Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضير

أسد

أ س د: (الْأَسَدُ) جَمْعُهُ (أُسُودٌ) وَ (أُسُدٌ) بِضَمَّتَيْنِ مَقْصُورٌ مِنْهُ مُثَقَّلٌ وَأُسْدٌ مُخَفَّفٌ مِنْهُ وَ (آسُدٌ) وَ (آسَادٌ) بِمَدِّ أَوَّلِهِمَا كَأَجْبُلٍ وَأَجْبَالٍ وَالْأُنْثَى (أَسَدَةٌ) وَأَرْضٌ (مَأْسَدَةٌ) بِوَزْنِ مَتْرَبَةٍ أَيْ ذَاتُ أُسْدٍ وَ (أَسِدَ) الرَّجُلُ إِذَا رَأَى الْأَسَدَ فَدَهِشَ مِنَ الْخَوْفِ، وَأَسِدَ أَيْضًا صَارَ كَالْأَسَدِ فِي أَخْلَاقِهِ وَبَابُهُمَا طَرِبَ، وَفِي الْحَدِيثِ «إِذَا دَخَلَ فَهِدَ وَإِذَا خَرَجَ أَسِدَ» وَ (اسْتَأْسَدَ) عَلَيْهِ اجْتَرَأَ. وَ (الْإِسَادَةُ) بِالْكَسْرِ لُغَةٌ فِي الْوِسَادَةِ. 

أسد: الأَسَد: من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل،

وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة،

وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي.

وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة:

كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان: يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة: ويقال

لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة

للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب.

واستأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل:

إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم

شبْهَ الليوثِ، إِذا استأْسدتَهم أَسِدوا

وأَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه. وقيل لامرأَة

من العرب: أَيّ الرجال زوجك؟ قالت: الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل فهِدَ،

ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في

الشجاعة. يقال: أَسِد واستأْسد إِذا اجترأَ. وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ

أَسَداً إِذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف. واستأْسد عليه:

اجترأَ.وفي حديث لقمان بن عاد: خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد

يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية. وأَسد عليه: غضب؛ وقيل: أَسد عليه سفه.

واستأْسد النبت: طال وعظم، وقيل: هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته،

وقيل: هو إِذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم:

مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ،

يقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ

وقال أَبو خراش الهذلي:

يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ،

له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجيل

قوله: يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني

حُمُراً وردت الماء. والعَرمَض: الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد

النبت. والنجيل: النزّ والطين.

وآسَدَ بين القوم

(* قوله «وآسد بين القوم» كذا بالأصل وفي القاموس مع

الشرخ كضرب أفسد بني القوم.): أَفسد . وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً: هيجه

وأَغراه، وأَشلاه دعاه. وآسَدْتُ بين الكلاب إِذا عارشت بينها؛ وقال

رؤْبة:

تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد

والمؤسِدُ: الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه. وآسدت

الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف. وآسدَ السيرَ

كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده: وعسى أَن يكون مقلوباً عن

أَسأَد.ويقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح.

وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسمان. والأَسَدُ: قبيلة؛ التهذيب: وأَسَد أَبو

قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وأَسَد أَيضاً:

قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار. والأَسْد: لغة في الأَزد؛

يقال: هم الأَسْد شنوءة. والأَسْديّ، بفتح الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في

شعر الحطيئة يصف قفزاً:

مُستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ

أَيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُبا

مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه،

والعادية: الآبار. والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه

الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب. قال: ووهم من جعله في فصل أَسد،

وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو

جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: وليس بجمع

تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت

الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.

أسد: هو عند أهل الكيمياء الذهب، ملك المعادن، كما أن الأسد يسمى ملك الوحوش (ديفي 10).
[أسد] نه فيه: إن خرج "أسد" أي صار كالأسد في الشجاعة من أسد واستأسد إذا اجترأ والأسد مصدره. ن: من أسد بكسر السين. نه ومنه: خذي مني أخي ذا "الأسد" أي ذا القوة الأسدية.
(أسد) - في حديث لُقْمان بن عاد: "خُذِى مني أَخِى ذَا الأَسَد".
كأنه وصَفَه بالشَّجاعة. يقال: أَسِدَ واستأْسَد إذا اجتَرأ.
- ومنه ما في حديث أُمِّ زَرْع: "إن خَرَج أَسِدَ".
ويقال: أسِد الرجلُ إذا خَرِف ودُهِشَ عند رؤية الأَسد.
(أ س د) : (أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى أَبِي أُسَيْدٍ) بِالْفَتْحِ وَكَذَا أُسَيْدٍ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ وَكَذَا عَتَّابُ بْنُ أُسَيْدٍ (وَأُسَيْدٌ) أَبُو ثَعْلَبَةَ رُوِيَ فِيهِ الضَّمُّ (وَأُسَيْدُ) بْنُ حُــضَيْرٍ بِالضَّمِّ لَا غَيْرُ وَكَذَا أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ وَكَذَا أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ.
أس د

في أرض بني فلان مأسدة، وأكثر المآسد في بلاد اليمن.

ومن المجاز: استأسد عليه أي صار كالأسد في جرأته. واستأسد النبت: طال وجن وذهب كل مذهب. قال أبو النجم:

مستأسد ذبانه في غيطل

وآسد الكلب بالصيد: أغراه به. وآسد بين الكلاب: هارش بينها. وآسد بين القوم: أفسد.
أسد
الأسَدُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الآسَادُ والأسْدُ والأسُوْدُ، والانثى أسَدَة. واسْتَأْسَدَ فُلانٌ: صارَ في حَمْلَتِه كالأسَدِ.
واسْتَاْسَدَ النَّبَاتُ: طالَ والْتَفَّ. والأسَدُ: في بُرُوْجِ السَّمَاءِ. وأَسَدْتُ بَيْنَ القَوْمِ: أغْرَيْت بينهم. والمُؤْسِدُ: الكَلّابُ الذي يُشْلي الكِلَابَ للصَّيْدِ. ورَجُلٌ أسِيْد بَيِّنُ الإسَادَةِ؛ من قَوْمٍ أُسَدَاءَ. وأسَدٌ أسِيْدٌ: أي شَدِيْدٌ.
وأَسِدَ الرَّجُلُ: إذا طارَ عَقْلُه؛ يَأسَدُ. ورَجُلٌ أَسِدٌ: إذا رَأى الأسَدَ ذَهَبَ قَلْبُه.
وأَسِدَ - أيضاً -: اسْتَأْسَدَ على الناسِ. واسْتُؤْسِدَ: هُيِّجَ. ويقولونَ: أُسَادَةٌ ووُسَادَةٌ وإسَادَة ووِسَادَةٌ.
[أسد] الأَسَدُ جمعه أَسُودٌ، وأَسُدٌ مقصورٌ مثقَّلٌ منه، وأُسْدٌ مخفَّفٌ، وآسد، وآساد مثل أجبل وأجبال. قال أبو زيد: الاثنى أسدة. وأسد: أبو قبيلة من مضر، وهو أسد بن خزيمة ابن مدركة بن الياس بن مضر. وأسد ايضا: قبيلة من ربيعة، وهو أسد ابن ربيعة بن نزار. وأرض مأسدة: ذات أُسْدٍ. وأَسِدَ الرجلُ بالكسر، إذا رأى الأَسَدَ فَدهِش من الخوف. وأَسِدَ أيضاً: صار كالأَسَدِ في أخلاقه. وفي الحديث: " إذا دخلَ فَهِدَ، وإذا خرج أَسِدَ ". واسْتَأْسَدَ عليه: اجترأ واسْتَأْسَدَ النبتُ: قَويَ والتف. قال أبوخراش الهذلى:

له عرمض مستأند ونجيل  وآسدت الكلب وأوسدته: أغريته بالصيد. والواو منقبلة عن الالف. وآسدت بين القوم: أفسدت. والاسد لغة في الازد، يقال هم الاسد أسد شنوءة. والاسدي: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة . والاسادة لغة في الوسادة.
أس د

الأَسَدُ من السِّبَاع ومعروفٌ والجَمْعُ آسادٌ وأُسُودٌ وأُسُدٌ والأنثى أَسَدَةٌ وأَسَدٌ آسِدٌ على المبالغةِ كما قالوا عَرَادٌ عَرِدٌ عن ابن الأعرابيِّ وأَسَدٌ بَيِّنُ الأَسَد نادر كقَوْلِهم حِقَّةٌ بَيِّنَةُ الحقَّة وأرضٌ مَأْسَدةٌ كثيرة الأُسُودِ واسْتَأْسَدَ الأسدَ دَعَاهُ قال مُهَلْهِلٌ

(إنِّي وَجَدْتُ زُهَيْراً في مآثِرِهم ... شِبْهِ اللُّيُوثِ إذا اسْتأسَدَتْهَم أَسِدُوا)

وأَسِدَ الرجلُ واسْتَأْسَدَ صار كالأَسَد وقيل لامْرَأَةٍ من العَرَب أَيُّ الرِّجَالِ زَوْجُك فقالت الذي إنْ خَرَجَ أَسِدَ وإن دَخَلَ فَهِدَ ولا يَسْأَلُ عما عَهِدَ وأَسَدَ عَلَيْه غَضِب وقيل أَسَدَ عليه سَفِهَ واسْتَأَسَدَ النَّبْتُ طالَ وعَظُم وقيل هو أن يَنْتَهَيَ في الطُّولِ ويَبْلُغَ غايَتَه وقيل هو إذا بَلَغَ والْتَفَّ وأَسَدَ بين القَوْمِ أَفْسَدَ وآسَدَ الكلبَ بالصَّيْدِ أَغْراهُ وآسَدَ السَّيْرَ كأسْأَدَه عن ابن جِنِّي وعَسَى أن يكونَ مَقْلُوباً عن أَسْأَدَ والأَسَدُ قَبِيلَةٌ وأُسَيْد وأَسِيدٌ اسْمان 
أسد
أسِدَ/ أسِدَ على يأسَد، أَسْدًا، فهو آسِد، والمفعول مأسود عليه
• أسِد الرَّجُلُ: تطبَّع بطباع الأَسَد "إذا دخل فهِد وإذا خرج أسِد: يدخل متراخيًا ويخرج قويًّا".
• أسِد على الخصم: اجترأ عليه ونال من كرامته. 

استأسدَ/ استأسدَ على يستأسد، استئسادًا، فهو مُستأسِد، والمفعول مستأسَد عليه
• استأسد الرَّجلُ: صار كالأَسَد جرأةً وشجاعةً "استأسد في مقاومة العدوّ".
• استأسد على الخصم: اجترأ وأقدم على مهاجمته "يستأسد على من يحاول إذلاله". 

تأسَّدَ يتأسَّد، تأسُّدًا، فهو مُتَأَسِّد
• تأسَّد الرَّجلُ: صار كالأَسَد. 

أَسْد [مفرد]: مصدر أسِدَ/ أسِدَ على. 

أَسَد [مفرد]: ج آساد وأُسْد وأُسُد وأُسُود، مؤ أَسَدة:
1 - (حن) حيوان مفترس شديد الضراوة من فصيلة السِّنّوريّات ورُتْبة اللَّواحم، يشمل الذكر والأنثى ويطلق على الأنثى أسدة ولَبُؤَة، وله في العربيّة أسماء كثيرة أشهرها الليث والضيغم والغضنفر والضرغام "رأيت أسدًا- هذا الشِّبل من ذاك الأسد: يشبه الابن أباه في صفاته- *أَسَد عليّ وفي الحروب نعامةٌ*" ° أسد الله: حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه- بين فكَّيّ الأسد: في خطر، في مأزق- حِصَّة الأسد: الجزء الأكبر.
2 - شجاع جريء كالأسد "رجل أسد" ° هم أُسْدُ الشَّرَى: أشدّاءُ شجعان.
• الأَسَد: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه الخامس بين السّرطان والعذراء، وزمنه من 23 من يولية إلى 22 من أغسطس.
• أَسَدُ البحر: (حن) حيوان لبون من زعنفيَّات الأقدام يألف حياة الماء.
 • داء الأسد: (طب) نوع من الجُذَام، سمِّي بذلك لمشابهة وجه صاحبه وجه الأسد. 

مَأْسَدة [مفرد]: ج مَأْسَدات ومآسدُ ومآسيدُ: مكانٌ تكثرُ فيه الأسودُ وتألفُه "اشتهرت بعض بلاد أفريقيا بمآسدها". 

ألف

(ألف) فلَان رَأسه جعله تَحت ثَوْبه والطائر رَأسه جعله تَحت جناحيه
(ألف) فلَان صَارَت أَمْوَاله ألفا وَيُقَال فلَان من المؤلفين وَبَينهمَا جمع وَالشَّيْء وصل بعضه بِبَعْض وَالْكتاب جمعه وَوَضعه وَالْعدَد كمله ألفا وَقَلبه استماله
(أ ل ف) : (أَلِفَ) الْمَكَانَ فَأَلِفَهُ إلْفًا وَإِلَافًا وَأَلَّفْت بَيْنَهُمْ فَتَأَلَّفُوا وَتَأَلَّفَهُ تَكَلَّفَ مَعَهُ الْإِلْفَ (وَالْمُؤَلَّفَةُ) قُلُوبُهُمْ قَوْمٌ مِنْ أَشْرَافِ الْعَرَبِ كَانَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يُعْطِيهِمْ مِنْ الصَّدَقَاتِ بَعْضَهُمْ دَفْعًا لِأَذَاهُ عَنْ الْمُسْلِمِينَ وَبَعْضَهُمْ طَمَعًا فِي إسْلَامِهِ وَبَعْضَهُمْ تَثْبِيتًا لِقُرْبِ عَهْدٍ بِالْإِسْلَامِ فَلَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - مَنَعَهُمْ ذَلِكَ وَقَالَ انْقَطَعَتْ الْآنَ الرِّشَا لِكَثْرَةِ الْمُسْلِمِينَ.
ألف: الأَلْفُ: مَعْرُوْفٌ، وهي الآلاَفُ، وآلَفَتِ الإِبِلُ صارَتْ أَلْفاً، والمُؤْلِفُ: الذي له أَلْفٌ أو أُلُوْفٌ من الإِبِلِ.
والأَلَفَانُ: مَصْدَرُ أَلِفْتُ الشَّيْءَ آلَفُه، وهي الأُلْفَةُ والائْتِلاَفُ، والإلْفُ والأَلِيْفُ.
وأَوَالِفُ الطَّيْرِ: التي أَلِفَتْ مَكَّةَ، وهي مُؤْلِفَاتٌ.
وكُلُّ شَيْءٍ ضَمَمْتَ بَعْضَه إلى بَعْضٍ: فقد ألَّفْتَه، ومنه تَأْلِيْفُ الكُتُبِ. وقَوْلُه عَزَّ وجَلَّ: " لإِيْلاَفِ قُرَيْشٍ " من ذلك.
وآلَفْتُ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ: أي آمَنْتُ به إيْمَاناً، وأَلِفْتُها إلاَفاً.
والأَلِفُ والأَلِيْفُ: الحَرْفُ.
ألف
الأَلِفُ من حروف التهجي، والإِلْفُ: اجتماع مع التئام، يقال: أَلَّفْتُ بينهم، ومنه: الأُلْفَة ويقال للمألوف: إِلْفٌ وأَلِيفٌ. قال تعالى: إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ [آل عمران/ 103] ، وقال: لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال/ 63] .
والمُؤَلَّف: ما جمع من أجزاء مختلفة، ورتّب ترتيبا قدّم فيه ما حقه أن يقدّم، وأخّر فيه ما حقّه أن يؤخّر. ولِإِيلافِ قُرَيْشٍ
[قريش/ 1] مصدر من آلف .
والمؤلَّفة قلوبهم : هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله، لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ [الأنفال/ 63] ، وأو الف الطير: ما ألفت الدار. والأَلْفُ: العدد المخصوص، وسمّي بذلك لكون الأعداد فيه مؤتلفة، فإنّ الأعداد أربعة:
آحاد وعشرات ومئات وألوف، فإذا بلغت الألف فقد ائتلفت، وما بعده يكون مكررا. قال بعضهم: الألف من ذلك، لأنه مبدأ النظام، وقيل: آلَفْتُ الدراهم، أي: بلغت بها الألف، نحو ماءيت، وآلفت هي نحو أمأت.
[ألف] الألْفُ عددٌ، وهو مذكر، يقال: هذا ألْفٌ واحدٌ، ولا يقال: واحدة. وهذا أَلْفٌ أَقرعُ، أي تامٌّ، ولا يقال: قرعاءُ. وقال ابن السكيت: لو قلت هذه أَلْفٌ بمعنى هذه الدراهم أَلْفٌ، لجاز. والجمع أُلوفٌ وآلافٌ. وأَلَفَهُ يَأْلِفُهُ بالكسر: أعطاه أَلْفاً. قال الشاعر وكريمة من آل قيس ألفته حتى تبذخ فارتقى الاعلام أي رب كريمة. والهاء للمبالغة. أي فارتقى إلى الاعلام، فحذف " إلى " وهو يريده. وآلَفْتُ القومَ إيلافاً، أي كمّلتهم أَلْفاً، وآلَفوهُمْ أيضاً بأنفسهم. وكذلك آلفت الدارهم وآلفت هي. والالف: الأَليْفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الالف. وجمع الاليف آلائف، مثل تبيع وتبائع وأفيل وأفائل. قال ذو الرمة: فأَصْبَحَ البَكْرُ فردا من أَلائِفِهِ يرتاد أَحْلِيَةً أَعْجازُها شذب والالاف: جمع آلف مثل كافر وكفار. وفلان قد أَلِفَ هذا الموضع بالكسر يَأْلَفُهُ إلْفاً، وآلَفَهُ إيّاهُ غيرُه. ويقال أيضاً: آلَفْتُ الموضعَ أُولِفهْ إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضعَ أُؤْالِفُهُ مؤالفة وإلافا، فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدا. وألفت بين الشيئين تأليفا، فنألفا وأتلفا. ويقال أيضا: أَلْفٌ مُؤَلَّفَةٌ، أي مكمَّلَةٌ. وتَأَلّفْتُهُ على الإسلام. ومنه المُؤَلَّفَةُ قلوبُهم. وقوله تعالى: {لإيلافِ قريشٍ إيلافِهِمْ} يقول تعالى: أهلكت أصحاب الفيل لأُولِفَ قريشاَ مكّة، ولِتُؤَلِّفَ قريشٌ رحلَة الشتاء والصيف، أي تجمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذِهِ أخذوا في ذه. وهذا كما تقول: ضربته لكذا لكذا، بحذف الواو.
[أل ف] الأَلْفُ من العدَدِ معروفٌ والجمعُ آلُفٌ قال بُكَيْرٌ أَصَمُّ بني الحَارثِ بن عُبَادٍ

(عَرَبًا ثَلاثَةُ آلُفٍ وَكتيبَةً ... أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِن بَني القُدَّامِ)

وآلافٌ وأُلُوفٌ فأما قولُ الشَّاعِرِ

(وكانَ حامِلُكم منَّا ورَافِدُكُم ... وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَفِ)

إنما أرادَ الآلاف فحذفَ اللامَ ضَرُورَةً وكذلكَ أرادَ المِئينَ فحذفَ الهَمْزَةَ وأَلَّفَ العَدَدَ وَآلَفَهُ جَعَلَهُ أَلْفًا وآلَفُوا صَارُوا أَلْفًا وفي الحديثِ أَوَّلُ حَيٍّ آلَفَ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بنُو فُلانٍ وشَارَطَهُ مُؤَالَفَةً أي على أَلْفٍ عن ابن الأَعْرابيّ وأَلِفَ الشيءَ إِلْفًا وإِلافًا وَوِلافًا الأخيرَةُ شاذَّةٌ وأَلْفَانًا وآلَفَه لَزِمَهُ وآلَفَهُ إيَّاهُ أَلْزَمهُ إيَّاهُ وفي التَّنْزِيلِ {إيلافهم رحلة الشتاء والصيف} قريش 2 فِيمَنْ جَعَلَ الهاءَ مفعولاً ورحلَةَ مفعولاً ثانيًا وقد يجوزُ أن يكونَ المفعولُ هنا واحدًا على قولِكَ آلَفْتُ الشيءَ كأَلِفْتُه وتكونَ الهاءُ والميمُ في موضعِ الفاعلِ كما تقولُ عجبتُ من ضربِ زيدٍ عَمْرًا وهي الأُلْفَةُ وائْتَلَفَ الشّيءْ أَلِفَ بعضُهُ بَعْضًا وألَّفَهُ جَمَعَ بَعْضَهُ إلى بَعْضٍ وتألَّفَ تَنَظَّمَ والإِلْفُ الذي تَأْلَفُهُ وجَمُعُه آلافٌ وحكى بعضُهُم في جَمْعِ إِلْفٍ أُلُوفٌ وعِنْدي أَنَّهُ جَمعُ آلِفٍ كشَاهِدٍ وشُهُودٍ وهوالأَلِيْفُ وَجَمعُه أُلَفَاءُ والأُنثَى إِلْفَةٌ وَإِلْفٌ قال

(وَحَوْرَاءِ المَدَامِعِ إِلْفِ صَخْرِ ... )

وقال

(قَفْرٌ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعاجِ بها ... يُرُوحُ فَرْدًا ويَلْقَى إِلْفَهُ طاوِيَهْ)

وهذا من شاذِّ البسيطِ لأنَّ قولَهُ طاوِيَهْ فاعِلُنْ وَضَرْبُ البسيطِ لا يأتي علَى فَاعِلُنْ والذي حَكَاهُ أبو إِسحاقَ وعزاهُ إِلَى الأَخْفَشِ أنَّ أَعْرَابيًا سُئِلَ أنْ يَصْنَعَ بَيْتًا تامًا من البسيطِ فَصَنعَ هذا البَيْتَ وهذا ليسَ بحُجَّةٍ فيُعْتَدَّ بفاعِلُنْ ضَرْبًا في البسيطِ إنما هو مَوْضُوعِ الدَّائِرَةِ فأما المُسْتَعْمَلُ فَفَعِلُنْ وَفَعْلُنْ وآلَفَ الرَّجُلُ تَجَرَ وأَلَّفَ القومُ إلى كَذا وتَأَلَّفوا اسْتَجَارُوا والأَلِفُ والأَلِيفُ حَرْفُ هِجَاءٍ قال اللِّحْيَانيُّ قال الكِسائيُّ الأَلِفُ من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ وكذلك سائِرُ الحروفِ هذا كلامُ العربِ وإن ذَكَّرْتَ جَازَ قال سِيبَوَيْهِ حُروفُ المُعْجَمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ كما أن اللِّسانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ وقولُه تعالى {الم ذلك الكتاب} البقرة 1 2 و {المص} الأعراف 1 و {المر} الرعد 1 قال الزَّجَّاجُ الذي اخترْنا في تفسيرِها قولُ ابن عباسٍ إن {الم} أنا اللهُ أعلمُ و {المص} أنا اللهُ أعلمُ وأفَصِلُ و {المر} أنا اللهُ أعلمُ وأَرى قال بعضُ النحوِيِّينَ موضِعُ هذه الحروفِ رَفْعٌ بما بعدَها قال {المص كتاب} فكِتابٌ مُرْتَفِعٌ ب {المص} وكأنَّ معناه المص حُروفُ كتابٍ أُنزِلَ إليك قال وهذا لو كانَ كما وَصَفَ لكانَ بعد هذه الحروفِ أبدًا ذِكْرُ الكتابِ فقولُه {الم الله لا إله إلا هو} آل عمران 1 2 يدلُّ على أن الأمرَ مُدافِعٌ لها على قوله وكذلك {يس والقرآن الحكيم} يس 1 2 وكذلك {حم عسق كذلك يوحي إليك} الشورى 1 3 وقوله {حم والكتاب المبين إنا أنزلناه} الدخان 1 3 فهذِه الأشياءُ تَدُلُّ على أن الأمرَ على غيرِ ما ذَكَرَ ولو كانَ كذلك أَيضًا لما كانَ الم وحم مكرَّرَينِ وقد أجمعَ النَّحْوِيُّونَ على أن قولَهُ {كتاب أنزلناه إليك} إبراهيم 1 بغير هذه الحروفِ والمعنى هذا كتابٌ أُنزِلَ إليكَ
ألف
ألِفَ يَألَف، أُلْفةً وإلفًا، فهو آلف وأليف، والمفعول مَأْلوف وإلْف
• ألِف فلانًا: أنِس به وأحبَّه "آلفُ من حمام مكّة [مثل] " ° صيغة مألوفة: مقبولة.
• ألِف المكانَ:
1 - تعوّده واستأنس به "مكان مألوف".
2 - لزِمَه "ألف مجالسَ الأدب". 

آلفَ1 يُؤلف، إيلافًا، فهو مؤلِف، والمفعول مؤلَف
• آلف المكانَ ونحوَه: ألِفه؛ أنِسَ به وأحبَّه.
• آلف العددَ: جعله ألفًا. 

آلفَ2 يؤالف، مؤالفةً وإلافًا، فهو مُؤالِف، والمفعول مؤالَف
• آلف فلانًا: عاشره، آنسه، خالطه "آلف رفيقًا في غُربته". 

ألَّفَ يؤلِّف، تأليفًا، فهو مؤلِّف، والمفعول مؤلَّف (للمتعدِّي)
• ألَّف الطِّفلُ: صار ما ادّخره ألفًا.
• ألَّف المصلُّون: بلغ عددُهم ألفًا.
• ألَّف بين مُتخاصِمَيْن: أصلح بينهما، جمع شملهُما "المِحن تؤلِّف القلوب- {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} " ° ألّف قلبَه: استماله.
• ألَّفَ الكتابَ: كتبه، جمع مادّته وصاغ أفكاره.
 • ألَّف خبرًا: اختلقه.
• ألَّف الحكومةَ: شكّلها، نظَّمها. 

ائتلفَ/ ائتلفَ من يأتلف، ائتلافًا، فهو مؤتلِف، والمفعول مؤتلَف منه
• ائتلف النَّاسُ: اجتمعوا وتوافقوا واتّحدوا بعد اختلاف "ائتلف الأهلُ/ الجيرانُ".
• ائتلفَت اللَّجنةُ من ستَّة أعضاء: تكوَّنت، تشكّلت "انحلّ الائتلاف بعد مناقشة دامت ستّة أسابيع". 

تآلفَ يتآلف، تآلُفًا، فهو متآلِف
• تآلف القومُ: مُطاوع آلفَ2: اجتمعوا على وئام وإخاء.
• تآلفت الأصواتُ ونحوُها: انسجمتْ وتلاءمت "تآلفت الألوانُ". 

تألَّفَ/ تألَّفَ من يتألَّف، تألُّفًا، فهو متألِّف، والمفعول مُتألَّف (للمتعدِّي)
• تألَّفتِ الوزارةُ: مُطاوع ألَّفَ: تشكّلت.
• تألَّف قلبَ فلان: استماله.
• تألَّف الوفدُ من عشرين عضوًا: تكوّن. 

آلِف [مفرد]: ج أُلوف: اسم فاعل من ألِفَ: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ}: وهم مؤتلفون". 

إلاف [مفرد]:
1 - مصدر آلفَ2.
2 - أمان وعهد يُؤخذ لتأمين خروج التّجار من أرض إلى أرض. 

أَلْف [مفرد]: ج آلاف وأُلوف: عشر مئات "حصل على جائزة قدرها ألف جنيه- والناس ألفٌ منهم كواحدٍ ... وواحدٌ كالألف إن أمرٌ عَنَا- {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إلاَّ خَمْسِينَ عَامًا} - {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} " ° أَلْفٌ مؤلَّف: ألف تامّ- حسَبَ له ألفَ حساب: اهتمّ به جيِّدًا- سكَت ألفًا ونطَق خَلْفًا [مَثَل]: ْيُضرب لمن يُطيل الصَّمت ثم يتكلّم بخطأ- عُصْفور في اليدّ خير من ألفٍ على الشَّجرة [مَثَل]: القناعة بالقليل الذي حَصَلْتَ عليه خير من الكثير الذي لا تضمن تحصيله.
• ألف ليلة وليلة: (دب) مجموعة من القصص الشعبيّ العربيّ، كُتبت بين القرنين (7، 8 هـ/ 13، 14م)، يغلب عليها طابع الخيال، ولغتُها بين العاميّة والفصحى ويتخلّلها شعر مصنوع. 

أَلِف [مفرد]: اسم حرف المدّ (ا) وقد يطلق على الهمزة أوّل الحروف في الأبجديّة العربيّة ° ألفباء: مركّبة من اسمَيْ الحرفين الأوَّلَيْن في الأبجديّة العربيّة (أ) و (ب) وتطلق على الحروف العربيّة مجموعة- ألفباء العلم: مبادئه وأوّليّاته- مِنْ ألفه إلى يائه: من بدايته إلى نهايته. 

إِلْف [مفرد]: ج آلاف (لغير المصدر)، مؤ إلْف (لغير المصدر) وإلفة (لغير المصدر):
1 - مصدر ألِفَ.
2 - صفة ثابتة للمفعول من ألِفَ: صديق ودود، حبيب، أنيس.
3 - صداقة ومؤانسة "يجري بينهما نهرُ الإلف". 

أُلْفة [مفرد]: ج أُلُفات (لغير المصدر) وأُلْفات (لغير المصدر):
1 - مصدر ألِفَ.
2 - وشيجة ورابطة بين شخصين أو أكثر يُحدثها تجاذب الميول النَّفسيّة، كصلة القرابة أو الصَّداقة وغيرهما "تربطهما ألفة الصداقة".
3 - (نف) تجاذب الظواهر النفسيّة في المجال الشُّعوريّ بتداعي الأفكار وترابطها.
4 - اجتماع والتئام، سهولة وأنس المعاشرة. 

ألْفيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من أَلْف: فترة زمنيّة عبارة عن ألف سنة كاملة "نعيش الآن في الألفيّة الثالثة".
• الأَلْفيَّة: (نح) عمل نحويّ مشهور لابن مالك لخَّص فيه النَّحو العربيّ في أرجوزة من ألف بيت. 

أَلوف [مفرد]: ج أُلُف وألوفون، مؤ أُلوف، ج مؤ ألائف: صيغة مبالغة من ألِفَ. 

أليف [مفرد]: ج أُلفاء: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من ألِفَ: أنيس، ودود ° حيوان أليف: ليس متوحِّشًا.
• أليفات الزُّهور: (حن) مجموعة من الحشرات من رتبة غشائيّات الأجنحة تعتمد في غذائها أساسًا على طلع الزُّهور ورحيقها دون أن تُلحق به ضررًا، كما في نحل العسل. 

إيلاف [مفرد]:
1 - مصدر آلفَ1.
2 - إلاف، أمان وعهد
 يؤخذ لتأمين خروج التّجار من أرضٍ إلى أرض " {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ} ". 

ائتلاف [مفرد]:
1 - مصدر ائتلفَ/ ائتلفَ من.
2 - (سة) وحدة أو اتّفاق بين جماعتين أو أكثر من أجل العمل سويًّا لتحقيق أهداف مشتركة، أو بهدف ممارسة نشاط تعاونيّ محدود، وقد يكون بين الأحزاب السِّياسيّة ذات الاتِّجاهات المختلفة وقد يحدث بين الأمم "حكومة ائتلاف- ائتلاف انتخابيّ".
• ائتلاف منفصل: (سق) عزف نغمات موسيقيَّة بتوالٍ سريع عِوضًا عن عزفها معًا.
• حكومة ائتلافيَّة: حكومة أو مجلس وزراء مؤلَّف من ممثِّلي أكثر من حزب واحد، وذلك بقصد تأمين عدد كافٍ من الموالين والمؤيِّدين لها في مجلس النوَّاب. 

ائتلافيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ائتلاف.
2 - مصدر صناعيّ من ائتلاف: هيئة تضم أعضاء من جهات مختلفة أو متخاصمة يعملون معًا لتحقيق أهداف مشتركة "استطاعوا إنجاز أكبر قدر من الأعمال من خلال ائتلافيّة واسعة".
• لائحة ائتلافيَّة/ صيغة ائتلافيَّة: آراء أو موادّ مقبولة ومُتَّفق عليها لإدارة أو تنظيم عملٍ ما "وقّع الطرفان على صيغة ائتلافيَّة موضوعيَّة مسئولة". 

تأليف [مفرد]: ج تأليفات (لغير المصدر) وتآليف (لغير المصدر):
1 - مصدر ألَّفَ ° تأليف القلوب: استمالتها.
2 - مُصَنَّف أو كتاب يُدوَّن فيه علم أو أدب أو فنّ "عُرف الطَّبريّ بتآليفه الكثيرة في التفسير والتاريخ".
• تأليف عظميّ: (طب) طريقة لمعالجة الكسور تقوم على جمع أجزاء عظم مكسور بواسطة أدوات معدنيّة.
• حقوق التَّأليف والنَّشر: (قن) حقٌّ للنّشر أو التوزيع القانونيّ لعمل أدبيّ أو علميّ أو فنّيّ. 

مُؤلَّف [مفرد]: ج مؤلَّفات:
1 - اسم مفعول من ألَّفَ.
2 - كتاب أو عمل موسيقيّ "نشر مؤلَّفًا جديدًا- للجاحظ مؤلَّفات كثيرة".
• المؤلَّفة قلوبهم: المستمالة قلوبهم بالإحسان والمودَّة، حيث كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يترضَّاهم في أوّل الإسلام بالإحسان إليهم وإعطائهم من أموال الصَّدقات " {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} ". 

ألف: الأَلْفُ من العَدَد معروف مذكر، والجمع آلُفٌ؛ قال بُكَيْر أَصَمّ

بني الحرث بن عباد:

عَرَباً ثَلاثَة آلُفٍ، وكَتِيبةً

أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ من بَني الفَدّامِ

وآلافٌ وأُلُوفٌ، يقال ثلاثةُ آلاف إلى العشرة، ثم أُلُوفٌ جمع الجمع.

قال اللّه عز وجل: وهم أُلُوفٌ حَذَرَ الـمَوْتِ؛ فأَما قول الشاعر:

وكان حامِلُكُم مِنّا ورافِدُكُمْ،

وحامِلُ المِينَ بعد المِينَ والأَلَفِ

إنما أَراد الآلافَ فحذف للضرورة، وكذلك أَراد المِئِين فحذف الهمزة.

ويقال: أَلْفٌ أَقْرَعُ لأَن العرب تُذَكِّرُ الأَلفَ، وإن أُنّث على أَنه

جمع فهو جائز، وكلام العرب فيه التذكير؛ قال الأَزهري: وهذا قول جميع

النحويين. ويقال: هذا أَلف واحد ولا يقال واحدة، وهذا أَلف أَقْرَعُ أَي

تامٌّ ولا يقال قَرْعاءُ. قال ابن السكيت: ولو قلت هذه أَلف بمعنى هذه

الدراهمُ أَلف لجاز؛ وأَنشد ابن بري في التذكير:

فإنْ يَكُ حَقِّي صادِقاً، وهو صادِقي،

نَقُدْ نَحْوَكُمْ أَلْفاً من الخَيْلِ أَقْرَعا

قال: وقال آخر:

ولو طَلَبُوني بالعَقُوقِ، أَتَيْتُهُمْ

بأَلْفٍ أُؤَدِّيهِ إلى القَوْمِ أَقْرَعا

وأَلَّفَ العَدَدَ وآلَفَه: جعله أَلْفاً. وآلَفُوا: صاروا أَلفاً. وفي

الحديث: أَوَّلُ حَيّ آلَفَ مع رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، بنو

فلان. قال أَبو عبيد: يقال كان القوم تِسْعَمائة وتِسْعةً وتسعين

فآلفْتُهم، مَـمْدُود، وآلَفُوا هم إذا صاروا أَلفاً، وكذلك أَمـْأَيْتُهم

فأَمـْأَوْا إذا صاروا مائةً. الجوهري: آلَفْتُ القومَ إيلافاً أَي كَمَّلْتُهم

أَلفاً، وكذلك آلَفْتُ الدراهِمَ وآلَفَتْ هي. ويقال: أَلْفٌ مؤَلَّفَةٌ

أَي مُكَمَّلةٌ.

وأَلَفَه يأْلِفُه، بالكسر، أَي أَعْطاه أَلفاً؛ قال الشاعر:

وكَريمةٍ مِنْ آلِ قَيْسَ أَلَفْتُه

حتى تَبَذَّخَ فارْتَقى الأَعْلامِ

أَي ورُبَّ كَريمةٍ، والهاء للمبالغة، وارْتَقى إلى الأعْلام، فحَذَف

إلى وهو يُريده. وشارَطَه مُؤَالَفةً أَي على أَلف؛ عن ابن الأعرابي.

وألِفَ الشيءَ أَلْفاً وإلافاً ووِلافاً؛ الأَخيرة شاذّةٌ، وأَلَفانا

وأَلَفَه: لَزمه، وآلَفَه إيّاه: أَلْزَمَه. وفلان قد أَلِفَ هذا الموْضِعَ،

بالكسر، يأْلَفُه أَلفاً وآلَفَه إيّاه غيرُه، ويقال أَيضاً: آلَفْتُ الموضع

أُولِفُه إيلافاً، وكذلك آلَفْتُ الموضِعَ أُؤالِفُه مُؤَالَفة وإلافاً،

فصارت صُورةُ أَفْعَلَ وفاعَلَ في الماضي واحدة، وأَلَّفْتُ بين الشيئين

تأْلِيفاً فتأَلَّفا وأْتَلَفا. وفي التنزيل العزيز: لإيلافِ قُريش

إيلافِهم رِحْلةَ الشِّتاء والصَّيْفِ؛ فيمن جعل الهاء مفعولاً ورحلةَ مفعولاً

ثانياً، وقد يجوز أَن يكون المفعول هنا واحداً على قولك آلَفْتُ الشيء

كأَلِفْتُه، وتكون الهاء والميم في موضع الفاعل كما تقول عجبت من ضَرْبِ

زيدٍ عمراً، وقال أَبو إسحَق في لإيلافِ قريس ثلاثة أَوجه: لإيلاف،

ولإِلاف، ووجه ثالث لإلْفِ قُرَيْشٍ، قال: وقد قُرئ بالوجهين الأَولين. أَبو

عبيد: أَلِفْتُ الشيء وآلَفْتُه بمعنى واحد لزمته، فهو مُؤْلَفٌ

ومأْلُوفٌ. وآلَفَتِ الظّباءُ الرَّمْلَ إذا أَلِفَتْه؛ قال ذو الرمة:

مِنَ الـمُؤْلِفاتِ الرَّمْلِ أَدْماءُ حُرَّةٌ،

شُعاعُ الضُّحَى في مَتْنِها يَتَوَضَّحُّ

أَبو زيد: أَلِفْتُ الشيءَ وأَلِفْتُ فلاناً إذا أَنِسْتَ به،

وأَلَّفْتُ بينهم تأْلِيفاً إذا جَمَعْتَ بينهم بعد تَفَرُّقٍ، وأَلَّفْتُ الشيء

تأْلِيفاً إذا وصلْت بعضه ببعض؛ ومنه تأْلِيفُ الكتب. وأَلَّفْتُ الشيءَ

أَي وصَلْتُه. وآلَفْتُ فلاناً الشيء إذا أَلزمته إياه أُولِفُه إيلافاً،

والمعنى في قوله تعالى لإِيلافِ قُرَيْشٍ لِتُؤْلَفَ قُريش

الرِّحْلَتَيْن فتتصلا ولا تَنْقَطِعا، فاللام متصلة بالسورة التي قبلها، أَي أَهلكَ

اللّه أَصحابَ الفِيلِ لِتُؤْلَفَ قريشٌ رِحْلَتَيْها آمِنِين. ابن

الأَعرابي: أَصحاب الإيلافِ أَربعةُ إخوةٍ: هاشمٌ وعبد شمس والمطلب ونوفل بنو

عبد مناف، وكانوا يُؤَلِّفُون الجِوارَ يُتْبِعُون بعضَه بعضاً يُجِيرون

قريشاً بمِيَرِهِم وكانوا يُسَمَّوْنَ الـمُجِيرينَ، فأَمـّا هاشم فإنه

أَخذ حَبْلاً من ملك الروم، وأَخذ نَوْفَلٌ حَبْلاً من كِسْرى، وأَخذ عبد

شمس حبلاً من النجاشي، وأَخذ المطلب حبلاً من ملوك حِمْير، قال: فكان

تُجّار قريش يختلفون إلى هذه الأَمصار بحِبال هؤُلاء الإخوة فلا يُتَعَرَّضُ

لهم؛ قال ابن الأَنباري: من قرأَ لإِلافِهم وإلْفِهِم فهما من أَلِفَ

يأْلَف، ومن قرأَ لإيلافهم فهو من آلَفَ يُؤْلِفُ، قال: ومعنى يُؤَلِّفُون

يُهَيِّئوُن ويُجَهِّزُون. قال أَبو منصور: وهو على قول ابن الأَعرابي

بمعنى يُجِيرُون، والإلْفُ والإلافُ بمعنى؛ وأَنشد حبيب بن أَوس في باب

الهجاء لـمُساور بن هند يهجو بني أَسد:

زَعَمْتُمْ أَن إخْوَتَكم قُرَيْشٌ،

لَهُمْ إلْفٌ، وليس لَكُمْ إلافُ

وقال الفراء: من قرأَ إلْفِهِمْ فقد يكون من يُؤَلِّفُون، قال: وأَجود

من ذلك أَن يُجْعَلَ من يأْلَفون رِحْلةَ الشتاء والصيف. والإيلافُ: من

يُؤْلِفُون أَي يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُون، قال ابن الأَعرابي: كان هاشمٌ

يُؤَلِّفُ إلى الشام، وعبدُ شمس يُؤَلِّف إلى الحَبَشةِ، والمطلبُ إلى

اليَمن، ونَوْفَلٌ إلى فارِسَ. قال: ويتأَلَّفُون أَي يَسْتَجِيرون؛ قال

الأَزهري: ومنه قول أَبي ذؤيب:

تَوَصَّلُ بالرُّكْبانِ حِيناً، وتُؤْلِفُ الـ

ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ ذِمامُها

وفي حديث ابن عباس: وقد عَلِمَتْ قريش أَن أَول من أَخَذ لها الإيلافَ

لَهاشِمٌ؛ الإيلافُ: العَهْدُ والذِّمامُ، كان هاشم بن عبد مناف أَخذه من

الملوك لقريش، وقيل في قوله تعالى لإيلاف قريش: يقول تعالى: أَهلكت

أَصحاب الفيل لأُولِف قريشاً مكة، ولِتُؤَلِّف قريش رحلة الشتاء والصيف أَي

تَجْمَعَ بينهما، إذا فرغوا من ذه أَخذوا في ذه، وهو كما تقول ضربته لكذا

لكذا، بحذف الواو، وهي الأُلْفةُ. وأْتَلَفَ الشيءُ: أَلِفَ بعضُه بعضاً،

وأَلَّفَه: جمع بعضه إلى بعض، وتَأَلَّفَ: تَنَظَّمَ. والإلْف:

الأَلِيفُ. يقال: حَنَّتِ الإلْفُ إلى الإلْفِ، وجمع الأَلِيف أَلائِفُ مثل

تَبِيعٍ وتَبائِعَ وأَفِيلٍ وأَفائِلَ؛ قال ذو الرمة:

فأَصْبَحَ البَكْرُ فَرْداً من أَلائِفِه،

يَرْتادُ أَحْلِيةٍ اعْجازُها شَذَبُ

والأُلاَّفِ: جمع آلِفٍ مثل كافِرٍ وكُفّارٍ.

وتأَلَّفَه على الإسْلام، ومنه المؤَلَّفة قلوبُهم. التهذيب في قوله

تعالى: لو أَنـْفَقْتَ ما في الأَرض جميعاً ما أَلَّفْت بين قلوبهم، قال:

نزلت هذه الآية في الـمُتَحابِّينَ في اللّه، قال: والمؤَلَّفةُ قلوبهم في

آية الصَّدَقات قومٌ من سادات العرب أَمر اللّه تعالى نبيه، صلى اللّه

عليه وسلم، في أَول الإسلام بتَأَلُّفِهم أَي بمُقارَبَتِهم وإعْطائهم

ليُرَغِّبوا مَن وراءهم في الإسلام، فلا تَحْمِلهم الحَمِيَّةُ مع ضَعْف

نِيّاتِهم على أَن يكونوا إلْباً مع الكفار على المسلمين، وقد نَفَّلهم

النبي، صلى اللّه عليه وسلم، يوم حُنَيْن بمائتين من الإبل تأَلُّفاً لهم،

منهم الأَقْرَعُ بن حابِسٍ التميمي، والعباسُ بن مِرْداسٍ السُّلَمِيّ،

وعُيَيْنةُ بن حِصْن الفَزارِيُّ، وأَبو سفيانَ بن حَرْبٍ، وقد قال بعض أَهل

العلم: إن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، تأَلَّفَ في وقتٍ بعض سادةِ

الكفار، فلما دخل الناس في دين اللّه أَفْواجاً وظهر أَهلُ دين اللّه على جميع

أَهل المِلَل، أَغنى اللّه تعالى، وله الحمد، عن أَن يُتَأَلَّف كافرٌ

اليومَ بمال يُعْطى لظهور أَهل دينه على جميع الكفار، والحمد للّه رب

العالمين؛ وأَنشد بعضهم:

إلافُ اللّه ما غَطَّيْت بَيْتاً،

دَعائِمهُ الخِلافةُ والنُّسُورُ

قيل: إلافُ اللّه أَمانُ اللّه، وقيل: منزِلةٌ من اللّه. وفي حديث حنين:

إني أُعْطِي رجالاً حدِيثي عهد بكُفْرٍ أَتأَلَّفُهم؛ التأَلُّفُ:

الـمُداراةُ والإيناسُ ليَثْبُتُوا على الإسلام رَغْبةً فيما يَصِلُ إليهم من

المال؛ ومنه حديثُ الزكاةِ: سَهْمٌ للمؤلَّفة قلوبهم.

والإلْفُ: الذي تأْلَفُه، والجمع آلافٌ، وحكى بعضهم في جمع إلْفٍ

اُُلُوفٌ. قال ابن سيده: وعندي أَنه جمع آلِفٍ كشاهِدٍ وشُهودٍ، وهو الأَلِيفُ،

وجمعه أُلَفاءُ والأُنثى آلِفةٌ وإلْفٌ؛ قال:

وحَوْراء الـمَدامِعِ إلْف صَخْر

وقال:

قَفْرُ فَيافٍ، تَرى ثَوْرَ النِّعاجِ بها

يَروحُ فَرْداً، وتَبْقى إلْفُه طاوِيهْ

وهذا من شاذ البسيط لأَن قوله طاوِيهْ فاعِلُنْ وضربُ البسيط لا يأْتي

على فاعلن، والذي حكاه أَبو إسحَق وعزاه إلى الأَخفش أن أَعرابيّاً سئل

أَن يصنع بيتاً تامـّاً من البسيط فصنع هذا البيت، وهذا ليس بحُجة

فيُعْتَدَّ بفاعلن ضرباً في البسيط، إنما هو في موضوع الدائرة، فأَمـّا المستعمل

فهو فعِلن وفَعْلن.

ويقال: فلان أَلِيفي وإلْفي وهم أُلاَّفي، وقد نَزَعَ البعير إلى

أُلاَّفه؛ وقول ذي الرمة:

أَكُنْ مِثْلَ ذي الأُلاَّف، لُزَّتْ كُراعُه

إلى أُخْتِها الأُخْرى، ووَلَّى صَواحِبُهْ

يجوزُ الأُلاَّف وهو جمع آلِف، والآلاف جمع إلْفٍ. وقد ائتَلَفَ القومُ

ائتِلافاً وأَلَّفَ اللّه بينهم تأْليفاً.

وأَوالِفُ الطير: التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شرفهما اللّه تعالى.

وأَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ؛ قال العجاج:

أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى

أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى؛ وأَما قول رؤبة:

تاللّهِ لو كنت من الأَلاَّفِ

قال ابن الأعرابي: أَراد بالأُلاَّف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم

آلِفٌ. وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ. وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا:

استجاروا.

والأَلِفُ والأَلِيفُ: حرف هجاء؛ قال اللحياني: قال الكسائي الأَلف من

حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز؛

قال سيبوبه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإنسان يذكّر

ويؤنث.وقوله عز وجل: أَلم ذلك الكتاب، وأَلمص، وأَلمر؛ قال الزجاج: الذي

اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم: أَنا اللّه أَعلم، وأَلمص: أَنا

اللّه أَعلم وأَفْصِلُ، وأَلمر: أَنا اللّه أَعلم وأرى؛ قال بعض النحويين:

موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: أَلمص كتاب، فكتاب مرتفع بأَلمص،

وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك، قال: وهذا لو كان كما وصف لكان بعد

هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: أَلم اللّه لا إله إلا هو الحيّ

القيوم، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله، وكذلك: يس والقرآن

الحكيم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف

الـمُقَطَّعةِ من كتاب اللّه عز وجل.

ألف
} الأَلْفُ مِن الْعَدَدِ مُذَكَّرٌ، يُقال: هَذَا {أَلْفٌ، بدليلِ: قَوْلِهِمْ: ثلاثةُ} آلافٍ وَلم يَقُولُوا ثَلَاث آلَاف وَيُقَال هَذَا ألف وَاحِد وَلَا يُقَال وَاحِدَة، هَذَا أَلفٌ أَقْرَعُ، اي: تَامٌّ، وَلَا يُقَال قَرْعاءُ، قَالَ ابنُ السِّكِّيت: ولَوْ أَنِّثَ باعْتِبَارِ الدَّرَاهِمِ لَجَازَ، بِمَعْنى هذِه الدَّرَاهمِ أَلْفٌ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، والعُبَابِ، وَفِي اللِّسَانِ: وكلامُ العربِ فيهِ التَّذْكير، قَالَ الأًَزْهَرِيُّ: وَهَذَا قَوْلُ جميعِ النَّحْوِييِّنَ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ فِي التَّذْكير:
(فَإِنْ يَكُ حَقِّي صَادِقاً وهْوَ صَادِقِي ... نَقُدْ نَحْوَكُم {أَلْفاً مِن الْخَيْلِ أَقْرَعَا)
قَالَ: وَقَالَ آخَرُ:
(ولَوْ طَلَبُونِي بالْعَقُوقِ أَتَيْتهَمُ ... } بِأَلْفٍ أَؤَدِّيهِ إِلَى الْقَوْمِ أَقْرَعَا)
ج: {أُلُوفٌ} وآلاَفٌ كَمَا فِي الصِّحاحِ، ويُقَال: ثَلاثةُ {آلافٍ إِلَى العشرةِ، ثمَّ أَلوف جَمْعُ الجَمْعِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: (وهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ) كَمَا فِي اللِّسَانِ. وَ} أَلفَهُ، {يَأْلِفُهُ مِن حَدِّ ضَرَبَ: أَعْطَاهُ أَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، أَي: مِن المالِ، وَمن الإِبِلِ، وأَنْشَدَ:
(وكَرِيمَةٍ من آلِ قَيْسَ} أَلَفْتُهُ ... حَتَّى تَبَذَّخَ فَارْتَقَى الأَعْلامِ)
أَي: ورُبَّ كَرِيمَةٍ، والهاءُ لِلْمُبَالِغَةِ، ومَعْناه ارْتَقَى إِلَى الأعْلامِ، فحذَف إِلَى وَهُوَ يُرِيدُهُ.
{والإِلْفُ، بالكَسْرِ:} الألِيفُ، تَقول: حَنَّ فُلانٌ إِلَى فُلان حَنِينَ! الإِلْفِ إِلَى الإِلْفِ ج: آلافٌ، وجَمْعُ الأَلِيفِ: أَلاَثِفُ، مثل تَبِيِع وتَبَائِعَ، وأَفِيل وأفائِلَ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(فَأَصْبَحَ الْبَكْرُ فَرْداً مِنْ أَلاَفِهِ ... يَرْتَادُ أحْلِيَةً اعْجَازُهَا شَذَبُ)
{والأَلُوفُ، كصَبُورٍ: الْكَثِيرُ} الأُلْفَةِ، ج: {ألْفٌ، ككُتُبٍ والإلْفُ،} والإِلْفَةُ، بكَسْرِهِما: الْمَرأَةُ {تَأْلَفُهَا} وتَأْلَفُكَ، قَالَ: وحَوْرَاءِ الْمَدَامِعِ {إِلْفِ صَخْرِ وَقَالَ:)
(قَفْرُ فَيَافٍ تَرَى ثَوْرَ النِّعَاجِ بهَا ... يَرُوحُ فَرْداً وتَبْقَى} إِلْفُهُ طَاوِيَهْ)
وَهَذَا مِنْْ شَاذِّ البَسِيط، لأَنَّ قَوْلَه: طَاويَة، فَاعِلُنْ، وضَرْبُ البَسِيطِ نَقَلَه لَا يأْتي عَلَى فَاعِلُنْ، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو إِسحاقَ، وعَزَاهُ إِلَى الأَخْفَشِ، أَنَّ أَعْرَابِيَّاً سُئِلَ أَنْ يصْنَعَ بَيْتاً تَامَّاً مِن البَسِيطِ، فَصَنَعَ هَذَا البيتَ، وَهَذَا لَيْسَ بحُجَّةٍ، فيُعْتَدُّ بفَاعِلُنْ ضَرْباً فِي البَسِيطِ، إِنَّمَا هُوَ فِي مَوْضُوع الدَّائِرَةِ فأَمَّا المُسْتَعْمَلُ فَهُوَ: فَعِلُنْ، وفَعْلُنْ.
وَقد {أَلِفَهُ أَي: الشَّيءِ كَعَلِمَهُ،} إِلْفاً، بالكَسْرِ والْفَتْحِ كالعِلْمِ والسَّمْعِ، وَهُوَ {آلِفٌ ككتاِبٍ، ج:} ألاَّفٌ ككاتبٍ، يُقَال: نَزَعَ البَعِيرُ إِلَى {أُلاَّفِهِ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(أَكُنْ مِثْلَ ذِي} الأَلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُ ... إِلَى أُخْتِهَا الأُخْرَى ووَلَّي صَوَاحِبُهْ)

(مَتىَ تَظْعَنِي يَامَيُّ مِن دَارِ جِيرَةٍ ... لَنَا والْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَن يُغالِبُهْ)
وَقَالَ العَجَّاجُ يصِفُ الدَّهْرَ: يَخْتَرِمُ {الإِلْفَ عَلَى الأُلاَّفِ ومِن الإِلْفِ بالكَسْرِ قراءَةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم) } لإِلْفِ قُرَيْشٍ {إِلْفِهِمْ (بِغَيْر ياءٍ} وأَلِفٍ، وسيأْتي قَرِيبا، وَفِي الحديثِ) المُؤْمِنُ {إِلْفٌ} مَأْلُوفٌ (.
وَهِي {آلِفَةٌ، ج:} آلِفَاتٌ، {وأَوالِفُ، قَالَ العَجَّاجُ: ورَبِّ هَذَا الْبَلَدِ الْمُحَرَّمِ والْقَاطِنَاتِ الْبَيْتَ غَيْرِ الرُّيَّمِ} أَوَالِفاً مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الْحَمِى هَكَذَا أَوْرَدَهُ فِي العُبَابِ قلتُ: أَراد {بالأَوَالِفِ هُنَا} أَوَالِفَ الطَّيْرِ الَّتِي قد {أَلِفَتِ الْحَرَمَ، وقولُه: مِن وُرْقِ الْحَمِى، أَراد الحَمَامَ، فَلم يَسْتَتمَّ لَهُ الوَزْنُ، فَقَالَ: الْحَمِى.
} المَأْلَفُ كمَقْعَدٍ: مَوْضِعُهَا أَي: {الأَوالِفُ مِن الإِنْسَانِ أَو الإِبِلِ.
قَالَ أَبو زيد:} الْمَاْلَفُ: الشَّجَرُ الْمُورِقُ الَّذِي يَدْنُو إِليه الصَّيْدُ {لإِلْفِهِ إِيَّاهُ.
} والأُلْفَةُ، بِالضَّمِّ: اسْمٌ مِن الائْتِلافِ وَهِي الأُنْسُ.
{والأَلِفُ، ككَتِفٍ: الرَّجُلُ العَزَبُ فِيمَا يُقَالُ، كَمَا فِي العُبابِ،} والأَلِفُ: أَوَّلُ الحُرُوفِ قَالَ اللِّحْيَانِيُّ:)
قَالَ الْكِسَائِيُّ: الأَلِف من حروفِ المُعْجَمِ مُؤَنَّثَةٌ، وَكَذَلِكَ سائرُ الحروفِ، هَذَا كلامُ العربِ، وإِن ذُكِّرَتْ جَازَ، قَالَ سِيبَوَيْه: حروفُ المعجمِ كلُّها تُذَكَّرُ وتُؤَنَّثُ، كَمَا أَنَّ الإِنْسَانَ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ، والأَلِفُ أَيضاً {الأَلِيفُ، والجَمْعُ:} آلافٌ ككَتِبِ وأَكْتَافٍ، الأَلِفُ عِرْقٌ مُسْتَبطِنُ الْعَضُدِ إِلَى الذِّراعِ عَلَى التَّشْبِيه وهما {الألفان وَالْألف الْوَاحِد من كل شَيْء على التَّشْبِيه} بالأَلِف، فإنَّه واحدٌ فِي الأَعْدَادِ.
{وآلَفَهُمْ} إِيلاَفاً: كَمَّلَهُمْ {أَلْفاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، قَالَ أَبو عُبَيْد: يُقَالُ كَانَ القومُ تِسْعَمِائةٍ وتِسْعَةٍ وتِسْعِين} فَآلَفْتُهُمْ، مَمْدودٌ،! وآلَفُوا هُمْ: إِذا صارُوا أَلْفاً، وكذلِك أَمْأَيْتُهُم فَأَمْأُوا: إِذا صارُوا مِائةً. {وآلَفَتِ الإِبِلُ الرَّمْلَ: جَمَعَتْ بَيْنَ شَجَرٍ ومَاءٍ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(مِنَ} المُؤْلِفَاتِ الرَّمْلِ أَدْمَاءُ حُرَّةٌ ... شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ)
أَي: من الإِبلِ الَّتِي {ألِفَت الرَّمْلَ واتَّخَذَتْه} مأْلَفاً.
والْمَكَانَ: {أَلِفَهُ، وَفِي الصِّحاحِ:} آلَفَ الدَّراهِمَ إِيلاَفاً: جَعَلَهَا أَلْفاً أَي: كَمَّلَها ألْفاً {فَآلَفَتْ هِيَ: صارتْ ألْفاً} وآلَفَ فُلاناً مَكانَ كَذَا: إِذا جَعَلَه {يَأْلفُهُ قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَيُقَال أَيْضاً:} آلَفْتُ الْمَوْضِعَ {أُولِفُهُ إِيلاَفاً، وكذلِكَ آلَفْتُ الْمَوْضِعَ} أَؤالِفُهُ {مُؤَالَفَةً} وإِلاَفاً، فَصَارَ صورَةُ أَفْعَلَ وفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدَةً.
{والإِيلاَفُ فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ: العَهْدُ والذِّمامٌ وشِبْهُ الإِجَازَةِ بالْخُفَارَةِ، وأَوَّلُ مَن أَخَذَهَا هَاشِمُ بنُ عبدِ مَنَافٍ مِن مَلِكِ الشَّأْمِ كَمَا جاءَ فِي حديثِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، وتَأْوِيلُهُ أَنَّ قُرَيْشاً كانُوا سُكَّانَ الْحَرَمِ وَلم يَكُنْ لَهُم زَرْعٌ وَلَا ضَرْعٌ آمِنِينَ فِي امْتِيارِهِمْ، وتَنَقُّلاتِهِم شِتَاءً وصَيْفاً، والنَّاسُ يُتَخَطَّفُونَ مِن حَوْلِهِمْ، فَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ عَارِضٌ قالُوا: نَحْنُ أَهْلُ حَرِمِ اللهِ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُم أَحَدٌ كَمَا فِي العُبَابِ، وَمِنْه قَول أَبِي ذُؤَيْبٍ:
(تَوَصَّلُ بِالرُّكْبَانِ حِيناً} ويُؤْلِفُ الْ ... جِوَارَ ويُغْشِيَها الأَمَانَ رِبابُهَا)
أَو الَّلامُ لِلتَّعَجُّبِ، أَي: اعْجَبُوا {لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ. وَقَالَ بعضُهم: مَعْنَاهَا مُتَّضِلُّ بِمَا بعدُ، المَعْىَ فَلْيَعْبُدْ هؤُلاَءِ رَبَّ هَذَا الْبَيْت} لإِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ لِلامْتِيَارِ، وَقَالَ بعضُهُم: هِيَ مَوصُولَةٌ بِمَا قَبْلَهَا، الْمَعْنى فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ لإِيلافِ قُرَيْشٍ، وَهَذَا القَوْلُ الأَخِيرُ ذكَره الجَوْهَرِيُّ، ونَصُّهُ: يَقُول: أَهْلَكْتُ أَصْحابَ الفِيل! لأُولِفَ قُرَيْشاً مَكَّةَ، {ولِتُؤْلِفَ قُرَيْشٌ رِحْلَيَتْهَا، أَي تَجْمَعَ بَينهمَا، إِذا فَرَغُوا من ذِهِ أَخَذَوا فِي ذِهِ، كَمَا تقولُ: ضَرَبْتُهُ لِكَذَا، لِكَذَا، بحَذْفِ الْوَاو)
انْتهى.
وَقَالَ ابنُ عَرَفَةَ: هَذَا قَوْلٌ لَا أَحبُّهُ مِن وَجْهَيْنِ أَحَدُهِما: أَنَّ بينَ السُّورَتَيْن بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرحِيم، وذلِك دليلٌ عَلَى انْقِضَاءِ السُّورةِ، وافْتِتَاحِ الأُخْرَى، والآخَرُ: أَنَّ} الإِيلافَ إِنَّمَا هُوَ العُهُودُ الَّتِي كانُوا يَأَخَذَونَهَا إِذا خَرَجُوا فِي التِّجَاراتِ، فيَأْمَنُونَ بهَا.
وَقَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَصْحابُ الإِيلاَفِ أَربعةُ إِخْوَةٍ: هاشِمٌ، وعبدُ شَمْسٍ، والمُطَلِبُ، ونَوْفَلٌ، بَنو عَبْدِ مَنافٍ، وَكَانُوا {يُؤَلِّفُونَ الجِوَارَ يُتْبِعُونَ بَعْضَهُ بَعْضاً، يُجِيرُونَ قُرَيْشاً بِمِيرِهِمء، وَكَانُوا يُسَمَّوْنَ الْمُيِجيرِين، وَكَانَ هَاشِمٌ} يُؤَلِّفُ إِلَى الشَّأْمِ، وعَبْدُ شَمْسٍ يُؤَلِفُ إِلَى الْحَبَشَةِ، والمُطَّلِبُ يُؤَلِّفُ إِلَى الْيَمَنِ، ونَوْفَلٌ يُؤَلِّفُ إِلَى فَارِسَ، قَالَ: وَكَانَ تُجَّارُ قُرَيْشٍ يخْتَلِفُونَ إِلَى هذِه الأَمْصَارِ بِحِبال هذِه كَذَا فِي النُّسَخِ، والأَوْلَى هؤُلاءِ الإِخْوَةِ الأَرْبَعَةِ فَلَا يُتَعَرَّضُ لَهُم، وَكَانَ كُلُّ أَخٍ منْهم أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكِ نَاحِيَةِ سَفَرِهِ أَمَاناً لَهُ فَأَمَّا هاشِمٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن مَلِكَ الرُّومِ، وأَما عبدُ شَمْسٍ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن النَّجَاشِيّ وَأما الْمطلب فَإِنَّهُ أَخذ حبلاً من أَقْيَالِ حِمْيَرَ، وأَمَّا نَوْفَلٌ فإنَّه أَخَذَ حَبْلاً مِن كِسْرَى، كُلُّ ذلِكَ قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
وَقَالَ أَبو إِسحاق الزَّجَّاج: فِي) لإِيلافِ قرَيْشٍ (ثلاثةُ أوْجه:) {لئيلاَفِ} ولإِلاَفِ (ووَجْهٌ ثالِثٌ) {لِإلْفِ قُرَيْشٍ (، قَالَ: وَقد قُرِئَ بالوَجْهَيْنِ الأَوَّلَيْنِ.
قلتُ: والوَجْهُ الثالثُ تقدَّم أَنَّهُ قَرَأَهُ النَّبِيُ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم. وَقَالَ ابنُ الأَنْبَارِيِّ: مَن قَرَأَ) } لإِلافِهِمْ (و) {إِلْفِهم (فهُمَا مِن ألَفَ يَأْلَفُ، ومَن قَرَأَ} لإِيلاَفِهِمْ فَهُوَ مِن {آلَفَ} يُؤْلِفُ، قَالَ: وَمعنى! يُؤْلِفُونَ، أَي: يُهَيِّئُونَ ويُجَهِّزُونَ.قَالَ الأًزْهَرِيُّ: وعلَى قَوْلِ ابنِ الأعْرَابِيِّ بمعنَى يُجِيرُون.
وَقَالَ الْفَرَّاءُ: مَن قَرَأَ) {إِلْفِهِمْ (فقد يون من} يُؤَلِّفُونَ، قَالَ: وأَجْوَدُ مِنِ ذلِك أَنْ يُجْعَلَ مِن {يَأْلَفُونَ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصَّيْفِ، والإِيلافُ مِن يُؤَلِّفُونَ، أَي: يُهَيِّئونَ ويُجَهِّزونَ.
} وأَلَّفَ بَيْنَهُمَا تَأْلِيفاً: أَوْقَع {الأُلْفَةَ، وجمَع بَينهمَا بعدَ تَفَرُّقٍ، ووَصَلَهُمَا، وَمِنْه} تَأْلِيفُ الكُتُبِ، والفَرْقُ بَينه وبينَ التَّصْنِيفِ مَذْكُورٌ فِي كُتُبِ الْفُرُوقِ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) ولكِنَّ اللهَ {أَلَّفَ بَيْنَهُمْ (.} أَلّفَ {أَلِفاً: خَطَّهَا، كَمَا يُقَال: جَيَّمَ جيماً.} أَلَّفَ {الْأَلْفَ: كَمَّلَهُ، كَمَا فِي يُقَالُ:} أَلْفٌ {مُؤَلَّفَةٌ، أَي: مُكَمَّلَةٌ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قَالَ الأًزْهَرِيُّ:} والْمُؤَلَّفَةُ قُلُوبُهُمْ فِي آيَةِ الصَّدَقَاتِ: قَوْمٌ مِن سَادَةِ الْعَرَبِ، أََمرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ) عَلَيْه وسَلَّمَ فِي أَوَّلِ الإِسْلاَمِ {بِتَأَلُّفِهِمْ أَي بمُقَارَبَتِهِمْ، وإِعْطَائِهِمْ من الصَّدَقاتِ لِيُرَغِّبُوا مَنْ وَرَاءَهُمْ فِي الإِسْلاَمِ، ولِئلاَّ تَحْمِلَهُمْ الْحَمِيَّةُ مَعَ ضَعْف نِيَّاتِهمِ عَلَى أَن يَكُونُوا إِلْباً مَعَ الكُفَّارِ عَلَى المُسْلِمِينَ، وَقد نَفَلهم النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَوْمَ حُنَيْنٍ بِمِائََيْنِ مِن الإِبِلِ،} تَأَلُّفاً لَهُم، وهُم أَحَدٌ وَثَلَاثُونَ رجلا، عَلَى تَرْتِيبِ حُرُوفِ المُعْجَمِ: الأَقْرَعُ بنُ حَابِسِ بنِ عِقال الْمُجَاشِعِيُّ الدَّارِمِيُّ، وَقد تقدَّم ذِكْرُه، وذِكْرُ أَخِيهِ مَرْثَدٍ فِي) ق ر ع (.
وجُبَيْرُ بنُ مُطْعِمِ بنِ عَدِيِّ بنِ نَوْفَلِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ النَّوْفَلِيُّ أَبو محمدٍ، ويُقَال: أَبو عَدِيٍّ، أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وحُلَمَائِها، وكانَ يُؤْخَذُ عَنهُ النَّسَبُ لِقُرَيْشٍ وللعرب قَاطِبَة، وَكَانَ يَقُول: أَخذتُ النَّسَبَ عَن أَبي بكرٍ رضيَ اللهُ عَنهُ، أَسْلَمَ بعدَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَله عدَّةُ أَحادِيثَ. والْجَدُّ بنُ قَيْسِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانِ بنِ عُبَيْدِ بنِ عَدِيِّ ابنِ غنَمِْبنِ كَعْبِ بنِ سَلِمَةَ الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ أَبو عبدِ اللهِ ابْن عَمِّ الْبَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ، رَوَى عَنهُ جابرٌ، وأَبو هُرَيْرَةَ، وَكَانَ يُزَنُّ بالنِّفَاقِ، وَكَانَ قَدْ سَادَ فِي الجَاهِلِيَّةِ جَمِيعَ بني سَلِمَة، فنَزَعَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم ذَلِك مِنْهُ بقَوْلِهِ:) يَا بَنِي سَلِمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ (قَالُوا: الْجَدُّ بنُ قَيْسٍ قَالَ:) بَلْ سَيِّدُكُمْ ابْنُ الْجَمُوحِ (، وَكَانَ الْجَدُّ يومَ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ اسْتَتَرَ تحتَ بَطْنِ رَاحِلَتِهِ، وَلم يُبَايِعْ، ثمَّ تَابَ، وَحَسُنَ إِسْلاَمُهُ، وَمَات فِي خِلافةِ عثمانَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا. والْحَارثُ بنُ هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ الْمَخْزومِيُّ، أَسْلَمَ وقُتِلَ يومَ أَجْنَادِينَ.
وحَكِيمُ بنُ حِزَامِ بنِ خُوَيْلِدٍ الأَسَدِيُّ وُلِدَ فِي الكعبةِ، كَانَ مِنْهُم، ثمَّ تَابَ وحَسُنَ إِسْلامُه. وحَكِيمُ بنُ طُلَيْقِ بنِ سُفْيَان بنِ أُمَيَّة بنِ عَبْدِ شَمْس الأُمَوِيُّ، كَانَ مِنْهُم وَلَا عَقِبَ لَهُ.
وحُوَيْطِبُ بنُ عبدِ الْعُزَّي بنِ أَبي قَيْسِ بنِ عَبْدِ وُدٍّ الْعَامِرِيُّ أَبو يَزِيدَ، أَحَدُ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ وخُطَبائِهم، وكانَ أَعْلَمَ الشَّفَة، وأَخُوه السَّكْرَانُ مِن مُهاجِرَةِ الْحَبَشَةِ، وأَخوهما سَهْلٌ مِن مُسْلِمَةِ الفَتْحِ، لَهُ عَقِبٌ بالمَدِينَة.
وخَالِدُ بنُ أَسِيد، وخَالِدُ بنُ قَيْسٍ، وزَيْدُ الخَيْلِ، وسَعِيدُ بنُ يَرْبُوعٍ، وسُهَيْلُ بنُ عبدِ شَمْسٍ العامِرِيُّ.
وسُهَيْلُ بنُ عَمْروٍ الْجُمَحِيُّ، هكَذَا ذكَرَهُ الصَّاغَانيُّ، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، وَلم أَجِدْ لَهُ ذِكْراً فِي مَعاجِم الصَّحابَةِ، فَلْيُنْظَرْ فِيهِ، وإِن صَحَّ أَنَّه مِن بَنِي جُمَح، فلَعَلَّه ابنُ عَمْرِو ابنِ وَهْبِ بنِ حُذَافة بنِ جُمَحَ.)
وصَخْرُ بنُ أُمَيَّةَ، هكَذَا ذكرَه الصَّاغَانيُّ، وَلم أَجدْهُ فِي مَعَاجِم الصَّحابةِ، والصَّوابُ صَخْرُ بنُ حَرْبِ ابنِ أُمَيَّةَ، وَهُوَ المَكْنِيُّ بِأَبِي سُفْيَانَ وأَبي حَنْظَلَةَ، فتَأَمَّلْ، وكانَ إِليه رَايَةُ العُقَابِ، وَهُوَ الَّذِي قَادَ قُرَيْشاً كلَّهَا يومَ أُحُدٍ.
وصَفْوانُ بنُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ بن وَهْبِ بنِ حُذَافَة بنِ جُمَح الْجُمَحِيُّ، كُنْيَتُه أَبو وَهْبٍ، أَسْلَمَ يومَ حُنَيْنٍ، كَانَ أَحَدَ الأَشْرَافِ والفُصَحاءِ، وحَفِيدُه صَفْوَانُ بنُ عبدِ الرحمنِ لَهُ رُؤْيَةٌ.
والْعَبَّاسُ بنُ مِرْدَاسِ بنِ أَبِي عامِرٍ السُّلَمِيُّ، أَبو الهَيْثَمِ، أَسْلَمَ قُبَيْلَ الفَتْحِ، وَقد تقَدَّم ذِكْرُه فِي السِّين.
وعبدُ الرَّحْمنِ بنُ يَرْبُوعِ بنِ مِنْكَثَةَ بن عامِرٍ المَخْزُومِيُّ، ذكرَه يَحْيى بن أَبي كَثِيرٍ فيهِم.
والْعَلاَءُ بنُ جَاريَةَ بن عبدِ اللهِ الثَّقَفِيُّ من حُلَفَاءِ بني زُهْرَةَ.
وعَلْقَمَةُ بنُ عُلاَثَةَ بنِ عَوْفٍ الْعَامِرِيُّ الْكِلاَبِيُّ، من الأَشْرَافِ، ومِنَ المُؤَلَّفَةِ قلوبُهُم، ثمَّ ارْتَدَّ، ثمَّ أَسْلَمَ وحَسُنَ إِسْلامُه، واسْتَعْمِلُه عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنْه عَلَى حَرَّانَ، فماتَ بهَا.
وأَبُو السَّنَابِلِ عَمْرُو بنُ بَعْكَكَ بنِ الحَجّاجِ، ويُقَال: اسمُه حَبَّةُ بن بَعْكَكٍ. وعَمْرُو بنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِيُّ، أَخو العبّاس، ذكَرَه ابنُ الْكَلْبِيِّ فيهم.
وعُمَيْرُ بنُ وَهْبِ بنِ خَلَفِ بنِ وَهْبِ بنِ حُذافَة بنِ جُمَح، أَبو أُمَيَّةَ أَحَدُ أشْرَافِ بني جُمَح، وَكَانَ من أَبْطَالِ قُرَيْشٍ، قَدِمَ المدينةَ ليَغْدُرَ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فأَسْلَمَ، قَالَهُ ابنُ فَهْدٍ.
قلتُ: وَالَّذِي فِي أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدٍ، أَن عُمْيْراً هَذَا أَسِرَ يومَ بَدْرٍ، ثمَّ أسْلَمَ، وابنُه وَهَبُ بنُ عُمَيْرٍ، الَّذِي كَانَ ضَمِنَ لِصَفْوانَ بنِ أُمَيَّةَ أَن يَقْتُلْ النبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ، ثمَّ أَسْلَمَ. وعُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَة بنِ بَدْرٍ الْفَزَارِيّ، شَهِد حُنَيْناً والطَّائِفَ، وَكَانَ أَحْمَقَ مُطَاعاً، دخلَ عَلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ بغَيْرِ إِذْنٍ، وأَساءَ الأَدَبَ، فصَبَرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم عَلَى جَفْوَتِهِ واعْرَابِيَّتِهِ، وَقد ارْتَدَّ، وآمَنَ بطُلَيْحَةَ، ثمَّ أُسِرَ، فَمَنَّ عَلَيْهِ الصِّدِّيقُ، ثمَّ لم يَزَلْ مُظْهِراً لِلإِسْلامِ، وَكَانَ يَتْبَعُهُ عَشْرَةُ آلافِ قَتَّاتٍ، وَكَانَ مِن الجَرَّارةِ، واسْمُه حُذَيْفَةُ، ولَقَبُه عُيَيْنَةُ لشَتَرِ عَيْنِه، وسيأْتي فِي) عين (.
وقَيْسُ بنُ عَدِيٍّ السَّهْمِيُّ، هَكَذَا فِي العُبَابِ، والمُصَنِّفُ قَلَّدَهُ، وَهُوَ غَلَطٌ، لأَنَّ قَيْساً هُوَ جَدُّ خُنَيْسِ ابنِ حُذَافَةَ الصَّحَابِيِّ، وَلم يذْكُرْه أَحَدٌ فِي الصَّحابةِ، إِنَّمَا الصُّحْبَةُ لحَفِيدِه المذكورِ، وحُذافَةُ أَبو خُنَيسٍ لَا رُؤْيَةَ لَهُ عَلَى الصَّحِيحِ، فَتَأَمَّلْ.)
وقَيْسُ بنُ مَخْرَمَة بنِ المُطَّلِبِ ابنِ عَبْدِ مَنَافٍ المُطَّلِبِيُّ، وُلِدَ عامَ الفِيلِ، وَكَانَ شَرِيفا. ومَالِكُ بنُ عَوْفٍ النَّصْريُّ أَبو عليٍّ، رئيسُ المُشْرِكين يومَ حُنَيْنٍ ثمَّ أَسْلَمَ.
ومَخْرَمَةُ بنُ نَوْفَلِ بن أُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ الزُّهْرِيُّ.
ومُعَاوِيَةُ بنُ أَبي سُفْيَانَ صَخْرِ ابنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأَمَوِيُّ.
والْمُغِيرَةُ بنُ الْحَارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ، كُنْيَتُه أَبو سُفْيَان، مَشْهورٌ بكُنْيتِه، هَكَذَا سَمَّاه الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، وابنُ الكَلْبِيِّ، وإِبراهِيمُ بن المُنْذِرِ، ووَهِم ابنُ عَبْدِ البَرِّ، فَقَالَ: هُوَ أَخُو أَمى سُفْيَان.
قلتُ: ووَلَدُه جعفرُ بن أَبِي سُفْيَان شاعرٌ، وَكَانَ المُغِيرةُ هَذَا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، وأَخاهُ من الرَّضاعةِ، تُوُفِّيَ سنةَ عشْرين.
والنُّــضَيْرُ بن الْحَارِثِ بنِ عَلْقَمَةَ ابنِ كَلَدَةَ الْعَبْدَرِيُّ، قيل: كَانَ مِن المُهَاجِرِين، وَقيل: مِن مُسْلمَةِ الفَتْحِ قَالَ ابنُ سَعْدٍ: أُعْطِيَ مِن غَنَائِم حُنَيْنٍ مائَة مِن الإِبِل، اسْتُشْهِدَ باليَرْمُوكِ. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، وَقد رُوِى عَن ابنِ إِسحاق، أَن الَّذِي شَهِدَ حُنَيْناً وأُعْطِيَ مائَة مِن الإِبِلِ هُوَ النَّضْرُ بنُ الحارِثِ، وَهَكَذَا أخْرَجَه ابنُ مَنْدَه، وأَبو نُعَيْم أَيضاً، وَهُوَ وَهَمٌ فَاحِشٌ، فإِن النَّضْرَ هَذَا قُتِلَ بعدَمَا أُسَِ يومَ بَدْرٍ، قَتَلَهُ عليٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه بأَمْرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم، فتَأَمَّلْ.
وهِشَامُ بنُ عَمْرِو بنِ ربيعَة بن الْحَارِث الْعَامِرِيُّ، أَحَدُ المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم بِدُونِ مِائةٍ من الإِبِلِ، وَكَانَ أَحَدَ مَن قَامَ فِي نَقْضِ الصَّحِيفَةِ، وَله فِي ذَلِك أَثَرٌ عَظِيمٌ، رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
وَقد فَاتَهُ: طُلَيْقُ بنُ سُفْيَانَ، أَبو حَكِيمٍ الْمَذْكُور، فقد ذَكَرَهُمَا ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ فِي المُؤَلَّفَةِ قُلوبُهم، وَكَذَا هِشَامُ بنُ الولِيدِ بنِ المُغِيرةِ الْمُخْرُومِيُّ، أَخو خالدِ بنِ الولِيد، هَكَذَا ذَكَره بعضُهُم، وَلَكِن نُظِرَ فِيهِ.
وَقد قَالَ بعضُ أَهْلِ الْعلم: إِنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عَليه وسلَّم تَأَلَّفَ فِي وَقْت بعضَ سَادةِ الكُفَّارِ، فلمَّا دَخَلَ الناسُ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجاً، وظَهَرَ أَهْلُ دِينِ اللهِ عَلَى جَمِيع أَهْلِ المِلَلِ، أغْنَى اللهُ تعالَى ولَهُ الحَمْدُ عَن أَن يُتَأَلَّفَ كافرٌ اليومَ بمَالٍ يُعْطَي، لِظُهورِ أَهلِ دِينهِ عَلَى جَمِيعِ الكُفَّارِ، والحمدُ للهِ رَبِّ العالَمين.
{وتَأَلَّفَ فُلانٌ فُلاناً: إِذا دَارهُ، وآنَسَهُ، وقَارَبَهُ، ووَاصَلَهُ، حَتَّى يسْتَمِيلُهُ إِليه، وَمِنْه حديثُ حُنَيْنٍ:) إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ} أَتَأَلَّفُهُمْ أَي: أُدَارِيهِم، وأُونِسُهُم، لِيَثْبُتُو عَلَى الإِسْلامِ، رَغْبَةً فِيمَا يصِلُ إِليهم مِن الْمالِ.) (و) {تَأَلَّفَ الْقَوْمُ} تَأَلُّفاً: اجْتَمَعُوا، كائْتَلَفُوا ائْتِلافاً، وهما مُطَاوِعا {أَلَّفَهُمْ} تَأْلِيفاً.
ومّما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: جَمْعُ {أَلْف} آلُفٌ، كفَلْسٍ وأَفْلُسٍ، وَمِنْه قَوْلُ بُكَيْرٍ أَصَمِّ بني الحارِث بِنِ عَبَّادٍ:
(عَرَباً ثَلاثَةَ آلُفٍ وكُتِيبَةً ... ! أَلْفَيْنِ أَعْجَمَ مِنْ بَنِي الْفَدَّامِ) وَقد يُقَال:) {الأَلَفُ (مُحَرَّكةً فِي} الآلاف، فِي ضَرُورَةِ الشِّعَرِ، قَالَ:
(وكَانَ حَامِلُكُمْ مِنَّا ورَافِدُكُمْ ... وحَامِلُ الْمِينَ بَعْدَ المَينَ والأَلَفِ)
فإنَّه أَراد الآلاَفَ، فحَذَفَ للضَّرُورةِ، وكذلِكَ أَرَادَ المِئِينَ، فحَذَفَ الهَمْزَةَ.
{وآلَفَ الْقَوْمُ: صَارُوا} أَلْفاً، وَمِنْه الحَدِيث:) أَوَّلُ حَيٍّ {آلَفَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو فُلانٍ (.
وشَارَطَهُ} مُؤَالَفَةً: أَي علَى {أَلْفٍ، عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
} وأَلِفَ الشَّيْءَ كعَلِمَ، {إِلاَفاً، ووِلاَفاً، بكَسْرِهِمَا، الأَخِيرَةُ شَاذَّةٌ،} وأَلَفَاناً مُحَرَّكَةً: لَزِمَه، {كَأَلَفَهُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ.
} وآلَفَهُ إِيلافاً: هَيَّأَهُ وجَهَّزَهُ، {والإِلْفُ} والإِلاَفُ، بكَسْرِهِمَا، بمَعْنىً واحدٍ، وأَنْشَدَ حَبِيبُ بن أَوْسٍ، فِي بَاب الهِجَاءِ لِمُساوِرِ بن هِنْد، يَهْجُوبني أَسَدٍ:
(زَعَمْتُمْ أَنَّ إِخْوَتُكُمْ قُرَيْشاً ... لَهُمْ إِلْفٌ ولَيْسَ لَكُمْ {إِلاَفِ)

(أُولئكَ أُومِنُوا جُوعاً وخَوْفاً ... وَقد جَاعَتْ بَنو أَسَدٍ وخَافُوا)
وأَنْشَدَ بَعْضُهُم:
(إِلاَفُ اللهِ مَا غَطَّيْت بَيْتاً ... دَعَائِمُهُ الخَلاَفَةُ والنُّسُورُ)
قيل: إِلاَفُ اللهِ: أَمَانُهُ، وَقيل: مَنْزِلَةٌ مِنْهُ.
} وآلِفٌ {وأُلُوفٌ، كشَاهِدٍ وشُهُودٍ، وبِهِ فَسَّرَ بعضُهُم قولَه تعالَى:) وَهُمْ} أُلُوفٌ حَذَرَ المْوَتِ (، {وآلِفٌ} وآلاَفٌ، كَناصِرٍ وأَنْصَارٍ، وبِه رُوِيَ قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ السابقُ أَيضاً، وَكَذَا قَوْلُ رُؤْبَةَ: تَا للهِ لَوْ كُنْتُ مِنَ الآلافِ قَالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ: أَراد الَّذين {يَأْلَفُونَ الأَنْصَارَ، وَاحِدُهُم} آلِفٌ.
وجَمْعُ {الأَلِيفِ، كأمِيرٍ: أُلَفَاءُ، كَكُبَرَاءَ.
وأَوالِفُ الْحَمَامِ: دَوَاجِنُهَا الَّتِي} تَأْلَفُ الْبُيُوتَ.)
{وآلَفَ الرَّجُلُ} مُؤَالَفَةً: تَجَرَ.
{وأَلَّفَ الْقَوْمُ إِلَى كَذَا،} وتَأَلَّفُوا: اسْتَجَارُوا. {والأَلِيفُ، كأَمِيرٍ: لُغَةٌ فِي الأَلِفِ أَحَدِ حُرُوفِ الهِجَاءِ.
وَهُوَ مِن} الْمُؤَلَّفِينَ، بالفَتْحِ: أَي أَصْحابِ {الأُلُوفِ: صارَتْ إِبِلُهُ أَلْفاً.
} وأَلِفٌ، ككَتِفٍ: مُحَدِّثَةٌ، وَهِي أُخْتُ نَشْوَانَ، حَدَّث عَنْهَا الحافظُ السَّيُوطِيُّ، وغيرُه.
وهذَا {- أَلْفِيٌّ: مَنْسُوبٌ إِلَى} الإَْفِ مِن الْعَدَدِ.
وبَرْقٌ إِلاَفٌ، بالكَسْرِ: مُتَتَابِعُ اللَّمَعَانِ.
أ ل ف

هو إلفي، وأليفي. وهم ألاّفي، وألفائي. ولو تألف فلان وحشياً لألف. قال:

ولو تألف موشياً أكارعه ... من وحش شوط بأدنى دلهاً ألفا

وهذا من أوالف الطير أي من دواجنها. وهذه الطير قد ألفت هذا المكان. وهذه ألف مؤلفة أي مكملة. وفلان من المؤلفين أي من أصحاب الألوف. وقد ألف فلان: صارت إبله ألفاً.
أ ل ف: (الْأَلْفُ) عَدَدٌ وَهُوَ مُذَكَّرٌ يُقَالُ هَذَا أَلْفٌ وَاحِدٌ وَلَا يُقَالُ وَاحِدَةٌ وَهَذَا أَلْفٌ أَقْرَعُ أَيْ تَامٌّ وَلَا يُقَالُ قَرْعَاءُ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: لَوْ قُلْتَ هَذِهِ أَلْفٌ بِمَعْنَى الدَّرَاهِمِ لَجَازَ، وَالْجَمْعُ (أُلُوفٌ) وَ (آلَافٌ) . وَ (الْإِلْفُ) بِالْكَسْرِ (الْأَلِيفُ) يُقَالُ: حَنَّتِ الْإِلْفُ إِلَى الْإِلْفِ، وَجَمْعُ الْأَلِيفِ (أَلَائِفُ) كَتَبِيعٍ وَتَبَائِعَ وَ (الْأُلَّافُ) جَمْعُ (آلِفٍ) مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَفُلَانٌ قَدْ (أَلِفَ) هَذَا الْمَوْضِعَ بِالْكَسْرِ يَأْلَفُهُ (إِلْفًا) بِالْكَسْرِ أَيْضًا وَ (آلَفَهُ) إِيَّاهُ غَيْرُهُ وَيُقَالُ أَيْضًا آلَفْتُ الْمَوْضِعَ أُولِفُهُ (إِيلَافًا) وَ (آلَفْتُ) الْمَوْضِعَ أُؤَالِفُهُ (مُؤَالَفَةً) وَ (إِلَافًا) فَصَارَ صُورَةُ أَفْعَلَ وَفَاعَلَ فِي الْمَاضِي وَاحِدًا وَ (أَلَّفَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ (فَتَأَلَّفَا) وَ (أْتَلَفَا) وَيُقَالُ أَلْفٌ (مُؤَلَّفَةٌ) أَيْ مُكَمَّلَةٌ. وَ (تَأَلَّفَهُ) عَلَى الْإِسْلَامِ، وَمِنْهُ (الْمُؤَلَّفَةُ) قُلُوبُهُمْ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ - إِيلَافِهِمْ} [قريش: 1 - 2] يَقُولُ أَهْلَكْتُ أَصْحَابَ الْفِيلِ لِأُولِفَ قُرَيْشًا مَكَّةَ وَلِتُؤَلِّفَ قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أَيْ تَجْمَعَ بَيْنَهُمَا إِذَا فَرَغُوا مِنْ ذِهِ أَخَذُوا فِي ذِهِ، وَهَذَا كَمَا تَقُولُ: ضَرَبْتُهُ لِكَذَا لِكَذَا بِحَذْفِ الْوَاوِ. 
ألف: ألف: أنس واعتاد (بوشر).
ألّف بالتضعيف (في معجم الكالا ومعجم بوشر: ولف في كل المعاني التي انقلها عنهما): آلف وأنّس (بوشر، هيلو، همبرت 66) وعوّد (هيلو، همبرت 66) - ومعناها العام: هيأ وجهز وأعد الشيء في حالة يتطلبها ما أعد له من استعمال.
أما المعنى الخاص فيحدده المفعول الذي يذكر مع هذا الفعل، فيقال مثلا: ألف اللحم: أعده وتبله وطهاه.
وألف الخشب: سحجه وصقله بالمنجر، أو صنعه صنعة فنية يقال خشب مؤلف الصنعة (تاريخ البربر 1: 412).
وألف النحاس: طرقه، وألف الزجاج: قطعه صفائح وربطها (معجم الادريسي).
وألف عند أهل الكيمياء: خلط ومزج (معجم الادريسي).
وألف: زين وزخرف (الكالا).
وألف: اخترع ولفق (بوشر).
وألف: أدخل الماشية في الحظيرة (الكالا).
والف، جمع الجند وقادهم (الكالا). والف: أغرى بالفجور، وأغرى الجند بالفرار (بوشر).
وألفه على الشيء: عوده (بوشر).
وولف حاله: تهيأ واستعد، وتأهب (يقولها أهل كسروان) (بوشر).
تألف: تعود، وتأنس (بوشر، همبرت 66).
وتألف الفرسان: انتظموا في صف (ملر، نصر 4).
مطاوع ألف (فوك).
ائتلف: التأم، ضد اختلف، فعند عبد الواحد في كلامه عن الربيع ص121: ائتلاف أوانه والأوان هنا الزمان والوقت، والمؤلف يتكلم عن تساوى حالة الجو في الربيع، وائتلاف ضد اختلاف في الفقرة التي تليها. ويبدو لي أن هوجفلايت (ص150 رقم 3، ورقم 185) لم يفهم المعنى المراد في هذه الفقرة.
استألف، استألفه: استماله، وحاول كسب صداقته، ففي حيان (40و): فاستألف عوسجة من أهل الخليج التاكرني وعاقده (أخبار 68 = بيان 2: 44) وكرتاس 54. وفي ابن القوطية (41ق): إن أمكنني أن استألفه بهذه المصاهرة إلى الطاعة فعلت. وتجد في فقرة من تاريخ البربر (1: 295): استئلافاً بهم، وصوابه استئلافاً لهم.
ألْف: وصيغة منتهي الجموع منه ألافات - وصاحب ألافات - من يملك ألف ألف (مليونير) - بالألافات: بالألوف.
خير من ألف دينار، أو خير من ألف، أو ألف دينار: اسم يطلقه أهل الأندلس على نبات كزبرة الثعلب.
وفي الكالا: ( Pinpinella ألف دينار) وفي ابن البيطار (1: 95): وهو نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يعرفه عامة الغرب خير من ألف وهو كزبرة الثعلب. هذا ما جاء في مخطوطة أمنه وفي مخطوطة ب: خير من ألف دينار. وليس من الضروري إضافة كلمة دينار ويؤيد هذا ما جاء في المخطوطتين أوب (2: 62): هذا النبات تسميه عامتنا بالأندلس خير من ألف.
ذو ألف ورقة (ابن البيطار 1: 474) أو ألف ورق (الكالا) نبات يسمى أيضا اسطراطيوطس البري، ففي ابن البيطار (1: 1) بعد قوله إنه ذو ألف ورقة قال: ((وقد يسمى أيضاً اسطراطيوطس البري بهذا الاسم)).
إِلْف: في كلام بمأمون: ذاك غرس يدي وإلف أدبي. وقد ترجمت ألف بمعنى: مريد وتلميذ (معجم المختار) وأرى أن إلف هنا لها معناها اللغوي المعتاد وهو الرفيق الذي يؤلف. ويجب ترجمتها بما معناه رفيقي الذي يجاريني في آداب السلوك. - والإِلف: الصديق (معجم مسلم).
ألف. أَلف باء: جزء تعليم حروف الهجاء (بوشر).
الألف واللام: أل أدَاة التعريف (بوشر).
إلفة: رفيقة: أنثى الطائر (بوشر).
أُلْفَة: معاشرة، علاقة غرام (بوشر).
أَلْفِى: ما قيمته ألف قرش، وقد وردت الكلمة في شعر جاء في كتاب صفة مصر (16: 138) حيث الكلام عن دكة (تكة) فتاة. - وتاجر ألفى: تاجر يملك ألف بدرة (ترجمة لين لألف ليلة 4: 640).
تأليف: جمع وتنسيق (بوشر).
تأليفة: مؤلف في الشعر أو النثر (بوشر).
تأليفي: تركيبي، وتأليفياً: تركيبياً.
توليف (بمعنى تأليف): جمع العمال لتشغيلهم (بوشر).
مؤلف: فصيح، بليغ (الكالا) - ومبرش، مسحل، ضرب من المبارد (الكالا) - وجامع العمال ومستخدمهم (بوشر) - مؤلف الكذب: ملفقه ومختلفه.
مألوف: معتاد، والمعتاد أكله من الطعام، ويذكر ابن العوام (1: 67) الأرز مع ((الحبوب المألوفة)).
مواليف: يجب أن يكون له معنى ولكنه لم يتبين لي (ألف ليلة: 1: 365).
مؤتلف: المجانس لفظاً، ويطلق على الإسناد الذي يرد فيه اسم راو من الرواة يجانس في الكتابة اسم راو آخر ولكنه يلفظ بصورة تختلف عن الأول (دى سلان، المقدمة 2: 483).

أنن

[أنن] أَنَّ الرجل يَئِنُّ من الوجع أَنيناً. قال ذو الرمة:

كما أَنَّ المريضُ إلى عُوَّادِهِ الوَصِب * والأُنانُ بالضم مثل الأَنينِ. وقال المغيرة بن حبناء يخاطب أخاه صخراً: أراك جمعتَ مسألةً وحِرْصاً وعند الفَقْر زَحَّاراً أنانا وكذلك التأنان. قال الراجز إنا وجدنا طرد الهوامل خيرا من التأنان والمسائل وماله حانَّةٌ ولا آنَّةٌ، أي ناقة ولا شاة. ويقال: لا أفعله ما أنّ في السماء نجمٌ، أي ما كان في السماء نجمٌ، لغةٌ في عَنَّ. وما أَنَّ في الفُرات قطرةٌ، أي ما كانت في الفرات قطرة. ولا أفعله ما أَنَّ في السماء ماء. وإن وأن: حرمان ينصبان الاسماء ويرفعان الاخبار. فالمكسورة منهما يؤكد بها الخبر، والمفتوحة وما بعدها في تأويل المصدر. وقد يخففان فإذا خففتا فإن شئت أعملت وإن شئت لم تعمل. وقد تزاد على أن كاف التشبيه تقول: كأنه شمس، وقد تجفف أيضا فلا تعمل شيئا. قال:

كأن وريداه رشاءا خلب * ويروى " كأن وريديه ". وقال آخر: ووجه مشرق النحر كأن ثدياه حقان ويروى: " ثدييه " على الاعمال. وكذلك إذا حذفتها، إن شئت نصبت وإن شئت رفعت قال طرفة:

ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى * يروى بالنصب على الاعمال، والرفع أجود، قال تعالى: (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) . وإنى وإنني بمعنى، وكذلك كأنى وكأنني، ولكني ولكننى، لانه كثر استعمالهم لهذه الحروف، وهم يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التى تلى الياء. وكذلك لعلى ولعلنى، لان اللام قريبة من النون. وإن زدت على إن " ما " صار للتعيين، كقوله تعالى: (إنما الصدقات للفقراء) لانه يوجب إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه. وأن قد تكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه، تقول: أريد أن تقوم، والمعنى أريد قيامك، فإن دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع، إلا أنها لا تعمل، تقول: أعجبني أن قمت، والمعنى أعجبني قيامك الذى مضى. وأن قد تكون مخففة عن المشددة فلا تعمل. تقول: بلغني أن زيد خارج. قال الله تعالى: (ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها) وأما إن المكسورة فهى حرف للجزاء، يوقع الثاني من أجل وقوع الاول، كقولك: إن تأتني آتك، وإن جئتني أكرمتك. وتكون بمعنى " ما " في النفى كقوله تعالى: (إن الكافرون إلا في غرور) . وربما جمع بينهما للتأكيد، كما قال الراجز الاغلب العجلى: ما إن رأينا ملكا أغارا أكثر منه قرة وقارا وقد تكون في جواب القسم، تقول: والله إن فعلت، أي ما فعلت. وأما قول عبد الله ابن قيس الرقيات: بكرت على عواذلى يلحيننى وألومهنه ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه أي إنه قد كان كما يقلن. قال أبو عبيد: وهذا اختصار من كلام العرب، يكتفى منه بالضمير لانه قد علم معناه. وأما قول الاخفش إنه بمعنى نعم، فإنما يريد تأويله، ليس أنه موضوع في اللغة لذلك. قال: وهذه الهاء أدخلت للسكوت. قال: وأن المفتوحة قد تكون بمعنى لعل، كقوله تعالى: (وما يشعر كم أنها إذا جاءت لا يؤمنون) . وفي قراءة أبى: (لعلها) . وأن المفتوحة المخففة قد تكون بمعنى أي، كقوله تعالى: (وانطلق الملا منهم أن امشوا) . وأن قد تكون صلة للما، كقوله تعالى: (فلما أن جاء البشير) وقد تكون زائدة، كقوله تعالى: (وما لهم ألا يعذبهم الله) ، يريد: وما لهم لا يعذبهم الله. وقد تكون إن المكسورة المخففة زائدة مع ما، كقولك: ما إن يقوم زيد. وقد تكون مخففة من الشديدة، فهذه لا بد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا مما حذف من التشديد، كقوله تعالى: (إن كل نفس لما عليها حافظ) ، وإن زيد لاخوك، لئلا تلتبس بإن التى بمعنى ما للنفي. وأما قولهم: أنا، فهو اسم مكنى، وهو للمتكلم وحده، وإنما بنى على الفتح فرقا بينه وبين أنالتى هي حرف ناصب للفعل، والالف الاخيرة إنما هي لبيان الحركة في الوقف، فإن توسطت الكلام سقطت، إلا في لغة رديئة، كما قال حميد ابن بحدل: أنا سيف العشرة فاعرفوني حميدا قد تذريت السناما واعلم أنه قد توصل بها تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه. تقول: أنت، وتكسر للمؤنث، وأنتم، وأنتن. وقد تدخل عليها كاف التشبيه تقول: أنت كأنا وأنا كأنت، حكى ذلك عن العرب. وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر وإنما تتصل بالمظهر، تقول: أنت كزيد ولا تقول أنت كى، إلا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر، فلذلك حسن وفارق المتصل.
(أ ن ن) : (وَفِي) حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «إنَّ طُولَ الصَّلَاةِ وَقِصَرَ الْخُطْبَةِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ» أَيْ مَخْلَقَةٌ وَمَجْدَرَةٌ وَعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ هَذَا مِمَّا يُعْرَفُ بِهِ فِقْهُ الرَّجُلِ وَهِيَ مَفْعَلَةٌ مِنْ إنَّ التَّوْكِيدِيَّةِ وَحَقِيقَتُهَا مَكَانُ قَوْلِ الْقَائِلِ إنَّهُ عَالِمٌ وَإِنَّهُ فَقِيهٌ.
أ ن ن

أنّ المريض إلى عواده. وما له حانة ولا آنة وهما الناقة والشاة. وفلان مئنة للخير ومعساة: من إن وعسى أي هو موضع لأن يقال فيه: إنه لخير وعسى أن يفعل خيراً. وتقول: فلان للخير مئنة، وللفضل مظنة. وقال ابن الزبير لفضالة بن شريك: لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال: إن وراكبها. وقال:

فقلت سلام قلن إن ومثله ... عليك فقد غاب اللذون تراقب

يعني الوشاة. ولا أفعل ذلك ما أن في السماء نجم، وما أن في الفرات قطرة أي ما ثبت أنه في السماء نجم، وإنما جاز ذلك في هذا الكلام لأن حكم الأمثال حكم الشعر.
(أنن) - في حَديِث لَقِيط بنِ عَامِر: " ويَقُولُ ربُّك عزَّ وجل: وإنَّه"
فيه قَولِان: أحدُهما: أن يكون بمَعْنَى نَعَم، والهاء للوَقْف، والآخر: أن تَجعلَ الكَلَام مُختَصراً مُقْتَصِرا مِمَّا بَعدَه عليه، كأنه قال: "وإِنّه كَذَلَك"، أو إنه على ما تَقُول، كما قال الشاعر : بَكَرتْ علىَّ عَوازِلى ... يَلْحَيْنَنِي وألومُهُنَّه
ويَقُلنَ شَيبٌ قد عَلاَ ... ك وقد كَبِرْت فقُلْت: إنَّه
- ومنه حديث فَضالَة بن شَرِيك "أَنَّه أَتَى ابنَ الزُّبَير وقال: إنَّ ناقَتِى قد نَقِب خُفُّها فاحْمِلْنى، فقال ابنُ الزّبير: ارقَعْها بجِلْد واخْصِفْها بهُلْب وانْجُد بها يبرُدْ خُفُّها، وسِرْ بها البَردَين .
فقال فَضَالَة: إنما أَتيتُك مُستَحْمِلا لا مُسْتَوصِفاً، لا حَمَل اللهُ ناقةً حملَتْنِي إليكَ، فقال ابنُ الزُّبَيْر: إنَّ ورَاكِبِها".
: أي نَعَمَ مَعَ راكِبِها، وهذا على القَولِ الأوّل.
- في الحَدِيث: "مَئِنَّة من فِقْه الرّجل".
قيل: هي مَفْعِلة من لَفْظَة "إنَّ" التي هي للتَّأكيد والمُبالَغَة، كما تقول: إنَّ زيدًا عاقِل: أي مُبَالغ في العَقْلِ، وكذا يبنون مَفْعَلة بفَتْح العَيْن في هذا المعنى: كمَجْبَنة ومَحْزَنة ومَبْخَلة، وهذا للوَاحِد والجَمْع بلفظ واحد، وكُلُّ ما دَلَّك على شيء فهو مَئِنَّةٌ له، وقيل: هي من مَعنَى "إنَّ" لا من لَفظِها بعد ما جُعِلت اسْمًا، كما أُعرِبَت لَيْتَ ولَو، ونُوَّنَتا في قوله:
* إنَّ لَوًّا، وإنَّ لَيتًا كان قَولاً * 
- ومنه الحَدِيث: "أَنَّه قال لابنِ عُمَر، رضي الله عنهما، في سِياقِ كَلام وصفَه به: إنَّ عبدَ الله إنَّ عبدَ الله".
وهذا وأَمثالُه من اختصاراتهم البَلِيغة وكَلامِهم الفَصِيح.
أنن
أنَّ أنَنْتُ، يَئِنّ، ائْنِنْ/ إنَّ، أنًّا وأنينًا، فهو آنّ
• أنَّ المريضُ: تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّ جريح/ متوجِّع".
• أنَّ بابٌ: أحدث صوتًا عميقًا متردّدًا يشبه الأنين "أنَّتِ الرِّيحُ".
• أنَّت القوسُ ونحوُها: رنَّ وترُها في امتداد. 

أنَّنَ يؤنِّن، تأنينًا، فهو مُؤَنِّن
• أنَّنَ المريضُ: أنَّ، تأوّه ألمًا بصوتٍ عميق وشكوى متواصلة "أنَّن مصاب". 

أنَّ [كلمة وظيفيَّة]: حرف توكيد ونصب من أخوات إنَّ يدخل على الجملة الاسميّة فينصب المبتدأ ويرفع الخبر، وإذا دخلت عليه (ما) كفَّته عن العمل "علمت أنّ الحقَّ منتصرٌ- {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} - {يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} - {فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاَغُ الْمُبِينُ} " ° بما أنّ: بالنظر إلى أنَّ- على أنَّ ... : للاستدراك. 

أَنّ [مفرد]: مصدر أنَّ. 

أنَّة [مفرد]: ج أنَّات:
1 - اسم مرَّة من أنَّ: "مات ولم نسمعْ له أنَّة".
2 - أنين، تأوُّه، إخراج النفس بصوتٍ فيه توجُّع وتحزُّن "توجّعتُ من أنّات الجريح- أنَّة ألم" ° أنَّات وآهات. 

أنين [مفرد]:
1 - مصدر أنَّ.
2 - صوت التوجّع أو التأوّه ألمًا "للساقية صوت يشبّهونه بأنين المتوجِّعين". 
أنن قَالَ أَبُو عبيد: لَيْسَ فِي الحَدِيث غير هَذَا. قَوْله: فَإِن ذَلِك مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَإِن معرفتكم بصنيعهم وإحسانهم مُكَافَأَة مِنْكُم لَهُم. كحديثه الآخر: من أزلّت عَلَيْهِ نعْمَة فليكافئ بهَا فَإِن لم يجد فليظهر ثَنَاء حسنا فَقَالَ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: فَإِن ذَاك يُرِيد هَذَا الْمَعْنى وَهَذَا اخْتِصَار من كَلَام الْعَرَب وَهُوَ من أفْصح كَلَامهم اكْتفى مِنْهُ بالضمير [لِأَنَّهُ قد علم مَعْنَاهُ وَمَا أَرَادَ بِهِ الْقَائِل -] وَقد بلغنَا عَن سُفْيَان الثَّوْريّ قَالَ: جَاءَ رجل إِلَى عمر بْن عبد الْعَزِيز من قُرَيْش يكلمهُ فِي حَاجَة [لَهُ -] فَجعل يمت بقرابته فَقَالَ [عمر -] : فَإِن ذَاك ثمَّ ذكر لَهُ حَاجته فَقَالَ: لَعَلَّ ذَاك. لم يزدْ على أَن قَالَ: فَإِن ذَاك وَلَعَلَّ ذَاك أَي إِن ذَاك كَمَا قلت وَلَعَلَّ حَاجَتك أَن تقضي وَقَالَ ابْن قيس الرقيات: [الْكَامِل]

بكرت على عواذلي ... يلحينني وألومهنّهْ ... وَيَقُلْنَ شيب قد علا ... ك وَقد كَبرت فَقلت إنّهْ

أَي أَنه [قد كَانَ] كَمَا تقلن. والاختصار فِي كَلَام الْعَرَب كثير لَا يُحْصى وَهُوَ عندنَا أعرب الْكَلَام وأفصحة وَأكْثر مَا وَجَدْنَاهُ فِي الْقُرْآن من ذَلِك قَوْله: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسَى إنِ أضْرِبْ بِّعَصّاكَ الْبَحْرَ فَأنْفَلَقَ} إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَالله أعلم فَضَربهُ فانفلق وَلم يقل: فَضَربهُ لِأَنَّهُ حِين قَالَ: أَن اضْرِب بعصاك علم أَنه قد ضربه وَمِنْه قَوْله: {وَلَا تحلقوا رؤوسكم حَتّى يَبْلُغَ الْهَدْىُ مَحِلَّه فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَّرِيضْاً أوْ بِه أَذًى مِّنْ رَأسِه فَفِدْيَةٌ مِّنْ صيَام} وَلم يقل: فحلق ففدية من صِيَام اختصر وَاكْتفى مِنْهُ بقوله: وَلَا تحلقوا[رءوسكم -] وَكَذَلِكَ قَوْله: {قَالَ مُوْسى أتّقُوْلُوْنَ لِلْحَقَ لَمَّا جَاءَكُمْ أسِحْرٌ هَذا ولاَ يُفلِحُ السَّاحِرُوْنَ} وَلم يخبر عَنْهُم فِي هَذَا الْموضع أَنهم قَالُوا: إِنَّه سحر [و -] لَكِن لما قَالَ [تبَارك وَتَعَالَى -] : أَسِحْرٌ هَذَا علم أَنهم قد قَالُوا: إِنَّه سحر وَكَذَلِكَ قَوْله: {وَجَعَلَ لِلَّهِ انْدَاداً لَيضل عَنْ سَبِيلِه قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَليْلا إنْكَ مِنْ أصْحَابِ النَّارِ أمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} - يُقَال فِي التَّفْسِير: [مَعْنَاهُ -] أَهَذا أفضل أم من هُوَ قَانِت فَاكْتفى بالمعرفة بِالْمَعْنَى وَهَذَا أَكثر من أَن يحاط بِهِ وَأنْشد للأخطل: [الرجز]

لما رأونا والصليبَ طالعا ... ومار سرجيس وموتا ناقعا

خلوا لنا راذان والمزارعا ... كَأَنَّمَا كَانُوا غُرابا وَاقعا أَرَادَ فطار فَترك الْحَرْف الَّذِي فِيهِ الْمَعْنى لِأَنَّهُ قد علم مَا أَرَادَ.
أ ن ن: (أَنَّ) الرَّجُلُ مِنَ الْوَجَعِ يَئِنُّ بِالْكَسْرِ (أَنِينًا) وَ (أُنَانًا) أَيْضًا بِالضَّمِّ وَ (تَأْنَانًا) وَ (إِنَّ) وَ (أَنَّ) حَرْفَانِ يَنْصِبَانِ الِاسْمَ وَيَرْفَعَانِ الْخَبَرَ. فَالْمَكْسُورَةُ مِنْهُمَا يُؤَكَّدُ بِهَا الْخَبَرُ وَالْمَفْتُوحَةُ وَمَا بَعْدَهَا فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ، وَقَدْ تُخَفَّفَانِ، فَإِذَا خُفِّفَتَا فَإِنْ شِئْتَ أَعْمَلْتَ وَإِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْمِلْ. وَقَدْ تُزَادُ عَلَى أَنَّ كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ كَأَنَّهُ شَمْسٌ وَقَدْ تُخَفَّفُ كَأَنَّ أَيْضًا فَلَا تَعْمَلُ شَيْئًا وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْمِلُهَا. وَ (إِنِّي) وَ (إِنَّنِي) بِمَعْنًى وَكَذَا كَأَنِّي وَكَأَنَّنِي وَلَكِنِّي وَلَكِنَّنِي لِأَنَّهُ كَثُرَ اسْتِعْمَالُهُمْ لِهَذِهِ الْحُرُوفِ وَهُمْ يَسْتَثْقِلُونَ التَّضْعِيفَ فَحَذَفُوا النُّونَ الَّتِي تَلِي الْيَاءَ وَكَذَا لَعَلِّي وَلَعَلَّنِي لِأَنَّ اللَّامَ قَرِيبَةٌ مِنَ النُّونِ وَإِنْ زِدْتَ عَلَى إِنَّ مَا صَارَتْ لِلتَّعْيِينِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} [التوبة: 60] الْآيَةَ لِأَنَّهُ يُوجِبُ إِثْبَاتَ الْحُكْمِ لِلْمَذْكُورِ وَنَفْيَهُ عَمَّا عَدَاهُ. وَ (أَنْ) تَكُونُ مَعَ الْفِعْلِ الْمُسْتَقْبَلِ فِي مَعْنَى الْمَصْدَرِ فَتَنْصِبُهُ تَقُولُ: أُرِيدُ أَنْ تَقُومَ، أَيْ أُرِيدُ قِيَامَكَ فَإِنْ دَخَلَتْ عَلَى فِعْلٍ مَاضٍ كَانَتْ مَعَهُ بِمَعْنَى مَصْدَرٍ قَدْ وَقَعَ إِلَّا أَنَّهَا لَا تَعْمَلُ تَقُولُ أَعْجَبَنِي أَنْ قُمْتَ أَيْ أَعْجَبَنِي قِيَامُكَ الَّذِي مَضَى. وَأَنْ قَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً عَنِ الْمُشَدَّدَةِ فَلَا تَعْمَلُ تَقُولُ بَلَغَنِي أَنْ زَيْدٌ خَارِجٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا} [الأعراف: 43] فَأَمَّا إِنِ الْمَكْسُورَةُ فَهِيَ حَرْفٌ لِلْجَزَاءِ يُوقِعُ الثَّانِيَ مِنْ أَجْلِ وُقُوعِ الْأَوَّلِ كَقَوْلِكَ إِنْ تَأْتِنِي آتِكَ وَإِنْ جِئْتَنِي أَكْرَمْتُكَ وَتَكُونُ بِمَعْنَى مَا فِي النَّفْيِ. كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} [الملك: 20] وَرُبَّمَا جُمِعَ بَيْنَهُمَا لِلتَّأْكِيدِ كَقَوْلِهِ:

مَا إِنْ رَأَيْنَا مَلِكًا أَغَارَا
وَقَدْ تَكُونُ فِي جَوَابِ الْقَسَمِ تَقُولُ: وَاللَّهِ إِنْ فَعَلْتُ أَيْ مَا فَعَلْتُ. وَأَمَّا قَوْلُ ابْنِ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ. أَيْ إِنَّهُ قَدْ كَانَ كَمَا تَقُلْنَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَهَذَا اخْتِصَارٌ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ يُكْتَفَى مِنْهُ بِالضَّمِيرِ لِأَنَّهُ قَدْ عُلِمَ مَعْنَاهُ. وَأَمَّا قَوْلُ الْأَخْفَشِ: إِنَّهُ بِمَعْنَى نَعَمْ فَإِنَّمَا يُرِيدُ تَأْوِيلَهُ لَيْسَ أَنَّهُ مَوْضُوعٌ فِي اللُّغَةِ لِذَلِكَ، قَالَ وَهَذِهِ الْهَاءُ أُدْخِلَتْ لِلسُّكُوتِ. وَقَالَ: وَأَنَّ الْمَفْتُوحَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى لَعَلَّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ} [الأنعام: 109] وَفِي قِرَاءَةِ أُبَيٍّ لَعَلَّهَا. وَأَنِ الْمَفْتُوحَةُ الْمُخَفَّفَةُ قَدْ تَكُونُ بِمَعْنَى أَيْ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا} وَأَنْ قَدْ تَكُونُ صِلَةً لِلَمَّا كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ} [يوسف: 96] وَقَدْ تَكُونُ زَائِدَةً كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} [الأنفال: 34] يُرِيدُ وَمَا لَهُمْ لَا يُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ. وَقَدْ تَكُونُ إِنِ الْمُخَفَّفَةُ الْمَكْسُورَةُ زَائِدَةً مَعَ مَا كَقَوْلِكَ مَا إِنْ يَقُومُ زَيْدٌ، وَقَدْ تَكُونُ مُخَفَّفَةً مِنَ الشَّدِيدَةِ، وَهَذِهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَدْخُلَ اللَّامُ فِي خَبَرِهَا عِوَضًا مِمَّا حُذِفَ مِنَ التَّشْدِيدِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4] وَإِنْ زَيْدٌ لَأَخُوكَ لِئَلَّا تَلْتَبِسَ بِإِنِ الَّتِي بِمَعْنَى مَا لِلنَّفْيِ. وَ (أَنَا) اسْمٌ مَكْنِيٌّ وَهُوَ لِلْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَإِنَّمَا بُنِيَ عَلَى الْفَتْحِ فَرْقًا بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَنِ الَّتِي هِيَ حَرْفٌ نَاصِبٌ لِلْفِعْلِ وَالْأَلِفُ الْأَخِيرَةُ إِنَّمَا هِيَ لِبَيَانِ الْحَرَكَةِ فِي الْوَقْفِ فَإِنْ تَوَسَّطَتِ الْكَلَامَ سَقَطَتْ إِلَّا فِي لُغَةٍ رَدِيئَةٍ كَقَوْلِهِ:

أَنَا سَيْفُ الْعَشِيرَةِ فَاعْرِفُونِي
وَتُوصَلُ بِهَا تَاءُ الْخِطَابِ فَيَصِيرَانِ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ مُضَافَةً إِلَيْهِ تَقُولُ أَنْتَ وَتُكْسَرُ لِلْمُؤَنَّثِ وَأَنْتُمْ وَأَنْتُنَّ. وَقَدْ تَدْخُلُ عَلَيْهَا كَافُ التَّشْبِيهِ تَقُولُ أَنْتَ كَأَنَا وَأَنَا كَأَنْتَ وَكَافُ التَّشْبِيهِ لَا تَتَّصِلُ بِالْمُضْمَرِ وَإِنَّمَا تَتَّصِلُ بِالْمُظْهَرِ تَقُولُ أَنْتَ كَزَيْدٍ حُكِيَ ذَلِكَ عَنِ الْعَرَبِ وَلَا تَقُولُ أَنْتَ كَـ (ي) إِلَّا أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُنْفَصِلَ عِنْدَهُمْ بِمَنْزِلَةِ الْمُظْهَرِ فَلِذَلِكَ حَسُنَ قَوْلُهُمْ أَنْتَ كَأَنَا وَفَارَقَ الْمُتَّصِلَ. 
[أن ن] أَنَّ يَئِنُّ أنّا وأَنِينًا وأْنَاناً تأوَّه ورجلٌ أنَّانٌ وأُنَّانٌ وأُنَنَةٌ كثيرُ الأَنِينِ وقيل الأُنَنَةُ الكثير النَّثِّ للشكوى وامرأة أنَّانة كذلك وفي بعض وصايا العرب لا تتخذها حنَّانَةً ولا مَنَّانَةً ولا أنَّانَةً ومَالَه حانَّةٌ ولا آنَّةٌ أي ناقةٌ ولا شاةٌ وقيل الحانَّةُ الناقة والآنَّةُ الأَمَةُ تَئِنُّ من التعب وأنَّتِ القوس تَئِنُّ أَنِينًا أَلانَتْ صوتَها ومدَّتْهُ حكاه أبو حنيفة وأنشد قول رؤبة

(تَئِنُّ حِيْنَ يَجْذِبُ المَخْطُومَا ... )

(أَنِيْنَ عَبْرَى أَسْلَمَتْ حَمِيْمَا ... )

والأُنَنُ طائر يضرب إلى السواد له طَوْقٌ كهيئة طَوْقِ الدُّبْسِيّ أحمر الرجلين والمنقار وقيل هو الوَرَشَانُ وقيل هو مثل الحمام إلا أنه أسود وصوتُه أنين أُوْهْ أُوْهْ وإِنَّهُ لَمَئِنَّةٌ أن يفعل ذاك أي خَلِيقٌ وقيل مَخْلَقَةٌ من ذاك وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث وقد يجوز أن تكون مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً فهو على هذا ثلاثي وأتاه على مَئِنَّة ذاك أي حينه ورُبَّانه وفي الحديث مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْه الرجل أي بَيانٌ منه وأنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّا صبَّه وفي كلام الأوائل أُنَّ ماءً ثم اغْلِهِ حكاه ابن دريد قال وكان ابن الكلبي يرويه أُنَّ ماءً ويزعم أن أُنَّ تصحيف وإِنَّ حرف تأكيد وقوله عز وجل {إن هذان لساحران} طه 63 أخبر أبو علي أن أبا إسحاق ذهب فيه إلى أن إنَّ هنا بمعنى نعم وهذان مرفوع بالابتداء وأن اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة وأن تقديره نعم هذان لهما ساحران وحكى عن أبي إسحاق أنه قال هذا الذي عندي فيه والله أعلم وقد بين أبو عليٍّ فساد ذلك فغنِينا نحن عن إيضاحه هنا فأما قوله عز وجل {إِنَّا كُلَّ شَيٍ خَلَقْناه بِقَدَرٍ} القمر 49 {إنا نحن نحيي ونميت} ق 43 ونحو ذلك فأصله إنَّنَا ولكن حذفت إحدى النونين من إِنَّ تخفيفًا وينبغي أن تكون الثانية منهما لأنها طرف وهي أضعف ومن العرب من يبدل همزتها هاءً مع اللام كما أبدلوها في هَرَقْتُ فيقول لَهِنَّكَ لرجُلُ صدقٍ قال سيبويه وليس كل العرب تتكلم بها قال الشاعر

(أَلا يَا سَنَا بَرْقٍ عَلَى قُلَلِ الحِمَى ... لَهِنَّكَ مِنْ بَرْقٍ عَلَيَّ كَرِيمُ)

وحكى ابن الأعرابي هِنَّك وواهِنَّكَ وذلك على البدل أيضًا وأنَّ كإنَّ في التأكيد إلا أنه تقع موقع الأسماء ولا تبدل همزتها هاءً ولذلك قال سيبويه وليس إِنَّ كأنَّ إنَّ كالفعل وأنَّ كالاسم ولا تدخل اللام مع المفتوحة فأما قراءة سعيد بن جبير {إلا إنهم ليأكلون الطعام} الفرقان 20 بالفتح فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله

(لَهِنَّكِ في الدُّنَيا لَبَاقِيةُ العُمْرِ ... )

ولا أفعل كذا ما أنَّ في السماء نجما حكاه يعقوب ولا أعرف ما وجه فتح أنَّ هنا إلا أن يكون على توهم الفعل كأنه قال ما ثبت أنَّ في السماء نجمًا أو ما وجد أنَّ في السماء نجمًا وحكى اللحياني ما أنَّ ذلك الجبل مكانه وما أنَّ حراءً مكانه ولم يُفسره وكأنَّ حرف تشبيه إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف قال ابن جني إن سأل سائل فقال ما وجه دخول الكاف هاهنا وكيف أصل وضعها وترتيبها فالجواب أن أصل قولنا كأنَّ زيدًا عمروٌ إنما هو إِنَّ زيدًا كعمرو فالكاف هنا تشبيه صريح وهي متعلقة بمحذوف وكأنك قلت إن زيدًا كائنٌ كعمرو وإنهم أرادوا الاهتمام بالتشبيه الذي عليه عقدوا الجملة فأزالوا الكاف من وسط الجملة وقدموها إلى أَوَّلِها لإفراط عنايتهم بالتشبيه فلما أدخلوها على إنَّ من قبلها وجب فتح إنَّ لأنَّ المكسورة لا يتقدمها حرف الجر ولا تقع إلا أوَّلاً أبدا وبقي معنى التشبيه الذي كان فيها وهي متوسطةٌ بحالِهِ فيها وهي متقدمة وذلك قولهم كأنَّ زيدًا عمروٌ إلا أنَّ الكاف الآن لما تقدمت بطل أن تكون معلقة بفعل ولا بشيء في معنى الفعل لأنها فارقت الموضع الذي يمكن أن تتعلق فيها بمحذوف وتقدمت إلى أوَّل الجملة وزالت عن الموضع الذي كانت فيه متعلقة بخبر إنَّ المحذوف فزال ما كان لها من التعلق بمعاني الأفعال وليست هاهنا زائدة لأن معنى التشبيه موجود فيها وإن كانت قد تقدمت وأزيلت عن مكانها فإن قلت إنَّ الكاف في كأنَّ الآن ليست متعلقة بفعل وليس ذلك بمانع من الجر فيها ألا ترى أن الكاف في قوله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ} الشورى 11 ليست متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارَّةٌ ويؤكد عندك أيضًا هنا أنها جارة فتحهم الهمزة بعدها كما يفتحونها بعد العوامل الجارة وغيرها وذلك قولك عجبت من أنك قائم وأظن أنك منطلق وبلغني أنك كريم فكما فَتَحْتَ أنَّ لوقوعها بعد العوامل قبلها موقع الأسماء كذلك فتحت أيضًا في كأنك قائم لأن قبلها عامًلا قد جرَّها وأما قول الراجز

(فَبَادَ حَتَّى لَكَأنْ لَمْ يَسْكُنِ ... )

(فَالْيَومَ أَبْكِي وَمَتَى لَمْ يُبْكِني ... )

فإنه أكد الحرف باللام وقوله

(كَأنَّ دَرِيئَةً لَمَّا الْتَقَيْنَا ... لِنَصْلِ السَّيْفِ مُجْتَمَعُ الصُّدَاعِ)

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأنَّ في الظرف الزماني الذي هو لما التقينا وجاز ذلك في كأنَّ لما فيها من معنى التشبيه وقد تخفف أَنْ ويرفع ما بعدها قال الشاعر

(أَنْ تَقْرَآنِ على أَسْماءَ وَيْحَكُما ... مِنِّي السَّلامَ وأَنْ لاْ تُعْلِما أحَدا)

قال ابن جني سألت أبا عليٍّ فقلت لم رفع تقرآن فقال أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآنِ قال أبو عليٍّ وأولى أَنْ المخففة من الثقيلة الفعلَ بلا عوض ضرورة وهذا على كل حال وإن كان فيه بعض الصنعة فهو أسهل مما ارتكبه الكوفيون قال وقرأت على محمد بن الحسن عن أحمد بن يحيى في تفسير أن تقرآن قال شبه أنْ بما فلم يُعملها في صلتها وهذا مذهب البغداديّين قال وفي هذا بُعْدٌ وذلك أنَّ أنْ لا تقع إذا وصلت حالاً أبدًا إنما هي للمضي أو الاستقبال نحو سرني أنْ قام زيد ويسرني أنْ يقوم ولا تقول يسرني أن يقوم وهو في حال قيام وما إذا وصلت بالفعل فكانت مصدرًا فهي للحال أبدًا نحو قولك ما تقوم حسن أي قيامك الذي أنت عليه حسن فيبعد تشبيه واحدة منهما بالأخرى وكل واحدة منها موقع صاحبتها ومن العرب من ينصب بها مخففة وتكون إنَّ في موضع أَجَلْ وحكى سيبويه ائْتِ السوقَ أَنَّك تشتري لنا شيئًا أي لَعَلَّكَ وعليه وجه قوله تعالى {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون} الأنعام 109 إذ لو كانت مفتوحةً عَنْهَا لكان ذلك عذرًا له قال الفارسي فسألت عنه أَوَانَ القراءة أبا بكر فقال هو كقول الإنسان إنَّ فلانًا يقرأ ولا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وتبدل من همزة أنَّ مفتوحةً عَيْنٌ فيقال علمت عَنَّك منطلق وقالوا لا أَفْعَلُهُ ما أنَّ في السماء نجم وما أنَّ في الفرات قطرة أي ما كان وحكى اللحياني ما أنَّ في فراتٍ قطرةٌ وقد ينصب ولا أفعَلَهُ ما أنَّ السماءَ سماءٌ قال اللحياني ما كان وإنما فسره على المعنى وأَنَّى كلمة معناها كيف ومِنْ أَيْنَ
أنن
: (} أَنَّ) الرَّجلُ مِن الوَجَعِ ( {يَئِنُّ) ، مِن حَدِّ ضَرَبَ، (} أَنًّا {وأَنِيناً} وأُناناً) ، كغُرابٍ، وظاهِرُ سياقِه الفتْح وليسَ كذلكَ، فقد قالَ الجوْهرِيُّ {الأُنانُ، بالضمِّ، مثْلُ} الأَنِينِ، وأَنْشَدَ للمُغِيرةِ بنِ حَبْناء يَشْكو أَخاهُ صَخْراً:
أَراكَ جَمَعْتَ مَسْأَلَةً وحِرْصاً وَعند الفَقْرِ زَحَّاراً {أُنانا وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّة:
يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النِّسْعَتَينِ كَمَا} أَنَّ المَرِيضُ إِلَى عُوَّادِه الوَصِبُوذَكَرَ السِّيرافيُّ أَنَّ {أُناناً فِي قوْلِ المُغيرة ليسَ بمصْدَرٍ فيكونُ مثْل زَحَّار فِي كوْنِه صفَةً.
(} وتَأْناناً) :) مَصْدَر أَنَّ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للقيط الطَّائيّ، ويُرْوَى لمالِكِ بنِ الرَّيْب، وكِلاهُما مِن اللّصوصِ: إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِخيراً من! التَّأْنانِ والمَسائِل ِوعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِمَلْقوحةً فِي بَطْنِ نابٍ حائِلِ أَي (تَأَوَّهَ) وشَكَا مِنَ الوَصبِ، وكذلكَ: أَنَتَ يأْنِتُ أَنِيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ نَئِيتاً.
(ورَجُلٌ {أُنانٌ، كغُرابٍ، وشَدَّادٍ وهُمَزَةٍ: كثيرُ} الأَنينِ) .
(قالَ السِّيرافِيّ: قوْلُ المُغِيرة زَحَّار {وأُنان صِفَتان وَاقِعَتان مَوْقِع المَصْدرِ.
وقيلَ:} الأُنَنَةُ: الكثيرُ الكَلامِ، والبَثِّ والشَّكْوَى، وَلَا يُشْتَقّ مِنْهُ فِعْل،
(وَهِي {أُنَّانَةٌ) ، بالتَّشديدِ، وَفِي بعضِ وَصايَا العَرَبِ: لَا تَتَّخِذْها حَنَّانةً وَلَا مَنَّانة وَلَا أَنَّانةً.
وقيلَ:} الأَنَّانَةُ هِيَ الَّتِي ماتَ زَوْجُها وتَزَوَّجتْ بعْدَه، فَهِيَ إِذا رأَتِ الثَّانِي {أَنَّتْ لمُفارَقَتِه وتَرحَّمَتْ عَلَيْهِ؛ نَقَلَهُ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى.
(و) يقالُ: (لَا أَفْعَلُه مَا} أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْمٌ) ، أَي (مَا كانَ) فِي السَّماءِ نَجْمٌ، لُغَةٌ فِي عَنَّ، نَقَلَهُ الجوْهرِيُّ، وَهُوَ قَوْلُ اللّحْيانيّ.
وَفِي المُحْكَم: وَلَا أَفْعَل كَذَا مَا أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً؛ حَكَاهُ يَعْقوب، وَلَا أَعْرفُ مَا وَجْه فَتْحِ أَنَّ، إِلاَّ أَنْ يكونَ على توهُّمِ الفِعْل، كأَنَّه قالَ: مَا ثَبَت أَنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً، أَو مَا وُجِدَ أنَّ فِي السَّماءِ نَجْماً.
وحَكَى اللّحْيانيُّ: مَا أَنَّ ذلكَ الجَبَل مَكانَه، وَمَا أَنَّ حِراءً مكانَه، وَلم يفسّره.
( {وأَنَّ الماءَ) } يؤُنُّه {أَنّاً: (صَبَّه) ؛) وَفِي كَلامِ الأوائِلِ: أنَّ مَاء ثمَّ أَغْلِه: أَي صُبَّه ثمَّ أَغْلِه؛ حكَاهُ ابنُ دُرَيْدٍ، قالَ: وكانَ ابنُ الكلْبي يَرْوِيه أُزَّ مَاء ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ تَصْحيفٌ.
(و) يقالُ: (مَا لَهُ حانَّةٌ وَلَا} آنَّةٌ) :) أَي (ناقةٌ وَلَا شاةٌ) ؛) كَذَا فِي الصِّحاحِ والأساسِ.
(و) قيلَ: لَا (ناقَةٌ وَلَا أَمَةٌ) ، فالحانَّةُ: الناقَةُ، {والآنَّةُ: الأَمَةُ تَئِنُّ منَ التَّعَبِ.
(و) } الأُنَنُ، (كصُرَدٍ: طائِرٌ كالحَمامِ) إلاَّ! أنَّه أَسْودُ، لَهُ طَوْقٌ كطَوْقِ الدُّبْسِيّ، أَحْمرُ الرِّجْلَيْن والمِنْقارِ، (صَوْتُه {أَنينٌ: أُوهْ أُوهْ) .) وقيلَ: هُوَ مِنَ الوَرَشانِ.
(وإِنَّهُ} لَمَئنَّةٌ أَن يَكونَ كَذَا: أَي خَليقٌ) .
(قالَ أَبو عُبَيْدٍ: قالَ الأَصْمَعيُّ: سأَلَنِي شعْبَةُ عَن! مَئِنَّة فقلْتُ: هُوَ كقوْلِكَ عَلامة وخَلِيق؛
(أَو مَخْلَقَةٌ مَفْعَلَةٌ مِن أَنَّ، أَي جَديرٌ بأَنْ يقالَ فِيهِ إِنَّهُ كَذَا) .
(وَفِي الأَساسِ: هُوَ مَئِنَّةٌ للخَيْرِ ومَعْسَاةٌ: من أَن: (وعَسَى أَي هُوَ محلُّ لأنَّ؛ يقالُ فِيهِ: إنَّه لخيِّرٌ وعَسَى أَنْ يفعَلَ خيْراً.
وقالَ أَبو زيْدٍ: إِنَّه لَمِئِنَّةٌ أَنْ يفعَلَ ذلكَ، وإنَّهم لمَئِنَّةٌ أنْ يفْعَلوا ذلكَ بمعْنَى إنَّه لخَلِيق؛ قالَ الشاعِرُ:
ومَنْزِل مِنْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ بهمَئِنَّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنَّاتِوقالَ اللَّحْيانيُّ: هُوَ مَئِنَّةٌ أَنْ يَفْعَلَ ذلكَ ومَظِنَّة أَنْ يفْعَل ذلكَ؛ وأَنْشَدَ:
مَئِنَّةٌ مِنَ الفَعالِ الأَعْوجِ قالَ الأَزْهرِيُّ: فلانَّ مَئِنَّةً، عِنْدَ اللّحْيانيِّ، مبدِلٌ الهمزةَ فِيهَا مِن الظاءِ فِي المَظِنَّة، لأنَّه ذَكَر حُروفاً تُعاقِبُ فِيهَا الظاءُ الهَمْزَةَ، مثْل قَوْلهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ، وَقد أَفَرَ وظَفَرَ أَي وَثَبَ.
وَفِي الفائِقِ للزَّمَخْشريّ: مَئِنَّةٌ مَفْعِلَةٌ مِن أنَّ التَّوْكِيدِيَّة غَيْر مُشْتَقّة مِن لفْظِها، لأنَّ الحُروفَ لَا يُشْتَق مِنْهَا، وإنَّما ضُمَّنَتْ حُرُوف تَرْكِيبها الإيضَاحِ الدَّلالَةِ على أنَّ معْناها فِيهَا، والمعْنى مَكان يقولُ القائِلُ أنَّه كَذَا؛ وقيلَ: اشْتُقَّ مِن لفْظِها بعْدَما جعَل اسْما كَانَ قَول، انْتهى.
قالَ شيْخُنا، رحِمَه اللَّهُ تعالَى: وَفِي الاشْتِقاقِ قَبْل أَو بَعْد لَا يَخْفى مَا فِيهِ مِن مُخالَفَةِ القواعِدِ الصَّرْفيَّة فتأَمَّل.
وَقد يجوزُ أَنْ يكونَ مَئِنَّةٌ فَعِلَّةً، فعلى هَذَا ثلاثيٌّ، يأْتي فِي مَأَنَ. ( {وتَأَنَّنْتُه} وأَنَّنْتُهُ) :) أَي (تَرَضَّيْتُهُ.
(وبِئْرُ {أَنَّى، كحَتَّى) ، ويقالُ بالموحَّدَةِ أَيْضاً كَمَا تقدَّمَ، (أَو) أُنَا، (كَهُنا) وَهَكَذَا ضَبَطَه نَصْر، (أَو إِنِي، بكسْرِ النُّونِ المُخَفَّفَةِ) ، وعَلى الأَخِيرَيْن اقْتَصَرَ ياقوتُ، فمحلُّ ذِكْرِه فِي المُعْتلِّ: (مِن آبارِ بَني قُرَيْظَةَ بالمَدينَةِ) ، على ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاة والسَّلام.
قالَ نَصْر: وَهُنَاكَ نَزَلَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمَّا فَرَغَ مِن غَزْوَةِ الخنْدَقِ وقَصَدَ بَني النَّــضير.
(وأَنَّى تكونُ بمعْنَى حيثُ وكيفَ وأَيْنَ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {فأْتوا حَرْثَكم أَنَّى شِئْتُم} ، يَحْتَمل الوُجُوه الثلاثَةَ؛ وقوْلُه: أَنَّى لكَ هَذَا، أَي مِن أَيْنَ لكَ، (وتكونُ حَرْفَ شَرْطٍ) ، كقوْلِهِم: أَنَّى يكُنْ أَكُنْ.
(} وإِنَّ) ، بالكسْرِ، ( {وأَنَّ) ، بالفتْحِ: (حَرْفَانِ) ، للتَّأْكِيدِ، (يَنْصِبانِ الاسْمَ ويَرْفَعانِ الخَبَرَ؛ وَقد تَنْصِبُهُما) ، أَي الاسْم والخَبَر إنَّ (المَكْسورَةُ، كقولِهِ) :
(إِذا اسْوَدَّ جُنْحُ اللَّيلِ فَلْتَأْتِ ولتَكُن (خُطاكَ خِفافاً} إنَّ حُرَّاسَنا أُسْدَا) فالحُرَّاس اسْمها والأُسْد خَبَرها، وكِلاهُما مَنْصوبانِ.
(وَفِي الحدِيثِ: (إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّم سَبْعينَ خَرِيفاً) وَقد يَرْتَفِعُ بَعْدَها المُبْتَدأ فيكونُ اسْمُها ضَميرَ شأنٍ مَحْذوفاً نَحْو) الحدِيْث: ((إِنَّ مِن أَشَدِّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ القِيامَةِ المُصَوِّرونَ) ؛ والأَصْلُ! إِنَّه) .
(وَمِنْه أَيْضاً قوْلُه تعالَى: {إِنَّ هذانِ لساحِرانِ} ؛ تَقْديرُه إنَّه كَمَا سَيَأْتي قرِيباً إنْ شاءَ اللَّه تَعَالَى.
(والمَكْسورَةُ) مِنْهُمَا (يُؤَكَّدُ بهَا الخَبَرُ، وَقد تُخَفَّفُ فتَعْمَلُ قَلِيلا وتُهْمَلُ كَثيراً) .
(قالَ اللَّيْثُ: إِذا وَقَعَتْ أَنَّ على الأَسْماءِ والصِّفاتِ فَهِيَ مُشَدَّدَة، وَإِذا وَقَعَتْ على فِعْل أَو حَرْفٍ لَا يتمكَّن فِي صِفةٍ أَو تَصْريفٍ فخفّفْها، نقولُ: بَلَغَني أَن قد كانَ كَذَا وَكَذَا، تخفِّف مِن أَجْل كانَ لأَنَّها فِعْل، وَلَوْلَا قَدْ لم تحسن على حالٍ مِن الفِعْل حَتَّى تعْتَمد على مَا أَو على الهاءِ كقوْلِكَ {إنَّما كانَ زيْدٌ غائِباً، وبَلَغَنِي أَنَّه كانَ إخْوَتك غيباً، قالَ: وكذلِكَ بَلَغَني أنَّه كانَ كَذَا وَكَذَا، تُشَدِّدُها إِذا اعْتمدَتْ، ومِن ذلِكَ:} إنْ رُبّ رَجُلٍ، فتخَفّف، فَإِذا اعتمدَتْ قلْتَ: إنَّه رُبَّ رجُلٍ، شدَّدْتَ، وَهِي مَعَ الصِّفاتِ مُشَدَّدَة إنَّ لكَ وإِنَّ فِيهَا وإنَّ بكَ وأَشْبَاهها، قالَ: وللعَرَبِ فِي إِنَّ لُغَتانِ: إِحْدَاهما التَّثْقِيل، والأُخْرَى التَّخْفِيف، فأَمَّا مَنْ خَفَّفَ فإنَّه يَرْفَعُ بهَا إلاَّ {أَنَّ نَاسا مِن أَهْلِ الحِجازِ يخفِّفونَ وينْصِبُون على توهُّم الثَّقِيلَة، وقُرىءَ: {} وإِنْ كلاّ لما ليُوَفِّيَنَّهُم} ؛ خفَّفوا ونَصَبُوا؛ وأَنْشَدَ الفرَّاءُ فِي تخْفِيفِها مَعَ المُضْمر:
فلوْ {أَنْكِ فِي يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتَنِيفِراقَكَ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَديقُوأَنْشَدَ القَوْل الآخر:
لقد عَلِمَ الضَّيْفُ والمُرْمِلونإذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شَمالا} بأَنْكَ رَبيعٌ وغَيْثٌ مَريعوقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا:
وقالَ أَبو طالِبٍ النّحويُّ فيمَا رَوَى عَنهُ المُنْذريّ: أَهْل البَصْرة غَيْر سِيْبَوَيْه وذَوِيه يقُولُونَ العَرَبُ تُخَفِّف أَنَّ الشَّديدةَ وتُعْمِلُها؛ وأَنْشَدُوا: وصَدْرٍ حسن النَّحْر {كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ أَرادَ} كأَنَّ فخفَّف وأَعْمَل. (وَعَن الكوفيينَ: لَا تُخَفَّفُ) .
(قالَ الفرَّاءُ: لم يُسْمَع أَنَّ العَرَبَ تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلاَّ مَعَ المَكْنيّ لأنَّه لَا يتبيّن فِيهِ إعْراب، فأَمَّا فِي الظاهِرِ فَلَا، وَلَكِن إِذا خَفَّفوها رَفَعُوا، وأمّا مَنْ خَفَّف {وإِنْ كلاَّ لَما ليُوَفِّيَنَّهم} ، فإنَّهم نصَبُوا كُلاًّ بِلَنُوَفِّيَنَّهم كأَنَّه قالَ: وإِن لَنُوَفِّيَنَّهم كُلاًّ، قالَ: وَلَو رُفِعَت كُلاّ لصلَح ذلكَ، تقولُ: إنْ زيدٌ لقائمٌ.
(وتكونُ) إنَّ (حَرْفَ جَوابٍ بمعْنَى نَعَمْ كَقَوْله) ، هُوَ عبيدُ اللَّهِ بنُ قَيْس الرُّقَيّات:
بَكَرَتْ عليَّ عَواذِلييَلْحَيْنَنِي وأَلُومُهُنَّهْ (ويَقُلْنَ شَيْبٌ قد عَلا (كَ وَقد كَبِرْتَ فقُلْتُ {إِنَّهْ) أَي: إِنَّه كَانَ كَمَا يَقُلْن.
قالَ أَبو عبيدٍ: وَهَذَا اخْتِصارٌ مِن كَلامِ العَرَبِ يُكْتَفى مِنْهُ بالضَّميرِ لأَنَّه قد عُلِم معْناهُ.
وأَمَّا قَوْلُ الأَخْفش إنَّه بمعْنَى نَعَمْ فإنَّما يُريدُ تأْوِيلَه ليسَ} أَنه موضُوعٌ فِي أَصْلِ اللّغَةِ كذلِكَ، قالَ: وَهَذِه الْهَاء أُدْخِلت للسكوتِ؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ.
قلْتُ: ومِن ذلِكَ أَيْضاً قَوْله تعالَى: {إِن هذانِ لَساحِرانِ} ؛ أَخْبَرَ أَبُو عليَ أنَّ أَبا إسْحاق ذَهَبَ فِيهِ إِلَى أَن إنَّ هُنَا بمعْنَى نَعَمْ، وهذانِ مَرْفُوعٌ بالابْتِداءِ، وأنَّ اللامَ فِي لَساحِران داخِلَةٌ على غيرِ ضَرُورَةٍ، وَأَن تَقْديرَه نَعَمْ هذانِ هُما ساحِرانِ؛ وَقد رَدّه أَبو عليَ، رحِمَه اللَّهُ تعالَى، وبَيَّن فَسادَهُ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: قالَ أَبو إسْحاق النّحويُّ: قَرَأَ المدنيُّونَ والكُوفيُّون إلاَّ عَاصِمًا: إنَّ هذانِ لَساحِران، ورُوِي عَن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ: إنْ هذانِ، بتخْفِيفِ إنْ؛ وقَرَأَ أَبو عَمْرٍ و: إِنَّ هذينِ لَساحِران، بتَشْدِيدِ إنَّ ونَصْبِ هذينِ؛ قالَ: والحجَّةُ فِي إنَّ هذانِ لَساحِرانِ، بالتَّشْديدِ والرَّفْع، أنَّ أَبا عُبَيْدَةَ رَوَى عَن أَبي الخطَّاب أنّها لغةٌ لكنانَةَ، يَجْعلونَ أَلفَ الاثْنَيْن فِي الرَّفْعِ والنَّصْبِ والخَفْضِ على لفْظٍ واحِدٍ. ورَوَى أَهْلُ الكُوفَة والكِسائي والفرَّاءُ: أنَّها لُغَةٌ لبَني الحرِثِ بنِ كَعْبٍ، قالَ: وقالَ النَّحويُّون القُدَماء: هَهُنَا هاءٌ مُضْمرَةٌ، المعْنَى: إنَّه هذانِ لَساحِرانِ.
قالَ أَبو إسْحاق: وأَجْودُ الأَوْجه عنْدِي أَن إنَّ وَقَعَتْ مَوْقعَ نَعَمْ، وأَنَّ اللامَ وَقَعَتْ مَوْقِعَها، وأَنَّ المعْنَى نَعَمْ هذانِ لَهما ساحِرانِ، قالَ: وَالَّذِي يَلِي هَذَا فِي الجَوْدةِ مَذْهبُ بني كِنانَةَ وبَلْحَرِثِ بنِ كَعْبٍ، فأَمَّا قراءَةُ أَبي عَمْرٍ وفلا أُجيزُها لأَنَّها خِلافُ المصْحَف؛ قالَ: وأَسْتحْسن قِراءَةَ عاصِمٍ، اه.
(وتُكْسَرُ إنَّ) فِي تسْعَةِ مَواضِع.
الأَوّل: (إِذا كانَ مَبْدُؤاً بهَا لَفْظاً أَو مَعْنًى) ليسَ قَبْلها شيءٌ يُعْتَمدُ عَلَيْهِ، (نحْو: إِنَّ زَيْداً قائِمٌ.
(و) الثَّاني: (بَعْدَ أَلاَ التَّنْبِيهِيَّةِ) نَحْو: (أَلاَ إِنَّ زَيْداً قائمٌ) ؛) وقوْلُه تعالَى: {أَلاَ! إنَّهم حِين يثنون صدورَهم} .
(و) الثَّالِثُ: أَنْ يكونَ (صِلَةً للاسْمِ المَوْصولِ) نَحْوَ قَوْله تعالَى: { (وآتَيْناهُ من الكُنوزِ مَا إِنَّ مَفاتِحَهُ) لتنوء بالعصْبةِ أولى القُوَّة} .
(و) الرَّابع: أَنْ تكونَ (جَوابَ قَسَمٍ سواءٌ كانَ فِي اسمِها أَو خَبَرِها اللَّامُ أَوْ لمْ يَكُنْ) ، هَذَا مَذْهَب النَّحويِّين يقُولُون: واللَّه إنَّه لقائِمٌ، {وإِنَّه قائِمٌ، وقيلَ: إِذا لم تأْتِ باللاَّم فَهِيَ مَفْتوحَة: واللَّهِ أَنَّك قائِمٌ؛ نَقَلَهُ الكِسائي، وقالَ: هَكَذَا سَمِعْته مِنَ العَرَبِ.
(و) الخامِسُ: أَنْ تكونَ (مَحْكِيَّةً بالقَوْلِ فِي لُغَةِ من لَا يَفْتَحُها قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {} إِنِّي مُنْزِلُها عَلَيْكُمْ} ) ، قالَ الفرَّاءُ: إِذا جاءَتْ بَعْدَ القَوْلِ وَمَا تصرَّف مِنَ القَوْل وكانتْ حكايَةً لم يَقَعْ عَلَيْهَا القوْلُ وَمَا تصرَّف مِنْهُ فَهِيَ مكْسُورَةٌ، وَإِن كانتْ تفْسِيراً للقوْلِ نَصَبَتْها وذلِكَ مثْل قَوْل اللَّهِ، عزَّ وجلَّ: {وقوْلِهم {إنَّا قَتَلْنا المَسِيحَ عيسَى ابْن مَريَمَ} ، كسَرْتَ لأنَّها بعْدَ القَوْلِ على الحِكايَةِ.
(و) السَّادِسُ: أَنْ تكونَ (بعدَ واوِ الحالِ) نحْوَ: (جاءَ زَيدٌ وإِنَّ يَدَهُ على رأْسِه.
(و) السَّابِعُ: أَنْ تكونَ (موضِعَ خَبَرِ اسْمِ عَيْنٍ) نحْو: (زَيْدٌ إِنَّهُ ذَاهِبٌ، خِلافاً للفَرَّاءِ.
(و) الثَّامِنُ: أَنْ تكونَ (قَبْلَ لامٍ مُعَلِّقَةٍ) نحْوَ قوْلِهِ تعالَى: { (واللَّهُ يَعْلَمُ} إِنَّكَ لرَسولُهُ) } .) قالَ أَبو عبيدٍ: قالَ الكِسائيُّ فِي قوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وإنَّ الذينَ اخْتَلَفوا فِي الكِتابِ لفي شقاقٍ بَعِيدٍ} ، كُسِرَتْ إنَّ لمَكانِ الَّلامِ الَّتِي اسْتَقْبلتها فِي قوْلهِ: لَفِي، وكذلِكَ كلُّ مَا جاءَك مِن أنَّ فكانَ قَبْله شيءٌ يَقَعُ عَلَيْهِ فإنَّه مَنْصوبٌ، إِلاَّ مَا اسْتَقْبَله لامٌ فإنَّ الَّلامَ تَكْسِره.
قلْتُ: فأمَّا قِراءَة سعيدِ بنِ جُبَيْر: إِلَّا! أَنَّهم ليأْكلُونَ الطَّعامَ بالفتْح فإنَّ الَّلامَ زائِدَةٌ.
(و) التَّاسِعُ: أَنْ تكونَ (بَعْدَ حَيثُ) ، نحْو: (اجلِس حيثُ إنَّ زَيداً جالِسٌ) .) فَهَذِهِ المَواضِعُ التِّسْع الَّتِي تُكْسَرُ فِيهَا إنَّ. وفاتَهُ:
مَا إِذا كانتْ مُسْتأْنَفَة بَعْدَ كَلامٍ قدِيمٍ ومَضَى، نحْو قوْلهِ تَعَالَى: {وَلَا يَحْزُنك قَوْلُهم إنَّ العزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً} ، فإنَّ المعْنَى اسْتِئْنافٌ، كأَنَّه قالَ: يَا محمدُ إنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَميعاً؛ وكَذلِكَ إِذا وَقَعَتْ بَعْدَ إلاَّ الاسْتِثْنائِيَّة فإنَّها تُكْسَر سواءٌ اسْتَقْبلَتْها اللامُ أَو لمْ تَسْتقْبلْها كقوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَا أَرْسَلْنا قَبْلَك مِنَ المُرْسَلِين إلاّ {إِنَّهم ليأَكلُونَ الطَّعامَ} ؛ فَهَذِهِ تُكْسَر وَإِن لم تَسْتَقْبلْها لامٌ.
(وَإِذا لَزِمَ التَّأْوِيلُ بمَصْدَرٍ فُتِحَتْ وذلِكَ بَعْدَ لَوْ) ، نَحْو (لَوْ} أَنَّكَ قائِمٌ لقُمْتُ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: والمَفْتوحَةُ وَمَا بَعْدَها فِي تأْوِيلِ المَصْدَرِ، (و) أَنَّ (المَفْتُوحَةُ فَرْعٌ عَن) إنَّ (المَكْسورَةِ فَصَحَّ أَنَّ {أَنَّما تُفيدُ الحَصْرَ} كَإِنَّما) .
(وَفِي التَّهْذيبِ: أَصْلُ إنَّما مَا مَنَعت إنَّ عَن العَمَلِ، ومعْنَى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ.
وَفِي الصِّحاحِ: إِذا زِدْتَ على إنَّ مَا صارَ للتَّعْيِين كقوْلِه تَعَالَى: {إنَّما الصَّدَقاتُ للفُقراءِ والمَساكِينِ} ، لأنَّه يُوجِبُ إثْباتَ الحَكْمِ للمَذْكورِ ونَفْيَه عمَّا عَداه؛ اه.
(واجْتَمعا فِي قوْلِهِ تعالَى: {قُلْ إِنَّما يُوحَى إليَّ أَنَّما إلهُكُمْ إلللههٌ واحِدٌ} ، فالأُولَى لِقَصْرِ الصِّفَةِ على المَوْصوفِ، والثَّانيةُ لعَكْسه) ، أَي لِقَصْرِ المَوْصوفِ على الصِّفَةِ. (وقولُ من قالَ) مِن النَّحويِّين: (إِنَّ الحَصْرَ خاصٌّ بالمَكْسورَةِ) ، وَإِلَيْهِ أَيْضاً يُشيرُ نَصّ الجَوْهرِيّ، (مَرْدودٌ، و) أَنَّ (المَفْتوحَة) قد (تكونُ لُغَةً فِي لَعَلَّ كقَوْلِكَ: إئْتِ السُّوقَ! أَنَّكَ تَشْتَرِي) لنا (لَحْماً) أَو سَويقاً، حَكَاه سِيْبَوَيْه.
(قيلَ: ومِنهُ قِراءَةُ مَن قَرَأَ: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ {أَنَّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنونَ) } .
(قالَ الفارِسِيُّ: سأَلْتُ عَنْهَا أَبا بكْرٍ أَوانَ القِراءَةِ فقالَ: هُوَ كقَوْلِ الإنْسان إنَّ فلَانا يَقْرأُ فَلَا يَفْهَم، فتَقُول أَنْتَ: وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّه لَا يَفْهَم.
وَفِي قِراءَةِ أُبَيَ: لَعَلّها إِذا جاءَتْ لَا يُؤْمِنون؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لحُطائِطِ بنِ يَعْفُر؛ وقيلَ: هُوَ لدُرَيْدٍ:
أَرِيني جَواداً ماتَ هَزْلاً} لأنَّني أَرى مَا تَرَيْنَ أَو بَخِيلاً مُخَلَّداقالَ الجَوْهرِيُّ: وأَنْشَدَه أَبو زيْدٍ لحاتِمٍ.
قالَ ابنُ بَرِّي: وَهُوَ الصَّحيحُ.
قالَ: وَقد وَجَدْته فِي شعْرِ مَعْنِ بنِ أَوْسٍ المُزَنيّ.
قلْتُ: هُوَ فِي الأَغاني لحُطائِطٍ وساقَ قصَّته.
وقالَ عدِيُّ بنُ زيْدٍ:
أَعاذِكَ مَا يُدْريكِ أنَّ مَنِيَّتيإلى ساعةٍ فِي اليومِ أَو فِي ضُحَى الغَدِ؟ أَي لَعَلَّ مَنِيَّتي.
قالَ ابنُ بَرِّي: ويدلُّ على مَا ذَكَرْناهُ قوْلُه تعالَى: {وَمَا يُدْرِيكَ لعَلَّه يَزَّكَّى} ، {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعَةَ تكونُ قَرِيبا} .

أنن: أَنَّ الرجلُ من الوجع يَئِنُّ أَنيناً، قال ذو الرمة:

يَشْكو الخِشاشَ ومَجْرى النَّسْعَتَين، كما

أَنَّ المرِيضُ، إلى عُوَّادِه، الوَصِبُ

والأُنانُ، بالضم: مثل الأَنينِ؛ وقال المغيرة بن حَبْناء يخاطب أَخاه

صخراً:

أَراكَ جَمَعْتَ مسْأَلةً وحِرْصاً،

وعند الفَقْرِ زَحّاراً أُنانا

وذكر السيرافي أَن أُُناناً هنا مثل خُفافٍ وليس بمصدر فيكون مثل زَحّار

في كونه صفة، قال: والصِّفتان هنا واقِعتان موقع المصدر، قال: وكذلك

التأْنانُ؛ وقال:

إنَّا وجَدْنا طَرَدَ الهَوامِلِ

خيراً من التَّأْنانِ والمَسائِلِ

(* قوله «إنا وجدنا إلخ» صوّب الصاغاني زيادة مشطور بين المشطورين وهو:

بين الرسيسين وبين عاقل).

وعِدَةِ العامِ وعامٍ قابِلِ

مَلْقوحةً في بَطْنِ نابٍ حائلِ.

ملقوحة: منصوبةٌ بالعِدَة، وهي بمعنى مُلْقَحَةً، والمعنى أَنها عِدةٌ

لا تصح لأَن بطنَ الحائل لا يكون فيه سَقْبٌ مُلْقَحة. ابن سيده: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنّاً وأَنيناً وأُناناً وأَنَّةً تأَوَّه. التهذيب: أَنَّ

الرجلُ يَئِنُّ أَنيناً وأَنَتَ يأْنِتُ أَنيتاً ونأَتَ يَنْئِتُ

نَئِيتاً بمعنى واحد. ورجل أَنّانٌ وأُنانٌ وأُنَنةٌ: كثيرُ الأَنين، وقيل:

الأُنَنةُ الكثيرُ الكلام والبَثِّ والشَّكْوَى، ولا يشتقّ منه فعل، وإذا

أَمرت قلت: إينِنْ لأَن الهمزتين إذا التَقَتا فسكنت الأَخيرة اجتمعوا على

تَلْيينِها، فأَما في الأَمر الثاني فإنه إذا سكنت الهمزة بقي النونُ مع

الهمزة وذهبت الهمزة الأُولى. ويقال للمرأَة: إنِّي، كما يقال للرجل

اقْررْ، وللمرأَة قِرِّي، وامرأَة أنّانةٌ كذلك. وفي بعض وصايا العرب: لا

تَتّخِذْها حَنَّانةً

ولا مَنّانةً ولا أَنّانةً. وما له حانَّةٌ ولا آنّةٌ أَي ما لَه ناقةٌ

ولا شاةٌ، وقيل: الحانّةُ الناقةُ والآنّةُ الأَمَةُ تَئِنّ من التعب.

وأَنَّتِ القوسُ تَئِنُّ أَنيناً: أَلانت صوتَها ومَدّته؛ حكاه أَبو حنيفة؛

وأَنشد قول رؤبة:

تِئِنُّ حينَ تجْذِبُ المَخْطوما،

أَنين عَبْرَى أَسْلَمت حَميما.

والأُنَنُ: طائرٌ يَضْرِبُ إلى السَّواد، له طَوْقٌ

كهيئة طَوْق الدُّبْسِيّ، أَحْمَرُ الرِّجْلين والمِنْقار، وقيل: هو

الوَرَشان، وقيل: هو مثل الحمام إلا أَنه أَسود، وصوتُه أَنِينٌ: أُوهْ

أُوهْ. وإنِّه لَمِئنّةٌ أَن يفعل ذلك أَي خَليقٌ، وقيل: مَخْلَقة من ذلك،

وكذلك الإثنان والجمع والمؤنث، وقد يجوز أَن يكون مَئِنّةٌ فَعِلَّةً، فعلى

هذا ثلاثيٌّ. وأَتاه على مَئِنّةِ ذلك أَي حينهِ ورُبّانِه. وفي حديث

ابن مسعود: إنّ طُولَ الصلاةِ وقِصَرَ الخُطْبةِ مَئِنّةٌ من فِقْهِ الرجل

أَي بيانٌ منه. أَبو زيد: إنِّه لَمَئِنّةٌ أَن يفعل ذلك، وأَنتما

وإنّهنّ لَمَئِنّةٌ أَن تفعلوا ذلك بمعنى إنّه لخَليق أَن يفعل ذلك؛ قال

الشاعر:

ومَنْزِل منْ هَوَى جُمْلٍ نَزَلْتُ به،

مَئِنّة مِنْ مَراصيدِ المَئِنّاتِ

به تجاوزت عن أُولى وكائِده،

إنّي كذلك رَكّابُ الحَشِيّات.

أَول حكاية

(* قوله «أول حكاية» هكذا في الأصل). أَبو عمرو: الأَنّةُ

والمَئِنّة والعَدْقةُ والشَّوْزَب واحد؛ وقال دُكَيْن:

يَسْقِي على درّاجةٍ خَرُوسِ،

مَعْصُوبةٍ بينَ رَكايا شُوسِ،

مَئِنّةٍ مِنْ قَلَتِ النُّفوسِ

يقال: مكان من هلاكِ النفوس، وقولُه مكان من هلاك النفوس تفسيرٌ

لِمَئِنّةٍ، قال: وكلُّ ذلك على أَنه بمنزلة مَظِنَّة، والخَروسُ: البَكْرةُ

التي ليست بصافية الصوتِ، والجَروسُ، بالجيم: التي لها صوت. قال أَبو عبيد:

قال الأَصمعي سأَلني شعبة عن مَئِنَّة فقلت: هو كقولك عَلامة وخَليق، قال

أََبو زيد: هو كقولك مَخْلَقة ومَجْدَرة؛ قال أبو عبيد: يعني أَن هذا

مما يُعْرَف به فِقْهُ الرجل ويُسْتَدَلُّ به عليه، قال: وكلُّ شيءٍ دلَّكَ

على شيءٍ فهو مَئِنّةٌ له؛ وأَنشد للمرّار:

فَتَهامَسوا سِرّاً فقالوا: عَرِّسوا

من غَيْر تَمْئِنَةٍ لغير مُعَرِّسِ

قال أَبو منصور: والذي رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي وأَبي زيد في تفسير

المَئِنّة صحيحٌ، وأمّا احْتِجاجُه برأْيه ببَيْت المرار في التَّمْئِنَة

للمَئِنَّة فهو غلط وسهوٌ، لأَن الميمَ في التَّمْئِنة أَصليةٌ، وهي في

مَئِنّةٍ مَفْعِلةٌ ليست بأَصلية، وسيأْتي تفسير ذلك في ترجمة مأَن.

اللحياني: هو مَئِنَّةٌ أَن يفعل ذلك ومَظِنَّة أَن يفعل ذلك؛ وأَنشد:

إنَّ اكتِحالاً بالنَّقِيّ الأمْلَجِ،

ونَظَراً في الحاجِبِ المُزَجَّجِ

مَئِنَّةٌ منَ الفعال الأعْوجِ

فكأَن مَئِنّةً، عند اللحياني، مبدلٌ الهمزةُ فيها من الظاء في

المَظِنَّة، لأَنه ذكر حروفاً

تُعاقِب فيها الظاءُ الهمزةَ، منها قولُهم: بيتٌ حسَنُ الأَهَرَةِ

والظَّهَرةِ. وقد أَفَرَ وظَفَر أَي وثَب. وأَنَّ الماءَ يؤُنُّه أنّاً إذا

صبَّه. وفي كلام الأَوائل: أُنَّ ماءً ثم أَغْلِه أَي صُبَّه وأَغْلِه؛

حكاه ابن دريد، قال: وكان ابن الكلبي يرويه أُزّ ماءً ويزعُمُ أَنَّ أُنَّ

تصحيفٌ. قال الخليل فيما روى عنه الليث: إنَّ الثقيلةُ تكون منصوبةَ

الأَلفِ، وتكونُ مكسورةَ الأَلف، وهي التي تَنْصِبُ الأَسماء، قال: وإذا كانت

مُبتَدأَةً ليس قبلها شيءٌ يُعْتمد عليه، أَو كانت مستأْنَفَةً بعد كلام

قديم ومَضَى، أَو جاءت بعدها لامٌ مؤكِّدَةٌ يُعْتمد عليها كُسِرَتْ

الأَلفُ، وفيما سوى ذلك تُنْصَب الأَلف. وقال الفراء في إنَّ: إذا جاءت بعد

القول وما تصرَّف من القول وكانت حكايةً لم يَقَعْ عليها القولُ وما

تصرَّف منه فهي مكسورة، وإن كانت تفسيراً للقول نَصَبَتْها وذلك مثل قول الله

عز وجل: ولا يَحْزُنْك قولُهم إن العِزَّة لله جميعاً؛ وكذلك المعنى

استئنافٌ كأَنه قال: يا محمد إن العزَّة لله جميعاً، وكذلك: وقوْلِهم إنَّا

قَتَلْنا المسيحَ عيسى بن مَريَمَ، كسَرْتَها لأَنها بعد القول على

الحكاية، قال: وأَما قوله تعالى: ما قلتُ لهم إلا ما أَمَرْتَني به أَنِ

اعْبُدوا الله فإنك فتحْتَ الأَلفَ لأَنها مفسِّرة لِمَا وما قد وقع عليها

القولُ فنصبَها وموضعُها نصبٌ، ومثله في الكلام: قد قلت لك كلاماً حسَناً

أَنَّ أَباكَ شريفٌ وأَنك عاقلٌ، فتحتَ أَنَّ لأَنها فسَّرت الكلام

والكلامُ منصوبٌ، ولو أَردْتَ تكريرَ القول عليها كسَرْتَها، قال: وقد تكون إنَّ

بعد القول مفتوحةً

إذا كان القول يُرافِعُها، منْ ذلك أَن تقول: قولُ عبد الله مُذُ اليومِ

أَن الناس خارجون، كما تقول: قولُكَ مُذ اليومِ كلامٌ لا يُفْهم. وقال

الليث: إذا وقعت إنَّ على الأَسماء والصفات فهي مشدّدة، وإذا وقعت على

فعلٍ أَو حرفٍ لا يتمكن في صِفةٍ أَو تصريفٍ فخفِّفْها، تقول: بلغني أَن قد

كان كذا وكذا، تخفِّف من أَجل كان لأَنها فعل، ولولا قَدْ لم تحسن على

حال من الفعل حتى تعتمد على ما أَو على الهاء كقولك إنما كان زيد غائباً،

وبلَغني أَنه كان أَخو بكر غَنِيّاً، قال: وكذلك بلغني أَنه كان كذا وكذا،

تُشَدِّدُها إذا اعتمدَتْ، ومن ذلك قولك: إنْ رُبَّ رجل، فتخفف، فإذا

اعتمدَتْ قلت: إنه رُبَّ رجل، شدَّدْت وهي مع الصفات مشدّدة إنَّ لك وإنَّ

فيها وإنَّ بك وأَشباهها، قال: وللعرب لغتان في إنَّ المشدَّدة: إحداهما

التثقيل، والأُخرى التخفيف، فأَما مَن خفَّف فإنه يرفع بها إلا أَنَّ

ناساً من أَهل الحجاز يخفِّفون وينصبون على توهُّم الثقيلة، وقرئَ: وإنْ

كلاً لما ليُوفّينّهم؛ خففوا ونصبوا؛ وأَنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر:

فلوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخاءِ سأَلْتِني

فِراقَك، لم أَبْخَلْ، وأَنتِ صديقُ

وأَنشد القول الآخر:

لقد عَلِمَ الضَّيفُ والمُرْمِلون،

إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وهَبَّتْ شمالا،

بأَنَّكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مريع،

وقِدْماً هناكَ تكونُ الثِّمالا

قال أَبو عبيد: قال الكسائي في قوله عز وجل: وإنَّ الذين اختلفوا في

الكتاب لفي شقاق بعيد؛ كسرت إنّ لِمكان اللام التي استقبلتها في قوله لَفي،

وكذلك كلُّ ما جاءَك من أَنَّ فكان قبله شيءٌ يقع عليه فإنه منصوب، إلا

ما استقبَله لامٌ فإن اللام تُكْسِره، فإن كان قبل أَنَّ إلا فهي مكسورة

على كل حال، اسْتَقبَلَتْها اللام أَو لم تستقبلها كقوله عز وجل: وما

أَرسلْنا قبْلَك من المُرْسَلين إلا إنهم ليَأْكلون الطعامَ؛ فهذه تُكْسر وإن

لم تستقبلها لامٌ، وكذلك إذا كانت جواباً ليَمين كقولك: والله إنه

لقائمٌ، فإذا لم تأْتِ باللام فهي نصبٌ: واللهِ أَنَّكَ قائم، قال: هكذا سمعته

من العرب، قال: والنحويون يكسرون وإن لم تستقبلها اللامُ. وقال أَبو

طالب النحوي فيما روى عنه المنذري: أَهل البصرة غير سيبويه وذَوِيه يقولون

العرب تُخَفِّف أَنَّ الشديدة وتُعْمِلها؛ وأَنشدوا:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النَّحْر،

كأَنْ ثَدْيَيْه حُقَّانِ

أَراد كأَنَّ فخفَّف وأََعْمَلَ، قال: وقال الفراء لم نسمع العربَ

تخفِّف أَنَّ وتُعْمِلها إلا مع المَكْنيّ لأَنه لا يتبيَّن فيه إعراب، فأَما

في الظاهر فلا، ولكن إذا خَفَّفوها رفَعُوا، وأَما من خفَّف وإنْ كلاً

لمَا ليُوَفِّيَنَّهم، فإنهم نصبوا كُلاًّ بِلَيُوَفِّيَنَّهم كأَنه قال:

وإنْ ليُوفِّينَّهم كُلاًّ، قال: ولو رُفِعت كلٌّ لصلَح ذلك، تقول: إنْ

زيدٌ لقائمٌ. ابن سيده: إنَّ حرف تأْكيد. وقوله عز وجل: إنَّ هذانِ

لساحِران، أَخبر أَبو علي أَن أَبا إسحق ذهب فيه إلى أَنَّ إنَّ هنا بمعنى

نَعَمْ، وهذان مرفوعٌ بالابتداء، وأَنَّ اللامَ في لَساحران داخلةٌ على غير

ضرورة، وأَن تقديره نَعَمْ هذان هما ساحِران، وحكي عن أَبي إسحق أَنه قال:

هذا هو الذي عندي فيه، والله أَعلم. قال ابن سيده: وقد بيَّن أَبو عليٍّ

فسادَ ذلك فغَنِينا نحن عن إيضاحه هنا. وفي التهذيب: وأَما قول الله عز

وجل: إنَّ هذان لَساحِران، فإنَّ أبا إسحق النحوي اسْتَقْصى ما قال فيه

النحويون فحَكَيْت كلامه. قال: قرأَ المدنيُّون والكوفيون إلا عاصماً: إنَّ

هذان لَساحِران، وروي عن عاصم أَنه قرأَ: إنْ هذان، بتخفيف إنْ، وروي عن

الخليل: إنْ هذان لساحِران، قال: وقرأَ أَبو عمرو إنّ هذين لساحران،

بتشديد إنّ ونصْبِ هذين، قال أَبو إسحق: والحجةُ في إنّ هذان لساحِران،

بالتشديد والرفع، أَن أَبا عبيدة روى عن أَبي الخطاب أَنه لغةٌ لكنانةَ،

يجعلون أَلفَ الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفظ واحد، يقولون: رأَيت

الزيدان، وروى أَهلُ الكوفة والكسائي والفراء: أَنها لغة لبني الحرث بن

كعب، قال: وقال النحويون القُدَماء: ههنا هاءٌ مضمرة، المعنى: إنه هذانِ

لساحِران، قال: وقال بعضهم إنّ في معنى نعَمْ كما تقدم؛ وأَنشدوا لابن قيس

الرُّقَيَّات:

بَكَرَتْ عليَّ عواذِلي

يَلْحَيْنَنِي وأَلومُهُنَّهْ

ويَقُلْنَ: شَيْبٌ قدْ علاّ

كَ، وقد كَبِرْتَ، فقلتُ: إنَّهْ.

أَي إنه قد كان كما تَقُلْن؛ قال أَبو عبيد: وهذا اختصارٌ من كلام العرب

يُكتفى منه بالضمير لأَنه قد عُلِم معناه؛ وقال الفراء في هذا: إنهم

زادوا فيها النونَ في التثنية وتركوها على حالها في الرفع والنصب والجر، كما

فعَلوا في الذين فقالوا الَّذِي، في الرفع والنصب والجر، قال: فهذا جميع

ما قال النحويون في الآية؛ قال أَبو إسحق: وأَجودُها عندي أَن إنّ وقعت

موقع نَعَمْ، وأَن اللام وَقَعتْ موقِعَها، وأَنّ المعنى نعَمْ هذان لهما

ساحران، قال: والذي يلي هذا في الجَوْدَة مذهبُ بني كنانة وبَلْحَرِث بن

كعب، فأَما قراءةُ أَبي عمرو فلا أُجيزُها لأَنها خلافُ المصحف، قال:

وأَستحسن قراءةَ عاصم والخليل إنْ هذان لَساحِران. وقال غيرُه: العرب تجعل

الكلام مختصراً ما بعْدَه على إنَّه، والمراد إنه لكذلك، وإنه على ما

تقول، قال: وأَما قول الأَخفش إنَّه بمعنى نَعَمْ فإنما يُراد تأْويله ليس

أَنه موضوع في اللغة لذلك، قال: وهذه الهاء أُدْخِلت للسكوت. وفي حديث

فَضالة بن شَريك: أَنه لقِيَ ابنَ الزبير فقال: إنّ ناقتي قد نَقِبَ خفُّها

فاحْمِلْني، فقال: ارْقَعْها بجِلدٍ واخْصِفْها بهُلْبٍ وسِرْ بها

البَرْدَين، فقال فَضالةُ: إنما أَتَيْتُك مُسْتَحْمِلاً لا مُسْتَوْصِفاً، لا

حَمَلَ الله ناقةً حمَلتْني إليك فقال ابن الزبير: إنّ وراكِبَها أَي

نعَمْ مع راكبها. وفي حديث لَقيط ابن عامر: ويقول رَبُّكَ عز وجل وإنه أَي

وإنه كذلك، أَو إنه على ما تقول، وقيل: إنَّ بمعنى نعم والهاء للوقف،

فأَما قوله عز وجل: إنا كلَّ شيء خلْقناه بقَدَر، وإنَّا نحنُ نحْيي ونميت،

ونحو ذلك فأَصله إنَّنا ولكن حُذِفَت إحدى النُّونَين من إنَّ تخفيفاً،

وينبغي أَن تكونَ الثانيةَ منهما لأَنها طرَفٌ، وهي أَضعف، ومن العرب من

يُبْدِلُ هَمْزَتَها هاء مع اللام كما أَبدلوها في هَرَقْت، فتقول:

لَهِنَّك لَرَجُلُ صِدْقٍ، قال سيبويه: وليس كلُّ العرب تتكلم بها؛ قال

الشاعر:أَلا يا سَنا بَرْقٍ على قُنَنِ الحِمَى،

لَهِنّكَ من بَرْقٍ عليَّ كريم

وحِكى ابن الأَعرابي: هِنّك وواهِنّك، وذلك على البدل أَيضاً. التهذيب

في إنّما: قال النحويون أَصلها ما مَنَعت إنَّ من العمل، ومعنى إنما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونفيٌ لما سواه كقوله:

وإنما يُدافعُ عن أَحسابهم أَنا ومِثْلي

المعنى: ما يُدافع عن أَحسابِهم إلا أَنا أَو مَنْ هو مِثْلي، وأَنَّ:

كإن في التأْكيد، إلا أَنها تقع مَوْقِعَ الأَسماء ولا تُبْدَل همزتُها

هاءً، ولذلك قال سيبويه: وليس أَنَّ كإنَّ، إنَّ كالفِعْلِ، وأَنَّ

كالاسْمِ، ولا تدخل اللامُ مع المفتوحة؛ فأَما قراءة سعيد بن جُبيَر: إلاَّ

أَنهم ليأْكلون الطعام، بالفتح، فإن اللام زائدة كزيادتها في قوله:

لَهِنَّك في الدنيا لبَاقيةُ العُمْرِ

الجوهري: إنَّ وأَنَّ حرفان ينصبان الأَسماءَ ويرفعان الأَخبارَ،

فالمكسورةُ منهما يُؤكَّدُ بها الخبرُ، والمفتوحة وما بعدها في تأْويل المصدر،

وقد يُخَفِّفان، فإذا خُفِّفتا فإن شئتَ أَعْمَلْتَ وإن شئت لم تُعْمِلْ،

وقد تُزادُ على أَنَّ كافُ التشبيه، تقول: كأَنه شمسٌ، وقد تخفف أَيضاً

فلا تعْمَل شيئاً؛ قال:

كأَنْ ورِيداهُ رِشاءَا خُلُب

ويروى: كأَنْ ورِيدَيْهِ؛ وقال آخر:

ووَجْهٍ مُشْرِقِ النحرِ،

كأَنْ ثَدْياه حُقَّانِ

ويروى ثَدْيَيْه، على الإعمال، وكذلك إذا حذفْتَها، فإن شئت نصبت، وإن

شئت رفعت، قال طرفة:

أَلا أَيُّهَذا الزاجِرِي أَحْضُرَ الوغَى،

وأَن أَشْهَدَ اللَّذَّاتِ، هل أَنتَ مُخْلدي؟

يروى بالنصب على الإعمال، والرفْعُ أَجود. قال الله تعالى: قل أَفغَيْرَ

الله تأْمرونِّي أَعبُدُ أَيُّها الجاهلون، قال النحويون: كأَنَّ

أَصلُها أَنَّ أُدخِلَ عليها كافُ التشبيه، وهي حرفُ تشبيه، والعربُ تنصب به

الاسمَ وترفع خبرَه، وقال الكسائي: قد تكون كأَنَّ بمعنى الجحد كقولك كأَنك

أميرُنا فتأْمُرُنا، معناه لستَ أََميرَنا، قال: وكأَنَّ أُخرى بمعنى

التَّمَنِّي كقولك كأَنك بي قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجِيدَه، معناه لَيْتَني

قد قلتُ الشِّعْرَ فأُجيدَه، ولذلك نُصِب فأُجيدَه، وقيل: تجيء كأَنَّ

بمعنى العلم والظنِّ كقولك كأَنَّ الله يفعل ما يشاء، وكأَنك خارجٌ؛ وقال

أَبو سعيد: سمعت العرب تُنشِد هذا البيت:

ويومٍ تُوافينا بوَجْهٍ مُقَسَّمٍ،

كأَنْ ظَبْيَةً تَعْطُو إلى ناضِرِ السَّلَمْ

وكأَنْ ظَبْيَةٍ وكأَنْ ظَبْيَةٌ، فمن نَصَبَ أَرادَ كأَنَّ ظَبْيَةً

فخفف وأَعْمَل، ومَنْ خفَض أَراد كظَبْيَةٍ، ومَن رفع أَراد كأَنها

ظبْيَةٌ فخفَّفَ وأَعْمَل مع إضمارِ الكِناية؛ الجرار عن ابن الأَعرابي أَنه

أَنشد:

كأمَّا يحْتَطِبْنَ على قَتادٍ،

ويَسْتَضْكِكْنَ عن حَبِّ الغَمامِ.

قال: يريد كأَنما فقال كأَمَّا، والله أَعلم. وإنِّي وإنَّني بمعنى،

وكذلك كأَنِّي وكأَنَّني ولكنِّي ولكنَّني لأَنه كثُر استعمالهم لهذه

الحروف، وهم قد يَسْتَثْقِلون التضعيف فحذفوا النون التي تَلي الياء، وكذلك

لَعَلِّي ولَعَلَّني لأَن اللام قريبة من النون، وإن زِدْتَ على إنَّ ما

صارَ للتَّعيين كقوله تعالى: إنما الصَّدَقاتُ للفُقراء، لأَنه يُوجِبُ

إثْباتَ الحكم للمذكور ونَفْيَه عما عداه. وأَنْ قد تكون مع الفعل المستقبل

في معنى مصدرٍ فتَنْصِبُه، تقول: أُريد أن تقومَ، والمعنى أُريد قيامَك،

فإن دخلت على فعل ماضٍ كانت معه بمعنى مصدرٍ قد وقَع، إلا أَنها لا

تَعْمَل، تقول: أَعْجَبَني أَن قُمْتَ والمعنى أَعجبني قيامُك الذي مضى، وأَن

قد تكون مخفَّفة عن المشدَّدة فلا تعمل، تقول: بَلَغَني أَنْ زيدٌ خارجٌ؛

وفي التنزيل العزيز: ونُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الجنَّةُ أُورِثْتُموها؛ قال

ابن بري: قوله فلا تعمل يريدُ في اللفظ، وأَما في التقدير فهي عاملةٌ،

واسمها مقدَّرٌ

في النيَّة تقديره: أَنه تِلْكُمْ الجنة. ابن سيده: ولا أَفعل كذا ما

أَنَّ في السماء نجْماً؛ حكاه يعقوب ولا أَعرف ما وجهُ فتْح أَنَّ، إلا أَن

يكون على توهُّم الفعل كأَنه قال: ما ثبت أَنَّ في السماء نجْماً، أَو

ما وُجد أَنَّ في السماء نجْماً. وحكى اللحياني: ما أَنَّ ذلك الجَبَل

مكانَه، وما أَن حِراءً مكانَه، ولم يفسّره وقال في موضع آخر: وقالوا لا

أَفْعَله ما أَنَّ في السماء نجْمٌ، وما عَنَّ في السماء نجْمٌ أَي ما

عَرَضَ، وما أَنَّ في الفُرات قَطْرةٌ

أَي ما كان في الفُراتِ قطرةٌ، قال: وقد يُنْصَب، ولا أَفْعَله ما أَنَّ

في السماء سماءً، قال اللحياني: ما كانَ وإنما فسره على المعنى.

وكأَنَّ: حرفُ تشْبيهٍ إنما هو أَنَّ دخلت عليها الكاف؛ قال ابن جني: إن سأَل

سائلٌ فقال: ما وَجْهُ دخول الكاف ههنا وكيف أَصلُ وضْعِها وترتيبها؟

فالجوابُ أَن أَصلَ قولنا كأَنَّ زيداً عمرٌو إنما هو إنَّ زيداً كعمْرو،

فالكاف هنا تشبيهٌ صريحٌ، وهي متعلقة بمحذوف فكأَنك قلت: إنَّ زيداً كائنٌ

كعمْرو، وإنهم أَرادُوا الاهتمامَ بالتشبيه الذي عليه عقَدُوا الجملةَ،

فأَزالُوا الكاف من وسَط الجملة وقدّموها إلى أَوَّلها لإفراطِ عنايَتهم

بالتشبيه، فلما أَدخلوها على إنَّ من قَبْلِها وجب فتحُ إنَّ، لأَنَّ

المكسورة لا يتقدَّمُها حرفُ الجر ولا تقع إلاَّ أَولاً أَبداً، وبقِي معنى

التشبيه الذي كانَ فيها، وهي مُتوسِّطة بحالِه فيها، وهي متقدّمة، وذلك

قولهم: كأَنَّ زيداً

عمروٌ، إلا أَنَّ الكافَ الآنَ لمَّا تقدَّمت بطَل أَن تكون معلَّقةً

بفعلٍ ولا بشيءٍ في معنى الفعل، لأَنها فارَقَت الموضعَ الذي يمكن أَن

تتعلَّق فيه بمحذوف، وتقدمت إلى أَوَّل الجملة، وزالت عن الموضع الذي كانت

فيه متعلّقة بخبرِ إنَّ المحذوف، فزال ما كان لها من التعلُّق بمعاني

الأَفعال، وليست هنا زائدةً لأَن معنى التشبيه موجودٌ فيها، وإن كانت قد

تقدَّمت وأُزِيلت عن مكانها، وإذا كانت غير زائدة فقد بَقي النظرُ في أنَّ

التي دخلت عليها هل هي مجرورة بها أَو غير مجرورة؛ قال ابن سيده: فأَقوى

الأَمرين عليها عندي أََن تكون أنَّ في قولك كأَنك زيدٌ مجرورة بالكاف، وإن

قلت إنَّ الكافَ في كأَنَّ الآن ليست متعلقة بفعل فليس ذلك بمانعٍ من

الجرِّ فيها، أَلا ترى أَن الكاف في قوله تعالى: ليس كمِثْله شيءٌ، ليست

متعلقة بفعل وهي مع ذلك جارّة؟ ويُؤَكِّد عندك أَيضاً

هنا أَنها جارّة فتْحُهم الهمزة بعدها كما يفْتحونها بعد العَوامِل

الجارّة وغيرها، وذلك قولهم: عجِبتُ مِن أَنك قائم، وأَظنُّ أَنك منطلق،

وبلغَني أَنك كريمٌ، فكما فتحت أَنَّ لوقوعِها بعد العوامل قبلها موقعَ

الأَسماء كذلك فتحت أَيضاً في كأَنك قائم، لأَن قبلها عاملاً قد جرَّها؛ وأَما

قول الراجز:

فبادَ حتى لَكأَنْ لمْ يَسْكُنِ،

فاليومَ أَبْكي ومَتى لمْ يُبْكنِي

(* قوله «لكأن لم يسكن» هكذا في الأصل بسين قبل الكاف). فإنه أَكَّد

الحرف باللام؛ وقوله:

كأَنَّ دَريئةً، لمّا التَقَيْنا

لنَصْل السيفِ، مُجْتَمَعُ الصُّداعِ

أَعْمَلَ معنى التشبيه في كأَنَّ في الظرف الزَّمانيّ الذي هو لما

التَقَيْنا، وجاز ذلك في كأَنَّ لما فيها من معنى التشبيه، وقد تُخَفَّف أَنْ

ويُرْفع ما بعدها؛ قال الشاعر:

أَنْ تقْرآنِ على أَسْماءَ، وَيحَكُما

منِّي السلامَ، وأَنْ لا تُعْلِما أَحَدا

قال ابن جني: سأَلت أَبا عليّ، رحمه الله تعالى، لِمَ رَفَع تَقْرآنِ؟

فقال: أَراد النون الثقيلة أَي أَنكما تقْرآن؛ قال أَبو علي: وأَوْلى أَنْ

المخففة من الثقيلة الفعل بلا عِوَض ضرورة، قال: وهذا على كل حال وإن

كان فيه بعضُ الصَّنعة فهو أَسهلُ مما ارتكبه الكوفيون، قال: وقرأْت على

محمد بن الحسن عن أَحمد بن يحيى في تفسير أَنْ تقْرآنِ، قال: شبَّه أَنْ

بما فلم يُعْمِلها في صِلَتها، وهذا مذهب البَغْداديّين، قال: وفي هذا

بُعْدٌ، وذلك أَنَّ أَنْ لا تقع إذا وُصلت حالاً أَبداً، إنما هي للمُضيّ أَو

الاستقبال نحو سَرَّني أَن قام، ويُسرُّني أَن تقوم، ولا تقول سَرَّني

أَن يقوم، وهو في حال قيام، وما إذا وُصِلت بالفعل وكانت مصدراً فهي للحال

أَبداً نحو قولك: ما تقومُ حسَنٌ أَي قيامُك الذي أَنت عليه حسن،

فيَبْعُد تشبيهُ واحدةٍ منهما بالأُخرى، ووُقوعُ كلّ واحدة منهما مَوْقِعَ

صاحبتها، ومن العرب من يَنصب بها مخففة، وتكون أَنْ في موضع أَجْل. غيره:

وأَنَّ المفتوحةُ قد تكون بمعنى لعلّ، وحكى سيبويه: إئتِ السوقَ أَنك تشتري

لنا سَويقاً أَي لعلك، وعليه وُجِّه قوله تعالى: وما يُشْعِركم أَنها إذا

جاءت لا يؤْمنون؛ إذ لو كانت مفتوحةً عنها لكان ذلك عذراً لهم، قال

الفارسي: فسأَلتُ عنها أَبا بكر أَوانَ القراءة فقال: هو كقول الإنسان إنَّ

فلاناً يَقْرأُ فلا يَفْهم، فتقول أَنتَ: وما يُدْريك أَنه لا يَفْهَمُ

(*

قوله «إن فلاناً يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك إنه لا يفهم» هكذا

في الأصل المعوَّل عليه بيدنا بثبوت لا في الكلمتين). وفي قراءة أُبَيٍّ:

لعلها إذا جاءَت لا يؤْمنون؛ قال ابن بري: وقال حُطائِط بن يعْفُر،

ويقال هو لدُريد:

أَريني جَواداً مات هَزْلاً، لأَنَّني

أَرى ما تَرَيْنَ، أَو بَخيلاً مُخَلَّدا

وقال الجوهري: أَنشده أَبو زيد لحاتم قال: وهو الصحيح، قال: وقد وجدته

في شعر مَعْن بن أَوس المُزَني؛ وقال عدي بن زيد:

أَعاذِلَ، ما يُدريكِ أَنَّ مَنِيَّتي

إلى ساعةٍ في اليوم، أَو في ضُحى الغَدِ؟

أَي لعل منيتي؛ ويروى بيت جرير:

هَلَ انْتُمْ عائجون بِنا لأَنَّا

نرى العَرَصاتِ، أَو أَثَرَ الخِيامِ

قال: ويدُلك على صحة ما ذكرت في أَنَّ في بيت عديّ قوله سبحانه: وما

يُدْريك لعله يَزَّكَّى، وما يُدْريك لعل الساعةَ تكون قريباً. وقال ابن

سيده: وتُبْدِل من همزة أَنَّ مفتوحةً عيناً فتقول: علمتُ عَنَّكَ منطلق.

وقوله في الحديث: قال المهاجرون يا رسول الله، إنَّ الأَنصارَ قد فَضَلونا،

إنهم آوَوْنا وفَعَلوا بنا وفَعَلوا، فقال: تَعْرفون ذلك لهم؟ قالوا:

نعم، قال: فإنَّ ذلك؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء مقطوع الخبر ومعناه إنَّ

اعترافكم بصنيعهم مُكافأَةٌ منكم لهم؛ ومنه حديثه الآخر: من أُزِلَّتْ

إليه نِعمةٌ فليُكافِئْ بها، فإن لم يجِدْ فَليُظهِر ثناءً حسَناً، فإنَّ

ذلك؛ ومنه الحديث: أَنه قال لابن عمر في سياق كلامٍ وَصَفه به: إنَّ عبدَ

الله، إنَّ عبدالله، قال: وهذا وأَمثاله من اختصاراتهم البليغة وكلامهم

الفصيح. وأَنَّى: كلمة معناها كيف وأَين. التهذيب: وأَما إنْ الخفيفةُ

فإنّ المنذري روى عن ابن الزَّيْدي عن أَبي زيد أَنه قال: إنْ تقع في موضع

من القرآن مَوْضعَ ما، ضَرْبُ قوله: وإنْ من أَهل الكتاب إلاَّ

لَيُؤْمِنَنَّ به قبْل موتِه؛ معناه: ما مِن أَهل الكتاب، ومثله: لاتَّخَذْناه من

لَدُنَّا إنْ كنَّا فاعلين؛ أَي ما كنا فاعلين، قال: وتجيء إنْ في موضع

لَقَدْ، ضَرْبُ قوله تعالى: إنْ كانَ وعْدُ رَبِّنا لَمَفْعولاً؛ المعنى:

لقَدْ كان من غير شكٍّ من القوم، ومثله: وإنْ كادوا لَيَفْتِنونك، وإنْ

كادوا ليَسْتَفِزُّونك؛ وتجيء إنْ بمعنى إذْ، ضَرْبُ قوله: اتَّقُوا اللهَ

وذَروا ما بَقِيَ من الرِّبا إن كنتم مُؤْمنين؛ المعنى إذْ كنتم مْمنين،

وكذلك قوله تعالى: فرُدُّوه إلى الله والرسول إن كُنتمْ تُؤْمنون بالله؛

معناه إذْ كنتم، قال: وأَنْ بفتح الأَلف وتخفيف النون قد تكون في موضع

إذْ أَيضاً، وإنْ بخَفْض الأَلف تكون موضعَ إذا، من ذلك قوله عز وجل: لا

تَتَّخِذوا آباءَكُم وإخْوانَكم أَوْلياءَ إن اسْتَحَبُّوا؛ مَنْ خَفضَها

جعلَها في موضع إذا، ومَنْ فتحها جعلها في موضع إذْ على الواجب؛ ومنه قوله

تعالى: وامْرأَةً مُؤمِنةً إن وَهَبَتْ نَفْسَها للنبيّ؛ من خفضها جعلها

في موضع إذا، ومن نصبها ففي إذ. ابن الأَعرابي في قوله تعالى: فذَكِّرْ

إنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى؛ قال: إنْ في معنى قَدْ، وقال أَبو العباس: العرب

تقول إنْ قام زيد بمعنى قد قام زيد، قال: وقال الكسائي سمعتهم يقولونه

فظَنَنْتُه شَرْطاً، فسأَلتهم فقالوا: نُرِيدُ قد قام زيد ولا نُرِيدُ ما

قام زيد. وقال الفراء: إن الخفيفةُ أُمُّ الجزاء، والعرب تُجازِي بحروف

الاستفهام كلها وتَجْزمُ بها الفعلين الشرطَ والجزاءَ إلاَّ الأَلِفَ

وهَلْ فإنهما يَرْفعَانِ ما يليهما. وسئل ثعلبٌ: إذا قال الرجل لامرأَته إن

دَخلتِ الدارَ إن كَلَّمْتِ أَخاكِ فأَنتِ طالقٌ، متى تَطْلُق؟ فقال: إذا

فَعَلَتْهما جميعاً، قيل له: لِمَ؟ قال: لأَنه قد جاء بشرطين، قيل له:

فإن قال لها أَنتِ طالقٌ إن احْمَرّ البُسْرُ؟ فقال: هذه مسأَلةُ محال

لأَن البُسْرَ لا بُدّ من أَن يَحْمَرّ، قيل له: فإن قال أَنت طالِقٌ إذا

احْمَرَّ البُسْرُ؟ قال: هذا شرط صحيح تطلُقُ إذا احْمرَّ البُسْرُ، قال

الأَزهري: وقال الشافعي فيما أُثْبِت لنا عنه: إن قال الرجل لامرأَته أَنتِ

طالقٌ إن لم أُطَلِّقْكِ لم يَحْنَِثْ حتى يُعْلَم أَنه لا يُطَلِّقُها

بموته أَو بموتِها، قال: وهو قول الكوفيين، ولو قال إذا لم أُطَلِّقْك

ومتى ما لم أُطَلِّقْك فأَنت طالق، فسكتَ مدَّةً

يمكنه فيها الطّلاق، طَلُقَت؛ قال ابن سيده: إنْ بمعنى ما في النفي

ويُوصل بها ما زائدة؛ قال زهير:

ما إنْ يَكادُ يُخلِّيهمْ لِوِجْهَتِهمْ

تَخالُجُ الأَمْرِ، إنَّ الأَمْرَ مُشْتَرَكُ

قال ابن بري: وقد تزاد إنْ بعد ما الظرفية كقول المَعْلوط بن بَذْلٍ

القُرَيْعيّ أَنشده سيبويه:

ورجَّ الفتى للْخَيْر، ما إنْ رأَيْتَه

على السِّنِّ خيراً لا يَزالُ يَزِيدُ

وقال ابن سيده: إنما دخَلت إنْ على ما، وإن كانت ما ههنا مصدريةً،

لِشَبَهَها لفظاً

بما النافية التي تُؤكِّد بأَنْ، وشَبَهُ اللفظ بينهما يُصَيِّر ما

المصدريةَ إلى أَنها كأَنها ما التي معناها النفيُ، أَلا ترى أَنك لو لم

تَجْذِب إحداهما إلى أَنها كأَنها بمعنى الأُخرى لم يجز لك إلحاقُ إنْ بها؟

قال سيبويه: وقولُهم افْعَل كذا وكذا إمّا لا، أَلْزَموها ما عوضاً، وهذا

أَحْرى إذ كانوا يقولون آثِراً

ما، فيُلْزمون ما، شبَّهوها بما يَلْزَم من النوتات في لأَفعلنّ،

واللامِ في إِنْ كان لَيَفْعل، وإن كان ليْس مِثْلَه، وإنَّما هو شاذ، ويكونُ

الشرطَ نحو إنْ فعلتَ فعلتُ. وفي حديث بيع الثمر: إمّا لا فلا تبَايَعُوا

حتى يَبْدُوَ صلاَحُه؛ قال ابن الأَثير: هذه كلمة تَرِدُ في المُحاورَات

كثيراً، وقد جاءَت في غير موضع من الحديث، وأَصلها إنْ وما ولا،

فأُدْغِمت النونُ في الميم، وما زائدةٌ في اللفظ لا حُكمَ لها، وقد أَمالت العربُ

لا إمالةً

خفيفةً، والعوامُّ يُشْبِعون إمالَتها فتَصيرُ أَلفُها ياءً، وهي خطأٌ،

ومعناها إنْ لم تَفعلْ هذا فلْيَكن هذا، وأَما إنْ المكسورة فهو حرفُ

الجزاء، يُوقِع الثانيَ من أَجْل وُقوع الأَوَّل كقولك: إنْ تأْتني آتِك،

وإن جِئْتني أَكْرَمْتُك، وتكون بمعنى ما في النفي كقوله تعالى: إنِ

الكافرون إلاّ في غُرور؛ ورُبَّما جُمِع بينهما للتأْكيد كما قال الأَغْلَبُ

العِجْليُّ:

ما إنْ رَأَينا مَلِكاً أَغارا

أَكْثَرَ منه قِرَةً وقَارا

قال ابن بري: إنْ هنا زائدةٌ وليست نفياً كما ذكر، قال: وقد تكون في

جواب القسم، تقول: والله إنْ فعلتُ أَي ما فعلت، قال: وأَنْ قد تكون بمعنى

أَي كقوله تعالى: وانطَلَق الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال: وأَن قد تكون

صِلةً

لِلَمَّا كقوله تعالى: فلما أَنْ جاء البشيرُ؛ وقد تكون زائدةً كقوله

تعالى: وما لهم أَن لا يُعَذِّبَهم الله؛ يريد وما لهُم لا يعذِّبُهُم

الله؛ قال ابن بري: قول الجوهري إنَّها تكونُ صلةً

لِلَمّا وقد تكون زائدةً، قال: هذا كلامٌ مكرَّر لأَنَّ الصلةَ هي

الزائدةُ، ولو كانت زائدةً في الآية لم تَنْصِب الفعلَ، قال: وقد تكونُ

زائدةً مع ما كقولك: ما إنْ يقُومُ زيد، وقد تكون مخففةً من المشددة فهذه لا بد

من أَنْ يدخُلَ اللامُ في خبرها عوضاً مما حُذِفَ من التشديد كقوله

تعالى: إنْ كُلُّ نفسٍ لمَّا عليها حافظٌ؛ وإنْ زيدٌ لأَخوك، لئلا يلتبس بإنْ

التي بمعنى ما للنفي. قال ابن بري: اللامُ هنا دخلت فرقاً

بين النفي والإيجاب، وإنْ هذه لا يكون لها اسمٌ

ولا خبر، فقولُه دخلت اللامُ في خبرها لا معنى له، وقد تدخُلُ هذه

اللامُ مع المَفعول في نحو إنْ ضربت لزَيداً، ومع الفاعل في قولك إن قام

لزيدٌ، وحكى ابن جني عن قطرب أَن طَيِّئاً تقول: هِنْ فَعَلْتَ فعلتُ، يريدون

إنْ، فيُبْدِلون، وتكون زائدةً مع النافية. وحكى ثعلب: أَعْطِه إنْ شاء

أَي إذا شاء، ولا تُعْطِه إنْ شاءَ، معناه إذا شاء فلا تُعْطِه. وأَنْ

تَنْصب الأَفعال المضارِعة ما لم تكن في معنى أَنَّ، قال سيبويه: وقولُهم

أَمَّا أَنت مُنْطلِقاً

انْطلقْتُ مَعَك إنما هي أَنْ ضُمّت إليها ما، وهي ما للتوكيد، ولَرِمَت

كراهية أَن يُجْحِفوا بها لتكون عوضاً من ذَهاب الفعل، كما كانت الهاءُ

والأَلفُ عوضاً في الزّنادقةِ واليَماني من الياء؛ فأَما قول الشاعر:

تعَرَّضَتْ لي بمكانٍ حِلِّ،

تَعَرُّضَ المُهْرَةِ في الطِّوَلِّ،

تَعَرُّضاً لم تأْلُ عن قَتْلاً لي

فإنه أَراد لم تأْلُ أَن قَتْلاً أَي أَنْ قَتَلَتْني، فأَبدل العينَ

مكان الهمزة، وهذه عَنْعنةُ تميمٍ، وهي مذكورة في موضعها، ويجوز أَنْ يكون

أَراد الحكاية كأَنه حكى النصبَ الذي كان معتاداً في قولها في بابه أَي

كانت قول قَتْلاً قَتْلاً

أَي أَنا أَقْتُلُه قَتْلاً، ثم حكى ما كانت تَلَفَّظُ به؛ وقوله:

إني زَعيمٌ يا نُوَيْـ

ـقَةُ، إنْ نجَوْتِ من الرَّزاح،

أَنْ تَهْبِطينَ بلادَ قَوْ

مٍ يَرْتَعُون من الطِّلاح.

قال ثعلب: قال الفراء هذه أَن الدائرةُ يليها الماضي والدائم فتَبْطُل

عنهما، فلما وَلِيها المستقبل بطلت عنه كما بطلت عن الماضي والدائم، وتكون

زائدة مع لما التي بمعنى حين، وتكون بمعنى أَي نحو قوله: وانْطَلَق

الملأُ منهم أَنِ امْشُوا؛ قال بعضهم: لا يجوز الوقوف عليها لأَنها تأْتي

ليُعبَّر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذي قبل، فالكلامُ شديدُ الحاجةِ

إلى ما بعدها ليُفَسَّر به ما قبلها، فبحسب ذلك امتنع الوقوفُ عليها،

ورأَيت في بعض نسخ المحكم وأَنْ نِصْفُ اسمٍ تمامُه تَفْعَل، وحكى ثعلب أيضاً:

أَعْطِه إلا أَن يشاءَ أَي لا تُعْطِه إذا شاء، ولا تُعْطِه إلا أَن

يشاءَ، معناه إذا شاء فأَعْطِه. وفي حديث رُكوبِ الهَدْيِ: قال له

ارْكَبْها، قال: إنها بَدنةٌ، فكرر عليه القولَ فقال: ارْكَبْها وإنْ أَي وإن كانت

بَدنةً. التهذيب: للعرب في أَنا لغاتٌ، وأَجودها أَنَّك إذا وقفْتَ

عليها قلت أَنا بوزن عَنَا، وإذا مضَيْتَ عليها قلت أَنَ فعلتُ ذلك، بوزن

عَنَ فَعَلْتُ، تحرّك النون في الوصل، وهي ساكنة منْ مثلِه في الأَسماء غير

المتمكنة مثل مَنْ وكَمْ إذا تحرَّك ما قبلها، ومن العرب من يقول أَنا

فعلت ذلك فيُثْبِتُ الأَلفَ في الوصل ولا يُنوِّن، ومنهم مَن يُسَكِّنُ

النونَ، وهي قليلة، فيقول: أَنْ قلتُ ذلك، وقُضاعةُ تمُدُّ الأَلفَ الأُولى

آنَ قلتُه؛ قال عديّ:

يا لَيْتَ شِعْري آنَ ذُو عَجَّةٍ،

مَتى أَرَى شَرْباً حَوالَيْ أَصيصْ؟

وقال العُدَيْل فيمن يُثْبِت الأَلفَ:

أَنا عَدْلُ الطِّعانِ لِمَنْ بَغاني،

أَنا العَدْلُ المُبَيّنُ، فاعْرِفوني

وأَنا لا تَثنيهَ له من لفظه إلا بنَحْن، ويصلح نحنُ في التثنية والجمع،

فإن قيل: لم ثَنَّوا أَنْ فقالوا أَنْتُما ولم يُثَنُّوا أَنا؟ فقيل:

لمَّا لم تُجِزْ أَنا وأَنا لرجلٍ آخرَ لم يُثَنُّوا، وأَما أَنْتَ

فَثَنَّوْه بأَنْتُما لأَنَّك تجيز أَن تقول لرجل أَنتَ وأَنتَ لآخرَ معه، فلذلك

ثُنِّيَ، وأَما إنِّي فتَثْنيتُه إنَّا، وكان في الأَصل إنَّنا فكثُرت

النوناتُ فحُذِفت إحداها، وقيل إنَّا، وقوله عز وجل: إنَّآ أَو إِيَّاكم

(الآية) المعنى إنَّنا أَو إنَّكم، فعطف إياكم على الاسم في قوله إنَّا

على النون والأَلف كما تقول إني وإيَّاك، معناه إني وإنك، فافْهمه؛ وقال:

إنّا اقْتَسَمْنا خُطَّتَيْنا بَعْدَكم،

فحَمَلْت بَرَّةَ واحْتَمَلت فَجارِ

إنَّا تثنيةُ إني في البيت. قال الجوهري: وأَما قولهم أَنا فهو اسمٌ

مكنيٌّ، وهو للمتكَلِّم وحْدَه، وإنما يُبْنى على الفتح فرقاً

بينه وبين أَن التي هي حرفٌ ناصب للفعل، والأَلفُ الأَخيرةُ إنما هي

لبيان الحركة في الوقف، فإن وُسِّطت سَقَطت إلا في لغة رديئةٍ كما قال:

أَنا سَيْفُ العَشيرةِ، فاعْرفوني

جميعاً، قد تَذَرَّيْتُ السَّنامَا

واعلم أَنه قد يُوصل بها تاءُ الخطاب فيَصيرانِ كالشيء الواحد من غير

أَن تكون مضافة إليه، تقول: أَنت، وتكسر للمؤَنث، وأَنْتُم وأَنْتُنَّ، وقد

تدخلُ عليه كافُ التشبيه فتقول: أَنتَ كأَنا وأَنا كأَنتَ؛ حكي ذلك عن

العرب، وكافُ التشبيه لا تتَّصِلُ بالمضمر، وإنما تتصل بالمُظهر، تقول:

أَنتَ كزيدٍ، ولا تقول: أَنت كِي، إلا أَن الضمير المُنْفَصل عندهم كان

بمنزلة المُظْهَر، فلذلك حَسُنَ وفارقَ المُتَّصِل. قال ابن سيده: وأَنَ اسم

المتكلم، فإذا وَقفْت أَلْحَقْتَ أَلَفاً للسكوت، مَرْويّ عن قطرب أَنه

قال: في أَنَ خمسُ لغات: أَنَ فعلتُ، وأَنا فعلْتُ، وآنَ فَعلتُ، وأَنْ

فعلت، وأَنَهْ فعلت؛ حكى ذلك عنه ابن جني، قال: وفيه ضعف كما ترى، قال ابن

جني: يجوز الهاء في أَنَهْ بدلاً

من الأَلف في أَنا لأَن أَكثر الاستعمال إنما هو أَنا بالأَلف والهاء

قِبَلَه، فهي بدل من الأَلف، ويجوز أَن تكون الهاءُ أُلْحِقَتْ لبيان

الحركة كما أُلحقت الأَلف، ولا تكون بدلاً منها بل قائمة بنفسها كالتي في

كتابِيَة وحسابِيَة، ورأَيت في نسخة من المحكم عن الأَلف التي تلحق في أَنا

للسكوت: وقد تحذفُ وإثباتُها أَحْسَنُ. وأَنْتَ: ضميرُ المخاطَب، الاسمُ

أَنْ والتاء علامةُ المخاطَب، والأُنثى أَنْتِ، وتقول في التثنية

أَنْتُما، قال ابن سيده: وليس بتثنيةِ أَنْتَ إذ لو كان تثنيتَه لوجب أَن تقول في

أَنْتَ أَنْتانِ، إنما هو اسمٌ مصوغٌ

يَدُلُّ على التثنية كما صيغَ هذان وهاتان وكُما مِنْ ضرَبْتُكما وهُما،

يدلُّ على التثنية وهو غيرُ مُثَنّىً، على حدّ زيد وزيدان. ويقال: رجل

أُنَنَةٌ قُنَنَةٌ أَي بليغ.

عبر

(ع ب ر) : (عَبَرَ) النَّهْرَ وَغَيْرَهُ جَاوَزَهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) حَلَفَ لَا يَدْخُلُ هَذِهِ الدَّارَ إلَّا عَابِرَ سَبِيلٍ أَيْ إلَّا مَارًّا فِيهَا وَمُجْتَازًا مِنْ غَيْرِ وُقُوفٍ وَلَا إقَامَةٍ وَعَابِرِي خَطَأٌ (وَالْمَعْبَرُ) بِالْفَتْحِ مَوْضِعُ الْعُبُورِ (وَمِنْهُ) مَعَابِرُ جَيْحُونَ لِمَوَاضِعِ الْمَكَّاسِينَ مِنْهَا ذَرِعَانِ وَهِيَ حَدُّ خُوَارِزْمَ ثُمَّ آمويه وَهِيَ قَلْعَةٌ مَعْرُوفَةٌ ثُمَّ كَرْكَوَيْهِ ثُمَّ بَلْخُ وَفِي الْجَانِبِ الْبُخَارِيِّ كَلَاةُ ثُمَّ فِرَبَرُ بِكَسْرِ الْفَاء وَفَتْح الرَّاء ثُمَّ نَرَزْمُ بِفَتْحَتَيْنِ وَسُكُونِ الزَّاي ثُمَّ تُوزِيجُ ثُمَّ تِرْمِذُ.

عبر


عَبَرَ(n. ac. عَبْر
عُبُوْر)
a. Passed, passed by; passed over; elapsed (
time ).
b. Crossed over; traversed.
c. Read over, perused.
d. Tested, weighed (money).
e.(n. ac. عَبْر
عِبَاْرَة), Explained, expounded, interpreted.
عَبِرَ(n. ac. عَبَر)
a. Wept, shed tears.

عَبَّرَa. Made to pass, cross, traverse.
b. [Bi], Overpowered, was too much for ( affair).
c. ['An], Signified, expressed.
d. see I (c)
d (e)
إِعْتَبَرَa. Noticed, observed; considered, pondered; heeded; took
into consideration, into account.
b. Esteemed, regarded, respected.
c. [Bi], Took warning by.
d. [Min], Wondered, was astonished at.
إِسْتَعْبَرَa. Asked to have explained (dream).
b. Wept, shed tears.
c. see I (d)
عَبْرa. Bank, shore.
b. Beyond, over, on the other side of.
c. Numerous.

عَبْرَة
(pl.
عِبَر
&
عَبَرَات )
a. Tear.
b. see 23t (a)
عَبْرَى
(pl.
عَبَاْرَى)
a. see 5
عِبْرa. see 1 (a) (b).
عِبْرَة
(pl.
عِبَر)
a. Consideration, regard, esteem, respect.
b. Warning, example.
c. Lesson.

عِبْرِيّa. Hebrew; hebraic.
b. [art.], The Hebrew language.
عُبْرa. Large number, crowd.
b. see 4
عَبَرa. Heat, burning, smarting ( in the eyes ).

عَبِرa. Tearful, weeping, crying.

عِبَرa. see 1 (c)
مَعْبَر
(pl.
مَعَاْبِرُ مَعَاْبِيْرُ)
a. Passsage, ford, ferry.

مِعْبَرa. Bridge.
b. Ferry-boat.

عَاْبِرa. Passing; passer by, wayfarer, traveller.
b. Past.

عِبَاْرَةa. Explanation, interpretation; exposition.
b. Expression, word; signification, meaning.
c. Style, manner.

عَبِيْرa. Numerous.
b. Perfume.
c. Saffron.

عَبُوْر
(pl.
عَبَاْئِرُ)
a. Yearling.

عُبُوْرa. Passage; transit.

عَبَّاْرَة
a. [ coll. ]
see 20
عَبْرَاْنُa. see 5
عِبْرَاْنِيّa. see 2yi
عِبْرَاْنِيَّة
a. [art.], Hebrew (language).
N. Ac.
عَبَّرَa. Explanation, illustration.
b. metaphor, trope, figure.

N. P.
إِعْتَبَرَa. Respected, esteemed, honoured.

N. Ac.
إِعْتَبَرَa. Consideration, reflexion.
b. Esteem, honour, respect.
c. Relation, reference.

إِعْتِبَارِيّ
a. Inductive, inferential.
b. Relative.

إِعتِبَاريَّا
a. Relatively.
b. Inferentially.

بَنَات عِبْر
a. Absurdities; lies.

هَذَا عِبَارَة عَن
a. That is to say, ( id est ).
عَبْرَب
a. Sumac (herb).

عبر: عَبَرَ الرُؤيا يَعْبُرُها عَبْر وعِبارةً وعبَّرها: فسَّرها

وأَخبر بما يؤول إِليه أَمرُها. وفي التنزيل العزيز: إِن كنتم للرؤُيا

تَعْبُرون؛ أَي إِن كنتم تعْبُرون الرؤيا فعدّاها باللام، كما قال: قُلْ عسى أَن

يكون رَدِفَ لكم؛ أَي رَدِفَكم؛ قال الزجاج: هذه اللام أُدْخِلت على

المفعول للتَّبْيين، والمعنى إِن كنتم تَعْبُرون وعابرين، ثم بَيَّنَ باللام

فقال: للرؤيا، قال: وتسمى هذه اللام لامَ التعقيب لأَنها عَقَّبَت

الإِضافةَ، قال الجوهري: أَوصَل الفعل باللام، كما يقال إِن كنت للمال جامعاً.

واسْتعْبَرَه إِياها: سأَله تَعْبِيرَها. والعابر: الذي ينظر في الكتاب

فيَعْبُره أَي يَعْتَبِرُ بعضه ببعض حتى يقع فهمُه عليه، ولذلك قيل: عبَر

الرؤْيا واعتَبَر فلان كذا، وقيل: أُخذ هذا كله من العِبْرِ، وهو جانبُ

النهر، وعِبْرُ الوادي وعَبْرُه؛ الأَخيرة عن كراع: شاطئه وناحيته؛ قال

النابغة الذبياني يمدح النعمان:

وما الفُراتُ إِذا جاشَت غَوارِبهُ،

ترْمي أَواذِيُّه العِبْرَينِ بالزَّبَدِ

قال ابن بري: وخبر ما النافية في بيت بعده، وهو:

يوماً، بأَطيبَ منه سَيْبَ نافلةٍ،

ولا يَحُول عطاءُ اليوم دُون غد

والسَّيْب: العطاءُ. والنافلة: الزيادة، كما قال سبحانه وتعالى: ووهبنا

له إِسحق ويعقوب نافلةً. وقوله: ولا يَحُول عطاءُ اليوم دون غد إِذا

أَعْطى اليوم لم يمنعه ذلك من أَن يُعْطِي في غدٍ. وغواربُه: ما علا منه.

والأَوَاذيُّ: الأَمواج، واحدُها آذيّ. ويقال: فلان في ذلك العِبر أَي في

ذلك الجانب. وعَبَرْت النهرَ والطريق أَعْبُره عَبْراً وعُبوراً إِذا قطعته

من هذا العِبْر إِلى ذلك العِبر، فقيل لعابر الرؤيا: عابر لأَنه يتأَمل

ناحيَتي الرؤيا فيتفكر في أَطرافها،ويتدبَّر كل شيء منها ويمضي بفكره

فيها من أَول ما رأَى النائم إِلى آخر ما رأَى. وروي عن أَبي رَزِين

العقيلي: أَنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم، يقول: الرُّؤْيا على رِجْل طائر،

فإِذا عُبِّرت وقَعَت فلا تَقُصَّها إِلا على وادٍّ أَو ذي رَأْيٍ، لأَن

الوادَّ لا يُحبّ أَن يستقبلك في تفسيرها إِلا بما تُحِبّ، وإِن لم يكن

عالماً بالعبارة لم يَعْجَل لك بما يَغُمُّك لا أَن تَعْبِيرَه يُزِيلُها

عما جعلها الله عليه، وأَما ذُو الرأْي فمعناه ذو العلم بعبارتها، فهو

يُخْبِرُك بحقيقة تفسيرها أَو بأَقْرَب ما يعلمه منها، ولعله أَن يكون في

تفسيرها موعظةٌ تَرْدَعُك عن قبيح أَنت عليه أَو يكون فيها بُشْرَى

فَتَحْمَد الله على النعمة فيها. وفي الحديث: الرأيا لأَول عابر؛ العابر:

الناظر في الشيء، والمُعْتَبرُ: المستدلّ بالشيء على الشيء. وفي الحَديث:

للرؤيا كُنًى وأَسماءٌ فكنُّوها بكُناها واعتَبروها بأَسمائها. وفي حديث ابن

سيرين: كان يقول إِني أَعْتَبرُ الحديث؛ المعنى فيه أَنه يُعَبِّر

الرؤيا على الحديث ويَعْتَبِرُ به كما يَعْتبرها بالقرآن في تأْويلها، مثل أَن

يُعَبِّر الغُرابَ بالرجل الفاسق، والضِّلَعَ بالمرأَة، لأَن النبي، صلى

الله عليه وسلم، سمى الغُرابَ فاسقاً وجعل المرأَة كالضِّلَع، ونحو ذلك

من الكنى والأَسماء. ويقال: عَبَرْت الطير أَعْبُرها إِذا زجَرْتها.

وعَبَّر عمَّا في نفسه: أَعْرَبَ وبيّن. وعَبّر عنه غيرُه: عيِيَ فأَعْرَب

عنه، والاسم العِبْرةُ

(* قوله: «والاسم العبرة» هكذا ضبط في الأصل وعبارة

القاموس وشرحه: والاسم العبرة، بالفتح كما هو مضبوط في بعض النسخ وفي

بعضها بالكسر). والعِبارة والعَبارة. وعَبّر عن فلان: تكلَّم عنه؛ واللسان

يُعَبّر عما في الضمير. وعَبَرَ بفلان الماءَ وعَبَّرَهُ به؛ عن

اللحياني.والمِعْبَرُ: ما عُبِرَ به النهر من فُلْكٍ أَو قَنْطَرة أَو غيره.

والمَعْبَرُ: الشطُّ المُهَيّأُ للعُبور. قال الأَزهري: والمِعْبَرَةُ سفينة

يُعْبَرُ عليها النهر. وقال ابن شميل: عَبَرْت مَتاعي أَي باعَدْته.

والوادي يَعْبرُ السيلَ عَنّا أَي يُباعِدُه. والعُبْرِيّ من السِّدْر: ما

نبت على عِبْر النهر وعَظُم، منسوب إِليه نادر، وقيل: هو ما لا ساقَ له

منه، وإِنما يكون ذلك فيما قارَب العِبْرَ. وقال يعقوب: العُبْرِيّ

والعُمْرِيُّ منه ما شرب الماء؛ وأَنشد:

لاث به الأَشاءُ والعُبْرِيُّ

قال: والذي لا يشرب يكون بَرِّيّاً وهو الضالُ. وإن كان عِذْياً فهو

الضال. أَبو زيد: يقال للسدْر وما عظُم من العوسج العُبْريّ. والعُمْرِيُّ:

القديمُ من السدر؛ وأَنشد قول ذي الرمة:

قَطَعْت، إِذا تخوّفت العَواطِي،

ضُروبَ السدْرِ عُبْرِيّاً وضالا

ورجل عابرُ سبيلٍ أَي مارّ الطريق. وعَبرَ السبيلَ يَعْبُرُها عُبوراً:

شَقَّها؛ وهم عابرُو سبيلٍ وعُبّارُ سبيل، وقوله تعالى: ولا جُنُباً إِلا

عابري سبيل؛ فسّره فقال: معناه أَن تكون له حاجة في المسجد وبيتُه

بالبُعد فيدخل المسجد ويخرج مُسْرِعاً. وقال الأَزهري: إِلا عابري سبيل، معناه

إِلا مسافرين، لأَن المسافر يُعْوِزُه الماء، وقيل: إِلا مارّين في

المسجد غَير مُرِيدين الصلاة. وعبر السَّفَر يعبُره عَبراً: شَقّة؛ عن

اللحياني.

والشَّعْرَى العَبور، وهما شِعْريانِ: أَحدُهما الغُمَيصاء، وهو أَحدُ

كوكَبَي الذراعين، وأَما العَبور فهي مع الجوْزاء تكونُ نيِّرةً، سُمّيت

عَبوراً لأَنها عَبَرت المَجَرَّةَ، وهي شامية، وتزعم العرب أَن الأُخرى

بكت على إِثْرِها حتى غَمِصَت فسُمّيت الغُمَيْصاءَ.

وجمل عُبْرُ أَسفارٍ وجمال عُبْرُ أَسفارٍ، يستوي فيه الواحد والجمع

والمؤنث مثل الفُلك الذي لا

يزال يُسافَر عليها، وكذلك عِبْر أَسفار، بالكسر. وناقة عُبْر أَسْفارٍ

وسفَرٍ وعَبْرٌ وعِبْرٌ: قويَّةٌ على السفر تشُقُّ ما مرّت به وتُقْطعُ

الأَسفارُ عليها، وكذلك الرجل الجريء على الأَسفَارِ الماضي فيها القوي

عليها. والعِبَارُ: الإِبل القوية على السير. والعَبَّار: الجمل القوي على

السير.

وعَبَر الكتابَ يعبُره عَبْراً: تدبَّره في نفسه ولم يرفع صوته بقراءته.

قال الأَصمعي: يقال في الكلام لقد أَسرعت اسْتِعبارَك للدراهم أَي

استخراجك إِياها.

وعَبَرَ المتاعَ والدراهم يعبرها: نَظر كَمْ وزْنُها وما هي، وعبَّرها:

وزنَها ديناراً ديناراً، وقيل عبّر الشيءَ إِذا لم يبالغ في وزنه أَو

كيله، وتعبير الدراهم وزنُها جملة بعد التفاريق.

والعِبْرة: العجب. واعْتَبَر منه: تعجّب. وفي التنزيل: فاعْتَبِرُوا يا

أُولي الأَبصار؛ أَي تدبّروا وانظُروا فيما نزل بقُرَيْظةَ والنــضير،

فقايِسوا فِعالَهم واتّعِظُوا بالعذاب الذي نزل بهم. وفي حديث أَبي ذرّ: فما

كانت صُحُفُ موسى؟ قال: كانت عِبَراً كلُّها؛ العِبَرُ: جمعُ عِبْرة، وهي

كالمَوْعِظة مما يَتّعِظُ به الإِنسان ويَعمَلُ به ويَعتبِر ليستدل به

على غيره. والعِبْرة: الاعتبارُ بما مضى، وقيل: العِبْرة الاسم من

الاعتبار. الفراء: العَبَرُ الاعتبار، قال: والعرب تقول اللهم اجْعَلْنا ممن

يَعبَرُ الدنيا ولا يَعْبُرها أَي ممن يعتبر بها ولا يموت سريعاً حتى

يُرْضيَك بالطاعة.

والعَبورُ: الجذعة من الغنم أَو أَصغر؛ وعيَّنَ اللحياني ذلك الصِّغَرَ

فقال: العبور من الغنم فوق الفَطيم من إناث الغنم، وقيل: هي أَيضاً التي

لم تَجُز عامَها، والجمع عبائر. وحكي عن اللحياني: لي نعجتان وثلاث

عبائرَ.

والعَبِير: أَخْلاطٌ من الطيب تُجْمَع بالزعفران، وقيل: هو الزعفران

وحده، وقيل: هو الزعفران عند أَهل الجاهلية؛ قال الأَعشى:

وتَبْرُدُ بَرْدَ رِداءِ العَرو

س، في الصَّيْفِ، رَقْرَقْت فيه العَبيرا

وقال أَبو ذؤيب:

وسِرْب تَطَلَّى بالعَبير، كأَنه

دِماءُ ظباء بالنحور ذبيح

ابن الأَعرابي: العبيرُ الزعفرانة، وقيل: العبيرُ ضرْبٌ من الطيب. وفي

الحديث: أَتَعْجَزُ إِحْداكُنّ أَن تتخذ تُومَتينِ ثم تَلْطَخَهما

بِعَبِيرٍ أَو زعفران؟ وفي هذا الحديث بيان أَن العبير غيرُ الزعفران؛ قال ابن

الأَثير: العَبيرُ نوعٌ من الطيب ذو لَوْنٍ يُجْمع من أَخْلاطٍ.

والعَبْرة: الدَّمْعة، وقيل: هو أَن يَنْهَمِل الدمع ولا يسمع البكاء،

وقيل: هي الدمعة قبل أَن تَفيض، وقيل: هي تردُّد البكاء في الصدر، وقيل:

هي الحزن بغير بكاء، والصحيح الأَول؛ ومنه قوله:

وإِنّ شِفائي عَبْرةٌ لو سَفَحْتُها

الأَصمعي: ومن أَمثالهم في عناية الرجل بأَخيه وإِيثارِه إِياه على نفسه

قولهم: لك ما أَبْكِي ولا عَبْرَةَ بي؛ يُضْرَب مثلاً للرجل يشتد

اهتمامه بشأْن أَخيه، ويُرْوَى: ولا عَبْرَة لي، أَي أَبكي من أَجْلِك ولا

حُزْن لي في خاصّة نفسي، والجمع عَبَرات وعِبَر؛ الأَخيرة عن ابن جني.

وعَبْرةُ الدمعِ: جرْيُه. وعَبَرَتْ عينُه واسْتَعْبَرت: دمَعَتْ. وعَبَر

عَبْراً واسْتَعْبَر: جرَتْ عَبْرتُه وحزن. وحكى الأَزهري عن أَبي زيد: عَبِر

الرجلُ يعبَرُ عَبَراً إِذا حزن. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: أَنه

ذكَرَ النبي، صلى الله عليه وسلم، ثم اسْتَعْبَر فبكى؛ هو استفْعل من

العَبْرة، وهي تحلُّب الدمع. ومن دُعاء العرب على الإِنسان: ماله سَهِر

وعَبِر. وامرأَة عابرٌ وعَبْرى وعَبِرةٌ: حزينة، والجمع عَبارى؛ قال الحرث بن

وعْلةَ الجَرْمي، ويقال هو لابن عابس الجرمي:

يقول لِيَ النَّهْديُّ: هل أَنتَ مُرْدِفي؟

وكيف ردافُ الفَرِّ؟ أُمُّك عابرُ

أَي ثاكل

يُذَكّرُني بالرُّحْمِ بيني وبينه،

وقد كان في نَهْدٍ وجَرْمٍ تدارُ

أَي تقاطع

نجوْت نجاءً لم يَرَ الناسُ مثلَه،

كأَني عُقابٌ عند تَيْمَنَ كاسِرُ

والنَّهْديّ: رجل من بني نَهْد يقال له سَلِيط، سأَل الحرث أَن

يُرْدِفَه خَلْفه لينجُوَ به فأَبى أَن يُرْدِفَه، وأَدركت بنو سعد النَّهْدِيّ

فقتلوه. وعينٌ عَبْرى أَي باكية. ورجل عَبرانُ وعَبِرٌ: حزِينٌ.

والعُبْرُ: الثَّكْلى. والعُبْرُ: البكاء بالحُزْن؛ يقال: لأُمِّه العُبْرُ

والعَبَرُ. والعَبِرُ والعَبْرانُ: الباكي. والعُبْر والعَبَر: سُخْنةُ العين

من ذلك كأَنه يَبْكي لما به. والعَبَر، بالتحريك: سُخنة في العين تُبكيها.

ورأَى فلان عُبْرَ عينه في ذلك الأَمر وأَراه عُبْرَ عينه أَي ما يبكيها

أَو يُسْخِنها. وعَبَّر به: أَراه عُبْرَ عينه؛ قال ذو الرمة:

ومِنْ أَزْمَة حَصَّاءَ تَطْرَحُ أَهلَها

على مَلَقِيَّات يُعَبِّرْنَ بالغُفْر

وفي حديث أُمْ زرع: وعُبْر جارتِها أَي أَن ضَرَّتَها ترى من عِفَّتِها

ما تَعْتَبِرُ به، وقيل: إِنها ترى من جَمالِها ما يُعَبِّرُ عينها أَي

يُبكيها. وامرأَة مُسْتَعْبِرة ومُسْتَعْبَرَة: غير حظية؛ قال القُطامي:

لها روْضة في القلب لم تَرْعَ مِثْلَها

فَرُوكٌ، ولا المُسْتَعْبِرات الصَّلائف

والعُبْر، بالضم: الكثير من كل شيء، وقد غلب على الجماعة من الناس.

والعُبْر: جماعة القوم؛ هذلية عن كراع. ومجلس عِبْر وعَبْر: كثير الأَهل.

وقوم عِبِير: كثير. والعُبْر: السحائب التي تسير سيراً شديداً. يقال:

عَبَّرَ بفلان هذا الأَمرُ أَي اشتد عليه؛ ومنه قول الهذلي:

ما أَنا والسَّيْرَ في مَتْلَفٍ،

يُعَبِّرُ بالذَّكَر الضَّابِط

ويقال: عَبَرَ فلان إِذا مات، فهو عابر، كأَنه عَبَرَ سبيلَ الحياة.

وعبَرَ القومُ أَي ماتوا؛ قال الشاعر:

فإِنْ نَعْبُرْ فإِنْ لنا لُمَاتٍ،

وإِنْ نَعْبُرْ فنحن على نُذُور

يقول: إِن متنا قلنا أَقرانٌ، وابن بَقينا فنحن ننتظر ما لا بد منه كأَن

لنا في إِتيانه نذراً. وقولهم: لغة عابِرَة أَي جائزة. وجارية

مُعْبَرَة: لم تُخْفَض. وأَعبَر الشاة: وفرَّ صوفها. وجمل مُعْبَر: كثير الوبَر

كأَن وبره وُفِّر عليه وإِن لم يقولوا أَعْبَرْته؛ قال:

أَو مُعْبَرُ الظَّهْر يُنْبى عن وَلِيَّتِهِ،

ما حَجَّ رَبُّه في الدنيا ولا اعْتَمَرَا

وقال اللحياني: عَبَرَ الكَبشَ ترك صوفه عليه سنة. وأَكْبُشٌ عُبرٌ إِذا

ترك صوفها عليها، ولا أَدري كيف هذا الجمع. الكسائي: أَعْبَرْت الغنم

إِذا تركتها عاماً لا تُجزّها إِعْباراً. وقد أَعْبَرْت الشاة، فهي

مُعْبَرَة. والمُعْبَر: التيس الذي ترك عليه شعره سنوات فلم يُجَزَّ؛ قال بشر بن

أَبي خازم يصف كبشاً:

جَزيزُ القَفا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرة،

حديثُ الخِصَاء وارمُ العَفْل مُعْبَرُ

أَي غير مجزوز. وسهم مُعْبَرٌ وعَبِرٌ: مَوْفُور الريش كالمُعْبَر من

الشاء والإِبل. ابن الأَعرابي: العُبْرُ من الناس القُلْف، واحدهم

عَبُورٌ.وغلام مُعْبَرٌ: كادَ يَحْتلم ولم يُخْتَن بَعْدُ؛ قال:

فَهْوَ يُلَوِّي باللِّحاءِ الأَقْشَرِ،

تَلْويَةَ الخاتِن زُبِّ المُعْبَرِ

وقيل: هو الذي لم يُخْتَن، قارَب الاحتلام أَو لم يُقارِب. قال

الأَزهري: غلام مُعْبَرٌ إِذا كادَ يحتلم ولم يُخْتَن. وقالوا في الشتم: يا ابن

المُعْبَرَة أَي العَفْلاء، وأَصله من ذلك. والعُبْرُ: العُقاب، وقد قيل:

إِنه العُثْرُ، بالثاء، وسيذكر في موضعه.

وبنات عِبْرٍ: الباطل؛ قال:

إِذا ما جِئْتَ جاء بناتُ عِبْرٍ،

وإِن ولَّيْتَ أَسْرَعْنَ الذَّهابا

وأَبو بناتِ عِبْرٍ: الكَذَّاب.

والعُبَيْراءُ، ممدود: نبت؛ عن كراع حكاه مع الغُبَيْراء.

والعَوْبَرُ: جِرْوُ الفَهْد؛ عن كراع أَيضاً.

والعَبْرُ وبنو عَبْرَة، كلاهما: قبيلتان. والعُبْرُ: قبيلة. وعابَرُ

بنُ أَرْفَخْشَذ بن سام بن نوح، عليه السلام. والعِبْرانية: لغة اليهود.

والعِبْري، بالكسر: العِبْراني، لغة اليهود.

عبر: {عبرة}: موعظة. {تعبرون}: تفسرون.
(عبر)
فلَان عبرا جرت دمعته وَالْقَوْم مَاتُوا وَالنّهر عبرا وعبورا قطعه من شاطئ إِلَى شاطئ وَكَذَلِكَ الطَّرِيق قطعه من جَانب إِلَى جَانب وَيُقَال عبر بِهِ المَاء وَالْكتاب عبرا تدبره فِي نَفسه وَلم يرفع صَوته بقرَاءَته وَالْمَتَاع وَالدَّرَاهِم نظركم وَزنهَا وَمَا هِيَ والرؤيا عبرا وَعبارَة فَسرهَا وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {إِن كُنْتُم للرؤيا تعبرون}

(عبر) عبرا جرت دمعته وَيُقَال عبرت عينه فَهُوَ وَهِي عَابِر وَهُوَ عبر وَهِي عِبْرَة (ج) عبارى

(عبر) عَمَّا فِي نَفسه وَعَن فلَان أعرب وَبَين بالْكلَام وَبِه الْأَمر اشْتَدَّ عَلَيْهِ وبفلان شقّ عَلَيْهِ وأهلكه والرؤيا فَسرهَا وَفُلَانًا أبكاه وَيُقَال عبر عينه أبكاها
عبر
أصل العَبْرِ: تجاوزٌ من حال إلى حال، فأمّا العُبُورُ فيختصّ بتجاوز الماء، إمّا بسباحة، أو في سفينة، أو على بعير، أو قنطرة، ومنه: عَبَرَ النّهرَ: لجانبه حيث يَعْبُرُ إليه أو منه، واشتقّ منه:
عَبَرَ العينُ للدّمع، والعَبْرَةُ كالدّمعة، وقيل: عَابِرُ سبيلٍ. قال تعالى: إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ
[النساء/ 43] ، وناقةٌ عُبْرُ أسفارٍ، وعَبَرَ القومُ: إذا ماتوا، كأنّهم عَبَرُوا قنطرةَ الدّنيا، وأما العِبَارَةُ فهي مختصّة بالكلام العَابِرِ الهواءِ من لسان المتكلّم إلى سمع السّامع، وَالاعْتبَارُ والعِبْرَةُ: بالحالة التي يتوصّل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد. قال تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً
[آل عمران/ 13] ، فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ
[الحشر/ 2] ، وَالتَّعْبِيرُ: مختصّ بِتَعْبِيرِ الرّؤيا، وهو العَابِرُ من ظاهرها إلى باطنها، نحو: إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ
[يوسف/ 43] ، وهو أخصّ من التّأويل، فإنّ التّأويل يقال فيه وفي غيره. والشِّعْرَى العَبُورُ، سمّيت بذلك لكونها عَابِرَةً، والعَبْرِيُّ: ما ينبت على عَبْرِ النّهرِ، وشطّ مُعْبَرٌ: تُرِكَ عليه العَبْرِيُّ. 
ع ب ر: (الْعِبْرَةُ) بِالْكَسْرِ الِاسْمُ مِنَ (الِاعْتِبَارِ) وَبِالْفَتْحِ تَحَلُّبُ الدَّمْعِ. وَ (عَبِرَ) الرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالْعَيْنُ مِنْ بَابِ طَرِبَ أَيْ جَرَى دَمْعُهُ. وَالنَّعْتُ فِي الْكُلِّ (عَابِرٌ) . وَ (اسْتَعْبَرَتْ) عَيْنُهُ أَيْضًا. وَ (الْعَبْرَانُ) الْبَاكِي وَ (عُبْرُ) النَّهْرِ بِوَزْنِ عُذْرٍ وَعِبْرُهُ بِوَزْنِ تِبْرٍ شَطُّهُ وَجَانِبُهُ. وَ (الْعِبْرِيُّ) بِوَزْنِ الْمِصْرِيِّ (الْعِبْرَانِيُّ) وَهُوَ لُغَةُ الْيَهُودِ. وَ (الْمِعْبَرُ) بِوَزْنِ الْمِبْضَعِ مَا يُعْبَرُ عَلَيْهِ مِنْ قَنْطَرَةٍ أَوْ سَفِينَةٍ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: هُوَ الْمَرْكَبُ الَّذِي يُعْبَرُ فِيهِ. وَرَجُلٌ (عَابِرُ) سَبِيلٍ أَيْ مَارُّ الطَّرِيقِ. وَ (عَبَرَ) مَاتَ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَعَبَرَ النَّهْرَ وَغَيْرَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَدَخَلَ. وَعَبَرَ الرُّؤْيَا فَسَّرَهَا وَبَابُهُ كَتَبَ. وَ (عَبَّرَهَا) أَيْضًا (تَعْبِيرًا) . وَ (عَبَّرَ) عَنْ فُلَانٍ أَيْضًا إِذَا تَكَلَّمَ عَنْهُ. وَاللِّسَانُ يُعَبِّرُ عَمَّا فِي الضَّمِيرِ. وَ (الْعَبِيرُ) بِوَزْنِ الْبَعِيرِ أَخْلَاطٌ تُجْمَعُ بِالزَّعْفَرَانِ عَنِ الْأَصْمَعِيِّ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ وَحْدَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَتَعْجِزُ إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ تُومَتَيْنِ ثُمَّ تَخْلِطَهُمَا بِعَبِيرٍ
أَوْ زَعْفَرَانٍ» وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْعَبِيرَ غَيْرُ الزَّعْفَرَانِ. 
ع ب ر

الفرات يضرب العبرين بالزبد وهما شطّاه. وناقة عبر أسفار: لا تزال يسافر عليها. قال النابغة:

وقفت فيها سراة اليوم أسألها ... عن آل نعم أموناً عبر أسفار

ومنه: فلان عبرٌ لكل عمل أي صالح له مضطلع به. وهو عابر سبيل. واستعبر فلان، وتجلت عبرته. وتقول: لا عبرة بعبرة مستعبر، ما لم تكن عبرة معتبر. ولأمك العبر والعبر أي الثكل، وقد عبرت عبراً، وأمك عابر. قال:

يقول لي النهديّ هل أنت مردفي ... وكيف رداف الفلّ أمك عابر

وأراه عبر عينيه، وإنه لينظر إلى عبر عينيه أي ما يكرهه ويبكي منه. قال يصف رجلاً قبيحاً له امرأة حسناء:

إذا ابتز عن أوصاله الثوب عندها ... رأت عبر عينيها وما عنه مخنس

أي لا تستطيع أن تخنس عنه. ومنه عبّرت بفلان إذا شققت عليه. قال ابن هرمة:

ومن أزمة حصاء تطرح أهلها ... على ملقيات يعبرن بالغفر

الملقيّات: المزالق، ومنه قيل لجبل بالدهناء: معبر لأنه يعبر بسالكه. وعبرت الكتاب عبراً: قرأته في نفسي ولم أرفع به صوتي. وغلام معبر، وجارية معبرة: لم يختنا. وتقول العرب في شتائمهم: يا ابن المعبرة. وبنو فلان يعبرون النساء، ويبيعون الماء، ويعتصرون العطاء؛ أي يرتجعونه. وأحصى قاضي البدو المخفوضات والبظر فقال: وجدت أكثر العفائف موعبات، وأكثر الفواجر معبرات. وعبر الدنانير تعبيراً: وزنها ديناراً ديناراً.
عبر
عَبَرَ الرُّؤيا عَبْراً وعِبَارَةً؛ وعَبَّرَها، جميعاً. وعَبَرَ النَّهْرَ عُبُوْراً وعِبْرَةً: شَطُّه. والمِعْبَرُ: سَفِينةٌ يُعْبَرُ عليها. وناقَةٌ عُبْرُ أسْفارٍ: لا تَزَالُ يُسَافَرُ عليها. وهو عابِرُ سَبِيلٍ: أي مارُّ طَريق. وعَبَرَ الكِتَابَ: قَرَأه في نَفْسِه ولم يَرْفَعْ به صَوْتَه. وعَبَرَ الرَّجُلُ: ماتَ. وأُمُّه عابِرٌ: أي ثاكِلٌ. وأرَاه عُبْرَ عَيْنِه: أي سُحْنَةَ عَيْنِه وما أبْكاه. ولأُمِّه العُبْرُ: أي العَبَرُ وهو الحُزْن. وقد عَبِرَ. وهو عَبْرَانُ. وهو عُبْرٌ لكُلِّ عَمَلٍ: أي يصلُحُ له. وعَبَّرْتُ عنه: تَكَلَّمْتَ عنه. وعَبَّرْتُ الدَّنانِيْرُ: وَزَنْتَها واحِداً واحداً. وعَبَّرْتُ به: شَقَقْتَ عليه. ومُعَبِّرٌ: جَبَلٌ من جِبال الدَّهْنَاء؛ سُمِّيَ به لأَنَّه يَشُقُّ على مَنْ يَسْلُكُه. وعَبَّرْتُ به: أهْلَكْتَه. وبه سُمِّيَتِ الشِّعْرى العَبُورَ؛ لأنَّها تُعّبِّرُ بالمال؛ إِذا طَلَعَتْ فَبِحَرَّها وإِذا سَقَطَتْ فَبِبَرْدِها. والعِبْرَة: الاعْتِبَار. وعَبْرَةُ الدَّمْعِ: جَرْيُه. والدَّمْعَة نَفْسُها: العَبْرَةُ أيضاً. واسْتَعْبَرَ: جَرَتْ عَبْرَتُه. والعُبْرِيُّ: ما ينبُت على شُطوط الأَنهار من السِّدْر، وقيل: هو الطَّويل. والعُبْرُ: قَبيلةٌ. والعَبْورُ والمُعْبَرُ من الضَّان: الذي لم يُجَزَّ صُوْفُه سَنَةً؛ وقيل: سِنِين. وغلامٌ مُعْبَرٌ: أُخِّرَ خِتانُه. ومن كَلامِهم: بَنُو فُلانٍ لا يُعْبِروْنَ النِّساءَ: أي لا يَخْفِضُونَها. والمُعْبَرُ من الشّاء: الذي لا يُخْصى. والتَّامُّ من كل شَيءٍ، يُقال: قَوْسٌ مُعْبَرَةٌ وسِقَاءٌ مُعْبَرٌ. وبَعِيْرٌ مُعْبَرُ الظَّهْرِ: لم يُصِبْه الدَّبَرُ. وخُفٌّ مُعْبَرٌ: واسِعٌ مُتَباعِدُ المَنْسِمَيْن. والمُعْبَرَةُ: النّاقةُ التي لم تُنْتَجْ ثلاثَ سِنين ليكونَ أصْلَبَ لها. والرِّخالُ بعد الفِطام: عُبُرٌ. والواحِدَةُ: عَبُوْرٌ: وقد يُجْمَعُ على العَبَائرِ. وقَوْمٌ عَبِيْرٌ: كَثِيرٌ. وأنَسٌ عُبْرُ. وقيل: العُبْرُ: الذين لا يَسْكُنونَ إلاّ بُيُوْتَ الشَّعَر، وهم العِبْرانِيُّون.
والعَبِيْرُ: الزَّعْفَرَانُ عند العَرَب، وقيل: أخْلاَطٌ تُجْمَعُ بالزَّعفَران. والمَعَابِيْرُ: خُشُبٌ في السَّفينة منْصوبَةٌ يُشَدُّ إليها الهَوْجَلُ، وهي أصغَرُ من الأنْجَرِ تُحْبَسُ السَّفينةُ بها، الواحِدُ: مَعْبُورٌ.
[عبر] نه: فيه: الرؤيا لأول "عابر"، من عبرتها عبرًا وعبرتها تعبيرًا إذا أولتها وفسرتها وخبرت بآخر ما يؤل إليه أمرها، والعابر الناظر في الشيء، والمعتبر المستدل بالشيء على الشيء. ومنه ح: للرؤيا كني وأسماء فكنوها بكناها و"اعتبروها" بأسمائها. وح ابن سيرين: إني "أعتبر" الحديث، يعني يعبر الرؤيا على الحديث ويعتبر به كما يعتبرها بالقرآن في تأويلها، مثل أن يعبر الغراب بالفاسق والضلع بالمرأة، لأنه صلى الله عليه وسلم سمى الغراب فاسقًا وجعل المرأة كالضلع، ونحوه من الكني والأسماء. ش: "كالعبارة"- بكسر عين، من عبرت الرؤيا بالخفة: فسرتها، قوله: ما "لم يعبر" فإذا "عبرت"، ببناء مفعول مخففة الباء. نه: وفيه ح: صحف موسى كانت "عبرا"، هو جمع عبرة وهي كالموعظة مما يتعظ به ويعتبر ليستدل به على غيره. و"عبر" جارتها، أي ترى ضرتها من عفتها ما تعتبر به، أو من جمالها ما يعبر عينها أي يبكيها. ن: هو بضم عين وسكون موحدة من الاعتبار أو العبرة البكاء. نه: والعين "العبرى" الباكية، منالكسر واستعبر. ومنه ح الصديق: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم "فاستعبر"، من العبرة وهي تحلب الدمع. وفيه: أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين تلطخهما "بعبير" أو زعفران؟ هو نوع من الطيب ذو لون يجمع من أخلاط. ن: هو بفتح مهملة زعفران، وقيل: اخلاط تجمع معه. ج: والحديث المذكور يرد الأول. ط: كأنك غريب أو "عابر" سبيل، أو للتخيير والإباحة، والأحسن كونه بمعنى بل للإضراب لأن الغريب قد يقيم في بلاد الغربة بخلاف عابر سبيل القاصد للبلد الشاسع فإن بينه وبينها أودية مهلك وهو بمرصد من قطاع طريقه. وفيه: رأيته يخطب وعلى "يعبر" عنه، من عبرت عن فلان إذا تكلمت عنه، والصحيح أنه هنا بمعنى التبليغ، فإنه صلى الله عليه وسلم كان في جم غفير بحيث لا يسعهم المكان فمنهم قيام ومنهم قعود لا يسمعهم الداعي فأقيم في كل جانب مبلغ، أو يكون علي يعبر لأخريات الناس بزيادة بيان. غ: "عبر" النهر شطه. ك: "العبرانية" بكسر عين لغة اليهود. ومنه: فيكتب من الإنجيل أي الذي كان سريانيًا "بالعبرانية" التي كانت عليها التوراة. و"ألا "عابري" سبيل"، أي مسافرين حين فقد الماء فيجوز ح الصلاة جنبًا، أو المعنى لا تقربوا مواضع الصلاة حال السكر والجنابة إلا حال العبور والمرور من غير لبث. ش: وعليه تدل الآية و"الاعتبار"، أي الدليل العقلي والتأمل يدل أن الإسراء كان بجسده وحال يقظته وإلا لم يكن معجزة ومستبعدًا من الكفار.
ع ب ر : عَبَرْتُ النَّهْرَ عَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَعُبُورًا قَطَعْتُهُ إلَى الْجَانِبِ الْآخَرِ وَالْمَعْبَرُ وِزَانُ جَعْفَرٍ شَطُّ نَهْرٍ هُيِّئَ لِلْعُبُورِ وَالْمِعْبَرُ بِكَسْرِ الْمِيمِ مَا يُعْبَرُ عَلَيْهِ مِنْ سَفِينَةٍ أَوْ قَنْطَرَةٍ.

وَعَبَرْتُ الرُّؤْيَا عَبْرًا أَيْضًا.

وَعِبَارَةً فَسَّرْتُهَا وَبِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ وَفِي التَّنْزِيلِ {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: 43] وَعَبَرْتُ السَّبِيلَ بِمَعْنَى مَرَرْتُ فَعَابِرُ السَّبِيلِ مَارُّ الطَّرِيقِ وقَوْله تَعَالَى {إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ} [النساء: 43] .
قَالَ الْأَزْهَرِيُّ
مَعْنَاهُ إلَّا مُسَافِرِينَ لِأَنَّ الْمُسَافِرَ قَدْ يَعُوزُهُ الْمَاءُ وَقِيلَ الْمُرَادُ إلَّا مَارِّينَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرَ مَرِيدِينَ لِلصَّلَاةِ.

وَعَبَرَ مَاتَ وَعَبَرْتُ الدَّرَاهِمَ وَاعْتَبَرْتُهَا بِمَعْنًى وَالِاعْتِبَارُ يَكُونُ بِمَعْنَى الِاخْتِبَارِ وَالِامْتِحَانِ مِثْلُ اعْتَبَرْتُ الدَّرَاهِمَ فَوَجَدْتُهَا أَلْفًا وَيَكُونُ بِمَعْنَى الِاتِّعَاظِ نَحْوُ قَوْله تَعَالَى {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ} [الحشر: 2] .

وَالْعِبْرَةُ اسْمٌ مِنْهُ قَالَ الْخَلِيلُ الْعِبْرَةِ الِاعْتِبَارُ بِمَا مَضَى أَيْ الِاتِّعَاظُ وَالتَّذَكُّرُ وَجَمْعُ الْعِبْرَةِ عِبَرٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَتَكُونُ الْعِبْرَةُ.

وَالِاعْتِبَارُ بِمَعْنَى الِاعْتِدَادِ بِالشَّيْءِ فِي تَرَتُّبِ الْحُكْمِ نَحْوُ وَالْعِبْرَةُ بِالْعَقِبِ أَيْ وَالِاعْتِدَادُ فِي التَّقَدُّمِ بِالْعَقِبِ وَمِنْهُ قَوْلُ بَعْضِهِمْ وَلَا عِبْرَةَ بِعَبْرَةِ مُسْتَعْبِرٍ مَا لَمْ تَكُنْ عَبْرَةَ مُعْتَبِرٍ وَهُوَ حَسَنُ الْعِبَارَةِ أَيْ الْبَيَانِ بِكَسْرِ الْعَيْنِ وَحَكَى فِي الْمُحْكَمِ فَتْحَهَا أَيْضًا.

وَالْعَبِيرُ مِثْلُ كَرِيمٍ أَخْلَاطٌ تُجْمَعُ مِنْ الطِّيبِ.

وَالْعَنْبَرُ فُنْعَلٌ طِيبٌ مَعْرُوفٌ يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ فَيُقَالُ هُوَ الْعَنْبَرُ وَهِيَ الْعَنْبَرُ وَالْعَنْبَرُ حُوتٌ عَظِيمٌ وَعَبَّرْتُ عَنْ فُلَانٍ تَكَلَّمْتُ عَنْهُ وَاللِّسَانُ يُعَبِّرُ عَمَّا فِي الضَّمِيرِ أَيْ يُبَيِّنُ. 
[عبر] العِبْرَةُ: الاسم من الاعتبار. والعَبْرَةُ بالفتح: تحلُّب الدمع. تقول منه: عبر الرجل بالكسر يعبر عَبَراً، فهو عابِرٌ، والمرأة عابِرٌ أيضاً. قال الحارث بن وعلة : يقولُ ليَ النَهديُّ هل أنتَ مُردِفي * وكيف رِداف الغِرِّ أمُّك عابِرُ - وكذلك عَبِرَتْ عينه واسْتَعْبَرَتْ، أي دَمَعت. والعَبْرَانُ: الباكي. والعَبَرُ بالتحريك: سُخْنةٌ في العين تُبكيها. والعُبْرُ بالضم مثله. يقال لأمِّه العُبْرُ والعَبَر. ورأى فلانٌ عُبْرَ عينيه، أي ما يُسخِّن عينيه. وعِبْرُ النهر وعَبْرُهُ: شَطُّه وجانبه. وقال الشاعر : وما الفرات إذا جادت غواربُه * تَرمي أَواذِيُّه العِبْرَيْنِ بالزَبَدِ - وجملٌ عُبْرُ أسفار، وجمال عُبْرُ أسفار، وناقة عُبْرُ أسفار، يستوى فيه الجمع والمؤنث مثل الفلك: الذى لا يزال يسافر عليها. وكذلك عِبْرُ أسفار بالكسر. والعُبْرُ أيضاً بالضم: الكثير من كل شئ، حكاه أبو عبيد عن الاصمعي. والعُبْرِيُّ: ما نبت من السِدْرِ على شطوط الانهار وعظم. والعبرى بالكسر: العبراني، لغة اليهود. والشعرى العُبورُ: إحدى الشِعْرَيَيْنِ، وهي التي خلفَ الجوزاء، سمِّيت بذلك لأنها عَبَرَتِ المجرّة. والمِعْبَرُ: ما يُعْبَرُ عليه من قنطرةٍ أو سفينة. وقال أبو عبيد: المِعْبَرُ: المركَبُ الذي يُعْبَرُ فيه. ورجلٌ عابِرُ سبيل، أي مارُّ الطريقِ. وعَبَرَ القومُ، أي ماتوا. قال الشاعر: فإن نَعْبُرْ فإنَّ لنا لُمَاتٍ * وإن نَغْبُرْ فنحن على نذُورِ * يقول: إن مننا فلنا أقران، وإن بقينا فنحن ننتظر مالابد منه، كأن لنا في إتيانه نَذْراً. وعَبَرْتُ النهر وغيره أعبره عبرا، عن يعقوب، وعبورا. وعبرت الرؤيا أَعْبُرُها عِبارَةً: فَسَّرتها. قال الله تعالى:

(إن كنتم للرؤيا تَعبُرونَ) *، أوصَلَ الفعل باللام كما يقال: إن كنتَ للمال جامعاً. قال الأصمعي: عَبَرْتُ الكتاب أَعْبُرُهُ عَبْراً، إذا تدبّرتَه في نفسك ولم تَرْفَعْ به صوتك. وقولهم: لغة عابِرَة، أي جائزة. قال الكسائي: أعْبَرْتُ الغنمَ، إذا تركتها عاماً لا تجزّها. وقد أَعْبَرْتُ الشاة فهى معبرة.

(93 - صحاح - 2) وغلام معبر أيضا: لم يختن. قال بشر ابن أبى خازم يصف كبشا: جزيز القفا شبعان يربض حجرة * حديث الخصاء وارم العفل معبر - أي غير مجزوز. وجارية معبرة: لم تُخْفَضْ. وسهم مُعْبَرٌ: مُوفَّرُ الريش. وعَبَّرْتُ الرؤيا تَعْبيراً: فَسّرتها. وعَبَّرت عن فلانٍ أيضاً، إذا تكلمت عنه. واللسان يُعَبِّرُ عما في الضمير. وتَعْبِيرُ الدراهم: وزنُها جملةً بعد التفاريق. واسْتَعْبَرْتُ فلاناً لرؤيايَ، أي قصصتُها عليه ليَعْبُرَها. والعبير: أخلاط تجمع بالزَعفران، عن الأصمعي. وقال أبو عبيدة: العَبِيرُ عند العرب: الزعفرانُ وحْدَه. وأنشد للأعشى: وتبردُ بَرْدَ رداءِ العرو * سِ في الصيف رَقرقَت فيه العبيرا - وفى الحديث: " أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين ثم تلطخهما بعبير أو زعفران ". وفى هذا الحديث بيان أن العبير غير الزعفران. 
(ع ب ر)

عَبرَ الرُّؤْيَا يَعْبُرُها عَبْراً وعِبارَةً. وعَبرَّها: فَسرهَا وَأخْبر بآخر مَا يؤول إِلَيْهِ أمرهَا. وَفِي التَّنْزِيل: (إنْ كُنْتمْ للرُّؤْيا تَعْبرُونَ) أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُون الرُّؤْيَا فعدَّاها بِاللَّامِ كَمَا قَالَ (قُلْ عَسَى أنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) أَي ردفكم، قَالَ الزّجاج: هَذِه اللَّام أدخلت على الْمَفْعُول لتبين. وَالْمعْنَى إِن كُنْتُم تعبرون وعابرين، ثمَّ بَين اللَّام فَقَالَ: للرؤيا.

واسْتَعْبَرَه إيَّاها: سَأَلَهُ تَعْبِيرَها.

وعَبَّر عَن مَا فِي نَفسه: أعْرَب وبيَّن.

وعبَّر عَنهُ غَيره: عَيَّ فأعرب عَنهُ، وَالِاسْم العِبْرَةُ والعِبارَةُ والعَبارَةُ.

وعِبْرُ الْوَادي وعَبْرُه، الْأَخِيرَة عَن كرَاع: شاطئه وناحيته.

وعَبَرَه يَعْبُره عَبْرا وعُبُوراً: قطعه من عِبْره إِلَى عِبْرِه، وعَبَرَ بفلان المَاء وعبَّره بِهِ، عَن اللحياني.

والمَعْبَرُ: مَا عُبِرَ بِهِ النَّهر من فلك وَنَحْوه.

والمَعْبَرُ: الشط المهيأ للعبور.

والعُبْرِىُّ من السدر: مَا نبت على عِبْرِ النَّهر، مَنْسُوب إِلَيْهِ، نَادِر، وَقيل: هُوَ مَالا سَاق لَهُ مِنْهُ، وَإِنَّمَا يكون ذَلِك فِيمَا قَارب العِبْرَ، وَقَالَ يَعْقُوب: العُبْرِىُّ مِنْهُ: مَا شرب المَاء، وَأنْشد:

لاثٍ بهِ الأشاءُ والعُبْرِى

قَالَ فَإِن كَانَ عذيا فَهُوَ الضال.

وعَبَرَ السَّبِيل يَعْبُرُها عُبُوراً: شقها. وهم عابِرُو سَبِيل وعُبَّارُ سَبِيل، وَقَوله تَعَالَى (ولَا جُنُبا إلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ) فسره فَقَالَ مَعْنَاهُ أَن تكون لَهُ حَاجَة فِي الْمَسْجِد، وبيته بالبعد فَيدْخل الْمَسْجِد وَيخرج مسرعا.

والشِّعْرَى العَبُورُ سميت بذلك لِأَنَّهَا شَقَّتِ المجرَّة.

وعَبَرَ السَّفَرَ يَعْبُرُه عَبْراً: شقَّه، عَن اللحياني. وناقة عُبْرُ أسْفارٍ، وعَبْرٌ عِبْرٌ: قَوِيَّة تشق مَا مرت بِهِ، وَكَذَلِكَ الرجل الجريء على الْأَسْفَار الْمَاضِي فِيهَا.

وعَبَر الْكتاب يَعْبُرُه عَبْراً: تدبَّره وَلم يرفع صَوته بقرَاءَته.

وعَبَر المتاعَ وَالدَّرَاهِم يَعْبُرها: نظر كم وَزنهَا وَمَا هِيَ.

وعَبَّرَها: وَزنهَا دِينَارا دِينَارا، وَقيل عبَّر الشَّيْء: إِذا لم يُبَالغ فِي وَزنه أَو كَيْله.

والعِبْرَةُ: الْعجب.

واعْتَبَرَ مِنْهُ: تَعَجَّب.

والعَبُور: الْجَذعَة من الْغنم أَو أَصْغَر، وَعين اللحياني ذَلِك الصغر فَقَالَ: هِيَ بعد الفطم وَهِي أَيْضا الَّتِي لم تجز عامها، وَالْجمع عَبائِرُ، وَحكى عَن اللحياني: لي نعجتان وَثَلَاث عَبائِرَ.

والعَبِيرُ: أخْلاطٌ من الطّيب تجمع بالزعفران، وَقيل: هُوَ الزَّعْفَرَان وَحده، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبِير كأنَّهُ ... دِماءُ ظِباءٍ بالنُّحورِ ذَبيحُ

والعَبْرَةُ: الدمعة، وَقيل: هُوَ أَن ينهمل الدمع وَلَا يسمع الْبكاء، وَقيل: هِيَ الدمعة قبل أَن تفيض، وَقيل: هِيَ تردد الْبكاء فِي الصَّدْر، وَقيل: هُوَ الْحزن بِغَيْر بكاء. وَالصَّحِيح الأول، وَفِي الْمثل " لَك مَا أبْكِي وَلَا عَبْرَةَ لي " وَيُقَال " بِي " أَي أبْكِي من أَجلك وَلَا حزن بِي فِي خَاصَّة نَفسِي، وَالْجمع عَبَراتٌ وعِبَرٌ، الْأَخِيرَة عَن ابْن جني.

وعَبِرَ عَبَراً واستعبر: جرت عَبْرَتُهُ وحزن، وَمن دُعَاء الْعَرَب على الْإِنْسَان: " مَاله سَهِرَ وعَبِرَ ".

وَامْرَأَة عابرٌ وعَبْرَى وعَبِرَةٌ، وَالْجمع عَبارَى.

وَعين عَبْرَى.

وَرجل عَبْرَانُ وعَبِرٌ.

والعُبْرُ والعَبَرُ: سُخنة الْعين. من ذَلِك كَأَنَّهُ يبكي لما بِهِ.

وَأرَاهُ عُبْرَ عينه: أَي مَا يبكيها أَو يسخنها. وعَبَّرَ بِهِ: أرَاهُ عُبْرَ عينه، قَالَ ابْن هرمة:

وَمن أزْمَةٍ حَصَّاءَ تَطْرَحُ أهْلَها ... على مَلَقِيِّاتٍ يُعَبِّرْنَ بالغُفْرِ

وَامْرَأَة مُسْتَعْبِرَةٌ: غير حظية قَالَ الْقطَامِي:

لَهَا رَوْضَةٌ فِي الْقلب لم يَرْعَ مِثْلَها ... فَرُوكٌ وَلَا المستَعْبِراتُ الصَّلائِفُ

والعُبْرُ: الْكثير من كل شَيْء وَقد غلب على الْجَمَاعَة من النَّاس.

والعُبْرُ: جمَاعَة الْقَوْم، هذلية عَن كرَاع.

ومجلس عِبْرٌ وعَبْرٌ: كثير الْأَهْل.

وَقوم عَبِيرٌ: كثير.

وأعْبَر الشَّاة: وفر صوفها.

وجمل مُعْبَرٌ: كثير الْوَبر كَأَن وبره وفر عَلَيْهِ وَإِن لم يَقُولُوا: أعْبَرْتُه قَالَ:

أوْ مُعْبَرُ الظّهر يُنْبي عَنْ وَلِيَّتِهِما حَجَّ رَبُّهُ فِي الدُّنيا وَلا اعْتَمَرَا

وَقَالَ اللحياني: عَبَرَ الْكَبْش: ترك صوفه عَلَيْهِ سنة. وأكبُش عُبْرٌ: إِذا ترك صوفها عَلَيْهَا وَلَا أَدْرِي كَيفَ هَذَا الْجمع.

وَسَهْم مُعْبَرٌ وعَبِرٌ: موفور الريش كالمُعْبَرِ من الشَّاء وَالْإِبِل.

وَغُلَام مُعْبَرٌ: كَاد يَحْتَلِم وَلم يختن بعد. قَالَ:

فَهْوَ يُلَوّى باللِّحَاءِ الأقْشَرِ ... تَلْوِيَهَ الخاتِنِ زُبَّ المُعْبَرِ

وَقيل هُوَ الَّذِي لم يختن، قَارب الِاحْتِلَام أَو لم يُقَارِبه. وَقَالُوا فِي الشتم: يَا ابْن المُعْبَرَةِ: أَي العفلاء، وَأَصله من ذَلِك.

والعُبْرُ: الْعقَاب عَن كرَاع، وَقد تقدم أَنه العثر بالثاء. وَبَنَات عِبْرٍ: الْبَاطِل، قَالَ:

إِذا مَا جئتَ جاءَ بَناتُ عِبْرٍ ... وإنْ وَلَّيْتَ أسْرَعْنَ الذَّهابا

وَأَبُو بَنَات عِبْرٍ: الْكذَّاب.

والعُبَيْرَاءُ - مَمْدُود - نبت، عَن كرَاع حَكَاهُ مَعَ الغبيراء.

والعَوْبَرُ: جرو الفهد، عَن كرَاع أَيْضا.

والعُبْرُ وَبَنُو عُبْرَةَ، كِلَاهُمَا قبيلتان.

والعُبْر: قَبيلَة.

وعَابِرُ بن أرفخشذ بن سَام بن نوح.

والعِبْرَانِيَّةُ: لُغَة الْيَهُود.
عبر
عبَرَ1 يَعبُر، عُبورًا وعَبْرًا، فهو عابر، والمفعول مَعْبور
• عبَر النَّهرَ ونَحوَه: قطعه وجازَه من جانبٍ إلى آخَر "عبَر الطَّريقَ/ البحرَ- عبَر به الماءَ- {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُبًا إلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا} " ° الزَّمان العابِر: الماضي- بضائعُ عابرة: بضائع مُعفاة من الرُّسوم في طريق نقلها من بلدٍ إلى بلد آخر- حُبٌّ عابر: غير مقيم- صاروخ عابر قارّات: صاروخ بعيد المدى، يُطلق من قارَّة إلى أخرى- عابرة المحيطات: سفينة ضخمة تُستخدم في النَّقل عبر المحيطات- عابر السَّبيل: المارُّ بالمكان دون أن يقيم فيه، المسافر خاصَّة على قدميه- عبَر الأزمة: تخطّاها وتغلَّب عليها- كلمة عابرة: قيلت في سياق لم تكن معدَّة لأن تقال فيه- وقت عابر: ماضٍ بسرعة. 

عبَرَ2 يَعبُر، عِبارَةً وعَبْرًا، فهو عابِر، والمفعول معبور
• عبَر الرُّؤيا أو الحُلْمَ: فسَّرَهُما وأخبر بآخر ما يئول إليه أمرهما " {يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} ". 

عبَرَ3 يَعبُر، عَبْرًا، فهو عابر
• عبَرت عينُه: جرت دمعتُها، حزِن "عبَرت دموعُها حين رأت الأيتامَ المحتاجين للعون". 

استعبرَ يستعبر، استعبارًا، فهو مُستَعْبِر، والمفعول مُستَعْبَر (للمتعدِّي)
• استعبر فلانٌ: حزِن، جرَتْ دمعتُه "استعبرت عينُها لفراق ابنها".
• استعبر فلانًا الرُّؤْيا: قصَّها عليه وسأله تفسيرَها. 

اعتبرَ/ اعتبرَ بـ يعتبر، اعتبارًا، فهو معتبِر، والمفعول معتبَر
• اعتبره القاضي مُذنِبًا: عدَّه وحسبه "اعتبره مسئولاً عن الحادِث- أنا مُعتبِرُك أخًا لي- اعتبره عالمًا/ صديقًا".
• اعتبر فلانًا: اعتدَّ به واحترمه "الجميع يعتبر أعضاءَ المجمع ويقدِّرهم".
• اعتبرَ بالموت: تدبَّر، اتَّعظ به "اعتبر بما حدث لجاره- اعتبر بمن قبلك ولا تكن عبرةً لمن يأتي بعدك- {فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الأَبْصَارِ} ". 
3293 - 
عبَّرَ/ عبَّرَ عن يعبِّر، تعبيرًا، فهو مُعبِّر، والمفعول مُعبَّر
• عبَّر الرُّؤيا أو الحُلْمَ: عبَرهما، فسَّرهما وأخبر بآخر مايئول إليه أمرهما.
• عبَّرَ عمَّا في نفسه: أوضح، بيَّن بالكلام أو غيره ما يدور في نفسه "لسانُه مُعبِّرٌ عن ضميره- عبَّر عن عواطفه/ رفضه للموضوع- عبَّر عنه غيره: أعرب". 

اعتبار [مفرد]: ج اعتبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر اعتبرَ/ اعتبرَ بـ ° اعتبارًا من هذا التَّاريخ: ابتداءً منه- باعتباره مديرًا: بوصفه، بحكم وظيفته- على اعتبار أنَّ: بالنَّظر إلى أنَّ- وضَعه في الاعتبار: فكَّر فيه، وضَعه في حساباته.
2 - تقديرٌ واحترامٌ وكرامة "رجلٌ له اعتباره ومكانته بين النّاس" ° باعتباره أكبرهُم سِنًّا: بصفته أكبر سِنًّا- دون اعتبار للكفاءة: بغضِّ النَّظر عن الكفاءة- يأخذ بعين الاعتبار: يُراعي أو يقدِّر.
3 - سبب "عفا عنه لاعتبارات كثيرة- تخلَّف عن الحضور لاعتبارات شخصيَّة".
• الاعتبار:
1 - (سف) التَّأمّل والتَّدبّر والاستدلال بذلك على عِظَم القدرة وبديع الصَّنعة.
2 - النَّظر في حقائق الأشياء وجهات دلالتها؛ ليعرف بالنَّظر فيها شيء آخر من جنسها.
• ردُّ الاعتبار: (قن) إعادة التَّقدير والاحترام بعد صدور قرارٍ أو حُكْمٍ بالإدانة، أو ردُّ الكرامة وإعادة الحقوق المدنية وإلغاء العقوبة. 

اعتباريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى اعتبار: فرضيّ "ما زالت النَّظرية اعتباريَّة" ° شخصيَّة اعتباريَّة: شخصيَّة معنويّة ليس لها وجود خارجيّ محسوس، ولكنَّها موضع اعتراف القانون كالهيئات والمؤسّسات والشَّركات. 

تعبير [مفرد]: ج تعبيرات (لغير المصدر) وتعابيرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر عبَّرَ/ عبَّرَ عن.
2 - قول، أسلوب "تعبير جميل/ موفَّق- هذا الرَّجل يُحسن التَّعبيرَ عن نفسه" ° إن جاز التَّعبير: إن صحَّ القولُ- بتعبيرٍ آخر: بكلامٍ آخر يدلُّ على المعنى نفسه- على حدّ تعبيره: وفقًا لما يقول، حسب أقواله.
• تعبير اصطلاحيّ: (لغ) مجموعة من الألفاظ يختلف معناها مجتمعةً عن مجموع معانيها منفردةً "السُّوق السَّوداء: التُّجَّار المستغِلّون- لبّى نداء ربِّه: مات". 

تعبيريّ [مفرد]: اسم منسوب إلى تعبير.
• رمز تعبيريّ: رمز يُستخدم في الاختزال يرمز إلى عبارة. 

تعبيريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى تعبير.
2 - مصدر صناعيّ من تعبير.
3 - (دب) حركة أدبيَّة وفنّيّة نشأت في أوّل القرن العشرين تؤكّد على التعبير الذَّاتيّ عن خبرات الفنَّان الدَّاخليَّة. 

عِبارة [مفرد]: ج عبارات (لغير المصدر):
1 - مصدر عبَرَ2.
2 - مجموعة من الألفاظ قد تؤلِّف جزءًا من جملة أو أكثر "يُكثر من عبارات المجاملة".
3 - كلام يبيّن ما في النَّفس من معنى "كلامي هذا عبارة عن توضيح لما قلته سابقًا".
4 - (لغ) جملة صغيرةٌ دالَّة على معنًى "تحدَّثَ بوجيز العبارة" ° العبارة الاصطلاحيَّة: طريقة خاصّة في التعبير مؤدّاها تأليف كلمات في عبارة تتميَّز بها لغة دون غيرها من اللغات، كعبارة: بالرِّفاء والبنين، في العربيّة- العبارة التِّذكاريّة: عبارة محفورة على حجر أو مادة شبيهة به للتذكير بوفاة أو بتاريخ مُنْشأة- العبارة الجامعة: تركيب
 بلاغي تؤدِّي فيه الكلمة الواحدة أكثر من غرض في الجملة- بعبارةٍ أُخرى: بجملةٍ أخرى، بأسلوب آخر- حَسَنُ العِبارة: جميل الأسلوب، فصيح اللِّسان- عبارة عن كذا: ذو دلالةٍ على كذا- عبارة مُشَوَّشة: غير مستقيمة في التَّركيب أو المعنى- هذا عبارة عن هذا: بمعناه أو مساوٍ له في الدّلالة. 

عَبَّارة [مفرد]: سفينةٌ تعبُر البَحرَ ونحوَه من شاطئٍ إلى آخر "أسرعت العَبَّارةُ بالحُجَّاج". 

عَبْر [مفرد]:
1 - مصدر عبَرَ1 وعبَرَ2 وعبَرَ3.
2 - خِلالَ "امتدَّ تأثيرُه عَبْر القرونِ- خاطبَه عَبْرَ الأثيرِ- مرَّ عَبْرَ الحقولِ- عَبْرَ المكان/ الزمان/ القارّات- انتقلت هذه العادات عَبْر الأجيال". 

عِبْرانيّ [مفرد]: عِبْريّ؛ يهوديّ، من أتباع موسى عليه السَّلام "شعب عِبْرانيّ". 

عِبْرانيَّة [مفرد]: ج عِبرانيّات (للعاقل)
• اللُّغة العِبْرانيَّة: (لغ) لُغةٌ ساميَّةٌ يتكلَّمها اليهود "تتشابه اللُّغة العبرانيَّة مع اللُّغة العربيَّة في كثير من تصريفاتها". 

عَبْرة [مفرد]: ج عَبَرات وعَبْرَات وعِبَر: دمعة قبل أن تفيض "عَبْرَةُ فرحٍ- سالت عَبْرَتُه" ° لك ما أبكي ولا عَبْرَة لي [مثل]: أي أحزن لك ولست حزينًا من أجل نفسي، ويُضرب لمن يشتدّ اهتمامُه بالآخر ويؤثره. 

عِبْرَة [مفرد]: ج عِبْرات وعِبَر: تَذْكِرة، عِظة يُتَّعَظ بها "جاء الحكمُ على المرتشي عبرةً لمن يعتبر- استخلص العِبَر- {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ} " ° العِبْرة بكذا/ العِبْرة في كذا: العامل الحاسم، الأمر مرتهن بـ- جعله عِبْرةً لغيره: بالغ في عقابه وتأديبه- لا عِبْرَةَ به: لا اهتمام به. 

عِبْريّ [مفرد]: عبرانيّ؛ يهوديّ من أتباع موسى عليه السَّلام "شعبٌ عِبْريٌّ". 

عِبْريَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى عِبْريّ.
• اللُّغة العبريَّة: لُغةٌ ساميَّةٌ يتكلَّمها اليهود. 

عُبور [مفرد]: مصدر عبَرَ1 ° ذكرى العبور: ذكرى عبور الجيش المصريّ قناة السُّويس في السَّادس من أكتوبر سنة 1973م العاشر من رمضان سنة 1393هـ. 

عبير [مفرد]
• عبيرُ الأزهار: رائحة طيِّبة زكيَّة، أريج، أخلاط من الطِّيب، شذا "امتلأ المكانُ بالعبير". 

مَعْبَر [مفرد]: ج مَعابِرُ:
1 - اسم مكان من عبَرَ1: شطّ مُهيَّأ للعبور؛ مكان العبور "أغلقت قوَّاتُ الاحتلال المَعْبَرَ الرَّئيسيّ المؤدِّي إلى المدينة".
2 - ألواح تُتَّخذ للعبور عليها من الشَّاطئ إلى السَّفينة والعكس.
3 - ما يُعْبَر به النَّهر كالسَّفينة والقنطرة. 

مِعْبَر [مفرد]: ج مَعابِرُ: مَعْبَر؛ ما يُعبر عليه أو به من سفينة أو قنطرة. 

عبر

1 عَبَرَهُ, aor. ـُ (S, Mgh, O, Msb, K,) inf. n. عَبْرٌ and عُبُورٌ, [the latter of which is the more common,] (S, O, Msb, K,) He crossed it, went across it, or passed over it, (Mgh, Msb, K,) from one side thereof to the other; (Msb, K;) namely, a river, (S, Mgh, O, Msb, K, *) and a valley, (K, TA,) &c. (S, Mgh.) b2: [Hence,] عَبَرَ بِهِ المَآءَ: see 2. b3: عَبَرَ السَّبِيلَ, (Msb, K,) aor. ـُ inf. n. عُبُورٌ, (TA,) He travelled, or passed along, the way, or road; (Msb, K; *) as though he cut it, or furrowed it. (K, * TK.) b4: And hence, (TA,) عَبَرَ, (aor. as above, S,) (tropical:) He died: (S, O, Msb, K:) as though he travelled the road of life: or, as F says in the B, as though he crossed over the bridge of the present world or life. (TA.) A poet says, فَإِنْ نَعْبُرْ فَإِنَّ لَنَا لُمَاتٍ

وَإِنْ نَغْبُرْ فَنَحْنُ عَلَى نُذُورِ i. e. (tropical:) So if we die, there are others like to us; and if we remain alive, we are waiting for that which must necessarily come to pass, as though we were bound by vows to meet it. (S, O.) b5: And عَبَرَتِ السَّحَائِبُ, aor. as above, inf. n. عُبُورٌ, The clouds travelled, or passed along, quickly. (TA.) A2: عَبَرَ الرُّؤْيَا: see 2, in two places. b2: and [hence, perhaps,] عَبَرْتُ الطَّيْرَ, aor. ـُ and عَبِرَ, (O, K,) inf. n. عَبْرٌ, (TA,) i. q. زَجَرْتُهَا [I augured from the flight, or alighting-places, or cries, &c., of the birds; or I made the birds to fly away in order that I might augur from their flight, &c.]. (O, K.) b3: And عَبَرَ الكِتَاتَ, aor. ـُ inf. n. عَبْرٌ, (As, S, A, * O, K, *) He meditated upon, endeavouring to understand it, or he considered, examined, or studied, (As, S, O, K,) or he read mentally, (A,) the book, or writing, not raising his voice in doing so, (As, S, A, O, K,) i. e. in reading it. (K.) And you say, بَعْضَ ↓ اِعْتَبَرَ الكِتَابِ بِبَعْضٍ, meaning عَبَرَهُ [i. e. He considered and compared one part of the book, or writing, with another part, in order to understand it]. (TA.) b4: And عَبَرَ المَتَاعَ, and الدَّرَاهِمَ, (K, TA,) aor. ـُ inf. n. عَبْرٌ, (TA,) He examined what was the weight of the goods, and of the dirhems, and what they were. (K, TA.) And you say, الدَّرَاهِمَ فَوَجَدْتُهَا أَلْفًا ↓ اِعْتَبَرْتُ, meaning عَبَرْتُهَا, i. e. I tried, or examined, the dirhems, and found them to be a thousand. (Msb.) b5: See also 8, second sentence.

A3: عَبِرَ, with kesr, aor. ـَ inf. n. عَبَرٌ; (S;) or عَبَرَ, inf. n. عَبْرٌ; (K;) [but the former seems to be the more correct, as will be seen from what follows;] and ↓ استعبر; (A, O, K;) He shed tears; his eyes, or eye, watered. (S, A, K, TA.) And عَبِرَتْ عَيْنُهُ His eye shed tears, or watered; (S, O;) as also ↓ استعبرت. (S.) b2: And عَبِرَ, aor. ـَ inf. n. عَبَرٌ; (Az, T, O, * L, TA;) or عَبَرَ, inf. n. عَبْرٌ; (K; [but see above;]) He grieved, or mourned; was sorrowful, sad, or unhappy. (Az, T, O, L, K, TA.) مَا لَهُ سَهِرَ وَعَبِرَ [What aileth him? May he be sleepless by night, and may he grieve, or mourn:] is a form of imprecation against a man, used by the Arabs. (TA.) And عَبِرَتْ, inf. n. عَبَرٌ, means She became bereft of her child, or children, by death. (A.) [See عُبْرٌ.]2 عبّرهُ بِالمَآءِ, (Lh, K,) inf. n. تَعْبِيرٌ; (TA;) and بِهِ المَآءَ ↓ عَبَرَ, (Lh, K,) and النَّهْرَ; (TA;) He made him to cross, go across, or pass over, or he conveyed him across, the water, (Lh, K, TA,) and the river. (TA.) A2: عبّر الرُّؤْيَا, (S, O, Msb, K,) inf. n. as above; (S, O;) and ↓ عَبَرَهَا, (S, A, O, Msb, K,) [which is less common, but more chaste,] aor. ـُ (S, O,) inf. n. عِبَارَةٌ (S, A, O, Msb, K) and عَبْرٌ; (A, Msb, K;) He interpreted, or explained, the dream, (S, A, O, Msb, K,) and told its final sequel or result: (A, O, K:) or the former verb has an intensive signification: (Msb:) and تَعْبِيرٌ has a more particular [or more restricted] meaning than تَأْوِيلٌ: it is said to be from عَبَرَ الكِتَابَ [q. v.]; or, as some say, it is from عِبْرٌ signifying the “ side ” of a river, because the interpreter of the dream considers the two sides thereof, and meditates upon every particular of it from its beginning to its end. (TA.) In the phrase of the Kur [xii. 43], إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا

↓ تَعْبُرُونَ, the ل is termed لَامُ التَّعْقِيبِ [the ل of succedaneousness], because it is succedaneous to the connection termed إِضَافَة [i. e. the phrase is succedaneous to إِنْ كُنْتُمْ عَابِرِى الرُّؤْيَا If ye be interpreters of the dream]: (O, TA:) or it is inserted as an explicative: (Zj, TA:) the phrase is similar to إِنْ كُنْتَ لِلْمَالِ جَامِعًا. (S, O.) b2: عبّر عَمَّا فِى نَفْسِهِ, (A, K, TA,) inf. n. as above, (TA,) He declared, spoke out clearly or plainly, or explained, what was in his mind. (A, * K, * TA.) And اللِّسَانُ يُعَبِّرُ عَمَّا فِى الضَّمِيرِ The tongue declares, or explains, what is in the mind. (S, * O, * Msb) And عبّر عَنْهُ غَيْرُهُ Another spoke, or spoke out, or explained, for him; (L, K, * TA;) he (the latter) being unable to say what he would. (L, TA.) And عَبَّرْتُ عَنْ فُلَانٍ I spoke for such a one. (S, O, Msb.) [Hence, يُعَبِّرُ عَنْ كَذَا, said of a word or phrase, It expresses the meaning of, signifies, or denotes, such a thing. And يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ كَذَا The meaning of such a thing is expressed thereby; or such a thing is signified, or denoted, thereby.] b3: عبّر الدَّنَانِيرَ, (A,) or الذَّهَبَ, (K,) inf. n. as above, (A, K,) He weighed the deenárs, (A,) or the gold, (K,) deenár by deenár: (A, K:) or عبّرهُ signifies he weighed it (a thing), or measured it, without extraordinary care: (K, * TA:) and تَعْبِيرُ الدَّرَاهِمِ, the weighing of the dirhems collectively, after making divisions of them. (S, O, TA.) A3: عبّر بِهِ, (K, TA,) inf. n. as above, (TA,) signifies أَرَاهُ عُبْرَ عَيْنِهِ (K, TA, in the CK عَيْنَيْهِ,) i. e. He showed him what would make his eye to weep: or what would make his eye hot. (TA.) Dhu-r-Rummeh says, عَلَى مَلَقِيَّاتٍ يُعَبِّرْنَ بالغُفْرِ [Upon swiftly-running mares that show the mountain kids, in the swiftness of their pace, what makes their eyes to weep from envy]. (TA.) And you say also, عبّر عَيْنَيْهِ, meaning He made his eyes to weep. (TA.) b2: Also He destroyed him: (K, TA:) as though he showed him what would make his eye to weep, or make it hot. (TA.) b3: And He caused him to fall into difficulty, or distress. (A.) And It (an affair, or event,) was, or became, difficult, or distressing, to him. (O, K.) 8 اعتبر He became admonished, or reminded; he took warning, or example: in this sense the verb is used in the Kur lix. 2: and you say, اِعْتَبَرَ بِمَا مَضَى He became admonished or reminded, or he took warning or example, by what passed: (Msb:) and السَّعِيدُ مِنَ اعْتَبَرَ بِغَيْرِهِ وَالشَّقِىُّ مَنِ اعْتَبَرَ بِهِ غَيْرُهُ [The fortunate is he who takes warning by others, and the unfortunate is he by whom others take warning]. (Kull p. 60.) And عَبَرٌ [as inf. n. of ↓ عَبِرَ, aor. ـَ signifies the same as اِعْتِبَارٌ [as inf. n. of اِعْتَبَرَ in the sense expl. above]: (Fr, O, L, K, TA:) whence the saying of the Arabs, اَللّٰهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْبَرُ الدُّنْيَا وَلَا يَعْبُرُهَا, (Fr, O, L, TA,) with fet-h to the ب of يعبر in the first case, and with damm to it in the second case, (TA,) meaning O God, make us to be of those who take warning, or example, by the present world, and do not [pass through it or] die quickly, or soon, until they content Thee by obedience: (Fr, O, L, TA:) in the copies of the K, مِمَّنْ يَعْبُرُ الدُّنْيَا وَلَا يَعْمُرُهَا, the former verb with ب [and damm], and the latter with م [and damm]: and in the A is given, as a trad., اُعْبُرُوا الدُّنْيَا وَلَا تَعْمُرُوهَا: but the reading given by Sgh and in the L is pronounced by MF to be the right. (TA.) See also عِبْرَةٌ. [And see 10, last sentence.] b2: Also He took, or regarded, what he witnessed, or saw, or beheld, as an indication, or evidence, of what was concealed from him: (O:) he compared what was unapparent with what was apparent [and so judged of the former from analogy]: or he considered the essential properties of things, and their modes of indication, in order that, by the consideration thereof, another thing, of their kind, might become known. (Kull p. 60.) See, again, عِبْرَةٌ. Ibn-Seereen used to say, أَعْتَبِرُ الحَدِيثَ [I judge by comparison with what has been transmitted by tradition from the Prophet]; meaning I interpret a dream according to what has been transmitted by tradition, like as I do according to the Kur-án; as when a crow is interpreted as meaning an unrighteous man, and a rib as meaning a woman, in imitation of forms of speech used by the Prophet. (O, * TA.) b3: See also 1, latter half, in two places. b4: Also He accounted, or esteemed, or regarded, a thing, in respect of predicamental order. (Msb.) See, again, عِبْرَةٌ. b5: [And He esteemed a person, or thing; held him, or it, in high estimation or regard. b6: And He took a thing into account, regarded it, or included it in a mental view or an examination. Hence the phrase بِاعْتِبَارِ كَذَا With regard, or respect, or with regard had, to such a thing; in consideration of such a thing, or of the implication thereof; and having regard, or respect, to such a thing; as also اِعْتِبَارًا لِكَذَا and بِكَذَا. And بِاعْتِبَارٍ وَاحِدٍ

Considered in one respect; in one and the same light. Hence also the phrase,] يُعْتَبَرُ كَذَا لِصِحَّةِ العَقْدِ Such a thing is made a condition [or is taken into account] for the soundness, or validity, of the contract. (Msb.) b7: اعتبر مِنْهُ means He wondered at him, or it. (K, TA. In the CK, منه is omitted.) 10 استعبر [He desired to cross, go across, or pass over, a river or the like. (See الغُمَيْصَآءُ.)]

A2: استعبرهُ الرُّؤْيَا He asked him to interpret, or explain, the dream; (K;) he related to him the dream in order that he might interpret, or explain, it. (S, O.) b2: لَقَدْ أَسْرَعْتَ اسْتِعْبَارَكَ الدَّرَاهِمَ is a saying mentioned by As as meaning [Assuredly thou hast hastened] thy drawing forth of the dirhems. (O.) A3: See also 1, last quarter, in two places. b2: [Accord. to Golius, استعبر is also syn. with اعتبر in the first of the senses assigned to the latter above; but for this I do not find any authority.]

عَبْرٌ: see عِبْرٌ.

A2: عَبْرُ أَسْفَارٍ and عَبْرُ سَفَرٍ: see what here follows.

عُبْرُ أَسْفَارٍ and اسفارٍ ↓ عِبْرُ (S, K) and اسفار ↓ عَبْرُ (K) and عُبْرُ سَفَرٍ and سفرٍ ↓ عِبْرُ and سفرٍ ↓ عَبْرُ (TA) A he-camel, and a she-camel, and camels, like a ship [or ships], i. e. upon which journeys are continually made: (S:) or a she-camel that is strong (K, TA) to journey, (TA,) [as though] cutting. or furrowing, what she passes over, (K, TA,) and upon which journeys are made: (TA:) and likewise a man (K, TA) bold to undertake journeys, vigorous and effective therein, and strong to make them: and in like manner a he-camel, and camels: (TA:) applied to a sing. and to a pl. (K, TA) and to a fem.: (TA:) and in like manner also ↓ عَبَّارٌ, applied to a he-camel, (K,) meaning strong (O, TA) to journey; and so ↓ عِبَارٌ, with kesr, [app. pl. of عَبْرٌ,] applied to camels. (TA.) b2: Hence one says, لِكُلِّ عَمَلٍ ↓ إِنَّ فُلَانًا عِبْرٌ Verily such a one is fit, and sufficiently strong, for every work. (A.) b3: [Hence likewise] عُبْرٌ signifies Clouds that travel, or pass along, vehemently [or quickly]. (K.) A2: See also عِبْرٌ.

A3: And عُبْرٌ and ↓ عَبَرٌ (S, O, K. TA, in the CK عُبْرَة and عَبَرَة,) and ↓ عُبُرٌ signify A weeping with grief: (TA:) or heat in the eye, causing it to weep: (S, O:) or heat of the eye. (K.) One says, لِأُمِّهِ العُبْرُ, and ↓ العَبَرُ, (S, A, O, TA,) and ↓ العُبُرُ, meaning May his mother have weeping with grief: (TA:) or heat in the eye, causing it to weep: (S, O:) or may his mother be bereft of her child, or children, by death. (A.) And أَرَاهُ عُبْرَ عَيْنِهِ (K, TA, in the CK عَيْنَيْهِ,) He showed him what would make his eye to weep: or what would make his eye hot. (TA.) And رَأَى فُلَانٌ عُبْرَ عَيْنَيْهِ Such a one saw what made his eyes hot. (S, O.) And إِنَّهُ لَيَنْظُرُ

إِلَى عُبْرِ عَيْنَيْهِ Verily he looks at that which he dislikes, or hates, and at which he weeps. (A.) and the phrase وَعُبْرُ جَارَتِهَا occurs in the trad. of UmmZara, meaning And, by reason of her chastity and beauty, a cause of weeping to her fellow-wife. (TA.) A4: عُبْرٌ also signifies Women bereft of their children by death; syn. ثَكْلَى: (K, TA:) as though pl. of عَابِرٌ. (TA.) عِبْرٌ, (S, O, K, TA, in the CK عِبْرَة,) and ↓ عُبْرٌ, (S, O,) or ↓ عَبْرٌ, (Kr, A, K, TA, accord. to the CK عَبْرَة,) The bank, or side, (S, A, O, K,) of a river, (S, A, O,) and of a valley. (A, K.) En-Nábighah Edh-Dhubyánee says, of the Euphrates, تَرْمِى أَوَاذِيُّهُ العِبْرَيْنِ بِالزَّبَدِ [Its waves casting foam upon the two banks]. (S, O.) And one says, فُلَانٌ فِى ذٰلِكَ العِبْرِ Such a one is upon that side. (TA.) A2: See also the next preceding paragraph, in three places.

عَبَرٌ inf. n. of عَبِرَ [q. v.]. (Az, T, &c.) b2: See also عُبْرٌ, in two places: b3: and عَبْرَةٌ.

عَبِرٌ; and its fem., with ة; see عَابِرٌ.

عُبُرٌ: see عُبْرٌ, in two places.

عَبْرَةٌ: see عِبَارَةٌ.

A2: Also A tear: (TA:) or a tear before it overflows: or a [sobbing, or] reiteration [of the sound] of weeping in the bosom: (A, K:) or an overflowing of tears without the sound of weeping: (TA:) or a flowing, or an oozing, of tears: (S, O:) or grief without weeping: (A, K:) pl. عَبَرَاتٌ (O, K) and ↓ عَبَرٌ, (so in the O, [but this, if correct, is a quasi-pl. n.,]) or عِبَرٌ. (Thus in copies of the K.) Of the first meaning, the following is an ex.: وَإِنَّ شِفَائِى عَبْرَةٌ لَوْ سَفَحْتُهَا [And verily my cure would be a tear if I shed it]: and of the last, the following is an ex.: لَكَ مَا أَبْكِى وَلَا عَبْرَةَ بِى

or, as some relate it, ولا عبرة لِى; and the meaning is, For thy sake I weep, but there is grief in me for myself: so says As: (TA:) or in this saying, which is a prov., ما may be redundant, or it may be what is termed مَصْدَرِيَّة; and the meaning is, For thee I weep, or for thee is my weeping, I [myself] having no need of weeping. (Meyd.) عِبْرَةٌ a subst. from الاِعْتِبَارُ; An admonition, or exhortation: (Bd in iii. 11): an admonition, or exhortation, by which one takes warning or example: (Jel in xxiii. 21:) a thing by the state, or condition, of which one is admonished, or reminded, and guided, or directed: (Bd in xxiii. 21:) i. q. ↓ اِعْتِبَارٌ [lit. a being admonished, or reminded, &c.; but meaning a cause of being admonished, &c.; i. e. a warning, or an example]: (Jel in xvi. 68:) or اِعْتِبَارٌ بِمَا مَضَى i. e. اِتّعَاظٌ and تَذَكُّرٌ [meaning, in like manner, a cause of being admonished, or reminded, by what has passed]: (Msb:) an indication, or evidence, (Bd and Jel in xxiv. 44, and Bd in xvi. 68,) whereby one passes from ignorance to knowledge: (Bd in xvi.

68:) a state [of things or circumstances] whereby, from the knowledge of what is seen, one arrives at the knowledge of what is not seen; as also ↓ اِعْتِبَارٌ: (B, TA:) and a wonderful thing [app. such as serves as a warning or an example]: (A, K:) pl. عِبَرٌ. (Msb, TA.) b2: And The account, or estimation, or regard, in which a thing is held in respect of predicamental order; as also ↓ اِعْتِبَارٌ. (Msb.) [Hence the common phrase لَا عِبْرَةَ بِهِ, meaning No regard is due to it.]

A2: See also عِبَارَةٌ.

عُبْرِىٌّ, applied to the [species of lote-tree called]

سِدْر, means That grows on the banks of rivers, and becomes large: (S, O:) an anomalous rel. n. from عِبْرٌ: (TA:) [or a regular rel. n. from عُبْرٌ as syn. with عِبْرٌ:] or, accord. to 'Omárah, such as is large in the leaves, having few thorns, and taller than the ضَال: or, as Aboo-Ziyád says, that has no thorns except such as hurt [not (see سِدْرٌ)]; the thorns [that hurt] being of the سِدْر called ضال: he does not say, as others do, that it is that which grows upon the water: some assert that it is also called عُمْرِىٌّ, the ب being changed into م: (O:) or, as some say, such as has no trunk; and such is only of those that are near to the عِبْر [or bank of a river]: Yaakoob says that the terms عُبْرِىّ and عُمْرِىّ are applied to the سِدْر that imbibes water; and that such as does not this is that of the desert, and is the ضال: Az says that the سدر, and such as is large of the عَوْسَج, are called عُبْرِىٌّ; and عُمْرِىٌّ is applied to the سدر that is old. (TA.) [See also عُمْرِىٌّ.]

عِبْرِىٌّ [Hebrew: and a Hebrew]. العِبْرِيُّونَ is an appellation of The Jews [i. e. the Hebrews]. (O.) b2: And العِبْرِىُّ and ↓ العِبْرَانِىُّ, (S, A, K,) or العِبْرِيَّةُ (O) and ↓ العِبْرَانِيَّةُ, (O, TA,) [The Hebrew language;] the language of the Jews. (S, A, O, K, TA.) عَبْرَانُ; and its fem. عَبْرَى: see عَابِرٌ, in six places.

العِبْرَانِىُّ and العِبْرَانِيَّةُ: see عِبْرِىٌّ.

عِبَارٌ: see عُبْرُ أَسْفَارٍ.

الشِّعْرَى العَبُورَ [The star Sirius;] a certain bright star; (TA;) one of the شِعْرَيَانِ, which [in the order of rising] is after, or behind, [in the TA, erroneously, “with,”] الجَوْزَآء [here meaning Gemini]: (S, O:) called العبور because of its having crossed the Milky Way. (S, O, TA.) [See also الشِّعْرَى in art. شعر. b2: Hence the saying, عَصَفَتْ دَبُورُهُ وَسَقَطَتْ عَبُورُهُ, expl. in art. دبر.]

عَبِيرٌ A certain mixture (As, S, O, Msb, K) of perfumes, (Msb, K,) compounded with saffron: (As, S, O:) or, (K,) with the Arabs (S, O, TA) of the Time of Ignorance, (TA,) accord. to AO, it means saffron (S, O, K, TA) alone: but in a trad., mention is made of smearing with عبير or with saffron; and this shows عبير to be different from saffron: (S, O, TA:) IAth says that it is a sort of perfume, having colour, compounded of certain mixtures. (TA.) [See a verse cited voce ذَبِيحٌ; and another cited voce رَقْرَقَ.]

عَبَارَةٌ: see the next paragraph, in two places.

عِبَارَةٌ Speech that passes from the tongue of the speaker to the ear of the hearer. (TA.) b2: [and hence, A passage in a book or writing.] b3: [Hence also,] A word, an expression, or a phrase. (Kull p. 60.) b4: And [An explanation, or interpretation;] a subst. from عَبَّرَ عَنْهُ; as also ↓ عَبَارَةٌ, (L, K, TA, [the former only in the CK,]) and ↓ عَبْرَةٌ or ↓ عِبْرَةٌ, accord. to different copies of the K. (TA.) You say, هُوَ حَسَنُ العِبَارَةِ, and, accord. to the M, ↓ العَبَارَةِ also, i. e. He has a good faculty of explaining, or of diction, or of speaking perspicuously. (Msb.) [and هٰذَا عِبَارَةٌ عَنْ كَذَا This is a word, or an expression, or a phrase, for, or denoting, such a thing; lit., an explanation of such a thing.]

A2: Also A thing that is made a condition: or a thing that is made account of, or esteemed, or regarded as being of importance. (Msb.) عَبَّارٌ: see عُبْرُ أَسْفَارٍ.

A2: Also An interpreter, or explainer, of dreams. (TA.) عَابِرُ سَبِيلٍ A wayfarer; a passenger; a person passing along a way or road; (S, O, TA;) a traveller: (TA:) or one who passes through without abiding: (Mgh:) pl. عَابِرُو سَبِيلٍ and عُبَّارُ سَبِيلٍ. (TA.) And عَابِرُ السَّبِيلِ The wayfarer; the passer along the way or road. (Msb.) إِلَّا عَابِرِى سَبِيلٍ, in the Kur [iv. 46], means Except those who, wanting something in the mosque, and their houses or tents being distant, [merely pass through, or] enter the mosque and go forth quickly: (TA:) or except travellers; for the traveller sometimes wants water [which is found in the mosque]: or, as some say, except passers through the mosque, not meaning to pray. (Msb, TA.) b2: Hence عَابِرٌ signifies (tropical:) Dying, or dead. (TA. [See 1.]) b3: [And Passing, or having currency. Hence,] لُغَةٌ عَابِرَةٌ An allowable form of word or expression: (S, K, TA:) from عَبَرَ signifying “ he passed over ” a river. (TA.) A2: عَابِرٌ also signifies Examining a thing: examining a book, or writing, and considering and comparing one part of it with another, so as to understand it. (TA.) A3: Also Shedding tears, (S, O, *) applied to a man, and likewise to a woman: and ↓ عُبْرَانُ weeping, applied to a man; and so [its fem.] ↓ عَبْرَى applied to a woman: (S, O:) or ↓ عَبْرَانُ signifies weeping and grieving, applied to a man; as also ↓ عَبِرٌ; (K, * TA;) and عَابِرٌ and ↓ عَبْرَى and ↓ عَبِرَةٌ are applied to a woman in the same sense, (K,) or as meaning grieving: (TA:) pl. [of ↓ عَبْرَانُ and عَبْرَى]

عَبَارَى, (K, TA,) like سَكَارَى: (TA:) and عَيْنٌ

↓ عَبْرَى means a weeping eye. (O, K, * TA.) عَنْبَرٌ: see art. عنبر.

مَعْبَرٌ A place where a river is crossed; a ferry: (Mgh:) a bank, or side, of a river, prepared for crossing: (O, Msb, K:) pl. مَعَابِرُ. (Mgh.) مِعْبَرٌ A thing upon which, (S, O, Msb,) or by means of which, (K,) one crosses a river; (S, O, Msb, K;) whether it be a boat [i. e. a ferryboat], (S, O, Msb,) which is also called ↓ مِعْبَرَةٌ, (Az, TA,) or a bridge, (S, O, Msb,) or some other thing: (TA:) [pl. مَعَابِرُ.]

معْبَرَةٌ: see what next precedes.
عبر
: (عَبَرَ الرُّؤْيَا) يَعْبُرُها (عَبْراً) ، بالفَتْح، (وعِبَارَةً) ، بِالْكَسْرِ، (وعَبَّرَها) تَعْبِيراً: (فَسَّرَهَا وأَخْبَرَ) بِمَا يَؤُول، كَذَا فِي الْمُحكم وَغَيره، وَفِي الأَساس: (بآخِرِ مَا يَؤُول إِليهِ أَمْرُهَا) .
وَفِي البصائِرِ للمصنِّف: والتَّعْبِيرُ أَخَصُّ من التّأْوِيلِ، وَفِي التَّنْزِيل: {إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} (يُوسُف: 43) ، أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُونَ الرُّؤْيا، فعدّاها بِاللَّامِ كَمَا قَالَ: {قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم} (النَّمْل: 72) ، قَالَ الزّجّاج: هَذِه اللَّام أُدْخِلَتْ على الْمَفْعُول للتَّبيين. وَالْمعْنَى: إِن كُنْتُم تَعْبُرُون، وعابِرِينَ ثمّ بيَّنَ باللاّم فَقَالَ: لِلرُّؤْيَا قَالَ: وتُسَمّى هاذِه اللاَّمُ لاَمَ التعْقِيب؛ لأَنَّهَا عَقَّبَت الإِضافَة، قَالَ الجَوْهَرِيّ: أَوْصَلَ الفِعْلَ بلام كَمَا يُقَال: إِن كنتَ للمالِ جامِعاً.
والعابِرُ: الَّذِي يَنْظُرُ فِي الكِتَابِ فيَعْبُبُره، أَي يَعْتَبِرُ بعضَهُ بِبَعْض حتَّى يَقَعَ فَهمُه عَلَيْهِ، ولذالك قيل: عَبَرَ الرُّؤْيا، واعْتَبَرَ فلانٌ كذَا. وَقيل: أُخِذَ هاذا كلُّه من العِبْرِ، وَهُوَ جانِبُ النَّهْرِ، وهما عِبْرَانِ؛ لأَنّ عابِرَ الرُّؤْيَا يَتَأَمّلُ ناحِيَتَيِ الرُّؤْيَا، فيَتَفَكَّرُ فِي أَطرافِها، ويَتَدَبَّرُ كلّ شيءٍ مِنْهَا، ويَمْضِي بفِكْره فِيهَا مِن أَوّلِ مَا رَأَى النائِمُ إِلى آخرِ مَا رَأَى.
ورُوِي عَن أَبي رَزِينٍ العُقَيْلِيّ أَنّه سمعَ النَّبِيَّ صلَّى اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُول: (الرُّؤْيَا على رِجْلِ طائِر، فإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ، فَلَا تَقُصَّها إِلاَّ على وَادَ، أَو ذِي رَأْي) ، لأَنّ الوادَّ لَا يُحِبُّ أَن يَسْتَقْبِلَك فِي تَفْسِيرِهَا إِلاّ بِمَا تُحِبّ، وإِن لم يكن عالِماً بالعِبَارةِ لم يَعْجَلْ لكَ بِمَا يَغُمُّكَ؛ لأَنّ تَعْبِيرَه يُزِيلُهَا عمّا جَعَلَها اللَّهُ عَلَيْهِ، وأَمّا ذُو الرّأْي فَمَعْنَاه ذُو العِلْمِ بعِبارَتِها، فَهُوَ يُخْبِرُك بحقيقةِ تَفْسِيرهَا، أَو بأَقْرَبِ مَا يَعْلَمُه مِنْهَا، ولعلّه أَن يكونَ فِي تَفْسِيرِهَا مَوعِظَةٌ تَرْدَعُكَ عَن قَبِيح أَنتَ عَلَيْهِ، أَو يكون فِيهَا بُشْرَى فتَحْمَد الله تَعَالَى على النِّعْمَةِ فِيهَا. . وَفِي الحديثِ: (الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عابِر) ، وَفِي الحَدِيث: (للرُّؤْيَا كُنًى وأَسْمَاءٌ، فَكَنُّوهَا بكُنَاهَا، واعتَبِرُوها بأَسْمَائِهَا) .
وَفِي حديثِ ابنِ سِيرِينَ كَانَ يَقُولُ: (إِنِّي أَعْتَبِرُ الحَدِيثَ) أَي أَعَبِّر الرُّؤْيَا بالحَدِيثِ وأَعْتَبِرُ بِهِ، كَمَا أَعْتَبِرُها بالقُرْآنِ فِي تَأْوِيلِهَا، مثل أَن يُعَبِّرَ الغُرَابَ بالرَّجلِ الفاسِقِ، والضِّلَع بالمرأَةِ، لأنّ النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمسَمَّى الغُرَابَ فاسِقاً، وجعلَ المرأَةَ كالضِّلَعِ، وَنَحْو ذالك من الكُنَى والأَسماء.
(واسْتَعْبَرَه إِيّاهَا: سَأَلَه عَبْرَها) وتَفْسيرَها.
(وعَبَّر عمّا فِي نَفْسِه) تَعْبِيراً: (أَعْرَبَ) وبَيَّنَ.
(وعَبَّرَ عَنهُ غَيْرُه) : عَيِيَ (فأَعْرَبَ عَنْهُ) وتكَلَّمَ، واللِّسَانُ يُعَبِّرُ عمّا فِي الضَّمِيرِ.
(والاسْمُ) مِنْهُ (العَبْرَةُ) ، بالفَتْح، كَذَا هُوَ مضبوطٌ فِي بعضِ النُّسخِ، وَفِي بعضِها بِالْكَسْرِ، (والعِبَارَةُ) ، بِكَسْر العينِ وفتْحِهَا.
(وعِبْرُ الوَادِي) ، بِالْكَسْرِ (ويُفْتَحُ) عَن كُرَاع: (شاطِئُه وناحِيَتُه) ، وهما عِبْرَانِ، قَالَ النابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يمدح النُّعْمَانَ:
ومَا الفُرَاتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُه
تَرْمِي أَوَاذِيُّه العِبْرَيْنِ بالزَّبَدِ
يَوماً بأَطْيَبَ مِنْهُ سَيْبَ نافِلَةٍ
وَلَا يَحُولُ عَطَاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ
(وعَبَرَهُ) ، أَي النّهْرَ والوَادِيَ، وكذالك الطَّرِيقَ، (عَبْراً) ، بالفَتْح، (وعُبُوراً) ، بالضَّمّ: (قَطَعَهُ من عِبْرِهِ إِلى عِبْرِهِ) ، ويُقَالُ: فُلانٌ فِي ذالك العِبْرِ، أَي فِي ذالك الجانبِ.
(و) من المَجَاز: عَبَرَ (القَوْمُ ماتُوا) ، وَهُوَ عابِرٌ، كأَنَّه عَبَرَ سَبِيلَ الحياةِ، وَفِي البصائِرِ للمصنّف: كأَنَّه عَبَرَ قَنْطَرَةَ الدُّنْيَا، قَالَ الشاعِر:
فإِنْ تَعْبُرْ فإِنّ لنَا لُمَاتٍ
وإِن نَغْبُرْ فنَحْنُ على نُذورِ
يَقُول: إِنْ مِتْنَا فَلَنَا أَقْرَانٌ، وإِنْ بَقِينَا فنَحْنُ ننتَظِرُ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ، كأَنَّ لنا فِي إِتْيَانِه نَذْراً.
(و) عَبَرَ (السَّبِيلَ) يَعْبُرُهَا عُبُوراً: (شَقَّهَا) ، ورَجُلٌ عابِرُ سَبِيلٍ، أَي مارُّ الطَّرِيقِ، وهم عابِرُوا سَبِيل، وعُبَّارُ سَبِيلٍ.
وقَوْلُه تَعَالَى: {وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِى سَبِيلٍ} (النِّسَاء: 43) ، قيل: مَعْنَاهُ: أَن تكونَ لَهُ حاجَةٌ فِي المسجِدِ وبَيْتُه بالبُعْدِ، فَيدْخل المسجِدَ، ويَخْرُج مُسْرِعاً، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: إِلاّ مُسَافِرِينَ؛ لأنّ المُسَافِرَ يُعْوِزُه الماءُ، وَقيل: إلاّ مارِّينَ فِي المَسْجِدِ غيرَ مُرِيدِينَ للصّلاةِ.
(و) عَبَرَ (بهِ الماءَ) عَبْراً (عَبَّرَهُ بِهِ) تعْبِيراً: (جَازَ) ، عَن اللِّحْيَانِيّ.
(و) عَبَرَ (الكِتَابَ) يَعحبُرُه (عَبْراً) ، بالفَتْح: (تَدَبَّرَه) فِي نَفْسِه (وَلم يَرْفعْ صَوْتَه بقِرَاءَتِه) .
(و) عَبَرَ (المَتَاعَ والدَّرَاهِمَ) يَعْبُرُها عَبْراً: (نَظَر: كَمْ وَزْنُهَا؟ وَمَا هِيَ؟) .
(و) قَالَ اللّحْيَانِيّ: عَبَرَ (الكَبْشَ) يَعْبُرُه عَبْراً: (تَرَكَ صُوفَه عليهِ سَنَةً، وأَكْبُشٌ عُبْرٌ) ، بضمّ فَسُكُون، إِذا تُركَ صُوفُها عَلَيْهَا، قَالَ الأَزهريّ: وَلَا أَدْرِي كَيفَ هاذا الجَمْعُ؟ .
(و) عَبَرَ (الطَّيْرَ: زَجَرَهَا، يَعْبُرُ) هُ، بالضَّمّ، (ويَعْبِرُ) هُ، بالكَسْر، عَبْراً، فيهمَا.
(والمِعْبَرُ) ، بالكسرِ: (مَا عُبِرَ بِهِ النَّهْرُ) من فُلْكٍ أَو قَنْطَرَةٍ أَو غَيْرِه.
(و) المَعْبَرُ، (بالفتحِ: الشَّطُّ المُهَيَّأُ للعُبُورِ) .
(و) بِهِ سُمِّيَ المَعْبَرُ الَّذِي هُوَ (د، بساحِل بَحْرِ الهِنْدِ) .
(ونَاقَةٌ عبْرُ أَسْفًّرٍ) ، وعبْرُ سَفَر، (مُثَلَّثَةً: قَوِيَّةٌ) على السفَر (تَشُقُّ مَا مَرَّتْ بهِ) وتُقْطَعُ الأَسْفَارُ عَلَيْهَا، (وَكَذَا رَجُلٌ) عبْرُ أَسْفَارٍ، وعبْرُ سَفَرٍ: جَرِيءٌ عَلَيْهَا ماضٍ فِيهَا قَوِيٌّ عَلَيْهَا، وَكَذَا جَمَلٌ عبْرُ أَسفارٍ وجِمَالٌ عبْرُ أَسفَارٍ، (للوَاحِدِ والجَمْعِ) والمُؤَنّث، مثْل الفُلْكِ الَّذِي لَا يزَال يُسَافَرُ عَلَيْهَا.
(وجَمَلٌ عَبَّارٌ، ككَتّان، كذالك) ، أَي قَوِيٌّ على السَّيْرِ.
(وعَبَّرَ الذَّهَبَ تَعْبِيراً: وَزَنَه دِينَاراً دِينَاراً) .
(و) قيل: عَبَّرَ الشَّيْءَ، إِذا (لم يُبَالِغْ فِي وَزْنِهِ) أَو كَيْلهِ، وتعْبِيرُ الدَّراهِم: وَزْنُهَا جُمْلَةً بعد التَّفَارِيقِ.
(والعِبْرَةُ، بالكَسْرِ: العَجَبُ) ، جمْعُه عِبَرٌ.
والعِبْرَةُ أَيضاً: الاعْتِبَارُ بِمَا مَضَى، وَقيل: هُوَ الاسمُ من الاعْتِبَارِ.
(واعْتَبَرَ مِنْهُ: تَعَجَّبَ) ، وَفِي حَدِيث أبي ذَرَ: (فَمَا كانَتْ صُحُفُ مُوسَى؟ قَالَ: كانَتْ عِبَراً كُلُّهَا) وَهِي كالمَوْعِظَةِ ممّا يَتَّعِظُ بِهِ الإِنْسَانُ ويَعمَلُ بهِ ويَعْتَبِرُ: ليستَدِلَّ بهِ على غَيْرِه.
(و) العَبْرَةُ، (بالفَتْحِ: الدَّمْعَةُ) ، وَقيل: هُوَ أَن يَنْهَمِلَ الدَّمْعُ وَلَا يُسْمَعُ البُكَاءُ، وَقيل: هِيَ الدَّمْعَةُ (قبلَ أَنْ تَفِيضَ، أَو) هِيَ (تَرَدُّدُ البُكَاءِ فِي الصَّدْرِ، أَوْ) هِيَ (الحُزْنُ بِلَا بُكَاءٍ) ، وَالصَّحِيح الأَوّل، وَمِنْه قَوْله:
وإِنّ شِفَائِي عَبْرَةٌ لوْ سَفَحْتُهَا
وَمن الأَخِيرَةِ قولُهُم فِي عِنَايَة الرَّجُلِ بأَخِيه، وإِيثَارِه إِيّاهُ على نفسِه: (لكَ مَا أَبْكِي وَلَا عَبْرَةَ بِي) ويُرْوَى: (وَلَا عَبْرَةَ لِي) أَي أَبْكِي من أَجْلِكَ، وَلَا حُزْنَ بِي فِي خَاصَّةِ نَفْسِي. قالَه الأَصْمَعِيّ.
(ج: عَبَرَاتٌ) ، مُحَرَّكةً، (وعِبَرٌ) ، الأَخِيرَة عَن ابنِ جِنِّي.
(وعَبَرَ) الرَّجلُ (عَبْراً) ، بالفَتْح، (واسْتَعْبَرَ: جَرَتْ عَبْرَتُه وحَزِنَ) . وَفِي حديثِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِي الله عَنهُ: (أَنّه ذكَرَ النّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ اسْتَعْبَرَ فَبَكَى) أَي تَحَلَّبَ الدّمعُ.
وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عَن أَبي زَيْد: عَبِرَ الرَّجلُ يَعْبَرُ عَبَراً، إِذا حَزِنَ.
(وامرأَةٌ عابِرٌ، وعَبْرَى) ، كَسَكْرَى، (وعَبِرَةٌ) ، كفَرِحَةٍ: حَزِينَةٌ، (ج: عَبَارَى) ، كسَكَارَى، قَالَ الحارِثُ بنُ وَعْلَةَ الجَرْمِيُّ:
يَقُولُ ليَ النَّهْدِيُّ هَل أَنْتَ مُرْدِفِي
وكَيْفَ رِدَافُ الفَرِّ أُمُّكَ عَابرُ
أَي ثاكِلٌ.
(وعَيْنٌ عَبْرَى) : باكِيَةٌ، (ورَجُلٌ عَبْرانٌ وعَبِرٌ) ، ككَتِفٍ: حَزِينٌ باكٍ.
(والعُبْرُ، بالضَّمِّ: سُخْنَةُ العَيْنِ) ، كأَنّه يَبْكِي لمَا بهِ. (ويُحَرَّكُ) .
(و) العُبْرُ: (الكَثِيرُ من كُلِّ شَيْءٍ، و) قد غَلَب على (الجَمَاعَة) من النّاسِ. وَقَالَ كُرَاع: العُبْرُ: جماعةُ القومِ، هُذَلِيَّة.
(وعَبَّرَ بِهِ) تَعْبِيراً: (أَراهُ عُبْرَ عَيْنِه) ، ومعْنَى أَراه عُبْرَ عَيْنِه، أَي مَا يُبْكِيهَا أَو يُسْخِنُهَا، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
ومِنْ أَزْمَةٍ حَصّاءَ تَطْرَحُ أَهْلَهَا
عَلَى مَلَقِيَّاتٍ يُعَبَّرْنَ بالغُفْرِ
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ: (وعُبْر جارَتِها) أَي أَنَّ ضَرَّتَها تَرَى من عِفَّتِها وجَمَالِهَا مَا يُعَبِّرُ عَيْنَها، أَي يُبْكِيها.
وَفِي الأَساس: وإِنْه ليَنْظُر إِلى عُبْرِ عَيْنَيْه، أَي مَا يَكرهه ويَبْكِي مِنْهُ، كَمَا قيل:
إِذا ابْتَزَّ عَنْ أَوْصَالِهِ الثَّوْبَ عِنْدَهَا
رَأَى عُبْرَ عَيْنَيْهَا وَمَا عَنْهُ مَخْنِسُ
أَي لَا تَسْتَطِيع أَن تَخْنِس عَنهُ. (وامْرَأَةٌ مُسْتَعْبِرَةٌ، وتُفْتَح الباءُ، أَي غيرُ حَظِيَّةٍ) ، قَالَ القُطَامِيُّ:
لَهَا رَوْضَةٌ فِي القَلْبِ لم تَرْعَ مِثْلَهَا
فَرُوكٌ وَلَا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ
(ومَجْلِسٌ عَبْرٌ، بِالْكَسْرِ وَالْفَتْح: كَثِيرُ الأَهْلِ) ، وَاقْتصر ابنُ دُرَيْدٍ على الفَتْح.
(وقَوْمٌ عَبِيرٌ: كَثِيرٌ) .
(و) قَالَ الكِسَائِيُّ: (أَعْبَرَ الشّاةَ) إِعْبَاراً: (وَفَّرَ صُوفَهَا) ، وذالك إِذا تَرَكَها عَاما لَا يَجُزُّهَا، فَهِيَ مُعْبَرَةٌ، وتَيْسٌ مُعْبَرٌ: غير مَجزوزٍ، قَالَ بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ يصف كَبْشاً:
جَزِيزُ القَفَا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةً
حَدِيثُ الخِصاءِ وَارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ
(وجَمَلٌ مُعْبَرٌ: كَثِيرُ الوَبَرِ) ، كأَنّ وَبَرَه وُفِّرَ عليهِ. (وَلَا تَقُلْ أَعْبَرْتُه) ، قَالَ:
أَو مُعْبَر الظَّهْرِ يُنْبِي عَنْ وَلِيَّتِه
مَا حَجَّ رَبَّه فِي الدُّنْيَا وَلَا اعْتَمَرَا
(و) من المَجَاز: (سَهْمٌ مُعْبَرٌ، وعَبِيرٌ) ، هاكذا فِي النُّسخ كأَمِير، والصّوابُ عَبِرٌ، ككَتِفٍ: (مَوْفُورُ الرِّيشِ) كالمُعْبَرِ من الشّاِ والإِبِلِ.
(وغُلامٌ مُعْبَرٌ: كادَ يَحْتَلِمُ وَلم يُخْتَنْ بَعْدُ) ، وكذالِك الجارِيَةُ زادَه الزَّمَخْشَرِيُّ قَالَ:
فَهُوَ يُلَوِّي باللِّحَاءِ الأَقْشَرِ
تَلْوِيَةَ الخاتِنِ زُبَّ المُعْبَرِ
وَقيل: هُوَ الَّذِي لم يِخْتَنْ، قارَبَ الاحْتِلامَ أَو لم يُقَارِبْ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: غُلامٌ مُعْبَرٌ، إِذا كادَ يَحْتَلِمُ وَلم يُخْتَنْ، (و) قَالُوا: (يَا ابنَ المُعْبَرَةِ) ، وَهُوَ (شَتْمٌ، أَي العَفْلاءِ) ، وَهُوَ من ذالِك، زادَ الزَّمَخْشَريّ كيا ابْنَ البَظْرَاءِ.
(والعُبْرُ، بالضَّمّ: قَبِيلَةٌ) .
(و) العُبْرُ: (الثَّكْلَى) ، كأَنَّه جَمْعُ عابِرٍ، وَقد تقَدَّم. (و) العُبْرُ: (السَّحَائِبُ) تَعْبُر عُبُوراً، أَي (تَسِيرُ) سَيْراً (شَدِيداً) .
(و) العُبْرُ: (العُقَابُ) ، وَقد قيل: إِنه العُثْرُ، بالثّاءِ المثَلَّثَة، وسيُذْكَر فِي موضِعِه إِن شَاءَ اللَّهُ تعالَى.
(و) العِبْرُ، (بالكَسْرِ: مَا أَخَذَ على غَرْبِيّ الفُراتِ إِلى بَرِّيَّةِ العَرَبِ) ، نَقله الصّاغانيُّ.
(و) بَنُو العِبْرِ: (قَبِيلَةٌ) ، وَهِي غيرُ الأُولَى.
(وبَناتُ عِبْرٍ) ، بِالْكَسْرِ: (الكَذِبُ والباطِلُ) ، قَالَ:
إِذا ماجِئْتَ جَاءَ بَناتُ عِبْرٍ
وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْنَ الذَّهَابَا
وأَبُو بَنَاتِ عِبْر: الكَذّابُ.
(والعِبْرِيُّ والعِبْرانِيُّ) ، بِالْكَسْرِ فيهمَا: (لُغَةُ اليَهُود) ، وَهِي العِبْرانِيَّةُ.
(و) قَالَ الفَرّاءُ: العَبَرُ، (بالتَّحْرِيكِ الاعْتِبَارُ) ، والاسمُ مِنْهُ العِبْرَةُ، بالكَسْر، قَالَ: (ومِنْهُ قَوْلُ العَرَبِ) ، هاكذا نَقله ابنُ منظُور والصّاغانِيّ: (اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْبُرُ الدُّنْيَا وَلَا يَعْمُرُهَا) . وَفِي الأَساس: وَمِنْه حَدِيث: (اعْبُرُوا الدُّنْيَا وَلَا تَعْمُرُوهَا) ثمَّ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنّفُ: (يَعْبُر) بالباءِ (وَلَا يَعْمُر) بِالْمِيم هُوَ الَّذِي وُجدَ فِي سَائِر النُّسخ، والأُصولِ الموجودةِ بَين أَيدينا وضَبَطَه الصّاغانِيّ وجَوَّدَه فَقَالَ: ممّن يَعْبَرُ الدُّنْيَا، بِفَتْح الموحّدَة وَلَا يَعْبُرها، بضمّ الموحّدَة، وهاكذا فِي اللّسَان أَيضاً، وذَكَرَا فِي مَعْنَاه: أَي مِمَّن يَعْتَبِرُ بهَا وَلَا يَمُوتُ سَرِيعاً حتَّى يُرْضِيَكَ بالطَّاعَةِ، وَنَقله شيخُنَا أَيضاً، وصَوّبَ مَا ضَبَطَه الصّاغانِيُّ.
(وأَبُو عَبَرَةَ، أَو أَبو العَبَرِ) ، بالتَّحْرِيك فيهمَا، وعَلى الثّاني اقْتصر الصّاغانِيُّ والحَافِظُ. وَقَالَ الأَخِيرُ: كذَا ضَبَطَه الأَمِيرُ، وَفِي حِفْظِي أَنه بكَسْرِ العَيْنِ، واسْمه أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ الله بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ بن عليِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَبّاسٍ الهاشِمِيّ: (هَازِلٌ خَلِيعٌ) ، قَالَ الصّاغانِيّ: كَانَ يَكْتَسِب بالمُجُونِ والخَلاعَةِ، وَقَالَ الحافِظ: هُوَ صاحِبُ النّوَادِرِ، أَحَدُ الشُّعَرَاءِ المُجَّانِ.
(والعَبِيرُ: الزَّعْفَرَانُ) وَحْدَه. عِنْد أَهلِ الجاهِلِيَّة، قَالَ الأَعْشَى:
وتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ العَرُو
سِ فِي الصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيهِ العَبِيرَا
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبِيرِ كأَنَّه
دِمَاءُ ظِبَاءٍ بالنُّحُورِ ذَبِيحُ
(أَو) العَبِيرُ: (أَخْلاطٌ من الطِّيبِ) يُجْمَعُ بالزَّعْفَرَانِ. وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: العَبِيرُ: نَوْعٌ من الطِّيبِ ذُو لَوْنٍ يُجْمَع من أَخلاطٍ.
قلت: وَفِي الحَدِيث: أَتَعْجَزُ إِحْدَاكُنّ أَن تَتَّخِذَ تُومَتَيْنِ ثمَّ تَلْطَخَهُما بعَبِيرٍ أَو زَعْفَرَانٍ) فَفِي هاذا الحديثِ بيانُ أَنَّ العَبِيرَ غيرَ الزَّعْفَرانِ.
(والعَبُورُ) ، كصَبُور: (الجَذَعَةُ من الغَنَمِ) أَو أَصْغَرُ. وقالَ اللِّحْيَانِيّ: العَبُورُ من الغَنَمِ: فَوْقَ الفَطِيمِ من إِناث الغَنَمِ. وَقيل: هِيَ أَيضاً الَّتِي لم تُجَزَّ عَامَها.
(ج: عَبَائِرُ) ، وحُكِيَ عَن اللِّحْيَانِيّ: لي نَعْجَتانِ وثَلاَثُ عَبَائِرَ.
(و) العَبُورُ: (الأَقْلَفُ) ، وَهُوَ الَّذِي لم يُخْتَنْ، (ج: عُبْرٌ) ، بالضَّمّ، قَالَه ابنُ الأَعْرابِيّ.
(والعُبَيْرَاءُ) ، بالضّمّ مُصَغَّراً ممدوداً، (نَبْتٌ) ، عَن كُرَاع، حَكَاهُ مَعَ الغُبَيْرَاءِ.
(والعَوْبَرُ) ، كجَوْهَر: (جِرْوُ الفَهْدِ) ، عَن كُرَاع أَيضاً.
(والمَعَابِيرُ: خُشُبٌ) بِضَمَّتَيْنِ، (فِي السَّفِينَةِ مَنْصُوبَة (يُشَدُّ إِليها الهَوْجَلُ) ، وَهُوَ أَصغَرُ من الأَنْجَرِ، تُحْبَس السَّفِينَةُ بِهِ، قَالَه الصّاغانيّ.
(وعابَرُ كهَاجَرَ: ابنُ أَرْفَخْشَذَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ عليهِ السَّلامُ) ، إِليه اجتماعُ نِسبَةِ العَرَبِ وبَنِي إِسرائِيل، ومَن شاركَهُم فِي نَسَبِهم، قَالَه الصّاغانِيُّ ويأْتي فِي (قحط) أَنَّ عابَرَ هُوَ ابنُ شالخ بنِ أَرْفَخْشَد. قلْت: وَيُقَال فِيهِ عَيْبَرُ أَيضاً، وَهُوَ الذِي قُسِمَتْ فِي أَيّامِه الأَرْضُ بينَ أَوْلادِ نُوح، وَيُقَال: هُوَ هُودٌ النَّبيّ عَلَيْهِ السّلامُ، وبَيْنَهُ وَبَين صالِح النَّبِيِّ عَلَيْهِ السّلامُ خَمْسمائة عامٍ، وَكَانَ عُمْرُه مائَتَيْنِ وثَمَانِينَ سنة، ودُفِن بِمكة، وَهُوَ أَبو قَحْطَان وفَالغ وكابر.
(وعَبَّرَ بهِ) ، هاذا (الأَمْرُ تَعْبِيراً: اشْتَدَّ عليهِ) ، قَالَ أُسامَةُ بنُ الحارِثِ الهُذَلِيّ:
ومَا أَنَا والسَّيْرَ فِي متْلَفِ
يُعَبِّرُ بالذَّكَرِ الضّابِطِ
ويروى: (يُبَرِّحُ) .
(وعَبَّرْتُ بِهِ) تَعْبِيراً: (أَهْلَكْتُه) . كأَنِّي أَرَيْتُه عُبْرَ عَيْنَيْه، وَقد تقَدّم.
(و) مِنْهُ قيل: مُعَبَّر، (كمُعَظَّمٍ: جَبَلٌ بالدَّهْنَاءِ) بأَرْضِ تَمِيمٍ، قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لأَنّه يُعَبِّر بسَالِكِه. أَي يُهْلِكُ.
وَفِي التَّكْمِلَة: حَبْلٌ من حِبَالِ الدَّهْنَاءِ، وضَبَطَه هاكذا بالحاءِ الْمُهْملَة مُجَوَّداً، ولعلَّه الصَّوَاب، وضَبَطه بعضُ أَئمّة النَّسَب كمُحَدِّثٍ، وأُراه مُناسباً لمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ.
(وقَوْسٌ مُعَبَّرةٌ: تامَّةٌ) ، نَقله الصاغانيّ.
(والمُعْبَرَةُ، بالتَّخْفِيفِ) ، أَي مَعَ ضَمّ الميمِ: (النّاقَةُ) الَّتِي (لم تُنْتَجْ ثَلاثَ سِنِينَ، فيَكُونُ أَصْلَبَ لَهَا) ، نَقله الصّاغانِيّ.
(والعَبْرَانُ) ، كسَكْرَانَ: (ع) ، نَقله الصّاغانِيُّ.
(وعَبْرَتَى) ، بِفَتْح الأَوّل والثّاني وَسُكُون الثّالث وَزِيَادَة مُثَنّاة، (ة قُرْبَ النَّهْرَوَانِ) ، مِنْهَا عبدُ السّلامِ بنُ يُوسُفَ العَبْرَتِيُّ، حَدَّثَ عَن ابنِ ناصِرٍ السلاميّ وغيرِه، مَاتَ سنة 623.
(والعُبْرَةُ، بالضَّمّ: خَرَزَةٌ كَانَ يَلْبَسُهَا رَبِيعَةُ بنُ الحَرِيشِ) ، بِمَنْزِلَة التَّاجِ، (فلُقِّبِ) لذالِك (ذَا العُبْرَةِ) ، نَقله الصّاغانِيُّ.
(ويَوْمُ العَبَراتِ، مُحَرَّكَةً) : من أَيّامِهِم، (م) ، مَعْرُوف.
(ولُغَةٌ عابِرَةٌ: جائِزَةٌ) ، وَمن عَبَرَ بِهِ النَّهْرَ: جازَ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
العابِرُ: الناظِرُ فِي الشيْءِ.
والمُعْتَبِرُ: المُسْتَدِلُّ بالشَّيْءِ على الشَّيْءِ.
والمِعْبَرَةُ، بِالْكَسْرِ: سفِينَةٌ يُعْبَرُ عَلَيْهَا النَّهْرُ. قَالَه الأَزْهَرِيُّ.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: عَبَرْتُ مَتَاعِي: باعَدْتُه، والوادِي يَعْبُر السَّيْلَ عنّا، أَي يُبَاعِدُه.
والعُبْرِيُّ، بالضّمّ، من السِّدْرِ: مَا نَبَتَ على عِبْرِ النَّهْرِ وعَظُمَ، منسوبٌ إِليه، نادِرٌ. وَقيل: هُوَ مَا لَا ساقَ لَهُ مِنْهُ، وإِنما يكون ذالك فِيمَا قارَبَ العِبْرَ. وَقَالَ يَعْقوب: العُبْريُّ والعُمْرِيُّ مِنْهُ: مَا شَرِبَ الماءَ، وأَنشد:
لاثٍ بِهِ الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ
قَالَ: وَالَّذِي لَا يشرب الماءَ يكون بَرِّيّاً، وَهُوَ الضَّالُ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَال للسِّدْرِ وَمَا عَظُمَ من العَوْسَجِ: العُبْرِيُّ، والعُمْرِيُّ: القَدِيمُ من السِّدْرِ، وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّةِ:
قَطَعْتُ إِذا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِي
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِيّاً وضَالا
وعَبَرَ السَّفَرَ يَعْبُرُه عَبْراً: شَقَّه، عَن اللِّحْيَانِيّ.
والشِّعْرَى العَبُورُ: كَوكَبٌ نَيِّرٌ مَعَ الجَوْزَاءِ، وَقد تَقدّم فِي شعر، وإِنما سُمِّيَتْ عَبُوراً لأَنَّهَا عَبَرَت المَجَرَّةَ، وَهِي شامِيّةٌ، وهاذا مَحَلُّ ذِكْرِها.
والعِبَارُ، بالكَسْر: الإِبِلُ القَوِيَّةُ على السَّيْرِ. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَال: لقد أَسْرَعْتَ اسْتِعْبَارَكَ الدّراهِمَ، أَي استخْرَاجَك إِيّاها.
والعِبْرَةُ: الاعْتِبارُ بِمَا مَضَى.
والاعْتِبَارُ: هُوَ التَّدَبُّرُ والنَّظَرُ، وَفِي البصائِرِ للمصنّف: العِبْرَةُ والاعْتِبَارُ: الحالَةُ الَّتِي يُتَوصَّلُ بهَا من معرفَةِ المُشَاهِد إِلى مَا لَيْسَ بمُشَاهَدٍ.
وعَبْرَةُ الدَّمْعِ: جَرْيُهُ.
وعَبَرَتْ عَيْنُه، واسْتَعْبَرَتْ: دَمَعَتْ.
وحكَى الأَزْهَرِيُّ عَن أَبي زيد: عَبِرَ، كفَرِحَ، إِذا حَزِنَ، وَمن دُعَاءِ العَرَبِ على الإِنسَانِ: مَا لَهُ سَهِرَ وعَبِرَ.
والعُبْر، بالضَّمّ: البُكَاءُ بالحُزْنِ، يُقَال لأُمِّه: العُبْرُ والعَبْرُ والعَبِرُ.
وجارِيَةٌ مُعْبَرَةٌ: لم تُخْفَضْ.
وعَوْبَرٌ، كجَوْهَر: مَوْضع.
والعَبْرُ، بالفَتْح: بلدٌ باليَمَن بَين زَبِيدَ وعَدَنَ، قَرِيب من الساحِلِ الّذي يُجْلَبُ إِليه الحَبَش.
وَفِي الأَزْدِ: عُبْرَةُ، بالضَّمّ، وَهُوَ عَوْفُ بنُ مُنْهِبٍ. وفيهَا أَيضاً عُبْرَةُ بنُ زَهْرَانَ بن كَعْبٍ، ذَكرهما الصّاغانِيّ. قلتُ: والأَخِيرُ جاهِلِيٌّ، ومُنْهِبٌ الَّذِي ذكرَه هُوَ ابنُ دَوْسٍ.
وعُبْرَةُ بنُ هَدَاد، ضَبطه الحَافِظُ.
والسَّيِّد العِبْرِيّ بِالْكَسْرِ، هُوَ العَلاّمَةُ بُرْهَانُ الدّينِ عُبَيْدُ اللَّهِ بنُ الإِمَامِ شَمْسِ الدّين مُحَمَّدِ بنِ غانِمٍ الحُسَيْنِيّ قاضِي تَبْرِيزَ، لَهُ تَصَانِيفُ تُوُفِّي بهَا سنة 743.
وَفِي الأَساسِ والبَصَائِرِ: وَبَنُو فُلان يُعْبِرُونَ النّسَاءَ، ويَبِيعونَ الماءَ، ويَعْتَصِرُونَ العَطَاءَ. وأَحْصَى قاضِي البَدْوِ المَخْفُوضاتِ والبُظْرَ، فَقَالَ: وَجَدْتُ أَكْثَرَ العَفائِفِ مُوعَبَاتٍ، وأَكْثَرَ الفَوَاجِرِ مُعْبَرَات.
والعِبَارَةُ، بالكَسْر: الكَلامُ العَابِرُ من لِسَانِ المتكَلّم إِلى سَمْعِ السّامِع.
والعَبَّارُ، ككَتّانٍ: مُفَسِّرُ الأَحلامِ، وأَنشدَ المُبَرِّدُ فِي الكامِلِ:
رَأَيتُ رُؤْيَا ثُمَّ عَبَّرْتُها
وكُنْتُ للأَحْلاَمِ عَبّارا

عَبْثَر
: (العَبَوْثُرَانُ، والعَبَيْثُرَانُ، وتُفْتَح ثاؤُهُمَا: نَبَاتٌ) كالقيْصُومِ فِي الغُبْرَة إِلاّ أَنّه طَيِّبٌ للأَكْلِ، لَهُ قُضْبَانٌ دِقَاقٌ، طَيِّب الرِّيحِ.
وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ: هُوَ نَباتٌ ذَفِرُ الرّيحِ، وأَنشد:
يَا رِيَّها إِذَا بَدا صُنانِي
كأَنَّنِي جَانِي عَبَيْثَرَانِ
قَالَ: شَبَّه ذَفَرَ صُنَانِه بذَفَرِ هاذه الشّجَرَةِ.
وَمن خَواصّه أَنّ (مَسْحُوقه إِنْ عُجِنَ بعَسَل واحْتَمَلَتْهُ المَرْأَةُ) ، أَي عَقِبَ الطُّهْرِ (أَسْخَنَها وحَبَّلَهَا) .
(والعبثرَانُ) ، هاكذا فِي الأُصُولِ، والصوابْ العَبَيْثُرَانُ مثْل الأَوّل، كَمَا فِي التَّكْمِلَةِ واللِّسَانِ: (الأَمْرُ الشَّدِيدُ) قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: يُقَال: وَقَعَ بَنُو فُلانٍ فِي عُبَيْثَرانِ شَرَ، إِذَا وَقَعُوا فِي أَمْرٍ شَدِيدٍ، وَكَذَا عُبَيْثَرَةِ شَرَ، وعَبَوْثَرانِ شَرَ.
(و) العَبَيْثُرَانُ: (الشَّرُّ والمَكْرُوهُ) وَهُوَ من ذالك (وتُفْتَحُ الثّاءُ) ، قَالَه اللّحْيَانِيّ، قَالَ:

(و) العَبَيْثَرَانُ: (شَجَرَةٌ كَثِيرَةُ الشَّوْكِ لَا) يكادُ (يَخْلُصُ مِنْهَا مَنْ يُشَاكُهَا، تُضْرَبُ مَثَلاً لكُلّ أَمْرٍ شَدِيدٍ) .
(وعَبَيْثَرٌ) : اسمُ (رَجُل) ، ذَكَره ابنُ دُرَيْدٍ فِي بَاب مَا جاءَ على فَعَي 2 لِ، بِفَتْح الفاءِ.
(وعَبَاثِرُ) ، بالفَتْح: (نَقْبٌ) يَنْحَدِرُ من جَبَلِ جُهَيْنَة (يَسْلُكُه مَنْ خَرَجَ مِنْ إِضَمٍ يُرِيدُ يَنْبُعَ) ، كَذَا فِي المُعْجَم والتَّكْمِلَةِ.
وعَبْثَرُ بنُ القَاسِمِ، كجَعْفَر: مُحَدِّثٌ.
وعُبَيْثِرُ بن صُهْبَانَ القائِدُ مصَغَّرٌ، ذَكرَهما الصّاغانِيّ هُنَا، وذَكرهما المصنّف فِي عثر وسيأْتي.
وَعبْثَرٌ، كجَعْفَرٍ: مَوضِع من الجَمْهَرَةِ.

عذر

عذر: العُذْر: الحجة التي يُعْتَذر بها؛ والجمع أَعذارٌ.

يقال: اعْتَذَر فلان اعْتِذاراً وعِذْرةً ومَعْذُرِة من دِيْنهِ

فعَذَرْته، وعذَرَ يَعْذُرِهُ فيما صنع عُذْراً وعِذْرةً وعُذْرَى ومَعْذُرِة،

والاسم المعِذَرة

(* قوله: «والاسم المعذرة» مثلث الذال كما في القاموس).

ولي في هذا الأَمر عُذْرٌ وعُذْرَى ومَعْذرةٌ أَي خروجٌ من الذنب؛ قال

الجَمُوح الظفري:

قالت أُمامةٌ لما جِئْتُ زائَرها:

هلاَّ رَمَيْتَ بَبَعْض الأَسْهُم السُّودِ؟

لله دَرُّكِ إِني قد رَمَيْتُهُمُ،

لولا حُدِدْتُ، ولا عُذْرَى لِمَحْدودِ

قال ابن بري: أَورد الجوهري نصف هذا البيت: إِني حُدِدْتُ، قال وصواب

إِنشاده: لولا؛ قال: والأَسْهُم السُّود قيل كناية عن الأَسْطر المكتوبة،

أَي هلاَّ كتبْتَ لي كتاباً، وقيل: أَرادت بالأَسْهُم السودِ نَظَرَ

مُقْلَتيه، فقال: قد رَمَيتُهم لولا حُدِدْتُ أَي مُنِعت. ويقال: هذا الشعر

لراشد بن عبد ربه وكان اسمه عاوِياً، فسماه النبي، صلى الله عليه وسلم،

راشداً؛ وقوله: لولا حددت هو على إِرادة أَن تقديره لولا أَن حُدِدْتُ

لأَنَّ لولا التي معناها امتناعُ الشيء لوجود غيره هي مخصوصة بالأَسماء، وقد

تقع بعدها الأَفعال على تقدير أَن، كقول الآخر:

أَلا زَعَمَتْ أَسْماءُ أَن لا أُحِبُّها،

فقلتُ: بَلى، لولا يُنازِعُني شَغْلي

ومثله كثير؛ وشاهدُ العِذْرةِ مثل الرِّكبةِ والجِلْسةِ قولُ النابغة:

ها إِنّ تا عِذْرة إِلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ،

فإِن صاحِبَها قد تاهَ في البَلَدِ

(* في ديوان النابغة:

ها إِنّ عِذْرةٌ إِلاَّ تكن تفعت * فإِنَّ صاحبها مشاركُ

النَّكَد).

وأَعْذَرَه كعذَرَه؛ قال الأَخطل:

فبن تكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزارٍ تَوَاضَعَتْ،

فقد أَعْذَرَتْنا في طِلابكمُ العُذْر

وأَعْذَرَ إِعْذاراً وعُذْراً: أَبْدَى عُذْراً؛ عن اللحياني. والعرب

تقول: أَعْذَرَ فلانٌ أَي كان منه ما يُعْذَرُ به، والصحيح أَن العُذْرَ

الاسم، والإِعْذار المصدر، وفي المثل: أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ؛ ويكون

أَعْذَرَ بمعنى اعْتَذَر اعتذاراً يُعْذَرُ به وصار ذا عُذْرٍ منه؛ ومنه قول

لبيد يخاطب بنتيه ويقول: إِذا متُّ فنُوحاً وابْكِيا عليّ حَوْلاً:

فقُوما فقُولا بالذي قد عَلِمُتُما،

ولا تَخْمِشَا وَجْهاً ولا تَحْلِقا الشَّعَرْ

وقولا: هو المَرْءُ الذي لا خَلِيلَه

أَضاعَ، ولا خان الصديقَ، ولا غَدَرْ

إِلى الحولِ، ثم اسمُ السلامِ عليكما،

ومَنْ يَبْكِ حَوْلاً كامِلاً فقد اعْتَذَرْ

أَي أَتى بُعذْر، فجعل الاعْتِذارَ بمعنى الإِعْذارِ، والمُعْتَذِرُ

يكون مُحِقّاً ويكون غير مُحِقٍّ؛ قال الفراء: اعْتَذَرَ الرجل إِذا أَتى

بعُذْرٍ، واعْتَذَرَ إِذا لم يأْت بعُذْرٍ؛ وأَنشد:

ومن يبك حولاً كاملاً فقد اعتذر

أَي أَتى بعُذْرٍ. وقال الله تعالى: يَعْتَذِرون إِليكم إِذا رجعتُم

إِليهم، قل لا تَعْتَذِرُوا لن نُؤْمِنَ لكم قد نَبّأَنا الله من أَخباركم؛

قل لا تَعْتَذِرُوا يعني أَنه لا عُذْرَ لهم، والمعَاذِيرُ يَشُوبُها

الكذبُ. واعتذرَ رجلٌ إِلى عمر بن عبد العزيز فقال له: عَذَرْتُكَ غيرَ

مُعْتَذِرٍ؛ يقول: عَذَرْتُك دون أَن تَعْتَذِرَ لأَنّ المُعْتَذِرَ يكون

مُحِقّاً وغير محق؛ والمُعَذِّر أَيضاً: كذلك. واعْتَذَرَ منْ ذنبه

وتَعَذّر: تَنَصَّلَ؛ قال أَبو ذؤيب:

فإِنك منها والتعَذّر بعدما

لَجَجتَ، وشطَّتْ مِن فُطَيمةَ دارُها

وتعذّر: اعْتَذَرَ واحتجَّ لنفسه؛ قال الشاعر:

كأَنّ يَدَيْها، حين يُفْلَقُ ضَفْرُها،

يدا نَصَفٍ غَيْرِي تَعَذّرُ مِنْ جُرْمِ

وعَذَّرَ في الأَمر: قَصَّر بعد جُهْد. والتَّعْذِيرُ في الأَمر:

التقصيرُ فيه. وأَعْذَرَ: قَصَّر ولم يُبالِغ وهو يُرِي أَنه مُبالِغٌ.

وأَعْذَرَ فيه: بالَغَ. وفي الحديث: لقد أَعْذَرَ اللهُ إِلى مَنْ بَلَغ مِنَ

العُمْرِ ستّين سنة؛ أَي لم يُبْقِ فيه موضعاً للاعْتِذارِ، حيث أَمْهَلَه

طُولَ هذه المدة ولم يَعْتَذِر. يقال: أَعْذَرَ الرجل إِذا بَلَغ أَقْصى

الغايةِ في العُذْر. وفي حديث المِقْداد: لقد أَعْذَرَ اللهُ إِليك أَي

عَذَرَكَ وجَعَلَك موضعَ العُذْر، فأَسْقَط عنك الجهاد ورَخّصَ لك في تركه

لأَنه كان قد تَناهَى في السِّمَنِ وعَجَزَ عن القتال. وفي حديث ابن

عمر: إِذا وُضِعَت المائدةُ فلْيأْكلِ الرجلُ مما عنده ولا يَرْفَعْ يده

وإِن شَبِعَ ولْيُعذِرْ فإِن ذلك يُخَجَّلُ جَلِيسَه؛ الإِعْذارُ: المبالغة

في الأَمر، أَي ليُبالِغْ في الأَكل؛ مثل الحديث الآخر: إِنه كان إِذا

أَكَلَ مع قوم كانَ آخرَهم أَكْلاً؛ وقيل: إِنما هو وليُعَذِّرْ من التعذير

التَّقْصِير أَي ليُقَصِّرْ في الأَكل لِيَتَوفَّرَ على الباقين ولْيُرِ

أَنه بالغَ. وفي الحديث: جاءَنا بطعامٍ جَشْبٍ فكنا نُعَذِّرُ؛ أَي

نُقَصِّر ونُرِي أَننا مجتهدون. وعَذّرَ الرجل، فهو مُعَذّرُ إِذا اعْتَذَرَ

ولم يأْت بِعُذرٍ. وعَذَّرَ: لم يثبت له عُذْرٌ. وأَعْذَرَ: ثبت له

عُذْرٌ. وقوله عز وجل: وجاء المُعَذِّرُون من الأَعراب لِيُؤْذَنَ لهم،

بالتثقيل؛ هم الذين لا عُذْرَ لهم ولكن يتكلَّفُون عُذْراً. وقرئ: المُعْذِرون

بالتخفيف، وهم الذين لهم عُذْرٌ، قرأَها ابن عباس ساكنةَ العين وكان

يقول: والله لكذا أُنْزِلَت. وقال: لَعَنَ الله المُعَذِّرِينَ. قال

الأَزهري: ذهب ابن عباس إِلى أَن المُعْذِرينَ الذين لهم العُذْر؛

والمُعَذِّرِينَ، بالتشديد: الذين يَعَتذِرون بلا عُذْرٍ كأَنهم المُقَصِّرون الذين لا

عذر لهم، فكأَنَّ الأَمرَ عنده أَن المُعَذِّرَ، بالتشديد، هو

المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتلالاً من غير حقيقة له في العُذْر وهو لا عُذْرَ له،

والمُعْذِر الذي له عُذْرٌ، والمُعَذِّرُ الذي ليس بمُحقٍّ على جهة المُفَعِّل

لأَنه المُمَرِّض والمُقَصِّر يَعْتَذِرُ بغير عُذْرٍ. قال الأَزهري:

وقرأَ يعقوب الحضرمي وحده: وجاء المُعْذِرُون، ساكنة العين، وقرأَ سائرُ

قُرّاء الأَمْصارِ: المُعَذِّرُون، بفتح العين وتشديد الذال، قال: فمن قرأَ

المُعَذِّرُون فهو في الأَصل المُعْتَذِرُون فأُدْغِمَت التاء في الذال

لِقُرْب المَخْرَجين، ومعنى المُعْتَذِرُون الذين يَعْتَذِرُون، كان لهم

عُذْرٌ أَو لم يكن، وهو ههنا شبيه بأَنْ يكون لَهم عُذْرٌ، ويجوز في كلام

العرب المُعِذِّرُون، بكسر العين، لأَن الأَصل المُعْتَذِرُون فأُسكنت

التاء وأُبدل منها ذال وأُدغمت في الذال ونُقِلَت حركتها إِلى العين فصار

الفتح في العين أَوْلى الأَشياء، ومَنْ كَسَرَ العين جَرّة لإِلتقاء

الساكنين، قال: ولم يُقْرَأْ بهذا، قال ويجوز أَن يكون المُعَذِّرُون الذين

يُعَذِّرُون يُوهِمُون أَنَّ لهم عُذْراً ولا عُذْرَ لهم. قال أَبو بكر:

ففي المُعَذِّرِينَ وجْهان: إِذا كان المُعَذِّرُون مِنْ عَذّرَ الرجل،

فهو مُعَذِّر، فهم لا عذر لهم، وإِذا كان المُعَذِّرُون أَصلهم

المُعْتَذِرُون فأُلْقِيَت فتحةُ التاء على العين وأُبْدِلَ منها دالٌ وأُدغمت في

الذال التي بعدها فلهم عذر؛ قال محمد بن سلام الجُمَحِي: سأَلت يونس عن

قوله: وجاء المعذرون، فقلت له: المُعْذِرُون، مخففة، كأَنها أَقْيَسُ لأَن

المُعْذِرَ الذي له عُذْرٌ، والمُعَذِّر الذي يَعْتَذِر ولا عُذْر له،

فقال يونس: قال أَبو عمرو بن العلاء كلا الفريقين كان مُسيِئاً جاء قوم

فَعذَّرُوا وجَلَّحَ آخرون فقعدوا. وقال أَبو الهيثم في قوله: وجاء

المُعَذِّرُون، قال: معناه المُعْتَذِرُون. يقال: عَذَّر يَعَذِّر عِذّاراً في

معنى اعتذر، ويجوز عِذَّرَ الرجل يَعِذِّر، فهو مُعِذِّر، واللغة الأُولى

أَجودهما. قال: ومثله هَدّى يَهَدِّي هِدّاءً إِذا اهْتَدَى وهِدَّى

يَهِدِّي؛ قال الله عز وجل: أَم مَنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى؛ ومثله

قراءة من قرأَ يَخُصِّمُون، بفتح الخاء، قال الأَزهري: ويكون المُعَذِّرُون

بمعنى المُقَصِّرِينَ على مُفَعِّليِن من التَّعْذير وهو التقصير.

يقال: قام فلان قيام تَعْذِيرٍ فيما اسْتَكْفَيْتُه إِذا لم يُبالغْ

وقَصَّرَ فيما اعْتُمِدَ عليه. وفي الحديث: أَن بني إِسرائيل كانوا إِذا

عُمِلَ فيهم بالمعاصي نَهاهُم أَحْبارُهم تَعْذِيراً فعمَّهم الله بالعِقاب،

وذلك إِذا لم يُبالِغُوا في نَهْيِهم عن المعاصي، وداهَنُوهم ولم

يُنْكِرُوا أَعْمالَهم بالمعاصي حَقَّ الإِنْكارِ، أَي نَهَوْهم نَهْياً

قَصَّروا فيه ولم يُبالغُوا؛ وضَعَ المصدرَ موضع اسم الفاعل حالاً، كقولهم: جاء

مَشْياً. ومنه حديث الدعاء: وتَعاطى ما نَهَيْتُ عنه تَعْذِيراً.

وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: لن يَهْلِكَ الناسُ حتى

يُعذِرُوا من أَنفسهم؛ يقال: أَعْذَرَ من نفسه إِذا أَمْكَن منها، يعني

أَنهم لا يَهْلِكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فيُعْذِرُوا من أَنْفُسِهم

ويستوجبوا العقوبة ويكون لمن يُعَذِّبُهم عُذْرٌ، كأَنهم قاموا بعُذْرِه في

ذلك، ويروى بفتح الياء، من عَذَرْته، وهو بمعناه، وحقيقة عَذَرْت

مَحَوْتُ الإِساءَةَ وطَمَسْتها، وفيه لغتان؛ يقال أَعْذَرَ إِعذَاراً إِذا

كثرت عيوبُه وذنوبه وصار ذا عيب وفساد. قال الأَزهري: وكان بعضهم يقول:

عَذَر يَعْذِرُ بمعناه، ولم يَعْرفه الأَصمعي؛ ومنه قول الأَخطل:

فإِن تَكُ حَرْبُ ابنَيْ نِزارٍ تواضَعَتْ،

فقد عَذَرَتْنا في كِلاب وفي كَعَبِ

(* هذا البيت مرويّ سابقاً في نفس الكلمة ؛ في صورة تختلف عما هو عليه

هنا، وما في هذه الصفحة يتفق وما في ديوان الأخطل).

ويروى: أَعْذَرَتْنا أَي جعلت لنا عُذْراً فيما صنعناه؛ وهذا كالحديث

الآخر: لن يَهْلِك على الله إِلا هَالِكٌ؛ ومنه قول الناس: مَن يَعْذِرُني

من فلان؛ قال ذو الإِصْبَع العَدْوانيّ:

عِذِيرَ الحَيِّ مِن عَدْوَا

نَ، كانُوا حَيَّةَ الأَرضِ

بَغَى بَعْضٌ على بَعْضِ،

فلم يَرْعَوْا على بَعْضِ

فقد أَضْحَوْا أَحادِيثَ،

بِرَفْعِ القَولِ والخَفْضِ

يقول: هاتِ عُذْراً فيما فَعَل بعضُهم ببعض من التباعُد والتباغُض

والقتل ولم يَرْعَ بعضُهم على بعض، بعدما كانوا حيَّةَ الأَرض التي يَحْذَرُها

كلُّ أَحد، فقد صاروا أَحاديثَ للناس يرفعونها ويخفضونها، ومعنى

يخفضونها يُسِرّونها، وقيل: معناه هاتِ مَن يَعْذِرُني؛ ومنه قول علي بن أَبي

طالب، رضي الله عنه، وهو ينظر إِلى ابن مُلْجَم:

عَذِيرَك مِن خَلِيلك مِن مُرادِ

يقال: عَذِيرَك مِن فلان، بالنصب، أَي هاتِ مَن يَعْذِرُك، فَعِيل بمعنى

فاعل، يقال: عَذِيري مِن فُلان أَي مَن يَعْذِرني، ونصبُه على إِضمار

هَلُمَّ مَعْذِرَتَك إِيَّاي؛ ويقال: ما عندهم عَذِيرةٌ أَي لا يَعْذِرون،

وما عندهم غفيرةٌ أَي لا يَغْفِرُون.

والعَذِيرُ: النَّصِيرُ؛ يقال: مَن عَذِيرِي مِن فلان أَي مَن نَصِيرِي.

وعَذِيرُ الرجل: ما يَرُومُ وما يُحاوِلُ مما يُعْذَرُ عليه إِذا

فَعَلَه؛ قال العجاج يخاطب امرأَته:

جارِيَ لا تَسْتَنْكِري عَذِيرِي،

سَيْرِي، وإِشْفاقي على بَعِيرِي

يريد يا جارية فرخم، ويروى: سَعْيِي، وذلك أَنه عزم على السفر فكانَ

يرُمُّ رَحْل ناقته لسفره فقالت له امرأَته: ما هذا الذي ترُمُّ؟ فخاطبها

بهذا الشعر، أَي لا تُنْكِري ما أُحاوِلُ. والعَذِيرُ: الحال؛ وأَنشد:

لا تستنكري عذيري

وجمعه عُذُرٌ مثل سَرِيرٍ وسُرُرٍ، وإِنما خفف فقيل عُذْر؛ وقال حاتم:

أَماوِيَّ قد طال التجنُّبُ والهجْرُ،

وقد عَذَرَتْنِي في طِلابِكُمُ العُذْرُ

أَماوِيَّ إِن المال غادٍ ورائحٌ،

ويَبْقَى من المال الأَحاديثُ والذِّكْرُ

وقد عَلِمَ الأَقوامُ لو أَن حاتماً

أَرادَ ثَراءَ المالِ، كان له وَفْرُ

وفي الصحاح:

وقد عذرتني في طلابكم عذر

قال أَبو زيد: سمعت أَعرابيين تميميّاً وقيسيّاً يقولان: تَعَذَّرْت

إِلى الرجل تَعَذُّراً، في معنى اعْتَذَرْت اعْتِذاراً؛ قال الأَحْوَص بن

محمد الأَنصاري:

طَرِيد تَلافاهُ يَزِيدُ برَحْمَةٍ،

فلم يُلْفَ مِنْ نَعْمائهِ يَتَعَذَّرُ

أَي يَعْتَذر؛ يقول: أَنعم عليه نعمة لم يحتج إِلى أَن يَعْتذر منها،

ويجوز أَن يكون معنى قوله يَتَعَذَّر أَي يذهب عنها. وتَعَذَّر: تأَخَّر؛

قال امرؤ القيس:

بِسَيْر يَضِجُّ العَوْدُ منه، يَمُنّه

أَخُو الجَهْدِ، لا يَلْوِي على مَنْ تَعَذَّرا

والعَذِيرُ: العاذرُ. وعَذَرْته من فلان أَي لُمْت فلاناً ولم أَلُمْه؛

وعَذِيرَك إِيَّايَ منه أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتك إِيَّايَّ، وقال خالد بن

جَنْبة: يقال أَما تُعذرني من هذا؟ بمعنى أَما تُنْصِفُني منه. يقال:

أَعْذِرْني من هذا أَي أَنْصِفْني منه. ويقال: لا يُعْذِرُك من هذا الرجل

أَحدٌ؛ معناه لا يُلْزِمُه الذنب فيما تضيف إِليه وتشكوه منه؛ ومنه قول

الناس: مَنْ يَعْذِرُني من فلان أَي من يقوم بعُذْرِي إِن أَنا جازيته

بسُوءِ صنيعه، ولا يُلْزِمُني لوْماً على ما يكون مني إِليه؛ ومنه حديث

الإِفك: فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، من عبدالله بن أُبَيّ

وقال وهو على المنبر: من يَعْذِرُني من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا؟ فقال

سعد: أَنا أَعْذِرُك منه، أَي من يقوم بعُذري إِن كافأْته على سوء صنيعه

فلا يلومُني؟ وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، استعذرَ أَبا بكر

من عائشة، كان عَتَبَ عليها في شيء فقال لأَبي بكر: أَعْذِرْني منها إِن

أَدَّبْتُها؛ أَي قُمْ بعُذْري في ذلك. وفي حديث أَبي الدرداء: مَنْ

يَعْذِرُني من معاوية؟ أَنا أُخْبِرُه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

وهو يخبرني عن نفسه. ومنه حديث علي: مَنْ يَعْذرني من هؤلاء الضَّياطِرة؟

وأَعْذر فلان من نفسه أَي أَتى من قبَل نفسه. قال: وعَذّر يُعذّر نفسه أَي

أَتي من قبل نفسه؛ قال يونس: هي لغة العرب.

وتَعَذَّر عليه الأَمر: لم يستقم. وتَعَذَّر عليه الأَمر إِذا صعب

وتعسر. وفي الحديث: أَنه كان يتعَذَّر في مرضه؛ أَي يتمنّع ويتعسر.

وأَعْذَرَ وعَذَرَ: كَثُرت ذنوبه وعيوبه. وفي التنزيل: قالوا مَعْذِرةٌ

إِلى ربكم؛ نزلت في قوم من بني إِسرائيلَ وعَظُوا الذين اعتدَوْا في

السبت من اليهود، فقالت طائفة منهم: لِمَ تَعِظون قوماً اللهُ مْهْلِكهم؟

فقالوا، يعني الواعظين: مَعْذِرةٌ إِلى ربكم، فالمعنى أَنهم قالوا: الأَمرُ

بالمعروف واجبٌ علينا فعلينا موعظةُ هؤلاء ولعلهم يتقون، ويجوز النصب في

مَعْذِرة فيكون المعنى نَعْتَذِرُ مَعْذِرَةً بوَعْظِنا إِيَّاهم إِلى

ربنا؛ والمَعْذِرةُ: اسمٌ على مَفْعِلة من عَذَرَ يَعْذِر أُقِيم مُقام

الاعتذار؛ وقول زهير بن أَبي سلمى:

على رِسْلِكمْ إِنا سَنُعْدِي ورَاءكم،

فتمنعُكم أَرْماحُنا أَو سَنُعْذَر

قال ابن بري: هذا البيت أَورد الجوهري عجزه وأَنشد: ستمنعكم، وصوابه:

فتمنعكم، بالفاء، وهذا الشعر يخاطب به آلَ عكرمة، وهم سُلَيم وغَطفان

(*

قوله: «وهم سليم وغطفان» كذا بالأصل، والمناسب وهوازن بدل وغطفان كما يعلم

مما بعد) وسليم هو سليم بن منصور بن عكرمة، وهوازن بن منصور بن عكرمة بن

خَصَفة بن قَيْس عَيْلان، وغطفان هو غطفان بن سعد بن قيس عيلان، وكان بلغ

زهيراً أَن هوازن وبني سليم يريدون غَزْوَ غطفان، وفدكَّرهم ما بين

غطفان وبينهم من الرَّحِم، وأَنهم يجتمعون في النسب إِلى قيس؛ وقبل

البيت:خُذُوا حظَّكم يا آلَ عِكْرِمَ، واذْكُروا

أَواصِرَنا، والرِّحْمُ بالغيب يُذْكَرُ

فإِنَّا وإِيَّاكم إِلى ما نَسُومُكم

لَمِثْلانِ، بل أَنتم إِلى الصُّلْح أَفْقَرُ

معنى قوله على رِسْلِكم أَي على مَهْلِكم أَي أَمْهِلوا قليلاً. وقوله:

سَنُعْدِي وراءكم أَي سنعدي الخيل وراءكم. وقوله: أَو سنعذر أَي نأْتي

بالعُذْر في الذبَّ عنكم ونصنع ما نُعْذَر فيه. والأَوَاصِرُ: القرابات.

والعِذَارُ من اللجام: ما سال على خد الفرس، وفي التهذيب: وعِذَارُ اللجام

ما وقع منه على خَدي الدابة، وقيل: عذَارُ اللجام السَّيْرانِ اللذان

يجتمعان عند القَفا، والجمع عُذُرٌ. وعَذَرَه يَعْذِرُهُ عَذْراً وأَعْذَرَه

وعَذَّرَه: أَلْجَمه، وقيل: عَذَّره جعل له عِذَاراً؛ وقول أَبي ذؤيب:

فإِني إِذا ما خُلّةٌ رَثَّ وصلُها،

وجَدَّتْ لصَرْمٍ واستمرّ عِذارُها

لم يفسره الأَصمعي، ويجوز أَن يكون من عِذَار اللجام، وأَن يكون من

التَعَذُّر الذي هو الامتناع؛ وفرس قصيرُ العِذَار وقصيرُ العِنان. وفي

الحديث: الفَقْرُ أَزْيَنُ للمؤمن من عِذَارٍ حسَنٍ على خَدِّ فرس؛

العِذَارانِ من الفرس: كالعارِضَين من وجه الإِنسان، ثم سمي السير الذي يكون عليه

من اللجام عِذاراً باسم موضعه. وعَذَرْت الفرس بالعِذَار أَعْذِره

وأَعْذُره إِذا شَدَدْت عِذَارَه. والعِذَاران: جانبا اللحية لأَن ذلك موضع

العذار من الدابة؛ قال رؤبة:

حتى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذا التَّلَهْوُقِ

يَغْشَى عِذَارَي لحْيَتي ويَرْتَقي

وعِذَارُ الرجل: شعرُه النابت في موضع العِذَار. والعِذَارُ: استواء شعر

الغلام. يقال: ما أَحْسَنَ عِذَارَه أَي خطَّ لحيته. والعِذَارُ: الذي

يضُمّ حبلَ الخطام إِلى رأْس البعير والناقة. وأَعْذَرَ الناقة: جعل لها

عِذَاراً. والعِذَارُ والمُعَذَّر: المَقَذُّ، سمي بذلك لأَنه موضع

العِذَار من الدابة. وعَذَّرَ الغلامُ: نبت شعرُ عِذَاره يعني خدّه. وخَلَعَ

العِذَارَ أَي الحياء؛ وهذا مثل للشابّ المُنْهَمِك في غَيِّه، يقال:

أَلْقَى عنه جِلْبابَ الحياء كما خلَع الفرسُ العِذارَ فَجَمَعَ وطَمَّح. قال

الأَصمعي: خلَع فلان مُعَذَّرَه إِذا لم يُطِعْ مُرْشِداً، وأَراد

بالمُعَذَّر الرَّسن ذا العِذَارين، ويقال للمنهمك في الغيّ: خلَع عِذَارَه؛

ومنه كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: اسْتَعْمَلْتُك على العراقين فاخْرُجْ

إِليهما كَمِيشَ الإِزار شديدَ العِذَارِ؛ يقال للرجل إِذا عزم على الأَمر:

هو شديد العِذَار، كما يقال في خلافه: فلان خَليع العذار كالفرس الذي لا

لجام عليه، فهو يَعِيرُ على وجهه لأَن اللجام يمسكه؛ ومنه قولهم: خَلَعَ

عِذارَه أَي خرج عن الطاعة وانهمك في الغي. والعِذَارُ: سِمةٌ في موضع

العِذَار؛ وقال أَبو علي في التذكرة: العِذَارُ سِمةٌ على القفا إِلى

الصُّدْغَين. والأَول أَعرف. وقال الأَحمر: من السمات العُذْرُ. وقد عُذِرَ

البعير، فهو مَعْذورٌ، والعُذْرةُ: سمة كالعِذار؛ وقول أَبي وجزة السعدي

واسمه يزيد بن أَبي عُبَيد يصف أَياماً له مضت وطِيبَها من خير واجتماع

على عيش صالح:

إِذِ الحَيُّ والحَوْمُ المُيَسِّرُ وَسْطَنا،

وإِذا نَحْنُ في حالٍ من العَيْشِ صالحِ

وذو حَلَقٍ تُقْضَى العَواذِيرُ بينَه،

يلُوحُ بأَخْطارٍ عِظَام اللَّقائِحِ

قال الأَصمعي: الحَوْم الإِبل الكثيرة. والمُيَسِّر: الذي قد جاء لبنُه.

وذو حَلَقٍ: يعني إِبلاً مِيسَمُها الحَلَقُ: يقال: إِبلٌ محَلَّقة إِذا

كان سِمَتُها الحَلَق. والأَخْطَارُ: جمع خِطْر، وهي الإِبل الكثيرة.

والعَواذِيرُ: جمع عاذُور، وهو أَن يكون بنو الأَب مِيسَمُهم واحداً، فإِذا

اقتسموا مالهم قال بعضهم لبعض: أَعْذِرْ عني، فيخُطّ في المِيسَم خطّاً

أَو غيره لتعرف بذلك سمة بعضهم من بعض. ويقال: عَذِّرْ عَينَ بَعِيرك أَي

سِمْه بغير سِمَه بعيري لتتعارف إِبلُنا. والعاذُورُ: سِمَةٌ كالخط،

والجمع العَواذِيرُ. والعُذْرةُ: العلامة. والعُذْر: العلامة. يقال: أَعْذِر

على نصيبك أَي أَعْلِمْ عليه. والعُذْرةُ: الناصية، وقيل: هي الخُصْلة

من الشعر وعُرْفُ الفرس وناصيته، والجمعُ عُذَر؛ وأَنشد لأَبي النجم:

مَشْيَ العَذارى الشُّعْثِ يَنْفُضْن العُذَرْ

وقال طرفة:

وهِضَبّات إِذا ابتلّ العُذَرْ

وقيل: عُذْر الفرس ما على المِنْسَج من الشعر، وقيل: العُذْرة الشعر

الذي على كاهل الفرس. والعُذَرُ: شعرات من القفا إِلى وسط العنق. والعِذار

من الأَرض: غِلَظٌ يعترض في فضاء واسع، وكذلك هو من الرمل، والجمع عُذْرٌ؛

وأَنشد ثعلب لذي الرمة:

ومِن عاقرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَراتُها،

عِذارَينِ من جَرْداءَ وعْثٍ خُصُورُها

أَي حَبْلين مستطيلين من الرمل، ويقال: طريقين؛ هذا يصف ناقة يقول: كم

جاوزت هذه الناقة من رملة عاقر لا تنبت شيئاً، ولذلك جعلها عاقراً

كالمرأَة العاقر. والأَلاءُ: شجر ينبت في الرمل وإِنما ينبت في جانبي الرملة،

وهما العِذَارانِ اللذان ذكرهما. وجَرْداء: مُنْجَرِدة من النبت الذي ترعاه

الإِبل. والوَعْثُ: السهل. وخُصورُها: جوانبها.

والعُذْرُ: جمع عِذار، وهو المستطيل من الأَرض. وعِذارُ العراق: ما

انْفَسَح عن الطَّفِّ. وعِذارا النصل: شَفْرَتاه. وعِذارا الحائطِ والوادي:

جانباه. ويقال: اتخذ فلان في كَرْمِهِ عِذاراً من الشجر أَي سِكّة مصطفة.

والعُذْرة: البَظْر؛ قال:

تَبْتَلُّ عُذْرتُها في كلّ هاجِرِةٍ،

كما تَنَزَّل بالصَّفْوانةِ الوَشَلُ

والعُذْرةُ: الخِتَانُ والعُذْرة: الجلدة يقطعها الخاتن. وعَذَرَ

الغلامَ والجارية يَعْذِرُهما عَذْراً وأَعْذَرَهما: خَنَنَهما؛ قال

الشاعر:في فتْيَةٍ جعلوا الصَّلِيبَ إِلَهَهُمْ،

حَاشايَ، إِنِّي مسلم مَعْذُورُ

والأَكثر خَفَضْتُ الجارية؛ وقال الراجز:

تَلْوِيَةَ الخَاتِن زُبَّ المَعْذُور

والعِذَار والإِعْذار والعَذِيرة والعَذِيرُ، كله: طعام الختان. وفي

الحديث: الوليمة في الإِعْذار حقٌّ؛ الإِعْذار: الختان. يقال: عَذَرته

وأَعْذَرته فهو معذور ومُعْذَرٌ، ثم قيل للطعام الذي يُطْعم في الختان

إِعْذار. وفي الحديث: كنا إِعْذارَ عامٍ واحد؛ أَي خُتِنّا في عام واحد، وكانوا

يُخْتَنُونِ لِسِنٍّ معلومة فيما بين عشر سنين وخمسَ عشرة. وفي الحديث:

وُلِدَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مَعْذوراً مَسْروراً؛ أَي مختوناً

مقطوع السرة. وأَعْذَرُوا للقوم: عَمِلوا ذلك الطعام لَهم وأَعَدّوه.

والإِعْذارُ والعِذارُ والعَذِيرةُ والعَذِيرُ: طعامُ المأْدُبة. وعَذَّرَ

الرجلُ: دعا إِليه. يقال: عَذَّرَ تَعْذِيراً للخِتَان ونحوه. أَبو زيد:

ما صُنِع عند الختان الإِعْذار، وقد أَعْذَرْت؛ وأَنشد:

كلّ الطعامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ:

الخُرْس والإِعْذار والنَّقِيعَهْ

والعِذَار: طعام البِنَاء وأَن يستفيد الرجلُ شيئاً جديداً يتّخذ طعاماً

يدعو إِليه إِخوانه.

وقال اللحياني: العُذْرة قُلْفةُ الصبي ولم يَقُل إِن لك اسم لها قبل

القطع أَو بعده. والعُذْرة: البَكارةُ؛ قال ابن الأَثير: العُذْرة ما

لِلْبِكْر من الالتحام قبل الافتضاض. وجارية عَذْراء: بِكْرٌ لم يمسَّها رجل؛

قال ابن الأَعرابي وحده: سُمِّيت البكرُ عَذْراء لضِيقِها، من قولك

تَعَذَّرَ عليه الأَمرُ، وجمعها عَذارٍ وعَذارى وعَذْراوات وعَذارِي كما تقدم

في صَحارى. وفي الحديث في صفة الجنة: إِن الرجل لَيُفْضِي في الغَداةِ

الواحدة إِلى مائة عَذْراء؛ وفي حديث الاستسقاء:

أَتَيْناكَ والعَذْراءُ يَدْمَى لَبانُها

أَي يَدْمَى صدرُها من شدة الجَدْب؛ ومنه حديث النخعي في الرجل يقول

إِنه لم يَجد امرأَتَه عَذْراءَ قال: لا شيء عليه لأَن العُذْرةَ قد

تُذْهِبُها الحيضةُ والوثْبةُ وطولُ التَّعْنِيس. وفي حديث جابر: ما لَكَ

ولِلْعَذَارَى ولِعَابهنّ أَي مُلاعَبتِهنّ؛ ومنه حديث عمر:

مُعِيداً يَبْتَغِي سَقَطَ العَذارَى

وعُذْرةُ الجاريةِ: اقْتِضاضُها. والاعْتذارُ: الاقْتِضاضُ. ويقال: فلان

أَبو عُذْر فلانة إِذا كان افْتَرَعَها واقتضّها، وأَبو عُذْرَتها.

وقولهم: ما أَنت بذي عُذْرِ هذا الكلامِ أَي لسْتَ بأَوَّلِ من اقْتضّه. قال

اللحياني: للجارية عُذْرتانِ إِحداهما التي تكون بها بكراً والأُخرى

فِعْلُها؛ وقال الأَزهري عن اللحياني: لها عُذْرتانِ إِحداهما مَخْفِضُها،

وهو موضع الخفض من الجارية، والعُذْرةُ الثانية قضّتُها، سميت عُذْرةً

بالعَذْر، وهو القطع، لأَنها إِذا خُفِضت قطعت نَواتُها، وإِذا افْتُرِعَت

انقطع خاتمُ عُذْرتِها. والعاذُورُ: ما يُقْطع من مَخْفِض الجارية.

ابن الأَعرابي: وقولهم اعْتَذَرْت إِليه هو قَطْعُ ما في قلبه. ويقال:

اعْتَذَرَت المياهُ إِذا انقطعت. والاعْتِذارُ: قطعُ الرجلِ عن حاجته

وقطعُه عما أَمْسَك في قلبه. واعْتَذَرت المنازلُ إِذا دَرَسَت؛ ومررت بمنزل

مُعْتَذرٍ بالٍ؛ وقال لبيد:

شهور الصيف، واعْتَذَرَتْ نِطَاف الشيِّطَين مِن الشِّمال وتَعَذَرَّ

الرسم واعْتَذَر: تَغَيَّر؛ قال أَوس:

فبطن السُّلَيِّ فالسّجال تَعَذَّرَت،

فمَعْقُلة إِلى مَطارِ فوَاحِف

وقال ابن ميّادةَ واسمه الرَّمَّاحُ بن أَبرد

(* قوله: «ابن أَبرد» هكذا

في الأَصل) :

ما هاجَ قَلْبك من مَعَارِفِ دِمْنَةٍ،

بالبَرْقِ بين أَصَالِفٍ وفَدَافِدِ

لَعِبَتْ بها هُوجُ الرِّياح فأَصْبَحَتْ

قَفْراً تَعَذَّر، غَيْرَ أَوْرَقَ هَامِدِ

البَرْق: جمع برقة، وهي حجارة ورملٌ وطين مختلطة. والأَصالِفُ

والفَدافِدُ: الأَماكن الغليظة الصلبة؛ يقول: درست هذه الآثار غير الأَوْرَقِ

الهامِد، وهو الرماد؛ وهذه القصيدة يمدح بها عبد الواحد بن سليمان ابن عبد

الملك ويقول فيها:

مَنْ كان أَخْطَأَه الربيعُ، فإِنه

نُصِرَ الحجازُ بغَيْثِ عبد الواحدِ

سَبَقَتْ أَوائِلَه أَواخِرُه،

بمُشَرَّعِ عَذبٍ ونَبْتٍ واعِدِ

(* قوله: «سبقت أَوائله أواخره» هو هكذا في الأصل والشطر ناقص).

نُصِرَ أَي أُمْطِر. وأَرض منصورة: ممطورة. والمُشَرَّعُ: شريعة الماء.

ونَبْت واعِد أَي يُرْجى خيرُه، وكذلك أَرضٌ واعِدةٌ يُرْجى نباتُها؛

وقال ابن أَحمر الباهلي في الاعتذار بمعنى الدُّرُوس:

بانَ الشَّبابُ وأَفْنى ضِعْفَه العمُرُ،

لله دَرُّك أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ؟

هل أَنتَ طالبُ شيءٍ لسْتَ مُدْرِكه؟

أَمْ هل لِقَلْبِك عن أُلاَّفِه وطَرُ؟

أَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آيات، فقد جَعَلَتْ

أَطْلالُ إِلْفِك بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ؟

ضِعْفُ الشيء: مثلهُ؛ يقول: عِشْت عمرَ رجلين وأَفناه العمر. وقوله: أَم

هل لقلبك أَي هل لقلبك حاجة غير أُلاَّفِه أَي هل له وَطَرٌ غيرهم.

وقوله: أَم كنت تعرف آيات؛ الآيات: العلامات، وأَطْلالُ إِلْفك قد دَرَسَت،

وأُخِذ الاعْتِذارُ من الذنب من هذا لأَن مَن اعْتَذَرَ شابَ اعتذارَه

بكذِبٍ يُعَفِّي على ذنبه. والاعتِذارُ: مَحْوُ أَثر المَوْجِدة، من قولهم:

اعْتَذَرَت المنازلُ إِذا دَرَسَت. والمَعاذِرُ: جمع مَعْذِرة. ومن

أَمثالهم: المَعاذِرُ مكاذِبُ؛ قال الله عز وجل: بل الإِنسانُ على نفسه

بَصِيرةٌ ولو أَلْقى مَعاذِيرَه؛ قيل: المعاذير الحُجَجُ، أَي لو جادَلَ عنها

ولو أَدْلى بكل حجة يعتذر بها؛ وجاء في التفسير: المَعاذير السُّتور بلغة

اليمن، واحدها مِعْذارٌ، أَي ولو أَلقى مَعاذِيرَه. ويقال: تَعَذَّرُوا

عليه أَي فَرُّوا عنه وخذلوه. وقال أَبو مالك عمرو ابن كِرْكِرَة: يقال

ضربوه فأَعْذَروه أَي ضربوه فأَثْقَلُوه. وضُرِبَ فلانٌ فأُعْذِرَ أَي

أُشْرف به على الهلاك. ويقال: أَعْذَرَ فلان في ظَهْرِ فلان بالسيَاط

إِعْذاراً إِذا ضرَبه فأَثَّر فيه، وشَتَمه فبالغَ فيه حتى أَثَّر به في سبِّه؛

وقال الأَخطل:

وقد أَعْذَرْن في وَضَحِ العِجَانِ

والعَذْراء: جامِعةٌ توضع في حَلْق الإِنسان لم توضع في عنق أَحد قبله،

وقيل: هو شيء من حديد يعذَّب به الإِنسانُ لاستخراج مال أَو لإِقرارٍ

بأَمر. قال الأَزهري: والعَذَارى هي الجوامع كالأَغْلال تُجْمَع بها الأَيدي

إِلى الأَعناق. والعَذْراء: الرملة التي لم تُوطَأْ. ورَمْلة عَذْراء:

لم يَرْكَبْها أَحدٌ لارتفاعها. ودُرَّة عَذْراءُ. لم تُثْقب. وأَصابعُ

العَذارَى: صِنْف من العِنَب أَسود طوال كأَنه البَلُّوط، يُشَبَّه بأَصابع

العَذارى المُخَضَّبَةِ. والعَذْراء: اسم مدينة النبي، صلى الله عليه

وسلم، أُراها سميت بذلك لأَنها لم تُنْكَ. والعَذْراءُ: برْجٌ من بروج

السماء. وقال النَّجَّامون: هي السُّنْبُلة، وقيل: هي الجَوْزاء. وعَذْراء:

قرية بالشام معروفة؛ وقيل: هي أَرض بناحية دمشق؛ قال ابن سيده: أُراها

سميت بذلك لأَنها لم تُنْكَ بمكروه ولا أُصِيبَ سُكّانُها بأَداة عدُوّ؛ قال

الأَخطل:

ويامَنَّ عن نَجْدِ العُقابِ، وياسَرَتْ

بنَا العِيسُ عن عَذْراءَ دارِ بني الشَّجْب

والعُذْرةُ: نجْمٌ إِذا طلَع اشتد غَمُّ الحرّ، وهي تطلع بعد الشِّعْرى،

ولها وَقْدة ولا رِيحَ لها وتأْخذ بالنفَس، ثم يطلُع سُهَيلٌ بعدها،

وقيل: العُذْرة كواكبُ في آخر المَجَرَّة خمسة. والعُذْرةُ والعاذورُ: داءٌ

في الحلق؛ ورجل مَعْذورٌ: أَصابَه ذلك؛ قال جرير:

غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها،

غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ

الكَيْنُ: لحم الفرج. والعُذْرة: وجع الحلق من الدم، وذلك الموضع أَيضاً

يسمى عُذْرة، وهو قريب من اللَّهاةِ. وعُذِرَ، فهو مَعْذورٌ: هاجَ به

وجعُ الحلقِ. وفي الحديث: أَنه رأَى صبيّاً أُعْلِقَ عليه من العُذْرةِ؛ هو

وجع في الحلق يهيجُ من الدم، وقيل: هي قُرْحة تخرج في الحَزْم الذي بين

الحلق والأَنف يَعْرِض للصبيان عند طلوع العُذْرة، فتَعْمِد المرأَة إِلى

خِرْقةٍ فَتَفْتِلُها فتلاً شديداً، وتُدْخِلُها في أَنْفِه فتطعَن ذلك

الموضعَ، فينفجرُ منه دمٌ أَسْودُ ربما أَقْرحَه، وذلك الطعنُ يسمى

الدَّغْر. يقال: عَذَرَت المرأَةُ الصبيَّ إِذا غَمَزَت حلْقَه من العُذْرة،

إِن فعلت به ذلك، وكانوا بعد ذلك يُعَلِّقون عليه عِلاقاً كالعُوذة.

وقوله: عند طلوع العُذْرة؛ خي خمسةُ كواكبَ تحت الشِّعْرى العَبُور، وتسمى

العَذارى، وتطلع في وسط الحرّ، وقوله: من العُذْرة أَي من أَجْلِها.

والعاذِرُ: أَثرُ الجُرْح؛ قال ابن أَحمر:

أُزاحِمُهم بالباب إِذ يَدْفَعُونَني،

وبالظهرِ، مني من قَرَا الباب عاذِرُ

تقول منه: أَعْذَرَ به أَي ترك به عاذِراً، والعَذِيرُ مثله. ابن

الأَعرابي: العَذْر جَمْع العَاذِر، وهو الإِبداء:. يقال: قد ظهر عاذِره، وهو

دَبُوقاؤه.

وأَعْذَرَ الرجلُ: أَحْدَثَ.

والعاذِرُ والعَذِرةُ: الغائط الذي هو السَّلح. وفي حديث ابن عمر: أَنه

كره السُّلْت الذي يُزْرَعُ بالعَذِرة؛ يريد الغائطَ الذي يلقيه

الإِنسان. والعَذِرةُ: فناء الدار. وفي حديث عليٍّ: أَنه عاتَب قوماً فقال: ما

لكم لا تُنَظِّفُون عَذِراتِكم؟ أَي أَفْنِيَتكم. وفي الحديث: إِن الله

نظيف يُحِبّ النَّظافةَ فنظفوا عَذِراتكم ولا تَشَبَّهوا باليهود. وفي حديث

رُقَيقة: وهذه عِبِدَّاؤُك بعَذِراتِ حَرَمِك، وقيل: العَذِرةُ أَصلها

فِناءُ الدار، وإِيَّاها أَرادَ عليٌّ، رضي الله عنه، بقوله. قال أَبو

عبيد: وإِنما سميت عَذِراتُ الناس بهذا لأَنها كانت تُلْقَى بالأَفْنِية،

فكُنِيَ عنها باسم الفناء كما كُنِيَ بالغائط وهي الأَرض المطمئنة عنها؛

وقال الحطيئة يهجو قومه ويذكر الأَفنية:

لعَمْرِي لقد جَرَّبْتُكم، فوَجَدْتُكم

قِباحَ الوُجوهِ سَيِّئِي العَذِراتِ

أَراد: سيئين فحذف النون للإِضافة؛ ومدح في هذه القصيدة إِبِلَهُ فقال:

مَهارِيس يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها،

إِذا النارُ أَبْدَتْ أَوْجُهَ الخفِراتِ

فقال له عمر: بئس الرجل أَنت إبِلَكَ وتهجو قومَك وفي الحديث: اليهودُ

أَنْتَنُ خَلْقِ الله عَذِرةً؛ يجوز أَن يَعْنِيَ به الفِناءَ وأَن

يَعْنِيَ به ذا بطونِهم، والجمع عَذِرات؛ قال ابن سيده: وإِنما ذكّرتها لأَن

العذرة لا تكسر؛ وإِنه لَبَرِيءُ العَذِرة من ذلك على المثَل، كقولهم

بَرِيءُ الساحةِ. وأَعْذَرَت الدارُ أَي كَثُرَ فيها العَذِرةُ. وتعَذَّرَ من

العَذِرَة أَي تلَطَّخ. وعَذّره تَعْذيراً: لطَّخَه بالعَذِرَة.

والعَذِرة أَيضاً: المَجْلِسُ الذي يجلس فيه القوم. وعَذِرةُ الطعامِ: أَرْدَأُ

ما يخرج منه فيُرْمَى به؛ هذه عن اللحياني. وقال اللحياني: هي العَذِرة

والعَذِبة. والعُذْرُ: النُّجْحُ؛ عن ابن الأَعرابي، وأَنشد لمسكين

الدارمي:

ومُخاصِم خاصَمْتُ في كَبَدٍ،

مثل الدِّهان، فكان لي العُذْرُ

أَي قاوَمْتُه في مزلّةٍ فثبتت قدمي ولم تَثْبُتْ قدمُه فكان النُّجْحُ

لي. ويقال في الحرب: لمن العُذْرُ؟ أَي النجح والغلبة.

الأَصمعي: لقيت منه غادُوراً أَي شّراً، وهو لغة في العاثُور أَو لثغة.

وترك المطرُ به عاذِراً أَي أَثراً. والعواذِيرُ: جمع العاذِرِ، وهو

الأَثر. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لم يَبْقَ لهم عاذِرٌ أَي أَثر.

والعاذِرُ: العِرْقُ الذي يخرُج منه دمُ المستحاضة، واللام أَعرف

(* يريد ان

العاذل، باللام، الأَصمعي عرف من العاذر، بالراء). والعاذِرةُ: المرأَة

المستحاضة، فاعلة بمعنى مفعولة، من إِقامة العُذْر؛ ولو قال إِن العاذِرَ هو

العرف نفسه لأَنه يقوم بِعُذْرِ المرأَة لكان وجهاً، والمحفوظ العاذل،

باللام.

وقوله عز وجل: فالمُلْقِيات ذكْراً عُذْراً أَو نُذْراً؛ فسره ثعلب

فقال: العُذْرُ والنُّذْر واحد، قال اللحياني: وبعضهم يُثَقِّل، قال أَبو

جعفر: مَن ثَقَّل أَراد عُذْراً أَو نُذْراً، كما تقول رُسُل في رُسْل؛ وقال

الأَزهري في قوله عز وجل: عذراً أَو نذراً، فيه قولان: أَحدهما أَن يكون

معناه فالمُلْقِيات ذِكْراً للإِعْذار والإِنذار، والقول الثاني أَنهما

نُصِبَا على البدل من قوله ذِكْراً، وفيه وجه ثالث وهو أَن تنصِبَهما

بقوله ذكراً؛ المعنى فالملقيات إِن ذَكَرَتْ عذراً أَو نذراً، وهما اسمان

يقومان مقام الإِعْذار والإِنْذار، ويجوز تخفيفُهما وتثقيلُهما معاً.

ويقال للرجل إِذا عاتَبَك على أَمر قبل التقدُّم إِليك فيه: والله وما

استْتَعْذَرْتَ إِليَّ ما اسْتَنْذَرْت أَي لم تُقَدِّمْ إِليَّ

المَعْذِرةَ والإِنذارَ. والاستعذارُ: أَن تقول له أَعْذِرْني منك.

وحمارٌ عَذَوَّرٌ: واسعُ الجوف فحّاشٌ. والعَذَوَّرُ أَيضاً: الشسيء

الخلُق الشديد النفْس؛ قال الشاعر:

حُلْو حَلال الماء غير عَذَوّر

أَي ماؤه وحوضُه مباح. ومُلْكٌ عَذَوَّرٌ: واسع عريض، وقيل شديد؛ قال

كثير بن سعد:

أَرَى خَاليِ اللَّخْمِيَّ نُوحاً يَسُرُّني

كَرِيماً، إِذا ما ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرا

ذَاحَ وحاذَ: جَمَعَ، وأَصل ذلك في الإِبل.

وعُذْرة: قبيلة من اليمن؛ وقول زينب بنت الطثرية ترثي أَخاها يزيد:

يُعِينُك مَظْلوماً ويُنْجِيك ظالماً،

وكلُّ الذي حَمَّلْتَه فهو حامِلُهْ

إِذا نَزلَ الأَضْيافُ كان عَذَوَّراً

على الحَيِّ، حتى تَسْتَقلَّ مَراجِلُه

قوله: وينجيك ظالماً أَي إِن ظَلَمْتَ فطُولِبْت بظُلْمِكَ حَماكَ

ومَنَعَ منك. والعَذوَّر: السيء الخلق، وإِنما جعلَتْه عَذوَّراً لشدة

تَهَمُّمِه بأَمر الأَضياف وحِرْصِه على تعجيل قِراهم حتى تستقل المراجل على

الأَثافيّ. والمَراجلُ: القدور، واحدها مِرْجَل.

(عذر) الْغُلَام نبت شعر عذاره وَالرجل تكلّف الْعذر وَلَا عذر لَهُ وَفُلَان اتخذ طَعَام الْخِتَان وَيُقَال عذر الْقَوْم دعاهم إِلَى طَعَام الْخِتَان وَالْفرس ألْجمهُ
(عذر) - في صِفَة أهلِ الجَنّةِ: "إنَّ الرجلَ ليُفضِى في الغَداةِ الوَاحِدَة إلى مِائة عَذْرَاءَ"
العَذْراء: الجَارِية التي لم يَمَسَّها رَجلٌ، والذى يَفْتَضُّها أبو عُذْرِها وأَبوُ عُذْرَتِها، والعُذْرة: ما لِلْبِكر من الالْتِحام قبل الافْتِضاضِ، وأصل العَذْر: القَطْع، وأَعذَرتُ المَرأةَ وعَذَّرتها: ذَهبتُ بعُذْرَتها - في الحديث : "أَنّه رأى صَبِيًّا أُعلِق عليه من العُذْرَة. فقال: عَلامَ تَدْغَرْن أولادَكن بهذا العِلاقِ، عَلَيكُنَّ بهذا العُوِد يُسْعَط به من العُذْرة وتُلَدّمْنَ ذَاتَ الجَنْب"
قال الأصمعى: العُذْرَة: وجَع فَي الحَلْق يَهِيج من الدَّم، وقد عَذَرَت المرأةُ الصبىَّ إذا غَمَزَت حَلقَه، من العُذْرة.
وقال مصعب بن عبد الله: العُذْرَة: قُرحَةٌ تَخَرجُ في الخَرْم الذي بين آخر الَأنف وأَصْلِ اللَّهاة، تُصِيبُ الصِّبيان عند طُلُوع العُذْرَة، فتَعْمَد المَرأةُ إلى خِرقة فَتَفْتِلَها فَتْلًا شديدا وتُدخِلَها في أنفِه، فتَطْعَن ذَلِك الموضعَ فيَنْفَجِر منه دمٌ أَسودُ، وربما أَقرحَ الطَّعنُ ذَلِكَ المَوْضعَ وذلك * الطَّعْن يُسَمَّى الدَّغْر، وكانوا بعد أن يَفْعَلُوا ذلك بالصَّبِىّ يُعَلِّقون عليه عِلاقًا، فلما رَأَى النبىُّ صلى الله عليه وسلم ذلك العِلَاق عَلِم أنه دُغِر، فكَرِه العِلاقَ لأنه لا يُغنِى شَيئًا، وأمر بالعُودِ الهِنْدِىِّ بِأن يُؤخَذ مَاؤهُ ويُسعَّط به، لأنه يَصِل إلى العُذْرَة فيَقْبِضه.
وقَولُه: عند طلوع العُذْرَة. قيل: هي كَواكِبُ خَمْسة على أَثَر الشِّعْرى العَبُور، والشِّعْرى هي اليمانية، والشِّعْرَى الشامية، وهي متفرِّقة تُسمَّى العَذَارَى، وهي بحِذاء الزُّبُرَة ، وهي تَطلُع في الحَرِّ، وقيل في آخر المَجرَّة.
- في الحديث: "الوَليِمةُ في الإعْذَار حَقُّ"
الإعْذار: الخِتانُ.
يقال: أَعذرتُه وعَذَرْتُه فهو مُعْذَرٌ ومَعْذُور، والخِتَانَة مُعذرة والإعذار: الطَّعَام الذي يُطْعَم في الخِتان. وأنشد:
كُلُّ الطَّعَامِ تَشتَهِى رَبِيَعهْ
الخُرسَ والإعذَارَ والنَّقِيعَهْ
- ومنه حَدِيثُ سَعدٍ، رضي الله عنه: "كُنَّا أَعذارَ عامٍ وَاحدٍ"
: أي خُتِنّا في عام واحد، وكانوا يُخْتَتَنُون لِسِنٍّ معلُوم فيما بَيْن العَشْر وخَمْسَ عَشْرة.
قال أبو زيد: يقال: عَذَرْتُه وأَعذَرْته جميعا: خَتَنْتُه، وهو من القَطْع أيضا.
- وفي الحديث: "وُلدتُ مَسْرُورًا مَعْذورًا"
- وفي حديث ابنِ صَيّاد: "ولَدَته أَمُّه، وهو معذورٌ" .
: أي مَخْتُون. - في الحديث: " الفَقْر أَزينُ للمُؤْمن من عِذارٍ حَسَنٍ على خَدِّ فَرس"
العِذارُ من الفَرَس كالعَارِضَينْ. يقال: عَذَّر فَرسَه: شَدَّ عليه العِذارَ؛ وهو ما يَكُونُ على العِذارَيْن من اللِّجام.
- في حَديثِ عَبدِ الملك إلى الحَجَّاج: استَعْمَلتُك على العِرَاقَينْ صَدْمَةً. فاخْرُج إليهما كَمِيشَ الِإزارِ شَدِيدَ العِذار.
يقال للرَّجُل إذا عَزَم على الأَمرِ: هو مُتَشَمِّر العِذارِ، ويقال: لَوى عنه عِذارَه: أي عَصَاه وخَلَع عِذَارَه؛ أي خرج من الطَّاعَة وهو خَلِيعُ العِذارِ: أي مُنْهَمِك في الغَىّ كالفَرس الذي لا لجام على رأسه يَعِير على وَجْهِه.
- في حديث ابن عمر رضي الله عنه: "أَنّه كَرِه السُّلْتَ الذي يُزرَع بالعَذِرَة"
يَعنِى ما يُثْفِلُه الإنسان، وأَعذَره: إذا تغوَّط، وعَذِرةُ الدَّار: فِناؤُها؛ لأنّ العَذِرةَ كانت تُلْقَى بها، والجمع عَذِر كنَبِقَة ونَبِقٍ.
- قوله تبارك وتعالى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
: أي أَرخَى سُتورَه ليُخفِى عَملَه. والمِعْذار: السِّتر بلُغَة أَهلِ اليمن.
وقيل: ولو أَدلى بكل حُجَّة عِنْدَه. وقيل: المِعْذَار بمعنى العُذْر.
- في الحديث: "أنه كان يَتعذَّر في مَرَضِه"
التَّعَذّر: يَجرِى مَجرى التَّمنُّع والتَّعسُّر، وتعذَّر عليه الأمر: تَعسَّر وصَعُب.
- في حديث ابنِ عُمَر رضي الله عنهما: "إذا وُضِعَت المائدة فَليأكُل الرّجلُ ممَّا عِنده، ولا يَرفع يَدَه وإن شَبِع، وليُعْذِر؛ فإنَّ ذلك يُخْجِل جَليسَه"
الإعْذار: المُبالَغة في الأَمْر، والتَّعْذِيرُ: التَّقْصِير: أي يُبالِغ في الأَكْل، كما في الحَديث الآخر: "إنه كَانَ إذا أَكَلَ مع قومٍ. كان آخِرَهم أَكْلاً"
والعُذْر: السَّعَةُ، وأَعَذَر، وعَذَر: صارَ ذا عَيْب وفَسادٍ بحَيث يكون بمن يَلُومُه العُذرُ.
وقال الخَطَّابىّ: أَعذَر: أي بَلَغ به أَقصى العُذْر، ولهذا قيل: أَعْذَر مَنْ أَنْذَر: أي جَاءَ بالعُذْر، وأَعْذَرت عليه عِند القَاضى: بلَغْتُ به أَقصَى العُذْر.
قال الجَبَّان: العَاذِرُ: عِرقُ الاسْتِحاضَة، والعَاذِرَة: المَرأَة المُسْتَحاضَة، وقيل: إنّها أُقِيمت مُقامَ المَفْعُول؛ لأنّها تُعْذَر في تَركِ الغُسْل والصَّلاة، كذا ذكره بالرَّاء، والمَحفُوظ العاذِل بالَّلام، ولم يُورِدْه في الَّلام.
- وفيه: "اليَهَودُ أَنتَن خَلْقِ الله عَذِرة"
العَذِرةُ: فِناءُ الدَّارِ وناَحِيَتُها.
العذر: ما يتعذر عليه المعنى على موجب الشرع إلا بتحمل ضرر زائد.
عذر: {المعذرون}: المقصرون يوهمون أن لهم عذرا. {معاذيره}: ما اعتذر به.
(عذر) فلَان عذرا كثرت ذنُوبه وعيوبه وَفُلَانًا فِيمَا صنع عذرا ومعذرة رفع عَنهُ اللوم فِيهِ والغلام وَالْجَارِيَة عذرا ختنهما والعاذور فلَانا أَصَابَهُ فَهُوَ مَعْذُور وَالْفرس عذرا ألْجمهُ
عذر وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ لقوم وَهُوَ يعاتبهم: مالكم لَا تُنَظِّفون عَذِراتكم. قَالَ الْأَصْمَعِي: العَذِرة أَصْلهَا فِناء الدَّار وإيّاها أَرَادَ عليّ. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَإِنَّمَا سميت عَذِرة النَّاس بِهَذَا لِأَنَّهَا كانتْ تُلقَى بالأفِنية فكُنِي عَنْهَا باسم الفِناء كَمَا كني بالغائط أَيْضا وَإِنَّمَا الْغَائِط الأَرْض المطمئنة فَكَانَ أحدهم يقْضِي حَاجته هُنَاكَ فَسُمي بهَا قَالَ الحطيئة يذكر الْعذرَة إِنَّهَا الفناء: [الطَّوِيل]

لعمري لقد جرّبتُكم فوجدتُكم ... قِباحَ الوجوهِ سيِّئي العَذِراتِ ... يُرِيد الأفنية لِأَنَّهَا لَيست بنظيفة وَهَذَا مِمَّا يبين لَك أصل الْعذرَة مَا هِيَ. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أنّه وكّلَ عبدَ الله ابْن جَعْفَر بِالْخُصُومَةِ وَقَالَ: إِن للخصومة قُحما. قَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي: القحم المهالك
عذر وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام / لَا يهْلك 15 / ب الناسُ حَتَّى يُعْذِروا من أنفسهم. قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: يَقُول: حَتَّى تكْثر ذنوبهم وعيوبهم وَفِيه لُغَتَانِ: يُقَال: أعذر الرجل إعذارا - إِذا صَار ذَا عيب وَفَسَاد وَكَانَ بَعضهم يَقُول: عذَر يعذِر - بِمَعْنَاهُ وَلم يعرفهُ الْأَصْمَعِي. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أَدْرِي هَذَا أَخذ إِلَّا من الْعذر بِمَعْنى أَن يُعذِروا من أنفسهم فيستوجبوا الْعقُوبَة فَيكون لمن يعذبهم الْعذر فِي ذَلِك وَهُوَ كالحديث الآخر: لن يَهْلِكَ على اللَّه إِلَّا هَالك وَمِنْه قَول الأخطل: [الطَّوِيل] فَاِنْ تَكُ حربُ ابنَيْ نِزارٍ تواضعت ... فقد عَذَرَتْنَا فِي كلاب وَفِي كعبِ

ويروى: أعذرتنا - أَي جعلت لنا عُذراً فِيمَا صنعناه وَمِنْه قَول النَّاس: من يَعذِرني من فلَان. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمِنْه قَوْله: [الهزج]

عَذِيرَ الحَيَّ من عَدوَا ... نَ كَانُوا حَيَّة الأَرْض

وَمِنْه: [الوافر]

عَذِيرَكَ من خَلِيلك من مُرَاد قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَيُقَال فِي غير هَذَا الْكَلَام لِمَعْنى أعذرت فِي طلب الْحَاجة إِذا بالغت فِيهَا وعَذَّرْت إِذا لم تبالغ. وعَذَرت الغلامَ وأعذرته لُغَتَانِ ومعناهما الْخِتَان. وعذرته إِذا كَانَت بِهِ العُذْرة وَهِي وجع فِي الْحلق فغمزته.

عذر


عَذَرَ(n. ac. عَذْر
عُذْر
عُذُر
مَعْذِرَة
مَعْذُرَة)
a. [acc. & 'Ala], Excused for; exculpated, exonerated from.
b.(n. ac. عَذْر
عُذْر), Was guilty; was vicious; was faulty.
c.(n. ac. عَذْر), Cut off; circumcised; cauterized.
d.
(n. ac.
عَذْر), Bound, fastened on (bridle).
e. [acc. & 'Ala], Helped, aided against.
f. [pass.], Had inflammation of the throat.
عَذَّرَa. Made idle excuses; was remiss, wanting.
b. [Fī], Was at fault in.
c. Had downy cheeks.
d. Razed, effaced the traces of (house).
e. Besmeared, soiled, sullied, defiled, polluted.
f. Prepared a feast.

عَاْذَرَa. see II (a)
أَعْذَرَa. see I (a) (c) & II (b), (
f ).
e. Made excuses; got himself excused.
f. Bridled (horse).
g. [Fī], Marked, bruised.
h. Voided excrement.

تَعَذَّرَa. see VIII (a) (d).
c. ['Ala], Was difficult, too hard.
d. Fled.

إِعْتَذَرَa. Excused himself; apologized.
b. Was excusable, pardonable.
c. Complained.
d. Was effaced.

إِسْتَعْذَرَa. Asked pardon; apologized.

عِذْرَة
(pl.
عِذَر)
a. Excuse, pretext, plea.

عُذْر
(pl.
أَعْذَاْر)
a. Excuse; apology.
b. Virginity, maidenhead, hymen.

عُذْرَة
(pl.
عُذَر)
a. Tuft of hair; forelock.
b. Circumcision.
c. see 3 & 22ya
عُذْرَىa. Excuse.

عَذِرَة
( pl.
reg. )
a. Human excrement.

عُذُرa. see 3 (a)
مَعْذَرَة
مَعْذِرَة
18t
مَعْذُرَة
(pl.
مَعَاْذِرُ)
a. Excuse.

عَاْذِرa. see 25 (a)
عَذَاْرَىa. Adara: 5 stars below Sirius.

عِذَاْر
(pl.
عُذُر)
a. Cheek.
b. Down.
c. Cheek-strap; halter.
d. Shame.
e. Resistance, refusal.

عَذِيْر
(pl.
عُذُر)
a. Excuser; apologist; defender, advocate
pleader.
b. Feast, entertainment.

عَذِيْرَةa. Good-naturedness, forbearance, placability.

عَاْذُوْر
(pl.
عَوَاْذِيْرُ)
a. Pain or inflammation in the throat; quinsy.
b. Brand, mark.

عَذْرَآءُ
(pl.
عَذَاْر a. yaعَذَاْرِيّ), Virgin, maid, maidenhead.
b. Unbored pearl.
c. Instrument of torture.
d. Untrodden sand.

مِعْذَاْر
(pl.
مَعَاْذِيْرُ)
a. see 17t
N. P.
عَذڤرَa. Excused; excusable.
b. Circumcised.
c. One having the quinsy.

N. Ac.
أَعْذَرَa. see 25 (b)
N. Ac.
تَعَذَّرَa. Difficulty, impossibility, impracticability
infeasibility.

N. Ac.
إِعْتَذَرَa. see 2t
خَلَغَ العِذَار
a. He threw off all restraint, was shameless
brazen.
عذر
العُذْرُ: تحرّي الإنسان ما يمحو به ذنوبه.
ويقال: عُذْرٌ وعُذُرٌ، وذلك على ثلاثة أضرب:
إمّا أن يقول: لم أفعل، أو يقول: فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا، أو يقول: فعلت ولا أعود، ونحو ذلك من المقال. وهذا الثالث هو التّوبة، فكلّ توبة عُذْرٌ وليس كلُّ عُذْرٍ توبةً، واعْتذَرْتُ إليه: أتيت بِعُذْرٍ، وعَذَرْتُهُ:
قَبِلْتُ عُذْرَهُ. قال تعالى: يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا
[التوبة/ 94] ، والمُعْذِرُ: من يرى أنّ له عُذْراً ولا عُذْرَ له. قال تعالى: وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ
[التوبة/ 90] ، وقرئ (المُعْذِرُونَ) أي: الذين يأتون بالعُذْرِ. قال ابن عباس: لعن الله المُعَذِّرِينَ ورحم المُعَذِّرِينَ ، وقوله: قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ
[الأعراف/ 164] ، فهو مصدر عَذَرْتُ، كأنه قيل: أطلب منه أن يَعْذُرَنِي، وأَعْذَرَ: أتى بما صار به مَعْذُوراً، وقيل: أَعْذَرَ من أنذر : أتى بما صار به مَعْذُوراً، قال بعضهم: أصل العُذْرِ من العَذِرَةِ وهو الشيء النجس ، ومنه سمّي القُلْفَةُ العُذْرَةُ، فقيل: عَذَرْتُ الصّبيَّ: إذا طهّرته وأزلت عُذْرَتَهُ، وكذا عَذَرْتُ فلاناً: أزلت نجاسة ذنبه بالعفو عنه، كقولك: غفرت له، أي: سترت ذنبه، وسمّي جلدة البكارة عُذْرَةً تشبيها بِعُذْرَتِهَا التي هي القُلْفَةُ، فقيل: عَذَرْتُهَا، أي:
افْتَضَضْتُهَا، وقيل للعارض في حلق الصّبيّ عُذْرَةً، فقيل: عُذِرَ الصّبيُّ إذا أصابه ذلك، قال الشاعر:
غمز الطّبيب نغانغ المَعْذُورِ
ويقال: اعْتَذَرَتِ المياهُ: انقطعت، واعْتَذَرَتِ المنازلُ: درست، على طريق التّشبيه بِالمُعْتَذِرِ الذي يندرس ذنبه لوضوح عُذْرِهِ، والعَاذِرَةُ قيل:
المستحاضة ، والعَذَوَّرُ: السّيّئُ الخُلُقِ اعتبارا بِالعَذِرَةِ، أي: النّجاسة، وأصل العَذِرَةِ: فناءُ الدّارِ، وسمّي ما يلقى فيه باسمها.
ع ذ ر

" قد أعذر من أنذر " أي بالغ في العذر أي في كونه معذوراً، وأعذر فلان، وما عذّر، ويقال: من عذيري من فلان وعذيرك من فلان. قال عمرو بن معدي كرب:

أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد

ومعناه هلّم من يعذرك منه إن أوقعت به يعني أنه أهل للإيقاع به فإن أوقعت به كنت معذوراً. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام " لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم " واستعذر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من عبد الله بن أبيّ أي قال: " عذيري من عبد الله وطلب من الناس العذر إن بطش به ". ويقال للمفرط في الإعلام بالأمر: والله ما استعذرت إليّ، وما استنذرت إليّ؛ أي لم تقدم الإعذار ولا الإنذار. وفلان ألقى معاذيره. وهذه درّة عذراء: للتي لم تثقب، ورملة عذراء: للتي لم توطأ. قال الأعشى:

تستر عذراء بحرية ... وتبرز كالظبي تمثالها

وطالت عذرة الفرس وهي شعر ناصيته، وأعذر الفرس: جعل له عذاراً. وعذره: وضعه عليه. وهو طويل المعذر وهو موضع العذار. وخلع فلان عذاره ومعذره إذا تشاطر. ولوى عذاره عنه إذا عصاه. وفلان شديد العذار ومستمر العذار يراد شدة العزيمة. وقال أبو ذؤيب:

فإني إذا ما خلة رث وصلها ... وجدت بصرم واستمر عذارها

وكتب عبد الملك إلى الحجاج: إني قد استعملتك على العراقين صدمةً فاخرج إليهما كميش الإزار شديد العذار: أراد معتزماً ماضياً غير منثن.

ومن المستعار: وصلوا إلى عذار الرمل وهو حبل مستطيل منه. وغرسوا عذاراً من النخل وهو السطر المتّسق منه. وأخذوا عذارى الطريق وهما جانباه، وعذاري الوادي وهما عدوتاه. وقال ذو الرمة:

وإن تعتذر بالمحل من ذي ضروعها ... إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي

" وهو أبو عذرها " لأول من افتضها ثم قيل: هو أبو عذر هذا الكلام. وعذر الصبي: طهر. وولد رسول الله معذوراً مسروراً. وكنا في إعذار فلان وفي عذيرته وهو طعام الختان. وبريء الجرح فما بقي له عاذر أي أثر. وأعذر الرجل إذا أبدى: من العذرة وأصلها: الفناء. " ما لكم لا تنظفون عذراتكم ". " واليهود أنتن خلق الله عذرةً ". وبات فلان عذوراً على قومه حتى قاموا على الضيف. قال:

إذا نزل الأضياف بات عذوراً ... على الحيّ حتى تستقل مراجله

وهو المسيء خلقه المتفاحش عليهم من العذرة
ع ذ ر: (اعْتَذَرَ) مِنَ الذَّنْبِ. وَاعْتَذَرَ أَيْضًا بِمَعْنَى (أَعْذَرَ) أَيْ صَارَ ذَا (عُذْرٍ) . وَ (الِاعْتِذَارُ) أَيْضًا الِاقْتِضَاضُ. وَ (الْعُذْرَةُ) بِوَزْنِ الْعُسْرَةِ الْبَكَارَةُ. وَ (الْعَذْرَاءُ) بِالْمَدِّ الْبِكْرُ وَالْجَمْعُ (الْعَذَارَى) بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا. وَ (الْعَذْرَاوَاتُ) أَيْضًا كَمَا مَرَّ فِي الصَّحْرَاءِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ أَبُو (عُذْرِهَا) أَيْ مُقْتَضُّهَا. وَ (الْعَذِرَةُ) فَنَاءُ الدَّارِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ الْعَذِرَةَ كَانَتْ تُلْقَى فِي الْأَفْنِيَةِ. وَ (عَذَرَهُ) فِي فِعْلِهِ يَعْذِرُهُ بِالْكَسْرِ (عُذْرًا) ، وَالِاسْمُ (الْمَعْذِرَةُ) بِوَزْنِ الْمَغْفِرَةِ، وَ (الْعُذْرَى) بِوَزْنِ الْبُشْرَى، وَ (الْعِذْرَةُ) بِوَزْنِ الْعِبْرَةِ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} [القيامة: 15] أَيْ وَلَوْ جَادَلَ عَنْ نَفْسِهِ. وَ (عِذَارُ) الدَّابَّةِ جَمْعُهُ (عُذُرٌ) بِضَمَّتَيْنِ. وَ (عِذَارُ) الرَّجُلِ شَعْرُهُ النَّابِتُ فِي مَوْضِعِ الْعِذَارِ. وَيُقَالُ لِلْمُنْهَمِكِ فِي الْغَيِّ: خَلَعَ عِذَارَهُ. وَ (عَذَرَ) الرَّجُلُ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَنَصَرَ كَثُرَتْ عُيُوبُهُ. وَ (أَعْذَرَ) أَيْضًا. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ» أَيْ تَكْثُرُ ذُنُوبُهُمْ وَعُيُوبُهُمْ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَلَا أَرَاهُ إِلَّا مِنَ الْعُذْرِ أَيْ يَسْتَوْجِبُونَ الْعُقُوبَةَ
فَيَكُونُ لِمَنْ يُعَذِّبُهُمُ (الْعُذْرُ) . وَأَعْذَرَ أَيْضًا صَارَ ذَا عُذْرٍ. وَفِي الْمَثَلِ: أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَعْذَرَهُ بِمَعْنَى عَذَرَهُ. وَ (تَعَذَّرَ) عَلَيْهِ الْأَمْرُ تَعَسَّرَ. وَتَعَذَّرَ أَيْضًا أَيِ اعْتَذَرَ وَاحْتَجَّ لِنَفْسِهِ. {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ} [التوبة: 90] يَقْرَأُ مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا. (فَالْمُعَذِّرُ) بِالتَّشْدِيدِ قَدْ يَكُونُ مُحِقًّا وَقَدْ يَكُونُ غَيْرَ مُحِقٍّ: فَالْمُحِقُّ هُوَ فِي الْمَعْنَى الْمُعْتَذِرُ لِأَنَّ لَهُ عُذْرًا وَلَكِنَّ التَّاءَ قُلِبَتْ ذَالًا وَأُدْغِمَتْ فِي الذَّالِ وَنُقِلَتْ حَرَكَتُهَا إِلَى الْعَيْنِ كَمَا قُرِئَ يَخَصِّمُونَ بِفَتْحِ الْخَاءِ. وَأَمَّا الَّذِي لَيْسَ بِمُحِقٍّ فَهُوَ (الْمُعَذِّرُ) عَلَى جِهَةِ الْمُفَعِّلِ لِأَنَّهُ الْمُمَرِّضُ وَالْمُقَصِّرُ يَعْتَذِرُ بِغَيْرِ عُذْرٍ. وَقَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «وَجَاءَ الْمُعْذِرُونَ» بِالتَّخْفِيفِ مِنْ أَعْذَرَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَهَكَذَا أُنْزِلَتْ. وَكَانَ يَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ الْمُعَذِّرِينَ. كَأَنَّ عِنْدَهُ أَنَّ الْمُعَذِّرَ بِالتَّشْدِيدِ هُوَ الْمُظْهِرُ لِلْعُذْرِ اعْتِلَالًا مِنْ غَيْرِ حَقِيقَةٍ وَالْمُعْذِرُ بِالتَّخْفِيفِ الَّذِي لَهُ عُذْرٌ. 
عذر: عَذرتُه عُذْراً وعُذُراً وعِذْرَةً ومَعذِرَةً وعُذْرى؛ وأعْذَرْتُه: جَميعاً في معنىً. واعْتذَرَ وتعَذرَ: سَوَاء. والمِعْذَارُ: الاسمُ من العذر. والجميع: المَعَاذِيْر.
وعَذَرْتُه من فُلانٍ: أي لُمتُ فلاناً ولم ألمهُ، وهو العَذِيْرُ؛ تقول: مَنْ عَذِيْري من فلان: أي مَنْ يَعْذِرُني منه. ويقول الرجُلُ للآخَر: ألا تعذِرُني من فلان، وإنما هو شَيء؛ يَتَقَدًم به إِليه، أي إنه يَظْلمُني، وإنما يَسْتَعْذِرُ مَخَافَةَ المَلامَة.
وعَذِيْرَكَ من فلان: أي هاتِ مَنْ يَعذِرُكَ منه. وعَذِيْرُ الرًجُل: ما يَرومُ مما يُعْذَر عليه. وهو حَالُه أيضاً. والجَميعُ: العُذُرُ. وما عِندَه عَذِيْرَةٌ ولا غَفِيْرَةٌ: أي لا يَعذِرُ ولا يَغْفِر. وأعذَرَ: أتى بما يُعْذَرُ عليه.
وعَذَرَ الرجُلُ وأعْذَرَ: كَثُرَتْ عُيُوبُه، وفي الحديث: " لَنْ يَهْلِكَ الناسُ حتى يَعْذِروا من أنفسهم " ويُعْذِرُوا، على اللُغَتَيْن جميعاً. وعذرْتُ فيه: قَصَّرْت. وأعْذَرْتُ: بَالَغْت.
وتَعذًرَ عَلَيَ: الْتَوَى. والعِذَار: عِذَارُ اللَجَام. وما كانَ على الخدَيْنِ من كَيٍّ أو كَدْحٍ طُولاً. والسطْرُ من النَخْل. وما يُرْفَعُ حول الدَبْرَة من الكَلأ.
وأعْذَرت الفَرَسَ واللَجَام: جَعَلْتَ له عِذاراً. ومَوْضِعُه: المُعَذَّرُ. وعَذَرْتُه بالعِذارِ عذْراً؛ وعَذرْتُه أيضاً: ألْجَمْتَه.
ولَوَى عِذارَه عنه: عَصاه. وهو شَدِيد العِذارِ ومُسْتَمِر العِذار: وذلك إذا عَزَمَ على الشًيْء. وخَلَعَ عِذارَه: انْهَمَكَ في الغَيَ.
والعِذَارُ والإعْذ ارُ والعَذِيْرَةُ: طَعَام الخِتَان. وقد عَذرْتُ: اتَّخَذْتَ عِذاراً. وعَذَرْتُ الصَبي وأعْذَرْتُه: خَتَنْتَه. وأصْلُ العَذْرِ: القَطْعُ.
وحِمَارٌ عَذور: واسِعُ الجَوْفِ شَديدُ العِضَاض. والعَذوَرُ: السَّيئَُ الخُلُق. والعُذْرَةُ: عُذْرَةُ الجارِيَة. وداءٌ يأخُذُ في الحَلْق، والرّجلُ مَعْذُوْرٌ. ونَجْمٌ إذا طَلَعَ فالحَر يَشْتَدُ. وخُصْلَةٌ من الشعَر. وعَذَرَ المرأةَ وأعْذَرَها: ذَهَبَ بعُذْرَتِها. وهو أبُو عُذْرِها.
والعذِرَةُ: ما يخرُجُ من البر والطعام مثْل الحُفَالَة إلا أنًه أرْدَأ منها. وفِنَاءُ الدار.
والعَاذرُ والعاذرةُ والعذرَةُ: الحَدث. وقد أعذر. أي أحدَثَ.
والعَذِرَةُ والعَاذِرُ: الأثَر ودار عَذِرَة: كثيرةُ العواذِر: أي الآثار. وأعذرتُها وأعذرتُ فيها: أي أثرْتَ. وعَذرتُها: طمست آثارَها.
والعاذِرُ: الميسمُ أيضاً، والجميعُ العَواذِر. وأعذرت: وَسَمْتَ. والعاذِرُ: أثَرُ الجُرْح.
وبه عَاذر من وَجَع: أي أمْر يُعَذرُه. واعتَذَرَتِ الآثارُ وتعذرَت: درَست. ويُقال: هذا المَحل معتذِرٌ من فلانٍ ومُتَعذر: أي لم ينزِلْ به قَط. وضرَبَه حتى أعذَرَ مَتْنَه: أي أثقله بالضرب واشْتَفى منه. وأعذِرَ منه: أصابَه جِراح يُخاف عليه منه.
ولقيْتُ منه عاذوْراً: أي شراً وشدةً. واعْتذر: شَكَا. والعذْرُ: النجْح.
والاعْتِذَارُ: أنْ ترْخِيَ للعِمامَةِ عَذَبَتَينِ من خلْف، وأراه مأخًوذاً من العُذْرَة: وهي السُّوْمَةُ تُعْقَدُ في ناصِية الفُرَس السابِقِ من العِهْن، يُقال: عذرْتُ الفَرَسَ. والعذِيْرَةُ من الشعَر: مِثْل الغَدِيْرَة. والعذْراءُ: جامِعَة تُوْضَعُ في العُنُق عند التعْذيب. وعذْراءُ: أرضٌ بناحِيَةِ دِمَشق.
ع ذ ر : عَذَرْتُهُ فِيمَا صَنَعَ عَذْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ رَفَعْتُ عَنْهُ اللَّوْمَ فَهُوَ مَعْذُورٌ أَيْ غَيْرُ مَلُومٍ وَالِاسْمُ الْعُذْرُ وَتُضَمُّ الذَّالُ لِلِاتِّبَاعِ وَتُسَكَّنُ وَالْجَمْعُ أَعْذَارٌ وَالْمَعْذِرَةُ وَالْعُذْرَى بِمَعْنَى الْعُذْرِ وَأَعْذَرْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَاعْتَذَرَ إلَيَّ طَلَبَ قَبُولَ مَعْذِرَتِهِ وَاعْتَذَرَ عَنْ فِعْلِهِ أَظْهَرَ عُذْرَهُ وَالْمُعْتَذِرُ يَكُونُ مُحِقًّا وَغَيْرَ مُحِقٍّ وَاعْتَذَرْتُ مِنْهُ بِمَعْنَى شَكَوْتُهُ وَعَذَرَ الرَّجُلُ وَأَعْذَرَ صَارَ ذَا عَيْبٍ وَفَسَادٍ.
وَفِي حَدِيثٍ «لَنْ يَهْلِكَ قَوْمٌ حَتَّى يُعْذِرُوا مِنْ
أَنْفُسِهِمْ» أَيْ حَتَّى تَكْثُرَ ذُنُوبُهُمْ وَعُيُوبُهُمْ وَأَعْذَرَ فِي الْأَمْرِ بَالَغَ فِيهِ وَفِي الْمَثَلِ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ يُقَالُ ذَلِكَ لِمَنْ يُحَذَّرُ أَمْرًا يُخَافُ سَوَاءٌ حَذِرَ أَوْ لَمْ يَحْذَرْ.

وَقَوْلُهُمْ مَنْ عَذِيرِي مِنْ فُلَانٍ وَمَنْ يَعْذُرُنِي مِنْهُ أَيْ مَنْ يَلُومُهُ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنْحِي بِاللَّائِمَةِ عَلَيْهِ وَيَعْذُرُنِي فِي أَمْرِهِ وَلَا يَلُومُنِي عَلَيْهِ وَقِيلَ مَعْنَاهُ مَنْ يَقُومُ بِعُذْرِي إذَا جَازَيْتُهُ بِصُنْعِهِ وَلَا يَلُومُنِي عَلَى مَا أَفْعَلُهُ بِهِ وَقِيلَ عَذِيرٌ بِمَعْنَى نَصِيرٍ أَيْ مَنْ يَنْصُرَنِي فَيُقَالُ عَذَرْتُهُ إذَا نَصَرْتُهُ وَعَذَرَ فِي الْأَمْرِ تَعْذِيرًا إذَا قَصَّرَ وَلَمْ يَجْتَهِدْ.

وَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْأَمْرُ بِمَعْنَى تَعَسَّرَ.

وَعَذَرْتُ الْغُلَامَ وَالْجَارِيَةَ عَذْرًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا خَتَنْتُهُ فَهُوَ مَعْذُورٌ وَأَعْذَرْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَعُذْرَةُ الْجَارِيَةِ بَكَارَتُهَا وَالْجَمْعُ عُذَرٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَامْرَأَةٌ عَذْرَاءُ مِثَالُ حَمْرَاءَ أَيْ ذَاتُ عُذْرَةٍ وَجَمْعُهَا عَذَارَى بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِهَا.

وَعِذَارُ الدَّابَّةِ السَّيْرُ الَّذِي عَلَى خَدِّهَا مِنْ اللِّجَامِ وَيُطْلَقُ الْعِذَارُ عَلَى الرَّسَنِ وَالْجَمْعُ عُذُرٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ وَعَذَرْتُ الْفَرَسَ عَذْرًا مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَقَتَلَ جَعَلْتُ لَهُ عِذَارًا وَأَعْذَرْتُهُ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ.

وَعِذَارُ اللِّحْيَةِ الشَّعْرُ النَّازِلُ عَلَى اللَّحْيَيْنِ.

وَالْعَذِرَةُ وِزَانُ كَلِمَةِ الْخَرْءُ وَلَا يُعْرَفُ تَخْفِيفُهَا وَتُطْلَقُ الْعَذِرَةُ عَلَى فِنَاءِ الدَّارِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُلْقُونَ الْخَرْءَ فِيهِ فَهُوَ مَجَازٌ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الظَّرْفِ بِاسْمِ الْمَظْرُوفِ وَالْجَمْعُ عَذِرَاتٌ وَالْإِعْذَارُ طَعَامٌ يُتَّخَذُ لِسُرُورٍ حَادِثٍ وَيُقَالُ هُوَ طَعَامُ الْخِتَانِ خَاصَّةً وَهُوَ مَصْدَرٌ سُمِّيَ بِهِ يُقَالُ أَعْذَرَ إعْذَارًا إذَا صَنَعَ ذَلِكَ الطَّعَامَ وَالْعَاذِرُ الْعِرْقُ الَّذِي يَسِيلُ مِنْهُ دَمُ الِاسْتِحَاضَةِ وَامْرَأَةٌ مَعْذُورَةٌ وَقَدْ يُقَالُ عَاذِرَةٌ أَيْ ذَاتُ عُذْرٍ مِنْ ذَلِكَ أَوْ مِنْ التَّخَلُّفِ عَنْ الْجَمَاعَةِ وَنَحْوِهَا. 
باب العين والذال والرّاء معهما ع ذ ر، ذ ع ر، ذ ر ع مستعملات

عذر: عَذَرْتُه عَذْراً ومَعْذِرَةً. والعُذْرُ اسمٌ، عذرته بما صنع عَذْراً ومَعْذِرة وعَذَرْتُه من فلانٍ، أي: لُمْتُ فلاناً ولم أَلُمْهُ. قال :

يا قوم من يعذر من عجرد ... القاتل النفس على الدانق

وعذيرُ الرّجل ما يروم ويحاول مما يعذر عليه إذا فعله. قال العجاج :

جاريَ لا تَسْتَنكري عَذيري

ثم فسّره فقال:

سَعْيي وإشفاقي على بعيري

وعَذِيري من فلان، أي من يَعْذِرُني منه. قال :

عَذيرَكَ من سعيدٍ كلّ يوم ... يُفجّعنا بفُرْقته سعيد أي: أعذر من سعيد. واعتذر فلانٌ اعتذاراً وعِذرةً. قال :

ها إن تا عِذْرةٌ.

واعتذر من ذنبه فَعَذَرْته. وأعْذَرَ فلان، أي: أبلى عذراً فلا يلام. واعتذر إذا بالغ فيه. وعذر الرجل تعذيرا إذا لم يبالغ في الأمر وهو يريك أنّه يبالغ فيه. وأهلُ العربية يقولون: المُعْذِرُونَ الّذين لهم عُذْر بالتخفيف، وبالتثقيل الذين لا عُذْرَ لهم فتكلّفوا عُذْراً. وتعذّر الأمرُ إذا لم يستقمْ. قال :

............. تعذّرت ... عليّ وآلتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ

وأَعْذَرَ إذا كثُرَتْ ذنوبُه وعيوبُه . والعِذارُ عَذار اللّجام، عَذَرْتُ الفرسَ، أي: ألجمتُه أَعذِره. وعذَّرته تعذيراً، يقال: عَذِّرْ فرسَك يا هذا. وعذَّرْتُ اللّجامَ جعلتُ له عِذاراً. وما كان على الخدّين من كيّ أو كّدْحٍ طولاً فهو عِذارٌ. والإِعذار: طعام الختان. والعِذارُ طعامٌ تدعو إليه إخوانك لشيء تستفيده، أو لحدَثٍ كالخِتانِ ونحوه سوى العُرس. أعذرتُ الغلام ختنته. قال :

تلوية الخاتن زب المعذر

والمعذور مثله . وحمارٌ عَذَوَّرٌ. أي: واسعُ الجوف. قال يصف الملك أنه واسع عريض :

وحاز لنا اللهُ النبوّة والهدى ... فأعطى به عزا وملكا عذورا

والعُذْرة عُذْرة الجارية العذراء وهي التي لم يَمْسَسْها رجل. والعُذْرَة داء يأخذ في الحلق. قال :

غَمْزَ الطبيب نغانِغَ المَعْذور

والعُذْرةُ نجمٌ إذا طلع اشتدّ الحرّ. قال الساجع: إذا طلعتِ العُذْرةُ لم تبق بعمان سرّة وكانت عكّة نكرة. والعُذْرةُ: الخُصْلَةُ من عرف الفرس أو ناصيته، والجميع العُذَر. قال ينعت فرساً :

سَبِط العُذْرةِ ميّاح الحضر

ويروى: مياع. والعذراء: شيء من حديد يعذّب به الإنسان لاستخراج مالٍ أو لإقرارِ بشيء. والعَذِرةُ: البَدَا، أعذر الرّجلُ إذا بدا وأحدث من الغائط. وأصل العَذِرَةُ فِناءُ الدار ثم كنّوا عنها باسم الفِناء، كما كُنِّيَ بالغائط، وإنّما أصل الغائط المطمئنّ من الأرض. قال :

لعمري لقد جرَّبتكم فوجّدْتكم ... قباحَ الوجوهِ سيِّئي العَذِرات

يريد الأفنية، أنّها ليست بنظيفة. والعاذرُ والعَذِرَةُ هما البَدَا أيضاً، وهو حَدَثه. قال بشار يهجو الطرماح:

فقلت له لا دهل ملقمل بعد ما ... ملا ينفق التّبان منه بعاذر

يقول: خاف المهجُوُّ من الجمل فكلَّمَهُ الهاجي بكلام الأنباط. قوله: لا دهل، أي لا تَخَفْ بالنبطية، والقمل: الجمل. ومُعَذَّرُ الجمل ما تحت العِذار من الأذنين. ومَعْذِرُهُ ومَعْذَرَهُ، كما تقول: مَرْسِنُهُ ومَرْسَنَهُ .

ذعر: ذُعِرَ الرّجُلُ فهو مذعور منذعر، أي: أخيف. والذُّعْرُ: الفَزَع، وهو الاسم. وانْذَعَرَ القومُ تفرقوا.

ذرع: الذِّراعُ من طَرَف المِرْفَق إلى طرف الإِصْبَع الوُسْطَى. ذَرَعْتُ الثوب أذْرَعُ ذَرْعاً بالذِّراع والذِّراعُ السّاعد كلّه، وهو الاسم. والرّجُلُ ذارِعٌ. والثَّوبُ مذروعٌ. وذرعتُ الحائط ونحوه. قال :

فلمّا ذَرَعْنا الأرضَ تسعين غلوة............... ....

والمُذَرَّع: الممسوح بالأذْرع. ومنهم من يؤنّث الذِّراع، ومنهم من يذكّر، ويصغّرونه على ذُرَيْع فقط . والرّجلُ يُذَرِّعُ في ساحته تذريعاً إذا اتّسع، وكذلك يتذرّع أي: يتوسع كيف شاء. وموتٌ ذريعٌ، أي: فاشٍ، إذا لم يتدافنوا، ولم أسمع له فِعْلاً. وذَرَعَهُ القَيْء، أي: غلبه. ومِذارِعُ الدّابّة قوائمها، ومَذارِعُ الأرض نواحيها. وثوب موشى المذراع. والذَّرَع ولدُ البقرة، بقرةٌ مُذْرِعٌ، وهنّ مُذْرِعاتٌ ومذاريع، أي: ذوات ذِرْعان. قال الأعشى :

كأنها بعد ما أفضى النِّجادُ بها ... بالشّيِّطَيْنِ مَهاةٌ تبتغي ذَرَعا

والذِّراعُ سِمَةُ بني ثعلبة من اليمن، وأناس من بني مالك بن سعد من أهل الرّمال. وذِراعُ العامل: صدر القناة. وأَذْرِعاتٌ: مكان تنسب إليه الخمور. والذَّريعةُ جملٌ يُخْتَلُ به الصّيدُ، يمشي الصّيادُ إلى جنبه فإذا أمكنه الصيدُ رمى وذلك [الجملُ] يسيّب أوّلاً مع الوحش حتى يأتلفا. والذريعةُ حلقةٌ يتعلّم عليها الرّمي. والذّريعةُ الوسيلةُ. والذِّراعُ من النّجوم، وتقول العرب: إذا طلع الذّراع أمرأَتِ الشّمسُ الكُراع. واشتدّ منها الشُّعاع. ويقال للثور مُذَرَّعٌ إذا كان في أكارعه لُمَعٌ سودٌ. قال ذو الرمة :

بها كل خوّارٍ إلى كلِّ صَعْلةٍ ... ضهول ورفض المذرعات القراهب

والمِذراع الذِّراع يُذْرَعُ به الأرض والثياب. ومَذارِعُ القرى: ما بَعُدَ من الأمصار. 
عذر: عذر: في مختارات من تاريخ العرب (ص525): لا تحاربه أعذر به. ويقول السيد غويه في شرحه أن عذر أو أعذر به تعني باللاتينية ما معناه: راقبه وأعرض عنه. وهذا مشكوك فيه فيما يبدو لي.
عَذر: عَذَّر نبت عذاره. وهو جانب لحيته (فوك). عَذَّر (بالتشديد): وبخَّ، أنب، عنف، وبخه أمام القضاء في جلسة سرية (بوشر).
عَذَّر: استصعب القرار. (فوك).
عاذر: نشر، بعث، أشع، طرد، أبعد، نفى، سيرَّ، فصل، عزل، فرق، هجر، أقلع عن، كف عن، تخلى عن. (فوك) ..
أعذر إلى فلان: نبه، حذر، أنذر، ويستعمل بخاصة في الكلام عن العدو وعن الثائر الذي يحذر ويهدد قبل محاربته وينذر ليستسلم. وأصل المعنى: اعتذر إليه قائلاً اعذرني إذا جاوزت الحد ولجأت إلى العنف فأنت الذي حملني على ذلك واضطرني اليه. انظر: (معجم البيان، ومعجم البلاذري. ومعجم الطرائف، ودي ساسي طرائف 2: 88). وفي حيان (ص89 د): وأرسل القائد احمد بن محمد رسله إلى مدينة لورقة متعذراً (معْذِراً) إلى الخبيث ديسم بن اسحق ثم سار إليه في التعبية يريد النزول ساحته (بساحته).
وفي أماري (ص202): وإن أبيتم ما عرضناه عليكم فقد أنذرناكم وأعذرناكم. وفي طرائف دي ساسي (2: 93): فانظر لنفسك فقد أعذرتك مرة بعد أخرى وأنذرتك.
أعذر: في مصطلح الفقه: أخطر وبلغ رسميا أي بلغه بالصورة الرسمية المعروفة أن عليه أن يفعل كذا وكذا.
وقد نشر السيد دي غويه في معجم الطرائف عبارة غريبة للمطرزي تقول: كان أبو يوسف رحمه الله يعمل بالأعذار، أي حسب تفسير دي غويه: اشتكى أحد على السلطان ورفض هذا أن يحضر إلى مجلس القضاء فإن القاضي يرسل إليه رسولاً يصيح أمام باب القصر أن القاضي يقول أجب. ويكرر هذا الكلام عدة أيام متوالية. فإذا أصر السلطان على عدم الحضور عين القاضي وكيلاً يدافع عنه. أنظر المقري (1: 556= محمد بن الحارث ص236).
ويقال أيضاً: أن القاضي اعذر إلى فلان في الشهود (المقري 1: 556) أي أخبره بأسماء الشهود الذين يشهدون عليه.
أعذر في الشهادات: أي أن القاضي يفحص بدقة ويرى إذا كان الشهود عدولاً تقبل شهادتهم.
(المقري 1: 558).
تعذَّر له وعنه: اعتذر. تنصل من الذنب واحتجّ لنفسه (فوك).
تعذَّر: بمعنى صعب وتعسَّر واستحال: انظر عنها: (عباء 1: 98 رقم 132، معجم الماوردي).
تعذَّر على فلان: في كتاب عبد الواحد (ص86): طلب نورة غير أنها تعذّرت عليه أي لم يتيسر له الحصول عليها.
تعذر: كان غير ذي نفع، كان غير صالح للاستعمال والاستخدام. ففي الأخبار: وكان على مروّضي خيل السلطان أن يستبدلوا ما تعذر منه.
تعذّر: من مصطلح البحرية، يقال: تعذَّرت بهم الريح، أي كانت الريح مضادة لهم (البيان 1: 57).
تعذّر من: تصعب، تعسرَّ. والمصدر تعذّر من: نفور، اشمئزاز، كراهية، وسواس. تشكك (بوشر).
متعذر الهمات: شديد القلق والهم (معجم مسلم). ولا أستطيع أن أوافق على النص الذي ورد فيه بعد ذلك (ص80). وربما كان صوابه: فتعذِّر عليه تقدُّم آماله فيه، وحينئذ يكون معنى الفعل هو المعنى المألوف أي صعب وتعسرَّ. تعذَّر: نبت عذاره وهو شعر الخد (فوك).
انعذر: خُتِن، أو أصابه العاذور وهو داء يأخذ في الحلق (فوك).
اعتذر، اعتذر إلى فلان: تبرأ، نفى التهمة عن نفسه، برأ نفسه، تنصل بما نسب اليه، وطلب إليه قبول معذرته. (كليلة ودمنة ص260).
اعتذر له عن: في رياض النفوس (ص54 و): قال الأمير لخادمه: لا أستطيع أن أقابلهم وأنا على هذه الحال ألا اعتذرت لهم عني فقال اعتذرت فلم يقبلوا عذري.
استعذر: اعتذر، برر نفسه (الكالا). وفي معجم فوك: استعذر له، وبه، وعنه: اعتذر له، واعتذر به، واعتذر عنه.
استعذر عن فلان: عذره وسامحه وقبل عذره (الكالا).
استعذر: رفض، أبى، أنكر. امتنع على (الكالا).
استعذر في معجم الكالا: ( achacar) ، مُسْتعْذّر: ( achacoso) . وقد فسر نبريجا هذا الفعل الأسباني بقوله: انتهز هذه الفرصة المناسبة، وفسر كلمة الوصف الأسبانية بقوله: عليل، مريض.
ويعني هذا الفعل في معجم فكتور: انتهز الفرصة، وأجبر، حتم، فرض. وأضاف، واتهم بكل مناسبة وموضوع. وفسر الوصف بقوله: من يجد عذارا لكل شيء، ومُسوس، متردد، متشكك، ومعتل، مسقام، معرض للمرض، وأليم، مؤلم، وفسر نونيز في معجمه هذا الفعل بقوله: عزالي، اسند لي: نسب إلى ارجع إلى، وأحال الشيء واسنده إلى ما يظن إنه سببه سواء كان فاعله أو ألته وسيلته. وفسر المصدر بقوله: معتل، مسقام، معرض للمرض. وعليل، عاجز، وغير صحي، مضر بالصحة. وسقيم، واهن الصحة وعليل طريح الفراش.
عذر: انظر عبارة حيان - بسام (3: 50و): التي تقول: وكان الفارس النورمندي يعذب أسيره المسلم بكل أصناف العذاب ليجبره على الإرشاد إلى المكان الذي أخفى فيه كنوزه حتى يبلغ نفسه عُذرها فيه. أي حتى يبلغ الأسير درجة يعذر فيها أمام المسلمين إذا ما كشف عن هذا المكان. ويقول بعد ذلك أن الأسير المسلم أسلم الروح دون أن يكشف عنه.
عذْر: سبب، علة، حجة، باعث (الكالا) يقال مثلاً: سبب يضطر الإمام على الانقطاع عن عمله.
(المقري 1: 938).
عُذر: ذنب، إثم، خطيئة، (الكالا).
عذر: لا أدري معنى عذري عن أو في التي وردت في طبعة بولاق للمقري (1: 942).
عُذر: حيض، طمث، عادة النساء الشهرية.
ويقال أيضاً: عذر النساء أي عادة النساء الشهرية. (بوشر).
عذرة، هو أبو عذرة الشيء (= أبو عُذُر): هو اول من يملكه أو يفعله (المقري 2: 99، وانظر إضافات) وأبو عذرة هو أصل الكلام لكنهم حذفوا التاء عند الإضافة استخفافاً. (محيط المحيط) عذريّ: الهواء (العشق) العذري: حب افلاطوني، حب شديد المثالية، حب عنيف.
(برتون 2: 94، محيط المحيط، المقري 2: 833) وقد أخطأ برتون في شرحه أصل هذه الكلمة فليس هو الحب الذي يعذر (من عذر بمعنى سامح) كما ظن. بل هو الحب عند قبيلة بني عذرة وقد اشتهرت بشدة العشق والعفة فيه. ولم يفهمه مترجم رحلة ابن بطوطة (1: 155، 2: 104) أيضاً.
عذري، وجمعها عذاري: غلام، صبي، مراهق. (بوشر مراكشية).
عِذار أو جمعها أعْذُر: لجام (فوك) وفي معجم الكالا المفرد عُذار.
عَذِير: تصحيف عذيرَ. انظر ديوان الهذليين (ص51، البيت الأول، ص114، البيت الثاني عشر، ص209 البيت الرابع والعشرون).
العنب العذاري: صنف من العنب ويسمى أطراف العذارى أو أصابع العذارى.
(معجم الادريسي، معجم الأسبانية ص2، 7 ابن العوام (: 646) أعذرُ: أتعهد بالمعذرة والمسامحة: ففي الأغاني (ص19): حين ثار أهل المدينة على الخليفة وأرادوا إخراج الوالي منها، قال لهم: ستغلبون وأعْذَرُ لكم ألا تُخْرجوا أميركم. وقد ترجمها كوز جارتن إلى اللاتينية بما معناه: أتعهد لكم بمعذرتكم ومسامحتكم إذا لم تخرجوني من المدينة.
أعذر اليد والرجل: أقطع اليد والرجل. (ابن بطوطة 2: 321).
معذور، وجمعها مَعاذر: أعمى. (فوك).
مَعْذُور: مجنون. (فوك).
[عذر] الاعْتِذارُ من الذنب. واعْتَذَرَ رجلٌ إلى إبراهيم النَخَعِيِّ ، فقال له: " قد عَذَرْتُكَ غيرَ مُعْتَذِرِ، إن المعاذير يشوبها الكذب ". واعتذر بمعنى أعذر، أي صار ذاعذر. قال لبيد : إلى الحول ثم اسمُ السلامِ عليكما * ومن يَبْكِ حولاً كاملاً فقد اعْتَذَرْ - والاعْتذارُ أيضاً: الدُروس. قال الشاعر : أم كنتَ تعرفُ آيات فقد جَعَلَتْ * أطلالُ إلفك بالوَدْكاء تَعْتَذِرُ - والاعْتذارُ: الاقتضاض . وقولهم: عَذيرَكَ من فلان، أي هَلُمَّ من يَعْذِرُكَ منه، بل يلومُه ولا يلومك. قال الشاعر: عَذيرَ الحَيِّ من عَدْوا * نَ كانوا حَيَّةَ الأرض - والعُذْرَةُ: وَجَعُ الحلق من الدم. وذلك الموضع أيضاً يسمَّى عُذْرَةً، وهو قريب من اللهاة. وعذرة الفرس: ما على المِنْسَج من الشَعر، والجمع عُذَرٌ. وقال الأصمعي: العُذْرَةُ: الخُصْلة من الشَعر. وأنشد لأبي النَّجم:

مَشى العَذارى الشُعْثِ ينفضن العذر * وعذرة: قبيلة من اليمن. والعذرة: كواكب في آخر المجرة خمسة. والعذرة: البكارة. والعَذْراء: البكر، والجمع العَذارى والعَذاري والعذراوات، كما قلنا في الصحارى. ويقال: فلان أبو عذرها، إذا كانَ هو الذي افْتَرَعَها وافْتَضَّها. وقولهم: ما أنتَ بذي عُذْر هذا الكلام، أي لستَ بأوّلِ من اقتضَبَه. والعَذِرَةُ: فِناءُ الدار، سمِّيت بذلك لأن العَذِرَةَ كانت تلقى في الأفنية. قال الحطيئةُ يهجو قومَه: لَعمري لقد جربتكم فوجدتكم * قباح الوجوه سيئ العذرات - أراد سيئين، فحذف النون للاضافة. ومدح في هذه القصيدة إبله فقال: مَهاريسُ يُروي رِسْلُها ضيفَ أهلِها * إذا النارُ أبدتْ أوجه الخَفِراتِ - فقال له عمر رضى الله عنه: بئس الرجل أنت، تمدح إبلك وتهجو قومك! ويقال: عذرته فيما صنع أعْذِرُهُ عُذْراً وعُذُرًا، والاسم المَعْذِرَةُ والعُذْرى. قال الشاعر : لله درّكِ إنى قد رميتهم * إنى حددت ولا عُذْرَى لِمَحْدودِ - وكذلك العِذْرَةُ، وهى مثل الركبة والجلسة. قال النابغة: ها إنَّ تا عِذْرَةٌ إلاَّ تَكُنْ نَفَعَتْ * فإنَّ صاحبها قد تاهَ في البَلَدِ - قال مجاهدٌ في قوله تعالى:

(بَلِ الإنسانُ على نَفْسِهِ بَصيرَةٌ ولَوْ ألقى مَعاذيرَهُ) *: أي ولو جادَلَ عنها. والعِذارُ لِلدابة، والجمع عُذُرٌ. وكذلك عِذارُ الرجُل: شَعره النابتُ في موضع العِذارِ. تقول منه: عَذَرْتُ الفرسَ بالعِذارِ أعْذِرُهُ وأعْذُرُهُ، إذا شددتَ عِذارَهُ. وكذلك أعذرته بالالف. والعذار: سمة في موضع العِذارِ. ويقال للمنْهَمِكِ في الغَيِّ: خَلَعَ عِذارَه والعِذارُ في قول ذى الرمَّة:

عِذارَيْنِ في جرداءَ وعْثٍ خُصورُها *: حَبْلان مستطيلان من الرمل، ويقال طريقان. وعَذَرَ الغلامَ: خَتَنَهُ. قال الشاعر: في فتية جعلوا الصليب إلههم * حاشاى إنى مسلم معذور - قال أبو عبيد: يقال: عَذَرْتُ الغلامَ والجارية أعْذُرُهُما عَذْراً، أي خَتَنْتُهُما. وكذلك أعْذَرْتُهُما. والأكثر خَفَضْت الجارية. وعَذَرَهُ الله من العُذْرَةِ فَعُذِرَ وعَذَرَ، وهو مَعْذورٌ، أي هاج به وجعُ الحلْق من الدم. قال جرير: غمز ابن مُرَّةَ يا فرزدقُ كَيْنَها * غَمْزَ الطبيب نغانغ المعذور - وعذرى، أي كثرت عيوبه وذنوبه. وكذلك أعْذَرَ. وفي الحديث: " لن يَهلِكَ الناسُ حتَّى يُعْذِروا من أنفسهم "، أي تكثر ذنوبهم وعيوبهم. قال أبو عبيد، ولا أراه إلا من العذر، أي يستوجبون العقوبة فيكون لمن يعذبهم العذر. والتعذير في الامر: التقصير فيه. والعاذِرُ: أثر الجُرْح. قال ابن أحمر: أزاحمهم في الباب إذ يَدْفعونَني * وفي الظَهْرِ منِّي من قَرا البابِ عاذِرُ - تقول منه: أعْذَرَ به، أي ترك به عاذِراً. والعَذيرةُ مثله. والعاذِرُ: لغة في العاذِلِ، أو لثغة، وهو عِرْقُ الاستحاضة. وأعْذَرَ في الأمر، أي بالَغَ فيه. ويقال: ضُرِب فلان فاُعْذِرَ، أي أُشرِفَ به على الهلاك. وأعْذَرَتِ الدار، أي كثُرت فيها العَذِرَةُ. وأعْذَرَ الرجلُ: صار ذا عُذْرٍ. وفي المثل: " أعْذَرَ من أنْذَرَ ". قال الشاعر : على رِسلكُمْ إنَّا سنُعدي وراءكم * فتمنعكم أرحامنا أو سنعذر - أي سنصنع ما نُعْذَرُ فيه. قال أبو عبيدة: أعْذَرْتُهُ بمعنى عَذَرْتُهُ. وأنشد للأخطل: فإنْ تكُ حربُ ابْنَيْ نِزارٍ تَواضَعَتْ * فقد أعْذَرَتْنا في كِلابٍ وفي كَعْبِ - أي جعلَتنا ذوي عُذْرٍ. والإعْذارُ: طعام الخِتان، وهو في الأصل مصدرٌ. والعَذيرَةُ مثله. الأصمعي: لقيت منه عاذروا، أي شرا، وهى لغة في العاثور أو لُثْغة. ونعذر عليه الامر، أي تعسر. وتَعَذَّرَ أيضاً من العَذِرَةِ، أي تلطّخ. وتَعَذَّرَ بمعنى اعْتَذَرَ واحتجَّ لنفسه. قال الشاعر: كأنَّ يدَيْها حينَ يَقْلَقُ ضَفْرُها * يَدا نَصَفٍ غَيْري تَعَذَّرُ من جُرْمِ - وتَعَذَّرَ الرسمُ، أي دَرَسَ. وقال الشاعر : لعِبتْ بها هوجُ الرِياحِ فأصبحت * قَفْراً تَعَذَّرُ غير أورقَ هامِدِ - وعَذَّرَهُ تَعْذيراً، أي لَطَخه بالعَذِرَةِ. و * (المعذرون من الاعراب) *، يقرأ بالتشديد والتخفيف. فأمَّا " المُعَذِّرُ " بالتشديد فقد يكون محقًّا وقد يكون غير محقّ. فأمَّا المحقّ فهو في المعنى المعتذر لأنَّ له عُذْراً، ولكن التاء قلبت ذالا فأدغمت فيها وجعلت حركتها على العين، كما قرئ:

(يخصمون) * بفتح الخاء. ويجوز كسر العين لاجتماع الساكنين، ويجوز ضمها اتباعا للميم. وأما الذى ليس بمحقٍّ فهو المُعَذِّرُ، على جهة المُفَعِّلِ، لأنّه الممرِّض والمقصِّر يَعْتذِرُ بغير عُذْرٍ. وكان ابن عباس رضي الله عنهما يُقرأ عنده:

(وجاءَ المُعْذِرونَ) * مخفّفة من أَعْذَرَ، وكان يقول: واللهِ لهكذا أُنْزِلَتْ. وكان يقول: لعن الله المُعَذِّرينَ! وكأنَّ الأمر عنده أن المُعَذِّرَ بالتشديد هو المُظْهِرُ للعُذْرِ اعتلالاً من غير حقيقةٍ له في العُذْرِ، وهذا لا عُذْرَ له. والمُعْذِرُ: الذي له عُذْر. وقد بيَّنا الوجه الثاني في المشدَّد. والمُعَذَّرُ: بفتح الذال، موضع العِذارَينِ. ويقال: عَذِّرْ عينَ بعيرك، أي سِمْهُ بغَير سِمَةِ بعيري، ليُتعارفَ إبلُنا. والعاذورُ: سِمةٌ كالخط، والجمع العَواذيرُ. ومنه قول الشاعر : وذو حَلَقٍ تُقضى العَواذيرُ بينها * تروح بأخطارٍ عظام اللواقحِ - والعَذيرُ: الحال التي يُحاوِلُها المرء يَعْذَرُ عليها. قال العجّاج: جارِيَ لا تَسْتنكِري عَذيري * سَيْري، وإشفاقي على بَعيري - يريد يا جارية، فرخَّم. والجمع عُذُرٌ، مثل سرير وسرر. وقد جاء في الشعر مخفَّفاً. وأنشد أبو عبيدٍ لحاتم: أماويَّ قد طالَ التجنُّبُ والهَجْرُ * وقد عذَرتني في طلابكُم عُذْرُ - والعَذَوَّرُ: السيئ الخلق. قال الشاعر : إذا نزل الاضياف كان عذروا * على الحيِّ حتَّى تستقلَّ مَراجِلُهُ - وحِمارٌ عذور: واسع الجوف. 
عذر
عذَرَ يَعذُر ويَعذِر، عُذْرًا، فهو عاذِر، والمفعول مَعْذور
• عذَر صديقَه فيما صنع/ عذَر صديقَه على ما صنع: رفَع عنه اللَّومَ والذَّنبَ، ولم يؤاخذْه، سَامَحَهُ، وَجَدَ له حُجَّة فيما فعل أو قال "التمسْ لي عُذْرًا- معذرةً على تأخُّري- كن عاذرًا لأخيك- عذَره في غضبه الشَّديد". 

أعذرَ يُعذر، إعذارًا، فهو مُعْذِر، والمفعول مُعْذَر (للمتعدِّي)
• أعذر الشَّخصُ: رفَع اللَّومَ والذَّنبَ عن نفسِه، قدَّم حُجَّةً يُبرِّئ بها نفسَه " {وَجَاءَ الْمُعْذِرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} [ق] ".
• أعذر الشَّخصَ: عذَره، رفع عنه اللَّومَ والذنب، لم يؤاخذه، سامحه، وجَد له حُجَّة فيما فعل أو قال "اعتذر لي فأعذرته- لقد أعذر من أنذر [مثل]: بالغ في كونه معذورًا عندك". 

استعذرَ إلى يستعذر، استعذارًا، فهو مُستعذِر، والمفعول مُستعذَر إليه
• استعذر إليه: طلب منه المعذرة، قدَّم إليه الاعتذارَ (الأسف) طالبًا رفع اللَّوم عنه. 

اعتذرَ إلى/ اعتذرَ عن/ اعتذرَ لـ/ اعتذرَ من يعتذر، اعتذارًا، فهو مُعتذِر، والمفعول مُعتذَرٌ إليه
• اعتذر إلى صديقه/ اعتذر لصديقه: تأسَّف له، وطلب منه الصَّفحَ والسَّماحَ ورَفْعَ اللَّوم "اعتذر إلى أمِّه- قدَّم إليه اعتذارًا رسميًّا- {هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ. وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} ".
• اعتذر عن فلانٍ: طلب قبولَ عذره.
• اعتذر عن فعله/ اعتذر من فعله: عبَّر عن أسفه، تأسَّف عنه، وأبدى عُذْرَه واحتجَّ لنفسه "اعتذر عن الغياب- إيَّاك وما يُعْتَذَر منه". 

تعذَّرَ/ تعذَّرَ على يتعذَّر، تعذُّرًا، فهو متعذِّر، والمفعول متعذَّر عليه
• تعذَّر فلانٌ: احتجَّ لنفسه بالأعذار.
• تعذَّر الحضورُ/ تعذَّر عليه الحضورُ: صَعُبَ، استحال، تعسَّر وضاق ولم يستقم "تعذَّر عليه الصَّومُ/ المجيء- من المتعذَّر الآن إحداث تقدُّم في عمليّة السَّلام". 

عذَّرَ يعذِّر، تعذيرًا، فهو مُعذِّر
• عذَّر الرَّجلُ: قصَّر، اعتذر ولم يأتِ بعُذْرٍ " {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} ". 

اعتذاريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى اعتذار: "قام بعدّة مبادرات اعتذاريّة طوت صفحة الخلاف بين الدولتين".
2 - مصدر صناعيّ من اعتذار.
3 - (دب) قصيدة ينشدها الشاعر استرضاءً لممدوحه، يعبر فيها عن أسفه لما فعل "شاعت قصائد الاعتذاريّات في العصر العباسيّ- أنشد المتنبي اعتذاريته أمام سيف الدولة الحمداني". 

عاذِر [مفرد]:
1 - اسم فاعل من عذَرَ.
2 - (شر) عِرْق يخرج منه دمُ الاستحاضة. 

عِذار [مفرد]: ج عُذُر:
1 - خَدّ ° خلَع عِذَارَه/ خلَع عِذارَ الحياءِ: انهمك في الغيّ والفساد دون خجل، تهتَّك- شديد العِذار: شديد العزيمة- لوَى عِذارَه عنه: عصاه، تمرّد عليه.
2 - ما ينبت من الشَّعر على وجه الإنسان من شحمة الأذن إلى أصل اللَّحْي.
3 - طعام يُصنع في الختان أو الزَّواج أو استفادة شيء جديد.
• العِذاران: السَّيران اللَّذان يُجمعان من اللِّجام عند قفا الفرس، جانبا اللِّحْيَة. 

عُذْر [مفرد]: ج أعذار (لغير المصدر):
1 - مصدر عذَرَ ° أبو عُذْرها: أَوَّلُ زوج للمرأة.
2 - حُجَّة يُتأسَّف بها لرفع اللَّوم وعدم المؤاخذة، مَعْذِرة، عكسه لوم "عُذْرٌ أقبح من ذنب- شخصٌ لا يقبلُ الأعذار- {قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} ". 

عَذْراءُ [مفرد]: ج عَذْراوات وعَذارَى: بِكْرٌ "فتاة عذراءُ- تزوَّج عذراءَ" ° رملة عَذْراءُ: لم توطأ- شِباكٌ عَذراء: لم يصبها هدف- العَذْراء: درّة غير مثقوبة- غابة عذراءُ: لم تعرف بعد، لم تمتدّ إليها يدُ الإنسان بالقطع وغيره.
• العَذْراءُ:
1 - البتول، لقب السَّيِّدة مريم أمّ المسيح عليه السَّلام.
2 - (حن) الطَّوْر الثَّالث من أطوار التَّحوُّل الكامل الذي يلي اليرقة، وتخرج منه الحشرة الكاملة، وهو أقلّ الأطوار نشاطًا وتحيط به الشَّرْنقةُ.
3 - (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه السّادس بين الأسد والميزان، وزمنه من 23 من أغسطس إلى 22 من سبتمبر. 

عُذْرة [مفرد]: ج عُذُرات وعُذْرات وعُذَر:
1 - بَكَارة، غشاء رقيق يغطِّي الفتحة التناسليَّة في الأنثى البكر "فقدت عُذْرتها- ذهب بعُذْرتها" ° فلان أبو عُذْرتها: أَوَّل مَنْ افتضَّها- فلان أبو عُذْرة هذا الكلام: أي هو الذي اخترعه ولم يسبق إليه أحد.
2 - قلفة الصَّبيّ، أي الجُلَيْدة التي يقطعها الخاتن، الغُلْفة.
3 - خُصلة من الشَّعر.
4 - ما يقرب من اللَّهاة في الحَلْق. 

عُذْريّ [مفرد]:
1 - اسم منسوبٌ إلى بني عُذْرة، وهي قبيلة حجازيّة اشتهرت بالحبّ العفيف "شاعرٌ عُذْريّ".
2 - عفيف، طاهر، مثاليّ، لا أثَرَ للشَّهوة فيه "من ضحايا الهَوَى العُذْريّ- حبّ/ غزلٌ عُذْريّ: يتسامى عن الحبّ الجسديّ إلى الحبّ الرُّوحيّ". 

عُذْريَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عُذْرة: "كانت بينهما قصة حبّ عذريّة".
2 - مصدر صناعيّ من عُذْرة: بكارة "عذريّة فتاة- حافظ على عذريّة شباكه في المباريات التي خاضها فريقه: منع إصابتها بأيّ هدف- لا شرف لأمّة تُستباح عذريّتها: تُنتهك أراضيها". 

مَعْذِرة [مفرد]: ج معاذِرُ (لغير المصدر) ومَعاذيرُ (لغير المصدر):
1 - مصدر ميميّ من عذَرَ.
2 - عُذْر؛ حُجَّةٌ يُتأسَّف بها لرفع اللَّوم والحرج والمؤاخذة "لم يلتمسْ أيَّة مَعْذِرة- إنّ المعاذير يشوبها الكذب- {بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ. وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} ". 
[عذر] فيه: "المعذرون" المعتذرون كان لهم عذر أو لا، وقرئ: المعذرون، الذين جاؤا بعذر، أو المعذر المقصر، والمعذر المبالغ، والمعتذر يكون محقًا وغير محق. نه: الوليمة في "الإعذار" حق، هو الختان، عذرته وأعذرته، ثم قيل للطعام في الختان. ومنه ح: كذا "إعذار" عام واحد، أي ختنا في عام واحد، وكانوا يختنون لسن معلومة فيما بين عشر سنين وخمس عشرة، وهو بكسر همزة مصدر سمي به. ومنه ح: ولد صلى الله عليه وسلم "معذورًا" مسرورًا، أي مختونًا مقطوع السرة. وح ابن صياد: ولدته أمه وهو "معذور" مسرور. وفي صفة الجنة: إن الرجل ليفضى في الغداة الواحدة إلى مائة "عذراء"، هي الجارية التي لم يمسها رجل وهي البكر، والذي يفتضها أبو عذرتها وأبو عذرها، والعذرة ما للبكر من الالتحام قبل الافتضاض. ج: وهي أبدًا توصف بالحياء. نه: ومنه ح الاستسقاء: أتيناك و"العذراء" يدمى لبانها، أي يدمى صدرها من شدة الجدب. وح: إنه لم يجد امرأته "عذراء" قال: لا شيء عليه، لأن العذرة قد تذهبها الحيضة والوثبة وطول التعنيس، وجمعه العذارى. ومنه ح جابر: ما لك و"للعذارى" ولعابهن، أي ملاعبتهن، ويجمع على عذارى كصحاري وصحاري. ك: اللعاب بكسر لام. نه: ومنه ح: معيدًا يبتغى سقط "العذارى". ك: لا يستبرئ "العذراء"، أي البكر إذ لا شك في براءة رحمها. ط: وبه أخذ شريح، والحجة لغيره إطلاق الأحاديث. ك: ومنه خلص أي من العلم ما يخلص إلى "العذراء"، يعني وصل علم الشريعة إليها من وراء الحجاب فوصل علم النبي صلى الله عليه وسلمأي جعلهم من المستضعفين المعذورين. ن: وح: ولا أحب إليه "العذر"، أي من الله، ويحتمل إرادة الأعذار والحجة بإنزال الكتب والرسل، واعتذار العباد من المعاصي والتقصير فيغفر لهم. ط: العذر بمعنى الإعذار أي إزالة العذر لئلا يكون للناس على الله حجة، وهو فاعل أحب، ولما نزل "عذري" براءتي شبهتها "بعذر" يبرئ "المعذور"، والرجلان حسان بن ثابت ومسطح والمرأة حمنة، وحدهم مصدر أي حدوا حدهم. غ: "عذر" من نفسه، أتى منها، وعذر وأعذر: أذنب ذنبًا استحقق العقوبة. قا: "بل الإنسان على نفسه بصيرة" حجة بينة على أعمالها لأنه شاهد بها، وصفها بالبصارة مجازًا "ولو ألقى "معاذيره"" ولو جاء بكل ما يمكن أن يعتذر، جمع معذار وهو العذر، أو جمع معذرة. و""عذرًا" أو نذرًا" مصدران عذر إذا محا الإساءة، وأنذر إذا خوف، أو جمعان لعذير بمعنى المعذرة ونذير بمعنى الإنذار، وبمعنى العاذر والمنذر، فعلى الأول منصوبان على العلية أي عذرًا للمحقين ونذرًا للمبطلين، أو البدل من ذكرًا، على أن المراد به الوحي أو ما يعم التوحيد والشرك والإيمان والكفر، وعلى الثالث حالان، وقرئا بالتخفيف.
الْعين والذال وَالرَّاء

العُذْرُ: الْحجَّة الَّتِي يُعْتَذَرُ بهَا، وَالْجمع أَعْذَارٌ.

وعَذَرَهُ يَعْذِرِهُ عُذْرًا وعِذْرَةً وعُذْرَى ومَعْذِرَةً ومَعْذَرَةً، وَالِاسْم المَعْذُرَةُ، وأعْذَرَهُ كعَذَرَهُ. قَالَ الاخطل:

فَإنْ تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَارٍ توَاضعت ... فَقَدْ أعْذَرَتْنا فِي كِلابٍ وَفِي كَعْبِ

وأَعْذَرَ إعْذَاراً وعُذْراً: أبدى عُذْراً، عَن اللحياني. وَالصَّحِيح أَن العُذْرَ الِاسْم والإعْذار الْمصدر، وَفِي الْمثل " أعْذَرَ مَنْ أنْذَرَ ".

واعْتَذَرَ من ذَنبه وتَعَذَّرَ: تنصل، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَإنَّكَ مِنها والتَّعَذُّرَ بَعْدَما ... لجِجْتَ وشَطَّتْ من فُطيْمَةَ دَارُها

وعَذَّرَ فِي الْأَمر: قصَّر بعد جهد.

وأعْذَرَ قصَّر وَلم يُبالغ، وَهُوَ يرى انه مبالغ. وأعْذَرَ فِيهِ: بالَغَ.

وعَذَّرَ: لم يثبت لَهُ عُذْرٌ.

وأعْذَرَ: ثَبت لَهُ عُذْرٌ.

وَقَوله عز وَجل: (وجاءَ المُعَذِّرُون من الأعْرَاب) - بالتثقيل - هم الَّذين لَا عذر لَهُم وَلَكِن يتكلفون عُذْراً. وقريء " المُعذِرُون " بِالتَّخْفِيفِ، وهم الَّذين لَهُم عُذْر.

وتَعَذَّرَ: تَأَخّر، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:

بِسَيْرٍ يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ يَمُنُّه ... أخُو الجَهْدِ لَا يَلْوِى على مَن تَعذَّرا

والعَذِير: العاذِرُ.

وعَذَرْتهُ من فلَان: أَي لُمتُ فلَانا وَلم ألمه.

وعَذِيرَك إيَّايَ مِنْهُ: أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتَك إيَّايَ.

وعَذِيرُ الرجل: مَا يروم ويحاول مِمَّا يُعْذَرُ عَلَيْهِ إِذا فعله.

والعَذِيرُ: الْحَال، قَالَ العجاج:

جارِيَ لَا تَسْتَنْكرِي عَذِيرِي

وَجمعه عُذُرٌ وعُذْرٌ.

والعَذِيرُ: النَّصير، يُقَال: من عَذِيري من فلَان: أَي من نصيري.

وتَعَذَّر عَلَيْهِ الْأَمر: لم يستقم.

وأعْذَرَ وعَذَّرَ: كثرت ذنُوبه وعيوبه.

والعِذَار من اللجام: مَا سَالَ على خد الْفرس وَالْجمع عُذُر.

وعَذَرَه يَعْذُرُه عَذْراً وأعْذَرَه وعَذَّرَه: ألْجمهُ.

وَقيل: عَذَرَهُ: جعل لَهُ عِذَاراً لَا غير، وأعْذَرَ اللجام: جعل لَهُ عِذَاراً، وَقَول أبي ذُؤَيْب:

فإنيِّ إذَا مَا خُلَّةٌ رَثَّ وَصلُها ... وجدَّتْ لِصُرْمٍ واسْتَمَرَّ عِذَارها لم يفسره الْأَصْمَعِي، وَيجوز أَن يكون من عِذار اللجام وَأَن يكون من التَّعَذُّر الَّذِي هُوَ الِامْتِنَاع.

والعِذَاران: جانبا اللِّحْيَة، لِأَن ذَلِك مَوضِع العِذَار من الدَّابَّة قَالَ رؤبة:

حَتَّى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذَا التَّلَهْوُقِ ... يَغْشَى عِذَارَىْ لِحيَتِي ويَرْتَقِي

والعِذَارُ: الَّذِي يضم حَبل الخطام إِلَى رَأس الْبَعِير والناقة.

وأعذر النَّاقة: جعل لَهَا عِذاراً.

والعِذَارُ والمُعَذِّاُر: الخد سمي بذلك لِأَنَّهُ موقع العِذَارِ من الدَّابَّة.

وعَذَّرَ الْغُلَام: نبت شعر عِذَارِه يَعْنِي خَدّه.

وخَلَعَ العِذار: أَي الْحيَاء، وَهَذَا مثل للشاب المنهمك فِي غيه يَقُول: ألْقى عَنهُ جِلْبَاب الْحيَاء كَمَا خلع الْفرس العذار فجمح وطمح.

والعِذار والعُذْرَة: سمة فِي مَوضِع العذَارِ.

والعُذْرَة: الناصية، وَقيل هِيَ الْخصْلَة من الشّعْر وَعرف الْفرس وناصيته، وَقيل: الْعذرَة: الشّعْر الَّذِي على كَاهِل الْفرس.

والعُذَرُ: شَعرَات من الْقَفَا إِلَى وسط الْعُنُق.

والعِذار من الأَرْض: غلظ يعْتَرض فِي فضاء وَاسع، وَكَذَلِكَ هُوَ الرمل، وَالْجمع عُذُرٌ. وَأنْشد ثَعْلَب:

وَمن عاقِرٍ يَنْفِى ألاَلاَءَ سَرَاتُها ... عِذَارَيْنِ عَن جَرْدَاءَ وَعْثٍ خصُورُها

وعِذارُ الْعرَاق: مَا اِنْفَسَحَ عَن الطَّف.

وعِذار النصل: شفرتاه.

والعُذْرَة: البظر قَالَ:

تَبْتَلُّ عُذْرَتها فِي كُلّ هاجِرةٍ ... كَمَا تَنزَّلَ بالصَّفْوَانَةِ الوَشَلُ والعُذْرَة: الخِتان.

والعُذْرَةُ: الْجلْدَة يقطعهَا الخاتن.

وعَذَرَ الْغُلَام وَالْجَارِيَة يَعْذِرُهُما عَذْراً وأعْذَرَهُما ختنهما.

والعِذَارُ والإعْذَارُ والعَذِيرَة والعَذيرُ، كُله: طَعَام الْخِتَان.

وأعْذَرُوا للْقَوْم: عمِلُوا ذَلِك الطَّعَام لَهُم وأعدوه.

والإعْذَارُ والعِذَارُ والعَذِيرَةُ والعَذِيرُ: طَعَام المأدبة، وعَذَّرَ الرجل: دَعَا إِلَيْهِ. وَقَالَ اللحياني: العُذْرَةُ قلفة الصَّبِي. وَلم يقل: إِن ذَلِك اسْم لَهَا قبل الْقطع أَو بعده.

وَجَارِيَة عَذْراءُ: لم يَمَسهَا رجل. قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَحده: سميت بذلك لضيقها من قَوْلك: تَعَذَّر عَلَيْهِ الْأَمر. وَجَمعهَا عَذَارٍ وعَذَارَى.

وعُذْرَةُ الْجَارِيَة: اقتضاضها، وَأَبُو عذرها: مقتضها، حذفوا الْهَاء فِي هَذَا خَاصَّة كَمَا قَالُوا: لَيْت شعري، وَقَالَ اللحياني: لِلْجَارِيَةِ عذرتان: إِحْدَاهمَا الَّتِي تكون بهَا بكرا وَالْأُخْرَى فعلهَا.

والعَذْرَاء جَامِعَة تُوضَع فِي حلق الْإِنْسَان لم تُوضَع فِي عنق أحد قبله. وَقيل: هُوَ شَيْء من حَدِيد يعذب بِهِ الْإِنْسَان لاستخراج مَال أَو لإقرار بِأَمْر.

ورملة عَذْرَاءُ: لم يركبهَا أحد لارتفاعها.

وأصابع العَذَارَى: صنف من الْعِنَب أسود طوال كَأَنَّهُ البلوط. يشبه بأصابع العَذَارَى المخضبة.

والعَذْرَاء اسْم مَدِينَة التبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَاهَا سميت بذلك لِأَنَّهَا لم تُنل.

والعَذْراء برج من بروج السَّمَاء، قَالَ النجامون: هِيَ السنبلة، وَقيل هِيَ الجوزاء.

وعَذْراءُ: أَرض بِنَاحِيَة دمشق سميت بذلك لِأَنَّهَا لم تنَلْ بمكروه وَلَا أُصِيب سكانها بأذاة عَدو قَالَ الأخطل:

ويامَنَّ عَن نجدِ العُقابِ وياسَرَتْ ... بِنَا العيسُ عَن عذْرَاءَ دارِ بني الشَّجْبِ والعُذْرة: نجم إِذا طلع اشْتَدَّ الْحر.

والعُذْرةُ والعاذُورُ: دَاء فِي الْحلق، وَرجل مَعْذُور: أَصَابَهُ ذَلِك، قَالَ:

غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يَا فَرزْدَقُ كَيْنَها ... غَمْزَ الطَّبيب نَغانِغَ المَعْذُورِ

والعَاذِرُ: أثر الْجرْح، قَالَ ابْن أَحْمَر:

أُزَاِحُمُهمْ بالبَابِ إذْ يَدْفَعُونَنِي ... وبالظَّهْرِ مِّني من قَرَا البابِ عاذِرُ

وأعْذَرَ الرجل: أحدث.

والعاذِرُ والعَذِرَةُ: الْغَائِط الَّذِي هُوَ السلح.

والعَذِرَة: فنَاء الدَّار، وَقيل: هَذَا الأَصْل ثمَّ سمى الْغَائِط عذرة لِأَنَّهُ كَانَ يلقى بالأفنية. وَفِي الحَدِيث: " الْيَهُود أنتن خلق الله عذرة " يجوز أَن يَعْنِي بِهِ الفناء، وَأَن يَعْنِي بِهِ ذَا بطونهم. وَالْجمع عَذِرَات، وَإِنَّمَا ذكرتها لِأَن العَذِرَةَ لَا تكسر.

وانه لبريء العَذِرَة، من ذَلِك، على الْمثل. كَقَوْلِهِم بَرِيء الساحة.

والعَذِرَة أَيْضا: الْمجْلس الَّذِي يجلس فِيهِ الْقَوْم.

وعَذِرَةُ الطَّعَام: أردأ مَا يخرج مِنْهُ فَيرمى بِهِ. هَذَا عَن اللحياني.

وتَعَذَّرَ الرَّسْم واعْتَذَر: تغير، قَالَ أَوْس:

فَبَطْنُ السُّلَىِّ فالسِّخالُ تَعَذَّرتْ ... فَمَعْقُلَةٌ إِلَى مَطارٍ فَوَاحِف

وَقَالَ ابْن أَحْمَر:

أمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فَقَدْ جَعَلَتْ ... أطْلالُ إلْفِكَ بالْوَدْكاء تَعْتَذِرُ

والعُذْرُ: النجح عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد لمسكين الدَّارمِيّ: ومخاصِمٍ خاصَمْتُ فِي كَبَدٍ ... مِثْلِ الدّهانِ فَكانَ لي العُذْرُ

أَي قاومته فِي مزلة فثبتت قدمي وَلم تثبت قدمه فَكَانَ النجح لي.

والعاذِرُ: الْعرق الَّذِي يخرج مِنْهُ دم الْمُسْتَحَاضَة، وَاللَّام أعرف.

وَقَوله تَعَالَى: (عُذْراً أَو نُذْراً) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: العُذْرُ والنُّذْرُ وَاحِد، قَالَ اللحياني: وَبَعْضهمْ يثقل، قَالَ أَبُو جَعْفَر: من ثقل أَرَادَ عُذْراً أَو نذرا كَمَا تَقول رُسْلٌ فِي رُسُلٍ. وَقَوله تَعَالَى: (وَلَوْ ألْقى مَعاذِيرَهُ) قَالَ الزّجاج: جَاءَ فِي التَّفْسِير: المعاذير: الستور، وَاحِدهَا مِعْذَارُ. وَقيل: المعاذير: الْحجَج، أَي لَو أدلى بِكُل حجَّة.

وحمار عَذَوَّرٌ: وَاسع الْجوف فحّاش.

والعَذَوَّرُ أَيْضا: السَّيئ الْخلق الشَّديد النَّفس. قَالَ الشَّاعِر:

حُلْوٌ حَلالُ الماءِ غَيْرُ عَذَوَّرِ

أَي مَاؤُهُ وحوضه مُبَاح.

ومُلْكٌ عَذَوَّرٌ: شَدِيد قَالَ كثير بن سعد:

أرَى خالِيَ اللَّخمِيَّ نُوحاً يَسُرُّني ... كَرِيما إذَا مَا ذاحَ مُلْكا عَذَوَّرَا

ذاح وحاذ: جمع، وأصل ذَلِك الْإِبِل.

عذر

1 عَذَرَهُ, aor. ـِ inf. n. عُذْرٌ (S, O, Msb, K) and عُذُرٌ (S, O, K) and عُذْرَى (O, K) and مَعْذِرَةٌ and مَعْذُرَةٌ (K) [all of which are also used as simple substs.]; and ↓ اعذرهُ; (S, O, Msb, K;) He excused him; freed, cleared, or exempted, him from blame; exculpated him: (Msb:) or he accepted his excuse: properly, عَذَرْتُ signifies I cancelled evil conduct. (TA.) [See also عُذْرٌ below.] You say, عَذَرْتُهُ فِيمَا صَنَعَ (S, O, Msb) I excused, or exculpated, him for what he did. (Msb.) And in a trad. of El-Mikdád it is said, اللّٰهُ إِلَيْكَ ↓ لَقَدْ أَعْذَرَ i.e. Verily God hath excused thee, and exempted thee from the obligation to fight against the unbelievers; for he had become extremely fat, and unable to fight. (TA.) and you say [also], عَذَرَهُ عَنِ الشَّىْءِ He excused him for, or from, the thing. (MA.) [And accord. to Golius,عَذَرَهُ عَلَى الشَّىْءِ, as well as فِى الشَّىْءِ: but he has not mentioned his authority: see an explanation of عَذِيرٌ, from which the former phrase was perhaps derived by him.] And عَذَرْتُهُ مِنْ فُلَانٍ [I excused him, or held him excusable, for his conduct to such a one]; meaning, I did not blame him, but I blamed such a one. (S, * TA.) And مَنْ يَعْذِرُنِى مِنْهُ Who will excuse me, or make my excuse, if I requite him (Msb, TA) for his action, (Msb,) or for his evil action, (TA,) and will not blame me (Msb, TA) for it? (Msb:) or who will excuse me with respect to his case, and will not blame me for it? (Msb.) [And a similar ex. is mentioned in the TA with فِى in the place of مِنْ.] b2: [Hence,] عَذَرَ, (Az, S, IKtt, O, Msb, K,) aor. ـِ (O, TA;) and ↓ اعذر, (S, IKtt, Msb, K,) inf. n. إِعْذَارٌ; (TA;) He was vitious, or faulty, and corrupt: (Msb:) or he was guilty of many crimes, sins, faults, offences, or acts of disobedience, (S, O, Msb, K,) so as to vender him excusable who punished him. (TA.) It is said in a trad., لَنْ يَهْلِكَ النَّاسُ حَتَّى يَعْذِرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ, (O, and so in some copies of the S and K,) or ↓ يُعْذِرُوا, (so in other copies of the S and K, ) both of which readings are the same in meaning, (TA,) i. e. [Men will not perish, or die,] until they are guilty of many crimes, or sins, &c.; (S, O, Msb, K;) meaning, (accord. to A 'Obeyd, S, O,) until they deserve punishment, so as to render excusable him who punishes them. (S, A, O, TA.) And you say, مِنْ نَفْسِهِ ↓ اعذر, meaning He placed himself within the power of another. (TA.) A2: And عَذَرْتُهُ I aided him, or assisted him, against an enemy. (Msb.) A3: عَذَرَ, inf. n. عَذْرٌ, He cut, or cut off. (TA: but only the inf. n. of the verb in this sense is there mentioned.) b2: And [hence, probably, as is implied in a passage in the TA, (see عُذْرَةٌ,)] عَذَرَ, aor. ـِ (S, O, * Msb, K) inf. n. عَذْرٌ; (S, Msb;) and ↓ اعذر; (S, O, Msb, K;) both as expl. by A 'Obeyd; (S;) (tropical:) He circumcised a boy, (S, O, Msb, K,) and in like manner a girl; (S, O, Msb;) but when a girl is the object, خَفَضَ is more common. (S, O.) A4: عَذَرَ الفَرَسَ بِالعِذَارِ, aor. ـِ and عَذُرَ; and ↓ اعذرهُ; He fastened, or bound, the horse's عِذَار [q. v.]: (S, O, K:) and الفَرَسَ ↓ اعذر he bridled the horse; syn. أَلْجَمَهُ; (K, TA;) as also عَذَرَهُ, and ↓ عذّرهُ: (TA:) or ↓ اعذرهُ, (K,) or ↓ عذّرهُ, (thus in the TA,) he put to him [or upon him] an عِذَار; (K, TA;) and so عَذَرَهُ, aor. ـِ and عَذُرَ, inf. n. عَذْرٌ: (Msb:) and ↓ اعذر اللِّجَامَ he put to the لجام [i. e. bridle or bit] an عِذَار. (TA.) b2: And it is said in the Tahdheeb of IKtt that عَذَرْتُ الفَرَسَ, inf. n. عَذْرٌ, signifies I cauterized the horse in the place of the عِذَار: b3: and also حملت على عذاره [an explanation in which there seems to be a mistranscription or an omission, or both; perhaps correctly جَعَلْتُ عَلَى

الفَرَسِ عِذَارَهُ I put upon the horse his عذار; a meaning given above]; and ↓ أَعْذَرْتُهُ is a dial. var. thereof. (TA.) b4: عُذِرَ said of a camel means He was branded with the mark called عِذَار. (TA.) b5: [Hence, app., the phrase عَذَرَهُ بِاللَّوْمِ (assumed tropical:) He branded him with blame; like خَطَمَهُ باللوم, q.v.]

A5: عَذَرَهُ, from العُذْرَةُ, He (God, S) caused him (i. e. a child, TA) to be affected with the pain, in the fauces, termed عُذْرَة: and عُذِرَ He was, or became, affected therewith: (S, K, * TA:) inf. n. عَذْرٌ and عُذْرَةٌ. (IKtt, TA.) 2 عذّر, inf. n. تَعْذِيرٌ, He was without excuse; (K, * TA;) as also ↓ عاذر, (K, TA,) inf. n. مُعَاذَرَةٌ: (TA:) he affected to excuse himself, but had no excuse: he excused himself, but did not adduce an excuse [that was valid]. (TA.) [See also 8.] b2: And He was remiss, wanting, deficient, or defective, (S, O, Msb, TA,) in an affair, (S, Msb,) setting up an excuse [for being so]; (O;) fell short, or did less than was incumbent on him, (S, O, Msb, TA,) in it; (S, Msb;) did not exert himself, or act vigorously, in it; (Msb, TA;) causing it to be imagined that he had an excuse when he had none. (Bd in ix. 91.) You say, قَامَ فُلَانٌ قِيَامَ تَعْذِيرٍ Such a one acted remissly, falling short, or doing less than was incumbent on him. (TA.) And it is said in a story of the Children of Israel, نَهَاهُمْ أَحْبَارُهُمْ تَعْذِيرًا Their learned men forbade them remissly: the inf. n. being here put in the place of the act. part. n. as a denotative of state; as it is in جَآءَ مَشْيًا. (O, TA.) [See also 4.]

A2: Also (tropical:) He made, or prepared, a feast, (O, K,) such as is termed إِعْذَار [q. v.] (O) or عِذَار: (K:) and he invited to a feast such as is thus termed. (K. [Accord. to the TA, these are two distinct significations of the verb. See, again, 4.]) A3: عذّر الفَرَسَ: see 1, latter half, in two places. b2: عَذِّرْ عَنِّى بَعِيرَكَ, (S, O,) and عَنِّى ↓ أَعْذِرْهُ, (O,) Brand thy camel with a brand different from that of mine, in order that our camels may be known, one from the other. (S, O.) b3: عذّر الغُلَامُ The hair of the boy's عِذَار (K, TA) i. e. of his cheek (TA) grew. (K, TA.) A4: عذّر الدَّارَ (inf. n. as above, TA) He effaced the traces of the house, or dwelling. (K, TA.) A5: عذّرهُ, (S, O, K,) inf. n. as above, (S, O,) He defiled, or besmeared, it (a thing, K) with عَذِرَة [or human dung]. (S, O, K.) 3 عَاْذَرَ see 2, first sentence. [And see also the last clause of the last paragraph of this art.]4 اعذر: see 1, in five places from the commencement. b2: Also He had an excuse; [or he was, or became, excusable;] (S, O, K;) and so ↓ اعتذر. (S, O, K.) It is said in a prov., أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ [He has an excuse, or is excusable, who warns]. (S. [See also below: and see art. نذر.

It is held by some in the present day that the ا in اعذر, in this phrase, has a privative effect, and that the meaning is, He deprives of excuse who warns: but for this I have not found any authority.]) And Lebeed says, (S, O, TA,) addressing his two daughters, (O, TA,) and telling them to wail and weep a year for him after his death, (TA,) إِلَى الحَوْلِ ثُمَّ اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكُمَا

↓ وَمَنْ يَبْكِ حَوْلًا كَامِلًا فَقَدْ اعْتَذَرْ [Until the end of the year: then the name of peace be an you both: for such as weeps a whole year has become excusable]. (S, O.) You say also, أَعْذَرْتُ عِنْدَ السُّلْطَانِ I got excuse of the Sultán [or ruling power]. (TA.) b3: And He manifested an excuse: (K, TA:) in which sense, عُذْرٌ is said to be its inf. n., as well as إِعْذَارٌ; but the former is correctly a simple subst. (TA.) And He pleaded that by which he should be excused. (TA.) [See also 8.] b4: He did that by which he should be excused. (TA.) b5: He did that in which he should be excused: hence the saying of Zuheyr, *سَتَمْنَعُكُمْ أَرْمَاحُنَا أَوْ سَنُعْذِرُ [Our spears shall prevent you, or shall defend you,] or we will do that in which we shall be excused. (S, O: but in the latter, وَتَمْنَعُكُمْ.) b6: And He exceeded the usual bounds, (A, Mgh, O,) or went to the utmost point, (TA,) in excuse, (A, Mgh, O, TA,) i. e. in being excused. (A.) So in the saying أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ [He exceeds the usual bounds in rendering himself excused who warns]. (A, Mgh, O. [See also above, third sentence.]) And it is said in a trad., لَقَدْ أَعْذَرَ اللّٰهُ إِلَى مَنْ بَلَغَ مِنَ العُمُرِ سِتِّينَ سَنَةً [app. meaning Verily God hath freed himself from the imputation of injustice to an extraordinary degree, or to the utmost point, to him who hath attained sixty years of age:] i. e. He hath left him no plea for excuse [for his sins], since He hath granted him respite for all this length of time and he hath not excused himself. (TA. [As اعذر is here followed by إِلَى, I do not think that this explanation is meant to show that the ا has a privative effect, and that the verb signifies “ he deprived of excuse. ”]) b7: [Hence,] He exerted himself, acted vigorously, took extraordinary pains, or exceeded the usual bounds, [so as to render himself excused,] (S, O, Msb, K, TA,) فِى الأَمْرِ in the affair; (S, O, Msb;) as, for instance, in eating, in relation to which it occurs in a trad., wherein one is enjoined to do so when eating with others, [app. meaning with guests and with a host,] such having been the custom of the Prophet; for, when he ate with others, he was the last in eating. (TA.) [Hence also,] أَعْذَرْتُ إِلَيْكَ I took extraordinary pains, or exceeded the usual bounds, in exhortation and precept to thee. (TA.) b8: And He was remiss, wanting, deficient, or defective; he fell short, or did less than was incumbent on him; feigning (يُرِى [in the CK, erroneously, يُرىٰ]) that he was doing the contrary: as though the verb bore two contrary significations. (K.) [See also 2.]

A2: Also I. q. أَنْصَفَ: (O, K:) you say, أَعْذِرْنِى مِنْ هٰذَا i. e. أَنْصِفْنِى مِنْهُ [Give thou me, or obtain for me, my right, or due, from this person]: and hence the saying of the Prophet to Aboo-Bekr, respecting 'Áïsheh, أَعْذِرْنِى مِنْهَا إِنْ

أَدَّبْتُهَا [Obtain thou for me my right, or due, from her if I discipline her, or chastise her]: (O:) or this means undertake thou to excuse me [for my conduct to her &c.]: (TA:) and the Arabs say, أَعْذَرَ فُلَانٌ مِنْ نَفْسِهِ [Such a one became bound to render an excuse for his conduct to himself; (see عَذِيرٌ;)] meaning such a one was destroyed by himself. (Yoo, TA.) A3: As signifying He circumcised: see 1, latter half. It is said in a trad., كُنَّا إِعْذَارَ يَوْمٍ وَاحِدٍ, meaning We were circumcised in one day. (TA.) b2: Also (tropical:) He made a feast on the occasion of a circumcision, (Az, Msb, K, TA,) لِلْقَوْمِ for the people, or party: (K:) he prepared such a feast: from the same verb signifying “ he circumcised. ” (TA.) [See also 2: and see إِعْذَارٌ as a subst.]

A4: اعذر الفَرَسَ and اللِّجَامَ: see 1, latter half, in five places. b2: And أَعْذِرْ عَنِّى بَعِيرَكَ: see 2, near the end. b3: أَعْذِرْ عَلَى نَصِيبِكَ Make a mark upon thy share. (O.) b4: اعذر فِى ظَهْرِهِ He beat him (O, K) with whips (O) so as to make a mark, or marks, upon his back. (O, K.) And ضَرَبَهُ حَتَّى أَعْذَرَ مَتْنَهُ He beat him so that he made the beating heavy upon his back and obtained from him relief from his anger. (TA.) And ضُرِبَ فَأُعْذِرَ, (S, O, K,) in the Tahdheed of IKtt فَأَعْذَرَ, (TA,) He (a man) was beaten so that he was at the point of death. (S, O, K, TA.) And أُعْذِرَ مِنْهُ He had wounds inflicted upon him so that fear was excited for him in consequence thereof. (O.) And أَعْذَرَ بِهِ He, or it, left a scar upon him. (O, * TA.) b5: and أَعْذَرْتُ الدَّارَ and فِى الدَّارِ I made a mark, or marks, in, or upon, the house, or dwelling. (O.) A5: اعذر also signifies He (a man, TA) voided his ordure. (O, K.) b2: And اعذرت الدَّارُ The house, or dwelling, had in it much عَذِرَة [or human ordure]. (S, O.) 5 تعذّر: see 8, in three places. b2: Also He went backwards; drew back; remained behind; or held back: (K:) or he held back, or withheld himself, for a cause rendering him excused. (TA voce تَغَدَّرَ, q. v.) b3: And He fled. (K.) Yousay, تعذّروا عَلَيْهِ They fled from him, and abstained from aiding, or assisting, him, or held back from him. (O.) b4: And He resisted, and was difficult: it is said in a trad., [respecting Mohammad,] كَانَ يَتَعَذَّرُ فِى مَرَضِهِ He used to resist, and be difficult, in his malady. (TA.) b5: And تعذّر الأَمْرُ (O, K, TA) The affair was not direct in its tendency; (K, TA;) i. e. (TA) it was, or became, difficult: one says, تعذّر عَلَيْهِ الأَمْرُ The affair was, or became, difficult to him. (O, Msb, TA.) [And The affair was, or became, impracticable, or impossible.]

A2: تعذّر الرَّسْمُ The رسم [i. e. trace, or relic, of an abode, or of a place of sojourning, &c.,] became effaced; (S, O, K;) as also ↓ اعتذر: (S, *, O, * K:) or became altered and effaced: and المَنَازِلُ ↓ اعتذرت the places of alighting, or abode, had their traces, or remains, effaced. (TA.) A3: And تعذّر (from العَذِرَةُ, S, O) He, or it, became defiled, or besmeared, (S, O, K) with عَذِرَة [or human ordure]. (K.) 8 اعتذر, (S, O, Msb, &c.,) inf. n. اِعْتِذَارٌ, (S, O, TA,) and [quasi-inf. ns.] ↓ عِذْرَةٌ and ↓ مَعْذِرَةٌ; (TA;) and for اعتذر one says also اِعَذَّرَ, aor. ـَ inf. n. اِعِذَّارٌ; and it is allowable to say اِعِذِّرَ, aor. ـِ but the former of these two variations is the more approved; (AHeyth, TA;) [in the former case, the original being changed to اِعَتْذَرَ, then to اِعَذْذَرَ, then to اِعَذَّرَ; and in the latter case, to اِعْتْذَرَ, then to اِعِتْذَرَ, then to اِعِذْذَرَ, then to اِعِذْرَ, and then to اِعِذِّرَ;] He excused himself; he adduced, or urged, an excuse, or a plea, for himself; (Fr, S, * O, * TA;) as also ↓ تعذّر. (S, O, K.) [See عُذْرٌ.] You say, اعتذر إِلَىَّ [He excused himself to me;] he begged me to accept his excuse; (Msb;) and Az says, I have heard two Arabs of the desert, one of the tribe of Temeem and one of the tribe of Keys, say, إِلَى ↓ تَعَذَّرْتُ الرَّجُلِ in the sense of اِعْتَذَرْتُ [i. e. I excused myself to the man]. (TA.) And اعتذر مِنْ ذَنْبِهِ (S, * O, * TA) and ↓ تعذّر (TA) [He excused himself, or urged an excuse, for his crime, sin, or misdeed: or] he asserted himself to be clear of his crime, sin, or misdeed. (TA.) And اعتذر عَنْ فِعْلِهِ [or مِنْ فعله] He showed, or manifested, his excuse for his deed. (Msb.) [It is said that] the primary meaning of الاِعْتِذَارُ is The cutting a man off from the object of his want, and from that to which he clings in his heart. (TA.) [Hence, perhaps, one says اعتذر meaning He excused himself for not complying with a claim, or request.] b2: See also 4, in two places, near the beginning. b3: Also He did not adduce an excuse. (Fr, TA.) [Thus it has two contr. significations. See also 2.]

A2: Also He complained, (O, Msb, K,) مِنْهُ of him, or it. (Msb.) A3: And اعتذرت المِيَاهُ The waters stopped, ceased, or became cut off. (O, K.) b2: See also 5, last sentence but one, in two places.

A4: And اعتذر العِمَامَةَ He made the turban to have two portions [its two ends] hanging down behind. (O, K.) A5: And الاِعْتِذَارُ signifies also The act of devirginating. (S, O, [See عُذْرَةٌ.]) 10 استعذر مِنْ فُلَانٍ He asked, or desired, to be excused if he should lay violent hands upon such a one [or requite him for an evil action]; he said, مَنْ عَذِيرِى مِنْ فُلَانٍ. (A, TA.) It is said in a trad. of the Prophet, اِسْتَعْذَرَ أَبَا بَكْرٍ مِنْ عَائِشَةَ i. e. He said to Aboo-Bekr, Undertake thou to excuse me for my conduct to 'Áïsheh if I discipline her, or chastise her. (O, * TA.) b2: And one says to him who has neglected the giving information of a thing, (A, TA,) or to him who reproves thee for a thing before giving thee any command, or order, or injunction, respecting it, (O, TA,) وَاللّٰهِ مَا اسْتَعْذَرْتَ إِلَىَّ وَلَا اسْتَنْذَرْتَ By God, thou didst not offer to me excuse, nor didst thou offer warning. (A, O, TA.) عُذْرٌ (Msb, K) and ↓ عُذُرٌ (Msb) and ↓ عِذْرَةٌ (S, O, K) and ↓ عُذْرَى (S, Msb) and ↓ مَعْذِرَةٌ (S, O, Msb, K) and ↓ مَعْذُرَةٌ and ↓ مَعْذَرَةٌ (K) [all as simple substs., but all except the third and the last mentioned also as inf. ns.,] An excuse; an apology; a plea whereby one excuses himself [or another]: accord. to the B, عُذْرٌ [as a subst. from اِعْتَذَرَ or from أَعْذَرَ] is of three kinds; the saying “ I did it not; ” and the saying “ I did it for such a cause,” mentioning what might exempt him from being culpable; and the saying “ I did it, but will not do it again,” or the like; which third kind is the same as تَوْبَةٌ: (TA:) the pl. of عُذْرٌ is أَعْذَارٌ; (Msb, K;) and that of ↓ عِذْرَةٌ is عِذَرٌ; (O;) and that of ↓ معذرة is [مَعَاذِرُ, and, irregularly,] مَعَاذِيرُ: (TA:) and ↓ عَذِيرٌ, of which عُذْرٌ, (Ksh,) or ↓ عُذُرٌ, (Bd,) may be pl., is syn. with [عُذْرٌ and] معذرة; (Ksh and Bd in lxxvii. 6;) and ↓ مِعْذَارٌ is [likewise] syn. with عُذْرٌ. (Bd in lxxv. 15.) It is said in a prov., مَكَاذِبُ ↓ المَعَاذِرُ [Excuses are lies]. (TA.) And it was said by Ibráheem En-Nakha'ee, يَشُوبُهَا ↓ إِنَّ المَعَاذِيرَ الكَذِبُ [Verily excuses, lying mixes therewith]. (S, O.) b2: عُذْرًا أَوْ نُذْرًا, in the Kur [lxxvii. 6], or أَوْ نُذُرًا, ↓ عُذُرًا, (Bd,) means For excusing or terrifying; the two ns. being inf. ns.: or for excuses or warnings; the two ns. being pls., of ↓ عَذِيرٌ in the sense of معذرة and of نَذِيرٌ in the sense إِنْذَارٌ: or such as excuse and such as warn; the two ns. being pls. of ↓ عَاذِرٌ and مُنْذِرٌ: (Ksh, Bd:) or, accord. to Th, both mean the same. (TA.) [See also نُذْرٌ.] b3: And the Arabs say, لَا نُذْرَاكَ ↓ عُذْرَاكَ i. e. أَعْذِرْ وَلَا تُنْذِرْ [app. meaning Do that for which thou wilt be excused, by inflicting punishment when it is deserved, and do not merely warn, and put in fear]. (TA in art. نذر.) A2: عُذْرٌ also signifies Success; or the attainment, or accomplishment, of one's wants, or of a thing: (IAar, O, K:) and victory, or success in a contest. (O, K.) One says, with respect to a war or a battle, لِمَنَ العُذْرُ Whose is the success, or victory? (O.) A3: See also عُذْرَةٌ, in five places: and see عِذَارٌ, last quarter.

عَذِرٌ [an epithet of which I find only the fem., with ة, mentioned]. دَارٌ عَذِرَةٌ means A house, or dwelling, of which there are many traces, or relics. (O.) b2: And أَرْضٌ عَذِرَةٌ Land that does not yield herbage freely, and if it give growth to anything, this soon becomes blighted. (O and TA in art. عثر.) عُذُرٌ: see عُذْرٌ, in three places.

A2: Also pl. of عِذَارٌ [q. v.]. (S, O, Msb, K.) عُذْرَةٌ The virginity, maidenhead, or hymen; syn. بَكَارَةٌ, (S, Mgh, Msb, K,) or قِضَّةٌ; so called from عَذْرٌ signifying the “ act of cutting,” because a girl's hymen (خَاتَمُ عُذْرَتِهَا) is rent when she is devirginated; (Lh, Az, TA;) العُذْرَةُ being that whereby a girl is a virgin: (Lh, TA:) [and ↓ عُذْرٌ perhaps signifies the same: (see an ex. voce أَرِيمٌ; and see also the next sentence here following:)] pl. عُذَرٌ. (Msb.) b2: And Devirgination of a girl [or woman]: (Lh, K:) [and ↓ عُذْرٌ is used in the same sense:] one says, فُلَانٌ

أَبُو عُذْرِهَا (S, A, O, K) and ابو عُذْرَتِهَا (TA) (tropical:) [lit. Such a one is the father, i. e. the author, of her devirgination]; meaning such a one is he who devirginated her. (S, A, O, K, TA.) And [hence] one says also, هٰذَا الكَلَامِ ↓ هُوَ أَبُو عَذْرِ (tropical:) [He was the first utterer of this speech]. (A.) And مَا هٰذَا الكَلَامِ ↓ أَنْتَ بِذِى عُذْرِ (tropical:) Thou art not the first utterer of this speech. (S, O, TA. [But see an assertion of Sb cited voce شِعْرٌ.]) b3: and The [part in the external organs of generation of a girl or woman termed] بَظْر [q. v.]; (K;) the place of a girl where the operation of circumcision is performed: so called from عَذْرٌ signifying the “ act of cutting. ” (Lh, Az, TA.) [See also العَاذُورُ.] b4: And The prepuce of a boy: (O, K:) so accord. to Lh, who does not say whether it be so called before or after it has been cut off: said by others to be the portion of skin which the circumciser cuts off. (TA.) b5: And Circumcision; syn. خِتَانٌ. (K.) One says, دَنَا وَقْتُ عُذْرَةِ الصَّبِىِّ The time of the circumcision of the boy drew near. (TK.) b6: And A sign, or mark; syn. عَلَامَةٌ; (O, K, TA;) as also ↓ عُذْرٌ. (TA.) See also عِذَارٌ, last quarter. b7: And The hair upon the withers of a horse: (S, O, K:) and, (K,) accord. to As, (S, O,) a lock, or small quantity, of hair: (S, O, K:) and the نَاصِيَة [or forelock of a horse]; (K;) the hair of the نَاصِيَة of a horse: (A:) or, accord. to some, the mane of a horse: (TA:) pl. عُذَرٌ: (S, O, TA:) which is said by some to mean hairs [extending] from the back of the head to the middle of the neck: (TA:) and, as pl. of عُذْرَةٌ, a sign, mark, or token, that is tied to the forelock of a horse that outstrips, [as a preservative] from the [evil] eye. (Ham p. 795.) b8: And العُذْرَةُ is the appellation of Five stars at the extremity of the Milky Way: (S, O, K:) or, as some say, below Sirius, and also called ↓ العَذَارَى, [app. the star e of Canis Major (which is called by our astronomers “ adara,” often written “ adard,”) with four other neighbouring stars,] which rise [aurorally] in the midst of the heat: (TA:) and, (O, K, TA,) as some say, (O, TA,) العُذْرَةُ is a star at the time of the [auroral] rising of which the heat becomes intense; (O, K, TA;) [app. the star h of Canis Major (which is called by our astronomers “ aludra ”);] it rises [aurorally, in Central Arabia, in the latter part of July O. S.,] after Sirius and before Canopus, and is accompanied with intense heat, without wind, taking away the breath. (O, TA.) b9: Also (i. e. العُذْرَةُ) Pain in the fauces, (Mgh, K,) [arising] from the blood; (Mgh;) as also ↓ العَاذُورُ, (K, accord. to the TA,) or ↓ العَادُورَآءُ; (thus in some copies of the K, and thus accord. to the CK;) or pain of the fauces, (S, O, K,) in a part near the uvula, (S, O,) [arising] from the blood: (S, O, K:) it is said to be a small swelling, or pustule, that comes forth in the خَرْم [app. meaning the uvula, as being a projection from the soft palate,] which is between the fauces and the nose: it is incident to children, at the time of the [auroral] rising of العُذْرَة, i. e. the star that rises after Sirius, mentioned above; and on the occasion thereof, a woman has recourse to a piece of rag, which she twists tightly, and inserts into the nose so as to pierce that place, whereupon there issues from it black blood, and sometimes it becomes ulcerated; and this piercing is called الدَّغْرُ: then they suspended to the child some such thing as the [amulet termed] عُوذَة. (TA. [See 1 in art. دغر.]) b10: It also signifies The place of the pain above mentioned, (S, O, K,) which is near the uvula. (S, O.) عِذْرَةٌ: see عُذْرٌ, in two places: and see also 8.

[Accord. to analogy, it signifies A mode, or manner, of excusing.]

عَذِرَةٌ Human dung or ordure; (S, * O, * Msb, K, TA;) as also ↓ عَاذِرٌ (IAar, IDrd, O, L, K, TA) and ↓ عَاذِرَةٌ: (O, K:) pl. of the first [which is the most common] عَذِرَاتٌ, (Msb,) and of ↓ the second عُذَرٌ. (IAar, TA.) b2: And hence, (S, O, Msb,) (tropical:) The court, or yard, (فِنَآء,) of a house: (S, O, Msb, K, TA:) so called because the human ordure (العَذِرَة) used to be cast in it: (S, O, Msb:) or, accord. to As, this is the primary signification; what is before mentioned being so termed because cast in the فناء; like as it is termed غَائِط because cast in the عائط, which means “ a depressed piece of ground; ” (Har p. 403;) [and] thus says A 'Obeyd: pl. as above: (O, TA:) and مَعَاذِرُ [pl. of ↓ مَعْذَرٌ which lit. signifies a place of human dung or ordure] is syn. with عَذِرَاتٌ as meaning أَفْنِيَةٌ [pl. of فِنَآءٌ]. (Ham p. 677, q. v.) It is related of 'Alee that he reproved some persons, and said, مَا لَكُمْ لَا تُنَظِّفُونَ عَذِرَاتِكُمْ (A, * O, TA) i. e. (tropical:) [What aileth you that ye will not cleanse] the courts, or yards, of your houses? (TA.) And in a trad. (O, TA) of the Prophet (O) it is said, اليَهُودُ أَنْتَنُ خَلْقِ اللّٰهِ عَذِرَةً, (A, O, TA,) which may mean (tropical:) [The Jews are the most stinking of God's creatures] in respect of the court, or yard, of the house: or in respect of ordure. (TA.) And it is said in a prov., إِنَّهُ لَبَرِىْءُ العَذِرَةِ, a phrase like بَرِىْءُ السَّاحَةِ (tropical:) [lit. Verily he is clear in respect of the court, or yard, of the house; app. meaning, clear of disgrace]. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) A place where people sit (K, TA) in the court, or yard, of the house. (TA.) b4: And (assumed tropical:) The worst of what come forth from wheat or corn (طَعَام), (Lh, O, K, TA,) and is thrown away, (Lh, TA,) when it is cleared; (O;) as also عَذِبَةٌ. (Lh, TA.) عُذْرَى: see عُذْرٌ, in two places.

عَذْرَآءُ A virgin: (S, O, K:) used as an epithet: you say جَارِيَةٌ عَذْرَآءُ a virgin girl: (TA:) and اِمْرَأَةٌ عَذْرَآءُ, meaning ذَاتُ عَذْرَةٍ: (Msb:) accord. to IAar alone, so called لِضِيقِهَا, from تَعَذَّرَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: (TA:) pl. عَذَارَى and عَذَارٍ [with the art. العَذَارِى, and thus written in the S and O and K] (S, O, K, TA) and عَذْرَاوَاتٌ, (S, O, K,) like صَحَارَى [&c.]. (S, O.) b2: [Hence,] العَذْرَآءُ (assumed tropical:) [The sign Virgo;] the sign السُّنْبُلَةُ: or الجَوْزَآءُ [which is an evident mistake]. (K.) b3: And العَذَارَى (assumed tropical:) Certain stars, described above: see عُذْرَةٌ, latter half. b4: And أَصَابِعُ العَذَارَى (assumed tropical:) A sort of grapes, black and long, like acorns; likened to the dyed fingers of virgins. (TA.) b5: And دُرَّةٌ عَذْرَآءُ (tropical:) A pearl not bored. (A, O, K, * TA.) b6: And رَمْلَةٌ عَذْرَآءُ (tropical:) A sand upon which one has not trodden (A, O, K, * TA) nor ridden, because of its height. (TA.) b7: And العَذْرَآءُ (assumed tropical:) A kind of collar by means of which the hands, or arms, are confined together with the neck: (T, O, TA:) or such as is put upon the throat of a man and has not been put upon the neck of any one before: (TA:) or a thing of iron by means of which a man is tortured in order to make him confess an affair, or the like; (K, TA;) as, for instance, for the purpose of extorting property &c.: pl. عَذَارَى. (TA.) [Compare the term “ maiden ” applied to an instrument for beheading.] b8: Also a name of [El-Medeeneh,] the City of the Prophet: (K, TA:) because of its not having been abased. (TA.) عِذَارٌ A certain appertenance of a horse or the like; (S, O;) i. e. the part, (T, M, Mgh,) or strap, (Msb,) of the bridle, (T, M, Mgh, Msb,) that lies, (T,) or extends down, (M, K,) upon the cheek, (M, Mgh, Msb, K,) or two cheeks, (T,) of the horse (T, M, Mgh, Msb, K) or the like: (T, Mgh, Msb:) the عَذَارَانِ are the two straps upon the two cheeks of the horse, on the right and left: (IDrd in his Book on the Saddle and Bridle:) or, as some say, the عِذَار is the two straps of the bridle that meet at the back of the neck: (TA:) [thus it signifies either of the two cheek-straps, or, accord. to some, the two cheek-straps together, that compose the headstall:] some say that it is called by the name of its place; but the converse is the case accord. to others: (TA:) [and عِذَارُ الرَّسَنِ signifies the appertance, of the halter, corresponding to the cheek-strap, or cheek-straps, of the bridle or headstall: (see a verse of Ibn-Mukbil cited voce رَسَنٌ:)] pl. عُذُرٌ, (S, O, Msb, K, [in the CK عُذْرٌ,]) like as كُتُبٌ is pl. of كِتَابٌ. (Msb, TA.) It is said in a trad., لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ لِلْمُؤْمِنِ مِنْ عِذَارٍ حَسَنٍ عَلَى خَدِّ فَرَسٍ [Verily poverty is more ornamental to the believer than a beautiful cheek-strap, or headstall, upon the cheek of a horse]. (TA.) فَرَسٌ قَصِيرُ العِذَارِ [A horse short in the cheek-strap, or headstall,] implies commendation, as denoting width of the lip. (TA, voce عِنَانٌ.) And عِذَارٌ signifies also The thing that connects the leading-rope (حَبْلَ الخِطَامِ) to the head of the he-camel (K, TA) and of the she-camel. (TA.) And A halter; syn. رَسَنٌ: (Msb:) and ↓ مُعَذَّرٌ signifies a halter (رَسَن) having a double عِذَار (ذُو عِذَارَيْنِ). (TA.) One says, فُلَانٌ شَدِيدُ العِذَارِ (assumed tropical:) Such a one is strong in respect of determination. (A, TA.) And فُلَانٌ خَلِيعُ العِذَارِ (assumed tropical:) Such a one is weak in respect of determination; [or is a person who has thrown off restraint;] like a horse that has no bridle upon him, and that therefore falls upon his face. (TA. [See also art. خلع.]) And خَلَعَ عِذَارَهُ (assumed tropical:) [He threw off restraint; or] he persisted in error: (S, O:) or he departed from obedience, and persisted in error: (TA:) or he broke off from his family, or disagreed with them, and wearied them by his wickedness; syn. تَشَاطَرَ; as also ↓ خلع مُعَذَّرَهُ: (A:) or the latter means he did not obey a director in the right course: (As, TA:) or, in the former phrase, (TA,) عِذَار means (assumed tropical:) shame; (K, TA;) خَلَعَ عِذَارَهُ meaning he divested himself of shame; like as a horse casts off his عذار, and becomes refractory, overcoming his rider and running away with him. (TA. [See, again, art. خلع.]) And لَوَى عَنْهُ عِذَارَهُ (assumed tropical:) He disobeyed him. (A, TA.) b2: Also (assumed tropical:) The two sides of the beard: (K:) or either side thereof; (Mgh, TA;) the two sides thereof being called عِذَارَا اللِّحْيَةِ, (Mgh,) or العِذَارَانِ, (TA,) because they are in the place [corresponding to that] of the عذار of the horse or the like: (Mgh, * TA:) or the hair, of a boy, that grows evenly in the place of the عِذَار: (S:) or the hair, of the beard, that descends upon the two jaws: (Msb:) or a man's hair that grows in the place of the عِذَار: (O, TA:) the line of the beard: (TA:) or the hair, of a man, that is in front of the ear, and between which and the ear is a whiteness: (Har pp. 208-9:) and the part, of the face, upon which grows the hair in a lengthened form in front of the lobula of the ear [extending] to the base of the jaw. (Har p. 495.) b3: And (assumed tropical:) The cheek; as also ↓ مُعَذَّرٌ: (K:) which latter [properly] signifies the place of the عِذَار, (A, TA,) or the place of the عِذَارَانِ. (S, O.) You say, ↓ فُلَانٌ طَوِيلُ المُعَذَّرِ (assumed tropical:) Such a one is long in the place of the عِذَار. (A, TA.) b4: And (assumed tropical:) A mark made [on a camel (see مَعْذُورٌ)] with a hot iron in the place of the عِذَار; (S, O, K;) as also ↓ عُذْرَةٌ: (K:) or on the back of the neck, extending to the temples: so in the Tedhkireh of Aboo-'Alee; but the former explanation is the better known: El-Ahmar mentions ↓ عُذْرٌ as meaning one kind of the marks made with a hot iron. (TA.) b5: Also (tropical:) The two sharp sides or edges, (K,) or [rather] either of these, for both together are called the عِذَارَانِ, (TA,) of a نَصْل [i. e. of the iron head of an arrow or of a spear &c.]. (K, TA.) b6: And (tropical:) Either side of a road, (A,) and of a valley, (A, TA,) and of a wall. (TA.) b7: And (tropical:) A row of trees, (TA,) or of palm-trees. (A.) b8: And (tropical:) An elongated tract of sand. (A.) The dual as used in a verse of Dhu-r-Rummeh means (assumed tropical:) Two elongated tracts (حَبْلَانِ [in the CK جَبَلانِ]) of sand: (S, O, K, TA:) or the two sides thereof: (TA:) or two roads (طَرِيقَانِ). (S, O, K, TA.) b9: And (tropical:) A rugged tract of ground, (O, K, TA,) and [a tract] of sand, (TA,) lying across in a wide plain: (O, K, TA:) pl. عُذُرٌ. (TA.) A2: See also إِعْذَارٌ.

A3: It also signifies Resistance, or refusal; from التَعَذُّر. (TA.) عَذِيرٌ: see عُذْرٌ, in two places. b2: Also i. q. ↓ عَاذِرٌ [act. part. n. of 1, Excusing; an excuser; &c.]. (K.) You say, مَنْ عَذِيرِى مِنْ فُلَانٍ Who will excuse me, or make my excuse, or be my excuser, if I requite such a one (Msb, TA) for his action, (Msb,) or for his evil action, (TA,) and will not blame me (Msb, TA) for it? or who will excuse me with respect to the case of such a one, and not blame me for it? (Msb: [see عَذَرْتُهُ مِنْ فُلَانٍ: and see also 10:]) or who will aid me, or assist me, against such a one, or to defend myself from him? (Msb;) who will be my aider, or assistant, against such a one? (TA:) for عَذِيرٌ is also said to signify an aider, or assister, against an enemy. (Msb, K, TA.) The Prophet said thus with respect to 'Abd-Allah Ibn-Ubeí, demanding of the people that they should excuse him for laying violent hands upon him. (TA.) [It is a phrase by which one asks for permission to retaliate, or punish, &c.] And one says also, عَذِيرَكَ مِنْ فُلَانٍ, meaning Bring him who will excuse thee [ for what thou hast done, or doest, or wilt do, to such a one]; (S, O, TA;) i. e. bring him who will blame him and will not blame thee. (S, O.) and عَذيرَكَ إِيَّاىَ مِنْهُ Bring thine excuse of me [ for what I have done, &c., to him]. (TA.) A poet (Dhu-l-Isba' El-'Adwánee, O, TA) says, عَذِيرَ الحَىِّ مِنْ عَدْوَا نَ كَانُوا حَيَّةَ الأَرْضِ بَغَى بَعْضٌ عَلَى بَعْضٍ

فَلَمْ يَرْعُوْا عَلَى بَعْضِ فَقَدْ أَضْحَوْا أَحَادِيثَ بِرَفْعِ القَوْلِ وَالخَفْضِ (S, * O, * L, TA) [Bring an excuse for the tribe, for what they have done to 'Adwán, i. e., one to another; for the tribe of 'Adwán were rent by intestine wars, in which Dhu-l-Isba' took a prominent part; (see the Essai sur l' Histoire des Arabes by Caussin de Perceval, vol. ii. p. 262;) therefore we may render the phrase, bring an excuse for the tribe, 'Adwán, regarding مِنْ as redundant in this instance, like as it is in فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ, in the Kur xxii. 31; and then proceed thus: they were the serpent of the earth (meaning cunning, guileful, malignant, or mischievous, and strong, not neglecting to take blood-revenge, as expl. in art. حى in the TA): but some acted wrongfully against some, and were not regardful of the rights of some: so they became subjects of talk uttered by the raising of speech and the lowering thereof]: he means, bring an excuse for what some of them have done to some by mutual hatred and slaughter, some of them being not regardful of some; after their having been the serpent of the earth, which every one fears. (L, TA.) b3: Also A state, or condition, (حال,) which one desires, or seeks after, for which, or on account of which, he is to be excused (يُعْذَرُ عَلَيْهَا): (S, O, K, TA:) [and in one of my copies of the S is added, إِذَا فَعَلَهَا, as though by حال were here meant an action:] pl. عُذُرٌ, sometimes, in poetry, contracted into عُذْرٌ. (S, O.) El-'Ajjáj said, (S, O, TA,) in reply to his wife, who, seeing him repairing the saddle of his she-camel for a journey which he had determined to make, asked him, “What is this that thou repairest ? ” (TA,) جَارِىَ لَا تَسْتَنْكِرِى عَذِيرِى

سَعْيِى وَإِشْفَاقِى عَلَى بَعِيرِى (S, O,) or, as some relate it, سَيْرِى واشفاقى, (O,) [i. e. O girl, inquire not as disapproving it respecting my desired state for which I shall be excusable (or rather my excusable purpose), my work (or my journeying), and my benevolent care for my camel;] meaning يَا جَارِيَةُ, [and suppressing يا] and apocopating [جارية]. (S, O. [In the TA, البَعِيرِ is put for بَعِيرِى.]) A2: See also عَاذِرٌ: A3: and إِعْذَارٌ.

عَذِيرَةٌ [A disposition to excuse]. One says, مَا عِنْدَهُمْ عَذِيرَةٌ, meaning [They have not a disposition to excuse; or] they do not excuse. (O.) [See also غَفِيرَةٌ.]

A2: See also عَاذِرٌ: A3: and إِعْذَارٌ. b2: Also I. q. عَدِيرَةٌ [app. as syn. with رَغِيدَةٌ]. (O, TA.) عَذَوَّرٌ (tropical:) Evil in disposition; (S, O, K, TA, and Ham p. 417;) as though needing to excuse himself for his evildoing; (Ham ibid.;) vehement in commanding and forbidding, (Ham p. 469,) and in spirit. (K.) [Clamorous. (Freytag, from the Deewán of Jereer.)] b2: Applied to an ass, Wide in the جَوْف [i. e. belly, or chest], (S, O, K,) and فَحَّاش [app. meaning very lewd]. (K.) b3: And, applied to dominion, (مُلْك, O, TA, in the copies of the K erroneously written مَلِك, TA, [in which and in the O exs. are cited showing the former to be right,]) Wide, or ample: (O:) or strong, (K, TA,) and wide, or ample. (TA.) b4: [Also, accord. to Golius, from the Destoor el Loghah, An agile animal. b5: And Freytag adds, from the Deewán of Jereer, عَذَوَّرَةٌ as signifying Brisk (“ alacris ”).]

عَاذِرٌ: see عَذِيرٌ; and عُذْرٌ, latter half. b2: عَاذِرَةٌ, [fem. of عَاذِرٌ,] as an epithet applied to a woman: see the fem. of مَعْذُورٌ.

A2: Also A scar, or mark of a wound; (S, O, K;) and so ↓ عَذِيرَةٌ, (O, and thus in copies of the S,) or ↓ عَذِيرٌ. (TA, and so in a copy of the S.) One says, تَرَكَ بِهِ عَاذِرًا He, or it, left upon him a scar, or mark of a wound. (TA.) And the same is said of rain, meaning, It left upon him, or it, a mark. (TA.) A3: See also عَذِرَةٌ, in two places.

A4: And العَاذِرُ signifies The vein whence flows the blood of what is termed الاِسْتِحَاضَة: [see 10 in art. حيض:] (S, * O, * Msb, K: *) a dial. var. of العَاذِلُ, or an instance of mispronunciation: (S, O:) or it may be so called because it serves as an excuse for the woman. (TA.) عَاذِرَةٌ, as a subst.: see عَذِرَةٌ.

عَاذُورٌ A brand, or mark made with a hot iron, like a line: pl. عَوَاذِيرُ. (S, O.) A2: And لَقِيتُ مِنْهُ عَاذُورًا is a saying mentioned by As, as meaning I experienced, from him, or it, evil: عَاذُورٌ being a dial. var. of عَاثُورٌ, or an instance of mispronunciation. (S, O.) A3: العَاذُورُ also signifies What is cut off from the place of circumcision of a girl [which place is termed her عُذْرَة]. (O, TA.) A4: See also عُذْرَةٌ, last quarter.

عَاذُورَآءُ: see عُذْرَةٌ, last quarter.

إِعْذَارٌ, (Az, S, A, O, Msb, K,) originally an inf. n., (S, O, Msb,) and ↓ عَذِيرَةٌ (S, A, O, K) and ↓ عَذِيرٌ (A, K) and ↓ عِذَارٌ, (K,) A repast, or food, prepared on the occasion of a circumcision; (Az, S, A, O, Msb, K;) or on some joyful occasion: (Msb:) and the last of these words likewise signifies a repast, or food, prepared on the occasion [of the completion] of a building: and also a repast, or food, which one prepares, and to which he invites his brethren, on the occasion of the acquisition of something new: (O, K:) and accord. to the K, all the other words mentioned above also have, app., the former, or perhaps the latter, of these two meanings, as well as the meaning first mentioned above, which is the most common. (TA.) مَعْذَرٌ; pl. مَعَاذِرُ: see عَذِرَةٌ, second sentence.

مُعْذِرٌ: see مُعْتَذِرٌ, in two places.

مَعْذِرَةٌ and مَعْذُرَةٌ and مَعْذَرَةٌ; and the pl. مَعَاذِرُ: see عُذْرٌ, in five places: and for the first, see also 8.

مُعَذَّرٌ [properly signifying The place of the عِذَار or of the عِذَارَانِ]: see عِذَارٌ, in four places.

مُعَذِّرٌ and مُعِذِّرٌ and مُعُذِّرٌ: see مُعْتَذِرٌ, in six places.

مِعْذَارٌ sing. of مَعَاذِيرُ, (O, K,) which signifies [Excuses, or apologies;] pleas, allegations, or arguments: (K, TA: see عُذْرٌ, in two places:) b2: and also, (K, TA,) in the dial. of El-Yemen, (TA,) Veils, curtains, or coverings. (O, K, TA.) The saying in the Kur [lxxv. 14 and 15], بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ is expl. as meaning [Nay, the man shall be witness against himself, though he throw] his veils or coverings [over his offences]: (TA:) or (accord. to Mujá-hid, S, O), [though he offer his excuses; or] though he dispute respecting it (S, O, TA) with every plea by which he may excuse himself. (TA.) مَعْذُورٌ Excused; freed, cleared, or exempted, from blame; exculpated. (Msb.) b2: And [hence, perhaps,] مَعْذُورَةٌ applied to a woman signifies مُسْتَحَاضَةٌ [q. v. in art. حيض]: and sometimes one says ↓ عَاذِرَةٌ; as meaning having an excuse: (Msb:) the latter is said to be used in the sense of مُسْتَحَاضَةٌ; but it requires consideration; (O, TA;) as though it were of the measure فَاعِلَةٌ in the sense of مَفْعُولَةٌ, [i. e. in the sense of مَعْذُورَةٌ as meaning excused,] from إِقَامَةُ العُذْرِ. (TA.) b3: [Golius assigns to مَعْذُورٌ the meaning of “ Voti impos; ” as on the authority of the KL; in which, however, I do not find it.]

A2: Also (tropical:) Circumcised. (S, A, O, Msb.) A3: And A camel branded with the mark called عِذَار. (TA.) A4: And [A child] affected with the pain, of the fauces, termed عُذْرَة. (S, O, K.) مُعَاذِرٌ: see its pl. in the last clause of the following paragraph.

مُعْتَذِرٌ One excusing himself, whether he have, or have not, an excuse: (TA:) the person to whom this epithet is applied may be a speaker of truth, and he may be not a speaker of truth: (Msb, TA:) and so ↓ مُعَذِّرٌ, which, as applied to a speaker of truth, signifies having an excuse, like مُعْتَذِرٌ, (S, O, K,) [of which it is a variation,] for the ت is changed into ذ, and this is incorporated [into the radical ذ], and its vowel is transferred to the ع, like as is the case in يَخَصِّمُونَ; (S, O;) and ↓ مُعِذِّرٌ is also allowable, (S, O, TA,) and also ↓ مُعُذِّرٌ; (S, O;) but [it is said that] ↓ مُعَذِّرٌ applied to him who does not speak truth, (S, O, K,) being [originally] of the measure مُفَعِّلٌ, [not a variation of مُعْتَذِرٌ,] (S, O,) means falling short, or doing less than is incumbent on him, (S, O, K,) excusing himself (S, O) without having any [real or valid] excuse. (S, O, K.) In the Kur ix. 91, I'Ab read ↓ المُعْذِرُونَ [instead of the more usual reading ↓ المُعَذِّرُونَ], (S, O, K,) and so did Yaakoob El-Hadramee, (Az, TA,) from أَعْذَرَ; the former asserting that it was so revealed; app. considering ↓ مُعَذِّرٌ, with teshdeed, to apply to one not speaking truth, (S, O, K,) meaning pretending to excuse himself, without having any real excuse; (S, O;) and ↓ مُعْذِرٌ to mean having an excuse: (S, O, K:) Ibn-Abee-Leylà and Tá-oos read ↓ المُعَاذِرُونَ, as meaning those striving, or labouring, in seeking excuse. (O.)
عذر
: (العُذْرُ، بالضَّمّ: م) ، معروفٌ، وَهُوَ الحُجَّةُ الَّتِي يُعْتَذَرُ بهَا.
وَفِي البَصَائِرِ للمُصَنِّفِ: العُذْرُ: تَحَرِّي الإِنسانِ مَا يَمْحُو بهِ ذُنُوبَه، وذالك ثلاثةُ أَضْرُب:
أَن تقولَ: لم أَفْعَل.
أَو تقولَ: فَعَلْتُ لأَجَلِ كَذَا، فيَذْكُر مَا يُخْرِجُه عَن كونِه مُذْنِباً.
أَو تقولُ: فعَلْتُ وَلَا أَعودُ، وَنَحْو ذالك، وهاذا الثالثُ هُوَ التَّوْبةُ.
فكلُّ تَوبة عُذْرٌ، وَلَيْسَ كلُّ عُذْر تَوبةً.
(ج: أَعْذارٌ) .
يُقَال: (عَذَرَهُ يَعْذِرُهُ) ، بِالْكَسْرِ، فِيمَا صَنَعَ، (عُذْراً) ، بالضَّم (وعُذُراً) بضمتَين، وَبِهِمَا قُرِىءَ قَوْله تَعَالَى: {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً} عُذْراً أَوْ نُذْراً صلى الله عَلَيْهِ وَسلم {} (المرسلات: 5، 6) ، فسّره ثَعْلَبٌ فَقَالَ: العُذْرُ والنُّذْرُ وَاحِد، قَالَ اللِّحْيَانِيّ: وبعضُهُم يُثَقِّلُ (سقط: قَالَ أَبو جَعْفَر: من ثَقَّلَ أَرادَ عُذُراً أَو نُذُراً، كَمَا تَقول: رُسُل فِي رُسْل.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: وهما اسمانِ يَقُومَانِ مَقَامَ الإِعْذارِ والإِنْذَارِ، ويَجُوزَ تَخفيفُهما وتَثقيلُهما مَعًا، (وعُذْرَى) بضمٍّ مَقْصُورا، قَالَ الجَمُوحُ الظَّفَرِيّ:
قالَتْ أُمَامَةُ لمّا جِئْتُ زَائِرَهَا
هَلاّ رَمَيْتَ بِبَعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ
للهِ دَرُّكِ إِنّي قد رَمَيْتُهُمُ
لَوْلَا حُدِدْتُ وَلَا عُذْرَي لمَحْدُودِ
قيل: أَرادَ بالأَسهُمِ السُّودِ: الأَسْطُرَ المكتوبَةَ. (ومَعْذِرَةً) ، بِكَسْر الذَّال، (ومَعْذِرَةً) ، بضمِّها، جَمعهمَا مَعَاذيرُ.
(وأَعْذَرَهُ) كعَذَرَه، قَالَ الأَخْطَلُ:
فإِن تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَار تَوَاضَعَتْ
فقَدْ أَعْذَرَتْنَا فِي طلابِكُمُ العُذْرُ (والاسْمُ المَعْدرَةُ، مثلَّثَةَ الذَّال، والعِذْرَةُ، قَالَ النّابِغَةِ:
هَا إِنَّ تَاعِذْرَةٌ إلّا تَكُنْ نَفضعَتْ
فإِنَّ صاحِبَها قد تَاهَ فِي البَلَدِ
يُقَال: اعْتَذَرَ فلانٌ اعْتِذَاراً، وعِذْرَةً، ومَعْذِرَةً من ذَنْبِه، فعَذَرْتُه.
(وأَعْذَرَ) إِعْذاراً، وأَعْذراً: (أَبْدَى عُذْراً) ، عَن اللِّحْيَانِيّ، وَهُوَ مَجَاز.
والعَرَبُ تَقول: أَعْذَرَ فلانٌ، أَي كانَ منهُ مَا يُعْذَرُ بِهِ.
والصَّحِيح أَنَّ العُذْرَ الاسمُ، والإِعْذَارُ المَصْدَرُ، وَفِي المَثَلِ: " أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ ".
(و) أَعْذَرَ الرجُلُ: (أَحْدَثَ) .
(و) يُقَال: عَذَّرَ الرّجُلُ: لم يَثْبُتْ لَهُ عُذْرٌ، وأَعْذَرَ: (ثَبَتَ لَهُ عُذْرٌ) ، وَبِه فَسّرَ من قرأَ قَوْله عزّ وجلّ {وجَاءَ المُعَذَّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ} كَمَا يأْتِي فِي آخر المادّة.
(و) أَعْذَرَ: (قَصَّرَ ولَمْ يُبَالِغْ وَهُوَ يُرِي أَنّه مُبَالِغٌ) .)
(و) أَعْذَرَ فِيهِ: (بالَغَ) وجَدَّ، (كأَنَّهُ ضِدٌّ) ، وَفِي الحديثِ: (لَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ إِلى مَنْ بَلَغَ مِنَ العُمْرِ سِتِّينَ سَنَةً) أَي لم يُبْقِ فِيهِ مَوْضعاً للاعْتِذَارِ حيثُ أَمْهَلَهُ طُولَ هاذِه المُدَّةِ، وَلم يَعْتَذِرْ.
يُقَال: أَعْذَرَ الرَّجُلُ، إِذا بَلَغ أَقْصَى الغَايَةِ فِي العُذْرِ، وَفِي حديثِ المِقْدادِ: (لقد أَعْذَرَ اللَّهُ إِليك) ، أَي عَذَرَك وجَعلَك مَوْضِعَ العُذْرِ، فأَسقَطَ عَن الجِهَادَ، ورَخَّصَ لَك فِي تَرْكه؛ لأنّه كَانَ قد تَنَاهَى فِي السِّمَنِ وعَجَز عَن القِتَال.
وَفِي حديثِ ابنِ عُمَرَ: (إِذَا وُضِعَت المائِدَةُ فلْيَأْكُل الرّجُلُ ممّا عنْدَه، وَلَا يَرْفَعْ يَده، وإِنْ شَبِعَ، وليُعْذِرْ؛ فإِنّ ذالك يُخَجِّلُ جَلِيسَه) ، الإِعذار: المُبَالَغَةُ فِي الأَمْرِ، أَي لِيُبَالغْ فِي الأَكل مثْل الحَدِيثِ الآخَر: (أَنّه كانَ إِذَا أَكَلَ مَعَ قَوْمٍ كَانَ آخِرَهُم أَكْلاً) .
(و) أَعْذَرَ الرَّجلُ إِعْذَاراً، إِذَا (كَثُرَتْ ذُنُوبُه وعُيُوبُه) ، وَصَارَ ذَا عَيْبٍ وفَسادٍ، (كعَذَرَ) يَعْذِرْ، وهما لُغَتان، نقلَ الأَزْهَرِيُّ الثانِيَةَ عَن بعضِهِم، قَالَ: وَلم يَعْرِفْهَا الأَصْمَعِيُّ، قَالَ: وَمِنْه قولُ الأَخْطَلِ:
فإِن تَكُ حَرْبُ ابْنَيْ نِزَارٍ تَوَاضَعَتْ
فقد عَذَرَتْنَا فِي كِلابٍ وَفِي كَعْبِ
ويُرْوى: (أَعْذَرَتْنَا) ، أَي جَعَلَتْ لنا عُذْراً فِيمَا صَنَعْناهُ، (وَمِنْه) قولُه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((لَنْ يَهْلِكَ النّاسُ حتّى يُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِم) ، يُقَال: أَعْذَرَ من نَفْسِهِ، إِذَا أَمْكَنَ مِنْهَا، يَعْنِي أَنّهم لَا يَهْلِكُون حَتَّى تكثُرَ ذُنُوبُهم وعُيُوبُهم، فيُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِمْ ويسْتَوْجِبُوا العُقُوبةَ، وَيكون لمن يُعَذِّبُهُم عُذْرٌ، كأَنَّهُم قامُوا بِعُذْرِهِ فِي ذالك، ويُرْوَى بِفَتْح الياءِ من عَذَرْتُه، وَهُوَ بمعْنَاه، وحقيقةُ عَذَرْتُ: مَحَوْتُ: الإِسَاءَةَ وطَمَسْتُهَا، وهاذا كالحَدِيث الآخَر: (لَنْ يَهْلِكَ علَى اللَّهِ إِلاّ هَالِكٌ) وَقد جَمَعَ بينَ الرِّوَايتَيْن ابنُ القَطّاعِ فِي التَّهْذِيب فَقَالَ: وَفِي الحَدِيثِ: (لَا يَهْلِكُ النّاسُ حَتّى يُعْذِرُوا من أَنْفُسِهِم) ويَعْذِرُوا.
(و) أَعْذَرَ (الفَرَسَ) إِعْذَاراً: (أَلْجَمَهُ) ، كعَذَرَه وعَذَّرَه.
(أَو) عَذَّرَه: (جَعَلَ لَهُ عِذَاراً) ، لَا غير، وأَعْذَر اللِّجَامَ: جَعَلَ لَهُ عِذَاراً.
(و) أَعْذَرَ (الغُلامَ) إِعْذَاراً: (خَتَنَه) وكذالك الجارِيَةَ، (كعَذَرَهُ يَعْذِرُه) عَذْراً، وَهُوَ مَجاز، قَالَ الشاعرُ:
فِي فِتْيَة جَعَلُوا الصَّلِيبَ إِلاَهَهُمْ
حاشَايَ إِنّي مُسْلِمٌ مَعْذُورُ والأَكْثَرُ خَفَضْتُ الجَارِيَةَ، وَقَالَ الرّاجِزُ:
تَلْوِيَةَ الخَاتِنِ زُبَّ المَعْذُور
وَفِي الحديثِ: (وُلِدَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعْذُوراً مَسْرُوراً) ، أَي مَخْتُوناً مَقْطُوعَ السُّرَّةِ، وَفِي حَدِيث آخَرَ: (كُنَّا إِعْذَارَ عامٍ واحِد) ، أَي خُتِّنَا فِي عَام وَاحِد، وَكَانُوا يُخْتَنُونَ لِسِنَ مَعلومَةٍ، فِيمَا بَين عَشْرِ سنِين وخَمْسَ عَشْرَةَ.
(و) من المَجَاز: أَعْذَرَ (للقَوْمِ) ، إِذا (عَمِلَ) لَهُمْ (طَعَامَ الخِتَانِ) وأَعَدّه، وَفِي الحَدِيثِ: (الوَلِيمَةُ فِي الإِعْذَارِ حَقٌّ) . وذالك الطَّعَامُ هُوَ العِذَارُ، والإِعْذَارُ، والعَذِيرَةُ، والعَذِيرُ، كَمَا سيأْتي، وأَصْل الإِعْذَارِ: الخِتَانُ، ثمَّ استُعْمِل فِي الطَّعَامِ الَّذِي يُصْنَع فِي الخِتَانِ.
(و) أَعْذَرَ: (أَنْصَفَ) ، يُقَال: أَمَا تُعْذِرُنِي مِنْ هاذا؟ بمعْنَى أَمَا تُنْصِفُنِي مِنْهُ، وَيُقَال: أَعْذِرْنِي من هاذا، أَي أَنْصِفْنِي مِنْهُ، قَالَه خالدُ بنُ جَنْبَة.
(و) يُقَال: أَعْذَرَ فُلاناً (فِي ظَهْرِهِ) بالسِّيَاطِ، إِذَا (ضَرَبَه فَأَثَّرَ فيهِ) ، قَالَ الأَخْطَلُ:
يُبَصْبِصُ والقَنَا زُورٌ إِلَيْهِ
وقَدْ أَعْذَرْنَ فِي وَضَحِ العِجَانِ
(و) أَعْذَرَتِ (الدّارُ: كَثُرَتْ فيهِ) هاكذا فِي النُّسخ، وَالصَّوَاب: (كثُرَ فيهَا (العَذِرَةُ) ، وَهِي الغَائطُ الَّذِي هُوَ السَّلْحُ، هاكذا فِي التكملة، وَقَالَ البَدْرُ القَرَافِيُّ فِي حاشِيَتِه: أَرادَ بالدَّارِ المَوْضِعَ، فذكَّرَ الضَّمِيرَ.
(وعَذَّرَ) الرَّجُلُ (تَعْذِيراً) فَهُوَ مُعَذِّرٌ: إِذا اعْتَذَرَ وَلم يأْتِ بِعُذْرٍ.
وعَذَّرَ: (لَمْ يَثْبُتْ لَهُ عُذْرٌ) ، وَبِه فُسِّر قَوْله عزّ وجلّ: {وَجَآء الْمُعَذّرُونَ مِنَ الاْعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} (التَّوْبَة: 90) ، بالتَّثْقِيل هم الَّذِين لَا عُذْرَ لَهُمْ، ولاكن يَتَكَلَّفُونَ عُذْراً، وسيأْتِي البحثُ فِيهِ قَرِيبا، (كَعَاذَرَ) مُعَاذَرَةً.
(و) عَذَّرَ (الغُلامُ: نَبَتَ شَعرُ عِذَارِه) ، يَعْنِي خَدَّه.
(و) عَذَّرَ (الشَّيْءَ تَعْذِيراً) : لَطَخَه بالعَذِرَةِ.
(و) عَذَّرَ (الدَّارَ) تَعْذِيراً: (طَمَسَ آثَارَهَا.
وأَعْذَرْتُهَا، وأَعْذَرْتُ فِيهَا: أَثَّرَتُ فِيهَا، كَمَا نقلَه الصّاغانيّ.
(و) عذَّرَ تَعْذِيراً: (اتَّخَذَ طَعَامَ العِذَارِ) وأَعَدَّهُ للقَوْمِ (و) عَذَّرَ تَعْذِيراً: (دَعا إِليه) .
(وتَعَذَّرَ: تأَخَّرَ) ، قَالَ امرُؤُ القَيْسِ:
بسَيْرٍ يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ يَمُنُّهُ
أَخو الجَهْدِ لَا يَلْوِي علَى مَنْ تَعَذَّرَا
(و) تَعَذَّرَ عَلَيْه (الأَمْرُ: لم يَسْتَقِمْ) وذالك إِذا صَعُبَ وتَعَسَّرَ.
(و) تَعَذَّرَ: (الرَّسْمُ) ، تغيَّرَ و (دَرَسَ) قَالَ أَوْسٌ:
فبَطْنُ السُّلَيِّ فالسِّجَالُ تَعَذَّرَتْ
فمَعْقُلَةٌ إِلى مُطَارٍ فوَاحِفُ
وَقَالَ ابنُ مَيّادَةَ، واسمُه الرَّمّاحُ بنُ أَبْرَدَ، يَمدحُ بهَا عبدَ الواحِدِ بنَ سُلَيْمَانَ بنِ عبدِ المَلِكِ:
مَا هَاجَ قَلْبَكَ من مَعَارِفِ دِمْنَة
بالبَرْقِ بينَ أَصالِفٍ وفَدَافِدِ
لَعِبَتْ بهَا هُوجُ الرّياحِ فأَصْبَحَتْ
قَقْراً تَعَذَّرَ غَيْرَاءَوْرَقَ هامِدِ
وَمِنْهَا:
مَنْ كانَ أَخْطَأَهُ الرَّبِيعُ فإِنّهُ
نُصِرَ الحِجَازُ بغَيْثِ عبدِ الوَاحِدِ
سَبَقَتْ أَوائِلُه أَوَاخِرَه
بمُشَرَّعٍ عَذْب ونَبْتٍ وَاعِدِ (كاعْتَذَرَ) ، يُقَال: اعْتَذَرَت المَنَازِلُ، إِذا دَرَسَتْ. ومَرَرْتُ بمَنْزِلِ مُعْتَذِر: بالٍ، وَقَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
بانَ الشَّبابُ وأَفْنَى ضِعْفَه العُمُرُ
للَّهِ دَرُّكَ أَيَّ العَيْشِ تَنْتَظِرُ
هَلْ أَنْتَ طالِبُ مَجْدٍ لَسْتَ مُدْرِكَهُ
أَمْ هَلْ لِقَلْبِكَ عَن أُلاّفِهِ وطَرُ
أَمْ كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فَقَدْ جَعَلَتْ
أَطْلالُ إِلْفِكَ بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ
قيل: وَمِنْه أُخِذَ الاعتذارُ من الذَّنْبِ، وَهُوَ مَحْوُ أَثَرِ المَوْجِدَةِ.
(و) تَعَذَّرَ الرَّجلُ: (تَلَطَّخَ بالعَذِرَةِ) .
(و) تَعَذَّرَ: اعْتَذَرَ، و (احتَجَّ لنَفْسِه) ، قَالَ الشاعِر:
كأَنَّ يَدَيْها حِينَ يُفْلَقُ ضَفْرُها
يَدَا نَصَفٍ غَيْرَى تَعَذَّرُ مِنْ جُرْمِ
(و) يُقالُ: تَعَذَّرُوا عَلَيْهِ، أَي (فَرّ) وَا عَنهُ، وخَذلُوه.
(والعَذِيرُ: العَاذِرُ) ، قَالَ ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِيّ:
عَذِيرَ الحَيِّ من عَدْوَا
نَ كانُوا حَيَّةَ الأَرْضِ
بَغَى بَعْضٌ على بَعْضٍ
فلَمْ يُرْعُوا على بَعْضِ
فقَدْ أَضْحَوْا أَحادِيثَ
بِرَفْعِ القَوْلِ والخَفْضِ
يَقُول: هاتِ عُذْراً فِيمَا فَعَلَ بعضُهُم ببعْضٍ من التّبَاغُضِ والقَتْلِ، وَلم يُرْعِ بعضُهم على بعْضٍ، بَعْدَمَا كَانُوا حيَّةَ الأَرْضِ الَّتِي يَحْذَرُهَا كلُّ أَحَد، وَقيل: مَعْنَاهُ: هاتِ مَن يَعْذِرُنِي، وَمِنْه قولُ عليِّ بنِ أَبِي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ، وَهُوَ يَنْظُرُ إِلى ابْن مُلْجِم:
أُرِيدُ حَيَاتَه ويُريدُ قَتْلِي
عَذِيرَكَ من خَلِيلِكَ من مُرَادِ
يُقَال: عَذِيرَكَ من فُلانٍ، بالنَّصْبِ، أَي هَات مَنْ يَعْذِرُك، فَعِيلٌ بمعنَى فاعلِ.
ويُقَال: لَا يُعْذِرُك من هاذا الرّجُلِ أَحدٌ، مَعْنَاهُ: لَا يُلْزِمُه الذَّنبَ فِيمَا يخضِيف إِلَيْهِ، ويَشْكُوه مِنْهُ.
وَفِي حديثِ الإِفْكِ: (مَنْ يَعْذِرُنِي من رجُل قد بَلَغَني عَنهُ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ سَعدٌ: أَنا أَعْذِرُكَ مِنْهُ) أَي مَن يَقُومُ بعُذْري إِن كافَأْتُه على سُوءِ صَنِيعه فَلَا يَلُومُني، وَفِي حَدِيث أَبي الدَّرْدَاءِ: (مَنْ يَعْذِرُني من مُعاويةَ؟ أَنا أُخْبِرُه عَن رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ يُخْبِرُنِي عَن نَفْسِه) وَفِي حَدِيث عليَ: (مَنْ يَعْذِرُنِي من هاؤلاءِ الضَّيَاطِرَةِ) .
(و) عَذيرُك: (الحَالُ الَّتِي تُحَاولُهَا) وتَرُومُها مِمَّا (تُعْذَرُ عَلَيْهَا) إِذَا فَعَلْتَ، قَالَ العَجّاجُ يُخاطِبُ امرأَتَه:
جَارِيَ لَا تَسْتَنْكِرِي عَذِيرِي
سَيْرِي وإِشْفاقي على البَعِيرِ
يُرِيد: يَا جارِيَةُ، فرَخّم، وذالك أَنّه عَزَمَ على السَّفَرِ، فَكَانَ يَرُمُّ رَحْلَ ناقَتِه لسَفَرِه، فَقَالَت لَهُ امرأَتُه: مَا هاذا الَّذِي تَرُمُّ؟ فخاطَبها بهاذا الشعرِ، أَي لَا تُنْكِرِي مَا أُحَاوِلُ.
وجَمْعُه عُذُرٌ، مثْل: سَرِيرِ وسُرُر، وإِنّمَا خُفِّف فَقيل عُذْرٌ، وَقَالَ حاتِمٌ:
أَمَاويَّ قد طَالَ التَّجَنُّبُ والهَجْرُ
وَقد عَذَرَتْنِي فِي طِلابِكُمُ العُذْرُ
أَماوِيَّ إِنَّ المالَ غادٍ ورائِحٌ
ويَبْقَى مِنَ المالِ الأَحادِيثُ والذَّكْرُ
وَقد عَلِمَ الأَقْوَامُ لَو أَنّ حاتِماً
أَرادَ ثراءَ المالِ كَانَ لَهُ وَفْرُ
(و) العَذِيرُ: (النَّصِيرُ) يُقَال: مَن عَذِيرِي من فُلانٍ؟ أَي مَنْ نَصِيرِي.
(والعِذَارُ من اللِّجامِ) ، بِالْكَسْرِ: (مَا سَالَ على خَدِّ الفَرَسِ) ، وَهُوَ نَصُّ المُحْكَمِ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وعِذَارُ اللِّجَامِ: مَا وَقَعَ مِنْهُ على خَدَّيِ الدَّابَّةِ. (و) قيل: عِذَارُ اللِّجَامِ: السَّيْرَانِ اللَّذَانِ يَجْتَمِعَانِ عِنْد القَفَا، يُقَال: (عَذَرَ الفَرَسَ بهِ) ، أَي بالعِذَارِ (يَعْذِرُه) ، بالكَسْر، (ويَعْذُرُهُ) ، بالضّمّ (شَدَّ عِذَارَهُ، كأَعْذَرَهُ) إِعْذاراً. وَقيل: عَذَرَهُ، وأَعْذَرَه، وعَذَّرَه: أَلْجَمَهُ.
وَقيل: عَذَّرَه: جَعَلَ لَهُ عِذَاراً لَا غَيْر، وأَعْذَرَ اللِّجَامَ: جَعَلَ لَهُ عِذَاراً، وَفِي الحَدِيثِ: (لَلْفَقْرُ أَزْيَنُ للمُؤْمِنِ من عِذَارٍ حَسَنٍ على خَدِّ فَرَسٍ) ، قَالُوا: العِذَارَانِ من الفَرَسِ كالعَارِضَيْنِ مِن وَجْهِ الإِنْسَانِ، ثمّ سُمِّيَ السَّيْرُ الَّذِي يكونُ عَلَيْهِ من اللِّجامِ عِذَاراً، باسم موضِعهِ، (ج: عُذُرٌ) ، ككِتَابٍ وكُتُب.
(و) العِذَارَانِ: (جانِبَا اللِّحْيَةِ) ، لأَنّ ذالك مَوضعُ العِذَارِ من الدَّابَّة، قَالَ رؤبةُ:
حَتّى رَأَيْنَ الشَّيْبَ ذَا التَّلَهْوُقِ
يَغْشَى عِذَارَيْ لِحْيَتِي ويَرْتَقِي
وعِذَارُ الرَّجُلِ: شَعرُه النَّابِتُ فِي مَوْضِعِ العِذَارِ.
والعِذَارُ: استِوَاءُ شَعْرِ الغُلامِ، يُقَال: مَا أَحْسَنَ عِذَارَهُ: أَي خَطَّ لِحْيَتِه.
(و) العِذَارُ: (طَعَامُ البِنَاءِ) .
(و) العِذَارُ: طَعَامُ (الخِتَانِ) .
(و) العِذَارُ: (أَنْ تَسْتَفِيدَ شَيْئاً جَدِيداً، فتَتَّخِذَ طَعَاماً تَدْعُو إِليه إِخْوَانَكَ، كالإِعْذَارِ والعَذِيرِ والعَذِيرَةِ، فيهِمَا) ، أَي فِي البناءِ والخِتَانِ، كَمَا هُوَ الأَظْهَرُ، أَو الخِتَانِ وَمَا بَعْدَه كَمَا هُوَ المُتَبَادِرُ، وهاذه اللُّغَاتُ فِي الخِتَانِ أَكْثَرُ اسْتِعْمَالا عندَهُمْ، كَمَا صَرَّح بذالك غيرُ واحدٍ.
وقالَ أَبُو زَيْدٍ: مَا صُنِعَ عندَ الخِتَانِ: الإِعْذارُ، وَقد أَعْذَرْت، وأَنشد:
كُلُّ الطَّعَامِ تَشْتَهِي رَبِيعَهْ
الخُرْسُ والإِعْذَارُ والنَّقِيعَهْ
(و) من المَجَاز: العِذَارُ: (غِلَظٌ مِنَ الأَرْضِ) يَعْتَرِضَ فِي فَضَاءٍ واسِع، وكذالِك هُوَ من الرَّملِ، والجَمْعُ عُذُرٌ. (و) العِذَارُ (منَ العِرَاقِ: مَا انْفَسَخَ) هاكذا بالحَاءِ الْمُهْملَة فِي بعض الأُصول وَمثله فِي التَّكْمِلَةِ ونَسَبه إِلى ابنِ دُرَيْد، وَفِي بَعْضهَا بِالْمُعْجَمَةِ، وَمثله فِي اللِّسَان (عَن الظَّفِّ) .
(وعِذارَيْن) الواقعُ (فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ) الشّاعِر فِيمَا أَنْشَدَهُ ثَعْلَبٌ:
ومِنْ عاقِرٍ يَنْفِي الأَلاءَ سَرَاتُهَا
عِذَارَيْنِ مِنْ جَرْدَاءَ وَعْثِ خُصُورُها
(حَبْلانِ مُسْتَطِيلانِ من الرَّمْلِ أَو طَرِيقَانِ) ، هاذا يصفُ ناقَةً، يَقُول: كمْ جاوَزَتْ هاذِهِ الناقةُ من رَمْلَة عاقِرٍ لَا تُنْبِتُ، ولذالك جَعلَها عاقِراً، كالمرأَةِ العاقِرِ، والأَلاءُ: شَجرٌ يَنْبُتُ فِي الرَّمْلِ، وإِنّمَا يَنْبُتُ فِي جانِبَيِ الرَّمْلَةِ، وهما العِذَارَانِ اللَّذانِ ذَكَرَهُمَا، وجَرْدَاءُ: مُنْجَرِدَةٌ من النَّبْتِ الَّذِي تَرْعَاه الإِبِلِ، والوَعْثُ: السَّهْلُ، وخُصُورُهَا: جَوَانِبُهَا.
(و) من المَجَاز: خَلَعَ العِذَارَ، أَي (الحَيَاء) ، يضربُ للشَّابِّ المُنْهَمِكِ فِي غَيِّه، يُقَال: أَلقَى عَنهُ جِلْبَابَ الحَيَاءِ، كَمَا خَلَعَ الفَرَسُ العِذَارَ، فجَمَّعَ وطَمَّحَ.
وَفِي كِتَابِ عبدِ الملكِ إِلى الحَجّاجِ: (اسْتَعْمَلْتُكَ على العِرَاقَيْنِ فاخْرُجْ إِليهِمَا كَمِيشَ الإِزارِ، شَدِيد العِذَارِ) ، يقالُ للرَّجُلِ إِذَا عَزَم علَى الأَمْرِ: هُوَ شَديدُ العِذَارِ، كَمَا يُقَال فِي خِلاَفِه: فُلانٌ خَلِيعُ العِذَارِ، كالفَرس الَّذِي لَا لِجَامَ عَلَيْهِ، فَهُوَ يَعِيرُ على وَجْهِه؛ لأَنّ اللِّجَامَ يُمْسِكُه، وَمِنْه قَولهم: خَلَعَ عِذَارَه، أَي خَرَجَ عَن الطّاعَةِ، وانهَمَكَ فِي الغَيِّ.
(و) العِذَارُ: (سِمَةٌ فِي مَوْضِع العذَارِ) ، وَقَالَ أَبو عليَ فِي التَّذْكِرَة: العِذَارُ: سِمَةٌ على القَفَا إِلى الصُّدْغَيْن، والأَوّلُ أَعرَفُ، (كالعُذْرَةِ) ، بالضَّمّ.
وَقَالَ الأَحمر: من السِّمَاتِ العُذْرُ، وَقد عُذِرَ البَعِيرُ، فَهُوَ مَعْذُورٌ. (و) من المَجَاز: العِذَارانِ (من النَّصْلِ: شَفْرَتاهُ) .
(و) العِذَارُ: (الخَدُّ، كالمُعَذَّرِ) كمُعَظَّم، وَهُوَ مَحلُّ العِذَارِ، يُقَال: فلانٌ طَويلُ المُعَذَّرِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيّ: يُقَال: خَلَعَ فلانٌ مُعَذَّرَهُ، إِذا لم يُطِعْ مُرْشِداً وأَراد بالمُعَذَّرِ: الرَّسَنَ ذَا العِذَارَيْنِ.
(و) العِذَارُ (مَا يَضُمُّ حَبْلُ الخِطَامِ إِلى رَأْسِ البَعِيرِ) والنّاقَةِ.
(والعُذْرُ، بالضّمّ: النُّجْحُ) ، عَن ابنِ الأَعرابِيّ، وأَنشد لمِسْكِينٍ الدّارِمِيِّ:
ومُخَاصِمٍ خاصَمْتُ فِي كَبَدٍ
مِثْل الدِّهانِ فكانَ لِي العُذْرُ
أَي قَاوَمْتُه فِي مَزِلَّةِ فثَبَتَتْ قَدَمي، وَلم تَثْبُت قَدَمُه، فكانَ النُّجْحُ لي، وَيُقَال فِي الحَرْبِ: لِمَن العُذْرُ؟ أَي لمَنْ النُّجْحُ (والغَلَبَةُ) .
(و) العُذْرَةُ، (بهاءٍ: النّاصِيَةُ، و) قيل: (هِيَ الخُصْلَةُ من الشَّعرِ) ، وَقيل: عُرْفُ الفَرَسِ، والجَمْعُ عُذَرٌ. قَالَ أَبو النَّجْمِ:
مَشْيَ العَذَارَى الشُّعْثِ يَنْفُضْنَ العُذَرْ
(و) العُذْرَةُ: (قُلْفَةُ الصَّبِيِّ) ، قَالَه اللِّحْيَانِيّ، وَلم يَقُل إِنَّ ذالِك اسمٌ لَهَا قَبْلَ القَطعِ أَو بَعْدَه، وَقَالَ غَيرُه: هِيَ الجِلْدَةُ يَقْطَعُهَا الخاتِنُ.
(و) قِيلَ: العُذْرَةُ (الشَّعرُ) الَّذِي (على كاهِلِ الفَرَسِ) ، وَقيل: عُذْرَةُ الفَرَسِ: مَا عَلى المِنْسَجِ من الشَّعرِ، وَقيل: العُذَرُ: شَعَراتٌ من القَفَا إِلى وَسَطِ العُنُقِ.
(و) العُذْرَةُ: (البَظْرُ) ، قَالَ:
تَبْتَلُّ عُذْرَتُهَا فِي كُلِّ هاجِرَةٍ
كَمَا تَنَزَّلَ بالصَّفْوانَةِ الوَشَلُ
(و) العُذْرَةُ: (الخِتَانُ) .
(و) العُذْرَةُ: (البَكَارَةُ) . وَقَالَ ابنُ الأَثِيرِ: العُذْرَةُ: مَا لِلْبِكْرِ من الالْتِحَام قبلَ الاقْتِضاضِ. (و) العُذْرَةُ: (خَمْسَةُ كَوَاكِبَ فِي آخِرِ المَجَرَّةِ) ، ذكرهُ الجَوْهَريُّ والصّاغانيُّ، ويُقَال: تحتَ الشِّعْرَى العَبُورِ، وتُسَمَّى أَيضاً العَذَارَى، وتَطَلُع فِي وَسَطِ الحَرِّ.
(و) العُذْرَةُ: (افْتَضاضُ الجَارِيَةِ) والاعْتِذارُ: الافْتِضاضُ، (ومُفْتَضُّها) يُقَال لَهُ: هُوَ (أَبُو عُذْرِهَا وأَبو عُذْرَتِهَا) ، إِذا كَانَ افْتَرَعَها وافْتَضَّها، وَهُوَ مَجاز.
وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: للجَارِيَةِ عُذْرَتَانِ، إِحْدًّهُما الَّتِي تَكُونُ بهَا بِكْراً، والأُخْرَى: فِعْلُهَا.
ونقَلَ الأَزهَرِيُّ عَن اللِّحْيَانِيّ: لَهَا عُذْرَتَان، إِحْدَاهُما مَخْفِضُها، وَهُوَ مَوْضِعُ الخَفْضِ من الجارِيَةِ، والعُذْرَةُ الثَّانِيَةُ قِضَّتُها، سُمِّيَت عُذْرَةً بالعَذْرِ وَهُوَ القَطْعُ؛ لأَنَّهَا إِذا خُفِضَتْ قُطِعَتْ نَوَاتُها، وإِذا افْتُرِعَتْ انقَطَعَ خَاتَمُ عُذْرَتِهَا.
(و) قيل: العُذْرَةُ: (نَجْمٌ إِذا طَلَعَ اشْتَدَّ) غَمٌّ (الحَرّ) ، وَهِي تَطْلُعُ بعدَ الشِّعْرَى، وَلها وَقْدَةٌ، وَلَا رِيحَ لَهَا، وتَأْخُذُ بالنَّفَسِ، ثمّ يَطْلُع سُهَيْلٌ بعدَهَا.
(و) العُذْرَةُ: (العَلاَمَةُ) ، كالعُذْرِ، وَيُقَال: أَعْذِرْ على نَصِيبِك، أَي أَعْلِمْ عَلَيْهِ.
(و) العُذْرَةُ: (وَجَعٌ فِي الحَلْق) يَهِيجُ من الدَّمِ (كالعَاذُورِ) .
(أَو) العُذْرَةُ (وَجَعُه) أَي الحَلْقِ (من الدَّمِ) ، وقيلَ: هِيَ قُرْحَة تَخْرُجُ فِي الحَزْم الَّذِي بَيْنَ الحَلْق والأَنْف يَعْرِضُ للصِّبْيَانِ عِنْد طُلُوعِ العُذْرَة، فتَعْمِدُ المَرْأَةُ إِلى خِرْقَةٍ فتَفْتلُهَا فَتْلاً شَدِيدا، وتُدْخِلُهَا فِي أَنفِه، فتَطْعَنُ ذالك المَوضِعَ، فيَنْفَجِرُ مِنْهُ دَمٌ أَسودُ، وَرُبمَا أَقْرَحَ، وذالك الطَّعْنُ يُسَمَّى: الدَّغْر، وَقَوله: (عِنْد طُلُوعِ العُذْرَةِ) المرادُ بِهِ النَّجْمِ الَّذِي يَطْلع بعدَ الشِّعْرَى، وَقد تقدّم. (وعَذَرَه) ، أَي الصَّبيَّ، (فعُذِرَ) ، كعُنِيَ، عَذْراً، بالفَتْح، وعُذْرَةً، بالضّمّ، ذَكَرَهما ابنُ القَطّاعِ فِي الأَبْنِيَةِ، (وَهُوَ مَعْذُورٌ) : أَصلبَه ذالك، أَو هَاجَ بِهِ وَجَعُ الحَلْقِ، قَالَ جَرير:
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَيْنَها
غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغَانِغَ المَعْذُورِ
وَقد غَمَزَت المرأَةُ الصَّبِيَّ، إِذا كانَت بِهِ العُذْرَةُ فغَمَزَتْهُ، وكانُوا بعد ذالك يُعَلِّقُون عَلَيْهِ عِلاقاً كالعُوذَةِ.
(و) العُذْرَةُ: (اسمُ ذالك المَوْضِع) أَيضاً، وَهُوَ قَريبٌ من اللَّهَاةِ.
(و) عُذْرَةُ، (بِلَا لَام: قَبِيلَةٌ فِي اليَمَنِ) ، وهُمْ بَنو عُذْرَةَ بنِ سَعْدِ هُذَيْم بن زَيْدِ بنِ لَيْثِ بنِ سَوْد بن أَسْلُمَ بنِ الحاف بن قُضاعَة، وإِخوتُه الحارِثُ، ومُعَاوِيَةُ، ووَائِلٌ، وصَعْب، بَنو سَعْدِ هُذَيْم، بطونٌ كُلُّهُم فِي عُذْرَة، وأُمُّهم عَائِد بنتُ مُرّ بنِ أُدَ، وسَلامانُ بنُ سَعْدٍ فِي عُذْرَةَ أَيضاً، كَذَا قَالَه أَبو عُبَيْدٍ.
قلْت: وهُم مَشْهُورُونَ فِي العِشْق، والعِفَّةِ، ومنهُم: جَمِيلُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْمَر، وصاحبتُه بُثَيْنَةُ بنْت الحياءِ، وعُرْوَةُ بن حِزامِ بنِ مالِكٍ صاحِبُ عَفْرَاءَ بنتِ مُهَاصِرِ بنِ مالِك، وَهِي بنتُ عَمِّه، مَاتَ من حُبِّها.
(والعَذْرَاءُ: البِكْرُ) ، يُقَال: جارِيَةٌ عَذْراءُ: بِكْرٌ لم يَمَسَّها رَجُلٌ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيُّ وَحْدَه: سُمِّيَت البِكْرُ عَذْرَاءَ لضِيقِهَا. من قَوْلك: تَعذَّرَ عَلَيْهِ الأَمْرُ، وَفِي الحَدِيث، فِي صِفَةِ الجَنّة: (إِنّ الرّجُلَ لَيُفْضِي فِي الغَدَاةِ الوَاحِدَةِ إِلى مائَةِ عَذْراءَ) . وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء:
أَتَيْنَاكَ والعَذْرَاءُ يَدْمَى لَبَانُهَا أَي يَدْمَى صَدْرُهَا من شِدّةِ الجَدْبِ، وَفِي حديثِ النَّخَعِيُّ فِي الرجل يقولُ: أَنّه لم يَجد امرأَتَه عَذْرَاءَ قَالَ: لَا شَيءَ عَلَيْهِ؛ لأَنّ العُذْرَةَ قد يُذْهِبُها الحَيضَةُ والوَثْبَةُ وطُول التَّعْنِيسِ.
(ج: العَذَارَى والعَذَارِي) ، بِفَتْح الراءِ وكسرهَا، وعَذَارٍ، بِحَذْف الياءِ (والعَذْرَاوَاتُ) ، كَمَا تقدّم فِي صَحَارَى، وَفِي حَدِيث جابِرِ بنِ مالِكٍ: (وللعَذَارَى ولِعَابهنَّ) أَي مُلاعَبَتهنّ.
(و) العَذْرَاءُ: جامِعَةٌ تُوضَعُ فِي حَلْقِ الإِنسانِ لم تُوضَعْ فِي عُنُقِ أَحدٍ قَبْلَه.
وَقيل: هُوَ (شَيْءٌ مِنْ حَدِيدٍ يُعَذَّبُ بِهِ الإِنسانُ لإِقرارٍ بأَمْرٍ ونَحْوِه) ، كاسْتِخْراجِ مالٍ، وَغير ذالك.
وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: والعَذَارَى هِيَ الجَوامِعُ، كالأَغْلالِ تُجْمَعُ بهَا الأَيْدِي إِلى الأَعْنَاقِ.
(و) من المَجَاز: العَذْرَاءُ: (رَمْلَةٌ لَمْ تُوطَأُ) وَلم يَرْكَبْهَا أَحَدٌ، لارْتِفَاعِها.
(و) من المَجَاز: (دُرَّةٌ) عَذْرَاءُ: (لم تُثْقَبْ) .
(و) العَذْراءُ: من بُرُوجِ السَّماءِ، قَالَ المُنَجِّمُون: (بُرْجُ السُّنْبُلَةِ أَو الجَوْزَاءِ) .
(و) العَذْرَاءُ: اسمُ (مَدِينَةِ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ) تَعَالَى (عَلَيْهِ وسَلَّم) تَسْلِيماً؛ أُراها سُمِّيَتْ بذالك لأَنّهَا لم تَذِلَّ.
(و) عَذْرَاءُ، (بِلَا لامٍ: ع، على بَرِيدٍ من دِمَشْقَ، قُتِلَ بِهِ مُعَاوِيَةُ بنُ حُجْرِ) بنِ عَدِيِّ بنِ الأَدْبَرِ. (أَو) هِيَ: (ة، بالشّامِ، م) ، أَي مَعْرُوفَة، قَالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ: عَفَتْ ذاتُ الأَصَابِعِ فالْجِوَاءُ
إِلى عَذْرَاءَ مَنْزِلُهَا خَلاَءُ
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أُرَاهَا سُمِّيَتْ بذالك لأَنّها لم تُنَلْ بِمَكْرُوهٍ، وَلَا أُصيب سُكّانُها بأَذاةِ عَدُوَ، قَالَ الأَخْطَلُ:
ويَا مَنَّ عَن نَجْدِ العُقَابِ ويَاسَرَتْ
بِنَا العِيسُ عَن عَذْرَاءَ دارِ بَنِي الشَّجْبِ
(والعَاذِرُ: عِرْقُ الاسْتِحَاضَةِ) ، والمَحْفُوظُ (العَاذِلُ) ، باللاّم.
(و) العاذِرُ: (أَثَرُ الجُرْحِ) ، قَالَ ابنُ أَحْمَرَ:
أُزاحِمُهُم بِالْبابِ إِذْ يَدْفَعُونَنِي
وبالظَّهْرِ مِنِّي مِنْ قَرَا البَابِ عاذِرُ
تَقُول مِنْهُ: أَعْذَرَ بهِ، أَي تَرَكَ بِهِ عاذِراً، والعَذِيرُ مثلُه.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: العَذْرُ: جمع العاذ، وَهُوَ الإِبداءُ، يُقال: قد ظَهَرَ عاذِرُه، وَهُوَ دَبُوقاؤُه، هاكذا فِي اللّسان والتَّكْمِلَة.
(و) العاذِرُ: (الغائِطُ) الَّذِي هُوَ السَّلْحُ والرَّجِيعُ، عَن ابْن دُرَيْدٍ (كالعاذِرَةِ) ، بالهاءِ، (والعَذِرَةِ) ، بِكَسْر الذالِ المعجمةِ، وَمِنْه حديثُ ابنِ عُمَرَ: (أَنّه كَرِهَ السُّلْتَ الَّذِي يُزْرَعُ بالعَذِرَةِ) يُرِيد غائِطَ الإِنْسَانِ الَّذِي يُلْقِيه.
(والعَذِرَةُ: فِنَاءُ الدَّارِ) ، والجَمْعُ العَذِرَاتُ، وَمِنْه حديثُ علِيّ: (أَنّه عَاتَبَ قَوْماً فَقَالَ: مَا لَكُمْ لَا تُنَظِّفُونَ عَذِرَاتِكُم) ، أَي أَفْنِيَتَكُم، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ اللَّهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، فنَظِّفُوا عَذِراتِكُم، وَلَا تَشَبَّهُوا باليَهُودِ) . وَفِي حديثِ رُقَيْقَةَ: (وهاذه عِبِدَّاؤُكَ بعَذِرَاتِ حَرَمِكَ) . قَالَ أَبو عُبَيْد: وإِنّما سُمِّيَت عَذِرَاتُ النّاسِ بهاذا، لأَنّها كَانَت تُلْقَى بالأَفْنِيَةِ، فكُنِيَ عَنْهَا باسمِ الفِنَاءِ، كَمَا كُنِيَ بالغَائِطِ الَّذِي هِيَ الأَرْضُ المُطْمَئِنَّة عَنْهَا. وَفِي الحَدِيث: (اليَهُودُ أَنْتَنُ خَلْقِ اللَّهِ عَذِرَةً) ، يجوز أَنْ يَعْنِيَ بِهِ الفِناءَ، وأَن يعْنِيَ بِهِ ذَا بُطُونِهِمْ، وَهُوَ مَجَاز.
وَمن أَمثالِهِم: (إِنْه لبَرِيءُ العَذِرَةِ) ، كَقَوْلِهِم: بَرِيءُ السّاحَةِ.
(و) العَذِرَةُ أَيضاً: (مَجْلِسُ القَوْمِ) فِي فِنَاءِ الدَّارِ.
(و) العَذِرَةُ: (أَرْدَأُ مَا يَخْرُجُ من الطَّعَامِ) فيُرْمَى بِهِ، قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هِيَ العَذِرَةُ والعَذِبَة.
(و) قَوْله عزَّ وجلَّ: {12. 047} بل الْإِنْسَان على نَفسه بَصِيرَة وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ((الْقِيَامَة: 14 و 15) ، قيل: هاذا هُوَ الصّوابُ، وَفِي سَائِر النّسخ، ككَتِفٍ، وَهُوَ غَلَطٌ (الشَّدِيدُ الواسِعُ العَرِيضُ) ، يُقَال: مُلْكٌ عَذَوَّرٌ، قَالَ كُثيِّرُ بن سَعْد:
أَرَى خالِيَ اللَّخْمِيَّ نُوحاً يَسُرُّنِي
كَرِيماً إِذا مَا ذَاحَ مُلْكاً عَذَوَّرَا
ذاحَ، وحاذَ: جَمَعَ وأَصْلُ ذالِك فِي الإِبِل، وَقد تقدّم. (واعْتَذَرَ: اشْتَكَى) ، أَوردَه الصّاغانِيُّ.
(و) اعْتَذَرَ (العِمَامَةَ: أَرْخَى لَهَا عَذَبَتَيْن من خَلْفٍ) ، أَورَدَه الصاغانِيُّ أَيضاً.
(و) يُقَال: اعْتَذَرَت (المِيَاهُ) ، إِذا (انْقَطَعَتْ) ، والمنازِلُ: دَرَسَتْ.
وأَصْلُ الاعْتِذَار: قَطْعُ الرَّجُلِ عَن حاجَتِه، وقَطْعُه عمَّا أَمْسَكَ فِي قَلْبه.
(وعَذَرٌ، كحَسَنٍ، ابنُ وائِل) بن ناجِيَةَ بنِ الجُمَاهِرِ بنِ الأَشْعَرِ (جَدٌّ لأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ) الصّحابيّ، رَضِي الله عَنهُ.
(و) عُذَرُ، (كزُفَرَ، ابنُ سَعْدٍ) ، رجلٌ (من هَمْدانَ) قَالَه ابنُ حَبِيبٍ.
(و) قالَ أَبو مالِكٍ عَمْرُو بن كِرْكِرَةَ: يُقَال: ضَرَبُوه فأَعْذَرُوه، أَي فأَثْقَلُوه و (ضُرِبَ زَيدٌ فأُعْذِرَ) ، أَي (أُشْرِفَ بِهِ على الهَلاكِ) ، هاكذا مَبْنِيّاً للْمَجْهُول فِي الفِعْلَيْن فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي تهذيبِ ابنِ القَطّاع: فأَعْذَرَ، مبنِيّاً للمعلوم، هاكذا رأَيتُه مضبوطاً.
(قَوْله) عزّ وجلَّ، و (تَعَالَى: {وَجَآء الْمُعَذّرُونَ مِنَ الاْعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ} ) (التَّوْبَة: 90) ، (بتَشْدِيدِ الذّالِ المكسورةِ) وَفتح الْعين الْمُهْملَة (أَي المُعْتَذِرُونَ: الذِينَ لَهُم عُذْرٌ) ، وَبِه قرأَ سائِرُ قرّاءِ الأَمْصَارِ، والمُعَذِّرُونَ فِي الأَصْلِ المُعْتَذِرُونَ، فأُدْغِمَت التاءُ فِي الذّال؛ لقُرْبِ المَخْرجَيْنِ، ومَعْنَى: (المُعْتَذِرُونَ) الَّذين يَعْتَذِرُونَ، كانَ لَهُم عُذْر أَو لم يكن، وَهُوَ هَا هُنَا شَبِيهٌ بأَن يكونَ لَهُم عُذْرٌ، وَيجوز فِي كَلَام الْعَرَب المُعِذِّرُونَ، بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة لأَن الأَصل المعْتَذِرونَ، فأُسْكنت التّاءُ، وأُبْدِل مِنْهَا ذالٌ، وأُدغِمت فِي الذَّال، ونُقِلت حَركتُها إِلى الْعين، فَصَارَ الفتْح فِي الْعين أَوْلَى الأَشْيَاءِ، وَمن كَسَر الْعين جَرَّه لالْتِقاءِ السَّاكِهيْن، قَالَ: وَلم يُقْرَأُ بهاذا، قَالَ: ويجوزُ أَن يكون المُعَذِّرُونَ الَّذين يُعَذِّرُون، يُوهِمُون أَنّ لَهُم عُذْراً وَلَا عُذْرَ لَهُم.
قَالَ أَبو بَكْر: فَفِي المُعَذِّرِينَ وَجْهَانِ: إِذا كَانَ المُعَذِّرُونَ من عَذَّرَ الرَّجلُ فَهُوَ مُعَذِّرٌ، فهم لَا عُذْرَ لَهُم، وإِذا كَانَ المُعَذِّرُونَ أَصلُه المُعْتَذِرُون، فأُلْقِيَتْ فتحةُ التاءِ على العَيْنِ، وأُبدِلَ مِنْهَا ذالٌ، وأُدْغِمَتْ فِي الذّال الَّتِي بعْدهَا، فَلهم عُذْرٌ.
وَقَالَ أَبو الهَيْثَمِ فِي تَفْسِيرِ هاذه الآيَةِ قَالَ: مَعْنَاهُ: المُعْتَذِرُونَ، يُقَال: عَذَّرَ يَعَذِّرُ عِذَّاراً، فِي معنَى اعْتَذَرَ، ويَجُوزُ عِذَّرَ الرَّجلُ يَعِذِّرُ فَهُوَ مُعِذِّرٌ، اللُّغَةُ الأُولى أَجوَدُهما، قَالَ: ومثْلُه هدَّى يَهَدِّي هِدَّاءً، إِذا اهْتَدَى وهِدَّى يَهِدِّي قَالَ الله عزّ وَجل: {12. 047 أَمن لَا يهدي إِلَّا أَن يهدى} (يُونُس: 35) ، ومِثْلُه قِرَاءَة مَن قَرَأَ: {يَخِصّمُونَ} (يللهس: 49) ، بِفَتْح الخاءِ.
قَالَ الأَزْهَرِيّ: (وَقد يَكُونُ المُعَذِّرُ) بِالتَّشْدِيدِ (غَيْرَ مُحِقَ) ، وهم الَّذين يَعْتَذِرُونَ بِلَا عُذْرٍ.
(فالمَعْنَى: المُقَصِّرُونَ بغيرِ عُذْرٍ) ، فَهُوَ على جِهَة المُفَعِّل؛ لأَنّه المُمَرِّضُ، والمُقَصِّرُ يَعْتذِرُ بِغَيْر عَذْرٍ.
(وقَرَأَ) هَا (ابنُ عَبّاسٍ) ، رَضِي اللَّهُ عنهُمَا: (المُعْذِرُونَ) (بالتَّخْفيف) ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وقَرَأَهَا كذالك يَعْقُوبُ الحَضْرَمِيُّ وَحْدَه، (مِنْ أَعْذَرَ) يُعْذِرُ إِعْذَاراً، (وكانَ يَقُولُ: واللَّهِ لهَكذَا) ، وَفِي اللّسان: لكَذَا (أُنْزِلَتْ، وَكَانَ يَقُول: لَعَنَ اللَّهُ المُعَذِّرِينَ) ، بالتَّشْديد، قَالَ الأَزْهَرِيّ (كَأَنَّ المُعَذِّر عندَه إِنّمَا هُوَ غَيْرُ المُحِقِّ) ، وَهُوَ المُظْهِرُ للعُذْرِ اعْتِلالاً من غير حَقِيقَةٍ لَهُ فِي العُذْرِ، (وبالتَّخْفِيفِ مَنْ لَهُ عُذْرٌ) .
وَقَالَ محمّدُ بنُ سَلاّم الجُمَحِيُّ: سأَلتُ يونُسَ عَن قَوْله: (وجاءَ المُعَذِّرُون) فقلتُ لَهُ: المُعْذِرُونَ مخَفَّفَة، كأَنَّهَا أَقْيَسُ، لأَنّ المُعْذِرَ: الَّذِي لَهُ عُذْرٌ، والمُعْذِّرُ: الَّذِي يَعْتَذِرُ وَلَا عُذْرَ لَهُ، فَقَالَ يونُسُ: قَالَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: كلاَ الفَرِيقَيْنِ كَانَ مُسِيئاً، جاءَ قومٌ فعَذَّرُوا، وجَلَّحَ آخَرُونَ فقَعَدُوا.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
أَعْذَرَ فلانٌ، أَي كانَ مِنْهُ مَا يُعْذَرُ بهِ.
وأَعْذَرَ إِعْذَاراً، بِمَعْنى اعْتَذَرَ اعْتِذَاراً يُعْذَرُ بهِ، وصَارَ ذَا عُذْرٍ، وَمِنْه قَولُ لَبِيدٍ يُخاطِبُ بِنْتَيْه ويقو: إِذا مِتُّ فنُوحَا وابْكِيَا عليَّ حَوْلاً:
فقُومَا فقُولاَ بالَّذِي قد عَلِمْتُمَا
وَلَا تَخْمِشَا وَجْهاً وَلَا تَحْلِقَا الشَّعَرْ
وقُولاَ هُوَ المَرْءُ الَّذِي لَا خَلِيلَه
أَضاعَ وَلَا خانَ الصّدِيقَ وَلَا غَدَرْ
إِلى الحَوْلِ ثمّ اسّمُ السَّلامِ عَلَيْكُمَا
ومَنْ يَبْكِ حَوْلاً كامِلاً فَقَد اعْتَذَرْ
أَي: أَتَى بعُذْرٍ، فجَعَل الاعتِذَارَ بمعنَى الإِعْذَارِ، والمِعْتَذِرُ يكونُ مُحِقّاً، ويكونُ غيرُ مُحِقٌّ.
قَالَ الفراءُ: اعْتَذَرَ الرَّجلُ، إِذَا أَتَى بعُذْرٍ، واعْتَذَرَ: إِذَا لم يَأْتِ بعُذْرٍ.
وعَذَرَه: قَبِلَ عُذْرَه.
واعْتَذَرَ مِنْ ذَبِه، وتَعَذَّرَ: تَنَصَّلَ، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
فإِنّكَ مِنْهَا والتَّعَذُّرَ بَعْدَمَا
لَجِجْتَ وشَطَّتْ مِنْ فُطَيْمَةَ دَارُهَا
والتَّعْذِيرُ: التّقْصِيرُ، يُقَال: قَامَ فلانٌ قِيَامَ تَعْذِيرٍ فِيمَا اسْتَكْفَيْتُه، إِذا لم يُبَالِغْ وقَصَّرَ فِيمَا اعْتُمِدَ عَلَيْه، وَفِي الحَدِيث: (إِنّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كانُوا إِذا عُمِلَ فيهم بالمَعَاصِي نَهَاهُم أَحْبَارُهُم تَعْذِيراً، فعَمّهم اللَّهُ بالعِقَابِ) وذالِكَ إِذْ لم يُبَالِغُوا فِي نَهْيِهِم عَن المَعَاصِي وداهَنُوهُم وَلم يُنْكِرُوا أَعْمَالَهُم بالمَعاصي حقَّ الإِنْكَارِ، أَي نَهَوْهُم نَهْياً قَصَّرُوا فِيهِ وَلم يُبَالِغُوا، وضعَ الْمصدر موضِعَ اسمِ الفاعِلِ حَالا، كَقَوْلِهِم: جاءَ مشْياً، وَمِنْه حديثُ الدّعاءِ: (وتَعَاطَى مَا نَهَيْتُ عَنهُ تَعْذِيراً) . وَقَالَ أَبو زيد: سَمِعْتُ أَعرابِيَّيْن: تَمِيمِيّاً وقَيْسِيّاً، يَقُولَانِ: تعَذَّرْتُ إِلى الرَّجلِ تَعَذُّراً، فِي معنى اعْتَذَرْتُ اعْتِذَاراً، قَالَ الأَحْوَصُ بنُ محَمّدٍ الأَنْصَارِيّ:
طَرِيد تَلافاهُ يَزِيدُ بِرَحْمَةٍ
فَلم يُلْفَ من نَعْمَائِهِ يَتَعَذَّرْ
أَي يَعْذَر، يَقُول: أَنْعَم عَلَيْهِ نِعْمَةً لم يَحْتَجّ إِلى أَن يَعْتَذِرَ مِنْهَا، وَيجوز أَن يكون معنى قولِه: (يَتَعَذَّرُ) أَي يذْهب عَنْهَا.
وعَذَرْتُه من فُلانً، أَي لُمْتُ فلَانا وَلم أَلُمْهُ.
وعَذِيرَكَ إِيايَ مِنْهُ، أَي هَلُمَّ مَعْذِرَتَكَ إِيّايَ.
وَفِي حديثِ الإِفْكِ: (فاسْتَعْذَرَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلممن عَبْدِ اللَّهِ بنِ أُبَيّ) . أَي قَالَ: مَن عَذِيرِي مِنْهُ، وطَلَبَ من الناسِ العُذْرَ أَن يَبْطِشَ بِهِ، وَفِي حدِيثِ آخَرَ: (اسْتَعْذَرَ أَبا بَكْرِ من عائِشَةَ، كانَ عَتَبَ عَلَيْهَا فِي شَيْءٍ، فَقَالَ لأَبِي بَكْرٍ: أَعْذِرْنِي مِنْهَا إِنْ أَدَّبْتُها) أَي قُمْ بِعُذْرِي فِي ذالك.
وأَعْذَرَ فلانٌ من نَفْسِه، أَي أُتِيَ من قِبَلِ نَفْسِه، قَالَ يونُس: هِيَ لُغَةُ العَرَبِ.
وتَعَذَّرَ عَلَيْهِ الأَمْرُ: لم يَسْتَقِمْ.
وتَعذَّرَ عَلَيْهِ الأَمْرُ، إِذَا صَعُبَ وتعَسَّر، وَفِي الحَدِيث: (أَنّه كَانَ يَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِه) أَي يَتَمَنَّع ويتَعَسَّرُ.
والعِذَارُ، بِكَسْر الْعين: الامتناعُ، من التَّعَذُّر، وَبِه فَسَّرَ بعضُهم قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فإِني إِذَا مَا خُلَّةٌ رَثَّ وَصْلُها
وجَدَّتْ لِصَرْمٍ واسْتَمَرَّ عِذارُهَا
والعَاذُورَةُ: سِمَةٌ كالخَطِّ، والجَمْعُ العَوَاذِيرُ، قَالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ:
وذُو حَلَقٍ تَقْضِي العَواذِيرُ بَينَه
يَلُوح بأَخطارٍ عِظَامِ اللَّقائِحِ والعَجَبُ من المصَنِّف كَيفَ تَرَكَهُ وَهُوَ فِي الصّحاحِ.
وَيُقَال: عَذِّرْ عنِّي بَعِيرَك، أَي سِمْهُ بغَيْرِ سِمَةِ بَعِيرِي، لتَتعارَفَ إِبِلُنَا.
وعِذَارَا الحائِطِ: جانِبَاهُ، وعِذَارَا الوَادِي: عُدْوَتَاه. وَهُوَ مَجاز.
واتَّخَذَ فلانٌ فِي كَرْمِه عِذَاراً من الشَّجَرِ، أَي سِكَّةً مُصْطَفَّةً.
وَيُقَال: مَا أَنْتَ بذِي عُذْرِ هاذا الكَلامِ، أَي لَسْتَ بأَوّلِ مَن افْتَضَّه وكذالك فلانٌ أَبو عُذْر هاذا الكلامِ، وَهُوَ مَجاز.
والعاذُورُ: مَا يُقْطَعُ من مَخْفِض الجَارِيَةِ.
وَمن أَمثالِهِم: (المَعاذِرُ مَكَاذِبُ) .
وأَصابِعُ العَذَارَى: صِنْفٌ من العِنَبِ أَسْوَدُ طِوَالٌ؛ كأَنَّه البَلُّوطُ يُشَبَّه بأَصَابِعِ العَذَارَى المُخَضَّبَةِ.
وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَقِيت مِنْهُ عاذُوراً، أَي شَرّاً، وهُوَ لُغَةٌ فِي العَاثُورِ، أَو لُثْغَة.
وتَرَكَ المطَرُ بِهِ عاذِراً، أَي أَثَراً، والجَمْع العَواذِيرُ.
والعَاذِرَةُ: المَرْأَة المُسْتَحَاضَةُ، قَالَ الصّاغانِيُّ: هاكذا يُقَال، وَفِيه نَظَرٌ. قلْت: كأَنَّه فاعِلَةٌ بمعنَى مَفْعُولَةٍ، من إِقَامَةِ العُذْرِ، والوَجْهُ أَنّ العَاذِرَ هُوَ العِرْقُ نَفْسُه، كَمَا تقَدّم؛ لأَنه يَقُومُ بعُذْرِ المَرْأَةِ مَعَ أَنّ المحفوظَ والمعروفَ العَاذِلُ بِاللَّامِ، وَقد أَشرْنا إِليه.
وَيُقَال للرَّجُلِ إِذا عاتَبَكَ على أَمْرٍ قبلَ التَّقَدُّم إِليك فِيهِ: وَالله مَا اسْتَعْذَرْتَ إِليَّ وَمَا اسْتَنْذَرْتَ، أَي لم تُقَدِّمْ إِليَّ المَعْذِرَةَ والإِنْذَارَ. وَفِي الأَساس: يُقَال ذَلِك للمُفَرِّطِ فِي الإِعْلامِ بالأَمْرِ.
ولَوَى عَنْه عِذَارَه، إِذا عَصَاه.
وفُلانٌ شَدِيدُ العِذَارِ: يُرَادُ شَدِيدُ العَزِيمَةِ.
وَفِي التكملة: العَذِيرَةُ: الغدِيرَةُ.
والعَاذِرَةُ: ذُو البَطْنِ، وَقد أَعْذَرَ.
ودَارٌ عَذِرَةٌ: كَثِيرَةُ الآثَارِ، وأَعْذَرْتُهَا، وأَعْذَرْتُ فِيهَا، أَي أَثَّرْتُ فِيهَا. وضَرَبه حتّى أَعْذرَ مَتْنَه، أَي أَثْقَلَه بالضَّرْبِ، واشْتَفَى مِنْهُ.
وأُعْذِرَ مِنْهُ: أَصابَه جِرَاحٌ يُخَافُ عَلَيْهِ مِنْهُ.
وعَذْرَةُ بالفَتْح: أَرْضٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ لابنِ القَطَّاعِ: عَذَرْتُ الفَرَسَ عَذْراً: كَوَيْتُه فِي مَوْضِع العِذَارِ.
وأَيضاً حَمَلْتُ عَلَيْهِ عِذَارَه، وأَعْذَرْتُه لُغَة.
وأَعْذَرْتُ إِليك: بالَغْتُ فِي المَوْعِظَةِ والوَصِيَّة.
وأَعْذَرْتُ عندَ السُّلْطَانِ: بَلَغْتُ العُذْرَ.
وَبَنُو عُذْرَةَ بنِ تَيْمِ اللاَّت: قَبِيلَةٌ أُخْرَى غيرُ الَّتِي ذَكَرَها المصنِّفُ. نَقله ابنُ الجوّانِيّ النّسّابةُ.
(ع ذ ر) : (عِذَارَا اللِّحْيَةِ) جَانِبَاهَا اُسْتُعِيرَ مِنْ عِذَارَيْ الدَّابَّةِ وَهُمَا مَا عَلَى خَدَّيْهِ مِنْ اللِّجَامِ وَعَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُمْ أَمَّا الْبَيَاضُ الَّذِي بَيْنَ الْعِذَارِ وَشَحْمَةِ الْأُذُنِ صَحِيحٌ (وَأَمَّا) مَنْ فَسَّرَهُ بِالْبَيَاضِ نَفْسِهِ فَقَدْ أَخْطَأَ (وَأَعْذَرَ) بَالَغَ فِي الْعُذْرِ يُقَالُ أَعْذَرَ مَنْ أَنْذَرَ (وَمِنْهُ) كَانَ أَبُو يُوسُفَ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يَعْمَلُ (بِالْإِعْذَارِ) وَذَلِكَ إذَا كَانَ قِبَلَ السُّلْطَانِ حَقٌّ لِإِنْسَانٍ وَهُوَ لَا يُجِيبُهُ إلَى الْقَاضِي فَإِنَّهُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - كَانَ يَبْعَثُ إلَيْهِ مِنْ قِبَلِهِ رَسُولًا يُنَادِي عَلَى بَابِهِ أَنَّ الْقَاضِي يَقُولُ أَجِبْ يُنَادِي بِذَلِكَ أَيَّامًا فَإِنْ أَجَابَ وَإِلَّا جَعَلَ لِذَلِكَ السُّلْطَانِ وَكِيلًا فَيُخَاصِمُهُ هَذَا الْمُدَّعِي (وَعُذْرَةُ الْمَرْأَةِ) بَكَارَتُهَا (وَالْعُذْرَةُ) أَيْضًا وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ مِنْ الدَّمِ وَبِهَا سُمِّيَتْ الْقَبِيلَةُ الْمَنْسُوبُ إلَيْهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ وَأَبُو صُعَيْرٍ الْعُذْرِيُّ وَمَنْ رَوَى الْعَدَوِيَّ فَكَأَنَّهُ نَسَبَهُ إلَى جَدِّهِ الْأَكْبَر وَهُوَ عَدِيُّ بْنُ صُعَيْرٍ وَالْعَبْدِيُّ فِي مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ وَالْأَوَّل هُوَ الصَّحِيحُ.

عقل

العقل: جوهر مجرد عن المادة في ذاته، مقارن لها في فعله، وهي النفس الناطقة التي يشير إليها كل أحد بقوله: أنا، وقيل: العقل: جوهر روحاني خلقه الله تعالى متعلقًا ببدن الإنسان، وقيل: العقل: نور في القلب يعرف الحق والباطل، وقيل: العقل: جوهر مجرد عن المادة يتعلق بالبدن تعلق التدبير والتصرف، وقيل: قوة للنفس الناطقة، وهو صريح بأن القوة العاقلة أمر مغاير للنفس الناطقة، وأن الفاعل في التحقيق هو النفس والعقل آلة لها، بمنزلة السكين بالنسبة إلى القاطع، وقيل: العقل والنفس والذهن واحد؛ إلا أنها سميت عقلًا لكونها مدركة، وسميت نفسًا؛ لكونها متصرفة، وسميت ذهنًا؛ لكونها مستعدة للإدراك.

العقل: ما يعقل به حقائق الأشياء، قيل: محله الرأس، وقيل: محله القلب.

العقل الهيولاني: هو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات، وهي قوة محضة خالية عن الفعل كما للأطفال، وإنما نسب إلى الهيولي؛ لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولي الأولى الخالية في حد ذاتها من الصور كلها.

العقل: مأخوذ من عقال البعير، يمنع ذوي العقول من العدول عن سواء السبيل، والصحيح أنه جوهر مجرد يدرك الفانيات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهدة.

العقل بالملكة: هو علم بالضروريات، واستعداد النفس بذلك لاكتساب النظريات.

العقل بالفعل: هو أن تصير النظريات مخزونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب، بحيث تحصل لها ملكة الاستحضار متى شاءت من غير تجشم كسب جديد، لكنه لا يشاهدها بالفعل.

العقل المستفاد: هو أن تحضر عنده النظريات التي أدركها بحيث لا تغيب عنه.
عقل قَالَ أَبُو عبيد: ويروى: لَو مَنَعُونِي عنَاقًا لقاتلتهم عَلَيْهِ. قَالَ الْكسَائي: العِقال صدقُة مصدقةُ عامٍ يُقَال: قد اُخِذَ مِنْهُم عِقال هَذَا الْعَام - إِذا أُخِذَت مِنْهُم صدقتُه قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال: بعث فلَان على عِقال بني فلَان - إِذا بُعِث على صَدَقَاتهمْ. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا كَلَام الْعَرَب الْمَعْرُوف عِنْدهم. وَقد جَاءَ فِي بعض الحَدِيث غير ذَلِك. ذكر الْوَاقِدِيّ أَن مُحَمَّد بن مسلمة كَانَ يعْمل على الصَّدَقَة فِي عهد رَسُول الله صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فَكَانَ يَأْمر الرجل إِذا جَاءَ بفريضتين أَن يَأْتِي بِعقاليْهما وقِرانَيهما. ويروى أَن عمر بن الْخطاب كَانَ يَأْخُذ مَعَ كل فريضةٍ عِقالا ورِواء فاذا جَاءَت إِلَى الْمَدِينَة بَاعهَا ثمَّ تصدّق بِتِلْكَ العُقُل والأروية. قَالَ: والرَّواء الْحَبل الَّذِي يقرن بِهِ البعيران. قَالَ أَبُو عبيد: وَكَانَ الْوَاقِدِيّ يزْعم أَن هَذَا رأى مَالك بن أنس وَابْن أبي ذِئْب قَالَ الْوَاقِدِيّ: وَكَذَلِكَ الْأَمر عندنَا. قَالَ أَبُو عبيد: فَهَذَا مَا جَاءَ فِي الحَدِيث والشواهد فِي كَلَام الْعَرَب على القَوْل الأول أَكثر وَهُوَ أشبه عِنْدِي بِالْمَعْنَى. قَالَ: وَأَخْبرنِي ابْن الْكَلْبِيّ قَالَ: اسْتعْمل مُعَاوِيَة ابْن أَخِيه عَمْرو بن عتبَة بن أبي سُفْيَان على صدقَات كلب فاعتدى عَلَيْهِم [فَقَالَ -] عَمْرو بن العدّاء الْكَلْبِيّ: [الْبَسِيط]

سعى عِقالا فَلم يَتْرُك لنا سَبَداً ... فَكيف لَو قد سعى عمروعقالين

لأصبَح الحيّ أوبادا وَلم يَجدوا ... عِنْد التفرُّقِ فِي الهيجا جِمالينِ

قَوْله: أوبادا وَاحِدهَا: وَبَدٌ وَهُوَ الْفقر والبُؤس وَقَوله: جِمالَين يَقُول: جمالا هُنَا وجمالا هُنَا فَهَذَا الشّعْر يبيّن لَك أنَّ العقال إنّما هُوَ صَدَقَة عَام وَكَذَلِكَ حَدِيث يرْوى عَن عمر أَنه أخّر الصَّدَقَة عَام الرَّمَادَة فَلَمَّا أَحْيَا النَّاس بعث ابْن أبي ذُبَاب فَقَالَ: اعقل عَلَيْهِم عِقالين فاقسمْ فيهم عِقالا وائتني بِالْآخرِ.


عقل: {تعقلون}: تحبسون النفس عن الهوى.
العقل: هو حذف الحرف الخامس المتحرك من "مفاعلتن"، وهي اللام، ليبقى: "مفاعلتن"، فينقل إلى "مفاعلن"، ويسمى: معقولًا.
(عقل)
(س) فِي قِصَّةِ بَدْرٍ ذِكْرُ «العَقَنْقَل» هُوَ كَثِيبٌ مُتَداخِلٌ مِنَ الرَّمْل وَأَصْلُهُ ثُلاَثِيُّ.
(عقل)
عقلا أدْرك الْأَشْيَاء على حَقِيقَتهَا والغلام أدْرك وميز يُقَال مَا فعلت هَذَا مذ عقلت وَإِلَيْهِ عقلا وعقولا لَجأ وتحصن والظل عقلا انقبض وانزوى عِنْد انتصاف النَّهَار وَالشَّيْء أدْركهُ على حَقِيقَته وَالْبَعِير ضم رسغ يَده إِلَى عضده وربطهما مَعًا بالعقال ليبقى باركا وَالرجل لوى رجله على رجله وأوقعه على الأَرْض وَفُلَانًا عَن حَاجته حَبسه عَنْهَا والقتيل وداه فعقل دِيَته بِالْعقلِ فِي فنَاء ورثته وَكَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة من الْإِبِل والدواء الْبَطن أمْسكهُ بعد استطلاق وَفُلَان فلَانا عقلا فاقه فِي الْعقل

(عقل) الْبَعِير وَنَحْوه عقلا اصطك عرقوباه والتوت رجله فَهُوَ أَعقل وَهِي عقلاء (ج) عقل
ذو العقل: هو الذي يرى الخلق ظاهرًا ويرى الحق باطنًا، فيكون الحق عنده مرآة الخلق، لاحتجاب المرآة بالصور الظاهرة.

ذو العين: هو الذي يرى الحق ظاهرًا والخلق باطنًا، فيكون الخلق عنده مرآة الحق، لظهور الحق عنده واختفاء الخلق فيه، اختفاء المرآة بالصور.

ذو العقل والعين: هو الذي يرى الحق في الخلق، وهذا قرب النوافل، ويرى الخلق في الحق، وهذا قرب الفرائض، ولا يحتجب بأحدهما عن الآخر، بل يرى الوجود الواحد بعينه حقًّا من وجه، وخلقًا من وجه، فلا يحتجب بالكثرة عن شهود الواحد الرائي، ولا تزاحم في شهود الكثرة الخلقية، وكذا لا تزاحم في شهود أحدية الذات المتجلية في المجالي كثرة، وإلى المراتب الثلاثة أشار الشيخ محي الدين بن العربي -قدس الله سره- بقوله:
وفي الخلق عين الحق إن كنت ذا عين ... وفي الحق عين الخلق إن كنت ذا عقل
وإن كنت ذا عين وعقل فما ترى ... سوى عين شيء واحد فيه بالشكل
عقل
العَقْل يقال للقوّة المتهيّئة لقبول العلم، ويقال للعلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوّة عَقْلٌ، ولهذا قال أمير المؤمنين رضي الله عنه:
رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع
كما لا ينفع الشّمس وضوء العين ممنوع
وإلى الأوّل أشار صلّى الله عليه وسلم بقوله: «ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل» وإلى الثاني أشار بقوله: «ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هدى أو يرّدّه عن ردى» وهذا العقل هو المعنيّ بقوله: وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ
[العنكبوت/ 43] ، وكلّ موضع ذمّ الله فيه الكفّار بعدم العقل فإشارة إلى الثاني دون الأوّل، نحو: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ إلى قوله: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ونحو ذلك من الآيات، وكلّ موضع رفع فيه التّكليف عن العبد لعدم العقل فإشارة إلى الأوّل. وأصل العَقْل: الإمساك والاستمساك، كعقل البعير بالعِقَال، وعَقْل الدّواء البطن، وعَقَلَتِ المرأة شعرها، وعَقَلَ لسانه: كفّه، ومنه قيل للحصن: مَعْقِلٌ، وجمعه مَعَاقِل. وباعتبار عقل البعير قيل: عَقَلْتُ المقتول: أعطيت ديته، وقيل: أصله أن تعقل الإبل بفناء وليّ الدّم، وقيل: بل بعقل الدّم أن يسفك، ثم سمّيت الدّية بأيّ شيء كان عَقْلًا، وسمّي الملتزمون له عاقلة، وعَقَلْتُ عنه: نبت عنه في إعطاء الدّية، ودية مَعْقُلَة على قومه: إذا صاروا بدونه، واعْتَقَلَهُ بالشّغزبيّة : إذا صرعه، واعْتَقَلَ رمحه بين ركابه وساقه، وقيل: العِقَال:
صدقة عام، لقول أبي بكر رضي الله عنه (لو منعوني عقالا لقاتلتهم) ولقولهم: أخذ النّقد ولم يأخذ العِقَالَ ، وذلك كناية عن الإبل بما يشدّ به، أو بالمصدر، فإنه يقال: عَقَلْتُهُ عَقْلًا وعِقَالًا، كما يقال: كتبت كتابا، ويسمّى المكتوب كتابا، كذلك يسمّى المَعْقُولُ عِقَالًا، والعَقِيلَةُ من النّساء والدّرّ وغيرهما: التي تُعْقَلُ، أي: تحرس وتمنع، كقولهم: 
علق مضنّة لما يتعلّق به، والمَعْقِلُ: جبل أو حصن يُعْتَقَلُ به، والعُقَّالُ: داء يعرض في قوائم الخيل، والعَقَلُ:
اصطكاك فيها.
عقل وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث الشّعبِيّ لَا تعقل الْعَاقِلَة عمدا وَلَا عبدا وَلَا صُلْحًا وَلَا اعترافا قَالَ حدّثنَاهُ عبد الله بن إِدْرِيس عَن مطرف عَن الشّعبِيّ. قَوْله: عمدا يَعْنِي أَن كل جِنَايَة عمدٍ لَيست بخطأ فإنّها فِي مَال الْجَانِي خاصّةً وَكَذَلِكَ الصُّلْح مَا اصْطَلحُوا عَلَيْهِ من الْجِنَايَات فِي الْخَطَأ فَهُوَ أَيْضا فِي مَال الْجَانِي وَكَذَلِكَ الِاعْتِرَاف إِذا اعْترف الرجل بِالْجِنَايَةِ من غير بَيِّنَة تقوم عَلَيْهِ فَإِنَّهَا فِي مَاله وَإِن ادّعى أَنَّهَا خطأٌ لَا يصدق الرجل على الْعَاقِلَة. وَأما قَوْله: وَلَا عَبْداً فانَّ النَّاس قد اخْتلفُوا فِي تَأْوِيل هَذَا فَقَالَ لي مُحَمَّد بن الْحسن: إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن يقتل العَبْد حرًّا يَقُول: فَلَيْسَ على عَاقِلَة مَوْلَاهُ شَيْء من جِنَايَة عَبده إِنَّمَا جِنَايَته فِي رقبته أَن يَدْفَعهُ مَوْلَاهُ إِلَى الْمَجْنِي عَلَيْهِ أَو يفْدِيه وَاحْتج فِي ذَلِك بِشَيْء رَوَاهُ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مُحَمَّد بن الْحسن حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد عَن عبيد الله بن عبد الله عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: لَا تعقل الْعَاقِلَة عمدا وَلَا صلحا وَلَا اعترافا وَلَا مَا جنى الْمَمْلُوك قَالَ مُحَمَّد: أَفلا ترى أنّه قد جعل الْجِنَايَة جِنَايَة الْمَمْلُوك وَهَذَا قَول أبي حنيفَة وَقَالَ ابْن أبي ليلى: إِنَّمَا مَعْنَاهُ أَن يكون العَبْد يجنى عَلَيْهِ يقْتله حرًّا ويجرحه يَقُول: فَلَيْسَ على عَاقِلَة الْجَانِي شَيْء إِنَّمَا ثمنه فِي مَاله خَاصَّة. قَالَ: فذاكرت الْأَصْمَعِي ذَلِك فَإِذا هُوَ يرى القَوْل فِيهِ قَول ابْن أبي ليلى على كَلَام الْعَرَب وَلَا يرى قَول أبي حنيفَة جَائِزا يذهب إِلَى أَنه لَو كَانَ الْمَعْنى على مَا قَالَ لَكَانَ الْكَلَام لَا تعقِل العاقِلة عَن عبد وَلم يكن: لَا تَعْقِل عبدا قَالَ أَبُو عبيد: وَهُوَ عِنْدِي كَمَا قَالَ ابْن أبي ليلى وَعَلِيهِ كَلَام الْعَرَب.
ع ق ل

" ذهب طولاً، وعدم معقولاً ". قال الراعي:

حتى إذا لم يتركوا لعظامه ... لحماً ولا لفؤاده معقولاً

وتقول: ما لفلان مقول، ولا معقول. وما فعلت كذا منذ عقلت. وعقل فلان بعد الصبا أي عرف الخطأ الذي كان عليه. وهذا مريض لا يعقل. إن المعرفة لتنفع عند الكلب العقور، فكيف عند الرجل العقول. وتقول: ما ينفع التحصن بالعقول، ما ينفع التمسك بالعقول؛ أي المعاقل. قال أحيحة:

وقد أعددت للحدثان حصناً ... لو أن المرء تنفعه العقول

أي المعاقل. واعتقل لسانه إذا لم يقدر على الكلام. قال ذو الرمة:

ومعتقل اللسان بغير خبل ... يميد كأنه رجل أميم

واعتقل الفارس رمحه: وضعه بين ركابه وسرجه. واعتقل الرحل والسرج وتعقلهما إذا ثنى رجله على القربوس أو القادمة. قال ذو الرمة:

أطلت اعتقال الرحل في مدلهمها ... إذا شرك الموماة أودى نظامها

وقال النابغة:

متعقلين قوادم الأكوار

واعتقل الشاة: وضع رجليها بي فخذه وساقه فاحتلبها. ولفلان عقلة يعتقل بها الناس في الصراع. وعقلته عقلة شغزبية فصرعته. وعقلت القتيل: أعطيت ديته، وعقلت عنه: لزمته دية فأدّيتها عنه، " والدية على العاقلة ". واعتقل من دمه: أخذ العقل. والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث الدية. وبنو فلان على معاقلهم الأولى. وصار دم فلان معقلة على قومه. وفي رجليه عقل أي صكك. وبعير أعقل. وبعض العقل عقال وهو داء في رجل الدابة، ودابة معقولة. واثتنى إذا عقل الظل وهو عند قيام الظهيرة. وفلان معقل قومه: يلتجئون. إليه وهو كعاقل الأروى: للمتمنع. وفلانة عقيلة قومها. ويقال للدرة: عقيلة البحر. قال ابن الرقيات:

درة من عقائل البحر بكر ... لم تخنها مثاقب اللآل

ومن المجاز: نخلة لا تعقل الإبار إذا لم تقبله.
(ع ق ل) : (عَقَلَ) الْبَعِيرَ عَقْلًا شَدَّهُ بِالْعِقَالِ (وَمِنْهُ) الْعَقْلُ وَالْمَعْقُلَةُ الدِّيَةُ (وَعَقَلْتُ) الْقَتِيلَ أَعْطَيْت دِيَتَهُ وَعَقَلْتُ عَنْ الْقَاتِل لَزِمَتْهُ دِيَةٌ فَأَدَّيْتُهَا عَنْهُ (وَمِنْهُ) الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ الَّتِي تَغْرَمُ الدِّيَةَ وَهُمْ عَشِيرَةُ الرَّجُلِ أَوْ أَهْلُ دِيوَانِهِ أَيْ الَّذِينَ يَرْتَزِقُونَ مِنْ دِيوَان عَلَى حِدَة وَعَنْ الشَّعْبِيِّ لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا وَلَا صُلْحًا وَلَا اعْتِرَافًا يَعْنِي أَنَّ الْقَتْلَ إذَا كَانَ عَمْدًا مَحْضًا أَوْ صُولِحَ الْجَانِي مِنْ الدِّيَةِ عَلَى مَالٍ أَوْ اعْتَرَفَ لَمْ تَلْزَمْ الْعَاقِلَةَ الدِّيَةُ وَكَذَا إذَا جَنَى عَبْدٌ لِحُرٍّ عَلَى إنْسَانٍ لَمْ تَغْرَمْ عَاقِلَةُ الْمَوْلَى (وَعَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ) الْمَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا أَيْ تُسَاوِيهِ فِي الْعَقْلِ فَتَأْخُذُ كَمَا يَأْخُذ الرَّجُلُ (وَفِي) حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا لَقَاتَلْتُهُمْ قِيلَ هُوَ صَدَقَةُ عَامٍ وَقِيلَ هُوَ الْحَبْلُ الْمَعْرُوفُ وَقِيلَ أَرَادَ الشَّيْءَ الْحَقِيرَ فَضَرَبَ الْعِقَالَ مَثَلًا وَهُوَ الْمُلَائِمُ لِكَلَامِهِ وَتَشْهَدُ لَهُ رِوَايَةُ الْبُخَارِيِّ عَنَاقًا وَهِيَ الْأُنْثَى مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى جَدْيًا أَوْ أَذْوَطَ وَهُوَ الْقَصِيرُ الذَّقَنِ وَكِلَاهُمَا لَا يُؤْخَذُ فِي الصَّدَقَاتِ فَدَلَّ أَنَّهُ تَمْثِيلٌ (وَتَعَقَّلَ) السَّرْجَ وَاعْتَقَلَهُ ثَنَى رِجْلَهُ عَلَى مُقَدَّمَةِ (وَقَوْلُهُ) نَصَبَ شَبَكَةً فَتَعَقَّلَ بِهَا صَيْدٌ أَيْ نَشِبَ وَعَلِقَ مَصْنُوعٌ غَيْرُ مَسْمُوعٍ (وَاعْتُقِلَ) لِسَانُهُ بِضَمِّ التَّاء إذَا اُحْتُبِسَ عَنْ الْكَلَام وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ (وَالْمَعْقِلُ) الْحِصْنُ وَالْمَلْجَأُ (وَبِهِ سُمِّيَ) وَالِدُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْقِلِ بْنِ مُقَرِّنٍ الْمُزَنِيّ وَمَعْقِلُ بْنُ يَسَارٍ الْمُزَنِيّ الَّذِي يُضَافُ إلَيْهِ النَّهْرُ بِالْبَصْرَةِ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ التَّمْرُ الْمَعْقِلِيُّ.
عقل
عَقَلَ الدًواء بَطْنَه: حَبَسَه. والدواءُ: عَقُوْل. وعَقَلْتُ البعيرَ: شَدَدْت يدَه. والعِقَال: الحَبْل.
والعِقَالُ: صَدَقَة الإبللِسَنَةٍ.
وإذا أخَذَ المُصَدقُ من الصدَقَة ما فيها ولم يأخذْ ثَمَنَه قيل: أخَذَ عقالاً. وكل شاة تجِب في خَمْس من الإبلإلى خمس وعشرين: عِقَال، فإذا أخَذوا بنت المَخاض تركوا ذِكْرَ العِقال.
والعقَالُ: الذي يحتمِلُ الديَةَ تامةً، وبه سمىِ عِقَال بن مجاشع.
وأعْقَلَ فلانٌ: وَجَبَ عليه عِقَالٌ. والعقِيْلَة: المرأةُ المُخدَرة. والدرَة. وسَيدُ القوم. وكَرِيْمَةُ كل شيء. والعَقْل: الحِفْظ. وثَوْب أحْمَرُ عليه شبْه الصُّلُب.
ومن شِياتِ الثياب: ما كان نقشُه طُولاً. والحِصْن، ويُسَمَى المَعْقِل أيضاً، وجمعًه عُقوْل. والديَة. وعَقَلَ الطلً: قامَ. وأعْقَلَ القوم: عَقَلَ لهم الظل. وعَقَلَهُ عُقْلَةً شَغْزَبِية فَصَرَعَه واعْتَقَلَ رِجْلَيْه. واعْتَقَلَ رُمْحَه وعَقَلَه: وَضَعَه بين رِكابِه وساقِه.
واعْتَقَلَ شَاتَه: جَعَلَ رِجْلَها بين ساقِه وفَخذِه فَحَلَبَها. واعْتَقَلَ الرجْلَ: لوى رجلَه من قدام وسطِ الرجْل على المَوْرِكَة.
واعْتُقِلَ لِسانُه: منِعَ من الكلام. واعْتِقَال المزادةِ: إدْخالُ سَيْرٍ فيما بين الخَرْزَيْنِ إذا خَرَجَ الماءُ. والعَقَلُ: اصْطِكاك الركْبَتَيْن. وبعيرٌ أعْقَل. والعُقالُ: داءٌ في رِجْلَي الدابة، ويُخَفَّفُ في لُغةِ. ودابةٌ مَعْقوْلة. والمَعْقُوْل: العَقْل.
والأعْقَلُ والعاقِل: ما تَحَصَّنَ في مَعاقل الجبال؛ من كل شيء. وعَاقِل: اسمُ جَبَلً.
وهو مَعْقِلُ قَوْمِه: يَلْجَأونَ إليه. ومَعْقُلَة: اسمُ موضعٍ. وصار دمُه مَعْقُلةً على قومِه: أي بدُوْنَه. وعَقَلْتُه: أعطَيْت دِيَتَه. وعَقَلْتُ منه: غَرمْت ديته. وا
لعَقَنْقَلُ: ما ارْتَكَمَ من الرَّمْل.
ومن الأوْدِيَة: ما اتَسَعَ ما بينَ حافَتَيْه. وشحْمَةُ الضب، وقيل: مُصْرَانُه - والعَنْقَلُ مثلُه -، وقيل: ما وَليَ الأرضَ من بطنِه، إنما يُرْمى به، وفي هذا الوجْهِ قولُهم: " أطْعِمْ أخاك من عَقَنْقَل الضب " هُزْءاً. والعَقَنْقَلُ أيضاً: القَدَحُ الضخم الواسِعُ الأعلى الضيقُ الأسفل. والسيْف، جمعُه عَقَاقِيْل.
والعَقاقِيْلُ: قُضْبانُ الكُروم وأسارِعُها. وبقايا المرَض. والعَاقُوْلُ من النَّهْرِ والوادي والأمور: ما اعْوجَ وتَلبسَ. ونَبْتٌ أيضاً، وقد عَقَلَه البعيرُ: أكَلَه؛ عَقلاً. وعاقولى: اسمُ الكوفةِ في التوراة.

عقل


عَقَلَ(n. ac. عَقْل)
a. Bound, tied, tethered.
b.(n. ac. عَقْل
مَعْقُوْل), Was, became intelligent, rational, reasonable.
c. Understood, comprehended.
d. [acc. & 'An], Paid bloodmoney, atoned for.
e. [La], Renounced (revenge).
f.(n. ac. عَقْل
عُقُوْل), Kept to the mountainheights (goat).
g. [Ila], Took refuge with.
h. Was vertical (shadow).
i.(n. ac. عَقْل), Collected, exacted (poor-rate).
j. Threw down in wrestling.
k. Combed (hair).
l. [acc. & 'An], Withheld from.
m.(n. ac. عَقْل), Astringed, constipated (medicine).
n. Set up, raised.

عَقِلَ(n. ac. عَقَل)
a. Was bow-legged, knock-kneed.
b. see supra
(b)
عَقَّلَa. see I (a) (b), (l)
d. Rendered intelligent; considered intelligent.
e. Bore grapes (vine).

عَاْقَلَa. Vied in understanding with.
b. Equalled in value (blood-money).

أَعْقَلَa. Deemed, found intelligent, reasonable.

تَعَقَّلَa. see I (b)b. Rode cross-legged.
c. [Bi & La], Made a stirrup of ( his hands ) for (
another ).
تَعَاْقَلَa. Assumed, feigned intelligence.
b. Atoned, made compensation for ( the blood
of ).
إِعْتَقَلَa. see I (a) (j), (l) & V (
b ).
e. Bound, imprisoned.
f. [pass.], Was bound.
عَقْل
(pl.
عُقُوْل)
a. Understanding, intelligence, reason; intellect mind;
sense; brain; judgment, discretion; wisdom.
b. Fortress, stronghold; refuge, asylum.
c. Blood-money.

عَقْلَةa. Impediment in speech.

عَقْلِيّa. Intellectual; rational, reasonable; mental;
metaphysical.

عُقْلَة
(pl.
عُقَل)
a. Bond; fetter, shackle.

عُقْلَىa. fem. of
أَعْقَلُ
(b).
أَعْقَلُ
(pl.
عُقْل)
a. Knockkneed; bow-legged.
b. (pl.
عُقَل
أَعَاْقِلُ
37), More intelligent &c.
مَعْقِل
(pl.
مَعَاْقِلُ)
a. Refuge, asylum; stronghold, fortress.
b. High mountain.

مَعْقُلَةa. Blood-money, ransom.
b. Obligation.

عَاْقِل
(pl.
عُقَّاْل
عُقَلَآءُ
43)
a. Intelligent, sensible; rational, reasonable; prudent
discreet, judicious; wise.
b. (pl.
عَاْقِلَة), Relatives, relations. kinsmen.
c. (pl.
عُقَّاْل) [ coll. ], Minister of the
Druses.
عَاْقِلَة
( pl.
reg. &
عَوَاْقِلُ)
a. fem. of
عَاْقِل
(a).
b. Understanding; sense, judgment.

عِقَاْل
(pl.
عُقُل)
a. Footrope, tether.
b. [ coll. ], Headband, fillet.
c. (pl.
عُقْل
عُقُل
10), Tax, tribute; poor-rate.
d. Ransom ( paid in kind ).
عَقِيْلَة
(pl.
عَقَاْئِلُ)
a. Modest, retiring woman; kept in seclusion (
woman ).
b. The best, the choice of.

عَقُوْلa. Intelligent; wise, prudent.

عَاْقُوْل
(pl.
عَوَاْقِيْلُ)
a. Bend, curve, sweep, winding; intricacy; complication
difficulty.
b. Trackless, pathless region; desert.

N. P.
عَقڤلَa. Understood; intelligible, comprehensible.
b. see I (a)
N. Ac.
إِعْتَقَلَa. see 1t
مِعْقَيْلَة
a. [ coll. ], Hooked stick, crook.

عَقِيْلَة البَحْر
a. Pearl.

عِلْم المَعْقُوْلَات
a. Metaphysics.
ع ق ل: (الْعَقْلُ) الْحِجْرُ وَالنُّهَى. وَرَجُلٌ (عَاقِلٌ) وَ (عَقُولٌ) وَقَدْ (عَقَلَ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَ (مَعْقُولًا) أَيْضًا وَهُوَ مَصْدَرٌ. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: هُوَ صِفَةٌ. وَقَالَ إِنَّ الْمَصْدَرَ لَا يَأْتِي عَلَى وَزْنِ مَفْعُولٍ أَلْبَتَّةَ. وَ (الْعَقْلُ) أَيْضًا الدِّيَةُ. وَ (الْعَقُولُ) بِالْفَتْحِ الدَّوَاءُ الَّذِي يُمْسِكُ الْبَطْنَ. وَ (الْمَعْقِلُ) الْمَلْجَأُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ. وَ (مَعْقِلُ) بْنُ يَسَارٍ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُنْسَبُ إِلَيْهِ نَهْرٌ بِالْبَصْرَةِ وَالرُّطَبُ (الْمَعْقِلِيُّ) أَيْضًا. وَ (الْمَعْقُلَةُ) بِضَمِّ الْقَافِ الدِّيَةُ وَجَمْعُهَا (مَعَاقِلُ) . وَ (الْعَقِيلَةُ) كَرِيمَةُ الْحَيِّ وَكَرِيمَةُ الْإِبِلِ. وَعَقِيلَةُ كُلِّ شَيْءٍ أَكْرَمُهُ. وَالدُّرَّةُ عَقِيلَةُ الْبَحْرِ. وَ (الْعِقَالُ) صَدَقَةُ عَامٍ. قَالَ الشَّاعِرُ يَهْجُو سَاعِيًا:

سَعَى عِقَالًا فَلَمْ يَتْرُكْ لَنَا سَبَدًا ... فَكَيْفَ لَوْ قَدْ سَعَى عَمْرٌو عِقَالَيْنِ
وَيُكْرَهُ أَنْ تُشْتَرَى الصَّدَقَةُ حَتَّى (يَعْقِلَهَا) السَّاعِي. قُلْتُ: أَيْ حَتَّى يَقْبِضَهَا كَذَا فَسَّرَهُ الْأَزْهَرِيُّ. وَ (عَقَلَ) الْقَتِيلَ أَعْطَى دِيَتَهُ. وَعَقَلَ لَهُ دَمَ فُلَانٍ إِذَا تَرَكَ الْقَوَدَ لِلدِّيَةِ. وَعَقَلَ عَنْ فُلَانٍ غَرِمَ عَنْهُ جِنَايَتَهُ وَذَلِكَ إِذَا لَزِمَتْهُ دِيَةٌ فَأَدَّاهَا عَنْهُ. فَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ عَقَلَهُ وَعَقَلَ لَهُ وَعَقَلَ عَنْهُ وَبَابُ الْكُلِّ ضَرَبَ. وَفِي الْحَدِيثِ: «لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا» قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْعَبْدُ عَلَى حُرٍّ. وَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى رَحِمَهُ اللَّهُ: هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْحُرُّ عَلَى عَبْدٍ. وَصَوَّبَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَقَالَ: لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى مَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى لَكَانَ الْكَلَامُ لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَنْ عَبْدٍ. وَقَالَ: كَلَّمْتُ الْقَاضِيَ أَبَا يُوسُفَ فِي ذَلِكَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ عَقَلَهُ وَعَقَلَ عَنْهُ حَتَّى فَهِمْتُهُ. وَ (عَقَلَ) الْبَعِيرَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ ثَنَى وَظِيفَهُ مَعَ ذِرَاعِهِ فَشَدَّهُمَا فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ. وَذَلِكَ الْحَبْلُ هُوَ (الْعِقَالُ) وَالْجَمْعُ (عُقُلٌ) . وَ (عَاقِلَةُ) الرَّجُلُ عَصَبَتُهُ وَهُمُ الْقَرَابَةُ مِنْ قِبَلِ الْأَبِ الَّذِينَ يُعْطُونَ دِيَةَ مَنْ قَتَلَهُ خَطَأً. وَقَالَ أَهْلُ الْعِرَاقِ: هُمْ أَصْحَابُ الدَّوَاوِينِ. وَالْمَرْأَةُ (تُعَاقِلُ) الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا أَيْ تُوَازِيهِ فَإِذَا بَلَغَ ثُلُثَ الدِّيَةِ صَارَتْ دِيَةُ الْمَرْأَةِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ دِيَةِ الرَّجُلِ. وَ (عَقَلَ) الدَّوَاءُ بَطْنَهُ أَمْسَكَهُ وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (عَاقَلَهُ فَعَقَلَهُ) مِنْ بَابِ نَصَرَ أَيْ غَلَبَهُ بِالْعَقْلِ. وَ (اعْتَقَلَ) رُمْحَهُ إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ سَاقِهِ وَرِكَابِهِ. وَ (اعْتُقِلَ) الرَّجُلُ حُبِسَ. وَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ إِذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى الْكَلَامِ كِلَاهُمَا بِضَمِّ التَّاءِ. وَ (تَعَقَّلَ) تَكَلَّفَ الْعَقْلَ مِثْلُ تَحَلَّمَ وَتَكَيَّسَ. وَ (تَعَاقَلَ) أَرَى مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ وَلَيْسَ بِهِ. 
ع ق ل : عَقَلْتُ الْبَعِيرَ عَقْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَهُوَ أَنْ تُثْنِيَ وَظِيفَهُ مَعَ ذِرَاعِهِ فَتَشُدَّهُمَا جَمِيعًا فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ بِحَبْلٍ وَذَلِكَ هُوَ الْعِقَالُ وَجَمْعُهُ عُقُلٌ مِثْلُ كِتَابٍ وَكُتُبٍ.

وَعَقَلْتُ الْقَتِيل عَقْلًا أَيْضًا أَدَّيْتُ دِيَتَهُ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ سُمِّيَتْ الدِّيَةُ عَقْلًا تَسْمِيَةً
بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّ الْإِبِلَ كَانَتْ تُعْقَلُ بِفِنَاءِ وَلِيِّ الْقَتِيلِ ثُمَّ كَثُرَ الِاسْتِعْمَالُ حَتَّى أُطْلِقَ الْعَقْلُ عَلَى الدِّيَةِ إبِلًا كَانَتْ أَوْ نَقْدًا وَعَقَلْتُ عَنْهُ غَرِمْتُ عَنْهُ مَا لَزِمَهُ مِنْ دِيَةٍ وَجِنَايَةٍ وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ عَقَلْتُهُ وَعَقَلْتُ عَنْهُ وَمِنْ الْفَرْقِ بَيْنَهُمَا أَيْضًا عَقَلْتُ لَهُ دَمَ فُلَانٍ إذَا تَرَكْتَ الْقَوَدَ لِلدِّيَةِ وَعَنْ الْأَصْمَعِيِّ كَلَّمْتُ الْقَاضِيَ أَبَا يُوسُفَ بِحَضْرَةِ الرَّشِيدِ فِي ذَلِكَ فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ عَقَلْتُهُ وَعَقَلْتُ عَنْهُ حَتَّى فَهَّمْتُهُ.

وَفِي حَدِيثٍ «لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا» قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْعَبْدُ عَلَى الْحُرِّ.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: هُوَ أَنْ يَجْنِيَ الْحُرُّ عَلَى الْعَبْدِ وَصَوَّبَهُ الْأَصْمَعِيُّ وَقَالَ لَوْ كَانَ الْمَعْنَى عَلَى مَا قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ لَكَانَ الْكَلَامُ لَا تَعْقِلُ الْعَاقِلَةُ عَنْ عَبْدٍ فَإِنَّ الْمَعْقُولَ هُوَ الْمَيِّتُ وَالْعَبْدُ فِي قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ غَيْرُ مَيِّتٍ وَدَافِعُ الدِّيَةِ عَاقِلٌ وَالْجَمْعُ عَاقِلَةٌ وَجَمْعُ الْعَاقِلَةِ عَوَاقِلُ وَعَقِيلٌ وِزَانُ كَرِيمٍ اسْمُ رَجُلٍ وَعُقَيْلٌ مُصَغَّرٌ قَبِيلَةٌ.

وَالْإِبِلُ الْعُقَيْلِيَّةُ بِلَفْظِ التَّصْغِيرِ مِنْ إبِلِ نَجْدٍ صِلَابٌ كِرَامٌ نَفِيسَةٌ وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا قِيلَ الْمُرَادُ الْحَبْلُ وَإِنَّمَا ضَرَبَ بِهِ مَثَلًا لِتَقْلِيلِ مَا عَسَاهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُخْرِجُونَ الْإِبِلَ إلَى السَّاعِي وَيَعْقِلُونَهَا بِالْعُقُلِ حَتَّى يَأْخُذَهَا كَذَلِكَ وَقِيلَ الْمُرَادُ بِالْعِقَالِ نَفْسُ الصَّدَقَةِ فَكَأَنَّهُ قَالَ لَوْ مَنَعُونِي شَيْئًا مِنْ الصَّدَقَةِ وَمِنْهُ يُقَالُ دَفَعْت عِقَالَ عَامٍ.

وَعَقَلْتُ الشَّيْءَ عَقْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْضًا تَدَبَّرْتُهُ.

وَعَقِلَ يَعْقَلُ مِنْ بَابِ تَعِبَ لُغَةٌ ثُمَّ أُطْلِقَ الْعَقْلُ الَّذِي هُوَ مَصْدَرٌ عَلَى الْحِجَا وَاللُّبِّ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ النَّاسِ الْعَقْلُ غَرِيزَةٌ يَتَهَيَّأُ بِهَا الْإِنْسَانُ إلَى فَهْمِ الْخِطَابِ فَالرَّجُلُ عَاقِلٌ وَالْجَمْعُ عُقَّالٌ مِثْلُ كَافِرٍ وَكُفَّارٍ وَرُبَّمَا قِيلَ عُقَلَاءُ وَامْرَأَةٌ عَاقِلٌ وَعَاقِلَةٌ كَمَا يُقَالُ فِيهَا بَالِغٌ وَبَالِغَةٌ وَالْجَمْعُ عَوَاقِلُ وَعَاقِلَاتٌ.

وَعَقَلَ الدَّوَاءُ الْبَطْنَ عَقْلًا أَيْضًا أَمْسَكَهُ فَالدَّوَاءُ عَقُولٌ مِثْلُ رَسُولٍ.

وَاعْتَقَلْتُ الرَّجُلَ حَبَسْتُهُ.

وَاعْتُقِلَ لِسَانُهُ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَالْمَفْعُولِ إذَا حُبِسَ عَنْ الْكَلَامِ أَيْ مُنِعَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ.

وَالْمَعْقِلُ وِزَانُ مَسْجِدٍ الْمَلْجَأُ وَبِهِ سُمِّيَ الرَّجُلُ وَمِنْهُ مَعْقِلُ بْنِ يَسَارٍ الْمُزَنِيّ وَيُنْسَبُ إلَيْهِ نَوْعٌ مِنْ التَّمْرِ بِالْبَصْرَةِ وَنَهْرٌ بِهَا أَيْضًا فَيُقَالُ تَمْرٌ مَعْقِلِيٌّ. 
[عقل] العَقْلُ: الحِجْرُ والنهى. ورجلٌ عاقل وعقول. وقد عقل يعقل عَقْلاً ومَعْقولاً أيضاً، وهو مصدرٌ، وقال سيبويه: هو صفة. وكان يقول: إن المصدر لا يأتي على وزن مفعول البتة، ويتأول المعقول فيقول: كأنه عقل له شئ أي حبس وأيد وشدد. قال: ويستغنى بهذا عن المفعل الذى يكون مصدرا. والعقل: الدية. قال الاصمعي: وإنما سميت بذلك لان الابل كانت تعقل بفناء ولى المقتول، ثم كثر استعمالهم هذا الحرف، حتى قالوا: عقلت المقتول، إذا أعطيت ديته دراهم أو دنانير. والعقل: ثوب أحمر. قال علقمة: عَقْلاً ورَقْماً تكاد الطيرُ تخطَفه كأنّه من دَمِ الأجوافِ مَدمومُ ويقال: هما ضربانِ من البرود. والعَقْلُ: الملجأ، والجمع العُقولُ. قال أحيحة: وقد أعددت للحَدَثانِ صعبا لوان المرء تنفعه العقول والعقول بالفتح: الدواء الذى يمسك البطن. ولفلانٍ عُقْلَةٌ يَعْتَقِلُ الناسَ، إذا صارع. ويقال أيضاً: به عُقْلَةٌ من السحر، وقد عُمِلَتْ له نُشْرةٌ. والمَعْقِلُ: الملجأ، وبه سمى الرجل. ومعقل بن يسار من الصحابة، وهو من مزينة مضر ينسب إليه نهر بالبصرة، والرطب المعقلى. وأما معقل بن سنان من الصحابة فهو من أشجع. وبالدهناء خبراء يقال لها معقلة، بضم القاف، سميت بذلك لانها تمسك الماء كما يعقل الدواء البطن. قال ذو الرمة: حزاوية أو عوهج معقلية ترود بأعطاف الرمال الحرائر والمعقلة: الدية. يقال: لنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ، أي بقيَّةٌ من دِيةٍ كانت عليه. وصار دمُ فلان مَعْقُلَةً، إذا صاروا يَدونَه، أي صار غُرْماً يؤدونه من أموالهم. ومنه قيل: القوم على معاقِلِهِم الأولى، أي على ما كانوا يَتَعاقلون في الجاهلية كذا يَتَعاقلونَ في الإسلام. والعقَّالُ: ظلْعٌ يأخذ في قوائم الدابة. وقال : يا بنى التخوم لا تظلموها إن ظلم التخوم ذو عقال وذو عقال أيضا: اسم فرس. والعاقول من النهر والوادي والرمل: المعوجّ منه. وعَواقيلُ الأمور: ما التبسَ منها. وعقيل مصغر: قبيلة. وعقيل: اسم رجل. والعَقيلَةُ: كريمةُ الحيّ، وكريمة الإبل. وعقيلة كل شئ: أكرمه. والدرة عَقيلَةُ البحر. والعِقالُ: صدقةُ عامٍ. وقال : سعى عِقالاً فلم يترك لنا سَبَداً فكيف لو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْن وعلى بني فلانٍ عِقالانِ، أي صدقةُ سنتين. ويُكرهُ أن تُشترى الصدقةُ حتَّى يَعْقِلها الساعي . وعَقَلْتُ القَتيلَ: أعطيتُ ديته. وعَقَلْتُ له دمَ فلانٍ، إذا تركتَ القَوَدَ للدية. قالت كبشةُ أخت عمرو بن معد يكرب: وأرسلَ عبدُ اللهِ إذ حانَ يومُه إلى قومه لا تَعْقِلوا لهُمُ دَمي وعَقَلْتُ عن فلان، أي غَرِمتُ عنه جنايته، وذلك إذا لزمَتْه ديةٌ فأدَّيتها عنه. فهذا هو الفرق بين عَقَلْتُهُ وعَقَلْتُ عنه وعَقَلْتُ له. وفي الحديث : " لا تعقل العاقلة عمدا ولا عبدا " قال أبو حنيفة رحمه الله: وهو أن يجنى العبد على حر. وقال ابن أبى ليلى: هو أن يجنى الحر على عبد. وصوبه الاصمعي وقال: لو كان المعنى على ما قال أبو حنيفة لكان الكلام لا تعقل العاقلة عن عبد، ولم يكن ولا تعقل عبدا. وقال: كلمت أبا يوسف القاضى في ذلك بحضرة الرشيد فلم يفرق بين عقلته وعقلت عنه، حتى فهمته. الأصمعيّ: عَقَلْتُ البعير أعْقِلُهُ عَقْلاً، وهو أن تثني وظيفَه مع ذراعه فتشدّهما جميعاً في وسط الذراع، وذلك الحبل هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ. وعَقَلَ الوَعِلُ، أي امتنع في الجبل العالي، يَعْقِلُ عُقولاً. وبه سمِّي الوعل عاقِلاً. وعاقل: اسم جبل بعينه، وهو في شعر زهير . وعاقلة الرجل: عصبته، وهم القرابة من قبل الأب الذين يُعطونَ دِيَةَ من قتله خطأً. وقال أهل العراق: هم أصحاب الدواوين. والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث ديتها، أي توازيه، فإذا بلغ ثلث الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل. وعَقَلَ الدواءُ بطنَه، أي أمسكه. وعَقَلَ الظلُّ، أي قام قائم الظهيرة. وعاقلته فعقلته أعقله بالضم، أي غلبته بالعقل. وبعيرٌ أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ بيِّنة العَقَلِ، وهو التواء في رجل البعير واتساع كثير. قال ابن السكيت: هو أن يفرط الروح حتى يصطك العرقوبان، وهو مذموم. قال الجعدى يصف ناقة:

مفروشةِ الرِجلِ فَرْشاً لم يكن عقلا * وأعقل القوم، إذا عَقَلَ بهم الظلّ، أي لجأ وقلصَ، عند انتصاف النهار. وعَقَّلتُ الإبل، من العِقالِ، شدِّد للكثرة وقال :

يعقلهن جعد شيظمى * واعتقلت الشاة، إذا وضعت رجلها بين فخذيك أو ساقيك لتحلبها. واعْتَقَلَ رمحه، إذا وضعه بين ساقه وركابه. واعْتُقِلَ الرجلُ: حُبِسَ. واعْتُقِلَ لسانه، إذا لم يقدر على الكلام. وصارعه فاعتَقَلَهُ الشعزبية، وهو أن يلوى رجله على رجله. وتَعَقَّلَ: تكلَّفَ العقلَ، كما يقال: تحلّم وتكيّس. وتَعاقَلَ: أرى من نفسه ذلك وليس به. وعقلت المرأة شعرها: مشطته. والعاقلة: الماشطة. وقولهم: " ما أعقله عنك شيئا " أي دع عنك الشك. وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يضمر فيه ما بنى على الابتداء، كأنه قال: ما أعلم شيئا مما تقول فدع عنك الشك. ويستدل بهذا على صحة الاضمار في كلامهم للاختصار. وكذلك قولهم: خذ عنك، وسر عنك. وقال بكر المازنى: سألت أبا زيد والاصمعى وأبا مالك والاخفش عن هذا الحرف فقالوا جميعا: ما ندرى ما هو؟ وقال الاخفش: أنا مذ خلقت أسأل عن هذا. والعقنقل: الكثيب العظيم المتداخل الرمل، والجمع عَقاقِل . وربَّما سمُّوا مصارين الضب عقنقلا.
الْعين وَالْقَاف وَاللَّام

العَقْل: ضد الْحمق. وَالْجمع: عُقول. عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً؛ وعَقُل، فَهُوَ عَاقل، من قوم عُقَلاء.

والمَعْقول: العَقْل، وَهُوَ أحد المصادر الَّتِي جَاءَت على " مفعول " كالميسور، والمعسور، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كَأَنَّهُ عُقِل لَهُ شَيْء، أَي حبس عَلَيْهِ عَقْله. وعاقَلَه فعَقَله يَعْقُله: كَانَ أعقلَ مِنْهُ.

وعَقَلَ الشَّيْء يَعْقِله عَقْلا: فهمه.

وقلب عَقُول: فهم.

وتعاقل: اظهر انه عَاقل فهم، وَلَيْسَ بِذَاكَ.

وعَقَلَ الدَّوَاء بَطْنه يَعْقُله ويَعْقِلُه عَقْلا: أمْسكهُ. وَاسم الدَّوَاء: العَقُول.

واعتْقَلَ لِسَانه: امتسك.

وعَقَله عَن حَاجته يعْقِله، وعَقَّلَه، وتعَقَّلَه واعْتَقَلَه: حَبسه. وعَقَل الْبَعِير يَعْقِله عَقْلا، وعَقَّله، واعْتَقَله: شدَّ وظيفه إِلَى ذراعه، وَكَذَلِكَ النَّاقة. وَقد يُعْقَل العرقوبان.

والعِقال: الرِّبَاط الَّذِي يُعْقَل بِهِ. وَجمعه: عُقُل.

والعَقْل فِي الْعرُوض: إِسْقَاط الْيَاء من: " مَفاعيلن " بعد إسكانها فِي " مُفاعَلَتُنْ " فَيصير " مَفاعِلُنْ "، وبيته:

مَنازِلٌ لَفرْتنَي قِفَارٌ

كَأَنَّمَا رُسومُها سُطُورُ

وعَقَل القتيلَ يعْقِله عَقْلا: وداه. وعَقَل عَنهُ: أدَّى جِنَايَته، وَذَلِكَ إِذا لَزِمته دِيَة، أَعْطَاهَا عَنهُ. فَأَما قَوْله:

فَإِن كَانَ عَقْلٌ فاعْقِلا عَن أَخِيكُمَا ... بناتِ المَخاضِ والفِصَالَ المَقاحِمَا

فَإِنَّمَا عدَّاه، لِأَن فِي قَوْله: " اعقلوا " معنى أدُّوا وأعطوا حَتَّى كَأَنَّهُ قَالَ فأدّيا وأعطيا عَن أَخِيكُمَا.

وَالْمَرْأَة تُعاقِل الرجل إِلَى ثلث الدِّيَة: مَعْنَاهُ أَن موضحته وموضحتها سَوَاء، فَإِذا بلغ العقلُ ثلث الدِّيَة، صَارَت دِيَة الْمَرْأَة على النّصْف من دِيَة الرجل. وَإِنَّمَا قيل للدية عَقْل، لأَنهم كَانُوا يأْتونَ بِالْإِبِلِ فيعقلونها بِفنَاء ولي الْمَقْتُول، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قيل لكل دِيَة: عقل، وَإِن كَانَت دَنَانِير أَو دَرَاهِم.

وَلَا يَعْقِلُ حَاضر على باد: يَعْنِي أَن الْقَتِيل إِذا كَانَ فِي الْقرْيَة، فَإِن أَهلهَا يلتزمون بَينهم الدِّيَة، وَلَا يلزمون أهل الْحَضَر مِنْهَا شَيْئا.

وتَعاقَل الْقَوْم دم فلَان: عَقَلُوه بَينهم. وَفِي الحَدِيث: " إِنَّا لَا نتعاقَل المضغ "، أَي لَا نعقِل بَيْننَا مَا سهل من الشجاج، بل نلزمه الْجَانِي.

وَدَمه مَعْقُلَة على قومه: أَي غرم. وَبَنُو فلَان على مَعاقلهم الأولى: أَي على حَال الدِّيات الَّتِي كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة. وعَلى مَعاقلهم أَيْضا: أَي على مَرَاتِب آبَائِهِم. واصله من ذَلِك.

وَفُلَان عِقال المِئينِ: وَهُوَ الرجل الشريف، إِذا أُسِر فدى بمئين من الْإِبِل.

واعتَقَلَ رمحه: جعله بَين ركابه وَسَاقه. واعتَقَل شاته: وضع رجلهَا بَين سَاقه وَفَخذه، فحلبها.

والعَقَل: اصطكاك الرُّكْبَتَيْنِ. وَقيل: التواء فِي الرجل. وَقيل: هُوَ أَن يفرط الرّوح فِي الرجلَيْن، حَتَّى يصطك العرقوبان. قَالَ الْجَعْدِي:

مَفْروشة الرجلِ فَرْشا لم يكنْ عَقَلا

بعير أعْقَل، وناقة عَقْلاء. وَقد عَقِل.

والعُقَّال: دَاء فِي رجل الدَّابَّة، إِذا مَشى ظلع سَاعَة، ثمَّ انبسط. واكثر مَا يعتري فِي الشتَاء. وَخص أَبُو عبيد بالعقال الْفرس.

وداء ذُو عُقَّال: لَا يبرأ مِنْهُ.

وَذُو العُقَّال: فَحل من خُيُول الْعَرَب ينْسب إِلَيْهِ. قَالَ جرير.

إنّ الجيادَ يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا ... مِنْ نَسْلِ أعْوَجَ أَو لذِي العُقَّال

والعَقِيلة من النِّساء: الْكَرِيمَة المُخَدَّرة. واستعاره ابْن مقبل للبقرة، فَقَالَ:

عَقيلة رَمْلٍ دافعتْ فِي حُقُوِفِه ... رَخاخَ الثَّرَى والأُقْحوَانَ المُدَيَّما

وعَقيلة الْقَوْم: سَيِّدهم. وعقيلة كل شَيْء: أكْرمه. وَمِنْه عَقائل الْكَلَام. وعقائل الْبَحْر: درره، واحدته: عَقِيلة. وعقائل الْإِنْسَان: كرام مَاله.

وعاقول الْبَحْر: معظمه. وَقيل: موجه. وعاقول النَّهر: مَا اعوج مِنْهُ. وكل معطف وادٍ: عاقول. وَهُوَ أَيْضا: مَا الْتبس من الْأُمُور. وَأَرْض عاقول: لَا يُهتدى لَهَا. والعَقَنْقَل: مَا أرتكم واتسع من الرمل. وَقيل: هُوَ الْحَبل مِنْهُ، فِيهِ حقفة وجرفة وتعقد. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من التعقيل. فَهُوَ عِنْده ثلاثي. والعَقَنْقَل: أَيْضا من الأودية مَا عظم واتسع. قَالَ:

إِذا تَلَقَّتْهُ الدَّهاسُ خَطْرَفَا

وَإِن تلَقَّتْه العَقاقيلُ طَفَا

وعَقَنْقَل الضَّب: قانصته. وَفِي الْمثل: " أطْعم أَخَاك من عَقَنْقَل الضَّبَ ". يضْرب هَذَا عِنْد حثك الرجل على المؤاساة. وَقيل: إِن هَذَا مَوْضُوع على الهزء.

والعَقْل: ضرب من الوشى الْأَحْمَر. وَقيل: هُوَ ثوب احمر، يُجَلل بِهِ الهودج.

وعَقَلَ الرجل يَعْقِله عَقْلا، واعتَقَلَه: صرعه الشَّغْزَبيَّة.

وَلفُلَان عُقْلة يَعقِل بهَا النَّاس: يَعْنِي انه إِذا صَارَعَهم عَقَل أَرجُلهم.

والعِقال: زَكَاة عَام من الْإِبِل وَالْغنم. قَالَ:

سَعَى عِقالاً فَلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيفَ لَو قد سَعَى عَمْروٌ عِقالَينِ

والعِقال: القلوص الْفتية.

وعَقَل إِلَيْهِ يَعْقِل عَقْلاً وعُقُولا: لحاه والعَقْل: الْحصن، وَجمعه عُقُول. قَالَ:

وَقد أعْدَدْتُ للحدْثانِ عَقْلاً ... لَوَ أنَّ المرْءَ تَنْفَعُهُ العُقُولُ

وَهُوَ المَعْقِل. وَفُلَان مَعْقِل لقومِه: أَي ملْجأ، على الْمثل. قَالَ الكمين:

لقد عَلِمَ القَوْمُ أنَّا لَهُمْ ... إزاءٌ وأنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ وعَقَل الظَّبي يَعْقِل عَقْلاً وعُقولا: صعَّد. وَبِه سمي الظبي عَاقِلا، على حد التَّسْمِيَة بِالصّفةِ. وعَقَلَ الظِّلُّ: إِذا قَامَ قَائِم الظهيرة.

وأعْقَل القومُ: عَقَل بهم الظل.

وعَقاقيلُ الْكَرم: مَا غرس مِنْهُ. أنْشد ثَعْلَب:

نَجُذُّ رِقابَ الأوْسِ مِنْ كلّ جانبٍ ... كجَذّ عَقاقيلِ الكرومِ خَبيرُها

وَلم يَذكرها وَاحِدًا. وعُقَّال الْكلأ: ثَلَاث بقلات يبْقين بعد انصرامه، وَهِي السعد انه، والحلب، والقطبة.

وعِقال، وعَقيل، وعُقَيل: أَسمَاء.

وعاقِل: جبل. وثناه الشَّاعِر للضَّرُورَة، فَقَالَ:

يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِليْنِ أيامِناً ... وَجَعَلْنَ أمْعَزَ رَامَتَيْنِ شِمالا

ومَعْقُلَة: خبراء بالدهناء، تمسك المَاء، حَكَاهَا الْفَارِسِي عَن أبي زيد.
[عقل] فيه: "العقل": الدية، وأصله أن من يقتل يجمع الدية من الإبل فيعقلها بفناء أولياء المقتول أي يشدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه، يقال: عقل البعير عقلًا، وجمعها عقول، والعاقلة العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهي صفة جماعة اسم فاعلة من العقل. ومنه: "لا تعقل العاقلة" عمدًا ولا عبدًا ولا صلحًا ولا اعترافًا، أي إن كل جناية عمد فإنها في مال الجاني ولا يلزم العاقلة، وكذا ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطأ، وكذا إذا اعترف الجاني بالجناية من غير بينة تقوم عليه وإن ادعى أنها خطأ لا يقبل منه ولا تلزم بها العاقلة، وأما العبد فهو أن يجني على حر فليس على عاقلة مولاه شيء من جناية عبده بل جنايته في رقبته وهو مذهب أبي حنيفة، وقيل: هو أن يجني حر على عبد فليس على عاقلة الجاني شيء بل في ماله خاصة وهو أوفق لغة إذ علىإنه يأخذ مع كل فريضة "عقالًا" ورواء. وح ابن مسلمة: يأمر من جاء بفريضتين أن يأتي "بعقاليهما" وقرانيهما. ومن الثاني ح عمر: إنه أخر الصدقة عام الرمادة فلما أحيا الناس بعث عامله فقال: "اعقل" عنهم "عقالين" فاقسم فيهم "عقالًا" وأتني بالآخر- يريد صدقة عامين. وح من استعمل على صدقات بني كلب فاعتدى عليهم فقال شاعرهم:
سعى "عفالا" فلم يترك لنا سبدا ... فكيف لو قد سعى عمرو "عقالين"
نصب عقالًا على الظرف أراد مدة عقال. ك: ومنه: نشط "العقال"، هو بكسر عين حبل يشد به الوظيف مع الذراع. وح عدى: عمدت إلى "عقالين" ولا يستبين، أي لا يظهر، وجعل أي العقالين. ن: ومنه ح: القرآن اشد تفصيًا من النعم أي الإبل من "عقلها"- بضم عين وقاف ويسكن، جمع عقال. وح: "فعقله" رجل، أي أمسك له وحبسه فركبه. وح: كانوا ينحرون البدنة "معقولة" اليسرى، أي مقيدتها، وفيه استحبابه وفاقًا للجمهور خلافًا لأبي حنيفة. ج: العقال حبل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه ملويًا. نه: وفيه: كالإبل "المعقلة"، هي المشدودة بالعقال، والتشديد للتكثير. وح: وهن "معقلات" بالفناء. وفي صحيفة عمر:
فما قلص وجدن "معقلات" ... قفا سلع بمختلف التجار
يعني ساء معقلات لأزواجهن كما تعقل النوق عند الضراب، ومنها: "يعقلهن" جعدة من سليم؛ أراد أنه يتعرض لهن فكني بالعقل عن الجماع، أي إن أزواجهن يعقلونهن وهو يعقلهن أيضًا كأن البدء للأزواج والإعادة له. وفيه: إن ملوك حمير ملكوا "معقل" الأرض وقرارها، هو جمع معقل الحصون. ومنه ح: "ليعقلن" الدين من الحجز "معقل" الأروية من رأس الجبل، أي ليتحصن ويعتصم ويلتجئ إليه كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل. ط: ومعقل مصدر أو اسم مكان، وقيل: معناه أن بعد انضمام أهل الدين إلى الحجاز ينقرضون عنه ولم يبق منهم أحد فيه. ومنه: فإنها "معقل" المسلمين من الملاحم وفسطاطها، أي يتحصن المسلمون ويلتجئون إلى دمشق كما يلتجئالأوامر والنواهي وبه يتم غرض المكلف من عبادة ما خلقت الأكوان إلا لها ولذا قال: ما خلقت خلقًا خيرًا منك، والعقل يقال لقوة منهية للعلم والعلم يستفاد منها، والأول مطبوع والثاني مسموع، والأول مراد بحديث: ما خلقت خلقًا خيرًا، والثاني بحديث: ما كسب أحد شيئًا أفضل من عقل يهديه إلى هدى، والديث موضوع عندهم. وفيه ح: فو الله ما "عقلت" صلاتي، أي ما دريت كيف أصلي وكم صليت لما فعل بي ما فعل.
عقل
عقَلَ/ عقَلَ عن يَعقِل، عَقْلاً، فهو عاقل، والمفعول معقول (للمتعدِّي)
• عقَل الغُلامُ: أدرك ومَيَّز، بلغ سِنَّ الرُّشْد "الصلاة فرض

على المسلم البالغ العاقِلِ- ما فعلت هذا منذ عَقَلْت- عقَل فلان بعد الصِّبا: أدرك الخطأ الذي كان عليه".
• عقَل الأمرَ: تدبَّره، فهمه وأدركه على حقيقته "ظنّ العاقل خير من يقين الجاهل- {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} - {يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} ".
• عقَل البعيرَ ونحوَه: ضمَّ رُسْغَ يده إلى عَضُدِه وربطهما معًا "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ [حديث]: استعد للأمر ثم اعتمد على الله" ° عقل الدَّواءُ بطنَه: أمسكه- عقلتِ الدَّهشةُ لسانَه: جعلته عاجزًا عن التكلُّم كأنّها ربطته.
• عقَل عن فلانٍ: لزمته ديته. 

اعتقلَ يعتقل، اعتقالاً، فهو مُعتَقِل، والمفعول مُعتَقَل (للمتعدِّي)
• اعْتُقِلَ لسانُه: عجز عن الكلام فجأة لصعوبةٍ أو تعذُّرٍ أو استحالة.
• اعتقل المجرمَ أو المُتَّهَمَ: ألقى القبضَ عليه وحبسَه حتى يُحاكم "اعتقلتِ الشّرطةُ هاربًا من العدالة- اعتقالٌ سياسيّ".
• اعتقل الدَّواءُ بطنَه: عقَله؛ أمسكه. 

تعاقلَ يتعاقل، تعاقُلاً، فهو مُتعاقِل
• تعاقل الفتى: تظاهَر بالفهم والحكمة والإدراك وليس به "شابٌّ مُتعاقِل". 

تعقَّلَ يتعقَّل، تعقُّلاً، فهو مُتعقِّل
• تعقَّل الغلامُ: عقَل، أدرك، ميَّز، بلغ سنَّ الرُّشْد.
• تعقَّل الرَّجلُ: تفكّر، تدبَّر، فهم وأدرك "ناقش المسألةَ بفكرٍ مُتعقِّل- تعقَّل الأمرَ على حقيقته". 

عقَّلَ يُعقِّل، تعقيلاً، فهو معقِّل، والمفعول معقَّل
• عقَّل الأبُ ابنَه: جعله يفهم الأمورَ على حقيقتها ويتدّبرها "المصائبُ تُعقِّل النَّاسَ- حاول تعقيل ابنَه الطَّائش". 

عَقْلَنَ يُعقلن، عقلنةً، فهو مُعقلِن، والمفعول مُعقلَن
• عَقْلَن معتقداتٍ: جعلها مقبولة مطابقة للعَقْل "عقَلن الفنَّ". 

اعتقال [مفرد]: ج اعتقالات (لغير المصدر): مصدر اعتقلَ.
• الاعتقال: القبض على الشّخص وسجنه "قامت إسرائيل بحملة اعتقالات واسعة في فلسطين" ° اعتقال تعسُّفيّ: تحكُّميّ- مُعَسْكَر الاعتقال: مكان يجمع فيه وقت الحرب المشتبه فيهم والمدنيّون من رعايا الدول العدوّة أو معتقلون سياسيّون. 

عاقِل [مفرد]: ج عاقلون وعُقَّال وعُقلاء، مؤ عاقلة وعاقِل، ج مؤ عاقلات وعواقِلُ: اسم فاعل من عقَلَ/ عقَلَ عن.
• غير العاقل: (نح) كل ما ليس إنسانًا.
• عاقلة الرَّجُلِ: عصبتُه "الدِّيَةُ عَلَى الْعَاقِلَةِ [حديث] ". 

عاقول [جمع]: (نت) نبات من الفصيلة القرنيَّة تتحوَّل فروعه إلى أشواك، يكثر في أودية الصَّحراء والأراضي المهملة، وهو من أجود العلف للإبل. 

عِقال [مفرد]: ج عُقُل:
1 - جديلة من الصُّوف أو الحرير المُقَصَّب تُلَفُّ على الكوفية فوق الرَّأس "عِقالُ الشيخ- عِقالٌ ملوّن/ سعوديّ".
2 - حبلٌ يُربط به البعيرُ ونحوه "عِقالٌ لا يُحلُّ" ° أطلق الفتنة من عقالها/ أطلق الحربَ من عقالها: أثارها- أطلقه من عِقاله: فكّ قيده، ترك له حرِّيَّة التصرُّف- انطلق من عِقاله: تحرّر. 

عُقَّال [مفرد]: (طب) انقباضٌ شديد التَّوتُّر، مؤلمٌ في بعض العضلات، يسبِّب وقوفًا وقتيًّا للحركة، تشنُّج "عُقَّالٌ في السَّاق/ الفكّ". 

عَقْل [مفرد]: ج عُقول (لغير المصدر):
1 - مصدر عقَلَ/ عقَلَ عن.
2 - مركزُ الفكر والحكم والفهم والمخيِّلة، وبه يكون التفكير والاستدلال عن غير طريق الحواسّ "يتميَّز الإنسانُ عن الحيوان بالعقل- العقل السليم في الجسم السليم- إذا تمّ العقلُ نقص الكلام- ذو العقل يشقى في النَّعيم بعقله ... وأخو الجهالة بالشَّقاوة ينعمِ" ° أخَذ الزَّمان عقله: كبرت سنه، هرِم- أضاع عقلَه: فقد صوابَه- اختلط عقلُه: فسد،
 صار مجنونًا- العقلُ الباطِن: اللاَّشعور، اللاَّوعي- العقلُ العلميّ: هو الذي يمكن الإنسان من استنباط الصَّنائع والفنون- العقلُ المدبِّر- العقلُ النَّظريّ: هو القوّة التي تمكّن الإنسان من التجريد واستنباط المعارف والعلوم- حكَّمَ العَقْل: فوّض إليه أمرَ التَّقرير- خفيف العقل: أحمق، طائش- راجحُ العَقْلِ: كامل الرأي/ العقل- طار عَقْلُه: جُنّ- طاش عقلُه: لم يتمالكْ نفسَه عند الغضب، اختلَّ- عقلٌ إلكترونيّ: حاسب آليّ/ جهاز إلكترونيّ يشتمل على مجموعة من الآلات تنوب عن الدِّماغ البشريّ في حلّ أعقد العمليّات الحسابيّة- عقلٌ عقيم: غير منتج ولا ينفع صاحبه، لا خير فيه- فقَد عقلَه: جُنّ، أُصيب بالهوس- مُتبلِّدُ العَقْل: لا يملك سرعة البديهة أو الذكاء- مُختلُّ العَقْل: مجنون، أبلهُ- هجرة العقول: خسارة الطَّاقات الفكريَّة والتقنيَّة خاصّة من خلال الهجرة إلى دول أكثر جَذبًا.
3 - (سف) جوهر مجرّد عن المادّة مقرّه الدِّماغ، به تدرك النفس العلوم الضروريَّة والنَّظريَّة.
• العقل المنفعل: (سف) الذي يتلقَّى الفيضَ من العقل الفعَّال.
• العقل الفعَّال: (سف) آخر العقول المفارقة الذي يُعنى بعالم الكون ويفيض بالمعارفِ على العقل الإنسانيّ. 

عقلانيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَقْل: على غير قياس: مُقْنِع يستند إلى تفكير عميق قائم أو مرتكز على العقل والمنطق "دليلٌ/ تصوُّرٌ عقلانيّ- نظريّة عقلانيَّة- موقف عمليّ وعقلانيّ".
• اللاَّعقلانيّ: نسبة إلى اللاّعقل، ويستخدم مصطلحًا للتَّيَّارات الفكريّة التي تنكر دورَ العقل في المعرفة. 

عقلانيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَقْل.
2 - مصدر صناعيّ من عَقْل: اتِّباع العقل وتقديمه على العاطفة.
3 - (سف) مذهب فلسفيّ يقول: إنّ العقل مصدر كلّ معرفة وليس للتجربة دور فيها، وخلافه المذهب التجريبيّ.
• عصر العقلانيَّة: العصر الذي انتشر فيه المذهب العقلانيّ، خاصّة فترة حركة التنوير الفلسفيّة في إنجلترا وفرنسا والولايات المتّحدة الأمريكيّة.
• اللاَّعقلانيَّة: (سف) مذهب فلسفيّ يقدّم اللاّمعقول على المعقول ويقول بأن العالم لا يُدرك كله بالمعرفة الواضحة بل يتضمّن بقايا غير معقولة وغير قابلة للتأويل "ينتمي أدبه للخرافة واللاَّعقلانيَّة- كانت توجيهاته تتَّسم باللاَّعقلانيَّة". 

عُقْلة [مفرد]: ج عُقُلات وعُقْلات وعُقَل:
1 - غصنٌ أو جزء من غُصن ينفصل عن النَّبات ويُغرس، كغصن العنب والتِّين ونحوهما "عُقْلة عنب- عُقَل التُّوت- غرس عُقلة قصب".
2 - (رض) قضيب من خشبٍ أو معدنٍ مشدود الطَّرفين في حبلين مثبتين من أعلى في خشبةٍ معترضة "تأرجح على عُقْلة- بارع في لُعبة العُقْلة". 

عقلنة [مفرد]: (سف) نوع من الحماية الّلا إدراكيّة التي يقوم بها العقل في حالة تعرُّضِه للضّغط أو القلق لمواجهة الخوف الشخصيّ أو المشاكل. 

عقليّ [مفرد]: اسم منسوب إلى عَقْل: ما ليس للحسِّ الباطن فيه مَدْخل، وقد يُطلق على ما لا يُدْرك هو ولا مادّته بتمامها بإحدى الحواسّ الظّاهرة سواء أُدرك بُعد مادّته أم لا "عمره العقليّ أكبرُ من عمره الحقيقيّ- المعرفة العقليَّة" ° المتخلِّف عقليًّا: المتوقّف نموّه الإدراكيّ وتطوّره- المرض العقليّ: اختلال العقل والوظائف النفسيّة.
• المذهب العقليّ: (سف) نظريّة ترى أنّ العقل هو المصدر الرَّئيسيّ للمعرفة والحقيقة الدِّينيّة وليست التَّجربة أو المرجع أو الوحي.
• تأخُّر عقليّ/ تخلُّف عقليّ: قدرة عقليَّة منخفضة غير ناتجة عن مرض عقليّ، وإنّما نتيجة ضعف النموّ الطبيعيّ للدِّماغ والجهاز العصبيّ. 

عقليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى عَقْل ° المعرفة العقليَّة: هي ما لا يكون للحسّ الباطن فيها مدخل، وقد تُطلق على المعرفة التي لا تُدرَك.
2 - مصدر صناعيّ من عَقْل.
• العقليَّة: (سف) مذهب القائلين بكفاية العقل دون الوحي.
• المصحَّات العقليَّة: المؤسَّسات التي تخصَّصت في أداء الخدمات والعلاج للمصابين بالأمراض العقليَّة، وقد تكون حكوميَّة أو خاصَّة. 

عَقُول [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من عقَلَ/ عقَلَ عن: مدرك
 فاهم للأمور.
2 - (طب) عامل يقبض الأنسجة أو يُوقف الإفراز أو يمنع النزيف "دواءٌ عَقُولٌ- تناول عَقُولاً".
3 - (طب) دواء يعقل البطنَ، أي يمسكه وهو ضدّ مُسهِّل. 

عقيلة [مفرد]: ج عقائِلُ
• عقيلةُ الرَّجُل: زوجته الكريمة (تُستعمل في المواقف الرسميّة) "وصل السَّيِّد الرَّئيس والسَّيِّدة عقيلتُه" ° عقيلة البحر: الدُّرَّة- عقيلة المال: أحسنه. 

مُعتَقَل [مفرد]: ج مُعْتَقَلون ومعتقلات (لغير العاقل):
1 - اسم مفعول من اعتقلَ: شخصٌ محبوس "أُفْرِج عن جميع المعتقلين- مُعتَقَلٌ سياسيّ".
2 - اسم مكان من اعتقلَ: مَحْبِس، سجن "أُلقي المتهم في المُعتَقَل". 

مَعْقِل [مفرد]: ج معاقِلُ: حِصْن، ملجأ منيع وملاذ، مبنيّ من مادَّة قويّة "هاجمت الشرطة مَعْقِل اللصوص- فلان مَعْقِلٌ لقومه". 

مَعْقول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من عقَلَ/ عقَلَ عن.
2 - منطقيّ، يقبله العقل ويمكن تصوُّره أو إدراكه وتصديقه "أمرٌ/ مشروعٌ/ استنتاجٌ/ كلامٌ معقول- برز إلى حيّز المعقول" ° غير معقول/ لا معقول: لا يقبله العقلُ ولا يصدِّقه- مَسْرَح اللاَّمعقول: نوع من المسرحيّات يؤكِّد على سُخْف وتفاهة وجود الإنسان وذلك من خلال حبكة غير منطقيّة.
• علم المعقول: علم يُبحث فيه عن العقل? علم المعقولات: علم يبحث في ما اختصّ العقل بإدراكه من المدركات.
• اللاَّ معقول:
1 - ما لا يمكن تصوّره أو إدراكه "كانت كتاباته تمثِّل نزعته إلى اللاّ معقول- يبدو هذا الزّمن وكأنه زمن اللاّ معقول".
2 - (دب) نوع من المسرح الطليعيّ لا يتقيّد فيه الكاتب بالمواصفات والعُرْف في البناء المسرحيّ حيث تظهر أحداث المسرحيَّة كأنها سلسلة من العشوائيات التي لا تربط بينها صلة ما، ويراد بهذا الأسلوب المسرحيّ إظهار ما في الحياة والشخصيّات البشريّة من تناقضات "تنتمي مسرحيّة الفرافير ليوسف إدريس إلى مسرح اللاّ معقول". 
باب العين والقاف واللام (ع ق ل، ع ل ق، ق ل ع، ل ع ق، ل ق ع مستعملات)

عقل: العَقْل: نقيض الجَهْل. عَقَل يَعْقِل عَقْلاً فهو عاقل. والمَعْقُولُ: ما تَعْقِلُه في فؤادك. ويقال: هو ما يُفْهَمُ من العَقْل، وهو العَقْل واحد، كما تقول: عَدِمْتَ َمْعُقولاً أي ما يُفْهَمُ منك من ذهْنٍ أو عَقْل . قال دغفل:

فقد أفَادَتْ لهُمْ حِلْماً ومَوْعِظةً ... لِمَنْ يكون له إرْبٌ ومَعْقُولُ

وقلبٌ عاقلٌ عَقولٌ، قال دغفل:

بلسانٍ سؤولٍ، وقَلْبٍ عَقولِ

وعَقَلَ بطنُ المريض بعد ما اسْتَطْلَقَ: اسْتَمْسَكَ. وعَقَلَ المَعْتُوهُ ونحوه والصَّبيُّ: إذا ادَرك وزَكا. وعَقَلْتُ البَعيرَ عقلاً شَدَدْت يده بالعِقالِ أي الرِّباط، والعِقالُ: صدقة عامٍ من الإبل ويجمع على عُقُل، قال عَمرو بن العَداء الكلبي:

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيف لو قد سعى عمرو عقالين

والعقلية: المرأةُ المُخَدَّرَة، المَحُبوسَة في بيتها وجمعها عَقائِلِ، وقال عبيد الله بن قيس الرُقَيّات:

درُّةٌ من عَقائِل البَحْر بِكرءٌ ... لم تَخُنْها مثاقب اللآل يعني بالعَقائل الدُرّ، واحدتها عَقيلةٌ، وقال امرؤ القيس في العقلية وهو يُريدُ المرأة المُخَدَّرةَ:

عَقيلةُ أخدانٍ لها لا دَميمةٌ ... ولا ذاتُ خلق ان تأملت جأْنب

وفلانةُ عقلية قومها وهو العالي من كلام العرب. ويُوصفُ به السيد. وعَقيلةُ كل شيءٍ: أكرمه. وعقلت القتيل عقلا: أي وديت ديته من القرابة لا من القائل، قال:

إنّي وقَتْلي سَلِيكا ثُمَّ أعقِلهُ ... كالثَّورِ يُضربُ لما عافَتِ البَقَرُ

والعَقْلُ في الرجل اصطِكاكُ الرُّكبَتَيْن، وقيل: التِواءٌ في الرِّجْل، وقيل: هو أن يُفْرِط الرَّوَحُ في الرِّجْلَيْن حتى يَصْطَكَّ العُرقوبان وهو مَذمُومٌ، قال:

أخَا الحَربْ لبّاساً إليها جِلالَها ... وليس بوَلاّجِ الخَوالِفِ أعْقَلا

وبَعيرً أعقَلُ وناقةٌ عَقْلاءُ: بينا العَقَل وهو الِتواءٌ في رجل البعير واتِّساعٌ، وقد عَقِلَ عَقَلاً. والعُقّالُ- ويخفَّف أيضاً-: داءٌ يأخذُ الدَّوابَّ في الرِّجلُين، يقال: دابة معقولة، وبها عُقّال: اذا مشت كأنها تَقْلَعُ رِجْلَيْها من صَخْرةٍ وأكثر ما يعتْريه في الشتاء. والعَقْل: ثوبٌ تَتَّخذُه نساء الأعراب، قال عَلْقمةُ بن عبدة:

عَقْلاً ورَقْماً تظلّ الطَّيْرُ تَتْبَعُه  ... كأنّه من دم الأجواف مدموم

ويقال: هي ضَرْبانِ من البروُدُ. والعقل: الحصن وجمعه العُقُول. وهو المَعْقِل ايضأ وجمعه مَعاقِلُ، قال النابغة:

وقد اْعدَدْتُ للحدثانِ حِصْنأ ... لو أنّ المرء تَنْفَعُه العُقولُ. وقال:

ولاذ بأطراف المعاقل معصما ... وأنسي أنّ الله فوقَ المعَاقِلِ

والعاقِلُ من كل شيء: ما تَحَصَّنَ في المَعاقِلِ المُتَمَنِّعَة، قال حفص الأموي:

تَظلُّ خَوْفَ الرُّماة عاقِلةً ... الى شَظايا فيهِنَّ أرجاءُ

وفُلانٌ مَعْقِل قومِه: أي يلجئون إليه اذا حَزَبَهُمْ أمْر، قال الفرزدق:

كان المُهَلَّبُ للعِراقِ سَكينةً ... وحيا الرَّبيعِ ومعقل الفرار

والعاقول: المُعَرَّج والمُلْتَوي من النّهر والوادي، ومن الأمُور المُلْتَبِس المُعْوَجّ. (وأرض عاقُول: لا يُهْدَى لها) . والعَقَنْقَل من الرّمال والتّلال: ما ارْتَكَمَ واتسع، ومن الأودية: ما عَرُضَ واتَّسعَ بين حافَتَيِه، والجمع عَقاقِلُ وَعقاقيلُ، قال العجّاج:

إذا تَلَقَّته الدِّهاسُ خَطْرَفا ... وإن تَلقَّتْه العَقَاقيلُ طَفا

يصف الثّّور الوَحْشيّ وظفره. والخَطْرَفَةُ: مِشْيَةٌ كالتّخطّي. ويقال في الصَّرْعةِ: عَقَلْتُه عَقْلَةً شَغْزَبيّةً فصَرَعْتُه. ومَعْقَلة: موضع بالبادية. وعاقِل: اسمُ جَبَل، قال:

لمن الدِّيارُ بِرامَتَيْنِ فعاقِلِ

علق: العَلَقُ: الدّم الجامدُ قبل أن ييبس، والقطعة علقة. والعَلَقَةُ: دُوَيَّبةُ حمراءُ تكون في الماء، تُجمع على عَلَق. والمَعْلُوقُ: الذي أخَذَ العَلَقَ بحَلْقِهِ إذا شَرِبَ. والعَلُوقُ: المرأةُ الّتي لا تُحِبُّ غير زَوْجها. ومن النوق: التي تألف الفَحْلَ ولا تَرْاَمُ البوّ، ويقال: هي الّتي يَعْلَقُ عليها وَلَدُ غيرها، قال: أفْنُونُ التّغلبي:

وكيف يَنْفَعُ ما تُعْطِي العَلوقُ به ... رئْمان أنْفٍ اذا ما ضُنَّ باللَّبَنِ

والمرأة اذا أرْضَعَت ولد غيرها يقال لها عَلُوقٌ ويُجمعُ على عَلائِق، قال:

وبُدِّلْتُ من أمّ عليَّ شَفيقةٍ ... عَلوقاً وشَرّ الامّهاتِ عَلُوقُها

والعَلَقُ: ما يُعَلَّقُ به البَكرْةُ من القامَةِ، قال رؤبة:

قَعْقَعَةَ المٍحْوَرٍ خُطّافِ العَلَق

والعِلْقُ: المالُ الذي يكرُمُ عليك، تَضِنُّ به، تقول: هذا عِلْقُ مَضِنَّةٍ. وما عليه عِلْقَةٌ اذا لم يكن عليه ثيابٌ فيها خَيْرٌ والعَلاقةُ: ما تَعَلَّقْتَ به في صِناعة أو ضَيْعةٍ أو مَعيشة معتمدا عليه، أو ما ضَرَبْتَ عليه يدك من الأمُور والخُصُوماتِ ونحوها التي تحاولها. وفلانٌ ذو مِعْلاقٍ: أي شديدُ الخُصومِة والخلافِ، ويقال: مِغْلاق وإنّما عاقبوا (على حذف المضاف) ، وقال:

إنّ تَحْتَ الأحجارِ حَزْماً وعَزْماً ... وخَصيماً ألدَّ ذا مِعْلاق

ومِعْلاق الرّجل: لسانُهُ اذا كان بَليغاً. وعَلِقْتُ بفُلانٍ: أي خاصَمْتُه. وعَلِقَ بالشيء: نَشِبَ به، قال جرير:

اذا عَلِقَتْ مَخِالُبُه بقِرْنٍ ... أَصابَ القَلْبَ أو هَتَكَ الحِجابا

وعُلِّقْتُ فُلانةً: أي أحْبَبْتها. وَعَلَقَ فُلانٌ يَفْعَلُ كذا: أي طَنِقَ وصار. وتقول: عَلِقَتْ بقَلبي عَلاقةَ جِنِّيًّ، قال جرير:

أو لَيْتَنْي لم تُعَلِّقْني عَلائِقُها ... ولم يكنْ داخَلَ الحُب الذي كانا

وقال جميل:

ألا أيُّها الحُبُّ المُبَرّحُ هل ترى ... أخا علَق يَفْري بحُبٍّ كما أَفْري

والمِعْلاق: ما عَلَق من العِنَبِ ونحوه. وأهل اليمن يقولون: مُعْلُوق، أدخلوا الضمَّة والمدَّة، كأنهم أرادوا حَذْو بناء المُدْهُن والمُنْخُل ثم مدّوا. وتمامُه ان يكون مَمدُوداً لأنه على حذو المنطيق والمِحْــضيرِ. وكل شيء عُلِّقَ عليه فهو مِعْلاقُهُ. ومِعلاقَ الباب: مِزْلاجهُ يُفتح بغير المفتاح. والمغلاق يُفْتحُ بالمِفتاح. يقالُ: عَلِّقِ البابَ وأزْلجْه، وتَعليقٌ البابِ: نَصْبُه وتَركيبُه. وعِلاقة السَّوط: سَيْرٌ في مقبضه. والعُلْقَةُ: شَجَرةُ تَبَقى في الشتاء. وكل شيء كانت عُلقِة فهو بُلْغَةٌ والإبلُ تَعْلُقُ منه فتَسْتَغْني به حتى تدرِك الرَّبيعُ وقد علَقتُ به تعلق عَلْقا اذا اَكَلَتْ منه فَتَبَلَّغت به. والعُلَّيْقَي: شَجَرٌ معروف. والعُلْقةُ من النَّبات لا تَلْبثْ أن تذهب. والعلقى: شجر، واحدته عَلْقاةٌ، قال العجاج:

فكرّ في عَلْقَى وفي مُكْورِ  ... بَيْن ثَواري الشَّمسِ والذُّرُور

والعَوْلَقُ: الغُولٌ، والكلبةُ الحريصة على الكلاب. قال الطرماح:

عوْلق الحِرصِ اذا أمْشَرتْ ... سادرت فيه سؤور المُسامي

يعني أنَّهم يودِّعون رِكابَهم ويركبونها ويزيدون في حملها. والعُليقُ: القضيم اذا علق في عُنُقِ الدّابَّة والعَليق: الشَّرابُ، قال لبيد:

اسقِ هذا وذا وذاكَ وعَلِّقْ ... لا تُسَمِّ الشّرابَ إلاّ عَليقا

وكل شيءٍ يُتَبَلَّغ به فهو عُلقةٌ

وفي الحديث: وتجتزىء بالعُلْقِة

أي تكتفي بالبلغة من الطعام.

وفي حديث الإفك: وإنمّا يأكُلْنَ العُلْقَة من الطعام.

وقولهم: ارضَ من الرَّكْبِ بالتعليق، يضربُ مثلاً للرجُلِ يُؤْمَرُ بأنْ يَقنَعَ ببعض حاجته دون إتمامها كالراكب عَليقةً من الإبِلِ ساعةً بعد ساعة) . ويقال: العَليقُ ضَرْبٌ من النَّبيذ يُتَّخذ من التمر. ومعاليقُ العِقْد: الشُّنُوفُ يُجعل فيها من كل ما يحسُنُ فيه. والعَلاقُ: ما تتعلق به الإبل فتجتزىء به وتَتَبَلَّغ، قال الأعشى:

وفلاةٍ كأنَّها ظَهرُ تُرسٍ ... ليس إلا الرجيعَ فيها عَلاقُ

(والعُلَّيْقُ: نباتٌ أخضَرُ يَتَعلَّق بالشَّجر ويَلْتَوي عليه فَيْثنيِه) . والعَلوقُ: التي قد عَلِقَت لَقاحاً. والعَلوقُ أيضاً: ما تعلقه الإبل أي ترعاه، وقيل: نَبْتٌ، قال الأعشى:

هو الواهِبُ المائة المصطفاة ... لاقَ العَلوقُ بِهِنَّ احمِرارا

(أي حَسَّنَ النبتُ ألوانها. وقيل: إنه يقول: رَعَيْنَ العَلُوقَ حين لاطَ بهن الاحمرار من السِّمَنِ والخِصْب. ويقال: أراد بالعَلوقِ الوَلَدَ في بطنها، وأرادَ بالاحمرار حُسن لَوْنها عند اللقح) . وَالعُلوقُ: النَّاقةُ السِّيئة الخُلُق القليلةُ الحلْبِ، لا تَرْأَمُ البو، ويعلق عليها فَصيلُ غيرها، وتَزْبِنُ ولدها أيضاً لأنها تَتَأَذَّى بمَصِّه إياها لقِلَّة لَبنِها، قال الكميت

والرَّؤُومُ الرَّفُودُ ذا السِرَّ ... مِنْهُنّ عَلوقاً يَسْقينَها وزَجورا

قعل: القُعالُ: ما تناثر عن نَوْرِ العِنَبِ وعن فاغِيةِ الحِنّاء وشِبْهه، الواحدةُ: قُعالةٌ. وأقْعَلَ النَّوْرُ: اذا انشَقَّ عن قُعالَتَه. والاقتِعالُ: أخْذُك ذلك عن الشَّجَر في يدك إذا استنفضته. والمُقْتَعِل: السَّهْمُ الذي لم يبربريا جيدا، قال لبيد:

فرشقت القوم رشقا صائِباً ... ليسَ بالعُصْل ولا بالمُقْتَعِلْ

(والاقْعيلال: الانتِصاب في الرُّكُوبِ) .

قلع: قَلَعْتُ الشَّجرَةَ واقَتَلَعْتُها فانقَلَعَت. ورجُلٌ قَلْعٌ: لا يثُبتُ على السَّرْج. وقد قَلْعَ قَلْعاً وقُلْعةً. والقالِع: دائرةٌ بمَنسِجِ الدّابّة يُتَشاءَمُ به. ويجمع قَوالِع. والمَقْلُوع: الأمير المَعْزول. قُلِعَ قَلْعاً وقُلْعَةً، قال خلف بن خليفة:

تَبَدّلْ بآذِنِك المُرْتَشي ... وأهَونُ تَعزِيِرهِ القُلْعَةُ

أي أهَونُ أدَبه أن تقْلعَه. والقُلْعَةُ: الرجُلُ الضَّعيفُ الذي اذا بُطِشَ به لم يَثْبُتْ، قال:

يا قُلْعةً ما أتَتْ قَوْماً بمُرِزئةٍ ... كانوا شِراراً وما كانوا بأخيارِ

والقَلعة من الحُصون: ما يُبْنَى منها على شَعَف الجبالِ المُمْتَنِعةِ. وقد أقلَعُوا بهذه البلاد قِلاعاً: أي بَنَوها. والمُقْلَعُة من السُّفن: العظيمةُ تُشَبَّه بالقلع من الجبال، وقال يصف السفن:

مَواخِرٌ في سماء اليَمَّ مُقْلعةٌ ... اذا عَلَوا ظَهْرَ مَوْج ثُمَّتَ انحدرُوا

شبَّه السُّفن العِظامَ بالقَلعة لعِظَمِها وارتفاعِها، وقال: )

تَكَسّرُ فَوْقَه القَلَعُ السّواري ... وجُنّ الخازِ باز بها جُنُونا

يصف السَّحابَ. والقَلَعُة: القِطعةُ من السحاب. واقْلَعَت السَّماءُ: كَفَّت عن المَطَر. وأقْلَعَتِ الحُمَّى: فَتَرَتْ فانقْطَعَتْ. والقَلَعُة: صَخرةٌ ضَخْمة تَنْقَلِعُ عن جَبَل، مُنْفَردَةٍ صَعْبَةِ المُرْتَقَى. والقَلَعيُّ: الرَّصَاصُ الجيّدُ. والسَّيفُ القَلَعيُّ: يُنْسَبُ الى القَلْعَةِ العَتيقة. والقَلعَةُ: مَوضِعٌ بالبادية تُنْسَبُ اليه السيوف، قال الراجز:

مُحارَفٌ بالشّاءِ والأباعِرِ ... مبارَكٌ بالقَلَعيِّ الباتِرِ

والقُلاعُ: الطينُ الذي يَتَشقَّقُ اذا نَضَبَ عنه الماءُ. والقِطعةُ منه قُلاعة. واقلَعَ فلان عن فلان أي كَفَّ عنه.

وفي الحديث: بئْسَ الماءُ القُلَعةُ لا تدوم لصاحبها

لأنه متى شاء ارتَجَعَه.

لعق: اللَّعوقُ: اسمُ كُلِّ شيء يُلْعَقُ، من حلاوة أو دواء. لَعِقْتُه ألْعَقُه لَعْقاً، لا تُحَرِّكُ مصدره لأنه فِعْلٌ واقِعٌ، ومثل هذا لا يُحَرَّكُ مصدره، وأما عَجِلَ عَجَلاً ونَدِمَ نَدَماً فيُحَرَّك، لأنك لا تقول: عَجِلْتُ الشيء ولا نَدِمتُه لأن هذا فِعلٌ غير واقِع. والمِلْعَقَةُ: خَشَبةٌ مُعْتَرِضةُ الطرف يُؤخَذُ بها ما يُلْعَق. واللَّعْقَةُ: اسم ما تأخذه بالمِلْعقِة. والَّلْعَقُة: المرَّة الواحدة فالمَضمومُ اسم. والمفتوحُ فِعْلٌ مثلُ اللقمة واللقمة والأكلة والأكلة. واللَّعاقُ: بَقِيَّةُ ما بقي في فَمِكَ مما ابَتَلعْتَ، تقول: ما في فمي لُعاقٌ من طعامٍ كما تَقُولُ: أُكالٌ ومُصاصٌ.

وفي الحديث: إن للشَّيطان لَعوقاً ونَشُوقاً يَسْتَميلُ بهما العبد إلى هَواه.

فاللَّعُوقً اسم ما يَلْعَقُه. والنَّشُوق: اسم ما يَسْتْنشِقُه

لقع: لَقَعْتُ الشَّيءَ: رَمَيتُ به، الْقَعُه لَقْعاً. واللُّقاعةُ على بناء شُدّاخَة : الرجُلُ الداهِيةُ الذي يَتَلَقَّعُ بالكلام يرمي به رمياً، قال:

باتَتْ تَمَنِّّيها الرّبيعَ وصَوْبَهُ ... وَتْنظُرُ من لُقَّاعَةِ ذي تكاذُب

لَقَعَه بعَينِه: أصابه بها. ولَقَعَه بِبَعْرةٍ: رَماهُ بها. واللِّقاعُ: الكِساءُ الغَليظُ. وقال بعضهم: هو اللِّفاعُ لأنه يُتَلَفَّعُ به وهذا أعرف. 

عقل

1 عَقڤلَ [The inf. n.] عَقْلٌ signifies The act of withholding, or restraining; syn. مَنْعٌ. (TA.) [This is app. the primary signification, or it may be from what next follows.] b2: عَقَلَ البَعِيرَ, (S, Mgh, O, Msb, K,) aor. ـِ (S, O, Msb,) inf. n. عَقْلٌ, (S, Mgh, O, Msb,) He bound the camel with the [rope called] عِقَال; (Mgh;) meaning he bound the camel's fore shank to his arm; (K;) i. e. he folded together the camel's fore shank and his arm and bound them both in the middle of the arm with the rope called عِقَال; (S, O, Msb;) and ↓ اعتقلهُ signifies the same; as also ↓ عقّلهُ; (K;) or you say, عَقَّلْتُ الإِبِلَ, from العِقَالُ, (S, O,) inf. n. تَعْقِيلٌ, (O,) [i. e. I bound the camels in the manner expl. above,] this verb being with tesh-deed because of its application to a number of objects: (S, O:) and sometimes the hocks were bound with the عِقَال. (TA.) The she-camel, also, was bound with the عِقَال on the occasion of her being covered: b3: and hence العَقْلُ is metonymically used as meaning الجِمَاعُ [i. e. (assumed tropical:) The act of compressing a woman]. (TA.) b4: عَقَلْتُ القَتِيلَ, (S, Mgh, Msb, K, *) or المَقْتُولَ, (S, O,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (Msb, TA,) means I gave, or paid, the bloodwit to the heir, or next of kin, of the slain person: (S, Mgh, O, Msb, K: *) for the camels [that constituted the bloodwit] used to be bound with the عِقَال in the yard of the abode of the heir, or next of kin, of the slain person; and in consequence of frequency of usage, the phrase became employed to mean thus when the bloodwit was given in dirhems or deenárs. (As, S, O, Msb. * [See a verse cited in the first paragraph of art. عيف.]) And [hence] one says also, عَقَلْتُ عَنْهُ, (inf. n. as above, TA,) meaning I paid for him, (the slayer, Mgh,) i. e., in his stead, (S, Mgh, O, Msb, K, *) the bloodwit that was obligatory upon him, (S, Mgh, O, K, *) or what was obligatory upon him of the bloodwit. (Msb.) And عَقَلْتُ لَهُ دَمَ فُلَانٍ I relinquished in his favour retaliation of the blood of such a one for the bloodwit. (S, O, Msb, K. *) لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَمْدًا وَلَا عَبْدًا, (S, Mgh, O, Msb, K,) in a trad. (S, O, Msb) of Esh-Shaabee, (O,) or a saying of Esh-Shaabee, (Mgh, * K,) not a trad., (K,) but the like occurs in a trad. related on the authority of I'Ab, (TA,) [meaning, accord. to an expl. of the verb when trans. without a particle, mentioned above, Those who are responsible for the payment of a bloodwit in certain cases shall not pay it for an intentional act of slaying or the like, nor for the slaying or the like of a slave,] applies, accord. to Aboo-Haneefeh, to the case of a slave's committing a crime against a free person: (S, O, Msb, K: [and thus as expl. in the Mgh:]) but, (S, O, Msb, K,) accord. to Ibn-Abee-Leylà, (S, O, Msb,) it applies to the case of a free person's committing a crime against a slave; for if the meaning were as Aboo-Haneefeh says, the phrase would be لَا تَعْقِلُ العَاقِلَةُ عَنْ عَبْدٍ; (S, O, Msb, K;) and As pronounced this to be correct: (S, O, Msb: *) Akmal-ed-Deen, however, in the Exposition of the Hidáyeh, says that عَقَلْتُهُ is used in the sense of عَقَلْتُ عَنْهُ, and that the context of the trad. indicates this meaning, which MF also defends. (TA.) [See also the saying لَا أَعْقِلُ الكَلْبَ الهَرَّارَ in art. هر.] b5: عَقَلَهُ, inf. n. as above, also means He set him up [app. a man] on one of his legs; [app. from عَقَلَ البَعِيرَ;] as also عَكَلَهُ: and every عَقْل is a raising. (TA.) b6: Also, [agreeably with the explanation of the inf. n. in the first sentence of this art.,] and ↓ عقّلهُ, and ↓ تعقّلهُ, (TA, [see also the first paragraph of art. عجس,]) and ↓ اعتقلهُ, (Msb, TA,) He withheld him, or restrained him, (Msb, TA,) عَنْ حَاجَتِهِ from the object of his want. (TA.) b7: and [hence,] عَقَلَ الدَّوَآءُ بَطْنَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (S, K) and عَقُلَ, (K,) inf. n. عَقْلٌ, (TA,) The medicine bound, or confined, his belly [or bowels]; syn. أَمْسَكَهُ: (S, O, Msb, K:) accord. to some, particularly after looseness: and بَطْنَهُ ↓ اعتقل signifies the same. (TA.) And يَعْقِلُ الطَّبْعَ is said of a medicine [as meaning, in like manner, It binds the bowels; is astringent]. (TA in art. حمض; &c.) And عقل البَطْنُ [app. عُقِلَ] The belly [or bowels] became bound, or confined; syn. اِسْتَمْسَكَ. (TA.) b8: عَقَلَ عَلَى القَوْمِ, [aor. ـِ inf. n. عِقَالٌ, means He collected, or exacted, the poor-rates of the people, or party; [app. from عَقَلَ البَعِيرَ; as though he bound with the rope called عِقَال the camels that he collected;] on the authority of IKtt. (TA.) 'Omar, when he had deferred [collecting] the poor-rate in the year [of drought called] عَامُ الرَّمَادَةِ, sent Ibn-AbeeDhubáb, and said, اِعْقِلْ عَلَيْهِمْ عِقَالَيْنِ فَاقْسِمْ فِيهِمْ عِقَالًا وَاءْتِنِى بِالآخَرِ [Collect thou from them two years' poor-rate; then divide among them one year's poor-rate, and bring to me the other]. (O.) One says of the collector of the poor-rate, يَعْقِلُ الصَّدَقَةَ [He collects, or exacts, the poor-rate]. (S, O.) b9: عَقَلَ فُلَانًا and ↓ اعتقلهُ signify He threw down such a one [in wrestling] by twisting his leg upon the latter's leg: (K, * TA:) [or] you say, الشَّغْزَبِيَّةَ ↓ صَارَعَهُ فَاعْتَقَلَهُ He wrestled with him and twisted his leg upon the leg of the latter: (S, O:) and one says of a wrestler, ↓ لِفُلَانٍ عُقْلَةٌ بِهَا النَّاسَ ↓ يَعْتَقِلُ, (S, O,) or يَعْقِلُ بِهَا النَّاسَ, i. e. [Such a one has] a [mode of] twisting his leg with another's [whereby he wrestles with men]. (TA.) b10: عَقَلَتْ شَعَرَهَا, (inf. n. عَقْلٌ, TA,) said of a woman, She combed her hair: (S, O:) or combed it in a certain manner; as also ↓ عَقَّلَتْهُ. (TA.) A2: عَقَلَ, aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ and ↓ مَعْقُولٌ, (S, O, K,) or the latter, accord. to Sb, is an epithet, [or a pass. part. n.,] for he used to say that no inf. n. has the measure مَفْعُولٌ, (S, O,) He was, or became, عَاقِل [i. e. intelligent, &c.; and so ↓ تعقّل; as though he were withheld, or restrained, from doing that which is not suitable, or befitting: see عَقْلٌ below]: and ↓ عقّل, (K, TA,) inf. n. تَعْقِيلٌ, (TA,) signifies the same, (K,) or [he possessed much intelligence, for] it is with teshdeed to denote muchness: (TA:) and عَقِلَ, aor. ـَ is a dial. var. of عَقَلَ, aor. ـِ signifying he became عَاقِل. (IKtt, TA.) b2: And عَقَلَ الشَّىْءَ, (Msb, K, TA,) aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ, (Msb, TA,) He understood, or knew, the thing; syn. فَهِمَهُ: (K, TA:) or i. q. تَدَبَّرَهُ [app. as meaning he looked into, considered, examined, or studied, the thing repeatedly, until he knew it]; and عَقِلَ, aor. ـَ is a dial. var. thereof. (Msb.) See also 5. b3: مَا أَعْقِلُهُ عَنْكَ شَيْئًا, (S, and so in the K accord. to my copy of the TA, but in the CK and in my MS. copy of the K ↓ اَعْقَلَهُ,) meaning دَعْ عَنْكَ الشَّكَّ [Dismiss from thee doubt], is [said to be] mentioned by Sb; as though the speaker said, مَا أَعْلِمُ شَيْئًا مِمَّا تَقُولُ فَدَعْ عَنْكَ الشَّكَّ [I know not aught of what thou sayest, so dismiss from thee doubt]; and [to be] like the phrases خُذْ عَنْكَ and سِرْ عَنْكَ: Bekr El-Mázinee says, “I asked Az and As and Aboo-Málik and Akh respecting this phrase, and they all said, 'We know not what it is: ' ” (so in the S:) [but] it is a mistake, for مَا أَغْفَلَهُ; (K, TA;) and thus it is mentioned by Sb and others, with غ and ف. (TA.) نَخْلَةٌ لَا تَعْقِلُ الإِبَارَ (tropical:) A palm-tree that will not receive fecundation is a tropical phrase [perhaps from عَقَلَ meaning “ he understood ” a thing]. (A, TA.) b4: عَاقَلْتُهُ فَعَقْلْتُهُ: see 3. b5: عَقَلَ, aor. ـِ inf. n. عُقُولٌ (S, O, K) and عَقْلٌ, (K,) He (a mountain-goat, S, O) became, or made himself, inaccessible in a high mountain: (S: in the O unexplained:) or he [a gazelle) ascended [a mountain]. (K.) Accord. to Az, العُقُولُ signifies The protecting oneself in a mountain. (TA.) and one says, عَقَلَ إِلَيْهِ, aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ and عُقُولٌ, He betook himself to him, or it, for refuge, protection, covert, or lodging. (K.) b6: عَقَلَ الظِّلُّ, (S, O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. عَقْلٌ (K) [and probably عُقُولٌ also], The shade declined, and contracted, or shrank, at midday; (S, O;) the sun became high, and the shade almost disappeared. (S, O, K.) A3: عَقَلَ, (O, K,) aor. ـِ (K,) inf. n. عَقْلٌ, (TA,) said of a camel, He pastured upon the plant called عَاقُول. (O, K.) A4: عَقِلَ, aor. ـَ (K,) inf. n. عَقَلٌ, (S, O, K,) He (a camel) had a twisting in the hind leg, (S, O, K,) and much width [between the hind legs]: (S, O:) or had an excessive wideness, or spreading, of the hind legs, so that the hocks knocked together: (ISk, S, O:) or had a knocking together of the knees. (K.) [See also رَوَحَ.]2 عَقَّلَ see 1, in four places.

A2: عقّلهُ, inf. n. تَعْقِيلٌ, also signifies He, or it, rendered him عَاقِل [i. e. intelligent, &c.]. (O, K.) A3: And عقّل said of a grape-vine, (O, K,) inf. n. as above, (TA,) It put forth its عُقَّيْلَى, or grapes in their first, sour, state. (O, K.) 3 المَرْأَةُ تُعَاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِهَا (S, Mgh, O, K) means The woman is on a par with the man to the third part of her bloodwit; (S, Mgh, O;) she receives like as the man receives [up to that point]: (Mgh:) i. e., [for instance,] his مُوضِحَة [or wound of the head for which the mulct is five camels] and her مُوضِحَة are equal; (K;) but when the portion reaches to the third of the bloodwit, her [portion of the] bloodwit is the half of that of the man: (S, O, K:) thus, for one of her fingers, ten camels are due to her, as in the case of the finger of the man; for two of her fingers, twenty camels; and for three of her fingers, thirty; but for four of her fingers, only twenty, because they exceed the third, therefore the portion is reduced to the half of what is due to the man: so accord. to Ibn-El-Museiyab: but Esh-Sháfi'ee and the people of El-Koofeh assign for the finger of the woman five camels, and for two of her fingers ten; and regard not the third part. (TA.) A2: ↓ عَاقَلْتُهُ فَعَقَلْتُهُ, (S, O, K, *) inf. n. of the former مُعَاقَلَةٌ, (TA,) and aor. of the latter عَقُلَ, (S, O, K,) and inf. n. عَقْلٌ, (TA,) means I vied, or contended, with him for superiority in عَقْل [or intelligence], (O, TA,) and I surpassed him therein. (S, O, K, * TA.) 4 اعقل He (a man) owed what is termed عِقَال, (O, K, TA,) i. e. a year's poor-rate. (TA.) b2: اعقل القَوْمُ The people, or party, became in the condition of finding the shade to have declined, and contracted, or shrunk, with them, at midday. (S, O.) A2: اعقلهُ He found him to be عَاقِل [i. e. intelligent, &c.]: (K:) it is similar to أَحْمَدَهُ and أَبْخَلَهُ. (TA.) b2: See also 1, last quarter.5 تعقّلهُ: see 1, near the middle: b2: and see 8, in four places. b3: تَعَقَّلْ لِى بِكَفَّيْكَ حَتَّى أَرْكَبَ بَعِيرِى, (O, K, *) a saying heard by Az from an Arab of the desert, (O,) means Put thy two hands together for me, and intersert thy fingers together, in order that I may put my foot upon them, i. e. upon thy hands, and mount my camel; for the camel was standing; (O, K; *) and was laden; and if he had made him to lie down, would not rise with him and his load. (O.) A2: [It is used in philosophical works as meaning He conceived it in his mind, abstractedly, and otherwise; and so, sometimes, ↓ عَقَلَهُ, aor. ـِ inf. n. عَقْلٌ. Hence one says, هٰذَا شَىْءٌ لَا يُتَعَقَّلُ This is a thing that is not conceivable.]

A3: تعقّل as intrans.: see 1, latter half. b2: [Hence, He recovered his intellect, or understanding. b3: And] He affected, or endeavoured to acquire, عَقْل [i. e. intelligence, &c.]: like as one says تَحَلَّمَ and تَكَيَّسَ. (S, O.) [See also 6.] b4: Said of an animal of the chase, as meaning It stuck fast, and became caught, in a net or the like, it is a coined word, not heard [from the Arabs of chaste speech]. (Mgh.) 6 تعاقلوا دَمُ فُلَانٍ They paid among themselves, or conjointly, the mulct for the blood of such a one. (K.) It is said in a trad., إِنَّا لَا نَتَعَاقَلُ المَصْعَ Verily we will not pay among ourselves, or conjointly, the mulcts for slight wounds of the head, [lit. the stroke with a sword,] but will oblige him who commits the offence to pay the mulct for it: i. e. the people of the towns or villages shall not pay the mulcts for the people of the desert; nor the people of the desert, for the people of the towns or villages; in the like of the case of the [wound termed] مُوضِحَة. (TA.) And in another it is said, يَتَعَاقَلُونَ بَيْنَهُمْ مَعَاقِلَهُمُ الأُولَى [They shall take and give among themselves, or conjointly, their former bloodwits]: i. e. they shall be as they were in respect of the taking and giving of bloodwits. (TA.) And one says, القَوْمُ عَلَى مَا كَانُوا يَتَعَاقَلُونَ عَلَيْهِ [The people, or party, are acting in conformity with that usage in accordance with which they used to pay and receive among themselves bloodwits]. (S, O.) A2: تعاقل also signifies He affected, or made a show of possessing, عَقْل [i. e. intelligence, &c.], without having it. (S, O.) [See also 5.]8 إِعْتَقَلَ see 1, former half, in three places. b2: اُعْتُقِلَ said of a man, He was withheld, restrained, or confined. (S, O.) b3: And اُعْتُقِلَ لِسَانُهُ, (S, Mgh, O, Msb, K,) and اِعْتَقَلَ, also, (Msb,) His tongue was withheld, or restrained, (Mgh, Msb, TA,) from speaking; (Mgh, Msb;) he was unable to speak. (S, Mgh, O, Msb, K.) b4: [Hence,] اعتقل الشَّاةَ He put the hind legs of the ewe, or she-goat, between his shank and his thigh, (S, O, K,) to milk her, (S, O,) or and so milked her. (K.) And اعتقل رُمْحَهُ He put his spear between his shank and his stirrup [or stirrup-leather]: (S, O, K:) or he (a man riding) put his spear beneath his thigh, and dragged the end of it upon the ground behind him. (IAth, TA.) And اعتقل الرَّحْلَ, and ↓ تعقّلهُ; (O;) or اعتقل الرِّجْلَ, (O, K,) accord. to one relation of a verse of Dhu-rRummeh, (O,) and ↓ تعقّلها; (K;) He [a man riding upon a camel] folded his leg, and put it upon the مَوْرِك: (O, K, * TA:) in the K, الوَرِك is erroneously put for المَوْرِك: (TA:) the مَوْرِك is before the وَاسِطَة [or upright piece of wood in the fore part] of the camel's saddle: (AO, in TA art. ورك:) and one says also, اعتقل قَادِمَةَ رَحْلِهِ and ↓ تعقّلها; both meaning the same [as above]: (TA:) and السَّرْجَ ↓ تعقّل and اعتقلهُ He folded his leg upon the fore part of the سرج [or saddle of the horse or the like]. (Mgh.) b5: See also 1, latter half, in three places. b6: الاِعْتِقَالُ also signifies The inserting a سَيْر [or narrow strip of skin or leather], when sewing a skin, beneath a سَيْر, in order that it may become strong, and that the water may not issue from it. (AA, O.) A2: and one says, اعتقل مِنْ دَمِ فُلَانٍ, (O, K,) and مِنْ طَائِلَتِهِ, (O,) meaning He took, or received, the عَقْل, (O, K, TA,) i. e. the mulct for the blood of such a one. (TA.) 10 إِسْتَعْقَلَ [استعقلهُ He counted, accounted, or esteemed, him عَاقِل, i. e. intelligent, &c.: for] you say of a man, يُسْتَعْقَلُ [from العَقْلُ], like as you say يُسْتَحْمَقُ [from الحُمْقُ], and يُسْتَرْأَى from الرِّئَآءُ. (AA, S in art. رأى.) عَقْلٌ an inf. n. used as a subst. [properly so termed], (Msb,) A bloodwit, or mulct for bloodshed; syn. دِيَةٌ; (As, S, Mgh, O, Msb, K;) so called for a reason mentioned in the first paragraph in the explanation of the phrase عَقَلْتُ القَتِيلَ; (As, S, Mgh, * O, Msb;) as also ↓ مَعْقُلَةٌ, (S, Mgh, O, K,) of which ↓ مِعْقَلَةٌ, with fet-h to the ق, is a dial. var., mentioned in the R; (TA;) and of which the pl. is مَعَاقِلُ: (S, O, K:) one says, ↓ لَنَاعِنْدَ فُلَانٍ ضَمَدٌ مِنْ مَعْقُلَةٍ i. e. We have a remainder of a bloodwit owed to us by such a one. (S, O.) And الأُولَى ↓ هُمْ عَلَى مَعَاقِلِهِمِ They are [acting] in conformity with [the usages relating to] the bloodwits that were in the Time of Ignorance; (K, TA;) or meaning عَلَى مَا كَانُوا يَتَعَاقَلُونَ عَلَيْهِ [expl. above (see 6)]: (S, O:) or they are [acting] in conformity with the conditions of their fathers; (K, TA;) but the former is the primary meaning: (TA:) and [hence]

عَلَى قَوْمِهِ ↓ صَارَ دَمُ فُلَانٍ مَعْقُلَةً The blood of such a one became [the occasion of] a debt incumbent on his people, or party, (S, O, K, *) to be paid by them from their possessions. (S, O.) A2: And as being originally the inf. n. of عَقَلَ in the phrase عَقَلَ الشَّىْءَ meaning [فَهِمَهُ or] تَدَبَّرَهُ; (Msb;) or as originally meaning المَنْعُ, because it withholds, or restrains, its possessor from doing that which is not suitable; or from المَعْقِلُ as meaning “ the place to which one has recourse for protection &c.,” because its possessor has recourse to it; (TA;) العَقْلُ signifies also Intelligence, understanding, intellect, mind, reason, or knowledge; syn. الحَجْرُ, (S, O,) and النُّهَى, (S,) or النُّهْيَةُ, (O,) or الحِجَا, and اللُّبُّ, (Msb,) or العِلْمُ, (K,) or the contr. of الحُمْقُ; (M, TA;) or the knowledge of the qualities of things, of their goodness and their badness, and their perfectness and their defectiveness; or the knowledge of the better of two good things, and of the worse of two bad things, or of affairs absolutely; or a faculty whereby is the discrimination between the bad and the good; (K, TA;) but these and other explanations of العَقْل in the K are all in treatises of intellectual things, and not mentioned by the leading lexicologists; (TA; [in which are added several more explanations of a similar kind that have no proper place in this work;]) some say that it is an innate property by which man is prepared to understand speech; (Msb;) the truth is, that it is a spiritual light, (K, TA,) shed into the heart and the brain, (TA,) whereby the soul acquires the instinctive and speculative kinds of knowledge, and the commencement of its existence is on the occasion of the young's becoming in the fætal state, [or rather of its quickening,] after which it continues to increase until it becomes complete on the attainment of puberty, (K, TA,) or until the attainment of forty years: (TA:) the pl. is عُقُولٌ: (K:) Sb mentions عَقْلٌ as an instance of an inf. n. having a pl., namely, عُقُولٌ; like شُغْلٌ and مَرَضٌ: (TA in art. مرض:) IAar says, (O,) العَقْلُ is [syn. with] القَلْبُ, and القَلْبُ is [syn. with] العَقْلُ: (O, K:) and ↓ المَعْقُولُ is [said to be] a subst., or name, for العَقْلُ, like المَجْلُودُ and المَيْسُورُ for الجَلَادَةُ and اليُسْرُ: (Har p. 12:) it is said in a prov., ↓ مَا لَهُ جُولٌ وَلَا مَعْقُولٌ, (Meyd, and Har ubi suprà,) meaning He has not strong purpose of mind, [to withhold, or protect, him,] like the جول [or casing] of the well of the collapsing whereof one is free from fear because of its firmness, nor intellect, or intelligence, (عَقْل,) to withhold him from doing that which is not suitable to the likes of him. (Meyd. [But see مَعْقُولٌ below.]) [Hence, أَسْنَانُ العَقْلِ (see 1 in art. حنك) and أَضْرَاسُ العَقْلِ (see ضِرْسٌ), both meaning The wisdom-teeth.]

A3: [It is said that]

عَقْلٌ also signifies A fortress; syn. حِصْنٌ. (K.) [But this seems to be doubtful.] See مَعْقِلٌ.

A4: And A sort of red cloth (S, O, K) with which the [women's camel-vehicle called] هَوْدَج is covered: (K:) or a sort of what are called بُرُود [pl. of بُرْدٌ, q. v.] or a sort of figured cloth, (K,) or, as in the M, of red figured cloth: (TA:) or such as is figured with long forms. (Har p. 416.) عُقْلَةٌ A bond like the عِقَال [q. v.]: or a shackle. (Har p. 199.) b2: [Hence it seems to signify An impediment of any kind.] One says, بِهِ عُقْلَةٌ مِنَ السِّحْرِ وَقَدْ عُمِلَتْ لَهُ نُشْرَةٌ [app. meaning In him is an impediment arising from enchantment, and a charm, or an amulet, has been made for him]. (S, O.) b3: And A [mode of] twisting one's leg with another's in wrestling. (TA.) See 1, latter half. b4: And A twisting of the tongue when one desires to speak. (Mbr, TA in art. حبس.) b5: And, in the conventional language of the geomancers, (O, K,) it consists of A unit and a pair and a unit, (O,) the sign ??: (K, TA:) also called ثِقَافٌ. (O, TA.) عَقْلِىٌّ Intellectual, as meaning of, or relating to, the intellect.]

عِقَالٌ A rope with which a camel's fore shank is bound to his arm, both being folded together and bound in the middle of the arm: pl. عُقُلٌ. (S, O, Msb.) [See also شِكَالٌ.] b2: And The poor-rate (S, Mgh, O, Msb, K) of a year, (S, Mgh, O, K,) consisting of camels and of sheep or goats. (K.) [See a verse cited in the first paragraph of art. سعو and سعى.] One says, عَلَى بَنِى فُلَانٍ عِقَالَانِ On the sons of such a one lies a poor-rate of two years. (S, O.) And hence the saying of Aboo-Bekr, لَوْ مَنَعُونِى عِقَالًا (Mgh, O, Msb) If they refused me a year's poor-rate: (Mgh, O:) and it is said that the phrase أَخَذَ عِقَالًا was used when the collector of the poor-rate took the camels themselves, not their price: (TA:) or Aboo-Bekr meant a rope of the kind above mentioned; (Mgh, O, Msb;) for when one gave the poor-rate of his camels, he gave with them their عُقُل: (O, Msb:) or (Mgh, TA) he meant thereby a paltry thing, (Mgh, Msb, TA,) of the value of the [rope called] عقال: (TA:) or he said عَنَاقًا [“ a she-kid ”]; (Mgh, TA;) so accord. to Bkh, (Mgh,) and most others: (TA:) or جُدَيًّا [“ a little kid ”]. (Mgh, TA.) b3: Also A young [she-camel such as is called] قَلُوص. (K.) b4: عِقَالُ المِئِينَ meansThe man of high rank who, when he has been made a prisoner, is ransomed with hundreds of camels. (K.) عَقُولٌ A medicine that binds, confines, or astringes, the belly [or bowels]; (S, O, Msb;) as also ↓ عَاقُولٌ; contr. of حَادُورٌ. (A in art. حدر.) A2: See also عَاقِلٌ, latter half, in two places.

عَقِيلَةٌ A woman of generous race, (S, O, K,) modest, or bashful, (S, O,) that is kept behind the curtain, (K,) held in high estimation: (TA:) the excellent of camels, (Az, S, O, K,) and of other things: (Az, TA:) or the most excellent of every kind of thing: (S, O, K:) and the chief of a people: (K:) the first is the primary signification: then it became used as meaning the excel-lent of any kind of things, substantial, and also ideal, as speech, or language: pl. عَقَائِلُ. (TA.) And العَقِيلَةُ: (K,) or عَقِيلَةُ البَحْرِ, (S, O, TA,) signifies The pearl, or large pearl: (S, O, K, * TA: *) or the large and clear pearl: or, accord. to IB, the pearl, or large pearl, in its shell. (TA.) إِبِلٌ عُقَيْلِيَّةٌ Certain hardy, excellent, highly esteemed, camels, of Nejd. (Msb.) عُقَّالٌ A limping, or slight lameness, syn. ظَلَعٌ, (so in copies of the S,) or ضَلَعٌ [which is said to signify the same, or correctly to signify a natural crookedness], (so in other copies of the S and in the O,) which occurs in the legs of a beast: (S, O:) or a certain disease in the hind leg of a beast, such that, when he goes along, he limps, or is slightly lame, for a while, after which he stretches forth; (K, TA;) accord. to A'Obeyd, (TA,) peculiar to the horse; (K, TA;) but it mostly occurs in sheep or goats. (TA.) b2: دَآءٌ ذُو عُقَّالٍ

A disease of which one will not be cured. (TA.) A2: عُقَّالُ الكَلَأِ Three herbs that remain after having been cut, which are the سَعْدَانَة and the حُلَّب and the قُطْبَة. (TA.) A3: And عَقَاقِيلُ, [a pl.] of which the sing. is not mentioned, [perhaps pl. of عُقَّالٌ, but in two senses a pl. of عَقَنْقَلٌ,] signifies The portions of a grape-vine that are raised and supported upon a trellis or the like. (TA.) عُقَّيْلَى Grapes in their first, sour, state. (O, K.) أَخَذَهُ العِقِّيلَى i. q. شَغْزَبَهُ and شَغْرَبَهُ. (Az, TA in art. شغزب.) عَاقِلٌ [act. part. n. of عَقَلَ: and as such,] The payer of a bloodwit: pl. [or rather coll. gen. n.]

↓ عَاقِلَةٌ: (Msb:) the latter is an epithet in which the quality of a subst. predominates; (TA;) and signifies a man's party (S, Mgh, O, K, TA) who league together to defend one another, (S, O, K, TA,) consisting of the relations on the father's side, (S, Mgh, * O, TA,) who pay the bloodwit (S, Mgh, O, TA) [app. in conjunction with the slayer] for him who has been slain unintentionally: (S, O, TA:) it was decided by the Prophet that it was to be paid in three years, to the heirs of the person slain: (TA:) they look to the offender's brothers on the father's side, who, if they take it upon them, pay it in three years: if they do not take it upon them, the debt is transferred to the sons [meaning all the male descendants] of his grandfather; and in default of their doing so, to those of his father's grandfather; and in default of their doing so, to those of his grandfather's grandfather; and so on: it is not transferred from any one of these classes unless they are unable [to pay it]: and such as are enrolled in a register [of soldiers or pensioners or any corporation] are alike in respect of the bloodwit: (IAth, TA:) or, accord. to the people of El-'Irák, it means the persons enrolled in the registers [of soldiers or of others]: (S, O:) or it is applied to the persons of the register which was that of the slayer; who derive their subsistence-money, or allowances, from the revenues of a particular register: (Mgh:) Ahmad Ibn-Hambal is related to have said to Is-hák Ibn-Mansoor, it is applied to the tribe (قَبِيلَة) [of the slayer]; but that they bear responsibility [only] in proportion to their ability; and that if there is no عَاقِلَة, it [i. e. the bloodwit] is not to be from the property of the offender; but Is-hák says that in this case it is to be from the treasury of the state, the bloodwit not being [in any case] made a thing of no account: (TA:) the pl. of عَاقِلَةٌ thus applied is عَوَاقِلُ. (Msb.) A2: عَاقِلٌ also signifies Having, or possessing, عَقْل [i. e. intelligence, understanding, &c.; or intelligent, &c.; a rational being]; (S, O, Msb, K;) and so ↓ عَقُولٌ, (S, O, K,) or this latter has an intensive signification [i. e. having much intelligence &c.]: (TA: [see an ex. in a saying cited voce أَبْلَهُ, in art. بله:]) the former is expl. by some as applied to a man who withholds, or restrains, and turns back, his soul from its inclinations, or blamable inclinations: (TA:) and it is likewise applied to a woman, as also عَاقِلَةٌ: (Msb:) the pl. masc. is عُقَّالٌ and عُقَلَآءُ, (Msb, K,) this latter pl. sometimes used; and the pl. fem. is عَوَاقِلُ and عَاقِلَاتٌ. (Msb.) b2: عَاقِلٌ is also applied to a mountaingoat, as an epithet, signifying That protects himself in his mountain from the hunter: (TA:) [and in like manner ↓ عَقُولٌ is said by Freytag to be used in the Deewán of Jereer.] And it is [also] a name for A mountain-goat, (S, O,) or a gazelle; (K;) because it renders itself inaccessible in a high mountain. (S, O, K. *) b3: And عَاقِلَةٌ signifies A female comber of the hair. (S, O.) عَاقِلَةٌ, as a coll. gen. n.: see عَاقِلٌ; of which it is also fem.

عَاقُولٌ: see عَقُولٌ.

A2: Also A bent portion, (S, O,) or place of bending, (K,) of a river, and of a valley, (S, O, K,) and of sand: (S, O:) pl. عَوَاقِيلُ: or the عَوَاقِيل of valleys are the angles, in the places of bending, thereof; and the sing. is عَاقُولٌ. (TA.) b2: And The main of the sea: or the waves thereof. (K.) b3: And A land in which (so in copies of the K, but in some of them to which,) one will not find the right way, (K, TA,) because of its many places of winding. (TA.) b4: [Hence,] عَوَاقِيلُ الأُمُورِ What are confused and dubious of affairs. (S, O, K. *) b5: And [hence] one says, إِنَّهُ لَذُو عَوَاقِيلَ, meaning Verily he is an author, or a doer, of evil. (TA.) A3: Also A certain plant, (O, K,) well known, (K,) not mentioned by AHn (O, TA) in the Book of Plants; (TA;) [the prickly hedysarum; hedysarum alhagi of Linn.; common in Egypt, and there called by this name; fully described by Forskål in his Flora Aegypt. Arab., p. 136;] it has thorns; camels pasture upon it; and [hence] it is called شَوْكُ الجِمَالِ; it grows upon the dykes and the تُرَع [or canals for irrigation]; and has a violetcoloured flower. (TA.) [See also تَرَنْجُبِينٌ; and see حَاجٌ, in art. حيج.]

عَنْقَلٌ: see the next paragraph.

عَقَنْقَلٌ A great كَثِيب [i. e. hill, or heap, or oblong or extended gibbous hill,] of intermingled sands: (S, O:) or a كَثِيب that is accumulated (K, TA) and intermingled: or a حَبْل [or long and elevated tract] of sand, having winding portions, and حِرَف [app. meaning ridges], and compacted: (TA:) accord. to El-Ahmar, it is the largest quantity of sand; larger than the كَثِيب: (S voce لَبَبٌ:) pl. عَقَاقِلُ (S, O) and عَقَاقِيلُ (O) and عَقَنْقَلَاتٌ. (TA.) b2: And A great, wide, valley: (K:) pl. عَقَاقِلُ and عَقَاقِيلُ. (TA.) b3: Also, (S, O, K,) sometimes, (S, O,) and ↓ عَنْقَلٌ, (O, K,) The مَصَارِين [or intestines into which the food passes from the stomach], (S, O,) or قَانِصَة [which here probably signifies the same], (K,) of a [lizard of the species called] ضَبّ: (S, O, K:) or the [portion of fat termed] كُشْيَة of the ضَبّ. (TA.) أَطْعِمْ أَخَاكَ مِنْ عَقَنْقَلِ الضَّبِّ [Give thy brother to eat of the intestines, &c., of the dabb: or, as some relate it, مِنْ كُشْيَةِ الضَّبِّ:] is a prov., said in urging a man to make another to share in the means of subsistence; or, accord. to some, denoting derision. (TA.) b4: Also A [drinking-cup, or bowl, of the kind called] قَدَح. (Ibn-'Abbád, O, K.) b5: And A sword. (Ibn-'Abbád, O, K.) أَعْقَلُ, applied to a camel, Having what is termed عَقَلٌ, i. e. a twisting in the hind leg, &c.: (S, O, K: [see the last portion of the first paragraph:]) fem. عَقْلَآءُ, applied to a she-camel. (S, K.) A2: [Also More, and most, عَاقِل, or intelligent, &c.]

مَعْقِلٌ A place to which one betakes himself for refuge, protection, preservation, covert, or lodging; syn. مَلْجَأٌ; (S, Mgh, O, Msb, K;) as also ↓ عَقْلٌ, (S, O, K,) of which the pl. is عُقُولٌ: (S, O:) but Az says that he had not heard عَقْل in this sense on any authority except that of Lth; and held العُقُولُ, which is cited as an ex. of its pl., to signify “ the protecting oneself in a mountain: ” (TA:) and مَعْقِلٌ signifies also a fortress; [like as عَقْلٌ is said to do;] syn. حِصْنٌ: (Mgh:) the pl. is مَعَاقِلُ. (TA.) Hence one says, using it metaphorically, هُوَ مَعْقِلُ قَوْمِهِ (tropical:) He is the refuge of his people: and the kings of Himyer are termed in a trad. مَعَاقِلُ الأَرْضِ, meaning The fortresses [or refuges] of the land. (TA.) b2: [It is perhaps primarily used in relation to camels; for] مَعَاقِلُ الإِبِلِ means The places in which the camels are bound with the rope called عِقَال. (TA.) مَعْقُلَةٌ and مَعْقَلَةٌ; and the pl.: see عَقْلٌ, first quarter, in five places. b2: [It seems to be implied in the S and O that the former signifies also Places that retain the rain-water.]

تَمْرٌ مَعْقِلِىٌّ, (Mgh, Msb,) or رُطَبٌ مَعْقِلِىٌّ, (S,) A certain sort of dates, (Mgh, * Msb,) [or fresh ripe dates,] of El-Basrah: (Msb:) so called in relation to Maakil Ibn-Yesár. (S, Mgh, Msb.) مُعَقَّلَةٌ is applied to camels (إِبِلٌ) as meaning Bound with the rope called عِقَال. (O, TA.) and also to a she-camel bound therewith on the occasion of her being covered: and hence the epithet مُعَقَّلَاتٌ is applied by a poet, metonymically, to women, in a similar sense. (TA.) مَعْقُولٌ [pass. part. n. of عَقَلَ in all its senses as a trans. verb. b2: Hence it signifies Intellectual, as meaning perceived by the intellect; and excogitated: thus applied as an epithet to any branch of knowledge that is not necessarily مَنْقُولٌ, which means “ desumed,” such as the science of the fundamentals of religion, and the like. b3: Hence also, Intelligible. b4: And Approved by the intellect; or reasonable.

A2: It is also said to be an inf. n.]: see 1, latter half. b2: And see عَقْلٌ, latter half, in two places.

مَعْقُولَاتٌ Intellectual things, meaning things perceived by the intellect: generally used in this sense in scientific treatises. b2: And hence, Intel-ligible things. b3: And Things approved by the intellect; or reasonable.]
عقل
العَقْل: العِلم، وَعَلِيهِ اقتصرَ كَثِيرُونَ، وَفِي العُباب: العَقْل: الحِجْرُ والنُّهْيَة، ومثلُه فِي الصِّحاح، وَفِي المُحكَم: العَقْل: ضِدُّ الحُمق، أَو هُوَ العِلمُ بصفاتِ الأشياءِ من حُسنِها وقُبحِها، وكمالِها ونُقصانِها، أَو هُوَ العِلمُ بخيرِ الخَيرَيْن وشَرُّ الشَّرَّيْن، أَو مُطلَقٌ لأمورٍ أَو لقُوَّةٍ بهَا يكون التَّمييزُ بَين القُبحِ والحُسنِ، ولمَعانٍ مُجتمِعةٍ فِي الذِّهْنِ يكون بمُقَدِّماتٍ يسْتَتِبُّ بهَا الأغْراضُ والمَصالِح، ولهَيئَةٍ مَحْمُودةٍ للإنسانِ فِي حَرَكَاتِه وكَلامِه. هَذِه الأقوالُ الَّتِي ذَكَرَها المُصَنِّف كلُّها فِي مُصَنِّفاتِ المَعْقولاتِ لم يُعرِّجْ عَلَيْهَا أئمّةُ اللُّغَة، وَهُنَاكَ أقوالٌ غيرُها لم يذكرْها المُصَنِّف، قَالَ الرَّاغِب: العَقْلُ يُقَال للقُوّةِ المُتَهَيِّئَةِ لقَبولِ العِلم، وَيُقَال للَّذي يَسْتَنبِطُه الإنسانُ بتلكَ القوّةِ عَقْلٌ، وَلِهَذَا قَالَ عليٌّ رَضِي الله تَعالى عَنهُ: العَقْلُ عَقْلان: مَطْبُوعٌ ومَسْمُوعٌ، فَلَا يَنْفَعُ مَطْبُوعٌ إِذا لم يكن مَسْمُوعاً، كَمَا لَا ينفعُ ضَوْءُ الشمسِ وضَوْءُ العَينِ مَمْنُوعٌ. وَإِلَى الأوّل أشارَ النبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم: مَا خَلَقَ اللهُ خَلْقَاً أَكْرَمَ من العَقْل، وَإِلَى الثَّانِي أشارَ بقولِه: مَا كَسَبَ أحدٌ شَيْئا أَفْضَلَ منْ عَقْلٍ يَهْدِيه إِلَى هُدىً أَو يَرُدُّه عَن رَدىً. وَهَذَا العقلُ هُوَ المَعنِيُّ بقولِه عزَّ وجلَّ: وَمَا يَعْقِلُها إلاّ العالِمون وكلُّ مَوْضِعٍ ذَمَّ اللهُ الكُفّارَ بعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إِلَى الثَّانِي دونَ الأوّل، كقَوْله تَعالى: صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فهمْ لَا يَعْقِلون ونحوَ ذَلِك من الْآيَات، وكلُّ مَوْضِعٍ رَفَعَ التكليفَ عَن العَبدِ لعدَمِ العَقلِ فإشارةٌ إِلَى الأوّل. انْتهى. وَفِي شرحِ شيخِنا قَالَ ابنُ مَرْزُوقٍ: قَالَ أَبُو المَعالي فِي الْإِرْشَاد: العَقْل: هُوَ علومٌ ضَرورِيّةٌ بهَا يَتَمَيَّزُ العاقِلُ من غيرِه إِذا اتَّصف، وَهِي العِلمُ بوجوبِ الواجِبات، واسْتِحالَةِ المُستَحيلات، وجوازِ الجائِزات، قَالَ: وَهُوَ تفسيرُ العَقْلِ الَّذِي)
هُوَ شَرْطٌ فِي التَّكْلِيف، ولسنا نذكرُ تفسيرَه بغيرِ هَذَا، وَهُوَ عِنْد غيرِه: من الهيئاتِ والكَيفِيّات الراسِخَةِ من مَقولَةِ الكَيْف، فَهُوَ صِفةٌ راسِخةٌ توجِبُ لمن قامَتْ بِهِ إدراكَ المُدْرَكاتِ على مَا هِيَ عَلَيْهِ مَا لم تتَّصِفْ بضِدِّها، وَفِي حَوَاشِي المَطالِع: العَقْل: جَوْهَرٌ مُجَرّدٌ عَن المادّةِ لَا يَتَعَلَّقُ بالبَدَنِ تعلُّقَ التَّدْبِير بل تعلُّقَ التَّأْثِير، وَفِي العَقائِدِ النَّسَفِيَّة: أما العَقلُ وَهُوَ قُوّةٌ للنَّفْسِ بهَا تَسْتَعِدُّ للعلومِ والإدراكات، وَهُوَ المَعنِيُّ بقولِهم: غَريزَةٌ يَتْبَعُها العِلمُ بالضَّرورِيّاتِ عندَ سَلامةِ الْآلَات، وَقيل: جَوْهَرٌ يُدرَكُ بِهِ الغائِباتُ بالوَسائِط، والمُشاهَداتُ بالمُشاهَدة. وَفِي المَواقِف: قَالَ الحُكماء: الجَوْهَرُ إنْ كَانَ حَالا فِي آخَرَ فصُورَةٌ، وإنْ كَانَ مَحَلاًّ لَهَا فهيولى، وَإِن كَانَ مُرَكَّباً مِنْهُمَا فجِسْمٌ، وإلاّ فإنْ كَانَ مُتعَلِّقاً بالجِسمِ تعلُّقَ التدبيرِ والتَّصَرُّفِ فَنَفْسٌ، وإلاّ فَعَقْلٌ. انْتهى. وَقَالَ قومٌ: العَقْلُ: قُوّةٌ وغَريزَةٌ أَوْدَعها اللهُ سُبحانَه فِي الإنسانِ ليَتمَيَّزَ بهَا عَن الحيَوانِ بإدراكِ الأمورِ النَّظَرِيَّة، والحقُّ أنّه نُورٌ رُوحانِيٌّ يُقذَفُ بِهِ فِي القلبِ أَو الدِّماغِ بِهِ تُدرِكُ النَّفسُ العلومَ الضروريّةَ والنظَرِيّةَ، واشْتِقاقُه من العَقْل، وَهُوَ المَنْع لمَنعِه صاحِبَه ممّا لَا يَلِيق، أَو من المَعْقِل، وَهُوَ المَلْجَأ لالْتِجاءِ صاحبِه إِلَيْهِ، كَذَا فِي التَّحْرِير لابنِ الهُمام، وَقَالَ بعضُ أهلِ الاشتِقاق: العَقلُ أصلُ مَعْنَاه المَنْعُ، وَمِنْه العِقالُ للبَعير سُمِّي بِهِ لأنّه يَمْنَعُ عمّا لَا يَلِيق، قَالَ:
(قد عَقَلْنا والعَقْلُ أيُّ وَثاقِ ... وَصَبَرْنا والصَّبْرُ مُرُّ المَذاقِ)
وَفِي الإرشادِ لإمامِ الحرمَيْن: العَقْلُ من العلومِ الضروريّة، والدليلُ على أنّه من العلومِ اسْتِحالةُ الاتِّصافِ بِهِ مَعَ تقديرِ الخُلُوِّ من جميعِ العلومِ، وَلَيْسَ العَقلُ من العلومِ النَّظريَّة إِذْ شَرْطُ النَّظَرِ تعَذُّرُ العَقْل، وَلَيْسَ العَقلُ جميعَ العلومِ الضروريّة فإنّ الضَّريرَ، وَمن لَا يُدرِكُ يتَّصِفُ بالعَقْلِ مَعَ انْتِفاءِ علومٍ ضَروريّةٍ عَنهُ، فبانَ بِهَذَا أَن العَقلَ من العلومِ الضروريّةِ وليسَ كلَّها. انْتهى.
وَقَالَ بعضُهم: اختلفَ الناسُ فِي العَقلِ من جِهاتٍ: هَل لَهُ حقيقةٌ تُدرَكُ أَو لَا قَوْلان، وعَلى أنّ لَهُ حَقِيقَة هَل هُوَ جَوْهَرٌ أَو عَرَض قَولَانِ، وَهل محَلُّه الرأسُ أَو القَلبُ قَولان، وَهل العقولُ مُتفاوِتَةٌ أَو مُتساوِيَة قَولان، وَهل هُوَ اسمُ جِنسٍ، أَو جِنسٌ، أَو نَوْعٌ ثلاثةُ أقوالٍ، فَهِيَ أَحَدَ عَشَرَ قَولاً، ثمّ القائِلونَ بالجَوْهَرِيَّةِ أَو العرَضِيَّةِ اختلَفوا فِي اسمِه على أَقْوَالٍ، أَعْدَلُها قولانِ، فعلى أنّه عَرَضٌ هُوَ مَلَكَةٌ فِي النَّفسِ تَسْتَعِدُّ بهَا للعلومِ والإدراكاتِ، وعَلى أنّه جَوْهَرٌ هُوَ جَوْهَرٌ لَطيفٌ تُدرَكُ بِهِ الغائِباتُ بالوَسائِط، والمَحْسوساتُ بالمُشاهَدات، خَلَقَه الله تَعالى فِي الدِّماغ، وجعلَ نورَه فِي القَلْبِ، نَقَلَه الأَبْشِيطِيُّ، وَقَالَ ابنُ فَرْحُون: العَقلُ نُورٌ يُقذَفُ فِي القَلبِ فيسْتَعِدُّ)
لإدراكِ الأشياءِ، وَهُوَ من العلومِ الضروريّة. وَلَهُم كلامٌ فِي العَقلِ غيرُ مَا ذَكَرْنا لم نورِدْه هُنَا قَصْدَاً للاختِصار، قَالُوا: وابتداءُ وجودِه عِنْد اجْتِنانِ الولَدِ، ثمّ لَا يزالُ يَنْمُو ويزيدُ إِلَى أَن يَكْمُلَ عِنْد البُلوغ، وَقيل: إِلَى أَن يَبْلُغَ أربعينَ سَنَةً فحينَئِذٍ يَسْتَكمِلُ عَقْلَه، كَمَا صَرَّحَ بِهِ غيرُ واحدٍ، وَفِي الحَدِيث: مَا من نَبِيٍّ إلاّ نُبِّئَ بعدَ الأرْبَعين وَهُوَ يُشيرُ إِلَى ذَلِك، وقولُ ابنِ الجَوْزِيِّ إنّه مَوْضُوعٌ لأنّ عِيسَى نُبِّئَ ورُفِعَ وَهُوَ ابنُ ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ سنة، كَمَا فِي حديثٍ، فاشْتِراطُه الأرْبَعين ليسَ بشَرطٍ مَرْدُودٌ لكونِه مُستَنِداً إِلَى زَعْمِ النَّصارى، والصحيحُ أنّه رُفِعَ وَهُوَ ابنُ مائةٍ وعِشرين، وَمَا وردَ فِيهِ غير ذَلِك فَلَا يصِحُّ، وَأَيْضًا كلُّ نبيٍّ عاشَ نِصفَ عُمْرِ الَّذِي قبلَه، وأنّ عِيسَى عاشَ مائَة وعِشرينَ ونَبِيُّنا عاشَ نِصفَها، كَذَا فِي تَذْكِرَةِ المَجْدولِيِّ، ج: عُقولٌ. وَقد عَقَلَ الرجلُ يَعْقِلُ عَقْلاً ومَعْقُولاً وَهُوَ مصدرٌ، وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ صِفةٌ، وَكَانَ يَقُول: إنّ المًصدرَ لَا يَأْتِي على وزنِ مَفْعُولٍ البَتَّةَ، وَيَتَأوَّلُ المَعْقولَ فَيَقُول: كأنّه عُقِلَ لَهُ شيءٌ، أَي حُبِسَ عَلَيْهِ عَقْلُه وأُيِّدَ وشُدِّدَ، قَالَ: ويُستَغنى بِهَذَا عَن المَفْعَلِ الَّذِي يكونُ مَصْدَراً، كَذَا فِي الصِّحاح والعُباب، وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ:
(فقد أفادَتْ لهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً ... لِمَن يكونُ لَهُ إرْبٌ وَمَعْقُولُ)
وَمن سَجَعَاتِ الأساس: ذَهَبَ طُولاً، وعَدِمَ مَعْقُولاً. وَمَا لفُلانٍ مَقُولٌ، وَلَا مَعْقُولٌ، وَمَا فَعَلْتُه منذُ عَقَلْتُ، وَقيل: المَعْقول: مَا تَعْقِلُه بقَلْبِك. وعَقَّلَ تَعْقِيلاً، شُدِّدَ للكَثرَةِ فَهُوَ عاقِلٌ من قومٍ عُقَلاءَ وعُقَّالٍ كرُمَّانٍ، قَالَ ابنُ الأَنْبارِيّ: رجلٌ عاقِلٌ، وَهُوَ الجامِعُ لأمرِه ورأيِه، مأخوذٌ من عَقَلْتُ البَعيرَ: إِذا جَمَعْتَ قَوائِمَه، وَقيل: هُوَ الَّذِي يَحْبِسُ نفسَه ويَرُدُّها عَن هَواها. عَقَلَ الدَّواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه، من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ، عَقْلاً: أَمْسَكه، وخَصَّ بعضُهم بعدَ اسْتِطلاقِه، قَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إِذا اسْتَطلقَ بطنُ الإنسانِ ثمّ اسْتَمسكَ فقد عَقَلَ بَطْنُه. عَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمَه، فَهُوَ عَقُولٌ، يُقَال: لفُلانٍ قَلْبٌ عَقُولٌ ولِسانٌ سَؤولٌ، أَي فَهْمٌ، وَقَالَ الزِّبْرَقانُ: أحَبُّ صِبْيانِنا إِلَيْنَا الأَبْلَهُ العَقُول، قَالَ ابنُ الْأَثِير: هُوَ الَّذِي يُظَنُّ بِهِ الحُمْقَ فَإِذا فُتِّشَ وُجِدَ عاقِلاً، والعَقُول: فَعُولٌ مِنْهُ للمُبالَغة. عَقَلَ البَعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً: شَدَّ وَظيفَه إِلَى ذِراعِه، وَفِي الصِّحاح: قَالَ الأَصْمَعِيّ: عَقَلْتُ البعيرَ أَعْقِلُه عَقْلاً، وَهُوَ أَن تَثْنِي وظيفَه مَعَ ذِراعِه فتَشُدَّهما جَمِيعًا فِي وسَطِ الذِّراعِ، كعَقَّلَه تَعْقِيلاً، شُدِّدَ للكَثرَةِ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي الله عَنهُ أنّه قَدِمَ رجلٌ من بعضِ الفُرُوجِ عَلَيْهِ فَنَثَرَ كِنانَتَه فَسَقَطتْ صحيفَةٌ فَإِذا فِيهَا أبياتٌ مِنْهَا وَهِي من أبياتِ أبي)
المِنهالِ بُقَيْلةَ الأكبَر:
(فلمّا قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ ... قَفا سَلْعٍ بمُختَلَفِ التِّجارِ)

(يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيْظَمِيٌّ ... وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤارِ)
يَعْنِي نسَاء مُعَقَّلاتٍ لأزواجِهِنَّ كَمَا تُعَقَّلُ النُّوقُ عِنْد الضِّراب. ويُروى:
... . جَعْدَةُ مِن سُلَيْمٍ ... مُعيداً يَبْتَغي سَقَطَ العَذارى)
أرادَ أنّه يتعرَّضُ لهنَّ، فَكَنَى بالعَقْلِ عَن الجِماعِ، أَي أنّ أزواجَهُنَّ يُعَقِّلونَهُنَّ، وَهُوَ يُعَقِّلُهُنَّ أَيْضا، كأنّ البَدءَ للأزواجِ، والإعادَةَ لَهُ. قلتُ: وَهَذَا الرجلُ صاحبُ الأبياتِ كَانَ وَجَّهَه عمرُ رَضِيَ اللهُ عَنهُ إِلَى إِحْدَى الغَزَواتِ بنَواحي فارِس، وَكَانَ تَرَكَ عِيالَه بِالْمَدِينَةِ، فَبَلَغه أنّ رجُلاً من بَني سُلَيْمٍ اسمُه جَعْدَةُ يَخْتَلفُ إِلَى النِّساءِ الغائِباتِ أزواجُهُنَّ، فكتبَ إِلَى سَيِّدِنا عمرَ يشكو مِنْهُ. وَفِي الحَدِيث: القُرآنُ كالإبلِ المُعَقَّلَةِ أَي المَشدودَةِ بالعِقال، والتشديدُ للتكثير. واعْتَقلَه اعْتِقالاً: مثلُ عَقَلَه. عَقَلَ القَتيلَ يَعْقِلُه عَقْلاً: وَدَاهُ أَي أعطاهُ العَقلَ، وَهُوَ الدِّيَةُ. عَقَلَ عَنهُ عَقْلاً: أدّى جِنايَتَه وَذَلِكَ إِذا لَزِمَتْه دِيَةٌ فَأَعْطَاهَا عَنهُ، قَالَ الشَّاعِر:
(فإنْ كَانَ عَقْلٌ فاعْقِلا عَن أَخيكُما ... بناتِ المَخاضِ والفِصالِ المَقاحِما)
عَدّاه بعن لأنّ فِي قولِه: اعْقِلوا معنى أدُّوا وأَعْطُوا، حَتَّى كأنّه قَالَ: فأَعْطِيا عَن أَخيكُما. عَقَلَ لَهُ دَمَ فلانٍ عَقْلاً: تَرَكَ القَوَدَ للدِّيَةِ، قَالَت كَبْشَةُ أختُ عَمْرِو بنِ مَعْدِ يَكْرِبَ:
(وَأَرْسلَ عَبْد الله إِذْ حانَ يَوْمُهُ ... إِلَى قَوْمِه لَا تَعْقِلوا لهمُ دَمي)
فَهَذَا هُوَ الفرقُ بَين عَقَلْتُه، وعَقَلْتُ عَنهُ، وعَقَلْتُ لَهُ، كَذَا فِي المُحكَم والتهذيبِ لابنِ القَطّاع، وَسَيَأْتِي قَرِيبا. عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً وعُقولاً، بالضَّمّ: صَعِدَ، وَفِي الصِّحاح عَقَلَ الوَعِلُ، أَي امْتنعَ فِي الجبَلِ العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وَبِه سُمِّي الوَعِلُ عاقِلاً، أَي على حَدِّ التسميَةِ بالصِّفةِ، وَيُقَال: وَعِلٌ عاقِلٌ: إِذا تحَصَّنَ بوَزَرِه عَن الصَّيَّاد. عَقَلَ الظِّلُّ عَقْلاً: قامَ قائِمُ الظَّهيرَة، وَذَلِكَ عِنْد انتِصافِ النَّهَار، قَالَ لَبيدٌ رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ:
(تَسْلُبُ الكانِسَ لم يُورأْ بهَا ... شُعْبَةَ الساقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ)
عَقَلَ إِلَيْهِ عَقلاً وعُقولاً: إِذا لَجَأَ. عَقَلَ فُلاناً: إِذا صَرَعَه الشَّغْزِبيَّةَ وَهُوَ أَن يَلْوِي رِجلَهُ على رِجْلِه كاعتقله وَالِاسْم العُقْلَةُ بالضَّمّ، قَالَ: عَلَّمَنا إخوانُنا بَنو عِجِلْ) شُرْبَ النَّبيذِ واعْتِقالاً بالرِّجِلْ عَقَلَ البَعيرُ: أَكَلَ العاقولَ، اسمُ نبتٍ يَأْتِي ذِكرُه يَعْقِلُ بالكَسْر، من حدِّ ضَرَبَ، عَقلاً فِي الكُلِّ.
والعَقْل: الدِّيَةُ، وَقد عَقَلَه: إِذا وَدَاه، كَمَا تقدّم، وَمِنْه الحَدِيث: العَقلُ على المُسلِمينَ عامَّةً، وَلَا يُترَكُ فِي الإسلامِ مُفْرَجٌ، قَالَ الأَصْمَعِيّ: وإنّما سُمِّيَتْ بذلك لأنّ الإبلَ كَانَت تُعْقَلُ بفناءِ ولِيِّ المَقْتول، ثمّ كَثُرَ استعمالُهم هَذَا اللفظُ حَتَّى قَالُوا: عَقَلْتُ المَقْتولَ: إِذا أَعْطَيتَ دِيَتَه دَراهِمَ أَو دَنانير، قَالَ أنسُ بنُ مُدْرِكَةَ:
(إنّي وقَتْلِي سُلَيْكاً ثمّ أَعْقِلَهُ ... كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لما عافِتِ البَقَرُ)
العَقْل: الحِصْنُ، وَأَيْضًا: المَلجأ والجمعُ عُقولٌ، قَالَ أُحَيْحةُ:
(وَقد أَعْدَدْتُ للحِدْثانِ حِصْناً ... لوَ انَّ المَرْءَ تُحْرِزُهُ العُقولُ)
قَالَ الليثُ: وَهُوَ المَعْقِلُ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: أُراه أرادَ بالعُقولِ التحَصُّنَ فِي الجبَلِ، وَلم أسمعْ العَقْلَ بِمَعْنى المَعقِل لغيرِ اللَّيْث. قَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: العَقْل: القَلبُ، والقَلبُ: العَقْل. قلت: وَبِه فسَّر بعضٌ قَوْله تَعالى: لمن كَانَ لَهُ قَلْبٌ. العَقْل: ثَوْبٌ أَحْمَرُ يُجَلَّلُ بِهِ الهَوْدَجُ، قَالَ عَلْقَمةُ:
(عَقْلاً ورَقْماً تكادُ الطَّيْرُ تَخْطَفُه ... كأنَّه من دَمِ الأَجْوافِ مَدْمُومُ) أَو ضربٌ من الوَشْيِ، وَفِي المُحكَمِ من الوَشيِ الأحمرِ، وَقيل: ضَرْبٌ من البُرُودِ. أَيْضا: إسقاطُ اللامِ من مُفاعَلَتُنْ، هَكَذَا فِي سائرِ النّسخ، وَفِي نسخةٍ إِسْقَاط الْيَاء، قَالَ شَيْخُنا: وَهُوَ غلَطٌ ظَاهر، فإسقاطُ الياءِ وكلّ خامِسٍ ساكِنٍ من الجُزءِ إنّما يُقَال لَهُ القَبْضُ، والعَقْلُ إنّما هُوَ حَذْفُ الخامِسِ المُتحرِّك، انْتهى. قلت: وَفِي المُحكَم: العَقلُ فِي العَرُوض: إسقاطُ الياءِ من مَفاعِيلُنْ بعدَ إسكانِها فِي مُفاعَلَتُنْ، فيصيرُ مَفاعِلُنْ، وبَيتُه:
(مَنازِلٌ لفَرْتَنَى قِفارٌ ... كأنّما رُسومُها سُطورُ)
العَقْلُ، بِالتَّحْرِيكِ: اصْطِكاكُ الرُّكبتَيْن، أَو التِواءٌ فِي الرِّجل، وَقيل: هُوَ أَن يُفرِطَ الرّوح فِي الرجلَيْن حَتَّى يصطك العُرْقوبانِ، وَهُوَ مَذْمُومٌ، قَالَ الجَعدِيُّ يصفُ نَاقَة:
(مَطْوِيَّةِ الزَّوْرِ طَيَّ البِئْرِ دَوْسَرَةً ... مَفْرُوشَةِ الرِّجلِ فَرْشَاً لم يكُنْ عَقَلا)
يُقَال: بَعيرٌ أَعْقَلُ، وناقةٌ عَقْلاءُ: بَيِّنَةُ العَقَل، وَقد عَقِلَ، كفَرِحَ عَقَلاً، وَهُوَ التِواءٌ فِي رِجلِ البعيرِ، واتِّساع. وتعاقَلوا دمَ فلانٍ: عقَلوه بَينهم، وَفِي حديثِ عمرَ رَضِي اللهُ عَنهُ: إنّا لَا نَتَعَاقَلُ المُضَغَ بَيْننَا. أَي أنَّ أهلَ القُرى لَا يَعْقِلونَ عَن أهلِ البادِيَةِ، وَلَا أهلَ الباديةِ عَن أهلِ القُرى فِي) مِثلِ المُوضِحَةِ، أَي لَا نَعْقِلُ بَيْننَا مَا سَهُلَ من الشِّجاجِ، بل نُلزِمُه الجانِيَ. يُقَال: دَمُه مَعْقُلَةٌ، بضمِّ القافِ، على قَوْمِه أَي: غُرْمٌ عَلَيْهِم يُؤَدُّونَه من أموالِهم. والمَعْقُلَةُ أَيْضا: الدِّيَةُ نفسُها، يُقَال: لنا عِنْد فلانٍ ضَمَدٌ من مَعْقُلَةٍ، أَي بَقِيَّةٌ من دِيَةٍ كَانَت عَلَيْهِ. مَعْقُلَة: خَبْرَاءُ بالدَّهْناءِ تُمسِكُ الماءَ، حَكَاهَا الفارسيُّ عَن أبي زَيْدٍ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَقد رَأَيْتُها، وفيهَا حَوايا كثيرةٌ تُمسِكُ ماءَ السماءِ دَهْرَاً طَويلا، وإنّما سُمِّيتْ مَعْقُلَةً لأنّها تُمسِكُ الماءَ كَمَا يَعْقِلُ الدواءُ البَطنَ، قَالَ ذُو الرُّمَّة:
(حُزاوِيَّةٌ أَو عَوْهَجٌ مَعْقُلِيَّةٌ ... تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائرِ)
يُقَال: هم على معاقلِهم الأُولى: أَي على حَال الدِّياتِ الَّتِي كَانَت فِي الجاهليَّة، يؤدُّونَها كَمَا كَانُوا يؤدُّونَها فِي الجاهليَّة، واحِدَتُه مَعْقُلَةٌ. على مَعاقِلِهِم: على مَراتبِ آبَائِهِم، وأَصلُه من ذَلِك، وَفِي الحَدِيث: كتَبَ بينَ قريشٍ والأَنصارِ كِتاباً فِيهِ المُهاجِرونَ من قُرَيشٍ على رَباعَتِهِم، يتَعاقَلونَ بينَهُم مَعاقِلَهُم الأُولى، أَي يكونونَ على مَا كَانُوا عَلَيْهِ من أَخْذِ الدِّياتِ وإعطائها. وَهُوَ عِقالُ المِئينَ، ككِتابٍ: أَي الشريف الَّذِي إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمِئينَ من الإبلِ. ويُقال: فلانٌ قَيدُ مائةٍ، وعِقالُ مائةٍ، إِذا كَانَ فِداؤُهُ إِذا أُسِرَ مائَة من الإبلِ، قَالَ يزِيد بنُ الصَّعِقِ:
(أُساوِرُ بِيضَ الدَّارِعينَ وأَبتَغي ... عِقالَ المِئينَ فِي الصَّباحِ وَفِي الدَّهْرِ)
واعْتَقَلَ رُمْحَهُ: جعلَه بينَ رِكابِه وساقِه، وَفِي حَدِيث أُمِّ زَرْعٍ: واعتقَلَ خَطِيَّاً. قَالَ ابنُ الأَثير: اعْتِقالُ الرُّمْحِ: أَنْ يجعلَهُ الرَّاكِبُ تحتَ فخِذِهِ ويَجُرَّ آخرَهُ على الأَرضِ وراءَه. اعْتَقَلَ الشَّاةَ: وضعَ رِجلَيها بينَ ساقِهِ وفَخِذِهِ فحلبَها، وَمِنْه حَدِيث عُمرَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: مَن اعتقَلَ الشّاةَ وحلبَها وأَكلَ مَعَ أَهلِهِ فقد بَرِئَ من الكِبْرِ. يُقال: اعْتَقَلَ الرِّجْلَ: إِذا ثَناها فوَضَعها على الوَرِكِ، كَذَا فِي النُّسَخِ، والصّوابُ على المَوْرِكِ، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (أَطَلْتُ اعتِقالَ الرِّجْلِ فِي مُدْلَهِمَّةٍ ... إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَودى نِظامُها)
أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقِها، كتَعَقَّلَها. يُقال: تَعَقَّلَ فلانٌ قادِمَةَ رَحلِهِ، بِمَعْنى اعْتَقَلَهُ، وَمِنْه قولُ النّابِغَة: مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوارِ اعْتَقَلَ من دَمِ فُلانٍ، وَمن دَمِ طائلَتِه: إِذا أَخَذَ العَقلَ، أَي الدِّيَةَ. والعِقال، ككِتابٍ: زَكاةُ عامٍ من الإِبلِ والغَنَمِ، ومه قولُ عَمرو بنِ العَدّاءِ الكَلْبِيِّ:
(سَعى عِقالاً فَلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً ... فكيفَ لَو قد سَعى عَمْروٌ عِقالَيْنِ)

(لأَصْبَحَ الحَيُّ أَوباداً وَلم يَجِدوا ... عندَ التَّفَرُّقِ فِي الهَيجا جِمالَيْنِ)
قَالَ ابنَ الأَثيرِ: نَصَبَ عِقالاً على الظَّرْفِ، أَرادَ مُدَّةَ عِقالٍ، وَمِنْه قولُ أَبي بكر الصدِّيقِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حِين امتنعَت العربُ عَن أَداءِ الزَكاةِ إِلَيْهِ: لَو مَنَعوني عِقالاً كَانُوا يؤَدُّونَه إِلَى رَسُول الله صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم لَقاتَلْتُهُم عَلَيْهِ. قَالَ الكِسائيُّ: العِقالُ: صَدَقَةُ عامٍ، وَقَالَ بعضُهُم: أَرادَ أَبو بَكرٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ بالعِقالِ الحَبْلَ الَّذِي كَانَ يُعقَلُ بِهِ الفريضَةُ الَّتِي كَانَت تؤخَذُ فِي الصَّدَقَةِ إِذا قبضَها المَصَدِّقُ، وَذَلِكَ أَنَّه كَانَ على صَاحب الإبلِ أَنْ يؤَدِّيَ مَعَ كلِّ فريضَةٍ عِقالاً تُعقَلُ بِهِ ورِواءً، أَي حَبلاً، وَقيل: مَا يُسَاوِي عِقالاً من حُقوقِ الصَّدَقَةِ، وَقيل: إِذا أَخَذَ المُصَدِّقُ أَعيانَ الإبلِ قِيل: أَخَذَ عِقالاً، وَإِذا أخذَ أَثمانَها قِيل: أَخذَ نَقداً، وَقيل أَرادَ بالعِقال صدَقَةَ العامِ، واختارَهُ أَبو عُبيدٍ، وَعَلِيهِ اقْتصر المُصَنِّفُ، وَقَالَ أَبو عُبَيدٍ: وَهُوَ أَشبَهُ عِنْدِي، قَالَ الخَطّابِيُّ: إنَّما يُضرَبُ المَثَلُ فِي مثلِ هَذَا بالأَقَلِّ لَا بالأَكثَرِ، وَلَيْسَ بسائرٍ فِي لسانِهِم أَنَّ العِقالَ صدقَةُ عامٍ، وَفِي أَكثَر الرِّوايات: لَو مَنعوني عَناقاً، وَفِي أُخرى: جَدْياً، وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث مَا يدُلُّ على القَولينِ. قلتُ: ووَرَدَ فِي بعضِ طُرُقِ الحَدِيث: لَو مَنعوني عِقال بعيرٍ، وَهُوَ بعيدٌ عَن التَّأْويلِ. عَقالٌ: اسْمُ رَجُلٍ. العِقالُ: القَلوصُ الفَتِيَّةُ. ذُو العُقَّالِ، كرُمّانٍ: فَرَس، وسِياقُ المصنِّفِ يَقتضي أَنَّ اسمَ الفرسِ عُقّالٌ، وَهُوَ غلَطٌ، ووقعَ فِي الصحاحِ: وَذُو عُقَّالٍ: اسمُ فرَسٍ، قَالَ ابنُ برّيّ: والصَّحيح ذُو العُقّالِ، بلام التَّعريفِ، وَهُوَ فَحْلٌ من خُيولِ العَرَبِ يُنسَبُ إِلَيْهِ، قَالَ حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهداءِ رَضِي الله تَعالى عَنهُ:
(لَيْسَ عِنْدِي إلاّ سِلاحٌ ووَرْدٌ ... قارِحٌ من بَنَات ذِي العُقّالِ)

(أَتَّقي دونَهُ المَنايا بنَفسي ... وَهُوَ دوني يَغشَى صُدورَ العَوالي)
وَقَالَ ابنُ الكَلْبِيِّ: هُوَ فرَسُ حَوْطِ بنِ أَبي جابِرٍ الرِّياحِيِّ من بني ثعلبَةَ بنِ يَربوعٍ، وَهُوَ أَبو داحِسٍ، وابنُ أَعوَجَ لصُلْبِه ابنِ الدِّينارِيِّ بنِ الهُجَيْسِيِّ بنِ زادِ الرَّكْبِ، قَالَ جَريرٌ:
(إنَّ الجِيادَ يَبِتْنَ حولَ قِبابِنا ... من نسلِ أَعوَجَ أَو لِذي العُقّالِ)
ومَرَّ للمُصنِّفِ اسْتطرادُهُ فِي دحس فراجِعه، وَفِي الحَدِيث أَنَّه كَانَ للنبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم فرَسٌ يُسَمَّى ذَا العُقّالِ. العُقّالُ: داءٌ فِي رِجلِ الدَّابَّةِ إِذا مَشى ظَلَعَ ساعَةً ثمَّ انْبَسَطَ، وأَكثَرُ مَا يَعتري فِي الشّاءِ، ويَخُصُّ أَبو عُبيدٍبالعُقّالِ الفرَسَ. وَفِي الصحاحِ: العُقّالُ: ظَلَعٌ يأْخُذُ فِي قَوَائِم الدَّابَّةِ، وَقَالَ أُحَيْحَةُ:)
(يَا بَنِيَّ التُّخومَ لَا تَظلِموها ... إنَّ ظُلمَ التُّخومِ ذُو عُقّالِ)
عَقّالٌ، كشَدّادٍ: اسمُ أَبي شَيْظَمِ بنِ شَبَّةَ المُحَدِّث عَن الزهرِيّ. العَقيلَةُ من النِّساءِ، كسَفينَةٍ: الكريمَةُ المُخَدَّرَةُ النَّفيسَةُ، هَذَا هُوَ الأَصلُ، ثمَّ استُعمِلَ فِي الكريمِ من كلِّ شيءٍ من الذّواتِ والمَعاني، وَمِنْه عَقائلُ الكلامِ. العَقيلَة، من القَومِ: سَيِّدُهُم. العقيلةُ، من كلِّ شيءٍ: أَكرَمُهُ، قَالَ طَرَفَةُ:
(أَرى المَوتَ يَعتامُ الكِرامَ ويَصطَفي ... عَقيلَةَ مالِ الفاحِشِ المُتَشَدِّدِ)
وَمِنْه قَول عليٍّ رَضِي الله عَنهُ: المُختَصُّ بعَقائلِ كَراماتِهِ. عَقيلَةُ البَحرِ: الدُّرُّ، وَقيل: هِيَ الدُّرَّةُ الكبيرَةُ الصّافِيَةُ، وَقَالَ ابنُ برّيّ: هِيَ الدُّرَّةُ فِي صَدَفَتِها. قَالَ الأَزْهَرِيّ: العَقيلَةُ: كريمَةُ النِّساءِ، والإِبلِ، وغيرِهما، والجَمْعُ العَقائلُ، وأَنشدَ الصَّاغانِيّ لطرَفَةَ أَيضاً:
(فَمَرَّت كَهاةٌ ذاتُ خَيْفٍ جُلالَةٌ ... عَقيلَةُ شَيخٍ كالوَبيلِ يَلَنْدَدِ)
والعاقولُ: مُعظَمُ البَحرِ، أَو موجُهُ. أَيضاً: مَعطِفُ الْوَادي والنَّهْرِ، وَقيل: عاقولُ النَّهْرِ والواديفَقَالَ: القَبيلَةُ، إلاّ أَنَّهُم يُحَمَّلونَ بقَدَر مَا يُطيقونَ، قَالَ: فَإِن لمْ تَكُنْ عاقِلَةٌ لمْ تُجْعَلْ فِي مَال الْجَانِي، وَلَكِن تُهدَر عَنهُ، وَقَالَ إسحاقُ: إِذا لم تكن العاقِلَةُ أَصلاً فإنَّه يكونُ فِي بيتِ المالِ، وَلَا تُهدَرُ الدِّيَةُ. وعاقَلَهُ مُعاقَلَةً: غالبَهُ فِي العَقْلِ، فعَقَلَه، كنصَرَهُ، عَقلاً، أَي غلبَهُ، وكانَ أَعقَلَ مِنْهُ، كَمَا فِي العُبابِ. والعُقَّيْلَى، كسُمَّيْهَى: الحِصْرِمُ. وعَقَّلَهُ تَعقيلاً: جعلَه عاقِلاً. عَقَّلَ، الكَرْمُ، تَعقيلاً: أَخرَجَ عُقَّيْلاه، أَي الحِصرِمَ، وَمِنْه حديثُ الدَّجّالِ: ثُمَّ يأْتي الخِصْبُ فيُعَقِّلُ الكَرْمُ ثمَّ يُمَجِّجُ، أَي يُخرِجُ العُقَّيْلَى، ثمَّ يَطيبُ طَعمُه. وأَعقلَهُ: وجدَه عاقِلاً، كأَحمدَهُ وأَبخلَه. واعْتُقِلَ لِسانُهُ مَجهولاً، أَي حُبِسَ ومُنِعَ، وَقيل: امْتُسِكَ، وَقَالَ الأَصمعيُّ: مَرِضَ فلانٌ فاعْتُقِلَ لسانُه: أَي لم يَقدِرْ على الكلامِ، وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(ومُعتَقَلِ اللسانِ بغيرِ خَبْلٍ ... يَميدُ كأَنَّه رَجُلٌ أَميمُ)
وَمِنْه أُخِذَ العاقِلُ الَّذِي يَحبِسُ نفسَهُ ويَرُدُّها عَن هَواهَا. وعاقِلٌ: جَبَلٌ، بعينِه، نَجدِيٌّ، فِي شِعرِ زُهَيرٍ:
(لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُهْ ... عَفا الرَّسُّ مِنْهُ فالرُّسَيْسُ فعاقِلُه)
وثَنّاهُ الشاعرُ ضَرورَةً، فَقَالَ:
(يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَيْنِ أَيامِناً ... وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتينِ شِمالا)
عاقِلٌ: سبعَةُ مَواضِعَ مِنْهَا: رَمْلٌ بينَ مكَّةَ والمَدينَة، وماءٌ لِبَني أَبانِ بنِ دارِمٍ، إمَّرَةُ فِي أَعاليه، والرُّمَّةُ فِي أَسافِلِه. وبَطْنُ عاقِلٍ: على طريقِ حاجِّ البَصرَةِ بَين رامَتينِ وإمَّرة. عاقِلُ بنُ البُكَيرِ بنِ عبدِ يالِيلَ بن ناشِبٍ الكِنانِيُّ اللَّيْثِيُّ، حليفُ بني عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، الصَّحابِيُّ: بَدرِيٌّ، رَضِي الله عَنهُ، وَكَانَ اسمُه غافِلاً، كَمَا فِي العُبابِ، وقِيل: نُشْبَة، كَمَا فِي معجَم ابنِ فَهدٍ، فغيَّرَه النَّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم وسمّاهُ عاقِلاً تَفاؤُلاً. والمَرأَةُ تُعاقِلُ الرَّجُلَ إِلَى ثُلُثِ دِيَتِها، أَي تُوازيهِ، مَعناهُ أَنَّ مُوضِحَته ومُوضِحتها سَواءٌ، فَإِذا بلغَ العقلُ ثلثَ الدِّيَةِ صَارَت دِيَةُ المرأَةِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ. وَفِي حَدِيث ابْن المُسيَّبِ: فإنْ جاوَزَت الثُّلُثَ رُدَّت إِلَى نصفِ دِيَةِ الرَّجُلِ.
وَمَعْنَاهُ أَنَّ دِيَةَ المرأَةِ فِي الأَصلِ على النِّصفِ من دِيَةِ الرَّجُلِ، كَمَا أَنَّها تَرِثُ نصفَ مَا يَرِثُ الابْنُ، فجعلَها سَعيدٌ تُساوي الرَّجُلَ فِيمَا يكون دونَ ثُلُثِ الدِّيَةِ، تأْخُذُ كَمَا يأْخُذُ الرجلُ، إِذا جُنِيَ)
عَلَيْهَا، ولَها فِي إصبَعِ من أَصابِعِها عَشْرٌ من الإبلِ كإصبَعِ الرَّجُلِ، وَفِي إِصْبَعَيْنِ من أَصابِعِها عشرونَ من الإبلِ، وَفِي ثلاثٍ من أَصابِعِها ثَلاثُونَ كالرَّجُلِ، فَإِن أُصيبَ أَربَعٌ من أَصابِعها رُدَّتْ إِلَى عِشرينَ، لأَنَّها جاوَزَت الثُّلُثَ فرُدَّتْ إِلَى النِّصفِ مِمّا للرَّجُلِ، وأمّا الشَّافِعِيُّ وأَهلُ الكوفَةِ فإنَّهم جعلُوا فِي إصبَع المرأَةِ خَمساً من الإبلِ، وَفِي إصبَعينِ لَهَا عَشْراً، وَلم يَعتبروا الثُّلُثَ كَمَا فعلَه ابنُ المسيَّبِ. وَقَول الجوهريِّ، نقلا عَنْهُم: مَا أَعقِلُهُ عنكَ شَيْئا، أَي دَعْ عنكَ الشَّكَّ، هَذَا حرفٌ رواهُ سيبويهِ فِي بَاب الابتداءِ يُضْمَرُ فِيهِ مَا بُنيَ على الابتداءِ، كأَنَّه قَالَ: مَا أَعلَمُ شَيْئا ممّا تقولُ، فدَعْ عنكَ الشَّكَّ، ويُستَدَلُّ بِهَذَا على صِحَّةِ الإضمارِ فِي كَلَامهم للاختصارِ، وكذلكَ قولُهم: خُذْ عَنْكَ، وسِرْ عنكَ، وَقَالَ بَكْرٌ المازِنِيُّ: سألتُ أَبا زَيدٍ والأَصمعِيَّ والأَخفشَ وأَبا مالِكٍ عَن هَذَا الحرفِ فَقَالُوا جَميعاً: مَا نَدْرِي مَا هُوَ، وَقَالَ الأَخفَشُ: أَنا منذُ خُلِقْتُ أَسأَلُ عَن هَذَا، قَالَ ابنُ برّيّ: هَذَا تصحيفٌ، والصّوابُ مَا أَغفلَه عنكَ بالفاءِ والغَينِ، وَهَكَذَا رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ، وَهَكَذَا صرَّحَ بِهِ أَيضاً أَبو محمَّدٍ إسماعيلُ بنُ محمَّد بن عَبدوس النَّيسابورِيُّ أَنَّه تصحيفٌ، والمسموع بالغين والفاءِ، كَذَا بخَطِّ أَبي سَهلٍ الهَرَوِيِّ وأَبي زَكَرِّيّا.
وقولُ الشَّعبِيِّ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، العَمْدَ وَلَا العَبْدَ، ورواهُ غيرُه: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، عَمْداً، وَلَا صُلْحاً، وَلَا اعتِرافاً، وَلَا عَبداً، أَي أَنَّ كلَّ جِنايةٍ عَمْدٍ فإنَّها فِي مَال الْجَانِي خاصَّةً وَلَا يلزَمُ العاقلَةَ مِنْهَا شيءٌ، وكذلكَ مَا اصطَلحوا عَلَيْهِ من الجناياتِ فِي الخَطَأِ، وكذلكَ إِذا اعترَفَ الْجَانِي بالجِنايَةِ من غيرِ بيِّنَةٍ تقومُ عَلَيْهِ، وَإِن ادَّعى أَنَّها خطأٌ لَا يُقبَلُ مِنْهُ، وَلَا يُلزَمُ بهَا العاقِلَةُ.
وَلَيْسَ بحديثٍ كَمَا توهَّمَه الجَوْهَرِيُّ. قلتُ: هَذَا الحديثُ أَخرجَهُ الإمامُ محمَّدٍ فِي مُوَطَّئهِ بإسنادِه عَن ابنِ عبّاسٍ، ومَتْنُهُ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً وَلَا مَا جَنى المَمْلوكُ.
وكذلكَ ابنُ الأَثيرِ فِي النِّهايةِ فإنَّه سمَّاهُ حَديثاً، وَإِذا ثبتَ الحديثُ عَن ابنِ عبّاسٍ، وَلَو مَوقوفاً، سيَما إِذا كانَ فِي حُكمِ المَرفوعِ، فقولُه: ليسَ بحَديثٍ إِلَخ، مَردودٌ عَلَيْهِ، وكأَنَّه نظَرَ إِلَى الصَّاغانِيّ، قَالَ فِي العُبابِ: وَفِي حديثِ الشَّعبِيِّ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَمداً وَلَا عَبداً وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً. فقلَّدَه فِي قَوْله ذلكَ، وذَهَلَ عَن أَنَّهُ مَروِيٌّ من طَرِيق ابنِ عبّاسٍ، وَقد أَشارَ إِلَى ذلكَ المُنلا عليّ فِي رسالةٍ ألَّفَها فِي ذَلِك، سمّاها: تشييعَ فقهاءِ الحَنفِيَّةِ لِتَشنيعِ فقهاءِ الشَّافِعِيَّةِ. ونقلَهُ شيخُنا، معناهُ: أَنْ يَجنيَ الحُرُّ، الأَولَى حُرٌّ، على عَبدٍ، خطأ، فَلَيْسَ على عاقلَةِ الْجَانِي شيءٌ إنَّما جِنايَتُهُ فِي مَاله خاصَّةً، وَهُوَ قولُ ابنُ أَبي لَيلَى، وصَوَّبَهُ الأَصمعيُّ، وَإِلَيْهِ ذهبَ الإمامُ)
الشافعيُّ، قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وَهُوَ مُوافقٌ لكَلَام العربِ، لَا أَن يَجنِيَ العَبْدُ على حُرٍّ، كَمَا توَهَّمَ أَبو حنيفَةَ، أَي فِي تَفْسِير قَول الشَّعبِيِّ السَّابِقِ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ العَمْدَ وَلَا العَبْدَ. قَالَ ابنُ الأَثيرِ: وأَمّا العَبْدُ فَهُوَ أَن يَجنيَ على حُرٍّ فَلَيْسَ على عاقِلَةِ مَولاهُ شيءٌ من جِنايَةِ عبدِهِ، وإنَّما جِنايَتُه على رَقَبَتِه، قَالَ: وَهُوَ مَذهبُ أَبي حنيفةَ رحِمه الله تَعَالَى، هَذَا نَصُّ ابنِ الأَثيرِ، وَقد قدَّمَه على القَول الثّاني، وَفِيه تأَدُّبٌ مَعَ الإِمَام صَاحب القَولِ، وأمّا قولُ المُصنِّفِ: كَمَا توَهَّمَ إِلَى آخِره، فَفِيهِ إساءَةُ أَدَبٍ معَ الإمامِ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لَا تَخفى، كَمَا نبَّه أَكمَلُ الدِّينِ فِي شرحِ الهِدايَةِ، وغيرُه ممَّن اعتَنى من فُقَهاءِ الحنفيَّةِ، ثمَّ قَالَ: لأَنَّه لَو كَانَ الْمَعْنى على مَا توهَّمَ، ونَصُّ النِّهايَة: إذْ لَو كانَ المَعنى على الأَوَّلِ، أَي على القَوْل الأَوَّلِ، وَهُوَ قولُ أَبي حنيفَةَ، وَلم يَقُلْ: على مَا توَهَّمَ، لأَنَّ فِيهِ إساءَةَ أَدَبٍ، ونَصُّ الأَصمَعِيِّ: لَو كَانَ المَعنِيُّ مَا قَالَ أَبو حنيفَةَ لَكَانَ الكَلامُ: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ عَن عَبدٍ، وَلم يكن وَلَا تعقِلُ العاقِلَةُ عبدا، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وَلَا تعقِلُ بزِيادَةِ الْوَاو، وَهِي مُستَدْرَكَةٌ، وَقَالَ الأَصمعِيُّ: كلَّمْتُ فِي ذلكَ أَبا يوسُفَ القاضِيَ بحضرةِ الرَّشيدِ الخليفةِ فَلم يَفرُقْ بينَ عقلْتُه وعَقَلْتُ عنهُ حتّى فهَّمْتُه، هَكَذَا نَقله ابنُ الأَثير فِي النِّهاية، والصَّاغانِيّ فِي الْعباب، وابنُ القطّاعِ فِي تهذيبه، وقلَّدَهم المُصَنِّفُ فِيمَا أَوردَه هَكَذَا خَلَفاً عَن سَلَفٍ، وَقد أَجابَ عَنهُ أَكملُ الدِّينِ فِي شرحِ الهِدايَةِ، فَقَالَ: يُسْتَعْمَلُ عقَلْتُهُ بِمَعْنى عَقَلْتُ عنهُ، وسياقُ الحديثِ، وَهُوَ قولُه: لَا تَعقِلُ العاقِلَةُ، وسياقه، وَهُوَ قولُه: وَلَا صُلحاً وَلَا اعتِرافاً، يَدُلاّنِ على ذلكَ، لأَنَّ المَعنى عَمَّن تَعَمَّدَ وعَمَّن صالحَ وعَمَّن اعْتَرَفَ، انْتهى. قَالَ شيخُنا: وَلَو صَحَّ عَن أَبي يوسُفَ أَنَّه فهِمَ عَن الأَصمعيِّ خِلافَ مَا قالَه أَبو حنيفَةَ لرَجَعَ إِلَيْهِ، وعَوَّلَ عَلَيْهِ، لأَنَّه وَإِن كانَ مُفَصِّلاً لِما أُجْمِلَ من قواعِدِ أَبي حنيفَةَ فإنَّه فِي حَيِّزِ أَربابِ الاجتهادِ، وَهُوَ أَتقى لله من ارتكابِ خِلافِ مَا ثبَتَ عندهُ أَنَّه صَوابٌ، وكونُ هَذِه اللغةِ ممَّا خَفِيَ عَن الأَصمَعِيِّ والشَّافِعِيِّ لِغرابَتِها، لَا يُنافي أَنَّها وارِدَةٌ فِي بعضِ اللُّغاتِ الفَصيحَةِ الوارِدَةِ عَن بعضِ العرَبِ، وكلامُ النَّبيِّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلَّم جامِعٌ لكَلَام الكلِّ، كَمَا عُرفَ فِي الأُصولِ العَربيَّةِ وغيرِها، فتأَمَّلْ. فِي التَّهذيبِ: يُقال: تَعَقَّلَ لَهُ بكَفَّيْهِ: أَي شبَّكَ بينَ أَصابعِهما لِيَرْكَبَ الجَمَلَ واقِفاً، وَذَلِكَ أَنَّ الْبَعِير يكونُ قَائِما مُثْقَلاً، وَلَو أَناخَهُ لم يَنْهَضْ بِهِ وبحِمْلِهِ، فيَجْمَعُ لَهُ يَدَيْهِ، ويُشَبِّكُ بينَ أَصابِعِه، حتّى يضعَ فِيهَا رِجلَهُ ويَرْكَبَ، قَالَ الأَزْهَرِيّ: هَكَذَا سمعتُ أَعرابِيّاً يَقُول. والعُقْلَةُ، بالضَّمِّ فِي اصْطِلاحِ حِسابِ الرَّمْلِ: فَرْدٌ وزَوجانِ وفَرْدٌ، هَكَذَا صورَتُهُ هَكَذَا نَقله الصَّاغانِيُّ قَالَ: وَهِي الَّتِي تُسَمَّى)
الثِّقاف، قَالَ شيخُنا: هُوَ لَيْسَ من اللُّغَةِ فِي شيءٍ. عُقَيْلٌ، كزُبَيْرٍ: ة، بِحَورانَ، كَمَا فِي العبابِ. عُقَيْلُ: اسْمٌ، وأَبو قبيلَةٍ، وَفِي شرحِ مُسلِمٍ للنَّوَوِيِّ أَنَّ عَقيلاً كلُّه بالفتحِ، إلاّ ابنَ خالِدٍ عَن الزُّهْرِيِّ، ويَحيى بنَ عَقيلٍ، وأَب القبيلَةِ فبالضَّمِّ، قلتُ: ابنُ خالدٍ أَيْلِيٌّ، وابنُ عقيلٍ مِصرِيٌّ، روَى عَنهُ واصِلٌ مَولى ابنِ عُيَيْنَةَ، وَمن ذَلِك أَيضاً عُقَيْلُ بنُ صَالح: كُوفِيٌّ عَن الحَسَنِ، ومحمَّدُ بنُ عُقَيْلٍ الفِرْيابِيّ بمِصر، عَن قتيبَةَ بنِ سعيدٍ، وحُسَيْنُ بنُ عُقَيْل، روى التَّفسيرَ عَن الضَّحّاكِ، وعُقَيْلُ بنُ إبراهيمَ بنِ خالدٍ بنِ عُقَيْلٍ، عَن أَبيه عَن جَدِّه، وَقَوله: وأَبو قبيلَةٍ، هُوَ عُقَيْلُ بنُ كَعْبِ بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرٍ. وفاتَه: عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ فِي فَزارَةَ، وَفِي أَشْجَعَ أَيضاً عُقَيْلُ بنُ هِلالٍ، والضَّحّاكُ بنُ عُقَيْلٍ: زَوْجُ الخَنساءِ الشّاعِرَةِ، وعُقَيْلُ بنُ طُفَيْلٍ الكِلابِيُّ: لَهُ ذِكْرٌ، واختُلِفَ فِي إِسْحَاق بنِ عُقَيْل شيخِ الباغَندِيّ، فضبطَه الأَميرُ وغيرُه بِالْفَتْح، وَحكى ابنُ عساكِرٍ عَن طاهِرٍ أَنَّه ضبطَهُ بالضَّمِّ. المُعَقِّلُ، كمُحَدِّثٍ، وضبطَه الحافظُ على وزن محمَّدٍ: لقَبُ ربيعَةَ بنِ كَعْبٍ المَذْحِجِيُّ، وَابْنه عَبْد الله بنُ المُعَقِّلِ لَهُ ذِكْرٌ فِي نسَبِ تَنوخ. المَعقِلُ، كمَنزِلٍ: المَلْجأُ، ويُستَعارُ، فيُقال: هُوَ مَعْقِلُ قَومِهِ: أَي مَلجؤُهُمْ، قَالَ الكُمَيْتُ:
(لقد عَلِمَ القَومُ أَنّا لهُمْ ... إزاءٌ، وأَنّا لهُمْ مَعقِلُ)
قيل: هُوَ منْ عَقَلَ الظَّبْيُ عَقْلاً: إِذا صَعَّدَ وامْتَنَعَ، والجمعُ مَعاقِلُ، وَفِي حَدِيث ظَبيان: إنَّ ملوكَ حِمْيَرَ مَلَكوا مَعاقِلَ الأَرضِ وقرارَها، أَي حُصونَها، وَفِي حديثٍ آخر: لَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الحِجازِ مَعقِلَ الأُرْوِيَّةِ من رأْسِ الجَبَلِ. أَي يعتصِمُ ويلتَجِئُ، وَبِه سُمِّيَ الرَّجُلُ مَعْقِلاً، مِنْهُم: مَعقِلُ بنُ المُنذِرِ الأَنصارِيُّ السَّلَمِيُّ، عَقَبِيٌّ بَدرِيٌّ. ومَعْقِلُ بنُ يَسارِ بنِ عَبْد الله المُزَنِيُّ: شهِدَ الحُديبيَةَ ونزَلَ البَصرَةَ. ومَعقِلُ بنُ سِنانِ وهما اثْنَان أَحدهمَا: ابْن سِنَان بن مُظَهِّرٍ الأَشْجَعِيُّ، شَهِدَ الفتحَ وسكنَ المدينةَ، والثّاني: ابنُ سِنانِ بنِ بِيشَةَ المُزَنِيُّ لَهُ وِفادَةٌ. ومَعقِلُ بنُ مُقَرِّنٍ، أَبو عَمرَةَ، أَخو النُّعمانِ بنِ مُقَرِّنٍ، وهم سبعةُ إخوةٍ هاجَروا وصَحِبوا، قَالَه الواقِدِيُّ. ومَعْقِلُ بنُ أَبي الهَيْثَمِ، وَهُوَ ابنُ أُمِّ مَعْقِلٍ، وَيُقَال معقل بن أبي معقل ويُقال: مَعقِلُ بنُ الهَيثَمِ الأَسَدِيُّ، وَهُوَ واحِدٌ، روى عَنهُ سَلَمَةُ والوَليدُ أَبو زَيدٍ. وذُؤالَةُ بنُ عَوْقَلَةَ اليَمانِيُّ، وَخَبَرهُ مَوْضُوعٌ: صحابِيُّون رَضِيَ الله تَعالى عَنْهُم. وكأميرٍ عَقيلُ بنُ أبي طالبٍ، كُنيَتُه أَبُو يَزيدَ أَنْسَبُ قُرَيْشٍ وأعلمَهُم بأيّامِها شَهِدَ المشاهِدَ كلَّها، وَهُوَ أَخُو عليٍّ وجَعَفْرٍ لأبَوَيْهِما، وَهُوَ الأكبرُ، روى عَنهُ ابنُه محمدٌ، وعطاءٌ، وَأَبُو صالحٍ السَّمَّان، مَاتَ زَمَنَ مُعاوِيَةَ وَقد عَمِيَ. عَقيلُ بنُ مُقَرِّنٍ المُزَنِيُّ أَبُو حَكيمٍ، أَخُو)
النُّعمان، لَهُ وِفادَةٌ صحابِيّانِ رَضِي الله تَعالى عَنْهُمَا. والعَقَنْقَلُ، كَسَفَرْجَلٍ: الْوَادي العظيمُ المُتَّسِع، قَالَ امرؤُ القَيس:
(فلمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفافٍ عَقَنْقَلِ)
والجَمع: عَقاقِلُ وعَقاقيل، قَالَ العَجَّاج: إِذا تلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا وَإِن تلَقَّتْهُ العَقاقيلُ طَفا قيل: هُوَ الكثيبُ المُتراكِمُ المُتداخِلُ المُتَعَقِّلُ بعضُه ببعضٍ، ويُجمَعُ عَقَنْقَلاتٌ أَيْضا، وَقيل: هُوَ الحبلُ مِنْهُ، فِيهِ حِقَفَةٌ وجِرَفَةٌ وَتَعَقُّدٌ، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: هُوَ من التَّعْقيل، فَهُوَ عِنْده ثُلاثِيٌّ. ربّما سَمَّوْا قانِصَةَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً، وَقيل: مَصارينُه، وَقيل: كُشْيَتُه كالعَنْقَلِ بحذفِ أوّلِ القافَيْن، وَفِي المثَل: أَطْعِمْ أخاكَ من عَقَنْقَلِ الضَّبِّ، يُضربُ عِنْد حَثِّكَ الرجُلَ على المواساةِ، وَقيل: إنّ هَذَا موضوعٌ على الهُزْءِ. قَالَ ابنُ عَبَّادٍ: العَقَنْقَلُ القَدَح. أَيْضا: السيفُ كَمَا فِي العُباب. وأَعْقَلَ الرجلُ: وَجَبَ عَلَيْهِ عِقالٌ، أَي زكاةُ عامٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: العَقُول: العاقِل، والدَّواءُ يُمسكُ البَطنَ. وَتَعَقَّلَ: تكَلَّفَ العَقلَ، كَمَا يُقَال: تحَلَّمَ وَتَكَيَّسَ. وتعاقَل: أَظْهَرَ أنّه عاقِلٌ فَهِمٌ، وَلَيْسَ كَذَلِك. وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمَه. وعَقِلَ الرجلُ، كفَرِحَ: صارَ عاقِلاً، لغةٌ فِي عَقَلَ كَضَرَب، حَكَاهَا ابنُ القَطّاعِ وصاحبُ المِصْباح. والمَعْقَلَةُ، بفتحِ القافِ: الدِّيَةُ، لغةٌ فِي ضمِّ الْقَاف، حَكَاهُ السُّهَيلِيُّ فِي الرَّوْض. واعْتَقلَ الدواءُ بَطْنَه، مثل عَقَلَه. وعَقَلَه عَن حاجَتِه، وعَقَّلَه وَتَعَقَّلَه واعْتَقلَه: حَبَسَه ومَنَعَه. والعِقال، ككِتابٍ: مَا يُشَدُّ بِهِ البعيرُ، والجمعُ عُقُلٌ، ككُتُبٍ، وَقد يُعقَلُ العُرْقوبان. ويُكنى بالعَقْلِ عَن الجِماعِ. وعَقَلَه عَقْلاً، وعَكَلَه: أقامَه على إِحْدَى رِجْلَيْه، وَهُوَ مَعْقُولٌ مُنْذُ الْيَوْم، وكلُّ عَقْلٍ رَفْعٌ. ومَعاقِلُ الإبلِ: حيثُ تُعْقَلُ فِيهَا. وداءٌ ذُو عُقّالٍ، كرُمَّانٍ: لَا يُبرأُ مِنْهُ. والعَقْلُ: ضَرْبٌ من المَشْطِ، يُقَال: عَقَلَت المرأةُ شَعرَها، وعَقَّلَتْه، قَالَ:
(أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها ... كَعَقْلِ العَسيفِ غَرابيبَ مِيلا)
والقُرون: خُصَلُ الشَّعرِ. والماشِطة: يُقَال لَهَا: العاقِلَة، كَمَا فِي الصِّحاح. وعَقَلَ الرجلُ على القومِ عِقالاً: سَعى فِي صَدَقاتِهم، عَن ابنِ القَطّاع. وعَقَلَ البَطنُ: اسْتَمسكَ. وَيُقَال: لفلانٍ عُقْلَةٌ يَعْقِلُ بهَا الناسَ: إِذا صارعَهم عَقَلَ أَرْجُلَهم. وَيُقَال أَيْضا: بِهِ عُقْلَةٌ من السِّحْرِ، وَقد عُمِلَتْ لَهُ نُشْرَةٌ. وَنَهْرُ مَعْقِلٍ بالبَصرَة، نُسِبَ إِلَى مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ المُزنِيِّ، رَضِيَ الله تَعالى عَنهُ، وَمِنْه)
الْمثل: إِذا جاءَ نَهْرُ اللهِ بَطَلَ نَهْرُ مَعْقِلٍ. والرُّطَبُ المَعْقِليُّ بالبَصرةِ منسوبٌ إِلَيْهِ أَيْضا. وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ، أَي لجأَ وقَلَصَ عِنْد انتصافِ النَّهَار. وعَقاقيلُ الكَرْمِ: مَا غُرِسَ مِنْهُ، أنشدَ ثعلبٌ:
(نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانبٍ ... كجَذِّ عَقاقيلِ الكُرومِ خَبيرُها)
وَلم يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا. وعُقّالُ الْكلأ، كرُمّانٍ: ثلاثُ بَقَلاتٍ يَبْقَيْن بعد انصِرامِه، وهنَّ: السَّعْدانَةُ، والحُلَّبُ، والقُطْبَة. وعاقُولة: قريةٌ بالفَيُّوم. وَمُحَمّد بنُ أحمدَ بنِ سعيدٍ الحنَفيُّ المَكِّيُّ المعروفُ كوالدِه بعَقيلَةَ، كسَفينَةٍ: ممّن أخذَ عَنهُ شيوخُنا. وَيُقَال لصاحبِ الشَّرِّ: إنّه لذُو عَواقيل. ونَخلةٌ لَا تَعْقِلُ الإبارَ: أَي لَا تَقْبَلُه، وَهُوَ مَجاز، كَمَا فِي الأساس. وعَقيلُ بن مالكٍ الحِميَريُّ: صَحابيٌّ ذَكَرَه ابنُ الدَّبَّاغ. وَكَذَا مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ أَو خُلَيْدٍ، أوردهُ ابنُ قانِعٍ. ومَعْقِلُ بنُ قَيْسٍ الرِّياحِيُّ: أَدْرَكَ الجاهليّةَ مَاتَ سنة. ومَعْقِلُ بنُ خِداجٍ، ذَكَرَ وُثَيْمةُ أنّه قُتِلَ باليَمامةِ، من الصَّحَابَة.
ومَعْقِلُ بن عَبْد الله الجَزَريّ، عَن عَطاء، وَعنهُ الفِرْيابِيُّ. ومَعْقِلُ بنُ مالكٍ الباهليُّ، من شيوخِ البُخاريِّ. ومَعْقِلُ بنُ أسَدٍ العَمِّيُّ أَبُو الهَيثمِ الحافظُ، أَخُو بَهْزٍ، روى عَنهُ البُخاريُّ، مَاتَ سنة. وعِقالٌ، ككِتابٍ: عَن ابنِ عبّاسٍ، تابعيٌّ بَجَلِيٌّ. وَأَبُو عِقالٍ: محمدُ بنُ الأَغْلَبِ التَّميميُّ، أميرُ إفْريقيَّةَ لَهُ ذِكرٌ. وعَقيلَةُ بالفَتْح بنتُ عُبَيْدٍ: صحابيّة. وعَقيلَة، عَن سَلامَةَ بنتِ الحُرِّ، وعنها أمُّ عبدِ المَلِك.
(عقل) الْكَرم أخرج العقيلى وَفُلَانًا عَن حَاجته عقله عَنْهَا وَفُلَانًا جعله عَاقِلا
عقل وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] أَن رجلا أَتَاهُ فَقَالَ: إِن ابْن عَمّي شُجَّ مُوضحَة فَقَالَ: أَمن أهل القُرَى أم من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ: من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ عمر: إِنَّا لَا نتعاقل المضغ بَيْننَا.

مضغ قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا الحَدِيث يحملهُ بعض أهل الْعلم على أَن أهل الْقرى لَا يعْقلُونَ عَن أهل الْبَادِيَة وَلَا أهل الْبَادِيَة عَن أهل الْقرى وَفِيه هَذَا التَّأْوِيل وَزِيَادَة أَيْضا أَن الْعَاقِلَة لَا تحمل السِّنَّ والموضحة والإصبَعَ وَأَشْبَاه ذَلِك مِمَّا كَانَ دون الثُّلُث فِي قَول عمر وعليّ هَذَا قَول أهل الْمَدِينَة إِلَى الْيَوْم يَقُولُونَ: مَا كَانَ دون الثُّلُث فَهُوَ فِي مَال الْجَانِي فِي الْخَطَأ وأمّا أهل الْعرَاق فَيرَون [أَن -] المُوضَحة فَمَا فَوْقهَا على الْعَاقِلَة [إِذا كَانَ خطأ -] وَمَا كَانَ دون المُوِضحة فَهُوَ فِي مَال الْجَانِي وَإِنَّمَا سمّاها مُضّغا فِيمَا نرى أَنه صغَّرها وقللَّها / كالمضغة من الْإِنْسَان فِي خَلْقه. وَفِي حَدِيث عمر 4 / الف قَالَ: لَا يعقل أهل الْقرى الْمُوَضّحَة ويعقلها أهل الْبَادِيَة.

عقل: العَقْلُ: الحِجْر والنُّهى ضِدُّ الحُمْق، والجمع عُقولٌ. وفي حديث عمرو بن العاص: تِلْك عُقولٌ كادَها بارِئُها أَي أَرادها بسُوءٍ، عَقَلَ يَعْقِل عَقْلاً ومَعْقُولاً، وهو مصدر؛ قال سيبويه: هو صفة، وكان يقول إِن المصدر لا يأْتي على وزن مفعول البَتَّةَ، ويَتأَوَّل المَعْقُول فيقول: كأَنه عُقِلَ له شيءٌ أَي حُبسَ عليه عَقْلُه وأُيِّد وشُدِّد، قال: ويُسْتَغْنى بهذا عن المَفْعَل الذي يكون مصدراً؛ وأَنشد ابن بري:

فَقَدْ أَفادَتْ لَهُم حِلْماً ومَوْعِظَةً

لِمَنْ يَكُون له إِرْبٌ ومَعْقول

وعَقَل، فهو عاقِلٌ وعَقُولٌ من قوم عُقَلاء. ابن الأَنباري: رَجُل عاقِلٌ وهو الجامع لأَمره ورَأْيه، مأْخوذ من عَقَلْتُ البَعيرَ إِذا

جَمَعْتَ قوائمه، وقيل: العاقِلُ الذي يَحْبِس نفسه ويَرُدُّها عن هَواها، أُخِذَ من قولهم قد اعْتُقِل لِسانُه إِذا حُبِسَ ومُنِع الكلامَ.

والمَعْقُول: ما تَعْقِله بقلبك. والمَعْقُول: العَقْلُ، يقال: ما لَهُ مَعْقُولٌ أَي عَقْلٌ، وهو أَحد المصادر التي جاءت على مفعول كالمَيْسور والمَعْسُور.

وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه. والعَقْلُ: التَّثَبُّت في الأُمور. والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر

الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمه.

ويقال أَعْقَلْتُ فلاناً أَي أَلْفَيْته عاقِلاً. وعَقَّلْتُه أَي صَيَّرته عاقِلاً. وتَعَقَّل: تكَلَّف العَقْلَ كما يقال تَحَلَّم وتَكَيَّس.

وتَعاقَل: أَظْهَر أَنه عاقِلٌ فَهِمٌ وليس بذاك. وفي حديث الزِّبْرِقانِ: أَحَبُّ صِبْيانِنا إِلينا الأَبْلَهُ العَقُول؛ قال ابن الأَثير: هو

الذي يُظَنُّ به الحُمْقُ فإِذا فُتِّش وُجِد عاقلاً، والعَقُول فَعُولٌ منه للمبالغة. وعَقَلَ الدواءُ بَطْنَه يَعْقِلُه ويَعْقُلُه عَقْلاً: أَمْسَكَه، وقيل: أَمسكه بعد اسْتِطْلاقِهِ، واسْمُ الدواء العَقُولُ. ابن الأَعرابي: يقال عَقَلَ بطنُه واعْتَقَلَ، ويقال: أَعْطِيني عَقُولاً، فيُعْطِيه ما يُمْسِك بطنَه. ابن شميل: إِذا اسْتَطْلَقَ بطنُ الإِنسان ثم اسْتَمْسَك فقد عَقَلَ بطنُه، وقد عَقَلَ الدواءُ بطنَه سواءً. واعْتَقَلَ

لِسانُه (* قوله «واعتقل لسانه إلخ» عبارة المصباح: واعتقل لسانه، بالبناء للفاعل والمفعول، إذا حبس عن الكلام أي منع فلم يقدر عليه) : امْتَسَكَ. الأَصمعي: مَرِضَ فلان فاعْتُقِل لسانُه إِذا لم يَقْدِرْ على الكلام؛ قال ذو الرمة:

ومُعْتَقَل اللِّسانِ بغَيْر خَبْلٍ،

يَميد كأَنَّه رَجُلٌ أَمِيم

واعْتُقِل: حُبِس. وعَقَلَه عن حاجته يَعْقِله وعَقَّله وتَعَقَّلَهُ واعتَقَلَه: حَبَسَه. وعَقَلَ البعيرَ يَعْقِلُه عَقْلاً وعَقَّلَه واعْتَقَله: ثَنى وَظِيفَه مع ذراعه وشَدَّهما جميعاً في وسط الذراع، وكذلك الناقة، وذلك الحَبْلُ هو العِقالُ، والجمع عُقُلٌ. وعَقَّلْتُ الإِبلَ من العَقْل، شُدِّد للكثرة؛ وقال بُقَيْلة (* قوله «وقال بقيلة» تقدم في ترجمة أزر رسمه بلفظ نفيلة بالنون والفاء والصواب ما هنا) الأَكبر وكنيته أَبو المِنْهال:

يُعَقِّلُهُنَّ جَعْدٌ شَيظَميٌّ،

وبِئْسَ مُعَقِّلُ الذَّوْدِ الظُّؤَارِ

وفي الحديث: القُرْآنُ كالإِبِلِ المُعَقَّلة أَي المشدودة بالعِقال، والتشديد فيه للتكثير؛ وفي حديث عمر: كُتِب إِليه أَبياتٌ في صحيفة، منها:

فَما قُلُصٌ وُجِدْنَ مُعَقَّلاتٍ

قَفا سَلْعٍ، بمُخْتَلَفِ التِّجار

(* قوله «بمختلف التجار» كذا ضبط في التكملة بالتاء المثناة والجيم جمع

تجر كسهم وسهام، فما سبق في ترجمة أزر بلفظ النجار بالنون والجيم فهو

خطأ).

يعني نِساءً مُعَقَّلات لأَزواجهن كما تُعَقَّل النوقُ عند الضِّراب؛

ومن الأَبيات أَيضاً:

يُعَقِّلُهنَّ جَعْدَة من سُلَيْم

أَراد أَنه يَتَعرَّض لهن فكَنى بالعَقْلِ عن الجماع أَي أَن أَزواجهن

يُعَقِّلُونَهُنَّ وهو يُعَقِّلهن أَيضاً، كأَنَّ البَدْء للأَزواج

والإِعادة له، وقد يُعْقَل العُرْقوبانِ. والعِقالُ: الرِّباط الذي يُعْقَل به،

وجمعه عُقُلٌ. قال أَبو سعيد: ويقال عَقَلَ فلان فلاناً وعَكَلَه إِذا

أَقامه على إِحدى رجليه، وهو مَعْقُولٌ مُنْذُ اليومِ، وكل عَقْلٍ رَفْعٌ.

والعَقْلُ في العَروض: إِسقاط الياء

(* قوله «اسقاط الياء» كذا في الأصل

ومثله في المحكم، والمشهور في العروض ان العقل اسقاط الخامس المحرك وهو

اللام من مفاعلتن) من مَفاعِيلُنْ بعد إِسكانها في مُفاعَلَتُنْ فيصير

مَفاعِلُنْ؛ وبيته:

مَنازِلٌ لفَرْتَنى قِفارٌ،

كأَنَّما رسُومُها سُطور

والعَقْلُ: الديَة. وعَقَلَ القَتيلَ يَعْقِله عَقْلاً: وَدَاهُ، وعَقَل

عنه: أَدَّى جِنايَته، وذلك إِذا لَزِمَتْه دِيةٌ فأَعطاها عنه، وهذا هو

الفرق

(* قوله «وهذا هو الفرق إلخ» هذه عبارة الجوهري بعد أن ذكر معنى

عقله وعقل عنه وعقل له، فلعل قوله الآتي: وعقلت له دم فلان مع شاهده مؤخر

عن محله، فان الفرق المشار إليه لا يتم الا بذلك وهو بقية عبارة الجوهري)

بين عَقَلْته وعَقَلْت عنه وعَقَلْتُ له؛ فأَما قوله:

فإِنْ كان عَقْل، فاعْقِلا عن أَخيكما

بَناتِ المَخاضِ، والفِصَالَ المَقَاحِما

فإِنما عَدَّاه لأَن في قوله اعْقِلوا

(* قوله «اعقلوا إلخ» كذا في

الأصل تبعً للمحكم، والذي في البيت اعقلات بأمر الاثنين) معنى أَدُّوا

وأَعْطُوا حتى كأَنه قال فأَدِّيا وأَعْطِيا عن أَخيكما.

ويقال: اعْتَقَل فلان من دم صاحبه ومن طائلته إِذ أَخَذَ العَقْلَ.

وعَقَلْت له دمَ فلان إِذا تَرَكْت القَوَد للدِّية؛ قالت كَبْشَة أُخت عمرو

بن مَعْدِيكرِب:

وأَرْسَلَ عبدُ الله، إِذْ حانَ يومُه،

إِلى قَوْمِه: لا تَعْقِلُوا لَهُمُ دَمِي

والمرأَة تُعاقِلُ الرجلَ إِلى ثلث الدية أَي تُوازِيه، معناه أَن

مُوضِحتها ومُوضِحته سواءٌ، فإِذا بَلَغَ العَقْلُ إِلى ثلث الدية صارت دية

المرأَة على النصف من دية الرجل. وفي حديث ابن المسيب: المرأَة تُعاقِل

الرجل إِلى ثُلُث ديتها، فإِن جاوزت الثلث رُدَّت إِلى نصف دية الرجل،

ومعناه أَن دية المرأَة في الأَصل على النصف من دية الرجل كما أَنها تَرِث نصف

ما يَرِث ما يَرِث الذَّكَرُ، فجَعَلَها سعيدُ بن المسيب تُساوي الرجلَ

فيما يكون دون ثلث الدية، تأْخذ كما يأْخذ الرجل إِذا جُني عليها، فَلها

في إِصبَع من أَصابعها عَشْرٌ من الإِبل كإِصبع الرجل، وفي إِصْبَعَيْن

من أَصابعها عشرون من الإِبل، وفي ثلاث من أَصابعها ثلاثون كالرجل، فإِن

أُصِيب أَربعٌ من أَصابعها رُدَّت إِلى عشرين لأَنه جاوزت الثُّلُث

فَرُدَّت إِلى النصف مما للرجل؛ وأَما الشافعي وأَهل الكوفة فإِنهم جعلوا في

إِصْبَع المرأَة خَمْساً من الإِبل، وفي إِصبعين لها عشراً، ولم يعتبروا

الثلث كما فعله ابن المسيب. وفي حديث جرير: فاعْتَصَم ناس منهم بالسجود

فأَسْرَع فيهم القتلَ فبلغ ذلك النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فأَمَر لهم

بنصفِ العَقْل؛ إِنما أَمر لهم بالنصف بعد علمه بإِسلامهم، لأَنهم قد

أَعانوا على أَنفسهم بمُقامهم بين ظَهْراني الكفار، فكانوا كمن هَلَك بجناية

نفسه وجناية غيره فتسقط حِصَّة جنايته من الدية، وإِنما قيل للدية عَقْلٌ

لأَنهم كانوا يأْتون بالإِبل فيَعْقِلونها بفِناء وَلِيِّ المقتول، ثم

كثُر ذلك حتى قيل لكل دية عَقْلٌ، وإِن كانت دنانير أَو دراهم. وفي الحديث:

إِن امرأَتين من هُذَيْل اقْتَتَلَتا فَرَمَتْ إِحداهما الأُخرى بحجر

فأَصاب بطنَها فَقَتَلَها، فقَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، بديتها

على عاقلة الأُخرى. وفي الحديث: قَضَى رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم،

بدية شِبْه العَمْد والخَطإِ المَحْض على العاقِلة يُؤدُّونها في ثلاث سنين

إِلى ورَثَة المقتول؛ العاقلة: هُم العَصَبة، وهم القرابة من قِبَل

الأَب الذين يُعْطُون دية قَتْل الخَطَإِ، وهي صفةُ جماعة عاقلةٍ، وأَصلها

اسم فاعلةٍ من العَقْل وهي من الصفات الغالبة، قال: ومعرفة العاقِلة أَن

يُنْظَر إِلى إِخوة الجاني من قِبَل الأَب فيُحَمَّلون ما تُحَمَّل

العاقِلة، فإِن حْتَمَلوها أَدَّوْها في ثلاث سنين، وإِن لم يحتملوها رفِعَتْ

إِلى بَني جدّه، فإِن لم يحتملوها رُفِعت إِلى بني جَدِّ أَبيه، فإِن لم

يحتملوها رُفِعَتْ إِلى بني جَد أَبي جَدِّه، ثم هكذا لا ترفع عن بَني أَب

حتى يعجزوا. قال: ومَنْ في الدِّيوان ومن لا دِيوان له في العَقْل سواءٌ،

وقال أَهل العراق: هم أَصحاب الدَّواوِين؛ قال إِسحق بن منصور: قلت

لأَحمد بن حنبل مَنِ العاقِلَةُ؟ فقال: القَبِيلة إِلا أَنهم يُحَمَّلون بقدر

ما يطيقون، قال: فإِن لم تكن عاقلة لم تُجْعََل في مال الجاني ولكن

تُهْدَر عنه، وقال إِسحق: إِذا لم تكن العاقلة أَصْلاً فإِنه يكون في بيت

المال ولا تُهْدَر الدية؛ قال الأَزهري: والعَقْل في كلام العرب الدِّيةُ،

سميت عَقْلاً لأَن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إِبلاً لأَنها كانت

أَموالَهم، فسميت الدية عَقْلاً لأَن القاتل كان يُكَلَّف أَن يسوق الدية

إِلى فِناء ورثة المقتول فَيَعْقِلُها بالعُقُل ويُسَلِّمها إِلى

أَوليائه، وأَصل العَقْل مصدر عَقَلْت البعير بالعِقال أَعْقِله عَقْلاً، وهو

حَبْلٌ تُثْنى به يد البعير إِلى ركبته فتُشَدُّ به؛ قل ابن الأَثير: وكان

أَصل الدية الإِبل ثم قُوِّمَتْ بعد ذلك بالذهب والفضة والبقر والغنم

وغيرها؛ قال الأَزهري: وقَضَى النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، في دية الخطإِ

المَحْض وشِبْه العَمْد أَن يَغْرَمها عَصَبةُ القاتل ويخرج منها ولدُه

وأَبوه، فأَما دية الخطإِ المَحْض فإِنها تُقسم أَخماساً: عشرين ابنة

مَخَاض، وعشرين ابنة لَبُون، وعشرين ابن لَبُون، وعشرين حِقَّة، وعشرين

جَذَعة؛ وأَما دية شِبْه العَمْد فإِنها تُغَلَّظ وهي مائة بعير أَيضاً: منها

ثلاثون حِقَّة، وثلاثون جَذَعة، وأَربعون ما بين ثَنِيَّة إِلى بازلِ

عامِها كُلُّها خَلِفَةٌ، فعَصَبة القاتل إِن كان القتل خطأَ مَحْضاً غَرِموا

الدية لأَولياء القتيل أَخماساً كما وصَفْتُ، وإِن كان القتل شِبْه

العَمْد غَرِموها مُغَلَّظَة كما وصَفْت في ثلاث سنين، وهم العاقِلةُ. ابن

السكيت: يقال عَقَلْت عن فلان إِذا أَعطيتَ عن القاتل الدية، وقد عَقَلْت

المقتولَ أَعْقِله عَقْلاً؛ قال الأَصمعي: وأَصله أَن يأْتوا بالإِبل

فتُعْقَل بأَفْنِية البيوت، ثم كَثُر استعمالُهم هذا الحرف حتى يقال: عَقَلْت

المقتولَ إِذا أَعطيت ديته دراهم أَو دنانير، ويقال: عَقَلْت فلاناً

إِذا أَعطيت ديتَه وَرَثَتَه بعد قَتْله، وعَقَلْت عن فلان إِذا لَزِمَتْه

جنايةٌ فغَرِمْت ديتَها عنه. وفي الحديث: لا تَعقِل العاقِلةُ عمداً ولا

عَبْداً ولا صُلْحاً ولا اعترافاً أَي أَن كل جناية عمد فإِنها في مال

الجاني خاصة، ولا يَلْزم العاقِلةَ منها شيء، وكذلك ما اصطلحوا عليه من

الجنايات في الخطإِ، وكذلك إِذا اعترف الجاني بالجناية من غير بَيِّنة تقوم

عليه، وإِن ادعى أَنها خَطأٌ لا يقبل منه ولا يُلْزَم بها العاقلة؛ وروي:

لا تَعْقِل العاقِلةُ العَمْدَ ولا العَبْدَ؛ قال ابن الأَثير: وأَما

العبد فهو أَن يَجْنيَ على حُرٍّ فليس على عاقِلة مَوْلاه شيء من جناية

عبده، وإِنما جِنايته في رَقَبته، وهو مذهب أَبي حنيفة؛ وقيل: هو أَن يجني

حُرٌّ على عبد خَطَأً فليس على عاقِلة الجاني شيء، إِنما جنايته في ماله

خاصَّة، وهو قول ابن أَبي ليلى وهو موافق لكلام العرب، إِذ لو كان المعنى

على الأَوّل لكان الكلامُ: لا تَعْقِل العاقِلةُ على عبد، ولم يكن لا

تَعْقِل عَبْداً، واختاره الأَصمعي وصوّبه وقال: كلَّمت أَبا يوسف القاضي في

ذلك بحضرة الرشيد فلم يَفْرُق بين عَقَلْتُه وعَقَلْتُ عنه حتى

فَهَّمْته، قال: ولا يَعْقِلُ حاضرٌ على بادٍ، يعني أَن القَتيل إِذا كان في

القرية فإِن أَهلها يلتزمون بينهم الدّية ولا يُلْزِمون أَهلَ الحَضَر منها

شيئاً. وفي حديث عمر: أَن رجلاً أَتاه فقال: إِنَّ ابن عَمِّي شُجَّ

مُوضِحةً، فقال: أَمِنْ أَهْلِ القُرى أَم من أَهل البادية؟ فقال: من أَهل

البادية، فقال عمر، رضي الله عنه: إِنَّا لا نَتَعاقَلُ المُضَغَ بيننا؛

معناه أَن أَهل القُرى لا يَعْقِلون عن أَهل البادية، ولا أَهلُ البادية عن

أَهل القرى في مثل هذه الأَشياء، والعاقلةُ لا تَحْمِل السِّنَّ

والإِصْبَعَ والمُوضِحةَ وأَشباه ذلك، ومعنى لا نَتَعاقَل المُضَغَ أَي لا نَعْقِل

بيننا ما سَهُل من الشِّجاج بل نُلْزِمه الجاني. وتَعاقَل القومُ دَمَ

فلان: عَقَلُوه بينهم.

والمَعْقُلة: الدِّيَة، يقال: لَنا عند فلان ضَمَدٌ من مَعْقُلة أَي

بَقِيَّةٌ من دية كانت عليه. ودَمُه مَعْقُلةٌ على قومه أَي غُرْمٌ يؤدُّونه

من أَموالهم. وبَنُو فلان على مَعاقِلِهم الأُولى من الدية أَي على حال

الدِّيات التي كانت في الجاهلية يُؤدُّونها كما كانوا يؤدُّونها في

الجاهلية، وعلى مَعاقِلهم أَيضاً أَي على مراتب آبائهم، وأَصله من ذلك،

واحدتها مَعْقُلة. وفي الحديث: كتب بين قريش والأَنصار كتاباً فيه: المُهاجِرون

من قريش على رَباعَتِهم يَتَعاقَلُون بينهم مَعاقِلَهم الأُولى أَي

يكونون على ما كانوا عليه من أَخذ الديات وإِعطائها، وهو تَفاعُلٌ من

العَقْل. والمَعاقِل: الدِّيات، جمع مَعْقُلة. والمَعاقِل: حيث تُعْقَل الإِبِل.

ومَعاقِل الإِبل: حيث تُعْقَل فيها. وفلانٌ عِقالُ المِئِينَ: وهو الرجل

لشريف إِذا أُسِرَ فُدِيَ بمئينَ من الإِبل. ويقال: فلان قَيْدُ مائةٍ

وعِقالُ مائةٍ إِذا كان فِداؤُه إِذا أُسِرَ مائة من الإِبل؛ قال يزيد بن

الصَّعِق:

أُساوِرَ بيضَ الدَّارِعِينَ، وأَبْتَغِي

عِقالَ المِئِينَ في الصاع وفي الدَّهْر

(* قوله «الصاع» هكذا في الأصل بدون نقط، وفي نسخة من التهذيب: الصباح).

واعْتَقَل رُمْحَه: جَعَلَه بين ركابه وساقه. وفي حديث أُمِّ زَرْع:

واعْتَقَل خَطِّيّاً؛ اعْتِقالُ الرُّمْح: أَن يجعله الراكب تحت فَخِذه

ويَجُرَّ آخرَه على الأَرض وراءه. واعْتَقل شاتَه: وَضَعَ رجلها بين ساقه

وفخذه فَحَلبها. وفي حديث عمر: من اعْتَقَل الشاةَ وحَلَبَها وأَكَلَ مع

أَهله فقد بَرِئ من الكِبْر. ويقال: اعْتَقَل فلان الرَّحْل إِذا ثَنى

رِجْله فَوَضَعها على المَوْرِك؛ قال ذو الرمة:

أَطَلْتُ اعْتِقالَ الرَّحْل في مُدْلَهِمَّةٍ،

إِذا شَرَكُ المَوْماةِ أَوْدى نِظامُها

أَي خَفِيَتْ آثارُ طُرُقها. ويقال: تَعَقَّل فلان قادِمة رَحْله بمعنى

اعْتَقَلها؛ ومنه قول النابغة

(* قوله «قول النابغة» قال الصاغاني: هكذا

أنشده الازهري، والذي في شعره:

فليأتينك قصائد وليدفعن * جيش اليك قوادم الاكوار

وأورد فيه روايات اخر، ثم قال: وانما هو للمرار بن سعيد الفقعسي وصدره:

يا ابن الهذيم اليك اقبل صحبتي) :

مُتَعَقِّلينَ قَوادِمَ الأَكْوار

قال الأَزهري: سمعت أَعرابياً يقول لآخر: تَعَقَّلْ لي بكَفَّيْك حتى

أَركب بعيري، وذلك أَن البعير كان قائماً مُثْقَلاً، ولو أَناخه لم

يَنْهَضْ به وبحِمْله، فجمع له يديه وشَبَّك بين أَصابعه حتى وَضَع فيهما رِجْله

وركب.

والعَقَلُ: اصْطِكاك الركبتين، وقيل التواء في الرِّجْل، وقيل: هو أَن

يُفْرِطَ الرَّوَحُ في الرِّجْلَين حتى يَصْطَكَّ العُرْقوبانِ، وهو

مذموم؛ قال الجعدي يصف ناقة:

وحاجةٍ مِثْلِ حَرِّ النارِ داخِلةٍ،

سَلَّيْتُها بأَمُونٍ ذُمِّرَتْ جَمَلا

مَطْوِيَّةِ الزَّوْر طَيَّ البئر دَوسَرةٍ،

مَفروشةِ الرِّجل فَرْشاً لم يَكُنْ عَقَلا

وبعير أَعْقَلُ وناقة عَقْلاء بَيِّنة العَقَل: وهو التواء في رجل

البعير واتساعٌ، وقد عَقِلَ.

والعُقَّال: داء في رجل الدابة إِذا مشى ظَلَع ساعةً ثم انبسط،

وأَكْثَرُ ما يعتري في الشتاء، وخَصَّ أَبو عبيد بالعُقَّال الفرسَ، وفي الصحاح:

العُقَّال ظَلْعٌ يأْخذ في قوائم الدابة؛ وقال أُحَيْحة بن الجُلاح:

يا بَنِيَّ التُّخُومَ لا تَظْلِموها،

إِنَّ ظلْم التُّخوم ذو عُقَّال

وداءٌ ذو عُقَّالٍ: لا يُبْرَأُ منه. وذو العُقَّال: فَحْلٌ من خيول

العرب يُنْسَب إِليه؛ قال حمزة عَمُّ النبي، صلى الله عليه وسلم:

لَيْسَ عندي إِلاّ سِلاحٌ وَوَرْدٌ

قارِحٌ من بَنات ذي العُقَّالِ

أَتَّقِي دونه المَنايا بنَفْسِي،

وهْوَ دُوني يَغْشى صُدُورَ العَوالي

قال: وذو العُقَّال هو ابن أَعْوَج لصُلْبه ابن الدِّيناريِّ بن

الهُجَيسِيِّ بن زاد الرَّكْب، قال جرير:

إِنَّ الجِياد يَبِتْنَ حَوْلَ قِبابِنا

من نَسْلِ أَعْوَجَ، أَو لذي العُقَّال

وفي الحديث: أَنه كان النبي، صلى الله عليه وسلم، فَرَسٌ يُسمَّى ذا

العُقَّال؛ قال: العُقَّال، بالتشديد، داء في رِجْل الدواب، وقد يخفف، سمي

به لدفع عين السوء عنه؛ وفي الصحاح: وذو عُقَّال اسم فرس؛ قال ابن بري:

والصحيح ذو العُقَّال بلام التعريف. والعَقِيلة من النساء: الكَريمةُ

المُخَدَّرة، واستعاره ابن مُقْبِل للبَقَرة فقال:

عَقيلة رَمْلٍ دافَعَتْ في حُقُوفِه

رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوان المُدَيَّما

وعَقِيلةُ القومِ: سَيِّدُهم. وعَقِيلة كُلِّ شيء: أَكْرَمُه. وفي حديث

عليٍّ، رضي الله عنه: المختص بعَقائل كَراماتِه؛ جمع عَقِيلة، وهي في

الأَصل المرأَة الكريمة النفيسة ثم اسْتُعْمِل في الكريم من كل شيء من

الذوات والمعاني، ومنه عَقائل الكلام. وعَقائل البحر. دُرَرُه، واحدته

عَقِيلة. والدُّرَّة الكبيرةُ الصافيةُ: عَقِيلةُ البحر. قال ابن بري: العَقِيلة

الدُّرَّة في صَدَفتها. وعَقائلُ الإِنسان: كرائمُ ماله. قال الأَزهري:

العَقيلة الكَريمة من النساء والإِبل وغيرهما، والجمع العَقائلُ.

وعاقُولُ البحر: مُعْظَمُه، وقيل: مَوْجه. وعَواقيلُ الأَودِية:

دَراقِيعُها في مَعاطِفها، واحدها عاقُولٌ. وعَواقِيلُ الأُمور: ما التَبَس

منها. وعاقُولُ النَّهر والوادي والرمل: ما اعوَجَّ منه؛ وكلُّ مَعطِفِ وادٍ

عاقولٌ، وهو أَيضاً ما التَبَسَ من الأُمور. وأَرضٌ عاقولٌ: لا يُهْتَدى

لها.

والعَقَنْقَل: ما ارْتَكَم من الرَّمل وتعَقَّل بعضُه ببعض، ويُجْمَع

عَقَنْقَلاتٍ وعَقاقِل، وقيل: هو الحَبل، منه، فيه حِقَفةٌ وجِرَفةٌ

وتعَقُّدٌ؛ قال سيبويه: هو من التَّعْقِيل، فهو عنده ثلاثي. والعَقَنْقَل

أَيضاً، من الأَودية: ما عَظُم واتسَع؛ قال:

إِذا تَلَقَّتْه الدِّهاسُ خَطْرَفا،

وإِنْ تلَقَّته العَقاقِيلُ طَفا

والعَقنْقَلُ: الكثيب العظيم المتداخِلُ الرَّمْل، والجمع عَقاقِل، قال:

وربما سَمَّوْا مصارِينَ الضَّبِّ عَقَنْقَلاً؛ وعَقنْقَلُ الضبّ:

قانِصَتُه، وقيل: كُشْيَته في بطنه. وفي المثل: أَطعِمْ أَخاك من عقَنْقَل

الضبِّ؛ يُضْرب هذا عند حَثِّك الرجلَ على المواساة، وقيل: إِن هذا مَوْضوع

على الهُزْءِ.

والعَقْلُ: ضرب من المَشط، يقال: عَقَلَتِ المرأَةُ شَعرَها عَقْلاً؛

وقال:

أَنَخْنَ القُرونَ فعَقَّلْنَها،

كعَقْلِ العَسِيفِ غَرابيبَ مِيلا

والقُرونُ: خُصَل الشَّعَر. والماشِطةُ يقال لها: العاقِلة. والعَقْل:

ضرْب من الوَشْي، وفي المحكم: من الوَشْيِ الأَحمر، وقيل: هو ثوب أَحمر

يُجَلَّل به الهوْدَج؛ قال علقمة:

عَقْلاً ورَقْماً تَكادُ الطيرُ تَخْطَفُه،

كأَنه مِنْ دَمِ الأَجوافِ مَدْمومُ

ويقال: هما ضربان من البُرود. وعَقَلَ الرجلَ يَعْقِله عَقْلاً

واعْتَقَله: صَرَعه الشَّغْزَبِيَّةَ، وهو أَن يَلْوي رِجله على رجله. ولفلان

عُقْلةٌ يَعْقِلُ بها الناس. يعني أَنه إِذا صارَعهم عَقَلَ أَرْجُلَهم، وهو

الشَّغْزَبيَّة والاعْتِقال. ويقال أَيضاً: به عُقْلةٌ من السِّحر، وقد

عُمِلَت له نُشْرة. والعِقالُ: زَكاةُ عامٍ من الإِبل والغنم؛ وفي حديث

معاوية: أَنه استعمل ابن أَخيه عَمرو بن عُتْبة بن أَبي سفيان على

صَدَقاتِ كلْب فاعتَدى عليهم فقال عمرو بن العَدَّاء الكلبي:

سَعَى عِقالاً فلم يَتْرُكْ لنا سَبَداً،

فكَيفَ لوْ قد سَعى عَمرٌو عِقالَينِ؟

لأَصْبَحَ الحيُّ أَوْباداً، ولم يَجِدُوا،

عِندَ التَّفَرُّقِ في الهَيْجا، جِمالَينِ

قال ابن الأَثير: نصَب عِقالاً على الظرف؛ أَراد مُدَّةَ عِقال. وفي

حديث أَبي بكر، رضي الله عنه، حين امتنعت العربُ عن أَداء الزكاة إِليه: لو

مَنَعوني عِقالاً كانوا يُؤَدُّونه إِلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

لقاتَلْتُهم عليه؛ قال الكسائي: العِقالُ صَدَقة عامٍ؛ يقال: أُخِذَ منهم

عِقالُ هذا العام إِذا أُخِذَت منهم صدقتُه؛ وقال بعضهم: أَراد أَبو

بكر، رضي الله عنه، بالعِقال الحَبل الذي كان يُعْقَل به الفَرِيضة التي

كانت تؤخذ في الصدقة إِذا قبضها المُصَدِّق، وذلك أَنه كان على صاحب الإِبل

أَن يؤدي مع كل فريضة عِقالاً تُعْقَل به، ورِواءً أَي حَبْلاً، وقيل:

أَراد ما يساوي عِقالاً من حقوق الصدقة، وقيل: إِذا أَخذ المصَدِّقُ

أَعيانَ الإِبل قيل أَخَذ عِقالاً، وإِذا أَخذ أَثمانها قيل أَخَذ نَقْداً،

وقيل: أَراد بالعِقال صدَقة العام؛ يقال: بُعِثَ فلان على عِقال بني فلان

إِذا بُعِث على صَدَقاتهم، واختاره أَبو عبيد وقال: هو أَشبه عندي، قال

الخطابي: إِنما يُضْرَب المثَل في مِثْل هذا بالأَقلِّ لا بالأَكثر، وليس

بسائرٍ في لسانهم أَنَّ العِقالَ صدقة عام، وفي أَكثر الروايات: لو

مَنَعوني عَناقاً، وفي أُخرى: جَدْياً؛ وقد جاء في الحديث ما يدل على القولين،

فمن الأَول حديثُ عمر أَنه كان يأْخذ مع كل فريضة عِقالاً ورِواءً، فإِذا

جاءت إِلى المدينة باعها ثمَّ تصَدَّق بها، وحديثُ محمد بن مَسلمة: أَنه

كان يَعملَ على الصدقة في عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فكان يأْمر

الرجل إِذا جاء بفريضتين أَن يأْتي بعِقالَيهما وقِرانيهما، ومن الثاني

حديثُ عمر أَنه أَخَّر الصدقةَ عام الرَّمادة، فلما أَحْيا الناسُ بعث

عامله فقال: اعْقِلْ عنهم عِقالَين، فاقسِمْ فيهم عِقالاً، وأْتِني بالآخر؛

يريد صدقة عامَين. وعلى بني فلان عِقالانِ أَي صدقةُ سنتين. وعَقَلَ

المصَدِّقُ الصدقةَ إِذا قَبَضها، ويُكْرَه أَن تُشترى الصدقةُ حتى

يَعْقِلها الساعي؛ يقال: لا تَشْتَرِ الصدقة حتى يَعْقِلها المصدِّق أَي

يَقبِضَها. والعِقالُ: القَلوص الفَتِيَّة. وعَقَلَ إِليه يَعْقِلُ عَقْلاً

وعُقولاً: لجأَ. وفي حديث ظَبْيان: إِنَّ مُلوك حِمْيَر مَلَكوا مَعاقِلَ

الأَرض وقَرارها؛ المَعاقِلُ: الحُصون، واحدها مَعْقِلٌ. وفي الحديث:

ليَعْقِلَنَّ الدِّينُ من الحجاز مَعْقِلَ الأُرْوِيَّة من رأْس الجبل أَي

ليَتحَصَّن ويَعتَصِم ويَلتَجئُ إِليه كما يَلْتجئ الوَعِلُ إِلى رأْس

الجبل. والعَقْلُ: الملجأُ. والعَقْلُ: الحِصْن، وجمعه عُقول؛ قال

أُحَيحة:وقد أَعْدَدْت للحِدْثانِ عَقْلاً،

لوَ انَّ المرءَ يَنْفَعُهُ العُقولُ

وهو المَعْقِلُ؛ قال الأَزهري: أُراه أَراد بالعُقول التَّحَصُّنَ في

الجبل؛ يقال: وَعِلٌ عاقِلٌ إِذا تَحَصَّن بوَزَرِه عن الصَّيَّاد؛ قال:

ولم أَسمع العَقْلَ بمعنى المَعْقِل لغير الليث. وفلان مَعْقِلٌ لقومه أَي

مَلجأ على المثل؛ قال الكميت:

لَقَدْ عَلِمَ القومُ أَنَّا لَهُمْ

إِزاءٌ، وأَنَّا لَهُمْ مَعْقِلُ

وعَقَلَ الوَعِلُ أَي امتنع في الجبل العالي يَعْقِلُ عُقولاً، وبه

سُمِّي الوعل عاقِلاً على حَدِّ التسمية بالصفة. وعَقَل الظَّبْيُ يَعْقِلُ

عَقلاً وعُقولاً: صَعَّد وامتنع، ومنه المَعْقِل وهو المَلْجأ، وبه سُمِّي

الرجُل. ومَعْقِلُ بن يَسَارٍ: من الصحابة، رضي الله عنهم، وهو من

مُزَيْنةِ مُضَر ينسب إِليه نهرٌ بالبصرة، والرُّطَب المَعْقِليّ. وأَما

مَعْقِلُ بن سِنَانٍ من الصحابة أَيضاً، فهو من أَشْجَع. وعَقَلَ الظِّلُّ

يَعْقِل إِذا قام قائم الظَّهِيرة. وأَعْقَلَ القومُ: عَقَلَ بهم الظِّلُّ

أَي لَجأَ وقَلَص عند انتصاف النهار. وعَقَاقِيلُ الكَرْمِ: ما غُرِسَ

منه؛ أَنشد ثعلب:

نَجُذُّ رِقابَ الأَوْسِ من كلِّ جانب،

كَجَذِّ عَقَاقِيل الكُرُوم خَبِيرُها

ولم يذكر لها واحداً.

وفي حديث الدجال: ثم يأْتي الخِصب فيُعَقِّل الكَرْمُ؛ يُعَقَّلُ

الكَرْمُ معناه يُخْرِجُ العُقَّيْلي، وهو الحِصْرِم، ثم يُمَجِّج أَي يَطِيب

طَعْمُه.

وعُقَّال الكَلإِ

(* قوله «وعقال الكلأ» ضبط في الأصل كرمان وكذا ضبطه

شارح القاموس، وضبط في المحكم ككتاب): ثلاثُ بَقَلات يَبْقَيْنَ بعد

انصِرَامه، وهُنَّ السَّعْدَانة والحُلَّب والقُطْبَة.

وعِقَالٌ وعَقِيلٌ وعُقَيلٌ: أَسماء. وعاقِلٌ: جَبل؛ وثنَّاه الشاعرُ

للضرورة فقال:

يَجْعَلْنَ مَدْفَعَ عاقِلَينِ أَيامِناً،

وجَعَلْنَ أَمْعَزَ رامَتَينِ شِمَالا

قال الأَزهري: وعاقِلٌ اسم جبل بعينه؛ وهو في شعر زهير في قوله:

لِمَنْ طَلَلٌ كالوَحْيِ عافٍ مَنازِلُه،

عَفَا الرَّسُّ منه فالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُه؟

وعُقَيْلٌ، مصغر: قبيلة. ومَعْقُلةُ. خَبْراء بالدَّهْناء تُمْسِكُ

الماء؛ حكاه الفارسي عن أَبي زيد؛ قال الأَزهري: وقد رأَيتها وفيها حَوَايا

كثيرة تُمْسِك ماء السماء دَهْراً طويلاً، وإِنما سُمِّيت مَعْقُلة لأَنها

تُمْسِك الماء كما يَعْقِل الدواءُ البَطْنَ؛ قال ذو الرمة:

حُزَاوِيَّةٍ، أَو عَوْهَجٍ مَعْقُلِيّةٍ

تَرُودُ بأَعْطافِ الرِّمالِ الحَرائر

قال الجوهري: وقولهم ما أَعْقِلُه عنك شيئاً أَي دَعْ عنك الشَّكَّ،

وهذا حرف رواه سيبويه في باب الابتداء يُضْمَر فيه ما بُنِيَ على الابتداء

كأَنه قال: ما أَعلمُ شيئاً مما تقول فدَعْ عنك الشك، ويستدل بهذا على صحة

الإِضمار في كلامهم للاختصار، وكذلك قولهم: خُذْ عَنْك وسِرْ عَنْك؛

وقال بكر المازني: سأَلت أَبا زيد والأَصمعي وأَبا مالك والأَخفش عن هذا

الحرف فقالوا جميعاً: ما ندري ما هو، وقال الأَخفش: أَنا مُنْذُ خُلِقْتُ

أَسأَل عن هذا، قال الشيخ ابن بري الذي رواه سيبويه: ما أَغْفَلَه

(* قوله

«ما أغفله» كذا ضبط في القاموس، ولعله مضارع من أغفل الامر تركه وأهمله

من غير نسيان) عنك، بالغين المعجمة والفاء، والقاف تصحيف.

حزب

(حزب) - في الحَدِيث: "أَنَّه كان إذا حَزَبَه أَمرٌ صَلَّى".
: أي أَصابَه.
(حزب)
الْأَمر حزبا اشْتَدَّ وَالْأَمر فلَانا نابه وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ وَفِي الحَدِيث (كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا حزبه أَمر صلى) وَمن دُعَائِهِ (اللَّهُمَّ أَنْت عدتي إِن حزبت) فَهُوَ حازب (ج) حزب وَهِي حازبة (ج) حوازب وَهُوَ حزيب أَيْضا (ج) حزب

حزب


حَزَبَ(n. ac. حَزْب)
a. Befell; weighed down (misfortune).

حَزَّبَa. Assembled, got together (partisans);
formed a party.
b. Divided into chapters, sections (book).

حَاْزَبَa. Was, became a partisan of.

تَحَزَّبَa. Gathered together; coalesced; leagued, banded
together.

حَزْبa. Misfortune, calamity.

حِزْب
(pl.
أَحْزَاْب)
a. Band, company, troop; party, faction; sect.
b. Section, division.

حَاْزِب
حُزَاْبَة
حَزِيْبa. see 1
حَيْزَبُوْن
a. Hag.
ح ز ب : الْحِزْبُ الطَّائِفَةُ مِنْ النَّاسِ وَالْجَمْعُ أَحْزَابٌ وَتَحَزَّبَ الْقَوْمُ صَارُوا أَحْزَابًا وَيَوْمُ الْأَحْزَابِ هُوَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ وَالْحِزْبُ الْوَرْدُ يَعْتَادُهُ الشَّخْصُ مِنْ صَلَاةٍ وَقِرَاءَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْحِزْبُ النَّصِيبُ وَحَزَبَهُمْ أَمْرٌ يَحْزُبُهُمْ مِنْ بَابِ قَتَلَ أَصَابَهُمْ. 
ح ز ب: (حِزْبُ) الرَّجُلِ أَصْحَابُهُ. وَ (الْحِزْبُ) أَيْضًا الْوِرْدُ، وَمِنْهُ (أَحْزَابُ) الْقُرْآنِ وَ (الْحِزْبُ) أَيْضًا الطَّائِفَةُ. وَ (تَحَزَّبُوا) تَجَمَّعُوا. وَ (الْأَحْزَابُ) الطَّوَائِفُ الَّتِي تَجْتَمِعُ عَلَى مُحَارَبَةِ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. 
(ح ز ب) : (الْحِزْبُ) وَاحِدُ الْأَحْزَابِ وَهُوَ الْجَمَاعَةُ وَمِنْهُ قَرَأَ حِزْبَهُ مِنْ الْقُرْآنِ أَيْ وِرْدَهُ وَوَظِيفَتَهُ وَنُهِيَ عَنْ تَحْزِيبِ الْقُرْآنِ وَهُوَ أَنْ يُجْعَلَ حِزْبًا حِزْبًا يَأْخُذُ كُلَّ شَيْءٍ لِعَمَلٍ مُعَيِّنٍ مِنْ صَلَاةٍ أَوْ غَيْرِهَا وَيَوْمُ الْأَحْزَابِ هُوَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ لِأَنَّ الْكُفَّارَ تَحَزَّبُوا عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ حَتَّى خَنْدَقُوا وَحَزَبَهُمْ أَمْرٌ أَصَابَهُمْ مِنْ بَابِ طَلَبَ.
ح ز ب

هؤلاء حزبي، وهم أحزابي، ودخلت عليه وعنده الأحزاب، وحزب قومه فتحزبوا أي صاروا طوائف. وفلان يحازب فلاناً: ينصره ويعاضده. قال المرار الفقعسيّ:

ولو قد بلغنا منتهى الحق بيننا ... لقل غناء الصلت عمن يحازبه

وحزبه أمر، وأصابته الحوازب.

ومن المجاز: قرأ حزبه من القرآن، وكم حزبك، وهو الطائفة التي وظفها على نفسه يقرؤها، وحزب القرآن: جعله أحزاباً.
حزب
الحزب: جماعة فيها غلظ، قال عزّ وجلّ: أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً [الكهف/ 12] ، أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ [المجادلة/ 19] ، وقوله تعالى: وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ
[الأحزاب/ 22] ، عبارة عن المجتمعين لمحاربة النبيّ صلّى الله عليه وسلم، فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ [المائدة/ 56] ، يعني: أنصار الله، وقال تعالى: يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ [الأحزاب/ 20] ، وبعيده: وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ [الأحزاب/ 22] .
الحاء والزاي والباء
حزب حَزَبَني الأمْرُ يَحْزُبُني حَزْباً إِذا نابَكَ. وأمْرٌ حازِبٌ وحَزِيْبٌ أي شَديدٌ. والحِزْبُ أصْحابُ الرَّجُلِ مَعَه على رَأْيِه وأمْره، والجَميعُ الأحْزَابُ. وتَحَزَّبَ القَوْمُ اجْتمعوا فصاروا أحْزاباً. وحَزَّبَهُم فلانٌ. وحازَبْتُه كُنْتَ من حِزْبِه. وفلانٌ يُحَازِبُ لفلانٍ أي يَعْصَبُ به ويَنْصُرُه. وهُذَيْلٌ تُسَمِّي السِّلاَحَ الحِزْبَ؛ تَشْبِيْهاً وسَعَةً. والحِزْبُ الوِرْدُ من القُرآن. والحَيْزَبُوْنُ العَجُوْزُ، والنُّوْنُ زائدةٌ. وهي من النُّوْقِ الشَّديدةُ. والحِزْباءَةُ أرْضٌ حَزْنَةٌ، والجَميعُ الحَزَابي. والحَزَابِيَةُ في وَصْفِ الحِمار اسْتِدارَةُ خَلْقِه. ورَكَبٌ حَزَابِيَةٌ ضخمةٌ.
[حزب] حِزْبُ الرجل: أصحابه. والحِزْبُ: الوِرْدُ. وقد حَزَّبْتُ القرآن. والحِزْبُ: الطائفة. وتحزبوا تجمعوا. والاحزاب: الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء عليهم السلام. والحَزابي: الغليظ القصير، يقال رجل حَزابٍ وَحَزابِيَةٌ أيضاً، إذا كان غليظاً إلى القِصر. والياء للالحاق، كالفهامية والعلانية من الفهم والعلن. قال أمية بن أبى عائذ الهذلى: كأنى ورحلي إذا زعتها * على جمزى جازئ بالرمال * وأصحم حام جراميزه * حزابية حيدى بالدحال والحِزْباءُ: الأرض الغليظة، والحِزْباءَةُ أخصُّ منه، والجمع الحَزابي، وأصله مشدّد كما قلنا في الصحارى. والحنزاب: جزر البر. والقسط: جزر البحر. والحنزاب أيضا مثل الحزابى، وهو الغليظ القصير. وقال:

تاح لها بعدك حنزاب وزا * الوزا: الشديد. وحزبه أمرٌ، أي أصابه. والحيزبون: العجوز.
[حزب] "تحزب" القوم، صاروا أحزاباً. و"الحازب" ما نابك من الشغل. نه: على "حزبي" من القرآن، هو ما يجعله على نفسه من قراءة أو صلاة كالورد، والحزب النوبة في ورود الماء. ومنه: سألت أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: كيف "تحزبون" القرىن. وفيه: اللهم اهزم "الأحزاب" وزلزلهم، هو جمع حزب: الطوائف من الناس. ويوم "الأحزاب" غزوة الخندق. ط: وهزم "الأحزاب" أي المجتمعة من قبائل شتى يوم الخندق، وهم قريش في عشرة آلاف، وأهل تهامة وغطفان في ألف، وهوازن، وبنو قريظة والنــضير، فأرسل عليهم جنوداً وريحاً، وقذف الرعب فانهزموا من غير قتال. ن: وذلك سنة أربع في شوال. ش: و"تحزبهم" لهلكة، بضم هاء وسكون لام أي تجمعهم لها. ن: كان إذا "حزبه" مهم أي نابه وألم به أمر شديد دعا بها، قيل: هذه الفضائل إنما هي للشريف في الدين والطاهر من الكبائر، لكن الصحيح أنها عام، فإن قيل: ليس فيه دعاء، قلت: هو استفتاح دعاء ثم يدعو بما شاء بعده، وقيل: من شغله ذكره يعطيه أفضل. نه: و"حوازب" الخطوب، جمع حازب وهو الأمر الشديد. ومنه ح ابن الزبير: يريدأن "يحزبهم" أي يقويهم ويشد منهم، أو يجعلهم من حربه، أو يجعلهم أحزاباً، وروى بجيم وقد مر. ومنه ح الإفك: حمنة "تحازب" لها، أي تتعصب وتسعى سعي جماعتها الذين يتحزبون لها، والمشهور بالراء من الحرب. ش: و"تحازبت" أي صاروا أحزاباً أي فرقاً. نه ومنه: اللهم أنت عدتي أن "حزبت" ويروى بالراء أي سلبت، من الحربز
حزب: حزَّب (بالتشديد): ذكرها فوك في مادة Distriburre)) وفي تعلقه له: ( Disentire) .
وحزَّبهم إليه: ضمَّهم (محيط المحيط).
حازب: في معجم فوك في مادة ( Distribuere) : محازبة على.
تحزِّب: ترابط مع، تآمر (ألف ليلة 3: 460).
وتحزَّب مع فلان: صار مع حزبه وأصبح غرضهما واحد، ففي حيان (ص38 و): وتحزَّبت المسالمة مع المولّدين (في المخطوطة وتخريب وهو خطأ) (ألف ليلة 1: 380).
احتزب: تحزَّب (معجم مسلم).
حِزْب في بيت لشاعر ذكره عبد الواحد (ص136): له النصر حزب. أي أن النصر من اتباعه بمعنى إن النصر له دائماً.
وحِزب: طائفة دينية، والذين ينتسبون إليها يسمون أصحاب الأحزاب (لين عادات 2: 326 - 327).
عمل حزباً: بمعنى تحزَّب أي ترابط وتآمر (ألف ليلة برسل 9: 274).
له حزب من الليل (الخطيب ص16 ق) بمعنى: كان يقرا حزبه من القرآن كل ليلة هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة.
وحزب: دعاء، صلوات، والصلوات والأدعية التي يتلوها الأطفال كل يوم عند مغادرتهم المدرسة يطلق عليها حزب. وقد ترجم لين كلمة حزب في (عادات 2: 424 - 425).
وكثير من هذه الأدعية والصلوات ألفها شيوخ مشهورون يسمى واحدهم حزب (انظر حاجي خليفة 3: 56،60) واشهرها حزب البحر ويسمونه الحزب الصغير، وهو دعاء وضعه أبو الحسن الشاذلي سنة 1258 للميلاد ويرمي إلى دفع غب الله تعالى) والتخلُّص من الزوابع والسلامة في البحر (انظر حاجي خليفة 3: 56، ابن بطوطة 1: 40، 105، زيشر 7: 25، برتون 1: 206) ويوجد هذا الحزب في رحلة ابن بطوطة (1: 41 - 3 - 44).
حَزْبَه: عصبة زمرة، طائفة (هلو).
حازب، ويجمع على حُزّاب: قارئ القرآن (رولاند).
مَحْزَب، ويجمع على مَحازب: مجمع الرجال (كرتاس ص113).
باب الحاء والزاي والباء معهما ح ز ب يستعمل فقط

حزب: حَزَبَ الأمرُ يَحْزُبُ حَزْباً إذا نابَكَ، قال:

فنِعْمَ أخاً فيما ينوبُ ويحزُبُ

وتَحَزَّبَ القَومُ: تَجَمَّعوا. وحَزَّبْتُ أحزاباً: جَمَّعْتُهم. والحِزْبُ: أصحابُ الرجل على رَأْيه وأَمِره، قال العجاج :

لقد وجَدْنا مُصْعَباً ُمَستَصعَبا ... حتى رمى الأحزاب والمحزبا)  والمؤمنون حزبُ الله، والكافرون حزبُ الشَّيْطان. وكلُّ طائفةٍ تكون أهواؤهم واحدة فهم حزبٌ. والحَيْزَبون: العَجوز، النون زائدة كنون الزيتون. والحزباءة، ممدودة،: أرض حَزْنةٌُ غليظة، وتُجمَع حَزابيّ، قال:

تحِنُّ إلى الدَّهْنا قَلوصي وقد عَلَت ... حَزابيَّ من شَأْز المُناخ جديبا

وعَيْرٌ حَزابيةٌ في استداره خَلَقه، قال النابغة:

أَقَبَّ ككَرِّ الأَنْدَريِّ مُعَقْربٌ ... حَزابية قد كدَّمَتْه المساحل

وركب حزابية، قال:

إن حِري حَزَنْبَلٌ حَزابِيَهْ ... إذا قَعَدْتُ فوقَه نَبابِيَهْ

كالقَدَح المكبوب فَوْقَ الرابيهْ

ويقال: أرادَت: حَزابي أي: رَفَع بي عن الأرض.
الْحَاء وَالزَّاي وَالْبَاء

الحِزْبُ: جمَاعَة النَّاس، وَالْجمع أحْزابٌ. والأحْزابُ: جنود الْكفَّار تألبوا وتظاهروا على حزب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهم: قُرَيْش وغَطَفَان وَبَنُو قُرَيْظَة.

وَقَوله تَعَالَى: (يَا قومِ إِنِّي أخافُ عَلَيْكُم مِثلَ يومِ الأحْزَابِ) الأحزابُ هَاهُنَا قوم " نوح وَعَاد وَثَمُود " وَمن أهلَكَ بعدهمْ.

وحِزْبُ الرجل: أَصْحَابه وجنده الَّذين على رَأْيه. وَالْجمع كالجمع. وحازَبَ الْقَوْم وتَحزَّبوا: صَارُوا أحزابا، الأولى عَن الزّجاج.

وحزَّبهم: جعلهم كَذَلِك. وتحازَبوا: مالأ بَعضهم بَعْضًا فصاروا أحزابا.

وَمَسْجِد الأحزابِ مَعْرُوف، من ذَلِك. أنْشد ثَعْلَب لعبد الله بن مُسلم الْهُذلِيّ:

إِذْ لَا يزالُ غزَالٌ فِيهِ يفْتِنُنِي ... يأوى إِلَى مسجدِ الأحْزابِ منُتْقَبِا

وحَزَبَه الْأَمر يحْزُبه حَزْبا: نابه وَاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وَقيل: ضغطه. وَالِاسْم الحُزَابةُ.

وَأمر حازِبٌ وحَزِيبٌ: شَدِيد.

والحَزَابِي والحَزَابِيَةُ من الرِّجَال وَالْحمير: الغليظ إِلَى الْقصر مَا هُوَ. وَركب حَزَابِيَةٌ: غليظ.

والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرْض الغليظة الشَّدِيدَة، وَالْجمع حِزْباءٌ وحَزَابِيّ.

وَأَبُو حُزَابةَ، فِيمَا ذكر ابْن الْأَعرَابِي الْوَلِيد بن نهيك أحد بني ربيعَة بن حَنْظَلَة. وحَزُّوبٌ: اسْم.

حزب

1 حَزَبَهُ, (S, A, Mgh, Msb, K,) aor. ـُ (Mgh, Msb,) inf. n. حَزْبٌ, (K, TA,) It (an event) befell him: (S, A, Mgh, Msb, K:) and it became severe to him; distressed him; or pressed severely, or heavily, upon him: or it straitened him, or overcame him, (K, TA,) suddenly, or unexpectedly. (TA.) 2 حزّب, (A, K,) inf. n. تَحْزِيبٌ, (K,) He collected, congregated, or assembled, people: (TA:) he collected, or formed, people into أَحْزَاب, (A, K,) i. e. parties, classes, bodies, divisions, or the like. (A.) b2: (tropical:) He divided the Kur-án into أَحْزَاب, (S, A, Mgh, TA,) meaning set portions for particular acts of prayer, &c.; the doing of which is forbidden. (Mgh.) [But it may also be used as meaning (assumed tropical:) He divided the Kur-án into sixtieth portions.]3 حازبهُ He was, or became, of the number of his partisans, or party: (TA:) he helped, or aided, him. (A.) b2: See also 5.5 تحزّبوا They became [or formed themselves into] أَحْزَاب, (A, Msb, K,) i. e. parties, classes, bodies, divisions, or the like; (A;) as also ↓ حازبوا: (K:) they collected themselves together, (S, Mgh, * TA,) against (عَلَى) others. (Mgh.) حَزْبٌ and ↓ حُزَابَةٌ A severe, or distressing, event: or one that straitens, or overcomes, (K, TA,) suddenly, or unexpectedly. (TA.) حِزْبٌ, in its primary acceptation, A party, or company of men, assembling themselves on account of an event that has befallen them (لِأَمْرِ حَزَبَهُمْ): (Ksh and Bd in v. 61:) [and then, in a general sense,] an assembly, a collective body, or company, of men: (IAar, A, Mgh, L, K:) a party, portion, division, or class, (S, A, L, Msb, K, TA,) of men: (L, Msb, TA:) the troops, or combined forces, of a man; (K, TA;) his party, partisans, or faction, prepared, or ready, for fighting and the like: (TA:) the companions, (S, K,) sect, or party in opinions or tenets, (K,) of a man: (S, K:) any party agreeing in hearts and actions, whether meeting together or not: (El-Moajam, TA:) pl. أَحْزَابٌ. (S, A, Mgh, Msb, L, K.) and the pl., with the article, Those people who leagued together to wage war against Mohammad: (K:) or the parties that combined to war with the prophets. (S.) And in the Kur xl. 31, The people of Noah and 'Ád and Thamood, and those whom God destroyed after them, (K, TA,) as the people of Pharaoh. (TA.) And يَوْمُ الأَحْزَابِ [The day of the combined forces;] the day [or war] of the moat (الخَنْدَق). (Mgh, Msb, TA.) b2: I. q. وِرْدٌ, (S, Mgh, Msb, K, TA,) either in its proper sense, A turn, or time, of coming to water: or in the sense next following, which is tropical. (TA.) b3: (tropical:) A set portion of the Kur-án, (A, Mgh, L, TA,) and of prayer, (Mgh, L, TA,) &c., (Mgh,) of which a man imposes upon himself the recital (A, Mgh, TA) on a particular occasion, (Mgh,) or at a particular time; (TA;) a set portion of prayer, and of recitation [of the Kur-án], &c., which a person is accustomed to perform: (Msb:) pl. as above. (Mgh.) Yousay, قَرَأَ حِزْبَهُ مِنَ القُرْآنِ (tropical:) [He recited his set portion of the Kur-án]. (A.) And كَمْ حِزْبُكَ (tropical:) [How much is thy set portion of the Kur-án ?]. (A.) b4: [Also (assumed tropical:) A sixtieth portion of the Kurn.]

b5: (assumed tropical:) A portion, share, or lot, (Msb, TA,) of wealth, or property: or perhaps a mistranscription for جِزْبٌ; since IAar says that حِزْبٌ signifies “ a company of men; ” and جِزْبٌ “ a portion, share, or lot. ” (TA.) A2: A weapon, or weapons, of war; syn. سِلَاحٌ; (M, A, K, TA;) i. e. آلَةٌ حَرْبٍ. (TA.) A3: See also what next follows.

حِزْبَآءٌ, (S,) or ↓ حِزْبٌ and حِزْبَآءَةٌ, (K, TA,) Rugged ground: (S, K:) or very rugged ground: (TA:) or the first signifies hard, elevated ground: (Ham p. 664:) and the last, a most rugged tract of [high ground such as is termed] قُفّ, slightly elevated, in another hard قُفّ; (ISh, TA;) or a rugged, elevated place: (TA:) the first is a pl.; (K;) [or rather a coll. gen. n., of which the last is the n. un.; i. e.,] the last is a more special term than the first; (S;) and the pl. is حَزَابٍ, (S, in copies of the K حَزَابِى,) like صَحَارٍ, originally حَزَابِىٌّ; (S, TA;) and also explained as signifying extended, rugged, narrow places. (TA.) حَزَابٍ Thick, coarse, rude, or bulky, and short; as also ↓ حِنْزَابٌ: (S:) thick, coarse, rude, or bulky, and inclining to shortness; as also ↓ حَزَابِيَةٌ, (S, K,) in which the ى is for the purpose of quasi-coordination to the quadriliteral-radical class, as in فَهَامِيَةٌ and عَلَانِيَةٌ from فَهْمٌ and عَلَنٌ, (S,) and ↓ حِنْزَابٌ; (K;) applied to a man, (S, TA,) and to an ass: (TA:) and ↓ حَزَابِيَةٌ also signifies thick, coarse, rude, or bulky, applied to a camel, and to a pubes; and hardy, strong, or sturdy, applied to an ass. (TA.) A2: Also pl. of حِزْبَآءُ. (S.) حَزِيبٌ: see حَازِبٌ.

حُزَابَةٌ: see حَزْبٌ.

حَزَابِيَةٌ: see حَزَابٍ, in two places.

حَازِبٌ and ↓ حَزِيبٌ A severe, or distressing, event: pl. [app. of either word] حُزْبٌ, (K,) or, accord. to MF, حُزُبٌ; and pl. of the former word حَوَازِبُ. (TA.) b2: Also, the former, What falls to one's lot, of work. (TA.) حِنْزَابٌ, in which the ن is said by some to be augmentative, and by others to be radical: (TA:) see حَزَابٍ, in two places. b2: Also The carrot of the land (جَزَرُ البَرِّ: [this would rather seem to mean the wild carrot, but for what here follows:]) the carrot of the sea (جَزَرُ البَحْرِ) is called قُسْطٌ. (S.) [See also art. حنزب.] b3: The cock. (K.) b4: A species of [the birds called] قَطًا. (K.) [See also art. حنزب.]

حُنْزُوبٌ A certain plant [app. that called حِنْزَابٌ, mentioned above: see art. حنزب].

حَيْزَبُونَ An old woman: (S, TA:) or [an old woman] in whom is no good: (TA:) or a cunning, or crafty, old woman. (Har p. 76.) The ن is augmentative, as it is in زَيْتُونٌ. (TA.)

حزب: الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ، والجمع أَحْزابٌ؛ والأَحْزابُ: جُنودُ الكُفَّار، تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، وهم: قريش وغطفان وبنو قريظة. وقوله تعالى: يا قوم إِني أَخاف عليكم مثلَ يومِ الأَحزابِ؛ الأَحْزابُ ههنا: قوم نوح وعاد وثمود، ومن أُهلك بعدهم.

وحِزْبُ الرجل: أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه، والجَمْعُ كالجمع.

والـمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيطانِ، وكل قوم تَشاكَلَتْ

قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ، وإِن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وَثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئك الأَحزابُ. وكل حِزْبٍ بما لَدَيْهم

فَرِحُون: كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ. والحِزْبُ: الوِرْدُ. ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة: حِزبُه. والحِزْبُ: ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِهِ من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد. وفي الحديث: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مِن القُرْآنِ، فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه. طرأَ عليَّ: يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه، كأَنـَّه طَلَعَ عليهِ، من قولك: طَرَأَ فلان إِلى بلَد

كذا وكذا، فهو طارئٌ إِليه، أَي إِنه طَلَعَ إِليه حديثاً، وهو غير

تانِئٍ به؛ وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ. وفي حديث أَوس بن حذيفة: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، كيف تُحزِّبونَ القُرآن؟ والحِزْبُ: النَّصيبُ. يقال: أَعْطِني حِزْبِي مِن المال أَي حَظِّي ونَصيبي.

والحِزْبُ: النَّوْبةُ في وُرُودِ

الماء. والحِزْبُ: الصِّنْفُ من الناس.

قال ابن الأَعرابي: الحِزْب: الجَماعةُ.

والجِزْبُ، بالجيم: النَّصيبُ.

والحازِبُ مِن الشُّغُلِ: ما نابَكَ.

والحِزْبُ: الطَّائفةُ. والأَحْزابُ: الطَّوائفُ التي تَجتمع على

مُحارَبة الأَنبِياء، عليهم السلام، وفي الحديث ذِكْرُ يوم الأَحزاب، وهو غَزْوةُ الخَنْدَقِ.

وحازَبَ القومُ وتَحَزَّبُوا: تَجَمَّعوا، وصاروا أَحْزاباً.

وحَزَّبَهم: جعلَهم كذلك. وحَزَّبَ فُلان أَحْزاباً أَي جَمَعَهُم وقال

رُؤْبة:

لَقَدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعَبا، * حِينَ رَمَى الأَحْزابَ والـمُحَزِّبا

وفي حديث الإِفْكِ: وطَفِقَتْ حَمْنةُ تَحازَبُ لها أَي تَتَعَصَّبُ

وتَسْعَى سَعْيَ جَماعَتِها الذين يَتَحَزَّبُونَ لها، والمشهور بالراءِ من

الحَرْب.

وفي الحديث: اللَّهم اهْزِمِ الأَحْزابَ وزَلزِلْهم؛ الأَحْزابُ: الطَّوائفُ من الناسِ، جمع حِزْب، بالكسر.

وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: يريد أَن يُحَزِّبَهم أَي

يُقَوِّيَهُم ويَشُدَّ منهم، ويَجْعَلَهم من حِزْبه، أَو يَجْعَلَهم أَحْزاباً؛ قال ابن الأَثير:

والرواية بالجيم والراء.

وتَحازَبُوا: مالأَ بعضُهم بعضاً فصاروا أَحزاباً.

ومَسْجِدُ الأَحْزاب: معروف، من ذلك؛ أَنشد ثعلب لعبداللّه بن مسلم الهذلي:

إِذ لا يَزالُ غَزالٌ فيه يَفْتِنُني، * يأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأحْزابِ، مُنْتَقِبا

وحَزَبه أَمرٌ أَي أَصابَه. وفي الحديث: كان إِذا حَزَبه أَمرٌ صَلَّى،

أَي إِذا نزل به مُهِمّ أَو أَصابَه غمٌّ. وفي حديث الدُّعاء: اللهم

أَنـْتَ عُدَّتِي، إِن حُزِبْتُ، ويروى بالراءِ، بمعنى سُلِبْتُ مِن

الحَرَبِ.وحَزَبَه الأَمرُ يَحْزُبه حَزْباً: نابَه، واشتد عليه، وقيل ضَغَطَه، والاسم: الحُزابةُ.

وأَمرٌ حازِبٌ وحَزيبٌ: شديدٌ. وفي حديث عليّ، كرّم اللّه وجهه:

نَزَلَتْ كرائهُ الأُمُورِ، وحَوازِبُ الخُطُوبِ؛ وهو جمع حازِبٍ، وهو الأَمر الشديدُ.

والحَزابِي والحَزابِيَةُ، من الرجال والحَمير: الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ

ما هو. رجل حَزابٍ وحَزابِيةٌ وزَوازٍ وزَوازِيةٌ(1)

(1 في المحيط: زُوازية، بضم الزاي.) إِذا كان غليظاً إِلى القِصَر ما هو. ورجل هَواهِيةٌ إِذا كان مَنْخُوبَ الفُؤَادِ. وبعير حَزابِيةٌ إِذا كان غليظاً. وحِمارٌ حَزابيةٌ: جَلْدٌ. ورَكَبٌ حَزابِيةٌ: غَليظٌ؛ قالت امرأَة تصف رَكَبَها:

إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ، * إِذا قَعَدْتُ فَوْقَه نَبا بِيَهْ

ويقال: رجل حَزابٍ وحَزابِيَةٌ أَيضاً إِذا كان غَليظاً إِلى القِصَر،

والياء للالحاق، كالفَهامِيةِ والعَلانيةِ، من الفَهْمِ والعَلَنِ. قال أُميَّةُ بن أَبي عائذ الهذلي:

أَوِ اصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه، * َزابِيةٍ، حَيَدَى بالدِّحال

أَي حامٍ نَفْسه من الرُّماة. وجَرامِيزُه: نفسهُ

وجسدُه. حَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى، وأَنَّث حَيَدَى، لأَنه أَراد الفَعْلة. وقوله بالدِّحال أَي وهو يكون بالدِّحال، جمع دَحْلٍ، وهو هُوَّةٌ ضَيِّقةُ الأَعلى، واسِعةُ الأَسْفل؛ وهذا البيت أَورده الجوهري:

وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه

قال ابن بري: والصواب أَو اصحم، كما أَوردناه. قال: لأَنه معطوف على جَمَزَى في بيت قبله، وهو:

كأَنِّي ورحْلي، إِذا زُعْتُها، * على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال

قاله يشبه ناقته بحمار وحشٍ، ووَصَفَه بجَمَزى، وهو السَّريع، وتقديره على حمارٍ جَمَزَى؛ وقال الأَصمعي: لم أَسمع بفَعَلَى في صفة المذكرِ إِلاّ في هذا البيت. يعني أَن جَمَزَى، وزَلجَى، ومَرَطى، وبَشَكَى، وما جاءَ على هذا الباب، لا يكون إِلا من صفة الناقة دون الجمل. والجازئ: الذي يَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماء. والأَصْحَمُ: حمارٌ يَضْرب إِلى السَّواد والصُّفرة. وحَيَدَى: يَحِيدُ عن ظلِّه لنشاطه.

والحِزْباءة: مكان غَليظٌ مرتفعٌ. والحَزابِيُّ: أَماكنُ مُنْقادةٌ

غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ. ابن شميل: الحِزْباءة مِن أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَيِّناً في قُفٍّ أَيَرَّ(1)

(1 الأَيَرّ من اليرر أَي الشدة؛ يقال صخر أَيرّ وصخرةٌ يرّاء، والفعل منه: يَرَّ يَيَرُّ.) شَدِيدٍ؛ وأَنشد:

إِذا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ، رأَيْتَها، * لرُوسِ الحَزابِيِّ الغِلاظِ، تَسُومُ

والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرضُ الغَلِيظةُ الشَّدِيدةُ الحَزْنةُ، والجمع حِزْباءٌ وحَزابي، وأَصله مُشَدّد، كما قيل في الصَّحارِي.

وأَبو حُزابةَ، فيما ذكر ابن الأَعرابي: الوَلِيدُ بن نَهِيكٍ، أَحدُ

بَني رَبِيعَة بن حَنْظَلةَ.

وحَزُّوبٌ: اسم.

والحَيْزَبونُ: العَجُوز، والنون زائدة، كما زيدت في الزَّيتون.

حزب
حزَبَ يحزُب، حَزْبًا، فهو حَازِب وحَزِيب، والمفعول محزوب (للمتعدِّي)
• حزَب الأمرُ: اشتدّ وصعُب "أمرٌ حزيب".
• حزَبه الأمرُ: أصابه واشتدّ عليه "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى [حديث] ". 

تحازبَ/ تحازبَ على/ تحازبَ لـ يتحازب، تَحازُبًا، فهو مُتحازِب، والمفعول متحازَب عليه
• تحازب القومُ: تحزَّبوا، صارُوا أحزابًا "تحازب المصريّون فصار لكلِّ فريق حِزْبه".
• تحازبوا عليه: تعاونوا عليه "تحازبت دول الكفر على الإسلام للنيل منه".
• تحازبوا لفلان: تعصَّبوا له وسعوا سعي جماعته. 

تحزَّبَ/ تحزَّبَ على/ تحزَّبَ لـ يتحزَّب، تَحَزُّبًا، فهو مُتحزِّب، والمفعول متحزَّب عليه
• تحزَّب النَّاسُ: مُطاوع حزَّبَ: تحازبوا، صاروا أحزابًا، أي جماعاتٍ من النّاس منظَّمةً تشابهت اتِّجاهاتُها الفكريّة والسِّياسيّة.
• تحزَّبوا عليه: تعاونوا عليه واتّفقوا على إيذائه.
• تحزَّب له: صار من حِزْبه وترابط معه "أصبح في كلِّ بلد عَربي زعيم يتحزَّب له أتباعُه- تحزَّبوا للدِّيمقراطيّة". 

حازبَ يُحازب، حِزابًا ومُحازبةً، فهو محازِب، والمفعول محازَب
• حازب فلانًا:
1 - ناصره وعاضده.
2 - صار من حِزْبه. 

حزَّبَ يُحزِّب، تحزيبًا، فهو مُحزِّب، والمفعول مُحزَّب
• حزَّب القومَ:
1 - جعلهم أحزابًا "حزَّب قومَه ليظلَّ حاكمًا فردًا عليهم".
2 - قوّاهم "حزَّب الأبُ أبناءَه بنصائحه".
3 - جعلهم من حِزْبه "حزَّب المديرُ عددًا من الموظَّفين لديه".
• حزَّب القرآنَ: قسَّمه أحزابًا يقرأ أحدَها كلَّ يوم. 

تحزُّب [مفرد]: ج تحزُّبات (لغير المصدر):
1 - مصدر تحزَّبَ/ تحزَّبَ على/ تحزَّبَ لـ.
2 - تعصُّب لحزب من الأحزاب "أدَّى التَّحزُّب الأعمى إلى هدر الكفاءات- تكثر التَّحزُّبات في الدُّول الضَّعيفة". 

حازِب [مفرد]: ج حُزْب وحَوازِبُ (لغير العاقل)، مؤ حازِبة، ج مؤ حُزْب وحَوازِبُ:
1 - اسم فاعل من حزَبَ.
2 - أمرٌ مهمّ "أمرٌ حازب: جدِّيّ- حزبه حازِب: تعرّض لحادث مؤسف". 

حَزْب [مفرد]: مصدر حزَبَ. 

حِزْب1 [مفرد]: ج أحْزاب
• حِزْب القرآن: أحد أحزاب القرآن السِّتِّين، وهو يتكوَّن من أربعة أرباع "اعتدت تلاوةَ حزب من القرآن يوميًّا" ° قرأ حزبَه من القرآن: القدر الذي حدَّده لنفسه يقرؤه يوميًّا.
• الأحزاب: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 33 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها ثلاث وسبعون آية. 

حِزْب2 [جمع]: جج أحْزاب:
1 - جماعة من النَّاس تشاكلت أهواؤها، طائفة، جماعة، فِرقة " {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} - {فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ}: المراد قريش وغطفان" ° أحزاب المعارَضة: التجمُّعات السِّياسيَّة
 المنافسة للحكومة- أحزاب اليسار: الأحزاب الشِّيوعيّة والاشتراكيّة، تقابلها أحزاب اليمين- دَوْلَة الحزب الواحد: الدَّولة غير الدِّيمقراطية- عمِل حزبًا: ترابط وتآمر- قاعدة الحزب: أعضاؤه- ممثِّل حزب: مَنْ خُوِّل السُّلطة ليتصرَّف بالنِّيابة عن جماعة- يَوْمُ الأحزاب: يوم الخندق.
2 - (سة) تنظيم سياسيّ له فلسفة معيّنة يدعو إليها ومنهج يلتزم به لتحقيق أهدافه؛ كحزب العمَّال وحزب المحافظين في بريطانيا وحزب الاستقلال في المغرب وحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وسوريا والحزب الوطنيّ الدِّيمقراطيّ في مصر "الحزب الحاكم".
• حِزْب الرَّجل: أعوانه وأصحابه "هو من حِزْبه- {أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ} ".
• حزب الأغلبيَّة/ حزب الأكثريَّة: حزب سياسيّ مسيطر على الحكومة بفضل وجود أكبر عدد من الممثِّلين لديه، أو بفضل قوَّته الانتخابيّة.
• الحِزْبان: الفريقان أو الجماعتان المتنافرتان. 

حِزْبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حِزْب2: "مشاحنات/ التزاماتٌ حزبيّة- الولاء الحزبيّ" ° الحياة الحزبيّة: ما يخصّ الأحزاب ونشاطها في بلدٍ ما.
2 - عضو في حِزْبٍ معيّن "أصبح رجلاً حِزْبيًّا منذ انضمامه إلى الحزب الحاكم".
• مؤتمر حِزْبيّ: (سة) اجتماع لأعضاء حِزْب سياسيّ لاختيار المبعوثين إلى مؤتمر، أو لاختيار المرشَّحين. 

حِزْبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حِزْب2: "التَّعدُّديَّة الحِزْبيَّة".
2 - مصدر صناعيّ من حِزْب2: ما يتَّصل بنشاط الأحزاب واتِّجاههم ونظامهم "مصلحة الوطن فوق الحزبيَّة الضّيقة". 

حَزِيب [مفرد]: ج حُزْب وحُزُب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حزَبَ. 
حزب
: (الحِزْبُ: الوِرْدُ) وَزْناً ومَعْنًى، والوِرْدُ، إِمَّا أَنَّه النَّوْبَةُ فِي ورُودِ المَاءِ، وَهُوَ أَصْلُ معناهُ، كَذَا فِي المَطَالع والمشارق والنِّهَايَةِ، أَو هُوَ وِرْدُ الرَّجُلِ منَ القُرْآنِ والصَّلاَةِ، كَذَا فِي الأَساس و (لِسَان الْعَرَب) وغيرِهما، وإِطلاقُ الحِزْبِ على مَا يَجْعَلُه الإِنسانُ على نَفْسِه فِي وقتٍ مِمَّا ذُكِرَ مجازٌ، على مَا فِي الْمطَالع والأَساس، وَفِي الغَرِيبَيْنِ وَالنِّهَايَة: الحِزْبُ: النَّوْبَةُ فِي وِرْدِ المَاءِ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الحِزْبُ الوِرْدُ، وَوِرْدُ الرَّجُلِ مِنَ القُرْآنِ والصَّلاَةِ: حِزْبُه، انْتَهَى، فَتَعَيَّنَ أَنْ يَكُونَ المُرَادُ من قولِ المؤلفِ الوِرْدُ هُوَ النَّوْبَةُ فِي وِرْدِ المَاءِ لاِءَصَالَتِهِ، فَلاَ إِهْمَالَ منَ الجوهَريِّ والمَجْدِ عَلَى مَا زَعَمَ شَيْخُنَا. وَفِي الحَدِيث (طَرَأَ عَلَى مَا زَعَمَ شَيْخُنَا. وَفِي الحَدِيث (طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنَ القُرْآنِ فَأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ أَخْرُجَ حَتَّى أَقْضِيَهُ) طَرَأَ عَلَىَّ يُرِيدُ أَنَّهُ بَدَأَ فِي حِزْبِه كأَنَّهُ طَلَعَ عَلَيْهِ، من قَوْلك طَرَأَ فلانٌ إِلى بَلَدِ كَذَا وَكَذَا فَهُوَ طارِىءٌ إِليه، أَي طَلَعَ إِليه حَدِيثا غَيْرتانٍ فِيهِ، وقدْ حَزَّبْتُ القُرْآنَ: جَعَلْتُه أَحْزَاباً، وَفِي حَدِيثِ أَوْسِ بنُ حُذَيْفَةَ (سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكَيْفَ تُحَزِّبُونَ القُرآنَ) وكُلُّ ذلكَ إِطْلاَقٌ إِسْلاَمِيٌّ، كَمعا لاَ يَخْفَى (و) الحِزْبُ (: الطَّائِفَةُ) ، كَمَا فِي الأَساس وَغَيره. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الحِزْبُ: الصِّنْفُ مِنَ النَّاس {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الرّوم: 32) أَي كُلُّ طَائِفَةٍ هَوَاهُمْ وَاحِدٌ. وَفِي الحَدِيث (اللَّهُمَّ اهْزِمِ الأَحْزَابَ وزَلْزِلْهم) . الأَحزابُ: الطوائف من الناسِ جَمْعُ حِزْبٍ بِالكَسْرِ، وَيُمكن أَن يكون تسميةُ الحِزْبِ من هَذَا المَعْنَى، أَي الطَّائِفَةِ الَّتِي وَظَّفَهَا على نَفْسِهِ يَقْرَؤُهَا، فَيكون مَجَازاً، كَمَا يُفُهَمُ من الأَساس.
(و) الحِزْبُ (: السِّلاَحُ) ، أَغْفَلَه فِي (لِسَان الْعَرَب) و (الصِّحَاح) ، وأَورده فِي (الْمُحكم) ، والسِّلاَحُ: آلَةُ الحَرْبِ ونَسَبَه الصاغانيُّ لِهُذَيْلٍ وَقَالَ: سَمَّوُهُ تَشْبِيهاً وسَعَةً. (و) الحِزْبُ (: جَمَاعَةُ النَّاسِ) ، والجَمْع أَحْزَابٌ، وَبِه صَدَّرَ ابنُ مَنْظُورٍ، وأَوردَه فِي الأَسَاس، وَغَيره من كتب اللُّغَة، وَلَيْسَ بتَكْرَارٍ مَعَ مَا قَبْلَهُ وَلَا عَطف تَفْسِيرٍ كَمَا زَعَمَه شيخُنَا، ويظهرُ ذَلِك بالتأَمل (والأَحْزَابُ جَمْعُهُ) أَي الحِزْبِ (و) تُطْلَقُ عَلَى (جَمَعٍ) أَيِ الحِزْبِ (و) تُطْلَقُ عَلَى (جَمَعٍ) أَيْ طَوَائِفَ (كَانُوا تَأْلَّبُوا وتَظَاهَرُوا عَلَى حَرْبِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَفِي الصِّحَاح علَى مُحَارَبَةِ الأَنْبِيَاءِ عليهمُ السَّلَام، وهُوَ إِطْلاقٌ شَرْعِيٌّ. والحِزْبُ: النَّصِيبُ، يُقَال: أَعْطِنِي حِزْبِي مِنَ المَالِ أَيْ حَظِّ ونَصِيبِي، كَمَا فِي الْمِصْبَاح والصُّرَاح ولعَلَّ إِغْفَالَ الجوهريّ والمَجْدِ إِيّاهُ لِمَا ذَهَبَ إِليه ابنُ الأَعرابيّ، ونَقَلَ عَنهُ ابنُ مَنْظُورٍ: الحِزْبُ: الجَمَاعَةُ. والحِزْبُ بالجِيمِ: النَّضِيبُ، وَقد سَبَقَ، فَلَا إِهْمَال حينئذٍ كَمَا زَعمه شيخُنا (و) الحِزْبُ: (جُنْدُ الرَّجُلِ) ، جَمَاعَتُهُ المُسْتَعِدَّةُ لِلْقِتَالِ ونحوِهِ، أَوْرَدَهُ أَهْلِ الغَرِيبِ وفَسَّرُوا بِهِ قولَه تَعَالى: {2. 019 اءَولئك حزب الشَّيْطَان} (المجادلة: 19) أَيْ جُنْدُه، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجوهَريُّ. (و) حِزْبُ الرَّجُلِ (: أَصْحَابُه الذينَ على رَأْيِه) والجَمْعُ كالجَمْعِ، والمَنَافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، وكُلُّ قَوْمٍ تَشاكَلَتْ قُلُوبُهُمْ وأَعْمَالهُمْ فَهُمْ أَحْزَابٌ وإِنْ لَم يَلْقَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، كَذَا فِي (المعجم) . (و) فِي التَّنْزِيلِ {2. 019 اني اءَخاف عَلَيْكُم. . الاءَحزاب} (غَافِر: 30) فهُمْ قَوْمُ نُوح وعادٌ وثَمُودُ ومَنْ أَهْلَكَه اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِمْ) مثل فِرْعَوْنَ، أُولَئك الأَحزاب. وَفِي الحَدِيث ذكر يَوْم الأَحزابِ هُوَ غَزْوَةُ الخَنْدَقِ، وسُورَةُ الأَحزَاب مَعْرُوفَةٌ، ومَسْجِدُ الأَحْزَابِ من المساجدِ المعروفةِ الَّتِي بُنِيَتْ على عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنشد ثَعْلَب:
إِذْ لاَ يَزَالُ غَزَالٌ فِيهِ يَفْتِنُنِي
يَأْوِي إِلى مَسْجِدِ الأَحْزَابِ مُنْتَقِبَا
قُلْتُ: البَيْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ مسْلِمِ بنِ جُنْدَبٍ الهُذَلِيِّ، وَكَانَ من قِصَّتِهِ أَنَّه لَمَّا وَلِي الحَسَنُ بنُ يَزِيدَ المَدِينَةَ مَنَعَ المَذْكُورَ أَن يَؤُمَّ بالنَّاسِ فِي مَسْجِدِ الأَحْزَابِ فَقَالَ لَهُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ لِمَ مَنَعْتَنِي مُقَامِي ومُقَام آبَائِي وأَجْدَادِي قَبْلِي؟ قالَ مَا مَنَعَك مِنْهُ إِلاَّ يَوْمُ الأَرْبَعَاءِ، يُرِيدُ قَوْلَه:
يَا لَلرِّجَالِ لِيَوْمِ الأَرْبِعَاءِ أَمَا
يَنْفَكُّ يُحْدِثُ لِي بَعْدَ النُّهَى طَرَبَا إِذْ لاَ يَزَال، إِلخ، كَذَا فِي (المعجم) . ودَخَلْتُ عَلَيْهِ وَعِنْده الأَحزابُ، وَقد تَبجَّحَ شَيْخُنَا فِي الشَّرْح كثيرا، وتصدى بالتعرض للمؤلف فِي عِبَارَته، وأَحال بعض ذَلِك على مُقَدَّمَةِ شَرْحِه للحِزب النَّوَوِيِّ وتاريخ إِتمامه على مَا قَرَأْت بِخَطِّهِ سنة 1163 بِالْمَدِينَةِ المنوَّرة، على ساكنها أَفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام، وقرأْت الْمُقدمَة الْمَذْكُورَة فرأَيته أَحال فِيهَا على شَرحه هَذَا، فَمَا أَدْرِي أَيهما أَقدمُ، وَقد تَصَدَّى شيخُنا الْعَلامَة عبدُ الله بن سُلَيْمَان الجرهزيّ الشافعيّ مُفْتِي بَلَدِنا زَبِيدَ حَرَسَهَا الله تَعَالَى للرَّدِّ على المَجْد، وإِبْطَالِ دَعَاوِيهِ النَّازِلَةِ بكُلِّ غَوْرٍ ونَجْد، وَالله حَكِيمٌ عَلِيمٌ.
(وحَازَبُوا وتَحَزَّبُوا: صَارُوا أَحْزَاباً) ، وحَزَّبَهُمْ فَتَحَزَّبُوا، أَي صَارُوا طَوَائِفَ. وفُلاَنٌ يُحَازِبُ فُلاَناً، أَي يَنْصُرُه ويُعَاضِدُه، كَذَا فِي الأَساس. قُلت: وَفِي حَدِيث الإِفْكِ (وطَفِقَتْ حَمْنَةُ تَحَازَبُ لهَا) أَيْ تَتَعَصَّبُ وتَسْعَى سَعْيَ جَمَاعَتِهَا الَّذين يَتَحَزَّبُونَ لَهَا، والمَشْهُورُ بالرَّاءِ.
وتَحَزَّبَ القَوْمُ: تَجَمَّعُوا (وقَدْ حَزَّبْتهُمْ) أَيِ الأَحْزَابَ (تَحْزِيباً) أَيْ جَمَعْتَهُمْ، قَالَ رؤبَة:
لقدْ وَجَدْتُ مُصْعَباً مُسْتَصْعِبَا
حِينَ رَمَى الأَحْزَابَ والمُحَزِّبَا
كَذَا فِي (المعجم) .
(وحَزَبَهُ الأَمْرِ) يَحْزُبُه حَزْباً (: نَابَه) أَيْ أَصَابَهُ (واشْتَدَّ عَلَيْهِ، أَوْ ضَغَطَهُ) فَجْأَةً، وَفِي الحديثِ (كَانَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى) أَيْ إِذَا نَزَلَ بِهِ مُهِمٌّ وأَصَابَه غَمٌّ، وَفِي حَدِيثِ الدُّعَاءِ (اللَّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي إِنْ حُزِبْتُ) ، (والاسْمُ الحُزَابَةُ، بالضَّمِّ، والحَزْبُ أَيْضاً) بفَتْحٍ فسُكُونٍ (كالمَصْدَرِ، و) يُقَال: (امْرٌ حَازِبٌ وحَزِيبٌ: شَدِيدٌ) . والحَازِبُ من الشُّغْلِ: مَا نَابَكَ (ج حُزْبٌ) بضَمَ فسُكُونٍ، كَذَا فِي نُسْخَتِنَا وضَبَطَه شيخُنَا بضَمَّتَيْنِ، وَفِي حَدِيثِ عَلِيَ (نَزَلَتْ كَرَائِهُ الأُمُورِ وحَوَازِبُ الخُطُوبِ) جَمْعُ حَازِبٍ، وَهُوَ الأَمْرُ الشديدُ. وَفِي الأَساس: أَصَابَتْهُ الحَوَازِبُ. (والحَزَابِي والحَزَابِيَةُ) بكَسْرِ المُوَحَّدَةِ فيهمَا (مُخَفَّفَتَيْنِ) مِنَ الرِّجَالِ والحَمِيرِ (: الغَلِيظُ إِلى القِصَرِ) مَا هُوَ، وَعبارَة الصِّحَاح: الغَليظُ القَصِيرُ، رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ وَزَاوَزٍ وَزَوَازِيَةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظاً إِلَى القِصَرِ مَا هُوَ، وَرجلٌ هَوَاهِيَةٌ إِذَا كَانَ مَنْخُوبَ الفُؤَادِ، وَبَعِيرٌ حَزَابِيَةٌ إِذا كانَ غَلِيظاً، وحِمَارٌ حَزَابِيَةٌ: جَلْدٌ، ورَكَبٌ حَزَابِيَةٌ: غَلِيظ، قالتِ امْرَأَةٌ تَصِفُ رَكَبَهَا.
إِنَّ هَنِي حَزَنْبَلٌ حَزَابِيَهْ
إِذَا قَعَدْتُ فَوْقَهُ نَبَا بِيَهْ
وَيُقَال: رَجُلٌ حَزَابٍ وحَزَابِيَةٌ إِذَا كَانَ غَلِيظاً إِلى القِصَرِ، واليَاءُ لِلإِلْحَاقِ كالفَهَامِيَةِ والعَلاَنِيَةِ، من الفَهْم والعَلَنِ قَالَ أُمَيَّةُ بنُ أَبِي عَائِذ الهُذَلِيُّ.
كَأَنِّي وَرَحْلِي إِذَا رُعْتُهَا
عَلَى جَمَزَى جَازِيءٍ بالرِّمَالِ
أَوَ اصْحَمَ حامٍ جَرَامِيزَهُ
حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحَالِ
يُشَبِّهُ نَاقَتَهُ بحِمَارِ وَحْشٍ، وَوَصَفَه بجَمَزَى وَهُوَ السَّرِيعُ، وتقديرُه عَلَى حِمنَارٍ جَمْزَى، وَقَالَ الأَصمعيُّ: لَمْ أَسْمَعْ بفَعَلَى فِي صِفَةِ المُذَكَّرِ إِلاَّ فِي هَذَا البَيْتِ، يَعْنِي أَنَّ جَمَزَى وزَلَجَى ومَرَطَى وبَشَكَى وَمَا جَاءَ على هَذَا البابِ لَا يكونُ إِلاّ مِن صِفَةِ الناقةِ دُونَ الجَملِ، والجَازِىءُ: الَّذِي يَجْزَأُ بالرُّطْب عَن الماءِ، والأَصْحَمُ: حِمَارٌ يَضْرِبُ إِلى السَّوَادِ والصُّفْرَةِ، وَحَيَدَى: يَحِيدُ عَن ظِلِّه لنَشَاطِه، حَامٍ نفسَه من الرُّمَاةِ، وجَرَامِيزه: نَفْسُه وجَسَدُه، والدِّحَال: جَمْعُ دَحْلٍ، وَهُوَ هُوَّةٌ ضَيِّقَةُ الأَعْلَى وَاسِعَةُ الأَسْفَلِ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (كالحِنْزَابِ) كقِنْطَار، وَفِي نُسْخَة كمِيزَابٍ، وَفِي أُخرَى كقِتَال، وَكِلَاهُمَا تَصْحِيفٌ وغَلَطٌ.
(والحِزْب والحِزْبَاءَةُ، بكَسْرِهِم: الأَرْضُ الغَلِيظَةُ) الشَّدِيدَةُ الحَزْنَةُ، وَعَن ابْن شُميل: الحِزْبَاءَةُ مِنْ أَغْلَظ القُفِّ مرتفعٌ ارتفاعاً هَيِّناً فِي قُفَ أَيَرَّ شَدِيدٍ، وأَنشد:
إِذَا الشَّرَكُ العَادِيُّ صَدَّ رأَيْتَهَا
لِرُوسِ الحَزَابِيّ الغِلاَطِ تَسُومُ
(ج حِزْبَاءٌ وحَزَابِي) وأَصْلُهُ مُشَدَّدُ كَمَا قِيلَ الصَّحَارِي: وَفِي بَعْضِ أَقْوَالِ الأَئِمَّةِ: الحِزْبَاءَةُ: مَكَانٌ غَلِيظٌ مُرْتَفِعٌ، والحَزَابِي: أَمَاكِنُ مُنْقَادَةٌ غِلاَظٌ مُسْتَدِقَّةٌ.
(وأَبُو حُزَابَةَ بالضَّمِّ) فِيمَا ذَكَر ابنُ الأَعرابيّ (: الوَلِيدُ بنُ نَهِيكٍ) أَحَدُ بَنِي رَبِيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ، وَقَالَ البَلاَذُرِيّ: هُوَ الوَلِيدُ بن حَنِيفَةَ بنِ سُفْيَانَ بن مُجَاشِعِ بنِ رَبِيعَةَ بنِ وهبِ بن عَبَدَةَ بنِ رَبِيعَةَ بنِ حَنْظَلَةَ الَّذِي يَقُول:
أَنَا أَبُو حُزَابَةَ الشَّيْخُ الفَانْ
وكانَ يَقُولُ: أَشْقَى الفِتْيَانِ المُفْلِسُ الطَّرُوبُ، (وَثوَّاب) كَكَتَّانٍ (ابْن حُزَابَةَ، لَهُ ذِكْرٌ) وكَذَا ابنُه قُتَيْبَةُ بنُ ثَوَّابٍ لَهُ ذِكْرٌ فِي (ثوب) (وبالفَتْح) أَبو بَكْر (مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بن أَحْمَدَ بن حَزَابَةَ) الإِبْرَيْسَمِيّ (المُحَدِّثُ) ماتَ قبلَ الستينَ وثلاثمائَة بسَمَرْقَنْدَ.
(و) حَزُّوبٌ (كَتَنُّورٍ) اسْم.
(وحَازَبْتُه: كنتُ من حِزْبِهِ) أَبوْ تَعَصَّبْتُ لَهُ.
(والحِنْزَابُ بالكَسْرِ) ، كقِنطار (: الدِّيكُ) ونونُه زائدةٌ، وَقل إِن مَوْضِعه فِي حنزب بناءٍ على أَصالَةِ النُّون (و: جَزَرُ البَرِّ، و: ضَرْبٌ مِنَ القَطَا) .
(وذَاتُ الحِنْزَابِ: ع) ، قَالَ رؤبة:
يَضْرَحْنَ مِنْ قِيعَانِ ذَاتِ الحِنْزَابْ
فِي نَحْرِ سَوَّارِ اليَدَيْنِ ثَلاَّبَ
(والحُنْزُوبُ بالضَّمِّ: نَبَاتٌ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الحَيْزَبُونُ: العَجُوزُ، ونُونُه زائدةٌ، كَمَا زيدت فِي الزَّيْتُونِ، أَو الَّتِي لَا خَيْرَ فِيهَا، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكره، صرَّح بِهِ الجوهريُّ وقَاطِبَةُ أَئِمَّةِ النَّحْو كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وتَبِعه شيخُنا، وَقد أَهملَه المُصَنّف تقصيراً، وَقيل: الحَيْزَبُونُ: الشَّهْمَةُ الذَّكِيَّةِ، قَالَ الهُذَلِيّ:
يَلْبِطُ فِيهَا كُلُّ حَيْزَبُونِ
وبَنُو حِنْزَابَةَ بالكَسْرِ: بَنُو الفُرَاتِ، وَلَا يَكَادُونَ يَخْفَوْنَ عَلَى مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ، ذَكَرَه البرازنيّ فِي مَشْيَخَتِهِ.

حسب

حسب

1 حَسَبَهُ, (S, A, Mgh, &c.,) aor. ـُ (S, Mgh, Msb, &c.,) inf. n. حَسْبٌ (S, A, Mgh, Msb, K) and حُسْبَانٌ (S, Mgh, Msb, K) and حِسْبَانٌ (K) and حِسَابٌ (S, K,) which is generally an inf. n. of this verb, but sometimes of حَاسَبَ, (TA,) and حِسَابَةٌ (S, K) and حِسْبَةٌ, (Msb, K,) or this is like قِعْدَةٌ and رِكْبَةٌ, [denoting a mode, or manner,] as in a verse of En-Nábighah cited below, (S,) and حَسْبَةٌ, which is of rare occurrence, (MF, TA,) He numbered, counted, reckoned, calculated, or computed, it; (S, A, Mgh, Msb, K;) namely, property [&c.]. (A, Mgh, Msb.) Yousay, مَنْ يَقْدِرُ عَلَى عَدِّ الرَّمْلِ وَحَسْبِ الحَصَى

[Who can count the sands, and number the pebbles?]. (A.) And أَلْقِ هٰذَا فِى الحَسْبِ [Throw thou this into the reckoning]; i. e., into what thou hast reckoned. (A.) وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ, in the Kur [lv. 4], means And the sun and the moon [run their courses] according to a [certain] reckoning; or through a series of mansions [or constellations], the bounds of which they do not transgress: (TA:) or بحسبان alludes to the numbers of the months and years and all other times: [but properly speaking,] حسبان is here an inf. n.: (Zj, TA:) or, accord. to Akh, a pl. of حِسَابٌ; (S, TA;) and so says AHeyth: or, accord. to some, it is here a proper subst., signifying the firmament. (TA.) حُسْبَانًا in the Kur vi. 96 is held by Akh to be for بِحُسْبَانٍ, meaning بِحِسَابٍ [as in the phrase quoted above, from the Kur lv. 4, accord. to the first explanation]. (TA.) and حُسْبَانُكَ عَلَى اللّٰه signifies حِسَابُكَ على اللّٰه [On God be it to reckon with thee: see also حَسِيبُكَ اللّٰهُ]. (TA.) Az says that the reckoning in buying and selling is termed حِسَابٌ because one knows thereby what is sufficient. (TA.) وَاللّٰهُ سَرِيعُ الحِسَابِ, in the Kur [ii. 198, &c., God is quick in reckoning], signifies that his reckoning is necessary, or of necessity, and that his reckoning with one person does not divert Him from reckoning with another. (TA.) And يَرْزُقُ مَنْ يَشَآءُ بَغَيْرِ حِسَابٍ, in the Kur [ii. 208, &c., He supplieth whom He willeth, without reckoning], means without sparing, or scanting; as when a man expends without reckoning: but the phrase is variously explained, as meaning without appointing for any one what is deficient: or without fearing that any one will call Him to account for it: or without the receiver's thinking that He will bestow upon him, or without his reckoning upon the supply; so that it may be from حَسِبَ

“ he thought,” or from حَسَبَ “ he reckoned. ” (L, TA.) The saying, cited by IAar, يَا جُمْلُ أَسْقَاكِ بِلَا حِسَابَهْ as related by J [in the S], but correctly أُسْقيت, (TA,) means [O Juml, mayest thou be given rain] without reckoning, and without measure. (S.) An instance of حِسْبَةٌ as similar to قِعْدَةٌ and رِكْبَةٌ occurs in the saying of En-Nábighah, فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا وَأَسْرَعَتْ حسْبَةً فِى ذٰلِكَ العَدَدٍ

[And she completed a hundred, in which was her pigeon; and she was quick in the mode of computing that number]. (S.) A2: حَسِبَهُ كَذَا, [a verb of the kind termed أَفْعَالُ القُلُوبِ, having two objective complements, the former of which is called its noun, and the latter its enunciative,] aor. ـَ and حَسِبَ; (S, Msb, K;) the former the more approved, (TA,) of the dialects of all the Arabs except Benoo-Kináneh; the latter aor. being peculiar to the dial. of this tribe, (Msb,) and contr. to analogy, (S, Msb,) for by rule it should be حَسَبَ [only]; and حَسِبَ is the only verb of the measure فَعِلَ having both يَفْعَلُ and يَفْعِلُ as the measures of its aor. except نَعِمَ and يَئِسَ and يَبِسَ [and وَعِرَ and وَحِرَ and بَئِسَ and وَلِهَ and وَهِلَ mentioned by Ibn-Málik (with the preceding) cited in the TA voce وَرِثَ]; but eight verbs having an unsound letter for the first radical have kesreh to the medial radical in the pret. and aor. , viz., وَثِقَ and وَرِثَ and وَرِعَ and وَرِمَ and وَرِيَ and وَفِقَ and وَلِىَ and وَمِقَ; (S;) inf. n. حِسْبَانٌ (S, Mgh, Msb, K) and مَحْسَبَةٌ and مَحْسِبَةٌ (S, K) and حِسَابٌ; (TA; [but see what follows;]) He [counted, accounted, reckoned, or esteemed, meaning] thought, or supposed, him, or it, to be so. (S, Mgh, Msb, K.) You say, حَسِبْتُهُ صَالِحًا [I counted him, or thought him, good, or righteous]. (S.) And حَسِبْتُ زَيْدًا قَائِمًا [I thought Zeyd to be standing]. (Msb.) And مَا كَانَ فِى حِسْبَانِى

كَذَا [Such a thing was not in my thought]: you should not say فى حِسَابِى, (K,) unless you mean thereby it was not included in my reckoning, or, by amplification of the sense, I did not think it. (MF.) A3: حَسُبَ, aor. ـُ (S, Msb, K,) inf. n. حَسَابَةٌ (S, K) and حَسَبٌ, (Msb, K,) He was, or became, characterized, or distinguished, by what is termed حَسَبٌ as explained below [i. e. grounds of pretension to respect or honour; &c.]. (S, Msb, K.) 2 حسّبهُ, inf. n. تَحْسِيبٌ: see 4. b2: Also He placed a pillow for him; supported him with a pillow; (S, K;) seated him upon a حُسْبَانَة, or مَحْسَبَة. (TA.) b3: And hence, He honoured him. (L.) b4: He buried him: (TA:) or buried him in stones: [see حَسْبٌ:] or buried him wrapped in grave-clothing: namely, a dead person. (K, TA.) b5: Nuheyk El-Fezáree says, (S, TA,) addressing 'Ámir Ibn-Et-Tufeyl, (TA,) لَتَقَيْتَ بِالوَجْعَآءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ

↓ حَرَّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ (S, TA) Thou wouldst have avoided, by turning thy hinder part, the thrust [of a thin, thirsty weapon], or thou wouldst have taken thy restingplace (TA) not honoured, or not shrouded, (S, TA,) or not pillowed: غير محسّب being variously rendered: one person prefers the meaning not buried: Az says that the signification of burial in stones and that of wrapping in grave-clothes, assigned to the verb, were unknown to him; and that غير محسّب signifies not supported with a pillow. (TA.) 3 حاسبهُ, inf. n. مُحَاسَبَةٌ (S, TA) and sometimes حِسَابٌ, which is also an inf. n. of حَسَبَ, or, accord. to Th, it seems to be a quasi-inf. n., (TA,) [He reckoned with him.] And حاسبهُ عَلَيْهِ [He called him to account for it]. (TA.) 4 احسبهُ, (Th, S, K,) inf. n. إِحْسَابٌ, (TA,) He gave him what sufficed, or satisfied, him, مِنْ كُلِّ شَىْءٍ of everything: (Th, TA:) he contented him: (K:) or he gave him what contented him; as also ↓ حسّبهُ: (S:) and both verbs, inf. n. of the latter تَحْسِيبٌ, he gave him to eat and drink until he was satisfied: (K:) and the former, [or both,] he gave him until he said حَسْبِى [It is sufficient for me]. (Az, S.) You say also, أَعْطَى

فَأَحْسَبَ He gave, and (assumed tropical:) gave much: (S:) and ↓ اِحْتَسَبْتُهُ, [if not a mistranscription for أَحْسَبْتُهُ,] (tropical:) I gave him much. (A, TA.) b2: Also It (a thing, S, Msb,) sufficed him: (S, A, Msb:) he sufficed him. (TA.) You say, مَرَرْتُ بِرَجُلٍ أَحْسَبَكَ مِنْ رَجُلٍ, and [مِنْ رَجُلَيْنِ] بِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ, and [مِنْ رِجَالٍ] بِرِجَالٍ أَحْسَبُوكَ, I passed by a man sufficient for thee as a man, i. e., supplying to thee the place of any other [by his excellent qualities], and by two men &c., and by men &c. (S.) [The verb here is rendered, in grammatical analysis, by its act. part. n. See also حَسْبُ.]5 تحسَب (tropical:) He sought, or sought leisurely and repeatedly, to learn news: (A, K, * TA:) he sought after news: (K, * TA:) he inquired, or asked, respecting news; (S, K, * TA; [in the CK, اسْتَخْيَرَ is erroneously put for اِسْتَخْبَرَ;]) of the dial. of El-Hijáz: (TA:) he searched after news as a spy. (A 'Obeyd, TA.) It is said in a trad., accord. to one reading, كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلَاةَ (tropical:) They used to assemble, and endeavour to ascertain the time of prayer: but the common reading is يَتَحَيَّنُونَ. (TA.) A2: Also He reclined upon a pillow. (K.) 8 احتسب [for احتسب أَجْرًا He reckoned upon a reward: or] he sought a reward [from God in the world to come]. (TA.) وَيَرْزُقُهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ, in the Kur lxv. 2, means [And He will supply him with the means of subsistence] whence he does not reckon, or expect; whence does not occur to his mind. (Bd, Jel.) And مَنْ صَامَ رَمَضانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا, in a trad., Whoso fasteth during Ramadán, believing in God and his Apostle, and [reckoning upon a reward, or] seeking a reward from God. (Mgh, * TA.) Yousay also, احتسب بِكَذَا أَجْرًا عِنْدَ اللّٰهِ (S, K) He reckoned upon obtaining, [or he sought,] by such a thing, or such an action, a reward from God: (PS:) or he prepared, or provided, such a thing, seeking thereby a reward from God. (K.) and احتسب عِنْدَ اللّٰهِ خَيْرًا He prepared, or provided, in store for himself, good, [i. e. a reward,] with God. (A, Mgh.) And احتسب الأَجْرَ عَلَى اللّٰهِ He laid up for himself, in store, the reward, with God, not hoping for the reward of the present life; اِحْتِسَابُ الأَجْرِ relating only to an action done for the sake of God. (Msb.) [Hence,] احتسب وَلَدَهُ, (A, Mgh,) or ابْنَهُ, (Msb,) or ابْنًا, or بنْتًا, (S, K, *) is said when one has lost by death an adult child or son or daughter; (S, A, Mgh, Msb, K;) meaning He prepared, or provided, in store for himself, a reward, by his patience on the occasion of his being afflicted and tried by the death of his adult child: (Mgh, * TA:) when a man has lost by death a child not arrived at the age of puberty, you say of him, اِفْتَرَطَهُ. (S, A, Msb, K.) [Hence also,] احتسب عَمَلَهُ [He reckoned upon, or prepared for himself, a reward by his deed: or] he did his deed seeking a reward from God in the world to come. (L, TA.) b2: اِحْتَسَبْتُ بَالشَّىْءِ I included the thing in a numbering, or reckoning; or made account of it; accounted it a matter of importance. (Msb.) And فُلَانٌ لَا يُحْتَسَبُ [for لا يحتسب بَهِ] Such a one is made no account of; is not esteemed, or regarded, as of any account, or importance. (A, TA.) b3: اِحْتَسَبْتُ عِنْدَهُ means اِكْتَفَيْتُ [I was, or became, sufficed, or contented, thereat, or with him, or at his abode]. (A, TA.) [and IbrD thinks that the verb has the same signification in the phrase اِحْتَسَبْتُ عَلَيْهِ بِالمَالِ, quoted in the TA from the A; holding عليه to be here used in the sense of عَنْهُ; so that the meaning is I was, or became, sufficed, so as to have no need of him, or it, by the property: but I doubt whether this phrase be correctly transcribed.] b4: احتسب also signifies اِنْتَهَى [He abstained, or desisted; app. as one sufficed, or contented]. (K.) b5: And احتسب عَلَيْهِ كَذَا He disapproved and disallowed his doing, or having done, such a thing; (S, K; *) namely, a foul deed: (TA:) whence the appellation ↓ مُحْتَسِبٌ. (K.) and accord. to some, احتسب اللّٰهَ عَلَيْهِ means He said, May God take, or execute, vengeance upon him; or punish him; for his evil deeds. (Har p. 371.

[See حَسِيبٌ.]) [In the present day, احتسب عَلَيْهِ is used as meaning He prayed for aid against him by saying, حَسْبُنَا اللّٰهُ God is, or will be, sufficient for us.] b6: You say also, احتسب فُلَانًا, (K,) or احتسب مَا عِنْدَهُ, (A,) meaning (tropical:) He endeavoured to learn what such a one had [in his mind, or in his possession]. (A, K, * TA.) b7: See also 4.9 احسبّ He (a camel) was, or became, of a white colour intermixed with red (S, TA) and with black. (TA.) حَسْبٌ Sufficiency. (K voce هَسْبٌ.) b2: حَسْبُ is a [prefixed] noun (S) [syn. with كَفْىُ, as is implied in the K voce قَطْ; or] syn. with كَافِى; (Msb;) or [virtually] meaning كَفَى [as a pret. in the sense of an emphatic aor. ]; (S, K;) or يَكْفِى: (TA:) Sb says that it is used to denote the being sufficed, or content. (TA.) You say, حَسْبُكَ دِرْهَمٌ [and بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ, in which latter the ب is redundant; meaning Thy sufficiency, or a thing sufficing thee, is a dirhem; a phrase which may be used in two ways; as predicating of what is sufficient, that it is a dirhem; and as predicating of a dirhem, that it is sufficient; in which latter case, بحسبك is an enunciative put before its inchoative, (as also حَسْبُكَ,) so that the meaning is, a dirhem is a thing sufficing thee, i. e. a dirhem is sufficient for thee; as is shown in a marginal note in my copy of the Mughnee, in art. بِ; or, accord. to the S and K, a dirhem suffices thee: accord. to Bd (iii. 167), بحسبك means مُحْسِبُكَ, and كَافِيكَ, from أَحْسَبَهُ meaning كَفَاهُ; and is shown to have this meaning by its not importing a determinate signification in consequence of its being a prefixed noun with its complement in the saying, هٰذَا رَجُلٌ حَسْبُكَ This is a man sufficing thee]. (S, Msb, K.) You say also, حَسْبُكَ ذٰلِكَ That is, or will be, [or let that be,] sufficient for thee. (TA.) And حَسْبُكَ اللّٰهُ, in the Kur viii. 65, God is, or will be, sufficient for thee. (Fr, TA. See also حَسِيبُكَ اللّٰهُ.) and حَسْبُكَ بِصَدِيقِنَا [A person sufficing thee is our friend]; in which the ب is added to denote emphatic praise. (Fr, TA in art. بِ.) In the saying, هٰذَا رَجُلٌ حَسْبُكَ مِنْ رَجُلٍ This is a man sufficing thee as a man, i. e. supplying to thee the place of any other [by his excellent qualities], (S, K,) and مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِنْ رَجُلٍ I passed by a man sufficing thee as a man, (TA,) حسبك is an expression of praise, referring to the indeterminate noun [رجل]; because, in its case, [what is originally (see below)] an inf. n. (فِعْلٌ [under which term lexicologists, but not grammarians, include the مَصْدَر]) is rendered, in grammatical analysis, by another word, [i. e., by an act. part. n.,] as though one said مُحْسِبٌ لَكَ, or كَافٍ

لَكَ. (S. [Thus حسبك in these two instances is a صِفَة, i. e. an epithetic phrase; and من رجل is a تَمْيِيز, i. e. a specificative phrase.]) When the noun to which حسبك refers is determinate, you put حسب in the accus. case, as a حال, i. e. a denotative of state; as in the saying, هٰذَا عَبْدُ اللّٰهِ حَسْبَكَ مِنْ رَجُلٍ This is 'Abd-Allah; being one sufficing thee as a man. (S. [Here من رجل is, as before, a specificative phrase.]) [See also 4, the corresponding verb.]) حسب, in this manner, is used alike as sing. and dual and pl.; (S, K;) being [originally] an inf. n. (S.) It is also used alone, [as a prefixed noun of which the complement is understood,] as in the phrase زَيْدٌ حَسْبُ, without tenween, for حَسْبِى or حَسْبُكَ [&c., meaning Zeyd is sufficient for me or for thee &c.]; like as one says, جَآءَنِى زَيْدٌ لَيْسَ غَيْرُ, for لَيْسَ غَيْرُهُ عِنْدِى. (S. [That is, حَسْبُ, when thus used, is subject to the same rules as غَيْرُ and قَبْلُ, and بَعْدُ &c. when so used.]) b3: See also حَسَبٌ, in three places.

A2: Also, (TA,) and ↓ حِسْبَةٌ, (K,) Burial of the dead: (TA:) or burial of the dead in stones [app. meaning in a grave cased with stones]: or burial of the dead wrapped in grave-clothes: like تَحْسِيبٌ. (K. [See 2.]) حَسَبٌ i. q. ↓ مَحْسُوبٌ; (S, K;) of the measure فَعَلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like نَفَضٌ in the sense of مَنْفُوضٌ; (S;) Numbered, counted, reckoned, calculated, or computed. (S, K.) b2: A number counted. (L.) b3: Amount, quantity, or value. (L.) Sometimes, (S, L, K,) by poetic license, (S,) and in prose, (L,) ↓ حَسْبٌ. (S, L, K.) You say, الأَجْرُ بِحَسَبِ مَا عَمِلْتَ, and ↓ بِحَسْبِ, The recompense is, or shall be, according to the amount, or quantity, or value, of thy work. (L.) And يُجْزَى المَرْءُ عَلَى حَسَبِ عَمَلِهِ The man is, or shall be, paid according to the amount, or quantity, of his work. (Msb.) and عَلَى حَسَبِ مَا أَسْدَيْتَ إِلَىَّ شُكْرِى لَكَ [and ↓ حَسْبَمَا (for عَلَى حَسَبِ مَا)] According to the amount, or value, of the benefit, or benefits, that thou hast conferred upon me are my thanks to thee. (L.) And لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذٰلِكَ Let thy deed, or work, be correspondent to the quantity, or number, of that: or adequate, or equivalent, to that. (S.) And هٰذَا بِحَسَبِ ذَا This is equal in number or quantity, or is equivalent, to that. (K.) and مَا أَدْرِى مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ, i. e. ما قَدْرُهُ [app. I know not what is the value of thy story]. (Ks, S.) And أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ حَسَبَ الطَّاقَةِ and عَلَى حَسَبِ الطَّاقَةِ I benefited him according to the measure of ability. (Mgh.) b4: Also [Grounds of pretension to respect or honour, consisting in any qualities (either of oneself or of one's ancestors) which are enumerated, or recounted, as causes of glorying: and hence signifying nobility; rank or quality; honourableness, or estimableness, from whatever source derived:] originally, (MF,) what one enumerates, or recounts, of the deeds, or qualities, in which his ancestors have gloried: (S, A, Mgh, * K, MF:) secondly, what one enumerates, or recounts, of his own deeds, or qualities, in which he glories: thirdly, what one enumerates, or recounts, of any deeds, or qualities, that are causes of his glorying, of whatever kind they be: (MF:) or the memorable deeds, or qualities, of one's ancestors; and one's own deeds, or qualities, in which he glories; because they were enumerated, or recounted, by the Arabs in contending, or disputing, for glory; (T, Msb, * TA;) the latter consisting in such qualities as courage, and good disposition, and liberality: (Msb:) or what are enumerated, or recounted, of generous actions, or qualities: (Msb:) or good actions, or conduct, of oneself, and of one's ancestors: (Sh, Mgh:) or generosity, or nobility, of actions or conduct: (IAar, K:) or righteous, virtuous, or good, actions or conduct: (K:) or good disposition: (TA:) or religion; (S, Msb, K;) piety; because true nobility consists in religion or piety: (MF:) or wealth; (S, K;) because it serves in lieu of true nobility: (TA:) in this sense, and in the sense next preceding, it has no corresponding verb: (TA:) or state, or condition; [i. e. good state or condition;] syn. بَالٌ [i. q. حَالٌ]: (K:) or intellect, or understanding: (MF:) and a man's relations, consisting of his children and others: pl. أَحْسَابٌ. (Az, Mgh.) Accord. to ISk, (S, Msb,) حَسَبٌ and كَرَمٌ may pertain to him who has not noble ancestors; but not شَرَفٌ nor مَجْدٌ. (S, Msb, * K.) حَسَبٌ is also used elliptically, (Mgh, TA,) [in the sense of حَسِيبٌ, q. v.,] for ذُو حَسَبٍ, (TA,) and for ذَوُو حَسَبٍ. (Mgh.) b5: اِشْتَرَى بِالحَسَبِ He bought a thing in an honourable manner with respect to himself and the seller: حسب, here, is said to be from حَسَّبَهُ “ he honoured him; ” or from حُسْبَانَةٌ “ a small pillow ” [because him for whom you put a pillow you honour: see 2]. (TA.) حُسْبَةٌ, in a camel, A colour in which are whiteness and redness (K, TA) and blackness: (TA:) in a man, [a reddish colour such as is termed]

شُقْرَة in the hair of the head: (K:) and also in a man, (K, TA,) and in a camel, (TA,) whiteness and redness produced by a whiteness of the skin arising from disease and infecting the hair [so as to turn it red]: (K, TA:) accord. to IAar, blackness inclining to redness. (TA.) b2: Also Leprosy. (K.) حِسْبَةٌ [originally The act of numbering, counting, &c.: or a mode, or manner, of numbering, &c.: see 1. b2: ] A subst. from اِحْتَسَبَ أَجْرًا; (S, Msb, K;) syn. with اِحْتِسَابٌ (A) [as meaning A reckoning upon, or seeking, or preparing or providing, or laying up for oneself in store, a reward in the world to come]. You say, فَعَلَهُ حِسْبَةً [He did it reckoning upon, or seeking, &c., a reward in the world to come]. (A, TA.) b3: هُوَ حَسَنُ الحِسْبَةِ He is good in respect of managing, conducting, ordering, or regulating, (S, A, Msb, K,) and examining, or judging, (Msb,) and sufficing, (A,) فِى الأَمْرِ in the affair. (S, A, Msb.) This is not from اِحْتِسَابُ الأَجْرِ; for احتساب الاجر relates only to an action done for the sake of God. (Msb.) A2: A reward, or recompense: pl. حِسَبٌ. (S, K.) A3: [The office of the مُحْتَسِب.]

A4: See also حَسْبٌ, last sentence.

حُسْبَانٌ: see حِسَابٌ.

A2: Also A punishment. (S, K.) b2: A calamity; an affliction with which a man is tried. (Aboo-Ziyád, K.) b3: Evil; mischief. (Aboo-Ziyád, K.) b4: Locusts. (Aboo-Ziyád, S, K.) b5: Dust: or smoke: syn. عَجَاجٌ. (K.) b6: Fire. (TA.) This, and each of the five significations next preceding, and that next following, have been assigned to the word as used in the Kur xviii. 38. (TA.) See also حُسْبَانَةٌ. b7: Small arrows, (Mgh, Msb, K,) or short arrows, (S,) which are shot from Persian bows: (Mgh, Msb:) said by IDrd to be, in this sense, postclassical: (TA:) or arrows which a man shoots in the hollow of a reed, or cane; drawing the bow, he discharges twenty of them at once, and they pass by nothing without wounding it, whether it be an armed man or another object; they come forth like rain, and scatter among the people: (ISh, TA:) or small arrows, with slender heads, in the hollow of a reed, or cane, which, when discharged, come forth like a shower of rain, and scatter, and pass by nothing without wounding it: (Az, Msb:) or iron-headed arrows, like large needles, slender, but somewhat long, and without edges [to the heads]: (Th, TA:) n. un. with ة. (S, Mgh, Msb, K.) A3: It is also said to signify The circumference of a mill-stone: b2: and hence, in the Kur lv. 4, [see 1, above,] to mean The [revolving] firmament. (El-Khafájee, MF.) حُسْبَانَةٌ n. un. of حُسْبَانٌ [q. v.]. (S, Mgh, &c.) b2: Also A thunderbolt; syn. صَاعِقَةٌ: (K:) and ↓ حُسْبَانٌ, [of which it is the n. un.,] thunderbolts; syn. صَوَاعِقُ. (Bd and Jel in xviii. 38.) b3: A hailstone; syn. بَرَدَةٌ. (K. [In some copies of the K بَرْدَةٌ.]) b4: A cloud. (K.) A2: A small ant. (K.) A3: A small pillow; (S, K;) and so ↓ مِحْسَبَةٌ: (K:) or this signifies a pillow of skin, or leather. (TA.) حِسَابٌ and ↓ حُسْبَانٌ [A numbering, counting, reckoning, calculation, or computation: see 1:] both signify the same: (S:) or the latter is pl. of the former, (S, K, TA,) accord. to Akh (S, TA) and AHeyth and others, when the former signifies what is numbered; &c.; [a number; or quantity;] and the former has also for a pl. [of pauc.] أَحْسِبَةٌ. (TA.) You say, رَفَعَ العَامِلُ حِسَابَهُ and حُسْبَانَهُ [The agent presented his reckoning, &c.]. (A.) Hence, حِسَابُ الجُمَّلِ and الجُمَلِ: see art. جمل. [And حِسَابُ عَقْدِ الأَصَابِعِ The numbering, counting, or reckoning, with the fingers.] And يَوْمُ الحِسَابِ [The day of reckoning; i. e., of the final judgment]. (Kur xxxviii. 15, &c.) b2: حِسَابٌ also signifies The reckoning, or enumerating, or recounting, of causes of glorying; or of memorable, or generous, actions or qualities. (Msb.) b3: And (tropical:) A great number of men: (A, L, K:) of the dial. of Hudheyl. (L.) b4: and (assumed tropical:) A sufficing thing, (S, K,) and gift, (S, K, and Bd in lxxviii. 36,) as also ↓ حَسَّابٌ: (Bd ib.:) or a large gift: (Jel ib.:) or a gift according to one's works. (Bd ib.) حَسِيبٌ A reckoner, or taker of accounts: [see also حَاسِبٌ:] or a sufficer, or giver of what is sufficient; (K, TA;) from أَحْسَبَ, of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مُفْعِلٌ. (TA.) It has the former of these significations, or the latter, in the phrase, كَفَى بِاللّٰهِ حَسِيبًا [God is sufficient as a reckoner, or as a giver of what sufficeth], (Fr, K, TA,) in the Kur [iv. 7, and xxxiii. 39]: (TA:) and so in the Kur iv. 88. (TA.) b2: [Hence,] حَسِيبُكَ اللّٰهُ, (S, K,) in the L اللّٰهُ ↓ حَسْبُكَ, (TA,) [both of which phrases are used in the present day in the sense here following,] May God take, or execute, vengeance upon thee; or punish thee: (S, L, K:) meaning an imprecation though literally predicatory. (IAmb, Har p. 371.) [See also حُسْبَانُكَ عَلَى اللّٰهِ, voce حَسَبَ.]

A2: Also Characterized, or distinguished, by what is termed, حَسَبٌ as explained above [i. e. grounds of pretension to respect or honour; &c.]: (S, K:) generous, liberal, honourable, or noble: (Msb:) bountiful, or munificent: and having a numerous household: (Az, Mgh:) pl. حُسَبَآءُ. (A, K.) حَسَّابٌ: see حِسَابٌ.

حَاسِبٌ [act. part. n. of 1; Numbering, counting, &c.:] a reckoner; an accountant: [see also حَسِيبٌ:] pl. حُسَّبٌ and حُسَّابٌ (TA) and حَسَبَةٌ. (A.) أَحْسَبُ, (S, K,) fem. حَسْبَآءُ, (TA,) A camel of a colour in which are whiteness and redness (S, K, TA) and blackness: (TA:) a man in the hair of whose head is [a reddish colour such as is termed]

شُقْرَة: (S, K:) a man, (K,) and a camel, (TA,) whose skin has become white by reason of disease, and whose hair is infected [and turned red] in consequence thereof, so that he has become white and red: (K:) accord. to Sh, that has no [distinct] colour; of whom, or of which, one says, I think so, and I think so. (TA. [The latter clause of this explanation (in the TA الذى يقال احسب كذا و احسب كذا) I have rendered conjecturally; supposing يقال to have been omitted by a copyist, after يقال,]) b2: Also A leper. (Lth, T, K.) b3: And (assumed tropical:) A mean, avaricious, man. (S, TA.) إِبِلٌ مُحْسِبَةٌ Camels that have much flesh and fat: (TA:) or محسبة has two meanings; from حَسَبٌ signifying “ nobility; ” [i. e. noble camels;] and from إِحْسَابٌ; i. e. satisfying, with their milk, their owners and the guest. (IAar, TA.) مِحْسَبَةٌ: see حُسْبَانَةٌ.

مُحَسَّبٌ: see 2.

مَحْسُوبٌ: see حَسَبٌ, first sentence.

مُحْتَسِبٌ [The inspector of the markets and of the weights and measures &c.] is an appellation derived from اِحْتَسَبَ, as shown above: see this verb. (K.) You say, فُلَانٌ مُحْتَسِبُ البَلَدِ [Such a one is the inspector of the markets &c. of the town]: you should not say مُحْسِبٌ. (S.)
الحسب: ما يعده المرء من مفاخر نفسه وآبائه.
(حسب) : تَقُول: حَسْبَكَ مِنْ هذا: إذا نَهَتْتَهُ - بالنَّصْبِ -.
حسب: {حُسْبان}: حساب، وقيل: جمع حساب. و {حسبنا}: كافينا. {حسيبا}: كافيا أو عالما أو مقتدرا أو محاسا.
(حسب) اسْم بِمَعْنى كَاف يُقَال مَرَرْت بِرَجُل حَسبك من رجل كافيك وَاسم فعل يُقَال حَسبك هَذَا اكتف بِهِ و (حَسبك من شَرّ سَمَاعه) يَكْفِيك أَن تسمعه لتشمئز مِنْهُ
ح س ب: (حَسَبَهُ) عَدَّهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَكَتَبَ وَ (حِسَابًا) أَيْضًا بِالْكَسْرِ وَ (حُسْبَانًا) بِالضَّمِّ وَالْمَعْدُودُ (مَحْسُوبٌ) وَ (حَسَبٌ) أَيْضًا فَعَلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَنَفَضٍ بِمَعْنَى مَنْفُوضٍ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ بِالْفَتْحِ أَيْ عَلَى قَدْرِهِ وَعَدَدِهِ. وَ (الْحَسَبُ) أَيْضًا مَا يَعُدُّهُ الْإِنْسَانُ مِنْ مَفَاخِرِ آبَائِهِ، وَقِيلَ حَسَبُهُ دِينُهُ، وَقِيلَ مَالُهُ. وَالرَّجُلُ (حَسِيبٌ) وَبَابُهُ ظَرُفَ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: (الْحَسَبُ) وَالْكَرَمُ يَكُونَانِ بِدُونِ الْآبَاءِ وَالشَّرَفُ وَالْمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إِلَّا بِالْآبَاءِ. وَ (حَسْبُكَ) دِرْهَمٌ أَيْ كَفَاكَ، وَشَيْءٌ (حِسَابٌ) أَيْ كَافٍ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {عَطَاءً حِسَابًا} [النبأ: 36] وَ (الْحُسْبَانُ) بِالضَّمِّ الْعَذَابُ أَيْضًا، وَ (حَسِبْتُهُ) صَالِحًا بِالْكَسْرِ (أَحْسَبُهُ) بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ (مَحْسِبَةً) بِكَسْرِ السِّينِ وَفَتْحِهَا وَ (حِسْبَانًا) بِالْكَسْرِ ظَنَنْتُهُ. 

حسب


حَسَبَ(n. ac. حَسْب
حِسْبَة
حِسَاْب
حِسَاْبَة
حِسْبَاْن
حُسْبَاْن)
a. Numbered, counted, reckoned, calculated.

حَسِبَ(n. ac.
مَحْسَبَة
مَحْسِبَة
حِسْبَاْن)
a. Reckoned, accounted, considered, thought, believed;
supposed, surmised.

حَسُبَ(n. ac. حَسَب
حَسَاْبَة)
a. Was respected, esteemed.

حَسَّبَa. Contented, satisfied.

حَاْسَبَa. Reckoned with, settled accounts with.
b. [acc. & 'Ala], Called to account for.
أَحْسَبَa. see IIb. [acc. & Min], Sufficed, served instead of.
تَحَسَّبَa. Reclined.
b. Enquired into.

تَحَاْسَبَa. Settled accounts together.

إِحْتَسَبَa. Reckoned upon; took into account; made account
of.
b. Calculated, estimated; accounted, thought
considered.

حَسْبa. Sufficiency; lot, share, portion; equivalent.

حِسْبَة
(pl.
حِسَب)
a. Account; reckoning, calculation.
b. Recompense, reward.

حَسَب
(pl.
أَحْسَاْب)
a. Quantity; measure; number; amount; value.
b. Merit; distinction, honour.

حَاْسِب
(pl.
حَسَبَة
4t
حُسَّب
حُسَّاْب
29)
a. Reckoner; accountant.
b. Arithmetician.

حِسَاْب
(pl.
أَحْسِبَة
حُسْبَاْن
حِسَابَات )
a. Account, bill.
b. see 1
حَسِيْب
(pl.
حُسَبَآءُ)
a. see 21 (a)b. Respected, esteemed.

حِسْبَاْنa. Opinion; conjecture, surmise.

N. Ag.
إِحْتَسَبَa. Inspector of weights & measures.

حَسْبَمَا
a. According to.

بِحَسْب بِهَسَب
a. Equal to; corresponding to; in accordance with.

يَوْم الحِسَاب
a. The day of Judgment.

حِسَاب الجُمَّل
a. Chronography ( counting by the numerical value of
letters ).
ح س ب

حسب المال. ورفع العامل حسابه وحسبانه. ومن يقدر على عد الرمل وحسب الحصى؟ وهو من الكتبة الحسبة. والأجر على حسب المصيبة أي على قدرها. وفلان لا حسب له ولا نسب، وهو ما يحسبه ويعده من مفاخر آبائه. وألق هذا في الحسب أي فيما حسبت. وهو حسيب نسيب، وهم حسباء. وفلان لا يحتسب به أي لا يعتد به. واحتسبت عليه بالمال. واحتسب عند الله خيراً إذا قدمه، ومعناه اعتده فيما يدخر. واحتسب ولده إذا مات كبيراً، وافترطه إذا مات صغيراً قبل البلوغ. واحتسبت بكذا: اكتفيت به. وأحسبني: كفاني، وحسبي كذا وبحسبي. وفلان حسن الحسبة في الأمور أي الكفاية والتدبير. وفعل كذا حسبةً أي احتساباً، وله فيه حسبة وحسب. قال الكميت:

إلى مزورين في زيارتهم ... نيل التقى واستتمت الحسب

ومن المجاز: خرجا يتحسبان الأخبار: يتعرفانها، كما يوضع الظن موضع العلم، واحتسبت ما عند فلان: اختبرته وسبرته. قال:

تقول نساء يحتسبن مودتي ... ليعلمن ما أخفي ويعلمن ما أبدي

وفي بعض الحديث " عند الله أحتسب عنائي " وأتاني حساب من الناس أي كثير، كما تقول جاءني عدد منهم وعديد. قال ساعدة بن جؤية:

فلم ينتبه حتى أحاط بظهره ... حساب وسرب كالجراد يسوم

واستعطاني فلان فأحسبته أي أكثرت له.
حسب
الحَسَبُ: الشَّرَفُ في الآباء، رَجُلٌ حَسِيْبٌ، وقَوْمٌ حُسَبَاءُ. وحَسَّبْتُ فلاناً حَسَبَه: رَدَدْتَه إلى أصْلِهِ. والمُحَسَّبُ: الحَسِيْبُ ذو الكَرَم. والحَسَبُ: قَدْرُ الشَّيْءِ، كَقَوْلِكَ: الأجْرُ على حَسَبِ ما عَمِلْتَ. وأمّا حَسْبُ - مَجْزُوْمٌ - فَمَعْناهُ: كَفى. وقد أحْسَبَكَ ذلك: كَفَاكَ. وأحْسَبْتُ الرَّجُلَ: إِذا أطْعَمْته وسَقَيْتَه حتّى يَشْبَعَ وتُعْطِيه حَتّى يَرْضى. والحِسَابُ: مَعْرُوفٌ. والحِسَابَةُ: مَصْدَرُ حَسَبْتُ الشَّيْءَ أحْسُبُه حِسَاباً، واحْتَسَبْتُ - أيضاً - حِسْبَةً. وقَوْمٌ حُسّابٌ. والحِسْبَةُ: احْتِسَابُكَ الأجْرَ عِنْدَ الله. وقَوْلُه: " الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ " أي بِحِسَابٍ. وإِنَّه لَحَسَنُ الحِسْبَةِ في الأمْرِ: إِذا كَانَ حَسَنَ التَّدْبِيْرِ. واسْتَحْسَبَتِ الغَنَمُ من البَقْلِ ما شاءتْ: أي أكَلَتْ. وفلانٌ لا يُحَاسَبُ: أي لا يُعْتَدُّ به. الحُسْبَانُ: النّارُ نَفْسُها. والحَسْبَاءُ: اسْمُ امْرَأةٍ. ويقولون: حُسْبَانُكَ على اللَّهِ. والحِسْبَانُ: من الظَّنِّ، حَسِبَ يَحْسِبُ ويَحْسَبُ حِسْباناً. الحُسْبَانُ: سِهَامٌ صِغارٌ يُرْمى بها عن القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ. والأحْسَبُ: الذي ابْيَضَّتْ جِلْدَتُه من داءٍ فَفَسَدَتْ شَعَرَتُه فَصَارَ أحْمَرَ وأبْيَضَ، وكذلك من الإِبِلِ. والتَّحْسِيْبُ: دَفْنُ المَيِّتِ، وأنْشَدَ:
غَداةَ ثَوى في الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ
ويُقالُ: غَيْرَ مُكَفَّنٍ. والحُسْبَانَةُ والمِحْسَبَةُ: الوِسَادَةُ الصَّغِيرةُ. وحَسَّبْتُ الرَّجُلَ: أقْعَدْتُه عليها. وتَحَسَّبَ هو. وتَحَسَّبْتُ الخَبَرَ: بمعنى تَحَسَّسْتُه. واحْتَسَبْتُ ما في نَفْسِي: أي اخْتَبَرْتُه.
ح س ب : حَسَبْتُ الْمَالَ حَسْبًا مِنْ بَابِ قَتَلَ أَحْصَيْتُهُ عَدَدًا وَفِي الْمَصْدَرِ أَيْضًا حِسْبَةً بِالْكَسْرِ وَحُسْبَانًا بِالضَّمِّ وَحَسِبْتُ زَيْدًا قَائِمًا أَحْسَبُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ فِي لُغَةِ جَمِيعِ الْعَرَبِ إلَّا بَنِي كِنَانَةَ فَإِنَّهُمْ يَكْسِرُونَ الْمُضَارِعَ مَعَ كَسْرِ الْمَاضِي أَيْضًا عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ حِسْبَانًا بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى ظَنَنْتُ وَيُقَالُ حَسْبُكَ دِرْهَمٌ أَيْ كَافِيكَ وَأَحْسَبَنِي الشَّيْءُ بِالْأَلِفِ أَيْ: كَفَانِي.

وَالْحَسَبُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا يُعَدُّ مِنْ الْمَآثِرِ وَهُوَ مَصْدَرُ حَسُبَ وِزَانُ شَرُفَ شَرَفًا وَكَرُمَ كَرَمًا قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ الْحَسَبُ وَالْكَرَمُ يَكُونَانِ فِي الْإِنْسَانِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِآبَائِهِ شَرَفٌ وَرَجُلٌ حَسِيبٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ قَالَ وَأَمَّا الْمَجْدُ وَالشَّرَفُ فَلَا يُوصَفُ بِهِمَا الشَّخْصُ إلَّا إذَا كَانَا فِيهِ.
وَفِي آبَائِهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحَسَبُ الشَّرَفُ الثَّابِتُ لَهُ وَلِآبَائِهِ قَالَ وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِحَسَبِهَا» أَحْوَجَ أَهْلَ الْعِلْمِ إلَى مَعْرِفَةِ الْحَسَبِ لِأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ فِي مَهْرِ الْمِثْلِ فَالْحَسَبُ الْفَعَالُ لَهُ وَلِآبَائِهِ مَأْخُوذٌ مِنْ الْحِسَابِ وَهُوَ عَدُّ الْمَنَاقِبِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَفَاخَرُوا حَسَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مَنَاقِبَهُ وَمَنَاقِبَ آبَائِهِ وَمِمَّا يَشْهَدُ لِقَوْلِ ابْنِ السِّكِّيتِ قَوْلُ الشَّاعِرِ
وَمَنْ كَانَ ذَا نَسَبٍ كَرِيمٍ وَلَمْ يَكُنْ ... لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئِيمَ الْمُذَمَّمَا
جَعَلَ الْحَسَبَ فَعَالَ الشَّخْصِ مِثْلُ: الشَّجَاعَةِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ وَالْجُودِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ «حَسَبُ الْمَرْءِ
دِينُهُ» وَقَوْلُهُمْ يُجْزَى الْمَرْءُ عَلَى حَسَبِ عَمَلِهِ أَيْ عَلَى مِقْدَارِهِ.

وَالْحُسْبَانُ بِالضَّمِّ سِهَامٌ صِغَارٌ يُرْمَى بِهَا عَنْ الْقِسِيِّ الْفَارِسِيَّةِ الْوَاحِدَةُ حُسْبَانَةٌ وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحُسْبَانُ مَرَامٍ صِغَارٌ لَهَا نِصَالٌ دِقَاقٌ يُرْمَى بِجَمَاعَةٍ مِنْهَا فِي جَوْفِ قَصَبَةٍ فَإِذَا نَزَعَ فِي الْقَصَبَةِ خَرَجَتْ الْحُسْبَانُ كَأَنَّهَا قِطْعَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إلَّا عَقَرَتْهُ.

وَاحْتَسَبَ فُلَانٌ ابْنَهُ إذَا مَاتَ كَبِيرًا فَإِنْ كَانَ صَغِيرًا قِيلَ افْتَرَطَهُ وَاحْتَسَبَ الْأَجْرَ عَلَى اللَّهِ ادَّخَرَهُ عِنْدَهُ لَا يَرْجُو ثَوَابَ الدُّنْيَا.

الْحِسْبَةُ بِالْكَسْرِ وَاحْتَسَبْتُ بِالشَّيْءِ اعْتَدَدْتُ بِهِ قَالَ الْأَصْمَعِيُّ وَفُلَانٌ حَسَنُ الْحِسْبَةِ فِي الْأَمْرِ أَيْ حَسَنُ التَّدْبِيرِ وَالنَّظَرِ فِيهِ وَلَيْسَ هُوَ مِنْ احْتِسَابِ الْأَجْرِ فَإِنَّ احْتِسَابَ الْأَجْرِ فِعْلٌ لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ. 
(ح س ب) : (حَسَبَ) الْمَالَ عَدَّهُ مِنْ بَابِ طَلَبَ حَسْبًا وَحُسْبَانًا (وَمِنْهُ) أَحْسَنْتُ إلَيْهِ حَسْبَ الطَّاقَةِ وَعَلَى حَسْبِهَا أَيْ قَدْرِهَا (وَحَسَبُ) الرَّجُلِ مَآثِرُ آبَائِهِ لِأَنَّهُ يُحْسَبُ بِهِ مِنْ الْمَنَاقِبِ وَالْفَضَائِلِ لَهُ وَعَنْ شِمْرٍ الْحَسَبُ الْفَعَالُ الْحَسَنُ لَهُ وَلِآبَائِهِ (وَمِنْهُ) مَنْ فَاتَهُ حَسَبُ نَفْسِهِ لَمْ يَنْتَفِعْ بِحَسَبِ أَبِيهِ (قَالَ) الْأَزْهَرِيُّ وَيُقَالُ لِلسَّخِيِّ الْجَوَّادِ حَسِيبٌ وَلِلَّذِي يُكْثِرُ عَدَدَ أَهْلِ بَيْتِهِ حَسِيبٌ قَالَ وَلِلْحَسِيبِ مَعْنًى آخَرُ وَهُوَ عَدَدُ ذَوِي قَرَابَةِ الرَّجُلِ مِنْ أَوْلَادِهِ وَغَيْرِهِمْ وَيُفَسِّرُ ذَلِكَ حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ «أَنَّ هَوَازِنَ أَتَوْا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا أَنْتَ أَبَرُّ النَّاسِ وَأَوْصَلُهُمْ وَقْدَ سُبِيَ أَبْنَاؤُنَا وَنِسَاؤُنَا وَأُخِذَتْ أَمْوَالُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ اخْتَارُوا إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إمَّا الْمَالَ وَإِمَّا السَّبْيَ فَقَالُوا أَمَا إذْ خَيَّرْتَنَا بَيْنَ الْمَالِ وَبَيْنَ الْحَسَبِ فَإِنَّا نَخْتَارُ الْحَسَبَ فَاخْتَارُوا أَبْنَاءَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - إنَّا خَيَّرْنَاهُمْ بَيْنَ الْمَالِ وَالْأَحْسَابِ فَلَمْ يَعْدِلُوا بِالْأَحْسَابِ شَيْئًا فَأَطْلَقَ لَهُمْ السَّبْيَ» قَالَ فَبَيَّنَ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ عَدَدَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّجُلِ يُسَمَّى حَسَبًا قُلْت وَعَلَى ذَلِكَ مَسْأَلَةُ الزِّيَادَاتِ أَوْصَى بِثُلُثِ مَالِهِ لِأَهْلِ بَيْتِهِ أَوْ لِحَسَبِهِ وَهُوَ مِنْ الْأَوَّلِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ لِأَنَّ الْأَبْنَاءَ ذَوُو الْحَسَبِ وَالْعَدَدُ مِنْ الْمَآثِرِ وَالْمَنَاقِبِ أَوْ عَلَى أَنَّ الْآبَاءَ يَكْثُرُ عَدَدَهُمْ بِالْبَنِينَ أَوْ لِأَنَّ الذَّبَّ عَنْ حَرِيمِ الْأَهْلِ مِنْ الْمَآثِرِ فَسُمُّوا حَسَبًا لِهَذِهِ الْمُلَابَسَةِ وَأَمَّا مَنْ رَوَى لِحَسِيبِهِ فَلَهُ وَجْهٌ (وَقَوْلُهُ) - عَلَيْهِ السَّلَامُ - «الْحَسَبُ الْمَالُ وَالْكَرَمُ التَّقْوَى» هَدْمًا لِقَاعِدَةِ الْعَرَبِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْغَنِيَّ يُعَظَّمُ كَمَا يُعَظَّمُ الْحَسِيبُ وَأَنَّ مَنْ لَهُ التَّقْوَى هُوَ الْكَرِيمُ لَا مَنْ يَجُودُ بِمَالِهِ وَيُبَذِّرُهُ وَيُخْطِرُ بِنَفْسِهِ لِيُعَدَّ جَوَّادًا شُجَاعًا وَاحْتَسَبَ بِالشَّيْءِ اعْتَدَّ بِهِ وَجَعَلَهُ فِي الْحِسَابِ (وَمِنْهُ) احْتَسَبَ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا إذَا قَدَّمَهُ وَمَعْنَاهُ اعْتَدَّهُ فِيمَا يُدَّخَرُ عِنْدَ اللَّهِ (وَعَلَيْهِ) حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إنِّي أَحْتَسِبُ خُطَايَ هَذِهِ أَيْ أَعْتَدُّهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا (وَاحْتِسَابًا) أَيْ صَامَ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ وَيَحْتَسِبُ صَوْمَهُ عِنْدَ اللَّهِ وَاحْتَسَبَ وَلَدَهُ إذَا مَاتَ كَبِيرًا أَوْ مَعْنَاهُ اعْتَدَّ أَجْرَ مُصَابِهِ فِيمَا يُدَّخَرُ (وَمِنْهُ) أُرِيدُ أَنْ أَحْتَسِبَ ابْنِي وَأُؤْجَرَ فِيهِ (وَالْحِسْبَانُ) بِالْكَسْرِ الظَّنُّ (وَالْحُسْبَانُ) بِالضَّمِّ سِهَامٌ صِغَارٌ يُرْمَى بِهَا عَنْ الْقِسِيِّ الْفَارِسِيَّةِ الْوَاحِدَةُ حُسْبَانَةٌ وَإِنَّمَا قَالَ مُحَمَّدٌ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يُرْمَى بِهَا بِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ.
[حسب] حَسَبْتُهُ أَحْسَبُهُ بالضم حَسْباً وحسابا وحسبانا وحسابة، إذا عددته. وأنشد ابن الاعرابي : يا جمل أسقاك بلا حسابه * سقيا مليك حسن الربابه * قتلتنى بالدل والخلابه * أي بلا حساب ولا هنداز. ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر. والمعدود محسوبٌ وحَسَبٌ أيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مفعول، مثل نَفَضٍ بمعنى منفوضٍ. ومنه قولهم: ليَكُنْ عملُكَ بِحَسَبِ ذلك، أي على قَدْرِهِ وعدده. قال الكسائي: ما أدري ما حَسَبُ حديثك، أي ما قَدْرُهُ، وربما سُكِّنَ في ضرورة الشعر. والحَسَبُ أيضاً: ما يعدُّه الإنسان من مفاخر آبائه. ويقال: حَسَبُهُ دينُهُ، ويقال مالُهُ. والرجل حسيبٌ، وقد حَسُبَ بالضم حسابة، مثل خطب خطابة. قال ابن السكيت: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرفٌ. قال: والشَرف والمجد لا يكونان إلا بالآباء. وحاسبته من المحاسبة واحتسبت عليه كذا، إذا أنكرته عليه. قاله ابن دريد. واحتسبت بكذا أجراً عند الله، والاسم الحِسْبة بالكسر وهي الأجر والجمع الحِسب. وفلان محتسِب البلد، ولا تقل مُحْسِب. واحتَسَبَ فلانٌ ابناً له أو بنتاً، إذا ما مات وهو كبير، فإن مات صغيراً قيل افترطه. ويقال أيضاً إنه لَحَسنُ الحِسبة في الأمر، إذا كان حَسَنَ التدبير له. والحِسبة أيضاً من الحساب مثل القعدة والركبة والجلسة. قال النابغة: فَكَمَّلَتْ مِائَةً فيها حمامتها * وأسرعت حسبة في ذلك العدد وأحسبنى الشئ، أي كفانى. وأحسبتُهُ وحَسَّبْتُهُ بالتشديد بمعنىً، أي أعطيته ما يرضيه. قال الشاعر : ونُقْفي وَليدَ الحيِّ إن كان جائعاً * ونُحْسِبُهُ إن كان ليس بجائِع أي نعطيه حتى يقول حَسْبي. وحِسْبُكَ دِرْهمٌ أي كفاك، وهو اسم. وشئ حساب، أي كافٍ. ومنه قوله تعالى: (عَطاءً حِساباً) ، أي كافياً. وتقول: أعطى فأحْسَبَ، أي أكْثَرَ. وهذا رجل حَسْبُكَ من رجلٍ، وهو مدح للنَكِرَةِ لأن، فيه تأويل فَعْل كأنه قال مُحْسِبٌ لك، أي كافٍ لك من غيره، يستوي فيه الواحد والجمع والتثنية، لانه مصدر. وتقول في المعرفة: هذا عبد الله حسبك من رجل فتنصب حسبك على الحال. وإن أردت الفعل في حسبك قلت مررت برجل أحسبك من رجل وبرجلين أحسباك وبرجال أحسبوك. ولك أن تتكلم بحسب مفردة، تقول: رأيت زيدا حسب يا فتى، كأنك قلت: حسبى أو حسبك، فأضمرت هذا فلذلك لم تنون، لانك أردت الاضافة، كما تقول: جاءني زيد ليس غير، نريد ليس غيره عندي. وقولهم: حسيبك الله، أي انتقم الله منك. والحُسبان بالضم: العذابُ. وقال أبو زياد الكلابي: أصاب الأرضَ حُسْبانٌ، أي جرادٌ. والحُسْبانُ: الحساب، قال الله تعالى: (الشمسُ والقمرُ بِحُسْبانٍ) . قال الأخفش: الحُسْبانُ جماعةُ الحِسابِ، مثل شِهابٍ وشهبان. والحسبان أيضا: سهام قصار، الواحدة حسبانة. والحسبانة أيضا: الوسادة الصغيرة، تقول منه حَسَّبْتُهُ، إذا وسَّدْتَهُ. قال نهيك الفزارى : لتقيت بالوجعاء طعنة مرهف * حران أو لثويت غير محسب أي غير موسد، يعنى غير مكرم ولا مكفن. وتحسبت الخبر. أي استخبرت. وقال رجل من بني الهُجَيم: تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وأيقن أنني * بها مُفْتَدٍ من واحد لا أغامره يقول: تشمَّمَ الأسدُ ناقتي وظنّ أني أتركها له ولا أقاتله. والأَحْسَبُ من الإبل، هو الذي فيه بياضٌ وحُمرةٌ. تقول منه: احسب البعير احسبابا ، والاحسب من الناس: الذي في شَعْرِ رأسِه شقرة. وقال امرؤ القيس : أيا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته أحسبا يصفه باللؤم والشح. يقول: كأنه لم تحلق عقيقته في صغره حتى شاخ. وحسبته صالحا أحسبه بالفتح، مَحْسَبَةً ومَحْسِبَةً وحِسْباناً بالكسر، أي ظننته. ويقال أحسبه، بالكسر، وهو شاذ لان كل فعل كان ماضيه مكسورا فإن مستقبله يأتي مفتوح العين، نحو علم يعلم، إلا أربعة أحرف جاءت نوارد، قالوا: حسب يحسب ويحسب، وبئس يبأس ويبئس، ويئس ييأس وييئس، ونعم ينعم وينعم، فإنها جاءت من السالم بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاء ماضيه ومستقبله جميعا بالكسر نحو: ومق يمق، ووفق يفق، ووثق يثق، وورع يرع، وورم يرم، وورث يرث، وورى الزند يرى، وولى يلى.
حسب
الحساب: استعمال العدد، يقال: حَسَبْتُ أَحْسُبُ حِسَاباً وحُسْبَاناً، قال تعالى: لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ [يونس/ 5] ، وقال تعالى: وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً [الأنعام/ 96] ، وقيل: لا يعلم حسبانه إلا الله، وقال عزّ وجل: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ [الكهف/ 40] ، قيل: معناه:
نارا، وعذابا ، وإنما هو في الحقيقة ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه، وفي الحديث أنه قال صلّى الله عليه وسلم في الريح: «اللهمّ لا تجعلها عذابا ولا حسبانا» ، قال تعالى: فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً [الطلاق/ 8] ، إشارة إلى نحو ما روي: «من نوقش الحساب عذّب» ، وقال تعالى: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ [الأنبياء/ 1] ، نحو: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ [القمر/ 1] ، وَكَفى بِنا حاسِبِينَ
[الأنبياء/ 47] ، وقوله عزّ وجلّ: وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ [الحاقة/ 26] ، إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ [الحاقة/ 20] ، فالهاء فيها للوقف، نحو:
مالِيَهْ وسُلْطانِيَهْ ، وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ [آل عمران/ 199] ، وقوله عزّ وجلّ: جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً [عم/ 36] ، فقد قيل: كافيا، وقيل: ذلك إشارة إلى ما قال: وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى [النجم/ 39] ، وقوله: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ [البقرة/ 212] . ففيه أوجه:
الأول: يعطيه أكثر ممّا يستحقه.
والثاني: يعطيه ولا يأخذه منه.
والثالث: يعطيه عطاء لا يمكن للبشر إحصاؤه، كقول الشاعر:
عطاياه يحصى قبل إحصائها القطر
والرابع: يعطيه بلا مضايقة، من قولهم:
حاسبته: إذا ضايقته.
والخامس: يعطيه أكثر مما يحسبه.
والسادس: أن يعطيه بحسب ما يعرفه من مصلحته لا على حسب حسابهم، وذلك نحو ما نبّه عليه بقوله تعالى: وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ الآية [الزخرف/ 33] .
والسابع: يعطي المؤمن ولا يحاسبه عليه، ووجه ذلك أنّ المؤمن لا يأخذ من الدنيا إلا قدر ما يجب وكما يجب، وفي وقت ما يجب، ولا ينفق إلا كذلك، ويحاسب نفسه فلا يحاسبه الله حسابا يضرّ، كما روي: «من حاسب نفسه في الدنيا لم يحاسبه الله يوم القيامة» .
والثامن: يقابل الله المؤمنين في القيامة لا بقدر استحقاقهم، بل بأكثر منه كما قال عزّ وجل: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً [البقرة/ 245] .
وعلى هذه الأوجه قوله تعالى: فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ [غافر/ 40] ، وقوله تعالى: هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ [ص/ 39] ، وقد قيل:
تصرّف فيه تصرّف من لا يحاسب، أي: تناول كما يجب وفي وقت ما يجب وعلى ما يجب، وأنفقه كذلك. والحسيب والمحاسب: من يحاسبك، ثم يعبّر به عن المكافئ بالحساب.
وحَسْبُ يستعمل في معنى الكفاية، حَسْبُنَا اللَّهُ [آل عمران/ 173] ، أي:
كافينا هو، وحَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ [المجادلة/ 8] ، وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً [النساء/ 6] ، أي: رقيبا يحاسبهم عليه، وقوله: ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ [الأنعام/ 52] ، فنحو قوله: عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ [المائدة/ 105] ، ونحوه: وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي [الشعراء/ 112- 113] ، وقيل معناه: ما من كفايتهم عليك، بل الله يكفيهم وإياك، من قوله: عَطاءً حِساباً [النبأ/ 36] ، أي: كافيا، من قولهم:
حسبي كذا، وقيل: أراد منه عملهم، فسمّاه بالحساب الذي هو منتهى الأعمال. وقيل:
احتسب ابْناً له، أي: اعتدّ به عند الله، والحِسبةُ: فعل ما يحتسب به عند الله تعالى.
الم أَحَسِبَ النَّاسُ
[العنكبوت/ 1- 2] ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ [العنكبوت/ 4] ، وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ [إبراهيم/ 42] ، فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ [إبراهيم/ 47] ، أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ [البقرة/ 214] ، فكل ذلك مصدره الحسبان، والحِسْبَان: أن يحكم لأحد النقيضين من غير أن يخطر الآخر بباله، فيحسبه ويعقد عليه الإصبع، ويكون بعرض أن يعتريه فيه شك، ويقارب ذلك الظنّ، لكن الظنّ أن يخطر النقيضين بباله فيغلّب أحدهما على الآخر.
باب الحاء والسين والباء معهما ح س ب، ح ب س، س ح ب، س ب ح، مستعملات

حسب: الحَسَبُ: الشَرَف الثابت في الآباء. رجل كريم الحَسَب حسيبٌ، وقَوْمٌ حُسَباءُ،

وفي الحديث: الحَسَبُ المالُ، والكَرَمُ التقوى . وتقول: الأَجْر على حَسَب ذلك أي على قَدْره،

قال خالد بن جعفر للحارث بن ظالم: أما تَشكُرُ لي إذْ جَعَلْتُك سيِّد قَومِكَ؟ قال: حَسَبُ ذلك أشكُرُكَ.

وأمّا حَسْب (مجزوماً) فمعناه كما تقول: حَسْبُك هذا، أيْ: كَفاكَ، وأَحْسَبَني ما أعطاني أي: كفاني. والحِسابُ: عَدُّكَ الأشياء. والحِسابةُ مصدر قولِكَ: حَسَبْتُ حِسابةً، وأنا أحْسُبُه حِساباً. وحِسْبة أيضاً ، قال النابغة:

وأَسْرَعَتْ حِسْبةً في ذلك العَدَدِ

وقوله- عز وجل-: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ* اختُلِفَ فيه، يقال: بغير تقدير على أجْرٍ بالنقصان، ويقال: بغير مُحاسَبةٍ، ما إنْ يخاف أحدا يحاسبه ، ويقال: بغير أن حَسِبَ المُعطَى أنّه يعطيه: أعطاه من حيثُ لم يَحتَسِبْ. واحتَسَبْتُ أيضاً من الحِساب والحسبة مصدر احتِسابك الأجْرَ عند الله. ورجلٌ حاسِبٌ وقَوْمٌ حُسّاب. والحُسْبان من الظنّ، حَسِبَ يحسَبُ، لغتان، حُسْباناً، وقوله- عز وجل-: الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ

، أي قُدِّرَ لهما حِسابٌ معلوم في مواقيتِهما لا يَعدُوانِه ولا يُجاوزانِه. وقوله تعالى: وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ

أي نارا تحرقها. والحُسْبان: سهِام قِصارُ يُرمى بها عن القِسِيِّ الفارسية، الواحدة بالهاء. والأَحْسَبُ: الذي ابيضَّتْ جلدتُه من داءٍ ففَسَدَتْ شَعَرتُه فصار أحمَرَ وأبيَضَ، من الناس والإبل وهو الأبرَصُ، قال:

عليه عَقيقتُه أَحْسَبا

عابَه بذلك، أَيْ لم يُعَقِّ له في صِغَره حتى كَبِرَ فشابَتْ عقيقته، يعني شَعَره الذي وُلِدَ معه . والحَسْبُ والتَحسيب: دَفْن الميِّت في الحجارة، قال:

غَداةَ ثَوَى في الرَّمْل غيرَ مُحَسَّبِ

أيْ غيرَ مُكَفَّن.

حبس: الحَبْس والمَحْبِس: موضعان للمحبوس، فالمَحْبِس يكون سِجْناً ويكون فعلاً كالحَبْس. والحَبيس: الفَرَس: يُجْعَل في سبيل الله. والحِباس: شيء يُحْبَس به نحو الحِباس في [المَزْرَفة] يحبس به فضول الماء. والحباسة في كلام العجم: (المكلا) ، وهي التي تُسَمَّى المَزْرَفة، وهي الحباسات في الأرض قد أحاطت بالدَّبْرة يُحْبَس فيها الماء حتى يمتلىء ثم يُساق إلى غيرها. واحتَبَسْتُ الشَيْءَ أي خَصصتُه لنفسي خاصَّةُ. واحتَبَست الفِراشَ بالمِحْبَس أي بالمِقْرَمة .

سحب: السَّحْبُ: جَرُّكَ الشَّيْءَ، كسَحْب المرأةِ َذْيَلها، وكسَحْبِ الريحِ التُرابَ. وسُمِّيَ السَّحابُ لانسحابه في الهواء. والسَّحْبُ: شدَّة الأكْل والشُّرْب، رجلٌ أُسْحُوب : أَكُولٌ شَروبٌ. ورجل مُتَسَحِّب: حريص على أكل ما يوضَع بين يَدَيْه.

سبح: قوله- عز وجل- إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلًا

، أي: فَراغاً للنَّوم عن أبي الدُّقَيْش، ويكون السَّبْحُ فراغاً باللَّيْل أيضاً. سُبْحانَ اللهِ: تنزيه لله عن كل ما لا ينبغي أن يُوصَف به، ونَصبُه في موضع فِعْلٍ على معنى: تَسبيحاً لله، تُريدُ: سَبَّحْتُ تَسبيحاً للهِ [أي: نزَّهتُه تنزيهاً] . ويقال: نُصِبَ سُبحانَ الله على الصرف، وليس بذاك، والأول أجود. والسُّبُّوح: القُدُّوس، هو اللهُ، وليس في الكلام فُعُّول غير هذين. والسُّبْحةُ: خَرَزات يُسَبَّح بعددها.

وفي الحديث أن جبريل؟ قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم-: إن لله دون العرش سبعين حِجاباً لو دَنَونا من أحدها لأَحْرَقَتْنا سُبُحاتُ وَجْهِ رَبِّنا

يعني بالسُّبْحة جَلالَه وعَظَمَتَه ونورهَ. والتَّسبيح يكونُ في معنى الصلاة وبه يُفسَّر قوله- عَزَّ وجل- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، الآية تأمُرُ بالصَّلاة في أوقاتِها، قال الأعشى:

وسَبِّحْ على حينِ العَشِيّات والضُّحَى ... ولا تَعْبُدِ الشَّيطانَ واللهَ فاعبُدا

يعني الصلاة. وقوله تعالى: فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ

يعني المُصَلِّين. والسَّبْح مصدرٌ كالسِّباحة، سَبحَ السابحُ في الماء. والسابح من الخَيْل: الحَسَنُ مَدِّ اليَدَيْن في الجَرْي. والنُجُوم تَسْبَح في الفَلَك: تجري في دَوَرانه. والسُّبْحة من الصلاة: التَطَوُّع. 
الْحَاء وَالسِّين وَالْبَاء

الحَسَبُ: الْكَرم. والحَسَبُ، الشّرف الثَّابِت فِي الْآبَاء. وَقيل هُوَ الشّرف فِي الْفِعْل، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والحَسَبُ: الفعال الصَّالح، حَكَاهُ ثَعْلَب. وَمَاله حَسَبٌ وَلَا نسب: الحَسَبُ الفعال الصَّالح، وَالنّسب الأَصْل. وَالْفِعْل من كل ذَلِك، حَسُبَ حَسَبا وحَسابةً فَهُوَ حَسيبٌ. أنْشد ثَعْلَب:

ورُبَّ حَسيبِ الأَصْل غير حَسيبِ

أَي لَهُ آبَاء يَفْعَلُونَ الْخَيْر وَلَا يَفْعَله هُوَ. وَالْجمع حُسَباءُ. وَفِي الحَدِيث: " الحَسَبُ المالُ "، يَقُول: الَّذِي يقوم مقَام الشّرف والسراوة إِنَّمَا هُوَ المَال.

والحَسَبُ الدَّين. والحَسَبُ البال، عَن كرَاع، وَلَا فعل لَهما. والحَسَبُ والحَسْبُ: قدر الشَّيْء، كَقَوْلِك: الْأجر بِحَسب مَا عملت وحَسْبِه، أَي قدره.

وحَسْبُ بِمَعْنى كفى، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَأما حَسْبُ فمعناها الِاكْتِفَاء. ومررت بِرَجُل حسْبُك من رجل، أَي كافيك، لَا يثنى وَلَا يجمع لِأَنَّهُ مَوْضُوع مَوضِع الْمصدر. وَقَالُوا: هَذَا عَرَبِيّ حِسْبَةً، انتصب لِأَنَّهُ حَال وَقع فِيهِ الْأَمر كَمَا انتصب دنيا فِي قَوْلك: هُوَ ابْن عمي دنيا، كَأَنَّك قلت: هَذَا عَرَبِيّ اكْتِفَاء وَإِن لم يتَكَلَّم بذلك. وأحسَبَني الشَّيْء: كفاني، قَالَ:

ونُقفى وَليدَ الحيِّ إِن كَانَ جائعا ... ونُحْسِبُه إِن كَانَ ليسَ بجائعِ

وَقَالَ ثَعْلَب: أحْسَبَُ من كل شَيْء، أعطَاهُ حَسْبَه وَمَا كَفاهُ، وإبل محُسْبِةَ، ٌ لَهَا لحم وشحم كثير، وَأنْشد:

ومُحْسِبةٍ قد أخْطأ الحقُّ غيرَها ... تَنَفّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهِيَ كالشّوِى

يَقُول: حسْبُها من هَذَا. وَقَوله: قد أَخطَأ الْحق غَيرهَا يَقُول: أَخطَأ الْحق غَيرهَا من نظرائها. وَمَعْنَاهُ، أَنه لَا يُوجب للضيوف وَلَا يقوم بحقوقهم إِلَّا نَحن. وَقَوله:

تَنَفّس عَنْهَا حَيْنُها فَهُوَ كالشّوِى

كَأَنَّهُ نقض للْأولِ وَلَيْسَ بِنَقْض، إِنَّمَا يُرِيد: تنفس عَنْهَا حينها قبل الضَّيْف، ثمَّ نحرناها بعده للضيف. والشوى هُنَا المنشوي، وَعِنْدِي أَن الْكَاف زَائِدَة، وَإِنَّمَا أَرَادَ: فهن شوى، أَي فريق مشوي أَو منشو، وَأَرَادَ: وطبيخ فاجترأ بالشوي من الطبيخ.

وَقَالَ بَعضهم: لأُحْسِبَنّكم من الأسودين، يَعْنِي التَّمْر وَالْمَاء، أَي لأوسعن عَلَيْكُم.

وأحْسَبَ الرجل وحَسّبَه، إِذا أطْعمهُ وسقاه حَتَّى يشْبع ويروى، من هَذَا. وَفِي التَّنْزِيل: (عَطاءً حِسابا) أَي كثيرا كَافِيا. وكل من أرْضى فقد أُحْسِبَ.

وحَسَبَ الشَّيْء يَحْسُبُه حِسابا وحِسابَةً وحِسْبَةً وحُسْبانا، عده. وحُسْبانُك على الله، أَي حِسابُك قَالَ: على اللهِ حُسْباني إِذا النّفسُ أشرَفَتْ ... على طَمَعٍ أَو خافَ شَيئا ضميرُها

وَقَوله تَعَالَى: (يرزُقُ مَن يَشاءُ بغَيرِ حِسابٍ) اخْتلف فِي تَفْسِيره، فَقَالَ بَعضهم: بِغَيْر تَقْدِير على أحد بِالنُّقْصَانِ، وَقَالَ بَعضهم: بِغَيْر مُحاسَبَةٍ، أَي لَا يخَاف أَن يُحاسَبه أحد عَلَيْهِ. وَقيل مَعْنَاهُ: لَيْسَ يرْزق الْمُؤمن على قدر أيمانه، وَلَا يزق الْكَافِر على قدر كفره، أَي لَيْسَ يُحاسِبُ بالرزق فِي الدُّنْيَا على قدر الْعَمَل، وَلَكِن الرزق فِي الْآخِرَة على قدر الْعَمَل وَمَا يتفضل بِهِ. وَقيل: بِغَيْر منّةٍ عَلَيْهِ وَقيل: بِغَيْر جَزَاء. وَقَوله تَعَالَى: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُمْ بغَيِر حِسابٍ) جَاءَ فِي التَّفْسِير: بِغَيْر مكيال وَغير ميزَان، يغْرف لَهُ غرفا. قَالَ الزّجاج: هَذَا وَإِن كَانَ الثَّوَاب لَا يَقع على بعضه كيل وَلَا وزن، مِمَّا يتنعم بِهِ الْإِنْسَان من اللَّذَّة وَالسُّرُور والراحة، فَإِنَّهُ يمثل بِمَا يدْرك بالنظير فَيعرف مِقْدَار الْقلَّة من الْكَثْرَة. وَقَوله، أنْشدهُ ابْن الْأَعرَابِي:

إِذا نَدِيَتْ أقرابُه لَا يُحاسِبُ

يَقُول: لَا يقتر عَلَيْك الجري، وَلكنه يَأْتِي بجري كثير.

وَرجل حاسِبٌ، من قوم حُسَّبٍ وحُسّابٍ.

والاحتساب: طلب الْأجر. وَالِاسْم الحِسْبَةُ. واحتَسَبَ بَنِينَ، مَاتَ لَهُ بنُون كبار.

وحَسِبَ الشَّيْء كَائِنا يحسِبُه ويَحْسَبُه حِسْبانا ومَحْسِبَة، ظَنّه، وَهَذَا الْمصدر الْأَخير نَادِر، وَإِنَّمَا هُوَ نَادِر عِنْدِي على من قَالَ: يَحسَبُ فَفتح، وَأما على من قَالَ: يَحْسِبُ، فَكسر، فَلَيْسَ بنادر.

والحُسْبانُ: الْعَذَاب وَالْبَلَاء. وَقَوله تَعَالَى: (ويُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبانا مِن السَّماءِ) يَعْنِي: نَارا. والحُسْبانُ أَيْضا، الْجَرَاد والعجاج. قَالَ أَبُو زِيَاد الحُسْبانُ، شَرّ وبلاء.

والحُسْبانُ: سِهَام صغَار يرْمى بهَا عَن القسي الفارسية، واحدتها حُسْبانَةٌ، قَالَ ابْن دُرَيْد: هُوَ مولد، وَقَالَ ثَعْلَب: الحُسْبانُ: المرامي، وَفسّر بِهِ قَوْله: (أَو يُرْسِل عَلَيْهَا حُسْبانا من السماءِ) .

والحُسْبانةُ: الوسادة الصَّغِيرَة. والمِحْسَبةُ الوسادة الصَّغِيرَة من الْأدم. وحَسَبّهَ، أجلسه على الحُسْبانَة والمِحْسَبَة.

والأحْسَبُ: الَّذِي ابيضَّت جلدته من دَاء ففسدت شعرته فَصَارَ أَحْمَر وأبيض، يكون ذَلِك فِي النَّاس وَالْإِبِل. وَقيل: هُوَ من الْإِبِل، الَّذِي فِيهِ سَواد وَحُمرَة أَو بَيَاض. وَالِاسْم، الحُسْبَةُ. والأحْسَبُ: الأبرص.

والحَسبُ والتّحْسيبُ: دفن الْمَيِّت، وَقيل: تكفينه، قَالَ:

غَداة ثَوَى فِي التُّرْبِ غيرَ مُحَسَّبِ

أَي: غير مكفن. وَقيل: مَعْنَاهُ: غير موسد، وَالْأول أحسن.

وانه لحَسَنُ الحِسْبَة فِي الْأَمر، أَي حسن التَّدْبِير وَالنَّظَر.

وتَحَسّبَ الْخَبَر: استَخْبر عَنهُ، حجازية.

واحتَسَبَ فلَان على فلَان: أنكر عَلَيْهِ قَبِيح عمله.

وَقد سمَّت: حَسيبا وحُسَيْبا.
[حسب] "الحسيب" تعالى: الكافي بمعنى مفعل، من أحسبني الشيء إذا كفاني، وأحسبته وحسبته بالتشديد أعطيته ما يرضيه حتى يقول: حسبي. ومنه ح: "يحسبك" أن تصوم من كل شهر ثلاثة، أي يكفيك، من أحسبني، ولو روى: بحسبك، أي كافيك والباء زائدة لكان وجهاً. وفيه: "الحسب" المال، والكرم التقوى، الحسب في الأصل الشرف بالآباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم، وقيل: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف، والمجد والشرف لا يكونان إلا بالآباء، فجعل المال كشرف النفس أو الآباء، يعني أن الفقير ذا الحسب لا يوقر، والغني الذي لا حسب له يوقر ويجل في العيون. ط: الحسب ما يعد من مأثره ومآثر آبائه، والكرم الجمع بين أنواع الخير والشرف والفضائل، وهذا لغة، فردهما صلى الله عليه وسلم إلى ما هو المتعارف وإلى ما عند الله، فالحسيب عندهم من رزق الثروة وبه يوقرون، والكريم عند الله المتقي. نه ومنه ح: "حسب" الرجل خلقه، وكرمه دينه. وح: "حسبه" نقاء ثوبيه، أي يوقر به لأنه دليل الثروة. وح: تنكح المرأة لحسنها و"حسبها" وقيل: هو هنا الفعال الحسن، وسيتم بياناً في تنكح. ومنه ح هوازن: اختاروا إما المال وإما السبي، فقالوا: خيرتنا بين المال و"الحسب" فأنا نختار الحسب، فاختاروا الأبناء والنساء، أرادوا أن فكاك الأسرى وإيثاره على استرجاع المال حسب وفعال حسن، وقيل: المراد "بالحسب" هنا عدد ذوي القرابات، مأخوذ من الحساب، وذلك أنهم إذا تفاخروا عد كل واحد مناقب آبائه وحسبها. ط: أربع في أمتي من الجاهلية، الأحسن كون "في أمتي" خبر أربع، و"من الجاهلية" و"لا يتركون" حالان، يعني هذه الخصال تدوم في طائفة: الفخر "بالأحساب" تعداد مآثره، والطعن بالأنساب أي أنساب الغير بنسب نفسه، فيجتمع له الحسب والنسب، أو في نسب نفسه كقوله:
إنا بني نهشل لا ندعى لأب
ن: كيف "حسبه" فيكم" أي نسبه. ويبعث في "أحساب" قومه، أي أفضل أنسابهم، لأنه أبعد من انتحاله الباطل وأقرب إلى الانقياد. نه وفيه: من صام رمضان إيماناً و"احتساباً" أي طلباً لوجه الله وثوابه، من الحسب كالاعتداد من العد، وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله: احتسبه، لأن له ح أن يعتد عمله. والحسبة اسم من الاحتساب، وهو في الأعمال الصالحات، وعند المكروهات البدار إلى طلب الأجر بالتسليم والصبر، أو باستعمال أنواع البر طلباً للثواب. ومنه ح: "احتسبوا" أعمالكم فإن من احتسب عمله كتب له أجره وأجر حسبته. وح: من مات له ولد "فاحتسبه" أي احتسب الأجر بصبره، يقال: احتسب فلان ابنه، إذا مات كبيراً وافترطه إذا مات صغيراً، أو معناه اعتد مصيبته به في جملة بلايا الله التي يثاب على الصبر عليها، وقد تكرر في الحديث. ك ومنه ح: ألا "تحتسبون" آثاركم أي" ألا تعدون الأجر في خطاكم إلى المسجد فإن لكل خطوة أجراً، وروى "تحتسبوا" وحذف النون بدون ناصب وجازم فصيح. وح: كان الحمس "يحتسبون" على الناس، أي يعطونهم حسبة، وكنا يفيض جماعة الناس أي غير الحمس يدفعون من عرفات. وح: إن شاءت أن "تحتسب" عليك، أي تقضى عنك حسبة أي إرادة الثواب لا الولاء. ن وح: أنفق وهو "يحتسبها" بأن ينوي أداء واجب أو مندوب لوجه اللهذبحنا الأول بكسر سين أي نطق صلى الله عليه وسلم بالكسر، لا بالفتح، وأراد صلى الله عليه وسلم إنا لم نتكلف لكم بالذبح لئلا يمتنعوا منه، وليتبرى عن التعجب، والاعتداد على الضيف. ش: "حسب" ما ذكره بسكون السين أي على مقتضاه. شم: بفتحها وقد تسكن أي قدره وعدده. ش: "حسب" ابن آدم لقيمات، بالسكون. ط: "أحسبه" قال تواضعاً، أي قال: أظن النبي صلى الله عليه وسلم قال تواضعاً، وهو مفعول له لقوله: لبس ثوب جمال توجه الله، أي ألبسه تاجاً. وفيه: "حسبك" من نساء العالمين مريم وعائشة- إلخ، مريم خبر حسبك، ومن نساء متعلق بحسبك، والخطاب عام أو لأنس أي كافيك معرفتك فضلهن من معرفة سائر النساء. و"حسبي حسبي" أي كفاني في تسليتي عن الحزن هذه الكرامة من ربي، وكان حزنه من كسر رباعيته يوم أحد.
حسب
حسَبَ يَحسُب، حِسابًا وحَسْبًا وحُسْبانًا وحِسَبةً، فهو حاسِب، والمفعول مَحْسوب
• حسَب المالَ ونحوَه: عدّه وأحصاه "حسَب الأيّامَ والدَّقائقَ- حسَب مجموعَ درجاته".
• حسَب الشَّيءَ: قدّره "حسَب سلعةً بمائة قرش- لا يحسُب حسابًا كافيًا للمفاجآت" ° حسَبَ عليه كذا: أخذه به ولامه عليه وقدّره- حسَبَ لكلّ شيءٍ حِسابه: تدبّر الأمرَ من كلّ وجوهه، أخذ بنظر الاعتبار كلّ ما يتّصل بالأمر- حسَبَ له ألفَ حساب: اهتمّ به جيِّدًا- لا يُحسب له حِساب: لا خطر له ولا أهمية. 

حسُبَ يَحسُب، حَسَبًا، فهو حَسيب
• حسُب الشَّخصُ: انحدر من سلالةٍ كريمة الأصل، شريفة النَّسب، عالية المنزلة "رجلٌ ذو حَسَبٍ ونَسَب". 

حسِبَ يَحسَب ويَحسِب، حِسْبانًا، فهو حاسب، والمفعول مَحْسوب
• حسِب المالَ كلَّ شيء: اعتبره وظنّه وعدّه "إنّ هذا الشَّعب الذي نحسَبه جاهلاً يَعْلَم الكثيرَ- {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا
 وَهُمْ رُقُودٌ} " ° لا تحسب كلامَه شيئًا: لا تعدّه شيئًا- ما حسِب: لم يعتبر ولم يُقدِّر. 

احتسبَ/ احتسبَ بـ يحتسب، احتسابًا، فهو مُحْتَسِب، والمفعول مُحْتَسَب
• احتسب الأمرَ: حسِبه وظنّه، توقّعه وخطر بباله " {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} ".
• احتسب ولدَه: صبر على وفاته مُدّخرًا الأجر على صبره "احتسبوا فقيدَهم".
• احتسب الشَّيءَ/ احتسب بالشَّيء: ضحَّى به وفعله مُدّخرًا أجره عند الله، لا يرجو ثوابَ الدُّنيا "إنَّ من احتسب عملَه كُتب له أجرُ عمله" ° احتسب عند الله خيرًا.
• احتسب به:
1 - اكتفى به "احتسب بصداقته عن الجميع".
2 - اعتدّ به "هذا رأيٌ لا يُحْتَسَبُ به" ° فلانٌ لا يُحْتسب به: لا يُعتمد عليه. 

تحاسبَ يتحاسب، تحاسُبًا، فهو مُتحاسِب
• تحاسب القومُ: حاسب بعضُهم بعضًا "تحاسب الشَّريكان في نهاية العام".
• تحاسب معه: حاسبه وأنهى معه الحساب. 

تحسَّبَ/ تحسَّبَ لـ/ تحسَّبَ من يتحسَّب، تحسُّبًا، فهو مُتحسِّب، والمفعول متحسَّب
• تحسَّب الأمرَ: سعى في معرفته "تحسَّب الباحثُ الحقيقةَ- خرجا يتحسَّبان الأخبارَ: يتعرَّفانها".
• تحسَّب لوقوع كذا/ تحسَّب من وقوع كذا: احترس واحتاط "تحسَّب للطوارئ- من لم يتحسَّب للعواقب لم يكن الدّهر له بصاحب". 

حاسبَ/ حاسبَ على يحاسب، مُحاسبةً وحِسابًا، فهو محاسِب، والمفعول محاسَب
• حاسبَ فلانًا:
1 - ناقشه الحسابَ وأقامه عليه "حاسب شريكَه- المحاسبة في الأمور الصَّغيرة تُطيل أمد الصَّداقات [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: تعاشروا كالإخوان وتحاسبوا كالغرباء- حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا [حديث]: من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه- {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ} " ° محاسبة النَّفس: فحص الضَّمير.
2 - جازاه بالخير أو بالشَّرِّ "حاسبه مديرُه على تقصيره في العمل- {فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا} ".
• حاسبَ على نفسه: احترس وتيقَّظ ° حاسب على القرش: كان مقتصدًا للغاية. 

حَوْسبَ يحوسب، حَوْسَبةً، فهو محوسِب، والمفعول محوسَب
• حَوْسبَ ملفَّات القضيَّة: أدخلها الحاسوب.
• حَوْسب العملَ: استعمل الحاسوب فيه "عجَّلت حوسبة البنك بإنجاز الأعمال بدقَّة وسرعة". 

تحسُّب [مفرد]: مصدر تحسَّبَ/ تحسَّبَ لـ/ تحسَّبَ من ° تحسُّبًا له: احتراسًا، كتدبير وقائيّ. 

تحسُّبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى تحسُّب.
2 - توقعيَّة "تدابير تحسُّبيّة بناء على البيانات التي وصلت إليه". 

حاسِب1 [مفرد]: ج حاسبون وحَسَبة وحُسَّاب وحُسَّب (للعاقل):
1 - اسم فاعل من حسَبَ وحسِبَ.
2 - من يقوم بالأعمال الحسابيّة ويُحصيها. 

حاسِب2 [مفرد]: ج حواسبُ
• الحاسب الآليّ: (حس) جهاز الكمبيوتر أو ما يُسمَّى بالعقل الإلكترونيّ ويُسمَّى كذلك: حاسبة وحسّابة وحاسوب، وهو جهاز يعمل إلكترونيًّا لإجراء عمليات حسابيّة دقيقة وسريعة، وذلك باختزان معلومات يُغذَّى بها ويقدِّمها عند الحاجة.
• قراصنة الحاسب: (حس) مستخدمو الحاسب الذين يحاولون التدخُّل باستخدام حاسب منزليّ في شبكات الاتِّصالات التَّابعة لمؤسَّسات كبيرة للحصول على معلومات سرِّيَّة أو أموال بطريقة القرصنة.
• شبكة حاسب داخليَّة: (حس) نظام يعمل على ربط تجهيزات المكتب الإلكترونية كأجهزة الحاسب مشكلاً بذلك

شبكة داخلية تعمل داخل مكتب أو مبنى ما.
• الآلة الحاسبة: آلة متفاوتة الحجم تقوم بالعمليَّات الحسابيَّة.
• المِسْطَرة الحاسبة: (جب) أداة تتألَّف من مسطرتين لهما تدرّج تمكِّن من إنجاز بعض العمليَّات الحسابيَّة بسرعة. 

حاسوب [مفرد]: اسم آلة من حسَبَ.
• الحاسوب الإلكترونيّ: (حس) جهاز مبرمَج لأداء عمليَّات سريعة أو لتخزين المعلومات واسترجاعها في أي وقت.
• حاسوب شخصيّ صغير: جهاز كمبيوتر يُحمل كالحقيبة ويُصطحب في كلّ مكان. 

حساب [مفرد]: ج حسابات (لغير المصدر):
1 - مصدر حاسبَ/ حاسبَ على وحسَبَ ° أدخل في الحساب: أخذ بعين الاعتبار- أسقطه من حسابه: أهمله، ولم يعتدّ به- بيع على الحساب: بالتَّقسيط- حساب عقليّ: بلا اعتماد على الكتابة- صفَّى حسابَه مع فلان: انتقم منه- على حساب الشَّيء: في غير صالحه، يؤدِّي إلى الضرر- على حسابه: على نفقته ومسئوليّته- قائمة الحساب/ فاتورة الحساب: ورقة مدوّن بها المبالغ المطلوبة من العميل- قدّم حسابًا: أعطى تفسيرًا وشرحًا- قليل الحساب: قليل الحذر والاحتراس- كان في حسابه: كان في تقديره، متوقّعًا له- ما حسبتُ هذا الحساب: لم أتصوره- ما كان ذلك في حسابي: أي لم يكن في ظنّي- مِنْ غير حساب: مِنْ غير تقدير.
2 - كثير كافٍ " {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا}: كافٍ على قدر الأعمال".
3 - تضييق وتقتير " {وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} " ° بلا حساب/ بغير حساب: بدون تقتير أو تضييق، عكسه بحساب.
4 - (قص) رصيد في مصرف ونحو ذلك "أرسل المصرف لعميله كشف حسابه" ° حساب جارٍ: حساب في مصرف يمكن السَّحب منه وتزويده دون قيود- حساب مكشوف: حساب مَدين ويكون عندما يَسحب المُودِعُ من المصرف مبلغًا أكبر من المبلغ المتوفِّر في حسابه.
5 - أجْر "أعطيت العاملَ حسابه- {وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ} ".
• حسابُ التَّكامل: (جب) دراسة رياضيَّة للتّكامل وتطبيقاته في إيجاد الأحجام والمساحات وجذور المعادلات التَّفاضليَّة.
• حساب مشترك: (قص) حساب بنكيّ مسجَّل باسم شخصين أو أكثر ممّا يسمح بالسَّحب لأي منهم أو مجتمعين إذا نصَّ شرط على ذلك.
• حسابٌ جارٍ: (قص) حساب مصرفيّ يقوم على تمكين العملاء من إيداع أموالهم في المصرف والحصول على دفتر شيكات أو دفتر ادِّخار بما أودعوه.
• حساب الاحتمالات: مجموع القواعد التي تساعد على تحديد النِّسبة المئويَّة لإمكان وقوع حادث.
• حساب المثلَّثات: (هس) دراسة تُعنى بإيجاد العلاقات بين الأضلاع والزَّوايا في المثلَّثات.
• يوم الحساب: يوم القيامة.
• علم الحساب: علم يهتمُّ بالأعداد الصَّحيحة أو الأعداد المنطقيَّة أو الأعداد المركَّبة الخاضعة للجمع والطَّرح والضَّرب والقسمة.
• الحسابات: (جر) تسجيل وتصنيف المعاملات التِّجاريَّة والسِّجلاَّت الماليَّة، وتحــضير التَّقارير الخاصَّة بالموجودات والالتزامات الماليَّة ونتائج التَّشغيل لعمل تجاريّ.
• مراجع الحسابات: (جر) شخص مهنيّ مستقلّ يقوم بالتحقُّق من إعداد القوائم الماليّة طبقًا للمبادئ المحاسبيّة المتعارف عليها، ويعدّ تقريرًا بنتائج فحصه ورأيه عن عدالة القوائم الماليّة.
• حساب الجُمَّل: نوعٌ من الحساب يُجعَل فيه لكلّ حرف من حروف الأبجديَّة عددٌ خاصٌ به من الواحد إلى الألف على ترتيب مخصوص. 

حِسابيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حساب.
• العدد الحسابيّ: (جب) العدد الذي يُعبِّر عن كميّة ما بقطع النَّظر عن علاقاته، ويقابله العدد الجبريّ.
• متتالية حسابيَّة: (جب) مجموعة الأرقام التي تتزايد أو تتناقص على التتالي بمقدار ثابت، كالمتتالية 3، 6، 9، 12.
 • المِيزان الحسابيّ: (قص) بيان ما للدَّولة وما عليها من الدِّيون قِبَل الدول الأخرى. 

حَسْب [مفرد]:
1 - مصدر حسَبَ.
2 - قدر الشَّيء "كافأه على حَسْب نشاطه- جزاء المرء بحَسْب عمله" ° حَسْبَما خطَّطنا: بمقتضى تخطيطنا- حَسْبَ الأصول: وفقًا للقواعد المتَّبعة- حَسْبَما اتَّفَق: بأيِّ صورة كانت- حَسْبَ رغبته: كما يراه- بِحَسْب: وَفقًا لـ.
3 - لغة في حَسَب.
• حَسْب/ فحَسْب/ وحَسْب: فقط، لاغير "لا يعدّ سكوتك جُبْنًا فحسب، بل خروجًا على مبادئ الحزب- قرأت ثلاثة كتب فحَسْب/ قرأت ثلاثة كتب وحَسْبُ/ قرأت ثلاثة كتب حَسْبُ".
• حَسْبُكَ هذا: يكفي (اسم فعل بمعنى كفى) "بحَسْبك هذا: اكتفِ به، يكفيك- حَسْبُك أن تلقى نظرةً سريعة على هذا الكتاب- حسبك من شرٍّ سماعُه: يكفيك سماعه لتشمئز منه- {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} ". 

حَسَب [مفرد]: ج أحساب (لغير المصدر):
1 - مصدر حسُبَ ° حَسَب ناصع: خالص من كُلِّ لؤم وشائبة- ذو حَسَب ونَسَب: شريف الأصل.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حسَبَ.
• حَسَبُ الشَّيءِ: قدرُه وعددُه "الأجر على حَسَب المشقّة- أكلوا على حَسَب الطَّاقة: بقدر ما يشبعهم- سنسير حَسْبَ/ بحَسْب/ على حَسْب الطريقة المتَّبعة" ° بحَسَبه/ على حَسَبه: وَفْقًا له وبمقتضاه- حسَب الأصول: وفقًا للقواعد المتَّبعة- حسَب اللُّزوم: عند الحاجة والضرورة- حَسبَما يحلو له: كيفما. 

حُسْبان [مفرد]:
1 - مصدر حسَبَ.
2 - ظنّ وخاطر وتوقّع "وجّه إليه أسئلة لم تكن في الحُسْبان- يقع دائمًا ما ليس في الحسبان [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: من لم يحسُب لم يسلم" ° حُسباني أنّ- كان في الحسبان: مقدَّرًا، متوقَّعًا- وضَع في حسبانه كذا: انتبه له وجعله محلّ اعتبار.
3 - حِساب التَّدبير الدَّقيق " {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} ".
4 - بلاء وهلاكٌ من عذابٍ وصواعق وبَرَد وغير ذلك " {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} ".
• حُسْبان الموضِع: (فك) تقدير موضع في السَّفينة أو الطَّائرة من غير الاستعانة بآلات الرَّصد الفلكيَّة. 

حِسْبان [مفرد]: مصدر حسِبَ. 

حِسْبَة [مفرد]: ج حِسْبات (لغير المصدر) وحِسَب (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَبَ.
2 - حِساب وتدبير "فلان حسن الحِسبة: حسن التَّدبير- لي عنده حِسْبة: شيء من المال".
3 - منصب أساسه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كان يتولاَّه في الدّول الإسلاميّة رئيسٌ يشرف على الشّئون العامّة من مراقبة الأسعار ورعاية الآداب.
4 - ثواب وأجر "نال حسبتَه- فعله حِسْبةً: مدَّخرًا أجره عند الله". 

حَسْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حَسْبة: "المجلس الحَسْبيّ للمدينة/ مجلس المدينة الحَسْبيّ/ مجلس حَسْبيّ المدينة". 

حِسْبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى حِسْبَة: "المجلس الحِسْبيّ". 

حسَّابة [مفرد]: اسم آلة من حسَبَ: "سُمِح للطلاّب باستعمال الحسَّابة في الامتحانات". 

حسيب [مفرد]: ج حَسيبون وحُسَباءُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُبَ: كريم الأصل، شريف النَّسب "هذا رجل حسيب في قومه".
2 - محاسِب "كلّ امرئ حسيب نفسه" ° حسيبك الله: انتقم الله منك.
• الحَسيب: اسم من أسماء الله الحُسْنى، ومعناه: الكافي الذي منه كفايةُ العباد، والمُحاسِب الذي يحاسب العبادَ على أعمالهم، والشّريفُ الذي له صفاتُ الكمال والجلال، والمدرِكُ للأجزاء والمقادير التي يعلم العبادُ أمثالَها بالحساب من غير أن يحسب " {وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا} ". 

مُحاسِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من حاسبَ/ حاسبَ على.
2 - مسئول عن الشّئون الماليّة في إدارة ما "قابل العميل محاسب الشَّركة- سيِّدة شابَّة تعمل محاسِبًا/ محاسِبةً في أحد البنوك" ° محاسب قانونيّ: عضو في مؤَسَّسة المحاسبين. 

مُحاسَبَة [مفرد]: ج محاسبات:
1 - مصدر حاسبَ/ حاسبَ
 على.
2 - مراجعة حسابيّة فيما يخصُّ التَّصرُّف الماليّ.
• علم المحاسبة: (قص) فرع من فروع الاقتصاد أو إدارة الأعمال يُعنى بالشّئون الحسابيَّة.
• محاسبة قوميّة: (مع) فرع من فروع الدِّراسة الاجتماعيّة يُعنى بالتَّبويب والتَّصنيف الإحصائيّ للأوجه المختلفة لنشاط أفراد المجتمع وقطاعاته ووحداته المختلفة تبويبًا يُمكِّن الاقتصاديَّ من اكتشاف العلاقات المختلفة وتحليلها.
• ديوان المحاسبة/ ديوان الجهاز المركزيّ للمحاسبات: جهة رسميَّة أو متخصِّصة تقوم بالتَّدقيق في الشئون الماليَّة أو الحسابات. 

مُحاسَبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى مُحاسَبَة.
2 - مجمل الحسابات التي تجري حسب القواعد "تُطبِّق المصارفُ النِّظامَ المحاسبيّ الجديد". 

مُحتسِب [مفرد]:
1 - اسم فاعل من احتسبَ/ احتسبَ بـ.
2 - من يتولّى منصب الحِسْبة. 

مَحْسوبيَّة [مفرد]: مصدر صناعيّ من محسوب: إسناد الوظائف أو منح التَّرقيّات على أساس الرِّعاية والنّفوذ، لا على أساس الكفاءة "يرجع تراخي الموظَّفين وتواكلهم إلى تفشِّي المَحْسوبيَّة". 

حسب: في أَسماءِ اللّه تعالى الحَسِيبُ: هو الكافي، فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل، مِن أَحْسَبَنِي الشيءُ إِذا كَفاني.

والحَسَبُ: الكَرَمُ. والحَسَبُ: الشَّرَفُ الثابِتُ في الآباءِ، وقيل:

هو الشَّرَفُ في الفِعْل، عن ابن الأَعرابي. والحَسَبُ: ما يَعُدُّه

الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائهِ. والحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، حكاه ثعلب.

وما لَه حَسَبٌ ولا نَسَبٌ، الحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، والنَّسَبُ:

الأَصْلُ؛ والفِعْلُ من كلِّ ذلك: حَسُبَ، بالضم، حَسَباً وحَسابةً، مثل خَطُبَ خَطابةً، فهو حَسِيبٌ؛ أَنشد ثعلب:

ورُبَّ حَسِيبِ الأَصلِ غيرُ حَسِيبِ

أَي لَه آباءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُه هو؛ والجمع حُسَباءُ.

ورجل كَرِيم الحَسَبِ، وقوم حُسَباءُ. وفي الحديث: الحَسَبُ: المالُ، والكَرَمُ: التَّقْوَى. يقول: الذي يَقُوم مَقام الشَّرَفِ والسَّراوةِ،

إِنما هو المالُ. والحَسَبُ: الدِّينُ. والحَسَبُ: البالُ، عن كراع، ولا

فِعْلَ لهما. قال ابن السكيت: والحَسَبُ والكَرمُ يكونان في الرجلِ، وإِن لم يكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ. قال: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونان إِلا

بالآباءِ فَجَعَل المالَ بمنزلة شَرَفِ النَّفْسِ أَو الآباءِ، والمعنى أَنَّ

الفَقِير ذا الحَسَبِ لا يُوَقَّر، ولا يُحْتَفَلُ به، والغنِيُّ الذي لا

حَسَبَ له، يُوقَّر ويُجَلُّ في العُيون. وفي الحديث: حَسَبُ الرَّجل

خُلُقُه، وكَرَمُهُ دِينُه. والحديث الآخر: حَسَبُ الرَّجل نَقاءُ ثَوْبَيْهِ أَي إِنه يُوَقَّرُ لذلك، حيثُ هو دَليل الثَّرْوة والجِدةِ. وفي الحديث: تُنْكَحُ الـمَرأَة لمالِها وحَسَبِها ومِيسَمِها ودِينِها، فعَليكَ بذاتِ الدِّين، تَرِبَتْ يَداكَ؛ قال ابن الأَثير: قيل الحَسَبُ ههنا: الفَعَالُ الحَسَنُ. قال الأَزهري: والفُقَهاءُ يَحْتاجُون إِلى مَعْرِفة الحَسَبِ، لأَنه مـما يُعْتَبر به مَهْرُ مِثْلِ المرأَة، إِذا عُقِدَ النِّكاحُ على مَهْرٍ فاسِدٍ، قال: وقال شمر في كتابه الـمُؤَلَّف في غَريب الحديث: الحَسَبُ الفَعالُ الحَسنُ له ولآبائه، مأْخوذ من الحِسابِ إِذا حَسَبُوا مَناقِبَهم؛ وقال المتلمس:

ومَن كان ذا نَسْبٍ كَريمٍ، ولم يَكُنْ * لَه حَسَبٌ، كان اللَّئِيمَ الـمُذمَّما

ففَرقَ بَين الحَسَبِ والنَّسَبِ، فجعل النَّسَبَ عدَد الآباءِ والأُمهاتِ، إِلى حيث انْتَهى. والحَسَبُ: الفَعالُ، مثل الشَّجاعةِ والجُود،

وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفاءِ قال الأَزهري: وهذا الذي قاله شمر صحيح، وإِنما سُميت مَساعِي الرجُل ومآثِرُ آبائه حَسَباً، لأَنهم كانوا إِذا تَفاخَرُوا عَدَّ الـمُفاخِرُ منهم مَناقِبَه ومَآثِرَ آبائه وحَسَبها؛ فالحَسْبُ: العَدُّ والإِحْصاءُ؛ والحَسَبُ ما عُدَّ؛ وكذلك العَدُّ، مصدر عَدَّ يَعُدُّ، والـمَعْدُودُ عَدَدٌ. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: حَسَبُ الـمَرْءِ دِينُه، ومُرُوءَتُه خُلُقه، وأَصلُه عَقْلُه.

وفي الحديث: أَنَّ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قال: كَرَمُ الـمَرْءِ

دِينُه، ومُرُوءَتُه عَقْلُه، وحَسَبُه خُلُقُه؛ ورَجُل شَريفٌ ورجُلٌ

ماجِدٌ: له آباءٌ مُتَقَدِّمون في الشَّرَفِ؛ ورَجُلٌ حَسِيبٌ، ورَجُلٌ

كرِيمٌ بنفْسِه. قال الأَزهري: أَراد أَن الحَسَبَ يحصل للرَّجل بكَرم

أَخْلاقِه، وإِن لم يكن له نَسَبٌ، وإِذا كان حَسِيبَ الآباءِ، فهو أَكرَمُ له. وفي حديث وَفْدِ هَوازِنَ: قال لهم: اخْتاروا إِحْدَى الطائِفَتَيْنِ: إِما المالَ، وإِما السَّبْيَ. فقالوا: أَمـَّا إِذْ خَيَّرْتَنا بَيْنَ المالِ والحَسَبِ، فإِنَّا نَخْتارُ الحَسَبَ، فاخْتاروا أَبْناءَهم ونِساءَهم؛ أَرادوا أَنَّ فِكاكَ الأَسْرَى وإِيثارَه على اسْتِرْجاعِ المالِ حَسَبٌ وفَعالٌ حَسَنٌ، فهو بالاختِيار أَجْدَرُ؛ وقيل: المراد بالحَسَب ههنا عَدَد ذَوي القَراباتِ، مأْخوذ من الحِساب، وذلك أَنهم إِذا تَفاخَرُوا عَدُّوا مَناقِبَهم ومآثِرَهم، فالحَسَب العَدُّ والـمَعْدُود، والحَسَبُ والحَسْبُ قَدْرُ الشيءِ، كقولك: الأَجْرُ بحَسَبِ ما عَمِلْتَ وحَسْبِه أَي قَدْره؛ وكقولك: على حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إِليّ شُكْري لك، تقول أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بلائك عِنْدي أَي على قَدْر ذلك.

وحَسْبُ، مجزوم: بمعنى كَفَى؛ قال سيبويه: وأَمـَّا حَسْبُ، فمعناها الاكْتِفاءُ. وحَسْبُكَ دِرْهم أَي كَفاكَ، وهو اسم ، وتقول: حَسْبُكَ ذلك أَي كفاكَ ذلك؛ وأَنشد ابن السكيت:

ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ للقَوم يُنْزِلُهم، * إِلاَّ صَلاصِلُ لا تُلْوَى على حَسَبِ

وقوله: لا تُلْوَى على حَسَبٍ، أَي يُقْسَمُ بينهم بالسَّوِيَّة، لا يُؤْثَر به أَحد؛ وقيل: لا تُلْوَى

على حَسَب أَي لا تُلْوَى على الكِفايةِ، لعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِه.

ويقال: أَحْسَبَني ما أَعْطاني أَي كفاني. ومررت برجلٍ حَسْبِكَ من رَجلٍ أَي كافِيكَ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمع لأَنه موضوع موضع المصدر؛ وقالوا: هذا عربي حِسْبةً، انتصب لأَنه حال وقع فيه الأَمر، كما انتصب دِنْياً، في قولك: هو ابن عَمِّي دِنْياً، كأَنك قلت: هذا عرَبي اكْتِفاءً، وإِن لم يُتكلم بذلك؛ وتقول: هذا رَجُل حَسْبُكَ من رَجُل، وهو مَدْحٌ للنكرة، لأَن فيه تأْويل فِعْل، كأَنه قال: مُحْسِبٌ لك أَي كافٍ لك من غيره، يستوي فيه الواحد والجمع والتثنية، لأَنه مصدر؛ وتقول في المعرفة: هذا عبدُاللّه حَسْبَك من رجل، فتنصب حَسْبَك على الحال، وإِن أَردت الفعل في حَسْبك، قلت: مررت برجل أَحْسَبَكَ من رجل، وبرجلين أَحْسَباك، وبرِجال أَحْسَبُوكَ، ولك أَن تتكلم بحَسْبُ مُفردةً، تقول: رأَيت زيداً حَسْبُ يا فتَى، كأَنك قلت: حَسْبِي أَو حَسْبُكَ، فأَضمرت هذا فلذلك لم تنوِّن، لأَنك أَردت الإِضافة، كما تقول: جاءَني زيد ليس غير، تريد ليس غيره عندي.

وأَحْسَبَني الشيءُ: كفاني؛ قالت امرأَة من بني قشير:

ونُقْفِي وَليدَ الحَيِّ، إِن كان جائعاً، * ونُحْسِبُه، إِنْ كانَ لَيْسَ بِجائعِ

أَي نُعْطِيه حتى يقول حَسْبي. وقولها: نُقْفِيه أَي نُؤْثِرُه بالقَفِيَّة، ويقال لها القَفاوةُ أَيضاً، وهي ما يُؤْثَر به الضَّيفُ والصَّبِيُّ.

وتقول: أَعْطَى فأَحْسَبَ أَي أَكثَر حتى قال حَسْبِي . أَبو زيد:

أَحْسَبْتُ الرَّجلَ: أَعْطَيْتُه ما يَرْضَى؛ وقال غيره: حتى قال حَسْبي؛ وقال ثعلب: أَحْسَبَه من كلِّ شيءٍ: أَعْطاه حَسْبَه، وما كفاه. وقال الفرَّاءُ في قوله تعالى: يا أَيها النَّبيُّ حَسْبُكَ اللّهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنين؛ جاءَ التفسير يَكْفِيكَ اللّهُ، ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ؛

قال: وموضِعُ الكاف في حَسْبُكَ وموضع من نَصْب على التفسير كما قال الشاعر:

إِذا كانَتِ الهَيْجاءُ، وانْشَقَّتِ العَصا، * فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّد

قال أَبو العباس: معنى الآية يَكْفيكَ اللّهُ ويَكْفِي مَنِ اتَّبَعَكَ؛

وقيل في قوله: ومن اتَّبَعَكَ من المؤْمنين، قولان: أَحدهما حَسْبُكَ

اللّهُ ومَنِ اتَّبَعَكَ من المؤْمنين كفايةٌ إِذا نَصَرَهم اللّه، والثاني

حَسْبُكَ اللّهُ وحَسْبُ من اتَّبَعَكَ من المؤْمنين، أَي يَكفِيكُم اللّهُ جَميعاً.

وقال أَبو إِسحق في قوله، عز وجل: وكَفَى باللّهِ حَسِيباً: يكون بمعنى مُحاسِباً، ويكون بمعنى كافِياً؛ وقال في قوله تعالى: إِن اللّه كان على كل شيءٍ حَسِيباً؛ أَي يُعْطِي كلَّ شيءٍ من العِلم والحِفْظ والجَزاءِ مِقْدارَ ما يُحْسِبُه أَي يَكْفِيهِ.

تقول: حَسْبُكَ هذا أَي اكْتَفِ بهذا. وفي حديث عبداللّه بن عَمْرو، رضي اللّه عنهما، قال له النبي، صلى اللّه عليه وسلم: يُحْسِبُك أَن تَصُومَ من كل شهر ثلاثة أَيام أَي يَكْفِيكَ؛ قال ابن الأَثير: ولو روي بحَسْبِكَ أَن تَصُومَ أَي كِفايَتُك أَو كافِيكَ، كقولهم بِحَسْبِكَ قولُ السُّوءِ، والباءُ زائدة، لكانَ وَجْهاً.

والإِحْسابُ: الإِكْفاءُ. قال الرَّاعي:

خَراخِرُ، تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ، حتى * يَظَلُّ يَقُرُّه الرَّاعِي سِجالاَ

وإِبل مُحْسبةٌ: لَها لَحْم وشَحْم كثير؛ وأَنشد:

ومُحْسِبةٍ قد أَخْطَأَ الحَقُّ غيرَها، * تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها، فهي كالشَّوِي

يقول: حَسْبُها من هذا. وقوله: قد أَخطأَ الحَقُّ غَيْرَها، يقول: قد

أَخْطَأَ الحَقُّ غيرها من نُظَرائها، ومعناه أَنه لا يُوجِبُ للضُّيُوفِ،

ولا يَقُوم بحُقُوقِهم إِلا نحن. وقوله: تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها فهي

كالشَّوِي، كأَنه نَقْضٌ للأَوَّلِ، وليس بِنَقْضٍ، إِنما يريد: تَنَفَّس عنها

حَيْنُها قبلَ الضَّيْفِ، ثم نَحَرْناها بعدُ للضَّيْفِ، والشَّوِيُّ هُنا: الـمَشْوِيُّ. قال: وعندي أَن الكاف زائدة، وإِنما أَراد فهي شَوِيٌّ،

أَي فَريقٌ مَشْويٌّ أَو مُنْشَوٍ، وأَراد: وطَبيخٌ، فاجْتَزَأَ بالشَّوِيّ من الطَّبِيخِ. قال أَحمد بن يحيى: سأَلت ابن الأَعرابي عن قول

عُروةَ بن الوَرْد:

ومحسبةٍ ما أَخطأَ الحقُّ غيرَها

البيت، فقال: الـمُحْسِبةُ بمعنيين: من الحَسَب وهو الشرف، ومن

الإِحْسابِ وهو الكِفايةُ، أَي إِنها تُحْسِبُ بلَبَنِها أَهْلَها والضيفَ، وما صلة، المعنى: أَنها نُحِرتْ هي وسَلِمَ غَيْرُها.

وقال بعضهم: لأُحْسِبَنَّكُم مِن الأَسْوَدَيْن: يعني التَّمْر والماءَ

أَي لأُوسِعَنَّ عليكم.

وأَحْسَب الرجلَ وحَسَّبَه: أَطْعَمَه وسقاه حتى يَشْبَعَ ويَرْوَى مِنْ

هذا، وقيل: أَعْطاه ما يُرْضِيه. والحِسابُ: الكثير. وفي التنزيل: عطاءً حِساباً؛ أَي كَثِيراً كافِياً؛ وكلُّ مَنْ أُرْضِيَ فقد أُحْسِبَ. وشيءٌ حِسابٌ أَي كافٍ. ويقال: أَتاني حِسابٌ من الناس أَي جَماعةٌ كثيرة، وهي لغة هذيل. وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذلي:

فَلمْ يَنْتَبِهْ، حتى أَحاطَ بِظَهْرِه * حِسابٌ وسِرْبٌ، كالجَرادِ، يَسُومُ

والحِسابُ والحِسابةُ: عَدُّك الشيءَ.

وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبُه، بالضم، حَسْباً وحِساباً وحِسابةً: عَدَّه.

أَنشد ابن الأَعرابي لـمَنْظور بن مَرْثَدٍ الأَسدي:

يا جُمْلُ !أُسْقِيتِ بِلا حِسابَهْ،

سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ،

قَتَلْتني بالدَّلِّ والخِلابَهْ

أَي أُسْقِيتِ بلا حِسابٍ ولا هِنْدازٍ، ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر، وأَورد الجوهري هذا الرجز: يا جُمل أَسقاكِ، وصواب إِنشادِه: يا جُمْلُ أُسْقِيتِ، وكذلك هو في رجزه. والرِّبابةُ، بالكسر: القِيامُ على الشيءِ بإِصْلاحِه وتَربِيَتِه؛ ومنه ما يقال: رَبَّ فلان النِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِبابةً. وحَسَبَه أَيضاً حِسْبةً: مثل القِعْدةِ والرِّكْبةِ. قال النابغة:

فَكَمَّلَتْ مِائةً فِيها حَمامَتُها، * وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذلك العَدَدِ

وحُسْباناً: عَدَّه. وحُسْبانُكَ على اللّه أَي حِسابُكَ. قال:

على اللّه حُسْباني، إِذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ * على طَمَعٍ، أَو خافَ شيئاً ضَمِيرُها

وفي التهذيب: حَسِبْتُ الشيءَ أَحْسَبُه حِساباً، وحَسَبْتُ الشيءَ

أَحْسُبُه حِسْباناً وحُسْباناً. وقوله تعالى: واللّهُ سَرِيعُ الحِسابِ؛

أَي حِسابُه واقِعٌ لا مَحالَة، وكلُّ واقِعٍ فهو سَرِيعٌ، وسُرْعةُ حِسابِ

اللّه، أَنه لا يَشْغَلُه حِسابُ واحد عَن مُحاسَبةِ الآخَر، لأَنه سبحانه لا يَشْغَلُه سَمْع عن سمع، ولا شَأْنٌ عن شأْنٍ. وقوله، جل وعز:

كَفَى بِنَفْسِك اليومَ عليك حَسِيباً؛ أَي كفَى بِك لنَفْسِكَ مُحاسِباً. والحُسْبانُ: الحِسابُ. وفي الحديث: أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغابِ، لا يَعْلَمُ حُسْبانَ أَجْرِهِ إِلا اللّهُ. الحُسْبانُ، بالضم: الحِسابُ. وفي التنزيل: الشمسُ والقَمَرُ بِحُسْبانٍ، معناه بِحِسابٍ ومَنازِلَ لا يَعْدُوانِها. وقال الزَجاج: بحُسْبانٍ يدل على عَدَد الشهور والسنين

وجميع الأَوقات. وقال الأَخفش في قوله تعالى: والشمسَ والقَمَر

حُسْباناً: معناه بِحِسابٍ، فحذَف الباءَ. وقال أَبو العباس: حُسْباناً مصدر، كما تقول: حَسَبْتُه أَحْسُبُه حُسْباناً وحِسْباناً؛ وجعله الأَحفش جمع حِسابٍ؛ وقال أَبو الهيثم: الحُسْبانُ جمع حِسابٍ وكذلك أَحْسِبةٌ، مِثل شِهابٍ وأَشْهِبةٍ وشُهْبانٍ.

وقوله تعالى: يَرْزُقُ من يشاءُ بغير حساب؛ أَي بغير تَقْتِير

وتَضْيِيقٍ، كقولك: فلان يُنْفِقُ بغير حِساب أَي يُوَسِّعُ النَّفَقة، ولا

يَحْسُبُها؛ وقد اختُلف في تفسيره، فقال بعضهم: بغير تقدير على أَحد بالنُّقصان؛ وقال بعضهم: بغير مُحاسَبةٍ أَي لا يخافُ أَن يُحاسِبه أَحد عليه؛ وقيل: بغير أَنْ حَسِبَ الـمُعْطَى أَنه يُعْطِيه، أَعطاهُ من حَيْثُ لم يَحْتَسِبْ. قال الأَزهري: وأَما قوله، عز وجل: ويَرْزُقْه من حَيثُ لا يَحْتَسِبُ؛ فجائز أَن يكون معناه من حَيْثُ لا يُقَدِّره ولا يَظُنُّه كائناً، مِن حَسِبْتُ أَحْسِبُ، أَي ظَنَنْتُ، وجائز أَن يكون مأْخوذاً مِن حَسَبْتُ أَحْسُبُ، أَراد مِن حيث لم يَحْسُبْه لنفْسِه رِزقاً، ولا عَدَّه في حِسابه. قال الأَزهري: وإِنما سُمِّي الحِسابُ في الـمُعامَلاتِ حِساباً، لأَنهُ يُعلم به ما فيه كِفايةٌ ليس فيه زيادةٌ على المِقْدار ولا نُقْصان. وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

إِذا نَدِيَتْ أَقْرابُهُ لا يُحاسِبُ

يَقول: لا يُقَتِّر عليك الجَرْيَ، ولكنه يأْتي بِجَرْيٍ كثير.

والـمَعْدُود مَحْسُوبٌ وحَسَبٌ أَيضاً، وهو فَعَلٌ بمعنى مَفْعولٍ، مثل

نَفَضٍ بمعنى مَنْفُوضٍ؛ ومنه قولهم :لِيَكُنْ عَمَلُكَ بحَسَبِ ذلك، أَي

على قَدْرِه وعَدَدِه. وقال الكسائي: ما أَدري ما حَسَبُ حَدِيثك أَي ما قَدْرُه وربما سكن في ضرورة الشعر.

وحاسَبَه: من الـمُحاسَبةِ. ورجل حاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وحُسَّابٍ.

(يتبع...)

(تابع... 1): حسب: في أَسماءِ اللّه تعالى الحَسِيبُ: هو الكافي، فَعِيلٌ بمعنى... ...

والحِسْبةُ: مصدر احْتِسابِكَ الأَجر على اللّه، تقول: فَعَلْته حِسْبةً، واحْتَسَبَ فيه احْتِساباً؛ والاحْتِسابُ: طَلَبُ الأَجْر، والاسم:

الحِسْبةُ بالكسر، وهو الأَجْرُ.

واحْتَسَبَ فلان ابناً له أَو ابْنةً له إِذا ماتَ وهو كبير، وافْتَرَطَ

فَرَطاً إِذا مات له ولد صغير، لم يَبْلُعِ الحُلُمَ؛ وفي الحديث: مَنْ

ماتَ له ولد فاحْتَسَبَه، أَي احْتسب الأَجرَ بصبره على مُصيبتِه به، معناه: اعْتَدَّ مُصِيبَتَه به في جُملةِ

بَلايا اللّه، التي يُثابُ على الصَّبْر عليها، واحْتَسَبَ بكذا أَجْراً عند اللّه، والجمع الحِسَبُ.

وفي الحديث: مَن صامَ رمضانَ إِيماناً واحْتِساباً، أَي طلَباً لوجهِ

اللّهِ تعالى وثَوابِه. والاحتِسابُ من الحَسْبِ: كالاعْتدادِ من العَدِّ؛

وإِنما قيل لمن يَنْوِي بعَمَلِه وجْهَ اللّهِ: احْتَسَبَه، لأَن له حينئذ

أَن يَعْتدَّ عَمَله، فجُعِل في حال مُباشرة الفعل، كأَنه مُعْتَدٌّ به.

والحِسْبةُ: اسم من الاحْتِسابِ كالعِدّةِ من الاعْتِداد. والاحتِسابُ في الأَعمال الصالحاتِ وعند المكْرُوهاتِ: هو البِدارُ إِلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيله بالتسليم والصبر، أَو باستعمال أَنواعِ البِرِّ والقِيامِ بها على الوَجْهِ الـمَرْسُوم فيها، طلَباً للثواب الـمَرْجُوِّ منها. وفي حديث عُمَر: أَيُّها الناسُ، احْتَسِبُوا أَعْمالَكم، فإِنَّ مَن

احْتَسَبَ عَمَلَه، كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِه وأَجْرُ حِسْبَتِه.

وحَسِبَ الشيءَ كائِناً يَحْسِبُه ويَحْسَبُه، والكَسر أَجْودُ اللغتَين(1)

(1 قوله «والكسر أجود اللغتين» هي عبارة التهذيب.) ، حِسْباناً

ومَحْسَبَةً ومَحْسِبةً: ظَنَّه؛ ومَحْسِبة: مصدر نادر، وإِنما هو نادر عندي على من قال يَحْسَبُ ففتح، وأَما على من قال يَحْسِبُ فكَسَر فليس بنادر. وفي الصحاح: ويقال: أَحْسِبه بالكسر، وهو شاذّ لأَنّ كل فِعْلٍ كان ماضِيه مكسوراً، فإِن مستقبله يأْتي مفتوح العين، نحو عَلِمَ يْعلَم، إِلا أَربعةَ أَحرف جاءَت نوادر: حَسِبَ يَحْسِبُ، ويَبِسَ يَيْبِسُ، ويَئِسَ يَيْئِسُ، ونَعِمَ يَنْعِم، فإِنها جاءَت من السالم، بالكسر والفتح. ومن المعتل ما جاءَ ماضيه ومُسْتَقْبَلُه جميعاً بالكسر: وَمِقَ يَمِقُ، ووَفِقَ يَفِقُ، ووَثِقَ يَثِقُ، ووَرِعَ يَرِعُ، ووَرِمَ يَرِمُ، ووَرِثَ يَرِثُ، ووَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي، وَوِليَ يَلي. وقُرِئَ قوله تعالى: لا تَحْسَبَنَّ ولا تحْسِبَنَّ؛ وقوله: أَم حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الكَهْفِ؛ الخطابُ للنبي، صلى اللّه عليه وسلم، والمراد الأُمة. وروى الأَزهريُّ عن جابر بن عبداللّه: أَن النبي، صلى اللّه عليه وسلم، قرأَ: يَحْسِبُ أَنَّ مالَه أَخْلَدَه. معنى أَخْلَدَه أَي يُخْلِدُه، ومثله: ونادَى أَصحابُ النارِ؛ أَي يُنادِي؛ وقال الحُطَيْئَةُ:

شَهِدَ الحُطَيْئةُ، حِينَ يَلْقَى، رَبَّه * أَنَّ الوَلِيدَ أَحَقُّ بالعُذْرِ

يريد: يَشْهَدُ حين يَلْقَى رَبَّه.

وقولهم: حَسِيبُكَ اللّه أَي انْتَقَمَ اللّهُ منك.

والحُسْبانُ، بالضم: العَذاب والبَلاءُ. وفي حديث يحيى بن يَعْمَرَ:

كان، إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ، يقول: لا تَجْعَلْها حُسْباناً أَي عَذاباً.

وقوله تعالى: أَو يُرْسِلَ عليها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ؛ يعني ناراً.

والحُسْبانُ أَيضاً: الجرادُ والعَجاجُ. قال أَبو زياد: الحُسْبانُ شَرٌّ

وبَلاءٌ، والحُسبانُ: سِهامٌ صِغارٌ يُرْمَى بها عن القِسِيِّ الفارِسِيَّةِ، واحدتها حُسْبانةٌ. قال ابن دريد: هو مولَّد. وقال ابن شميل:

الحُسْبانُ سِهامٌ يَرْمِي بها الرجل في جوفِ قَصَبةٍ، يَنْزِعُ في القَوْسِ ثم يَرْمِي بعشرين منها فلا تَمُرُّ بشيءٍ إِلا عَقَرَتْه، من صاحِب سِلاحٍ وغيره، فإِذا نَزع في القَصَبةِ خرجت الحُسْبانُ، كأَنها غَبْيةُ مطر، فَتَفَرَّقَتْ في الناس؛ واحدتها حُسْبانةٌ. وقال ثعلب: الحُسْبانُ: الـمَرامي، واحدتها حُسْبانةٌ، والمرامِي: مثل الـمَسالِّ دَقيقةٌ، فيها شيءٌ من طُول لا حُروف لها. قال: والقِدْحُ بالحَدِيدة

مِرْماةٌ، وبالـمَرامِي فسر قوله تعالى: أَو يُرْسِلَ عليها حُسباناً من السماءِ.

والحُسْبانةُ: الصّاعِقةُ. والحُسْبانةُ: السَّحابةُ.

وقال الزجاج: يُرْسِلَ عليها حُسْباناً، قال: الحُسْبانُ في اللغة

الحِسابُ. قال تعالى: الشمسُ والقمرُ بحُسْبان؛ أَي بِحِسابٍ. قال: فالمعنى في هذه الآية أَن يُرْسِلَ عليها عَذابَ حُسْبانٍ، وذلك الحُسْبانُ حِسابُ ما كَسَبَتْ يَداك. قال الأَزهري: والذي قاله الزجاجُ في تفسير هذه الآية بَعِيدٌ، والقولُ ما تقدّم؛ والمعنى، واللّه أَعلم: أَنَّ اللّهَ يُرْسِلُ، على جَنَّةِ الكافر، مَرامِيَ من عَذابِ النارِ، إِما بَرَداً وإِما حِجارةً، أَو غيرهما مـما شاءَ، فيُهْلِكُها ويُبْطِلُ غَلَّتها وأَصْلَها.والحُسْبانة: الوِسادةُ الصَّغيرة، تقول منه: حَسَّبْتُه إِذا وَسَّدْتَه . قال نَهِيك الفَزارِيُّ، يخاطب عامر بن الطفيل:

لتَقَيتَ، بالوَجْعاءِ، طَعْنةَ مُرْهَفٍ * مُرَّانَ، أَو لَثَويْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ

الوَجْعاءُ: الاسْتُ. يقول: لو طَعَنْتُكَ لوَلَّيْتني دُبُرَكَ، واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بوَجعائِكَ، ولثَوَيْتَ هالِكاً، غير مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنِ؛ أَو معناه: أَنه لم يَرْفَعْكَ حَسَبُكَ فيُنْجِيَكَ من الموت، ولم يُعَظَّم حَسَبُكَ.

والمِحْسَبة: الوِسادةُ من الأَدَمِ.

وحَسَّبَه: أَجْلسه على الحُسْبانةِ أَو المِحْسَبة.

ابن الأَعرابي: يقال لبِساطِ البَيْتِ: الحِلْسُ، ولِمَخادِّه:

الـمَنابِذُ، ولـمَساوِرِه: الحُسْباناتُ، ولحُصْرِه: الفُحولُ.

وفي حديث طَلْحةَ: هذا ما اشْتَرَى طلحةُ مِن فُلان فَتاه بخَمْسِمائةِ

دِرْهم بالحسَبِ والطِّيبِ أَي بالكَرامةِ من الـمُشْتَرِي والبائع،

والرَّغْبةِ وطِيبِ النفْسِ منهما، وهو من حَسَّبْتُه إِذا أَكْرَمْتَه؛ وقيل:

من الحُسبانةِ، وهي الوِسادة الصغيرةُ، وفي حديث سِماكٍ، قال شُعْبةُ: سمعته يقول: ما حَسَّبُوا ضَيْفَهم شيئاً أَي ما أَكْرَمُوه.

والأَحْسَبُ: الذي ابْيَضَّتْ جِلْدَته مِن داءٍ، فَفَسَدَتْ شَعَرَته، فصار أَحمرَ وأَبيضَ؛ يكون ذلك في الناس والإِبل. قال الأَزهري عن الليث: وهو الأَبْرَصُ. وفي الصحاح: الأَحْسَبُ من الناس: الذي في شعر رأْسه شُقْرةٌ. قال امرؤُ القيس:

أَيا هِندُ !لا تنْكِحي بُوهةً، * عَلَيْه عَقِيقَتُه، أَحْسَبا

يَصِفُه باللُّؤْم والشُّحِّ. يقول: كأَنه لم تُحْلَقْ عَقِيقَتُه في صِغَره حتى شاخَ. والبُوهةُ: البُومة العَظِيمة، تُضْرب مثلاً للرجل الذي لا

خيرَ فيه. وعَقِيقَتُه: شعره الذي يُولد به. يقول: لا تَتَزَوَّجي مَن

هذه صِفَتُه؛ وقيل هو من الإِبل الذي فيه سَوادٌ وحُمْرة أَو بَياض، والاسم الحُسْبةُ، تقول منه: أَحْسَبَ البَعِيرُ إِحْساباً. والأَحْسَبُ:

الأَبرص .ابن الأَعرابي: الحُسْبَةُ سَوادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمْرةِ؛ والكُهْبةُ: صُفرة تَضرِبُ إِلى حمرة؛ والقُهْبةُ: سَواد يضرب إِلى الخُضْرة؛ والشهْبةُ: سواد وبياض؛ والحُلْبةُ: سواد صِرْف؛ والشُّرْبةُ: بَياضٌ مُشْرَبٌ بحُمْرةٍ؛ واللُّهْبة: بياض ناصعٌ نَقِيٌّ؛ والنُّوبة: لَونُ الخِلاسِيِّ، وهو الذي أَخَذ من سَواد شيئاً، ومن بياض شيئاً كأَنه وُلِدَ

من عَرَبيّ وحَبَشِيَّة. وقال أَبو زياد الكلابيُّ: الأَحْسَبُ من الإِبل: الذي فيه سَواد وحُمرة وبَياضٌ، والأَكْلَفُ نحوه. وقال شمر: هو الذي لا لَونَ له الذي يقال فيه أَحْسَبُ كذا، وأَحْسَبُ كذا.

والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ الـمَيِّتِ؛ وقيل: تَكْفِينُه؛ وقيل: هو دَفْنُ الميِّتِ في الحجارة؛ وأَنشد:

غَداةَ ثَوَى في الرَّمْلِ، غيرَ مُحَسَّبِ(1)

(1 قوله «في الرمل» هي رواية الأزهري ورواية ابن سيده في الترب.)

أَي غير مَدْفُون، وقيل: غير مُكَفَّن، ولا مُكَرَّم، وقيل: غير

مُوَسَّدٍ، والأَول أَحسن. قال الأَزهري: لا أَعرف التَّحْسِيبَ بمعنى الدَّفْن في الحجارة، ولا بمعنى التَّكْفِين، والمعنى في قوله غيرَ مُحَسَّب أَي غير مُوَسَّد.

وانه لَحَسنُ الحِسْبةِ في الأَمْر أَي حَسَنُ التدبير النَّظَرِ فيه،

وليس هو من احْتِسابِ الأَجْر. وفلان مُحْتَسِبُ البَلَدِ، ولا تقل

مُحْسِبُه.

وتَحَسَّب الخبَرَ: اسْتَخْبَر عنه، حجازِيَّةٌ. قال أَبو سدرة الأَسدي،

ويقال: إِنه هُجَيمِيٌّ، ويقال: إِنه لرجل من بني الهُجَيْمِ:

تَحَسَّب هَوَّاسٌ، وأَيْقَنَ أَنَّني * بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُهْ

فقلتُ له: فاها لِفِيكَ، فإِنـَّها * قَلُوصُ امْرِئٍ، قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه

يقول: تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ، وهو الأَسَدُ، ناقتي، وظَنَّ أَني أَتركُها

له، ولا أُقاتِله. ومعنى لا أُغامِرُه أَي لا أُخالِطُه بالسيف، ومعنى من واحد أَي من حَذَر واحدٍ، والهاءُ في فاها تعود على الداهِية أَي أَلزَم اللّهُ فاها لِفيكَ، وقوله: قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه، أَي لا قِرى لك عندي إِلا السَّيفُ.

واحْتَسَبْتُ فلاناً: اختبرْتُ ما عنده، والنِّساءُ يَحْتَسِبْنَ ما عِندَ الرِّجال لهن أَي يَخْتَبِرْنَ.

أَبو عبيد: ذهب فلان يَتَحَسَّبُ الأَخْبارَ أَي يَتَجَسَّسُها، بالجيم،

ويَتَحَسَّسُها، ويَطْلُبها تَحَسُّباً. وفي حديث الأَذان: أَنهم كانوا

يجتمعون فيَتَحَسَّبُون الصَلاةَ فَيَجِيئُون بلا داعٍ أَي يَتَعَرَّفُون

ويَتَطَلَّبُون وَقْتَها ويَتَوَقَّعُونه فيَأْتُون الـمَسْجد قبل أَن يَسْمَعُوا الأَذان؛ والمشهور في الرواية: يَتَحَيَّنُون من الحِينِ الوَقْتِ أَي يَطْلُبون حِينَها. وفي حديث بعْضِ الغَزَواتِ: أَنهم كانوا

يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبار أَي يَتَطلَّبُونها.

واحْتَسَبَ فلان على فلان: أَنكر عليه قَبِيحَ عمله؛ وقد سَمَّتْ (أَي

العربُ) حَسِيباً وحُسَيْباً.

حسب
: (حَسَبَهُ) كنَصَرَهُ يَحْسُبُه (حِسَاباً) عَلَى القِيَاسِ، صَرَّحَ بِهِ ثَعْلَبٌ والجوهريُّ، وَابْن سِيدَه (وحُسْبَاناً بالضَّمِّ) نَقله الجوهَرِيُّ، وَحَكَاهُ أَبُو عُبَيْدةَ عَن أَبي زيد (و) فِي (التَّهْذِيب) حَسَبْتُ الشَّيءَ أَحْسُبُهُ (حِسْبَاناً) بِالْكَسْرِ، وَفِي الحَدِيث (أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغَابِ لاَ يَعْلَمُ حُسْبَانَ أَجْرِهَا إِلاَّ اللَّهُ) الحُسْبَانُ بالضَّمِّ: الحِسَابُ، وَفِي التَّنْزِيلِ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} (الرَّحْمَن: 5) مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ ومَنَازِلَ) لاَ تَعْدُوَانِهَا، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بِحُسْبَانٍ يَدُلُّ عَلَى عَدَدِ الشُّهُورِ والسِّنِينَ وجَمِيعِ الأَوْقَاتِ، وَقَالَ الأَخْفَشُ فِي قَوْلِه: {وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً} (الأَنعام: 96) مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ فَحَذَفَ البَاءَ. وَقَالَ أَبو العَبَّاسِ: حُسْبَاناً مَصْدَرٌ، كَمَا تَقول: حَسَبْتُهُ أَحْسُبُهُ حُسْبَاناً وحِسْبَاناً، وجعَلَهُ الأَخْفَشُ جَمْعَ حِسَابٍ، وقالَ أَبو الهَيْثَمِ الحُسْبَانُ: جَمْعُ حِسَابٍ، وَكَذَا أَحْسِبَةٌ مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَان، وحُسْبَانُكَ على اللَّهِ أَيْ حِسَابُكَ، قَالَ:
عَلَى اللَّهِ حُسْبَانِي إِذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ
عَلَى طَمَعٍ أَوْ خَافَا شَيْئاً ضَمِيرُهَا
(وحِسَاباً) ، ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وغيرُه، قَالَ الأَزهريُّ: وإِنّمَا سُمِّيَ الحِسَابُ فِي المُعَامَلاَتِ حِسَاباً لاِءَنَّهُ يُعْلَمُ بِهِ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ لَيْسَ فيهَا زِيَادَةٌ على المِقْدَار وَلَا نُقْصَانٌ، وَقد يَكُونُ الحِسَابُ مَصْدَرَ المُحَاسَبَةِ، عَن مَكِّيّ، ويُفْهَمُ مِنْ عِبَارَةِ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ. وقولُه تعالَى: {وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (الْبَقَرَة: 202) أَي حِسَابُهُ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ، وكُلُّ وَاقِع فَهُوَ سَرِيعٌ، وسُرْعَةُ حِسَابِ اللَّهِ أَنَّهُ لاَ يَشْغَلُهُ حِسَابُ وَاحِدٍ عَن مُحَاسَبَةِ الآخَرِ، لأَنَّه سُبْحَانَهُ لاَ يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ وَلَا شَأْن عَن شَأْنٍ، وقولُه تَعَالَى: {يَرْزُقُ مَن يَشَآء بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الْبَقَرَة: 212) أَي بِغَيْرِ تَقْتِيرٍ وَلَا تَضْيِيقٍ، كَقَوْلِك: فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، أَيْ يُوَسَّعُ النَّفَقَةَ ولاَ يَحْسُبُهَا، وَقد اخْتُلِفَ فِي تفسيرِه فَقَالَ بعضُهُم: بغَيُرِ تقْدِيرٍ على أَحَدٍ بالنُّقْصَانِ، وَقَالَ بعضُهم: بغَيْرِ مُحَاسَبَةٍ، أَي لاَ يَخَافُ أَنْ يُحَاسِبَهُ أَحَدٌ عَلَيْهِ، وقِيلَ: بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيَهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ، فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ: مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَلاَ يَظُنُّهُ كَائِناً، مِن حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ، وجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ أَحْسُبُ، أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ. كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَقد أَغْفَلَهُ شَيْخُنَا. (و) حَسَبَهُ أَيْضاً (حِسْبَةً) مِثْل القِعْدَةِ والرِّكْبَةِ، حَكَاهُ الجوهريُّ، وابنُ سِيدَه فِي (الْمُحكم) ، وابنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وصاحِبُ الوَاعِي، قَالَ النابغةُ:
فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا
وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذَلِك العَدَلِ
أَيْ حِسَاباً، ورُوِيَ الفَتْحُ، وَهُوَ قَلِيلٌ، أَشَار لَهُ شَيْخُنَا.
(و) الحِسَابُ والحِسَابَةُ: عَدُّكَ الشَّيءَ وحَسَبَ الشيءٍ، يَحْسُبُهُ حَسْباً وحِسَاباً و (حِسَابَةً) أَوْرَدَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وابنُ القَطَّاع والفِهْرِيُّ (بِكَسْرِهِنَّ) أَي فِي المَصَادِرِ المَذْكُورَةِ مَا عَدَا الأَوَّلَيْنَ (: عَدَّهُ) أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد الأَسَدِيِّ: يَا جُمْلُ أُسْقِيَتِ بِلاَ حِسَابَهْ
سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
قَتَلْتِنِي بِالدَّلِّ والخِلاَبَهْ
وَأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ: يَا جُنْلُ أَسْقَاكِ والصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَا، والرِّبَابَةُ بالكسْرِ: القِيَامُ عَلَى الشَّيْءِ بإِصلاحِهِ وتَرْبِيَتِه، وحَاسَبَهُ مِن المُحَاسَبَةِ. ورَجُلٌ حَاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وَحُسَّابِ (والمَعْدُودُ: مَحْسُوبٌ) يُسْتَعْمَلُ على أَصْلِهِ.
(و) على (حَسَب، مُحَرَّكَةً) وَهُوَ فَععلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ بمَعْنَى منْفُوضٍ، حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ، وصَرَّحَ بِهِ كُرَاع فِي المُجَرَّدِ (وَمِنْه) قَوْلُهُمْ: لِيَكُمْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ، أَي على قَدْرِهِ وعَدَدِهِ، و (هذَا بِحَسَبِ ذَا أَي بِعَدَدِهِ وقَدْرِهِ) وَقَالَ الكِسَائِيُّ: مَا أَدْرِي مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ أَيْ مَا قَدْرُهُ، (وَقَدْ يُسَكَّنُ) فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ. وَمن سَجَعَاتِ الأَسَاس: ومَنْ يَقْدِرُ على عَدِّ الرَّمْلِ وحَسْبِ الحَصَى، والأَجْرُ على حَسَبِ المُصِيبَةِ أَي قَدْرِهَا. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الحَسَبُ: الْعدَد الْمَعْدُود. والحَسَبُ والحَسْبُ: قَدْرُ الشَّيْءِ كقَوْلك: الأَجْرُ بِحَسَبِ مَا عَمِلْتَ وحَسْبِهِ، وكَقَوْلِك عَلَى حَسَبِ مَا أَسْدَيْتَ إِلَيَّ شُكْرِي لَك. يَقُول: أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بَلاَئِكَ عِنْدِي أَي على قَدْرِ ذَلِك.
(والحَسَبُ) مُحَرَّكَةً (: مَا تَعُدُّهُ مِن مَفَاخِرِ آبَائِكَ) . قَالَه الجَوْهَرِيُّ وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ ابْن الأَجْدَابِيّ فِي الكفايَةِ، وَهُوَ رَأْيُ الأَكْثَرِ، وإِطْلاَقُه عَلَيْهِ على سَبِيلِ الحَقِيقَةِ، وَقَالَ الأَزهريُّ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ مَسَاعِي الرَّجُل ومَآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً لاِءَنَّهُمْ كَانُوا إِذا تَفَاخَرُوا عَدَّ الفَاخِرُ مِنْهُم مَنَاقِبَهُ وَمآثِرَ آبَائِهِ وحَسَبَهَا، (أَو) الحَسَبُ (: المالُ) والكَرَمُ: التَّقْوَى، كَمَا وَرَدَ فِي الحَدِيثِ يَعْنِي: الَّذِي يَقُومُ مَقَامَ الشَّرَفِ والسَّرَاوَةِ إِنَّمَا هُوَ المَالُ، كَذَا فِي (الفائِقِ) ، وَفِي الحَدِيثِ (حَسَبُ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ) أَيْ أَنَّهُ يُوَقَّرُ لِذلك حَيْثُ هُوَ دَلِيلُ الثَّرْوَةِ والجِدَةِ (أَوِ) الحَسَبُ: (الدِّينُ) ، كِلاَهُمَا عَن كُرَاع، ولاَ فِعْلَ لَهما، (أَو) الحَسَبُ (: الكَرَمُ أَو) هُوَ (الشَّرَفُ فِي الفِعْلِ) حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ، وتَصَحفَّ على شَيْخِنَا فَرَوَاهُ: فِي العَقْلِ واحْتَاجَ إِلى التَّكَلُّفِ (أَو) هُوَ (الفَعَالُ الصَّالِحُ) ، وَفِي نُسْخَةٍ: الفِعْلُ، والنَّسَبُ: الأَصْلُ الحَسَنُ مِثْلُ الجُودِ والشَّجَاعَةِ وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفَاءِ. وَفِي الحَدِيثِ (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لِمَالِهَا وحَسَبِهَا ومِيسَمِهَا ودِينِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) قالَ ابنُ الأَثِيرِ قِيلَ النَّسَبُ هَا هُنَا: الفَعَالُ الحَسَنُ، قَالَ الأَزهريُّ: والفُقَهَاءُ يَحْتَاجُونَ إِلى مَعْرِفَةِ الحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ بِهِ مَهْرُ مِثْلِ المَرْأَةِ إِذَا عُقِدَ النِّكَاحُ على مَهْرٍ فَاسِدٍ (أَو) هُوَ (الشَّرَفُ الثابِتُ فِي الآبَاءِ) دون الفِعْلِ. وَقَالَ شَمر فِي غَرِيبِ الحَدِيثِ: الحَسَبُ الفَعَالُ الحَسَنُ لَهُ ولآبَائِه، مَأْخُوذٌ من اتلحِسَابه إِذا حَسَبُوا مَنَاقِبَهم، وَقَالَ المُتَلَمِّسُ:
ومَنْ كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ ولَمْ يَكنْ
لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئيمَ المُذَّمَّمَا
فَفَرَّقَ بَين الحَسَبِ والنَّسَبِ، فَجَعلَ النَّسَبَ عَدَدَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ إِلى حَيْثُ انْتَهَى، (أَو) الحَسَبُ هُوَ (البَالُ) : أَي الشَّأْنُ، وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِي الله عنهُ أَنَّهُ قَالَ: (حَسَبُ المَرْءِ دِينُهُ، ومُرُوءَتُه خُلُقُهُ، وأَصْلُهُ عَقْلُهُ) وفِي آخَرَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقال: كَرَمُ المَرْءِ دِينُهُ، ومُرُوءَتُهُ عَقْلُهُ، وحَسَبُهُ خُلُقُهُ) وَرَجُلٌ شَرِيفٌ ورَجُلٌ مَاجِدٌ لَهُ آبَاءٌ مُتَقَدِّمُونَ فِي الشَّرفِ، ورَجُلٌ حَسِيبٌ ورَجُلٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ، قَالَ الأَزهريُّ: أَرَادَ أَنَّ الحَسَبِ يَحْصُلُ لِلرَّجُلِ بِكَرَمِ أَخْلاَقِهِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ لَه نَسَبٌ، وإِذَا كَانَ حَسِيبَ الآبَاءِ فَهُو أَكْرَمُ لَهُ (أَو الحَسَبُ والكَرَمُ قَدْ يَكُونَانِ لِمَنْ لَا آبَاءَ لَهُ شُرَفَاءَ، والشَّرَفُ والمَجْدُ لَا يَكُونَانِ إِلاَّ بهم) قَالَه ابنُ السِّكّيت واخْتَارَه الفَيُّوفِيُّ، فَجَعَلَ المَالَ بِمَنْزِلَةِ شَرَفِ النَّفْسِ والآبَاءِ، والمَعْنَى أَنَّ الفَقِيرَ ذَا الحَسَبِ لَا يُوَقَّرُ وَلَا يُحْتَفَلُ بِهِ، والغَنِيُّ الَّذِي لَا حَسَبَ لَهُ يُوَقَّرُ ويُجَلُّ فِي العيونِ، وَفِي حَدِيثِ وَفْدِ(وَقد حَسُبَ) الرجُل بالضمِّ (حَسَابَة) بالفَتْحِ (كخَطُبَ خَطَابَة) ، هَكَذَا مَثَّلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغةِ كابنِ مَنْظُورٍ والجَوهْري وغَيْرِهِمَا. وتَبِعَهُمُ المَجْدُ، فَلَا يَتَوَجَّهُ عَلَيْهِ قَوْلُ شَيْخِنَا: وَلَو عَبَّرَ بكَرُمَ كَرَامَةً كَانَ أَظْهَرَ، (وحَسَباً، مُحَرَّكَةً، فَهُوَ حَسِيبٌ) أَنشد ثعلبٌ:
ورُبَّ حَسِيبِ الأَصْلِ غَيْرُ حَسِيبِ
أَي لَهُ آبَاءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ وَلَا يَفْعَلُهُ هُوَ، ورَجُلٌ كرِيمُ الحَسَبِ (من) قَوْمٍ (حُسَبَاءَ) .
(وحَسْبُ، مَجْزُومٌ، بمَعْنى كَفَى) ، قَالَ سيبويهِ: وأَمَّا حَسْبُ فمَعْنَاهَا الاكْتِفَاءُ، و (حَسْبُكَ دِرْهَمٌ) أَي (كَفَاكَ) ، وَهُوَ اسْمٌ، وتَقُولُ) حَسْبُكَ ذَلِك، أَي كَفاك ذَلِك، وأَنشد ابْن السِّكِّيتِ:
ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ. .
إِلاَّ صَلاصلَ لاَ يُلْوَى عَلَى حَسَبِ
قَوْلُهُ لاَ يُلْوَى على حَسَب، أَي يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ بالسَّوِيَّةِ وَلَا يُؤْثَرُ بِهِ أَحَدٌ، وَقيل: (لاَ يُلْوَى على حَسَب) أَي لَا يُلْوَى على الكِفَايَةِ لِعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِهِ، وَيُقَال: أَحْسَبَنِي مَا أَعْطَانِي أَي كَفَانِي، كَذَا فِي الأَساس وَفِي (لِسَان الْعَرَب) وسيأْتي.
(وشَيْءٌ حِسَاب: كافٍ، وَمِنْه) فِي التَّنْزِيلِ العَزِيزِ {عَطَآء حِسَاباً} (النبأَ: 36) أَي كَثِيراً كافِياً، وكُلُّ مَن أُرْضِيَ فقد أُحْسَبَ، (وهَذَا رجل حَسْبُكَ من رَجُلٍ) ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِن رَجُلٍ. مَدْحٌ لِلنَّكِرَةِ، لأَنَّ فِيهِ تَأَوِيلَ فِعْلٍ (كأَنَّهُ قَالَ: مُحْسِبٌ لَك (أَي كَافٍ لَك) أَو كَافِيكَ (مِن غَيْرِهِ، لِلْوَاحِدِ والتَّثْنِيَةِ والجَمْعِ) لأَنَّهُ مَصْدَر وَتقول فِي المَعْرِفَةِ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ حَسْبَك مِنَ رَجُلٍ، فَتَنْصِبُ حَسْبَكَ على الحَالِ وإِنْ أَرَدْتَ الفِعْلَ فِي حَسْبَكَ قُلْتَ: مَرَرْتُ بِرَجلٍ فِي حَسْبَكَ قُلْتَ: مَرَرْتُ بِرَجلٍ أَحْسَبَكَ مِن رَجُلٍ، وبِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ، وبِرجَالٍ أَحْسَبُوكَ، ولكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِحَسْ مُفْرَدَةً، تَقول: رَأَيْتُ زَيْداً حَسْبُ، كَأَنَّكَ قُلْتَ حَسْبِي أَوْ حَسْبُكَ، وقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {2. 019 يَا اءَيها النَّبِي حَسبك. . الْمُؤمنِينَ} (الأَنفال: 64) أَي يَكْفِيكَ اللَّهُ ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ، قالَ: ومَوْضِعُ الكَافِ فِي حَسْبُكَ ومَوْضِعُ مَنْ نَصْبٌ علَى التَّفْسِيرِ كَمَا قَالَ الشاعِرَ:
إِذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا
فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ
(و) قَوْلهم: (: حَسِيبُكَ اللَّهُ) أَي كَأَمِيرٍ، كَذَا فِي النُّسَخِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : كحَسْبُكَ اللَّهُ (أَيِ انْتَقَمَ اللَّهُ مِنْكَ وَقَالَ الفَرَّاءُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} (النِّسَاء: 6) وقَوْلُه تَعَالَى: {2. 020 ان اكان. . حسيبا} (النِّسَاء: 86) (أَيْ مُحَاسِباً، أَو) يَكُونُ بمَعْنَى (كَافِياً) أَي يُعْطِي كُلَّ شَيْءٍ من العِلْمِ والحِفْظِ والجَزَاءِ بمِقْدَارِ مَا يحْسُبُه، أَيْ يَكْفِيهِ، تَقُولُ حَسْبُكَ هَذَا أَي اكتَفِ بهَذَا، (و) فِي الأَساس: مِنَ المَجَازِ: الحِسَابُ (كَكِتَابٍ) : هُوَ (الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ) تَقول: أَتَانِي حِسَابٌ من النَّاسِ كَمَا يُقَالُ: عَدَدٌ مِنْهُم وعَدِيدٌ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : لُغَةُ هُذَيْلٍ، وقَالَ سَاعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ:
فَلَمْ يَنْتَبِهْ حَتَّى أَحَاطَ بِظَهْرِهِ
حِسَابٌ وَسِرْبٌ كَالجَرَادِ يَسُومُ
وَفِي حَدِيثِ طَلْحَةَ (هَذَا مَا اشْتَرَى طَلْحَةُ مِن فُلاَنٍ فَتَاهُ بِكَذَا بِالحَسَبِ والطِّيبِ) أَي بالكَرَامَةِ مِن المُشْتَرِي والبَائع والرَّغْبَةِ وطِيبِ النَّفْسِ مِنْهُمَا، وَهُوَ مِن حَسَّبْتُهُ إِذَا أَكْرَمْتَهُ، وَقيل: مِن الحُسْبَانَةِ، وَهِي الوِسَادَةُ، وَفِي حَدِيث سِمَكٍ، قَالَ شُعْبَةُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: (مَا حَسَّبُوا ضَيْفَهُمْ شَيْئاً) أَي مَا أَكْرَمُوهُ كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(وعَبَّادُ بنُ حُسْيِبٍ، كزُبَيْرٍ) كُنْيَتُهُ (أَبُو الخَشْنَاءِ، أَخْبَارِيٌّ) وَالَّذِي فِي التَّبْصِيرِ للحَافِظِ أَنَّ اسْمَهُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ، فَتَأَمَّلْ.
(والحُسْبَانُ بِالضَّمِّ، جَمْعُ الحِسَابِ) قَالَه الأَخفَشِ، وتَبِعَهُ أَبو الهَيْثَمِ، نَقله الجوهريُّ والزَّمخشَرِيّ، وأَقَرَّه الفِهْرِيُّ، فَهُوَ يُسْتَعْمَلُ تَارَةً مُفْرَداً ومصْدَراً، وتَارَةً جَمْعاً لِحِسَابٍ إِذا كَانَ اسْماً لِلْمَحْسُوبِ أَو غَيْرِه، لأَنَّ المَصَادِرَ لَا تُجْمَعُ. قَالَ أَبو الهَيْثَمِ: ويُجْمَعُ أَيضاً على أَحْسِبَةٍ. مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَانٍ، ومِن غَرِيبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الحُسْبَانَ فِي قَوْله تَعَالَى: {2. 020 وَالشَّمْس وَالْقَمَر بحسبان} (الرَّحْمَن: 5) اسمٌ جَامِدٌ بِمَعْنَى الفلكِ مِنْ حِسَاب الرَّحَا، وهُوَ مَا أَحَاطَ بِهَا مِنْ أَطْرَافِهَا المُسْتَدِيرَةِ، قَالَهُ الخَفَاجِيُّ ونَقَلَه شيخُنا.
(و) الحُسْبَان (: العَذَابُ) ، قَالَ تَعَالَى: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآء} (الْكَهْف: 40) أَي عَذَاباً، قَالَه الجَوْهَريُّ، وَفِي حَدِيث يَحْيَى بن يَعْمَرَ (كَانَ إِذا هَبَّتِ الرِّيحُ يَقُول: لَا تَجْعَلْهَا حُسْبَاناً) أَي عَذَاباً (و) قَالَ أَبُو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ: الحُسْبَانُ: (البَلاَءُ والشَّرُّ، و) الحُسْبَانُ (: العَجَاجُ والجَرَادُ) نَسَبَه الجوهَرِيُّ إِلى أَبِي زِيَادٍ أَيْضاً، والحُسْبَانُ النَّارُ، كَذَا فَسَّرَ بِهِ بعضُهم، (و) الحُسْبَانُ (: السِّهَامُ الصِّغَارُ) يُرْمَى بهَا عَن القِسِيِّ الفَارِسِيَّةِ، قَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هُوَ مُوَلَّدٌ، وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الحُسْبَانُ: سِهَامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ فِي جَوْفِ قَصَبَةٍ يَنْزِعُ فِي القَوْسِ ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ منْهَا فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلاَّ عَقَرَتْهُ مِن صَاحِبِ سِلاَحٍ وغَيْرِه، فإِذا نَزَعَ فِي القَصَبَةِ خَرَجَتِ الحُسْبَانُ كَأَنَّهَا غَيْبَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فِي النَّاسِ. وَقَالَ ثَعْلَب: الحُسْبَانُ المَرَامِي وَهِي مِثْلُ المَسَالِّ، رَقِيقَةٌ فيهَا شَيْءٌ من طُولٍ لَا حُرُوفَ لَهَا، قَالَ: والمقدَح بالحَدِيدَةِ مِرْمَاةٌ. وبالمَرَامِي فُسِّر قولُهُ تَعَالَى: {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَآء} (الْكَهْف: 40) (والحُسْبَانَةُوَاحِدُهَا، و) الحُسْبَانَةُ (: الوِسَادَةُ الصَّغِيرَةُ) تَقول مِنْهُ: حَسَّبْتُهُ، إِذَا وَسَّدْتَهُ، قَالَ نَهِيكٌ الفَزَارِيُّ يُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ:
لَتَقِيتَ بِالْوَجْعَاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ
حَرّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ
الوَجْعَاءُ: الاسْتُ، يَقُول: لَو طَعَنْتُكَ لَوَلَّيْتَنِي دُبُرَكَ واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بِوَجْعَائِكَ ولَثَوَيْتَ هَالِكاً غَيْرُ مُكَرَّمٍ لَا مُوَسَّدٍ وَلَا مُكَفَّنٍ (كَالْمَحْسَبَةِ) وَهِي وِسَادَةٌ وَلَا مُكَفَّنٍ (كَالْمَحْسَبَةِ) وَهِي وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ، وحَسَّبَهُ: أَجْلَسَهُ عَلَى الحُسْبَانَةِ، أَو المَحْسَبَةِ، وَعَن ابنِ الأَعْرَابيّ: يُقَالُ لِبِسَاطِ البَيْتِ: الحِلْسُ، ولِمخَادِّهِ: المَنَابِذُ، ولِمَسَاوِرِهِ: الحُسْبَانَاتُ، ولحُصْرِهِ: الفُحُولُ، (و) الحُسْبَانَةُ) (النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ، و) الحُسْبَانَةُ (: الصَّاعِقَةُ، و) الحُسْبَانَةُ: (السَّحَابَةُ، و) الحُسْبَانَةُ (: البَرَدَة) ، أَشَارَ إِليه الزجاجُ فِي تَفْسِيره.
(ومُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ) وَفِي نُسْخَةٍ أَحْمَدُ (بنُ حَمْدَوَيْهِ الحَسَّابُ، كَقَصَّابٍ) البُخَارَيُّ الفَرَضِيُّ، مَاتَ سنة 339، (و) مُحَمَّدُ (بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابٍ) الغُبْرِيّ البَصْرِيُّ (كَكِتَابٍ مُحَدِّثَانِ) الأَخِيرُ مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ.
(والحِسْبَةُ بالكَسْرِ) هُوَ (الأَجْرُ، واسْمٌ مِنْ الاحْتِسَابِ) : كالعِدَّةِ مِنْ الاعْتِدَادِ، أَي احْتِسَابِ الأَجْرِ على اللَّهِ، تَقول: فَعَلْتُهُ حِسْبَةً. واحْتَسِبْ فِيهِ احْتِسَاباً، والاحْتِسَابُ: طَلَبُ الأَجْرِ (ج) حِسَبٌ (كعِنَبٍ) وسيأْتِي مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ قَرِيبا، (و) يُقَالُ: هُوَ حَسَنُ الحِسْبَةِ) أَي (حَسَنُ التَّدْبِيرِ) والكِفَايَةِ والنَّظَرِ فِيهِ، ولَيْسَ هُوَ مِن احْتِسَابِ الأَجْرِ.
(وأَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ) بنُ أَكْيَسَ (الشَّامِيُّ تَابِعِيٌّ حَدَّثَ عَنْهُ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍ و.
(و) أَبُو حِسْبَةَ اسْم.
(والأَحْسَبُ، بَعِيرٌ فِيهِ بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ) وَسوَادٌ والأَكْلَفُ نَحْوُه، قالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ، تَقول مِنْهُ: احْسَبّ البَعِيرُ احْسِيبَاباً (و) الأَحْسَبَ (رَجُلٌ فِي شَعِرِ رَأْسِهِ شُقْرَةٌ) ، كَذَا فِي (الصّحَاحِ) ، وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَابِسٍ الكِنْدِيِّ:
أَيَا هِنْدُ لاَ تَنْكَحِي بُوهَةً
عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ أَحْسَبَا
يَصِفُهُ باللُّؤْمِ والشُّحِّ، يَقُول كأَنَّهُ لم تُحْلَقْ عَقِيفَتُهُ فِي صِغَرِه حَتَّى شَاخَ، والبُوهَةُ: البُومَةُ العَظِيمَةُ تُضْرَبُ مَثَلاً لِلرَّجُلِ الذِي لَا خَيْرَ فِيهِ، وعَقِيقَتُهُ: شَعَرُه الَّذِي يُولدُ بِهِ، يَقُول: لَا تَتَزَوَّجِي منْ هَذِه صِفَتُهُ، (و) قيلَ هُوَ (مَن ابيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِن دَاءٍ فَفَسدَتْ شَعْرَتُهُ فَصَارَ أَبْيَضَ وأَحْمَرَ) يكون ذَلِكَ فِي النَّاسِ وَفِي الإِبِلِ، (و) قَالَ الأَزْهَرِيُّ عنِ الليثِ: إِنَّ الأَحْسَبَ هُوَ (الأَبْرَصُ) وَقَالَ شَمِرٌ: هُوَ الَّذِي لاَ لَوْنَ لَهُ الَّذِي يُقَال (فِيهِ) : أَحْسَبُ كَذَا وأَحْسَبُ كَذَا (والاسْمُ من الكُلِّ الحُسْبَةُ، بالضَّمِّ) قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الحُسْبَةُ: سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ، والكُرْبَةُ: صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ، والكُرْبَةُ: صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إِلى الحُمْرَةِ، والقُهْبَةُ: سَوَادٌ يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَةِ، والشُّهْبَةُ: سَوَادٌ وَبَيَاضٌ، والجُلْبَةُ: سَوَاد صِرْفٌ، والشُّرْبَةُ: بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ، واللُّهْبَةُ: بَيَاضٌ نَاصِعٌ قَوِيٌّ.
والأَحَاسِبُ: جَمْعُ أَحْسَبَ: مَسَايِلُ أَوْدِيَةٍ تَنْصَبُّ مِن السَّرَاةِ فِي أَرْضِ تِهَامَةَ، إِن قِيل: إِنما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفَاعِلَ فِي الصِّفَاتِ إِذَا كَانَ مُؤَنَّثُهُ فُعْلَى مثل صَغِيرٍ وأَصْغَرَ وصُغْرَى وأَصَاغِرَ، وَهَذَا مُؤَنَّثُهُ حَسْبَاءُ، فَيجِب أَنْ يُجْمَعَ على فُعْلٍ أَوْ فُعَلاَءَ، الجَوَابُ أَنَّ أَفْعَلَ يُجْمَعُ عَلَى أَفَاعِلَ إِذَا كَانَ اسْماً عَلَى كُلِّ حَالٍ، وهَاهُنَا، فكَأَنَّهُمْ سَمَّوْا مَوَاضِعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنِا أَحْسَبَ، فَزَالَتِ الصِّفَةُ بِنَقْلِهِمْ إِيَّاهُ إِلى العَلَمِيَّة فتَنَزَّل مَنْزِلَةِ الاسْمِ المَخْضِ، فَجَمَعُوه على أَحَاسِبَ، كَمَا فَعَلُوا بأَحَاوِصَ وأَحَاسِنَ فِي اسْمِ مَوْضِعٍ، وَقد يأْتِي، كَذَا فِي (المعجم) .
(وحَسِبَهُ كَذَا كَنَعِمَ) يَحْسِبُهُ ويَحْسَبُه (فِي لُغَتَيْهِ) بالفَتحِ والكَسْرِ (والكَسرُ) أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ، حِسَاباً و (مَحْسَبَةً) بالفَتْح (ومَحْسِبَةً) بالكسْر (وحِسْبَاناً: ظَنَّهُ) ، ومَحْسِبَةٌ بكَسْرِ السِّينِ مَصْدَرٌ نَادِرٌ على مَنْ قَالَ يَحْسَبُ بِالفَتْحِ، وأَمَّا مَن قَالَ يَحْسِبُ فكَسَرَ فَلَيْسَ بِنَادِرٍ (و) تَقُولُ: (مَا كَانَ فِي حِسْبَانِي كَذَا، وَلَا تَقُل) : مَا كَانَ (فِي حِسَابِي) ، كَذَا فِي (مُشْكِلِ القُرْآنِ) لاِبْنِ قُتَيْبَةَ، وَفِي (الصحَاحِ) : وَيُقَال: أَحْسِبُهُ: بالكَسْرِ، وَهُوَ شَاذٌّ لاِءَنَّ كُلَّ فِعْلٍ كَانَ مَاضِيهِ مَكْسُوراً فَإِنَّ مُسْتَقْبَلَهُ يَأْتِي مَفْتُوحَ العَيْنِ نَحْو عَلِمَ يَعْلَمُ إِلاَّ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءَتْ نَوَادِرَ، حَسِبَ يَحْسَبُ ويَحْسِبُ (ويَبِس يَيْبَس ويَيْبِسَ) وَيَئِسَ يَيْأَسُ وَيَيْئِسُ ونَعِمَ يَنْعَمُ ويَنْعِمُ، فإِنَّهَا جَاءَتْ مِن السَّالِمِ بالكَسْرِ والفَتْحِ، ومِن المُعْتلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ والفَتْحِ، ومِن المُعْتَلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ: وَمِقَ يَمِقُ وَوَفِقَ يَفِقُ وَوَرِعَ يَرِعُ وَوَرِمَ يَرِمُ وَوَرِثَ يَرِثَ، وَوَرِيَ الزَّنْدُيَرِي وَوَلِيَ يَلِي، وقُرِىءَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {لاَ تَحْسَبَنَّ} (آل عمرَان: 169) و {لاَ تَحْسَبَنَّ} وقولُه تَعَالى: {2. 020 اءَم حسبت اءَن. . والرقيم} (الْكَهْف: 9) وَوَرَوى الأَزْهريُّ عَن جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عَنهُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمقَرَأَ: {2. 020 يحْسب اءَن مَاله اءَخلده} (الْهمزَة: 3) .
(والحِسْبَةُ) والحَسْبُ (والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ المَيِّتِ فِي الحِجَارَةِ) قَالَه الليثُ (أَوْ مُحَسَّباً بِمَعْنَى (مُكَفَّناً) وأَنْشَدَ:
غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مُحَسَّبِ
أَي غَيْرَ مَدْفُونٍ وَقيل، غيرَ مُكَفَّنٍ وَلاَ مُكَرَّمٍ، وَقيل: غَيْرَ مُوَسَّدٍ، والأَوَّلُ أَحْسَنُ، قَالَ الأَزهريُّ: لَا أَعْرِفُ التَّحْسِيبَ بمَعْنَى الدَّفْنِ فِي الحِجَارَةِ وَلَا بِمَعْنَى التَّكْفِينِ، والمَعْنَى فِي قَوْلِهِ غَيْرَ مُحَسَّبِ أَيْ غَيْرَ مُوَسَّدٍ، وَقد أَنْكَرَهُ ابنُ فَارسٍ أَيضاً كالأَزْهَرِيِّ، ونقَلَه الصاغانيُّ. (وَحَسَّبَهُ تَحْسِيباً: وَسَّدَهُ، و) حَسَّبَهُ (: أَطْعَمَهُ وَسَقَاهُ حَتَّى شَبِعَ وَرَوِي، كَأَحْسَبَهُ، وتَحَسَّبَ) الرجلُ (: تَوَسَّدَ و) من المَجَازِ: تَحَسَّبَ الأَخْبَارَ (: تَعَرَّف وتَوَخَّى) وَخَرَجَا يَتَحَسَّبَانِ الأَخْبَارَ: يَتَعَرَّفَانِهَا، وَعَن أَبِي عُبَيْدِ: ذَهَبَ فُلانٌ يَتحَسَّبُ الأَخْبَارَ أَي يَتَحَسَّسُهَا وَيَتجَسَّسُهَا بالجِيمِ يَطْلُبهَا، تَحَسُّباً، وَفِي حَدِيثِ الأَذَانِ (أَنهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلاةَ فَيَجِيئونَ بِلَا دَاعٍ) أَيْ يَتَعَرَّفُونَ وَيَتَطَلَّبُونَ وَقْتَهَا وَيتَوَقَّعُونَهُ، فَيَأْتُونَ المَسْجِدَ قَبْلَ الأَذَانِ، والمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ (يَتَحَيَّنُونَ) أَي يَطْلُبُونَ حِينَهَا، وَفِي حَدِيث بَعْضِ الغَزَوَاتِ (أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبَارَ) أَي يَتَطَلَّبُونَهَا (و) تَحَسَّبَ الخَبَرَ (: اسْتَخْبَرَ) عَنهُ حِجَازِيَّةٌ، وقَالَ أَبو سِدْرَةَ الأَسَدِيُّ، ويُقَال إِنَّهُ هُجَيْمِيٌّ:
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي
بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُهْ
يَقُولُ تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ وَهُوَ الأَسَدُ نَاقَتِي فَظَنَّ أَنّى أَتْرُكُهَا لَهُ وَلَا أُقَاتِلُهُ.
(واحْتَسَبَ) فُلاَنٌ (عَلَيْهِ: أَنْكَرَ) عَلَيْهِ قَبِيحَ عَمَلِه (وَمِنْه المُحْتَسِبُ) ، يُقَالُ: هُوَ مَحْتَسِبُ البَلَدِ، وَلاَ تَقْلُ مُحْسِبُه، (و) احْتَسب (فلانٌ ابْناً) لَهُ (أَوْ بِنْتاً إِذَا مَاتَ كَبِيراً، فإِنْ مَاتَ صَغَيراً) لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ (قيل: افْتَرَطَهُ) فَرَطاً، وَفِي الحَدِيثِ (مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَهُ) أَي احْتَسَبَ الأَجْرَ بِصَبْرِهِ على مُصِيبَتِه، مَعْنَاهُ اعْتَدَّ مُصِيبَتَه بِهِ فِي جُمْلَةِ بَلاَيَا اللَّهِ الَّتِي يُثَابُ على الصَّبْرِ عَلَيْهَا (واحْتَسَبَ بكَذَا أَجْراً عندَ اللَّهِ: اعْتَدَّهُ، يَنْوِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ) وَفِي الحَدِيثِ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً واحْتِسَاباً) أَيْ طَلَباً لوَجْهِ الله تعالَى وثَوَابِه، وإِنما قيل لِمَنْ يَنْوِي بعَمَلِه وَجْهَ اللَّهِ احْتَسَبَهُ لاِءَنَّ لَهُ حِينَئذ أَنْ يَعْتَدَّ عَمَلَه، فَجُعِلَ فِي حالِ مُبَاشَرَةِ الفِعْلِ كأَنَّه مُعْتَدٌّ بهِ. وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الاحْتِسَابُ فِي الأَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وَعند المَكْرُوهَاتِ هُوَ البِدَارُ إِلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيلِهِ بالتَّسْلِيمِ والصَّبْرِ، أَو باسْتِعْمَالِ أَنْوَاعِ البِرِّ والقِيَامِ بهَا على الوَجْهِ المَرْسُومِ فِيهَا طَلَباً للثَّوَابِ المَرْجُوّ مِنْهَا، وَفِي حَدِيث عُمَرَ (أَيهَا النّاسُ احْتَسِبُوا أَعْمَالَكُمْ فإِنَّ مَنِ احْتَسَبَ عَمَلَهُ كُتِبَ لَهُ أَجْرُ عَمَلِهِ وأَجْرُ حِسْبَتِهِ) (و) فِي الأَسَاس: ومنَ المَجازِ: احْتَسَبَ (فُلاَناً: اخْتَبَرَ) وسَبَرَ (مَا عنْدَهُ) ، والنِّسَاءُ يَحْتَسِبْنَ مَا عِنْد الرِّجَالِ لهنَّ، أَي يَخْتَبِرْنَ، قَالَه ابنُ السّكِّيتِ.
(وزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّابي، بالفَتْحِ مُشَدَّدة) من شُيُوخِ النّبِيليّ، (و) أَبُو منْصُورٍ (مَحْمُودُ بنُ إِسْمَاعِيلَ) الصَّيْرَفِيُّ (الحِسَابِيُّ بالكَسْرِ مُخَفَّفَةً، مُحَدِّثَانِ) الأَخِيرُ عَن ابنُ فادشَاه وغيرِه.
وإِبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الحُسْبَانيّ الإِرْبَلِيُّ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ وُلُدَ سَنَةَ 670 وتَوَلَّى قضَاءَ حُسْبَان وتُوُفِّيَ سَنَةَ 755، كَذَا فِي طَبَقَاتِ الخيضري والحَافِظُ المُحَدِّثُ قَاضِي القُضَاةِ أَحْمَدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بنِ الحُسْبَاني، ولد سنة 749 وتوفِّي سنة 815 تَرْجَمَهُ ابْن حُجّي وابْنُ حَجَرٍ والخيضريّ.
وَقد سمت حَسِيباً وحُسَيْباً.
(وأَحْسَبَهُ) الشَّيْءُ إِذا كَفَاهُ، وَمِنْه اسْمُهُ تَعَالَى الحَسِيبُ، هُوَ الكَافِي، فَعِيلٌ بمَعْنَى مُفْعِلٍ وَيُقَال: أَحْسَبَنِي مَا أَعْطَانِي، أَي كَفَانِي، قَالَتِ امْرَأَةٌ من بَنِي قُشَيْرٍ:
ونُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إِن كَانَ جَائِعاً
ونُحْسِبُهُ إِنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ
أَي نُعْطِيهِ حَتَّى يَقُول حَسْبِي، ونُقْفِيهِ نُؤْثِرُهُ بالقَفِيَّةِ والقَفَاوَةِ، وهِيَ مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبِيُّ، وَتقول: أَعْطَى فَأَحْسَبَ، أَي أَكْثَرَ حَتَّى قَالَ حَسْبِي، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: أَحْسَبْتُ الرَّجُلَ أَعْطَيْتُه حَتَّى قَالَ حَسْبِي، والإِحْسَابُ: الإِكْفَاءُ،وقَالَ ثَعْلَب: أَحْسَبَهُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ: أَعْطَاهُ حَسْبَهُ وَمَا كَفَاه، وأَبلٌ مُحْسِبَةٌ: لَهَا لَحْمٌ وشَحْمٌ كَثِيرٌ، وأَنشَد:
ومُحْسِبَةٌ قَدْ أَخْطَأَ الحَقُّ غيْرَهَا
تَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُهَا فَهْيَ كَالشَّوَى
وقالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيى: سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيِّ عَن قَوْلِ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ:
ومُحَسِبَةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَهَا
البَيْتَ، فَقَالَ: المُحْسِبَةُ بِمَعْنَيَيْنِ: مِن الحَسَبِ وَهُوَ الشرفُ، ومِن الإِحْسَابِ وَهُوَ الكِفَايَة، أَيْ أَنَّهَا تُحْسِبُ بِلَبَنِهَا أَهْلَهَا والضَّيْفَ و (مَا) صِلَةٌ. (الْمَعْنى) أَنَّها نُحِرَتْ هِي وسَلِمَ غَيْرُهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لأُحْسِبَنَّكم مِن الأَسْوَدَيْنِ، يَعْنِي التَّمْرَ والمَاءَ، أَي لأُوَسِّعَنَّ عَلَيْكُمْ، وأَحْسَبَ الرَّجُلَ وحَسَّبَهُ: أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حَتَّى شَبِعَ. وقدْ تَقَدَّمَ، وَقيل: أَعْطَاهُ حَتَّى (أَرْضَاهُ، واحْتَسَبَ انْتَهَى) . واحْتَسَبْتُ عَلَيْهِ بالمَالِ، واحْتَسَبْتُ عِنْده اكْتَفَيْتُ، وفُلاَنٌ لَا يُحْتَسَبُ: لاَ يُعْتَدَّ بِهِ، وَمن المَجَازِ: اسْتَعْطَانِي فَاحْتَسَبْتُهُ: أَكْثَرْتُ لَهُ، كَذَا فِي الأَساس. وَفِي شِعْرِ أَبِي ظَبْيَانَ الوَافِدِ على رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
نَحْنُ صِحَابُ الجَيْشِ يَوْمَ الأَحْسِبَهْ
وَهُوَ يَوْمٌ كَانَ بَينهم بالسَّرَاةِ وسيأَتِي أَوَّلُ الأَبْيَاتِ فِي (لَهب) .
(حسب) : الاحتِساب الاشْتِهاءُ.
(حسب)
المَال وَنَحْوه حسابا وحسبانا عده وأحصاه وَقدره فَهُوَ حاسب وَالْمَفْعُول مَحْسُوب وَحسب

(حسب) حسبا ابْيَضَّتْ جلدته من دَاء فَهُوَ أَحسب وَهِي حسباء (ج) حسب وَالشَّيْء كَذَا حسبانا ظَنّه

(حسب) الْإِنْسَان حسبا كَانَ لَهُ ولآبائه شرف ثَابت مُتَعَدد النواحي فَهُوَ حسيب (ج) حسباء

حشر

(حشر) الشَّيْء حشرا لزج واتسخ فَهُوَ حشر

(حشر) يُقَال حشر فِي رَأسه وَنَحْوه ضخم رَأسه
(ح ش ر) : (فِي حَدِيثِ عُمَرَ) - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - «لَا يُعْطَى مِنْ الْغَنَائِمِ إلَّا رَاعٍ أَوْ سَائِقٌ أَوْ حَارِسٌ» وَفِي الْحَلْوَائِيِّ (حَاشِرٌ) قَالَ وَهُوَ الَّذِي يَجْمَعُ الْغَنَائِمَ مِنْ الْحَشْرِ الْجَمْعُ (وَالْحَشَرَاتُ) صِغَارُ دَوَابِّ الْأَرْضِ قِيلَ هِيَ الْفَأْرُ وَالْيَرَابِيعُ وَالضِّبَابُ.

حشر


حَشَرَ(n. ac.
حَشْر)
a. Gathered together, congregated.
b. Expelled, exiled.
c. Pressed, squeezed together; heaped up.
d. Pointed, made slender, sharp.

تَحَشَّرَ
a. [Fī], Meddled with, interfered in.
حَشْرa. Gathering, congregation.
b. (pl.
حُشْر), Slender, slim, taper, sharp.
c. [ art ]., The Last Judgment.
حُشْرِيّa. Inquisitive, curious.
b. Meddlesome person; intriguer.

حُشْرِيَّةa. Inquisitiveness, curiosity.

حَشَرَةa. Creeping animals.
b. Insects.

حِشَرِيّ
حُشَرِيّa. see 3yi
مَحْشَر
مَحْشِر
(pl.
مَحَاْشِرُ)
a. Place of assembly.

يَوْم الحَشْر
a. The Day of Resurrection.
ح ش ر : حَشَرْتُهُمْ حَشْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ جَمَعْتُهُمْ وَمِنْ بَابِ ضَرَبَ لُغَةٌ وَبِالْأُولَى قَرَأَ السَّبْعَةُ وَيُقَالُ الْحَشْرُ الْجَمْعُ مَعَ سَوْقٍ وَالْمَحْشَرُ مَوْضِعُ الْحَشْرِ.

وَالْحَشَرَةُ الدَّابَّةُ الصَّغِيرَةُ مِنْ دَوَابِّ الْأَرْضِ وَالْجَمْعُ حَشَرَاتٌ مِثْلُ: قَصَبَةٍ وَقَصَبَاتٍ وَقِيلَ الْحَشَرَةُ الْفَأْرُ
وَالضِّبَابُ وَالْيَرَابِيعُ.

وَالْحَشْرُ مِثْلُ: فَلْسٍ بِمَعْنَى الْمَحْشُورِ كَمَا قِيلَ ضَرْبُ الْأَمِيرِ أَيْ مَضْرُوبُهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ الْأَمْوَالُ الْحَشَرِيَّةُ أَيْ الْمَحْشُورَةُ وَهِيَ الْمَجْمُوعَةُ. 
ح ش ر

يساق الناس إلى المحشر. ورأيت منهم حشراً. والناس منشورون محشورون. وأنبئت الحشرات.

ومن المجاز: حشرت السنة الناس: أهبطتهم إلى الأمصار. وحشر فلان في رأسه إذا كان عظيم الرأس، وكذلك حشر في بطنه، وفي كل شيء من جسده. وأذن حشر وحشرة: لطيفة مجتمعة. وقدة حشر، وسنان حشر إذا لطف، وحشرت السنان فهو محشور: لطفته ودققته. وشرب من الحشرج، وهو كوز لطيف يبرد فيه الماء، الجيم مضمومة إلى حروف الحشر، فركب منها رباعي، وقيل الحشرج ماء في نقرة في الجبل. وحشرجة المريض صوت بردده في حلقه، يقال: حشرج المريض. قال حاتم:

إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر

سميت لضيق مجراها.
ح ش ر: (الْحَشَرَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ وَاحِدَةُ (الْحَشَرَاتِ) وَهِيَ صِغَارُ دَوَابِّ الْأَرْضِ. وَ (حَشَرَ) النَّاسَ جَمَعَهُمْ وَبَابُهُ ضَرَبَ وَنَصَرَ، وَمِنْهُ (يَوْمُ الْحَشْرِ) وَقَالَ عِكْرِمَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] حَشْرُهَا مَوْتُهَا. وَ (الْمَحْشِرُ) بِكَسْرِ الشِّينِ مَوْضِعُ الْحَشْرِ. وَالْحَاشِرُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ. «قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: " لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ: أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ وَالْمَاحِي يَمْحُو اللَّهُ بِي الْكُفْرَ وَالْحَاشِرُ أَحْشُرُ النَّاسَ عَلَى قَدَمِي وَالْعَاقِبُ» . 
حشر
الحَشْرُ: حَشْرُ يَوْمِ القِيامَة. والمَحْشَرُ: المَجْمَعُ، وهو المَحْشِرُ أيضاً. وحَشَرَتْهُم السَّنَةَ: ضَمَّتْهم من النَّواحي، وتُهْلِكُ في خِلالِ ذلك. والحَشَرَةُ: صِغِارُ دَوَابِّ الأرْض، والجَميعُ الحَشَرَاتُ. والحَشْوَرُ من الدَّوَابِّ: كلُّ مُلَزَّزِ الخَلْقِ شَدِيْدِه. وهو أيضاً: العَظِيْمُ الجَنْبَيْنِ. والحَشْرُ من الآذانِ ومِنْ قُذَذِ رِيْشِ السِّهَام: ما لَطُفَ. وحَشَرْتُ السِّنَانَ فهو مَحْشُوْرٌ: رَقَّقْتُه. والحَشَرَةُ: القِشْرَةُ تكونُ على حَبِّ السُّنْبُلَة، ومَوْضِعُ ذلك: المَحْشَرَةُ. وقيل: هو مَا بَقِيَ في الأرْضِ من نَبَاتٍ بَعد حَصْدِ الزَّرْع، ويَنْبُتُ أخْضَرَ. ووَطْبٌ حَشِرٌ: اجْتَمَعَ عليه الوَسَخُ. وحُشِرَ فلانٌ في رأسِه واحْتُشِرَ: كذلك. وعَجُوْزٌ حَشْوَرَةٌ: هي المُتَظَرِّفَةُ البَخِيْلَةُ.
(حشر) - قَولُه تَباركَ وتَعالَى: {وَحَشَرْنَاهُمْ} . الحَشْر: الجَمْع بِكُرهٍ وسَوْق.
- ومنه قَولُه تعالى: {وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} .
: أي الشُّرَط؛ لأنهم يَحشُرونَ النَّاسَ: أي يَجْمَعُونَهم.
- ومنه في حَدِيثِ أَسمائِه - صلى الله عليه وسلم -: "وأنَا الحَاشِرُ، أَحشُر النَّاسَ على قَدَمَىَّ" .
: أي يَقدُمُهُم وهم خَلْفَه. وقيل: لأن النَّاس يُحْشَرون بعد مِلَّتِه، دُون مِلَّةِ غَيرِه.
- في الحَدِيثِ: "لم تَدَعْها تَأكُل من حَشَراتِ الأَرضِ".
قيل: هي صِغَار دَوابِّ الأَرضِ، مِثْلِ اليَرْبُوع والضَّبّ.
وقال سَلَمَة: هي هَوامُّ الأَرضِ. ويقال لها: الأحناشُ أَيضًا، والواحِدَةُ حَشَرة.
- ومنه حَدِيثُ التَّلِب : "لم أسمَع لحَشرَة الأرضِ تَحْريمًا" وأُذُن حَشْر وحَشْرَةٌ: لَطِيفَة، وسَهْم حَشرْ: لَطِيف الرِّيشِ، والحَشْر: الخَفِيف.
حشر
الحَشْرُ: إخراج الجماعة عن مقرّهم وإزعاجهم عنه إلى الحرب ونحوها، وروي:
«النّساء لا يُحْشَرن» أي: لا يخرجن إلى الغزو، ويقال ذلك في الإنسان وفي غيره، يقال:
حَشَرَتِ السنة مال بني فلان، أي: أزالته عنهم، ولا يقال الحشر إلا في الجماعة، قال الله تعالى:
وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ
[الشعراء/ 36] ، وقال تعالى: وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً
[ص/ 19] ، وقال عزّ وجلّ: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ
[التكوير/ 5] ، وقال: لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا [الحشر/ 2] ، وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ [النمل/ 17] ، وقال في صفة القيامة: وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً [الأحقاف/ 6] ، سَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً
[النساء/ 172] ، وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً [الكهف/ 47] ، وسمي يوم القيامة يوم الحشر كما سمّي يوم البعث والنشر، ورجل حَشْرُ الأذنين، أي: في أذنيه انتشار وحدّة.
[حشر] ابن السكيت: أذن حشر، أي لطيفة كأنها حشرت حشرا، أي بُريت وحُدِّدت. وكذلك غيرها. وآذانٌ حَشْرٌ، لا يثنَّى ولا يجمع، لانه مصدر في الاصل. وهو مثل قولهم: ماء غور، وماء سكب وقد قيل: أذن حشرة. قال النمر ابن تولب: لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ * كإعْليطِ مرخ إذا ما صفر - والحَشْرُ من القُذّذِ: ما لَطُف. وسِنانٌ حَشْرٌ: دقيق. وقد حَشَرْتُهُ حَشْراً. وحكى الأخفش: سهم حَشْرٌ وسهام حُشْرٌ، كما قالوا: جَوْنٌ وجون، وورد وورد، وثط وثط. والحشرة بالتحريك: واحدة الحشرات، وهى صغار دواب الارض. وحشرات الناس أَحْشِرُهُمْ وأَحْشُرُهُمْ حَشْراً: جمعتهم، ومنه يوم الحِشْر. وروى سعيد بن مسروق عن عِكْرِمة في قوله تعالى:

(وإذا الوُحوش حُشِرَتْ) *، قال: حَشْرُها: موتها. وحَشَرَتِ السنةُ مالَ فلانٍ، أي أهلكته. والمَحْشِرُ بكسر الشين: موضع الحَشْرِ. والحاشِرُ: اسمٌ من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم. وقال: " خمسة أسماء: أنا محمد وأحمد، والماحي يمحو الله بى الكفر، والحاشر أحشر الناس على قدمى، والعاقب ". والحشور مثال الجرول: المنتفخ الجنبين. يقال: فرس حَشْوَرٌ، والأنثى حَشْوَرَةٌ.
باب الحاء والشين والراء معهما ح ش ر، ش ح ر، ش ر ح، ر ش ح، ح ر ش مستعملات

حشر: الحَشْر: حَشْرُ يَومِ القِيامة [وقوله تعالى] : ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

، قيل: هو الموتُ. والمَحْشَرُ: المجمعُ الذي يُحشَرُ إليه القوم. ويقال: حَشَرتْهُم السَّنةُ: وذلك أنَّها تضُمُّهم من النَّواحي [إلى الأمصار] ، قال:

وما نَجا من حَشْرها المَحْشُوش ... وَحْشٌ ولا طمْشٌ من الطُمُوش

قال غير الخليل: الحش والمحشوش واحد. والحَشَرة: ما كان من صِغار دَوابِّ الأرض مثل اليّرابيع والقَنافِذ والضبِّاب ونحوها. وهو اسمٌ جامعٌ لا يُفردَ منه الواحد إلاّ أن يقولوا هذا من الحشرة. قال الضرير: الجَرادُ والأرانِبُ والكَمْاة من الحَشَرة قد يكون دَوابَّ وغير ذلك. والحَشْوَر: كُلُّ مُلَزَّز الخَلْق. شديدةُ. والحَشْر من الآذانِ ومن قُذّذ السِهام ما لطُفَ كأنَّما بُرِيَ بَرْياً، قال:

لها أذُنٌ حشر وذفرى أسيلة ... وخذ كمرآة الغريبة أسجح وحَشَرْتُ السِنانَ فهو مَحْشُور: أي رَقَّقُته وأَلْطَفْتُه.

شحر: الشِحْرُ: ساحِلُ اليَمَن في أقصاها، قال العجاج:

رَحَلْتُ من أقصَى بلاد الرُحَّلِ ... من قُلَل الشِحْرِ فجَنْبَيْ مَوْكِلِ

ويقال: الشِحْر مَوضع بعُمان.

شرح: الشَّرْحُ: السَعَةُ، قال الله- عز وجل-: أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ

أي وسَّعَه فاتَّسَعَ لقَول الخير. والشَرْحُ: البَيان، اشرَحْ: أيْ بيِّنْ. والشَّرْحُ والتَشريحُ: قِطْعُ اللَّحم على العظام قَطْعاً، والقِطعة منه شَرْحةٌ.

رشح: رَشَحَ فلانٌ رَشْحاً: أي عَرِقَ. والرَشْحُ: اسمٌ للعَرَق. والمِرْشِحَةُ: بِطانةٌ تحت لِبْدِ السَّرْج لنَشْفِها العَرَق. والأُمُّ تُرشِّحُ وَلَدَها تَرشيحاً باللَّبَن القليل: أيْ تجعلُه في فَمِه شيئاً بعدَ شيءٍ حتى يقْوَى للمص. والترشيح أيضا: لحس الأُمِّ ما على طِفلها من النُدُوَّة، قال:

أُدْمُ الظِباء تُرَشِّحُ الأطفالا

والراشِحُ والرَواشِحُ: جبال تَنْدَى فرُّبَما اجتَمَعَ في أصُولها ماء قليل وإنْ كَثُرَ سُمِّيَ واشِلاً. وإِنْ رأيتَه كالعَرَق يَجري خلالَ الحِجارة سُمِّيَ راشحا. حرش: الحرش والتحريش: إغراؤك إنسانا بغيره. والأحرش من الدنانير ما فيه خشونة لجِدَّته، قال:

دنانيرُ حُرْشٌ كُلُّها ضَربُ واحِدٍ

والضَبُّ أحرَشُ: خَشِنُ الجِلدِ كأنَّه مُحَزَّز. واحترشْتُ الضَبَّ وهو أن تحرشه في جحره فتُهيجَه فإذا خَرَجَ قريباً منك هَدَمْتَ عليه بقيَّةَ الجُحْر. ورُبَّما حارَشَ الضَبُّ الأفعَى: إذا أرادت أن تدخُل عليه قاتَلَها. والحَريشُ: دابَّةٌ لها مَخالِبُ كمخَالبِ الأسد ولها قرن واحد في وسط هامَتها، قال:

بها الحريشٌ وضِغْزٌ مائِلٌ ضَبِرٌ ... يَأوي إلى رَشَفٍ منها وتقليصِ

والحَرْش: ضَرْبٌ من البَضْع وهي مُسْتَلْقِيةٌ.
حشر
حشَرَ يَحشُر ويَحشِر، حَشْرًا، فهو حاشِر، والمفعول مَحْشور
• حشَر النَّاسَ: جَمَعَهم وحشدهم "حشر الأستاذُ طلاّبه في قاعة الدّرس- فتح حقائبه وحشر فيها ثيابَه وكتبه حَشْرًا- {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ} " ° حشر أنفه في ما لا يفهمه: تدخَّل فيما لا يعنيه- حشر نَفْسَه في خِلافٍ: أقحمها- حشره على فعل شيء: ألزمه.
• حشَر اللهُ الخَلْقَ: بعثهم من مرقدهم أو مضاجعهم يوم القيامة "وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ المَسَاكِين [حديث]- {وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} ". 

انحشرَ/ انحشرَ في ينحشر، انحشارًا، فهو مُنحشِر، والمفعول مُنْحشَرٌ فيه
• انحشرَ القومُ: مُطاوع حشَرَ: جُمِعوا، اجتمعوا.
• انحشر في الأمر: تدخَّل فيه. 

حشَّرَ يُحشِّر، تَحْشيرًا، فهو مُحشِّر، والمفعول مُحَشَّر
• حشَّر الشَّيءَ: جمَّعه وضمَّ بعضَه إلى بعض مع التَّدقيق والتَّضييق "حشَّر البضاعةَ في المخازن- {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِّرَتْ} [ق] ". 

حاشِر [مفرد]: ج حاشرون وحشّار: اسم فاعل من حشَرَ.
• الحاشر: أحد أسماء النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم. 

حَشْر [مفرد]: ج حُشُور (لغير المصدر):
1 - مصدر حشَرَ.
2 - اجتماع الخلق يوم القيامة " {يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ} ".
• الحَشْر: اسم سورة من سور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 59 في ترتيب المصحف، مدنيَّة، عدد آياتها أربع وعشرون آية.
• يوم الحشر: يوم القيامة. 

حَشَرَة [مفرد]: ج حَشَرات وحَشَر:
1 - هامَة من هوامِّ الأرض كالذُّباب والخنافس "تكثر الحشرات في البِرَك والمُسْتنقعات- مكافحة الحشرات: مقاومتها لضررها- عالِم بالحشرات: عالِم طبيعيّ اختصاصيّ بالحشرات".
2 - (حي) كلّ كائن من شعبة المَفْصليّات له ثلاثة أزواج من الأرجل، وزوج أو زوجان من الأجنحة، ويقطع في تحوّله ثلاثةَ

أطوار: بيضة، حورية، صرصور، أو أربعة أطوار: بيضة- يرقانة- خادرة- فراشة.
• حَشَرة المَنّ: (حن) من الحشرات الصَّغيرة، ليِّنة الجسم تتغذّى عن طريق امتصاص النباتات.
• حشرة القرمز: (حن) نوع من الحشرات ذات غشاءٍ أحمر تتغذّى على الصبَّار.
• علم الحَشَرات: (حي) علم يدرس بنية الحَشَرات وأنواعها وتحوّلاتها وطباعها وأضرارها، ومنافعها وطرق مكافحتها، ويسمَّى: الحشريّات.
• مُبيد الحشرات: (كم) مادّة تقتل الحشرات في أحد أطوارها أو توقف تكاثرَها، فتَحُول دون العدوى. 

حَشَرِيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَشَرَة: "دَراسَة حَشَرِيَّة- مبيد حشريّ".
2 - كلّ حيوان أو طائر يغتذي بالحشرات "طائرٌ/ نبات حشرِيٌّ".
• حَشَريّ الإلقاح/ حَشَريّ التَّأبير: (رع) اسم للنَّبات الذي تحمل الحشرةُ لقاحَه فتضعه في سمة الزَّهرة. 

مَحْشَر/ مَحْشِر [مفرد]: ج مَحاشِرُ: اسم مكان من حشَرَ: مكان الجمع ° أَرْض المحشر: المكان الذي تُحشر فيه الخلائقُ يوم القيامة. 

حشر

1 حَشَرَ, aor. ـُ and حَشِرَ, (S, Msb, K,) the former of which aor. . is found in the seven readings of the Kur, (Msb,) inf. n. حَشْرٌ, (S, Msb, K,) He congregated, or collected together, (S, Msb, K,) men: (S, Msb:) or he congregated them, or collected them together, and drove them: (Msb, TA:) he made them to go forth, collected together, from one place to another: (Bd in lix. 2:) he, or it, compelled them to emigrate: (K, * TA: [in the CK الخَلَآءُ is put by mistake for الجَلَاءُ, the explanation of the inf. n.:]) and [simply] he drove towards a place or quarter. (TA.) Hence يَوْمُ الحَشْرِ (tropical:) [The day of congregation, &c.; meaning] the day of resurrection: (S, * TA:) [see also مَحْشِرٌ:] and سُورَةُ الحَشْرِ (tropical:) [The Chapter of the Compulsion to emigration; which is the fifty-ninth chapter of the Kur-an]. (TA.) It is said by most of the expositors of the Kur that the wild animals and other beasts, and even the flies, will be collected together (تُحْشَرُ) for retaliation; and they cite a trad. on this subject. (TA.) So in the Kur [lxxxi. 5], وَ إِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ And when the wild animals shall be collected together, (Bd, Jel,) from every quarter, (Bd,) after resurrection; (Jel;) or raised to life, (Bd,) for the purpose of their retaliating, one upon another; after which they shall return to dust: (Bd, Jel:) or the meaning is, shall die, (Az, S,) in the present world; accord. to some: (Az:) and thus says 'Ikrimeh, (S, TA,) on the authority of I'Ab, (TA,) as is related by Sa'eed Ibn-Masrook: (S, TA:) but accord. to some, the two meanings are nearly the same; for each denotes collection. (TA.) حَشْرٌ also signifies The going forth with a people fleeing or hastening or dispersing themselves in war; when used absolutely. (TA.) b2: حَشَرَتْهُمُ السَّنَةُ, aor. ـُ and حَشِرَ (Lth,) inf. n. حَشْرٌ, (K,) (tropical:) The year of dearth destroyed their camels and other quadrupeds; because it causes the owners to collect themselves from the various quarters to the cities or towns: (Lth:) or it caused them to go down to the cities or towns: (A:) or it distressed them; app., because of their collecting themselves together from the desert to the places of settled abodes: (Abu-t- Teiyib:) and حَشَرَتِ السَّنَةُ مَالَ فُلَانٍ The year of dearth destroyed the camels &c. of such a one. (S, K. *) A2: حَشَرَهُ, (S, A,) inf. n. حَشْرٌ, (S, K,) (tropical:) He made it (a spear-head, S, A) thin, or slender: (S, A, K:) he made it (a spear-head, and a knife,) sharp, or pointed, and thin, or slender: (TA:) he made it small, and thin, or slender: (Th:) he pared it; namely, a stick: (TA:) he pared it, and made it sharp, or pointed. (S.) 7 انحشروا They (people) became collected together from the desert to the places of settled abodes. (Abu-t-Teiyib.) حَشْرٌ (tropical:) Anything thin, or slender, or elegant. (TA.) You say أُذُنُ حَشْرٌ (tropical:) A thin, or an elegant, ear; (Lth, ISk, S, A, K;) as though it were pared, (Lth, S,) and made sharp: (S:) or small, elegant, and round: (Lth:) or thin at the end: (Th:) or sharp-pointed: (TA:) and the epithet is the same for the dual also and the pl.: (K:) [J says that] it does not admit the dual form nor the pl., because it is originally an inf. n., and the expression above mentioned is like مَآءٌ غَوْرٌ and مَآءٌ سَكْبٌ: but اذن حَشْرَةٌ is sometimes said: (S:) and the pl. حُشُورٌ occurs in a verse of Umeiyeh Ibn-Abee-'Áïdh: (TA:) and you also say اذن ↓ مَحْشُورَةٌ. (TA.) حَشْرٌ is also applied in the same sense as an epithet to other things. (S) You say قُذَّةٌ حَشْرٌ (tropical:) A thin, or an elegant, feather of an arrow; (Lth, S, A, K;) as though it were pared: (Lth:) or sharp-pointed. (TA.) Also سِنَانٌ حَشْرٌ (tropical:) A thin, or slender, spear-head: (S, K:) or sharp, or sharp-pointed: and سِكِّينٌ حَشْرٌ in like manner: and حَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: (TA:) and سَهْمٌ حَشْرٌ, and سِهَامٌ حُشْرٌ: like جَوْنٌ and جُونٌ, and وَرْدٌ and وُرْدٌ: (Akh, S:) or سَهْمٌ حَشْرٌ signifies an arrow having straight, or even, feathers; and so ↓ سهم مَحْشُورٌ; and ↓ حَشِرٌ, of the same measure as كَتِفٌ, an arrow having good feathers attached to it. (TA.) You also say بَعِيرٌ حَشْرُ الأُذُنِ (tropical:) A camel having a thin, or an elegant, ear. (TA.) حَشِرٌ: see حَشْرٌ.

حَشَرَةٌ and حَشَرَاتٌ, (K,) each being a coll. n. without a sing.; (TA;) or the former is sing. of the latter; (S, Msb;) Any small animals that creep or walk upon the earth; (S, Mgh, Msb, K;) as jerboas and hedgehogs and lizards of the kind called ضَبّ and the like: (TA:) or the former, (Msb,) or latter, (Mgh,) is applied to rats or mice, and jerboas, and lizards of the kind above mentioned, (Mgh, Msb,) colleted together: (Msb:) or any venomous or noxious reptiles or the like, such as scorpions and serpents; syn. هَوَامُّ; (As, K;) as also أَحْرَاشٌ and أَحْنَاشٌ. (As.) b2: Also the former, Whatever is captured, snared, entrapped, hunted, or chased, of wild animals or the like, birds, and fish, &c.; (K;) whether small or great: (TA:) or the great thereof: or what is eaten thereof: (K:) thus in all the copies of the K; but the pronoun [in the latter case] does not refer to the animals &c. above mentioned: it is expressly said in the T and M that the word signifies whatever is eaten of herbs, or leguminous plants, of the earth, such as the دُعَاع and فَثّ. (TA.) حَاشِرٌ One who congregates, or collects together, people. (TA.) With the article ال, applied to Mohammad; (S, K;) because he collects people after him (S, IAth) and to his religion. (IAth.) b2: A collector of spoils: (El-Hulwánee, Mgh:) and [its pl.] حُشَّارٌ signifies collectors of the tithes and poll-tax. (TA.) مَحْشِرٌ (S, K) and مَحْشَرٌ (K) A place of congregation: (S, K:) a term used when people are collected together to a town or country, and to an encampment, and the like. (TA.) Hence, يَوْمُ المَحْشِرِ [The day of the place of congregation; meaning the day of judgment]. (TA.) مَحْشُورٌ; and its fem., with ة: see حَشْرٌ.
الْحَاء والشين وَالرَّاء

حشَرَهُم يَحشُرُهم ويحشِرُهم حشراً: جمعهم.

والحشْرُ، جمع النَّاس ليَوْم الْقِيَامَة.

والحاشِرُ من أَسمَاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَنَّهُ قَالَ: " أحْشَرَ الناسَ على قدَميّ ".

وحشَرَ الْإِبِل، جمعهَا كَذَلِك، فَأَما قَوْله تَعَالَى: (مَا فرَّطْنا فِي الكتابِ من شيءٍ ثُمَّ إِلَى ربِّهمْ يُحْشَرُونَ) فَقيل: إِن الحشْرَ هَاهُنَا الْمَوْت وَقيل النَّشْرُ، والمعنيان متقاربان لِأَنَّهُ كُله كفت وَجمع.

وحشَرَتهم السَّنَةُ تَحْشُرُهُمْ وتَحشِرُهم، أهلكت مَالهم فضمتهم إِلَى الْأَمْصَار. قَالَ رؤبة:

وَمَا نجا من حشْرِها المْحشُوشِ

وحشٌ وَلَا طَمشٌ من الطُمُوش والحَشَرَةُ: صغَار دَوَاب الأَرْض، كاليرابيع والقنافذ والضباب وَنَحْوهَا، وَهُوَ اسْم جَامع لَا يفرد، وَيجمع مُسلما، قَالَ:

يَا أمَّ عمرٍو من يكُنْ عُقْرُ دارِه ... حِواءَ عَدِيّ يأكُل الحَشَرَاتِ

وَقيل: الصَّيْد كُله حشَرةٌ، مَا تعاظم مِنْهُ وتصاغر، وَقد أبنت أَجنَاس الحشَرَات فِي الْكتاب الْمُخَصّص وَقيل: كل مَا أكل من الصَّيْد الطَّائِر والماشي حَشَرَةٌ.

والحشَرَةُ أَيْضا: مَا أكل من بقل الأَرْض كالدعاع وَأَلْقَتْ وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحشرَةُ القشرة الَّتِي تلِي الْحبَّة، وَالْجمع حَشَرٌ.

وحَشَرَ السِّنان والسكين حشْراً، أحدَّه فَارقه وألطفه، قَالَ:

لَدْنُ الكُعُوبِ ومحشورٌ حدِيدَتُه ... وأصْمَعٌ غَيرُ مَجْلُوزٍ على قَصَمِ

المجلوز، المشدد تركيبه، من الجلز الَّذِي هُوَ اللي والطي.

وحربة حَشَرَةٌ وحَشْرٌ، بِلَا هَاء، وحُشُرٌ، قَالَ:

فِي صَلاهُ ألَّةٌ حُشُرٌ ... وقناةُ الرُّمحِ منقصِمَهْ

والحَشْرُ من القذاذ والآذان، المؤلَّلة الحديدة، وَالْجمع حُشُورٌ، قَالَ أُميَّة بن أبي عَائِذ:

مطارِيحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُورِ ... هاجَرْنَ رَمَّاحةً زيْزَفُونا

وَقَول أبي عمَارَة بن أبي طرفَة:

بكلِّ لَيْنٍ صارِمٍ رَهِيفِ

وكل سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ

أرَاهُ على النّسَب. والمحْشُورَةُ كالحَشْرِ.

وَأذن حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَة لَطِيفَة مستديرة، وَقَالَ ثَعْلَب: دقيقة الطّرف، سميت فِي الْأَخِيرَة بِالْمَصْدَرِ لِأَنَّهَا حُشِرَتْ حشْراً، أَي صغرت وألطفت، فَمن أفرده فِي الْجمع وَلم يؤنث، فلهذه الْعلَّة، كَمَا قَالُوا: رجل عدل وَرِجَال عدل ونسوة عدل، وَمن قَالَ: حشَرات، فعلى حَشْرةٍ وَقيل: كل دَقِيق لطيف حَشْرٌ، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يسْتَحبّ فِي الْبَعِير أَن يكون حَشْرَ الْأذن، وَكَذَلِكَ يسْتَحبّ فِي النَّاقة، قَالَ ذُو الرمة:

لَهَا أذْنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى أسِلَيةٌ ... وخَدٌّ كمِرْآةِ الغَرِيبَةِ أسْجَحُ

وَسَهْم محْشُورٌ وحَشْرٌ، مستوي قذذ الريش، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: سهم حَشْرٌ وسهام حشرٌ. وَفِي شعر هُذَيْل: سهم حَشِرٌ، فإمَّا أَن يكون على النّسَب كطعم، وَإِمَّا أَن يكون على الْفِعْل توهموه وَإِن لم يَقُولُوا: حَشِرَ، قَالَ أَبُو عمَارَة الْهُذلِيّ:

وكلّ سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ

المشوف: المجلو.

وَسَهْم حشْرٌ، ملزق جيد القذذ، وَكَذَلِكَ الريش.

وحَشَرَ الْعود حَشْراً، براه.

والحشَرُ، اللزج فِي الْقدح من دسم اللَّبن، وَقيل: الحشَرُ اللزج من اللَّبن كالحشن، وحُشِرَ عَن الوطب، إِذا كثر وسخ اللَّبن عَلَيْهِ فقشره عَنهُ رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي، وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ حشن، وَكِلَاهُمَا على صِيغَة فعل الْمَفْعُول.

وَأَبُو حَشْر: رجل من الْعَرَب.

والحَشْوَرُ من الدَّوَابّ: الملزز الْخلق، وَمن الرِّجَال الْعَظِيم الْبَطن. وَقيل: الحَشْوَرُ، المنتفخ الجنبين، وَالْأُنْثَى بِالْهَاءِ.
[حشر] فيه: إن لي أسماء [وعد فيها] وأنا "الحاشر" أي الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره، وأراد أن هذه الأسماء المذكورة في الكتب المنزلة على الأمم التي كذبت بنبوته حجة عليهم. ج: يعني أنه أول من يحشر من الخلق ثم يحشر الناس على قدمي. ن: بسكون الياء على الإفراد، وتشديدها على التثنية، أي يحشرون على أثرى وزمان نبوتي، وليس بعدي نبي، وقيل: يتبعوني. نه وفيه: انقطعت الهجرة إلا من ثلاث: جهاد، أو نية، أو "حشر" أي جهاد في سبيل الله، أو نية يفارق بها الرجل الفسق والفجور إذا لم يقدر على تغييره، أو جلاء ينال الناس فيخرجون من ديارهم، والحشر هو الجلاء من الأوطان، وقيل: أراد بالحشر الخروج في النفير إذا عم. وفيه: نار تطرد الناس إلى "محشرهم" يريد به الشام، لأن بها يحشر الناس ليوم القيامة. وح: و"تحشر" بقيتهم النار، أي تجمعهم وتسوقهم. ك: وآخر من "يحشر" راعيان، أي يساق ويجلى من الوطن، و"ينعقان" بكسر عين وفتحها من النعيق وهو صوت الراعي إذا زجر، و"يجدانها وحشاً" أي يجدان أهلها وحوشاً، وقيل: إن غنمهما تصير وحوشاً إما بانقلاب ذاتها إليها، وإما أن تتوحش وتنفر من أصواتهما، وهذا سيقع عند قرب الساعة، القاضي: جرى هذا في العصر الأول، وقد تركت المدينة على أحسن ما كانت حين انتقلت الخلافة عنها إلى الشام، وذلك خير ما كان الدين لكثرة العلماء بها والدنيا لعمارتها واتساع حال أهلها، وذكر أنه رحل عنها في بعض الفتن التي جرت بها أكثر الناس وبقيت أكثر ثمارها للعوافي وخلت مدة ثم تراجع الناس إليها. زر: آخر من "يحشر" أي يموت للحشر لأن الموت للحشر بعد الموت، ويحتمل أن يتأخر حشرهما لتأخر موتهما، ويحتمل آخر من يحشر إلى المدينة يساق إليها وذلك قرب الساعة. ك:على فسحة من الظهر رغبة فيما يستقبله ورهبة فيما يستدبره، ومن أبطأ حتى ضاق عليه الوقت سار راهباً على ضيق من الظهر فيتعاقب اثنان إلى عشرة على بعير، ومن كره الله انبعاثهم فثبطهم، فيقع في ورطة يقيل من الفتنة حيث قالت، وهذا الحشر آخر أشراط الساعة، وذات القتب وهي خشبة الرحل عبارة عن البعير، وهو إشارة إلى أنهم أعطوا الأموال بذلك الحفير. نه وفيه: أن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا و"لا يحشروا" أي لا يندبون إلى الغزو، ولا تضرب عليهم البعوث، وقيل: لا يحشرون على عامل الزكاة بل يأخذ صدقاتهم في أماكنهم. ومنه ح صلح أهل نجران: على "أن لا يحشروا" ولا يعشروا. وح: النساء لا يعشرن ولا "يحشرن" أي للغزو فإنه لا يجب عليهن. وفيه: لم تدعها تأكل من "حشرات" الأرض، هي صغار دواب الأرض كالضب واليربوع، وقيل: هوام الأرض مما لا سم له جمع حشرة. ومنه ح: لم أسمع "لحشرة" الأرض تحريماً. وفيه: فأخذت حجراً فكسرته و"حشرته" من حشرت السنان إذا دققته وألطفته، والمشهور إهمال سينه، وقد مر. غ: "لأول" الحشر" أي الجلاء لأن بني النــضير أول من أخرج من ديارهم أو أول حشر إلى الشام، ثم يحشر الناس إليها يوم القيامة.

حشر: حَشَرَهُم يَحْشُرُهم ويَحْشِرُهم حَشْراً: جمعهم؛ ومنه يوم

المَحْشَرِ. والحَشْرُ: جمع الناس يوم القيامة. والحَشْرُ: حَشْرُ يوم القيامة.

والمَحْشَرُ: المجمع الذي يحشر إِليه القوم، وكذلك إِذا حشروا إِلى بلد

أَو مُعَسْكَر أَو نحوه؛ قال الله عز وجل: لأَوَّلِ الحَشْرِ ما ظننتم

أَن يخرجوا؛ نزلت في بني النَّــضِير، وكانوا قوماً من اليهود عاقدوا النبي،

صلى الله عليه وسلم، لما نزل المدينة أَن لا يكونوا عليه ولا له، ثم

نقضوا العهد ومايلوا كفار أَهل مكة، فقصدهم النبي، صلى الله عليه وسلم،

ففارقوه على الجَلاءِ من منازلهم فَجَلَوْا إِلى الشام. قال الأَزهري: هو أَول

حَشْرٍ حُشِر إِلى أَرض المحشر ثم يحشر الخلق يوم القيامة إِليها، قال:

ولذلك قيل: لأَوّل الحشر، وقيل: إِنهم أَول من أُجْلِيَ من أَهل الذمة من

جزيرة العرب ثم أُجلي آخرهم أَيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، منهم

نصارى نَجْرَانَ ويهودُ خيبر. وفي الحديث: انقطعت الهجرة إِلاَّ من ثلاث:

جهاد أَو نيَّة أَو حَشْرٍ، أَي جهاد في سبيل الله، أَو نية يفارق بها

الرجل الفسق والفجور إِذا لم يقدر على تغييره، أَو جَلاءٍ ينال الناسَ

فيخرجون عن ديارهم. والحَشْرُ: هو الجَلاءُ عن الأَوطان؛ وقيل: أَراد بالحشر

الخروج من النفير إِذا عم. الجوهري: المَحْشِرُ، بكسر الشين، موضع

الحَشْرِ.

والحاشر: من أَسماء سيدنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، لأَنه قال:

أَحْشُر الناسَ على قَدَمِي؛ وقال، صلى الله عليه وسلم: لي خمسة أَسماء:

أَنا محمد وأَحمد والماحي يمحو الله بي الكفر، والحاشر أَحشر الناس على

قدمي، والعاقب. قال ابن الأَثير: في أَسماء النبي، صلى الله عليه وسلم،

الحاشر الذي يَحْشُر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره. وقوله، صلى الله

عليه وسلم: إِني لي أَسماء؛ أَراد أَن هذه الأَسماء التي عدّها مذكورة في

كتب الله تعالى المنزلة على الأُمم التي كذبت بنبوَّته حجة عليهم. وحَشَرَ

الإِبلَ: جمعها؛ فأَما قوله تعالى: ما فرّطنا في الكتاب من شيءٍ ثم إِلى

ربهم يُحْشَرُونَ؛ فقيل: إِن الحشر ههنا الموت، وقيل: النَّشْرُ،

والمعنيان متقاربان لأَنه كله كَفْتٌ وجَمْعٌ. الأَزهري: قال الله عز وجل:

وإِذا الوحوش حُشرت، وقال: ثم إِلى ربهم يحشرون؛ قال: أَكثر المفسرين تحشر

الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص، وأَسندوا ذلك إِلى النبي، صلى

الله عليه وسلم، وقال بعضهم: حَشْرُها موتها في الدنيا. قال الليث: إِذا

أَصابت الناسَ سَنَةٌ شديدة فأَجحفت بالمال وأَهلكت ذوات الأَربع، قيل:

قد حَشَرَتْهُم السنة تَحْشُرهم وتَحْشِرهم،وذلك أَنها تضمهم من النواحي

إِلى الأَمصار. وحَشَرَتِ السنةُ مال فلان: أَهلكته؛ قال رؤبة:

وما نَجا، من حَشْرِها المَحْشُوشِ،

وَحْشٌ، ولا طَمْشٌ من الطُّموشِ

والحَشَرَةُ: واحدة صغار دواب الأَرض كاليرابيع والقنافذ والضِّبابِ

ونحوها، وهو اسم جامع لا يفرد الواحد إِلاَّ أَن يقولوا: هذا من الحَشَرَةِ،

ويُجْمَعُ مُسَلَّماً؛ قال:

يا أُمَّ عَمْرٍو مَنْ يكن عُقْرَ حوَّا

ء عَدِيٍّ يأَكُلُ الحَشَراتِ

(* قوله: «يا أم عمرو» إلخ كذا في نسخة المؤلف).

وقيل: الحَشَراتُ هَوامُّ الأَرض مما لا اسم له. الأَصمعي: الحَشَراتُ

والأَحْراشُ والأَحْناشُ واحد، وهي هوام الأَرض. وفي حديث الهِرَّةِ: لم

تَدَعْها فتأْكل من حَشَراتِ الأَرض؛ وهي هوام الأَرض، ومنه حديث

التِّلِبِّ: لم أَسمع لحَشَرَةِ الأَرضِ تحريماً؛ وقيل: الصيد كله حَشَرَةٌ، ما

تعاظم منه وتصاغر؛ وقيل: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْل الأَرضِ حَشَرَةٌ.

والحَشَرَةُ أَيضاً: كُلُّ ما أُكِلَ من بَقْلِ الأَرض كالدُّعاعِ والفَثِّ.

وقال أَبو حنيفة: الحَشَرَةُ القِشْرَةُ التي تلي الحَبَّة، والجمع

حَشَرٌ. وروي ابن شميل عن ابن الخطاب قال: الحَبَّة عليها قشرتان، فالتي تلي

الحبة الحَشَرَةُ، والجمع الحَشَرُ، والتي فوق الحَشَرَةِ القَصَرَةُ.

قال الأَزهري: والمَحْشَرَةُ في لغة أَهل اليمن ما بقي في الأَرض وما

فيها من نبات بعدما يحصد الزرع، فربما ظهر من تحته نبات أَخضر فتلك

المَحْشَرَةُ. يقال: أَرسلوا دوابهم في المَحْشَرَةِ.

وحَشَرَ السكين والسِّنانَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّهُ وأَلْطَفَهُ؛

قال:

لَدْنُ الكُعُوبِ ومَحْشُورٌ حَدِيدَتُهُ،

وأَصْمَعٌ غَيْرُ مَجْلُوزٍ على قَضَمِ

المجلوز: المُشدَّدُ تركيبه من الجَلْزِ الذي هو الليُّ والطَّيُّ.

وسِنانٌ حَشْرٌ: دقيق؛ وقد حَشَرْتُه حَشْراً. وفي حديث جابر: فأَخذتُ

حَجَراً من الأَرض فكسرته وحَشَرْتُه، قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية وهو

من حَشَرْتُ السِّنان إِذا دَقَّقْته، والمشهور بالسين، وقد تقدم.

وحَرْبَةٌ حَشْرَةٌ: حَدِيدَةٌ. الأَزهري في النوادر: حُشِرَ فلان في ذكره وفي

بطنه، وأُحْثِلَ فيهما إِذا كانا ضخمين من بين يديه. وفي الحديث: نار

تطرد الناسَ إِلى مَحْشَرهم؛ يريد به الشام لأَن بها يحشر الناس ليوم

القيامة. وفي الحديث الآخر: وتَحْشُرُ بقيتهم إِلى النار؛ أَي تجمعهم وتسوقهم.

وفي الحديث: أَن وَفْدَ ثَقِيفٍ اشترطوا أَن لا يُعْشَرُوا ولا

يُحْشرُوا؛ أَي لا يُنْدَبُونَ إِلى المغازي ولا تضرب عليهم البُعُوث، وقيل: لا

يحشرون إِلى عامل الزكاة ليأْخذ صدقة أَموالهم بل يأْخذها في أَماكنهم؛

ومنه حديث صُلْحِ أَهلِ نَجْرانَ: على أَن لا يُحْشَرُوا؛ وحديث النساء: لا

يُعْشَرْنَ ولا يُحْشَرْن؛ يعني للغَزَاةِ فإِن الغَزْوَ لا يجب عليهن.

والحَشْرُ من القُذَذِ والآذان: المُؤَلَّلَةُ الحَدِيدَةُ، والجمعُ

حُشُورٌ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ:

مَطارِيحُ بالوَعْثِ مُرُّ الحُشُو

رِ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونا

والمَحْشُورَةُ: كالحَشْرِ. الليث: الحَشْرُ من الآذان ومن قُذَدِ رِيشِ

السِّهامِ ما لَطُفَ كأَنما بُرِيَ بَرْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ:

صغيرة لطيفة مستديرة؛ وقال ثعلب: دقيقة الطَّرَفِ، سميت في الأَخيرة

بالمصدر لأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي صُغِّرَتْ وأُلطفت. وقال الجوهري:

كأَنها حُشِرَتْ حَشْراً أَي بُرِيَتْ وحُدِّدَتْ، وكذلك غيرها؛ فرس حَشْوَرٌ،

والأُنثى حَشْوَرَةٌ. قال ابن سيده: من أَفرده في الجمع ولم يؤَنث فلهذه

العلة؛ كما قالوا: رجل عَدْلٌ ونسوة عَدْلٌ، ومن قال حَشْراتٌ فعلى

حَشْرَةٍ، وقيل: كلُّ لطيف دقيق حَشْرٌ. قال ابن الأَعرابي: يستحب في البعير

أَن يكون حَشْرَ الأُذن، وكذلك يستحب في الناقة؛ قال ذو الرمة:

لها أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ،

وخَدَّ كَمِرآةِ الغَرِيبَة أَسْجَحُ

(* قوله: «وخد كمرآة الغريبة» في الأساس: يقال وجه كمرآة الغريبة لأَنها

في غير قومها، فمرآتها مجلوّة أَبداً لأَنه لا ناصح لها في وجهها).

الجوهري: آذان حَشْرٌ لا يثنى ولا يجمع لأَنه مصدر في الأَصل مثل قولهم

ماء غَوْرٌ وماء سَكْبٌ، وقد قيل: أُذن حَشْرَةٌ؛ قال النمر بن تولب:

لها أُذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ،

كإِعْلِيط مَرْخٍ إِذا ما صَفِرْ

وسهم مَحْشُورُ وحَشْرٌ: مستوي قُذَذِ الرِّيشِ. قال سيبويه: سهم حَشْرٌ

وسهام حَشْرٌ؛ وفي شعر هذيل: سهم حَشِرٌ، فإِما أَن يكون على النسب

كطَعِمٍ، وإِما أَن يكون على الفعل توهموه وإِن لم يقولوا حَشِرَ؛ قال أَبو

عمارة الهذلي:

وكلُّ سهمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ

المشوف: المَجْلُوُّ. وسهم حَشْرٌ: مُلْزَقٌ جيد القُذَذِ، وكذلك الريش.

وحَشَرَ العودَ حَشْراً: براه. والحَشْرُ: اللَّزجُ في القَدَحِ من

دَسَمِ اللبنِ؛ وقيل: الحَشْرُ اللَّزِجُ من اللبن كالحَشَنِ. وحُشِرَ عن

الوَطْبِ إذا كثر وسخ اللبن عليه فَقُشِرَ عنه؛ رواه ابن الأَعرابي؛ وقال

ثعلب: إِنما هو حُشِنَ، وكلاهما على صيغة فعل المفعول.

وأَبو حَشْرٍ: رجل من العرب.

والحَشْوَرُ من الدواب: المُلَزَّرِ الخَلْقُ، ومن الرجال: العظيم

البطن؛ وأَنشد:

حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مَعْطاءُ القفَا

وقيل: الحَشْوَرُ مثال الجَرْوَلِ المنتفخ الجنبين، والأُنثى بالهاء،

والله أَعلم.

حشر
: (الحشْرُ: مَا لَطُفَ منَ الآذانِ) ، وَهُوَ مجَازٌ. يُقَال: (لِلْوَاحِدِ والاثْنَيْن والجمْعِ) . وأَخصرُ مِنْهُ عِبَارةُ الجوْهرِيّ: لَا يُثَنَّى وَلَا يُجْمع، قَالَ: لأَنه مَصْدرٌ فِي الأَصْل مثْل قَوْلهم: ماءٌ غَوْرٌ وماءٌ سَكْبٌ. وَقد قِيلَ أُذُنٌ حَشْرَةٌ، قَالَ النَّمِر بنُ تَوْلَب:
لَهَا أُذُنٌ حشْرَةٌ مَشْرَةٌ
كإِعْلِيطِ مَرْخٍ إِذَا مَا صَفِرْ هاكذا أَنشدهُ الجَوْهَرِي لَه، قَالَ الصَّغانِيُّ: وإِنَّمَا هُوَ لِرَبِيعَةَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِيِّ، ولعلّه نَقَلَه من كِتَابٍ قَالَ فِيهِ: قَالَ النَّمَرِيُّ، فظَنَّه النَّمِرَ بْنِ تَوْلَب انْتَهى.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: ويُسْتَحَبُّ فِي البَعِير أَن يَكُونَ حَشْرَ الأُذُنِ، وكَذالِكَ يُسْتَحَبُّ فِي النَّاقَةِ. قَالَ ذُو الرُّمَّة:
لَهَا أُذُنٌ حَشْرٌ وذِفْرَى لَطِيفَةٌ
وخَدٌّ كمِرْآة الغَرِيبَةِ أَسْجَعُ
(و) من المَجاز: الحشْرُ: (مَا لَطُف مِن القُذَذِ) .
قَالَ اللّيْث: الحَشْرُ من الآذانِ ومِن قُذَذِ رِيشِ السِّهَامِ: مَا لَطُفَ، كَأَنَّمَا بُرِيَ بِرْياً. وأُذُنٌ حَشْرَةٌ وحَشْرٌ: صَغِيرَةٌ لَطِيفَةٌ مُسْتَدِيرَة.
وَقَالَ ثَعْلَب: دَقِيقَةُ الطَّرَف، سُمِّيَت فِي الأَخِيرة بالمَصْدر؛ لأَنَّها حُشِرَتْ حَشْراً، أَي صُغِّرَت وأُلْطِفَتْ. وَقَالَ غَيره: الحَشْرُ من القُذَذِ والآذانِ: المؤَلَّلَةُ الحدِيدَةُ، والجَمْعُ حُشُورٌ. قَالَ أُميَّةُ بْنُ أَبِي عائذٍ:
مَطارِيحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو
رِ، هاجَرْنَ رَمَّاحَةً زَيْزَفُونَا
(و) الحَشْرُ: (الدَّقِيقِ مِنَ الأَسِنَّة) والمُحَدَّدُ مِنْهَا. يُقَالُ: سِنَانٌ حَشْرٌ وسِكِّينٌ حَشْرٌ.
(و) من المَجاز: الحَشْر: (التَّدْقِيقُ والتَّلْطِيفُ) ، يُقَال: حَشَرْتُ السِّنَانَ حَشْراً، إِذا لَطَّفْته ودَقَّقْته، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ وَقَالَ ثَعْلب: حُشِرَت حَشْراً، أَي صُغِّرَتْ وأُلْطِفَت. وَقَالَ الجوهريّ: أَي بُزِيَتْ وحُدِّدَت. وَقَالَ غَيرُه: حَشَرَ السِّنَانَ والسِّكِّينَ حَشْراً: أَحَدَّهُ فَأَرَقَّه وأَلْطَفَه. وحَدِيدةٌ محْورٌ وحَرْبةٌ حَشْرَةٌ: حَدِيدَةٌ.
(و) الحَشْرُ: (الجَمْعُ) والسَّوْقُ. يُقَال: حَشَرَ (يَحْشُر) ، بالضَّمّ، (ويحْشِر) ، بالكَسْر، حَشْراً، إِذا جَمَعَ وساقَ. (و) مِنْهُ يَوْم (المَحْشَِرِ) ، بِكَسْر الشين (ويُفْتَح) ، وهاذه عَن الصغانيّ، أَي (مَوْضِعُهُ) ، أَي الحَشْرِ ومَجْمَعُه الَّذي إِلَيْهِ يُحْشَر القَوْمُ، وكذالك إِذا حُشِرُوا إِلَى بَلَدٍ أَوْ مُعَسْكَر أَو نحْوِه. (و) فِي الحَدِيث: (انْقَطَعَت الهِجْرَةُ إِلاَّ من ثَلاثٍ: جهادٍ أَو نِيَّةٍ أَو حشْرٍ) قَالُوا: الحَشْرُ هُوَ (الجَلاَءُ) عَن الأَوطان. وَفِي الْكتاب العَزِيزِ {لاِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ} ، نَزَلَت فِي بَنِي النَّــضِيرِ وكانُوا قَوْماً من اليَهُود عاقَدُوا النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملَمَّا نَزلَ المَدِينَةَ أَن لَا يكُونُوا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ، ثمَّ نَقَضُوا العهْد ومَايَلُوا كُفَّارَ أَهْلِ مَكَّةَ، فقَصَدَهُم النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَفارقُوه على الجَلاءِ مِن مَنَازِلهمْ، فجلَوْا إلَى الشَّام. قَالَ الأَزْهَرِيّ: وَهُوَ أَوْلُ حَشْرٍ حُشِرَ أَرضِ المَحْشَرِ، ثُمَّ يُحْشَرُ الخَلْقُ يومَ القِيَامَةِ إِلَيْهَا، قَالَ: ولِذالِكَ قِيلَ: لأَوّلِ الحَشْرِ، وَقيل: إِنَّهُمْ أَوّلُ مَنْ أُجْلِيَ من أَهْلِ الذِّمّة مِن جَزِيرَةِ العَرَب، ثمَّ أُجلِيَ آخِرُهم أَيّامَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، رَضِيَ اللهاُ عَنْه، مِنْهُم نصارَى نَجْرَانَ ويهُودُ خَيْبَرَ.
(و) من المَجاز، الحَشْرُ: (إِجْحَافُ السَّنَةِ الشَّدِيدَةِ بِالْمَال) . قَالَ اللَّيْث: إِذَا أَصابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَجْحَفَتْ بالمَال وأَهْلَكَتْ ذَواتَ الأَرْبَعِ قيل: قد حشَرَتْهُم السَّنَةُ، تَحْشُرُهم وتَحْشِرهم، وذالك أَنَّهَا تَضُمُّهم من النَّواحِي إِلى الأَمْصَارِ. وحَشَرَتِ السَّنَةُ مالَ فُلانٍ: أَهلكتْه.
وَفِي الأَسَاس: حشَرتْهُم السَّنَةُ: أَهْبَطَتْهُم إِلَى الأَمْصار.
وَقَالَ أَبُو الطَّيِّب اللُّغويُّ فِي كِتَاب الأَضْدَاد: وحشَرَتْهُم السَّنَةُ حَشْراً، إِذَا أَصابهُم الضُّرّ والجهْد، قالَ: وَلَا أُرَاهِ سُمِّى بِذالِكَ إِلاّ لانْحِشَارِهم مِنَ البَادِيَة إِلى الحَضَر، قَالَ رُؤْبَةُ:
وَمَا نَجَا مِنْ حَشْرهَا المَحْشُوشِ
وَحْشٌ وَلَا طَمْشٌ من الطُّمُوش (و) من المَجاز: (حُشِرع) فُلانٌ (فِي ذَكرِهِ وَفِي بطْنهه) وأُحْثِلَ فِيهِمَا، (إِذا كَانَا ضَخْمَيْن مِنْ بَيْنه يَديْه) ، نقلَه الأَزهريّ من النَّوادِرِ. (و) فِي الأَساسِ: حُشِرَ فُلانٌ (فِي رَأْسِهِ إِذا اعْتَزَّه ذَلِك وكَان أَضْخَمَه) أَي عَظِيمَه، وَكَذَا كُلُّ شَيْءٍ من بَدنِه، (كاحْتَشَر) ، وَهاذِهِ عنِ الصَّغانِيّ.
(والحاشِرُ: اسمٌ للنبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لأَنَّه يَحْشُر انّاسَ خَلْفَه وعَلى ملّتِه دُونَ مِلَّة غَيْره، قَالَه ابنُ الأَثِير.
(والحَشَّار، كَكَتَّان: ع) نَقله الصغانيّ.
(وسَالمُ بنُ حرْمَلَةَ) بْنِ زُهَيْرِ بْن عَبدِ الله (بْنِ حَشْرٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، العَدَوِيّ.
(وعتَّابُ) بن سُلَيْم بن قَيس بن خالِد (بْنِ أَبِي الحَشْرِ: صَحَابِيَّان) . الأَخيرِ أَسلَم يَوْمَ الفَتْح وقُتِلَ يومَ اليَمَامَةِ. وجدُّه أَبو الحَشْر هُوَ مُدْلِجُ ابنُ خَالِد بْنِ عَبْدِ مَنَاف.
(و) عَن الأَصْمَعِيّ: (الحشَراتُ) والأَحراشُ والأَحناشُ وَاحِدٌ، وَهِي (الهوَامُّ) ، وَمِنْه حَدِيثُ الهِرَّة (لم تَدعْها فتَأْكُلَ من حشَرَاتِ الأَرضِ) (أَو الدَّوابُّ الصِّغَارُ) ، كاليَرَابِيعِ والقَنَافِذِ والضِّبابِ ونَحْوِهَا، وَهُوَ اسْمٌ جامِعٌ لَا يُفْرَدُ، الْوَاحِد (كالحَشَرَةِ، مُحرَّكةً فيهمَا) ، أَي فِي هَوَامِّ الأَرْضِ وَدَوَابِّهَا. ويَقُولون: هاذا من الحَشَرَةِ، ويجْمَعُون مُسَلَّماً، قَالَ:
يَا أُمَّ عَمْرٍ ومَنْ يَكُنْ عُقْرَ (دَارِ)
حِوَاءُ يَأْكُلِ الْحَشَرَاتِ
(و) الحَشَرَاتُ: (ثِمَارُ البَرِّ، كالصَّمْغِ وغَيْرِهِ) .
(والحَشَرَةُ أَيْضاً) ، أَي بالتَّحْرِيك: (القِشْرَةُ الَّتِي تَلِي الحَبَّ، ج الحَشَرُ) ، قَالَهُ أَبو حَنِيفَةَ. ورَوَى ابنُ شُمَيْلٍ عَنْ أَبي الخَطَّاب قَالَ: الحَبَّة عَلَيْهَا قِشْرَتانِ، فَالَّتِي تَلِي الحَبَّةَ الحَشَرَةُ، قَالَ: وأَهلُ اليَمن يُسَمُّونَ اليومَ النُّخَالَةَ الحَشَرَ، والأَصل فِيهِ مَا ذَكرْت، والَّتِي فَوْقَ الحَشَرَة القَصَرَةُ. (و) فِي الحَدِيثِ: (لَمْ أَسْمَع لِحَشَرَةِ الأَرضِ تَحْرِيماً) . قِيل: (الصَّيْدُ كُلُّه) حَشَرَةٌ، سواءٌ تَصَاغَرَ أَو تَعاظَمَ، (أَو) الحَشَرَةُ: (مَا تَعَاظَمَ مِنْهُ) ، أَي مِنَ الصَّيْدِ، (أَوْ مَا أُكِلَ مِنْه) ، هاكذا فِي سائِرِ النُّسَخ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَن يكُونَ الضَّمِيرُ راجِعاً للصَّيْد ولَيْس كَذَلِك، والّذي صَرَّح بِهِ فِي التَّهْذِيب والمُحْكَم أَنّ الحَشَرَةَ كُلُّ مَا أُكِلَ مِن بقْلِ الأَرْض، كالدُّعاعِ والفَثِّ، فليُتَأَمَّلْ.
(والحَشَرُ) ، مُحَرَّكَةً: (النُّخالَةُ) ، بلُغَة أَهْلِ اليَمَن، كَمَا تَقدَّمَت الإِشَارةُ إِليْه.
(و) الحُشُر، (بضَمَّتَيْن) ، فِي الْقِشْرة، (لُغَيَّةٌ) .
(والحَشُورَةُ مِنَ الخَيْلِ) ، وكَذالك مِن النَّاسِ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ الإِمامُ أَبو الطَّيِّب اللُّغَوِيُّ: (المُنْتَفِخُ الجَنِبْينِ) وفَرَسٌ حَشْوَرٌ.
(و) الحشْورَةُ: (العجُوزُ المُتَظَرِّفَةُ البَخِيلَةُ، و) الحَشْورَةُ أَيْضاً: (المرْأَةُ البطِينَةُ) ، وكذالك من الرِّجَالِ، يُقَال: رَجُلٌ حَشْوَرٌ وحَشْوَرَةٌ. قَالَ الراجز:
حَشْوَرَةُ الجَنْبَيْنِ مِعْطَاءُ القَفَا
(و) الحَشْورَةُ: (الدَّوَابُّ المُلَزَّزَةُ الخَلْقِ) الشَّدِيدتُه، (الواحِدُ حَشْوَرٌ) كجرْولٍ. ورَجلٌ حَشْوَرٌ: ضَخْمٌ عَظِيمُ البَطْنِ، وذرَه الإِمامُ أَبو الطَّيِّب فِي كتَابِه وعَدَّه من الأَضْداد وكأَنّ امُصَنِّف لم يرَ بيْنَ الضَّخَامةِ وعِظَمِ البَطْنِ وتَلَزُّزِ الخَلْق ضِدِّيَّةً، فليُتَأَمَّلْ.
(ووَطْبٌ حَشِرٌ، كَتِفٍ: بَيْن الصَّغيرِ والكَبِيرِ) ، عَن ابْنِ دُريْد. وَقَالَ غيرُه: هُوَ الوسِخ، وَذكره الجَوْهَرِيّ بالجِيمِ. وَمِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ:
الحَشْرُ: السَّوْقُ إِلَى جهَة. ويَوْمُ الحَشْرِ: يومُ القِيَامَةِ. وسُورَةُ الحَشْر مَعْرُوفَةٌ، وهُمَا مَجازانِ. والحَشْرُ: الخُرُوجُ مَعَ النَّفِير إِذَا عَمّ. ومِنْهُم مَنْ فَسَّرَ بِهِ الحديثَ الَّذِي تَقَدَّم (انْقَطَعَتِ الهِجْرَةُ إِلاّ مِن ثَلاَثٍ) إِلَى آخِره. والحَشْرُ، المَوْتُ. قَالَ الأَزهرِيُّ: فِي تَفْسِير قَولِ اللَّهِ تعالَى: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} (التكوير: 5) قَالَ بَعضهم: حَشْرُهَا: مَوْتُها فِي الدُّنْيا. وقرأْتُ فِي كتاب الأَضْدَادِ لأَبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ. مَا نَصُّه: وزَعَمُوا أَنَّ الحَشْرَ أَيضاً المَوْتُ. أَخبرنا جعفَر بنُ مُحمَّد، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن الأَزْدِيّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم عَن أَبِي زَيْدٍ الأَنْصَاريِّ، أَخبرنا قيسُ ابنُ الرَّبِيعِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوق عَن عِكْر 2 ةَ عَنِ ابْنِ عبّاس فِي قَول الله عزّ وجلّ: {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} قَالَ: حَشْرُهَا: مَوْتُها، انتهَى.
قلْت: وَقَول أَكثر المُفَسِّرين تُحْشَر الووشُ كْلُّهَا وسائِرُ الدَّوابِّ حَتَّى الذُّباب لِلْقِصَاص، ورَوَوْا فِي ذالِك حَدِيثاً. وقَالَ بَعضُهُم: المَعْنِيانِ مُتَقَارِبَانِ، لأَنه كلَّه كَفْتٌ وجَمْعٌ.
وَفِي التَّهْذِيبِ: والمَحْشَرَةُ، فِي لُغَة اليَمَن: مَا بَقِيَ فِي الأَرْضِ وَمَا فِيهَا من نَبَاتٍ بعدَ مَا يُحْصدُ الزَّرْعُ، فرُبَّمَا ظَهَرَ من تَحْتِه نَبَاتٌ أَخْضَرُ، فذالك المحْشَرَةُ. يُقَال: أَرْسَلُوا دَوَابَّهُم فِي المَحْشَرَةِ.
والحُشَّار: عُمَّال العُشُورِ والجِزْيَةِ، وَفِي حَدِيثِ وَفد ثَقيفٍ (اشْتَرَطُوا أَن لَا يُع 2 رُوا وَلَا يُحْشَرُوا) ، أَي لَا يُنْدَبُونَ إِلَى المَغَازِي وَلَا تُضْرَبُ عَلَيْهِم البُعُوثُ. وقِيلَ: لَا يُحْشَرُون إِلى عَامِل الزَّكاةِ ليأْخُذَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِم، بلْ يَأْخُذُها فِي أَمَاكِنِهِم.
وأَرْض المَحْشَر: أَرضُ الشَّامِ. ومِنْه الحدِيثُ ((نارٌ) تَطْرُدُ الناسَ إِلَى مَحْشَرِهِم) أَي الشَّام. وأُذُنٌ مَحْشُورَةٌ، كالحَشْرِ.
وفَرسٌ حَشْوَرٌ: كجرْوَلٍ: لَطِيفُ المَقَاطِعِ.
وكُلُّ لَطيفٍ دَقِيقٍ حَشْرٌ. وسَهْمٌ مَحْشُورٌ وحَشْرٌ: مُسْتَوِي قُذَذِ الرِّيشِ وَفِي شعر أَبي عُمَارَةَ الهُذَلِيّ:
وَكُلُّ سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ ككَتِفٍ، أَي مُلْزَقٌ جَيِّدُ القُذَذِ والرِّيشِ.
وحَشَر العُودَ حَشْراً: بَرَاهُ.
والحَشْرُ: اللَّزِجُ فِي القَدَحِ مِنْ دَسَمِ اللَّبَنِ.
وحُشِرَ عَنِ الوَطْبِ، إِذَا أَكَثُرَ وَسُخُ اللَّبَنِ عَلَيهَ فقُشِرَ عَنْه، رَوَاهُ ابنُ الأَعرابيّ.
والمُحَشَّر، كمُعَظَّم: مَا يُلْبُس كالصِّدَارِ.
وحَشْرٌ، بفَتْح فَسُكُون: جُبَيْلٌ من دِيار سُلَيْم عِنْد الظَّرِبَيْن اللَّذَين يُقَال لَهما الإِشْفَيانِ.
وأَبو حَشْرٍ رَجُلٌ من العَرَب.

درس

(د ر س) : (مِدْرَاسُ) الْيَهُودِ مَدْرَسَتُهُمْ وَمِرْدَاسٌ تَحْرِيفٌ وَقَوْلُهُمْ مَوَارِيثُ دَرَسَتْ أَيْ تَقَادَمَتْ.
(درس) الْكتاب وَنَحْوه درسه وَالْبَعِير راضه وَيُقَال بعير لم يدرس لم يركب ودرست الْحَوَادِث فلَانا جربته ودربته وَالْكتاب فلَانا أدرسه إِيَّاه
(درس)
درسا ودروسا عَفا وَذهب أَثَره وتقادم عَهده وَالثَّوْب وَنَحْوه أخلق وبلي وَالْبَعِير جرب وَالْمَرْأَة حَاضَت فَهِيَ دارس (ج) درس ودوارس وَالشَّيْء درسا غَيره أَو محا أَثَره وَالثَّوْب أخلقه وَالدَّابَّة راضها وذللها والفراش وطأه ومهده وَالْكتاب وَنَحْوه درسا ودراسة قَرَأَهُ وَأَقْبل عَلَيْهِ ليحفظه ويفهمه وَيُقَال درس الْعلم والفن وَالْحِنْطَة داسها وَالطَّعَام أكله شَدِيدا
د ر س : دَرَسَ الْمَنْزِلُ دُرُوسًا مِنْ بَابِ قَعَدَ عَفَا وَخَفِيَتْ آثَارُهُ وَدَرَسَ الْكِتَابُ عَتُقَ وَدَرَسْتُ الْعِلْمَ دَرْسًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَدِرَاسَةً قَرَأْتُهُ.

وَالْمُدْرَسَةُ بِفَتْحِ الْمِيمِ مَوْضِعُ الدَّرْسِ وَدَرَسْتُ الْحِنْطَةَ وَنَحْوَهَا دِرَاسًا بِالْكَسْرِ وَمِدْرَاسُ الْيَهُودِ كَنِيسَتُهُمْ وَالْجَمْعُ مَدَارِيسُ مِثْلُ: مِفْتَاحٍ وَمَفَاتِيحَ. 
د ر س: (دَرَسَ) الرَّسْمُ عَفَا وَبَابُهُ دَخَلَ وَ (دَرَسَتْهُ)
الرِّيحُ وَبَابُهُ نَصَرَ يَتَعَدَّى وَيَلْزَمُ، وَ (دَرَسَ) الْقُرْآنَ وَنَحْوَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَكَتَبَ. وَدَرَسَ الْحِنْطَةَ يَدْرُسُهَا بِالضَّمِّ (دِرَاسًا) بِالْكَسْرِ. وَقِيلَ: سُمِّيَ (إِدْرِيسُ) عَلَيْهِ السَّلَامُ لِكَثْرَةِ دِرَاسَتِهِ كِتَابَ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْمُهُ أَخْنُوخُ بِخَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ بِوَزْنِ مَفْعُولٍ. وَ (دَارَسَ) الْكُتُبَ وَ (تَدَارَسَهَا) . وَ (دَرَسَ) الثَّوْبُ أَخْلَقَ وَبَابُهُ نَصَرَ. 
(درس) - في حديث عِكرِمةَ في صِفة أَهلِ الجَنَّةِ: "يَركَبون نُجُباً هىَ ألْيَنُ مَشياً من الفِراش المَدْرُوس"
: أي المُوَطَّأ المُمَهّد، وأَصلُ الدِّراسةِ: الرياضةُ والتَّعهُّدُ لِلشَّىءِ، ودَرسْتُ الدَّابَّةَ؛ رُضْتُها وذَلَّلتُها، ودَرَستُ الحِنطَة إذا دُسْتَها أو طَحَنْتها، ودَرَسْت القُرآنَ: قَرأتُه وتَعَهَّدتُه لأحفَظَه ومنه الحديث: "تَدارَسُوا القُرآنَ": أي اقْرؤُوه واحْفَظُوه.
- في حَديثِ اليهودىِّ الذي زَنَى: "فوَضَع مِدْراسُها كَفَّه على آية الرَّجْم".
المِدراسُ: صاحِبُ دِراسَةِ كُتُبِهم، ومِفْعَل ومِفْعَال من أَبنِية المُبالَغَة في الفعل الذي يُشتَقُّ منه.
درس
دَرَسَ الدّار معناه: بقي أثرها، وبقاء الأثر يقتضي انمحاءه في نفسه، فلذلك فسّر الدُّرُوس بالانمحاء، وكذا دَرَسَ الكتابُ، ودَرَسْتُ العلم:
تناولت أثره بالحفظ، ولمّا كان تناول ذلك بمداومة القراءة عبّر عن إدامة القراءة بالدّرس، قال تعالى: وَدَرَسُوا ما فِيهِ
[الأعراف/ 169] ، وقال: بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ
[آل عمران/ 79] ، وَما آتَيْناهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَها [سبأ/ 44] ، وقوله تعالى:
وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ
[الأنعام/ 105] ، وقرئ:
دَارَسْتَ أي: جاريت أهل الكتاب، وقيل: وَدَرَسُوا ما فِيهِ [الأعراف/ 169] ، تركوا العمل به، من قولهم: دَرَسَ القومُ المكان، أي: أبلوا أثره، ودَرَسَتِ المرأةُ: كناية عن حاضت، ودَرَسَ البعيرُ: صار فيه أثر جرب.

درس


دَرَسَ(n. ac.
دَرْس
دَرَاْسَة
دِرَاْس
دِرَاْسَة)
a. Studied; read.
b.(n. ac. دُرُوْس), Became effaced, obliterated.
c. Became old, wornout, shabby.
d.(n. ac. دَرْس), Effaced, obliterated.
e. Wore out, made shabby.
f.(n. ac. دَرْس
دِرَاْس), Thrashed, beat or trod out (corn).

دَرَّسَa. Made to study.
b. Taught, gave lessons.

دَاْرَسَa. Studied, read with.

أَدْرَسَa. see II (a) (b).
تَدَاْرَسَa. Studied, read together.

إِنْدَرَسَa. Was or became effaced, obliterated.

دَرْس
(pl.
دُرُوْس)
a. Study; lesson, lecture.
b. see 2 (a)
دِرْس
(pl.
أَدْرَاْس)
a. Trace, mark ( partially obliterated ).
b. Old, worn out.

دُرْسَةa. Discipline, training, exercise.

مَدْرَسَة
(pl.
مَدَاْرِسُ)
a. School, college.

دَاْرِس
(pl.
دَوَاْرِسُ)
a. Effaced, obliterated; old, worn, shabby.
b. Student.

دِرَاْس
دِرَاْسَةa. Thrashing or treadingout of corn.

دَرِيْسa. see 2b. Camel's tail.

دَرَّاْسa. Thrasher or treader-out of corn.
b. Studious, devoted to study.

مِدْرَاْس
(pl.
مَدَاْرِيْسُ)
a. School or college in which the Kurān is studied.
N. Ag. of II, Professor, lecturer, tutor, teacher.

دَارِش
a. Tinged with black.
د ر س

ربع دارس، ومدروس، وقد درس دروساً، ودرسته الرياح درساً: تكررت عليه فعفّته.

ومن المجاز: درس الحنطة دراساً: داسها. قال ابن ميّادة:

يكفيك من بعض ازديار الآفاق ... سمراء مما درس ابن مخراق

وهجمة صهب طوال الأعناق ... تباكر العضاه قبل الإشراق

بمقنعات كقعاب الأوراق

ودرس الناقة: راضها. ورجل مدرّس: مجرّب. ودرس الكتاب للحفظ: كرر قراءته درساً ودراسة، ودرس غيره، ودارسته الكتاب مدارسة، وتدارسوه حتى حفظوه. واجتمعت اليهود في مدراسهم، وهو بيت تدرس فيه التوراة. ودرس المرأة: نكحها. ودرست: حاضت. ويكنى العوف: أبا إدريس، والفلهم: أبا أدراس. ودرس الثوب: أخلق فهو درس ودريس. وتدرّست أدراساً، وتسمّلت أسمالاً، ولبس دريساً، وبسط دريساً أي ثوباً وبساطاً خلقاً. وقتل رجل في مجلس النعمان رجلاً فأمر بقتله، فقال الرجل: أيقتل الملك جاره، ويضيّع ذماره؛ قال: نعم إذا قتل جليسه، وخضب دريسه؛ أي بساطه. وطريق مدروس: كثر مشي الناس فيه حتى ذلّلوه. وهذه مدرسة النعم: طريقها. ودارس الذنوب: قارفها.
[درس] فيه: حتى جئنا بيت "المدارس" هو مفعال من الدراسة كالمكثار، والمراد صاحب دراسة كتبهم، أو بمعنى المدرس أي موضع يقرأ فيه أهل الكتاب، والإضافة كمسجد الجامع، ويتم في أجليكم. وفيه: و"يتدارسونه" فيما بينهم، التدارس أن يقرأ بعض القوم مع بعض شيئًا أو يعلم بعضهم بعضًا ويبحثون في معناه، أو في تصحيح ألفاظه وحسن قراءته، وذر المسجد والمراد جميع المواضع. ك: جئنا بيت "المدارس" هو بضم ميم أي مكان العالم التالي للكتاب. وقيل: هو موضع، أي جئنا مكان دراستهم لنحو التوراة فقال: اعلموا أن الأرض لله تعالى، أي تعلقت مشيته بأن يورث أرضكم هذه للمسلمين ففارقوها، وهذا كان بعد قتل بني قرية وإجلاء بني النــضير. نه: "تدارسوا" القرآن، أي اقرؤه وتعهدوه لئلا تنسوه، من درس يدرس درسًا ودراسة، وأصل الدراسة الرياضة والتعهد للشيء. ومنه: فوضع "مدراسها" كفه على آية الرجم، أي صاحب دراسة كتبهم، ومفعال ومفعل من أبنية المبالغة. ك: وروى: فوضع مدارسها، بضم ميم بفاعل المفاعلة الذي يدرس، قوله: والذي يدرسه، أي يتلوه تفسيره. نه: فأماح: حتى أتينا "المدارس" فهو بيت يدرسون فيه، ومفعال غريب في المكان. وفي صفة أهل الجنة: يركبون نجبًا ألين مشيًا من الفراش "المدروس" أي الموطأ الممهد، وفي شعر كعب:
مطرح البز و"الدرسان" مأكول
الدرسان الخلقان من الثياب جمع درس، وقد يقع على السيف والدرع والمغفر.
درس
الدرْسُ: ضَرْب من الجَرَب يَبْقى له أثَر مُتَفَشّ في الجِلْدِ. وجَمَلٌ دارِسٌ: أجْرَبُ، وقد دَرَسَ يَدْرُسُ. وأدْرَسَ القَوْمُ: دَرَست إبِلُهم.
وما بَقِيَ في الدار الا دَرْسُ نُؤْيٍ ورَسْم، دَرَسَ يَدْرُسُ دُرُوْساً. ودَرَسَتْه الريَاح: عَفَتْهُ. والدرِيْسُ: الثوْبُ الخَلَقُ من البُسُطِ واللبَاسِ. ودَرِيْسُ البَعِير: ذَنَبُه، والجَميعُ الدرْسَانُ، وكذلك الدرْسُ والدرْسُ والدارِسُ.
وتَدَرست أدْرَاساً: أي تَخَلقْت. والمَدَارِس: الثيَابُ. وتَرَكْتُ به دُرُوْساً: أي آثاراً. ومَدْرَسَةُ النعَمِ: طَرِيْقُه.
والدرْسُ - أيضاً -: حِفْظُ الكِتَابِ، ودَرَسَ يَدْرُسُ دِرَاسَةً، أو دارَسْتُه كتاباً.
ودَرَستِ المَرْأةُ: إذا حاضَتْ، وامْرَأةٌ دارِس وجَوَارٍ دُرَّسٌ. ودَرَسَها الرجُلُ: إذا نَكَحَها. وأبُو إدْرِيْسَ: كُنْيَةُ الذَّكَرِ.
ودَرْسُ الطعَامِ: دِيَاسَتُه، وكذلك الدرَاسُ. والدرْوَاسُ والدرْيَاسُ: الضَخْمُ الرأْسِ العَظِيمُ الرقَبَةِ، وكذلك المُدَرَّسُ. والدرْوَاس - أيضاً -: الذلُوْلُ من الإبل المُنْقَادُ. والعَظِيْمُ من الإبلِ، وجَمْعُه دَرَاوِسُ.
والمُدَرسُ: هو المُدَربُ.
ودارَسَ فُلان الذُّنُوْبَ: أي قارَفَها، فهو مُدَارِسٌ. وُيقال للمَضْعُوْفِ: المَدْرُوْسُ.
درس
هذا اللفظ يوجد كثيراً في كلام العرب في معنى البلى. وأما في معنى القراءة كما يفهمون من استعمال القرآن، حيث جاء:
{أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ}
فلا يوجد له مثال.
وزعم بعض من غير المسلمين أن هذا اللفظ أخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - من اليهود، وزاده في لغتهم . وهذا بعيد. فإن النبي كيف يتكلم قوماً بلغتهم ثم يزيد فيه ما ليس منه؟ والقرآن يصرح بأنه عربي مبين، فلا يكون فيه إلاّ ما عرفته العرب.
فاعلم أن "الدرس" في معنى البلى مجاز، وأصله: الحكّ والمشق، ومنه: للخَطّ . قال أبو دواد:
وَنُؤيٌ أَضَرَّ بِهِ السَّافِيَاءُ ... كَدَرْسٍ مِنَ النُّونِ حِينَ امَّحَى أي كخط النون. وشكل النون في الخط العربي القديم هكذا: [. . .] فشبّه أمواج الرمل بهذا الشكل. وقد شبه عنترة الحاجب بالنون في قوله .... .
ومنه كثرة الاشتغال بالقراءة. وهذا يتضح من استعمال الكلمة في كلتا اللغتين العربي والعبرانية .
ومن أصل المعنى: "الدرس" للجرَبِ والحَكّة. و "المدروس": الفراش الموطأ. و "الدرس" للأكل الشديد. ومنه: "درس الطعام ": داس. قال ابن ميّادة : هَلاّ اشتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتَاقْ
سَمْراءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ
ودَرَسَ الصعبَ حتى رَاضَه. ودرستُ الكتاب بكثرةِ القراءةِ حتى خفَّ حفظُه . فالدرس: كثرة القراءة.
ومعنى الكلمة في العبرانية اختص بالقراءة . وأما في العربي فبقيت الكلمة على السعة، وأقرب إلى الأصل، إذ جاءت لكثرة القراءة، لا للقراءة، كما قال تعالى:
{وَلِيَقُوُلواْ دَرَسْتَ} .
أي بالغتَ في قراءتك عليهم.
وأما أنها لا توجد في هذا المعنى في أشعار العرب، فذلك لأن للشعر مجاريَ محدودة، ومعاني خاصة، فقلّما يذكرون القراءة فضلاً عن إكثارها .
د ر س

دَرَسَ الشيءُ يَدْرُسُ دُرُوساً عَفَا ودَرَسَتْه الرِّيحُ ودَرَسَهُ القومُ عَفَّوْا أَثَرَهُ والدِّرْسُ أَثرُ الدَّارِس والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّرِيسُ كلُّه الثَّوبُ الخَلقُ والجمعُ أدراسٌ ودِرْسَانٌ ودِرْعٌ دَرِيسٌ كذلك قال

(مضى ووَرِثْناهُ دَرِيسَ مُفَاضَةٍ ... وأبْيضَ هِنْدِياً طويلاً حَمائِلُهُ)

ودَرَسَ الطعامَ دَرْساً داسَهُ يمانيةٌ ودَرَسَ الناقةَ يَدْرُسُها دَرْساً راضَها قال

(يَكْفِيكَ مِنْ بعْضِ ازْدِيارِ الآفاقْ ... سمراءُ مِمَّا دَرَسَ ابْنُ مِخْراقْ) قيل يعني البُرَّةَ وقيلَ الناقةَ ودَرَسَ الكِتابَ يَدْرُسُهُ درْساً ودِراسَةً ودَارَسَه من ذلك كأنه عانَدَهُ حتى انْقادَ لحِفْظِهِ وقد قُرِئَ بهمَا {وليقولوا درست} الأنعام 105 ودارَسْت وقيل دَرَسْت قرأْتَ كُتبَ أهل الكتابِ ودارَسْتَ ذاكَرْتَهُم وحكى دُرِسَتْ قُرِئَتْ وقُرِئ دَرَسَتْ أي هذه أخبارٌ قد عَفَتْ وامَّحتْ ودَرُسَتْ أشدُّ مُبالغةً والدَّارس المُدَارَسَةُ ابن جِنِّي ودَرَسْتُه إيَّاه وأَدْرَسْتُه ومن الشَّاذّ قراءة ابن حَيْوَة {وبما كنتم تدرسون} آل عمران 79 والمِدْراسُ الموضع الذي يُدْرَسُ فيه ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً جَرِبَ جَرَباً قليلاً واسمُ ذلك الجَرَبِ الدَّرْسُ أيضاً قال العَجَاجُ

(يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ... )

(مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمُ الدَّرْسِ ... )

(من الأَذَى ومِنْ قِرافِ الوَقْسِ ... )

وقيل هو الشيء الخفيفُ من الجَرَب والدَّرْسُ الأكْلُ الشديدُ ودَرَسَتِ المرأةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً وهي دارِسٌ من نِسْوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ حاضتْ وخصّ اللحيانيُّ به حَيْضَ الجارية والدِّرْواسُ الغليظُ العُنُقِ من النَّاسِ والكلابِ والدِّروَاسُ الأسدُ الغليظُ والدِّرْواسُ العظيمُ الرأسِ وقيل الشديدُ عن السِّيرافي وقوله

(بِتْنا وبَاتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يضْرِبُنا ... عِند النَّدُولِ قِرانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ)

يجوز أن يكون واحداً من هذه الأشياء وأولاها بذلك الكَلْبُ لقولِه قِرَانَا نَبْحُ دِرْواسِ لأن النَّبْحَ إنما هو في الأصل للكلابِ 
درس: درس. والمصدر منه مدرسة أيضاً. (المعجم اللاتيني العربي): داس (فوك) وفي ابن العوام (1: 65) اقرأ درس بدل دوس في (ص80) منه (بالأرجل) وفي رياض النفوس (ص64 و): السلطان وجه إلي يأمرني أن آمر بدرس هذا الشيخ حتى يموت. وبعد هذا: فقفزوا عليه حتى مات.
ودَرَس: دق، سحق، هرس (فوك، الكالا).
ودرس: خرب، دمر، عاث في البلاد فساداً (أخبار ص110).
درّس (بالتشديد) داس: وطأه بقدمه (فوك، الكالا) وفيه: تدريس: وطأ بالقدم.
ودرّس: تعثر، اصطدم (الكالا).
ويقال درّس على، ففي الادريسي 35 فصل 5: وقعر هذه المراكب مسطح وغير عميق وذلك لكي تستطيع أن تحتمل حمولة كبيرة ولا تدرس على كبير ترش.
تدرّس: ذكرت في معجم فوك في مادة Conculcare.
تدرّس: تعثر، اصطدم (الكالا).
اندرس: بلي (فوك).
واندرس: ديس (فوك).
واندرس: سحق، دُق، هرس (فوك).
واندرس الكتاب: درس وقرئ (فوك).
درْس: سحن الأصباغ (الكالا).
درْس: ما يقرأ من العلم في وقت ما (بوشر، المقري 1: 49، 137، ميرسنج ص5، زيشر كند 7: 51).
درْسة: مصدر درس بمعنى داس ووطأ بالأقدام (الكالا).
ودرْسة: سحق، دقَ (الكالا). دريس: الخلق البالي: القديم، ويجمع على دُرُس (عبد الواحد ص214، تاريخ البربر 1: 392).
ودريس: فت وهو يابس البرسيم، هشيم (همبرت ص179).
ودريس: نبات اسمه العلمي: phelipea lutea براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 182).
دريس أو دريس التغشري لعبة تلعب بأربعة وعشرين حجراً أو صدفة على رقعة الداما كل اثني عشر منها يختلف لونه عن الآخر. وطريقة اللعبة هو أن يحاول اللاعب منع ملاعبه من وضع ثلاث قطع من أحجاره أو صدفة الواحدة بعد الأخرى في زوايا المربع المتقابلة (برجرن ص513) وراجع كارترون (ص416، 456، 479) وفي رحلة في بلاد العرب لنيبور (1: 166): دريس الثلاثة والتسعة.
وفي محيط المحيط (مادة قرق): هو الاسم الذي يطلقه المولدون على اللعبة المسماة بالقرق.
دراس: من يدرس القمح أي يدوسه. (الكالا) وفي معجم بوشر: درّاس القمح.
ورّاس: ساحق، ساحن (الكالا). وساحق الأصباغ وساحنها (الكالا).
وفي معجم فوك ذكرت دراس في مادة Studure.
درواس: كلب كبيرؤ الرأس (بوشر).
درياس: كلمة بربرية. ونجد أيضاً ادريس (ابن البيطار 1: 19) أو إدريس كما جاء في مخطوطة ب، وادرياس (ابن البيطار 1: 225).
وهو في كتب الرحالة دريس ودرياس ودريس ويعرف كمسهل غير إنه سام لسكان المدن. (المقدمة 1: 164)، وهو تمنس سام (كاريت جغرافية ص160)، وهو نبات ضار للإبل يشبه جذر الجزر الأصفر (مجلة الشرق والجزائر 7: 286) وهو التافسيا، ففي المستعيني مادة تافسيا: وقال ابن جلجل التافسيا ينبت في بلاد البربر بناحية فاس يعرفونه إدريس (ابن البيطار 1: 19، 225) وفي مخطوطة ب منه: يوجد هذا النبات بالقرب من فاس وهو يشبه الكلخ (باجني مخطوطات).
وفيما يقول الدكتور جويون (بربروجر ص206، 311) وهو السلفيون عند اليونان والسريتيوم عند الرومان، وعند بارت (ص468 - 469) وهو السلفيون أيضاً. وانظر أيضاً براكس مجلة الشرق والجزائر (8: 281)، هاملتون (ص27).
ادريس، ادرياس، ادريس: انظر درياس.
مِدْرَس: مسلفة، مشط (أداة مسننة تجر فوق الأرض المحروثة لتنقيب المدر وطمر الحبوب المزروعة).
مَدْرَسة: كرسي الأستاذية (بوشر).
ومدرسة: تطلق في إيران على ما يسمى في المغرب زاوية (انظر الكلمة) أي أنها كلية دينية ونزل مجاني تشبه شيهاً كبيراً أديرة القرون الوسطى (ابن بطوطة 2: 29، 30، 32).
ومدرسة لا تعني في الأندلس كلية لأنها لم تكن موجودة فيه فقد كانت المساجد محل التعليم. (ابن سعيد فيما ينقل المقري 1: 136) بل تعني مكتبة (الكالا) وهذا لعل من الصواب ان نترجم بهذا ما ذكره الخطيب (ص131 ق) من أن رضوان الحاجب المتوفى سنة 790م أنشأ أول مدرسة في غرناطة. وكذلك ما ذكره المقري (3: 656) من أن السلطان أوقف نسخة من الإحاطة لابن الخطيب على مدرسة في نفس المدينة. ومع ذلك فان كلمة مدرسة يمكن أن تعني كلية في هذين النصين لأنها ربما كانت قد أسست في وقت بعد الوقت الذي كتب فيه ابن سعيد.
ومدرسة: موضع تدرس فيه الحبوب وتداس ففي ابن العوام (1: 32): وفيه معرفة وقت الحصاد واختيار مواضع البيادر والمدارس والزروع (والصواب ومدارس الزرع) وفي مخطوطتنا: الأديار لمدارس الزرع.
مدرسي: مجمعي، أكاديمي (بوشر).

درس: دَرَسَ الشيءُ والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً: عفا. ودَرَسَته

الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى، ودَرَسه القوم: عَفَّوْا أَثره. والدَّرْسُ: أَثر

الدِّراسِ. وقال أَبو الهيثم: دَرَسَ الأَثَرُ يَدْرُسُ دُروساً

ودَرَسَته الريحُ تَدْرُسُه دَرْساً أَي محَتْه؛ ومن ذلك دَرَسْتُ الثوبَ

أَدْرُسُه دَرْساً، فهو مَدْرُوسٌ ودَرِيسٌ، أَي أَخْلَقْته. ومنه قيل للثوب

الخَلَقِ: دَرِيس، وكذلك قالوا: دَرَسَ البعيرُ إِذا جَرِبَ جَرَباً شديداً

فَقُطِرَ؛ قال جرير:

رَكِبَتْ نَوارُكُمُ بعيراً دارساً،

في السَّوقِ، أَفْصَح راكبٍ وبَعِيرِ

والدَّرْسُ: الطريق الخفيُّ. ودَرَسَ الثوبُ دَرْساً أَي أَخْلَقَ؛ وفي

قصيد كعب بن زهير:

مُطَّرَحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ

الدِّرْسانُ: الخُلْقانْ من الثياب، واحدها دِرْسٌ. وقد يقع على السيف

والدرع والمِغْفَرِ. والدِّرْسُ والدَّرْسُ والدَّريسُ، كله: الثوب

الخَلَقُ، والجمع أَدْراسٌ ودِرْسانٌ؛ قال المُتَنَخِّلُ:

قد حال بين دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ،

نِسْعٌ لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ

ودِرعٌ دَرِيسٌ كذلك؛ قال:

مَضَى وَورِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضَةٍ،

وأَبْيَضَ هِنْدِيّاً طويلاً حَمائِلُهْ

ودَرَسَ الطعامَ يَدْرُسُه: داسَه؛ يَمانِيَةٌ. ودُرِسَ الطعامُ يُدْرسُ

دِراساً إِذا دِيسَ. والدِّراسُ: الدِّياسُ، بلغة أَهل الشام، ودَرَسُوا

الحِنْطَة دِراساً أَي داسُوها؛ قال ابنُ مَيَّادَة:

هلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ،

سَمْراء مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ

ودَرَسَ الناقة يَدْرُسُها دَرْساً: راضها؛ قال:

يَكفيكَ من بعضِ ازْدِيارِ الآفاقْ

حَمْراءُ، مما دَرَسَ ابنُ مِخْراقْ

قيل: يعني البُرَّة، وقيل: يعني الناقة، وفسر الأَزهري هذا الشعر فقال:

مما دَرَسَ أَي داسَ، قال: وأَراد بالحمراء بُرَّةً حمراء في لونها.

ودَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْساً ودِراسَةً ودارَسَه، من ذلك، كأَنه عانده

حتى انقاد لحفظه. وقد قرئ بهما: وليَقُولوا دَرَسْتَ، وليقولوا

دارَسْتَ، وقيل: دَرَسْتَ قرأَتَ كتبَ أَهل الكتاب، ودارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم،

وقرئ: دَرَسَتْ ودَرُسَتْ أَي هذه أَخبار قد عَفَتْ وامَّحَتْ، ودَرُسَتْ

أَشدّ مبالغة.

وروي عن ابن العباس في قوله عز وجل: وكذلك نُصَرِّفُ الآيات وليقولوا

دَرَسْتَ؛ قال: معناه وكذلك نبين لهم الآيات من هنا ومن هنا لكي يقولوا

إِنك دَرَسْتَ أَي تعلمت أَي هذا الذي جئت به عُلِّمْتَ. وقرأَ ابن عباس

ومجاهد: دارَسْتَ، وفسرها قرأْتَ على اليهود وقرأُوا عليك. وقرئ: وليقولوا

دُرِسَتْ؛ أَي قُرِئَتْ وتُلِيَتْ، وقرئَ دَرَسَتْ أَي تقادمت أَي هذا

الذي تتلوه علينا شيء قد تطاول ومرَّ بنا. ودَرَسْتُ الكتاب أَدْرُسُه

دَرْساً أَي ذللته بكثرة القراءة جتى خَفَّ حفظه عليَّ، من ذلك؛ قال كعب بن

زهير:

وفي الحِلم إِدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْسَةٌ،

وفي الصِّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدُقِ

قال: الدُّرْسَةُ الرِّياضَةُ، ومنه دَرَسْتُ السورةَ أَي حَفظتها.

ويقال: سمي إِدْرِيس، عليه السلام، لكثرة دِراسَتِه كتابَ اللَّه تعالى،

واسمه أَخْنُوخُ. ودَرَسْتُ الصَّعْبَ حتى رُضْتُه. والإِذهانُ: المذَلَّة

واللِّين. والدِّراسُ: المُدارَسَةُ. ابن جني: ودَرَّسْتُه إِياه

وأَدْرَسْتُه؛ ومن الشاذ قراءة ابن حَيْوَةَ: وبما كنتم تُدْرِسُونَ.

والمِدْراسُ والمِدْرَسُ: الموضع الذي يُدْرَسُ فيه. والمَدْرَسُ:

الكتابُ؛ وقول لبيد:

قَوْمِ إلا يَدْخُلُ المُدارِسُ في الرَّحْـ

ْمَةِ، إِلاَّ بَراءَةً واعْتِذارا

والمُدارِسُ: الذي قرأَ الكتب ودَرَسَها، وقيل: المُدارِسُ الذي قارَفَ

الذنوب وتلطخ بها، من الدَّرْسِ، وهو الجَرَبُ. والمِدْراسُ: البيت الذي

يُدْرَسُ فيه القرآن، وكذلك مَدارِسُ اليهود. وفي حديث اليهودي الزاني:

فوضع مِدْراسُها كَفَّه على آيةِ الرَّجمِ؛ المِدْراسُ صاحب دِراسَةِ

كتبهم، ومِفْعَل ومِفْعالٌ من أَبنية المبالغة؛ ومنه الحديث الآخر: حتى أَتى

المِدْراسَ؛ هو البيت الذي يَدْرسون فيه؛ قال: ومِفْعالٌ غريب في المكان.

ودارَسْت الكتبَ وتَدارَسْتُها وادَّارَسْتُها أَي دَرَسْتُها. وفي

الحديث: تَدارَسُوا القرآن؛ أَي اقرأُوه وتعهدوه لئلا تَنْسَوْهُ. وأَصل

الدِّراسَةِ: الرياضة والتَّعَهُّدُ للشيء. وفي حديث عكرمة في صفة أَهل

الجنة: يركبون نُجُباً أَلينَ مَشْياً من الفِراشِ المَدْرُوس أَي المُوَطَّإِ

المُمَهَّد. ودَرَسَ البعيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً قليلاً،

واسم ذلك الجرب الدَّرْسُ. الأَصمعي: إِذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب

قيل: به شيء من دَرْسٍ، والدَّرْسُ: الجَرَبُ أَوَّلُ ما يظهر منه، واسم

ذلك الجرب الدَّرْسُ أَيضاً؛ قال العجاج:

يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصْفِرارَ الوَرْسِ،

من عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيم الدَّرْسِ

من الأَذى ومن قِرافِ الوَقْسِ

وقيل: هو الشيء الخفيف من الجرب، وقيل: من الجرب يبقى في البعير.

والدَّرْسُ: الأكل الشديد. ودَرَسَتِ المرأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً ودُرُوساً، وهي

دارِسٌ من نسوة دُرَّسٍ ودَوارِسَ: حاضت؛ وخص اللحياني به حيض الجارية.

التهذيب: والدُّرُوس دُروسُ الجارية إِذا طَمِثَتْ؛ وقال الأَسودُ بن

يَعْفُر يصف جَواريَ حين أَدْرَكْنَ:

الَّلاتِ كالبَيْضِ لما تَعْدُ أَن دَرَسَتْ،

صُفْرُ الأَنامِلِ من نَقْفِ القَوارِيرِ

ودَرَسَتِ الجارية تَدْرُسُ دُرُوساً.

وأَبو دِراسٍ: فرج المرأَة. وبعير لم يُدَرَّسْ أَي لم يركب.

والدِّرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب. والدِّرْواسُ: الأَسد

الغليظ، وهو العظيم أَيضاً. والدِّرْواس: العظيم الرأْس، وقيل: الشديد؛

عن السيرافي، وأَنشد له:

بِتْنا وباتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنا،

عند النَّدُولِ، قِرانا نَبْحُ دِرْواسِ

يجوز أَن يكون واحداً من هذه الأَشياء وأَولاها بذلك الكلب لقوله قرانا

نبح درواس لأَن النبح إِنما هو في الأَصل للكلاب. التهذيب: الدِّرْواسُ

الكبير الرأْس من الكلاب. والدِّرْباسُ، بالباء، الكلب العَقُور؛ قال:

أَعْدَدْتُ دِرْواساً لِدِْرباسِ الحُمُتْ

قال: هذا كلب قد ضَرِيَ في زِقاقِ السَّمْن يأْكلها فأَعَدَّ له كلباً

يقال له دِرْواسٌ. وقال غيره: الدِّراوِسُ من الإِبل الذلُلُ الغِلاظُ

الأَعناق، واحِدها دِرْواسٌ. قال الفراء: الدِّرواسُ العِظامُ من الإِبل؛

قال ابن أَحمر:

لم تَدْرِ ما نَسْجُ اليَرَنْدَجِ قَبْلَها،

ودِراسُ أَعْوَصَ دَارِسٍ مُتَخَّدِّدِ

قال ابن السكيت: ظن أَن اليَرَنْدَجَ عَمَلٌ وإِنما اليَرَنْدَج جلود

سود. وقوله ودِراسُ أَعوصَ أَي لم تُدارِس الناسَ عَويص الكلام. وقوله دارس

متخدد أَي يَغْمُضُ أَحياناً فلا يرى، ويروى متجدد، بالجيم، ومعناه أَي

ما ظهر منه جديد وما لم يظهر دارس.

درس
دَرَسَ الرَّسمُ يَدْرُسُ - بالضم - دروساً: أي عَفا، قال لبيد رضي الله عنه:
دَرَسَ المَنا بِمُتَالِع فإبانِ ... فَتَقَادَمَت بالحَبْسِ فالسُّوْبانِ
ودَرَسَتْه الريح، يتعدَّى ولا يتعَدّى، قال رؤبة:
فَحَيَّ عهداً قد عفا مَدْروسا ... محَا التَّمَحّي نِقْسَهُ المَنْقوسا
كما رأيْتَ الوَرَقَ المَطْرُوسا
وقال سَلامَة بن جندل السَّعدي:
كُنّا نَحُلُّ إذا هَبَّت شآميةً ... بِكُلِّ وادٍ حَطيبِ الجوفِ مَجْدوبِ
شيبِ المَبَارِكِ مَدْروسٍ مَدافِعُهُ ... هابي المَرَاغِ قليلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ
ودَرَسْتُ الكتابَ أدرُسُهُ وأدرِسُهُ، وقرأ أبو حَيْوة:) وبما كنتم تَدْرِسون (- مثال تجلِسون، دَرْساً ودِراسَة، قال الله تعالى:) ودَرَسُوا ما فيه (.
ودَرَسَتِ المرأة دَرْساً ودروساً: أي حاضَتْ، فهي دارِس - بلا هاء -، قال الأسود بن يَعْفَر النَّهْشَلي:
اللاتِ كالبيضِ لَمّا تَعْدُ أنْ دَرَسَت ... صُفْرَ الأناملِ من قَرْعِ القواريرِ
ويروى: من نَقْفِ.
وأبو أدراس: فرج المرأة، قال ابن فارس: أُخِذَ من الحيض.
ودَرَسَ المرأة: أي جامَعَها.
ويقال فلان مدروس: إذا كان به شِبْهُ جنون.
والدُّرْسَة - بالضم -: الرياضة، قال زهير بن أبي سُلْمى وابنُه كعب - رضي الله عنه - من قصيدةٍ اشتركا فيه:
وفي الحِلْمِ إدهانٌ وفي العفوِ دُرْسَةٌ ... وفي الصَّدْقِ مَنْجاةٌ من الشَّرِّ فاصْدِقِ
ويروى: دُربَة. ودَرَسَ الحِنْطَةَ دَرْساً ودِراسا: أي داسَها، قال:
هَلاّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بالرُّسْتاقْ ... سَمْراءَ مِمّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ
والدَّرْسُ: جَرَبٌ قليلٌ يبقى على البعير. وقيل دَرَسَ البعيرُ: إذا جَرِبَ جَرَبَاً شديداً فَقُطِرَ، قال العجّاج يصِفُ بعيراً وعَرَقَه:
يَصْفَرُّ لليُبْسِ اصفِرارَ الوَرْسِ ... من عَرَقِ النَّضْحِ عَصيمُ الدَرْسِ
وقال أبو عمرو: هذا بعيرٌ دارِس: وهو الذي ذهبَ وَبَرُه ووَلّى جَرَبُه ولم يظهَر وَبَرُه، وأنشد للأخطل:
ولقد تُباكِرُني على لذّاتِها ... صَهْباءُ عارِيَةُ القَذى خَرْطومُ
صِرَفٌ معتَّقَةٌ كأنَّ دِنانَها ... جربى دَوارِسُ ما بِهِنَّ عَصيمُ
هذه رواية أبي عمرو، ورواه غيره:
من عاتِقٍ حَدِبَت عليه دِنانُهُ ... فكأنَّها جَربى بِهِنَّ عَصيمُ
وليس فيه شاهِد. وقال جرير يهجو الفرزدق وقد أطْنَّ الفرزدق بالربابِ بنت الحُتاتِ؛ وزعموا أنّها أنْغَلَت منه:
رَكِبَت رَبابُكُمُ بعيراً دارِساً ... في السوقِ أفْضَحَ راكبٍ وبعيرِ
والدَّرْسُ: الطريق الخفيّ.
ودَرَسْتُ الثوبَ أدْرُسُه دَرْساً: أي أخلَقْتُهُ، فهو دِرْسٌ ودَريس ومَدروس، قال أبو دواد جاريةُ بن الحجّاج الإياديّ:
وأخٍ رَمَثْتُ دَرِيْسَهُ ... ونَصَحْتُهُ في الحَرْبِ نَصْحا
وقال المُتَنَخِلُّ الهُذَليّ:
قد حالَ دونَ دَريسَيْهِ مَؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لها بِعضاهِ الأرضِ تَهزيزُ
وقَتَلَ رجل في مجلس النعمان جليسَهُ، فأمَرَ بقتله، فقال: أيَقْتُلُ المَلِكُ جارَهُ؟ قال: نعم إذا قتل جليسه وخَضَبَ دَريسَه. وجمع الدِّرْس: أدراس ودِرْسان - مثال قِنْوٍ وأقناءٍ وقِنوان -. وقد دَرَسَ الثوبُ أي أخْلَقَ؛ لازمٌ ومتعدٍّ.
وحكى الأصمعيّ: بعيرُ لم يُدرَس: أي لَم يُركَب؛ من الدُّرْسَةِ وهي الرياضة، وقد ذُكِرَت.
وإدريس النبيُّ - صلوات الله عليه - قيل سُمِّيَ إدريس لكثرة دراسته كتاب الله عز وجل، واسْمه أخْنُوخ. قال الصغاني مؤلف هذا الكتاب: هذا قول من يرمي الكلام على عواهنه ويقول ما خَيَّلَتْ، كما يقولون إبليس من أبْلَسَ من رحمة الله، وإدريس لا يُعرَف اشتقاقه، فإنَّ الاشتقاق لِما يكونُ عربياً، وإدريس ليس بِعَرَبيّ، ولهذا لا يَنصَرِف وفيه العَجْمَة والتعريف، ويقال في اسمه خَنُوْخُ أيضاً، وفي كتب النَّسَب: أحنوخ - بحاء مهملة مُحَقَّقَة -.
وأبو إدريس: كُنيَةُ الذَكَر.
ودَرْسُ البعير ودِرْسُه ودَرِيْسُه: ذَنَبُه.
والمَدْرَسُ - بالفتح - والمَدْرَسَة: المكان الذي يُدْرَسُ فيه.
والمِدَرَس - بالكسر -: الكِتاب.
والمِدْراس: الموضع الذي يُقرأ فيه القرآن، وكذلك مِدْراس اليهود.
والدِّرْواس: الكبير الرأس من الكلاب.
والدِّرْواس - أيضاً -: اسم علمٍ لكلب، أنشد ابن الأعرابي:
أعدَدْتُ دِرواساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ
والدِّرْواس - أيضاً -: الجمل الذَّلول الغليظ العُنُق، وقال الفرّاء: وهو العظيم من الإبل.
والدِّرْواس: الشُّجاع.
والدِّرْواس والدِّرْياس: الأسد، قال رؤبة:
والتُّرجُمانُ بنُ هُرَيْمٍ هَوّاسْ ... كأنَّهُ ليثُ عَرينٍ دِّرْواس
ويُروى: دِّرباس.
وأدْرَسَ الكِتابَ: قَرَأه؛ مثل دَرَسَه، وقَرَأ أبو حَيْوَةَ:) وبما كنتم تُدْرِسون (.
ودَرَّسَ الكِتابَ تدريساً، شُدِّدَ للمبالغة، ومنه مُدَرِّس المدرسة.
ورجل مُدَرَّس: أي مُجَرَّب.
والمُدارِس: الذي قارَفَ الذنوب وتَلَطَّخَ بها، قال لَبيد - رضي الله عنه - يتذكّر القِيامة:
يومَ لا يُدْخِلُ المُدارِسَ في الرَّحْ ... مَةِ إلاّ بَراءةٌ واعْتِذارُ
والمَدارَسَة: المَقارَأةُ، وقَرَأ ابنُ كثيرٍ وأبو عمرو: " وليَقولوا دارَسْتَ " أي قرأتَ على اليهود وقرأوا عليك، وقرأ الحسن البصريّ: " دارَسَت " - بفتح السين وسكون التاء - وفيه وجهان: أحدُهُما دارَسَتِ اليَهودُ محمداً - صلى الله عليه وسلّم -، والثاني دارَسَت الآياتُ سائرَ الكُتُبِ أي ما فيها وطاوَلَتها المُدّة حتى دَرَسَ كلُّ واحِدٍ منهما أي امَّحى وذَهَبَ أكثَرُه. وقَرأَ الأعمش: " دارَسَ " أي دارَسَ النبي - صلى الله عليه وسلّم - اليَهودَ. وانْدَرَسَ الشيءُ: أي انطَمَسَ.
والتركيب يدلُّ على خفاءٍ وخَفْضٍ وعَفاءِ.

درس

1 دَرَسَ, aor. ـُ inf. n. دُرُوسٌ, It (a trace, or mark, or what is termed رَسْمٌ, S, A, K, and a house, A, or a thing, M) became effaced, erased, rased, or obliterated; (S, M, A, K;) as also ↓ اندرس, (K, TA,) said of what is termed رسم: (TA:) or it (the trace, or mark, of a house; or what remained, cleaving to the ground, marking the place of a house;) became covered with sand and dust blown over it by the wind: (TA in art. دثر:) or it (an abode, or a place of sojourning,) became effaced, erased, rased, or obliterated, and its traces, or remains, became concealed, or unseen: (Msb:) and دَرُسَ signifies the same as دَرَسَ in the first of the senses explained above, but in an intensive manner. (M.) b2: [Hence الآيَاتُ ↓ دَارَسَتِ as explained near the end of this paragraph.] b3: Hence, also, (AHeyth,) دَرَسَ الثَّوْبِ, (AHeyth, S, A, K,) inf. n. دَرْسٌ, (S, TA,) (tropical:) The garment, or piece of cloth, became old and worn out. (AHeyth, S, A, K.) b4: And دَرَسَ الكِتَابُ (assumed tropical:) The writing, or book, became old. (Msb.) b5: [Hence, also,] دَرَسَتْ, (S, M, A, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. دُرُوسٌ (S, M, K) and دَرْسٌ, (M, K,) (tropical:) She (a woman, S, M, A, K, or, accord. to Lh, a girl, M) menstruated. (S, M, A, K.) A2: دَرَسَتْهُ الرِّيحُ, (S, M, K,) or الرِّيَاحُ, (A,) [aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ, (A, TA,) The wind, (S, M, K,) or winds, (A,) effaced, erased, rased, or obliterated, it, (S, M, A, K,) by repeatedly passing over it; (A;) namely, a trace, or mark, [of a house &c.,] or what is termed رَسْمٌ; (S, K;) and [erased, or rased,] a house; (A;) or a thing: (M:) and دَرَسَهُ القَوْمُ The people effaced, erased, rased, or obliterated, it. (M.) b2: Hence, (AHeyth,) دَرَسَ الثَّوْبَ, (AHeyth, K,) aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ, (TA,) (tropical:) He rendered the garment, or piece of cloth, old and worn-out. (AHeyth, K.) b3: دَرَسَ الطَّعَامَ, (M,) or الحِنْطَةَ, (S, A, Msb, K,) وَنَحْوَهَا, (Msb,) aor. ـُ (TA,) inf. n. دَرْسٌ (M, K) and دِرَاسٌ, (S, A, Msb, K,) (tropical:) He trod, or thrashed, the wheat, (S, M, A, Msb, K,) and the like: (Msb:) [because he who does so passes repeatedly over it:] of the dial. of El-Yemen: (M, TA:) or دِرَاسٌ in the sense here indicated is of the dial. of Syria. (TA.) b4: دَرَسَ المَرْأَةَ, (A,) or الجَارِيَةَ, (K,) (tropical:) He compressed the woman, (A,) or the girl. (K.) b5: دَرَسَ النَّاقَةَ, (M, A,) aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ, (M,) (tropical:) He broke, or trained, the she-camel: (M, A:) [and so, app., ↓ دَارَسَهَا; for it is said that] the primary signification of مُدَارَسَةٌ is the breaking, or training, or disciplining, [a beast;] and returning time after time (تَعَهُّدٌ) to a thing. (TA.) You say also, بَعِيرٌ لَمْ يُدْرَسُ, meaning (tropical:) A camel that has not been ridden. (S, TA.) b6: Hence, (M,) [or from دَرَسَتْهُ الرِّيحُ, or from دَرَسَ الثَّوْبَ,] دَرَسَ الكِتَابَ, (S, M, A, K,) aor. ـِ (M, K) and دَرِسَ, (K,) inf. n. دَرْسٌ and دِرَاسَةٌ (S, M, K) and دَرَاسَةٌ and دِرَاسٌ, (TA,) (tropical:) He read the book; (M, K;) as though he opposed it until it became easy for him to remember it: (M:) or he read it repeatedly, [or studied it,] in order to remember it: (A:) or he made it easy to remember, by much reading: (TA:) or he read and learned it: (Bd in vi. 105:) and ↓ دَارَسَهُ, inf. n. مُدَارَسَةٌ and دِرَاسٌ, signifies the same: (M:) and so ↓ دَرَسَّهُ, and ↓ أَدْرَسَهُ: (K:) or the former of the last two has an intensive signification: the latter of them is mentioned by IJ: (TA:) [but accord. to the M, it is said by IJ that both of these are doubly trans., and have a different signification, which is also indicated in the A as that of the former of them: see 2:] الكُتُبَ ↓ دَارَسَتْ, and ↓ تَدَارَسْتُهَا, and ↓ اِدَّارَسْتُهَا, signify the same as دَرَسْتُهَا [I read the books, or read them repeatedly, &c.]: (S, TA:) and القُرْآنَ ↓ تَدَارَسَ signifies He read the Kur-án, and returned to it time after time, in order that he might not forget it. (TA.) Yousay also, دَرَسْتُ العِلْمَ, aor. ـُ inf. n. دَرْسٌ and دِرَاسَةٌ, (tropical:) I read science. (Msb.) It is said in the Kur [vi. 105], accord. to different reading, وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ, and ↓ دَارَسْتَ, (tropical:) [And to the end that they may say, Thou hast read, &c.:] but some say that the former means Thou hast read the books of the people of the Scriptures: and the latter, Thou hast consulted, or conferred, with them; expl. by ذَاكَرْتُهُمْ: (M:) or the former means Thou hast learned: (Abu-l-'Abbás:) and the latter, Thou hast read, or studied, under the Jews as thy teachers, and they have read, or studied, under thee as their teacher: (I'Ab, Mujáhid, K:) and another reading is ↓ دَارَسَ; i. e. دَارَسَ النَّبِىُّ اليَهُودَ [he prophet hath read, or studied, with the Jews] : and another, ↓ دَارَسَتْ, which may be rendered in two ways: The Jews have read, or studied, or consulted, or conferred, with (دَارَسَتْ) Mohammad: and The signs (آيَات) have vied in length of time [or antiquity] with those of other scriptures so that every one of them has for the most part become obliterated: (TA:) and another reading is دَرَسَتْ; and another, دَرُسَتْ; both meaning, They (these stories, or histories,) have become obliterated: (M:) or they are things which have long since passed: (Abu-l-' Abbás:) but the latter of these two verbs has a more intensive signification: and it is also said to signify They have been dissipated. (M.) [You also say, دَرَسَ عَلَيْهِ (tropical:) He read, or studied, under him as his teacher; like قَرَأَ عَلَيْهِ.]2 دَرَّسَ غَيْرَهُ (tropical:) [He made another to read, or to read repeatedly, or to study, in order to remember; or to read and learn: he taught him to read, &c.: he lectured him]. (A.) And دَرَّسْتُهُ الكِتَابَ and إِيَّاهُ ↓ أَدْرَسْتُهُ (tropical:) [I made him, or taught him, to read the book, or to read it repeatedly, or to study it, or to read and learn it]. (IJ, M.) b2: See also دَرَسَ الكِتَابَ.3 دَارَسَتِ الآيَاتُ: see 1.

A2: دارس النَّاقَةَ: see 1. b2: دارس غَيْرَهُ (tropical:) [He read, or studied, with another, each of them teaching the other]. (A.) and دَارَسْتُهُ الكِتَابَ, inf. n. مُدَارَسَةٌ, (tropical:) [I read, or read repeatedly, or studied, or read and learned, with him the book, each of us teaching the other]. (A.) And دَارَسَهُمْ (assumed tropical:) He called to mind with them a subject of discourse, &c.; or he conferred with them; syn. ذَاكَرَهُمْ. (M.) See also 1, latter half, in five places.4 أَدْرَسَ see 2: b2: and see دَرَسَ الكِتَابَ.5 تَدَرَّسْتُ أَدْرَاسًا وَتَشَمَّلْتُ شِمَالًا (tropical:) [app., I clad myself in old and worn-out garments, and wrapped myself in shemlehs]. (A, TA.) 6 تَدَارَسُوا الكِتَابَ حَتَّى حَفِظُوهُ (tropical:) [They read the book, or read it repeatedly, or studied it, or read and learned it, together, teaching one another, until they retained it in memory]. (A.) b2: تَدَارَسْتُ الكُتُبَ, and اِدَّارَسْتُهَا, and تَدَارَسَ القُرْآنَ: see دَرَسَ الكِتَابَ.7 إِنْدَرَسَ see 1, first signification.

دَرْسٌ A road, or way, that is unapparent; (S, K;) as though the traces thereof had become effaced. (TA.) b2: See also دِرْسٌ.

A2: [A lecture: pl دُرُوسٌ.]

دِرْسٌ The relic, trace, or mark, of a thing that becomes effaced, erased, rased, or obliterated. (M.) b2: (tropical:) An old and worn-out garment, or piece of cloth; (S, M, A, K;) [app. an epithet used as a subst.;] as also ↓ دَرْسٌ (M) and ↓ دَرِيسٌ; (S, M, A, K;) ↓ which last also signifies an old and worn-out carpet; (A;) ↓ and as an epithet, signifying old and worn-out, is applied to a coat of mail, (M, TA,) and to a sword, and to a مِغْفَر [&c.]: (TA:) pl. [of the first] أَدْرَاسٌ, (M, K,) [a pl. of pauc.,] and [of the same or of either of the others] دِرْسَانٌ. (S, M, K.) b3: [Hence, or, as IF says, from الحَيْض,] أَبُو أَدْرَاسٍ [in some copies of the K أُمُّ أَدْرَاسٍ] (tropical:) The pudendum muliebre. (S, O, K.) دُرْسَةٌ (assumed tropical:) Training, or discipline. (K.) دَرِيسٌ: see دِرْسٌ, in three places. b2: [Also Dry بِرْسِيم, or Alexandrian trefoil.]

رَبْعٌ دَارِسٌ [A house of which the remains are becoming effaced, erased, rased, or obliterated: or i. q. رَبْعٌ مَدْرُوسٌ]. (A.) b2: اِمْرَأَةٌ دَارِسٌ, (M, K,) or, accord. to Lh, جَارِيَةٌ دَارِسٌ, (M,) (tropical:) A woman, (M, K,) or girl, (Lh, K,) menstruating: (Lh, M, K:) pl. دُرَّسٌ and دَوَارِسُ. (M.) أَبُو إِدْرِيسَ (tropical:) The penis. (A, K.) تَدْرِيسٌ [inf. n. of 2, q. v.]

A2: [Also (assumed tropical:) A conventional term or signification used by the مُدَرِّسُون, or lecturers, tutors, or professors, of colleges]. (Mgh, in arts. حنف and دين, &c.) مِدْرَسٌ (assumed tropical:) A book, or writing: (K, TA: but omitted in some copies of the former:) [also, accord. to Golius, a commentary by which any one is taught; Heber.

מִדְרשׁ.] b2: See also the next paragraph.

مَدْرَسَةٌ (tropical:) A place of reading, or study; (Msb;) in which persons read, or study; (TA;) [a college, a collegiate mosque; an academy;] as also ↓ مِدْرَسٌ (TA) and ↓ مِدْرَاسٌ; (M, K;) the measure of which last, [as well as that of the next preceding word,] as that of a n. of place, is strange: (ISd, TA:) whence the ↓ مِدْرَاس of the Jews; (K;) their house in which is repeatedly read the Book of the Law revealed to Moses: (A:) or their house in which the Book of God is read, or read repeatedly: (TA:) or their synagogue: (Msb:) the pl. of مدرسة is مَدَارِسُ; (TA;) and that of مدارس is مَدَارِيسُ. (Msb.) b2: مَدْرَسَةُ النَّعَمِ (tropical:) The road or track (طَرِيق) [of camels, or of camels and sheep or goats]. (A, TA.) مُدَرَّسٌ (tropical:) A bed made plain, even, smooth, or easy to lie upon. (TA.) b2: (tropical:) A man tried and proved, or tried and strengthened, by use, practice, or experience; expert, or experienced. (A, TS, K.) مُدَرِّسٌ (tropical:) A man who reads much and repeatedly. (K, TA.) b2: Hence, the مُدَرِّس of مَدْرَسَة (tropical:) [i. e. The lecturer, tutor, or professor, of a college, a collegiate mosque, or an academy: from which it is not to be understood that there is but one such person to every college; for generally one college has several مُدَرِّسُون]. (TA.) مِدْرَاسٌ: see مَدْرَسَةٌ, in two places. b2: Also (tropical:) One who reads, or reads repeatedly, or studies, the books of the Jews: the measure of the word implies intensiveness. (TA.) رَبْعٌ مَدْرُوسٌ [A house of which the remains are effaced, erased, rased, or obliterated: see also دَارِسٌ]. (A.) b2: طَرِيقٌ مَدْرُوسٌ (tropical:) A road much beaten by passengers, so as to be made easy by them. (A, TA.) مُدَارِسٌ (tropical:) One who reads, or studies, with another; syn. مُقَارِئٌ: (K:) or one who has read books. (K.)
درس
درَسَ1 يدرُس، دَرْسًا ودُروسًا، فهو دارِس، والمفعول مدروس (للمتعدِّي)
• درَس الرَّسمُ/ درَس المكانُ: امَّحى وذهَبَ أَثَرُه، خلق وبلي "قَبْرٌ دارِسٌ- {وَلِيَقُولُوا دَرَسَتْ} [ق] " ° دَرَسَتِ العادَة: تقادَمَ عهدُها.
• درَستِ الرِّيحُ معالمَ الطَّريق: محتها "درسَتِ الأمطارُ الأثرَ". 

درَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في يَدرُس، درْسًا ودِراسةً، فهو دارس، والمفعول مَدْروس
• درَس الكتابَ ونحوَه: كرّر قراءته ليحفظه ويفهمه "درس المحاضرات- {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ} - {وَدَرَسُوا مَا فِيهِ} ".
• درَس العلمَ على فلان: تلقّاه على يديه، تتلمذ له.
• درَس بالمعهد/ درَس في المعهد: تعلَّم فيه. 

درَسَ3 يَدرُس، دِراسًا، فهو دارِس، والمفعول مَدْروس
• درَس القمحَ والشَّعيرَ ونحوَهما: فَصَل حُبوبَهما عن السُّنْبلة أو عن القشِّ. 

اندرسَ يندرس، اندراسًا، فهو مُندرِس
• اندرس الكتابُ: مُطاوع درَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في: دُرِس وقُرِئ.
• اندرس الشَّيءُ:
1 - مُطاوع درَسَ1: بلي وانطمس، ذهب أثرُه "اندرست معظمُ آثار الأقدمين- اندرس الخبرُ: انطمس وذهب ذكرُه".
2 - مُطاوع درَسَ3: سُحِق، دُقَّ، هُرِس. 

تدارسَ يتدارس، تدارُسًا، فهو مُتَدارِس، والمفعول مُتَدَارَس
• تدارس الشَّخصُ الكتابَ ونحوَه: تَعهَّدَه بالقراءة والحفظ لئلاّ يَنْساه "تدارسوا الموضوعَ: قرءوه بتمعّن وفهم- يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ [حديث] ".
• تدارس الطَّلبةُ الكتابَ وغيرَه: كرّروا قراءته معًا
 ليحفظوه ويفهموه. 

دارسَ يُدارس، مُدارسَةً، فهو مُدارِس، والمفعول مُدَارَس
• دارسه العلمَ: تبادله، دَرَسَه معه " {وَلِيَقُولُوا دَارَسْتَ} [ق]: تبادلت الدرسَ مع أهل الكتاب". 

درَّسَ يُدرِّس، تدريسًا، فهو مُدَرِّس، والمفعول مُدَرَّس
• درَّس الكتابَ ونحوَه: قام بتدريسه، أقرأه وأفهمه للطَّلبة ونحوهم "دَرَّسَ الرياضيّات/ الهندسةَ- {وَبِمَا كُنْتُمْ تُدَرِّسُونَ} [ق] ". 

تدريس [مفرد]: مصدر درَّسَ ° أَعْضاء هيئة التَّدريس/ هيئة التَّدريس: مجموعة المدرِّسين والأساتذة في مدرسة أو كلِّيّة أو معهد- سلك التَّدريس: مِهْنة التعليم.
• طُرُق التَّدريس: (نف) وسائل تربويّة يجب اتّباعُها في التَّدريس. 

دِراس [مفرد]: مصدر درَسَ3. 

دِراسة [مفرد]:
1 - مصدر درَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في ° دِراسة إعداديَّة/ دِراسة ثانويَّة/ دِراسة جامعيَّة: تلقِّي الدروسَ في مرحلةٍ من تلك المراحل- زميل الدِّراسة: زميل التلمذة.
2 - بَحْثٌ، تحقِيقٌ "قَدَّمَ/ نشر دِراسة" ° دراسة حالة: دراسة تفصيليَّة لفرد أو مجموعة كنموذج لظاهرة طبِّيّة أو اجتماعيَّة أو نفسيَّة- دراسة ذاتيَّة: نمط أو شكل للدراسة حيث يكون الشَّخص مسئولاً إلى حدٍّ كبير عن إرشاد ذاته- قيد الدِّراسة: ما زال محلّ مناقشة وتمحيص.
• دِراسة الجَدْوَى: (قص) نمط من الدِّراسات المنظَّمة يهدف إلى تقييم الموارد المتاحة لتحقيق غرض معيَّن مع التقييم المتلازم لقدرات وإمكانيَّات تدبير هذه الموارد.
• دِراسة ميدانيَّة: (مع) نموذج للبحث الاجتماعيّ يُطبّق عمليًّا في الواقع الميدانيّ لاكتشاف الحقائق المرتبطة بحالات عناصر العيِّنة الذين يتعامل معهم الأخصائيّ الاجتماعيّ.
• دِراسة تجريبيَّة: دِراسة للتأكُّد من صلاحية ظاهرة معيّنة واكتشاف نقاط الضعف والثغرات فيها وتعديلها إذا اقتضى الأمرُ ذلك.
• الدِّراسات الإنسانيَّة: دراسة الفلسفة والأدب والفنون المتعلِّقة بالإنسان وحضارته.
• الدِّراسات الاجتماعيَّة: مجموعة علوم تتضمّن علم الجغرافيا وعلم التَّاريخ وعلم السِّياسة وعلم الاجتماع، وتُدرَّس في المدارس كمقرر دراسيّ. 

دِراسيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى دِراسة ° حَلْقَة دراسيّة/ حَلَقَة دراسيّة: مجموعة صغيرة من طلاب الجامعة المتخصِّصين منصرفة إلى دراسة موضوع من الموضوعات- خُطَّة دراسيّة: ملخَّص أو موجز للنِّقاط الرئيسيَّة للنَّص أو المحاضرة أو المقرَّر التَّعليميّ- عامٌ دِراسِيٌّ/ سنة دراسيّة: فترة تمتدُّ من افتتاح المدارس أو الجامعات إلى العطلة الصيفيّة- مساق دراسيّ: أيّ من مساقات الدِّراسة التي تُحدَّد للطُّلاب وفقًا للمقدرة والإنجازات والاحتياجات. 

درَّاس [مفرد]: مَنْ يدرس القمح أو يدوسه. 

دَرَّاسَة [مفرد]: ج درَّاسات: اسم آلة من درَسَ3: آلة لفصل الحبوب عن السَّنابل أو عن القشّ "دَرَّاسةُ قمحٍ وشعيرٍ". 

دَرْس [مفرد]: ج أدراس (لغير المصدر) ودُروس (لغير المصدر):
1 - مصدر درَسَ1 ودرَسَ2/ درَسَ بـ/ درَسَ في ° قَيْد الدَّرس: تحت الدَّرس.
2 - مقدارٌ من العِلْم يُدْرَسُ، أو يُلْقيه المعلِّم على المتعلِّم في وقت معيّن "درسٌ في الرِّياضيّات/ النحو" ° لقّنه دَرْسًا/ أَعْطاه دَرْسًا: نصحَه بشدّة وبصورة مباشرة، أملى عليه ما يتّعظ به.
3 - عِبرة وعِظة "ليكُن ذلك دَرْسًا له- استخلص من الحوادِث درسًا له". 

دُروس [مفرد]: مصدر درَسَ1. 

دريس [مفرد]: (نت) يابسُ البرسيم والحشائش يُستخدم لغذاء الحيوانات. 

مُدَرِّس [مفرد]:
1 - اسم فاعل من درَّسَ.
2 - مُعَلِّمٌ يمارسُ مهنة التَّدريس في المدارِس "مُدَرِّس لغة عربيّة".
3 - لقَبٌ علميّ جامعيٌّ يُمْنَحُه عضو هيئة التَّدريس بعد حصوله على شهادة الدّكتوراه في بعض الجامعات، أو على شهادة الماجستير في البعض الآخر.
• مُدَرِّسٌ مساعِدٌ: لقَبٌ جامعِيٌّ يُمْنح لحامل الماجستير في بعض الجامعات. 

مَدْرسَة [مفرد]: ج مَدارِسُ:
1 - مكانُ الدَّرسِ والتعليم "مَدْرسة إعداديَّة/ ثانويَّة/ تجاريَّة" ° سِنّ المدرسة: السِّنّ التي تُعتبر مناسبة لإلحاق الطِّفل بالمدرسة- مَدْرسَة داخليَّة: مَدْرسَة للتَّعليم والإقامة- مَدْرسَة ليليَّة: مَدْرسَة مسائيَّة- مَدْرسَة مِهْنيَّة: مَدْرسَة لتعليم مهارة أو عمل.
2 - (دب) مذهب واتِّجاه، جماعَة من المفكّرين أو العلماء وغيرهم ذات اتِّجاه واحدٍ، وتقول برأيٍ مشترك "مدرسةُ البصرة/ الكوفة/ الدِّيوان- هو من مدرسة فلان: من تلاميذه وأتباعه".
3 - اسم مكان من درَسَ3: مكان تُدرس فيه الحبوبُ. 

مَدْرسيَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى مَدْرسَة.
• الفلسفة المدرسيَّة: (سف) الفلسفة المبنيّة على فلسفة أرسطو الكلاميّة، وتتميّز بإخضاع الفلسفة للاّهوت، وإقامة صلة بين العقل والدِّين. 
[درس] دَرَسَ الرسم يدرس دُروساً، أي عفا. ودَرَسَتْهُ الريح، يتعدَّى ولا يتعدَّى. ودرست الكتاب دَرْساً ودِراسة. وَدَرَسَتِ المرأةُ دُروساً، أي حاضت. وأبو دراس : فرج المرأة. ودرسوا الحنطة دراسا، أي داسوها. قال ابن ميادة: هلا اشتريت حنطة بالرستاق * سمراء مما درس ابن مخراق * ويقال سمى إدريس عليه السلام لكثرة دراسته كتاب الله تعالى، واسمه أخنوخ. والدَرْسُ: جَرَبُ قليلٌ يبقى في البعير. قال العجاج * من عرق النَضْح عَصيمُ الدَرْسِ * والدَرْسُ أيضاً: الطريق الخفيّ. ودارسْتُ الكتب وتدارستها وادَّارَسْتُها، أي دَرَسْتُها. والدِرْسُ بالكسر: الدَريسُ، وهو الثوب الخَلَق. والجمع دِرْسانٌ. وقد دَرَسَ الثوبُ دَرْساً، أي أخلَقَ. وحكى الأصمعيُّ: بعيرٌ لم يُدْرَسْ، أي لم يُركب. والدِرْواسُ: الغليظ العُنُقِ من الناس والكلاب، وهو العظيم أيضاً. وقال الفراء: الدِرْواسُ العظام من الإبل.
درس
دَرَسَ الشيْءُ، والرَّسْمُ يَدْرُسُ دُرُوساً، بالضّمّ: عَفَا. ودَرَسَتْهُ الرِّيحُ دَرْساً: مَحَتْه، إِذا تَكَرَّرَتْ عَلَيْهِ فعَفَّتْه. لازِمٌ مُتَعَدٍّ. ودَرَسَهُ القَوْمُ: عَفَّوْا أَثَرَه. ومِن المَجَازٍِ: دَرَسَتِ المَرْأَةُ تَدْرُسُ دَرْساً، الفَتْح، ودُرُوساً، بالضّمّ: حاضَتْ. وخَصَّ اللِّحْيَانِيُّ بِهِ حَيْضَ الجَارِيةِ. وَهِي دَارِسٌ، مِنْ نِسُوَةٍ دُرَّسٍ ودَوَارِسَ. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الكِتَاب َ يَدْرُسُه، بالضَّمّ، ويَدْرِسُه، بالكَسْر، دَرْساً، بالفَتْحِ، ودِرَاسَةً، بالكَسْرِ، ويُفْتَحُ، ودِرَاساً، ككِتَابٍ: قَرَأَه. وَفِي الأَساس: كَرَّرَ قِرَاءَتَه فِي اللِّسَان ودارَسَهُ، من ذلِكَ كأَنَّه عانَدَه حَتّى انْقَادَ لِحِفْظِهِ. وَقَالَ غيرُه: دَرَسَ الكِتابَ يَدْرُسُه دَرْساً: ذَلَّلهُ بكَثْرة القِرَاءَةِ حَتّى خَفَّ حِفْظُه عليهِ من ذلِك كأَدْرَسَه.
عَن ابنِ جِنِّى قَالَ: وَمن الشّاذّ قِرَاءَةُ أَبي حَيْوَةَ: وبِمَا كُنْتُمْ تَدْرِسُونَ أَي مِنْ حَدِّ ضَرَبَ. وَدَرَّسهُ تَدْرِيساً. قَالَ الصاغانِيُّ: شُدِّد للمُبَالَغة، وَمِنْه مُدَرِّسُ المَدْرَسَة. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: دَرَسَ الكِتَابَ ودَرَّسَ غَيْرَه: كَرَّرَه عَن حِفْظ.
ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الجَارِيَةَ: جَامَعَهَا. وَفِي الأَسَاس: دَرَسَ المَرأَةَ: نَكَحَها. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الحِنْطَةَ يَدْرُسُهَا دَرْساً ودِرَاساً: داسَهَا. قَالَ ابنُ مَيَّادةَ:
(هَلاَّ اشْتَرَيْتَ حِنْطَةً بِالرُّسْتَاقْ ... سَمْرَاءَ مِمَّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ. قَالَ الصّاغَانِيُّ: وَلَيْسَ لابنِ مَيَّادَةَ على الْقَاف رَجَزٌّ. ودَرَسَ الطعامَ: داسَهُ، يَمَانِيَةٌ، وَقد دُرِسَ، إِذا دِيسَ، والدِّرَاسُ: الدِّرَياسُ، بلُغَة أَهلِ الشّامِ. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ البَعِيرُ يَدْرُسُ دَرْساً: جَرِبَ جَرَباً شَدِيداً فقُطِرَ، قَالَ جَرِيرٌ:)
(رَكِبَتْ نَوارُ كُمُ بَعِيراً دَارِساً ... فِي السُّوقِ أَفْضَحَ راكِبٍ وبَعِيرِ)
قَالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا كَانَ بالبَعير شَيْءٌ خَفِيفٌ مِن الجَرَبِِ قيل: بِه شيءٌ من الدَّرْسِ. والدًّرْسُ: الجَرَبُ، أَوَّلُ مَا يَظْهَرُ مِنْهُ. قَالَ العَجَّاج:
(يَصْفَرُّ لِلْيُبْسِ اصْفِرَارَ الوَرْسِ ... مِنْ عَرَقِ النَّضْحِ عَصِيمَ الدَّرْسِ)
مِنَ الأَذَى ومِنْ قِرافِ الوَقْسِ.
وَقيل: هُوَ الشَّيْءُ الخَفِيفُ مِن الجَرَبِ. وَقيل: مِنَ الجَرَبِ يَبْقَى فِي البَعِيرِ. ومِن المَجَازِ: دَرَسَ الثَّوْبَ يَدْرُسُه دَرْساً: أَخْلَقَه، فدَرَسَ هُوَ دَرْساً: خَلَقَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ، قَالَ أَبو الهَيْثَم: هُوَ مأْخُوذٌ مِن دَرَسَ الرَّسْمُ دُرُوساً، ودَرَسَتْه الرِّيحُ. وَمن المَجَازِ: أَبو دِرَاسٍ: فَرْجُ المرأَة، وَفِي العُبَاب: أَبُو أَدْراسٍ. قَالَ ابنُ فارِسٍ: أُخِذَ من الحَيْضِ. والمَدْرُوسُ: المَجْنُونُ. ويُقال: هُوَ مَنْ بِه شِبْهُ جُنُونٍ.
وَهُوَ مَجَازٌ. والدُّرْسُةُ، بالضَّمِّ: الرِّيَاضَةُ، قَالَ زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى:
(وَفِي الْحِلْم إِدْهانٌ وَفِي العَفْوِ دُرْسَةٌ ... وَفِي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فَاصْدُقِ)
والدَّرْسُ، بالفَتْح: الطَّرِيقُ الخَفِيُّ، كأَنّه دُرِسَ أَثَرُه حَتَّى خَفِيَ. والدِّرْسُ، بِالْكَسْرِ: ذَنَبُ البَعِيرِ، ويُفْتَحُ، كالدَّرِيسِ، كأَمِيرٍ. وَفِي التَّكْمِلَةِ: كالدَّارِسِ. والدِّرْسُ: الثَّوْبُ الخَلَقُ كالدَّرِيسِ، والمَدْرُوسِ: ج: أَدْرَاسٌ ودِرْسانٌ، وَفِي قَصِيدِ، كَعْبٍ: مُطَرَّحُ البَزِّ والدِّرْسانِ مَأْكُولُ وَقَالَ المُتَنَخِّلُ:
(قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْةِ مُؤَوِّبَةٌ ... مِسْعٌ لَهَا بِعَضاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ)
وقَتَل رجُلٌ فِي مَجلِسِ النُّعْمَانِ جَلِيسَه، فأَمَر بقَتْلِه، فقَالَ: أَيَقْتُلُ المَلِكُ جارَه ويُضَيَّعِ ذِمَارَه قَال: نعمْ، إِذا قَتَلَ جَلِيسَه، وخَضَبَ دَرِيسَه أَي بِسَاطَه. وإِدْرِيسُ النّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لَيْسَ مُشْتَقّاً من الدِّرَاسَةِ، فِي كتابِ اللهِ عزَّ وجَلَّ كَمَا تَوَهَّمْه كَثِيرُونَ ونَقَلُوه لأَنَّهُ أَعْجَمِيٌّ، واسمُه خَنُوخُ، كصَبُور. وقِيلَ: بفَتح النُّونِ. وقِيلَ: بل الأُولَى مُهْمَلَةٌ. وَقَالَ أَبو زكَرِيّا: هِيَ عِبْرَانِيَّة، وَقَالَ غيرُه: سُرْيانِيّة. أَوْ أَخْنُوحُ، بحاءٍ مهمَلة، كَمَا فِي كُتُب النَّسَب، ونَقَلَه الصّاغَانِيُّ فِي العُبَابِ هَكَذَا، والأَكثرُ الأَوَّلُ. وُلِدَ قَبْلَ موتِ آدمَ عليهِ السَّلامُ بمائةِ سَنَةٍ، وَهُوَ الجَدُّ الرابِعُ والأَرْبُعُونَ لسيِّدنا رَسُولِ الله صلَّى الله عَلَيْه وسَلَّمَ، على مَا قَالَهُ ابنُ الجَوَّانِيّ فِي لمُقَدِّمة الفاضِلِيَّةِ. وقالَ ابنُ خَطِيبِ الدَّهْشَة: وَهُوَ اسمٌ أَعْجَمِيٌّ، لَا يَنْصَرِفُ، للعَلمِيَّة والعُجْمَة. وَقيل:) إِنَّمَا سُمِّيّ بِهِ لكَثْرَةِ دَرْسِه، ليكونَ عَرَبِيًّا. والأَوَّلُ أَصَحُّ. وَقَالَ ابنُ الجَوّانِيِّ: سُمِّيَ إِدْرِيسَ لِدَرْسِه الثَّلاثِينَ صَحِيفَةً الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ. هَذَا قَوْلُ أَهْلِ النَّسَب. وكونُه أَحَدَ أَجدادِه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم هُوَ الَّذِي نَصَّ عَلَيْهِ أَئمَّةُ النَّسَبِ، كشَيْخِ الشَّرَفِ العُبَيْدلِيّ وغيرِه. وصرَّح السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض أَنَّه ليسَ بجَدٍّ لنُوحٍ، وَلَا هُوَ فِي عَمُود النَّسَب. قَالَ: كذلِكَ سَمِعْتُ شيخَنَا أَبا بَكْرِ ابنَ العَرَبِيّ يقولُ ويَسْتَشْهِدُ بحَدِيثِ الإِسراءِ. قَالَ لَهُ حِينَ لَقِيَه: مَرْحَباً بالأَخِ الصّالِح. قَالَ: والنَّفْسُ إِلى هَذَا القَوْلِ أَمْيَلُ. وأَبُو إِدْرِيسَ: كُنْيَةُ الذَّكَر. ومِنَ المَجَازِ: فِي الحَدِيث: حَتَّى أَتَى المِدْرَاسَ، وَهُوَ بالكسرِ: المَوْضِعُ الَّذِي يُدْرَسُ فِيهِ كِتَابُ اللهِ، وَمِنْه مِدْرَاسُ اليَهُودِ، قَالَ ابنُ سِيدَه: ومِفْعَالٌ غَرِيبٌ فِي المَكَانِ. والدِّرْوَاسُ، بالكَسْر: عَلَمُ كَلْبٍ قَالَ الشّاعِرُ: أَعْدَدْتُ دِرْوَاساً لِدِرْباسِ الحُمُتْ قَالَ: هَذَا كلْبٌ قد ضَرِيَ فِي زِقَاقِ السَّمْنِ ليأْكلَهَا، فأَعَدَّ لَهُ كَلْباً يُقَال لَهُ: دِرْواسٌ. وأَنشد السِّيرافِيُّ:
(بِتْنَا وبَاتَ سَقِيطُ الطَّلِّ يَضْرِبُنَا ... عِنْدَ النَّدُولِ قِرَانَا نَبْحُ دِرْوَاسِ)
والدِّرْوَاسُ: الكَبِيرُ الرَّأْسِ مِنَ الكِلاَبِ، كَذَا فِي التَّهْذِيب. والدِّرْوَاسُ: الجَمَلُ الذَّلُولُ الغَلِيظُ العُنُقِ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: الدَّرَاوِسُ: العِظَامُ مِن الإِبل. وَاحِدُهَا: دِرْوَاسٌ. والدِّرْوَاسُ: الشُّجَاعُ الغَلِيظُ العُنُقِ. والدِّرْوَاسُ: الأَسَدُ الغَلِيظُ، وَهُوَ العَظِيمُ أَيضاً. وَقيل: هُوَ العَظِيمُ الرَّأْسِ، وَقيل: الشَّدِيدُ، عَن السِّرَافِيِّ، كالدِّرْياسِ، باليّاءِ التَّحْتِيَّة، وَهُوَ فِي الأَصلِ: دِرْوَاسٌ، قَلِبَت الواوُ يَاء. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدِّرْيَاسُ، باليّاءِ: الكَلْبُ العَقُورُ. وَفِي بَعْض النُّسَخ: كالدِّرْبَاس، بالموحَّدَة. وبكُلِّ ذَلِك رَوِيَ قولُ رُؤْبَةَ السابِقُ فِي د ر ب س.
وَمن المَجاز: المُدَرِّسُ، كمُحَدِّثٍ: الرَّجُلُ الكَثِيرُ الدَّرْسِ، أَي التِّلاَوَةِ بالكِتَابة والمُكَرِّر لَهُ، وَمِنْه مُدَرِّسُ المَدْرَسَةِ. ومِن المَجَازِ: المَدَرَّسُ، كمُعَظَّمٍ: المُجَرَّب، كَذَا فِي الأَساس، وَفِي التكملة: المُدَرَّب. ومِن المَجَازِ: المُدَارِسُ: الذِي قَارَفَ الذُّنُوبَ وتَلَطَّخ بِهَا، من الدَّرْسِ، وَهُوَ الجَرَبُ.
قَالَ لَبِيدٌ يذكُرُ القِيامَةَ:
(يَوْمَ لَا يُدْخِلُ المُدَارِسَ فِي الرَّحْ ... مَةِ إِلاَّ بَرَاءَةٌ واعْتِذَارُ)
وَهُوَ أَيضاً: المُقَارِئُ الَّذِي قَرَأَ الكُتُبِ. والمُدَارَسَةُ والدِّرَاسَةُ: القِرَاءَةُ، وَمِنْه قولُه تعالَى: وَلَيقُولُوا دَارَسْتَ فِي قِرَاءَة ابنِ كَثِيرٍ وأَبِي عَمْرٍ و، وفسَّرَه ابنُ عبّاسٍ رَضِي اللهُ عَنْهُما بقوله:) قَرَأْتَ على اليَهُودِ، وقَرَؤُوا عَلَيْكَ، وَبِه قَرَأَ مُجَاهِدٌ، وفَسَّره هَكَذَا. وقرأَ الحَسَن البَصْريُّ: دَارَسَتْ، بِفَتْح السِّين وسكونِ التاءِ، وَفِيه وَجْهَانِ، أَحدُهما: دَارَسَتِ اليَهُودُ محمَّداً صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم. وَالثَّانِي: دَارَسَتِ الآيَاتُ سَائِرَ الكُتُبِ، أَيْ مَا فِيهَا، وطَاوَلَتْهَا المُدَّةَ، حتَّى دَرَسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا، أَي مُحِيَ وَذَهَبَ أَكْثَرُه. وقرأَ الأَعْمَشُ: دَارَسَ أَي دَارَسَ النبيُّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم اليَهُودَ. كَذَا فِي العُبَابِ. وقَرِئَ: دَرَسْتَ أَي قَرَأْتَ كُتُبَ أَهْلِ الكِتَابِ: وَقيل: دَارَسْتَ: ذاكَرْتَهُم.
وَقَالَ أَبو العَبّاس: دَرَسْتَ، أَي تَعَلَّمْتَ. وقَرِئَ: دَرُسُتْ ودَرَسَتْ، أَي هذِه أَخْبَارٌ قد عَفَتْ وانمَحَتْ. ودَرُسَتْ أَشَدَّ مُبَالَغةً. وَقَالَ أَبُو العَبّاسِ: أَي هَذَا الَّذِي تَتْلُوه علينا قد تَطَاوَلَ ومَرَّ بِنا.
وانْدَرَسَ الرَّسْمُ: انْطَمسَ. ومِمَّا يُسْتَدْرك عَلَيْهِ: دِرْعٌ دَرِيسٌ، أَي خَلَقٌ، وَهُوَ مَجَازٌ. قَالَ الشاعِر:
(مَضَى ووَرِثْنَاهُ دَرِيسَ مَفَاضَةٍ ... وأَبْيَضَ هِنْدِيًّا طَوِيلاً حَمائِلُهْ)
وسَيْفٌ دَرِيسٌ، ومِغْفَرٌ دَرِيسٌ كَذَلِك. ودَرَسَ الناقَةَ يَدْرُسُها دَرْساً: ذَلَّلها ورَاضَهَا. والدِّرَاسُ: الدِّيَاسُ. والمِدْرَاسُ والْمِدْرَسُ، بالكَسْر: المَوضع يُدْرَس فِيهِ. والمِدْرَسُ أَيضاً: الكِتَابُ.
والمِدْراسُ: صاحِبُ دِرَاسَةِ كُتُبِ اليهودِ. ومِفْعَلٌ ومِفْعَالٌ من أَبنية المبالَغَة. ودارَسْتُ الكُتُبَ، وتَدَارَسْتُهَا، وادَّارَسْتُهَا، أَي دَرَسْتُها. وتَدَارَسَ القرْآنَ: قرأَه وتَعَهَّدَهُ لِئلاَّ يَنْسَاهُ، وَهُوَ مَجَازٌ.
وأَصْل المُدَارَسَةِ: الرِّياضةُ والتعهُّدُ للشّيْءِ. وجَمْعُ المَدْرَسَةِ المَدَارِسُ. وفِرَاشٌ مَدْرُوسٌ: مُوَطَّأٌ مُمَهَّدٌ. والدَّرْسُ: الأَكلُ الشَّدِيدُ. وبَعِيرٌ لم يُدْرَسْ: لم يُرْكَبْ. وتَدَرَّسْتُ أَدْرَاساً، وتَسَمَّلْتُ أَسْمَالاً.
ولَبِسَ دَرِيساً وبَسَطَ دَرِيساً: ثَوْباً وبِسَاطاً خَلَقاً. وطَرِيقٌ مَدْرُوسٌ: كَثُرَ طارِقوه حتَّى ذَلَّلوه.
ومَدْرَسَةُ النَّعَمِ: طَرِيقُهَا. وكلُّ ذلِك مَجَازٌ. وأَبو مَيْمُونَةَ دَرَّاسُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، كشَدَّادٍ، المَدْفُون بفاسَ، لَهُ رِوَايةٌ. والإِدْرِيسِيُّون: بَطْنٌ كبِيرٌ من العَلَوِيّة بالمَغْرِب، مِنْهُم ملوكُهَا وأُمَرَاؤُهَا ومُحَدِّثوهَا. وشَبْرَى دَارِس: من قُرَى مِصْرَ، وَهِي مَنْيَةُ القَزَّازِينَ.

حرق

الحرق: هو أواسط التجليات الجاذبة إلى الفناء، التي أوائلها البرق وأواخرها الطمس في الذات.
حرق: {الحريق}: نار تلتهب. {لنُحرِّقنه}: أي بالنار. ومن قرأ {لنَحْرُقنه} فمعناه نبردنه بالمبارد.
ح ر ق : أَحْرَقَتْهُ النَّارُ إحْرَاقًا وَيَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ فَيُقَالُ أَحْرَقْتُهُ بِالنَّارِ فَهُوَ مُحْرَقٌ وَحَرِيقٌ وَحَرَّقَ تَحْرِيقًا إذَا أَكْثَرَ الْإِحْرَاقَ وَأَحْرَقْتُهُ بِاللِّسَانِ إذَا عِبْتَهُ وَتَنَقَّصْتَهُ مِثْلُ: قَوْلِهِ وَجُرْحُ اللِّسَانِ كَجُرْحِ الْيَدِ وَالْحَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ اسْمٌ مِنْ إحْرَاقِ النَّارِ وَيُقَالُ النَّارُ بِعَيْنِهَا وَاحْتَرَقَ الشَّيْءُ بِالنَّارِ وَتَحَرَّقَ. 
(حرق)
الْحَدِيد حرقا برده يُقَال حرقه بالمبرد وأنيابه حك بَعْضهَا بِبَعْض حَتَّى سمع لَهَا صريف وَيُقَال خرق بأنيابه وَهُوَ يحرق عَلَيْهِ الأرم والقصار الثَّوْب أثر فِيهِ بالدق وَالنَّار الشَّيْء أثرت فِيهِ وَيُقَال حرقه بالنَّار فالفاعل حارق وحريق وَالْمَفْعُول محروق وحريق

(حرق) حرقا انْقَطَعت حارقته وَالثَّوْب تقطع من الدق وَالشعر والريش تقطع وَسقط واللحية قصر فِيهَا شعر الذقن عَن شعر العارضين وَفُلَان تشققت أَطْرَافه فَهُوَ حرق

(حرق) انْقَطَعت حارقته فَهُوَ محروق
(حرق) - في الحَدِيثِ: "يَحرِقُون أَنْيابَهم" . : أي يَحُكُّون بعضَها على بعض غَيْظًا وحَنَقًا.
ومنه قولهم: "هو يَحْرِق عَلَىّ الأُرَّم" .
- في الحَدِيثِ: "نَهَى عن حَرْق النَّواةِ" .
: أي إحراقَها بالنَّار، ويَجوزُ أن يُرِيدَ حَرقَها: أي تُبرَد بالمِبْرد، وقد يُفعَل ذلك بها وتُنْظَم.
- وفي حَدِيثٍ آخَر: "أُوحِي إليَّ أنْ أَحْرِقَ قُريشًا".
: أي أُهْلِكَهم، وأَصلُ الِإحْراق: الِإهْلاك.
- ومنه حَدِيثُ المُظَاهِر: "احْترقْتُ" .
- وفي رِوَايَةٍ: "هَلكتُ وأَهْلَكْتُ".

حرق


حَرَقَ(n. ac. حَرْق)
a. Set on fire, kindled, ignited.
b. Filed; ground, grated, rubbed together.

حَرِقَ(n. ac. حَرَق)
a. Fell off; was thin, scanty (hair).

حَرَّقَأَحْرَقَa. Burned, scorched; burned up, consumed.

تَحَرَّقَ
a. [Bi], Fell into ( the fire ); burned; was
burnt, was roasted.
إِحْتَرَقَa. Was burnt up, consumed.

حَرْقa. Burn, scorch.

حَرْقَة
حُرْقَةa. Heat, burning pain.

حَرَقa. Combustion, burning.
b. Burn, scorch.

حِرَاْقa. Consuming, devouring.

حُرَاْقa. Salt, briny water, brine.
b. see 23
حَرِيْق
(pl.
حَرْقَى)
a. Burning; burnt.
b. Fire, conflagration.

حَرِيْقَةa. see 1t
حَرُوْقَة
(pl.
حَرَاْئِقُ)
a. Kind of broth.

حَرَّاْقَةa. Fire-ship.
b. Bomb, shell.
c. Blister; plaster.

حُرَّاْقa. see 24
حُرَّاْقَة
حَاْرُوْقَةa. Sharp sword.
حرق
يقال: أَحْرَقَ كذا فاحترق، والحريق: النّار، وقال تعالى: وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ [الحج/ 22] ، وقال تعالى: فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ [البقرة/ 266] ، وقالُوا: حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ
[الأنبياء/ 68] ، لَنُحَرِّقَنَّهُ [طه/ 97] ، و (لنحرقنّه) ، قرئا معا، فَحَرْقُ الشيء:
إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب، كحرق الثوب بالدّق ، وحَرَقَ الشيء: إذا برده بالمبرد، وعنه استعير: حرق الناب، وقولهم: يحرق عليّ الأرّم ، وحرق الشعر: إذا انتشر، وماء حُرَاق:
يحرق بملوحته، والإحراق: إيقاع نار ذات لهيب في الشيء، ومنه استعير: أحرقني بلومه: إذا بالغ في أذيّته بلوم.
ح ر ق: (الْحَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ النَّارُ وَهُوَ أَيْضًا احْتِرَاقٌ يُصِيبُ الثَّوْبَ مِنَ الدَّقِّ، وَقَدْ يُسَكَّنُ، وَ (أَحْرَقَهُ) بِالنَّارِ وَ (حَرَّقَهُ) شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ، وَ (تَحَرَّقَ) الشَّيْءُ بِالنَّارِ
وَ (احْتَرَقَ) وَالِاسْمُ (الْحُرْقَةُ) وَ (الْحَرِيقُ) . وَ (حَرَقَ) الشَّيْءَ بِالتَّخْفِيفِ بَرَدَهُ وَحَكَّ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ. وَقَرَأَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «لَنَحْرُقَنَّهُ» أَيْ لَنَبْرُدَنَّهُ. وَ (الْحُرَاقُ) وَ (الْحُرَاقَةُ) مَا تَقَعُ فِيهِ النَّارُ عِنْدَ الْقَدَحِ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ بِالتَّشْدِيدِ. وَ (الْحَرَّاقَةُ) بِالْفَتْحِ وَالتَّشْدِيدِ ضَرْبٌ مِنَ السُّفُنِ فِيهَا مَرَامِي نِيرَانٍ يُرْمَى بِهَا الْعَدُوُّ فِي الْبَحْرِ. 
(ح ر ق) : (ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ) هُوَ اسْمٌ مِنْ الْإِحْرَاقِ كَالشَّفَقِ مِنْ الْإِشْفَاقِ (وَمِنْهُ) الْحَرَقُ وَالْغَرَقُ وَالشَّرَقُ شَهَادَةٌ وَعَنْ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ الْمُرَادُ بِهِ فِي الْحَدِيثِ اللَّهَبُ نَفْسُهُ (وَأَمَّا) الثَّقْبُ فِي الثَّوْبِ فَإِنْ كَانَ مِنْ النَّارِ فَهُوَ بِسُكُونِ الرَّاءِ وَإِنْ كَانَ مِنْ دَقِّ الْقَصَّارِ فَهُوَ مُحَرَّكٌ وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ السُّكُونُ وَالْمَعْنَى أَنَّ مَنْ أَخَذَ الضَّالَّةَ لِلتَّمَلُّكِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّيهِ إلَى الْحَرْقِ (وَالْحُرَاقَةُ) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيفِ مَا يَبْقَى مِنْ الثَّوْبِ الْمُحْتَرِقِ (وَالْحَرِيقُ) النَّارُ (وَأَمَّا الْحَدِيثُ) الْحَرِيقُ شَهِيدٌ وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ فَالْمُرَادُ الْمُحْرَقُ وَإِنْ لَمْ أَجِدْهُ وَنَظِيرُهُ الْكِتَابُ الْحَكِيمُ بِمَعْنَى الْمُحْكَمِ عَلَى أَحَدِ الْقَوْلَيْنِ وَفِي كَلَامِ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَلَوْ وُجِدَ مَنْ فِي الْمَعْرَكَةِ حَرِيقًا أَوْ غَرِيقًا لَمْ يُغَسَّلْ (وَالْحَرْقَى) فِي جَمْعِهِ مَبْنِيٌّ عَلَيْهِ وَهُوَ مِثْلُ قَتْلَى وَجَرْحَى فِي قَتِيلٍ وَجَرِيحٍ (وَأَمَّا الْحُرَقَةُ) بِفَتْحِ الرَّاءِ فَلَقَبٌ لِبَطْنٍ مِنْ جُهَيْنَةَ مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَلَاءِ الْحُرَقِيُّ وَهُوَ الَّذِي بَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعَ سِنِينَ عَنْ الْحَلْوَائِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ -.
ح ر ق

أحرقه بالنار وحرقه، فاحترق وتحرق ووقع الحريق في داره، و" أعوذ بالله من الحرق والغرق ". وفي الثوب حرق وهو أثر دق القصار، وقد حرق الثوب يحرقه حرقاً. ووقع السفط، في الحراق. وحرق الحديد: برده: وقىء لنحرقنه. وأكلوا الحريقة وهي حريرة فيها غلظ تطبخ طبخاً محرقاً.

ومن المجاز: حرق المرعى الإبل: عطشها. قال:

حرقها حمض بلاد فل

وأحرقني الناس: برحوا بي وآذوني. وحرقني باللوم. وماء حراق زعاق: شديد الملوحة، كأنما يحرق حلق الشارب. وفرس حراق العدو: يكاد يحترق لشدة عدوه، ومنه ركبوا في الحراقة وهي سفينة خفيفة المرورأس حرق المفارق، وطائر حرق الجناح، إذا نسل الشعر والريش، كأنه يحترق فيسقط. قال أبو كبير الهذلي:

ذهبت بشاشته وأبدل واضحاً ... حرق المفارق كالبراء الأعقر

وقال يصف الغراب:

حرق الجناح كأن لحيي رأسه ... جلمان بالخبار هش مولع

وإنه ليحرق عليك الأرم، أي يسحق بعضها ببعض فعل الحارق بالمبرد. قال:

نبئت أحماء سليمى أنما ... باتوا غضاباً يحرقون الأرما

أي الأضراس. وعليكم من النساء بالحارقة، وهي التي تضم الشيء لضيقها وتغمزه فعل من يحرق أسنانه، وهي الرصوف والعضوض. وحارق المرأة: جامعها، وجامعها الحريقاء، وهي المجامعة على الجنب.
حرق الحَرْقُ: حَرْقُ أحَدِ النّابَيْنِ بالآخَرِ. حَرَقَ نابَه، ويَحْرُقُ ويَحْرِقُ حَرْقاً وحُرُوْقاً: من الغَيْظِ. وحَرِيْقُ النّابِ: كَصَرِيْفِ البابِ. وحُرُوْقُ النّابِ مُحْدَثٌ: وهو تَحْرِيْقٌ على الأُرَّمِ. ونارٌ حُرَاقٌ وحِرَاقٌ. والحَرَقُ: مِن حَرْقِ النّارِ، وفي الحَديثِ: الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شَهَادَةٌ. والحَرُّوْقُ والحُرّاقُ: ما تُوْرى به النَّارُ، والحَرُوْقاءُ: مِثْلُه. والحَرَق ما يُصِيْبُ الثَّوْبَ من حَرَقٍ من دَقِّ القَصّارِ. والفِعْلُ اللاّزِمُ الإحْتِرَاقُ. والإِحْرَاقُ والتَّحْرِيْقُ: في النّار. والحَرّاقاتُ: سُفُنٌ فيها مَرَامي نِيْرانٍ يُرْمى بها العَدُوُّ. وهي - ايضاً -: مَوْضِعُ القَلاّئين والفَحّامِين. والمُحَارَقَةُ: المُبَاضَعَةُ على الجَنْبِ. والحارِقَةُ: عَصَبَةٌ بين وابِلَةِ الفَخِذ والعَضُدِ، وإذا انْقَطَعَتْ لم تَلْتَئمْ أبداً، يُقال منه: حُرِقَ الرَّجُلُ، وهو مَحْروقٌ. والحارِقَةُ - أيضاً - من النِّسَاءِ: الضَّيِّقَةُ الهَنَةِ. والحارُوْقُ: المَحْمُوْدَةُ الخِلاَطِ. والحارِقُ من السَّبُعِ: اسْمٌ له. والحُرْقَةُ: ما تَجِدُها في العَيْن من الرَّمَدِ، وفي القَلْبِ من الوَجَع. وحَرَّقْتُه باللَّوْمِ وأحْرَقْتُه: سَوَاءٌ. والحُرَقَةُ: حَيُّ من العَرَبِ. وحُرَيْقَاءُ: من الأسْمَاء. والحُرْقَتَانِ: تَيْمٌ وسَعْدٌ رَهْطُ الأعشى. والحُرُقَةُ - بضَمِّ الرّاء -: حَيٌّ من قُضَاعَةَ. والحَرِيْقَةُ - على فَعِيْلَةٍ -: الماءُ يُغْلى ثُمَّ يُذَرُّ عليه الدَّقِيْقُ ويُلْعَقُ، وقيل الحَرُوْقَةُ، وقد أحْرَقْنا حَرِيْقَةً وحَرُوْقَةً، وهي الحُرَاقَةُ أيضاً. والحَرِقُ: الرِّيْشُ من الطَّيرِ الذي انْحَسَرَ رِيشُه. ورَجُلٌ حَرَقْرِيْقَةٌ: حَدِيْدٌ، وحُرَقَةٌ: مِثْلُه، وهو الشُّجَاعُ. وسَيْفٌ حُرَقةٌ وحُرّاقَةٌ: ماضٍ، وحارُوْقَةٌ: مِثْلُه. ورَجُلٌ حُرَاقٌ وحِرَاقٌ: يُفْسِدُ كلَّ شَيْءٍ. وماءٌ حُرَاقٌ: زُعَاقٌ. والمَحْرُوْقُ: السِّفُّوْدُ في قَوْلِهم:
يَشُوْلُ بالمِحْجَنِ كالمَحْروقِ
قيل: هو الذي زالتْ حارِقَتُه. والشُّمْرُوْخُ الذي يُلْقَحُ به النَّخْلُ: الحِرْقُ، والجَميعُ: حِرَقَةٌ وأحْرَاقٌ وحُرُوْقٌ. والحَرْقُوَةُ: أعْلى اللَّهَاةِ من الحَلْقِ.
[حرق] فيه "حرق" نخل بني النــضير، بتشديد راء. وأحرق المسلمين،الزمخشري: أي التي على لون ما أحرقته النار، كأنها منسوبة إلى الحرق بفتحتين بزيادة ألف ونون. ومنه: أما عدي فقد غرني بعمامته السودانية. ولو جعل القرآن في إهاب ما "احترق" مر في "اه". ك: أمر أن "يحرق" بما سواه في كل صحيفة أو مصحف، وروى: يخرق، بخاء معجمة، ولعله: حرق بعد أن خرق، وإنما جاء حرقه لأن المحروق هو القرآن المنسوخ، أو المختلط بغيره من التفسير، أو لغة قريش، أو القراءة الشاذة، وبه رخص بعض في تحريق ما يجتمع عنده من الرسائل فيها ذكر الله. وإلى "الحرقات" بضم مهملة وفتح راء وبقاف قبيلة. ط: أعوذ من "الحرق" بفتحتين أي النار. وفي ح المعصفرين: "أحرقهما" أي أفنهما ببيع أو هبة لأنه صلى الله عليه وسلم لم يأمر بإضاعة المال، وقد روى أنه قذفهما في التنور فأنكره صلى الله عليه وسلم وقال: أفلا كسوتهما. وفيه: "حرقوا" متاع الغال، هو تغليظ عند الجمهور، وإنما هو يعزر ولا يحرق متاعه. در: "الحراقة" ما يقع فيه النار عند القدح.
[حرقفي فيه: "الحرقفة" عظم رأس الورك. نه: ويقال للمريض إذا طالت ضجعته: دبرت حراقفه.
[حرق] الحَرَقُ بالتحريك: النارُ. يقال: في حَرَقِ اللهِ! والحَرَقُ أيضاً: احتراقٌ يصيب الثوبَ من الدَقِّ، وقد يسكَّن. وأحْرَقَهُ بالنار وحَرَّقَهُ، شدد للكثرة. وكان عمرو بن هند يلقب بالمحرق، لانه حرق مائة من بنى تميم: تسعة وتسعون من بنى دارم، وواحد من البراجم. ومحرق أيضا: لقب الحارث بن عمرو ملك الشام من آل جفنة، وإنما سمى بذلك لانه أول من حرق العرب في ديارهم، فهم يدعون آل محرق. وأما قول أسود بن يعفر: ماذا أؤمل بعد آل محرق تركوا منازلهم وبعد إباد فإنما عنى به امرأ القيس بن عمرو بن عدى اللخمى، لانه أيضا يدعى محرقا. وتحرق الشئ بالنار واحترق. والاسم الحرقة والحريق. وحرقت الشئ حرقا: بردته وحككت بعضه ببعض. ومنه قولهم: حَرَقَ نابه يَحْرُقُهُ ويَحْرِقُهُ، أي سَحَقه حتَّى سُمِعَ له صريفٌ. وفلان يَحْرِقُ عليك الأُرَّمَ غيظاً. قال الشاعر: نبئت أحماء سيمى أنما باتوا غضابا يحرقون الارما وقرأ على عليه السلام: {لنحرقنه} أي لنبردنه. وحرق شعره بالكسر، أي تقطَّع ونسَل، فهو حرق الشعر والجناح. ومنه قول أبى كبير: ذهبت بشاشته فأصبح واضحا حرق المفارق كالبراء الاعفر البراء: البراية، وهى النحاتة. والاعفر: الابيض. وقال الطرماح يصف غرابا: شنج النسا حَرِقُ الجَناحِ كأنَّهُ في الدار إثر الظاعنين مقيد وسحاب حرق، أي شديد البرق. ويقال ماءٌ حُراقٌ بالضم، مخفَّفٌ، للشديد الملوحةِ. وفرسٌ حُراقُ العَدْوِ، إذا كان يحترق في عدوه. والحراق والحراقة: ما تقع فيه النار عند القدح. والعامة تقوله بالتشديد. والحروقاء لغة فيه. والحراقة بالتشديد والفتح: ضربٌ من السفن فيها مرامي نيران يرمى بها العدو في البحر. وقول الراجز يصف إبلا:

حرقها حمض بلاد فل * يعنى عطشها. والحارقتان: رءوس الفخدين في الوركين. ويقال هما عَصَبَتانِ في الورك. والمَحْروقُ: الذي انقطعتْ حارقَتُهُ، ويقال الذي زال وركه: ومنه قول الرجز يصف راعيا: يظل تحت الفنن الوريق يشول بالمحجن كالمحروق يقول: إنه يقوم على فرد رجل، يتطاول للافنان ويجتذبها بالمحجن فينفضها للابل، فكأنه محروق. وقال الاخر هم الغربان في حرمات جار وفى الادنين حراق الوروك يقول: إذا نزل بهم جار ذو جرمة أكلوا ما له، كالغراب الذى لا يعاف الدبر ولا القذر. وهم في الظلم والجنف على أدانيهم كالمحروق الذى يمشى متجانفا ويزهد في معونتهم والذب عنهم. وأما قول الراجز: نقسم بالله نسلم الحلقه ولا حربقا وأخته الحرقه فهما ولد النعمان بن المنذر. وقوله نسلم أي لا نسلم. والحرقتان: تيم وسعد ابنا قيس بن ثعلبة ابن عكابة بن صعب. والحريقة أغلظ من الحساء عن يعقوب. وهى مثل النفيتة . يقال: وجدت بنى فلان ما لهم عيش إلا الحرائق. والحارقة من النساء: الضيقة. وفي حديث علي عليه السلام: " خيرُ النساء الحارِقةُ ". والحُرْقانُ: المذَحُ، وهو اصطكاك الفخذين. والمُحارَقَةُ: المجامَعةُ. 
(ح ر ق)

الحَرَقُ: النَّار، قَالَ:

شَدّاً سَرِيعا مثل إضْرامِ الحَرَقْ

وَقد تَحَرَّقَتْ. والتَّحْرِيق: تأثيرها فِي الشَّيْء.

وأحْرَقَتْه النَّار وحَرَّّقَتْه فاحترَقَ وتَحَرَّق.

والحُرْقَةُ: حَرَارَتهَا أَيْضا.

والحُرْقَةُ: مَا يجده الْإِنْسَان من لَذْعَةِ حُبّ أَو حُزْن أَو طَعْم شَيْء فِيهِ حرارة.

والحَرُوقاءُ والحَرُوقُ والحُرَّاقُ والحَرَّوقُ: مَا تُقْدَحُ بِهِ النَّار. قَالَ أَبُو حنيفَة: هِيَ الخِرَق المخرَّقَةُ الَّتِي يَقَعُ فِيهَا السقط. والحَرَّاقاتُ: سفن فِيهَا مَرَامي نيران. وَقيل هِيَ مَرَامي انفسها.

والحَرَّاقاتُ: مَوَاضِع القَلاَّئينَ والفَحّامين.

واحْرِق لنا فِي هَذِه القَصبة نَارا: أَي اقْبِسْها عَن ابْن الاعرابي.

ونارٌ حِراقٌ: لَا تبقي شَيْئا. وَرجل حِرَاق: لَا يُبْقِى شَيْئا إِلَّا افْسَدَهُ. مثل بذلك.

ورَمىٌ حِرَاقٌ: شَدِيد، مثل بذلك أَيْضا.

والحَرَقٌ: أَن يُصيب الثوْبَ احتراقٌ من النَّار.

والحَرَقُ: احتراقٌ يُصيبُهُ من دَق القَصَّارِ.

وعمامَةٌ حَرَقانِيَّةٌ: وَهُوَ ضرب من الوشى فِيهِ لون كَأَنَّهُ محْترِقٌ.

والحَرَقٌ والحَرَيقُ: اضطرام النَّار وتحرقها.

والحرِيق أَيْضا: اللَّهَبُ. قَالَ غيلانٌ الربعِي

يُثِرْن من اكْدَرِها بالدَّقْعاءْ ... مُنْتَصبا مثل حرِيق القَصْباءْ

والحَرُوقَةُ: المَاء يُحْرَق قَلِيلا ثمَّ يُذَرُّ عَلَيْهِ دقيقٌ قليلٌ فيَتَنافَتُ: أَي ينتفخ ويَتَعافَرُ عِنْد الغَلَيانِ.

والحرِيقَةُ: النَّفيتَة. وَقيل الحرِيقَةُ: المَاء يُغْلَى ثمَّ يُذرُّ عَلَيْهِ الدَّقِيق فيُلعق، وَهُوَ أغْلظ من الحِساء وَإِنَّمَا يستعملونها فِي شدَّة الدَّهْر وَغَلَاء السّعر وعَجَفِ المَال وكَلَبِ الزَّمَان.

والحَرِيقُ: مَا احْرَقَ النَّباتَ من حَرًّ أَو برد أَو ريح أَو غير ذَلِك من الْآفَات وَقد احْتَرَقَ النَّبَات. وَفِي التَّنْزِيل (فأصَابها إعْصَارٌ فِيهِ نارٌ فاحترَقَتْ) .

وَهُوَ يتَحَرَّقُ جُوعا كَقَوْلِك يَتَضَرَّم.

ونَصْلٌ حَرِقٌ: حَديدٌ كَأَنَّهُ ذُو احْرَاقٍ، أراهُ على النَّسَبِ قَالَ أَبُو خرَاش:

فأدْركَهُ فاشْرَعَ فِي نَساهُ ... سِنانا نَصْلُه حَرِقٌ حَدِيدُ

وماءٌ حُرَاقٌ وحُرَّاقٌ: مِلحٌ. وَكَذَلِكَ الْجمع.

وأحْرَقَنا فلانٌ: بَرَّحَ بِنَا وآذانا قَالَ: احْرَقَنِي النَّاس بتكليفهم ... مَا لقى النَّاس من النَّاس

والحُرْقانُ: المَذَحُ فِي الفخِذَين.

وحَرَقَ نابُ الْبَعِير يَحْرِقُ ويَحْرُقُ حَرْقا وحَرِيقا: صَرَفَ. وحرَقَ الْإِنْسَان وَغَيره نابه، يَحْرُقُهُ، ويِحْرِقُه حَرِقا وحُرِيقا وحُرُوقا فعل ذَلِك من غَيْظٍ وغضبٍ. وَقيل الحُرُوق مُحدث.

والحارِقَةُ: العَصَبةُ الَّتِي تجمع بَين رَأس الْفَخْذ والورك. وَقيل: هِيَ عَصَبَةٌ مُتَّصِلةٌ بَين وابلة الفَخذِ والعَضُد. وَقيل: الحارقة فِي الخُرْبَةِ: عَصَبَةٌ تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِكِ وَبهَا يمشي الْإِنْسَان. وَقيل: الحارقتان: عصبتان فِي رُءُوس أعالي الفخذين فِي اطرافهما ثمَّ تدخلان فتكونان فِي نقرتي الْوَرِكَيْنِ مُلْتزَقَتيَن ثابتَتين فِي النُّقْرتين فيهمَا مَوْصِلٌ مَا بَين الْفَخْذ والورك، وَإِذا زَالَت الحارقةُ عَرَج الَّذِي يُصيبه ذَلِك. وَقيل: الحارِقَةُ: عَصَبَةٌ أَو عِرْقٌ فِي الرجل.

وحَرِقَ حَرَقا وحُرِق حَرْقا: انْقَطَعت حارقته قَالَ:

تَرَاهُ تحتَ الفَتَنِ الوَرِيق ... يشول بالمحجن كالمحروق

قَالَ ابْن الاعرابي: اخبر انه يقوم على أَطْرَاف اصابعه حَتَّى يتَنَاوَل الغُصْنَ فيميله إِلَى إبِله فَهُوَ يرفع رجله لينال الْغُصْن الْبعيد مِنْهُ فيجذبه.

والحَرَق فِي النَّاس وَالْإِبِل: انْقِطَاع الحارقة.

وَرجل حَرِقٌ: اكثر من محروق، وبعير محروق اكثر من حرق، واللغتان فِي كل وَاحِد من هذَيْن النَّوْعَيْنِ فصيحتان. والحارِقةُ أَيْضا: عَصَبةٌ أَو عِرْقٌ فِي الرَجْل عَن ابْن الاعرابي.

والحَرْقُوَةُ: أَعلَى الحلْقِ أَو اللهاة.

وحَرِقَ الشّعْر حَرَقا فَهُوَ حَرِقٌ: قَصُرَ فَلم يَطُلْ أَو تَقَطَّعَ قَالَ أَبُو كَبِير:

ذهَبَتْ بَشاشَتُه واصبحَ وَاضحا ... حَرِقَ المَفارِق كالُبرَاءِ الاعْفَرِ

وحَرِق ريش الطَّائِر فَهُوَ حَرِقٌ: انْحَصَّ. قَالَ عَنترَةُ يصف غُرابا:

حَرِقُ الجَناحِ كَأَن لْحَيْ رَأسه ... جَلَمانِ بالاخْبارِ هَش مُولَعُ

والحَرَقُ فِي الناصِيَة كالسَّفا، وَالْفِعْل كالفعل.

وحَرِقَت اللِّحْيَةُ فَهِيَ حَرِقَةٌ: قَصْرَ شعر ذقنها عَن شعر العارضين.

وحَرَق الْحَدِيد بالمِبْرَدِ يَحْرُقُهُ ويَحْرِقُه حَرْقا، وحَرَّقَه: بَرَدَهُ، وقُرِيء (لَنُحَرِّقَنَّهُ) و (لَنَحرُقَنَّه) هما سَوَاء فِي الْمَعْنى، وَلَيْسَت حرقة مكثرة عَن حرقة كَمَا ذهب إِلَيْهِ الزّجاج من أَن لنحرقنه بِمَعْنى لنبردنه مرّة بعد مرّة لِأَن الْجَوْهَر المبرود لَا يحْتَمل ذَلِك، وَبِهَذَا رد عَلَيْهِ الْفَارِسِي قَوْله والحِرْقُ والحِراقُ والحِرُوقُ كلُّهُ: الكُشُّ الَّذِي تُلْقَحُ بِهِ النّخل، اعني بالكُشّ الشِّمْرَاخَ الَّذِي يُؤْخَذ من الْفَحْل فَيْدَسُّ فِي الطَّلْعَة.

والحارِقَةُ والحارُوقُ من النِّسَاء: الضيقة. وَفِي حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ " خْيرُ النِّساء الحاِرقَةُ " وَقَالَ ثَعْلَب: الحارِقَةُ: هِيَ الَّتِي تُقامُ على أَربع. قَالَ. وَقَالَ عَليّ رَضِي الله عَنهُ: مَا صَبر على الحارِقَةِ إِلَّا أسْماءُ بِنْتُ عُمِيْسٍ. هَذَا قَول ثَعْلَب. وَعِنْدِي أَن الحارِقِةَ فِي حَدِيث عَليّ هَذَا إِنَّمَا هُوَ اسْم لهَذَا الضَّرْب من الْجِمَاع.

والمُحارَقَةُ: المباضَعَةُ على الجَنْبِ.

والحارقَةُ: السَّبع.

والحُرْقَتان: تَيْمُ وسَعْدُ، وهما رَهْطُ الاعشى قَالَ:

عَجِبْتُ لأهل الحُرْقَتَيْنِ كَأنَّما ... رَأوْني نَفِيا من إياد وترخم ومُحَرق: لقب ملك، وهما مُحَرقان، مُحَرّقٌ الْأَكْبَر وَهُوَ امْرُؤ الْقَيْس اللَّخْمي، ومُحَرّقٌ الثَّانِي وَهُوَ عَمْرُو بنُ هِنْد مُضَرّطُ الحجارَة يُسمى بذلك لتَحْرِيقه بني تَمِيم يَوْم أوَارَةَ، وَقيل لتَحْرِيقه نخل ملهم.

وحَرَاقٌ وحُرَيقٌ وحُرَيْقاءُ: أَسمَاء.

وحُرَيْقُ بن النعْمان وحُرَقَةُ بنته قَالَ:

نُقْسِمُ بِاللَّه نُسْلِمُ الحَلَقَةْ ... وَلَا حُرَيْقا وأخْتَهُ حُرَقَهْ

والحُرَقَةُ أَيْضا: حَيّ، وَكَذَلِكَ الحَرُوقَة.

والمُحَرِّقَةُ: بَلَدٌ.
حرق
حرَقَ يَحرُق ويحرِق، حَرْقًا، فهو حارِق وحَريق، والمفعول مَحْروق وحريق
• حرَق أنيابَه: حكَّ بعضَها ببعض حتَّى سُمع لها صريفٌ "حرَق الحديدَ بالمبرد: حكّه".
• حرَقه الجُرحُ: آلمه "عيني تحرقني".
• حرَقه بالنَّار: جعل النَّارَ تؤثِّر فيه أثرَها المعهود "حرَق أوراقَ الملفِّ بالنَّار- شبَّ حريق هائل- الولد المحروق يخشى النّار [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: الملدوغ يخاف جرَّ الحبل" ° حرقته الشَّمسُ: لفحته وأثّرت فيه- حرق قلبَه: أثّر فيه وأجَّجه كالنار- حرَق مراكبَه: قطع خطّ الرُّجوع. 

أحرقَ يُحرِق، إحراقًا، فهو مُحرِق، والمفعول مُحرَق
• أحرقَتِ النَّارُ الشَّيءَ: حرَقته، أثَّرت فيه أثرَها المعهود وأتلفته "أحرقه بالنَّار: حرَقه- وجه أحرقته أشعّةُ الشَّمس" ° يُحرق البخور لرئيسه: يتملّقه.
• أحرق الشَّيءَ: أهلكه? أحرق سفنَه/ أحرق مراكبَه: قطع خطّ الرَّجعة على نفسه، قطع صلته بالماضي- أحرق فحمةَ ليله: بقي يعمل إلى ساعة متأخِّرة منه.
• أحرق فلانًا: برَّح به وآذاه "أحرقه بأقواله اللاذعة"? أحرق دمَه: ألهب مزاجه وأغاظه- أحرقها الجوعُ: سبَّب لها ألمًا شديدًا- أحرقه باللِّسان: عابه وتنقَّصه. 

احترقَ يحترق، احتراقًا، فهو مُحترِق
 • احترق الشَّيءُ: اشتعل، حرَقته النَّارُ "احترق مخزن للأخشاب- احترق بالشّمس: لوّحته ولفحته" ° احترق الشَّخْصُ: احتدّ وطار طائرُه.
• احترق النَّباتُ: أصابه تَلَف من حرٍّ أو بَرْد أو ريح أو آفة أخرى. 

انحرقَ ينحرق، انحراقًا، فهو منحرِق
• انحرق الفحمُ: مُطاوع حرَقَ: اشتعل. 

تحرَّقَ/ تحرَّقَ بـ يتحرَّق، تحرُّقًا، فهو مُتحرِّق، والمفعول مُتحرَّق به
• تحرَّق الشَّيءُ: مُطاوع حرَّقَ: أحرقته النارُ.
• تحرَّقت النَّارُ: التهبَت.
• تحرَّق فلانٌ:
1 - اشتدَّ غيظُه واحتدمت نارُه "تحرّق غيظًا" ° تحرَّق شوقًا: أثَّر فيه الشّوقُ تأثيرًا شديدًا.
2 - تاق وتشوَّق "تحرَّق إلى رؤية ابنه الغائب".
3 - أضناه الحزنُ وأضعفه.
• تحرَّق بالنَّار: أثّر فيه لهيبُها. 

حرَّقَ يحرِّق، تحريقًا، فهو مُحرِّق، والمفعول مُحرَّق
• حرَّق الشَّيءَ:
1 - أشعل فيه النَّارَ وبالغ في ذلك " {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا ءَالِهَتَكُمْ} " ° حرَّقني باللَّوم: أثّر فيّ، أوجعني عتابُه.
2 - برده بالمِبْرد " {لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ}: نبْردنَّه بالمبرد".
• حرّقَتِ النَّارُ الشَّيءَ: حرَقته، أثَّرت فيه أثرَها المعهود وأتلفته "حرَّق الصَّبيُّ الأوراقَ: حرَقها" ° حرَّق المرعى الإبلَ: عطَّشها. 

إحراق [مفرد]: مصدر أحرقَ.
• إحراق جماعيّ: إحراق بالجملة تقترفه بعض الحكومات العنصريّة لأغراض سياسيّة أو دينيّة. 

احتراق [مفرد]:
1 - مصدر احترقَ ° قابل للاحتراق: ما يمكن أن تشتعل فيه النار، عكسه غير قابل للاحتراق.
2 - (طب) إصابة ناتجة عن النَّار أو الحرارة أو الإشعاع أو الكهرباء أو مادّة كاوية.
3 - (كم) اتِّحاد مادّة بالأكسجين مع تولّد حرارة وضوء أو إحداثهما.
• احتراق ذاتيّ أو تلقائيّ: (كم) احتراق مادّة ناتج عن تفاعل ذاتيّ رافع للحرارة بين المؤكسد والوقود بلا وجود مصدر حرارة خارجيّ. 

حارق [مفرد]: اسم فاعل من حرَقَ.
• الحارقان: (شر) عِرْقان في اللِّسان. 

حارِقة [مفرد]: صيغة المؤنَّث لفاعل حرَقَ.
• الحارقة: النَّار.
• العدسة الحارقة: (فز) عدسة محدَّبة لتجميع أشعة الشَّمس لإنتاج النَّار.
• الحارقتان: (شر) العصبتان اللَّتان تجمعان بين رأس الفخذ والورك. 

حَرَّاقة [مفرد]: (سك) نوعٌ من السُّفن فيها مرامي نيران يرمي بها العدوّ في البحر. 

حَرْق [مفرد]: ج حُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر حرَقَ.
2 - أثر النَّار في الجسم ونحوه "أصيب عدد كبير من رُكّاب القطار بحروق خطيرة".
3 - احتراق.
4 - عذاب.
• حَرْق من الدَّرجة الثَّانية: (طب) حَرْق يُقَرِّح الجلد ويكون أخطر من حرق الدَّرجة الأولى.
• حَرْق من الدَّرجة الثَّالثة: (طب) حرق شديد يُدَمِّر الجلدَ والأنسجةَ التّحتيّة. 

حَرَقان [مفرد]: (طب) شعور أو إحساس بألم شديد يشبه الحريق "حَرَقان بول- حرقان المَعِدة: فَرْط الحموضة في المعدة". 

حُرْقة [مفرد]: ج حُرُقات وحُرْقات وحُرَق:
1 - حرارة "حُرْقة شراب/ طعام".
2 - ما يجده الإنسانُ من ألم الحبّ أو الحزن ونحو ذلك "عرف حُرْقة الألم بعد ما أصيب: أحسَّ بلذعة الحزن- في قلبه حُرْقة الشَّوق" ° يبكي بحُرقة: بكاء شديدًا عميقًا. 

حَرْقُوَة [مفرد]: (شر) أعلى اللّهاة من الحلق. 

حَرِيق [مفرد]: ج حريقون (للعاقل) وحرائقُ، مؤ حَريقة وحريق، ج مؤ حرائقُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على
 الثبوت من حرَقَ: حارق.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حرَقَ: محروق "مات حريقًا".
3 - اسم ذات، نار ملتهبة. 

مَحْرَقَة [مفرد]: ج مَحارِقُ:
1 - اسم مكان من حرَقَ: مكان الإحراق أو الحرق "أقام النازيّ إبّان الحرب العالميَّة الثانية محارقَ لمعارضيه".
2 - (سك) قسوة بالغة ودمار شديد متعمَّد؛ للانتقام من العدوّ أو تهديده "هدَّد العراقيون بتحويل أرضهم إلى مَحْرَقة للقوات المحتلَّة". 

مِحْرَقة [مفرد]:
1 - اسم آلة من حرَقَ: فرن لحرق جثث الموتى.
2 - رُكام من موادّ قابلة للاحتراق تُستعمل لحرق الجثث. 

محروقات [جمع]: (فز) موادّ قابلة للاحتراق كالبترول والبنزين والغاز، تُستعمل وقودًا "معدل استهلاك المحروقات". 

حرق

1 حَرَقَهُ, aor. ـِ inf. n. حَرْقٌ: see 4.

A2: حَرَقَهُ, (S, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَرْقٌ, (S,) He filed it: and he rubbed one part of it with another. (S, K.) b2: And hence, (S,) حَرَقَ نَابَهُ, aor. ـُ and حَرِقَ, (S, K,) inf. n. as above, (TA,) He ground his dog-tooth, so that it made a grating sound: (S, K:) when said of a stallion-camel, denoting threatening: and, accord. to IDrd, when the like is said of a she-camel, it is asserted to denote a consequence of fatigue. (TA.) And الأَسْنَانَ ↓ حَرَّقَ (K and TA in art. رعظ) He grated the teeth. (TA in that art.) One says, فُلَانٌ يَحْرُقُ عَلَيْكَ الأُرَّمَ غَيْظًا (S, A *) Such a one grinds together the ارّم [or teeth, or molar teeth, (as the word is generally understood to mean in this case, but other meanings are assigned to it,)] at thee [in anger, or rage], like one filing: (A, TA:) or, as some say, الأُزَّمَ [the canine teeth]: and the verb is also used without the objective complement, because the meaning is understood. (Ham p. 115.) IDrd makes the act to be that of the canine tooth; saying, حَرَقَ نَابُ البَعِيرِ, meaning The canine tooth of the camel made a grating sound. (TA.) AHát also mentions the saying, فُلَانٌ يَحْرُقُ نَابُهُ عَلَىَّ [Such a one's canine tooth makes a grating sound at me]: and Zuheyr uses the phrase يَحْرُقُ نَابُهُ عَلَيْهِ. (Ham p. 286.) b3: حَرْقٌ also signifies The act of eating to the uttermost. (IAar, TA.) A3: حَرُقَ He (a man) was, or became, evil in disposition. (TA.) A4: حَرَقٌ, as an inf. n., [i. e. of حَرِقَ,] signifies A garment's, or cloth's, being burnt by beating [with too much violence]. (KL.) b2: And The springing forth, or shooting forth, vehemently, of lightning. (KL.) A5: حَرِقَ شَعَرُهُ, (S, K,) aor. ـَ (K,) inf. n. حَرَقٌ, (TA,) His hair fell off piecemeal. (S, K.) [And حَرِقَتِ النَاصِيَةُ The forelock of the horse became thin, or scanty: for it is said that] الحَرَقُ in relation to the ناصية is like السَّفَا. (TA.) And حَرِقَتِ اللِّحْيَةُ The beard was, or became, shorter upon the chin than upon the two sides of the face. (TA.) A6: حَرِقَ, aor. ـَ inf. n. حَرَقٌ, His حَارِقَة [q. v.] became cut, or severed: said of a man: in speaking of a camel, حُرِقَ, like عُنِىَ, is more commonly used than حَرِقَ. (TA.) 2 حرّقهُ, inf. n. تَحْرِيقٌ: see 4. b2: تحريق also signifies Fire's making a mark, or impression, upon a thing. (TA.) b3: حرّق الإِبِلَ, said of pasturage, (K,) [particularly] of what is termed حَمْض, (S,) It made the camels thirsty. (S, K.) A2: See also 1.3 حَارَقَهَا, (K,) inf. n. مُحَارَقَةٌ, (S,) He lay with her (S, K) [عَلَى الحَارِقَةِ, i. e.] on the side. (K.) 4 أَحْرَقَتْهُ النَّارُ, inf. n. إِحْرَاقٌ, (Msb,) [The fire burned him.] And احرقهُ بِالنَّارِ (S, Msb, K) [He burned him, or it, with fire]: this phrase, and بالنار ↓ حَرَقَهُ, aor. ـِ (K,) inf. n. حَرْقٌ, (TA,) signify the same; as also ↓ حرّقهُ: (K:) or this last [signifies he burned him, or it, much, or frequently, or repeatedly; for it] denotes muchness, or frequency, or repetition, of the action. (S, Msb, TA.) b2: [Hence, احرقهُ (assumed tropical:) It pained him; or caused him burning pain: said of beating, or a blow; and of a galling, or chafing; and of fever, passionate desire, rage or anger, hunger, &c.] And أَحْرَقَنَا فُلَانٌ (assumed tropical:) Such a one afflicted, distressed, annoyed, molested, or hurt, us. (TA.) And احرقهُ بِاللِّسَانِ (assumed tropical:) He blamed, upbraided, or reproached, him; detracted from his reputation. (Msb.) and احرق البَرْدُ الكَلَأَ [(assumed tropical:) The cold nipped, shrunk, shrivelled, or blasted, the herbage; like أَنْضَجَ, q. v.; and like the Lat. “ ussit,” and “ adussit: ” comp. Virgil, Georg. i. 93, “Boreæ penetrabile frigus adurat: ” and Lucan, iv. 52, “Urunt montana nives: ” and Ecclesiasticus, xliii. 20 and 21, “ When the cold north wind bloweth, and the water is congealed into ice, it abideth upon every gathering together of water, and clotheth the water as with a breastplate: it devoureth the mountains, and burneth the wilderness, and consumeth the grass as fire ”]: (S and K voce حَسَّ:) and [in like manner] احرق النَّبَاتَ is said of heat, and of cold, and of a wind, and of other banes, or causes of mischief or harm. (TA.) And احرقهُ (assumed tropical:) He, or it, destroyed, or caused to perish, him, or it. (TA.) b3: You say also, أَحْرِقْ لَنَا فِى هٰذِهِ القَصَبَةِ نَارًا Give thou, or bring thou, to us, upon this cane, some fire. (IAar, TA.) A2: Also احرق He made, or prepared, what is termed حَرِيقَة. (K.) 5 تَحَرَّقَ see 8. b2: [Hence,] هُوَ يَتَحَرَّقُ جُوعًا (assumed tropical:) [He burns with hunger]: like يَتَضَرَّمُ. (TA.) 8 إِحْتَرَقَ احتراق [It burned, or became burnt,] بِالنَّارِ [with fire]: and ↓ تحرّق [it burned, or became burnt, much, or frequently, or repeatedly]: each is a quasi-pass.; (S Msb, K, TA;) [the former, of احرق or حَرَقَ; and the latter, of حرّق.] b2: [Hence,] one says of a horse, يَحْتَرِقُ فِى عَدْوِهِ [(assumed tropical:) He is fiery, ardent, or vehement, in his running]. (S.) And احتراق النَّبَاتُ [(assumed tropical:) The plant, or plants, or herbage, became nipped, shrunk, shrivelled, or blasted: see 4]: this is said of a consequence of heat, and of cold, and of a wind, and of other banes, or causes of mischief or harm. (TA.) And احترقت الفِضَّةُ (assumed tropical:) The silver became black. (Har p. 114.) And احترق (assumed tropical:) He, or it, perished. (TA.) حَرْقٌ: see حَرَقٌ, in two places.

حُرْقٌ (assumed tropical:) An angry man. (TA.) حَرَقٌ [A burning by means of fire;] a subst. (Mgh, Msb) from الإِحْرَاقُ, (Mgh,) [i. e.] from

إِحْرَاقُ النَّارِ: (Msb:) or fire, (S, Msb, K,) itself; (Msb;) [the fire of a burning house &c.;] as also ↓ حَرِيقٌ (Mgh) and ↓ حَارِقَةٌ: (K:) or the flame of fire. (IAar, Th, Mgh, K.) The first is meant in the saying, ضَالَّةُ المُؤْمِنِ حَرَقُ النَّارِ [The straybeast of the believer is a cause of the burning of fire]: (Mgh:) or it here signifies the flame of fire: a trad., meaning that if any one takes the stray-beast of a believer to possess it, his doing so will bring him to the flame of the fire [of Hell]. (Az, Mgh, TA.) And hence, (Mgh,) الحَرَقُ شَهَادَةٌ, (Mgh, TA,) i. e. [Burning, or] fire, [or flame, is a cause of one's receiving the reward of martyrdom:] occurring in another trad. (TA.) You say also فِى حَرَقِ اللّٰهِ In the fire of God. (S.) and ↓ أَلْقَى اللّٰهُ الكَافِرَ فِى حَارِقَتِهِ, i. e. [May God cast the unbeliever] into his fire. (TA.) b2: A burn, (S,) or a mark of burning, (K,) in a garment, or piece of cloth, from the beating (S, K) of the washer, and whitener, and the like; (K;) and so, sometimes, ↓ حَرْقٌ: (S:) or the former, a hole thus caused in a garment, or piece of cloth; (IAar, Mgh, TA;) and so, sometimes, ↓ the latter; which also signifies a hole caused by fire, in a garment, or piece of cloth. (Mgh.) حَرِقٌ A cloud lightening vehemently. (S, K.) b2: Sharp; as though having the quality of burning; applied to an iron head or blade of an arrow or a spear or sword &c.; (TA;) and so ↓ حُرَقَةٌ and ↓ حُرَّاقَةٌ and ↓ حَارُوقَةٌ, applied to swords. (K.) A2: See also حَرِيقٌ.

A3: حَرِقُ الشَّعَرِ Having the hair falling off piecemeal: (S, K:) and حَرِقُ الجَنَاحِ has a similar meaning; (S, TA;) i. e. [having the feathers of the wing falling off piecemeal: or] short in the wing: or having it cut off. (TA.) And رِيشٌ حَرِقٌ Feathers falling off, and becoming scattered, by degrees. (TA.) and لِحْيَةٌ حَرِقَةٌ A beard that is shorter upon the chin than upon the two sides of the face. (TA.) b2: Also, حَرِقٌ, A man having the extremities much chapped: (K:) so some say. (TA.) b3: See also مَحْرُوقٌ.

حَرْقَةٌ: see what next follows.

حُرْقَةٌ [A state of burning;] a subst. from اِحْتَرَقَ; as also ↓ حَرِيقٌ. (S, K.) Thus the latter means in the Kur [lxxxv. 10], ↓ وَ لَهُمْ عَذَابُ الحَرِيقِ [And for them shall be the punishment of burning: as in other passages in the Kur]. (TA.) b2: (assumed tropical:) A burning such as a man experiences from the taste of a thing in which is heat, or from love, or grief; (TA;) and such as is experienced in the eye from ophthalmia, and in the heart from pain: (Lth, TA:) heat; as in the phrase, فِى جَوْفِهِ حُرْقَةٌ [(assumed tropical:) In his belly, or chest, is heat]; and so ↓ حَرْقَةٌ and ↓ حَرِيقَةٌ. (K.) حُرَقَةٌ: see حَرِقٌ.

حُرْقَانٌ A rubbing together of the thighs. (S, K.) حُرَاقٌ: see حِرَاقٌ, in two places. b2: (assumed tropical:) A horse that runs much: (K:) or حُرَاقُ العَدْوِ a horse that is fiery, ardent, or vehement, (يَحْتَرِقُ,) in his running. (S.) b3: (assumed tropical:) Very salt water; (S, K;) as also ↓ حُرَّاقٌ: (K:) as though it burned the fauces of the drinker: (TA:) or such as is exceeded [in saltness] by nothing; that makes the urine of the camels to burn; as also قُعَاعٌ. (IAar, TA.) A2: Also, (S, K, &c.,) and ↓ حُرَاقَةٌ (S, Mgh, K) and ↓ حُرَّاقٌ, (K,) or this is vulgar, (O, TA,) and ↓ حُرَّاقَةٌ, or this is incorrect, (K,) or vulgar, (S, O,) and ↓ حَرُوقٌ and ↓ حَرُّوقٌ (Fr, O, K) and ↓ حَرُوقَآءُ, (Fr, S, O, K,) [Tinder; i. e.] a thing, (S, K,) or burnt rag, (AHn, ISd, TA,) into which fire falls when it is struck: (AHn, S, ISd, K, TA:) or what remains of burnt cloth: (Mgh:) [and any substance used for receiving fire that is struck; as, for instance, the pith of the عُشَر.]

حِرَاقٌ, applied to fire, (نَارٌ,) That burns everything; as also ↓ حُرَاقٌ: (Aboo-Málik, TA:) that spares, or leaves, nothing. (IAar, K.) b2: (assumed tropical:) A man that spoils, mars, destroys, or consumes, everything; (IAar, K;) sparing nothing; like the fire thus termed; (IAar, TA;) as also ↓ حُرَاقٌ. (K.) In some copies of the K, مَنْ يُفْسِدُ فِى كُلِّ شَىْءٍ; but correctly, without فى. (TA.) b3: رَمْىٌ حِرَاقٌ (assumed tropical:) A vehement throwing or casting or shooting. (K.) حَرُوقٌ: see حُرَاقٌ.

حَرِيقٌ: see the next paragraph.

حَرَقٌ: see حَرَقٌ: b2: and see also حُرْقَةٌ, in two places. b3: Heat, or (assumed tropical:) cold, or a wind, or some other cause of mischief or harm, that burns, or (assumed tropical:) nips, shrinks, shrivels, or blasts, (يُحْرِقُ,) herbage. (TA.) A2: Also i. q. ↓ مُحْرَقٌ, [i. e. Burnt,] (Mgh, Msb,) and so ↓ مَحْرُوقٌ: (TA:) pl. of the first حَرْقَى; like قَتْلَى and جَرْحَى, pls. of قَتِيلٌ and جَرِيحٌ. (Mgh.) Thus, in a trad., الحَرِيقُ شَهِيدٌ [The burnt is a martyr]: (Mgh:) or ↓ الحَرِقُ, i. e. he who falls into fire, and takes fire and burns. (TA.) A3: The grating sound of the dogtooth by reason of anger, or rage; as also ↓ حُرُوقٌ. (TA.) حُراقَةٌ: see حُرَاقٌ.

حَرُوقَةٌ: see حَرِيقَةٌ.

حَرِيقَةٌ: see حُرْقَةٌ.

A2: Also, (Yaakoob, S, K,) and ↓ حَرُوقَةٌ, (K,) A kind of food, (K,) thicker than what is termed حَسَآء; (Yaakoob, S, K;) like نَفِيتَة: (S:) or water, (K,) i. e. hot water, (TA,) upon which a little flour is sprinkled, and which swells, or becomes inflated, in boiling, (K, TA,) and becomes of a whitish dust-colour: it is licked up with the tongue: and is also called تفيتة: they made use of it in hard and dear times, and when the cattle were lean, and when the season was severe: (TA:) or it was made by sprinkling flour upon water or fresh milk until it swelled, and became [like] what is termed حساء: a man used to satisfy his household with it when fortune overcame him: and it is also called نفيتة: (ISk, Az, TA:) pl. حَرَائِقُ. (S.) One says, وَجَدْتُ بَنِى

فُلَانٍ مَا عَيْشٌ إِلَّا الحَرَائِقُ [I found the sons of such a one having no means of subsistence other than the messes of the kind called حرائق]. (S.) حَرُوقَآءُ: see حُرَاقٌ.

حُرَّاقٌ: see حُرَاقٌ, in two places: A2: and see also مَحْرُوقٌ, in two places.

حَرُّوقٌ: see حُرَاقٌ.

حَرَّاقَةٌ A kind of ship, (Lth, S, K, *) [built] at El-Basrah, (K,) in which are engines for throwing fire upon the enemy at sea, or on a large river: (Lth, S, K:) accord. to some, such an engine itself: (ISd, TA:) accord. to the A, [a bark;] a light-going skip: (TA:) [it is often used in this last sense in post-classical works:] pl. حَرَّاقَاتٌ (K) [and حَرَارِيقُ]. b2: Also the former pl., The places of those who fry [meat &c.], and of the makers of charcoal: (Lth, K:) of the dial. of the people of El-Basrah. (Lth, TA.) حُرَّاقَةٌ: see حَرِقٌ: A2: and see also حُرَاقٌ.

حَارِقَةٌ The act of copulation upon the side. (Z, TA.) [See 3.]

حَارِقَةٌ: see حَرَقٌ, in two places.

A2: الحَارِقَتَانِ The heads [of the bones] of the two thighs, in the two hips: or two sinews in the two hips: (S, K:) when these are severed, the man walks upon the extremities of his toes, and cannot do otherwise: when one so walks by choice, you say that he is مُكْتَامٌ, part. n. of اِكْتَامَ: (IAar, TA:) the حارقة is also explained as being the sinew that connects the thigh and the hip: or the sinew that connects the head [of the bone] of the thigh and that [of the bone] of the upper arm, which turn in the صَدَفَة [or socket] of the hip and of the shoulderblade: when it is severed, it never unites: or a sinew in the خُرْبَة [or socket of the hip], that suspends [the bone of] the thigh to the hip, and by means of which the man walks: it is said that when the حارقة is displaced, the man becomes lame. (TA.) b2: Also, the sing., The side of the body. (AHeyth, TA.) حَارُوقَةٌ: see حَرِقٌ.

مُحْرَقٌ: see حَرِيقٌ.

المُحَرِّقُ A certain idol, of Bekr Ibn-Wáïl, (K,) which was in Selmán. (TA.) مَحْرُوقٌ: see حَرِيقٌ.

A2: Having his حَارِقَة [q. v.] severed; (S, TA;) as also ↓ حَرِقٌ; which latter is [said to be] the more common: (TA:) [but this I doubt:] or, as some say, (S,) having his kip dislocated: (S, K:) [pl. of the latter, deviating from rule, ↓ حُرَّاقٌ, occurring in a verse below.] The ràjiz says, (S,) namely, Aboo-Mohammad El-Hadhlamee, (TA,) describing a pastor, (S,) يَظَلُّ تَحْتَ الفَنَنِ الوَرِيقِ يَشُولُ بِالمِحْجَنِ كَالمَحْرُوقِ

[He continues, or continues during the day, beneath the leafy branch, raising the crookedheaded stick, like the محروق]: i. e. he stands upon one leg, stretching himself up towards the branches, and drawing them to him with the محجن, and shaking off their leaves for the camels: (S, TA:) or he stands upon the extremities of his toes, [see حَارِقَةٌ,] in order to reach the branch and bend it to his camels. (ISd, TA. But see another meaning of the last word, below.) And another says, هُمُ الغِرْبَانُ فِى حُرُمَاتِ جَارٍ

الوُرُوكِ ↓ وَفِى الأَدْنَيْنَ حُرَّاقُ [They are like the crows in respect of the sacred rights of a neighbour; and in respect of inferiors, like those who are dislocated in the hips, or who have the sinews of the hip-joints severed]: i. e., when a neighbour having a sacred right to respect alights among them, they are like the crow, which loaths not the gall on the back nor that which is unclean; and in wrongful treatment of their inferiors, like the محروق, who walks with an inclining of the body (يَمْشِى مُتَجَانِفًا); and they abstain from aiding and defending them. (S, TA.) A3: Accord. to Ibn-'Abbád, in the saying of the rájiz cited above, it means (TA) The iron instrument with which one roasts meat; syn. سَفُّود. (K, TA.)

حرق: الحَرَقُ، بالتحريك: النار. يقال: في حَرَقِ الله؛ قال:

شدّاً سَريعاً مِثلَ إضرامِ الحَرَقْ

وقد تَحرَّقَتْ، والتحريقُ: تأْثيرها في الشيء. الأَزهري: والحَرَقُ من

حَرَق النار. وفي الحديث: الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَقُ شهادة. ابن

الأَعرابي: حرَقُ النار لهَبُه، قال: وهو قوله ضالَّةُ المُؤمِن حرَقُ النارِ

أي لَهَبُها؛ قال الأَزهري: أَراد أَن ضالةَ المؤمن إذا أَخذها إنسان

ليتملَّكها فإنها تؤدّيه إلى حرَق النار، والضالةُ من الحيوان: الإبل

والبقر وما أشبهها مما يُبْعِد ذهابه في الأَرض ويمتنع من السِّباع، ليس لأَحد

أَن يَعْرِض لها لأَن النبي، صلى الله عليه وسلم، أوعد مَن عرض لها

ليأْخذها بالنار. وأحْرقَه بالنار وحَرَّقه: شدّد للكثرة. وفي الحديث:

الحَرِقُ شهيد، بكسر الراء، وفي رواية: الحَريقُ أي الذي يقَع في حرَق النار

فيَلْتَهِب. وفي حديث المُظاهِر: احْتَرَقْت أي هلكْت؛ ومنه حديث

المُجامِع: في نهار رمضان احْترقْت؛ شبها ما وقَعا فيه من الجِماع في المُظاهرة

والصَّوْم بالهَلاك. وفي الحديث: إنه أُوحي إليَّ أن أُحْرِقَ قريشاً أَي

أُهْلِكَهم، وحديث قتال أَهل الردة: فلم يزل يُحَرِّقُ أعْضاءهم حتى

أدخلهم من الباب الذي خَرجوا منه، قال: وأُخذ من حارقة الوَرِك، وأَحرقته

النار وحَرّقَتْه فاحترق وتحرّقَ، والحُرْقةُ: حَرارتها. أبو مالك: هذه نارٌ

حِراقٌ وحُراق: تُحْرِق كل شيء. وأَلقى الله الكافر في حارِقَتِه أي في

نارِه؛ وتحرّقَ الشيءُ بالنار واحْترقَ، والاسم الحُرْقةُ والحَريقُ. وكان

عمرو بن هِند يلقَّب بالمُحَرِّق، لأنه حرَّق مائة من بني تميم: تسعة

وتسعين من بني دارِم، وواحداً من البَراجِم، وشأْنه مشهور. ومُحَرِّق

أَيضاً: لقب الحرث بن عمرو ملِك الشام من آلِ جَفْنةَ، وإِنما سمي بذلك لأَنه

أَوّل من حرَّق العرب في ديارهم، فهم يُدْعَوْن آلَ مُحَرِّق؛ وأَما قول

أسودَ بن يَعْفُر:

ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ،

تركوا منازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟

فإنما عنى به امرأَ القيس بن عمرو بن عَدِيّ اللخْمِيّ لأنه أَيضاً

يُدعَى محرّقاً. قال ابن سيده: محرِّق لقب ملِك، وهما مُحرِّقان: محرّق

الأَكبر وهو امرؤ القيس اللخمي، ومحرّق الثاني وهو عَمرو بن هند مُضَرِّطُ

الحجارة، سمي بذلك لتحريقه بني تميم يوم أوارةَ، وقيل: لتحريقه نخل

مَلْهَمٍ.والحُرْقةُ: ما يجده الإنسان من لَذْعةِ حُبّ أو حزن أو طعم شيء فيه

حرارة. الأَزهري عن الليث: الحُرقة ما تجد في العين من الرمَد، وفي القلب من

الوجَع، أو في طعم شيء مُحرِق.

والحَرُوقاء والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ: ما يُقْدَح به النار؛

قال ابن سيده: قال أبو حنيفة هي الخُرَقُ المُحرًقة التي يقع فيها

السّقْط؛ وفي التهذيب: هو الذي تُورَى فيه النارُ. ابن الأَعرابي: الحَرُوقُ

والحَرُّوقُ والحُراقُ ما نتقت به النار من خِرْقة أو نَبْجٍ، قال:

والنَّبْجُ أصُول البَرْدِيّ إذا جفّ. الجوهري: الحُراق والحُراقة ما تقع فيه

النارُ عند القَدْح، والعامة تقوله التشديد. قال ابن بري: حكى أبو عبيد في

الغريب المصنف في باب فَعُولاء عن الفراء: أنه يقال الحَرُوقاء للتي

تُقْدَحُ منه النار والحَرُوقُ والحُرّاقُ والحَرُّوقُ، قال: والذي ذكره

الجوهري الحُراقُ والحُراقةُ فعدَّتها ست لغات.

ابن سيده: والحَرّاقاتُ سفُن فيها مَرامِي نِيران، وقيل: هي المَرامِي

أنفُسها. الجوهري: الحَرّاقة، بالفتح والتشديد، ضرب من السفن فيها مرامي

نيران يُرمى بها العدوّ في البحر؛ وقول الراجز يصف إبلاً:

حَرًقَها حَمْضُ بِلادٍ فِلِّ،

وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتَقِلِّ،

فما تكادُ نِيبُها تُوَلِّي

يعني عَطًشها، والغَتْم: شدّة الحرّ، ويروى: وغَيم نجم، والغَيْم:

العطَش. والحَرّاقات: مواضع القَلاَّيِينَ والفَحّامِين. وأَحْرِقْ لنا في هذه

القصَبَةِ ناراً أي أقْبِسْنا؛ عن ابن الأَعرابي.

ونارٌ حِراقٌ: لا تُبْقي شيئاً. ورجل حُراق وحِراق: لا يبقى شيئاً إلا

أفسده، مثل بذلك، ورَمْيٌ حِراقٌ: شديد، مثل بذلك أيضاً.

والحَرَقُ: أن يُصيب الثوبَ احْتِراقٌ من النار. والحَرَقُ: احْتراق

يُصِيبُه من دَقِّ القَصّار. ابن الأَعرابي: الحَرَق النَّقْب في الثوب من

دق القَصّار، جعله مثل الحرَق الذي هو لهَب النار؛ قال الجوهري: وقد

يسكَّن. وعِمامة حَرَقانِيّة: وهو ضرب من الوَشْي فيه لون كأَنه مُحْترِق.

والحرَقُ والحَريقُ: اضْطِرام النار وتَحَرُّقها. والحَرِيقُ أَيضاً:

اللَّهَب؛ قال غَيْلانُ الربعي:

يُثِرْنَ، من أَكْدَرِها بالدَّقْعاء،

مُنْتَصِباً مِثْلَ حَرِيقِ القَصْباء

وفي الحديث: شَرِبَ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الماء المُحْرقَ من

الخاصِرةِ؛ الماء المُحرَقُ: هو المُغْلى بالحَرَق وهو النار، يريد أنه

شربه من وجَع الخاصِرةِ.

والحَرُوقةُ: الماء يُحْرَق قليلاً ثم يُذَرُّ عليه دقِيق قليل فيتنافَت

أي يَنتفخ ويتقافَز عند الغَليانِ.

والحَرِيقةُ: النَّفِيتةُ، وقيل: الحَرِيقةُ الماء يُغْلى ثم يذرُّ عليه

الدقيق فيُلْعَق وهو أغلظ من الحَساء، وإنما يستعملونها في شدّة الدهْر

وغَلاء السِّعر وعجَفِ المال وكلَب الزمان. الأَزهري: ابن السكيت

الحَرِيقة والنَّفِيتة أَن يُذرّ الدقيق على ماء أَو لبن حليب حتى يَنْفِت

يُتحسَّى من نَفْتها، وهو أَغلظ من السَّخينة، فيوسّع بها صاحب العِيال على

عِياله إذا غلبه الدهر. ويقال: وجدت بني فلان ما لهم عيش إلاَّ

الحَرائقُ.والحَرِيقُ: ما أَحرقَ النباتَ من حر أَو برد أَو ريح أو غير ذلك من

الآفات، وقد احترقَ النَّبات. وفي التنزيل: فأَصابها إعصار فيه نار فاحترقت.

وهو يَتحرَّقُ جُوعاً: كقولك يَتضرَّم. ونَصل حَرِقٌ حديد: كأََنه ذو

إحراق، أَراه على النسب؛ قال أَبو خراش:

فأَدْرَكَه فأَشْرَعَ في نَساه

سِناناً، نَصْلُه حَرِقٌ حَدِيدُ

وماء حُراقٌ وحُرّاقٌ: مِلْح شديدُ المُلُوحةِ، وكذلك الجمع. ابن

الأَعرابي: ماء حُراق وقُعاعٌ بمعنى واحد، وليس بعد الحُراقِ شيء، وهو الذي

يُحَرِّق أوبار الإِبل.

وأَحْرَقَنا فلان: بَرَّح بنا وآذانا؛ قال:

أَحْرَقَني الناسُ بتَكْلِيفِهمْ،

ما لَقِيَ الناسُ من الناسِ؟

والحُرْقانُ: المَذَحُ وهو اصْطِكاكُ الفخِذين. الأَزهري: الليث

الحَرْقُ حَرْق النابَيْن أَحدهما بالآخر؛ وأنشد:

أبى الضَّيْمَ، والنُّعمانُ يَحرِق نابَه

عليه، فأفْصى، والسيوفُ مَعاقِلُه

وحَريقُ النابِ: صَريفُه. والحَرْقُ: مصدر حَرَقَ نابُ البعير. وفي

الحديث: يَحْرقُون أَنيابهم غَيْظاً وحَنَقاً أي يَحُكُّون بعضها ببعض. ابن

سيده: حرَق نابُ البعير يَحْرُقُ ويَحْرِقُ حرْقاً وحَريقاً صرَف بِنابِه،

وحرَق الإنسانُ وغيرُه نابَه يَحرُقه ويَحْرِقُه حرْقاً وحَرِيقاً

وحُروقاً فعل ذلك من غَيْظ وغضَبٍ، وقيل: الحُروق مُحْدَث. وحرَق نابَه

يَحْرُقه أي سحَقه حتى سُمع له صَريفٌ؛ وفلان يحرُق عليك الأُرَّمَ غَيظاً؛ قال

الشاعر:

نُبِّئْتُ أحْماء سُلَيْمى إنما

باتُوا غِضاباً، يَحْرُقون الأُرَّما

وسَحابٌ حَرِقٌ أي شديد البرْقِ. وفَرس حُراقُ العَدْوِ إذا كان

يحتَرِقُ في عَدْوه.

والحارِقةُ: العصَبةُ التي تَجْمع بين رأْس الفخذ والوَرِك؛ وقيل: هي

عصبة متصلة بين وابلَتَي الفخذ والعَضُد التي تدور في صدَفة الورك والكتف،

فإذا انفصلت لم تلتئم أبداً، يقال عندها حُرِقَ الرجل فهو مَحْروق، وقيل:

الحارقةُ في الخُرْبة عصبة تُعلِّق الفخذ بالورك وبها يمشي الإنسان،

وقيل: الحارِقَتانِ عصَبتان في رؤوس أعالي الفخذين في أَطرافها ثم تدخلان في

نُقْرتي الوركين ملتزقتين نابتتين في النقرتين فيهما مَوْصِل ما بين

الفخذين والورك، وإذا زالت الحارقةُ عَرِجَ الذي يُصيبه ذلك، وقيل: الحارقة

عصبة أَو عِرْق في الرِّجل، وحَرِقَ حَرَقاً وحُرِقَ حَرْقاً: انقطعت

حارقته. الأَزهري: ابن الأَعرابي الحارقة العصبة التي تكون في الورك، فإذا

انقطعت مشى صاحبها على أَطراف أَصابعه لايستطيع غير ذلك، قال: وإذا مشى

على أَطراف أصابعه اختياراً فهو مُكتامٌ؛ وقد اكْتامَ الراعي على أطراف

أصابعه . . .

(* كذا بياض بالأصل.) أن يريد أن ينال أطراف الشجر بعصاه

ليَهُشً بها على غنمه؛ وأنشد للراجز يصف راعَّياً:

تَراهُ، تحتَ الفَننِ الوَريقِ،

يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ

قال ابن سيده: قال ابن الأَعرابي أخبر أنه يقوم على أطراف أصابعه حتى

يتناول الغصن فيُميله إلى إبله، يقول: فهو يرفع رجله ليتناول الغُصن البعيد

منه فيَجْذِبه؛ وقال الجوهري في تفسيره: يقول إنه يقوم على فَرْد رجل

يتطاول للأَفنان ويجتذبها بالمحجن فينفُضها للإبل كأنه مَحْروق. والحَرَقُ

في الناسِ والإبل: انقطاع الحارقة. ورجل حَرِقٌ: أكثر من مَحْروق؛ وبعير

مَحْروقٌ: أكثر من حَرِقٍ، واللغتان في كل واحد من هذين النوعين فصيحتان.

والحارقةُ أيضاً: عصَبة أو عِرْق في الرِّجل؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال

الجوهري: والمَحروق الذي انقطعت حارقته، ويقال: الذي زال وَرِكُه؛ قال

آخر:همُ الغِرْبانُ في حُرُماتِ جارٍ،

وفي الأَدْنَيْنَ حُرَّاقُ الوُرُوكِ

يقول: إذا نزل بهم جار ذو حُرمة أكلوا ماله كالغراب الذي لا يَعاف

الدَّبعر ولا القَذَر، وهم في الظُّلم والجَنَف على أدانِيهم كالمَحروق الذي

يمشي مُتجانِفاً ويَزهَد في مَعُونتهم والذبِّ عنهم.

والحَرْقُوَةُ: أعلى الحَلق أو اللَّهاة.

وحَرِقَ الشعرُ حَرَقاً، فهو حَرِقٌ: قَصُر فلم يطل أو انقطع؛ قال أبو

كَبير الهُذلي:

ذَهَبَت بَشاشَته فأَصْبَح خامِلاً،

حَرِقَ المَفارِقِ كالبُراءِ الأَعْفَرِ

البُراء: البُرايةُ وهي النُّحاتةُ، والأَعفرُ: الأَبيضُ الذي تعلوه

حُمرة. وحَرِقَ ريش الطائر، فهو حَرِقٌ: انْحصّ؛ قال عنترة يصف غراباً:

حَرِقُ الجَناحِ، كأنَّ لَحْيَيْ رأسِه

جَلَمانِ، بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ

والحَرَقُ في الناصيةِ: كالسّفى، والفعلُ كالفعل. وحَرِقَت اللِّحية فهي

حَرِقةٌ: قصُر شعر ذقَنها عن شعر العارِضين. أبو عبيد: إذا انقطع الشعر

ونَسَل قيل حَرِق يحرَقُ، وهو حَرِق، وفي الصحاح: فهو حَرِقُ الشعر

والجناح؛ قال الطِّرمّاح يصف غراباً:

شَنِجُ النِّسا حَرِقُ الجَناح كأنَّه،

في الدَّارِ إثْرَ الظَّاعِنينَ، مُقَيَّدُ

وحَرَقَ الحديدَ بالمِبْرَد يحْرُقه ويَحْرِقُه حَرْقاً وحَرَّقه: بردَه

وحَكَّ بعضَه ببعض. وفي التنزيل: لنُحَرِّقَنّه

(* قوله «وفي التنزيل

لنحرقنه إلخ» كذا بالأصل مضبوطاً. وعبارة زاده على البيضاوي: والعامة على

ضم النون وكسر الراء مشدّدة من حرقه يحرقه، بالتشديد، بمعنى أحرقه بالنار،

وشدّد للكثرة زالمبالغة، أو برده بالمبرد على أن يكون من حرق الشيء

يحرقه ويحرقه، بضم الراء وكسرها، إذا برده بالمبرد، ويؤيد الإحتمال الأول

قراءة لنحرقنه بضم النون وسكون الحاء وكسر الراء من الاحراق، ويعضد الثاني

قراءة لنحرقنه بفتح النون وكسر الراء وضمها خفيفة أي لنبردنه اهـ. فتلخص

أن فيه أربع قراءات). وقرئ لنُحَرِّقَنَّه ولنَحْرُقَنَّه، وهما سواء في

المعنى؛ قال الفراء: من قرأ لنحرُقنّه لنَبْرُدَنَّه بالحديد بَرْداً من

حرَقْتُه أحْرُقه حَرْقاً؛ وأنشد المُفَضَّل لعامر بن شَقِيق الضَّبي:

بذِي فَرْقَيْنِ، يَومَ بنو حَبيبٍ

نُيوبَهُم علينا يَحْرُقُونا

قال: وقرأ علي، كرم الله وجهه: لنحرُقنًه أي لنبرُدَنًه. وفي الحديث:

أنه نهى عن حَرْق النواة؛ هو بَرْدها بالمِبرد. يقال: حرَقه المِحْرقِ أي

برده به؛ ومنه القراءة لنُحَرِّقَنَّه، ويجوز أن يكون أراد إحراقها

بالنار، وإنما نهى عنه إكراماً للنخلة أو لأن النوى قُوتُ الدَّواجِن في

الحديث. ابن سيده: وحرّقه مكثّرة عن حَرَقه كما ذهب إليه الزجاج من أنّ

لنُّحَرِّقَنَّه بمعنى لنبرُدنَّه مرة بعد مرة، لأن الجوهر المبرود لا يحتمل

ذلك، وبهذا ردّ عليه الفارسي قوله.

والحِرْقُ والحُراقُ والحِراقُ والحَرُوقُ، كله: الكُشُّ الذي يُلْقَح

به النخل، أعني بالكُشّ الشِّمْراخَ الذي يؤخذ من الفحل فيُدَسُّ في

الطَّلْعة.

والحارِقةُ من النساء: التي تُكثر سَبَّ جارتِها. والحارِقةُ والحارُوق

من النساء: الضيّقةُ الفرج. ابن الأَعرابي: وامرأة حارِقةٌ ضيّقة

المَلاقي، وقيل: هي التي تَغْلِبها الشهوة حتى تَحْرُقَ أنيابَها بعضها على بعض

أي تحُكّها، يقول: عليكم بها

(* قوله «يقول عليكم بها» كذا بالأصل هنا،

وأورده ابن الأثير في تفسير حديث الامام علي: خير النساء الحارقة، وفي

رواية: كذبتكم الحارقة.) ومنه الحديث: وجدْتُها حارِقةً طارِقةً فائقةً.

وفي حديث الفتح: دخلَ مكةَ وعليه عمامة سَوداء حَرَقانِيّةٌ؛ جاء في

التفسير أنها السوداء ولا يُدرَى ما أصلُه؛ قال الزمخشري: هي التي على لون

ما أحرقته النار كأنها منسوبة بزيادة الأَلف والنون إلى الحرَق، بفتح

الحاء والراء، قال: ويقال الحَرْقُ بالنار والحَرَقُ معاً. والحَرَقُ من

الدّقِّ: الذي يَعْرِض للثوب عند دقّه، محرك لا غير؛ ومنه حديث عمر بن عبد

العزيز: أراد أن يَستبدل بعُمَّاله لِما رأى من إبطائهم فقال: أمّا عَدِيُّ

بن أرْطاة فإنما غرَّني بِعمامته الحَرَقانِيَّة السوداء.

وفي حديث عليّ، كرم الله وجهه: خير النساء الحارِقةُ؛ وقال ثعلب:

الحارقة هي التي تُقام على أربع، قال: وقال علي، رضي الله عنه: ما صَبَر على

الحارِقةِ إلا أسماء بنتُ عُمَيْسٍ؛ هذا قول ثعلب. قال ابن سيده: وعندي أنّ

الحارقة في حديث علي، كرم الله وجهه، هذا إنما هو اسم لهذا الضّرْب من

الجماع.

والمُحارَقةُ: المُباضَعةُ على الجَنب؛ قال الجوهري: المُحارَقة

المُجامَعة. وروي عن علي أنه قال: كذَبَتْكم الحارقة ما قام لي بها إلا أسماء

بنت عُميس، وقال بعضهم: الحارقةُ الإبْراكُ؛ قال الأَزهري في هذا المكان:

وأما قول جرير:

أَمَدَحْتَ، ويْحَكَ مِنْقَراً أَن ألزَقُوا

بالحارِقَيْنِ، فأرْسَلُوها تَظْلَعُ

ولم يقل في تفسيره شيئاً. وروي عن علي، عليه السلام، أنه قال: عليكم

بالحارقة من النساء فما ثبت لي منهن إلا أسماء؛ قال الأَزهري: كأنه قال

عليكم بهذا الضرب من الجماع معهن. قال والحارقةُ من السُبع اسم له. قال ابن

سيده: والحارقة السبع.

ابن الأَعرابي: الحَرْق الأَكل المُسْتَقْصى. والحُرْقُ: الغَضابى من

الناس. وحَرَقَ الرجلُ إذا

(* قوله «وحرق الرجل كذا إلخ» كذا ضبط في الأصل

بفتح الراء ولعله بضمها كما هو المعروف في أفعال السجايا.) ساء خُلقُه.

والحُرْقَتانِ: تَيْمٌ وسَعد ابنا قَيْسِ بن ثَعْلبة بن عُكابةَ بن صَعْب

وهما رَهط الأَعشى؛ قال:

عجبتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ، كأنّما

رأوْني نَفِيّاً من إيادٍ وتُرْخُمِ

وحَراقٌ وحُرَيْقٌ وحُرَيْقاء: أسماء. وحُرَيْقٌ: ابن النعمان بن

المنذر، وحُرَقةُ: بنته؛ قال:

نُقْسِمُ باللهِ: نُسْلِمُ الحَلَقَهْ،

ولا حُرَيْقاً، وأخْتَه الحُرَقَهْ

قوله نسلم أي لا نُسلم. والحُرَقةُ أيضاً: حيّ من العرب، وكذلك

الحَرُوقةُ. والمُحَرّقةُ: بلد.

حرق
حَرَقَه أَي: الحَدِيدَ بالمِجْرَدِ يَرُقُه حرْقاً، من حَدِّ نَصَرَ: إِذا بَرَدَه وحَكَّ بعضَه ببَعْض وَمِنْه قِراءَةُ عَليّ وابنِ عَباّسِ رضِىَ الله عَنْهُم، وَأبي جَعفر: لنَحْرُقنهُ وَالنُّون مُشَدَّدَةٌ، وَعَن أَبِي جَعْفر أَيْضا أَنَّ النوّنَ مُخَفَّفَةٌ، وَقَالَ الفرّاءُ: مَن قَرَأَ لنَحْرُقنَّه فالمَعْنَى: لنَبْرُدَنَّه بالحَدِيد بَرْداً، مِن حَرَقْتُه أَحرُقُه حرْقاً. ويُقالُ: حَرَقَ نابه يحرُقُه ويَحْرِقُه من حَدِّ نَصَر وضَرَب: إِذا سَحَقَه حَتَّى سُمِعَ لَهُ صَرِيفٌ وَمِنْه قولُهم: فلَان يحْرق عليكَ الأرَّمَ غَيظاً، قَالَ الراجِز: نُبِّئتْ أَحْماءَ سُلَيْمَى إَنما باتُوا غِضاباً يَحْرِقُونَ الأرِّمَا ويكُون تهديداً ووَعِيداً من فحولِ الإِبل خاصَةً، وقالَ ابنُ دُرَيد: وَهُوَ من النوق زَعمُوا من الإعياءَ، قَالَ زُهير:
(أَبي الضَّيمَ والنعمانُ يحرِقُ نابه ... عليهِ فأَفْضىَ والسُّيُوفُ مَعاقِلُهْ)
وجعَل ابنُ دُرَيدٍ الفعلَ للناب، فقالَ: حرَق نابُ البَعير يَحرُقُ، وصَرَفَ يَصْرفُ، وَفِي الأساسِ: وإِنّه ليَحرْقُ عليكَ الأرَّمَ، أَي: يسحَقُ بعضَها ببَعْض، كفِعْل الحارِقِ بالمبْرَد وَهَذَا يفْهمُ مِنْهُ أَنَّ حَرْقَ الناب مأخوذَ من حَرْقِ الحَدِيد، كَمَا هُوَ صَرِيحُ كَلَام الجَوْهرِيِّ، فإِنه قَالَ: وَمِنْه حرَقً نابَه إِلى آخرِه. والحارِقَتانِ: رُؤُوسُ الفَخِذَيْنِ فِي الوَرِكَيْنِ، أَو هما عَصَبَتانِ فِي الوَرِكِ إِذا انْقَطَعَتا مَشىَ صاحبُهما عَلَى أَطْراف أَصابِعِه لَا يَسْتَطِيعُ غيرَ ذَلِك، عَن ابْنِ الأَعْرابِيِّ، قالَ: وإِذا مَشَى على أَطْرافِ أَصابِعِه اخْتِياراً فَهُوَ مِكْتامٌ، وَقد اكْتامَ الرّاعِي، وقالَ غيرُه: الحارِقَةُ: العَصَبَةُ الَّتِي تَجمع بينَ الفخِذِ والوَرِكِ. وقِيلَ: هِيَ عَصَبَة مُتَّصِلَةٌ بينَ وابِلَتَي الفَخِذِ والعَضُدِ الَّتِي تَدُورُ فِي صَدَفَةِ الوَرِكِ والكَتِفِ، فإِذا انْفصلتْ لم تَلْتَئم أَبَداً، وقِيلَ: هِيَ فِي الخُربة تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِكِ، وبِها يَمْشِي الإِنْسانُ، وقِيلَ: إِذا زالَت الحارِقَةُ عَرِج الإِنْسانُ. والمَحْرُوقُ: الَّذِي انْقطَعت حارِقَته وَقد حُرِقَ كعُنِيَ، أَو الّذِي زالَ وَرِكُه وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي لأَبِي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ يصفُ راعِياً: يظل تَحتَ الفَنَنِ الوَرِيقِ يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ يَقُول: إِنّه يَقُوم على فَرْدِ رِجْلٍ يَتَطاوَلُ للأفْنانِ، ويَجْتَذِبها بالمِحْجَنِ، فيَنْفُضُها للإِبِلِ، كأَنّه)
محْرُوقٌ، وقالَ ابْن سِيدَه: أَخْبَرَ أَنه يقُوم بأَطْرافِ أصابِعِه حَتّي يَتَناولَ الغُصْنَ، فيُميلَه إِلى إِبِلِه، يَقُولُ: فَهُوَ يَرْفَعُ رِجْلَه ليَتَناوَلَ الغصْنَ البَعِيدَ مِنْهُ، فيَجْذِبَه. وقالَ ابنُ عَبّاد: المَحْروقُ فِي الرَّجَزِ: السَّفُّودُ. والحارِقَةُ: النارُ يَقُول: أَلْقَى اللهُ الْكَافِر فِي حارِقَتِه، أَي: فِي نارِه. قالَ ابنُ دُرَيْدِ: وقَوْل على كَرَّمَ الله وَجْهَه: كذَبَتكُم الحارِقَةُ وقولُه: عليكُم بالحارِقَةِ قالَ ابنُ الأَعرابي: هِيَ المَرْأَةُ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي وَمِنْه الحَدِيثُ الآخَر: وجَدْتها حارقَةوَمَا أَشْبَهَها مِمَّا يَبْعُدُ ذَهابُه فِي الأَرْضِ، ويمْتَنع من السِّباعِ.
والحَرَقُ: أَثر احتِراقٍ يُصِيبُ من دَقِّ القَصّارِ ونَحوِه فِي الثَّوْبِ وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: الحَرَقُ: النقْبُ فِي الثَّوْبِ من دَقِّ القصّارِ، جَعَلَه مثل الحَرَقِ الّذِي هُوَ لَهَبُ النارِ، قَالَ الجوهرِيُّ: وَقد يسَكَّنُ، ونَقله الصاغانِيُّ عَن ابنِ دُرَيدٍ: وَلَا أَدْرِى مَا صِحَّتُه، قَالَ: وَهُوَ كلامٌ عَرَبِيٌ معروفٌ.)
وَفِي الحديثِ: أَنّه دَخَلَ مَكَّةَ يومَ الفتحِ، وَعَلِيهِ عِمامَةٌ سَوْدَاء: حَرَقانِيَّة قد أَرْخَى طَرَفَها على كَتِفَيْهِ، وَهِي مُحَركَة: الَّتِي على لَوْنِ مَا أَحرَقته النارُ كَأَنَّهَا مَنْسُوبةٌ بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ إِلى الحَرَقِ، أَي: النارِ. وحَرِقَ شَعْرُه، كَفِرحَ حَرَقاً: تقطَّعَ ونسَلَ، فَهُوَ حَرِقُ الشَّعَرِ وكذلِكَ الجَناح، وَذَلِكَ إِذا قَصُرَ وَلم يطُلْ، أَو انْقطع، وَمِنْه قولُ أَبي كَبِير الهذَلِي:
(ذَهَبَتْ بشَاشَتُه فأَصْبَحَ واضِحاً ... حرِقَ المَفارِقِ كالبُراءَ الأَعْفَرِ)
هَكَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهرِيُّ وقيلَ: الحَرِقُ ككَتِفٍ: الرَّجلُ المُشَققُ الأَطْرافِ وَمِنْه قَوْلُ الطِّرِمّاح يَصِف غراباً:
(شَنِجُ النَّسا حَرِقُ الجَناح كأَنَّه ... فِي الدّارِ إِثْرَ الظّاعِنِينَ مُقيَّدُ)
هَكَذَا أَنشَدَه الجَوْهَرِيُّ، ويروي: أَدْفَى الجَناح وَهَذِه أَشهرُ وأَكْثَرُ. والحَرِقُ من السَّحابِ: الشَّدِيدُ البَرْقِ نَقله الجوهريُ. والحَرُوقُ كشَكُورٍ، وتنُّورٍ، وجَلُولاءَ، وكُناسَة، وغُرابٍ، وتَشْدِيدُهُما فَهِيَ سَبع لغاتٍ: الأولى وَالثَّانيَِة عَن الفَرّاءَ، كَمَا فِي العُباب، والثالثةُ نقلهَا ابْن برَي، قَالَ: حَكَاهَا أَبو عبَيْدِ فِي المُصنَّفِ فِي بَاب فعولاءَ عَن الفرّاءِ أَو تَشْدِيد الأولى من الأَخيرَتَيْنِ لحنٌ وَفِي العبابِ: والعامَّةُ تَقول: الحراقُ والحُراقةُ بالتشديدِ: مَا يَقع فِيهِ النارُ عِنْد القَدْحِ وَقَالَ ابْن سيِدَه: وقالَ أَبو حنيفَة: هِيَ الخرَقُ المُحْرَقَةُ الَّتِي يَقَع فِيهَا السَّقط، وَفِي التَّهذِيب: هُوَ الَّذِي تورى فِيهِ النَّار.
والحَراقُ كسحَابٍ: اسْم رجل. والحُراقُ كغرابِ، من المِياهِ: الزُّعاقُ، وَهُوَ الشَّديد الملوحة قَالَه الجَوْهَرِيُّ ويُشدَّد وكذلِكَ الجَمْعُ، كأَنّما يُحرِقُ حلْقَ الشارِبِ، وَقَالَ ابنُ الأَعرابيَ: مَاء حراق وقُعاع بِمَعْنى واحِد، وَلَيْسَ بعدَ الحراقِ شيءٌ، وَهُوَ الَّذِي يَحْرِقُ أَوبارَ الإبِل. والحُراقُ من الخَيلِ: العَدّاءُ وذلِكَ إِذا كانَ يحتَرِق فِي عدْوِهِ. وَقَالَ ابنُ عَبادِ: الحُراقُ: مَنْ يفْسدُ فِي كُل شَيْء، كالحِراقِ بالكسرِ هَكَذَا هُوَ نَصّ المُحيطِ، وَفِي بعض النُّسخِ: من يُفِيد كلَّ شيءِ، وَالْأولَى الصَّوَاب. قلتُ: وَهُوَ قولُ ابنِ الأَعْرابيِّ، ونَصّه: رَجُلٌ حِراقٌ، بِالْكَسْرِ: لَا يُبْقى شَيْئا إِلاّ أَفْسده، مُثلَ بنارٍ حراقٍ. والحُراقَ: الجُش الّذِي يُلْقَحَ بِهِ النخلُ، كالحِرْقِ والحِراق بكسرِهما والحَرَقُ مُحَرَّكَةً، وكصَبُورٍ، ويُضَمُّ فَهِيَ سِتُّ لغاتٍ، الثانيةُ مِنْهَا تَقدَم ذِكرها. ونارٌ حراقٌ، ككتاب: لَا تبْقي شَيْئاً عَن ابْنِ الأَعْرابي، وَقَالَ أَبو مالكٍ: تحرِقُ كُلَّ شيءَ، وضَبَطَه بِالْكَسْرِ وبالضم. ورَمْىٌ حِراقٌ بالكسرِ أَيْضاً، أَي: شَدِيد. وَيُقَال: فِي جَوْفِه حَرقَةٌ بالفَتْح عَن الفَرّاءِ فِي نَوادِرِه ويضمّ، وحَرِيقَةٌ كسَفِينَةِ، أَي: حَرارَةٌ. والحَرّاقاتُ، مُشَدَّدَةً: مواضِع القلايِينَ والفَحّامِينَ)
بلُغَةِ أَهل البَصْرَةِ، قَالَه اللَّيْث. قالَ: والحَرّاقات: سُفنٌ بالبَصْرةِ، وفيهَا مَرامِي نِيرانِ يُرْمى بهَا العَدُوُّ فِي البَحْرِ، وَقيل: هَي المرامِى أَنْفُسُها، قالَه ابنُ سِيدَه، وَفِي الأساسِ: يُقال: ركِبُوا فِي الحَرّاقَةِ، وَهِي سَفِينَة خَفِيفَةُ المرِّ. قلتُ: وَمِنْه قَوْلُه: عَجِبتُ لحُرّاقةِ ابنِ الحُسَيْنِ إِلى آخرِه.
والحُرْقَةُ، بالضَّمِّ: اسمٌ من الاحْتِراقِ كالحَرِيقِ كأَمِيرٍ، وقولُه تَعَالَى: فلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُم عَذَاب الحَرِيقِ أَي: لَهُم عذابٌ بكُفْرِهِم، وعَذابٌ بإِحْراقِهم المؤْمِنينَ. والحرْقَة: حَيّ من قضاعَةَ قالَ ابْن حَبيب: هُوَ حُرْقَة بنُ خُزَيْمَةَ ابْن نهْدٍ، وَالَّذِي ضَبَطَه ابنُ عبّادٍ الحُرُقَةُ، بضمَّتَيْنِ، كَمَا نَقله عَنهُ الصّاغانِيُّ، وَالَّذِي فِي التَّبْصِيرِ لِلْحَافِظِ أَنَّه كهُمَزةِ، وَضَبطه ابنُ ماكُولا بالضمِّ بالفاءَ، وهذَا غَريبٌ، فتَأَمل ذلِك. والحُرَقَةُ كهُمَزَة: بنتُ النعْمانِ ابنِ المُنْذِرِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والحُرَقَةُ من السُّيوفِ: الماضِيَةُ، كالحُرّاقَةِ. والحارُوقَةِ كرُمّانة ومامُوسة عَن ابنِ عبّادِ. والحُرْقَتان: تَيْمٌ وسَعْدٌ ابْنا قَيْسِ ابنِ ثَعْلَبَةَ بنِ المُنْذِرِ بن عُكابَةَ بن صَعْبٍ، هكَذا فِي سائِر النُّسَخ، والصوابُ ثَعلَبَةُ بنُ عُكابَة، بإِسقاطِ المنذِرِ من بَينهمَا، كَمَا هُوَ نصُّ الصِّحاح وِالعُبابِ قَالَ الصاغانِيّ: والدَتُهُما بنت النُّعْمان ابنِ المُنْذِرِ بنِ ماءَ السّماءَ، ونَصُّ العُباب: وحُرَقَةُ: امرأَةٌ وَلَدَت هذَيْن، وَهِي بنتُ النعْمانِ إِلى آخرِه، قَالَ ابْن سِيدَه: وهُما رَهْطُ الأعْشَى، قَالَ:
(عَجِبْتُ لآلِ الحُرْقَتَيْنِ كأنَّما ... رَأَوْني نَفِياً من إيادِ وتُرْخُم)حُرَقَة وَمِنْه قَوْلُ هانِئ بنِ قَبِيصَةَ يَوْم ذِي قار: آلَيْتُ باللهِ نُسْلِمُ الحَلَقَه وَلَا حريقاً وَأُخْته حرقه والحَرْقُوَةُ، كترْقُوَةِ: أَعْلَى اللَّهاةِ من الحلْق نَقله الصّاغانِيُّ، وَفِي اللِّسانِ: أعْلَى الحَلْقِ أَو اللَّهاةِ.
ورَجُل حرَقْرِيقةٌ أَي: حَديدٌ عَن ابنِ عَبّادً. والحارِقُ: سِنُّ السبُع هكَذا فِي سَائِر النّسخ، والصّوابُ: مِنَ السَّبُع فَفِي التَّهْذِيب: الحارِقَةُ من السَّبُع: اسمٌ لَهُ، وَفِي المُحكم: الحارقَةُ: السَّبُع، وَفِي العُبابِ مثلُ مَا فِي التَّهْذِيب. وحرقَهُ بالنّارِ، يَحرِقُه حَرْقاً، فَهُوَ محرُوقٌ وأحرَقَه، ُوحَرقَه تَحْرِيقاً بِمَعْنى وَاحِد، الأخيرُ للتكْثِير، وَفِي الحَدِيث: نهى عَن حرْقِ النًّواةِ قيل: هُوَ بَرْدُها بالمِبْرَدِ، وقِيلَ: إِحْراقُها بالنارِ، إِكراماً للنَّخْلَةِ، أَو لأَنَّها قُوتُ الدَّواجِن، وَقَالَ ابنُ سيِدَه: ولَيْسَت حَرَّقَهُ مُكَثَّرَةً عَن حَرَقَه، كَمَا ذَهَبَ إِليه الزَّجّاجُ فِي قَوْله تَعالَى لنُحَرِّقَنَّهُ بمَعْنَى لنَبْرُدَنَّه مرَّةً بعدَ مَرَّةٍ، ورَدَّ عَلَيْهِ الفارِسيُّ بقولِه: إِنَّ الخوْهَرَ المَبْرُودَ لَا يَحْتَمِلُ ذلِكَ فاحْتَرَقَ وتحَرَّقَ وهما مُطاوِعان، والاسمُ مِنْهُمَا الحُرْقة والحَرِيقُ. والمحَرِّق كمُحَدِّث: صَنَم لبَكْرِ بنِ وَائِل كانَ بسَلْمانَ. والمحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ، والشّاعِرُ اللَّخْمِيُّ هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ بإِسقاطِ الواوِ، فَفِي العُباب: والمُحَرِّقُ اللَّخْمِي: شاعرٌ أَيْضا، وَهُوَ المُحَرِّقُ بنُ النُّعْمانِ بنِ المنْذِرِ.
والمُحَرِّقُ أَيضاً: لَقَب عُمَارة ابْن عَبْدٍ الشّاعِر المَدَنِيّ كَذَا فِي النُّسَخ، والصوابُ المُزَنِيُّ. وأَيضاً لَقبُ عَمْرو بن هِنْد، لأَنّه حرًّقَ مائَة من بني تَمِيمٍ يومَ أوارَةَ، تِسْعَة وتسْعِينَ من بَنِي دارِم، وواحداً من البَراجم، كَمَا فِي الصِّحاح وَيُقَال لَهُ: المُحَرًّقُ الثانِي، ويُقال لَهُ أَيضاً: مُضَرِّطُ الحِجارَة، وَقيل: لتَحْرِيقِه نَخلَ مَلْهَمٍ، كَمَا فِي المُحْكَم، وشَأنه مَشهور. وَأَيْضًا لقبُ الحارِث بن عَمْرٍ ومَلِك الشّام من آل جَفْنَةَ لأَنّه أَوَّلُ من حَرَقَ العَرَبَ فِي دِيارِهم، فهم يُدْعَوْنَ آلَ مُحَرِّقٍ كَمَا فِي الصًّحاحِ. وأَيضاً: لَقبُ امْرئَ الْقَيْس ابْن عَمْرو بنِ عَدِي اللخميِّ، وَهُوَ المُحَرِّقُ الأَكْبَرُ)
وهُو المُرادُ فِي قَوْلِ الأَسْوَدِ بنِ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيِّ:
(مَاذَا أؤَمِّلُ بعدَ آل مُحَرِّقٍ ... تَرَكُوا مَنازِلَهُم وبَعْدَ إِيادِ)
كَمَا فِي الصِّحاح. والمُحَرَّقَةُ، كمعَظَّمَة: ة، باليمامةِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ: هِيَ قُرّان. وحَرَّق المَرْعَى الإِبِلَ أَي: عَطَّشَها قَالَ أَبو صَالح الفَزارِيُّ: حَرَّقَها حَمْض بِلادِ فِلِّ وغَتْمُ نَجْمٍ غيرِ مُسْتقلِّ وقالَ آخر: حَرَّقَها وارِس عنْظُوانِ فاليومُ مِنها يومُ أَرْوِنان وحارقها مُحارَقَةً جامَعها على الجنبِ نَقله الْجَوْهَرِي.
وَمِمَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: التَّحْرِيقُ: تَأْثِيرُ النّارِ فِي الشَّيءَ، وَفِي الحَدِيثِ: الحَرِقُ شَهِيدٌ هُوَ بكسرِ الرّاءَ: الَّذِي يَقَعُ فِي النَّارٍ فيَلْتَهِبُ، وَفِي حَدِيثِ المظاهِر: احْتَرَقْتُ أَي. هَلَكْتُ، وَمِنْه حَدِيثُ المُجامع فِي رمضانَ احْتَرَقْتُ أَي: هَلَكْتُ، شبها مَا وَقَعا فِيهِ من الجِماع فِي المُظاهَرةِ والصَّوْم بالهَلاكِ. وأَحْرَقَه: أَهْلَكَه. والحُرْقَةُ، بالضَّم: مَا يَجِدُه الإِنْسانُ من لَذْعَةِ حب أَو حُزْن، أَو طَعْم شَيء فِيهِ حرارة. وَقَالَ الأَزْهَرِيُّ عَن اللَّيثِ: الحُرْقَةُ: مَا تَجِدُ فِي العَيْنِ من الرَّمَدِ، وَفِي القلْبِ من الوَجَعَ، أَو فِي طَعم شَيْء محرِق. وأَحْرِقْ لنا فِي هذِه القصَبَةِ نَارا، أَي: أَقْبِسْنا، عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. والحريق: مَا أَحرَقَ النَباتَ من حَر أَو بَردْ أَو رِيحٍ، أَو غيرِ ذلِك من الآفاتِ. وَقد احْترَقَ النباتُّ. وَيُقَال: هُوَ يَتَحَرَّقُ جوعا، كَقَوْلِك: يَتَضَرَّمُ. ونَصْلٌ حَرِقٌ، ككَتفٍ، أَي: حَدِيدٌ، كأَنَّه ذُو إِحْراقٍ، أراهُ على النَّسَبِ قَالَ أَبُو خِراشً:
(فأَدْرَكَهَ فأَشْرَعَ فِي نساهُ ... سِناناً نَصْله حَرِقٌ حَدِيدُ)
وأَحْرَقَنا فُلانٌ، أَي: برَّحَ بِنَا، وآذانَا، قَالَ:
(أَحْرَقَنِي النّاس بتَكْلِيفِهم ... مَا لَقِي النَّاس من النَّاس)
حَرِيق النّابِ: صَرِيفُه غَيْظاً وحَنَقاً، وَكَذَلِكَ الحُرُوق بالضمَ. وحَرِقَ الرَّجُل حَرَقاً، كفَرِحَ: انْقطَعَتْ حارِقَتُه، فَهُوَ حَرِقٌ، وَهُوَ أَكْثَر من مَحْرُوقٍ. وحُرِقَ البَعِيرُ، كعُنِىَ، فَهُوَ مَحرُوقٌ، وَهُوَ أَكْثَرُ من حَرِقِ، واللُّغَتان فِي كُلِّ واحدٍ من هذَيْن النوْعَيْنِ صَحِيحتان فَصيحتان، وقولُ الشاعرِ:)
(هُمُ الغِرْبانُ فِي حُرُماتِ جارٍ ... وَفِي الأَدْنَينَ حُرّاقُ الوُرُوكِ) اقالَ الجَوْهَرِيُّ: يقولُ: إِذا نزَل بهم جِارًّ ذُو حُرْمَةِ أَكَلُوا مالَه، كالغُرابِ الَّذِي لَا يَعافُ الَدَّبَرَ وَلَا القَذَرَ، وهُمْ فِي الظلْم والجَنفِ على أدانِيهِم كالمحْروقِ الَّذِي يَمْشِي مُجانِفاً، ويزْهَدُ فِي معُونتهم، والذَّبِّ عَنْهُم. ورِيشٌ حَرِقٌ، ككتِف: مُنْحَص. والحَرَقُ فِي النّاصِيَة، كالسفىَ. وحَرِقَت اللحْيَةُ، فَهِيَ حَرِقةٌ: قَصُرَ شَعْرُ ذَقْنِها عَن شَعْرِ العارضينِ. وقالَ ابْن الأعْرابِيَ: الحرْقُ الأَكْلُ المُسْتَقْصى. َ والحرق، بالضمِّ: الغَضابى من النّاسِ. وحَرَقَ الرَّجُلُ: ساءَ خُلُقُه. وحَراقٌ، كسحابٍ، وحُرَيقاءُ، بالضمَ مَمْدُوداً: اسْمان. والحِرِّيقاءُ، بِالْكَسْرِ مَعَ التشْدِيد: المُباضعَة على الجَنْبِ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِي. والحُرْقَة، بالضمِّ: قَبيلَتان: فِي يشْكُرَ، وأخْرَى فِي تَمِيم هَكَذَا ذكره ابْن حَبِيب، وضَبَطَهن ابْن ماكُولا بِالْفَاءِ وَكَذَلِكَ الدَّارَقُطْنِيّ كَمَا نَقَله السُّهَيْلي فِي الرَّوْضِ، والسيُوطِيّ فِي اللُّبِّ، وَفِيه اخْتلافٌ طَوِيلُ الذَّيْلِ، لَيْسَ هَذَا مَحَلُّه. والمحَرَّقَةُ، كمُعَظَّمَةِ: قَرْيَةٌ بمِصْرَ، من أَعمَالِ الفَيوم، نسِبَ إِليها بعضُ الْمُحدثين. والمَحْرُوقة: قَرْيتانِ من أَعْمال بلبَيْس. والحرَقَةُ، كهُمزَة: ناحِيَة بعُمان. والحرُقاتُ: مَوْضِع. وكأمِيرٍ: أَبُو الحَسَن عَليّ بن حَرِيق البَلَنْسِيُّ: شاعرٌ.
وحَرِيق: قَرْيَةٌ بأرْمِينيَةَ.
حرق: حرق: أضرم انار، أشعل النار (بوشر) يقال: حرق في المعسكر بمعنى أشعل النار في المعسكر. وحرق في نواحي المدينة (معجم البلاذري) ونجد فيه أن حرّق بالتشديد تستعمل بمعنى حرق. غير أني أرى أنها حَرَق.
وحَرِيق: مصدر حرق، ففي فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن (1: 154): واتفقوا على حريق ما يقدوا (يقدرون) عليه من أماكن المسلمين.
وحرقته الشمس: لفحته وأثَّرت فيه (بوشر).
وسفحته ولوحته (بوشر).
وحرق الآجر والقرميد: شواهما بالنار (البكري ص50) حيث يجب إبدال الخاء بالحاء.
وحرق: سبب له ألما شديدا يقال مثلاً: عيني تحرقني (بوشر).
حرق القلب: كذّره وأحزنه (بوشر).
حرَّق (بالتشديد): أضرم، أشعل، سعَّر (هلو).
وحرّق: خَرَّب، قوَّض، هوَّر (بوشر).
حُرِّق: مال إلى الخراب (بوشر).
أحرق: أقحل، أيبس (بوشر).
أحرق الدم: ألهب مزاجه، أغاظه، هيَّجه (بوشر).
أحرقها الجوع: سبب لها ألما شديداً (ألف ليلة 1: 416).
وأحرق: رمى أسهما نارية (الجريدة الآسيوية 1850، 1: 256، 267).
تحرَّق: تستعمل مجازا بمعنى تاق وتشوق، ففي رحلة ابن جبير (ص330) في كلامه عن الأماكن المقدسة: يذوب شوقاً وتحرَّقاً.
وتحرَّق: أضناه وأضعفه (الكامل ص746).
انحرق: اشتعل (بوشر).
احترق: يقال احترق الحريق: بدأ الحريق وظهر (فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 1: 155، 156).
احترق بالشمس: لوَّحته الشمس ولفحته (ألكالا).
واحترق: اشتعل (بوشر) واحترق: احتدَّ، تسخِّط طار طائرة (بوشر).
واحترق: تلوَّح من الشمس. ومن هذا احتراق: حميَّة، حماسة (ليبرجوزو ص12، طبعة جوينبول).
حَرَقَ: احتراق، عذاب، نكال (بوشر).
حرق الشمس: تلويح الشمس ولفحها (بوشر).
حَرْقَة: حضرَق، موضع الاحتراق (بوشر، هلو، دوماس حياة العرب ص425) وتستعمل هذه اللفظة غالبا دعاء في اللعن (بوشر).
وحَرْقَة: حريق، حريقة (هلو).
وحَرْقَة: حَرَق، احتراق. وتستعمل مجازا بمعنى حرارة، حُميّا، شِرَّة، سورة، ويقال: بحرقة: بحرارة، بشوق، وتكلَّم بحرقة: تكلَّم بحدّضة، أو تكلَّم بغضب وغيظ (بوشر).
حُرْقَة: تجمع على حُرَق (عباد 3: 200).
وحُرءقة: وتجمع على حُرَق ايضا: انكسار القلب، ندم على ارتكاب خطيئة (فوك). وحُرْقَة: محبة، مودّة، ففي المعجم اللاتيني العربي ( Affectus) حُرْقَة وهَواء وشفاعة ومحبة.
وحُرَق: في ألف ليلة (برسل 12: 307)؟ انظرها في مادة حَذَفَة.
حرقي: ضرب من الخبث (المستعيني في خبث الفضة) وحرقي بالحاء في مخطوطة ن وبالخاء في مخطوطة لم.
حرقان: احتراق، اكتواء، ألم يسبَّه الحرق (بوشر).
حراق. حرق الجلد: شرث، تشقق الجلد من البرد (بوشر).
حريق: حَرَق، حُرْقة، كي (هلو) وحريق: ألم (دومب ص88، هلو).
وحريق: انظره في حَرَق.
وحريق: قرح، قرح (المعجم اللاتيني العربي).
حراقة: حريق، حريقة (هلو).
حراقة نفط أو حراقة بارود: نيران صناعية، اسهم نارية (الجريدة الآسيوية 1850، 1: 256 - 257) ويقال أيضا: حراقة شنلك وحراقة نفط (بوشر).
وحُراقة: عند الصاغة الفضة الخارجة من إحراق الخيوط الملبسة بها (محيط المحيط).
حريقة: حريق (بوشر، همبرت ص165، هلو).
وحريقة: نيران صناعية، اسهم نارية (بوشر).
وحريقة: جَمْرة (هلو).
حرّاق: دواء مُنَفّط: ممجل، (بوشر) ..
وحَرّاق ويجمع على حضرّضاقات وحرارق: تصحيف حَرّضاقة (فوك) وقد كتبت فيه هذه الكلمة بالكاف وهو خطا.
حرَّاق إصبعه: أكله (محيط المحيط).
حُرّاق: خرق تحرق ثم تطفأ وتعد للقدح، وهي من اصطلاح العامة، وتجمع على حراريق (الجريدة الآسيوية 1850، 1: 229 حيث أخطأ كاترمير في تفسيرها، محيط المحيط).
حراريق دهن: فتائل مُشربة زيتاً (فهرس المخطوطات الشرقية في مكتبة ليدن 1: 156).
حُرَّيق، واحدته حُرَّيْقَة ويطلق عند أهل المغرب على انجرة وقراص. (فوك، الكالا وفيه ( Hortiga yerva) زيت الحريق، وفي معجم المنصوري: انجرة هو النبات المسمى بالمغرب بالحُرَّيق وضبط الكلمة هذا تجده في مخطوطة أمن ابن البيطار (1: 181) (المستعيني في مادة انجرة ومادة بزر الانجرة، باجني مخطوطة، همبرت ص47 الجزائر).
حُرَّيق المَلْسا: حشيشة الزجاج (دومب ص74).
حَرَّاقة: اسم دواء منفط، ممجل (بوشر، محيط المحيط).
وَحَرَّاقة: ضرب من الأسهم النارية التي تستعمل خاصة عند الحصار (محيط المحيط).
إحراق (من اصطلاحات الكيمياء): تقطير (محيط المحيط).
مُحْرِق: من اصطلاحات الطب وهو دواء يحرق (محيط المحيط).
مُحْرَقة: ضحية تحرق بالنار (بوشر).
ومُحْرَقة: سهم ناري، نيران صناعية (هلو).
مُحْرِقات: قنابل، حَرّاقات (المقري 2: 806).
مُحَرَّقة: صوف شيطته النار ففقد مصالته وأصبح يابسا اصفر (هوست ص272).
مَحْرُوق: بنية شحم الغنم المذاب وشحوم الحيوانات الأخرى. (فوك).
زاج محروق: بقية حامض الكبريتيك (بوشر).
احتراق: هو عند المنجمين: اجتماع الشمس مع احدى الخمسة المتحيرة في درجة واحدة من فلك البروج (محيط المحيط).
مُتَحرِّقات: شواء، لحم مشوي، ففي كتاب ابن الجوزي (ص 145 ق): فصل في ذكر المطبوخات المطبوخات والمتحرقات والنواشف ينفع (تنفع) الذين في معدتهم بلغم.

حمل

حمل المواطأة: عبارة عن أن يكون الشيء محمولًا على الموضوع بالحقيقة بلا واسطة، كقولنا: الإنسان حيوان ناطق، بخلاف حمل الاشتقاق؛ إذ لا يتحقق في أن يكون المحمول كليًا للموضوع، كما يقال: الإنسان ذو بياض، والبيت ذو سقف.
حمل. وَإِنَّمَا أدخلُوا الْهَاء فِي ذِي الثدية وأصل الثدي ذكر لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ أَرَادَ لحْمَة من ثدي أَو قِطْعَة من ثدي فصغر على هَذَا الْمَعْنى فأنث. وَبَعْضهمْ يرويهِ ذَا اليدية بِالْيَاءِ.
(حمل) - في حَدِيثِ ابنِ عُمَر، رَضِى الله عنهما: "أَنَّه كَانَ لا يَرَى بَأْسًا في السَّلَم بالحَمِيل".
الحَمِيل: الكَفِيل، وجَمعُه حُمَلاء، وحَمَلتُ به حَمَالَةً: كَفَلت.
- في حَدِيثِ قَيْس قال: "تَحمَّلْتُ بعَلىٍّ على عُثْمانَ، رَضِى اللهُ عنهما، في أمرٍ".
: أي استَشْفَعتُ به إليه، وكذلك حَمَلتُه على فُلان.
- في الحَدِيث : "حَتَّى استَحْمَل ذَبَحتُه فَتَصَدَّقْت به". : أي حين قَوِى على الحَمْل وأَطاقَه.
- وفي الحديث: قال: "انْطَلق إلى السُّوق فتَحامَل" .
: أي تَكَلَّف الحَمْلَ بالأُجرة، لِيكْتَسِبَ ما يتصدَّق به، وتَحاملتُ: تكلَّفْت الشىءَ على مَشَقَّة، وتَحاملتُ عليه: كَلَّفته ما لا يُطِيق.
- وفي الحَدِيثِ: "إذَا كان الماءُ قُلَّتَيْن لم يَحمِل خَبَثًا" .
: أي لم يُظْهِرْه ولم يَغْلِب الخَبَثُ عليه. من قَولِهم: فَلانٌ يَحمِل غَضَبه: أي لا يُظْهِرُه، وحَمْل الإِثْم إِثْم: أي لم تَصْحَبْه النَّجاسَة ولم يَنْجَس، لأن كلَّ مَنْ حَمَل شَيئًا فقد صَحِبَه ذَلِك الشَّىءُ.
حمل حب وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام فِي قوم يخرجُون من النَّار: فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حميل السَّيْل. قَالَ الْأَصْمَعِي: الْحميل مَا حمله السَّيْل من كل شَيْء وكل مَحْمُول فَهُوَ حميل كَمَا يُقَال للمقتول: قَتِيل. وَمِنْه قَول عُمَر فِي الْحميل: لَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة. سمي حميلًا لِأَنَّهُ يحمل من بِلَاده صَغِيرا ولم يُولد فِي الْإِسْلَام. وَأما الْحبَّة فَكل نبت لَهُ حب فاسم الْحبّ مِنْهُ الْحبَّة. وَقَالَ الْفراء: الْحبَّة: بزور البقل. وقَالَ أَبُو عَمْرو: الْحبَّة نبت ينْبت فِي الْحَشِيش صغَار وَقَالَ الْكسَائي: الْحبَّة حب الرياحين وَوَاحِدَة الْحبّ: حَبَّة. قَالَ: وَأما الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحبّ لَا غير. قَالَ أَبُو عُبَيْد: وَفِي الْحميل تَفْسِير آخر هُوَ أَجود من هَذَا يُقَال: إِنَّمَا سمي الْحميل الَّذِي قَالَ عمر حميلًا لِأَنَّهُ مَحْمُول النّسَب وَهُوَ أَن يَقُول الرجل: هَذَا أخي أَو أَبِي أَو ابْني فَلَا يصدق عَلَيْهِ إِلَّا بِبَيِّنَة لِأَنَّهُ يُرِيد بذلك أَن يدْفع مِيرَاث مَوْلَاهُ الَّذِي أعْتقهُ وَلِهَذَا قيل للدعي: حميل قَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب قضاعة فِي تحولهم إِلَى الْيمن: [الوافر]

عَلاَمَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر ... وَلاَ ضَرَّاءَ منزِلَةَ الْحميل
حمل
الحَمَلُ: الخرُوْفُ. وبُرْجٌ في السَّمَاء. ومن الحِمْلِ: حَمَلَ يَحْمِلُ حَمْلاً وحُمْلاناً. والحُمْلانُ: أجْرُ ما يُحْمَلُ، وهو أيضاً: ما يُحْمَلُ عليه من الدَّوابِّ في الهِبَةِ. وحَمَّلْتُه أمْري فما تَحَمَّلَ. وحَمَّلْتُ فلاناً وتَحَمَّلْتُ به عليه: في الشَّفَاعَةِ. وتَحَامَلْتُ في المَشْيِ: تَكَلَّفْتُه على مَشَقَّةٍ وإعْياءٍ، وتَحَامَلْتُ عليه: كَلَّفْتَه ما لا يُطِيْقُ. واسْتَحْمَلْتُ فلاناً نَفْسي: أي حَمَّلْتُه حَوَائجِي وأُمُوري. وحَمَلْتُ عن فلانٍ: إذا حَلُمْتَ عنه، ورَجُلٌ حَمُوْلٌ: صاحِبُ حِلْمٍ. والمَحْمَلُ: الاحْتِمالُ. وأحْمَلَني فلانٌ: أعانَني على ما أحْمِلُ. وا
لحَمْلُ: ما تَحْمِلُ الأناثُ في بُطُونها من الأوْلادِ. والحِمْلُ: ما يُحْمَلُ على الظَّهْرِ. فأما حمْلُ الشَّجَرِ: فمنهم مَنْ يَكْسِرُ منه الحاءَ ويقولون: ما ظَهَرَ فهو حِمْلٌ وما بَطَنَ فهو حَمْلٌ. ويقال: امْرَأَةٌ حامِلَةٌ وحامِلٌ. والحَمِيْلُ: المَنْبُوْذُ يَحْمِلُه قَوْمٌ فَيُرَبُّوْنَه. وحَمِيْلُ السَّيْلِ: ما يَحْمِلُ من الغُثَاءِ.
ويُقال للدَّعِيِّ: حَمِيْلٌ وكذلك الوَلَدُ في بَطْنِ الأمِّ إذا أُخْذَتْ من بِلاد الشِّرْكِ: حَمِيْلاً. وفلانٌ حَمِيْلَةٌ على النّاسِ: أي كَلٌّ عليهم وعِيَالٌ. والحَمٍيْلُ: الكَفِيْلُ، بَيِّنُ الحَمَالَةِ، وجَمْعُه: حُمَلاءُ. والحِمَالَةُ: عِلاَقَةُ السَّيْفِ، وهو المِحْمَلُ، والجَميعُ: الحَمَائلُ والمَحَامِلُ. والمَحْمِلُ: شِقّان على البعيرِ، وما على البَعير مَحْمِلٌ.
والحَمَالَةُ: الدِّيَةُ التي يَحْمِلُها قَوْمٌ على قَوْمٍ، ويقال: حَمَالٌ أيضاً. والحَمْوُلَةُ: الإبِلُ التي تُحْمَلُ عليها الأثْقَالُ. والحُمُوْلُ: الإبِلُ بأثْقالِها. والحَوْمَلُ: السَّحَابُ الأسْوَدُ، وسَحَابٌ ذو حَوْمَلٍ: إذا حَمَلَ الماءَ، وكذلك الإبل السُّوْدُ.
وحَوْمَلُ كلِّ شَيْءٍ: أوَّلُه. والحَوَامِلُ في الذِّراع: عَصَبُها ورَوَاهِشُها، والواحِدَةُ: حامِلَةٌ. وهو في الضُّرُوْعِ: عُرُوْقُ اللَّبَنِ. والمُحْمِلُ المَرْأةُ التي يَنْزِلُ لَبَنُها من غير حَبَلٍ، قد أحْمَلَتْ إحْمالاً. ومثلها من الشّاءِ: التُّحْلُبَةُ.
وحامَلْتُ الرَّجُلَ مُحَامَلَةً: أي كافَأتُ. واحْتُمِلَ الرَّجُلُ: غَضِبَ. واحْتُمِلَ لَوْنُه واْمُتِقَع: واحِدٌ. ورَجُلٌ مَحْمُوْلٌ: مَجْدُوْدٌ من رُكُوْبِ الفُرُهِ.
والحِمَالَةُ: اسْمُ فَرَسٍ. ويقولون: أجْوَعُ من كَلْبَةِ حَوْمَلٍ.
ح م ل

امرأة وشجرة ذات حمل. وعلى ظهره حمل. وامرأة حامل. وحملت الشيء، وحملنيه غيري فاحتملته وتحملته، وهذه حمال محملة. وحامله الشيء. تقول: حاملني هذا العكم، وقد تحاملاه. وأحملني يا فلان: أعني على الحمل. وحمل على قرنه حملة صادقة. ومرت الحمولة وهي الإبل التي يحمل عليها " ومن الأنعام حمولة وفرشاً ". ومرت وعليها حمول وحمولة أي أحمال، والتاء كالتي في الحزونة والسهولة. ومرت الحمول أي الهوادج، كانت فيها نساء أو لم تكن. واحتمل الحي وتحملوا: ارتحلوا. وحمل حمالة، وتحملها وهي الدية، وعليهم حمالات يؤدونها بالفتح. وتقلد يحمل السيف وحمالته بالكسر، وعليهم المحامل والحمالات. وركب في المحمل، وهم في المحامل. وفي حداء المكارين:

يا رب سلمني وسلم جملي ... وسلم الشيخ الذي في محملي

وتقول: هذا محمل، ما عليه محمل. وحمل به حمالة نحو كفل به كفالة، وهو حميل، وهم حملاء. والشيخ يتحامل في مشيه. وتحاملت الشيء: احتملته على مشقة. وتحامل عليّ فلان: لم يعدل. وهو جميل السيل: لغثائه. وفلان حميل: دعي. وأجازه بخلعة وحملان وهو الفرس يحمل عليه. وأعط الحمال حمالته أي جعله، وقلب حملاقيه وحماليقه وهو باطن الجفنين، وقيل ما يغطّي الجفن من بياض المقلة. قال:

قالب حملاقيه قد كاد يجن

وحملق إليّ إذا فتح عينيه بنظر شديد. تقول: كلمته فحملق وحولق، وأظهر الأولق.

ومن المجاز: حملت إدلاله عليّ واحتملته. قال:

أدلت فلم أحمل وقالت فلم أجب ... لعمر أبيها إنني لظلوم

واحتمل ما كان منه ولا تعاتبه. وفلان حليم حمول. وأنا أحمله على أمر فلا يتهحمل عليه. وهذه الآية تحتمل وجهين. والقرآن حمال ذو وجوه. واستحمله الرسالة، وحمله إياها، وتحملها مغلغلة. وحملت فلاناً على صاحبه إذا أرشته عليه. وحمل على نفسه في السير وفي غيره. وحملت الحقد عليه إذا أضمرته. قال:

ولا أحمل الحقد القديم عليهم ... وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

وفلان حمل على أهله إذا كان ثقيل المرض. قال:

ألا هل أتى أمّ الصبيين أنني ... على نأيها حمل على الحي مقعد

وما عليه محمل أي معتمد ومعول. قال كثير:

يزرن أمير المؤمنين وعنده ... لذي المدح شكر والصنيعة محمل

واستحملت فلاناً نفسي، أي حملته حوائجي. وتحملت بفلان على فلان في الشفاعة. وقلت له كلمة فاحتمل منها أي استفز وغضب. وفلان محتمل وليس بمحتمل. ويقولون للرجل عند كلمة تسوءه: محتملاً لها لا محتملاً منها أي احتملها ولا تستخفنك. واحتمل لونه: تغير.
ح م ل : الْحِمْلُ بِالْكَسْرِ مَا يُحْمَلُ عَلَى الظَّهْرِ وَنَحْوِهِ وَالْجَمْعُ أَحْمَالٌ وَحُمُولٌ وَحَمَلْتُ الْمَتَاعَ حَمْلًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَأَنَا حَامِلٌ وَالْأُنْثَى حَامِلَةٌ بِالْهَاءِ لِأَنَّهَا صِفَةٌ مُشْتَرَكَةٌ وَيُقَالُ لِلْمُبَالَغَةِ أَيْضًا حَمَّالٌ وَبِهِ سُمِّيَ وَمِنْهُ أَبْيَضُ بْنُ حَمَّالٍ الْمَأْرِبِيُّ.

وَحَمَلَ بِدَيْنٍ وَدِيَةٍ حَمَالَةً بِالْفَتْحِ وَالْجَمْعُ حَمَالَاتٌ فَهُوَ حَمِيلٌ بِهِ وَحَامِلٌ أَيْضًا وَحَمَلَتْ الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا وَيُجْعَلُ حَمَلَتْ بِمَعْنَى عَلِقَتْ فَيَتَعَدَّى بِالْبَاءِ فَيُقَالُ حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيْلَةِ كَذَا.
وَفِي مَوْضِعِ كَذَا أَيْ حَبِلَتْ فَهِيَ حَامِلٌ بِغَيْرِ هَاءٍ لِأَنَّهَا صِفَةٌ مُخْتَصَّةٌ وَرُبَّمَا قِيلَ حَامِلَةٌ بِالْهَاءِ قِيلَ أَرَادُوا الْمُطَابَقَةَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمَلَتْ وَقِيلَ أَرَادُوا مَجَازَ الْحَمْلِ إمَّا لِأَنَّهَا كَانَتْ كَذَلِكَ أَوْ سَتَكُونُ فَإِذَا أُرِيدَ الْوَصْفُ الْحَقِيقِيُّ قِيلَ حَامِلٌ بِغَيْرِ هَاءٍ وَحَمَلَتْ الشَّجَرَةُ حَمْلًا أَخْرَجَتْ ثَمَرَتَهَا فَالثَّمَرَةُ حَمْلٌ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَهِيَ حَامِلٌ وَحَامِلَةٌ وَيُعَدَّى بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ حَمَّلْته الشَّيْءَ فَحَمَلَهُ وَاحْتَمَلْتُهُ
عَلَى افْتَعَلْتُ بِمَعْنَى حَمَلْتُهُ وَاحْتَمَلْتُ مَا كَانَ مِنْهُ بِمَعْنَى الْعَفْوِ وَالْإِغْضَاءِ.

وَالِاحْتِمَالُ فِي اصْطِلَاحِ الْفُقَهَاءِ وَالْمُتَكَلِّمِينَ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ بِمَعْنَى الْوَهْمِ وَالْجَوَازِ فَيَكُونُ لَازِمًا وَبِمَعْنَى الِاقْتِضَاءِ وَالتَّضَمُّنِ فَيَكُونُ مُتَعَدِّيًا مِثْلُ: احْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ كَذَا وَاحْتَمَلَ الْحَالُ وُجُوهًا كَثِيرَةً وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيِّ «إذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا» مَعْنَاهُ لَمْ يَقْبَلْ حَمْلَ الْخَبَثِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْمَ أَيْ يَأْنَفُهُ وَيَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَيُؤَيِّدُهُ الرِّوَايَةُ الْأُخْرَى لِأَبِي دَاوُد لَمْ يَنْجُسْ وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَا إذَا لَمْ يَتَغَيَّرْ بِالنَّجَاسَةِ وَحَمَلْتُ الرَّجُلَ عَلَى الدَّابَّةِ حَمْلًا وَحَمِيلُ السَّيْلِ فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَهُوَ مَا يَحْمِلُ مِنْ غُثَائِهِ وَالْحَمِيلُ الرَّجُلُ الدَّعِيُّ وَالْحَمِيلُ الْمَسْبِيُّ لِأَنَّهُ يُحْمَلُ مِنْ بَلَدٍ إلَى بَلَدٍ وَحِمَالَةُ السَّيْفِ وَغَيْرِهِ بِالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ حَمَائِلُ وَيُقَالُ لَهَا مِحْمَلٌ أَيْضًا وِزَانُ مِقْوَدٍ وَالْجَمْعُ مَحَامِلُ وَالْحَمَلُ بِفَتْحَتَيْنِ وَلَدُ الضَّائِنَةِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى وَالْجَمْعُ حُمْلَانٌ وَالْمَحْمِلُ وِزَانُ مَجْلِسٍ الْهَوْدَجُ وَيَجُوزُ مِحْمَلٌ وِزَانُ مِقْوَدٍ وَالْحَمُولَةُ بِالْفَتْحِ الْبَعِيرُ يُحْمَلُ عَلَيْهِ وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ فِي الْفَرَسِ وَالْبَغْلِ وَالْحِمَارِ وَقَدْ تُطْلَقُ الْحَمُولَةُ عَلَى جَمَاعَةِ الْإِبِل وَالْحِمْلَاقُ بِالْكَسْرِ بَاطِنُ الْجَفْنِ وَالْجَمْعُ حَمَالِيقُ. 
حمل
الحَمْل معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظه في فعل، وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظّهر: حِمْل.
وفي الأثقال المحمولة في الباطن: حَمْل، كالولد في البطن، والماء في السحاب، والثّمرة في الشجرة تشبيها بحمل المرأة، قال تعالى:
وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ [فاطر/ 18] ، يقال: حَمَلْتُ الثّقل والرّسالة والوزر حَمْلًا، قال الله تعالى:
وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ [العنكبوت/ 13] ، وقال تعالى: وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ
[العنكبوت/ 12] ، وقال تعالى: وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ: لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ [التوبة/ 92] ، وقال عزّ وجلّ: لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ [النحل/ 25] ، وقوله عزّ وجلّ: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ
[الجمعة/ 5] ، أي: كلّفوا أن يتحمّلوها، أي: يقوموا بحقها، فلم يحملوها، ويقال: حَمَّلْتُهُ كذا فَتَحَمَّلَهُ، وحَمَّلْتُ عليه كذا فَتَحَمَّلَهُ، واحْتَمَلَه وحَمَلَه، وقال تعالى: فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً [الرعد/ 17] ، حَمَلْناكُمْ فِي الْجارِيَةِ [الحاقة/ 11] ، وقوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ [النور/ 54] ، وقال تعالى: رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ [البقرة/ 286] ، وقال عزّ وجل:
وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ [القمر/ 13] ، ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً [الإسراء/ 3] ، وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ [الحاقة/ 14] . وحَمَلَتِ المرأةُ: حَبِلَتْ، وكذا حملت الشّجرة، يقال: حَمْلٌ وأحمال، قال عزّ وجلّ:
وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [الطلاق/ 4] ، وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ [فصلت/ 47] ، حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ [الأعراف/ 189] ، حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الأحقاف/ 15] ، وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً [الأحقاف/ 15] ، والأصل في ذلك الحِمْل على الظهر، فاستعير للحبل بدلالة قولهم: وسقت الناقة :
إذا حملت. وأصل الوسق: الحمل المحمول على ظهر البعير. وقيل: الحَمُولَة لما يحمل عليه، كالقتوبة والرّكوبة، والحُمُولَة: لما يحمل، والحَمَل: للمحمول، وخصّ الضأن الصغير بذلك لكونه محمولا، لعجزه، أو لقربه من حمل أمّه إياه، وجمعه: أَحْمَال وحُمْلَان ، وبها شبّه السّحاب، فقال عزّ وجل:
فَالْحامِلاتِ وِقْراً
[الذاريات/ 2] ، والحَمِيل: السّحاب الكثير الماء، لكونه حاملا للماء ، والحَمِيل: ما يحمله السيل، والغريب تشبيها بالسيل، والولد في البطن. والحَمِيل:
الكفيل، لكونه حاملا للحق مع من عليه الحق، وميراث الحميل لمن لا يتحقق نسبه ، وحَمَّالَةَ الْحَطَبِ
[المسد/ 4] ، كناية عن النّمام، وقيل: فلان يحمل الحطب الرّطب ، أي: ينمّ.
(ح م ل) : (الْحَمْلُ) بِالْفَتْحِ مَصْدَرُ حَمَلَ الشَّيْءَ (وَمِنْهُ) مَا لَهُ حِمْلٌ وَمَئُونَةٌ يَعْنُونَ مَا لَهُ ثِقَلٌ يُحْتَاجُ فِي حَمْلِهِ إلَى ظَهْرٍ أَوْ أُجْرَةِ حَمَّالٍ وَبَيَانُهُ فِي لَفْظِ الْأَصْلِ مَا لَهُ مَئُونَةٌ فِي الْحَمْلِ (قِيلَ) فِي قَوْله تَعَالَى {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ} [الأحقاف: 15] أُرِيدَ الْحَمْلُ عَلَى الْيَدِ دُونَ الْبَطْنِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ (وَبِاسْمِ فَاعِلِهِ) عَلَى الْمُبَالَغَةِ سُمِّيَ
وَالِدُ أَبْيَضَ بْنِ حَمَالٍ وَالدَّالُ تَصْحِيفٌ (وَالْحَمْلُ) أَيْضًا مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ شَجَرَةٍ وَامْرَأَةٌ وَنَاقَةٌ حَامِلٌ وَالْجَمْعُ حَوَامِلُ (وَالْحِمْلُ) بِالْكَسْرِ مَا يَحْمِلُهُ عَلَى ظَهْرٍ أَوْ رَأْسٍ وَالْجَمْعُ أَحْمَالٌ وَعَنْ الْكَرْخِيِّ هُوَ ثَلَاثُمِائَةٍ بِالْعِرَاقِيِّ (وَالْحَمَلُ) وَلَدُ الضَّأْنِ فِي السَّنَةِ الْأُولَى (وَبِتَصْغِيرِهِ) سُمِّيَ أَبُو بَصْرَةَ حُمَيْلُ بْنُ بَصْرَةَ الْغِفَارِيُّ (وَالْجَمْعُ) حُمْلَانٌ وَيُقَالُ لِمَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنْ الدَّوَابِّ فِي الْهِبَةِ خَاصَّةً حُمْلَانٌ وَيَكُونُ مَصْدَرًا بِمَعْنَى الْحَمْلِ وَاسْمًا لِأُجْرَةِ مَا يُحْمَلُ (وَقَوْلُهُ) لَيْسَ لِلْإِمَامِ أَنْ يُعْطِيَهَا نَفَقَةً وَلَا حُمْلَانًا يَحْتَمِلُ الْوَجْهَيْنِ الدَّابَّةَ الْمَحْمُولَ عَلَيْهَا وَأُجْرَةَ الْحَمْلِ وَكَذَا قَوْلُهُ مَا أُنْفِقَ عَلَيْهَا وَفِي كِسْوَةِ الرَّقِيقِ وَحُمْلَانِهِمْ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي بَابِ الِاسْتِئْجَارِ وَلَا أَجْرَ لَهُ فِي حُمْلَانِهِمْ فَالْمُرَادُ بِهِ الْمَصْدَرُ وَكَذَا قَوْلُهُ اسْتَأْجَرَ إبِلًا بِأَعْيَانِهَا فَكَفَلَ لَهُ رَجُلٌ بِالْحُمْلَانِ يَعْنِي بِالْحَمْلِ (وَحُمْلَانُ) الدَّرَاهِمِ فِي اصْطِلَاحِهِمْ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا مِنْ الْغِشِّ تَسْمِيَةً بِالْمَصْدَرِ (وَالْمَحْمِلُ) بِفَتْحِ الْمِيمِ الْأُولَى وَكَسْرِ الثَّانِيَةِ أَوْ عَلَى الْعَكْسِ الْهَوْدَجُ الْكَبِيرُ الْحَجَّاجِيُّ (وَأَمَّا) تَسْمِيَةُ بَعِيرِ الْمَحْمِلِ بِهِ فَمَجَازٌ وَإِنْ لَمْ نَسْمَعْهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُهُ فِي الْإِيضَاحِ فِي اسْتِطَاعَةِ السَّبِيلِ مَا يُكْتَرَى بِهِ شِقُّ مَحْمِلٍ أَيْ نِصْفُهُ أَوْ رَأْسُ زَامِلَةٍ (وَالْحَمُولَةُ) بِالْفَتْحِ مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ مِنْ بَعِيرٍ أَوْ فَرَسٍ أَوْ بَغْلٍ أَوْ حِمَارٍ مِنْهَا وَفَضْلُ الْحَمُولَةِ أَيْ مَا فَضَلَ مِنْ حَاجَتِهِ (وَمِنْهَا) قَوْلُهُ فَيُعْطَى أُجْرَةً لِلذَّهَابِ دُونَ الْحَمُولَةُ وَالرَّجْعَةِ يَعْنِي دُونَ إعْمَالِ الْمَحْمُولَةِ (وَالْحُمُولَةُ) بِالضَّمِّ الْأَحْمَالُ (مِنْهَا) قَوْلُهُ وَقَدْ عَقَرَهَا الرُّكُوبُ وَالْحُمُولَةُ وَلَفْظُ الرِّوَايَةِ أَسْلَمُ وَأَظْهَرُ (وَمِنْهَا) مَا فِي مُخْتَصَرِ الْكَرْخِيِّ وَلَوْ تَقَبَّلَا حُمُولَةً بِأَجْرٍ وَلَمْ يُؤْجَرْ الْبَغْلُ وَالْبَعِيرُ فَحَمَلَا الْحُمُولَةَ عَلَى ذَلِكَ فَالْأَجْرُ بَيْنَهُمَا نِصْفَانِ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) فِي إجَارَةِ الْفُسْطَاطِ فَإِنْ خَلَّفَهُ بِالْكُوفَةِ فَالْحُمُولَةُ عَلَى الْمُسْتَأْجِرِ فَمَعْنَاهُ فَمُؤْنَةُ الْحُمُولَةِ أَوْ فَحَمْلُ الْحُمُولَةِ عَلَى حَذْفِ الْمُضَافِ (وَالْحَمِيلُ) فِي حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - الَّذِي يُحْمَلُ مِنْ بَلَدِهِ إلَى بِلَادٍ الْإِسْلَامِ وَتَفْسِيرُهُ فِي الْكِتَابِ أَنَّهُ صَبِيٌّ مَعَ امْرَأَةٍ تَحْمِلُهُ وَتَقُولُ هَذَا ابْنِي (وَفِي) كِتَابِ الدَّعْوَى (الْحَمِيلُ) عِنْدَنَا كُلُّ نَسَبٍ
كَانَ فِي أَهْلِ الْحَرْبِ (وَالتَّحَامُلُ) فِي الْمَشْيِ أَنْ يَتَكَلَّفَهُ عَلَى مَشَقَّةٍ وَإِعْيَاءٍ يُقَالُ تَحَامَلْتُ فِي الْمَشْيِ (وَمِنْهُ) رُبَّمَا يَتَحَامَلُ الصَّيْدُ وَيَطِيرُ أَيْ يَتَكَلَّفُ الطَّيَرَانَ (وَالتَّحَامُلُ) أَيْضًا الظُّلْمُ يُقَالُ (تَحَامَلَ عَلَى فُلَانٍ) إذَا لَمْ يَعْدِلْ وَكِلَاهُمَا مِنْ الْحَمْل إلَّا أَنَّ الْأَوَّلَ يَحْمِلُ نَفْسَهُ عَلَى تَكَلُّفِ الْمَشْيِ وَالثَّانِي يَحْمِلُ الظُّلْمَ عَلَى الْآخَرِ.
[حمل] حملت الشئ على ظهرى أَحْمِلُهُ حَمْلاً. ومنه قوله تعالى: {فإنه يحمل يوم القيامة وزرا. خالدينَ فيه وساءَ لهم يومَ القيامة حِمْلاً} ، أي وِزْراً. وحَمَلَتِ المرأة والشجرة حملا. ومنه قوله تعالى: {حَمَلَتْ حَمْلاً خفيفاً} . قال ابن السكيت: الحَمْلُ ما كان في بطنٍ أو على رأس شجرةٍ. والحِمْلُ بالكسر: ما كان على ظهرٍ أو رأسٍ. يقال: امرأة حامِلٌ وحامِلَةٌ، إذا كانت حُبْلى. فمن قال حامِلٌ قال هذا نعتٌ لا يكون إلا للاناث. ومن قال حاملة بناه على حَمَلَتْ فهي حامِلَةٌ. وأنشد الشَيباني لعمرو بن حسَّان: تَمَخَّضَتِ المَنونُ له بيومٍ أنى ولكلِّ حاملة تمام  فإذا حملت شيئا على ظهرها أو على رأسها فهى حاملة لا غير، لان الهاء إنما تلحق للفرق، فأما مالا يكون للمذكر فقد استغنى فيه عن علامة التأنيث، فإن أتى بها فإنما هو على الاصل. هذا قول أهل الكوفة، وأما أهل البصرة فإنهم يقولون هذا غير مستمر، لان العرب تقول رجل أيم وأمرأة أيم، ورجل عانس وامرأة عانس، مع الاشتراك، وقالوا امرأة مصبية وكلبة مجرية، مع غير الاشتراك. قالوا: والصواب أن يقال: قولهم حامل وطالق وحائض وأشباه ذلك من الصفات التى لا علامة فيها للتأنيث فإنما هي أوصاف مذكرة وصف بها الاناث، كما أن الربعة والراوية والخجأة أو صاف مؤنثة وصف بها الذ كران. وذكر ابن دريد أن حَمْلَ الشجر فيه لغتان: الفتحُ والكسر. والحَمَلَةُ بالتحريك: جمع الحامِلِ، يقال هم حملة العرش وحملة القرآن. وحمل عليه في الحرب حَمْلَةً. قال أبو زيد: يقال حَمَلْتُ على بني فلان، إذا أَرَّشْتَ بينهم. وحَمَلَ على نفسه في السير، أي جَهَدَها فيه. وحَمَلْتُ به حَمَالَةً بالفتح، أي كَفَلتُ. وحَمَلْتُ إدلاله واحتمك، بمعنى. قال الشاعر: أَدَلَّتْ فلم أَحْمِلُ وقالت فلم أُجِبْ لَعَمْرُ أبيها إنَّني لَظَلومُ والحَمَلُ: البَرَقُ، والجمع الحُمْلانُ. والحَمَلُ: أول البروج. قال الشاعر : كالسحل البيضِ جَلا لَوْنها. سَحُّ نِجاءِ الحمل الاسول والنجاء: السحاب نشأ في نوء الحمل. وأحملته، أي أغنته على الحَمْلِ. وأَحْمَلَتِ الناقةُ فهي مُحْمِلٌ، إذا نزل لبنُها من غير حَبَلٍ، وكذلك المرأة. واسْتَحْمَلْتُهُ، أي سألته أن يَحْمِلَني. وحَمَّلْتُهُ الرسالة، أي كلّفته حَمْلَها. وتَحَمَّلَ الحَمالَةَ، أي حَمَلَها. وتَحَمَّلوا واحْتَمَلوا بمعنىً، أي ارْتَحَلوا. وتَحَامَلَ عليه، أي مال. وتحاملت على نفسي، إذا تكلفت الشئ على مشقة. والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً. تقول في المكان: هذا مُتَحامَلُنا. وتقول في المصدر: ما في فلان مُتَحامَلٌ، أي تَحامُلٌ. ويقال: ما على فلان محمل، مثال مجلس، أي مُعتَمَدٌ. والمَحْمِلُ أيضاً: واحد مَحَامِلِ الحاج. والمحمل، مثال المرجل: علاقة السيف، وهو السير الذى يقلده المتقلد. وقد سمى ذوالرمة عرق الشجر بذلك، وهو على التشبيه، فقال:

يثرن الكُبابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ * والحمالة بالفتح: ما تَتَحَمَّلُهُ عن القوم من الدية أو الغَرامَة. والحِمالَةُ بالكسر: اسم فرس لطليحة الاسدي. وقال يذكرها: عويت لهم صدر الحمالة إنها معاودة قيل الكماة نزال  والحمالة أيضاً: عِلاقة السَيف، مثل المِحْمَلِ، والجمع الحَمائِلُ، هذا قول الخليل. وقال الأصمعي: حَمائِلُ السيف لا واحدَ لها من لفظها، وإنما واحدها مِحْمَلٌ. والحَمولَةُ بالفتح: الإبل التي تَحمِل، وكذلك كل ما احتَمَلَ عليه الحيُّ من حمارٍ أو غيره، سواء كانت عليه الاحمال أو لم تكن. وفعول تدخله الهاء إذا كان بمعنى مفعول به. والحمولة بالضم: الأَحْمالُ. وأما الحُمول بالضم بلاهاء، فهى الابل التى عليها الهوادج كان فيها نساءٌ أو لم يَكُنْ. عن أبي زيد. والاحمال في قول جرير:

أم من يقوم لشدة الاحمال * قوم من بنى يربوع، هم ثعلبة وعمرو والحارث. والحميل: الذى يحمل من بلدِه صغيراً ولم يولَدْ في الإسلام. والحَميلُ: ما حَمَلَهُ السيلُ من الغُثاء. والحَميلُ: الكفيلُ. والحَميلُ: الدَعِيُّ. قال الكميت يعاتب قضاعة في تحولهم إلى اليمن علام نَزَلْتُمُ من غير فَقْرٍ ولا ضراء منزلة الحميل
ح م ل: (حَمَلَ) الشَّيْءَ عَلَى ظَهْرِهِ وَ (حَمَلَتِ) الْمَرْأَةُ وَالشَّجَرَةُ، الْكُلُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ. قُلْتُ: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا} [طه: 100] لَا اخْتِصَاصَ لَهُ بِالْمَحْمُولِ عَلَى الظَّهْرِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا} [طه: 101] لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى الْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِمَحْمُولٍ. وَكَذَا قَوْلُهُ تَعَالَى: {حَمْلًا خَفِيفًا} [الأعراف: 189] لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى الْمَصْدَرِ لِأَنَّهُ اسْمٌ لِلْمَحْمُولِ أَيْضًا. فَاسْتِشْهَادُ الْجَوْهَرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْآيَتَيْنِ فِيهِ نَظَرٌ. وَقَالَ الْأَزْهَرِيُّ: (حَمَلَ) الشَّيْءَ يَحْمِلُهُ (حَمْلًا) وَ (حُمْلَانًا) . وَ (الْحَمْلُ) مَا تَحْمِلُ الْإِنَاثُ فِي بُطُونِهَا. وَالْحَمْلُ مَا يُحْمَلُ عَلَى الظَّهْرِ. وَأَمَّا حَمْلُ الشَّجَرَةِ فَقِيلَ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ فَهُوَ حِمْلٌ، وَمَا بَطَنَ فَهُوَ حَمْلٌ. وَقِيلَ: كُلُّهُ حَمْلٌ لِأَنَّهُ لَازِمٌ غَيْرُ بَائِنٍ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: الْحَمْلُ بِالْفَتْحِ مَا كَانَ فِي بَطْنٍ أَوْ عَلَى رَأْسِ شَجَرَةٍ، وَالْحِمْلُ بِالْكَسْرِ مَا كَانَ عَلَى ظَهْرٍ أَوْ عَلَى رَأْسٍ. قَالَ الْأَزْهَرِيُّ: وَهَذَا هُوَ الصَّوَابُ وَهُوَ قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ. وَيُقَالُ: امْرَأَةٌ (حَامِلٌ) وَ (حَامِلَةٌ) إِذَا كَانَتْ حُبْلَى فَمَنْ قَالَ: حَامِلٌ، قَالَ: هَذَا نَعْتٌ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلْإِنَاثِ، وَمَنْ قَالَ: حَامِلَةٌ بَنَاهُ عَلَى حَمَلَتْ فَهِيَ حَامِلَةٌ وَأَنْشَدَ:

تَمَخَّضَتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ ... أَنَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تَمَامُ
فَإِذَا حَمَلَتِ الْمَرْأَةُ شَيْئًا عَلَى ظَهْرِهَا أَوْ عَلَى رَأْسِهَا فَهِيَ حَامِلَةٌ لَا غَيْرُ لِأَنَّ الْهَاءَ إِنَّمَا تَلْحَقُ لِلْفَرْقِ، فَمَا لَا يَكُونُ لِلْمُذَكَّرِ لَا حَاجَةَ فِيهِ إِلَى عَلَامَةِ التَّأْنِيثِ، فَإِنْ أُتِيَ بِهَا فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الْأَصْلِ. هَذَا قَوْلُ أَهْلِ الْكُوفَةِ. وَقَالَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ: هَذَا غَيْرُ مُسْتَمِرٍّ لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ: رَجُلٌ أَيِّمٌ وَامْرَأَةٌ أَيِّمٌ وَرَجُلٌ عَانِسٌ وَامْرَأَةٌ عَانِسٌ مَعَ الِاشْتِرَاكِ وَقَالُوا: امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ وَكَلْبَةٌ مُجْرِيَةٌ مَعَ الِاخْتِصَاصِ. قَالُوا: وَالصَّوَابُ أَنْ يُقَالَ: إِنَّ قَوْلَهُمْ: حَامِلٌ وَطَالِقٌ وَحَائِضٌ وَنَحْوُهَا أَوْصَافٌ مُذَكَّرَةٌ وُصِفَ بِهَا الْإِنَاثُ كَمَا أَنَّ الرَّبْعَةَ وَالرَّاوِيَةَ وَالْخُجَأَةَ أَوْصَافٌ مُؤَنَّثَةٌ وُصِفَ بِهَا الذُّكُورُ. وَذَكَرَ ابْنُ دُرَيْدٍ أَنَّ حَمْلَ الشَّجَرَةِ فِيهِ لُغَتَانِ الْفَتْحُ وَالْكَسْرُ. قُلْتُ: وَكَذَا ذَكَرَ ثَعْلَبٌ فِي الْفَصِيحِ. وَ (الْحَمَلَةُ) بِفَتْحَتَيْنِ جَمْعُ حَامِلٍ يُقَالُ: هُمْ حَمَلَةُ الْعَرْشِ وَحَمَلَةُ الْقُرْآنِ. وَ (حَمَلَ) عَلَيْهِ فِي الْحَرْبِ (حَمْلَةً) . وَ (حَمَلَ) عَلَى نَفْسِهِ فِي السَّيْرِ أَيْ جَهَدَهَا فِيهِ. وَ (حَمَلَ) بِهِ (حَمَالَةً) بِالْفَتْحِ أَيْ كَفَلَ. وَحَمَلَ إِدْلَالَهُ وَ (احْتَمَلَ) بِمَعْنًى. وَ (الْحَمَلُ) بِفَتْحَتَيْنِ الْخَرُوفُ وَالْجَمْعُ (حُمْلَانٌ) . وَ (الْحَمَلُ) أَيْضًا أَوَّلُ الْبُرُوجِ. وَ (أَحْمَلَهُ) أَعَانَهُ عَلَى الْحَمْلِ وَ (اسْتَحْمَلَهُ) سَأَلَهُ أَنْ يَحْمِلَهُ. وَ (حَمَّلَهُ) الرِّسَالَةَ تَحْمِيلًا كَلَّفَهُ حَمْلَهَا وَ (تَحَمَّلَ) الْحَمَالَةَ
حَمَلَهَا وَ (تَحَمَّلُوا) وَ (احْتَمَلُوا) بِمَعْنًى أَيِ ارْتَحَلُوا. وَ (تَحَامَلَ) عَلَيْهِ مَالَ. وَتَحَامَلَ عَلَى نَفْسِهِ تَكَلَّفَ الشَّيْءَ عَلَى مَشَقَّةٍ. وَ (الْمَحْمِلُ) بِوَزْنِ الْمَجْلِسِ وَاحِدُ (مَحَامِلِ) الْحَاجِّ. وَ (الْمِحْمَلُ) بِوَزْنِ الْمِرْجَلِ عِلَاقَةُ السَّيْفِ وَهُوَ السَّيْرُ الَّذِي تَقَلَّدَهُ الْمُتَقَلِّدُ وَكَذَا (الْحِمَالَةُ) بِالْكَسْرِ وَالْجَمْعُ (الْحَمَائِلُ) بِالْفَتْحِ. هَذَا قَوْلُ الْخَلِيلِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: (حَمَائِلُ) السَّيْفِ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا، وَإِنَّمَا وَاحِدُهَا (مِحْمَلٌ) بِوَزْنِ مِرْجَلٍ. وَ (الْحَمُولَةُ) بِالْفَتْحِ الْإِبِلُ الَّتِي تَحْمِلُ وَكَذَا كُلُّ مَا احْتَمَلَ عَلَيْهِ الْحَيُّ مِنْ حِمَارٍ وَغَيْرِهِ سَوَاءٌ كَانَتْ عَلَيْهِ الْأَحْمَالُ أَوْ لَمْ تَكُنْ. وَفَعُولٌ تَدْخُلُهُ الْهَاءُ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ بِهِ. وَالْحُمُولَةُ بِالضَّمِّ الْأَحْمَالُ. وَأَمَّا (الْحُمُولُ) بِالضَّمِّ بِلَا هَاءٍ فَهِيَ الْإِبِلُ الَّتِي عَلَيْهَا الْهَوَادِجُ سَوَاءٌ كَانَ فِيهَا نِسَاءٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ. 
[حمل] نه فيه: "الحميل" غارم، أي الكفيل ضامن. ومنه ح ابن عمر: لا يرى بأساً في السلم "بالحميل". وفيه: كما تنبت الحبة في "حميل" السيل، هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء أو غيره بمعنى محموله، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت علىوسلم، بكسر الحاء أي عظم على وثقل واستعظمته لبشاعة لفظه وهمني ذلك ولا يريد الحمل على الظهر. غ "حملوا التوراة ثم لم يحملوها" أي حملوا الإيمان بها فحرفوها. و"أن تحمل عليه" من حملة المقاتل على قرنه، "فابين أن يحملنها" أي أدتها وكل من خان الأمانة فقد حملها، و"حملها الإنسان" يعني الكافر والمنافق. و"فالحملت" يعني السحاب، والحمل في البطن والحمل على الظهر. و"عليه ما حمل" من البلاغ" وعليكم ما حملتم" من الإيمان به. و"حملاً خفيفاً" المنى. ش: الحمل بفتحتين ولد الضائنة في السنة الأولى.
باب الحاء واللام والميم معهما ح م ل، ح ل م، م ل ح، م ح ل، ل ح م كلهن مستعملات

حمل: الحَمَلُ: الخَروف، والجميع الحُمْلانُ . والحَمَلُ: برُجْ ٌمن البُرُوج الاثنَيْ عشر. والفعل حَمَلَ يَحْمِلُ حَمْلاً وحُمْلاناً. ويكون الحُمْلان أجْراً لما يُحْمَل. والحُمْلان: ما يُحْمَلُ عليه من الدَّوابِّ في الهِبَة خاصَّةً. وتقول: إني لأَحمِلُه على أمرٍ فما يَتَحَمَّل، وأُحَمِّله أمراً فما يتحمل، وإنه ليتحمل الصنَّيعةَ والإِحسان، وحَمَّلْتُ فُلاناً فُلاناً، وتَحَمَّلْتُ به عليه في الشَّفاعة والحاجة . وتَحامَلْتُ في الشيء إذا تَكَلَّفْتُه على مَشَقَّةٍ. واستَحْمَلْتُ فلاناً نفسي أي حَمَّلْتُه أُمُوري وحُوائجي، قال:

ومَن لم يَزَلْ يستَحْمِلُ الناسَ نفسه وحَمَلْتُ عنه أي حَلمُتْ ُعنه. والحَمْل: ما في البَطْن، والحِمْل ما على الظَّهْر، وأما حَمْلُ الشَّجَر فيقال: ما ظَهَرَ فهو حِمْل، وما بَطَن فهو حَمْلٌ. وبَعضٌ يقول: حَمِلْ الشَّجَر ويحتَجُّون فيقولون: ما كان لازماً فهو حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل . والحَميلُ: المَنْبُوذ يُحْمَلُ فيُرَبَّى. وحَميلُ السَّيْل: ما يَحْمِلُ من الغُثاء،

وفي الحديث: فيخرجُون من النّار فيَنبُتُون كما تنبُت الحِبَّةُ في حَميل السَّيْل .

والحَميلُ: الوَلَدُ في بَطْن الأُمِّ إذا أُخِذَتْ من أرض الشِّرْكِ. والحِمالةُ والمِحْمَلُ: عِلاقُة السَّيْف، قال:

........ حتّى بَلَّ دَمْعيَ مِحْمَلي

والمِحْمَل: الشِّقّانِ على البعير يُحْمَلُ فيهما نَفْسان . ورَجُلٌ حَمُولٌ: صاحبُ حِلْمٍ. والحَمالة: الدِّيةُ يحمِلُها قَومٌ عن قومِ، وقد تُحْذَفُ منها الهاء كما قال:

عظيمُ النَّدَى كثيرُ الحَمالِ

وتقول: ما على فلانٍ مَحْمِلٌ من تحميل الحَوائج، وما على البَعير مَحْمِلٌ من ثِقْل الحَمْل. والحَمُولة: الإبِل تُحْمَل عليها الأثقال. والحُمُول: الإبل بأثقالِها. والمُحْمِل من النِّساء: التي يْنزلُ لبَنُها من غير حَبَل، تقول: أَحْمَلَتِ المرأةُ وكذلك الناقة.

محل: أرض مَحْل وأرضٌ مَحُولٌ ، وأَرْضٌ مُحُول على فُعُول ونَعْتُها بالجَمْع يحُمَلُ على المواضِع كما قال: ثَوْبٌ مِزَقٌ، وجمع المَحْل أمحال [ومُحُولٌ] . [قال:

لا يَبْرَمُون إذا ما الأفقُ جَلَّله ... صِرُّ الشتاء من الأَمحال كالأَدَم]

وأمْحَلَتِ الأرض فهي مُمْحِلٌ، وزمان ماحلٌ، قال النابغة:

يُمْرعُ منه الزَّمَنُ الماحِلُ

والمَحْلُ: انقِطاعُ المطَر ويُبْسُ الأرض من الشَّجَر والكَلأَ. والمِحالُ: من المَكِيدة ورَوْم ذلك بالحِيَل، ومنه قولهم: تَمَحَّلْتُ الدَّراهمَ أي طلَبَتْهُا من حيث لا يُعرَف لها أصل. ومَحَلَ فلانٌ بفُلان إذا كادَه بسِعايةٍ إلى السلطان. وقوله تعالى: شَدِيدُ الْمِحالِ أي: الكيد.وفي الحديث: القرآن ماحِلٌ مُصدَّق

: يَمْحَل بصاحبه إذا ضَيَّعَه. ولَبَنٌ مُمَحَّلٌ: مَحَلُوه أي حَقَنُوه ثم لم يَدْعُوه يأخُذُ الطَّعْمَ حتى شَرِبوهُ، قال أبو النجم:

إلاّ من القارص والمُمَحَّلِ»

والمَحالُ: فَقارُ الظَّهْر، والواحدةُ مَحالةٌ. والمَحالةُ: التي يُسْتَقَى عليها، يقال: سُمِّيَتْ بفَقارة البعير على فَعالة، ويقال: بل على مَفْعَلة لتَحُوُّلها في دَوَرانها. وقولهم: لا مَحالةَ أي: لا بُدَّ، على مَفْعَلة، الميم زائدة، والمعنى: لا حيلَة. والمُتَماحِل: الطَّويل.

لمح: لَمَحَ البَرْقُ ولَمَعَ، ولَمَحَ البَصَرُ، ولَمَحَهُ ببَصَرِه. واللَّمْحةُ: النَّظْرة. وأَلْمَحَهُ غيره.

ملح: قد يُقال من المَلاحة مَلُحَ. والمُماَلحة: المُؤاكَلةُ. وإذا وَصَفْتَ الشّيْءَ بما فيه من المُلُوحة قلت: سمك مالح وبقلة مالِحة. والمِلْحُ: معروف [ما يُطَيَّبُ به الطَّعامُ] . والمِلْحُ: خِلافُ العَذْبِ من الماء، يقال: ماءٌ مِلْحٌ، ولا يقال: مالح. ومَلَحْتُ الشَّيْءَ ومَلَّحْتُه فهو مَمْلُوحٌ مَليحٌ ممُلَّحٌ. ومَلَحْتُ القِدْرَ أَمْلَحُها إذا كان مِلْحُها بقَدْر، فإن أَكْثَرْتَه حتى يفسُد قُلْتَ: مَلَّحْتُها تَمليحاً. والمُلاّح من نَباتِ الحَمْض، قال أبو النجم:

يخبطن ملاحا كذاوي القرمل

والمَلاّحَةُ: مَنْبِتُ المِلْح. والمَلاّح: صاحبُ السَّفينة، وصَنْعتُه المِلاحةُ والمُلاّحِيَّةُ [وهو مُتَعَهِّدُ النَّهر ليُصْلِحَ فُوَّهَتَه] ، [وقال الأعشى:

تَكَأْكَأَ مَلاّحها وَسْطَها ... من الخَوْفِ كَوْثَلَها يَلْتَزِمْ]

ويقال: أَمْلَحْتَ يا فلان في مَعْنَيَيْنِ أي جئْتَ بكلمةٍ مَليحةٍ أو أكثَرْتَ مِلْحَ القِدْر. والمُلْحَة: الكلمةُ المليحة. والمَلْحاءُ: وَسَطُ الظَّهْر بين الكاهل والعَجْز، وهي من البعير ما تحتَ السَّنام. [وفي المَلْحاء سِتُّ مَحَالات، وهي سِتُّ فِقَرات والجميع َمْلحاوات] . والمُلْحَةُ في الألوان: بياضٌ يَشْقُهُّ شُعَيْراتٌ سُودٌ، وكذلك كل شَعرٍ وصُوفٍ. وكَبْشٌ أَمْلَحُ: بَيِّنُ المُلْحِة والملح . والمَلَحُ: داء أو عَيْبٌ في رِجْل الدابَّة. والمُلاحِيًّ: ضَرْبٌ من العِنَب في حَبِّه طول. والمِلْح: الرَّضاعُ.

لحم: يقال: لَحْمٌ ولَحَمٌ، يُخَفَّفُ ويُثَقَّل. ورجلٌ لَحيمٌ: كثير لَحْم الجَسَد، وقد لَحُمَ لَحامةً. ورجلٌ لَحِمٌ أي أكُولٌ للَّحْم، وبَيْتٌ لَحِمٌ: يكثُرُ فيه اللَّحْم.

(وجاء في الحديث) : إن الله ليَبْغِضُ البيْتَ اللَّحِمَ وأهْلَه.

وبازيُّ لَحِمٌ ولاحِمٌ: يأكُل اللَّحْمَ، ومُلْحَمٌ: يُطْعَمُ اللحْمَ، [وقال الأعشى:

تَدَلىَّ حثيثا كأن الصوار ... يتْبَعُهُ أَزْرَقيٌّ لَحِمْ]

وأَلْحَمْتُ القَومَ: قَتَلْتُهم حتى صاروا لَحْماً، واللَّحيمُ: القتيل. واستَلْحَمْتُ الطريقَ: اتبَّعْتُه، [قال:

ومن أَرَيناه الطريقَ استَلْحَما

وقال امرؤ القيس:

استلحم الوحش على أكسائها ... أهوج محــضير إذا النقع دخن]  والمَلْحَمةُ: الحرب ذاتُ القَتْل. واللَّحْمَةُ: قَرابةُ النَّسَب. واللُّحْمةُ: ما يُسَدَّى بين السَّدْيَيْن من الثوب. واللِّحامُ: ما يُلْحَمُ به صَدْعُ ذَهَبٍ أو حديدٍ حتى يَلْتَحِما ويَلْتَئِما، أو كل شَيْءٍ كانَ متبايناً تَلازَقَ فقد التَحَمَ. وشَجَّة مُتلاحِمة: إذا بَلَغَتِ اللَّحْمَ.

حلم: الحُلُمُ: الرُّؤيا، يقال: حَلَمَ يَحْلُمُ إذا رأَى في المنام.

وفي الحديث: من تَحَلَّمَ ما لم يَحْلُم

أي تكَلَّفَ حُلْماً (لم يَرَه) . والحُلْمُ: الاحتِلامُ، ويُجمَع على الأحلام، والفاعلُ حالِمٌ ومُحْتَلِم. والحِلْمُ: الأَناة، ويُجْمَعُ على الأحلام. والحُلاّم: الجَدْيُ ، قال:

كل قتيل في كليب حُلاّمْ

وأحلام القَوْم: حُلَماؤهم، والواحد حَليم، [وقال الأعشى:

فأمّا إذا جَلَسُوا بالعَشيِّ ... فأحلامُ عادٍ وأيدي هُضُمْ . وقد حَلُمَ الرجلُ يَحْلُمُ فهو حليم، والحليم في صفة الله تعالى معناه الصَّبور. ومن أسماء الرجال مُحَلِّم وهو الذي يُعَلِّمُ غيره الحِلْمَ] . وأَحْلَمَتِ المرأةُ: وَلَدَتِ الحُلَماءَ. [والأحلام: الأجسام] . [والحَلَمَةُ والجميع الحَلَم: ما عَظُم من القراد] وأَدِيمٌ حَلِمٌ: قد أفسَدَه الحَلَمُ قبلَ أن يُسْلَخ، وقد حَلِمَ حَلَماً، [ومنه قول عقبة:

فإنَّكَ والكتابُ إلى عَليٍّ ... كدابغةٍ وقد حَلِمَ الحَليمُ)

والبَعيرُ حَلِمٌ: أفسَدَه الحَلَمُ. وعَناقٌ حَلِمةٌ وتِحْلِمَةٌ: أفسَدَ جِلدَها الحَلَمُ. وحَلَّمْتُ الإبِل: أخَذْتُ عنها الحَلَم. والحَلَمةُ: شَجَرة السَّعْدان، من أفضل المراعي . والحَلَمةُ: رأسُ الثَّدْي في وَسَط السَّعْدانة . ويَوْمُ حَليمةَ: وَقْعة كانت في الجاهلية. ومُحَلِّمٌ: نَهْرٌ باليمامة . 
(ح م ل)

حَمَلَ الشَّيْء يَحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلانا، فَهُوَ مَحْمولٌ وحَمِيلٌ، واحتَملَه.

وَقَول النَّابِغَة: فحمَلْتُ بَرَّةَ واحتَملْتَ فَجارِ

عبر عَن الْبر بِالْحملِ، وَعَن الفجرة بِالِاحْتِمَالِ، حمل الْبرة بِالْإِضَافَة إِلَى احْتِمَال الفجرة أَمر يسير ومستصغر. وَمثله قَول الله عز اسْمه: (لَهَا مَا كَسَبتْ، وَعَلَيْهَا مَا اكْتسَبَتْ) وَسَيَأْتِي ذكره. وَقَول أبي ذُؤَيْب:

مَا حُمِّلَ البُخْتيُّ عامَ غِيارِه ... عَلَيْهِ الوسوقُ بُرُّها وشَعيرُها

إِنَّمَا حمل فِي معنى ثقل، وَلذَلِك عداهُ بِالْبَاء، أَلا ترَاهُ قَالَ بعد هَذَا:

بأثقلَ ممَّا كنتُ حَمَّلْتُ خالِداً

وَقَوله تَعَالَى: (وكأيِّنْ من دابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَها) قَالَ، مَعْنَاهُ لَا تدخر رزقها، إِنَّمَا تصبح فيرزقها الله.

والحِمْلُ: مَا حُمْلَ. وَالْجمع أحْمالٌ. وحَمَله على الدَّابَّة يَحْمِله حَمْلاً.

والحُملانُ: مَا يُحمَلُ عَلَيْهِ من الدَّوَابّ فِي الْهِبَة خَاصَّة.

وحَمَله على الْأَمر يَحْمِلُه حَمْلا فانحملَ، أغراه بِهِ.

وحَمَّله الْأَمر تحميلاً وحِمَّالاً، فتَحمَّلَه تَحمُّلاً وتِحمَّالاً، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أَرَادوا فِي الفعال أَن يجيئوا بِهِ على الإفعال، فكسروا أَوله والحقوا الْألف قبل آخر حرف فِيهِ وَلم يُرِيدُوا أَن يبدلوا حرفا مَكَان حرف كَمَا كَانَ ذَلِك فِي أفعل واستفعل.

وَقَوله تَعَالَى: (إِنَّا عَرَضْنا الأمانةَ على السمواتِ والأرضِ والجِبالِ فأبَيْنَ أَن يَحمِلْنها وأشفَقْن مِنْهَا وحمَلَها الإنسانُ) قَالَ الزّجاج: معنى يحملنها، يخنها، وَالْأَمَانَة هُنَا الْفَرَائِض الَّتِي افترضها الله على آدم وَالطَّاعَة وَالْمَعْصِيَة، وَهَكَذَا جَاءَ فِي التَّفْسِير. وَالْإِنْسَان هُنَا: الْكَافِر وَالْمُنَافِق.

وَقَوله تَعَالَى: (فإنَّما عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وعَليكم مَا حُمِّلُتم) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أوحى وكلف أَن يُبينهُ، وَعَلَيْكُم أَنْتُم اتِّبَاعه.

وَاحْتمل الصنيعة، تقلدها وشكرها. وَكله من الحَمْلِ.

وحَمَلَ فلَانا، وتَحمَّل بِهِ وَعَلِيهِ، فِي الشَّفَاعَة وَالْحَاجة: اعْتمد. وتحامَلَ فِي الامر، وَبِه: تكلفه على مشقة وإعياء. وتحامَلَ عَلَيْهِ، كلفه مَا لَا يُطيق.

واستَحمله نَفسه: حَمَّله حَوَائِجه وأموره. قَالَ زُهَيْر:

ومَنْ لَا يزلْ يَستحمِلُ الناسَ نفسَه ... وَلَا يُغْنِها يَوْمًا من الدهْرِ يُسأَمِ

وَقَول يزِيد بن الْأَعْوَر الشني:

مُستَحمِلاً أعْرَفَ قد تبيَّنا

يُرِيد: مُستَحمِلاً سَناماً أعرَفَ عَظِيما.

وَشهر مستحمِلٌ: يَحمِلُ أَهله فِي مشقة، لَا يكون كَمَا يَنْبَغِي أَن يكون، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ: الْعَرَب تَقول إِذا نحر هِلَال شمالا كَانَ شهرا مستحمِلاً.

وَمَا عَلَيْهِ مَحْمِلٌ، أَي مَوضِع لتحميل الْحَوَائِج.

وحَمَلَ عَنهُ، حَلُمَ. وَرجل حَمولٌ، صَاحب حِلْمٍ.

والحَمْلُ: مَا يُحمَلُ فِي الْبَطن من الْأَوْلَاد فِي جَمِيع الْحَيَوَان. وَالْجمع حِمالٌ وأحمالٌ. وَفِي التَّنْزِيل: (وأُولاتُ الأْحمالِ) وحَمَلت الْمَرْأَة تحمِلُ حَمْلاً، علقت، قَالَ ابْن جني: حَمَلَتْه وَلَا يُقَال حَمَلَتْ بِهِ، إِلَّا انه كثر " وحَمَلَت المرأةُ بولدِها " وَأنْشد:

حَمَلَت بِهِ فِي ليلةٍ مَزؤودةٍ ... كَرْها وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَلِ

وَقد قَالَ الله سُبْحَانَهُ: (حَمَلَتْه أمُّه كَرْها) وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جَازَ " حَمَلَتْ بِهِ " لما كَانَ فِي معنى علقت بِهِ. وَنَظِير قَوْله تَعَالَى: (أُحِلَّ لكم ليلةَ الصّيامِ الرَّفَثُ إِلَى نسائِكم) لما كَانَ فِي معنى الْإِفْضَاء، عدى بإلى.

وَامْرَأَة حامِلٌ وحامِلَةٌ، على النّسَب وعَلى الْفِعْل. وَقَالُوا: حَمَلت الشَّاة والسبعة، وَذَلِكَ فِي أول حَمْلِهما، عَن ابْن الْأَعرَابِي وَحده.

والحَمْلُ: ثَمَر الشَّجَرَة، وَالْكَسْر فِيهِ لُغَة. وَشَجر حَامِل. وَقَالَ بَعضهم: مَا ظهر من ثَمَر الشَّجَرَة فَهُوَ حِمْلٌ وَمَا بطن فَهُوَ حَمْلٌ. وَقيل: الحَمْلُ، مَا كَانَ فِي بطن أَو على رَأس شَجَرَة، والحِمْلُ مَا حُمِلَ على ظهر أَو رَأس، وَهَذَا هُوَ الْمَعْرُوف فِي اللُّغَة. وَكَذَلِكَ قَالَ بعض اللغويين: مَا كَانَ لَازِما للشَّيْء فَهُوَ حَمْلٌ، وَمَا كَانَ بَائِنا فَهُوَ حِمْلٌ وَجمع الحِمْلِ أحْمالٌ وحُمولٌ، عَن سِيبَوَيْهٍ. وَجمع الحَمْلِ حِمالٌ. وَفِي الحَدِيث: " هَذَا الحِمالُ لَا حِمالُ خَيْبَر "، يَعْنِي ثَمَر الْجنَّة، انه لَا ينْفد.

وشجرة حاملَةٌ: ذَات حَمِلٍ.

والحَمَّالُ: حامِلُ الأحمالِ، وحرفته الحِمالةُ.

وحَميلُ السَّيْل: مَا يَحمِلُ من الغثاء. وَفِي الحَدِيث، فِي وصف قوم: يخرجُون من النَّار فيلقون فِي نهر الْجنَّة فينبتون كَمَا تنْبت الْحبَّة فِي حَميلِ السَّيْل.

والحَوْمَلُ: السَّيْل الصافي، عَن الهجري وَأنْشد:

مُسَلْسَلةُ المَتْنَينِ لَيست بشَيْنَةٍ ... كأنَّ حَبَابَ الحومَلِ الجَوْنِ ريقُها

وحَميلُ الضعة والثمام والوشيج والطريفة والسبط: الدويل الْأسود مِنْهُ، قَالَ أَبُو حنيفَة: الحميلُ بطن السَّيْل، وَهُوَ لَا ينْبت.

والحَميلُ: المنبوذ يَحمِلُه قوم فيربونه

والحَميلُ: الدعي، قَالَ الْكُمَيْت يُعَاتب قضاعة فِي تحولهم إِلَى الْيمن:

عَلامَ نزلتُمُ من غيرِ فقرٍ ... وَلَا ضَرَّاءَ منزلةَ الحَميلِ

والحَميلِ: الْوَلَد فِي بطن أمه إِذا أخذت من أَرض الشّرك. وَقَالَ ثَعْلَب: الحَميلُ، الَّذِي يُحمَلُ من بِلَاد الشّرك إِلَى بِلَاد الْإِسْلَام فَلَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة.

والحميلُ: الْغَرِيب.

والحِمالَةُ والحَميلةُ: علاقَة السَّيْف، وَهُوَ المحْمَلُ، قَالَ:

على النَّحْرِ حَتَّى بلَّ دمْعيَ محْمَلي

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِمالةُ للقوس بمنزلتها للسيف يلقيها المتنكب فِي مَنْكِبه الْأَيْمن وَيخرج يَده الْيُسْرَى مِنْهَا فَتكون الْقوس فِي ظَهره.

والمِحْمَلُ: شقان على الْبَعِير يُحمَلُ فيهمَا العديلان.

والمِحْمَلُ والحاملة: الزبيل الَّذِي يُحمَلُ فِيهِ: الْعِنَب إِلَى الجرين. واحتَمل الْقَوْم وتحمَّلوا، ذَهَبُوا. والحَمولَةُ مَا احتمَلَ عَلَيْهِ الْحَيّ من بعير أَو حمَار أَو غير ذَلِك، كَانَت عَلَيْهَا أثقال أَو لم تكن، وَفِي التَّنْزِيل: (ومن الأنعامِ حَمولَةً وفَرْشا) ، يكون ذَلِك للْوَاحِد فَمَا فَوْقه. والحُمولُ والحُمولُةُ: الَّتِي عَلَيْهَا الأثقال خَاصَّة.

والحُمولُة: الْأَحْمَال بِأَعْيَانِهَا. والحُمولُ، الهوادج كَانَ فِيهَا النِّسَاء أَو لم يكن، وَاحِدهَا حِمْلٌ، وَلَا يُقَال حُمولٌ من الْإِبِل إِلَّا لما عَلَيْهِ الهودج وَقَول أَوْس:

وَكَانَ لَهُ العينُ المُتاحُ حمولةً

فسره ابْن الْأَعرَابِي فَقَالَ: كَأَن إبِله موقرة. من ذَلِك.

وأحمَلَه الحِمْلَ، أَعَانَهُ عَلَيْهِ. وحَمَّله، فعل ذَلِك بِهِ.

وناقة محَمَّلَةٌ: مثقَّلة.

والحَمالةُ: الدِّيَة الَّتِي يحمِلُها قوم عَن قوم، وَقد تطرح مِنْهَا الْهَاء، ويروى بَيت الْأَعْشَى:

عزيزُ النَدى عَظِيم الحَمالْ

والحواملُ: الأرجل.

وحوامِلُ الْقدَم والذراع عصبها، واحدتها حامِلَةٌ.

ومَحَامِلُ الذّكر وحمائله، الْعُرُوق الَّتِي فِي أَصله وَجلده، وَبِه فسر الْهَرَوِيّ قَوْله فِي الحَدِيث: " يضغط الْمُؤمن فِي هَذَا، يُرِيد الْقَبْر، ضغطة تَزُول مِنْهَا حَمائلُه ".

وحَمَلَ بِهِ الدَّابَّة: كفل.

واحتُمِلَ الرجل: غضب.

والمُحمِلُ من النِّسَاء وَالْإِبِل: الَّتِي ينزل لَبنهَا من غير حمل. وَقد أحْملَتْ.

والحَمَلُ: الخروف. وَقيل: هُوَ من ولد الضَّأْن الْجذع فَمَا دونه، وَالْجمع حُمْلانٌ وأحمالٌ، وَبِه سميت الأحْمالُ وَهِي بطُون من بني تَمِيم.

والحَمَلُ: السَّحَاب الْكثير المَاء. والحَمَلُ: برج من بروج السَّمَاء، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال هَذَا حَمَلٌ طالعا، تحذف مِنْهُ الْألف وَاللَّام وَأَنت تريدها، وَيبقى الِاسْم على تَعْرِيفه، وَكَذَلِكَ جَمِيع أَسمَاء البروج: لَك أَن تثبت فِيهَا الْألف وَاللَّام، وَلَك أَن تحذفها وَأَنت تنويها، فَتبقى الْأَسْمَاء على تَعْرِيفهَا الَّذِي كَانَت عَلَيْهِ.

وَقَول المتنخل الْهُذلِيّ:

كالسُّحُلِ البيضِ جَلا لوَنها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأسْوَلِ

فسر بالسحاب الْكثير المَاء، وَفسّر بالبروج.

وحَمَلٌ: مَوضِع بِالشَّام.

وحَوْمَلُ: مَوضِع، قَالَ أُميَّة بن بِي عَائِذ الْهُذلِيّ:

من الطاوِياتِ خلالَ الغَضَى ... بأجمادِ حَوْمَلَ أَو بالمَطالي

وَقَول امْرِئ الْقَيْس:

بَين الدَّخولِ فحومَلِ

إِنَّمَا صرفه ضَرُورَة.

وحومَلُ: اسْم امْرَأَة يضْرب بكلبتها الْمثل، يُقَال: أجوع من كلبة حَوْمَلَ.

والمحمولَةُ: حِنْطَة غبراء كَأَنَّهَا حب الْقطن لَيْسَ فِي الْحِنْطَة اكبر مِنْهَا حبا وَلَا أضخم سنبلا، وَهِي كَثِيرَة الرّيع غير إِنَّهَا لَا تحمد فِي اللَّوْن وَلَا فِي الطّعْم، هَذِه عَن أبي حنيفَة.

وَقد سمت: حَمَلا وحُمَيْلاً.

وَبَنُو حُمَيْلٍ: بطن.

وَقَوْلهمْ: ضَحّ قَلِيلا يُدرِكِ الهيجا حَمَلْ

إِنَّمَا يَعْنِي بِهِ حَمَلُ بن بدر.

والحمالةُ: فرس طليحة بن خويلد الاسدي.
حمل: حملت المرأة: وضعت فرزجة في مهبلها (ابن البيطار 1: 21، 28، وقد ورد هذا في مخطوطة ب فقط) وانظر لين في مادة احتمل التي نجدها في هذا المعنى عند ابن البيطار في آخر ص6 من الجزء الأول. كما نجدها في 15، 88 (مكررة مرتين) ص89، 1: 94).
وحَمَل: أخذ معه، ذهب به، مضى به، (أخبار ص69، ألف ليلة 1: 74).
وحَمَل: نقل، يقال مثلا: قصَّار يحمل ثيابه على حمار (كليلة ودمنة ص213).
ويستعمل الفعل حمل بحذف مفعوله بمعنى نقل البضائع (ابن بطوطة 4: 244، تاريخ البربر 1: 265)، وفيه حمل على أي بواسطة الدابة مثلا. وحمل: احتوى، اشتمل، تضمن، (دي يونج).
وحمل فلانا: لا يعني أعطاه ظهرا يركبه فقط كما يقال حمله على دابة وغيرها (انظر أدناه) بل يعني أيضاً أن الراكب على دابة يسمح لغيره أن يركب معه ففي شرح معلقة امرئ القيس للزوزني (2: 3 طبعة هنجستنبرغ): فقال لعنيزة يا بنت الكرام لابد لك من أن تحمليني وألحت عليها صواحبها أن تحمله على مقدم هودجها فحملته. فعنيزة سمحت لامرئ القيس أن يركب على الجمل الذي كانت تجلس في هودجه.
ويقال أيضاً أن صاحب السفينة يحمل فيها آخر أي يسمح له بركوبها لقطع الطريق (كوسج مختارات ص55 معجم أبي الفداء).
وحَمَل: وضع شيئا على غيره، نضد، ففي معجم البلاذري: كان بناؤها بلِبْن حُمِل بعضه على بعض، من غير ملاط.
وحَمَله النوم: غلبه النوم (كليلة ودمنه ص280).
وحَمَل: اعنت، كدَّر، ففي رحلة ابن جبير (ص306): وكُلُّ ذلك برفق وتُؤدَة دون تعنيف ولا حمل.
وحَمَل: ساعد، عاضد، انجد، ففي كرتاس (ص24): يحمل الطائع على المخالف.
وحَمَل: عامل، تصرف معه بهذه الطريقة. ففي الأخبار (ص123): أريد أن يحملني مَحِمَل عامَّة أهلي، أي أريد أن يعاملني معاملة عامة أهلي. ومحمل هو مصدر حمل. وفي معجم البلاذري حمله على أن. أي عامله وتصرف معه بهذه الطريقة.
وحَمَل: شكر الصنيع، تحمل المنن، ففي ألف ليلة (4: 482) حمل حملته، وقد ترجمها لين بما معناه. كان شاكرا له صنيعه.
وحمل: دفع إليه ضريبة (مونج ص241) ابن الأغلب ص33) وفي حيان (ص62 ق) وخطب إليه (إلى الأمير) ولاية اشبيلية على أن يحمل من فضل جبايتها بعد إقامته لسائر نفقاتها سبعة آلاف دينار. وفي (ص63 و): وفارقه التجيبيُّ على ضريبة من المال يحملها إلى الأمير من جباية البلد كل سنة. وفيه (ص 97 ق): استقام على ما التزمه من حمل مال المفارقة إلى ان هلك.
وحَمَلَ: حرَّض، حضَّ (ألكالا).
وحَمَل: تقبل التهمة (أماري ديب ص193).
وحَمَل: احتمل، رحل، ارتحل، أخذ يسير (ألف ليلة 1: 358، 461) وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص47): وهبطوا من البلد صاغرين وحملوا إلى اشبيلية.
وحمل: أتقن علما واحكمه. ويقال: يحمل العلم (النويري ص22) وفيه: العلمُ بضم الميم وهو خطأ. وفي حيان بسام (3: 112 ق): وكان مع ذلك يحمل قطعة وافرة من علم الحديث وأنواع الفنون (انظر حمل في مادة حامل).
وحمل النهر: تعاظم جريه لكثرة الأمطار (محيط المحيط). وحمل منّية: احتمل الصنيع وصار ممنونا. (بوشر).
حمل نَفْسَه: أجهدها (تاريخ البربر1: 69).
حمل الطريق إلى: أدَّى إلى، أوصل إلى (جريجور ص36) ويقال أيضا: حمل الطريق على. ففي أماري (مخطوطات): إلى الزقاق الحامل عليه من البئر المالح إلى فسحة بابا البراح.
وحمل إلى فلان: أرسل إليه كتائب في السفن (أخبار ص7).
وحملت الناقة بفلان: حملته ونقلته (معجم المتفرقات) ويرى دي غويه أن هذا الفعل بسبب رواياته المختلفة يدل على نوع من السير.
وحمل فلان على فلان: في معجم فوك باللاتينية: أساء اليه، وحمل عليه، ثار به (المقدمة 3: 75، تاريخ البربر2: 71).
وحمل على فلان: فرض عليه، ضرب، وهو اختصار: حمل على فلان حملا (الغاني ص52) حيث نجد فيه حمل على فلان حملا شديدا بمعنى فرض عليه ضرائب باهظة ويقال في المبني للمجهول. قد حُمِلَ عليهم فوق طاقتهم أي فرضت عليهم ضرائب تتجاوز قدرتهم (معجم البلاذري).
وحمل على فلان: استلب نقوده (الثعالبي لطائف ص12). وفي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص24 و): تشكَّى أهل العدوة بعُمَّال عبد السلام من حملهم على الرعية وظلمهم.
وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص22): أوقع (الخليفة) بعبد الرحمن بن يحيى المشرف بمدينة فاس لمّا صح عنده من خيانته وحمله على الرعية وإذايته.
وحمل فلانا وحمل على دابة: أهداه دابة يركبها وقد ترجم دي ساسي في مختاراته (2: 41): العبارة حمله على فرسَيْن التي نقلها أهدى إليه فرسين وقال في تعليقه (ص136): إن هذه العبارة قد تكرر ذكرها عند المقريزي، ويظهر أن الخلفاء الفاطميين كانوا يكرمون بعض ضباطهم بجعلهم يقودون خيلا مسرجة ومجهزة بعدتها أمامهم)).
غير أن معنى هذا: أهداه فرسا أو أهداه أفراسا وكذلك نقرأ عند ابن بدرون (ص246): حمله على مركب سريّ أي أهداه فرسا كريما. وفي مختارات من تاريخ العرب (ص9 - 5): حمله على بغل ومركب أي أهدى إليه بغلاً وفرساً. وفيه (ص329): حمله على مراكب أي أهدى إليه أفراسا. وعبارة الثعالبي في اللطائف (ص132) تدل دلالة قاطعة على هذا المعنى، فهي تقول، وحَمَلَنِي على عتاق البادية ونجائب الحجاز وبراذين طخارستان وحمير مصر وبغال بردعة. (ويجب حذف مادة ركب من معجم المختارات (ص32) لأن كلمة مركب في هذه العبارة وفي غيرها من عبارات المختارات لا يراد بها معنى السرج).
وحمل فلانا وحمله على: نسبه إليه، ففي كتاب عبد الواحد (ص: 22) ولو لم يكن من عادته المزاح لحُمِلَ على التصديق في كل ما يأتي به، أي لظن انه كان صادقا في كل ما يقول.
وحمله على: خصه ب: ففي المقدمة (2: 296): قال صلى الله عليه وسلم وقد رأى السِكَّة ببعض دور الأنصار ما دخلت هذه دار قوم إلا دخله الذل وحمله البخاري على الاستكثار منه. أي إن البخاري فهم هذا الحديث أن المقصود منه تجاوز الحد في الانصراف إلى الزراعة (دي سلان) وحمل على: تعرض له، ففي كتاب محمد بن الحارث (281): شاور كاتبه في أمر نفسه وما يحمل عليه في السبب الذي دار عليه.
وحمل على: استند إلى، اتكأ على (معجم البلاذري، معجم المتفرقات).
(حمل على خاطره (بدون ((هَمّاً)) التي تذكر بعدها في بعض الأحيان): اهتم وكان حزينا (ألف ليلة برسل 10: 140) ومثل هذا: حمل على قَلبه (المقري 2: 772).
حمل المال على نفسه: تحمل المال والتزم به وتكلف به (الثاعبي لطائف ص74) وفي رياض النفوس (ص69 ق): ونفد المال الذي خصصَّه ابن الجعد لبناء القصر قبل أين يتم بناؤه فقال له ابن عبادة: النفقة نجزت وقد بقي كذا وكذا فلا تحمل على نفسك وقد يسرع اوام في تمامه.
وحمل الشيء على خير: اعتبره خيرا (بوشر).
وحمل عن فلان: تكفَّل بالدفع عنه (أخبار ص30) وفي حيان (ص34 و): وكان مُلْحَقا في الديوان فكان الغزو يلحقه فيَحمْل القائد أحمد بن محمد بن أبي عبده كُلَّ السفر عنه ويقوم بمئونته ذاهبا وجائيا أي كان من عادته أن يدفع له كل نفقات الحملة.
وحمل عن فلان: تعلم منه، واقتبسه منه، اخذ منه ففي ابن العوام (1: 100): وحمل ذلك على (عن) قوم من الفلاحين، وتستعمل حمل عن خاصة بمعنى: اخذ الحديث ودرس الكتاب على أستاذه الذي أذن له بتعليمه الآخرين. ففي كتاب ابن الخطيب (ص23 و): وكان الخشاب يحمل عن أبي بكر بن ثابت الخطيب وغيره. وفي المقري (3: 183) في كلامه عن كتاب: وأذن له في حمله عنه.
حمل من. يقال مثلا في الكلام عن قناة تأخذ ماءها من نهر بحذف كلمة ماء: نهر يحمل من دجلة أي قناة تأخذ ماءها من دجلة (معجم المتفرقات).
حمل أمامه في الحفر قدر ثلاث مساحي: أي عمل في الحفر بالمسحاة على قدر ثلاث مساحي (ابن العوام 1: 530، وانظر ص531 رقم، 1: 15).
حُمِلَ (المبني للمجهول): محتمل أشبه بالحق. ففي تاريخ البربر (3: 519): أبلغ من ذلك ما حُمِلَ ولم يُحْمَل. أي أضاف من ذلك معلومات بعضها محتمل شبيهة بالحق وبعضها غير محتمل.
مَحْمَل: مصدر ميمي لحمل (معجم البلاذري، أخبار ص123، ابن بطوطة 2: 380).
حَمَّل (بالتشديد) من مصطلحات الموسيقى التي اجهل معناها. ففي ألف ليلة (برسل 7: 78) وحَمَّلَت تحميلة جليلة.
حَمَّله إن: كلفه بحمله، ففي كتاب محمد بن الحارث (ص243) حمَّلني محمد بن بشير أن أسأل له ابن القاسم عن مسائل وحمَّل أيضا ذلك محمد بن خالد. حمَّل، أحبل المرأة (ابن عباد 3: 126 رقم 103) إلا إذا كان الفعل أحمل.
حمَّله: سخَّره وقهره (بوشر).
حمَّله ديونا، أوقره ديونا (بوشر).
حمَّل فلانا على الشيء: حمله واضطره إلى فعل الشيء (فوك، بوشر).
وحَمَّل فلانا على آخر: أثاره عليه وأغراه به (كليلة ودمنه ص115، 240).
وحمَّله وحمَّل منه: جعله يحمل تبعة الشيء (المقدمة 2: 219).
ومصدره له معنى لم يتضح لي في العبارة في مادة حوله).
حامل: حامل فلانا: ارتمى عليه (الطبري 1: 42) طبعة كوسج).
تحمَّل: تجلَّد، واصطبر على (معجم الادريسي) وتحمَّل: حمل معه ونقل. فعند البكري (ص64): وقد تحمَّلوا ما خف من أمتعتهم. مختارات من تاريخ العرب ص185). حيث لا يجب تغيير النص كما أراد الناشر أن يفعل في إضافات وتصحيحات (ص116) وصحح كذلك في معجم الكتاب.
وتحمَّل: التزم أو التزم بالدفع (معجم البلاذري، تاريخ البربر 2: 252).
وتحمَّل: التزم وتكفَّل بتبرئة الشيء. وقد علقت على ما جاء في المقدمة (2: 218) غير أنه لابد من وجود خطا في هذا النص.
وتحمَّل: احتما وتسامح (بوشر).
وتحمَّل: وردت في معجم فوك في مادة ( Compellese) .
تحمَّل الشهادة: صار شاهدا (دي سلان المقدمة 1 ص 74 أ، ب).
تحمَّل منَتَّه: احتمل صنيعه. وصار ممنونا له (عباد 1: 224) وانظر بوشر في مادة حَمَل.
وتحمَّل به: عاش به وتقوت منه. ففي راض النفوس (ص26 ق): وذلك ن أسد (أَسَداً) نفذت نفقته إذ كان يطلب العلم بالمشرق ولم يبق معه ما يتحمل به في انصرافه إلى أفريقية وقد اخبر بذلك شخصا فأجابه: سأكلم الأمير فأرجو ان يَصِلَكَ بما تتحمل به إلى بلدك وتقوى به على ما أنت بسبيله.
تحمَّل عن فلان: بمعنى روى عن فلان أي أخذ الحديث عنه وأذن له بتعليمه الآخرين (المقري 3: 240).
وتحمُّل: مرادف رواية (المقدمة 2: 405، المقري 3: 183، 210، 323).
تحمَّل بفلان على فلان: اعتمد عليه في الشفاعة عنده. يقال مثلا: تحمَّل عليه بأبيه: ولم يدقق لين (ص647) في ذكر معناها (معجم مسلم).
تحامل: توجه، انتقل (مختارات من تاريخ العرب ص181) وفي ابن البيطار (2: 15): ويصيح الرجل بكلبه الذي ربط بهذا الثبات ((فإن إذا جذبه متحاملا نحو صاحبه قلعه)).
وقد أخطأ دي غويه في معجم المختارات حين ذكر أن هذا الفعل يعني أسرع في السير وإنما هذا معنى قولهم تحامل على وجهه. أي أسرع في الهرب. (معجم البيان) وتحامل وحدها تدل على نفس المعنى (معجم المختارات).
وتحامل: تعاون، ففي كتاب ابن صاحب الصلاة (ص52 ق): ذكر حركة السيد الأعلى أبي حفص إلى أخيه السيد أبي سعيد على معنى التحامل والتصاون والتواصل والتعاون.
وتحامل: تحمل الألم (ابن بطوطة 2: 289) وفي كتاب محمد بن الحارث (ص307) في كلامه عن رجل كان شديد المرض: فلما كان من الغد تحامل وأتى يتهادى بين اثنين حتى خطب بكلمات مختصرة.
تحامل: تعصَّب له، تحزَّب له (المقري 1: 694) ويقال: تحامل إلى فلان: تحزَّب له: (المقري 1: 8) كما يقال تحامل له ففي كتاب محمد بن الحارث (ص229): ما الذي يحملك على أن تتحامل لبعض رعيتك على بعض.
ويقال تحامل عليه: تحزَّب ضده كما في المثال السابق (المقري 2: 15) وفي كتاب ابن القوطية (ص9 و): وأظهر الصُمَيْل التحامل على القحطانية.
تحامل عليه في: اعتمد عليه في، ففي المقري (1: 478): ولما كان شديد البخل فلم يكن يشتري بنفسه حاجاته بل كان يتحامل فيها على أهل معرفته (583).
انحمل: جاء في معجم فوك في مادة حمل.
احتمل، احتمل معه: أخذه معه وذهب به ففي تاريخ بني زيان (ص98 ق): احتمل معه أحد النصارى.
واحتمل: تحمَّل الخراج، ففي معجم البلاذري: صالحه على احتمال الأرض من الخراج.
واحتمل: احتوى، وسع واحتبس (معجم الادريسي).
واحتمل: اقتضى، استلزم (معجم الادريسي ص297 رقم 1).
واحتمل: ملأ. ففي المقري (1: 274) أخباره تحتمل مجلدات أي تملأ مجلدات وفيه (3: 133): وأخبار الأبلي وأسمعتي منه تحتمل كتاباً. وفيه (ص134): وأخبار ابن شاطر عندي تحتمل كراسة. واحتُمِل المبني للمجهول: حُمِل (ابن عباد 1: 61).
احتمالاً أن: كان من الممكن أن (ألف ليلة 1: 17) استحمل: تحمَّل، وقوي على الحمل وأطاقه، وصبر على المكروه. يقال: استحمل البهدلة: تحمل الإهانة (بوشر).
حَمْل: ويجمع على حُمُول: ما يحمل إلى السلطان من حاصلات ولاية. ثم اصبح يراد به المال نفسه الذي يحمل إلى خزانة السلطان (مونج ص240).
حمل الرَّحيِل: انظره في مادة طائِلة.
وحَمل: زبيل، (المقري 1: 315، حيان - بسام 1: 23 و).
وحَمل: جوالق الحبوب، عدل الحبوب (دوماس عادات ص270).
حَمْل: في موكب ختان الطفل يحمل الحَمْل صبي الحلاق، وهي مائدة عليها أطعمة مختلفة تجد وصفها عند لين (عادات 1: 78،79) راجع فيسكيه ص50) وهي ليست غير عنوان محل الحلاق.
وحَمْل: طنفسة، زريبة (بوشر) وجمعها حمول.
وحمل: أن تراب الذهب ومسحوقه يذاب سبائك تسحب منها خيوط تسمى حمل (دوماس صحارى ص301).
حِمْل: معناه الأصلي ما تحمله الدابة على ظهرها (الكالا) ويجمع على حمال أيضا (الملابس ص82 رقم 1) ويقول كل من فريتاج ولين أنه جمع حَمْل، ويستعمل بمعنى مقدار كبير. ففي حيان - بسام (3: 141 و): مع حمل من رصاص وحديد كان جمع من خرابات القصور السلطانية.
حمل مُسَطَّح: حداجة، محمل (تخت روان) انظر وصفها عند لين (عادات 2: 198، برتون 2: 65).
حمل القناديل: ضرب من الشمعدانات الكبيرة ذات ستة شمعات انظر لين (عادات 1: 244).
حَمَل: حمل الله: الحمل أو الخروف الفصحي، وسيدنا يسوع المسيح (بوشر).
والحمال في علم النجوم أحد أسماء كوكبة الغراب (القزويني 1: 41).
حملة: حِمل، حِدج (هلو، ألف ليلة 3: 4) وفي صفة مصر (12: 461، 464): إن الحطب يباع بالحمل الذي يسمة حملة وفي معجم بوشر: حملة الحطب: وسق عجلة من الحطب.
وحملة: أمتعة، ثَقْل (بوشر، هلو) وحملة: سلب، أشياء مسروقة (ألف ليلة برسل 9: 331).
وحملة: محصول، غَلَّة، ففي الأدريسي (كليم 2،قسم 5): ثمارها قحطة وحملتها غير حسنة. وفيه (كليم 4 قسم 5): له ثمار كثيرة حسنة الحملة وافرة الخيرات.
وحملة: ضريبة الأرض المستأجرة أو المساقي عليها (بوشر). وضريبة يفرضها الملتزمون على ما يستهلكه أهالي قراهم (صفة مصر 12: 191).
وحملة: احتقان، تورم قيحي (دومب ص88).
وحملة: عاصفة، زوبعة (المعجم اللاتيني).
حَمَلِيّ: حامل إماء، سقاء، انظر لين (عادات 2: 22).
حَمُول، وتجمع على حمولات: ما يحتمل في الدبر أو القبل (محيط المحيط).
حَمِيل: حبل يوضع على قتب البعير ويحيط بالعدلين ماراً بأسفلهما لكي يربط بعضهما بالآخر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 221) وأرى الآن أن هذه الكلمة تدل في المقدمة (3: 327) على نفس هذا المعنى. (انظر ملاحظاتي على هذا البيت الذي ذكر في وقَوَّرا (الجريدة الآسيوية 1869، 2: 178) وهو: شَدَاد حميل الحوايا.
حِمَالة: وتجمع على حَمَائِل: بريم يستعمل لحمل كيس يوضع فيه كيس أو تميمة. وتطلق أيضاً على التميمة التي تعلق بالبريم على العنق (معجم الأسبانية ص347).
والجمع حمائل يعني أيضاً: كتفية، وهو ضرب من ثياب الرهبان يلبسونه على الكتفين والظهر وقطعة من ثياب بعض الرهبان وقطعة من النسيج المقدس (بوشر).
ضربوا عنقه حمائل: يطلق هذا في الهند ويعنون به: قطع رأسه مع ذراعه وقسم من صدره (ابن بطوطة 3: 100).
وحمائل: فروع القبيلة (زيشر 22: 115).
حُمُولة: أجر صاحب عجلة الحمل (بوشر).
حمولة المركب: حمل المركب، شحنة المركب (بوشر).
حصان حمولة: حصان حمل (بوشر) ومثله غال الحمولة (الخطيب ص99 و) ومركب حمولة: مركب حمل (بوشر).
وحمولة: قبائل (بركهارت، سوريا ص383).
حَمِيلَة: وتجمع على حَمَائل: حزام يتألف من عدة حبال من الصوف بينها بين مسافة أخرى خيوط من الذهب أو الفضة تتحزم به البدويات (شيرب).
حَمَّال: من يرفع الأثقال بالرافعة (ألكالا).
وحمَّال: من يؤجر إبله أو خيوله أو بغاله لنقل البضائع وأمتعة المسافرين وغير ذلك.
وتطلق مكلمة الحامل في الأندلس على الرجل الذي يؤجر لنقل الأثقال على حصانه، كما تطلق على الحصان نفسه (معجم الأسبانية ص135).
مركب حمَّال والجمع مراكب حمَّالة: سفينة النقل (معجم الادريسي، أماري ص333).
وحمَّال: دعامة، وما يحمل الشيء، وما يحمل عليه، ومسند الرف (بوشر).
حمال أذى: المتأذي من إذاء الناس، الميقَّل والمضيَّق عليه، تيس المغفرة، عُرَكة الذي يحتمل الأذى (بوشر).
وحمَّال: مثمر، مُغِلّ (ابن العوام 1: 182).
وسيل حمَّال: سريع جارف (فوك).
حمِّيل: محتمل الآلام والصبور عليها. ويقال حميل أسا: محتمل الأم المرض (بوشر).
حَمَّالة: سفينة النقل (معجم الادريسي). وحمَّالة: آلة لحمل الثقال، كلاَّب الحمَّال (بوشر).
حمَّالات الكاروصة: سيور أو علائق تثبت جسم العتلة (بوشر).
حامل: حبلى. ويقال كنت حاملة فيك: كنت حبلى بك (بوشر).
كانت حاملاً على لياليها: كانت قد قرب موعد وضعها (كوسج لطائف ص72).
وحامل: دعامة، ما يسند الشيء، وما يحمل عليه (بوشر).
وحامل: الرقيق الذي كان ملكا لمالك من غير رجال السَلَطِيَّة وأبق منه (عواده ص477).
الحامل: جاوشير، حليب البقر (المستعيني، انظر جاوشير). حامل المراكب: صالح لسير السفن (بوشر).
حَمَلَة العِلْم: ويقال: حملة العلم أي العلماء كما يقال حَمَلة القرآن (ابن بدرون ص283، النووي ص22، وحملة الشريعة: الفقهاء) النووي ص237) وانظره في مادة حَمَل.
حَمَلَة الأقلام: كتاب الدواوين (حيان - بسام 1: 172 ق) وقد ذكرت فيه مرتين.
حامل رأس الغول: مجموعة نجوم برسيه (القزويني 1: 33) وفي كتاب الدكتور الفونس العاشر دي كاستيلا (1: 37): حانول (حامل) رأس الغول.
حامل ثقله، يقال حامل ثقلة بمعنى: لكيلا أكون ثقلا عليك، حوابا لمن يسأل: لماذا لا تأتينا؟ (بوشر).
حامُول الكتان: اسم يطلق بمصر على نبات خلطوه مع الكشوت وليس به، وهو نبت يتخلق على الكتان (ابن البيطار 2: 380).
حامُولة: ويجمع على حواميل: الماء المندفق في المسيل عند اشتداد المطر (محيط المحيط).
أََحْمَلُ: اسم تفضيل من حمل: أشد حملاً (معجم المختارات).
تحميلة، تجمع على تحاميل: ما يحتمل في الدبر أو القبل (محيط المحيط).
والتحاميل في اصطلاح أهل الموسيقى: هي ما يضاف إلى الأشغال (أي الأغاني) المختلفة الألحان من أشغال توافق ألحانها كل واحد بحسبه كتحاميل اسق العطاش ونحوه (محيط المحيط) مَحْمَل مصدر ميمي لحمل (انظر حمل في آخر المادة).
ومَحْمَل: المراد، المفهوم. ففي المقري (1: 572) ولهذه الأبيات من الشعر خفّي لا يقصد ظاهره وإنما له محامل تليق به وانظر (1: 582).
محامل اللسان: معاني اللغة (دي سلان، المقدمة 3: 311).
مَحْمِل أو مَحْمَل: عاميته مَحْمَل: زبيل (زنبيل) بالمعنى الخاص الذي ذكره كل من فريتاج ولين فقط بالمعنى العام، مثال ذلك محمل الحمال) (ألف ليلة 1: 212).
ومَحْمِل ومِحْمَل: قمطر، مقرأ (ابن جبير ص159، المقري 1: 104، 2: 219، ابن بطوطة 3: 252) وأصل كلمة ( Discus) في معجم فوك لا بد أن تفهم بهذا المعنى، ولا يمكن أن تفهم بمعنى صحن وصحفة لأن ( Discus cborum) تدل على مادة أخرى (انظر دوكانج والكلمة الإنجليزية ( Desk) .
ومَحْمِل ومِحْمَل: هودج (محيط المحيط).
مَحْمُول: في اصطلاح المنطق: هو الحد الذي يضاف إلى الموضوع في القضية أو يسند إليه. ومحمول عليه: موضوع وهو الحد الأول في القضية الحملية (بوشر).
ومحمول: العمارة نفسها مقابل الأساس الذي تقوم عليه وهو الموضوع (معيار ص23).
محمول السلامة: مع السلامة، تحملك السلامة يقولها من تودعه (بوشر).
محمولات: الحمولات (محيط المحيط).
حمل
حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن يَحمِل، حَمْلاً، فهو حامل، والمفعول مَحْمول (للمتعدِّي) وحَمولة (للمتعدِّي) وحميل (للمتعدِّي)
• حمَلتِ المرأةُ: حَبِلَت " {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا} ".
• حمَلتِ الشَّجرةُ: أثْمَرَت.
• حمَلت المرأةُ جنينَها/ حمَلت المرأةُ بجنينها: علقت به "*لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب*".
• حمَل الودَّ أو الغضبَ أو نحوَهما: أحسّ به في نفسه "ما رأيتُه يحمل غضبًا أو يتأفَّف من أمر- حمَل عِبْءَ تعاسته".
• حمَل القرآنَ ونحوَه:
1 - حفظه "لحامل القرآن آداب خاصَّة" ° حمَل العلمَ: نقله ورواه.
2 - عمل به "حمل مبادئَ الحزب- {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} " ° حمَل الإسلامَ: التزم وعمل به.
• حمَل الشَّخْصَ:
1 - أعطاه ما يركبه " {وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} ".
2 - أركبه " {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} ".
• حمَل الشَّيءَ/ حمَل الشَّيءَ على ظهره وغيره/ حمَل الشَّيءَ بيده: رفعه ووضعه عليه، أو بيده "حمَل حقيبةَ

نقود- قدرٌ قليلٌ من اللُّطف يحملك على أجنحة الخيال- {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}: رُفعت من مواضعها" ° تحمل الكلمة معنى جديدًا: تعنيه وتؤدِّيه- حمَل إليه رسالة: نَقَلها إليه- حمَل الأمرَ محمل الجدّ: فهمه على نحو جِدّيّ- حمَل شهادة (كالدكتوراه ونحوها): نالها- حمَل لقبًا: ناله وصار يُدعى به- فلانٌ لا يحمل الضَّيمَ: يأنفه ويدفعه عن نفسه.
• حمَل الأمانةَ: قبل تحمُّلَها، رعاها وحفظها " {إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ} - {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ} ".
• حمَل الشَّيءَ على الشَّيء: ألحقه به "لا تحمل الكلام على محمل الهَزْل"? حمَل الشَّيء على الخير: اعتبره خيرًا- حمله على غير محلّه: أساء فهمه.
• حمَل فلانًا على الأمر:
1 - أغراه به "التّسامح يحمل بعضَ النّاس على الاعتقاد بأنّه نتيجة ضعف".
2 - أجبره على فعله "حمله على الوفاء بالوعد".
• حمَل فلانٌ على نفسه: جَهَدها "حمَل على نفسه في السَّير" ° حمَل روحَه على كفّه: غامر، خاطر- حمَل على فلان: أساء إليه.
• حمَل عن فلان:
1 - تعلَّم منه، أخذ عنه.
2 - ضمنه، تكفَّل بالدَّفع عنه "حمَل عنه العبء". 

حمَلَ على2 يَحمِل، حَمْلَةً، فهو حامل، والمفعول محمول عليه
• حمَل فلانٌ على القوم: كرَّ وهاجَم "حمَل على دعاة التخريب حملة كشفت عن أغراضهم الشّرِّيرة- حمَل على العدوّ حملة صادقة- {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} " ° حمَل عليه في الحرب حملة منكرة: شدّ عليه شدّة منكرة. 

حمَلَ2 يَحمِل، حَمَالةً، فهو حامل، والمفعول مَحْمول
• حمَل عنه دَيْنَه: كفله وضمِنَه. 

أحملَ يُحمل، إحمالاً، فهو مُحمِل، والمفعول مُحمَل
• أحملَ فلانًا الحملَ: أعانه على حَمْله "كان الصُّندوقُ ثقيلاً فأحملته إيّاه". 

احتملَ يحتمل، احتمالاً، فهو مُحتمِل، والمفعول مُحتمَل (للمتعدِّي)
• احتملَ الشَّخصُ: تجلَّد وصبَر.
• احتمل الأمرُ أن يكون كذا: جاز "تأخُّره عن الحضور يحتمل أن يكون لأسباب صحِّيَّة- هذه الآية تحتمل وجهين- من المُحتمَل أن تصدر القرارات بالإجماع- يستعرض مسألة احتمالات التعاون بين البلدين" ° احتمل الشَّكَّ: تقبَّله، جاز فيه الشكُّ.
• احتمل الشَّيءَ والأمرَ: حمَله وصابَر عليه "احتمل تعذيبَ العدُوّ- آلامٌ مُحتَمَلة- {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} - {فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا} "? احتمل ما كان منه/ احتمل ما صدَر عنه: أغضى عليه وعفا عنه- احتمل ما لا يُطاق: تكلَّف أمرًا فوق طاقته. 

استحملَ يستحمل، استحمالاً، فهو مُستحمِل، والمفعول مُستحمَل (للمتعدِّي)
• استحمل الشَّخصُ: احتمل؛ تجلّد وصبَر.
• استحمل فلانًا الشَّيءَ: سأله أن يحمِلَه ° استحملتُ فلانًا نفسي: حمَّلته حوائجي. 

تحاملَ/ تحاملَ على يتحامل، تحامُلاً، فهو مُتحامِل، والمفعول مُتحامَل
• تحاملَ الرَّجلان الأمرَ: تعاونا على حمله.
• تحامل على فلان:
1 - جارَ ولم يعدِلْ، مال، ظلم "على القاضي ألاّ يتحامل على أحد في حكمه- تحامل النَّاقدُ على الشَّاعر".
2 - كلَّفه ما لا يطيق "تحامَل على خدمه" ° تحامل على نفسه: تكلَّف الشّيء على مشقَّة. 

تحمَّلَ يتحمَّل، تحمُّلاً، فهو مُتحمِّل، والمفعول مُتحمَّل (للمتعدِّي)
• تحمَّل الشَّخصُ: استحمل؛ تجلَّد وصبَر "خير الفلسفات التَّحمُّل والتَّصبُّر [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل

العربيّ: كلّ همٍّ إلى فرج".
• تحمَّل الأمرَ:
1 - حمَله والتزم بأدائه صابرًا عليه "تحمَّل المسئوليّةَ وحدَه- تحمّل الشهادةَ: صار شاهدًا- تحمَّل الأمانةَ: صبَر على قضائها".
2 - احتمله وتكلّفه في مشقّة "تحمّل صعوبات كبيرة في سبيل تأدية رسالته" ° تحمّل الظلم: تمكّن من الصّبر عليه.
3 - قوي على إطاقته "تحمل الخسارةَ/ البردَ/ التَّعبَ".
• تحمَّل شهادةَ فلانٍ: ناب عنه في أدائها. 

حمَّلَ يحمِّل، تحميلاً، فهو مُحمِّل، والمفعول مُحمَّل
• حمَّل فلانًا الشَّيءَ والأمرَ: كلَّفه حَمْلَ ما يثقل عليه "حمَّل خادمَه حقيبةَ السَّفر- حمَّله رسالةً إلى صديق- حمَّله تَبِعةَ أعمالِه- {رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ} " ° حمَّله المسئوليّةَ: جعله مسئولاً عن أداء أمرٍ ما على الوجه الأمثل- لا تحمِّل نفسَك مئونة النّظر: لا تكلّفها عبء النّظر. 

احتمال [مفرد]: ج احتمالات (لغير المصدر):
1 - مصدر احتملَ.
2 - افتراضُ تحقُّق المخاطر بنسبة مئويّة معيّنة حسب دلالة الإحصائيّات "احتمال ضعيف/ مؤكَّد/ وارد/ قويّ" ° بعيد الاحتمال: غير متوقّع الحدوث.
3 - إمكان، جوازٌ، أرجحيّة، عكسه يقين "في أسوأ/ كلِّ الاحتمالات- لا يوجد غير احتمال أو رأي واحد" ° هناك احتمال كبير أن.
4 - (فق) اتِّساع الأمر لقبول عدّة وجوه من التأويل، ومنه قول الفقهاء: الدليل إذا تطرَّق إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
• حساب الاحتمال: (رض) مجموعة من القواعد الرياضيّة تمكن حساب المصادفات.
• مذهب الاحتمال: (سف) مذهب يقرِّر أنّه من المحال بلوغ اليقين المطلق مع إمكان ترجيح رأي على آخر. 

احتماليَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى احتمال.
2 - مصدر صناعيّ من احتمال: نسبة عدد المرَّات الحقيقيّة لحصول حادثة مُعَيّنة إلى مجموع المرَّات المُحتملة.
3 - (سف) مذهب الاحتمال، وهي نزعة هاجمت نظريّة الفكرة اليقينيَّة.
4 - (فن) إيثار العاديّ أو الممكن وقوعه على البطوليّ أو الأسطوريّ المبالغ في وسائل التعبير الفنّيّ. 

تحمُّليَّة [مفرد]:
1 - مصدر صناعيّ من تحمُّل.
2 - (فز) قوّة مقاومة الضَّغط وتحمُّله "تحمُّليّة الطائرة كبيرة- بدل رواد الفضاء ذات تحمُّليّة عالية". 

تحميل [مفرد]:
1 - مصدر حمَّلَ.
2 - (حس) وضع البيانات في الذَّاكِرة أو وضع بكرة الشريط في موضعها أو البطاقات المثقِّبة في الجهاز الخاصّ لقراءتها ... إلخ.
• تحميل أوَّليّ: (قص، جر) الكميّة المقتطعة من الدفعات الأولى المعدّة للخطَّة الشرائيّة للأموال المشتركة التي تغطي نفقات مثل عمولات البيع.
• خطّ التَّحميل: (جو) خطّ من الخطوط الموجودة على متن سفينة نقل تجاريّ، ويدل على العمق الذي تستطيع أن تهبط إليه في الماء بعد تحميلها تحت ظروف مختلفة تبعًا لما هو واجب الاتِّباع. 

تحميلة [مفرد]: ج تحميلات وتَحاميلُ: دواءٌ جامد على شكل أقماع يوضع في الدُّبُر أو القبل فيذوب، ويقال له لَبُوس "قد تتأذّى معدةُ المريض ببعض الأدوية فيأخذها على شكل تحميلة". 

تحميليَّة [مفرد]: اسم مؤنَّث منسوب إلى تحميل.
• الطَّاقة التَّحميليَّة/ القُدرة التّحميليَّة: أقصى ما يمكن حَمْله أو نَقْله أو جرُّه من ثِقلٍ أو حمولة "تزيد طاقتها التّحميليَّة على 50 طنًّا- الطّاقة التّحميليَّة للأسطول". 

حامل1 [مفرد]: ج حوامِلُ:
1 - اسم فاعل من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن.
2 - ما يُرفع الشَّيء فوقه "حامل السّبّورة/ المرآة- حاملات مدافع رشاشة خفيفة الحركة".
3 - امرأة حُبلَى "لا تتعاطى الحاملُ دواءً إلاّ بمعرفة الطَّبيب المختصّ".
• حامل كرة الجولف: (رض) وتد صغير بسطح مقعَّر لحمل كرة الجولف للضربة الأوّليّة. 

حامل2 [مفرد]: ج حاملون وحَمَلة، مؤ حاملة، ج مؤ حاملات وحوامِلُ (لغير العاقل): اسم فاعل من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2 ° حامل البريد: ساعي البريد- حامل العَلَم: من يُعهد إليه

حمل العلم- حامل اللِّواء: قائد، ممثّل لحزب سياسيّ- حامل المراكب: صالح لسير السفن- حامل بكالوريوس: من حصل على درجة بكالوريوس من جامعة بعد إكماله الدراسة فيها- حامل شهادة: من نالها- حامل لَقَب: من نال لقبًا ما في الرياضة ونحوها- حَمَلَة الأقلام: الأدباء والمفكِّرون والكُتَّاب- حَمَلَة القرآن: حفظتُه ورواتُه.
• حامل المضارب: (رض) شخص يعمل مساعدًا للاعب الجولف.
• حامل النَّقَّالة: الشّخص الذي يساعد في حمل نقَّالة الجرحى خاصّة وقت الحرب. 

حاملة [مفرد]: ج حاملات: مؤنَّث حامل ° حاملة الزَّهريَّة: منضدة عالية تُتَّخذ لحمل الزَّهْريّة (آنية الزُّهور).
• حاملة بيانات: (حس) وسيلة مثل شريط ممغنط تُسجّل أو تنقل البيانات "يمكن حفظ معلومات كثيرة جدًّا بحاملة البيانات".
• حاملة الطَّائرات: (سك) سفينة حربيَّة تكون مطارًا بحريًّا لطائرات تنطلق منها عند الحاجة.
• الحاملات: سحب تحمل الماءَ مثقلة به " {فَالْحَامِلاَتِ وِقْرًا} ". 

حامول [جمع]: (نت) جنس نباتات طفيليَّة ضارّة، أنواعها عديدة منها الأحمر والأصفر والبنفسجيّ والورديّ والأغبر. 

حَمَالة [مفرد]: مصدر حمَلَ2. 

حُمالة [مفرد]: أجرة الحمَّال الذي يرفع وينقل الأشياء على ظهره أو غيره للناس بأجر "لا تكاد تكفيه الحُمالةُ لقمةَ يومه". 

حِمالة1 [مفرد]: حرفة الحمَّال الذي يرفع وينقل الأشياء على ظهره أو غيره للنّاس بأجر "الحِمالة عمل مرهق وقليل الأجر". 

حِمالة2 [مفرد]: ج حمائِلُ: عِلاقةُ الشّيء، حزام يكون عادة من جلد مُزركش يُلبس كعِلاقة للسيف ونحوه "حِمالة سيف/ بندقيَّة" ° حمالة البنطلون: كناية عن قُدّتي نسيج مجموعتين من جهة الظهر تمسك البنطلون. 

حَمْل [مفرد]: ج أَحمال (لغير المصدر):
1 - مصدر حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن ° حَمْل الأثقال: رفعها- عدم الحَمْل: عدم قدرة المرأة على الحمل- فلانٌ حَمْلٌ على أهله: إذا كان ثقيل المرض.
2 - ما كان في بطنٍ أو على شجَر " {وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}: الحبالى".
3 - نُطفة " {حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا} ".
4 - (طب) مُدَّة يُحمَل فيها صِغار الثدييَّات في أرحام أمَّهاتها. 

حَمَل [مفرد]: ج أَحمال وحُمْلان: (حن) صغير الضَّأن "لحم الحَمَل طريّ ولذيذ".
• الحَمَل: (فك) أحد أبراج السَّماء، ترتيبه الأوّل يليه الثّور، وزمنه من 21 من مارس إلى 19 من أبريل.
• لِسان الحَمَل: (نت) نبات عشبيّ برّيّ له فوائد طبيّة. 

حِمْل [مفرد]: ج أَحمال وحُمُول:
1 - ما يُرفع على الظّهر ونحوه "حِمْل السَّفينة: البضائع التي تُشحن على ظهرها- ناء بالحِمْل- {قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} ".
2 - ثقل أو جسم يرفع أو يُجرّ بوساطة الآلات ° حِمْل السِّنين: وزرها وثقلها- حِمْل عربَة: مقدار ما تحمله.
3 - (فز) قدرة مستمدّة من آلة كهربائيّة أو جهاز كهربائيّ. 

حَمْلَة [مفرد]: ج حَمَلات (لغير المصدر) وحَمْلات (لغير المصدر):
1 - مصدر حمَلَ على2.
2 - اسم مرَّة من حمَلَ على2: "شنّت الحكومات حملة ضدّ الرّشوة والفساد- حملة دعائيّة من أجل الانتخابات- حملة صحافيّة/ تأديبيّة/ دبلوماسيّة- حملة تشهير" ° حَمْلَة اعتقالات: حركة اعتقالات- حَمْلَة انتخابيّة: مجموعة من الفعاليّات يقوم بها المرشَّح في سبيل انتخابه.
3 - فئة مجنّدة لأداء مهمّة تكون تحت إمرة قائد واحد "الحملة الفرنسيّة- تعدّدت الحملات الصليبيّة على القدس في العصور الوسطى" ° حَمْلَة استكشافيّة: غارة يشنُّها الجيش للاستطلاع- حَمْلَة مَحْو الأمِّيَّة/ حَمْلَة مكافحة الأمِّيَّة: نشاط منظَّم يهدف إلى نشر
 التَّعليم. 

حَمَّال [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2.
2 - مَنْ حرفتُه الحَمْل، الذي يرفع وينقل الأشياءَ على ظهره أو غيره للناس بأجر؛ عتَّال "نادى حمَّالاً في رصيف الميناء- تكثر عربات الحمَّالين في الموانئ- {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}: كناية عن المشي بالنَّمائم". 

حَمَّالة [مفرد]:
1 - مؤنَّث حَمَّال.
2 - اسم آلة من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن: أداة الحَمْل والرفع ° حمَّالة الجورب: ما يربط به الجورب في الساق- حمَّالة الصَّدر: ما يُشَدُّ به النهد على الصدر. 

حَمول [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2.
2 - حليم صبور "ينهض الفلاحَ بعبء الحقول صبورًا حمولاً- أنت حمولٌ للنائبات".
• حمول البحر: ما يخرج فيه من النَّبات. 

حَمولة [مفرد]:
1 - صفة ثابتة للمفعول من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن.
2 - ما يُحمل عليه من الدّواب مثل: الخيل والبغال والحمير " {وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} ". 

حُمولة [مفرد]:
1 - بضائع منقولة في سفينة أو طائرة أو سيَّارة أو نحوهما (شحنة) "أفرغتِ السَّفينةُ حُمولتَها".
2 - سَعة، مقدار ما يُحمَل ويُنقل من البضائع "حمولة هذه السيّارة خمسة أطنان- {وَمِنَ الأَنْعَامِ حُمُولَةً وَفَرْشًا} [ق] ".
3 - أجرة الحَمْل أو الشَّحن "لم تكن حُمولة البضاعة كبيرة". 

حَميل [مفرد]: ج حُملاءُ، مؤ حميلة، ج مؤ حمائِلُ:
1 - طفل منبوذ يأخذه قومٌ فيربّونه، دعيّ ينتسب إلى غير أهله ° هي حميلة علينا: كَلٌّ وعيال.
2 - صفة ثابتة للمفعول من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن: مسبيّ يُحمل من بلدٍ إلى بلد.
3 - ولد في بطن أمّه "ثقُل عليها حميلُها".
4 - غريب.
5 - ما حمله السيلُ من غثاء وطين. 

مَحمَل [مفرد]: مصدر ميميّ من حمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن: تأويل وتفسير "حمله محمل الجِدّ- حمله على غير محمله". 

مَحمِل [مفرد]: ج محامِلُ:
1 - ما يُنقل أو يُحمل فيه الشّيء "حمل جريحًا على محمِل- محمِل لنقل الفاكهة" ° ما على فلان مَحْمِل: ليس عليه مُعوَّل.
2 - هودَج. 

محمول [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حمَلَ على2 وحمَلَ1/ حمَلَ بـ/ حمَلَ على1/ حمَلَ عن وحمَلَ2.
2 - (سف) حدّ يضاف إلى الموضوع في القضيّة أو يسند إليه مثل: محمّد أمين، محمّد هو الموضوع، وأمين هو المحمول.
3 - حُمولة "محمول السفينة أو الطائرة".
• التِّليفون المحمول/ الهاتف المحمول: الهاتف الذي يحمله الشَّخصُ معه ويُسمَّى أيضًا الهاتف الجوَّال أو الهاتف النَّقّال. 

حمل: حَمَل الشيءَ يَحْمِله حَمْلاً وحُمْلاناً فهو مَحْمول وحَمِيل،

واحْتَمَله؛ وقول النابغة:

فَحَمَلْتُ بَرَّة واحْتَمَلْتَ فَجَارِ

عَبَّر عن البَرَّة بالحَمْل، وعن الفَجْرة بالاحتمال، لأَن حَمْل

البَرَّة بالإِضافة إِلى احتمال الفَجْرَة أَمر يسير ومُسْتَصْغَر؛ ومثله قول

الله عز اسمه: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت، وهو مذكور في موضعه؛ وقول

أَبي ذؤيب:

ما حُمِّل البُخْتِيُّ عام غِيَاره،

عليه الوسوقُ: بُرُّها وشَعِيرُها

قال ابن سيده: إِنما حُمِّل في معنى ثُقِّل، ولذلك عَدَّاه بالباء؛ أَلا

تراه قال بعد هذا:

بأَثْقَل مما كُنْت حَمَّلت خالدا

وفي الحديث: من حَمَل علينا السِّلاح فليس مِنَّا أَي من حَمَل السلاح

على المسلمين لكونهم مسلمين فليس بمسلم، فإِن لم يحمله عليهم لإِجل كونهم

مسلمين فقد اخْتُلِف فيه، فقيل: معناه ليس منا أَي ليس مثلنا، وقيل: ليس

مُتَخَلِّقاً بأَخلاقنا ولا عاملاً بِسُنَّتِنا، وقوله عز وجل: وكأَيِّن

من دابة لا تَحْمِل رزقَها؛ قال: معناه وكم من دابة لا تَدَّخِر رزقها

إِنما تُصْبح فيرزقها الله. والحِمْل: ما حُمِل، والجمع أَحمال، وحَمَله

على الدابة يَحْمِله حَمْلاً. والحُمْلان: ما يُحْمَل عليه من الدَّواب في

الهِبَة خاصة. الأَزهري: ويكون الحُمْلان أَجْراً لما يُحْمَل. وحَمَلْت

الشيء على ظهري أَحْمِله حَمْلاً. وفي التنزيل العزيز: فإِنه يَحْمِل يوم

القيامة وِزْراً خالدين فيه وساءلهم يوم القيامة حِمْلاً؛ أَي وِزْراً.

وحَمَله على الأَمر يَحْمِله حَمْلاً فانْحمل: أَغْراه به؛ وحَمَّله على

الأَمر تَحْمِيلاً وحِمَّالاً فَتَحَمَّله تَحَمُّلاً وتِحِمَّالاً؛ قال

سيبويه: أَرادوا في الفِعَّال أَن يَجِيئُوا به على الإِفْعال فكسروا

أَوله وأَلحقوا الأَلف قبل آخر حرف فيه، ولم يريدوا أَن يُبْدِلوا حرفاً

مكان حرف كما كان ذلك في أَفْعَل واسْتَفْعَل. وفي حديث عبد الملك في هَدْم

الكعبة وما بنى ابنُ الزُّبَيْر منها: وَدِدت أَني تَرَكْتُه وما

تَحَمَّل من الإِثم في هَدْم الكعبة وبنائها. وقوله عز وجل: إِنا عَرَضْنا

الأَمانة على السموات والأَرض والجبال فأَبَيْن أَن يَحْمِلْنها وأَشْفَقْن

منها وحَمَلها الإِنسان، قال الزجاج: معنى يَحْمِلْنها يَخُنَّها،

والأَمانة هنا: الفرائض التي افترضها الله على آدم والطاعة والمعصية، وكذا جاء في

التفسير والإِنسان هنا الكافر والمنافق، وقال أَبو إِسحق في الآية: إِن

حقيقتها، والله أَعلم، أَن الله تعالى ائْتَمَن بني آدم على ما افترضه

عليهم من طاعته وأْتَمَنَ السموات والأَرض والجبال بقوله: ائْتِيا طَوْعاً

أَو كَرْهاً قالتا أَتَيْنا طائعين؛ فَعَرَّفنا الله تعالى أَن السموات

والأَرض لمَ تَحْمِ الأَمانة أَي أَدَّتْها؛ وكل من خان الأَمانة فقد

حَمَلها، وكذلك كل من أَثم فقد حَمَل الإِثْم؛ ومنه قوله تعالى:

ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهم، الآية، فأَعْلم اللهُ تعالى أَن من باء بالإِثْم يسمى

حَامِلاً للإِثم والسمواتُ والأَرض أَبَيْن أَن يَحْمِلْنها، يعني الأَمانة.

وأَدَّيْنَها، وأَداؤها طاعةُ الله فيما أَمرها به والعملُ به وتركُ

المعصية، وحَمَلها الإِنسان، قال الحسن: أَراد الكافر والمنافق حَمَلا

الأَمانة أَي خانا ولم يُطِيعا، قال: فهذا المعنى، والله أَعلم، صحيح ومن

أَطاع الله من الأَنبياء والصِّدِّيقين والمؤمنين فلا يقال كان ظَلُوماً

جَهُولاً، قال: وتصديق ذلك ما يتلو هذا من قوله: ليعذب الله المنافقين

والمنافقات، إِلى آخرها؛ قال أَبو منصور: وما علمت أَحداً شَرَح من تفسير هذه

الآية ماشرحه أَبو إِسحق؛ قال: ومما يؤيد قوله في حَمْل الأَمانة إِنه

خِيَانَتُها وترك أَدائها قول الشاعر:

إِذا أَنت لم تَبْرَح تُؤَدِّي أَمانة،

وتَحْمِل أُخْرَى، أَفْرَحَتْك الودائعُ

أَراد بقوله وتَحْمل أُخرى أَي تَخُونها ولا تؤَدِّيها، يدل على ذلك

قوله أَفْرَحَتْك الودائع أَي أَثْقَلَتْك الأَمانات التي تخونها ولا

تُؤَدِّيها. وقوله تعالى: فإِنَّما عليه ما حُمِّل وعليكم ما حُمِّلْتم؛ فسره

ثعلب فقال: على النبي، صلى الله عليه وسلم، ما أُحيَ إِليه وكُلِّف أَن

يُنَبِّه عليه، وعليكم أَنتم الاتِّباع. وفي حديث عليّ: لا تُنَاظِروهم

بالقرآن فإِن القرآن حَمَّال ذو وُجُوه أَي يُحْمَل عليه كُلُّ تأْويل

فيحْتَمِله، وذو وجوه أَي ذو مَعَانٍ مختلفة. الأَزهري: وسمى الله عز وجل

الإِثْم حِمْلاً فقال: وإِنْ تَدْعُ مُثْقَلةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ منه

شيء ولو كان ذا قُرْبَى؛ يقول: وإِن تَدْعٌ نفس مُثْقَلة بأَوزارها ذا

قَرابة لها إِلى أَن يَحْمِل من أَوزارها شيئاً لم يَحْمِل من أَوزارها

شيئاً. وفي حديث الطهارة: إِذا كان الماء قُلَّتَيْن لم يَحْمِل الخَبَث

أَي لم يظهره ولم يَغْلب الخَبَثُ عليه، من قولهم فلان يَحْمِل غَضَبه

(*

قوله «فلان يحمل غضبه إلخ» هكذا في الأصل ومثله في النهاية، ولعل المناسب

لا يحمل أو يظهر، باسقاط لا) أَي لا يُظْهِره؛ قال ابن الأَثير: والمعنى

أَن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه إِذا كان قُلَّتَين، وقيل: معنى لم

يَحْمل خبثاً أَنه يدفعه عن نفسه، كما يقال فلان لا يَحْمِل الضَّيْم إِذا

كان يأْباه ويدفعه عن نفسه، وقيل: معناه أَنه إِذا كان قُلَّتَين لم

يَحْتَمِل أَن يقع فيه نجاسة لأَنه ينجس بوقوع الخبث فيه، فيكون على الأَول

قد قصد أَوَّل مقادير المياه التي لا تنجس بوقوع النجاسة فيها، وهو ما بلغ

القُلَّتين فصاعداً، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع

النجاسة فيها، وهو ما انتهى في القلَّة إِلى القُلَّتَين، قال: والأَول هو

القول، وبه قال من ذهب إِلى تحديد الماء بالقُلَّتَيْن، فأَما الثاني فلا.

واحْتَمل الصنيعة: تَقَلَّدها وَشَكَرها، وكُلُّه من الحَمْل. وحَمَلَ

فلاناً وتَحَمَّل به وعليه

(* قوله «وتحمل به وعليه» عبارة الأساس: وتحملت

بفلان على فلان أي استشفعت به إِليه) في الشفاعة والحاجة: اعْتَمد.

والمَحْمِل، بفتح الميم: المُعْتَمَد، يقال: ما عليه مَحْمِل، مثل

مَجْلِس، أَي مُعْتَمَد.

وفي حديث قيس: تَحَمَّلْت بعَليّ على عُثْمان في أَمر أَي استشفعت به

إِليه.

وتَحامل في الأَمر وبه: تَكَلَّفه على مشقة وإِعْياءٍ. وتَحامل عليه:

كَلَّفَه ما لا يُطِيق. واسْتَحْمَله نَفْسَه: حَمَّله حوائجه وأُموره؛ قال

زهير:

ومن لا يَزَلْ يَسْتَحْمِلُ الناسَ نَفْسَه،

ولا يُغْنِها يَوْماً من الدَّهْرِ، يُسْأَم

وفي الحديث: كان إِذا أَمَرَنا بالصدقة انطلق أَحَدُنا إِلى السوق

فَتَحامل أَي تَكَلَّف الحَمْل بالأُجْرة ليَكْسِب ما يتصدَّق به. وتَحامَلْت

الشيءَ: تَكَلَّفته على مَشَقَّة. وتَحامَلْت على نفسي إِذا تَكَلَّفت

الشيءَ على مشقة. وفي الحديث الآخر: كُنَّا نُحامِل على ظهورنا أَي نَحْمِل

لمن يَحْمِل لنا، من المُفاعَلَة، أَو هو من التَّحامُل. وفي حديث

الفَرَع والعَتِيرة: إِذا اسْتَحْمَل ذَبَحْته فَتَصَدَّقت به أَي قَوِيَ على

الحَمْل وأَطاقه، وهو اسْتَفْعل من الحَمْل؛ وقول يزيد بن الأَعور

الشَّنِّي:

مُسْتَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى

يريد مُسْتَحْمِلاً سَناماً أَعْرَف عَظِيماً. وشهر مُسْتَحْمِل:

يَحْمِل أَهْلَه في مشقة لا يكون كما ينبغي أَن يكون؛ عن ابن الأَ عرابي؛ قال:

والعرب تقول إِذا نَحَر هِلال شَمالاً

(* قوله «نحر هلال شمالاً» عبارة

الأساس: نحر هلالاً شمال) كان شهراً مُسْتَحْمِلاً. وما عليه مَحْمِل أَي

موضع لتحميل الحوائج. وما على البعير مَحْمِل من ثِقَل الحِمْل.

وحَمَل عنه: حَلُم. ورَجُل حَمُول: صاحِب حِلْم. والحَمْل، بالفتح: ما

يُحْمَل في البطن من الأَولاد في جميع الحيوان، والجمع حِمال وأَحمال. وفي

التنزيل العزيز: وأُولات الأَحمال أَجَلُهن. وحَمَلت المرْأَةُ والشجرةُ

تَحْمِل حَمْلاً: عَلِقَت. وفي التنزيل: حَمَلَت حَمْلاً خَفيفاً؛ قال

ابن جني: حَمَلَتْه ولا يقال حَمَلَتْ به إِلاَّ أَنه كثر حَمَلَتِ

المرأَة بولدها؛ وأَنشد لأَبي كبير الهذلي:

حَمَلَتْ به، في ليلة، مَزْؤُودةً

كَرْهاً، وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَل

وفي التنزيل العزيز: حَمَلَته أُمُّه كَرْهاً، وكأَنه إِنما جاز

حَمَلَتْ به لما كان في معنى عَلِقَت به، ونظيره قوله تعالى: أُحِلَّ لكم ليلَة

الصيام الرَّفَثُ إِلى نسائكم، لما كان في معنى الإِفضاء عُدِّي بإِلى.

وامرأَة حامِل وحاملة، على النسب وعلى الفعل. الأَزهري: امرأَة حامِل

وحامِلة إِذا كانت حُبْلى. وفي التهذيب: إِذا كان في بطنها ولد؛ وأَنشد لعمرو

بن حسان ويروى لخالد بن حقّ:

تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيوم

أَنى، ولِكُلِّ حاملة تَمام

فمن قال حامل، بغير هاء، قال هذا نعت لا يكون إِلا للمؤنث، ومن قال

حاملة بناه على حَمَلَت فهي حاملة، فإِذا حَمَلَت المرأَةُ شيئاً على ظهرها

أَو على رأْسها فهي حاملة لا غير، لأَن الهاء إِنما تلحق للفرق فأَما ما

لا يكون للمذكر فقد اسْتُغني فيه عن علامة التأْنيث، فإِن أُتي بها فإِنما

هو على الأَصل، قال: هذا قول أَهل الكوفة، وأَما أَهل البصرة فإِنهم

يقولون هذا غير مستمرّ لأَن العرب قالت رَجُل أَيِّمٌ وامرأَة أَيّم، ورجل

عانس وامرأَة عانس، على الاشتراك، وقالوا امرأَة مُصْبِيَة وكَلْبة

مُجْرِية، مع غير الاشتراك، قالوا: والصواب أَن يقال قولهم حامل وطالق وحائض

وأَشباه ذلك من الصفات التي لا علامة فيها للتأْنيث، فإِنما هي أَوْصاف

مُذَكَّرة وصف بها الإِناث، كما أَن الرَّبْعَة والرَّاوِية والخُجَأَة

أَوصاف مؤنثة وصف بها الذُّكْران؛ وقالوا: حَمَلت الشاةُ والسَّبُعة وذلك في

أَول حَمْلِها، عن ابن الأَعرابي وحده. والحَمْل: ثمر الشجرة، والكسر فيه

لغة، وشَجَر حامِلٌ، وقال بعضهم: ما ظَهضر من ثمر الشجرة فهو حِمْل، وما

بَطَن فهو حَمْل، وفي التهذيب: ما ظهر، ولم يُقَيِّده بقوله من حَمْل

الشجرة ولا غيره. ابن سيده: وقيل الحَمْل ما كان في بَطْنٍ أَو على رأْس

شجرة، وجمعه أَحمال. والحِمْل بالكسر: ما حُمِل على ظهر أَو رأْس، قال:

وهذا هو المعروف في اللغة، وكذلك قال بعض اللغويين ما كان لازماً للشيء فهو

حَمْل، وما كان بائناً فهو حِمْل؛ قال: وجمع الحِمْل أَحمال وحُمُول؛ عن

سيبويه، وجمع الحَمْلِ حِمال. وفي حديث بناء مسجد المدينة: هذا الحِمال

لا حِمال خَيْبَر، يعني ثمر الجنة أَنه لا يَنْفَد. ابن الأَثير: الحِمال،

بالكسر، من الحَمْل، والذي يُحْمَل من خيبر هو التمر أَي أَن هذا في

الآخرة أَفضل من ذاك وأَحمد عاقبة كأَنه جمع حِمْل أَو حَمْل، ويجوز أَن

يكون مصدر حَمَل أَو حامَلَ؛ ومنه حديث عمر: فأَيْنَ الحِمال؟ يريد منفعة

الحَمْل وكِفايته، وفسره بعضهم بالحَمْل الذي هو الضمان. وشجرة حامِلَة:

ذات حَمْل. التهذيب: حَمْل الشجر وحِمْله. وذكر ابن دريد أَن حَمْل الشجر

فيه لغتان: الفتح والكسر؛ قال ابن بري: أَما حَمْل البَطْن فلا خلاف فيه

أَنه بفتح الحاء، وأَما حَمْل الشجر ففيه خلاف، منهم من يفتحه تشبيهاً

بحَمْل البطن، ومنهم من يكسره يشبهه بما يُحْمل على الرأْس، فكلُّ متصل

حَمْل وكلُّ منفصل حِمْل، فحَمْل الشجرة مُشَبَّه بحَمْل المرأَة لاتصاله،

فلهذا فُتِح، وهو يُشْبه حَمْل الشيء على الرأْس لبُروزه وليس مستبِطناً

كَحَمْل المرأَة، قال: وجمع الحَمْل أَحْمال؛ وذكر ابن الأَعرابي أَنه يجمع

أَيضاً على حِمال مثل كلب وكلاب. والحَمَّال: حامِل الأَحْمال، وحِرْفته

الحِمالة. وأَحْمَلتْه أَي أَعَنْته على الحَمل، والحَمَلة جمع الحامِل،

يقال: هم حَمَلة العرش وحَمَلة القرآن. وحَمِيل السَّيْل: ما يَحْمِل من

الغُثاء والطين. وفي حديث القيامة في وصف قوم يخرجون من النار:

فَيُلْقَون في نَهَرٍ في الجنة فَيَنْبُتُون كما تَنْبُت الحِبَّة في حَمِيل

السَّيْل؛ قال ابن الأَثير: هو ما يجيء به السيل، فَعيل بمعنى مفعول، فإِذا

اتفقت فيه حِبَّة واستقرَّت على شَطِّ مجرَى السيل فإِنها تنبت في يوم

وليلة، فشُبِّه بها سرعة عَوْد أَبدانهم وأَجسامهم إِليهم بعد إِحراق النار

لها؛ وفي حديث آخر: كما تنبت الحِبَّة في حَمائل السيل، وهو جمع حَمِيل.

والحَوْمل: السَّيْل الصافي؛ عن الهَجَري؛ وأَنشد:

مُسَلْسَلة المَتْنَيْن ليست بَشَيْنَة،

كأَنَّ حَباب الحَوْمَل الجَوْن ريقُها

وحَميلُ الضَّعَة والثُّمام والوَشِيج والطَّريفة والسَّبَط: الدَّوِيل

الأَسود منه؛ قال أَبو حنيفة: الحَمِيل بَطْن السيل وهو لا يُنْبِت، وكل

مَحْمول فهو حَمِيل. والحَمِيل: الذي يُحْمَل من بلده صَغِيراً ولم

يُولَد في الإِسلام؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، في كتابه إِلى شُرَيْح:

الحَمِيل لا يُوَرَّث إِلا بِبَيِّنة؛ سُمِّي حَميلاً لأَنه يُحْمَل صغيراً

من بلاد العدوّ ولم يولد في الإِسلام، ويقال: بل سُمِّي حَمِيلاً لأَنه

محمول النسب، وذلك أَن يقول الرجل لإِنسان: هذا أَخي أَو ابني، لِيَزْوِي

ميراثَه عن مَوالِيه فلا يُصَدَّق إِلاَّ ببيِّنة. قال ابن سيده:

والحَمِيل الولد في بطن أُمه إِذا أُخِذَت من أَرض الشرك إِلى بلاد الإِسلام فلا

يُوَرَّث إِلا بِبيِّنة. والحَمِيل: المنبوذ يحْمِله قوم فيُرَبُّونه.

والحَمِيل: الدَّعِيُّ؛ قال الكُميت يعاتب قُضاعة في تَحوُّلهم إِلى اليمين

بنسبهم:

عَلامَ نَزَلْتُمُ من غير فَقْر،

ولا ضَرَّاءَ، مَنْزِلَة الحَمِيل؟

والحَمِيل: الغَريب.

والحِمالة، بكسر الحاء، والحَمِيلة: عِلاقة السَّيف وهو المِحْمَل مثل

المِرْجَل، قال:

على النحر حتى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي

وهو السَّيْر الذي يُقَلَّده المُتَقَلِّد؛ وقد سماه

(* قوله: سمَّاه؛

هكذا في الأصل، ولعله اراد سمى به عرقَ الشجر) ذو الرمة عِرْق الشَّجَر

فقال:

تَوَخَّاه بالأَظلاف، حتى كأَنَّما

يُثِرْنَ الكُبَاب الجَعْدَ عن متن مِحْمَل

والجمع الحَمائِل. وقال الأَصمعي: حَمائل السيف لا واحد لها من لفظها

وإِنما واحدها مِحْمَل؛ التهذيب: جمع الحِمالة حَمائل، وجمع المِحْمَل

مَحامل؛ قال الشاعر:

دَرَّتْ دُموعُك فوق ظَهْرِ المِحْمَل

وقال أَبو حنيفة: الحِمالة للقوس بمنزلتها للسيف يُلْقيها المُتَنَكِّب

في مَنْكبِه الأَيمن ويخرج يده اليسرى منها فيكون القوس في ظهره.

والمَحْمِل: واحد مَحامل الحَجَّاج

(* قوله «والمحمل واحد محامل الحجاج»

ضبطه في القاموس كمجلس، وقال شارحه: ضبط في نسخ المحكم كمنبر وعليه

علامة الصحة، وعبارة المصباح: والمحمل وزان مجلس الهودج ويجوز محمل وزان

مقود. وقوله «الحجاج» قال شارح القاموس: ابن يوسف الثقفي اول من اتخذها،

وتمام البيت:

أخزاه ربي عاجلاً وآجلا).

قال الراجز:

أَوَّل عَبْد عَمِل المَحامِلا

والمِحْمَل: الذي يركب عليه، بكسر الميم. قال ابن سيده: المِحْمَل

شِقَّانِ على البعير يُحْمَل فيهما العَدِيلانِ. والمِحْمَل والحاملة:

الزَّبِيل الذي يُحْمَل فيه العِنَب إِلى الجَرين.

واحْتَمَل القومُ وتَحَمَّلوا: ذهبوا وارتحلوا. والحَمُولة، بالفتح:

الإِبل التي تَحْمِل. ابن سيده: الحَمُولة كل ما احْتَمَل عليه الحَيُّ من

بعير أَو حمار أَو غير ذلك، سواء كانت عليها أَثقال أَو لم تكن، وفَعُول

تدخله الهاء إِذا كان بمعنى مفعول به. وفي حديث تحريم الحمر الأَهلية،

قيل: لأَنها حَمولة الناس؛ الحَمُولة، بالفتح، ما يَحْتَمِل عليه الناسُ من

الدواب سواء كانت عليها الأَحمال أَو لم تكن كالرَّكُوبة. وفي حديث

قَطَن: والحَمُولة المائرة لهم لاغِية أَي الإِبل التي تَحْمِل المِيرَة. وفي

التنزيل العزيز: ومن الأَنعام حَمُولة وفَرْشاً؛ يكون ذلك للواحد فما

فوقه. والحُمُول والحُمُولة، بالضم: الأَجمال التي عليها الأَثقال خاصة.

والحُمُولة: الأَحمال

(* قوله «والحمولة الاحمال» قال شارح القاموس: ضبطه

الصاغاني والجوهري بالضم ومثله في المحكم، ومقتضى صنيع القاموس انه بالفتح)

بأَعيانها. الأَزهري: الحُمُولة الأَثقال. والحَمُولة: ما أَطاق العَمل

والحَمْل. والفَرْشُ: الصِّغار. أَبو الهيثم: الحَمُولة من الإِبل التي

تَحْمِل الأَحمال على ظهورها، بفتح الحاء، والحُمُولة، بضم الحاء:

الأَحمال التي تُحْمَل عليها، واحدها حِمْل وأَحمال وحُمول وحُمُولة، قال: فأَما

الحُمُر والبِغال فلا تدخل في الحَمُولة. والحُمُول: الإِبل وما عليها.

وفي الحديث: من كانت له حُمولة يأْوي إِلى شِبَع فليَصُمْ رمضان حيث

أَدركه؛ الحُمولة، بالضم: الأَحمال، يعني أَنه يكون صاحب أَحمال يسافر بها.

والحُمُول، بالضم بلا هاء: الهَوادِج كان فيها النساء أَو لم يكن، واحدها

حِمْل، ولا يقال حُمُول من الإِبل إِلاّ لما عليه الهَوادِج، والحُمُولة

والحُمُول واحد؛ وأَنشد:

أَحَرْقاءُ للبَيْنِ اسْتَقَلَّت حُمُولُها

والحُمول أَيضاً: ما يكون على البعير. الليث: الحَمُولة الإِبل التي

تُحْمَل عليها الأَثقال. والحُمول: الإِبل بأَثقالها؛ وأَنشد للنابغة:

أَصاح تَرَى، وأَنتَ إِذاً بَصِيرٌ،

حُمُولَ الحَيِّ يَرْفَعُها الوَجِينُ

وقال أَيضاً:

تَخالُ به راعي الحَمُولة طائرا

قال ابن بري في الحُمُول التي عليها الهوادج كان فيها نساء أَو لم يكن:

الأَصل فيها الأَحمال ثم يُتَّسَع فيها فتُوقَع على الإِبل التي عليها

الهوادج؛ وعليه قول أَبي ذؤيب:

يا هَلْ أُرِيكَ حُمُول الحَيِّ غادِيَةً،

كالنَّخْل زَيَّنَها يَنْعٌ وإِفْضاخُ

شَبَّه الإِبل بما عليها من الهوادج بالنخل الذي أَزهى؛ وقال ذو الرمة

في الأَحمال وجعلها كالحُمُول:

ما اهْتَجْتُ حَتَّى زُلْنَ بالأَحمال،

مِثْلَ صَوادِي النَّخْل والسَّيَال

وقال المتنخل:

ذلك ما دِينُك إِذ جُنِّبَتْ

أَحمالُها، كالبُكُر المُبْتِل

عِيرٌ عليهن كِنانِيَّةٌ،

جارِية كالرَّشَإِ الأَكْحَل

فأَبدل عِيراً من أَحمالها؛ وقال امرؤ القيس في الحُمُول أَيضاً:

وحَدِّثْ بأَن زالت بَلَيْلٍ حُمُولُهم،

كنَخْل من الأَعْراض غَيْرِ مُنَبَّق

قال: وتنطلق الحُمُول أَيضاً على النساء المُتَحَمِّلات كقول مُعَقِّر:

أَمِنْ آل شَعْثاءَ الحُمُولُ البواكِرُ،

مع الصبح، قد زالت بِهِنَّ الأَباعِرُ؟

وقال آخر:

أَنَّى تُرَدُّ ليَ الحُمُول أَراهُم،

ما أَقْرَبَ المَلْسُوع منه الداء

وقول أَوس:

وكان له العَيْنُ المُتاحُ حُمُولة

فسره ابن الأَعرابي فقال: كأَنَّ إِبله مُوقَرَةٌ من ذلك. وأَحْمَله

الحِمْل: أَعانه عليه، وحَمَّله: فَعَل ذلك به. ويجيء الرجلُ إِلى الرجل

إِذا انْقُطِع به في سفر فيقول له: احْمِلْني فقد أُبْدِع بي أَي أَعْطِني

ظَهْراً أَركبه، وإِذا قال الرجل أَحْمِلْني، بقطع الأَلف، فمعناه أَعنَّي

على حَمْل ما أَحْمِله. وناقة مُحَمَّلة: مُثْقَلة.

والحَمَالة، بالفتح: الدِّيَة والغَرامة التي يَحْمِلها قوم عن قوم، وقد

تطرح منها الهاء. وتَحَمَّل الحَمالة أَي حَمَلَها. الأصمعي:

الحَمَالة الغُرْم تَحْمِله عن القوم ونَحْو ذلك قال الليث، ويقال أَيضاً حَمَال؛

قال الأَعشَى:

فَرْع نَبْعٍ يَهْتَزُّ في غُصُنِ المَجْـ

ـدِ، عظيم النَّدَى، كَثِير الحَمَال

ورجل حَمَّال: يَحْمِل الكَلَّ عن الناس.

الأَزهري: الحَمِيل الكَفِيل. وفي الحديث: الحَمِيل غارِمٌ؛ هو الكفيل

أَي الكَفِيل ضامن. وفي حديث ابن عمر: كان لا يَرى بأْساً في السَّلَم

بالحَمِيل أَي الكفيل. الكسائي: حَمَلْت به حَمَالة كَفَلْت به، وفي الحديث:

لا تَحِلُّ المسأَلة إِلا لثلاثة، ذكر منهم رجل تَحَمَّل حَمالة عن قوم؛

هي بالفتح ما يَتَحَمَّله الإِنسان عن غيره من دِيَة أَو غَرامة مثل أَن

تقع حَرْب بين فَرِيقين تُسْفَك فيها الدماء، فيدخل بينهم رجل

يَتَحَمَّل دِياتِ القَتْلى ليُصْلِح ذاتَ البَيْن، والتَّحَمُّل: أَن يَحْمِلها

عنهم على نفسه ويسأَل الناس فيها. وقَتَادَةُ صاحبُ الحَمالة؛ سُمِّي بذلك

لأَنه تَحَمَّل بحَمالات كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها.

والحَوامِل: الأَرجُل. وحَوامِل القَدَم والذراع: عَصَبُها، واحدتها

حاملة.

ومَحامِل الذكر وحَمائله: العروقُ التي في أَصله وجِلْدُه؛ وبه فعسَّر

الهَرَوي قوله في حديث عذاب القبر: يُضْغَط المؤمن في هذا، يريد القبر،

ضَغْطَة تَزُول منها حَمائِلُه؛ وقيل: هي عروق أُنْثَييه، قال: ويحتمل أَن

يراد موضع حَمَائِل السيف أَي عواتقه وأَضلاعه وصدره. وحَمَل به حمالة:

كَفَل. يقال: حَمَل فلان الحِقْدَ على نفسه إِذا أَكنه في نفسه

واضْطَغَنَه. ويقال للرجل إِذا اسْتَخَفَّه الغضبُ: قد احتُمِل وأُقِلَّ؛ قال

الأَصمَعي في الغضب: غَضِب فلان حتى احتُمِل. ويقال للذي يَحْلُم عمن

يَسُبُّه: قد احْتُمِل، فهو مُحْتَمَل؛ وقال الأَزهري في قول الجَعْدي:

كلبابى حس ما مسه،

وأَفانِين فؤاد مُحْتَمَل

(* قوله «كلبابى إلخ» هكذا في الأصل من غير نقط ولا ضبط).

أَي مُسْتَخَفٍّ من النشاط، وقيل غضبان، وأَفانِينُ فؤاد: ضُروبُ نشاطه.

واحْتُمِل الرجل: غَضِب. الأَزهري عن الفراء: احْتُمِل إِذا غضب، ويكون

بمعنى حَلُم. وحَمَلْت به حَمَالة أَي كَفَلْت، وحَمَلْت إِدْلاله

واحْتَمَلْت بمعنىً؛ قال الشاعر:

أَدَلَّتْ فلم أَحْمِل، وقالت فلم أُجِبْ،

لَعَمْرُ أَبيها إِنَّني لَظَلُوم

والمُحامِل: الذي يَقْدِر على جوابك فَيَدَعُه إِبقاء على مَوَدَّتِك،

والمُجامِل: الذي لا يقدر على جوابك فيتركه ويَحْقِد عليك إِلى وقت مّا.

ويقال: فلان لا يَحْمِل أَي يظهر غضبه.

والمُحْمِل من النساء والإِبل: التي يَنْزِل لبُنها من غير حَبَل، وقد

أَحْمَلَت.

والحَمَل: الخَرُوف، وقيل: هو من ولد الضأْن الجَذَع فما دونه، والجمع

حُمْلان وأَحمال، وبه سُمِّيت الأَحمال، وهي بطون من بني تميم. والحَمَل:

السحاب الكثير الماء. والحَمَل: بُرْج من بُروج السماء، هو أَوَّل البروج

أَوَّلُه الشَّرْطانِ وهما قَرْنا الحَمَل، ثم البُطَين ثلاثة كواكب، ثم

الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَل، هذه النجوم على هذه الصفة تُسَمَّى

حَمَلاً؛ قلت: وهذه المنازل والبروج قد انتقلت، والحَمَل في عصرنا هذا

أَوَّله من أَثناء الفَرْغ المُؤَخَّر، وليس هذا موضع تحرير دَرَجه ودقائقه.

المحكم: قال ابن سيده قال ابن الأَعرابي يقال هذا حَمَلُ طالعاً،

تَحْذِف منه الأَلف واللام وأَنت تريدها، وتُبْقِي الاسم على تعريفه، وكذلك

جميع أَسماء البروج لك أَن تُثْبِت فيها الأَلف واللام ولك أَن تحذفها وأَنت

تَنْويها، فتُبْقِي الأَسماء على تعريفها الذي كانت عليه. والحَمَل:

النَّوْءُ، قال: وهو الطَّلِيُّ. يقال: مُطِرْنا بنَوْء الحَمَل وبِنَوْء

الطَّلِيِّ؛ وقول المتنخِّل الهذلي:

كالسُّحُل البِيضِ، جَلا لَوْنَها

سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَل

فُسَّر بالسحاب الكثير الماء، وفُسِّر بالبروج، وقيل في تفسير النِّجاء:

السحاب الذي نَشَأَ في نَوْءِ الحَمَل، قال: وقيل في الحَمَل إِنه المطر

الذي يكون بنَوْءٍ الحَمَل، وقيل: النِّجاء السحاب الذي هَرَاق ماءه،

واحده نَجْوٌ، شَبَّه البقر في بياضها بالسُّحّل، وهي الثياب البيض، واحدها

سَحْل؛ والأَسْوَل: المُسْتَرْخِي أَسفل البطن، شَبَّه السحاب المسترخي

به؛ وقال الأَصمعي: الحَمَل ههنا السحاب الأَسود ويقوّي قوله كونه وصفه

بالأَسول وهو المسترخي، ولا يوصف النَّجْو بذلك، وإِنما أَضاف النِّجَاء

إِلى الحَمَل، والنِّجاءُ: السحابُ لأَنه نوع منه كما تقول حَشَف التمر

لأَن الحَشَف نوع منه. وحَمَل عليه في الحَرْب حَمْلة، وحَمَل عليه حَمْلة

مُنْكَرة، وشَدَّ شَدَّة مُنكَرة، وحَمَلْت على بني فلان إِذا أَرَّشْتَ

بينهم. وحَمَل على نفسه في السَّيْر أَي جَهَدَها فيه. وحَمَّلْته

الرسالة أَي كلَّفته حَمْلَها. واسْتَحْمَلته: سأَلته أَن يَحْمِلني. وفي حديث

تبوك: قال أَبو موسى أَرسلني أَصحابي إِلى النبي، صلى الله عليه وسلم،

أَسْأَله الحُمْلان؛ هو مصدر حَمَل يَحْمِل حُمْلاناً، وذلك أَنهم أَنفذوه

يطلبون شيئاً يركبون عليه، ومنه تمام الحديث: قال، صلى الله عليه وسلم:

ما أَنا حَمَلْتُكم ولكن الله حَمَلكم، أَراد إِفْرادَ الله بالمَنِّ

عليهم، وقيل: أَراد لَمَّا ساق الله إِليه هذه الإِبل وقت حاجتهم كان هو

الحامل لهم عليها، وقيل: كان ناسياً ليمينه أَنه لا يَحْمِلْهم فلما أَمَر

لهم بالإِبل قال: ما أَنا حَمَلْتكم ولكن الله حَمَلَكم، كما قال للصائم

الذي أَفطر ناسياً: الله أَطْعَمَك وسَقاك.

وتَحَامَل عليه أَي مال، والمُتَحامَلُ قد يكون موضعاً ومصدراً، تقول في

المكان هذا مُتَحَامَلُنا، وتقول في المصدر ما في فلان مُتَحامَل أَي

تَحامُل؛ والأَحمالُ في قول جرير:

أَبَنِي قُفَيْرَة، من يُوَرِّعُ وِرْدَنا،

أَم من يَقوم لشَدَّة الأَحْمال؟

قومٌ من بني يَرْبُوع هم ثعلبة وعمرو والحرث. يقال: وَرَّعْت الإِبلَ عن

الماء رَدَدْتها، وقُفَيْرة: جَدَّة الفَرَزْدَق

(* قوله «وقفيرة جدّة

الفرزدق» تقدم في ترجمة قفر أنها أُمه) أُمّ صَعْصَعة بن ناجِية بن

عِقَال. وحَمَلٌ: موضع بالشأْم. الأَزهري: حَمَل اسم جَبَل بعينه؛ ومنه قول

الراجز:

أَشْبِه أَبا أُمِّك أَو أَشْبِه حَمَل

قال: حَمل اسم جبل فيه جَبَلان يقال لهما طِمِرَّان؛ وقال:

كأَنَّها، وقَدْ تَدَلَّى النَّسْرَان،

ضَمَّهُمَا من حَمَلٍ طِمِرَّان،

صَعْبان عن شَمائلٍ وأَيمان

قال الأَزهري: ورأَيت بالبادية حَمَلاً ذَلُولاً اسمه حَمال.

وحَوْمَل: موضع؛ قال أُمَيَّة بن

أَبي عائذ الهذلي:

من الطَّاويات، خِلال الغَضَا،

بأَجْماد حَوْمَلَ أَو بالمَطَالي

وقول امريء القيس:

بين الدَّخُول فَحَوْمَلِ

إِنما صَرَفه ضرورة. وحَوْمَل: اسم امرأَة يُضْرب بكَلْبتها المَثَل،

يقال: أَجْوَع من كَلْبة حَوْمَل.

والمَحْمولة: حِنْطة غَبْراء كأَنها حَبُّ القُطْن ليس في الحِنْطة

أَكبر منها حَبًّا ولا أَضخم سُنْبُلاً، وهي كثيرة الرَّيْع غير أَنها لا

تُحْمَد في اللون ولا في الطَّعْم؛ هذه عن أَبي حنيفة. وقد سَمَّتْ حَمَلاً

وحُمَيلاً. وبنو حُمَيْل: بَطْن؛ وقولهم:

ضَحِّ قَلِيلاً يُدْرِكِ الهَيْجَا حَمَل

إِنما يعني به حَمَل بن بَدْر. والحِمَالة: فَرَس طُلَيْحَة ابن

خُوَيلِد الأَسدي؛ وقال يذكرها:

عَوَيْتُ لهم صَدْرَ الحِمَالة، إِنَّها

مُعاوِدَةٌ قِيلَ الكُمَاةِ نَزَالِ

فَيوْماً تَراها في الجِلال مَصُونَةً،

ويَوْماً تراها غيرَ ذاتِ جِلال

قال ابن بري: يقال لها الحِمالة الصُّغْرَى، وأَما الحِمَالة الكبرى فهي

لبني سُلَيْم؛ وفيها يقول عباس بن

مِرْدَاس:

أَما الحِمَالَة والقُرَيْظُ، فقد

أَنْجَبْنَ مِنْ أُمٍّ ومن فَحْل

حمل

1 حَمَلَهُ, aor. ـِ inf. n. حَمْلٌ (S, Mgh, Msb, K, &c., in some copies of the S حِمْلٌ) and حُمْلَانٌ, (Mgh, K,) He bore it, carried it, took it up and carried it, conveyed it, or carried it off or away, (MA,) عَلَى ظَهْرِهِ (S, MA,) upon his back, or عَلَى رَأْسِهِ upon his head; (MA;) and ↓ احتملهُ signifies the same: (Msb, K:) or the latter is used in relation to an object inconsiderable and small in comparison with that in relation to which the former is used; as in the saying of En-Nábighah, (TA,) إِنَّا اقْتَسَمْنَا خُطَّتَيْنَا بَيْنَنَا فَجَارِ ↓ فَحَمَلْتَ بَرَّةَ وَاحْتَمَلْتُ [Verily we have divided our two qualities between us, and thou hast borne as thy share goodness, and I have borne as my share wickedness]. (TA * in the present art., and S and TA &c. in arts. بر and فجر.) Hence, in the Kur [xx. 100], فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَةِ وِزْرًا [He shall bear, on the day of resurrection, a heavy burden]. (TA.) Hence also, in the Kur [vii. 189], حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا [She bore a light burden]; (S, TA;) i. e., [as some say,] the seminal fluid. (TA.) Hence also, in the Kur [xxix. 60], وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا [And how many a beast is there that does not bear its sustenance !], meaning, (assumed tropical:) does not provide its sustenance, but is sustained by God. (TA.) يَحْمِلُ الحَطَبَ [lit. He carries firewood], (A in art. حطب,) or الحَطَبَ الرَّطْبَ [juicy, or fresh, firewood], (Er-Rághib, TA,) means (tropical:) he goes about with calumny, or slander. (A in art. حطب, and Er-Rághib * and TA. *) b2: حَمَلَهُ عَلَى الدَّابَّة, (Msb, TA,) aor. ـِ (TA,) inf. n. حَمْلٌ, (Msb, TA,) [He carried him, or mounted him, (namely, a man, Msb) upon the beast; as also ↓ احتملهُ.] And حَمَلَهُ [alone] He gave him a beast upon which to ride. (T, TA. [See Kur ix. 93.]) أَحْمَلَهُ is not used in this sense. (T, TA.) b3: See also 4. b4: حَمَلَتِ المَرْأَةُ, aor. ـِ (K,) inf. n. حَمْلٌ, (TA,) (tropical:) The woman became pregnant, or conceived: (K, TA:) and حَمَلَتْ وَلَدَهَا She became pregnant with, or conceived, her child: (Msb:) one should not say, حَمَلَتْ بِهِ; or this is rare; (K;) or one should not say this, but it is frequently said; (IJ, TA;) [for] as حَمَلَتْ is syn. with عَلِقَتْ, (Msb, TA,) and the latter is trans. by means of بِ the former is thus made trans., (TA,) therefore one says, حَمَلَتْ بِهِ فِى لَيْلَةِ كَذَا وَفِى مَوْضِعِ كَذَا, meaning She became pregnant with him, or conceived him, in such a night, and in such a place. (Msb.) حَمَلَتْ is also said of a ewe or she-goat, and of a female beast of prey, [and app. of any female,] accord. to IAar; meaning (assumed tropical:) She was, or became, in the first stage of pregnancy. (TA.) b5: حَمَلَتِ الشَّجَرَةُ, inf. n. حَمْلٌ, (assumed tropical:) The tree [bore, or] produced, or put forth, its fruit. (Msb.) b6: حَمَلَ بِدَيْنٍ, and بِدِيَةٍ, inf. n. حَمَالَةٌ, (assumed tropical:) [He bore, or took upon himself, the responsibility, or he was, or became, responsible, for a debt, and a bloodwit:] (Msb:) [for] حَمَلَ بِهِ, aor. ـِ inf. n. حَمَالَةٌ, signifies كَفَلَ. (S, * K.) And حَمَلَ الحَمَالَةَ and ↓ تحمّلها (assumed tropical:) [He was, or became, responsible for the bloodwit, or debt or the like]: both signify the same: (S, TA:) and بِهِ ↓ تحمّل (assumed tropical:) He took it upon himself, or became responsible, or answerable, for it: (Msb in art. كفل:) and مُعْظَمَهُ ↓ تحمّل (assumed tropical:) He took, or imposed, upon himself, or undertook, the main part of it: (Jel in xxiv. 11:) and الأَمْرَ ↓ احتمل (assumed tropical:) He took, or imposed, upon himself, or undertook, the thing, or affair; he bore, or took upon himself, the burden thereof. (L in art. قلد.) Yousay, حَمَلَ قَوْمٌ عَنْ قَوْمٍ دِيَةً, (K, TA,) or غَرَامَةً, (TA,) (assumed tropical:) [A party bore, or took upon itself, for a party, the responsibility for a bloodwit, or a debt or the like;] as also ↓ تحمّل. (S.) [And حَمَلَ عَنْ فُلَانٍ لِفُلَانٍ كَذَا (assumed tropical:) He bore, or took upon himself, for such a one, the responsibility, to such a one, for such a thing.] And حَمَالَةً بَيْنَ ↓ تحمّل قَوْمٍ (assumed tropical:) He bore, or took upon himself, the responsibility for the bloodwits between people, in order to make peace between them, when war had occurred between them, and men's blood had been shed. (TA, from a trad.) b7: حَمَلَ ظُلْمًا (assumed tropical:) [He made himself chargeable with wrongdoing]. (Kur xx. 110.) b8: [حَمَلَ الأَمَانَةَ: see أَمَانَةٌ: accord. to some, it means (assumed tropical:) He took upon himself, or accepted, the trust: accord. to others, he was unfaithful to it: and ↓ اِحْتَمَلَهَا means the same.]

b9: حَمَلْتُ إِدْلَالَهُ: see 8. b10: حَمَلَ عَنْهُ: see 8. b11: حَمَلَ فُلَانٌ الحِقْدَ عَلَى فُلَانٍ (assumed tropical:) Such a one [bore or] concealed in his mind rancour, malevolence, malice, or spite, against such a one. (TA.) and فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ, i. e. يُظْهِرُ غَضَبَهُ [which may be meant as the explanation of لا يحمل, i. e. (assumed tropical:) Such a one shows (or will not conceal) his anger; and thus SM understood it; or as the explanation of يحمل alone, i. e. such a one will not show his anger]: (Az, TA:) [for] حَمَلَ الغَضَبَ, (K,) aor. ـِ inf. n. حَمْلٌ, (TA,) means (tropical:) he showed, or manifested, anger. (K, TA.) And hence, it is said, is the saying, in a trad., إِذَا بَلَغَ المَآءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا, i. e. (assumed tropical:) [When the water amounts to the quantity of two vessels of the kind called قُلَّة,] impurity does not appear in it: (O, K, * TA:) or the meaning is, (assumed tropical:) it does not admit the bearing of impurity: for one says, فُلَانٌ لَا يَحْمِلُ الضَّيْمَ, i. e. (assumed tropical:) such a one refuses to bear, or submit to, and repels from himself, injury. (Msb.) Yousay also, حَمَلَ مِنْ ذٰلِكَ أَنَفًا (assumed tropical:) He conceived, in consequence of that, disdain, or scorn, arising from indignation and anger. (TA in art. انف, from a trad.) b12: حَمَلَ الحَدِيثَ (assumed tropical:) [He bore in his memory, knowing by heart, the tradition, or narrative, or story; and in like manner, القُرْآنَ the Kur-án]. (Msb in art. روى.) b13: حَمَلَ فُلَانًا, and بِهِ ↓ تحمّل and عَلَيْهِ, (assumed tropical:) He relied upon such a one in intercession, and in a case of need. (TA.) b14: حُمِلَ عَلَى النَّاقَةِ (assumed tropical:) The she-camel was covered by a stallion. (M in art. صمد.) b15: حَمَلَ عَليْهِ [as syn. with حَمَّلَهُ]: see 2, in three places. b16: حَمَلَ عَلَى دَابَّتِهِ فَوْقَ طَاقَتِهَا فِى السَّيْرِ (assumed tropical:) [He tasked his beast beyond its power in journeying, or marching, or in respect of pace]. (S in art. جهد.) and حَمَلَ عَلَى نَفْسِهِ فِى السَّيْرِ (assumed tropical:) He jaded, or fatigued, himself, or tasked himself beyond his power, in journeying, or marching. (S, TA.) [See also 6.]

b17: حَمَلَ عَلَيْهِ فِى الحَرْبِ, inf. n. حَمْلَةٌ [which is properly an inf. n. of un.], (T, S,) (assumed tropical:) He charged, or made an assault or attack, upon him in war, or battle. (TA.) b18: حَمَلْتُ عَلَى بَنِى فُلَانٍ (assumed tropical:) I made mischief, or I excited disorder, disagreement, dissension, or strife, between, or among, the sons of such a one. (Az, S.) b19: حَمَلَهُ عَلَى الأَمْرِ, aor. ـِ (assumed tropical:) He incited, excited, urged, instigated, induced, or made, him to do the thing, or affair. (ISd, K.) b20: [حَمَلَ لَفْظًا عَلَى لَفْظٍ آخَرَ, aor. ـِ inf. n. حَمْلٌ, a phrase often used in lexicology and grammar, (assumed tropical:) He made, or held, a word, or an expression, to accord in form, or in meaning, or syntactically, with another word, or expression. One says, يُحْمَلُ عَلَى الأَكْثَرِ (assumed tropical:) It (a word) is made to accord in form with those words with which it may be compared that constitute the greater number: thus one says of رَحْمَانُ, which is made to accord in form with words of the measure فَعْلَانُ, though it has not a fem. of the measure فَعْلَى, in preference to فَعْلَانٌ, because words of the measure فَعْلَانُ are more numerous than those of the measure فَعْلَانٌ. And يُحْمَلُ عَلَى نَقِيضِهِ (assumed tropical:) It (a word) is made to accord in form with its contrary in meaning: thus عِجَافٌ, an anomalous pl. of أَعْحَفُ, is made to accord. in form with سِمَانٌ, a regular pl. of سَمِينٌ. and يَحمَلُ عَلَى المَعْنَى (assumed tropical:) It (a word) is made to accord syntactically with its meaning: and يُحْمَلُ عَلَى اللَّفْظِ (assumed tropical:) It is made to accord syntactically with its grammatical character: the former is said when, in a sentence, we make a mase. word fem., and the contrary, because the meaning allows us to substitute a fem. syn. for the masc. word, and a masc. syn. for the fem. word: for ex., it is said in the Kur vi. 78, فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هٰذَا رَبِّى “ And when he saw the sun rising, he said, This is my Lord: ” here (by saying بازغة) الشمس is first made to accord syntactically with its grammatical character (تُحْمَلُ عَلَى اللَّفْظِ); and then (by saying هٰذَا instead of هٰذِهِ) it is made to accord syntactically with its meaning (تُحْمَلُ عَلَى المَعْنَى), which is الجِرْم or the like: this is allowable; but the reverse in respect of order is of weak authority; because the meaning is of more importance than the grammatical character of the word. (Collected from the Kull pp. 156 and 157, and other works.)] b21: حَمَلَهُ أَحْسَنَ مَحْيَلٍ (assumed tropical:) [He put the best construction upon it; namely, a saying: محمل being here an inf. n.]. (TA in art. ابو) b22: [حَمَلَهُ عَلَى النَّاسِخِ (assumed tropical:) He attributed it to, or charged it upon, the copyist; namely, a mistake. حُمِلَ علَى النَّاسِخِ, said of a mistake, occurs in the K in art. ربخ b23: عَلَى آخَرَ حَمَلَ شَيْئًا, in logic, means (assumed tropical:) He predicated a thing of another thing.] b24: See also حُمْلَانٌ.2 حمّلهُ الشَّىْءَ, (Msb,) and الرِّسَالَةَ, (S, TA,) inf. n. تَحْمِيلٌ, (TA,) He made him, or constrained him, to bear or carry [the thing, and the message; and in like manner, عَلَيْهِ الشَّىْءَ ↓ حَمَلَ]. (S, Msb, * TA.) [And حمّلهُ, alone, He loaded him; namely, a camel, &c.] You say also, حَمَّلَهُ الأَمْرَ ↓ فَتَحَمَّلَهُ, inf. n. of the former تَحْمِيلٌ and حِمَّالٌ, like كِذَّابٌ, [which is of the dial. of El-Yemen], and of the latter verb تَحَمُّلٌ and تِحِمَّالٌ [like تِكِلَّامٌ &c.], (K,) (assumed tropical:) He imposed upon him the affair, as a task, or in spite of difficulty or trouble or inconvenience, and he undertook it, as a task, &c. (Msb in art. كلف.) And ↓ حَمَّلْتُهُ أَمْرِى فَمَا تَحَمَّلَ (assumed tropical:) [I imposed upon him my affair, as a task, &c., but he did not undertake it]. (TA.) It is said in the Kur [xxiv. 53], فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ (assumed tropical:) [Upon him rests only that which he has had imposed upon him; and upon you, that which ye have had imposed upon you]: i. e., upon the Prophet rests the declaring of that which has been revealed to him; and upon you, the following him as a guide. (TA.) And رَبَّنَا عَلَى الَّذِينَ مِنْ ↓ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ ↓ تَحْمِلٌ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ (assumed tropical:) [O our Lord, and do not Thou impose upon us a burden, like as Thou imposedst it upon those before us: O our Lord, and do not Thou impose upon us that which we have not power to bear]: (Kur ii. last verse:) or, accord. to one reading, تُحَيِّلْ, which has an intensive signification [when followed by على]. (Bd.) b2: [حمّلهُ ذَنْبًا (assumed tropical:) He charged him with a crime, or an offence: see a verse of En-Nábighah cited voce عَرٌّ.]3 حاملهُ [He bore with him a burden]. You say, of a Wezeer, حَامَلَ المَلِكَ أَعْبَآءَ المُلْكِ (assumed tropical:) [He bore with the King the burdens of the regal office]. (A in art. وزر.) [See also 4.] b2: Also (assumed tropical:) He requited him; namely, a man: or, accord. to AA, مُحَامَلَةٌ signifies the requiting with beneficence. (TA.) 4 احملهُ He helped him to bear, or carry, (T, S,) that which he was bearing, or carrying: (T, TA:) or you say, احملهُ الحِيْلَ he helped him to bear, or carry, the load, or burden: and ↓ حَمَلَهُ, i. e. فَعَلَ ذٰلِكَ بِهِ [he did that with him]. (M, O, K.) [See also 3.]

A2: أَحْمَلَتْ She (a woman, S, K, and a camel, S) yielded her milk without being pregnant. (S, K.) 5 تحمّل He took upon himself the bearing, or carrying, of loads, or burdens: this is the primary signification. (Har p. 48.) b2: [Hence, (assumed tropical:) He burdened himself with, or he became, or made himself, chargeable with, or he bore, or took upon himself, the burden of, a sin, or crime, or the like; as also ↓ احتمل:] you say احتمل إِثْمًا meaning تحملّهُ. (Jel in iv. 112 and xxxiii. 58.) And تحمّل غُرْمًا (assumed tropical:) He took, or imposed, upon himself a debt, or fine. (MA.) b3: [And hence, likewise, several other significations:] see 2, in two places: b4: and 8: b5: and 1, in six places. b6: Also He bound the load, or burden, [or the loads, or burdens, on the saddle, or saddles, or on the beast, or beasts;] (Har p. 48;) and ↓ احتيل signifies [the same, or] he put, or placed, the load, or burden, [or the loads, or burdens,] on the saddle, [or saddles, or on the beast, or beasts.] (Har p. 556.) b7: [And hence,] تحمّلوا and ↓ احتملوا (assumed tropical:) They went away, departed, or journeyed. (S, TA.) 6 تحامل عَلَيْهِ [He bore, bore his weight, pressed, or pressed heavily, upon it, or him]. You say, تَحَامَلَ عَلَى رَأْسِ رُمْحِهِ مُعْتَمِدًا عَلَيْهِ لِيَمُوتَ [He bore, bore his weight, pressed, or pressed heavily, upon the head of his spear, leaning upon it, in order that he might die]. (Mgh in art. ركز.) And تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ كَالعَاصِرِ [I pressed, or pressed heavily, upon it, like the squeezer of fruit &c.]. (Msb in art. همز.) b2: [Hence,] (assumed tropical:) He wronged him; or treated him wrongfully, or unjustly. (S, Mgh, and Har p. 80.) And it is asserted that one says, تحامل الزَّمَانُ عَنْ فُلَانٍ

meaning (assumed tropical:) Time, or fortune, turned from such a one, and took away his property: and تحامل إِلَيْهِ (assumed tropical:) It became favourable to him. (Har ibid.) b3: [Also] (assumed tropical:) He imposed upon him, or tasked him with, that which he was not able to bear, or to do. (M, O, K.) And تحامل عَلَى نَفْسِهِ, (S, O,) or تحامل فِى الأَمْرِ and بِالأَمْرِ, (M, K,) (assumed tropical:) He imposed upon himself, or tasked himself with, or constrained himself to do, the thing, or affair, notwithstanding difficulty, or trouble, or inconvenience, (S, M, O, K,) and fatigue. (M, TA.) And تَحَامَلْتُ فِى المَشْىِ (assumed tropical:) I constrained myself to walk, notwithstanding difficulty, or trouble, or inconvenience, and fatigue: whence, رُبَّمَا يَتَحَامَلُ الصَّيْدُ وَيَطِيرُ, i. e. (assumed tropical:) Sometimes the game will constrain itself to fly, notwithstanding difficulty, &c., and will fly. (Mgh.) [See also two similar phrases in the first paragraph.] b4: ↓ مُتَحَامَلٌ is used as its inf. n., and also as a noun of place: using it as an inf. n., you say, مَافِى فُلَانٍ مُتَحَامَلٌ i. e. تَحَامُلٌ (assumed tropical:) [There is not, in such a one, wrongdoing, &c.]: and using it of a place, هٰذَا مُتَحَامَلُنَا (assumed tropical:) [This is our place of wrong-doing, or wrongtreatment, &c.]. (S, TA.) 7 انحمل عَلَى الأَمْرِ (assumed tropical:) He was, or became, incited, excited, urged, instigated, induced, or made, to do the thing, or affair. (ISd, K.) 8 احتمل He raised a thing upon his back. (Har p. 41.) b2: See also 1, in five places: and see 5, in three places. b3: (assumed tropical:) He bore, endured, or sustained. (KL.) You say, اِحْتَمَلْتُ مَا كَانَ مِنْهُ (assumed tropical:) [I bore, or endured, what proceeded from him, or what he did or said, or] I forgave what proceeded from him, and feigned myself neglectful of it. (Msb.) And إِدْلَالَهُ ↓ حَمَلْتُ and اِحْتَمَلْتُ (assumed tropical:) [I bore, or endured, his presumptuousness occasioned by his confiding in my love]. (S.) and احتملهُ (assumed tropical:) [He bore with, endured, suffered, or tolerated, him; or] he bore, or endured, his annoyance, or molestation, (احتمل أَذَاهُ,) and feigned himself neglectful of what proceeded from him, and did not reprove him. (Har p. 41.) and احتمل (assumed tropical:) He was forbearing, or clement; he acted with forbearance, or clemency; he treated with forbearance, or clemency, him who reviled him: (TA:) he forgave an offence; as also ↓ تحمّل: (Har p. 637:) and عَنْهُ ↓ حَمَلَ (tropical:) he treated him with forbearance, or clemency. (K, TA.) [and احتمل النِّعْمَة (assumed tropical:) He bore wealth; or he had, or exercised, the quality of doing so; generally meaning, in a becoming, or proper, manner; but also absolutely, as is shown by the phrase] سُوْءُ احْتِمَالِ النِّعْمَةِ (assumed tropical:) [The bearing of wealth ill, or in an evil manner]. (Er-Rághib voce بَطَرٌ.) and احتمل الصَّنِيعَةَ (assumed tropical:) He bore the benefit as a badge, and was thankful, or grateful, for it. (ISd, K.) b4: [In lexicology, said of a word or phrase or sentence, (assumed tropical:) It bore, admitted, or was susceptible of, a meaning, a sense, or an interpretation: and, elliptically, (assumed tropical:) it bore, admitted, or was susceptible of, two, or more, different meanings, senses, or interpretations; it was equivocal.] In the conventional language of the lawyers, and the Muslim theologians [and men of science in general], (Msb,) it is used, (Kull,) or may be used, (Msb,) as importing supposition, and admissibleness, or allowableness; and thus used, it is intrans.: and also as importing necessary implication, and inclusion; and thus used, it is trans.: you say, يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ كَذَا (assumed tropical:) [It is supposable, or admissible, or allowable, that it may be thus; or simply it may be thus; as also يُحْتَمَلُ, which is often used in this sense]: and اِحْتَمَلَ الحَالُ وُجُوهًا كَثِيرَةً (assumed tropical:) [The case necessarily implied, or included, many (possible) modes, or manners of being; or admitted of being put, or explained, or understood, in many ways; or bore many kinds of interpretation]. (Msb, Kull.) b5: احتملهُ الغَضَبُ (assumed tropical:) Anger disquieted, or flurried, him. (Mj, TA.) And اُحْتُمِلَ [alone] (assumed tropical:) He was disquieted, or flurried, by anger: (T, TA:) or, accord. to the Mj and M and O; but accord. to the K, followed by لَوْنُهُ; (TA;) (assumed tropical:) he was angry, and his colour changed. (K, TA.) b6: [اِحْتَمَلَتْ She (a woman) used a drug, or the like, in the manner of a suppository in the ragina: so in the present day: and so in the K, on the words قُنَّبِيطٌ and نِفْطٌ &c.] b7: احتمل He bought what is termed حَمِيل, i. e. a thing [in the CK للسَّبْىِ is put for لِلشَّىْءِ] carried from one country or town to another (K, TA) among a party of captives. (TA.) 10 اِسْتَحْمَلْتُهُ signifies سَأَلْتُهُ أَنْ يَحْمِلَنِى [i. e. I asked him to carry me, or to give me a beast on which to ride]. (S.) b2: استحملهُ نَفْسَهُ (assumed tropical:) He imposed upon him his wants and affairs. (M, K.) R. Q. 1 حَوْمَلَ He carried water. (Ibn-'Abbád, K.) حَمْلٌ [inf. n. of 1, q. v. b2: (tropical:) Gestation: see an ex. voce إِنْىٌ. b3: And hence,] (assumed tropical:) The young that is borne in the womb (M, K) of any animal; (M, TA;) and (assumed tropical:) the fruit of a tree, (IDrd, S, M, Msb, K,) as also ↓ حِمْلٌ: (IDrd, S, M, K:) or the former, (assumed tropical:) the thing that is in a belly, or on the head of a tree: (ISk, S, M, Mgh, K:) and ↓ the latter, a thing borne, or carried, (Msb, K,) on the back; [i. e. a load, or burden;] (Msb;) the thing that is on the back or on the head: (ISk, S, M, Mgh, K:) or the former, (assumed tropical:) a burden that is borne internally; as the young in the belly, and the water in the clouds, and the fruit in the tree as being likened to the حَمْل of the woman: and ↓ the latter, a burden that is borne externally; as the thing that is borne on the back: (Er-Rághib, TA:) or [when applied to fruit] the former signifies a fruit that is internal: and ↓ the latter, a fruit that is external: (M, K:) or the former, fruit of a tree when large, or much: and ↓ the latter, fruit when not large, or when not much and large: (K accord. to different copies:) this is the saying of AO, mentioned in the T, in art. شمل, where, in the copies of the T, is found ما لم يكثر, not مالم يكبر: (TA:) and the former also occurs as meaning a burden that requires, for the carrying it, a beast or the hire of a porter: (Mgh:) the pl. [of pauc.] of the latter (Mgh, Msb, K) and of the former (K) is أَحْمَالٌ (S, Mgh, Msb, K) and [the pl. of mult.] (of the former, K, * TA) حِمَالٌ (K) and (of the latter, Msb) حُمُولٌ (Msb, K) and حُمُولَةٌ. (S, M, Mgh, Sgh.) Hence, (in a trad., TA) هٰذَا الحِمَالُ لَاحِمَالُ خَيْبَرَ (assumed tropical:) [This is the fruit: not the fruit of Kheyber]: meaning that it is the fruit of Paradise; and that it does not fail, or come to an end. (M, K.) b4: See also what next follows.

حِمْلٌ: see حَمْلٌ, in five places. b2: حُمُولٌ, (S, M, K,) as pl. of حِمْلٌ, (M, K,) and of ↓ حَمْلٌ also, (K,) signifies likewise [Vehicles of the kind called] هَوَادِج [pl. of هَوْدَجٌ], (M, K,) whether having in them women or not: (M, TA:) or (assumed tropical:) camels upon which are هوادج, (Az, S, M, O, K,) whether there be in them women or not: (Az, S, O:) it is not applied to camels unless they have upon them هوادج. (M, TA.) b3: See also مَحْمِلٌ, and حَمُولَةٌ.

حَمَلٌ A lamb; i. e. the young one of the ewe in the first year; (Mgh, Msb;) i. q. بَرَقٌ; (S;) or خَرُوفٌ [explained in the K in art. خرف as the male young one of the sheep-kind; or such as has pastured, and become strong]: (K, and S and Msb in art. خرف:) or such as is termed جَذَعٌ, [i. e. a year old, or from six to ten months,] of the young of the sheep-kind; and less than this [in age]: (ISd, K:) accord. to Er-Rághib, it signifies مَحْمُولٌ [borne, or carried]; and the young of the sheep-kind is particularly called thus because borne, or carried, on account of its impotence, and of the nearness of the time when its mother was pregnant with it: (TA:) pl. حُمْلَانٌ (S, M, Mgh, Sgh, Msb, K) and أَحْمَالٌ. (M, K.) b2: [Hence,] الحَمَلُ (assumed tropical:) [The sign Aries;] a certain sign of the zodiac; (K;) the first of the signs of the zodiac; (S;) the constellation comprising, first, the شَرَطَانِ, which are its two horns; then, the بُطَيْن; then, the ثُرَيَّا. (T, TA.) One says, مُطِرْنَا بِنَوْءِ الحَمَلِ and بنوء الطَّلِىِّ (assumed tropical:) [We were, or have been, given rain by the auroral setting of Aries: so the pagan Arabs used to say: see نَوْءٌ; and see مَنَازِلُ القَمَرِ, in art. نزل]. (TA.) One says also, هٰذَا حَمَلٌ طَالِعًا (assumed tropical:) [This is Aries, rising]; suppressing the ال, but making the noun to remain determinate; and thus one does in the case of every name of a sign of the zodiac, preserving the ال or suppressing it. (TA.) b3: حَمَلٌ signifies also (tropical:) Clouds containing much water: (M, K, TA:) or black clouds: (T, TA: [see also حَوْمَلٌ, below:]) or, as some say, the rain [supposed to be given] by the نَوْء [see above] of الحَمَل. (TA.) حَمْلَةٌ (assumed tropical:) A charge, or an assault or attack, in war, or battle. (T, K.) حُمْلَةٌ: see what next follows.

حِمْلَةٌ and ↓ حُمْلَةٌ Carriage from one دار [app. here meaning country, or town, or the like,] to another. (K.) حُمْلَانٌ an inf. n. of حَمَلَ [q. v.]. (Mgh, K.) A2: Also A beast upon which a present is borne. (M, Mgh, O, K.) b2: Hire for that which is borne, or carried. (Lth, Mgh, TA.) b3: And, as a conventional term (Mgh, O, K) of the صَاغَة [or workers in gold and silver], (Sgh, K,) Adulterating alloy (غِشّ) that is added to dirhems, or coin (عَلَى الدَّرَاهِمِ ↓ يُحْمَلُ). (Mgh, Sgh, K.) b4: Also pl. of حَمَلٌ [q. v.]. (S, M, &c.) حَمَالٌ or حِمَالٌ: see حَمَالَةٌ.

حَمُولٌ (assumed tropical:) Forbearing, or clement. (M, K.) حَمِيلٌ i. q. ↓ مَحْمُولٌ [Borne, carried, taken up and carried, conveyed, or carried off or away]. (Msb, K.) b2: Hence, (Msb,) The rubbish, or rotten leaves, and scum, that are borne of a torrent. (S, Msb, K. *) b3: A thing [شَىْء, accord. to copies of the K and the TA, but accord. to the CK سَبْى, agreeably with the next of the explanations here following,] that is carried from one country or town to another (K, TA) among a party of captives. (TA.) b4: A captive; because carried from one country or town to another. (Msb.) b5: One who is carried a child from his country, not born in [the territory of] El-Islám: (S, O:) or one who is carried from his country to the country of El-Islám: or a child with a woman who carries it, and says that it is her son: or any relation, or kinsman, in the territory of the enemy: (Mgh:) or one that is carried from the territory of the unbelievers to that of ElIslám, and who is therefore not allowed to inherit without evidence: (Th, TA:) or a child in the belly of his mother when taken from the land of the unbelievers. (K.) b6: A foundling, or child cast out by his mother, whom persons carry off and rear: (K:) in some copies of the K, فَيَرِثُونَهُ is erroneously put for فَيُرَبُّونَهُ. (TA.) b7: (assumed tropical:) One whose origin, or lineage, is suspected; or who claims for his father one who is not; or who is claimed as a son by one who is not his father; syn. دَعِىٌّ. (S, Msb, K.) b8: (assumed tropical:) A stranger: (K:) as being likened to [the حَمِيل of] the torrent, or to the child in the belly. (Er-Rághib, TA.) b9: (assumed tropical:) One who is responsible, or a surety, (S, Msb, K,) for (بِ) a debt or a bloodwit; as also ↓ حَامِلٌ: (Msb:) because he bears [or is burdened with] the obligation, together with him upon whom the obligation properly rests. (TA.) b10: (assumed tropical:) What is withered and black of the ثُمَام and وَشِيج (K, TA) and ضَعَة and طَرِيفَة. (TA.) b11: (assumed tropical:) The [thong called] شِرَاك [of a sandal]. (O, K.) In one copy of the K, الشريك is put in the place of الشراك. (TA.) حَمَالَةٌ A bloodwit, (S, K, TA,) or a debt, an obligation, or a responsibility, that must be paid, discharged, or performed, taken upon himself by a person, (S, TA,) or taken upon themselves by a party of men, (K, TA,) for others; (S, K, TA;) as also ↓ حَمَالٌ, accord. to the T and M; or ↓ حِمَالٌ, accord. to the K: (TA:) or a responsibility which one takes upon himself for a debt or a bloodwit: pl. حَمَالَاتٌ: (Msb:) the pl. of حمال is حُمُلٌ. (K.) حِمَالَةٌ The occupation, or business, of a porter, or carrier of burdens. (M, K.) b2: Also said to be sing. of حَمَائِلُ, and syn. with مِحْمَلٌ, which see, in two places.

حَمُولَةٌ A camel, or horse, or mule, or an ass, upon which burdens are borne: (Mgh, Msb:) and sometimes applied to a number of camels: (Msb:) camels that bear burdens: and any beast upon which the tribe carries, namely, an ass or other animal; (S;) or a beast upon which people carry, namely, a camel, and an ass, and the like; (K;) whether the loads be thereon or not: (S, K:) or such as are able to bear: (Az, TA:) or particularly applied to such as have on them the loads; as also ↓ حُمُولٌ: (ISd, TA:) accord. to the T, not including asses nor mules: applied to one and to more than one: (TA:) a word of the measure فَعُولٌ receives the affix ة when it has the meaning of a pass. part. n. (S, TA.) b2: Also, accord. to the K, The loads, or burdens, themselves: but this, accord. to the S and M [and Mgh] and Sgh, is [حُمُولَةٌ, a pl. of حِمْلٌ,] with damm [to the ح]. (TA.) حَمِيلَةٌ (assumed tropical:) i. q. كَلٌّ and عِيَالٌ: so in the saying, هُوَ حَمِيلَةٌ عَلَيْنَا (assumed tropical:) [He is a burden upon us; one whom we have to support]. (O, K.) b2: Also said to be sing. of حَمَائِلُ, and syn. with مِحْمَلٌ, q. v.

حَمَائِلُ: see مِحْمَلٌ, in two places.

حَمَّالٌ A porter, or carrier of burdens. (Msb, K.) b2: حَمَّالَةُ الحَطَبِ [is applied in the Kur cxi. 4 to a woman, lit. meaning The female carrier of firewood: and as an intensive epithet is applied to a man, as meaning] (tropical:) The calumniator, or slanderer. (TA.) حَامِلٌ [Bearing, carrying, taking up and carrying, conveying, or carrying off or away;] act. part. n. of 1 having for its object what is borne on the back [&c.]: (Msb:) fem. with ة: (S, Msb:) pl. masc. حَمَلَةٌ: (S, TA:) and pl. fem.

حَامِلَاتٌ. (TA.) Hence, حَمَلَةُ العَرْشِ [The bearers of the عرش, or empyrean, held by the vulgar to be the throne of God]. (S, TA.) and the phrase فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا [in the Kur li. 2, lit. And the bearers of a load, or heavy load:] meaning (assumed tropical:) the clouds. (TA.) b2: Applied to a woman, (tropical:) Pregnant; (S, Mgh, Msb, K, &c.;) as also حَامِلَةٌ: (S, Msb, K:) the former as being an epithet exclusively applied to a female: the latter as conformable to its verb, which is حَمَلَتْ; (S, Msb;) or as being used in a tropical [or doubly tropical] manner, meaning pregnant in past time or in future time; (Msb;) or as a possessive epithet [meaning having a burden in the womb]: (TA:) [see an ex. of the latter in a verse cited in the first paragraph of art. مخص:] accord. to the Koofees, the former, not being applied to a male, has no need of the sign of the fem. gender: but the Basrees say that this [rule] does not uniformly obtain; for the Arabs say رَجُلٌ أَيِّمٌ and اِمْرَأَةٌ أَيِّمٌ, and رَجُلٌ عَانِسٌ and اِمْرَأَةٌ عَانِسٌ; and that, correctly speaking, حَامِلٌ and طَالِقٌ and حَائِضٌ and the like are epithets masc. in form applied to females, like as رَبْعَةٌ and رَاوِيَةٌ and خُجَأَةٌ are epithets fem. in form applied to males. (S.) It is also applied to a she-camel [and app. to any female] in the same sense. (Mgh.) b3: Applied to trees (شَجَرٌ), (assumed tropical:) Bearing fruit: (TA:) fem. with ة. (K.) b4: See also حَمِيلٌ. b5: [Respecting this epithet, and the phrases حَامِلُ الأَمَانَةِ and مُحْتَمِلُ الأَمَانَةِ, see also أَمَانَةٌ, last sentence but one.] b6: حَمَلَةُ القُرَآنِ (assumed tropical:) [Those who bear in their memory the Kur-án, knowing it by heart]. (S, TA.) حَوْمَلٌ Clouds (سَحَابٌ) black by reason of the abundance of their water. (O, K.) [See also حَمَلٌ.] b2: A clear torrent. (K.) b3: The first of anything. (K.) حَامِلَةٌ fem. of حَامِلٌ [q. v.]. (S, Msb.) b2: حَوَامِلُ is its pl.: and signifies The legs; (M, K;) because they bear the man. (TA.) b3: and The sinews, or tendons, of the foot and of the fore arm; (M, K;) and the [veins called the] رَوَاهِش thereof. (M, TA. [See الوَرِيدُ.]) b4: See also مَحْمِلٌ.

مَحْمِلٌ [of which the primary signification is A place of bearing or carrying], (S, Mgh, Msb, K,) or ↓ مِحْمَلٌ [which primarily signifies An instrument for bearing or carrying], (M, Mgh,) or the latter is allowable, (Msb,) The [kind of vehicle called] هَوْدَج; (Msb;) as also ↓ حِمْلٌ: (M, K:) or the large هودج termed حَجَّاجِىٌّ: (Mgh:) or a pair of dorsers, or panniers, or oblong chests, (شِقَّانِ,) upon a camel, in which are borne two equal loads, (K,) [and which, with a small tent over them, compose a هودج;] first made use of by El-Hajjáj Ibn-Yoosuf Eth-Thakafee: (TA:) one of the مَحَامِل of the pilgrims: (S:) مَحَامِلُ being the pl. (K.) Hence, ↓ مَحَامِلِىٌّ A seller of مَحَامِل. (K.) [What is now particularly termed the محمل (vulgarly pronounced مَحْمَل) of the pilgrims is an ornamented هودج, which is borne by a camel, but without a rider, and is regarded as the royal banner of the caravan; such as is described and figured in my work on the Modern Egyptians. (See also مَحَارَةٌ, in art. حور.)] Its application to (tropical:) The camel that bears the محمل is tropical. (Mgh.) [See also حِمْلٌ. The assertion that it signifies also the silk covering that is sent every year for the Kaabeh is erroneous. This covering is sent from Cairo, with the baggage of the chief of the Egyptian pilgrim-caravan.] b2: Also مَحْمِلٌ, (K,) or ↓ مِحْمَلٌ, (M,) A basket (زِنْبِيل) in which grapes are carried to the place where they are to be dried; and so ↓ حَامِلَةٌ. (K.) b3: One says also, مَا عَلَى فُلَانٍ مَحْمِلٌ (assumed tropical:) There is no ground of reliance upon such a one; syn. مُعْتَمَدٌ: (S:) or no relying, or reliance: (MA:) or no ground (lit. place) for imposing upon such a one the accomplishment of one's wants. (M, TA.) And مَا عَلَى البَعِيرِ مَحْمِلٌ مِنْ ثِقَلِ الحِمْلِ (assumed tropical:) [There is no ground of reliance, or no relying, upon the camel, by reason of the heaviness of the load.] (TA.) مُحْمِلٌ A woman, (S, M, K,) and a she-camel, (S, M,) who yields her milk without being pregnant. (S, M, K.) مِحْمَلٌ: see مَحْمِلٌ, in two places. b2: The عِلَاقَة of a sword (S, Msb, * K) &c.; (Msb;) i. e. its suspensory thong [or cord or shoulder-belt], by which the wearer hangs it upon his neck; (S, TA;) as also ↓ حِمَالَةٌ (S, Msb, K) and ↓ حَمِيلَةٌ: (IDrd, K:) and the ↓ حِمَالَة of the bow is similar to that of the sword: the wearer throws it upon his right shoulder, and puts forth his left arm from it, so that the bow is on his back: (AHn, TA:) the pl. of مِحْمَلٌ is مَحَامِلُ: (Az, Msb:) and that of حِمَالَةٌ, (S, Msb,) or of حَمِيلَةٌ, (Kh, TA,) is ↓ حَمَائِلُ; (Kh, S, TA;) or, accord. to As, حَمَائِلُ has no proper sing., its sing. being only مِحْمَلٌ. (S, TA.) b3: Dhu-r-Rummeh applies it to (tropical:) The root of a tree; (S, K;) likening this to the محمل of a sword. (S.) b4: مَحَامِلُ الذَّكَرِ and ↓ حَمَائِلُهُ (assumed tropical:) The veins in the root and skin of the penis. (M, K.) نَاقَةٌ مُحَمَّلَةٌ A she-camel heavily burdened, or overburdened. (TA.) مَحْمُولٌ: see حَمِيلٌ. b2: Also (tropical:) A fortunate man: from the riding of beasts such as are termed فُرَّهٌ, (K, * TA,) i. e. brisk, sharp, and strong. (TA in art. فره.) b3: [In logic, (assumed tropical:) A predicate: and (assumed tropical:) an accident: in each of these senses contr. of مَوْضُوعٌ.]

مَحْمُولَةٌ A dust-coloured wheat, (K, TA,) like the pod of the cotton-plant, (TA,) having many grains, (K, TA,) and large ears, and of much increase, but not approved in colour nor in taste: so in the M. (TA.) مُحَامِلٌ (assumed tropical:) One who is unable to answer thee; and who does it not, to preserve thine affection. (TA.) مَحَامِلِىٌّ: see مَحْمِلٌ.

مُحْتَمِلُ الأَمَانَةِ: see أَمَانَةٌ, last sentence but one.

مُتَحَامَلٌ: see 6, last sentence.

شَهْرٌ مُسْتَحْمِلٌ A month that brings people into difficulty, or distress; (K, TA;) that is not as it should be. (TA.) Such is said by the Arabs to be the case إِذَا نَحَرَ هِلَالٌ شِمَالًا [app. meaning when a new moon faces a north-east wind]. (TA.)
حمل
حَمَلَهُ على ظَهْرِه يَحْمِلُه حَمْلاً وحُمْلاناً بالضمّ فَهُوَ مَحْمُولٌ وحَمِيلٌ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَة وِزْراً وقولُه تَعَالَى: فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً يَعْنِي السَّحابَ، وقولُه تَعَالَى: وَكَأيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا أَي لَا تَدَّخِر رِزقَها، إِنَّمَا تُصْبح فيرزقُها اللَّهُ تَعَالَى. واحْتَمَلَه كَذَلِك.
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَاحْتَمَلَ السَّيلُ زَبَداً رَابِياً. وقولُ النابِغة: فحَمَلْتُ بَرَّةَ واحْتَمَلْتَ فَجارِ عَبّر عَن البَرَّة بالحَمْل، وَعَن الفَجْرَة بالاحتِمال لِأَن حَمْلَ البَرَّةِ بِالْإِضَافَة إِلَى احتِمال الفَجْرَةِ أمرٌ يسيرٌ ومُستَصْغَرٌ، وَمثله: لَهَا مَا كَسَبَتْ وعَلَيها مَا اكْتَسَبَتْ. وَقَالَ الراغِبُ: الحَمْلُ مَعْنًى واحِدٌ اعتُبِر فِي أشياءَ كثيرةٍ، فسُوِّيَ بَين لفظِه فِي فَعَلَ، وفُرِق بَين كثيرٍ مِنْهَا فِي مصادِرِها، فقِيل فِي الأثقال المحمولَةِ فِي الظاهرِ، كالشيء المَحمولِ على الظَّهر: حَمْلٌ، وَفِي الأثقال المحمولةِ فِي الباطِن: حَمْلٌ، كالوَلَدِ فِي البَطْن، والماءِ فِي السَّحاب، والثَّمَرةِ فِي الشَّجَرةِ، تَشْبِيها بحَمْلِ المرأَةِ. والحِمْل، بِالْكَسْرِ: مَا حُمِلَ، ج: أَحمالٌ وحَمَلَه على الدابَّة يَحْمِلُه حَملاً. والحُمْلانُ، بالضمّ: مَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ من الدوابِّ، فِي الهِبَةِ خاصَّةً كَذَا فِي المُحكَم والعُباب. قَالَ اللَّيث: وَيكون الحُمْلانُ أَجْراً لما يُحْمَلُ. زَاد الصاغانيُّ: حُملَانُ الدَّراهِمِ فِي اصطِلاح الصاغَةِ جَمع صائغٍ: مَا يُحْمَلُ على الدَّراهِمِ من الغِش تَسْمِيَة بالمَصدَر، وَهُوَ مَجاز. وحَمَلَهُ على الأمرِ يَحْمِلُه فانْحَمَلَ: أَغْراهُ بِهِ عَن ابْن سِيدَه. والحَمْلَةُ: الكَرَّةُ فِي الحَربِ يُقَال: حَمَلَ عَلَيْهِ حَملَةً مُنْكَرةً، وشَدَّ شَدَّةً مُنكَرة، نَقله الأزهريُّ. الحُمْلَةُ، بالكسرِ والضّمّ: الاحتِمالُ مِن دارٍ إِلَى دارٍ.
وحَمَّلَهُ الأمرَ تَحْمِيلاً وحِمَّالاً، ككِذّابٍ، فتَحَمَّلَه تَحَمُّلاً وتِحْمالاً على تِفْعالٍ، كَمَا هُوَ مضبوطٌ فِي)
المُحكَم، وَفِي نُسَخ الْقَامُوس: بكسرتين مَعَ تَشْدِيد الْمِيم. وقولُه تَعَالَى: فَإِنَّمَا عَلَيهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيكُم مَا حُمِّلْتُم أَي علر النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أُوحِىَ إِلَيْهِ وكُلِّف أَن يُبَيِّنَه، وَعَلَيْكُم أَنْتُم الاتِّباعُ. وقولُه تَعَالَى: فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَها الإِنْسَانُ: أَي يَخُنَّها، وخانَها الإنسانُ ونَصُّ الأزهريُّ: عَرَّفَنا تَعَالَى أَنَّهَا لم تَحْمِلْها: أَي أَدَّتْها، وكُلُّ مَن خَان الأمانةَ فقد حَمَلها، وكل مَن حَمَل الإثمَ فقد أَثِمَ، وَمِنْه: وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وأَثْقَالاً مَعَ أثْقالِهِم فأَعْلَمَ تَعَالَى أنّ مَن بَاءَ بالإثم سُمِّيَ حَامِلا لَهُ، والسمواتُ والأرضُ أَبَيْنَ حَمْلَ الأمانةِ، وَأَدَّيْنَها، وأداؤُها طاعةُ اللَّهِ فِيمَا أَمرَها بِهِ، والعملُ بِهِ وتركُ المَعصية. قَالَ الحسنُ: الإنسانُ هُنَا: الكافِر والمُنافِقُ أَي خَانا وَلم يُطِيعا، وَهَكَذَا نَص العُباب بعَينِه، وعَزاه إِلَى الزَّجَّاج. فقولُ شيخِنا: هُوَ مُخالِفٌ لما فِي التفاسير، غيرُ وَجِيهٍ، فتأمَّلْ. واحْتَمَل الصَّنِيعةَ: تَقلَّدها وشَكَرَها وكُلُّه من الحَمْل، قَالَه ابنُ سِيدَه. قَالَ: وتَحامَلَ فِي الأمْرِ، تَحامَلَ بِهِ: تَكَلَّفَه على مَشَقَّةٍ وإعياءٍ، كَمَا فِي المُحكَم، ومِثل ذَلِك: تَحَامَلْتُ على نَفْسِي، كَمَا فِي العُباب. تَحامَل عَلَيْهِ: كَلَّفَه مَا لَا يُطِيقُ كَمَا فِي المُحكَم والعُباب. واسْتَحْمَلَه نَفْسَه: حَمَّلَه حَوائِجَه وأُمُورَه كَمَا فِي المُحكَم والمُحِيط، قَالَ زهَير:
(ومَن لَا يَزَلْ يَستَحمِلُ الناسَ نَفْسَهُ ... وَلَا يُغْنِها يَوْمًا مِن الدَّهْرِ يُسأَمِ)
وقولُ يَزِيدَ بنِ الأعْوَر: مُستَحْمِلاً أَعْرَفَ قد تَبَنَّى يُرِيد: مُسْتَحمِلاً سَناماً أَعرَفَ عَظِيماً. مِن المَجاز: شَهْرٌ مُستَحْمِل: يَحْمِلُ أهلَه فِي مَشقَّةٍ لَا يكون كَمَا يَنْبَغِي أَن يكون، تَقول الْعَرَب: إِذا نَحَر هلالٌ شَمالاً كَانَ شَهْراً مُستَحْمِلاً. مِن المَجاز: حَمَلَ عَنْهُ: أَي حَلُمَ، فَهُوَ حَمُولٌ كصَبُورٍ ذُو حِلْمٍ كَمَا فِي المُحكَم. قَالَ: والحَمْلُ: مَا يُحْمَلُ فِي البَطْنِ مِن الوَلَدِ وَفِي المحكَم: من الْأَوْلَاد فِي جَميع الحَيوان. ج: حِمالٌ بِالْكَسْرِ وأَحْمالٌ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: وَأُولَاتُ الأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ حَمْل بِلَا لامٍ: ة باليَمَنِ.
وحُمْلانُ كعُثْمانَ: قريةٌ أُخْرى بهَا. وحَمَلَت المرأةُ تَحْمِلُ حَملاً: عَلِقَتْ. قَالَ الراغِبُ: والأصلُ فِي ذَلِك: الحَمْل على الظَّهْر، فاستُعير للحَبَلِ، بدَلالة قولِهم: وَسَقَت الناقةُ: إِذا حَمَلَتْ، وأصلُ الوَسْقِ: الحَمْلُ المَحْمولُ على ظَهْر البَعِير. وَلَا يُقال: حَمَلَت بِهِ، أَو قَلِيلٌ قَالَ ابنُ جِنِّى: حَمَلَتْه، وَلَا يُقَال: حَمَلَتْ بِهِ، إلاّ أَنه كَثُر: حَمَلَت المرأةُ بوَلَدِها، وَأنْشد:
(حَمَلَتْ بِهِ فِي لَيلَةٍ مَزْؤُودَةٍ ... كَرهاً وعَقْدُ نطاقِها لم يُحْلَلِ)

وَقد قَالَ عَزَّ مِن قَائِل: حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرهاً وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جَازَ: حَمَلَتْ بِهِ، لَمّا كَانَ فِي معنى عَلِقَتْ بِهِ، ونَظيرُه: أُحِلَّ لَكُم لَيلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَث إِلَى نِسَائِكُم لَمّا كَانَ فِي معنى الإفضاءِ عُدِّيَ بإلى.
وَهِي حامِلٌ وحامِلَةٌ على النَّسَب وعَلى الفِعْل إِذا كَانَت حُبلَى. وَفِي العُباب والتهذيب: مَن قَالَ: حامِلٌ، قَالَ: هَذَا نَعْتٌ، لَا يكون إلّا للإناث، ومَن قَالَ: حامِلَةٌ، بناها على حَمَلَتْ، فَهِيَ حامِلَةٌ، وَأنْشد المَززُبانيُّ:
(تَمَخَّضَتِ المَنُونُ لَها بيَوْم ... أَنَى ولُكِلِّ حامِلَةٍ تِمام)
فَإِذا حَمَلَتْ شَيْئا على ظَهْرِها أَو على رَأسهَا، فَهِيَ حامِلَةٌ لَا غير، لِأَن الهاءَ إِنَّمَا تَلْحَقُ للفَرق، فأمّا مَا لَا يكون للمُذَكَّر فقد استُغْنىَ فِيهِ عَن عَلامَة التَّأْنِيث، فَإِن أَتَى بهَا، فَإِنَّمَا هُوَ الأَصْل. هَذَا قَول أهلِ الْكُوفَة، وَأما أهلُ الْبَصْرَة، فَإِنَّهُم يَقُولُونَ: هَذَا غيرُ مُستَمِر، لِأَن العربَ تَقول: رجُلٌ أَيِّمٌ، وَامْرَأَة أَيِّمٌ، ورجُلٌ عانِسٌ وامرأةٌ عانِسٌ، مَعَوشَجَرةٌ حامِلَةٌ: ذاتُ حَمْلٍ. الحَمَّالُ كشَدّادٍ: حامِلُ الأحْمَالِ، الحِمالَةُ ككِتابةٍ: حِرفَتُه كَمَا فِي المُحكَم. الحَمِيلُ كأمِيرٍ: الدَّعِيُّ، أَيْضا الغَرِيبُ تَشْبِيها)
بالسَّيل وبالوَلَدِ فِي البَطْن، قَالَه الراغِبُ، وَبِهِمَا فُسِّر قولُ الكُمَيت، يعاتِبُ قضاعَةَ فِي تحوُّلِهم إِلَى اليَمن:
(عَلامَ نَزلْتُمُ مِن غَيرِ فَقْرٍ ... وَلَا ضَرَّاءَ مَنْزِلَةَ الحَمِيلِ)
الحَمِيلُ: الشِّراك وَفِي نُسخةٍ: الشَّرِيكُ والأولَى مُوافقةٌ لنَصِّ العبُاب. الحَمِيلُ: الكَفِيلُ لكونِه حامِلاً للحقِّ معَ مَن عَلَيْهِ الحَقّ، وَمِنْه الحَدِيث الحَمِيلُ غارِمٌ. الحَمِيلُ: الوَلَدُ فِي بَطْنِ أُمِّه إِذا أُخِذَتْ مِن أرضِ الشِّرك وَقَالَ ثَعْلب: هُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِن بِلادِ الشِّرك إِلَى بِلَاد الإِسلام، فَلَا يُوَرَّثُ إلّا ببَيِّنة. الحَمِيلُ مِن السَّيل: مَا حَمَلَه مِن الغُثاءِ وَمِنْه الحَدِيث: فيَنْبُتُون كَمَا تَنْبُتُ الحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيلِ. الحَمِيلُ: المَنْبُوذُ يَحْمِلُه قومٌ فيُربونَه وَفِي بعض النُّسَخ: فيَرِثُونه وَهُوَ غَلَطٌ.
وَفِي العُباب: هُوَ الَّذِي يُحْمَلُ مِن بَلَدِ صَغِيرا، وَلم يُولَدْ فِي الإِسلام. الحَمِيلُ: مِن الثُّمامِ والوَشِيجِ والضَّعَةُ والطَّرِيفَةُ: الذَّابِل وَفِي المُحكَم: الدَّوِيلُ الأَسْوَدُ مِنْهُ. والمَحْمِلُ، كمَجْلِس وضُبِط فِي نُسَخ المحكَم: كمِنْبَرٍ، وَعَلِيهِ علامةُ الصِّحَّة: شِقَّانِ على البَعِيرِ يُحْمَلُ فيهمَا العَدِيلان، ج: مَحامِلُ وأوَّلُ مَن اتَّخذها الحَجّاجُ بن يوسُف الثَّقَفِي، وَفِيه يَقُول الشاعِر: أوَّل مَنْ إتَّخَذَ المَحامِلا أَخْزاه رَبِّي عاجِلاً وآجِلا كَذَا فِي المعارِف لِابْنِ قُتَيبةَ. وَإِلَى بَيعِها نُسِب الإِمامُ المُحدِّث أَبُو الْحسن أحمدُ بن مُحَمَّد بنِ أحمدَ ابنِ أبي عُبَيد الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سعيد بن أبان الضَّبّي المَحامِلِيُّ وُلِد سنةَ، تفقَّه على أبي حامدٍ الإِسْفَرايني. وجَدُّه أَبُو الْحسن أحمدُ، سَمِع من أَبِيه، وَعنهُ ابنُه الْحُسَيْن، وابنُ صاعِدٍ، وَابْن مَنِيعٍ، مَاتَ سنةَ، وَأَبُو عبد الله الحُسين بن إِسْمَاعِيل، حَدَّث. وهم بَيتُ عِلْمٍ ورِياسة. مَاتَ أَبُو الْحسن هَذَا فِي سنة. وَمِنْهُم القَاضِي أَبُو عَبد الله الْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد، رَوى عَن البُخارِىّ، وَكَانَ يحضُرُ مجلسَ إملائِه عشرةُ آلافِ رجُلٍ، قَضى بِالْكُوفَةِ سِتّين سنة، وَمَات سنةَ. ووَلدُه محمدٌ، وَيحيى حَفِيدُه، وَأَخُوهُ أَبُو الْقَاسِم الحُسَين. المَحْمِلُ أَيْضا، ضُبِط فِي المُحكَم: كمِنْبَرٍ وصَحَّح عَلَيْهِ: الزِّنْبِيلُ الَّذِي يُحْمَلُ فِيهِ العِنَبُ إِلَى الجَرِين، كالحامِلَةِ. المِحْمَلُ كمِنْبَرٍ: عِلاقَةُ السَّيفِ وَهُوَ السَّيرُ الَّذِي يُقَلَّدُه المُتَقَلِّد، قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(ففاضَت دُموعُ العَيْنِ مِنِّي صَبابَةً ... علَى النَّحْرِ حتّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي)

كالحَمِلَةِ وَهَذِه عَن ابنِ درَيد والحِمالَةِ، بِالْكَسْرِ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الحِمالَةُ للقَوْسِ: بمَنْزِلَتها للسَّيف، يُلْقيها المُتَنَكِّبُ فِي مَنْكِبه الْأَيْمن، ويُخْرِج يدَه اليُسرى مِنْهَا، فيكونُ القَوسُ فِي ظَهره.
قَالَ الخَلِيل: جَمْعُ حَمِيلَةٍ: حَمائِلُ. زَاد الأزهريُّ: وجَمْعُ مِحْمَلٍ: مَحامِلُ. وَقَالَ الأصمَعي: لَا واحِدَ لحَمائِلَ مِن لَفظهَا، وَإِنَّمَا واحِدُها: مِحْمَلٌ. المِحْمَلُ أَيْضا: عِزقُ الشَّجَرِ على التَّشْبِيه بعِلاقَة السَّيف، هَكَذَا سَمّاه ذُو الرُمة فِي قولِه:
(تَوخَّاهُ بالأَظْلافِ حتَّى كأَنما ... يُثيرُ الكُبابَ الجَعْدَ عَن مَتن مِحْمَلِ)
والحَمُولَةُ مِن الإِبِل: الَّتِي تَحْمِلُ، وَكَذَلِكَ كلُّ مَا احْتَمَلَ عَلَيْهِ القَومُ وَفِي المُحكَم: الحَيُّ مِن بَعِيرٍ وحِمارٍ ونحوِه. وَفِي المُحكَم: من بَعِيرٍ أَو حمارٍ أَو غيرِ ذَلِك كانَت عَلَيْهِ وَفِي المحكَم: عَلَيْهَا أَثْقالٌ أَو لم تَكُنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرشاً يكون ذَلِك للواحدِ فَمَا فوقَه، وفَعُولٌ تدخُله الهاءُ، إِذا كَانَ بِمَعْنى مَفْعولٍ بهَا. وَقَالَ الراغِبُ: الحَمولَةُ لِما يُحْمَلُ عَلَيْهِ، كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبةِ. وَقَالَ الأزهريُّ: الحَمُولَةُ: مَا أطاقَت الحَمْلَ. الحَمُولَة أَيْضا: الأَحْمالُ بعَينِها وظاهِره أَنه بِالْفَتْح، وضبَطه الصاغانيُّ والجوهريّ بالضمّ، ومِثْله فِي المحكَم، ونَصُّه: الأَحْمالُ بأعيانِها. والحُمُولُ، بالضّمّ: الهَوادِجُ كَانَ فِيهَا النِّساءُ أَو لم يكُنَّ، كَمَا فِي المُحكَم. أَو الإِبِلُ الَّتِي علَيها الهَوادِجُ كَانَ فِيهَا النِّساء أم لَا، كَمَا فِي الصِّحاح والعُباب. قَالَ ابنُ سِيدَه: الواحِدُ: حِمْلٌ بالكَسر زَاد غيرُه ويُفْتَح. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَلَا يُقال: حُمُولٌ مِن الإِبل إلّا لِما عَلَيْهَا الهَوادِجُ. قَالَ: والحُمُولُ والحُمُولَةُ الَّتِي عَلَيْهَا الأَثقالُ خاصَّةً. وَفِي التَّهْذِيب: فأمّا الحُمُرُ والبِغالُ فَلَا تَدخُل فِي الحُمُولَة. وأَحْمَلَهُ الحِمْلَ: أعانَهُ عَلَيْهِ، وحَمَلَهُ: فَعَلَ ذَلِك بِهِ كَمَا فِي المُحكَم والعُباب. وَفِي التَّهْذِيب: وَيَجِيء مَن انقُطِعَ بِهِ فِي سَفَرٍ أبي رجُلٍ فَيَقُول: احْمِلْني: أَي أعْطِني ظَهْراً أركَبُه، وَإِذا قَالَ الرجُلُ: أَحْمِلْني، بِقطع الْألف، فَمَعْنَاه: أَعِنِّي على حَمْلِ مَا أَحْمِلُه. الحَمالَةُ كسَحابةٍ: الدِّيَةُ أَو الغَرامَةُ الَّتِي يَحْمِلُها قَومٌ عَن قَوْمٍ وَمِنْه الحَدِيث: لَا تَحِل المَسألةُ إلّا لثلاثةٍ ... ورجُلٍ تَحَمَّلَ حَمالَةً بينَ قَوْمٍ وَهُوَ أَن تقَعَ حربٌ بينَ قومٍ وتُسْفَكَ دِماءٌ، فيتحَمَّلَ رجل الدِّياتِ ليُصْلِحَ بينَهم. كالحِمالِ بِالْكَسْرِ. ج: حُمُلٌ ككُتُبٍ وظاهرُ سِياقِ المحكَم والتهذيب، يدُلُّ على أَنه بِالْفَتْح، فَإِنَّهُ بعدَ مَا ذكر الحَمالَة، قَالَ: وَقد تُطْرَح مِنْهَا الهاءُ. الحِمالَةُ ككِتابَةٍ أَفْراسٌ مِنْهَا فَرَسٌ كَانَ لبَني سُلَيمٍ قَالَ العَبّاسُ بنُ مِرداس السُّلَمِيُّ، رَضِي الله عَنهُ: بَين الحِمالَةِ والقُرَيْظِ فَقَدْ أَنْجَبَتْ مِن أُمًّ ومِن فَحْلِ والقُرَيْظُ أَيْضا لبَني سُلَيم، وَهِي غير الَّتِي فِي كِنْدَةَ، وَقد تقدَّم. أَيْضا: فَرَسٌ العامِرِ)
بن الطُّفَيل كَانَت فِي الأَصْل للطُّفَيل بن مالِك، وَفِيه يَقُول سَلمَة بن عَوْف النَّصْرِيّ: نَجَوْتَ بنَصْلِ السَّيفِ لَا غِمْدَ فَوقَهُ وَسْرجٍ عَليّ ظَهْرِ الحِمالَةِ قاتِرِ أَيْضا: فَرَسٌ لِمُطَيرِ بنِ الأَشْيَم، أَيْضا: لِعَبايَةَ بنِ شَكْسٍ. الحَمَّالُ كشَدَّادٍ: فَرسُ أَوْفى بنِ مَطَرٍ المازِنيّ. أَيْضا: لَقَبُ رافِعِ بنِ نَصْرٍ الفَقيه. حُمَيلٌ كزُبَيرٍ: اسمٌ مِنْهُم: جَرْو بنُ حُمَيلٍ، روى عَن أَبِيه، عَن عُمر، وَعنهُ زيدُ بن جُبَير. وحمَيلُ بنُ شَبِيب القُضاعِيّ وَابْنه سعيد، كَانَ من خدّام مُعاوِيَةَ. وجارِيةُ بنُ حُمَيلِ بن نُشْبَة الأشْجَعِيُّ، لَهُ صُحْبةٌ. وَعزّةُ بنت حُمَيل الغِفارِيَّة، صاحِبَةُ كثَيِّر. وخمَيل بنُ حَسَّانَ، جَدُّ المُسَيّب بن زُهَير الضَّبّيّ. حُمَيلٌ أَيْضا: لَقَبُ أبي نَضْرَةَ هَكَذَا فِي النُّسَخ، وَفِي أُخرى: أبي نصر وَكِلَاهُمَا غَلَطٌ، صَوَابه أبي بَصْرةَ بالمُوحّدة وَالصَّاد الْمُهْملَة، كَمَا قَيّده الحافظُ. وَهُوَ حُمَيل بنُ بَصْرَةَ بنِ وَقّاص بن غِفار الغِفارِيّ فحُمَيلٌ اسمُه لَا لَقَبُه، وَهُوَ صحابيٌ، روى عَنهُ أَبُو تَمِيم الجَيشانيُّ، ومَرثَدٌ أَبُو الْخَيْر، كَذَا فِي الكاشِف للذَّهَبى والكُنَى للبِرزالِيّ، والعُباب للصاغاني. زَاد ابنُ فَهْد: وَيُقَال: حَمِيلٌ بِالْفَتْح، وَيُقَال بِالْجِيم أَيْضا. فَفِي كلامِ المصنِّف نَظَرٌ مِن وجوهٍ، فتأَمَّل. حُمَيل: فَرَسٌ لبَني عِجْلٍ، مِن نَسلِ الحَرُونِ وَفِيه يَقُول العِجْليُّ: أَغَرّ مِن خَيلِ بَنِى مَيمُونِ بَين الحُمَيلِيَّاتِ والحَرُونِ قَالَه ابنُ الكَلْبيّ فِي أَنْسَاب الْخَيل.
وَقَالَ الحافِظُ: نُسِبَت أبي حُمَيل بن شَبِيب بن إساف القُضاعِيّ، كَذَا قَالَه ابنُ السَّمْعانيّ.
والحَوامِلُ: الأَرجُلُ لِأَنَّهَا تَحْمِلُ الإِنسانَ. الحَوامِلُ مِن القَدَم والذِّراع: عَصَبُها ورَواهِشُها الواحِدَةُ: حامِلَةٌ. ومَحامِلُ الذَّكَر وحَمائِلُه: عُرُوقٌ فِي أصلِه، وجِلْدُه كل ذَلِك فِي المُحكَم. وحَمَل بِهِ يَحْمِل حَمالة: كفَل فَهُوَ حَمِيلٌ: أَي كَفِيلٌ. حَمَل الغَضَبَ: أَظْهَره يَحْمِلُه حَمْلاً، وَهُوَ مَجازٌ. قِيل: وَمِنْه الحديثُ: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمل خَبثاً أَي لم يظهَر فِيهِ الخَبَثُ كَذَا فِي العُباب.
وَهَذَا عَليّ مَا اخْتَارَهُ الإِمامُ الشافعيُّ رَضِي الله عَنهُ، ومَن تَبِعَه، أَي فَلَا يَنْجُس. وَقَالَ الإِمام أَبُو حنيفَة وغيرُه مِن أهل الْعرَاق: لضَعْفِه يَنْجُس. قَالَ شيخُنا: ورَجَّح الجَلالُ فِي شرح بَدِيعِيَّته مَذهبَه، وللأصوليِّين فِيهِ كلامٌ، واستعملوه فِي قَلْبِ الدَّلِيل. واحتُمِلَ لَونُه مبنيّاً للمَفْعُول: أَي تَغيَّر، وَذَلِكَ إِذا غَضِبَ، ومثلُه امْتُقِعَ لونُه، وَلَيْسَ فِي الْمُحكم والعُباب والمُجْمَل لَوْنُه وَإِنَّمَا فِيهَا: واحتُمِلَ: غَضِبَ قَالَ ابنُ فَارس: هَذَا قِياسٌ صَحِيح، لأَنهم يَقُولُونَ: احْتَمَلَه الغَضَبُ، وأَقلَّه)
الغَضَبُ، وَذَلِكَ إِذا أَزْعَجَه. وَقَالَ ابنُ السِّكَيت فِي قولِ الْأَعْشَى:
(لَا أَعْرِفَنَّكَ إِنْ جَدَّتْ عَداوتُنا ... والتُمِسَ النَّصْرُ مِنكُم عَوْضَ واحتُمِلُوا)
إنَّ الاحتِمَالَ الغَضَبُ. وَفِي التَّهْذِيب: يُقَال لمَن استَخفَّه الغَضَبُ: قد احْتُمِلَ وأقِلَّ، وَقَالَ الأصمَعِيُّ: غَضِب فُلانٌ حَتَّى احتُمِلَ. المُحْمِلُ كمُحْسِنٍ: المرأةُ يَنْزِلُ لَبنُها مِن غيرِ حَبَلٍ وَكَذَلِكَ مِن الإِبِل، كَمَا فِي المُحكَم. وَقد أَحْمَلَتْ ومِثلُه فِي العُباب. والحَمَلُ، مُحَّركةً: الخَروفُ وَفِي الصِّحاح: البَرَقُ. أَو هُوَ الجَذَعُ مِن أولادِ الضَّأن فَمَا دُونَه نقلَه ابنُ سِيدَه. وَقَالَ الراغِبُ: الحَمَلُ: المَحْمُولُ، وخُصَّ الضَّأنُ الصَّغيرُ بذلك، لكَونه مَحمولاً لعَجْزِه ولقُربِه مِن حَمْلِ أمِّه إِيَّاه. ج: حُملانٌ بالضمّ، وَعَلِيهِ اقْتصر الجوهريّ والصاغانيًّ، زَاد ابنُ سِيدَه: وأَحْمالٌ قَالَ: وَبِه سُمِّيت الأَحْمالُ مِن بَني تَمِيمٍ، كَمَا سَيَأْتِي. مِن المَجاز: الحَمَلُ: السَّحاب الكَثيرُ الماءِ كَمَا فِي المُحكَم. وَفِي التَّهْذِيب: هُوَ السَّحابُ الأسودُ، وَقيل: إِنَّه المَطَرُ بنَوْءِ الحَمَلِ، يُقَال: مُطِرنا بنَوْءِ الحَمَلِ، وبنَوْءِ الطَّلِيّ. الحَمَلُ: بُرجٌ فِي السَّماء يُقَال: هَذَا حَمَل طالِعاً، تَحذِفُ مِنْهُ الألفَ واللامَ وَأَنت تُريدُها، وتُبقِي الاسمَ على تَعْرِيفه، وَكَذَا جَمِيع أَسمَاء البُروج، لَك أَن تُثْبِتَ فِيهَا الألفَ وَاللَّام، وَلَك أَن تَحذِفَها وَأَنت تَنْوِيها، فتُبقي الأسماءَ على تَعْرِيفهَا الَّتِي كَانَت عَلَيْهِ. وَفِي التَّهْذِيب: الحَمَلُ أَوله الشَّرَطانُ، وهما قَرناهُ، ثمَّ البُطَينْ، ثمَّ الثُّرَيَّا، وَهِي أَلْيَةُ الحَمَلِ، هَذِه النّجُوم على هَذِه الصَّفَة تُسمَّى حَمَلاً، وَقَول المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(كالسُّحُلِ البيضِ جَلا لَوْنَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ)
فُسِّر بالسَّحاب وبالبُرُوج. حَمَلٌ: ع بالشامِ كَذَا فِي المُحكَم. وَقَالَ نَصْرٌ: هُوَ جَبَلٌ يُذكَر مَعَ أَعْفَر وهما فِي أَرض بَلْقَيْنِ من أَعمال الشَّام وَأنْشد الصاغانيُّ لامرئ القَيس:
(تَذَكَّرتُ أهلِي الصَّالِحِينَ وقَدْ أَتَتْ ... عَليّ حَمَلٍ بِنا الركابُ وأعْفَرَا)
ورَوى الأصمَعِيُّ: على خَمَلَى خُوصُ الرِّكابِ. حَمَلٌ: جَبَلٌ قُربَ مكَّةَ عندَ الزَّيمَةِ وسَوْلَةَ. وَقَالَ نَصْرٌ: عندَ نَخْلَةَ اليَمانِيَةِ، ومثلُه فِي العُباب. حَمَلُ بنُ سَعْدانَةَ بنِ حارِثة ابْن مَعْقِل بن كَعْب بن عُلَيم العُلَيمِي الصَّحابِي رَضِي الله عَنهُ، لَهُ وِفادَةٌ، عُقِدَ لَهُ لِواءٌ وشَهِد مَعَ خالدِ بن الوَلِيد رَضِي الله عَنهُ مَشاهِدَه كُلَّها، وَهُوَ الْقَائِل: لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَلْ مَا أحْسَنَ الموتَ إِذا حانَ الأَجَلْ)
كَذَا فِي العُباب، ومثلُه فِي مُعجَم ابْن فَهْد. وَهَذَا البيتُ تَمثَّل بِهِ سعدُ بنُ مُعاذٍ يومَ الخَنْدَق. وشَهِد حَمَلٌ أَيْضا صِفِّينَ مَعَ مُعاوِيةَ. وَفِي المُحكَم: إِنَّمَا يَعْنى بِهِ حَمَلَ بنَ بَدْر. قلت: وَفِيه نَظَرٌ. حَمَلُ بنُ مَالك بنِ النابِغَةِ بن جابِر الهُذَلِي، رَضِي الله عَنهُ، لَهُ صُحبةٌ أَيْضا، نَزل البصرةَ، يُكْنَى أَبَا نَضْلَةَ، قيل: رَوى عَنهُ ابنُ عَبَّاس، كَذَا فِي الكاشِف للذهبي، ومُعجَم ابْن فَهْد، فَفِي كَلَام المصنِّف قُصورٌ. حَمَلُ بنُ بِشْرٍ وَفِي التبصير: بَشِير الأسْلَمِي شيخٌ لِسَلْمِ بن قُتَيبةَ. وَفِي الثِّقات لابنِ حِبّان: حَمَلُ بن بَشِير بن أبي حَدْرَدٍ الأسْلَمِي، يَرْوِى عَن عمِّه، عَن أبي حَدْرَد، وَعنهُ سَلْمُ بنُ قتَيبةَ. وعَدامُ بنُ حَمَلٍ رَوى عَنهُ شُعَيبُ بن أبي حَمْزَةَ. وَعلي بنُ السَّرِيّ بن الصَّقْر بنِ حَمَلٍ شيخٌ لعبد الغَنِي بن سَعِيد: مُحَدِّثُون. وفاتَهُ: حَمَلٌ، جَدُّ مؤلة بن كُثَيف الصّحابِي، وسعيدُ بن حَمَلٍ، عَن عِكْرَمةَ. حَمَلٌ: نَقاً مِن أَنْقاءِ رَمْلِ عالِجٍ نَقله نصرٌ والصاغانيُّ. حَمَلٌ: جَبَلٌ آخَرُ، فِيهِ جَبَلان يُقال لَهما: طِمِرّان وَمِنْه قولُ الشَّاعِر: كأَنَّها وقَدْ تَدَلَّى النَّسرانْ وضَمَّها مِن حَمَلٍ طِمِرَّانْ صَعْبانِ عَن شَمائِلٍ وأيمانْ والحَؤمَلُ: السَّيْل الصافي قَالَ:
(مُسَلْسَلَة المَتْنَيْنِ ليسَتْ بشَينَةٍ ... كأنَّ حَبابَ الحَومَلِ الجَوْن رِيقُها)
الحَوْمَلُ مِن كُلِّ شَيْء: أَوَّلُه. أَيْضا: السَّحابُ الأسْودُ مِن كَثْرةِ مائِه كَمَا فِي العُباب. حَوْمَلُ بِلَا لامٍ: فَرَسُ حارِثَةَ بنِ أَوْس بنِ عَبدِ وُدّ بنِ كِنانةَ بن عَوف بن عُذْرَةَ بن زَيد اللاتِ بن رُفَيدةَ الكَلْبي، وَلها يقولُ يومَ هَزمَت بَنو يَربُوع بَني عبدِ وُدّ بن كَلْب:
(ولَوْلا جَرْىُ حَوْمَلَ يومَ غُدْرٍ ... لَخَرَّقَنِي وإيَّاها السِّلاحُ)

(يُثِيبُ إثابَةَ اليَعْفُورِ لَمّا ... تَناوَلَ رَبَّها الشعُثُّ الشِّحاحُ)
ذكره ابنُ الكَلْبي فِي أَنْسَاب الخَيل، والصاغانيُّ فِي الْعباب. حَوْمَلُ أَيْضا: اسمُ امْرَأَة كَانَت لَهَا كَلْبَةٌ تُجِيعُها بالنَّهار وَهِي تَحرُسُها باللَّيل، حَتَّى أَكَلَتْ ذَنَبها جُوعاً، فقِيل: أَجوَعُ مِن كَلْبَةِ حَومَل وضُرِب بهَا المَثَلُ. حَوْمَل: ع قَالَ أُمَيَّةُ بن أبي عائذٍ الهُذَلي: (مِن الطَّاوِياتِ خِلالَ الغَضَى ... بأَجْمادِ حَوْمَلَ أَو بالمَطالي)
قَالَ ابنُ سَيّده: وأمّا قولُ امْرِئَ القَيسِ.)
بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَل إنّما صَرَفَه ضَرُورةً. والأَحمالُ: بُطُونٌ مِن تَمِيمٍ وَفِي العُباب: قَومٌ من بني يَربُوع، وهم: سَلِيطٌ، وعَمرو، وصُبَيرة، وثَعْلَبة. وَفِي الصِّحاح: هم ثَعْلَبة، وعَمرو، والْحَارث، وَبِه فُسِّر قولُ جَرِير:
(أَبَنِي قُفَيرةَ مَن يُوَرِّعُ وِرْدَنا ... أم من يَقُومُ لِشِدَّةِ الأَحْمالِ)
والمَحْمُولَةُ: حِنْطَةٌ غَبراءُ كَأَنَّهَا حَبُّ القُطْن كَثِيرةُ الحَبِّ ضَخْمةُ السُّنْبل، كثيرةُ الرَّيْع، غيرَ أَنَّهَا لَا تُحْمَد فِي اللَّون وَلَا فِي الطَّعْم، كَمَا فِي المُحكم. وبَنُو حَمِيلٍ، كأَمِيرٍ: بَطْنٌ من الْعَرَب، عَن ابْن دُرَيد، وَهَكَذَا ضَبَطه، وَفِي المُحكَم: كزُبَيرٍ. قَالَ ابنُ عَبّاد: رجُلٌ مَحْمُولٌ: أَي مَجْدُودٌ مِنْ رُكوبِ الفرَّهِ جَمع فارِهٍ مِن الدَّوابّ، وَهُوَ مَجاز. والحُمَيلِيَةُ، بِالضَّمِّ: ة مِن نَهْرِ المَلِك كَمَا فِي العُباب. وَفِي بعض النُّسَخ: والحُمَيلَة. وَمِنْهَا: مَنصورُ بنُ أحمدَ الحُمَيلِي، عَن دَعوانَ بن عليٍّ، مَاتَ سنةَ. مِن المَجاز: هُوَ حَمِيلَةٌ علَينا: أَي كَلٌّ وعِيالٌ كَمَا فِي العُباب. قَالَ الفَرّاء: احْتَمَلَ الرجُلُ: اشْتَرى الحَمِيلَ، للشَّيْء المَحمُولِ مِن بَلَدٍ إِلَى بَلَد فِي السَّبي. قَالَ ابنُ عَبّاد: حَوْمَلَ: إِذا حَمَل الماءَ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الحَمَلَةُ، مُحركةً: جَمْع حامِلٍ، يُقَال: حَمَلَةُ العَرشِ، وحَمَلَةُ الْقُرْآن. وعليّ بن أبي حَمَلَةَ، شيخٌ لضَمْرةَ ابنِ رَبِيعةَ الفِلَسطيني. وقولُه تَعَالَى: حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً أَي المَنَيَّ. وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: حَمَلْتُ على بَني فُلانٍ: إِذا أَرَّشْتَ بينهَم. وحَمَلَ على نَفْسِه فِي السَّير: أَي جَهَدها فِيهِ.
وحَمَلْتُ إدْلالَه: أَي احْتمَلتُ، قَالَ:
(أَدَلَّتْ فَلم أَحْمِلْ وَقَالَت فَلم أُجِبْ ... لَعَمْرُ أَبِيها إِنَّنِي لَظَلُومُ)
وأَبْيَضُ بن حَمَالٍ المَأرِبي، كسَحابٍ، وضَبطه الحافِظُ بالتثقيل، صحابِيٌّ رَضِي الله عَنهُ، روَى عَنهُ شُمَير. ويُرْوَى قولُ قَيسِ بن عاصِمٍ المِنْقَرِيّ رَضِي الله عَنهُ: أشْبِهْ أَبَا أَبِيكِ أَو أشْبِهْ حَمَلْ وَلَا تَكُونَنَّ كهِلَّوْفٍ وَكَلْ بِالْحَاء وبالعين. حَمَلَى، كجَمَزَى: موضعٌ بِالشَّام، وَبِه رُوي قولُ امْرِئ الْقَيْس: على حَمَلَى خُوصُ الرِّكابِ وأعْفَرا)
وَهِي رِوايةُ الأصمَعِي، وتقدَّمت. وَيُقَال: مَا على فُلانٍ مَحْمِلٌ، كمَجْلِسٍ: أَي مُعتَمَدٌ، نَقله الجوهريّ. وَفِي المُحكَم: أَي مَوْضِعٌ لتَحميلِ الحَوائج. والحِمالَةُ، بِالْكَسْرِ: فَرَسُ طُلَيحةَ بنِ خُوَيْلد الأَسَدِيّ، وفيهَا يَقُول: (نَصَبتُ لَهُم صَدْرَ الحِمَالَةِ إنَّها ... مُعَوَّدَةٌ قِيلَ الكُماةِ: نَزالِ)
وَقَالَ الأصمَعِي: عَمرو بنُ حَمِيلٍ، كأمِيرٍ، أحُد بَنِي مُضِّرس، صَاحب الأُرجوزة الذالية الَّتِي أَولهَا: هَل تَعْرِفُ الدارَ بذِي أجراذِ وَقَالَ غيرُه: حُمَيلٌ، مصغَّراً. وأحمدُ بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حَمِيلٍ الكَرخي، كأمِيرٍ، سَمِع مِن أَصْحَاب البَغَويّ، وَعنهُ ابنُ مَاكُولَا.
وحَمَّلتُه الرِّسالةَ تَحْمِيلاً: كلَّفتُه حَمْلَها، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنا مَا لاَطاقَةَ لَنا بِهِ.
وتحمَّلَ الحَمَالَةَ: أَي حَملَها. وتَحَمَّلُوا: ارتَحَلُوا، قَالَ لَبيدٌ رَضِي الله عَنهُ:
(شاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ يومَ تَحَمَّلُوا ... فَتَكنَّسُوا قُطُناً تَصِرُّ خِيامُها)
وَيُقَال: حَمَّلتُه أَمْرِي فَمَا تَحَمَّل. وتَحامَلَ عَلَيْهِ: أَي مالَ. والمُتَحامَلُ، بِالْفَتْح: قد يكون موضعا ومصدراً، تَقول فِي المَوضع: هَذَا مُتحامَلُنا، وَتقول فِي الْمصدر: مَا فِي فُلانٍ مُتحامَلٌ: أَي تَحامُلٌ. واستحملته: سألتُه أَن يَحمِلَني. وحامَلْتُ الرجُلَ: أَي كافَأْتُ، وَقَالَ أَبُو عَمرٍ و: المُحامَلَةُ والمُرامَلَةُ: المُكافَأةُ بالمَعْروف. واحتَمَل القومُ: أَي تَحَمَّلُوا وذَهَبُوا. وحَمَل فُلاناً، وتَحمَّلَ بِهِ، وَعَلِيهِ فِي الشَّفاعة والحاجَةِ: اعْتَمَدَ. وَقَالُوا: حَمَلت الشاةُ والسَّبُعَةُ، وَذَلِكَ فِي أَوَّل حَملِها، عَن ابنِ الأعرابيّ وحدَه. وناقَةٌ مُحَمَّلَةٌ: أَي مُثْقَلَةٌ. والمُحَامِلُ: الَّذِي يَقْدِرُ على جَوابِك فيَدَعُه إبْقَاء على مَودَّتِك. والمُجامِلُ بِالْجِيم، مَرَّ مَعْنَاهُ فِي مَوضِعه. وفُلانٌ لَا يَحْمِلُ: أَي يَظْهَرُ غَضبُه، نَقله الأزهريُّ، وَفِيه نَوعُ مُخالَفةٍ لما تَقدَّم للمصنِّف، فتأمَّلْ. وَمَا على البَعِيرِ مَحْمِلٌ: مِن ثِقَل الحِمْل.
وقَتادَةُ يُعرَفُ بصاحِبِ الحَمالَة، لِأَنَّهُ تَحَمَّلَ بحَمالاتٍ كَثِيرَة. وحَمَل فُلانٌ الحِقْدَ على فُلان: أَي أَكنَّه فِي نفسِه واضْطَغَنه. ويُقال لمَن يَحْلُم عمَّن يَسُبّه: قد احْتَمَل. وسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى الإِثْمَ حِمْلاً، فَقَالَ: وَإنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِها لَا يُحْمَلْ مِنْه شَيْء ولَو كانَ ذَا قُرْبَى. وَيكون احْتَمَل بِمَعْنى حَلُم، فَهُوَ مَعَ قولِهم: غَضِبَ، ضِدٌّ. وحَمّالَةُ الحَطَبِ: كِنايةٌ عَن النَّمّام، وَقيل: فلانٌ يَحْمِلُ الحًطَبَ الرَّطْبَ، قَالَه الراغِبُ. وَهَارُون بن عبد الله الحَمَّالُ، كشَدَّاد، مُحَدِّثٌ. وحَمَلَةُ بن محمّد،) مُحَرَّكةً، شيخٌ للطَّبَرانيّ. وعبدُ الرَّحْمَن بن عمر بن حُمَيلَةَ، المُجَلِّد، كجُهَينَةَ، سَمِع ابنَ مَلَّةَ.
ونَصْر بن يحيى بن حُمَيْلَةَ، رَاوِي المُسنِد، عَن ابْن الحُصَين. وَيحيى بن الْحُسَيْن بن أَحْمد بن حُمَيلَةَ الأَوانيّ المُقْري الضَرِير، ذكره ابنُ نُقْطَةَ. وحَمَلُ بن عبد الله الخَثْعَمِي، أميرُ خَثْعَم، شَهِد صِفِّين مَعَ مُعاويةَ.
حمل: {حمولة}: إبل وخيل وبغال وحمير.
(حمل) : المُحامَلَةُ والمُرامَلَةُ: المُكافَأَةُ بالمَعْروف.

حمل


حَمَلَ(n. ac. حَمْل
حُمْلَاْن)
a. Bore, carried; supported.
c. Knew by heart.
d. Made ( charge, attack ).
e.(n. ac. حَمْل), Was, became pregnant, conceived.
f. Bore, produced fruit.
g. Swelled, overflowed (river).
h. Mounted, provided with a beast.
i.(n. ac. حَمَاْلَة) [Bi], Made himself responsible for, guaranteed.
j. [acc. & 'Ala], Urged on, instigated.
حَمَّلَa. Made to bear, loaded, burdened with; imposed, laid
upon.

حَاْمَلَأَحْمَلَa. Helped to bear, or carry.

تَحَمَّلَa. Bore, carried, supported; took upon himself, made
himself chargeable with.
b. Laded ( the beasts ) & departed.

تَحَاْمَلَ
a. ['Ala], Bore, or pressed heavily upon.
b. ['Ala], Was prejudiced, biased against.
c. ['Ala & Bi
or
Fī], Charged, burdened (himself) with.

إِنْحَمَلَ
a. ['Ala], Was urged, induced, impelled to.
إِحْتَمَلَa. Carried, bore; supported, tolerated, endured; was
forbearing with.
b. Was possible, admissible; admitted of.
c. Carried away.

إِسْتَحْمَلَa. Asked to carry; charged with, thrust upon.

حَمْل
(pl.
حِمَاْل
أَحْمَاْل)
a. Carriage, porterage.
b. Pregnancy.
c. Fœtus.
d. Fruit.

حَمْلَةa. Charge, attack (cavalry).
حِمْل
(pl.
حُمُوْلَة
أَحْمَاْل)
a. Load, burden.

حِمْلَة
حُمْلَةa. Carriage, porterage.

حَمَل
(pl.
حُمْلَاْن
أَحْمَاْل)
a. Lamb, young ram.
b. [art.], Aries, The Ram, ( sign of the zodiac ).

مَحْمِل
(pl.
مَحَاْمِلُ)
a. Pannier, dorser; basket.
b. Stretcher; bier.

حَاْمِل
(pl.
حَمَلَة)
a. Bearing, carrying; bearer, carrier.
b. Pregnant.
c. Laden with fruit.
d. Swollen, overflowing.

حَاْمِلَة
(pl.
حَوَاْمِلُ)
a. Basket ( for grapes ).
حَمَاْل
(pl.
حُمُل)
a. Tax, taxation.

حَمَاْلَةa. Bloodwit.

حِمَاْلَةa. Occupation of a porter.
b. see 25t
حَمِيْلa. Borne, carried; transported; conveyed;
imported.
b. Stranger, foreigner; captive.
c. Rubbish, refuse.
d. Surety.

حَمِيْلَة
(pl.
حَمَاْئِلُ)
a. Sword-belt.

حَمُوْلa. Gentle, patient.

حَمُوْلَةa. Beast of burden.

حَمَّاْل
حَمَّاْلَةa. Porter, street-porter, carrier.

حَوَاْمِلُa. Sinews, tendons of the arms or legs.
b. Legs.

مُحْتَمَل
a. Possible, probable.

حسن

(حسن) - قوله تعالى: {عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} .
قال الفَرَّاء: الّذِي بمَعْنَى مَا،: أي على ما أَحْسَن مُوسَى تَمامًا، لِنِعْمَتِنا عليه من قِيامِه بأَمرِنا ونَهْيِنا.
وقيل: على الَّذِين أَحسَنُوا، وعلى مَنْ أَحْسَن، وقِيلَ: على إحسانِ اللهِ تعالى إلى أَنْبِيائه.
وقيل: تَمامًا في احْتجَاج مُوسَى عليه الصلاة والسلام على مَا أَحْسَن من طاعَة الله تَعالَى.

حسن

1 حَسُنَ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) which may also be written and pronounced حَسْنَ, with the dammeh suppressed, (S,) and حَسَنَ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حُسْنٌ (S, * Msb, K, * TA) and حُسْنَى, (Ham p. 657, and Bd in ii. 77,) He, or it (a thing, S, Msb), had, or possessed, the quality termed حَسْنٌ [which see below; i. e., was, or became, good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, or pleasing, &c.; and ↓ تحسّن often signifies the same, as in the phrase تحسّن عِنْدَهُ it was, or became, good, &c., in his estimation]: (S, K, TA:) and [in like manner] زَيْدٌ ↓ أَحْسَنَ means Zeyd became possessed of حُسْن. (Mughnee in art. بِ.) b2: One may not say حُسْنَ, transferring the dammeh of the س to the ح and making the former letter quiescent, except in one case; because it is [virtually, together with its agent expressed or implied, in this case,] a predicate: [see I'Ak p. 234:] this is allowable only in the case of a verb of praise or dispraise; حُسْنَ, in respect of the transference of the medial vowel, being likened to نِعْمَ and بِئْسَ, which are originally نَعِمَ and بَئِسَ: and thus one does in all verbs like these two in meaning: a poet says, لَمْ يَمْنَعِ النَّاسُ مِنِّى مَا أَرَدْتُ وَ مَا

أُعْطِيهِمُ مَا أَرَادُوا حُسْنَ ذَا أَدَبَا [Men have not withheld from me what I have desired, nor do I give them what they have desired: good, or very good, is this as a mode of conduct!]: meaning حَسُنَ هٰذَا أَدَبًا. (S, TA.) Yousay also, حَسُنَ زَيْدٌ, [meaning Good, or goodly, &c., or very good &c., is Zeyd! or] meaning بِهِ ↓ أَحْسِنْ [i. e. how good, or goodly, &c., is Zeyd! as also ↓ مَا أَحْسَنَهُ]. (B, TA in art. بِ.) 2 حسّنهُ, (S, K,) inf. n. تَحْسِينٌ, (S,) He made it, or rendered it, حَسَن [i. e. good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, or pleasing, &c.]; (K;) he beautified, embellished, or adorned, it; (S, TA;) as also ↓ احسنهُ. (TA.) You say, الحَلَّاقُ رَأْسَهُ ↓ أَحْسَنَ The shaver beautified, or trimmed, his head. (TA.) And الَّذِى

كُلَّ شَىْءٍ خَلَقَهُ ↓ أَحْسَنَ [Who hath made good, or goodly, everything that He hath created], in the Kur [xxxii. 6], means حَسَّنَ خَلْقَ كُلِّ شَىْءٍ [hath made good, or goodly, the creation of everything]. (TA.) b2: [See also تَحْسِينٌ.] b3: And see 10.3 إنِّى أُحَاسِنُ بِكَ النَّاسَ (S, TA) Verily I contend with men for thy superiority in حُسْن [i. e. goodness, or goodliness, &c.]. (TA.) [حَاسَنَ followed by an accus. is rendered by Golius, as on the authority of J, who gives no explanation of it, “Bene tractavit et egit. ”]4 احسن as an intrans. v.: see 1. b2: Also He did that which was حَسَن [meaning good, comely, or pleasing; he acted well]; (Msb;) he did a good deed: (Er-Rághib, TA:) [for] إِحْسَانٌ is the contr. of إِسَآءَةٌ: (K:) it differs from إِنْعَامٌ in being to oneself and to another; whereas the latter is only to another: (TA:) and it surpasses عَدْلٌ, inasmuch as it means the giving more than one owes, and taking less than is owed to one; whereas the latter means the giving what one owes, and taking what is owed to one. (Er-Rághib, TA.) You say, أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ and بِهِ [I acted, or behaved, with goodness, well, or in a good or comely or pleasing manner, towards him; did good to him; benefited him; conferred a benefit, or benefits, upon him]: both signify the same: (S, TA:) and hence, in the Kur [xii. 101], قَدْ أَحْسَنَ بِى

إِذَ أَخْرَجَنِى مِنَ السِّجْنِ meaning إِلَىَّ [i. e. He hath acted well towards me, when he brought me forth from the prison]: (AHeyth, Az:) or, accord. to some, the verb in this case is made to import the meaning of لَطَفَ [which is trans. by means of بِ, i. e. He hath acted graciously with me]. (Mughnee in art. بِ.) b3: الإِحْسَانُ is also explained as meaning الإِخْلَاصُ [i. e. The being sincere, or without hypocrisy; or the asserting oneself to be clear of believing in any beside God]; which is a condition of the soundness, or validity, of الإِيمَان and الإِسْلَام together: and as denoting watchfulness, and good obedience: and as meaning the continuing in the right way, and following the way which those [of the righteous] who have gone before have trodden; this last being said to be the meaning in the Kur ix. 101. (TA.) A2: As a trans. v.: see 2, in three places. b2: احسنهُ also signifies (tropical:) He knew it: (S, K, TA:) [or] he knew it well; (Er-Rághib, Msb;) and so احسن بِهِ, as in the saying, هُوَ يُحْسِنُ بِالعَرَبِيَّةِ (assumed tropical:) He knows well the Arabic language. (MA.) Hence the saying of 'Alee, قِيمَةُ المَرْءِ مَا يُحْسِنُهُ (tropical:) [The value of the man is what he knows, or knows well]. (TA.) النَّاسُ أَبْنَآءُ مَا يُحْسِنُونَ is another saying of 'Alee, meaning (tropical:) Men are named, or reputed, in relation to what they know, and to the good deeds that they do. (TA.) b3: أَحْسِنْ بِهِ and مَا أَحْسَنَهُ: see 1, last sentence. You say also, ↓ مَا أُحَيْسِنَهُ [i. e. How very good, or goodly, &c., is he!]; using the dim. form; like مَا أُمَيْلِحَهُ [q. v.]. (S and K in art. ملح.) A3: Also He (a man, IAar) sat upon a high hill, or heap, of sand, such as is termed حَسَنٌ. (IAar, K.) 5 تحسّن: see 1. b2: Also i. q. تَجَمَّلَ [i. e. He beautified, embellished, or adorned, himself: and he affected what is beautiful, goodly, or comely, in person, or in action or actions or behaviour, or in moral character, &c.]. (TA.) [تَحَسَّنَتْ, said of a woman, occurs, in the former sense, in the S and K in art. رعد, and in the TA in art. نقط, &c.]

b3: دَخَلَ الحَمَّامَ فَتَحَسَّنَ He entered the hot bath and was shaven. (TA.) 6 تحاسن [He affected to be حَسَن (i. e. good, goodly, beautiful, comely, &c.), not being really so]. (A in art. صبح. [See 6 in that art.]) 10 استحسنهُ He counted, accounted, reckoned, or esteemed, him, or it, حَسَن [i. e. good, goodly, beautiful, comely, pleasing, &c.; he approved, thought well of, or liked, him, or it]; (S, K;) as also ↓ حسّنهُ, inf. n. تَحْسِينٌ. (Har p. 594.) Hence the saying, صَرْفُ هٰذَا اسْتِحْسَانٌ وَ المَنْعُ قِيَاسٌ [The making this word perfectly declinable is approvable, but the making it imperfectly declinable is agreeable with analogy]. (TA.) حُسْنٌ (S, K, &c.) and ↓ حُسُنٌ, which is of the dial. of El-Hijáz, and ↓ حَسَنٌ, (MF, TA,) Goodness, or goodliness, [generally the latter,] beauty, comeliness, or pleasingness; contr. of قُبْحٌ: (S:) i. q. جَمَالٌ: (K:) but accord. to As, [when relating to the person,] حُسْنٌ is in the eyes, and جَمَالٌ is in the nose: (TA:) symmetry; or just proportion of the several parts of the person, one to another: (Kull:) or anything, moving the mind, that is desired, or wished for; such as is approved by the intellect; and such as is approved by natural desire; and such as is approved by the faculty of sense: in the common conventional language, mostly applied to what is approved by the sight: in the Kur, mostly to what is approved by mental perception: it is in accidents as well as in substances: (Er-Rághib, TA:) the pl. is ↓ مَحَاسِنُ, (S, K,) like مَلَامِحُ pl. of لَمْحَةٌ, and مَشَابِهُ pl. of شَبَهٌ, &c., (Har p. 9,) contr. to rule, (S, K,) as though pl. of ↓ مَحْسَنٌ or ↓ مُحْسَنٌ: (S accord. to different copies:) or, accord. to Lh and Eth-Tha'álibee, مَحَاسِنُ has no proper sing. (TA.) وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا, in the Kur [ii. 77], means And say ye to men a saying having in it goodness (قَوْلًا ذَا حُسْنٍ): or حُسْنًا may mean حَسَنًا: (Zj, TA:) and some read here حَسَنًا: and some, حُسُنًا, accord. to the dial. of El-Hijáz: and some, ↓ حُسْنَى, as an inf. n., like بُشْرَى: (Bd:) but AHát and Zj disallow this; the former saying that حُسْنَى is like فُعْلَى [as fem. of أَفْعَلُ denoting the comparative and superlative degrees], and therefore should have the article ال. (TA.) وَ وَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا, in the Kur [xxix. 7], means [in like manner] And we have enjoined man to do to his two parents what is good (مَا يَحْسُنُ حُسْنًا): (TA:) and here [also] some read حَسَنًا; and some, إِحْسَانًا. (Bd.) [See another ex. of a similar kind, from the Kur xviii. 85, voce إِمَّا, near the beginning of the paragraph.] b2: سِتُّ الحُسْنِ [The convolvulus caïricus of Linn.; abundant in the gardens of Cairo;] a certain plant that twines about trees and has a beautiful flower. (TA.) b3: See also حَسَنٌ.

حَسَنٌ Having, or possessing, the quality termed حُسْنٌ [which see above; good, or goodly, (generally the latter,) beautiful, comely, pleasing or pleasant, &c.]; (Msb, K, TA;) either intrinsically, as when applied to belief in God and in his attributes; or extrinsically, as when applied to war against unbelievers, for this is not good in itself: said to be the only epithet of its measure except بَطَلٌ: (TA:) and ↓ حَسِينٌ signifies the same, (IB, K,) because from حَسُنَ, like عَظِيمٌ and كَريِمٌ from عَظُمَ and كَرُمَ, (IB, TA,) and ↓ حُسَانٌ, (K,) but this is an intensive epithet, [signifying very good or goodly &c.,] (IB, TA,) and ↓ حُسَّانٌ, (K,) also an intensive epithet, (S, IB,) and ↓ حَاسِنٌ, (K,) [properly signifying being, or becoming, good or goodly &c.,] cited by Lh as used in a future sense, (TA,) and ↓ مُحَسَّنٌ as applied to a face: (K:) the fem. is حَسَنَةٌ, and ↓ حَسْنَآءُ, applied to a woman, (S, Msb, K,) though the corresponding masc. of this latter, namely, ↓ أَحْسَنُ, is [said to be] not used (S, K) as applied to a man [in the sense of حَسَنٌ], (S,) [but the phrase هُوَ أَحْسَنُهُمْ وَجْهًا as meaning حَسَنُهُمْ وَجْهًا is mentioned in the S in art. بيض, (see بَيَاضٌ, and see also the pl. أَحَاسِنُ in what here follows,)] and ↓ حُسَّانَةٌ: (S, K:) the pl. masc. is حِسَانٌ, (Msb, K,) pl. of حَسَنٌ used as an epithet; but when حَسَنٌ is used as a [proper] name, its pl. is حَسَنُونَ; (Msb;) and حِسَانٌ may also be pl. of حَسِينٌ; (TA;) and حُسَّانُونَ, (Sb, K,) pl. of ↓ حُسَّانٌ, which has no broken pl.: (Sb:) and أَحَاسِنُ القَوْمِ means حِسَانُهُمْ [the good, or goodly, &c., of the party, or company of men]: (K:) the pl. fem. is حِسَانٌ, (K,) like the masc., pl. of حَسْنَآءُ, and the only instance of its kind except عِجَافٌ, pl. of عَجْفَآءُ. (TA.) You say رَجُلٌ حَسَنٌ بَسَنٌ [A man very good or goodly &c.], using بسن as an imitative sequent [for the purpose of corroboration]. (S.) b2: [حَدِيثٌ حَسَنٌ A tradition of good authority; generally applied to one transmitted in the first instance by two or more relaters. b3: Also meaning Good, comely, goodhumoured, pleasing, or pleasant, discourse or talk.] b4: الحَسَنُ The bone that is next to the elbow; as also ↓ الحُسْنُ: (K:) or the extremity of the bone of the upper half of the arm next the shoulder-joint, because of the abundance of flesh that is upon it; the extremity of that bone next the elbow being called القَبِيحُ: (TA in art. قبح:) or the upper part of that bone; the lower part thereof being called القبيح. (Fr, TA in that art.) b5: A kind of tree, of beautiful appearance, (K, TA,) also called the أَلآء, that grows in rows upon a hill, or heap, (كَثِيب,) of sand; so called because of its beauty; whence the كثيب is called نَقَا الحَسَنِ: thus described by Az, on the authority of 'Alee Ibn-Hamzeh. (TA.) b6: [And hence, perhaps,] حَسَنٌ signifies also A high كَثِيب [or hill, or heap, of sand]: (IAar, K:) whence it is used as a [proper] name of a boy. (IAar, TA.) A2: See also حُسْنٌ, first sentence.

الحُسَنُ: see أَحْسَنُ.

حُسُنٌ: see حُسْنٌ, first sentence.

حِسْنَةٌ A ledge (رَيْدٌ) projecting from a mountain: pl. حِسَنٌ. (K.) حَسَنَةٌ fem. of حَسَنٌ [q. v.]. (S, Msb, K.) b2: Also, [used as a subst., or as an epithet in which the quality of a subst. is predominant, A good act or action;] an act of obedience [to God; often particularly applied to an alms-deed]: (Ksh and Bd in iv. 80:) and the reward [of a good action]: (Er-Rághib, TA:) a good, benefit, benefaction, boon, or blessing: (Ksh and Bd ibid.:) contr. of سَيِّئَةٌ [in all these senses]: (S, K:) as contr. of this latter word, it signifies any rejoicing, or gladdening, good or benefit &c. that betides a man in his soul and his body and his circumstances: (Er-Rághib, TA:) pl. حَسَنَاتٌ: (K, and Kur vii. 167, &c.:) it has no broken pl. (TA.) Hence, in the Kur iv. 80, it means Abundance of herbage, or of the goods, conveniences, and comforts, of life; ampleness of circumstances; and success: and سَيِّئَة there means the contr. of these. (Er-Rághib, TA.) In the Kur xi. 116, الحَسَنَات is said to mean The five daily prayers, as expiating what has been between them. (TA.) b3: As an epithet, [fem. of حَسَنٌ,] it is applied to an accident as well as to a substance. (Er-Rághib, TA.) حُسْنَى: see حُسْنٌ, and أَحْسَنُ; the latter, in three places.

حَسْنَآءُ: see حَسَنٌ.

حُسَانٌ: see حَسَنٌ.

حَسِينٌ: see حَسَنٌ.

حُسَيْنٌ [dim. of حَسَنٌ. b2: Also] A high mountain: whence it is used as a [proper] name of a boy. (TA.) حُسَيْنَى One's utmost, [or rather one's best,] or the utmost of one's power or ability or deed or case: so in the saying, حُسَيْنَاهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا [His utmost, or best, &c., is, or will be, the doing such a thing]: and ↓ حُسَيْنَاؤُهُ means the same. (K, * TA.) حُسَيْنَآءُ: see what next precedes.

A2: Also A kind of tree, with small leaves. (K.) حُسَّانٌ; and its fem., with ة: see حَسَنٌ, in three places.

حَاسِنٌ: see حَسَنٌ. b2: [Hence,] الحَاسِنُ The moon. (AA, S.) أَحْسَنُ, fem. حَسْنَآءُ, pl. أَحَاسِنُ: see حَسَنٌ. b2: الأَحْسَنُ denotes the comparative and superlative degrees [of حُسْنٌ]; as in the phrase هُوَ الأَحْسَنُ [He, or it, is the better, and best; or the more, and most, goodly or beautiful or comely &c.]: (K:) ↓ الحُسْنَى is the fem.; as in the phrase الأَسْمَآءُ الحُسْنَى The best names; those of God; which are ninety and nine: (Jel in vii. 179:) it signifies the contr. of السُّوْءَى: (S, K:) the pl. of الأَحْسَنُ is الأَحَاسِنُ. (K.) In the saying, in the Kur [vi. 153 and xvii. 36], وَ لَا تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ

إِلَّا بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ [And approach ye not the property of the orphan, to make use of it,] except by that act which is best to be done with it, the meaning is, such an act as the taking care of it, and increasing it: (Bd:) or, as some say, the meaning is, the taking, of his property, what will [suffice to] conceal those parts of one's person that should not be exposed, and stay one's hunger. (TA.) [The fem.] ↓ الحُسْنَى is applied to accidents only: not to substances. (Er-Rághib, TA.) It means also, [as an epithet in which the quality of a subst. predominates, That which is better, and that which is best. And hence,] The good final or ultimate state or condition [appointed for the faithful]: (K:) so, it is said, in the Kur xli. 50. (TA.) And The view, or vision, of God; (K;) accord. to some: but it is said that in the Kur x. 27, it means Paradise; and زِيَادَةٌ, which there follows it, means the view, or vision, of the face of God. (TA.) And Victory: and martyrdom: (Th, K:) whence, [in the Kur ix. 52,] إِحْدَى

الحُسْنَيَيْنِ [one of the two best things]; (K;) victory or martyrdom. (Ksh, Bd, Jel.) and The saying لَا إِلَاهَ إِلَّا اللّٰهُ. (Jel in xcii. 6 and 9.) The pl. of ↓ الحُسْنَى is الحُسْنَيَاتُ and ↓ الحُسَنُ, (K, [the latter like رُجَعٌ pl. of رُجْعَى, but misunderstood by Freytag as syn. with المَحَاسِنُ, which next follows it in the K,]) neither of which is used without the article ال. (TA.) مَا أُحَيْسِنَهُ: see 4, last sentence but one.

تَحْسِينٌ a subst. of the measure تَفْعِيلٌ; (K;) or rather an inf. n. used as a subst.; (TA;) pl. تَحَاسِينُ: whence كِتَابُ التَّحَاسِينِ (K) [Caligraphy; or] deliberate, orderly, and regular writing; (TK;) [or close and compact writing, without spaces, or gaps, and without elongation of the letters;] contr. of المَشْقُ. (K. [See كِتَابُ مَشْقٍ.]) مَحْسَنٌ: see حُسْنٌ, and مَحَاسِنُ.

مُحْسَنٌ: see حُسْنٌ.

مُحْسِنٌ Doing, or who does, that which is حَسَن [meaning good, comely, or pleasing]; (K, TA;) as also ↓ مِحْسَانٌ: (K:) or the latter [is an intensive epithet, meaning doing, or who does, much that is good, comely, or pleasing: or] means constantly doing that which is حَسَن. (TA.) b2: إِنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحْسِنِينَ, in the Kur xii. 36, means (tropical:) Verily we see thee to be of those who know, or know well, the interpretation of dreams: (Ksh, Bd, TA: *) or (assumed tropical:) of those endowed with knowledge: or of the doers of good to the prisoners: (Ksh, Bd:) or of those who aid the weak and the sufferer of wrong, and visit the sick. (TA.) مَحْسَنَةٌ [A cause of good: pl., app., ↓ مَحَاسِنُ; like as مَسَاوٍ, originally مَسَاوِئُ, is said to be pl. of مَسَآءَةٌ, originally مَسْوَأَةٌ]. You say, هٰذَا الطَّعَامُ مَحْسَنَةٌ لِلْجِسْمِ [This food is a cause of good, i. e. beneficial, to the body]. (S.) مُحَسَّنٌ: see حَسَنٌ.

مِحْسَانٌ: see مُحْسِنٌ.

مَحَاسِنُ The beautiful places [or parts] of the body: (K:) accord. to some, (TA,) the sing. is ↓ مَحْسَنٌ: or it has no sing.: (K:) the former opinion is disapproved by ISd.: the latter is the opinion of the grammarians and of the generality of the lexicologists: and therefore, says Sb, the rel. n. is ↓ مَحَاسِنِىٌّ; for if مَحَاسِنُ had a sing., it would be restored to the sing. in forming the rel. n. (TA.) You say, فُلَانَةُ كَثِيرَةُ المَحَاسِنِ Such a woman has many beautiful places [or parts] of the body. (TA.) And مَحَاسِنُ الوَجْهِ وَ مَسَاوِيهِ [The beauties of the face, and its defects]: (K in art. لمح:) [for] مَحَاسِنُ signifies the contr. of مَسَاوٍ. (S.) b2: [As contr. of مَسَاوٍ, it signifies also Good qualities of any kind: and also good actions; like حَسَنَاتٌ: agreeably with an explanation in the KL, نيكوئيها.] b3: See also حُسْنٌ: b4: and مَحْسَنَةٌ.

مَحَاسِنِىٌّ: see the next preceding paragraph.
(حسن)
حسنا جمل فَهُوَ حسن وَهِي حسناء (ج) حسان (للمذكر والمؤنث)
(ح س ن) : (حَسُنَ) الشَّيْءُ فَهُوَ حَسَنٌ (وَبِهِ سُمِّيَ) الْحَسَنُ بْنُ الْمُعْتَمِرُ وَبِمُؤَنَّثِهِ سُمِّيَتْ أُمُّ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ.
بَاب الْحسن

حسن مليح وسيم جميل وضيئ بهي نــضير رائق مونق بهيج قسيم صبيح رائع 
ح س ن

أنظر إلى محاسن وجهه. وما أبدع تحاسين الطاوس وتزايينه. وحسن الله خلقه. وحسن الحلاق رأسه: زينه، وما رأيت محسناً مثله، ودخل الحمام فتحسن أي احتلق، وهو يتحسن ويتجمل بكذا. وإنّي لأحاسن بك الناس أي أباهيهم بحسن. وجمع الله فيك الحسن والحسنى. وفيك حسنات جمة. وأحسن إلى أخيه. وأحسن به! ورجل حسان، وامرأة حسانة. قال الشماخ:

يا ظبية عطلاً حسانة الجيد

واستحسن فعله. وصرف هند استحسان، والمنع قياس.

ومن المجاز: اجلس حسناً. وهذا لحم أبيض: لم ينضج حسناً. وفلان لا يحسن شيئاً، وقيمة المرء ما يحسن.
الحسن: هو كون الشيء ملائمًا للطبع، كالفرح، وكون الشيء صفة كمال، كالعلم، وكون الشيء متعلق المدح، كالعبادات.

الحسن: وهو ما يكون متعلق المدح في العاجل والثواب في الآجل.

الحسن لمعنى في نفسه: عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته، كالإيمان بالله وصفاته.

الحسن لمعنى في غيره: هو الاتصاف بالحسن لمعنى ثبت في غيره، كالجهاد؛ فإنه ليس بحسن لذاته؛ لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإفناؤهم، وقد قال محمد صلى الله عليه وسلم: "الآدمي بنيان الرب، ملعون من هدم بنيان الرب". وإنما حسن لما فيه من إعلاء كلمة الله وهلاك أعدائه، وهذا باعتبار كفر الكافر.

الحسن من الحديث: أن يكون راويه مشهورًا بالصدق والأمانة، غير أنه لم يبلغ درجة الحديث الصحيح؛ لكونه قاصرًا في الحفظ والوثوق، وهو مع ذلك يرتفع عن حال من دونه.
ح س ن: (الْحُسْنُ) ضِدُّ الْقُبْحِ وَالْجَمْعُ (مَحَاسِنُ) عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَأَنَّهُ جَمْعُ (مَحْسَنٍ) وَقَدْ (حَسُنَ) الشَّيْءُ بِالضَّمِّ (حُسْنًا) وَرَجُلٌ (حَسَنٌ) وَامْرَأَةٌ (حَسَنَةٌ) وَقَالُوا: امْرَأَةٌ (حَسْنَاءُ) وَلَمْ يَقُولُوا: رَجُلٌ أَحْسَنُ. وَهُوَ اسْمٌ أُنِّثَ مِنْ غَيْرِ تَذْكِيرٍ كَمَا قَالُوا: غُلَامٌ أَمَرَدُ وَلَمْ يَقُولُوا: جَارِيَةٌ مَرْدَاءُ فَذَكَّرُوا مِنْ غَيْرِ تَأْنِيثٍ. وَ (حَسَّنَ) الشَّيْءَ (تَحْسِينًا) زَيَّنَهُ. وَأَحْسَنَ إِلَيْهِ وَبِهِ وَهُوَ يُحْسِنُ الشَّيْءَ أَيْ يَعْلَمُهُ وَيَسْتَحْسِنُهُ أَيْ يَعُدُّهُ (حَسَنًا) . وَ (الْحَسَنَةُ) ضِدُّ السَّيِّئَةِ. وَ (الْمَحَاسِنُ) ضِدُّ الْمَسَاوِئِ. وَ (الْحُسْنَى) ضِدُّ السُّوءَى. وَ (حَسَّانٌ) اسْمُ رَجُلٍ إِنْ جَعَلْتَهُ فَعَّالًا مِنَ الْحُسْنِ أَجْرَيْتَهُ وَإِنْ جَعَلْتَهُ فَعْلَانَ مِنَ الْحِسِّ وَهُوَ الْقَتْلُ أَوِ الْحِسِّ بِالشَّيْءِ لَمْ تُجْرِهِ. 

حسن


حَسُنَ(n. ac. حُسْن)
a. Was beautiful, comely, fair; goodly, handsome.

حَسَّنَa. Made beautiful; adorned, embellished.

حَاْسَنَa. Treated handsomely, well, kindly.

أَحْسَنَa. Acted, behaved well.
b. Knew well, was proficient in.
c. [Ila], Did good, gave alms to.
d. [ coll. ], Was able to.

تَحَسَّنَa. Was, became beautiful &c.; was adorned; adorned himself.
إِسْتَحْسَنَa. Deemed beautiful &c., approved, praised.

حُسْن
(pl.
مَحَاْسِنُ)
a. Beauty, grace, comeliness, goodliness; good
quality.

حُسْنَى
(pl.
حُسَن)
a. Good, goodness, virtue.
b. Good action; beneficence.

حَسَن
(pl.
حِسَاْن)
a. Beautiful, handsome, comely, goodly.
b. Good.
c. Hasan (name).
حَسَنَةa. Good deed or action; good works, alms.
b. (pl.
حِسَاْن), Beautiful, fair; good (woman).

أَحْسَنُ
(pl.
أَحَاْسِنُ)
a. Better, best.
b. see 4 (a)
حَسُّوْنa. Goldfinch.

حَسْنَآءُa. Beautiful, fair; good (woman).

مَحَاْسِنُ
a. [art.], Good actions; good qualities.
مِحْسَاْنa. Beneficient, generous; benefactor.

N. Ag.
أَحْسَنَa. see 45
N. Ac.
أَحْسَنَa. Benefit; beneficence; charity.

لا يُحْسِن أَن
a. [ coll. ], He cannot.

اَلأَسْمَآء الحُسْنَى
a. The 99 Attributes of God.

حَسَنًا
a. Well, excellently.
[حسن] الحُسْنُ: نقيض القُبح، والجمع مَحاسِنُ على غير قياس، كأنه جمع محسن. وقد حسن الشئ، وإن شئتَ خفَّفت الضمة فقلت حسن الشئ. ولا يجوز أن تنقل الضمة إلى الحاء، لانه خبر، وإنما يجوز النقل إذا كان بمعنى المدح أو الذم، لانه يشبه في جواز النقل بنعم وبئس، وذلك أن الاصل فيهما نعم وبئس، فسكن ثانيهما ونقلت حركته إلى ما قبله. وكذلك كل ما كان في معناهما. قال الشاعر . لم يمنع الناس منى ما أردت وما أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا أراد حسن هذا أدبا، فخفف ونقل. ويقال رجل حسن بسن، وبسن إتباع له. وامرأة حَسَنَةٌ. وقالوا امرأةٌ حَسْناءُ ولم يقولوا رجل أحسن، وهو اسم أنث من غير تذكير، كما قالوا غلام أمرد ولم يقولوا جارية مرداء، فهو يذكر من غير تأنيث. والحاسن: القمر. وحسنت الشئ تحسينا: زينته. وأحسنت إليه وبه. وهو يحسن الشئ، أي يعمله . ويَسْتَحْسِنُهُ: يعدُّه حَسَناً. والحَسَنَةُ: خلاف السيِّئة. والمَحاسِنُ: خلاف المساوى. والحسنى: خلاف السوأى. والحسان بالضم، أَحْسَنُ من الحَسَنِ. والأنثى حُسَّانَةٌ. قال الشماخ: دارُ الفَتاة التي كنا نقول لها يا ظبية عطلا حسانة الجيد  قال سيبويه: إنما نصب دار بإضمار أعنى، ويروى بالرفع. ويقال: إنِّي أُحاسِنُ بك الناس. وهذا طعام محسنة للجسم، بالفتح. وحسان: اسم رجل، إن جعلته فعالا من الحسن أجريته، وإن جعلته فعلان من الحس وهو القتل أو الحس بالشئ، لم تجره. وتصغير فعال حسيسين، وتصغير فعلان حسيسان. وذكر الكلبى أن في طيئ بطنين يقال لهما: الحسن والحسين. والحسن: اسم رملة لبنى سعد قتل بها أبو الصهباء بسطام بن قيس بن خالد الشيباني، قتله عاصم بن خليفة الضبى. قال: وهما حبلان أو نقوان. قال المبرد: سمعت التوزى يقول: يقال لاحد هذين الحبلين الحسن، وللحبل الآخر الحسين. قال الشاعر في الحسن يرثى بسطام بن قيس: لام الارض ويل ما أجَنَّتْ بِحَيْثُ أضَرَّ بالحسَنِ السبيل وقال الآخر في الحسين تركنا بالنواصف من حسين نساء الحى يلقطن الجمانا فإذا ثنيت قلت الحسنان. قال الشاعر : ويومَ شَقيقَةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ بَنو شيبان آجالا قصارا شككنا بالاسنة وهى زور صماخي كبشهم حتى استدارا قوله " وهى زور " يعنى الخيل.
[حسن] نه فيه: "الإحسان" أن تعبد الله كأنك تراه، أراد بالإحسان الإخلاص، أو أشار إلى المراقبة وحسن الطاعة. وفي ح أبي رجاء: وكان عمر مائة وثماني وعشرين اذكر مقتل بسطام على "الحسن" هو بفتحتين حبل من رمل. ك: قام إلى شن "فأحسن" وضوءه، أي أتمه بآدابه، ولا يعارض ح أنه توضأ وضوءاً خفيفاً لأن إتمام الآداب لا ينافي خفته، أو كانا في وقتين. وح: فإن إقامة الصفوف من "حسن" الصلاة، أي من إتمامها، ولا يريد الحسن الصوري، "وكذب"بالحسنى"" أي بالخلف عن إنفاقه من إعطاء الله. ورجلن" بضم مهملة أولى ككبار. وح: "فحسن" إسلامه، بأن برئ من الشرك، أو بالغ في الإخلاص بالمراقبة. ن: أما من "أحسن" منكم فلا يؤاخذ بها، بأن برئ من النفاق والإساءة في الإسلام وجوده فيه، وأجمعوا أن الإسلام يهدم ما قبله وإن لم يعمل. ط: بأن أدى حقه وأخلص في عمله وهو كـ"قالوا ربنا الله ثم استقاموا". ن: غض البصر و"حسن" الكلام، كهداية الطريق وإرشاد المصلحة وترك الغيبة والنميمة والكذب. بي: لا يموتن إلا و"يحسن" الظن بالله، بأنه يعفو، وهو حث على الرجاء عند الخاتمة لحديث: أنا عند ظن عبدي. ن: وفي حال الصحة يكون بين الخوف والرجاء ليجتنب المعاصي، وهي متعذرة عند الموت فيحسن الظن فإنه متضمن للافتقار إليه والإذعان له، ولحديث: يبعث كل عبد على ما مات عليه، وح: ثم يبعثوا على نياتهم. وح: فتطهر "فتحسن" الطهور، أي الوضوء، القاضي: أي عن النجاسة والدم، والأول أظهر، ز: قلت: لئلا يخلو عن سنن الوضوء، وهما حملا فاء فتحسن للتفسير، ولو جعلت للترتيب لم يبعد يعني فتطهر من النجاسة ثم تحسن الوضوء- كذا في حاشيتي لمسلم. ن: "أحسن" إليها، أمر لولي الغامدية بالإحسان إليها لخوف أن تحملهم الغيرة ولحقو العار على إيذائها ورحمة لها لتوبتها، لما في النفوس من النفرة من مثلها. وتطلع الشمس "حسناً" بفتح سين وتنوين، أي طلوعاً حسناً أي مرتفعة. ولا يدري "حسن" من هي، أي لا يدري حسن بن مسلم الراوي عن طاوس من هي، وروى: حينئذ، مكان: حسن، قيل: هو تصحيف، وصحح بأن معناه لكثرة النساء لا ندري من هي. وح: خياركم "محاسنكم" قضاء، أي ذوو المحاسن، القاضي: جمع محسن بفتح ميم، وأكثر ما يجيء أحاسنكم. ط: اطلبوا الحوائج إلى "حسان" الوجوه، يعني ذوي الوجوه والأقدار في الناس، ولا يعني حسن الوجه. وح: "فليحسن" كفنه، أي ليختر أنظف الثياب وأتمها، ولم يرد به ما يفعله المبذرون أشراً ورثاء لحديث: لا تغالوا في الكفن، وهو بتشديد سين أي ينظفه ويعطره، ومر في يبعث. و"حسن" الظن من حسن العبادة، من للتبعيض أي حسن اعتقاد في حق المسلمين من جملة عبادة الله، أو للابتداء أي ناشئ من حسن عبادته. وح: "حسنات" الأبرار يجيء في المقربين من ق.
باب الحاء والسين والنون معهما ح س ن، س ح ن، ن ح س، س ن ح، ن س ح مستعملات

حسن: حَسُنَ الشَيْءُ فهو حَسَن. والمَحْسَن: الموضع الحسن في البدن، وجمعه مَحاسن. وامرأةٌ حَسناء، ورجُل حُسّان، وقد يجيء فُعّال نعتاً، رجلٌ كُرّام، قال الله- جل وعز-: مَكْراً كُبَّاراً . والحسان: الحسن جدا، ولا يقال: رجل أحسنَ. وجارية حُسّانة. والمَحاسِن من الأعمال ضد المساوىء، قال الله- عز وجل-: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ

أي الجنة وهي ضد السوءى. وحَسَن: اسم رَمْلةٍ لبني سعْد . وفي أشعارهم يوم الحَسَن، وكتاب التَّحاسين، وهو الغليظ ونحوه من المصادر، يُجْعَل اسماً ثم يجمع كقولك: تقاضيب الشَّعُر وتكاليف الأشياء.

سحن: السُّحْنة: لينُ البشرة، والناعم له سُحْنة. والمُساحنة: المُلاقاة. والسَّحْن: دَلْكُكَ خشبةً بِمَسْحَنٍ حتى تلين من غير أن يأخذ من الخشبة شيئاً.

نحس: النَّحْس: خلاف السَّعْد، وجمعه النُحوُس، من النجوم وغيرها. يومٌ نَحِسٌ وأيّام نَحِسات، من جعله نعتاً ثَقّله، ومن أضاف اليوم إلى النَحْس خَفَّفَ النَحْس. والنُّحاس: ضربٌ من الصُّفْر شديد الحُمْرة، قال النابغة:

كأنَّ شِواظَهُنَّ بجانِبَيْه ... نُحاسُ الصُّفْر تضربه القُيُون

والنُحاس: الدُّخان الذي لا لهب فيه، قال:

يُضيءُ كضوء سراج السليط ... لم يجعل الله فيه نُحاسا

والنِّحاس: مبلغ طبع وأصله، قال:  يا أيها السائل عن نِحاسي ... عَنّي ولمّا تَبلُغَنْ أشطاسي

سنح: سَنَحَ لي طائر وظبيٌ سُنُوحاً، فهو سانح إذا أتاك عن يَميِنكَ، يُتَيَمَّنُ به، قال الشاعر:

أبالسنح الأَيامِنِ أمْ بنَحْسِ ... تمُرُّ به البَوارحُ حينَ تجري

وسَنَحَ لي رَأْيٌ أو قريضٌ أيْ: عَرَض. وكان في الجاهلية امرأةٌ تَقومُ في سوق عكاظ فتُنْشد الأقوالَ وتضرِب الأمثالَ وتُخْجِل الرجالَ، فانْتَدَبَ لها رجلٌ، فقالتْ ما قالتْ، فأجابها فقال:

أسيكتاك جامِحٌ ورامِحٌ ... كالظَّبْيَتَيْنِ سانِحٌ وبارِحٌ

فَخَجِلَتْ وهَرَبَتْ.

نسح: النَّسْحُ والنُّساح: ما تحاتَّ عن التَّمْر من قِشْره، وفُتات أقْماعه ونحوه مما يبقى في أسفل الوعاء. والمِنْساح: شَيْءٌ يُدْفَعُ به التراب ويذرى به. 
حسن
الحُسْنُ: عبارة عن كلّ مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب:
مستحسن من جهة العقل.
ومستحسن من جهة الهوى.
ومستحسن من جهة الحسّ.
والحسنةُ يعبّر عنها عن كلّ ما يسرّ من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله، والسيئة تضادّها. وهما من الألفاظ المشتركة، كالحيوان، الواقع على أنواع مختلفة كالفرس والإنسان وغيرهما، فقوله تعالى: وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا: هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء/ 78] ، أي:
خصب وسعة وظفر، وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ أي:
جدب وضيق وخيبة ، يَقُولُوا: هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [النساء/ 78] ، وقال تعالى: فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا: لَنا هذِهِ [الأعراف/ 131] ، وقوله تعالى: ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ [النساء/ 79] ، أي: من ثواب، وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ [النساء/ 79] ، أي: من عقاب. والفرق بين الحسن والحسنة والحسنى أنّ الحَسَنَ يقال في الأعيان والأحداث، وكذلك الحَسَنَة إذا كانت وصفا، وإذا كانت اسما فمتعارف في الأحداث، والحُسْنَى لا يقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر، يقال: رجل حَسَنٌ وحُسَّان، وامرأة حَسْنَاء وحُسَّانَة، وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن فللمستحسن من جهة البصيرة، وقوله تعالى: الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ
[الزمر/ 18] ، أي: الأبعد عن الشبهة، كما قال صلّى الله عليه وسلم: «إذا شككت في شيء فدع» .
وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً
[البقرة/ 83] ، أي: كلمة حسنة، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً [العنكبوت/ 8] ، وقوله عزّ وجل: هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ [التوبة/ 52] ، وقوله تعالى:
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة/ 50] ، إن قيل: حكمه حسن لمن يوقن ولمن لا يوقن فلم خصّ؟
قيل: القصد إلى ظهور حسنه والاطلاع عليه، وذلك يظهر لمن تزكّى واطلع على حكمة الله تعالى دون الجهلة.
والإحسان يقال على وجهين:
أحدهما: الإنعام على الغير، يقال: أحسن إلى فلان.
والثاني: إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما حسنا، أو عمل عملا حسنا، وعلى هذا قول أمير المؤمنين: (الناس أبناء ما يحسنون) أي:
منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأفعال الحسنة.
قوله تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ [السجدة/ 7] ، والإحسان أعمّ من الإنعام. قال تعالى: إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ [الإسراء/ 7] ، وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ [النحل/ 90] ، فالإحسان فوق العدل، وذاك أنّ العدل هو أن يعطي ما عليه، ويأخذ أقلّ مما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، ويأخذ أقلّ ممّا له .
فالإحسان زائد على العدل، فتحرّي العدل واجب، وتحرّي الإحسان ندب وتطوّع، وعلى هذا قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ
[النساء/ 125] ، وقوله عزّ وجلّ: وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ [البقرة/ 178] ، ولذلك عظّم الله تعالى ثواب المحسنين، فقال تعالى: وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت/ 69] ، وقال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة/ 195] ، وقال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ [التوبة/ 91] ، لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ [النحل/ 30] .
حسن: حَسُنَ: تحسن وتدرج وتقدم إلى العافية والكمال (ألكالا).
ويَحسُن به ذلك: يجمل به ذلك، يليق به.
ويحسن به ان: يجمل به ويليق به (دي يونج).
ويحسن: يستطيع، فيقال: ما أحسن أمشي أي لا أستطيع أن امشي (بوشر).
ويستعمل الفعل أحسن في الفصحى بهذا المعنى.
حسَّن النبيذ: جَوَدَّه مع الأيام (معجم مسلم).
وحسّن: بمعنى قبل واستحسن (لين في مادة استحسن، معجم البلاذري) وفي معجم بوشر المصدر استحسان بمعنى الموافقة والإقرار والرضا والتهليل.
ويقال: حسن له وعليه. ففي كتاب محمد بن الحارث (ص238) قلت لي: ((إن العزوبة تؤذيني في صحتي ولذلك سأشتري أمة شابة)) فحسَّنت ذلك لك.
ولدى ابن بدرون (182) فإن الله يحسِّن عليك ذِكْرَك، فذكراها أمري (وقد قلت وقد أخطأت في ذلك إنه الفعل يُحسِن مضارع أحسن).
وحَسَّن: حلق، زين (دومب ص120) وهو يذكر مُحَسِّن اسم الفاعل بمعنى محلوق، مزيَّن غير أن الصواب أن يذكر مُحسَّن اسم المفعول.
وحسَّن: أصلح، أصبح أحسن (بوشر).
أحسن: أقتدر استطاع، أتقن (لين) وهي مثل ( Savoir) بالفرنسية تعني القدرة والاستطاعة والمهارة في عمل شيء. ففي كليلة ودمنة (ص276) لا أحْسِن الرقا أي لا أعرف السحر: وفي كوسج (مختار ص56): أتحسِن مثل هذا. فقلت أُحْسن خيراً منه أي أتجيد صنع مثل هذا فقلت أجيد صنع خير منه (معجم مسلم).
أحسن أمل فلان: حقق أمَل فلان (تاريخ البربر 1: 530) تحسَّن: ازداد، توافر، تكثر (مملوك 2، 2: 134).
وتحسّن به: تباهى به: وتمدح به (الكامل ص118).
وتحسَّنت المرأة: تكلفت الحسن تصنعاً (محيط المحيط).
استحسن. استحسنه وجده حسناً. (بوشر) وفيه: استحسن شيئاً وكذلك استحسن عنده شيء.
واستحسن معنى الكلام: استملحه وجده حسنا مليحا (بوشر). حُسن. حُسن ساعة: نبات له زهر أصفر وأحمر. سمي بذلك لأنه يتفتح قبل غروب الشمس بساعة ويذبل بعد طلوعها (محيط المحيط) وربما كان ما يسمى نوار الليل.
حُسْن يوسف: هناء، خضاب (بوشر).
حَسَن. قبل قبولاً حسناً: استحسنه، استحبه، رضي به، تقبله (بوشر).
والحسَن (من الحديث) المحتمل وهو حديث فيه شيء من النقص يمكن إصلاحه بالرجوع إلى روايات أخرى (دي سلان، المقدمة 2: 484).
حسناً: بلطف، بلطافة، بلذة، بسرور، (بوشر).
اقرض حسنا (تاريخ البربر 2: 289): مختصر الآية: اقرض الله قرضاً حسناً. أي أقرض الله قرضا كريما.
حَسَنَة: صدقة. ويقال: حسنه لله (بوشر).
قرض حسنة: قرض من غير ربا (بوشر).
وحسنة: تستعمل بالمعنى المجازي استعمال ( Ornement) بالفرنسية تقريبا، فيقال مثلا في الكلام عن أمير: هو حسنة الأيام أي زينتها (المقري 2: 699) كما يقال: جمال الأيام (المقري 2: 700) وهو من حسنات بني مروان أي من زينة بني مروان (المقري 2: 399).
حَسَنِيِّ: قطعة من النقود الذهبية، وتسمى بالأسبانية ( Dobla hacen) ( ألكالا) ولا ريب أن هذه النقود قد سميت بذلك نسبة إلى الأمير الذي أمر بضربها. حَسَنِيَّة: ضرب من التمر (براكس مجلة الشرق والجزائر 5: 212).
حُسَيْن: ويجمع على حسينات اسم الوتر الثاني من أوتار العود (المزهر، البربط) السبعة (انظر ألكالا في مادة Cuerda) .
وهو أيضاً الوتر الأول من الأرغول (ألكالا).
الحسين: لحن موسيقي (سلفادور ص33).
ويسمى أيضا: الحُسْين صبا (ص54) وعند هوست (ص258) حَسِين صافي وهذا الأخير يسمى أيضا: حَسِين عَجَم، (هوست ص258).
حُسَيْنِيِّ: الصوت (اللحن) السادس في الموسيقى (صفة مصر 14: 16) وفي محيط المحيط: لحن من ألحان الموسيقى متفرع من الدوكاه على الأصح لا أصل برأسه. وحسيني: ضرب من الطير (ياقوت 1: 885).
أَحْسَنُ (اسم تفضيل): افضل، خير، يقال: يعرفه أحسن منك، أي يعرفه خير منك، يقال: المريض كل يوم يصير أحسن أي أن المريض تتحسن حالته يوما بعد يوم.
وأحسن وأحسن: أفضل كثيراً (بوشر).
إحسان: هدية، هبة، منحة (ألف ليلة 2: 49) تحسين: تبرج، تزين (هلو).
تَحَاسُن: في معجم فوك بمعنى خطر التأني، غير أن هذا خطأ انظر مادة تحسين في معجم لين ومؤلف معجم فوك يريد بها تحاسين جمع تحسين.
مُحْسِنة: مغنية (معجم مسلم) محَاسِن: خطوط جميلة في الكتاب (بوشر) ومَحاسِن: أشياء جميلة ولذيذة (معجم الادريسي).
ومحاسن: بناية جميلة (المقري 2: 714).
حسن
حسُنَ يَحسُن، حُسْنًا، فهو حَسَن
• حسُن فِعلُه: جمُل، وتقدَّم إلى العافية والكمال "حسُن الطَّالبُ أدبًا- حَسَنُ المخبر والمظهر: في ظاهره وباطنه- {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} - {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} " ° يحسُن بك أن تفعل كذا: يناسبُك، يليق بك، خيرٌ لك- يحسن به ذلك: يليق به. 

أحسنَ/ أحسنَ إلى/ أحسنَ بـ يُحسِن، إحسانًا، فهو محسِن، والمفعول مُحسَن (للمتعدِّي)
• أحسنَ الشَّخصُ: فعل ما هو حَسَنٌ، ضدّ أساء " {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ} " ° أحسنتَ: أجدت- اتَّقِ شرَّ من أحسنت إليه- قد أحسنت إليَّ وأنعمت: زدت عليَّ الإحسان.
• أحسنَ القراءةَ: أتقنها، أجادها "أحسن التَّصرُّفَ/ الفهمَ/ معاملته/ الإنجليزيّة- لا يكفي أن تعمل خيرًا بل يجب أن تحسن صنعه- {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} "? أحسن الاختيار- أحسن الظَّنَّ به: وثق به- أحسن اللهُ عَزاءَك: رزقك الصَّبرَ الحسَنَ- أحسن وفادَتَه: رحّب به، استقبله بترحاب- قيمة المرء ما يحسن: ما يتقن ويجيد.
• أحسنَ إلى فلان/ أحسنَ بفلان: تصدَّق، أعطاه حسنة، وقدّم إليه معروفًا "أحسن إلى ذويه/ محتاج- {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ} - {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} ". 

استحسنَ يَستحسِن، اسْتحسانًا، فهو مُسْتحسِن، والمفعول مُسْتحسَن
• استحسن الشَّيءَ:
1 - عدّه أو اعتبره حَسَنًا "استحسن الذّهابَ معه- يُستحسن (من المُسْتَحْسَن) أن نحدِّد الموضوعَ قبل مناقشته" ° مِن المُستحسَن: من الأفضل، من الملائم المفيد اللاّئق- يُستحسن أنَّ: يُفضَّل أن.
2 - اختار الأحسن. 

تحسَّنَ يتحسَّن، تَحَسُّنًا، فهو مُتَحَسِّن
• تحسَّنتِ المرأةُ: مُطاوع حسَّنَ: تجمّلت وتزيَّنت.
• تحسَّن الأمرُ: تغيَّر نحو الأفضل "تحسَّن مريضٌ: صارت صحتُه أفضل- تحسَّن التِّلميذُ: أقلع عمّا كان يُؤخذ عليه- تحسَّن الطَّقسُ- تحسَّن الوضعُ الاقتصاديُّ في البلاد". 

حاسنَ يحاسن، مُحاسَنَةً وحِسَانًا، فهو مُحاسِن، والمفعول مُحاسَن
• حاسَنه: لاطفه وعامله بالحسنى "حاسَن جارَه رغم إساءته إليه". 

حسَّنَ يحسِّن، تحسينًا، فهو مُحسِّن، والمفعول مُحسَّن
• حسَّن اللهُ خَلْقَه:
1 - جمَّله وزيَّنه "هذه القبَّعة تُحسِّنُها- حسَّن أسلوبَه- حسَّن الكتابةَ: زيَّنها ونمَّقها".
2 - رقّاه وأحسن حالتَه "تسعى الحكومةُ إلى تحسين مستوى المعيشة- حسَّن من وضعه". 

إحسان [مفرد]: ج إحسانات (لغير المصدر):
1 - مصدر أحسنَ/ أحسنَ إلى/ أحسنَ بـ.
2 - بِرّ، فعل ما هو خيرٌ للآخرين فضلاً ومحبَّة وخصوصًا التَّصدُّق "عاتب أخاك بالإحسان إليه وارددْ شرَّه بالإنعام عليه- *انسَ الإساءة واذكر الإحسان*- الإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ
 تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك [حديث]- {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ} ". 

أَحْسَنُ [مفرد]: ج أحاسِنُ، مؤ حُسْنى، ج مؤ حُسْنيات وحُسَن: اسم تفضيل من حسُنَ: أفضل، أليق، أنسب "يستغلّ هذا البلد مواردَه أحسن استغلال- هو من أحسن النّاس- إِنَّ َأَقْرَبَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلاَقًا [حديث]- {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} - {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} - {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} " ° أحسن به أنْ: أنسب وأوفق له أن- أحسنُ من العروس- أحسنُ من القمر- أحسن وأحسن: أفضل كثيرًا- الأحسن له أن: الأنسب والأوفق- بالَّتي هي أحسن: بالطَّيِّبة- على أحسن ما يُرام: في أحسن حال. 

استحسان [مفرد]: ج استحسانات (لغير المصدر):
1 - مصدر استحسنَ.
2 - تفضيل ما هو أحسن من غيره "لقى رأيُه استحسانًا عامًّا من الحاضرين".
3 - (فق) ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس. 

تَحْسين [مفرد]: ج تحسينات (لغير المصدر) وتحاسين (لغير المصدر):
1 - مصدر حسَّنَ ° تحسين النَّسل: القيام بما يحسِّنه بأساليب معيَّنة- مغلَق للتحسينات: متوقّف لفترة.
2 - تغيير إلى الأَحْسَن "أدخلت الحكومة على التنظيم القضائيّ تحسيناتٍ كثيرة- اهتمّت الدّولة بتحسين وضع المرأة". 

حَسُّون [مفرد]: ج حساسِينُ: (حي) عصفور غرِّيد جميل الألوان يُصاد ويربَّى في أقفاص لجمال ريشه وصوته. 

حَسَن [مفرد]: ج حِسان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُنَ: عكسه قبيح ° أبلى بلاءً حَسَنًا: أجاد، بذل جهدًا عظيمًا وجيّدًا- التفات حسن- حَسَنًا: يقال للتعبير عن الاستحسان أي فعلت فعلاً حَسَنًا- حَسَنًا فَعَلْت: أجدت، وُفِّقت- حَسَن الذَّوق للشِّعر: مطبوع عليه- حَسَن السُّمعة: نقيّ السِّيرة- حَسَنُ العِبارة: جميل الأسلوب، فصيح اللِّسان- رِزْق حَسَن: ما يصل لصاحبه بلا كدٍّ أو تعب- قَرْض حسن: ليس فيه ربا- ليس حسنًا كُلَّه: يجمع بين الحُسن والقبح.
• الحديث الحَسَن: (حد) كلّ حديث اتصل سنده برواية عَدْلٍ قلّ ضبطه، من غير علّة ولا شذوذ، ومنه الحسن لذاته والحسن لغيره، وهو كالصحيح في الاحتجاج به غير أنّ رواته أقلّ ضبطًا من رواة الصحيح.
• الحَسَنان: الحسن والحُسَيْن ابنا عليّ بن أبي طالب. 

حُسْن [مفرد]: ج محاسنُ (لغير المصدر) (على غير قياس):
1 - مصدر حسُنَ.
2 - (نف) حالة حِسِّيَّة أو معنويّة جميلة تدعو إلى قبول الشَّيء ورغبة النَّفس فيه، ويكون في الأقوال والأفعال والذَّوات والمعاني "حُسْن الحَظِّ/ التَّصرُّف/ التعبير/ الجوار/ السَّيْر والسُّلوك" ° حُسْن ظنّ: رأي متَّسم بنيّة طيِّبة- مِنْ حُسْن الحظّ: ممّا يدعو للسّرور- مِنْ حُسْن ظنِّه: لم يخيِّبْ أملَه.
• سِتُّ الحُسْن: (نت) جنس نبات عشبيّ مُعَمَّر من فصيلة الباذنجانيّات، ينبت في البلاد الحارّة والمعتدلة، يمتد إلى ارتفاع كبير، ويلتوي على الأشجار والجُدْران، أوراقه رقيقة ملساء، وله زهر حسن، وثمره أسودُ لامع، يزرع للزينة، وتستخرج منه مادّة الأتروبين المستعملة في الطبّ. 

حَسْناءُ [مفرد]: ج حَسناوات وحِسان: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حسُنَ: جميلة، وسيمة، مليحة القسمات.
• حسناء الرَّبيع: (نت) جنس من نباتات مزهرة في الرَّبيع لها أوراق رفيعة وأزهار بيضاء أو زَهْريَّة. 

حَسَنَة [مفرد]: ج حَسَنات:
1 - مؤنَّث حَسَن.
2 - عملٌ أو قولٌ صالح، عكسها سيّئة "أَتْبِعِ السَّيِّئةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا [حديث]- {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} " ° السُّمعة الحسنة خير من الذَّهب.
3 - نِعْمة " {رَبَّنَا ءَاتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً} ".
4 - صَدَقَة "أعطيت السائلَ حَسَنَةً- عاش من حسنات جيرانه- العطاء مع الوجه البشوش حَسَنَة مضاعفة [مثل أجنبيّ]: يماثله في المعنى المثل العربيّ: تراه إذا ما جئته متهلّلاً كأنّك ... تعطيه الذي أنت سائله" ° طلب الحسنةَ: استعطى.
5 - علامة في الجسم تُحسِّن منظره، شامة، خال. 

حُسْنى [مفرد]: ج حُسْنيات، مث حُسنيان:
1 - مؤنَّث أَحْسَنُ: خلاف السُّوأى " {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} " ° أخَذه بالحُسْنى: عامله برفق ولين- عامله بالحُسْنى: تلطَّف في معاملته.
2 - عاقِبة أو منزلة حَسَنة " {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} " ° إحدى الحُسْنَيَيْن: النصر أو الشهادة في سبيل الله.
• الأسماء الحُسْنى: أسماء الله تعالى وهي 99 اسمًا مثل: الرَّحمن، الرَّحيم، العزيز، الغفور " {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} ". 

مَحاسِنُ [جمع]: مف حُسْن (على غير قياس) ومَحْسَنَة: مواضع حسنة أو مزايا، عكسها مساوئ "للصناعة محاسنُ كثيرة غير أنّها لا تخلو من مساوِئ". 

محسِّنات [جمع]: مف مُحسِّن ومُحسِّنة
• المحسِّنات البديعيَّة: (بغ) وجوه تحسين الكلام من ناحية اللَّفظ كالجناس والسَّجع، أو من ناحية المعنى كالمطابقة والتورية "محسِّنات لفظيَّة/ معنويَّة".
• مُحسِّنات خُبْز: مادّة تُستخدم في صناعة المخبوزات الغربيّة لرفعها. 

حسن: الحُسْنُ: ضدُّ القُبْح ونقيضه. الأَزهري: الحُسْن نَعْت لما

حَسُن؛ حَسُنَ وحَسَن يَحْسُن حُسْناً فيهما، فهو حاسِنٌ

وحَسَن؛ قال الجوهري: والجمع مَحاسِن، على غير قياس، كأَنه جمع مَحْسَن.

وحكى اللحياني: احْسُنْ إن كنتَ حاسِناً، فهذا في المستقبل، وإنه

لَحَسَن، يريد فِعْل الحال، وجمع الحَسَن حِسان. الجوهري: تقول قد حَسُن

الشيءُ، وإن شئت خَفَّفْت الضمة فقلت: حَسْنَ الشيءُ، ولا يجوز أَن تنقُل الضمة

إلى الحاء لأَنه خبَرٌ، وإنما يجوز النقْل إذا كان بمعنى المدح أَو

الذَّم لأَنه يُشَّبه في جواز النَّقْل بنِعْم وبِئْس، وذلك أَن الأَصل فيهما

نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانيهما ونقِلتْ حركته إلى ما قبله، فكذلك كلُّ

ما كان في معناهما؛ قال سهم بن حنظلة الغَنَوي:

لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي ما أَردتُ، وما

أُعْطِيهمُ ما أَرادوا، حُسْنَ ذا أَدَبا.

أَراد: حَسُن هذا أَدَباً، فخفَّف ونقَل. ورجل حَسَنٌ بَسَن: إتباع له،

وامرأَة حَسَنة، وقالوا: امرأَة حَسْناء ولم يقولوا رجل أَحْسَن، قال

ثعلب: وكان ينبغي أَن يقال لأَنَّ القياس يوجب ذلك، وهو اسم أُنِّث من غير

تَذْكير، كما قالوا غلام أَمرَد ولم يقولوا جارية مَرْداء، فهو تذكير من

غير تأْنيث. والحُسّان، بالضم: أَحسَن من الحَسَن. قال ابن سيده: ورجل

حُسَان، مخفَّف، كحَسَن، وحُسّان، والجمع حُسّانونَ؛ قال سيبويه: ولا

يُكَسَّر، استغْنَوْا عنه بالواو والنون، والأُنثى حَسَنة، والجمع حِسان

كالمذكر وحُسّانة؛ قال الشماخ:

دارَ الفَتاةِ التي كُنّا نقول لها:

يا ظَبْيةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ.

والجمع حُسّانات، قال سيبويه: إنما نصب دارَ بإضمار أَعني، ويروى

بالرفع. قال ابن بري: حَسِين وحُسَان وحُسّان مثل كَبير وكُبَار وكُبَّار

وعَجيب وعُجاب وعُجَّاب وظريف وظُراف وظُرَّاف؛ وقال ذو الإصبع:

كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنْــ

ـنَما نَقْتُل إيّانا

قِياماً بينهم كلُّ

فَتًى أَبْيَضَ حُسّانا.

وأَصل قولهم شيء حَسَن حَسِين لأَنه من حَسُن يَحْسُن كما قالوا عَظُم

فهو عَظِيم، وكَرُم فهو كريم، كذلك حَسُن فهو حَسِين، إلا أَنه جاء

نادراً، ثم قلب الفَعِيل فُعالاً ثم فُعّالاً إذا بُولِغَ في نَعْته فقالوا

حَسَنٌ وحُسَان وحُسّان، وكذلك كريم وكُرام وكُرّام، وجمع الحَسْناء من

النساء حِسانٌ ولا نظير لها إلا عَجْفاء وعِجاف، ولا يقال للذكر أَحْسَن،

إنما تقول هو الأَحْسن على إرادة التفضيل، والجمع الأَحاسِن. وأَحاسِنُ

القوم: حِسانهم. وفي الحديث: أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكنافاً،

وهي الحُسْنَى. والحاسِنُ: القَمَر. وحسَّنْتُ الشيءَ تحْسيناً:

زَيَّنتُه، وأَحسَنْتُ إليه وبه، وروى الأَزهري عن أَبي الهيثم أَنه قال في قوله

تعالى في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام: وقد أَحسَنَ بي إذ

أَخرَجَني من السِّجن؛ أَي قد أَحسن إلي. والعرب تقول: أَحسَنْتُ بفلانٍ

وأَسأْتُ بفلانٍ أَي أَحسنت إليه وأَسأْت إليه. وتقول: أَحْسِنْ بنا أَي

أَحسِنْ إلينا ولا تُسِئْ بنا؛ قال كُثيِّر:

أَسِيئي بنا أَو أَحْسِنِي، لا مَلومةٌ

لَدَيْنا، ولا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ.

وقوله تعالى: وصَدَّقَ بالحُسْنى؛ قيل أَراد الجنّة، وكذلك قوله تعالى:

للذين أَحْسَنوا الحُسْنى وزيادة؛ فالحُسْنى هي الجنّة، والزِّيادة النظر

إلى وجه الله تعالى. ابن سيده: والحُسْنى هنا الجنّة، وعندي أَنها

المُجازاة الحُسْنى. والحُسْنى: ضدُّ السُّوأَى. وقوله تعالى: وقولوا للناس

حُسْناً. قال أَبو حاتم: قرأَ الأَخفش وقولوا للناس حُسْنى، فقلت: هذا لا

يجوز، لأَن حُسْنى مثل فُعْلى، وهذا لا يجوز إلا بالأَلف واللام؛ قال ابن

سيده: هذا نصُّ لفظه، وقال قال ابن جني: هذا عندي غيرُ لازم لأَبي الحسن،

لأَن حُسْنى هنا غير صفة، وإنما هو مصدرٌ بمنزلة الحُسْن كقراءة غيره:

وقولوا للناس حُسْناً، ومثله في الفِعْل والفِعْلى: الذِّكْرُ والذِّكْرى،

وكلاهما مصدر، ومن الأَول البُؤسُ والبُؤسى والنُّعْم والنُّعْمى، ولا

يُسْتَوْحَش مِنْ تشبيه حُسْنى بذِكرى لاختلاف الحركات، فسيبويه قد عَمل

مثلَ هذا فقال: ومثلُ النَّضْرِ الحَسَن إلاَّ أَن هذا مُسَكَّن

الأَوْسَط، يعني النَّضْرَ، والجمع الحُسْنَيات

(* قوله «والجمع الحسنيات» عبارة

ابن سيده بعد أن ساق جميع ما تقدم: وقيل الحسنى العاقبة والجمع إلخ فهو

راجع لقوله وصدق بالحسنى). والحُسَنُ، لا يسقط منهما الأَلف واللام لأَنها

مُعاقبة، فأَما قراءة من قرأَ: وقولوا للناس حُسْنى، فزعم الفارسي أَنه

اسم المصدر، ومعنى قوله: وقولوا للناس حُسْناً، أَي قولاً ذا حُسْنٍ

والخِطاب لليهود أَي اصْدُقوا في صفة محمد، صلى الله عليه وسلم. وروى الأَزهري

عن أَحمد بن يحيى أَنه قال: قال بعض أَصحابنا اخْترْنا حَسَناً لأَنه

يريد قولاً حَسَناً، قال: والأُخرى مصدر حَسُنَ يَحسُن حُسْناً، قال: ونحن

نذهب إلى أَن الحَسَن شيءٌ من الحُسْن، والحُسْن شيءٌ من الكل، ويجوز هذا

وهذا، قال: واخْتار أَبو حاتم حُسْناً، وقال الزجاج: من قرأَ حُسْناً

بالتنوين ففيه قولان أَحدهما وقولوا للناس قولاً ذا حُسْنٍ، قال: وزعم

الأَخفش أَنه يجوز أَن يكون حُسْناً في معنى حَسَناً، قال: ومن قرأَ حُسْنى

فهو خطأ لا يجوز أَن يقرأَ به، وقوله تعالى: قل هل ترَبَّصون بنا إلا إحدى

الحُسْنَيَيْن؛ فسره ثعلب فقال: الحُسْنَيان الموتُ أَو الغَلَبة، يعني

الظفَر أَو الشهادة، وأَنَّثَهُما لأَنه أَراد الخَصْلتَين، وقوله تعالى:

والذين اتَّبَعوهم بإحسان؛ أَي باستقامة وسُلوك الطريق الذي درَج

السابقون عليه، وقوله تعالى: وآتَيْناه في الدنيا حَسَنةً؛ يعني إبراهيم، صلوات

الله على نبينا وعليه، آتَيناه لِسانَ صِدْقٍ، وقوله تعالى: إنَّ

الحَسَنات يُذْهِبْنَ السيِّئاتِ؛ الصلواتُ الخمس تكفِّر ما بينها. والحَسَنةُ:

ضدُّ السيِّئة. وفي التنزيل العزيز: مَنْ جاء بالحَسَنة فله عَشْرُ

أَمثالها؛ والجمع حَسَنات ولا يُكسَّر. والمَحاسنُ في الأَعمال: ضدُّ

المَساوي. وقوله تعالى: إنا نراكَ من المُحسِنين؛ الذين يُحْسِنون التأْويلَ.

ويقال: إنه كان يَنْصر الضعيف ويُعين المظلوم ويَعُود المريض، فذلك

إحْسانه. وقوله تعالى: ويَدْرَؤُون بالحَسَنة السيِّئةَ؛ أَي يدفعون بالكلام

الحَسَن ما وردَ عليهم من سَيِّءِ غيرهم. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: ثم

آتينا موسى الكتابَ تماماً على الذي أَحْسَنَ؛ قال: يكون تماماً على

المُحْسِن، المعنى تماماً من الله على المُحْسِنين، ويكون تماماً على الذي

أَحْسَن على الذي أَحْسَنه موسى من طاعة الله واتِّباع أَمره، وقال:

يُجْعل الذي في معنى ما يريد تماماً

على ما أَحْسَنَ موسى. وقوله تعالى: ولا تَقْرَبوا مالَ اليتيم إلا

بالتي هي أَحْسَن؛ قيل: هو أَن يأْخذَ من ماله ما سَتَرَ عَوْرَتَه وسَدَّ

جَوعَتَه. وقوله عز وجل: ومن يُسْلِمْ وجهَه إلى الله وَهْو مُحْسِن؛ فسره

ثعلب فقال: هو الذي يَتَّبع الرسول. وقوله عز وجل: أَحْسَنَ كُلَّ شيءٍ

خَلْقَه؛ أَحْسَنَ يعني حَسَّنَ، يقول حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ، نصب

خلقََه على البدل، ومن قرأَ خَلَقه فهو فِعْلٌ. وقوله تعالى: ولله الأَسماء

الحُسنى، تأْنيث الأَحسن. يقال: الاسم الأَحْسَن والأَسماء الحُسْنى؛ ولو

قيل في غير القرآن الحُسْن لَجاز؛ ومثله قوله تعالى: لِنُريك من آياتنا

الكبرى؛ لأَن الجماعة مؤَنثة. وقوله تعالى: ووَصَّيْنا الإنسانَ بوالِدَيه

حُسْناً؛ أَي يفعل بهما ما يَحْسُنُ حُسْناً. وقوله تعالى: اتَّبِعُوا

أَحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم؛ أَي اتَّبعوا القرآن، ودليله قوله: نزَّل

أَحسنَ الحديث، وقوله تعالى: رَبَّنا آتنا في الدنيا حسَنةً؛ أَي نِعْمةً،

ويقال حُظوظاً

حسَنة. وقوله تعالى: وإن تُصِبْهم حسنةٌ، أَي نِعْمة، وقوله: إن

تَمْسَسْكم حسَنةٌ تَسُؤْهمْ، أَي غَنيمة وخِصب، وإن تُصِبْكم سيِّئة، أَي

مَحْلٌ. وقوله تعالى: وأْمُرْ قوْمَك يأْخُذوا بأَحسَنِها؛ أَي يعملوا

بحَسَنِها، ويجوز أَن يكون نحو ما أَمَرنا به من الانتصار بعد الظلم، والصبرُ

أَحسَنُ من القِصاص والعَفْوُ أَحسَنُ. والمَحاسِنُ: المواضع الحسَنة من

البَدن. يقال: فلانة كثيرة المَحاسِن؛ قال الأَزهري: لا تكاد العرب توحِّد

المَحاسِن، وقال بعضهم: واحدها مَحْسَن؛ قال ابن سيده: وليس هذا بالقويِّ

ولا بذلك المعروف، إنما المَحاسِنُ عند النحويين وجمهور اللغويين جمعٌ

لا واحد له، ولذلك قال سيبويه: إذا نسبْتَ إلى محاسن قلت مَحاسِنيّ، فلو

كان له واحد لرَدَّه إليه في النسب، وإنما يقال إن واحدَه حَسَن على

المسامحة، ومثله المَفاقِر والمَشابِه والمَلامِح والليالي. ووجه مُحَسَّن:

حَسَنٌ، وحسَّنه الله، ليس من باب مُدَرْهَم ومفؤود كما ذهب إليه بعضهم

فيما ذُكِر. وطَعامٌ مَحْسَنةٌ للجسم، بالفتح: يَحْسُن به. والإحْسانُ: ضدُّ

الإساءة. ورجل مُحْسِن ومِحسان؛ الأَخيرة عن سيبويه، قال: ولا يقال ما

أَحسَنَه؛ أَبو الحسن: يعني منْ هذه، لأَن هذه الصيغة قد اقتضت عنده

التكثير فأَغْنَتْ عن صيغة التعجب. ويقال: أَحْسِنْ يا هذا فإِنك مِحْسانٌ أَي

لا تزال مُحْسِناً. وفسر النبي، صلى الله عليه وسلم، الإحسانَ حين سأَله

جبريلٍ، صلوات الله عليهما وسلامه، فقال: هو أَن تَعْبُدَ الله كأَنك

تراه، فإن لم تكن تراه فإِنه يَراك، وهو تأْويلُ قوله تعالى: إن الله

يأُْمُر بالعدل والإحسان؛ وأَراد بالإحسان الإخْلاص، وهو شرطٌ في صحة الإيمان

والإسلام معاً، وذلك أَن من تلفَّظ بالكلمة وجاء بالعمل من غير إخْلاص لم

يكن مُحْسِناً، وإن كان إيمانُه صحيحاً، وقيل: أَراد بالإحسان الإشارةَ

إلى المُراقبة وحُسْن الطاعة، فإن مَنْ راقَبَ اللهَ أَحسَن عمَله، وقد

أَشار إليه في الحديث بقوله: فإن لم تكن تراه فإِنه يراك، وقوله عز وجل:

هل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان؛ أَي ما جزاءُ مَنْ أَحْسَن في الدُّنيا إلا

أَن يُحْسَنَ إليه في الآخرة. وأَحسَنَ به الظنَّ: نقيضُ أَساءَه،

والفرق بين الإحسان والإنعام أَن الإحسانَ يكون لنفسِ الإنسان ولغيره، تقول:

أَحْسَنْتُ إلى نفسي، والإنعامُ لا يكون إلا لغيره. وكتابُ التَّحاسين:

خلاف المَشْق، ونحوُ هذا يُجْعَل مصدراً في المصدر كالتَّكاذِيب

والتَّكاليف، وليس الجمعُ في المصدر بفاشٍ، ولكنهم يُجْرُون بعضه مُجْرى الأَسماء

ثم يجمعونه. والتَّحاسينُ: جمعُ التَّحْسِين، اسم بُنِيَ على تَفْعيل،

ومثلُه تَكاليفُ الأُمور، وتَقاصيبُ الشَّعَرِ ما جَعُدَ مِنْ ذَوائِبه. وهو

يُحْسِنُ الشيءَ أَي يَعْمَلَه، ويَسْتَحْسِنُ الشيءَ أَي يَعُدُّه

حَسَناً. ويقال: إني أُحاسِنُ بك الناسَ. وفي النوادر: حُسَيْناؤُه أن يفعل

كذا، وحُسَيْناه مِثْلُه، وكذلك غُنَيْماؤه وحُمَيْداؤه أَي جُهْدُه

وغايتُه. وحَسَّان: اسم رجل، إن جعلته فعَّالاً من الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإن

جَعَلْتَه فَعْلاَنَ من الحَسِّ وهو القَتْل أَو الحِسِّ بالشيء لم

تُجْرِه؛ قال ابن سيده: وقد ذكرنا أَنه من الحِسِّ أَو من الحَسِّ، وقال: ذكر

بعض النحويين أَنه فَعَّالٌ من الحُسْنِ، قال: وليس بشيء. قال الجوهري:

وتصغيرُ فعَّالٍ حُسَيْسِين، وتصغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسان. قال ابن سيده:

وحَسَنٌ وحُسَيْن يقالانِ باللام في التسمية على إرادة الصفة، وقال قال

سيبويه: أَما الذين قالوا الحَسَن، في اسم الرجل، فإنما أَرادوا أَن يجعلوا

الرجلَ هو الشيءَ بعينه ولم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلك، ولكنهم جعلوه كأَنه

وصفٌ

له غَلَب عليه، ومن قال حَسَن فلم يُدْخِل فيه الأَلفَ واللامَ فهو

يُجْريه مُجْرَى زيدٍ. وفي حديث أَبي هريرة، رضي الله عنه: كنا عند النبي،

صلى الله عليه وسلم، في ليلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعندَه الحَسَنُ

والحُسَيْنُ، رضي الله عنهما، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطمةَ، رضوانُ الله عليها، وهي

تُنادِيهما: يا حَسَنانِ يا حُسَيْنانِ فقال: الْحَقا بأُمّكما؛

غَلَّبَت أَحدَ الإسمين على الآخر كما قالوا العُمَران لأَبي بكر وعمر، رضي الله

عنهما، والقَمَران للشمس والقمر؛ قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون

كقولهم الجَلَمانُ للجَلَم، والقَلَمانُ للمِقْلامِ، وهو المِقْراضُ، وقال:

هكذا روى سلمة عن الفراء، بضم النون فيهما جميعاً، كأَنه جعل الاسمين اسماً

واحداً فأَعطاهما حظ الاسم الواحد من الإعراب. وذكر الكلبي أَن في طيِّء

بَطْنَيْن يقال لهما الحسَن والحُسَيْن. والحَسَنُ: اسمُ رملة لبني

سَعْد؛ وقال الأَزهري: الحَسَنُ نَقاً في ديار بني تميم معروف، وجاء في الشعر

الحَسَنانُ، يريد الحَسَنَ وهو هذا الرملُ بعينه؛ قال الجوهري: قُتِل

بهذه الرملة أَبو الصَّهْباء بِسْطامُ بنُ قيْس بنِ خالدٍ الشَّيْبانيِّ،

يَوْمَ النَّقَا، قتَله عاصِمُ بن خَلِيفةَ الضَّبِّي، قال: وهما جَبَلانِ

أَو نَقَوانِ، يقال لأَحد هذين الجَبَلَيْن الحَسَن؛ قال عبد الله بن

عَنَمة الضَّبّيّ في الحَسَن يَرْثِي بِسْطَامَ بنَ قَيْس:

لأُمِّ الأَرضِ وَيْلٌ ما أَجَنَّتْ،

بحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ.

وفي حديث أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيل له ما تَذْكُر؟ فقال: أَذْكُرُ

مَقْتَلَ بِسْطام بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ هو بفتحتين: جَبَل معروف من

رمل، وكان أَبو رجاء قد عُمِّر مائةً وثمانِياً وعشرين سَنَةً، وإذا

ثنّيت قلت الحَسَنانِ؛ وأَنشد ابن سيده في الحَسَنين لشَمْعَلة بن الأَخْضَر

الضَّبِّيّ:

ويوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْ

بَنُو شَيْبان آجالاً قِصارا

شَكَكْنا بالأَسِنَّة، وهْيَ زُورٌ،

صِماخَيْ كَبْشِهم حتى اسْتَدارا

فَخَرَّ على الأَلاءةِ لم يُوَسَّدْ،

وقد كان الدِّماءُ له خِمارا

قوله: وهي زُورٌ يعني الخيلَ، وأَنشد فيه ابنُ بري لجرير:

أَبَتْ عيْناكِ بالحَسَنِ الرُّقادا،

وأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادا

وأَنشد الجوهري في حُسَيْن جبل:

تَركْنَا، بالنَّواصِف من حُسَيْنٍ،

نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُمانا.

فحُسَيْنٌ ههنا: جبلٌ. ابن الأَعرابي: يقال أَحْسَنَ الرجلُ إذا جلس على

الحَسَنِ، وهو الكثيبُ النَّقِيّ العالي، قال: وبه سمي الغلام حَسَناً.

والحُسَيْنُ: الجبَلُ العالي، وبه سمي الغلام حُسَيْناً. والحَسَنانِ:

جبلانِ، أَحدُهما بإِزاء الآخر. وحَسْنَى: موضع. قال ابن الأَعرابي: إذا

ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقال ثعلب: إنما هو حِسْيٌ، وإذا لم

يذكر غيْقةَ فحِسْمَى. وحكى الأَزهري عن علي ابن حمزة: الحَسَنُ شجر

الآَلاءُ مُصْطفّاً بكَثيب رمْلٍ، فالحسَنُ هو الشجرُ، سمي بذلك لِحُسْنِه

ونُسِبَ الكثيبُ إليه فقيل نَقا الحَسَنِ، وقيل: الحَسَنةُ جبلٌ أَمْلَسُ

شاهقٌ ليس به صَدْعٌ، والحَسَنُ جمعُه؛ قال أَبو صعْتَرة البَوْلانِيُّ:

فما نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْ

به حَسَنُ الجُودِيّ، والليلُ دامِسُ.

ويروى: به جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجودِيُّ وادٍ، وأَعلاه بأَجَأَ في

شواهِقها، وأَسفلُه أَباطحُ سهلةٌ، ويُسَمِّي الحَسَنةَ أَهلُ الحجاز

المَلقَة.

حسن
: (الحُسْنُ، بالضمِّ: الجَمالُ) ، ظاهِرُه تَرادفُهما.
وقالَ الأَصْمَعيُّ: الحُسْنُ فِي العَيْنَيْنِ، والجَمالُ فِي الأَنْفِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الحُسْنُ نَقِيضُ القُبْح.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحُسْنُ نَعْتٌ لمَا حَسُن.
وقالَ الرَّاغبُ: الحُسْنُ عِبارَةٌ عَن كلِّ مُسْتَحْسَنٍ مَرْغُوبٍ، وذلِكَ ثلاثَةُ أَضْرُبٍ: مُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ العَقْل، ومُسْتَحْسَن مِن جِهَةِ الهَوَى، ومُسْتَحْسَن مِن جهَةِ الحسِّ. والحُسْنُ أَكْثَر مَا يقالُ فِي تَعارفِ العامَّةِ فِي المُسْتَحْسَن بالبَصَرِ، وأَكْثَر مَا جاءَ فِي القُرْآن فِي المُسْتَحْسَن مِن جهَةِ البَصِيرَةِ.
(ج مَحاسِنُ، على غيرِ قِياسٍ) كأَنَّه فِي التَّقْدِيرِ جَمْعُ مَحْسَن؛ كَذَا فِي الصِّحاحِ، أَي كمَقْعَدٍ.
ونَقَلَ الميدانيُّ عَن اللَّحْيانيِّ أَنَّه لَا واحِدَ لَهُ كالمَساوِي والمَشَابِه.
وقالَ الثّعالبِيُّ فِي فقْهِ اللّغَةِ: المَحاسِنُ والمَساوِي والمَقابِحُ وَمَا فِي معْناهُ لَا واحِدَ لَهُ مِن لفْظِه.
(وحَسُنَ، ككَرُمَ) ، قالَ الجَوْهرِيُّ: وإِنْ شِئْتَ خَفَّفْتَ الضمَّةَ فقُلْت: حَسْنَ الشيءُ، وَلَا يَجوزُ أَن تَنْقُل الضمَّة إِلى الحاءِ لأَنَّه خبَرٌ، وإِنَّما يَجوزُ النَّقْل إِذا كانَ بمعْنَى المَدْح أَو الذَّم لأَنَّه يُشبَّه فِي جَوازِ النَّقْلِ بنِعْم وبِئْس، وذلِكَ أَنَّ الأَصْل فيهمَا نَعِم وبَئِس، فسُكِّن ثانِيهما ونُقِلتْ حَرَكتُه إِلى مَا قَبْلِه، فكَذلِكَ كلُّ مَا كانَ فِي مِثالِهما؛ وقالَ الشاعِرُ:
لم يَمْنَعِ الناسُ مِنِّي مَا أَردْتُ وماأُعْطِيهمُ مَا أَرادُوا حُسْنَ ذَا أَدَباأَرادَ: حَسُن هَذَا أَدَباً، فخفَّفَ ونَقَل.
(و) زادَ غيرُهُ: حَسَنَ مِثْل (نَصَرَ) يَحْسُن حُسْناً فيهمَا، (فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَنٌ) .
(وحَكَى اللَّحْيانيُّ: أَحْسُنْ إِنْ كنْتَ حاسِناً، فَهَذَا فِي المُسْتقْبَل، وإِنَّه لَحَسَن، يُريدُ فِعْل الحالِ.
وقالَ شيْخُنا: حاسِنٌ قَليلٌ، بل قالَ أَئِمَّةُ العرفِ: إِنَّه لَا يُبْنى مثْلُه إِلاَّ إِذا قصدَ الحُدُوث، وحَسَن محرَّكةً، لَا نَظِير لَهُ إِلاَّ قَوْلهم بَطَل للشُّجاعِ لَا ثالِثَ لَهما.
(و) قالَ ابنُ بَرِّي: (حَسِينٌ، كأَميرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ) ، مِثْل كَبيرٍ وكُبَارٍ وكُبَّارٍ وعَجِيبٍ وعُجَابٍ وعُجَّابٍ وظَريفٍ وظُرَافٍ وظُرَّافٍ؛ وقالَ ذُو الإِصْبَع:
كأَنَّا يَوْمَ قُرَّى إِنَّما نَقْتُل إِيَّاناقِياماً بَينهم كلُّفَتًى أَبْيَضَ حُسَّاناقالَ: وأَصْلُ قَوْلهم شيءٌ حَسَن حَسِين، لأَنَّه مِن حَسُن يَحْسُن، كَمَا قَالُوا: عَظُم فَهُوَ عَظِيمٌ، وكَرُمَ فَهُوَ كَرِيمٌ، كَذلِكَ حَسُن فَهُوَ حَسِين، إِلاَّ أَنَّه جاءَ نادِراً، ثمَّ قُلِبَ الفَعِيل فُعالاً ثمَّ فُعَّالاً إِذا بُولِغَ فِي نَعْتِه فَقَالُوا حَسَنٌ وحُسَان وحُسَّان، وكَذلِكَ كَرِيمٌ وكُرامٌ وكُرَّامٌ؛ (ج حِسانٌ) ، بالكسْرِ، هُوَ جَمْعُ حسن، ويَجوزُ أَنْ يكونَ جَمْع حَسِين ككَرِيمٍ، وكِرامٍ؛ (وحُسَّانونَ) ، بضمَ فتَشْديدٍ، جَمْعُ حُسَّانٍ كرُمَّانٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه: وَلَا يُكَسَّر، اسْتَغْنَوْا عَنهُ بالواوِ والنونِ، (وَهِي حَسَنَةٌ وحَسْناءُ وحُسَّانَةٌ، كرُمَّانَةٍ) ؛) قالَ الشمَّاخُ:
دارَ الفَتاةِ الَّتِي كُنَّا نقُول لهايا ظَبْيةً عُطُلاً حُسَّانةَ الجِيدِ (ج حِسانٌ) ، بالكسْرِ، هُوَ جَمْعُ الحَسْناء كالمُذَكَّر، وَلَا نَظِير لَهَا إِلاَّ عَجْفاءُ وعِجافٌ (وحُسَّاناتٌ) جَمْعُ حسَّانَةٍ.
(وَلَا تَقُلْ رَجُلٌ أَحْسَنُ فِي مُقابَلَةِ امْرَأَةٍ حَسْناءَ، وعَكْسُه غُلامٌ أَمْرَدُ وَلَا يُقالُ جارِيَةٌ مَرْداءُ) .
(ونَصُّ الصِّحاحِ: وَقَالُوا امْرَأَةٌ حَسْناءُ وَلم يَقُولُوا رَجُلٌ أَحْسَنُ، وَهُوَ اسْمٌ أُنِّثَ مِن غيْرِ تَذْكيرٍ، كَمَا قَالُوا غُلامٌ أَمْرَدُ وَلم يَقُولُوا جارِيَةٌ مَرْداءُ، فَهُوَ يُذَكَّر مِن غَيْرِ تأْنِيثٍ، اه.
وقالَ ثَعْلَب: وكانَ يَنْبَغي أَنْ يقالَ لأَنَّ القِياسُ يُوجِبُ ذلِكَ.
وَفِي ضياءِ الحلوم يقالُ: امْرأَةٌ حَسْناءُ بمعْنَى حَسَنَةُ الخلقِ وَلَا يقالُ رجُلٌ أَحْسَنُ.
قُلْت: وَقد مَرَّ نَظِيرُه فِي س ح ح مِن الحاءِ.
(وإِنَّما يُقالُ: هُوَ الأَحْسَنُ على إِرادَةِ أَفْعَلِ التَّفْضِيلِ) ، وقوْلُه تعالَى: {فيَتّبِعُون أَحْسَنه} ، أَي الأَبْعَد عَن الشُّبْهةِ، وقوْلُه تعالَى: {اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِليكُم مِن رَبِّكُم} ، أَي القُرْآن، ودَلِيلُه قَوْله تعالَى: {اللَّه نَزَّلَ أَحْسَنَ الحدِيْثِ} ؛ (ج الأَحاسِنُ. وأَحاسِنُ القَوْمِ حِسانُهُم) ؛) وَفِي الحدِيْث: (أَحاسِنُكم أَخْلاقاً المُوَطَّؤُون أَكْنافاً) .
(والحُسْنَى، بالضَّمِّ: ضِدُّ السُّوأَى) .
(قالَ الرَّاغبُ: والفَرْقُ بَيْنها وبينَ الحُسْنِ والحَسَنَةِ أنَّ الحُسْنَ يقالُ فِي الأَحْداثِ والأَعْيانِ، وكَذلِكَ الحَسَنَةُ إِذا كانَتْ وَصْفاً وإِنْ كانتْ اسْماً فمُتَعارفٌ فِي الأَحْداثِ، والحُسْنَى لَا تُقالُ إِلاَّ فِي الأَحداثِ دوْنَ الأَعْيانِ.
(و) الحُسْنَى: (العاقِبَةُ الحَسَنَةُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْله تعالَى: {وإِنَّ لَهُ عنْدَنا للحُسْنَى} .
(و) قيلَ: الحُسْنَى (النَّظَرُ إِلى اللَّهِ، عزَّ وجَلَّ) .
(قُلْت: الَّذِي جاءَ فِي تفْسِيرِ قوْلِه تعالَى: {للَّذين أَحْسَنوا الحُسْنَى وزِيادَة} ؛ إِنَّ الحُسْنَى الجَنَّةُ، والزِّيادَة النَّظَرُ إِلى وَجْهِ اللَّهِ تعالَى.
(و) قالَ ثَعْلَب: الحُسْنَيان المَوْتُ والغَلَبَةُ، يعْنِي (الظَّفَرُ والشَّهادَة؛ وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {هَل تَرَبَّصون بِنَا (إِلاَّ إِحْدَى الحُسْنَيْينِ) } .) قالَ:
وأَنَّثَهُما لأَنَّه أَرادَ الخَصْلَتَيْن؛ (ج الحُسْنَياتُ والحُسَنُ، كصُرَدٍ) لَا يَسْقُطُ مِنْهُمَا الأَلِفُ واللامُ لأَنَّها مُعاقبةٌ.
(والمَحاسِنُ: المَواضِعُ الحَسَنَةُ مِن البَدَنِ) ؛) يُقالُ: فلانَةٌ كَثيرَةُ المَحاسِنِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: لَا تَكادُ العَرَبُ توحِّدُ المَحاسِن.
وقالَ بعضُهم: (الواحِدُ) مَحْسَنٌ، (كمَقْعَدٍ) .
(وقالَ ابنُ سِيْدَه: وليسَ هَذَا بالقَويِّ وَلَا بذلِكَ المَعْروف، (أَو لَا واحِدَ لَهُ) ، وَهَذَا هُوَ المَعْروفُ عنْدَ النّحويِّين وجُمْهور اللّغَويِّين، ولذلِكَ قالَ سِيْبَوَيْه: إِذا نسبْتَ إِلى مَحاسِنَ قُلْت مَحاسِنيّ، فَلَو كانَ لَهُ واحِدٌ لرَدَّه إِليه فِي النَّسَبِ، وإِنَّما يُقالُ إِنَّ واحِدَه حَسَنٌ على المُسامَحةِ.
(ووَجْهٌ مُحَسَّنٌ) ، كمُعَظَّمٍ: (حَسَنٌ، وَقد حَسَّنَهُ اللَّهُ) تَحْسِيناً، ليسَ مِن بابِ مُدَرْهَم ومفؤود كَمَا ذَهَبَ إِليه بعضُهم فيمَا ذُكِرَ.
(والإِحْسانُ: ضِدُّ الإِساءَةِ) .) والفَرْقُ بَيْنه وبينَ الإِنْعامِ أنَّ الإِحْسانَ يكونُ لنفْسِ الإِنْسانِ وغيرِهِ، والإِنْعامَ لَا يكونُ إِلاَّ لغيرِهِ.
وقالَ الرَّاغبُ فِي قَوْلِه تعالَى: {إِنَّ اللَّهَ يأْمرُ بالعَدْلِ والإِحْسانِ} إِنَّ الإِحْسانَ فوْقَ العَدْلِ، وذلِكَ أنَّ العَدْلَ بأَنْ يُعْطِيَ مَا عَلَيْهِ ويأْخُذَ مَا لَهُ، والإِحْسانَ أَنْ يُعْطيَ أَكْثَرَ ممَّا عَلَيْهِ ويأْخذَ أَقَلّ ممَّا لَهُ، فالإِحْسانُ زائِدٌ على العَدْلِ فتحري العَدْلَ واجِب وتَحري الإِحْسان نَدْبٌ وتَطَوّعٌ، وعَلى ذلِكَ قَوْله تعالَى: {وَمن أَحْسَن دِيناً ممَّنْ أَسْلَم وَجْهَه للَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} ، وقَوْله تعالَى: {وأَدَاء إِليه بإِحْسانٍ} ، ولذلِكَ عَظِّم اللَّهُ، سُبْحانه وتعالَى، ثَوابَ المُحْسِنِيْن، اه.
وَفِي حدِيْث سُؤَال جِبْريل، عَلَيْهِ السّلام: (مَا الإِيْمانُ وَمَا الإِحْسانُ) ، أَرادَ بالإِحْسان الإِخْلاصَ، وَهُوَ شَرْطٌ فِي صحَّةِ الإِيْمانِ والإِسْلام مَعًا. وقيلَ: أَرادَ بِهِ الإِشارَةَ إِلى المُراقَبَةِ وحُسْنِ الطَّاعَةِ.
وقوْلُه تعالَى: {وَالَّذين اتَّبَعُوهم بإِحْسانٍ} ، أَي باسْتِقامَةٍ وسُلوكِ الطَّريقِ الَّذِي دَرَجَ السابقُونَ عَلَيْهِ.
وقوْلُه تعالَى: {إِنَّا نَراكَ مِن المُحْسِنينَ} ، أَي الَّذين يُحْسِنونَ التَّأْويلَ. ويقالُ: إِنَّه كَانَ يَنْصرُ الضَّعِيفَ ويُعِينُ المَظْلومَ ويَعُودُ المَرِيضَ، فذلِكَ إِحْسانه.
(وَهُوَ مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ) ، الأَخيرَةُ عَن سِيْبَوَيْه. ويقالُ: أَحْسِنْ يَا هَذَا فإِنَّك مِحْسانٌ، أَي لَا تَزالُ مُحْسِناً.
(والحَسَنَةُ: ضِدُّ السَّيِّئَةِ) .
(قالَ الرَّاغبُ: الحَسَنَةُ يعبَّرُ بهَا عَن كلِّ مَا يسرُّ مِن نعْمَةٍ تَنالُ الإِنْسانَ فِي نفْسِه وبَدَنِه وأَحْوالِه، والسَّيِّئَةُ تضادُّها وهُما مِنَ الأَلْفاظِ المُشْتركةِ كالحَيوانِ الوَاقِعِ على أَنْواعٍ مُخْتَلِفَةٍ، الفَرَسِ والإِنْسانِ وغَيْرهما.
فقَوْلُه تعالَى: {وإِن تُصِبْهم حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِه مِن عِنْد اللَّهِ} ، أَي خِصبٌ وسِعَةٌ وظَفَرٌ، {وإِن تُصِبْهم سَيِّئَةٌ} ، أَي جَدْبٌ وضِيقٌ وخَيْبَةٌ.
وقوْلُه تعالَى: {فَمَا أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فمِنَ اللَّهِ} ، أَي ثَوَاب، {وَمَا أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ} ، أَي عَذَاب؛ (ج حَسَناتٌ) ، وَلَا يُكَسَّرُ؛ وَمِنْه قَوْلُه تعالَى: {إِنَّ الحَسَناتَ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} ، قيلَ: المُرادُ بهَا الصَّلواتُ الخَمْس يكفّرُ مَا بَينهَا.
(و) فِي النوادِرِ: (حُسَيْناهُ أَنْ يَفْعَلَ كَذَا) ، بالقصْرِ (ويُمَدُّ، أَي قُصارَاهُ) وجُهْدُه وغايتُه، وكَذلِكَ غُنَيْماؤُه وحُمَيْداؤُه.
(وَهُوَ يُحْسِنُ الشَّيءَ إِحْساناً: أَي يَعْلَمُه) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ، وَهُوَ مجازٌ وَبِه فسرَ قَوْله تعالَى: {إِنَّا لنراكَ مِنَ المُحْسِنين} ، أَي العُلَماء بالتَّأْوِيلِ.
وَمِنْه قَوْل عليَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ وكَرَّمَ وَجْهَه: (قيمةُ المَرْءِ مَا يُحْسِنُه) .
وقالَ الرَّاغِبُ: الإِحْسانُ على وَجْهَينِ: أَحَدُهما: الإِنْعامُ إِلى الغَيْرِ، وَالثَّانِي: إِحْسانٌ فِي فعْلِه، وذلِكَ إِذا عَلمَ عِلْماً حَسَناً أَو عَمِلَ عَمَلاً حَسَناً؛ وعَلى هَذَا قَوْلُ عليَ، كَرَّمَ اللَّهُ تعالَى وَجْهَه: (الناسُ أبْناء مَا يُحْسِنُون) ، أَي مَنْسُوبونَ إِلى مَا يَعْلَمونَه وَمَا يَعْمَلُونَه مِن الأَفْعالِ الحَسَنَةِ.
(واسْتَحْسَنَهُ: عَدَّهُ حَسَناً) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وَمِنْه قوْلُهم: صَرْفُ هَذَا اسْتِحْسانٌ والمَنْعُ قِياسٌ؛ وقَوْل الشاعِرِ:
فَمُسْتَحْسَنٌ مِن ذَوي الجاه لَيِّنُ (والحَسَنُ والحُسَيْنُ: جَبَلانِ) ؛) هَكَذَا فِي نسخِ الصِّحاحِ بالجِيمِ، وَفِي بَعْضِها حَبَلانِ بالحاءِ، (أَو نَقَوانِ) ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيّ؛ زادَ غيرُهُ: أَحَدُهما بإِزاءِ الآخَر.
وقالَ الكَلْبيُّ أَيْضاً: الحَسَنُ اسْمُ رَمْلَةٍ لبَني سَعْدٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: الحَسَنُ نَقاً فِي دِيارِ بَني تَمِيمٍ مَعْروفٌ.
وقالَ نَصْر: الْحسن رَملٌ فِي دِيارِ بَني ضبَّةَ وجَبَلٌ فِي دِيارِ بَني عامِرٍ.
قالَ الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيِّ: (وعندَ الحَسَنِ دُفِنَ) ، ونَصُّ الصِّحاحِ: قُتِلَ أَبو الصَّهْباء، (بِسطامُ بنُ قَيْسِ) بنِ خالِدٍ الشَّيْبانيُّ، قَتَلَه عاصِمُ بنُ خَليفَةَ الضَّبِّيُّ، وَفِيه يقولُ عَنَمةُ بنُ عبدِ اللَّهِ الضَّبِّيُّ يَرْثِيه:
لأُمِّ الأَرْضِ وَيْلٌ مَا أَجَنَّتْبحيثُ أَضَرَّ بالحَسَنِ السَّبيلُ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لجريرٍ:
أَبَتْ عَيْناكَ بالحَسَنِ الرُّقاداوأَنْكَرْتَ الأَصادِقَ والبِلادَاوفي حدِيْثِ أَبي رَجاء العُطارِدِيِّ: وقيلَ لَهُ مَا تَذْكُرُ؟ قالَ: أَذْكُرُ مَقْتَل بِسْطامِ بنِ قَيْسٍ على الحَسَنِ؛ وكانَ أَبو رَجاءٍ قد عُمِّر مِائَةً وثمانِي وعشْرِيْنَ سَنَةً؛ (فإِذا جُمِعَا قيلَ: الحَسَنانِ) ؛) وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لشَمْعَلَة بنِ الأَخْضَرِ:
ويَوْمَ شَقيقةِ الحَسَنَيْنِ لاقَتْبَنُو شَيْبان آجالاً قِصاراوأَنْشَدَ فِي الحُسَيْن:
تَركْنَا فِي النَّواصِف من حُسَيْنٍ نساءَ الحيِّ يَلْقُطْنَ الجُماناوقالَ نَصْر: الحَسَنُ والحُسَيْنُ جَبَلانِ بالدَّهْناءِ، فإِذا ثُنِّيا قيلَ: الحَسَنانِ، وَفِي كلِّ ذلِكَ جاءَ شِعْر.
(و) الحَسَنُ والحُسَيْنُ: (بَطْنانِ فِي طَيِّىءٍ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن الكَلْبيّ؛ وهُما ابْنَا عَمْرٍ وبنِ الغَوْثِ بنِ طيِّىءٍ.
قُلْت: وضَبَطَه غيرُ واحِدٍ فِي هَذَا البَطْن الحَسِين، كأَميرٍ.
(و) حَسَنٌ وحُسَيْنٌ: (اسْمانِ) ، يُقالانِ باللامِ فِي التَّسْميةِ على إِرادَةِ الصِّفَةِ.
وقالَ سِيْبَوَيْه: أَمَّا الَّذين قَالُوا الحَسَن فِي اسْمِ الرَّجُل، فإِنَّما أَرادُوا أَنْ يَجْعلُوا الرَّجلَ هُوَ الشيءَ بعَيْنِه وَلم يَجْعلوه سُمِّيَ بذلِكَ، ولكنَّهم جَعَلوه كأَنَّه وصفٌ لَهُ غَلَب عَلَيْهِ، ومَن قالَ فِيهِ حَسَن فَلم يُدْخِل فِيهِ الأَلِفَ واللامَ فَهُوَ يُجْرِيه مُجْرَى زَيْدٍ.
وأَوَّلُ مَنْ سُمِّي بهما سَيِّدُنا الحَسَنُ وأَخُوه سَيِّدُنا الحُسَيْن ابْنَا فاطِمَةَ الزَّهْراء، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم أَجْمَعِيْن.
وذَكَرَ ابنُ دُرَيْدٍ عَن ابنِ الكَلْبيّ: لَا يُعْرَفُ أَحدٌ فِي الجاهِلِيَّةِ حَسَن وَلَا حُسَيْن.
قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وَهَذَا غَلَطٌ، فَفِي طيِّىءٍ بَطْنٌ يُقالُ لَهُم بَنُو حُسَيْنٌ.
قُلْت: قد تَقَدَّمَ أنَّ المُعْتمدَ فِيهِ حَسِين كأَمِيرٍ.
وَفِي حَدِيْث أَبي هُرَيْرَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: كنَّا عنْدَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي لَيْلةٍ ظَلْماءَ حِنْدِسٍ وعنْدَه الحَسَنُ والحُسَيْنُ، فسَمِعَ تَوَلْوُلَ فاطِمَةَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنْهُم، وَهِي تُنادِيهما: يَا حَسَنانُ، يَا حُسَيْنانُ فقالَ: الْحَقَا بأُمِّكما؛ غلبَ أَحَد الاسْمَيْن على الآخَر، كَمَا قَالُوا العُمْرانِ والقَمَرانِ.
قالَ الأَزْهرِيُّ: هَكَذَا رَوَى سَلَمةُ عَن الفرَّاء، بضمِّ النّونِ فيهمَا جَمِيعاً، كأنَّه جَعَل الاسْمَيْن اسْماً واحِداً فأَعْطاهُما حَظّ الاسْمِ الواحِدِ مِن الإِعْرابِ.
(والحَسَنُ، محرَّكةً: مَا حَسُنَ من كلِّ شيءٍ) وَهُوَ لِمَعْنى فِي نفْسِه كالاتِّصافِ بالحُسْنِ لِمَعْنى ثَبَتَ فِي ذاتِه كالإِيْمانِ باللَّهِ تعالَى وصفاتِه، ولمعنًى فِي غيرِهِ كالاتِّصافِ بالحسنِ لِمَعْنى ثَبَتَ فِي غيرِهِ كالجِهادِ، فإِنَّه لَا يَحْسنُ لذاتِه لأَنَّه تَخْريبُ بِلادَ اللَّهِ تعالَى وتَعْذيبُ عِبادِه، وإِنَّما حَسَن لمَا فِيهِ مِن إِعْلاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ تعالَى وإِهْلاكِ أَعْدائِه.
(و) الحَسَنُ: (حِصْنٌ بالأَنْدَلُسِ.
(و) أَيْضاً: (ة باليَمامَةِ.
(و) حَكَى الأَزْهرِيُّ عَن عليِّ بنِ حَمْزَةَ: الحَسَنُ (شَجَرُ) الأَلاءِ (حَسَنُ المَنْظَرِ) مُصْطفًّا بكَثيبِ رمْلٍ، فالحَسَنُ هُوَ الشَّجَرُ، سمِّي بذلِكَ لِحُسْنِه، ونُسِبَ الكَثِيبُ إِليه فقيلَ: نَقا الحَسَنِ.
(و) الحَسَنُ: (العَظْمُ الَّذِي يَلِي المِرْفَقَ، ويُضَمُّ.
(و) الحَسَنُ: (الكَثِيبُ العالي) .
(قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: وسُمِّي 4) الغُلامُ حَسَناً.
(وأَحْسَنَ) الرَّجُلُ: (جَلَسَ عَلَيْهِ) ؛) عَن ابنِ الأَعْرَابيِّ.
(وحَسَنَةُ، محرَّكةً: امْرَأَةٌ) ، وَهِي أُمُّ شُرَحْبيلَ القُرَشِيِّ، وقيلَ: حاضِنَتُه، وَلها صحْبَةٌ، وحَفِيده جَعْفَرُ بنُ رَبيعَةَ بنِ شُرَحْبيلٍ الحَسَنيُّ عَن الأَعْرَج، وَعنهُ اللَّيْثُ وابنُ لهيعَةَ. (و) حَسَنَةُ: (ة باصطَخْرَ) بالقُرْبِ مِنَ البَيْضاءِ، مِنْهَا: الحَسَنُ بنُ مكرمٍ الحَسَنيُّ مَاتَ سَنَة 274.
(و) الحَسَنَةُ: (جِبالٌ بينَ صَعْدَةَ وعَثَّرَ) فِي الطَّريقِ مِن بِلادِ اليَمنِ؛ قالَهُ نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(و) الحَسَنَةُ: (رُكْنٌ مِن) أَرْكَانِ (أَجَأ) ، وَالَّذِي ضَبَطَه نَصْر بكسْرِ الحاءِ وسكونِ السِّيْن.
(والحِسْنَةُ، بالكسْرِ: رَيْدٌ يَنْتَأُ من الجَبَلِ، ج) الحِسَنُ، (كعِنَبٍ) ، وَبِه فُسِّرَ قَوْل أَبي صَعْتَرةَ البَوْلانِيّ:
فَمَا نُطْفةٌ من حَبِّ مُزْنٍ تَقاذَفَتْبه حَسَنُ الجُودِيّ والليلُ دامِسُويُرْوَى: بِهِ جَنْبَتا الجُودِيِّ، والجُودِيُّ وادٍ، وأَعْلاهُ بأجَأَ فِي شَواهِقِها، وأَسْفَلُه أَباطِحُ سَهْلةٌ.
وقالَ نَصْر: الجووي بواوَيْن، وأَمَّا الجُودِيُّ بالكُوفَةِ.
(وسَمَّوْا حَسِينَةَ، كخَدِيجَةَ وجُهَيْنَة، ومُزاحِمٍ ومُعَظَّمٍ ومُحْسِنٍ وأَميرٍ) .
(أَمَّا الثَّاني فيَأْتي ذِكْرُه فِي آخِرِ الترْجَمَةِ.
وأَمَّا الثَّالِثُ فَمِنْهُ: محمدُ بنُ مُحاسِنٍ، حَكَى عَنهُ ابنُ أَخِي الأَصْمَعي، ومُحاسِنُ بنُ عَمْرِو بنِ عبْدِ ودَ أَخُو النُّعْمانِ بنِ المُنْذرِ لأُمِّه، ذَكَرَه ابنُ الكَلْبي؛ ومُحاسِنٌ لَقَبُ زيْدِ مَنَاة بنِ عبْدِ ودَ، قالَ الحافِظُ: وَالَّذِي يَنْبَغي أَنْ يكونَ بفتحِ الميمِ.
وأَمَّا الرَّابعُ فَمِنْهُ جماعَةٌ.
وأَمَّا الخامِسُ: فَفِي المُتَقدِّمين قَلِيلٌ جدًّا لم يَذْكرِ الأَميرُ سِوَى اثْنَيْن: محمدُ بنُ مُحْسِنٍ رَوَى عَنهُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ عُيَيْنَةَ، ومنعمُ بنُ مُحْسِنِ بنِ مفضل أَبو طاهِرٍ اليخشيّ رَوَى عَن السديِّ حَمَدوَيْهَ، كَانَ يَتَشيَّعُ وذَكَرَ ابنُ نقْطَةَ: المَلِكُ بنُ مُحْسِنِ بنِ صَلاح الدِّيْن.
قُلْت: اسْمُه أَحْمدُ ولَقَبُه ظَهِيرُ الدِّيْن، وُلِدَ بمِصْرَ سَنَة 577 -، وتُوفي بحَلَبَ سَنَة 633، سَمِعَ بدِمشْقَ ومِصْرَ ومكَّةَ، وحدَّثَ، أَجازَ الحافِظَ المُنْذرِيَّ وأَوْلادَه الأَميرُ ناصِرُ الدِّيْن أَبو عبدِ اللَّهِ محمدُ بنُ أَحْمدَ حَضَرَ فِي الرَّابعةِ على ابْن طبرزد مَعَ أَبيهِ والمَلِك المَشْهور أَبو محمدٍ عليّ حَضَرَ مَعَ أَخيهِ فِي الثالثةِ على ابْن طبرزد، وَمَعَ أُخْتهِ فِي الثانيةِ، وأُمُّ الحَسَنِ فاطِمَةُ خاتون حدَّثَتْ عَن ابْن طبرزد وَلَدُها عُمَرُ بنُ أَرْسلان بنِ المَلِكِ الزَّاهِدِ دَاود سَمِعَ الحَدِيْثَ على أُمِّه فِي مَجالِس.
وأَمَّا السادِسُ: فَهُوَ فَرْدٌ يأْتي ذِكْرُه.
(وإِحْسانٌ) ، بالكسْرِ: (مَرْسَى) للمَراكِبِ (قُرْبَ عَدَنَ.
(والحَسَنِيُّ، محرَّكةً) مَعَ تَشْديدِ الياءِ: (بِئْرُ قُرْبَ مَعْدِنِ النُّقْرةِ.
(و) أَيْضاً: (قَصْرٌ للحَسَنِ بنِ سَهْلٍ) وَزِير المَأْمُون نُسِبَ إِليه.
(و) الحسينيةُ، (بهاءٍ: ة بالمَوْصِلِ) شَرْقيّها على يَوْمَيْن؛ عَن نَصْر.
(والحُسَيْناءُ: شجرٌ بوَرَقٍ صغارٍ.
(والأَحاسِنُ) ، كأَنّه جَمْعُ أَحْسَنُ: (جِبالٌ باليَمامَةِ) ، وقيلَ: قُرْبَ الأَحْسَن بينَ ضَرِيَّة واليَمامَةِ.
وقالَ الإِيادِيُّ: الأَحاسِنُ: مِن جِبالِ بَني عَمْرِو بنِ كِلابٍ؛ قالَ السريُّ بنُ حَاتِم:
تَبَصَّرْتهم حَتَّى إِذا حَالَ دُوْنَهميَحامِيم مِن سُود الأَحاسِنِ جُنَّحُقالَ ياقوت: فإِن قيلَ: إِنَّما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفاعِلٍ إِذا كانَ مُؤَنَّثُه فَعلى، مِثْل صَغِير وأَصْغَر وأَصاغِر، وأَمَّا هَذَا فمؤَنَّثه الحَسْناء فيَجبُ أَن يُجْمَع على فعل أَو فعْلان، فالجَوابُ: أنَّ أَفْعَل يُجْمَع على أفاعِلٍ إِذا كانَ اسْماً على كلِّ حالٍ، وَهَهُنَا كأَنَّهم سَمّوا مَواضِع كلُّ واحِدٍ مِنْهَا أَحْسَن فزَالَتِ الصِّفَة بنَقْلِهم إِيّاه إِلى العِلْميَّة فنَزَلَ مَنْزِلةَ الاسْمِ المَحْض، فجَمَعُوه على أَحاسِن كَمَا فَعَلوه بأَحامِر وأَحاسِب وأَحاوِص.
(والتَّحاسِينُ: جَمْعُ التَّحْسينِ، اسْمٌ بُنِيَ على تَفْعِيلٍ) ، ومِثْلُه تَكالِيف الأُمُورِ وتَقاضِيب الشّعر.
(وكتابُ التَّحاسِينِ: خِلافُ المَشْقِ) ، ونَحْو هَذَا يُجْعَل مَصْدراً ثمَّ يُجْمَع كالتَّكاذِيبِ، وليسَ الجَمْعُ فِي مَصْدر بفاشٍ ولكنّهم يجرّون بَعْضَها مجرَى الأَسْماءِ ثمَّ يَجْمَعُونَه.
(وحَسنونَ) بنُ الهَيْثمِ، بالفتْحِ (وَقد يُضَمُّ) :) هُوَ (المُقْرِىءُ التَّمَّارُ) صاحِبُ هُبَيْرَةَ كَانَ ينزلُ الدَّائرَةَ.
(و) حَسنونَ (البنَّاءُ؛ و) حَسنونَ (بنُ الصَّيْقَلِ المِصْرِيِّ؛ وأَبو نَصْرٍ) أَحْمدُ بنُ محمدِ (بنِ حَسنونَ) الترسيُّ مِن شيوخِ الحافِظ ابْن أَبي بَكْرٍ الخَطِيب.
وفاتَهُ:
حَسنونَ بن محمدِ بنِ أَبي الفَرَجِ أَبو القاسِمِ العَطَّار، حَدَّثَ بَعيْن زربَةَ عَن أَبي فَرْوَةَ الرّمادِيِّ وغيرِهِ؛ قالَهُ ابنُ العَدِيمِ فِي التاريخِ.
(وأَبو الحُسْنِ، بالضَّمِّ، طاوُسُ بنِ أَحمدَ) عَن حذيفَةَ بن الهاطي، مَاتَ سَنَة 610: (مُحَدِّثُونَ.
(وأُمُّ الحُسْنِ كمالُ بِنْتُ الحافِظِ عبدِ اللَّهِ بنِ أَحمدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ) عَن طِرَاد (و) أُمُّ الحُسْنِ (كَريمَةُ بِنْتُ أَحمدَ الأَصْفَهانِيَّةُ) عَن محمدِ بنِ إِبْراهيمَ الجُرْجانيّ.
وفاتَهُ:
أُمُّ الحُسْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ هِلالٍ الكرجيَّة عَن ابنِ السمَّاكِ؛ وأُمُّ الحُسْنِ فاطِمَةُ بِنْتُ عليَ الوَقَاياتيِّ عَن ابنِ سويسٍ التَّمَّار، وعنها الشيخُ المُوَّفقُ، مُحدِّثانِ.
(وحُسْنُ، بالضَّمِّ: أُمُّ وَلَدٍ للإِمامِ أَحمدَ) بنِ حَنْبل حَكَت عَنهُ.
وفاتَهُ:
(حُسْنُ) مُغَنِّيَةٌ مِن أَهْلِ البَصْرَةِ لَهَا ذِكْرٌ، وفيهَا قيلَ:
وسوْفَ يَرونه فِي بَيْتِ حُسْنٍ عَقِيماً للشَّرابِ وللسَّماعِ (و) حُسْنُ (بنُ عَمْرِو) بنِ الغَوْثِ، (فِي طَيِّىءٍ، وأَخُوهُ) حَسن، (بالفتْحِ، وهُما فَرْدانِ) .
(وَالَّذِي ذَكَرَه الحافِظُ فِي التَّبْصير: حَسن بن عَمْرٍ و، بالفتْحِ، فِي طيِّىءٍ فَرْدٌ؛ وحَسِينُ بنُ عَمْرٍ و، كأميرٍ، فِي طيِّىءٍ أَخُو المَذْكُور، قيلَ: هُما فَرْدانِ.
وتقدَّمَ عَن الكَلْبي أنَّهما الحَسَنُ، محرَّكةً، والحُسَيْنُ، كزُبَيْرٍ، بَطْنانِ فِي طيِّىءٍ؛ فتأَمَّلْ ذلِكَ.
وسِياقُ المصنِّفِ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى لَا يَخْلو عَن نَظَرٍ ظاهِرٍ.
(و) حُسَيْنَةُ، (كجُهَيْنَةَ: مُرَجِّلَةٌ لعَبْدِ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ.
(و) حُسَيْنَةُ (بِنْتُ المَعْرُورِ) بنِ سويدٍ؛ (حَدَّثَتْ) عَن أَبيها.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الحاسِنُ: القَمَرُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ عَن أَبي عَمْرٍ و.
وحَسَّنْتُ الشيءَ تَحْسِيناً: زَيَّنْتُه، وأَحْسَنْتُ إِليه وَبِه بمعْنًى وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {وَقد أَحْسَنَ بِي إِذا أَخْرَجَنِي مِن السِّجْنِ} ، أَي إِليَّ؛ رَوَاهُ الأَزْهرِيُّ عَن أَبي الهَيْثمِ.
والحُسْنَى: الجَنَّةُ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى: {للَّذين أَحْسَنوا الحُسْنَى وزِيادَة} ، وقوْلُه تعالَى: {وَقُولُوا للناسِ حُسْناً} ؛ قالَ أَبو حاتِمٍ: قَرَأَ الأَخْفَشُ حُسْنَى كبُشْرَى، قالَ: وَهَذَا لَا يَجوزُ لأَنَّ حُسْنَى مِثْلُ فُعْلَى، وَهَذَا لَا يَجوزُ إِلاَّ بالأَلفِ واللامِ.
وقالَ الزَّجَّاجُ: مَنْ قَرَأَ حُسْناً بالتَّنْوينِ فَفِيهِ قَوْلان: أَحَدُهما: قولا ذَا حُسْنٍ، قالَ: وزَعَمَ الأَخْفَش أنَّه يَجوزُ أَنْ يكونَ حُسْناً فِي معْنَى حَسَناً؛ قالَ: وَمن قَرَأَ حُسْنَى فَهُوَ خَطَأ لَا يَجوزُ أَن يقْرأَ بِهِ ومِن الأَوَّل البُؤْسُ والبُؤْسَى والنُّعْم والنُّعْمَى.
وقوْلُه تعالَى: {وَلَا تَقْرَبوا مالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بالَّتي هِيَ أَحْسَن} ؛ قيلَ: هُوَ أَنْ يأْخذَ مِن مالِهِ مَا يَسْترُ عَوْرتَه ويسدُّ جَوْعتَه.
وقوْلُه تعالَى: {أَحْسَنَ كلَّ شيءٍ خَلْقَه} ؛ يعْنِي حَسَّنَ خَلْقَ كلِّ شيءٍ.
وقوْلُه تعالَى: {ووَصَّيْنا الإِنْسانَ بوالِدَيْه حُسْناً} ، أَي يَفْعلُ بهما مَا يَحْسُنُ حُسْناً.
وحَسَّنَ الحَلاَّقُ رأْسَه: زَيَّنَه.
ودخَلَ الحمَّامَ فتَحسَّنَ: أَي احْتَلَقَ.
والتَّحسُّنُ: التَّجَمُّلُ.
وإِنِّي لأُحَاسِنُ بكَ الناسَ: أَي أُباهِيهم بحسْنِك.
وحَسَّان: اسْمُ رجُلٍ إِنْ جَعَلْتَه فَعَّالاً مِن الحُسْنِ أَجْرَيْتَه، وإِن جَعَلْتَه فَعْلاناً مِن الحَسِّ لم تُجْرِه. وَقد ذَكَرَه المصنِّفُ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى فِي ح س س. وذَكَرَه الجَوْهرِيُّ هُنَا.
وصَوَّبَ ابنُ سِيْدَه أنَّه فَعْلان مِن الحسِّ.
قالَ الجَوْهرِيُّ: وتَصْغيرُ فَعَّالٍ حُسَيْسِين، وتَصْغيرُ فَعْلانَ حُسَيْسَان.
والحُسَيْنُ، كزُبَيْرٍ: الجَبَلُ العالِي، وَبِه سُمِّي الغُلامُ حُسَيْناً.
وحَسْنَى: مَوْضِعٌ.
قالَ ابنُ الأَعْرابيِّ: إِذا ذكَر كُثيِّر غَيْقةَ فمعها حَسْنَى، وقالَ ثَعْلَب: إِنَّما هُوَ حِسْيٌ، وإِذا لم يَذْكر غَيْقةَ فحِسْمَى. والحِسْنَةُ، بالكسْرِ: جَبَلٌ شاهِقٌ أَمْلَسُ ليسَ بِهِ صرح.
وقالَ نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى: هِيَ مَجارِي المَاءِ.
ونَقَلَ شيْخُنا: الحُسُن، بضَمَّتَيْن، والحَسَن، محرَّكةً، لُغَتَان فِي الحُسْن، بالضمِّ، الأَوَّلُ لُغَةُ الحِجازِ، والثانِيَةُ كالرَّشَدِ والرُّشْدِ والبَخَلِ والبُخْلِ.
وحسناباذ: قَرْيَةٌ بأَصْفَهان.
وحَسْنَوَيْه: جَدُّ أَبي سَهْلٍ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أَحْمدَ بنِ محمدٍ النَّيْسابوريُّ الحَسْنَويُّ، سَمِعَ أَبا حامِدٍ البَزَّار، وأَبوه سَمِعَ محمدَ بنَ إِسْحاق بنِ خزيمَةَ.
وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنُ إِبْراهيمَ بنِ عليِّ بنِ حَسْنَوَيْه الحَسْنَويُّ الزَّاهِدُ، بَكَى مِن خشْيَةِ اللَّهِ تعالَى حَتَّى عَمِي، سَمِعَ مِنْهُ الحاكِمُ.
والحُسَيْنِيَّةُ: محلَّةٌ كَبيرَةٌ بظاهِرِ القاهِرَةِ لنزولِ طائِفَة مِن بَني الحُسَيْنِ بنِ عليَ بهَا، وَقد نُسِبَ إِليها بعضُ المُحدِّثِيْن.
ومَحاسِنُ الحربيُّ، كمَساجِدَ: حَدَّثَ عَن ابنِ الزاخونيِّ.
وأَبو المَحاسِنِ: كَثيرُونَ فِي المُتَأَخِّرين.
والإِمامُ المُحدِّثُ موسَى المحاسِنِيُّ الدِّمَشْقيُّ خَطِيبُ جامِعِ بَني أُميَّة، أَجازَ شُيُوخنَا.
وكمُحَدِّثٍ: مُحَسِّنُ بنُ عليِّ بنِ أَبي طالِبٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، ومُحَسِّنُ بنُ خالِدٍ الصُّوفيُّ شيخٌ لحمْزَةَ الكِنانيِّ، ومحمدُ بنُ مُحَسِّنٍ الرّهاوِيُّ عَن أَبي فَرْوَة؛ ومحمدُ بنُ المُحَسِّنِ الأَزْدِيُّ الأَذَنيُّ؛ وعليُّ بنُ المُحْسِنِ التَّنوخيُّ وآخَرُونَ.
وأَبو أَحْمدَ محمدُ بنُ محمدِ بنِ المُحَسِّنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ محمودٍ، ذَكَرَه المَالينيُّ.
وأَحْسَنُ، كأَحْمَدَ: قَرْيةٌ بينَ اليَمامَة وَحمى ضَرِيَّة يقالُ لَهَا مَعْدِنُ الإِحْساءِ لبَني أَبي بَكْرِ بنِ كلابٍ، بهَا حِصْنٌ ومَعْدِن ذَهَبٍ، وَهِي طَريقٌ أَيمنَ اليَمامَة.
وقالَ النّوفليُّ: يكْتَنِفُ ضَرِيَّة جَبَلان يقالُ لأَحَدِهما: وَسِيطٌ، والآخَرُ الأَحْسَنُ وَبِه مَعْدِن فضَّة.

وستُّ الحُسْن: هُوَ نَباتٌ يَلْتوي على الأَشْجارِ وَله زَهْرٌ حَسَنٌ.
والقَصْرُ الحسنيّ ببَغْدادَ مَنْسوبٌ إِلى الحَسَنِ بنِ سَهْل.
ومَحْسَنٌ، كمَقْعَدٍ: مَوْضِعٌ فِي شعْرٍ، عَن نَصْر، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى.
(حسن) الشَّيْء جعله حسنا وزينه ورقاه وَأحسن حَالَته
(حسن) : يُقالُ: إِنَها لحَسَنَةٌ حُسْنَةَ طَلى، وحُسْنَةَ شآبِيب الوَجْهِ.
حسن
الحُسْنُ: نَعْتٌ لِما حَسُنَ، تقول: حَسُنَ يَحْس
ُنُ حُسْناً. والمَحْسَنُ: المَوْضِعُ الحَسَنُ في البَدَنِ، والجَميعُ: المَحَاسِنُ. وامْرأةٌ حَسْناءُ، ورَجُلٌ حُسّانٌ، وجارِيَةٌ حُسّانَةٌ. والمَحَاسِنُ: ضِدُّ المَسَاوىءِ. وفلانٌ مِحْسانٌ: لا يَزَالُ يُحْسِنُ. والحُسْنى: ضِدُّ السُّوْأى. وحَسَنٌ: اسْمُ رَمْلٍ لِبَني سَعْدٍ. وكِتَابُ التَّحاسِيْنِ: الغَلِيظُ. والحُسَيْنَاءُ - مَمْدُوْدَةٌ - شَجَرَةٌ خَضْراءُ لها حَبٌّ ووَرَقٌ صَغِيرٌ. والحَسَنُ: عَظْمٌ في المِرْفَقِ.
الْحَاء وَالسِّين وَالنُّون

الحُسْنُ: ضد الْقبْح. حَسْنَ وحَسَنَ يحْسُنُ حُسنا، فيهمَا، فَهُوَ حاسِنٌ وحَسَنٌ. وَحكى الَّلحيانيّ: احْسُنْ إِن كنت حاسِنا، فَهَذَا فِي الْمُسْتَقْبل، وَإنَّهُ لحَسَنٌ، يُرِيد فعل الْحَال. وَجمع الحَسَنِ حِسانٌ.

وَقَوله تَعَالَى: (ورَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقا حَسَنا) قيل: يَعْنِي حَلَالا، وَقيل: مَا وفْق لَهُ من الطَّاعَة. وَرجل حُسَانٌ، مخفف كحَسَنٍ، وحُسّانٌ. وَالْجمع حُسّانونَ. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَلَا يكسر، استغنوا عَنهُ بِالْوَاو وَالنُّون. وَالْأُنْثَى حَسَنٌة، وَالْجمع حِسانٌ كالمذكر.

وَقَوله تَعَالَى: (فَإِذا جَاءَتْهُم الحسَنَةُ) الحسنَةُ هَاهُنَا الخصب (قَالُوا لنا هَذِه) أَي أعطينا هَذَا بِاسْتِحْقَاق (وإنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) أَي جَدب أَو ضرّ.

وحُسّانَةٌ، قَالَ الشماخ:

دارُ الفتاةِ الَّتِي كُنّا نقولُ لَهَا ... يَا ظَبْيَةً عُطُلاً حُسّانةَ الجِيدِ

وَالْجمع حُسّاناتٌ. والحسناءُ من النِّسَاء الحسنةُ، وَفِي الحَدِيث: " سَوْاءُ ولُودٌ خيرُ من حسناءَ عقيمٍ " وَلَا يُقَال: رجل أحسَنُ وَلَا أَسْوَأ، قَالَ ثَعْلَب: وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال، لِأَن الْقيَاس يُوجب ذَلِك. وَجمع الحسناءِ حِسانٌ. وَلَا نَظِير لَهَا. إِلَّا عجفاء وعجاف، هَذَا قَول كرَاع وَقد تقدم تضعيفنا لَهُ. قَالَ: وَلَا يُقَال للذّكر أحْسَنُ، إِنَّمَا نقُول: هُوَ الْأَحْسَن على إِرَادَة التَّفْضِيل، وَالْجمع الأحاسِنُ. وأحاسِنُ الْقَوْم حِسانُهم. وَفِي الحَدِيث: " أحاسِنُكم أَخْلَاقًا: الموطئون أكنافا ". وَقَوله تَعَالَى: (وجادِلْهم بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ) قَالَ الزّجاج: الْمَعْنى، ألن لَهُم جَانِبك وجادلهم غير فظ وَلَا غليظ الْقلب. وَقَوله تَعَالَى: (واتّبِعوا أحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إلَيْكم مِن رَبِّكُم) قيل: أَرَادَ الْعَفو وَالْقصاص، وَالَّذِي أحسنُ: الْعَفو. وَهِي الحُسنى. وَقَوله تَعَالَى: (وصَدَّقَ بالحُسْنَى) قيل: أَرَادَ الْجنَّة، وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: (للّذينَ أحْسَنُوا الحُسْنَى وزِيادَة) عَنى الْجنَّة، وَعِنْدِي إِنَّهَا المجازاة الْحسنى، وَالزِّيَادَة النظرة إِلَى وَجه الله. وَقيل: الزِّيَادَة لتضعيف الْحَسَنَات. وَقَالَ أَبُو حَاتِم:

وَقَرَأَ الْأَخْفَش: (وقُولُوا للنَّاس حُسْنَى) فَقلت هَذَا لَا يجوز، لِأَن حُسْنَى مثل فُعْلَى وَهَذَا لَا يجوز إِلَّا بِالْألف وَاللَّام. هَذَا نَص لَفظه. قَالَ ابْن جني: هَذَا عِنْدِي غير لَازم لأبي الْحسن لِأَن حُسْنَى هُنَا غير صفة، وَإِنَّمَا هُوَ مصدر بِمَنْزِلَة الحُسْنِ كَقِرَاءَة غَيره: (وقُولُوا للناسِ حُسْنا) وَمثله فِي الْفِعْل والفعلى، الذّكر والذكرى، وَكِلَاهُمَا مصدر، وَمن الأول. الْبُؤْس والبؤسى، وَالنعَم والنعمى، وَلَا تستوحش من تَشْبِيه حُسنى بذكرى لاخْتِلَاف الحركات، فسيبويه قد عمل مثل هَذَا فَقَالَ: وَمثل النّظر الحسَنُ، إِلَّا أَن هَذَا مسكن الْأَوْسَط، يَعْنِي النَّضر. وَقيل: الْحسنى، الْعَاقِبَة الحسَنة، وَالْجمع الحُسْنَياتُ والحُسَنُ، لَا تسْقط مِنْهَا اللَّام لِأَنَّهَا معاقبة، فَأَما قِرَاءَة من قَرَأَ: (وقُولُوا للناسِ حُسْنَى) فَزعم الْفَارِسِي انه اسْم للمصدر، وَقد أبنت ذَلِك فِي الْكتاب الْمُخَصّص.

وَقَوله تَعَالَى: (قُلْ هَل ترَبَصُونَ بِنَا إِلَّا إحدَى الحُسْنَيَيِنِ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: الحُسْنَيانِ: الْمَوْت شُهَدَاء، أَو الْغَلَبَة وَالظفر.

والمحاسِنُ: الْمَوَاضِع الحسَنَةُ من الْبدن، قَالَ بَعضهم: وَاحِدهَا مَحْسَنٌ، وَلَيْسَ هَذَا بِالْقَوِيّ وَلَا بذلك الْمَعْرُوف، إِنَّمَا المحاسِنُ عِنْد النَّحْوِيين وَجُمْهُور اللغويين، جمع لَا وَاحِد لَهُ، وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ: إِذا نسبت إِلَى محاسِنَ قلت: مَحاسِنيّ، فَلَو كَانَ لَهُ وَاحِد لرده إِلَيْهِ فِي النّسَب، وَإِنَّمَا يُقَال إِن واحده حسن على الْمُسَامحَة، وَمثله المفاقر والمشابه والملامح والليالي.

وَوجه مُحَّسنٌ، حسَنٌ. وَقد حسّنَه الله، لَيْسَ من بَاب مدرهم ومفؤود كَمَا ذهب إِلَيْهِ بَعضهم فِيمَا حكى.

وَطَعَام مَحسَنَةٌ للجسم، يَحْسُنُ بِهِ.

والإحْسانُ: ضد الْإِسَاءَة. وَرجل مُحْسِنٌ ومِحْسانٌ، الْأَخِيرَة عَن سِيبَوَيْهٍ، قَالَ: وَلَا يُقَال مَا أحْسَنَه أَبُو الحسَن، يَعْنِي من هَذِه، لِأَن هَذِه الصِّيغَة قد اقْتَضَت عِنْده التكثير فأغنت عَن صِيغَة التَّعَجُّب. وَقَول كثير:

أسيئي بِنَا أَو أحْسني لَا مَلومَةٌ ... لديْنا، وَلَا مَقْليّةٌ إِن تقلّتِ

لَفظه لفظ الْأَمر، وَمَعْنَاهُ الشَّرْط لِأَنَّهُ لم يأمرها بالإساءة وَلَكِن أعلمها إِنَّهَا إِن أساءت أَو أَحْسَنت فَهُوَ على عهدها. وَمثله قَوْله تَعَالَى: (قُلْ أنفقُوا طَوْعا أَو كَرْها، لَنْ يُتَقَبّلَ مِنْكُم) أَي إِن أنفقتم طائعين أَو كارهين لن يتَقَبَّل ذَلِك وَمعنى قَوْله: أسيئي بِنَا، قولي: مَا أسوأه، أَي مَا أقبحه، أَو قولي: مَا أحْسنه. وَقَوله تَعَالَى: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ) فسره ثَعْلَب فَقَالَ: هُوَ الَّذِي يتبع الرَّسُول. والحسَنَةُ ضد السَّيئَة. وَفِي التَّنْزِيل: (مَنْ جَاءَ بالحَسَنةِ فلَهُ عَشْرُ أمْثالِها) . وَالْجمع حسناتٌ وَلَا يكسر.

والمحاسنُ فِي الْأَعْمَال، ضد المساوئ، وَالْقَوْل فِيهِ كالقول فِيمَا قبله.

وأحسَنَ بِهِ الظَّن، نقيض أساءه.

وَكتاب التحاسينِ، خلاف الْمشق، وَنَحْو هَذَا يَجْعَل مصدرا ثمَّ يجمع كالتكاذب والتكاليف، وَلَيْسَ الْجمع فِي الْمصدر بفاشٍ وَلَكنهُمْ يجرونَ بعضه مجْرى الْأَسْمَاء ثمَّ يجمعونه.

وحَسّانٌ: اسْم رجل، فعال من الحُسنِ. هَذَا قَول بعض النَّحْوِيين وَلَيْسَ بِشَيْء. وَقد قدمنَا انه من الحَسّ أَو من الحسّ. وَكَذَلِكَ حُسَينٌ وحَسَنٌ، ويقالان بلام فِي التَّسْمِيَة على إِرَادَة الصّفة. قَالَ سِيبَوَيْهٍ: أما الَّذين قَالُوا الحَسَنُ فِي اسْم الرجل، فَإِنَّمَا أَرَادوا أَن يجْعَلُوا الرجل هُوَ الشَّيْء بِعَيْنِه، وَلم يَجْعَلُوهُ سمي بِهِ، وَلَكنهُمْ جَعَلُوهُ كَأَنَّهُ وصف لَهُ غلب عَلَيْهِ. وَمن قَالَ: حَسَنٌ، فَلم يدْخل فِيهِ الْألف وَاللَّام، فَهُوَ يجريه مجْرى زيد.

والحَسَنُ، اسْم رمل لبني سعد، عَلَيْهِ قتل بسطَام بن قيس قَالَ ابْن غنمة:

لأُمُّ الأرْضِ وَيلٌ مَا أجنَتْ ... بحيثُ أضَرَّ بالحَسَنِ السبيلُ

وَجَاء فِي الشِّعرِ: الحسنانِ، يُرِيد الحسَنَ، وَهُوَ هَذَا الرمل بِعَيْنِه، قَالَ:

ويومَ شقيقةِ الحسنَينِ لاقتْ ... بَنو شَيْبانَ آجالاً قصَاراً

وحَسْنَى: مَوضِع، قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: إِذا ذكر كثير غيقة فمعها حَسْنَى، وَقَالَ ثَعْلَب: إِنَّمَا هُوَ حِسْىٌ، وَإِذا لم يذكر غيقة فحسْمى.

حضن

ح ض ن : حَضَنَ الطَّائِرُ بَيْضَهُ حَضْنًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَحِضَانًا بِالْكَسْرِ أَيْضًا ضَمَّهُ تَحْتَ جَنَاحِهِ فَالْحَمَامَةُ حَاضِنٌ لِأَنَّهُ وَصْفٌ مُخْتَصٌّ وَحُكِيَ حَاضِنَةٌ عَلَى الْأَصْلِ وَيُعَدَّى إلَى الْمَفْعُولِ الثَّانِي بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَحْضَنْتُ الطَّائِرَ الْبَيْضَ إذَا جَثَمَ عَلَيْهِ وَرَجُلٌ حَاضِنٌ وَامْرَأَةٌ حَاضِنَةٌ لِأَنَّهُ وَصْفٌ مُشْتَرَكٌ وَالْحَضَانَةُ بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ اسْمٌ مِنْهُ وَالْحِضْنُ مَا دُونَ الْإِبِطِ إلَى الْكَشْحِ وَاحْتَضَنْتُ الشَّيْءَ جَعَلْتُهُ فِي حِضْنِي وَالْجَمْعُ أَحْضَانٌ مِثْلُ: حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ. 
(حضن) - في الحَدِيث: "أَنَّه خرج مُحْتَضِناً أَحدَ ابنَى ابْنَتِه".
: أي حامِلاً له في حِضْنِه، وهو ما دُونَ الإِبطِ.

حضن


حَضَنَ(n. ac. حَضْن
حِضَاْنَة)
a. Took, carried in his arms; fondled, fostered.
b. Reared, brought up.
c. [ n. ac.
حَضْن
حِضَاْن
حِضَاْنَة
حُضُوْن], Sat upon, hatched (eggs).
d.(n. ac. حَضْن
حَضَاْنَة) [acc. & 'An], Precluded, debarred from; removed from.

أَحْضَنَ
a. [acc.
or
Bi], Discredited; made little of.
b. [acc. & Bi], Deprived, defrauded of ( right, due ).

تَحَاْضَنَa. Embraced one another.

إِحْتَضَنَa. see I (a) (b), (d).
حِضْن
(pl.
حُضُوْن
أَحْضَاْن)
a. Bosom.
b. Lap.
c. Side, flank.

حُضْنَةa. Embrace.

حَاْضِن
(pl.
حَضَن
حُضَّاْن)
a. Foster-father; fosterer.

حَاْضِنَة
(pl.
حَوَاْضِنُ)
a. Wet-nurse; fostermother.

حَضَاْنَة
حِضَاْنَةa. Bringing up, rearing, nurture.
ح ض ن

إحتضن الصبيّ: أخذه في حضنه وهو ما دون الإبط إلى الكشح. وحضنت المرأة ولدها. والحمامة بيضها. وله حاضن وحاضنة يرفعانه ويربيانه. وهي حاضنة حسنة الحضانة. وحمامة حاضن، وحمام حواضن: جواثم على البيض، والحمامة في محضنتها وهي شبه قصعة روحاء تعمل من الطين. وامرأة دقيقة المحتضن. قال الأعشى:

عريضة بوص إذا أدبرت ... هضيم الحشا شختة المحتضن

ومن المجاز: إعتشّ الطائر في حشن الجبل. ومازال يقطع أحضان الأرض، وأحضان الليل. قال حميد بن ثور:

قطعت إليك الليل حضنيه إنني ... لذاك إذا هاب الجبان فعول

وقال زميل بن أم دينار الفزاري:

وحضنين من ظلماء ليل طعنته ... بناجية قد ضمها اليسر محنق

وأعطاه حضناً من الزرع أي قدر ما احتمله في حضنه. وهو من حضنة العلم. واحتضنه عن حاجته وحضنه: نحاه عنها.
حضن وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عبد الله [رَحمَه الله -] أَنه أوصى إِلَى الزبير وَإِلَى ابْنه عبد الله بن الزبير وَقَالَ فِي وَصيته: إِنَّه لَا يُزَوّج امْرَأَة من بَنَاته إِلَّا بِإِذْنِهَا وَلَا تُحضَنُ زَيْنَب امرأةُ عبد الله عَن ذَلِك. قَوْله: لَا تُحْضن يَعْنِي لَا تُحُجَب عَنهُ وَلَا يُقَطُع دونهَا يُقَال: حَضَنتُ الرجل عَن الشَّيْء إِذا اخْتَزَلْتَه [دونه -] [وَمِنْه حَدِيث عمر يَوْم أَتَى سَقِيفَة بني سَاعِدَة لِلْبيعَةِ قَالَ: فَإِذا إِخْوَاننَا من الْأَنْصَار يُرِيدُونَ أَن يَخْتَزِلُوا الْأَمر دُوننَا ويَحْضُنُوننا عَنهُ -] . وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه يبين لَك أَنه لَيْسَ إِلَى الأوصياء من النِّكَاح شَيْء إِنَّمَا النِّكَاح إِلَى الْأَوْلِيَاء دون الأوصياء وَلَو كَانَ النِّكَاح إِلَى الْوَصِيّ مَا احْتَاجَ عبد الله أَن يشْتَرط إِذن الزبير وَابْنه.
(ح ض ن) : (الْحِضْنُ) مَا دُونَ الْإِبِطِ (وَمِنْهُ حَدِيثُ) أُسَيْدَ بْنِ حُــضَيْرٍ «لَوْلَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - لَأَنْفَذْتُ حِضْنَيْكَ» أَيْ لَخَرَّقْتُ جَنْبَيْكَ وَخُصْيَتَيْكَ تَصْحِيفٌ (وَالْحَاضِنَةُ) الْمَرْأَةُ تُوَكَّلُ بِالصَّبِيِّ فَتَرْفَعُهُ وَتُرَبِّيهِ وَقَدْ حَضَنَتْ وَلَدَهَا حَضَانَةً مِنْ بَابِ طَلَبَ وَحَضَنَ الطَّائِرُ بَيْضَهُ حَضْنًا إذَا جَثَمَ عَلَيْهِ يَكْنُفُهُ بِحِضْنَيْهِ (وَحَمَامَةٌ حَاضِنٌ) وَفِي بُرْجِ الْحَمَامِ (مَحَاضِنُ) وَهِيَ فِي مَوَاضِعِهَا الَّتِي تَبِيضُ فِيهَا جَمْعُ مَحْضَنٍ قِيَاسًا وَاحْتَضَنَتْ الدَّجَاجَةُ غَيْرُ مَسْمُوعٍ (وَأَمَّا قَوْلُهُ) وَلَوْ غَصَبَ بَيْضَةً وَحَضَنَهَا تَحْتَ دَجَاجَةٍ لَهُ حَتَّى أَفْرَخَتْ أَيْ وَضَعَهَا تَحْتَهَا وَأَجْلَسَهَا عَلَيْهَا فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَعَلَى الْإِسْنَادِ الْمَجَازِيِّ كَمَا فِي بَنَى الْأَمِيرُ الْمَدِينَةَ وَإِلَّا فَالصَّوَابُ بِالتَّشْدِيدِ.
[حضن] نه فيه: أنه خرج "محتضنًا" أحد ابني ابنته، أي حاملًا له في حضنه، أي جنبه، وهما حضنان. ومنه ح: اخرج بذمتك لا أنفذ "حضنيك". وح: كأنما حثحث من "حضني". وح: عليكم بالحضنين، أي مجنبتي العسكر. وح عروة: عجبت لقوم طلبوا العلم حتى إذا نالوا منه صاروا "حضانًا" لأبناء الملوك، أي مربين وكافلين، جمع حاضن، لأن المربي يضم الطفل إلى حضنه، وبه سميت "الحاضنة" وهي التي تربي الطفل، والحضانة بالفتح فعلها. وفي ح السقيفة: إخواننا من الأنصار يريدون أن "يحضنونا" من هذا الأمر، أي يخرجونا، من حضنت الرجل عن الأمر حضنًا وحضانة إذا نحيته عنه وانفردت به دونه، كأنه جعله في حضن منه، أي جانب، حكى الأزهري أحضنني منه أخرجني منه، والصواب حضنني. ومنه ح: أن نعيما يريد أن "يحضنني" أمر ابنتي، فقال: لا تحضنها وشاورها. وح ابن مسعود في وصيته: و"لا تحضن" زينب عن ذلك، يعني امرأته أي لا تحجب عن وصيته، ولا يقطع أمر دونها. نه وفيه: في أعنز "حضنيات" أرعاهن منسوبة إلى حضن بالحركة وهو جبل بأعالي نجد. ومنه المثل: أنجد من رأى "حضناً" وقيل: هي غنم حمروسود، وقيل: التي أحد ضرعيها أكبر من الآخر.
[حضن] الحِضْنُ: ما دون الإبط إلى الكشح. وحضنا الشئ: جانباه. ونواحى كل شئ أحضانه. والمحتضن أيضاً: الحِضْنُ. قال الأعشى: عريضةُ بوصٍ إذا أدبرتْ هضيمُ الحَشا شختة المحتضن وحضن الضبع: وجاره. قال الكميت: كما خامرتْ في حِضْنِها أُمُّ عامرٍ لِذي الحبلِ حتّى عالَ أوسٌ عِيالها وحَضَنَ الطائر بيضه يَحْضُنُهُ، إذا ضمَّه إلى نفسه تحت جناحِه. وكذلك المرأة إذا حَضَنَتْ ولدها. وحاضِنَةُ الصبيّ: التي تقوم عليه في تربيته. وحَضَنْتُهُ عن كذا حَضْناً وحَضانَةً، إذا نَحّيْته عنه واستبددت به دونه. وحَضَنْتُهُ عن حاجته أحْضُنُهُ بالضم، أي حبسْتُه عنها. واحْتَضَنْتُهُ على كذا مثله. واحْتَضَنْتُ الشئ: جعلته في حضنى. والحضون من الشاء: الشَطورُ، وهي التي أحد طُبْيَيْها أطولُ من الآخر. يقال: شاةٌ حَضونٌ بيِّنة الحِضان بالكسر. وحضن بالتحريك: جبل بأعلى نجد. والعرب تقول: " أنجد من رأى حضنا "، أي من عاين هذا الجبل فقد دخل في ناحية نجد. ابن السكيت: الحضن في بعض اللغات: العاجُ، وينشد في ذلك:

وأَبْرَزَتْ عن هِجانِ اللونِ كالحَضَنِ * أبو زيد: أحْضَنْتُ بالرجل: أزريت به.
حضن
الحِضْنُ: ما دُوْنَ الإِبْطِ إلى الكَشْحِ، ومنه: الاحْتِضَانُ. والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ. والحِضَانَةُ: مَصْدَرُ الحاضَنِ والحاضِنَةِ، وهما المُوَكَّلانِ بالصَّبيِّ. وناحِيَتا المَفَازَةِ: حِضْناها. والحَمَامَةُ تَحْضِنُ بَيْضَها حُضُوْناً: رَجَنَتْ عليه، ومَوْضِعُها: المَحْضَنُ والمَحَاضِنُ. وأحْضَنَه من الأمْرِ: أخْرَجه عنه. والحِضَانُ: أنْ تَقْصُرَ إحْدَى طُبْيَي العَنْزِ وتَطُوْلَ الأُخْرى جِدّاً، عَنْزٌ حَضُونٌ. وكذلك في البَيْضَتَيْنِ. وقيل: في قَوْلِه:
وسُفْعٌ على ما بَيْنَهُنَّ حَوَاضِنُ
إنَّها الأثافيُّ. والأعْنُزُ الحَضَنِيّاتُ: ضَرْبٌ منها حُمرٌ شَديدُ الحُمْرَةِ، وقيل: سُوْدٌ أيضاً. وحَضَنٌ: جَبَلٌ بِنَجْدٍ، ويقولونَ: " أنْجَدَ مَنْ رَأى حَضَناً ". وأحْضَنْتُ بالرَّجُلِ: أي اسْتَضْعَفْتُهُ، فَحَضَنَ يَحْضُنُ حِضَاناً. وأصْبَحَ فلانٌ بِحُضْنَةِ سَوْءٍ: أي أصَابَتْه هَضِيْمَةٌ فلم يَنْتَصِرْ. والحُضْنَةُ: أنْ يُحْضَنَ على الرَّجُلِ في مالِه: أي يُحْظَرَ عليه. ولا أُعطِيْكَ إلاَ على حُضْنَةٍ: أي كُرْهٍ. وأحْضَنَ لي بِحَقّي: مِثْل أمْعَنَ به. وتَحَضَّنْتُ: امْتَنَعْتُ. ويُقال للنَّخْلَةِ القَصِيرةِ العُذُوْقِ: حاضِنَةٌ. وفَرْجٌ حَضُوْنٌ: إذا كانَ أحَدُ شُفْرَيْه أعْظَمَ من الآخَر.
حضن: حضن: أحاط برعايته وحمايته (البلاذري ص399) وليس الكلام فيه عن طفل.
حضَّن (بالتشديد) حضَّنه أو حضَّن عليه: رخَّم، جعله يحضن البيض (فوك، ألكالا، مخطوطة الكامل في بيت ص245، أبو الوليد ص153، تقويم قرطبة ص33، المقدمة 1: 164).
وحضَّن: تعهد، اعتنى، اهتم به (المعجم اللاتيني).
حاضن (انظر لين). محاضنة: معانقة (همبرت ص236).
تحضَّن، وانحضن. ذكرها فوك بمعنى حضَن. ورخم.
حِضن، قبله بالحضن: رحب به (بوشر).
أخذ من كل واحدة حضناً عانق كل واحدة منهن (ألف ليلة 1: 64).
حضن: ما بين أعالي الفخذين من الجالس مربعا (محيط المحيط).
حَضْنَة: البيض تحضن عليه الطير (بوشر).
حِضْنَة: ما يحضن ويحمل بين الذراعين (بوشر).
وحِضْنَة: عناق (بوشر).
حِضانة: في اصطلاح البنائين آخر دمس من الحائط يرتفع عن مسامته السطح ليرد الماء عن التسلل على الحيطان، ويقال له دمس الحِضانَة (ودمس تحريف دِمْص) (محيط المحيط). حاضن، في المعجم اللاتيني - العربي ( Curator) حاضن دوالٍ.
تَحْضِين: تفاوت، عدم التساوي والمساواة ففي كرتاس: وأشترط على نفسه ألا يبقى فيه تحضين ولا رقده. والفعلان حضَّن ورقد يعني كل واحد منهما رخّم، جعل البيض تحت الدجاجة ليفقس ويظهر أن كلمتي تحضين ورقدة قد أصبحتا تدلان على التفاوت وعدم التساوي لأن الدجاجة تضع بيضها في حفرة صغيرة حين تريد أن ترقد عليها.
مُحَضَّنَة: بيضة تحضنها الدجاجة وترقد عليها (ألكالا).
الْحَاء وَالضَّاد وَالنُّون

الحِضْنُ: مَا دون الْإِبِط إِلَى الكشح. وَقيل: هُوَ الصَّدْر والعضدان وَمَا بَينهمَا، وَالْجمع أحضانٌ.

والاحتِضانُ: احتمالك الشَّيْء تَحت حِضْنِك والمُحتَضَنُ، الحِضْنُ. قَالَ الْأَعْشَى:

هضيمُ الحَشا، شخْتَهُ المُحتَضَن

وحضَنَ الصَّبِي يَحْضُنُه حَضْنا وحِضانةً جعله فِي حِضْنِه.

وحِضْنا الْمَفَازَة، شقاها. قَالَ:

أجَزْتُ حِضْنَيها هِبلاًّ وغَمْا

وحِضْنا اللَّيْل، ناحيتاه، وَالْجمع حُضُونٌ. قَالَ أُميَّة الْهُذلِيّ:

وأزْمَعْتُ رِحْلَةَ ماضِي الهمُومِ ... أطْعَنُ مِنْ ظُلُماتٍ حُضُونا

وحِضْنُ الْجَبَل، مَا يطِيف بِهِ. وحِضْنُه وحُضْنُه أَيْضا، أَصله.

وحَضَنَ الطَّائِر بيضه، وعَلى بيضه، يَحْضُنُ حَضْنا وحِضانةً وحَضانا وحُضُونا: رخم عَلَيْهِ للتفريخ. وحمامة حاضِن، بِغَيْر هَاء. وَاسم الْمَكَان، المِحْضَنُ. والمِحْضَنَةُ المعمولة للحمامة كالقصعة الروحاء من الطين.

وحضَنَ الصَّبِي يَحْضِنُهُ حَضْنا، رباه. والحاضِنُ والحاضِنَةُ، الموكلان بِالصَّبِيِّ يحفظانه ويربيانه.

ونخلة حاضِنَةٌ، خرجت كبائسها وَفَارَقت كوافيرها وَقصرت عراجينها. حكى ذَلِك أَبُو حنيفَة وَأنْشد لحبيب الْقشيرِي:

من كُلّ بائِنَةٍ تبِينُ عُذُوقها ... عَنْهَا، وحاضِنَةٍ لَهَا مِيقار

وَقَالَ كرَاع: الحاضِنَةُ، القصيرة العذوق. وحَضَنني مِنْهُ، أخرجني فِي نَاحيَة. وَفِي الحَدِيث عَن الْأَنْصَار حَيْثُ أَرَادوا أَن تكون لَهُم شركَة فِي الْخلَافَة فَقَالُوا لأبي بكر: أتريدون تحضنونا من هَذَا الْأَمر؟ وَالِاسْم الحِضْنُ. وحَضَنَ الرجل عَن الْأَمر يَحضُنُه حَضْنا وحضانة واحتَضَنَه، خزله دونه وَمنعه مِنْهُ. وحَضَن عَنَّا هديته يَحْضِنُها حَضْنا، كفها وصرفها. وَقَالَ الَّلحيانيّ: حَقِيقَته، صرف مَعْرُوفَة وهديته عَن جِيرَانه ومعارفه إِلَى غَيرهم. وَحكى: مَا حُضِنَتْ عَنهُ الْمُرُوءَة إِلَى غَيره، أَي مَا صرفت.

وأحضَنَ بِالرجلِ وأحضَنَه، أزرى بِهِ.

والحَضُونُ من الْغنم وَالْإِبِل وَالنِّسَاء، الَّتِي أحد خلفيها وثدييها اكبر من الآخر. وَقد حَضُنَتْ حِضانا.

والحَضُونُ من الْإِبِل، الَّتِي قد ذهب أحد طبييها، وَالِاسْم الحِضَانُ، هَذَا قَول أبي عبيد، اسْتعْمل الطبي مَكَان الْخلف.

والحِضانُ، أَن تكون إِحْدَى الخصيتين أعظم من الْأُخْرَى. وَرجل حضُونٌ إِذا كَانَ كَذَلِك.

والحَضُون من الْفروج، الَّذِي أحد شفريه أعظم من الآخر.

وَأخذ فلَان حَقه على حُضْنِه، أَي قسرا.

والأعنز الحَضَنِيَّةُ، ضرب شَدِيد السوَاد، وَضرب شَدِيد الْحمرَة.

والحضَنُ: العاج، فِي بعض اللُّغَات.

وحَضَنٌ: اسْم جبل فِي أعالي نجد وَفِي الْمثل: أنجد من رأى حَضَنا.

وحَضَنٌ: قَبيلَة. أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

بِمَا جمَّعْتَ من حَضَنٍ وعمرٍو ... وَمَا حضَنٌ وعمرٌو والجيادا؟

وحَضَنٌ: اسْم رجل، قَالَ:

يَا حَضَنَ بنَ حضَنٍ مَا تَبغُونْ
باب الحاء والضاد والنون معهما ح ض ن، ن ض ح، ن ح ض، ض ح ن مستعملات

حضن: الحِضْن: ما دونَ الإبْط إلى الكَشْح، ومنه احتضانك الشَيءَ وهو احتمالُكَهُ وحَمْلكَهُ في حضنِك كما تَحْتَضِنُ المرأة ولدها فتحمله في أحد شِقَّيْها. والمُحْتَضَنُ: الحِضْن، قال:

هَضيمُ الحَشَا شَخْتَةُ المُحتَضَنْ

والحَضانةُ: مصدر الحاضِنة والحاضِن وهما اللذان يُربِّيان الصَبيِّ. وناحِيَتا المَفازةِ: حِضناها، قال:

أجَزْتُ حِضْنَيه هِبَلاًّ وعثا

وعَنْزٌ حَضون: أَيْ أحَد طُبْيَيْها أطوَلُ. والحَمامةُ تَحتضِنُ بَيْضَها حُضُوناً للتفريخ فهي حاضِنٌ. وسُقْعٌ حَواضِنُ: أي جَواثِمُ، قال النابغة:

رَمادٌ مَحَتْة الريحُ من كُلِّ وِجْهةٍ ... وسُفْعٌ على ما بَيْنَهُنَّ حَواضِنُ

أي أثافيُّ [جَواثم] على الرَماد. وحَضَنْتْ الرجل عن الشيء: اختَزَلتُه ومَنَعْتُه، قال ابن مسعُود: لا تُحضَنُ زَيْنَبُ امرأةُ عبدِ الله أي لا تُحجَب عنه ولا يُقْطَعُ أمرٌ دونها. وفُلانٌ احتَجَنَ بأمرٍ دُوني وأحضَنني: أي أخَرجَني منه في ناحيةٍ. وقالت الأنصار لأبي بَكْر: تُريدونَ أن تَحضُنونا من هذا الأمر. والمِحْضَنة: المعمُولةُ من الطيِن للحمامة كالقصعة الرَّوْحاء. والمَحاضِن: المَواضِع التي تحضُنُ فيها الحمامة على بَيْضها، واحدُها مَحضَن. والأعنُز الحَضَينات: ضَربٌ منها شَديَدة الحُمْرة، وأسوَدُ منها شَديدُ السَواد. والحَضَن: جَبَل، قال الأعشى:

كخلْقاء من هَضبَات الحَضَنْ

نضح: النضح: كالنضح رُبَّما اختَلَفا ورُبَّما اتَّفَقا. ويقال: النَّضخ ما بَقِيَ له أَثَرَ، يقال: على ثَوبه نَضْخُ دَمٍ. والعَيْن تَنْضَح بالماء نَضْحاً: أي تفور [وتنضخ] أيضاً. والرجُلُ يعتَرفُ بأمرٍ فيَنْتَضِحُ منه: إذا أظهَرَ البَراءةَ وبَرَّاً نفسَه منه جُهْدَه. والنَضيحُ من الحِياض: ما قرُبُ من البِئر حتّى يكونَ الافِراغ فيه من الدَلْوِ ويكونَ عظيماً، قال:

فغَدَونا علَيهِمُ بُكرةَ الورد ... كما تورِدُ النَضيحَ الهِياما

والناضِحُ: جَمَلٌ يُسْتَقَى عليه الماء للقِرَى في الحَوض، أو سِقيْ أرضٍ وجَمعُه النَواضِح. والفَرَس يَنْضَحُ: أي يعْرَقُ، قال:

كأنَّ عِطْفَيْه من التَنْضاحِ ... بالماء ثوباً مُنْهِلٍ مَيّاحِ

أي مُستَقٍ بيَده. والجَرَّة تنضَحُ بالماء: يخرُج الماء من الخَزَف لرِقَّتِها. والجَبَل يَنْضَحُ: إذا تَحَلَّبَ الماءُ من بين صُخُوره. ويقال في القتال: نضحوهم بالنُّشّاب ورَضِّحوهم بالحِجارة. واستَنْضَحَ الرجلُ: أي رَشَّ شيئاً من الماء على فَرْجه بعد الوضوء. وإذا ابتَدَأَ الدقيق في حَبِّ السُنْبُل وهو رَطْبٌ قيلَ: قد أنْضَحَ ونَضَحَ ، لغتان. والنَّضُوحُ: الطِيبُ.

نحض: النَحْضُ: اللَّحْم نفسُه، والقطعةُ الضَخْمةُ تُسَمَّى نَحْضَة. ورجُلٌ نَحيضٌ، وامرأةٌ نَحيضةٌ: كثيرة اللَّحْم. وقد نَحُضَ نَحاضةً، فإذا قُلتَ: نُحِضَتْ فقد ذَهَبَ لحمُها فهي مَنحُوضةٌ ونَحيضٌ. ونحضتُ السِنان رَقَّقْتُه، قال حميد:

كَمَوقِف الأشقَرِ إنْ تَقَدَّما ... باشَرَ مَنحُوضَ السِنانِ لَهْذَما

والموتُ من وَرائه ان أحجَما

ضحن: الضَّحَنُ: اسم بَلَد.
حضن
حضَنَ يَحضُن، حَضْنًا وحَضانةً، فهو حاضن، والمفعول مَحْضون
• حضَن فلانًا:
1 - جعله في ناحيته وجانبه، أحاطه برعايته وحمايته، ربّاه.
2 - ضمَّه إلى صدره، أو عانقه "حضنتِ طفلَها".
• حضَن الطَّيْرُ بيضَه: رقد عليه للتَّفريخ، ضمَّه تحت جناحه "حضَنتِ الحمامةُ بيضَها".
• حضَن اليتيمَ: رعاه، ربّاه، كفله. 

احتضنَ يحتضن، احتضانًا، فهو مُحتضِن، والمفعول مُحتضَن
• احتضَن الشَّيءَ:
1 - حضَنه، ضمّه إلى صدره، أو عانقه "احتضن الصَّبيَّ".
2 - تولّى رعايته والدِّفاع عنه "احتضن الدَّعوةَ السَّلفيّة- احتضن موهوبًا".
• احتضنتِ الحركةُ أو الدَّعوةُ النَّاسَ: ضمّتهم وشملتهم "احتضنتِ الدَّعوةُ الإسلاميّة مختلفَ الأجناس". 

حضَّنَ يحضِّن، تحضينًا، فهو مُحَضِّن، والمفعول مُحَضَّن
• حضَّن البيضَ:
1 - جعل الطائرَ يرقد عليه للتفريخ.
2 - أدفأه بواسطة آلات خاصة حتى يفرخ "يتم تحضين البيض في المفارخ بواسطة آلات توفر درجة الحرارة المناسبة للتفريخ". 

حاضنة [مفرد]: ج حاضنات وحواضِنُ:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل حضَنَ.
2 - امرأةٌ تقوم على تربية الصّغير ورعايته ° دجاجة حاضنة: ترقد على البيض لكي يفقس.
3 - امرأةٌ تقوم مقام الأمّ في تربية الولد بعد وفاتها "مهما بلغ عطفُ الحاضنة فإنّها لا تعوِّض الأُمَّ".
• حاضنة كهربائيَّة: وسيلة صناعيّة لتدفئة البيض حتى يفقس، آلة للتفريخ. 

حَضانة [مفرد]:
1 - مصدر حضَنَ.
2 - ولاية على الطِّفل لتربيته وتدبير شئونه "حملت هذه الأُمُّ تبعة حضانة ولديْها".
3 - (حي) نمو جنين البيضة المخصّبة باستخدام الحرارة الصِّناعيّة.
4 - تربية الطفل في مرحلة ما قبل الدِّراسة بهدف تنميته جسميًّا وعقليًّا وصِحّيًّا وغذائيًّا وفنّيًّا وعاطفيًّا واجتماعيًّا وغرس العادات المستحسنة فيه.
• الحَضَانة: مؤسَّسة للعناية بالأطفال خلال ساعات النّهار خاصّة حين يكون ذووهم في أعمالهم ° دُور الحَضَانة/ مدارس الحَضَانة: مدارس يُنشَّأ فيها صغارَ الأطفال، روضة
 الأطفال أو مدارس يُعَلَّم فيها الأطفالُ ويُعْنَى بتربيتهم.
• طور الحضانة/ فترة الحضانة: الفترة بين الإصابة بالمرض وظهور أعراضه. 

حَضْن [مفرد]: مصدر حضَنَ. 

حُضْن/ حِضْن [مفرد]: ج أحضان:
1 - ما دون الإبط إلى الأضلاع "ينام الولدُ في حِضْن أمِّه- ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأمّ" ° ألقى نفسَه بين أحضانه/ ألقى بنفسه بين أحضانه: سلَّم أمرَه إليه- تلقّاه بالأحضان: رحَّب به.
2 - مأوى الطَّير والحيوان.
• الحِضْن من كُلِّ شيء: ناحيته وجانبه "صنع الطَّائرُ عشًّا في حِضْن الجبل- ما زال يقطع أحضانَ الأرض".
• حضنا الجيش: الميمنة والميسرة. 

حضن

1 حَضَنَ الصَّبِىَّ, (K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. حَضْنٌ and حِضَانَةٌ, He put the child in his حِضْن [i. e. under his arm, or in his bosom]: or he nourished him, reared him, fostered him, brought him up, (K, TA,) and took care of him; (TA;) as also ↓ احتضنهُ. (K, TA.) And حَضَنَتْ وَلَدَهَا, (S, Mgh,) aor. ـُ (Mgh, TA,) inf. n. حِضَانَةٌ, (Mgh,) said of a woman, (S, Mgh, TA,) She put her child in her حِضْن, and [thus] carried him [under her arm,] on one of her two sides: (TA:) it has a similar meaning to the phrase next following: (S:) or it means she had charge of her child, and carried him, and reared him, or fostered him. (Mgh.) b2: حَضَنَ بَيْضَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) and عَلَى بَيْضِهِ, (TA,) aor. ـُ (S, Msb,) inf. n. حَضْنٌ (Mgh, Msb) and حِضَانَةٌ (Msb, K) and حِضَانٌ and حُضُونٌ, (K,) said of a bird, (S, Mgh, Msb, K,) He pressed, or compressed, his eggs (S, Msb) to himself, (S,) beneath his wing, (S, Msb,) or beneath his two wings; (so in some copies of the S;) he sat upon his eggs, protecting them with his two sides (بِحِضْنَيْهِ); (Mgh;) he brooded upon his eggs to hatch them: (K:) as also ↓ احتضن. (KL.) b3: حَضَنَ بَيْضَةً تَحْتَ دَجَاجَةٍ

لَهُ حَتَّى أَفْرَخَتْ, meaning He put an egg beneath a hen belonging to him, and made her to sit [or brood] upon it [until it became hatched], if remembered to have been heard [from any of the Arabs of pure speech], is a tropical usage of the verb, like as when one says ” The Emeer built the city: “ otherwise, it is correctly [↓ حَضَّنَ,] with teshdeed. (Mgh.) b4: حَضَنَهُ عَنْ كَذَا, inf. n. حَضْنٌ and حِضَانَةٌ, (tropical:) He made him to turn away, withdraw, or retire, from such a thing, and had it to himself exclusively; (S, K, TA;) as though he put him aside from it, or by its side: he excluded him from participation in it; in which sense مِنْهُ ↓ أَحْضَنَهُ is disapproved: (TA:) he impeded him, or debarred him, from it. (ISd, TA.) It is related in a trad. of Ibn-Mes'ood that, when he made his will, he said, وَ لَا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عَنْ ذٰلِكَ, meaning (assumed tropical:) And Zeyneb (his wife) shall not be precluded from looking into that and executing it; namely, his will: or shall not be precluded from it, nor shall any matter [relating to it] be decided without her. (TA.) and you say also, حَضَنَهُ عَنْ حَاجَتِهِ He withheld him from the object of his want; as also ↓ احتضنهُ. (S, ISd, K.) And حَضَنَ مَعْرُوفَهُ, (K,) and حَدِيثَهُ, (TA,) عَنْ جِيرَانِهِ, (K,) and مَعَارِفِهِ, (TA,) inf. n. حَضْنٌ, (K,) (assumed tropical:) He turned his beneficence, (K, TA,) and his discourse, (TA,) from his neighbours, (K, TA,) and his acquaintances, to others: on the authority of Lh. (TA.) A2: حَضَنَتْ, aor. ـُ inf. n. حِضَانٌ, (K,) or this is a simple subst., (A 'Obeyd, TA,) She (a ewe [or goat], and a camel, and a woman,) had one of her teats, or breasts, larger than the other. (K.) [See حَضُونٌ.]2 حَضَّنَ see 1.3 فُلَانٌ يُحَاضِنُ النِّسَآءِ [Such a one indulges himself with women in mutual embracing or pressing to the bosom]. (IAar, TA in explanation of the epithet عُقَرَةٌ, q. v.) 4 احضن الطَّائِرَ البَيْضَ He made the bird to sit [or brood] upon the eggs. (Msb.) b2: أَحْضَنَهُ مِنْهُ: see 1. b3: احضن بِحَقِّى (tropical:) He went away with, or took away, my right, or due; (K, TA;) as though he put it by his side. (TA.) b4: احضن الرَّجُلَ, (Az, S, K, *) and احضن بِهِ, (K,) i. q. أَزْرَى بِهِ (assumed tropical:) [He held him in little, or light, or mean, estimation, or in contempt; &c.]. (Az, S, K.) 6 تحاضنوا They embraced one another, or pressed one another to the bosom. See also 3.]8 احتضنهُ He put it (a thing) in his حِضْن [i. e. under his arm, or in his bosom]: (S, Msb:) he took it up, and put it in his حِضْن, like as a woman takes up her child, and carries him [in her حضن or] on one of her two sides. (TA.) b2: See also 1, in three places.

حُضْنٌ: see what next follows.

حِضْنٌ The part beneath the armpit, (S, Mgh, Msb, K,) extending to the كَشْح [or flank]: (S, Msb, K:) or the bosom, or breast; syn. صَدْر: [الصَّدْرِ in the CK should be الصَّدْرُ:] and the upper arms with what is between them: (K:) and ↓ مُحْتَضَنٌ signifies the same: (S:) pl. of the former أَحْضَانٌ (Msb, K *) [and accord. to Freytag's Lex. حُضُونٌ also]. b2: The side of a thing, (S, K,) and of a man: (Mgh:) the lateral, or adjacent, part of a thing: pl. أَحْضَانٌ. (S, * K.) حِضْنَا المَفَازَةِ means The two borders [the nearer border and the further] of the desert. (M, TA.) And حِضْنَا اللَّيْلِ (assumed tropical:) The two sides [or first and last portions] of the night. (TA.) And [as the حِضْن of a man or woman is often a place of concealment,] one says, مَا زَالَ يَقْطَعُ أَحْضَانَ اللَّيْلِ (tropical:) [meaning He ceased not to traverse the shades of the night]. (TA.) عَلَيْكُمْ بِالحِضْنَيْنِ, in a trad. of 'Alee, means [Keep ye to] the two wings of the army. (TA.) You say also, أَخَذَ فُلَانٌ حَقَّهُ عَلَى

حِضْنِهِ, i. e. Such a one took his right, or due, by force. (TA.) b3: Also (tropical:) The quantity that is carried in the حِضْن. (A.) b4: Also, (S, K,) and ↓ حُضْنٌ, (K,) The hole, or den, or subterranean habitation, of the hyena: (S, K:) or the place of hunting, or of capture, of the hyena. (IB, TA.) b5: And, both these words, The circuit, or surrounding part, of a mountain: or its base; or lower, or lowest, part. (K.) Accord. to Az, حِضْنَا الجَبَلِ means The two lateral, or adjacent, parts of the mountain. (TA.) حَضَنٌ Ivory: (ISk, S, K:) the tush of the elephant. (T, TA.) حِضَانٌ The state, or condition, of a ewe, or she-goat, (S, TA,) and of a she-camel, and of a man in respect of his testicles, and of the pudendum muliebre, (TA,) denoted by the epithet حَضُونٌ. (S, TA.) [See also حَضُنَتْ.]

حَضُونٌ A ewe, and a she-camel, and a woman, having one of her teats, or breasts, larger than the other: (K:) or, applied to a ewe or she-goat, i. q. شَطُورٌ; i. e. having one of her teats longer than the other: (S:) or a she-camel, and a she-goat, of which one of her طُبْيَانِ [meaning either two mammæ or two teats] has gone. (A 'Obeyd, TA.) b2: Also A man having one of his testicles larger than the other. (K.) b3: And A pudendum muliebre having the edge of one of its labia majora (i. e. having one of its شُفْرَانِ) larger than the other. (K.) حَضَانَةٌ and حِضَانَةٌ [The office, or occupation, of carrying and rearing or fostering a child: the latter, accord. to the K and the Mgh, is an inf. n.: (see 1, first two sentences:) but accord. to Fei,] each is a subst. from حَاضِنٌ applied to a man, and حَاضِنَةٌ applied to a woman. (Msb.) حَاضِنٌ A man who has the charge of [carrying and] rearing, or nourishing, or fostering, a child: (Msb, * TA:) and حَاضِنَةٌ A woman who has the charge of a child, (S, Mgh, Msb, * K, TA,) who carries him, (Mgh,) and takes care of him, (TA,) and rears, or nourishes, or fosters, him: (S, Mgh, TA:) pl. of the former حُضَّانٌ (TA) [and حَضَنَةٌ (as in a phrase below), agreeably with a general rule: and pl. of the latter, also agreeably with a general rule, حَوَاضِنُ]. b2: [Hence,] هُوَ مِنْ حَضَنَةِ العِلْمِ, (tropical:) i. e. علمته [a mistranscription for غِلْمَتِهِ, meaning He is of the servants of learning, or science]. (TA.) b3: حَمَامَةٌ حَاضِنٌ (Mgh, Msb, TA) and حَاضِنَةٌ (Msb) A pigeon sitting [or brooding] upon its eggs, protecting them with its two sides; (Mgh;) or pressing, or compressing, its eggs beneath its wing. (Msb.) b4: [Hence,] سُفْعٌ حَوَاضِنُ [pl. of حَاضِنَةٌ] (tropical:) Three stones for supporting a cooking-pot, cleaving to the ground, (K, TA,) with the ashes. (TA.) b5: حَاضِنَةٌ also signifies A man's wife: and so حَاصِنَةٌ. (TA.) b6: And a palm-tree (نَخْلَةٌ) having short racemes: (Kr, K:) or one of which the racemes have come forth, and quitted their spathes, and are short in their fruit-stalks. (AHn, K.) مَحْضَنٌ and مَحْضِنٌ The place in which a bird broods upon its eggs to hatch them: (K:) pl. مَحَاضِنُ. (TA.) See also what next follows.

مِحْضَنَةٌ A shallow bowl, made of clay, for the pigeon (K, TA) [to lay its eggs therein, and] to brood therein upon its eggs: (TA:) مَحَاضِنٌ [is its pl.], accord. to rule, pl. of ↓ مَحْضَنٌ [&c., and] signifies the places, in pigeon-towers, in which the pigeons lay their eggs. (Mgh.) [See what next precedes.]

مُحْتَضَنٌ: see حِضْنٌ.

حضن: الحِضْنُ: ما دون الإِبْط إلى الكَشح، وقيل: هو الصدر والعَضُدان

وما بينهما، والجمع أَحْضانٌ؛ ومنه الاحْتِضانُ، وهو احتمالُك الشيءَ

وجعلُه في حِضْنِك كما تَحْتَضِنُ المرأَةُ ولدها فتحتمله في أَحد شِقَّيْها.

وفي الحديث: أَنه خرج مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه أَي حامِلاً

له في حِضْنه. والحِضْنُ: الجَنْبُ، وهما حِضْنانِ. وفي حديث أُسيدِ بن

حُــضَير: أَنه قال لعامر بن الطُّفَيل اخْرُجْ بِذِمَّتِك لئلا أُنْفِذَ

حِضْنَيْك. والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ قال الأَعشى:

عَرِيضة بُوصٍ، إِذا أَدْبَرَتْ،

هَضِيم الحَشا، شَخْتة المُحْتَـضَنْ

البُوصُ: العَجُزُ. وحِضْنُ الضبُع: وِجارُه؛ قال الكميت:

كما خَامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ،

لَدَى الحَبْلِ، حتى غالَ أَوْسٌ عِيالَها.

قال ابن بري: حِضْنُها الموضعُ الذي تُصاد فيه، ولَدى الحَبْل أَي عند

الحَبْل الذي تصادُ به، ويروى: لِذِي الحَبْلِ أَي لصاحب الحَبْل، ويروى

عالَ، بعين غير معجمة، لأَنه يُحْكى أَن الضَّبُعَ إذا ماتَتْ أَطْعَمَ

الذِّئْبُ جِراءَها، ومَنْ روى غالَ، بالغين المعجمة، فمعناه أَكَلَ

جراءَها. وحَضَنَ الصبيَّ يَحْضُنُه حَضْناً وحَِضانةً

(* قوله «وحضانة» هو

بفتح الحاء وكسرها كما في المصباح).: جعله في حِضْنِه وحِضْنا المَفازه:

شِقَّاها، والفلاة ناحيتاها؛ قال:

أَجَزْتُ حِضْنَيْها هِبَلاًّ وغْما.

وحِضْنا الليل: جانباه

(* قوله «وحضنا الليل جانباه» زاد في المحكم:

والجمع حضون؛ قال:

وأزمعت رحلة ماضي الهموم

أطعن من ظلمات حضونا.

وحضن الجبل إلخ). وحِضْنُ الجبل: ما يُطيف به، وحِضْنُه وحُضْنُه

أَيضاً: أَصْلُه. الأَزهري: حِضْنا الجبل ناحيتاه. وحضْنا الرجل: جَنْباه.

وحِضْنا الشيء: جانباه. ونواحي كل شيء أَحْضانُه. وفي حديث علي، كرم الله

وجهه: عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ؛ يريد بجَنْبَتَي العَسْكَر؛ وفي حديث

سَطِيح:

كأَنَّما حَثْحَثَ مِنْ حِضْنَيْ ثَكَنْ.

وحَضَنَ الطائرُ أَيضاً بَيْضَه وعلى بيضِه يَحْضُنُ حَضْناً وحِضانةً

وحِضاناً وحُضوناً: رَجَنَ عليه للتَّفْرِيخِ؛ قال الجوهري: حَضَنَ

الطائرُ بَيْضَه إذا ضَمَّه إلى نفسه تحت جناحيه، وكذلك المرأَة إذا حَضَنَتْ

ولدها. وحمامةٌ حاضِنٌ، بغير هاء، واسم المكان المِحْضَن

(* قوله «واسم

المكان المحضن» ضبط في الأصل والمحكم كمنبر، وقال في القاموس: واسم المكان

كمقعد ومنزل). والمِحْضَنةُ: المعمولة للحمامة كالقَصْعة الرَّوْحاء من

الطين. والحَضانةُ: مصدرُ الحاضِنِ والحاضنة. والمَحاضنُ: المواضعُ التي

تَحْضُن فيها الحمامة على بيضها، والواحدُ مِحْضَن. وحضَنَ الصبيَّ

يَحْضُنه حَضْناً: ربَّاه. والحاضِنُ والحاضِنةُ: المُوَكَّلانِ بالصبيِّ

يَحْفَظانِهِ ويُرَبِّيانه. وفي حديث عروة بن الزبير: عَجِبْتُ لقومٍ طلَبُوا

العلم حتى إذا نالوا منه صارُوا حُضّاناً لأَبْناء المُلوكِ أَي

مُرَبِّينَ وكافِلينَ، وحُضّانٌ: جمعُ حاضِنٍ لأَن المُرَبِّي والكافِلَ يَضُمُّ

الطِّفْلَ إلى حِضْنِه، وبه سميت الحاضنةُ، وهي التي تُرَبِّي الطفلَ.

والحَضانة، بالفتح: فِعلُها. ونخلةٌ حاضِنةٌ: خَرَجَتْ كَبائِسُها وفارَقتْ

كَوافيرَها وقَصُرَت عَراجينُها؛ حكى ذلك أَبو حنيفة؛ وأَنشد لحبيب

القشيري:

من كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَها

عنها، وحاضِنة لها مِيقار.

وقال كراع: الحاضِنةُ النخلةُ القصيرةُ العُذوقِ فهي بائِنة. الليث:

احْتَجَنَ فلانٌ

بأَمرٍ دوني واحْتَضَنَني منه وحَضَنَني أَي أَخْرَجَني منه في ناحية.

وفي الحديث عن الأَنصارِ يوم السَّقيفة حيث أَرادوا أَن يكون لهم شركةٌ في

الخلافة: فقالوا لأَبي بكر، رضي الله عنه، أَتُريدونَ أَن تَحْضُنونا من

هذا الأَمرِ أَي تُخرِجونا. يقال: حَضَنْتُ الرجلَ عن هذا الأَمر

حَضْناً وحَضانةً إذا نَحَّيْتَه عنه واسْتَبدَدْتَ به وانفردت به دونه كأَنه

جعلَه في حِضْنٍ منه أَي جانبٍ. وحَضَنْتُه عن حاجته أَحْضُنه، بالضم، أَي

حَبَسْتُه عنها، واحتَضَنته عن كذا مثله، والاسم الحَضْنُ. قال ابن

سيده: وحَضَنَ الرجلَ عن الأَمرِ يَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحْتَضَنه

خَزَلَه دونه ومنَعَه منه؛ ومنه حديث عمر أَيضاً يومَ أَتى سَقِيفةَ بني

ساعدة للبَيْعة قال: فإذا إخواننا من الأَنصار يُريدون أَن يَخْتَزِلوا

الأَمرَ دونَنا ويَحْضُنونا عنه؛ هكذا رواه ابن جَبَلَةَ وعَليُّ بن عبد

العزيز عن أَبي عُبيد، بفتح الياء، وهذا خلاف ما رواه الليث، لأَن الليث جعل

هذا الكلام للأَنصار، وجاء به أَبو عُبيد لعُمَر، وهو الصحيح وعليه

الروايات التي دار الحديثُ عليها. الكسائي: حضَنْتُ فلاناً عما يُرِيد

أَحْضُنُه حَضْناً وحَضانةً واحتَضَنْتُه إذا منَعْتَه عما يريد. قال الأَزهري:

قال الليث يقال أَحْضَنَني مِنْ هذا الأَمر أَي أَخرَجني منه، والصواب

حضَنَني. وفي حديث ابن مسعود حين أَوْصَى فقال: ولا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عن

ذلك، يعني امرأَتَه، أَي لا تُحْجَبُ عن النظرِ في وصِيَّتِه وإنْفاذِها،

وقيل: معنى لا تُحْضَنُ لا تُحْجَبُ عنه ولا يُقطَعُ أَمرٌ دُونها. وفي

الحديث: أَن امرأَة نُعَيْم أَتَتْ رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقالت:

إن نُعَيْماً يُريدُ أَن يَحْضُنَني أَمرَ ابنتي، فقال: لا تَحْضُنْها

وشاوِرْها. وحَضَنَ عنّا هدِيَّتَه يَحْضُنها حَضْناً: كَفَّها وصَرَفها؛

وقال اللحياني: حقيقتُه صَرَفَ معروفَه وهدِيَّته عن جيرانِه ومعارِفه

إلى غيرهم، وحكي: ما حُضِنَت عنه المروءةُ إلى غيره أَي ما صُرِفَت.

وأَحْضَنَ بالرَّجُلِ إحْضاناً وأَحضَنَه: أَزْرَى به. وأَحْضَنْتُ الرجلَ:

أَبْذَيتُ به. والحِضانُ: أَن تَقْصُرَ إِحدى طُبْيَتَيِ العَنْزِ وتَطولَ

الأُخرى جدّاً، فهي حَضُونٌ بَيِّنة الحِضان، بالكسر. والحَضُون من الإبلِ

والغنم والنساء: الشَّطُورُ، وهي التي أَحدُ خِلْفَيها أَو ثَدْيَيها

أَكبرُ من الآخر، وقد حَضُنَت حِضاناً. والحَضونُ من الإبلِ والمِعْزَى:

التي قد ذهب أَحدُ طُبْيَيها، والاسمُ الحِضانُ؛ هذا قول أَبي عبيد، استعمل

الطُّبْيَ مكان الخِلْف. والحِضانُ: أَن تكونَ إحدى الخُصْيَتَينِ

أَعظَمَ من الأُخرى، ورجلٌ حَضونٌ إذا كان كذلك. والحَضون من الفروجِ: الذي

أَحدُ شُفْرَيه أَعظم من الآخر. وأَخذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه أَي

قَسْراً. والأَعنُزُ الحضَنِيَّةُ: ضرْبٌ شديدُ السوادِ، وضربٌ شديدُ الحُمْرة.

قال الليث: كأَنها نُسِبَت إلى حَضَن، وهو جبَل بقُلَّةِ نجدٍ معروف؛

ومنه حديث عِمْرانَ بن حُصَينٍ: لأَنْ أَكونَ عبداً حَبَشِيّاً في أَعنُزٍ

حضَنِيّاتٍ أَرْعاهُنَّ حتى يُدْرِكَني أَجَلي، أَحَبُّ إليَّ من أَن

أَرميَ في أَحدِ الصَّفَّينِ بسهم، أَصبتُ أَم أَخطأْتُ. والحَضَنُ: العاجُ،

في بعض اللغات. الأَزهري: الحضَنُ نابُ الفِيل؛ وينشد في ذلك:

تبَسَّمَت عن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةً،

وأَبرَزَتْ عن هِيجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ.

ويقال للأَثافيِّ: سُفْعٌ حواضِنُ أَي جَواثِم؛ وقال النابغة:

وسُفْعٌ على ما بينَهُنَّ حَواضِن

يعني الأَثافيَّ والرَّمادَ. وحَضَنٌ: اسمُ جبل في أَعالي نجد. وفي

المثل السائر: أَنْجَدَ منْ رأَى حَضَناً أَي مَن عايَنَ هذا الجَبَلَ فقد

دَخل في ناحية نجدٍ. وحَضَنٌ: قبيلةٌ؛ أَنشد سيبويه:

فما جَمَّعْتَ مِنْ حَضَنٍ وعَمْروٍ،

وما حَضَنٌ وعَمروٌ والجِيادا

(* قوله «فما جمعت» في المحكم: بما جمعت.

وقوله: والجيادا، لعله نُصب على جعله إياه مفعولاً معه). وحَضَنٌ: اسم

رجل؛ قال:

يا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ ما تَبْغون

قال ابن بري: وحُضَينٌ هو الحُضَينُ بن المُنذِرِ أَحد بني عمرو بن

شَيبان بن ذُهْلٍ؛ وقال أَبو اليقظان: هو حُضَيْنُ بن المنذر بن الحرث بن

وَعلَة بن المُجالِدِ بن يَثْرَبيّ بن رَيّان بن الحرث بن مالك بن شَيبانَ

بن ذُهل أَحد بني رَقَاشِ، وكان شاعراً؛ وهو القائل لابنه غَيّاظ:

وسُمِّيتَ غَيّاظاً، ولَستَ بغائِظٍ

عَدُوّاً، ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُ

عَدُوُّكَ مَسرورٌ، وذو الوُدِّ، بالذي

يَرَى منكَ من غَيْظٍ، عليكَ كَظِيظُ.

وكانت معه رايةُ عليّ بن أَبي طالبٍ، رضوان الله تعالى عليه، يوم

صِفِّينَ دفعها إليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سنة؛ وفيه يقول:

لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّها،

إذ قِيلَ: قَدِّمْها حُضَينُ، تَقَدَّما؟

ويُورِدُها للطَّعْنِ حتى يُزِيرَها

حِياضَ المَنايا، تَقطُر الموتَ والدَّما.

حضن
: (الحِضْنُ، بالكسْرِ: مَا دُونَ الإِبْطِ إِلى الكَشْحِ) ، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ والزَّمَخْشريُّ.
(أَو الصَّدْرُ والعَضُدانِ وَمَا بَيْنَهما.
(و) أَيْضاً (جانِبُ الشَّيءِ وناحِيَتُهُ؛ ج أَحْضانٌ) .
(وَفِي الصِّحاحِ: حِضْنا الشيءِ: جانِبَاهُ، ونَواحِي كلِّ شيءٍ: أَحْضانُه.
وَفِي المُحْكَم: حِضْنا المَفازَةِ: شِقَّاها.
وحِضْنا الفَلاةِ: ناحِيَتاها.
وحِضْنا اللَّيْلِ: جانِبَاهُ. يقالُ: مَا زالَ يَقْطَعُ أَحْضانَ اللّيْلِ، وَهُوَ مجازٌ.
وَفِي حدِيْثِ عليَ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (عَلَيْكُم بالحِضْنَيْنِ) ؛ يُريدُ بجَنْبَتَي العَسْكَر.
(و) الحِضْنُ: (وِجارُ الضَّبُعِ) ، وأَنْشَدَ للكُمَيْت:
كَمَا خَامَرَتْ فِي حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ لَدَى الحَبْلِ حَتَّى غالَ أَوْسٌ عِيالَهاوقالَ ابنُ بَرِّي: حِضْنُها الموْضعُ الَّذِي تُصادُ فِيهِ.
(و) الحِضْنُ (من الجَبَلِ: مَا أَطافَ بِهِ، أَو أَصْلُه، ويُضَمُّ فيهمَا) .
(يقالُ: اعْتَشَّ الطائِرُ فِي حِضْنِ الجَبَلِ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ: حِضْنا الجَبَلِ: ناحِيتَاهُ.
(و) الحَضَنُ، (بالتَّحْريكِ: العاجُ) ، فِي بعضِ اللُّغات؛ كَمَا فِي الصِّحاحِ.
وَفِي التَّهْذيبِ: نابُ الفِيلِ، وينشدُ فِي ذلِكَ:
تبَسَّمَتْ عَن وَمِيضِ البَرْقِ كاشِرةًوأَبْرَزَتْ عَن هِجانِ اللَّوْنِ كالحَضَنِ (و) حَضَنٌ: (جَبَلٌ بنَجْدٍ) فِي أَعالِيه.
وقالَ نَصْرُ: هُوَ جَبَلٌ ضَخْمٌ بنَجْدٍ بَيْنَه وبينَ تهامَةَ مَرْحلَةٌ، تَبِيضُ فِيهِ النّسورُ لَا تُؤْنَس قُلَّتُهُ، يَسْكنُه بَنُو جُشَم بنِ بَكْرٍ، وهُم أَعْجاز هَوازِن؛ (وَمِنْه المَثَلُ: أَنْجَدَ مَنْ رأَى حَضَناً) ، أَي مَنْ عايَنَ هَذَا الجَبَلَ فقد دَخَلَ فِي ناحِيَةِ نَجْدٍ.
(و) بَنُو حَضَنٍ: (قَبيلَةٌ من تَغْلِبَ) ؛) أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه:
فَمَا جَمَّعْتَ بَنو حَضَنٍ وعَمْرٍ ووما حَضَنٌ وعَمْرٌ ووالجِيادا (والأَعْنُزُ الحَضَنِيَّةُ: شَديدَةُ السَّوادِ أَو الحُمْرَةِ) .
(قالَ اللَّيْثُ: كأَنَّها نُسِبَتْ إِلى حَضَن، وَهُوَ جَبَلٌ؛ وَمِنْه حَدِيْث عِمْرانَ بنِ الحُصَيْنِ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ: (لأَنْ أَكونَ عبدا حَبَشِيًّا فِي أَعْنُزٍ حَضَنِيَّاتٍ أَرْعاهُنَّ حَتَّى يُدْرِكَني أَجَلِي، أَحَبُّ إِليَّ مِن أَنْ أَرْميَ فِي أَحدِ الصَّفَّينِ بسَهْم، أَصَبْتُ أَو أَخْطَأْتُ) .
(وحَضَنَ الصَّبِيَّ) يَحْضُنُه (حَضْناً) ، بالفَتْحِ، (وحِضانَةً، بالكسْرِ: جَعَلَهُ فِي حِضْنِهِ، أَو) كَفِلَه و (رَبَّاهُ) وحَفِظَه، (كاحْتَضَنَهُ.
(و) حَضَنَ (الطَّائِرُ بَيْضَهُ) ، وعَلى بَيْضِه، (حَضْناً) ، بالفتْحِ، (وحِضاناً وحِضانَةً، بكسْرِهما، وحُضوناً) ، بالضمِّ: (رَخَّمَ عَلَيْهِ للتَّفْريخِ) .
(وقالَ الجَوْهرِيُّ: ضَمَّه إِلى نفْسِه تحْتَ جَناحَيْه.
(واسْمُ المَكانِ) :) مَحِْضَنٌ، (كمَقْعَدٍ ومَنْزِلٍ) ، والجَمْعُ المَحاضِنُ.
(و) قالَ اللَّحْيانيُّ: حَضَنَ (مَعْروفَهُ) وحَدِيثَه (من جيرانِهِ) ومعارِفِه (حَضْناً) ، بالفتْحِ، إِذا (كَفَّهُ وصَرَفَهُ) إِلى غيرِهم. (و) مِن المجازِ: حَضَنَ (فُلاناً عَن كَذَا حَضْناً وحَضانَةً، بفَتْحِهِما) ، إِذا (نَحَّاهُ عَنهُ واسْتَبَدَّ بِهِ دونَهُ) وانْفَرَدَ كأَنَّه جَعَلَهُ فِي حِضْنٍ مِنْهُ، أَي جانِبٍ؛ وَمِنْه حَدِيْثُ الأَنْصارِ يَوْم السَّقيفَةِ: (أَتُريدونَ أَنْ تَحْضُنونا مِن هَذَا الأَمْرِ) ، أَي تُخْرِجونا.
وقالَ ابنُ سِيْدَه: حَضَنَهُ عَن الأَمْرِ: خَزَلَهُ دونَهُ ومَنَعَه مِنْهُ.
وَفِي حَدِيْثِ ابْن مَسْعودٍ، رضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، حينَ أَوْصَى فقالَ: (وَلَا تُحْضَنُ زَيْنَبُ عَن ذلكَ) ، يعْنِي امْرأَتَه، أَي لَا تُحْجَبُ عَن النَّظَرِ فِي وصِيَّتِه وإِنْفاذِها؛ وقيلَ: لَا تُحْجَبُ عَنهُ وَلَا يُقْطَعُ أَمرٌ دُونها.
(و) حَضَنَهُ (عَن حاجَتِه: حَبَسَهُ) عَنْهَا (ومَنَعَهُ، كاحْتَضَنَهُ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيْدَه.
(والحاضِنَةُ: الَّدايَةُ) ، وَهِي المُوَكَّلَةُ بالصَّبيِّ تَحْفظُه وتُربِّيه.
(و) أَيْضاً: (النَّخْلَةُ القَصيرَةُ العُذوقِ) ، عَن كُراعٍ؛ (أَو) هِيَ (الَّتِي خَرَجَتْ كبائِسُها وفارَقَتْ كوافيرَها وقَصُرَتْ عَراجِينُها) ؛) حَكَى ذلِكَ أَبو حَنيفَةَ، رَحِمَه اللَّهُ تعالَى، وأَنْشَدَ لحبيبٍ القشيريِّ:
مِن كل بائنةٍ تُبِينُ عُذُوقَهاعنها وحاضِنَة لَهَا مِيقار (والحَضونُ من الغَنَمِ والإِبِلِ والنِّساءِ) :) الشَّطُورُ، وَهِي (الَّتِي أَحَدُ خِلْفَيْها أَو ثَدْيَيْها أَكْبَرُ مِن الآخَرِ، وَقد حَضُنَتْ، ككَرُمَ، حِضاناً، بالكسْرِ) .
(وقيلَ: الحَضونُ من الإِبِلِ والمِعْزَى: الَّذِي قد ذَهَبَ أَحَدُ طُبْيَيْها؛ والاسْمُ الحِضانُ؛ هَذَا قَوْل أَبي عُبَيْدٍ، اسْتَعْمل الطُّبْيَ مَكان الخِلْفِ.
وَفِي الصِّحاحِ: الحَضونُ مِن الشَّاءِ: الشَّطُورُ، وَهِي الَّتِي أَحَدُ طُبْيَيْها أَطْوَل مِن الآخَرِ. يقالُ: شَاةٌ حَضونٌ بَيِّنَةُ الحِضَانِ، بالكَسْرِ.
(و) الحَضونُ مِن الرِّجالِ: (مَن أَحَدُ خُصْيَيْهِ أَكْبَرُ مِن الآخَرِ) .) والاسْمُ: الحِضَانُ. (و) الحَضونُ: (الفَرْجُ أَحَدُ شَفْرَيْهِ أَكْبَرُ من الآخَرِ) ؛) والاسْمُ الحِضَانُ أَيْضاً.
(وأَحْضَنَهُ و) أَحْضَنَ (بِهِ: أَزْرَى) ؛) الأَوَّلُ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عَن أَبي زَيْدٍ.
(و) أَحْضَنَ (بحَقِّي: ذَهَبَ بِهِ) ، كأَنَّه جَعَلَه فِي حضْنٍ مِنْهُ، أَي جانِبٍ، وَهُوَ مَجازٌ.
(ويقالُ للأَثافِيِّ: سُفْعٌ حَواضِنُ، أَي جَواثِمُ) ، يَعْني الأَثافِيَّ والرَّمادَ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) المِحْضَنَةُ، (كمِكْنَسَةٍ: القَصْعَةُ الرَّوْحاءُ المَعْمولَةُ من الطِّينِ للحَمامَةِ) تَحْضُنُ فِيهَا على بَيْضِها.
(وأَبو ساسانَ: حُضَيْنُ بنُ المُنْذِرِ) بنِ الحَارِثِ بنِ وَعْلَةَ بنِ المُجالِدِ بنِ يَثْرَبيِّ بنِ رَيَّانَ بنِ الحرثِ بنِ مالِكِ بنِ شَيْبانَ بنِ ذُهلٍ، (كزُبَيْرٍ) ، أَحَدُ بَنِي رَقَاشٍ، (تابِعِيٌّ) شاعِرٌ وَهُوَ القائِلُ لابْنِه غَيَّاظ:
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولَستَ بغائِظٍ عَدُوًّا ولكِنَّ الصَّدِيقَ تَغيظُعَدُوُّكَ مَسرورٌ وَذُو الوُدِّ بالذييَرَى منكَ من غَيْظٍ عليكَ كَظِيظُويُكَنَّى أَيْضاً: أَبا اليَقْظان، وقيلَ: أَبو سَاسانَ لَقَبُه، وإِنَّما كُنْيَته أَبو محمَّدٍ، كَذَا فِي تارِيخِ حَلَب. قالَ الذَّهبيُّ: رَوَى عَن عليَ وعُثْمانَ، وَعنهُ الحَسَنُ، ووَأْدُ بنُ أَبي هنْدٍ، ثقَةٌ شَرِيفٌ مِن أُمَراءِ عليَ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، يومَ صِفِّينَ، وكانَ شُجاعاً منوعاً توفّي سَنَة 97.
قُلْتُ: ورَوَى أَيْضاً عَن أَبي موسَى الأَشْعَريِّ، رَضِيَ اللَّهُ تعالَى عَنهُ، وَعنهُ ابْنُه يَحْيَى بنُ الحُضَيْن، وعليُّ بنُ سُوَيْد بنِ منجون.
وقالَ ابنُ بَرِّي: كانَتْ مَعَه رايَةُ عليِّ بنِ أَبي طَالِب يَوْم صِفِّينَ دَفَعَها إِليه وعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَة؛ وَفِيه يقولُ: لِمَنْ رايَةٌ سَوْداءُ يَخْفِقُ ظِلُّهاإِذا قِيلَ قَدِّمْها حُضَينُ تَقَدَّمَا؟ قالَ الإِمامُ العَسْكَريُّ: وكانَ يبخل، وَفِيه يقولُ زيادُ الأَعْجم:
يَسدُّ حُضَينُ بابَهُ خشْيَة القِرى باصْطَخْرَ والشَّاةُ السَّمِيْنُ بدرهمِقالَ الحافِظُ أَبو الحجَّاجِ المغْرِبيُّ: لَا يُعْرَفُ فِي رُواةِ العلْمِ مَن اسْمه حُضَيْن غَيْره.
قُلْتُ: وَقد ذَكَرَه هَكَذَا العَسْكَريُّ فِي التَّصْحِيفِ، وابنُ فارِس قالَ: ورُبَّما صَحَّفهُ المصَحِّفُ بالصَّادِ المُهْمَلةِ.
قالَ الحافِظُ: وابْنُه يَحْيَى بنُ حُضَيْن لَهُ خَبَرٌ مَعَ الفرَزْدقِ.
قُلْتُ: وَفِي رِجالِ البُخَاريِّ حُضَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ الأَنْصارِيُّ السُّلَميُّ؛ زَعَمَ أَبو الحُسَيْنِ القابسيُّ أَنَّه هَكَذَا بالمُعْجمةِ، وَقد رَدَّ عَلَيْهِ أَبو عليَ الجيانيُّ، وأَبو الوليدِ الفرَضِيُّ، وأَبو القاسِمِ السّهَيْليُّ، وَقَالُوا: كُلّهم: كانَ القابِسيُّ يهمُّ فِي هَذَا.
(و) يقالُ: (أَصْبَحَ) فلانٌ (بحُضْنَة سُوءٍ، بالضَّمِّ، إِذا أَصابَتْهُ هُضَيمَةٌ فَلم يَنْتَصِرْ) .
(وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الاحْتِضانُ: احْتمالُكَ بالشَّيءِ وجَعْلُه فِي حِضْنِك كَمَا تَحْتَضِنُ المرأَةُ وَلَدَها فتَحْملُه فِي أَحَدِ شِقَّيْها. وَمِنْه الحدِيثُ: أَنه خَرَجَ مُحْتَضِناً أَحَدَ ابْنَي ابْنَتِه، أَي حامِلاً لَهُ فِي حِضْنِه.
والمُحْتَضَنُ: الحِضْنُ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ للأَعْشَى:
عَرِيضةُ بُوصٍ إِذا أَدْبَرَتْهَضِيمُ الحَشا شَخْتةُ المُحْتَضَنْوحَمامةٌ حاضِنٌ، بِلا هاءٍ.
والحُضَّانُ، كرُمَّانٍ: الكافِلُونَ المُرَبُّونَ، جَمْعُ حاضِنٍ.
وأَحْضَنَه مِنَ الأَمْر: أَخْرَجَه مِنْهُ، لُغَةٌ مَرْدودةٌ فِي حَضَنَه. وأَخَذَ فلانٌ حقَّه على حَضْنِه: أَي قَسْراً.
وحَضَنٌ: اسْمُ رَجُلٍ، وَهُوَ حَضَنُ بنُ إِنسانِ بنِ هصيصِ القضَاعِيُّ، ذَكَرَه الأَميرُ وبخطِّ ابنِ نقْطَةَ: حَضَنُ بنُ سِنَان؛ قالَ:
يَا حَضَنُ بنَ حَضَنٍ مَا تَبْغون وأَعْطاهُ حِضْناً مِن زَرْعٍ: أَي قَدْر مَا يَحْتَمِلُه فِي حِضْنِه؛ وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأَساسِ.
وَهُوَ مِن حَضَنَةِ العِلْمِ، مُحرَّكَة: أَي عَلمته، وَهُوَ مجازٌ.
وأَبو الحُضَيْن، كزُبَيْرٍ: تابِعيٌّ عَن ابنِ عُمَر، وَعنهُ العمريُّ.
قالَ الحافِظُ: وَهَكَذَا وُجِدَ مَضْبوطاً بخطِّ ابنِ نقْطَةَ فِي حاشِيَةِ الإِكْمالِ.
وحَضَنٌ، مُحرَّكَة: مِنْ جبالِ سلمى؛ وأَيْضاً: جَبَلٌ مُشْرفٌ على السيِّ إِلى جانِبِ دِيارِ سليم؛ قالَهُ نَصْر.
وحَضَنٌ: بَطْنٌ مِن بَنِي القَيْنِ عَن ابنِ السمْعانيّ.
قلْتُ: وَهُوَ الَّذِي تَقَدَّمَ ذِكْرُه.
وعبدُ الغَفَّار بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحُضَيْنيُّ: مُقْرىءُ وَاسِط، تلْميذُ ابنِ مُجاهِد.
وحاضِنَةُ الرَّجلِ: امْرَأَتُه؛ والصَّادُ لُغَةٌ فِيهِ.
ح ض ن: (الْحِضْنُ) مَا دُونُ الْإِبْطِ إِلَى الْكَشْحِ. وَ (حَضَنَ) الطَّائِرُ بَيْضَهُ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَدَخَلَ إِذَا ضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ تَحْتَ جَنَاحِهِ. وَ (حَضَنَتِ) الْمَرْأَةُ وَلَدَهَا (حَضَانَةً) . وَ (حَاضِنَةُ) الصَّبِيِّ الَّتِي تَقُومُ عَلَيْهِ فِي تَرْبِيَتِهِ. وَ (احْتَضَنَ) الشَّيْءَ جَعَلَهُ فِي حِضْنِهِ. 

بور

بور: {بوار}: هلاك. {بورا}: هلكى.
(بور) : أَرْسَلَه بُبورِيِّه: إِذا تُركَ ورَأْيَه لَمْ يُؤَدّبْ، ولم يُئْنَ عن شَيءٍ قَبِيح.
(ب و ر) : (بَارَتْ) السِّلْعَةُ كَسَدَتْ مِنْ بَابِ طَلَبَ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ (بَارَتْ) عَلَيْهِ الْجِذْعَانُ (وَالْبُوَيْرَةُ) فِي السِّيَرِ بِوَزْنِ لَفْظِ مُصَغَّرِ الدَّارِ مَوْضِعٌ.
ب و ر : بَارَ الشَّيْءُ يَبُورُ بُورًا بِالضَّمِّ هَلَكَ وَبَارَ الشَّيْءُ بَوَارًا كَسَدَ عَلَى الِاسْتِعَارَةِ لِأَنَّهُ إذَا تُرِكَ صَارَ غَيْرَ مُنْتَفَعٍ بِهِ فَأَشْبَهَ الْهَالِكَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَالْبُوَيْرَةُ بِصِيغَةِ التَّصْغِيرِ مَوْضِعٌ كَانَ بِهِ نَخْلُ بَنِي النَّــضِيرِ
ب ور [بورا]
قال: يا ابن عباس: أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ: وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً .
قال: هلكى بلغة عمان وهم من اليمن .
قال: وهل تعرف العرب ذلك؟
قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر وهو يقول:
فلا تكفروا ما قد صنعنا إليكم ... وكافوا به فالكفر بور لصانعه 

بور


بَارَ (و)(n. ac. بَوْر
بُوْر
بَوَاْر)
a. Perished.
b. Was ruined, spoiled.
c. Was uncultivated, fallow, waste.
d. Was dull, slack (market).
e. Tried, examined.

بَوَّرَa. Left fallow.

أَبْوَرَa. Destroyed.

تَبَوَّرَa. Lamented.

إِبْتَوَرَa. see I (e)b. Compressed, covered.

بَوْرa. Uncultivated, fallow.

بُوْرa. Bad, worthless, reprobate.
b. Fallow land.

بَاْوِر
بَاْوِرَةa. see 3 (b)
بَوَاْرa. Perdition, ruin.
b. Slackness of trade.
c. [art. & prec. by
دَار
place ], Hell.
بُوْرَغِي
T.
a. Borer, screw-driver.

بَوْرَق
G.
a. Borax, nitre, saltpetre.

بُوْرِيّ
a. Mullet.
(بور) - في الحديث: "في الصَّلاة على البُورِىِّ" .
البُورِيَّة والبَاريَّة مُشَدَّدتان، والبُورياء مُخَفَّف، ثَلاثُ لُغات، جِنْس من الحَصِير، وفُوعيل مَعدومٌ من كلام العَرَب، ويُحتَمل أن يكون مُعرَّباً.
- في حديث قَتْل عَلِىّ، رضي الله عنه: "أَبْرنا عِتْرَتَه" .
: أي أَهلَكْناه، وأَصْلُه من قولهم: بار يَبُور بَوراً إذا هلَك، وأَبرْتُه: أَهْلَكتُه.
- في حديث عَلقمةَ الثَّقفِىّ: "يُبتارُ إسلامُنا" .
يقال: باره وابتَارَه.
مثل خَبَره واخْتَبره بِناءً ومَعنًى.
- ومنه أنَّ دَاودَ سأَلَ سُليمانَ، عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ: "وهو يَبْتار عِلمَه".
بور: البَوَارُ: الهَلاَكُ، باروا.
وهُمْ بُوْرٌ: أي فُقَرَاءُ.
والبائرُ: الكاسِدُ، وبارَتِ البِيَاعَاتُ.
وإنَّه لَفي حُوْرٍ وبُوْرٍ: أي في ضَيْعَةٍ وهَلاَكٍ. وتَرَكْتُه في حُوْرٍ بُوْرٍ وحِيْرٍ بِيْرٍ ويُقال بغَيْرِ تَنْوِيْنٍ: وهي الهَلاَكُ.
وأرَضُوْنَ بُوْرٌ: خَرَاباتٌ. والبَوْرُ والبُوْرُ من الأرْضِ: التي لم تُزْرَعْ.
وشَيْءٌ بائرٌ وبَأَرٌ وبَوْرٌ وبُوْرٌ: أي فاسِدٌ.
ونَزَلَتْ بَوَارِ على النّاسِ: أي بَلاَءٌ وهَلاَكٌ.
وبُرْتُ النّاقَةَ أبُوْرُها: إذا أدْنَيْتَها من الفَحْلِ لتَنْظُرَ أحامِلٌ أمْ حائلٌ. وذلك الفَحْلُ: مِبْوَرَةٌ.
والبَوْرُ: التَّجْرِبَةُ، بُرْتُه وبُرْتُ ما عِنْدَه.
والابْتِيَارُ: النِّكَاحُ بغَيْرِ هَمْزٍ، من قَوْلِهم: ابْتَارَ الفَحْلُ النّاقَةَ وبارَها: إذا ضَرَبَها.
والبُوْرِي والبُوْرِيَاءُ: مَعْرُوْفٌ.
ب و ر

فلان له نوره، وعليك بوره، أي هلاكه. وقوم بور. وأحلوا دار البوار، ونزلت بوار على الكفار. قال أبو مكعت الأسدي:

قتلت فكان تظالما وتباغياً ... إن التظالم في الصديق بوار

لو كان أول ما أتيت تهارشت ... أولاد عرج عليك عند وجار

جعلها علماً للضباع فاجتمع التعريف والتأنيث. وبنو فلان بادوا وباروا، وأبادهم الله وأبارهم.

وهو حائر بائر. وإنه لفي حور وبور. وبرت الناقة فأنا أبورها إذا أدنيتها من الفحل تنظر أحائل هي أم حامل. ويقال لذلك الفحل المبور.

ومن المجاز: بارت البياعات: كسدت، وسوق بائرة. وبارت الأيم إذا لم يرغب فيها. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتعوذ من بوار الأيم. وبارت الأرض إذا لم تزرع، وأرض بوار وأرضون بور. وبر لي ما عند فلان واخبر.
بور
البَوَار: فرط الكساد، ولمّا كان فرط الكساد يؤدّي إلى الفساد- كما قيل: كسد حتى فسد- عبّر بالبوار عن الهلاك، يقال: بَارَ الشيء يَبُورُ بَوَاراً وبَوْراً، قال عزّ وجل: تِجارَةً لَنْ تَبُورَ [فاطر/ 29] ، وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ [فاطر/ 10] ، وروي: «نعوذ بالله من بوار الأيّم» ، وقال عزّ وجل: وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ [إبراهيم/ 28] ، ويقال: رجل حائر بَائِر ، وقوم حُور بُور.
وقال عزّ وجل: حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً
[الفرقان/ 18] ، أي: هلكى، جمع:
بَائِر. وقيل: بل هو مصدر يوصف به الواحد والجمع، فيقال: رجل بور وقوم بور، وقال الشاعر:
يا رسول المليك إنّ لساني راتق ما فتقت إذ أنا بور 
وبَارَ الفحل الناقة: إذا تشمّمها ألاقح هي أم لا ؟، ثم يستعار ذلك للاختبار، فيقال: بُرْتُ كذا، أي: اختبرته.
بور:
بار الشيء: كسد. ولم يجد من يشتريه لكثرته وابتذاله (البكري 6).
بَوَّر الأرض: أجمها سنة لتزرع من قابل (فوك) وهذا القسم من الأرض مُبَوَر ففي المستعيني انظر: نمّام: وقيل إن من النمام نوع ثالث ينبت في الأراضي المبوّرة (كذا في المخطوطتين والصواب نوعا ثالثاً).
وفي معجم فوك بَوّر Vincere ويظهر أن معناه انتصر في المعركة.
وبور: أخزى، افقد السمعة (بوشر).
تَبَوّر. تبورت الأرض: استراحت سنة لتزرع من قابل (فوك، ابن العوام 1: 89).
وتبورت الأرض: صارت جُرُزاً وأجدبت (الكالا).
وتبور الشيء: كسد (بوشر).
بارٌ: بائر وبَور وبُور (معجم البلاذري).
بُور: أرض مرتفعة بين خطي المحراث، ذكرها الكالا وقال إن جمعها أوبار وقد ذكرها الكالا بمعنى الارضين البور وهو قلب أبوار جمع بور - وبُور: نفاية (بوشر).
بُورِيّ ويجمع على بوريات (فوك) وبواري (كرتاس 17): اسم للسمك عامة. وفي معجم الكالا: اسم للسمك = حوت.
بوار = خراب (معجم البلاذري، معجم المتفرقات) ودار البوار (عند فريتاج " orcus") اسم أطلقه ابن حيان (ص 105ق) على بيشتر (بوباسترو) مقر ابن حفصون.
وبوار: خسران، ونقص يصيب الشيء في كمه وقيمته. (بوشر) ونفاية (بوشر).
ب و ر: (الْبُورُ) الرَّجُلُ الْفَاسِدُ الْهَالِكُ الَّذِي لَا خَيْرَ
فِيهِ، وَامْرَأَةٌ بُورٌ أَيْضًا، وَقَوْمٌ بُورٌ هَلْكَى. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12] وَهُوَ جَمْعُ (بَائِرٍ) مِثْلُ حَائِلٍ وَحُولٍ. وَقِيلَ إِنَّهُ لُغَةٌ، لَا جَمْعٌ لِبَائِرٍ كَمَا يُقَالُ: أَنْتَ بَشَرٌ وَأَنْتُمْ بَشَرٌ. وَ (بَارَ) فُلَانٌ يَبُورُ (بَوَارًا) بِالْفَتْحِ هَلَكَ وَ (أَبَارَهُ) اللَّهُ أَهْلَكَهُ. وَرَجُلٌ حَائِرٌ (بَائِرٌ) إِذَا لَمْ يَتَّجِهْ لِشَيْءٍ وَهُوَ إِتْبَاعٌ لِحَائِرٍ. وَ (الْبَوْرُ) كَالثَّوْرِ الْأَرْضُ الَّتِي لَمْ تُزْرَعْ وَهُوَ فِي الْحَدِيثِ. وَ (بَارَ) الْمَتَاعُ كَسَدَ. وَبَارَ عَمَلُهُ بَطَلَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10] وَبَابُهُمَا مَا ذُكِرَ. وَ (الْبَارِيَاءُ) وَ (الْبُورِيَاءُ) بِالْمَدِّ الْحَصِيرُ مِنَ الْقَصَبِ. وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ: الْبُورِيَاءُ بِالْفَارِسِيَّةِ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ (بَارِيٌّ) وَ (بُورِيٌّ) وَ (بَارِيَّةٌ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ فِي الْكُلِّ. 
[بور] فيه فأولئك قوم "بور" أي هلكى، جمع بائر والبوار الهلاك. ومنه: لو عرفناه أبرنا عترته، وقد مر. ومنه: في ثقيف كذاب و"مبير" أي مهلك يسرف في إهلاك الناس، بار يبور بواراً وأبار غيره. ش: اتفقوا على أنه الحجاج فبلغ من قتله صبراً سوى من قتله في الحرب مائة ألف وعشرين ألفاً. نه: ومنه: فرجل حائر "بائر" أي لم يتجه لشيء، وقيل هو إتباع لحائر. وفي كتابه لأكيدر: وإن لكم "البور" والمعامي، البور الأرض التي لم تزرع، والمعامي المجهولة، والبور بالفتح مصدر وصف به، ويروى بالضم جمع البوار وهي الأرض الخراب التي لم تزرع. وفيه: نعوذ بالله من "بوار" الأيم أي كسادها من بارت السوق إذا كسدت، والأيم التي لا زوج لها ولا يرغب فيها أحد. وسأل داود سليمان عليهما السلام وهو "يبتار" علمه أي يمتحنه. ومنه ح: كنا "نبور" أولادنا بحب علي. وح: ما نحسب إلا أن ذلك شيء "يبتار" به إسلامنا. وفيه: كان لا يرى بأساً بالصلاة على "البورى" هي الحصير المعمول من القصب، ويقال فيه: بارية، وبورياء. ك: "البويرة" مصغرة "البورة" موضع بقرب المدينة، ونخل لبني النــضير، وحرق مستطير أي منتشر، ويفعل هذا إذا دعت إليه حاجة، وقيل: أن النخل كانت مقابلة القوم فقطعت ليبرز المكان فيكون مجالاً للحرب. مستطير أي محرق متفرق كثير، وذلك حين نقض بنو النــضير العهد، وهموا بقتله صلى الله عليه وسلم، فنزل الوحي بما هموا، فأجلوا إلى خيبر، وأحرق نخيلهم، ويتم في "سراة".
[بور] البورُ: الرجلُ الفاسدُ الهالكُ الذى لا خير فيه. قال عبد الله بن الزبعرى السهمى: يا رسول المليك إن لساني * راتق ما فتقت إذا أنا بور - وامرأة بور، حكاه أيضا أبو عبيدة. وقومٌ بورٌ: هَلكى. قال الله تعالى:

(وكنتم قَوْماً بوراً) *، وهو جمع بائر مثل حائل وحول. وحكى الاخفش عن بعضهم أنه لغة وليس بجمع لبائر، كما يقال، أنت بشر وأنتم بشر. وقد بار فلان، أي هلك. وأبارَهُ الله: أهلكه. ورجلٌ حائرٌ بائِرٌ، إذا لم يتجه لشئ. وهو إتباع لحائر. وبارَهُ يَبورُهُ، أي جرَّبه واختبره. والابْتيارُ مثله. قال الكميت: قَبيحٌ بمثليَ نَعْتُ الفَتا * ةِ إِمَّا ابتهار أو إما ابتيارا - يقول: إما بهتانا وإما اختبار بالصدق لاستخراج ما عندها. وبَرْتُ الناقةَ أَبورُهَا بَوراً بالفتح، وهو أن تَعرِضَها على الفحل تنظر ألا قح هي أمْ لا، لأنَّها إذا كانت لاقِحاً بالتْ في وجه الفحل إذا تشممها. قال الشاعر : بضرب كآذان الفراء فضوله * وطعن كإيزاغ المخاض تبورها - ويقال أيضا: بار الفحلُ الناقةَ وابْتارَها، إذا تشمَّمها ليعرف لِقاحها من حِيالِها. ومنه قولهم: بُرْ لي ما عند فلانٍ، أي اعْلَمْهُ وامْتَحِنْ لي ما في نفسه. والبور أيضا: الارض التى لم تزرع، عن أبى عبيد. وهو في الحديث في الكتاب الذى كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لاكيدر صاحب دومة الجندل: " إن لنا الضاحية من البعل والبور والمعامي والاغفال ". والبوار: الهلاك. وحكى الأحمر: " نزلَتْ بَوارِ على الكُفّار " مثل قَطامِ. وأنشد:

إن التَظالُمَ في الصَديقِ بَوارِ * وبارِ المتاع: كسد. يقال: نعوذ بالله من بوار الايم. وبار عمله: بطل. ومنه قوله تعالى:

(ومَكْرُ أُولَئِكَ هو يَبورُ) *. والبارياءُ والبورياءُ: التي من القصب. وقال الأصمعي: البورياءُ بالفارسية، وهو بالعربية بارِيٌّ وبوريٌّ. وأنشد للعجاج يصف كناس الثور:

كالخص إذ جلله الباري * وكذلك البارية:
[ب ور] البَوارُ الهَلاكُ بارَ بَوْرًا وبَوارًا وأبارَهُمْ اللهُ ورَجُلٌ بُورٌ قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ الزِّبَعْرَى

(يا رَسُولَ المَلِيكِ إِنَّ لِسانِي ... راتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنَا بُورُ)

وكَذلِكَ الاثْنانِ والجَمِيعُ والمُؤَنَّثُ وفي التَّنْزِيلِ {وكنتم قوما بورا} الفتح 12 وقد يَكُونُ بُورٌ جمعَ بائِرٍ وقِيلَ رَجُلٌ بائِرٌ وقَوْمٌ بَوْرٌ بفَتْحِ الباءِ فهو عَلَى هذا اسْمٌ للجَمْعِ كنائِمٍ ونَوْمٍ وصائِمٍ وصَوْمٍ ودَارُ البَوَارِ دارُ الهَلاَكِ ونَزَلَتْ بَوارِ عَلَى الناسِ قالَ أَبُو مُكْعِثٍ الأَسَدِيُّ

(قُتِلَتْ فكانَ تَباغيًا وتَظالُمًا ... إِنَّ المَظالِمَ في الصَّدِيقِ بَوارِ)

وبارَت السُّوقُ كَسَدَتْ وبُورُ الأَرْضِ بالضَّمِّ ما بارَ مِنها فلم يُعْمَرْ بالزَّرْعِ وقال الزَّجّاجُ البائِرُ في اللُّغَةِ الفاسِدُ الَّذِي لا خَيْرَ فيه قال وكَذلِك أَرْضٌ بائِرَةٌ مَتْرُوكَةٌ من أَنْ يُزْرَعَ فيها وقال أبو حَنِيفَةَ البَوْرُ بفتح الباءِ وسَكُونِ الواوِ الأَرْضُ كُلُّها قبلَ أَن تُسْتَخْرَجَ حَتَّى تُصْلَحَ للزَّرْعِ أو الغَرْسِ ورَجُلٌ حائِرٌ بائِرٌ يَكونُ من الكَسَلِ ويكونُ من الهَلاكِ وبارَهُ بَوْرًا وابْتارَهُ كِلاهُما اخْتَبَرَهُ قالَ مالِكُ بنُ زُغْبَةَ

(بضَرْبٍ كآذانٍ الفِراءِ فُضُولُه ... وطَعْنٍ كإِيزاغِ المَخاضَ تَبُورُها)

والفَحْلُ يَبُورُ الناقَةَ ويبْتارُها يَنْظُرُ أَلاقِحٌ هي أَمْ حائِلٌ وفَحْلٌ مِبْوَرٌ عارِفٌ بالحالَيْنِ وابنُ بُور حكاهُ ابنُ جِنِّي في الإِمالَةِ والَّذِي ثَبَتَ في كتابِ سِيبَوَيْهِ ابنُ نُورٍ بالنُّون وقد تَقَدَّمَ والبُورِيّ والبُورِيَّةُ والبُورِياءُ والبارِيُّ والبارِياءُ والبارِيَّةُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ قِيلَ هو الطَّرِيقُ وقِيلَ الحَصِيرُ المَنْسُوجُ
بور
بارَ يَبور، بُرْ، بَوْرًا وبَوارًا، فهو بائر
• بارتِ الأرضُ: جدَبَت، لم تُزْرَع "أهمل الفلاح أرضه فبارت".
• بارتِ السِّلعةُ: كسدت ولم تجد من يشتريها لكثرتها وابتذالها "بارت السّوق/ تجارتِه- {يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} ".
• بار العملُ:
1 - تعطَّل، كسد ولم يحقّق المقصود منه.
2 - بطل " {وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} ".
• بارتِ الفتاةُ: عنَسَت، لم تتزوّج، لم تُخطب. 

بوَّرَ يبوِّر، تبويرًا، فهو مُبوِّر، والمفعول مُبوَّر
• بوَّر الأرضَ: تركها بورًا دون زراعة أو إعمار "لا يبوِّر الفلاحُ النشيطُ أرضَه".
• بوَّر السِّلعةَ: عمِل على كسادها. 

بائِر [مفرد]: ج بُور: اسم فاعل من بارَ. 

بائِرة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل بارَ.
2 - صفة للفتاة التي لم تتزوّج وظلَّت عانسًا. 

بَوار [مفرد]: ج بُور (لغير المصدر):
1 - مصدر بارَ.
2 - خراب، خُسران.
3 - أرض لم تُزرع أو تُركت عامًا لتزرع في عام مقبل "ترك الفلاح أرضه بوارًا سنتين كاملتين".
• دار البَوار: دار الهلاك، الجحيم، جهنّم " {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} ". 

بَوْر [مفرد]: مصدر بارَ. 

بُور [مفرد]: ج أبوار
• البور من النَّاس: الفاسد، الهالك لا خير فيه (تطلق على المذكَّر والمؤنَّث والمفرد والجمع) " {وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا} ".
• البور من الأرض: الأرض التي لم تُزرع، أو التي لا تصلح للزِّراعة. 

بوريّ [مفرد]: (حن) نوع من السَّمك العظميّ، معروف في مصر ينتمي إلى الفصيلة البوريّة لون ظهره رماديّ إلى الزُّرقة، ولون بطنه أبيض فضيّ، والاسم منسوب إلى بورة، وهي قرية كانت بمصر بين تِنِّين ودمياط. 

بور

1 بَارَ, (S, M, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. بَوَارٌ (Lth, T, S, M, K) and بَوْرٌ, (M, K,) or بُورٌ, (Msb,) He, (S,) or it, (Msb,) perished. (Lth, T, S, M, Msb, K.) You say, بَادُوا وَ بَارُوا [They became extinct, and perished]. (A.) b2: [Hence,] بَارَتِ الأَرْضُ (tropical:) The land was, or became, in a bad, or corrupt, state, and uncultivated; (K, * TA;) was unsown. (A.) b3: And بَارَ عَمَلُهُ (assumed tropical:) His work was, or proved, vain, or ineffectual: such is the signification of the verb in the Kur xxxv. 11. (S, K.) b4: And بَارَ, (T, S, &c.,) aor. as above, inf. n. بَوَارٌ, (Msb,) (tropical:) It (a thing, Msb, or commodity, T, S, A, Mgh) was, or became, unsaleable, or difficult of sale, or in little demand: (T, S, A, Mgh, Msb:) because a thing, when neglected, becomes of no use, and thus resembles that which perishes. (Msb.) b5: And بَارَتِ السُّوقُ, (T, M,) inf. n. بَوْرٌ and بَوَارٌ, (K,) (tropical:) The market was, or became, stagnant, or dull, with respect to traffic. (T, M, K.) b6: And بَارَتِ الأَيِّمُ, (A,) inf. n. بَوَارٌ, (T, S, K,) (tropical:) The woman without a husband was not desired, or sought for: (A:) or remained in her house long without being demanded in marriage. (T, K.) b7: [بَارَ is also used as an imitative sequent of حَارَ; like as بَائِرٌ is of حَائِرٌ: see exs. in art. حور.]

A2: بَارَ النَّاقَةَ, (T, S, A, K,) aor. as above, (T, S, A,) inf. n. بَوْرٌ, (S,) He brought the she-camel to the stallion to see if she were pregnant or not: (T, S, A, K:) for if she is pregnant, she voids her urine in his face (S, K) when he smells her. (S.) b2: Also He (the stallion) smelt the she-camel to know if she were pregnant or not; (T, S, M, K;) and so ↓ ابتارها. (S, M.) b3: Hence the saying, بُرْ لِى مَا عَنْدَ فُلَانٍ (tropical:) Try thou, or examine, and learn, for me, what is in the mind (نَفْس S) of such a one. (S, A. *) You say, بَارَهُ, (T, S, M, K,) aor. as above, (T, S,) inf. n. بَوْرٌ; (T, M, K;) and ↓ ابتارهُ, (M,) inf. n. اِبْتِيَارٌ; (S, K;) meaning (tropical:) He tried him; assayed him; proved him by experiment or experience; examined him. (T, S, M, K.) ElKumeyt says, ↓ ةِ إِمَّا ابْتِهَارًا و إِمَّا ابْتِيَارَا قَبِيحٌ بِمِثْلِىَ نَعْتُ الفَتَا (T, S) (tropical:) It were foul in the like of me to characterize the damsel either by false accusation or by trying, with speaking truth, to elicit what is in her mind (مَا عِنْدَهَا [i. e. مَا فِى نَفْسِهَا, agreeably with an explanation given above]): (S, TA:) or ↓ ابتيارا, which is without ء, here signifies by asserting with truth my having had sexual intercourse with her: (TA:) [for] ابتارها signifies he asserted with truth that he had had sexual intercourse with her; and ابتهرها “ he asserted the same falsely: ” (A 'Obeyd, T:) and the former signifies also he had sexual intercourse with her (K, TA) by force; he ravished her: (TA:) or ابتار signifies he charged, or upbraided, a person with that which was not in him; and ابتهر “ he charged, or upbraided, with that which was in him. ” (TA in art. بهر.) 4 ابارهُ He (God) destroyed him; caused him to perish. (S, M, A, K.) 8 إِبْتَوَرَ see 1, in four places.

أَرْضٌ بَوْرٌ, (A 'Obeyd, T, &c.,) in which the latter word is an inf. n. [of 1] used as an epithet, (IAth,) (tropical:) Land not sown; (A 'Obeyd, T, S, IAth;) as also ↓ بَوَارٌ, [likewise an inf. n. used as an epithet,] of which the pl. is بُورٌ: (A, IAth:) or land before it is prepared for sowing (AHn, M, K) or planting: (AHn, M:) or land that is left to lie fallow one year, that it may be sown the next year: (K:) and ↓ أَرْضٌ بَائِرٌ, (Zj, M, K,) and ↓ بَائِرَةٌ, (Zj, K,) and ↓ بُورٌ, [which is originally an inf. n.,] (K,) or الأَرْضِ ↓ بُورُ, [in which the former word may be pl. of بَوَارٌ, mentioned above,] (M,) (tropical:) land that is in a bad state, and uncultivated, (K, * TA,) unsown, (M, TA,) and not planted: (TA:) or left unsown. (Zj, M.) You say also, أَصْبَحَتْ

↓ مَنَازِلُهُمْ بُورًا (assumed tropical:) Their abodes became void, having nothing in them. (Fr, T.) b2: See also بُورٌ.

بُورٌ A bad, or corrupt, man; (S, A, K;) and one (M, K) in a state of perdition; (S, M, A, K;) in whom is no good; (S, K;) originally an inf. n., (Fr, T,) and [therefore, as an epithet,] applied also to a female, (AO, T, S, M, K,) and to two persons, and more: (AO, T, M, K:) [but see what here follows:] ↓ بَائِرٌ, also, signifies bad, or corrupt; destitute of good; (Zj, M;) a man in a state of perdition; (AO, T, S;) and its pl., (K,) or rather quasi-pl., (M, TA,) is ↓ بَوْرٌ, (M, K,) like as نَوْمٌ is of نَائِمٌ, and صَوْمٌ of صَائِمٌ; (M, TA;) and another pl. of the same is بُورٌ, (AO, T, S, M,) like as حُولٌ is of حَائِلٌ, or, accord. to some, as Akh states, this is a dial. var., not a pl., of بَائِرٌ. (S.) b2: See also بَوْرٌ, in three places.

A2: إِنَّهُمْ لَفِى حُورٍ وَ بُورٍ (A, TA [but in the latter, جور is put for حَور]) Verily they are in a state of deficiency, or detriment. (TA.) See also بَائِرٌ.

[And see حَوْرٌ.] You say also, ذَهَبَ فُلَانٌ فِى

↓ الحَوارِ وَ البَوَارِ Such a one went away in a defective and bad state. (L, TA in art. حور.) بَارِىٌّ and ↓ بُورِىٌّ and ↓ بَارِيَّةٌ (As, S, M, K) and ↓ بُورِيَّةٌ (M, K) and ↓ بَارِيَآءُ and ↓ بُورِيَآءُ, (S, M, K,) all arabicized words, from the Persian, (M,) A woven mat, (M, K,) made of reeds; (S;) what is called in Persian بُورِيَا: (As, K:) or a rough حَصِير [or mat]. (Msb in art. برى [to which the words belong accord. to Fei, and the same is asserted to be the case by some others].) [The pl. is بَوَارِىُّ.] It is said in a trad., كَانَ لَا يَرَى

↓ بَأْسًا بِالصَّلَاةِ عَلَى البُورِىِّ explained as meaning He did not see any harm in praying upon a mat made of reeds. (TA.) b2: Accord. to some, (M,) A road; syn. طَرِيقٌ: (K, M:) [so, perhaps, in the trad. cited above:] arabicized. (K.) بُورِىٌّ: see بَارِىٌّ, in two places.

A2: Also A kind of fish; [a species of mullet, the mugil cephalus of Linnæus, of the roe and milt of which is made what the Italians call botargo, and the Arabs بَطَارِخ, and, accord. to Golius, بوترغا;] so called from a town in Egypt, named بُورَةُ, (K,) between Tinnees and Dimyát, of which there are now no remains. (TA.) بَارِيَّةٌ: see بَارِىٌّ.

بُورِيَّةٌ: see بَارِىٌّ.

بَارِيَآءُ: see بَارِىٌّ.

بُورِيَآءُ: see بَارِىٌّ.

بَوَارٌ, an inf. n. of 1: see بُورٌ, last sentence. b2: [Hence,] بَوَارِ, like قَطَامِ, [an indecl. noun,] Perdition: (El-Ahmar, S, M, K:) as in the saying, نَزَلَتْ بَوَار عَلَى الكُفَّار Perdition fell upon the unbelievers. (El-Ahmar, S, TA.) A2: See also بَوْرٌ.

بَوَارِىٌّ A seller of mats of the kind called بَارِىٌّ

&c. (K.) بَائِرٌ: see بُورٌ. b2: You say also رَجُلٌ حَائِرٌ بَائِرٌ, (T, S, M, A, K,) and ↓ فِى حُورٍ وَ بُورٍ, (A,) meaning A man who does not apply himself rightly, (T, S, TA,) or has not applied himself rightly, (K,) to anything; (T, S, K;) erring; losing his way; (T;) who will not do right of his own accord, nor obey one directing him aright: (K:) it may be from the signification of laziness, or sluggishness, and it may be from that of perdition: (M:) [or] بائر is here an imitative sequent of حائر. (S.) [Respecting the latter phrase, see also art. حور.] b3: See also بَوْرٌ, in two places.

فَحْلٌ مِبْوَرٌ A stallion-camel that knows the state of the female, whether she be pregnant or not. (M, A, K.) مُبِيرٌ A destructive man, acting exorbitantly in destroying others. (TA, from a trad.)

بور: الْبَوارُ: الهلاك، بارَ بَوْراً وبَواراً وأَبارهم الله، ورجل

بُورٌ؛ قال عبدالله بن الزَّبَعْري السَّهْمي:

يا رسولَ الإِلهِ، إِنَّ لِساني

رَائِقٌ ما فَتَقْتُ، إِذْ أَنا بُورُ

وكذلك الاثنان والجمعُ والمؤنث. وفي التنزيل: وكنتم قَوْماً بُوراً؛ وقد

يكون بُورٌ هنا جمع بائرٍ مثل حُولٍ وحائلٍ؛ وحكى الأَخفش عن بعضهم أَنه

لغة وليس بجمعٍ لِبائرٍ كما يقال أَنت بَشَرٌ وأَنتم بَشَرٌ؛ وقيل: رجل

بائرٌ وقوم بَوْرٌ، بفتح الباء، فهو على هذا اسم للجمع كنائم ونَوْمٍ

وصائم وصَوْمٍ. وقال الفرّاء في قوله: وكنتم قوماً بُوراً، قال: البُورُ

مصدَرٌ يكون واحداً وجمعاً. يقال: أَصبحت منازلهم بُوراً أَي لا شيء فيها،

وكذلك أَعمال الكفار تبطُلُ. أَبو عبيدة: رجل بُورٌ ورجلان بُورٌ وقوم

بُورٌ، وكذلك الأُنثى، ومعناه هالك. قال أَبو الهيثم: البائِرُ الهالك،

والبائر المجرِّب، والبائر الكاسد، وسُوقٌ بائرة أَي كاسدة. الجوهري: البُورُ

الرجل الفاسد الهالك الذي لا خير فيه. وقد بارَ فلانٌ أَي هلك. وأَباره

الله: أَهلكه. وفي الحديث: فأُولئك قومٌ بُورٌ؛ أَي هَلْكَى، جمع بائر؛

ومنه حديث عليٍّ: لَوْ عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه، وقد ذكرناه في فصل

الهمزة في أَبر. وفي حديث أَسماء في ثقيف: كَذَّابٌ ومُبِيرٌ؛ أَي

مُهْلِكٌ يُسْرِفُ في إِهلاك الناس؛ يقال: بارَ الرَّجُلُ يَبُور بَوْراً،

وأَبارَ غَيْرَهُ، فهو مُبِير. ودارُ البَوارِ: دارُ الهَلاك. ونزلتْ بَوارِ

على الناس، بكسر الراء، مثل قطام اسم الهَلَكَةِ؛ قال أَبو مُكْعِتٍ

الأَسدي، واسمه مُنْقِذ بن خُنَيْسٍ، وقد ذكر أَن ابن الصاغاني قال أَبو معكت

اسمه الحرث ابن عمرو، قال: وقيل هو لمنقذ بن خنيس:

قُتِلَتْ فكان تَباغِياً وتَظالُماً؛

إِنَّ التَّظالُمَ في الصَّدِيقِ بَوارُ

والضمير في قتلت ضمير جارية اسمها أَنيسة قتلها بنو سلامة، وكانت

الجارية لضرار بن فضالة، واحترب بنو الحرث وبنو سلامة من أَجلها، واسم كان مضمر

فيها تقديره: فكان قتلها تباغياً، فأَضمر القتل لتقدّم قتلت على حدّ

قولهم: من كذب كان شرّاً له أَي كان الكذب شرّاً له. الأَصمعي: بارَ يَبُورُ

بَوراً إِذا جَرَّبَ.

والبَوارُ: الكَسَادُ. وبارَتِ السُّوقُ وبارَتِ البِياعاتُ إِذا

كَسَدَتْ تَبُورُ؛ ومن هذا قيل: نعوذ بالله من بَوارِ الأَيِّمِ أَي كَسَادِها،

وهو أَن تبقى المرأَة في بيتها لا يخطبها خاطب، من بارت السوق إِذا

كسدت، والأَيِّم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب فيها أَحد.

والبُورُ: الأَرض التي لم تزرع والمَعَامي المجهولة والأَغفال ونحوها.

وفي كتاب النبي، صلى الله عليه وسلم، لأُكَيْدِرِ دُومَةَ: ولكُمُ البَوْر

والمعامي وأَغفال الأَرض؛ وهو بالفتح مصدر وصف به، ويروى بالضم، وهو جمع

البَوارِ، وهي الأَرض الخراب التي لم تزرع. وبارَ المتاعُ: كَسَدَ.

وبارَ عَمَلُه: بَطَلَ. ومنه قوله تعالى: ومَكْرُ أُولئك هُو يَبُورُ. وبُورُ

الأَرض، بالضم: ما بار منها ولم يُعْمَرْ بالزرع وقال الزجاج: البائر في

اللغة الفاسد الذي لا خير فيه؛ قال: وكذلك أَرض بائرة متروكة من أَن

يزرع فيها. وقال أَبو حنيفة: البَوْرُ، بفتح الباء وسكون الواو، الأَرض كلها

قبل أَن تستخرج حتى تصلح للزرع أَو الغرس. والبُورُ: الأَرض التي لم

تزرع؛ عن أَبي عبيد وهو في الحديث.

ورجل حائر بائر: يكون من الكسل ويكون من الهلاك. وفي التهذيب: رجل حائر

بائر، لا يَتَّجِهُ لِشَيءٍ ضَالٌّ تائِهٌ، وهو إِتباع، والابتيار مثله.

وفي حديث عمر: الرجال ثلاثة، فرجل حائر بائر إِذا لم يتجه لشيء.

ويقال للرجل إِذا قذف امرأَة بنفسه: إِنه فجر بها، فإِن كان كاذباً فقد

ابْتَهَرَها، وإِن كان صادقاً فهو الابْتِيَارُ، بغير همز، افتعال من

بُرْتُ الشيءَ أَبُورُه إِذا خَبَرْتَه؛ وقال الكميت:

قَبِيحٌ بِمِثْليَ نَعْتُ الفَتَا

ةِ، إِمَّا ابْتِهَاراً وإِمَّا ابْتِيارا

يقول: إِما بهتاناً وإِما اختباراً بالصدق لاستخراج ما عندها، وقد

ذكرناه في بهر. وبارَهُ بَوْراً وابْتَارَهُ، كلاهما: اختبره؛ قال مالك بن

زُغْبَةَ:

بِضَربٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه،

وطَعْنٍ كَإِيزاغِ المَخاضِ تَبُورُها

قال أَبو عبيد: كإِيزاغ المخاض يعني قذفها بأَبوالها، وذلك إِذا كانت

حوامل، شبه خروج الدم برمي المخاض أَبوالها. وقوله: تبورها تختبرها أَنت

حتى تعرضها على الفحل، أَلاقح هي أَم لا؟

وبار الفحل الناقة يَبُورها بَوْراً ويَبْتَارُها وابْتَارَها: جعل

يتشممها لينظر أَلاقح هي أَم حائل، وأَنشد بيت مالك بن زغبة أَيضاً. الجوهري:

بُرْتُ الناقةَ أَبورُها بَوْراً عَرَضتَها على الفحل تنظر أَلاقح هي

أَم لا، لأَنها إِذا كانت لاقحاً بالت في وجه الفحل إِذا تشممها؛ ومنه

قولهم: بُرْ لي ما عند فلان أَي اعلمه وامتحن لي ما في نفسه. وفي الحديث أَن

داود سأَل سليمان، عليهما السلام، وهو يَبْتَارُ عِلْمَهُ أَي يختبره

ويمتحنه؛ ومنه الحديث: كُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحب عَليٍّ، عليه

السلام. وفي حديث علقمة الثقفيّ: حتى والله ما نحسب إلاّ أَن ذلك شيء

يُبْتارُ به إِسلامنا. وفَحْلٌ مِبْوَرٌ: عالم بالحالين من الناقة.

قال ابن سيده: وابنُ بُورٍ حكاه ابن جني في الإِمالة، والذي ثبت في كتاب

سيبويه ابن نُور، بالنون، وهو مذكور في موضعه.

والبُورِيُّ والبُورِيَّةُ والبُورِيَاءُ والباريُّ والبارِياءُ

والبارِيَّةُ: فارسي معرب، قيل: هو الطريق، وقيل: الحصير المنسوج، وفي الصحاح:

التي من القصب. قال الأَصمعي: البورياء بالفارسية وهو بالعربية بارِيٌّ

وبورِيٌّ؛ وأَنشد للعجاج يصف كناس الثور:

كالخُصّ إِذْ جَلَّلَهُ البَارِيُّ

قال: وكذلك البَارِيَّةُ. وفي الحديث: كان لا يرى بأْساً بالصلاة على

البُورِيّ؛ هي الحصير المعمول من القصب، ويقال فيها بارِيَّةٌ

وبُورِياء.

بور
: (! البَوْرُ) ، بِالْفَتْح: (الأَرْضُ قبلَ أَن تُصْلَحَ للزَّرْعِ) ، وَهُوَ مَجازٌ، وَعَن أَبي عُبَيْد: هِيَ الأَرضُ الَّتِي لم تُزْرَعْ، وَقَالَ أَبو حنيفةَ: البَوْرُ: الأَرضُ كلُّها قبل أَن تُستَخْرَجَ حَتَّى تُصْلَحَ للزَّرْع أَو الغَرْس، وَفِي كتاب النبيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وسلّم لِأُكَيْدِرِ دُومَةَ: (ولكُم البَوْرُ والمَعَامِي وأَعفالُ الأَرضِ) . قَالَ ابْن الأَثِير وَهُوَ بِالْفَتْح مصدرٌ وُصِفَ بِهِ، ويُرْوَى بالضَّمِّ، وَهُوَ جمعُ البَوَارِ، وَهِي الأَرضُ الخَرَابِ الَّتِي لم تُزْرَعُ.
(أَو) هِيَ (الَّتِي تُجَمُّ سَنةً لتُزْرَعَ مِن قابِلٍ) .
(و) البَوْرُ: (الاختبارُ) والامتحانُ، ( {كالابْتِيارِ) .} وبَاره {بَوْراً} وابْتارَه، كِلَاهُمَا: اخُتَبَره.
وَيُقَال للرجل إِذا قَذَفَ امرأَةً بنفسِه أَنْه فَجَرَ بهَا فإِن كَانَ كَاذِبًا فقد ابْتَهَرَها، وإِن كَانَ صَادِقا فَهُوَ {الابْتِيارُ، بِغَيْر همزةٍ، افتعالٌ مِن:} بُرْتُ الشيءَ {أَبُورُهُ: اختبرتُه، وَقَالَ الكُمَيت:
قَبِيحٌ بِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتا
ةِ إِمَّا ابْتِهاراً وإِمّا} ابْتِيارا
يقولُ: إِمّا بُهْتَاناً وَمَا اختباراً بالصِّدْق، لاستخراجِ مَا عندَهَا.
(و) {البَوْرُ: (الهَلاكُ) ،} بارَ {بَوْراً.
(} وأَبَارَه اللهُ) تعالَى: أَهْلَكَه، وَفِي حَدِيث أَساءَ: (فِي ثَقِيفٍ كَذّابٌ {ومُبِيرٌ) ، أَي مُهلِكٌ يُسرِفُ فِي إِهلاك النا، وَفِي حَدِيث عليَ: (لَو عَرَفْناه} أَبَرْنا عِتْرَتَه) ، وَقد ذُكِرَ فِي أَبر.
وَبَنُو فلانٍ بادُوا {وبارُوا.
(و) من الْمجَاز: البَوْرُ: (كَسَادُ السُّوقِ،} كالبَوارِ، فيهمَا) ، قد {بارَ} بَوْراً {وبَوَاراً.
(و) } البَوْرُ: (جمعُ {بائِرٍ) ، كصاحبٍ وصَحْبٍ، أَو كنائِمٍ ونَوْمٍ، وصائِمٍ وصَوْمٍ، فَهُوَ على هاذا إسمٌ للجَمْع.
(و) } البُورُ (بالضَّمِّ: الرجلُ الفاسِدُ والهالِكُ) ، الَّذِي (لَا خَيْرَ فِيهِ) ، كَذَا فِي الصّحاح، وَقَالَ الفَرّاءُ فِي قولهِ تعالَى: {وَكُنتُمْ قَوْماً! بُوراً} (الْفَتْح: 12) : البُور مصدرٌ (يَسْتَوِي فِيهِ الإثنانِ والجمعُ والمؤنَّثُ) . وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: رجلٌ بُورٌ، ورَجلانِ بُورٌ، وقَومٌ بُورٌ، وكذالك الأُتْثَى، وَمَعْنَاهُ هالِكٌ. قَالَ شيخُنَا: وأَنشدَنَا الإِمامُ ابنُ المسناويِّ. رضيَ اللهُ عَنْه، لبعضِ الصَّحابة، وإِخالُه عبدَ الله بنَ رَواحَةَ:
يَا رَسُولَ المَلِيكِ إِنّ لسانِي
راتِقٌ مَا فَتَقْتُ إِذْ أَنا {بُورُ
ونَسَبَه الجوهريُّ لعبدِ اللهِ بنِ الزِّبَعْرَى السَّهْمِيّ، وَقد يكونُ بُورٌ هُنَا جمعَ بائِرٍ، مثل حُولٍ وحائِلٍ، وحَكَى الأَخفشُ عَن بَعضهم أَنه لغةٌ وَلَيْسَ بِجمع لبائرٍ، كَمَا يُقَال: أَنتَ بَشَرٌ، وأَنتم بَشَرٌ.
(و) } البُورُ: (مَا {بارَ مِن الأَرض) وفَسَدَ (فَلم يُعْمَرْ) بالزَّرْعِ والغَرْسِ، (} كالبائِرِ {والبائِرَةِ) ، وَقَالَ الزَّجّاج:} البائِرُ فِي اللُّغَة: الفاسِدُ الَّذِي لَا خيرَ فِيهِ، قَالَ: وكذالك أَرضٌ {بائِرةٌ: متروكةٌ مِن أَن يُزْرَعَ فِيهَا.
(و) نَزَلَتْ} بَوارِ على النّاسِ، (كقَطامِ: إسمُ الهَلَاكِ) قَالَ أَبو مُكْعِتٍ الأَسَدِيُّ:
قُتِلَتّ فَكَانَ تَبَاغِياً وتَظَالُما
إِن التَّظالُمَ فِي الصَّدِيقِ بَوَارِ
(وفَحْلٌ {مِبْوَرٌ، كمِنْبَرِ: عارِفٌ بالنّاقَةِ) بِحَالَيْهَا: (أَنَّهَا لاقِحٌ أَم حائِلٌ) . وَقد} بارَهَا، إِذا اخْتَبَرَهَا.
( {- والبُورِيُّ} والبُورِيَّةُ {والبُورِيَاءُ} - والبارِيُّ {والبَارِياءُ} والبارِيَّةُ) ، ذالك (الحَصِيرُ المَنْسُوجُ) ، وَفِي الصّحاح: الَّتِي من القَصَبِ.
(وإِلى بَيْعِهِ يُنْسَبُ) أَبو عليَ (الحَسَنُ بنُ الرَّبيعِ) بنِ سُليمانَ (! - البَوّارِيُّ) ، البَجَلِيُّ الكُوفِيُّ، (شيخُ البُخَارِيِّ ومُسلِمٍ) ، وَقَالَ عبد الغنيِّ بنُ سعيدٍ: روَى عَنهُ أَبو زُرْعَةَ وأَبو حاتمٍ، وَقَالَ ابْن سَعْدٍ: تُوُفِّيَ سنَةَ 221 هـ. (و) قيل: هُوَ (الطَّرِيقُ) ، فارسيٌّ (معرَّبٌ) ، قَالَ الأَصمعيُّ: {البُورِيَاءُ بالفارسيَّة، وَهُوَ بالعربيَّة} - بارِيٌّ {- وبُورِيٌّ وأَنشد للعَجّاج يصفُ كِنَاسَ الثَّورِ:
كالخُصِّ إِذْ جَلَّلَه} - البارِيُّ
قَالَ: وكدالك البارِيَّةُ.
وَفِي الحَدِيث: أَنّه (كَانَ لَا يَرَى بَأْساً بالصّلاة على {- البُورِيِّ) ، قَالُوا: هِيَ الحَصِيرُ المَعْمُول بالقَصَب، وَيُقَال فِيهِ:} باريَّةٌ {وبُورِيَاءُ.
(و) يُقَال: (رجلٌ حائِرٌ} بائِرٌ) ؛ يكونُ من الكَسَاد، ويكونُ من الهَلَاك، وَفِي التَّهْذِيب: رجلٌ حائرٌ بائرٌ، إِذا (لم يَتَّجِهْ لشَيْءٍ) ضالٌّ تائِهٌ، وَهُوَ إِتباعٌ، وَزَاد فِي غيرِه (وَلَا يَأْتمِرُ رُشْداً، وَلَا يُطِيعُ مُرْشِداً) ، وَقد جاءَ ذالك فِي حديثِ عُمَرَ رَضِي اللهُ عَنهُ.
( {وبارُ: ة بنَيْسَابُورَ، مِنْهَا الحُسَيْنُ بنُ نَصْرٍ) أَبو عليَ (} - البارِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ) حدَّث عَن الْفضل بنِ أَحمدَ الرّازِيِّ، وَعنهُ أَبو بكر بنُ الحَسَنِ الحِيرِيُّ، وتُوُفِّي بعد سنة ثلاثينَ وثلاثمائة.
(وسُوقُ {البارِ: د، باليَمن) بَين صَعْدَةَ وعَثَّرَ، وَقيل: شرقيّ ثُوران، يسكُنها بَنو رَازحٍ مِن خَوْلَانِ قُضَاعَةَ.
(} - وباري، بِسُكُون الياءِ: ة ببغدَادَ) ، من أَعمال كَلْوَاذَى، بهَا مُتَنَزَّهَاتٌ وبساتينُ.
( {وبارَةُ: كُورةٌ بِالشَّام) من نواحِي حَلَبَ، ذاتُ بساتينَ، ويُسَمّونَها زاوِيَةَ البارةِ.
(و) } بارةُ: (إِقْلِيمٌ من أَعمالِ الجَزِيرَةِ) الخضراءِ بالأَنْدَلُسِ، فِيهِ جبالٌ شامخةٌ، (والنِّسْبَةُ إِلى الكلِّ! - بارِيٌّ. (و) من المَجَاز: ( {ابتارَها) ، إِذا (نَكَحَها) ، كآرَها.
(} وبُورَةُ، بالضَّمِّ: د، بمصرَ) بينَ تِنِّيسَ ودِميطَ، لَيْسَ لَهُ الْآن أَثرٌ، (مِنْهَا السَّمَكُ {- البُورِيُّ) المشهورُ ببلادِ مصرَ، ويُعْرفُ فِي الْيمن بالسَّمَك العربيِّ.
(و) بَنُو} - البُورِيِّ: فُقهاءُ كَانُوا بمصرَ والإِسكندريّةَ، مِنْهُم: (هِبَةُ اللهِ بن مَعَدَ) أَبو الْقَاسِم القُرَشِيُّ، الدِّمْياطِيُّ، المدرِّسُ، عَن أَبي الفَرَجِ بنِ الجَوزِيِّ، مَاتَ فِي حُدُود السِّتِّمِائَةِ، (وابنُ أَخيه محمّدُ بنُ عبد العزيزِ) أَبو الكَرَمِ الرئيسُ، (وغيرُهما) مثلُ محمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حِصْنٍ البُورِيِّ، قَالَ عبد الغنيِّ بنُ سعيد: حَدَّثونا عَنهُ، وَهُوَ من القُدَماء.
(و) {بُورُ، (بِلَا هاءٍ: د، بفارِسَ) ، وَيُقَال فِيهِ بالباءِ الأَعجميةِ أَيضاً.
(و) أَبو بكرٍ بُورُ (بنُ أَضْرَمَ) المَرْوَزِيُّ (شيخُ البُخارِيِّ) ، مشهورٌ بكُنْيَتهِ، هاكذا ذَكَرَه الحافظُ.
(و) بُورُ (بنُ محمّد) ، كَتَبَ عَنهُ أَبو إِسحاقَ المُسْتَمْلِي. (و) بُورُ (بنُ عَمّارٍ) ، جَدُّ أَبي الفضلِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ محمودٍ، (البَلْخِيّانِ) ، أَخَذَ أَبو الفضلِ هاذا عَن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ طَرْخانَ وغيرِه، ذَكَرَه غُنْجَار.
(و) بُورُ (بنُ هانىءٍ) من أَهل مَرْوَ، عَن ابْن المُبَارَك. (وآخَرُونَ) .
(و) } بُورَى، (كشُورَى: ة قُرْبَ عُكْبَرَاءَ) ، وإِيّاها عنَى أَبو فِرَاس بقوله:
وَلَا تَركْتُ المُدامَ بينَ قُرَى الكَ
رْخِ {فَبُورَى فالجَوْسَقِ الخَرِبِ
(مِنْهَا) أَبو البَرَكَتِ (محمّدُ بنُ أَبي المَعَالِي ابنِ} - البُورانِيِّ) ، عَن أَبي الحُسَيْن يُوسُفَ، وَعنهُ الرَّشِيدُ محمّدُ بنُ أَبي القاسِمِ، وَيُقَال فِيهِ أَيضاً: ابنُ البُورِيِّ.
(و) ! - بُورِي (كزُورِي أَمْراً مِن زارَ مِن الأَعلام) ، مِنْهُم: بُورِي بنُ السُّلْطانِ صلاحِ الدِّينِ يُوسُفَ، كَانَ فَاضلا، وَله ديوانُ شِعْر.
( {والبُورَانِيَّةُ: طعامٌ يُنْسَبُ إِلى} بُورَانَ بنتِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ) الَّتِي قَالَ فِيهَا الحَرِيرِيُّ: {وبُورانُ بفَرْشِها، (زَوْجِ) أَميرِ الْمُؤمنِينَ (المَأْمُونِ) الخليفةِ العَبّاسِي.
(والقاضِي أَبو بكرٍ) محمّدُ بنُ أَحمدَ (البُورَانِيُّ شيخُ شيخِ) أَبي الحُسينِ محمّدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ (ابْن جُمَيْع) ، الغَسّانيّ الصَّيْداوِيّ، (و) أَبو الحَسَنِ (عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ) بنِ عبد الواحدِ (بنِ} بُورِينَ: محدِّثانِ) ، الأَخيرُ عَن إِبراهيمَ بنِ مُوسَى، وَعنهُ الأَبْهَرِيُّ.
( {والبُوَيْرَةُ) ، تصغيرُ} بُورة: (ع كَانَ بِهِ نَخْلٌ لبَنِي النَّــضِيرِ) ، وَهُوَ من منازِلِ اليَهُودِ، وَفِيه يَقُول حَسّانُ بنُ ثَابت:
وهانَ على سَرَاةِ بَنِي لُؤَيَ
حَرِيقٌ بالبُوَيْرَةِ مُسْتَطِيرُ
وَقَالَ جَبَلُ بنُ جَوَّا التَّغْلَبيّ:
وأَوْحَشَتِ {البُوَيْرَةُ مِن سَلَامٍ
وسَعْدٍ وابنِ أَخْطَبَ فَهْيَ} بُورُ
( {وبارَهُ) } يَبُورُه {بَوْراً: (جَرَّبَه) واختبَرَه، وَمِنْه الحَدِيث: (كُنَّا} نَبُورُ أَوْلادَنا بحُبِّ عليَ رضيَ اللهُ عَنهُ) .
(و) من المَجَاز: بارَ (النَّاقةَ) {يَبُورُهَا} بَوْراً: إِذا (عَرَضَها على الفَحْلِ، لِيَنْظُرَ: أَلاقِحٌ) هِيَ (أَم لَا؛ لأَنها إِذا كَانَت لاقِحاً بالَتْ فِي وَجْهِه) ، أَي الفَحْل، إِذا تَشَمَّمَها، كَذَا فِي الصّحاح.
(و) بارَ (عَمَلُه) ، إِذا (بَطَلَ، وَمِنْه) قولُه تَعَالَى: {وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ {يَبُورُ} (فاطر: 10) ، وَقَالَ الفَرّاءُ: يُقَال: أَصبحتْ منازلُهم} بُوراً، أَي لَا شيءَ فِيهَا، وَكَذَلِكَ أَعمالُ الكُفَّار تَبْطُلُ.
(و) من المَجَاز: بار (الفحلُ الناقةَ) ! وابتارَها، إِذا (تَشَمَّمَها، لِيَعْرِفَ لِقَاحَهَا مِن حِيَالِها) ، وأَنشدَ قولَ مالكِ ابنِ زُغْبَةَ:
بِضَرْبٍ كآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
وطَعْنٍ كإِيزاغِ المَخَاضِ تَبُورُهَا
قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: كإِيزاغِ المَخَاضِ يَعْنِي قَذْفَها بأَبْوَالِها، وذالك إِذا كَانَت حَوامِلَ؛ شَبَّه خُرُوجَ الدَّمِ بِرَمْيِ المَخَاضِ أَبوالَها، وَقَوله: تَبُورُها، أَي تَخْتَبِرُهَا أَنتَ، حَتَّى تَعرِضَهَا على الفَحْل: أَلاقِحٌ هِيَ أَم لَا.
(و) من المَجَاز: {بارَتِ السُّوقُ،} وبارَتِ البِيَاعَاتُ، إِذا كَسَدَتْ، {تَبُورُ، ومِن هاذا قيل: نَعُوذُ باللهِ مِن (بَوارِ الأَيِّمِ) ، وَهُوَ (أَن تَبْقَى فِي بيتِهَا لَا تُخْطَبُ) ، والأَيِّمُ: الَّتِي لَا زَوْجَ لَهَا.
(و) من أَمثالهم: ((أَرْسَلَه} بِبُورِيِّهِ) بالضَّمِّ إِذا تُرِكَ) الرجلُ (ورَأْيَه) يَفعلُ مَا يشاءُ (وَلم يُؤَدَّبْ) .
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
{البائِرُ: المُجَرِّبُ، وَقد بَارَ يَبُوُرُ} بَوْراً، إِذا جَرَّبَ، قالَهُ الأَصمعيُّ.
وَفِي المَثَل: (إِنهم لَفِي حُورٍ {وبُورٍ) بالضمِّ فيهمَا، وفَسَّرُوه بالنُّقْصان.
وَمن المَجَاز:} بُرْ لِي مَا عندَ فُلانٍ، أَي اعْلَمْه وامتَحِنْ لِي مَا فِي نفسِه؛ مأْخوذٌ من بارَ الفحلُ الناقةَ.
ومحمّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِيُّ، يُعرَفُ {ببُورٍ، والفضلُ بنُ عبدِ الجَبّار بنِ} بُور المَرْوَزِيُّ، عَن ابْن شُمَيْلٍ. ومحمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُورٍ البَلْخِيُّ. وجُبَيْرُ بنُ بُورٍ البَلْخيُّ. ومحمّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ مَهْدِيَ العامِرِيُّ، يُعرَفُ {ببُورٍ: محدِّثون.
قَالَ ابْن سِيدَه: وابنُ} بُورٍ حَكَاه ابنُ جِنِّي فِي الإِمالَة، وَالَّذِي ثَبَتَ فِي كتاب سِيبَوَيْهِ: ابنُ نُورٍ بالنُّون، وَهُوَ مذكورٌ فِي موضعِه. {وبُورُ، بالضَّم: ناحيةٌ متَّسِعَةٌ من بِلَاد الرُّوم.
وبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ الرَّبِيعِ البارِيُّ لَيْسَ من بارِ نَيْسَابُورَ، وَهُوَ قَرَابَةُ قَحْطَبةَ بنِ شَبِيبٍ، ذَكَره الأَمِيرُ.
} وبارَانُ: من قُرَى مَرْوَ، مِنْهَا: حاتِم بنُ محمّدِ بنِ حاتمٍ {- البارانيُّ المحدِّث.
والحَسَنُ بنُ أَبي الرَّبِيعِ البُورانِيُّ، من رجال السِّتَّةِ.
قلت:} وبُورِينُ: من قُرَى نابُلُسَ، وَمِنْهَا: البَدْرُ حَسَنُ بنُ محمّدٍ {- البُورِينِيّ الحَنَفِيُّ، مِن المتأَخِّرين، تَرْجَمه النَّجْمُ الغَزِّيُّ فِي الذَّيْل، وأَثْنَى عَلَيْهِ. تُوُفِّيَ سنة 1034 م.
} وبانْبُورةُ: ناحِيةٌ بالحِيرَة، من أَرض العراقِ.
{وبارَنْبازُ: بلدةٌ قُرْبَ دِمْيَاطَ، على خليج أَشْمُومَ وبِسْرَاطَ، وَقد دخلتُها، وَهِي فِي الدِّيوَان} بورنبارة.
وباوَرُ: موضعٌ بِالْيمن، مِنْهُ: أَبو عبد اللهِ الحُسَينُ بنُ يُوحَن! - الباوَرِيُّ اليَمَنِيُّ، مَاتَ بأَصْبَهانَ. وباوَرِي: مدينةٌ بِبِلَاد الزَّنْجِ يُجْلَبُ مِنْهَا العَنْبَرُ.

بسط

ب س ط: (بَسَطَ) الشَّيْءَ بِالسِّينِ وَالصَّادِ نَشَرَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ. وَ (بَسْطُ) الْعُذْرِ قَبُولُهُ. وَ (الْبَسْطَةُ) السَّعَةُ. وَ (انْبَسَطَ) الشَّيْءُ عَلَى الْأَرْضِ. وَ (الِانْبِسَاطُ) تَرْكُ الِاحْتِشَامِ يُقَالُ: (بَسَطْتُ) مِنْ فُلَانٍ (فَانْبَسَطَ) . وَ (الْبِسَاطُ) مَا يُبْسَطُ. وَمَكَانٌ (بَسِيطٌ) أَيْ وَاسِعٌ. وَيَدٌ (بِسْطٌ) بِوَزْنِ قِسْطٍ أَيْ مُطْلَقَةٌ، وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ «بَلْ يَدَاهُ بِسْطَانِ» . 
[بسط] فيه: "الباسط": الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم، ويبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة. وفيه: في الهمولة الراعية "البساط" الظؤار، يروى بكسر موحدة جمع بسط بمعنى مبسوطة كالطحن وهي ناقة تركت وولدها لا يمنع منها ولا تعطف على غيره أي بسطت على أولادها، وبضمها جمعها أيضاً، وبفتحها وهو الأرض الواسعة، وعليه فالطاء منصوبة بمعنى في، الهمولة التي ترعى الأرض الواسعة، والظؤار جمع ظئر وهي التي ترضع. وفي ح الغيث: فوقع "بسيطا" متداركاً أي انبسط في الأرض واتسع، والمتدارك: المتتابع. وفيه: يد الله "بسطان" أي مبسوطة، قيل: الأشبه فتح الباء كالرحمن، وأما الضم ففي المصدر كالغفران. الزمخشري: يد الله "بسطان" تثنية بسط. الجوهري: يد بسط بالكسر أي مطلقة. ومنه: ليكن وجهك. "بسطا" أي منبسطا منطلقاً. ومنه: "يبسطني ما يبسطها" أي يسرني ما يسرها أي فاطمة لأنه إذا سر انبسط وجهه. ولا "تبسط" ذراعيك انبساط الكلب أي لا تفرشهما على الأرض في الصلاة، هو مصدر بغير لفظه. ن: فقام رجل "بسيط" أي طويل اليدين، ولذا لقب بذي اليدين. ك: "البسط" الضرب ومنه لئن "بسطت" و"باسطوا أيديهم" أي بالضرب. غ: أي يسلطون عليهم. و"كباسط كفيه" إلى الماء كالداعي الماء يومي إليه فلا يجيبه أو كالخائض إلى الماء.
(بسط) الشَّيْء نشره وَجعله بسيطا لَا تعقيد فِيهِ (محدثة)
ب س ط : بَسَطَ الرَّجُلُ الثَّوْبَ بَسْطًا وَبَسَطَ يَدَهُ مَدَّهَا مَنْشُورَةً وَبَسَطَهَا فِي الْإِنْفَاقِ جَاوَزَ الْقَصْدَ وَبَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ كَثَّرَهُ وَوَسَّعَهُ وَالْبِسَاطُ مَعْرُوفٌ وَهُوَ فِعَالٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ وَمِثْلُهُ كِتَابٌ بِمَعْنَى مَكْتُوبٍ وَفِرَاشٌ بِمَعْنَى مَفْرُوشٍ وَنَحْوُ ذَلِكَ وَالْجَمْعُ بُسْطٌ
وَالْبَسْطَةُ السَّعَةُ وَالْبَسِيطَةُ الْأَرْضُ. 
(بسط)
الشَّيْء بسطا نشره وَيَده أَو ذراعه فرشها وَيُقَال بسط كَفه نشر أصابعها وَيَده فِي الْإِنْفَاق جَاوز الْقَصْد وَيَده إِلَيْهِ بِمَا يحب وَيكرهُ مدها وَلسَانه إِلَيْهِ بِالْخَيرِ أَو الشَّرّ أوصله إِلَيْهِ وَالله الرزق لِعِبَادِهِ كثره ووسعه وَفُلَانًا سره وَفِي حَدِيث فَاطِمَة (يبسطني مَا يبسطها) وَالْمَكَان الْقَوْم أَو الْفراش النَّائِم وَسعه وَفُلَانًا على فلَان سلطه وفضله والعذر قبله وَمن فلَان أَزَال احتشامه

(بسط) وَجهه بساطة تلألأ وَلسَانه انْطلق وَيَده انبسطت بِالْمَعْرُوفِ فَهُوَ بسيط (ج) بسط

بسط


بَسَطَ(n. ac. بَسْط)
a. Spread, stretched out, expanded; dilated.
b. Gladdened.
c.(n. ac. بَسَاْطَة), Was witty, smart.
بَسَّطَa. Spread out, unfolded.

بَاْسَطَa. Was free and easy.

أَبْسَطَa. Gladdened.

تَبَسَّطَa. Was spread out &c.
b. Roamed, roved.

إِنْبَسَطَa. see V
. (a).
b. Was joyful, glad, merry; light-hearted.

بَسْطَةa. Width, ampleness, capacity.

بَاْسِطa. All-embracing.

بَسَاْطa. Extended, spacious, even.

بَسَاْطَةa. Simplicity, naiveness.

بِسَاْط
(pl.
بُسُط)
a. Carpet.

بَسِيْط
(pl.
بُسَطَآءُ)
a. Simple, open-hearted; naive.

بَسِيْطَة
(pl.
بَسَاْئِطُ)
a. The earth, surface of the earth.

بَسَاْئِطُ
a. [art.], The elements.
N. P.
بَسڤطَa. Well, contented, pleased, glad.
(بسط) - في الحديث: "يَدُ اللهِ بَسْطَان".
: أي مَبْسوطة. كما قال تعالى: {بَلْ يَدَاه مَبْسُوطَتَان} .
سألتُ بَعضَ الأُدباءِ عن هذه الكَلمةِ فقال: هي بِفَتْح البَاءِ، لأن فَعْلان في الصِّفاتِ كالرَّحْمن والغَضْبان، فأمَّا فُعلَان بالضَّمِّ ففى المَصادِر، ويد بُسُطٌ أَيضًا إذا كان مِنْفاقاً. وقال الزَّمَخْشرى: يَدُ اللهِ بُسْطان تَثْنِيَة بُسْط مثل روضة أُنُف، ومِشْيَة سُحُج، ثم يُخفَّف فيقال: بُسْط. كَعُنُق وأُذُن. وهي في قِراءَةِ عَبدِ الله كذلك {بل يَدَاه بُسْطَان}.
- وفي الحَديثِ: "لا تَبسُط ذِراعَيْك انْبِسَاطَ الكَلْب"
خرج بالمَصْدر إلى غيرِ لفظِه: أي لا تَبسُطْهما فتَنْبَسِطا انْبِساط الكَلْب.
- في حديث عُروةَ: "لِيَكُن وجهُك بِسْطًا".
: أي مُنبَسِطا منُطَلِقا.
[بسط] بسط الشئ: نشره، وبالصاد أيضاً. وبَسْطُ العذرِ: قبوله. والبَسْطَةُ: السعة. وانبسط الشئ على الارض. والانبِساطُ: تركُ الاحتشامِ. يقال: بَسَطْتُ من فلان فانْبَسَطَ. وتَبَسَّطَ في البلاد، أي سار فيها طولاً وعرضاً. والبِساطُ: ما يُبْسَطُ. والبِساطُ، بالفتح: الأرضُ الواسعةُ. يقال: مكانٌ بسيطٌ وبَساطٌ. قال الشاعر : ودونَ يَدِ الحَجَّاجِ من أنْ تَنالني * بَساطٌ لأَِيْدي الناعِجاتِ عَريضُ * وفلانٌ بَسيطُ الجسمِ والباعِ. والبَسيط: جنسٌ من العروض. قال ابن السكيت: يقال فرش لى فراشا لا يبسطني، وذلك إذا كان ضيقا. وهذا فراش يبسطك إذا كان واسعا. وسرنا عقبة باسطة، قال: وهى البعيدة. والبسط بكسر الباء: الناقةُ تُخَلّى مع ولدها لا يُمْنَعُ منها، والجمع بُساطٌ وأَبْساطٌ، مثل ظئر وظؤار وآظار. وقد أُبْسِطَتِ الناقةُ، أي تُرِكتْ مع ولدها. ويَدٌ بُسْطٌ أيضاً، أي مطلقة. وفى قراءة عبد الله: {بل يداه بسطان} .
ب س ط

بسط الثوب والفراش إذا نشره.

ومن المجاز: بسط رجله وقبضها، وإنه ليبسطني ما بسطك ويقبضني ما قبضك أي يسرني ويطيب نفسي ما سرك ويسوءني ما ساءك. وبسط عليهم العذاب. وزاده الله بسطة في العلم والجسم: أي فضلاً وبسطني الله عليه: فضلني، ونحن في بساط واسعة. قال العديل ن الفرخ:

ودون يد الحجاج من أن تنالني ... بساط لأيدي الناعجات عريض

ومكان بسيط: واسع. وفلان بسيط الباع واللسان، وقد بسط بساطة. وبسط إلينا يده ولسانه بما نحب أو بما نكره. وبلاد باسطة. قال:

وذاك الذي شبهت عسكر طاهر ... إذا ما بدا بالباسطات الجفاجف

الجفجف الغليظ من الأرض.

وحفر قامة باسطة وبسطة وهو أن يمد يده رافعها. وفرش لي فراشاً لا يبسطني، وهذا فراش يبسطك إذا كان واسعاً لا يقبضه. وفلان مركبه المبسوطة وهي الرحالة البعيدة ما بين الحنوين، ووردنا بعد خمس باسط وانبسط إليه، وباسطه، وبينهما مباسطة. ويده بسط بالعطاء. وفي الحديث: " يد الله بسطان "، وما على البسيطة مثله وذهب في بسيطة، غير مصروفة، كما تقول ذهب في الأرض.
بسط
بَسْطُ الشيء: نشره وتوسيعه، فتارة يتصوّر منه الأمران، وتارة يتصور منه أحدهما، ويقال: بَسَطَ الثوب: نشره، ومنه: البِسَاط، وذلك اسم لكلّ مَبْسُوط، قال الله تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً [نوح/ 19] والبِسَاط: الأرض المتسعة وبَسِيط الأرض: مبسوطه، واستعار قوم البسط لكل شيء لا يتصوّر فيه تركيب وتأليف ونظم، قال الله تعالى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ [البقرة/ 245] ، وقال تعالى: وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبادِهِ
[الشورى/ 27] أي: لو وسّعه، وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ
[البقرة/ 247] أي: سعة.
قال بعضهم: بَسَطْتُهُ في العلم هو أن انتفع هو به ونفع غيره، فصار له به بسطة، أي: جودا.
وبَسْطُ اليد: مدّها. قال عزّ وجلّ: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ [الكهف/ 18] ، وبَسْطُ الكف يستعمل تارة للطلب نحو: كَباسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْماءِ لِيَبْلُغَ فاهُ [الرعد/ 14] ، وتارة للأخذ، نحو: وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ [الأنعام/ 93] ، وتارة للصولة والضرب. قال تعالى: وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ [الممتحنة/ 2] ، وتارة للبذل والإعطاء: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ [المائدة/ 64] .
والبَسْطُ: الناقة تترك مع ولدها، كأنها المبسوط نحو: النّكث والنّقض في معنى المنكوث والمنقوض، وقد أَبْسَطَ ناقَتَه، أي:
تركها مع ولدها.
بسط
البَسْطُ: نَقِيْضُ القَبْضِ.
والبَسِيْطَةُ من الأرْضِ: كالبِسَاطِ من المَتَاع، والجَميعُ البُسُطُ.
والبَسْطَةُ: الفَضِيْلَةُ على غَيْرِه، له بَسْطَةٌ في الجِسْمِ والمالِ، وبَسَطَني اللهُ على فُلانٍ: أي فَضلَني عليه.
والبَسِيْطُ: الرجُلُ المُنْبَسِطُ اللسَانِ، والمَرْأةُ بَسِيْطَةٌ، والفِعْلُ بَسُطَ بَسَاطَةً. وبَسَطَ إلينا فلانٌ يَدَه بما نُحِب ونَكْرَهُ.
وفَرَشَ لي فِرَاشاً لا يَبْسُطُني: وذلك إذا كانَ ضَيقاً لا يَتَّسِعُ عليه. والأبْسَاطُ من النوْقِ: التي مَعَها أوْلادُها؛ الواحِدَةُ بِسْطٌ، يُقال: أبْسَطْتُ الإبِلَ: أي خَليْتها وأولادَها تُرْضُعها. وإذا ألْقَحَ الرجُلُ إبِلَه عاماً وتَرَكَها عاماً قيل: أبْسَطَها إبْسَاطاً. وقَطاً أبْسَاط أيضاً. والبَسِيْطَةُ - كالنَشِيْطَةِ: للرئيسِ؛ وهي النّاقَةُ مَعَها وَلَدُها فتكون هي ووَلَدُها في رُبْعِ الرئيسِ، وجَمْعُها بُسُط. والمَبْسُوْطَةُ من الرحَالِ: التي يُفْرَقُ بَيْنَ الحِنْوينِ حَتّى يكونَ بَيْنَهما قَرِيْبٌ من ذِرَاعٍ. وخِمْس باسِطٌ: أي بائصٌ.
وحَفَرَ قامَةً باسِطَة: إذا حَفَرَ قامَتَه وطُوْلَ يَدِه.
وبلاد باسِطَةَ: بمَنْرلةِ بسَاطٍ من الأرضِ؛ وهي الأرْضُ الواسِعةُ. وذَهَبَ فلان في بُسَيْطَةَ: أي في الأرْضِ، فلم يَصْرِفْها.
وبَيْني وبَيْنَهُ بَسِيْط النبْلِ: أي مَدُّه.
والبَسَاطُ: القِدْرُ العَظِيْمَةُ.
باب السين والطاء والباء معهما ب س ط، س ب ط، ط ب س مستعملات

بسط: البسط نقيض القبض. والبَسيطةُ من الأرض كالبساط من المَتاع، وجمعه بُسُط. والبَسْطةُ: الفضيلة على غيرك، [قال الله- جل وعز-: وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ] . والبَسيط: الرجلُ المُنَبسِطُ اللسان، والمَرأة بسيطةٌ، وقد بَسُطَ بَساطةً، والصاد لغةٌ. وبَسَطَ الينا فلانٌ يَدَه بما نُحِبُّ ونكرهُ. وانَّه ليَبْسُطني ما بَسَطَكَ ويَقبضني ما قبَضَكَ أي [يَسُرُّني ما سَرَّكَ ويَسُوءُني ما ساءَك] . والأَبساطُ من النُّوق: التي معها أولادها، والواحد بِسط والبَسيط: نَحوٌ من العَروض.

سبط: السَّبَطُ: نَباتٌ كالثَّيل يَنْبُتُ في الرِّمال، له طولٌ، الواحدة سَبَطةٌ، ويُجمَع على أسباط . والسّاباط: سَقيفةٌ بين دارَين من تحتها طريق نافِذٌ. والسِّبْط من أسباط اليهود بمنزلة القبيلة من قبائل العرب، وكان بنو اسرائيلَ اثنيَ عَشَرَ سِبطاً، عِدَّة بني اسرائيل وهم بنو يعقوب بنِ اسحاق، لكلِّ ابنٍ منهم سِبْطٌ من ولده. قال تُبَّع في يَهود المدينة، بني قُرَيظة وبني النَّــضير:

حَنَقاً على سِبْطَيْنِ حَلاًّ يَثْربِاً ... أولى لهم بعِقابِ يومٍ سَرْمَدِ

والسَّبْطُ: الشَّعر الذي لا جُعُودةَ فيه، ولغة أهل الحِجاز: رجلٌ سَبِط الشَّعر، وامرأة سَبِطة، وقد سَبُط شعرُه سُبُوطة وسَبْطاً . واِنَّه لسَبْط الأصابع أي طويلُها، وسَبْطُ اليَدَينِ أي سَمْحُ الكَفَّيْنِ، [وقال حسّان:

رُبَّ خالٍ ليَ لو أبصَرْتَه ... سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليوم الخَصِرْ]

وسُباط: اسم شَهرٍ بالرُّوميّة، وهو فصل بين الربيع والشتاء، وفيه يكون كما يزعمُون تَمامُ اليوم الذي تَدور كُسُورُه في السِّنين، فاذا تَمَّ ذلك اليومُ في ذلك الشهر سَمَّى أهلُ الشام تلك السّنةَ عامَ الكبيس، يُتَيَمَّنُ به اذا وُلِدَ في تلك السّنة، أو قدم فيه إنسان. والسَّبَطانة: قناةٌ جَوْفاءُ مضروبةٌ بالعَقَب يُرمَى فيها بسِهامٍ صغار تُنْفَخُ نَفخاً فلا تكاد تُخطِىء. وسَباطِ: الحمَّى النافِض، قال المُتَنَخِّل:

كأَنَّهُمُ تَمَلَّهُمُ سَباطِ

طبس: التَّطبيسُ والتطبين واحدٌ. والطَّبَسانِ: كُورتانِ من كُوَرِ خراسان .
ب س ط

البَسْطُ نقيض القَبْضِ بَسَطَه يَبْسُطُه بسْطاً فانْبَسَطَ وبَسَّطَه فَتَبَسَّطَ قال بعض الأغفال

(إذا الشَّحيحُ غلَّ كفّا غَلا ... بَسَّطَ كَفَّيْهِ معاً وبَلا)

والبِسَاطُ ما بُسِطَ والجمع بُسِطَ وأرضٌ بَسَاطٌ وبَسِيطَةٌ مُنْبِسطَةٌ مُسْتَوية قال ذو الرُّمَّة

(ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي غَير أنه ... بَسَاطٌ لأخْماسِ المَراسيلِ واسِعُ)

وقال آخَرُ (ولو كان في الأرضِ البَسِيطة منهمُ ... لِمُخْتَبِطٍ عافٍ لَما عُرِفَ الفَقْرُ)

وقيل البَسِيطةُ الأرضُ اسمٌ لها والبِسَاط ورقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوبٌ ثم يُضْرَبُ فَيَنْحَتُّ عليه وهذا بِسَاطٌ يبسُطُكَ أي يَسَعُكَ ورجُلٌ بسيطٌ مُنْبَسِطٌ بلسانه وقد بَسُطَ بساطة ورجل بَسيط اليدين مُنْبَسِطٌ بالمعروف وبَسِيطُ الوَجْهِ مَتَهلِّلٌ وجمعُهما بُسُط قال الشاعرُ

(في فِتْيةٍ بُسُطِ الأكُفِّ مسَامحٍ ... عندَ الفِضَالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ)

وإنه ليَبْسُطُني ما بَسَطَك أي يَسُرُّني ما سَرَّك والبَسِيطُ من العَرُوضِ سُمِّي به لانْبِساطِ أسبابِه قال أبو إسحاق انْبسَطَت فيه الأسبابُ فصار أوّلُه مُسْتَفْعِلُنْ ففيه سَبَبَانِ متّصلان في أوّلِه وبَسَطَ إليَّ يدَهُ بمَا أُحِبُّ وأكْرَهُ يبْسُطُها مَدَّها وفي التنزيل {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني} المائدة 28 وأُذُن بَسْطاء عريضَةٌ عظيمة وانْبَسَطَ النهارُ وغيرُه امْتدَّ وطال والبَسْطَةُ الفضيلةُ وفي التنزيل {وزاده بسطة في العلم والجسم} البقرة 247 ومرأةٌ بَسْطَةٌ حَسَنَةُ الجِسْمِ سَهْلَتُه وظَبْيةٌ بَسْطَة كذلك والبِسْطُ والبُسْطُ الناقةُ المتروكةُ مع ولَدها لا تُمْنَعُ والجمعُ أَبْسَاطٌ وبُساطٌ الأخيرة من الجمع العزيز وحكى ابن الأعرابيِّ وفي جمعِها بُسْطٌ وأنشد

(مَتَابيعُ بُسْطٌ مُتْئِمَاتٌ روَاجعٌ ... كما رَجَعَتْ في لَيْلِها أمُّ حَائلِ)

وقيل البُسْط هنا المُنْبَسِطةُ على أولادِها وليس هذا بقَوِيٍّ ورَواجعُ مُرْجِعَةٌ على أولادِها كأنه توهّم طَرْحَ الزائدِ ولو أتَمَّ لقال مَراجِعُ وعَقَبَة باسِطَةٌ بينها وبين الماء لَيْلتان وماء باسطٌ بعيد من الكَلأِ وهو دون المَطْلَبِ وبُسَيْطَةُ موضعٌ وكذلك بُسَيِّطة قال

(ما أنتِ يا بُسَيِّطَ الَّتِي الَّتِي ... أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبتِي)

أراد يا بُسَيِّطةُ فَزَخَّم على لغةِ مَنْ قال يا حارِ ولو أراد لغةَ مَنْ قال يا حارُ لقال يا بُسِّيطُ لكنَّ الشاعرَ اختار الترخيمَ عَلى لغةِ مَنْ قال يا حارِ ليُعْلَمَ أنه أراد يا بُسَيِّطةُ ولو قال يا بُسَيِّطُ لجاز أن يُظَنَّ أنه بَلَدٌ يُسَمَّى بَسِيطاً غير مُصَغَّرٍ فاحتاج إليه فحقَّره وأن يُظَنَّ أنَّ اسمَ هذا المكان بُسَيِّط فأزال اللَّبْسَ بالتَّرخيمِ على لغةِ من قال يا حارِ مع أن الترخيمَ على من قال يا حارِ بالكسر أشْيَعُ وأذيَعُ

بسط: في أَسماء اللّه تعالى: الباسطُ، هو الذي يَبْسُطُ الرزق لعباده

ويوسّعه عليهم بجُوده ورحمته ويبسُط الأَرواح في الأَجساد عند الحياة.

والبَسْطُ: نقيض القَبْضِ، بسَطَه يبسُطه بَسْطاً فانبسَط وبَسَّطَه

فتبَسَّط؛ قال بعض الأَغفال:

إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفّاً غَلاّ،

بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاّ

وبسَط الشيءَ: نشره، وبالصاد أَيضاً. وبَسْطُ العُذْرِ: قَبوله. وانبسَط

الشيءُ على الأَرض، والبَسِيطُ من الأَرض: كالبِساطِ من الثياب، والجمع

البُسُطُ. والبِساطُ: ما بُسِط. وأَرض بَساطٌ وبَسِيطةٌ: مُنْبَسطة

مستويَة؛ قال ذو الرمة:

ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَرِي، غيرَ أَنه

بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسِيل واسِعُ

وقال آخر:

ولو كان في الأَرضِ البَسيطةِ منهمُ

لِمُخْتَبِطٍ عافٍ، لَما عُرِفَ الفَقْرُ

وقيل: البَسِيطةُ الأَرض اسم لها. أَبو عبيد وغيره: البَساطُ والبَسيطة

الأَرض العَريضة الواسعة. وتبَسَّط في البلاد أَي سار فيها طولاً

وعَرْضاً. ويقال: مكان بَساط وبسِيط؛ قال العُدَيْلُ بن الفَرْخِ:

ودُونَ يَدِ الحَجّاجِ من أَنْ تَنالَني

بَساطٌ لأَيْدِي الناعجات عَرِيضُ

قال وقال غير واحد من العرب: بيننا وبين الماء مِيلٌ بَساطٌ أَي مِيلٌ

مَتَّاحٌ. وقال الفرّاء: أَرض بَساطٌ وبِساط مستوية لا نَبَل فيها. ابن

الأَعرابي: التبسُّطُ التنزُّه. يقال: خرج يتبسَّطُ مأْخوذ من البَساط، وهي

الأَرضُ ذاتُ الرَّياحين. ابن السكيت: فرَشَ لي فلان فِراشاً لا

يَبْسُطُني إِذا ضاقَ عنك، وهذا فِراشٌ يبسُطني إِذا كان سابِغاً، وهذا فراش

يبسُطك إِذا كان واسعاً، وهذا بِساطٌ يبسُطك أَي يَسَعُك. والبِساطُ: ورقُ

السَّمُرِ يُبْسَطُ له ثوب ثم يضرب فيَنْحَتُّ عليه. ورجل بَسِيطٌ:

مُنْبَسِطٌ بلسانه، وقد بسُط بساطةً. الليث: البَسِيطُ الرجل المُنْبَسِط

اللسان، والمرأَة بَسِيطٌ. ورجل بَسِيطُ اليدين: مُنْبَسِطٌ بالمعروف،

وبَسِيطُ الوجهِ: مُتَهَلِّلٌ، وجمعها بُسُطٌ؛ قال الشاعر:

في فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسامِحٍ،

عند الفِصالِ، قدِيمُهم لم يَدْثُرِ

ويد بِسْطٌ أَي مُطْلَقةٌ. وروي عن الحكم قال في قراءة عبد اللّه: بل

يداه بِسْطانِ، قال ابن الأَنباري: معنى بِسْطانِ مَبْسُوطَتانِ. وروي عن

عروة أَنه قال: مكتوب في الحِكمة: ليكن وجْهُك بِسْطاً تكن أَحَبّ إِلى

الناسِ ممن يُعْطِيهم العَطاء أَي مُتبسِّطاً منطلقاً. قال: وبِسْطٌ

وبُسْطٌ بمعنى مبسوطَتَين. والانْبِساطُ: ترك الاحْتِشام. ويقال: بسَطْتُ من

فلان فانبسَط، قال: والأَشبه في قوله بل يداه بُسْطان

(* قوله «بل يداه

بسطان» سبق انها بالكسر، وفي القاموس: وقرئ بل يداه بسطان بالكسر والضم.) ،

أَن تكون الباء مفتوحة حملاً على باقي الصفات كالرحْمن والغَضْبان،

فأَما بالضم ففي المصادر كالغُفْرانِ والرُّضْوان، وقال الزمخشري: يدا اللّه

بُسْطانِ، تثنيةُ بُسُطٍ مثل رَوْضة أُنُفٍ ثم يخفف فيقال بُسْطٌ كأُذُنٍ

وأُذْنٍ. وفي قراءة عبد اللّه: بل يداه بُسْطانِ، جُعل بَسْطُ اليدِ

كنايةً عن الجُود وتمثيلاً، ولا يد ثم ولا بَسْطَ تعالى اللّه وتقدس عن ذلك.

وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما

سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك. وفي حديث فاطمة، رِضْوانُ اللّه عليها: يبسُطُني

ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط

وجهُه واستَبْشر. وفي الحديث: لا تَبْسُطْ ذِراعَيْكَ انْبِساطَ الكلب أَي

لا تَفْرُشْهما على الأَرض في الصلاة. والانْبِساطُ: مصدر انبسط لا

بَسَطَ فحمَله عليه.

والبَسِيط: جِنْس من العَرُوضِ سمي به لانْبِساط أَسبابه؛ قال أَبو

إِسحق: انبسطت فيه الأَسباب فصار أَوّله مستفعلن فيه سببان متصلان في

أَوّله.وبسط فلان يده بما يحب ويكره، وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره،

وبسطُها مَدُّها، وفي التنزيل العزيز: لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني. وأُذن

بَسْطاء: عريضة عَظيمة. وانبسط النهار وغيره: امتدّ وطال. وفي الحديث في

وصف الغَيْثِ: فوقع بَسِيطاً مُتدارِكاً أَي انبسط في الأَرض واتسع،

والمُتدارِك المتتابع.

والبَسْطةُ: الفضيلة. وفي التنزيل العزيز قال: إِنَّ اللّه اصطفاه عليكم

وزاده بَسْطةً في العلم والجسم، وقرئ: بَصْطةً؛ قال الزجاج: أَعلمهم

أَن اللّه اصطفاه عليهم وزاده بسطة في العلم والجسم فأَعْلَمَ أَن العلم

الذي به يجب أَن يقَع الاخْتيارُ لا المالَ، وأَعلم أَن الزيادة في الجسم

مما يَهيبُ

(* قوله «يهيب» من باب ضرب لغة في يهابه كما في المصباح.)

العَدُوُّ. والبَسْطةُ: الزيادة. والبَصْطةُ، بالصاد: لغة في البَسْطة.

والبَسْطةُ: السِّعةُ، وفلان بَسِيطُ الجِسْمِ والباع. وامرأَة بَسْطةٌ:

حسَنةُ الجسمِ سَهْلَتُه، وظَبْية بَسْطةٌ كذلك.

والبِسْطُ والبُسْطُ: الناقةُ المُخَلاَّةُ على أَولادِها المتروكةُ

معها لا تمنع منها، والجمع أَبْساط وبُساطٌ؛ الأَخيرة من الجمع العزيز، وحكى

ابن الأَعرابي في جمعها بُسْطٌ؛ وأَنشد للمَرّار:

مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِماتٌ رَواجِعٌ،

كما رَجَعَت في لَيْلِها أُمُّ حائلِ

وقيل: البُسْطُ هنا المُنْبَسطةُ على أَولادها لا تنقبضُ عنها؛ قال ابن

سيده: وليس هذا بقويّ؛ ورواجعُ: مُرْجِعةٌ على أَولادها وتَرْبَع عليها

وتنزع إِليها كأَنه توهّم طرح الزائد ولو أَتم لقال مَراجِعُ. ومتئمات:

معها حُوارٌ وابن مَخاض كأَنها ولدت اثنين اثنين من كثرة نَسْلها. وروي عن

النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَنه كتب لوفْد كَلْب، وقيل لوفد بني

عُلَيْمٍ، كتاباً فيه: عليهم في الهَمُولةِ الرَّاعِيةِ البِساطِ الظُّؤارِ

في كل خمسين من الإِبل ناقةٌ غيرُ ذاتِ عَوارٍ؛ البساط، يروى بالفتح والضم

والكسر، والهَمُولةُ: الإِبل الراعِيةُ، والحَمُولةُ: التي يُحْمل

عليها. والبِساطُ: جمع بِسْط، وهي الناقة التي تركت وولدَها لا يُمْنَعُ منها

ولا تعطف على غيره، وهي عند العرب بِسْط وبَسُوطٌ، وجمع بِسْط بِساطٌ،

وجمع بَسُوط بُسُطٌ، هكذا سمع من العرب؛ وقال أَبو النجم:

يَدْفَعُ عنها الجُوعَ كلَّ مَدْفَعِ

خَمسون بُسْطاً في خَلايا أَرْبَعِ

البساط، بالفتح والكسر والضم، وقال الأَزهري: هو بالكسر جمع بِسْطٍ،

وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحن والقِطْفِ أَي بُسِطَتْ على أَولادها،

وبالضم جمع بِسْطٍ كظِئْرٍ وظُؤار، وكذلك قال الجوهري؛ فأَما بالفتح فهو

الأَرض الواسعة، فإِن صحت الرواية فيكون المعنى في الهمولة التي ترعى الأَرض

الواسعة، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول، والظُّؤار: جمع ظئر وهي

التي تُرْضِع. وقد أُبْسِطَت أَي تُركت مع ولدها. قال أَبو منصور:

بَسُوطٌ فَعُول بمعنى مَفْعولٍ كما يقال حَلُوبٌ ورَكُوبٌ للتي تُحْلَبُ

وتُرْكَب، وبِسْطٌ بمعنى مَبْسوطة كالطِّحْن بمعنى المَطْحون، والقِطْفِ بمعنى

المَقْطُوفِ.

وعَقَبة باسِطةٌ: بينها وبين الماء ليلتان، قال ابن السكيت: سِرْنا

عَقبةً جواداً وعقبةً باسِطةً وعقبة حَجُوناً أَي بعيدة طويلة. وقال أَبو

زيد: حفر الرجل قامةً باسِطةً إِذا حفَرَ مَدَى قامتِه ومدَّ يَدِه. وقال

غيره: الباسُوطُ من الأَقْتابِ ضدّ المَفْروق. ويقال أَيضاً: قَتَبٌ

مَبسوطٌ، والجمع مَباسِيطُ كما يُجمع المَفْرُوقُ مفارِيقَ. وماء باسِطٌ: بعيد

من الكلإِ، وهو دون المُطْلِب.

وبُسَيْطةُ: اسم موضع، وكذلك بُسَيِّطةُ؛ قال:

ما أَنْتِ يا بُسَيِّطَ التي التي

أَنْذَرَنِيكِ في المَقِيلِ صُحْبَتي

قال ابن سيده: أَراد يا بُسَيِّطةُ فرخَّم على لغة من قال يا حارِ، ولو

أَراد لغة من قال يا حارُ لقال يا بُسَيِّطُ، لكن الشاعر اختار الترخيم

على لغة من قال يا حارِ، ليعلم أَنه أَراد يا بسيطةُ، ولو قال يا

بُسَيِّطُ لجاز أَن يُظن أَنه بلد يسمى بَسيطاً غير مصغّر، فاحتاج إِليه فحقّره

وأَن يظن أَن اسم هذا المكان بُسَيّط، فأَزال اللبس بالترخيم على لغة من

قال يا حارِ، فالكسر أَشْيَعُ وأَذْيَع. ابن بري: بُسَيْطةُ اسم موضع ربما

سلكه الحُجّاج إِلى بيت اللّه ولا تدخله الأَلف واللام. والبَسِيطةُ

(*

قوله «والبسيطة إلخ» ضبطه ياقوت بفتح الياء وكسر السين.) ، وهو غير هذا

الموضع: بين الكوفة ومكة؛ قال ابن بري: وقول الراجز:

إِنَّكِ يا بسيطةُ التي التي

أَنْذَرَنِيكِ في الطَّريقِ إِخْوتي

قال: يحتمل الموضعين.

بسط
بسَطَ يَبسُط، بَسْطًا، فهو باسِط، والمفعول مَبْسوط
• بسَط السِّجَّادةَ وغيرَها: نشرها، فَرَشَها، مدَّها " {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ} - {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} " ° بسَط عليه جناحَ الرَّحمة: مَنَّ عليه، عطف عليه ورفق به- بسَط نفوذَه على الشَّيء/ بسَط يَده على الشَّيء: سيطر عليه، وسّع في مداه- بسَط له يدَ المساعدة: أعانه، ساعده.
• بسَط اللهُ الرِّزقَ: كثّره ووسّعه " {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} ".
• بسَط الأمرُ الشَّخصَ: أسعده، سَرّه "بسَط الحفلُ الحاضرين- محمَّد مبسوط اليوم".
• بسَط القولَ: أسْهب فيه وأطال "بسط الدفاعُ في مرافعته"? بسَط آراءَه: عرضها، طرحها- بسَط لسانَه: أطلقه.
• بسَط يدَه عليه: شمله بالحماية.
• بسَط يدَه في الإنفاق: جاوَزَ القَصْدَ، أعطى بسَخاء " {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} - {يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ}: ممدودتان بالإحسان"? مبسوط اليد/ مبسوط الأنامل: كريم العطاء. 

بسُطَ يَبسُط، بَساطةً، فهو بَسيط
• بسُط الشَّخصُ: كان ساذجًا، على الفطرة، غير مُحَنّك، لا خُبْث عنده ولا مخادَعة.
• بسُط الشَّيءُ: خلا من التّعقيد، أي صار سهلاً يسيرًا "بسُط الجوابُ- عاش حياة بسيطة لا تكلُّف فيها- تكلَّم في المجلس ببساطة فائقة- شيء بسيط يمكن التَّغاضي عنه".
• بسُط وَجهُهُ: تلألأ، أشرق، تَهَلّل.
• بسُطتْ يَدُه: امتدّتْ بالمعروف.
• بسُط المكانُ: اتّسَع. 

انبسطَ/ انبسطَ إلى/ انبسطَ بـ/ انبسطَ من ينبسط، انبِساطًا، فهو مُنبسِط، والمفعول منبسَط إليه
• انبسط النَّهارُ وغيرُه: امتدَّ وطال "انبسطتِ الأرضُ".
• انبسط الشُّعاعُ ونحوُه: انتشر.
• انبسطتْ يدُه: مُطاوع بسَطَ: امتدّتْ وطالت "انبسطت يدُه بالخير والعطاء" ° انبسط لسانُه: مزح في كلامه وترك الحشمة.
• انبسط الشَّخصُ/ انبسط الشَّخصُ إلى أمر/ انبسط الشَّخصُ بأمر/ انبسط الشَّخصُ من أمر: سُرَّ وانشرح منه "حضر حفلاً ساهرًا فانبسط- انبسط بنجاح ولده"? انبسطتْ أساريرُ وجهه: سُرَّ وفرِح. 

باسطَ يباسط، مُباسطةً، فهو مُباسِط، والمفعول مُباسَط
• باسطَ صديقَه: لاطفه، أنِس به وترَك الاحتِشام معه "باسط الأبُ أبناءَه ليشعروا بقربه منهم".
• باسَطه الحديثَ: صارحه وتحدّث معه بصدق. 

بسَّطَ يبسِّط، تبسيطًا، فهو مُبسِّط، والمفعول مُبسَّط
• بسَّط السِّجَّادةَ ونحوَها: بسَطها؛ نشَرها، فرَشها، مدَّها.
• بسَّط الأمورَ: جعلها بسيطة لا تعقيد فيها، أوْجَزَها واختَصَرها، سَهَّلها "بسَّط المعلّمُ الدرسَ للتلاميذ/ الموضوعَ". 

تبسَّطَ/ تبسَّطَ في يتبسَّط، تَبسُّطًا، فهو مُتبسِّط، والمفعول مُتبسَّط فيه
• تبسَّط الشَّخصُ: كان على طبيعته ولم يتكلّف أو يتصنَّع، لم يلتزم الرسميَّات في قوله وفعله.
• تبسَّط في كلامِه: فصَّله وأوضحه وأسهب فيه ° تبسَّط في الحديث: تحدّث بغير كُلْفة. 

انبِساط [مفرد]:
1 - مصدر انبسطَ/ انبسطَ إلى/ انبسطَ بـ/ انبسطَ من ° قابليَّة الانبساط: لهو ودعابة وفكاهة.
2 - (فز) زيادة في مقدار كتلة المادَّة عندما يتغيّر حجمها، سببه المسافة الكبيرة بين جزئيَّات عناصِرها.
3 - (نف) اهتمام بكلّ ما هو خارج الذَّات، عكسه انطواء. 

انبساطة [مفرد]: ج انبساطات: اسم مرَّة من انبسطَ/ انبسطَ إلى/ انبسطَ بـ/ انبسطَ من.
• انبساطة القلب: (طب) طور التمدُّد في دقّة القلب، وهو الطور الذي يمتلئ فيه البطينان دمًا. 

انبِساطيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى انبِساط ° ذو شخصيّة انبساطيّة: اجتماعيّ يألف الغير، غير انطوائيّ.
2 - مصدر صناعيّ من انبِساط: اجتماعيَّة، مخالطة الناس وائتلافهم بالفكاهة والدّعابة، خلاف الانطوائيَّة. 

باسِط [مفرد]: اسم فاعل من بسَطَ ° عضلة باسطة: تعمل على امتداد طرف أو جزء من الجسد، عكسها عضلة ضامَّة- قامة باسطة: مقدار طول الرجل إذا كان باسطًا ذراعيه- يد باسطة: ذات فضل وعطاء.
• الباسِط: اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه: النَّاشر فضلَه على عباده يرزق ويوسّع، ويجود ويفضُل، ويعطي أكثر ممّا يُحتاج إليه. 

بِساط [مفرد]: ج أَبْسِطَة وبُسُط: نوع من الفُرُش يُطرح على الأرض ° بِساط الرِّيح: بِساط طائر ورد في الأساطير وخاصّة (ألف ليلة وليلة) - سحب البساطَ من تحت قدميه: تركه في موقف ضعيف وأخذ مكانه وجذب الأنظار والأضواء منه إليه- طوى البِساط بما فيه: قرر نهائيًّا، بتّ الأمر بشكل حاسم- طوى بِساطَ الإقامة: رحَل، سافر- على قدر بِساطك مُدّ رجليك: أي أنفق بقدر ما تكسب، أو اعمل بقدر ماتستطيع، كن عند حدود طاقتك.
• أرضٌ بِساط: واسعة " {وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا} "? بِساط المعمور/ بِساط المعمورة: العالَم- على بساط البحث/ على بِساط المناقشة: مطروح للمناقشة والتفكير، جارٍ نقاشه. 

بَساطَة [مفرد]:
1 - مصدر بسُطَ ° بساطة الوجه: طلاقته وبشاشته- بساطة خِلقيَّة: سلاسة طبع.
2 - خلاف التَّركيب والتَّعقيد ° بساطة الأسلوب: سهولته ووضوحه- بكُلِّ بساطة: بكلِّ وضوح.
3 - سذاجة، سلامة النّيّة، عدم التَّكلُّف والتَّصنُّع ° ببساطة: بسلامة نيّة، بصدق، بدون خبث أو مكر. 

بَسْط [مفرد]:
1 - مصدر بسَطَ.
2 - (جب) عدد أعلى في الكسر الاعتيادي كالعدد (2) في الكسر 2/ 3.
3 - (سف) حال من يسع الأشياءَ ولا يسعُه شيء. 

بَسْطَة [مفرد]: ج بَسَطات وبَسْطات: سعة وزيادة ووفرة "بَسْطَة العيش: سعة العيش- {وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} ".
• بَسْطَة السُّلَّم: مساحة مسطَّحة منبسطة يدور عندها السُّلّمُ ويغيِّر اتِّجاهَه. 

بَسيط [مفرد]: ج بسيطون وبسطاءُ وبُسُط (لغير العاقل)، مؤ بسيطة، ج مؤ بسيطات وبَسائِطُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بسُطَ ° إقرار بسيط: بلا قيد

ولا شرط- أمرٌ بسيط/ عمل بسيط: سهل هيّن، ليس مركّبًا أو معقّدًا- بسيط العقل: فاقد الذكاء، مصاب بنقص أو قصور عقليّ أو الذي لا يكون ناميًا نموًّا طبيعيًّا- بسيط القلب: طبيعيّ، ساذج، على الفطرة- بسيط الوجه: متهلِّل، مشرق، مبتهج- بَسيط اليَدين: كريم، سمح، سخيّ- بشكل بسيط: بدون تكلُّف ولا تصنُّع.
• البسيط: (عر) أحد بحور الشِّعر العربي، ووزنه: مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ مُسْتَفْعِلنُ فَاعِلُنْ، في كلِّ شطر.
• الكسر البسيط: (جب) الكسر الذي يكون فيه البسط والمقام أعدادًا صحيحة.
• المضاعَف البَسيط: (جب) أصغر عدد يقبل القسمة على عددين أو أكثر.
• العدد البسيط: (جب) العدد الذي يقبل القِسمة أو ما لا تتميّز أجزاؤه بعضها عن بعض.
• المعادلة البسيطة: (جب) المعادلة الخطّيّة الذي يكون أعلى أساس مُتغيِّراتها هو الواحد.
• الفائدة البسيطة: (قص) الفائدة التي تُدفع على رأس المال الأصليّ.
• جسم بسيط: ذو عنصر كيميائيٍّ واحد. 

بَسيطة [مفرد]: ج بسيطات وبَسائِطُ (لغير العاقل): مؤنَّث بَسيط.
• البَسيطة: الكرة الأرضيَّة "التلوّث آثاره ضارّة على وجه هذه البسيطة". 

مُنبسِط [مفرد]:
1 - اسم فاعل من انبسطَ/ انبسطَ إلى/ انبسطَ بـ/ انبسطَ من.
2 - (نف) فرد يميل للجرأة ويوجّه اهتماماته للآخرين، عكسه منطوٍ. 
بسط: بسط: مد ونشر، ويقال مجازاً: بسط الغارات على الأقاليم (ابن حيان 77ق).
وفرش، مهد، غطى، ففي المقري (1: 641): مجلس مبسوط. وفي رحلة ابن جبير ص290: ميدان كأنه مبسوط خزاً لشدة خضرته. وفي المقري (1: 124): ونوع يبسط به قاعات ديارهم يعرف بالزليجي.
ويقال بسط وحدها بدل أن يقال: بسط يده، فقد جاء في ابن القوطية ص 2ق مثلاً: فبسط ارطباس إلى ضياعهم فقبضها.
ويقال: بسط يده بالقتل (معجم أبي الفداء) وبدل ان يقال بسط يده إلى فلان بالسوء (القرآن 60، 2، انظر لين) يقال أيضاً: بسط يده على فلان، ففي ابن حيان ص 62ق: بسط يده على الرعية واكتسب الأموال، أو يقال بسط على فلان فقط ففي ابن حيان ص 7ق: جاهز بالخلعان وبسط على أهل الطاعة. وفي ص20و: فبسطوا على أهل الطاعة وأحدثوا الأحداث المنكرة. أو بسط إلى فلان، ففي ابن حيان ص37ق: بسط إلى الرعية بكل جهة وامتد إلى أهل الأموال.
ولكي يقولوا أن فلاناً كريم يحب العطاء يقولون: يبسط يديه للخير (المقري 2: 404).
أما قولهم بَسْطُ الأيْدي فمعناه صفق الأيدي بصورة ان راحتي اليدين اليمنيين وإبهاميهما يتلامسان ويلتصقان من غير تضييق وشد. ويكون هذا عند كل عقد يجب الوفاء به واحترامه. انظر جاكسون تمبكتو ص289 وقارنه بما يقوله عبد الواحد ص134 في كلامه عن المهدي: بسط يده فبايعوه على ذلك.
وكما يقال بسط إليه لسانه بالسوء (قرآن 60، 2، انظر لين) يقال بسط لسانه في فلان (معجم المتفرقات، أماري 673) أو إلى شيء (نفس المصدر 1: 3 و4، راجع تعليقات ونقد) أو في شيء، ففي ابن حيان ص15ق: بسط لسانه في ذمه وعيبه.
وبسط: وسع العطاء والرزق (انظر بسط الله الرزق عند لين والمقري 1: 943. وفي النويري، أفريقية ص28و: بسط العطاء في الجند، وفي كتاب محمد بن الحارث ص28و: بسط العطاء في الجند، وفي كتاب محمد بن الحارث ص208: كان ممن بسطت له الدنيا.
وبسط: أعطى ومنح (أخبار ص27).
وبسط: أنعم بالأمان مثلاً ففي حيان بسام 3: 63ق: بسط الأمان لأهلها. (أخبار ص28) كما يقال: بسط عليهم العدل (لين، عبد الواحد ص16) ويقال: بسط له الإنصاف ووعده إياه (أخبار ص121).
وبسط عليه العذاب. (معجم المتفرقات، تاريخ البربر 1: 385، 539).
وبسط: فرق، فصل، أزال، ففي كتاب العقود ص5: قد رأينا وعلمنا في فلان جرحاً كبيراً فوق رأسه قد بسط الجلد وحفر اللحم. وبسط وَجْهَه: تطلق وتلألأ (بوشر).
وبسط: رقق ووسع (بوشر).
وبسط فلاناً: لاطفه وأزال احتشامه.
ففي ابن حيان ص27و: دخلت عليه يوماً فخلا بي وبسطني وذاكرني (عبد الواحد ص171، 175، المقري 1: 236) ويقال أيضاً بسط إلى فلان (معجم المتفرقات) وكذلك: بسط جانب فلان، ففي بسام 2: 113ق: جعل يبسط جانب ابن عمار.
وبسط لفلان جناحه.
ففي ابن حيان ص68ق: فسأله عمر المسير معه إلى ببشتر ليأنس به ففعل وأقام عنده أياماً بسط له فيها جناحه.
وبسط عدة الفرس: مهدها واعدها (هلو) ولم يتضح لي معنى المصدر ((بسط)) في هذه الجملة من كلام المقري (1: 859): وكان شديد البسط مهيباً جهورياً مع الدعابة والغزل.
بَسَّط (بالتضعيف)، ففي الخطيب ص 68ق: بسَّط يده في الأموال وجعل إليه النظر في جميع الأمور. أي أطلق يده في الأموال.
والتبسيط: النشر (بوشر).
أبسط: بسط، سر (همبرت 226، بوشر).
وأبسط الحضار: أعجبهم وسرهم (بوشر).
تبسط: في المقري (1: 598): كان يتبسط لإقراء سائر كتب العربية. هذا ما جاء في جميع المخطوطات منه وكذلك في طبعة بولاق. ولابد أن تقرأ: في إقراء، وهذا من غير شك أكثر انسجاما مع العربية.
وتبسط له: لاطفه وأزال احتشامه (المقري 1: 132).
وتبسط: فرح، سُرَّ (دلابورت ص142).
وتبسط في الأمر: تصرف تصرفاً مطلقا لا حد له، ففي الفخري ص227: قيل إن الخَيزُران كانت متبسطة في دولة المهدي تأمر وتنهي وتشفع وتبرم وتنقض.
تباسط، يقال تباسط فلان وفلان: تحدثا بانطلاق وحرية (فريتاج مختارات 114).
انبسط: استعمل بمعنى يختلف بعض الاختلاف عن معناه الأصلي وهو انتشر وامتد واستوى، فقيل مثلاً: إذا أردنا أن نذكر كل هذا انبسط هذا التأليف (النويري، مخطوطة 273 ص157) أي طال كثيراً. وكذلك: إلى الشروع في علم صالح من الطب ينبسط بها القول في المدخل (حيان - بسام في تعليقاتي ص182 تعليقة 1 ولكن لا تبدل (بها) ب (لها)، أشرت أن في مخطوطة ب (لها) ومعناه إنه شرع في اكتساب الكثير من علم الطب بحيث يستطيع ان يطيل القول في مبادئ هذا العلم.
وكذلك: ((ولا أطاعه بشر ولا انبسط له من قرية من القرى أحد ولا انتشر.)) (الاكتفاء ص165ق) أي لم يعلن أحد ولاءه له. ويقال: انبسط إلى الدكان أي انطلق إليه (فهرس المخطوطات الشرقية في ليدن 1: 155) وفي المقري (1: 374): كان الناصر كلفاً بانبساط مياه الأرض واستجلابها من أبعد بقاعها. أي كلف بحفر قنوات الري.
والانبساط: الاستواء كوجه المرآة (المقدمة 3: 65).
وفي المقري (1: 742) لم ينبسط في السباحة أي لم يشرع في السباحة.
وانبسط: سُر (فوك، بوشر).
وبانبساط: بسرور (بوشر).
وانبسط إلى الشيء: مد يده واستولى عليه ففي ابن حيان ص62ق: وانبسطوا إلى أموال الرعية.
وانبسط إلى فلان: لاطفه وأزال الاحتشام بالكلام معه (معجم البلاذري، معجم المتفرقات، البكري ص120) وكذلك: انبسط معه (انظر أدناه).
وانبسط به: أعلنه (معجم بدرون).
وانبسط بالأمر عليه: أكثر منه، ففي ابن حيان ص 69و: انبسطوا بالغارات على أولي الطاعة.
وانبسط عليه: تكبر عليه وجاوز القصد، ففي ابن حيان ص22و: وانبسط كثيراً على أصحابه واستخف بهم.
وكذلك: سيطر وتحكم. ففي ابن حيان ص 24و: وامتنع هو ومن معه من انبساط أهل الباطل عليهم.
وانبسط عليه أيضاً: عارضه وخالفه، ففي حيان - بسام (1: 30و): واتفق أيضاً عليه ان عبد الرحمن ابن المنصور انبسط على أخيه عبد الملك أول دولته بصحنة (بصحبة) طائفة تخل به فعرف عيسى أخاه عبد الملك بذلك فحمله على كف يد عبد الرحمن.
وانبسط معه (وكذلك إليه): لاطفه وأزال الاحتشام معه (معجم المتفرقات، المقري 1: 132، 828، ألف ليلة 1: 82)، وفي كتاب ابن صاحب الصلاة ص 76ق: إلى ما كان عليه رحمه الله من وقار وهيبة، ووفاء لأصحابه في الحضور منهم والغيبة، مع انبساط معهم في طعامه وإنعامه عليهم.
وانبسط منه: سر منه ورضي عنه (بوشر).
بسط: انبساطية، قابلية الانبساط (بوشر) - ولهو دعابة، فكاهة (بوشر).
واصحاب الحيل والبسط: المضحكون، المهرجون (معجم المنصوري مادة مهانة).
والبسط: شراب أو حبوب تستحضر من نبات القنب الهندي. (بركهارت عرب 1: 8، لين عادات 2: 40).
والبسط في علم الحساب: العدد الأعلى في الكسر الاعتيادي (بوشر).
بَسْطة: رضى، قناعة (شيرب ديال ص7) وبسطة قطعة من الجوخ (هلو، رولاند، دلابورث 103، بوشر).
وبسطة: عند أهل مالطة: طية في ملابس الأطفال لكي يمكن بعد أن يكبروا تعريضها أو تطويلها حين تضيق عليهم أو تقصر. (فساللي، معجم المالطية).
أصحاب البسطات: يظهر أن معناها الصيادلة والعطارون. ففي المقري (1: 934): وكان يعتمد عليه في الأدوية والحشائش وجعله في الديار المصرية رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات.
وبسطة: قاعدة، دكة وجمعها بسط (بوشر).
وبسطة: مسطحة، قرص الدرج (وهو مكان منبسط في الدرج تنقطع فيه الدرجات) (بوشر).
بَسْطِي: بائع البسط وهو الشراب أو الحبوب تستحضر من نبات القنب الهندي (بركهارت حياة العرب 1: 48).
بسطاني: بائع، جوال (دوار) (بوشر).
بسطوية: قطعة من الجوخ (بوشر).
بَساط، البساط من الأرض: الواسعة، وكل منبسط مستو منها (هلو). وفي لطائف المعارف للثعالبي ص74: وجعلت بساطاً ممدوداً.
بِساط: ويجمع على بساطات أيضاً (الكالا، بوشر) ويستعمل مجازاً، ففي حياة ابن خلدون ص 199وفي كلامه عن الطاعون الجارف: ثم جاء الطاعون الجارف فطوى البساط بما فيه. وفي المثل: على قد (أو قدر) بساطك مدّ رجليك. أي أنفق بقدر ما تكسب أو أعمل بقدر ما تستطيع (بوشر).
والبساط: المخدة (الكالا).
والبساط: في الأصل الزِلّية يجلس عليها السلطان وأعوانه، ومن هنا أطلقت على مجلس السلطان ووزرائه (بلاط). ففي تاريخ البربر (1: 634): وقد ثيب له من ولاية السلطان ومخالطته حظ ورفع له ببساطه مجلس (والصواب ومخالصته كما جاء في مخطوطتنا رقم 1351 ومخطوطة لندن). وفيه (2: 16) في كلامه عن السلطان: فاختصه بإقباله ورفع مجلسه من بساطه (وص379، 392، 437).
وفي كرتاس ص156: فر من بساط الناصر كثير من الأشياخ الذين قام الأمر بهم (المقري 2: 456). وفي أماري ديب ص125، 139، 176: والقنصل الذي يتعين منهم للإقامة بالحضرة العلية له أن يدخل البساط العلي مرتين في كل شهر لسبب قضاء حوائجه. وبعبارة أخرى (ص130): الشرط السادس عشر أن يدخل قناصرتهم لمعاينة البساط القدم مرتين في الشهر وأن ينعم عليهم بالكلام مع المقام العلي أسماه الله.
وبساط: خضيلة، روض، مربعة زهور، ففي المقري (1: 639): وقد مشى أحدهم على بساط نرجس ونجد في كتاب ابن الخطيب (مخطوطة باريس) روض نرجس وهي تدل على نفس المعنى.
بساط الغول: اسم نبات يسمى أيضاً طرفة (ابن البيطار 2: 159).
بسيط، خط بسيط: كتابة ممدودة، مطولة، إن فوك الذي يذكر هذا التعبير في مادة ( litrea) يفسره ب ( tirada) ودوكانج يفسر ( tirare) ب ( Producere) أي طوّل، مد) وهو ينقل هذه العبارة من قائمة، وفيها ما معناه: كتاب مكتوب بحروف ممدودة ( tirata) وبلغة فرنسية.
وبسيط: خلاف المركب (تعليق مونج في Cliv) .
وبسيط: ساذج، على الفطرة، صريح، غير متكلف ولا متصنع، فيه سلامة، صافي القلب، سريع التصديق، قليل الإدراك (بوشر) حسن النية، خالصها، أمين (همبرت 231).
وبسيطاً، بشكل بسيط (من غير تكلف ولا تصنع ولا زخرف).
وبالبسيط: بدون تكلف ولا تصنع، وبالأسلوب المألوف قديماً (بوشر).
وبسيط: فطري، ساذج يجري على سنن الطبيعة (بوشر).
في البسيط: بسعة، برحابة (بوشر).
وبسيط: افقي، وساعة بسيطة: ساعة أفقية (بوشر).
وتكلم بالبسيط: أطال الكلام (معيار 11).
وبسيط: سطح، وجه يقال: بسيط البحر (المقدمة 1: 93).
وبسيطة: خضيلة، روضة، مربعة زهور (المقري 1: 639. وكذلك في طبعة بولاق).
بساطة: حالة المادة المفردة، وخلاف التركيب (مونج، فوك، بوشر، المقدمة 2: 306، 353).
وبساطة: سذاجة، سلامة النية، عدم التكلف والتصنع، ويقال: ببساطة: أي بسلامة نية، بسذاجة، بسلامة نية، بلا تكلف (بوشر) بصدق، باخلاص (همبرت 221).
وبساطة الأسلوب: بهجته وظرفه (بوشر).
وبساطة الوجه: طلاقته وبشاشته (بوشر).
بسيطة: مفردة، غير مركبة، أعشاب طبية مفردة. ففي ابن البيطار (1: 36): ولم يذكر ديسقوريدوس ولا جالينوس هذا النبات في بسائطهما.
باسط، مُبسط، ممدد، موسع (بوشر).
أبسط: أوسع (ابن جبير 178).
مبسوط، كما يقال: مبسوط اليد يقال مبسوط الأنامل أي كريم معطاء (ألف ليلة 1: 199). ويقال أيضاً: مبسوط وحدها ومبسوط به يعطيه بهذا المعنى، ففي المقري (3: 675) كان مبسوطاً بالعلم مقبوظاً بالمراقبة.
ومبسوط: واسع، طويل، عريض، ضخم. يقال حجارة مبسوطة (ابن جبير 84) وحجر مبسوط (ص164) وقبة مبسوطة (ص152). وأخشاب مبسوطة (ص154). وسعة، ثراء (معجم الادريسي)، وواسع ضخم، ففي رحلة ابن جبير (ص102): تابوت مبسوط متسع. وقد وردت هذه العبارة الأخيرة في رحلة ابن بطوطة (1: 32) وقد ترجمها مترجموها بقولهم: ((تابوت مسطح متسع)) غير أني أشك أن يكون معنى ((مبسوط)) مسطحاً. نعم إن مؤلف كتاب المستعيني (انظر: كبد السقنقور في نسخة ن فقط) يقول في كلامه عن السقنقور: ((وذنبه مبسوط كذنب السلباحة)) غير أن الصفة ((مبسوط)) بمعنى مسطح يمكن أن تصدق على ذنب السلباحة (الانقليس) ولا يمكن أن تصدق على ذنب السقنقور لأن هذا يختلف عنه تماما فيما يقول الادريسي (ص18) فذنبه مستدير (انظر: شو2، صورة 8).
ومبسوط: فرح، مرح، (محيط المحيط، دومب 107، همبرت 226، بوشر).
ومبسوط منه: راض، مسرور (بوشر، هيلو، براكس ص10) وفيه ما معناه: ((وفي هذه المدينة نحو من أربعين تاجراً أثروا من تجارتهم وتراهم راضين مسرورين ((مبسوطين)) كما يقول العرب، ألف ليلة 3: 19، زيشر 22: 79.
ومبسوط: ميسور الحال (بوشر)، غني (محيط المحيط، رولاند).
ومبسوط: متعاف، سليم، صحيح الجسم، قوي (بوشر) محيط المحيط.

بسط

1 بَسَطَهُ, (M, Msb, K,) aor. ـُ (M, TA,) inf. n. بَسْطٌ, (S, M, Msb,) contr. of تَبْسيِطٌ; (M, TA;) as also ↓بسّطهُ, (M,* TA,) inf. n. تَبْسيِطٌ. (TA.) [As such,] He spread it; spread it out, or forth; expanded it; extended it; (S, Msb, K, B;) as also ↓بسّطهُ: (K:) and he made it wide, or ample: these are the primary significations; and sometimes both of them may be conceived; and sometimes, one of them: and the verb is also used, metaphorically, as relating to anything which cannot be conceived as composed or constructed: (B:) and بَصْطٌ is the same as بَسْطٌ, (S, and K in art. بصط,) in all its meanings. (K.) You say, بَسَطَ الثَّوْبَ [He spread, spread out, expanded, or unfolded, the garment, or piece of cloth]. (Msb.) And بَسَطَ رِجْلَهُ (tropical:) [He stretched forth, or extended, his leg]. (TA.) And بَسَطَ ذِرَاعَيْهِ, and ↓بَسَّطَهُمَا, (assumed tropical:) He spread his fore arms upon the ground; the doing of which [in prostrating oneself] in prayer is forbidden. (TA.) And بَسَطَ يَدَهُ (M, Msb, K) (tropical:) He stretched forth, or extended, his arm, or hand; (M, K;) as in the saying بَسَطَ إِلِىَّ يَدَهُ بِمَا أُحِبُّ وَأَكْرَهُ (tropical:) [He stretched forth, or extended, towards me his arm, or hand, with, i. e. to do to me, what I liked and disliked]: (M, TA: *) or he stretched forth his hand opened. (Msb.) It is said in the Kur [v. 31], لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي (assumed tropical:) [Assuredly if thou stretch forth towards me thy hand to slay me]. (M, TA.) بَسْطُ اليَدِ and الكَفِّ is sometimes used to denote assaulting and smiting: [as in the last of the exs. given above; and] as in the words of the Kur [lx. 2], وَيَبُسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوْءِ (tropical:) [And they will stretch forth towards you their hands and their tongues with evil]; (TA;) i. e., by slaying, (Bd, Jel,) and smiting, (Jel,) and reviling. (Bd, Jel.) And sometimes to denote giving liberally: (TA:) [as in] بَسَطَ يَدَهُ فِى الإَنْفَاقِ (tropical:) He [stretched forth his hand, opened, or] was liberal or bountiful or munificent [in expenditure]: (Msb:) see بَسِيطٌ, below. (TA.) And sometimes to denote taking, or taking possession, or seizing: as in the saying, (TA,) بُسِطَتْ يَدُهُ عَلَيْهِ (tropical:) [His hand was stretched forth against him]; i. e. he was made to have dominion over him by absolute force and power. (K, TA.) And sometimes to denote seeking, or demanding: [as in بَسَطَ كَفَّيْهِ فِى الدُّعَآءِ (tropical:) He expanded his two hands in supplication; a common action, in which the two hands are placed together like an open book upon a desk before the face, in supplicating God:] see بَاسِطٌ, below. (TA.) b2: [And hence,] بَسَطْتُ لَهُ أَمْرِى (tropical:) I displayed, or laid open, to him my state, or case, or affair; syn. فَرَشْتُهُ إِيَّاهُ: (A in art. فرش:) and أَمْرَهُ [his state, &c.]. (TA in that art.) b3: [Hence also,] اَللّٰهُ يَبْسُطُ الأَرْوَاحَ فِى الأَجْسَادِ عِنْدَ الحَيَاةِ (assumed tropical:) [God diffuses the souls in the bodies at the time of their being animated]. (TA.) b4: [Hence also,] بَسَطَ اللّٰهُ الرِّزْقَ (assumed tropical:) God multiplied, or made abundant, and amplified, enlarged, or made ample or plentiful, the means of subsistence. (Msb, K. *) It is said in the Kur [ii. 246], وَاللّٰهُ يَبِضُ وَيَبْسُطُ (Msb and TA in art. قبض, q. v.) and you say, بَسَطَ عَلَيْهِمُ العَدْلَ (tropical:) [He largely extended to them equity, or justice]; as also ↓بسّطهُ. (TA.) b5: [Hence also,] فُلَانٌ يَبْسُطُ عَبِيدَهُ ثُمَّ يَقْبِضُهُمْ (tropical:) [Such a one enlarges the liberty of his slaves; then abridges their liberty]. (A in art. قبض.) b6: [Hence also, بَسَطَ وَجْهَهُ (assumed tropical:) It unwrinkled, as though it dilated, his countenance: see 7. and بَسَطَ قَلْبَهُ (assumed tropical:) It dilated his heart: see remarks on قَبْضٌ and بَسْطٌ, as used by certain of the Soofees, near the end of 1 in art. قبض. And] بَسَطَهُ, alone, [signifies the same; or] (tropical:) it rejoiced him; rendered him joyous, or cheerful: (M, K, TA:) because, when a man is rejoiced, his countenance becomes unwrinkled (يَنْبَسِطُ), and he becomes changed [and cheerful] in [its] complexion: it is wrongly said, by MF, to be not tropical: that it is tropical is asserted by Z, in the A: MF also says that it is not post-classical; and in this he is right; for it occurs in a saying of Mohammad: thus in a trad. respecting Fátimeh, يَبْسُطُنِى مَا يَبْسُطُهَا What rejoices her rejoices me: (TA:) [see also قَبَضَهُ, where this saying is cited according to another relation:] ↓أَبْسَطَنِى [as signifying (tropical:) it rejoiced me] is a mistake of the vulgar [obtaining in the present day]. (TA.) b7: [Hence also,] الخَيْرُ يَقْبِضُهُ وَالشَّرُّ يَبْسُطُهُ (tropical:) [Wealth makes him closefisted, tenacious, or niggardly; and poverty makes him open-handed, liberal, or generous]. (A in art. قبض.) b8: [Hence also,] بُسَطَ مِنْ فُلَانٍ (tropical:) He rendered such a one free from shyness, or aversion: (S, O, K, TA:) he emboldened him; incited him to [that kind of presumptuous boldness which is termed] دَالَّة. (Har p. 155.) [In the CK, بَسَطَ فُلاناً من فُلانٍ is erroneously put for بَسَطَ فُلَانٌ مِنْ فُلَانص] b9: [Hence also,] بَسَطَ اللّٰهُ فُلَانًا عَلَىَّ (tropical:) God made, or judged, such a one to excel me. (Z, Sgh, K, TA.) b10: [Hence also,] بَسَطَ المَكَانُ القَوْمَ (tropical:) The place was sufficiently wide, or ample, for the people, or company of men. (K, TA.) And هٰذَا فِرَاشٌ يَبْسُطُكَ (tropical:) This is a bed ample, (S, K,) or sufficiently wide for thee. (A.) And فَرَشَ لِى فِرَاشاً لَا يَبْسُطُنِى He spread for me a bed [not wide enough for me, or] that was [too] narrow [for me], (ISk, S.) b11: [Hence also,] بَسَطَ العُدْرَ, (K,) aor. as above, (TA,) and so the inf. n., (S, TA,) (tropical:) He accepted, or admitted, the excuse. (S, K, TA.) b12: All these significations of the verb are ramifications of that first mentioned above. (TA.) A2: بَسَطَ, aor. ـُ (M, K,) inf. n. بَسَاطَةٌ, (M,) (assumed tropical:) He was, or became, free, or unconstrained, (مُنْبَسِطٌ,) with his tongue. (M, K.) 2 بَسَّطَ see 1, in four places.3 باسطهُ, inf. n. مُبَاسَطَةٌ and بِسَاطٌ (tropical:) [He conversed, or acted, with him without shyness, or aversion; boldly; in a free and easy manner; or cheerfully]: (TA:) he met him laughingly, or smilingly, so as to show his teeth. (So accord. to an expl. of the latter of the two inf. ns. in the TA.) [See كَاشَرَهُ.] You say also, بَيْنَهُمَا مُبَاسَطَةٌ (tropical:) [Between them two is conversation, or behaviour, free from shyness, or aversion; bold; free and easy; or cheerful]. (TA.) 4 أَبْسَطَ see 1, latter half.5 تَبَسَّطَ see 7. b2: تبسّط فِى البِلَادِ (assumed tropical:) He journeyed far and wide in the countries. (S, TA.) b3: خَرَجَ يَتَبَسَّطُ (assumed tropical:) He went forth betaking himself to the gardens and green fields: from بَسَاطٌ signifying

"land having sweet-smelling plants." (TA.) 7 انبسط quasi-pass. of بَسَطَهُ; as also ↓تبسّط is of بَسَّطَهُ; both signifying It became spread or spread out or forth, or it spread or spread out or forth; it became expanded, or it expanded, or it expanded itself; it became extended, or it extended, or it extended itself: [&c.]. (M, K, TA.) Yousay, انبسط الشَّيْءُ عَلَى الأَرْضِ [The thing became spread or spread out, &c., upon the ground]. (S.) And انبسط النَّهَارُ The day became advanced, the sun being high: it became long: (M, K, TA:) and in like manner one uses the verb in relation to other things. (M, TA.) b2: [And hence, (assumed tropical:) He expatiated. b3: And] انبسط وَجْهُهُ (assumed tropical:) [His countenance became unwrinkled, as though dilated; i. e. it became open, or cheerful; and so انبسط alone; or he became open, or cheerful, in countenance, as is said in the KL.]. (TA.) [And انبسط, alone, (tropical:) He became dilated in heart; or he rejoiced; or became joyous, or cheerful: see بَسَطَهُ.] b4: [Hence also,] انبسط (tropical:) He left shyness, or aversion; he became free therefrom: (S, TA:) he was, or became, bold, forward, presumptuous, or arrogant: (KL, PS:) he became emboldened, and incited to [that kind of presumptuous boldness which is termed] دَالَّة. (Har p. 155.) And انبسط إِلَيْهِ (tropical:) [He was open, or unreserved, to him in conversation: and he acted towards him, or behaved to him, without shyness or aversion; or with boldness, forwardness, presumptuousness, or arrogance: and he applied himself to it (namely, an affair,) with boldness, forwardness, presumptuousness, or arrogance.] (TA.) بَسْطٌ, as signifying A certain intoxicating thing, [a preparation of hemp,] is post-classical. (TA.) بُسْطٌ: see بَسِيطٌ, in seven places.

بِسْطٌ: see بَسِيطٌ, in seven places.

بُسُطٌ: see بَسِيطٌ, in seven places.

بَسْطَةٌ Width, or ampleness; syn. سَعَةٌ: (S, Sgh, Msb:) and length, or height: (Sgh:) pl. بِسَاطٌ: (Sgh:) and increase: or redundance, or excess: (TA:) and, (M, K,) as also ↓بُسْطَةٌ, (K,) excel-lence; (M, K;) in science and in body: (M:) or in science, expatiation, or dilatation: (K:) or profit to oneself and others: (TA:) and in body, height, or tallness; and perfection, or completeness. (K.) It is said in the Kur [ii. 24], وَزَادَهُ بَسَطَةً فِى العِلْمِ الجِسْمِ [And hath increased him in excellence, &c., in respect of science, or knowledge, and body]: (M,TA:) Zeyd Ibn-'Alee here read ↓بُسْطَةً. (TA.) b2: [An arm's length.] See بَاسِطٌ b3: اِمْرَأَةٌ بَسْطَةٌ. A woman beautiful and sleek in body: and in like manner, ظَبْيَةٌ a gazelle that is so. (M.) بُسْطَةٌ: see بَسْطَةٌ, in two places.

أُذُنٌ بَسْطَآءُ (tropical:) A wide and large ear. (M, K, TA.) بُسْطِىٌّ A seller of بُسْط [or carpets, &c.]: pl. بُسْطِيُّونَ. (TA, but only the pl. is there mentioned and explained.) بَسْطَانُ: see بَسِيطٌ بُسْطَانٌ: see بَسِيطٌ بَسَاطٌ Land (أَرْض) expanded and even; as also ↓ بَسِيطَةٌ: (M, K:) and wide, or spacious; (AO, S, K;) as also ↓ بِسَاطٌ, (Fr, K,) in his explanation of which Fr adds, in which nothing is obtained; (TA;) and ↓ بَسِيطٌ; (K;) and ↓ بَسِيطَةٌ: (AO, K:) and in like manner, a place; (S, TA;) as also ↓ بِسِاطٌ; (TA;) and ↓ بَسِيطٌ: (S, TA;) and land in which are sweet-smelling plants: (TA:) or ↓بَسِيطةٌ is a subst., (IDrd, M,) as some say, (M,) and signifies the earth. (IDrd, M, Msb, K.) You say, وَسَعَة ↓نَحْنُ فِى بِسَاطٍ (tropical:) [We are in an ample and a plentiful state]. (TA.) And بَيْنَنَا وَبَيْنَ المَآءِ مِيلٌ بساطٌ [the last word thus, without any vowel-sign to the ب] (assumed tropical:) Between us and the water is a long mile. (TA.) [See also بَاسِطٌ.] And مِثْلُ فُلَانٍ ↓مَا عَلَى البَسِيطَةِ There is not upon the earth the like of such a one. (TA.) And ↓ذَهَبَ فِى بُسَيْطَةَ, a dim., imperfectly decl., He (a man, TA) went away in the earth, or land. (A, O, L, K.) b2: Also A great cooking-pot. (Sgh, K.) بِسَاطٌ A thing that is spread or spread out or forth; (S, M, K, B;) whatever it be; a subst. applied thereto: (B:) [and particularly a carpet; which is meant by its being said to be] a certain thing well known; the word being of the measure فِعَالٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ, like كِتَابٌ in the sense of مَكْتُوبٌ, and فِرَاشٌ in the sense of مَفْرُوشٌ, &c.: (Msb:) pl. [of mult.] بُسُطٌ (M, Msb, K) and بُسْطٌ and [of pauc.] أَبْسطَةٌ. (TA.) b2: See also بَسِيطٌ; near the middle of the paragraph. b3: اِنْبَرَى لِطَىِّ بِسَاطِهِ. is a phrase meaning (assumed tropical:) He hastened to cut short his speech. (Har p. 280.) A2: Also The leaves of the tree called سَمُر that fall upon a garment, or piece of cloth, spread for them, the tree being beaten. (M, K.) A3: See also بَسَاطٌ, in three places.

بَسِيطَ, and بَسِيطَةٌ: see بَسَاطٌ, in six places. b2: وَقَعَ الغَيْثُ بَسِيطًا مُتَدَارِكًا The rain fell spreading widely upon the earth, continuously, or consecutively. (TA.) b3: فُلَانٌ بَسِيطُ الجِسْمِ (assumed tropical:) [Such a one is tall of body]. (S, TA.) b4: بَسِيطُ الوَجْهِ (tropical:) A man (M) having the countenance [unwrinkled, or] bright with joy: (M, K, TA:) pl. بُسُطٌ (M, K. *) b5: بَسِيطُ اليَدَيْنِ (tropical:) A man large, or extensive, in beneficence; (M, TA;) liberal, bountiful: (K, TA:) pl. بُسُطٌ: (M, K:) [and so] بَسِيطُ البَاعِ (S,) [and] البَاعِ ↓ مُنْبَسِطُ. (TA.) And ↓ يَدُهُ بِسْطٌ (S, K,) like طِحْنٌ in the sense of مَطْحُونٌ, and قِطْفٌ in the sense of مَقْطُوفٌ, (TA,) and ↓ بُسُطٌ (Z, K,) like أُنُفٌ and سُجُحٌ, (Z,) and (Z, K) by contraction, (Z,) ↓بُسْطٌ, (Z, K,) and ↓مَبْسُوطَةٌ, (TA,) (tropical:) His hand is liberal; syn. مُطْلَقَةٌ, (S, K, TA,) and طَلْقٌ; (TA;) or he is large in expenditure. (TA.) It is said in the Kur [v. 69], بَلْ

↓يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ; (TA;) and accord. to one reading, ↓بِسْطَانِ; (S, K;) and accord. to another, with damm, [as though it were ↓ بُسْطَانِ,] (Z, K, TA,) [but it is said that] in this case it is used as an inf. n., [and therefore ↓بُسْطَانٌ, for an inf. n. is applied as an epithet to a dual and a pl. subst. without alteration,] like غُفْرانٌ and رُضْوَانٌ; or, accord. to some, it is most probably [↓بَسْطَانُ,] like رَحْمَانُ; and Talhah Ibn-Musarrif read

↓بِسَطَانِ: (TA:) the meaning is, (tropical:) Nay, his hands are liberal, or bountiful; the phrase being a simile; for in this case there is no hand, nor any stretching forth. (TA.) And it is said in a trad., لِمُسِىْءِ النَّهَارِ حَتَّى يَتُوبَ ↓يَدَا اللّٰهِ بُسْطَانِ بِاللَّيْلِ وَلِمُسِىْءِ اللَّيْلِ حَتَّى يَتُوبَ بِالنَّهَارِ, (K, * TA,) or, accord. to one relation, ↓ بِسْطَانِ, (TA,) meaning (tropical:) God is liberal in forgiveness to the evil-doer of the day-time until he repent [in the night, and to the evil-doer of the night-time until he repent in the day]: for a king is said to be اليَدِ↓مَبْسُوطُ when he is (tropical:) liberal in his gifts by command and by sign, although he gives nothing thereof with his hand, nor stretches it forth with them at all. (Sgh. TA.) b6: بَسِيطٌ also signifies اللّسَانِ↓مُنْبَسِطُ, (Lth,) or مُنْبَسِطٌ بِلِسَانِهِ, (M, K,) (assumed tropical:) [Free, or unconstrained, in tongue, or with his tongue,] applied to a man: (M:) fem. with ة. (K.) b7: البَسِيطُ is also the name of A certain kind of metre of verse; (S, M, * K;) namely, the third; the measure of which consists of مُسْتَفْعِلُنْ فَاعِلُنْ eight [a mistake for four] times: (K:) so called because of the extension of its أَسْبَاب, commencing with a سَبَب immediately followed by another سَبَب, as is said by Aboo-Is-hák. (M.) b8: [بَسِيطٌ is also used in philosophy as signifying (assumed tropical:) Simple; uncompounded.]

بَسِيطَةٌ, as an epithet; and as a subst.: see بَسَاطٌ, in four places. b2: [In philosophy, (assumed tropical:) A simple element: pl. بَسَائِطُ.]

ذَهَبَ فِى بُسَيْطَةَ: see بَسَاطٌ.

بَاسِطٌ act. part. n. of بَسَطَ. b2: It is said in the Kur [vi. 93], وَالمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ, meaning (tropical:) The angels being made to have dominion over them by absolute force and power (K, * TA.) And again, in the Kur [xiii. 15], كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ

إِلَى المَآءِ لِيَبْلُغَ (tropical:) Like the supplicator of water, making a sign to it [with his two hands], in order that it may [reach his mouth, and so] answer his prayer; (K, * TA;) or, but it will not answer his prayer. (O, TA.) b3: البَاسِطُ (assumed tropical:) God, who amplifies, or enlarges, or makes ample or plentiful, the means of subsistence, to whomsoever He will, (K, TA,) by his liberality and his mercy: (TA:) or who diffuses (يَبْسُطُ) the souls in the bodies at the time of [their] being animated. (TA.) b4: مَآءٌ بَاسِطٌ (tropical:) Water that is distant from the herbage, or pasturage, (M, K, TA,) but less so than what is termed مُطْلِبٌ. (M, TA.) and خَمْسٌ بَاسِطٌ (assumed tropical:) A difficult [journey of the kind termed] خِمْسَ [i. e. of five days, whereof the second and third and fourth are without water]; syn. بَائِصٌ. (Sgh, K.) And عُقْبَةٌ بَاسِطَةٌ (ISK, S, M, K [in the CK, erroneously, عَقَبَةٌ]) (assumed tropical:) [A stage of a journey, or march or journey from one halting-place to another,] that is far, or distant, (ISk, S,) or long: (TA:) or in which are two nights to the water. (M, K.) You say, سِرْنَا عُقْبَةً بَاسِطَةً (assumed tropical:) [We journeyed a stage, &c.,] that was far, or distant, or long. (ISk, S, * TA.) b5: رَكِيَّةٌ قَامَةٌ بَاسِطَةٌ, [in the CK,] and قامَةُ باسِطَةٌ, as a prefixed n. with its complement imperfectly decl., as though they made it determinate, i. q. ↓قَامَةٌ وَبَسْطَةٌ [A well measuring, or of the depth of, a man's stature and an arm's length]. (O, K.) Az says, حَفَرَ الرَّجُلُ قَامَةً بَاسِطَةً

The man dug to the depth of his stature and his arm's length (L, TA.) مَبْسَطٌ Width, or extent; syn. مُتَّسَعٌ: (K:) as in the phrase بَلَدٌ عَرِيضُ المَبْسَطِ [A region wide in extent]. (TA.) [See also بَسْطَةٌ.]

مَبْسُوطُ اليَدِ: and يَدَهُ مَبْسُوطَةٌ, and يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ: see بَسِيطٌ.

مُنْبَسِطُ البَاعِ: and مُنْبَسِطُ اللِّسَانِ: see بَسِيطٌ.
بسط
بَسَطَهُ يَبْسُطُه بَسْطاً: نَشَرَهُ، وبالصّادِ أَيْضاً، نَقَله الجَوْهَرِيّ. وبَسَطَه: ضِدُّ قَبَضَه، كبسَّطَه تَبْسيطاً، قالَ بعضُ الأَغْفال: إِذا الصَّحيحُ غَلَّ كَفًّا غَلاَّ بَسَّطَ كَفَّيْهِ مَعاً وبَلاَّ فانْبَسَطَ وتَبَسَّطَ. وَمن المجازِ: بَسَطَ إليَّ يَدَهُ بِمَا أُحِبُّ وأَكْرَهُ: مَدَّها، ومِنْهُ قَوْله تَعَالَى: لَئنْ بَسَطْتَ إليَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَني وكَذلِكَ بَسَطَ رِجْلَهُ، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، وكَذلِكَ قَبَضَ يَدَهُ ورِجْلَهُ. وبَسَطَ فُلاناً: سَرَّهُ، ومِنْهُ حَديثُ فاطمَةَ رَضِيَ الله عَنْها يَبْسُطُني مَا يَبْسُطُها أَي: يَسُرُّني مَا يَسُرُّها لأنَّ الإنْسانَ إِذا سُرَّ انْبَسَطَ وَجْهُهُ واسْتَبْشَرَ. قالَ شَيْخُنا: فإطْلاقُ البَسْطِ بمَعْنَى السُّرورِ من كَلامِ العَرَبِ وَلَيْسَ مَجازاً وَلَا مُوَلَّداً، خِلافاً لِمَنْ زَعَمَ ذلِكَ. وذَكَر الحَديثَ، وَقَدْ أَوْضَحَه الشِّهابُ فِي شَرْح الشِّفاءِ. قُلْتُ: أمّا زَعْمُهم كَوْنَه مولَّداً فخَطَأٌ، كَيْفَ وَقَدْ وَرَدَ فِي كلامِه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم، وأمّا كونُه مَجازاً فصَحيحٌ، صَرَّح بِهِ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الأَسَاسِ. وأصلُ البَسْطِ: النَّشْرُ، وَمَا عَداه يَتَفرَّع عَلَيْهِ، فتَأَمَّلْ. وَفِي البصائرِ: أَصْلُ البَسْطِ: النَّشْرُ والتَّوْسيعُ، فتارَةً يُتَصَوَّرُ مِنْهُ الأَمْرانِ وتارَةً يُتَصَوَّرُ مِنْهُ أحَدُهما. واسْتَعارَ قَوْمٌ البَسيطَ لكلِّ شَيْءٍ لَا يُتَصَوَّرُ فِيهِ تَرْكيبٌ وتأليفٌ ونَظْمٌ. وَمن المَجَازِ: بَسَطَ المَكانُ القَوْمَ: وَسِعَهُم، ويُقَالُ: هَذَا بِساطٌ يَبْسُطُكَ، أَي) يَسَعُك. وَمن المَجَازِ: بَسَطَ الله فُلاناً عليَّ: فَضَّلَهُ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ. وبَسَطَ فُلانٌ من فُلانٍ: أَزالَ مِنْهُ. وَفِي العُبَاب: عَنهُ الاحْتِشامَ وَهُوَ مَجازٌ أَيْضاً، وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: الانْبِساطُ: تَرْكُ الاحْتِشامِ، وَقَدْ بَسَطْتُ من فُلان فانْبَسَطَ. وَمن المَجَازِ: بَسَطَ العُذْرَ يَبْسُطُه بَسْطاً، إِذا قَبِلَهُ.
ويُقَالُ: هَذَا فِراشٌ يَبْسُطُني، أَي واسِعٌ عَريضٌ، ونَقَل الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيتِ: يُقَالُ: فَرَشَ لي فِراشاً لَا يَبْسُطُني، إِذا كانَ ضَيِّقاً. وَهَذَا فِراشٌ يَبْسُطُكَ، إِذا كانَ واسِعاً. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَي يَسَعُك، وَهُوَ مَجازٌ. والباسِطُ: هُوَ الله تَعَالَى هُوَ الَّذي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ، أَي يُوَسِّعُه عَلَيْهِ بجودِهِ ورَحْمَتِهِ، وَقيل يَبْسُطُ الأرْواحَ فِي الأجْسادِ عندَ الحَياةِ. وَمن المَجَازِ: الباسِطُ من الماءِ: البَعيدُ من الكَلإ، وَهُوَ دونَ المُطْلِبِ، ويُقَالُ: خِمْسٌ باسِطٌ، أَي بائِصٌ. نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ.
وبَسْطُ اليَدِ والكَفِّ، تارَةً يُسْتَعْمَل للأخْذِ، كقَوله تَعَالَى: والمَلائِكَةُ باسِطو أَيْديهِم، أَي مُسَلَّطون عَلَيْهِم، كَمَا يُقَالُ: بُسِطَتْ يَدُهُ عَلَيهِ، أَي سُلِّطَ عَلَيه، وتارَةً يُسْتَعْملُ للطَّلَبِ، نَحْو قَوله تَعَالَى: إلاَّ كَباسِطَ كَفَّيْهِ إِلَى الماءِ لِيَبلُغَ فاهُ أَي كالدَّاعي الماءَ يومِئ إليهِ لِيُجيبَهُ، وَفِي العُبَاب: فَلَا يُجيبَه.
وتارَةً يُسْتَعْمَلُ للصَّوْلَةِ والضَّرْبِ، نَحْو قَوْله تَعَالَى: ويَبْسُطوا إليْكم أَيْدِيَهُم وأَلْسِنَتَهُمْ بالسُّوءِ وتارَةً يُسْتَعْمَلُ للبَذْلِ والإعْطاءِ، نَحْو قولهِ تَعَالَى: بَلْ يَداهُ مَبْسوطَتانِ كَمَا سَيَأتي. وكُلُّ ذَلِك مَجازٌ. والبِساطُ، بالكَسْرِ: مَا بُسِطَ، وَفِي الصّحاح: مَا يُبْسَطُ، وَفِي البَصائِرِ: اسمٌ لكلِّ مَبْسوطٍ.
وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ حالَه مَعَ أَضْيافِه:
(سَأَبْدَؤُهُمْ بمَشْمَعَةٍ وأَثْني ... بجُهْدي من طَعامٍ أَو بِساطِ)
قالَ: ويُرْوى: من لِحافٍ أَو بِساطِ فعلى هَذِه الرِّوايَةِ البِساطُ: مَا يُبْسَطُ. قُلْتُ: وَهِي روايةُ الأخفَشِ، فَفِي شَرحِ الدِّيوان: ولِحافٌ: طَعامٌ، يَقُولُ: يأكُلونَ ويَشْرَبونَ فَهُوَ لِحافُهُم. يَقُولُ: أَكَلَ الضَّيْفُ فَنامَ فَهُوَ لِحافُه. ويُقَالُ: لِلَّبَنِ إِذا ذَهَبَتْ الرَّغْوَةُ عَنهُ قَدْ صُقِلَ كِساؤُه، وأَنْشَدَ رَجُلٌ من أهل البَصْرة:
(فباتَ لنا مِنْها وللضَّيْفِ مَوْهِناً ... لِحافٌ ومَصْقولُ الكِساءِ رَقيقُ)
قالَ: والمَشْمَعَة: المُزاحُ والضَّحِكُ، وأَثْنى أَي أُتْبِع. ج بُسُطٌ، ككِتابٍ وكُتُبٍ. والبِساطُ: وَرَقُ السَّمُرِ يُبْسَطُ لَهُ ثَوْبٌ ثمَّ يُضْرَبُ فيَنْحَتُّ عَلَيْهِ. والبَساطُ، بالفتْحِ: المُنْبَسِطَةُ المُسْتَوِيَةُ من الأرْضِ، كالبَسيطَةِ، قالَ ذُو الرُّمَّة:
(ودَوٍّ ككَفِّ المُشْتَري غَيرَ أنَّهُ ... بَساطٌ لأَخْفافِ المَراسيلِ واسِعُ)

وَقَالَ آخر:
(وَلَو كانَ فِي الأرْضِ البَسيطَةِ مِنْهُمُ ... لِمُخْتَبِطٍ عافٍ لَما عُرِفَ الفَقْرُ)
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ وغيرُهُ: البَساطُ، والبَسيطَةُ: الأرْضُ العَريضَةُ الواسِعَةُ، وتُكْسَرُ عَن الفَرَّاء، وَزَاد: لَا نَبَلَ فِيهَا، كالبَسيطِ، يُقَالُ: مَكانٌ بَساطٌ، وبِساطٌ، وبَسيطٌ، أَي واسِعٌ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ عَن الفَرَّاء، وأَنْشَدَ لرُؤْبَة: لَنا الحَصَى وأَوْسَعُ البِساطِ وذَكَرَهُ الجَوْهَرِيّ فِي الصّحاح، واقْتَصَرَ عَلَى الفَتْحِ. وأَنْشَدَ للشّاعرِ وَهُوَ العُدَيْلُ بنُ الفَرْخِ العِجْليُّ، وَكَانَ قَدْ هَجا الحَجّاج فَهَرَبَ مِنْهُ إِلَى قَيْصَرَ:
(أُخَوَّفُ بالحَجّاجِ حتَّى كأَنَّما ... يُحَرَّكُ عَظْمٌ فِي الفُؤادِ مَهيضُ)

(ودونَ يَدِ الحَجّاجِ منْ أنْ تَنالَني ... بَساطٌ لأيْدي النّاعِجاتِ عَريضُ)

(مَهامِهُ أَشْباهٌ كأَنَّ سَراتَها ... مُلاءٌ بأَيْدي الغاسِلات رَحيضُ)
فكَتَبَ الحَجّاجُ إِلَى قَيْصَرَ: وَالله لتَبْعَثَنّ بهِ أَو لأغْزُوَنَّكَ خَيْلاً يكونُ أَوَّلُها عِنْدَك وآخِرُها عِنْدي.
فبَعَث بِهِ، فلمّا دَخَلَ عَلَيْهِ قالَ: أَنْتَ القائِلُ هَذَا الشِّعْر قالَ: نَعَم. قالَ: فكَيْفَ رَأَيْتَ الله أَمْكَنَ مِنْك قالَ: وأَنا القائِلُ:
(فلَوْ كُنْتُ فِي سَلْمى أَجا وشِعابِها ... لَكَانَ لِحَجّاجٍ عَليَّ سبيلُ)

(خَليلُ أَميرِ المُؤْمنين وسَيْفُه ... لكُلِّ إمامٍ مُصْطَفًى وخَليلُ)

(بَنَى قُبَّةَ الإسْلامِ حتَّى كأَنَّما ... هَدَى النَّاسَ من بَعدِ الضَّلالِ رَسولُ)
فلمّا سَمِعَ شِعْرَهُ عَفا عَنهُ. والبَساطُ: القِدْرُ العَظيمَةُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ. وَقيل: البَسيطَةُ: الأرْضُ، اسمٌ لَها، قالَهُ ابْن دُرَيْدٍ، يُقَالُ: مَا عَلَى البَسيطة مثلُ فُلانٍ. والبَسيطَةُ: ع، ببادِيَةِ الشّامِ، قالَ الأخْطَلُ يَصِفُ سَحاباً:
(وعَلا البَسيطَةَ فالشَّقيقَ برَيِّقٍ ... فالضَّوْج بَيْنَ رُؤَيَّةٍ وطِحالِ)
ويُصَغَّرُ، قالَ ابنُ بَرِّيّ: بُسَيْطَةُ، مُصَغَّراً: اسمُ مَوْضِعٍ رُبَّما سَلَكَهُ الحُجَّاجُ إِلَى بَيت الله الْحَرَام، وَلَا يدخُلُهُ الأَلِفُ وَاللَّام، والبِسيطَةُ، وَهُوَ غيرُ هَذَا الموضِعِ: بَيْنَ الكوفَةِ ومَكَّة، قالَ: وقولُ الرَّاجِزِ: إِنَّكِ يَا بَسيطَةُ الَّتِي الَّتِي) أَنْذَرَنِيكِ فِي الطَّريقِ إِخْوَتِي يَحْتَمِلُ الموضِعَيْنِ. قُلْتُ: وَالَّذِي فِي المُحْكَمِ قولُ الرَّاجِز: مَا أَنتِ يَا بُسَيِّطَ الَّتِي الَّتِي أَنْذَرَنِيكِ فِي المَقيلِ صُحْبَتِي قالَ أَرادَ يَا بُسَيِّطَةُ، فرَخَّمَ عَلَى لغةِ من قالَ: يَا حارِ. وَفِي المعجمِ: بُسَيْطَةُ بالضَّمِّ: فَلاةٌ بَيْنَ أَرْضِ كَلْب وبَلْقَيْن، وَهِي بقَفَا عَفْراءَ وأَعْفَرَ، وَقيل: عَلَى طَريقِ طَيِّئٍ إِلَى الشَّام، ويُقَالُ فِي الشِّعْرِ: بُسَيْط وبُسَيْطَة. وأَمَّا بالفَتْحِ فإِنَّه أَرضٌ بَيْنَ الكوفَةِ وحَزْنِ بَنِي يَرْبوع، وَقيل: بَيْنَ العُذَيْبِ والقَاعِ، وهُناكَ البَيْضَةُ، وَهِي من العُذَيْبِ. وَقَالَ ابنُ عبَّادٍ: البَسيطَةُ، كالنَّشيطَةِ للرَّئيسِ، وَهِي النَّاقَةُ مَعَ وَلَدِها فتكونُ هِيَ وولَدُها فِي رُبْعِ الرَّئيس، وجَمْعُهَا: بُسُطٌ. قالَ: وذهبَ فُلانٌ فِي بُسَيْطَةَ، مَمْنوعَةً من الصَّرْفِ مُصَغَّرَةً، أَي فِي الأَرْضِ، كَمَا فِي الأَساسِ والعُبَاب، وهُو مَجَازٌ. والبَسيطُ: المُنْبَسِطُ بلِسانِهِ، وَقَالَ اللَّيْثُ: البَسيطُ: المُنْبَسِطُ اللّسَانِ، وَهِي بهاءٍ، وَقَدْ بَسُطَ، ككَرُمَ، بَسَاطَةً. والبَسيطُ: ثالثُ بُحورِ الشِّعْرِ، وَفِي الصّحاح: جِنْسٌ من العَرُوضِ، ووزنُه: مُسْتَفْعِلُنْ فاعِلُنْ ثَمانِيَ مَرَّاتٍ، سُمِّي بِهِ لانْبِساطِ أَسبابِه، قالَ أَبو إسْحاق: انْبَسَطَت فِيهِ الأَسْبابُ فَصَارَ أَوَّلُه مُسْتَفْعِلُنْ، فِيهِ سَبَبانِ مُتَّصِلانِ فِي أَوَّله. وَمن المَجَازِ: رَجُلٌ بَسيطُ الوجهِ، أَي مُتَهَلِّلٌ، وبَسيطُ اليَدَيْنِ، أَي مِسْماحٌ مُنْبَسِطٌ بالمَعْروفِ. جَمْعُهُمَا بُسُطٌ، قالَ الشَّاعِرُ:
(فِي فِتْيةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ ... عندَ الفِضالِ قَدِيمُهم لم يَدْثُرِ)
وَمن المَجَازِ: أُذُنٌ بَسْطَاءُ، أَي عَظيمَةٌ عَريضَةٌ. وَمن المَجَازِ: انْبَسَطَ النَّهارُ: امْتَدَّ وطَالَ، وكَذلِكَ غيرُهُ. وَمن المَجَازِ: البَسْطَةُ: الفَضيلَةُ، وقَوْلُه تَعَالَى وزادهُ بَسْطَةً فِي العِلْمِ والجِسْمِ فالبَسطَةُ فِي العِلْمِ: التَّوَسُّعُ، وَفِي الْجِسْم: الطولُ والكَمالُ وقيلَ: البَسْطَةُ فِي العِلْمِ: أَن يَنْتَفِعَ بِهِ وينْفَعَ غيرَه، وَقَالَ: أَعْلَمَهم الله تَعَالَى أَنَّ العِلْمَ الَّذي بهِ يَجِبُ أَنْ يَقَعَ الاخْتِيارُ لَا المالُ، وأَعلَمَ أَنَّ الزِّيادَةَ فِي الجِسْمِ ممَّا يَهيبُ العَدُوَّ. ويُضَمُّ فِي الكلِّ وَبِه قرأَ زيدُ بنُ عليٍّ رَضِيَ الله عَنْه وزادُهُ بُسْطَةً. والبِسْطُ، بالكَسْرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وشاهِدُه قَوْلُ أَبي النَّجْمِ: يَدْفَعُ عَنْهَا الجُوعَ كُلَّ مَدْفَعِ خَمْسونَ بسْطاً فِي خَلايا أَرْبَعِ وبالضَّمِّ لغَةُ تَميمٍ، نَقَلَهُ الفَرَّاءُ فِي نَوَادِرِه، وبِضَمَّتَيْنِ لَغَةُ بني أَسَدٍ، نَقَلَهُ الكِسَائِيّ، وَهِي: النَّاقَةُ)
المَتْروكَةُ مَعَ وَلَدِها لَا تُمْنَعُ عَنهُ، وَفِي الصّحاح: لَا يُمْنَعُ مِنْهَا. وَالْجمع أَبْساطٌ كبِئْرٍ وآبارٍ، وظِئْرٍ وأَظْآرِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ. وحكَى ابْن الأَعْرَابِيّ فِي جمْعهما، بُسْطٌ بالضَّمِّ، وأَنْشَدَ للمَرَّار:
(مَتابِيعُ بُسْطٌ مُتْئِمَاتٌ رَوَاجِعٌ ... كَمَا رَجَعَتْ فِي لَيْلِها أُمُّ حائِلِ)
وَقيل: البُسْطُ هَا هُنَا: المُنْبَسِطَةُ عَلَى أَوْلادها لَا تَنْقَبِضُ عَنْهَا. قالَ ابنُ سِيدَه: وَلَيْسَ هَذَا بقَوِيٍّ، ورَوَاجِعُ: مُرْجِعَةٌ عَلَى أَوْلادِها، ومُتْئِمَات: مَعهَا حُوارٌ وابنُ مَخَاضٍ كأَنَّها وَلَدَتْ اثْنَيْنِ من كثرَةِ نَسْلها، وبِساطٌ، بالكَسْرِ، مِثْلُ: بئْرٍ وبِئَارٍ، وشَهْدٍ وشِهَادٍ، وشِعْبٍ وشِعابٍ وبُساطٌ بالضَّمِّ، نَقَلَهُمحمَّدُ بنُ عِيسَى بنِ محمَّدٍ الورَّاقُ البَسْطِيُّ القُرْطُبِيُّ، حدَّثَ. تُوفِّيَ سنة. ذَكَرَهُ ابنُ الفَرَضِيِّ. وعبدُ الله ابنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ السَّعْدِيُّ البَسْطِيُّ، كَتَبَ عَنهُ محمَّدُ بنُ الزَّكِيِّ المُنْذِرِيُّ من شِعْرِه، وَهُوَ ضَبَطَه. ورَكِيَّتُهُ قامَةٌ باسِطَةٌ، وقامةُ باسِطَةَ، مضافَةً غيرَ مُجْراةٍ كأَنَّهم جَعَلوها مَعْرِفَةً، أَي قامةٌ وبَسْطَةٌ، كَمَا فِي العُبَاب. وَفِي اللّسَان:)
وقالَ أَبو زَيْدٍ: حفَرَ الرَّجُلُ قامَةً باسِطَةً، إِذا حفَرَ مَدَى قامَتِه ومَدَّ يَدِهِ. وَمن المَجَازِ: يدُهُ بُسْطٌ، بالضَّمِّ وبُسُطٌ، بضمَّتين، قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ومِثلُه فِي الصِّفاتِ. رَوْضَةٌ أُنُفٌ، ومِشْيَةٌ سُجُحٌ، ثمَّ يُخفَّفُ، فيقالُ: بُسْطٌ كعُنْقٍ وأُذْنٍ، ويُكسَرُ، كالطِّحْنِ والقِطْفِ، بمَعْنَى المَطْحونِ والمَقْطوفِ، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ، أَي مُطْلَقَةٌ مَبْسوطَةٌ، كَمَا يُقَالُ: يَدٌ طِلْقٌ. وقيلَ: مَعْنَاهُ مِنْفاقٌ مُنْبَسِطُ الباعِ، ومِنْهُ الحديثُ: يَدَ اللهِ بُسْطَانِ لِمُسِيءِ النَّهارِ حتَّى يَتوبَ بالنَّهارِ، ولِمُسيءِ اللَّيْلِ حتَّى يَتوبَ بالنَّهارِ يُروى بالضَّمِّ وبالكَسْرِ، وقُرئَ: بَلْ يَداهُ بِسْطَانِ بالكَسْرِ قرأَ بِهِ عبدُ الله بنُ مَسْعودٍ وَإِلَيْهِ أَشارَ الجَوْهَرِيّ، وَهَكَذَا رُوِيَ عَن الحَكَم. وقُرِئَ بالضَّمِّ حَمْلاً عَلَى أَنَّهُ مصدَرٌ، كالغُفْرانِ والرُّضْوانِ، ونقلهُ الزَّمَخْشَرِيُّ، وَقَالَ: فيكونُ مِثْلَ رَوْضَةٍ أُنُفٍ، كَمَا تَقَدَّم قَريباً.
وَقَالَ: جَعَلَ بَسْطَ اليدِ كِنايةً عَن الجُودِ وتَمْثيلاً، وَلَا يَدَ ثَمَّ وَلَا بَسْطَ، تَعَالى اللهُ وتَقَدَّسَ عَن ذَلِك.
وقالَ الصَّاغَانِيُّ فِي شرحِ الحَديث الَّذي تَقَدَّم قَريباً: هُوَ كِنايةٌ عَن الجُودِ حتَّى قيلَ للمَلِكِ الَّذي تُطْلَقُ عَطاياه بالأَمْرِ والإِشارَةِ: مَبْسوطَ اليَدِ، وإِن كانَ لم يُعْطِ مِنْهَا شَيْئا بيدِه وَلَا بَسَطَها بِهِ البَتَّةَ، وَالْمعْنَى: إِنَّ الله جَوادٌ بالغُفْرانِ للمُسيءِ التَّائِبِ.ُ السَّخاوِيّ. وَقيل: بِساط قروص من الغربيَّة والصَّحيحُ مَا قَدَّْمناه. وإِلى هَذِه نُسِبَ عالِمُ الدِّيارِ المصرِيَّة الشَّمسُ محمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُثْمانَ بن نعيم ابْن مُقَدَّم البُسطاطِيُّ المالِكِيُّ، ولد سنة وَتُوفِّي سنة وابنُ عمّه العَلَم سليمانُ بنُ خالِدِ بن نعيم، وولَدُه الزَّيْنُ عبدُ الغنيِّ بنُ محمَّدٍ، ولد سنة أَجازه الوَلِيُّ بالعِراقيّ والحافظُ بنُ حَجَرٍ، وولَدُه البَدْرُ محمَّدُ ابْن عبدِ الغنيِّ ولد سنة أَجاز لَهُ البُرْهان الحَلبيّ وتوفِّي سنة وعمُّه العِزُّ عبد العزيزِ بمُ محمَّدٍ أَخَذَ عَن أَبيه، وَمَات سنة وهم بَيْتُ عِلْمٍ وحَديثٍ.
بسط
بَسطُ الشيء: نشره.
والمبْسط: المتسع، قال روبة - في رواية أبى - عمرو والأصمعي، وقال ابن الأعرابي: هو للعجاج، وكذلك حكم ما أذكره من هذه الأرجوزة وإن لم أذكر الاختلاف:
وبلَدٍ يَغتَالُ خَطوَ المخْتطي ... بغائل الغَولِ عَرِيضِ المبْسطِ
وقوله تعالى:) والله يقبض ويبسط (أي يمنع ويعطي وهو القابض الباسط، ومنه قوله تعالى:) يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر (أي يوسع، ويقال: بسط يده بالعطاء، ومنه قوله تعالى:) بل يداه مبسوطتان (يعني بالعطاء والرزق، وقال:) ولا تبسطها كل البسط يقول: لا تسرف.
ويقال: بسط يده بالسطوة، ومنه قوله تعالى:) والملائكة باسطو أيديهم (أي مسلطون عليهم؛ كما يقال بسطت يده عليه: أي سلط عليه.
وقوله عز وجل:) إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه (أي كالداعي الماء يومئ إليه فلا يجيبه.
وقوله تعالى) وزاده بسطة في العلم والجسم (أي انبساطاً وتوسعاً في العلم وطولاً وتماماً في الجسم. والبسطة - بالضم - لغة فيها، وقرأ زيد بن علي - رحمهما الله -:) وزاده بسطة (- بالضم -. وبسط العذر: قبوله. وبسطت من فلان: أي أزلت عنه الاحتشام. وقال ابن السكيت: يقال: فرش لي فراشاً لا يبسطني؛ وذلك إذا كان ضيقاً، وهذا فراش يبسطك: إذا كان واسعاً عريضاً.
وبسطني الله على فلان: أي فضلني عليه وسرنا عقبة باسطة: أي بعيدة.
وخمس باسط: أي بائص.
وركيته قامة باسطة وقامة باسطة - مضافة غير مجراةٍ كأنهم جعلوها معرفة -: يعنى أنها قامة وبسطة: من أعمال جيان بالأندلس.
والباسوط من الأقتاب: ضد المفروق، ويقال أيضاً قتب مبسوط.
وبسيطَةُ - مصغرة -: أرض ببادية الشام.
والبساطُ: ما يبسط، قال الله تعالى:) والله جعل لكم الأرض بساطا (. وقال الفراء: البساط والبساط - بالكسر والفتح -: الأرض الواسعة، يقال: مكان بساط وبسيُط، قال روبة: لنا الحصى وأوسع البساط وقيل في قول المتنخل الهذلي يصف حاله مع أضيافه:
سأبدَوَّهُم بِمشْمَعةٍ وأثنْي ... بجهدي من طعَأم أو بساطِ
إن البسَاط جمع بسيط: أي سعة وطول، ويروى: " من لحاف " فعلى هذه الرواية: البساط ما يبسط، قال العديل بن الفرخ وكان قد هجا الحجاج وهرب إلى قيصر:
أخَوفُ بالحَجاجِ حتَى كأنَّما ... يحَركُ عَظمُ في الفؤادِ مهيُض
ودُونَ يِدَ الحَجاجِ من أن تَنالَي ... بسَاطُ لأيدي النّاعجاتِ عَريُض
مَهَامهُ أشبَاهُ كأنَّ سَراتها ... مُلاءُ بأيدي الغاسلات رِحيضُ
وقال العجاج: وبَسطَهُ بسعة البساط والبساط: القدر العظيمة. وفلان بسيط الجسم والباع، كما يقال: رحب الباع ورحيب الباع.
والبسيُطَ: البحر الثالث من بحور الشعر، ووزنه مستفعلن فاعلن ثماني مراتٍ.
وقال الليث: البسيط: الرجل المنبسط اللسان، والمرأةَُ بسيطة. وقال ابن دريد: البسيطة: الأرض بعينها، يقال: ما على البسيطة مثل فلان.
والبسيطة: اسم موضع، قال الأخطل يصف سحاباَ:
وعلى البسيْطةِ فالشّقْيقِ بِريُقٍ ... فالّضوجِ بَيْن رُوَيةٍ وطِحَال
وقال ابن عباد: البسيطُة - كالنشيطة - للرئيس، وهي الناقة معها ولدها فتكون هي وولدها في ربع الرئيس: وجمعها بسط.
قال: وذهب فلان في بسيطة - مصغرة -: أي في الأرض، غير مصروفة.
وبَسطَ الرجل - بالضم - بساطة: صار منبسط اللسان.
قال: والمبُْسوطة من الرحال: التي يفرق بين الحنوين حتى يكون بيتهما قريب من ذراع.
وناقَةُ بِسُط - بالكسر - وبسط - بالضم - أيضا عن الفراء وبسُط - بضمتين - عن الكسائي وقال: هي لغة بني أسد: وهي التي تخلى مع ولدها لا يمنع منها، وجمع البسط بساط وبساط؛ مثال ظئر وظؤار؛ وبئر وبئار؛ وأبساط - مثال ظئرٍ وأظأرٍ وبئرٍ وأبأر - وبساط - بالكسر، مثال شهد وشهاد وشعب وشعاب. وفي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لوفد كلب: في الهمولة الراعية البساط الظوار في كل خمسين ناقة غير ذات عوارٍ، وقد كتب الحديث بتمامه في تركيب ظ. أ.ر.
وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: حتى يتوب بالليل ولمسيء الليل حتى يتوب بالنهار. يقال: يده بسط إذا كان منفاقاً منبسط الباع، ومثله في الصفات روضةُ أنُفُ ومشيةُ سجُح؛ ثم يخفف فيقال بسط؟ كعنق وأذن -. جعل بسط اليد كناية عن الجود حتى قيل للملك الذي تطلق عطاياه بالأمر وبالإشارة مبسوط اليد وإن كان لم يعط منها شيئاً بيده ولا بسطها به البتة، والمعنى: أن الله جواد بالغفران للمسيء التائب.
وناقَةُ بَسُوطُ - فعول بمعنى مفعولة -: أي مبسوطة ويد بسط - بالكسر -: أي مطلقة، كما يقال: يد طلق، وكذلك هو في قراءة ابن مسعود - رضى الله عنه - وطلحة بن مصرف:) بل يداه بسطان (. وقد أبسطت الناقة: أي تركت مع ولدها.
والَّبسّطُ: التنَزّهُ، يقال خرج يتبسط أي يتنَزَهُ.
وتَبَسَط في البلاد: أي سار فيها.
والانبساط: مطاوع البسط، يقال: بسطته فانبسط.
وابَتَسَط: أي بسط، يقال ابَتَسَط الكلب يديه: إذا افترشهما، ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اعتدلوا في السجود ولا يبتسط أحدكم ذراعيه ابتساط الكلب.
والتركيب يدل على امتداد الشيء في عرض أو غير عرض.

برق

(ب ر ق) : (بَرَقَ) الشَّيْءُ لَمَعَ بَرِيقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ وَبِاسْمِ الْفَاعِلِ مِنْهُ سُمِّيَ بَارِقٌ وَهُوَ جَبَلٌ يُنْسَبُ إلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الْجَعْدِ الْبَارِقِيُّ الَّذِي وَكَّلَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي شِرَاءِ الْأُضْحِيَّةِ (وَالْإِبْرِيقُ) إنَاءٌ لَهُ خُرْطُومٌ (وَالْبَوْرَقُ) بِفَتْحِ الْبَاءِ الَّذِي يُجْعَلُ فِي الْعَجِينِ فَيَنْتَفِخُ.
ب ر ق : الْبَرْقُ مَعْرُوفٌ وَبَرَقَتْ السَّمَاءُ بَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ وَبَرَقَانًا أَيْضًا ظَهَرَ مِنْهَا الْبَرْقُ وَبَرَقَ الرَّجُلُ وَأَبْرَقَ أَوْعَدَ بِالشَّرِّ.

وَالْبُرَاقُ دَابَّةٌ نَحْوُ الْبَغْلِ تَرْكَبُهُ الرُّسُلُ عِنْدَ الْعُرُوجِ إلَى السَّمَاءِ وَالْإِبْرِيقُ فَارِسِيُّ مُعَرَّبٌ وَالْجَمْعُ الْأَبَارِيقُ. 
(برق)
الْبَرْق برقا وبريقا بدا والسحابة أَو السَّمَاء لمع فِيهَا الْبَرْق وَالشَّيْء لمع وتلألأ يُقَال برق الصُّبْح وَبَرقَتْ أسارير وَجهه وبرق السَّيْف وَفُلَان تهدد وأوعد وَالْبَصَر شخص فَلم يطرف دهشا وَالْمَرْأَة تحسنت وتزينت وبوجهها أظهرته على عمد وَالطَّعَام بِزَيْت أَو سمن جعل فِيهِ قَلِيلا مِنْهُ فَهُوَ بارق وَهِي (بتاء)

(برق) برقا فزع ودهش فَلم يبصر وَمِنْه حَدِيث عَمْرو أَنه كتب إِلَى عمر (إِن الْبَحْر خلق عَظِيم يركبه خلق ضَعِيف دود على عود بَين غرق وبرق) وَالْبَصَر برق وَالشَّيْء اجْتمع فِيهِ لونان من سَواد وَبَيَاض فَهُوَ أبرق وَهِي برقاء (ج) برق
(برق) - في حديث المعراج ذِكْرُ "البُرَاقِ"
وهي دَابَّة رَكِبَها النّبىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَيلَتَئِذٍ، وفي رواية أَنَّها استصعَبت عليه فجِىء ببَرقَة، وهي أُخْرى، قيل سُمِّى بذلك لِنُصوعِ لونِه وشِدَّةِ تَلألُئِه وبَرِيقِه. وقِيلَ: بل لِكونِه أَبيَضَ، وقيل لسُرعة مَرِّهِ وقُوَّةِ حَرَكَتِه تَشْبِيهاً له بالبرق، ويُحتَمل اجْتِماعُ الكُلِّ فيه.
- في حديث قَتادَةَ: "تسُوقُهم النَّارُ سَوْقَ البَرَق الكَسِير".
: أي الحَمَل المَكْسُور القوائم، وهو فارِسىٌّ مُعرَّب. أَصلُه بَرَه: أي تَسوقُهم سَوقًا رَفِيقاً، يُساقُ الحَمَلُ الظَّالِع .
ب ر ق

برقت السماء ورعدت وأبرقت وأرعدت. ونشأت بارقة. ونزلنا في برقة من البرق والبراق وفي أبرق من الأبارق وفي برقاء من البرقاوات. وجبل أبرق. وناقة بروق: تلمع بذنبها من غير لقاح. ويقال للوعد الكاذب: لمع البروق بالذنب. وأشكر من بروقة، وأقصف من بروقة. وبرق طعامه بزيت. وما في ثريده إلا برقة وبرق وتباريق من زيت؛ وبرق بصره. وكلمته فبرق أي تحير. وأبرقت فلانة عن وجهها: كشفت. وأبرق بسيفه: لمع به.

ومن المجاز: فلان يبرق لي ويرعد إذا تهدد.

ورأيت في يده بارقة وهي السيوف. وحدثته فأرسل برقاويه أي عينيه لبرق لونيهما. قال:

ومنحدر من رأس برقاء حطه ... مخافة بين من حبيب مزايل

وبرق عينيه: فتحهما جداً ولمعهما. وأبرقت لي فلانة وأرعدت إذا تحسنت لك وتعرضت.
برق
البَرْقُ: لمعان السحاب، قال تعالى: فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ [البقرة/ 19] . يقال: بَرِقَ وأَبْرَقَ ، وبَرَقَ يقال في كل ما يلمع، نحو: سيف بَارِقٌ، وبَرَقَ وبَرِقَ يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف قال عزّ وجل: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ [القيامة/ 7] ، وقرئ: (برق) ، وتصوّر منه تارة اختلاف اللون فقيل البُرْقَة للأرض ذات حجارة مختلفة الألوان، والأبرق:
الجبل فيه سواد وبياض، وسمّوا العين بَرْقَاء لذلك، وناقة بَرُوق: تلمع بذنبها، والبَرُوقَة:
شجرة تخضر إذا رأت السحاب، وهي التي يقال فيها: أشكر من بروقة . وبَرَقَ طعامه بزيت:
إذا جعل فيه قليلا يلمع منه، والبارقة والأُبَيْرِق:
السيف، للمعانه، والبُرَاق، قيل: هو دابة ركبها النبيّ صلّى الله عليه وسلم لمّا عرج به، والله أعلم بكيفيته، والإِبْريق معروف، وتصوّر من البرق ما يظهر من تجويفه، وقيل: بَرَقَ فلان ورعد، وأَبْرَقَ وأرعد:
إذا تهدّد.
[برق] نه: "أبرقوا" فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين، أي ضحوا بالبرقاء وهي شاة في خلال صوفها الأبيض طاقات سود، وقيل اطلبوا السمن من برقت له إذا دسمت طعامه بالسمن. ومثل "ألية البرق" بفتحتين الحمل معرب بره. ومنه: "سوق البرق" الكسير أي مكسورة لاقوائم يريد تسوقهم النار سوقاً رفيقاً كسوق الحمل الظالع. وكتب عمر إلى أن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف، دود على عود، بين غرق و"برق" هو بالتحريك الحيرة والدهش. ومنه ح: لكل داخل "برقة". وح الدعاء: "إذا برقت" الأبصار بكسر راء وإن فتحت فمن البريق واللمعان. وفيه: كفى "ببارقة" السيوف على رأسه فتنة، أي لمعانها، برق بسيفه وأبرق إذا لمع به. ومنه: الجنة تحت "البارقة" أي تحت السيوف. وفتى "براق" الثنايا وصفها بالحسن والصفاء واللمعان إذا ضحك. ومنه: "تبرق" أسارير وجهه أي تلمع وتستنير كالبرق. ك: كان الجاهلية تقدح في نسب أسامة من زيد لسواده وبياض زيد فلما قال القائف المدلجي ما قال فرح به زجراً لهم عن الطعن على اعتقادهم في القيافة. نه: "تبرق" كتنصر فرح بأنه وجد من أمته من يميز الأنساب عند الاشتباه، ونفى أبو حنيفة القيافة. نه: "والبراق" الدابة ركبها ليلة المعراج سمي به لشدة بريقه أو سرعة حركته. ش: هو بضم الباء دابة بيضاء بين البغل والحمار ذات جناحين كان الأنبياء يركبونها وركبها معه جبرئيل ليلئذ. نه وفيه: حتى إذا "برقت" قدماه رمى به أي ضعفتا، برق بصره ضعف. و"برقة" بضم باء وسكون راء: موضع بالمدينة. ك: حتى "برق الفجر" بفتح راء. غ: يريكم "البرق" خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، والبرقة أرض ذات مختلفة الألوان.
برق: بَرَق فيه وعليه: ارتمى ووثب على شخص جالس أو نائم (فوك).
وبرَّق النبات (بالتضعيف): نبت، ونما، وبرعم (فوك).
وأبرقه (مجازاً): جعله يلوح فجأة كأنه البرق (معجم مسلم).
تَبَرّق: مطاوع بَرّق في قولهم بَرّق عينيه، وتَبَرّق العين (فوك).
بَرْق: لمعان، ألق، سنا (بوشر) - وشذرة، لؤلؤة صغيرة، قرص صغير من الذهب (بوشر، لين عادات 1: 67، 2: 401، 409، صفة مصر 18 القسم الأول ص113).
حجرة البرق: بارقين (ضرب من الحجارة الكريمة زينت بشذرات من الذهب (بوشر) - وعنب الثعلب (المستعيني في مادة عنب الثعلب). برقا (نبطية). وبرقا مصر: اسم بقلة في الزراعة النبطية، وقد سميت بهذا الاسم لأنها جلبت من مصر. (انظر ابن البيطار 1: 130) وفيه: هي بقلة جلبت من مصر.
برقة: قرص صغير، ففي ألف ليلة (3: 429): اطلعت من جيبها برقة صغيرة من الصفر مثل الدينار.
بَرقي وجمعها براقي: لطمة، ضربة بالكف مفتوحة.
برقان (؟): شجرة الفستق الذكر (ابن العوام 1: 276) وفي مخطوطة ليدن: الرقان.
براق: نوع من السمك (بُركهارت، سوريا).
بربق = حب القرطم، (المستعيني في: حب القرطم).
بُرُوقه؛ عين بُرُوقَة مفتوحة على اتساعها (فوك).
بُرَيِّق يجمع بالألف والتاء: (إبريق صغير) وهو قارورة قصيرة العنق تستخدم في القداس لرش الماء أو النبيذ (بوشر) = إبريق.
بَرُّوقَة: (من الأسبانية berruga) أو بُروقة بالضم (من لغة فلنسية borruca) وتجمع على براريق: ثؤلول مستدير. (فوك والكالا وفيهما berruga) وفي معجم المنصوري ثآليل: ومنها لينة متغلغلة تسميها العامة البراريق.
بارقه وجمعها بوارق: سحابة ذات برق (ويجرز 34) - وبرق (دى ساسي مختارات 1: 19) - وبوارق الكافور والمسك؟ (ألف ليلة برسل 16: 222).
بَوْرَق: هكذا ينطقونه بالمغرب (الكالا، معجم المنصوري). وفي معجم المنصوري أن الصنف الرابع (انظر لين) المصري يسمى أيضاً النطرون وبورق الخبز. ويقول ابن البيطار (1: 187)، ((والمصري صنفان صنف يسمى النطرون ... وضرب منه يعرف ببورق الخبز، لأن الخبازين بمصر يحلونه بالماء ويغسلون به ظاهر الخبز قبل طبيخه فيكسبه رونقاً وبريقاً)).
والصنف المسمى البورق الزبدي هو أجودها. ومنه أيضاً ما يسمى بورق العرب ويؤتى به من الشحر. ففي ابن البيطار: بورق العرب (نسخة أالغرب) وهو يكون في (من نسخة ب) شجر (شحر أ) العرب (الغرب نسخة أ).
بورقيَّة: مواد بورقية (نطرونية). (ابن العوام 1: 127 حيث صوابه بورقيته كما جاء في مخطوطة ليدن 2: 156.
بوارق = بورق: ملح الصاغة (بوشر).
أبرق: هو في ملقا Raia pastinaca ( ابن البيطار 2: 100) - وابرق: حمار الوحش، إذا صدقنا ما يقول كازيري (1: 151).
تباريق (جمع): ما جعل في الطعام من الزيت أو السمن القليل (محيط المحيط).
مَبَرَّق: ذو ثآليل (الكالا) وهو مشتق من بَرُّوقَة (انظر الكلمة).
برق
والبَرَق: الحَمَل، دَخِيْل مُعَرَّبٌ، وجَمْعُه البِرْقَان. ومَصدَر الأبْرَقِ من الجِبَال، والحِبَال، وهو الذي أبْرِمَ بقُوَّةٍ سَوْداءَ وبقُوَّةٍ بيضاء.
والبَرْقاءُ من الأرض: طَرائقُ بُقْعَةٍ فيها حِجَارةٌ سُوْدٌ يُخالِطُها رَمْلَةٌ بيضاءُ، وكلُّ قِطْعَةٍ بُرْقَةٌ، وإذا اتَّسَعَ فهو الأبْرَقُ، والجميع البِرَاقُ والأبَارِقُ.
والبَرَقُ أيضاً: داءٌ يأخُذُ الإبلَ عن أكْل البَرْوَقِ؟ يمال: بَرِقَتْ، وهو نَبْتٌ لا تَرْعاه إلا عند الضَّرُوْرَةِ. وفي المَثَل: " أقْصفُ من بَرْوَقَةٍ " لأنَّها تكونُ على ساقٍ. ويقولون: " أشْكَرُ من البَرْوَق " لأنَّه يَنْبُتُ بالغَيْم والنَّدى ويَخْضَرًّ. والبَرْقُ: وَمِيْضُ السَّحاب، بَرَقَ السَّحابُ يَبْرُقُ بَرْقاً وبَرِيقاً وبَرَقاناً، وأبْرَقَ لُغَةٌ فيه. والبارِقَةُ: السحابَةُ ذاتُ البَرْقِ.
والسُّيُوفُ بَوارِقُ لأنها تَتَلألأ.
وفي الحَدِيث: " الجَنَةُ تَحْتَ البارِقَةِ " يُرِيد في الجِهاد.
وأبْرَقَ الرَّجُلُ: إذا أوْعَدَ، وَبَرَقَ أيضاً. وأبْرَقَ بسَيْفِه: لَمَعَ به.
وامْرَأةٌ إبْرِيْقٌ: إذا كانتْ بَرّاقَةً حَسْنَاءَ. والإبْرِيْقُ: السًيْفُ، وقيل: القَوْسُ.
وأبْرَقَتِ الناقَةُ: ضرَبَتْ ذَنَبَها مَرَّةً على فَرْجِها ومن جِهَةٍ على عَجُزِها.
والبَرُوْقُ: الناقَةُ التي ترى أنها لاقِحٌ وليستْ به، والفِعْلُ أبْرَقَتْ، وإبلٌ مَبَارِيْقُ.
والبُرُوْقُ: شَوَلانُ الناقَة بذَنَبِها.
والانسانُ البَرُوْقُ: هو الفَرِقُ. وإذا بهِتَ يَنْظُرُ كالمُتَحَيِّرِ قيل: بَرِقَ بَصَرُه بَرَقاً، فهو بَرِقٌ: فَزِع.
وبَرَّقَ بعَيْنَيْه: لألأهما من شِدَّةِ النَظَر.
ويقولون: لئنْ أبْرَقْتَ عن هذا الأمْرِ وإلا فَعَلْتُ كذا: أي لئنْ تَرَكْتَه.
وأبْرَقَتِ المَرْأةُ عن وَجْهِها: أبْرَزَتْه. والبُرَاقُ: دابَّةٌ.
والتَّبْرُوْقُ: الدَّسَمُ في القِدْر، وكذلك إذا كُنْتَ تَبْرُقُ ماءً بزَيْتٍ، والجميع التَّبارِيْقُ. وبَرَقَ طَعامَه يَبْرُقُه بَرْقاً: إذا صَبِّ عليه شَيْئاً من زَيْتٍ، وهي البَرِيْقَةُ وتُجْمَعُ بَرَائِقَ.
والبُرْقَةُ: قِلَّةُ الدَّسَم. والبُرَقِيّاتُ من الطعام: الألْوانُ التي يُبْرَقُ بها.
وبَرِقَ السِّقَاءُ يَبْرَقُ بَرَقاً: إذا أصَابَه الحَرُّ فَذَابَ زُبْدُه وتَقَطَّعَ، فهو بَرِقٌ.
والبُرْقانُ: الجَرَادُ إذا اصْفَرَّ وتَلَوَّثَتْ فيه خُطُوطٌ.
ورَجُلٌ بُرْقَانٌ: إذا كانَ بَرّاقَ البَدَن.
وُيقال للرَّجُل الذي لا تَأمَنُه: بَوْرَقٌ، وجَمْعُه بَوَارِقُ.
والبَوْرَقُ: الذي يُجْعَل في العَجِين.
والبَرْقِيُّ: الطْفَيْلي، بلُغَة أهْل مكّةَ.
ودارَةُ أبْرَقَ: لبَني عمرو بن رَبِيْعَة.
وتُسمّى العَنْزُ بُرَيْقَةَ، وذلك اسْمُها تُدْعى به للحَلَب.
[برق] بَرَقَ السيف وغيره يَبْرُقُ بُروقاً، أي تلألأ. والاسمُ البَريقُ. والبَرْقُ: واحد بُروقِ السحاب. يقال بَرْقُ الخُلَّبِ، وبَرْقُ خُلَّبٍ بالإضافة، وبَرْقٌ خُلبٌ بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. ويقال رعدت السماء وبَرَقَتْ بَرَقاناً، أي لمعتْ. ورَعَدَ الرجل وبَرَقَ، أي تهدَّدَ. ورَعَدَتِ المرأة وبَرَقَتْ، أي تَزيَّنتْ. وقد ذكرنا الخلاف في أرعد وأبرق في باب الدال. وأرعد القوم وأَبْرَقوا، أي أصابهم رعد وبرق. وحكى أبو نصر: أبرق الرجل، إذا لَمَعَ بسيفه. وأَبْرَقَتِ الناقةُ وبَرَقَتْ أيضاً، إذا شالت بذَنَبِها وتلقّحتْ وليست بلاقحٍ، فهي بَروقٌ ومُبْرِقٌ، ونوقٌ مَباريقُ. قال أبو صاعدٍ الكلابيّ: البَريقَةُ اللبن تًصَبُّ عليه إهالةٌ أو سمنٌ قليلٌ، والجمع البَرائِقُ. يقال ابرُقوا الماءَ بزيتٍ، أي صُبُّوا عليه زيتاً قليلاً. وقد بَرَقوا لنا طعاماً بزيتٍ أو سمن بَرْقاً. وهي التَباريقُ، وهو شئ منه قليل لم يُسًغْسِغوه، أي لم يكثروا دُهْنَهُ. والبراق: اسم دابة ركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج. وَبَرِقَ البصرُ بالكسر يَبْرُقُ بَرَقاً، إذا تحير فل يطرف. قال ذو الرمة: ولو أنَّ لُقمانَ الحكيمَ تَعَرَّضَتْ لعينيه مَيٌّ سافِراً كان يبرق فإذا قلت: برق البصر بالفتح، فإنَّما تعني بَريقَهُ إذا شَخَصَ. والبَرْوَقَ ساكنة الراء: نبتٌ، الواحدة بَرْوَقَةٌ. وفي المثل: " أَشْكَرُ من بَرْوَقَةٍ "، لأنها تخضرُّ إذا رأت السحاب. وبَرِقَتِ الغنمُ بالكسر تَبْرَقُ بَرَقاً، إذا اشتكت بطونَها من أكل البَرْوَقِ. وبَرَّقَ عينيه تَبْريقاً: أوسعهما وأَحَدَّ النَّظرَ. والإِبْريقُ: واحد الأَباريقِ، فارسيٌّ معرّب. والإِبْريقُ أيضاً: السيف الشديد البَريقِ. والأَبْرَقُ: غِلَظٌ فيه حجارةٌ ورملٌ وطين مختلطة، وكذلك البَرْقاءُ. وجمع الأَبْرَقِ أَبارِقُ، وجمع البَرْقاءِ بَرْقاواتٌ. والبُرْقَةُ بالضم، مثل البَرْقاءِ، والجمع براق. يقال: قنفذ برقة، كما يقال ضب كدية، والجمع برق. والابرق: الجبل الذى فيه لونان. وكل شئ اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق. يقال تيس أبرق، وعنز برقاء، حتى أنهم يسمون العين برقاء. قال: ومنحدر من رأس برقاء حطه مخافة بين من حبيب مزايل يعنى دمعا انحدر من العين. والبارق: سحابٌ ذو بَرْقٍ. والسحابةُ بارِقَةٌ. والبارقة أيضا: السيوف. وبارق: قبيلة من اليمن، منهم معقر بن حمار البارقى الشاعر. وبارق: موضع قريب من الكوفة. ومنه قول أسود بن يعفر: أرض الخورنق والسدير وبارق والقصر ذى الشرفات من سنداد  والبرق: الحمل، فارسي معرب، وجمعه برقان. والاستبرق: الديباج الغليظ، فارسي معرب، وتصغيره أبيرق.
برق
برَقَ يَبرُق، بَرْقًا وبَريقًا وبُروقًا، فهو بارِق
• برَقتِ السَّماءُ: لمع فيها البَرْقُ ° بارِق الأمل: ما يلوح في الفكر من إشراقة عابرة.
• برَق الصُّبحُ ونحوُه: لمع وتلألأ "برَق المعدنُ/ السّيفُ"? بَرْقت أساريرُ وجهه: تهلَّلت.

• برَق البصرُ: شخَص فلم يَطْرِفْ دَهَشًا، تحيّر، لمَع من شدَّة الشُّخوص عند الموت أو البعث " {فَإِذَا بَرَقَ الْبَصَرُ} [ق] ".
• برَق الرَّجلُ: تهدّد وتوعّد.
• برَقتِ المرأةُ: تحسَّنت وتزيّنت. 

برِقَ يَبرَق، بَرَقًا، فهو أَبْرَقُ
• برِق البصرُ والشَّخصُ: فزِع ودهِش فلم يُبْصر " {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وَخَسَفَ الْقَمَرُ} ". 

أبرقَ/ أبرقَ إلى يُبرِق، إِبْراقًا، فهو مُبرِق، والمفعول مُبْرَقٌ إليه
• أبرقتِ السَّماءُ: برَقتْ، لمع فيها البَرْقُ.
• أبرق الرَّجلُ: تهدّد وأَوْعَد "أبرِقْ وأرعِدْ يايزيـ ... دُ فما وعيدُك لي بضائر".
• أبرق الرَّجلُ إلى أهله: أَرْسل إليهم برقيَّةً "أبرق الطّالبُ إلى أهله بنجاحه". 

برَّقَ/ برَّقَ بـ يبرِّق، تبريقًا، فهو مُبرِّق، والمفعول مُبرَّق (للمتعدِّي)
• برَّق الشَّخصُ: هدّد وأَوْعَدَ "برِّق لمن لا يعرِفُك [مثل]: هدّد من لا عِلْمَ له بك، فإن مَن عرَفكَ لا يَعْبأُ بك".
• برَّق بصرَه/ برَّق ببصرِه: أَوْسَعه وأَحَدّ النَّظر ° برَّق له عَيْنَيْه: وسَّعهما ليخيفَه.
• برَّق منزلَه: زوّقه وزيّنه. 

أَبْرَقُ [مفرد]: ج أبارقُ وبُرْق، مؤ برقاءُ، ج مؤ بَرْقاوات وبُرْق:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من برِقَ.
2 - ما اجتمع فيه سواد وبياض. 

إبْريق [مفرد]: ج أَباريقُ: (انظر: إ ب ر ي ق - إبْريق). 

إسْتَبْرَق [جمع]: (انظر: إ س ت ب ر ق - إسْتَبْرَق). 

بارِقة [مفرد]: ج بَوارِقُ (لغير العاقل):
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل برَقَ.
2 - سَحابة ذات بَرْق "ما كل بارقة تجود بمائها [مثل]: يُضرب في التحذير من الانخداع بالمظهر".
3 - بَريقُ، شُعاع، وميض، بصيص "ظهرت بارِقة أَمل- كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً [حديث] ". 

بُراق [مفرد]: دابَّة مُجنَّحة فوق الحمار ودون البغل، ركبها رسولُ الله صَّلى الله عليه وسلَّم ليلة الإسراء والمعْرِاج. 

برّاق [مفرد]: صيغة مبالغة من برَقَ ° سيفٌ برَّاق: لامع- عينان برّاقتان: ساحرتان، جميلتان- ما كلّ برّاق ذهب [مثل]: يُضرب في التحذير من الأخذ بالمظاهر الخارجيّة الخادعة- وعود برّاقة: خلاّبة، كاذبة، خادعة. 

بَرْق [مفرد]: ج بُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر برَقَ ° بَرْقٌ لاسلكيّ.
2 - ضوء قويّ يَلمعُ في السَّماء على أَثَر تفريغ كَهْربائيّ في السَّحاب "لَمَع البَرْق قبيل سقوط الأمطار- {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} " ° بَرْقٌ خُلَّبٌ/ بَرْقُ خُلَّبٍ: خادع لا يتبعه مطر، يضرب مثلاً لمن يَعِدُ ولا يُنْجِز- بَرْقٌ لو كان له مطر: تعبير عن خيبة الأمل تأتي بعد توقُّع الخَيْر- مرّ كالبرق/ بسرعة البرق: مرّ سريعًا جدًّا.
3 - نظام يبث ويستقبل نبضات كهربائيّة تكون محطّات الإرسال والاستقبال فيه موصولة بأسلاك بشكل مباشر "مكتب البرق" ° هنّأه برقيًّا/ استدعاه برقيًّا: بواسطة البرق- مصلحة البَرْق/ وزارة البَرْق: جهة حكوميّة تتولَّى ما يتّصل بجهاز التلغراف من إرسال البرقيّات وتوزيعها- عامل البَرْق: المُكلَّف بإرسال البرقيّات. 

بَرَق [مفرد]: مصدر برِقَ. 

بَرْقيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى بَرْق.
2 - رسالة تُرسل من مكانٍ إلى آخر بواسطة جهاز البَرْق "تبادل الزُّعماء العرب برقيّات التّهاني- بَرْقيَّة تعزية" ° بَرْقيَّة لاسلكيَّة: برقيَّة تُرسل بالّلاسلكي. 

بُروق [مفرد]: مصدر برَقَ. 

بَريق [مفرد]:
1 - مصدر برَقَ ° بريق عينين: لمعان، توقُّد، إشراق.
2 - (فز) درجة انعكاس الضَّوء في المعادن "ذو بريق معدنيّ". 

بَيْرَق [مفرد]: ج بَيارِقُ: (انظر: ب ي ر ق - بَيْرَق). 

مُبْرِقة [مفرد]:
1 - صيغة المؤنَّث لفاعل أبرقَ/ أبرقَ إلى.
2 - آلة إرسال البَرْقيّات "عمِل اختراعُ المُبرِقة على سرعة التواصل بين الناس". 
(ب ر ق)

برق الشَّيْء يَبْرق برقا، وبريقا، وبروقا، وبرقانا: لمع.

وَسيف إبريق: كثير اللمعان فِي المَاء، قَالَ ابْن احمر:

تعلق إبريقاً وَأظْهر جعبةً ... ليهلك حياًّ ذَا زهاء وجامل

والإبريق: السَّيْف، عَن كرَاع، قَالَ: سمي بِهِ لفعله، وَأنْشد الْبَيْت الْمُتَقَدّم. وَجَارِيَة إبريق: براقة الْجِسْم.

والبرق: الَّذِي يلمع فِي الْغَيْم، وَجمعه: بروق.

وَبَرقَتْ السَّمَاء تبرق برقا، وأبرقت: جَاءَت ببرق.

والبرقة: الْمِقْدَار من الْبَرْق، وقريء: (يكَاد سنا برقه) فَهَذَا لَا محَالة جمع: برقة.

وَمَرَّتْ بِنَا اللَّيْلَة براقة، وبارقة: أَي سَحَابَة ذَات برق، عَن اللحياني.

وأبرق الْقَوْم: دخلُوا فِي الْبَرْق.

وأبرقوا الْبَرْق: رَأَوْهُ، قَالَ طفيل:

ظعائن أبرقن الخريف وشمنه ... وخفن الْهمام أَن تقاد قنابله

قَالَ الْفَارِسِي: أَرَادَ: أبرقن برقه.

وسحابة بارقة: ذَات برق.

والبارقة: السيوف، على التَّشْبِيه بهَا لبياضها.

وَرَأَيْت البارقة: أَي بريق السِّلَاح، عَن اللحياني.

وابرق بِسَيْفِهِ: إِذا لمع بِهِ.

وَلَا افعله مَا برق فِي السَّمَاء نجم: أَي مَا طلع، عَنهُ أَيْضا، وَكله من الْبَرْق.

وبرق الرجل، وابرق: تهدد واوعد، وَهُوَ من ذَلِك، كَأَنَّهُ أرَاهُ مخيلة الْأَذَى، كَمَا يرى الْبَرْق مخيلة الْمَطَر، قَالَ ذُو الرمة:

إِذا خشيت مِنْهُ الصريمة أبرقت ... لَهُ برقة من خلب غير ماطر

جَاءَ بِالْمَصْدَرِ على برق، لِأَن ابرق، وبرق سَوَاء. وَكَانَ الْأَصْمَعِي: يُنكر ابرق وارعد، وَلم يَك يرى ذَا الرمة حجَّة وَكَذَلِكَ أنْشد بَيت الْكُمَيْت:

ابرق وأرعد يَا يزي ... د فَمَا وعيدك لي بضائر فَقَالَ: هُوَ جرمقاني.

والبراق: دَابَّة يركبهَا الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام، مُشْتَقَّة من الْبَرْق.

وَقيل: الْبراق: فرس جِبْرِيل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَشَيْء براق: ذُو بريق.

والبرقانة: دفْعَة البريق.

وَرجل برْقَان: براق الْبدن.

وبرق بَصَره: لألأ بِهِ.

وبرق: لوح بِشَيْء لَيْسَ لَهُ مصداق، تَقول الْعَرَب: " برقتْ وعرقت ". عرقت: قللت.

وبرق بَصَره برقا، وبرق يَبْرق بروقا، الْأَخِيرَة عَن اللحياني: دهش فَلم يبصر، وَفِي التَّنْزِيل: (فَإِذا برق الْبَصَر) و ( ... برق ... ) ، قريء بهما مَعًا.

وأبرقه الْفَزع.

والبرق، أَيْضا: الْفَزع.

وَرجل بروق: جبان.

وناقة بارق: تشذر بذنبها من غير لقح، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وأبرقت النَّاقة بذنبها، وَهِي مبرق، وبروق الْأَخِيرَة شَاذَّة: شالت بِهِ عِنْد اللقَاح.

وَقَالَ اللحياني: هُوَ إِذا شالت بذنبها وتلقحت وَلَيْسَت بلاقح.

تَقول الْعَرَب: " دَعْنَا من تكذابك وتأثامك شولان البروق ". نصب " شولان ": على الْمصدر: أَي إِنَّك بِمَنْزِلَة النَّاقة الَّتِي تبرق بذنبها: أَي تشول بِهِ، فتوهمك أَنَّهَا لاقح وَهِي غير لاقح.

وَجمع البروق: برق، وَقَول ابْن الْأَعرَابِي، وَقد ذكر شهر زور قبحها الله: إِن رجالها لنزق، وَإِن عقاربها لبرق: أَي أَنَّهَا تشول بأذنابها كَمَا تشول النَّاقة البروق.

وأبرقت الْمَرْأَة بوجهها وَسَائِر جسمها، وَبَرقَتْ، الْأَخِيرَة عَن اللحياني، وَبَرقَتْ: إِذا تعرضت وتحسنت.

وَقيل: أظهرته على عمد، قَالَ رؤبة:

يخدعن بالتبريق والتانث وَامْرَأَة براقة، وإبريق: تفعل ذَلِك.

والبرقانة: الجرادة المتلونة، وَجَمعهَا: برْقَان.

والبرقة، والبرقاء: أَرض غَلِيظَة مختلطة بحجارة وَرمل. وَجَمعهَا: برق، وبراق، شبهوه بصحاف، لِأَنَّهُ قد اسْتعْمل اسْتِعْمَال الْأَسْمَاء.

فَإِذا اتسعت البرقة فَهِيَ الابرق، وَجمعه: ابارق كسر تكسير الْأَسْمَاء لغلبته.

وتيس ابرق: فِيهِ سَواد وَبَيَاض.

قَالَ اللحياني: من الْغنم ابرق وبرقاء وَهُوَ من الدَّوَابّ: ابلق وبلقاء، وَمن الْكلاب: ابقع وبقعاء.

وجبل ابرق: فِيهِ لونان من سَواد وَبَيَاض. وَقَول الشَّاعِر:

بمنحدر من رَأس برقاء حطه ... تذكر بَين من حبيب مزابل

أَرَادَ الْعين، لاختلاطها بلونين من سَواد وَبَيَاض.

وروضة برقاء: فِيهَا لونان من النبت، أنْشد ثَعْلَب:

لَدَى رَوْضَة قرحاء برقاء جادها ... من الدَّلْو والوسمى طل وهاضب

والبرقة: قلَّة الدسم فِي الطَّعَام.

وبرق الْأدم بالزيت وَالدَّسم برقه برقاً، وبروقا: جعل فِيهِ مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا.

وَهِي البريقة: وَجَمعهَا: برائق، وَكَذَلِكَ: التباريق.

وَعمل رجل عملا فَقَالَ لَهُ صَاحبه: " عرقت وَبَرقَتْ " برقتْ: لوحت بِشَيْء لَيْسَ لَهُ مصداق، وعرقت: قللت، وَقد تقدم.

وَقَالَ: برق الطَّعَام يبرقه برقاً: إِذا صب فِيهِ السّمن.

والبريقة: طَعَام فِيهِ لبن وَمَاء يَبْرق بالسمن والإهالة.

وبرق السقاء يَبْرق برقا وبروقا: أَصَابَهُ حر فذاب زبده، وتقطع فَلم يجْتَمع.

والبرقي: الطفيلي، حجازية.

والبرق: الْحمل، فَارسي مُعرب. وَجمعه: أبراق، وبرقان، وبرقان. والابريق: من الْأَوَانِي، فَارسي مُعرب.

وَقَالَ كرَاع: هُوَ الْكوز.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة مرّة: هُوَ الْكوز، وَمرَّة: هُوَ مثل الْكوز، وَهُوَ فِي كل ذَلِك فَارسي. وَفِي التَّنْزِيل: (يطوف عَلَيْهِم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق) وَأنْشد أَبُو حنيفَة لشبرمة الضَّبِّيّ:

كَأَن أَبَارِيق الشُّمُول عَشِيَّة ... إوز باعلى الطف عوج الْحَنَاجِر

والبروق: مَا يكسو الأَرْض من أول خضرَة النَّبَات.

والبروق: نبت.

قَالَ أَبُو حنيفَة: البروق: شجر ضَعِيف، لَهُ ثَمَر حب اسود صغَار، قَالَ: أَخْبرنِي أَعْرَابِي قَالَ: البروق: نبت ضَعِيف رَيَّان، لَهُ خطرة دقاق، فِي رءوسها قماعيل صغَار مثل الحمص، فِيهَا حب اسود وَلَا يرعاها شَيْء، وَلَا تُؤْكَل وَحدهَا، لِأَنَّهَا تورث التهيج.

وَقَالَ بَعضهم: هِيَ بقلة سوء تنْبت فِي أول البقل، لَهَا قَصَبَة مثل السِّيَاط، وَثَمَرَة سَوْدَاء. واحدته: بروقة.

وَبَرقَتْ الْإِبِل برقا: اشتكت بطونها من أكل البروق.

وبارق، وبريرق، وبريق، وبرقان، وبراقة: أَسمَاء.

وَبَنُو أبارق: قَبيلَة.

وبارق: مَوضِع، إِلَيْهِ تنْسب الصحاف البارقية، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

فَمَا إِن هما فِي صَحْفَة بارقية ... جَدِيد أمرت بالقدوم وبالصقل

أَرَادَ: وبالمقلة وَلَوْلَا ذَلِك مَا عطف الْعرض على الْجَوْهَر.

وبراق: مَاء بِالشَّام، قَالَ:

فأضحى رَأسه بصعيد عك ... وَسَائِر خلقه بجبا براق

وبرق نَحره: اسْم رجل. 
برق
الْبَرْق: فرس ابْن العرقة قَالَه أَبُو الندى والبَرْقُ: واحدُ بُروقِ السَّحَاب وَهُوَ الَّذِي يَلْمَع فِي الغَيْمِ، جمعُه برُوقٌ. أَو هُوَ: ضرْبُ مَلَكِ السَّحاب، وتحْرِيكُه إِيَّاه ليَنْساقَ، فتُرى النِّيرانُ نقل ذلِك عَن مُجاهِد، وَالَّذِي روِىَ عَن ابْن عبّاس: أَنه سَوط من نُور يَزْجُر بِهِ المَلَك السحابَ. وبَرقَت السَّماء تَبْرُقُ، بَرْقًا، وبُروقاً بالضمِّ وبَرقَاناً محرَّكَةً، وهذِه عَن الأَصْمَعَي: لَمَعَتْ، أَو جاءَت بَبَرْقٍ. وبَرق البَرق: إِذا بَدَا. وَمن الْمجَاز: بَرَقَ الرجُلُ ورَعَدَ: إِذا تَهَدَّدَ وتَوعَّدَ، كأبرَقَ قَالَ ابنُ أحمرَ:
(يَا جلّ مَا بَعُدَتْ عليكَ بلادُنا ... وطِلابُنا فابْرق بأرضِكَ وارْعدِ)
كأَنهّ أَراه مَخيلَةَ الأذَى، كَمَا يَرِى البَرق مَخِيلةَ المَطَرِ. وَكَانَ الأَصْمَعي يُنْكِر أَبْرَقَ وأرْعدَ، وَلم يكن يرى ذَا الرمة حجَّة يُشِير بذلِك إِلَى قولِه:
(إِذا خَشِيَت مِنْهُ الصَّريمَةَ أبرَقت ... لَهُ بَرْقَةً مِن خُلَّب غيرِ ماطِرِ)
وَكَذَلِكَ أَنشدَ بيتَ الكمَيتِ:
(أَبْرِقْ وأرعد يَا يَزي ... دُ فَمَا وَعِيدُكَ لي بضائِرْ)
فَقَالَ: هُوَ جُرْمُقاني، إِنَّمَا الحُجَّة قَول عَمرِو بن أَحْمَرَ الباهليِّ:
(يَا جلّ مَا بَعدت عَلَيْك بِلَادنَا ... وطلابنا فابْرقْ بأَرضِكَ وأرعد)
وَقد تقدَّم البحثُ فِي ذلِك فِي ر ع د. وبرَقَ الشَّيْء كالسيْفِ، وغيرِه، يَبْرُق بَرْقَاً، وبرِيقاً، وبَرَقاناً الأَخيرة مُحرَّكَة: لَمَعَ وتلألأ، وَفِي الصِّحاح: بَرَق السَّيْف وغيرُه يبرقٌ بروقاً أَي: تَلألأ، والاسمُ البريقُ.تَعَالَى: فَإِذا بَرق البَصَر وَمثل نصر أَيْضا، قَالَ الْجَوْهَرِي: يَعْنِي بريقه إِذا شخص قَالَ الْفراء: فقرأها نَافِع وَحده من البريق أَي: شخص وَقَالَ غَيره: أَي فتح عينه من الْفَزع قلت: وَقرأَهَا أَيْضا أَبُو جَعْفَر هَكَذَا.
برقاً ظَاهره أَنه بِالْفَتْح وَالصَّوَاب أَنه بِالتَّحْرِيكِ وبروقاً كقعود وَهَذِه عَن الليحاني فَفِيهِ لف وَنشر مُرَتّب، أَي تحير حَتَّى لَا يطرف كَمَا فِي الصِّحَاح أَو دهش فَلم يبصر وأنشدوا لذِي الرمة:
(وَلَو أَن لُقْمَان الْحَكِيم تعرضت ... لعينيه ميّ سافراً كَاد يَبْرق)
أَي يتحير أَو يدهش. وَأنْشد الْفراء شَاهدا لمن قَرَأَ برق بِالْكَسْرِ بِمَعْنى فزع قَول طرفَة:
(فنفسك فانع وَلَا تنعني ... وداو الكلوم وَلَا تبرق)
يَقُول: لَا تَفزعِّ من هَول الْجراح الَّتِي بك. وَقَالَ الأصمعيّ: بَرَق السَقاءُ يَبْرق برقاً، وَذَلِكَ إِذا أَصابَه الحَر، فذاب زبدُه، وتَقَطع فَلم يجْتمع، وَيُقَال: سِقاء بَرق، ككَتف كَذَا فِي العبابِ والَّذِي فِي اللِّسَان: برق السِّقاء برقاً وبُروقاً فَهَذَا يدل على أَنه من بَاب نصر وَقَوْلهمْ: سقاء برق يدل على أَنه من بَاب فَرح. وبرِقَت الإِبِل والغنمُ، كفَرِحَ تبرق برقاً: إِذا اشتكَت بُطونَها مِن أكل البروق، وَسَيَأْتِي البروق قَرِيبا. البُوقان، بالضمِّ: الرجل البراقُ الْبدن. والبُرقان: الجَراد المُتلونُ ببياضِ وَسَوَاد الواحدَة برقانة وَقد خَالف هُنَا اصْطِلَاحه سَهوا. وبِرقانُ بِالْكَسْرِ: ة، بخوارزم قَالَ ياقوت فِي المعجَم: بوقان، بِفَتْح أوِّلِه وبعضّهم يكسرهُ: من قرى كاث شرْقيَّ جَيحوُنَ على)
شاطِئِه، بينَها وبينَ الجُرْجانِيَّةِ مدينةِ خُوارَزْم يَومان، وَقد خرِبت بَرْقانُ، ونسِبَ إِليها الحافِظُ أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمَّدِ ابنِ غَالب الخُوارَزْمِيُّ البَرْقانيُّ، استَوْطَنَ بَغدادَ، وكتَبَ عَنهُ أَبو بَكْرٍ الخَطِيبُ، وكانَ ثِقَةً ورِعاً، تُوفَي سنة. وبَرْقان أَيضاً: ة، بحرْجانَ نسِب إَليها حَمزةُ بنُ يوسفَ السَّهْمي، وبَعضُ الرُّواة، قَالَ ياقوت: وَلست مِنْهَا على ثِقةٍ. ويُقال: جاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصبْحِِ، كمَقْعَدٍ أَي: حينَ بَرَقَ وتلألأَ، مصدر ميمي. وبَرَقَ نَحْرُه: لَقَبُ رَجُلٍ كَتأَبَّطَ شرا، ونَحْوِه. وذُو البَرْقَةِ: لقبُ أَمير المؤمنينَ عَلِيّ بن أَبي طالِبٍ رضِي الله تَعالَى عَنهُ لقَّبَه بِهِ عَمّه الْعَبَّاس بن عبدِ المُطَّلِبِ رَضِي اللهُ تَعالَى عَنهُ يومَ حُنَيْن. والبَرْقَةُ: الدهْشَةُ والحَيْرةُ. و: ة، بقُمَّ. و: ة، تجاهَ واسِطِ القَصَبِ. و: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ بنواحِي دُوانَ. وبرْقَةُ: إِقْلِيمٌ مُشتَمِلٌ على قُرى ومُدُنِ أَو ناحِيَةٌ بينَ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ وإِفْرِيقِيةَ مَدِينتُها أَنْطابُلس، وبينَ الإسكَنْدَرِيَّةِ وبَرْقَةَ مَسِيرةُ شَهْرٍ، وَهِي مِمَّا افْتُتِحَ صُلْحاً، صالَحَهُم عَلَيها عَمْرُو بنُ العاصِ، وَقد نُسِبَ إِليها جَماعة من أَهلِ العِلْم. وكجُهَيْنَةَ: اسمٌ للعنْزِ، تُدْعَى بِهِ للحَلَبِ. وذُو بارِق الهَمْدانِيُّ: جَعْوَنَةُ بنُ مالِكِ. وَالبارِقُ: سَحابٌ ذُو بَرْق. و: ع، بالكُوفةِ. ولَقَبُ سَعْدِ بنِ عَدِي أَبِي قَبِيلَة باليَمَنِ وَمن المَجازِ: البارِقَةُ: السُّيوُفُ سُمِّيَتْ لبرِيقها، وَمِنْه حَدِيثُ عَمّار: الجَنة تَحْتَ البارِقَةِ وَهُوَ مُقْتَبَس من قولِه صَلى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ: الجَنَّةُ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ.
وقالَ اللِّحْيانِيُّ: رَأَيتُ البارِقةَ، أَي: بَرِيقَ السِّلَاح. والبرْوَقُ، كجَروَلٍ: شجَيْرَةٌ ضَعِيفة إِذا غامَتِ السَّماءُ اخضَرَّتْ قالهُ ابنُ حَبِيبٍ، الواحدةُ بهاءَ، وَمِنْه قولُهم: أشكَرُ من بَرْوَقَة وكَذا: أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ قَالَ أبُو حَنيفَةَ: وأخْبَرَنِي أَعْرابِي أَنَّ البَرْوَقَ نبتٌ ضَعِيفٌ رَياّن، لَهُ خِطرة دِقاق فِي رُؤُوسها قَماعِيلُ صِغارٌ مثلُ الحِمَّصِ، فِيهَا حَبّ أَسودُ، قَالَ: ومِن ضَعْفِها إِذا حميَتْ عَلَيْهَا الشَّمْسُ ذَبُلَت على المَكانِ، قالَ: وَلَا يَرْعاها شَيءٌ، غير أَنَّ الناسَ إِذا أَسنتُوا سَلَقُوها، ثمَّ عَصَرُوها من علقمَةٍ فِيهَا، ثمَّ عالَجُوها مَعَ الَهبِيدِ أَو غَيْرِه، وأَكَلُوها، وَلَا تُؤْكَلُ وَحْدَها لأَنَّها تورِثُ التهَيُجِّ، قالَ: وَهِي ممّا يُمْرِعُ فِي الجَدْبِ، ويَقِلُّ فِي الخِصْب، فإِذا أَصابَها المَطرُ الغَزِيرُ هَلَكَتَ، قَالَ: وإِذا رَأَيناها قد كَثُرتْ وخَشُنَت خفْنا السَّنَةَ. وَقَالَ غَيرُه من الأَعْراب: البَرْوَقَةُ: بقلةُ سَوْءً، تَنْبُتُ فِي أَوّلِ البَقْلِ، لَهَا قَصَبَةٌ مثلُ السِّياطِ، وثَمَرةٌ سوداءُ. وَفِي ضَعْفِ البَرْوَقِ قالَ الشّاعِرُ:
(تَطِيحُ أَكُف الْقَوْم فِيهَا كَأَنَّمَا ... تَطِيحُ بهَا فِي الرَّوعِ عِيدانُ برْوَقِ)

ويَقُولون أَيضاً: أَشكَرُ مِنْ بَرْوَقٍ لأَنه يَعِيش بأدْنَى نَدى يَقعُ من السَّماءَ، وَقيل: لِأَنَّهُ يَخْضَرُّ إِذا رَأَى السَّحابَ. والبَرْواقُ، بزِيادَةِ أَلِفٍ: نَباتٌ يُعْرَفُ بالخنْثَى، وأَكْلُ ساقِه الغَض مسلوقاً بِزَيْت وخَلِّ تِرياقُ اليَرَقانِ، وأَصلُه يطْلَى بِهِ البَهقانِ فيُزِيلُهُما. والإِبْرِيقُ: إِناء معرُوفٌ، فارِسي مُعَرب: آبْ ري قَالَ ابْن بَرِّي: شاهِدُه قَول عَدِي بنِ زَيْدٍ:
(ودعَا بالصبُوح يَوْمًا فقامَتْ ... قينة فِي يَمِينِها إِبرِيقُ)
وَقَالَ كُراع: هُوَ الْكوز، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ مرَّةً: هُوَ الكُوز، وَقَالَ مرَّةً: هُوَ مِثْل الكوزِ، وَهُوَ فِي كُلِّ ذَلِك فارِسي ج: أَبارِيقُ وَفِي التَّنْزِيلِ: يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ. بأَكْوابٍ وأَباريقَ وأنشدَ أَبو حَنِيفَةَ لشُبْرُمَةَ الضَّبًّيّ:
(كأنَّ أَبارِيقَ الشمُولِ عَشِيَّةً ... إِوَز بأَعْلَى الطَّفِّ عوج الحَناجِرِ)
والعَرَبُ تُشَبِّهُ أَبارِيقَ الخَمْرِ برِقابِ طَيرِ الماءَ، قَالَ أَبو الهِنْدِيّ:
(مُفَدَّمَةٌ قَزّاً كأَنَّ رِقابَها ... رِقابُ بناتِ الماءَ تَفْزَع للرَّعدِ)
وقالَ عَدِي بن زَيْدٍ:
(بأبارِيقَ شبْهِ أَعْناقِ طَيرِ الْم ... اءَقَدْ جِيبَ فَوْقَهنَّ خَنِيفُ)
ويشبِّهونَ الأَباريقَ أَيضاً بالظَّبي، قَالَ عَلْقَمةُ بنُ عَبَدَةَ.
(كأَن إِبْرِيقَهُم ظَبْي على شرف ... مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثوم)
وقالَ آخر:
(كأَنَّ أَبارِيقَ المُدام لَدَيْهِم ... ظِباءٌ بأَعْلَى الرَّقْمَتَيْنِ قِيامُ)
وشَبَّه بعض بنى أَسَد أذُنَ الكوزِ بياء حُطَى وقالَ أَبو الْهِنْدِيّ الْيَرْبُوعي: (وَصبي فِي أُبَيْرِيقٍ مَلِيحٍ ... كأنَّ الأذنَ مِنه رَجْعُ حطّى)
والإِبْرِيقُ أَيْضا: السَّيفُ البَرّاقُ أَي: الشَّديدُ البَرِيقِ، عَن كُراع، وَقَالَ غيرُه: سَيْف إِبْرِيق: كَثِيرُ اللَّمَعانِ والماءَ. والإِبْرِيقُ فِي قَوْلِ عَمْرِو بنِ أَحْمرَ:
(تَقَلَّدْتَ إِبْرِيقاً، وأَظْهَرْت جَعْبَةً ... لتهْلِكَ حَيّاً ذَا زهاءَ وجامِلِ)
قِيلَ: هِيَ القَوْسُ فِيها تَلامِيع هكَذا ذَكَرَه الأزْهرِيّ، قالَ الصاغانِي: والصَّوابُ أَنه السَّيفُ البَرّاقُ. والإِبْرِيقُ: المَرْأَةُ الحَسناءُ البَرّاقَةُ اللَّونِ، قَالَه اللِّحْيانِيّ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُظْهِرُ حُسْنَها على عَمدٍ. والأَبرق: غِلَظٌ فِيهِ حِجارَةٌ ورَمْل وطِينٌ مُختَلِطَة، ج: أَباريق كَسَّره تّكسِيرَ الأَسماءِ)
لغَلَبَتِه. كالبَرْقاء ج: بَرقاوات هَذَا قولُ الأَصْمَعي وَابْن الأَعرابي. والأبرق: جَبَل فِيهِ لونان من سَوادٍ وبَياض.
وَقَالَ ابْن الأَعْرابِيّ: ِ الأَبرق: الْجَبَل مَخلوطاً برمْلٍ، وَهِي البرْقةٌ، وَفِي الْعباب والصِّحاح: الأَبرَق: الحبْلُ الَّذِي فِيهِ لَونان، وَمِنْه الحَديث: أَنه رأَى رجلا محْتجزاً بِحَبل أربق وَهُوَ مُحْرِم فقالَ: وَيحَك أَلقِه، وَيْحَكَ أَلقه، مَرتينِ. أَو كُل شَيء اجْتَمَع فِيهِ سوادٌ وبَياضٌ فهُو أَبرَقُ، يُقال: تَيْس أَبرَقُ، وعَنز بَرْقاءُ وقالَ اللِّحْياني: من الغَنَم أَبرَق، وبرْقاءُ للأنْثَى، وَهُوَ من الدَّوابِّ أَبْلَق وبَلْقاء، وَمن الكِلابِ أَبْقع وبَقْعاءُ. والأَبْرَق: دَواء فارِسيّ جيّدٌ للحِفْظِ نقلَه الصاغانِيّ.
والأَبْرقَ: طَائِر كَمَا فِي التكْمِلة. وأَبْرقَا زِيادٍ: تَثنِيةَ أَبْرَقَ، وَزِيَاد: اسمُ رَجُلٍ: ع جَاءَ فِي رَجزٍ العَجاجَ:
(عَرَفْتُ بَين أَبْرَقَي زِيادِ ... مَغانِياً كالوَشْي فِي الأَبْرادِ)
والأَبْرقانِ، إِذا ثَنَوْا، فالمُراد بِهِ غَالِبا: أَبْرقا حجر اليَمامةِ، وَهُوَ مَنْزِل بينَ هكَذا فِي النُّسخ، والصوابُ بعدَ رُميلَةِ اللِّوَى بطَرِيقِ البَصْرَةِ للقاصِدِ إِلى مَكَّةَ زِيدَتْ شرفاً، وَمِنْهَا إِلَى فلجة.
والأَبْرَقانِ: ماءٌ لبَني جَعفرٍ قالَ أَعْرابي:
(أَلِموا بأَهْل الأَبرَقَيْنِ فسَلموا ... وذاكَ لأَهْلَ الأَبرَقَيْنِ قَلِيلُ)
وقالَ آخَرُ:
(سقْياً لأَيْام مَضَيْنَ مِنَ الصِّبا ... وعَيْشٍ لنا بالأَبْرَقَيْنِ قَصيرِ)
والأَبْرَقُ البادِي: من الأَبارقِ المَعْروفَةِ، قَالَ المَرّارُ بنُ سَعِيد:
(قِفا واسْأَلا مِن مَنْزِلِ الحَيِّ دِمْنَةً ... وبالأَبْرَقِ البادِي أَلِمّا عَلَى رَسْم)
وأَسْرَقُ ذِي الجُموع بناحِيةِ الْكلاب، قَالَ عُمَرُ بنُ الأَشْعَثِ بنِ لَجَأَ:
(بأَبْرَق ذِي الجُموع غداةَ تَيْم ... تَقوَدكَ بالخِشاشَةِ والجَدِيلِ)
وأَبْرَقُ الحَنّانِ: مَاء لبَني فَزارَةَ، قالُوا: سُمِّي بذلِكَ لأَنَّه يسْمَعُ فِيهِ الحَنِين، ويُقالُ: إِنَّ الجِنَّ فِيهِ تَحِن إِلى مَنْ قَفَلَ عَنْهَا، قَالَ كُثيِّرٌ:
(لِمَنِ الدِّيارُ بأَبْرَقِ الحَنانِ ... فالبُرْقِ فالهَضَباتٍ من أدْمانِ) وأَبْرَقُ الدَّآثَي بِوَزْن دَعاثَى، قَالَ كُثَير:
(إِذا حَلَّ أَهْلِي بالأَبْرَقَي ... نِ أَبْرَقِ ذِي جدد أَو دَآثَى)

وجَعَله عَمْرو بن أَحْمَرَ الباهِلِيُّ الأَدْأَثِين للضَّرُورة، فَقَالَ:
(بحَيْثُ هراقَ فَي نَعْمانَ مَيْثٌ ... دوافِع فِي بِراقِ الأَدْأَثِينَا)
وأَبْرَق ذِي جدَد بِوَزْن صرَد، هُوَ بِالْجِيم، وَقد مَرَّ شاهدُه فِي قَول كُثَير. وأَبرَقُ الرَّبَذَةِ مُحَرَّكةً، كَانَت بِهِ وَقْعَةٌ بينَ أَهْلِ الردَّةِ وأّبى بَكْرٍ الصِّديقِ رَضِي الله عَنهُ ذُكِرت فِي كِتابِ الفُتُوح، كانَ من مَنازلِ بني ذُبْيانَ، فغَلَبَهُمْ عليهِ أَبو بَكْر رضِي الله عَنهُ لَمَّا ارْتَدّوا، وجَعّلَه حِمىً لخُيولِ المسْلِمين، وإِياه عَنى زِيادُ بنُ حنظَلَة بقَوْلِه:
(ويَوْم بالأبارِقِ قد شَهِدْنا ... عَلَى ذبيانَ يَلْتَهِبُ الْتِهابَا)

(أتَيْناهُم بداهِيَةٍ ونارٍ ... مَعَ الصِّدِّيقِ إِذ تَرَكَ العِتابَا)
وأَبْرَقُ الرَّوْحان قَالَ جرِيرٌ:
(لمن الديارٌ بأَبرق الرَّوْحان ... إِذ لَا نَبِيعُ زمانَناَ بزَمانِ)
وأَبرَقُ ضَحْيانَ كَذَا فِي النُّسَخ، ومثلُه فِي العُبابِ، والذِي فِي المُعْجَم: ضَيْحانَ، بتقدِيم الياءَ على الْحَاء، هكَذا ضَبَطه، وأَنشَد لجَرِيرٍ:
(وبأَبْرَقَي ضَيْحانَ لاقَوْا خِزْيَةً ... تلكَ المَذلةُ والرِّقابُ الخُضَّعُ)
وأَبرَق الأجْدَلِ، وأَبْرقُ الأَعْشاش وقَدْ ذُكر فِي الشِّينِ بِمَا أَغْنَى عَن إِعادَتِه هُنَا. وأَبْرَقُ أَلْيَةَ بفَتْح فسُكُون وأَبْرَقُ الثويْرِ مَصَغَّراً وأَبْرَقُ الحَزْنِ بالفَتْح، قَالَ:
(هَلْ تُؤْنِسانِ بأبْرَقِ الحَزْنِ ... والأنْعَمَيْنِ بَواكِرَ الظُّعْنِ)
وأَبْرَقُ ذَات سلاسِل هَكَذَا فِي النُّسخ، وصوابُه ذاتُ مَأسلٍ، قَالَ الشَّمَرْدَلُ بنُ شَرِيكٍ اليَرْبُوعِي:
(سَقَيْناه بعدَ الرِّيِّ حَتَّى كأنمّا ... يُرَى حِينَ أَمْسَى أَبْرَقَي ذاتِ مَأسَلِ)
وأَبْرَقُ مازِن والمازِنُ: بَيْضُ النَّمْلِ، قالَ الأَرْقَطُ:
(إِنيّ ونَجْماً يومَ أَبْرَقِ مازِنٍ ... عَلَى كَثْرةِ الأَيْدي لمُؤْتَسِيانِ)
وأَبْرَقُ العَزّافِ كشَدّاد، لأَنهّم يَسْمعُونَ فِيهِ عَزِيفَ الجِنِّ، وَهُوَ ماءٌ لبَني أسدِ بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ، لَهُ ذِكْرٌ فِي أَخْبارِهم، وَقد ذُكِر فِي ع ز ف قَالَ ابنُ كَيْسانَ: أَنْشَدَنا المُبَرِّد لرَجلٍ يهجُو بَنِي سَعِيدِ بنِ قُتَيْبَةَ الباهليّ:
(وكأَنَّني لما حَطَطْتُ إِلَيْهمُ ... رَحلي نَزَلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ)
وأَبْرقُ عَمْرانَ بِفَتْح العَيْنِ كَمَا ضَبَطه ياقوت، وأَنشَد لدَوْسِ ابنِ أمِّ غَسّانَ اليَرْبُوعِيِّ:)
(تبَيَّنْت من بينِ العِراقِ وواسِطٍ ... وأبْرَقِ عَمرانَ الحُدُوجَ التَّوالِيَا)
وأَبْرَقُ العَيْشُوم قَالَ السَّري ابنُ مُعتِّبٍ الكِلابِيُّ:
(وَدِدْتُ بأبْرقِ العَيْشُوم أَنِّي ... وإَيّاها جمِيعاً فِي رِداءَ)

(أَباشِرُه وقَدْ نَدِيَتْ رُباهُ ... فألْصِقُ صِحَّةً مِنْهُ بدائِي) والأبرَقُ الفردُ قَالَ:
(خَلِيلَيَّ مُرّا بِي على الأَبرَقِ الفَرْدِ ... عُهُوداً لِلَيْلى حَبَّذا ذاكَ مِن عَهْدِ)
وأَبْرقُ الكِبْرِيتِ وكانَتْ فِيهِ وقْعَةٌ، قَالَ:
(على أَبْرَقِ الكِبْرِيتِ قَيْسُى بنُ عاصِمٍ ... أَسرْت وأَطرافُ القَنا قِصَدٌ حُمْرُ)
وأَبرَقُ المُدَى جمع مُدْيَةِ، قَالَ الفَقْعَسِيُّ: بذاتِ فَرقَين فأَبْرَقِ المُدَى وأَبْرقُ النَّعّارِ كشَدّادٍ، وَهُوَ مَاء لطَيِّئ وغَسّانَ قُرْبَ طَرِيقِ الحاجِّ، قَالَ:
(حيِّ الدِّيارَ فقد تقادمَ عَهدها ... بينَ الهَبِيرِ وأَبرَقِ النَّعّارِ)
وأَبْرَقُ الوَضاحَ قالَ الهُذَلِي:
(لمن الدِّيارُ بأَبرَقِ الوَضّاح ... أَقْوَيْنَ من نُجْل العُيونِ مِلاح)
وأَبْرقُ والهَيْجَ قَالَ ظهَيْرُ بن عامِرٍ الأَسَدِيّ:
(عَفا أَبْرقُ الهيْج الَّذِي شحنَتْ بهِ ... نواصِفُ من أَعْلَى عَمايَةَ تَدْفعُ)
وَهِي أَسماء مَواضِع فِي دِيار العَرَب. وَمِمَّا فَاتَهُ: أَبْرَقُ الخَرْجاءِ، قَالَ:
(حَيِّ الدِّيارَ عَفاها القَطْرُ والمُورُ ... حيثُ ارتَقى أَبرقُ الخَرْجاءَ فالدُّورُ)
والأَبرَقُ، غيرَ مُضافٍ: من مَنازِل عمرِو بنِ رَبِيعةَ. وأَبرْاق: جَبَلٌ بنَجْدٍ لبَنِي نَصْرِ ابْن هَوازِنَ، وَقَالَ الشَّرِيف عَليّ بن عِيسَى الحَسَنِيُّ: أَبراقٌ: جَبَلٌ فِي شرقِي رَحْرَحانَ، وإَيَّاه عَنى سَلامة بنُ رِزْقٍ الهِلالِيُّ:
(فإِنْ تَكُ عَلْيَا يومَ أبْراقِ عارِض ... بَكَتْنا وعَزَّتْها العَذارَى الكَواعِبُ)
والأَبْرَقَةُ: ماءٌ من مِياهِ نَمْلَةَ هَكَذَا فِي النُّسَخ، وصوابُه نَمَلَى، قَرْبَ المَدِينة، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ، وضَبَطه. والأبرُوقُ، كأظْفُورٍ وضبَطَه ياقُوت بفَتْح الهَمْزَة: ع، بِبلادِ الرُّوم، يَزورُه المُسْلِمُونَ والنَّصارَى من الآفاقِ، قَالَ أَبُو بَكرٍ الهَرَوِيُّ: بَلغَنِي أمرُهُ فقَصَدْتُه، فوَجَدْتُه فِي لِحْفِ جَبَل يُدْخَلُ) إِليه من بابِ بُرْج، ويَمْشِي الدَّاخِلُ تحتَ الأَرض إِلَى أَنْ يَنْتَهِي إِلى موضعٍ واسِعٍ، وَهُوَ جبلٌ مَخْسُوفٌ، تَبِين مِنْهُ السَّماءُ من فَوْقِه، وَفِي وسَطِه بُحَيْرةٌ، وَفِي دائِرَها بُيوت للفَلاّحِين مِنَ الرُّوم، وزَرْعُهم ظاهِرَ الْموضع، وهُناكَ كَنيسَةٌ لطيفةٌ، ومَسْجِدٌ، فإِنْ كانَ الزائر مُسْلِماً أَتَوْا بِهِ إِلى المَسْجِدِ، وإِن كانَ نَصْرانِياً أَتوْا بِهِ إِلَى الكَنِيسةِ، ثُمَّ يَدْخُلُ إِلى بَهوٍ فِيهِ جَماعةٌ مَقْتُولون، فيهم آثَار طَعَناتِ الأَسِنّةِ، وضَرَباتِ السُّيوفِ، ومِنْهُم من فُقدَت بعضُ أَعضائِه، وَعَلَيْهِم ثِيابُ القُطْنِ لم تتَغَيَّرْ، إِلَى آخِرِ مَا ذكَره من العَجائِب، انْظُرْه فِي المعجم. وأَبارِقُ غير مُضاف: ع، بكِرْمانَ عَن مُحَمَّدِ بنِ بَحْرٍ الرُّعَيْنِيّ الكِرْمانِيِّ. وأَبارِقُ الثَّمَدَينِ مُثَنَّى الثَّمَدِ، وَهُوَ الماءُ القَلِيلُ، وَقد ذُكِر الثمَدُ فِي مَوْضِعِه، قَالَ القَتّالُ الكِلبيُّ:
(سَرَى بدِيارِ تَغْلِبَ بينَ حَوْضَي ... وبينَ أَبارِقِ الثَّمَدَينِ سارِ) (سِماكِي تَلألأ فِي ذُراهُ ... هَزِيمُ الرَّعْدِ رَيّانُ القَرارِ)
وأَبارِقُ طِلْخام بكسرِ الطّاءَ، والخاءُ معجمةٌ، ويُرْوَى بالمهْملةِ أَيضاً، ويُذْكَرُ فِي موضِعه، قَالَ ابنُ مقبِلٍ:
(بَيضُ الأَنوقِ برَعْنٍ دُونَ مَسكَنِها ... وبالأَبارِقِ من طِلْخامَ مَرْكُومُ)
وأَبارِقُ النَّسْرِ قالَ العِتْرِيفُ:
(وأَهْوَى دِماثَ النَّسر أَنْ حَلَّ بَيتُها ... بحيثُ الْتقَتْ سلانُه وأَبارِقه)
وأَبارِقُ اللِّكاكِ ككتاب، قَالَ: َ
(إِذا جاوَزَتْ بَطْنَ اللكاكِ تَجاوَبَتْ ... بِهِ ودَعاها رَوْضُه وأَبارِقُه)
وهَضْبُ الأَبارِقِ فِي قولِ عَمرو ابنِ مَعْدي كَرِبَ:
(أَأغزُو رجالَ بني مازِنٍ ... بهَضْبِ الأَبارِقِ، أَمْ أَقعدُ)
مواضِعُ. وَقد فاتَه: أَبارِقُ بُسْيانَ، كعُثْمانَ، قالَ جَبّارُ بن مالِكٍ الفَزارِيّ:
(ويلُ أمِّ قوم صَبَحْناهم مُسَوَّمةً ... بَين الأَبارِق من بُسْيانَ فالأَكَمَ)

(الأَقْرَبِينَ فَلم تنْفَعْ قَرابَتُهم ... والمُوجَعِينَ فَلم يَشْكُوا من الأَلَم)
وأَبارِقُ حَقِيلٍ، كأَمِيرٍ، قَالَ عُمَرُ ابنُ لجأَ:
(أَلَمْ تَرْبَعْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بغَرْبِيَ الأَبارِقِ مِنْ حَقِيلِ)
وأَبارِقُ قَنا، بالفَتْح مَقْصوراً، قالَ الأَشْجَعِيُ:)
(أَحِنُّ إِلى تِلْكَ الأَبارِقِ مِنْ القنا ... كأَنَّ امْرَأً لم يَجْلُ عَن دَاره قَبلي.) والبَرَقُ، مُحرَّكَةً: الحَمَلُ، معرَّبُ بَرَهْ بالفارِسِيَّةِ، وَمِنْه الحَدِيث: تَسُوقُهم النّارُ سَوْقَ البَرَقِ الكَسِير. أَي: المَكْسُورِ القَوائِم، يَعْنِي تَسُوقُهم النّارُ سَوْقاً رَفِيقاً، كَمَا يُساقُ الحَمَلُ الظالعُ ج: أَبْراقٌ، وبُرْقانٌ، بالكسرِ والضَّمَ الأَوّلُ كسَبَبٍ وأَسْبابٍ، وعَلى الأَخِير اقتصرَ الجَوْهَرِي.
وقالَ الفَرَّاءُ: البَرَقُ: الفزَعُ زادَ غَيْرُه: والدَّهَشُ والحَيْرَةُ وَقد بَرِقَ الرجُلُ بَرَقًا، وتَقدَّم شاهِده، وَمِنْه أَيضاً حديثُ عَمْرِو بنِ العاصِ: إِنَّ البَحْرَ خَلْقٌ عَظِيم، يَرْكَبُه خَلْقٌ ضَعِيفٌ، دُود على عُودٍ، بينَ غَرَقٍ وبَرَقٍ. وبَرّاقٌ، كشَدّادٍ: ظَرِبٌ، أَو جَبَل بينَ سَمِيراءَ وحاجِرٍ عِنْده المَشْرَفة. وعَمْرُو بنُ بَرّاقٍ: من العَدائِينَ وإِيّاهُ عَنَي تأبَّطَ شَرًّا بقولهِ:
(ليلَةَ صاحوا وأَغْرَوْا بِي كِلابَهُمُ ... بالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرّاقِ)
أَي: لَدَى مَوْضِع عَدْوِه، ويقالُ: لَدَى عَدْوِه نَفْسِه، فيكونُ مَوْضِعأ، ويكونُ مَصْدَرًا.
والبَرّاقَةُ: المرأَةُ لَهَا بَهْجَةٌ وبَرِيقٌ أَي: لَمَعانٌ، وقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُظْهِر حُسْنَها عَلَى عَمْدٍ وقالَ ذُو الرُّمَّةِ:
(برّاقَةُ الجِيدِ واللَّباّتِ واضِحَةٌ ... كأَنَّها ظَبْيَةٌ أَفْضى بهَا لَبَبُ)
وأَبو عَبْدِ الله جَعْفَرُ بن بُرْقان الجَزَرِي بالكسرِ والضَّمَ الأَخيرُ هُوَ المَشْهُور: مُحَدِّثٌ كِلابِي من شُيُوخ سُفْيانَ الثَّوْري، ووَكِيع بنِ الجَرّاح، وَقد حَدًّثَ عَن زِيادِ بنِ الجَرّاح الجَزَرِي. ولبُراقُ كغُرابٍ: اسْم دابَّة رَكِبَها رَسُولُ اللهِ صَلىّ اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ليلَةَ المِعْراج، وكانَتْ دُونَ البَغْلِ وفَوْقَ الحِمارِ سُمِّي بذلِكَ لنُصُوع لَوْنِه، وشِدَّةِ بَرِيقِه، وقِيلَ: لسُرْعَةِ حَرَكَتِها، شَبَّهه فيهِما بالبَرْقِ.
وبراق: ة بحَلَبَ بينَهُما نَحْو فَرْسَخٍ، وَبهَا مَعْبَدٌ يقصِدُه المَرْضَى والزَّمْنَي فيَبِيتُونَ فِيهِ، فيَرَى المَريض مَنْ يَقُولُ لَهُ: شِفاؤُك فِي كَذَا وكَذَا، ويَرَى شَخْصاً يَمْسَحُ بيَدِه على رَأسِه أَو جَسَدِه فيَبرَأ، وَهَذَا مُسْتَفاضٌ فِي أَهْلِ حَلَبَ، ولعَلَّ الأخْطَلَ إِياّه عَنَى بقولِه:
(وَمَاء تُصْبِحُ القَلَصاتُ مِنْهُ ... كخَمْرِ بُراقَ قد فَرَطَ الأجونا)
والبرْقَةُ، بالضّمِّ: غِلَظٌ فِيهِ حِجارَةٌ ورَمْلٌ وطِين مختَلِطٌ بعضُها بِبَعْض كالأَبْرَقِ وحِجارَتُها الغالبُ عَلَيْهَا الْبيَاض، وفيهَا حجارةٌ حُمر وسُودٌ، والتُّرابُ أَبيض وأَعْفرُ، يكونُ إِلى جَنْبِها الرَّوْضُ أَحياناً، والجمعُ برَق. وبُرَقُ دِيارِ العَربِ تُنِيفُ على مائَة وَقد سُقْتُ فِي شَرْحِها مَا)
أمْكَنَنِي الْآن مِنْهَا: بُرْقَة الأثمْادِ قَالَ رُدَيحُ بن الحارِثِ التَّمِيمي:
(لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأَثْمادِ ... فالجهلتَيْنِ إِلى قِلاتِ الْوَادي)
وبُرْقَةُ الأَجاوِلِ جمعُ الأَجْوالِ، والأَجْوالُ: جَمْعُ جَوْلٍ، لجِدارِ البِئْرِ، قَالَ كُثَير:
(عَفا مَيْثُ كُلْفَي بعدَنا فالأجاوِل ... فأَثْمادُ حَسْنَي فالبِراقُ القَوابِلُ)
وَقَالَ نُصَيبٌ: عَفا الحُبُجُ الأَعْلَى فبُرْقُ الأجاوِلِ وبُرْقَةُ الأَجْدادِ جمع جد أَو جَدَدٍ، قَالَ:
(لمنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الأجْدادِ ... عَفَّتْ سَوارٍ رَسْمَها وغَوادِي)
وبُرْقَةُ الأجْوَلِ أَفْعَلُ، من الجَوَلانِ، قَالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلي:
(فالْتَطَّ بالبُرْقَةِ شُؤْبُوبه ... والرَّعْدُ حَتىّ بُرْقَةِ الأجْوَلِ) وبُرْقَة أَحجارٍ قَالَ:
(ذَكَرْتُكِ والعِيسُ العِتاقُ كأَنهّا ... ببُرْقَةِ أَحْجارٍ قِياسٌ من القُضْبِ)
وبُرْقَةُ أَحْدَب قالَ زَبانُ بنُ سَيّارٍ:
(تَنَحَّ إِلَيْكُم يَا ابْنَ كُرْزٍ فإِنَّه ... وإِن دِنْتَنا راعُونَ بُرْقَةَ أحْدَبَا)
وبرْقَةُ أَحْواذٍ جمع حاذَةٍ: شَجَر يَألفه بقرُ الوَحْشِ، قَالَ ابنُ مقبِلٍ:
(طَرِبْتَ إِلى الحَي الذِّينَ تَحَمَّلُوا ... ببُرْقَةِ أَحْواذٍ وأَنْتَ طَرُوبُ)
وبُرْقَةُ أَخْرَم قالَ ابنُ هَرْمَة:
(بلِوَى كُفافةَ أَو ببرْقَةِ أَخْرَم ... خِيَم على آلائِهِنَّ وَشِيعُ)
ويرْوَى بلِوَى سُوَيْقَةَ وَهَكَذَا أَنشَدَه ابنُ بَريّ، وبُرْقَةُ أرْمام قَالَ النَّمِرُ بنُ توْلبٍ رَضِي اللهُ عَنهُ:
(فبُرْقَةُ أَرْمام فجَنْبا مُتالِع ... فؤادِي المِياه، فالبَدىِ فأنجل)
وبُرْقةُ أَرْوَى من بلادِ تَمِيم، وَهُوَ جَبَلٌ، قَالَ حامِيَةُ بنُ نَصْرٍ الفُقَيْمِي:
(ببُرْقَةِ أرْوَي والمَطِي كأَنها ... قِداحٌ نَحاهَا باليَدَيْنِ مُفِيضُها)
وبُرْقة أَعيار قالَ عُمرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ المَخزُومِيُّ:
(أَلَمْ تَسْأَلِ الأَطْلالَ والمَنزِلَ الخلَقْ ... ببُرْقَةِ أَعْيارٍ فَيُخْبِرَ إِنْ نَطَق)
وبُرْقَةُ أَفْعَى قَالَ زَيْدُ الخَيْلِ الطّائِيّ رَضِي اللهُ عَنهُ:)
(فبُرْقَة أَفْعَى قد تَقادَمَ عَهْدُها ... فَمَا إِنْ بِها إِلا النِّعاجُ المَطافِلُ)
وبُرْقَةُ الأَمالِح قَالَ كثيرٌ يذكرُ رسمَ الدّارِ:
(وَقَفْتُ بهِ مستعَجِباً لبَيانِه ... سِفاهاً كحبسي يومَ برْقِ الأَمالح)
وبُرْقَةُ الأَمْهارِ قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(ولاحَ ببُرْقَةِ الأمْهارِ مِنْها ... لعَيْنِك ساطِعٌ من ضَوْءِ نارِ)
وبُرْقَةُ أَنْقَذ بالذّالِ والدّالِ، وَمن الأَخِيرِ قولُ الأَعْشَى:
(إِنّ الغَوانِي لَا يواصِلْنَ امْرَأ ... فقَدَ الشَبابَ وَقد تُواصِلُ أَمْرَدَا)

(يَا ليتَ شِعْرِي هَلْ أَعُودَنْ ناشئاً ... مثْلِي زُمَينَ هُنا ببُرْقَةِ أَنقَدَا)
ويرْوَى: زُمَينَ أَحلُّ بُرْقَة أَنْقَدَا وزُمَيْنَ هُنَا أَي: يومَ الْتَقَيا، وقِيلَ: هُنا بمَعْنَى أَنا، وزَعَم أَبو عُبَيْدَةَ أَنه أَرادَ بُرْقَةَ القُنْفُذِ الَّذِي يَدْرُجُ، فكنى عَنهُ للقافِيَةِ، إِذْ كَانَ مَعْناهُما واحِداً، والقُنْفُذُ لَا يَنامُ الليّلَ، بل يَرْعَى. وبُرقَةُ الأَوْجر قَالَ:
(بالشِّعْبِ من نَعْمانَ مَبْدى لنا ... والبرْقِ من خُضْرَةِ ذِي الأَوْجرِ)
وبُرْقَةُ ذِي الأَوْداتِ جمع أَوْدَة، وَهِي الثقَلُ، قَالَ جريرٌ: (عَرَفْتُ ببُرْقَةِ الأَوْداتِ رَسْماً ... مُحِيلاً طالَ عَهْدُكَ من رُسُوم)
هَكَذَا أَنْشَدَه ابنُ فارِس فِي كِتاب الدّاراتِ والبُرَقِ، وَفِي شِعْرِ جَرِيرٍ ببُرْقَةِ الوَدّاءَ، وسيأتِي ذكرُها قَرِيباً. وبُرْقَة إِيرٍ، بالكسرِ وإِيرُ: جَبَلٌ بأَرْضِ غطفانَ، قَالَ:
(عَفَتْ أَطْلالُ مَيَةَ من حَفِيرِ ... بهَضْبِ الوادِيَينِ فبرقِ إِيرِ)
وبُرْقَةُ بارِقٍ وبارِقٌ: جَبَل للأَزْدِ باليَمَنٍ، وَقد أَهمله المصَنِّفُ، قَالَ:
(ولَقَبْلُه أَودَى أَبُوه وجَده ... وقَتِيلُ برْقَةِ بارِق لي أَوْجع)
وبُرْقَةُ ثادِق وثادِقٌ فِي ديارِ أَسَد، يَأْتِي ذكرُه، قَالَ الحُطَيئَةُ:
(وكأَنًّ نَقْعَهُما ببُرْقَةِ ثادِقٍ ... ولِوَى الكَثِيبِ سُرادِقٌ مَنْشُورُ)
وبُرْقَةُ ثَمْثَم كجَعْفرٍ، قَالَ بِشْرُ بن أَبي خازِم:
(تَبَيَّنْ خَلِيلِي هَلْ تَرَى من ظَعائِنٍ ... غَرائِرَ أَبْكارٍ ببُرْقَةِ ثَمْثَم)
وبُرْقَةُ الثوْرِ قالَ أَبو زِيادٍ: هُوَ جانِبُ الصَّمّانِ، وأَنشَدَ لِذي الرُّمَّةِ:
(بصُلْبِ المِعي أَو بُرْقَةِ الثَّوْرِ لم يَدَعْ ... لَها جِدَّةً جَوْلُ الصَّبا والجَنائِبِ)

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: أَسْفَل الرَّنْداتِ أَبارِقُ إِلى سَنَدِها رَمْلٌ يسْمَّى الثَّوْرُ، ذَكَرها عُقْبَةُ بنُ مُضَرِّبٍ من بني سُلَيْم فَقَالَ:
(مَتَى تُشْرِفِ الثَّوْرَ الأَغَرَّ فإِنمّا ... لَك اليَوْمَ من إِشْرافه أَنْ تَذَكَّرَا)
قالَ: إِنَّما جَعَل الثَّوْرَ أَغَرَّ لبياضٍ كانَ فِي أَعلاه. وبُرْقَةُ ثَهْمَدِ لبَنِي دارِم، قَالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ: (لخَوْلَةَ أطْلالٌ ببُرْقَةِ ثهْمدِ ... تَلُوحُ كباقِي الوَشْم فِي ظاهِرِ اليَدِ)
وبرْقَةُ الجَبَا قَالَ كُثَيِّرٌ:
(أَلا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بعدَنا ... أراكٌ فصِرْمَا قادِمً فَتناضِبُ)

(فبُرْقُ الجَبا، أمْ لَا، فهُنَ كعَهْدِنا ... تَنَزَّى على آرامِهِنَّ الثَّعالِبُ)
وبُرْقَةُ حارِبٍ قَالَ التَّنُوخِيُّ:
(لعَمْرِى لنِعْمَ المَرْءُ من آلِ ضَجْعَم ... ثَوَى بينَ أحْجارٍ ببُرْقَةِ حارِبِ)
وبُرْقَةُ الحُرْضِ بالضَّمِّ، قَالَ النُّمَيْرِيُّ:
(ظَعَنُوا وكانُوا جِيرَةً خُلُطاً ... سَوْمَ الرَّبِيع ببُرْقَةِ الحُرْضِ)
وبُرْقَةُ حَسْلَةَ بالفَتْح، قالَ القَتّالُ:
(عَفا من آلِ خَرْقاءَ السِّتارُ ... فبُرْقَةُ حَسْلَةٍ مِنْهَا قِفارُ)

(لعَمْرُكَ إِنَّنِي لأحب أرْضاً ... بهَا خَرْقاءُ لَو كَانَت تُزارُ)
وبُرقَةُ حِسْمَى بالكسرِ أَو حُسْنَى بالضمِّ والنُّونِ، وَهُوَ مَجْرى بينَ العُذَيْبِ وَالْجَار بجَنْبِ البَحْرِ، وبِهما رُوِى قولُ كُثَيًّرٍ:
(عَفَتْ غَيْقَةٌ من أَهْلِها فحَرِيمُها ... فبُرْقَةُ حِسْمَى قاعُها فصَرِيمُها)
وقالَ ابْن الأعرابِيِّ: إِذا سَمِعْتَ فِي شِعر كُثَيِّرٍ غَيْقَةَ فمَعَها حُسْنَى بالنُّون، وإِن لم تَكُنْ غَيْقَةُ فهى حِسْمَى. وبُرْقَةُ الحَصّاءَ فِي دِيارِ بني أبِي بَكرٍ، قَالَ: (فيا حَبَّذا الحَصّاءُ فالبُرْقُ فالعُلا ... ورِيح أَتانا من هُناكَ نَسِيمُها)
وبُرْقَةُ حِلِّيتٍ كسِكِّيتٍ، قَالَ ابنُ مالِكٍ الوالِبِيُّ:
(تَرَكْتُ ابنَ نُعمانٍ كانَّ فِناءَه ... ببُرْقَةِ حِلِّيتٍ مَباءَة مُجْرِبِ)
وَقَالَ عامِرُ بنُ الطُّفَيْل وسابَقَ على فَرَسٍ يُقالُ لَهُ: كُلَيْبٌ، فسُبِقَ:
(أَظُنُّ كُلَيْباً خانَنِي أَو ظَلَمْتُه ... ببُرْقَةِ حِلِّيت وَمَا كانَ خائِنا)

وبُرْقَةُ الحِمى وَيُقَال لَهُ أَيْضاً: بُرْقَةُ الصَّفا، وسيأتِي قَرِيبا، قَالَ بُدَيْلُ بنُ قُطَيطٍ:
(ومَشْتىً بذِى الغَرَّاءَ أَو بُرْقَةِ الحِمَى ... على هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا)
وَقَالَ آخر:
(أضاءَتْ لَهُ نارِي بأبرِقَةِ الحِمَى ... وعَرْضُ الصلَيْبِ دُونَه فالأماثِلُ)
وبُرْقَةُ حَوْزَةَ قَالَ الأَحْوَصُ:
(فذُو المَرْخ أَقْوَى فالبِراقُ كأنَّها ... بحَوْزة لم يَحْلُلْ بهِنَّ عرِيبُ)
وبُرْقَةُ خَاخ قالَ الأحْوَص، قَالَه ابنُ فارِسٍ، وقالَ غيرُه: هُوَ للسَّرِي بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عُتْبَةَ بنِ عُوَيْمِرِ بنِ ساعِدَةَ الأَنصارِيِّ:
(وَلها مَرْبَعٌ ببرْقَةِ خاخٍ ... ومَصِيف بالقَصْرِ قصْرِ قُباءِ) وبرْقَةُ الخالِ قالَ القَتّالُ الكِلابِي:
(أَنَّى اهْتَدَيْتٍ ابْنَةَ البَكْرِيِّ من أمَم ... مِنْ أَهْلِ عَدْوَةَ أَوْ مِنْ بُرْقَةِ الخالِ)
وبُرْقَة الجُنَينَةِ هَكَذَا ضَبَطه الصاغانِيُّ: أَنها الجُنَيْنَةُ بِالْجِيم، تصغيرُ الجَنَّة، وأَنْشَدَ لجَبَلَةَ بنِ الحارِثِ وَقد جَعَلَها بُرَقاً:
(كأَنه فَرِدٌ أَقْوَتْ مَراتِعُه ... بُرْقُ الجُنَينَةِ فالأَخْراتُ فالدُّورُ)
وبُرْقَةُ الخَرْجاءَ قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فأَصْبَح يَرْتادُ الجَمِيمَ برابِغ ... إِلَى بُرْقَةِ الخَرْجاء من ضَحْوَةِ الغَدِ)
وبُرْقَةُ خِنزِيرٍ قَالَ الْأَعْشَى:
(فالسَّفْحُ يَجْرِي فخِنْزِيرٌ فبُرْقَتُه ... حَتىّ تَدافَعَ مِنْهُ الربوُ فالحُبَلُ)
وبُرْقَةُ خَو فِي دِيارِ أَبى بَكْرِ ابنِ كِلابٍ، وأنشدَ أَبو زِيادٍ:
(فَمَا أَنْسَ فِي الأَياّم لَا أَنْس نِسْوَةً ... ببُرْقَةِ خَو والعُصورَ الخَوالِيَا)
وبُرْقَةُ خَيْنَفٍ كحَيْدَرٍ، قَالَ الأَخطَلُ:
(حتىّ لَحِقْنَ وَقد زالَ النهّارُ وَقد ... مالَتْ لهنَّ بأَعْلَى خَينْفَ البُرَقُ)
وبرْقَةُ الدَّءّ اثِ قَالَ أَبو مُحَمَّد الفقْعَسِيّ:
(أَصْدَرَها من بُرْقَةِ الدَّءّ اثِ ... قُنْفُذُ لَيْلٍ خَرِش التَّبْعاثِ)
وبُرْقَةُ دَمْخ ودَمْخ: جَبَلٌ، وَقد ذُكِرَ فِي موضِعِه، قَالَ سَعْدُ بن البَرَاءَ الخَثْعَمي:)
(وفَرَّتْ فلمّا انْتَهَى فَرُّها ... ببُرْقَةِ دَمْخ فأَوْطانِها) وبرْقَةُ رامَتينِ قَالَ جَرِيرٌ:
(لَا يَبْعَدَنْ أَنسٌ تغيَّرَ بَعْدَهم ... طَلَلٌ ببُرْقَةِ رامَتَيْنِ مُحِيلُ)
وبُرقةُ رَحْرَحانَ: جَبَل، قَالَ مالكُ بنُ نوَيرةَ:
(أَرانِي اللهُ ذَا النعَمَ المُبَدَّى ... ببُرْقَةِ رَحْرحانَ وَقد أَرانِي)

(حَوَيْتُ جَميعَه بالسَّيْفِ صَلْتاً ... فلَمْ تَرْعَدْ يَداي وَلَا جَنانِي)
وبُرْقَةُ رَعْم بالفتحْ، وَهُوَ الشَّحْم، قَالَ يزيدُ بنُ أَبانَ الحارثيُّ:
(ظَعَنَ الحَيُّ يومَ بُرْقَةِ رَعْمٍ ... بغَزالٍ مُزَيَّنٍ مَربُوبَ)
وَقَالَ مُرَقِّشٌ:
(جَعَلْنَ قُدَيساً وأَعْنادَه ... يَميناً وبُرْقَةَ رَعْم شِمالاَ)
وبُرْقةُ الرَكاءَ قَالَ الرَّاعِي: بمَيْثاءَ سالَتْ من عَسِيبٍ فخالَطَتْببَطْنِ الرِّكاءَ بُرْقَةً وأَجارِعا وبرْقَةُ رُواوَةَ بالضَمَ: من جبالِ مُزَيْنَةَ، وجَعَلَه كُثَيرٌ بُرَقاً، فقالَ:
(وغَيَّر آياتٍ ببرْقِ رُواوَةٍ ... تَنائِى اللَّيالىِ والمَدَى المُتَطاوِلُ)
ويُرْوى: بنَعْفِ رُواوَةٍ. وبُرْقَة الرَوْحانِ: رَوْضَة تُنْبِتُ الرِّمْثَ باليَمامة، عَن الحَفْصى، قَالَ عَبيدُ بنُ الأَبْرَصِ:
(لِمَن الدِّيارُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ ... دَرَسَتْ لطُولِ تقادُمَ الأَزْمانِ)

(فوَقَفْتُ فِيهَا ناقَتِي لسُؤالِها ... وصَرَفْتُ والعَيْنانِ تَبْتَدِرانِ)
هَكَذَا هُوَ فِي العُبابِ والمُعْجَم، وقرأَت فِي كِتابِ الأَغانِي لأَبِي الفَرَج مَا نَصُّه:
(لِمَنِ الدِّيارُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ ... إِذْ لَا نَبِيعُ زمانَنا بزَمانِ)

(صَدَع الغَوانِي إِذْ رَمَيْنَ فؤادَه ... صَدْعَ الزُّجاجَةِ مَا بذاكَ يَدانِ)
والأبياتُ لِجَريرٍ، وساقَ قِصَّةً تدل على ذلِكَ، فَتأَمَّلْ، وَقَالَ أَوْفَى المازِنيُّ:
(إِنَّ الَّذِي يَحْمي دِيارَ أَبِيكمُ ... أَمْسَى يمِيدُ ببُرْقَةِ الرَّوْحانِ)
وبُرْقَةُ سعْدٍ قَالَ:
(أَبَتْ دِمَنٌ بكراعِ الغَمِيم ... فبرْقَةِ سُعْد فذاتُ العشرْ)

وبُرْقَةُ سِعْرٍ قالَ مالِك بنُ الصِّمَّة فَجَعلهَا برَقاً:
(أتُوعِدُنِي ودُونَكَ بُرْقُ سِعْرٍ ... ودُونِي بَطْنُ شَمْطَةَ والغَيامُ)
وبُرْقَةُ سُلْمانَيْنِ بالضمِّ، قَالَ جَرِيرٌ:
(قِفا نَعْرِفِ الرَّبْعَيْنِ بينَ مُلَيْحَةٍ ... وبُرْقَةِ سُلمانَيْنِ ذاتِ الأَجارِع)

(سَقَى الغيْثُ سلْمانَيْنِ والبُرَقَ العُلا ... إَلى كُلِّ وادٍ مُلَيْحَةَ دافِع)
وبرْقَةُ سُمْنانَ وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي قولِ أَرْبَدَ بنِ ضابِئ بن رَجاء الكِلابِيِّ. وبُرْقَةُ شَمّاءَ: هَضْبَةٌ، قَالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ:
(بَعْدَ عَهْدٍ لَهَا بسُرْقَةِ شَمّا ... ءَ فأَدْنَى دِيارِها الخَصاءُ)
وبُرْقَةُ الشَّواجِن والشَّواجنُ: وادٍ فِي دِيارِ ضَبَّةَ، ذَكَرها ذُو الرُّمَّةِ فِي شعْره. وبُرْقَة صادِرٍ: من مَنازِلِ بني عذْرَةَ، قَالَ النابِغَةُ الذُّبْيانِيُّ يمدَحُهم:
(وَقد قُلْتُ للنُّعْمانِ حينَ رأَيْتُه ... تَجَنَّبْ بَنِي حُنً بسُرْقَةِ صادِرِ)
وبرْقَةُ الصَّراةِ قَالَ الحَجّاج العُذْرِيُّ، وجَعلها بُرَقاً:
(أحِبكِ مَا طابَ الشَّرابُ لشارِبٍ ... وَمَا دامَ فِي بُرْقِ الصراةِ وُعُورُ)
وبُرْقَةُ الصَّفا قَالَ بُدَيْلُ بنُ قُطَيْط:
(ومَشْتىً بذِي الغَرّاءَ أَو بُرْقَةِ الصَّفا ... على هَمَلٍ أَخْطارُه قد تَرَجَّعَا)
وَقد ذُكِر هَذَا البيتُ أَيضاً فِي بُرْقَةِ الحِمَى وهما واحِدٌ. وبُرْقَةُ ضاحِك باليَمامة لبَنِي عَدِي، قَالَ أَبو جُوَيْرِيَةَ:
(وَلَقَد تَرَكْتِ غداةَ بُرْقَةِ ضاحِك ... فِي الصَّدْرِ صَدْعَ زُجاجَةٍ لَا تُشْعَبُ)
وَقَالَ الأَفوَهُ الأَوْدِي:
(فسائِل حاجِراً عنّا وعَنْهُم ... ببُرْقَةِ ضاحِكٍ يومَ الجَنابِ)
وبُرقة ضارِج قَالَ:
(أَتَنْسَوْنَ أَيّاماً ببُرْقَةِ ضارِج ... سَقَيْناكُمو فِيهَا حُراقاً من الشِّرْبِ)
وبُرْقَةُ طِحال وَقد جَعَلَها الشاعِرُ بُرَقاً، وَقَالَ:
(وكانَتْ بهَا حِيناً كَعاب خريدَةٌ ... لبرْقِ طِحال أَو لبَدْرٍ مصِيرُها)
وطِحال: أَكَمَةٌ بحِمى ضَرِيَّةَ، وَبِه بئْر يُقَال لَهُ بَدْر. وبرْقَةُ عاذِبٍ قَالَ الخَطِيمُ العُكْليُّ من)
اللُّصُوص: (أَمِنْ عَهْدِ ذِي عَهْدٍ بحَوْمانَةِ اللِّوىَ ... ومِنْ طَلَلٍ عافٍ ببُرْقَةِ عاذِبِ)

(ومَصْرَع خَيْم فِي مُقامٍ ومُنْتَأًى ... ورِمْدٍ كسَحْقِ المَرْزُبانيِّ كائبِ)
وبُرْقَةُ عاقلٍ قَالَ جَرِيرٌ:
(إِنَّ الظَّعائنَ يومَ بُرْقَةِ عاقلٍ ... قَدْ هِجْنَ ذَا خَبَلٍ فزِدْنَ خَبالاَ)
وبُرْقَةُ عالِج قَالَ المُسَيَّبُ ابنُ عَلَسِ وجَعَلَها بُرَقاً:
(بكَثِيبِ حَرْبَةَ أَو بحَوْمَلَ أَو ... مِنْ دُونِه من عالجٍ بُرَقُ)
وبُرْقَةُ عَسْعَس قَالَ جَميلٌ:
(جَعَلُوا أَقارِحَ كُلَّها بيَمِينِهم ... وهِضابَ بُرْقَةِ عَسْعَس بشِمالِ)
وبُرْقَةُ العُنابِ كغُرابٍ والعُنابُ: جَبَلٌ بطَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ كُثَيِّرٌ وجَعَلَها بُرَقًا:
(لياليَ مِنْهَا الوادِيانِ مَظِنَّةٌ ... فبُرْقُ العُنابِ دارُها فالأَمالِحُ)
وبُرْقَةُ عَوْهَقٍ وعَوْهَق: وادٍ، قَالَ ابنُ هرْمَةَ:
(قِفا سَاعَة واسْتَنْطِقا الرَّسْمَ ينْطِقِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى أَو ببُرْقَةِ عَوْهَقِ)
وبُرْقَةُ العِيَراتِ بكسرٍ ففَتْحٍ، قَالَ امرُؤُ القَيسِ:
(غَشِيتُ دِيارَ الحَيِّ بالبَكَراتِ ... فعارِمَةٍ فبُرْقَةِ العِيَراتِ) وبُرْقَةُ عَيْهَلٍ كحَيْدَرٍ قالَ بشْرٌ:
(فإِنَّ الجِزْعَ بينَ عُرَيْتِنات ... وبُرْقَةِ عَيهَلٍ مِنْكُم حَرامُ)
ويرْوى: عَيْهَم وبرقَة عَيْهَمٍ بِالْمِيم، قَالَ جَوّاس بنُ نُعَيْمٍ:
(فَمَا رَدَّكُمْ بقْيَا ببُرْقَةِ عَيْهَم ... علينَا وَلَكِن لم نَجِدْ مُتَقَدَّمَا)
وقالَ الحُطَيْئَةُ وَقد جعَلَها بُرَقاً:
(يَنْجُو بهَا من مُرْقِ عَيْهَمَ طَامِياً ... زُرْقَ الجِمِام رِشاؤُهُنَّ قَصِيرُ)
وسيُذْكَرُ فِي مَوْضِعِه: وبُرْقَةُ ذِي غانٍ قَالَ أَبو دوادٍ الإِيادِيُ:
(نَحْنُ حَذَّرْنا ببُرْقَةِ ذِي غا ... ن عَلَى شحْطِ المَزارِ الأصَدَّا)
ويرْوَى: برَحْبَةِ ذِى غان. وبُرْقَةُ الغضى قَالَ حُمَيْد الأَرْقطُ: ومِنْ أَثافِى المَوْقِدِ المُزَعْزَع) رَواكِدٌ كالحِدَآتِ الوُقَّع ببُرْقَةٍ بينَ الغَضَى ولَعْلَع وبُرْقَةُ غَضْوَرٍ كجَعْفَرٍ، ببلادِ فَزارَةَ، قَالَ نَجَبَة بن رَبِيعةَ الفَزارِيُّ: (وباتُوا على مِثلِ الذِي حَكَمُوا لَنا ... غداةَ تَلاقَيْنا ببُرْقةِ غضْوَرَا)
وبُرْقَةُ قادِمً قَالَ العَلاءُ بنُ قُرْظَةَ خالُ الفَرَزْدَقِ:
(وَنحن سَقَيْنا يومَ بُرْقَةِ قادِم ... مصارَ نُفَيْلٍ بالذُّعاقِ المُسَمم)
وبُرْقَةُ ذِي قارٍ وذُو قارٍ: ماءٌ لبَكْرِ بنِ وائِلٍ قُرْبَ الكُوفَة، قَالَ:
(لقَدْ خَبَّرَتْ عَيْناكَ يَوْمًا بحُبِّها ... ببُرْقَةِ ذِي قارٍ وَقد كَتَمَ الصَّدْرُ)
وبُرْقَةُ القُلاخ بالضَّم، قَالَ أَبو وَجزةَ وجَعَلَها بُرَقاً:
(أَجزاعُ لِيْنَةَ فالقُلاخُ فبرْقُها ... فشُواحِطٌ فرِياضُه فالمَقْسَمُ)
وبُرْقَةُ الكَبَوانِ مُحَرَّكَةً، قالَ لَبِيدٌ رضِي اللهُ عَنهُ:
(طالَتْ إِقامَتُهُ وغَيَّرَ عَهْدَه ... رِهَمُ الرَّبِيع ببُرْقَةِ الكَبَوانِ)
وبُرْقَةُ لَعْلَعٍ وشاهِدُه فِي قولِ حُمَيْد الأَرقَطِ، وَقد تَقَدَّمَ فِي بُرْقَةِ الغَضَى. وبُرْقَةُ لَفْلَفٍ: بينَ الحِجازِ والشّام، قَالَ حُجْرُ بنُ عُقْبَةَ الفَزارِيُّ:
(باتَتْ مُجَلَّلَةً ببُرْقَةِ لَفْلَف ... ليلَ التِّمام قَلِيلةَ الإِطْعام)
وبُرْقَةُ اللَّكِيكِ كأمِيرٍ، ويُرْوَى اللُّكاك، كغُرابٍ، قالَ الرّاعِي وجَعَلها أَبارِق:
(إِذا هَبَطَتْ بَطْنَ اللَّكِيكِ تَجاوَبَتْ ... بهِ ودَعاها رَوْضُه وأَبارِقُهْ)
وبُرْقَةُ اللِّوَى قالَ مُصْعَبُ بنُ الطُّفَيْلِ القُشَيرِي:
(بناصِفَةِ العَمْقَيْنِ أَو بُرْقَةِ اللِّوَى ... على النَّأي والهِجْرانِ شُبَّ شَبُوبُها) وبُرْقَةُ مَأسَلٍ كمَقْعَدٍ، قَالَ الراعِي:
(تَباهَي المُزْنُ واسْتَرْخَتْ عُراهُ ... ببرْقَةِ مَأسَلٍ ذاتِ الأفانِي)
وبُرْقةُ مِجْوَل كمِنْبَرٍ، قَالَ جَمِيل:
(طَرَباً وشاقَكَ مَا لَقِيتَ وَلم تَخَفْ ... بينَ الحَبِيبِ غَداةَ بُرْقَةِ مِجْوَلِ)
وبُرْقَةُ مَرَوْراةَ قَالَ الطِّرِمّاخ:
(ولَسْتُ براءِ من مرَوْراةَ بُرْقَةً ... بهَا آلُ سَلْمى والجَنابُ مَرِيعُ)

وبرْقة مُكَتَّلٍ كمُعَظَّم: جَبَلٌ، أنْشَد أَبُو زيادٍ: أحْمِى لَها مِنْ بُرْقَتَي مُكَتَّل والرِّمْثِ من بَطْنِ الحَرِيم الهَيْكَلِ ضَرْبَ رِياح قائِماً بالمِعْوَلِ وبُرْقَةُ مُنْشدٍ: ماءٌ بينَ تَمِيم وبَنِى أَسَدٍ، قَالَ كُثَيِّرٌ:
(فقُلْتُ لَهُ لم تَقْضِ مَا عَهِدَتْ لَهُ ... وَلم تَأتِ أَصْراماً ببُرْقَةِ مُنْشِدِ)
وبُرْقَةُ مَلْحُولب قَالَ ابْن مُقْبِل:
(عَشِيَّةَ قالَتْ لِي وقالَتْ لصاحِبِي ... ببُرْقَةِ مَلْحُوبٍ أَلا تَلِجانِ)
وبُرْقَةُ النَّجدِ: من نواحي اليَمامَةِ، قَالَ عبدُ المَلِك بنُ عَبدِ العَزِيزِ السَّلوليُّ اليَماميُّ:
(مَا تَزالُ الدِّيارُ فِي بُرْقَةِ النج ... دِ لسُعْدَى بقَرْقَرَى تُبليِنِي)
وبُرْقَةُ نُعْمِى بالضَّمِّ: وادٍ بتِهامَةَ، قَالَ الناّبِغَةُ الذُّبْيانِىُّ: (أَهاجكَ من أَسماءَ رَسم المنازِلِ ... ببُرْقَةِ نُعْمِى فرَوْض الأَجاوِلِ)
وبرقة النير بِالْكَسْرِ قَالَ عَمْرو بن الْأَشْعَث بن لَجأ: تَرَبَّعَتْ فِي السِّر من أَوْطانِها بَين قَطَيّاتٍ إِلَى دغمانها فبُرْقَةِ النِّير إِلى خرْبانِها.
وفاتَهُ: بُرْقَةُ النعاجِ، وَقد أَهمله الصاغانِيُّ أَيْضاً، وأَوْرَده ياقُوت، وأَوْرَدَ لَهُ شاهِداً من قَول القتالِ الْكلابِي:
(عَفا النجبُ بَعدي فالعُرَيشانِ فالبُترُ ... فبُرْقُ نعاج من أُميمَةَ فالحجْر)
وبُرْقَةُُ واحِفٍ قالَ لبيدٌ رضَي اللهُ عَنهُ:
(كأَخنَس ناشِطِ جادَتْ عليهِ ... ببُرْقةِ واحِفٍ إِحْدَى اللَّيالِي)
وبُرْقَةُ واسطٍ قَالَ ياقُوت: لم يَحضرْنِي شاهِدُها، وكَذلك الصّاغانِيُّ لم يُورِدْ لَهَا شَاهدا. قلتَ: وشاهدها قَول كثير فِيمَا أنْشد السّكيت:
(فَإِذا غشيت لَهَا ببرقة وَاسِط ... فَلوى حبيب منزلا أبكاني)
وبرقة واكف قَالَ الأفواه الأودي:)
(فسائل حاجراً عَنَّا وعنهم ... ببرقة واكف يَوْم الجناب)
ويروى ببرقة ضَاحِك وَهَذِه الرِّوَايَة أصح وَقد تقدم ذكرهَا. وبرقة الوداء: وَاد أَعْلَاهُ لبني العدوية وأسفله لبني كُلَيْب وضبة قَالَه السكرِي قَالَ جرير: (عَرَفْتُ ببُرْقَةِ الوَدِّاءَ رَسماً ... مُحِيلاً طالبَ عَهْدُكِ من رُسُوم)
وبُرْقَةُ هارِبٍ ويُرْوَى للنَابِغَة الذبْيانِيَ فِي بعضِ الرواياتِ:
(لعَمْرِي لنِعمَ المَرْء مِنْ آل ضَجْعَم ... تَزُور ببصْرى أَو ببرْقَةِ هاربِ)

(فَتى لم تَلِدْه بنتُ أم قَرِيبة ... فيَضوَى، وَقد يضْوَى رَدِيدُ الأقارِبِ)
وبُرْقَة هَجِينٍ: بينَ الحِجازِ والشّام، وجعَلَها جَمِيل بُرَقاً، فَقَالَ:
(قَرَضْنَ شمالاً ذَا العشَيْرَةِ كلَّه ... وذاتَ الْيَمين البرْقَ بُرْقَ هَجِينِ)
وبُرْقَةُ هُولَى بِالضَّمِّ، قَالَ العُجَيرُ السَّلُوليُّ:
(أَبْلِغْ كُلَيْباً بأنَّ الفَجَّ بينَ صَدى ... وبَيْنَ بُرْقَةِ هُو لَي غَيْرُ مَسْدودِ)
وبُرْقَةُ يَتْرَبَ كيَمنَع، بالتاءَ الْفَوْقِيَّة، وَقد جاءَ ذِكْرُها فِي قَوْلِ النَّمِرِ بنِ توْلَب. وبُرقَة اليَمامَةِ قالَ مُضَرِّسُ ابنُ رِبعي وجَعَلَها بُرَقاً:
(وَلَو أَنَّ غفْراً فِي ذُرا متمنع ... من الضُّمْرِ أَو بُرْقِ اليَمامَةِ أَو خِيَمْ)

(تَرَقى إِليهِ المَوْتُ حَتَّى يَحُطه ... إِلى السهلِ أَو يَلْقَى المَنِيَّةَ فِي العَلَمْ)
هذِه بُرَقُ العَرَبِ الَّتِي تَقَدَّمَ الوَعدُ بذِكْرِها. وَقَالَ ابنُ الأَعرابِيِّ: البُرْق، بِالضَّمِّ: الضِّباب، جَمْع ضَبّ.وأَرْعَدُوا وأبرَقُوا إِذا أصَابَهم رعد وبرق. وحَكى أَبو عُبَيْدَةَ وأَبُو عمْرو: أَرْعَدَت السَّماءُ)
وأَبرَقَتْ: إِذا أتتْ بهما وكذلِك رعَدَت وبَرَقَتْ وَقد تَقدّمَ. وأَرعد فلانٌ وأَبرَقَ: إِذا تَهَدَّدَ وأَوْعَدَ وكذلِك رَعَدَ وَبرَقَ، وَقد تَقَدَّم، وَلَو ذَكَر الثلاثِي والرباعيَّ فِي مَوضِع واحدٍ كَانَ أَتقنَ فِي الصنْاعةِ، كَمَا لَا يَخْفى، وَقد تَقدَّم إِنكار الأَصْمعيِ أَرْعَدَ وأَبْرَقَ. وحَكَى أَبو نَصْرٍ: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا لَمَعَ بسَيْفِه. وقالَ ابنُ عَباّدِ: أَبرَقَ عَن الأَمْرِ: إِذا تَرَكَهُ يَقُولُونَ: لئِنْ أَبرَقْتَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ وإِلاّ فَعلتُ كَذَا وَكَذَا، أَي: لئنْ تَرَكْتهُ. قالَ: وأَبرَقت المرأَة عَن وَجْهِها: إِذا أَبْرَزتْهُ ونصَّ اللِّحْيانِيِّ بَوجْهِها وسائِرِ جِسمِها: إِذا تَحَسَّنَت وَقد تَقَدم. وأبرَق الصَّيدَ: أثارَه. وأَبْرَق الضحِّى: إِذا ضَحى بالشاةِ البَرْقاءِ وَمِنْه الحَدِيث أَبرقُوا فإنَّ دم عَفراء أّزْكَى عندّ الله من دَم سَوْداوين أَي: ضَحّوا بالبَرقاء: أَي الشاةِ الَّتِي يشقّ صوفَها الأبْيَضَ طاقات سود وقيلَ: مَعْنَى الحَدِيثِ: اطْلُبُوا الدَّسَمَ والسمَنَ، مِن بَرَقتْ لَهُ: إِذا دَسَّمْتَ طَعامَه بالسمْنِ. وبَرَّقَ بَصَرَه: لألأ بِهِ. وقالَ اللَّيثُ: برَّقَ عيْنَيهِ تَبرِيقاً: إِذا وَسَّعَهُما، وأَحَدَّ النّظر قَالَ أَعْرابِي فِي المعاتَبَة بينَه وبينَ أَهْلِه.
فعَلِقَتْ بكَفِّها تصفِيقَا وطَفِقَتْ بِعَيْنِها تَبْرِيقاً نَحْوَ الأَمِيرِ تَبْتَغِي تَطْلِيقَا وقالَ المُؤَرِّخ: برَّقَ فُلان تَبْريقاً: إِذا سافَرَ سفرا بعِيداً. قَالَ: وبرق منْزِلَه إِي زَوقه وَزَنه. قالَ: وبَرَّقَ فِي المَعاصِي: إِذا لَج فِيها. وبَرَّقَ بِي الأَمْرُ أَي: أَعْيا عَلَي. وَقَالَ ابنُ الأعْرابِي: بَرَقَ: إِذا لَوَح بشيءِ ليسَ لَهُ مِصْداقٌ، تَقولُ العَرَب: بَرَّقْتَ وعَرَّقْتَ، أَي: لَوَّحْتَ بشيءٍ لَيْسَ لَهُ مصْداق، وعَرَّفتَ، أّي: قَلَّلْت. والبرْقُوقُ بالضمِّ: إِجّاص صِغار ويُعْرفُ بِالشَّام بجابزك وقِيلَ: هُوَ المِشْمِشُ، مُوَلَّدة وَبِه سُمَىَ المَلِكُ الظاهرُ سلْطانُ مِصْرَ المُتَوَفَّي سنة.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: البُرْقَة، بالضمِّ: المِقْدارُ من البَرْقِ، وقُرِئ: يَكادُ سَنا بُرَقِهِ فَهَذَا لَا مَحالَةَ جَمْع بُرْقَةٍ. وسَحابَة بَراقَة: كبارِقة. وأَبْرَقُوا: دَخَلُوا فِي البرْق. وأَبْرَقُوا البَرْقَ: رَأَوْهُ، قَالَ طفيل:
(ظَعائِنُ أبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه ... وخِفن الهمامَ أنْ تُقادَ قَنابِلُه)
قَالَ الفارِسِيّ: أَرادَ أَبْرَقْنَ بَرْقَهُ. ويُقال: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا أَم البَرْقَ أَي: قَصَدَهُ. ويُقالُ: بَرَقَ: إِذا طَلَبَ. وبَرْقُ خُلَّبٍ، بالإِضافَةِ، وبَرْق خلب، بالصِّفَةِ، وَهَذَا الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَر. واستَبْرَقَ المَكان: لمعَ بالبَرْقِ، قَالَ الشاعِر:)
(يَسْتَبْرِقُ الأفُقُ الأقْصَى إِذا ابتسَمَت ... لمْعَ السُّيُفِ سِوَى أَغْمادِها القُضُبِ)
وَفِي صِفَةِ أَبي إِدْرِيس: دَخَلْت، مَسجِدَ دِمَشْقَ، فإِذَا فَتى برّاقُ الثَّنايا وصَفَ ثَناياهُ بالحُسْنِ والضِّياء وأَنّها تَلْمَعُ كالبَرْقِ، أَرادَ صِفَةَ وَجْهِه بالبِشْرِ والطَّلاقَةِ. وأَبرَقه الفزَعُ. ورَجلٌ بروُقٌ: جَبانٌ. والبرْقُ، بالضمِّ: العَيْنُ المُنْفَتِحَة، رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عَن ابنِ الأَعْرابِيِّ. وبَرِقَتْ قدَماه، كفَرِحَ: ضَعُفَتا، وِهو مِن قَوْلِهم: بَرِقَ بَصَره، أَي: ضعف. وتُجْمَعُ البُرْقَةُ بالضمِّ على بِراقٍ بالكسرِ، وبُرَقٍ كصرَدٍ. وَيُقَال: قُنفُذُ بُرْقَة، كَمَا يُقال: ضَبّ كُدْيَة. وعَيْنٌ بَرقاءُ: سَوْداءُ الحَدَقةِ مَعَ بَياضِ الشَّحْمَةِ، وأنْشدَ الجَوْهَرِيُّ:
(ومُنْحَدِر من رَأسِ بَرْقاءَ حَطهُ ... مَخافَةَ بَيْنٍ مِن حَبِيبٍ مُزايِلِ)
يَعْنِي دَمْعاً انْحَدَر من العَينِ، وَفِي المُحْكَم: أَرادَ العَينَ، لاختلاطِها بلَوْنَينِ من سَوادٍ وبَياضٍ.
ورَوضَة بَرْقاءُ: فِيهَا لَوْنانِ من النَّبتِ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:
(لَدَى رَوْضَةٍ قَرْحاءَ بَرْقاءَ جادَها ... من الدّلوِ والوَسْمِىِّ طَل وهاضِب)
قَالَ ابنُ برَيّ: وَيُقَال للجَنادِبِ: البُرْقُ، قالَ طَهْمَانُ الكِلابِيُّ:
(قَطَعْتُ وحِرْباءُ الضُّحَى مُتَشَوِّسِّ ... وللبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتان نَقِيقُ)
والبرْقَةُ، بالضمِّ. قلَّة الدَّسَم فِي الطعُامَ. والتبّارِيقُ: هِيَ البَرائِقُ من الطَّعامَ. ويُقال: ابرُقُوا المَاء بزَيْت، أَي: صُبوا عليهِ زَيتاً قلِيلاً. والبُرقِي، بِضَم فَفتح: الطفيلي حِجازِيَة. وبرَيْقٌ، وبارِقٌ، وبُرَيرق، وبَرْقانُ، وبَراقَة: أَسمَاء. والصِّحافُ البارِقِيَّة: إِلى بارِقِ الكُوفَة، قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ: (فَمَا إِن هُما فِي صَحْفَة بارِقِيَّةٍ ... جَدِيدٍ أمِرَّتْ بالقَدوم وبالصَّقْل)
وتبارِقُ: اسمُ موضِع، عَن أَبِي عَمْرو، قالَ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ:
(عَفَا كَنَفا حَوْرانَ من أمِّ مَعْفَس ... وأقفَرَ مِنها تُسْترٌ وتُبارِقُ)
وبُرْقَةُ، بالضمِّ: مَوضِع بالمَدِينة بِهِ مَال كَانَت صَدَقاتُ سيِّدِنا رسولِ الله صَلىّ الله عَلَيْهِ وسَلم مِنْهَا، وقِيلَ: إِنّ ذَلِك من أَموالِ بَنِي النَّــضِيرِ، وَقد رَواه بَعضهم بِالْفَتْح. وبرْقَةُ: موضِعٌ من نواحِي الْيَمَامَة. وَأَيْضًا: موضعٌ كَانَ فِيهِ يَوْم من أَيام العَرَبِ، أسِرَ فِيهِ شِهابٌ فارِس هَبُّود، من بني تَمِيم، أَسَره يَزِيدُ بنُ حُرْثَةَ، أَو بُرد اليَشكُرِيُّ، فمَنَّ عَلَيْهِ، وَفِي ذلِكَ قالَ شاعِرُهُم:
(وفارِسَ طِرْفِهِ هَبَّود نلْنا ... ببُرْقَةَ بعدَ عِز واقتِدارِ)
وبارِقٌ: جَبَل نَزَلَه سعد بنُ عَدِي فلُقِّبَ بهِ فِي قَوْلِ المُؤَرِّج، وقالَ ابنُ عَبْدِ البَرِّ: بارقٌ: مَاء)
بالسرَّاةِ، وَقَالَ غيرُه: موضِع بتِهامَةَ. وبارِقٌ: رُكْنٌ من أرْكانِ عارِضِ اليَمامةِ. وبارِق: نَهَرٌ ببابِ الجَنةِ فِي حَدِيثِ ابْن عَباسٍ، ذَكَرَه ابْن حاتِم فِي التَّقاسِيم والأنْواع فِي حَدِيثِ الشُّهَداءَ.
والبرَقِيًّ، مُحَركَةَ: نسبةُ الإِمَام أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أحْمَدَ بنِ يُوسفَ الخُوارَزْمِيِّ الحَنَفِيِّ، وهم بيتٌ كَبِير فِي بُخارا، إِلى البَرَق، وَهُوَ وَلَدُ الشّاةِ، رَوى عَنهُ شَمْس الأئمًّةِ الأوزْجَندِيّ، وبُرْهانُ الأئِمةِ، وغيرُهما، ويُلَقبُ أَيضاً بشَرَفِ الرُّؤَساءَ، ترجَمه الذَّهَبي فِي التارِيخ. وبرقان بِضَمَّتَيْنِ قَرْيَة من نواحي بَلخ مِنْهَا مُحَمَّد بن خاقَان وَغَيره. وأبارق بَيِّنَة مَوضِع قرب الرُّوَيْثَة قَالَ كثير:
(أشاقك برق آخر اللَّيْل خافق ... جرى من سناه بَيِّنَة فالأبارق)
والأبراقات مَاء لبني جَعْفَر ابْن كلاب. وأَبْرُوقا: قريةٌ جليلةٌ من ناحيةِ الرومَقَان من أَعمال الكُوفَة، وَفِي كتابِ الوُزراء أَنهّا كانَتْ تُقَوَّمُ على الرَّشِيدِ بأَلْفِ أَلفٍ ومائِتي أَلْفِ دِرْهَم. وَيُقَال: حَدَّثْتُه فأَرْسَل برْقاوَيه، أَي: عَيْنَيه لبَرْقِ لونِهِما، وَهُوَ مجازٌ، كَمَا فِي الأَساسِ. وبَرَّاقةُ، مشدَّدة: قريةٌ من أَعمالِ اليمامةِ. وللعَرَبِ بِراق قد أَخَلَ بذكرهن المصنفُ والصاغانِيُّ، أَوردها ياقوت فِي المعجَم، مِنْهَا: براقُ بَدْرٍ، وبراقُ جَبا: مَوضِع بالجَزِيرة، أَما بِراقُ حَبا فباَلشامِ، عَن أَبي عُبيدَةَ، ذَكَرَهما مَعًا نصر. وبِراقُ التِّين، وبِراق ثَجْرٍ: قُرْبَ وادِي القرَى.
وبِراقُ حوْرَةَ: من ناحِيَةِ القِبْلِيَّة. وبِراقُ خَبْتٍ: بينَ الحَرَمَيْنِ. وبِراقُ الخَيْلِ: قُربَ راكِس.
وبِراقُ سَلْمى، وبِراقُ غَضوَرَ، وبِراقُ غَوْلٍ، وبِراقُ اللِّوَى، وبِراقُ لِوَى سَعِيدٍ، وبِراقُ النِّعافِ، وَقد حَذَفْنا شواهِدَها، لئَلاّ يَطُولَ الْكتاب. وذُو البِراقِ، بالكسرِ أَيْضا: موضِعٌ فِي شِعْرِ جميلٍ. وبُرَيْق كزبَيْرٍ: جدُّ أبي الفضْلِ جَعْفرِ بنِ عمّارٍ البَزّاز، ضبطَه الخَطِيبُ، وَقَالَ: وَهِمَ فِيهِ الطَّبرانيُّ، فَقَالَ: ابْن بويْق، بِالْوَاو. وَبَاب بارقة أحد الْأَبْوَاب فِي جبل القبق.
والبُرْقَة بالضمِّ. قِلَّةَ الدَّسَم. والبرقِيّات بضمٍّ ففتحٍ، من الطِّعامَ: الأَلوان الَّتِي يَبْرق بِها. والبرَقي: الطفيلي بلغةِ أَهْلِ مَكَّة.
البرق: أول ما يبدو للعبد من اللوامع النورية، فيدعوه، إلى الدخول في حضرة القرب من الرب للسيَّر في الله.
برق: {برِق البصر}: شُق، أي شخَص، يعني فتح العينين عند الموت، وبرق: من البريق. {إستبرق}: ثخين الديباج. فارسي معرب.
ب ر ق : الْإِسْتَبْرَقُ غَلِيظُ الدِّيبَاجِ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ. 
(برق) بَصَره وببصره أوسعه وَأحد النّظر وَفُلَان هدد وأوعد وَفِي الْمثل (برق لمن لَا يعرفك) هدد من لَا علم لَهُ بك فَإِن من عرفك لَا يعبأ بك وسافر سفرا بَعيدا وَفِي الْمعاصِي لج وَالْمَرْأَة بوجهها برقتْ ومنزله زينه وزوقه
[برق] اليرقان مثل الارقان، وهو آفة تصيب الزرع وداءُ يصيب الناس. يقال: زرعٌ مأروق وميروق. واليارق : الجبارة، وهو الدستبند العريض، معرب.

برق


بَرَقَ(n. ac. بَرْق
بَرِيْق
بُرُوْق
بَرَقَاْن)
a. Flashed, gleamed, shone; glittered, glistened; glowed
beamed; sparkled, scintillated.
b. Adorned, beautified (herself).

بَرِقَ(n. ac. بَرَق)
a. Was confounded, stupefied, dazed.

بَرَّقَa. Glanced, looked at intently, keenly.
b. Adorned.

أَبْرَقَa. Lightened; brandished (sword).
b. Threatened.
c. Was struck by lightning.

بَرْق
(pl.
بُرُوْق)
a. Lightning, flash; brightness, brilliancy
splendour.

بَرْقَةa. Fear, consternation; panic.

بُرْقa. Species of lizard.

بُرْقَة
(pl.
بُرَق)
a. Rugged ground.

بَرَق
(pl.
بِرْقَاْن
بُرْقَاْن
أَبْرَاْق)
a. Lamb.

مَبْرَق
(pl.
مَبَاْرِقُ)
a. Break, peep of day, daybreak, dawn, first blush of
morning.

بَاْرِقa. Flashing, gleaming, shining, resplendent.

بَاْرِقَةa. Lightningcloud.

بُرَاْقa. Animal on which Muhammad ascended to Heaven

بَرِيْقa. see 1b. Twomasted schooner, brig.

بُرُوْقa. Small plum.

بُرْقَاْنa. Yellow locusts.

إِبْرِيْق
(pl.
أَبَاْرِيْقُ)
a. Ewer, jug.

بَوْرَق
a. Nitre.
ب ر ق: (بَرَقَ) السَّيْفُ وَغَيْرُهُ تَلَأْلَأَ وَبَابُهُ دَخَلَ وَالِاسْمُ (الْبَرِيقُ) . وَ (الْبَرْقُ) وَاحِدُ (بُرُوقِ) السَّحَابِ يُقَالُ: (بَرْقُ) الْخُلَّبِ وَبَرْقُ خُلَّبٍ بِالْإِضَافَةِ فِيهِمَا وَبَرْقٌ خُلَّبٌ بِالصِّفَةِ، وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مَطَرٌ، وَقَدْ سَبَقَ الْكَلَامُ فِي بَرَقَتِ السَّمَاءُ وَ (أَبْرَقَتْ) فِي [رع د] وَ (الْبُرَاقُ) دَابَّةٌ رَكِبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ. وَ (بَرِقَ) الْبَصَرُ مِنْ بَابِ طَرِبَ إِذَا تَحَيَّرَ فَلَمْ يَطْرِفْ فَإِذَا قُلْتَ: بَرَقَ الْبَصَرُ بِالْفَتْحِ فَإِنَّمَا تَعْنِي (بَرِيقَهُ) إِذَا شَخَصَ وَ (بَرَّقَ) عَيْنَهُ (تَبْرِيقًا) إِذَا وَسَّعَهَا وَأَحَدَّ النَّظَرَ. وَ (الْإِبْرِيقُ) غِلَظٌ فِيهِ حِجَارَةٌ وَرَمْلٌ وَطِينٌ مُخْتَلِطَةٌ وَكَذَا (الْبَرْقَاءُ) وَ (الْبُرْقَةُ) بِوَزْنِ الْغُرْفَةِ. وَ (الْبَرْقُ) سَحَابٌ ذُو بَرْقٍ، وَالسَّحَابَةُ (بَارِقَةٌ) . وَ (الْإِسْتَبْرَقُ) الدِّيبَاجُ الْغَلِيظُ فَارِسِيٌّ مُعَرَّبٌ وَتَصْغِيرُهُ أُبَيْرِقٌ. 

برق: قال ابن عباس: البَرْقُ سَوط من نور يَزجرُ به الملَكُ السحاب.

والبَرْقُ: واحد بُروق السحاب. والبَرقُ الذي يَلمع في الغيم، وجمعه بُروق.

وبرَقت السماء تَبْرُق بَرْقاً وأَبْرَقتْ: جاءَت بِبَرق. والبُرْقةُ:

المِقْدار من البَرْق، وقرئ: يكاد سنَا بُرَقِه، فهذا لا محالة جمع

بُرْقة. ومرت بنا الليلةَ سحابة برّاقة وبارقةٌ أَي سحابة ذات بَرْق؛ عن

اللحياني. وأَبْرَق القوم: دخلوا في البَرْق، وأَبرقُوا البرْق: رأَوْه؛ قال

طُفَيْل:

ظعائن أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه،

وخِفْنَ الهُمامَ أَن تُقاد قَنَابِلُهْ

قال الفارسي: أَراد أَبْرَقْن بَرْقه. ويقال: أَبرقَ الرجل إذا أَمَّ

البرقَ أَي قصَده. والبارِقُ: سحاب ذو بَرْق. والسحابة بارقةٌ، وسحابةٌ

بارقة: ذات بَرق. ويقال: ما فعلت البارقة التي رأَيتَها البارحة؟ يعني

السحابة التي يكون فيها بَرق؛ عن الأَصمعي. بَرَقَت السماء ورعَدَت بَرَقاناً

أَي لَمَعَت. وبرَق الرَّجل ورعَد يرعُد إذا تهدّد؛ قال ابن أَحمر:

يا جَلَّ ما بَعُدَتْ عليكَ بِلادُنا

وطِلابُنا، فابْرُقْ بأَرْضِكَ وارْعُدِ

وبرَق الرجل وأبرَق: تهدَّد وأَوْعد، وهو من ذلك، كأَنه أَراه

مَخِيلةَ الأَذى كما يُري البرقُ مخيلةَ المطَر؛ قال ذو الرمة:

إذا خَشِيَتْ منه الصَّرِيمة، أَبرَقَتْ

له بَرْقةً من خُلَّبٍ غير ماطِرِ

جاء بالمصدر على برَقَ لإن أَبْرَقَ وبرَق سواء، وكان الأَصمعي ينكر

أَبْرق وأَرعد ولم يك يرى ذا الرُّمة حُجةً؛ وكذلك أَنشد بيت الكميت:

أَبْرِقْ وأَرْعِد يا يزيـ

ـدُ، فما وَعِيدُك لي بِضائرْ

فقال: هو جُرْمُقانِيّ. الليث: البَرق دخِيل في العربية وقد استعملوه،

وجمعه البِرْقان. وأَرْعَدْنا وأَبْرَقْنا بمكان كذا وكذا أَي رأَينا

البرق والرعد. ويقال: برْق الخُلَّبِ وبرقُ خُلَّبٍ، بالإضافة، وبرقٌ خُلَّبٌ

بالصفة، وهو الذي ليس فيه مطر. وأَرعَد القومُ وأَبرَقُوا أَي أَصابهم

رَعْد وبَرق. واستَبْرَقَ المكانُ إذا لَمَع بالبرق؛ قال الشاعر:

يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقصَى، إذا ابْتَسَمَتْ،

لَمْعَ السُّيُوفِ، سِوَى أَغْمادِها، القُضُبِ

وفي صفة أَبي إدريسَ: دخلْت مسجد دِمَشْقَ فإذا فتى بَرّاقُ الثنايا؛

وصَف ثناياه بالحُسن والضِّياء

(*قوله «والضياء» الذي في النهاية: والصفاء)

وأنها تَلْمَع إذا تبسَّم كالبرق، أَراد صفة وجهه بالبِشْر والطَّلاقة؛

ومنه الحديث: تَبْرقُ أَساريرُ وجههِ أَي تلمع وتَسْتَنِيرُ كالبَرْق.

بَرق السيفُ وغيره يَبْرُق بَرْقاً وبَرِيقاً وبرُوقاً وبَرَقاناً: لمَع

وتَلأْلأَ، والاسم البَريق. وسيفٌ إبْريق: كثير اللَّمَعان والماء؛ قال ابن

أَحمر:

تَعَلَّق إبْرِيقاً، وأَظهر جَعْبةً

ليُهْلِكَ حَيّاً ذا زُهاء وجامِلِ

والإبْريقُ: السيفُ الشديدُ البَرِيق؛ عن كراع، قال: سمي به لفعله،

وأَنشد البيت المتقدم؛ وقال بعضهم: الإبريق السيف ههنا، سمي به لبَرِيقِه ،

وقال غيره: الإبريق ههنا قَوْس فيه تَلامِيعُ. وجاريةٌ إبريقٌ: برّاقة

الجسم. والبارِقةُ: السيوفُ على التشبيه بها لبياضها. ورأَيت البارِقةَ أي

بريقَ السلاح؛ عن اللحياني. وفي الحديث: كفى ببارقة السيوف على رأْسه

فتنةً أي لَمَعانِها. وفي حديث عَمّار، رضي الله عنه: الجنةُ تحت البارقة أي

تحت السيوف. يقال للسلاح إذا رأيت برِيقَه: رأيتُ البارقة. وأبرَق الرجل

إذا لمع بسيفه وبَرق به أيضاً، وأبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. ولا

أَفعله ما برَق في السماء نجم أَي ما طلع، عنه أَيضاً، وكله من البرق.

والبُراق: دابّة يركبها الأَنبياء، عليهم السلام، مشتقة من البَرْق،

وقيل: البراق فرس جبريل، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. الجوهري: البراق

اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ليلة المِعْراج،

وذُكر في الحديث قال: وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسْراء؛ سمي بذلك لنُصوع

لونه وشدَّة بريقه، وقيل: لسُرعة حركته شبهه فيها بالبَرْق.

وشيءٌ برّاقٌ: ذو بَرِيق. والبُرقانة: دُفْعة

(*قوله «والبرقانة دفعة»

ضبطت في الأصل الباء بالضم.) البريق. ورجل بُرْقانٌ: بَرَّاقُ البدن.

وبرَّقَ بصَرَه: لأْلأَ به. الليث: برَّق فلان بعينيه تَبْريقاً إذا لأْلأَ

بهما من شدَّة النظر؛ وأَنشد:

وطَفِقَتْ بعَيْنِها تَبْريقا

نحوَ الأَميرِ، تَبْتَغي تَطْليقا

وبرَّقَ عينيه تبريقاً إذا أَوسَعَهما وأَحدَّ النظر. وبرَّق: لوَّح

بشيء ليس له مِصْداق، تقول العرب: برَّقْت وعرَّقْت؛ عرَّقْتُ أَي قلَّلت.

وعَمِل رجل عَمَلاً فقال له صاحبه: عرَّفْتَ وبرَّقت لوَّحتَ بشيء ليس له

مِصداق. وبَرِقَ بصرُه بَرَقاً وبرَق يبرُق بُرُوقاً؛ الأَخيرة عن

اللحياني: دَهِشَ فلم يبصر، وقيل: تحيَّر فلم يَطْرِفْ؛ قال ذو الرمة:

ولو أنَّ لُقمانَ الحَكيمَ تَعَرَّضَتْ

لعَينيْهِ مَيٌّ سافِراً، كادَ يَبْرَقُ

وفي التنزيل: فإذا بَرِقَ البصر، وبَرَقَ، قُرئ بهما جميعاً؛ قال

الفراء: قرأَ عاصم وأَهل المدينة برِق، بكسر الراء، وقرأَها نافع وحده برَق،

بفتح الراء، من البَريق أَي شخَص، ومن قرأَ بَرِقَ فمعناه فَزِع؛ وأَنشد

قول طرَفة:

فنَفْسَكَ فانْعَ ولا تَنْعَني،

وداوِ الكُلومَ ولا تَبْرَقِ

يقول: لا تَفزَعْ من هَوْل الجِراح التي بك، قال: ومن قرأَ بَرَق يقول

فتح عينيه من الفزَع، وبرَقَ بصرُه أيضاً كذلك.

وأَبرَقَه الفزَعُ. والبَرَقُ أيضاً: الفزع. ورجل بَرُوقٌ: جَبان. ثعلب

عن ابن الأَعرابي: البُرْقُ الضِّبابُ، والبُرْقُ العين المُنْفتحة. وفي

حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: لكل داخل بَرْقة أَي دَهْشة، والبَرَقُ:

الدهِشُ. وفي حديث عَمرو: أَنه كتب إلى عمر، رضي الله عنهما: إنَّ البحر

خَلْق عظيم يَرْكبه خَلق ضَعيف دُود على عُود بين غرَق وبَرَق؛ البَرَقُ،

بالتحريك: الحَيْرة والدهَش. وفي حديث الدعاء: إذا برقت الأَبصار، يجوز

كسر الراء وفتحها، فالكسر بمعنى الحَيْرة، والفتح بمعنى البريق اللُّموع.

وفي حديث وَحْشِيّ: فاحتمله حتى إذا برِقَت قدماه رمَى به أَي ضَعُفتا

وهو من قولهم برَق بصره أَي ضعف.

وناقة بارق: تَشَذَّرُ بذنبها من غير لقَح؛ عن ابن الأَعرابي. وأَبرَقَت

الناقةُ بذَنبها، وهي مُبرِق وبَرُوقٌ؛ الأَخيرة شاذة: شالت به عند

اللَّقاح، وبرَقت أَيضاً، ونُوق مَبارِيقُ؛ وقال اللحياني: هو إذا شالَت

بذنبها وتلقَّحت وليست بلاقح. وتقول العرب: دَعْني من تَكْذابِك وتأْثامك

شَوَلانَ البَرُوق؛ نصب شولان على المصدر أَي أَنك بمنزلة الناقة التي

تُبْرِق بذنبها اي تشولُ به فتوهمك أَنها لاقح، وهي غير لاقح، وجمع البَرُوق

بُرْقٌ. وقول ابن الأَعرابي، وقد ذكر شهرَزُورَ: قبّحها الله إنّ رجالها

لنُزْق وإنَّ عقاربها لبُرْق أَي أَنها تشول بأَذنابها كما تشول الناقة

البَروق. وأَبرقت المرأَة بوجهها وسائر جسمها وبرَقت؛ الأَخيرة

(*قوله

«الاخيرة إلخ» ضبطت في الأصل بتخفيف الراء، ونسب في شرح القاموس برّقت

مشددة للحياني.) عن اللحياني، وبرَّقَت إذا تعرَّضت وتحسَّنت، وقيل:

أَظْهرته على عَمْد؛ قال رؤبة:

يَخْدَعْنَ بالتبْريق والتأَنُّث

وامرأَة برَّاقة وإبْريق: تفعل ذلك. اللحياني: امرأَة إبريق إذا كانت

برَّاقة. ورعَدت المرأَة وبرَقَت أَي تزيَّنت.

والبُرْقانةُ: الجَرادة المتلوّنة، وجمعها بُرْقانٌ.

والبُرْقةُ والبَرْقاء: أَرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل، وجمعها بُرَقٌ

وبِراقٌ، شبهوه بِصِحاف لأَنه قد استعمل استعمال الأَسماء، فإذا اتسعت

البُرقة فهي الأَبْرَقُ، وجمعه أَبارق، كسِّر تكسير الأَسماء لغلبته.

الأَصمعي: الأَبْرقُ والبَرْقاء غِلَظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة، وكذلك

البُرْقة، وجمع البَرقاء بَرْقاوات، وتجمع البُرقة بِراقاً. ويقال: قُنْفُذُ

بُرْقةٍ كما يقال ضَبُّ كُدْية، والجمع بُرَقٌ.

وتَيْسٌ أَبرقُ: فيه سواد وبياض. قال اللحياني: من الغنم أَبرق وبَرقاء

للأُنثى، وهو من الدوابّ أَبلَق وبَلْقاء، ومن الكلاب أَبقَع وبَقْعاء.

وفي الحديث: أَبْرِقُوا فإنَّ دمَ عَفْراء أَزكى عند الله من دم

سَوْداوين، أَي ضَحُّوا بالبرقاء، وهي الشاة التي في خِلال صوفها الأَبيض طاقات

سود، وقيل: معناه اطلُبوا الدَّسَمَ والسِّمَن، من بَرَقْت له إذا دسَّمْتَ

طعامه بالسمْن. وجبَل أَبرقُ: فيه لونانِ من سواد وبياض، ويقال للجبَل

أَبرقُ لبُرْقة الرمل الذي تحته. ابن الأَعرابي: الأَبرقُ الجبل مخلوطاً

برمل، وهي البُرْقةُ ذاتُ حجارة وتراب، وحجارتها الغالب عليها البياض

وفيها حجارة حُمر وسود، والترابُ أَبيض وأَعْفر وهو يَبْرُقُ لك بلوْن

حجارتها وترابها، وإنما بَرْقُها اختلافُ ألوانها، وتُنْبِت أَسنادُها وظهرُها

البقْلَ والشجر نباتاً كثيراً يكون إلى جنبها الرَّوضُ أحياناً؛ ويقال

للعين بَرْقاء لسواد الحَدقة مع بياض الشحْمة؛ وقول الشاعر:

بمُنْحَدِرٍ من رأْسِ بَرْقاءَ، حَطَّه

تذَكُّرُ بَيْنٍ من حَبِيبٍ مُزايِلِ

(*قوله «تذكر» في الصحاح: مخافة).

يعني دَمْعاً انحدَرَ من العين، وفي المحكم: أَراد العين لاختلاطها

بلونين من سواد وبياض. ورَوْضة بَرْقاء: فيها لونان من النبْت؛ أَنشد

ثعلب:لدى رَوْضةٍ قَرْحاءَ بَرْقاء جادَها،

من الدَّلْوِ والوَسْمِيِّ، طَلٌّ وهاضِبُ

ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد: بُرْقانٌ؛ وكلُّ شيء اجتمع فيه

سواد وبياض، فهو أَبْرق. قال ابن برّي: ويقال للجَنادِب البُرْقُ؛ قال

طَهْمان الكلابي:

قَطَعْت، وحِرْباء الضُّحى مُتَشَوِّسٌ،

ولِلْبُرْقِ يَرْمَحْنَ المِتانَ نَقِيقُ

والنَّقِيق: الصَّرِير. أبو زيد: إذا أَدَمْتَ الطعام بدَسَم قليل قلت

بَرَقْتُه أَبْرُقُه بَرْقاً. والبُرْقةُ: قِلَّة الدسَم في الطعام.

وبَرَقَ الأُدْمَ بالزيت والدسَم يَبْرُقُه بَرْقاً وبُروقاً: جعل فيه شيئاً

يسيراً، وهي البَريقة، وجمعها بَرائقُ، وكذلك التبارِيقُ. وبرَق الطعامَ

يبرُقه إذا صب فيه الزيت.

والبَريقةُ: طعام فيه لبن وماء يُبْرَقُ بالسمْن والإهالةِ؛ ابن السكيت

عن أَبي صاعد: البَرِيقةُ وجمعها بَرائقُ وهي اللبن يُصَبُّ عليه إهالةٌ

أو سمن قليل. ويقال: ابْرُقوا الماء بزيت أي صبُّوا عليه زيتاً قليلاً.

وقد بَرَقُوا لنا طعاماً بزيت أو سمْن برْقاً: وهو شيء منه قليل لم

يُسَغْسِغُوه أَي لم يُكثروا دُهْنه. المُؤرِّج: بَرَّق فلان تبريقاً إذا سافر

سفراً بعيداً، وبَرَّقَ منزله أي زَيَّنه وزَوَّقَه، وبرَّقَ فلان في

المعاصي إذا أَلَحَّ فيها، وبَرَّق لي الأَمْرُ أي أعْيا علَيَّ. وبَرَق

السِّقاءُ يَبْرُق بَرْقاً وبُروقاً: أصابه حرٌّ فذابَ زُبْده وتقطَّع فلم

يجتمع. يقال: سِقاء بَرِقٌ.

والبُرَقِيُّ: الطُّفَيْلِيُّ، حجازيَّة.

والبَرَقُ: الحَمَلُ، فارسيّ معرّب، وجمعه أبْراقٌ وبِرْقانٌ وبُرقان.

وفي حديث الدجال: أن صاحِبَ رايتِه في عَجْب ذَنبه مثل أَلْيةِ البَرَقِ

وفيه هُلْباتٌ كهُلْبات الفرس؛ البرق، بفتح الباء والراء: الحمَل، وهو

تعريب بَرَهْ بالفارسية. وفي حديث قتادة: تسُوقُهم النارُ سَوقَ البَرَقِ

الكَسِير أي المكسور القَوائم يعني تسوقهم النار سَوْقاً رَفِيقاً كما

يُساق الحَمَل الظالع.

والإبْرِيقُ: إناء، وجمعه أبارِيقُ، فارسي معرب؛ قال ابن بري: شاهده قول

عديّ بن زيد:

ودَعا بالصَّبُوحِ، يوماً، فجاءَتْ

قَيْنةٌ في يَمينِها إبْرِيقُ

وقال كراع: هو الكُوز. وقال أبو حنيفة مرة: هو الكوز، وقال مرة: هو مثل

الكوز وهو في كل ذلك فارسي. وفي التنزيل: يَطُوف عليهم وِلدان مُخلَّدون

بأَكْواب وأَبارِيقَ؛ وأَنشد أبو حنيفة لشُبْرُمةَ الضَّبِّي:

كأَنَّ أَبارِيقَ الشَّمُولِ عَشِيّةً

إوَزٌّ بأَعْلى الطَّفِّ، عُوجُ الحناجِرِ

والعرب تشبه أبارِيقَ الخمر برقاب طير الماء؛ قال أبو الهِنْدِيّ:

مُفَدَّمة قَزّاً، كأنَّ رِقابَها

رِقابُ بناتِ الماء أَفْزَعَها الرَّعْد

وقال عدي بن زيد:

بأَبارِيقَ شِبْهِ أَعْناقِ طَيْرِ الـ

ـماءِ قد جِيبَ، فوْقَهُنَّ، حَنِيفُ

ويشبهون الإبْرِيق أيضاً بالظبي؛ قال عَلْقَمةُ بن عَبْدة:

كأَنَّ إبْرِيقَهم ظبيٌ على شَرَفٍ،

مُفَدَّمٌ بِسَبا الكَتّانِ مَلْثُومُ

وقال آخر

كأنَّ أبارِيقَ المُدامِ لدَيْهِمُ

ظِباء، بأعْلى الرَّقْمَتَيْنِ، قِيامُ

وشبّه بعضُ بني أسد أُذن الكُوز بياء حطِّي؛ فقال أبو الهندي

اليَرْبوعِيّ:

وصُبِّي في أُبَيْرِقٍ مَلِيحٍ،

كأنَّ الأُذْن منه رَجْعُ حُطِّي

والبَرْوَقُ: ما يكْسُو الأَرض من أَوّل خُضْرة النبات، وقيل: هو نبت

معروف؛ قال أبو حنيفة: البَرْوَقُ شجر ضعيف له ثمر حبٌّ أسود صغار، قال:

أَخبرني أَعرابي قال: البَرْوَقُ نبت ضعيف رَيّانُ له خِطَرةٌ دِقاقٌ، في

رُؤوسِها قَماعِيلُ صِغار مثل الحِمَّص، فيها حبّ أسود ولا يرعاها شيء ولا

تؤكل وحدها لأَنها تُورِث التَّهَبُّجَ؛ وقال بعضهم: هي بقلة سَوْء

تَنْبُت في أوّل البقل لها قَصبة مثل السِّياط وثمرة سَوْداء، واحدته

بَرْوَقة. وتقول العرب: هو أشكَرُ من بَرْوقٍ، وذلك أنه يَعِيشُ بأدْنى ندَّى

يقع من السماء، وقيل: لأَنه يخضرّ إذا رأى السحاب. وبَرِقَت الإبل والغنم،

بالكسر، تَبْرَق بَرَقاً إذا اشْتَكت بُطونها من أكل البَرْوَق؛ ويقال

أيضاً: أضْعفُ من بَرْوقةٍ؛ قال جرير:

كأَنَّ سُيوفَ التَّيْمِ عيدانُ بَرْوَقٍ،

إذا نُضِيَت عنها لحَرْبٍ جُفُونُها

وبارِقٌ وبُرَيْرِقٌ وبُرَيْقٌ وبُرْقان وبَرّاقة: أَسماء. وبنو

أبارِقَ: قبيلة. وبارِقٌ: موضع إليه تُنسب الصِّحافُ البارقية؛ قال أبو

ذؤيب:فما إنْ هُما في صَحْفةٍ بارِقِيّةٍ

جَديدٍ، أُمِرَّتْ بالقَدُومِ وبالصَّقْلِ

أَراد وبالمِصْقلة، ولولا ذلك ما عطَف العرَض على الجَوْهَر. وبِراقٌ:

ماء بالشام؛ قال:

فأَحْمَى رأْسَه بِصَعيدِ عَكٍّ،

وسائرَ خَلْقِه بَجبا بِراقِ

وبارق: قبيلة من اليمن منهم مُعَقَّر بن حِمار البارِقي الشاعر.

وبارِقٌ: موضع قريب من الكوفة؛ ومنه قول أسْود بن يَعْفُرَ:

أرضُ الخَوَرْنَقِ والسَّديرِ وبارِقٍ،

والقَصْرِ ذي الشُّرفاتِ من سِنْدادِ

قال ابن بري: الذي في شعر الأَسود: أَهلِ الخورنق بالخفض؛ وقبله:

ماذا أُؤمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ،

تركوا مَنازِلَهم، وبعدَ إيادِ؟

أهلِ الخورنق ... البيت، وخفضُه على البدل من آل، وإن صحت الرواية بأَرض

فينبغي أن تكون منصوبة بدلاً من منازِلَهم. وتُبارِقُ: اسم موضع أيضاً؛

عن أبي عمرو؛ وقال عِمْران بن حِطَّانَ:

عَفا كَنَفا حَوْرانَ من أُمِّ مَعْفَسٍ،

وأقْفَر منها تُسْتَرٌ وتُبارِقُ

(*قوله «حوران» كذا هو في الأصل وشرح

القاموس بالراء، وهي من أعمال دمشق الشام، وحوران ايضاً: ماء بنجد، وأما

حوزان، بالزاي: فناحية من نواحي مرو الروذ من نواحي خراسان، أفاده ياقوت

ولعلها أنسب لقوله تستر).

وبُرْقة: موضع. وفي الحديث ذكر بُرْقةَ، وهو بضم الباء وسكون الراء،

موضع بالمدينة به مال كانت صدَقاتُ سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

منها. وذكر الجوهري هنا: الإسْتبرقُ الدّيباجُ الغليظُ، فارسي معرَّب،

وتصغيره أُبَيْرِق.

برزق: البَرازِيقُ: الجماعات، وفي المحكم: جَماعاتُ الناس، وقيل: جماعات

الخيل، وقيل: هم الفُرسان، واحدهم بِرْزِيق، فارسي معرَّب، وقد تحذف

الياء في الجمع؛ قال عُمارة:

أَرْض بها الثِّيرانُ كالبَرازِقِ،

كأَنما يَمْشِينَ في اليَلامِقِ

وفي الحديث: لا تَقوم الساعة حتى يكون الناسُ بَرازِيقَ يعني جماعاتٍ،

ويروى بَرازِقَ، واحده بِرْزاق وبَرْزَقٌ. وفي حديث زياد: ألم تكن منكم

نُهاةٌ يمنعون الناسَ عن كذا وكذا وهذه البَرازِيق؛ وقال جُهَيْنة بن

جُنْدَب بن العَنْبر بن عمرو بن تميم:

رَدَدْنا جَمْعَ سابُورٍ، وأَنتم

بِمَهْواةٍ، مَتالِفُها كثيرُ

تَظَلُّ جِيادنا مُتَمَطِّراتٍ

بَرازِيقاً، تُصَبِّحُ أو تُغِيرُ

يعني جماعات الخيل. وقال زياد: ما هذه البَرازِيقُ التي تتردّد؟

وتَبَرْزَق القومُ: اجتمعوا بلا خيل ولا رِكاب؛ عن الهَجَرِيّ.

والبَرْزَق: نبات؛ قال أبو منصور: هذا منكر وأراه بَرْوقٌ فغُيِّر.

برق

1 بَرَقَ, (S, Mgh, K,) aor. ـُ (S, Mgh,) inf. n. بُرُوقٌ, (S,) or بَرِيقٌ, (Mgh, K,) or this is a simple subst., (S,) and بَرْقٌ and بَرَقَانٌ (K, TA, but in the CK بُرُوقٌ, as in the S,) It (a thing, Mgh, K, a sword, &c., S and the dawn, K, TA) shone, gleamed, or glistened. (S, Mgh, K, TA.) b2: Also said of a cloud, aor. as above, inf. n. بَرِيقٌ and بَرْقً and بَرَقَانٌ, It gleamed or shone [with lightning]; and so ↓ ابرق, (JK,) and ↓ تبرّق. (K in art. حلج.) And بَرَقَتِ السَّمَآءُ, (S, Msb, K,) aor. as above, (Msb, TA,) inf. n. بَرَقَانٌ (As, S, Msb, K) and بَرْقٌ (Msb, TA) and بُرُوقٌ, (K,) The sky lightened; (Msb, K;) as also ↓ ابرقت: (AO, AA, K:) or gleamed or shone [with lightning]: (S, K:) or lightened much before rain; as also ↓ ابرقت. (TA in art. رعد.) And بَرَقَ البَرْقُ The lightning appeared. (K.) b3: And [hence] said of a man, (JK, Msb, K,) or رَعَدَ وَبَرَقَ, (S,) (tropical:) He threatened; (JK, S, K;) or he threatened with evil; (Msb;) [or he threatened and menaced;] or he frightened (S and K in art. رعد) and threatened; (S in that art.;) and ↓ ابرق signifies the same; (JK, Msb, K;) and so أَرْعَدَ وَ أَبْرَقَ: (K:) or, accord. to As, ارعد and ابرق are not allowable. (TA, and S in art. رعد, q. v.) But بَرَقَتْ, inf. n. بَرْقٌ, said of a woman, (K,) or رَعَدَتْ وَ بَرَقَتْ, (S,) means (tropical:) She beautified (S and A in art. رعد, and K) and adorned herself, (S, K,) [as also ↓ تبرّقت, (occurring in the K in art. الق, coupled with its syn. تَزَيَّنَت,)] and showed, or presented, herself, (A in art. رعد, and TA,) لِى to me: (A in art. رعد:) or she exhibited her beauty intentionally: (TA:) and ↓ برّقت means the same, (Lh, K,) inf. n. تَبْرِيقٌ; (TA;) and so ↓ ابرقت: (K:) you say, بِوَجْهِهَا وَسَائِرِ جِسْمِهَا ↓ ابرقت (tropical:) She beautified herself in her face and the rest of her person: (Lh, TA:) and عَنْ وَجْهِهَا ↓ ابرقت (tropical:) She showed her face. (JK, Ibn-'Abbád, K.) b4: Also, said of a star, or an asterism, It rose. (Lh, K.) One says, لَا أَفْعَلُهُ مَا بَرَقَ النَّجْمُ فِى السَّمَآءِ I will not do it as long as the star, or asterism, [by which may be meant the asterism of the Pleiades,] rises in the sky. (Lh, TA.) b5: بَرَقَ البَصَرُ, (S,) or بَصَرُهُ, (K,) The eye or eyes, or his eye or eyes, glistened, (S, K,) being raised, or fixedly open: (S:) or became raised, or fixedly open: occurring in the Kur [lxxv. 7], accord. to one reading: (Fr, TA:) or the eye, or his eye, became open by reason of fright. (TA.) بَرِقَ has a different meaning, which see below. (S.) b6: بَرَقَتْ, said of a she-camel, She put her tail between her thighs, making it to cleave to her belly, without being pregnant: (IAar, TA:) or she raised her tail, and feigned herself pregnant, not being so; as also ↓ ابرقت, (Lh, S, K,) and ابرقت بِذَنبِهَا: (TA:) or ابرقت signifies she smote with her tail at one time upon her vulva and another time upon her buttocks; and also, she feigned herself pregnant, not being so. (JK.) b7: بَرِقَ He feared, so that he was astonished or amazed or stupified, at seeing the gleam of lightning: (TA voce بَحِرَ:) or his (a man's) sight became confused in consequence of his looking at lightning. (Bd in lxxv. 7.) And hence, (Bd ibid.,) بَرِقَ البَصَرُ, (S, Bd,) or بَصَرُهُ, (K,) aor. ـَ (S, K;) and بَرَقَ, aor. ـُ (K;) or the latter has [only] a meaning explained above; (S;) inf. n. بَرَقٌ, which is of the former verb; (S;) accord. to the K, بَرْقٌ; but this is wrong; (TA;) and [of the latter verb,] بُرُوقٌ; (Lh, K;) The eye or eyes, or his eye or eyes, became dazzled, so as not to close, or move, the lid, or lids: (S, K:) or became confused, so as not to see. (K.) بَرِقَ بَصَرُهُ signifies also His eye or eyes, or his sight, became weak: whence بَرِقَتْ قَدَمَاهُ His two feet became weak. (TA.) Also بَرِقَ alone, (TA,) inf. n. بَرَقٌ, (Fr, K, TA,) He (a man, TA) was frightened; or he feared, or was afraid: (Fr, K, TA:) and he became confounded, or perplexed, and unable to see his right course. (K.) b8: بَرِقَ said of a skin, aor. ـَ (JK, K,) inf. n. بَرَقٌ, (JK,) so in the O, in which, as in the K, the part. n., being بَرِقٌ, indicates that the verb is like فَرِحَ; (TA;) and بَرَقَ, (K,) so in the L, (TA,) aor. ـُ (K,) inf. n. بَرْقٌ and بُرُوقٌ; thus in the L, which indicates that the verb is like نَصَرَ; (TA;) It became affected by the heat so that its butter melted and became decomposed, (As, JK, K,) and did not become compact. (K.) A2: بَرَقَ طَعَامًا, (JK,) or بَرَقَهُ بِزَيْتٍ أَوْ سَمْنٍ (S, K,) aor. ـُ (JK,) inf. n. بَرْقٌ (JK, S) and بُرُوقٌ, (L,) He poured upon the food, (JK,) or put into it, (S, * K,) somewhat, (JK,) or a small quantity, (S, K,) of olive-oil (JK, S, K) or of clarified butter. (S, K.) And بَرَقْتُ لَهُ I made his food [somewhat] greasy for him with clarified butter. (TA.) And أُبْرُقُوا المَآءِ بِزَيْتٍ Pour ye upon the water a little olive-oil. (S.) A3: بَرِقَتِ الغَنَمُ, aor. ـَ (S, K,) inf. n. بَرَقٌ, (S,) The sheep, or goats, had a complaint in their bellies from eating the بَرْوَق: (S, K:) and in like manner, الإِبِلُ the camels. (TA.) 2 برّق بِعَيْنَيْهِ, (JK,) or برّق بَصَرَهُ, (TA,) He glistened with his eyes by reason of looking hard, or intently. (JK, TA. *) And برّق عَيْنَيْهِ, inf. n. تَبْرِيقٌ, He opened his eyes wide, and looked sharply, or intently. (Lth, S, K.) b2: برّقت, said of a woman: see 1. b3: And برّق He decorated, or adorned, his place of abode. (El-Muärrij, K.) b4: بَرَّقْتَ وَ عَرَّقْتَ Thou madest a sign with a thing, that had nothing to verify it, [app. meaning thou madest a false display, or a vain promise,] and didst little (IAar.) b5: Also برّق, (inf. n. as above, TA,) He (a man) journeyed far. (El-Muärrij K.) b6: برّق فِى المَعَاصِى He persisted, or persevered, in acts of disobedience. (El-Muärrij, K.) b7: برّق بِىَ الأَمْرُ The affair was unattainable, or impracticable, to me. (K.) 4 أَبْرَقَ see 1, in eight places. b2: ابرق, (Aboo-Nasr, S, K,) or ابرق بِسَيْفِهِ, (JK,) said of a man, (Aboo-Nasr, JK, S,) He made a sign with his sword [by waving it about so as to make it glisten]. (Aboo-Nasr, JK, S, K.) b3: And ابرق He betook himself, or directed his course, towards the lightning. (TA.) b4: He entered into [a tract wherein was] lightning. (TA.) b5: He saw lightning. (TA.) Tufeyl uses the phrase أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ as meaning They (women borne in vehicles upon camels) saw the lightning of [the season, or the rain, called] the خريف. (AAF, TA.) b6: He was smitten, or assailed, or affected, by lightning. (S, K.) A2: ابرقهُ الفَزَعُ [app. Fright, or fear, made him to be confounded, or perplexed, and unable to see his right way: see بَرِقَ]. (TA.) b2: [And hence, perhaps,] ابرق الصَّيْدَ He roused the game, or chase. (K.) 5 تَبَرَّقَ see 1, in two places.10 استبرق It (a place, and the horizon,) shone, or gleamed, with lightning. (TA.) بَرْقٌ [Lightning;] what gleams in the clouds, (TA,) or, from the clouds; from بَرَقَ [in the first of the senses explained above], said of a thing, inf. n. [بَرْقٌ and] بَرِيقٌ: (Bd in ii. 18:) or an angel's smiting the clouds, and putting them in motion, in order that they may become propelled, so that thou seest the fires [issue from them]: (Mujáhid, K:) or a whip of light with which the angel drives the clouds: (I'Ab, TA:) sing. of بُرُوقٌ, i. e., of the بروق of the clouds: (S, K:) or it has no pl., being originally an inf. n. (Bd ubi suprà.) بَرْقُ الخُلَّبِ and بَرْقُ خُلَّبٍ and بَرْقٌ خُلَّبٌ signify That [lightning] which is without rain. (S. [See also art. خلب)]

بُرْقٌ [Lizards of the species called] ضِبَاب, pl. of ضَبٌّ. (IAar, K.) It is app. pl. of بَرُوقٌ or of أَبْرَقُ: more probably, I think, of the former; from the raising of the tail, which is a habit of those lizards.]

A2: See also بُرْقَةٌ.

بَرَقٌ A lamb; syn. حَمَلٌ [q. v.]: (S, K:) a Persian word, (S,) arabicized; (S, K;) originally بَرَهْ: (K:) pl. [of mult.] بُرْقَانٌ (S, K) and بِرْقَانٌ and [of pauc.] أَبْرَاقٌ. (K.) بَرِقٌ [part. n. of بَرِقَ: and particularly explained as meaning] A skin affected by the heat so that its butter melts and becomes decomposed, (JK, O, K,) and does not become compact. (K.) بَرْقَةٌ [app. an inf. n. of un., signifying A flash of lightning]. (M, TA in art. وبص.) A2: A fit of confusion, or perplexity, affecting one in such a manner that he is unable to see his right course. (K, * TA.) بُرْقَةٌ A quantity of lightning: (Bd in xxiv. 43, TA:) pl. ↓ بُرْقٌ; (TA;) or [this is a coll. gen. n., of which the former is the n. un.; or, probably, it is a mistranscription, and] the pl. is بُرَقٌ, also pronounced بُرُقٌ. (Bd ubi suprà.) A2: Rugged ground in which are stones and sand and earth mixed together, (S, K, TA,) the stones thereof mostly white, but some being red, and black, and the earth white and of a whitish dust-colour, and sometimes by its side are meadows (رَوْض); (TA;) as also ↓ أَبْرَقُ and ↓ بَرْقَآءُ: (S, K, TA:) or a portion of such land (أَرْض) as is termed ↓ بَرْقَآءُ, which consists of tracts containing black stones mixed with white sand, and which, when spacious, is termed ↓ أَبْرَقُ: (JK:) [and] a mountain mixed with sand; as also ↓ أَبْرَقُ: (IAar, TA:) the pl. of بُرْقَةٌ is بُرَقٌ (K, TA) and بِرَاقٌ; (JK, S;) and that of ↓ ابرق is أَبَارِقُ, (JK, S, K,) after the manner of a subst., because the quality of a subst. is predominant in it; (TA;) and that of ↓ برقآء is بَرْقَاوَاتٌ. (As, IAar, S, K.) The بُرَق of the country of the Arabs are more than a hundred; and are distinguished by particular adjuncts, as بُرْقَةٌ الأَثْمَادِ and بُرْقَةُ الأَجَاوِلِ &c. (K.) One says قُنْفُذُ بُرْقَةٍ [A hedge-hog of a برقة], like as one says ضَبُّ كُدْيَةِ (S) b2: [The colour denoted by the epithet أَبْرَقُ: in a mountain, a mixture of blackness and whiteness: see حَقْبَآءُ, voce أَحْقَبُ.]

A3: Paucity of grease or gravy (JK, TA) in food. (TA.) بُرْقَانٌ Shining much in the body: (JK, K:) applied to man. (JK.) A2: Locusts when they become yellow, and have variegated stripes or streaks: (JK:) or locusts that are variegated (K TA) with white and black: (TA:) [a coll. gen. n.:] n. un. with ة. (K.) b2: [See also بَرَقٌ of which it is a pl.]

بُرْقُوقٌ, (K,) with damm, (TA,) [vulg. بَرْقُوق, The plum; or] small إِجَّاص [or plums]; (K;) known in Syria by the name of جابزك: (TA:) and (as some say, TA) the مِشْمِش [or apricot]: a post-classical word [probably arabicized from the Persian بَرْقُوقْ, which is applied to both the fruits above mentioned]. (K.) البُرَاقُ A certain beast which Mohammad rode on the night of the ascension [to heaven]; (S, Msb, * K;) or which the apostles ride in ascending to heaven; resembling a mule; (Msb;;) or less than the mule, but greater than the ass: (K:) so called because of the intense whiteness of his hue, and his great brightness; or because of the quickness of his motion; in respect of both of which he is likened to lightning. (TA.) بَرُوقٌ a she-camel raising her tail, and feigning herself pregnant, not being so; as also ↓ مُبْرِقُ: (S, K:) and ↓ بَارِقٌ a she-camel Putting her tail between her thighs, making it to cleave to her belly, not being pregnant: (IAar, TA:) pl. of the first بُرْقٌ (TA;) and of the second مَبَارِيقُ. (S, K.) The Arabs say, دَعْنِى مِنْ تَكْذَابِكَ وَ تَأْثَامِكَ شَوَلَانَ البَرُوقِ [Let me alone and cease from they lying and thy sin like the she-camel's raising of her tail and feigning herself pregnant when she is not so]: شولان being in the accus. case as an inf. n. : i. e., thou art in the predicament of the she-camel that raises her tail so as to make one imagine her to be pregnant when she is not so. (TA.) The pl. بُرْقٌ is also applied to scorpions, as meaning Raising their tails like the she-camel termed بروق (TA.) b2: Also, applied to a man, Fearful, or timid; (JK;) or cowardly. (TA.) بَروَقٌ A certain kind of plant (JK, S) which camels do not feed upon except in cases of necessity; (JK;) a small, feeble tree, which, when the sky becomes clouded, grows green: (K:) n. un. witIh ة: (S, K:) it was described by an Arab of the desert to AHn as follows: a feeble, juicy plant, having slender branches, at the heads of which are small envelopes (قَمَاعِيلُ صِغَارٌ) like chick-peas, in which is a kind of black grain: its feebleness is such that it withers on the spot when the sun becomes hot upon it: and nothing feeds upon it; but men, when they are afflicted with dearth, or drought, express from it a bitter juice, then work it together, or knead it, with هَبِيد [or colocynths, or the pulp, or seeds, thereof], or some other thing, and eat it; but it is not eaten alone, because it occasions excitement: it is one of the plants that are plentiful in time of drought and scarce in time of fruitfulness; when copious rain falls upon it, it dies; and when we see it to have become abundant, and coarse, or rough, we fear drought: accord. to another of the Arabs of the desert, the بَرْوَقَة is a bad kind of herb, or leguminous plant, that grows among the first of the herbs, or leguminous plants: it has a reed like the سباط [so I render لها قصبة مثل السباط, but I thing that the right reading is, لَهَا قُضُبٌ مِثْلُ السِّيَاطِ it has twigs like whips, agreeably with the description next preceding, in which it is said to have slender branches,] and a black fruit, or produce. (TA.) Hence, أَشْكَرُ مِنْ بَرْوَقَةٍ [More grateful than a barwakah]; (S, K;) because it grows green when it sees the clouds, (S,) or by means of the least moisture falling from the sky: (TA:) a prove. (S.) And أَضْعَفُ مِنْ بَرْوَقَةٍ [Weaker than a barwakah]. (TA.) بَرِيقٌ [accord. to the Mgh and K an inf. n. of بَرَقَ, but accord. to the S a simple subst.,] A shining, gleaming, glistening, glitter, lustre, brilliancy, or splendour. (S, K, TA.) بَرِيقَةٌ Milk upon which is poured a little grease or clarified butter: (ISK, S, K:) or food in which is milk: and such as has a little clarified butter, and grease, put into it: (TA:) or food that has a little olive-oil poured upon it: (JK:) or condiment in which is put a little olive-oil or grease: (L:) pl. بَرَائِقُ; (JK, S, L, K;) with which ↓ تَبَارِيقُ [pl. of ↓ تَبْروقٌ] is syn., (L, TA,) applied to food (S, TA) in which is put a little olive-oil or clarified butter: (S:) or ↓ تَبْروقٌ signifies the grease in a cooking-pot: and water with a little olive-oil poured upon it: and ↓ تَبَارِيقُ is its pl. (JK.) بَرَّاقٌ Shining, gleaming, or glistening, much, or intensely. (TA.) See also إِبْرِيقٌ, and بَارِقٌ b2: فَتًى بَرَّاقُ الثَّنَايَا A young man whose middle pairs of teeth are beautiful and bright, glistening, when he smiles, like lightning: meant to imply cheerfulness of countenance. (TA.) b3: بَرَّاقَةٌ A woman characterized by beauty and splendour or brilliancy [of complexion or skin]: (K * TA:) or, as some say, who shows her beauty intentionally. (TA.) [See إِبْرِيقٌ.]

بَرْوَاقٌ A certain plant also called خُنْثَى [i. e. the asphodel, called by both these names in the present day]: the eating of its fresh, juicy stalk, boiled with olive-oil and vinegar, counteracts jaundice; and the smearing with its root, or lower part, removes the two kinds of بَهَق [q. v.]. (K.) بَارِقٌ Shining, gleaming, or glistening. (Mgh.) b2: Clouds (سَحَابٌ) having, or containing, [or emitting,] lightning. (S.) You say also سَحَابَةٌ بَارِقَةٌ[A cloud having, or emitting, lightning]: (S, TA:) and ↓ سحابة بَرَّاقَةٌ signifies the same [but in an intensive manner: see بَرَّاقٌ]. (TA.) b3: بَارِقَةٌ (tropical:) Swords: (S, K, TA:) so called because of their shining, or glistening: (TA:) pl. بَوَارِقُ; (JK, Ham p. 306;) applied to swords and other weapons. (Ham ubi suprà.) Hence the trad. of 'Ammàr, الجَنَّةُ تَحْتَ البَارِقَةِ [Paradise is beneath the swords]; (JK, TA;) meaning, in warring in the cause of God. (JK.) You also say, رَأَيْتُ البَارِقَةَ meaning I saw the shining, or glistening, of the weapons. (Lh, TA.) b4: See also بَرُوقٌ.

بَوْرَقٌ, (JK, Mgh,) with fet-h to the ب (Mgh,) or بُورَقٌ., with damm, (K,) A certain, thing, or substance, that is put into dough, (JK, Mgh, TA,) and causes it to become inflated; (Mgh;) or into flour; (TA voce بُورَكٌ;) [or this is a particular kind thereof, as appears from what follows: accord. to Golius, nitrum and aphronitrum: but] it is of four kinds; مَائِىٌّ [or the water-kind], and جَبَلِىٌّ [or the mountain-kind], and أَرْمَنِىٌّ [or Armenian], and مِصْرِىٌّ [or Egyptian], which is the نَطْرُون [q. v., i. e. natron]: (K:) the best thereof is the ارمنى; and this is said to be meant by the term when it is used absolutely: this is called also بورقُ الصَّاغَةِ [a term now applied to borax, as is بورق alone, and مِلْحُ الصَّاغَةِ], because it polishes silver well [or because of its use in soldering]: the dust-coloured kind thereof is called بورقُ الخَبَّازِينَ [the بورق of the bakers, or makers of bread]: the نطرون is the red kind thereof: and there is a kind thereof having an oily quality: and a kind consisting of thin butyraceous fragments; and this, if light and hard, is the إِفْرِيقِى: and the best thereof is that which is produced in Egypt: (TA:) bruised, or powdered, the belly is smeared with it, near to a fire, and it expels worms: and moistened with honey or with oil of jasmine, the male organs of generation are anointed with it, for it is excellent for the venereal faculty. (K.) A2: Also A man in whom one does not trust, or confide: pl. بَوَارِقُ. (JK.) بُورِقِىٌّ [or بَوْرَقِىٌّ] A seller of بُورَق [or بَوْرَق]. (TA.) أَبْرَقُ A rope (حَبْل) having two colours; (S, O;) twisted with a black strand and a white strand: (JK:) and in like manner, (JK,) a mountain (جَبَل, JK, K) in which are two colours, (K, TA,) black and white: (TA:) and (so in the S , but in the K “ or,”) anything having blackness and whiteness together. (S, K.) Yousay تَيْسٌ أَبْرَقٌ and عَنْزٌ بَرْقَآءُ [A black and white he-goat and she-goat]: (S, K:) and شَاةٌ بَرْقَآءُ a ewe whose white wool is cleft, or divided, by black flocks [or streaks]: (K:) أَبْرَقُ and بَرْقَآءُ applied to sheep or goats are like أَبْلَقُ and بَلْقَآءُ applied to beasts of the equine kind, and أَبْقَعُ and بَقْعَآءُ to dogs. (Lh, TA.) b2: بَرْقَآءُ is also a name given to An eye; (S, M;) because it has blackness and whiteness mingled in it: (M, TA:) dual بَرْقَاوَانِ. (TA.) And عَيْنٌ بَرْقَآءُ signifies An eye black in the iris, with whiteness [of the rest] of the bulb. (TA.) b3: رَوْضَةٌ بَرْقآءُ A meadorc, or garden, in which are two colours. (TA.) b4: See also بُرْقَةٌ.

in seven places. b5: أَبْرَقُ also signifies A certain bird. (Tekmileh, K.) b6: And [the pl.] بُرْقٌ is used as a name for The [locusts, or crickets, termed] جَنَادِب. (IB, TA.) A2: Also A certain Persian medicine, good for the memory. (Sgh, K.) إِبْرِيقٌ a Persian word, (S, Msb,) arabicized, (S, Msb, K,) originally آبْ رِيزْ (CK [in a MS. copy of the K and in the TA, incorrectly, آب رِي]) [A ewer, such as is used for wine, and also such as is used for water to be poured on the hands; each having a long and slender spout, and a handle;] a well-known vessel; (TA;) a vessel having a spout (Mgh, and Bd and Jel in lvi. 18) and a handle: (Bd and Jel ibid:) accord. to Kr, a كُوز; and so says AHn in one place; but in another he says that it is like a كوز: (TA:) [it is somewhat like a كوز with the addition of a spout:] pl. أَبَارِيقُ (S, Msb) [and sometimes أَبَارِقَةٌ].

A2: A sword such as is termed ↓ بَرَّاق; (K;) i. e. (TA) a sword that shines, gleams, or glistens, much, or intensely: (S, Kr:) or simply a sword: or, as some say, a bow: (JK:) or it signifies also a bow in which are تَلَامِيع [or places differing in colour from the rest, and, app., glistening]: (K:) thus, accord. to Az, in a verse of ' Amr Ibn-Ahmar: but correctly, accord. to Sgh, it has there the first of the significations explained in this sentence: and it is said, also, that سَيْفٌ إِبْرِيقٌ signifies a sword having much lustre, and much diversified with wavy marks or streaks, or in its grain. (TA.) b2: A woman who is beautiful, and splendid, or brilliant, (Lh, JK, K, TA,) in colour [or complexion]: (Lh, TA:) or, as some say, who shows her beauty intentionally. (TA.) [See also بَرَّاقَةٌ (voce بَرَّاقٌ).]

أُبَيْرِقٌ dim. of إِسْتَبْرَقٌ, q. v. (S, K.) إِسْتَبْرَقٌ, (IDrd, S, K, &c.,] sometimes with the conjunctive ا, (TA,) Thick دِيبَاج [or silk brocade]: (Ed-Dahhak, S, K, and so Bd and Jel in xviii. 30, &c.:) or ديباج made [or interwoven] with gold: (K:) or closely-woven, thick, beautiful ديباج made [or interwoven] with gold: (TA:) or closely-woven cloths, or garments, of silk, like ديباج: (IDrd, K:) or thick silk: (IAth, TA:) or a red thong cut from an untanned skin (قِدَّةٌ حَمْرَآءُ), as though it were [composed of] pieces of bow-strings, or chords: (Ibn-' Abbád, K:) it is an arabicized word, (IDrd, S, K,) form إِسْتَرْوَهٌ, (IDrd, K,) which is Syriac; (IDrd, TA;) or from the Persian, (S, TA,) in which سِتَبْر and إِسْتَبْر signify

“ thick,” absolutely, whence سِتَبْرَهْ and إِسْتَبْرَهْ are particularly applied to signify “ thick ديباج, and then the latter is arabicized by substituting ق for the ه: so says Esh-Shiháb El-Khafájee: or the ا and س and ت are augmentative, and it is mentioned in the present art. in the S and K as though this were the case, agreeably with the form of its dim., which is said by J and in the K to be ↓ أُبَيْرِقٌ; for in forming the dim., a word is reduced to its root. (TA.) تَبْروقٌ; pl. تَبَارِيقُ: see بَرِيقَةٌ, in four places.

مَبْرَقٌ [A shining, gleaming, or glistening: or a time thereof]. You say, جَاءَ عِنْدَ مَبْرَقِ الصُّبْحِ [He came at the shining, &c., or at the time of the shining, &c., of the dawn; or] when the dawn shone, or gleamed, or glistened. (K, TA. [In the latter, مبرق is said to be here a meemee inf. n.]) مُبْرِقٌ: see بَرُوقٌ.

بسل

بسل
بسُلَ يَبسُل، بَسالَةً وبَسَالاً، فهو باسِل وبَسيل
• بسُلَ الشَّخصُ: شجُع، بطُل "بسُل الجنديُّ في القتال- قاتل الثّوّارُ المستعمرين ببسالة نادرة". 

أبسلَ يُبسل، إبسالاً، فهو مُبسِل، والمفعول مُبْسَل
• أبسل فلانًا للهلكَة: أَسْلَمَه لها، عرّضه لها " {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ} - {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} ". 

استبسلَ/ استبسلَ في/ استبسلَ لـ يستبسل، استبسالاً، فهو مُستبسِل، والمفعول مُستبسَل فيه
• استبسل الشَّخصُ/ استبسل الشَّخصُ في المعركةِ ونحوِها: أظهر شجاعة وجُرأة، استقتل، أقدم على الحرب ليكون قاتلاً أو مقتولاً "استشهد مستبسلاً في الدفاع عن وطنه".
 • استبسل الشَّخصُ للموتِ وغيرِه: وطّن نفسه له. 

باسلَ يباسل، مباسلةً، فهو مباسِل، والمفعول مباسَل
• باسل عدوَّه: قاتله وصارعه بشجاعة وشدَّة "باسل عدوًّا قويًّا وتغلّب عليه". 

تبسَّلَ يتبسّل، تبسُّلاً، فهو مُتبسِّل
• تبسَّل الرَّجلُ: تشجَّع. 

باسِل [مفرد]: ج باسِلون وبُسْل وبُسَلاءُ وبَواسِلُ، مؤ باسِلة، ج مؤ باسلات وبَواسِلُ:
1 - اسم فاعل من بسُلَ: "قلب باسل".
2 - شجاع "رجال بواسلُ". 

بَسال [مفرد]: مصدر بسُلَ. 

بَسالة [مفرد]: مصدر بسُلَ. 

بِسِلَّة [جمع]: (نت) بازلاء، بِزلَّة، بِسِلَّى؛ بقل زراعيّ حوليّ من القرنيّات الفراشيَّة، أنواعه كثيرة، تُطبخ بزوره. 

بِسِلَّى [جمع]: (نت) بازلاء، بِزلَّة، بِسِلَّة؛ بقل زراعيّ حوليّ من القَرْنيّات الفراشيّة، أنواعه كثيرة، تُطبخ بزوره. 

بَسيل [مفرد]: ج بُسَلاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من بسُلَ. 
(بسل) بِمَعْنى أجل
(بسل) وَجهه عبسه عبوسا كريها وَالطَّعَام أَو الشَّرَاب حمضه وأفسده
بسل: {أبسلوا}: ارتهنوا وأسلموا للهلكة. 
ب س ل : بَسُلَ بَسَالَةً مِثْلُ: ضَخُمَ ضَخَامَةً بِمَعْنَى شَجُعَ فَهُوَ بَسِيلٌ وَبَاسِلٌ وَأَبْسَلْتُهُ بِالْأَلِفِ رَهَنْتُهُ وَفِي التَّنْزِيلِ {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا} [الأنعام: 70] . 
[بسل] فيه: و"ابسل" ماله أي أسلم ماله بدينه واستغرقه. وفي: دعاء عمر أمين و"بسلا" أي إيجاباً يا رب، والبسل يكون بمعنى الحلال والحرام. وفيه: فأنجاد "بسل" أي شجعان جمع باسل. ك: "أبسلوا" أو يسوا نحو فإذا هم "مبلسون" وأبسلوا أسلموا إلى الهلاك بسبب كسبهم، وفسره بالفضح لأنه لازمه. غ: أسد "باسل" كريه المنظر.
(بسل)
بسولا عبس غَضبا أَو شجاعة فَهُوَ باسل (ج) بسل وبواسل وَهُوَ بسيل (ج) بسلاء وَهُوَ بسل أَيْضا وَالطَّعَام أَو الشَّرَاب تغير وَفَسَد وَالْيَوْم وَالْقَوْل اشْتَدَّ وَالشَّيْء بسلا حَبسه وَفُلَانًا لامه وَعَن حَاجته أعجله وَالشَّيْء أَخذه قَلِيلا قَلِيلا والدقيق وَنَحْوه نخله

(بسل) بسالا وبسالة شجع وَعَبس عِنْد الْحَرْب فَهُوَ باسل (ج) بسل وبواسل وَهُوَ بسيل أَيْضا (ج) بسلاء

بسل


بَسَلَ(n. ac. بُسُوْل)
a. Was stern, severe, austere.
b. Prevented, hindered, debarred.

بَسُلَ(n. ac. بَسَاْلَة
بِسَاْل)
a. Was brave, courageous.

أَبْسَلَa. Hindered, debarred.
b. Anathematized

تَبَسَّلَa. Frowned, scowled, knit his brows.

إِسْتَبْسَلَa. Was daring, courageous, heroic.

بَسْلa. Prohibition.
b. Anathema.
c. [], Amen, indeed, in sooth.
بَسِلa. Scowling; scowler.

بَاْسِل
(pl.
بُسْل
بُسُل
بُسَلَآءُ)
a. Brave, courageous, heroic; warrior, hero.
b. [art.], The lion.
بَسَاْلَةa. Courage, bravery, intrepidity.

بَسُوْلa. see 21 (a)
ب س ل: (الْبَسَالَةُ) الشَّجَاعَةُ وَقَدْ (بَسُلَ) مِنْ بَابِ ظَرُفَ فَهُوَ (بَاسِلٌ) أَيْ بَطَلٌ، وَقَوْمٌ (بُسْلٌ) كَبَازِلٍ وَبُزْلٍ. وَ (أَبْسَلَهُ) أَسْلَمَهُ لِلْهَلَكَةِ فَهُوَ (مُبْسَلٌ) وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} [الأنعام: 70] قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَنْ تُسْلَمَ. وَالْمُسْتَبْسِلُ الَّذِي يُوَطِّنُ نَفْسَهُ عَلَى الْمَوْتِ أَوِ الضَّرْبِ وَقَدِ (اسْتَبْسَلَ) أَيِ اسْتَقْتَلَ وَهُوَ أَنْ يَطْرَحَ نَفْسَهُ فِي الْحَرْبِ وَيُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ أَوْ يُقْتَلَ لَا مَحَالَةَ. 
ب س ل

فيه بسالة وما أبسله ولقد بسل وتبسل إذا تشجع، وأسد باسل. وله وجه باسر باسل: شديد العبوس. وأبسله للهلكة: أسلمه. وأبسل بعمله: أفضح. واستبسل للموت إذا استسلم. وأنشد الكسائي:

إذا جاء ساع لهم فاجر ... تجهمنا قبل أن ينزلا

وأوعدنا قبل عير وما ... جرى كي نذل ونستبسلا

ويقولون عند الدعاء على الرجل: آمين وبسلاً أي وأبسله الله ولحاه. وهذا بسل: محرم.

ومن المجاز: نبيذ باسل: شديد، وغضب باسل، ويوم باسل. قال الأخطل:

فهو فداء أمير المؤمنين إذا ... أبدى النواجذ يوم باسل ذكر
(بسل) - وفي حديث عُثْمان : "أَمَّا هذَا الحىُّ من هَمْدان أَنجادٌ بُسْل".
: أي شُجْعان، وهو جَمع بَاسِل، سُمِّى به لامتِناعِه مِمّن يَقصِده. وكل مُمتَنِعِ أو ممنُوع بَسْلٌ.
- في حديث عُمَر "مَاتَ أُسيْد ، وأبسِل مَالُه".
: أي أسلِم بدَيْنِه، وكان نَخْلًا فردَّه عُمَرُ وباع ثَمَرَه ثلاثَ سِنِين، وقَضَى دَيْنَه.
(بسم): قَولُه تَعالَى: {فَتَبَسَّم ضَاحِكاً} قيل: التَّبسُّم: أولُ الضَّحِك، وهو ما لا صَوتَ له
- وفي صِفَة النَّبىَّ - صلى الله عليه وسلم -: "جُلُّ ضَحِكه التَّبَسُّم" والمَبْسِم : أَولُ الفَم وما حَوَالَيْه، وبَسَم يَبْسِم بمعناه، وقيل: هو التَّبسُّم الخَفِّى، وتَبَسَّم الطَّلعُ: تفَتَّقَت أَطرافُه.
[بسل] البَسْلُ : الحَرامُ. والبَسْلُ: الحلالُ أيضا. والابسال: التحريم. قال الشاعر : أجارتكم بسل علينا محرم وجارتنا حل لكم وحليلها والبسلة بالضم: أُجرةُ الراقي. والبَسَالَةُ: الشجاعةُ. وقد بَسُلَ بالضم فهو باسِلٌ، أي بطل. وقوم بسل مثل بازل وبزل. والمباسلة: المصاولة في الحرب. والبَسيلُ: الكريهُ الوجهِ. والبسيل أيضا: بقية، وهو ما يبقى في الآنية من شَراب القوم فيبيت فيها. وأَبْسَلْتُ فلاناً، إذا أسلمتَه للهلكة، فهو مبسل، قال عوف بن الاحوص بن جعفر: وإبسالى بنى بغير جُرْمٍ بَعَوْناهُ ولا بِدَمٍ مراق وكان حمل عن غنى لبنى قشير دم ابني السجفية فقالوا: لا نرضى بك افرهنهم بنيه طلبا للصلح. وقوله تعالى: {أن تبسل نَفْسٌ بما كَسَبَتْ} قال أبو عبيدة: أي تسلم، وأنشد للنابغة الجعدى، ونحن رهنا بالافاقة عامرا بما كان في الدرداء رهنا فأبسلا قال الدرداء: كتيبة كانت لهم. والمستبسل: الذى يوطّن نفسه على الموت أو الضرب. وقد اسْتَبْسَلَ، أي استقتل، وهو أن يطرح نفسه في الحرب ويريد أن يَقْتُلَ أو يقتل لا محالة.
بسل
بَسُلَ الرجُلُ يَبْسُلُ؛ فهو باسِل: وهو عُبُوْسَةُ الغَضَبِ والشجَاعَةِ. وأسَد باسِل. وتَبَسلَ الرَّجُلُ واسْتَبْسَلَ: صارَ باسِلاً. وأبْسَلَ نَفْسَه للمَوْتِ: إذا وَطَّنَ نَفْسَه عليه.
والإبْسَالُ: أنْ يُبْسَلَ الرَّجُلُ بعَمَلِه فَيُخْذَلَ وُيوْكَلَ إليه، من قوله عَزَ وجَل: " أُبْسِلُوا بما كَسَبُوا "، وقيل: أُحْرِقُوا.
والبَسْلُ: الشيْءُ المُحَرمُ الذي لا يُتَنَاوَلُ.
وأبْسَلْتُ المَكانَ: إذا حَرمْتَه فلم تَقْرَبْهُ، والرجُلَ: إذا خَليْتَه يَفْعَلُ ما يَشَاءُ.
وبَسْلاً بَسْلاً: أي آمِيْنَ. وبَسلاً: أي تَباً. وهو - أيضاً -: القَبِيْحُ الشدِيدُ. والبُسْلَةُ: أجْرُ الراقي، وقد ابْتَسَلَ الرّاقي. والبَسِيْلُ: الشَّرَابُ الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الإنَاء. وبَسَلَ النَّبِيْذُ بُسُوْلاً: إذا جاوَزَ حَده وحَمُضَ. وأبْسَلْتُ هذا لذاكَ: أي تَرَكْته من أجْلِه. وأبْسَلْتُ البُسْرَ: طَبَخْته وجَفَّفْته. وتَبَسَّلْتُ الأمْرَ تَبَسُلاً: أي كَرِهْته.
بسل
البَسْلُ: ضم الشيء ومنعه، ولتضمّنه لمعنى الضّم استعير لتقطيب الوجه، فقيل: هو بَاسِل ومُبْتَسِل الوجه، ولتضمنه لمعنى المنع قيل للمحرّم والمرتهن: بَسْلٌ، وقوله تعالى: وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِما كَسَبَتْ
[الأنعام/ 70] أي: تحرم الثواب، والفرق بين الحرام والبَسْل أنّ الحرام عامّ فيما كان ممنوعا منه بالحكم والقهر، والبسل هو الممنوع منه بالقهر، قال عزّ وجل: أُولئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا
[الأنعام/ 70] أي: حرموا الثواب، وفسّر بالارتهان لقوله: كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدثر/ 38] . قال الشاعر:
وإبسالي بنيّ بغير جرم
وقال آخر:
فإن تقويا منهم فإنهم بسل
أقوى المكان: إذا خلا.
وقيل للشجاعة: البَسالة، إمّا لما يوصف به الشجاع من عبوس وجهه، أو لكون نفسه محرّما على أقرانه لشجاعته، أو لمنعه لما تحت يده عن أعدائه، وأَبْسَلْتُ المكان: حفظته وجعلته بسلا على من يريده، والبُسْلَةُ: أجرة الراقي ، وذلك لفظ مشتق من قول الراقي: أَبْسَلْتُ فلانا، أي:
جعلته بَسَلًا، أي: شجاعا قويا على مدافعة الشيطان أو الحيّات والهوام، أو جعلته مُبْسَلًا، أي: محرّما عليها، [وسمّي ما يعطى الراقي بسلة] ، وحكي: بَسَّلْتُ الحنظل: طيّبته، فإن يكن ذلك صحيحا فمعناه: أزلت بَسَالَتَه، أي:
شدّته، أو بَسْلَهُ أي: تحريمه، وهو ما فيه من المرارة الجارية مجرى كونه محرّما، و (بَسَلْ) في معنى أجل وبس 
بسل: بَسَل الشيئان: تنافرا وتناقضا (بوشر).
بسَّل بالتضعيف: ثرثر، هَذَر، هذى، شغشغ (الطفل) هدل (الحمام) غرد (الطير) (هلو، رولاند).
بِسِلاّ: وعند لين بِسِلّى: صنف من الجلبان، اسمه العلمي: Pisum arvense L.. وأضاف: وتكتب اليوم عادة: بِسِلَّة. ونجد هذه اللفظة الأخيرة عند ابن البيطار (1: 252) ففيه الغافقي ومن الجلبان صنف كبير لا يؤكل إلا مطبوخاً ويسمى البسلة.
وعند ابن العوام لابد أن تبدل لفظة السلة التي تكررت ثلاث مرات بلفظة البسلة التي ذكرت في المخطوطة (انظر رقم 2) ص130، وكذلك لابد من هذا الابدال في ص713 (انظر رقم 1) وكذلك في معجم بوشر.
وقد جاءت بِسِلاّ في رحلة ابن بطوطة (4: 335) وبَسِلاّ في المطبوع من الرحلة. وتكتب بسيل أيضاً ففي ابن البيطار (2: 102): البسيل وهو الجلبان الكبير. وتكتب كذلك بسيلة، قال التونسي (كبّاب ص75و): والبسيلة وهو البسيم. وفي المستعيني: ترمس يعرف البسيلة عن أبي حنيفة بالعربية للمرارة التي فيه، وقال: كل كريه بسيل. وفي ابن البيطار (2: 102): الجلبان المعروف بالبسيلة، وكذلك بسيلة عند ابن العوام 2: 99. وفي معجم هلو: بَسِيلَّة (انظر صفة مصر 27: 89 وفيه بَسِلَّه.
وما يقوله أبو حنيفة عن أصل الكلمة خطأ لاشك فيه فليست الكلمة من أصل عربي ولا من أصل فارسي. (انظر التعليق على ابن بطوطة 1: 1) لأن بَسْله في المعاجم الفارسية ليست إلا تصحيف قبيح للفظة بِسِلَّة. وهي مشتقة من اللفظة اللاتينية " Piselli" ( تصغير " Pisum") التي احتفظت بها الإيطالية " Piselli" وأصبحت بالفرنسية bisailes.
بِسِلّه: انظر بِسِلاّ.
بسيل وبسيلة: انظر بِسِلاّ. بَسالة: رتابة، عدم التنوع (بوشر).
بَسّال، وجمعه بَسّالة: شجاع، جرئ (المقري 2: 378).
باسل: غث، مسيخ، لا عم له (دومب 105، همبرت 14، هلو) - وثرثار، مهذار (هلو) - ورتيب، ممل (بوشر) - وعبوس (بوشر).
ب س ل

بَسَلَ يَبْسُلُ بُسُولاً فهوَ باسِلٌ وبَسْلٌ وبَسِيلٌ وتبسَّلَ كلاهمَا عَبَسَ من الغَضَب أو الشَّجاعة وتَبَسَّلَ وجْهُه كَرُهَتْ مَرْآتُه وفَظُعَتْ قال أبو ذؤيب يصف قَبْراً

(فكُنْتُ ذَنُوبَ البِئْر لما تَبَسَّلَتْ ... وسُرْبِلْتُ أكْفَانِي ووُسِّدْتُ ساعِدِي)

وقالَ كَعْبُ بن زُهَيْرٍ

(إذا غَلَبَتْه الكأسُ لا مُتَعَبِّسٌ ... حَصُورٌ ولا من دُونِها يَتَبَسَّلُ)

وروَاهُ عليُّ بن حَمزةَ يتَنشَّلُ وكذَلِكَ ضَبَطَه في كتابِ النَّباتِ ولا أَدْرِي ما هو والباسِلُ الأسَدُ لكَراهِة مَنْظره وقُبْحه والباسِلُ الشجاع والجمع بُسَلاءُ وبُسْل وقد بَسُلَ بَسَالةً وبَسَالاً قال الحطيئةُ

(وأَحْلَى من التَّمْرِ الجَنِيِّ وفيِهمُ ... بَسَالَةُ نَفْسٍ إنْ أُرِيدَ بَسَالُهَا)

على أنَّ بَسَالاً هنا قد يجوزُ أن يَعْنِي به بَسَالَتَها فحَذَفَ كقَولِ أبي ذُؤيبٍ

(أَلاَ لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَنَظَّرَ خالِدٌ ... عِيَادِي على الهِجْرانِ أمْ هو آيِسُ)

أي عِيَادَتِي ولبن باسِلٌ كَرِيهُ الطَّعْمِ حامِضٌ وقدْ بَسَلَ وكذلك النَّبِيذُ إِذَا اشْتَدَّ وحَمُضَ وباسِلُ القْولِ شديدُهُ وكَريهُهُ قال أبو بُثَيْنَةَ الهُذَليُّ

(نُفَاثَةَ أعْنِي لا أُحَاوِلُ غيْرَهُمْ ... وباسِلُ قَوْلِي لا يَنالُ بَنِي عَبْدِ)

ويومٌ باسِلٌ شَديدٌ من ذلك قال الأخطلُ

(نَفْسِي فِداء أمير المؤمنينَ إذا ... أبْدَى النواجِذَ يومٌ باسِلٌ ذَكَرُ)

وبسَّلَ الشيءَ كرَّهه والبَسِيلَةُ عُلَيْقِمَة في طَعْم الشيء والبَسِيلَةُ التُرْمُسُ حكاهُ أبو حنيفة وأحَسَبُهَا سُمِّيت بَسِيلَة للعُلَيْقِمَة التي فيها وحَنْظَلٌ مُبَسَّل أُكِلَ وَحْدَهُ فكُرِه طعْمُه أنشد ابن الأعرابيِّ

(بِئْسَ الطَّعامُ الحَنْظَلُ المُبسَّلُ ... تَيْجَعُ منه كَبِدِي وأكْسَلُ)

والبَسيلَةُ والبَسِيلُ ما بَقِيَ من الشَّراب فَيبيتُ في الإِناءِ قالَ بعض العرب دعَانِي إلى بَسِيلةٍ له وأبْسَلَ نفْسَهُ للموْتِ واسْتَبْسَلَ وطَّن وأَبْسَلَه لعَمَلِه وبه وكَلَهُ إليه وأبْسَلَهُ لِكذا رَهَنَه وعَرَّضَه قال عَوْفُ بن الأحْوَصِ

(وإبْسالِي بَنِيَّ بغير جُرْمٍ ... بَعَوْنَاهُ ولا بِدَمٍ مُراقِ)

والبَسْلُ الحرامُ والحَلالُ الواحد والجميع والمُذَكَّر والمؤنث في ذلك سواء قال

(أَيَثْبُتُ ما زِدْتُمْ وتُلْغَى زِيادتِي ... دَمِي إنْ أُحِلَّتْ هذه لكُمُ بَسْلُ)

أي حلال لكم مُخَلَّى ولا يكونُ الحرامُ هُنَا لأن معنى البيت لا يسوِّغنا ذلك والبَسْلُ ثمانيةُ أشْهُرٍ حُرُمٍ كانتْ لقومٍ لهم صِيتٌ وذِكْرٌ في غَطَفَانَ وقيسٍ يُقَالُ لهم الهَباآت من سِيَرِ محمد بن إسحاق رحمه الله والبَسْلُ اللَّحْىُ واللَّوْمُ وقالوا في الدُّعاء عن الإِنسانِ بَسْلاً وأَسْلاً كقولهم نَعْساً ونُكْساً وأبْسَلَ البُسْرَ طَحَنَهُ وجَفَّفه والبُسْلَةُ أُجْرَةُ الرّاقي خاصَّةً وابْتَسَلَ أخَذَ بُسْلَتَهُ وقال اللحيانيُّ أعْطِ العامِل بُسْلَتَه لم يَحْكِها إلا هو وبَسَلَ اللَّحمُ مِثلُ خَمَّ عن أبي حنيفةَ وبَسَلَنِي عن حاجتي بَسْلاً أعْجلَنِي وبَسَل بمعنى أجَلْ وبَسْلٌ في الدعاء بمعنى آمين قال المُتَلَمِّسُ

(لا خابَ مِنْ نَفْعِكَ مَنْ رَجَاكا ... بسْلاُ وعَادَى اللهُ مَنْ عاداكا)

وبَسَيْلٌ قريةٌ بحَوْرَان قالَ كثير عَزّة

(فَبِيدُ المُنَقَّى فالمشَارِفُ دُونَهُ ... فَرَوْضَةُ بَصْرَي أعْرَضَتْ فَبَسِيلُها)

بسل

1 بَسْلٌ (inf. n. of بَسَلَ, M) is The act of preventing, hindering, withholding, debarring, forbidding, or prohibiting; syn. مَنْعٌ; the primary meaning; (Bd in vi. 69;) and إِعْجَالٌ (M, K) and حَبْسٌ; (AA, K;) [both syn. with مَنْعٌ;] and ↓ إِبْسَالٌ [inf. n. of 4, q. v. infrà,] signifies the same. (Bd ubi suprà.) You say, بَسَلَنِي عَنْ حَاجَتِى, inf. n. as above, He prevented me from accomplishing my want; syn. أَعْجَلَنِى. (M.) A2: بَسَلَ, (M, K,) aor. ـُ (M,) inf. n. بُسُولٌ, He (a man, TA) frowned, contracted his face, or looked sternly or austerely or morosely; or, doing so, grinned, or displayed his teeth; or contracted the part between his eyes; (عَبَسَ;) by reason of courage, or of anger; as also ↓ تبسّل: (M, K:) and [so in the M, but in the K “or” ] ↓ تبسّل وَجْهُهُ, (M, and so in some copies of the K,) or ↓ تبسّل [alone], (so in other copies of the K, and in the TA,) His face, or he, was, or became, odious, and excessively foul or unseemly or hideous, in aspect: (M, K:) and لِى ↓ تبسّل He (a man) was displeasing, or odious, in aspect to me. (TA.) b2: And [hence], (M, K,) inf. n. بُسُولٌ, (TA,) said of milk, and of نَبِيذ [or must &c.], (tropical:) It was, or became, strong: (K: [in the CK, بَسَّلَ is here erroneously put for بَسَلَ; and وَبَسَّلَهُ, which should next follow, is omitted:]) or, said of the former, it was, or became, displeasing, or odious, in taste, and sour; and, said of the latter, it was, or became, strong, and sour. (M, TA.) Also, said of vinegar, (assumed tropical:) It, having been left long, became altered, or corrupted, in flavour. (Az in art. حذق, TA.) And, said of flesh-meat, (assumed tropical:) It stank, or became stinking. (AHn, M, TA.) A3: بِسُلَ, [aor. ـُ inf. n. بَسَالَةٌ (S, M, Msb, K) and بَسَالٌ, [respecting which latter see what follows in the next sentence,] (M, K,) He was, or became, courageous, or strong-hearted, on the occasion of war, or fight: (S, M, Msb, K:) from بَسْلٌ meaning “forbidden,” or “prohibited;” because he who has this quality defends himself from his antagonist, as though it were forbidden to him [the latter] to do him a displeasing, or an evil, deed. (Ham p. 13.) El-Hoteíah says, وَأَحْلَى مِنَ التَّمْرِ الجَنِىِّ وَ فِيهِمُ بَسَالَةُ نَفْسٍ إِنْ أُرِيدَ بَسَالُهَا [And sweeter than fresh-gathered dates, and in them is courageousness of soul, if courageousness thereof be desired]: but بسالها may be here altered by curtailment from بَسَالَنُهَا. (M.) You say, مَا

أَبْيَنَ بَسَالَتَهُ [How manifest is] his courage! (TA.) b2: See also 4.2 بسّلهُ, (M, K,) inf. n. تَبْسِيلٌ, (K,) He made it (a thing) to be an object of dislike, disapprobation, or hatred; syn. كَرَّهَهُ: (M:) or he disliked it, disapproved of it, or hated it; syn. كَرِهَهُ. (K.) 3 مُبَاسَلَةٌ [inf. n. of باسل] The act of assaulting, or assailing, in war. (S, PS.) 4 إِبْسَالٌ [inf. n. of ابسل] i. q. بَسْلٌ as explained in the first sentence of this art. ; i. e., The act of preventing, hindering, withholding, debarring, (Bd in vi. 69,] forbidding, or prohibiting. (S, K, and Bd ubi suprà.) A2: ابسلهُ (inf. n. as above, TA) He pledged, or gave in pledge, him, or it, (M, Msb, K,) لِكَذَا [and بِكَذَا, as will be shown below, both meaning for such a thing]: and he gave in exchange, or as an equivalent, him, or it, لِكَذَا [and app. بِكَذَا also, as above, for such a thing]; syn. عَرَّضَهُ: (M, K:) and he gave him up, delivered him, delivered him over, or consigned him, to destruction, (S, K,) or to punishment. (Az, TA.) 'Owf Ibn-El-Ahwas says, وَإِبْسَالِي بَنِىَّ بِغَيْرِجُرْمٍ بَعَوْنَاهُ وَ لَا بِدَمٍ مُرَاقِ [And my giving in pledge, or as an equivalent, or giving up to destruction, my sons, not for a crime that we have committed, nor for blood that has been shed by us]: (S, M, TA:) for he had given his sons in pledge for others, seeking peace, or reconciliation. (S, TA.) أَنْ تُبْسَلَ بِمَا كَسَبَتْ, in the Kur [vi. 69], means Lest a soul should be given up, or delivered, &c., (AO, S, Bd, Jel, TA.) to destruction, (Bd, Jel, TA,) or to punishment, (Az, TA,) for that which it hath done, (Az, Bd, Jel, TA,) of evil: (Bd:) or be given in pledge. (Bd, TA.) And أُولٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا, in the same [ubi suprà], means, in like manner, Those who are given up, or delivered, &c., (to punishment, Bd) for their sins: (El-Hasan, Bd, * TA:) or who are given in pledge: (Msb, TA:) or are destroyed: or, as Mujáhid says, are disgraced, or put to shame, by the exposure of their sins: or, as Katádeh says, are imprisoned. (TA.) b2: ابسلهُ لِعَمَلِهِ and بِعَمَلِهِ He left him to his work, not interfering with him therein. (M, K.) b3: ابسل نَفْسَهُ لِلْمَوْتِ, (M, K,) as also ↓ استبسل [alone], (M, K, and Ham p. 291), and ↓ تبسّل, and ↓ بسل, [which last may be either بَسَلَ or بَسُلَ, or perhaps it is a mistranscription for أَبْسَلَ,] (Ham ibid.,) He disposed and subjected his mind, or himself, to death, (M, K, Ham,) and felt certain, or sure, of it: (Ham, TA:) and in like manner, لِلضَّرْبِ [to beating, i. e., to being beaten]: (TA:) and لِلْمَوْتِ ↓ ابتسل He submitted himself to death: (TA:) and ↓ استبسل He threw himself into war, or battle, or fight, desiring to slay or be slain, (S K,) inevitably. (S.) A3: مَا أَبْسَلَهُ How courageous, or stronghearted, is he, on the occasion of war, or fight! (TA.) 5 تبسّل He affected courage, or strength of heart, on the occasion of war, or fight; emboldened himself; or became like a lion in boldness. (TA.) b2: See 4.

A2: See also 1, in four places.8 ابتسل لِلْمَوْتِ: see 4.10 إِسْتَبْسَلَ see 4, in two places.

بَسْلٌ [an inf. n. (see 1) used as an epithet;] Forbidden; prohibited; unlawful: (S, M, K:) and allowed; permitted; lawful: (AA, IAar, M, K:) thus having two contr. significations: (AA, K:) used alike as sing. and pl. and masc. and fem. [because originally an inf. n.]. (M, K.) You say, هٰذَا بَسْلٌ عَلَيْكَ This is forbidden, prohibited, or unlawful, to thee. (Bd in vi. 69.) and دَمِى لَكُمْ بَسْلٌ My blood is, or shall be, allowed, permitted, or lawful, to you. (M.) A2: See also بَاسِلٌ, in two places.

بَسِلٌ: see بَاسِلٌ.

بِسِلَّى [more commonly written in the present day بِسِلَّة] A certain kind of grain like the lupine (تُرْمُس), or less than this; [the pea termed by Linnæus pisum arvense:] a word of the dial. of Egypt. (TA.) بَسُولٌ: see بَاسِلٌ, in two places.

بَسِيلٌ: see بَاسِلٌ, in three places.

بَسَالَةٌ inf. n. of بَسُلَ, q. v. (S, M, &c.) b2: Also [i. q. بُسُولٌ, inf. n. of بَسَلَ, q. v.; meaning] A frowning, contracting the face, or looking sternly or austerely or morosely; or doing so with grinning, or displaying the teeth; or contracting the part between the eyes; by reason of courage, or of anger. (Ham p. 14.) b3: And dislike, disapprobation, displeasure, or hatred. (Ham ibid.) بَاسِلٌ Courageous, or strong-hearted, on the occasion of war, or fight; (S, M, Msb, K;) because he who is so defends himself from his antagonist; (Ham p. 13, and Bd in vi. 69;) as also ↓ بَسِيلٌ (Msb) and ↓ بَسُولٌ: (Ham ubi suprà:) pl. of the first بُسْلٌ (S, M, K) and بُسَلَآءُ. (M, K.) b2: Frowning, contracting the face, or looking sternly or austerely or morosely; or doing so with grinning, or displaying the teeth; or contracting the part between the eyes; by reason of courage, or of anger; (M, K;) as also ↓ بَسْلٌ, (M, TA,) in the K ↓ بَسِلٌ, but this is incorrect, (TA,) and ↓ بَسِيلٌ: (M, K:) and بَاسِرٌ بَاسِلٌ frowning, &c., much, or vehemently; applied to the face: (TA:) and ↓ بَسْلٌ (IAar, K) and ↓ بَسِيلٌ (IAar, S, K) displeasing, or odious, (IAar, S, K,) in face, (IAar, S,) or aspect. (K.) b3: The lion; (M, K;) because of his displeasing, or odious, aspect; (M;) or because his prey does not escape from him; (Bd in vi. 69;) as also ↓ بَسُولٌ (TA) and ↓ مُتَبَسِّلٌ. (K.) b4: Applied to a saying, Hard, or severe, and displeasing, or odious. (M, K.) b5: Applied to milk, and to نَبِيذ [or must &c.] (tropical:) Strong: (K:) or, applied to the former, displeasing, or odious, in taste, and sour; and applied to the latter, strong and sour. (M, TA.) And, applied to vinegar, (assumed tropical:) Altered, or corrupted, in flavour, from having been left long; as also ↓ مُبَسَّلٌ (Az in art. حذق, TA.) b6: Applied to a day, (assumed tropical:) Distressing, afflictive, or calamitous. (M, TA.) مُبَسَّلٌ: see بَاسِلٌ.

مُتَبِسِّلٌ: see بَاسِلٌ.

مُسْتَبْسِلٌ Disposing and subjecting one's mind, or oneself, to death, or to being beaten: (S: [see also its verb:]) or, as some say, falling into a displeasing, an odious, or an evil, case, from which there is no escape. (TA.)

بسل: بسَل الرجلُ يَبسُل بسولاً، فهو باسل وبَسْل وبَسيل وتَبَسَّل،

كلاهما: عَبَس من الغضب أَو الشجاعة، وأَسَد باسل. وتَبَسَّلَ لي فلان إِذا

رأَيته كريه المَنْظَر. وبَسَّل فلان وَجْهَه تبسيلاً إِذا كَرَّهه.

وتَبَسَّل وجههُ: كَرُهَتْ مَرْآته وفَظُعَتْ؛ قال أَبو ذؤَيب يصف

قبراً:فكُنْتُ ذَنُوبَ البئر لما تَبَسَّلَتْ،

وسُرْبِلْتُ أَكفاني ووُسِّدْتُ ساعدي

لما تَبَسَّلَت أَي كَرُهت؛ وقال كعب

بن زهير:

إِذا غَلَبَتْه الكأْسُ لا مُتَعَبِّس

حَصُورٌ، ولا مِن دونِها يتَبَسَّلُ

ورواه علي بن حمزة: لما تَنَسَّلَتْ، وكذلك ضبطه في كتاب النبات؛ قال

ابن سيده: ولا أَدري ما هو. والباسل: الأَسَد لكراهة مَنْظَره وقبحه.

والبَسَالة: الشجاعة. والباسل: الشديد. والباسل: الشجاع، والجمع بُسَلاء

وبُسْل، وقد بَسُل، بالضم، بَسَالة وبَسَالاً، فهو باسل أَي بَطُل؛ قال

الحطيئة:

وأَحْلى من التَّمْر الحَلِيِّ، وفيهمُ

بَسَالةُ نَفْس إِن أُريد بَسَالُها

قال ابن سيده: على أَن بسالاً هنا قد يجوز أَن يعني بسالتها فحذف كقول

أَبي ذؤَيب:

أَلا ليْتَ شِعْري هل تَنَظَّر خالدٌ

عِيَادي على الهِجْرانِ، أَم هو يائس؟

أَي عيادتي. والمُباسَلة: المصاولة في الحرب. وفي حديث خَيْفان: قال

لعثمان أَمَّا هذا الحي من هَمْدانَ فأَنْجادٌ بُسْلٌ أَي شُجعان، وهو جمع

باسل، وسمي به الشجاع لامتناعه ممن يقصده. ولبن باسل: كَريه الطَّعم حامض،

وقد بَسَلَ، وكذلك النبيذ إِذا اشتدّ وحَمُض. الأَزهري في ترجمة حذق:

خَلٌّ باسل وقد بَسَل بُسولاً إِذا طال تركه فأَخْلَفَ طَعْمُه وتَغَيَّر،

وخَلٌّ مُبَسَّل؛ قال ابن الأَعرابي: ضاف أَعرابي قوماً فقال: ائتوني

بكُسَعٍ جَبِيزات وببَسِيل من قَطَاميُّ ناقس؛ قال: البَسيلُ الفَضْلة،

والقَطَاميُّ النَّبِيذ، والناقس الحامض، والكُسَعُ الكِسَرُ، والجَبِيزات

اليابسات. وباسِلُ القول: شَدِيدُه وكَرِيهه؛ قال أَبو بُثَيْنَة

الهُذَلي:نُفَاثَةَ أَعْني لا أُحاول غيرهم،

وباسِلُ قولي لا ينالُ بني عَبْد

ويوم باسل: شديد من ذلك؛ قال الأَخطل:

نَفْسِي فداءُ أَمير المؤْمنين، إِذا

أَبْدَى النواجِذَ يَوْمٌ باسِلٌ ذَكَرُ

والبَسْل: الشِّدّة. وبَسَّلَ الشيءَ: كَرَّهه. والبَسِيل: الكَريه

الوجه. والبَسِيلة: عُلَيْقِمَة في طَعْم الشيء. والبَسِيلة: التُّرْمُس؛

حكاه أَبو حنيفة، قال: وأَحسبها سميت بَسِيلة للعُلَيْقِمة التي فيها.

وحَنْظَلٌ مُبَسَّل: أُكِل وحده فتُكُرِّه طَعْمُه، وهو يُحْرِق الكَبِد؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

بِئْس الطَّعامُ الحَنْظل المُبَسَّلُ،

تَيْجَع منه كَبِدِي وأَكْسَلُ

والبَسْلُ: نَخْل الشيء في المُنْخُل. والبَسِيلة والبَسِيل: ما يبقى من

شراب القوم فيبيت في الإِناء؛ قال بعض العرب: دعاني إِلى بَسِيلة له.

وأَبْسَل نَفْسَه للموتِ واسْتَبْسَل: وَطَّن نفسه عليه واسْتَيْقَن.

وأَبْسَله لعمله وبه: وَكَلَه إِليه. وأَبْسَلْت فلاناً إِذا أَسلمتَه

للهَلَكة، فهو مُبْسَل. وقوله تعالى: أُولئك الذين أُبْسِلوا بما كسبوا؛ قال

الحسن: أُبْسِلوا أُسلِموا بجَرائرهم، وقيل أَي ارْتُهِنوا، وقيل أُهلِكوا،

وقال مجاهد فُضِحوا، وقال قتادة حُبِسوا. وأَن تُبْسَل نفس بما كسَبَت؛

أَي تُسْلَم للهلاك؛ قال أَبو منصور أَي لئلا تُسْلم نفس إِلى العذاب

بعَملها؛ قال النابغة الجعدي:

ونَحْن رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامراً،

بما كان في الدَّرْداءِ، رهناً فأُبْسِلا

والدَّرْداء: كَتيبة كانت لهم. وفي حديث عمر: مات أُسَيْد

بن حُــضَيْر وأُبْسِل ماله أَي أُسْلِم بدَيْنِه واسْتَغْرَقه وكان

نَخْلاً فردّه عُمَر وباع ثمره ثلاث سنين وقَضى دينه.

والمُسْتَبْسِل: الذي يقع في مكروه ولا مَخْلَص له منه فيَسْتَسْلم

مُوقِناً للهَلَكة؛ وقال الشَّنْفَرَى:

هُنَالكَ لا أَرْجُو حَياةً تَسُرُّني،

سَمِيرَ الليَّالي مُبْسَلاً لجَرائري

أَي مُسْلَماً. الجوهري: المُسْتَبْسِل الذي يُوَطِّن نَفسه على الموت

والضرب. وقد اسْتَبْسَل أَي اسْتَقْتَل وهو أَن يطرح نفسه في الحرب، يريد

أَن يَقْتل أَو يُقْتَل لا محالة. ابن الأَعرابي في قوله أَن تُبسل نفس

بما كسَبت: أَي تُحْبَس في جهنم. أَبو الهيثم: يقال أَبْسَلْته بجَرِيرته

أَي أَسْلمته بها، قال: ويقال جَزَيْته بها: ابن سيده: أَبْسَله لكذا

رَهِقه وعَرَّضه؛ قال عَوْف بن الأَحوص بن جعفر:

وإِبْسَالي بَنِيَّ بغير جُرْمٍ

بَعَوْناه، ولا بِدَمٍ قِراض

وفي الصحاح: بدم مُراق. قال الجوهري: وكان حمل عن غَنِيٍّ لبني قُشَير

دَم ابْني السجفية فقالوا لا نرضى بك، فرهنهم بَنِيه طلباً للصلح.

والبَسْل من الأَضداد: وهو الحَرام والحَلال، الواحد والجمع والمذكر

والمؤنث في ذلك سواء؛ قال الأَعْشَى في الحرام:

أَجارَتُكم بَسْلٌ علينا مُحَرَّمٌ،

وجارَتُنا حِلٌّ لَكُم وحَلِيلُها؟

وأَنشد أَبو زيد لضَمْرة النهشليّ:

بَكَرَتْ تَلُومُك، بَعْدَ وَهْنٍ في النَّدَى،

بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتي وعِتَابي

وقال ابن هَمَّام في البَسْل بمعنى الحَلال:

أَيَثْبُت ما زِدْتُمْ وتُلْغَى زِيادَتي؟

دَمِي، إِنْ أُحِلَّتْ هذه، لَكُمُ بَسْلُ

أَي حَلال، ولا يكون الحرام هنا لأَن معنى البيت لا يُسَوِّغُنا ذلك.

وقال ابن الأَعرابي: البَسْل المُخَلَّى في هذا البيت. أَبو عمرو: البَسْل

الحلال، والبَسْل الحرام. والإِبْسال: التحريم. والبَسْل: أَخْذ الشيء

قليلاً قليلاً. والبَسْل: عُصارة العُصْفُر والحِنَّاء. والبَسْل: الحَبْس.

وقال أَبو مالك: البسل يكون بمعنى التوكيد في المَلام مثل قولِك تَبًّا.

قال الأَزهري: سمعت أَعرابيّاً يقول لابن له عَزَم عليه فقال له:

عَسْلاً وبَسْلاً أَراد بذلك لَحْيَه ولَومَه. والبَسْل: ثمانية أَشهر حُرُمٍ

كانت لقوم لهم صِيتٌ وذِكْر في غَطَفان وقيس، يقال لهم الهَبَاءَات، من

سِيَرِ محمد بن إِسحق. والبَسْل: اللَّحيُ واللَّوْمُ. والبَسْل أَيضاً في

الكِفاية، والبَسْل أَيضاً في الدعاء. ابن سيده: قالوا في الدعاء على

الإِنسان: بَسْلاً وأَسْلاً كقولهم: تَعْساً ونُكْساً وفي التهذيب: يقال

بَسْلاً له كما يقال ويْلاً له

وأَبْسَل البُسْرَ: طَبَخَهُ وجَفَّفَهُ. والبُسْلة، بالضم: أُجْرَة

الرَّاقي خاصة. وابْتَسَل: أَخذ بُسْلَتَه. وقال اللحياني: أَعْطِ العامل

بُسْلَته، لم يَحْكِها إِلا هو. الليث: بَسَلْت الراقي أَعطيته بُسْلَته،

وهي أُجرته. وابْتَسَل الرجلُ إِذا أَخذ على رُقْيته أَجراً. وبَسَل

اللحمُ: مثل خَمَّ. وبَسَلني عن حاجتي بَسْلاً: أَعجلني. وبَسْلٌ في الدعاء:

بمعنى آمين؛ قال المتلمس:

لا خاب مِنْ نَفْعك مَنْ رَجَاكا

بَسْلاً، وعادَى افيفي ُ مَنْ عاداكا

وأَنشده ابن جني بَسْلٌ، بالرفع، وقال: هو بمعنى آمين. أَبو الهيثم:

يقول الرجل بَسْلاً إِذا أَراد آمين في الاستجابة. والبَسْل: بمعنى

الإِيجاب. وفي الحديث: كان عمر يقول في آخر دعائه آمين وبَسْلاً أَي إِيجاباً يا

ربّ. وإِذا دعا الرجل على صاحبه يقول: قطع افيفي مَطَاه، فيقول الآخر:

بَسْلاً بَسْلاً أَي آمين آمين. وبَسَلْ: بمعنى أَجَلْ.

وبَسيل: قرية بحَوْرَان؛ قال كثيِّر عزة:

فَبِيدُ المُنَقَّى فالمَشارِبُ دونه،

فَروضَةُ بُصْرَى أَعْرَضَتْ، فَبسِيلُها

(* «فالمشارب» كذا في الأصل وشرح القاموس، ولعلها المشارف بالفاء جمع

مشرف: قرى قرب حوران منها بصرى من الشام كما في المعجم)

بسل
البَسْلُ: الحَرامُ قَالَ الأعْشَى:
(أجارَتُكُمْ بَسْلٌ عَلَينا مُحَرَّمٌ ... وجارَتُنا حِلُّ لَكُم وحَلِيلُها)
أَيْضا الحَلالُ قَالَ عبدُ الله بنُ همّام السَّلُولِيُّ:
(أيَنْفُذُ مَا زِدْتُمْ لم وتُمْحَى زِيادَتِي ... دَمِي إِن أجِيزَتْ هَذِه لَكُمُ بَسْلُ)
أَي حَلالٌ: وَلَا يكون الحَرامَ هُنَا، وَهُوَ ضِدٌّ عَن أبي عمرٍ و، والمفَضَّل بن سَلَمة. وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: البَسْلُ فِي هَذَا الْبَيْت: المُخْلَى. للواحِدِ والجَمْعِ والمذكَّر والمُؤنَّث سَواءٌ فِي ذَلِك. قَالَ ثَعْلَبٌ: البَسْلُ: اللَّحْيُ واللَّومُ. قَالَ الأزهريُّ: سمعتُ أعرابيّاً يَقُول لابْنٍ لَهُ، عَزَم عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عَسْلاً وَبَسْلاً: أَرَادَ بذلك لَحْيَه ولَوْمَه. وَقَالَ غيرُه: البَسْلُ ثمانيةُ أشْهُرٍ حُرُمٍ كَانَت لِقَوْمٍ لَهُم صِيتٌ، وذَكَر أَنهم مِن غَطَفانَ وَقَيسٍ يُقال لَهُم: الهَباءاتُ. كَذَا فِي سيرة مُحَمَّد بن إِسْحَاق.
البَسْلُ: الإعجالُ يُقال: بَسَلَني عَن حاجَتِي: أَي أعْجَلَني. أَو قَالَ ابنُ الأعرابيّ: البَسْلُ: الشِّدَّةُ.
أَيْضا: النَّخْلُ: أَي نَخْلُ الشَّيْء بالمُنْخُلِ. قَالَ أَبُو عَمْرو: البَسْلُ: أَخْذُ الشَّيْء قَلِيلا قَلِيلا. أَيْضا: عُصارَةُ العُصْفُرِ والحِنّاءِ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ: البَسْلُ: الرجُلُ الكَرِيهُ المَنْظَرِ ونَصّ ابنِ الأعرابيّ: الكرِيهُ الوَجْهِ كالبَسِيلِ كأمِيرٍ. البَسْلُ: الحَبسُ عَن أبي عمرٍ و. البَسْلُ: لَقَبُ بني عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ هَكَذَا يُدْعَوْنَ. وَكَانُوا يَدَيْن، واليَدُ الأُخرى: اليَسْلُ، بالمُثنّاة تَحتُ قَالَه الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ، عَن مُحَمَّد بن الْحسن، هَكَذَا هُوَ فِي العُباب، وَنَقله الحافِظُ فِي التَّبصِير، وَلكنه عَكَس القَضيَّةَ.
قَالَ اللَّيثُ: إِذا دَعا الرجلُ على صاحبِه، يَقُول: قَطَع اللَّهُ مَطاكَ، فيقولُ الآخَرُ: بَسْلاً بَسْلاً: أَي آمِينَ آمِينَ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: قَالَ يُونُسُ: يُقال: بَسْلٌ فِي مَعْنى آمِينَ، يَحْلِفُ الرجُلُ، ثمَّ يَقُول: بَسْلٌ، وَأنْشد اللَّيثُ: لَا خابَ مِنْ نَفْعِك مَن رَجاكا) بَسْلاً وعادَى اللَّهُ مَن عاداكا وَكَانَ عمرُ رَضِي الله تعالَى عَنهُ، يَقُول فِي دُعائِه: آمِينَ وَبَسْلاً قِيل: مَعْنَاهُ: إِيجَابا وتَحقِيقاً.
وبَسْلاً لَهُ: أَي وَيْلاً لَهُ عَن أبي طالِبٍ. ويُقال: بَسْلاً وأَسْلاً: دُعاءٌ عَلَيْهِ. ويُقال: بَسَلْ: بمعنَى أَجَلْ وَزْناً ومَعْنًى، وَهُوَ أَن يتكلّمَ الرجلُ فيقولَ الآخَرُ: بَسَلْ أَي هُوَ كَمَا تَقولُ. والإِبْسالُ: التَّحْرِيمُ وبَسَلَ الرجُلُ بُسُولاً بالضّمّ فَهُوَ باسِلٌ وبَسِلٌ ككَتِفٍ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ بالفَتْح.
وبَسِيلٌ كأمِيرٍ. وتَبَسَّلَ كِلاهما: عَبَس غَضَباً أَو شَجاعةً، أَو تَبَسَّلَ فُلانٌ: إِذا كُرِهَتْ مَرْآتُه وَفَظُعَتْ يُقال: تَبَسَّلَ لي فُلانٌ: إِذا رأيْتَه كَرِيهَ المَنظَرِ، قَالَ أَبُو ذُؤَيب، يصفُ قَبراً:
(فكنتُ ذَنُوبَ البِئرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْ ... وسُرْبِلْتُ أَكفانِي ووُسِّدْتُ ساعِدِي)
أَي كُرِهَتْ، وَقَالَ كَعْبٌ:
(إِذا غَلَبَتْه الكأسُ لَا مُتَعَبِّسٌ ... حَصُورٌ وَلَا مِن دُونِها يَتَبَسَّلُ) والباسِلُ: الأسَدُ لِكراهة مَنظرِه وقُبْحِه، قَالَ أَبُو زُبَيدٍ الطائِيُّ، يَرثِي غُلامَه:
(صادَفْتَ لَمَّا خَرْجتَ مُنطَلِقاً ... جَهْمَ المُحَيّا كباسِلٍ شَرِسِ)
وَقَالَ امْرُؤ القَيس:
(قُولا لِدُودانَ عَبيدِ العَصا ... مَا غَرَّكُمْ بالأسَدِ الباسِلِ)
كالمُتَبسِّل، الباسِلُ الشُّجاعُ، ج: بُسَلاءُ ككاتِبٍ وكُتَباءَ. وبُسْلٌ بالضّمّ، كبازِلٍ وبُزْلٍ. وَقد بَسُلَ، ككَرُم، بَسَالَةً وبَسالاً يُقال: مَا أَبْيَنَ بَسالَتَه: أَي شَجاعَتَه، قَالَ الفرزدقُ:
(وفِيهَنّ عَن أبْوالِهِنَّ بَسالَةٌ ... وبَسْطَةُ أَيْدٍ يَمنَعُ الضَّيْمَ طُولُها)
الباسِلُ مِن القَولِ: الكَريهِ الشَّديدُ قَالَ أَبُو بُثَينَةَ الهُذَلِيُّ:
(نُفاثَةَ أَعْنِي لَا أُحاوِلُ غَيرَهُم ... وباسِلُ قَوْلِي لَا يَنالُ بني عَبْدِ)
من المَجاز: الباسِل مِن اللَّبَنِ: الكَرِيهُ الطَّعْمِ الحامِضُ. من النَّبِيذِ: الشَّدِيدُ الحامِضُ. وَقد بَسَلَ بُسُولاً. وبَسَّلَه تَبسِيلاً: كَرِهَهُ. البَسِيلَةُ كَسِفِينَةٍ: عَلْقَمَةٌ وَفِي بعض النسَخ: عُلَيقِمَة فِي طَعْمِ الشَّيْء. البُسْلَةُ كغُرْفَةٍ: أُجْرَةُ الرَّاقِي خاصّةً، عَن اللحيانيّ. وابْتَسَلَ الرجُلُ: أخَذَها. قَالَ أَبُو عَمْرو: حَنْظَلٌ مُبَسَّلٌ، كمُعَظَّمٍ: أُكِلَ وَحْدَه فتُكُرِّهَ طَعْمُه وَهُوَ يَحرِقُ الكَبِدَ، وأنشَد: بِئسَ الطَّعامُ الحَنْظَل المُبَسَّلُ تَيجَعُ مِنْه كَبِدِي وأَكْسَلُ)
وَقَالَ أَبُو حَنِيفة: المُبَسَّلُ: الَّذِي تَركُوا فِيهِ مَرارَةً، لم يُعْمَل كَمَا عُمِل ذَلِك الجَيَّدُ. وأَبْسَلَه لكذا إِبْسالاً: إِذا عَرَّضَهُ ورَهنهَ وَفِي بعض النُّسَخ: ورَهَقَه. أَو أَبْسَلَه: أسْلَمه لِلهَلَكَةِ وَمِنْه قولُه تَعَالَى: أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ أَي تُسْلَمَ للهَلَكةِ. وَقَالَ الأزهريُّ: أَي لِأَن لَا، تُسْلَمَ إِلَى العذابِ بِعَملِها. وَقيل: تُسْلَم: تُرْتَهَن، يُقال: أُبْسِلَ فلانٌ بجَرِيرتِه: أَي أسْلِمَ بجِنايته للهلاك. وَمِنْه قولُه تَعَالَى: أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا قَالَ الحسنُ: أَي أسْلِموا بجَرائرِهم، وقِيل: ارْتُهِنُوا، وَقيل: أُهْلِكُوا، وَقَالَ مُجاهِد: فُضِحُوا، وَقَالَ قَتادةُ: حُبِسُوا. وَقَالَ عَوْفُ بن الأَحْوَص:
(وإِبْسالي بَنِيَّ بغَيرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناهُ وَلَا بِدَمٍ مُراقِ)
وَكَانَ حَمَل عَن غَنيٍّ لبَني قُشَمير دَمَ ابْنَيِ السجفية، فَقَالُوا: لَا نَرضى بك، فرهَنَهُم بَنِيه، طَلَباً للصُّلْح. وَقَالَ النابِغَةُ الجَعْدِيُّ، رَضِي الله عَنهُ:
(ونحنُ رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامِراً ... بِمَا كانَ فِي الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلا)
والدرداء: كَتِيبةٌ كَانَت لَهُم. أَبْسَلَه لِعَمَلِه، وبهِ: وكَلَه إِلَيْهِ. أَبْسَلَ نَفْسَه لِلمَوتِ: وَطَّنَها عَلَيْهِ، واسْتَيقَن، وَكَذَلِكَ لِلضَّرْبِ كاسْتَبْسَلَ. أَبْسَلَ البُسْرَ: إِذا طَبَخَه وجَفَّفَه لُغةٌ لقومٍ من أهلِ نَجْدٍ، نَقله ابنُ درَيدٍ. واسْتَبْسَلَ الرجُلُ: طرحَ نَفسَه فِي الحَربِ، يُرِيدُ أَن يَقْتُلَ أَو يُقْتَلَ لَا مَحالَةَ، وَهُوَ المُسْتَقِلُّ لنَفْسِه. وقِيل: المُسْتَبسِلُ: الَّذِي يَقع فِي مَكْروهٍ وَلَا مَخْلَصَ لَهُ مِنْهُ. بَسِيل كأمِير: ة وَقَالَ نَصْر: هُوَ وادٍ بالطائفِ، أَعْلَاهُ لِفَهْم، وأسْفَلُه لنَصْر بن مُعَاوِيَة. بَسِيلٌ: والِدُ خَلَفٍ القرِّيشِيّ الأديبِ، من أهل الأندَلُس مَاتَ سنةَ. البَسِيلُ: بَقِيَّةُ النَّبِيذِ وَهُوَ مَا يبقَى فِي الآنِيةِ مِن شَرابِ القَومِ يبيتُ فِيهَا. قَالَ ابنُ الأعرابِي: ضافَ أعْرابِيٌّ قوما، فَقَالَ: أَتَوْنِي بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ، وببَسِيلٍ مِن قَطامِيٍّ ناقِسٍ، وبعافٍ مُنَشَّمٍ، ودَهَنُونِي، فأكلتْني الطَّوامِرُ، ثمَّ أَصبَحت فطَلَوْا جِلْدِي بشيءٍ كأَنه خُزءٌ بِقاعٍ مُبَقَّطٍ، ثمَّ دَغْرَقُوا على طُنِّي السَّخِيمَ، فخرجتُ كأنَّني طُوبالَةٌ مَشْصُوبَةٌ.
الكُسَع: الكِسَرُ، والجَبِيزات: اليابِسات، والقَطامِيُّ: النَّبِيذُ، والناقِسُ: الحامِضُ، والعافِي: مَا يَبقَى فِي القِدْر، والمُنَشَّمُ: المُتَغيِّر، والطَّوامِرُ: البَراغِيثُ، والمُبَقَّطُ: المُنَقَّط، والطُّنُّ: الجِسمُ، والسَّخِيمُ: لَا حارٌّ وَلَا بارِدٌ، والطُّوبالَةُ: النَّعْجةُ، والمَشْصُوبَةُ: المَسْمُوطَةُ. البَسِيلَةُ بِهاءٍ: الفَضْلَةُ مِن النَّبِيذ، تَبْقَى فِي الْإِنَاء، عَن ابْن الأَعرا بيّ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: البَسْلُ: المُخْلَى، عَن ابْن الأعرابيِّ، وَقد تقدَّم شاهِدُه. وَقَالَ أَبُو طالِب: البَسْلُ أَيْضا: فِي الكِفاية،)
كَمَا أَنه فِي الدّعاء. وبَسْلَةٌ، بالفَتح: رِباطٌ يُرابِطُ فِيهِ الْمُسلمُونَ. والبَسُولُ: الأَسَدُ. والمُباسَلَةُ: المُصاوَلَةُ فِي الحَرب. ورِفاعَةُ بنُ بَسِيلٍ، كأمِيرٍ، ذكره ابْن يونُسَ. وتَبَسَّلَ الرجُلُ: تَشجَّع وأَسِدَ.
وَمَا أبْسَلَه: مَا أشْجَعَه. وَله وَجْهٌ باسِرٌ باسِلٌ: شَدِيدُ العُبُوسِ. وابْتَسَل لِلموتِ: اسْتَسلَم. ويومٌ باسِلٌ: شَدِيدٌ، قَالَ الأخْطَل:
(نَفْسِي فِداءُ أَميرِ المُؤمنينَ إِذا ... أَبْدَى النَّواجِذَ يومٌ باسِلٌ ذَكَرُ)
والبَسِيلَةُ: التُّرْمُسُ، حَكَاهُ أَبُو حَنِيفةَ، قَالَ: وأحسَبُها سُمِّيتْ بذلك، لِلعُلَيقِمَةِ الَّتِي فِيهَا. وَقَالَ الأزهريُّ، فِي تَرْجَمَة حذق: خَلٌّ باسِلٌ، وَقد بَسَل بُسُولاً: إِذا طَال تَركُه، فأخْلَفَ طَعْمُه وتَغَيَّر، وخَلٌّ مُبَسَّلٌ وبَسَلَ اللَّحمُ: مِثلُ خَمَّ. والبَسِيلُ: قَريةٌ بحُورانَ، قَالَ كُثَيِّر:
(فَبيدُ المُنَقَّى فالمَشارِفُ دُونَهُ ... فَرَوْضَةُ بُصْرَى أَعرَضَتْ فَبَسِيلُها)
والبِسِلَّى، بكسرتين، مُشدّدَة اللَّام: حَبٌّ كالتُّرمُس، أَو أَقلَّ مِنْهُ، لُغةٌ مِصريّة.

نول

ن و ل: (الْمِنْوَالُ) الْخَشَبُ الَّذِي يَلُفُّ عَلَيْهِ الْحَائِكُ الثَّوْبَ، وَهُوَ (النَّوْلُ) أَيْضًا وَجَمْعُهُ (أَنْوَالٌ) . وَيُقَالُ لِلْقَوْمِ إِذَا اسْتَوَتْ أَخْلَاقُهُمْ: هُمْ عَلَى (مِنْوَالٍ) وَاحِدٍ. وَ (النَّوَالُ) الْعَطَاءُ، وَ (النَّائِلُ) مِثْلُهُ، يُقَالُ: (نَالَ) لَهُ بِالْعَطِيَّةِ مِنْ بَابِ قَالَ وَ (نَالَهُ) الْعَطِيَّةَ. وَ (نَوَّلَهُ تَنْوِيلًا) أَعْطَاهُ نَوَالًا. وَ (نَاوَلَهُ) الشَّيْءَ (فَتَنَاوَلَهُ) . 
ن و ل : نَوَّلْتُهُ الْمَالَ تَنْوِيلًا أَعْطَيْتُهُ وَالِاسْمُ النَّوَالُ وَنِلْتُ لَهُ بِالْعَطِيَّةِ أَنُولُ لَهُ نَوْلًا مِنْ بَابِ قَالَ وَنِلْتُهُ الْعَطِيَّةَ أَيْضًا كَذَلِكَ وَنَاوَلْتُهُ الشَّيْءَ فَتَنَاوَلَهُ.

وَالْمِنْوَالُ بِكَسْرِ الْمِيمِ خَشَبَةٌ يُنْسَجُ عَلَيْهَا وَيُلَفُّ عَلَيْهَا الثَّوْبُ وَقْتَ النَّسْجِ وَالْجَمْعُ مَنَاوِيلُ وَالنَّوْلُ مِثْلُهُ وَالْجَمْعُ أَنْوَالٌ. 
[نول] أبو عمرو: المِنْوالُ: الخشبُ الذي يَلُفُّ عليه الحائك الثوبَ، وهو النَوْلُ أيضاً، وجمعه أنْوالٌ. ويقال للقومِ إذا اسْتَوَتْ أخلاقُهُم: هُم على مِنوالٍ واحدٍ. ورَمَوْا على مِنْوالٍ واحدٍ، أي على رِشْقٍ واحدٍ. ويقال: لا أدري على أيِّ مِنْوالٍ هوَ، أي على أيِّ وجهٍ هو. وقولهم: نَوْلُكَ أن تَفْعَل كذا، أي حَقكَ وينبغي لكَ. وأصله من التَناوُلِ، كأنّك قلتَ: تناوُلُكَ كذا وكذا. قال العجاج: هاجت ومثلى نوله أن يربعا حمامة هاجت حماما سجعا أي حقه أن يكف. وما نَوْلُكَ أن تَفْعَل كذا، أي ما ينبغى لك. والنوال: العطاء . والنائل مثله. يقال: نُلْتُ له بالعَطيًّة أنولُ نَوْلاً، ونلته العطية. ونولته: أعطيته نوالا. قال وضَّاح اليمن: فما نَوَّلَتْ حتَّى تَضَرَّعَتُ عِنْدَها وأنْبَأتُها ما رَخَّصَ الله في اللَمَمْ يعني التقبيل. ابن السكيت: رجلٌ نالٌ: كثيرُ النَوالِ. ورجلانِ نالانِ، وقومٌ أنوال. وناولته الشئ فتناوله. وقول لبيد:

جَزِعْتُ ولَيْسَ ذلك بالنَوالِ * أي بالصواب.

نول


نَالَ (و)(n. ac. نَوْل)
a. Gave to.
b. [acc. & Bi], Brought to.
c. Occupied, engrossed.
d. [Bi], Applied himself to.
e. [La], Was the moment, time for.
f.(n. ac. نَيْل [] نَائِل [نَاْوِل]). Was liberal, generous.
نَوَّلَ
a. [acc.
or
'Ala
or
La], Made a present to.
نَاْوَلَa. see I (a)b. [ coll. ], Administered Holy
Communion to.
أَنْوَلَa. Procured, got for; gave to.
b. Was productive.
c. [Bi], Swore by.
تَنَاْوَلَa. Received, obtained; reached.
b. [ coll. ], Communicated.

نَوْل (pl.
أَنْوَاْل)
a. Gift.
b. Way, manner.
c. Loom.
d. Duty.
e. G.
Freight, cargo.
نَال (pl.
أَنْوَاْل)
a. Liberal, munificent.
b. Grace.
c. see 1 (a)
نَيْلa. Gift &c.; acquisition.

نَوْلَة []
a. see 1 (a)b. Kiss.
نُوْلَة []
a. see 1I (a)
مَنَال []
a. Acquisition, gain.

مِنْوَل []
a. Loom.

نَائِل []
a. see 1 (a) & 1A
(b).
نَائِلَة []
a. Name of an idol.

نَوَالa. Duty.
b. see 1 (a) & 1A
(b).
مِنْوَال []
a. see 20b. Way, fashion; kind, sort.
c. Duty.

مُنَاوَلَة [ N.
Ac.
نَاْوَلَ
(نِوْل)]
a. Offering, giving.
b. Receiving.
c. Right of translation.
d. [ coll. ], Holy Communion.

تَنَاوُل [ N.
Ac.
a. VI]
see N. Ac.
III
(a), (b), (d).

نَاوُلُوْن
G.
a. Freight; haulage.

لَيْس ذَلِك بِنَوَال
a. That is not right, proper.

عَلَى هٰذَا المِنْوَال
a. In that way, thus.
ن و ل

أناله معروفاً وناله ونوّله. قال:

لو ملك البحر والفرات معاً ... ما نالني من نداهما بللا

وقال طرفة:

إن تنوّله فقد تمنعه ... وتريه النّجم يجري بالظّهر

وهو كثير النذول والنّوال والنائل، ورجلٌ منيلٌ ونالٌ. قال:

إذا كان مالاً كان نالاً مرزّأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانب

مالاً: متموّلاً. ونوّلني كذا فتنوّلته: أخذته، وناولني الشيء فتناولته. وهو قريب المتناول. وناولني المحدّث الكتاب مناولةً. وأرويه عنه على سبيل المناولة وهي فوق الإجازة.

ومن المجاز: نولك أن تفعل كذا بمعنى حقّك. وما ينبغي أن تعطيه من نفسك، وما نولك أن تفعل. وفي الحديث: " ما نول امرئ مسلمٍ أن يقول غير الصواب ". وقال:

أأن حنّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ ... عنيت بنا ما كان نولك تفعل

ومنه قول ذي الرمّة:

وقفت بهنّ حتى قال صحبي ... جزعت وليس ذلك بالنذوال

أي بما ينبغي. وتقول: ما أنالوا مثل نواله، ولا نسج أحد على منواله. وتناولت بنا الرّكاب مكان كذا. قال ذو الرمّة:

إذا لم نزرها من قريبٍ تناولت ... بنا دار صيداء القلاص الطلائح

وقال أيضاً:

تصابيت واستعبرت حتى تناولت ... لحيَ القوم أطراف الدموع الذّوارف

نول

1 نَالَ , aor. ـَ has for inf. ns. نَالٌ and مَنَالٌ and مَنَالَةٌ. (TA.) b2: See 6.3 نَاوَلَهُ شَيْئًا He gave him a thing; presented, or offered, it to him; gave him it with his hand; handed it to him; syn. عَاطَاهُ; (T;) he gave him a thing with his extended hand. (T, K.) 5 تَنَوَّلَ عَليْنَا بِشَىْءٍ يَسِيرٍ : see تَطَوَّلَ.6 تَنَاوَلَ مَآءَ الحَوْضِ [He reached, and drank of, the water of the drinking-trough]: said of a camel. (S, art. نوش.) b2: تَنَاوَلَ مِنْ يَدِهِ شَيْئًا He took from his hand a thing; took it with his hand from his (another's) hand; syn. تَعَاطَاهُ. (T.) b3: [تَنَاوَلَ شَيْئًا He reached a thing; took it with his hand; handed it to himself;] he took a thing with the extended hand; (TK;) or simply he took a thing; took it with his hand, took hold of it; syn. أَخَذَهُ: (K:) best rendered, he took, or reached, or reached and took, a thing, absolutely, or with the hand, or with the extended hand; and in like manner, with the mouth, as in an instance voce رَمَّ, &c.; he helped himself to it (i. e. food). b4: تَنَاوَلَهُ بِالسَّيْفِ He reached, or hit him, with the sword: see نَفَحَهُ: and see تَشَاوَلُوا, and أَطَفَّ. b5: هُوَ قَرِيبُ المُتَنَاوَلِ and سَهْلُ المَتَنَاوَلِ [app. He is one from whom it is easy to take, or receive, gifts, &c.]. (TA.) b6: تَنَاوَلُوا الرِّمَاحَ: see 6 in art. ذوق. b7: تَنَاوَلَهُ بِمَا يَسُوؤُهُ [He carped at him by saying, or taxed or charged him with, that which would grieve him]. b8: تناوله بما لَيْسَ فِيهِ [He carped at him by saying, or taxed or charged him with, what was not in him]. (TA, voce اِغْتَابَهُ.) b9: تَنَاوَلَهُ بِلِسَانِهِ He carped at him with his tongue: (IbrD:) as also ↓ نَالَهُ. (TA, art. هلب.) b10: تناول شَيْئًا It (a noun, &c.) applied to a thing. b11: تَنَاوَلَ It comprehended, or comprised: post-classical in this sense, but commonly used. (MF, TA.) b12: تَنَاوَلَهُ بِمَا يُكُرَهُ He taxed or charged him with, or accused him of a thing disliked, or hated. See also art. نيل; see an explanation of اِغْتَابَهُ, and see ظَهْرٌ.

نَالٌ : see نَوَالٌ.

نَوَالٌ and ↓ نَائِلٌ (S, K) and ↓ نَالٌ (K) A gift: (S, K:) and a benefit, or favour, obtained from a man. (TA.) See two exs. of the first voce خِرْقٌ: and an ex. of the second voce عَرَبَةٌ. b2: نَوَالٌ is also used as an inf. n. See an ex., from El-Aashà, voce لَيْسَ.

نَائِلٌ : see نَوَالٌ.

مِنْوَالٌ The web-beam of a loom; the beam on which the web is rolled, (S, Msb, in art. نول, and S, K, voce حَفَّةٌ,) as it is woven. (Msb.)
[ن ول] النَّالُ والنَّوَالُ المَعْرُوفُ وَنُلْتُهُ وَنُلْتُ لَهُ وَنُلْتُهُ بِهِ أَنُولُهُ بهِ نَوْلاً قالَ العُجَيزُ السَّلُوليُّ

(فَعَضَّ يَدَيْهِ إِصْبَعًا ثمَّ إِصْبَعًا ... وقالَ لَعَلَّ اللهَ سَوْفَ يَنُولُ)

أَي بخَيْرٍ فَحَذَفَ وَأَنَلْتُهُ بهِ وَأَنَلْتُهُ إِيَّاهُ وَنَوَّلْتُهُ وَنَوَّلْتُ عَلَيهِ بِقَلِيْلٍ كُلُّهُ أَعْطَيْتُهُ وَإِنَّهُ لَيَتَنَوَّلُ بالخَيْرِ وهو قبلَ ذَلِكَ لا خَيْرَ فيه وَرَجُلٌ نَالٌ جَوَادٌ يَجُوزُ أَنْ يكونَ فَعْلاً وأَنْ يكونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُهُ وقيلَ كَثِيْرُ النَّائِلِ وَنَالَ يَنَالُ نَائِلاً وَنَيْلاً صَارَ نَالاً وَمَا أَنْوَلَهُ أَي مَا أَكْثر نَائِلَهُ وَمَا أَصَبْتُ مِنْهُ نَوْلَةً أَي نَيْلاً وَغارٌ مَنُولٌ وَمَنِيلٌ عن سيبويه وَنَالَتِ المَرْأَةُ بالحَدِيْثِ والحَاجَةِ نَوْلاً أَسْمَحَتْ أَو هَمَّتْ قال

(تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الحَدِيْثِ وَإِنْ تُرِدْ ... سِوَى ذَاكَ تُذْعَرْ مِنكَ وَهِيَ ذَعُورُ)

وقيلَ النَّوْلَةُ القُبْلَةُ وَتَنَاوَلَ الأَمْرَ أَخَذَهُ قالَ سِيبَوَيْهِ أَمَّا نَوْلُ فَتَقُولُ نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كذا أَي يَنبَغِي لَكَ فِعْلُ كذا وكَذَا وَأَصْلُهُ مِنَ التَّنَاوُلِ كَأَنَّهُ يَقُولُ تَنَاوُلُكَ كذا وكذا وَإِذَا قالَ لا نُولُكَ فكَأَنَّهُ يَقُولُ أَقْصِرْ وَلكنَّهُ صَارَ فيهِ مَعْنَى يَنْبَغِي لَكَ وَقالَ في مَوْضِعٍ آَخَرَ لاَ نُوْلُكَ أَنْ تفعل جَعَلُوهُ بَدَلاً مِن يَنْبَغِي مُعَاقِبًا لَهُ قالَ أَبُو الحَسَنِ ولِذَلِكَ وقَعَتِ المعْرِفَةُ هُنَا غير مُكرَّرَةٍ وقالوا مَا نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ أَي مَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَنَالَهُ والنَّوْلُ الوَادِي السَّائِلُ خَثْعَمِيَّةٌ عَنْ كُرَاعَ والنَّوْلُ خَشَبَةُ الحَائِكِ والجَمْعُ أَنْوَالٌ والمِنْوَلُ والمِنْوَالُ كالنَّوْلِ وَإِذَا اسْتَوَتْ أَخْلاَقُ القَوْمِ قيلَ هم على مِنْوالٍ وَاحِدٍ وكذَلِكَ رَمَوا عَلَى مِنْوَالٍ أَي عَلَى رِشْقٍ والنَّالَةُ مَا حَوْلَ الحَرَمِ وَإِنَّمَا قَضَيْنَا عَلَى أَلِفها أَنَّهَا واوٌ لأنَّ انقِلاَبَ الألِفِ عنِ الوَاوِ أَعْرِفُ مِن انْقِلاَبِهَا عِن اليَاءِ وقالَ ابنُ جِنِّيٍّ أَلِفُهَا ياءٌ لأَنَّها منَ النَّيْلِ أَي مَنْ كانَ فيها لَم تَنَلْهُ اليَدُ وَلا يُعْجِبُنِي وأَنَالَ باللهِ حَلَفَ به قال سَاعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ

(يُنِيلان باللهِ المَجِيدِ لَقَدْ ثَوى ... لَدَى حَيْثُ لاقَى زَيْنُهَا وَنَصِيْرُهَا)

وَنَوَّالٌ وَمُنَوِّلٌ اسمانِ
نول
نالَ/ نالَ على/ نالَ لـ يَنُول، نُلْ، نَوْلاً ونَوَالاً، فهو نائل، والمفعول مَنُول

• نال جائِزةً: حصل عليها "نال وِسامَ المعرفة- نالَ أجرَه على/ عن عمله- {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} ".
• نالَ الشَّيءُ فلانًا: وصل إليه " {لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا} ".
• نالَ عليه بهديّة/ نالَ له بهديّة: جاد، أعطاه إيّاها.
• نال له أن يفعل كذا: حَانَ "نال للشّعوب أن تنهض". 

أنالَ يُنيل، أَنِلْ، إنالةً، فهو مُنِيل، والمفعول مُنَال
• أناله طعامًا: أعطاه إيَّاه "أناله ما طلب". 

تناولَ يتناول، تَنَاوُلاً، فهو مُتناوِل، والمفعول مُتناوَل
• تناول الضَّيفُ الطَّعامَ/ تناول من يده الطَّعامَ: أكله، أخذه بيده وتعاطاه "تناوَل الكلمةَ في الاجتماع- موضوع في متناوَل الجميع- تناوله بسرعة" ° تناوله بالنَّقد: انتقده- تناوله بلسانه: شتمه، عابه، شانه- سَهْل التَّناوُل: خفيف يسير.
• تناول القضيَّةَ بالبحث: عالجها، وتدارسها "تناول الكتابُ موضوعًا هامًّا". 

ناولَ يناول، مُناولَةً، فهو مُنَاوِل، والمفعول مُنَاوَل
• ناوله الدّواءَ: أعطاه إيَّاه بيده "ناوله تُفّاحةً- نَاوَلَني كوبًا من عصير اللَّيمون". 

نوَّلَ ينوِّل، تنويلاً، فهو مُنوِّل، والمفعول مُنوَّل
• نوَّل الرّجلَ الحقيبةَ: أعطاه إيّاها "دعا الله أن ينوّله بُغْيته".
• نوَّل الشَّخصَ: أعطاه نوالاً أو نصيبًا "نوّل مساعدَه من الرِّبح". 

إِنَالَة [مفرد]: مصدر أنالَ. 

مَنال [مفرد]: مصدر ميميّ من نالَ/ نالَ على/ نالَ لـ: نَيْل، ما يُطلب تحقيقُه "موضوع صعب المَنال- أمرٌ/ مكسبٌ سَهْل المَنال" ° سهل المنال: يمكن الوصول إليه ودخوله بسهولة ويُسْر- بَعيدُ المنال: صَعْبٌ تحقيقُه أو الوصول إليه. 

مِنْوال [مفرد]: ج مَنَاوِيلُ:
1 - خشبة الحائك التي يحوك عليها الثَّوبَ وقت النّسْج.
2 - أسلوب، نَسَق، وجه، طريقة "لا أدري على أيِّ منوال هو: على أي وجه" ° افعل على هذا المِنوال: على نفس النَّسق والأسلوب- منوالك ألاّ تفعل كذا: ينبغي ألاّ تفعل كذا- نسَج على منواله: قلّده واقتدى به، اتّبعه- هُم على منوالٍ واحد: متشابهون في السّلوك.
3 - (جب) تعبير إحصائيّ لقياس المعدَّل الممثِّل لأكثر القيم تكرارًا في عيِّنة من العيِّنات. 

نائِل [مفرد]: اسم فاعل من نالَ/ نالَ على/ نالَ لـ. 

نَوال [مفرد]:
1 - مصدر نالَ/ نالَ على/ نالَ لـ.
2 - نصيبٌ وعطاء "نوالُه من إرث أبيه ضَيْعَة- أفضلهم نوالاً- السُّؤال وإن قلّ ثمنٌ لكلِّ نوال وإن جَلّ" ° نوالُك أن تفعل كذا: ينبغي لك أن تفعله. 

نَوْل [مفرد]: ج أنوال (لغير المصدر):
1 - مصدر نالَ/ نالَ على/ نالَ لـ.
2 - منوال يُحاك عليه الثَّوب.
3 - رسْم السَّفينة وأجْرُها ° ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا: لا ينبغي لك.
4 - أنبوب فولاذيّ أو أسطوانة خشبيّة تُلفّ حول آلة الغزل ° دولاب النَّول: مكنة لغزل الخيوط لها عجلة تُدار باليد أو القدم ومغزل واحد.
5 - رسم يؤدَّى إلى مصلحة البريد أجرة لنقل الطُّرود ونحوها. 
نول: نول: أنظر ديوان الهذليين (ص63، البيت الثالث).
نولته: في الحديث عن امرأة وصلت حبيبها الوحيد (الأغاني 55، انظر نوال).
نولني طرف الحبل: صلني بنهايته وطرفه. (بوشر).
نول: أنظر الكلمة عند (فوك) في مادة tugurium.
ناول: كرس وقته وعنايته وانشغاله ب ... (الجريدة الآسيوية 1852: 2: 222: 6): من كان أمينا في مناولته وعمه وفعله. (أماري، دبلوماسية 73: 8): وظهر منه حسن مناولته لأغراضكم وتصرفه في محاولاتكم وأشغالكم إذ ينبغي أن تقرأ هذه العبارة وفقا ل (بوسويه) فال مناول هو الذي يعنى بغذاء الطالبين في الزوايا.
تنول: أنظر الكلمة عند (فوك) في tugurium.
تناول: تسلم: تناول المعترف في (محيط المحيط): (قبل القربان من القسيس، وهي من مصطلحات النصارى). وفي الحديث عن رجل تزحلق من أعلى الحائط بواسطة الحبل فتناولوه حتى استقر بالأرض، أي تسلموه بأيديهم (البربرية 2: 214).
تناول: أخذ، أكل وشرب حين يكون الحديث عن الطعام أو الشراب (المقدمة 1: 25: 4 فيما يتعلق بالطعام) و (عباد 1: 41 و11: 91، عدد 97 فيما يتعلق بالشراب).
تناول: اشتمل على، احتوى، ومعنيان فأكثر من معنى كلمة comprendre الفرنسية أي حوى، تضمن، أدرك، فهم. (معجم الجغرافيا).
تناول الرأي معه: استشاره. (البربرية 1: 478).
تناول: كرس وقته ل .. ، استغل ب ... ، اعتنى ب .. (ابن جبير 58: 2): بديعة الشكل كأن الخراطين -هكذا وصلت بالأصل. المترجم- تناولوها. و (في 74: 2): وربما تناول ذلك نيتؤهم الشريفات بأنفسهن. و (في أماري 210: 10): وله (معدن الكبريت) قطاعون عالمون بتناول ذلك. (المقري 705: 3): فاحتاجت الشمعة أن تقط فتناول قطها غلام ببنانه. (قرطاس 153: 5): وكانت قبائل الموحدين وجنود المغرب يتناولون قتالها مع ساعات الليل والنهار. (المقدمة 1: 40 و281: 3): وكلامه لا يتناول تأسيس الدول العامة في أولها وإنما هو مخصوص بالدول الأخيرة. و (في 2: 284: 16، البربرية 1: 658): والسعي راجلا في سكك المدينة يتناول حاجاته وماعونه بيده. في (2: 257): تناول البناء بيده. (274: 3).
تناول: عمل في (ابن جبير 16:200): والحوض لا يتناول فيه غير الاستقاء خاصة صونا له، أي لا يستخدم لغرض آخر سوى .. تناوله بالسوط أو بالخنجر أو بالرمح: أي جلده بالوط أو طعنه بالخنجر أو حذفه بالرمح. (أماري 2:185، البربرية 495:1 و519:2 و154:2).
تناول: أهانه (محمد بن الحارث 266): فلما خرج تناوله بعض الخصوم فانصرف يحبى إلى القاضي فقال إن هذا تناولني فأدبه. و (315): وقيل له أن محمد بن أسباط يقع منك ويتناولك. وفي (حيان بسام 120:1): فتحدث الناس أنهما اصطبحا على رأسه سرورا بمهلكه وتناولاه من الذكر عبثا بما لم يكن أهلا له؛ لقد صاغ (فوك) صيغة جديدة صيغة جديدة حين استعمل هذا الفعل متعديا باللام vituperare.
تناوله: وصله وأعطاه من بره. (البربرية 2: 45): وتناولهم من إحسانه وبره ما لم يعهدوا مثله. وفي (240: 9): وتناولته النجابة في خدمتهم.
تناول: عبر الصحراء (معجم مسلم): traverser un desert.
استنال: طلب الفضل من فلان. (ابار 157).
يا رسولي أبلغ إليها شكاتي ... واستنلها ولو بقاء حياتي
استناله) طلب منه فضلا جاهدا في إثارته. (حيان بسام 1: 172): وأنا أرفق به بعد أن قبلت وجهه واستعبرت رقة لاستمالته فلم يزده ذلك إلا قسوة.
نول والجمع أنوال: أجرة. (باين سميث 1421).
نول والجمع أنوال: المهنة (الماكنة) (مملوك 2: 1: 103، بوشر، هلو).
نول: قماش من حرير وقطن للمناديل ذات اللون الأزرق واللون الأبيض. (وصف مصر 18: القسم الثاني 2: 383: 411 ( hol) أنظر: نولي.
نول: فك. (باين سميث 1913).
نولي: اسم قماش. (البكري 181: 3).
وفي الحديث عن الزنوح: ويلبسون الثياب المصبغة بالحمرة من القطن والنولي وغير ذلك. أنظر: نول. ولعل نولي اسم قد صيغ من نول Noul المدينة الواقعة في تخوم الصحراء.
نوال: وصال (في الحديث عن امرأة) (كوسج، كرست 7: 142): وأفنيت عمري بانتظار نوالها؛ أنظر نول.
نوال) طيبة، فضل، إحسان. (ألف ليلة 1: 364: 13): فإن أنعمت علي بدست آخر كان من نوالك.
نوال (والجمع نوالات) أجرة، عطاء. (باين سميث 1421).
نوال: تحصيل، تملك. (بوشر).
نوال: مال، غنى. (ألف ليلة 3: 8: 6): كان عنده مال كثير ونوال جزيل، حيث يذكر (برسل 3: 375): وكان صاحب مال كثير وأملاك، ولكنه ذكر بعد ذلك وقد خلف لي شيئا كثيرا من المال والنوال. وفي (كاكني 3: 45: 6): وزوجني بامرأة شريفة القدر عالية النسب كثيرة المال والنوال (60: 10 و70: 13، برسل 8: 314: 9 و12: 50: 10). وفي كل الفقرات يقترن المال بالنوال.
نوال: حبال مفتولة من القصب. (بوشر).
نوال: مثل نوالة (انظر الكلمة): بيت حقير من قش، كوخ، خص كوخ مسقف بقش (رياض النفوس 86). وقال رث على النوال فنزلت في حفرة بالقرب من النوال أحفر فيها ترابا أصلحها به -كذا- فهدمت النوال ومحوت أثره.
نوالة والجمع نوالات ونواويل (في المغرب)، كوخ صغير من ورق الاشجار (في تونس) والجمع عند بوسويه) نوائل. وفي (المعجم اللاتيني): نواله وبويت (فوك، الكالا، رياض النفوس 80): (حين بدت طلائع العدو على الساحل أخذ الوالي أهل سوسة أصحاب النوالات وغيرهم بالحرس نوبا) (سكان الاكواخ هنا هم النساك) (85): فكانت عندنا ها هنا على ضفة الوادي مغصوبات تباع منها البقل (في بقية الحكاية وردت مفردة نوالة؛ في الحكاية الاتية، التي تشبه الأخرى، هناك واحد رفض أكل سكر صقلية لأنه من ضياع أقطعها السلطان). وفي (ص98) سألني رجل من أهل الدنيا أن أمضي معه ليراه فمضيت معه وكان الرجل الدنيائي طويلا جسيما قال فدخلنا إليه وباب النوالة قصير لا يدخله الإنسان إلا منحنيا (وفيه): فوجدته قائما على باب نوالته، ثم ضرب (لاتور) مثلا سائرا هو (ظريف الجبالة جاء يشعل القنديل وحرق النوالة) luz y quemo naguela el galan de la sierra vino por إن هذه الكلمة هي الأسبانية، naguela. وهذا ما لاحظه الآخرون الذين جاءوا على ذكر هذا التعبير الأسباني، موجودة وحقيقية مطابقة الكلمة الأفريقية القديمة التي اشتق منها الرومان كلمة magalia. وهناك ما يدعى ب عيد النوالة عند اليهود، أي عيد الأكواخ. (دوماس، حياة العرب 486).
نوالة: إسطبل المعز أو الخنازير. (الكالا).
نوالة: مبغى عام. (المعجم اللاتيني).
نائل: تفيد في الشعر، الكرم والأريحية. (المقري 1: 216: 7 و2: 487 مع ملاحظة لفليشر بريشت 72).

نول: الليث: النائِل ما نِلْت من معروف إِنسان، وكذلك النَّوَال.

وأَنالَهُ معروفه ونَوَّلَه: أَعطاه معروفه؛ قال الشاعر:

إِنْ تُنَولْهُ فقد تَمْنَعُهُ،

وتُرِيهِ النَّجْمَ يَجْرِي بالظُّهُرْ

والنّالُ والمَنالةُ والمَنالُ: مصدر نِلْت أَنال.

ويقال: نُلْت له بشيء أَي جُدْت، وما نُلْتُه شيئاً أَي ما أَعطيته.

ويقال: نالَني بالخير يَنُولُني نَوالاً ونَوْلاً ونَيْلاً، وأَنالَني بخير

إِنالةً. ويقال في الأَمر من نِلْت أَنالُ للواحد: نَلْ، وللاثنين، نالا،

وللجمع: نالُوا. ونُلْتُه معروفاً ونَوَّلْته. الجوهري: النَّوَال

العَطاء، والنائِل مثله. ابن سيده: النّالُ والنَّوالُ معروف، ونُلْتُه ونُلْت

له ونُلْتُه به أَنُولُه به نَوْلاً؛ قال العُجير السَّلُولي:

فعَضَّ يَدَيْهِ أُصْبُعاً ثم أُصْبُعاً

وقال: لعلَّ الله سَوْفَ يَنِيل

أَي يَنُول بخير، فحذف. وأَنَلْته به وأَنَلْته إِيّاه ونَوَّلْته

ونَوَّلْت عليه بقليل، كله: أَعطيته. الكسائي: لقد تَنَوَّل علينا فلان بشيء

يسير أَي أَعطانا شيئاً يسيراً، وتَطَوَّل مثلها. وقال أَبو محجن:

التَّنَوُّل لا يكون إِلا في الخير، والتطوُّل قد يكون في الخير والشر جميعاً.

الجوهري: يقال نُلْت له بالعطيَّة أَنُول نَوْلاً ونُلْتُه العطيَّة.

ونَوَّلْته: أَعطينه نَوالاً؛ قال وَضّاح اليَمن:

إِذا قلتُ يوماً: نَوِِّّلِيني، تبسَّمتْ

وقالت: مَعاذ الله من نَيْل ما حَرُمْ

فما نَوَّلتْ حتى تضرَّعْت عندَها،

وأَنْبَأْتُها ما رَخَّص اللهُ في اللَّمَمْ

يعني التقبيلَ؛ قال ابن بري: وشاهد نُلْت له بالعطيَّة قول الشاعر:

تَنُول بمعروف الحديثِ، وإِن تُرِدْ

سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ منك، وهي ذَعُورُ

وقال الغنوي:

ومن لا يَنُلْ حتى تسدَّ خِلالُه،

يجِدْ شَهوات النفْس غير قليلِ

وفي حديث موسى والخضر، عليهما السلام: حَمَلُوهما في السفينة بغير

نَوْلٍ أَي بغير أَجْرٍ ولا جُعْل، وهو مصدر ناله يَنُوله إِذا أَعطاه، وإِنه

لَيَتَنَوَّل بالخير وهو قبل ذلك لا خير فيه. ورجل نالٌ، بوزْن بالٍ:

جَوَاد، وهي في الأَصل نائل، قال ابن سيده: يجوز أَن يكون فَعْلاً وأَن يكون

فاعِلاً ذهبت عينه، وقيل: كثير النائِل. ونالَ ينال نائلاً ونَيْلاً:

صار نالاً. وما أَنْوَله أَي ما أَكثر نائله. وما أَصَبْتُ منه نَوْلةً أَي

نَيْلاً. وشيء مُنَوَّل ومَنِيل؛ عن سيبويه. ابن السكيت: رجل نالٌ كثير

النَّوال، ورجلان نالان وقوم أَنْوال؛ وقول لبيد:

وقَفْتُ بهنَّ حتى قال صحْبي:

جَزِعْتَ وليس ذلك بالنَّوال

أَي بالصواب. ونالَتِ المرأَة بالحديث والحاجة نَوالاً: سَمَحَتْ أَو

هَمَّت؛ قال الشاعر:

تَنُولُ بمعروف الحديث، وإِن تُرِدْ

سوى ذاك تُذْعَر منك، وهي ذَعورُ

وقيل: النَّوْلة القُبْلة.

وناوَلْت فلاناً شيئاً مُناولة إِذا عاطَيْته. وتناوَلْت من يده شيئاً

إِذا تَعاطيته، وناوَلْته الشيء فتناوله. ابن سيده: تناول الأَمرَ

أَخذه.قال سيبويه: أَما نَوْل فتقول نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ينبغي لك فِعْل

كذا؛ وفي الصحاح: أَي حقُّك أَن تفعل كذا، وأَصله من التناوُل كأَنه يقول

تناوُلك كذا وكذا؛ قال العجاج:

هاجَتْ، ومثلي نَوْلُه أَن يَرْبَعا،

حمامةٌ ناجت حماماً سُجَّعا

أَي حقُّه أَين يكُفَّ، وقيل: الرجز لرؤبة؛ وإِذا قال لا نَوْلُك فكأَنه

يقول أَقْصِر، ولكنه صار فيه معنى ينبغي لك، وقال في موضع لا نَوْلُك

أَن تفعل، جعلوه بدلاً من ينبغي مُعاقِباً له؛ قال أَبو الحسن: ولذلك وقعت

المعرفة هنا غير مكرَّرة. وقالوا: ما نَوْلُك أَن تفعل كذا أَي ما ينبغي

لك أَن تَناله؛ روى الأَزهري عن أَبي العباس أَنه قال في قولهم للرجل ما

كان نَوْلُكَ أَن تفعل كذا قال: النَّوْل من النَّوال؛ يقول ما كان فعلُك

هذا حظًّا لك. الفراء: يقال أَلمْ يَأْنِ وأَلم يَأْنِ لك وأَلم يَنَلْ

لك وأَلم يُنِلْ لك، قال: وأَجْوَدُهنّ التي نزل بها القرآن العزيز يعني

قوله: أَلم يَأْنِ للذين آمنوا. ويقال: أَنَّى لك أَن تفعل كذا ونالَ لك

وأَنال لك وأآن لك بمعنى واحد. وفي الحديث: ما نَوْل امرئٍ مسلم أَن

يقول غير الصواب أَو أَن يقول ما لا يعلم أَي ما ينبغي له وما حظُّه أَن

يقول؛ومنه قولهم: ما نَوْلُك أَن تفعل كذا. الأَزهري في قوله قولهم: ولا

يَنالون من عدوٍّ نَيْلاً، قال: النَّيْل من ذوات الواو، صُيِّر واوها ياء

لأَن أَصله نَيْوِل، فأَدغموا الواو في الياء فقالوا نَيّل، ثم خفَّفوا

فقال نَيْل، ومثله مَيِّت ومَيْت، قال: ولا ينالون من عدوٍّ نَيْلاً، هو من

نِلْت أَنالُ لا من نُلْت أَنُول.

والنَّوْل: الوادي السائل؛ خثعمية عن كراع. والنَّوْل: خشبةُ الحائك

التي يلفُّ عليها الثوب، والجمع أَنْوال. والمِنْوَلُ والمِنْوال:

كالنَّوْل. الليث: المِنْوال الحائك الذي يَنْسُِج الوَسائد ونحوَها نفسُه، ذهب

(*

قوله «نفسه ذهب إلخ» عبارة الصاغاني بعد قوله ونحوها: وقال ابن الاعرابي

المنوال الحائك نفسه ذهب إلخ) إِلى أَنه يَنْسِج بالنَّوْل وهو مِنْسَج

يُنسَج به وأَداتُه المنصوبة تسمى أَيضاً مِنْوالاً؛ وأَنشد:

كُمَيْتاً كأَنها هِراوَةُ مِنْوالِ

وقال: أَراد بالمِنْوال النَّسّاج. وإِذا استوتْ أَخلاقُ القوم قيل: هم

على مِنْوالٍ واحد، وكذلك رَمَوْا على مِنْوالٍ واحد أَي على رِشْقٍ

واحد، وكذلك ات ذا اسْتَووا في النِّضال. ويقال: لا أَدري على أَي مِنْوالٍ

هو أَي على أَيِّ وجه هو.

والنّالةُ: ما حول الحرَم؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَلِفها

أَنها واو لأَن انقلاب الأَلف عن الواو عيناً أَعرف من انقلابها عن الياء؛

وقال ابن جني: أَلِفها ياء لأَنها من النَّيْل أَي من كان فيها لم تَنَله

اليد، قال: ولا يعجبني.

وأَنالَ بالله: حلف بالله؛ قال ساعدة بن جؤبة:

يُنِيلانِ بالله المجيدِ لقد ثَوَى

لدى حيث لاقَى رينُها ونَصِيرُها

(* قوله «رينها ونصيرها» هكذا في الأصل).

ونَوَّال ومُنَوِّل: اسمان.

نول

( {النَّوَالُ} والنَّالُ {والنّائِلُ: العَطاءُ) والمَعْرُوفُ تُصيبهُ مِنْ إِنْسان، وَاقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ عَلى الأَوَّل والأَخِير. (} وَنُلْتُ لَهُ) بِشَيْءٍ، بالضَّمِّ، (و) {نُلْتُ (بِهِ} أَنُولُهُ بِهِ) {نَوْلاً} وَنَوالاً، وَكَذلِكَ {نُلْتُهُ العَطِيَّةَ (وَأَنَلْتُهُ إِيّاهُ) } إِنالَةً، ( {وَنَوَّلْتُهُ) كَما فِي الصِّحاح، (} وَنَوَّلْتُ عَلَيْهِ وَلَهُ) أَي: (أَعْطَيْتُهُ) {نَوالاً، وَأَنْشَدَ ابْنُ بَرِّي:
(} تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الحَدِيثِ وَإِنْ تُرِدْ ... سِوَى ذاكَ تُذْعَرْ مِنْكَ وَهي ذَعُورُ)
وَقَالَ الغَنَوِيُّ:
(وَمَنْ لاَ {يَنُلْ حَتَّى يَسُدَّ خِلاَلَهُ ... يَجِدْ شَهَواتِ النَّفْسِ غَيْرَ قَلِيلِ)
وَقَالَ غَيْرُهُ:
(إِنْ} تُنَوِّلْهُ فَقَدْ تَمْنَعُهُ ... وَتُرِيْهِ النَّجْمَ يَجْرِي فِي الظُّهُرْ)
(وَرَجُلٌ {نالٌ) بِوَزْنِ بالٍ: (جَوَادٌ) ، وَهِي فِي الأَصْلِ} نائلٌ، قَالَ ابْنُ سِيْدَه: يَجوزُ أَنْ يَكُونَ فَعْلاً وَأَنْ يَكونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَيْنُه، (أَو كَثِيرُ {النائلِ) ، وَقالَ ابْنُ السِّكِّيت: كَثِيرُ} النَّوْلِ، وَرَجُلاَنِ {نالانِ، وَقَومٌ} أَنْوالٌ، ( {ونالَ} يَنالُ {نائِلاً وَنَيْلاً: صَار} نالاً) ؛ أَي: جَوادًا.
(وَمَا {أَنْوَلَهُ) : أَي (مَا أَكْثَرَ} نائِلَهُ. وَما أَصَبْتُ مِنْهُ {نَوْلَةً) ؛ أَي (نَيْلاً) . (} ونالَت المَرْأَةُ بالحَدِيْثِ والحاجَةِ) : إِذا (سَمَحَتْ أَوْ هَمَّتْ) ، وَبِهِ فُسِّرَ قَولُ الشّاعِرِ السّابِق:
( {تَنُولُ بِمَعْرُوفِ الحَدِيثِ ... إِلَخ. ... )
(} والنَّوْلَةُ: القُبْلَةُ) ، عَن اللَّيْث. ( {وناوَلْتُهُ) الشَّيءَ: أَعْطَيْتُهُ (} فَتَناوَلَهُ) ؛ أَي: (أَخَذَهُ) ، كَما فِي المُحْكَم. قَالَ شَيْخُنا: هَذَا أَصْلُ مَعْنى! التَّناوُلِ كَما قَالَهُ الرّاغِبُ وَغَيْرُه، ثُمَّ تُجُوِّزَ بِه عَن الشُّمُول وَشاعَ حَتَّى صارَ حَقيقةً فِيهِ، فِي كَلاَمِ النّاسِ واصْطِلاح المُصَنِّفِينَ، وَلكِنَّهُ لَمْ يَرِدُ بِهذا المَعْنَى فِي كَلاَمِ العَرَب، كَما فِي عِنايَةِ القاضِي أَثْناءَ أَوائِلِ البَقَرة. وَمِنْهُ {مُناوَلَةُ المُحَدِّثِ الكِتَابَ، تَقُولُ: أَرْوِيه عَنْهُ عَلى سَبِيلِ} المُناوَلَة، وَهو فَوْقَ الإِجازَةِ، وَيُقالُ: {تَناوَلَ مِنْ يَدِهِ شَيْئًا: إِذا تَعاطاهُ.
(و) مِنَ المَجاز: (} نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، {وَنَوالُكَ،} وَمِنْوالُك؛ أَي: يَنْبَغِي لَكَ) فِعْلَ كَذا. وَفي الصِّحاح: أَي: حَقُّكَ أَنْ تَفْعَل كَذا، وَاقْتَصَرَ عَلى الأُوْلَى؛ وَأَصْلُهُ مِنَ {التَّناوُلِ، كَأَنَّهُ يَقُول:} تَناوُلُكَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ العَجَّاج:
(هاجَتْ وَمِثْلِي {نَوْلُهُ أَنْ يَرْبَعَا ... )

(حَمَامَةٌ ناحَتْ حَمامًا سُجَّعَا ... )
أَي: حَقُّهُ أَنْ يَكُفَّ. (وَما} نَوْلُكَ) أَي: (مَا يَنْبَغِي لَكَ أَنْ {تَنالَهُ) ، فَكَأَنَّهُ يَقُول: أَقْصِرْ، وَلَكِنَّهُ صارَ فِيهِ مَعْنَى يَنْبَغِي لَكَ. وَفِي المُحْكَم: قَالُوا لاَ} نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ، جَعَلَوه بَدَلاً مِنْ يَنْبَغِي مُعاقِبًا لَه، قَالَ أَبو الحَسَن: وَلِذلِكَ وَقَعَتْ المَعْرِفَةُ هُنا غَيْرَ مُكَرَّرة. وَرَوَى الأَزْهَرِيّ عَن أَبي العَبّاس أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِم لِلْرَّجُل: مَا كانَ {نَوْلُكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذا، قَالَ:} النَّوْلُ مِنَ {النَّوالِ، يَقُولُ: مَا كَانَ فِعْلُكَ هَذَا حَظًّا لَكَ. وَقَالَ الفَرَّاءُ: يُقالُ: أَلَمْ يَأْنِ، وَأَلَمْ يَئِنْ لَكَ، وَأَلَمْ} يَنَلْ لَكَ، وَأَلَم {يُنِلْ لَكَ، قَالَ: وأَجْوَدُهُنَّ الَّتِي نَزَلَ بِهَا القُرآنُ يَعْني قَوْلُه: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَءَامَنُواْ} . وَيُقَالُ: أَنَّى لَكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا،} وَنَالَ لَكَ، {وَأَنَالَ لَكَ، وآنَ لَكَ بِمَعْنًى واحدٍ. (} والنَّولُ: الوادِي السائلُ) ، خَثْعَمِيَّةٌ، عَنْ كُراع.
(و) ! النَّوْلُ: (جُعْلُ السَّفِينَةِ) وَأَجْرُها خاصَّةً، وَمِنْهُ الحَدِيث: " فَحَمَلُوهُما بِغَيْرِ {نَوْلٍ "، يَعْني مُوسَى والخَضِر عَلَيْهِما السَّلاَم. قُلْتُ: والعَامَّةُ تَقُولُ: نُولُونٌ.
(و) } النَّوْلُ: (خَشَبَةُ الحائِكِ) الَّتِي يَلُفُّ عَلَيْهَا الثَّوْبَ، ( {كالمِنْوَلِ} والمِنْوَالِ) ، كِمِنْبَرٍ وَمِحْرابٍ، الأَخيرة عَن أَبي عَمْرٍ و، (ج: {أَنْوالٌ) .
(و) } النُّولُ، (بالضَّمّ: جِنْسٌ مِن السُّودانِ) .
(و) مِنَ المَجاز: يُقالُ: (هُمْ عَلى {مِنْوالٍ واحدٍ، أَيْ: اسْتَوَتْ أَخْلاَقُهُم) ، وَكَذلِكَ إِذا اسْتَوَوْا فِي النِّضالِ، يُقالُ: رَمَوا عَلى} مِنْوالٍ. ( {والنالَةُ: مَا حَوْلَ الحَرَمِ أَو ساحَةُ مَكَّةَ) وباحَتُها. الْأَخير قولُ الأَصْمَعِيِّ، قَالَ ابنُ مُقْبِلٍ:
(يُسْقَى بِأَجْدادِ عادٍ هُمَّلاً رَغَدًا ... مِثْلَ الظِّباءِ الَّتي فِي} نَالةِ الحَرَمِ)
قَالَ ابنُ سِيدَه: وَإِنَّما قَضَيْنا على أَلِفِها أَنّها واوٌ؛ لِأَنَّ انْقِلابَ الْألف عَن الْوَاو عَيْنًا أَعْرَفُ مِن انْقِلاَبِها عَن الْيَاء. وقَالَ ابْنُ جِنِّي: أَلِفُها ياءٌ؛ لِأَنَّها مِنَ النَّيْل، أَي: مَنْ كانَ فِيهَا لَمْ {تَنَلْهُ اليَدُ، قَالَ: ولاَ يُعْجِبُني. قُلْتُ: والَّذي فِي خاطِرِيّات الشَّيْخ ابنِ جِنِّي أَنَّ} النالَةَ الحَرَمُ؛ لِأَنَّهُ لاَ {يُنالُ مَنْ حَلَّه، وَذَكَر أَنَّها فَعْلَةٌ مِن نَالَ. (} وأَنالَ باللهِ: حَلَفَ) بِهِ، قَالَ ساعِدَةُ بْن جُؤَيَّةَ:
( {يُنِيلانِ باللهِ المَجِيدِ لَقَدْ ثَوَى ... لَدَى حَيْثُ لاَقَى زَيْنُها ونَصِيرُها)

(و) } أَنالَ (المَعْدِنُ) أَي (أُصِيبَ فِيهِ) ، وَفِي العُباب: مِنْهُ (شَيْءٌ) .
(و) قَالَ اللَّيْثُ: ( {المِنْوالُ: الحائكُ نَفْسُه) يَنْسِجُ الوَسائِدَ وَنَحْوَها، ذَهَبَ إِلى أَنَّهُ يَنْسِجُ} بالنَّوْلِ، وَأَنْشَدَ: (كُمَيْتًا كَأَنَّها هِراوَةُ {مِنْوالِ ... )
قَالَ: أَرادَ بِهِ النَّسَّاج. (} والنَّوالُ: النَّصِيبُ) ، قَالَ أَبُو النَّجْمِ:
(لاَ {يَتَنَوَّلْنَ مِنَ} النَّوالِ ... )

(لِمَنْ تَعَرَّضْنَ مِنَ الرِّجالِ ... )

(إِنْ لَمْ يَكُنْ مِن {نائِلٍ حَلالِ ... )

(و) } نَوّالٌ {وَمُنَوِّلٌ، (كَشَدّادٍ وَمُحَدِّثٍ: اسْمان) . (} وَمَنُولَةُ، كَمَقُولَةٍ) : اسمُ (أمّ حَيٍّ) من العَرَب، قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ. قُلْتُ: وَهِي بِنْتُ جُشَمِ بنِ بَكْرٍ مِن، بَني تَغْلِبَ، أُمُّ شَمْخٍ وَظالِمٍ ومُرَّةَ، بَنِي فَزَارَةَ بن ذُبْيانَ، كَما فِي أَنْسابِ أَبي عُبَيْدٍ. ( {وَنَوْلَةُ: حِصْنٌ) مِن أَعْمالِ مُرْسِية.
(و) } نَوْلَةُ (بِنْتُ أَسْلَمَ) : جَدَّةُ جَعْفَرِ بن مَحْمُودِ بن مَسْلَمَةَ، (صَحابِيَّة) ، ذَكَرها ابْنُ أَبي عاصمٍ، (أوْ هِيَ) {نُوَيْلَةُ، (كَجُهَيْنَةَ. وَعَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَوْلَةَ: مُحَدِّثٌ) ، عَن خالِدِ بن النَّــضِيرِ القرشيّ، وعنهُ مُحَمّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ الأَصْبهانِيُّ. (} ونائلَةُ: صَنَمٌ، وَذُكِرَ فِي " أس ف ") . (ونائِلَةُ بِنْتُ سَعْدِ) بن مالكٍ، (صَحابِيَّةٌ) ذكرهَا ابنُ حَبِيب. وفاتَهُ:! نائلَةُ بنتُ الرّبيع بنِ قَيْسٍ، ونائلَةُ بنتُ سَلامَةَ بنِ وَقْشٍ، ذكرهمَا ابنُ سَعْد، ونائلَةُ بِنْتُ عُبَيْدٍ، بايَعَتْ. (وَأَبُو نائلَةَ سِلْكانُ بنُ سَلامَةَ) بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ الأَشْهَلِيُّ، (صَحابِيٌّ) ، اسْمُهُ سَعْد، وَهو أَخو كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ مِن الرَّضاعِ. [] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: {النّالُ} والمَنالُ {والمَنالَةُ مَصْدَرُ} نِلْتُ {أَنالُ. وقَالَ الكِسائِيُّ: لَقَدْ} تَنَوَّلَ عَلَيْنا فُلاَنٌ بِشَيءٍ يَسِيرٍ، أَي: أَعْطانا شَيْئًا يَسِيرًا، وَتَطَوَّلَ مِثْلُها. وَقَالَ أَبُو مِحْجَنٍ: {التَّنَوُّلُ لاَ يَكُونُ إِلاَّ فِي خَيْرٍ، والتَّطَوُّلُ قَد يَكونُ فِي الخَيْرِ والشَّرِّ جَميعًا، وَقالَ أَبو النَّجْم:
(لاَ} يَتَنَوَّلْنَ مِنَ {النَّوَالِ ... )
أَيْ: لاَ يُعْطِينَ الرِّجالَ إِلاَّ حَلاَلاً بالتَّزْوِيجِ. وَيُقال:} تَنَوَّلَهُ: أَخَذَهُ، وَهو مُطاوعُ {نَوَّلَه، وَعَلى هَذَا التَّفْسِيرِ: لاَ يَأْخُذْنَ إِلاَّ مَهْرًا حَلاَلاً.} والتَّنْوِيلُ: التَّقْبِيلُ، قَالَ وَضَّاحُ اليَمَنِ:
(إِذا قُلْتُ يَوْمًا {نَوِّليني تَبَسَّمَتْ ... وَقَالَتْ: مَعاذَ اللهِ مِنْ نَيْلِ مَا حَرُمْ)

(فَمَا} نَوَّلَتْ حَتَّى تَضَرَّعْتُ عِنْدَها ... وَأَنْبَأْتُها مَا رَخَّصَ اللهُ فِي اللَّمَمْ)
وَأَكْثَرُ مَا يُسْتَعْمَلُ ذلِكَ فِي التَّوْدِيعِ. وَيُقالُ: إِنَّهُ {لَيَتَنَوَّلُ بِالخَيْرِ، وَهو قَبْلَ ذلِكَ لاَ خَيْرَ فِيْهِ.
وَقَوْلهُ تَعَالى: {وَلَا} ينالون من عَدو {نيلا} قَالَ الأَزْهَرِيُّ:} النَّيْلُ مِن ذَواتِ الواوِ، صَيَّرُوها يَاء؛ لِأَنَّ أَصْلَهُ نَيْوِلٌ، فَأَدْغَمُوا الواوَ فِي الياءِ، فَقَالوا: نَيِّل، ثُمَّ خَفَّفُوا، فَقَالُوا: نَيْلٌ، وَمِثْلُه: مَيِّت وَمَيْت. قَالَ: وَهو مِنْ نِلْتُ أَنَالُ، لاَ مِنْ {نُلْتُ} أَنُولُ. وَمِنَ المَجازِ: {تَناوَلَتْ بِنَا الرِّكابُ مَكانَ كَذا.
} والنَّوالَةُ، كَسَحابَةٍ: اللُّقْمَةُ. {ونارنول: مَدينَةٌ بالهِنْدِ.} والنَّوَالُ: الصَّوَابُ، وَمِنْهُ قَولُ لَبِيدٍ: (وَقَفْتُ بِهِنَّ حَتَّى قَالَ صَحْبِي ... جَزِعْتَ وَلَيْسَ ذلِكَ {بالنَّوَالِ)
وَرَجُلٌ} مُنِيلٌ: مُعْطٍ. وَيُقالُ: هوَ قَرِيبُ {المُتَنَاوَلِ، وَسَهْلُ} المُتَنَاوَلِ.
(نول) أعْطى نوالا وَيُقَال نول فلَانا ونول عَلَيْهِ وَفُلَانًا الشَّيْء أعطَاهُ إِيَّاه
[نول] نه: فيه: حملوها في السفينة بغير "نول"، أي بغير أجر، من ناله ينوله: أعطاه. ومنه: ما "نول" امرئ مسلم أن يقول غير الصواب، أي ما ينبغي له وما حظه. ومنه: ما "نولك" أن تفعل كذا. ج: من نلته: وصلت إليه. ك: بغير نول- بفتحوفيه: فكأن معاذًا "تناول" منه، أي قال إنه منافق، وكأن- بنون مشددة، وروى: فكان معاذ- مخففة نون ورفع معاذ، وينال- بلا واو، وهو يدل على كثرة ذلك. ومنه: فبال في المسجد "فتناوله" الناس، أي بألسنتهم لا بأيديهم. وفيه: "فتناولته" فأخذته، أي تكلفت للأخذ فأخذته فلا تكرار، قوله: أمامنا- بفتح همزة، أي قدامنا، أغار أي أسرع. وفيه: يناولها- بضم ياء، أي يعطيها يده ليوافقها، وروى: تناولها- بمثناة فوق، أي مد يده ليأخذها. ن: حتى لو "تناولت" منه عقدًا، أي مددت يدي لأخذه. ز: "ناوليها"- بكسر واو، وفي حاشيته: تناوليها، فبفتح الواو.
نول: النَّوَالُ والنَّيْلُ والنَّوْلُ: ما نِلْتَ من مَعْرُوْفِ إنْسَانٍ. وأَنَالَه مَعْرُوْفَه ونَوَّلَه: أعْطَاه نَوَالاً. وهما يَتَنَاوَلاَنِ ويَتَنَايَلاَنِ.
وأنَالَ المَعْدِنُ: أَصَبْتَ فيه شَيْئاً.
وما عِنْدَه نائلٌ ولا طائلٌ: أي عَطَاءٌ وبُلْغَةٌ. ورَجُلٌ نَالٌ: يَنُوْلُ ويُعْطي، وامْرَأَةٌ نالَةٌ. ونُلْتُ له بكذا: جُدْتُ.
وتَنَوَّلْتُ من فلانٍ شَيْئاً: أخَذْته، وأَنَلْتُكَ نائلاً ونَلْتُكَ، وتَنَوَّلْتُ لكَ ونَوَّلْتُ لكَ ونَوَّلْتُكَ: أي أعْطَيْتُكَ. ونَوَالٌ نائلٌ: كقَوْلِكَ: شِعْرٌ شاعِرٌ.
والنَّوَالُ: الصَّوَابُ.
ونَوْلُكَ أنْ تَفْعَلَ ذاكَ: أي حَقُّكَ وحَظُّكَ، من قَوْلِهم: نُلْتُه أي نَفَعْتُه.
وما كانَ نَوْلُكَ ذاكَ: أي ما كانَ يَنْبَغِي لكَ، ونَوَالُكَ ومِنْوَالُكَ: مِثْلُه.
ويقولونَ: نالَ لكَ أنْ تَفْعَلَه وأنَالَ لكَ: أي ليس ذلك ممّا يَنْبَغي لكَ أنْ تَفْعَلَه، وقيل: آنَ لكَ فِعْلُه وحَانَ.
والنَّوْلُ: خَشَبَةُ الحائكِ، وجَمْعُه أَنْوَالٌ، وأدَاتُه المَنْصُوْبَةُ: المِنْوَالُ. وقَصَبَةُ السَّبْقِ.
وأخَذْتُ على مِنْوَالِ ذاكَ: أي على غِرَارِه ومِثَالِه. وهُمْ على مِنْوَالٍ واحِدٍ: أي على حالٍ واحِدَةٍ. وليس لأمْرِه مِنْوَالٌ: أي قَدْرٌ.
ونِيْلَ من القَوْمِ رَجُلٌ: أي قُتِلَ.
ونَالَةُ الحَرَمِ: بَاحَتُها.

نبه

(نبه) باسمه نوه بِهِ وَفُلَانًا رَفعه وَشهر اسْمه وَمن نَومه أيقظه وَيُقَال نبهه من غفلته وعَلى الشَّيْء وللشيء وَقفه عَلَيْهِ وأطلعه
[نبه] نه: في ح الغازي: فإن نومه و"نبهه" خير كله، النبه: الانتباه من النوم. ومنه: فإنه "منبهة" للكريم، أي مشرفة ومعلاة، نبه- إذا صار نبيهًا شريفًا. ش: نبه بالضم.
باب نت
(نبه)
نباهة شرف واشتهر فَهُوَ نابه وَنبيه

(نبه) لِلْأَمْرِ نبها فطن لَهُ وَمن نَومه اسْتَيْقَظَ فَهُوَ نبه

(نبه) نباهة شرف وَعلا ذكره فَهُوَ نبيه ونابه
(نبه) - في حديث المجاهِد : "فإنَّ نَومَه ونُبْهَه خَيرٌ كُلُّه"
النُّبْه: الانتِبَاهُ مِن النَّوم. والنَّبِه أيضًا: المَوْجُودُ، والضَّالُّ من الأَضْدادِ، وهو النَّبِيهُ أيضًا.
يُقال: أنبَهْتُه فَانْتَبَه، ونبَّهْتُه فتَنَبَّه.
ن ب هـ

انتبه من نومه واستنبه وتنبّه ونبه نبهاً. قال:

وتبذل لي سلمى إذا نمت حاجتي ... وتلقى خلال النبه وهي منوع

وأضلّوه نبهاً: لا يدرون متى ضل حتى انتبهوا له. ورجل نبيه، وقد نبه نباهةً، ونبّهت باسمه: نوّهت به.

ومن المجاز: سمعت كلاماً فما نبهت له: فما فطنت له. ومالي به نبهٌ ونبَهٌ. ونبهته من غفلته، وتنبهت على الأمر: تفطّنت له.
ن ب هـ: (نَبُهَ) الرَّجُلُ شَرُفَ وَاشْتَهَرَ وَبَابُهُ ظَرُفَ فَهُوَ (نَبِيهٌ) وَ (نَابِهٌ) وَهُوَ ضِدُّ الْخَامِلِ. وَ (نَبَّهَهُ) غَيْرُهُ (تَنْبِيهًا) رَفَعَهُ مِنَ الْخُمُولِ. وَ (انْتَبَهَ) مِنْ نَوْمِهِ اسْتَيْقَظَ وَ (أَنْبَهَهُ) غَيْرُهُ وَ (نَبَّهَهُ) (تَنْبِيهًا) . وَنَبَّهَهُ أَيْضًا عَلَى الشَّيْءِ وَقَّفَهُ عَلَيْهِ (فَتَنَبَّهَ) هُوَ عَلَيْهِ. 
نبه النَّبَهُ الضَّالةُ تُوجَدُ عن غَفْلَةٍ. والانْتِبَاهُ من النَّومِ، يقال نَبَّهْتُهُ فَتَنَبَّهَ وانْتَبَهَ. وأَنْبَهْتُهُ ونَبَّهْتُهُ بمعنىً. وسَمِعتُ كَلاماً فما نَبِهْتُ له. ورَجلٌ نَبِيهٌ وَنَبَهٌ شَريفٌ، وقد نَبُهَ نَبَاهَةً. ونَبَّهَ باسمِهِ جَعَلهُ مَذكُوراً. والنَّبَاهُ المُشْرِفُ الرَّفيعُ، أنشد
طَامِحَةُ الطَّرْفِ نَبَاهِ الفائلِ
والنَّبَهُ: المَنْسِيُّ، أنْبَهْتُ الشَّيءَ: نَسِيتُهُ. ونَبِهتُ لكذا أَنْبَهُ نُبُوهاً: بمعنى أَبِهْتُ له آبَهُ.
[نبه] شئ نبه ونبه، أي مشهورٌ. قال ذو الرمّة: كأنه دُمْلُجٌ من فضة نبَهٌ * في ملعبٍ من جَواري الحَيِّ مَفْصومُ إنَّما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام. ويقال النَبَهُ: الضالَّةُ توجد عن غَفْلَة لا عن طلبٍ. يقال: وجدت الضالّة نَبَهاً. ونَبُهَ الرجلُ بالضم : شَرُفَ واشتهر، يَنْبُهُ نَباهَةً، فهو نَبيهٌ ونابِهُ. وهو خلاف الخامل. ونَبَّهْتُه أنا: رفعتُه من الخمول. يقال: أشيعوا بالكُنى فإنَّها مَنْبَهَةٌ. وانْتَبَهَ من نومه: استيقظ. وأنْبَهْتُهُ أنا. والتَنْبيهُ مثله. ونبهته على الشئ: أوقفته عليه فتنبه هو عليه. أبو زيد: نبهت للامر بالكسر، أنبه نبها، وهو الامر تنساه ثم تنتبه له. أبو عمرو: انبهت حاجةَ فلانٍ، إذا نسيتَها، فهي منبهة. ونبهان: أبو حى من طيئ، وهو نبهان ابن عمرو.

نبه


نَبَهَ(n. ac. نُبْهَة)
a. Was famous, renowned.
b. see (نَبِهَ) (b).
نَبِهَ(n. ac. نَبَه)
a. [La], Perceived, noticed, noted, heeded; attended to.
b. [Min], Awoke from (sleep).
c. see (نَبَهَ) (a).
نَبُهَ(n. ac. نَبَاْهَة)
a. see (نَبَهَ) (a).
نَبَّهَ
a. [acc. & Min], Awoke, roused from (sleep).
b. [acc. & 'Ala
or
Ila], Called attention to; advised, warned about.
c. Made famous.
d. [acc. & Bi], Called, mentioned by (name).

أَنْبَهَa. see II (a)b. Forgot.

تَنَبَّهَa. see (نَبِهَ) (b).
b. ['Ala
or
La]
see (نَبِهَ) (a).
إِنْتَبَهَa. see (نَبِهَ) (a), (b).
c. ['An], Overlooked, forgot.
d. [ coll. ], Was vigilant
cautious.
نُبْهa. Awakening; wakefulness
b. Intelligence, sagacity; insight.
c. Object of attention; aim.

نَبَهa. A find.
b. see 25
نَبِهa. see 25 (a)
نَاْبِهa. see 25 (a)b. Important (matter).
نَبَاْهa. see 25
نَبَاْهَةa. Celebrity, renown.
b. Nobility.

نَبِيْه
(pl.
نُبَهَآءُ)
a. Famous, celebrated; wellknown, eminent
illustrious.
b. Noble.

N.P.
نَبڤهَa. see 25 (a)
N.Ac.
نَبَّهَa. Awakening.
b. Warning, admonition; advice.

N.Ag.
تَنَبَّهَإِنْتَبَهَ
VIIIa. Awake, attentive; watchful, vigilant;
circumspect.

N.Ac.
إِنْتَبَهَa. Attention; wakefulness, watchfulness, vigilance;
circumspection.

نَبَهًا
a. Unexpectedly; casually.

أَبُو نَبْهَان
a. The fox.

مَنْبَهَة عَلَى
a. Warning.

حَاجَة مُنْتَبَهَة
a. Forgotten matter.

نَبَهْرَج نَبَهْرَجَة
P.
a. Bad money.

نبه

1 مَا نَبِهَ لَهُ He did not know it; or know, or have knowledge, of it; was not cognizant of it; or did not understand it. (K.) b2: نَبِهَ لِلأَمْرِ His attention became roused to the thing, or affair, after he had forgotten it. (Az, S.) b3: مَا نَبِهْتُ لَهُ: see مَا أَبِهْتُ لَهُ. b4: نَبَهَ عَلَيْهِمْ: see نَبَأَ عَلَيهم. b5: نَبُهَ He was, or became, eminent, celebrated, or well known. (S, K, * TA.) 2 نَبَّهَهُ عَلَى الشَّىْءِ He made him acquainted with the thing; informed him of it; gave him notice of it; notified it to him. (S.) b2: نَبَّهَهُ لِلْأَمْرِ (tropical:) [He roused his attention to the thing, or affair]. (TA in art. يقظ.) b3: نَبَّهَهُ (tropical:) [He roused him from heedlessness or inadvertence: he roused his attention. (TA.) 5 تَنَبَّهَ عَلَى الشَّىْءِ He became acquainted with the thing; became informed of it; had notice of it. (S.) b2: تَنَبَّهَ لَِلْأَمْرِ (tropical:) [His attention became roused, or he had his attention roused, to the thing, or affair]. (Msb and TA in art. يقظ.) b3: تَنَبَّهَ (tropical:) He became vigilant, wary, or cautious. (Msb, TA.) b4: تَنَبَّهَ and ↓ اِنْتَبَهَ (tropical:) He became roused from heedlessness or inadvertence; his attention became roused; or he had his attention roused. (TA.) 8 إِنْتَبَهَ see 5.

نَبِيهٌ Eminent, celebrated, or well known; (S, K, * TA;) contr. of خَامِلٌ. (S, TA.) كَلِمَةُ تَنْبِيهٍ

A word used to give notice, to a person addressed, of something about to be said to him. (TA, voce هَا.) See also هَا termed تَنْبِيهٌ.

It may generally be rendered Now.
(ن ب هـ)

النُّبْه: الْقيام من النّوم، وَقد نَبَّهَه وأنْبهَه، فتَنَبَّه وأنْتَبَهَ، قَالَ: أَنا شَماطيطُ الَّذِي حُدّثْتَ بِهْ

مَتى أُنَبَّه للغَداءِ أنْتَبِهْ

ثمَّ أُنَزِّ حَوْلَهُ وأحْتَبِهْ

حَتَّى يُقالَ سَيِّدٌ ولَسْتُ بِهْ

وَكَانَ حكمه أَن يَقُول: أتَنَبَّه، لِأَنَّهُ قد قَالَ: " أُنَبَّه " ومطاوع فعل إِنَّمَا تفعل، وَلَكِن لما كَانَ أُنَبَّهُ فِي معنى أُنْبهُ جَاءَ بالمطاوع عَلَيْهِ، فَافْهَم، وَقَوله: " ثمَّ أنز " مَعْطُوف على قَوْله أنْتَبِهْ احْتمل الخبن فِي قَوْله " زحوله " لِأَن الْأَعرَابِي البدوي لَا يُبَالِي الزحاف، وَلَو قَالَ " انزي حوله " لكمل الْوَزْن وَلم يَك هُنَاكَ زحاف، إِلَّا انه من بَاب الضَّرُورَة، وَلَا يجوز الْقطع فِي " انزى " فِي بَاب السعَة وَالِاخْتِيَار، لِأَن بعده مَجْزُومًا، وَهُوَ قَوْله: " وأحْتَبِه " ومحال أَن تقطع أحد الْفِعْلَيْنِ ثمَّ ترجع فِي الْفِعْل الثَّانِي إِلَى الْعَطف، لَا يجوز: " إِن تأتني أكرمك وَأفضل عَلَيْك " بِرَفْع أكرمك وَجزم أفضل، فتفهم.

ونَبَّهه من الْغَفْلَة فانْتَبَه وتَنَبَّه: أيقظه.

وتَنَبَّه على الْأَمر: شعر بِهِ.

وَهَذَا الْأَمر مَنْبَهَةٌ على هَذَا، أَي مشْعر بِهِ ومَنْبَهَةٌ لَهُ: أَي مشْعر لقدره ومعل لَهُ، وَمِنْه قَوْله: " المَال مُنَبْهَةٌ للكريم، ويُستغنى بِهِ عَن اللَّئِيم ".

وَمَا نَبِهَ لَهُ نَبَهاً: أَي مَا فطن، وَالِاسْم النُّبْهُ.

والنَّبَه: الضَّالة تُوجد على غَفلَة، قَالَ ذُو الرمة يصف ظَبْيًا:

كأنَّه دُمْلَجٌ مِنْ فِضَّةٍ نَبَهٌ ... فِي مَلْعَبٍ مِنْ عَذارَى الحَيِّ مَفْصومُ

" نَبَهٌ " هُنَا: بدل من دملج.

وأضَلَّه نَبَهاً: لم يدر مَتى ضَلَّ.

وأنْبَه حَاجته: نَسِيَهَا.

والنَّباهَة: ضد الخمول، نَبُهَ نَباهَةً، فَهُوَ نابِهٌ، ونَبيهٌ، ونَبَهٌ، وَقوم نَبَهٌ، كالواحد، عَن ابْن الْأَعرَابِي، كَأَنَّهُ اسْم للْجمع. ونَبَّه باسمه: جعله مَذْكُورا.

وَإنَّهُ لمَنْبوهُ الِاسْم: معروفه، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وَأمر نابِهٌ: عَظِيم جليل.

ونابِهٌ، ونَبيهٌ، ومُنَبِّهٌ: أَسمَاء.

نبه: النُّبْه: القيامُ والانْتِباهُ من النوم، وقد نَبَّهَهُ

وأَنْبَهَهُ من النوم فتَنَبَّه وانْتَبَه، وانْتَبَهَ من نومه: استَيقَظ،

والتنبية مثله؛ قال:

أَنا شَماطِيطُ الذي حُدِّثْتَ بهْ،

مَتَى أُنَبَّهْ للغَداء أَنْتَبِهْ

ثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْ،

حتى يقالَ سَيِّدٌ، ولستُ بِهْ

وكان حكمه أَن يقول أَتَنَبَّه لأَنه قال أُنَبَّه، ومطاوع فعَّلَ إنما

هو تَفَعَّلَ، لكن لما كان أُنَبَّه في معنى أُنْبَه جاء بالمطاوع عليه،

فافهم، وقوله ثم أُنَزِّ معطوف على قوله أَنْتَبِهْ، احْتَمَلَ الخَبْنَ

في قوله زِ حَوْلَهُ، لأَن الأَعرابي البدويّ لا يبالي الزِّحافَ، ولو

قال زِي حَوْلَهُ لكَمَلَ الوزنُ ولم يكن هناك زِحافٌ، إلا أَنه من باب

الضرورة، ولا يجوز القطعُ في أُنَزِّي في باب السَّعَةِ والاختيار لأَن بعده

مجزوماً، وهو قوله وأَحْتَبِهْ، ومحال أَن تقطع أَحد الفعلين ثم ترجع في

الفعل الثاني إلى العطف، لا يجوز إنْ تأْتني أُكْرِمُك وأُفْضِلْ عليك

برفع أُكْرِمك وجزم أُفضل، فَتَفَهَّم. وفي حديث الغازي: فإن نومه

ونَبَهَه خيرٌ كلُّه؛ النبه: الانتباه من النوم. أَبو زيد: نَبِهْتُ للأَمر

أَنْبَهُ نَبَهاً فَطِنْتُ، وهو الأَمر تنساه ثم تَنْتَبِهُ له.

ونَبَّهَهُ من الغفلة فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيقظه. وتَنَبَّه على

الأَمر: شَعَرَ به. وهذ الأَمر مَنْبَهَهٌ على هذا أَي مُشْعِرٌ به،

ومَنْبَهَةٌ له أَي مشعر بقدره ومُعْلٍ له؛ ومنه قوله: المال مَنْبَهَةٌ للكريم،

ويُسْتَغْنى به عن اللئيم. ونَبَّهْتُهُ على الشيء: وَقَّفْتُهُ عليه

فَتَنَبَّه هو عليه. وما نَبِهَ له نَبَهاً أَي ما فَطِنَ، والاسم

النُّبْهُ. والنَّبَهُ: الضالة توجد عن غفلة لا عن طلب. يقال: وجدت الضالة نَبَهاً

عن غير طلب، وأَضْلَلتُهُ نَبَهاً لم تعلم متى ضَلَّ. الأَصمعي: يقال

أَضَلُّوه نَبَهاً لا يدرون متى ضَلَّ حتى انْتَبَهوا له؛ قال ذو

الرُّمَّةِ يصف ظَبْياً قد انْحَنى في نومه فشبهه بدُمْلُجٍ قد

انْفَصَمَ:كأَنه دُمْلُجٌ، من فِضَّةٍ، نَبَهٌ،

في مَلْعَبٍ من عَذارَى الحَيّ، مَفْصومُ

إنما جعله مفصوماً لتَثَنِّيهِ وانحنائه إذا نام، ونَبَهٌ

هنا بدل من دُمْلُجٍ. وأَضَلَّهُ نَبَهاً: لم يدر متى ضَلَّ. قال ابن

بري: وهذا البيت شاهد على النَّبَهِ الشيءِ المشهورِ، قال: شَبَّه ولد

الظَّبْيَةِ حين انعطف لما سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُجٍ فضةٍ نبَهٍ أَي

بدُملُجٍ أَبيض نَقيٍّ كما كان ولد الظَّبيةِ كذلك، وقال في مَلْعَبٍ من

عَذارَى الحيّ لأَن مَلْعَب الحيّ قد عُدِلَ به عن الطريق المسلوك، كما

أَن الظبية قد عَدَلَت بولدها عن طريق الصَّيَّادِ، وقوله مَفْصوم ولم

يقل مَقْصوم لأَن الفَصْمَ الصَّدْعُ والقَصْمَ الكسر والتَّبَرِّي، وإنما

يريد أَن الخِشْفَ لما جمَع رأْسه إلى فخذه واستدار كان كدُمْلُجٍ

مَفْصوم أَي مصدوع من غير انفراج. وأَنْبَه حاجتَه: نسيها. قال الأَصمعي: وسمعت

من ثقة أَنْبَهْتُ حاجتي نسيتُها، فهي مُنْبَهَةٌ. ويقال للقوم ذهَب

لهمُ الشيء لا يدرون مَتى ذهَب: قد أَنْبَهوه إنْباهاً. والنَّبَه: الضالة

لا يُدْرى متى ضَلَّتْ وأَين هي. يقال: فَقَدْتُ الشيء نَبَهاً أَي لا علم

لي كيف أَضللته؛ قال: وقول ذي الرمة:

كأَنه دُمْلُجٌ من فضةٍ نَبَهٌ

وضعه في غير موضعه، كان ينبغي له أَن يقول كأَنه دملج فُقِدَ نَبَهاً.

وقال شمر: النَّبَهُ المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقط الضالُّ. وشيء نَبَهٌ

ونَبِهٌ أَي مشهور. ورجل نَبِيهٌ: شَريف. ونَبُهَ الرجلُ، بالضم: شرُفَ

واشتهر نَباهَةً فهو نَبِيهٌ

ونابِهٌ، وهو خلاف الخامل. ونَبَّهْتُه أَنا: رفعته من الخمول. يقال:

أَشِيعوا بالكُنى فإنها مَنْبَهَةٌ. وفي الحديث: فإنه مَنْبَهةٌ للكريم أَي

مَشْرَفَةٌ ومَعْلاةٌ

من النَّباهَةُ. يقال: نَبُهَ يَنْبُه إذا صار نَبِيهاً شريفاً.

والنَّباهَةُ: ضد الخُمُولِ، وهو نَبَهٌ. وقوم نَبَهٌ كالواحد؛ عن ابن

الأَعرابي، كأَنه اسم للجمع. ورجل نَبَهٌ ونَبِيهٌ

إذا كان معروفاً شريفاً؛ ومنه قول طَرَفَة يمدح رجلاً:

كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى،

نَبَهٌ سَيِّدُ ساداتٍ خِضَمّ

ونَبَّه باسمه: جعله مذكوراً. وإنه لمَنْبوه الاسم: معروفُهُ؛ عن ابن

الأَعرابي. وأَمرٌ نابهٌ: عظيمٌ جليل. أَبو زيد: نَبِهْتُ للأَمر، بالكسر،

أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وبَهاً، وهو الأَمر تنساه ثم

تتنَبَّهُ له. ونابِهٌ ونُبَيْهٌ

ومُنَبِّه: أَسماء. ونَبْهانُ: أَبو حَيٍّ من طَيٍّ، وهو نَبْهانُ بن

عمرو.

نبهـ
نبُهَ/ نبُهَ لـ يَنبُه، نبَاهةً، فهو نبِيه ونابِه، والمفعول منبوه له
• نبُه الشّخصُ:
1 - شرُف "نبُه بجُدوده".
2 - اشتَهَر، وعلا ذِكْرُه وعُرِف "نبُه العالِمُ".
• نبُه الشّخصُ للأمر: فطِن له "نبُه لواجبه- برهن عن نباهة- طبيب نبيه: ذكيّ". 

نبِهَ لـ/ نبِهَ من يَنبَه، نَبَهًا، فهو نبِه، والمفعول منبوه له
• نبِه للأمر: نبُه، فطِن له "نبِهت رَّبةُ البيت لتَسرُّب الغاز".
• نبِه من نومه: استيقظ. 

أنبهَ يُنبه، إنباهًا، فهو مُنْبِه، والمفعول مُنبَه
• أنبهته من نومه: أيقظته منه. 

انتبهَ/ انتبهَ إلى/ انتبهَ لـ ينتبه، انتباهًا، فهو مُنتبِه، والمفعول مُنتبَه إليه
• انتبه الشَّخصُ: استيقظ "انتبه من غفلته/ نومه- النَّاسُ نِيَامٌ فإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا [حديث]: من قول الإمام عليّ رضي الله عنه" ° لينتبه الشاري: مبدأ تجاريّ مضمونه أنّ الشاري هو المسئول عن تقييم جَوْدة البضاعة قبل الشِّراء.
• انتبه الشَّخصُ إلى الأمر/ انتبه الشَّخصُ للأمر: نبُه، فطِن له، أدركه، وعاه فجأة "انتبه لكذبه/ للوقت/ إلى أخطاء الآخرين/ إلى ما سيفعل- لم ينتبه إليه أحد". 

تنبَّهَ إلى/ تنبَّهَ لـ/ تنبَّهَ من يَتنبَّه، تنبُّهًا، فهو مُتنبِّه، والمفعول مُتنبَّه إليه
 • تنبَّه الشَّخصُ إلى الأمر/ تنبَّه الشَّخصُ للأمر: مُطاوع نبَّهَ/ نبَّهَ بـ: نبُه؛ فطِن له ووقف عليه "تنبَّه للخطر/ لخطورة الموقف- تنبّه إلى المسألة".
• تنبَّهَ الشَّخصُ من نومِه: انتبه، استيقظ منه "تنبّه من خموله- تنبَّهت شهيَّة: تحرّكت". 

نبَّهَ/ نبَّهَ بـ ينبِّه، تنبيهًا، فهو مُنبِّه، والمفعول مُنبَّه
• نبَّه نائمًا من نومِه: أيقظه منه "نبّه مُغمًى عليه- نبّه الشهيَّة/ الأعصابَ/ ذاكرته: أثارها- نبّه الذِّهن: أثاره".
• نبَّه فلانًا إلى الشّيء/ نبَّه فلانًا على الشّيء/ نبَّه فلانًا للشّيء: أطلعه عليه، وأعلمه به "نبّه الرأيَ العامّ إلى القضيّة- نبَّهه إلى الخطر المحدق به- نبّه عليه بعدم الكلام: أمره به".
• نبَّه فلانًا من غفلته: وعَّاه "نبّه الأولادَ من الشرّ".
• نبَّه باسمِه: نوَّه به ورفعه من الخمول. 

انتباه [مفرد]:
1 - مصدر انتبهَ/ انتبهَ إلى/ انتبهَ لـ.
2 - تركيز الذِّهن وحصره في اهتمام واحد، أو في مجال من المجالات يؤدِّي إلى وضوحه "عامل مريضًا بانتباه: بعناية- استدعى/ استرعى الانتباه- شدّ انتباهَه" ° أعاره انتباهًا: اهتمّ به، اكترث له- جذَب انتباهَه: أثاره واسترعاه- لفت الانتباهَ: جذب النظرَ واستماله- هذا حَرِيّ بالانتباه: بالاستماع باهتمام- وجّه انتباهه إلى الشّيء: اهتمَّ به. 

تنبِيه [مفرد]: ج تَنْبيهات (لغير المصدر):
1 - مصدر نبَّهَ/ نبَّهَ بـ.
2 - إعلامٌ، أو إشعار رسْمِيٌّ ينبَّه فيه الإنسانُ إلى ما عليه من دين أو التزام "نصيحة بمثابة تنبيه- تنبيه من إدارة الضرائب- وجّه المدير تنبيهًا تحريريًّا إلى الموظَّف المهمل" ° آلة تَنْبِيه/ جهاز تَنْبِيه: آلة/ جهاز يصدر صوتًا للتنبيه.
3 - زيادة نشاط الجهاز العُضويّ وحيويّته "تنبيه الأعصاب".
4 - تمهيد قصير الغرض منه لفت نظر القارئ إلى نقاط معيّنة في الكتاب الذي يقرؤه.
• أحرف التَّنْبِيه: (لغ) ألا، أمَا، ها. 

مُنَبِّه [مفرد]: ج منبِّهون (للعاقل) ومُنبِّهات (لغير العاقل):
1 - اسم فاعل من نبَّهَ/ نبَّهَ بـ.
2 - (طب) ما يُحرِّك، وينشِّط ويُحدِث إثارة عضويّة أو نفسيّة أو يؤثِّر على نشاط جهاز عضويّ أو وظيفيّ بشكل مؤقَّت "منبِّه حِسِّيٌّ/ للأعصاب- القهوة منبِّه فعّال- دواء منبِّه- تناول مُنبِّهًا".
3 - ساعةٌ ذات جرس يضبط على وقت معيّن، فإذا جاء الوقت، رنَّ الجرسُ فينتبه النائمُ ° رنين المنبِّه: صوتُ ساعة ذات جرس يضبط على وقت معيّن فيرنّ عنده. 

نابِه [مفرد]: ج نابهون ونُبَهَاءُ، مؤ نابِهة، ج مؤ نابِهات ونوابهُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نبُهَ/ نبُهَ لـ ° أمرٌ نابِهٌ: عظيم. 

نَباهَة [مفرد]: مصدر نبُهَ/ نبُهَ لـ. 

نَبَه [مفرد]: ج أنباه (لغير المصدر):
1 - مصدر نبِهَ لـ/ نبِهَ من ° وجد الضالَّة نَبَهًا: من غير طلب وعن غفلة.
2 - مشهور "أنباهُ النّحاة: ". 

نَبِه [مفرد]: ج نُبَهَاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نبِهَ لـ/ نبِهَ من. 

نُبْه [مفرد]: فطنة، سرعة القيام من النّوم "يتّصف ابنُه بالنُّبْه" ° السَّريع النُّبه: الذي يهبُّ من نومه بسرعة. 

نبِيه [مفرد]: ج نُبَهَاءُ، مؤ نبِيهة، ج مؤ نبِيهات ونُبَهَاءُ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من نبُهَ/ نبُهَ لـ. 
نبه
: (النُّبْهُ، بالضَّمِّ: الفِطْنَةُ) ؛) وَهُوَ اسمٌ من نَبِهَ لَهُ إِذا فَطِنَ، كَمَا يأْتي قَرِيباً.
(و) النُّبْهُ: (القِيامُ من النَّوْمِ.
(وأَنْبَهْتُهُ) مِن النَّوْمِ (ونَبَّهْتُه) تَنْبيهاً: أَي أَيْقَظْتُه، (فتَنَبَّه وانْتَبَه) :) اسْتَيْقَظَ؛ قالَ:
أَنا شَماطِيطُ الَّذِي حُدِّثْتَ بهْمَتَى أُنَبَّهْ للغَداءِ أَنْتَبِهْثم أُنَزِّ حَوْلَهُ وأَحْتَبِهْحتى يقالَ سَيِّدٌ ولستُ بِهْوكانَ حُكْمُه أَنْ يقولَ أَتَنَبَّه، لأنَّه قالَ أُنَبَّه، ومُطاوِعُ فَعَّلَ إنَّما هُوَ تَفَعَّلَ، لكنْ لمَّا كانَ أُنَبَّه فِي معْنَى أُنْبَه جاءَ بالمُضارِعِ عَلَيْهِ، فافْهَمْ.
(و) يقالُ: (هَذَا مَنْبَهَةٌ على كَذَا) ، أَي (مُشْعِرٌ بِهِ) ؛) وَمِنْه قَوْلُهم: أَشِيعُوا بالكُنَى فإنَّها مَنْبَهَةٌ.
(و) مَنْبَهَةٌ (لفلانٍ) :) أَي (مُشْعِرٌ بقَدْرِهِ ومُعْلٍ لَهُ) .) وَفِي الحدِيثِ: (فإنَّه مَنْبَهَةٌ للكَرِيمِ) ، أَي مَشْرفَةٌ ومَعْلاةٌ من النَّباهَةِ.
وَقَالُوا: المالُ مَنْبَهَةٌ للكَرِيمِ ويُسْتَغْنَى بِهِ عَن اللَّئِيمِ.
(وَمَا نَبِهَ لَهُ، كفَرِحِ) :) أَي (مَا فَطِنَ؛ والاسمُ النُّبْهُ بالضَّمِّ) ؛) وَقد ذُكِرَ قَرِيباً.
قالَ أَبو زيْدٍ: نَبِهْتُ للأَمْرِ، بالكسْرِ، أَنْبَهُ نَبَهاً ووَبِهْتُ أَوْبَهُ وَبَهاً: فَطِنْتُ، وَهُوَ الأَمْرُ تَنْساهُ ثمَّ تَتْنبه لَهُ.
(والنَّبَهُ، بالتَّحرِيكِ: الضَّالَّةُ تُوجَدُ عَن غَفْلَةٍ) ؛) نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
يقالُ: وَجَدْتُ الضالَّةَ نَبَهاً: أَي عَن غيرِ طَلَبٍ؛ وأَنْشَدَ لذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ ظَبْياً قد انْحَنَى فِي نوْمِه فشبَّهَه بدُمْلُجٍ قد انْفَصَمَ:
كأَنَّه دُمْلُجٌ من فِضَّةٍ نَبَهٌ فِي مَلْعَبٍ من عَذارَى الحيِّ مَفْصومُإنَّما جَعَلَه مَفْصوماً لتَثَنِّيهِ وانْحِنائِهِ إِذا نامَ، ونَبَهٌ هُنَا بَدَلٌ مِن دُمْلُجٍ: أَرادَ: أَنَّ الخِشْفَ لمَّا جَمَعَ رأْسَه إِلَى فخْذِه واسْتَدارَ كانَ كدُمْلُجٍ مَفْصُوم أَي مَصْدوعٌ مِن غيرِ انْفِراجٍ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ فِي قَوْلِ ذِي الرُّمَّة هَذَا وَضَعَه فِي غيرِ مَوْضِعِه: كانَ يَنْبَغي لَهُ أَنْ يقولَ كأَنَّه دُمْلُج فُقِدَ نَبَهاً.
(و) النَّبَهُ: (الشَّيءُ المَوْجودُ: ضِدٌّ) .
(وبخطّ الصَّاغانيّ: النُّبَهُ، بضمٍ ففتحٍ: المَوْجودُ؛ قالَ: وَهُوَ مِن الأضْدادِ.
قُلْتُ: وَهَذَا يَحْتاجُ إِلَى تأَمُّلٍ.
(و) النَّبَهُ: الشَّيءُ (المَشْهورُ، كالنَّبِهِ، كخَجِلٍ) ؛) كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَبِه فُسِّرَ قوْلُ ذِي الرُّمَّةِ أَيْضاً.
قالَ ابنُ بَرِّي: شَبَّه ولدَ الظَّبْيَةِ حينَ انْعَطَفَ لمَّا سَقَتْه أُمُّه فَرَوِيَ بدُمْلُج فِضَّةٍ نَبَهٍ، أَي أَبْيَضَ نَقيَ كَمَا كانَ ولدُ الظَّبْيَةِ كَذلِكَ.
وَقَالَ فِي مَلْعَبٍ: لأنَّ مَلْعَبَ الحيِّ قد عُدِلَ بِهِ عَن الطَّريقِ المَسْلوكِ، كَمَا أنَّ الظَّبْيَةَ قد عَدَلَتْ بولَدِها عَن طَريقِ الصَّيَّادِ.
(ونَبُِهَ) الرَّجُلُ، (مُثَلَّثَةً) ؛) ويُوجَدُ فِي بعضِ النسخِ هُنَا زِيادَة قَوْله عَن ابنِ طريفٍ أَي التَّثْلِيث ذَكَرَه ابنُ طُريفٍ فِي كتابِ الأفْعالِ، وذَكَرَه ابنُ القطَّاعِ أَيْضاً فِي تَهْذيبِ الأفْعالِ؛ واقْتَصَرَ الأكْثَرُونَ على الضمِّ وَقَالُوا: هُوَ الأفْصَحُ بدَلِيلِ إتْيانِ المَصْدَرِ على النَّباهَةِ والوَصْفِ على نَبِيهٍ وفعالة وفعيل من المقيسِ فِي فعل المَضْمُومِ، قالَهُ شيْخُنا؛ (شَرُفَ) واشْتَهَرَ (فَهُوَ نابِهٌ) ، وَهُوَ خِلافُ الخامِلِ، وَهُوَ من نَبَِهَ، كنَصَرَ وعَلِمَ.
(ونَبِيهٌ ونَبَّهٌ، محرّكةً) ونَبِهٌ أَيْضاً ككَتِفٍ.
ورجُلٌ نَبَهٌ ونَبِيهٌ: إِذا كانَ شَرِيفاً مَعْروفاً؛ قالَ طرفَةُ يمدَحُ رجُلاً:
كامِلٌ يَجْمَعُ آلاءَ الفَتَى نَبَهٌ سَيِّدُ سادَاتٍ خِضَمّ (وقَوْمٌ نَبَهٌ، أَيْضاً) أَي بالتحْرِيكِ، كالواحِدِ، عَن ابنِ الأعرابيِّ، وكأَنَّه اسمٌ للجَمْعِ.
(ونَبَّهَ باسْمِه تَنْبِيهاً: نَوَّهَ) بِهِ ورَفَعَه عَن الخُمولِ وجَعَلَهُ مَذْكوراً.
(و) رجُلٌ (مَنْبُوهُ الاسمِ) :) أَي (مَعْروفُهُ) ؛) عَن ابنِ الأعْرابيِّ.
(وأَمْرٌ نابِهٌ) :) أَي (عَظيمٌ) جَلِيلٌ.
(و) قالَ الأصْمعيُّ: سَمِعْتُ من ثِقَةٍ: (أَنْبَهَ حاجَتَه) ، أَي (نَسِيَها، فَهِيَ مُنْبِهَةٌ، كمُحْسِنَةٍ) ، هَكَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ كمُكْرَمَةٍ وَهَكَذَا هُوَ مَضْبوطٌ فِي نسخِ الصِّحاحِ.
قالَ أَبو عَمْرٍ و: وأَنْبَهْتُ حاجَةَ فلانٍ: إِذا نَسِيتُها فَهِيَ مُنْبَهَةٌ.
(والنَّباهُ، كسَحابٍ: المُشْرِفُ الرَّفِيعُ) ؛) عَن الصَّاغاني.
(ونَبْهانُ: أَبو حيَ) مِنَ العَرَبِ؛ وَهُوَ نَبْهانُ بنُ عَمْرِو بنِ الغَوْثِ بنِ طيِّىءٍ، وهُم رَهْطُ كَعْبِ بنِ الأَشْرَفِ الَّذِي حالَفَ بَني النَّــضِير، مِنْهُم زَيْد الخَيْل والأَمير حُمَيْد بنُ قُحْطَبَة. (وسَمَّوْا نابِهاً وكزُبَيْرٍ ومحدِّثٍ وأَميرٍ ومُحْسِنٍ) .
(فكَزُبَيْرٍ: نُبَيْهُ بنُ الحجَّاجِ السّهميُّ؛ ونْبَيْهُ بنُ الأسْودِ العُذْرِيُّ زَوْجُ بُثَيْنَةَ العُذْرِيَّةِ، وابْنُه سعيدُ بنُ نُبَيْهٍ جاءَتْ عَنهُ حِكايَاتٌ؛ ونُبَيْهُ أَرْبَعَةٌ مِن الصَّحابَةِ.
وكمُحَدِّثٍ: همَّامُ بنُ مُنَبِّهٍ الصَّنعانيُّ عَن أَبي هُرَيْرَةَ ومُعاوِيَةَ، وَعنهُ ابنُ أَخيهِ عقيلُ بنُ مَعْقلٍ وَمعمر، تُوفي سَنَة 132؛ ومُنَبِّهُ أَبُو وَهبٍ مِن أَهْلِ هرَاةَ صَحابيٌّ؛ وجماعَةٌ.
وكأَميرٍ: نَبِيهُ الباذرانيُّ الفَقِيهُ حَدَّثَ عَن عُمَرَ الكرْمانيِّ؛ وعليُّ بنُ النَّبِيهِ: شاعِرٌ مَشْهورٌ فِي زَمَنِ الأَشْرفِ بنِ العادِلِ؛ وأَنْشَدَ شيْخُنا ابنُ الطيِّبِ، رحِمَه اللَّهُ تَعَالَى:
وابنُ النَّبِيهِ نَبِيهوبالسَّرَاةِ شَبِيه وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
نَبَّهَهُ من الغَفْلَةِ فانْتَبَه وتَنَبَّهَ: أَيْقَظَهُ؛ وَهُوَ مجازٌ.
وتَنَبَّه على الأَمْرِ: شَعَرَ بِهِ.
ونَبَّهْتُهُ على الشيءِ: وَقَّفْتُهُ عَلَيْهِ فَتَنَبَّهَ هُوَ عَلَيْهِ.
ويقالُ: أَضْلَلْتُهُ نَبَهاً، لم يُعْلَم مَتَى ضَلَّ حَتَّى انْتَبَهُوا لَهُ؛ عَن الأصْمعيّ.
وقالَ شَمِرٌ: النَّبَهُ، بالتحرِيكِ، المَنْسِيُّ المُلْقَى الساقِطُ.
والنَّباهَةُ: ضِدُّ الخُمولِ.
ونَبْهانُ: جَبَلٌ مُشْرِفٌ على حُقّ عَبْد اللَّهِ بن عامِرِ بنِ كُرَيزٍ؛ عَن الأصْمعيّ.
ونبهانية: قَرْيةٌ ضَخْمَةٌ لبَني وَالِبَةَ مِن بَني أَسَدٍ. ونَبْهانُ: ثلاثَةٌ مِن الصَّحابَةِ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.