.

وَقد غَّلظ عَلَيْهِ، وَأَغْلظ.

وَأَغْلظ لَهُ فِي القَوْل، لَا غير. وَرجل غليظ: ذُو غلظة وقساوة وَشدَّة، وَفِي التَّنْزِيل: (ولَو كنت فظا غليظ الْقلب) .

وَأمر غليظ: شديدٌ صَعب.

وعهد غليظ، كَذَلِك، وَفِي التَّنْزِيل: (وأَخذنَا مِنْهُم ميثاقاً غليظا) .

وَبَينهمَا غِلْظة، ومُغالظة، أَي: عَدَاوَة.

وَمَاء غليظ.

لطف

لطف
لَطُفَ بهِ، ولَه كنَصَرَ يَلْطُفُ لُطْفاً بالضمِّ: إِذا رَفَقَ بِهِ، وأَنا أَلْطُفُ بهِ: إِذا أَرَيْتَهُ مَوَدَّةً ورِفْقاً فِي مُعامَلةٍ، وَهُوَ لَطِيفٌ بِهَذَا الأمْرِ، رَفيقٌ بمُداراتِه، قَالَ شَيْخُنا: قد أَغْفَلَ المصنِّفُ رَحِمه اللهُ أَداةَ تَعْدِيَتِه، والمَشْهُورُ تعدِيَتُه بالباءِ، كقولهِ تَعالى: اللهُ لَطِيفٌ بعِبادِه وجاءَ مُعَدًّى باللامِ، كَقَوْلِه تَعَالَى: إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِمّا حَقِيقَةً، كَمَا هُوَ رَأْيُ ابنٍ فارِسٍ، وصرَّحَ بِهِ فِي المُجْمَلِ كظاهِرِ تَفْسيرِ المُصَنَّفِ، أَو لتَضْمِينِ مَعْنَى الإِيصالِ، وَعَلِيهِ صاحِبُ العُمْدَةِ، وصَرَّحَ بِهِ الرَّاغِبُ، وعَلى تَعْدِيتَهِ بالباءِ اقْتُصرَ فِي المِصْباحِ والأَساسِ، وَعَلِيهِ مُعَوَّلُ النَّاس. قَالَت: وَهَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ شَيْخُنا من تَعْدِيَتهِ بالباءِ وَاللَّام، فقد ذَكَرَه المُصَنَّفُ بقوْلِه بعدُ: واللهُ لَكَ: أَوْصَل وَبِقَوْلِهِ البَرُّ بعِبادِه فتأَملْ ذلِكَ. وَفِي حَديثِ الإِفْكِ: وَلَا أَرَى مِنْهُ اللُّطْفَ الذِي كُنْتُ أَعْرِفُه أَي: الرِّفْقَ والبِرًّ، ويُرْوَى بِفَتْح الطَّاءِ واللامِ، لُغَةٌ فِيهِ. وَقَالَ ابنُ عَبادٍ: لَطُفَ يَلْطُفُ: دَنَا يَدْنُو. قلتُ: وكأَنَّه لَحَظَ إِلَى قَوْلِ الفَرَزْدَقِ: وللهُ أَدْنَى من وَرِيدِي وألْطَفُ وَلَيْسَ كَمَا فَهِم، بل مَعْناه: وأَلْطَفُ اتِّصالاً، فتأَمّلْ. وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: لَطُفَ فُلانٌ لفُلانِ يَلْطُفُ: إِذا رَفَقَ لُطْفاً، ويُقال: لَطَفَ اللهُ لَكَ: أَي أَوْصَلَ إِلَيْكَ مُرادَك بلُطْف ورِفْقٍ. وأَما لَطُفَ الشَّيْءُ، ككَرُمَ لُطْفاً بالضَّمِّ، على غير قياسِ، ولَطافَةً على الْقيَاس، فمَعْناه: صَغُرَ ودَقَّ، فَهُوَ لَطِيفٌ يُقال: عُودٌ لَطيفٌ: إِذا كانَ غيرَ جافِ. واللَّطِيفُ: صفَةٌ من صِفَات الله تَعالَى، واسمٌ من أَسمائه، ومَعْناه وَالله أَعْلَمُ: البَرُّ بعباده المُحْسُن إِلَى خَلْقه بإيصال المنافعِ إِلَيْهم برفْقٍ ولُطْفٍ.
وَقَالَ أَبو عَمْرٍ و: اللَّطِيفُ: الَّذِي يُوصِلُ إليكَ أَرَبَكَ فِي رِفْقٍ. أَو العالِمُ بخَفايَا الأُمُور ودَقائقِها قالَ شَيْخُنا: حاصلُه قَولانِ، قيل: الأَوّلُ من لَطَفَ كنَصَرَ لُطْفاً: إِذا رَفَق، وَالثَّانِي: على أَنَّه من لَطُفَ ككَرُمَ لُطْفاً ولَطافَةً بمعنَى دَقَّ، وَقَالَ الفَيُّوميُّ: إِنَّهما متقاربان. قلتُ: وقالَ ابنُ الأَثيرِ فِي)
تفْسيرِه: اللَّطِيفُ: هُوَ الَّذي اجْتَمَعَ لَهُ الرِّفْقُ فِي الفعْلِ، والعلْمُ بدَقائق المَصالحِ، وإيصالها إِلَى من قَدَّرَها لَهُ من خَلْقِه، قالَ االأَزْهَريُّ: واللَّطيفُ من الكَلامِ: مَا غَمُضَ مَعْناهُ وخَفِيَ. واللُّطْفُ، بالضَّمِّ من اللهِ تَعَالَى: التَّوْفِيقُ والعِصْمَةُ. وبالتَّحْرِيكِ: الاسْمُ مِنْهُ ظاهِرُه كالعُباب أَنّ اللَّطَفَ، مُحَرَّكَةً: اسمٌ من لَطَف بهِ أَو لَهُ والَّذِي فِي اللِّسانِ وغيرِه أَنَّه اسمٌ من أَلْطَفَه بكَذا: إِذا بَرَّه بهِ، ويَدُلُّ لَهُ مَا أَنْشَدَه الصّاغانِيُّ، لكَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ رَضِي الله عَنهُ:
(مَا شَرُّها بَعْدَ مَا ابْيَضَّتْ مسائِحُها ... لَا الوُدَّ أَعْرِفُه مِنْهَا وَلَا اللَّطَفَا)
ثمَّ إِنَّ التَحْرِيكَ فِي الاسْمِ هُوَ الَّذِي صرَّحَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَة، وَقد أَنْكَرَه أَبو شامَةَ فِي شَرْحِ الشَّقْراطِسيَّة وتَوَقَّف فِي سَماعِه، قالَ شيخُنا: وَهُوَ مِنْهُ قُصُورٌ. واللَّطَفُ: اليَسِيرُ من الطَّعامِ وغيرِه يُقَال: طَعِمَ طَعاماً لَطَفاً. واللَّطَفَةُ بهاءٍ: الهَدِيَّةُ يُقالُ: جاءَتْنا لَطَفَةٌ من فُلانِ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَظَاهر الجَوْهَرِيِّ كالمُصَنِّف أَنَّه إِنَّما يُقال: اللَّطَفَةُ بالهاءِ بِمَعْنى الهَدِيَّةِ، وَقد أَطْلَقُوا اللَّطَفَ أيْضاً عَلَيْهَا، كَمَا قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ وغيرُه، وأَنشَدَ: كَمَنْ لَهُ عِنْدَنا التَّكْرِيمُ واللُّطَفُ ويُقال: أَهْدَى إِلَيْهِ لَطَفاً، والجمعُ ألْطافٌ، كسَبَتٍ وأَسْبابٍ، وَمَا أَكْثَر تُحَفَه وألْطافَه. واللَّطْفانُ كسَكْرانَ: المُلاطِفُ عَن ابنِ عبادٍ. واللَّواطِفُ من الأَضْلاعِ: مَا دَنَا من صَدْرِكَ وفُؤادكَ، عَن ابنِ عَبّادِ والزَّمَخْشَرِيّ. وأَلْطَفَه إِلْطافاً: أَتْحَفَه. وبِكَذَا: بَرَّهُ بِهِ، والاسمُ اللَّطَفُ، مُحرًّكًةً. وأَلْطَفَ فلانٌ بَعِيرَهُ: إِذا أَدْخَلَ قَضِيبَه فِي حَياءِ النّاقَةِ وكذلِك أَلْطَفَ لَه، نَقله ابنُ الأَعْرابِيِّ، وذلِكَ إِذا لَمْ يَهْتَدِي لمَوْضِعِ الضِّرابِ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقالُ للجَمَلِ إِذا لَمْ يَسْتَرْشِدْ لطَرُوقَتِه، فأَدْخَلَ الراعِي قَضِيبَه فِي حَيائِها: قد أَخْلَطَه إِخْلاطاً، وألْطَفه إلْطافاً، وَهُوَ يُخْلطُه ويُلْطِفُه. وقالَ أَبو صاعِدِ الكلابيُّ: أَلْطَفَ الشَّيءَ بجَنْبِه: إِذا ألْصَقَه بِهِ، وكاسْتَلْطَفَه وَهُوَ ضدُّ جافَيْتُه عَنِّي، وأَنْشَدَ:
(سَرَيْتُ بهَا مُسْتَلْطفاً دُونَ رَيْطَتِي ... ودُونَ رِدَائي الجُرْدِ ذَا شُطَبٍ عَضْبَا)
والمُلاطَفَةُ: المُبارَّةُ نقَلَه الجَوْهريُّ. وتَلَطَّفُوا للأَمْرِ، وَفِي الأَمْرِ وتلاَطَفُوا: إِذا رَفَقُوا الأَخَيرُ عَن ابْن دُرَيْدٍ.
وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ: قَالَ اللِّحْيانيُّ: هؤلاءِ لَطَفُ فلانٍ، مُحَرَّكَةً: أَي أَصْحابُه وأَهْلُه الَّذِي يُلْطِفُونَه. والأَلاطِفُ: الأَحِبَّةُ، قالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ جمعُ الأَلْطَفِ، أَفْعَل من اللُّطْفِ، بِمَعْنى الرِّفْقِ. واللَّطَفُ أَيْضا:)
اللَّطِيفُ. واللَّطِيفُ من الأَجْرامِ: مَا لَا جَفاءَ فِيهِ. وجارِيَةٌ لَطِيفَةُ الخَصْرِ: إِذا كانَتْ ضامِرَةَ البَطْنِ. وَهُوَ لَطِيفُ الجَوانحِ. وَهُوَ لَطِيفٌ: يَلْطُفُ لاسْتِنْباطِ المَعانِي. واللُّطْفُ، بالضمِّ: جمعُه أَلْطافٌ، كقُفْلٍ وأَقْفال. واللَّطِيفَةُ من الكَلامِ: الرَّقِيقَةُ، جَمْعُها لَطائِفُ. ولَطائِفُ اللهِ: ألْطافُه. وَقد لُطِفَ بِهِ، كعُنِي، فَهُوَ مَلطُوفٌ بهِ. وَقد لُطِفَ بِهِ، كعُنِي، فَهُوَ مَلْطُوفٌ بهِ. واللَّطّافُ، كشَدّادٍ: الكَثِيرُ اللُّطْفِ. واللَّطاف، بِالْكَسْرِ كجمعُ لَطِيفِ، ككَرِيمٍ، وكِرامٍ، وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(وهُمْ سَبْعَةٌ كعَوالِي الرِّما ... حِ بيضُ الوُجُوهِ لِطافُ الأُزُرْ)
إِنما عَنَى أَنَّهُم خِماصُ البُطونِ لِطافُ مَواضِعِ الأُزُرِ. ولَطُفَ عَنهُ، كصَغُرَ عَنْه. وأَلْطَفَ بهِ فِي القَوْلِ، وأَلطَفَ لَهُ فِي المَسْأَلَةِ: سأَلَ سُؤالاً لَطِيفاً. ولاطَفَة مُلاطَفَةً: أَلانَ لَهُ القَوْلَ. وتَلاطَفُوا: تَواصَلُوا. وأُمُّ لَطِيفَةٌ بوَلَدِها، وَهِي تُلْطِفُه إِلْطافاً. ولَطَّفَ الكِتابَ وغَيْرَه: جَعَلَه لَطِيفاً. وتَلَطَّفَ بفُلانٍ: احْتالَ عليهِ حَتَّى اطَّلَع على سِرِّهِ. وداءٌ مُلاطِفٌ: مُداخِلٌ. واسْتَلْطَفَ الفَحْلُ بنَفْسِه، واسْتَخْلَطَ: إِذا أَدْخَلَ ثَيْلَه فِي الحَياءِ من تَلْقاءِ نَفْسِه، وأَخْلَطَه غيرُه، نَقله الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ. وأَبو لَطِيفِ بنُ أَبِي طَرَفَةَ الهُذَلِيُّ: شاعِرٌ، قَالَ فيهِ أَخُوهُ أَبُو عُمَارة ابنُ أَبِي طَرَفَةَ: فَصِلْ جَناحِي بأَبِي لَطِيفِ وَقد تَقَدّمَ بقيَّةُ الرَّجَزِ فِي ك ف ف.
(لطف) الْكتاب وَغَيره جعله لطيفا
[لطف] نه: فيه "اللطيف"، هو الذي اجتمع له الرفق في الفعل والعلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدرها له، لطف به وله- بالفتح- إذا رفق به، فأما لطف- بالضم فبمعنى صغر ودق. وفيه: فاجمع له الأحبة "الألاطف"، هو جمع ألطف، من اللطف: الرفق، ويروى بــظاء معجمة. وفي ح الإفك: ولا أرى منه "اللطف"، أي الرفق والبر، ويروى بفتحتين- لغة فيه. ش: و"إلطافه" في القول، هو بكسر همزة مصدر ألطفه بكذا، أي بره به.
(لطف)
بِهِ وَله لطفا ولطفا رفق بِهِ ورأف فَهُوَ لطيف وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {الله لطيف بعباده} وَهُوَ لطيف بِهَذَا الْأَمر رَفِيق بمداراته

(لطف) الشَّيْء لطفا ولطافة رق (ضدكثف) يُقَال الْهَوَاء جسم لطيف ورق (ذدخشن) يُقَال فتاة ذَات خلق لطيف ورق وَصغر يُقَال عود لطيف وَيُقَال لطف عَنهُ صغر عَنهُ فَهُوَ لطيف (ج) لطاف ولطفاء وَهِي لَطِيفَة (ج) لطاف ولطائف
ل ط ف: (لَطُفَ) الشَّيْءُ مِنْ بَابِ ظَرُفَ أَيْ صَغُرَ فَهُوَ (لَطِيفٌ) . وَ (اللُّطْفُ) فِي الْعَمَلِ الرِّفْقُ فِيهِ. وَاللُّطْفُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ وَالْعِصْمَةُ. وَ (أَلْطَفَهُ) بِكَذَا بَرَّهُ بِهِ وَالِاسْمُ (اللَّطَفُ) بِفَتْحَتَيْنِ يُقَالُ: جَاءَتْنَا (لَطَفَةٌ) مِنْ فُلَانٍ بِفَتْحَتَيْنِ أَيْ هَدِيَّةٌ. وَ (الْمُلَاطَفَةُ) الْمُبَارَّةُ. وَ (التَّلَطُّفُ) لِلْأَمْرِ التَّرَفُّقُ لَهُ. 
[لطف] لطف الشئ بالضم يلطف لطافة، أي صغر، فهو لطيف. واللطف في العمل: الرِفقُ فيه. واللُطْفُ من الله تعالى: التوفيق والعصمة. وألْطَفَهُ بكذا، أي بَرَّهُ به. والاسم اللطف بالتحريك. يقال جاءتنا لطفة من فلان، أي هديَّة. والمُلاطَفَةُ: المُبارَّةُ. والتَلَطُّفُ للأمر: الترفُّق له. وألطف الرجال البعير: أدخل قضيبه في الحياء، وذلك إذا لم يهتد لموضع الضراب. واستلطف العبير، أي أدخله فيها بنفسه، مثل استخلط، وأخلطه غيره .
لطف
اللَّطِيفُ إذا وصف به الجسم فضدّ الجثل، وهو الثّقيل، يقال: شعر جثل ، أي: كثير، ويعبّر باللَّطَافَةِ واللُّطْفِ عن الحركة الخفيفة، وعن تعاطي الأمور الدّقيقة، وقد يعبّر باللَّطَائِفِ عمّا لا تدركه الحاسة، ويصحّ أن يكون وصف الله تعالى به على هذا الوجه، وأن يكون لمعرفته بدقائق الأمور، وأن يكون لرفقه بالعباد في هدايتهم. قال تعالى: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ
[الشورى/ 19] ، إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ
[يوسف/ 100] أي: يحسن الاستخراج. تنبيها على ما أوصل إليه يوسف حيث ألقاه إخوته في الجبّ، وقد يعبّر عن التّحف المتوصّل بها إلى المودّة باللُّطْفِ، ولهذا قال: «تهادوا تحابّوا» .
وقد أَلْطَفَ فلان أخاه بكذا.
لطف
اللطِيْفُ: اللَهُ عَزَ اسْمُه.
واللَّطَفُ: البِرًّ والتَّكْرِمَةُ. وما ألْطَفْتَ به أخَاكَ من تُحْفَةٍ. واللَطِيْفُ: الرَّفِيْقُ المُدَاري، لَطُفَ يَلْطُفُ لَطَافَةً. ولَطَفَ يَلْطُفُ: أي دَنَا يَدْنُو. واللَّطْفَانُ: المُلاطِفُ. واللطَفُ: اللَّطِيْفُ. والشيْءُ اليَسِيْرُ، وطَعِمَ طَعَاماً لَطَفاً: أي قَلِيْلاً. وألْطَفْتُ الفَحْلَ إلْطَافاً: إذا أخَذْتَ قَضِيْبَه فادْخَلْتَه في حَيَاء النّاقَةِ. واسْتَلْطَفَ الفَحْلُ نَفْسُه. وألْطَفْتُ الشيْءَ واسْتَلْطَفْتُه: ألْصَقْتَه على جَنْبِك وقَرَّبْتَه منكَ. واللوَاطِفُ من الأضْلاَع: ما دَنَا من صَدْرِكَ وفُؤادِكَ.
ل ط ف

شيء لطيفٌ: ليس بجافٍ.

ومن المجاز: عود لطيف، وكلام لطيف. وهو لطيف الجوانح. وإن فيها للطافة خلق. وفلان لطيف يلطف لاستنباط المعاني. ولطفت بفلان: رفقت به، وأنا ألطف به إذا أرأيته مودة ورفقاً في المعاملة، وهو لطيف بهذا الأمر: رفيق بمداراته. و" الله لطيف بعباده " وقد لطف بهم، ولطف الشيء لطفاً ولطافة: صار لطيفاً. وألطفه بكذا: أتحفه وبرّه، وأهدى إليه لطفاً وألطافاً، وما أكثر تحفه وألطافه! وكم أتحف وألطف. وأمّ لطيفة بولدها وهي تلطفه إلطافاً. وألطف له في القول. وألطفت في المسألة إذا سألت سؤالاً لطيفاً. ولاطفه ملاطفة، وتلاطفوا: تواصلوا. ولطّف الكتاب وغيره: جعله لطيفاص. وتلطّف للأمر وفي الأمر: ترفّق. وتلطّفت بفلان: احتلت له حتى اطلعت على أسراره " وليتلطّف ولا يشعرن بكم أحداً " وداء ملاطف. مداخل. والضلوع اللّواطف: الدواني من الصدر. ولطف يلطف إذا دنا. قال:

ورحنا وما أدّت كلاماً عرفته ... سوى خابلٍ بين الضلوع اللّواطف

وألطفته واستلطفته إذا قرّبته منك وألصقته بجنبك. قال:

سريت بها مستلطفاً دون ريطتي ... ودون رداء الخزّ ذا شطبٍ عضبا

وألطف الفحل وأخلطه: أدخل قضيبه في الحياء، واستلطف هو واستخلط إذا أدخله بنفسه.

لطف


لَطَفَ(n. ac. لَطْف)
a. [Bi
or
La], Was kind, friendly to.
b. Approached.
c. see (لَطُفَ) (a).
لَطُفَ(n. ac. لُطْف
لَطَاْفَة)
a. Was fine, small, delicate; was slender; was graceful;
was subtile.
b. [Bi], Was gracious to.
لَطَّفَa. Rendered graceful, delicate.
b. Softened; moderated, mitigated, allayed.

لَاْطَفَa. Treated kindly; fondled, caressed.

أَلْطَفَ
a. [acc. & Bi], Favoured by; bestowed upon, granted to.

تَلَطَّفَ
a. [La], Showed kindness; was gracious, affable, courteous
to; favoured.
تَلَاْطَفَa. see V
إِسْتَلْطَفَa. Considered pretty, delicate, graceful.

لُطْف
(pl.
أَلْطَاْف)
a. see 4b. Kindness, kindliness; graciousness; benevolence;
benignity; gentleness; courtesy, affability.
لَطَف
(pl.
أَلْطَاْف)
a. Benefit; favour; grace.

لَطَفَةa. Gift, present; bounty.

لَطَاْفَةa. Thinness; fineness, delicateness; grace, gracefulness
elegance; subtility. — (??)Gentleness, kindness.

لَطِيْف
(pl.
لِطَاْف
لُطَفَآءُ
43)
a. Thin, fine; subtle; (??)slender; graceful
elegant.
b. Good, kind, kindly, amiable, gentle, benevolent
benign, benignant; moderate; affable, courteous.
c. Witty.
d. [art.], God.
لَطِيْفَة
(pl.
لَطَاْئِفُ)
a. fem. of
لَطِيْفb. Pleasantry, witticism, bon mot.
c. Anything elegant, choice; refined; elegancy.

لَطْفَاْنُa. Friendly, benevolent &c.

لَوَاْطِفُa. The lower ribs.

N. Ag.
لَاْطَفَa. see 33
N. Ac.
تَلَطَّفَa. Amiability, gentleness; courteousness, affability
suavity.
b. Caresses; blandishment, cajolery.

مُلَاطَفَة [ N.
Ac.
لَاْطَفَ
(لِطْف)]
a. see supra
(b)
حُرَكَة لُطْف
a. [ coll. ], Slight indisposition.
لطف
لَطُفَ الشيء؟ بالضم - يَلْطُفُ لُطْفاً ولَطافَةً: أي صَغُرَ ودقَّ، فهو لَطِيْفٌ.
لَطَفَ؟ بالفتح - يَلْطُفُ لُطْفاً: أي رَفَق.
واللَّطِيْفُ: من أسماء الله تعالى، هو الرَّفِيْقُ بعباده.
وقال الزهري: جاريَةٌ الخَصْرِ: إذا كانت ضامِرة البطن.
قال: واللَّطِيْفُ من الكلام: ما غَمُضَ معناه وخَفِي.
يقال: لَطَفَ الله لك: أي أوصَل إليك مُرادَك برفقٍ.
واللُّطْفُ من الله تعالى: التَّوْفيق والعِصمةُ، والاسم: اللَّطَفُ؟ بالتحريك -، قال كعب بن زُهير رضي الله عنه:
ما شَرُّها بعدما ابَيَضَّتْ مَسَائحُها ... لا الوُدَّ أعْرِفُه منها ولا اللَّطَفا
ويقال: جاءتنا لَطَفَةٌ من فلان: أي هدية.
واللَّطْفانُ: المُلاطِفُ.
وألْطَفَه بكذا: أي بَرّه به.
وألْطَفَ الرجل البعير: أدخل قَضيبَه في الحياء؛ وذلك إذا لم يهتَد لموضِع الضِّراب.
وقال أبو صاعد الكلابي: ألْطَفْتُ الشيء بجنبي واسْتَلْطَفْتُه: إذا ألصَقْتَه به، وهو ضِد جافيته عني؛ وأنشد:
سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً دُوْنَ رَيْطَتي ... ودُوْنَ رِدائي الجَرْدِ ذا شُطَبٍ عَضْبا واستَلْطَفَ البعير: أي أدخل ثِيْلَه في الحياء بنفسه؛ مثل استخلَطَ واخلَطه غيره.
والمُلاطَفَةُ: المُبارَّة.
والتَّلَطف للأمر: الرِّفْقُ له.
وقال ابن دريد: تَلاطف القوم: من اللُّطْفِ.
والتركيب يدل على الرِّفْقِ؛ وعلى صِغر في الشيء.
[ل ط ف] اللُّطفُ: واللَّطَفُ: البِرُّ والتَّخَفِّي، لَطُفَ به لَطَفاً ولَطَافَةً وألْطَفَه. وأَلْطَفْتُه: أَتْحَفْتُه. وهؤلاءِ لَطَفُ فُلاِنٍ، أي أَصحابُه وأَهلُه الَّذِين يُلْطِفُونَه، عن اللِّحيانِيّ، قَالَ أَبو ذُؤَيبٍ:

(ولا لَطَفٌ يَبكِي عَلىَّ نَصيحُ ... ) حَملَ الوَصفُ على اللَّفْظِ، لأنَّ لَفْظَ لَطَفِ لَفْظُ الوَاحِدِ؛ فلذلك سَاغَ له وَصفُ الجَمعِ بالواحِدِ، وقد يَجوزُ أَن يَعِنيَ بلَطَفٍ واحِداً، وإنْ شِئْتَ جَعلْتَ اللَّطَفَ مَصْدَراً، فيكونُ معناهُ: ((ولا ذُو لَطَف)) . والاِسْمُ اللُّطْفُ. وهو لَطِيفٌ بالأَمْرِ، أي: رَفِيقٌ، وقد لَطَفَ به. واللَّطِيفُ من صِفاتِه جَلَّ وعَزَّ، وفي التَّنْزِيلِ: {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز} [الشورى: 19] . وفيه: {وهو اللطيف الخبير} [الأنعام: 103] . واللَّطيفُ من الأَجرامِ والكَلامِ: ما لا جَفَاء فيه، وقد لَطفَ لَطَافَةً. وقَولُ أبي ذُؤًَيب:

(وهُمْ سَبْعةٌ كعَوالِي الرِّماحِ ... بِيضُ الوَجُوهِ لِطافُ الأُزُرْ)

إنَّما عَنَي أَنَّهم خِماصُ البُطونِ، لِطافُ مَواضِعِ الأُزُرِ. وقَولُ الفَرَزْدَقِ:

(ولَلَّهُ أَدْنَي من وَرِيديِ وأَلْطَفُ ... )

إنَّما يُريدُ به وأَلطفُ اتِّصالاً. ولَطْفُ عنه: كَقَوِلكَ صَغُرَ عنه. وأَلْطَفَ البَعيرَ، وأَلَطَفَ له: أَدْخَلَ قَضِيبَه في حَياءِ النَّاقَةِ، الأَخيرةُ عن ابنِ الأَعرابِيّ. واسْتَلْطَفَ هُوَ: فَعلَ ذلك من تِلْقاءِ نَفْسِه. وأبو لَطِيفٍ: من كُناهُم، قَالَ [أبو] عُمارةَ بن أبي طَرَفَةَ:

(فَصِلْ جَنَاحي بأَبِي لَطِيفِ ... )

لطف

1 لَطُفَ It (a thing) was small, or little; (S, Msb, K, KL;) and slender, thin, or fine: (K, KL:) and elegant, or graceful. (KL.) 2 لَطَّفَ It (a medicine) acted as an attenuant, and as an emollient. b2: لَطَّفَهُ, inf. n. تَلْطِيفٌ, [He made it slender]. (A, and K, art. حشر; &c.) 3 لَاطَفَ He caressed; treated with blandishment; soothed; coaxed; wheedled; cajoled: i. q. بَارَّهُ. (S, K.) b2: لَاطَفَهُ also signifies He spoke softly, gently, or blandly, to him. (TA.) He acted in a good manner with him: (KL:) manifested goodness towards him: (PS:) he acted towards him with goodness: and he did so, experiencing from him the same: (TK:) or rather, as syn. with بَارَّهُ, he behaved towards him with goodness and affection and gentleness, and regard for his circumstances; or did so, experiencing from him the same behaviour.4 أَلْطَفَهُ He gave him a gift or present. (TA.) b2: He showed him kindness, or goodness, and affection and gentleness, and regard for his circumstances, بِكَذَا [by such a thing, or such an action, &c.]. (S, K, TA.) Often occurring in the latter sense: but أَلْطَفَهَ بِكَذَا, expl. in the S and K by بَرَّهُ بِهِ, may mean He presented him with such a thing; like وَصَلَهُ بِهِ. b3: See أَخْلَطَهُ.5 تَلَطَّفَ لِلْأَمْرِ i. q. تَرَفَّقَ: (S:) see طَبَّ. b2: I. q.

تَكَلَّفَ اللُّطْفَ. (Bd xviii. 18.) b3: تَلَطَّفَ بِهِ i. q. تَرَفَّقَ. (Mgh in art. رفق.) لُطْفٌ Gentleness: graciousness; courtesy; civility: (S, &c.:) see رِفْقٌ: and delicacy of flavour, &c.

لَطَفٌ A gift, or present: pl. أَلْطَافٌ. (MA.) b2: See لَطَفةٌ.

لَطَفَةٌ A present; i. e. a thing sent to another in token of courtesy or honour; syn. هَدِيَّةٌ; (S, K;) as also ↓ لَطَفٌ, as stated by Z and others: pl. of the latter أَلْطَافٌ. (TA.) لَطِيفٌ Gentle, gracious, courteous, or benignant: and also subtle; knowing with respect to the subtilties, niceties, abstrusities, or obscurities, of things, affairs, or cases: in both of these senses often applied to a man. And Refined in manners, &c. b2: Obscure, recondite, or abstruse, language. (Kull.) b3: See Ham, p. 455. b4: Applied to a medicine, &c., Delicate: see سَوْسَنٌ.

لَطِيفَةٌ A nice, subtile, subtilely excogitated, quaint, facetious, or witty, saying, expression, or allusion; a witticism; a quaint conceit. b2: [A nicety of language;] any indication of subtile meaning, apparent to the understanding, but not to be expressed; as [matters of] the sciences of taste (عُلُوم الأَدْوَاق). (KT.) الإِلْطَافُ Self-pollution, by a woman: see جَلَدَ عُمَيْرَةَ in art. جلد.

لطف: اللَّطِيف: صفة من صفات اللّه واسم من أَسمائه، وفي التنزيل

العزيز: اللّه لطيف بعباده، وفيه: وهو اللطيف الخبير؛ ومعناه، واللّه أَعلم،

الرفيق بعباده. قال أَبو عمرو: اللطيف الذي يوصل إليك أَربك في رِفْق،

واللُّطفُ من اللّه تعالى: التوفيق والعِصمة، وقال ابن الأَثير في تفسيره:

اللَّطِيف هو الذي اجتمع له الرِّفق في الفعل والعلمُ بدقائق المصالح

وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه. يقال: لَطف به وله، بالفتح، يَلْطُف

لُطْفاً إذا رَفَقَ به. فأَما لَطُف، بالضم، يَلْطُف فمعناه صغُر ودقَّ. ابن

الأَعرابي: لَطف فلان يَلْطُف إذا رَفَق لُطْفاً، ويقال: لَطَف اللّه لك

أَي أَوْصَل إليك ما تُحِب برِفْق. وفي حديث الإفك: ولا أَرَى منه اللطف

الذي كنت أَعرفه أَي الرِّفق والبر، ويروى بفتح اللام والطاء، لغة فيه.

واللُّطْف واللَّطَف: البر والتَّكْرمة والتحَفِّي. لَطف به لُطْفاً

ولَطافة وأَلطَفه وأَلطفته: أَتحَفْته. وأَلطفه بكذا أَي بَرَّه به، والاسم

اللَّطَفُ، بالتحريك. يقال: جاءتنا لَطَفةٌ من فلان أَي هَدية. وهؤلاء لَطَف

فلان أَي أَصحابه وأَهله الذين يُلطفونه؛ عن اللحياني؛ قال أَبو ذؤيب:

ولا لَطَفٌ يَبْكي عليك نَصيح

حمل الوصف على اللفظ لأن لفظ لَطَف لفظ الواحد، فلذلك ساغ له وصف الجمع

بالواحد، وقد يجوز أَن يعنى بلَطَف واحد، وإن شئت جعلت اللَّطَف مصدراً

فيكون معناه ولا ذو لَطَف، والاسم اللُّطف. وهو لَطيف بالأَمر أَي رَفِيق،

وقد لَطَف به. وفي حديث ابن الصَّبْغاء: فاجْمَعْ له الأَحِبّة

الأَلاطِف؛ قال ابن الأَثير: هو جمع الأَلطف، أَفعل من اللُّطف الرِّفْق، قال:

ويروى الأَظالف، بالــظاء المعجمة. واللَّطِيفُ من الأَجْرام والكلام: ما لا

خَفاء فيه، وقد لَطُفَ لَطافة، بالضم، أَي صغُر، فهو لَطِيف. وجارية

لطيفة الخَصْر إذا كانت ضامرة البطن. واللَّطِيفُ من الكلام: ما غَمُض معناه

وخَفي. واللُّطْف في العمل: الرفق فيه. ولَطُف الشيءُ يَلْطُف: صغر؛ وقول

أَبي ذؤيب:

وهمْ سبعة كعَوالي الرِّما

حِ، بِيضُ الوُجوهِ لِطافُ الأُزُرْ

إنما عنى أَنهم خِماص البطون لطافُ مواضِع الأُزر؛ وقول الفرزدق:

ولَلَّهُ أَدْنَى مِن وَرِيدي وأَلْطَفُ

إنما يريد وأَلطف اتِّصالاً. ولَطُف عنه: كصغُر عنه.

وأَلطف الرجلُ البعيرَ وأَلطف له أَدخل قضيبه في حياء الناقة؛ عن ابن

الأَعرابي، وذلك إذا لم يهتدِ لموضع الضِّراب. أَبو زيد: يقال للجمل إذا لم

يَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعي قضيبه في حيائها: قد أَخْلطه

إخْلاطاً وألطفه إلطافاً، وهو يُخْلِطه ويُلطِفه. واسْتخْلط الجمل

واسْتَلْطَف إذا فعل ذلك من تِلقاء نفسه وأَدخله فيها بنفسه، وأَخلط غيره. أَبو

صاعِد الكِلابيّ: يقال أَلطفت الشيء بجنبي واستلطفته إذا أَلصقته وهو ضد

جافيته عني؛ وأَنشد:

سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً، دونَ ريْطَتي

ودُونَ رِدائي الجَرْدِ، ذا شُطَبٍ عَضَْبا

والتلَطُّف للأَمر: الترفُّق له، وأُمٌّ لطِيفة بولدها تُلْطِفُ

إلطافاً.واللَّطَف أَيضاً من طُرَف التُّحَف: ما أَلطَفْت به أَخاك ليَعْرِفَ به

بِرَّك. والمُلاطَفة: المُبارَّة.

وأَبو لَطِيف: من كُناهم؛ قال عُمارة بن أَبي طَرفة:

فَصِلْ جَناحي بأَبي لَطِيف

لطف
لطَفَ بـ/ لطَفَ لـ يَلطُف، لَطَفًا ولُطْفًا، فهو لطيف، والمفعول ملطوف به
• لطَفَ به/ لطَفَ له: رفَق به ورأَف "نرجو اللهَ أن يَلطُف بنا جميعًا- {اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ} ". 

لطُفَ يَلطُف، لُطْفًا ولَطَافةً، فهو لطيف
• لطُفَ الشَّيءُ:
1 - رقّ، عكسه كثُف "لطُف كلامُها- تفيض عيناه بالوداعة واللُّطْف- لطُف الهواءُ".
2 - رقّ، عكسه خشُن "لطُفت أخلاقهنّ- مزاج لطيف- لطُف حديثُه مع زوجته- عامل الأرملة بلُطْف".
3 - دقَّ وصغُر، عكسه ضخُم "لطُف الغُصْنُ". 

ألطفَ/ ألطفَ لـ يُلطف، إلطافًا، فهو مُلْطِف، والمفعول مُلْطَف
• ألطفَ الرَّجلُ سؤالَه: حسَّنَه، سأل بحنان وتلطُّف.
• ألطفَ الشَّخْصَ بكذا: أكرمه وبرَّه به "كم أتحف وألطف- ألطفه بهديةٍ".
• ألطفَ له في القول: قال له قولاً ليِّنًا "ألطف لليتيم". 

استلطفَ يستلطف، استلطافًا، فهو مُستلطِف، والمفعول مُستلطَف
• استلطفَ الفتاةَ: وجدها لطيفة رقيقة، حازت إعجابَه "استلطف طريقة المحاضر في الشَّرح- استلطف الجَوَّ". 

تلاطفَ/ تلاطفَ في يتلاطف، تلاطُفًا، فهو مُتلاطِف، والمفعول مُتلاطَفٌ فيه
• تلاطفَ الأصدقاءُ: أكرم بعضُهم بعضًا "تلاطفوا عند المصائب- تلاطف الجيرانُ أيام الشدّة".
• تلاطفَ القومُ في الأمر: ترفّقوا فيه، رفِق بعضُهم ببعض "تلاطفوا في معاملة اليتيم/ الشِّدّة". 

تلطَّفَ بـ/ تلطَّفَ في يتلطَّف، تلطُّفًا، فهو مُتلطِّف، والمفعول مُتلطَّف به
• تلطَّفَ به: احتال له وبالغ في مجاملته حتَّى اطّلع على أسراره.
• تلطَّفَ الشَّخْصُ في الأمر: ترفَّق فيه وعالجه بأدب "تلطَّف في معالجة المشكلة- {فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} ". 

لاطفَ يلاطف، مُلاطفةً، فهو مُلاطِف، والمفعول مُلاطَف
• لاطفَ الفقيرَ: رفَق به وبارّه "لاطف والدَه العجوز".
• لاطفَ خَصْمَه: ألان له القولَ "لاطفتِ الأُمُّ طفلَها- لاطف تلاميذَه". 

لطَّفَ/ لطَّفَ من يلطِّف، تلطيفًا، فهو مُلطِّف، والمفعول مُلَطَّف
• لطَّفَ الشَّيءَ: جعله لطيفًا ليِّنًا "لَطَّف الطَّبْعَ/ أخلاقَ فلانٍ- لطَّف النَّسيمُ الجوَّ- *لَطِّفْ حديثَك فالنفوس مريضة*".
 • لطَّفَ من غضبه: هدّأه، خفَّف منه "لطَّف الدواءُ من الألم: سكّنه". 

لَطافة [مفرد]: مصدر لطُفَ. 

لَطَف [مفرد]: ج ألطاف (لغير المصدر):
1 - مصدر لطَفَ بـ/ لطَفَ لـ.
2 - هديَّة، وأكثر ما يستعمل اللّفظ مجموعًا (ألطاف) "ما أكثر تُحفَه وألطافَه". 

لُطْف [مفرد]: ج ألطاف (لغير المصدر): مصدر لطُفَ ولطَفَ بـ/ لطَفَ لـ ° لُطْفًا: دعوة مهذَّبة لعمل شيء، من فضلك، إذا سمحت.
• لُطْفٌ من الله تعالى: عونٌ منه وتوفيقٌ بعد مِحْنة "ألطافُ الله- اللهُمَّ لا نسألك ردَّ القضاء ولكن نسألك اللُّطْفَ فيه". 

لَطيف [مفرد]: ج لطيفون ولِطاف ولُطَفاءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لطَفَ بـ/ لطَفَ لـ: صاحب رفق وأدب في المعاملة، رقيق، دمث الأخلاق، مهذّب ° لطيف المَعْشَر: مَنْ تروق صحبتُه وتسرّ.
2 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من لطُفَ: ما يُعجب ويروق النَّظر بأناقته.
3 - جميل الشَّكل "فستان لَطيف" ° الجنس اللَّطيف: كناية عن النِّساء.
• اللَّطيفُ: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: العالم بدقائق الأمور وغوامضها، الذي لطُف عن أن يُدرك بالكيفيَّة، البرُّ بعباده الذي يلطُف بهم من حيث لا يعلمون ويُهيّئ مصالحهم من حيث لا يحتسبون " {أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} "? يا لطيف.
• لطيف الكلام: ما غمض معناه وخفِي. 

لطيفة [مفرد]: ج لطيفات ولطائفُ (لغير العاقل):
1 - مؤنَّث لَطيف ° لطيفة الخَصْر: ضامرة البطن.
2 - نكتة تؤثِّر في النفس فتنشرح لها "ما أكثر لطائفه المضحكة- لطائف الأفكار".
3 - كلّ إشارة دقيقة المعنى تلوح للفهم لا تسعها العبارة. 

مُلطِّف [مفرد]:
1 - اسم فاعل من لطَّفَ/ لطَّفَ من.
2 - (طب) دواء مسكِّن، مُخفِّف، مادّة صمغيّة أو زيتيّة القوام تستعمل لتخفيف الألم خاصّة في الأغشية المخاطيّة الملتهبة "دواءٌ ملطِّف- ملطِّف للحرارة" ° عبارات مُلطِّفة. 
لطف: لَطَف ب: يبدو أن معناها اعتنى ب (محمد بن حارث 221): فأخذ من ذلك الرمان شيئاً لطف به وغرسه حتى عَلِق وتم وأثمر.
لَطَف للأمر أو في الأمر: استعمل طرقاً دقيقة، كالحيلة أو التملق لتحقيق غرضه (معجم البلاذري).
لَطُف كان ذكياً كيساً أو دقيقاً ففي (بدرون 283): وقال لَطُف أهلُ العراق.
لَطُف من اسم المصدر لُطْف (انظر فوك في مادة malus) تفاهم، زاد سوءاً (الكالا).
لطّف: جعله لطيفاً (محيط المحيط، رحلة ابن جبير).
لطّف: خفّف (اصطلاح عملي) سكّن، سهّل، عدّل، صحح، خفف من تأثير أو نتائج الشيء (بوشر).
لطّف الكلام: عدّل الصيغة، خفّف التعابير (بوشر).
لطّف المادة: خففها أو جعلها أقل خطورة (بوشر، حيّان بسّام 1، 41): كان ابن حزم يجاهر بأفكاره فلم يك يلطّف صدعه بما عنده بتعريض ولا يزفُّه بتدريج.
لطّف: رقّق (بوشر).
لطّف البديع: انظر الكلمة في المادة لطيف.
لطّف: تفاهم، زاد سوءاً (فوك مادة malus اللاتينية أي الشر والسوء).
لاطفه بالهدايا (انظر حيان 71 في مادة لَطَفٌ) (وفي أبحاث 184:1 الطبعة الأولى) فقد كانت طوائف العدو تُلاطف بالاحتيال، وتستنزَل بالأموال. ألطف: وردت في معجم الطوائف عبر الحديث عن أحد الأمراء والتقرب من مقاومة وتوفيره وتبجليه.
ألطف: اعتنى بالمريض (ففي حيان 13): وتابع في تعليل الخصيّ وألطافه حتى أفاق من علَّته.
ألطف له في القول أو في المسألة وكذلك سؤاله: طلب منه بأدب أو بطريقة ودية أو بأسلوب رقيق (معجم الطرائف).
ألطف ب: قدم له الهدية وترد الكلمة أحياناً موجزة أي ألطفه. حسب. (معجم الطرائف).
تلطف: استعمل طرائف دقيقة: طريقة الحيلة أو التملق على سبيل المثال. ويأتي الفعل (تلطف) هنا مع حتى، أن، إلى أو في، لأجل (معجم البلاذري) (معجم الطرائف ص102، كليلة ودمنة 8: 31 وعبد الواحد 17: 48): لم يدعوا يقترب منه فتلطف قوم من أكابر البربر حتى وصلوا إليه وقالوا له ... الخ.
تلطف ب: قام بعمل ما بحذر ومهارة (أماري 432): تلطفوا بالصعود على الجبل (كي لا يراهم أحد).
تلطف ب: جارى في أفكاره وعواطفه .. الخ أحداً لإرضائه، تملقه لنيل مأرب، خطب وده (بوشر عبد الواحد 96، 4): وتلطف في خدمته حتى قربه أمير المسلمين أشد تقريب.
تلطف ب: جذب الآخرين إليه باستعمال طرائق مشوقة وهاك مثالاً على ذلك: Pulchris verbis allicere aliquem وهي العبارة التي ترجمها من قبل (دي ساسي كرست 52 في كتاب الأنيس المفيد للطالب المستفيد) ومثالاً آخر ترجمة (رايسكه - أبو الفداء 48:4) وانظر (ألف ليلة 2؛ 56): فلم تزل تتلطف بهم حتى قالوا لها دعيهم يدخلوا dulcibus verbis plaeavit aliquem ومثالاً ثالثاً (لمرسنج) في عبارة وردت في (ص14:22): ولولا تلطفي بالجماعة كالانباسي ... الخ لكان ما لا خير فيه مثالاً رابعاً (لابن صاحب الصلاة 22): تُلُطّف لعبد السلام في السرح أي تقدموا إلى الخليفة، بعبارات رقيقة يستعطفونها بها، لإطلاق سرح عبد السلام. وفي المصدر نفسه ورغبت منك أن تجاريني على حسن تلطفي بك.
تلطف مع: في (المقري 537:2): وتلطفت مع بعض نسائه حتى أوصلتني إليه.
تلطف مع: فاقم، زاده سوءاً (انظر فوك في مادة malus) .
استلطف لا: وردت في معجم الطرائف عبر الحديث عن أحد الأمراء الذي قرّب أحد الأشخاص إليه وعامله بكرم وإحسان.
استلطف: ومعناها هنا ألصقه بجنبه أي السيف تقلده أو توشح به (معجم الطرائف).
استلطفه: هدّأه. طيّب خاطره، نال رضاه (عباد 53:1 المقري 391:1).
لُطْف المحَلّ أو المكانة: فضْل. وصال، عناية (عباد 336:1 انظرها في مادة لطيف). لُطْف: فساد، انحطاط (فوك) (رداءة، رذالة malicia) ( الكالا) ( peoria) .
لَطَف ج ألطاف: هديّة وحين تأتي الكلمة بصيغة الجمع فهي حلويات (معجم البلاذري، معجم الطرائف، دي يونج، رياض النفوس 21): وكان يلاطف الطاغية ويبعث إليه بالألطاف.
لَطَف: خمرة (معجم الجغرافيا).
لَطَفة ج لَطَف: قطع حلوى (معجم الجغرافيا).
لطيف؛ محبوب. ودّي، حبّي. مرضٍ، مقبول (بوشر).
لطيف المكان: يتمتع بحظوة كبيرة (حيّان بسّام 143:3): ابنته كانت لطيفة المكان من نفسه (انظر الكلمة في مادة لُطْف).
لطيف: معتدل، مخفف (بوشر).
لطيف: قليل، يسير، زهيد (القزويني 1، 201): ماء عذب دهنية لطيفة.
جرح لطيف: جرح طفيف (بوشر).
لطيف: ضيق (طريق) (البكري 55، 13).
لطيف: قصير، مختصر (النويري، أسبانيا 451): وكان الحكم قد أرسل مع ولده خادماً له ومعه كتاب لطيف إلى عمروس وكانت هذه الرسالة الموجزة أو هذه الرقعة قد دلتّ عمروساً إلى أي مكيدة يستطيع أن يقود أهل طليطلة.
لطيف: مختصر، ناشف، بارد (المقري 2، 413): ردّ رداً لطيفاً أي إنه رد تحيتي له بفتور وإيجاز لأنه كان على مزاج سيئ في تلك الساعة.
اللطيف أو التلطف: هو، وفقاً لكتاب الاغاني، نوع من الشعر ابتداعه مسلم (انظر المعجم) ذو وجوه عدة وفيه إسراف في التألقات الذهنية والنقائض والمُلَح.
يقول ابن خلكان في حديثه عن أحد الشعراء (277:1) وشعره كله لطيف وهو كما يقال السهل الممتنع (انظر صيغة امتنع في مادة منع) ومعناه الكلام الذي يبدو سهلا أول وهلة إلاّ انه، في الحقيقة، صعب ومبهم.
لطيف: في الحديث عن الأدواء هو ضد الدواء الكثيف إن كان هذا ما قصده صاحب (محيط المحيط) في قوله: وقال الأطباء اللطيف دواء من شأنه أن يتصغر أجزاؤه عند فعل الحرارة الغريزية فيه كالدار صيني ويقابله الكثيف كالقرع.
لطيف: في الحديث عن الغذاء وهو ضد الغليظ وفي (محيط المحيط) .. ومن الغذاء ما يتولد منه دم رقيق والغليظ ما يخالفه.
لطيف: والجمع لَطاف (فوك) ولُطف عند (الكالا) ومعناه: رديء وتقابل في اللاتينية malus ( فوك) وفي الأسبانية mala cosa ( الكالا).
لطيف الظن: محترس، مرتاب، حذر (الكالا).
لطافة: رقة، إيناس، حفاوة، دماثة. رأفة، بطوطة، أدب، مجاملة (لطافة الشمائل) (ابن بطوطة 167:2) بلطافة: برقة. لطافة الطبع: الطيبة.
لطافة: حسن المعشر (بوشر).
بلطافة: بقلة حشمة، بقلة وقار Lestement ( بوشر).
بلطافة: بقلة حياء، بتعجرف cavalierment ( بوشر).
بلطافة: بطيبة خاطر، بحسن الرضى (بوشر).
لطافة: اعتدال (بوشر).
لطافة: احتراز، احتراس. فطنة. مراعاة، مداراة.
لطيفة. لطيفة من البلاغة: دقيقة المعنى والعبارة (دي سلان) (المقدمة 179:14).
لطيفة: وجمعها لطائف: هدية (معجم الجغرافيا).
إلطاف: عادة الاستمناء عند النساء (الحرير 498، محيط النساء): (الإلطاف للنساء كالاستمناء للرجال). تلطف انظر لطيف.
التلطيف: في (محيط المحيط) (التلطيف عند القرّاء هي الإمالة).
مُلطّف: اصطلاح طبي ففي (محيط المحيط) (الملطف عند الأطباء دواء يجعل قوام المادة أرق لما فيه من الحرارة المعتدلة كالزوفا ويقابله المغلّظ).
ملطَّفات (جمع): برقيات، رسائل رسمية (مونج 35، 37، فخري 363).
ملاطفة: اعتدال، تخفيض في السعر، تخفيف الألم، تخفيض الضريبة ... الخ. (بوشر) ملاطفة القصاص: تخفيف العقوبة أو تبديلها (بوشر).
ل ط ف : لَطُفَ الشَّيْءُ فَهُوَ لَطِيفٌ مِنْ بَابِ قَرُبَ صَغُرَ جِسْمُهُ وَهُوَ ضِدُّ الضَّخَامَةِ وَالِاسْمُ اللَّطَافَةُ بِالْفَتْحِ.

وَلَطَفَ اللَّهُ بِنَا لَطَفًا مِنْ بَابِ طَلَبَ رَفَقَ بِنَا فَهُوَ لَطِيفٌ بِنَا وَالِاسْمُ اللُّطْفُ وَتَلَطَّفْتُ بِالشَّيْءِ تَرَفَّقْتُ بِهِ وَتَلَطَّفْتُ تَخَشَّعْتُ وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ. 

ظوا

ظوا: أَرض مَظْواةٌ ومَظْياةٌ: تُنْبتُ الظَّيّان، فأَما مَظْواةٌ فإنها

من ظ و ي، وأَما مَظْياةٌ فإِما أَن تكون على المعاقبة، وإما أَن تكون

مقلوبة من مَظْواةٍ، فهي على هذا مَفْعَلة.

وأَدِيمٌ مُظَوٍّى: مدبوغٌ بالظَّيّانِ؛ عن أَبي حنيفة. والــظاءُ: حرفُ

هِجاءٍ، وهو حرف مهجور يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً؛ قال ابن جني:

اعلم أَن الــظاء لا توجد في كلام النَّبَطِ، فإِذا وقَعَت فيه قلَبوها طاءً،

ولهذا قالوا البُرْطُلة وإنما هو ابن الظِّلِّ، وقالوا ناطُور وإنما هو

ناظور، فاعُول من نَظَرَ يَنْظُر. قال ابن سيده: كذا يقول أَصحابنا

البصريون، فأَما قول أَحمَد بنِ يحيى فيقول ناطُور ونواطِير مثل حاصود

وحَواصِيد، وقد نَطَرَ يَنْطُر.

ابن الأَعرابي: أَظْوَى الرجل إِذا حَمُقَ.

فيض

فيض: {أفضتم}: دفعتم بكثرة. {تفيض}: تسيل.
(فيض) : امرأَةٌ مُفاضَةٌ، وأَفاضَها، أي أَفْضاهَا.
: ما كانَ جَمْعَ فَعِيلٍ من المُضاعَفِ يُقالُ فيه: فُعُلٌ وفُعَلٌ، مثل: قَلِيلٍ وقُلُلٍ وقُلَلٍ.
(ف ي ض) : (فَاضَ) الْمَاءُ انْصَبَّ عَنْ امْتِلَاءٍ (وَمِنْهُ) فَاضَتْ نَفْسُهُ إذَا مَاتَ وَفَاظَ بِالــظَّاءِ مِنْ غَيْر ذِكْرِ النَّفْسِ وَأَفَاضَ الْمَاءَ صَبَّهُ بِكَثْرَةٍ (وَمِنْهُ) أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ إذَا دَفَعُوا بِكَثْرَةٍ (وَطَوَاف الْإِفَاضَة) هُوَ طَوَافُ الزِّيَارَةِ.
فيض
ماءٌ فَيْض وغَيْضٌ: الفَيْضُ: كَثِيرٌ؛ والغَيْضُ: قَلِيلٌ.
وأفَاضَ القَوْمُ من عَرَفاتٍ إلى مِنًى. وأفَاضُوا في الحَدِيثِ: انْدَفَعُوا فيه. وأمْرُهم فَيْضُوْضَاء وفَيْضِيْضَاءُ: أي سَوَاء، وكذلك فَيْضُوْضى وفَيْضِيْضى وفَيُوْضى وفَوْضُوْضى. والفَيْضُ: النهرُ بعَيْنه، وجَمْعُه فُيُوْضٌ وأفْيَاضٌ.
الفيض الأقدس: هو عبارة عن التجلي الحسي الذاتي الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية، ثم العينية، كما قال: كنت كنزًا مخفيًا فأحببت أن أعرف، الحديث.

الفيض المقدس: عبارة عن التجليات الأسمائية الموجبة لظهور ما يقتضيه استعدادات الأعيان في الخارج، فالفيض المقدس، مترتب على الفيض الأقدس، فبالأول تحصل الأعيان الثابتة واستعداداتها الأصلية في العلم، وبالثاني تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها.
(فيض) - في الحديث: "وَيفِيضُ المَالُ"
: أي يَكْثُر، من قولهم: أَعطَى غَيْظًا من فَيْض .
وفَاضَ الماءُ والدمعُ والخَيرُ وغَيرُها: كَثُر، يَفِيض فَيْضًا وفَيضُوضَة وفَيضاناً، وماء فَيْض: كثِير، سُمِّى بالمَصْدر.
- في حديث ابن عباس- رضي الله عنهما -: "أخرج الله تعالى ذُرِّيَّة آدمَ - عليه الصّلاة والسّلام - من ظَهْرِه فأَفاضَهُم إفَاضَة القِدْح" إفاضَة القِدْح: دَفعُه وضَربُه وإجالَتُه للمَيْسِر.
- وفي حديث اللُّقَطَة: "ثم أَفِضْها في مالك"
: أي أَلقِها واخلِطْها به؛ من قولهم: فَاضَ الأمرُ، ومِلك فائض: شائِع مُتَمَيّز.
- وسُمِّي طَلْحَة الفَيَّاضِ؛ لِسَعةِ عَطائِه؛ من فَاضَ الإناءُ؛ إذا امتلأ حتى انْصَبّ من نَواحِيهِ. وكان قَسَم في قَومِه مرة أَرْبَعمائةَ أَلفٍ.

فيض


فَاضَ (ي)(n. ac. فَيْض
فُيُوْض
فُيُوْضَة
فَيَضَاْن
فَيْضُوْضَة )
a. Overflowed, poured forth; was abundant; flowed
streamed; spread (news).
b. [Bi], Disclosed, revealed (secret).
c.(n. ac. فَيْض
فُيُوْض), Departed [ soul ); died.
d. [Min], Went out, advanced, pushed on from.
أَفْيَضَa. Poured out.
b. Filled to the brim.
c. Pushed, pressed on.
d. Chewed the cud, ruminated.
e. [Fī], Engaged in, busied himself with; was profuse
prolix in (speech).
f. Clothed in a coat of mail.
g. see I (a) (d).
تَفَيَّضَa. Flowed.

إِسْتَفْيَضَa. Was brimful.
b. Spread (news).
c. Abounded in ( trees: valley ).
d. Asked to pour out.

فَيْض
(pl.
فُيُوْض)
a. Abundance, plenty, fullness, profusion
exuberance.
b. Generosity, liberality, profuseness
lavishness.
c. River, stream; inundation.

فَاْيِضa. Full; overflowing; abundant, profuse
exuberant.

فَيَّاْضa. Overflowing.
b. Generous, liberal, profuse, lavish.

فَيَضَاْنa. see 1 (a)b. Overflow.

مُفِيْض [ N. Ag.
a. IV]
see 28 (b)
إِفَاضَة [ N.
Ac.
a. IV], Swaying; commotion.

مُسْتَفَاض مُسْتَفِيْض
a. Spread abroad (news).
غَيْصْ مِن فَيْض
a. A little of everything.

أَرْض ذَاتُ فُيُوْض
a. Well-watered country.
فيض
فَاضَ الماء: إذا سال منصبّا. قال تعالى:
تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ
[المائدة/ 83] ، وأَفَاضَ إناءه: إذا ملأه حتى أساله، وأَفَضْتُهُ. قال: أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ
[الأعراف/ 50] ، ومنه: فَاضَ صدرُهُ بالسّرّ.
أي: سال، ورجل فَيَّاضٌ، أي: سخيّ، ومنه استعير: أَفَاضُوا في الحديث: إذا خاضوا فيه.
قال: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ [النور/ 14] ، هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ
[الأحقاف/ 8] ، إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ [يونس/ 61] ، وحديث مُسْتَفِيضٌ: منتشر، والْفَيْضُ: الماء الكثير، يقال: إنه أعطاه غيضا من فيض ، أي: قليلا من كثير وقوله: فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ
[البقرة/ 198] ، وقوله: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ
[البقرة/ 199] ، أي:
دفعتم منها بكثرة تشبيها بِفَيْضِ الماء، وأَفَاضَ بالقداح: ضرب بها، وأَفَاضَ البعير بجرّته :
رمى بها، ودرع مَفَاضَةٌ: أُفِيضَتْ على لابسها كقولهم: درع مسنونة، من: سننت أي: صببت.
ف ي ض: (فَاضَ) الْخَبَرُ يَفِيضُ وَ (اسْتَفَاضَ) أَيْ شَاعَ وَهُوَ حَدِيثٌ (مُسْتَفِيضٌ) أَيْ مُنْتَشِرٌ فِي النَّاسِ. وَلَا تَقُلْ: مُسْتَفَاضٌ. وَ (الْمُسْتَفِيضُ) أَيْضًا الَّذِي يَسْأَلُ (إِفَاضَةَ) الْمَاءِ وَغَيْرِهِ. وَ (فَاضَ) الْمَاءُ أَيْ كَثُرَ حَتَّى سَالَ عَلَى ضَفَّةِ الْوَادِي وَبَابُهُ بَاعَ وَ (فَيْضُوضَةً) أَيْضًا. وَ (فَاضَ) اللِّئَامُ كَثُرُوا. وَفَاضَ الرَّجُلُ مَاتَ وَبَابُهُ بَاعَ وَجَلَسَ. وَفَاضَتْ نَفْسُهُ أَيْ خَرَجَتْ رُوحُهُ قَالَهُ أَبُو عُبَيْدٍ وَأَبُو زَيْدٍ وَالْفَرَّاءُ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ: فَاضَ الرَّجُلُ وَلَا فَاضَتْ نَفْسُهُ وَإِنَّمَا يَفِيضُ الدَّمْعُ وَالْمَاءُ. وَيُقَالُ: (أَفَاضَ) إِنَاءَهُ أَيْ مَلَأَهُ حَتَّى (فَاضَ) وَ (أَفَاضَ) دُمُوعَهُ. وَأَفَاضَ الْمَاءَ عَلَى نَفْسِهِ أَيْ أَفْرَغَهُ. وَأَفَاضَ النَّاسُ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى مِنًى أَيْ دَفَعُوا. وَكُلُّ دَفْعَةٍ (إِفَاضَةٌ) . وَ (أَفَاضُوا) فِي الْحَدِيثِ انْدَفَعُوا فِيهِ. وَ (الْفَيْضُ) نِيلُ مِصْرَ وَنَهْرُ الْبَصْرَةِ أَيْضًا. وَنَهْرٌ (فَيَّاضٌ) بِالتَّشْدِيدِ أَيْ كَثِيرُ الْمَاءِ. وَرَجُلٌ فَيَّاضٌ أَيْضًا أَيْ وَهَّابٌ جَوَادٌ.
ف ي ض

أرض ذات فيوض: فيها مياه تفيض، وأرض ماؤها فيضٌ وغيضٌ، وحوض فائض: يفيض من جوانبه لامتلائه، وهذا مفيض الماء. قال النابغة:

أسائلها وقد سفحت دموعي ... كأن مفيضهنّ غروب شنّ

ومن المجاز: رجل فيّاضٌ وفيضٌ: جواد. قال:

فألفيته فيضاً كثيراً عطاؤه ... جواداً متى يذكر له الحمد يزدد

وفاض الخير فيهم أي كثر. وفاض صدره من الغيظ. قال:

شكوت وما الشكوى لمثلي عادة ... ولكن تفيض النفس عند امتلائها

وفاضوا عليه: غلبوه. قال الأخطل:

أيشتمني ابن الكلب أن فاض دارم ... عليه ورادى صخرةً ما يرومها

أي ما يقدر أن ينالها. وأفاضوا من عرفات. وأفاضوا في الحديث: اندفعوا. وأفاض أهل الميسر بالقداح: ضربوا بها. وأفاض البعير بجرّته: دفعها من جوفه. قال الراعي:

وأفضن بعد كظومهنّ بجرة ... من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا

واستفاض الخبر. وهذا حديث مستفيض. واستفاض المكان: اتسع وانتشر. وفاضت عليه الدرع. قال:

تفيض على المرء أردانها ... كفيض الأتيّ على الجدجد

وأفاضها عليه كما يقال: صبّها عليه وشنّها. ودرع مفاضة: سابغة. وارمأة مفاضة: ضخمة البطن مسترخية اللحم خلاف المجدولة.
ف ي ض : فَاضَ السَّيْلُ يَفِيضُ فَيْضًا كَثُرَ وَسَالَ مِنْ شَفَةِ الْوَادِي وَأَفَاضَ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَفَاضَ الْإِنَاءُ فَيْضًا امْتَلَأَ وَأَفَاضَهُ صَاحِبُهُ مَلَأَهُ وَفَاضَ الْمَاءُ وَالدَّمُ قَطَرَا وَفَاضَ كُلُّ سَائِلٍ جَرَى وَفَاضَ الْخَيْرُ كَثُرَ وَأَفَاضَهُ اللَّهُ كَثَّرَهُ وَأَفَاضَ النَّاسُ مِنْ عَرَفَاتٍ دَفَعُوا مِنْهَا وَكُلُّ دَفْعَةٍ إفَاضَةٌ وَأَفَاضُوا مِنْ مِنًى إلَى مَكَّةَ يَوْمَ النَّحْرِ رَجَعُوا إلَيْهَا وَمِنْهُ طَوَافُ الْإِفَاضَةِ أَيْ طَوَافُ الرُّجُوعِ مِنْ مِنًى إلَى مَكَّةَ وَاسْتَفَاضَ الْحَدِيثُ شَاعَ فِي النَّاسِ
وَانْتَشَرَ فَهُوَ مُسْتَفِيضٌ اسْمُ فَاعِلٍ وَأَفَاضَ النَّاسُ فِيهِ أَيْ أَخَذُوا وَمِنْهُمْ مِنْ يَقُولُ اسْتَفَاضَ النَّاسُ الْحَدِيثَ وَأَنْكَرَهُ الْحُذَّاقُ وَلَفْظُ الْأَزْهَرِيِّ قَالَ الْفَرَّاءُ وَالْأَصْمَعِيُّ وَابْنُ السِّكِّيتِ وَعَامَّةُ أَهْلِ اللُّغَةِ لَا يُقَالُ حَدِيثٌ مُسْتَفَاضٌ وَهُوَ عِنْدَهُمْ لَحْنٌ مِنْ كَلَامِ الْحَضَرِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ مُسْتَفِيضٌ اسْمُ فَاعِلٍ وَمَا أَفَاضَ بِكَلِمَةٍ مَا أَبَانَهَا وَأَفَاضَ الرَّجُلُ الْمَاءَ عَلَى جَسَدِهِ صَبَّهُ وَأَفَاضَ دَمْعَهُ سَكَبَهُ وَفَاضَتْ نَفْسُهُ فَيْضًا خَرَجَتْ وَالْأَفْصَحُ فَاظَ الرَّجُلُ بِالــظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ النَّفْسِ يَفِيظُ فَيْظًا مِنْ بَابِ بَاعَ أَيْضًا وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُجِزْ غَيْرَهُ. 
[فيض] فيه: و "فيض" المال، أي يكثر، من فاض المال والدمع: كثر. ومنه قوله لطلحة: وأنت "الفياض"، لسعة عطائه وكثرته، وكان قسم في قومه أربعمائة ألف. ك: ومنه: حتى يتكثر فيكم المال و "يفيض" - بالرفع استئنافا وبالنصب عطفا، أي يفضل بأيدي مالكيه مال حاجة لهم به، وقيل: بل ينشر في الناس ويعمهم -وويتم في يهم. نه: وفيه: "فأفاض" من عرفة، الإفاضة: الزحف والدفع في السير بكثرة ويكون عن تفرق وجمع، وأصله الصب فاستعير له، وأصله: أفاض نفسه أو راحلته، فتركوا المفعول حتى أشبه اللازم، ومنه أفاضوا في الحديث -اندفعوا. وفيه: أخرج الله ذرية أدم من ظهره"فأفاضهم إفاضة" القدح، هي الضرب به وإجالته عند القمار، والقدح: السهم. ومنه ح اللقطة: ثم "أفضها" في مالك، أي ألقها فيه وأخلطها به. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: "مفاض" البطن، أي مستوى البطن مع الصدر، وقيل: هو أن يكون فيه امتلاء، من فيض الإناء، ويريد به أسفل بطنه. وفي ح الدجال: ثم يكون على أثر ذلك "الفيض"، قيل: الفيض هنا الموت، من فاضت نفسه - أي لعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج روحه، ويقال: فاض الميت - بالضاد والــظاء. ك: والناس "يفيضون"، الإفاضة في الحديث: التحدث والخوض فيه بين الناس. وح: أما أنا "فأفيض" على رأسي ثلاثًا، بضم همز، وأما- بمفتوحة ومشددة، وأشار بيديه كلناهما - على لغة لزوم الألف، وقسيم "أما" ذكره مسلم أي وأما غيري فلا أعلم حاله، وفيه سنية الإفاضة ثلاثا على الرأس، وألحق به غيره فإنه أولى من التثليث في الوضوء المبني على التخفيف. وح: ألم تكن "أفاضت"، أي طافت طواف الإفاضة. ج: بيده "الفيض"، هو جرى الماء إذا امتلأ الإناء. ك: الفيض: الإعطاء وروى: القبض -بالقاف أي الإمساك، و "أو" للتنويع، ويحتمل شك الراوي.
[فيض] فاضَ الخبرُ يَفيضُ واسْتفاضَ، أي شاع. وهو حديث مستفيض، أي منتشر في الناس، ولا تقل مُسْتفاضٌ إلا أن تقول مُسْتفاضٌ فيه. وبعضهم يقول: اسْتَفاضوهُ فهو مُسْتَفاضٌ. ويقال: اسْتفاضَ الوادي شجراً، أي اتَّسع وكثر شجره. والمُسْتَفيضُ: الذي يسأل إفاضَةَ الماء وغيره. ودرعٌ مُفاضَةٌ، أي واسعةٌ. وامرأةٌ مُفاضَةٌ، إذا كانت ضخمة البطن. وفاضَ الماء يَفيضُ فَيْضاً وفَيْضوضَةً، أي كثُر حتَّى سال على ضفَّة الوادي. وأرضٌ ذات فُيوضٍ، إذا كانت فيها مياه تَفيضُ. وفاضَ صدره بالسرّ، أي باحَ به. وفاضَ اللئام: كثروا. وفاضَ الرجل يَفيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات. وكذلك فاضَتْ نفسه، أي خرجت روحه، عن أبى عبيدة والفراء، قالا: وهى لغة في تميم. وأبو زيد مثله. وقال الاصمعي: لا يقال فاضَ الرجل ولا فاضَت نفسه، وإنَّما يَفيضُ الدمع والماء. ويقال: أفاضَ إناءه، أي ملأه حتَّى فاضَ. وأفاضَ دموعه، وأفاضَتْ دموعه. وأفاضَ الماء على نفسه، أي أفرغَه. وأفاضَ الناس من عرفاتٍ إلى مِنًى، أي دفعوا. وكلُّ دفعَةٍ إفاضَةٌ. وأفاضوا في الحديث، أي اندفعوا فيه. وأفاض البعيرُ، أي دفع جِرَّتَهُ من كرشه فأخرجها. ومنه قول الشاعر : وأفضن بعد كظومهن بجرة * من ذى الابارق إذ رعين حقيلا * وأفاض بالقداح، أي ضرب بها. قال أبو ذؤيب يصف حمارا وأتنه: فكأنهن ربابة وكأنه * يسر يفيض عى القداح ويصدع * يعنى بالقداح. وحروف الجر ينوب بعضها مناب بعض. والفيض: نيل مصر. قال الأصمعيّ: ونهرُ البصرة يسمَّى الفَيْضُ أيضاً. ونهرٌ فَيَّاضٌ، أي كثير الماء. ورجلٌ فَيَّاضٌ، أي وهَّابٌ جوادٌ. وفرسٌ فَيْضٌ، أي كثير الجري. وقولهم: أعطاه غيضاً من فَيْضٍ، أي أعطاه قليلاً من كثير.
ف ي ض

فاضَ الماءُ والدَّمْعُ ونحوهما فَيْضاً وفُيُوضَةً وفُيُوضاً وفَيَضانا جَرَى وقيل تَدفَّقَ وأَفَاضَه هو وفَاضَ صَدْرُه بِسِرِّه لم يُطِقْ كَتْمَه وكذلك النَّهْرُ بمائِه والإِناءُ بما فيه ومَاءٌ فَيْضٌ كثيرٌ والفَيْضُ النَّهْرُ والجمعُ أَفْيَاضٌ وفُيُوض وجَمْعُهم له يَدُلُّ على أنه لم يُسَمَّ بالمَصْدَرِ وفَيْضُ البَصْرَة نَهْرُها غَلب ذلك عليه لِعَظمِه وأرضٌ ذاتُ فُيُوض فيها ماء هذه عن اللِّحيانيِّ وفَرسٌ فَيْضٌ جَوَادٌ كثيرُ العَدْوِ ورَجُلٌ فَيْضٌ وفَيّاض كَثِرُ المَعْروفِ وأفاض إناءَه إِفَاضةً عن اللَّحيانيِّ وعندي أنه إذا مَلأهُ حتى فَاض وأعْطَاه غَيْضاً من فَيْضِ أي قليلاً من كَثيرٍ وأَفَاضَ بالشيء دَفَع به ورَمَى قال أبو صَخْر الهُذَلِيُّ يصف كَتِيبةً

(تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ ... تُفِيضُ الحِصْنَ مِنْها بالسِّخَالِ)

وفاض يَفيضُ فَيْضاً وفُيُوضاً ماتَ وفَاضَتْ نَفْسُه تَفِيضُ فَيْضاً خَرَجَتْ لغة تَمِيمٍ وذهَبْنا في فَيْضٍ فُلانٍ أي في جِنَازِتَه وفاض الحديثُ واستَفَاضَ ذاعَ وانْتشرَ وحَدِيثٌ مُسْتفيضٌ ذائعٌ مُنْتَشْرٌ ومُسْتَفَاض قد اسْتَفَاضُوه أي أَخَذُوا فيه وأَبَاها أكْثَرُهُم حتى يُقال مُسْتَفَاضٌ فيه ودِرْعٌ فَيُوضٌ ومُفَاضَةٌ وفَاضَةٌ واسِعةٌ الأخيرةُ عن ابن جِنِّي ورَجُلٌ مُفَاضٌ واسعُ البَطْنِ والأنثى مُفَاضةٌ وقيل المُفَاضَةُ من النِّساءِ العظيمةُ البَطْنِ المُسْتَرْخِيةُ اللَّحْمِ وقد أُفِيضَتْ وقيل هي المُفْضَاة أي المَجْمُوعة المَسْلكَيْن كأنه مَقْلوبٌ عنه وأفَاضَ المرأةَ عند الافْتِضاضِ جَعَلَ مَسَلَكَيْها واحداً وأفَاضَ البعيرُ بجِرّتِه رَمَى بها مُتَفَرِّقةً كثيرةً وقيل هو صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه وقال اللحيانيُّ هو إذا دَفَعَها من جَوْفِه وأفاض القومُ في الحديث انْتَشَرُوا وقال اللحيانيُّ هو إذا انْدَفَعُوا فيه وخاضُوا وفي التنزيل {إذ تفيضون فيه} يونس 61 و {لمسكم فيما أفضتم فيه} النور 14 وأفاض الناسُ من عَرفاتٍ انْدَفَعُوا بكثرةٍ إلى مِنىً بالتَّلْبِيَة وفي التنزيل {فإذا أفضتم من عرفات} عرفات 198 وأفاضَ بالقِدَاحِ ضَرَبَ بها وفيَّاض اسمُ فَرَسٍ قال النابغةُ الجَعْدِيُّ

(وعَناجِيجَ جِيادٍ نُجُبٍ ... نَجْلَ فَيّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْ)
فيض: فاض (ماء البئر): زاد وكثر حتى سال. (ابن جبير ص139، 140).
فاض المال: طفح، طغى، طما. (محيط المحيط، بوشر، هلو).
فاض على: أغرق، غمر بالفيضان. (معجم الأسبانية ص100، فوك، هلو، المقري 2: 173).
فاض على: أدخل السائل وأولجه في. (دي سلان المقدمة 3: 222).
فاض: زاد عن الحاجة. (فوك، الكالا) وفي النويري (مصر مخطوطة رقم 19 ب، ص139 ف): من فائض وقف الجامع.
فاض: قذف، دفق، انصب. (المعجم اللاتيني- العربي، بوشر).
فيض: جعله بفيض ويطفح ويغمر ويطمو (فوك).
فيض: جمم الكيل وأفعمه. (الكالا).
فيض: فاض، طفح، طما، طغى. (الكالا).
أفاض: صب، سكب، أراق. وتستعمل مجازا. بمعنى أشاع النور ونشره. ففي المقري (2: 100): تشوق إلى حضرة الأنوار المفاضة.
أفاض الأنعام: صب عليه النعم وغمره بها (بوشر) أفاض عليه من النعم: غمره بالمال والمعروف (بوشر).
أفاض: أذاع، نشر، أعلن (فوك).
تفيض: فاض، طفح، غمر، طما. (فوك). استفاض: توسل للحصول على الفيض وهو تدفق نعم الله. (زيشر 20: 40 رقم 51).
استفاض من السماع: استمد معلوماته مما يقول ويسمع. (عبد الواحد ص259).
استفاض عن السفار المترددين: استمد من حكايات المسافرين الضاربين في الأرض. (عبد الواحد ص273).
استفاضة: في تاريخ البربر (1: 233): وحذر مغبة الفعلة واستفاضة الدولة، وقد ترجمها السيد دي سلان إلى الفرنسية بما معناه خراب الدولة وسقوطها. ولا أدري كيف أن هذا الفعل يمكن أن يدل على هذا المعنى. وكتابة الكلمة مشكوك فيها.
استفاض: انظر مستفاض فيما يأتي أخيرا.
فيض. وجمعه فيضات: طفح، يضان. (بوشر، الكالا).
فيض: طفاح الكيل، وامتلاء الإناء حتى يتجاوز الحد. (بوشر).
فيض: فيضان، طوفان. (معجم الأسبانية ص100، بوشر).
فيض: امتلاء الكيل حتى يتجاوز الحد (الكالا).
فيض: مد الحر. (معجم الأسبانية ص100) الفيض: وفرة الخير، هبة الله (محيط المحيط). الفيض: نيل مصر ونهر الفرات (صفة مصر 15: 58، محيط المحيط). وانظر لين.
فاضة: غليان، فوران، جيشان. (هلو).
فيضي: صادر عن الفيض الإلهي. (دي سلان المقدمة 3: 196).
فيضية القدح: ذكرها عبد الواحد (ص154) ولا أدري كيف أترجمها.
فيضان: طغيان نهر النيل وغمره الأراضي (محيط المحيط).
فياض: اسم عدد من الأودية والترع وتتميز منها الكبار وهي بطون الوديان (انظر بطن) عن الصغار. (صفة مصر 16: 13).
فائض. غلة فائضة: غلة كثيرة وافرة (بوشر) وهي فيه فائضة بالــظاء.
مفاض. كشح غير مفاض: قد نحيل. (دي سلان، البكري ص110).
مفاض: شرير، شقي، جان، مجرم، أثيم. (الكالا) وهذا معنى غريب، غير أن كلمة مفاد التي ذكرها الكالا لا يمكن أن تكون إلا كلمة مفاض هذه، لأنه كلمة مفاد لا تلائم هذا المعنى.
مفيض النيل: زيادة النيل وفيضانه. (تاريخ البربر 1: 439).
مفيضات (جمع): الأشياء التي لا بد أن تصدر وتنبثق من .. (المقدمة 3: 257).
مستفاض على لسان الناس: دارج، مألوف متداول. (بوشر).
المستفاض على السنة العامة هو أن: إذا كلمنا بصورة عامة. حسب رأي العامة، حسب الشائع على السنة العامة. (بوشر).
فيض
فاضَ يَفِيض، فِضْ، فَيْضًا وفَيَضانًا وفُيُوضةً وفُيوضًا، فهو فائض
• فاضَ الماءُ ونحوُه: كثُر حتَّى سال "غادرنا المكان قبل أن يفيض الماء ويغمره".
• فاضَ الإناءُ ونحوُه: امتلأ حتى طفح، زاد عن حدّ الامتلاء فسال "فاض النهر/ الكوب/ الكيل- {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}: امتلأت به حتَّى سال" ° فاضت عينه: سال دمعها، بكى- فاض صدرُه بسرّه: لم يُطق كتمه فباح به.
 • فاضَ الخيرُ وغيره: كثُر، غزر بشكل مفرط "فاض الشرُّ"? فاض عن الحاجة: زاد عليها.
• فاضَت روحُه: مات، خرجت روحه "فاضت نَفْسُه". 

أفاضَ/ أفاضَ في/ أفاضَ من يُفيض، أَفِضْ، إفاضةً، فهو مُفِيض، والمفعول مُفاض
• أفاضَ اللهُ الخيرَ: كثّره.
• أفاضَ الإناءَ: ملأه حتَّى فاض.
• أفاضَ الدَّمعَ: سكبه.
• أفاضَ الحديثَ/ أفاضَ في الحديث: توسَّع فيه وأطنب "أفاض القول ليؤكِّدَ فكرتَه- {لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}: أكثرتم اللَّغط والافتراء فيه- {هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ} ".
• أفاضَ الماءَ على جسده: أفرغه، صبّه عليه " {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ} ".
• أفاضَ الحجيجُ من عرفات إلى منى: انصرفوا إليها بعد انقضاء الموقف، اندفعوا بكثرة " {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ} - {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} ". 

استفاضَ/ استفاضَ في يستفيض، استفِضْ، استفاضةً، فهو مُستفيض، والمفعول مُستفاض فيه
• استفاضَ الحديثُ: انتشر وذاع.
• استفاضَ في الحديث ونحوِه: توسَّع فيه، أطنب، أسهب "قدم دراسة مستفيضة عن المشروع". 

إفاضة [مفرد]: مصدر أفاضَ/ أفاضَ في/ أفاضَ من.
• طواف الإفاضة: (فق) طواف يوم النحر، وهو الطَّواف الذي يقوم به الحاج بعد انصرافه من منى إلى مكة.
• الإفاضتان: الإفاضة من عرفات والإفاضة من المزدلفة في موسم الحجّ. 

استفاضة [مفرد]: مصدر استفاضَ/ استفاضَ في. 

فائِض [مفرد]: ج فوائض:
1 - اسم فاعل من فاضَ.
2 - فَضْلة، زيادة، ما يزيد عن الحاجة "فائض إنتاج".
3 - ما يزيد من ربْح مؤسّسة مالية بعد انقطاع جميع المصروفات "وزّع الفائض على المساهمين".
4 - (قص) فائدة تعود على المُرْبي من رأس المال. 

فَيْض [مفرد]: ج فُيوض (لغير المصدر)، جج فيوضات (لغير المصدر):
1 - مصدر فاضَ.
2 - كثير، غزير "فيض من الخيرات/ الدموع- فَيْض حنان" ° غَيْضٌ من فَيْض: قليل من كثير.
3 - (سف) مذهب يقول بأن جميع الموجودات التي يتألّف منها العالم تفيض عن مبدأ واحد أو جوهر واحد من دون أن يكون في فِعْل هذا المبدأ أو الجوهر تراخ أو انقطاع.
• فيْض مغناطيسيّ: (فز) الفَيْض المغناطيسيّ عبر مساحة معيّنة يساوي حاصل كثافة حقل مغناطيسيّ موحّد وعموديّ بالنسبة إلى تلك المساحة مضروبًا في تلك المساحة. 

فَيَضان [مفرد]: ج فيضانات (لغير المصدر):
1 - مصدر فاضَ.
2 - (جغ) ارتفاع نسبيّ واضح في منسوب النهر عن مقداره المعتاد "فيضان النيل- أدت الفيضانات إلى إبعاد آلاف السكان عن منازلهم". 

فُيوض [مفرد]: مصدر فاضَ. 

فُيوضة [مفرد]: مصدر فاضَ. 

فَيَّاض [مفرد]: صيغة مبالغة من فاضَ: كثير الفيض ° شَخْصٌ فيّاض: كثير العطاء- نهْر فيّاض: كثير الماء. 

فيض: فاض الماء والدَّمعُ ونحوهما يَفِيض فَيْضاً وفُيُوضةً وفُيُوضاً

وفَيَضاناً وفَيْضُوضةً أَي كثر حتى سالَ على ضَفّةِ الوادي. وفاضَتْ

عينُه تَفِيضُ فَيْضاً إِذا سالت. ويقال: أَفاضَتِ العينُ الدمعَ تُفِيضُه

إِفاضة، وأَفاضَ فلان دَمْعَه، وفاضَ الماء والمطرُ والخيرُ إِذا كثر. وفي

الحديث: ويَفيضُ المالُ أَي يَكْثُر من فاضَ الماء والدمعُ وغيرُهما

يَفيض فَيْضاً إِذا كثر، قيل: فاضَ تدَفَّقَ، وأَفاضَه هو وأَفاضَ إِناءه أَي

مَلأَه حتى فاضَ، وأَفاضَ دُموعَه. وأَفاضَ الماءَ على نفسه أَي

أَفْرَغَه. وفاض صَدْرُه بسِرِّه إِذا امْتَلأ وباح به ولم يُطِقْ كَتْمَه،

وكذلك النهرُ بمائه والإِناء بما فيه.

وماءٌ فَيْضٌ: كثير. والحَوْضُ فائض أَي ممتلئ. والفَيْضُ: النهر،

والجمع أَفْياضٌ وفُيوضٌ، وجَمْعُهم له يدل على أَنه لم يسمّ بالمصدر.

وفَيْضُ البصرةِ: نَهرها، غَلب ذلك عليه لِعظَمِه. التهذيب: ونهرُ البصرةِ يسمى

الفَيْضَ، والفَيْضُ نهر مصر. ونهرٌ فَيّاضٌ أَي كثير الماء. ورَجل

فَيّاضٌ أَي وهّاب جَوادٌ. وأَرض ذاتُ فُيوضٍ إِذا كان فيها ماء يَفِيضُ حتى

يعلو. وفاضَ اللّئامُ: كَثُروا. وفرَس فَيْضٌ: جَوادٌ كثير العَدْو. ورجل

فَيْضٌ وفَيّاضٌ: كثير المعروف. وفي الحديث أَنه قال لطَلحةَ: أَنت

الفَيّاضُ؛ سمي به لسَعةِ عَطائه وكثرته وكان قسَمَ في قومه أَربعمائة أَلف،

وكان جَواداً.

وأَفاضَ إِناءه إِفاضةً: أَتْأَقَه؛ عن اللحياني، قال ابن سيده: وعندي

أَنه إِذا ملأه حتى فاض. وأَعطاه غَيْضاً من فَيْضٍ أَي قليلاً من كثير،

وأَفاضَ بالشيء: دَفَع به ورَمَى؛ قال أَبو صخر الهذلي يصف كتيبة:

تَلَقَّوْها بِطائحةٍ زَحُوفٍ،

تُفِيضُ الحِصْن مِنها بالسِّخالِ

وفاضَ يَفِيضُ فَيْضاً وفُيوضاً: مات. وفاضَتْ نَفسُه تَفِيضُ فَيْضاً:

خرجت، لغة تميم؛ وأَنشد:

تَجَمَّع الناسُ وقالوا: عِرْسُ،

فَفُقِئَتْ عَيْنٌ، وفاضَتْ نَفْسُ

وأَنشده الأَصمعي وقال إِنما هو: وطَنَّ الضِّرْس. وذهبنا في فَيْض فلان

أَي في جَنازَتِه. وفي حديث الدجال: ثم يكونُ على أَثَرِ ذلك الفَيْضُ؛

قال شمر: سأَلت البَكْراوِيّ عنه فقال: الفَيْضُ الموتُ ههنا، قال: ولم

أَسمعه من غيره إِلا أَنه قال: فاضت نفسُه أَي لُعابُه الذي يجتمع على

شفتيه عند خروج رُوحه. وقال ابن الأَعرابي: فاضَ الرجلُ وفاظَ إِذا مات،

وكذلك فاظت نفسُه. وقال أَبو الحسن: فاضَت نفسه الفعل للنفس، وفاضَ الرجلُ

يَفِيض وفاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيوظاً. وقال الأَصمعي: لا يقال فاظت نفسه

ولا فاضت، وإِنما هو فاض الرجل وفاظ إِذا مات. قال الأَصمعي: سمعت أَبا

عمرو يقول: لا يقال فاظت نفسه ولكن يقال فاظ إِذا مات، بالــظاء، ولا يقال

فاض، بالضاد. وقال شمر: إِذا تَفَيَّضُوا أَنفسهم أَي تَقَيَّأُوا.

الكسائي: هو يَفِيظُ نفسه

(* قوله «يفيظ نفسه» أي يقيؤها كما يعلم من القاموس

في فيظ.). وحكى الجوهري عن الأَصمعي: لا يقال فاض الرجل ولا فاضت نفسه

وإِنما يَفِيضُ الدمعُ والماء. قال ابن بري: الذي حكاه ابن دريد عن

الأَصمعي خلاف هذا، قال ابن دريد: قال الأَصمعي تقول العرب فاظ الرجل إِذا مات،

فإِذا قالوا فاضت نفسُه قالوها بالضاد؛ وأَنشد:

فقئت عين وفاضت نفس

قال: وهذا هو المشهور من مذهب الأَصمعي، وإِنما غَلِطَ الجوهري لأَن

الأَصمعي حكى عن أَبي عمرو أَنه لا يقال فاضت نفسه، ولكن يقال فاظ إِذا مات،

قال: ولا يقال فاضَ، بالضاد، بَتَّةً، قال: ولا يلزم مما حكاه من كلامه

أَن يكون مُعْتَقِداً له، قال: وأَما أَبو عبيدة فقال فاظت نفسه، بالــظاء،

لغة قيس، وفاضت، بالضاد، لغة تميم. وقال أَبو حاتم: سمعت أَبا زيد يقول:

بنو ضبة وحدهم يقولون فاضت نفسه، وكذلك حكى المازني عن أَبي زيد، قال:

كل العرب تقول فاظت نفسُه إِلا بني ضبة فإِنهم يقولون فاضت نفسه، بالضاد،

وأَهل الحجاز وطيِّءٍ يقولون فاظت نفسه، وقضاعة وتميم وقيس يقولون فاضت

نفسُه مثل فاضت دَمْعَتُه، وزعم أَبو عبيد أَنها لغة لبعض بني تميم يعني

فاظت نفسه وفاضت؛ وأَنشد:

فقئت عين وفاضت نفس

وأَنشده الأَصمعي، وقال إِنما هو: وطَنّ الضِّرْسُ. وفي حديث الدجال: ثم

يكون على أَثر ذلك الفَيْضُ؛ قيل: الفَيْضُ ههنا الموت. قال ابن

الأَثير: يقال فاضت نفسُه أَي لُعابه الذي يجتمع على شفتيه عند خروج

رُوحه.وفاضَ الحديثُ والخبَرُ واسْتَفاضَ: ذاعَ وانتشر. وحَدِيثٌ مُسْتَفِيضٌ:

ذائعٌ، ومُسْتَفاض قد اسْتَفاضُوه أَي أَخَذُوا فيه، وأَباها أَكثرهم

حتى يقال: مُسْتَفاضٌ فيه؛ وبعضهم يقول: اسْتَفاضُوه، فهو مُسْتَفاضٌ.

التهذيب: وحديث مُسْتَفاضٌ مأْخوذ فيه قد استفاضُوه أَي أَخذوا فيه، ومن قال

مستفيض فإِنه يقول ذائع في الناس مثل الماء المُسْتَفِيض. قال أَبو

منصور: قال الفراء والأَصمعي وابن السكيت وعامة أَهل اللغة لا يقال حديث

مستفاض، وهو لحن عندهم، وكلامُ الخاصّ حديثٌ مُسْتَفِيضٌ منتشر شائع في

الناس.ودِرْعٌ فَيُوضٌ وفاضةٌ: واسعةٌ؛ الأَخيرة عن ابن جني. ورجل مُفاضٌ:

واسِعُ البَطْنِ، والأُنثى مُفاضةٌ. وفي صفته، صلّى اللّه عليه وسلّم: مُفاض

البطنِ أَي مُسْتَوي البطنِ مع الصَّدْرِ، وقيل: المُفاضُ أَن يكون فيه

امْتِلاءٌ من فَيْضِ الإِناء ويُريد به أَسفلَ بطنِه، وقيل: المُفاضةُ من

النساء العظيمة البطن المُسْتَرْخِيةُ اللحمِ، وقد أُفِيضَت، وقيل: هي

المُفْضاةُ أَي المَجْمُوعةُ المَسْلَكَيْنِ كأَنه مَقْلُوبٌ عنه.

وأَفاضَ المرأَةَ عند الافْتِضاضِ: جعل مَسْلَكَيْها واحداً. وامرأَة

مُفاضةٌ إِذا كانت ضخمة البطن. واسْتَفاضَ المكانُ إِذا اتَّسع، فهو

مُسْتَفِيضٌ؛ قال ذو الرمة:

بحَيْثُ اسْتَفاضَ القِنْعُ غَرْبيَّ واسِط

ويقال: اسْتَفاضَ الوادي شجراً أَي اتَّسع وكثُرَ شجره. والمُسْتَفِيضُ:

الذي يَسأَل إِفاضةَ الماء وغيره.

وأَفاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِه: رَماها مُتَفَرِّقةً كثيرة، وقيل: هو

صوتُ جِرَّتِه ومَضْغِه، وقال اللحياني: هو إِذا دَفَعَها من جَوْفِه؛ قال

الراعي:

وأَفَضْنَ بعْدَ كُظُومِهِنَّ بِجِرَّةٍ

مِنْ ذي الأَبارِقِ، إِذْ رَعين حَقِيلا

ويقال: كظَمَ البِعيرُ إِذا أَمسك عن الجِرَّة. وأَفاضَ القومُ في

الحديث: انتشروا، وقال اللحياني: هو إِذا اندفعوا وخاضُوا وأَكْثَروا. وفي

التنزيل: إِذ تُفِيضُونَ فيه؛ أَي تَنْدَفِعُونَ فيه وتَنْبَسِطُون في ذكره.

وفي التنزيل أَيضاً: لَمَسَّكُمْ فيما أَفَضْتُم. وأَفاضَ الناسُ من

عَرَفاتٍ إِلى مِنى: اندفعوا بكثرة إِلى مِنى بالتَّلْبية، وكل دَفْعةٍ

إِفاضةٌ. وفي التنزيل: فإِذا أَفضتم من عرفات؛ قال أَبو إِسحق: دلَّ بهذا

اللفظ أَن الوقوف بها واجبٌ لأَنَّ الإِفاضةَ لا تكون إِلا بعد وُقُوف،

ومعنى أَفَضْتُم دَفَعْتم بكثرةْ. وقال خالد بن جَنْبة: الإِفاضةُ سُرْعةُ

الرَّكْضِ. وأَفاضَ الراكِبُ إِذا دفع بعيره سَيْراً بين الجَهْدِ ودون

ذلك، قال: وذلك نِصْفُ عَدْوِ الإِبل عليها الرُّكْبان، ولا تكون الإِفاضة

إِلا وعليها الرُّكْبانُ. وفي حديث الحج: فأَفاضَ من عَرفةَ؛ الإِفاضةُ:

الزَّحْفُ والدَّفْعُ في السير بكثرة، ولا يكون إِلا عن تفرقٍ وجَمْعٍ.

وأَصل الإِفاضةِ الصَّبُّ فاستعيرت للدفع في السير، وأَصله أَفاضَ نفْسَه

أَو راحلته فرَفَضُوا ذكر المفعول حتى أَشْبه غير المتعدِّي؛ ومنه طَوافُ

الإِفاضةِ يوم النحر يُفِيضُ من مِنى إِلى مكة فيطوف ثم يرجع. وأَفاضَ

الرجلُ بالقِداحِ إِفاضةً: ضرَب بها لأَنها تقع مُنْبَثَّةً متفرقة، ويجوز

أَفاضَ على القداح؛ قال أَبو ذؤيب الهُذلي يصف حماراً وأُتُنه:

وكأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ، وكَأَنَّه

يَسَرٌ، يُفِيضُ على القِداحِ ويَصْدَعُ

يعني بالقِداحِ، وحروفُ الجر يَنُوبُ بعضُها مَنابَ بعض. التهذيب: كل ما

كان في اللغة من باب الإِفاضةِ فليس يكون إِلا عن تفرُّق أَو كثرة. وفي

حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: أَخرج اللّهُ ذَرِّيَّةَ آدمَ من ظهره

فأَفاضَهم إِفاضَةَ القِدْحِ؛ هي الضرْبُ به وإِجالَتُه عند القِمار،

والقِدْحُ السهمُ، واحدُ القِداح التي كانوا يُقامِرُونَ بها؛ ومنه حديث

اللُّقَطَةِ: ثم أَفِضْها في مالِكَ أَي أَلْقِها فيه واخْلِطْها به، من

قولهم فاضَ الأَمرُ وأَفاضَ فيه.

وفَيّاضٌ: من أَسماء الرجال. وفَيّاضٌ: اسم فرس من سَوابق خيل العرب؛

قال النابغة الجعدي:

وعَناجِيج جِيادٍ نُجُبٍ

نَجْلَ فَيّاضٍ ومن آلِ سَبَلْ

وفرس فَيْضٌ وسَكْبٌ: كثير الجَرْي.

فيض

1 فَاضَ, (S, M, Mgh, &c.,) aor. ـِ inf. n. فَيْضٌ (S, M, O, Msb, K) and فَيْضُوضَةٌ (S, O, K) andفُيُوضٌ (M, O, K) and فِيُوضٌ and فُيُوضَةٌ (M, K) and فَيَضَانٌ, (M, O, K,) It (water) overflowed: poured out, or forth, from fulness: (Mgh:) it (water, S, O, K, or a torrent, Msb) became abundant, (S, O, Msb, K and flowed from [over] the brink of the valley, (Msb,) or so as to flow over the side of the valley, (S, O,) or so as to flow like a valley; (K;) and ↓ افاض signifies the same: (Msb, TA:) it (water) became abundant: (TA:) [contr. of غَاضَ, aor. ـِ it (water, and that of the eyes, and the like, M, or anything fluid, Msb) ran, or flowed: (M, Msb:) or it poured out, or forth; or poured out, or forth, vehemently; gushed out, or forth: (M:) and it (water, and blood,) fell in drops. (Msb.) b2: It (a vessel) became full: (Msb:) [or it overflowed: for you say,] فَاضَ النَّهْرُ بِمَائِهِ The river overflowed with its water: and فَاضَ الإِنَآءُ بِمَا فِيهِ The vessel overflowed with what was in it: (Msb:) and a poet says, شَكَوْتُ وَمَا الشَّكْوَى لِمِثْلِىَ عَادَةً

وَلٰكِنْ تَفِيضُ الكَأْسُ عِنْدَ امْتِلَائِهَا [I complained; and complaint is not a custom of the like of me; but the cup overflows on the occasion of its being full]. (A) You say also فَاضَتْ عَيْنُهُ, aor. as above, inf. n. فَيْضٌ, The eye flowed [with tears]. (TA.) And فَاصَ عَرَقًا, said of a man, [He sweated;] sweat appeared upon his body, on an occasion of grief. (IKtt) b3: (assumed tropical:) It (a thing) was, or became, much, abundant, many, or unmerous. (O, K.) You say, فَاضَ اللِّئَامُ (assumed tropical:) The mean became many: (S, O:) opposed to غَاضَ, q. v. (S and A in art. غيض.) And فَاضَ الخَيْرُ (tropical:) Good, or wealth, &c., became abundant, (A, Msb,) فِيهِمْ among them. (A.) b4: Aor. as above, (S,) inf. n. فَيْضٌ, (TA,) (tropical:) It (a piece of news, or a story,) spread abroad; (S, M, K;) as also ↓ استفاض; (S, M, A, Msb, K, TA;) it spread abroad among the people. (Msb and TA in explanation of the latter verb,) like water. (TA.) ↓ The latter is also said of a place, meaning (tropical:) It became wide, or ample. (A.) And you say, فَاضَ عَلَيْهِ الدِّرْعُ (tropical:) [The coat of mail spread over him; or covered him]. (A.) b5: Aor. as above, inf. n. فَيْضٌ and فُيُوضٌ, (tropical:) He (a man, S, O, K) died: (S, M, O, K:) and, (S, M, O, K,) in like manner, (S, O,) فَاضَتٌ نَفْسُهُ, (S, M, A, Mgh, O, Msb, K,) aor. as above, (M,) inf. n. فَيْضٌ, (M, Msb,) (tropical:) his soul departed, or went forth; (S, M, A, * Mgh, * O, Msb, K;) of the dial. of Temeem; (S, M, O;) on the authority of AO and Fr; and Az says the like; but As says that one should not say, فاض الرَّجُلُ, nor فاضت نفسه, for فاض is only said of tears and of water: (S, O:) to which is added in the O, but one says, فَاظَ, with ظ, [as is also said in the Mgh,] as meaning “ he died,” and not فاض, with ض, decidedly: (TA:) [see, however, the remarks of IB below:] or the more chaste expression is فاظ, with ظ, without the mention of the نفس; and some do not allow any other: (Msb:) but in the L we find as follows: IAar says. فاض الرجل and فاظ, meaning “ the man died: ” and Abu-l-Hasan says, فاظت نفسه, the verb relating to the نفس; and فاض الرجل and فاظ: but As says, I heard AA say that one should not say, فاظت نفسه, but فاظ, meaning “ he died; ” and not فاض, with ض, decidedly: IB, however, says that what IDrd has cited from As is different from that which J has ascribed to him; for IDrd cites the words of As thus: the Arabs says, فاظ الرجل, meaning “ the man died; ” but when they speak of the نفس, they say فاضت نفسه, with ض; and he quotes the ex.

فَفُقِئَتْ عَيْنٌ وَفَاضَتْ نَفْسُ [And an eye was put out, and a soul departed]: and he [IB] adds that this is what is commonly known to be the opinion of As: but J has committed and error; for As quotes from AA that one should not say, فاظت نفسه, but فاظ, meaning “ he died; ” not فاض, decidedly and he also says, nor does it necessarily follow from what he relates that he firmly believed it: AO says that فاظت نفسه is of the dial. of Keys; and فاضت, of the dial of Temeem and AHát says, I heard Az say that Benoo-Dabbeh alone say, فاضت نفسه: in like manner also El-Mázinee says. on the authority of Az. that all the Arabs say, فاظت نفسه. except Benoo-Dabbeh, who say, فاضت نفسه with ض. (TA.) [See also art. فيظ. It is further said, that] الفَيْضُ signifies Death: (A, K;) as occurring in a trad respecting Ed-Dejjál, where it is said, ثُمَّ يَكُونُ عَلَى أَثَرِ ذٰلِكَ الفَيْضُ [Then shall be, after that, death] (A, TA:) Sh says, I asked El-Bekráwee respecting this, and he asserted الفيض, in this case, to signify “ death; ” but I have not heard it from any other; unless it be from فَاضَتْ نَفْسَهُ signifying His slaver collecting upon his lips at the departure of his soul [flowed]. (TA.) b6: You say also فَاضَ صدْرُهُ مِنَ الغَيْظِ (tropical:) [His bosom overflowed with wrath, or rage], (A, TA.) And فَاضَ صَدْرُهُ بِالسِّرِّ His bosom disclosed, or concealed, the secret; (S, O, K;) his bosom could not conceal the secret; (M;) his bosom was full with the secret, and disclosed it, not being able to conceal it. (TA.) b7: And فَيْضٌ is used as meaning (assumed tropical:) God's suggesting (إِلْقَآء) [of a thing]: what the Devil suggests (يُلْقِيهِ) is termed الوَسْوَسَةُ. (Kull p. 277.) b8: فَاضَ البَعِيرُ بِجِرَّتِهِ: see 4, latter half.4 افاض: see 1, first sentence.

A2: He filled a vessel so that it overflowed: (S, M, O, K:) or [simply] he filled a vessel, (M, Msb,) accord. to Lh; but the former. [says ISd,] in my opinion, is the correct signification. (M.) b2: He made water, and tears, and the like, to run, or flow; or to pour out, or forth; or to pour out, or forth, vehemently; to gush out, or forth: (M:) he poured [water &c.] out, or forth: (A, TA:) or he poured water out, or forth, copiously. (Mgh.) You say, افاض المَآءَ عَلَى نَفْسِهِ, (S, O, K,) or على جَسَدِهِ, (Msb,) He poured the water (S, O, Msb, K) upon himself, (S, O, K,) or upon his body. (Msb.) And افاض دُمُوعَهُ, (S,) or دَمْعَهُ, (Msb,) He poured forth his tears. (Msb.) And افاضت العَيْنُ الدَّمْعَ [The eye poured forth tears]. (TA.) b3: افاض اللّٰهُ الخَيْرَ (tropical:) God made good, or wealth, &c., to abound. (Msb.) b4: افاض عَلَيْهِ الدِّرْعَ (tropical:) He put on him the coat of mail: like as you say صَبَّهَا [lit he poured it]. (A, TA.) b5: أَفَاضُوا مِنْ عَرَفَاتٍ (tropical:) They pushed on, pressed on, or went quickly, syn. دَفَعُوا, (S, Mgh, O, Msb, K,) or اِنْدَفَعُوا, (M, A,) with multitude, (M, Mgh, O,) from 'Arafát, (S, M, A, Mgh, O, Msb, K,) to Minè, (S, M, O,) exclaiming لَبَّيْكَ: (M:) or they returned, and dispersed themselves from 'Arafát: (O, K:) or they hastened from 'Arafát to another place: (K:) the last rendering is taken from Ibn-'Arafeh; and agreeably with all of these renderings, the phrase in the Kur [ii. 194], فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ, has been explained: (TA:) and [in like manner,] you say افاضوا مِنَ مِنَى إِلَى

مَكِّةَ (tropical:) They returned from Mine to Mekkeh; on the day of the sacrifice: (Msb:) إِفَاضَةٌ signifies (tropical:) the advancing, and pushing on, or pressing on, in journeying, or pace, (A, * TA,) and the like, (A,) with multitude, and is only after a state of separation and congregation: (TA:) it is from the same word as signifying the “ pouring out, or forth; ” (A, O, TA,) or from افاض المَآءَ signifying

“ he poured the water out, or forth, copiously ” (Mgh:) and the original expression is افاض نَفْسَهُ. or رَاحِلَتَهُ; but they omit the objective complement, and hence the verb resembles one that is intrans.: (O, TA:) or افاضة signifies the quickly impelling or urging [a beast] to run, with one's foot or leg, or feet or legs: and افاض, he (a (??)) made his camel to exert himself beyond measure, (??) quick run, between the utmost (??) and what is (??) than that; افاضة denoting the half [of the fall (??) of the run of camels having riders upon these; and being only applied when they have riders upon them: (Khálid Ibn-Jembeh:) and every دَفْعَة [or act of pushing on, or pressing (??),] is termed إِفَاضَةٌ. (S, Msb, K.) Hence, طَوَافُ الإِفَاضَةِ, signifying The (??) [around the K(??) the return from Mine to Mekkeh; (Msb, TA) on the day of the sacrifice: (TA:) or the circuiting of visitation. (Mgh.) b6: افاضوا فِى الحَدِيثِ (tropical:) They pushed on, or pressed on, in discourse; syn. اِنْدَفَعُوا: (Lh, S, M, A, O,) they entered thereinto; launched forth, or cut, thereinto: (Lh, M, O;) they were large, or copious, or profuse, therein; (O, TA:) or they dilated therein (M:) or they began, commenced, or entered upon, discourse: (Msb;) as also ↓ استفاضوهُ, (M, Msb,) accord. to some; (Msb;) but this latter is disallowed by most; (M;) or by the skilful, (Msb.) You say also, افاض فِى عَمَلٍ (assumed tropical:) He entered into an action, or employment; and pushed on, or pressed on, therein: (Bd in x. 62:) or he began it, commenced it, or entered upon it. (Jel, ibid.) b7: افاض بَالشَّيْءِ He impelled, or thrust, with the thing: (M:) he cast, or threw, the thing. (M, TA.) b8: افاض البَعِيرُ بِجِرَّتِهِ, (Lh, S, M, A, O,) and (S, O) افاض alone, (S, O, K,) and بِجِرَّتِهِ ↓ فَاضَ, (TA,) (tropical:) The camel propelled his cud (Lh, S, M, A, K) from his inside, (Lh, M, A,) or from his stomach, (S, K,) and expelled it, or ejected it: (S:) or cast it forth in a scattered and copious state: or it means [he made to be heard] the sound of his cud, and of his chewing. (M.) b9: مَا افاض بِكَلِمَةٍ (assumed tropical:) He did not make clear, or distinct, or perspicuous, a word, or sentence. (Msb, TA.) [And ما افاض بكلمة signifies the same.] b10: افاض بِالقِدَاحِ, (S, M, A, O, K,) and عَلَى القِدَاحِ, meaning بِالقِدَاحِ, for prepositions stand in the places of other prepositions, (S, O,) and افاض القِدَاحَ, (O, K,) (tropical:) i. q. ضَرَبَ بِالقِدَاحِ [which has two significations: He turned about, or shuffled, the gaming-arrows: and he played with the gaming-arrows]: (S, M, A, O, K:) and أَجَالَهَا [which has the former of the above significations]: or he dealt them forth. (TA.) Aboo-Dhu-eyb says, describing a [wild] he-ass and his she-asses, فَكَأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وَكَأَنَّهُ يَسَرٌ يُفِيضُ عَلَى القِدَاحِ وَيَصْدَعُ (S, TA) (tropical:) [And it was as though they were a bundle of gaming-arrows, and as though he were a shuffler thereof, shuffling or] dealing out the arrows, and deciding, and making known what he produced: (TA:) or, accord. to Kh, and speaking with his loudest voice, saying “ The arrow of such a one has won,” or “ This is the arrow of such a one: ” or, accord. to some, distributing, or dispensing, by means of the arrows: (TA in art. صدع:) by عَلَى القِدَاحِ is meant بِالقِدَاحِ. (S voce عَلَى.) One relation of this verse substitutes يَخُوضُ for يُفِيضُ. (TA.) Az says that إِفَاض [a mistranscription for إِفَاضَةٌ] is always a consequence of a state of separation, or dispersion, and abundance, or copiousness. (TA.) b11: Hence the saying in a trad. respecting a thing picked up from the ground, ثُمَّ أَفِضْهَا مِنْ مَالِكَ, [app. a mistake for فِى مَالِكَ,] i. e. (assumed tropical:) Then put thou, or throw thou, it, and mix it, among thy property. (TA.) b12: أُفِيضَتْ She (a woman) became wide in the belly: [as though spread out:] or she became large in the belly, and flabby in flesh. (M.) A3: افاض المَرْأَةَ He made the مَسْلَكَانِ [i. e. vagina and rectum] of the woman to become one, on the occasion of devirgination; (M;) i. q. أَفْضَاهَا [from which it is app. formed by transposition, as is indicated in the M.]. (O, TA.) 5 تفيّض It flowed. (Har p. 610. [But this I do not find elsewhere.]) 10 استفاض He asked for the pouring out (إِفَاضَة) of water, (K, TA,) &c. (TA.) A2: Said of a piece of news: and of a place: see 1, in the first half of the paragraph. You say also, استفاض الوَادِى شَجَرًا (tropical:) The valley became wide, and abundant in trees. (S, O, K, TA.) A3: استفاضوا الحَدِيثَ: see افاضوا فِى الحَدِيثِ. [It seems to be indicated in the S and O that it signifies They spread abroad the story among the people; as used by some: see مُسْتَفِيضٌ.]

فَيْضٌ A river, (M, TA,) in general: (TA:) pl. [of pauc.] أَفْيَاضٌ and [of mult.] فُيُوضٌ: the pluralization thereof shows that it is not an inf. n. used as a subst.: (M, TA:) [and a river, or water, that overflows.] الفَيْضُ is [hence] applied to The Nile of Egypt: (S, O, K:) or, accord. to the Tekmileh, to a place in the Nile of Egypt: (TA:) and to the river of El-Basrah: (As, S, K:) or this last is called فَيْضُ البَصْرَةِ, because of its greatness. (M.) You say also أَرْضٌ ذَاتُ فُيُوضٍ

Land in which is water: (Lh, M:) or in which are waters that overflow. (S, K, TA.) b2: A horse (tropical:) that runs much; (S, M, O, K;) that is fleet, or swift; (M;) that runs vehemently; likened to water pouring forth; as also سَكْبٌ. (Eth-Thaalebee, in TA, art. سكب.) b3: A man (tropical:) bountiful, or munificent; as also ↓ فَائِضٌ, (A,) and ↓ فَيَّاضٌ: (S, O:) or, as also ↓ the last, a man abounding [or profuse] in beneficence or bounty. (M.) b4: Much, or abundant, water. (M.) b5: (tropical:) Much, or abundance: as in the saying, أَعْطَاهُ غَيْضًا مِنْ فَيْضٍ (tropical:) He gave him little from much. (S, M, O.) Anything much in quantity. (KL.) b6: (assumed tropical:) A large gift: [and simply a gift, favour, or grace:] pl. فُيُوضٌ. (KL.) b7: [See also 1, last sentence but one. Hence بِطَرِيقِ الفَيْضِ meaning (assumed tropical:) By way, or means, of instinct; instinctively.] b8: (tropical:) Death: [as being the outpouring of the soul:] see 1. (Sh, on the authority of El-Bekráwee; and K.) b9: ذَهَبْنَا فِى فَيْضِ فُلَانٍ (assumed tropical:) We went with the corpse and bier of such a one. (M.) فَاضَةٌ: see مُفَاضٌ.

أَمْرُهُمْ فَيْضَى بَيْنَهُمْ: i. q. فَوضَى, q. v. (TA in art. فوض.) أَمْرُهُمْ فَيْضُوضَى بَيْنَهُمْ, and فَيْضِيضَى, and فَيْضُوضَآءُ, and فَيْضِضَآءُ, and ↓ فَيُوضَى, i. q. فَوْضَى, q. v. in art. فوض. (Az, K.) فَيُوضٌ: see مُفَاضٌ.

أَمْرُهُمْ فَيُوضَى بَيْنَهُمْ: see فَيضُوضَى.

فَيَّاضٌ A river containing much water: (S:) or that flows much. (Ham p. 375.) b2: Applied to a man: see فَيْضٌ, in two places.

فَائِضٌ A watering-trough full: a sea, or great river, [overflowing: see 1: or] pouring, or pouring vehemently. (TA.) b2: Applied to a man: see فَيْضٌ.

مُفَاضٌ pass. part. n. of 4 [q. v.]. b2: حَدِيثٌ مُفَاضٌ فِيهِ (tropical:) Discourse in which people have pushed on, or pressed on: (K:) [or into which they have entered: or in which they have been large, or copious: or in which they have dilated: or begun: see 4; and see also مُسْتَفِيضٌ.] b3: دِرْعٌ مُفَاضَةٌ (tropical:) A wide, or an ample, coat of mail; (S, M, A, O, K;) as also ↓ فَاضَةٌ (IJ, M) and فَيُوضٌ. (M.) [In the CK, this word is erroneously written مُفاوَضَة, as applied to a coat of mail and to a woman.] مُفَاضٌ applied to a man, (tropical:) Wide in the belly: fem. with ة: (M:) or the latter, a woman large in the belly, (S, M, A, O, K,) and flabby in flesh, (M, A,) and, as some add, inordinately tall: (TA:) : or, as some say, the latter signifies a woman having her مَسْلَكَانِ [i. e. vagina and rectum] united; as though formed by transposition from مُفْضَاةٌ: (M:) and, accord. to some, مُفَاضٌ signifies having a fulness. (TA.) It is said of the Prophet, كَانَ مُفَاضَ البَطْنِ, meaning (tropical:) He had the belly even with the breast: (O, K:) or he had a fulness in the lower part of the belly. (TA.) مُسْتَفَاضٌ: see the next paragraph مُسْتَفِيضٌ One who asks for the pouring out (إِفَاضَة) of water &c. (S, O.) A2: A story, or a piece of news, (tropical:) spread abroad (S, M, A, * O, Msb, K) among the people, (S, O, Msb,) like water; (TA;) as also مُسْتَفَاضٌ فِيهِ; (S, O, K;) but you should not say مُسْتَفَاضٌ [alone], (As, Fr, ISk, and the lexicologists in general, and Az, S, O, Msb, and K,) for this is a mistake of the inhabitants of the towns and villages: (As, Fr, ISk, &c., and Msb:) or this last is a word of weak authority: (K:) it is, however, used by some; (S, O;) for instance, by Aboo-Temmám; (TA;) as meaning begun, commenced, or entered upon; but most disallow it unless followed by فِيهِ. (M.)
فيض
} فَاضَ المَاءُ والدَّمْعُ وغَيْرُهُمَا {يَفِيضُ} فَيْضاً، {وفُيُوضَاً، بالضَّمِّ والكَسْرِ} وفُيُوضَةً {وفَيْضُوضَةً} وفَيَضَاناً، بالتَّحْرِيكِ، أَي كَثُرَ حَتَّى سَالَ كالوَادِي. وَفِي الصّحاح: على ضِفَّةِ الوَادِي، ومِثْلُه فِي العُبَاب. وَفِي الحَدِيث: {ويُفِيضُ المالُ أَيْ يَكْثُرُ. من} فَاضَ الماءُ. فَاضَ صَدْرُهُ بالسِّرِّ، إِذا امْتَلأَ وباحَ بِهِ، وَلم يُطِقْ كَتْمَهُ، وكَذلِكَ النَّهْرُ بمَائِهِ، والإِنَاءُ بِمَا فيهِ. فَاضَ الرَّجُلُ يَفِيضُ {فَيْضاً وفُيُوضاً: مَاتَ، وكَذلِكَ} فَاضَتْ نَفْسُهُ، أَيْ خَرَجَتْ رُوحُهُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ عَن أَبِي عُبَيْدَةَ والفَرَّاءِ، قَالاَ: وَهِي لُغَةٌ فِي تَمِيمٍ، وأَبُو زَيْدٍ مِثْلُه. قَالَ: الأَصْمَعِيُّ: لَا يُقَالُ فَاضَ الرَّجُلُ، وَلَا! فَاضَتْ نَفْسُه، وإِنَّمَا يَفِيضُ الدَّمْعُ والماءُ. زادَ فِي العُبَابِ: ولكِنْ يُقَالُ فَاظَ، بالــظَّاءِ، إِذَا مَاتَ، وَلَا يُقَالُ: فاضَ بالضَّاد البَتَّةَ، فأَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ رَجَزَ دُكَيْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَيْمِيّ: تَجَمَّع الناسُ وقَالُوا عِرْسُ إِذَا قِصَاعٌ كالأَكُفِّ خَمْسُ زَلَحْلَحَاتٌ مُصْغَراتٌ مُلْسُ ودُعِيَت قَيْسٌ وجاءَتْ عَبْسُ ففُقِئَتْ عَيْنٌ وفَاضَتْ نَفْسُ وَهَذِه لُغَةٌ دُكَيْن. فَقَالَ الأَصْمَعِيّ: الرِّوَايَةُ: وطَنَّ الضِّرْسُ. وَفِي اللّسَانِ: وَقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ: فاضَ الرَّجُلُ وفَاظَ، إِذا ماتَ وكَذلِكَ فَاظَتْ نَفْسُه. وَقَالَ أَبو الحَسَنِ: فَاظَتْ نَفْسُه، الفِعْلُ للنَّفْسِ.
وفَاضَ الرَّجُلُ يَفِيضُ، وفَاظَ يَفِيظُ فَيْظاً وفُيُوظاً. وقَال الأَصْمَعِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرْو يَقُول: لَا يُقَالُ: فَاظَتْ نَفْسُه، ولكِنْ يُقَالُ: فَاظَ، إِذَا مَاتَ، بالــظَّاءِ، وَلَا يُقَال: فَاضَ، بالضَّادِ البَتّةَ. وقَال ابنُ بَرّيّ: الَّذِي حَكَاهُ ابْنُ دُرَيْدٍ عَن الأَصْمَعِيّ خِلافُ مَا نَسَبَهُ الجَوْهَرِيّ لَهُ. قَالَ ابنُ دُرَيْد: قَالَ الأَصْمَعِيّ: تَقُولُ العَرَبُ: فَاظَ الرَّجُلُ، إِذَا مَاتَ، فإِذَا قَالُوا: فَاضَتْ نَفْسُه، قَالُوا بالضَّاد، وأَنْشَدَ:)
ففُقْئَتْ عَيْنٌ {وفَاضَتْ نَفْسُ قالَ: وهذَا هُوَ المَشْهُورُ مِنْ مَذْهَب الأَصْمَعِيّ. وإِنَّمَا غَلِطَ الجَوْهَرِيُّ لأَنَّ الأَصْمَعِيَّ حَكَى عَن أَبِي عَمْرٍ وأَنَّهُ لَا يُقَالُ: فَاضَتْ نَفْسُه. ولكِن يُقَال: فَاظَ، إِذَا مَاتَ. وَلَا يُقَال: فَاضَ بالضَّادِ بَتَّةً، قَالَ: وَلَا يَلْزَم مِمَّا حَكَاهُ مِنْ كَلامِه أَنْ يَكُونَ مُعْتَقِداً لَهُ. قَالَ: وأَمّا أَبُو عُبَيْدَة فقالَ: فَاظَتْ نَفْسُه، بالــظَّاءِ، لُغَةُ قَيْسٍ، وفَاضَتْ، بالضَّاد، لُغَةُ تَمِيمٍ. وَقَالَ أَبو حَاتِمٍ: سَمِعْتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُول: بَنُو ضَبَّةَ وَحْدَهُم يَقُولُون: فَاضَتْ نَفْسُهُ، وكَذلكَ المَازِنِيّ عَن أَبِي زَيْدٍ قَالَ: كُلُ العَرَبِ تَقُولُ: فَاظَتْ نَفْسُه إِلاَّ بَنِي ضَبَّةَ فإِنَّهُمْ يَقُولُون: فاضَتْ نَفْسُه، بالضَّاد. فَاضَ الخَبَرُ يَفِيضُ فَيْضاً: شاعَ. وفَاضَ الشَّيْءُ فَيْضاً: كَثُرَ. وَمِنْه الحَدِيثُ: ويَفِيضُ اللِّئَامُ فَيْضاً أَشارَ إِلَيْه الجَوْهَرِيُّ. وَهُوَ مَجَازٌ.} وفَيَّاضٌ، ككَتَّانٍ: فَرَسٌ لِبَنِي جَعْدٍ. وَفِي العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ: لبَنِي جَعْدَةَ. وَفِي اللّسَان: منْ سَوَابِقِ خَيْلِ العَرَبِ. وأَنْشَدَ لِلنَّابِغَةِ الجَعْدِيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْه: (وعَنَاجِيجُ جِيَادٌ نُجُبٌ ... نَجْلُ {فَيَّاضٍ ومِنْ آلِ سَبَلْ)
ومِثْلُه فِي العُبَاب. أَبُو عُبَيْدَةَ شَاذُّ بنُ فَيَّاضٍ اليَشْكُرِيُّ البَصْرِيُّ، مُحَدِّثٌ، واسمُهُ هِلاَلٌ، وشَاذٌّ لَقَبهُ. واشْتَرَى طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ التَّيْمِيّ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، بِئْراً فِي غَزْوَة ذِي قَرَدٍ فتَصَدَّقَ بهَا، ونَحَرَ جَزُوراً فأَطْعَمَها النَّاسَ، فقَالَ لهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّم: يَا طَلْحَةُ أَنْتَ الفَيَّاضُ فلُقِّبَ بِهِ، لِسَعَةِ عَطَائِه وكَثْرَتِهِ، وكانَ قَسَمَ فِي قَوْمِهِ أَرْبَعَمِائَةِ أَلْفٍ، وكانَ جَوَاداً. كَذا فِي كُتُبِ السِّيَرِ. فِي ذِكْرِ الدَّجَّال: ثُمَّ يَكُونُ عَلَى إِثْرِ ذلِكَ الفَيْضُ. قَالَ شَمِرٌ: سَأَلْتُ البَكْرَاوِيَّ عَنهُ فَقَالَ: الفَيْضُ: المَوْتُ، هاهُنَا: قَالَ: ولَمْ أَسْمَعْه من غَيْرِه، إِلاّ أَنَّه: فاضَتْ نَفْسُه، أَي لُعَابُه الَّذي يَجْتَمِعُ على شَفَتَيْه عِنْد خُرُوجِ رُوحِهِ. الفَيْضُ: نِيلُ مِصْرَ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ، ومِثْلُه فِي العُبَابِ. وَفِي التَّكْمِلَةِ: مَوْضِعٌ فِي نِيلِ مِصْرَ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: قَالَ الأَصْمَعِيّ: نَهْرُ البَصْرَةِ يُسَمَّى الفَيْضَ. وَقَالَ غَيْرُهُ:} فَيْضُ البَصْرَةِ: نَهْرُهَا، غَلَبَ ذلِكَ عَلَيْه لعِظَمِهِ. الفَيْضُ: الكَثِيرُ الجَرْيِ من الخَيْلِ، كالسَّكْبِ. يُقَالُ: فَرَسٌ فَيْضٌ وسَكْبٌ. الفَيْضُ: فَرَسٌ لبَنِي ضُبَيْعَةَ بْنِ نَزارٍ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ الفَيْضُ: فَرَسٌ أُخْرَى لعُتْبَةَ ابْنِ أَبِي سُفْيَانَ. يُقَالُ: فَرَّ عَتْبَةُ يَوْمَ صِفِّينَ، فقَالَ عبدُ الرَّحْمنِ ابنُ الحَكَم يُعَيِّره بِذلِكَ: أَأَنْ أُعْطِيتَ سَابِغَةً وطِرْفاً يُسَمَّى الفَيْضَ يَنْهَمِرُ انْهِمَارَا (تَرَكْتَ السادَةَ الأَخْيَارَ لَمَّا... رَأَيْتَ الحَرْبَ قَدْ نُتِجَتْ حُوَارَا)

(لَعَمْرُ أَبِيكَ والأَنْباءُ تَنْمِي ... لَقَدْ أَبْعَدْت يَا عُتْبَ الفِرَارَا)
قالَ أَبو زَيْدٍ: أَمْرُهُمْ {فَيْضِيضَى بَيْنَهُم} وفَيْضُوضَى، ويُمَدَّانِ، {وفَيُوضَى، بالفَتْحِ، أَيْ فَوْضَى، وذلِكَ إِذَا كَانُوا مُخْتَلِطِينَ يَلْبَسُ هذَا ثَوْبَ هذَا ويَأْكُلُ هذَا طَعَامَ هذَا، لَا يُؤَامِرُ أَحَدٌ مِنْهُمُ صاحِبَه فِيمَا يَفْعَلُ من أَمْرِه. وذَكَرَ اللِّحْيَانِيّ أَيْضاً مِثلَ قَوْلِ أَبِي زَيْدٍ. وأَرْضٌ ذَاتُ} فُيُوضٍ، أَيْ فِيها مِيَاهٌ تَفِيضُ، أَي تَسِيلُ حَتَّى تَعْلُوَ. {وأَفَاضَ الماءَ على نَفْسِهِ: أَفْرَغَهُ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. أَفَاضَ الناسُ مِنْ عَرَفَاتٍ إِلَى مِنىً، أَيْ دفَعُوا. كَمَا فِي الصّحاح، وقِيلَ: بكَثْرَةٍ، أَوْ رَجَعُوا وتَفَرَّقُوا، أَو أَسْرَعُوا مِنْهَا إِلَى مَكَانٍ آخَرَ. الأَخِيرُ مَأْخُوذٌ من قَوْلِ ابنِ عَرَفَةَ. وبكُلِّ ذلِكَ فُسِّر قَوْلُه تَعَالَى: فإِذَا} أَفَضْتُمْ مِنْ عَرفاتٍ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: دَلَّ بهذَا اللَّفْظِ أَن الوُقُوفَ بِهَا وَاجِبٌ لأَنَّ الإِفَاضَةَ لَا تَكُونُ إِلا بَعْدَ وُقُوفٍ. وَمَعْنَى أَفَضْتُمْ: دَفَعْتُمْ بكَثرَةٍ. وَقَالَ خالِدُ ابنُ جَنْبَةَ: {الإِفَاضَةُ: سُرْعَةُ الرَّكْضِ. وأَفَاضَ الرَّاكِبُ إِذا دَفَعَ بَعِيرَهُ سَيْراً بَيْنَ الجَهْدِ ودُونَ ذلِكَ، قَالَ: وذلِكَ نِصْفُ عَدْوِ الإِبِلِ عَلَيْهَا الرُّكْبَانُ، وَلَا تَكُونُ الإِفَاضَةُ إِلاَّ وعَلَيْهَا الرُّكْبَانُ. وَقَالَ غَيْرُهُ: الإِفَاضَةُ: الزَّحْفُ والدَّفْعُ فِي السَّيْر بكثرةٍ، وَلَا يَكُونُ إِلاَّ عَن تَفرُّقٍ وجَمْعٍ. وأَصْلُ الإِفَاضَةِ: الصَّبُّ، فاسْتُعِيرَتْ للدَّفْعِ فِي السَّيْرِ، وأَصْلُهُ أَفاضَ نَفْسَهُ أَو رَاحِلتَهُ، ولذلِكَ فَسًّرُوا أَفَاضَ بَدَفَعَ، إِلاَّ أَنَّهُمْ رَفَضُوا ذِكْر المَفْعُولِ، ولرَفْضِهِم إِيّاه أَشْبَهَ غَيْرَ المُتَعَدِّي، وَمِنْه طَوَافُ الإِفَاضَةِ يَوْمَ النَّحْرِ،} يُفِيضُ مِنْ مِنىً إِلى مَكَّةَ فيَطُوفُ ثُمَّ يَرْجِعُ. قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وكُلُّ دَفْعَةٍ {إِفَاضَةٌ. أَفَاضُوا فِي الحَدِيثِ: انْتَشَرُوا. وَقَالَ اللِّحْيَانِيّ: هُوَ إِذا انْدَفَعُوا فِيهِ وخَاضُوا، وأَكْثَرُوا. وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: إِذْ} تُفِيضُون فِيهِ أَي تَنْدَفِعُونَ فِيهِ وتَنْبَسِطُونَ فِي ذِكْره. وحَدِيثُ {مُفَاضٌ فِيهِ، وَمِنْه قَوْلُهُ تَعَالَى أَيْضاً: لمَسَّكُم فِيمَا أَفَضْتُمْ أَفاضَ الإِنَاءَ: أَتْأَقَهُ. عَن اللِّحْيَانيّ. قَالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّهُ إِذا مَلأَهُ حَتَّى فَاضَ، وكَذلِك فِي الصّحاح والعُبَابِ. من المَجَازِ: أَفاضَ القِدَاحَ، وأَفاضَ بِهَا، وعَلَيْهَا: ضَرَبَ بِهَا. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ قَوْلَ أَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حِمَاراً وأُتُنَهُ:
(فكأَنَّهُنَّ رِبَابَةٌ وكَأَنَّهُ ... يَسَرٌ يَفِيضُ على القِدَاحِ ويَصْدَعُ)
قَالَ: يَعْنِي: بالقِدَاحِ. وحُرُوفُ الجَرِّ يَنُوبُ بَعْضُها مَنَابَ بَعْضٍ. كَذَا فِي الصّحاح والعُبابِ.
والَّذِي قَرَأْتُهُ فِي شَرْحِ الدِّيوَانِ: وكَأَنَّهُ يَسَرٌ: الَّذِي يَضْرِبُ بالقِدَاحِ، وإِفَاضَته أَنْ يُرْسِلَهَا ويَدْفَعَها. ويَصْدَعُ: يُفَرِّقُ بالحُكْمِ، أَيْ يُخِبِرُ بِمَا يَجِيءُ بِهِ. ويُرْوَى: يَخُوضُ على القِدَاحِ. أَرادَ يَخُوضُ بالقِدَاحِ فلَمْ يَسْتَقِمْ، فأَدْخَلَ عَلَى مَكَانَ البَاءِ. فتَأَمَّلْ. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: كُلُّ مَا كانَ فِي)
اللُّغَةِ من بابِ الإِفَاضَةِ فلَيْس يَكُونُ إِلاَّ عَن تَفَرُّقٍ وكَثْرَةٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْرَجَ اللهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ مِنْ ظَهْرِهِ،} فأَفَاضَهم إِفَاضَةَ القِدْحِ هِيَ الصَّرْبُ بِهِ وإِجالَتُه عِنْدَ القِمَارِ. والقِدْحُ: السَّهْمُ، وَاحِدُ القِدَاحِ الَّتِي كَانُوا يُقَامِرُون بِهَا. وَمِنْه حَدِيثُ اللَّقَطَةِ ثُمَّ! أَفِضْهَا فِي مَالِكَ، أَيْ أَلْقِهَا فِيهِ واخْلِطْهَا بِهِ. أَفَاضَ البَعِيرُ: دَفَعَ جِرَّتَهُ مِنْ كِرْشِهِ فأخْرجَهَا. نَقَلَه الجوْهَرِيُّ. قَالَ: وَمِنْه قَوْلُ الشَّاعِرِ، قُلْتُ: وَهُوَ قَوْلُ الرَّاعِي:
( {وأَفَضْنَ بَعْدَ كُظُومِهِنَّ بجِرَّةٍ ... مِنْ ذِي الأَبارِقِ إِذْ رَعَيْن حَقِيلاَ)
وقِيل: أَفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ: رَمَاها مُتَفَرِّقَةً كَثِيرَةً. وقِيلَ: هُوَ صَوْتُ جِرَّتِه ومَضْغِهِ. وَقَالَ اللِّحْيَانيّ: هُوَ إِذَا دَفَعَا من جَوْفِهِ وأَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاعِي. ويُرْوَى: مِنْ ذِي الأَبَاطِحِ. ويُقَالُ: كَظَمَ البَعِيرُ إِذا أَمْسَكَ عَنِ الجِرَّةِ.} والمُفَاضَةُ مِنَ الدُّرُوعِ: الوَاسِعَةُ. نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقد أُفِيضَتْ، وأَفَاضَهَا عَلَيْه، كَمَا يُقَال صَلَّهَا عَلَيْه. وَهُوَ مَجاز. المُفَاضَةُ مِنَ النِّسَاءِ: الضَّخْمَةُ البَطْنِ. كَمَا فِي الصّحاح، وزَادَ فِي اللِّسَان: المُسْتَرْخِيَةُ اللَّحْمِ، وَقد {أُفِيضَت، وزَاد غَيْرُهُ: البَعِيدةُ الطُّولِ عَن الاعْتِدَال. وَفِي الأَسَاسِ: هِيَ خِلافُ المَجْدُولَةِ. وأَنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ:
(مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ} مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُهَا مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجَلِ)
وَهُوَ مَجَاز. رجُلٌ مُفَاضٌ: وَاسِعُ البَطْنِ، والأُنْثَى مُفَاضَةٌ. وَفِي صِفَةِ النَّبِيّ صلّى اللهُ عَليه وسلَّم كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم {مُفَاضَ البَطْنِ أَي مُسْتَوِيَ البَطْنِ مَعَ الصَّدْرِ. وَقيل:} المُفَاضُ: أَنْ يَكُونَ فِيهِ امْتِلاءٌ، مِنْ فَيْضِ الإِناءِ، ويُرِيدُ أَسْفَلَ بَطْنِهِ. {واسْتَفَاضَ: سَأَلَ إِفَاضَةَ الماءِ وغَيْرِه، كَمَا فِي الصّحاح. يُقَالُ:} اسْتَفَاضَ الوَادِي شَجَراً، أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ شَجَرُه. نَقَلَه الجَوْهرِيُّ. وَهُوَ مَجَازٌ. وَقَالَ غَيْرُه: اسْتَفَاضَ بالمَكَانِ: اتَّسَعَ، وأَنْشَدوبَحْرٌ {فائِضٌ: مُتَدَفِّقٌ.} والفَيْضُ: النَّهْرُ عَامَّةً، والجَمْعُ {أَفْيَاضٌ} وفُيُوضٌ، وجَمْعُهُمْ لَهُ يَدُلُّ على أَنَّهُ لَمْ يُسَمَّ بالمَصْدَرِ. ونَهْرٌ {فَيَّاضٌ: كَثِيرُ المَاءِ. نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. ورَجُلٌ فَيْضٌ: كَثِيرُ المَعْرُوفِ. وفَيَّاضُ: وَهَّابٌ جَوَادٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وقِيلَ: كَثِيرُ المَعْرُوفِ. وَفِي العُبَابِ: كَثِيرُ العَطاءِ، وأَنشَد لرُؤْبَةَ: أَنْتَ ابنُ كُلِّ سيِّدٍ فَيَّاضِ جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَعِ الحِيَاضِ وأَعْطَاهُ غَيْضاً من فَيْضٍ، أَي قَلِيلاً مِن كَثِيرٍ، نقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَقد سَبَقَ للمُصَنّف فِي غ ي ض. وأَفَاضَ بالشَّيْء: رَمَى بِهِ. قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيُّ يَصِفُ كَتيبَةً:
(تَلَقَّوْهَا بطَائِحَةٍ زَحُوفٍ ... تُفِيضُ الحِصْنَ مِنْهَا بالسِّخَالِ)
ودِرْعٌ} فَيُوضٌ ومُفَاضة {وفَاضَةٌ: وَاسِعَةٌ. الأَخِيرَةُ عَن ابنِ جِنّي.} والمُفَاضَةُ من النِّسَاءِ: المَجْمُوعَةُ المَسْلَكَيْنِ، كأَنَّهُ مَقْلُوبُ المُفْضَاةِ. وأَفَاضَ المَرْأَةَ وأَفْضَاهَا عِنْدَ الافْتِضَاضِ بمَعْنىً وَاحِدٍ. نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان وابنُ القَطَّاع، ونَقَلَه الصَّاغَانِيّ عَن يُونُسَ، قَالَ ذَكَرَها فِي كِتَابِ اللُّغَاتِ لَهُ. {وأَفَاضَ الماءُ، أَيْ سَالَ، كفَاضَ.} وفَاضَ البَعِيرُ بجِرَّتِهِ: لُغَة فِي {أَفَاضَ. وفَاضَ الرَّجُلُ عَرَقاً: ظَهَرَ على جِسْمِهِ عِنْد الغَمِّ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاع. وَقد سَمَّوْا} فَيَّاضاً، {وفَيْضاً،} ومُسْتَفَاضاً.! وفَيْضُ اللِّوَى: مَوْضِعٌ. قَالَ أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيّ:
(فَلَوْلاَ الَّذِي حُمِّلْتُ مِن لاَعِجِ الهَوَى ... بفَيْضِ اللِّوَى غِرّاً وأَسْمَاءُ كَاعِبُ)
وفَيْضُ أَرَاكَةَ: مَوْضِعٌ آخر. قَالَ مُلَيْحُ بنُ الحَكَمِ الهُذَلِيّ:
(فَمِنْ حُبِّ لَيْلَى يَوْمَ فَيْضِ أَرَاكَةٍ ... ويَوْماً بِقرْنٍ كِدْتَ لِلْمَوْتِ تُشْرِفُ)

كَمَا فِي العُبَابِ. ويُقَال: كَلَّمَهُ فَمَا أَفَاضَ بكَلِمَةٍ، أَي مَا أَفْصَحَ. {وفَاضَ صَدرُه من الغَيْظ، وَهُوَ مَجاز} وفَيّاضٌ، كشَدَّادٍ: مَوْضِعٌ. وَقد كُنِّيَ أَبا الفَيْضِ جَمَاعَةٌ، مِنْهُمْ: أَبُو الفَيْضِ مُوسَى بنُ أَيّوبَ الشّامِيُّ، ويُقَالُ ابنُ أَبِي أَيُّوبَ، رَوَى عَن سُلَيْمِ بنِ عَامِرٍ، وعَنْهُ شُعْبَةُ. وأَبُو الفَيْضِ: تَبِعِيٌّ، عَن أَبِي ذَرٍّ، وعَنْهُ مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ. كَذَا فِي الكُنَى لابْنِ المُهَنْدِس.! والفَيَّاضُ أَيْضاً: لَقَلُ عِكْرِمَةَ ابنِ رِبْعِيّ، من وَلَدِ مَالِك بْنِ تَيْمِ الله. 

ظعن

(ظعن)
ظعنا وظعونا سَار وارتحل وَيُقَال ظعن بِهِ
(ظ ع ن) : (الظَّعِينَةُ) الْمَرْأَةُ وَأَصْلُهَا الْهَوْدَجُ وَالْجَمْعُ ظُعُنٌ وَأَظْعَانٌ وَظَعَائِنُ.
ظعن: ظعون (جمع): بدو، رحالة (تاريخ البربر 1: 53، 54، 55، 56 الخ).
ظَعِينَة: تستعمل بمعنى سيدة، وامرأة ذات منزلة رفيعة (تاريخ البربر 2: 129، 1: 457) واقرأ فيه ظعن جمع ظعينة كما في (1: 616).
ظَعَّان: كثير الرحيل (الكامل ص736)
ظعن
يقال: ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً: إذا شخص. قال تعالى: يَوْمَ ظَعْنِكُمْ
[النحل/ 80] ، والظَّعِينَةُ: الهودج إذا كان فيه المرأة، وقد يكنّى به عن المرأة وإن لم تكن في الهودج.

ظعن


ظَعَنَ(n. ac. ظَعْن
ظَعَن
مَظْعَن
ظُعُوْن)
a. Set off, started, departed, journeyed.
b. Travelled in a litter.
c. Imagined.

أَظْعَنَa. Made to set off, depart.

إِظْتَعَنَ
(ظ)
a. Travelled in a litter.

ظِعَاْنa. Rope or cord of a litter.

ظَعِيْنَة
(pl.
ظُعْن
ظُعُن
أَظْعَاْن ظَعَاْئِنُ)
a. Camel-litter.
b. Woman travelling in a litter.

ظَعُوْن
(pl.
ظُعُن)
a. Camel carrying a litter.
ظعن
ظَعَنَ ظَعْناً وظَعَناً: شَخَصَ.
والظَّعِيْنَةُ: المرأة، لأنها تَظْعَنُ إذا ظَعَنَ زَوْجُها. وقيل: بل الظعِينَةُ: الجَمَلُ الذي تَرْكَبُه، سُميَتْ به كما قيل للمَزَادة رَاوِيَةٌ. وكذلك الظَّغوْنُ والظَعُوْنَةُ: الجَمَلُ الذي تَرْكَبُه المرأةُ خاصَةً.
والظَعَانُ: النسْعُ. وذو الظَعِيْنَةِ: مَوْضِعٌ. و
مَظْعُوْنٌ: اسْمُ رَجُلً.
وفي مَثَل: " على كُرْهٍ ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ " ويُقال: على عَمْدٍ، وهو ظَاعِنَةُ بنُ مُرً غَلَبَهُم قَوْمًهم فرَحَلوا عنهم.
ظ ع ن: (ظَعَنَ) سَارَ وَبَابُهُ قَطَعَ وَ (ظَعَنًا) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ. وَقُرِئَ بِهِمَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ} [النحل: 80] . وَ (الظَّعِينَةُ) الْهَوْدَجُ كَانَتْ فِيهِ امْرَأَةٌ أَوْ لَمْ تَكُنْ وَالْجَمْعُ (ظُعْنٌ) وَ (ظُعُنٌ) وَ (ظَعَائِنُ) وَ (أَظْعَانٌ) . أَبُو زَيْدٍ: لَا يُقَالُ: حُمُولٌ وَلَا (ظُعُنٌ) إِلَّا لِلْإِبِلِ الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. وَ (الظَّعِينَةُ) أَيْضًا الْمَرْأَةُ مَا دَامَتْ فِي الْهَوْدَجِ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ فَلَيْسَتْ بِظَعِينَةٍ. 
[ظعن] ظَعَنَ ، أي سار، ظَعْناً وظَعَناً بالتحريك. وقرئ بهما قوله تعالى: (يَوْمَ ظَعْنِكُمْ) . وأظْعَنَهُ: سَيَّرَهُ. والظَعينَةُ: الهودج كانت فيه امرأةٌ أوْ لم تكن، والجمع ظُعْنٌ وظعن، وظعائن وأظعان. أبو زيد: لا يقال حمول ولا ظعن إلا للابل التى عليها الهوادج كان فيها نساءٌ أو لم يكن. وهذا بغير تظعنه المرأة، أي تركبه، وهو تفتعله. والظعينة: المرأة مادامت في الهودج، فإذا لم تكن فيه فليست بظَعينَةٍ. وقال عمرو ابن كلثوم قِفي قبل التفرّق يا ظَعينا * نُخَبِّرْكِ اليقين وتُخْبِرينا أراد: يا ظَعينَةُ. الكسائي: الظَعونُ: البعير الذي يُعتَمل ويُحمَل عليه. والظِعانُ: الحبل الذي يشدُّ به الهودج. قال كعب بن زهير: له عُنُقٌ تُلْوى بما وُصِلَتْ به * ودفّانِ يشتفان كل ظعان
ظ ع ن : ظَعَنَ ظَعْنًا مِنْ بَابِ نَفَعَ ارْتَحَلَ وَالِاسْمُ ظَعَنَ بِفَتْحَتَيْنِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَبِالْحَرْفِ فَيُقَالُ أَظْعَنْتُهُ وَظَعَنْتُ بِهِ وَالْفَاعِلُ ظَاعِنٌ وَالْمَفْعُولُ مَظْعُونٌ وَالْأَصْلُ مَظْعُونٌ بِهِ لَكِنْ حُذِفَتْ الصِّلَةُ لِكَثْرَةِ الِاسْتِعْمَالِ وَبِاسْمِ الْمَفْعُولِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَيُقَالُ لِلْمَرْأَةِ ظَعِينَةٌ فَعِيلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ لِأَنَّ زَوْجَهَا يَظْعَنُ بِهَا وَيُقَالُ الظَّعِينَةُ الْهَوْدَجُ وَسَوَاءٌ كَانَ فِيهِ امْرَأَةٌ أَمْ لَا وَالْجَمْعُ ظَعَائِنُ وَظُعُنٌ بِضَمَّتَيْنِ وَيُقَالُ الظَّعِينَةُ فِي الْأَصْلِ وَصْفٌ لِلْمَرْأَةِ فِي هَوْدَجِهَا ثُمَّ سُمِّيَتْ بِهَذَا الِاسْمِ وَإِنْ كَانَتْ فِي بَيْتِهَا لِأَنَّهَا تَصِيرُ مَظْعُونَةً. 
ظ ع ن

ظعنوا عن ديارهم، وشجاك الظاعنون. قال:

ألا ليت أن الظاعنين إلى الغضا ... أقاموا وبعض الآخرين تحملوا

وأظعنهم الفراق، وهذا يوز ظعنهم وظعنهم، ومرت الظعن والأظعان والظعائن وهي الجمال عليها الهوادج. وقال:

تبين خليلي هل ترى من ظعائن ... لميّة أمثال النخيل المخارف

وشد الهودج بالظعان وهو كالحزام للرحل. قال:

له عنق تلوى بما وصلت به ... ودفان يستفان كل ظعان

وظعنت المرأة مركبها إذا شدت ظعانها. واركبي ظعونك وظعونتك وهو البعير الذي يظعن عليه كالحلوب والحلوبة. قال:

فقلت لها واستعجل الصرم بيننا ... غداتئذ ردّي ظعونك فاركبي

ومن المجاز: هي ظعينة فلان: لامرأته، وهؤلاء ظعائنه.
(ظعن) - في الحديث : "فإذا بِهوَازِنَ على بَكرة آبائِهم بظُعُنِهم وشَائِهم ونَعَمِهم"
الظُّعُن : النِّساء، واحدتها ظَعِينَة. وأَصلُ الظَّعِينة: الرَّاحِلةُ التي تُظْعَن وتُرحَّل، فَقِيل للمَرأةِ ظَعِينَة، لأنها كانت تَظْعَن مع الزوج حَيْثُما ظَعَن، أو لأنها تُحمَل على الرَّاحِلَة إذا ظَعَنَت، وهذا من باب تَسْمِية الشىَّءِ باسمِ سَبَبِه، كما سَمَّوْا المَطَر سماءً: إذ كان نُزولُه من السَّماء، وكما سَمَّوْا حافرَ الدّابّةِ أرضًا لِوقُوعه عليها، وكما يُقال للجَمَلِ والمَزادَة رَاوِيَةٌ. وقيل: الظَّعِينَةُ: المرَأة في الهَوْدَج، والهَوْدَجُ مع المرأة وبلا امْرأَة. وقيل: كُلُّ حَمَلٍ مُوطَّأٍ للنِّساء ظَعِينَة، والظَّعُون: البَعيِر المُظْعَنُ لِلرَّحلة.
- في حديث سعيد: "ليْسَ في جَمَلِ ظَعِيَنةٍ صَدَقة"
إن أَضَفْتَ فالظَّعِينَة المرَأةُ، وإلا فهو الجَمَل الذي يُظْعَن عليه، أَدخلَ التَّاءَ للمُبالغَة.
[ظعن] فإذا بهوازن على بكرة آبائهم "بظعنهم" وشائهم ونعمهم، هي النساء جمع ظعينة، وأصلها راحلة ترحل ويظعن عليها أي يسار، وقيل للمرأة: ظعينة، لأنها تظعن مع الزوج حيثما ما ظعن أو تحمل على الراحلة إذا ظعنت، وقيل: هي المرأة في الهودج ثم قيل للمرأة وحدها وللهودج وحده، وجمعه ظعن ظعن وظعائن وأظعان، من ظعن ظعنًا بالحركة والسكون إذا سار. ومنه ح: أعطى حليمة بعيرا ًموقعًا "للظعينة" أي للهودج. وح: ليس في جمل "ظعينة" صدقة، أراد المرأة أو الهودج على رواية الإضافة أو التنوين. ك: أذن "للظعن"، بضمتين ويجوز سكون عينه، قوله: غلبتنا بتشديد لام أي تقدمتنا على الوقت المشروع. ن: ومنه: مرت به "ظعن". وح: فإن بها "ظعينة"، أي جارية. ط: وح: فلنرين "الظعينة"، أي المرأة. وح: ولا تضرب "ظعينتها" ضربك أميتك، ويكنى به من كرائم النساء، وأمية مصغر أمة، قوله: يقول عظها، حال من فاعل قال أي مريدًا به فعظها مفسرًا بقوله فمرها- ويتم في لا ترفع عصاك. وفيه: ولا "الظعن"- بفتح ظاء وسكون عين وحركتها الراحلة، أي لا يقوى على السير ولا على الركوب من كبر السن. باب الــظاء مع الفاء
ظعن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث سعيد بن جُبَير رَحمَه الله لَيْسَ فِي جمل ظَعِينةٍ صَدَقةٌ. الظَّعِينةَ كلّ جمل يُركب ويُعْتَمل عَلَيْهِ وَهَذَا هُوَ الأَصْل وَإِنَّمَا سميت الْمَرْأَة ظَعِينَة لِأَنَّهَا تركبه فَيُقَال: ذهبت الظعينة وَأَقْبَلت الظعينة وَهِي راكبة وَكَانَ إقبالها وإدبارها بِهِ فسميت بِهِ كَمَا سميت المزادة رَاويةً وَإِنَّمَا الرَّاوية الْبَعِير [وَمِمَّا يبين أَن الظعينة الْبَعِير قَول الشَّاعِر:

(الطَّوِيل)

تَبَيَّن خَليلي هَل تَرَى من ظعائنِ ... لَميَّةَ أمثالِ النَّخيل المخارفِ

ميَّة امْرَأَة فقد علمنَا أَن النِّسَاء لَا يشبهن بالنَّخيل وَإِنَّمَا يشبه بالنخيل الْإِبِل الَّتِي عَلَيْهَا الْأَحْمَال. وَالَّذِي يُرَاد من هَذَا الحَدِيث أَنه يَقُول: لَيْسَ فِي الْإِبِل العوامل صَدَقَة. إِنَّمَا الصَّدَقَة فِي السَّائِمَة وَهَذَا قَول يَقُوله أهل الْعرَاق وَأما أهل الْحجاز فيرون عَلَيْهَا مَا يرَوْنَ على السَّائِمَة] .
ظعن
ظعَنَ/ ظعَنَ بـ يَظعَن، ظَعْنًا وظَعَنًا وظُعونًا، فهو ظاعِن، والمفعول مظعون به وظعِينٌ به
• ظعَنتِ القَافلةُ: سارت وارتحلت، عكس: أقامت "ظعنوا عن ديارهم- {تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ} ".
• ظعَن به: سيّره في صحبته وارتحلا معا. 

أظعنَ يُظعن، إظعانًا، فهو مُظعِن، والمفعول مُظعَن
• أظعنه الأمرُ/ أظعنه الأمرُ عن المَكان: سيّره "أظعنهم ندرةُ الماء- أظعن أبناءَ عشيرته عن الوادي القفر". 

ظَعْن [مفرد]: مصدر ظعَنَ/ ظعَنَ بـ. 

ظَعَن [مفرد]: مصدر ظعَنَ/ ظعَنَ بـ. 

ظُعون [مفرد]: مصدر ظعَنَ/ ظعَنَ بـ. 

ظَعين [مفرد]: صفة ثابتة للمفعول من ظعَنَ/ ظعَنَ بـ: مَظْعونٌ به. 

ظَعينة [مفرد]: ج ظعينات وظعائنُ وظُعْن وظُعُن:
1 - صفة ثابتة للمفعول من ظعَنَ/ ظعَنَ بـ: مظعون بها.
2 - راحلة يُرتحل عليها، أو ما يصلح للأسفار من الإبل.
3 - هودج، مقعد ذو قبّة يوضع على ظهر الجمل لتركب فيه النِّساء، كانت فيه المرأة أو لم تكن.
4 - المرأة في الهودج.
5 - زوجة "هي ظعينة فلان: امرأته لأنَّ الرَّجلَ يظعن بها". 
(ظ ع ن)

ظَعَن يظْعَن ظَعْنا وظَعَنا وظُعُونا: ذهب وأظْعَنَه هُوَ.

وَأنْشد سِيبَوَيْهٍ: الظَّاعِنينَ ولَمَّا يُظْعِنوا أحدا ... والقائلُون لِمَنْ دَارٌ نُخَيِّلها

والظَّعينة: الْجمل يُظْعَنُ عَلَيْهِ.

والظَّعينةُ: الهودج تكون فِيهِ الْمَرْأَة. وَقيل: هُوَ الهودج كَانَت فِيهِ أَو لم تكن.

والظَّعينةُ: الْمَرْأَة فِي الهودج، سميت بِهِ على حد تَسْمِيَة الشَّيْء باسم الشَّيْء لقُرْبه مِنْهُ. وَقيل: سميت بذلك لِأَنَّهَا تظْعَنُ مَعَ زَوجهَا كالجليسة.

وَلَا تُسَمَّى ظَعِينَة إِلَّا وَهِي فِي هودج.

وَعَن ابْن السّكيت: كل امْرَأَة ظعينةٌ، فِي هودج أَو غَيره.

وَالْجمع ظعائنُ وظَعنَ وأظعانٌ وظُعُناتٌ، الاخيرتان جمع الْجمع. قَالَ بشر بن أبي خازم:

لَهُمْ ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ بِرَايَةٍ ... كمَا يَستَقِلُّ الطَّائرُ المُتَقَلِّبُ

والظُّعُن والظَّعَن: الظَّاعِنون، فالظُّعُن جمع ظاعن. والظَّعَنُ اسْم الْجمع.

فَأَما قَوْله:

أَو تُصْبِحي فِي الظَّاعِن المُوَلّى

فعلى إِرَادَة الْجِنْس.

والظِّعْنة: الْحَال، كالرحلة.

واظَّعَنَتِ الْمَرْأَة الْبَعِير: ركبته.

والظَّعُون من الْإِبِل: الَّذِي تركبه الْمَرْأَة خَاصَّة. وَقيل: هُوَ الَّذِي يعتمل وَيحْتَمل عَلَيْهِ.

والظَّعان والظَّعون: الْحَبل يشد بِهِ الهودج.

وَفرس مِظْعانٌ: سهلة السّير. وَكَذَلِكَ النَّاقة.

وظاعِنَةُ بن مر أَخُو تَمِيم، غلبهم قَومهمْ فرحلوا عَنْهُم. وَفِي الْمثل: " على كره ظَعَنتْ ظاعِنَةٌ ".

وَذُو الظَّعِيَنة مَوضِع.

وَعُثْمَان بن مَظْعُونٍ صَاحب النَّبِي صلى الله علية وَسلم 

ظعن

1 ظَعَنَ, (S, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. ظَعْنٌ (S, Msb, K) and ↓ ظَعَنٌ, (S, K,) or the latter is a simple subst., (Msb,) and ظُعُونٌ (TA) [and مَظْعَنٌ, occurring in a verse of Zuheyr cited in art. بلو, conj. 3], He journeyed, went away, departed, (S, * Msb, K, * TA,) or removed; (Msb;) he journeyed to seek after herbage, or to water; or he removed from water to water, or from one country, or tract of land, to another. (TA. [See also the part. n., ظَاعِنٌ.]) b2: ظَعَنَ بِهِ: see what next follows.4 اظعنهُ He made him to journey, go away, depart, (S, Msb, K,) or remove; and بِهِ ↓ ظَعَنَ signifies the same [or he journeyed, &c., with him]. (Msb.) 8 اِظَّعَنَتْهُ She rode him, (S, K, TA,) namely, a camel: you say, هٰذَا بَعِيرٌ تَظَّعِنُهُ المَرْأَةُ This is a camel that the woman rides (S, TA) in her journeying, and in the day of her departure. (TA.) ظَعَنٌ: see 1: A2: and see also ظَاعِنٌ.

ظُعْنَةٌ A short journey. (TA.) ظِعْنَةٌ A state or condition, or a mode or manner, of journeying or departing. (TA.) ظِعَانٌ A rope with which a هَوْدَج [or woman's camel-vehicle] is bound; (S, K;) or with which a load is bound, accord. to the T: and ↓ ظَعُونٌ signifies the same. (TA.) ظَعُونٌ A camel used for work and for bearing burdens: (S, K, TA:) or, as some say, peculiarly, [like ظَعِينَةٌ,] a camel that is ridden by a woman. (TA.) A2: See also ظِعَانٌ.

ظَعِينَةٌ A هَوْدَج [or woman's camel-vehicle] (S, Mgh, Msb, K, TA) in which is a woman, (TA,) or whether there be in it a woman or not: (S, Msb, K, TA:) this is [said to be] the primary signification: (Mgh:) pl. ظَعَائِنُ and ظُعُنٌ (S, Mgh, Msb, K) and ظُعْنٌ (S, K) and [pl. of pauc.]

أَظْعَانٌ (S, Mgh, K) and pl. pl. ظُعُنَاتٌ. (TA. [But see, in what follows, an assertion of Az respecting the pl. ظُعُنٌ.]) b2: And A woman, (ISk, Mgh, Msb, TA;) whether in a هَوْدَج or elsewhere; (ISk, TA;) the word being used in the sense of مَظْعُونَةٌ [for مَظْعُونٌ بِهَا]; because her husband journeys (يَظْعَنُ) with her: (Msb:) or a man's wife; because she journeys with her husband: (TA:) or a woman as long as she is in the هودج; (S, Msb, K;) when not in it she is not thus called: (S:) or this is the primary meaning: then it was applied to her though in her tent, because she might become مَظْعُونَة [i. e.

مَظْعُون بِهَا]: (Msb:) it is mostly applied to a woman riding [in a هودج]: then, to a هودج without a woman: and to a woman without a هودج. (TA.) 'Amr Ibn-Kulthoom says, قِفِى قَبْلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينَا نُخَبِّرْكِ اليَقِينَ وَتُخْبِرِينَا

[Pause thou before separation, O woman in the camel-vehicle: we will inform thee of the real truth respecting our case, and thou shalt inform us respecting thy case]: (S:) يَا ظَعِينَا is for يَا ظَعِينَةُ. (EM p. 185.) b3: And, accord. to Lth, A camel that is ridden by women: [like ظَعُونٌ:] and applied to signify a woman because she rides it: or, accord. to IAmb, a camel upon which one journeys: and hence the trad., لَيْسَ فِى جَمَلٍ ظَعِينَةٍ صَدَقَةٌ i. e. [There is no poor-rate in the case of] the camel upon which one journeys; if the phrase be thus: but if it be فِى جَمَلِ ظَعِينَةٍ, by the last word is meant a woman: (TA:) Az says, one should not say حُمُولٌ nor ظُعُنٌ except as meaning the camels upon which are هَوَادِج, whether there be in them women or not. (S.) ظَاعِنٌ Journeying, going away, departing, or removing: (Msb:) [a traveller:] any one going forth on a journey, on pilgrimage, or on a warring and plundering expedition, or journeying from one city [or town &c.] to another: contr. of خَافِضٌ [and of مُقِيمٌ]: one says, أَظَاعِنٌ أَنْتَ

أَمْ مُقِيمٌ [Art thou journeying or abiding?]: the pl. is ظَاعِنُونَ and ظُعُنٌ, and ↓ ظَعَنٌ is a quasipl. n. syn. with ظَاعِنُونَ. (TA.) مِظْعَانٌ, applied to a horse or mare, and to a she-camel, Easy in pace. (TA.) مَظْعُونٌ Made to journey, go away, depart, or remove; originally مَظْعُونٌ بِهِ; the complement being suppressed because of frequency of usage. (Msb.)

ظعن: ظَعَنَ يَظْعَنُ ظَعْناً وظَعَناً، بالتحريك، وظُعوناً: ذهب وسار.

وقرئ قوله تعالى: يوم ظَعْنِكم، وظَعَنِكم. وأَظْعَنه هو: سَيَّرَه؛

وأَنشد سيبويه:

الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً،

والقائِلونَ: لمن دارٌ نُخَلِّيها

والظَّعْنُ: سَيْرُ البادية لنُجْعَةٍ أَو حُضُوره ماءٍ أَو طَلَبِ

مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ من ماء إلى ماء أَو من بلد إلى بلد؛ وقد يقال لكل

شاخص لسفر في حج أَو غزو أَو مَسير من مدينة إلى أُخرى ظاعِنٌ، وهو ضدّ

الخافِضِ، ويقال: أَظاعِنٌ أَنت أَم مُقيم؟ والظُّعْنة: السَّفْرَة القصيرة.

والظَّعِينَة: الجمل يُظْعَنُ عليه. والظَّعِينة: الهَوْدج تكون فيه

المرأَة، وقيل: هو الهودج، كانت فيه أَو لم تكن. والظَّعِينة: المرأَة في

الهودج، سميت به على حَدِّ تسمية الشيء باسم الشيء لقربه منه، وقيل: سميت

المرأَة ظَعِينة لأَنها تَظْعَنُ مع زوجها وتقيم بإِقامته كالجليسة، ولا

تسمى ظَعِينَة إلا وهي في هودج. وعن ابن السكيت: كل امرأَة ظَعِينَةٌ في

هودج أَو غيره، والجمع ظَعائنُ وظُعْنٌ وظُعُنٌ وأَظْعانٌ وظُعُناتٌ؛

الأَخيرتان جمع الجمع؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

لهم ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ،

كما يَستَقِلُّ الطائرُ المُتَقَلِّبُ

وقيل: كل بعير يُوَطأَُ للنساء فهو ظَعِينة، وإنما سميت النساء ظَعَائِن

لأَنَّهنَّ يكنّ في الهَوْادج. يقال: هي ظَعينته وزَوْجُه وقَعِيدته

وعِرْسه. وقال الليث: الظَّعِينة الجَمَل الذي يُرْكَب، وتسمى المرأَة

ظَعينة لأَنها تركبه. وقال أَبو زيد: لا يقال حُمُول ولا ظُعُنٌ إلاَّ للإِبل

التي عليها الهوادج، كان فيها نساء أَو لم يكن. والظَّعينة: المرأَة في

الهودج، وإِذا لم تكن فيه فليست بظَعِينة؛ قال عمرو بن كُلْثوم:

قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يا ظَعِينا،

نُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِرينا

قال ابن الأَنباري: الأَصل في الظعينة المرأَة تكون في هَوْدَجها، ثم

كثر ذلك حتى سَمَّوْا زوجة الرجل ظَعِينة. وقال غيره: أَكثر ما يقال

الظَّعينة للمرأَة الراكبة؛ وأَنشد قوله:

تَبَصَّرْ خلِيلي، هل تَرَى من ظَعائنٍ

لِمَيَّةَ أَمثالِ النَّخيلِ المَخارِفِ؟

قال: شبه الجمال عليها هوادج النساء بالنخيل. وفي حديث حُنين: فإِذا

بهَوازِنَ على بَكْرَةِ آبائهم بظُعُنِهم وشائهم ونَعَمِهم؛ الظُّعُنُ:

النساء، واحدتها ظَعينة؛ قال: وأَصل الظَّعِينة الراحلةُ التي يُرْحَلُ

ويُظْعَنُ عليها أَي يُسارُ، وقيل: الظَّعِينة المرأَة في الهودج، ثم قيل

للهودج بلا امرأَة وللمرأَة بلا هودج ظَعينة. وفي الحديث: أَنه أَعطى حليمة

السعدية بعيراً مُوَقَّعاً للظَّعينة أَي للهودج؛ ومنه حديث سعيد بن

جُبَيْر: ليس في جَمَل ظعينة صدقةٌ؛ إن روي بالإضافة فالظَّعينة المرأَة، وإن

روي بالتنوين فهو الجمل الذي يُظْعَنُ عليه، والتاءُ فيه للمبالغة.

واظَّعَنَتِ المرأَة البعير: ركبته. وهذا بعير تَظَّعِنُه المرأَة أَي تركبه

في سفرها وفي يوم ظَعْنِها، وهي تَفْتَعِلُه. والظَّعُون من الإِبل: الذي

تركبه المرأَة خاصة، وقيل: هو الذي يُعْتَمَلُ ويُحْتَمَل عليه.

والظِّعَانُ والظَّعُون: الحَبْل يشدّ به الهودج، وفي التهذيب: يشد به الحمل؛ قال

الشاعر:

له عُنُقٌ تُلْوَى بما وُصِلَتْ به،

ودَفّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِ

وأَنشد ابن بري للنابغة:

أَثَرْتُ الغَيَّ ثم نَزَعْت عنه،

كما حادَ الأَزَبُّ عن الظِّعَانِ

والظَُّعُنُ والظَّعَنُ: الظّاعِنُون، فالظُّعُن جمع ظاعِنٍ، والظَّعَنُ

اسم الجمع؛ فأَما قوله:

أَو تُصْبِحي في الظاعن المُوَلِّي.

فعلى إرادة الجنس. والظِّعْنَة: الحال، كالرِّحْلة. وفرس مِظْعانٌ:

سَهْلة السَّير، وكذلك الناقة. وظاعِنَةُ بن مُرٍّ: أَخو تميم، غلبهم قومهم

فرَحَلُوا عنهم. وفي المثل: على كُرْه ظَعَنَتْ ظاعِنَةٌ. وذو

الظُّعَيْنَةِ: موضع. وعثمان بن مَظْعُونٍ: صاحب النبي، صلى الله عليه وسلم.

ظعن
: (ظَعَنَ، كمَنَعَ ظَعْناً) ، بالفتْحِ (ويُحَرَّكُ) وظُعوناً: ذَهَبَ و (سارَ) لنُجْعَةٍ أَو حُضُورِ ماءٍ أَو طَلَبِ مَرْبَعٍ أَو تَحَوُّلٍ مِن ماءٍ إِلَى ماءٍ أَو مِن بلَدٍ إِلَى بلدٍ.
وَقد يقالُ لكلِّ شاخِصٍ لسَفَر فِي حَجَ أَو غَزْوٍ أَوْ مَسِيرٍ مِن مَدينَةٍ إِلَى أُخْرى ظاعِنٌ؛ وَهُوَ ضِدُّ الخافِضِ، يقالُ: أَظاعِنٌ أَنْتَ أَمْ مُقِيمٌ.
وقُرِىءَ قوْلُه تعالَى: {يوْمَ ظَعْنِكُم} بالفتْحِ وبالتّحْرِيكِ.
(وأَظْعَنَهُ) هُوَ: (سَيَّرَهُ) ، وأَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
الظاعِنُونَ ولمَّا يُظْعِنُوا أَحداً والقائِلونَ لمن دارٌ نُخَلِّيها (والظَّعينَةُ: الهَوْدَجُ) تكونُ (فِيهِ) المرْأَةُ؛ وقيلَ: كانتْ فِيهِ (امْرَأَةٌ أَمْ لَا) ؛ وَمِنْه الحدِيثُ أنَّه أَعْطَى حَلِيمَة السَّعْدية، رضِي اللهاُ تَعَالَى عَنْهَا، بَعِيراً مُوَقَّعاً للظَّعِينَةِ أَي للهَوْدَجِ، (ج ظُعْنٌ) ، بالضَّمِّ، (وظُعُنٌ) ، بضمَّتَيْن، (وظَعائِنُ وأَظْعانٌ) وظُعُناتٌ، الأَخيرَتانِ جَمْعُ الجَمْع؛ قالَ بشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ:
لَهُم ظُعُناتٌ يَهْتَدِينَ برايةٍ كَمَا يَسْتَقِلُّ الطائِرُ المُتَقَلِّبُ (و) الظَّعينَةُ: (المرأَةُ مَا دامَتْ فِي الهَوْدَجِ،) سُمِّيت بِهِ على حَدِّ تَسْمِيَة الشيءِ باسْمِ الشيءِ لقُرْبِه مِنْهُ، فَإِذا لم تكنْ فِيهِ فليْسَتْ بظَعينَةٍ؛ قالَ عَمْرُو بنُ كُلْثوم:
قِفِي قبلَ التَّفَرُّقِ يَا ظَعِينانُخَبِّرْكِ اليَقينَ وتُخْبِريناوأَكْثر مَا يقالُ الظَّعينَةُ للمَرْأَةِ الرَّاكِبَة، ثمَّ قيلَ للهَوْدَجِ بِلا امْرأَةٍ، وللمَرْأَةِ بِلا هَوْدَجٍ ظَعِينَةٌ.
(واظَّعَنَتْة، كافْتَعَلَتْهُ: رَكِبَتْه) . يقالُ: هَذَا بَعيرٌ تَظَّعِنهُ المَرْأَةُ إِي تَرْكبُه فِي سَفَرِها، وَفِي يَوْم ظَعْنِها، وَهِي تَفْتَعِلُه.
(و) الظَّعُونُ، (كصَبُورٍ: البَعيرُ يُعْتَمَلُ ويُحْمَلُ عَلَيْهِ) .
وَقيل: هُوَ مِن الإِبِلِ الَّتِي تَرْكَبَه المرْأَةُ خاصَّةً.
(و) الظِّعانُ، (ككِتابٍ: الحَبْلُ يُشَدُّ بِهِ الهَوْدَجُ) ؛ وَفِي التهْذِيبِ: يُشَدُّ بِهِ الحمْلُ؛ وأَنْشَدَ:
لَهَا عُنُقٌ تُلْوَى بِمَا وُصِلَتْ بهودَفَّانِ يَسْتاقانِ كلَّ ظِعَانِوأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي للنابِغَةِ:
أَثَرْتُ الغَيَّ ثمَّ نَزَعْت عنهكما حادَ الأَزَبُّ عَن الظِّعَانِ (وعثمانُ بنُ مَظْعُونِ) بنِ حبيبِ بنِ وهبِ الجمعيُّ أَبو السائِبِ أَحَدُ السَّابِقِين و (أَوَّلُ صَحابيَ ماتَ بالمدينةِ) ، رضِيَ الّلهُ تَعَالَى عَنهُ.
(وذُو الظُّعَيْنَةِ، كجُهَيْنَةَ: ع) ، وضَبَطَه بعضٌ كسَفِينَة.
(وظاعِنةُ بنُ مُرَ: أَبو قَبيلَةٍ) فِي مُضَر واسْمُه ثَعْلَبَةُ، وَهُوَ أَخُو تَمِيمٍ، قيلَ لَهُ ظاعِنةُ لظعْنِه عَن قوْمِه، وَفِيه تقُولُ العَرَبُ: على كُرْهٍ ظَعَنَتْ ظاعِنَةُ.
وقالَ ابنُ الكَلْبي: ظَعَنوا فنَزِلُوا مَعَ بَني الحارِثِ بنِ ذهْلِ بنِ شَيْبان فبدوُهُمْ مَعَهم وحاضِرَتُهُم مَعَ بَني عبدِ الّلهِ بنِ دارِمٍ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الظُّعْنَةُ، بالضمِّ: السّفْرَةُ القصيرَةُ: وبالكسْرِ: الحالُ، كالرِّحْلةِ.
وفَرَسٌ مِظْعانٌ: سَهْلةُ السَّيْرِ؛ وكذلِكَ الناقَةُ.
وظَعِينَةُ الرَّجلِ: زَوْجَتُهُ، لأنَّها تَظْعَنُ مَعَ زَوْجِها وتقيمُ بإقامَتِه كالجَلِيسةِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت: كلُّ امْرأَةٍ ظَعِينَةٌ فِي هَوْدجٍ أَو غيرِهِ.
وقالَ اللَّيْثُ: الظَّعِينَةُ الجَمَلُ الَّذِي تَرْكبُه النِّساءُ، وتُسَمَّى المرْأَةُ ظَعِينَة لأنَّها تَرْكبُ. وقالَ ابنُ الأَنْبارِي: الظَّعِينَةُ: الرَّاحلَةُ يُظْعَنُ عَلَيْهَا أَي يُسارُ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (ليسَ فِي جَمَلٍ ظَعِينَة صدَقَةٌ) ؛ إِن رُوِي بالتَّنْوين، والتاءُ للمُبالَغَةِ؛ وَإِن رُوِي بالإِضافَةِ فالمُرادُ بهَا المرْأَةُ.
والظَّعُونُ: الحَبْلُ كالظِّعَانِ.
والظُّعُنُ، بضمَّتَيْن وبالتَّحْريكِ: الظَّاعِنُون، فالأوّل ككِتابٍ وكُتُبٍ، وَالثَّانِي اسمُ الجَمْعِ.
وظاعِنَةُ: أَبو قَبيلَةٍ فِي كلب، واسْمُه معاذُ بنُ قَيْسِ بنِ الحارِثِ بنِ جَعْفرِ بنِ مالِكِ بنِ عمارَةً.
وأَبو عقيم ظاعِنُ بنُ محمدِ بنِ مَحْمود الزُّبَيْريُّ البَغْدادِيُّ حدَّثَ عَن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ القادِرِ بنِ يوسفَ، تُوفي سَنَة 584، رَوَى عَن حفِيدِه أَبو الحَسَنِ عليّ بنِ عبدِ الصَّمدِ بنِ ظاعِنٍ، وَعَن عليّ الشّرف الدِّمْياطيّ، وذَكَرَه فِي معْجم شيوخِهِ.

أنن

[أنن] أَنَّ الرجل يَئِنُّ من الوجع أَنيناً. قال ذو الرمة:

كما أَنَّ المريضُ إلى عُوَّادِهِ الوَصِب * والأُنانُ بالضم مثل الأَنينِ. وقال المغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخراً: أراك جمعتَ مسألةً وحِرْصاً وعند الفَقْر زَحَّاراً أنانا وكذلك التأنان. قال الراجز إنا وجدنا طرد الهوامل خيرا من التأنان والمسائل وماله حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقة ولا شاة. ويقال: لا أفعله ما أنّ في السماء نجمٌ، أي ما كان في السماء نجمٌ، لغةٌ في عَنَّ. وما أَنَّ في الفُرات قطرةٌ، أي ما كانت في الفرات قطرة. ولا أفعله ما أَنَّ في السماء ماء. وإن وأن: حرمان ينصبان الاسماء ويرفعان الاخبار. فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر. وقد يخففان فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل. وقد تزاد على أن كاف التشبيه تقول: كأنه شمس، وقد تجفف أيضا فلا تعمل شيئا. قال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " كأن وريديه ". وقال آخر: ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقان ويروى: " ثدييه " على الاعمال. وكذلك إذا حذفتها، إن شئت نصبت وإن شئت رفعت قال طرفة:

ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى * يروى بالنصب على الاعمال، والرفع أجود، قال تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) . وإنى وإنني بمعنى، وكذلك كأنى وكأنني، ولكني ولكننى، لانه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التى تلى الياء. وكذلك لعلى ولعلنى، لان اللام قريبة من النون. وإن زدت على إن " ما " صار للتعيين، كقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) لانه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه. وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه، تقول: أريد أن تقوم، والمعنى أريد قيامك، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع، إلا أنها لا تعمل، تقول: أعجبني أن قمت، والمعنى أعجبني قيامك الذى مضى. وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل. تقول: بلغني أن زيد خارج. قال الله تعالى: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها) وأما إن المكسورة فهى حرف للجزاء، يوقع الثاني من أجل وقوع الاول، كقولك: إن تأتني آتك، وإن جئتني أكرمتك. وتكون بمعنى " ما " في النفى كقوله تعالى: (إن الكافرون إلا في غرور) . وربما جمع بينهما للتأكيد، كما قال الراجز الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا أكثر منه قرة وقارا وقد تكون في جواب القسم، تقول: والله إن فعلت، أي ما فعلت. وأما قول عبد الله ابن قيس الرقيات: بكرت على عواذلى يلحيننى وألومهنه ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه أي إنه قد كان كما يقلن. قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب، يكتفى منه بالضمير لانه قد علم معناه. وأما قول الاخفش إنه بمعنى نعم، فإنما يريد تأويله، ليس أنه موضوع في اللغة لذلك. قال: وهذه الهاء أدخلت للسكوت. قال: وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل، كقوله تعالى: (وما يشعر كم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) . وفي قراءة أبى: (لعلها) . وأن المفتوحة المخففة قد تكون بمعنى أي، كقوله تعالى: (وانطلق الملا منهم أن امشوا) . وأن قد تكون صلة للما، كقوله تعالى: (فلما أن جاء البشير) وقد تكون زائدة، كقوله تعالى: (وما لهم ألا يعذبهم الله) ، يريد: وما لهم لا يعذبهم الله. وقد تكون إن المكسورة المخففة زائدة مع ما، كقولك: ما إن يقوم زيد. وقد تكون مخففة من الشديدة، فهذه لا بد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد، كقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) ، وإن زيد لاخوك، لئلا تلتبس بإن التى بمعنى ما للنفي. وأما قولهم: أنا، فهو اسم مكنى، وهو للمتكلم وحده، وإنما بنى على الفتح فرقا بينه وبين أنالتى هي حرف ناصب للفعل، والالف الاخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف، فإن توسطت الكلام سقطت، إلا في لغة رديئة، كما قال حميد ابن بحدل: أنا سيف العشرة فاعرفوني حميدا قد تذريت السناما واعلم أنه قد توصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه. تقول: أنت، وتكسر للمؤنث، وأنتم، وأنتن. وقد تدخل عليها كاف التشبيه تقول: أنت كأنا وأنا كأنت، حكى ذلك عن العرب. وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر وإنما تتصل بالمظهر، تقول: أنت كزيد ولا تقول أنت كى، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حسن وفارق المتصل.
(أ ن ن) : (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ» أَيْ مَخْلَقَةٌ وَمَجْدَرَةٌ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنْ إنَّ التَّوْكِيدِيَّةِ وَحَقِيقَتُهَا مَكَانُ قَوْلِ الْقَائِلِ إنَّهُ عَالِمٌ وَإِنَّهُ فَقِيهٌ.
أ ن ن

أنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً. وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:

فقلت سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب

يعني الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
(أنن) - في حَديِث لَقِيط بنِ عَامِر: " ويَقُولُ ربُّك عزَّ وجل: وإنَّه"
فيه قَولِان: أحدُهما: أن يكون بمَعْنَى نَعَم، والهاء للوَقْف، والآخر: أن تَجعلَ الكَلَام مُختَصراً مُقْتَصِرا مِمَّا بَعدَه عليه، كأنه قال: "وإِنّه كَذَلَك"، أو إنه على ما تَقُول، كما قال الشاعر : بَكَرتْ علىَّ عَوازِلى ... يَلْحَيْنَنِي وألومُهُنَّه
ويَقُلنَ شَيبٌ قد عَلاَ ... ك وقد كَبِرْت فقُلْت: إنَّه
- ومنه حديث فَضالَة بن شَرِيك "أَنَّه أَتَى ابنَ الزُّبَير وقال: إنَّ ناقَتِى قد نَقِب خُفُّها فاحْمِلْنى، فقال ابنُ الزّبير: ارقَعْها بجِلْد واخْصِفْها بهُلْب وانْجُد بها يبرُدْ خُفُّها، وسِرْ بها البَردَين .
فقال فَضَالَة: إنما أَتيتُك مُستَحْمِلا لا مُسْتَوصِفاً، لا حَمَل اللهُ ناقةً حملَتْنِي إليكَ، فقال ابنُ الزُّبَيْر: إنَّ ورَاكِبِها".
: أي نَعَمَ مَعَ راكِبِها، وهذا على القَولِ الأوّل.
- في الحَدِيث: "مَئِنَّة من فِقْه الرّجل".
قيل: هي مَفْعِلة من لَفْظَة "إنَّ" التي هي للتَّأكيد والمُبالَغَة، كما تقول: إنَّ زيدًا عاقِل: أي مُبَالغ في العَقْلِ، وكذا يبنون مَفْعَلة بفَتْح العَيْن في هذا المعنى: كمَجْبَنة ومَحْزَنة ومَبْخَلة، وهذا للوَاحِد والجَمْع بلفظ واحد، وكُلُّ ما دَلَّك على شيء فهو مَئِنَّةٌ له، وقيل: هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله:
* إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * 
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله".
وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح.
أنن
أنَّ أنَنْتُ، يَئِنّ، ائْنِنْ/ إنَّ، أنًّا وأنينًا، فهو آنّ
• أنَّ المريضُ: تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّ جريح/ متوجِّع".
• أنَّ بابٌ: أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين "أنَّتِ الرِّيحُ".
• أنَّت القوسُ ونحوُها: رنَّ وترُها في امتداد. 

أنَّنَ يؤنِّن، تأنينًا، فهو مُؤَنِّن
• أنَّنَ المريضُ: أنَّ، تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّن مصاب". 

أنَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف توكيد ونصب من أخوات إنَّ يدخل على الجملة الاسميّة فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وإذا دخلت عليه (ما) كفَّته عن العمل "علمت أنّ الحقَّ منتصرٌ- {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} - {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} - {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- على أنَّ ... : للاستدراك. 

أَنّ [مفرد]: مصدر أنَّ. 

أنَّة [مفرد]: ج أنَّات:
1 - اسم مرَّة من أنَّ: "مات ولم نسمعْ له أنَّة".
2 - أنين، تأوُّه، إخراج النفس بصوتٍ فيه توجُّع وتحزُّن "توجّعتُ من أنّات الجريح- أنَّة ألم" ° أنَّات وآهات. 

أنين [مفرد]:
1 - مصدر أنَّ.
2 - صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا "للساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين". 
أنن قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ فِي الحَدِيث غير هَذَا. قَوْله: فَإِن ذَلِك مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَإِن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مُكَافَأَة مِنْكُم لَهُم. كحديثه الآخر: من أزلّت عَلَيْهِ نعْمَة فليكافئ بهَا فَإِن لم يجد فليظهر ثَنَاء حسنا فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: فَإِن ذَاك يُرِيد هَذَا الْمَعْنى وَهَذَا اخْتِصَار من كَلَام الْعَرَب وَهُوَ من أفْصح كَلَامهم اكْتفى مِنْهُ بالضمير [لِأَنَّهُ قد علم مَعْنَاهُ وَمَا أَرَادَ بِهِ الْقَائِل -] وَقد بلغنَا عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى عمر بْن عبد الْعَزِيز من قُرَيْش يكلمهُ فِي حَاجَة [لَهُ -] فَجعل يمت بقرابته فَقَالَ [عمر -] : فَإِن ذَاك ثمَّ ذكر لَهُ حَاجته فَقَالَ: لَعَلَّ ذَاك. لم يزدْ على أَن قَالَ: فَإِن ذَاك وَلَعَلَّ ذَاك أَي إِن ذَاك كَمَا قلت وَلَعَلَّ حَاجَتك أَن تقضي وَقَالَ ابْن قيس الرقيات: [الْكَامِل]

بكرت على عواذلي ... يلحينني وألومهنّهْ ... وَيَقُلْنَ شيب قد علا ... ك وَقد كَبرت فَقلت إنّهْ

أَي أَنه [قد كَانَ] كَمَا تقلن. والاختصار فِي كَلَام الْعَرَب كثير لَا يُحْصى وَهُوَ عندنَا أعرب الْكَلَام وأفصحة وَأكْثر مَا وَجَدْنَاهُ فِي الْقُرْآن من ذَلِك قَوْله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسَى إنِ أضْرِبْ بِّعَصّاكَ الْبَحْرَ فَأنْفَلَقَ} إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَضَربهُ فانفلق وَلم يقل: فَضَربهُ لِأَنَّهُ حِين قَالَ: أَن اضْرِب بعصاك علم أَنه قد ضربه وَمِنْه قَوْله: {وَلَا تحلقوا رؤوسكم حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضْاً أوْ بِه أَذًى مِّنْ رَأسِه فَفِدْيَةٌ مِّنْ صيَام} وَلم يقل: فحلق ففدية من صِيَام اختصر وَاكْتفى مِنْهُ بقوله: وَلَا تحلقوا[رءوسكم -] وَكَذَلِكَ قَوْله: {قَالَ مُوْسى أتّقُوْلُوْنَ لِلْحَقَ لَمَّا جَاءَكُمْ أسِحْرٌ هَذا ولاَ يُفلِحُ السَّاحِرُوْنَ} وَلم يخبر عَنْهُم فِي هَذَا الْموضع أَنهم قَالُوا: إِنَّه سحر [و -] لَكِن لما قَالَ [تبَارك وَتَعَالَى -] : أَسِحْرٌ هَذَا علم أَنهم قد قَالُوا: إِنَّه سحر وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ انْدَاداً لَيضل عَنْ سَبِيلِه قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَليْلا إنْكَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} - يُقَال فِي التَّفْسِير: [مَعْنَاهُ -] أَهَذا أفضل أم من هُوَ قَانِت فَاكْتفى بالمعرفة بِالْمَعْنَى وَهَذَا أَكثر من أَن يحاط بِهِ وَأنْشد للأخطل: [الرجز]

لما رأونا والصليبَ طالعا ... ومار سرجيس وموتا ناقعا

خلوا لنا راذان والمزارعا ... كَأَنَّمَا كَانُوا غُرابا وَاقعا أَرَادَ فطار فَترك الْحَرْف الَّذِي فِيهِ الْمَعْنى لِأَنَّهُ قد علم مَا أَرَادَ.
أ ن ن: (أَنَّ) الرَّجُلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ بِالْكَسْرِ (أَنِينًا) وَ (أُنَانًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ وَ (تَأْنَانًا) وَ (إِنَّ) وَ (أَنَّ) حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الِاسْمَ وَيَرْفَعَانِ الْخَبَرَ. فَالْمَكْسُورَةُ مِنْهُمَا يُؤَكَّدُ بِهَا الْخَبَرُ وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ، وَقَدْ تُخَفَّفَانِ، فَإِذَا خُفِّفَتَا فَإِنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ. وَقَدْ تُزَادُ عَلَى أَنَّ كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ كَأَنَّهُ شَمْسٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ كَأَنَّ أَيْضًا فَلَا تَعْمَلُ شَيْئًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْمِلُهَا. وَ (إِنِّي) وَ (إِنَّنِي) بِمَعْنًى وَكَذَا كَأَنِّي وَكَأَنَّنِي وَلَكِنِّي وَلَكِنَّنِي لِأَنَّهُ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ وَهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلِي الْيَاءَ وَكَذَا لَعَلِّي وَلَعَلَّنِي لِأَنَّ اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إِنَّ مَا صَارَتْ لِلتَّعْيِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: 60] الْآيَةَ لِأَنَّهُ يُوجِبُ إِثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ. وَ (أَنْ) تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ فَتَنْصِبُهُ تَقُولُ: أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ، أَيْ أُرِيدُ قِيَامَكَ فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ كَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مَصْدَرٍ قَدْ وَقَعَ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ تَقُولُ أَعْجَبَنِي أَنْ قُمْتَ أَيْ أَعْجَبَنِي قِيَامُكَ الَّذِي مَضَى. وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً عَنِ الْمُشَدَّدَةِ فَلَا تَعْمَلُ تَقُولُ بَلَغَنِي أَنْ زَيْدٌ خَارِجٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} [الأعراف: 43] فَأَمَّا إِنِ الْمَكْسُورَةُ فَهِيَ حَرْفٌ لِلْجَزَاءِ يُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ وَإِنْ جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20] وَرُبَّمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ:

مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا
وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُ أَيْ مَا فَعَلْتُ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ. أَيْ إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُكْتَفَى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مَعْنَاهُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْأَخْفَشِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى نَعَمْ فَإِنَّمَا يُرِيدُ تَأْوِيلَهُ لَيْسَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلَتْ لِلسُّكُوتِ. وَقَالَ: وَأَنَّ الْمَفْتُوحَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 109] وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ لَعَلَّهَا. وَأَنِ الْمَفْتُوحَةُ الْمُخَفَّفَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} وَأَنْ قَدْ تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: 96] وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] يُرِيدُ وَمَا لَهُمْ لَا يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ تَكُونُ إِنِ الْمُخَفَّفَةُ الْمَكْسُورَةُ زَائِدَةً مَعَ مَا كَقَوْلِكَ مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الشَّدِيدَةِ، وَهَذِهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] وَإِنْ زَيْدٌ لَأَخُوكَ لِئَلَّا تَلْتَبِسَ بِإِنِ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. وَ (أَنَا) اسْمٌ مَكْنِيٌّ وَهُوَ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنِ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ وَالْأَلِفُ الْأَخِيرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ فَإِنْ تَوَسَّطَتِ الْكَلَامَ سَقَطَتْ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ كَقَوْلِهِ:

أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي
وَتُوصَلُ بِهَا تَاءُ الْخِطَابِ فَيَصِيرَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ تَقُولُ أَنْتَ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ وَأَنْتُمْ وَأَنْتُنَّ. وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ أَنْتَ كَأَنَا وَأَنَا كَأَنْتَ وَكَافُ التَّشْبِيهِ لَا تَتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بِالْمُظْهَرِ تَقُولُ أَنْتَ كَزَيْدٍ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ وَلَا تَقُولُ أَنْتَ كَـ (ي) إِلَّا أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُظْهَرِ فَلِذَلِكَ حَسُنَ قَوْلُهُمْ أَنْتَ كَأَنَا وَفَارَقَ الْمُتَّصِلَ. 
[أن ن] أَنَّ يَئِنُّ أنّا وأَنِينًا وأْنَاناً تأوَّه ورجلٌ أنَّانٌ وأُنَّانٌ وأُنَنَةٌ كثيرُ الأَنِينِ وقيل الأُنَنَةُ الكثير النَّثِّ للشكوى وامرأة أنَّانة كذلك وفي بعض وصايا العرب لا تتخذها حنَّانَةً ولا مَنَّانَةً ولا أنَّانَةً ومَالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أي ناقةٌ ولا شاةٌ وقيل الحانَّةُ الناقة والآنَّةُ الأَمَةُ تَئِنُّ من التعب وأنَّتِ القوس تَئِنُّ أَنِينًا أَلانَتْ صوتَها ومدَّتْهُ حكاه أبو حنيفة وأنشد قول رؤبة

(تَئِنُّ حِيْنَ يَجْذِبُ المَخْطُومَا ... )

(أَنِيْنَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيْمَا ... )

والأُنَنُ طائر يضرب إلى السواد له طَوْقٌ كهيئة طَوْقِ الدُّبْسِيّ أحمر الرجلين والمنقار وقيل هو الوَرَشَانُ وقيل هو مثل الحمام إلا أنه أسود وصوتُه أنين أُوْهْ أُوْهْ وإِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يفعل ذاك أي خَلِيقٌ وقيل مَخْلَقَةٌ من ذاك وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقد يجوز أن تكون مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً فهو على هذا ثلاثي وأتاه على مَئِنَّة ذاك أي حينه ورُبَّانه وفي الحديث مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْه الرجل أي بَيانٌ منه وأنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّا صبَّه وفي كلام الأوائل أُنَّ ماءً ثم اغْلِهِ حكاه ابن دريد قال وكان ابن الكلبي يرويه أُنَّ ماءً ويزعم أن أُنَّ تصحيف وإِنَّ حرف تأكيد وقوله عز وجل {إن هذان لساحران} طه 63 أخبر أبو علي أن أبا إسحاق ذهب فيه إلى أن إنَّ هنا بمعنى نعم وهذان مرفوع بالابتداء وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة وأن تقديره نعم هذان لهما ساحران وحكى عن أبي إسحاق أنه قال هذا الذي عندي فيه والله أعلم وقد بين أبو عليٍّ فساد ذلك فغنِينا نحن عن إيضاحه هنا فأما قوله عز وجل {إِنَّا كُلَّ شَيٍ خَلَقْناه بِقَدَرٍ} القمر 49 {إنا نحن نحيي ونميت} ق 43 ونحو ذلك فأصله إنَّنَا ولكن حذفت إحدى النونين من إِنَّ تخفيفًا وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف وهي أضعف ومن العرب من يبدل همزتها هاءً مع اللام كما أبدلوها في هَرَقْتُ فيقول لَهِنَّكَ لرجُلُ صدقٍ قال سيبويه وليس كل العرب تتكلم بها قال الشاعر

(أَلا يَا سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى ... لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَرِيمُ)

وحكى ابن الأعرابي هِنَّك وواهِنَّكَ وذلك على البدل أيضًا وأنَّ كإنَّ في التأكيد إلا أنه تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاءً ولذلك قال سيبويه وليس إِنَّ كأنَّ إنَّ كالفعل وأنَّ كالاسم ولا تدخل اللام مع المفتوحة فأما قراءة سعيد بن جبير {إلا إنهم ليأكلون الطعام} الفرقان 20 بالفتح فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله

(لَهِنَّكِ في الدُّنَيا لَبَاقِيةُ العُمْرِ ... )

ولا أفعل كذا ما أنَّ في السماء نجما حكاه يعقوب ولا أعرف ما وجه فتح أنَّ هنا إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال ما ثبت أنَّ في السماء نجمًا أو ما وجد أنَّ في السماء نجمًا وحكى اللحياني ما أنَّ ذلك الجبل مكانه وما أنَّ حراءً مكانه ولم يُفسره وكأنَّ حرف تشبيه إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف قال ابن جني إن سأل سائل فقال ما وجه دخول الكاف هاهنا وكيف أصل وضعها وترتيبها فالجواب أن أصل قولنا كأنَّ زيدًا عمروٌ إنما هو إِنَّ زيدًا كعمرو فالكاف هنا تشبيه صريح وهي متعلقة بمحذوف وكأنك قلت إن زيدًا كائنٌ كعمرو وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذي عليه عقدوا الجملة فأزالوا الكاف من وسط الجملة وقدموها إلى أَوَّلِها لإفراط عنايتهم بالتشبيه فلما أدخلوها على إنَّ من قبلها وجب فتح إنَّ لأنَّ المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ولا تقع إلا أوَّلاً أبدا وبقي معنى التشبيه الذي كان فيها وهي متوسطةٌ بحالِهِ فيها وهي متقدمة وذلك قولهم كأنَّ زيدًا عمروٌ إلا أنَّ الكاف الآن لما تقدمت بطل أن تكون معلقة بفعل ولا بشيء في معنى الفعل لأنها فارقت الموضع الذي يمكن أن تتعلق فيها بمحذوف وتقدمت إلى أوَّل الجملة وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلقة بخبر إنَّ المحذوف فزال ما كان لها من التعلق بمعاني الأفعال وليست هاهنا زائدة لأن معنى التشبيه موجود فيها وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها فإن قلت إنَّ الكاف في كأنَّ الآن ليست متعلقة بفعل وليس ذلك بمانع من الجر فيها ألا ترى أن الكاف في قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} الشورى 11 ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارَّةٌ ويؤكد عندك أيضًا هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها وذلك قولك عجبت من أنك قائم وأظن أنك منطلق وبلغني أنك كريم فكما فَتَحْتَ أنَّ لوقوعها بعد العوامل قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضًا في كأنك قائم لأن قبلها عامًلا قد جرَّها وأما قول الراجز

(فَبَادَ حَتَّى لَكَأنْ لَمْ يَسْكُنِ ... )

(فَالْيَومَ أَبْكِي وَمَتَى لَمْ يُبْكِني ... )

فإنه أكد الحرف باللام وقوله

(كَأنَّ دَرِيئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا ... لِنَصْلِ السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ)

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأنَّ في الظرف الزماني الذي هو لما التقينا وجاز ذلك في كأنَّ لما فيها من معنى التشبيه وقد تخفف أَنْ ويرفع ما بعدها قال الشاعر

(أَنْ تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُما ... مِنِّي السَّلامَ وأَنْ لاْ تُعْلِما أحَدا)

قال ابن جني سألت أبا عليٍّ فقلت لم رفع تقرآن فقال أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآنِ قال أبو عليٍّ وأولى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعلَ بلا عوض ضرورة وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون قال وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن قال شبه أنْ بما فلم يُعملها في صلتها وهذا مذهب البغداديّين قال وفي هذا بُعْدٌ وذلك أنَّ أنْ لا تقع إذا وصلت حالاً أبدًا إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أنْ قام زيد ويسرني أنْ يقوم ولا تقول يسرني أن يقوم وهو في حال قيام وما إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا نحو قولك ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى وكل واحدة منها موقع صاحبتها ومن العرب من ينصب بها مخففة وتكون إنَّ في موضع أَجَلْ وحكى سيبويه ائْتِ السوقَ أَنَّك تشتري لنا شيئًا أي لَعَلَّكَ وعليه وجه قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} الأنعام 109 إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له قال الفارسي فسألت عنه أَوَانَ القراءة أبا بكر فقال هو كقول الإنسان إنَّ فلانًا يقرأ ولا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وتبدل من همزة أنَّ مفتوحةً عَيْنٌ فيقال علمت عَنَّك منطلق وقالوا لا أَفْعَلُهُ ما أنَّ في السماء نجم وما أنَّ في الفرات قطرة أي ما كان وحكى اللحياني ما أنَّ في فراتٍ قطرةٌ وقد ينصب ولا أفعَلَهُ ما أنَّ السماءَ سماءٌ قال اللحياني ما كان وإنما فسره على المعنى وأَنَّى كلمة معناها كيف ومِنْ أَيْنَ
أنن
: (} أَنَّ) الرَّجلُ مِن الوَجَعِ ( {يَئِنُّ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (} أَنًّا {وأَنِيناً} وأُناناً) ، كغُرابٍ، وظاهِرُ سياقِه الفتْح وليسَ كذلكَ، فقد قالَ الجوْهرِيُّ {الأُنانُ، بالضمِّ، مثْلُ} الأَنِينِ، وأَنْشَدَ للمُغِيرةِ بنِ حَبْناء يَشْكو أَخاهُ صَخْراً:
أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً وَعند الفَقْرِ زَحَّاراً {أُنانا وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النِّسْعَتَينِ كَمَا} أَنَّ المَرِيضُ إِلَى عُوَّادِه الوَصِبُوذَكَرَ السِّيرافيُّ أَنَّ {أُناناً فِي قوْلِ المُغيرة ليسَ بمصْدَرٍ فيكونُ مثْل زَحَّار فِي كوْنِه صفَةً.
(} وتَأْناناً) :) مَصْدَر أَنَّ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للقيط الطَّائيّ، ويُرْوَى لمالِكِ بنِ الرَّيْب، وكِلاهُما مِن اللّصوصِ: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِخيراً من! التَّأْنانِ والمَسائِل ِوعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِمَلْقوحةً فِي بَطْنِ نابٍ حائِلِ أَي (تَأَوَّهَ) وشَكَا مِنَ الوَصبِ، وكذلكَ: أَنَتَ يأْنِتُ أَنِيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً.
(ورَجُلٌ {أُنانٌ، كغُرابٍ، وشَدَّادٍ وهُمَزَةٍ: كثيرُ} الأَنينِ) .
(قالَ السِّيرافِيّ: قوْلُ المُغِيرة زَحَّار {وأُنان صِفَتان وَاقِعَتان مَوْقِع المَصْدرِ.
وقيلَ:} الأُنَنَةُ: الكثيرُ الكَلامِ، والبَثِّ والشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل،
(وَهِي {أُنَّانَةٌ) ، بالتَّشديدِ، وَفِي بعضِ وَصايَا العَرَبِ: لَا تَتَّخِذْها حَنَّانةً وَلَا مَنَّانة وَلَا أَنَّانةً.
وقيلَ:} الأَنَّانَةُ هِيَ الَّتِي ماتَ زَوْجُها وتَزَوَّجتْ بعْدَه، فَهِيَ إِذا رأَتِ الثَّانِي {أَنَّتْ لمُفارَقَتِه وتَرحَّمَتْ عَلَيْهِ؛ نَقَلَهُ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(و) يقالُ: (لَا أَفْعَلُه مَا} أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْمٌ) ، أَي (مَا كانَ) فِي السَّماءِ نَجْمٌ، لُغَةٌ فِي عَنَّ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللّحْيانيّ.
وَفِي المُحْكَم: وَلَا أَفْعَل كَذَا مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً؛ حَكَاهُ يَعْقوب، وَلَا أَعْرفُ مَا وَجْه فَتْحِ أَنَّ، إِلاَّ أَنْ يكونَ على توهُّمِ الفِعْل، كأَنَّه قالَ: مَا ثَبَت أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً، أَو مَا وُجِدَ أنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً.
وحَكَى اللّحْيانيُّ: مَا أَنَّ ذلكَ الجَبَل مَكانَه، وَمَا أَنَّ حِراءً مكانَه، وَلم يفسّره.
( {وأَنَّ الماءَ) } يؤُنُّه {أَنّاً: (صَبَّه) ؛) وَفِي كَلامِ الأوائِلِ: أنَّ مَاء ثمَّ أَغْلِه: أَي صُبَّه ثمَّ أَغْلِه؛ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وكانَ ابنُ الكلْبي يَرْوِيه أُزَّ مَاء ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحيفٌ.
(و) يقالُ: (مَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا} آنَّةٌ) :) أَي (ناقةٌ وَلَا شاةٌ) ؛) كَذَا فِي الصِّحاحِ والأساسِ.
(و) قيلَ: لَا (ناقَةٌ وَلَا أَمَةٌ) ، فالحانَّةُ: الناقَةُ، {والآنَّةُ: الأَمَةُ تَئِنُّ منَ التَّعَبِ.
(و) } الأُنَنُ، (كصُرَدٍ: طائِرٌ كالحَمامِ) إلاَّ! أنَّه أَسْودُ، لَهُ طَوْقٌ كطَوْقِ الدُّبْسِيّ، أَحْمرُ الرِّجْلَيْن والمِنْقارِ، (صَوْتُه {أَنينٌ: أُوهْ أُوهْ) .) وقيلَ: هُوَ مِنَ الوَرَشانِ.
(وإِنَّهُ} لَمَئنَّةٌ أَن يَكونَ كَذَا: أَي خَليقٌ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ الأَصْمَعيُّ: سأَلَنِي شعْبَةُ عَن! مَئِنَّة فقلْتُ: هُوَ كقوْلِكَ عَلامة وخَلِيق؛
(أَو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ مِن أَنَّ، أَي جَديرٌ بأَنْ يقالَ فِيهِ إِنَّهُ كَذَا) .
(وَفِي الأَساسِ: هُوَ مَئِنَّةٌ للخَيْرِ ومَعْسَاةٌ: من أَن: (وعَسَى أَي هُوَ محلُّ لأنَّ؛ يقالُ فِيهِ: إنَّه لخيِّرٌ وعَسَى أَنْ يفعَلَ خيْراً.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إِنَّه لَمِئِنَّةٌ أَنْ يفعَلَ ذلكَ، وإنَّهم لمَئِنَّةٌ أنْ يفْعَلوا ذلكَ بمعْنَى إنَّه لخَلِيق؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْزِل مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بهمَئِنَّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنَّاتِوقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذلكَ ومَظِنَّة أَنْ يفْعَل ذلكَ؛ وأَنْشَدَ:
مَئِنَّةٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوجِ قالَ الأَزْهرِيُّ: فلانَّ مَئِنَّةً، عِنْدَ اللّحْيانيِّ، مبدِلٌ الهمزةَ فِيهَا مِن الــظاءِ فِي المَظِنَّة، لأنَّه ذَكَر حُروفاً تُعاقِبُ فِيهَا الــظاءُ الهَمْزَةَ، مثْل قَوْلهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ، وَقد أَفَرَ وظَفَرَ أَي وَثَبَ.
وَفِي الفائِقِ للزَّمَخْشريّ: مَئِنَّةٌ مَفْعِلَةٌ مِن أنَّ التَّوْكِيدِيَّة غَيْر مُشْتَقّة مِن لفْظِها، لأنَّ الحُروفَ لَا يُشْتَق مِنْهَا، وإنَّما ضُمَّنَتْ حُرُوف تَرْكِيبها الإيضَاحِ الدَّلالَةِ على أنَّ معْناها فِيهَا، والمعْنى مَكان يقولُ القائِلُ أنَّه كَذَا؛ وقيلَ: اشْتُقَّ مِن لفْظِها بعْدَما جعَل اسْما كَانَ قَول، انْتهى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَفِي الاشْتِقاقِ قَبْل أَو بَعْد لَا يَخْفى مَا فِيهِ مِن مُخالَفَةِ القواعِدِ الصَّرْفيَّة فتأَمَّل.
وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً، فعلى هَذَا ثلاثيٌّ، يأْتي فِي مَأَنَ. ( {وتَأَنَّنْتُه} وأَنَّنْتُهُ) :) أَي (تَرَضَّيْتُهُ.
(وبِئْرُ {أَنَّى، كحَتَّى) ، ويقالُ بالموحَّدَةِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ، (أَو) أُنَا، (كَهُنا) وَهَكَذَا ضَبَطَه نَصْر، (أَو إِنِي، بكسْرِ النُّونِ المُخَفَّفَةِ) ، وعَلى الأَخِيرَيْن اقْتَصَرَ ياقوتُ، فمحلُّ ذِكْرِه فِي المُعْتلِّ: (مِن آبارِ بَني قُرَيْظَةَ بالمَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
قالَ نَصْر: وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غَزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّضير.
(وأَنَّى تكونُ بمعْنَى حيثُ وكيفَ وأَيْنَ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {فأْتوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم} ، يَحْتَمل الوُجُوه الثلاثَةَ؛ وقوْلُه: أَنَّى لكَ هَذَا، أَي مِن أَيْنَ لكَ، (وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ) ، كقوْلِهِم: أَنَّى يكُنْ أَكُنْ.
(} وإِنَّ) ، بالكسْرِ، ( {وأَنَّ) ، بالفتْحِ: (حَرْفَانِ) ، للتَّأْكِيدِ، (يَنْصِبانِ الاسْمَ ويَرْفَعانِ الخَبَرَ؛ وَقد تَنْصِبُهُما) ، أَي الاسْم والخَبَر إنَّ (المَكْسورَةُ، كقولِهِ) :
(إِذا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيلِ فَلْتَأْتِ ولتَكُن (خُطاكَ خِفافاً} إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا) فالحُرَّاس اسْمها والأُسْد خَبَرها، وكِلاهُما مَنْصوبانِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّم سَبْعينَ خَرِيفاً) وَقد يَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ فيكونُ اسْمُها ضَميرَ شأنٍ مَحْذوفاً نَحْو) الحدِيْث: ((إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيامَةِ المُصَوِّرونَ) ؛ والأَصْلُ! إِنَّه) .
(وَمِنْه أَيْضاً قوْلُه تعالَى: {إِنَّ هذانِ لساحِرانِ} ؛ تَقْديرُه إنَّه كَمَا سَيَأْتي قرِيباً إنْ شاءَ اللَّه تَعَالَى.
(والمَكْسورَةُ) مِنْهُمَا (يُؤَكَّدُ بهَا الخَبَرُ، وَقد تُخَفَّفُ فتَعْمَلُ قَلِيلا وتُهْمَلُ كَثيراً) .
(قالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَتْ أَنَّ على الأَسْماءِ والصِّفاتِ فَهِيَ مُشَدَّدَة، وَإِذا وَقَعَتْ على فِعْل أَو حَرْفٍ لَا يتمكَّن فِي صِفةٍ أَو تَصْريفٍ فخفّفْها، نقولُ: بَلَغَني أَن قد كانَ كَذَا وَكَذَا، تخفِّف مِن أَجْل كانَ لأَنَّها فِعْل، وَلَوْلَا قَدْ لم تحسن على حالٍ مِن الفِعْل حَتَّى تعْتَمد على مَا أَو على الهاءِ كقوْلِكَ {إنَّما كانَ زيْدٌ غائِباً، وبَلَغَنِي أَنَّه كانَ إخْوَتك غيباً، قالَ: وكذلِكَ بَلَغَني أنَّه كانَ كَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُها إِذا اعْتمدَتْ، ومِن ذلِكَ:} إنْ رُبّ رَجُلٍ، فتخَفّف، فَإِذا اعتمدَتْ قلْتَ: إنَّه رُبَّ رجُلٍ، شدَّدْتَ، وَهِي مَعَ الصِّفاتِ مُشَدَّدَة إنَّ لكَ وإِنَّ فِيهَا وإنَّ بكَ وأَشْبَاهها، قالَ: وللعَرَبِ فِي إِنَّ لُغَتانِ: إِحْدَاهما التَّثْقِيل، والأُخْرَى التَّخْفِيف، فأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فإنَّه يَرْفَعُ بهَا إلاَّ {أَنَّ نَاسا مِن أَهْلِ الحِجازِ يخفِّفونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقِيلَة، وقُرىءَ: {} وإِنْ كلاّ لما ليُوَفِّيَنَّهُم} ؛ خفَّفوا ونَصَبُوا؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ فِي تخْفِيفِها مَعَ المُضْمر:
فلوْ {أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتَنِيفِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَديقُوأَنْشَدَ القَوْل الآخر:
لقد عَلِمَ الضَّيْفُ والمُرْمِلونإذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالا} بأَنْكَ رَبيعٌ وغَيْثٌ مَريعوقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا:
وقالَ أَبو طالِبٍ النّحويُّ فيمَا رَوَى عَنهُ المُنْذريّ: أَهْل البَصْرة غَيْر سِيْبَوَيْه وذَوِيه يقُولُونَ العَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّديدةَ وتُعْمِلُها؛ وأَنْشَدُوا: وصَدْرٍ حسن النَّحْر {كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَرادَ} كأَنَّ فخفَّف وأَعْمَل. (وَعَن الكوفيينَ: لَا تُخَفَّفُ) .
(قالَ الفرَّاءُ: لم يُسْمَع أَنَّ العَرَبَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلاَّ مَعَ المَكْنيّ لأنَّه لَا يتبيّن فِيهِ إعْراب، فأَمَّا فِي الظاهِرِ فَلَا، وَلَكِن إِذا خَفَّفوها رَفَعُوا، وأمّا مَنْ خَفَّف {وإِنْ كلاَّ لَما ليُوَفِّيَنَّهم} ، فإنَّهم نصَبُوا كُلاًّ بِلَنُوَفِّيَنَّهم كأَنَّه قالَ: وإِن لَنُوَفِّيَنَّهم كُلاًّ، قالَ: وَلَو رُفِعَت كُلاّ لصلَح ذلكَ، تقولُ: إنْ زيدٌ لقائمٌ.
(وتكونُ) إنَّ (حَرْفَ جَوابٍ بمعْنَى نَعَمْ كَقَوْله) ، هُوَ عبيدُ اللَّهِ بنُ قَيْس الرُّقَيّات:
بَكَرَتْ عليَّ عَواذِلييَلْحَيْنَنِي وأَلُومُهُنَّهْ (ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا (كَ وَقد كَبِرْتَ فقُلْتُ {إِنَّهْ) أَي: إِنَّه كَانَ كَمَا يَقُلْن.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهَذَا اخْتِصارٌ مِن كَلامِ العَرَبِ يُكْتَفى مِنْهُ بالضَّميرِ لأَنَّه قد عُلِم معْناهُ.
وأَمَّا قَوْلُ الأَخْفش إنَّه بمعْنَى نَعَمْ فإنَّما يُريدُ تأْوِيلَه ليسَ} أَنه موضُوعٌ فِي أَصْلِ اللّغَةِ كذلِكَ، قالَ: وَهَذِه الْهَاء أُدْخِلت للسكوتِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ومِن ذلِكَ أَيْضاً قَوْله تعالَى: {إِن هذانِ لَساحِرانِ} ؛ أَخْبَرَ أَبُو عليَ أنَّ أَبا إسْحاق ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَن إنَّ هُنَا بمعْنَى نَعَمْ، وهذانِ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ، وأنَّ اللامَ فِي لَساحِران داخِلَةٌ على غيرِ ضَرُورَةٍ، وَأَن تَقْديرَه نَعَمْ هذانِ هُما ساحِرانِ؛ وَقد رَدّه أَبو عليَ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، وبَيَّن فَسادَهُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو إسْحاق النّحويُّ: قَرَأَ المدنيُّونَ والكُوفيُّون إلاَّ عَاصِمًا: إنَّ هذانِ لَساحِران، ورُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ: إنْ هذانِ، بتخْفِيفِ إنْ؛ وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ و: إِنَّ هذينِ لَساحِران، بتَشْدِيدِ إنَّ ونَصْبِ هذينِ؛ قالَ: والحجَّةُ فِي إنَّ هذانِ لَساحِرانِ، بالتَّشْديدِ والرَّفْع، أنَّ أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى عَن أَبي الخطَّاب أنّها لغةٌ لكنانَةَ، يَجْعلونَ أَلفَ الاثْنَيْن فِي الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على لفْظٍ واحِدٍ. ورَوَى أَهْلُ الكُوفَة والكِسائي والفرَّاءُ: أنَّها لُغَةٌ لبَني الحرِثِ بنِ كَعْبٍ، قالَ: وقالَ النَّحويُّون القُدَماء: هَهُنَا هاءٌ مُضْمرَةٌ، المعْنَى: إنَّه هذانِ لَساحِرانِ.
قالَ أَبو إسْحاق: وأَجْودُ الأَوْجه عنْدِي أَن إنَّ وَقَعَتْ مَوْقعَ نَعَمْ، وأَنَّ اللامَ وَقَعَتْ مَوْقِعَها، وأَنَّ المعْنَى نَعَمْ هذانِ لَهما ساحِرانِ، قالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الجَوْدةِ مَذْهبُ بني كِنانَةَ وبَلْحَرِثِ بنِ كَعْبٍ، فأَمَّا قراءَةُ أَبي عَمْرٍ وفلا أُجيزُها لأَنَّها خِلافُ المصْحَف؛ قالَ: وأَسْتحْسن قِراءَةَ عاصِمٍ، اه.
(وتُكْسَرُ إنَّ) فِي تسْعَةِ مَواضِع.
الأَوّل: (إِذا كانَ مَبْدُؤاً بهَا لَفْظاً أَو مَعْنًى) ليسَ قَبْلها شيءٌ يُعْتَمدُ عَلَيْهِ، (نحْو: إِنَّ زَيْداً قائِمٌ.
(و) الثَّاني: (بَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ) نَحْو: (أَلاَ إِنَّ زَيْداً قائمٌ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {أَلاَ! إنَّهم حِين يثنون صدورَهم} .
(و) الثَّالِثُ: أَنْ يكونَ (صِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ) نَحْوَ قَوْله تعالَى: { (وآتَيْناهُ من الكُنوزِ مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ) لتنوء بالعصْبةِ أولى القُوَّة} .
(و) الرَّابع: أَنْ تكونَ (جَوابَ قَسَمٍ سواءٌ كانَ فِي اسمِها أَو خَبَرِها اللَّامُ أَوْ لمْ يَكُنْ) ، هَذَا مَذْهَب النَّحويِّين يقُولُون: واللَّه إنَّه لقائِمٌ، {وإِنَّه قائِمٌ، وقيلَ: إِذا لم تأْتِ باللاَّم فَهِيَ مَفْتوحَة: واللَّهِ أَنَّك قائِمٌ؛ نَقَلَهُ الكِسائي، وقالَ: هَكَذَا سَمِعْته مِنَ العَرَبِ.
(و) الخامِسُ: أَنْ تكونَ (مَحْكِيَّةً بالقَوْلِ فِي لُغَةِ من لَا يَفْتَحُها قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {} إِنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ} ) ، قالَ الفرَّاءُ: إِذا جاءَتْ بَعْدَ القَوْلِ وَمَا تصرَّف مِنَ القَوْل وكانتْ حكايَةً لم يَقَعْ عَلَيْهَا القوْلُ وَمَا تصرَّف مِنْهُ فَهِيَ مكْسُورَةٌ، وَإِن كانتْ تفْسِيراً للقوْلِ نَصَبَتْها وذلِكَ مثْل قَوْل اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وقوْلِهم {إنَّا قَتَلْنا المَسِيحَ عيسَى ابْن مَريَمَ} ، كسَرْتَ لأنَّها بعْدَ القَوْلِ على الحِكايَةِ.
(و) السَّادِسُ: أَنْ تكونَ (بعدَ واوِ الحالِ) نحْوَ: (جاءَ زَيدٌ وإِنَّ يَدَهُ على رأْسِه.
(و) السَّابِعُ: أَنْ تكونَ (موضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ) نحْو: (زَيْدٌ إِنَّهُ ذَاهِبٌ، خِلافاً للفَرَّاءِ.
(و) الثَّامِنُ: أَنْ تكونَ (قَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ) نحْوَ قوْلِهِ تعالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ} إِنَّكَ لرَسولُهُ) } .) قالَ أَبو عبيدٍ: قالَ الكِسائيُّ فِي قوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وإنَّ الذينَ اخْتَلَفوا فِي الكِتابِ لفي شقاقٍ بَعِيدٍ} ، كُسِرَتْ إنَّ لمَكانِ الَّلامِ الَّتِي اسْتَقْبلتها فِي قوْلهِ: لَفِي، وكذلِكَ كلُّ مَا جاءَك مِن أنَّ فكانَ قَبْله شيءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فإنَّه مَنْصوبٌ، إِلاَّ مَا اسْتَقْبَله لامٌ فإنَّ الَّلامَ تَكْسِره.
قلْتُ: فأمَّا قِراءَة سعيدِ بنِ جُبَيْر: إِلَّا! أَنَّهم ليأْكلُونَ الطَّعامَ بالفتْح فإنَّ الَّلامَ زائِدَةٌ.
(و) التَّاسِعُ: أَنْ تكونَ (بَعْدَ حَيثُ) ، نحْو: (اجلِس حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ) .) فَهَذِهِ المَواضِعُ التِّسْع الَّتِي تُكْسَرُ فِيهَا إنَّ. وفاتَهُ:
مَا إِذا كانتْ مُسْتأْنَفَة بَعْدَ كَلامٍ قدِيمٍ ومَضَى، نحْو قوْلهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْزُنك قَوْلُهم إنَّ العزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} ، فإنَّ المعْنَى اسْتِئْنافٌ، كأَنَّه قالَ: يَا محمدُ إنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَميعاً؛ وكَذلِكَ إِذا وَقَعَتْ بَعْدَ إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّة فإنَّها تُكْسَر سواءٌ اسْتَقْبلَتْها اللامُ أَو لمْ تَسْتقْبلْها كقوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَرْسَلْنا قَبْلَك مِنَ المُرْسَلِين إلاّ {إِنَّهم ليأَكلُونَ الطَّعامَ} ؛ فَهَذِهِ تُكْسَر وَإِن لم تَسْتَقْبلْها لامٌ.
(وَإِذا لَزِمَ التَّأْوِيلُ بمَصْدَرٍ فُتِحَتْ وذلِكَ بَعْدَ لَوْ) ، نَحْو (لَوْ} أَنَّكَ قائِمٌ لقُمْتُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: والمَفْتوحَةُ وَمَا بَعْدَها فِي تأْوِيلِ المَصْدَرِ، (و) أَنَّ (المَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عَن) إنَّ (المَكْسورَةِ فَصَحَّ أَنَّ {أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ} كَإِنَّما) .
(وَفِي التَّهْذيبِ: أَصْلُ إنَّما مَا مَنَعت إنَّ عَن العَمَلِ، ومعْنَى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا زِدْتَ على إنَّ مَا صارَ للتَّعْيِين كقوْلِه تَعَالَى: {إنَّما الصَّدَقاتُ للفُقراءِ والمَساكِينِ} ، لأنَّه يُوجِبُ إثْباتَ الحَكْمِ للمَذْكورِ ونَفْيَه عمَّا عَداه؛ اه.
(واجْتَمعا فِي قوْلِهِ تعالَى: {قُلْ إِنَّما يُوحَى إليَّ أَنَّما إلهُكُمْ إلللههٌ واحِدٌ} ، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِّفَةِ على المَوْصوفِ، والثَّانيةُ لعَكْسه) ، أَي لِقَصْرِ المَوْصوفِ على الصِّفَةِ. (وقولُ من قالَ) مِن النَّحويِّين: (إِنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَةِ) ، وَإِلَيْهِ أَيْضاً يُشيرُ نَصّ الجَوْهرِيّ، (مَرْدودٌ، و) أَنَّ (المَفْتوحَة) قد (تكونُ لُغَةً فِي لَعَلَّ كقَوْلِكَ: إئْتِ السُّوقَ! أَنَّكَ تَشْتَرِي) لنا (لَحْماً) أَو سَويقاً، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
(قيلَ: ومِنهُ قِراءَةُ مَن قَرَأَ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ {أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنونَ) } .
(قالَ الفارِسِيُّ: سأَلْتُ عَنْهَا أَبا بكْرٍ أَوانَ القِراءَةِ فقالَ: هُوَ كقَوْلِ الإنْسان إنَّ فلَانا يَقْرأُ فَلَا يَفْهَم، فتَقُول أَنْتَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّه لَا يَفْهَم.
وَفِي قِراءَةِ أُبَيَ: لَعَلّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنون؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحُطائِطِ بنِ يَعْفُر؛ وقيلَ: هُوَ لدُرَيْدٍ:
أَرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً} لأنَّني أَرى مَا تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّداقالَ الجَوْهرِيُّ: وأَنْشَدَه أَبو زيْدٍ لحاتِمٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ الصَّحيحُ.
قالَ: وَقد وَجَدْته فِي شعْرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنيّ.
قلْتُ: هُوَ فِي الأَغاني لحُطائِطٍ وساقَ قصَّته.
وقالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
أَعاذِكَ مَا يُدْريكِ أنَّ مَنِيَّتيإلى ساعةٍ فِي اليومِ أَو فِي ضُحَى الغَدِ؟ أَي لَعَلَّ مَنِيَّتي.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ على مَا ذَكَرْناهُ قوْلُه تعالَى: {وَمَا يُدْرِيكَ لعَلَّه يَزَّكَّى} ، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعَةَ تكونُ قَرِيبا} .

أنن: أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً، قال ذو الرمة:

يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين، كما

أَنَّ المرِيضُ، إلى عُوَّادِه، الوَصِبُ

والأُنانُ، بالضم: مثل الأَنينِ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه

صخراً:

أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً،

وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا

وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار

في كونه صفة، قال: والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر، قال: وكذلك

التأْنانُ؛ وقال:

إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ

(* قوله «إنا وجدنا إلخ» صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو:

بين الرسيسين وبين عاقل).

وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ

مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ.

ملقوحة: منصوبةٌ بالعِدَة، وهي بمعنى مُلْقَحَةً، والمعنى أَنها عِدةٌ

لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سيده: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه. التهذيب: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ

نَئِيتاً بمعنى واحد. ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ: كثيرُ الأَنين، وقيل:

الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى، ولا يشتقّ منه فعل، وإذا

أَمرت قلت: إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على

تَلْيينِها، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع

الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى. ويقال للمرأَة: إنِّي، كما يقال للرجل

اقْررْ، وللمرأَة قِرِّي، وامرأَة أنّانةٌ كذلك. وفي بعض وصايا العرب: لا

تَتّخِذْها حَنَّانةً

ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً. وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ

ولا شاةٌ، وقيل: الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب.

وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً: أَلانت صوتَها ومَدّته؛ حكاه أَبو حنيفة؛

وأَنشد قول رؤبة:

تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما،

أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما.

والأُنَنُ: طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد، له طَوْقٌ

كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وقيل: هو

الوَرَشان، وقيل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ

أُوهْ. وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ، وقيل: مَخْلَقة من ذلك،

وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فعلى

هذا ثلاثيٌّ. وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه. وفي حديث

ابن مسعود: إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل

أَي بيانٌ منه. أَبو زيد: إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك، وأَنتما

وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك؛ قال

الشاعر:

ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به،

مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ

به تجاوزت عن أُولى وكائِده،

إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات.

أَول حكاية

(* قوله «أول حكاية» هكذا في الأصل). أَبو عمرو: الأَنّةُ

والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد؛ وقال دُكَيْن:

يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ،

مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ،

مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ

يقال: مكان من هلاكِ النفوس، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ

لِمَئِنّةٍ، قال: وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة، والخَروسُ: البَكْرةُ

التي ليست بصافية الصوتِ، والجَروسُ، بالجيم: التي لها صوت. قال أَبو عبيد:

قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت: هو كقولك عَلامة وخَليق، قال

أََبو زيد: هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة؛ قال أبو عبيد: يعني أَن هذا

مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه، قال: وكلُّ شيءٍ دلَّكَ

على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له؛ وأَنشد للمرّار:

فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا: عَرِّسوا

من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّسِ

قال أَبو منصور: والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير

المَئِنّة صحيحٌ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة

للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ، وهي في

مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن.

اللحياني: هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك؛ وأَنشد:

إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ،

ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ

مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ

فكأَن مَئِنّةً، عند اللحياني، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الــظاء في

المَظِنَّة، لأَنه ذكر حروفاً

تُعاقِب فيها الــظاءُ الهمزةَ، منها قولُهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ

والظَّهَرةِ. وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب. وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا

صبَّه. وفي كلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه؛

حكاه ابن دريد، قال: وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ

تصحيفٌ. قال الخليل فيما روى عنه الليث: إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ

الأَلفِ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء، قال: وإذا كانت

مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام

قديم ومَضَى، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ

الأَلفُ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف. وقال الفراء في إنَّ: إذا جاءت بعد

القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما

تصرَّف منه فهي مكسورة، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله

عز وجل: ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً؛ وكذلك المعنى

استئنافٌ كأَنه قال: يا محمد إن العزَّة لله جميعاً، وكذلك: وقوْلِهم إنَّا

قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على

الحكاية، قال: وأَما قوله تعالى: ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ

اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها

القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ، ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاماً حسَناً

أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام

والكلامُ منصوبٌ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها، قال: وقد تكون إنَّ

بعد القول مفتوحةً

إذا كان القول يُرافِعُها، منْ ذلك أَن تقول: قولُ عبد الله مُذُ اليومِ

أَن الناس خارجون، كما تقول: قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم. وقال

الليث: إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على

فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها، تقول: بلغني أَن قد

كان كذا وكذا، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل، ولولا قَدْ لم تحسن على

حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً،

وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً، قال: وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا،

تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ، ومن ذلك قولك: إنْ رُبَّ رجل، فتخفف، فإذا

اعتمدَتْ قلت: إنه رُبَّ رجل، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ

فيها وإنَّ بك وأَشباهها، قال: وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة: إحداهما

التثقيل، والأُخرى التخفيف، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ

ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة، وقرئَ: وإنْ

كلاً لما ليُوفّينّهم؛ خففوا ونصبوا؛ وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر:

فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني

فِراقَك، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صديقُ

وأَنشد القول الآخر:

لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون،

إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا،

بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع،

وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا

قال أَبو عبيد: قال الكسائي في قوله عز وجل: وإنَّ الذين اختلفوا في

الكتاب لفي شقاق بعيد؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي،

وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب، إلا

ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة

على كل حال، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل: وما

أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ؛ فهذه تُكْسر وإن

لم تستقبلها لامٌ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك: والله إنه

لقائمٌ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ: واللهِ أَنَّكَ قائم، قال: هكذا سمعته

من العرب، قال: والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ. وقال أَبو

طالب النحوي فيما روى عنه المنذري: أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون

العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها؛ وأَنشدوا:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر،

كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ

أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ، قال: وقال الفراء لم نسمع العربَ

تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب، فأَما

في الظاهر فلا، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً

لمَا ليُوَفِّيَنَّهم، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه قال:

وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ، قال: ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك، تقول: إنْ

زيدٌ لقائمٌ. ابن سيده: إنَّ حرف تأْكيد. وقوله عز وجل: إنَّ هذانِ

لساحِران، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى

نَعَمْ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير

ضرورة، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران، وحكي عن أَبي إسحق أَنه قال:

هذا هو الذي عندي فيه، والله أَعلم. قال ابن سيده: وقد بيَّن أَبو عليٍّ

فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا. وفي التهذيب: وأَما قول الله عز

وجل: إنَّ هذان لَساحِران، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما قال فيه

النحويون فحَكَيْت كلامه. قال: قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً: إنَّ

هذان لَساحِران، وروي عن عاصم أَنه قرأَ: إنْ هذان، بتخفيف إنْ، وروي عن

الخليل: إنْ هذان لساحِران، قال: وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران،

بتشديد إنّ ونصْبِ هذين، قال أَبو إسحق: والحجةُ في إنّ هذان لساحِران،

بالتشديد والرفع، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ،

يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: رأَيت

الزيدان، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء: أَنها لغة لبني الحرث بن

كعب، قال: وقال النحويون القُدَماء: ههنا هاءٌ مضمرة، المعنى: إنه هذانِ

لساحِران، قال: وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم؛ وأَنشدوا لابن قيس

الرُّقَيَّات:

بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي

يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ

ويَقُلْنَ: شَيْبٌ قدْ علاّ

كَ، وقد كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ.

أَي إنه قد كان كما تَقُلْن؛ قال أَبو عبيد: وهذا اختصارٌ من كلام العرب

يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه؛ وقال الفراء في هذا: إنهم

زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر، كما

فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي، في الرفع والنصب والجر، قال: فهذا جميع

ما قال النحويون في الآية؛ قال أَبو إسحق: وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت

موقع نَعَمْ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما

ساحران، قال: والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن

كعب، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف، قال:

وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران. وقال غيرُه: العرب تجعل

الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه، والمراد إنه لكذلك، وإنه على ما

تقول، قال: وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس

أَنه موضوع في اللغة لذلك، قال: وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت. وفي حديث

فَضالة بن شَريك: أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال: إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها

فاحْمِلْني، فقال: ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها

البَرْدَين، فقال فَضالةُ: إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً، لا

حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير: إنّ وراكِبَها أَي

نعَمْ مع راكبها. وفي حديث لَقيط ابن عامر: ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي

وإنه كذلك، أَو إنه على ما تقول، وقيل: إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف،

فأَما قوله عز وجل: إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت،

ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً،

وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ، وهي أَضعف، ومن العرب من

يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت، فتقول:

لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قال سيبويه: وليس كلُّ العرب تتكلم بها؛ قال

الشاعر:أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى،

لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم

وحِكى ابن الأَعرابي: هِنّك وواهِنّك، وذلك على البدل أَيضاً. التهذيب

في إنّما: قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل، ومعنى إنما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله:

وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي

المعنى: ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي، وأَنَّ:

كإن في التأْكيد، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها

هاءً، ولذلك قال سيبويه: وليس أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، وأَنَّ

كالاسْمِ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر: إلاَّ

أَنهم ليأْكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله:

لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ

الجوهري: إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ،

فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر،

وقد يُخَفِّفان، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ،

وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه، تقول: كأَنه شمسٌ، وقد تخفف أَيضاً

فلا تعْمَل شيئاً؛ قال:

كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب

ويروى: كأَنْ ورِيدَيْهِ؛ وقال آخر:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ،

كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ

ويروى ثَدْيَيْه، على الإعمال، وكذلك إذا حذفْتَها، فإن شئت نصبت، وإن

شئت رفعت، قال طرفة:

أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى،

وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هل أَنتَ مُخْلدي؟

يروى بالنصب على الإعمال، والرفْعُ أَجود. قال الله تعالى: قل أَفغَيْرَ

الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون، قال النحويون: كأَنَّ

أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه، وهي حرفُ تشبيه، والعربُ تنصب به

الاسمَ وترفع خبرَه، وقال الكسائي: قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك

أميرُنا فتأْمُرُنا، معناه لستَ أََميرَنا، قال: وكأَنَّ أُخرى بمعنى

التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معناه لَيْتَني

قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه، ولذلك نُصِب فأُجيدَه، وقيل: تجيء كأَنَّ

بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء، وكأَنك خارجٌ؛ وقال

أَبو سعيد: سمعت العرب تُنشِد هذا البيت:

ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ

وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً

فخفف وأَعْمَل، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ، ومَن رفع أَراد كأَنها

ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشد:

كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ،

ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ.

قال: يريد كأَنما فقال كأَمَّا، والله أَعلم. وإنِّي وإنَّني بمعنى،

وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه

الحروف، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء، وكذلك

لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون، وإن زِدْتَ على إنَّ ما

صارَ للتَّعيين كقوله تعالى: إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء، لأَنه يُوجِبُ

إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه. وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل

في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه، تقول: أُريد أن تقومَ، والمعنى أُريد قيامَك،

فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع، إلا أَنها لا

تَعْمَل، تقول: أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى، وأَن

قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل، تقول: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛

وفي التنزيل العزيز: ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها؛ قال

ابن بري: قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ،

واسمها مقدَّرٌ

في النيَّة تقديره: أَنه تِلْكُمْ الجنة. ابن سيده: ولا أَفعل كذا ما

أَنَّ في السماء نجْماً؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ، إلا أَن

يكون على توهُّم الفعل كأَنه قال: ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً، أَو

ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً. وحكى اللحياني: ما أَنَّ ذلك الجَبَل

مكانَه، وما أَن حِراءً مكانَه، ولم يفسّره وقال في موضع آخر: وقالوا لا

أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما

عَرَضَ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ

أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ، قال: وقد يُنْصَب، ولا أَفْعَله ما أَنَّ

في السماء سماءً، قال اللحياني: ما كانَ وإنما فسره على المعنى.

وكأَنَّ: حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف؛ قال ابن جني: إن سأَل

سائلٌ فقال: ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها؟

فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو،

فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت: إنَّ زيداً كائنٌ

كعمْرو، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ،

فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم

بالتشبيه، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ، لأَنَّ

المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً، وبقِي معنى

التشبيه الذي كانَ فيها، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها، وهي متقدّمة، وذلك

قولهم: كأَنَّ زيداً

عمروٌ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً

بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن

تتعلَّق فيه بمحذوف، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة، وزالت عن الموضع الذي كانت

فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني

الأَفعال، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها، وإن كانت قد

تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ

التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة؛ قال ابن سيده: فأَقوى

الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف، وإن

قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من

الجرِّ فيها، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى: ليس كمِثْله شيءٌ، ليست

متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً

هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل

الجارّة وغيرها، وذلك قولهم: عجِبتُ مِن أَنك قائم، وأَظنُّ أَنك منطلق،

وبلغَني أَنك كريمٌ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ

الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها؛ وأَما

قول الراجز:

فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ،

فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي

(* قوله «لكأن لم يسكن» هكذا في الأصل بسين قبل الكاف). فإنه أَكَّد

الحرف باللام؛ وقوله:

كأَنَّ دَريئةً، لمّا التَقَيْنا

لنَصْل السيفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما

التَقَيْنا، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه، وقد تُخَفَّف أَنْ

ويُرْفع ما بعدها؛ قال الشاعر:

أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ، وَيحَكُما

منِّي السلامَ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

قال ابن جني: سأَلت أَبا عليّ، رحمه الله تعالى، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟

فقال: أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن؛ قال أَبو علي: وأَوْلى أَنْ

المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة، قال: وهذا على كل حال وإن

كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون، قال: وقرأْت على

محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ، قال: شبَّه أَنْ

بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها، وهذا مذهب البَغْداديّين، قال: وفي هذا

بُعْدٌ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً، إنما هي للمُضيّ أَو

الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام، ويُسرُّني أَن تقوم، ولا تقول سَرَّني

أَن يقوم، وهو في حال قيام، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال

أَبداً نحو قولك: ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن،

فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ

صاحبتها، ومن العرب من يَنصب بها مخففة، وتكون أَنْ في موضع أَجْل. غيره:

وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ، وحكى سيبويه: إئتِ السوقَ أَنك تشتري

لنا سَويقاً أَي لعلك، وعليه وُجِّه قوله تعالى: وما يُشْعِركم أَنها إذا

جاءت لا يؤْمنون؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم، قال

الفارسي: فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال: هو كقول الإنسان إنَّ

فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم، فتقول أَنتَ: وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ

(*

قوله «إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم» هكذا

في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين). وفي قراءة أُبَيٍّ:

لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون؛ قال ابن بري: وقال حُطائِط بن يعْفُر،

ويقال هو لدُريد:

أَريني جَواداً مات هَزْلاً، لأَنَّني

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا

وقال الجوهري: أَنشده أَبو زيد لحاتم قال: وهو الصحيح، قال: وقد وجدته

في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني؛ وقال عدي بن زيد:

أَعاذِلَ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي

إلى ساعةٍ في اليوم، أَو في ضُحى الغَدِ؟

أَي لعل منيتي؛ ويروى بيت جرير:

هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا

نرى العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِيامِ

قال: ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه: وما

يُدْريك لعله يَزَّكَّى، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً. وقال ابن

سيده: وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول: علمتُ عَنَّكَ منطلق.

وقوله في الحديث: قال المهاجرون يا رسول الله، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا،

إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا، فقال: تَعْرفون ذلك لهم؟ قالوا:

نعم، قال: فإنَّ ذلك؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ

اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم؛ ومنه حديثه الآخر: من أُزِلَّتْ

إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ

ذلك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ

الله، إنَّ عبدالله، قال: وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم

الفصيح. وأَنَّى: كلمة معناها كيف وأَين. التهذيب: وأَما إنْ الخفيفةُ

فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه قال: إنْ تقع في موضع

من القرآن مَوْضعَ ما، ضَرْبُ قوله: وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ

لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه؛ معناه: ما مِن أَهل الكتاب، ومثله: لاتَّخَذْناه من

لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين؛ أَي ما كنا فاعلين، قال: وتجيء إنْ في موضع

لَقَدْ، ضَرْبُ قوله تعالى: إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً؛ المعنى:

لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم، ومثله: وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك، وإنْ

كادوا ليَسْتَفِزُّونك؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ، ضَرْبُ قوله: اتَّقُوا اللهَ

وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين،

وكذلك قوله تعالى: فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله؛

معناه إذْ كنتم، قال: وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع

إذْ أَيضاً، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا، من ذلك قوله عز وجل: لا

تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا؛ مَنْ خَفضَها

جعلَها في موضع إذا، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب؛ ومنه قوله

تعالى: وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ؛ من خفضها جعلها

في موضع إذا، ومن نصبها ففي إذ. ابن الأَعرابي في قوله تعالى: فذَكِّرْ

إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى؛ قال: إنْ في معنى قَدْ، وقال أَبو العباس: العرب

تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد، قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولونه

فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فقالوا: نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما

قام زيد. وقال الفراء: إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء، والعرب تُجازِي بحروف

الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ

وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما. وسئل ثعلبٌ: إذا قال الرجل لامرأَته إن

دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، متى تَطْلُق؟ فقال: إذا

فَعَلَتْهما جميعاً، قيل له: لِمَ؟ قال: لأَنه قد جاء بشرطين، قيل له:

فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ؟ فقال: هذه مسأَلةُ محال

لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ، قيل له: فإن قال أَنت طالِقٌ إذا

احْمَرَّ البُسْرُ؟ قال: هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ، قال

الأَزهري: وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ

طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها

بموته أَو بموتِها، قال: وهو قول الكوفيين، ولو قال إذا لم أُطَلِّقْك

ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق، فسكتَ مدَّةً

يمكنه فيها الطّلاق، طَلُقَت؛ قال ابن سيده: إنْ بمعنى ما في النفي

ويُوصل بها ما زائدة؛ قال زهير:

ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ

تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ

قال ابن بري: وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ

القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه:

ورجَّ الفتى للْخَيْر، ما إنْ رأَيْتَه

على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ

وقال ابن سيده: إنما دخَلت إنْ على ما، وإن كانت ما ههنا مصدريةً،

لِشَبَهَها لفظاً

بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما

المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ، أَلا ترى أَنك لو لم

تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها؟

قال سيبويه: وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا، أَلْزَموها ما عوضاً، وهذا

أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً

ما، فيُلْزمون ما، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ،

واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل، وإن كان ليْس مِثْلَه، وإنَّما هو شاذ، ويكونُ

الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ. وفي حديث بيع الثمر: إمّا لا فلا تبَايَعُوا

حتى يَبْدُوَ صلاَحُه؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات

كثيراً، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث، وأَصلها إنْ وما ولا،

فأُدْغِمت النونُ في الميم، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالت العربُ

لا إمالةً

خفيفةً، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً، وهي خطأٌ،

ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ

الجزاء، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك: إنْ تأْتني آتِك،

وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى: إنِ

الكافرون إلاّ في غُرور؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما قال الأَغْلَبُ

العِجْليُّ:

ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَارا

قال ابن بري: إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر، قال: وقد تكون في

جواب القسم، تقول: والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت، قال: وأَنْ قد تكون بمعنى

أَي كقوله تعالى: وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال: وأَن قد تكون

صِلةً

لِلَمَّا كقوله تعالى: فلما أَنْ جاء البشيرُ؛ وقد تكون زائدةً كقوله

تعالى: وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم

الله؛ قال ابن بري: قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً

لِلَمّا وقد تكون زائدةً، قال: هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي

الزائدةُ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ، قال: وقد تكونُ

زائدةً مع ما كقولك: ما إنْ يقُومُ زيد، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد

من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله

تعالى: إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك، لئلا يلتبس بإنْ

التي بمعنى ما للنفي. قال ابن بري: اللامُ هنا دخلت فرقاً

بين النفي والإيجاب، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ

ولا خبر، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له، وقد تدخُلُ هذه

اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً، ومع الفاعل في قولك إن قام

لزيدٌ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، يريدون

إنْ، فيُبْدِلون، وتكون زائدةً مع النافية. وحكى ثعلب: أَعْطِه إنْ شاء

أَي إذا شاء، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه. وأَنْ

تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ، قال سيبويه: وقولُهم

أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً

انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما، وهي ما للتوكيد، ولَرِمَت

كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل، كما كانت الهاءُ

والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء؛ فأَما قول الشاعر:

تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ،

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ،

تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي

فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني، فأَبدل العينَ

مكان الهمزة، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ، وهي مذكورة في موضعها، ويجوز أَنْ يكون

أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي

كانت قول قَتْلاً قَتْلاً

أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به؛ وقوله:

إني زَعيمٌ يا نُوَيْـ

ـقَةُ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح،

أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ

مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح.

قال ثعلب: قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل

عنهما، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم، وتكون

زائدة مع لما التي بمعنى حين، وتكون بمعنى أَي نحو قوله: وانْطَلَق

الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال بعضهم: لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي

ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ

إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها،

ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، وحكى ثعلب أيضاً:

أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء، ولا تُعْطِه إلا أَن

يشاءَ، معناه إذا شاء فأَعْطِه. وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ: قال له

ارْكَبْها، قال: إنها بَدنةٌ، فكرر عليه القولَ فقال: ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت

بَدنةً. التهذيب: للعرب في أَنا لغاتٌ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ

عليها قلت أَنا بوزن عَنَا، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك، بوزن

عَنَ فَعَلْتُ، تحرّك النون في الوصل، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير

المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها، ومن العرب من يقول أَنا

فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن، ومنهم مَن يُسَكِّنُ

النونَ، وهي قليلة، فيقول: أَنْ قلتُ ذلك، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى

آنَ قلتُه؛ قال عديّ:

يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ،

مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟

وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ:

أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني،

أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ، فاعْرِفوني

وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع،

فإن قيل: لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا؟ فقيل:

لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا، وأَما أَنْتَ

فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه، فلذلك

ثُنِّيَ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت

النوناتُ فحُذِفت إحداها، وقيل إنَّا، وقوله عز وجل: إنَّآ أَو إِيَّاكم

(الآية) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا

على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك، معناه إني وإنك، فافْهمه؛ وقال:

إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم،

فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ

إنَّا تثنيةُ إني في البيت. قال الجوهري: وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ

مكنيٌّ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً

بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي

لبيان الحركة في الوقف، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما قال:

أَنا سَيْفُ العَشيرةِ، فاعْرفوني

جميعاً، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا

واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير

أَن تكون مضافة إليه، تقول: أَنت، وتكسر للمؤَنث، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ، وقد

تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول: أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ؛ حكي ذلك عن

العرب، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر، وإنما تتصل بالمُظهر، تقول:

أَنتَ كزيدٍ، ولا تقول: أَنت كِي، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان

بمنزلة المُظْهَر، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل. قال ابن سيده: وأَنَ اسم

المتكلم، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت، مَرْويّ عن قطرب أَنه

قال: في أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ

فعلت، وأَنَهْ فعلت؛ حكى ذلك عنه ابن جني، قال: وفيه ضعف كما ترى، قال ابن

جني: يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً

من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء

قِبَلَه، فهي بدل من الأَلف، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان

الحركة كما أُلحقت الأَلف، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في

كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا

للسكوت: وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ. وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ

أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وتقول في التثنية

أَنْتُما، قال ابن سيده: وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في

أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ

يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما،

يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً، على حدّ زيد وزيدان. ويقال: رجل

أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ.

ظَنَّ 

(ظَنَّ) الــظَّاءُ وَالنُّونُ أُصَيْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى مَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ: يَقِينٍ وَشَكٍّ.

فَأَمَّا الْيَقِينُ فَقَوْلُ الْقَائِلِ: ظَنَنْتُ ظَنًّا، أَيْ أَيْقَنْتُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ} [البقرة: 249] أَرَادَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ، يُوقِنُونَ. وَالْعَرَبُ تَقُولُ ذَلِكَ وَتَعْرِفُهُ. قَالَ شَاعِرُهُمْ:

فَقُلْتُ لَهُمْ ظُنُّوا بِأَلْفَيْ مُدَجَّجٍ ... سُرَاتُهُمْ فِي الْفَارِسِيِّ الْمُسَرَّدِ

أَرَادَ: أَيْقِنُوا. وَهُوَ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرٌ.

وَمِنْ هَذَا الْبَابِ مَظِنَّةُ الشَّيْءِ، وَهُوَ مَعْلَمُهُ وَمَكَانُهُ. وَيَقُولُونَ: هُوَ مَظِنَّةٌ لِكَذَا. قَالَ النَّابِغَةُ: فَإِنَّ مَظِنَّةَ الْجَهْلِ الشَّبَابُ

وَالْأَصْلُ الْآخَرُ: الشَّكُّ، يُقَالُ: ظَنَنْتُ الشَّيْءَ، إِذَا لَمْ تَتَيَقَّنْهُ، وَمِنْ ذَلِكَ الظِّنَّةُ: التُّهْمَةَ. وَالظَّنِينُ: الْمُتَّهَمُ. وَيُقَالُ: اظَّنَّنِي فُلَانٌ. قَالَ الشَّاعِرُ:

وَلَا كُلُّ مِنْ يَظَّنُّنِي أَنَا مُعْتِبٌ ... وَلَا كُلُّ مَا يُرْوَى عَلَيَّ أَقُولُ

وَرُبَّمَا جُعِلَتْ طَاءً ; لِأَنَّ الــظَّاءَ أُدْغِمَتْ فِي تَاءِ الِافْتِعَالِ. وَالظَّنُونُ: السَّيِّئُ الظَّنِّ. وَالتَّظَنِّي: إِعْمَالُ الظَّنِّ. وَأَصْلُ التَّظَنِّي التَّظَنُّنُ. وَيَقُولُونَ: سُؤْتُ بِهِ ظَنَّا، وَأَسَأْتُ بِهِ الظَّنَّ، يُدْخِلُونَ الْأَلْفَ إِذَا جَاءُوا بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ. وَالظَّنُونُ: الْبِئْرُ لَا يُدْرَى أَفِيهَا مَاءٌ أَمْ لَا. قَالَ:

مَا جُعِلَ الْجُدُّ الظُّنُونُ الَّذِي ... جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ الْمَاطِرِ

وَالدَّيْنُ الظَّنُونُ: الَّذِي لَا يُدْرَى أَيُقْضَى أَمْ لَا. وَالْبَابُ كُلُّهُ وَاحِدٌ.

خنذ

خ ن ذ

كيف يقوم خنذيذ طيّىءبفحل مضر. قاله الفرزدق في الطرماح وأراد نفسه وجريراً، وهو الخصيّ من الخيل.
[خنذ] الخِنْذيذُ: رأسُ الجبلِ المشرفُ. والخنذيذ: الفحل. قال بشر: وخنذيذ ترى الغرمول منه * كطى الزق علقه التجار - والخنذيذ: الخصى، وهو من الأضداد. وحكى أبو عبيد: الخَناذيذُ: الخيلُ. وأنشَدَ قول خُفاف بن قَيس، من البراجم:

وخَناذيذَ خصية وفحولا * فوصفها بالجودة، أي منها فحولٌ ومنها خِصيانٌ. فخرج الآن من حد الاضداد.
خنذ
الخِنْذِيْذُ: الخَصِي من الخَيْل. والفَحْلُ أيضاً، من الأضداد. والطَّويلُ. والبَذِيْءُ اللِّسان من الناس، والجميع الخَنَاذِيْذُ. وأطرافُ الغَيْم المُشْرِفةُ الشاخِصَةُ.
ورَجُلٌ خِنْذِيَانٌ: كثير الشَرِّ. وخَنْذى بصاحِبِه: أي نَدَدَ به وشَتَمه.
ورِيْحٌ ذاتُ خِنْذِيْذٍ في جَرْيِها: أي ذاتُ صَخَبٍ.
وتَخَنذذَ فلانٌ: صارَ خَليعاً فاتِكاً.
ويُقال للخُصيَيْن: الخُنْذُوَتانِ.
والخُنْذُوَةُ من الجَبَل: الرُّكْنُ الضخْمُ، وجَمْعها خَنَاذٍ. والقِطعة من الحَبْل أيضاً.
وتَركْنا الخَيْلَ خَنَاذِيَ: أي فِرَقاً.
باب الخاء والنون والذال معهما خ ن ذ يستعمل فقط

خنذ: الخِنْذيذُ: الخصي من الخيل، ويقال هو الطويل، قال النابغة:

وبراذين كابياتٍ وأتناً ... وخناذيد خصية وفحولا  وخناذيد الجبل: شعبٌ طوالٌ دقاقٌ في اطرافها. والخِنْذيذُ: البذيء اللسان. والخِنْذيذُ: الخطيبُ الماهر، الفائق في كل شيء، وأنشد أبو عبيدة يصف الشاعر الخِنْذيد:

عنا صدود البكر عن قرمٍ هجانِ

والخَناذيُّ أيضاَ مثل الخَناذيذ من الخَيْل.

خنذ: الخِنْذِيانُ: الكثير الشر. ورجلِ خِنْذيذُ اللسان: بَذِيُّه.

والخنْذيذُ: الفحل؛ قال بشر:

وخِنْذيذٍ ترى الغُرْمُولَ منه

كَطَيِّ الزِّقِّ عَلَّقهُ التِّجارُ

والخنذيذ: الخصيُّ أَيضاً، وهو من الأَضداد. ابن سيده: الخنذيذ، بوزن

فِعْلِيلٍ، كأَنه بني من خَنَذَ وقد أُمِيتَ فِعْلُه، وهو من الخيل الخصي

والفحل؛ وقيل: الخناذيذ جياد الخيل؛ قال خُفافُ بن عبد قيس من

البَراجِمِ:وبَراذِينَ كابِيَاتٍ، وأُتْنَا،

وخَناذيذَ خِصْيَةً وفُحُولا

وصفها بالجودة أَي منها فحول ومنها خصيان، فخرج بذلك من حد الأَضداد.

قال ابن بري: زعم الجوهري أَن البيت لخفاف بن عبد قيس، وهو للنابغة

الذبياني؛ وقبله:

جمعوا من نوافل الناس سَيْباً،

وحميراً مَوْسُومَةً وخُيولا

قال: وجعل هذا البيت شاهداً على أَن الخنذيذ يكون غير الخصي؛ قال:

والأَكثر في اللغة أَن الخِنْذيذ هو الخصي، وقيل: الخنذيذ الطويل من الخيل.

ابن الأَعرابي: كل ضخم من الخيل وغيره خِنْذِيذ، خصياً كان أَو غيره؛

وأَنشد بيت بشر:

وخنذيذ ترى الغرمول منه

والخِنْذِيذُ: الشاعر المجيد المُنَقِّح المُفْلِقُ. والخِنْذِيذُ:

الشجاع البُهْمَةُ الذي لا يُهْتَدَى لقتاله. والخِنْذيذ: السخي التام

السخاء. والخنذيذ: الخطيب المُصْقِعُ. والخنذيذ: السيد الحليم. والخنذيذ:

العالم بأَيام العرب وأَشعار القبائل. ورجل خِنْظِيانٌ وخِنْذِيانٌ، بالخاء

المعجمة، أَي فحاش. ورجل خِنْذيانٌ: كثير الشر. التهذيب: والخِنذيذ البذيّ

اللسان من الناس، والجمع الخناذيذ، قال أَبو منصور: والمسموع من العرب

بهذا المعنى الخِنْذِيانُ والخِنْظِيانُ؛ وقد خَنْذَى وخَنْطى وحَنْظى

وعَنْظَى إِذا خرج إِلى البذاءة وسَلاطَة اللسان؛ قال: ولم أَسمع

الخِنْذِيذَ بهذا المعنى. قال: وكذلك خَنَادِي الجبال، واحدتها خِنْذُوَةٌ، وقيل:

خِنْذِيذُ الريح إِعْصاره؛ وقال الشاعر:

نِسْعيَّة ذات خِنْذِيذٍ يُجاوِبُها

نِسْعٌ لها بِعِضاه الأَرض تَهْزِيرُ

نِسْعٌ ومِسْعٌ: من أَسماء الريح الشمال لدقة مهبّها، شبهت بالنسع الذي

تعرفه. ابن سيده: والخِنْذِيذ الجبل الطويل المشرف الضخم، وفي الصحاح:

رأْس الجبل المشرف. وخناذيذ الجِبال: شُعَب دقاق الأَطراف طوال في أَطرافها

خِنْذيذة؛ فأَما قوله:

تَعْلُو أَواسِيَه خَناذِيذُ خِيَمْ

فقد تكون الخناذيذ هنا الجبال الضخام وتَكون المشرفة الطوال. والخناذيذ:

هي الشماريخ الطوال المشرفة، واحدتها خِنْذِيذَةٌ. وخناذيذ الغيم:

أَطراف منه مشرفة شاخصة مشبهة بذلك. والخُنْذُوَة: الشعْبَةُ من الجبل، مثل

بها سيبويه وفسرها السيرافي، قال: ووجدت في بعض النسخ حُنْذُوَةً، وفي

بعضها جُنْذُوَةً، وخُنذوة، بالخاء معجمة، أَقعد بذلك يشتقها من الخِنْذِيذِ،

وحكيت خِنْذُوَة، بكسر الخاء، وهو قبيح لأَنه لا يجتمع كسرة وضمة بعدها

واو وليس بينهما إِلا ساكن لأَنَّ الساكن غير معتدٍّ به فكأَنه خِذُوَة،

وحكيت جِنْدِوَة وخِنْذِوَة وحِنْذِوَة، لغات في جميع ذلك حكاه بعض أَهل

اللغة؛ وكذلك وجد في بعض نسخ كتاب سيبويه وهذا لا يعضده القياس ولا

السماع، أَما الكسرة فإِنها توجب قلب الواو ياء، وإِن كان بعدها ما يقع عليه

الإِعراب وهو الهاء، وقد نفى سيبويه مثل ذلك؛ وأَما السماع فلم يجئ لها

نظير وإِنما ذكرت هذه الكلمة بالحاء والخاء والجيم لأَنَّ نسخ كتاب سيبويه

اختلفت فيها.

خنذ
: (الخِنْذِيذ، بالكسْر: الطَّويل) من الخَيل.
(و) الخِنْذِيذ (: رأْسُ الجَبَل المُشْرِفُ) الطَّوِيل الضَّخْمُ، كَذَا فِي الْمُحكم، أَو شُعْبَةٌ فِيهِ دَقِيقةُ الطَّرَف (كالخُنْذُوَةِ) ، بالضمّ، والخُنْذُوَة، بإِعجام الْخَاء وإِهمالها، والجُنْذُوَة، بِالْجِيم، كَذَا وُجِد فِي بعض نُس كتَاب سِيبويهِ، والجمْع الخناذِي.
(و) الخِنْذِيذ (: الفَحْلُ) ، وأَنشدَ الجوهرِيّ قَوْلَ بِشْرٍ:
وخِنْذِيذٍ تَرَى الغُرْمُولَ مِنْه
كطَيِّ الزِّقّ عَلَّقَه التِّجَارُ (و) الخِنْذِيذ (: الخَصِيُّ) أَيضاً، وَعَلِيهِ الأَكثرون، وَهُوَ (ضِدٌّ) ، عَن ابْن الأَعْرَابِيّ: كلّ ضَخْمً من الخَيْل وغيرِه خِنْذِيذٌ، خَصِيًّا كَانَ أَو غَيْرَه، وأَنْشَدَ بيْتَ بِشْرًّ. وَفِي الصحاحِ: وحَكَى أَبو زَيْدٍ: الخَنَاذِيذُ: جِيَادُ الخَيْلِ وأَنْشَدَ قَوْلَ خُفَافِ بن قَيْسٍ:
وخنَاذِيذَ خِصْيَةً وفُحُولاَ
فَوَصَفَهَا بِالجَوْدَةِ، أَي مِنْهَا فُحولٌ وَمِنْهَا خِصْيَانٌ، قَالَ شيخُنا: فخرجَ بذالك من حَدِّ الأَضدادِ. قلت: وهاكذا حَقَّقه ابْن بَرّيّ فِي الْحَوَاشِي.
(و) الجِنُذِيذُ (: الشاَّعِرُ المُجِيدُ المُفْلِق) المُنَقِّح.
(و) الخِنْذِيذُ (: الشُّجعَاعُ البُهْمَةُ) ، الَّذِي لَا يُهْتَدَى مِن أَيْنَ يُؤتَى لِقِتَالِه، وسيأْتي.
(و) الخِنْذِيذُ (: السَّخِيُّ) الجَيِّدُ التَّامُّ السَّخَاءِ.
(و) الخنْذِيذُ (: الخَطِيبُ البَلِيغُ) المُفَوَّهُ المِصْقَعُ.
(و) الخِنْذِيذُ (: السَّيِّدُ الحَلِيمُ) ذِو الأَنَاةِ.
(و) الخِنْذِيذُ (: العالِمُ بأَيَّامِ العَرَبِ وأَشعارِهم) وقَبَائِلهِم، كُلُّ ذالك عَن ابْن الأَعْرَابيِّ.
(و) الخِنْذِيذُ (: البَذِىءُ اللِّسَانِ) الشَّتَّامُ، جمْعه خَنَاذِيذُ، (كالخِنْذِيَانِ) ، بِالْكَسْرِ أَيضاً، والخِنْظِيَان، وَهُوَ أَيضاً: الكثيرُ الشَّرِّ، كَمَا فِي التَّهْذِيب.
(و) الخِنْذِيذُ (: الإِعْصَارُ مِن الرِّيح) ، قَالَ:
نِسْعِيَّةٌ ذَاتُ خِنْذِيذٍ يُجَاوِبُهَا
نِسْعٌ لَهَا بِعِضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ
(و) خِنْذِيذٌ (: فَرَسُ) عُقْفَانَ الضِّبَابِيِّ، لجَوْدَتِه. (وخَنْذَى) الرَّجُلُ، وخَنْظَى، وعَنْظَى، وحَنْظَى (: حَرَجَ إِلى البَذَاءِ) والشَّتْمِ والشَّرِّ وسَلاَطَةِ اللسانِ، (وذَكَرَه الجوهَرِيُّ فِي المُعْتَلِّ، و) ذكر (حَنْظَى فِي الــظَّاءِ) ، وَذكر أَنَّ الأَلف للإِلْحَاق، (وهُمَا من بابٍ واحِدٍ) ، وَفِي بعض النُّسخ: من وَادٍ واحِدٍ، أَي فالصوابُ إِمّا ذكْرُهما مَعًا فِي المعتَلِّ أَو حيثُ ذكَر خَنْظَى فِي الــظاءِ فَكَانَ الصوابُ ذِكْرَ خَنْذَى هُنَا فِي الذَّال، فَهُوَ كالترجيح بِلَا مُرَجِّح.
(و) خَنْذَى و (تَخَنْذَذَ) وتَخَنْذَى (: صَارَ خَلِيعاً) ماجِناً، أَو صَار (فَاتكاً) شُجاعاً.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
خَنَاذِيذُ الغَيْمِ، وَهِي أَطرافٌ مِنْهُ مُشْرِفَةٌ شاخِصَةٌ مُشَبَّهَةٌ بشمَارِيخِ الجِبَالِ الطّوالِ المُشرِفَة، فَهُوَ مَجازٌ.
وخَنَاذِي الجَبَلِ: خَنَاذِيذُه، عَن الصاغانيّ.

طلي

طلي


طَلَى(n. ac. طَلْي)
a. Smeared, daubed, coated, plastered; varnished;
overlaid, gilded.
b. Vilified.
c. Tended.
d. see طَلَوَ

طَلَّيَa. see I (a) (c).
أَطْلَيَa. Hung down his head, bowed down.
b. Followed his inclinations, his passions.

تَطَلَّيَa. Gave himself to pleasure, to amusements.
b. see VIII
إِطْتَلَيَ
(ط)
a. [Bi], Was smeared, daubed &c. with.
طُلْيَة [] (pl.
طُلًى [ ])
a. Neck, nape of the neck.

طَلًى (pl.
أَطْلَآء [] )
a. Person, figure.
b. Dangerously ill.
c. Desire.

طُلَاة []
a. see 3t
مِطْلًى [] (pl.
مَطَالٍ [] )
a. Hollow, glen.

طِلَآء []
a. Tar, pitch.
b. Salve, ointment; oil &c.
c. Wine.
d. Syrup.
e. Pure silver.

طِلْيَان []
a. Tartar, yellowness of the teeth.

مِطْل=اء []
a. see 20
ط ل ي : طَلَيْتُهُ بِالطِّينِ وَغَيْرِهِ طَلْيًا مِنْ بَابِ رَمَى وَاطَّلَيْتَ عَلَى افْتَعَلْتَ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ لِنَفْسِكَ وَلَا يُذْكَرُ مَعَهُ الْمَفْعُولُ وَالطِّلَاءُ وِزَانُ كِتَابٍ كُلُّ مَا يُطْلَى بِهِ مِنْ قَطِرَانٍ وَنَحْوِهِ وَعَلَيْهِ طُلَاوَةٌ بِالضَّمِّ وَالْفَتْحُ لُغَةٌ أَيْ بَهْجَةٌ.

(ط ل ل) : وَالطَّلَا وَلَدُ الظَّبْيَةِ وَالْجَمْعُ أَطْلَاءٌ مِثْلُ سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ. 
(ط ل ي) : (وَطَلَيْتُهُ) بِالنُّورَةِ أَوْ غَيْرِهَا لَطَّخْتُهُ (وَاطَّلَيْتُ) عَلَى افْتَعَلْتُ بِتَرْكِ الْمَفْعُولِ إذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ وَعَلَى ذَا قَوْلُهُ أَطَّلَى شُقَاقُ رِجْلِهِ خَطَأٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ طَلَى (وَالطَّلْيَةُ) الْمَرَّةُ وَمِنْهَا أَسْتَأْجَرَهُ عَلَى أَنْ يُنَوِّرَهُ فِي الْحَمَّامِ عَشْرَ طَلَيَاتٍ (وَالطِّلَاءُ) كُلُّ مَا يُطْلَى بِهِ مِنْ قَطِرَانٍ أَوْ نَحْوِهِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَا أَشْبَهَ هَذَا بِطِلَاءِ الْإِبِلِ وَيُقَالُ لِكُلِّ مَا خَثُرَ مِنْ الْأَشْرِبَةِ طِلَاءٌ عَلَى التَّشْبِيهِ حَتَّى سُمِّيَ بِهِ الْمُثَلَّثُ.
طلي
طلَى يَطلِي، اطْلِ، طَلْيًا وطِلاءً، فهو طالٍ، والمفعول مَطلِيّ
• طلَى الخشبَ: دهَنَه "طلَى الحائط بطلاء أبيض- طلَى معدنًا بطبقة ذهب" ° طلَى الليلُ الآفاقَ: أظلم. 

انطلى بـ/ انطلى على يَنطلِي، انْطَلِ، انطلاءً، فهو مُنْطَلٍ، والمفعول مُنْطَلًى به
• انطلى الحائطُ باللَّون الأبيض: مُطاوع طلَى: دُهِن به.
• انطلت عليه الحيلةُ: انخدع بها. 

انطلاء [مفرد]: مصدر انطلى بـ/ انطلى على. 

طِلاء [مفرد]: ج طلاءات (لغير المصدر) وأطْلِيَة (لغير المصدر):
1 - مصدر طلَى.
2 - دهان "طِلاء برّاق- طِلاء بالكهرباء- طِلاء للجدران- طلاء خارجي/ سطحي- طلاء زجاجي: طبقة زجاجية توضع على المعدن" ° طِلاء الأحذية: مادة مركبة تستعمل لتلميع الأحذية وحفظها من البلى- مَنْ لم يصلحه الطلاء أصلحه الكَيّ: دعوة إلى استخدام الشدة إذا لم يُجْدِ النصح والإرشاد. 

طَلْي [مفرد]: مصدر طلَى. 
[ط ل ي] طَلَي الشَّيْءَ بالهِناءِ ونَحوِه طَلْياً: لَطَخَه، وقد جاء في الشِّعر طَلَيْتُه إيّاه، قَالَ مِسْكِينٌ الدّارِمِيُّ: ... كأَنَّ المُوِقِدينَ بها جِمالٌ ... طَلاها الزَّيتَ والقِطرِانَ طَالِي) وطَلاّه كطلاَه، قَالَ أبو ذُؤَيْبٍ:

(وسِرْبٍ يُطَلَّي بالعَبِيرِ كأَنَّه ... دِماءً طِباءِ بالنُحورِ ذَبِيحُ)

وقَدِ أطَّلَي به وتَطَلَّي، ويُرْوَى بَيتُ أَبي ذُؤَيب: ((وسِرْبِ تَطَلَّي بالعَبِيرِ. .)) والطِّلاءُ: الهِناءُ. والطِّلاءُ: خَائِرُ المُنًصَّفِ، به شُبِّه، قَالَ عَبِيدُ بنُ الأَبرصِ:

(هي الخَمرُ يَكنْوُنَها بالطِّلاءِ ... كما الذِّئبُ يَكْنَي أَبا جَعْدَه)

ورَواه ابنُ قُتَيْبَةَ: ((تُكْنَي الطِّلاءَ)) وعَرُوضُه على هذا تَنْقُصُ جُزْءاً، فإِذَن هذه الرِّوايةُ خَطَأُ. وقَالَ اللِّحيانِيُّ: الطِّلاْءُ مُذَكَّرٌ لا غَيرُ. وناقَةٌ طَلْياءُ، مَمْدودٌ: مَطْلِيَّةٌ. والطيلة صوفه [تطلى] بها الابل والطَّلاَ والطَّلَيان: بَياضٌ يَعلُو اللِّسانَ من مَرَضٍ أَو عَطِشٍ، قال:

(لقد تَرَكتْنِي ناقَتِي بتَنُوفَةٍ ... لِساني مَعْقُولٌ من الطَّلَيانِ)

والطَّلِيُّ والطَّلَيانُ: القَلَحُ في الأَسْنانِ، وقد طَلِي فُوه طَلِي، وهذه الكَلِمةً مُشْتَرِكَةٌ بين الياءِ والوَاوِ. والطٌّ لايَةُ: دُوايَةُ اللَّبَنِ، عن كُراعِ. والطَّلَي: الصَّغِيرُ من وَلَدِ كُلِّ شَيءٍ، حتَّى شَبَّه العَجَّاجُ رَمَادَ المَوْقِدِ بينَ الأَثافِيّ بالطَّلَي بين أُمَّهاتِه، فَقَالَ:

(طَلَي الرَّمادِ اسْتُرئِمَ الطَّلِيُّ ... )

أَرادَ اسْتُرِئمَه. وقِيلَ: الطَّلَي من أَولادِ النّاسِ والبَهائمِ والوَحْشِ: من حِينُ يُولَدُ إلى أَنْ يَشْتَدَّ، والجَمْعُ: أَطلاءٌ، وطُلِيٌّ وطِلْيانٌ. واسْتَِعارَِ بَعْضُ الرُّجَّازِ الأَطلاءَ لفَسِيلِ النَّخْلِ، فَقالَ:

(دُهُماً كَأنَّ اللَّيلَ في زُهائِها ... )

(لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائِها ... )

يَقُولُ: إنَّ أَولادَها إنَّما هي فَسِيلٌ، فهي لا تَرْهَبٌ الذِّئابَ عليها لذلك، لأَنَّ الذِّئابَ لا تَأْكُلُ الفَسِيلَ. والطَّلِيُّ: الصَّغِيرُ من أَولادِ الغَنَم تُشَدُّ رِجْلُه بخَيْطٍ إلى وَتِدٍ أَياماً، واسْمُ ما يُشَدُّ به: الطِّلاءُ، والطَّلْيُ، والطُّلْيةُ والطِّلْيةُ، قَالَ اللِّحْيانِيُّ: هو الخِيطُ الذي يُشَدُّ في رِجلِ الجَدْي ما دَامَ صَغِيراً، فإذا كَبِرَ رُبِقُ، والرِّبْقُ في العُنُقِ. قال: والطُّلْيةُ أيضاً: خِرْقَةُ العارِكِ، وقد طَلَيْتُه. قَالَ الفارِسيُّ: الطَّلِيُّ: صِفَةٌ غالِبةٌ، كَسَّرُوه تكْسِيرَ الأَسماءِ، فَقالُوا: طُلْيانٌ، كَقَوْلِهم: للجَدْول: سَرِيٌّ وسُرْيانٌ. وطَلَيْتُ الرَّجُلَ طَلْياً، فهو طَلِيٌّ، ومَطْلِيٌّ: حَبَسْتُه. والطَّلي: اللَّذَّة، وقال [أبو صَخْرٍ] الهُذَلِيُّ:

(كما تَمنَّي حُمَيَّا الكَأسِ شارِبُها ... لم يُقْضِ منها طَلاَهُ بعدَ إِنْفادِ)

وإنَّما قَضَيْنا على الطَّلَي الذي هو اللَّذَّةُ بالياءِ وإنْ لم يُشْتَقَّ لكَثْرَةِ (ط ل ي) وقِلَّةِ (ط ل و) . والطُّلَي: الأَعناقُ، وقِيلَ: هي أُصولُ الأَعناقِ، وقِيلَ: هي ما عَرُضَ من أَسْفَلِ الخُشَشاءِ، واحِدتُها: طُلْيَةٌ، وقَالَ شِيبَويِه: قَال أَبو الخَطَّابِ: واحِدتُها طُلاةٌ، وقَالَ: هو من بابِ رُطَبةٍ ورُطِبٍ، لا من بابِ تَمْرٍ ة وتَمْرٍ، فافْهَمْ، وأَنْشَدَ غيرُه قُوْلَ الأَعشَي:

(مَتي تُسْقَ من أنيابِها بعد هَجْعَةٍ ... من اللَّيلِ شِرْباً حين مالَتْ طُلاتُها)

قَالَ سِيبَويِه: ولا نَظيرَ لها إلاّ حرفانِ: حُكاةٌ وحُكًي، وهو ضَرْبٌ من العَــظاءِ، وقِيلَ: دابَّةٌ تُشْبِه العَــظاءَ، ومُهاةٌ ومُهًي، وهو ماءُ الفَحلِ في رَحِمِ الناقِةِ. وأَطْلَي الرَّجُلُ والبَعيرُ: مالَتْ عُنُقهِ للمِوْتِ، أَو غَيرِه، قالَ:

(تَركْتُ أَباكَ قد أَطْلَي ومالِتْ ... عليه القَشْعمانِ من النُّسُورِ)

والمِطْلاءُ: مُسيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرضِ، يُمَدُّ ويُقْصَرٌ، وقِيلَ: هي أَرْضٌ سَهْلَةٌ لَيِّنةٌ تُنْبِتُ العِضاهَ، وقد وهَمِ أَبو حَنِيفَة حينَ أَنْشَدَ بَيْتَ هِميانَ:

(ورُغُلَ المِطْلَي به الَواهِجَا ... )

وذلك أَنَّه قَالَ: المِطْلاءُ مُمدودٌ لا غَيرُ، وإنَّما قَصَرَه الرّاجِزُ ضَرورةً، وليس هِميانُ وَحْدَه قَصَرَها، حَكَي الفارِسِيُّ أنَّ أبا زيادٍ الكِلابِيَّ ذَكَرَ دارَ بني أَبي بكرِ بنِ كِلابٍ فَقالَ: تَصُبُّ [في] مَذانِبَ ونَواصِرَ، وهي مِطْلًي، كذا قَالَها بالقصْرِ ,
طلي
: (ى ( {طَلَى البَعيرُ الهِناءَ} يَطْليه، و) {يطْلَى (بِهِ) } طَلْياً: (لَطَخَهُ بِهِ) ؛ وشاهِدُ {طَلاهُ إيَّاه مِن غَيْر حَرْف قوْلُ مِسْكين الدَّارِمي:
كأَنَّ المُوقِدِينَ بهَا جِمالٌ
} طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالي ( {كطَلاَّهُ) } تَطْلِيةً؛ قالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وسِرْبٍ {يُطَلَّى بالعَبِيرِ كأَنَّه
دِماءُ ظِباءٍ بالنَّحورِ ذَبيحُ (وَقد} اطَّلَى بِهِ {وتَطَلَّى) ، ويُرْوَى بَيْتُ أَبي ذُؤَيْبٍ: وسِرْبٍ} تَطَلَّى.
(وناقَةٌ {طَلْياءُ) : أَي (} مَطْلِيَّةٌ.
( {والطِّلاءُ، ككِساءٍ: القَطِرانُ، وكلُّ مَا} يُطْلَى بِهِ.
(و) بعضُ العَرَبِ يُسَمِّي (الخَمْرَ) {الطِّلاءَ، يُريدُ بذلكَ تَحْسينَ اسْمها لَا أنَّها} الطِّلاءَ بعَيْنِه؛ قَالَ عبيدُ بنُ الأَبْرصِ للمُنْذِرِ حينَ أَرادَ قَتْلَه:
هِيَ الخَمْرُ تُكْنَى! الطِّلاءَ
كَمَا الذِّئْبُ يُكْنَى أَبا جَعْدَةْهكذا هُوَ مَعْروفٌ فِي الإنْشادِ، وَهَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ قُتَيْبة، وَهُوَ لَا يَسْتَقِيم فِي الوَزْن. ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاحِ: وَقَالُوا هِيَ الخَمْر، وليسَ بمَشْهورٍ: ووَقَعَ فِي المُحْكم: هِيَ الخَمْرُ يكنُونَها {بالطِّلاءِ.
قالَ الجوهريُّ: ضَرَبَه مَثَلاً، أَي تُظْهِرُ لي الإكْرامَ وأنْتَ تُريدُ قَتْلي، كَمَا أنَّ الذئبَ وَإِن كانتْ كُنْيَتُه حَسَنَةً فإنَّ عَمَلَه ليسَ بحَسَنٍ، وكَذلكَ الخَمْرُ وَإِن سُمِّيت} طِلاءً وحسُنَ اسْمُها فإنَّ عَمَلَها قبيحٌ.
(و) {الطِّلاءُ أَيْضاً: (خاثِرُ المُنَصَّفِ) ، وَهُوَ مَا طُبِخَ مِن عصيرِ العِنَبِ حَتَّى ذَهَبَ ثُلُثاه، ويُسَمِّيه العَجَمُ المَيْجَنْتَج؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي الأساسِ: شَرِبَ} الطِّلأَ المُثَلثَ: شُبِّه فِي خُثُورَتِه بالقَطِرانِ.
(و) {الطِّلاءُ: (الشَّتْمُ) القَبيحُ.
(و) الطَّلاءُ: (الحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ رِجْلُ} الطَّلَى) ، وَهُوَ الصَّغيرُ من ذَواتِ الظَّلْفِ والخفِّ.
وقالَ اللَّحْياني: هُوَ الخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ فِي رِجْلِ الجَدْي مَا دامَ صَغيراً، فَإِذا كَبرَ رُبقَ، والرّبْقُ فِي العُنُقِ.
(و) {الطُّلاءُ، (بالضَّمِّ: قِشْرَةُ الدَّم.
(و) } الطُّلاءُ، (كمُكاءٍ: الدَّمُ) نَفْسُه. يقالُ: تَرَكْتُه يَتَشَحَّطُ فِي {طُلائِهِ، أَي يَضْطرِبُ فِي دَمِه مَقْتولاً.
وقالَ أَبُو سعيدٍ: هُوَ شيءٌ يَخْرُجُ بَعْدَ شُؤْبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَوْنَ الدَّمِ، وذلكَ عنْدَ خروجِ النَّفْسِ من الذَّبيحِ، وَهُوَ الدَّمُ الَّذِي} يُطْلَى بِهِ.
(و) {الطَّلَى، (بالفَتْح والقَصْرِ: الشَّخْصُ) . يقالُ: إنَّه لجميلُ} الطَّلَى؛ وأَنْشَدَ أَبو عمروٍ:
وخَذَ كمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه
جَمِيلِ {الطَّلى مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِكذا فِي الصِّحَاح.
(و) } الطَّلَى أَيْضاً: (! المَطْلِيُّ بالقَطِرانِ) ؛ نقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً.
(و) أَيْضاً: (الَّرجُلُ الشَّديدُ المَرَضِ) ، لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمَعُ؛ قالَ: أَفاطِمَ فاسْتَحيي {طَلىً وتحرَّجي
مُصاباً مَتى يَلْجَجْ بِهِ الشرُّ يَلْجَجِورُبَّما قيلَ: إِن (ج:} أطْلاء وهُما {طَلَيانِ) ، بالتَّحْرِيكِ.
(و) } الطَّلَى: (الهَوَى) :) . يقالُ: (قَضَى {طَلاهُ) مِن حاجَتِه، أَي (هَواهُ.
(و) } الطِّلَى (بالكسْرِ: اللذَّةُ) ؛ وَمِنْه قولُ الهُذَلي:
كَمَا تُمَني حُمَيَّا الكأسِ شارِبَها
لم يَقْضِ مِنْهَا {طِلاهُ بعد إنْفادِيُرْوى بالكسْرِ بمعْنَى اللذَّةِ، وبالفَتْح بمعْنَى الهَوَى.
(و) } الطُّلَى، (بالضَّمِّ: الأعْناقُ) ؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ؛ (أَو أُصُولُها) ؛ كَمَا فِي المُحْكَم؛ أَو مَا عَرُضَ مِن أَسْفَل الخُشَشاءِ.
وقالَ ابنُ السِّكيت: صَفحَاتُ الأعْناقِ؛ وقالَ الأعْشى:
مَتى تُسْقَ من أَنْيابِها بعد هَجْعَةٍ
من الليلِ شِرْباً حِين مَالَتْ {طُلاتُها (جَمْعُ} طُلْيَةٍ) ، بالضَّمِّ، كَمَا قالَهُ الأصْمعي.
(أَو) جَمْعُ ( {طُلاَةٍ) ، بالضَّمِّ أَيْضاً، كَمَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ التَّهْذيبِ.
ووَقَعَ فِي نسخِ الصِّحاح بالفَتْح وَهُوَ غَلَطٌ، وَهُوَ قولُ أَبي عَمْروٍ والفرَّاء، ونَقَلَهُ سيْبَوَيه عَن أَبي الخطَّاب، وقالَ: هُوَ من بابِ رُطَبَةٍ ورُطَبٍ لَا من بابِ تَمْرَةٍ وتمْرٍ، وَلَا نَظِيرَ لَهَا إلاَّ حَرْفانِ حُكاةُ وحُكىً ومُهاةٌ ومُهىً.
(} والطَّلْياءُ النَّاقَةُ الجَرْباءُ) ؛ وتقدَّم أَنَّ {الطَّلْياءَ هِيَ} المطْلِيَّةُ بالقَطِرانِ فكأَنَّها سُمِّيَت كذلكَ لأنَّها لَا تُطْلَى إلاَّ وفيهَا الجَرَبُ.
(و) {الطَّلْياءُ: (خِرْقَةُ العارِكِ) ؛ وَمِنْه المَثَلُ: أَهْوَنُ مِن الطَّلْياءِ.
وَالَّذِي عَن ابنِ الأَعْرابي: أَنَّ خِرْقَةَ العارِكِ هِيَ} الطُّلْيَةُ.
( {والتَّطْليَةُ: التَّمْرِيضُ) . يقالُ:} طَلَّى فلَانا إِذا مَرَّضَه وقامَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِه؛ نقلَهُ الأَزْهري.
(و) {التَّطْليَةُ: (الشَّتْمُ) القَبِيحُ؛ عَن ابنِ الأعرابيِّ وَقد} طُلِي.
(و) أَيْضاً: (الغِناءُ) ؛ وَهُوَ المُطَلِّي: أَي المُغَنِّي؛ عَن أَبي عَمْروٍ.
( {والمِطْلَى، بكسْر الميمِ) مَقْصورٌ: (ع) فِي ديارِ بَني أَبي بكْرِ بنِ كلابٍ، قالَ السِّكْبُ المازنيّ:
إنِّي أرقْتُ على} المِطْلَى وأشْأَزَني
بَرْقٌ يضِيءُ أمامَ البَيْتِ أَسْكُوبُ (و) {المُطَلَّى: (كالمُهَنَّى: المَرِيضُ الدَّنِفُ) الَّذِي أَمالَهُ المَرَضُ.
(و) أَيْضاً: (المَحْبُوسُ) الَّذِي (لَا يُرْجَى خَلاصُه
(} والطُّلَّى، كرُبَّى: الشَّرْبَةُ من اللَّبَنِ) ، فُعْلَى مِن الطّلاءِ.
(و) فِي الحَدِيث: ((مَا {أَطْلَى نَبيٌّ قَطُّ) أَي: (مَا مالَ إِلَى هَواهُ) ، هَكَذَا فَسَّرَه أَبو زيْدٍ فِي نوادِرِه.
قالَ ابنُ الأثيرِ: وأَصْلُه مِن مَيْلِ} الطُّلَى، وَهِي الأعْناقُ.
قُلْت: ورَواهُ بعضٌ بتَشْديدِ الطَّاء، وحَمَلَه على {الاطلاء بالنَّوْرةِ وَهُوَ غَلَطٌ.
(} والطَّلْيا) ، مَقْصورٌ، هَكَذَا فِي النُّسخِ وَهُوَ مُقْتَضى سِيَاقه والصَّوابُ {الطَّلِيَّا بفَتْحٍ فكسْرٍ فتَشْديدِ ياءٍ كَمَا ضَبَطَه الصَّاغاني فِي التّكْملةِ؛ (الجَرَبْ
(و) أيْضاً: (قَرْحَةٌ شبيهةٌ بالقُوباءِ) تخْرُجُ فِي جنْبِ الإنْسانِ فيُقالُ للرَّجُلِ إنَّما هِيَ قُوَباءُ وليسَتْ} بطَلِيَّا يُهَوِّنُ بذلكَ عَلَيْهِ.
(و) قَالَ ابنُ الأعْرابي: ( {تَطَلَّى) فلانٌ إِذا (لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ
(ومَنْهَلٌ} طَالٍ) : أَي (مُطَحْلَبٌ) قد ركبَ عَلَيْهِ الطّحْلبُ كالطّلاءِ.
(و) قَالَ أَبُو عمروٍ: (لَيْلٌ طالٍ) ، أَي (مُظْلِمٌ) كأنَّه طَلَى الشُّخُوصَ فغَطَّاها، وَقد! طَلَى اللَّيْلُ الآفاقَ؛ وَهُوَ مجازٌ.
( {والمِطْلَى) ، بالكسْرِ (ويُمَدُّ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأرضِ؛ أَو) هِيَ (الأَرضُ السَّهْلةُ) اللَّيِّنَةُ (تُنْبِتُ الغَضَى) ؛ كَذَا فِي نسخِ التهذيبِ؛ وَفِي المُحْكم والصِّحاحِ: تُنْبِتُ العِضَاهَ؛ وَقد وَهِمَ أَبُو حنيفَةَ حينَ أنْشَدَ بيتَ هِمْيان.
وزغل} المِطْلاَ بِهِ لَواهِجافقالَ: {المِطْلاءُ ممْدُودٌ لَا غَيْر، وإنَّما قَصَرَه الراجزُ ضَرُورَةً، وليسَ هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها، بل حَكَى الفارِسِيُّ عَن أَبي زيادٍ الكِلابي قَصْرَها أيْضاً، والجَمْعُ المَطالِي.
(} والمَطالِي: المواضِعُ) السَّهْلةُ اللينة؛ وقيلَ: هِيَ الَّتِي (تَغْذُو فِيهَا الوحشُ {أَطْلاءَها) واحِدَتُها مِطْلاءُ، عَن أبي عمْروٍ.
(} وطَلَيْتُه) ، أَي {الطَّلِيّ؛} طَلْياً {وطَلَوْتُه لُغَةٌ فِيهِ وَقد تقدَّمَ؛ (رَبَطْتُه) برِجْلِه إِلَى الوَتِدِ.
يقالُ:} اطْلُ {طَلِيَّك: أَي ارْبطْه برِجْلِه؛ حَكَاه الفرَّاءُ عَن أَبي الجرَّاح.
قالَ: وغيرُه يقولُ اطل بالضمِّ.
(و) } طَلَيْتُ الشيءَ: (حَبَسْتُه) ، فَهُوَ طَلِيٌّ ومَطْلِيٌّ.
( {والطَّلِيٌّ، كغَنِيَ: الصَّغيرُ مِن أوْلادِ الغَنَمِ) ؛ عَن ابنِ السِّكِّيت؛ قالَ: وإنَّما سُمِّي} طَلِيّاً لأنَّه {يُطْلى أَي تُشَدُّ رجْله بخَيْطٍ إِلَى وَتِدٍ أَيَّامًا؛ (ج} طُلْيانٌ، كرُغْفانٍ) ؛ كَذَا فِي الصِّحاح.
وقالَ الفارِسِيُّ: {الطَّلِيُّ: صفَةٌ غالبَةٌ كسَّرُوه تكْسِيرَ الأسْماءِ فَقَالُوا} طُلْيانٌ، كقوْلِهم للجَدْوَلِ سَرِيٌّ وسُرْيانٌ.
( {وأَطْلَى) الرَّجُلُ والبَعيرُ فَهُوَ} مُطْلٍ: (مالَتْ عُنُقُه للمَوْتِ) أَو غيرِهِ؛ قالَ الشاعرُ:
تَرَكْتُ أَباكِ قد! أَطْلى ومالَتْ
عَلَيْهِ القَشْعَمان مِن النُّسُورِ نقلَهُ الجوهريُّ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
{الطُّلْيةُ، بالضَّمِّ: صُوفَةٌ تُطْلَى بهَا الإبِلُ الجَرْبَى، وَهِي الرِّبْذةُ أَيْضاً؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
وَمِنْه قوْلُهم: مَا يُساوِي} طُلْيَةً، وَهِي أَيْضاً خِرْقَةُ العارِكِ؛ وأَيْضاً الخَيْطُ الَّذِي تُشَدُّ بِهِ رِجْل الجَدْي مَا دامَ صَغِيراً، ويُفْتَحُ فِي هَذِه كالطَّلْيِ بالفَتْح.
{والطَّلا} والطَّلَيانُ، بالتّحْريكِ. بَياضٌ يَعْلو الأسْنانَ مِن مَرَضٍ أَو عَطَشٍ؛ قالَ الشاعرُ:
لقَدْ تَرَكَتْني ناقَتي بتَنُوفةٍ
لِسانيَ مَعْقُولٌ من {الطَّلَيانِ ويقالُ: بأسْنانِه} طَلِيٌّ {وطِلْيانٌ، مِثالُ صَبيَ وصِبْيانٍ، أَي قلَحٌ؛ تقولُ مِنْهُ:} طَلِيَ فُوه، كرَضِيَ، {يَطْلَى} طَلىً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وَهُوَ قولُ الأَحْمَر.
والمصنِّفُ ذكَرَ {الطَّلا فِي الواوِيِّ وأَغْفَلَه هُنَا، والحرْفُ مُشْتَرك بَيْنهما.
} والطُّلايَةُ، بالضمِّ: دُوايَةُ اللّبَن؛ عَن كُراعٍ.
وأيْضاً: مَا {يُطْلَى بِهِ.
} والطَّلَى: الرَّمادُ بينَ الأَثافي، على التَّشْبيهِ.
{وطَلَّى} يُطْلَى: إِذا شَتَم؛ عَن ابنِ الأعْرابي.
{وطَلَى اللَّيْلُ الآفاقَ: أَي غَشَّاها؛ قالَ ابنُ مُقْبل:
أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة بَعْدَما
} طَلَى اللَّيْلُ أَذْنابَ البجادِ فأَظْلَماأَي غَشَّاها كَمَا {يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ.
وقالَ أَبو سعيدٍ: أَمْرٌ} مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأنَّه قد {طُليَ بِمَا لبَّسَه.
} وطليا: قرْيةٌ بمِصْرَ مِن المنوفية.
{والطلاء: الفضَّةُ الخالِصَةُ.
وعودٌ} مَطْلِيٌّ: أَي غَيْر مَقشورٍ.
{وطَلَى البَقْلُ: ظَهَرَ على وجْهه الأرضِ.
} وأَطْلى الرَّجُلُ: مالَ عُنُقه إِلَى أَحَدِ الشِّقَّيْنِ.

طلي: طَلى الشيءَ بالهِنَاءِ وغَيرِهِ طَلْياً: لَطَخَه، وقد جاء في

الشِّعْرِ طَلَيْته إِيَّاه؛ قال مِسْكينٌ الدَّارِ مي:

كأَنّ المُوقِدِينَ بها جِمالٌ،

طَلاهَا الزَّيْتَ والقَطِرانَ طالِ

وطَلاَّهُ: كطَلاه؛ قال أَبو ذؤيب:

وسِرْبٍ يُطَلَّى بالعَبِيرِ، كأَنَّه

دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبِيح

وقد اطَّلى به وتَطَلَّى؛ وروي بيت أَبي ذؤيب:

وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبيرِ

والطِّلاءُ: الهِناءُ. والطِّلاءُ: القَطِرانُ وكلُّ ما طَلَيت به.

وطَلَيْتُه بالدُّهْنِ وغيرِه طَلْياً، وتَطَلَّيْت به واطَّليتُ به على

افْتَعَلْت. والطِّلاءُ: الشَّرابُ، شُبِّهَ بطِلاءِ الإِبل وهو الهِناءُ.

والطّلاءُ: ما طُبخَ من عَصير العِنَبِ حتى ذهَبَ ثُلُثاه، وتُسَمِّيه

العَجَمُ المَيْبَخْتَج، وبعضُ العرب يسَمِّي الخَمْرَ الطِّلاء؛ يريدُ بذلك

تحسين اسْمِها إِلا أَنها الطِّلاءُ بعَيْنها؛ قال عبيد بنُ الأَبْرصْ

للمُنْذِرِ حين أَراد قتلَه:

هي الخَمْرُ يكنُونَها بالطِّلا،

كما الذِّئبُ يُكْنَى أَبا جَعْدَهْ

واستشهد به ابن سيده على الطلاءِ خاثِرِ المنَصَّف يُشبه به، وضربه عبيد

مَثَلاً أَي تُظهِرُ لي الإِكْرامَ وأَنتَ تُرِيدُ قَتْلي، كما أَنَّ

الذئبَ وإِن كانت كُنْيَتُه حَسَنَةً فإِنَّ عملَه ليس بحَسَنٍ، وكذلك

الخمرُ وإِن سميت طِلاءً وحسُنَ اسمُها فإِن عَمَلَها قبيح؛ وروى ابن

قُتَيْبة بيتَ عبيد:

هي الخَمْر تُكْنَى الطِّلا،

وعَرُوضُه، على هذا، تنقص جزءاً، فإِذاً هذه الرواية خطأٌ؛ وقال ابن

بري: وقالوا هي الخَمْرُ؛ وقال أَبو حنيفة أَحمد بن داود الدِّينَوَرِي:

هكذا يُنْشد هذا البيت على مَرِّ الزمان ونصفُه الأَول ينقص جزءاً. وفي حديث

عليّ، رضي الله عنه: أَنه كان يرزُقُهمُ الطِّلاءَ؛ قال ابن الأَثير:

هو، بالكسر والمدّ، الشرابُ المطبوخُ من عَصير العنَبِ، قال: وهو الرُّبُّ،

وأَصله القَطِرانُ الخاثِرُ الذي تُطْلى به الإِبل؛ ومنه الحديث: إِنّ

أَوَّلَ ما يُكْفَأُ الإِسلامُ كما يُكفَأُ الإِناءُ في شرابٍ يقالُ له

الطِّلاءُ؛ قال هذا نحو الحديث الآخر: سيَشْرَبُ ناسٌ من أُمَّتي الخَمْرَ

يُسَمُّونها بغير اسمها؛ يريدُ أَنهم يَشْرَبون النَّبيذَ المُسكرَ

المطبوخَ ويسمونه طِلاءً تَحرُّجاً من أَن يسموه خمراً، فأَما الذي في حديث

عليٍّ، رضي الله عنه، فليس من الخمر في شيء وإنما هو الرُّبُّ الحلالُ؛

وقال اللحياني: الطَّلاءُ مُذكَّرٌ لا غَيرُ.

وناقة طَليْاءُ، ممدودٌ: مَطْلِيَّة. والطُّلْية: صوفة تُطْلى بها

الإبل. ويقال: فلان ما يُساوي طُلْية، وهي الصوفة التي تُطْلى بها الجَرْبى،

وهي الرِّبْذةُ أَيضاً؛ قاله ابن الأعرابي، وقال أَبو طالب: ما يُساوي

طُلْيَةً أَي الخَيطَ الذي يُشَدُّ في رِجلِ الجَدْي ما دام صغيراً، وقيل:

الطُّلْيةُ خِرْقة العارك، وقيل: هي الثَّملَةُ التي يُهنَأُ بها الجَربُ.

قال ابن بري: وقول العامة لا يُساوي طُليَةً غَلَط إِنما هو طِلْوة،

والطِّلوةُ قطعَة حَبْلٍ.

والطَّلى: المَطْلِيُّ بالقَطِران. وطَلَيْتُ البَعيرَ أَطْلِيه

طَلْياَ، والطِّلاءُ الاسم.

والطَّلِيُّ: الصغير من أَولادِ الغَنم، وإنما سمي طَلِيّاً لأنه

يُْطلَى أَي تُشَدّ رجله بخيطٍ إلى وَتَدٍ أَياماً، واسمُ ما يُشَّدُ به

الطَّلِي. والطِّلاءُ: الحبلُ الذي يُشَدَّ به رِجْلُ الطَّلى إلى وتد.

وطَلَوْتُ الطَّلَى: حَبَسْته. والطِّلْوُ والطِّلوة: الخَيْط الذي يُشَدُّ به

رجل الطَّلى إلى الوتِدِ. والطَّلْيُ والطُّليَة والطِّليَة؛ قال

اللحياني: هو الخَيْطُ الذي يُشَدّ في رِجْل الجَدْي ما دام صغيراً، فإذا كَبِرَ

رُبِقَ والزَّبْقُ في العُنْقِ. وقد طَلَيْت الطَّلى أَي شَدَدْتُه.وحكى

ابن بري عن ابن دُرَيْد قال: الطَّلْوُ والطَّلَى بمعنىً. والطِّلْوَة:

قِطعة خَيْطٍ. وقال ابن حَمْزة: الطِّلِيُّ المَرْبوطُ في طُلْيَتِه لا

في رِجْلَيْه. والطُّلْيَة: صَفْحَة العُنُقِ، ويقال الطُّلاةُ أَيضاً؛

قال: ويُقَوِّي أَن الطَّلِيَّ المربوطُ في عُنُقه قول ابن السكيت: رَبَقَ

البَهْمَ يَرْبُقُها إذا جَعَلَ رُؤوسَها في عُرَى حَبْلٍ. ويقال: اطْلِ

سَخْلَتَك أَي ارْبُقها. وقال الأَصمعي: الطَّلِيُّ والطَّلَى والطَّلوُ

بمعنىً. والطُّلْيَة أَيضاً: خِرْقة العرِك، وقد طَلَيْته. قال الفارسي:

الطَّلِيُّ صفةٌ غالبةٌ كسَّروه تكسير الأَسماء فقالوا طُلْيانٌ، كقولهم

للجَدْولَ سَريٌّ وسُرْيانٌ. ويقال: طَلوتُ الطَّلَى وطَلَيْته إذا

رَبَطْته برِجْله وحَبَسْته. وطَلَيْتُ الشيءَ: حَبَسْته، فهو طَلِيٌّ

ومَطْلِيٌّ. وطَلَيْت الرجُلَ طَلْياً فهو طَلِيٌّ ومَطلِيٌّ: حَبَسْته.

والطَّلَى والطَّلَيانُ والطَّلَوانُ: بياضٌ يعلُو اللِّسانَ من مَرَض أَو عطش؛

قال:

لقَدْ تَرَكَتْني ناقَتي بتَنُوفَةٍ،

لِسانيَ مَعْقُولٌ من الطَّلَيانِ

والطَّلِيُّ والطِّلْيانُ: القَلَح في الأَسْنانِ، وقد طَليَ فُوه فهو

يَطْلَى طَلىً، والكلمة واوية ويائيّة. وبأَسْنانِه طَلِيٌّ وطِلْيانٌ،

مثلُ صبيٍّ وصِبْيانٍ،أَي قَلَحٌ. وقد طَلِيَ فَمه، بالكسر، يَطْلَى طَلىً

إذا يَبِسَ رِيقُه من العَطَشِ.

والطُّلاوَةُ: الرِّيقُ الذي يَجِفُّ على الأَسْنانِ من الجُوع، وهو

الطَّلَوانُ. الكلابي: الطِّلْيانُ ليس بالفَتْح، يقال: طَلِيَ فَمُ

الإِنسانِ إِذا عَطِشَ وبقِيَتْ رِيقة ثَقِيلَةٌ في فَمِه، وربما قيل كان

الطَّلَى من جَهْدٍ يُصيبُ الإِنسانَ من غير عَطَشٍ، وطَلِيَ لسانُه إِذا

ثقُلَ، مأْخوذٌ من طَلَى البَهْمَ إِذا أَوْثقَه. والطَّلاَ والطُّلاوَةُ

والطِّلاوة والطَّلَوان والطُّلْوانُ: الرِّيقُ يَتَخَثَّر ويَعْصِبُ بالفَمِ

من عطشٍ أَو مَرَضٍ، وقيل: الطُّلْوانُ، بضم الطاء، الرِّيقُ يَجِفُّ

على الأَسنان، لا جَمْع له؛ وقال اللحياني: في فَمِه طُلاوَةٌ أَي

بَقِيَّةٌ من طَعامٍ. وطَلاوة الكلإِ: القليل منه. والطُّلايَة والطُّلاوة:

دُواية اللَّبَن. والطُّلاوة: الجِلْدَة الرَّقِيقَة فَوْقَ اللبنِ أَو الدمِ.

والطُّلاوَة: ما يُطْلى به الشيءُ، وقياسُه طُلايَة لأَنه من طَلَيْت،

فدَخَلَت الواو هنا على الياء كما حكاه الأَحْمَر عن العَرَب من قولهم

إنَّ عندك لأَشاوِيَّ.

والطَّلَى: الصغيرُ من كلِّ شيءٍ، وقيل: الطَّلى هو الولد الصغيرُ من

كلِّ شيءٍ؛ وشبه العجَّاج رَمادَ المَوْقِد بَينَ الأَثافي بالطَّلَى بين

أُمَّهاتِه فقال:

طَلَى الرّمادِ اسْتُرْئِمَ الطَّلِيُّ

أَرادَ: اسْتُرْئِمَهُ؛ قال أَبو الهيثم: هذا مَثَل جعلَ الرَّمادُ

كالولد لثلاثةِ أَيْنُقٍ، وهي الأَثافي عَطَفْنَ عليه؛ يقول: كأَنَّما

الرَّمادُ ولدٌ صغيرٌ عَطَفَتْ عليه ثلاثة أَيْنُقٍ. الجوهري: الطَّلا الولد من

ذواتِ الظِّلْفِ والخُفِّ، والجمعُ أَطلاءٌ؛ وأَنشد الأَصمعي لزهير:

بها العِينُ والآرامُ يَمْشِينَ خِلْفَةَ،

وأَطْلاؤُها يَنْهَضْنَ من كلِّ مَجْثَمِ

ابن سيده: والطَّلْوُ والطَّلا الصغيرُ من كلِّ شيءٍ، وقيل: الطَّلا

ولَدُ الظَّبْية ساعة تَضَعهُ، وجمعه طِلْوانٌ، وهو طَلاَئم خِشْفٌ، وقيل:

الطَّلا من أَولادِ الناسِ والبَهائمِ والوَحْشِ من حينِ يولدُ إِلى أَن

يَتَشدّدَ. وامرأَة مُطْلِيَةٌ: ذاتُ طَلىً. وفي حديثه، صلى الله عليه

وسلم: لولا ما يَأْتِينَ لأَزواجِهِنَّ دَخلَ مُطْلِياتُهُنّ الجنة، والجمع

أَطلاءٌ وطُلِيٌّ وطُلْيانٌ وطِلْيانٌ؛ واستعار بعض الرُّجَّاز الأَطْلاء

لفَسيلِ النخل فقال:

دُهْما كأَنَّ الليلَ في زُهائِها،

لا تَرْهَبُ الذِّئبُ على أَطْلائِها

يقول: إِن أَولادَها إنما هي فَسِيلٌ، فهي لا تَرْهَب الذئب، لذلك فإن

الذَّئاب لا تأكلُ الفَسيلَ. الفراء: اطْلُ طَلِيَّكَ، والجمع

الطُّلْيانُ، وطَلَوْته، وهو الطَّلا، مقصورٌ، يعني ارْبطْه برِجلِه.

والطِّلى: اللَّذَّةُ؛ قال أَبو صَخْر الهذلي:

كما تُثَنِّي حُمَيّا الكأْسِ شارِبَها،

لم يَقْضِ منها طِلاهُ بعد إِنْفادِ

وقضى ابن سيده على الطِّلى اللذَّة بالياءِ، وإِنْ لم يُشْتَقَّ كما قال

لكثرة ط ل ي وقلة ط ل و.

وتَطَلَّى فلانٌ إِذا لَزِمَ اللَّهْوَ والطَّرَبَ. ويقال: قَضَى فلانٌ

طَلاهُ من حاجتِه أَي هواه.

والطُّلاةُ: هي العُنُق، والجمع طُلىً مِثلُ تُقاةٍ وتُقىً، وبعضهم يقول

طُلْوةٌ وطُلىً. والطُّلى: الأَعْناق، وقيل: هي أُصُولُ الأَعناقِ،

وقيل: هي ما عَرُضَ من أَسفل الخُشَشاءِ، واحدتُها طُلْية. غيره: الطُّلى جمع

طُلْيَةٍ، وهي صَفْحة العُنُق. وقال سيبويه: قال أَبو الخطاب طُلاةٌ وهو

من باب رُطَبَة ورُطَبٍ لا من باب تَمْرَةٍ وتَمْرٍ، فافهم؛وأنشد غيرُه

قولَ الأَعْشى:

متى تُسْقَ من أَنْيابِها بعد هَجْعةٍ

من الليلِ شِرْباً، حين مالت طُلاتُها

قال سيبويه: ولا نَظيرَ له إلا حَرْفان: حُكاةٌ وحُكىً، وهو ضَرْبٌ من

العَــظاء، وقيل: هي دابة تُشْبه العــظاء، ،ومُهاةٌ ومُهىً، وهو ماءُ الفحل

في رَحِم الناقةِ، واحتج الأصمعي على قوله واحدتُها طُلْية بقول ذي

الرمة:أَضَلَّه راعِيا كَلْبِيَّةٍ صَدَرا

عن مُطْلِبِ، وطُلى الأعْناقِ تضْطَرِبُ

قال ابن بري: وهذا ليس فيه حجة لأنه يجوز أن يكون جمعَ طَلاةٍ كمَهاةٍ

ومَهىً.

وأَطْلى الرجلُ والبعيرُ إطلاءً، فهو مُطْلٍ: وذلك إذا مالت عُنُقُه

للموت أَو لغيره؛ قال:

وسائلةٍ تُسائلُ عن أَبيها،

فقلت لها: وَقَعْتِ على الخَبيرِ

تَرَكْتُ أَباكِ قد أَطْلى، ومالت

عليه القَشْعَمان مِن النُّسورِ

ويروى: مثالَ الثُّعْلُبان. وفي الحديث: ما أَطْلى نَبيٌّ قَطُّ أَي ما

مالَ إلى هواهُ، وأَصله من مَيل الطُّلا، وهي الأَعْناقُ، إلى أَحدِ

الشِّقَّيْنِ،

والطُّلْوة: لغةٌ في الطُّلْية التي هي عَرْضُ العُنُق. والطُّلْية:

بياضُ الصُّبْحِ والنُّوَّار. ورجل طَلىً، مقصورٌ إذا كان شديد المَرَضِ مثل

عَمىً، لا يُثَنىَّى ولا يُجْمَع، وربما قيل رَجُلانِ طَلَيان وعَمَيان

ورِجالٌ أَطْلاءٌ وأَعْماءٌ؛ قال الشاعر:

أفاطِمَ، فاسْتَحْيي طَليً وتَحَرَّجِي

مُصاباً، متى يَلْجَجْ به الشَّرُّ يَلْجَجِ

ابن السكيت: طَلَّيْتُ فلاناً تَطلِيَةً إذا مَرَّضتْه وقمت في مَرَضِه

عليه.

والطُّلاءُ مثال المُكَّاء: الدَّمُ؛ يقال: تَرَكْته يَتَشَحَّط في

طُلاَّئِه أَي يضطرِب في دَمِه مقتولاً، وقال أَبو سعيد: الطُّلاَّءُ شيءٌ

يَخْرُجُ بعد سُؤبُوبِ الدَّمِ يُخالِفُ لَونَ الدَّمِ، وذلك عند خروج

النَّفْسِ من الذَّبيحِ وهو الدَّم الذي يُطْلى به. وقال ابن بزرج: يقال هو

أَبغضُ إِليَّ من الطَّلِيّا والمُهْلِ، وزَعم أَن الطَّلِيَّا قُرْحة

تَخْرُج في جَنْبِ الإنسان شَبِيهَة بالقُوبَاء، فيقال للرجل إنما هي

قُوبَاء وليستْ بطَلِيَّا، يُهَوّنُ بذلك عليه، وقيل: الطَّلِيَّا

الجَرَب.قال أَبو منصور: وأَما الطَّلْياءُ فهي الثَّمَلة، ممدودة. وقال ابن

السكيت في قولهم هو أَهْون عليه من طَلْية: هي الرِّبذَة وهي الثَّمَلة؛

قاله بفتح الطاء. أبو سعيد: أَمْرٌ مَطْليٌّ أَي مُشْكِل مُظْلِمٌ كأَنه قد

طُليَ بما لبَّسَه؛ وأَنشد ابن السكيت:

شامِذاً، تَتَّقِي المُبِسَّ على المُرْ

يَةِ، كَرْهاً، بالصِّرْفِ ذي الطُّلاَّءِ

قال: الطُّلاَّءُ الدَّمُ في هذا البيت، قال: وهؤلاء قوم يريدون تسكِين

حَرْبٍ

(* قوله «يريدون تسكين حرب إلخ» تقدم لنا في مادة شمذ: قال أبو

زبيد يصف حرباء، والصواب يصف حرباً.) وهي تَسْتَعْصِي عليهم وتَزْبِنُهُم

لما هُريقَ فيها منَ الدِّماءِ، وأَراد بالصِّرْفِ الدمَ الخالِص.

والطَّلى: الشَّخْصُ، يقال: إِنه لَجَمِيلُ الطَّلى؛ وأَنشد أَبو عمرو:

وخَدٍّ كَمَتْنِ الصُّلَّبيِّ جَلَوْتُه،

جَمِيلِ الطَّلى، مُسْتَشْرِبِ اللَّوْنِ أَكْحَلِ

ابن سيده: الطَّلاوة والطُّلاوة الحُسْنُ والبَهْجَةُ والقَبولُ في

النَّامي وغير النامي، وحديثٌ عليه طُلاوةٌ

(* قوله « طلاوة» هي مثلثة كما في

القاموس.) وعلى كلامِهِ طُلاوةٌ على المَثَل، ويجوز طَلاوةٌ. ويقال: ما

على وجْهه حَلاوةٌ ولا طَلاوةٌ، وما عليه طُلاوةٌ، والضم اللغةُ

الجيِّدة، وهو الأَفْصَح.

وقال ابن الأَعرابي: ما على كلامه طَلاوةٌ وحَلاوة، بالفتح، قال: ولا

أَقول طُلاوة بالضم إِلا للشيءِ يُطْلى به، وقال أَبو عمرو: طَلاوة وطُلاوة

وطِلاوة. وفي قِصَّة الوَلِيد بن المُغِيرة: إِنَّ له لحَلاوةً وإِنَّ

عليه لَطُلاوةً أَي رَوْنَقاً وحُسْناً، قال: وقد تفتح الطَّاءُ.

والطُّلاوة: السِّحْر

(* قوله« والطلاوة السحر» في القاموس أنه مثلث.)

ابن الأَعرابي: طلّى إِذا شتَم شَتْماً قَبيحاً والطِّلاءُ: الشَّتْمُ.

وطَلَّيْتُه أَي شَتَمْته. أَبو عمرو: وليلٌ طالٍ أَي مُظْلِمٌ كأَنه

طَلى الشُّخُوصَ فَغَطَّاها؛ قال ابن مقبل:

أَلا طَرَقَتْنا بالمَدِينَة، بَعْدَما

طَلى اللَّيْلُ أَذْنابَ النِّجادِ، فأَظْلَمَا

أَي غَشَّاها كما يُطْلى البَعِيرُ بالقَطِرانِ.

والمِطلاءُ: مَسِيلٌ ضَيِّقٌ من الأَرض، يُمَدُّ ويُقْصَر، وقيل: هي

أَرضٌ سَهْلةٌ ليِّنةٌ تُنْبِتُ العِضَاهَ؛ وقد وَهِمَ أَبو حنيفة حين أَنشد

بيت هِمْيان:

ورُغُلَ المِطْلى به لَواهِجا

وذلك أَنه قال: المطلاءِ ممدود لا غير، وإِنما قَصَرَه الراجزُ ضَرورة،

وليس هِمْيانُ وحْدَه قَصَرَها. قال الفارسيُّ: إِن أَبا زياد الكِلابيَّ

ذكر دَارَ أَبي بَكْرِ بن كلاب فقال تَصُبُّ في مَذانِبَ ونَواصِرَ، وهي

مِطْلىً؛ كذلك قالها بالقَصْر. أَبو عبيد: المَطالي الأَرض السَّهْلة

اللَّيِّنَة تُنْبِتُ العِضاهَ، واحدَتُها مِطْلاء على وزن مِفْعال. ويقال:

المَطالي المَواضِعُ التي تَغْذُو فيها الوَحْش أَطلاءَها. وحكى ابن بري

عن عليّ بن حَمْزَة: المَطالي رَوْضاتٌ، واحدها مِطْلى، بالقَصْر لا

غيرُ، وأَما المِطْلاءُ لِمَا انْخَفَض من الأَرض واتَّسَعَ فَيُمَدُّ

ويُقْصَرُ، والقًصْرُ فيه أَكثر، وجمعهُ مَطالٍ؛ قال زَبَّانُ بنُ سَيّارٍ

الفزاري:

رَحَلْتُ إِليكَ من جَنَفاءِ، حَتَّى

أَنَخْتُ فِناءَ بَيْتِك بالمَطالي

وقال ابن السيرافي: الواحدة مِطْلاءٌ، بالمدّ، وهي أَرضٌ سَهْلة.

والمُطَلِّي: هو المُغَنِّي.

والطِّلْوُ: الذِّئْب. والطِّلْوُ: القانصُ اللطيفُ الجِسْمِ، شُبِّه

بالذِّئبِ؛ قال الطرِمَّاح:

صادَفَتْ طِلْواً طَويلَ القَرَا،

حافِظَ العَينِ قَلِيلَ السَّأَمْ

(* قوله« طويل القرا» في التكملة: طويل الطوى.)

عضرفط

[عضرفط] العَضْرَفوطُ: العَــظاءــةُ الذكر، وتصغيره عضيرف وعضيريف.

عضرفط: العَضْرَفُوطُ: دويبة بيضاء ناعمة. ويقال: العَضْرفوط ذكر

العِــظاء، وتصغيره عُضَيرِفٌ وعُضَيْرِيف، وقيل: هو ضرب من العِــظاء، وقيل: هي

دويبة تسمى العِسْوَدَّة بيضاء ناعمة، وجمعها عَضافِيطُ وعَضْرفُوطاتٌ،

قال: وبعضهم يقول عُضْفُوط؛ وأَنشد ابن بري:

فأَجْحَرَها كرُّها فِيهِمُ،

كما يُجْحِرُ الحَيّةُ العَضْرَفُوطا

عضرفط



عَضْرَفُوطٌ The عُذْفُوط, (K,) [i. e.] a small creeping thing called عِسْوَدّ, white, soft, or smooth, to which the fingers of girls are likened, found in the sands, and called by some عُضْفُوطٌ and عُذْفُوطٌ, of which the pls. are عَضَافِيطُ and عَذَافِيطُ: (Lth, O:) or the male of the [species of lizard called] عَظَآء; (S, O, K;) and it is (O, K) said to be (O) one of the animals ridden by the jinn, or genii: (O, K:) pl. عَضَارِفُ and عَضْرَفُوطَاتٌ: (Lth, O, K:) dim. عُضَيْرِفٌ and عُضَيْرِيفٌ. (S.)
عضرفط
اللُيثُ: العضرفوطُ - والجمعُ العضارفُ وعضرفوُطاتّ -: وهو دويبةَ تسمىّ العسودّ بيضاءُ ناعمةّ تشبهُ بها أصابعُ الجوراي تكونُ في الرملَ، وبعض يقول: هو العضفوطْ، والجمعُ العضافيطُ في القوْلينِ جميعاً. قال: وقال بعضهمُ: العضرفوطُ: ذكرَ العــظاءِ، قال ابو حزام غالبُ بن الحارث العكلي:
فأصلَ قد تدخْدخَ لي ... وداختْ فَرَاضخةُ دؤوَخَ ويقال: هو من دوابّ الجنّ وركائبهم، وأنشدَ بعضهم: بعضهم:
وكلّ المطايا قد رِكبناْ فلم نجدْ ... ألذّ وأشهى من وخّيدْ الثعالبِ
ومن فأرةٍ مزْموْمةٍ شمرِيةٍّ ... وخود بردْفيهاَ أمامَ الرّكائبِ
ومن عَضرَْفوطٍ حطّ بي من ثنَيةٍ ... يباُدرُ سرْباً من عــظاءٍ قواربِ
عضرفط
العَضْرَفُوطُ: العُذْفُوطُ، وَهِي العِسْوَدَّةُ الَّتِي تقدَّمَ ذِكْرُها، أَو هُوَ ذَكَرُ العَــظَاءِ، كَمَا فِي الصّحاح، قالَ أَبُو حِزامٍ العُكْلِيُّ:
(فآصَلَ قد تَدَخْدَخَ لِي ودَاخَتْ ... فَرَاضِخُهُ دُوُوخَ العَضْرَفُوطِ)
أَو: هُوَ من دَوابِّ الجِنِّ ورَكائِبِهم، قالَ الشَّاعِر:
(وكُلُّ المَطايَا قد رَكِبْنا فَلم نَجِدْ ... أَلَذَّ وأَشْهَى من وَحِيدِ الثَّعالِبِ)

(ومِنْ فأْرَةٍ مَزْمُومَةٍ شَمَّرِيَّةٍ ... وخَودٍ برِدْفَيْها أَمامَ الرَّكائِبِ)

(ومِنْ عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بِي من ثَنِيَّةٍ ... يُبَادِرُ سِرْباً مِنْ عَــظَاءِ قَوَارِبِ)
قالَ اللَّيْثُ: ج: عَضَارِفُ، وعَضْرَفُوطاتٌ. وقِيلَ: جمعُه عَضَافِيطُ، وَفِي الصّحاح: وتَصْغيرُه عُضَيْرِفٌ وعُضَيْرِيفٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ:
(فأَحْجَرَها كَرُّهَا فِيهمُ ... كَمَا يُحْجِرُ الحَيَّةُ العَضْرَفُوطَا)

مظ

مظ: المَظُّ: الرُّمّانُ البَرِّيُّ.
وماظَظْتُ الرَّجُلَ أُمَاظُّه مُمَاظَّةً ومِظَاظاً: إذا شارَرْتَه ونازَعْتَه.
ومَظَظْتُه: لُمْتَه.
وتَمَاظُّوا: تَلاَحَوْا.
والمَظْمَظَةُ: الدَّنْدَنَةُ.
وإنَّ فيه لَمَظَاظَةً: إذا كانَ شَدِيْدَ الخَلْقِ.
باب الــظاء والميم م ظ يستعمل فقط

مظ: المَظُّ شَجَرة الرُّمان، والمُماظَّة المُشارَّةُ والمُنازَعة، وماظظته وشاررته، وكذلك المظاظ. قال:

إنّ لِلَيْلَى غِلْمةً غِلاظاً ... مُعاوِدينَ عندَها المِظاظا

مظ



مَظٌّ The pomegranate-tree: (K:) or the wild pomegranate, (As, T, S, M,) or the wild pomegranate-tree: (Lth, M, K:) or a sort of pomegranate (IDrd) that grows in the mountains of the سَرَاة, not producing fruit, but only blossoms, (IDrd, K,) and these in abundance: (IDrd *) in its blossoms is honey, (K,) in abundance, (TA,) and they are sucked: (K:) it produces blossoms, but does not form fruit, and the bees eat them, and yield good honey therefrom: AHn says, it grows in the mountains, and produces many blossoms, but does not mature its produce, (لَا يُرَبِّى,) but its blossoms have much honey: (M:) it has fire-wood of the best quality, the most excellent thereof in yielding fire, and it is made to flame like candles: Es-Sukkaree says, it is the wild pomegranate, which bees eat, and it produces only leaves, having no pomegranates: the n. un. is with ة. (TA.) b2: Also, i. q. دَمُ الأَخَوَيْنِ, which is the same as دَمُ الغَزَالِ, (AHeyth, K,) called in the present day القَاطِرُ المَكِّىُّ (TA) [and قَطْرُ مَكَّةَ, i. e. the red, resinous, inspissated juice which we call dragon's blood.] b3: Also, The expressed juice of the roots of the أَرْطَى, (K, TA,) which are red, the tree itself being green, and which, when camels eat them, cause their lips to become red. (TA.) b4: [Forskal, in his Flora, page ciii., mentions The dianthera trisulca as called in El-Yemen مض or مظ.]

حَظَلَ 

(حَظَلَ) الْحَاءُ وَالــظَّاءُ وَاللَّامُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ. فَالْحَظْلُ: الْغَيْرَةُ وَمَنْعُ الْمَرْأَةِ مِنَ التَّصَرُّفِ وَالْحَرَكَةِ. [قَالَ] :

فَيَحْظِلُ أَوْ يَغَارُ

قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: حَظَلْتُ عَلَيْهِ مِثْلُ حَظَرْتُ. وَيُقَالُ فِي قَوْلِهِ " فَيَحْظِلُ أَوْ يَغَارُ " إِنَّهُ التَّقْتِيرُ. وَأَحْرِ أَنْ يَكُونَ هَذَا أَصَحَّ، لِأَنَّهُ قَالَ " أَوْ يَغَارُ ". وَالتَّقْتِيرُ يَرْجِعُ إِلَى الَّذِي ذَكَرْنَاهُ مِنَ الْمَنْعِ. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ حَظَلَانُ وَحَظْلَانُ. قَالَ:

تُعَيِّرُنِي الْحِظْلَانَ أُمُّ مُغَلِّسٍ ... فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَقْذِفِينِي بِدَائِيَا

حَظَرَ 

(حَظَرَ) الْحَاءُ وَالــظَّاءُ وَالرَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى الْمَنْعِ. يُقَالُ حَظَرْتُ الشَّيْءَ أَحْظُرُهُ حَظْرًا، فَأَنَا حَاظِرٌ وَالشَّيْءُ مَحْظُورٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20] . وَالْحِظَارُ: مَا حُظِرَ عَلَى غَنَمٍ أَوْ غَيْرِهَا بِأَغْصَانٍ أَوْ شَيْءٍ مِنْ رَطْبِ شَجَرٍ أَوْ يَابِسٍ، وَلَا يَكَادُ يُفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا بِالرَّطْبِ مِنْهُ ثُمَّ يَيْبَسُ. وَفَاعِلُ ذَلِكَ الْمُحْتَظِرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر: 31] ، أَيِ الَّذِي يَعْمَلُ الْحَظِيرَةَ لِلْغَنَمِ ثُمَّ يَيْبَسُ ذَلِكَ فَيَتَهَشَّمُ. وَيُقَالُ جَاءَ فُلَانٌ بِالْحَظِرِ الرَّطْبِ، إِذَا جَاءَ بِالْكَذِبِ الْمُسْتَشْنَعِ. وَيُقَالُ هُوَ يُوقِدُ فِي الْحَظْرِ، إِذَا كَانَ يَنِمُّ وَقَدْ مَضَى شَاهِدُهُ.

حَظَّ 

(حَظَّ) الْحَاءُ وَالــظَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ النَّصِيبُ وَالْجَدُّ. يُقَالُ فُلَانٌ أَحَظُّ مِنْ فُلَانٍ، وَهُوَ مَحْظُوظٌ. وَجَمْعُ الْحَظِّ أَحَاظٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. قَالَ أَبُو زَيْدٍ: رَجُلٌ حَظِيظٌ جَدِيدٌ، إِذَا كَانَ ذَا حَظٍّ مِنَ الرِّزْقِ. وَيُقَالُ حَظِظْتُ فِي الْأَمْرِ أَحَظُّ.

قَالَ: وَجَمْعُ الْحَظِّ أَحُظٌّ.

جَوَظَ 

(جَوَظَ) الْجِيمُ وَالْوَاوُ وَالــظَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ لِنَعْتٍ قَبِيحٍ لَا يُمْدَحُ بِهِ. قَالَ قَوْمٌ: الْجَوَّاظُ الْكَثِيرُ اللَّحْمِ الْمُخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ. يُقَالُ: جَاظَ يَجُوظُ جَوَظَانًا. قَالَ:

يَعْلُو بِهِ ذَا الْعَضَلِ الْجَوَّاظًا

وَيُقَالُ: الْجَوَّاظُ الْأَكُولُ، وَيُقَالُ الْفَاجِرُ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.