Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضراط

عقف

(عقف)
الشَّيْء عقفا حناه ولواه
ع ق ف: (التَّعْقِيفُ) التَّعْوِيجُ. 
ع ق ف

خرج وبيده عقافة وهي المحجن. وعقفه فانعقف، نحو عطفه فانعطف، وعود معقوف وأعقف. وأعرابيّ أعقف: جاف.
[عقف] فيه: لها شوكة "عقيفة"، أي ملوية كالصنارة. وفيه: لا أعلم رخص فيها يعني العصرة إلا للشيخ "المعقوف"، أي الذي انعقف من شدة الكبر فانحنى كالعقافة وهي الصولجان- ومر في عص.
[عقف] عقفت الشئ عقفا فانعقف، أي عطفته فانعطف. وأما قول حميد بن ثور الهلالي: كأنه عقف تولى يهرب من أكلب يعقفهن أكلب فيقال هو الثعلب. والعقاف: داء يأخذ الشاة في قوائمها حتَّى تعوجَّ. والتَعْقيفُ التعويجُ. وأعرابيٌّ أعْقَفُ، أي جاف. 

عقف


عَقَفَ(n. ac. عَقْف)
a. Bent, curved; wound, twisted, plaited.

عَقَّفَa. see I
تَعَقَّفَإِنْعَقَفَa. Pass. of I.
عَقْفa. Fox.

عُقْفَةa. Bend, curve, twist.

أَعْقَفُa. Bent, curved; crooked; contorted, distorted.
b. Churlish, rough.
c. Poor.

عُقَّاْفَةa. Hooked stick, crook.

عَقْفَآءُa. fem. of
أَعْقَفُb. Hook; cramp-iron, crampoon.
c. A certain plant.

N. P.
عَقڤفَa. Bent, bowed ( old man ).
N. P.
عَقَّفَa. Recurvate (hair).
عقف
عَقَفْتُ عَقْفاً: عَطَفْت. والعقافَةُ: خَشَبَةٌ كالمِحْجَن. والأعْقَفُ: المُنْحَني. والمُحتاجُ الفقيرُ. وجَمْعُه عُقْفَان. وكَلْبٌ أعْقَفُ. وعُقْفَانُ: اسمُ قبيلةٍ. وجِنس من النَّمْل. والعَقْفَاءُ: من النبات.
والعُقَافُ: داء يأخُذُ في قوائم الشاة فتعوَجُ، وشَاةَ عَاقِف ومَعْقُوفَةُ الرجْل. والعَقْفُ: الثعْلَب، قال حُمَيد الأرْقَطُ:
كأنه عَقفٌ مُوَلّىً يَهْرُب ... من أكْلُبٍ يَتْبَعُهُنَ أكْلُبُ
الْعين وَالْقَاف وَالْفَاء

العَقْفُ: العَطْف والتَّلْوية.

عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً، وعَقَّفَه، فانْعَقَفَ وتَعَقَّف.

والأعقف المنحني المُعوجُّ. وظبي أعْقَفَ: مَعْطوف الْقرن. والعَقْفاء من الشياه: الَّتِي التوى قرناها على أذنيها.

والعُقَّافة: خَشَبَة فِي رَأسهَا حجنة، يمد بهَا الشَّيْء كالمحجن.

والعُقَاف: دَاء يَأْخُذ الشَّاة فِي قَوَائِمهَا فتعوج، وَقد عُقِفَت.

وشَاة عاقِف: معقوفة الرجل، وَرُبمَا اعترى كل الدَّوَابّ.

والأعُقَف: الْفَقِير. قَالَ:

يَا أَيهَا الأعْقَفُ المُزجِى مَطِيَّتَهُ ... لَا نِعْمَةً تبتغي عنْدي وَلَا نَشَبَا

وَالْجمع عُقْفان.

وعُقْفان: جنس من النَّمْل. وعُقْفان: حَيّ من خُزَاعَة.

والعَقْفاءُ والعَقَف: ضرب من النبت.

والعَيْقُفان: نبت كالعرفج، لَهُ سنفة كسنفة الثُّفَّاء. عَن أبي حنيفَة.

وَقَالَ مرّة: العُقَيْفاء: نبتة وَرقهَا مثل ورق السذاب، لَهَا زهرَة حَمْرَاء، وَثَمَرَة عَقْفاء، كَأَنَّهَا شصٌّ، فِيهَا حب، وَهِي تقتل الشَّاء، وَلَا تضر الْإِبِل.
عقف
عقَفَ يَعقِف، عَقْفًا، فهو عاقف، والمفعول معقوف
• عقَف العُودَ: ثناه، لواه "شيخٌ معقوف القامة- للوعل قرنان معقوفان- عقَف شاربيه- سخَّن قضيب الحديد ثمّ عقَفه". 

انعقفَ ينعقف، انعقافًا، فهو مُنعقِف
• انعقفَ الغُصْنُ: مُطاوع عقَفَ: التوى، انثنى، اعوجَّ "شيخٌ مُنعقِفُ القامة- انعقفتِ العصا". 

تعقَّفَ يتعقَّف، تعقُّفًا، فهو مُتعقِّف
• تعقَّفَ الشَّيءُ: مُطاوع عقَّفَ: انعقف، اعوجَّ "تعقَّف الغُصْنُ لكثرة ما حمل من الثِّمار". 

عقَّفَ يعقِّف، تعقيفًا، فهو مُعقِّف، والمفعول مُعقَّف
• عقَّفه: عقَفه؛ عوّجه "عقَّف قضيبَ الحديد المحمَّى". 

أعْقَفُ [مفرد]: ج عُقْف، مؤ عَقْفاءُ، ج مؤ عَقْفاوات وعُقْف: مُلْتَوٍ، مُعْوَجٌّ، مُنْحَنٍ "عودٌ/ قرنٌ/ أنفٌ أعقفُ".
• العَقْفاءُ: حديدة لُوِي طرفُها وانحنى لتُجذب به الأشياءُ. 

عَقْف [مفرد]: مصدر عقَفَ. 

عُقّافة [مفرد]: خشبةٌ في أحد طرفيها التواءٌ وانحناءٌ، يُجذب بها الشَّيء أو يُعلّق بها "علّق لوحةً بعقَّافة- عُقّافةٌ من حديد- عُقَّافات خشبيَّة". 

معقوف [مفرد]: اسم مفعول من عقَفَ.
• قوسان معقوفان: قوسان تحصران ما زاد على النّصّ الأصليّ شكلهما هكذا: []. 

عقف

1 عَقَفَهُ, (S, O, Msb, K,) aor. ـِ (O, Msb, K,) inf. n. عَقْفٌ, (S, O, Msb, KL,) He bent it; (S, O, Msb, K, KL;) crooked it; made it hooked; or doubled it: (KL:) and ↓ عقّفهُ, (Msb,) inf. n. تَعْقِيفٌ, (S, KL,) signifies [the same, or] he bent it, or crooked it: (S, Msb, KL:) [or he did so much:] and تَعْقِيفٌ signifies also the making crook-backed. (KL.) A2: عقفت, [app. عَقَفَتْ, the part. n. being عَاقِفَ, or this may be a possessive epithet, and, if so, the verb may be عَقِفَت or عُقِفَت,] said of a sheep or goat (شَاة), and likewise, sometimes, of any beast (دَابَّة), It had the disease termed عُقَاف [q. v.]. (TA.) 2 عَقَّفَ see the preceding paragraph.5 تَعَقَّفَ see the next following paragraph.7 انعقف It became bent, (S, O, Msb, K,) or crooked; (K;) as also in either sense, ↓ تعقّف. (O, K.) عَقْفٌ The fox. (IF, S, O, K.) So in the following verse, (ascribed by IF and IB to Homeyd El-Arkat, and by J to Homeyd Ibn-Thowr, but said by Sgh to be of neither of the Homeyds, TA,) كَأَنَّهُ عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ مِنْ أَكْلُبٍ يَتْبَعُهُنَّ أَكْلُبُ [As though he were a fox that had turned away fleeing from dogs which (other) dogs were following]. (S, O, TA.) عُقَافٌ A disease that attacks the sheep or goat, (S, O, K,) and sometimes any beast, (O,) in its legs, so that they become bent, or crooked, in consequence of it. (S, O, K.) عَقُوفٌ A cow's udder of which the stream of milk comes forth contrarily, on the occasion of milking. (AHát, O, K.) شَوْكَةٌ عَقِيفَةٌ A thorn bent like the crooked piece of iron in the head of the spindle. (TA.) عُقَّافَةٌ A piece of wood [or a stick] crooked [or hooked] at the head thereof, with which a thing is extended, (يُمَدّ, so in the O and L and copies of the K,) or drawn, or pulled, towards one, (يُحْجَنُ, so in the CK,) like the مِحْجَن [q. v.]: (O, L, K:) or it is [a part, app. the crooked, or hooked, head,] of the مِحْجَن: (Msb:) and some say that it is a صَوْلَجَان [q. v.]. (TA.) [In the present day it is applied to A hook, or a small hook.]

عَاقِفٌ, applied to a sheep or goat (شَاة, O, K), and sometimes to any beast (دَابَّة, O), Having the disease termed عُقَاف; as also الرِّجْلِ ↓ مَعْقُوفَةُ. (O, K.) أَعْقَفُ Anything (IDrd, O) bent, curved, crooked, [hooked,] contorted, or distorted. (IDrd, O, K.) And Bending. (O, K.) b2: A gazelle having the horns bent. (TA.) And [the fem.] عَقْفَآءُ A sheep or goat (شَاة) of which the horns are contorted [or bent down] upon its ears. (TA.) b3: Also (assumed tropical:) Coarse, rough, rude, or churlish; as an epithet applied to an Arab of the desert. (S, O, K.) b4: And (assumed tropical:) Poor; needy: (Lth, O, K:) pl. عُقْفَانٌ. (TA.) b5: and [the fem.] عَقْفَآءُ signifies [An iron hook;] a piece of iron of which the extremity has been contorted, and in which is a bending. (O, K.) شَعَرٌ مُعَقَّفٌ [Hair that is recurvate at the extremities; as though ending with hooks]: (M and TA voce أَحْجَنُ:) and ↓ شَعَرٌ مَعْقُوفٌ [signifies the same]. (TA in art. سدل.) [See also مُعَكَّفٌ, and مَعْكُوفٌ.]

مَعْقُوفٌ applied to an old man, Bent by reason of great age. (TA.) b2: See also عَاقِفٌ: b3: and مُعَقَّفٌ.

عقف: العَقْفُ: العَطْف والتلْوِيةُ. عَقَفَه يَعْقِفُه عَقْفاً

وعَقَّفَه وانْعَقَف وتَعَقَّف أَي عطَفَه فانْعَطَفَ. والأَعْقَفُ: المنْحَني

المُعْوَجّ. وظبْي أَعْقَفُ: معطوف القُرون. والعَقْفاء من الشياه: التي

التوى قرْناها على أُذنيها. والعُقَّافة: خَشَبة في رأْسها حُجْنة يُمَدُّ

بها الشيء كالمِحْجَن. والعَقْفاء: جديدة قد لُوِيَ طَرَفُها. وفي حديث

القيامةِ: وعليه حَسَكةٌ مُفَلْطحةٌ لها شوكة عَقِيفةٌ أَي مَلْوِيَّةٌ

كالصِّنَّارة. وفي حديث القاسم بن مُخَيْمِرة: أَنه سُئل عن العُصْرةِ

للمرأَة فقال: لا أَعلم رُخِّص فيها إلا للشيخ المَعْقُوفِ أَي الذي

انْعَقَفَ من شدَّة الكِبَر فانْحنى واعْوجّ حتى صار كالعُقّافةِ، وهي

الصَّوْلَجانُ.

والعُقاف: داء يأْخذ الشاة في قوائمها فتعوَجُّ، وقد عُقِفَتْ، فهي

مَعْقُوفة. والتعْقِيفُ: التَّعْويج. وشاة عاقِفٌ: مَعْقُوفة الرِّجل، وربما

اعْتَرى كل الدوابِّ. والأَعْقَف: الفقير المحتاج؛ قال:

يا أَيُّها الأَعْقَفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه،

لا نِعْمةً تَبْتَغي عندي ولا نَشَبا

والجمع عُقْفان. وعُقْفان: جنس من النمل. ويقال: للنمل جَدّان: فازِرٌ

وعُقْفانُ، ففازِرٌ جَدُّ السُّود، وعُقفان جد الحُمْر، وقيل: النمل ثلاثة

أَصناف: النمل والفازِرُ والعُقَيْفانُ، والعُقَيْفانُ: الطويلُ القوائم

يكون في المَقابِر والخَراباتِ؛ وأَنشد:

سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ أَو عُقَيفا

نُ، فأجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ

قال: والذَّرّ الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفازِرُ: المُدوَّر

الأَسود يكون في التمر، قال ابن بري: قال دَغْفَلٌ النسَّابة: يُنْسبُ

النملُ إلى عُقْفان والفازر، فعُقْفان جد السود، والفازِر جَدّ الشُّقْر.

وعُقْفانُ: حَيٌّ من خُزاعةَ. والعَقْفاء والعَقَفُ: ضرب من النبْت. حكى

الأَزهري عن الليث: والعَقْفاء ضرب من البقول معروف، قال: والذي أَعرفه في

البقول القَفْعاء، ولا أَعرف العَقْفاء. والعَيْقُفانُ: نبت كالعَرْفَجِ

له سَنِفةٌ كسَنِفةِ الثُّفاء؛ عن أَبي حنيفة. وقال مرة: العُقَيْفاء

نبْتة ورقها مثل ورق السَّذاب لها زهْرة حمراء وثمرة عَقْفاء كأَنها شِصٌّ

فيها حَبٌّ، وهي تقتل الشاء ولا تضر الإبل؛ قال الجوهري: وأَما قول حميد بن

ثَوْر الهِلالي:

كأَنه عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ،

من أَكْلُب يَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ

فيقال: هو الثعلب؛ قال ابن بري: وهذا الرجز لحُميد الأَرقط لا لحميد بن

ثَوْر. وأَعرابي أَعْقَفُ أي جافٍ.

عقف
العَقْفُ: العَطْفُ، يقال: عَقَفْتُه أعْقِفُهُ عَقْفاً: أي عَطَفْتُه.
وقال ابن فارس: يقال إن العَقْفَ الثعلب، وأنشد للأرقط:
كأنه عَقْفٌ تولى يهرب ... من أكْلُبٍ يتبعهن أكْلُبُ
وليس الرجز لأحد الحميدين.
وقال الليث: يقال للفقير المحتاج: أعْقَفُ، قال يزيد بن معاوية:
يا أيها الأعْقَفُ المزجي مطيته ... لا نعمة يبتغي عندي ولا نَشَبا
وأعرابي أعْقَفُ: أي جافٍ.
وقال ابن دريد: كل أعوج أعْقَفُ، قال العبدي:
إذا أخذت في يميني ذا القفا ... وفي شمالي ذا نِصَابٍ أعْقَفا
وجدتني للدارِعِيْنَ مِنْقَفا
قال: قوله " ذا القَفا " يعني سيفاً شبه الصغدي، وقوله " ذا نِصَابٍ " يعني منجلاً.
والأعْقَفُ: المنحني، وكلب أعْقَفُ.
قال: والعَقْفَاءُ: من النبات. قال الأزهري: الذي أعْرِفُهُ في البقول: الفَقْعَاءُ؛ ولا أعرف العَقْفَاءَ. وقال الدينوري: أخبرني بعض أعراب اليمامة قال: العُقَيْفاءُ: نبت ورقها مثل ورق السَّذَابِ ولها زهرة حمراء وثمرة عَقْفَاءُ كأنها شِصٌّ فيها حَبٌّ وهي تقتل الشاء ولا تضر بالإبل.
وقال غيره: العَقْفَاءُ حديدة قد لوي طَرَفُها وفيها انحناء.
والعُقّافَةُ - بالتشديد -: خشبة في رأسها حُجْنَةٌ يمد بها الشيء كالمحجن.
والعُقَافُ - بالخفيف -: داءٌ يأخذ الشاء في قوائمها حتى تعوج، ويقال: شاةٌ عاقِفٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةٌ، ويقال: مَعْقُوْفَةُ الرجل. وربما اعترى ذلك كل الدواب.
وقال الليث: عُقْفَانُ: حي من خُزاعة. وقال أبو ضمضم النسابة البكري: للنمل جدان: فارز وعُقْفَانُ، فَفَارزٌ: جد السود، وعُقْفَانُ: جد الحمر. وقال إبراهيم الحربي - رحمه الله -: النمل ثلاثة أصناف: الذر والفارز والعُقَيْفانُ، فالعُقَيْفانُ: الطويل القوائم يكون في المقابر والخرابات، وأنشد:
سُلَّطَ الذر فارز وعُقَيْفا ... ن فأجْلاهُمُ شَطُوْنِ
قال: والذر: الذي يكون في البيوت يؤذي الناس، والفارز: المدور الأسود يكون في التمر.
وعُقْفَانُ: موضع بالحجاز.
وقال أبو حاتم: ومن ضروع البقر العَقُوْفُ: وهو الذي يخالف شُخْبُهُ عند الحلب.
وانْعَقَفَ: انعَطَفَ.
وتَعَقَّفَ: تَعَوَّجَ.
والتركيب يدل على عَطْفِ شيء وحنيه.
عقف
العَقْفُ: الثَّعْلَبُ نَقَله الجَوْهرِيُّ وابنُ فارِسٍ، وأَنشدَ الأَوَّلُ لحُميْدِ بنِ ثَوْر: كأَنَّه عَقْفٌ تَوَلَّى يَهْرُبُ من أَكْلُبٍ يَعْقُفُهُنَّ أَكْلُبُ وقالَ ابنُ بَرِّيّ: هَذَا الرَّجَزُ لحُمًيْدٍ الأَرْقَِ، ومثلُه لِابْنِ فارِسٍ، قَالَ الصّاغانِيُّ: وليسَ الرَّجَزُ لأَحَدِ الحُمَيْدَيْنِ. وعَقَفَه، كضَرَبَه يَعْقِفه عَقْفاً: عَطَفَه نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقالَ اللَّيْثُ: الأَعْقَفُ: الفَقِيرُ المُحْتاجُ وأَنْشَد ليَزِيدَ بنِ مُعاوِيَةَ:
(يَا أَيُها الأَعْقَفُ المُزْجِي مَطِيَّتَه ... لنِعْمَةً تَبْتَغِي عِنْدِي وَلَا نَشَبَا)
والجمعُ: عُقْفانٌ. والأَعْقَفُ من الأَعْرابِ: الجافِي نَقَلَه الجَوْهَريِّ. والأَعْوَجُ: أَعْقَفُ، عَن ابنِ دُرَيْدٍ، وأَنشَدَ للعَبْدِيِّ: إِذا أَخَذْتُ فِي يَمِينِي ذَا القَفَا وَفِي شِمالِي ذَا نِصابٍ أَعْقَفَا وجَدْتَنِي للدَّارِعينَ مِنْقَفَا)
والأَعْقَفُ: المُنْحَنِي المُعْوَجُّ. والعَقْفاءُ: حَدِيدَةٌ قد لُوِيَ طَرَفُها، وفِيها انْحِناءٌ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: العَقْفاءُ: نَبْتٌ قالَ الأَزْهَرِيُّ: الَّذِي أَعْرَِفُه فِي البُقُولِ: الفَقْعاءُ، وَلَا أَعْرفُ العَقْفاءَ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَخْبرنِي أَعرابيٌّ من اليَمامة، قالَ: العَقْفاءُ: وَرَقُهُ كالسَّذابِ وَله زَهْرَةٌ حَمْراءُ، وثمرةٌ عَقْفاءُ، كأَنّها شِصٌّ فِيهَا حَبٌّ يَقْتُل الشَاءَ، وَلَا يَضرُّ بالإِبِلِ، ويُقال: هِيَ العُقَيْفاءُ بِالتَّصْغِيرِ.
والعُقّافَة، كرُمّانِةٍ: خَشَبةٌ فِي رأْسِها حَجْنَةٌ يُمَدُّ بهَا الشَّيْءُ، كالمِحْجَنِ ويُقال: هِيَ الصَّوْلَجانُ، وَمِنْه الحَديثُ: فانْحَنَى واعْوَجَّ، حتَّى صارَ كالعُقَّافَةِ. والعُقافُ، كغُرابٍ: داءٌ يَأْخُذُ فِي قَوائِمِ الشّاءِ تَعْوَجُّ منهُ. ويُقالُ: شاةٌ عاقِفٌ، ومَعْقُوفَةُ الرِّجْلِ وَقد عُقِفَتْ، ورُبَّما اعْتَرَى ذلِك كلَّ الدَّوابِّ. وعُقْفانُ، كعُثْمان: حَيٌّ من خُزاعَةَ نَقَلَه اللَّيْثُ. وعُقْفانُ: ع، بالحجاز. وَقَالَ أَبو ضَمْضَمٍ النِّسَابَةُ البَكْرِي: للنَّمْلِ جَدّانِ: عُقْفانُ وفازِرٌ، فعُقْفانُ: جَدُّ الحُمْرِ من النَّمْلِ، وفازِرٌ: جَدُّ السُّودِ كَذَا فِي العُبابِ، وَنقل ابنُ بَرِّيّ عنَ دغْفَلٍ النَّسّابَةِ أَنَّه قَالَ: يُنْسَبُ النّمْلُ إِلى عُقْفانَ والفازِرِ، فعُقْفانُ: جَدُّ السُّودِ، والفازِرُ: جَدُّ الشُّقْرِ، فتَأَمَّلْ ذَلِك، وقالَ إِبراهيمُ الحَرْبِيُّ: النملُ ثلاثةُ أَصنافٍ: الذَّرُّ، والفازِرُ، والعُقَيْفانُ. فالعُقَيْفانُ: النَّمْلُ الطَّوِيلُ القَوائِمِ يَكُونُ فِي المَقابِر والخَرِباتِ، قلَ: والذَّرُّ: الَّذِي يكُون فِي البُيُوتِ يُؤْذِي النّاسَ، والفازِرُ: المُدَوَّرُ الأَسْودُ، يكونُ فِي التَّمْرِ، وأَنْشَدَ:
(سُلِّطَ الذَّرُّ فازِرٌ وعُقَيْفا ... نُ فأَجْلاهُمُ لدارٍ شَطُونِ)
وَقَالَ أَبو حاتِمٍ: العَقُوفُ، كصَبُورٍ، من ضُرُوعِ البَقَرِ: مَا يُخالِفُ شَخْبُه عِنْدَ الحَلْبِ. وانْقَعَفَ: انْعَوَجَ وانْعَطَفَ، كَمَا فِي الصِّحاحِ، وَهُوَ مُطاوِعُ عَقَفَه عَقْفاً، كتَعَقَّفَ: إِذا تَعَوَّجَ.
وَمِمَّا يُسْتدرَكُ عليهِ: ظَبْيٌ أَعْقَفُ: مَعْطُوفُ القُرُونِ. والعَقْفاءُ من الشِّياهِ: الَّتِي الْتَوى قَرْناهَا على أُذُنَيْها. وشَوْكَةٌ عَقِيفَةٌ: أَي مَلْوِيَّةٌ كالصِّنّارَةِ. وشَيْخٌ مَعْقُوفٌ: انْحَنَى من شِدَّةِ الكِبَرِ. والتَّعْقِيفُ: التَّعْوِيجُ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ. والعَيْقُفانُ، على فَيْعُلان: نَبْتٌ كالعَرْفَجِ، لَهُ سَنْفَةٌ كسَنِفَة الثُّفَاءِ، عَن أَبي حَنِيفَةَ.
وعُقْفانُ بنُ قَيْسِ بنِ عاصِمِ: شاعِرٌ.
باب العين والقاف والفاء (ع ق ف، ع ف ق، ق ع ف، ق ف ع، ف ق ع)

عقف: عَقَفْتُ الشَّيْءَ أعقِفُه عَقْفاً: أي عَطَفْتُه. والعُقّافةُ: خَشَبَةٌ في رأسِها حُجْنَةٌ يُمَدُّ بها الشيء كالمِحْجَن. وهو أعقَفُ وعَقْفاءُ: إذا كان فيه انحِناءٌ. والأعْقَفُ: الفَقيرُ المُحتاجُ، ويجمع على عُقْفان، قال يزيد بن معاوية

يا أيُّها الأعْقَفُ المُزْجي مَطِيَّتَه ... لا نِعْمةً تبْتَغي عندي ولا نَشَبا

والعَقْفاءُ من النَّبات. والعُقافُ: داء يأخذ في قوائم الشّاة حتى تَعْوَجَّ شاةٌ عاقِفٌ ومَعْقُوفةٌ أيضاً. ورُبَّما اعْتَرى كل الدَّوابِّ. قال أبو سعيد: هو القُفاعُ لأنه يَقْفَعُها. والعَقْف: العَطْفُ

عفق: عَفَقَ يَعْفِقُ عَفْقاً: إذا مَضَى راكِباً رأسَه، ومن الإبل. تقولُ: ما يزالُ يَعْفِقُ عَفْقاً ثم يَرجعُ: أي يغيب غَيٍْبةً. والإبِل تَعْفِقُ عَفْقاً وعُفوقاً: إذا أُرسِلَتْ في مَراعيها فَمّرتْ على وجهها. وربما عَفَقَتْ عن المَرْعَى إلى الماء تَرْجِعُ إليه بين كُلِّ يَومَيْن. وكلُّ وارِدٍ صادرٍ: عافِقٌ. وهو شِبْهُ الخُنُوسِ إلا أنه يرجع، قال الراجز:

تَرعَى الغَضَا من جانِبَي مُشَفَّقِ ... غِبّاً ومن يَرْعَ الحُمُوضَ يَعْفِقِ

أي من يرع المحض تَعطش ماشيته سريعاً فلا يجد بُدّاً من العَفْق (لأن المحض يُعطِش فيَبْعَث على شرب الماء . وقال رؤبة:

صاحِبُ عاداتٍ من الوِرْدِ العَفَقْ ... يَرْمي ذِراعَيه بِجَثْجاثِ السُوَقْ

عفِاق: اسمُ رجلٍ، قال:

إنّ عِفاقاً أكَلتَه باهِلَهْ ... تَمَشَّشُوا عظامَه وكاهِلَهْ

قعف: القَعْفُ: شدَّة الوَطء واجتراف الترُّاب بالقَوائمِ، قال:

يَقْعَفْنَ باعاً كفراشِ الغِضْرِمِ ... مَظْلومةً، وضاحياً لم يُظلَمِ

قال زائدة: هو القَعْث. والقاعِفُ: المطر الشَّديد يَقْعَفُ بالحجاره أي يجرُفُها من وجه الأرض.

قفع: القَفْعُ: ضربٌ من الخَشَب يَمْشي الرجال تحته إلى الحُصُونِ في الحَرْب. والقَفْعاء: حَشيشةٌ خَوّارة خَشْناءُ الوَرَق من نبات الرَّبيعِ لها نَوْرٌ أحمَرُ مثل الشَّرارِ، صِغارُ وَرَقُها مُسْتَعلياتٌ من فوق وثَمَرَتُها مُتَقَفِّعَة من تحتٍ، قال:

بالسّيّ ما تنبتْ القَفْعاءُ والحَسَكُ

وأُذُن قَفْعاءُ: كأنما أصابَتْها نارٌ فتزَّوت من أعلاها إلى أسفلها. ورِجْلٌ قفعاء: أي ارتدت أصابعها أي القَدَم. تقول: قَفِعَتْ قَفَعاً. وربما قَفَّعَها البَرْدُ فَتقَفَّعَتْ. ونظر أعرابي إلى قُنْفَذِةٍ قد تَقَبَّضتْ فقال: أترَى البَرْدَ قَفَّعها أي قَبَّضَها. والفُقاعيُّ: الرجل الأحمر الذي يَتَقَسرُ أنْفُه من شدِّة حُمْرته. والمِقْفَعة: خَشَبةٌ تُضْرَبُ بها الأصابع. والقُفّاعُ: نباتٌ مُتَقَفّعٌ كأنه قُرونٌ صلابةً إذا يَبِسَ، يقال له كَفُّ الكلب. والقَفْعَة: هنةٌ تتخذ من خُوصٍ مُستديرةٌ يُجْنىَ فيها الرُّطَبُ.

وذُكِرَ الجَرادُ عند عمر فقال: لَيْتَ عندنا قَفْعةً أو قفْعَتَين.

وتُسَمَّى هذه الدُّواراتُ التي يُجْعَلُ فيها الدهانون السِمسِمَ المَطحُون قَفَعاتٍ. وهي هَناتٌ يُوضَع بعضُها على بعضٍ حتى يَسيلُ منها الدُّهْنُ. وشهد عند بعض القُضاةِ قومٌ عليهم خفِافٌ لها قُفْعٌ أي هنات مُسَتديرةٌ تَتَذَبْذَبُ.

فقع: الفَقْعُ ضَرْبُ من الكَمْأةِ، واحدتها فَقْعةٌ، قال النابغة:

حدّثوني الشقيقة ما يمنع ... فَقْعاً بقَرْقَرٍ أن يَزُولا

يهجو النُّعمانَ، شبَّههُ بالفَقْعِ لِذِلتَّهِا وأنها لا أصل لها. والفَقْعُ يخرج في أصل الأجْرَدِ. وهي هَناتٌ صِغارٌ، ورُبَّما خَرجَ في النفض الواحد منه الكثَيرُ، والظَّباءُ تَأكُلُه. وهي أردأ الكَمْأة طَعْماً وأسرَعُها فساداً، فإذا يَبِسَ آض له جوف أحمر إذا مُسَّ تَفَتَّتَ. ويقالُ: إنَّك لأَذَلُّ من فَقْعٍ في قِاعٍ. والفُقّاعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الشعير سُمِّيَ به للزَّبَد الذي يَعُلوه. والفَقاقيعُ: هناتٌ كالقَوارير تَتَفَقَّعُ فَوْقَ الماء والشَّرابِ، الواحدة فُقّاعةٌ قال عَديُّ بن زيد يصف الخمر:  وطفا فوقها فقاقيع كالياقوت ... حُمْرٌ يثيرها التَّصْفيقُ

أي التمزيج. والتَفقيعُ: أخْذُكَ وَرَقَةً من الوَرْدِ ثم تُديرُها بإصبِعكَ ثم تَغمزها فَتْسمَع لها صَوتاً إذا انشَقّتْ. والتفقيعُ: صوت الأصابع. والفَقْعُ: الــضُّراطُ. وإنه لَيُفَقّعُ بمِفْقاعٍ: وهو المقِلاعُ إذا رَمَيْتَ به سمعت له فقعا أي صوتاً. وأصفَرُ فاقِعٌ: وهو أنصَعُه وأخلَصه. وقد فَقَع يَفْقَعُ فُقُوعاً. وأفْقَع، الرَّجُلُ فهو مُفقِعُ: أي فَقيرٌ مَجْهُودٌ، أصابَتْه فاقِعةٌ من فَواقِع الدهر فاقِعةٌ من فَواقِع الدَّهْر أي بائقةٌ من البَوائِق يعني الشدة. فَقير مُفْقِع مُدْقِع، فالمفقع: أسوأ ما يكوُنُ من حالاتٍ. والمُدْقِعُ: الذي يَبْحث في الدَّقْعاءِ من الفَقْرِ. 

طرطب

[طرطب] طَرْطَبَ الحالبُ بالمِعْزَى، إذا دعاها. قال أبو زيد: الطرطبة بالشفتين. والطُرْطُبُّ بالضم وتشديد الباء: الثدى الطويل، والمرأة طرطبة. وقال: ليست بقتاتة سبهللة * ولا بطرطبة لها هلب قال أبو زيد في نوادره: يقال للرجل يهزأ منه: دهدرين وطرطبين.
طرطب: الطُّرْطَبُّ، مُثَقَّلَةُ الباء: الثَّدْيُ الضَّخْمُ المُسْترخي، وبعضٌ يقول: طُرطَبّة للواحدةِ فيمن يؤنث الثدي. 

والطَّرْطَبةُ: صوت الحالب بالمَعز ليُسَكِّنَها. والطَّرْطَبةُ [تكون] بالشَّفتين، يقال: طَرْطَبَ بها. وقيل: فلانٌ يُطَرْطِبُ، أي: يُكْثِرُ الــضُّراطَ، قال المغيرة بن حبناء:

فإنّ استَك الكَوْماءَ عَيبٌ وعَوْرةٌ ... يُطَرْطب فيها ضاغطان وناكث 
(طرطب) - في صِفَةِ امرأةٍ: "أرادها الأَشْتَر طُرْطُبًّا"
قال اليَزيدِىُّ: هي العَظِيمَة الثَّديَيْن. والطُّرْطُبّان: الثَّدْيان الواحد: طُرْطُبٌّ. وقيل: هو الثَّدى المُسْتَرخِى. وقيل: هي الطَّوِيلةُ الثَّديَيْن الغَزِيرةُ. والطُّرطُبُّ: الذَّكر، وظَبْى العَنْز.
- في حديث الحَسَن قال: "دخلْتُ على أحَيْول يُطَرْطبُ شُعَيْراتٍ له"
يعنى الحَجَّاج. يقال: طَرْطَب بالغَنَم وأَطرَب بها: أشْلَاها، من الطَّرَب وهو الخِفَّة.
: أي يستَخِفُّ شارِبَه ويُحَرِّكُه. وقيل: يَنْفُخ بشَفَتَيْه في شارِبَيْه غَيظاً وكِبْراً كالمُطَرْطِبِ إذا دَعَا الغَنَم يُصَفِّر لها. 
[ط ر ط ب] طَرْطَبَ بالغَنَمِ: أَشْلاها. وقِيلَ: الطَّرْطَبَةُ بالشَّفَتَيْنِ. والطَّرْطَبَةُ: صَوْتُ الحالِبِ للمَغِزِ، يُسكِّنُها بشَفَتَيْه، وقد طَرْطَبَ بها. والطَّرْطَبةُ: اضْطِرابُ الماءِ في الجَوْفِ، أو القِرْبَةِ. والطُّرْطُبَّةُ: الطَّوِيلَةُ الثَّدْبَيْنِ. والطُّرْطُب: الثَّدْىُ الضَّخْمُ المَسْتَرْخِي، وبَعْضٌ يَقُولُ للواحِدِ: طُرْطُبَّي، فيِمَنْ يُؤَثِّثُ الثَّدْىَ. والطُّرْطُبَّةُ: الضَّرْعُ الطَّوِيلُ، يَمانِيَّةٌ، عن كُراع. والطُّرْطُبَانِيَّةُ من المعزِ: الطَّوِيلَةُ شَطْرَى الضَّرْعِ. [ط ر ب ل] والطِّرْبالُ: عَلَمٌ يُبْنَى، وقِيلًَ: هو كُلُّ بِناءٍ عالٍ، وقِيلَ: هي كُلُّ قَطْعَةٍ من جَبَلٍ أو حائِطٍ مُسْتَطِيلَةِ في السماءِ. ورَجُلٌ مُطَرْبِلٌ: يَسْحَبُ ذُيُولَه. [ب ر ط ل] والبِرْطِيلُ: حَجَرٌ أو حَدِيدٌ طَوِيلٌ صُلْبٌ خِلْقَةً، ليس مِمّا يُطَوِّلَه النّاسُ ولا يُحدِّدُوَنَه، تَنْقَرُ به الرَّحَا، وقد يُشَبَّه به خَطْمُ النَّجِيبِةَ، قَالَ السِّيرافِيُّ: هو حَجَرٌ قَدْرُ ذِراعٍ. والبَرْطَلَّةُ: المِظَلَّةًُ الصَّيْفِيةَّ، نَبَطِيَّةٌ، وقد اسْتُعْمِلَتْ في لَفْظِ العَرَبِيَّةِ. [م ر ط ل] ومَرْطَلَه في الطِّينِ: لطَخَه. ومَرْطَلَ عِرْضَه كذلك، قَالَ:

(مَمْغُوثَةَ أَعْراضُهم مُمَرْطَلَه ... ) (كما ثُلاُثُ بالهِناءِ الثَّمَلَهْ ... )

ومَرْطَلَه المَطَرُ: بَلَّه. ومَرْطَلَ العَمَلَ: أَدَامَه. [ط ن ب ر] والطُّنْبُورُ والطِّنْبارُ: مَعْروفٌ، فارسِيٌّ مَعْرَّبٌ، أَصْلُه ذَنَبْ بَرَهُ، أي: يُشْبِهُ أَلْيَةَ الحَمَلِ. [م ط ر ن] والماطِرُونَ والماطَرونَ: مَوْضِعٌ، قال الأَخْطَلُ:

(ولَها بالماطِرُونَ إذا ... أَكلَ النَّمْلُ الَّذِي جَمَعا)

قالَ ابنُ جِنِّي: لَيْسَتِ النُّونُ فيها بزائِدَةَ، لأَنَّها تُعْرَبُ. [ف ر ط م] والفُرطُومَةُ: مِنْقارُ الخُفِّ إذا كان طويلاً مُحدَّدَ الرأْسِ، وخُفٌّ مُفَرْطَمٌ. [ب ر ب ط] والبَرْبَطُ: العُودُ، أَعْجِمِيٌّ، وليسَ هذا من مَلاهِي العَرَبِ، فَأَعْرَبَتْه حين سَمِعَتْ به. [ب ر ط م] والبِرْطامُ، والبُراطِمُ: الرَّجُلُ الضَّخْمُ الشَّفَةِ. وشَفةٌ بِرْطامٌ: ضَخْمَةُ، والاسْمُ البَرْطَمَةُ. والبَرْطَمَةُ: عُبوسٌ في انْتِفاخِ، قَالَ

(مُبِرْطِمٌ بَرْطَمَةَ الغَضْبانِ ... )

طرطب


طَرْطَبَ
a. Called, whistled to ( the goats ).

طِرْطِب
طُرْطُب
54a. Long, flabby (udder).
طُرْطُبّ
a. see 54
طَرْطَبِيْس
a. Abundance of water, much water.
b. Old woman.
[طرطب] في ح الحسن وقد خرج من عند الحجاج: دخلت على أحيول "يطرطب" شعيرات له، يريد ينفخ بشفتيه في شاربه غيظًا أو كبرا، والطرطبة الصفير بالشفتين للضأن وفي صفة امرأة: ضمعجا "طرطبا"، أي عظيمة الثديين.

طرطب

Q. 1 طَرْطَبَ بِالمِعْزَى, inf. n. طَرْطَبَةٌ, He (the milker) called the goats, [app. by making a sound with the lips; for,] accord. to Az, طَرْطَبَةٌ is with the lips: (S:) he called the goats: (IKtt, TA:) and طَرْطَبَ بِالنَّعْجَةِ he called the ewe: (Az, TA:) [and Freytag says, on the authority of the “ Kitáb el-Addád,” that طَرْطَبَ signifies also he drove away sheep from himself:] the inf. n. signifies the milker's making a sound to the goats with his lips, (ISd, K, TA,) to quiet them, or appease them: (ISd, TA:) and the calling sheep or goats to be milked, (K, TA,) as some say, with the lips: (TA:) also the calling of asses: (Az, TA:) and, accord. to some, the whistling with the lips to sheep. (TA.) b2: يُطَرْطِبُ شُعَيْرَاتٍ

لَهُ, occurring in a trad., means Putting in motion his mustache [lit. some small hairs that he had] in his speech: or, as some say, blowing with his lips into his mustache by reason of rage and pride. (O.) b3: And طَرْطَبَةٌ signifies also The agitation, or commotion, of water in the belly (IKtt, K, TA) and in a skin. (IKtt, TA.) b4: And The act of fleeing. (IKtt, TA.) طُرْطُبٌ: see طُرْطُبٌّ, in two places.

طُرْطُبَةٌ: see طُرْطُبٌّ: b2: and طُرْطُبَّةٌ.

طُرْطُبٌّ A long breast: (S:) or, as also ↓ طُرْطُبٌ, and, accord. to him who makes ثَدْىٌ [the “ breast ”] fem., ↓ طُرْطُبَّى, a large, flabby breast: (K:) or a large, flabby, long breast: (TA:) and the first word, a long udder; (Ham p. 809;) [and] so ↓ طُرْطُبَةٌ, written without tenween, in the dial. of El-Yemen; on the authority of Kr. (TA.) One says, أَخْزَى اللّٰهُ طُرْطُبَّيْهَا May God expose to shame her long breasts. (A, TA.) b2: Also, and ↓ طُرْطُبٌ, (assumed tropical:) The penis: (K:) [not found by SM in any work except the K; but the former word is mentioned in this sense in the O:] app. so called as being likened to a long and flabby breast. (TA.) b3: دُهْدُرَّيْنِ وَطُرْطُبَّيْنِ [or each of these two words by itself] is said to, or in reference to, a man whom one derides. (Az, S, O, K. [See art, دهدر.]) طُرْطُبَّةٌ A woman having long breasts: (S, TA:) or having large breasts: or having flabby breasts. (TA.) And, or accord. to the TA and some copies of the K ↓ طُرْطُبَةٌ, (said in the TA to be without teshdeed,) as also ↓ طُرْطُبَانِيَّةٌ, Having a long udder: (K:) or a she-goat having long teats. (TA.) طُرْطُبَّى: see طُرْطُبٌّ.

طُرْطُبَانِيَّةٌ: see طُرْطُبَّةٌ.

This art. is included in some of the lexicons in art. طرب.

طرطب: طَرْطَبَ بالغَنم: أَشْلاها؛ وقيل: الطَّرْطَبةُ بالشَّفَتَين؛

قال ابن حَبْناءَ:

فإِنَّ اسْتَكَ الكَوماءَ عَيْبٌ وعَورَةٌ، * يُطَرْطِبُ فيها ضاغِطانِ وناكِثُ

وفي حديث الحسن، وقد خرج من عند الحجاج، فقال: دخلتُ على أُحَيْوِلٍ يُطَرْطِبُ شُعَيْراتٍ له. يريد: يَنْفُخُ بشفتيه في شاربه غيظاً وكِـبراً.والطَّرْطَبَةُ: الصَّفير بالشَّفَتَين للضأْن.

أَبو زيد: طَرْطَبَ بالنعجة طَرْطَبَـةً إِذا دعاها. وطَرْطَبَ الحالِبُ

بالـمِعْزى إِذا دعاها.

ابن سيده: الطَّرْطَبةُ صوتُ الحالب للمعز يُسَكِّنها بشفتيه. وقد

طَرْطَبَ بها طَرْطَبَـةً إِذا دعاها. والطَّرْطَبَـةُ: اضطِرابُ الماءِ في

الجوف

أَو القربة. والطُّرْطُبُّ؛ بالضم وتشديد الباءِ(1)

(1 قوله «بالضم وتشديد الباء» زاد في القاموس تخفيفها.): الثَّدْيُ الضَّخْمُ الـمُسْترخي الطويل؛ يقال: أَخْزَى اللّه طُرْطُبَّيْها. ومنهم من يقول: طُرْطُبَّة، للواحدة، فيمن يؤنث الثَّدي. وفي حديث الأَشْتَر في صفة امرأَة: أَرادها ضَمْعَجاً طُرْطُباً. الطُّرْطُبُ: العظيمة الثديين. والبعض يقول للواحدة:

طُرْطُبَـى، فيمن يؤنث الثدي. والطُّرْطُبَّةُ: الطويلة الثَّدْيَين؛ قال

الشاعر:

لَيْسَتْ بقَتَّاتةٍ سَبَهْلَلَةٍ، * ولا بطُرطُبَّةٍ لها هُلْبُ

وامرأَة طُرطُبَّةٌ: مسترخية الثديين؛ وأَنشد:

أُفٍّ لتلك الدِّلْقِمِ الـهِرْدَبَّه، * العَنْقَفيرِ الجَلْبَحِ الطُّرطُبَّه

والطُّرطُبَةُ: الضرْعُ الطويل، يمانية عن كراع. والطُّرطُبانيَّة من

الـمَعَز: الطويلةُ شطرَيِ الضَّرع. الأَزهري في ترجمة «قرطب» قال الشاعر:

إِذا رآني قد أَتَيْتُ قَرطَبَا، * وجالَ في جحاشه وطَرطَبا

قال: الطَّرطَبةُ دُعاءُ الـحُمُر. أَبو زيد في نوادره: يقال للرجل يُهْزأُ منه: دُهْدُرَّين وطُرطُبَّين. رأَيت في حاشيةِ نسخة من الصحاح يُوثَقُ بها: قال عثمان بن عبدالرحمن: طرطب، غير ذي ترجمة في الأُصول، والذي ينبغي إفرادها في ترجمة، إِذ هي ليست من فصل «طرب» وهو من كتب اللغة في الرباعي.

طرطب
: (الطَّرطَبَةُ: صَوْتُ الحَالِبِ للمَعِزِ) يُسَكِّنُهَا (بِشَفَتَيْه) قَالَه ابْنُ سِيَده. وَقيل: دُعَاؤُهَا بِشَفَتَيْه. وَقد طَرْطَبَ بِهَا طَرْطَبَةً إِذَا دَعَا، قَالَه ابْنُ القَطَّاع. (و) الطَّرْطَبَةُ: (اضْطِرَاب المَاءِ فِي الجَوْف) والقِرْبَةِ كَذَا فِي تَهْذِيبِ ابْنِ القَطَّاع. (و) الطَّرْطَبَةُ) (إِشْلَاءُ الغَنَم) وَقيل: الطَّرْطَبَةُ بِالشَّفَتَيْن. وَعَن أَبي زيد: طَرْطَبَ بالنَّعْجَة طَرْطَبَةً: دَعَاهَا. وطَرْطَب الحَالِبُ بالمِعْزَى إِذَا دَعَاها.
وَقَالَ الأَزهريّ فِي تَرْجَمَة (قَرْطَبَ) . قَالَ الشاعِر:
إِذَا رَآنِي قد أَتيتُ قَرْطَبَا
وجَالَ فِي جِحَاشِه وطَرْطَبَا
قَالَ: الطَّرْطَبَةُ: دُعَاءُ الحُمُر. وقَالَ غَيره: الطَّرْطَبَةُ: الصَّفِيرُ بالشَّفَتَيْن للضَّأْنِ. وَفِي حَدِيثِ الحَسَن وقَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الحَجَّاجِ فَقَالَ: (دَخَلْتُ على أُحَيْوِلَ يُطَرْطِبُ شُعَيْرَاتٍ لَهُ) يُرِيد يَنْفُخُ بِشَفَتْيِه فِي شَارِبِه غَيْظاً وكِبْرا.
(والطُّرْطُبُ كقُنْفُذٍ. و) الطُّرْطُبُّ ك (أُسْقُفَ: الثَّدْيُ الضَّخْمُ المُسْتَرْخِي) الطَّوِيلُ. يُقَال: أَخْزَى اللهُ طُرْطُبَّيها. فوي حَدِيث لأَشْتَر فِي صِفَةِ امرأَة أَرَادَهَا: (ضَمْعَجاً طُرْطُباً) . الطُّرْطُبُ: العَظِيمَةُ الثَّدْيَيْن. (ويُقَالَ للوَاحِد طُرْطُبَى، فِيمَنْ يُؤَنِّثُ الثَّدْي) والطُّرْطُبَّةُ: الطَّوِيلَةُ الثَّدْيَيْنِ. قَال الشَّاعِر:
لَيْسَتْ بَقَتَّاتَة سَبَهْلَلَةٍ
وَلَا يِطُرْطُبَّةٍ لَهَا هُلبُ وامرأَةٌ طُرْطُبَّة: مُسْتَرخِيَةُ الثَّدْيَيْنِ، وأَنْشَدَ:
أخفَ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ
العَنْقَفِيرِ الجَلْبحِ الطُّرْطُبَّهْ
(و) الطُّرْطُبُّ كأُسْقُفّ: (الذَّكَرُ) نَقَلَهُ الصَّاغَانيّ.
(والطُّرْطُبَانِيَّةُ) ضَمِّ الأَوَّلِ والثَّالِثِ مِنَ المَعِزِ: (الطَّوِيلَةُ) شَطْريِ (الضَّرْع كالطُّرْطُبَةَ) بتَخْفِيف الْبَاء كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ، وَهُوَ الضَّرْعُ الطَّوِيلُ، يَمَانِية، عَن كُرَاع.
(و) عَن أَبي زيد فِي نَوَادِرِهِ (يُقَالُ لِمَن يُهْزَأُ مِنْهُ دُهْدُرَّيْنِ وطُرْطُبَّيْنِ) بالضَّمِّ فِي الأَوَّلِ والثَّالِثِ مَعَ التَّشْدِيد فيهمَا.
ثمَّ الَّذِي يُتَنَبَّه لَهُ أَنَّ هَذِه التَّرْجَمَة فِي الأَسَاسِ فِي مَادة طرب. وَالَّذِي رأَيْتُ فِي آخِرِ هَذِه التَّرْجَمَة فِي لِسَانِ العَرَبِ مَا نَصُّه: رأَيْتُ فِي نُسْخَةٍ من الصَّحَاحِ يُوثَق بِهَا قَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَبْد الرَّحْمن: طَرْطَبَ غير ذِي ترْجَمَة فِي الأُصُول والَّذِي يَنْبَغِي إِفْرَادُهَا فِي ترْجَمَة؛ إِذْ هِيَ لَيْسَت من فَصْلِ طرب، وَهُوَ من كتب اللغَة فِي الرُّبَاعِيّ، انْتَهى.
والطَّرْطَبَةُ: الفِرَارُ، عَنِ ابْنِ القَطّاع.

عزق

عزق


عَزَقَ(n. ac. عَزْق)
a. Dug.
b. Beat, thrashed; bruised.
c.(n. ac. عَزْق), Hurried along.
عَزَّقَa. Routed, defeated.

مِعْزَق
مِعْزَقَة
20t
(pl.
مَعَاْزِقُ)
a. Mattock, hoe; spade.
[عزق] عَزَقْتُ الأرض أَعْزِقُها عَزْقاً، إذا شققتها، فهى معزوقة. قال أبو عبيد: ولا يقال ذلك لغير الارض. وتلك الاداة التى تشق بها الارض معزقة ومعزق، وهى كالقدوم وأكبر منها.
[عزق] فيه: تكاريت من فلان أرضًا "فعزقتها"، أي أخرجت الماء منها، من عزقت الأرض عزقًا إذا شققتها، والأداة التي تشق بها معزقة وهي كالقدوم والفأس. ومنه ح: "لا تعزقوا"، أي لا تقطعوا.
عزق: عَزَق: قلب الأرض بالمرّ، شق الأرض، وأحيى الأرض وعمرها (بوشر)، وقلب الأرض بالمرّ، وحفرها دون أن يتعمق فيها. (همبرت ص178).
عازقي: إناء من الفضة أو النحاس فيه حجر توضع عليه الركوة (الدلّة) وهي ابريق القهوة.
(لين عادات 1: 206).
(عزق)
الأَرْض عزقا شقها والحقل كشف تربته السطحية لتعريضها للهواء وَإِزَالَة الأعشاب الْمضرَّة (مو) وَفُلَانًا ضربا أثخنه

(عزق) خلقه عزقا عسر وساء وَبِه الشَّيْء لزق فَهُوَ عزق وَهِي عزقة
ع ز ق : عَزَقْتُ الْأَرْضَ عَزْقًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ كَرَبْتُهَا أَيْ شَقَقْتُهَا بِفَأْسٍ وَنَحْوهَا قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَلَا يُقَالُ عَزَقْتُ إلَّا فِي الْأَرْضِ وَتُسَمَّى تِلْكَ الْآلَةُ الْمِعْزَقَةَ بِكَسْرِ الْمِيمِ. 
عزق
العَزْقُ: عِلاج في عُسر. والمِعْزَقُ: المَر من حَديد، وقد عَزَق الأرض عَزْقاً، ولا يقال في غير الأرض. وهو عَزِقٌ مُتَعَزق: فيه عُسر وبُخل. والعَزْوَقُ: حَملُ الفُستق في سنة لا يعقدُ لبه، وهو دِباغٌ، وعزًوْقَتُه: تَقبضُه. وعَزِقَ به: لَزِمَه. والعَزاقَةُ: من أسماء الاسْت. وعَزَقتُ عنه الخَبَرَ: حَبستَ. وعَزَقْتًه ضَرْباً: أثْخَنْته. والعَزِيْقُ: مُطمئن من الأرض. وعَزَقَ في عَدْوِه: أسْرَع.
(عزق) - في حديث سَعِيد : "وسأَلَه رجلٌ. فقال: تَكَارَيْتُ من فلان أرضًا فعَزقْتُها".
يقول: أخرجتُ الماءَ منها. قال أبو زيد: عَزَقْت الأَرضَ أعزَقُها عَزْقًا؛ إذا شَقَقْتَها بَفأْس. والمِعْزَقة : البِيلُ أو المَرُّ وقيل: المِذراةُ. ويقال: عَزَقْت الأرضَ: كَربْتُها ، ويُسَمَّى ذلك الفِعْل الكِرَاب. - وفي الحديث : "لا تَعْزِقوا"
: أي لا تَقْطَعُوا.
(عزم) - في حديث عُمَر، رضي الله عنه: "اشتَدَّت العزَائمُ"
: أي عَزَمات الأُمَراءِ على النَّاسِ في الغَزْوِ إلى الأقطارِ البعيدة، وأَخْذَهم بِها.
(ع ز ق)

العَزْق: علاج فِي عسر.

وَرجل عَزِق، ومتعَزِّق، وعَزْوَق: فِيهِ شدَّة وبخل وعسر فِي خلقه: من ذَلِك.

وعَزَق الأَرْض يعْزِقها عَزْقا: شقها وكربها.

والمِعْزق والمِعْزقة: المَرُّ من حَدِيد وَنَحْوه، مِمَّا يحْفر بِهِ. قَالَ ذُو الرمة:

نُثِيرُ بهَا نَقْعَ الكُلابِ وأنتمُ ... تُثِيرُون قِيعانَ القُرَى بالمعازِقِ

والعَزْق، والعَزُوق، والعَزْوَق: كُله حمل الفستق دون لب، وَهُوَ دباغ. وعزوقته: تقبضه. وَقيل: العزوق: حمل شجر بشع الطّعْم.

والعَزِيق: مطمئن من الأَرْض، يَمَانِية.
عزق
عزَقَ يَعزِق، عَزْقًا، فهو عازِق، والمفعول مَعْزوق
• عزَق الحقلَ أو الأرضَ: شَقَّه، كشَف تُربتَه بالفأس ونحوها للإعداد للزِّراعة، أو لتهويتها، أو لإزالة الأعشاب المُضِرَّة "عزَق بُستانًا- حَقْلٌ معزوق- أرض معزوقة".
• عزَقه ضربًا: أوجَعه. 

عَزْق [مفرد]: مصدر عزَقَ. 

مِعْزَق [مفرد]: ج مَعازِقُ: اسم آلة من عزَقَ: نوع من المعاوِل اليدويَّة كالفأس ونحوها تُشَقّ به الأرضُ وتُقلَّبُ وتُنظَّفُ من الأعشاب المُضِرَّة "مِعْزَقٌ يدويّ- قلَّ استعمالُ المِعْزَق منذ انتشار الآلات العصريّة". 

عزق: العَزْقُ: علاج في عَسَرٍ. ورجل عَزِقٌ ومُتَعَزِّقٌ وعَزْوَقٌ:

فيه شدة وبخل وعسر في خلقه، من ذلك. والعُزُقُ: السِّيِّئُو الأَخلاقِ،

واحدهم عَزِقٌ. ويقال: هو عَزِقٌ نَزِقٌ زَعِقٌ زَنِقٌ.

وعَزَقَ الأَرضَ يَعْزِقُها عَزْقاً: شقّها وكَرَبَها، ولا يقال ذلك في

غير الأَرض. والمِعْزَقةُ والمِعْزَقُ: المَرُّ من حديدٍ ونحوه مما يحفر

به، وجمعه المَعازِقُ؛ قال ذو الرمة:

نُثِيرُ بها نَفْعَ الكُلابِ، وأَنْتُمُ

تُثِيرون قِيعانَ القُرى بالمَعازِقِ

وأَرض مَعْزوقة إِذا شققتها بفأْسٍ أَو غيره، ويقال لتلك الأَداة التي

تشق بها الأَرض مِعْزَقةٌ ومِعْزَقٌ وهي كالقَدُوم وأَكبر منها؛ قال ابن

بري: المِعْزقة ما تُعْزَقُ به الأَرضُ، فأْساً كانت أَو مِسْحاةً أَو

شِكَّة؛ قال: وهي البيلة المُعَقَّفة، وقال بعضهم: هي الفؤوس واحدتها

مِعْزَقة، قال: وهي فأْس لرأْسها طرفان؛ وأَعْزَقَ إِذا عمل بالمِعْزَقَةِ،

وهي المَرُّ الذي يكون مع الحفارين؛ وأَنشد المفضل:

يا كَفُّ ذوقي نَزَوانَ المِعْزَقَه

وفي حديث سعيد: سأَله رجل فقال تكارَيْتُ من فلان أَرضاً فَعَزَقْتُها

أَي أَخرجت الماء منها. قال ابن الأَثير: وفي الحديث لا تَعْزِقُوا أَي لا

تقطعوا. وعَسِقَ به وعَزِقَ به إِذا لصق به.

والعَزْوَقُ

والعَزُوقُ، كله: حمل الفُسْتق في السنة دون لُبٍّ لا ينعقد لُبُّه وهو

دباغ، وعَزْوَقَتُه تَقَبُّضه؛ وأَنشد:

ما تَصْنَعُ العَنْزُ بذي عَزْوَقٍ،

يُثِيبهُ العَزْوَقُ في جلدها

وذلك لأَنه يدبغ جلدها بالعَزْوَقِ. ابن الأَعرابي: العَزْوَقُ

الفستق، وقيل: الَعزُوَقُ حَمْل شجر بَشِعُ الطعم.

وعَزَّقْتُ القوم تَعْزيقاً إِذا هزمتهم وقتلتهم. والعَزِيقُ: مطمئِنُّ

من الأَرض، يمانية.

عزق

1 عَزَقَ الأَرْضَ, aor. ـِ (S, O, Msb, K,) inf. n. عَزْقٌ, (S, O, Msb,) He clave, or furrowed, the earth, or land, with the implement called مِعْزَقَةٌ (S, O, Msb, K) and مِعْزَقٌ. (S, O, K.) b2: and He dug the earth until the water came forth from it. (TA.) b3: The verb is [said to be] used only in relation to the earth, or land. (S, O, Msb, K.) [But] لَا تَعْزِقُوا occurs in a trad. as meaning Cut not ye (لَا تَقْطَعُو). (TA.) b4: العَزْقُ metonymically used as meaning The act of eating is post-classical. (TA.) 2 عَزَّقْتُ القَوْمَ, inf. n. تَعْزِيقٌ, I routed, or defeated, and slew, the people, or party. (TA.) 4 اعزق He worked with the مِعْزَقَة [q. v.]. (TA.) عَزِقٌ: see the next paragraph.

عُزُقٌ Winnowers of wheat (مُذَرُّوا حِنْطَةٍ [origi-nally مُذَرِّيُوا, in the CK مُذِرُّوا]). (O, K, TA.) [See also what here follows.]

A2: And Men evil in dispositions: (O, K, TA:) sing. [app. in the former sense as well as in this] ↓ عَزِقٌ: (TA:) or this latter signifies, (K,) or signifies also, (TA,) like ↓ مُتَعَزِّقٌ, difficult in disposition: (K, TA:) or hard, and niggardly, and difficult in disposition. (Lth, TA.) مِعْزَقٌ: see the next paragraph. b2: Accord. to IAar, The مَرّ, i. e. handle, of the [implement called] مِحْرَاث [q. v.]. (L, voce سِخِّينٌ.) مِعْزَقَةٌ The implement with which the earth, or land, is cloven, or furrowed; (S, O, Msb, K;) [a kind of hoe,] resembling the قَدُوم, or larger than this; as also ↓ مِعْزَقٌ: (S, O, K:) accord. to IDrd, the implement with which the earth, or land, is cloven, or furrowed; whether it be a فَأْس [meaning hoe], or a مِسْحَاة [i. e. spade], or a سِكَّة [i. e. ploughshare]: and he says, it is a بِيلَة [from the Pers\. بِيْلَه meaning a kind of mattock or hoe] which is curved [in its blade]: and some say that it is [particularly] a فَأْس [i. e. hoe] with two extremities to its [iron] head: (TA:) [it is applied in the present day to a kind of hoe with a broad blade:] pl. مَعَارِقُ. (O, TA.) b2: And, (K,) accord. to IAar, (O,) The forked, or pronged, implement with which wheat is winnowed. (O, K; and L and TA voce حِفْرَاةٌ.) أَرْضٌ مَعْزُوقَةٌ Land cloven, or furrowed, (S, TA,) with the مِعْزَقَة, (S,) for sowing, or cultivating. (TA.) مُتَعَزِّقٌ: see عُزُقٌ.

IF says that there is no word with ع and ز and ق that is of well-founded authority. (O.)
عزق
عَزَق الأرْضَ خاصّة هَكَذَا قيَّده أَبُو عُبَيْد، قَالَ: وَلَا يُقال ذَلِك لغيْر الأرضِ يعْزِقُها عَزْقاً: شَقّها وكرَبها. والمِعْزَق، والمِعْزَقَةُ، كمِنْبَر، ومِكْنَسَة: آلةٌ كالقَدوم، أَو أكْبَرُ مِنْهَا لعَزْقِ الأرْضِ. قَالَ ابنُ بَرّي: المِعْزَقَةُ: مَا تُعْزَقُ بِهِ الأرْضُ، فأْساً كَانَت أَو مِسحاةً أَو شِكّةً، قَالَ: وَهِي البيلة المُعَفَّقة. وَقَالَ بعضُهم: المَعازِقُ هِيَ الفؤوس، واحِدُها مِعْزَقَةٌ، وَهِي فأسٌ لرأسِها طرَفان.
وأنشَدَ المُفَضَّل: يَا كَفُّ ذوقي نَزَوانَ المِعْزَقَهْ وَقَالَ ذُو الرّمّة:
(نُثيرُ بهَا نقْعَ الكُلابِ وأنتُمُ ... تُثيرونَ قيعانَ القُرَى بالمَعازِقِ)
وأنشدَهُ ابنُ دُرَيْد وَلم يعْزُهُ. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: المِعْزَقَة: المِذْرَاةُ الَّتِي يُذْرَى بهَا الطّعامُ، وأنشدَ اللّيثُ:
(إنّي ورِثْتُ أبي سِلاحاً كامِلاً ... ووَرِثْتُ مِعْزَقَةً وجَرْدَ سِلاحِ)
والعُزُق، بضمّتين: مُذَرّو الحِنْطَة. والعُزُق أَيْضا: السَّيّئُو الأخْلاق واحِدُهم عَزِقٌ، ككَتِفٍ.
وعزِقَ بِهِ: كفَرِح: لصِق مثل عسِقَ بِهِ. وعزَقَ كنَصَر عَزْقاً: أسرَع فِي العَدْو. وعزَقَ الخَبَرَ عنّي عزْقاً: حَبَسَه عنّي. وعزَقْتُه ضرْباً: أثْخَنْتُه. وَقَالَ ابنُ دُريْد: العَزيق كأمِير: المُطْمَئنُّ من الأرضِ لغةٌ يَمَانِية. والعَزّاقَة، كجبّانة: الاستُ عَن ابنِ دُرَيْد. والعَزْوَق، كجَرْوَل وصَبور: حَمْلُ الفُستُقِ فِي السّنةِ الَّتِي لَا ينْعَقِد لُبُّه، وَهُوَ دِباغٌ، قَالَه اللّيثُ، وَأنْشد:
(مَا تصْنَعُ العَنْزُ بذِي عَزْوَقٍ ... يُثيبُها فِي جِلدِها العَزْوَقُ)
وذلِك أنّه يُدبَغ جلدُها بالعَزْوَق. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: العَزْوَقُ الفُسْتُق: أَو حمْل شجَرٍ فِيهِ بَشاعةُ الطّعْمِ، نَقله ابنُ دُريد. قَالَ: وربّما سُمّي الفُسْتُق الفارِعُ عَزْوقاً، هَكَذَا يَقُوله الخَليل. والعَزِقُ ككَتِفٍ: العسِرُ الخُلُق كالمتُعَزِّق. يُقال: رجُلٌ عَزِقٌ ومتعزِّق: فِيهِ شدّة وبُخْل وعسَرٌ فِي خُلُقه، قَالَه اللّيثُ. ويُقال: هُوَ عَزِق زَنِقٌ زَعِقٌ نَزِقٌ. وَقَالَ ابنُ فارِس: العيْن والزّاي والقافُ ليْسَ فِيهِ كَلام أصل، وَذكر العَزِق، والمتَعَزِّق، وبيْتاً أنشدَه ابنُ دُريْد، ثمَّ قَالَ: وكُلّ هَذَا فِي الضّعْفِ قَريبٌ بعضُه من بعْض. قَالَ: وأعجَبُ مِنْهُ اللّغةُ اليمانيّةُ الَّتِي يُدلِّسُها أَبُو بكر الدُرَيْدي، قَالَ: وَلَا نَقول تمَنّيا إِلَّا جَميلاً، رَضِي الله عَنْهُم أَجْمَعِينَ. وَمِمَّا يُستدرَك عَلَيْهِ: رجلٌ عَزْوَق،)
كجَرْوَل: بخيل متعسِّر. والعَزْوَقَة: التقبّض. وأرضٌ معْزوقَة: شُقّتْ للزِّراعة. وعزَقَه عزْقاً: حفَره حتّى خرج الماءُ مِنْهَا. وأعْزَقَ: عمِل بالمِعْزَقَة. وَفِي الحَديث: لَا تعْزِقوا أَي: لَا تقْطَعوا.
وعزّقتُ القومَ تعْزيقاً: إِذا هزمْتَهم وقتلْتَهم. والعَزْق: كنايةٌ عَن الْأكل، مولدة.
باب العين والقاف والزاء (ع ز ق، ق ز ع، ز ع ق، ز ق ع مستعملات)

عزق: المِعْزَقة: المِسْحَاةُ، قال ذو الرمة:

إذا رَعَشَت أيْدِيكُمُ بالمَعَازِقِ

والمِعْزَقُ: المَرُّ من الحديد ونحوه ممَّا يُحفرُ به، ويجمعُ مَعازق. والعَزْقُ عِلاجٌ في عُسْر. رَجُل عَزِق ومُتَعَزِّق وعَزوق: فيه شدَّة وبُخْل وعُسْر في خلقُهِ. والعَزْوَقُ: حَمْل الفُسْتُق في السَّنةِ التي لا يَعْقِدُ لُبُّهُ وهو دباغ وعُزوقَتُه: تَقَبُّضَه. وأنشد:

ما يصْنعُ العَنْزُ بذي عَزْوَقِ ... يُثيبهُ العَزْوَقُ في جلده

وذلك لأنه يُدْبَغُ جِلْدُهُ بالعَزْوَقِ

قزع: القَزُعُ: قِطعُ السَّحاب، الواحدةُ قَزَعَةٌ وهي رَقيقَةُ الظل مر تحت السَّحابِ الكثير. قال:

مقانِبُ بعضُها يُبْرى لبَعْض ... كأنَّ زُهاءها قَزَعُ الظِّلاَلُ

والقَزَعُ من الصُّوفِ: ما تناتف في الرَّبيع، ورَجُلٌ مُقَزَّعٌ: ليس على رَأسِه إلاَّ شعُيرات تتطاير في الريح، قال ذو الرمة:

مُقَزَّعٌ أطْلَسُ الأَطْمَارِ ليس لهُ ... إلاَّ الضِّراءَ وإلاّ صَيْدَها نَشَبُ

والمُقَزَّعُ من الخيْل: ما نُتِفَت ناصيته حتى ترق، وأنشد: نزائِع للصَّريحِ وأعْوجِيٍّ ... من الخَيلِ المُقَزَّعَةِ العِجَالِ

وسَهْمٌ مقزع خُفِّف ريشُهُ والقَزَعُ: السهم الذي خفَّ ريشُهُ. وكَبْش أَقَزَعُ، وشاةٌ قَزعاء: سَقَط بعض صوفهما. والفَرسُ يَقْزَعُ بفارسه: إذا مَرَّ يُسْرُع به.

وفي الحديث : يخرجُ رجل في آخر الزَّمانِ يسمى أمير الغصب له أصحاب مُنَحَّوْنَ مَطْرُودُون مقصون عن أبواب السلطان يأتونه من كل أوب، كأنهم قزع الخريف، يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها.

وقال في وصف السحاب:

وهاجَتِ الرّيح بَطرَّادِ القَزَعْ

ونهى عن القزِعِ وهو أخذُ بعضِ الشَّعْرِ وتْركُ بعضه

زعق: الزُّعَاقُ: ماءٌ مرٌ غليظٌ. وأزْعَقَ القَوْمُ: أي حفروا فهَجموا على ماءٍ زُعاقٍ.

قال علي بن أبي طالب:

دُونَكها مُتْرَعَةً دِهاقا ... كَأْساً زُعاقاً مُزِجَتْ زُعاقا

وبِئْرٌ زَعِقَةٌ: مِلْحَة الماءِ. وطعامٌ زُعاقٌ: مَزْعُوقٌ: أي كُثر مِلْحُهُ فأمرَّ. والزُّعْقُوقُة: فَرْخُ القَبَجِ، ويُجْمعُ الزَّعاقيق، وأنشد:

كأنّ الزَّعَاقِيقَ والحَيْقُطَانَ ... يُبَادِرْنَ في المَنْزِلِ الضَّيْوَنا

(ويقال: أَرْضٌ مَزْعُوقَةٌ ومَذْعُوقَةٌ ومَمْعُوقَةٌ ومَبْعُوقَةٌ ومَشْحُوَذةٌ ومَسْحُورَةٌ ومَسْنَّيِةٌ بمعنىً واحد أي أصابها مطرٌ وابلٌ شَديدٌ. وزَعَقَتِ الريحُ التراب: أثارته) . زقع: زَقَعَ زَقْعاً وزُقاعاً لأَشَدِّ ضُراطِ الحمار. قال زائدة : أعرفُه صَقَعَ بِضَرْطَة لها رَطْبَةٌ مُنْتَشِرَةٌ ذاتُ صَوْتٍ. والزَّقاقِيعُ: فِراخ القَبَجِ  

فضخ

فضخ: فضيخ: الزيت الذي يستخرج في بداية عصر الزيتون. (بلسييه ص351).
فضخ الفضخ كسر الشيء الأجوف نحو الرأس والبطيخ. والفضيخ شراب يتخذ من البسر المفضوخ المكسور. وانفضخت القرحة انفتحت. والانفضاخ صوت مثل صوت الضرطة.
(فضخ)
الشَّيْء الأجوف فضخا كَسره وَشقه يُقَال ضرب الرَّأْس ففضخه وَضرب البطيخة ففضخها كسرهَا وَالْعين فقأها والبسر جعل مِنْهُ فضيخا
ف ض خ : الْفَضْخُ كَسْرُ الشَّيْءِ الْأَجْوَفِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ بَابِ نَفَعَ وَفَضَخْتُ رَأْسَهُ فَانْفَضَخَ أَيْ ضَرَبْتُهُ فَخَرَجَ دِمَاغُهُ. 
ف ض خ: (الْفَضِيخُ) شَرَابٌ يُتَّخَذُ مِنَ الْبُسْرِ وَحْدَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَمَسَّهُ النَّارُ. 
[فضخ] فَضَخْتُ رأسه: شدختُهُ. وكذلك فَضَخْتُ البُسْرَ وافْتَضَخْته. والفَضيخُ: شرابٌ يُتَّخذ من البُسْرِ وحده من غير أن تمسَّه النار. وانْفَضَخَ سنام البعير: انشدخ.

فضخ


فَضَخَ(n. ac. فَضْخ)
a. Broke, cracked; smashed, shattered; ruptured.
b. Poured out.

إِنْفَضَخَa. Was broken, cracked open; broke, cracked, opened
burst; was ruptured.

إِفْتَضَخَa. see I (a)
مِفْضَخَةa. Crusher (stone).
فَضِيْخa. Date-wine.
ف ض خ

صك رأسه ففضخه. وضرب بالبطّيخة الأرض ففضخها. وانفضخت قرحته: انفتحت. وفلان يشرب الفضيخ وهو نبيذ يتّخذ من البسر المفضوخ، وافتضخ البسر: انتبذه. وتقول: لا تفتضخ لا تفتضح.
فضخ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَمن الْأَشْرِبَة أَيْضا الفضيخ وَهُوَ مَا افتضخ من البُسر من غير أَن تمسه النَّار وَفِيه يرْوى عَن ابْن عمر: لَيْسَ بالفضيخ وَلكنه الفضوخ.
(ف ض خ) : (الْفَضْخُ) كَسْرُ الشَّيْءِ الْأَجْوَفِ (وَمِنْهُ) الْفَضِيخُ لِشَرَابٍ يُتَّخَذُ مِنْ الْبُسْرِ الْمَفْضُوخِ الْمَشْدُوخِ (وَمِنْهُ) حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ لَيْسَ بِالْفَضِيخِ وَلَكِنَّهُ الْفَضُوحُ بِفَتْحِ الْفَاء وَبِالْحَاءِ الْمُهْمَلَة وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُسْكِرُ شَارِبَهُ فَيَفْضَحُهُ.
(فضخ) - في حديث عَلِيٍّ - رضي الله عنه -: "إن قَرَبْتَها فَضَخَتْ رَأْسَك بالحِجارةِ"
الفَضْخ: كَسْر الشيءِ الأَجْوفِ كالبِطِّيخ ونَحوِه. وانْفَضَخَت القَرْحَة: انْفَتَحت . وبالجيم أيضا - والانْفِضاخ: مثل صَوْتِ الــضُّراط.
- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "تَعْمِد إلى الحُلْقَانَةِ فَنَفْتَضِخُه"
: أي نَشْدَخُه باليَدِ.
[فضخ] نه: فيه: إذا رأيت "فضخ" الماء فاغتسل، أي دفقه أي المني، و"الفضيخ" شراب يتخذ من البسر المفضوخ أي المشدوخ. ك: هو بفتح فاء وخفة معجمة وإعجام خاء شراب يتخذ من البسر من غير أن يمسه نار، وقيل: يتخذ من بسر وتمر، قوله: وهو تمر- أي الفضيخ تمر مفضوخ أي مكسور. ن: هو أن يفضخ البسر ويصب عليه الماء ويترك حتى يغلي، فإن كان معه تمر فهو خليط. نه: ومنه ح: نعمد إلى الحُلقانة "فنفتضخه"، أي نشدخه باليد، وقال ابن عمر: ليس هو بفضيخ ولكن فضوخ، وهو فعول من الفضيخة، أراد أنه يسكر شاربه فيفضخه. وفيه: إن قربتها "فضخت" رأسك بالحجارة.

فضخ: الفضْخ: كسر كل شيء أَجوف نحو الرأْس والبطيخ؛ فَضَخَه يفْضَخُه

فضْخاً وافتضخه.

وفضخ رأْسه: شدخه.

وانفَضَخَ سَنامُ البعير: انشدخ.

وأَفضَخ العنقودُ: حان وصلح أَن يفتضخ ويُعْتَصر ما فيه.

وفضَخ الرُّطبَة ونحوها من الرطْب يفضَخها فضخاً: شدخها.

والفَضِيخُ: عصير العنَب، وهو أَيضاً شراب يتخذ من البُسر المفضوخ وحده

من غير أَن تمسه النار، وهو المشدوخ. وفضَخْتُ البسر وافتَضَخْته؛ قال

الراجز:

بالَ سُهَيْلٌ في الفَضيخ فَفسَد

يقول: لما طلع سهيل ذهب زمن البسر وأَرطب فكأَنه بال فيه؛ وقال بعضهم:

هو المفضوخ لا الفضيخ؛ المعنى: أَنه يُسْكِرُ شاربه فيفضخه. وسئل ابن عمر

عن الفضيخ فقال: ليس بالفضيخ ولكن هو الفضوخ، فعول من الفضيخة، أَراد

يُسْكِر شاربَه فيفضَخه، وقد تكرر ذكر الفضيخ في الحديث.

والمِفْضَخَة: حجر يفضخ به البسر ويجفف. والمفاضخ: الأَواني التي ينبذ

فيها الفضيخ. وكل شيء اتسعَ وعَرُض، فقد انفضخ. وانفَضَخَت القُرْحة

وغيرُها: انفَتَحَت وانعصرت. ودلو مِفْضَخَةٌ: واسعة؛ قال:

كأَنّ ظَهْرِي أَخذَتْهُ زُلَّخَهْ،

مِمَّا تَمطَّى بالفَرِيِّ المِفْضَخَهْ

وقد قيل في الدلو: انفضجت، بالجيم. وانفضخ العرق. ويقال: انفضخت العين،

بالخاء، إِذا انفقأَت.

أَبو زيد: فضَخْتُ عينَه وفقأْتها فَقْأً وهما واحد للعين والبطن، وكل

وعاء فيه دهن أو شراب.. وفي حديث علي، رضوان الله عليه، أَنه قال: كنت

رجلاً مَذَّاءً فسأَلت المقداد أَن يسأَل النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال:

إِذا رأَيت المذي فتوضأْ واغسل مَذاكِيرَك، وإِذا رأَيت فَضْخَ الماءِ

فاغتسل؛ يريد المنيّ. وفَضْخُ الماءِ: دَفْقُه.

وانفضخ الدلو إِذا دفق ما فيه من الماء. قال: والدلو يقال لها

المِفْضَخة. وحكي عن بعضهم أَنه قيل له ما الإِناء؟ فقال: حيث تَفْضَخ الدلوْ أَي

تدفق فتفيض في الإِناء. ويقال: بينَا الإِنسانُ ساكتٌ إِذِ انْفَضَخ؛ وهو

شدة البكاء وكثرة الدمع. والقارورة تنفضخ إِذا تكسرت فلم يبق فيها شيء.

والسقاء ينفضخ وهو ملآن فينشق ويسيل ما فيه. أَبو

حاتم: يقال للبن الذي أُكثر ماؤه حتى رق، هو أَبيض مثل السَّمار؛ ومثله

الضَّيْح والخَضار والشِّجاج والفَضِيخُ والشُّهابة مثله، بضم الشين،

وكذلك البِراح وهُو المِزْرَح والدِّلاحُ والمَذْقُ، وقيل: هو

الشُّهابُ.

فضخ

1 فَضَخَ, aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. فَضْخٌ, (Mgh, Msb,) He broke a hollow thing [or the like], (Mgh, Msb, K, TA,) such as a head, and a melon; (A, TA,) syn. كَسَرَ: (Msb. K, TA;) as also ↓ افتضخ: (K, TA:) he broke, or crushed, syn. شَدَخَ, (S, K, TA,) a person's head, (S, TA,) and a fresh ripe date, and the like; (TA,) as also ↓ افتضخ: (K, TA:) or he struck a person's head [and wounded it] so that the brains came forth: (Msb:) and [particularly] he crushed (شَدَخَ) fullgrown unripe dates [to make the beverage called فَضِيخ]; and so ↓ افتضخ: (S:) or البُسْرَ ↓ افتضخ he made, or made for himself, the beverage called نَبِيذ [or فَضِيخ] of the full-grown unripe dates. (A.) b2: And He ruptured, or broke, or rent open, an eye, (Az, K, TA,) and a belly, and any receptacle containing oil or beverage. (Az, TA.) b3: And فَضْخُ المَآءِ signifies The pouring forth of water, (K, TA,) and of the seminal fluid; occurring in the latter sense in a trad. (TA.) b4: and يَفْضَخُ شَارِبَهُ, said of a beverage, (K, TA,) such as is termed فَضِيح, (TA,) means (assumed tropical:) It subdues (يَكْسِرُ) and intoxicates its drinker. (K, TA.) 4 افضخ, said of a raceme, or bunch, (عُنْقُود,) [of dates or the like,] It attained to the time, (L, K,) and became in a fit state, for the crushing of the fruit and (L) for the expressing of the juice. (L, K.) 7 انفضخ [It (a hollow thing or the like, such as a head, and a melon,) became broken, or crushed: (see 1:) or] it (a person's head) was struck [and wounded] so that the brains came forth: (Msb:) and it (a camel's hump) became broken, or crushed. (S, K.) b2: انفضخت It (an eye) became ruptured, broken, or rent open. (L.) And انفضخ It (a full skin) slit, or burst, and let flow its contents. (L.) And the former, It (a قَارُورَة [i. e. flask, or bottle,]) broke, and became empty. (L.) And It (a دَلْو [or leathern bucket]) poured forth the water that was in it: (L, K:) and so انفضجت. (L.) And It (a قَرْحَة [i. e. purulent pustule, or the like,]) opened, (A, L, K,) and discharged its fluid, (L,) or and became wide. (K.) b3: And انفضخ said of a man, He wept much, (K, TA,) and shed copious tears. (TA.) b4: And It (anything) became wide. (L.) 8 إِفْتَضَخَ see 1, in four places.

فَضُوخٌ Beverage that subdues (يَكْسِرُ) and intoxicates its drinker. (L, K.) See the next paragraph.

فَضِيحٌ A beverage (S, A, Mgh, K) of the kind called نَبِيذ (A) prepared from full-grown unripe dates, (S, A, Mgh, K,) crushed, (K,) without its being touched [i. e. boiled or heated in any degree] by fire: (S:) or prepared by putting dried dates into a vessel, and then pouring upon them hot water, which extracts their sweetness, after which the preparation is boiled, and becomes strong: it is like بَاذَق in respect of the legal predicament to which it belongs: but if cooked in the least degree, it is like مُثَلَّث. (KT.) A rájiz says, بَالَ سُهَيْلٌ فِى الفَضِيخِ فَفَسَدْ expl. in art. بول. (L.) Ibn-'Omar, being asked respecting فَضِيخ, said, “It is not فَضِيخ, but ↓ فَضُوخ; ” meaning that it subdues and intoxicates its drinker. (Mgh, * L.) b2: Also Expressed juice of grapes. (L, K.) b3: And Milk mixed with a greater quantity of water, (K, TA,) so that it has become thin, and is white, like ضَيْحٌ and خَضَارٌ &c. (TA.) مِفْضَخَةٌ A stone with which full-grown unripe dates are crushed. (K.) b2: And مَفَاضِخُ [of which it is app. the sing.] signifies Vessels for the beverage called فَضِيخُ, (L, K,) in which it is left to become [fermented and] strong. (L.) b3: and the former signifies also A wide دَلْو [or leathern bucket]. (K.)
فضخ
: (فَضَخَه، كمَنَعَهُ) ، يَفْضَخُه فَضْخاً (: كَسَرَهُ، وَلَا يكونُ إِلاّ فِي شيْءٍ أَجْوَفَ) ، نَحْو (الرأْسِ والبَطِّيخِ. و) فَضَخَ رأْسَه وكذالك الرُّطَبَةَ ونحْوَها (: شَدَخَهُ، كافْتَضَخَه، فيهمَا. و) عَن أَبي زيد: فَضَخَ (عَيْنَه) فَضْخةً، و (فَقَأَهَا) فَقْئاً، وهما واحدٌ للعَيْن والبَطْنِ، وكلّ وِعَاءٍ فِيهِ دُهْنٌ أَو شَرَابٌ. وَيُقَال: انفَضَختِ العَيْن: انفَقأَت.
(وأَفْضَخَ العُنْقُودُ: حانَ) وصَلَحَ (أَنْ يُفْتَضَخَ) و (يُعْتَصَرَ) مَا فِيهِ.
(و) فلانٌ يَشرَبُ (الفَضيخ) ، وَهُوَ (عَصِيرُ العِنَب. و) هُوَ أَيضاً (شَرَابٌ يُتَّخذُ من بُسْرٍ مَفْضُوخٍ) وَحْدَه من غَير أَن تَمسَّه النّارُ، وَهُوَ المَشدوخ. وفَضَخْت البُسْرَ وافتَضَخْته. قَالَ الراجز:
بالَ سُهَيْلٌ فِي الفَضِيخِ ففَسَدْ
يَقُول: لمّا طَلَعَ سُهَيْلٌ ذَهَبَ زَمَنُ البُسْر وأَرْطَب، فكأَنّه بالَ فِي. وَقَالَ بعضُهم: هُوَ الفُضُوخ لَا الفَضِيخ، المعنَى أَنّه يُسْكِر شارِبَه فيَفْضَخُه. (و) عَن أَبي حاتمٍ: الفَضِيخ: (لَبَنٌ غَلَبَه الماءُ) حتّى رَقَّ وَهُوَ أَبيضُ، مثل الضَّيْح، والخَضَار، والشِّجَاج، والشُّهَابَة، والبِرَاح، والمِزْرَح، والدِّلاَح، والمَذْق.
(والمِفْضَخَةُ) ، بِالْكَسْرِ: (حَجَرٌ يُفْضَخُ بِهِ البُسْرُ) ويُجَفّف. (و) المِفْضَخَة؛ (الوَاسِعَة من الدِّلاَءِ) . وحُكِيَ عَن بَعْضهم أَنّه قيل لَهُ: مَا الإِناءُ؟ فَقَالَ: حَيث تَفضَخ الدَّلْوُ أَي تَدْفُق فتَفيضُ فِي الإِناءِ.
(والمَفَاضِخُ: أَوانِي) يُنبَذُ فِيهَا (الفَضيخ) .
(وانفَضَخَتِ لقَرْحَةُ وغَيْرُهَا: انفَتَحَتْ) وانْعَصَرَتْ (واتَّسَعَتْ) ، وكلُّ شيْءٍ اتّسعَ وعَرُضَ فقد انفضَخَ.
(و) انفضَخَ (زَيْدٌ: بَكَى شَدِيداً) ، يُقَال: بينَا الإِنسانُ ساكِتٌ إِذ انْفَضَخَ، وَهُوَ شدَّةُ البُكَاءِ وكَثرةُ الدَّمْعِ. (و) انفَضَخَت (الدَّلْوُ: دَفَقَتْ مَا فِيهَا مِنَ الماءِ) ، وَيُقَال فِيهِ: انفضَجَت، بِالْجِيم أَيضاً، وَقد تقدّم.
(و) انفَضَخَ (سَنَامُ البَعيرِ: انشَدَخَ و) سُئل ابنُ عُمر عَن الفَضِيخ فَقَالَ: لبس بالفَضِيخ، ولاكن هُوَ (الفَضُوخُ، كقَبُولٍ) ، وَهُوَ (الشَّرَابُ) ، أَراد أَنه (يَفْضَخُ شارِبَه، أَي يَكْسِرُه ويُسْكِرُه) ، وَبَينهمَا الجِنَاس.
(و) فِي حديثِ علَيّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: (كنْتُ رَجلاً مَذَّاءً، فسأَلْتُ المِقْدَادَ أَنْ يَسْأَلَ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ: إِذا رأَيْتَ المَذْيَ فتوصِّأْ واغْسِلْ مَذَاكِيرَك، وإِذَا رأَيْت فَضْخَ الماءِ فاغْتَسِلْ) يُرِيد المَنِيَّ.
و (فَضَخَ الماءَ: دفَقَه) :
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
انفَضَخَت القارُورَةُ، إِذا تَكسَّرت فَلم يَبْقَ فِيهَا شيْءٌ. والسِّقاءُ يَنْفَضِخُ وَهُوَ مَلآنُ فينْشَقُّ ويَسِيل مَا فِيهِ.

النَّضْفُ

النَّضْفُ: الخِدْمَةُ، والضَّرِطُ، وبالتحريكِ: الصَّعْتَرُ البَرِّيُّ.
وأنْضَفَ: دامَ على أكْلِهِ.
ورجُلٌ ناضِفٌ ومِنْضَفٌ، كمِنْبَرٍ: ضَرَّاطٌ.
ونَضَفَ الفَصيلُ ما في ضَرْعِ أُمِّهِ، كنَصَرَ وضَرَبَ وفَرِحَ: امْتكَّهُ وشَرِبَ جَميعَ ما فيه،
كانْتَضَفَهُ.
والنَّضَفانُ، مُحرَّكةً: الخَبَبُ.
وأنْضَفَهُ: ضَرَّطَهُ،
وـ الناقةُ: خَبَّتْ،
وـ الناقةَ: أخَبَّهَا. وككَتِفٍ وأميرٍ: النَّجَسُ، وهُمْ نَضِفُونَ.

ثعلب

ث ع ل ب : الثَّعْلَبُ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَالُ ثَعْلَبٌ ذَكَرٌ وَثَعْلَبٌ أُنْثَى وَإِذَا أُرِيدَ الِاسْمُ الَّذِي لَا يَكُونُ إلَّا لِلذَّكَرِ قِيلَ ثُعْلُبَانٌ بِضَمِّ الثَّاءِ وَاللَّامِ وَقَالَ غَيْرُهُ وَيُقَالُ فِي الْأُنْثَى ثَعْلَبَةٌ بِالْهَاءِ كَمَا يُقَالُ عَقْرَبٌ وَعَقْرَبَةٌ وَبِهَا سُمِّيَ وَكُنِيَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ وَاسْمُهُ جُرْهُمُ بْنُ نَاشِبٍ بِنُونٍ وَشِينٍ مُعْجَمَةٍ مَكْسُورَةٍ وَبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ وَالثَّعْلَبُ مَخْرَجُ الْمَاءِ مِنْ جَرِينِ التَّمْرِ. 
ث ع ل ب

وتمكن فيه تمكن الثعلب في الجبة أي رأس الرمح في أسفل السنان.
[ثعلب] فيه: اللهم اسقنا حتى يقوم أبو لبابة يسد "ثعلبط مربده بإزاره، المربد موضع يجفف فيه التمر، وثعلبه ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر.

ثعلب


ثَعْلَبَ
a. Skulked, slunk away.

ثَعْلَب
(pl.
ثَعَاْلِبُ)
a. Fox; jackal.

دَآء الثَّعْلَب
a. Alopecy.

ثَعْلَب المَآء
a. Otter.
ثَعْلَبَة
a. She-fox, vixen.
b. Buttocks, rump.

ثُعْلُبَان
a. Male fox.
ثعلب: ثَعْلَب: إن أشرف أصناف الثعالب فيما يقول ابن البيطار (1: 227) الثعلب الجزري، كما في نسخة أ، وفي نسخة ب: الحرزي.
الثعلبيات = الهلبة: أسم عدد من كواكب الدب الأكبر (القزيني 1: 30).
مُثَعْلَب: ماكر، ماهر (الكالا)
ث ع ل ب: (الثَّعْلَبُ) ذَكَرُهُ (ثُعْلُبَانٌ) بِضَمِّ الثَّاءِ وَأُنْثَاهُ (ثَعْلَبَةٌ) وَأَرْضٌ (مُثَعْلِبَةٌ) بِكَسْرِ اللَّامِ ذَاتُ (ثَعَالِبَ) . 
ثعلبه هُوَ جُحْره الَّذِي يسيل مِنْهُ مَاء الْمَطَر أَي أصَاب التَّمْر وَهُوَ هُنَاكَ. المِربْد الَّذِي يُسَمِّيه أهل الْمَدِينَة الجرين وَأهل الشَّام الأندر وَأهل الْعرَاق البيدر وَأهل الْبَصْرَة الجوخان.
ثعلب: الثَعْلَبُ: الذَكَر، والأنثى: ثُعالة. وثَعْلُبُ الرمح: ما دخل في عامِلِ صَدره في جُبَّةِ السِّنانِ. وثَعْلَبَ الرجُلُ: جَبُنَ وراغ، كقول الشاعر:

فإنْ رآني شاعِرٌ تَثَعْلَبَا

والثَّعْلَبيَّةُ: اسم مكان. والثَّعْلبيَّةُ : عَدْوٌ أشَدُّ من الخَبَبِ من عَدْوِ الفَرَس. وقال بعضُهم: الثَّعْلَبُ خَشَبَةٌ صُلْبة تُبْرَى ثم تدخُلُ في قَصَبَة القَناة، ثم يُرَكَّبُ فيها السِنانُ، وتُسَمَّى بالكلب، قال لبيد:

يُغرِقُ الثَعْلَبَ في شِرَّتِه ... صائِبُ الجذْمَةِ في غَيْر فَشَلْ

قولُه: في شِرَّتِه أي في أوَّلِ رَكْضه وسُرعته. والثَعْلَبُ: الحجر الذي يسيلُ منه المطر. 
[ثعلب] الثعلب معروف. قال الكسائي: الانثى منه ثعلبة، والذكر ثعلبان. وأنشد: أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب وداء الثعلب: علة معروفة يتناثر منها الشعر. وأرض مثعلبة، بكسر اللام: ذات ثعالب. وأما قولهم أرض مثعلة، فهو من ثعالة، ويجوز أيضا أن يكون من ثعلب، كما قالوا معقرة لارض كثيرة العقارب. والثعلب: طرف الرمح الداخل في جُبَّةِ السنانِ. والثعلب: مخرجُ ماء المطر من جَرينِ التَمْرِ. والثعلبتان: ثعلبة من جدعاء بن ذهل ابن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة ابن طيئ، وثعلبة بن رومان بن جندب. قال الشاعر : يأبى لى الثعليتان الذى * قال خباج الامة الراعيه وأم جندب: جديلة ابنة سبيع بن عمرو من حمير، إليها ينسبون. والثعلبية: موضع بطريق مكة.
(ث ع ل ب) : (ثَعْلَبَةُ) بْنُ صعير أَوْ أَبِي صعير الْمَازِنِيُّ الْعُذْرِيُّ يَرْوِي حَدِيثَ صَدَقَةِ الْفِطْرِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَعَنْهُ الزُّهْرِيُّ وَمَا ذُكِرَ فِي شَرْحِ الْآثَارِ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ أَبِي صعير عَنْ أَبِيهِ صَوَابُهُ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَنَّ أَبَا ثَعْلَبَةَ لَمْ يُعَدَّ فِي الرُّوَاةِ وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ لَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلَّا أَنَّ أَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظَ ذَكَرَ أَنَّ ثَعْلَبَةَ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (وَالثَّعْلَبِيَّةُ) مِنْ مَنَازِلِ الْبَادِيَةِ وَوَضْعُهَا مَوْضِعَ الْعَلْثِ فِي حُدُود السَّوَاد خَطَأٌ.
ثعلب
ثعلبَ يثعلب، ثعلبةً، فهو مُثَعلِب
• ثعلب الرَّجلُ: تحايل وراغ كالثعلب.
• ثعلب المكانُ: كثُرت فيه الثعالب. 

تثعلبَ يتثعلب، تثعلُبًا، فهو مُتثعلِب
• تثعلب الرَّجلُ: تحايل وراغ كالثعلب. 

ثَعْلَب [مفرد]: ج ثَعالِبُ، مؤ ثعْلبة: (حن) حيوان وحشيّ من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم، أصغر حجمًا من الذئب، يأكل ما استطاع إليه سبيلاً من حيوان أو طير أو حشرات أو ثمار سُكَّريَّة، يُضرب به المثل في المكر والحيلة والرَّوغان "فلان ثَعْلَب في سياسته: ماكرٌ مراوِغ، متصف بالدّهاء والاحتيال" ° مِنْ ذيله يُعْرف الثعلبُ: لابُدّ للمكر أن ينكشف.
• الثَّعلب القطبيّ: (حن) نوع من الثَّعالب يعيش في القطب الشّمالي ذو فرو أبيض، لونه رماديّ فاقع في الشِّتاء، بُني أو أزرق مائل إلى الرَّماديّ في الصَّيف.
• ثعلب الماء: (حن) حيوان لطيف يعيش قرب مجاري المياه، يصطاد بكثرة للاستفادة من فرائه الثَّمين.
• داءُ الثَّعْلَب: (طب) ثَعْلبة، عِلّة يتساقط منها شعر الرَّأس جزئيًّا أو كُلّيًّا.
• عِنَب الثَّعْلب: (نت) نبات برِّي أزهاره مختلفة الألوان له خواصُّ طبِّيّة، وثمره أسود كالعنب، مرّ الطعم. 

ثُعْلُبان [مفرد]:
1 - ذكر الثّعالب.
2 - رجل داهية. 

ثَعْلَبة [مفرد]:
1 - مصدر ثعلبَ.
2 - أنثى الثعلب.
3 - (طب) عِلَّة يتناثر منها الشَّعر؛ لأنّها تُفْسِدُ أصوله. 

ثعلبيَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى ثَعْلَب: "حيل ثعلبيّة".
2 - مصدر صناعيّ من ثَعْلَب: مكر وخداع يشبه مكر الثعالب "استطاع أن يتخلّص من ثعلبيّة أجهزة المخابرات الإسرائيليّة". 

ثعلب

Q. 1 ثَعْلَبَ He (a man) was cowardly, and eluded, or turned away, or went this way and that, or to the right and left, quickly, and deceitfully, or guilefully; as also ↓ تَثَعْلَبَ: his doing so being thus likened to the running of the ثَعْلَب. (TA.) And ثعلب مِنْهُ فَرَقًا [He was cowardly, and eluded him, or turned away from him, &c., through fear]; i. e., from another man. (TA.) Q. 2 تَثَعْلَبَ: see above.

ثَعْلَبٌ [The fox; canis vulpes of Linn.: but in the dial. of Egypt, the jackal; canis aureus of Linn.: the former animal being there called أَبُو الحُصَيْنِ, as it often is by the Arabs of other countries:] a certain beast of prey; (TA;) well known: (S, K:) applied to the male and the female; so that one says ثَعْلَبٌ ذَكَرٌ and ثَعْلَبٌ

أُنْثَى; but if one would designate the male by a single word applying to it only, he says ↓ ثُعْلُبَانٌ, with damm to the ث and ل: (IAmb, Msb:) or the former applies to the female: (K:) or the female is called ↓ ثَعْلَبَةٌ; (Ks, S, Msb, K;) and the male, ↓ ثُعْلُبَانٌ (Ks, S, K) and ثَعْلَبٌ, (K,) [accord. to some,] like as one says عَقْرَبَةٌ [and عُقْرُبَانٌ] and عَقْرَبٌ: (Msb:) or ثَعْلَبٌ is the male; and the female is called ↓ ثُعَالَةُ: (Az, TA: [but see this word is art. ثعل:]) the pl. of ثعلب is ثَعَالِبُ and ثَعَالٍ, (K,) accord. to Lh: but ISd disapproves of this [latter pl.]; and Sb does not allow it except in poetry. (TA.) F charges J with error in citing, as a proof that ↓ ثُعْلُبَانٌ signifies the male, the following verse: أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلُبَانُ بِرَأْسِهِ لَقَدْ ذَلَّ مَنْ بَالَتْ عَلَيْهِ الثَّعَالِبُ

[Is he a Lord, upon whose head the he-fox makes water? (the ب in برأسه being syn. with عَلَى: so in the Mughnee, in art. ب:) Vile indeed is he upon whom the foxes make water!] said by a man who was keeper of an idol, on seeing a he-fox make water upon it: but in this, F opposes also Ks and others; and it is asserted by several authorities that the correct reading of the word ثعلبان in a trad. whereby F attempts to establish his charge against J is not ثَعْلَبَانِ, dual. of ثَعْلَبٌ, as he pronounces it to be, but ثُعْلَبَانِ, which is said to be the masc. of ثَعْلَبٌ, like as أُفْعُوَانٌ and عُقْرُبَانٌ are mascs. of أَفْعًى and عَقْرَبٌ. (TA.) b2: دَآءُ الثَّعْلَبِ [for which Golius seems to have found in a copy of the K دَوَآءُ الثَّعْلَبِ] A well-known disease, [namely, alopecia,] (S, K,) in consequence of which the hair falls off. (S.) b3: عِنَبُ الثَّعْلَبِ [Fox-grape: rendered by Golius “ uvæ vulpinæ, i. e. solanum: ” but now applied by some to the gooseberry: and the solanum nigrum, or gardennightshade, is now commonly called عِنَبُ الذِّئْبِ:] a certain astringent, cooling plant: seven (or, as in one copy of the K, nine) حَبَّات [which here seems to mean berries] thereof, swallowed, are a cure for the jaundice (اليَرَقَان), and stop pregnancy, (K, TA,) like the berries of the خِرْوَع [or castor-oil-plant], for the year, or, as some say, absolutely. (TA.) A2: A hole, or aperture, (جُحْر,) whence rain-water flows. (TA.) [And particularly,] The outlet, hole, or aperture, (مَخْرَج, S and Msb, or جُحْر, K, or ثَقْب, TA,) whence the rain-water flows from the place where dates are dried. (S, Msb, K, TA.) And The place whence the water flows forth (L, K) from, (L, TA,) or to, (K, [probably a mistake,]) a watering-trough or tank. (L, K.) A3: The upper extremity of a spear-shaft that enters into the head thereof. (S, K.) b2: The lowest part of a palm-shoot when it is cut from [the root of] the mother-tree: or the lowest part of a [shoot such as is termed] راكُوب, on the trunk of a palm-tree. (AA, K.) ثَعْلَبَةٌ: see ثَعْلَبٌ.

A2: Also The os coccygis, or tail-bone; syn. عُصْعُصٌ. (K.) b2: And The podex, or the anus; syn. اِسْتٌ. (K.) ثُعْلُبَانٌ: see ثَعْلَبٌ, in three places.

ثَعْلَبِيَّةٌ A running of the horse like the running of the dog. (K.) ثْعَالَةُ: see ثَعْلَبٌ, and see art. ثعل.

أَرْضٌ مُثَعْلِبَةٌ A land having ثَعَالِب [or foxes]: (S:) or, having many thereof; as also أَرضٌ مَثْعَلَةٌ; (K;) which is from ثُعَالَةٌ; or it may be from ثَعْلَبٌ, like مَعْقَرَةٌ applied to “ a land having many عَقَارِب [or scorpions]. ” (S, L.)

ثعلب :الثَّعْلَبُ من السِّباع مَعْروفة ، وهي الأُنثى ،وقيل الأُنثى ثَعْلبةٌ والذكر ثَعْلَبٌ وثُعْلُبانٌ. قال غاوِي بن ظالِم السُّلَمِيّ، وقيل هو لأَبي ذر الغفاري ، وقيل هو لعَبَّاس بن مِرْداس السُّلَمي ، رضي اللّه عنهم :

أَرَبٌّ يَبُولُ الثُّعْلبانُ برَأْسِه ، * لَقَدْ ذَلَّ مَن بالَتْ عليهِ الثَّعالِبُ(2)

(2 قوله« أرب الخ »كذا استشهد الجوهري به على قوله والذكر ثعلبان ، وقال الصاغاني والصواب في البيت الثعلبان تثنية ثعلب .)

الأَزهري : الثَّعْلَبُ الذكرُ ، و الأُنثى ثُعالةٌ ، والجمع ثَعالِبُ و ثَعالٍ . عن اللحياني : قال ابن سيده ولا يُعْجِبُني قوله ، وأَما سيبويه فإِنه لم يجز ثَعالٍ إِلاّ في الشعر كقول رجل من يَشْكُرَ:

لَها أَشارِيرُ مِنْ لَحْمٍ ، تُتَمِّرهُ، * مِن الثَّعالي ، ووَخْزٌ مِنْ أَرانِيها

ووجَّهَ ذلك فقال :إِن الشاعر لَمَّا اضْطُرَّ إِلى الياءِ أَبْدلَها مَكانَ الباءِ كما يُبْدِلُها مكانَ الهمزة .وأَرضٌ مُثَعْلِبةٌ ، بكسر اللام : ذاتُ ثَعالِبَ . وأَما قَوْلُهم:أَرضٌ مَثْعَلةٌ ، فهو من ثُعالةَ ،ويجوز أَيضاً أَن يكون من ثَعْلَبَ ،كما قالوا مَعْقَرةٌ لأَرض كثيرة العَقاربِ . وثَعْلَبَ الرَّجلُ وتَثَعْلَبَ :جَبُنَ وراغَ ، على التَّشْبِيه بعَدْوِ الثَّعْلَب . قال :

فَإِنْ رَآني شاعِرٌ تَثَعْلَبا (3)

(3 قوله «فإِن رآني» في التكملة بعده:

وإن حداه الحين أو تذايله )

وثَعْلَبَ الرَّجلُ من آخَر فَرَقاً. والثَّعْلَبُ: طَرَفُ الرُّمْح الداخِلُ في جُبَّةِ

السِّنانِ. وثَعْلَبُ الرُّمْحِ مادَخَلَ في جُبَّةِ السِّنان منه . والثَّعْلَبُ : الجُحْرُ الذي يَسِيلُ منه ماءُ المطر . والثَّعْلَبُ : مَخْرَجُ الماءِ من جَرِينِ التمر . وقيل: إِنه إِذا نُشِرَ التَّمْر في الجَرِينِ، فَخشُوا عليه المطَر، عَمِلُوا له جُحْراً يَسِيلُ منه ماءُ المطر، فاسم ذلك الجُحْر الثَّعْلَبُ ، والثَّعْلَبُ : مَخْرَج الماءِ من الدِّبارِ أَو الحَوْضِ. وفي الحديث : أَن النبيَّ ، صلى اللّه عليه وسلم ،اسْتَسْقَى يَوْماً ودَعا فقامَ أَبو لُبابَة فقال :يارسولَ اللّهِ إِنَّ التمرَ في المَرابِدِ؛ فقال رسولُ اللّهِ، صلى اللّهُ عليه وسلم : اللهم اسْقِنا حتى يَقُومَ أَبُو لُبابةَ عُرياناً يَسُدُّ ثَعْلَبَ مِرْبَدِه بإِزارِه أَو رِدائِه.فمُطِرْنا حتى قامَ أَبو لُبابةَ عُرْياناً يَسُدَّ ثَعْلَبَ مِرْبدِه بإِزارِه . والمِرْبَدُ: موضع يُجَفَّفُ فيه التمرُ . وثَعْلبُه : ثَقْبُه الذي يَسِيلُ منه ماءُ المطَر . أَبو عمرو : الثَّعْلَب أَصْلُ الراكُوب في الجِذْع من النَّخْل .وقال في موضع آخر هو أَصلُ الفَسِيلِ إِذا قُطِع من أُمِّه. والثَّعْلَبةُ:العُصْعُصُ . والثَّعْلَبةُ :الاسْتُ. وداءُ الثَّعْلَبِ: عِلَّةٌ مَعْرُوفةٌ يَتناثَرُ منها الشعَرُ . وثَعْلَبة اسم غلب على القَبيلة . والثَّعْلَبتان : ثَعْلبةُ بن جَدْعاءَ بن ذُهْلِ بن رُومانَ بن جُنْدَبِ بن خارِجةَ بن سَعْدِ بن فُطْرةَ بن طَيِّىءٍ؛ وثَعْلبةُ بن رُومانَ بن جُنْدَبٍ .قال عَمرو بن مِلْقَط الطائي من قصيدة أَوَّلها:

يا أَوْسُ ، لَوْ نالَتْكَ أَرْماحُنا، * كُنْتَ كَمَنْ تَهْوي به الهاوِيَهْ

يَأْبي لِيَ الثَّعْلَبَتَانِ الَّذي * قال خُباجُ الأَمَةِ الرَّاعِيَهْ

الخُباجُ : الــضُّراط ، وأَضافَه إِلى الأَمة ليكون أَخَسَّ لها ، وجَعَلها راعِيةً لكونها أَهْوَنَ من التي لا تَرْعَى .وأُمُّ جُنْدَب: جَدِيلةُ بنْتُ سُبَيْعِ بن عَمرو من حِمْيَر ، وإِليها يُنْسَبون . والثَّعالِبُ قَبائِلُ من العَرَبِ شَتَّى :ثَعْلَبةُ في بني أَسَدٍ ، وثَعْلَبةُ في بني تَمِيمٍ ، وثَعْلبةُ في طيئٍ، وثَعلبةُ في بني رَبِيعةَ . وقول الأَغلب :

جاريةٌ من قَيْسٍ ابنِ ثَعْلَبَهْ ، * كَرِيمةٌ أَنْسابُها والعَصَبَهْ (1)

(1 قوله« أنسابها »في المحكم أخوالها .)

إِنماأَرادَ من قَيْسِ بن ثَعْلبةَ، فاضْطُرَّ فأَثبت النون . قال ابن جني : الذي أُرى أَنه لم يُردفي هذا البيت وما جَرى مَجْراه أَن يُجْرِيَ ابناً وَصْفاًعلى ما قبله ، ولو أَراد ذلك لَحَذف التنوين ،ولكنَّ الشاعر أَراد أَن يُجْرِيَ ابناًعلى ما قَبْلَه بدلاً منه ،وإِذا كان بدلاً منه لم يُجعل معه كالشيءِ الواحد ،فوجَب لذلك أَن يُنْوى انْفِصالُ ابن مما قبله ؛ وإِذا قُدِّر بذلك ، فقد قام بنفسه ووجَبَ أَن يُبْتَدأَ ،فاحتاج إِذاً إِلى الأَلِفِ لئلا يلزم الابتداءُ بالساكن ، وعلى ذلك تقول : كَلَّمت زيداً ابن بكر ،كأَنك تقول كلَّمت زيداً كلَّمت ابن بكر لأَن ذلك حكم البَدَل ، إِذ البَدَلُ في التقدير من جملة ثانية غير الجملة التي المُبْدَلُ منه منها ؛ والقول الأَوّل مذهب سيبويه .وثُعيلِبات :موضع .والثَّعْلَبِيَّةُ : أَن يَعْدُوَالفرسُ عَدْوَ الكلب . والثَّعْلَبِيَّةُ : موضع بطريق مكة .

ردم

ردم
عن العبرية بمعنى نوم و سبات وكسل.
(ردم) الثَّوْب ردمه وَيُقَال ردم كَلَامه تتبعه حَتَّى أصلحه وسد خلله
(ردم) : المِرْدامُ: القَلِيلُ الخَيرْ 
ر د م: (رَدَمَ) الثُّلْمَةَ سَدَّهَا وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَ (الرَّدْمُ) أَيْضًا الِاسْمُ وَهُوَ السَّدُّ. 
(ردم)
الشَّيْء ردما دَامَ وَالشَّجر اخضر بعد يبوسته وَالْبَاب والثلمة ردما سدهما والحفرة هال فِيهَا التُّرَاب وَالثَّوْب رقعه ولفقه أَو ضم بعضه إِلَى بعض فَهُوَ مردوم ورديم
ر د م : رَدَمْتُ الثُّلْمَةَ وَنَحْوَهَا رَدْمًا مِنْ بَابِ قَتَلَ سَدَدْتُهَا وَفِي مَكَّةَ مَوْضِعٌ يُقَال لَهُ الرَّدْمُ كَأَنَّهُ تَسْمِيَةٌ بِالْمَصْدَرِ وَارْتَدَمَ الْمَوْضِعُ. 
(ردم) - قوله تعالى: {... أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} . الرَّدمُ: سَدُّك بَابًا، وسَمَّاه رَدْماً بالمَصْدر، والارْتدَامُ: الارْتِفاعُ في الثَّوبِ، والرَّدِيم: الثَّوبُ المُرقَّع، والمُردَّم أيضا: الخَلَق المُرَقَّع.
ر د م

ردم الثلمة: سدّها، ومنه ردم يأجوج. وردم الثوب وردمه: رقعه، وثوب رديم ومردوم ومردم، وتردمه: رقعه لنفسه، ونظرير ردمه وتردمه أثل المال وتأثله.

ومن المجاز: ردم كلامه وتردّمه. تتبعه حتى أصلحه وسدّ خلله. قال عنترة:

هل غادر الشعراء من متردم
ردم
الرَّدْمُ: سدّ الثّلمة بالحجر، قال تعالى:
أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً
[الكهف/ 95] ، والرَّدْمُ: الْمَرْدُومُ، وقيل: المُرْدَمُ، قال الشاعر:
هل غادر الشّعراء من مُتَرَدَّمٍ
وأَرْدَمْتُ عليه الحمّى ، وسحاب مُرَدَّمٌ .

ردم


رَدَمَ(n. ac. رَدْم)
a. Closed, stopped, blocked up; obstructed.
b.(n. ac. رَدْم), Continued, lasted long.
c. Became green again (tree).
d. Flowed.

رَدَّمَa. Mended, patched up.

أَرْدَمَa. see I (b) (c).
تَرَدَّمَa. see IIb. Was worn, patched.
c. Followed about, watched.
d. see I (b)
إِرْتَدَمَa. Was closed, stopped up.
b. Was shabby.

رَدْم
(pl.
رُدُوْم)
a. Obstruction, barrier; rampart; wall.
b. Ruins, rubbish, débris.
c. Worthless, useless, good-fornothing; scamp.
d. Twang ( of a bow ).
أَرْدَمُ
( pl.
reg. )
a. Good sailor, seaman.

رُدَاْمa. see 1 (c)
رَدِيْم
(pl.
رُدُم)
a. Worn, torn; patched.

مِرْدَاْمa. see 1 (c)
[ردم] نه فيه: فتح اليوم من "ردم" يأجوج مثل هذه وعقد تسعين، ردمت الثلمة سددتها، وعقد التسعين من مواضعات الحساب وهو أن تجعل رأس السبابة في أصل الإبهام وتضمها حتى لا يبين بينهما إلا خلل يسير. ط: يعني قرب خروج جيش تقاتل العرب من "ردم" يأجوج، وهو سد بناه ذو القرنين وقد انفتحت، فإذا توسعت يخرجون منها، وذا بعد الدجال، أفنهلك مجهول متكلم، والخبث بالضم وسكون الباء الزنا والفساد. ك:"الردم" بكسر راء وفتحها، وخص العرب لأن معظم شرهم راجع إليهم، ويقال إن يأجوج هو الترك وقد أهلكوا المستعصم بالله وجرى منهم ببغداد ما جرى.
[ردم] رَدَمْتُ الثُلْمَةَ أَرْدِمُها بالكسر رَدْماً، أي سَدَدْتُها. والرَدْمُ أيضاً: الاسمُ، وهو السدُّ. والرُدامُ، بالضم: الحَبْقُ. وقد رَدَمَ يَرْدُمُ بالضم رُداماً. والرَديمُ: الثوب الخلق. ورَدَمْتُ الثوب ورَدَّمْتُهُ تَرْديماً، فهو ثوب رَديمٌ ومُرَدَّمٌ، أي مرقّعٌ. وتَرَدَّمَ الثوبُ، أي أخلقَ واسترقع، فهو مُتَرَدِّمٌ. والمُتَرَدَّمُ: الموضع الذي يرقّع. قال عنترة: هل غادرَ الشُعراءُ مِن مُتَرَدَّمِ أم هَل عرفتَ الدار بعد توهم يقال: تردم الرجل ثوبَه، أي رقَّعه، يتعدَّى ولا يتعدى. وأردمت الحمى: دامت. يقال: وِرْدٌ مُرْدِمٌ، وسحابٌ مُرْدِمٌ.
ردم قَالَ أَبُو عبيد: فَشبه وجيبَ الْقلب بِصَوْت الْحجر يرْمى بِهِ الْغُلَام وَإِنَّمَا قيل للضبع: إِنَّهَا تسمع اللدم لأَنهم إِذا أَرَادوا أَن يصيدوها رَمَوا فِي جُحرها بِحجر أَو ضربوا بِأَيْدِيهِم بَاب الْجُحر فتحسبه شَيْئا تصيده فَتخرج لتأخذه فتُصاد عِنْد ذَلِك وَهِي زَعَمُوا من أَحمَق الدَّوَابّ ويبلغ من حمقها أَنه يدْخل عَلَيْهَا فَيُقَال لَهَا: لَيست هَذِه أم عَامر فتسكت حَتَّى تُصاد فَأَرَادَ عليّ أَنِّي لَا أُخدع كَمَا تُخدع الضبع باللدم. وَيُقَال فِي التدام / النِّسَاء: [إِنَّمَا -] هُوَ مَأْخُوذ من اللدم إِنَّمَا هُوَ افتعال مِنْهُ. قَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال فِي غير هَذَا: لدمت الثَّوْب وردمته إِذا رقعته 1 / الف كَذَلِك قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي المُردَّم وَمِنْه قَول الشَّاعِر: [الْكَامِل]

هَل غادر الشُّعَرَاء من متردَّم ... أم هَل عرفتَ الدارَ بعد توهم ... قَوْله: متردم أأَي مترقَّع مستصلَح.
ردم
ردَمَ يَردُم ويَردِم، رَدْمًا، فهو رادِم، والمفعول مَرْدوم
• ردَم الفجوةَ/ ردَم الحفرةَ: سدَّها؛ هال فيها التراب والحجارة "ردَم الباب- شارعٌ مردومٌ" ° ردَمَ كلامَهُ: أصلحه وسدّد خلله. 

رَدْم [مفرد]: ج رُدوم (لغير المصدر):
1 - مصدر ردَمَ.
2 - ما يسقط من الجدار المتهدم "هُدمت الدارُ القديمة فتراكم الرَّدْمُ- عُثر على جُثة تحت الرَّدْم".
3 - سَدٌّ عظيم " {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا} ". 

مُتردَّم [مفرد]: مكان أو قول مستصلح "مبنى مُتردَّمٌ- قول متردَّم: قولٌ يُحكم نَسْجُه- هل غادر الشعراءُ من مُتردَّم ... أم هل عرفت الدَّار بعد توهُّمِ". 
ردم
الردْمُ: سَدُّكَ باباً كُلَه، وقد رَدَمْتُه، والجَمِيعُ الرُّدُوْمُ. والرَّدْمُ: سَدُّ يَأجُوْجَ ومأجُوْج.
والرُّدَامُ والرَّدْمُ: الفَسْل. وهو الــضُّرَاطُ أيضاً، يُقال: رَدَمَ يَرْدُمُ رَدْماً ورُدَاماً.
ورُدِمَتِ القَوْسُ: إذا أنْبِضَ عنها فَصَوَّتَتْ. والارْتِدَامُ: الارْتِفَاعُ في الثَّوْب وغَيْرِه. وأرْدَمَتْ عليه الحُمّى: أي أغبَطَتْ عليه، ورَدَمَتْ: مِثْلُه. وأرْدَمْتُ البَعِيْرَ والرَّجُلَ: إذا غَمَزْته. وأرْدَمَتِ الشَّجَرَةُ: إذا تَخَضَّبَتْ بَعْدَ يُبُوْسَتِها، ورَدَمَتْ رَدْماً؛ فهي شَجَرَةٌ رَادِمَةٌ. وأرْضٌ مُتَرَدّمَةٌ: قد تَرَدَّمَها النّاسُ أي أكَلًوا مَرْتَعَها.
وتَرَدمْتُ الرَّجُلَ: تَعَقَّبْتُه واطَّلَعْتُ على ما هو فيه. والتَرَدُّمُ: بُعْدُ الخُصُوْمَةِ. والبَقِيَّةُ من كُلِّ شَيْءٍ.
والمُتَرَدمُ - في قَوْلِ عَنْتَرَةَ -: بَقِيَّةٌ تَتْبَعُ من كلامٍ وشِعْرٍ. والرُّدُمُ: الثِّيَابُ المُرَقَعَةُ، الواحِدُ رَدِيْمٌ.
والردْمَةُ والرزْمَةُ: ما يَبْقَى في الجُلَّةِ.
والردِيْمَةُ: ثَوْبَانِ يُخَاطُ بَعْضُهما ببَعْضٍ. ورَدمَتِ المَرأةُ على وَلَدِها: أي تَعَطَّفَتْ.
والأرْدَمُوْنَ: المَلاّحُوْنَ، واحِدُهم أرْدَمٌ.
ودَارَةُ المَرْدَمَةِ: لبَني مالِكِ بن رَبِيْعَةَ.
ردم: رَدَم: طمر، هال فيه التراب، طمّ (بوشر بربرية)، ويقال: ردم مصب النهر (مملوك 1، 1: 140)، وردم خندقاً (تاريخ البربر 1: 156)، ففي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص 47): يردمون خندق المدينة (التي يحاصرونها)، وردم المستنقع: أهال فيه الرمل والأنقاض وغيرها (أماري ص616)، وأقرأ فيه ردم.
وردم: الأرض التي يغمرها الماء والتي يطغى عليها الماء من البحر (البكري ص30).
ردم: سدَّ، ملأ بالردم (الأنقاض) (بوشر، الإدريسي ص99).
ردم: دفن تحت الرّدْم (الأنقاض) (رولاند ديال ص564).
ردم: داس الأرض وساواها، ودكها بالمِدَكَّة (ألكالا). ونجد في معجم البيان (ص30): يُرْدَم عليه الترابُ، وهو التعبير المألوف. غير أنه يقال أيضاً: يُرْدَم حوله التراب. وفي كتاب البكري (ص167): ردموا فوقها (القُبَّة) بالتراب حتى تأتي كالجبل الضخم (المقري 1: 370، ابن العوام 1: 189 (فيردم)، ص562 (وأردمَه)، ألف ليلة 1: 107).
ردم: هدم، قوَّض، خرب (همبرت ص144).
أردم = ردم: سدّ الباب، ففي باين سميث (1502): أبواب مغلقة أبواب مردمة.
ارتدم: طمّ، مُلئِ بالردم (فوك، البكري ص82، ابن العوام 1: 85، 625).
رَدْم وجمعه رُدُوم: أنقاض، خشارة الجص، بقايا مواد البناء. ورَدْم بيت: أنقاض البيت، وبقاياه (بوشر، همبرت ص194). وفي مخطوطة كوبنهاجن المجهولة الهوية (ص37) في الكلام عن الهجوم على موضع: وصعدوا على الردم للبلد قاصدين. وفيه (ص48): فسويت خنادقهم بالردم (ألف ليلة 1: 326). رَدْم: الأرض التي تراكم عليها التراب على حافة خندق حفر (تاريخ البربر 2: 161)، سَدَّ (ابن جبير ص108).
رَدْم: ما يرمى من التراب والأنقاض في الأرض ذات المستنقع لكي ترتفع وتستوي مع غيرها (أماري ص616).
رَدِيم: رَدْم، حُطام خشب، بيوت مهجومة (بوشر).
رَدَّام: ذكرت في معجم فوك في مادة inplere أي ردم، طمر. ردن رَدَنَ. ردن الهر: ردّد صوتاً شبيهاً بصوت المِردَن (المغزل) (محيط المحيط).
رَدَّن: صنع مغزلاً (رَدَانَة) (فوك).
ردن: يطلق الجمع أرْدَان مجازاً على الأزهار الرقيقة التي كأنها منسوجة من مشاقة الحرير أو بالأحرى كأنها نسيج الحرير الخفيف، ويضوع بالنسيم ريحها (فليشر بريشت ص243 تعليقاً على المقري 1: 719).
ردَّانة، وجمعها رَدَادِين: مِرْدَن (معزل) من حديد يستعمله غَزَّال الصوف (فوك، ألكالا، صفة مصر 18، قسم 2، ص380).
أرْدُن: جاحد، ناكر الجميل، كافر النعمة، كنود (فوك).
مِرْدَن: من مصطلح الصاغة وهو القالب الذي يُصَبُّ فيه ما قد طبع له في الرمل كالخاتم وغيره (محيط المحيط).

ردم: الرَّدْمُ: سَدُّكَ باباً كلّه أو ثُلْمَةً أو مدخلاً أو نحو ذلك.

يقال: رَدَمَ البابَ والثُّلْمَةَ ونحوَهما يَرْدِمُهُ، بالكسر، رَدْماً

سدَّه، وقيل: الرَّدْم أكثر من السَّدّ، لأن الرَّدْمَ ما جعل بعضه على

بعض، والاسم الرَّدْمُ وجمعه رُدُومٌ. والرَّدْمُ: السَّدُّ الذي بيننا

وبين يَأْجوج ومَأْجوج. وفي التنزيل العزيز: أَجْعَلْ بينكم وبينهم

رَدْماً. وفي الحديث: فُتِح اليومَ من رَدْمِ يأْجوج ومأْجوج مثلُ هذه، وعَقَدَ

بيده تسعين، من رَدَمْتُ الثُّلْمَة رَدْماً إذا سَددتها، والاسم والمصدر

سواء؛ الرَّدْمُ وعَقْدُ التسعين: من مُواضَعات الحُسّاب، وهو أن يجعل

رأس الإصبع السَّبابة في أصل الإبهام ويضمها حتى لا يَبين بينهما إلا

خَلَلٌ يسير. والرَّدْمُ: ما يسقط من الجدار إذا انهدم. وكل ما لُفِقَ بعضُه

ببعض فقد رُدِمَ.

والرَّدِيمةُ: ثوبان يخاط بعضهما ببعض نحو اللِّفاق وهي الرُّدُومُ، على

توهم طرح الهاء. والرَّدِيمُ: الثوب الخَلَقُ. وثوب رَدِيمٌ: خَلَقٌ،

وثياب رُدُمٌ؛ قال ساعدة الهذلي:

يُذْرِينَ دَمْعاً على الأَشْفارِ مُبْتَدِراً،

يَرْفُلْنَ بعد ثِيابِ الخالِ في الرُّدُمِ

ورَدَمْتُ الثوب ورَدَّمْتُه تَرْدِيماً، وهو ثوب رَديمٌ ومُرَدَّمٌ أي

مرقع. وتَرَدَّمَ الثوبُ أي أَخْلَقَ واسْتَرْقَعَ فهو مُتَرَدِّمٌ.

والمُتَرَدَّمُ: الموضع الذي يُرَقَّعُ. ويقال: تَرَدَّمَ الرجلُ ثوبه أي

رقعه، يتعدى ولا يتعدى. ابن سيده: ثوب مُرَدَّمٌ ومُرْتَدَمٌ ومُتَرَدَّمٌ

ومُلَدَّمٌ خَلَقٌ مُرَقَّعٌ؛ قال عنترة:

هل غادَرَ الشُّعَراءُ من مُتَرَدَّمِ،

أم هل عَرَفْتَ الدارَ بعد تَوَهُّمِ؟

معناه أي مُسْتَصْلَحٍ؛ وقال ابن سيده: أي من كلام يَلْصَقُ بعضُه ببعض

ويُلَبَّق أي قد سبقونا إلى القول فلم يَدَعُوا مقالاً لقائل. ويقال:

صِرتُ بعد الوَشْي والخَزِّ في رُدُمٍ، وهي الخُلْقان، بالدال غير معجمة.

ابن الأعرابي: الأَرْدَمُ المَلاَّحُ، والجمع الأَرْدمون؛ وأنشد في صفة

ناقة:

وتَهْفُو بهادٍ لها مَيْلَعٍ،

كما أقحَمَ القادِسَ الأرْدَمُونا

المَيْلَعُ: المضطرب هكذا وهكذا، والمَيْلَعُ: الخفيف. وتَرَدَّمَتِ

الناقةُ: عطفت على ولدها.

والرَّدِيمُ: لَقَب رجل من فُرْسان العرب، سُمِّي بذلك لعظم خَلقِه،

وكان إذا وقف مَوْقِفاً رَدَمَهُ فلم يجاوز.

وتَرَدَّمَ القومُ الأرض: أكلوا مَرْتَعَها مرة بعد مرة.

وأَرْدَمَتْ عليه الحُمَّى، وهي مُرْدِمٌ: دامت ولم تفارقه. وأرْدَمَ

عليه المرضُ: لزمه. ويقال: وِرْدٌ مُرْدِمٌ وسحاب مُرُْدِمٌ.

ورَدَمَ البعيرُ والحمار يَرْدُمُ رَدْماً: ضَرطَ، والاسم الرُّدامُ،

بالضم، وقيل: الرَّدْمُ الــضُّراط عامَّةً. ورَدَمَ بها رَدْماً: ضَرطَ.

الجوهري: رَدَمَ يَرْدُمُ، بالضم، رُداماً. والرَّدْمُ: الصوت، وخص به بعضهم

صوت القَوْس. ورَدَمَ القوس: صَوَّتها بالإنْباض؛ قال صَخْر الغَيّ يصف

قوساً:

كأنَّ أُزْبِيَّها إذا رُدِمَتْ،

هَزْمُ بُغاةٍ في إثْرِ ما فَقَدُوا

رُدِمَتْ: صُوّتت بالإِنْباض، وفي التهذيب: رُدِمَتْ أُنْبض عنها،

والهَزْمُ: الصوت. قال الأزهري: كأنه مأْخوذ من الرُّدامِ، وهو الــضراط. ورجل

رَدْمٌ ورُدامٌ: لا خير فيه. ورَدَمَ الشيءُ يَرْدُمُ رَدْماً: سال؛ هذه

عن كراع، ورواية أبي عبيد وثعلب: رَذَمَ، بالذال المعجمة. والرَّدْمُ:

موضع بتهامة؛ قال أَبو خِراش:

فَكَلاّ ورَبِّي لا تعودي لِمِثْلِهِ،

عَشِيّةَ لاقَتْهُ المَنِيّةُ بالرَّدْمِ

حذف النون التي هي علامة رفع الفعل في قوله تَعُودي للضرورة؛ ونظيره قول

الآخر:

أَبيتُ أَسْرِي، وتَبِيتي تَدْلُكي

جسمك بالجادِيِّ والمِسْكِ الذكي

وله نظائر، ونصب عشية على المصدر، أراد عَوْدَ عشيةٍ، ولا يجوز أن تنتصب

على الظرف لتدافع اجتماع الاستقبال والمضي، لأن تعودي آتٍ وعشية

لاقَتْهُ ماض؛ هذا معنى قول ابن جني. ورَدْمان: قبيلة من العرب باليمن.

ردم

1 رَدَمَ, (S, M, Msb, K,) aor. ـِ (S, K,) or ـُ (M, Msb,) inf. n. رَدْمٌ, (Lth, T, S, M, Msb,) He stopped up, or closed, syn. سَدَّ, (Lth, T, S, M, Msb, K,) a door, (Lth, T, M, K,) or a place of entrance, (T,) and a gap, or breach, (Lth, T, S, M, Msb, K,) and the like, (Lth, T, M, Msb,) wholly: (Lth, T, K:) or to the extent of a third thereof: (K:) or it signifies more than سَدَّ; (M, K;) [i. e. he stopped up by putting one thing upon another; as in building up a doorway or the like;] for الرَّدْمُ is “ that of which one part is put upon another. ” (M.) b2: And رَدَمَ, (S, TA,) inf. n. رَدْمٌ; (TA;) and ↓ ردّم, inf. n. تَرْدِيمٌ; (S, TA;) and ↓ تردّم; (S, K, TA;) He patched, or pieced, a garment, or piece of cloth; or patched, or pieced, it in several places. (S, K, TA.) b3: And رُدِمَ It (anything) was put, and joined, or sewed, one part to another. (TA.) A2: رَدَمَ القَوْسَ, (M,) inf. n. رَدْمٌ, He caused the bow to make a sound, [i. e., to twang,] by pulling the string and then letting it go. (M, K. *) And رُدِمَتِ القَوْسُ The bow was so caused to make a sound. (T, M.) A3: رَدَمَ, aor. ـْ or يَرْدُمُ, with damm, (accord. to different copies of the S, [in one copy رَدُمَ, with damm, which is a mistake,]) inf. n. رُدَامٌ; (S, K; *) or رَدَمَ, said of a camel, and of an ass, aor. ـْ (M,) inf. n. رَدْمٌ, (M, K, *) and رُدَامٌ is the subst.; or رَدَمَ بِهَا, inf. n. رَدْمٌ, used in a general manner; (M;) He broke wind, with a sound. (S, M, K. *) A4: See also 4, in two places.2 رَدَّمَ see 1. b2: [Hence,] ردّم كَلَامَهُ, and ↓ تردّم [i. e. تردّم كلامه] (tropical:) He considered repeatedly his saying, or speech, so as to rectify it, and repair what was defective thereof. (TA.) A2: See also 5.4 أَرْدَمَتِ الحُمّى The fever continued, or was continuous; (T, S, M, K;) as also ↓ رَدَمَت: and in like manner one says of the سَحَاب [or clouds]; and of the وِرْد [or coming to water, or company of men &c. coming to water, &c.]. (K.) Yousay, أَرْدَمَتْ عَلَيْهِ الحُمَّى The fever continued upon him: (M:) did not quit him. (T.) And اردم عَلَيْهِ المَرَضُ The disease clave to him. (M.) b2: أَرْدَمَتِ الشَّجَرَةُ The tree became green after it had become dry; as also ↓ رَدَمَت. (K.) A2: اردم البَعِيرَ He felt the camel, to know if he were fat. (K.) 5 تَرَدَّمَ see 1: b2: and 2. b3: Also تردّم فُلَانًا (tropical:) He sought to find in such a one something that he should be ashamed to expose, or some slip or fault, and obtained a knowledge of the state, or case, in which he was; (K, TA;) as though he imputed some error to him. (TA.) b4: And تردّم القَوْمُ الأَرْضَ (assumed tropical:) The people, or party, consumed, or ate, the pasture (مَرْتَع) of the land time after time [or part after part, app. so as to make the ground appear as though it were patched]. (M.) A2: تردّم also signifies It (a garment, or piece of cloth,) was, or became, old, and worn out, requiring to be patched: (S, K: [see also 8:]) this verb being intrans. as well as trans. (S.) A3: تردّمت, [or تردّمت عَلَى وَلَدِهَا, as seems to be implied in the K,] She (a camel, M) inclined to, or affected, her young one; (M, K;) [perhaps from رَدَمَ القَوْسَ, because of her yearning cry;] as also عَلَى وَلَدِهَا ↓ ردّمت, inf. n. تَرْدِيمٌ. (K.) A4: تردّمت الخُصُومَةُ The contention, or altercation, was, or became, far-extending, and long. (K. [See also 4.]) 8 ارتدم, said of a place, [a door, or a place of entrance, a gap, or breach, and the like, (see 1, first sentence,)] It was, or became, stopped up, or closed. (Msb.) b2: [And app., said of a garment, or piece of cloth, It was, or became, old, and worn out, and patched, or pieced; or patched, or pieced, in several places: see its part. n., مُرْتَدِمٌ: and see also 5.] b3: [Also He put on, or he was, or became, clad with, old and worn-out garments. (Freytag, from the “ Deewán el-Hudhaleeyeen. ”)]

رَدْمٌ is an inf. n. and also a subst. [in the proper sense of this term]: (S, M, TA:) as the latter, i. q. سَدٌّ (S, K *) or سُدٌّ (M) [as meaning A thing intervening between two other things, preventing the passage from one to the other; an obstruction; a barrier; any building with which a place is obstructed]; a meaning erroneously assigned in the B to رَدَمٌ: (TA:) or a thing of which one part is put upon another: (M:) a rampart, or fortified barrier: it is larger than a سدّ; and is [said to be] from ثَوْبٌ مُرَدَّمٌ meaning “ [a garment, or piece of cloth,] having patches upon patches: ” (Bd in xviii. 94:) and signifies also anything having parts put, and joined or sewed, one upon another: (M:) pl. رُدُومٌ. (M, K.) الرَّدْمُ also signifies particularly The rampart (السُّدُّ, M, or السَّدُّ, K) that is between us [meaning the people of the territory of the Muslims] and Yájooj and Májooj [or Gog and Magog]: (M, K, * TA:) mentioned in the Kur xviii. 94. (TA.) and What falls, [and lies in a heap, one part upon another,] of a wall in a state of demolition. (M, K.) A2: Also A sound, (M, K,) in a general sense: (K:) or particularly the sound [or twang] of a bow. (M, K.) b2: And An emission of wind from the anus, with a sound; (M, K;) as also ↓ رُدَامٌ: (S, K:) or this is a subst. from رَدَمَ said of a camel, and of an ass, meaning “ he broke wind with a sound. ” (M.) b3: And, applied to a man, (M,) (assumed tropical:) One in whom is no good; and so ↓ رُدَامٌ, (M, K,) and ↓ مِرْدَامٌ. (K.) رُدَامٌ: see the next preceding paragraph, last two sentences.

رَدُومٌ One who often breaks wind, with a sound: used in this sense by Jereer. (Freytag.)]

رَدِيمٌ An old, and worn-out, garment, or piece of cloth: (T, S, K:) and a garment, or piece of cloth, patched, or pieced; or patched, or pieced, in several places; (S;) and so ↓ مُرَدَّمٌ; (Lth, T, S, K;) like مُلَدَّمٌ: (Lth, T:) or ↓ مُرَدَّمٌ signifies having patches upon patches: (Bd in xviii. 94:) or this last, and ↓ مُرْتَدِمٌ and ↓ مُتَرَدِّمٌ, a garment, or piece of cloth, old, and worn-out, and patched, or pieced, or patched or pieced in several places: (M:) or ↓ مُتَرَدِّمٌ, a garment, or piece of cloth, old, and worn out, requiring to be patched: (S:) the pl. of رَدِيمٌ is رُدُمٌ. (Lth, T, K.) رَدِيمَةٌ [in some copies of the K رَدِيمَانِ, which, as is said in the TA, is a mistranscription,] Two garments, or pieces of cloth, that are sewed together; (M, K;) like what is called لِفَاق; (M, TA;) in the copies of the K, erroneously, لِفَاف: (TA:) pl. رُدُمٌ, (M, K, [in a copy of the M, accord. to the TA, رُدُوم,]) as though the ة [in the sing.] were imagined to be rejected. (M.) حُمَّى مُرْدِمٌ, (S, M,) and سَحَابٌ مُرْدِمٌ, (S,) and وِرْدٌ مُرْدِمٌ, (TA,) [A fever, and clouds, and a coming to water, or a company of men &c. coming to water, &c.,] continuing, or continuous. (S, M, TA.) مُرَدَّمٌ: see رَدِيمٌ, in two places.

مِرْدَامٌ: see رَدْمٌ, last sentence.

مُرْتَدِمٌ: see رَدِيمٌ.

مُتَرَدَّمٌ A place, of a garment, or piece of cloth, that is to be patched, or pieced, (T, S, K,) syn. مُتَرَقَّعٌ; and to be repaired, or mended, syn. مُتَصَلَّحٌ. (T.) 'Antarah says, [commencing his mo'allakah,] هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَآءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ

أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ (T, S, M,) i. e. (assumed tropical:) [Have the poets left any deficiency to be supplied? or,] any discourse to be annexed to other discourse? meaning, they have preceded me in saying, and left no say for a sayer [after them]: (M:) or have the poets left any place to be patched, or pieced, which they have not patched, or pieced, and repaired? meaning, the former has not left for the latter anything respecting which to mould his verses; i. e. poets have preceded me not leaving for me any place that I may patch, or piece, nor any place that I may repair: then he digresses, and says, address-ing himself, [Nay but I have somewhat to say:] hast thou known the abode of thy beloved, 'Ableh, after thy doubting respecting it? (EM pp. 219 — 220.) مُتَرَدِّمٌ: see رَدِيمٌ, in two places.
[ر د م] رَدَمَ البَابَ والثُّلْمَةَ ونَحْوَهُما يَرْدِمُهما رَدْماً: سَدَّهُ، وقِيلَ: الرَّدْمُ أكثُر من السَّدِّ؛ لأنّ الرَّدْمَ: ما جُعِلَ بعضُه على بَعْضٍ، والاسمُ الرَّدْمُ، وجمعُه رُدُومٌ. والرَّدْمُ: السَّدُّ الذي بَيْنَنا وبَيْنَ يَأْجُوجَ ومَأْجُوجَ. وفي التنزيل: {أَجْعَلْ بَيْنكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً} [الكهف: 95] . والرَّدْمُ: ما يَسْقُطُ من الجِدارِ إِذا انْهَدَمَ. وكُلُّ ما لُفِّقَ بعضُه ببعضٍ فقَدْ رُدِمَ. والرَّدِيمَةُ: ثَوْبانِ يُخاطُ بعضُهما ببعضٍ، نحوُ اللَّفاقِ، وهي الرُّدُمُ، على تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ / قال:

(يَرْفُلْنَ بعدَ بِيابِ الخالَ في الرُّدُمِ ... )

وثَوْبٌ مُرَدَّمٌ، ومُرْتَدَمٌ، ومُتَرَدَّمٌ: خَلَقٌ مُرَقَّعٌ، قالَ:

(هَلْ غادَرِ الشُّعَراءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ ... )

أي: من كَلامٍ يُلْصَقُ بعضُه بَبعْض ويُلَفَّقُ، أَي: قد سُبَقُونَا إِلى القَوْلِ، فلم يَدَعُوا مَقالاً لقائِلٍ. وتَرَدَّمَتِ النَّاقَةُ: عَطَفَتْ على وَلَدِها. والرَّدِيمُ: لَقَبُ رَجُلٍ من فُرٍْ سانِ العَرَبِ سُمِّي بذلِكَ لعَظِم خَلْقِه، وكان إِذا وَقَفَ مَوْفَقاً رَدَمَه فلم يُجاوَزْ. وتَرَدَّمَ القَوْمُ الأرْضَ: أَكَلُوا مَرْتَعِها مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ. وأَرْدَمَتْ عليه الحُمَّي، وهي مُرْدِمٌ: دامَتْ. وأَرْدَمَ عليه المَرَضُ: لَزِمَه. ورَدَمَ البَعِيرُ والحِمارُ يَرْدَمُ رَدْماً: ضَرِطَ. والاسمُ الرُّدامُ. وقيل: الرَّدْمُ: الــضُّراطُ عامَّةً. ورَدَمَ بها رَدْماً: ضَرِطَ. والرَّدْمُ: الصَّوْت. وخَصَّ بعضُهم به صَوْتَ القَوْسِ. ورَدَمَ القَوْسَ: صَوَّتَها بالإنْباضِ، قال صَخْرُ الغَيِّ.

(كأَنَّ أُزْبِيَّها إِذا رَدِمَتْ ... هَزْمُ بغاةٍ في إِثْرِ ما فَقَدُوا) رِدَمتْ: صُوِّتَتْ بالإِنْباضِ. ورجلٌ رَدْمَ ورُدَامٌ: لا خَيْرَ فيه. ورَدَمَ الشيءُ يَرْدُمُ رَدْماً: سالَ، هذه عن كُراع. ورواية أَبِي عُبَيْدٍ وثَعْلَبٍ: رَذَم بالذالِ. والرَّدْمُ: موضِعٌ بِتهامَةَ، قال أبو خِراشٍ:

(فكَلاَّ ورَبِّي لا تَعْودِي لِمثْلِه ... عَشِيَّةَ لاقَتْهُ المَنِيَّةُ بالرَّدْمِ ... )

حَذَفَ النُّونَ التي هي علامَة رَفْعِ الفِعْلِ في قَوْلِه: ((تَعُودِي)) للضَّرُورِةَ، ونَظيرُه قولُ الآخَر:

(أَبيتُ أَسْرِي وتَبِيتِي تَدْلُكي ... )

(جِسْمَكِ بالجاديِّ والمِسْكَ الذَّكٍِ ي ... )

وقد تقدَّمَتْ لًَه نظائر، ونَصَب عَشَّيةَ على المَصْدَرِ، أرادَ عَوْدَ عَشِيَّة، ولا يجوزُ أن يَنْتَصبَ على الظَّرْفِ، لتدَافُعِ اجِتْماعِ الاسْتِقْبالِ والمُضِيِّ، لأَنَّ تَعُودِي آتٍ، و ((عَشَّيَةَ لاقَتْه)) : ماضِ، وهذا مَعْنَى قولِ ابنِ جِنِّي. ورَدْمان: قَبِيلَةٌ من العَرَبِ ياليَمَنِ.

: [م ر د] مَرَدَ على الأَمْرِ يَمْرُدُ مُرُوداً، ومَرَادَةُ، فهو مارِدٌ ومَريدٌ، وتَمَرَّدَ: أَقْدَمَ وعَتَا. وتأْوِيلُ المُرُودِ: أن يَبْلغَ الغَايَةَ التيِ يَخْرُجُ بها من جُمْلَة ما عليهِ في ذِلكَ الصِّنْفِ. والمَرِيدُ يكونُ من الجِنِّ والإنْسِ وجِميعِ الحَيَوانِ، وقد اسْتُعْمِلَ ذِلكَ في المَواتِ، فقالُوا: تَمَرَّدَ هذا الشِّقُّ: أي جاوَزَ حَدَّ مِثْلِه، فَجَمْعُ المارِدِ مَرَدَةٌ، وجَمْعُ المَرِيدِ مُرَداءُ. والأَمْرَدُ: الشابُّ الذي طَرَّ شارِبُه ولَمْ تَبْدُ لِحْيَتُه. ومَرِدَ مَرَداً ومُرُودَةً، وَتَمرَّدَ: بَقِي زَماناً ثُمّ الْتَحَى بعدَ ذِلكَ. ورَمْلَةٌ مَرْداءُ: مُنْبَطِحَةٌ لا تُنْبِتُ، والجِمْعُ مَرادٍ، غَلَبَت الصِّفَةُ غَلَبَةَ الأَسْماءِ. والمَرادِي: رِمالٌ بهَجَرَ مَعْرُوفَةٌ، واحِدَتُها مَرْداءٌ، وأُراها سُمِّيِتْ بذلكِ لِقِلَّةِ نَباتِها. قالَ الرّاعِي:

(ومَنْ بالمَرادِي من فَصِيحٍ وأَعْجَمَا ... )

وامْرَأَةُ مَرْداءُ: لا إِسْبَ لَها. وشَجَرَةٌ مَرْداءُ: لا وَرَقَ عليها. وغُصْنٌ أَمْرَدُ كذلك. وقال أبو حَنِيفَة: شَجَرَةٌ مَرْداءُ: ذَهَبَ وَرَقُها اجمعُ. والتَّمْرِيدُ: التَّمْلِيسُ والتَّسْوِيَةُ. وبِناءٌ مُمَرَّدٌ: مُطَوَّلُ. والمارِدُ: المُرْتَفِعُ. والتِّمْرادُ: بَيْتٌ صَغيرٌ يُعْمَلُ لبَيْضِ الحَمامِ. ومَرَدَ الشَّيْءَ: لَينَّه. ومَرَدَ الخُبْزَ والتّمْرَ في الماءِ مَرْداً: أَنْقَعَه، وهو المَرِيدُ، قال النّابِغَةُ:

(ولَمّا أَبَي أَنْ يَنْقُصَ القَوْدُ لَحْمه ... نَزَعْنا المَدِيدَ والمَرِيدَ ليَضْمرُ)

والمَرْدُ: الغَضُّ من ثَمَرِ الأَرِاكِ، وقِيلَ: هو النَّضِيجُ منه، وقِيلَ: المَرْدُ: هَنَواتٌ مِنْهُ حُمْرٌ ضَخَمَةٌ، وأَنْشَدَ أبو حَنيفَةَ:

(كنِانَّيةٌ أَوْتادُ أَطْنابِ بَيْتِها ... أَراكٌ إذا صافَتْ به المرْدُ شقَّحَا)

واحدِتَهُ مَرْدَةٌ. والمَرْدُ: السَّوْقُ الشَّدِيدُ. والمُرْدِيُّ: خَشَبَةٌ يَدْفَعُ بها المَلاَّحُ السَّفِينَةَ. والمَرْدُ: دَفْعَها بالمُرْدِيِّ. وماردٌ: حِصْنٌ مَعْروفٌ، غَزاهُ بعضُ المُلوكٍ فامْتَنَعَ عليه، فقالَ: ((تَمَرَّدَ مارِدٌ، وعَزَّ الأَبْلَقُ)) ، وهما حِصْنانِ بالشامِ. ومُراد: قَبِيلَةٌ من اليَمَنِ، وقِيلَ: الأَصْلُ مِن نِزارٍ. وقَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبِ:

(كسَيْفِ الُمرادِيِّ لا ناكِلا ... جَباناً، ولا جَيْدَرِيّا قَبِيحَا)

قِيلَ: أَرادَ سَيْفَ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ مُلْحْمٍ قاتلِ عَلِيِّ، وقِيلَ: أراد كأَنَّه سَيْفٌ يَمانٍ فِي مَضائِه، فلم يَسْتَقِمْ له الدزنُ فقالَ: ((كسَيْفِ المُرادِيِّ. ومارِدُونُ ومارِدِينَ: موضِعٌ، وفي النَّصْبِ والخَفْضِ: مارِدِينَ.
ردم

(رَدَم البابَ والثُّلمَة يَردِمُه) رَدْمًا: (سَدَّه كُلَّه) ، أَو مدخَله، (أَو ثُلُثَه) ، أَو نَحْو ذَلِك، (أَو هَوَ أَكْثَر من السّدّ) ، لِأَن الرَّدْم مَا جُعِل بعضُه على بعض. (والرَّدْم الاسْمُ) والمَصْدَر جَمِيعًا. وَوَقع فِي البصائر للمُصَنّف: " وَالِاسْم الرَّدَم بالتَّحْريك "، وَهُوَ غَلَط (ج: رُدومٌ) . وَفِي التَّنْزِيل: {أجعَل بَيْنكُم وَبينهمْ ردما} .
(و) الرَّدم (بالتَّسْكِين) ، قد خَالف هُنَا اصطِلاحَه، فَإِن إِطْلَاقه كَانَ كَافِيا للضَّبْط إِذْ لم يُعارِضْ مَا يُخالِفه، ثمَّ إنّ عادتَه أَن يَقُول فِي مِثْل هَذَا: وبالفَتْح، فتأمَّل، (: ة بالبَحْرَيْن. و) أَيْضا: (ع بمَكَّة يُضَاف إِلَى بَنِي جُمح، وَهُوَ لِبَنِي قُراد) كَغُراب. قَالَ أَبُو خِراش:
(فَكَلاَّ وَرَبِّي لَا تَعودِي لمِثْلِه ... عشِيَّةَ لاقَتْه المَنِيَّةُ بالرَّدْمِ) (و) الرَّدْمُ: (مَا يَسْقُط من الجِدار المُتَهَدّم) ، نَقله ابنُ سِيدَه.
(و) الرَّدْمُ: (السَّدُّ) الَّذِي بَيْننَا و (بَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) . وَفِي سِياق المُصنِّف قصورٌ لَا يَخْفَى، وَبِه فُسِّرت الْآيَة. وَفِي الحَدِيث: " فُتِح اليومَ من رَدْم يأجوجَ وَمَأْجُوج مثلُ هَذِه، وعَقَد بِيَدِهِ تِسْعِين ".
(و) الرَّدْمُ: (صَوْتُ القَوْس) ، هَكَذَا خَصَّه بعضٌ، (أَو عَامٌ) فِي كُلّ صَوْت. (و) الرَّدْم: (مَنْ لَا خَيْرَ فِيهِ) من الرِّجال (كالمِرْدَامِ) ، كَمِحْراب.
(و) الرَّدْمُ: (الضَّرِط) ، وَقد رَدَم بهَا رَدْمًا (كالرُّدَام، بالضَّم فِيهِما) . يُقَال: رجل رُدامٌ: لَا خَيْرَ فِيهِ. وَيُقَال: رَدَم البعيرُ والحمارُ يردُم ردْمًا: إِذا ضَرِط، وَالِاسْم الرُّدام. وَفِي الصِّحَاح: رَدَم يَردُم بالضّم رُدامًا.
(و) الرَّدْمُ: (تَصْوِيت القَوْس بالإِنْباضِ) ، قَالَ صَخْر الغَيّ يَصِف قَوْسًا:
(كأنَّ أُزِبيَّها إِذا رُدِمَت ... هَزْمُ بُغاةٍ فِي إِثْر مَا فَقَدُوا)

رُدِمت: صَوَّتَت بالإنباض. وَفِي التَّهذِيب: رُدِمَت. أُنْبِضَ عَنْهَا. والهَزْم: الصَّوتْ.
(و) الرَّدْمُ (بالكَسْرِ: ع) . (وَثَوبٌ مُرْدَّمٌ، كمُعَظَّم: مُرقَّع) ، وَكَذَلِكَ ثوب رَدِيمٌ، كأمير، وَقد رَدَّمه تَرْدِيما ورَدَمه رَدْمًا كَمَا فِي الصِّحَاح.
(و) قيل: ثَوْبٌ رَدِيم (كَأَمِير: خَلَقٌ، ج: كَكُتُب) ، نَقله الجوهريُّ أَيْضا، وَثيَاب رُدُمٌ بِضَمَّتَيْن، قَالَ ساعِدَةُ الهُذَلِيّ:
(يَذرِين دَمْعًا على الأشْفار مُبتَدِرا ... يرفُلْنَ بَعْدَ ثيابِ الخالِ فِي الرُّدْمِ) (وتَردَّمَ) الرجلُ (ثوبَه: رَفَعَه. و) تَردَّم (الثوبُ: اَخْلَقَ واسْتَرْقَع) فَهُوَ مُتَردِّم، يتعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، نَقله الجَوْهَرِيّ.
(والمُتَردَّمُ) على صِيغَة اسْم المَفْعُول: (المَوضِع الَّذِي يُرقَّع مِنْهُ) . وأنشدَ الجَوْهَرِيّ لعَنْتَرَةَ:
(هَل غادَرَ الشُّعراءُ من مُتَردَّمِ ... أم هَل عَرفتَ الدَّارِ بعد تَوَهُّمِ)

أَي مُسْتَصْلَح. يُقَال: ثوب مُتردَّم أَي: خَلَق مُرقَّع. وَقَالَ ابنُ سِيده: أَي مِنْ كَلامٍ يَلْصَقُ بعضُه بِبَعْض ويُلَبَّق أَي: قد سَبَقُونا إِلَى القَوْل فَلم يَدعُوا مَقالاً لِقائل.
(و) تَردَّمَت (الخُصومَةُ) : بَعُدَت وطَالَت.
(و) من المَجاز: تَرَدَّم فُلانًا) إِذا (تَعَقَّبَه واطَّلَع على مَا هُو فِيهِ) ، كأَنّه ضَلَّلَه.
(وأَردَمَتِ السَّحابُ والوِرْدُ والحُمَّى: دَامَت) فَلم تُفارِق، يُقَال: سَحاب مَردِم، وَوِرْد مُردِمٌ، وحُمَّى مُردِم، نَقله الجَوْهَرِيُّ.
(و) أردَمَتِ (الشَّجَرة: اخْضَرَّت بعد يُبُوسَتِها، كَرَدَمَت فِيهِما) أَي: فِي الشِّجَرة والحُمَّى.
(و) أردَمَ (البَعِيرَ: غَمزَه) .
(ومحمدُ بنُ يُوسُفَ بن ردام ككتاب: مُحدّث) بُخاريّ، ذكره غُنْجَارٌ فِي تَارِيخ بُخارى.
(والأردُمُ: المَلاَّح الحَاذق ج: أَردَمُون) . أنشدَ ابنُ الأعرابيَ فِي صِفَة نَاقَة:
(وتَهْفُوا بهادٍ لَهَا مَيْلَع ... كَمَا أَقْحَم القادِسَ الأَردَمُونَا)

(والرِّدْمَة، بالكَسْر: مَا يَبْقَى فِي) أَسْفَل (الجُلَّة) من التَّمر يكون نِصْفَها أَو ثُلُثَها. قُلتُ: والصَّوابُ أَنَّه بالزَّاي كَمَا سَيَأْتِي.
(وردَّمَت) ، الناقةُ (على وَلَدِها تَرْدِيمًا وتَردَّمَت) : إِذا (تَعَطَّفَت) .
(والرَّدِيمَان) هَكَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب: والرَّدِيمَة كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكَم: (ثَوْبان يُخاطُ بَعْضُهما بِبَعْض نَحْو اللّفاف) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّواب نَحْو اللفاق (ج) رُدُمٌ (كَكُتُب) ، كَسَفِينة وسُفُن، وَالَّذِي فِي الْمُحكم: وَهِي الرَّدُوم، على تَوَهُّم طَرْح الهَاءِ.
(ورَدْمانُ: ع باليَمَن) . قُلتُ: وَهُوَ من حُصُون الحَيْمَة، وَقد خَرِب.
(و) رَدْمانُ (بنُ ناجِيَة وابنُ وَائِلٍ وابنُ رُعَيْن: آباءُ قَبائِل) ، وَمن الأخِيرة خَارِجَة بن عَوَّالٍ الرَّدْمانيّ، شَهِد فتح مصر، وَقد ذكره المُصَنّف فِي ع ول، وَإِسْمَاعِيل بن المنتظر بن إِسْمَاعِيل الرَّدمانيّ مَوْلَاهُم الحِمصِيّ، وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ، ذكره ابْن يُونُس.
(و) الرَّدِيمُ (كَأَمِير) : لَقَب رجل (من فُرْسانِهم، سُمِّي) بِذلِك (لِعَظَم خَلْقِه) ، وَكَانَ إِذا وَقَف موقِفًا رَدَمه فَلم يُجاوِز.
(ودارَةُ المَرْدَمَةِ لِبَنِي مَالِك بنِ رَبِيعة) ، وَقد ذُكِرت فِي الدَّارات.
(ورَدَم الشيءُ) يَرْدُم ردمًا: (سَالَ) ، وَهَذِه عَن كُراع، ورِواية أَبِي عُبَيْدة وثَعْلب: رَذَم بالذّال الْمُعْجَمَة، وعله اقْتَصَر الجوهريُّ كَمَا سَيَأْتِي.
[] ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
كل مَا لُفِّق بعضُه بِبَعْض فقد رُدِم، وثوب مُردَّم ومُرْتَدَم ومُتَردَّم ومُلَدَّم: خَلَقٌ مُرقَّ، كَذَا فِي المُحْكم.
وتَردَّمَ القَومُ الأرضَ: أكلُوا مرتَعَها مَرَّةً بعد مَرَّة. وردم كَلَامه وتَردَّمه: تَعقَّبه حَتَّى أَصلَحه، وسَدَّ خَلَله، وَهُوَ مجَاز.
وأَردَمَ عَلَيْهِ المرضُ: لَزِمه وَيَوْم الرَّدْم: من أَيَّامهم قُتِل فِيهِ حُصَيْنٌ ذُو الغُصَّة والمُثَلَّمُ بنُ قَيْس. ورَدْمانُ بنُ الغَوْث: قِبيلَة من حِمْير.

نبج

نبج


نَبَجَ(n. ac. نُبَاْج
نَبِيْج)
a. Cried out; barked.
b. Suppurated.

أَنْبَجَa. Faltered, stammered.
b. Sat on a mound.

تَنَبَّجَإِنْتَبَجَa. Swelled (bone).
نَبْجa. Papyrus; tow, oakum.

نَبَجَة
(pl.
نَبَاْج)
a. Mound, hillock, knoll.

نُبُجa. Corn-sacks.

أَنْبَجُa. A certain fruit.

أَنْبِجa. see 14
مِنْبَجa. Promise-breaker.

نَاْبِجَةa. see 25 (a)b. Evil.

نِبَاْج
نُبَاْجa. Barking.
b. Rumbling.

نُبَاْجِيّa. see 28 (b)
نَبِيْجa. Frothed milk.
b. see 23 (a)
نَبَّاْجa. Vociferous.
b. Loud-barking (dog).
c. Spatula.

نَبَّاْجَةa. Anus.
b. see 28 (c)
نَبْجَاْنُa. Commination; threatening.

N. P.
نَبڤجَa. see 25 (a)
إِنْبِجَات
a. Medicaments &c.

أَنَْبَجَان
a. Sour dough.

أَنْبَجَانِيّ
a. Mess of crumbled bread.

كِسَآء مَنْبَجَانِيّ
كِسَآء أَنْبَجَانِيّ
a. A coarse woollen garment.
نبج: انبج وانبج: انظر ابن البيطار (1: 95).
(نبج)
نبجا ارْتَفع وَيُقَال نبج الْجرْح ونبج الْعظم تورم وصوته نبيجا اشْتَدَّ يُقَال رجل نابج الصَّوْت
(ن ب ج) : (كِسَاءٌ أَنْبَجَانِيٌّ) وَمَنْبَجَانِيٌّ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكِلَاهُمَا مَنْسُوبٌ إلَى مَنْبِجَ بِكَسْرِ الْبَاءِ مَوْضِعٌ بِالشَّامِ.
ن ب ج: (مَنْبِجٌ) كَمَجْلِسٍ اسْمُ مَوْضِعٍ وَالنِّسْبَةُ إِلَيْهِ (مَنْبَجَانِيٌّ) بِفَتْحِ الْبَاءِ. 
ن ب ج

إنه لنفاج نباج: ليس معه إلا الكلام، وكذبت نباجته: استه. وعنده الأنبجات: الأشياء التي تربب بالعسل كالإهليلج والأترج وهي من الأنبج وهو حمل شجر يكون بالهند على خلقة الخوخ ولبابه كلبابه يربب بالعسل.
نبج: يُقال للإِنْسَانِ المُتَكَلِّمِ: نَبّاجٌ. والأنْبَجُ: حَمْلُ شَجَرَةٍ تكونُ بالهِنْدِ تُرَبَّبُ بالعَسَلِ. وثَرِيْدٌ أنْبَجَانِيٍّ: إذا كانَتْ له سُخُونَةٌ. والنَّبِيْجُ: اللَّبَنُ الذي نُبِجَ بالنَّبّاجَةِ وهو شِبْهُ مِجْدَحٍ يكونُ من شَعْرٍ يُخاضُ به اللَّبَنُ. والنَّبْجَةُ من الوَرَمِ: نَحْوَ النَّبْجَةِ، وقد تَنَبَّجَ العَظْمُ وانْتَبَجَ. ورَجُلٌ نَبّاجٌ: ضَخْمُ الجَنْبَيْنِ جافِ. وقيل: هو الــضَّرّاطُ. والنّابِجَةُ: الدّاهِيَةُ. وكَذَيَتْ نَبّاجَتُه: أي اسْتُه. ونُبَاحُ الكَلْبِ ونَبِيْجُه بالجِيم: في مَعْنى النُّبَاحِ. والنَّبَجَانُ: الوَعِيْدُ. وكِسَاءٌ أنْبَجَانيٌّ ومَنْبَجَانيٌّ: مَنْسُوبٌ إلى مَنْبجَ.
[نبج] النباج: الشديد الصوت. وقال:

بأستاه نباجين شنج السواعد * ويقال أيضاً للضخم الصَوت من الكلاب: إنَّه لَنَبَّاجٌ. والنَبَّاجَةُ: الاسْتُ. يقال: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك، إذا حَبَقَ. والنُباجُ بالضم: الرُدامُ. ونُباجُ الكَلْبِ ونَبيجُه: لغة في النُباحِ والنَبيحِ. وكَلْبٌ نباجى بالضم: ضخم الصوت، عن اللحيانى. والنباج بالكسر: قرية بالبادية أحياها عبد الله بن عامر. والانبجات، بكسر الباء: المرببات من الادوية، وأظنه معربا. ومنبج: اسم موضع، فإذا نسبت إليه فتحت الباء قلت: كساء منبجانى، أخرجوه مخرج مخبراني ومنظرانى. وعجين أنبجان، أي مدرك منتفخ. ولم يأت على هذا البناء إلا حرفان: يوم أرونان، وعجين أنبجان. وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء معجمة، وسماعى بالجيم عن أبى سعيد وأبى الغوث وغيرهما.

نبج

1 نَبَجَ, aor. ـُ inf. n. نَبِيجٌ, He uttered a loud, or vehement voice, or cry. (TA.) b2: نَبَجَ, inf. n. نَبْجٌ, Pepedit, certo modo: (TA:) inf. n. نُبَاجٌ, crepitum ventris emisit; pepedit. (S, K.) b3: نَبَجَ, inf. n. نَبَاجٌ and نَبِيجٌ, He (a dog) barked; i. q. نَبَحَ. (S, K.) A2: نَبَجَ He mixed up, or beat up, fresh milk, with a نَبَّاجَة, until it became froth, in which state it is eaten with dates, taken up with three fingers. Only the Benoo-Asad did this. (IKh.) b2: نَبَجَ He mixed up سَوِيق &c. (TA.) نَبِيجٌ and ↓ مَنْبُوجٌ Milk mixed up, or beaten up, in the manner explained voce نَبَجَ. (IKh.) b2: نَبِيجٌ and ↓ نَابِجَةٌ A kind of food of the Arabs in the time of paganism, (in seasons of dearth, or famine, TA,) made by mixing up, and beating up, soft camel's hair (وَبَر) with milk. (K.) نَبَّاجٌ Loud, or vehement, in voice, or cry. (S, K.) b2: نَبَّاجٌ and ↓ نُبَاجِىٌّ A dog that barks much; (K;) a loud-barking dog. (S.) [See نَبَّاحٌ.]

A2: نَبَّاجٌ [The wooden implement called] a مِجْدَح, for [mixing up] سَوِيق (K) &c.; (TA;) also called مِخْوَضٌ and مِزْهَفٌ. (El-Mufaddal.) [See also نَبَّاجَةٌ.]

النَّبَّاجَةُ The anus; syn. الإِسْتُ. (S, K.) b2: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُهُ Pepedit. (S.) b3: نَبَّاجَةٌ A wooden implement at the end of which is a thing resembling a فَلْكَة [or the round head of a spindle], with which fresh milk is mixed up, or beaten up, in the manner explained voce نَبَجَ. (IKh.) [See also نَبَّاجٌ.]

نُبَاجِىٌّ: see نَبَّاجٌ.

نَابِجَةٌ: see نَبِيجٌ.

أَنْبَجٌ and ↓ أَنْبِجٌ The fruit of a certain Indian tree, (K,) which is preserved, or made into a confection, with honey; in form like the peach, with the head edged (مُحَرَّف); [but this seems rather to apply to a kind mentioned below, resembling the almond;] it is brought to El-'Irák; and has within it a stone like that of the peach: (L:) an arabicized word, from [the Persian] أَنْبْ [or أَنَبْ]. (K.) b2: Hence ↓ أَنْبِجَاتٌ, (L,) with kesreh to the ب, Medical confections: app. an arabicized word: (S:) or confections, or preserves, made with honey, of the أُتْرُجّ and إِهْلِيلَج and the like. (L.) b3: Accord. to AHn, انبج is the name of Certain trees abounding in Arabia, in the districts of 'Omán; planted; they are of two kinds; one of these has a fruit resembling the almond, which is sweet from the commencement of its growth; the other has a fruit in appearance like the Damask plum (إِجَّاص), is at first sour, and then becomes sweet when ripe: each has a stone, and has a sweet odour: the fruit of the sour kind is pressed down in jars, or earthern pots, [حِبَاب: so I read for جباب:] while fresh, and kept until it attains to a ripe state, when it becomes as though it were the banana, in its odour and taste: the tree grows great so as to become like the walnut (جَوْز), which it resembles also in its leaves: and when it attains to perfection, the sweet [fruit] is yellow; and the bitter, [or sour,] red. (L.) أَنْبِجٌ: see أَنْبَجٌ.

أَنْبَجَانٌ Dough that has become in a state of fermentation, and inflated, or swollen, (S, K,) and sour: (TA:) in some books written with خ; but heard from the Arabs with ج, accord. to Aboo-Sa'eed and Abu-l-Ghowth and others: (S:) there is no word like it except أَرْوَنَانٌ. (S, K.) أَنْبَجَانِىٌّ: see مَنْبَجَانِىٌّ. b2: Also, A mess of broken, or crumbled, bread, (ثَرِيد,) in which is [some degree of] heat. (K.) كِسَآءٌ مَنْبَجَانِىٌّ, (S, K,) the latter word being formed after the manner of مَخْبَرَانِىٌّ and مَنْظَرَانِىٌّ, (S,) and ↓ أَنْبَجَانِىٌّ, rel. ns. of مَنْبِجٌ, each with fet-hah to the ب, contr. to analogy, (K,) the latter disallowed by IKt, but occurring in a trad. and in poetry, and not to be disallowed because contr. to analogy, since there are many such rel. ns., as مَرْوَزِىٌّ and رَازِىٌّ &c., (TA,) A certain kind of كساء, so called in relation to a place named مَنْبِجٌ: (S, K, &c.:) or كساء أَنْبَجَانِىٌّ, and أَنْبِجَانِىٌّ, which latter form is related by IAth as the one retained in the memory, a certain kind of كساء, so called in relation to a place named انبجان; of wool, having a nap, or pile, without a border; one of the meanest kinds of coarse garments: its ا, accord. to some, is an augmentative letter. (TA.) مَنْبُوجٌ: see نَبِيجٌ.

نبج: النبَّاجُ: الشديدُ الصَّوت. ورجل نَبَّاجٌ. ونَبَّاحٌ: شديدُ

الصَّوت، جافي الكلام. وقد نَبَج يَنْبِجُ نَبيجاً؛ قال الشاعر:

بأَسْتاهِ نَبَّاجِينَ شُنْجِ السَّواعد

ويقال أَيضاً للضَّخْم الصوتِ من الكِلاب؛ إِنه لَنَبَّاجٌ ونُباجُ

الكلب ونَبِيجُه ونَبْْجُه، لغة في النُّباح. وكلْبٌ نُبَاجِيٌّ: ضَخْم

الصوت؛ عن اللحياني. وإِنه لشديد النُّباجِ والنُّباحِ.

وأَنْبَجَ الرجلُ إِذا خَلَّطَ في كلامه.

والنَّبَّاجُ: المتكلم بالحُمْق. والنبَّاجُ: الكَذَّابُ، هذه عن كراع.

والنَّبْج: ضَرْبٌ من الضَّرْطِ.

والنَّبَّاجة: الاسْتُ؛ يقال: كَذَبَتْ نَبَّاجَتُك إِذا حَبَق.

والنُّباجُ، بالضم: الرُّدامُ.

ونَبَجَت القَبَجَةُ، وهو دخيلٌ، إِذا خرجت من جُحْرها.

قال أَبو تراب: سأَلت مُبْتَكراً عن النُّباج، فقال: لا أَعْرِفُ

النُّباج إِلا الــضُّراطَ.

والأَنْبِجاتُ، بكسر الباء: للمُرَببَّاتُ من الأَدْوية؛ قال الجوهري:

أَظنُّه مُعَرَّباً.

والنَّبْج: نبات.

والأَنْبَجُ: حَمْل شَجَرٍ بالهِنْد يُرَبَّبُ بالعسل على خِلْقة

الخَوْخِ مُحَرَّف الرأْس، يُجْلَب إِلى العراق في جَوفهِ نَوَاةٌ كنواة

الخَوْخ، فمن ذلك اشتقوا اسمَ الأَنْبِجَاتِ التي تُربَّبُ بالعسل من

الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَج ونحوه؛ قال أَبو حنيفة: شجر الأَنْبَج كثير بأَرْض العرب

من نواحي عُمان، يُغْرَس غَرْساً، وهو لونان: أَحدُهما ثمرَتُه في مثل

هيئة اللَّوز لا يزال حُلْواً من أَوَّلِ نباته، وآخَرُ في هيئة

الإِجَّاصِ يبدو حامِضاً ثم يَحْلو إِذا أَيْنَع، ولهما جميعاً عَجْمة وريحٌ

طيِّبة ويُكْبس الحامِضُ منهما، وهو غَضٌّ في الجِباب حتى يُدْرِك فيكون كأَنه

المَوْز في رائحته وطَعْمه، ويَعْظُم شجَرُه حتى يكونَ كشَجَرِ

الجَوْزِ، وورَقهُ كوَرَقهِ، وإِذا أَدْرَك فالحُلْو منه أَصْفَر والمُزُّ منه

أَحمر.

أَبو عمرو: النَّابِجَةُ والنَّبِيجُ كان من أَطْعِمة العَرَب في زمن

المَجاعة، يُخَاضُ الوَبَرُ باللبن ويُجْدَح؛ قال الجعدي يذكر نساء:

تَرَكْنَ بَطالَةً، وأَخَذْنَ جِذًّا،

وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيج

ابن الأَعرابي: الجِذُّ والمِجَذُّ طَرَفُ المِرْوَدِ؛ قال المفضل:

العرب تقول للمِخْوَضِ المِجْدَحَ والمِزْهَفَ والنَّبَّاجَ.

ونَبَجَ إِذا خاضَ سَويقاً أَو غيره.

ومَنْبِجٌ: مَوْضِعٌ؛ قال سيبويه: الميم في مَنْبِجٍ زائدة بمنزلة

الأَلف لأَنها إِنما كثُرت مزيدة أَولاَّ، فموضع زيادتها كموضع الأَلف،

وكثرتها ككثرتها إِذا كانت أَوَّلاً في الاسم والصفة، فإِذا نسبت إِليه فتحت

الباء، قلت: كِساءٌ مَنْبَجَانيٌّ، أَخرجوه مُخْرَجَ مَخْبرانيّ

ومَنظرانيّ؛ قال ابن سيده: كساء مَنْبَجاني منسوب إِليه، على غير قياس.

وعَجِينٌ أَنْبَجانٌ أَي مُدْرِكٌ مُنْتَفِخٌ

(* قوله «منتفخ» هو في

الأصل بالخاء والجيم وعليه لفظ معاً اهـ.)، ولم يأْت على هذا البناء إِلا

حرفان: يومُ أَرْوَنانٍ

(* قوله «يوم أَروتان» في مادة رون من القاموس ويوم

أَرونان مضافاً ومنعوتاً صعب وسهل ضد. اهـ.) وعجين أَنبجان؛ قال

الجوهري: وهذا الحرف في بعض الكتب بالخاء المعجمة، قال: وسماعي بالجيم عن أَبي

سعيد وأَبي الغوث وغيرهما.

ابن الأَعرابي: أَنْبَجَ الرجلُ جلس على النِّباج، وهي الإِكام

العاليةُ؛ وقال أَبو عمرو: نَبَجَ إِذا قعد على النَّبَجةِ، وهي

الأَكَمَةُ.والنُّبُجُ: الغَرَائِرُ السُّودُ. النِّباجُ وهما نِباجانِ

(* قوله

«النباج وهما إلخ» كذا بالأصل ولعله والنباج نباجان.): نِباجُ ثَيْتَلَ،

ونِباجُ ابن عامرٍ. الجوهري: والنِّباجُ قَرية بالبادية أَحياها عبدُ اللهِ

بنُ عامر. الأَزهري: وفي بلاد العرب نِباجانِ، أَحدهما على طريق البصرة،

يقال له نِباجُ بني عامرٍ وهو بِحذاء فَيْدَ، والنِّباجُ الآخرُ نِباجُ

بني سعد بالقَرْيَتَيْن.

وفي الحديث: ائْتُوني بِأَنْبِجانيَّةِ أَبي جَهمِ؛ قال ابن الأَثير:

المحفوظ بكسر الباء، ويُروى بفتحها. يقال: كساء أَنْبِجانيٌّ، منسوب إِلى

مَنْبِج المدينة المعروفة، وهي مكسورة الباء، ففتحت في النسب وأُبدلت

الميم همزة، وقيل: إِنها منسوبة إِلى موضع اسمه أَنْبِجان، وهو أَشبه لأَن

الأَوّل فيه تعسف، وهو كساء يُتخذ من الصوف له خَمْلٌ ولا عَلَم له، وهي من

أَدون الثياب الغليظة، وإِنما بعث الخميصة إِلى أَبي جهم لأَنه كان

أَهْدَى للنبي، صلى الله عليه وسلم، الخَمِيصَةَ ذَاتَ الأَعْلام، فلما شغلته

في الصلاة قال: رُدُّوها عليه وائْتُوني بأَنْبِجانِيَّتِه، وإِنما

طَلَبها لئلا يُؤَثِّر رَدُّ الهديَّةِ في قلبه؛ قال: والهمزة فيها زائدة في

قول.

نبج
: (النَّبّاج: الشَّديدُ الصَّوْتِ) ، وَقد نَبَجَ يَنْبِج نَبيجاً. (و) نَبَجَ، إِذا خَاضَ سَوِيقاً أَو غيرَه. قَال المفضَّل: الْعَرَب تَقول للمِخْوَض (المِجْدَحُ) والمِزْهَف والنَّبَّاجُ، (للسَّوِيق) وغيرِه. وَفِي (كتاب لَيْسَ) لِابْنِ خالَوَيْه، يُقَال: نَبَجْتُ اللَّبَنَ الحَليبَ: إِذا جَدَحْتَه بعُودٍ فِي طَرَفِه شِبْهُ فَلْكَةٍ حَتَّى يُكَرْفِيء ويَصير ثُمالاً فيُؤكَل بِهِ التَّمْرُ يُجْتَحف اجْتِحافاً. قَالَ: وَلَا يَفعل ذالك أَحدٌ من الْعَرَب إِلاَّ بَنو أَسد. يُقَال: لَبَنٌ نَبيجٌ ومَنبوحٌ، وَاسم مَا يُنْبَجُ بِهِ النَّبَّاجةُ.
(و) النَّبَّاجة: (بهاءٍ: الاسْتُ) . والنَّبْج: ضَرْبٌ من الضَّرْط. يُقَال: كَذَبَتْ نَبّاجَتُك، إِذا حَبَقَ.
(و) النِّبَاجُ (ككِتَابٍ: ة، بالبادية) على طريقِ البَصْرَةِ، يُقَال لَهُ نِبَاجُ بني عامِر بنِ كُرَيزٍ، وَهُوَ بحِذاءِ فَيْدِ. وَفِي (المعجم) : قَالَ أَبو عُبيدِ الله السَّكونِيّ: النِّبَاجُ: من البَصرة على عشرةِ مَراحلَ، بِهِ يومٌ من أَيّام العَرب مشهورٌ، لتميم على بكرِ بنِ وائلٍ. قَالَ: والنِّبَاجُ هاذا كُرَيزٍ، شَقَّقَ فِيهِ عُيوناً، وغَرَس نَخْلاً. ووَلَدُه بِهِ، وساكَنَه رَهْطُه بن كُرَيزٍ وَمن انضَمَّ إِليهم من العَرب، ومِنَ وراءِ النِّبَاجِ رِمالٌ أَقْوَازٌ صِغَارٌ يَمْنةً ويَسْرةً على الطَّريق، والمَحَجَّة فِيهَا أَحياناً لمَنْ يُصعِدُ إِلى مَكَّة رَمْلٌ وقِيعانٌ، مِنْهَا قاعُ بَوْلاَنَ والقَضيم. قَالَ أَعرابيّ:
أَلاَ حَبَّذَا رِيحُ الأَلاءِ إِذا سَرَتْ
بِهِ بعد تَهْتانٍ رِياحٌ جَنائِبُ
أَهُمُّ بُبغْضِ الرَّملِ ثُمَّتَ إِنَّني
إِلى الله مِن أَن أُبْغَضَ الرَّملَ تائبُ
وإِني لَمَقْدورٌ ليَ الشَّوْقُ كُلَّما
بَدَا ليَ مِن نَخْلِ النِّباجِ العَصائبُ
(مِنْهَا الزّاهِدانِ: يَزيدُ بنَ سَعيدٍ) سمِع مالكَ بنَ دِينارٍ، وَعنهُ رَجاءُ بنُ محمَّدِ بنِ رَجاءٍ البَصْريّ، ذكرَه ابنُ الأَثير؛ (و) أَبو عبد الله (سَعيدُ بنُ بُرَيدٍ، كزُبَير) ، ذكرَه الأَمير. (و: ة، أَخرَى) ، وتُعرَف بِنِبَاج بني سَعْدٍ بالقَرْيَتينِ، بَينه وَبَين اليَمامةِ غِبّانِ لبكر بن وَائِل، والغِبّ: مَسيرةُ يَوْمَينِ. وقولُ البُخْتَريّ:
إِذا جُزْتَ صَحراءَ النِّباجِ مُغرِّباً
وجَازَتْك بَطْحاءُ السَّواجِيرِ يَا سَعْدُ
فقُلْ لِبَني الضَّحّاكِ مَهْلاً فإِنّني
أَنا الأُفْعُوانُ الصِّلُّ والصِّيْغَمُ الوَرْدُ
قَالَ فِي (المعجم) : السَّواجِيرُ: نَهْرُ مَنْبِجَ، فيقتَضِي ذالك أَن يكون النِّبَاجُ بالقُرْب مِنْهَا، وَيبعد أَن يُريدَ نِبَاجَ البَصْرةِ، وَبَين مَنْبِجَ وَبَينهَا أَكثرُ من مَسيرةِ شَهرينِ.
(و) النُّبَاجُ: (كغُرَابٍ: الرُّدامُ) . قَالَ أَبو تُرابٍ: سأَلت مُبتكِراً عَن النّبَاج، فَقَالَ: لَا أَعرِف النُّبَاجَ إِلا الــضُّراطَ.
(ونُبَاجُ الكَلْبِ ونَبِيجُه: نُباحُه) ، لُغة فِيهِ.
(و) يُقَال: (كَلْبٌ نَبّاجٌ) ، بِالتَّشْدِيدِ (ونُبَاجِيّ) بالضّمّ: (نَبَّاحٌ) ضَخْمُ الصَّوْتِ؛ عَن اللِّحيانيّ.
(وَمَنْبِجُ كمَجْلِس: ع) ، قَالَ اليَعقوبيّ: من كُوَرِ قِنِّسْرِينَ. وَقَالَ غَيره: بعُمانَ. وَفِي (المعجم) : هُوَ بلدٌ قديمٌ، وَمَا أَظنُّه إِلاّ رُوميًّا، إِلاّ أَن اشتقاقه فِي العربيّة يُجَوِّز أَن يكون من أَشياءَ، فذَكَرها. وَذكر بعضُهم أَنّ أَوّل مَن بناها كِسْرَى لمّا غلَب على الشَّام، وسمّاها (مَنْ بَه) أَي أَنا أَجود، فعُرِّبت. والرَّشيد أَوّلُ من أَفْردَ العَواصِمَ، وجعلَ مدَينتهَا مَنْبِج، وأَسْكَنها عبدَ الْملك بنَ صالحِ بن عليّ بن عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ. وَقَالَ بطليموس: بَينهَا وَبَين حَلَبَ عَشْرَةُ فَراسِخَ، وإِلى الفراتِ ثَلاثةُ فراسِخَ. وبخطّ ابْن العَطَّار: مَنْبِجُ بَلْدَةُ البُحتُريّ وأَبي فِراسٍ.
ويُنسَب إِلَيْهَا جَماعةٌ: عُمَرُ بنُ سَعيدِ بن أَحمدَ بنِ سِنانٍ أَبو بَكرٍ الطائيّ وأَبو الْقَاسِم عَبْدانُ بنُ حُمَيدِ بن رَشِيدٍ الطائيّ، وأَبو العبّاس عبدُ الله بن عبد المَلك بن أَبي الإِصبع المَنبِجِيُّون، مُحدِّثون؛ كَذَا فِي (المعجم) . (و) فِي (الصّحاح) و (اللِّسَان) : قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْمِيم فِي مَنْبِجَ زائدةٌ بمنزلةِ الأَلفِ، لأَنّها إنّما كَثْرَتْ مَزيدةً أَوّلاً، فمَوضِعُ زيادتِها كمَوضع الأَلف، وكَثْرتُها، إِذا كَانَت أَوَّلاً فِي الِاسْم وَالصّفة. فَإِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ فتحت الباءَ، قلت: (كِساءٌ مَنْبَجانيّ) ، أَخرجوه مُخْرَج مَخْبَرَانيّ ومَنْظَرانيّ. (و) زَاد المصنّف (أَنْبَجانيّ، بفَتحِ بائِهما، نِسبةٌ) إِلَى مَنْبِجَ (على غيرِ قياسٍ) ، وَمثله فِي كتاب (الْمُحِيط) . وَقَالَ ابنُ قُتَيبة فِي أَدب الكاتبِ: كساءٌ مَنْجَانيٌّ، وَلَا يُقَال: أَنْبَجانيّ، لأَنه أُخْرِجَ مُخْرَجَ مَنْظَرانِيّ ومَخْبَرَانِيّ. قَالَ ياقوت قَالَ أَبو محمَد البَطَلْيَوْسيّ فِي تَفْسِيره لهاذا الْكتاب: قد قيل أَنَبجانيّ وَجَاء ذالك فِي بعض الحَدِيث. وَقد أَنشد أَبو العبّاس مُبرّد فِي الْكَامِل فِي وصف لحية:
كالأَنْبَجانيّ مَصْقولاً عَوارِضُها
سَوْدَاءَ فِي لِينِ خَدِّ الغَادَةِ الرُّودِ
وَلم يُنكر ذَلِك. وَلَيْسَ مَجيئُه مُخَالفا لِلَفْظ مَنْبِجَ ممّا يُبْطِل أَن يكون مَنسوباً إِلَيْهَا، لأَنّ المنسوبَ يَرِدُ خَارِجا عَن الْقيَاس كثيرا كَمرْوَزِيّ ودَرَا وَرْدِيّ ورازِيّ. قلت: دَرَاوَرْديّ مَنْسُوب إِلَى دَارَابْجِرْد. والْحَدِيث الَّذِي أَشار إِلَيْهِ هُوَ (ائْتُونِي بأَنْبَجَانِيّةِ أَبي جَهْمٍ) . قَالَ ابنُ الأَثير: الْمَحْفُوظ بِكَسْر الباءِ ويُروَى بفتْحها. يُقَال: كساءٌ أَنْبَجانيّ منسوبٌ إِلَى مَنْبِجَ، فُتِحت الباءُ فِي النّسب، وأُبدِلت الميمُ هَمزةً، وَقيل منسوبةٌ إِلَى مَوضعٍ اسْمه أَنْبِجَان، وَهُوَ أَشْبَهُ، لأَنّ الأَوّل فِيهِ تَعسُّفٌ، وَهُوَ كِساءٌ من الصُّوف لَهُ خَمْلٌ وَلَا عَلَمَ لَهُ، وَهِي من أَدْوَنِ الثِّيابِ الغَليظةِ. قَالَ: والهَمزةُ فِيهَا زائدةٌ، فِي قَول. انْتهى.
(و) يُقَال أَيضاً: (ثَرِيدٌ أَنْبَجانيّ) بِفَتْح الباءِ: أَي (بِهِ سُخونةٌ) .
(و) يُقَال: (عَجِينٌ أَنْبَجَانٌ) ، بِفَتْح الباءِ: أَي (مُدْرِكٌ مُنتِفخٌ) حامِضٌ. قَالَ: الجوهريّ: وهاذا الْحَرْف فِي بعض الْكتب الخاءِ مُعْجمَة، وسماعي بِالْجِيم عَن أَبي سعيدٍ وأَبي الغَوث وَغَيرهمَا. (وَمَا لَها أَختٌ سِوَى أَرْوَنَانٍ) ، يُقَال: يَوْمٌ أَرْوَنَانٌ؛ وسيأَتي.
(و) المِنْبَجُ (كمِنْبَرٍ: المُعْطِي بِلسانِه مَا لَا يَفعلُه) .
(و) قَالَ أَبو عَمْرٍ و: نَبَجَ: إِذا قَعَد على (النَّبَجَة) ، وَهِي (مُحرَّكةً: الأَكمَةُ) ، وَمِنْهُم مَن جعلَ مَنْبِجاً مَوضِعاً من هَذَا قِيَاسا صَحِيحا، ورُدّ بأَنّها على بَسيط من الأَرضِ لَا أَكَمةَ فِيهِ.
(والنابِجَة: الدَّاهِيَةُ) ، والصَّواب أَنه البائِجة، وَقد تقدّم فِي الموحَّدة، فَإِنِّي لم أَجِدْها فِي الأَمَّهات فتَصحَّف على المصنّف. (و) عَن أَبي عمرٍ و: هُوَ (طعامٌ جاهلِيٌّ كَانَ) يُتَّخذ فِي أَيّاتم المَجاعةِ (يُخاضُ الوَبَرُ باللَّبَن فيُجْدَحُ) ويُؤكَل (كالنَّبِيج) . قَالَ الجَعْديّ يَذكر نسَاء:
تَرَكْنَ بَطَالةً وأَخَذْنَ جِذًّا
وأَلْقَيْنَ المَكاحِلَ للنَّبيجِ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: الجِذّ: طَرَفُ المِرْوَدِ.
(والأَنْبَجُ، كأْحمَدَ، وتُكْسَر باؤه: ثَمَرةُ شَجرةٍ هِنديةّ) يُربَّب بالعَسَل، على حِلْقَةِ الخَوْخِ، مُحرَّفُ الرأَسِ، يُجلَب إِلَى الْعرَاق، فِي جَوْفِه نَواةٌ كنَواةِ الخَوْخِ فَمن ذالك اشتَقُّوا اسمَ الأَنْبجات الّتي تُربَّب بالعَسل من الأُتْرُجّ والإِهْلِيلَجِ ونحوِه؛ كَذَا فِي (اللِّسَان) و (الأَساس) ، وَهُوَ (مُعرَّب أَنْبَ) . قل أَبو حنيفةَ: شَجرُ الأَنْبَجِ كثيرٌ بأَرضِ العربِ من نَواحي عُمَانَ، يُغْرَس غَرْساً، وَهُوَ لَوْنانِ: أَحدُهما ثَمرتُه فِي مثلِ هَيْئةِ اللَّوْزِ، لَا يزَال حُلْواً من أَوّل نَباتِه، وآخرُ فِي هَيْئة الإِجّاصِ يَبدوا حامِضاً ثمَّ يَحْلُو إِذا أَيْنَعَ، وَلَهُمَا جَمِيعًا عَجْمَةٌ ورِيحٌ طَيِّبة، ويُكبَس الحامض مِنْهُمَا وَهُوَ غَضٌّ فِي الجِبَاب حتّى يُدْرِكَ فَيكون كأَنَه المَوْزُ فِي رَائِحَته وذطَعمِه، ويَعظُم شَجرُه حتّى يكون كشَجَرِ الجَوُزِ، وورَقُه كوَرقِه، وَإِذا أَدرك فالحُلْوُ مِنْهُ أَصفَرُ، والمُزّ مِنْهُ أَحمر.
(وأَنْبَجَ) الرَّجلُ: إِذا (خَلَّطَ فِي كَلامه) .
(و) أَنْبَجَ (قَعَدَ على النِّبَاج) اسْم (للآكامِ) العالِيَة؛ وهاذا عَن ابْن الأَعرابيّ.
(والنُّبُجَ، بضمّتين: الغَرَائرُ السُّودُ) كالنِّبَاج، كَمَا فِي (المعجم) لياقوت.
(ونَبَجَت القَيْحَةُ) ، هاكذا فِي سَائِر النُّسخ الْمَوْجُودَة بأَيدِينا، بِالْقَافِ والتّحتيّة، وَهُوَ غلطٌ، والصّواب (القَبْجَةُ) بالموحّدة، وَهُوَ ذَكَرُ الحَجَلِ: (خَرَجَت) من جُحْرها. وَقد تقدّم مثل هَذَا أَيضاً فِي بنج، فَلَا أَدري أَيّهما أَصحّ، فليُنظَر.
(وتَنبَّجَ العَظْمُ: تَورَّمَ، كانْتَبَجَ) .
(والنَّبَجَانُ، محرَّكةً: الوَعيدُ) .
(والنَّبْجُ) ، بِفَتْح فسكونٍ: (البَرْدِيّ يُجعَل بَين لَوْحَيْنِ من أَلواحِ السَّفينةِ) .
(ونَابَاجُ: لَقَبُ عبدِ الله بنِ خَالِد، ولَقَبُ والدِ عليِّ بنِ خَلَفٍ) .
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
إنّه نَفّاجٌ نَبّاجٌ: لَيْسَ مَعَه إلاّ الكلامُ. والنَّبّاج: المُتكلِّمُ بالحُمْق. والنَّبّاجُ: الكَذَّابُ؛ وهاذه عَن كُراع. والنَّبْج: نَباتٌ؛ قَالَه ابْن مَنْظُور، وأَنا أَخشَى أَن يكون مُصحَّفاً عَن البَنْجِ؛ وَقد تقدّم.

ما

ما: ما: حرفٌ يكونُ جحداً [كقوله تعالى: ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ . ويكون جزماً [كقوله تعالى: ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ . ويكون صلةً كقوله تعالى: فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ*

أي: بنقضهم ميثاقهم. ويكون اسماً يجرى في غير الآدميين. 
ما جَمِيعًا النحيف الْجِسْم الدَّقِيق وَمِنْه قيل للأَفعى: ضئيلة لِأَنَّهَا لَيْسَ يعظم خَلقها كَسَائِر الْحَيَّات قَالَ النَّابِغَة: [الطَّوِيل]

فَبِتُّ كَأَنِّي ساوَرَتْني ضَئيلةٌ ... من الرُّقْشِ فِي أنيابها السَمُّ ناقِعُ ... يَعْنِي الأفعى وَكَذَلِكَ الشَّخْت والشخيت: الدَّقِيق قَالَ ذُو الرمة يصف الظليم: [الْبَسِيط]

شَخْت الْجُزارةِ مثل الْبَيْت سائره ... من المُسُوحِ خِدَبُّ شوقَبٌ خَشِبُ ... فالجزارة: عُنُقه وقوائمه وَهِي دِقاق كلهَا. وَقَوله: إِنِّي مِنْهُم لضليع الضليع: الْعَظِيم الْخلق. وَقَوله: إِلَّا خرج وَله خبج الخبج الــضُّراط وَهُوَ الحبج أَيْضا بِالْحَاء وَله أَسمَاء سوى هذَيْن كَثِيرَة. وَمن الضئيل الحَدِيث الْمَرْفُوع أَن إسْرَافيل لَهُ جَناح بالمشرق وجَناح بالمغرب وَالْعرش على جَناحه وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل الأحيان لِعَظَمَة الله [تبَارك وَتَعَالَى -] حَتَّى يعود مثل الوَصَع. يُقَال فِي الوَصع: إِنَّه طَائِر مثل العصفور أَو أَصْغَر مِنْهُ.
[ما] ما: حرف يتصرف على تسعة أوجه: الاستفهام، نحو ما عندك. والخبر، نحو: رأيت ما عندك، وهو بمعنى الذى. والجزاء، نحو: ما تفعل أفعل. وتكون تعجبا نحو: ما أحسن زيدا. وتكون مع الفعل في تأويل المصدر نحو: بلغني ما صنعت، أي صنيعك. وتكون نكرة يلزمها النعت، نحو: مررت بما معجب لك، أي بشئ معجب لك. وتكون زائدة كافة عن العمل، نحو إنما زيد منطلق، وغير كافة نحو قوله تعالى: (فبما رحمة من الله) . وتكون نفيا نحو: ما خرج زيد، وما زيد خارجا. فإن جعلتها حرف نفى لم تعملها في لغة أهل نجد لانها دوارة وهو القياس، وأعملتها على لغة أهل الحجاز تشبيها بليس، تقول: ما زيد خارجا، وما هذا بشرا. وتجئ محذوفة منها الالف إذا ضممت إليها حرفا، نحو بم، ولم، و (عم يتساءلون) . قال أبو عبيد: تنسب القصيدة التى قوافيها على ما: ماوية. وماء: حكاية صوت الشاء، مبنى على الكسر. وهذا المعنى أراد ذو الرمة بقوله: لا يَنْعَشُ الطرفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ * داعٍ يناديه باسْمِ الماءِ مَبْغومُ وزعم الخليل أن مهما أصلها ما ضمت إليها ما لغوا، وأبدلوا الالف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون مه كإذ، ضم إليها ما. وقول الشاعر : إما ترى رأسي تَغَيَّرَ لونُه * شَمَطاً فأصبَحَ كالثغام الممحل يعنى إن ترى رأسي. وتدخل بعدالنون الخفيفة والثقيلة، كقولك إما تقومن أقم. ولو حذفت ما لم تقل إلا: إن تقم أقم، ولم تنون. وتكون إما في معنى المجازاة، لانه إن قد زيد عليها ما. وكذا مهما فيها معنى الجزاء.
م ا: (مَا) عَلَى تِسْعَةِ أَوْجُهٍ: الِاسْتِفْهَامُ: نَحْوُ مَا عِنْدَكَ؟ وَالْخَبَرُ نَحْوُ رَأَيْتُ مَا عِنْدَكَ. وَالْجَزَاءُ نَحْوُ مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ. وَالتَّعَجُّبُ نَحْوُ مَا أَحْسَنَ زَيْدًا!. وَمَا مَعَ الْفِعْلِ فِي تَأْوِيلِ الْمَصْدَرِ نَحْوُ: بَلَغَنِي مَا صَنَعْتَ أَيْ صَنِيعُكَ. وَنَكِرَةٌ يَلْزَمُهَا النَّعْتُ نَحْوُ مَرَرْتُ بِمَا مُعْجِبٍ لَكَ أَيْ بِشَيْءٍ مُعْجِبٍ لَكَ. وَزَائِدَةٌ كَافَّةٌ عَنِ الْعَمَلِ نَحْوُ إِنَّمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ. وَغَيْرُ كَافَّةٍ نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} [آل عمران: 159] . وَنَافِيَةٌ نَحْوُ مَا خَرَجَ زَيْدٌ وَمَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَالنَّافِيَةُ لَا تَعْمَلُ فِي لُغَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ تَشْبِيهًا بِلَيْسَ، تَقُولُ: مَا زَيْدٌ خَارِجًا. وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى {مَا هَذَا بَشَرًا} [يوسف: 31] . وَتَجِيءُ مَحْذُوفَةً مِنْهَا الْأَلِفُ إِذَا ضَمَمْتَ إِلَيْهَا حَرْفًا نَحْوُ: لَمْ وَبِمَ وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: تُنْسَبُ الْقَصِيدَةُ الَّتِي قَوَافِيهَا عَلَى مَا مَاوِيَّةً. وَقَوْلُ الشَّاعِرِ: إِمَّا تَرَيْ يَعْنِي إِنْ تَرَيْ. وَتَدْخُلُ بَعْدَهَا النُّونُ الْخَفِيفَةُ وَالثَّقِيلَةُ كَقَوْلِكَ: إِمَّا تَقُومَنَّ أَقُمْ. وَلَوْ حَذَفْتَ «مَا» لَمْ تَقُلْ إِلَّا إِنْ تَقُمْ أَقُمْ وَلَمْ تُنَوِّنْ. قُلْتُ: يُرِيدُ وَلَمْ تُدْخِلِ النُّونَ الْمُؤَكِّدَةَ. قَالَ: وَتَكُونُ إِمَّا فِي مَعْنَى الْمُجَازَاةِ لِأَنَّهَا إِنْ زِيدَ عَلَيْهَا مَا. وَكَذَا مَهْمَا فِيهَا مَعْنَى الْجَزَاءِ. وَزَعَمَ الْخَلِيلُ أَنَّ مَهْمَا أَصْلُهَا «مَا» ضُمَّتْ إِلَيْهَا «مَا» لَغْوًا وَأَبْدَلُوا الْأَلِفَ هَاءً. وَقَالَ سِيبَوَيْهِ: يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَهْ كَإِذْ ضُمَّ إِلَيْهَا مَا. 
تستعمل ما:، في بعض الأحوال، بدلا من للعاقل خلافا للقاعدة وذلك عند الاستفهام (فقالوا ما هو في موضع من) (عباد 3: 94 معجم الطرائف).
ماذا: تستعمل ماذا في موضعين أولهما استفهاما -استفهام -المترجم- بمعنى لماذا وثانيهما للكثرة بمعنى كم (المقري 2: 517).
ما: (انظر الجريدة الآسيوية 520، 22 لسنة 1869 و2: 180 معجم مسلم).
مالي: لماذا تطلب مني ذلك؟ (بدرون 12: 217): فقال يا خالد أين كنت قلت مالي.
ما: تقابل عند (فريتاج) الكلمتين اللاتينيتين alquid quid أي: بعض الناس، بعض الأشياء، أي واحد أي شيء وأن ما هلك من تلك .. الخ، (معجم البلاذري). وتستعمل عند الإنكار والرفض لا سيما في موضع ترد فيه جملة: دون سلطة أو دون تفويض أو دون سلطان، دون اعتبار له، دون ثقة ب (معجم الجغرافيا).
شيء ما: (معجم البلاذري).
ما المصدرية: تستعمل ما المصدرية في الموضع الذي تظهر فيه، على ما يبدو، كما لو أنها زائدة (انظر فليشر في شروحه على عباد 3: 29 وعلى المقري 2: 580، وانظر بريشت: 4: 105 وما بعدها حيث لاحظ أن هذه الزيادة ليست حشوا وتطويلا ولا تتجاوز ظاهر الكلام وضرب مثلا لذلك جملة من قبله ما طوت معناها من قبله طوت إلا أن الأولى معناها، في الظاهر، أن (الأمر قبله قد ذهب) والثانية (لقد ذهب، قبله، الأمر).
ما علمت: بمقدار علمي (عبد الواحد 8: 243): فإنه ما علمت صوام قوام مجتهد في دينه ... الخ.
ما: حين تأتي قبل الضمائر يكون معناها: قليلا أو كافيا أو مقبولا أو إلى حد معين (الخفاجي 210) وفي حديث الحلية أزهر اللون إلى البياض ما هو أي مائل إليه وليس هو بعينه (عبد الواحد 5: 4): وكانت أذهانهم إلى الغليظ ما هي (1، 169 و9: 189): كان إلى الطول ما هو (الأدريسي كلم 2 القسم السادس في حديثه عن سمكة): له رأس مربع فيه قرنان في طول الإصبع إلى الرقة ما هي (ابن البيطار 1: 18): وله أصل أدق من إصبع لونه أسود ما هو (وفي ص246 ينقل ابن البيطار عن الادريسي قوله): وله رأس مربع ما هو) وفيه (2: 269 c) طعمه حريف ما هو بيسير حلاوة (وفي 269 e) : أطرافها محددة ما هي (وفي 284 c) هذه النبتة مزغبة ما هي. هذه الأمثلة التي يسهل علينا ذكر المئات منها كثيرا ما تتردد في كتابات بعض الكتاب وعند ابن البيطار خاصة. وقد نجم عن هذا أن جملة، من هذا القبيل، أربكت السيد دي كوج واربكتني أيضا وذلك في قوله (انظر 284 e) لونه أخضر ماهر فقلنا أنها ينبغي أن تكتب ما هو بدلا من ماهر. وفي بعض الأحيان تأتي ما وضميرها الذي بمعني: كثيرا: كبيرا، جدا (انظر فليشربت 7: 100 في عبارة نقلها عن الخفاجي: حية خبيثة ما هي (ياقوت 6، 583): وإن كانت إلى الشمال أقرب ما هي.
ما: ويصاحب فلان ما فعلت هذا: كيف تجرأت ان تفعل هذا الأمر مع صديق هذا الرجل؟ (معجم الجغرافيا).
ما: من. وما: ما الفرق بين؟ وما حين يأتي بعدها واو العطف (انظر فريتاج في مادة I) ( باسم 114): والله ما هذا الخل من ذلك الزيت أي يا للفرق بين عنب اليوم وزيت البارحة! ما: فيما (أبو الفداء تاريخ ما قبل الإسلام 3: 108): قتل ما بين حران والرها.
لما: بسبب (فوك، معجم مسلم، بيدبا 202: 2 معجم الجغرافيا) وكذلك مما وعندما (معجم مسلم).
غيز ما: أكثر من واحد، عدة أشخاص أو أشياء (انظر مادة غير).
ما: فما هو إلا أن دخل خرج الحاجب (معجم الطرائف).
مائية (فريتاج 146) (دي ساسي كرست 1: 267 بدرون 2: 1 بيروني 1: 5).
ما
مَا في كلامهم عشرةٌ: خمسة أسماء، وخمسة حروف. فإذا كان اسما فيقال للواحد والجمع والمؤنَّث على حدّ واحد، ويصحّ أن يعتبر في الضّمير لفظُه مفردا، وأن يعتبر معناه للجمع.
فالأوّل من الأسماء بمعنى الذي نحو:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ
[يونس/ 18] ثمّ قال: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس/ 18] لمّا أراد الجمع، وقوله:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً 
الآية [النحل/ 73] ، فجمع أيضا، وقوله: بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ [البقرة/ 93] .
الثاني: نكرة. نحو: نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ
[النساء/ 58] أي: نعم شيئا يعظكم به، وقوله:
فَنِعِمَّا هِيَ [البقرة/ 271] فقد أجيز أن يكون ما نكرة في قوله: ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها [البقرة/ 26] ، وقد أجيز أن يكون صلة، فما بعده يكون مفعولا. تقديره: أن يضرب مثلا بعوضة .
الثالث: الاستفهام، ويسأل به عن جنس ذات الشيء، ونوعه، وعن جنس صفات الشيء، ونوعه، وقد يسأل به عن الأشخاص، والأعيان في غير الناطقين. وقال بعض النحويين: وقد يعبّر به عن الأشخاص الناطقين ، كقوله تعالى: إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ
[المؤمنون/ 6] ، إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ [العنكبوت/ 42] وقال الخليل: ما استفهام. أي:
أيّ شيء تدعون من دون الله؟ وإنما جعله كذلك، لأنّ «ما» هذه لا تدخل إلّا في المبتدإ والاستفهام الواقع آخرا. الرّابع: الجزاء نحو:
ما يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها، وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
الآية [فاطر/ 2] . ونحو: ما تضرب أضرب.
الخامس: التّعجّب نحو: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ
[البقرة/ 175] . وأمّا الحروف:
فالأوّل: أن يكون ما بعده بمنزلة المصدر كأن الناصبة للفعل المستقبَل. نحو: وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ [البقرة/ 3] فإنّ «ما» مع رَزَقَ في تقدير الرِّزْق، والدّلالة على أنه مثل «أن» أنه لا يعود إليه ضمير لا ملفوظ به ولا مقدّر فيه، وعلى هذا حمل قوله: بِما كانُوا يَكْذِبُونَ [البقرة/ 10] ، وعلى هذا قولهم: أتاني القوم ما عدا زيدا، وعلى هذا إذا كان في تقدير ظرف نحو: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ
[البقرة/ 20] ، كُلَّما أَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ [المائدة/ 64] ، كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً [الإسراء/ 97] . وأما قوله: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ
[الحجر/ 94] فيصحّ أن يكون مصدرا، وأن يكون بمعنى الذي . واعلم أنّ «ما» إذا كان مع ما بعدها في تقدير المصدر لم يكن إلّا حرفا، لأنه لو كان اسما لعاد إليه ضمير، وكذلك قولك: أريد أن أخرج، فإنه لا عائد من الضمير إلى أن، ولا ضمير لها بعده.
الثاني: للنّفي وأهل الحجاز يعملونه بشرط نحو: ما هذا بَشَراً
[يوسف/ 31] .
الثالث: الكافّة، وهي الدّاخلة على «أنّ» وأخواتها و «ربّ» ونحو ذلك، والفعل. نحو:
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ
[فاطر/ 28] ، إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً [آل عمران/ 178] ، كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الأنفال/ 6] وعلى ذلك «ما» في قوله: رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
[الحجر/ 2] ، وعلى ذلك:
قَلَّمَا وطَالَمَا فيما حكي.
الرابع: المُسَلِّطَة، وهي التي تجعل اللفظ متسلِّطا بالعمل، بعد أن لم يكن عاملا. نحو:
«ما» في إِذْمَا، وحَيْثُمَا، لأنّك تقول: إذما تفعل أفعل، وحيثما تقعد أقعد، فإذ وحيث لا يعملان بمجرَّدهما في الشّرط، ويعملان عند دخول «ما» عليهما.
الخامس: الزائدة لتوكيد اللفظ في قولهم: إذا مَا فعلت كذا، وقولهم: إمّا تخرج أخرج. قال:
فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً
[مريم/ 26] ، وقوله: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما [الإسراء/ 23] .
[ما] نه: فيه: "ما" أنا بقارئ، هي نافية، وقيل: استفهامية، ويؤيده رواية: كيف أقرأ. ن: أي لا أحسن القراءة، وهو نص على أن "أقرأ" أول ما نزل لا "المدثر"، واستدل به على أن التسمية ليست من السور، ولا دليل لجواز نزوله في وقت حين نزل باقي السورة. ك: "ذلك "ما" كنا نبغ" أي فقدان الحوت الذي نطلبه علامة على وجدان المقصود. وح: فأيكم "ما" صلى، "ما" زائدة. وح: و"ما" لهم أن لا يفعلوا، نافية أو استفهامية. وح: "ما" ينفر صيدها؟ أي ما الشيء الذي ينفر صيدها، هو أي التنفير أن تنحى المستقر من الظل، تنزل مكانه- بالخطاب حالية، وهو تنبيه بالأدنى على الأعلى. وح: "ما" لا ينفر صيدها؟ استفهامية أي ما الغرض من لفظ: لا ينفر صيدها. وح: لا يبالي "ما" أخذ منه، ضمير منه- "لما" الموصولة أو الموصوفة. ن: "ما" أدنى أهل الجنة، أي ما صفته وعلامته. وح: "ما" لك في ذلك من خير- قاله لمن سأله عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، أي لا تستطيع الإتيان بمثلها لطولها وكمال خشوعها، وإن تكلفت ذلك شق عليك ولم تحصله، فيكون قد تركت السنة مع علمك. ز: "ما" يحدث، أي أي شيء يكون حدثًا. قس: وكان "مما" يحرك، أي كان العلاج ناشئًا من تحريك شفتيه، أو "ما" موصولة أي يعجل بالقراءة وينازع جبرئيل بها خشية أن ينفلت شيء، وتحريك الشفة واللسان متلازمان فلا ينافي الآية، وفيه نظر بل هو من الحذف أي يحرك شفتيه ولسانه. ك: ما كان في القرآن "و"ما" أدراك" فقد أعلمه، أي كل ما جاء بالماضي فقد أعلم الله رسوله به، يريد أنه يعرف ليلة القدر، قوله: وايما حفظ- برفع أي وإضافته إلى حفظ بزيادة "ما"، وخبره حفظناه- مقدر، وفي بعضها بنصبه مفعول مطلق له، ومن الزهري- متعلق بحفظنا المذكور. ن: عجبت "ما" عجبت، وفي بعضها: مما عجبت- وهو المشهور. وح: "ما" أنت هكذا؟ سؤال عن صفته. وح: "ما" هذا يا رسول الله؟ ظن سعد أن جميع أنواع البكاء محظور وأنه صلى الله عليه وسلم نسيه فذكر، فأعلم صلى الله عليه وسلم أن مجرد البكاء من غير شكاية باللسان ومن غير سخط لحكمه ليس بحرام بل فضيلة وناشئة من رحمة ورقة قلب. وح: إن رأى الناس "ما" في الميضأة ماء- بالمد والقصر. وح: "ما" يوم الخميس! معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس وهو الامتناع عن كتابته وإن كان هو الصواب- ومر. وح "ما" تركنا صدقة- بالرفع، و"ما" موصولة. وح:
وفي سبيل الله "ما" لقيت
بكسر تاء، أي الذي لقيته محسوب في سبيل الله. وح: "ما" المسئول عنها بأعلم، أي ليس الذي سئل عن وقت الساعة بأعلم، أي لست بأعلم منك يا جبرئيل. وح: قلت: و"ماذا"؟ أي بعدها. ط: وتعمل في ذكر الله، قال: و"ماذا"؟ أي وما أصنع بعده. وح: "ما" السنة فيبملاحظة ناحية الشيء ببعضه، وسيد الأرض مالكه.
ما: تأتي اسْمِيَّةٌ، وحَرْفِيَّةً. فالاسْمِيَّةُ ثلاثةُ أقْسامٍ:
الأَوَّلُ: مَعْرِفَةً، وتكونُ ناقِصةً: {ما عِندَكُمْ يَنْفَدُ وما عِندَ الله باقٍ} ، وتامَّةً، وهي نَوْعانِ: عامَّةٌ، وهي مُقَدَّرَةٌ بِقَوْلِكَ الشيء، وهي التي لم يَتَقَدَّمْها اسمٌ: {إن تُبْدوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هي} ، أي: فَنِعْمَ الشيءُ هي، وخاصَّةٌ: وهي التي يَتَقَدَّمُها ذلك، ويُقَدَّرُ من لَفْظِ ذلك الاسمِ، نحوُ: غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا، أي: نِعْمَ الغَسْلُ.
الثاني: نَكِرَةً مجردةً عن معنى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصةً، وهي الموصوفةُ، وتُقَدَّرُ بِقَوْلِكَ: شيءٍ، نحوُ: مَرَرْتُ بما مُعْجِبٍ لك، أي: بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتامَّةً: وتَقَعُ في ثلاثةِ أبوابٍ: التَّعَجُّبُِ: ما أحْسَنَ زيْداً، أيْ: شيءٌ أحْسَنَ زَيْداً، وبابُ نِعْمَ وبِئْسَ، نحو: غَسَلْتُه غَسلاً نِعِمَّا، أي: نعْمَ شَيئاً. وإذا أرادُوا المبالَغَةَ في الإِخْبارِ عن أحَدٍ بالإِكْثارِ من فِعْلٍ كالكِتابةِ، قالوا: إنْ زَيْداً مما أن يَكْتُبَ، أي: أنه مَخْلُوقٌ من أمْرٍ، ذلك الأمرُ هو الكِتابَةُ.
الثالثُ: أن تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معنى الحَرْفِ، وهي نَوْعانِ: أحدُهما الاسْتِفْهامِيَّةُ، ومعناها أيُّ شيءٍ، نحوُ: {ماهي} ، {ما لَوْنُها} ، {وما تِلْكَ بِيَمينكَ} ، ويجب حَذْفُ ألفها إذا جُرَّتْ، وإبقاءُ الفَتْحَةِ دَلِيلاً عليها كفِيمَ وإِلامَ وعَلامَ، ورُبَّمَا تَبِعَتِ الفتحةُ الألِفَ في الشِّعْرِ، نحوُ:
يا أبَا الأسْوَدِ لِمْ خَلَّفْتَنِي.
وإذا رُكِّبَتْ ما الاسْتِفْهامِيَّةُ مع ذا، لم تُحْذَفْ ألِفُها.
وماذا: تأتي على أوْجُهٍ، أحدُها: تكونُ ما اسْتفْهاماً وذا إشارَةً، نحوُ: ماذا التَّوانِي، ماذَا الوُقُوفُ. الثاني: تكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا موصُولةً، كقولِ لَبِيدٍ:
ألاَ تَسْألانِ المَرْءِ ماذَا يُحاوِلُ ... أنَحْبٌ فَيُقْضَى أمْ ضلالٌ وباطِلُ
الثالثُ: يكونُ ماذَا كُلُّهُ استفهاماً على التَّرْكِيبِ، كقولِكَ: لماذَا جِئْتَ. الرابعُ: أن يكونَ ماذا كلُّه اسمَ جِنْسٍ، بمعنَى شيءٍ، أو بمعنَى الذي، كقولِهِ:
دَعِي ماذَا عَلِمْتُ سَأتَّقيهِ ... ولكِنْ بالمَغِيبِ فَنَبِّئينِي.
وتكونُ ما زائِدةً وذا إِشارَةً، نحوُ:
أنَوْراً سَرْعَ ماذَا يا فَروقُ.
وتكونُ ما اسْتِفْهاماً وذا زائدةً، في نحوِ: ماذَا صَنَعْتَ. وتكون ما شَرْطِيَّةً غيرَ زَمانِيَّةٍ: {ما تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ} {ما نَنْسَخْ من آيةٍ أو نَنْسأْها} ، وزَمانِيَّةً: {فما اسْتَقَامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} .
وأما أوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ، فأحَدُها: أن تكونَ نافِيَةً، فإِنْ دَخَلَتْ على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أعْمَلَهَا الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنَّجْدِيُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ، نحوُ: {ما هذا بَشَرًا} ، {ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ} . ونَدَرَ تَرْكِيبُها مع النَّكِرَةِ تَشْبيهاً بِلا، كقولِه:
وما بأسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً ... قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها
(وقد يُسْتَثْنَى بما: كلُّ شيءٍ مَهَهٌ ما النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، وتكونُ مَصْدَرِيَّةً غيرَ زَمَانِيَّة، نحوُ: {عَزيزٌ عليه ما عَنِتُّمْ} ، {وَدُّوا ما عَنِتُّم} ، {فَذُوقُوا بما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ} ، وزَمانِيَّةً، نحوُ: {ما دُمْتُ حَيًّا} ، {فاتَّقُوا اللهَ ما اسْتَطَعْتُمْ} ، وتكونُ ما زائدةً، وهي نَوْعانِ، كافَّةٌ: وهي على ثَلاثَةِ أنْواعٍ: كافَّةٌ عن عَمَلِ الرَّفْعِ، ولا تَتَّصِلُ إلاَّ بِثَلاثَةِ أفْعالٍ: قَلَّ وكثُرَ وطالَ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وهي المُتَّصِلَةُ بِإِنَّ وأخَواتِها: {إنَّما اللهُ اِلهٌ واحِدٌ} ، {كأنَّما يُساقُونَ إلى المَوْتِ} ، وكافَّةٌ عن عَمَلِ الجَرِّ: وتَتَّصِلُ بأحْرُفٍ وظُروفٍ، فالأحْرُفُ: رُبَّ:
رُبَّما أوْفَيْتُ في عَلَمٍ ... تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ
والكافُ:
كما سَيْفُ عَمْرٍو لم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ
والباءُ:
فَلَئِنْ صِرْتَ لا تُحِيرُ جَواباً ... لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ
ومِنْ:
وإنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً.
والظّروفُ: بَعْدُ:
أعَلاقَةً أُمَّ الوُلَيِّدِ بعدَ ما ... أفْنانُ رأسِكِ، كالثُّغَامِ المُخْلِسِ
وبَيْنَ:
بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعًا ... إذ أتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ
وغَيْرُ الكافَّةِ نَوْعانِ: عِوَضٌ، وغَيْرُ عِوَضٍ، فالعِوَضُ في مَوْضِعَيْنِ، أحدُهما في قَوْلِهِم: أمَّا أنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ، والثاني: افْعَلْ هذا إمَّا لاَ، ومَعْناهُ: إنْ كُنْتَ لا تَفْعَلُ غيرَهُ. وغيرُ العِوَضِ يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ، نحوُ: شَتَّانَ ما زَيْدٌ وعَمْرٌو،
وقولِه: لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها ... رُمِّلَ ما أنْفُ خاطِبٍ بِدَمِ
وبعدَ الناصِبِ الرافِعِ: لَيْتَمَا زَيْدٌ قائِمٌ، وبعدَ الجازِمِ: {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ} ، {أيّامَا تَدْعُوا} ، وبعدَ الخافِضِ، حَرْفاً كانَ: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} ، أو اسْماً: {أيَّما الأجَلَيْنِ} . وتُسْتَعْمَلُ ما مَوْضِعَ مَنْ: {ولا تَنْكِحوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ} ، {فانْكِحوا ما طابَ لَكُمْ} . وقَصيدَةٌ مَوَوِيَّةٌ وماوِيَّةٌ: آخِرُها ما.

ما: حَرْفُ نَفي وتكون بمعنى الذي، وتكون بمعنى الشَّرط، وتكون عِب

ارة عن جميع أَنواع النكرة، وتكون موضُوعة موضع مَنْ، وتكون بمعنى

الاسْتِفهام، وتُبْدَل من الأَلف الهاء فيقال مَهْ؛قال الراجز:

قدْ وَرَدَتْ مِنْ أَمْكِنَهْ،

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ،

إِنْ لم أُرَوِّها فَمَهْ

قال ابن جني: يحتمل مَهْ هنا وجهين أَحدهما أَن تكون فَمَهْ زَجْراً منه

أَي فاكْفُفْ عني ولستَ أَهلاً للعِتاب، أَو فَمَهْ يا إنسانُ يُخاطب

نفسَه ويَزْجُرها، وتكونُ للتعجُّب، وتكون زائدة كافَّةً وغير كافة،

والكافة قولهم إِنما زيدٌ مُنْطَلِقٌ، وغير الكافَّة إِنما زَيْداً مُنطلق،

تريد إن زيداً منطلق. وفي التنزيل العزيز: فِبما نَقْضِهم مِيثاقَهم،

وعَمَّا قليل ليُصْبِحُنَّ نادِمين، ومِمَّا خَطيِئَاتِهم أُغْرِقُوا؛ قال

اللحياني: ما مؤنثة، وإن ذُكِّرَت جاز؛ فأَما قول أَبي النجم:

اللهُ نَجَّاكَ بِكَفَّيْ مَسْلَمَتْ،

مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِمَتْ

صارَتْ نُفُوسُ القَومِ عِنْد الغَلْصَمَتْ،

وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ

فإِنه أَراد وبَعْدِما فأَبدلَ الأَلف هاء كما قال الراجز:

مِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ

فلما صارت في التقدير وبعدمَهْ أَشبهت الهاء ههنا هاء التأْنيث في نحو

مَسْلمةَ وطَلْحة، وأَصلُ تلك إِنما هو التاء، فشبَّه الهاء في

وبَعْدِمَهْ بهاء التأَنيث فوَقَفَ عليها بالتاء كما يَقِفُ على ما أَصله التاء

بالتاء في مَسْلَمَتْ والغَلْصَمَتْ، فهذا قِياسُه كما قال أَبو

وَجْزَة:العاطِفُونَتَ ، حين ما مِنْ عاطِفٍ،

والمُفْضِلونَ يَداً، وإذا ما أَنْعَمُوا

(*قوله «والمفضلون» في مادة ع ط ف: والمنعمون.)

أَراد: العاطِفُونَهْ، ثم شبَّه هاء الوقف بهاء التأْنيث التي أَصلها

التاء فَوَقَفَ بالتاء كما يَقِفُ على هاء التأْنيث بالتاء. وحكى ثعلب

وغيره: مَوَّيْتُ ماء حَسَنةً، بالمدِّ، لمكان الفتحة مِن ما، وكذلك لا أَي

عَمِلْتها، وزاد الأَلف في ما لأَنه قد جعلها اسماً، والاسم لا يكون على

حرفين وَضْعاً، واختار الأَلف من حروف المدِّ واللِّين لمكان الفتحة، قال:

وإذا نسبت إِلى ما قلت مَوَوِيٌّ. وقصيدة ماويَِّةٌ ومَوَوِيَّةٌ:

قافيتها ما. وحكى الكسائي عن الرُّؤاسي: هذه قصيدة مائِيةٌ وماوِيَّةٌ

ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ ويائِيَّةٌ وياوِيَّةٌ، قال: وهذا أَقْيسُ. الجوهري: ما

حرف يَتَصَرَّف على تسعة أَوجه: الاستفهامُ نحو ما عِنْدَك، قال ابن بري:

ما يُسأَلُ بها عَمَّا لا يَعْقِل وعن صفات من يَعْقِل، يقول: ما عَبْدُ

اللهِ؟ فتقول: أَحْمَقُ أَو عاقلٌ، قال الجوهري: والخَبَر نحو رأيت ما

عِنْدَك وهو بمعنى الذي، والجزاء نحو ما يَفْعَلْ أَفْعَلْ، وتكون تعجباً

نحو ما أَحْسَنَ زيداً، وتكون مع الفِعل في تأْويل المَصدر نحو بَلَغَني

ما صَنَعْتَ أَي صَنِيعُك، وتكون نكرة يَلْزَمُها النعتُ نحو مررت بما

مُعْجِبٍ لك أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لك، وتكون زائدةً كافّةً عن العمل نحو إنما

زيد مُنْطَلِقٌ، وغير كافَّة نحو قوله تعالى: فبِما رَحْمَةٍ من اللهِ

لِنْتَ لهم؛ وتكون نفياً نحو ما خرج زيد وما زَيْدٌ خارِجاً، فإن جعلْتَها

حرفَ نفيٍ لم تُعْمِلْها في لغة أَهل نَجدٍ لأَنها دَوَّارةٌ، وهو

القِياس، وأَعْمَلْتَها في لغةِ أَهل الحِجاز تشبيهاً بليس، تقول: ما زيدٌ

خارِجاً وما هذا بَشراً، وتجيء مَحْذُفَةً منها الأَلفُ إِذا ضَمَمتَ إِليها

حرفاً نحو لِمَ وبِمَ وعَمَّ يَتَساءلُون؛ قال ابن بري: صوابه أَن يقول:

وتجيء ما الاستفهاميةُ مَحذُوفةً إِذا ضممت إِليها حرفاً جارًّا.

التهذيب: إِنما قال النحويون أَصلُها ما مَنَعَتْ إِنَّ من العمل، ومعنى إِنَّما

إثباتٌ لما يذكر بعدها ونَفْيٌ لما سِواه كقوله: وإِنَّما يُدافِعُ عن

أَحْسابِهم أَنا أَو مِثْلي؛ المعنى ما يُدافعُ عن أَحسابهم إِلاَّ أَنا

أَو مَنْ هو مِثْلي، والله أَعلم. التهذيب: قال أَهل العربية ما إِذا كانت

اسماً فهي لغير المُمَيِّزِين من الإِنس والجِنِّ، ومَن تكون

للمُمَيِّزِين، ومن العرب من يستعمل ما في موضع مَنْ، مِن ذلك قوله عز وجل: ولا

تَنكِحوا ما نَكَح آباؤكم من النِّساء إِلا ما قد سَلَفَ؛ التقدير لا

تَنْكِحُوا مَنْ نَكَحَ آباؤكم، وكذلك قوله: فانْكِحُوا ما طابَ لكم من

النِّساء؛ معناه مَنْ طابَ لكم. وروى سلمة عن الفراء: قال الكسائي تكون ما اسماً

وتكون جَحْداً وتكون استفهاماً وتكون شرطاً وتكون تَعَجُّباً وتكون

صِلةً وتكون مَصْدَراً. وقال محمد بن يزيد: وقد تأْتي ما تَمْنَع العامِلَ

عَملَه، وهو كقولك: كأَنَّما وَجْهُكَ القمرُ، وإِنما زيدٌ صَدِيقُنا. قال

أَبو منصور: ومنه قوله تعالى: رُبَّما يَوَدُّ الذين كفروا؛ رُبَّ

وُضِعَت للأَسماء فلما أُدْخِل فيها ما جُعلت للفعل؛ وقد تُوصَلُ ما بِرُبَّ

ورُبَّتَ فتكون صِلةً كقوله:

ماوِيَّ، يا رُبَّتَما غارةٍ

شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ

يريد يا رُبَّتَ غارة، وتجيءُ ما صِلَةً يُريد بها التَّوْكِيدَ كقول

الله عز وجل: فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهُم؛ المعنى فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم،

وتجيء مصدراً كقول الله عز وجل: فاصْدَعْ بما تؤمر؛ أَي فاصْدَعْ بالأَمر،

وكقوله عز وجل: ما أَغْنى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ أَي وكَسْبُه، وما

التَّعَجُّبِ كقوله: فما أَصْبَرَهم على النار، والاستفهام بما كقولك: ما

قولُك في كذا؟ والاسْتِفهامُ بما من الله لعباده على وجهين: هل للمؤمنِ

تَقْريرٌ، وللكافر تَقْرِيعٌ وتَوْبيخٌ، فالتقرير كقوله عز وجل لموسى: وما

تِلكَ بيَمِينك يا موسى قال هي عَصايَ، قَرَّره اللهُ أَنها عَصاً كراهةَ

أَن يَخافَها إِذا حوَّلها حَيَّةً، والشَّرْطِ كقوله عز وجل: ما يَفْتَح

الله للناسِ من رَحْمَة فلا مُمْسِكَ لها وما يُمْسِكْ فلا مُرْسِلَ لَه،

والجَحْدُ كقوله: ما فَعَلُوه إِلاَّ قَليلٌ منهم، وتجيء ما بمعنى أَيّ

كقول الله عز وجل: ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا ما لَوْنُها؛ المعنى

يُبَيِّن لنا أَيُّ شيء لَوْنُها، وما في هذا الموضع رَفْعٌ لأَنها ابْتداء

ومُرافِعُها قوله لَوْنُها، وقوله تعالى: أَيّاً ما تَدْعُوا فله

الأَسْماء الحُسْنى؛ وُصِلَ الجَزاءُ بما، فإِذا كان اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ

بما وإِنما يُوصَلُ إِذا كان جزاء؛ وأَنشد ابن الأَعرابي قول حَسَّانَ:

إِنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَديثٌ،

فبما يأْكُلُ الحَدِيثُ السِّمِينا

قال: فبما أَي رُبَّما. قال أَبو منصور: وهو مَعْروف في كلامهم قد جاءَ

في شعر الأَعشى وغيره. وقال ابن الأَنباري في قوله عز وجل: عَما قَلِيل

ليُصْبحُنَّ نادِمينَ. قال: يجوز أَن يكون معناه عَنْ قَليل وما

تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون المعنى عن شيءٍ قليل وعن وَقْتٍ قليل فيصير ما اسماً

غير تَوكيد، قال: ومثله مما خَطاياهُمْ، يجوز أَن يكون من إِساءَة خَطاياهم

ومن أَعْمال خَطاياهم، فنَحْكُمُ على ما من هذه الجِهة بالخَفْض،

ونَحْمِلُ الخَطايا على إِعرابها، وجَعْلُنا ما مَعْرِفةً لإِتْباعِنا

المَعْرِفةَ إِياها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكذلك فبِما نَقْضِهم مِيثاقَهم، معناه

فبِنَقْضِهم مِيثاقَهم وما تَوْكِيدٌ، ويجوز أَن يكون التأْويل

فَبِإِساءَتِهم نَقْضِهم ميثاقَهم.

والماءُ، المِيمُ مُمالةٌ والأَلف مَمْدُودةٌ: حكاية أَصْواتِ الشاءِ؛

قال ذو الرمة:

لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يُناديه، باسْم الماء، مَبْغُومُ

وماءِ: حكايةُ صوتِ الشاةِ مبني على الكسر. وحكى الكسائي: باتَتِ الشاءُ

ليلَتَها ما ما وماهْ وماهْ

(*قوله« ما ما وماه ماه» يعني بالامالة

فيها.) ، وهو حكاية صوتها. وزعم الخليل أَن مَهْما ما ضُمَّت إِليها ما

لَغْواً، وأَبدلوا الأَلف هاء. وقال سيبويه: يجوز أن تكون كإِذْ ضُمَّ إِليها

ما؛ وقول حسان بن ثابت:

إِمَّا تَرَيْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوْنُه

شَمَطاً، فأَصْبَحَ كالنَّغامِ المُخْلِس

(* قوله «المخلس» أي المختلط صفرته بخضرته، يريد اختلاط الشعر الأبيض

بالأسود، وتقدم انشاد بيت حسان في ثغم الممحل بدل المخلس، وفي الصحاح هنا

المحول.)

يعني إِن تَرَيْ رأْسي، ويدخُل بعدها النونُ الخفيفةُ والثقيلةُ كقولك:

إِما تَقُومَنَّ أَقُمْ وتَقُوماً، ولو حذفت ما لم تقل إِلاَّ إِنْ لم

تَقُمْ أَقُمْ ولم تنوّن، وتكون إِمّا في معنى المُجازاة لأَنه إِنْ قد

زِيدَ عليها ما، وكذلك مَهْما فيها معنى الجزاء. قال ابن بري: وهذا مكرر

يعني قوله إِما في معنى المُجازاة ومهما. وقوله في الحديث: أَنْشُدُكَ بالله

لَمَّا فعلت كذا أَي إِلاَّ فَعَلْته، وتخفف الميم وتكون ما زائدة،

وقرئ بهما قوله تعالى: إِنَّ كلُّ نَفْسٍ لَمَّا عليها حافظ؛ أَي ما كلُّ

نَفْسٍ إِلا عليها حافظ وإِنْ كلُّ نَفْسٍ لعَلَيْها حافِظٌ.

مَا
: ( {مَا) : قالَ اللَّحْياني: مُؤَنَّثَة وَإِن ذُكِّرَتْ جازَ.
وَقد أَلَّفَ فِي أَنْواعِها الإمامُ أَبو الحُسَيْن أَحمدُ بنُ فارِس بنِ زَكَريَّا رِسالَةً مُسْتقلةً، ونحنُ نُوردُ لكَ إنْ شاءَ اللهاُ تَعَالَى خُلاصَتَها فِي أَثْناءِ سِياقِ المصنِّفِ.
(تأْتي اسِميَّةً وحَرْفِيَّةً. فالاسمِيَّةُ ثلاثَةُ أَقْسام.
(الأوَّلُ) : تكونُ (مَعْرِفَةً) بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ لَها مِن صِلَةٍ كَمَا لَا بُدَّ للَّذي مِن صِلَةٍ، (وتكونُ ناقِصَةً) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِند الله باقٍ} ؛ و) تكونُ (تامَّةً وَهِي نَوعانِ: عامَّةٌ وَهِي مُقَدَّرَةٌ بقَوْلِكَ الشيءَ، وَهِي الَّتِي لم يَتَقَّدَمْها اسمٌ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إنْ تُبْدوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هِيَ} ، أَي فَنِعْمَ الشَّيءُ هِيَ) ، وقيلَ: التَّقْديرُ فِي الآيةِ: فنِعْمَ الشيءُ شَيْئا إبداؤُها فحُذِفَ الإبْداءُ وأُقِيم المَكْنيُ مقامَه أَعْنِي هِيَ فَمَا حينَئِذٍ نَكِرَة؛ قالَهُ ابنُ فارِس. (وخاصَّةً: وَهِي الَّتِي يَتَقَدَّمُها ذلكَ ويُقَدَّرُ مِن لَفْظِ ذلكَ الاسْمِ، نحوُ) قولِهم: (غَسَلْتُه غَسْلاً نِعِمَّا أَي نِعْمَ الغَسْلُ) .
(الْقسم (الثَّاني) مِن الأَقْسامِ الثَّلاثَةِ: تكونُ (نَكِرَةً مُجَرّدَة عَن معْنَى الحَرْفِ، وتكونُ ناقِصَةً وَهِي المَوْصوفةُ) ؛ وقالَ الجَوْهرِي: يَلْزَمُها النَّعْت (وتُقَدَّرُ بقَوْلِكَ شيءٍ نحْو: مَرَرْتُ} بِمَا مُعْجِبٍ لكَ أَي بشيءٍ مُعْجِبٍ لكَ؛يضْرب مثلا شَيْئا بَعوضَة فَشَيْئًا قَالَ وَمن النكرَة قَوْله ربَّما تكره النُّفُوسُ مِن الأَمْرِ.
فَمَا هَذِه نَكِرَةٌ تَقْديرُه رُبَّ شيءٍ تَكْرَهه. (وَإِذا أَرادُوا المُبالَغَةَ فِي الإِخْبارِ عَن أَحَدٍ بالإكْثارِ مِن فِعْلٍ كالكِتابَةِ قَالُوا: إنَّ زَيْداً {مِمَّا أَن يَكْتُبَ، أَي أَنَّه مَخْلُوقٌ مِن أَمْرِ، ذلكَ الأَمْرُ هُوَ الكِتابَةُ) .
(القسْمُ (الثَّالثُ) مِن الأقْسامِ الثَّلاثَةِ: (أَنْ تكونَ نَكِرَةً مُضَمَّنَةً معْنَى الحَرْفِ وَهِي نَوْعانِ) ؛ ذكرَ النَّوْع الأوَّل كَمَا تَرَى وَلم يذكر النَّوْع الثَّانِي إلاَّ بَعْد مَاذَا فليُتَنَبَّه لذلكَ؛ (أَحَدُهما: الاسْتِفْهامِيَّةُ ومَعْناها أَيُّ شيءٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا هِيَ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا لَوْنُها} ، وَقَوله تَعَالَى: {} وَمَا تِلْكَ بيَمِينكَ} . قالَ ابنُ برِّي: مَا يُسْأَلُ بهَا عَمَّا لَا يَعْقِل وَعَن صِفاتِ مَنْ يَعْقِل، تَقول: مَا عَبْدُ اللهاِ؟ فتقولُ: أَحْمَقُ أَو عاقِلٌ. وَقَالَ الأزْهرِي: الاسْتِفْهامُ! بِمَا، كَقَوْلِك: مَا قوْلُكَ فِي كَذَا؟ والاسْتِفْهامُ بِمَا مِن اللهاِ لعِبادِه على وَجْهَيْن: هُوَ للمُؤْمنِ تَقْرِيرٌ، وللكافِرِ تَقْريعٌ وتَوْبيخٌ، فالتَّقريرُ كَقَوْلِه، عزَّ وجلَّ، لموسَى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمينِكَ يَا مُوسَى قالَ هِيَ عَصايَ} ، قَرَّره اللهُ أَنَّها عَصا كَراهَة أَنْ يَخافَها إِذا حوَّلَها حَيَّةً، قَالَ: وتَجِيءُ مَا بمعْنَى أَيّ كقولِه، عزَّ وجلَّ: {ادْعُ لَنا رَبَّك يُبَيِّن لنا مَا لَوْنُها} ، المَعْنى أَيُّ شيءٍ لَوْنُها، وَمَا فِي هَذَا المَوْضِعِ رَفْعٌ لأنَّها ابْتِداءٌ ورَافِعُها قولُه لَوْنُها. وَقَالَ ابنُ فارِس: الاسْتِفْهامُ {عَمَّا يَعْقِل} وعَمَّا لَا يَعْقِل إِذا قالَ القائِلُ: مَا عنْدَكَ مُسْتفهماً؟ فجوابُه: الإخبارُ بِمَا شاءَ المُجِيبُ مِن قوْلِه رَجُلٌ أَو فَرَسٌ أَو غَيْر ذلكَ مِن سائِرِ الأنواعِ، فأَما أَنْ يقولَ زَيْدٌ أَو عَمْرٌ وفلا يَجوزُ ذلكَ، وناسٌ قد أَوْمَأوا إِلَى إجازَتِه على نِيَّةِ أَن تكونَ مَا بمعْنَى مَنْ؛ وسَيَأْتي تَفْصِيلُ ذلكَ آخِرَ التَّرْكيبِ. (ويَجبُ حَذْفُ أَلِفِها) ، أَي إِذا كانتْ اسْتِفْهامِيَّةً تأْتي مَحْذوفَةَ الألِفِ، (إِذا جُرَّتْ) ، أَي جَرَرْتها بحَرْفٍ جارَ، (وإبْقاءُ الفَتْحةِ) على مَا قَبْل المَحْذُوفِ لتكونَ (دَلِيلاً عَلَيْهَا) ، أَي على الألِفِ المَحْذوفَةِ، ( {كفِيمَ} وإِلام {وعَلامَ) } ولِمَ {وبِمَ وعمَّ، (ورُبَّما تَبِعَتِ الفتحةُ الأَلِفَ فِي الشِّعْرِ) ضَرُورةً (نحوُ) قولِ الشاعرِ:
(يَا أَبَا الأَسْوَدٍ} لِمْ خَلَّفْتَنِي بسكونِ المِيم.
(وَإِذا رُكِّبَت مَا الاسْتِفْهامِيَّةُ مَعَ ذَا) للإشارَةِ (لم تُحْذَفْ أَلِفُها) .
ثمَّ شرعَ فِي بَيانِ! مَاذَا وَإِنَّمَا لم يفردْ لَهُ تَرْكيباً مُسْتَقلاًّ لكَوْنه مُرَكَّباً مِن مَا وَذَا، وَلذَا ذَكَرَه بعضُ الأَئِمةِ فِي تَرْكيبِ ذَا فقالَ: (وماذا: تأْتي على أَوْجُهٍ:.
(أَحدُها) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا إشارَةً نحوُ) قَوْلهم: (! مَاذَا التَّوانِي) ، و (مَاذَا الوُقوفُ) ، تَقْديرُه: أَيّ شيءٍ هَذَا التَّواني وَهَذَا الْوُقُوف.
(الثَّانِي:) : أَنْ (تكونَ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا مَوْصولةً، كقولِ لبيدٍ:
(أَلا تَسْأَلانِ المَرْء مَاذَا يُحاوِلُ (أَنَحْبٌ فيُقْضى أَم ضَلالٌ وباطِلُ؟ (الثَّالث: يكونُ مَاذَا كُلّه اسْتِفْهاماً على التَّرْكِيبِ كقولِكَ: لماذا جِئْتَ.
(الَّرابعُ: أَنْ يكونَ مَاذَا كُلُّه اسمَ جِنْسٍ بمعْنَى شيءٍ أَو بمعْنَى الَّذِي) ، قَالَ اللَّيْثُ: يقالُ: مَاذَا صَنَعْتَ؟ فتقولُ: خَيْرٌ وخَيْراً، الرَّفْعُ على مَعْنى الَّذِي صَنَعْت خَيْرٌ، وكَذلكَ رفع قَول الله، عزَّ وجلَّ: {ويَسْألُونَك مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ العَفْوُ} ، أَي الَّذِي يُنْفِقُونَ هُوَ العَفْوُ مِن أَمْوالِكُم. وَقَالَ الزجَّاج: مَعْنى مَاذَا يُنْفِقُونَ على ضَرْبَيْن: أَحدُهما: أنْ يكونَ ذَا فِي معْنَى الَّذِي ويكونَ يُنْفِقُونَ مِن صِلَتِه، المَعْنَى يَسْأَلُونَك أَيُّ شَيْء، يُنْفِقُونَ، كأَنَّه بَيَّنَ وجْهَ الَّذِي يُنْفِقُون لأنَّهم يَعْلمونَ مَا المُنْفَق، ولكنَّهم أَرادُوا عِلم وَجْهِه، قالَ: وجائِزٌ أَنْ يكونَ مَا مَعَ ذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ، وَيكون المَوْضِعُ نَصْباً بيُنْفِقُون، المَعْنى أَيُّ شيءٍ، يُنْفِقُونَ، قالَ: وَهَذَا إجْماعُ النَّحويِّين، وكذلكَ الأوَّل إجْماعٌ أَيْضاً، وَقَوْلهمْ: مَا وَذَا بمنْزلَةِ اسْمٍ واحِدٍ (كَقَوْلِه:
(دَعِي مَاذَا عَلِمْتُ سأَتَّقِيهِ (ولكِن بالمُغَيَّبِ فنَبِّئينِي) ويُرْوى: وَلَكِن بالمغيب نَبِّئينِي، ويُرْوى: خَبِّرِيني، كأَنّه بمعْنَى دَعِي الَّذِي عَلِمْت.
وَقَالَ ابنُ فارِس: فأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {مَاذَا أَنْزلَ رَبّكُم} ؟ فقالَ قَوْمٌ: مَا وَذَا بمنْزِلَةِ اسْمٍ واحِدٍ. وقالَ آخَرُونَ: ذَا بمعْنَى الَّذِي مَعْناهُ مَا الَّذِي أنزلَ رَبُّكُم.
(وتكونُ مَا زائِدةً وذَا إشارَةً نحوُ) قولِ الشَّاعرِ، هُوَ مالِكُ ابنُ زغبةَ الباهِليّ:
(أَنَوْراً سَرْعَ مَاذَا يَا فَروقُ)
(وحَبْلُ الوَصْلِ مُنْتَكثٌ حَذِيقُ أَرادَ: سرع فخفَّف، والمَعْنى أَنَوْراً ونفاراً يَا فَروقُ، فَمَا صِلَةٌ أَرادَ سَرْعَ ذَا نَوْراً، وَقد ذُكِرَ فِي سرع.
(وتكونُ مَا اسْتِفْهاماً وَذَا زائِدَةً فِي نحوِ) قَوْلك: (ماذَا صَنَعْتَ) ، أَي أَيُّ شيءٍ صَنَعْتَ.
قُلْتُ: وَمِنْه قولُ جرير:
يَا خزر تَغْلب مَاذَا بالَ نِسْوتُكُم قَالَ ابنُ فارِسِ: فليسَ ذَا بمنْزِلَةِ الَّذِي وَلَا يَصْلحُ مَا الَّذِي بالَ نِسْوتُكم، وَكَانَ ذَا زِيادَةً مُسْتَغْنًى عَنْهَا إلاَّ فِي إقامَةِ وَزْنِ الشِّعرْ.
(وتكونُ مَا شَرْطِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ) ، هَذَا هُوَ النَّوعُ الثَّانِي للنَّكِرَةِ المُضَمَّنَة معْنَى الحَرْف نَحوُ قَوْله تَعَالَى: {مَا تَفْعَلُوا من خَيْرٍ يَعْلَمْهُ ااُ} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِن آيةٍ أَو نَنْسأْها} ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا يَفْتَحُ ااُ للناسِ مِن رَحْمةٍ فَلَا مُمْسِك لَها وَمَا يُمْسِك فَلَا مُرْسِل لَهُ} . (أَو زَمانِيَّةً) : كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} ؛ قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ شَرْطاً وجَزاءً فكقولِ المُتكلِّم: مَا تَفْعَلْ أَفْعَلْ، قَالَ عُلماؤُنا: مَوْضِعُها مِن الإعْرابِ حَسَبَ العامِلِ، فإنْ كانَ الشَّرْطُ فعْلاً لَا يَتَعَدَّى إِلَى مَفْعولٍ فمَوْضِعُ مَا رَفْعٌ، يقولُ البَصْريون: هُوَ رَفْعٌ بالابْتِداءِ، ويكونُ رَفْعاً عنْدَنا بالغَايَةِ، وَإِن كانَ الفِعْلُ مُتعدِّياً كانتْ مَا مَنْصوبَةً، وَإِن دَخَلَ عَلَيْهِ حَرْفُ خَفْضٍ أَو أُضِيفَ إِلَيْهِ اسْمٌ فَهُوَ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ.
(وأَمَّا أَوْجُهُ الحَرْفِيَّةِ) ؛ لمَّا فَرَغَ مِن بَيانِ مَا الاسْمِيَّة شَرَعَ يَذْكُر مَا الحَرْفِيَّة ووُجُوهَها الأَرْبَعةَ، وَهِي: أَنْ تكونَ نافِيَةً، وأنْ تكونَ مَعَ الفِعْلِ بِمنْزِلَةِ المَصْدَر، وأَنْ تكونَ زائِدَةً، وأنْ تكونَ كافَّةً؛ فقالَ:
(فأَحدُها: أَنْ تكونَ نافِيَةً) للحالِ نحوُ: مَا يَفْعَل الآنَ، وللماضِي القَرِيبِ مِن الحالِ نَحْو: مَا فَعَل، وَلَا يَتَقَدَّمُها شيءٌ ممَّا فِي حَيِّزِها، فَلَا يقالُ: مَا طَعامُك يَا زَيْد آكُل خِلافاً للكُوفِيِّين، وَنَحْو قولِ الشاعرِ:
إِذا هِيَ قامَتْ حاسراً مُشْمَعِلَّةً
نَخيبُ الفُوادِ رأْسُها مَا تَقْنعُمع شُذوذهِ مُحْتَمل للتَّأْوِيلِ. (فإنْ ادخلت على الجُمْلَةِ الاسْمِيَّةِ أَعْمَلَها الحِجازِيُّونَ والتِّهامِيُّونَ والنّجْديُّونَ عَمَلَ ليسَ بشُروطٍ مَعْروفَةٍ) عنْدَ أَئِمَّةِ النَّحْو فِي كُتْبِهم وَفِي الصِّحاح: فإنْ جَعَلْتها حَرْفَ نَفْيٍ لم تُعْمِلْها فِي لُغَةِ أهْلِ نَجْدٍ لأنَّها دَوَّارةٌ، وَهُوَ القِياسُ، وأَعْمَلْتَها فِي لغةِ أَهْلِ الحِجازِ تَشْبيهاً بليسَ (نحوُ) : مَا زَيْدٌ خارِجاً، وقَوْله تَعَالَى: {مَا هَذَا بَشَراً} ) ، وَقَوله تَعَالَى: {مَا هُنَّ أُمَّهاتِهِم} قالَ ابنُ فارِس: قولُ العَرَبِ. مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً فِيهِ لُغتانِ: مَا زَيْدٌ مُنْطلقاً، وَمَا زَيْدٌ مُنْطَلِقٌ، فمَنْ نَصَبَ فلأنَّه أَسْقَطَ الباءَ أَرادَ بمُنْطَلقٍ: فلمَّا ذهَبَتِ الباءُ انْتَصَب، وقومٌ يَجْعلُون مَا بمعْنَى ليسَ كأنَّه ليسَ زَيْدٌ مُنْطلقاً. (ونَدَرَ تَرْكِيبُها مَعَ النَّكِرَةِ تَشْبِيهاً بِلا كقولِه) ، أَي الشَّاعرِ:
( {وَمَا بأْسَ لَوْ رَدَّتْ عَلَيْنا تَحِيَّةً (قَليلٌ على مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ عابُها (وَقد يُسْتَثْنَى} بِمَا) ، قَالَ ابنُ فارِس: وذَكَرَ لي أَبي عَن أَبي عبد اللهاِ محمدِ بنِ سَعْدان النّحَوي قالَ: تكونُ مَا بمعْنَى إلاَّ فِي قولِ العَرَبِ: (كلُّ شيءٍ مَهَهٌ مَا النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، نَصَبَ النِّساءَ على الاسْتِثْناءِ) ، أَي إلاَّ النِّساءَ وذِكْرَهُنَّ، هَذَا كَلامُه، وَقد يُرْوَى مَهَاهُ ومَهَاهَة؛ وتقدَّمَ للمصنِّفِ فِي حرف الهاءِ هَذَا المَثَلَ بخِلافِ مَا أَوْرَدَه هُنَا، فإنَّه قالَ: مَا خَلاَ النِّساءِ وذِكْرَهُنَّ، وذَكَرْنا هُنَاكَ أَنَّ ابنَ برِّي قالَ: الرِّوايَةُ بحَذْفِ خلا، وقولُ شيْخِنا أنَّه مَنْصوبٌ بعَدَا محذوفة دلَّ عَلَيْهَا المقامُ وَلَا يُعْرَفُ اسْتِعْمالُ مَا فِي الاسْتِثْناءِ، انتَهَى، غَيْرُ صَحِيح لمَا قدَّمْناه عَن ابنِ فارِس، ويدلُّ لَهُ رِوايَةُ بعضِهم: إلاَّ حدِيثَ النِّساءِ، وَقد مَرَّ تَفْصِيلُه فِي حرْفِ الهاءِ فراجِعْه.
(وتكونُ) مَا (مَصْدَرِيَّةً غَيْرَ زَمانِيَّةٍ نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {عَزيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُم لِقاءَ يَوْمِكُم} .
(وزَمانِيَّةً نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} ، وَقَوله تَعَالَى: {فاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} ، قَالَ ابنُ فارِس: مَا إِذا كانتْ مَعَ الفِعْل: بِمَنْزِلَةِ المَصْدَر وذلكَ قَوْلك: أَعْجَبَني مَا صَنَعْت، أَي أَعْجَبَني صُنْعَك، وَتقول: ائْتِني بَعْدَما تَفْعَل ذاكَ، أَي بَعْدَ فِعْلِكَ ذاكَ. وقالَ قوْمٌ مِن أَهْلِ العَرَبيَّةِ: ومِن هَذَا البابِ قولُهم: مَرَرْتُ برَجُلٍ مَا شِئْتَ مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وتَأْوِيلُه مَرَرْتُ برَجُلٍ مشيئك مِن رَجُلٍ، قَالُوا: وَمِنْه قولُكَ: أَتانِي القَوْمُ مَا عَدا زَيْداً فَمَا مَعَ عَدا بمنْزِلَةِ المَصْدَرِ، وتَأْوِيلُه: أَتانِي القَوْمُ مُجاوَزَتهم زَيْداً لأنَّ عَدا أَصْلُه المُجاوَزَة، مِثْلُه فِي الكَلامِ كَثِيراً جَلَسَ مَا جلَسْت، وَلَا أُكَلّمُه مَا اخْتَلَفَ الملوان؛ وَقَوله تَعَالَى: {، مَا دُمْت فيهم} ، وَلَا بُدَّ أَن يكونَ فِي قَوْلهم اجْلِسْ مَا جَلَسْت إضْمارٌ لزَمانٍ أَو مَا أَشْبَهه، كأنَّك قُلْتَ اجْلِسْ قَدْرَ جلوسِك أَو زَمانَ جلوسِك؛ قَالُوا: وَمِنْه قَوْله تَعَالَى: {كلَّما أَضَاءَ لَهُم مَشوافيه} ، و {كلّما أَوْقَدُوا نَارا} ، و {كلّما خَبَتْ زدْناهُم سَعِيراً} ، حَقِيقَةُ ذلكَ أَنَّ مَا مَعَ الفِعْلِ مَصْدرٌ ويكونُ الزَّمانُ مَحْذوفاً، وتَقْديرُه كلُّ وقْتِ إضاءَةٍ مشوافيه. وأَمَّا قولهُ تَعَالَى: {فاصْدَعْ! بِمَا تُؤْمَرُ} ، فمُحْتَمل أَنْ يكونَ بمعْنَى الَّذِي وَلَا بُدَّ مِن أَنْ يكونَ مَعَه عائِدٌ كأنَّه قالَ بِمَا تُؤْمَرُ بِهِ، ويُحْتَمَل أنْ يكونَ الفِعْلُ الَّذِي بَعْدَ مَا مَصْدراً كأَنَّه قالَ فاصْدَعْ بالأمْرِ.
(وتكونُ مَا زائِدَةً، وَهِي نَوْعانِ: كافَّةٌ وَهِي على ثلاثَةِ أَنْواعٍ:
(كافَّةٌ عَن عَمَلِ الرَّفْعِ وَلَا تَتَّصِلُ إلاَّ بثَلاثَةِ أَفْعالٍ قَلَّ وكثُرَ وطالَ) ، يقالُ: قلَّما وَكثر مَا وطالَما؛.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ النَّصْبِ والرَّفْعِ: وَهِي المُتَّصِلَةُ بإنَّ وأَخَواتِها) وَهِي: أَنَّ، بالفَتْح، ولكنَّ وكأنَّ ولَيْتَ ولعلَّ، وتُسَمى هَؤُلاء السِّتَّة المُشَبَّهَة بالفِعْلِ، مِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {إنَّما ااُ إلهٌ واحِدٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {إنَّما أَنتَ مُنْذرٌ} ، وَقَوله تَعَالَى: {كأنَّما يُساقُونَ إِلَى المَوْتِ} ؛ وتقولُ فِي الكَلامِ: كأنَّما زَيْدٌ أَسَدٌ، ولَيْتما زَيْدٌ مُنْطلقٌ؛ ومِن الْبَاب: {إنَّما يَخْشَى ااَ مِن عِبادِه العُلماءُ} ، و {إنَّما نملي لَهُم ليَزْدادُوا إثْماً} . قَالَ المبرِّدُ وَقد تأْتي مَا لمنْعِ العامِلِ عَمَله وَهُوَ كقولِكَ: كأنَّما وَجْهُك القَمَرُ، وإنَّما زَيْدٌ صَدِيقُنا. وَقَالَ الأزْهري: إنّما قالَ النّحويّون إنَّ أَصْلَ إنّما مَا مَنَعَتْ إنَّ مِن العَمَلِ، ومَعْنى إنَّما إثْباتٌ لمَا يُذْكَرُ بَعْدَها ونَفْيٌ لمَا سِواهُ، كَقَوْلِه: وإنَّما يُدافِعُ عَن أحْسابِهم أَنا أَو مثْلِي.
المَعْنى مَا يُدافِعُ عَن أحْسابهم إلاَّ أَنا أَو مَنْ هُوَ مِثْلي.
(وكافَّةٌ عَن عَمَلِ الجَرِّ وتَتَّصِلُ بأَحْرُفٍ وظُروفٍ فالأَحْرُفُ رُبَّ) ورُبَّتَ، وَمِنْه قولُه تَعَالَى: {رُبَّما يَوَدُّ الذينَ كَفَرُوا} ، فرُبَّ وُضِعَتْ للأسْماءِ فلمّا أُدْخِل فِيهَا مَا جُعِلَتْ للفِعْل؛ وَقَالَ الشاعرُ:
(رُبَّما أوْفَيْتُ فِي عَلَمٍ (تَرْفَعَنْ ثَوْبِي شَمالاتُ) أَوْفَيْتُ: أَشْرَفْتُ وصَعَدْتُ فِي عَلَمٍ أَي على جَبَلٍ، والشَّمالاتُ: جَمْعُ شمالٍ، وَهِي الرِّيحُ الَّتِي تهبُّ من ناحِيَةِ القُطْبِ وَهُوَ فاعِلُ تَرْفَعَنْ، والجُمْلةُ فِي محلِّ النَّصْبِ على الحالِ مِن فاعِلِ أَوْفَيْتُ؛ وكقولِ الشاعرِ:
ماوِيَّ يَا ربَّمَا غارةٍ
شَعْواء كاللَّذْعةِ بالمِيسَمِ يُريدُ يَا رُبَّتَ غارَة، ورُبَّما أُعْمِلَت رُبّ مَعَ مَا، وكقولِ الشَّاعرِ:
رُبَّما ضَرْبَةٍ بسَيْفٍ صَقِيلٍ
دُونَ بُصْرَى بطَعْنَةٍ نَجْلاءَ (والكافُ) : كَقَوْل الشَّاعرِ:
( {كَمَا سَيْفُ عَمْرٍ وَلم تَخُنْهُ مَضارِبُهْ يُريدُ: كسَيْفِ عَمْرٍ و.
(والباءُ) : كقولِ الشاعرِ:
(فَلَئِنْ صِرْتَ لَا تُحِيرُ جَواباً (} لَبِما قد تُرَى وأنْتَ خَطيبُ) (ومِن) ، نحوُ: إنِّي لمِمَّا أَفْعَل؛ قالَ المبرِّدُ: أُرِيدَ لرُبَّما أَفْعَل؛ وأَنْشَدَ:
(وإنَّا! لَمِمَّا نَضْرِبُ الكَبْشَ ضَرْبَةً)
على رأْسِه تُلْقِي اللِّسانَ مِن الفَمِ (والظّروفُ: بَعْدُ) ، كقولِ الشَّاعرِ، وَهُوَ المرَّارُ الفَقْعَسيُّ يخاطِبُ نَفْسَه: (أَعَلاقَةً أُمَّ الوَلِيدِ بعدَما 2 أفْنانُ رأْسِكِ كالثُّغامِ المُخْلِسِ (وبَيْنَ) : كقولِ الشَّاعرِ:
(بَيْنَمَا نَحْنُ بالأراكِ مَعاً (إِذْ أَتَى راكِبٌ على جَمَلِهْ (و) الَّزائِدَةُ (غَيْرُ الكافَّةِ نَوْعان: عِوَضٌ) عَن فِعْلٍ (وغَيْرُ عِوَضٍ. فالعِوَضُ فِي مَوْضِعَيْن: أَحدُهما: فِي قَوْلِهِم: {أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ) مَعَك، كأنَّه قالَ إِذا صِرْتَ مُنْطلقاً، وَمن ذلكَ قولِ الشَّاعرِ:
أَبا خراشة أَما أَنْتَ ذَا نَفَرٍ
فإنَّ قَوْمِي لم تَأْكُلْهم الضَّبُعكأنَّه قَالَ: أَأنْ كُنْتَ ذَا نَفَرٍ. (والثَّاني) : فِي قَوْلِهِم: (افْعَلْ هَذَا} إمَّا لاَ، ومَعْناهُ إنْ كُنْتَ لَا تَفْعَلُ غيرَهُ) ، فَهُوَ يدلُّ على امْتِناعِهِ مِن فِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ. وَقَالَ الجَوْهرِي فِي تَرْكيبِ لَا وقَوْلهم: إمَّا فافْعَلْ كَذَا بالإمَالَةِ أَصْلُه إنْ لَا وَمَا صِلَةٌ، ومَعْناهُ إنْ لَا يَكُنْ ذلكَ الأَمْر فافْعَلْ كَذَا. وَفِي اللُّبابِ: وَلَا لنَفْي الاسْتِقْبالِ نَحْو: لَا تَفْعَل، وَقد حُذِفَ الفِعْل فجرَتْ مَجْرَى النَّائِب فِي قوْلِهم: افْعَلْ هَذَا! إمّا لَا وَلِهَذَا أمالُوا أَلِفَها، انتَهَى. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: وَقد أَمالَتِ العَرَبُ لَا إمالَةً خَفِيفَةً، والعَوامُّ يُشْبِعونَ إمالَتَها فتَصِيرُ أَلِفُها يَاء، وَهُوَ خَطَأٌ، وَهَذِه كَلمةٌ تَرِدُ فِي المُحاوَراتِ كَثِيراً، وَقد جاءَتْ فِي غيرِ مَوْضِعٍ مِن الحديثِ، ومِن ذلكَ فِي حديثِ بَيْعِ الثَّمَرِ: (إمَّا لَا فَلَا تَبايَعُوا حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُ الثَّمَرِ) ؛ وَفِي حديثِ جابِرٍ: (رأَى جَمَلاً نادًّا فقالَ: لمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟ وَفِيه: فقالَ: أَتبِيعُونَه؟ قَالُوا: لَا بل هُوَ لَكَ، فَقَالَ: إِمَّا لَا فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُه) . قَالَ الأزْهري: أَرادَ إنْ لَا تَبِيعُوه فأَحْسِنُوا إِلَيْهِ، وَمَا صِلَةٌ، والمَعْنى: إلاَّ فوُكَّدَتْ بِمَا، وإنْ حَرْفُ جَزاءٍ هُنَا. قَالَ أَبو حاتِمٍ: الْعَامَّة رُبَّما قَالُوا فِي مَوْضِعِ افْعَلْ ذلكَ إِمَّا لَا افْعَلْ ذلكَ بارى، وَهُوَ فارِسِيٌّ مَرْدودٌ، والعامة تقولُ أَيْضاً: أُمَّالي فيَضُمُّونَ الألِفَ، وَهُوَ خَطَأٌ أَيْضاً، قالَ: والصَّوابُ إمَّا لَا غَيْرُ ممالٍ لأنَّ الأدواتَ لَا تُمالُ.
قُلْتُ: وتبدلُ العامَّةُ أَيْضاً الهَمْزَةَ بالهاءِ مَعَ ضَمِّها.
وَقَالَ اللَّيْثُ: قولُهم: إِمَّا لَا فافْعَلْ كَذَا، إنَّما هِيَ على مَعْنى إنْ لَا تَفْعَلْ ذلكَ فافْعَلْ ذَا، ولكنَّهم لمَّا جَمَعُوا هَؤُلاء الأَحْرُفَ فصِرْنَ فِي مَجْرَى اللَّفْظِ مُثقلة فصَارَ لَا فِي آخرِها، كأنَّه عَجُزَ كَلِمةٍ فِيهَا ضَمِيرُ مَا ذكَرَت لَكَ فِي كَلامٍ طَلَبْتَ فِيهِ شَيْئا فرُدَّ عَلَيْك أَمْرُكَ فقُلْت! إمَّا لَا فافْعَلْ ذَا. وَفِي المِصْباح: الأَصْلُ فِي هَذِه الكَلِمةِ أنَّ الرَّجُلَ يَلْزمُه أَشْياءٌ ويُطالبُ بهَا فيَمْتَنع مِنْهَا فيَقْنع مِنْهُ ببعضِها، وَيُقَال لَهُ إمَّا لَا فافْعَلْ هَذَا، أَي إنْ لم تَفْعَل الجَمِيع فافْعَلْ هَذَا، ثمَّ حُذِفَ الفِعْل لكَثْرَةِ الاسْتِعْمالِ وزِيدَتْ مَا على إنْ تَوْكيداً لمَعْناها. قالَ بعضم: وَلِهَذَا تُمالُ لَا هُنَا لنِيابَتِها عَن الفِعْلِ كَا أُمِيلَتْ بَلَى وَيَا فِي النِّداءِ، ومِثْلُه: مَنْ أَطاعَكَ فأَكْرِمْه وَمن لَا فَلَا تَعْبَأْ بِهِ، وَقيل: الصَّوابُ عَدَمُ الإمالَةِ لأنَّ الحُروفَ لَا تُمالُ. .
(وغَيْرُ العِوَضِ) عَن الفِعْل، (يَقَعُ بعدَ الرَّفْعِ نحوُ: شَتَّانَ مَا زَيْدٌ وعَمْرٌ و) ، وشَتَّانَ مَا هُما، وَهُوَ ثابِتٌ فِي الفَصِيحِ وصَرَّحُوا بأنَّ مَا زائِدَةٌ، وزَيْد فاعِلُ شَتَّانَ، وعَمْرٌ وعَطْفٌ عَلَيْهِ؛ وشاهِدُه قولُ الأعْشى:
شَتَّانَ مَا يَومي على كُورِها
ويومُ حيّانَ أخي جابرِكذا فِي أَدَبِ الكِتابِ لابنِ قتيبَةَ. وأَمَّا قولُهم شَتَّانَ مَا بَيْنهما، فأثْبَتَه ثَعْلَب فِي الفَصِيح، وأَنْكَرَه الأصْمعي، وتقدَّمَ البَحْثُ فِيهِ فِي شتت. (وقولُه) ، أَي مُهَلْهلُ بنُ ربيعَةَ أَخي كليبٍ لمَّا نزلَ بعدَ حَرْبِ البَسُوس فِي قَبائِل جنب فحَطَبُوا إِلَيْهِ أُخْتَه فامْتَنَعَ فأَكْرَهُوه حَتَّى زَوّجَهم وَقَالَ:
أنكَحَها فقْدُها الأراقمَ فِي
جَنْبٍ وَكَانَ الخِبَاءُ من أَدَمِ (لَوْ بأَبانَيْنِ جاءَ يَخْطُبُها (ضرج مَا أَنْفُ خاطِبٍ بدَمِ) هان على تَغْلبَ الَّذِي لقيتْ
أُخْت بَني المالكينَ مِن جُشَمِلَيْسُوا بأَكْفائِنا الكِرام وَلَا
يُغْنون من غلَّةٍ وَلَا كرمِ (وبعدَ النَّاصِبِ الَّرافِعِ) كقولِكَ: (لَيْتَما زَيْدٌ قائِمٌ.
(وبعدَ الجازِمِ) ، كقولهِ تَعَالَى: { {وإمَّا يَنْزَغَنَّكَ) مِن الشَّيْطانِ نَزْغ فاسْتَعِذْ بااِ} ، وَقَوله تَعَالَى: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} فلَّهُ الأَسْماء الحُسْنَى، وُصِلَ الجَزاء بِمَا، فَإِذا كانَ اسْتِفْهاماً لم يُوصَلْ بِمَا وإنَّما يُوصَلُ إِذا كانَ جَزاءً.
(وبعدَ الخافِضِ حَرْفاً كانَ) ، كقولهِ تَعَالَى: {} فَبِما رَحْمَةٍ مِن اللهِ} ) لِنْتَ لَهُم، وكَذلكَ قَوْله تَعَالَى: {فَبِما نَقْضِهم مِيثَاقَهم} ؛ وَقَوله تَعَالَى: { {ممَّا خطيآتهم} . وَقَالَ ابنُ الأنْبارِي فِي قولِه، عزَّ وجلَّ {} عَمَّا قَلِيلٍ ليُصْبحُنَّ نادِمِينَ} : يجوزُ أَنْ يكونَ عَنْ قَلِيلٍ وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ المعْنى عَن شيءٍ، قَلِيلٍ وَعَن وَقْتٍ قَلِيلٍ فيكونُ مَا اسْماً غَيْر تَوْكِيدٍ، ومِثْلُه { {ممَّا خَطَاياهُمْ} ، يَجوزُ أَنْ يكونَ مِن إساءَةِ خَطَاياهُمْ ومِن أَعْمال خَطاياهُم، فتحْكُمُ على مَا مِن هَذِه الجِهَةِ بالخَفْضِ، وتحْمِلُ الخَطايَا على إعْرابِها، وجَعَلْنا مَا مَعْرِفَةً لإِتْباعِنا المَعْرِفَةَ إيَّاها أَوْلى وأَشْبَهُ، وكَذلكَ {} فَبِمَا نَقْضِهم مِيثاقَهم} ، وَمَا تَوْكِيدٌ، ويَجوزُ أَنْ يكونَ التَّأْوِيلُ فبِإساءَتِهم نَقْضِهم مِيثاقَهُم. وَقَالَ ابنُ فارِس: وكثيرٌ مِن عُلمائِنا يُنْكِرُونَ زِيادَةَ مَا ويقولونَ لَا يَجوزُ أَنْ يكونَ فِي كتابِ اللهاِ، جلَّ عِزّهُ، حَرْفٌ يَخْلو مِن فائِدَةٍ ولَها تَأْوِيل يَجوزُ أَنْ يكونَ جِنْساً مِن التَّأْكِيدِ، ويَجوزُ أَن يكونَ مُخْتصراً مِن الخِطابِ وتَأْوِيلُه فِبما أَتَوه مِن نَقْضِ المِيثاقِ، وتكونُ الباءُ فِي معْنى مِن أَجْل، كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَالَّذين هُم بِهِ مُشْرِكُون} ، أَي مِن أَجْلِه وَله.
(أَو اسْماً) ، كقولهِ تَعَالَى: {أَيَّما الأَجَلَيْنِ) قَضَيْت} ، تَقْديرُه أَيْ الأَجَلَيْن.
(وتُسْتَعْملُ مَوْضِعَ مَنْ) ، كقولهِ تَعَالَى: {وَلَا تَنْكِحوا مَا نَكَحَ آباؤُكُم} مِن النِّساءِ إلاَّ مَا قد سَلَفَ، التَّقديرُ مَنْ نَكَحَ؛ وكَذلكَ قولهُ تَعَالَى: {فانْكِحُوا مَا طابَ لَكُمْ} ، مَعْناهُ مَنْ طابَ لَكُم؛ نقلَهُ الأزْهري. قَالَ ابنُ فارِس: ومِن ذلكَ قولهُ تَعَالَى: {ويَعْبِدُونَ مِن دُون ااِ مَا لَا يَضرُهم وَلَا يَنْفَعُهم} فَوحد، ثمَّ قَالَ: {وَيَقُولُونَ: هَؤُلاء شُفَعاؤُنا عنْدَ ااِ} ، فجرَتْ مَا مَجْرَى مَنْ فإنَّها تكونُ للمُفْرد والجَمْع، قَالَ: وحدَّثني عليُّ بنُ إِبْرَاهِيم عَن جَعْفرِ بنِ الحارِثِ الأسَدِي عَن أَبي حاتمٍ عَن أبي زيْدٍ أنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: سُبْحانَ مَا يُسَبّح الرَّعْدُ بحَمْدِه.
(و) إِذا نَسَبْتَ إِلَى {مَا قُلْتَ: مَوَوِيٌّ.
و (قَصِيدَةٌ} مَوَوِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ: آخِرُها مَا) . وَحكى الكِسائي عَن الرُّؤَاسِي: هَذِه قَصِيدَةٌ} مائِيَّةٌ {وماوِيَّةٌ ولائِيَّةٌ ولاوِيَّةٌ.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
قد تُبْدَلُ مِن أَلِفِ مَا الهاءُ؛ قَالَ الراجزُ:
قدْ وَرَدَتْ مِن أَمْكِنَهْمِنْ هَهُنا ومِنْ هُنَهْ إنْ لم أُروّها} فَمَهْ يُريدُ: فَمَا، وَقيل: إنَّ مَهْ هُنَا للزَّجْرِ أَي فاكْفُفْ عنِّي؛ قالَهُ ابنُ جنِّي؛ وَقَالَ أَبُو النّجْم:
مِنْ بَعْدِما وبَعْدِما وبَعْدِ! مَتْ صارَتْ نُفُوسُ القَوْمِ عِنْدَ الغَلْصَمَتْ وكادتِ الحُرَّةُ أَن تُدْعَى أَمَتْ أَرادَ: وبَعْدِما أَبْدَلَ الألِف هَاء، فلمَّا صَارَتْ فِي التَّقْدير وبَعْدمَهْ أَشْبَهَت الهاءُ هاءَ التَّأْنيثِ فِي نَحْو مَسْلَمَة وطَلْحَةَ، وأَصْلُ تِلْكَ إنَّما هُوَ التاءُ، فشبَّه الهاءَ فِي وبَعْدِمَهْ بهاءِ التأْنِيثِ فوَقَفَ عَلَيْهَا بالتاءِ كَمَا وَقَفَ على مَا أَصْله التَّاء بالتاءِ فِي الغَلْصَمَتْ، هَذَا قِياسُه.
وحَكَى ثَعْلب: مَوَّيْتُ مَاء حَسَنَةً: كَتَبْتُها.
والماءُ: الميمُ ممُالَةٌ والألفُ مَمْدودةٌ: أَصْواتُ الشاةِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي هُنَا، وَقد تقدَّمَ فِي حَرْفِ الْهَاء.
وابنُ مَا مَا: مَدينَةٌ؛ قالَ ياقوتُ هَكَذَا فِي كتابِ العمراني وَلم يزدْ:
مهمة
وفيهَا فوائِدٌ: (الأولى:) قولهُ تَعَالَى: {فَلَا تَعْلَم نَفْسٌ مَا أَخْفى لَهُم} ، قَالَ ابنُ فارِس: يمكِنُ أَن تكونَ بمعْنَى الَّذِي وتكونُ نَصْباً بتَعْلَم نَفْسٌ، ومَنْ جَعَلَها اسْتِفْهاماً وقَرَأَ مَا أخْفى بسكونِ الياءِ كانَ مَا نَصْباً بأَخْفى. قَالَ الفرَّاء: إِذا قُرِىءَ مَا أخْفى لَهُم وجُعِل مَا فِي مَذْهَب أَي كانتْ مَا رَفْعاً بأَخْفى لأنَّك لم تُسَمِّ فاعِلَه، ومَنْ قَرَأَ أخْفى بإرْسالِ الياءِ وجعلَ مَا فِي مَذْهبِ الَّذِي كانتْ نَصْباً، وزَعَمَ بعضُ أهْلِ البَصْرةِ أنَّ مَنْ قَرَأَ مَا أخْفى، فَمَا ابْتِداءٌ، وأخفى خَبَرُه، قَالَ وَلَا يكونُ رفعا بأخفى كَمَا إنَّا نقولُ: زَيْدٌ ضَرَبَ، لَا يكونُ زَيْدٌ رَفْعاً بضَرَبَ.
الثَّانِيَةُ:) قَالَ ابنُ فارِس: فِي كتابِ سِيبَوَيْهٍ كلمةٌ أُشْكِلَ مَعْناها، وَهُوَ قولهُ: مَا أغفلَه عَنْك شَيْئا أَي دَعِ الشَّكَّ، واضْطَرَبَ أَصْحابُه فِي تَفْسيرِه وَلَكِن سَمِعْتُ أَبي يقولُ: سأَلْتُ أَبا عبدِ اللهاِ مُحَمَّد بن سَعْدان البَصِير النّحوي بهَمَذان عَنْهَا فَقَالَ: أَمّا أَصْحابه مِن المبرِّدِ وغيرِهِ فَلم يُفَسِّروها، وذَكَرَ مِنْهُم ناسٌ أنَّ مَا اسْتِفْهامٌ فِي اللّفْظِ تَعَجُّبٌ فِي المَعْنى ويَنْتَصِبُ شَيْئا بكَلامٍ آخر، كأَنَّه قالَ: دَعْ شَيْئا هُوَ غَيْر مَعْنيَ بِهِ، ودَعَ الشَّكَّ فِي أنَّه غَيْر مَعْنيَ بِهِ، فَهَذَا أَقْرَبُ مَا قيل فِي ذلكَ.
الثَّالثة:) مَا قَدْ تكونُ زائِدَةً بَيْنَ الشَّرْط والجَزاءِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَأَما تَرين مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقولِي} ، وَقَوله تَعَالَى: {فَأَما نذهَبن بكَ فإنَّا مِنْهُم مُنْتَقِمُون} ، المَعْنى أَن نَذْهَب بكَ، وتكونُ النونُ جُلِبَتْ للتَّأكِيدِ فِي قولِ بعضِ النّحويِّين، وجائِزٌ فِي الكَلامِ إِسْقاطُ النونِ؛ أنْشَدَ أَبو زَيْدٍ: زَعَمَتْ تماضر أنَّني إِمَّا أَمت
تسدّ ولشَوْهاء الأصَاغِر خُلَّتيالَّرابعةُ:) مَاذَا قَدْ تأْتي بمعْنَى التّكْثيرِ كَمَا أَثْبَته ابنُ حُبَيْش واستدلَّ لَهُ بنَحْو مائَةِ شاهِدٍ نقَلَها الْمقري فِي نَفْحِ الطِّيب، وأَغْفَلَها المصنِّفُ وأَكْثَر النَّحويِّين، وَلم يَعْلَقْ بذهْنِي مِن تِلْكَ الشواهِدِ إلاَّ قولَ الشاعرِ:
وماذا بمِصْر مِن المُضْحِكَاتِ فراجِعِ الكِتابَ المُذكورَ فإنَّه بَعُدَ عَهْدي بِهِ.
الْخَامِسَة:) ذُكِرَ فِي أَنْواعِ الكافَّةِ المُتَّصِلَةُ بالظُّروفِ مَا يَتَّصِلُ ببَعْدو بَيْنَ، وَقد تُكَفّ إِذْ وحيثُ بِمَا عَن الأضافَةِ، والأوَّل للزَّمانِ وَالثَّانِي للمَكانِ، ويَلْزمُهما النَّصْبُ كَمَا فِي اللَّبابِ.
السَّادِسَة: قد تَأْتي {فَبِما بمعْنَى رُبَّما، أَنْشَدَ ابنُ الأعْرابي قولَ حسَّان:
إنْ يَكُنْ غَثَّ من رَقاشِ حَدِيثٌ
فبِما يأْكُلُ الحَدِيثُ السَّمِيناقال: فبِما أَي رُبَّما. قَالَ الأزْهري: وَهُوَ صَحِيحٌ مَعْروفٌ فِي كَلامِهم، وَقد جاءَ فِي شِعْر الأعْشى وغيرِه.

خبث

(خبث) يُقَال للرجل فِي الشتم يَا خبث
(خبث)
الشَّيْء خبثا وخباثة وخباثية صَار فَاسِدا رديئا مَكْرُوها وَفُلَان صَار ذَا خبث فَهُوَ خَبِيث (ج) خبثاء وخبث وخبثة وأخباث (جج) الْأَخير أخابيث وَهِي خبيثة (ج) خبائث وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَيحل لَهُم الطَّيِّبَات وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث} وَنَفسه غثت وثقلت وَمن الْمَأْثُور (فَأصْبح يَوْمًا وَهُوَ خَبِيث النَّفس)
خبث
خَبُثَ يَخْبُثُ خُبْثاً، وهو خَبِيثٌ، وبه خَبَاثةٌ. وأخْبَثَ: صارَ ذا خبْثٍ.
والخابِثُ: الردِيْء من كلِّ شَيْءٍ. والخَبِيثُ: نَعْت كلِّ فاسِدٍ.
والخِبْثَةُ: الزَنْيَةُ من الفُجُور. وهي الأخلاق الخَبِيثةُ أيضَاً.
وأخْبَثَ الرَجُلُ: إذا صارَ أصحابُه خُبَثاء.
والأخْبَثانِ: البخَرُ والسَّهَرُ، وقيل: الرجِيْعُ والبَوْل.
والمَخْبَثانُ والأخابِثً والخَبَائث واحِدٌ.
وغُلام خُبَاثٌ.
وخَبَثُ الحَدِيدِ: ما يُذابُ بالنار فيبقى رَديئُه.
ولُعْبَةٌ تُسَمّى: خُبْثةً.
(خ ب ث) : (الْأَخْبَثَانِ) فِي الْحَدِيثِ الْغَائِطُ وَالْبَوْلُ يُقَالُ خَبَثَ الشَّيْءُ خُبْثًا وَخَبَاثَةً خِلَافُ طَابَ فِي الْمَعْنَيَيْنِ يُقَالُ شَيْءٌ خَبِيثٌ أَيْ نَجِسٌ أَوْ كَرِيهُ الطَّعْمِ وَالرَّائِحَةِ هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ اُسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ حَرَامٍ (وَمِنْهُ) خَبَثَ بِالْمَرْأَةِ إذَا زَنَى بِهَا وَفِي التَّنْزِيلِ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [النور: 26] مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ فِي (ح ش) وَلَا خِبَةَ فِي (عد) لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا فِي (ق ل) .

خبث


خَبُثَ(n. ac. خُبْث
خَبَاْثَة)
a. Was bad, foul, corrupt; was wicked, deceitful.

أَخْبَثَa. Corrupted, depraved.
b. Acted badly, wickedly.
c. Associated with bad, wicked companions.

تَخَاْبَثَa. Showed himself to be bad, base, deceitful.

إِسْتَخْبَثَa. Considered bad, vile.
b. Was bad &c.

خُبْث
خَبَاْثَة
22ta. Badness, wickedness, depravity.
b. Deceit; guile; malignity.

خَبِيْث
(pl.
خَبَثَة
خُبُث
خِبَاْث
خُبُوْث
أَخْبَاْث
خُبَثَآءُ
43)
a. Bad, unclean; wicked, corrupt, base.
b. Deceitful; malignant.

خَبِيْثَة
(pl.
خَبَاْئِثُ)
a. see 25b. Base, bad action or quality; villainy.
[خبث] الخبيث: ضدّ الطيّب. وقد خبث الشئ خباثة، وخبث الرجل خُبْثاً، فهو خبيث، أي خَبٌّ ردئ. وأخبثه غيره، أي علمه الخُبثَ وأفسدَه. وأَخْبَثَ أيضاً، أي اتَّخذ أصحاباً خبثاء، فهو خَبيثٌ مُخْبِثٌ ومَخْبَثانٌ. وقول عنترة: نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرٍ نِعْمَتي * والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ أي مَفْسَدَةٌ. ويقال: فلانٌ لَخِبْثَةٍ، كما يقال لَزِنْيةٍ. ويقال في النداء: يا خبث، كما يقال يالكع تريد يا خبيثُ. وللمرأة: يا خَباثِ، بُنَي على الكسر مثل يا لَكاعِ. وخَبَثُ الحديد وغيره: ما نَفاهُ الكِيرُ. والأخبثانِ: البَوْلُ والغائط.
باب الخاء والثاء والباء معهما خ ب ث يستعمل فقط

خبث: خَبُثَ الشيء خبَاثةً وخُبْثاً فهو خَبيثٌ. وأَخْبَثَ فهو مُخْبِث: صارَ ذا خُبْثٍ وشَرٌّ. والخابِث: الرديء. وأَخْبَثَ القول ونحوه. والخَبيثُ: نعت كل شيء فاسد، خَبيث الطعم، وخبيث اللون. والخِبْثَةُ: الزنية من الفجور، ويقال: هذا ولد الخِبْثِة وولدٌ لخِبْثةٍ. وخَبَثُ الحديد وغيره: مما يذاب بالنار، وهو ما يبقى من رداءته إذا أخلص جيده. ويقولون للرجل: يا خُبَثُ، وللمرأة: يا خَباثِ. وهو من أخابث الناس، واحدها أخبَث. ويقولون للرجل والمرأة: يا مَخْبَثانُ، وهو من الخُبْث والأخابث والخبائث والتَخَبُّث. وغلام خُباثيٌّ (برفع الخاء) أي خَبيثٌ. ويقال: به الأَخْبَثانِ وهما البخر والسهر.
خ ب ث

خبث فلان، وهو خبيث، وهم خبثاء وخباث، وفيه خبث وخباثة، وهو من الأخابث، وهو خبيث مخبث، وفيه مخابث جمة. ونز به الأخبثان: الرجيع والبول، " ولا تدافعوا الأخبثين في الصلاة ". " وأعوذ بالله من الخبث والخبائث ". ويا خبث ويا خباث، وهو يتخبث ويتخابث.

ومن المجاز: هذا مما يخبث النفس. وليس الإبريز كالخبث أي ليس الجيد كالرديء. وخبثت رائحته، وخبث طعمه. وخبث بفلانة: فجر بها. وخبثت نفسه: غثت، وفلان خب خبيث، وهو ولد الخبثة. قال:

فإنك ضبي ولدت لخبثة ... متى تستطع غدرا بجارك تغدر

وهذا العبد لا خبثة به من إباق ولا سرقة. وهذا سبي خبثة، وسبي طيبة. وهذا كلام خبيث. وهي أخبث اللغتين، يراد الرداءة والفساد، وأنا أستخبث هذه اللغة.
خبث: خبث على: ذكرت في معجم فوك في مادة: Callidus، وخبث في وعلى ذكرت في مادة dolosus. وخبث على فلان: مكر به واستعمل معه الحيلة والخداع (زيشر 20: 509).
خبَّث (بالتشديد) ذكرت في معجم فوك في مادة Callidus ومادة dolosus.
تخبث: ذكرت في معجم فوك في مادة dolosus.
تخابث: تظاهر بعدم المبالاة (المقدمة 3: 265) انخبث على وفى: ذكرت في معجم فوك في مادة callidus.
خُبْث: تظاهر بعدم المبالاة حسب تفسير الذي تجده في المقدمة (3: 265). وخُبث: رياء، مكر، مداجاة، مداهنة (بوشر).
وخُبث: سخرية، استهزاء، هزء، عبث (بوشر).
خَبَث: بمعنى نجس ويجمع على أخباث (فوك).
وخَبَث: دهاء مكر (فوك).
خبيث: مراء، مداهن، مداج (بوشر) وخبيث: ساخر، عابث، مستهزئ (بوشر).
ابن الخبيثة وكذلك ولد الزناء: خليع، رجل بور، رجل سوء، ابن الحرام، دنئ، خسيس. (معجم أبي الفداء).
خَبَاثة: سخرية، هزء، عبث (بوشر).
خبيثة وتجمع على خبائث: منكر، سوء السلوك أو التصرف (بوشر).
خُباثي وخُبثي: روَّاغ، مخاتل، مداهن، غشاش، ماكر (فوك).
خ ب ث : خَبُثَ الشَّيْءُ خُبْثًا مِنْ بَابِ قَرُبَ خِلَافُ طَابَ وَالِاسْمُ الْخَبَاثَةُ فَهُوَ خَبِيثٌ وَالْأُنْثَى خَبِيثَةٌ وَيُطْلَقُ الْخَبِيثُ عَلَى الْحَرَامِ كَالزِّنَا وَعَلَى الرَّدِيءِ الْمُسْتَكْرَهِ طَعْمُهُ أَوْ رِيحُهُ كَالثُّومِ وَالْبَصَلِ وَمِنْهُ الْخَبَائِثُ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ الْعَرَبُ تَسْتَخْبِثُهَا مِثْلُ: الْحَيَّةِ وَالْعَقْرَبِ قَالَ تَعَالَى: {وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] أَيْ لَا تُخْرِجُوا الرَّدِيءَ فِي الصَّدَقَةِ عَنْ الْجَيِّدِ وَالْأَخْبَثَانِ الْبَوْلُ وَالْغَائِطُ وَشَيْءٌ خَبِيثٌ أَيْ نَجِسٌ وَجَمْعُ الْخَبِيثِ خُبُثٌ بِضَمَّتَيْنِ مِثْلُ: بَرِيدٍ وَبُرُدٍ وَخُبَثَاءُ وَأَخْبَاثٌ مِثْلُ: شُرَفَاءَ وَأَشْرَافٍ وَخَبَثَةٌ أَيْضًا مِثْلُ: ضَعِيفٍ وَضَعَفَةٍ وَلَا يَكَادُ يُوجَدُ لَهُمَا ثَالِثٌ وَجَمْعُ الْخَبِيثَةِ خَبَائِثُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ بِضَمِّ الْبَاءِ وَالْإِسْكَانُ جَائِزٌ عَلَى لُغَةِ تَمِيمٍ وَسَيَأْتِي فِي الْخَاتِمَةِ قِيلَ مِنْ ذُكْرَانِ الشَّيَاطِينِ وَإِنَاثِهِمْ وَقِيلَ مِنْ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي وَخَبَثَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ يَخْبُثُ مِنْ بَابِ قَتَلَ زَنَى بِهَا فَهُوَ خَبِيثٌ وَهِيَ خَبِيثَةٌ وَأَخْبَثَ بِالْأَلِفِ صَارَ ذَا خُبْثٍ وَشَرٍّ.
خبث
الخُبْثُ والخَبِيثُ: ما يكره رداءة وخساسة، محسوسا كان أو معقولا، وأصله الرّديء الدّخلة الجاري مجرى خَبَثِ الحديد، كما قال الشاعر:
سبكناه ونحسبه لجينا فأبدى الكير عن خبث الحديد
وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال، والقبيح في الفعال، قال عزّ وجلّ:
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ
[الأعراف/ 157] ، أي: ما لا يوافق النّفس من المحظورات، وقوله تعالى: وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ تَعْمَلُ الْخَبائِثَ [الأنبياء/ 74] ، فكناية عن إتيان الرّجال. وقال تعالى: ما كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ [آل عمران/ 179] ، أي: الأعمال الخبيثة من الأعمال الصالحة، والنّفوس الخبيثة من النّفوس الزّكيّة. وقال تعالى: وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ [النساء/ 2] ، أي: الحرام بالحلال، وقال تعالى: الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ [النور/ 26] ، أي:
الأفعال الرّديّة والاختيارات المبهرجة لأمثالها، وكذا: الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ، وقال تعالى: قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ [المائدة/ 100] ، أي: الكافر والمؤمن، والأعمال الفاسدة والأعمال الصّالحة، وقوله تعالى: وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ [إبراهيم/ 26] ، فإشارة إلى كلّ كلمة قبيحة من كفر وكذب ونميمة وغير ذلك، وقال صلّى الله عليه وسلم: «المؤمن أطيب من عمله، والكافر أخبث من عمله» ويقال: خبيث مُخْبِث، أي: فاعل الخبث.
(خبث) - في حديث الحَجَّاج: "قال لأَنسٍ، رضي الله عنه،: يا خِبْثَة  ... "
الخِبْثَة: الخَبيثُ، ويقال: للأَخْلاق الخَبِيثَة خِبْثَة، وفلانٌ وَلَدُ خِبْثَة: أي ولدُ زِنْيَة. - في حديث سَعِيد : "كَذَب مَخْبَثان".
المَخْبَثَان: الخَبيثُ. يُقالُ: للرَّجل والمَرأةِ جَمِيعًا، وكأنه يَدُلُّ علما مُبالَغَةٍ.
ويقال للرَّجلِ: يا خَباثِ، مَبنِيًّا على الكَسْر، وللمَرأة: يا خُبَثُ، وقيل على العَكْس منه.
- وفي الحديث: "كما يَنفِى الكِيرُ الخَبَثَ" .
وهو ما تُبدِيه النَّارُ وتُميِّزه من رَدِىء الفِضَّة والحَدِيد وتُنقَّيه إذا أُذِيبَا.
في حَديثِ رافع: "كَسْبُ الحَجَّام خَبِيثٌ، وثَمنُ الكلب خَبِيثٌ، ومَهرُ البَغِىّ خَبِيثٌ".
قيل: مَعنَى الخَبِيث في كَسْبِ الحَجَّام الذي كَقَولِه تَعالَى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} بَدلَالَة حَدِيث مُحَيِّصَة: أنه رَخَّص له . وأما ثَمَن الكَلْب، ومَهْر البَغِى فإنهما على التَّحريم، لأن الكلبَ نَجس الذَّات مُحرَّم الثَّمَنِ، وفِعلُ الزِّنا مُحرَّم، وبَذْل العِوَض عليه وأَخْذه في التَّحريم مِثْله، لأنه ذَرِيعةٌ إلى التَّوسُّل إليه، والحِجامةُ مُباحَةٌ، وفِيها نَفْعُ وصلاحُ الأَبْدان. وقد يَجمَع الكَلامُ بين القَرائِنِ في اللَّفظ، ويُفرِّق بينَهما في المَعانِى وذلك على حَسَب الأَغراضِ والمَقاصِد فيها.
وقد يكونُ الكَلامُ في الفَصْل الوَاحِد، بعضُه على الوُجوبِ، وبعضُه على النَّدْب، وبَعضُه عل الحَقِيقة، وبَعضُه على المَجاز، وإنما يُعرَف ذلك بدَلَائِل الأُصُول وباعْتِبار مَعانِيها، ونَحْو ذلك الحَدِيث فيما يُغْتَسل منه.
- في حديث أَبِى هُرَيْرة: "نَهَى عن الدَّواء الخَبِيث" .
وذلك من وَجْهَيْن: أحدهما: خُبثُ النَّجاسَة، كما فيه الخَمْر والبَوْل ونَحوُهما وذلك مُحرَّم، إلا ما خَصَّتْه السُّنَّة من أَبْوال الإِبِل. فرخَّص فيها لَنَفَر من عُكْل، وسَبِيل السُّنَن أن يُقَرّ كُلُّ شىء في مَوضِعه، ولا يُضرَب بَعضُه بِبعْض. وقدَ يكون خُبثُه من جهة الطَّعم والمَذَاق، ولا يُنْكَر أن يكون كَرِهَه لِمَا فيه من المَشَقَّة وتَكرُّهِ النَّفْسِ إيّاه. والغَالِبُ أَنَّ طُعومَ الأَدْوية كَرِيهَةٌ ولكن بعضَها أَقلُّ كراهةً وأَيسرُ احْتِمالا.
- في حديث الحَسَن: "خَباثِ كُلَّ عِيدَانِك مَضَضْنا" . : أي يا خَبِيثَة، وحَرفُ النِّداء مَحذُوف، ويَجُوز ذلك في كُلّ مَعْرِفة، لا يَصِحُّ أن يُنعَت به: أي كَغَدارِ وفَسَاقِ، ويَعْنِى الحَسَنَ به الدُّنْيا.
[خبث] فيه: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل "خبثًا" هو بفتحتين النجس. ومنه ح: نهى عن كل دواة "خبيث" هو من جهة النجاسة، وهو الحرام كالخمر والأرواث والأبوال، وتناولها حرام إلا ما خصته السنة من أبوال الإبل عند بعض، وروث ما يؤل لحمه عند آخرين، ومن جهة الطعم والمذاق، ولا ينكر أن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على الطباع وكراهية النفوس لها. ومنه ح: من أكل من هذه الشجرة "الخبيثة" فلا يقربن مسجدنا، يريد الثوم والبصل والكراث، خبثها من كراهة طعمها ورائحتها، لأنها طاهرة وليست من أعذار تقطع عن المسجد، وإنما أمرهم به عقوبة ونكالًا لأنه كان يتأذى به. وح: مهر الغبي "خيث" وثمن الكلب خبيث، يريد بها الحرام لأن الكلب نجس، والزنا حرام وبذل العوض عليه وأخذه حرام. وح: كسب الحجام "خبيث" أي مكروه لأن الحجامة مباحة. ط: كره لرداءته. نه وفي ح هرقل: فأصبح يوما "خبيث" النفس، أي ثقيلها ريه الحال. ومنه ح: لا يقولن أحدكم: "خبثت" نفسي، أي ثقلت وغثت، كأنه كره اسم الخبث. وفيه: لا يصلين الرجل وهو يدافع "الأخبثين" هما العائط والبول. ط: ولا وهو يدافعه "الأخبثان" أي لا صلاة حاصلة للمصلي حالة يدافعه الأخبثان عنها وهو يدافعهما لاشتغال القلب به وذهاب الخشوع، ويلحق به كل ما هو في معناه. نه وفيه: كما ينفي الكير "الخبث" هو ما تلقيه النار من وسخ الفضة والنحاس وغيرهما إذا أذيبا. ط: هو بفتحتين ما يبرزه النار من الجواهروهو من خبث بضم بائه. نه ومنه: أتى برجل مخدج وجد مع أمة "يخبث" بها، أي يزني. ن: انظروا إلى هذا "الخبيث" يخطب قاعدًا. فيه الإنكار على الولاة إذا خالفوا السنة. غ: "كشجرة خبيثة" أي الحنظلة أو الكشوث. "ولا تيمموا الخبيث" أي الرديء. و"الخبيثات" أي الكلمة الخبيثة، أوالخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال.
خبث
خبُثَ/ خبُثَ بـ/ خبُثَ على يَخبُث، خُبْثًا وخَباثَةً وخباثيةً، فهو خَبِيث، والمفعول مخبوث به
• خبُثت رائحةُ الطَّعام وغيره: أنتنت، صارت رديئةً مكروهةً، ضد طابت "خَبُث العمل: كان مكروهًا مستقبحًا- {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إلاَّ نَكِدًا}: ضرب الله البلد الخبيث الذي لا ينتفع بالمطر مثلاً لمن لم ينتفع بالآيات".
• خبُث الرَّجُلُ: صار خبيثًا، مكَر وخدَع "من خبُث عدِم النصيحة".
• خبُث بامرأة: زنى، فَجَر بها.
• خبُث على فلان: مكر به واستعمل معه الحيلَة والخداعَ. 

استخبثَ يستخبث، استِخباثًا، فهو مستخبِث، والمفعول مستخبَث
• استخبث جارَه: عدَّه رديئًا مكروهًا "إن استخبثت شخصًا فاحذرْه". 

تخابثَ يتخابث، تخابُثًا، فهو متخابِث
• تخابث الرَّجُلُ:
1 - تظاهر باللُّؤم والفساد واللاّمبالاة، أظهر الخُبْثَ "تخابُثُه لا يخفى على أحد".
2 - تصرَّف بلؤم. 

أخْبَثان [مثنى]: مف أَخْبَثُ
• الأخبثان:
1 - البول والغائط "لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ وَهَوُ يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ [حديث] ".
2 - القيء والسُّلاح.
3 - الرَّجيع والبول.
4 - الــضُّراط والسُّعال.
5 - السَّهر والضَّجَر.
6 - القلب واللسان. 

خَبائِثُ [جمع]: مف خَبِيثَة:
1 - أفعال مذمومة ومحرَّمة، كلّ ما يُستقبح من الأشياء والأفعال، عكسه طيِّبات "رائحة خبيثة- رُبّ وجه حسن أخفى نفسًا خبيثة [مثل أجنبيّ]- {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} - {وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} " ° أمُّ الخبائث: الخمر- الأرواح الخبيثة: الشياطين.
2 - ما كانت العرب تستقذره ولا تأكله مثل الأفاعي والعقارب والأبارص والخنافس والوِرْلان والفئران. 

خَبَاثة [مفرد]:
1 - مصدر خبُثَ/ خبُثَ بـ/ خبُثَ على.
2 - تصرُّف باطنه سوء وظاهره صدق "ميّال إلى الخباثة". 

خَبَاثِية [مفرد]: مصدر خبُثَ/ خبُثَ بـ/ خبُثَ على. 

خَبَث [مفرد]: ج أخباث:
1 - نَجَس "إِذَا بَلَغَ الْمَاءُ قُلَّتَينِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا [حديث] ".
2 - دهاء ومكر.
3 - ما لا خير فيه.
• خَبَث البُركان: (جو) ما يقذفه البركانُ من حُمَمٍ وغيرها.
• خَبَث المعدن: (كم) الشوائب التي تطفو على سطح المعدن المنصهر أثناء تحضيره من خاماته، وبذلك يمكن فصلها "سبكناه ونحسبه لُجينًا ... فأبدى الكيرُ عن خبث الحديدِ". 

خُبْث [مفرد]:
1 - مصدر خبُثَ/ خبُثَ بـ/ خبُثَ على.
2 - طريقة ذهنيّة أو حالة نفسيّة خاصّة بمن يسرّه الاستهزاء بالغير "عيناه تلمعان خُبْثًا".
3 - كُفْر.
4 - رياء، مكر، مداهنة "خُبْث السرائر، ولؤم النيّات". 

خَبِيث [مفرد]: ج خبيثون (للعاقل) وأخباث (للعاقل {وخِباث} للعاقل {وخُبُث} للعاقل {وخُبَثاءُ} للعاقل) وخَبَثَة (للعاقل)، جج أخابيث، مؤ خَبِيثَة، ج مؤ خبيثات وخبائثُ:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من خبُثَ/ خبُثَ بـ/ خبُثَ على: "هم أخباث في تصرفاتهم".
2 - محرَّم، كالزنى والخمر وغيرهما ° ابن الخبيثة: ابن حرام، دنيء، خسيس.
3 - رديء مكروه، كلّ شيء فاسد وباطل "طعام/ كلام خبيث- َكَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ [حديث]- {قُلْ لاَ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}: يضرب مثلاً لعدم تساوي الشرّ والخير-
 {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} " ° ابتسامة خبيثة: تخفي وراءها المكر والخديعة- الشَّجرة الخبيثة: شجرة الحنظل- المرض الخبيث: السرطان- بدّل الخبيث بالطَّيِّب: اختار الأسوأ وترك الأفضل- كلمة خبيثة: باطلة وفاسدة- لسان خبيث: ميّال إلى الإيذاء، ينفث سُمًّا- نَظْرة خبيثة: دالّة على الاستهزاء.
4 - منافِق كافر " {مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} ".
5 - ميراث الصغير والمرأة يأكله الرجلُ " {وَءَاتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} ".
• الجمرة الخبيثة: (طب) مرض معدٍ تعفُّنيّ يصيب الحيوان والإنسان وتسبِّبه جُرْثومة الفحم.
• ورم خبيث: (طب) ورم سرطانيّ، نموّ وتكاثر غير طبيعيّ للخلايا التي لا تؤدِّي عملها الفيزيائيّ. 

مَخْبَثة [مفرد]: مَفْسَدة "هو ميَّال إلى كلِّ مَخْبثة". 

خبث: الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ من الرِّزْق والولدِ والناسِ؛ وقوله:

أَرْسِلْ إِلى زَرْع الخَبِيِّ الوالِجِ

قال ابن سيده: إِنما أَراد إِلى زَرْع الخَبِيثِ، فأَبدل الثاء ياء، ثم

أَدعم، والجمعُ: خُبَثاء، وخِبَاثٌ، وخَبَثَة، عن كراع؛ قال: وليس في

الكلام فَعيل يجمع على فَعَلَة غيره؛ قال: وعندي أَنهم توهموا فيه فاعلاً،

ولذلك كَسَّروه على فَعَلة. وحَكى أَبو زيد في جمعه: خُبُوثٌ، وهو نادر

أَيضاً، والأُنثى: خَبِيثةٌ. وفي التنزيل العزيز: ويُحَرِّمُ عليهم

الخَبائِثَ. وخَبُثَ الرجلُ خُبْثاً، فهو خَبيثٌ أَي خَبٌّ رَدِيءٌ.

الليث: خَبُثَ الشيءُ يَخْبُثُ خَباثَةً وخُبْثاً، فهو خَبيثٌ، وبه

خُبْثٌ وخَباثَةٌ؛ وأَخْبَثَ، فهو مُخْبِثٌ إِذا صار ذا خُبْثٍ وشَرٍّ.

والمُخْبِثُ: الذي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ. وأَجاز بعضُهم أَن يقال

للذي يَنْسُبُ الناسَ إِلى الخُبْثِ: مُخْبِثٌ؛ قال الكُمَيْتُ:

فطائفةٌ قد أَكْفَرُوني بِحُبِّكُمْ،

وطائِفَةُ قالوا: مُسِيءٌ ومُذْنِبُ

أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر. وفي حديث أُنس: أَنَّ النبي، صلى الله عليه

وسلم، كان إِذا أَراد الخَلاءَ، قال: أَعُوذُ بالله من الخُبْثِ

والخَبائِثِ؛ ورواه الأَزهري بسنده عن زيد بن أَرْقَمَ قال: قال رسول الله، صلى

الله عليه وسلم: إِنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَة، فإِذا دَخَلَ أَحدُكم

فلْيَقُلْ: اللهم إِني أَعوذ بك من الخُبْثِ والخَبائِثِ؛ قال أَبو

منصور: أَراد بقوله مُحْتَضَرة أَي يَحْتَضِرُها الشياطينُ، ذُكورُها

وإِناثُها. والحُشُوشُ: مواضعُ الغائط. وقال أَبو بكر: الخُبْثُ الكُفْرُ؛

والخَبائِثُ: الشياطين. وفي حديث آخر: اللهم إِني أَعوذ بك من الرِّجْسِ

النَّجِسِ الخَبيثِ المُخْبِثِ؛ قال أَبو عبيد: الخَبِيثُ ذو الخُبْثِ في

نَفْسه؛ قال: والمُخْبِثُ الذي أَصحابُه وأَعوانه خُبَثاء، وهو مثل قولهم:

فلانٌ ضَعِيف مُضْعِفٌ، وقَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقويُّ في بدنه، والمُقْوِي الذي

تكون دابتُه قَويَّةً؛ يريد: هو الذي يعلمهم الخُبْثَ، ويُوقعهم فيه.

وفي حديث قَتْلَى بَدْرٍ: فأُلْقُوا في قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ، أَي

فاسدٍ مُفْسِدٍ لما يَقَع فيه؛ قال: وأَما قوله في الحديث: من الخُبْثِ

والخَبائِثِ؛ فإِنه أَراد بالخُبْثِ الشَّرَّ، وبالخَبائِثِ الشياطين؛ قال

أَبو عبيد: وأُخْبِرْتُ عن أَبي الهيثم أَنه كان يَرْويه من الخُبُث، بضم

الباء، وهو جمعُ الخَبيث، وهو الشيطان الذَّكر، ويَجْعَلُ الخَبائِثَ جمعاً

للخَبيثة مِن الشياطين. قال أَبو منصور: وهذا عندي أَشْبَهُ بالصواب.

ابن الأَثير في تفسير الحديث: الخُبُثُ، بضم الباء: جمع الخَبِيثِ،

والخَبائثُ: جمع الخَبيثة؛ يُريد ذكورَ الشياطين وإِناثَهم؛ وقيل: هو الخُبْثُ،

بسكون الباء، وهو خلافُ طَيِّبِ الفِعْل من فُجُور وغيره، والخَبائِثُ،

يُريد بها الأَفعالَ المذمومة والخِصالَ الرَّديئةَ.

وأَخْبَثَ الرجلُ أَي اتَّخَذَ أَصحاباً خُبَثاء، فهو خَبِيثٌ مُخْبِثٌ،

ومَخْبَثانٌ؛ يقال: يا مَخْبَثانُ وقوله عز وجل: الخَبيثاتُ

للخَبيثينَ، والخَبيثُونَ للخَبيثاتِ؛ قال الزجَّاج: معناه الكلماتُ الخَبيثاتُ

للخَبيثينَ من الرجالِ والنساءِ؛ والرجالُ الخبيثونَ للكلماتِ الخَبيثاتِ؛

أَي لا يَتَكَلَّم بالخَبيثاتِ إِلاَّ الخَبيثُ من الرجالِ والنساء؛ وقيل:

المعنى الكلماتُ الخبيثاتُ إِنما تَلْصَقُ بالخَبيثِ من الرجالِ

والنساء، فأَما الطاهرونَ والطاهراتُ، فلا يَلْصَقُ بهم السَّبُّ؛ وقيل:

الخبيثاتُ من النساءِ للخَبيثين من الرجالِ، وكذلك الطَّيِّباتُ للطَّيِّبينَ.

وقد خَبُثَ خُبْثاً وخَباثَةً وخَبَاثِيَةً: صار خَبِيثاً. أَخْبَثَ: صار

ذا خُبْثٍ. وأَخْبَثَ: إِذا كان أَصحابه وأَهلُه خُبَثاء، ولهذا قالوا:

خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، والاسم: الخِبِّيثى. وتَخابَثَ: أَظْهَر الخُبْثَ؛

وأَخْبَثَه غيره: عَلَّمه الخُبْثَ وأَفْسَده.

ويقال في النداء: يا خُبَثُ كما يقال يا لُكَعُ تُريدُ: يا خَبِيثُ.

وسَبْيٌ خِبْثَةٌ: خَبِيثٌ، وهو سَبْيُ من كان له عهدٌ من أَهل الكفر،

لا يجوز سَبْيُه، ولا مِلْكُ عبدٍ ولا أَمةٍ منه.

وفي الحديث: أَنه كَتَب للعَدَّاء بن خالد أَنه اشترى منه عبداً أَو

أَمة، لا دَاءَ ولا خِبْثةَ ولا غائلةَ. أَراد بالخِبْثة: الحرام، كما

عَبَّرَ عن الحلال بالطَّيِّب، والخِبْثَةُ نوعٌ من أَنواع الخَبيثِ؛ أَراد

أَنه عبدٌ رقيقٌ، لا أَنه من قوم لا يَحِلُّ سَبْيُهم كمن أُعْطِيَ عَهْداً

وأَماناً، وهو حُرٌ في الأَصل. وفي حديث الحجاج أَنه قال لأَنس: يا

خِبْثة؛ يُريد: يا خَبِيثُ ويقال الأَخلاق الخَبيثة: يا خِبْثَةُ. ويُكتَبُ

في عُهْدةِ الرقيق: لا داءَ، ولا خِبْثَةَ، ولا غائِلَةَ؛ فالداءُ: ما

دُلِّسَ فيه من عَيْبٍ يَخْفى أَو علةٍ باطِنةٍ لا تُرَى، والخِبْثَةُ: أَن

لا يكون طِيَبَةً، لأَِنه سُبِيَ من قوم لا يَحِلُّ اسْترقاقُهم، لعهدٍ

تَقَدَّم لهم، أَو حُرِّيَّة في الأَصل ثَبَتَتْ لهم، والغائلةُ: أَن

يَسْتَحِقَّه مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحَّ له، فيجب على بائعه ردُّ الثمَن

إِلى المشتري. وكلُّ من أَهْلك شيئاً قد غالَه واغـتاله، فكأَن استحقاقَ

المالكِ إِياه، صار سبباً لهلاك الثمَن الذي أَدَّاه المشتري إِلى

البائع.ومَخْبَثَان: اسم معرفة، والأُنْثَى: مَخْبَثَانةٌ. وفي حديث سعيد:

كَذَبَ مَخْبَثَانٌ، هو الخَبيثُ؛ ويقال للرجل والمرأَة جميعاً، وكأَنه يدلُّ

على المبالغة؛ وقال بعضهم: لا يُسْتَعْمَلُ مَخْبَثانٌ إِلاَّ في النداء

خاصة.

ويقال للذكر: يا خُبَثُ وللأُنْثَى: يا خَباثِ مثل يا لَكَاعِ، بني

على الكسر، وهذا مُطَّرِدٌ عند سيبويه. وروي عن الحسن أَنه قال يُخاطِبُ

الدنيا: خَباثِ كلَّ عِيدانِكِ مَضَِضْنا، فوَجَدْنا عاقبتَهُ مُرًّا

يعني الدنيا. وخَباثِ بوزن قَطامِ: مَعْدُولٌ من الخُبْثِ، وحرف النداء

محذوف، أَي يا خَباثِ. والمَضُّ: مثلُ المَصّ؛ يريد: إِنَّا جَرَّبْناكِ

وخَبَرْناكِ، فوَجَدْنا عاقِبَتَكِ مُرَّةً. والأَخابِثُ: جمعُ الأَخْبَثِ؛

يقال: هم أَخابِثُ الناس.

ويقال للرجل والمرأَة: يا مَخْبَثانُ، بغير هاءٍ للأُنْثَى.

والخِبِّيثُ: الخَبِيثُ، والجمع خِبِّيثُونَ.

والخابِثُ: الرَّديُّ من كل شيء فاسدٍ.

يقال: هو خَبِيثُ الطَّعْم، وخَبِيثُ اللَّوْنِ، وخَبِيثُ الفِعْل.

والحَرامُ البَحْتُ يسمى: خَبِيثاً، مثل الزنا، والمال الحرام، والدم،

وما أَشْبهها مما حَرَّمه الله تعالى، يقال في الشيء الكريه الطَعْمِ

والرائحة: خَبيثٌ، مثل الثُّوم والبَصَلِ والكَرّاثِ؛ ولذلك قال سيدنا رسول

الله، صلى الله عليه وسلم: من أَكل من هذه الشجرة الخَبيثة، فلا

يَقْرَبَنَّ مسجدَنا. وقال الله تعالى في نعت النبيّ، صلى الله عليه وسلم: يُحِلُّ

لهم الطَّيِّبات ويُحَرِّمُ عليهم الخَبائثَ؛ فالطَّيِّباتُ: ما كانت

العربُ تَسْتَطِيبُه من المآكل في الجاهلية، مما لم ينزل فيه تحريم، مثل

الأَزْواج الثمانية، ولُحوم الوحْش من الظِّباء وغيرها، ومثل الجراد

والوَبْر والأَرْنبِ واليَرْبُوع والضَّبِّ؛ والخَبائثُ: ما كانت تَسْتَقْذِرُه

ولا تأْكله، مثل الأَفاعي والعَقاربِ والبَِرَصةِ والخَنافِسِ

والوُرْلانِ والفَأْر، فأَحَلَّ الله، تعالى وتقدّس، ما كانوا يَسْتَطِيبون

أَكلَه، وحَرَّم ما كانوا يَسْتَخْبثونه، إِلاّ ما نَصَّ على تحريمه في الكتاب،

من مثل الميتة والجم ولحم الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله به عند

الذبْحِ، أَو بَيَّنَ تَحْريمه على لسان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

مِثْلُ نَهْيِه عن لُحُوم الحُمُر الأَهلية، وأَكْلِ كلِّ ذي نابٍ من

السِّباع، وكلّ ذي مِخْلبٍ من الطَّير. ودَلَّت الأَلف واللام اللتان دخلتا

للتعريف في الطَّيِّبات والخَبائث، على أَن المراد بها أَشياءُ معهودةٌ

عند المخاطَبين بها، وهذا قول محمد بن ادريس الشافعي، رضي الله عنه. وقولُه

عز وجل: ومثلُ كَلِمةٍ خَبيثةٍ كشجرةٍ خَبيثةٍ؛ قيل: إِنها الحَنْظَلُ؛

وقيل: إنها الكَشُوثُ.

ابن الأَعرابي: أَصلُ الخُبْثِ في كلام العرب: المكروه؛ فإِن كان من

الكلام، فهو الشَّتْم، وإن كان من المِلَل، فهو الكُفْر، وإِن كان من

الطعام، فهو الحرام، وإِن كان من الشَّراب، فهو الضَّارُّ؛ ومنه قيل لما

يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحديد: الخَبَث؛ ومنه الحديث: إِن الحُمَّى تَنْفِي

الذُّنوب، كما يَنْفِي الكِيرُ الخَبَث. وخَبَثُ الحديدِ والفضَّة، بفتح

الخاء والباء: ما نَفاه الكِيرُ إِذا أُذِيبا، وهو لا خَيْرَ فيه، ويُكْنى به

عن ذي البَطْنِ.

وفي الحديث: نَهَى عن كلِّ دواءٍ خَبيث؛ قال ابن الأَثير: هو من جهتين:

إِحداهما النجاسة، وهو الحرام كالخمر والأَرواث والأَبوال، كلها نجسة

خبيثة، وتناوُلها حرام، إِلاَّ ما خصته السُّنَّة من أَبوال الإِبل، عند

بعضهم، ورَوْثِ ما يؤكل لحمه عند آخرين؛ والجهةُ الأُخْرى من طَريق الطَّعْم

والمَذاق؛ قال: ولا ينكر أَن يكون كره ذلك لما فيه من المشقة على

الطباع، وكراهية النفوس لها؛ ومنه الحديث: من أَكل من هذه الشجرة الخبيثة لا

يَقْرَبَنَّ مسجدَنا؛ يُريد الثُّوم والبصل والكَرّاثَ، وخُبْثُها من جهة

كراهة طعمها ورائحتها، لأَنها طاهرة، وليس أَكلها من الأَعذار المذكورة في

الانقطاع عن المساجد، وإِنما أَمَرَهم بالاعتزال عقوبةً ونكالاً، لأَنه

كان يتأَذى بريحها وفي الحديث: مَهْرُ البَغِيِّ خَبِيثٌ، وثمنُ الكلب

خبيثٌ، وكَسْبُ الحجَّامِ خبيثٌ. قال الخطابي: قد يَجْمَع الكلامُ بين

القَرائن في اللفظ ويُفْرَقُ بينها في المعنى، ويُعْرَفُ ذلك من الأَغراض

والمقاصد؛ فأَما مَهْرُ البَغِيِّ وثمنُ الكلب، فيريد بالخَبيث فيهما

الحرامَ، لأَن الكلب نَجِسٌ، والزنا حرام، وبَذْلُ العِوَضِ عليه وأَخذُه

حرامٌ؛ وأَما كسبُ الحجَّام، فيريد بالخَبيث فيه الكراهيةَ، لأَن الحجامة

مباحة، وقد يكون الكلامُ في الفصل الواحد، بعضُه على الوجوب، وبعضُه على

النَّدْبِ، وبعضُه على الحقيقة، وبعضه على المجاز، ويُفْرَقُ بينهما بدلائل

الأُصول، واعتبار معانيها.

والأَخْبَثانِ: الرجيع والبول، وهما أَيضاً السَّهَرُ والضَّجَرُ،

ويقال: نَزَل به الأَخْبَثانِ أَي البَخَر والسَّهَرُ. وفي الحديث: لا

يُصَلِّي الرجلُ، وهو يُدافعُ الأَخْبَثَيْنِ؛ عَنى بهما الغائط والبولَ.

الفراء: الأَخْبَثانِ القَيءُ والسُّلاح؛ وفي الصحاح: البولُ والغائط.

وفي الحديث: إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِل خَبَثاً.

الخَبَثُ، بفتحتين: النَّجَسُ. وفي حديث هِرَقْلَ: فأَصْبحَ يوماً وهو خَبِيثُ

النَّفْسِ أَي ثَقِيلُها كرِيهُ الحال؛ ومنه الحديث: لا يَقُولَنَّ

أَحَدُكم: خَبُثَتْ نَفْسي أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ

الخُبْثِ.

وطعام مَخْبَثَةٌ: تَخْبُثُ عنه النَّفْسُ؛ وقيل: هو الذي من غير حلّه؛

وقولُ عَنْترة:

نُبِّئْتُ عَمْراً غيرَ شاكِرِ نِعْمةٍ،

والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لنَفْسِ المُنْعِم

أَي مَفْسدة.

والخِبْثة: الزِّنْية؛ وهو ابن خِبْثة، لابن الزِّنْية، يقال: وُلِدَ

فلانٌ لخِبْثةٍ أَي وُلِدَ لغير رِشْدةٍ. وفي الحديث؛ إِذا كَثُر الخُبْثُ

كان كذا وكذا؛ أَراد الفِسْقَ والفُجور؛ ومنه حديث سعدِ بن عُبادة: أَنه

أُتِيَّ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، برَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ، وُجِدَ

مع أَمَةٍ يَخْبُثُ بها أَي يَزْني.

خبث

1 خَبَتَ ذِكْرُهُ The mention of him, or it, was, or became, concealed: (L:) [app. meaning he, or it, was, or became, obscure; or of no reputation, or repute.]

A2: خَبُثَ, accord. to Z, i. q. خَبُثَ [q. v.]: occurring in a trad. (TA.) [See خَبِيتٌ.]4 اخبت He became in what is termed خَبْتٌ [q. v.]. (A, TA.) b2: And, (S, Msb, K, TA,) [hence, or] from خَبْتٌ, (Ksh and Bd in xi. 25, and TA,) or from خَبَتَ ذِكْرُهُ, (L,) inf. n. إِخْبَاتٌ, (S, Msb,) (tropical:) He (a man, Msb, TA) was, or became, lowly, humble, or submissive, (S, Msb, K, TA,) in heart, (Msb,) and obedient, (TA,) لِلّٰهِ to God. (S, TA.) And in like manner, in the Kur [xi. 25], (TA,) وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ means (tropical:) And who have become lowly, humble, or submissive, [and obedient,] to their Lord; or have lowered, humbled, or abased, themselves to their Lord; or have trusted to their Lord: (A, * TA:) for the Arabs put إِلَى in the place of لِ. (TA.) خَبْتٌ A low, or depressed, tract of ground: (TA:) or a low, or depressed, (S,) or concealed and low, (TA,) tract of ground, in which is sand: (S, TA:) or a wide, or spacious, low tract of ground: (IAar, A, K:) or a plain, or soft, tract of ground in a [stony tract such as is termed]

حَرَّة: (TA:) and a wide bottom, or bed, or interior, of a valley: (A:) or a deep valley, easy to be walked or ridden through, extended [to a great length], and in which grow varieties of the عِضَاه: (TA:) pl. [of pauc.] أَخْبَاتٌ (K) and [of mult.] خُبُوتٌ: (A, K:) it is a genuine Arabic word. (TA.) فِيهِ خَبْتَةٌ (tropical:) In him is lowliness, humility, or submissiveness. (S, TA.) خَبِيتٌ A thing that is contemptible, or despicable; (K, TA;) bad, corrupt, abominable, vile, base, or disapproved; [&c.;] (TA;) and [thus] i. q. خَبِيثٌ. (As, K.) The Jew of Kheyber says, يَنْفَعُ الطَّيِّبُ القَلِيلُ مِنَ الرِّزْ قِ وَلَا يَنْفَعُ الكَثِيرُ الخَبِيتُ

[The lawful, but small, supply of the means of subsistence is beneficial, but the large and unlawful is not beneficial]. (TA.) Kh asked As respecting الخبيت in this verse; and the latter replied that the poet meant الخَبِيث; the former word being of the dial. of Kheyber: but Kh rejoined, “If so, the poet would have said الكتير: it behooves you only to say that the people of Kheyber change ث into ت in some words: ” AM thinks that الخبيت in this verse is a mistranscription for الخَتِيت, which means the thing that is “ contemptible and bad,” and is syn. with الخَسِيس. (TA.) b2: It is also applied to a man; meaning as above; or Bad, corrupt, vitious, or depraved. (TA.) مُخْبِتٌ (assumed tropical:) Still; motionless: as also مُخْبِطٌ. (TA in art. خمد.)
خبث1 خَبُثَ, (S, Mgh, Msb, K, &c.,) aor. ـُ (Msb, K,) inf. n. خَبَاثَةٌ, (S,) or خُبْثٌ, the former being a simple subst., (Msb,) or both, (Mgh, K, [the latter word erroneously written in the CK خَبْث,]) and خَبَاثِيَةٌ, (K,) said of a thing, (S, Mgh, Msb,) It was, or became, خَبِيث [q. v., meaning bad, &c.]; contr. of طَابَ. (S, Mgh, Msb, K.) [Hence,] خَبُثَتْ رَائِحَتُهُ (tropical:) [Its, or his, odour was, or became, bad, foul, or abominable]. (A.) And خَبُثَ طَعْمُهُ (tropical:) [Its taste was, or became, bad, foul, abominable, or nauseous]. (A.) And خَبُثَتْ نَفْسُهُ (tropical:) His soul [or stomach] became heavy; (TA;) it heaved, or became agitated by a tendency to vomit; syn. غَثَتْ: (A and TA in the present art., and S and K in art. غثى: [see also مَذِرَتْ نَفْسُهُ, in art. مذر:]) a phrase forbidden by Mohammad to be used; as though he disliked the word خُبْثٌ. (TA.) One says of certain food, تَخْبُثُ عَنْهُ النَّفْسُ (tropical:) [The soul, or stomach, becomes heavy, or heaves, or becomes agitated by a tendency to vomit, in consequence of it]. (TA.) b2: خَبُثَ, (S, A, K,) inf. n. خُبْثٌ, (S, K,) said of a man, signifies [in like manner] He was, or became, خَبِيث, (S, A, K,) meaning bad, corrupt, base, or abominable; wicked, deceitful, guileful, artful, crafty, or cunning. (S, K, TA. [See also 4.]) [Hence,] خَبُثَ بِهَا (tropical:) He committed adultery, or fornication, with her. (A, Mgh, Msb, K.) b3: [It is also said of a venomous reptile and the like, meaning It was, or became, malignant, or noxious; impure, unclean, foul, or filthy.]2 هٰذَا مِمَّا يُخَبِّثُ النَّفْسَ, (TA,) or ↓ يُخْبِثُ, النفس, (so in a copy of the A, [but the former I believe to be the right,]) This is of the things that cause the soul [or stomach] to become heavy, or to heave, or become agitated by a tendency to vomit. (TA.) 4 اخبث He (a man) was, or became, characterized by خُبْث (Msb, TA) and شَرّ (Msb) [meaning badness, wickedness, deceit, &c.: see also خَبُثَ]. b2: He had bad, wicked, or deceitful, companions or friends, and a bad, wicked, or deceitful, family: (L:) or his companions, or friends, became bad, wicked, or deceitful: (S in art. فلس:) or he took to himself bad, wicked, or deceitful, companions or friends (S, L, K) or connexions or assistants. (TA.) A2: اخبثهُ He taught him to be bad, wicked, or deceitful: and rendered him bad, corrupt, vitious, or depraved. (S.) b2: See also 2.5 تَخَبَّثَ see what next follows.6 تحابث (A, TA) He made a show of being, or pretended to be, bad, wicked, or deceitful. (TA.) And you say also ↓ تخبّث [either in the same sense, or as meaning He affected, or endeavoured, to be bad, wicked, or deceitful; or to do that which was خَبِيث, or bad, &c.]. (A, TA.) 10 استخبث [He deemed, or esteemed, خَبِيث, i. e. bad, &c.]. كَانَتِ العَرَبُ تَسْتَخْبِثُ مِثْلَ الحَيَّةِ وَالعَقْرَبِ [The Arabs used to deem impure, unclean, foul, or filthy, such as the serpent and the scorpion]. (Msb.) b2: (tropical:) He deemed bad, or corrupt, a word, or a dialectic variant. (A, TA.) خُبْثٌ an inf. n. of خَبُثَ: (S, Mgh, Msb, K:) [used as a simple subst., it means Any of the qualities denoted by the epithet خَبِيثٌ, q. v., i. e. badness, &c.:] and ↓ خِبِّيثَى signifies the same: (K:) or this is a subst. from أَخْبثَ meaning “ he had a bad, wicked, or deceitful, family; ” (TA;) and signifies the state of having bad, wicked, or deceitful, companions or friends or connexions: (L:) ↓ خَابِثَةٌ, also, is syn. with [خُبْثٌ, and so is] ↓ خَبَاثَةٌ, (K,) [for] this last is another inf. n. of خَبُثَ, like خُبْثٌ, (S, Mgh, K,) or it is a simple subst. (Msb.) [Hence,] the first particularly signifies (tropical:) Adultery, or fornication. (K, TA.) See also خَبِيثٌ, in three places.

خَبَثٌ The dross of iron, (S, TA,) and of silver, when they are molten. (TA.) [Hence the saying,] لَيْسَ الإِبْرِيزُ كَالخَبَثِ [lit. Pure gold is not like dross]; meaning (tropical:) the good is not like the bad. (A, TA.) b2: Adulterating alloy in gold and iron &c. (Har p. 135.) b3: A thing wherein is no good. (TA.) b4: (tropical:) Excrement, or ordure: impurity, or filth. (Mgh in art. قل, and TA.) Hence the saying in a trad., إِذَا بَلَغَ المَآءُ قُلَّتَيْنِ لَمْ يَحْمِلْ خَبَثًا [explained in art. احل]. (Mgh ubi suprà, and TA.) يَا خُبَثُ: see خَبِيثٌ.

يَا خِبْثَةُ: see خَبيثٌ.

A2: خِبْثَةٌ with respect to a slave signifies (assumed tropical:) Unlawful capture; capture from a people whom it is unlawful to make slaves, (Mgh, * K, TA,) by reason of a treaty, or league, made with them, (Mgh, TA,) or of some sacred, or inviolable, right, originally belonging to them. (TA.) You say of a slave, لَا خِبْثَةَ فِيهِ مِنْ إِبَاقٍ وَلَا سَرِقَةٍ (tropical:) [There is no unlawful capture in his case, from having run away, nor from having been stolen]. (A.) b2: فُلَانٌ لِخِبْثَة is like the saying لِزِنْيَةٍ (assumed tropical:) [Such a one is the offspring of adultery, or fornication]. (S.) And وُلِدَ فُلَانٌ لِخِبْثَةٍ means (tropical:) Such a one was born spuriously. (A, * L.) خَبَاثِ: see the next paragraph, in two places.

خَبِيثٌ contr. of طَيِّبٌ; (S, Mgh, Msb, K;) applied to objects of the senses and to those of the intellect; (Kull p. 177;) to sustenance, or victuals, and to offspring, and men, and to other things: (TA:) Bad; corrupt: (Msb, TA:) disapproved, hated, or abominable; (Msb, TA;) this accord. to IAar, being its primary signification: (TA:) or so in respect of taste, and of odour: (Mgh:) [nasty, nauseous, loathsome, or disgusting:] impure, unclean, foul, or filthy: (Mgh, Msb, TA:) unlawful; (Mgh, Msb;) applied in this sense to certain food: and, applied to certain beverage, injurious: (TA:) applied to medicine such as is forbidden in a certain trad., it means either impure and unlawful, such as wine &c., or nauseous to the taste: (IAth, TA:) you say that a thing is خَبِيث in taste, [and in odour,] and in colour: and you apply this epithet to adultery, or fornication; and to property unlawfully acquired; and to blood, and to the like things which God has forbidden: (TA:) also to such things as garlic and onions (Msb, TA) and leeks, (TA,) which are disagreeable in taste and odour: (TA:) and to such things as the serpent and the scorpion: (Msb:) applied to language, it means (assumed tropical:) opprobrious, or of a reviling nature; (TA;) and (tropical:) bad or corrupt [in respect of authority; or of a bad dialect]: (A, TA:) applied to religion, (assumed tropical:) infidel, or of the nature of infidelity: (TA:) applied to a man, bad, corrupt, base, or abominable; wicked, deceitful, guileful, artful, crafty, or cunning; (S, K, TA;) as also ↓ خَابِثٌ: (K:) and an adulterer, or a fornicator: (Msb:) and a blamer, or censurer: or a slanderer, or calumniator: (Har p. 611:) [and, applied to a venomous reptile and the like, malignant, or noxious; as well as impure, unclean, foul, or filthy:] the fem. is خَبِيثَةٌ: (Msb:) the pl. masc. is خِبَاثٌ (A, TA) and خُبُثٌ, for which it is allowable to say ↓ خُبْثٌ, accord. to the dial. of Temeem, (Msb,) and خُبَثَآءُ, (S, A, Msb, TA,) like شُرَفَآءُ [pl. of شَرِيفٌ], (Msb,) and أَخْبَاثٌ, like أَشَرَافٌ [another pl. of شَرِيفٌ], (Msb, MF, TA,) and خَبَثَةٌ, (Kr, Msb, MF, TA,) like ضَعَفَةٌ pl. of ضَعِيفٌ, (Msb, MF, TA,) two instances of which the like can scarcely be found, (Msb,) or is not found among sound words, for سَرَاةٌ pl. of سَرِىٌّ is an unsound word, (MF, TA,) and خُبُوثٌ, (Az, TA,) which is also extr., (TA,) [and خَبَاثَى, (like as حَزَانَى is a pl. of حَزِينٌ,) applied in the A, in art. خنث, to خَنَاثَى, pl. of خُنْثَى,] and خَبِيثُونَ [applied only to rational beings]: (Mgh:) and the pl. fem., i. e. of خَبِيثَةٌ, is خَبَائِثُ (Msb, TA) and خَبِيثَاتٌ. (Mgh.) الشَّجَرَةُ الخَبِيثَةُ, mentioned in the Kur [xiv. 31], (TA,) means The colocynth: or the كَشُوث, (K; TA,) which is a certain plant that clings to the branches of trees and has no root in the earth; (S and K in art. كشث;) [a species of cuscuta, or dodder;] or yellow عُرُوق that cling to trees: (TA in the present art.:) also occurring in a trad., as meaning the garlic-plant; and the onion; and the leek; because of their disagreeable taste and odour. (IAth, TA.) It is said in a trad. respecting the slain at Bedr, ↓ أُلْقُوا فِى قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ

They were cast into a well corrupt, and corrupting what fell into it. (TA.) ↓ خَبِيثٌ مُخْبِثٌ, (S, L,) or خَبِيثٌ and ↓ مُخْبِثٌ, (K,) and ↓ خَابِثٌ (TA) and ↓ مَخْبَثَانٌ, (S, L, K,) applied to a man, signify One who takes to himself bad, wicked, or deceitful, companions or friends (S, L, K, TA) or connexions or assistants: (TA:) or ↓ مَخْبَثَانُ, as a determinate noun, [without the article ال] is only used in calling to, or addressing, a person: (K:) you say, يَا مَخْبَثَانُ; (S;) fem. ↓ مَخْبَثَانَةُ: and to a man and woman together, يا مَخْبَثَانُ: (L, TA:) and in the phrase ↓ خَبِيثٌ مُخْبِثٌ, the former word signifies bad, wicked, or deceitful, in himself; and the latter, having bad, wicked, or deceitful, companions or friends and assistants. (A 'Obeyd, TA.) One says also, ↓ يَاخُبَثُ, meaning يا خَبِيثُ [O bad or wicked or deceitful man!]; and to a woman, ↓ يَاخَبَاثِ, (S, K,) indecl., with kesr for its termination, (S,) and يا خَبِيثَةُ. (K [accord. to SM: so in all the copies in his hands; but not found by him in any other lexicon: not in the CK, nor in my MS. copy of the K.]) ↓ خَبَاثِ also occurs, in a saying of El-Hasan, addressed to the present world, الدُّنْيَا. (L.) and ↓ يَا خِبْثَةُ was said by El-Hajjáj to Anas, as meaning يا خَبِيثُ: and is also used as meaning O [thou of] bad, wicked, or deceitful, qualities or dispositions! [app. addressed to a woman, as the context seems to show; and agreeably with an assertion in Ham p. 810, that خِبْثةٌ is sometimes used in speaking of an old woman]. (L, TA.) خَبِيثُ النَّفْسِ means (tropical:) Having the soul [or stomach] heavy, [or heaving, or agitated by a tendency to vomit,] and in a disagreeable state. (TA.) And ↓ مَخْبَثَانٌ applied to a lie occurs in a trad, as meaning خَبِيثٌ app. in an intensive sense [i. e. Very abominable]. (TA.) In the saying, أَعُودُ بِاللّٰهِ, (Mgh,) or اَللّٰهُمَّ إِنِّى أَعُودُ بِكَ, (Msb, * K, * TA,) مِنَ الخُبُثِ وَالخبَائِثِ, (Mgh, Msb, TA,) or وَالخَبَائِثِ ↓ مِنَ الخُبْثِ, (Msb, K, TA,) a form of words which Mohammad directed his followers to pronounce on entering a privy, or place of retirement for the relief of nature, because devils are in such a place, (Mgh, TA,) الخُبُث is pl. of الخَبِيث, (Mgh, Msb, TA,) and so is الخُبْث accord. to the dial. of Temeem, (Msb, TA,) and الخَبَائِث is pl. of الخَبِيثَة; (Mgh, TA;;) and the meaning is, I seek protection by God, or O God, I seek protection by Thee, from the male devils and the female devils, (IAth, Mgh, Msb, K, TA,) of the genii and of mankind: (Mgh:) or, reading ↓ الخُبْث, [as a subst,] from infidelity and the devils: (Aboo-Bekr, TA:) or, [so reading, and regarding الخبائث as pl. of ↓ الخَبِيثَةُ used as a subst.,] from infidelity and acts of disobedience: (Msb, TA:) or, from wicked, or unrighteous, conduct, such as adultery and the like, and culpable actions and evil qualities or dispositions: El-Khattábee asserts that the reading الخُبْث, with the ب quiescent, is a mistake of the relaters of traditions; but En-Nawawee rejects this assertion. (TA.) خَبَاثَةٌ: see خُبْثٌ.

خَبِيثَةٌ fem. of the epithet خَبِيثٌ. (Msb.) b2: Also, [used as a subst.,] A bad, wicked, or deceitful, quality or disposition; and a culpable action: pl. خَبَائِثُ. (L, TA.) [Hence,] أُمُّ الخَبَائِثِ (assumed tropical:) [The mother of bad qualities &c.; meaning] wine. (T in art. ام.) See also خَبِيثٌ, last sentence. b3: الخَبَائِثُ also signifies Those things which the Arabs deemed foul, or filthy, or unclean, and which they did not eat; such as vipers, and scorpions, and the برص [i. e. either بَرْص or بُرْص], and the وَرَل, and beetles, and the rat, or mouse. (L.) خِبِّيثٌ, applied to a man, (TA,) signifies كَثِيرُ الخُبْثِ [i. e. Very bad or wicked or deceitful; or much addicted to adultery or fornication]: pl. خِبِّيثُونَ. (K.) خِبِّيثَى: see خُبْثٌ.

خَابِثٌ: see خَبِيثٌ, in two places.

خَابِثَةٌ: see خُبْثٌ.

أَخْبَثُ [compar. and superl. of خَبِيثٌ]: pl. أَخَابِثُ. (TA.) You say, هُمْ أَخَابِثُ النَّاسِ [They are the worst, or the most wicked or deceitful, of men]. (TA.) And هُوَ مِنَ الأَخَابِثِ [He is of the worst, &c., of men]. (A, TA.) And هِىَ

أَخْبَثُ الُّغَتَيْنِ (tropical:) It is the worse, or more corrupt, [in respect of authority,] of the two words, or dialectic variants. (A, TA.) b2: الأَخْبَثَانِ Urine and dung (S, A, Msb, K) of a human being: (S, Msb, K:) or vomit and human ordure or thin human ordure: (Fr, TA:) or fetor of the mouth, and sleeplessness: or sleeplessness, and disquietude of mind by reason of grief. (K.) It is said in a trad., لَا يُصَلِّى الرَّجُلُ وُهُوَ يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ [The man shall not pray while he is striving to suppress the urine and ordure]. (TA.) وَقَعَ فِى وَادِى تُخُبِّثَ, (K, * TA,) in which the last word, also pronounced تُخُبَّثَ, is imperfectly decl., (TA,) is similar to وقع فى وادى تُخُيِّبَ [and means He fell into a state of things that was bad, corrupt, disapproved, &c.]. (K, TA.) مُخْبِثْ One who teaches others to be bad, wicked, or deceitful: and some allow it to be applied to one who attributes, or imputes, to others what is bad, wicked, or the like. (TA.) b2: See also خَبِيثٌ, in four places.

مَخْبَثَةٌ A cause of evil or corruption: (S, K:) pl. مَخَابِثُ. (TA.) So in the saying of 'Antarah, نُبِّئْتُ عَمْرًا غَيْرَ شَاكِرِ نِعْمَتِى

وَالكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ [I have been told that 'Amr is not thankful for my beneficence: and ingratitude is a cause of evil to the soul of the benefactor]. (S.) One says also, فِيهِ مَخَابِثُ جَمَّةٌ [In him, or it, are many causes of evil or corruption]. (A.) And طَعَامٌ مَخْبَثَةٌ (tropical:) Food that is a cause of heaviness to the soul [or stomach]; or of heaving, or becoming agitated by a tendency to vomit: or that is unlawful. (TA.) مَخْبَثَانٌ and مَخْبَثَانُ and مَخْبَثَانَةُ: see خَبِيثٌ, in four places.
خبث
: (الخَبِيثُ: ضِدُّ الطَّيِّبِ) من الرّزْقِ والوَلَدِ والنّاسِ، والجَمْعُ خُبْثَاءُ وخِبَاثٌ، وخَبِثَةٌ، عَن كُرَاع، قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعِيلٌ يُجْمَع على فَعَلَة غَيره، قَالَ: وَعِنْدِي أَنَّهُمْ تَوَهَّمُوا فِيهِ فاعِلاً ولذالك كَسَّرُوه على فَعَلَة، وحكَى أَبو زيد فِي جَمْعِه خُبُوثٌ، وَهُوَ نادرٌ أَيضاً.
والأُنْثى خَبِيثَةٌ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَئِثَ} (سُورَة الْأَعْرَاف، الْآيَة: 157) .
ثمَّ إِنّ شيخَنا ضبطَ الجمعَ الثّانِيَ بزيادةِ الأَلِفِ، ونَظَّره بأَشْرافِ، والذِي فِي سَائِر أُمّهات اللُّغَةِ خِبَاثٌ، بالكَسْرِ من غير، أَلف ونَظَّرَ الجمعَ الثَالِثَ بِضَعِيفِ وضَعَفَة، وَقَالَ: لَا ثالثَ لَهما، أَي فِي الصّحِيح، وإِلاّ مطْلَقاً فيَرِدُ عَلَيْهِ مثل سَرِيّ وسَرَاة. قلت: وَقد عرفتع مَا فِيهِ قَرِيباً.
وَقد (خَبُثَ ككَرُمَ) يَخْبُثُ (خُبْثاً) ، بالضَّمّ، (وخَبَاثَةً) ، ككَرَامَة، (وخَبَاثِيَةً) ، ككَرَاهِيَةٍ الأَخِيرُ عَن ابْن دُرَيْد: صَار خَبِيثاً.
(و) خَبُثَ الرجُلُ، فَهُوَ خَبِيثٌ، وَهُوَ (والرَّدِىءُ الخَبُّ) أَي الماكرُ الخادِعُ من الرّجالِ، وَهُوَ مجازٌ (كالخَابِثِ) وَهُوَ الرَّدِىءُ من كُلّ شيْءٍ.
(و) قد (خَبثَ) الشَّيْءخ (خُبْثاً) .
(و) الخَبِيثُ والخَابِثُ: (الذِي يَتَّخَذُ أَصْحَاباً) أَو أَهْلاً، أَو أَعْوَاناً (خُبَثَاءَ، المُخْبِثِ كمُحْسِنٍ، والمَخْبَثَانِ) .
وَفِي اللّسان: أَخْبَثَ الرَّجُلُ، أَي اتَّخَذَ أَصْحَاباً خُبَثَاءَ، فَهُوَ خَبِيثٌ مُخْبِثٌ ومَخْبَثانٌ، يُقَال: يَا مَخْبَثان: والأُنْثى مَخْبَثَانَةٌ، وَيُقَال للرَّجُلِ والمرأَةِ مَعًا: يَا مَخْبَثَانُ، وَفِي حديثِ سعيدٍ (كَذَبَ مَخْبَثانٌ) هُوَ الخَبِيثُ، وكأَنّه يَدُلّ على المُبَالَغَةِ (أَو مَخْبَثَانُ مَعْرِفَةٌ) كَمَا عَرفْتُ (و) قالَ بعضُهُم: لَا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ (خَاصّةً فِي النِّدَاءِ) .
(وَقد أَخْبَثَ) الرَّجُلُ: صارَ ذَا خُبْث.
واتَّخَذَ أَعواناً خُبْثَاءَ، فَهُوَ خَبِيثٌ مُخْبِثٌ.
(و) يُقَال للذَّكَرِ: (يَا خُبَثُ، كلُكَعٍ، أَي يَا خَبِيثُ) .
(و) يُقَال (للمرأَة: يَا خَبِيثَةُ، وَيَا خَبَاثِ، كقَطَامِ) معدولٌ من الخُبْثِ.
ورُوِيَ عَن الحَسَنِ أَنّه قَالَ يُخَاطب الدُّنْيَا: (خَبَاثِ. قَدْ مَضَضْنَا عيدَانَكِ، فوَجَدْنا عَاقِبَتَهُ مُرًّا) وَقَول المصنّف (يَا خَبِيثَةُ) ، هاكذا فِي النّسخ الَّتِي عِنْدَنَا كُلِّهَا، وَلم أَجِدْه فِي ديوانٍ، وإِنما ذَكَرُوا خُبَثَ وخَبَاثِ، نعم أَوردَ فِي اللّسَان حديثَ الحَجّاجِ أَنه قالَ لأَنَس: يَا خِبْثَة، بِكَسْر فَسُكُون، يُرِيد يَا خَبِيث، ثمَّ قَالَ: وَيُقَال للأَخْلاقِ الخَبِثَةِ: يَا خِبْثَةُ، فَهَذَا صَحِيحٌ لَكِنّه يُخَالِفُه قولُه: وللمَرْأَةِ، إِلا أَنْ يكُونا فِي الإِطْلاقِ سَوَاء، كمَخْبَثَان، وعَلى كُلِّ حالٍ فيَنْبَغِي النَّظَرُ فِيهِ، وَقد أَغْفَلَه شيْخُنا على عادَتِه فِي كثيرٍ من الأَلفاظِ المُبْهَمَة.
(و) فِي الحَدِيث: (لَا يُصَلِّي الرَّجُلُ وَهُوَ يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ) (الأَخْبَثَانِ) عَنَى بهما (البَوْل والغَائِط) كَذَا فِي الصّحاح، وَفِي الأَساس: الرَّجِيعُ والبَوْلُ.
(أَو البَخَر والسَّهَر) وَبِه فسّر الصّاغَانيّ قولَهُم: نَزَلَ بهِ الأَخْبَثانِ.
(أَو السَّهَر والضَّجَر) .
وَعَن الفرّاءِ: الأَخْبَثَانِ: القَيْءُ والسُّلاَحُ، هَكَذَا وجَدْتُ كلَّ ذَلِك قد وَرَدَ.
(و) من الْمجَاز: (الخُبْثُ بالضَّمّ: الزِّنا) .
(و) قد (خَبُثَ بهَا، ككَرُمَ) أَي فَجَرَ، وَفِي الحَدِيث: (إِذا كَثُرَ الخُبْثُ كَانَ كَذا وكَذَا) أَرادَ الفِسْقَ والفُجُورَ، وَمِنْه حديثُ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ (أَنّه أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبِرَجُلٍ مُخْدَجٍ سَقِيمٍ وُجِدَ مَعَ أَمَةٍ يَخْبُثُ بِهَا) أَي يَزْنِي.
(والخَابِثَ: الخَبَاثَةُ) .
(والخِبْثَةُ، بالكَسْرِ: فِي) عُهْدَةِ (الرَّقيقِ) وَهُوَ قولُهُم: لأداءَ وَلَا خِبْثَةَ وَلَا غَائِلَةَ. فالدَّاءُ: مَا دُلِّسَ بهِ من عَيْبٍ مَخْفِيَ أَو عِلَّةٍ (باطِنَة) لَا تُرَى، والخِبْثَةُ (أَنْ لَا يَكُونَ طِيَبَةً) بِكَسْر الطّاءِ وَفتح التحتيّة المخفّفة، (أَي) لأَنّه (سُبِيَ من قَوْمٍ لَا يَحِلُّ اسْتِرْقَاقُهُم) ، لعهدٍ تَقَدَّمَ لَهُم، أَو حُرِّيّةٍ فِي الأَصلِ ثَبَتَتْ لَهُم، والغَائِلَةُ: أَن يسْتَحِقَّهُ مُسْتَحِقٌّ بِمِلْكٍ صَحّ لَهُ، فيجبُ على بائِعه رَدُّ الثمنِ إِلى المُشْتَرِي. وكُلُّ مَنْ أَهلَكَ شَيْئا فقد غَالَه واغْتَالَهُ، فكأَنّ اسْتِحْقَاقَ المَالِكِ (إِيّاه) صَار سَببا لهلاكِ الثَّمَنِ الَّذِي أَدْاه المُشْتَرِي إِلى البائِعِ.
(الخِبِّيثُ، كَسِكِّيتٍ) : الرَّجُلُ (الكَثِيرُ الخُبْثِ) ، وهاذا هُوَ المَعْرُوفُ من صِيَغِ المُبَالَغَةِ، غير أَنّه عبّر فِي اللّسَانِ بالخَبِيثِ من غير زيادةِ الكَثْرِ، وَقَالَ (ج خِبِّيثُونَ) .
(والخِبِّيثَي) بِكَسْر وَتَشْديد الموحّدة: اسمُ (الخُبْث) ، من أَخْبَثَ، إِذا كَانَ أَهْلُه خُبَثَاءَ.
(و) يُقَال: وَقع فلانٌ فِي (وادِي تُخُبَِّثَ) بِضَم الأَول والثّاني وَتَشْديد الْمُوَحدَة المسكورة والمفتوحة مَعًا مَمْنُوعًا، عَن الكسائيّ، أَي الْبَاطِل (كوادِي تُخُيِّبَ) بالموحّدة وَلَيْسَ بتَصْحِيف لَهُ، كَمَا نَبَّه عَلَيْهِ الصاغانيّ.
(و) فِي حَدِيث أَنس (: أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان إِذا أَرادَ الخَلاَءَ قَالَ: أَعُوذُ بِاللَّه من الخُبْثِ والخَبَائِثِ) وَرَوَاه الزُّهْرِيّ بسنَدِه عَن زيدِ بنِ أَرْقَمَ. قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِنّ هَذِه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فإِذا دَخَلَ أَحدُكُم فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ إِنّي (أَعوذُ بِكَ من الخُبْثِ والخَبَائِثِ)) قَالَ أَبو مَنْصُور: أَرادَ بقولِه: مُحْتَضَرَةَ، أَي تَحْضُرُهَا الشَّيَاطِينُ ذُكُورُهَا وإِناثُها، والحُشُوشُ: مواضِعُ الغَائِطِ، وَقَالَ أَبو بكر: الخُبْثُ: الكُفْرُ، والخَبائِثُ: الشَّيَاطِينُ.
وَفِي حَدِيث آخعرَ: (اللهُمَّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجْسِ النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ) قَالَ أَبو عُبَيْد: الخَبِيثُ: ذُو الخُبْثِ فِي نَفْسِهِ، قَالَ: والمُخْبِثُ: الَّذِي أَصْحَابُه وأَعْوَانُه خُبَثَاءُ، وَهُوَ مثلُ قَوْلهم: فلانٌ ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ، (و) قَوِيٌّ مُقْوٍ، فالقَوِيّ فِي بَدَنِه والمُقَوِي: الَّذِي تكُون دَابَّتُهُ قَوِيَّةً، يُرِيدُ: هُوَ الَّذِي يُعَلِّمُهُم الخُبْثَ، ويُوقِعُهم فِيهِ.
وَفِي حديثِ قَتْلَى بَدْرٍ: (فأُلْقُوا فِي قَلِيبٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ) أَي فاسِدِ مُفْسِدِ لِمَا يَقَعُ فيهِ. قَالَ: وأَمّا قولُه فِي الحَدِيثِ (من الخُبْثِ والخَبَائِثِ) فإِنَّهُ أَرادَ بالخُبْثِ الشَّرَّ، وبالخَبَائِثِ الشَّيَاطِينَ.
قَالَ أَبو عُبَيْد: وأُخْبِرْتُ عَن أَبي الهَيْثَم أَنّه كَانَ يَرْوِيه (من الخُبُث) بضمّ الباءه، (وَهُوَ جمع الخَبيث) وَهُوَ الشّيطانُ الذَّكَرُ، ويَجْعَلُ الخَبَائِثَ جَمْعاً للخَبِيثه من الشّيَاطِينِ، قَالَ أَبو مَنْصُور: وَهَذَا عِنْدِي أَشْبَهُ بالصَّوابِ.
وَقَالَ ابْن الأَثير فِي تَفْسِير الحَدِيث: الخُبُثُ بِضَم الباءِ: جَمْعُ الخَبِيثِ، والخَبَائِثُ: جمعُ الخَبِيثَة (أَي من ذُكورِ الشَّيَاطِينِ وإِناثِها) .
وَقيل: هُوَ الخُبْثُ بِسُكُون الباءِ، وَهُوَ خلافُ طَيِّبِ الفِعْلِ من فُجُورٍ وغيرِهِ، والخَبَائِثُ يُرِيدُ بهَا الأَفْعالَ المَذْمُومَةَ، والخِصَالَ الرَّدِيئةَ، وَقَالَ الخَطَّابِيّ: تسكين باءِ الخُبثِ من غَلَطَ المُحَدِّثين، وردَّه النَّوَوِيّ فِي شرْحِ مُسْلِم.

وَفِي المِصْباحِ: أَعُوذ بِكَ من الخُبُثِ والمَبَائِثِ، بِضَم الباءِ والإِسْكَانُ جائزٌ على لغَةِ تَميم، قيل: من ذُكْرانِ الشّيَاطِينِ وإِناثِهِم، وَقيل: من الكُفْرِ والمَعَاصِي.
(و) قَوْله عزّ وجلّ: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (سُورَة إِبْرَاهِيم، الْآيَة: 26) (الشجرةُ الخَبِيثَةُ) قيل: إِنَّها (الحَنْظَلُ، أَوٌ) إِنها (الكُشُوث) ، وَهِي عُرُوقٌ صُفْر تَلْصَق بالشَّجَرِ.
(والمَخْبَثَةُ: المَفْسَدَة) ، جَمَعُه مَخابِثُ. قَالَ عَنترةُ:
نُبِّئْتُ عَمْراً غيْرَ شاكِرِ نِعْمةٍ
والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
أَي مَفْسَدَةٌ. وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
المُخْبِثُ: الَّذِي يُعَلِّمُ الناسَ الخُبْثَ، وأَجاز بعضُهم أَن يُقَال للَّذي يَنْسُبُ النّاسَ إِلى الخُبْثِ: مُخْبِثٌ. قَالَ الكُمَيْتُ:
فطَائِفَةٌ قد أَكْفَرُونِي بِحُبِّكُمْ
أَي نَسَبُوني إِلى الكُفْر.
وتَخَابَثَ: أَظْهَرَ الخُبْثَ.
وأَخْبَثَهُ غيرُه: عَلَّمَهُ الخُبْثَ، وأَفْسَدَهُ.
وَهُوَ يَتَخَبَّثُ، ويَتَخَابَثُ.
وَهُوَ من الأَخَابِثِ: جمْع الأَخْبَثِ، يُقَال: هم أَخابِثُ النّاسِ.
والخَبِيثُ: نَعْتُ كلِّ شَيْءٍ فاسِد. يُقَال هُوَ خَبِيثُ الطَّعْمِ، خَبِيثُ اللَّوْنِ، خَبِيثُ الفِعْلِ.
والحَرَامُ السُّحْتُ يُسَمَّى خَبِيثاً مثل: الزِّنا، والمالِ الحَرامِ، والدَّمِ وَمَا أَشْبَهَها مِمَّا حَرّمه الله تَعَالى.
يُقَال فِي الشَّيْءِ الكَرهيهِ الطَّعْمِ والرّائِحَةِ: خَبِيثٌ، مثل: الثُّومِ والبَصَلِ والكُرَّاثِ؛ ولذالك قَالَ سيِّدُنا رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (من أَكَلَ من هاذِهِ الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا) .
والخَبَائثُ: مَا كَانَتْ العَرَبُ تَستَقْذِرُه وَلَا تَأْكُلُه، مثل: الأَفَاعِي والعَقَارِبِ والبِرَصَة والخَنَافِسِ والوِرْلانِ والفَأْرِ.
وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيّ: أَصْلُ الخُبْثِ فِي كَلاَمِ العَرَبِ: المَكْرُوهُ، فإِن كانَ من الكلامِ فَهُوَ الشَّتْمُ، وإِن كانَ من المِلَلِ فَهُوَ الكُفْرُ، وإِن كَانَ من الطَّعَامِ فَهُوَ الحَرَامُ، وإِن كَانَ من الشَّرَابِ فَهُوَ الضَّارّ، وَمِنْه قيل لما يُرْمَى من مَنْفِيِّ الحَدِيدِ: الخَبَثُ، وَمِنْه الحَدِيث (: إِنَّ الحُمَّى تَنْفِى الذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ الخَبَثَ) . وخَبَثُ الحَدِيدِ والفِضّة، مُحَرّكة: مَا نَفَاه الكِيرُ إِذا أُذِيبَا، وَهُوَ مَا لَا خَيْرَ فيهِ، ويُكْنَى بِهِ عَن ذِي البَطْنِ.
وَفِي الحَدِيث: (نَهَى عَن كُلِّ دواءٍ خَبِيثٍ) قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: هُوَ من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهُمَا: النَّجَاسَةُ وَهُوَ الحَرَامُ كالخَمْرِ والأَرْواثِ والأَبْوالِ، كُلّها نَجِسَةٌ خَبِيثَة، وتَناوُلُها حرامٌ إِلا مَا خَصَّتْه السُّنَّة من أَبوالِ الإِبِلِ، عِنْد بَعضهم، وروثُ مَا يُؤكَلُ لحمُه عِنْد آخَرِين، والجهة الأُخْرَى: من طَرِيقِ الطَّعْمِ والمَذَاقِ قَالَ: وَلَا يُنْكَرُ أَن يكون كَرِهَ ذَلِك لما فِيهِ من المَشَقَّةِ على الطِّبَاع، وكَرَاهِيَةِ النُّفُوسِ لَهَا، وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ الصّلاةُ والسّلام: (من أَكَلَ (من هَذِه) الشَّجَرَةِ الخَبِيثَةِ لَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا) يريدُ الثُّومَ والبَصَلَ والكُرّاتَ، وخُبْثُها من جِهَةِ كَرَاهَةِ طَعْمِها ورائِحَتِها؛ لأَنّها طاهرةٌ.
وَفِي الحَدِيث: (مَهْرُ البَغِيِّ خَبيثٌ، وثَمَنُ الكَلْبِ خَبِيثٌ، وكَسْبُ الحَجَّامِ خَبيثٌ) قَالَ الخَطّابِيّ: قد يَجْمَع الكلامُ بينَ القَرائِنِ فِي اللَّفْظِ، ويُفْرَقُ بينَهَا فِي المَعْنَى، ويُعْرَفُ ذَلِك من الأَغْرَاضِ والمَقَاصِدِ، فأَمّا مَهْرُ البَغِيِّ وثَمَنُ الكَلْبِ، فيريد بالخَبِيثِ فيهمَا الحَرامَ؛ لأَنّ الكلبَ نَجِسٌ والزّنا حرامٌ، وبذْلُ العِوَضِ عليهِ، وأَخْذُه حرامٌ، وأَما كَسْبُ الحَجّامِ فيُريدُ بالخَبِيثِ فيهِ الكَرَاهِيَةَ؛ لأَنّ الحِجَامَةَ مُبَاحَةٌ، وَقد يكون الكَلامُ فِي الفَصْلِ الواحِدِ بَعْضُه على الوُجُوبِ، وبعْضُه على النَّدْبِ، وبعضُه على الحَقِيقَةِ، وبعضُه على المَجَازِ، ويُفْرَقُ بَينهَا بدَلائِلِ الأُصُولِ، واعتبارِ معانِيها.
وَفِي الحديثِ (إِذا بَلَغَ الماءُ قُلَّتَيْنِ لم يَحْمِلْ خَبَثاً) الخَبَثُ بِفتْحَتَيْنِ: النَّجَسُ. وَمن الْمجَاز فِي حَدِيثِ هِرَقْل: (فَأَصْبَحَ يَوْماً وَهُوَ خَبِيثُ النَّفْسِ) أَي ثَقِيلُها كَرِيهُ الحَالِ.
وَمن المجَاز أَيضاً فِي الحَدِيث: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُم خَبُثَتْ نَفْسِي، أَي ثَقُلَتْ وغَثَتْ، كأَنَّه كَرِهَ اسمَ الخُبْثِ.
وطَعَامٌ مَخْبَثَةٌ: تَخَبُثُ عَنهُ النَّفْسُ، وَقيل: هُوَ الّذِي من غَيْرِ حِلِّه.
وَمن الْمجَاز: هَذَا مِمَّا يُخْبِثُ النَّفْسَ.
وليْسَ الإِبْرِيزُ كالخَبَثِ، (أَي لَيْسَ الجيّد كالرَّدىءِ) .
وخَبُثَتْ رائِحَتُه، وخَبُثَ طَعْمُه.
وكلامٌ خَبِيثٌ. وَهِي أَخْبَثُ اللّغَتَيْنِ، يُرَاد الرَّداءَةُ والفَسادُ. وأَنا اسْتَخْبَثْتُ هاذه اللُّغَةَ. وكُلُّ ذَلِك من المَجَازِ، كَذَا فِي الأَساس.
وَمن الْمجَاز أَيضاً يُقَال وُلِد فلانٌ لِخِبْثَةٍ، أَب وُلِدَ لغَيْرِ رِشْدَةٍ، كَذَا فِي اللِّسَان.
وأَبو الطَّيّبِ الخَبِيثُ بنُ رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارة، بَطْن من العَرَبِ يقالُ لِوَلَدِه الخُبَثاءُ، وهم سَكَنَةُ الوادِيَيْنِ باليَمن، وَمن وَلَده الخَبِيثُ ابْن محق بن لبيدَة بن عبيْدة بن الخَبِيث، ذَكرهم النَّاشِرِيُّ نَسّابَةُ اليَمَنِ.
وَقَالَ الفَرّاءُ: تقولُ العربُ: لعنَ الله أَخْبَثِي وأَخْبَثَكَ، أَي الأَخْبَثَ منّا، نقلَه الصّاغَانيّ.
والأَخَابِثُ: كأَنّه جَمْعُ أَخْبَث، كانَتْ بَنُو عَكِّ بن عدنان قد ارْتَدَّتْ بعدَ وفاةِ النّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بالأَعْلابِ من أَرْضِهِمْ، بَين الطَّائِفِ والسّاحِلِ، فخَرَجَ إِليهم الطَّاهِرُ بنُ أَبي هَالَةَ بأَمْره الصِّدِّيق، رَضِي الله عَنهُ، فواقَعَهم بالأَعْلابِ، فقَتَلَهُم شَرَّ قِتْلة، فسُمِّيَتْ تِلْكَ الجِمَاعُ من عَكّ، وَمن تَأْشَّبَ إِليهَا: الأَخَابِثَ إِلى اليَوْم، وسُمِّيت تِلْكَ الطّرِيقُ إِلى الْيَوْم طرِيقَ الأَخَابِثِ، وَفِيه يقولُ الطَّاهِرُ بن أَبي هَالَةَ: فَلم تَرَ عَيْنِي مثلَ جَمْعٍ رَأَيْتُه
بِجَنْبِ مَجَازٍ فِي جُموعِ الأَخَابِثِ
خ ب ث: (الْخَبِيثُ) ضِدُّ الطَّيِّبِ وَقَدْ خَبُثَ الشَّيْءُ بِالضَّمِّ (خَبَاثَةً) وَ (خَبُثَ) الرَّجُلُ بِالضَّمِّ أَيْضًا (خُبْثًا) فَهُوَ (خَبِيثٌ) أَيْ خِبٌّ رَدِيءٌ. وَ (أَخْبَثَهُ) عَلَّمَهُ الْخُبْثَ وَأَفْسَدَهُ. وَ (أَخْبَثَ) الرَّجُلُ اتَّخَذَ أَصْحَابًا خُبَثَاءَ فَهُوَ (خَبِيثٌ مُخْبِثٌ) بِكَسْرِ الْبَاءِ، وَ (مَخْبَثَانٌ) بِوَزْنِ زَعْفَرَانٍ. وَ (الْمَخْبَثَةُ) بِوَزْنِ الْمَتْرَبَةِ الْمَفْسَدَةُ وَمِنْهُ قَوْلُ عَنْتَرَةَ:

وَالْكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ الْمُنْعِمِ
وَ (خَبَثُ) الْحَدِيدِ وَغَيْرُهُ بِفَتْحَتَيْنِ مَا نَفَاهُ الْكِيرُ. وَ (الْأَخْبَثَانِ) الْبَوْلُ وَالْغَائِطُ. 

كفأ

(ك ف أ) : (الْكُفُؤُ) النَّظِيرُ (وَمِنْهُ) كَافَأَهُ وَسَاوَاهُ وَتَكَافَئُوا تَسَاوَوْا (وَفِي الْحَدِيثِ) «الْمُؤْمِنُونَ تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَيَرُدُّ عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ يَرُدُّ مُشِدُّهُمْ عَلَى مُضْعِفِهِمْ وَمُتَسَرِّيهِمْ عَلَى قَاعِدِهِمْ لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ» أَيْ يَتَسَاوَى فِي الْقِصَاصِ وَالدِّيَاتِ لَا فَضْلَ لِشَرِيفٍ عَلَى وَضِيعٍ وَإِذَا أَعْطَى أَدْنَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَمَانًا فَلَيْسَ لِلْبَاقِينَ نَقْضُهُ (وَيَرُدُّ) عَلَيْهِمْ أَقْصَاهُمْ أَيْ إذَا دَخَلَ الْعَسْكَرُ دَارَ الْحَرْبِ فَوَجَّهَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً فَمَا غَنِمَتْ جَعَلَ لَهَا مَا سَمَّى وَرَدَّ الْبَاقِيَ عَلَى الْعَسْكَرِ لِأَنَّهُمْ رِدْءٌ لِلسَّرَايَا (وَهُمْ يَدٌ) أَيْ يَتَنَاصَرُونَ عَلَى الْمِلَلِ الْمُحَارِبَةِ لَهَا (وَالْمُشِدُّ) الَّذِي دَوَابُّهُ شَدِيدَةٌ أَيْ قَوِيَّةٌ (وَالْمُضْعِفُ) بِخِلَافِهِ (وَالْمُتَسَرِّي) الْخَارِجُ فِي السَّرِيَّةِ أَيْ لَا يُفَضَّلُ فِي الْمَغْنَمِ هَذَا عَلَى هَذَا وَإِذَا بَعَثَ الْإِمَامُ سَرِيَّةً وَهُوَ خَارِجٌ إلَى بِلَادِ الْعَدُوِّ فَغَنِمُوا أَشْيَاءَ كَانَ ذَلِكَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَسْكَرِ «وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ» أَيْ بِكَافِرٍ مُحَارِبٍ وَقِيلَ بِذِمِّيٍّ وَإِنْ قَتَلَهُ عَمْدًا وَهُوَ مَذْهَبُ أَهْلِ الْحِجَازِ (وَذَا الْعَهْدِ) الْحَرْبِيُّ يَدْخُلُ بِأَمَانٍ لَا يُقْتَلُ حَتَّى يَرْجِعَ إلَى مَأْمَنِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] وَقِيلَ «وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ بِكَافِرٍ» (وَفِي الْحَدِيثِ) «فِي الْعَقِيقَةِ شَاتَانِ مُتَكَافِئَتَانِ» وَيُرْوَى مُكَافِئَتَانِ وَمُكَافَأَتَانِ أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ فِي السِّنِّ وَالْقَدْرِ وَفِي حَدِيثِ) الْأَزْدِيُّ أَنَّهُ اشْتَرَى رِكَازًا بِمِائَةِ شَاةٍ مُتْبَعٍ فَقَالَتْ أُمُّهُ إنَّ الْمِائَةَ ثَلَاثُمِائَةٍ أُمَّهَاتُهَا مِائَةٌ وَأَوْلَادُهَا مِائَةٌ (وَكَفْأَتُهَا) مِائَةٌ أَيْ أَوْلَادُهَا الَّتِي فِي بُطُونِهَا قَالَ الْخَارْزَنْجِيُّ الْكَفْأَةُ الْوَلَدُ فِي بَطْنِ النَّاقَةِ وَأَكْفَأْتُهُ نَاقَةً أَعْطَيْتُهُ إيَّاهَا يَشْرَبُ لَبَنَهَا وَيَنْتَفِعُ بِوَبَرِهَا وَنِتَاجِهَا وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ تَأْوِيلٌ آخَرُ ذَكَرْتُهُ فِي الْمُعْرِبِ إلَّا أَنَّ هَذَا أَظْهَرُ (وَكَفَأَ) الْإِنَاءَ قَلَبَهُ لِيُفْرِغَ مَا فِيهِ وَأَكْفَأَ لُغَةً (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ فِي لُحُومِ الْحُمُرِ وَإِنَّ الْقُدُورَ لَتَغْلِي بِهَا فَقَالَ أَكْفِئُوهَا وَرُوِيَ فَأُكْفِئَتْ وَرُوِيَ فَكَفَأْنَاهَا (وَعَنْ) الْكِسَائِيّ كَفَأْتُهُ كَبَبْتُهُ وَأَكْفَأْتُهُ أَمَلْتُهُ (وَمِنْهُ) كَانَ يُكْفِئُ لَهَا الْإِنَاءَ أَيْ يُمِيلُهُ (وَأَمَّا حَدِيثُ) عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَكْفَأَهُ عَلَى يَدَيْهِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ صَبَّهُ بِأَنْ أَمَالَ إنَاءَهُ وَهَذَا تَوَسُّعٌ وَاكْتَفَأَ الْإِنَاءَ كَفَأَهُ لِنَفْسِهِ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ مَا فِي صَحْفَتِهَا» وَيُرْوَى لِتَكْتَفِيَ إنَاءَهَا وَيُرْوَى لِتَكْفَأَ مَا فِي إنَائِهَا وَالْمَعْنَى لِتَخْتَارَ نَصِيبَ أُخْتِهَا وَتَجْتَرَّهُ إلَى نَفْسِهَا.
(كفأ) الْإِنَاء كفأه
(كفأ)
الْإِنَاء كفئا كَبه وَقَلبه وَالْقَوْم عَن الشَّيْء انصرفوا عَنهُ وَيُقَال كفأ فلَانا صرفه
كفأ وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم ويُرد عَلَيْهِم أَقْصَاهُم وهم يَد على من سواهُم لَا يقتل مُسلم بِكَافِر وَلَا ذُو عهد فِي عَهده. 5
كفأ: اكفأ لونَه: أتلف، بدّل، أفسد اللون (معجم مسلم).
تكفأ: عاد، رجع، آب، انقلب رأساً على عقب؛ تكفأ ب: أطاح ب، قلب، نكس (معجم مسلم).
تكافأ الفريقان= بقي النصر ملتبساً (معجم أبي الفداء).
تكافأ: أورد ج. ج. شولتنز الجملة الآتية: الشجر تتكافأ من غير ريح (تاريخ جوك 170، بدرون 99، 5).
تكافأ: حول معنى هرب، تسرب، انقضى (انظر معجم البلاذري).
انكفأ: عاد، آب، انقلب رأساً على عقب (معجم مسلم).
استكفأ: طلب من أحدهم ان يقلب الوعاء (معجم مسلم).
كفو: قدير، ذكي، ماهر، كفؤل؛ خبير، جدير. (بوشر) وجمعها أكفاء (معجم الجغرافيا).
تكافؤ: من مصطلحات علم البيان، تناقض، طباق، فكرنا متعارضتان في جملة واحدة ومثالها الآتية: نحيا ونموت (معجم بدرون ومهرون بلاغة 97).
ك ف أ: (الْكَفِيءُ) بِالْمَدِّ النَّظِيرُ وَكَذَا (الْكُفْءُ) وَ (الْكُفُؤُ) بِسُكُونِ الْفَاءِ وَضَمِّهَا بِوَزْنِ فُعْلٍ وَفُعُلٍ. قُلْتُ: وَفِي أَكْثَرِ نُسَخِ الصِّحَاحِ وَفُعُولٍ وَهُوَ مِنْ تَحْرِيفِ النَّاسِخِ وَالْمَصْدَرُ (الْكَفَاءَةُ) بِالْفَتْحِ وَالْمَدِّ. وَفِي حَدِيثِ الْعَقِيقَةِ: «شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ» بِكَسْرِ الْفَاءِ أَيْ مُتَسَاوِيَتَانِ. وَالْمُحَدِّثُونَ يَقُولُونَ: (مُكَافَأَتَانِ) بِفَتْحِ الْفَاءِ. وَكُلُّ شَيْءٍ سَاوَى شَيْئًا فَهُوَ مُكَافِئٌ لَهُ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ: تُذْبَحُ إِحْدَاهُمَا مُقَابِلَةَ الْأُخْرَى. وَ (مُكْفِئُ) الظَّعْنِ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ الْعَجُوزِ.
قُلْتُ: ذَكَرَهُ فِي [ع ج ز] وَ (كَافَأُهُ مُكَافَأَةً) وَ (كِفَاءً) بِالْكَسْرِ وَالْمَدِّ جَازَاهُ. وَ (التَّكَافُؤُ) الِاسْتِوَاءُ. 
ك ف أ

هو كفؤه وكفيئه ومكافئه وكفاؤه، ولا كفاء له وهو مصدر بمعنى المكافأة وضع موضع المكافيء. قال حسّان:

وروح القدس ليس له كفاء

أي مكافيء مقاوم، وهو كفؤ بيّن الكفاءة والكفاء. قال:

وأنكحها لا في كفاءٍ ولا غنى ... زياد أضلّ الله سعى زياد

وهم أكفاءٌ كرام. وأكفأت لك: جعلت لك كفؤاً. وتكافؤا: تساووا: " والمؤمنون تتكافأ دماؤهم "، وفي العقيقة: " شاتان متكافئتان ": متساويتان في القدر والسنّ، وكافأته: اويته، وهو مكافيء له. وكافأته بصنعه: جازيته جزاء مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يقبل الثناء إلا عن مكافيء. وكفأ الإناء وأكفأه: قلبه. ويقال: ربّ كافٍ كافيء لقيك أي يرى أنه يكفيك. وهو يكفأك أي يكبّك لفيك. واستكفأته: طلبت منه أن يكفأ ما في إنائه في إنائي. وانكفأ إلى وطنه. وتكفأت بهم الأمواج.

ومن المجاز: أكفأ في الشعر: قلب حرف الرّويّ من راء إلى لام أو من لام إلى ميم. وأصبح فلان كفيء اللون ومكفأ الوجه: متغيره أي كفيء من حال إلى حال، وأكفىء لونه وانكفأ. وفي حديث عمر: وانكفأ لونه عام الرّمادة. وفي الحديث " لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفيء ما في صحفتها " أي لتجتر حظّها إلى نفسها.
(كفأ) - فِى حديث الفَرَعَةِ : "خَيْرٌ مِن أَن تَذْبَحَه يتَلصَّقُ لحمُه بوَبرِه، وتُكْفِئَ إناءَكَ، وتُوَلَّه ناقَتكَ "
يعني: إذا ذبحتَهُ صَغِيرًا لم تتركه حتّى يَدِرَّ لبَنُ أُمِّه عليه إِذا أرْضَعَتْهُ، فإذا لم يَتَحلّبْ لبَنُها برَضاعتِه جفَّ، فيبقَى إِناؤُك مكفُوءًا، إذَا لم يكن لناَقتِك لَبَنٌ تَحلُبُه في الإناءِ، وتترك ناَقتَكَ والهًا إذَا ذَبَحْتَ فَصِيلَها.
وحُكِى عن ابنِ فارسٍ: أَكفأتُ الشىءَ: قَلبتُه، وأكْفَأتُه: أَملتُه
- في حَديث أُمِّ مَعْبَدٍ، رِواية سَلِيط: "رَأَى شاةً في كِفاءِ البَيْتِ"
وهي: شُقَّةٌ أَو شُقَّتَان من ثِيابٍ تُخاطُ إحداهما بالأُخرى، فتُجْعل في مُؤخَّر الخَيْمَة، والجمعُ: أكْفِئَةٌ ثم كُفُؤٌ. وقد أكفَأتُ البَيْتَ فهو مُكْفَأٌ.
- في الحديث : "تكون الأرضُ خُبْزَةً ، واحِدة يكْفَؤها الجبَّار - تَبارك وتعالى - بِيدهِ كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبزَتَه في السَّفَر نُزُلاً لأَهْل الجنَّة".
قال الخطَّابى: كَما يَكْفَأُ أحدُكُم خُبزَتَه في السَّفرِ يُرِيدُ: المَلَّةَ التي يَصْنَعُهَا السَّفْرُ، فَإنَها لَا تُرحَى كالرّقاقَةِ، وإنَّما تُقلَبُ علَى الأَيْدِى حتى تَسْتَوِى.
- وفي حديث الصِّراط: "آخِرُ مَن يَمرُّ رجُلٌ يَتَكَفَّأ به الصِّراط"
: أي يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ ، مُطاوِع كَفأتُه: أي قَلبْتُه، وهذا من الأوَّل. يُقال: كَفأتُه فانكفَأ وتكَفّأَ.
- في حديث الأَحْنف: "أقاوِلُ مَنْ لا كِفاءَ له "
يقال: هو كُفْؤُه وكفُؤُه: أي عِدْلُه.
قال الشاعر:
* ورُوُح القُدْسِ لَيْسَ له كِفاءُ *
- في حديث النابغة الذبيانى: "أنّه كان يُكِفئُ في شِعْرِه"
- وهو المخالَفَةُ بين حَرَكات الرَّوِى كالإقْواء. وقيل: المخالفة بين قوافيه بعضها ميمٌ وبَعْضُها طاءٌ.
- في حديث الأنصاري: "مالىِ أرَى لَوْنَكَ مُنْكَفِئًا؟
قَال: من الجُوع"
: أي مُتغَيَّرًا منقَبِضاً، مثل انكَفأَ.
كفأ
الكُفْؤُ: المِثْلُ في الحَرْبِ والتَّزْوِيج، والجميع الأكْفَاءُ. وهو كَفِيْئُكَ: أي كُفْؤٌ لَكَ. ومَصْدَرُه الكَفَاءَةُ والكِفَاءُ. وفي الحَدِيث: " المُسْلِمُوْنَ تَتَكافَأ دِمَاؤهم " أي كُلهم أكْفَاء. وأكْفَأتُ لفُلانٍ: جَعَلْت له كُفؤاً.
والأكْفَاءُ: الغُرَبَاءُ، الواحِدُ كُفْؤٌ.
والكَفِىْءُ - وَزْن فَعِيْل -: هو الكُفْؤ بَيِّنُ الكَفَاءَةِ، والكُفَاءُ جَمْعُه. والمُكَافَأةُ - مَهْمُوْزَةٌ -: مُجَازَاةُ النِّعَمِ، كافَأتُه أُكافِئه.
وفلانٌ كِفاءٌ لكَ: أي مُطِيْقٌ لك في المُضَادَّةِ والمُنَاوَأةِ.
وكافَأ الرَّجُلُ بَيْنَ بَعِيْرَيْن: إذا وَجَأ في لَبَّةِ هذا ثمَّ في لَبَّةِ هذا فَنَحَرَهما جَمِيعاً. والرجُلُ مُكافِىءٌ.
والإِكْفَاءُ: قَلْبُكَ الشَّيْءَ لِوَجْهِه كالقَصْعَةِ وغيرِها، تقول: اسْتَكْفَأْتُه.
والعَرَبُ تقول: " رُبَّ كافٍ كافِىءٍ لِفِيْكَ " أي رُبَّ إنسانٍ تَرَى أنَّه يَكْفِيكَ وهو يَكْفَؤكَ لفِيْكَ: أي يَكبُّكَ لِوَجْهِكَ.
وأكْفَاتُ الإِنَاءَ وكَفَأْتُه: لُغَتَانِ جَيدَتانِ، واكْتَفَاتُه أيضاً. ومنه قَوله: " لِتَكْتَفِىءَ ما في صَحْفَتِها ".
وهو في الشِّعْرِ: قَلْبُ القَوافي على الجَرِّ والرَّفْع والنَّصْب. وقيل: هو اخْتِلاطٌ في القَوافي، وهو أنْ تُبْنى قافِيَةٌ بالراء وأُخْرى بالزاي.
ورَأيْتُ فلاناً مُكْفَأ الوَجْهِ: إذا كانَ كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. وانْكَفَأ لَوْنُه: تَغَيرَ. وأكْفَأ الجَهْدُ لَوْنَه.
وانْكَفَأَ الناسُ: انْهَزَمُوا. وكَفَأتُ القَوْمَ أكْفَوهم: إذا أرادوا وَجْهاً فَصَرَفْتَهم عنه. وانْكَفَأ الرَّجُلُ فهو مُنْكَفِىءٌ: إذا طَأطَأ رَأْسَه.
ومرَّ يَكْفؤه ويَكْسَؤه: أي يَتْبَعُه.
وكَفَأتِ الغَنَمُ في الشِّعْبِ: دَخَلَتْ فيه.
والكُفْأةُ: نِتَاجُ سَنَةٍ لتَمَامِه. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَه: إذا سَألْتَه نِتَاجَ إبلِه سَنَةً لِتَنْتَفِعَ بألْبانِها وأوْلادِها.
وكُفْأةُ النَّخْل: حَمْلُ سَنَتِها، شُبِّهَتْ بالأوَّل. والكَفَايا: النَخْلُ التي تُكْفِىءُ كلَّ عامٍ فَتُوقِر.
وقيل: الكُفْأةُ: الوَلَدُ في بَطْن الناقَةِ، وهي الكَفْأةُ أيضاً - بالنَّصْب -.
وأكْفَأتِ الإبلُ: حانَ لها أنْ تُنْتِجَ.
وأكْفَأ الظَّبْيُ: أخْطَأ الحِبَالَةَ.
والكِفَاءُ: شُقَّةٌ أو اثْنَتَانِ يُنْصَحُ إحداهما بالأُخْرى ثمَّ يُخَلُّ بها مُؤخَّرُ الخبَاءِ. ويُقال: أكْفَأتُ البَيْتَ إكْفَاءً.
والكَفِيْءُ: بَطْنُ الوادي، وجَمْعُه أكْفَاءُ.
والكَفَاءُ - بمَنْزِلَةِ القَرَع -: مَيَلٌ في السَّنَام، جَمَلٌ أكْفَأُ وناقَةٌ كَفْآءُ ونُوْقٌ كُفْءٌ.
[كفأ] كفَأتُ القومَ كَفْأً، إذا أرادوا وَجْهاً فصرفتهم إلى غيره، فانكفؤوا أي رجعوا. وتكفأت المرأة في مِشْيَتها: ترَهْيَأتْ ومادَتْ كما تتحرك النخلَةُ العَيْدانَةُ. قال الشاعر : وكأنَّ ظعْنَهُم غداةَ تحمَّلوا * سُفنٌ تَكَفَّأُ في خليج مُغْرَبِ وكفَأتْ الإناءَ: كَبَبْتُهُ وقلبْتُه، فهو مكفوءٌ. وزعم ابن الأعرابي أن أكْفَأْتُه لغة. والكِفاءُ بالكسر والمد: شُقَّة أو شُقَّتانِ تُنْصَحُ إحداهما بالأخرى ثم يُخَلُّ به مُؤَخَّرُ الخِباءِ. تقول منه: أكْفَأتُ البيتَ إكفاءً. والإكفاء في الشعر: أن يُخالفَ بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون، وبعضها دال وبعضها طاء، وبعضها حاء وبعضها خاء ونحو ذلك، كقول رؤبة: أزْهَرُ لم يولد بنجم الشح * ميم البيت كريم السنخ هذا قول أبى زيد، وهو المعروف عند العرب. وقال الفراء: أكفأ الشاعِر، إذا خالف بين حركات الروى، وهو مثل الاقواء. حكاه عنه ابن السكيت. الكسائي: كَفَأتُ الإناءَ: كَبَبْتُه. وأكْفَأْتُه: أمَلْتُه، قال: ولهذا قيل: أكْفَأْتُ القوسَ، إذا أمَلْتَ رَأسَها ولم تَنْصِبْها نصباً حين ترمي عنها. قال: ومنه قول ذى الرمة: قطعت بها أرضاً تَرى وَجْهَ رَكْبِها * إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غَيرَ ساجِعِ وقال أبو زيد: يعني جائرا غير قاصد والكفئ: النظير. وكذلك الكف والكفؤ، على فعل وفعل. والمصدر الكفاءة بالفتح والمد. وتقول: لا كِفاءَ له بالكسر، وهو في الأصل مصدر، أي لا نظير له. وفى حديث العقيقة " شاتان مكافئتان " أي متساويتان ، والمحدثون يقولون " مكافأتان ". وكل شئ ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله فهو مكافئ له. وقال بعضهم في تفسير الحديث: تذبح إحداهما مقابلة الاخرى. وكافأته على ما كان منه مُكافَأةً وكِفاءً: جازيته. تقول: مالى به قبل ولا كفاء، أي مالى به طاقة على أن أكافئه. والتكافُؤُ: الاستواءُ، يقال " المسلمون تتكافأ دِماؤُهُم ". واكْتَفَأتُ الإناءَ مثل كَفَأتُهُ، أي قَلَبْتُهُ. واسْتَكْفَأتُ فلاناً إبلَهُ، أي سألته نِتاجَ إبله سَنةً،: فأكْفَأنيها، أي أعطاني لَبَنها ووَبَرَها وأولادَها سَنةً. والاسم الكُفْأةُ والكفأة، يضم ويفتح، تقول: اعطني كُفْأةَ ناقَتِك وكَفْأَةَ ناقَتِكَ. وتقول أيضاً: أكْفَأتُ إبلي كَفْأَتَيْن، إذا جَعلتَها نِصْفَين تُنْتجُ كلَّ عامٍ نِصْفَها وتترك نِصفاً، لأن أفضل النِتاج أن تُحملَ على الإبل الفُحولَة عاماً وتُتْرَك عامايصنع بالارض في الزراعة. قال ذو الرمة: كلا كفأتيها تنفضان ولم يجد * لها ثيل سقب في النتاجين لا مس يقول: إنها نتجت إناثا كلها. وهذا محمود عندهم. أبو زيد: وَهَبْتُ له كُفْأةَ ناقتي وكفأة ناقتي يضم ويفتح، إذا وهبت له ولدها ولبنها ووبرها سنة.
كفأ
كفَأَ يَكفَأ، كَفْئًا، فهو كافئ، والمفعول مَكْفوء
• كفَأ الإناءَ ونحوَه: كبَّه وقَلَبه أو أماله ليصبَّ ما فيه. 

انكفأَ على ينكفِئ، انكفاءً، فهو مُنكفِئ، والمفعول مُنْكفَأ عليه
• انكفأت على طفلها تُرضِعُه: مالت عليه. 

تكافأَ يتكافأ، تكافُؤًا، فهو مُتكافِئ
• تكافأ الشَّيئانِ: تماثلا واستويا "نجاحه لا يتكافأ مع جُهوده- المعادلات المتكافئة: التي لها جذور واحدة- تكافؤ الفُرَص: تساويها أمام كلّ من يريدها بكفايته" ° الزَّواج غير المتكافِئ: زواج المرء من شخص ذي منزلة اجتماعيّة أدنى من منزلته- صِراع متكافئ/ لقاء متكافئ. 

كافأَ يكافِئ، مُكافأةً، فهو مُكافِئ، والمفعول مُكافَأ
• كافأ الجنديُّ زميلَه: ماثله وساواه وصار نظيرًا له "كافأه في الجِدِّ والمثابرة".
• كافأه على جُهوده: جازاه إحْسانًا بمثله أو زيادة أو منحه مُكافأة "كافأه على ما كان منه- كافأ فلانًا على تحمّله". 

تكافُؤ [مفرد]: ج تكافؤات (لغير المصدر):
1 - مصدر تكافأَ.
2 - تحقيق العدل والمساواة بين الأفراد في الخدمات والفرص والعلاج والتعليم والرعاية.
3 - (بغ) جمع بين
 ضدّين في الجملة، كالقول: يومٌ لنا ويومٌ علينا.
4 - (سف) تساوي الحدود أو القضايا منطقيًّا.
5 - (هس) تساوي مساحتي سطحين، أو حجمي جسمين.
• تكافؤ القيمة: (قص) كونُ قيمة النَّقد المعدنيّ بالنِّسبة إلى نقد آخر متعادلة في سوق الصَّرف مع وزن المعدن الذي تحتوي عليه.
• تكافُؤ عنصر: (كم) عدد ذرّات الهيدروجين التي تتَّحد بذرَّة واحدة من هذا العُنصُر.
• إلكترون التَّكافؤ: (كم) إلكترون في المدار الخارجيّ للذّرّة، يمكن أن يتّحد ويشكّل روابط كيميائيّة مع ذرّات أخرى. 

كَفْء [مفرد]: مصدر كفَأَ. 

كُفْء [مفرد]: ج أَكْفاء وكِفاء:
1 - مِثْل ونظير "هو كُفْؤه- آخ الأكفاء وداهن الأعداء: قول للحثِّ على حُسن معاملة الناس- هو كُفْءٌ لأخيه جدًّا ونشاطًا- {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْئًا أَحَدٌ} [ق] ".
2 - جدير، ذو أهليَّة، قادر على تصريف العمل "كُفْء للقيام بالرِّحلة- هو كُفْءٌ في منصبه". 

كُفُؤ [مفرد]: ج أَكْفاء وكِفاء: كُفُو، نظير ومماثل " {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤًا أَحَدٌ} [ق] ". 

كفاءة [مفرد]:
1 - مماثلة في القوّة والشَّرف؛ ككفاءة الزّوج لزوجته في الحسب والنَّسب "اعتبار الكفاءة- فتّشت لم أر في الزواج كفاءة ... ككفاءة الأزواج في الأعمارِ".
2 - أهليّة للقيام بعمل وحسن تصرُّف فيه؛ قدرة وحسن تصريف "كفاءة فنيّة نادرة- خبير ذو كفاءة- توجد كفاءات كثيرة في البلاد العربيّة" ° امتحان كفاءَة: امتحان مُصمَّم لاختبار قدرات الشّخص في موضوع معيَّن- شهادة الكفاءة: شهادة التخرُّج. 

مكافأة [مفرد]:
1 - مصدر كافأَ.
2 - ما يُعْطى أو يُمنَح اعترافًا بخدمة وفضل، أو بعمل جدير بالتَّقدير "نال مُكافأة- صَرْف مكافأة تشجيعيّة- كانت المكافآت مشجِّعةً للمبدعين".
3 - مبلغ من المال يُعطى لمستخدَم زيادة على مرتّبه تشجيعًا له، علاوة، تقدير ماديّ إضافيّ "مكافأة آخر السَّنة- أعطى ربُّ العمل عمّالَه مكافأة تشجيعيّة". 
كفأ
كَفَأْتُ القوم كَفْأً: إذا أرادوا وجها فصرفْتهم إلى غيره.
وكَفَأْتُ الإناء: كَببته وقلبْته.
وكَفَأَه: تبِعه.
وكَفَأَتِ الغنم في الشعب: دَخَلَت فيه.
والكِفَاءُ - بالكسر والمد -: شُقَّة أو شُقّتان تُنصح إحداهما بالأخرى ثم يُخلُّ به مؤخَّر الخِباء.
وأصبح فلان كَفِئَ اللون - على فَعِيْلٍ -: أي متغيره، كأنه كُفئَ فهو مَكْفُوْءٌ وكَفِئٌ. والكَفِئُ - أيضاً -: النظير، وكذلك الكُفء ولكُفَوْءُ - بالضم فيهما على فُعْلٍ وفُعُوْل - واكِفءُ - بالكسر، وقرأ سليمان بن علي الهاشمي:) ولم يكُن له كِفْأً أحَدٌ (بالكسر - والكِفَاءُ - مثال الكِساء -، وهو في الأصل مصدر.
والكِفءُ - بالكسر - والكَفِيءُ: بطن الوادي. والكَفْأَةُ والكُفْأَةُ - بالفتح والضم -: نتاج الإبل سنة، يقال: أعطني كَفْأَةَ ناقتك وكُفْأَةَ ناقتك. ويقال: أكْفَأْتُ إبلي كُفْأَتَيْن: إذا جعلتها نصفين تنتِج كل عام نصفها وتترك نصفا، لأن أفضل النِّتاج أن تحمل على الإبل الفُحولة عاماً وتترك عاماً كما يُصنع بالأرض في الزراعة، قال ذو الرمة:
كِلا كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ ولم يَجِدْ 
... له ثِيْلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِس
يقول: إنها نُتِجت إناثا كلّها، وهذا محمود عندهم.
وأكْفَأْتُ الإناء: لغة في كَفْأْتُه: وقال الكسائي: أكْفَأْتُه: أمَلْتُه.
وأكْفَأتُ البيت: جعلت له كِفَاءً.
والإكْفَاءُ في الشعر: أن يُخالف بين قوافيه بعضها ميم وبعضها نون وبعضها دال وبعضها حاء وبعضها خاء، قال حنظلة ابن مصبِّح:
ألا لَها الوَيْلُ على مُبِيْنِ ... على مُبِيْنِ جَرَدِ القَصيمِ
ويورة: إن لها الرِّي على.
هذا قول أبي زيد، وهو المعروف عند العرب، وقال الفرّاء: أكْفَأَ الشاعر: إذا خالف بين حركات الرَّوي وهو مثل الإقْواء، حكاه عنه ابن السكِّيت.
وأكْفَأْتُ القوس: إذا أملت رأسها ولم تَنصبْها نصباً حين ترمي عنها، ومنه قول ذي الرمة:
قَطعتُ بها أرضاً تَرى وَجْهَ ركْبِها ... إذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غير ساجِعِ
قال أبو زيد: يعني جائراً ير قاصد.
وأكْفَأْتُ الرجل: أعطيته كُفْأَةَ ناقتي.
وأكْفَأْتُ في سيري: إذا جُرْت عن القصد.
ورجل مُكْفَأُ الوجه: كاسِفُه.
ويقال بنى فلان ظُلَّة يكافئ بها عين الشمس: أي يدافع، ومنه حديث أبي ذَرّ الغفاري - رضي الله عنه -: لنا عَباءتان نكافئ بهما عين الشمس وإني لأخشى فضل الحساب.
ويقال: كافَأ الرجل بين فارسين برُمحه: إذا والى بينهما فطعن هذا ثم هذا، قال الكُميت:
وعاثَ في غابِرٍ منها بِعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ المُكافِئِ والمَكْثُوْرُ يَهْاَبِلُ
وكافَأْتُه على ما كان منه: جازَيْته.
وتقول: ما لي به قِبَلٌ ولا كِفاء: أي ما لي طاقة على أن أُكافِئه.
وكل شيء ساوى شيئاً فهو مكافئ. وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: في العقيقة عن الغلام شاتان مكافِئتان أو مكافَأتان أي كبَبْته، وقال الكسائي: وعن الجارية شاة، أي كل واحدة منهما مساوية لصاحبتها في السن، ولا فرق بين المكافِئتين والكافَأتين؛ لأن كل واحدة منهما إذا كافَأتْ أختها فقد مُوفِئَتْ؛ فهي مُكافِئة ومُكافأة؛ أو معادِلتان لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان، ويحتمل في رواية من رَوى مكافأتان أن يراد مذبوحتان معا؛ من قولهم: كافأ الرجل بين بعيرين: إذا وَجَأ في لَبَّة هذا ثم لَبَّةِ هذا فنحرهُما معا، والشاهد بيت الكُميت الذي سبق.
وتَكَفَّأتِ المرأة في مشيتها: ترَهْيَأت ومارات كما تتحرك النخلة العَيدانة، قال بِشر بن أبي خازم:
وكأنَّ ظُعْنَهُم غّداةَ تَحَمَّلُوا ... سُفُن تَكَفَّأُ في خليجٍ مُغْرَبِ
ويروى: تَكَفْكَفُ.
والتَّكافُؤ: الاستواء، وفي حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: المسلمون تَتَكافَأُ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناه ويَرُد عليهم أقصاهم وهم يد على من سِواهم، - ويروى: ويُجيز عليهم أقصاهم وهم يد على من سواهم - يرُد مُشِدُّهم على مُضعِفِهم ومُتسرِّيهم على قاعدهم لا يُقتل ملسم بكافر ولا ذو عهد في عهده، أي تتساوى في القصاص والدِّيات لا فضل فيها لِشريف على وضيع.
وأكْفتَفَأْتُ الإناء: مثل كَفَأْتُه: أي قلبته.
واستَكْفَأْتُ فلاناً ابِلَه: أي سألتُه نِتاج إبِلِه سنة.
وأنْكَفَأ: رجع.
وانْكَفَأ لونه: تغير، وفي حدي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه انْكَفَأَ لونه في عام الرمادة حين قال: لا آكل سَمنا ولا سِميناً وأنه اتخذ أيام كان يُطعِم الناس قِدحاً فيه فرْض وكان يَطوف على القِصاع فيغمر القِدْحَ فإن لم تَبلغ الثَّريدة الفرض فتعال فانظر ماذا يفعل بالذي ولِي الطعام.
والتركي يدل على التساوي في الشيئين وعلى الميل والإمالة والاعوجاج.
(ك ف أ)

كافأه على الشَّيْء مُكَافَأَة، وكِفَاء: جازاه.

وتكافأ الشيئان: تماثلا.

وكافأه مُكَافَأَة، وكِفاء: ماثله، وَمن كَلَامهم: الْحَمد كِفَاءُ الْوَاجِب: أَي قدر مَا يكون مكافئا لَهُ.

وَالِاسْم: الكَفَاءة، والكِفَاء، قَالَ: فَأَنْكحهَا لَا فِي كَفاء وَلَا غِنىً ... زيادٌ أضَلّ الله سَعْيَ زِيَاد

وَهَذَا كِفَاء هَذَا، وكفيئه وكفيئه، وكُفْوءه، وكُفُؤُه، وكَفْؤُه، بِالْفَتْح عَن كرَاع: أَي مثله، يكون ذَلِك فِي كل شَيْء.

وَفُلَان كُفْء فُلَانَة: إِذا كَانَ يصلح لَهَا بَعْلا.

وَالْجمع من كل ذَلِك: أكْفاء.

وَلَا أعرف للكَفْء جمعا على أفْعُل وَلَا فُعُول حَرِىٌّ أَن يَسعهُ ذَلِك، اعني: أَن يكون أكفاء: جمع كَفْء، المفتوح الأول أَيْضا.

وشاتان مكافئتان: مشتبهتان، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

وكَفَأ الشَّيْء يَكْفُؤه كَفْأ، وكفَّأه فتكفّأ: قلبه، قَالَ بشر بن أبي خازم:

وكأنَّ ظُعْنَهمُ غداةَ تحمَّلوا ... سُفُنٌ تكفَّأُ فِي خَلِيج مُغْرَب

وأكفأ الشَّيْء، لُغيَّة، وأباها الْأَصْمَعِي.

ومُكْفِئ الظُعُن: آخر أَيَّام الْعَجُوز.

والكَفَأ: أيسر المَيَل فِي السنام وَنَحْوه.

وجمل أكفأ، وناقة كفئاء.

وأكفأ الشَّيْء: أماله.

وأكفأ الْقوس: أمال رَأسهَا وَلم ينصبها نصبا حِين يَرْمِي عَلَيْهَا، قَالَ ذُو الرّمَّة:

قطعتُ بهَا أَرضًا ترى وجهَ ركْبها ... إِذا مَا عَلَوها مكفَأ غير ساجِع

الساجع: المستوي الْمُسْتَقيم. وَمِنْه السَّجْع فِي القَوْل.

وأكفأ فِي سيره: جَار.

وأكفأ فِي الشّعْر: خَالف بَين ضروب إِعْرَاب قوافيه.

وَقيل: هِيَ الْمُخَالفَة بَين هجاء قوافيه إِذا تقاربت مخارج الْحُرُوف أَو تَبَاعَدت. قَالَ الْأَخْفَش: زعم الْخَلِيل: أَن الإكفاء هُوَ الإقواء، قَالَ: وَقد سمعته من غَيره من أهل الْعلم، قَالَ: وَسَأَلت الْعَرَب الفصحاء عَن الإكفاء فَإِذا هم يجعلونه الْفساد فِي آخر الْبَيْت وَالِاخْتِلَاف من غير أَن يُحدّوا فِي ذَلِك شَيْئا، إِلَّا أَنِّي رَأَيْت بَعضهم يَجعله اخْتِلَاف الْحُرُوف فَأَنْشَدته:

كَأنَّ فا قارورةٍ لم تُعْفَصِ

مِنْهَا حَجَاجا مُقْلة لم تُلْخَصِ

كأنّ صيران المَهَى المنقَّزِ

فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإكفاء، وأنشده آخر قوافي على حُرُوف مُخْتَلفَة، فعابه، وَلَا اعلمه إِلَّا قَالَ لَهُ: قد أكفأت.

قَالَ ابْن جني: إِذا كَانَ الإكفاء فِي الشِّعْر مَحْمُولا على الإكفاء فِي غَيره وَكَانَ وضع الإكفاء إِنَّمَا هُوَ للْخلاف. وَوُقُوع الشَّيْء على غير وَجهه لم يُنكر أَن يسموا بِهِ الإقواء فِي اخْتِلَاف حُرُوف الروي جَمِيعًا؛ لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا وَاقع على غير اسْتِوَاء.

قَالَ الْأَخْفَش: إِلَّا أَنِّي رَأَيْتهمْ إِذا قربت مخارج الْحُرُوف أَو كَانَت من مخرج أحد ثمَّ اشْتَدَّ تشابهها لم يفْطن لَهَا عامتهم، يَعْنِي: عَامَّة الْعَرَب، قَالَ: والمكفأ فِي كَلَامهم هُوَ المقلوب، وَإِلَى هَذَا يذهبون، قَالَ الشَّاعِر:

ولمَّا اصابني من الدَّهر نَزْلةٌ ... شُغِلْتُ وألْهَى الناسَ عَنِّي شُئونُها

إِذا الفارغَ المكفِيَّ مِنْهُم دَعوته ... أبَرَّ وَكَانَت دَعْوَة يستديمها

فَجعل الْمِيم مَعَ النُّون لشبهها بهَا لانهما يخرجَانِ من الخياشيم، قَالَ وَأَخْبرنِي من اثق بِهِ من أهل الْعلم: أَن ابْنة أبي مُسافع قَالَت ترثي أَبَاهَا وقُتل وَهُوَ يحمي جيفة أبي جهل بن هِشَام:

وَمَا ليثُ غرِيفٍ و ... أظافيرَ وإقدامْ

كحِبِّي إِذْ تلاقَوْا و ... وجوهُ الْقَوْم أقرانْ

وَأَنت الطّاعنِ النجلا ... ءَ مِنْهَا مُزْبِدٌ آنْ

وبالكفّ حُسامٌ صا ... رمٌ أبيضُ خَدَّامْ

وَقد ترحل بالركب ... فَمَا تُخنِى بصُحْبانْ قَالَ: جمعُوا بَين النُّون وَالْمِيم لقربهما، وَهُوَ كثير. قَالَ: وَقد سَمِعت من الْعَرَب مثل هَذَا مَا لَا أحصى. قَالَ الْأَخْفَش: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الإكفاء: الْمُخَالفَة، وَقَالَ فِي قَوْله: " مكفأ غير ساجع ": المكفأ هَاهُنَا: الَّذِي لَيْسَ بموافق.

وكَفأ الْقَوْم: انصرفوا عَن الشَّيْء.

وكَفأهم عَنهُ كَفْأً: صرفهم.

وانكفأ الْقَوْم: انْهَزمُوا.

وكَفَأ الْإِبِل: طَرَدها.

واكتفأها: أغار عَلَيْهَا فَذهب بهَا، وَفِي حَدِيث السُّلَيك بن السُّلَكة: أصَاب أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فاكتفأها.

والكَفْأة، والكُفْأَة فِي النّخل: حَمْل سنتها، وَهُوَ فِي الأَرْض: زراعة سنة، قَالَ الشَّاعِر:

غُلْب مجاليحُ عِنْد المَحْل كُفْأتُها ... أشطانُها فِي عِذَاب البَحْر تَسْتبِق

الْبَحْر هَاهُنَا: المَاء الْكثير؛ لِأَن النّخل لَا تشرب فِي الْبَحْر.

وكَفْأةُ الْإِبِل، وكُفْأتها: نتاج عَام.

ونتج الْإِبِل كُفأتين، واكفأها: إِذا جعلهَا كُفْأتين، ينْتج كل عَام نصفا ويدع نصفا، فَإِذا كَانَ الْعَام الْمقبل أرسل الْفَحْل فِي النّصْف الَّذِي لم يُرْسِلهُ فِيهِ من الْعَام الفارِط؛ لِأَن أَجود الْأَوْقَات عِنْد الْعَرَب فِي نتاج الْإِبِل أَن تتْرك النَّاقة بعد نتاجها سنة لَا يُحْمل عَلَيْهَا الْفَحْل، ثمَّ تُضرب إِذا أَرَادَت الْفَحْل، هَذِه حِكَايَة أبي عبيد عَن الْأَصْمَعِي، وَأنْشد غَيره قَول ذِي الرمَّة:

ترى كُفْأتيها تُنْفِضان وَلم يَجد ... لَهَا ثِيل سَقْب فِي النِّتاجين لامسُ

يَعْنِي أَنَّهَا نُتِجت كلهَا إِنَاثًا، وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر:

إِذا مَا نَتَجنا أَرْبعا عَام كُفْأة ... بغاها خناسيرا فاهلك أَرْبعا الخناسير: الْهَلَاك.

وَقيل: الكُفْأة والكَفْأة: نتاج الْإِبِل بعد حِيَال سنة.

وَقيل: بعد حِيَال سنة وَأكْثر.

وأكْفأتُ فِي الشَّاء: مثله فِي الْإِبِل.

وَأَكْفَأت الْإِبِل: كَثُر نتاجها.

وأكفأ إبِله وغنمه فلَانا: جعل لَهُ أوبارها وأصوافها وَأَشْعَارهَا وَأَلْبَانهَا وَأَوْلَادهَا وأصوافها سَنَة وردّ عَلَيْهِ الأمَّهات.

وَقَالَ بَعضهم: منحه كَفْأة غنمه، وكُفْأتها: وهب لَهُ البانها وَأَوْلَادهَا.

واستكفأه، فأكفأه: سَأَلَهُ أَن يَجْعَل لَهُ ذَلِك.

والكِفاء: سُتْرة فِي الْبَيْت من أَعْلَاهُ إِلَى أَسْفَله من مؤخره.

وَقيل: الكِفاء: الشُقَّة الَّتِي تكون فِي مؤخَّر الخِباء.

وَقيل: هُوَ كِساء يُلقى على الخِباء كالإزار حَتَّى يبلغ الأَرْض.

وَقد أكفأ الْبَيْت.

وَرجل مُكْفأ الْوَجْه: متغيرّه وساهِمُه.

كف

أ1 كَفَأَ He turned a thing over; as a man turns over a cake of bread in his band until it becomes even. ↓ يَتَكَفَّأُ occurs in a trad. respecting the Day of Resurrection, accord. to one relation, for يَكْفَأُ, in this sense: it is said that the earth will be like a single cake of bread, which God will turn over in his hand, as a man in a journey turns over a cake of bread. (TA.) كَفَأَ, (Ks, S, K,) inf. n. كَفٌءٌ and كَفَآءَةٌ; (TA;) and ↓ اكفأ, (IAar, S, K,) and ↓ اكتفأ; (S, K;) but the first word is said to be the most chaste; He inverted, or turned upside-down, (S, K,) a vessel &c. (S, TA.) [You say] كُفِئَتْ جَفْنَتُهُ [His bowl was turned upside-down; meaning] (tropical:) He was slain: a phrase similar to هُرِيقَ رِفْدُهُ. (A in art. رفد.) b2: كَفَأَ (TA) and ↓ اكفأ, (Ks, and rejected by As, (TA,) He inclined, or made to turn aside or incline, (S, K,) a bow, in shooting with it, and a vessel, (Ks, S,) &c. (TA.) and كَفَأَ (TA) and ↓ اكفأ, (K,) and ↓ انكفأ (TA) He, or it, inclined: intrans. (K, TA.) b3: كَفَأَهُ عَنْ شَىْ, (S, * K, * TA,) inf. n. كَفْءٌ, (S, TA,) He turned him away, or back from a thing; (S, K, TA;) as from a thing that he desired to do, to another thing. (S, TA.) and كَفَأَ عَنْ شَىْءٍ He turned away, or back, from a thing: intrans. (TA.) [See also 4 and 7.] كَفَأَ القَوُمُ The people turned away, or back. (K.) [See also 7.] b4: كَفَأَ He drove away a man, (K,) or camels. (L.) b5: كَفَأَ الإِبِلَ He made an assault upon the camels, and took them away. (TA.) b6: كَفَأَ He followed, or pursued, another. (K.) b7: كَفَأَ الغَنَمُ فِى الشِّعْبِ The sheep entered the ravine. (K.) b8: كَفَأَ لَوْنُهُ, and لونه ↓ اكفأ, and لونه ↓ تكفّأ, (TA,) and لوزه ↓ انكفأ, (K,) (as also انكفت لونه, TA,) (tropical:) His, or its, colour changed. (K.) 3 كافأهُ عَلَى شَىْءِ, inf. n. مُكَافَأَةُ and كِفَأءٌ, He requited, compensated, or recompensed, him for a thing. (S, K.) b2: مَا لِى بِهِ قِبَلٌ وَلَا كِفَآءٌ I have not power to requite him. (S.) b3: كافأه, (K,) inf. n. مُكَافَأَةٌ and كِفَآءٌ, (TA,) He was like him; was equal to him; equalled him. (K.) A2: كافأه He watched him; observed him. (K.) A3: كافأ, (K,) inf. n. مُكَافَأَةٌ, (TA,) He repelled; turned, or put away; kept away, or off; withstood, or resisted. (K, TA.) b2: كافأ بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ He thrust this horseman, and then that, with his spear. (K, TA.) b3: كافأ بين البَعِيرَيْنِ He stabbed this camel, and then that. (Z.) A4: لَا مُكَافَأَةَ عِنْدِى فِى كَذَا There is no concealment with me in respect of such a thing; as also لا مُحَاجَاةَ. (TA in art. حجو.) 4 أَكْفَاَ See 1, in four places. b2: اكفأ فِى سَيْرِهِ عَنِ القَصْدِ, (TA,) or كَفَأَ, (K,) He deviated, or turned aside, in his journey, from the object he had in view. (K, * TA.) A2: اكفأ الإِبِلَ كَفْأَتَيْنِ He divided the camels into two equal numbers, setting apart the one half for breeding during one year, and the other half for breeding during the next. It was esteemed the best plan, by the Arabs, to leave a she-camel for one year after her breeding, without suffering the stallion to cover her; in like manner as land is left fallow for a year. (S, TA.) b2: The same is also said of sheep &c. (TA.) A3: اكفأه إِبِلَهُ وَغَنَمَهُ (S, * K, * TA) He assigned to him the profits, (K,) or the profits for a year, (S,) of his camels and his sheep or goats; (K, TA;) i.e., their hair and wool, milk, and young ones. (S, TA.) A4: اكفأت الإِبِلُ Many of the camels had young ones in their wombs. (K.) A5: اكفأ البَيْتَ, (K,) inf. n. إِكْفَآءٌ, (S,) He made for the tent a كِفَآء. (S, K, TA.) A6: اكفأ, (K,) inf. n. إِكْفَاءٌ, (TA,) in poetry, accord. to a commentary on the Káfee, He used as the رَوِىّ two letters having their places of utterance near to each other; as ط with د: [such is the signification of the verb accord. to general usage in the present day:] or, accord. to the Ahkám el-Asás, he changed the روىّ from ر to ل, or ل to م: or he made a similar change of one letter to another having its place of utterance near to that of the former: or it has another signification, given below, accord. to the same authority: (TA:) or he used different letters in the rhymes; (S, K;) whether letters having their places of utterance near to each other, or the contrary; (TA;) or in some م and in some ن and in some د, and in some ط, and in some ح, and in some خ, &c.; as says Az; and this is the meaning known to the Arabs: (S:) or he used different vowels in the روىّ: (Fr, S:) or i. q. أَقْوَى: (S, K:) or, accord. to the Ahkám el-Asás, it signifies either as explained above on that authority, (TA,) or he used different final inflections in the rhymes: (K:) or he changed the final vowel in the rhyme; ending one verse with ضَمَّة, and another with كَسْرَة, [which are the two vowels that resemble each other]: (TA:) [see a verse cited in the first paragraph of art. غيب:] or he impaired the end of a verse in any way. (K.) Eloquent Arabs explained the meaning of the verb in this last manner to Akh, without defining any particular kind of impairment: but one made it to consist in the use of different letters. (TA.) 5 تكفّأ It (a vessel &c.) was inverted, or turned upside-down. (TA.) See also 1, in two places. b2: تكفّأ (as also تكّفى, inf. n. تَكَفٍّ; but the original word is that with hemzeh;) He inclined forwards, in walking, as a ship inclines in her course. Mohammad is said to have walked in this manner, which is indicative of strength. (TA.) [And so] تكفّأت She (a woman) moved her body from side to side, in walking, as the tall palm-tree moves from side to side. (S.) [And] She (a ship) inclined forwards in her course. (TA.) [See an ex., voce أَعْرَبَ, in this sense; or, as implied in the S, in the sense immediately preceding.]6 تَكَافَآ They two were like, or equal, each to the other. (S, K.) b2: تَتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ Their blood (i. e., the blood of the Muslims,) shall be equally retaliated, or expiated: (A 'Obeyd, S:) i. e., the noble shall have no advantage over the ignoble in the retaliation or expiation of blood. (A 'Obeyd.) 7 انكفأ He turned, or was turned, away, or back, from a thing that he desired to do; (S;) [see also 1;] he returned, or went back, or reverted. (S, K.) b2: Also, (TA,) or ↓ كَفَأَ, (K,) It (a party) became routed, defeated, or put to flight. (K, TA.) b3: See 1, in two places.8 إِكْتَفَاَ See 1. b2: اكتفأ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالَهُمْ [He carried off their families and their goods.] (TA, from a trad.; mentioned next after the explanation of كَفَأَ الإِبِلَ.) 10 استكفأه إِبِلَهُ He asked him for a year's produce of his camels; i.e., their young ones in the womb in one year; (S, TA;) or their hair and wool, milk, and young ones, of one year. (TA.) b2: استكفأه نَخْلَةً He asked him for a year's produce of a palm-tree. (TA.) كَفْءٌ and كُفْءٌ and كِفْءٌ and كُفُؤٌ see كِفَاءٌ, and for كِفْءٌ see also كَفِىْءٌ.

كَفْأَةٌ and ↓ كُفْأَةٌ (S, K) The young ones in the wombs of camels, in one year: or those after the dams have not conceived for one year or more: (K:) or a year's produce of camels [&c.]; i. e., their hair and wool, and their milk, as well as their young ones. (Az, S, K.) Yousay أَعْطِنِى كفأةَ نَاقَتِكَ Give me the year's produce, &c., of thy she-camel. (S.) b2: b3: And, both words (tropical:) A year's produce of a palm-tree. (K.) b4: (tropical:) A year's produce of a piece of land. (K.) See also 4.

كُفْأَةٌ: see كَفْأَةٌ.

كَفَآءٌ (K) and ↓ كَفَأءَةٌ (S, K) Likeness; equality. (S, K.) b2: كَفَأءٌ A slight inclination, to one side, of a camel's hump, and the like. This is the slightest of faults in a camel; for when the camel grows fat, his hump becomes erect. (TA.) كَفَآءٌ, originally an inf. n. [of 3], and ↓ كُفْءٌ and كُفُوْءٌ [&c., as in the following examples,] Like; equal; a match. (S.) b2: هٰذَا كِفَاؤُهُ, and ↓ كَفِيْئَتُهُ, and ↓ كَفِيؤُهُ, and ↓ كُفْؤُهُ, and ↓ كَفْؤُهُ, and ↓ كِفْؤُهُ, (in the CK, كَفُؤُهُ,) and ↓ كُفُوْؤُهُ, (in the CK, كُفُؤُهُ,) This is like, or equal to, him or it: (K:) And لَا كِفَآءَ لَهُ There is no one, or nothing, like, or equal, to him, or it. (S.) b3: Zj says, that the words of the Kur-án, وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤًا أَحَدٌ (cxii. 4,) may be read in four different ways: ↓ كُفُؤًا and ↓ كُفْئًا and ↓ كِفْئًا (in which three ways the word has been read) and كِفَاءً (in which last way it has not been read.) Ibn-Ketheer and AA and Ibn-'Ámir and Ks read كُفُؤًا: Hamzeh read كُفْئًا; and, in a case of pause, كُفَا, without hemzeh. (TA,) b4: Pl. (of كُفْءٌ and كِفْءٌ, and كُفُؤٌ, and perhaps of كَفْءٌ also, MF,) أَكْفَآءٌ and (of all the above forms excepting كِفَآءٌ, MF,) كِفَآءٌ. (K.) b5: كِفَآءٌ As much as is equal to another thing. (L.) b6: الحَمْدُ لِلّهِ كِفَآءَ الوَاجِبِ Praise be to God, as much as is incumbent. (K.) A2: كِفَآءٌ A curtain (سُتْرَة) extending from the top to the bottom of a tent, at the hinder part: or an oblong piece of staff at the hinder part of the kind of tent called خِبَاء: or a كِسَآء that is thrown upon a خباء, so as to reach the ground: (K:) or an oblong piece of stuff, or two such pieces well sewed together, attached by the kind of wooden pin called خِلَال to the hinder part of a خباء: (S:) or the hinder part of a tent: pl. أَكْفِئَةٌ. (TA.) See مِظَلَّةٌ in art. ظل.

كَفِىْءُ اللَّوْنِ, and اللون ↓ مَكْفُوْءُ, (K,) and اللون ↓ مَكْتَفِئُ, (TA,) (tropical:) Changed in colour: (K:) said of the countenance and of other things: as also مُكْتَفِتُ اللون. (TA.) b2: Also, مُكْفَأُ الوَجْهِ Changed in countenance. (TA.) A2: See كِفَآءٌ.

A3: كَفِىْءٌ and ↓ كِفْءٌ (as in the CK and a MS. copy of the K) or كِفِىْءٌ (as in the TA) The bottom, or interior, or inside, (بَطْن,) of a valley. (K.) كُفُوْءٌ: see كِفَآءٌ.

كَفَآءَةٌ: see كَفَآءٌ. b2: In marriage, Equality of the husband and wife in rank, religion, lineage house, &c. (L,) أَكْفَأُ, fem. كَفْأَى, A camel whose hump inclines slightly to one side. (TA.) b2: A camel's hump inclining to one side. (ISh.) مُكْفِئُ الظَّعْنِ The last of the days called أَيَّامُ العَجُوزِ. (TA.) [See عجوز.]

مَكْفُوْءُ اللّون: see كَفِىْءٌ.

مُكَافِئٌ Being like, or equal to: equalling. (S.) b2: Also, in the following words of a trad., كَانَ لَا يَقْبَلُ الثَّنَآءَ إِلَّا مِن مُّكَافِئِ, said to signify One of known sincerity in professing himself a Muslim: (IAmb:) or one not transgressing his proper bounds, nor falling short with respect to that [religion] to which God hath exalted him-(Az.) b3: شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ, (S, K,) and مُكَافَأَتَانِ. (K,) as the relaters of trads. say, (S,) in a trad. respecting the عَقِيقَة for a male child, (S, TA,) Two sheep, or goats, of equal age. (S, K.) Some assign to these words meanings slightly differing from the above; as, similar, one to another: also, slaughtered, one immediately after the other: (TA:) or slaughtered, one opposite to the other. (S.) مُكْتَفِئُ اللّون: see كَفِىْءٌ.
[كفأ] نه: فيه: المسلمون "تتكافأ" دماؤهم، أي تتساوى في القصاص والديات، والكفء: النظير والمساوي. ط: وهو نفى للجاهلية من قتل عدة بدل دم الشريف. ج: أي لا فضل لشريف على وضيع ولا كبير على صغير ولا ذكر على أنثى. نه: ومنه: كان لا يقبل الثناء إلا من "مكافي"، القتيبي: أي إذا أنعم على رجل فكافأه بالثناء عليه قبل ثناءه، فإذا أثنى قبل أن ينعم عليه لم يقبلها، وغلطه ابن الأنباري إذ كان"فأكفأ" منه على يديه، أي أكبه وأماله، ثم أدخل يده في الإناء ثم استخرجها أي يده من الغناء مع الماء، وفيه أن الماء في المرة الثانية بقي على طهارته، إلا أن يقال: إنه جعل اليد آلة، وقال الغزالي: كنت وددت أن مذهب الشافعي كمذهب مالك إذ الحاجة ماسة ومثار الشبهة اشتراط القلتين، ولم ينقل إلى آخر عصر الصحابة واقعة في الطهارة وحفظ الأواني عن النجاسات، ويتعاطاها الصبيان والنسوان، وتوضأ عمر من جرة النصراني، كالتصريح في أن المعول عدم تغير الماء، وكان استغراقهم في تطهير القلب وتساهلهم في أمر الظاهر. وح: فإن لم تجدوا ما "تكافئوه"، بحذف نون تخفيفًا أو سهوًا من الكاتب. وح: "أكفئوا" الآنية، أي اقلبوها حتى لا يدب عليها ما ينجسها. وح: إن أول ما "يكفأ"- يعني الإسلام، كما "يكفأ" الإناء- يعني الخمر، خبر إن محذوف وهو الخمر، أي أول ما يكفأ في الإسلام إكفاء ما في الإناء الخمر، من كفأته- إذا قلبته لينصب عنه ما فيه من الماء، يعني أول ما يشرب من المحرمات ويجترأ على شربه في الإسلام كشرب الماء هو الخمر، قيل: وكيف يشرب وقد بين تحريمها؟ قال: يسمونها بغير اسمها كالنبيذ والمثلث. مف: يعني يتخذون من العسل وغيره ويعتقدون حله ويقولون: ليس بخمر، لأنها ما يتخذ من العنب، قوله: يعني الإسلام- يريد في الإسلام وسقط عنه "في". ن: "انكفأت" بهم السفينة، انقلبت. ك: وأصله الهمزة. ومنه: من حيث أتتها الريح "كفأتها"، أي قلبتها أي المؤمن إذا جاء أمر الله انطاع له، وإن جاءه مكروه رجا فيه الخير، فإذا سكن البلاء عنه اعتدل قائمًا، والكافر يسهل أموره عليه في عافية ليسعر عليه معاده، فإذا أراد إهلاكه قصمه مرة ويكون موته أشد عذابًا عليه. ش: "تكفيها" الريح، بفتح تاء وسكون كاف، وكذا: المؤمن "يكفأ"، بضم ياء وسكون كاف. ج: ليس الواصل "بالمكافي"، هو من كافيته على صنيعه: جازيته.

كفأ: كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَاءً: جازاه. تقول: ما لي بهِ

قِبَلٌ ولا كِفاءٌ أَي ما لي به طاقةٌ على أَن أُكافِئَه. وقول حَسَّانَ بن

ثابت:

وَرُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ

أَي جبريلُ، عليه السلام، ليس له نَظِير ولا مَثيل.

وفي الحديث: فَنَظَر اليهم فقال: مَن يُكافِئُ هؤُلاء. وفي حديث

الأَحنف: لا أُقاوِمُ مَن لا كِفَاء له، يعني الشيطانَ. ويروى: لا

أُقاوِلُ.والكَفِيءُ: النَّظِيرُ، وكذلك الكُفْءُ والكُفُوءُ، على فُعْلٍ

وفُعُولٍ. والمصدر الكَفَاءةُ، بالفتح والمدّ.

وتقول: لا كِفَاء له، بالكسر، وهو في الأَصل مصدر، أَي لا نظير له.

والكُفْءُ: النظير والمُساوِي. ومنه الكفَاءةُ في النِّكاح، وهو أَن

يكون الزوج مُساوِياً للمرأَة في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغير ذلك.

وتَكافَأَ الشَّيْئانِ: تَماثَلا.

وَكافَأَه مُكافَأَةً وكِفَاءً: ماثَلَه. ومن كلامهم: الحمدُ للّه كِفاءَ

الواجب أَي قَدْرَ ما يكون مُكافِئاً له. والاسم: الكَفاءة والكَفَاءُ. قال:

فَأَنْكَحَها، لا في كَفَاءٍ ولا غِنىً، * زِيادٌ، أَضَلَّ اللّهُ سَعْيَ زِيادِ

وهذا كِفَاءُ هذا وكِفْأَتُه وكَفِيئُه وكُفْؤُه وكُفُؤُه وكَفْؤُه، بالفتح عن كراع، أَي مثله، يكون هذا في كل شيء. قال أَبو زيد: سمعت امرأَة من عُقَيْل وزَوجَها يَقْرآن: لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ولم يكن له كُفىً

أَحَدٌ، فأَلقى الهمزة وحَوَّل حركتها على الفاء. وقال الزجاج: في قوله تعالى: ولم يَكُنْ له كُفُؤاً أَحَدٌ؛ أَربعةُ أَوجه القراءة، منها ثلاثة: كُفُؤاً، بضم الكاف والفاء، وكُفْأً، بضم الكاف وإِسكان الفاء، وكِفْأً، بكسر الكاف وسكون الفاء، وقد قُرئ بها، وكِفاءً، بكسر الكاف والمدّ، ولم يُقْرَأْ بها. ومعناه: لم يكن أَحَدٌ مِثْلاً للّه، تعالى ذِكْرُه. ويقال: فلان كَفِيءُ فلان وكُفُؤُ فلان.

وقد قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو وابن عامر والكسائي وعاصم كُفُؤاً، مثقلاً مهموزاً. وقرأَ حمزة كُفْأً، بسكون الفاء مهموزاً، وإِذا وقف قرأَ كُفَا، بغير همز. واختلف عن نافع فروي عنه: كُفُؤاً، مثل أَبي عَمْرو، وروي: كُفْأً، مثل حمزة.

والتَّكافُؤُ: الاسْتِواء.

وفي حديث النبي، صلى اللّه عليه وسلم: الـمُسْلِمُونَ تَتَكافَأُ

دِماؤُهم. قال أَبو عبيد: يريد تَتساوَى في الدِّياتِ والقِصاصِ، فليس لشَرِيف على وَضِيعٍ فَضْلٌ في ذلك.

وفلان كُفْءُ فلانةَ إِذا كان يَصْلُح لها بَعْلاً، والجمع من كل ذلك:

أَكْفَاء.

قال ابن سيده: ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعُولٍ.

وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك، أَعني أَن يكون أَكْفَاء جمعَ كَفْءٍ، المفتوحِ

الأَول أَيضاً.

وشاتان مُكافَأَتانِ: مُشْتَبِهتانِ، عن ابن الأَعرابي. وفي حديث

العَقِيقةِ عن الغلام: شاتانِ مُكافِئَتانِ أَي مُتَساوِيَتانِ في السِّنِّ أَي

لا يُعَقُّ عنه إِلاّ بمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً، كما يُجْزِئُ في الضَّحايا. وقيل: مُكافِئَتانِ أَي مُسْتوِيتانِ أَو مُتقارِبتانِ.

واختار الخَطَّابِيُّ الأَوَّلَ، قال: واللفظة مُكافِئَتانِ، بكسر الفاء، يقال: كافَأَه يُكافِئهُ فهو مُكافِئهُ أَي مُساوِيه.

قال: والمحدِّثون يقولون مُكافَأَتَانِ، بالفتح. قال: وأَرى الفتح أَولى

لإِنه يريد شاتين قد سُوِّيَ بينهما أَي مُساوًى بينهما. قال: وأَما

بالكسر فمعناه أَنهما مُساوِيتَان، فيُحتاجُ أَن يذكر أَيَّ شيء ساوَيَا،

وإِنما لو قال مُتكافِئتان كان الكسر أَولى.

وقال الزمخشري: لا فَرْق بين المكافِئَتيْنِ والمُكافَأَتَيْنِ، لأَن كل

واحدة إِذا كافَأَتْ أُختَها فقد كُوفِئَتْ، فهي مُكافِئة ومُكافَأَة، أَو يكون معناه: مُعَادَلَتانِ، لِما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من

الأَسنان. قال: ويحتمل مع الفتح أَن يراد مَذْبُوحَتان، من كافَأَ الرجلُ بين البعيرين إِذا نحر هذا ثم هذا مَعاً من غير تَفْريق؛ كأَنه يريد شاتين يَذْبحهما في وقت واحد. وقيل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلة الأُخرى، وكلُّ شيءٍ ساوَى شيئاً، حتى يكون مثله، فهو مُكافِئٌ له. والمكافَأَةُ بين الناس من هذا.

يقال: كافَأْتُ الرجلَ أَي فَعَلْتُ به مثلَ ما فَعَلَ بي. ومنه الكُفْءُ من الرِّجال للمرأَة، تقول: إِنه مثلها في حَسَبها.

وأَما قوله، صلى اللّه عليه وسلم: لا تَسْأَلِ المرأَةُ طَلاقَ أُختها

لتَكْتَفِئَ ما في صَحْفَتها فإِنما لها ما كُتِبَ لها. فإِن معنى قوله

لِتَكْتَفِئَ: تَفتَعِلُ، من كَفَأْتُ القِدْرَ وغيرها إِذا كَبَبْتها لتُفْرِغَ ما فيها؛ والصَّحْفةُ: القَصْعةُ. وهذا مثل لإِمالةِ الضَّرَّةِ حَقَّ صاحِبَتها من زوجها إِلى نَفْسِها إِذا سأَلت طلاقَها ليَصِير حَقُّ الأُخرى كلُّه من زوجِها لها. ويقال: كافَأَ الرجلُ بين فارسين برُمْحِه إِذا والَى بينهما فَطَعنَ هذا ثم هذا. قال الكميت:

نَحْر الـمُكافِئِ، والـمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ

والـمَكْثُورُ: الذي غَلَبه الأََقْرانُ بكثرتهم. يهْتَبلُ: يَحْتالُ للخلاص. ويقال: بَنَى فلان ظُلَّةً يُكافِئُ بها عينَ الشمسِ ليَتَّقيَ حَرَّها.

قال أَبو ذرّ، رضي اللّه عنه، في حديثه: ولنا عَباءَتانِ نُكافِئُ بهما عَنَّا عَيْنَ الشمسِ أَي نُقابِلُ بهما الشمسَ ونُدافِعُ، من

الـمُكافَأَة: الـمُقاوَمة، وإِنِّي لأَخْشَى فَضْلَ الحِساب.

وكَفَأَ الشيءَ والإِنَاءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فَتَكَفَّأَ، وهو مَكْفُوءٌ، واكْتَفَأَه مثل كَفَأَه: قَلَبَه. قال بشر بن أَبي خازم:

وكأَنَّ ظُعْنَهُم، غَداةَ تَحَمَّلُوا، * سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَلِيجٍ مُغْرَبِ

وهذا البيت بعينه استشهد به الجوهري على تَكَفَّأَتِ المرأَةُ في

مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومادَتْ، كما تَتَكَفَّأُ النخلة العَيْدانَةُ.

الكسائي: كَفَأْتُ الإِناءَ إِذا كَبَبْتَه، وأَكْفَأَ الشيءَ: أَمَاله، لُغَيّة، وأَباها الأَصمعي.

ومُكْفِئُ الظُّعْنِ: آخِرُ أَيام العَجُوزِ.

والكَفَأُ: أَيْسَرُ المَيَلِ في السَّنام ونحوه؛ جملٌ أَكْفَأُ وناقة كَفْآءُ. ابن شميل: سَنامٌ أَكْفَأُ وهو الذي مالَ على أَحَدِ جَنْبَي البَعِير، وناقة كَفْآءُ وجَمَل أَكْفَأُ، وهو من أَهْوَنِ عُيوب البعير، لأَنه إِذا سَمِنَ اسْتَقامَ سَنامُه. وكَفَأْتُ الإِناءَ: كَبَبْته. وأَكْفَأَ الشيءَ: أَمالَه، ولهذا قيل: أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذا أَملْتَ رأْسَها ولم تَنْصِبْها نَصْباً حتى تَرْمِيَ عنها. غيره: وأَكْفَأَ القَوْسَ : أَمَالَ رأْسَها ولم يَنْصِبْها نَصْباً حين يَرْمِي عليها(1)

(1 قوله «حين يرمي عليها» هذه عبارة المحكم وعبارة الصحاح حين يرمي عنها.). قال ذو الرمة:

قَطَعْتُ بها أَرْضاً، تَرَى وَجْهَ رَكْبِها، * إِذا ما عَلَوْها، مُكْفَأً، غيرَ ساجِعِ

أَي مُمالاً غيرَ مُستَقِيمٍ. والساجِعُ: القاصِدُ الـمُسْتَوِي الـمُسْتَقِيمُ. والـمُكْفَأُ: الجائر، يعني جائراً غير قاصِدٍ؛ ومنه السَّجْعُ في القول.

وفي حديث الهِرّة: أَنه كان يُكْفِئُ لها الإِناءَ أَي يُمِيلُه لتَشْرَب منه بسُهولة.

وفي حديث الفَرَعَة: خيرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لحمه بوَبَرِه،

وتُكْفِئُ إِناءَك، وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَكُبُّ إِناءَكَ لأَنه لا يَبْقَى لك لَبن تحْلُبه فيه. وتُولِهُ ناقَتَكَ أَي تَجْعَلُها والِهَةً بِذبْحِك ولَدَها.

وفي حديث الصراط: آخِرُ مَن يَمرُّ رجلٌ يَتَكَفَّأُ به الصراطُ، أَي

يَتَميَّل ويَتَقَلَّبُ.

وفي حديث دُعاء الطّعام: غيرَ مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً

عنه رَبَّنا، أَي غير مردود ولا مقلوب، والضمير راجع إِلى الطعام. وفي رواية غيرَ مَكْفِيٍّ، من الكفاية، فيكون من المعتلِّ. يعني: أنَّ اللّه تعالى هو الـمُطْعِم والكافي، وهو غير مُطْعَم ولا مَكْفِيٍّ، فيكون الضمير راجعاً إِلى اللّه عز وجل. وقوله: ولا مُوَدَّعٍ أَي غيرَ متروك الطلب إِليه والرَّغْبةِ فيما عنده. وأَما قوله: رَبَّنا، فيكون على الأَول منصوباً على النداء المضاف بحذف حرف النداء، وعلى الثاني مرفوعاً على الابتداءِ المؤَخَّر أَي ربُّنا غيرُ مَكْفِيٍّ ولا مُوَدَّعٍ، ويجوز أَن يكون الكلام راجعاً إِلى الحمد كأَنه قال: حمداً كثيراً مباركاً فيه غير مكفيٍّ ولا مُودَّعٍ ولا مُسْتَغْنىً عنه أَي عن الحمد.

وفي حديث الضحية: ثم انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذبحهما،

أَي مالَ ورجع.

وفي الحديث: فأَضَعُ السيفَ في بطنِه ثم أَنْكَفِئُ عليه. وفي حديث

القيامة: وتكون الأَرضُ خُبْزةً واحدة يَكْفَؤُها الجَبَّار بيده كما يَكْفَأُ أَحدُكم خُبْزَته في السَّفَر. وفي رواية: يَتَكَفَّؤُها، يريد الخُبْزة التي يَصْنَعُها الـمُسافِر ويَضَعُها في الـمَلَّة، فإِنها لا تُبْسَط كالرُّقاقة، وإِنما تُقَلَّب على الأَيدي حتى تَسْتَوِيَ.

وفي حديث صفة النبي، صلى اللّه عليه وسلم: أَنه كان إِذا مشَى تَكَفَّى تَكَفِّياً. التَّكَفِّي: التَّمايُلُ إِلى قُدَّام

كما تَتَكَفَّأُ السَّفِينةُ في جَرْيها. قال ابن الأَثير: روي مهموزاً وغير مهموز. قال: والأَصل الهمز لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح تَفَعُّلٌ كَتَقَدَّمَ تَقَدُّماً، وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً، والهمزة حرف صحيح، فأَما إِذا اعتل انكسرت عين المستقبل منه نحو تَحَفَّى تَحَفِّياً، وتَسَمَّى تَسَمِّياً، فإِذا خُفِّفت الهمزةُ التحقت بالمعتل وصار تَكَفِّياً بالكسر. وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَه، وهذا كما جاءَ أَيضاً أَنه كان إِذا مَشَى كأَنَّه يَنْحَطُّ في صَبَبٍ. وكذلك قوله: إِذا مَشَى تَقَلَّع، وبعضُه مُوافِقٌ بعضاً ومفسره. وقال ثعلب في تفسير قوله: كأَنما يَنْحَطُّ في صَبَبٍ: أَراد أَنه قَوِيُّ البَدَن، فإِذا مَشَى فكأَنما يَمْشِي على صُدُور قَدَمَيْه من القوَّة، وأَنشد:

الواطِئِينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ، * يَمْشُونَ في الدَّفَئِيِّ والأَبْرادِ

والتَّكَفِّي في الأَصل مهموز فتُرِك همزه، ولذلك جُعِل المصدر

تَكَفِّياً. وأَكْفَأَ في سَيره: جارَ عن القَصْدِ. وأَكْفَأَ في الشعر: خالَف

بين ضُروبِ إِعْرابِ قَوافِيه، وقيل: هي الـمُخالَفةُ بين هِجاءِ

قَوافِيهِ، إِذا تَقارَبَتْ مَخارِجُ الحُروفِ أَو تَباعَدَتْ. وقال بعضهم:

الإِكْفَاءُ في الشعر هو الـمُعاقَبَةُ بين الراء واللام، والنون والميم. قال الأَخفش: زعم الخليل أَنَّ الإِكْفَاءَ هو الإِقْواءُ، وسمعته من غيره من أَهل العلم.

قال: وسَأَلتُ العَربَ الفُصَحاءَ عن الإِكْفَاءِ، فإِذا هم يجعلونه الفَسادَ في آخِر البيت والاخْتِلافَ من غير أَن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً، إِلاَّ أَني رأَيت بعضهم يجعله اختلاف الحُروف، فأَنشدته:

كأَنَّ فا قارُورةٍ لم تُعْفَصِ،

منها، حِجاجا مُقْلةٍ لم تُلْخَصِ،

كأَنَّ صِيرانَ الـمَها الـمُنَقِّزِ

فقال: هذا هو الإِكْفَاءُ. قال: وأَنشد آخَرُ قوافِيَ على حروف مختلفة، فعابَه، ولا أَعلمه إِلاَّ قال له: قد أَكْفَأْتَ. وحكى الجوهريّ عن الفرَّاءِ: أَكْفَأَ الشاعر إِذا خالَف بين حَركات الرَّوِيّ، وهو مثل الإِقْواءِ. قال ابن جني: إِذا كان الإِكْفَاءُ في الشِّعْر مَحْمُولاً على الإِكْفاءِ في غيره، وكان وَضْعُ الإِكْفَاءِ إِنما هو للخلافِ ووقُوعِ الشيءِ على غير وجهه، لم يُنْكَر أَن يسموا به الإِقْواءَ في اخْتلاف حُروف الرَّوِيِّ جميعاً، لأَنَّ كلَّ واحد منهما واقِعٌ على غير اسْتِواءٍ. قال الأَخفش: إِلا أَنِّي رأَيتهم، إِذا قَرُبت مَخارِجُ الحُروف، أَو كانت من مَخْرَج واحد، ثم اشْتَدَّ تَشابُهُها، لم تَفْطُنْ لها عامَّتُهم، يعني عامَّةَ العرب. وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بري على الجوهريّ قوله: الإِكْفَاءُ في الشعر أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فيُجْعَلَ بعضُها ميماً وبعضها

طاءً، فقال: صواب هذا أَن يقول وبعضها نوناً لأَن الإِكْفَاءَ إِنما يكون في الحروف الـمُتقارِبة في المخرج، وأَما الطاء فليست من مخرج الميم. والـمُكْفَأُ في كلام العرب هو الـمَقْلُوب، وإِلى هذا يذهبون. قال الشاعر:

ولَمَّا أَصابَتْنِي، مِنَ الدَّهْرِ، نَزْلةٌ، * شُغِلْتُ، وأَلْهَى الناسَ عَنِّي شُؤُونُها

إِذا الفارِغَ الـمَكْفِيَّ مِنهم دَعَوْتُه، * أَبَرَّ، وكانَتْ دَعْوةً يَسْتَدِيمُها

فَجَمَعَ الميم مع النون لشبهها بها لأَنهما يخرجان من الخَياشِيم. قال وأَخبرني من أَثق به من أَهل العلم أَن ابنة أَبِي مُسافِعٍ قالت تَرْثِي أَباها، وقُتِلَ،

وهو يَحْمِي جِيفةَ أَبي جَهْل بن هِشام:

وما لَيْثُ غَرِيفٍ، ذُو * أَظافِيرَ، وإِقْدامْ

كَحِبِّي، إِذْ تَلاَقَوْا، و * وُجُوهُ القَوْمِ أَقْرانْ

وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجلا * ءَ، مِنْها مُزْبِدٌ آنْ

وبالكَفِّ حُسامٌ صا * رِمٌ، أَبْيَضُ، خَدّامْ

وقَدْ تَرْحَلُ بالرَّكْبِ، * فما تُخْنِي بِصُحْبانْ

قال: جمعوا بين الميم والنون لقُرْبهما، وهو كثير. قال: وقد سمعت من العرب مثلَ هذا ما لا أُحْصِي.

قال الأَخفش: وبالجملة فإِنَّ الإِكْفاءَ الـمُخالَفةُ. وقال في قوله:

مُكْفَأً غير ساجِعِ: الـمُكْفَأُ ههنا: الذي ليس بِمُوافِقٍ. وفي حديث

النابغة أَنه كان يُكْفِئُ في شِعْرِه: هو أَن يُخالَفَ بين حركات الرَّويّ رَفْعاً ونَصباً وجرّاً. قال: وهو كالإِقْواء، وقيل: هو أَن يُخالَف بين قَوافِيه، فلا يلزم حرفاً واحداً.

وكَفَأَ القومُ: انْصَرَفُوا عن الشيءِ. وكَفَأَهُم عنه كَفْأً: صَرَفَهم. وقيل: كَفَأْتُهُم كَفْأً إِذا أَرادوا وجهاً فَصَرَفْتَهم عنه إِلى غيره، فانْكَفَؤُوا أَي رَجَعُوا.

ويقال: كان الناسُ مُجْتَمِعِينَ فانْكَفَؤُوا وانْكَفَتُوا، إِذا

انهزموا. وانْكَفَأَ القومُ: انْهَزَمُوا.

(يتبع...)

(تابع... 1): كفأ: كافَأَهُ على الشيء مُكافأَةً وكِفَاءً: جازاه. تقول: ما لي بهِ... ...

وكَفَأَ الإِبلَ: طَرَدَها. واكْتَفَأَها: أَغارَ عليها، فذهب بها.

وفي حديث السُّلَيْكِ بن السُّلَكةِ: أَصابَ أَهْلِيهم وأَموالَهم، فاكْتَفَأَها.

والكَفْأَةُ والكُفْأَةُ في النَّخل: حَمْل سَنَتِها، وهو في الأَرض زِراعةُ سنةٍ. قال:

غُلْبٌ، مَجالِيحُ، عنْدَ الـمَحْلِ كُفْأَتُها، * أَشْطانُها، في عِذابِ البَحْرِ، تَسْتَبِقُ (1)

(1 قوله «عذاب» هو في غير نسخة من المحكم بالذال المعجمة مضبوطاً كما ترى وهو في التهذيب بالدال المهملة مع فتح العين.)

أَراد به النخيلَ، وأَرادَ بأَشْطانِها عُرُوقَها؛ والبحرُ ههنا: الماءُ

الكَثِير، لأَن النخيل لا تشرب في البحر.

أَبو زيد يقال: اسْتَكْفَأْتُ فلاناً نخلةً إِذا سأَلته ثمرها سنةً، فجعل

للنخل كَفْأَةً، وهو ثَمَرُ سَنَتِها، شُبِّهت بكَفْأَةِ الإِبل.

واسْتَكْفَأْتُ فلاناً إِبِلَه أَي سأَلتُه نِتاجَ إِبِلِه سَنةً، فَأَكْفَأَنِيها أَي أَعْطاني لَبَنها ووبرَها وأَولادَها منه. والاسم: الكَفْأَة والكُفْأَة، تضم وتفتح. تقول: أَعْطِني كَفْأَةَ ناقَتِك وكُفْأَةَ ناقَتِك.

غيره: كَفْأَةُ الإِبل وكُفْأَتُها: نِتاجُ عامٍ.

ونَتَجَ الإِبلَ كُفْأَتَيْنِ. وأَكْفأَها إِذا جَعَلَها كَفْأَتين، وهو أَن يَجْعَلَها نصفين يَنْتِجُ كل عام نصفاً، ويَدَعُ نصفاً، كما يَصْنَعُ بالأَرض بالزراعة، فإِذا كان العام الـمُقْبِل أَرْسَلَ الفحْلَ في النصف الذي لم يُرْسِله فيه من العامِ الفارِطِ، لأَنَّ أَجْوَدَ الأَوقاتِ، عند العرب في نِتاجِ الإِبل، أَن تُتْرَكَ الناقةُ بعد نِتاجِها سنة لا يُحْمَل عليها الفَحْل ثم تُضْرَبُ إِذا أَرادت الفحل. وفي الصحاح: لأَنّ أَفضل النِّتاج أن تُحْمَلَ على الإِبل الفُحولةُ عاماً،

وتُتْرَكَ عاماً، كما يُصْنَع بالأَرض في الزّراعة، وأَنشد قول ذي الرمة:

تَرَى كُفْأَتَيْها تُنْفِضَانِ، ولَم يَجِدْ * لَها ثِيلَ سَقْبٍ، في النِّتاجَيْنِ، لامِسُ

وفي الصحاح: كِلا كَفْأَتَيْها، يعني: أَنها نُتِجَتْ كلها إِناثاً، وهو

محمود عندهم. وقال كعب بن زهير:

إِذا ما نَتَجْنا أَرْبَعاً، عامَ كُفْأَةٍ، * بَغاها خَناسِيراً، فأَهْلَكَ أَرْبَعا

الخَناسِيرُ: الهَلاكُ. وقيل: الكَفْأَةُ والكُفْأَةُ: نِتاجُ الإِبل بعد حِيالِ سَنةٍ. وقيل: بعدَ حِيالِ سنةٍ وأَكثرَ. يقال من ذلك: نَتَجَ فلان إِبله كَفْأَةً وكُفْأَةً، وأَكْفَأْتُ في الشاءِ: مِثلُه في الإِبل.

وأَكْفَأَتِ الإِبل: كَثُر نِتاجُها. وأَكْفَأَ إِبلَه وغَنَمَهُ فلاناً: جَعل له أَوبارَها وأصْوافَها وأَشْعارَها وأَلْبانَها وأَوْلادَها.

وقال بعضهم: مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه وكُفْأَتَها: وَهَب له أَلبانَها

وأَولادها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأُمَّهاتِ. ووَهَبْتُ له كَفْأَةَ

ناقتِي وكُفْأَتها، تضم وتفتح، إِذا وهبت له ولدَهَا ولبنَها ووبرها سنة.

واسْتَكْفَأَه، فأَكْفَأَه: سَأَلَه أَن يجعل له ذلك. أَبو زيد: اسْتَكْفَأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأَله أَن يَهَبَها له وولدها ووبرها سنةً. وروي عن الحرث بن أَبي الحَرِث الأَزْدِيِّ من أَهل نَصِيبِينَ: أَن أَباه اشْتَرَى مَعْدِناً بمائةِ شاة مُتْبِع، فأَتَى أُمَّه، فاسْتَأْمَرها، فقالت: إِنك اشتريته بثلثمائة شاة: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائة شاة، وكُفْأَتُها مائة شاة، فَنَدِمَ، فاسْتَقالَ صاحِبَه، فأَبَى أنْ يُقِيلَه، فَقَبَضَ الـمَعْدِنَ، فأَذابَه وأَخرج منه ثَمَنَ ألف شاةٍ، فأَثَى به صاحِبُه إِلى عليّ، كَرُّم اللّه وجهه، فقال: إِنَّ أَبا الحرث أَصابَ رِكازاً؛ فسأَله عليّ، كرّم اللّه وجهه، فأَخبره أَنه اشتراه بمائة شاة مُتْبِع. فقال عليّ: ما أَرَى الخُمُسَ إِلاّ على البائِعِ، فأَخذَ الخُمُس من الغنم؛ أَراد بالـمُتْبِع: التي يَتْبَعُها أَولادُها. وقوله أَثَى به أَي وَشَى به وسَعَى به، يَأْثُوا أَثْواً.

والكُفْأَةُ أَصلها في الإِبل: وهو أَن تُجْعَلَ الإِبل قَطْعَتَيْن يُراوَحُ بينهما في النِّتاجِ، وأَنشد شمر:

قَطَعْتُ إِبْلي كُفْأَتَيْنِ ثِنْتَيْن، * قَسَمْتُها بقِطْعَتَيْنِ نِصْفَيْن

أَنْتِجُ كُفْأَتَيْهِما في عامَيْن، * أَنْتِجُ عاماً ذِي، وهذِي يُعْفَيْن

وأَنْتِجُ الـمُعْفَى مِنَ القَطِيعَيْن، * مِنْ عامِنا الجَائي، وتِيكَ يَبْقَيْن

قال أَبو منصور: لمْ يزد شمر على هذا التفسير. والمعنى: أَنَّ أُمَّ

الرجل جعلَت كُفْأَةَ مائةِ شاةٍ في كل نِتاجٍ مائةً. ولو كانت إِبلاً كان كُفْأَةُ مائةٍ من الإِبلِ خَمْسين، لأَن الغنمَ يُرْسَلُ الفَحْلُ فيها

وقت ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجْمَع، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ

عليها سَنةً، وسنةً لا يُحْمَلُ عليها. وأَرادتْ أُمُّ الرجل تَكْثِيرَ

ما اشْتَرى به ابنُها، وإعلامَه أَنه غُبِنَ فيما ابْتاعَ، فَفَطَّنَتْه أَنه كأَنه اشْتَرَى الـمَعْدِنَ بِثلثمائة شاةٍ، فَنَدِمَ الابنُ واسْتَقالَ بائعَه، فأَبَى، وبارَكَ اللّهُ له في الـمَعْدِن، فَحَسَده البائع على كثرة الرِّبح، وسَعَى به إِلى عَليٍّ، رضي اللّه عنه، ليأْخذ منه الخمس، فَأَلْزَمَ الخُمُسَ البائِعَ، وأَضرَّ السَّاعِي بِنَفْسِه في

سِعايَته بصاحِبِه إليه.

والكِفاءُ، بالكسر والمَدّ: سُتْرةٌ في البيت مِنْ أَعْلاه إِلى أَسْفَلِه من مُؤَخَّرِه. وقيل: الكِفاءُ الشُّقَّة التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ. وقيل: هو شُقَّةٌ أَو شُقَّتان يُنْصَحُ إحداهما بالأُخرى ثم يُحْمَلُ به مُؤَخَّر الخبَاءِ. وقيل: هو كِساءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ كالإِزارِ حتى يَبْلُغَ الأَرضَ. وقد أَكْفَأَ البيتَ إِكْفاءً، وهو مُكْفَأٌ، إِذا عَمِلْتَ له كِفَاءً. وكِفَاءُ البيتِ: مؤَخَّرُه. وفي حديث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شاةً في كِفَاءِ البيت، هو من ذلك، والجمعُ أَكْفِئةٌ، كَحِمارٍ وأَحْمِرةٍ.

ورجُلٌ مُكْفَأُ الوجهِ: مُتَغَيِّرُه ساهِمُه. ورأَيت فلاناً مُكْفَأَ الوَجْهِ إِذا رأَيتَه كاسِفَ اللَّوْنِ ساهِماً. ويقال: رأَيته مُتَكَفِّئَ اللَّوْنِ ومُنْكَفِتَ اللّوْنِ(1)

(1 قوله «متكفّئ اللون ومنكفت اللون» الأول من التفعل والثاني من الأنفعال كما يفيده ضبط غير نسخة من التهذيب.)

أَي مُتَغَيِّرَ اللّوْنِ.

وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: أَنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادة أَي تَغَيّر لونُه عن حاله. ويقال: أَصْبَحَ فلان كَفِيءَ اللّونِ مُتَغَيِّرَه، كأَنه كُفِئَ، فهو مَكْفُوءٌ وكَفِيءٌ. قال دُرَيْدُ بن الصِّمَّة:

وأَسْمَرَ، من قِداحِ النَّبْعِ، فَرْعٍ، * كَفِيءِ اللّوْنِ من مَسٍّ وضَرْسِ

أَي مُتَغَيِّرِ اللونِ من كثرة ما مُسِحَ وعُضَّ. وفي حديث

الأَنصاريِّ: ما لي أَرى لَوْنَك مُنْكَفِئاً؟ قال: من الجُوعِ. وقوله في الحديث:

كان لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ إِلا من مُكافِئٍ. قال القتيبي: معناه إِذا أَنْعَمَ على رجل نِعْمةً فكافَأَه بالثَّنَاءِ عليه قَبِلَ ثَنَاءَه، وإِذا أَثْنَى قَبْلَ أَن يُنْعِمَ عليه لم يَقْبَلْها. قال ابن الأَثير، وقال ابن الأَنباري: هذا غلط، إِذ كان أَحد لا يَنْفَكُّ من إِنْعام النبيِّ، صلى اللّه عليه وسلم، لأَنَّ اللّه، عز وجل، بَعَثَه رَحْمةً للناس كافَّةً، فلا يَخرج منها مُكافِئٌ ولا غير مُكافِئٍ، والثَّنَاءُ عليه فَرْضٌ لا يَتِمُّ الإِسلام إِلا به. وإنما المعنى: أَنه لا يَقْبَلُ الثَّنَاءَ عليه إِلا من رجل يعرف حقيقة إِسلامه، ولا يدخل عنده في جُمْلة الـمُنافِقين الذين يَقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم.

قال: وقال الأَزهريّ: وفيه قول ثالث: إِلاّ من مُكافِئٍ أَي مُقارِبٍ

غير مُجاوِزٍ حَدَّ مثلِه، ولا مُقصِّر عما رَفَعَه اللّه إليه.

كفأ
: ( {كَافَأَهُ) على الشَّيْء (} مُكَافَأَةً {وكِفَاءً) كَقِتَالٍ أَي (جَازَاهُ) ، تَقول: مَا لي بِهِ قِبَلٌ وَلَا} كِفَاءٌ، أَي مَالِي بِهِ طاقَةٌ على أَنِّي {أُكافِئُه (و) } كافأَ (فُلاناً) مُكافأَ وكِفَاءً (: مَاثَلَه) ، وَتقول: لَا {كِفَاءَ لَهُ، بِالْكَسْرِ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدرٌ، أَي لَا نَظِيرَ لَهُ، وَقَالَ حَسَّانُ بن ثَابت:
وَرُوح القُدْسِ لَيْسَ لَهُ} كِفَاءُ
أَي جبريلُ عَلَيْهِ السلامُ لَيْسَ لَهُ نَظِيرٌ وَلَا مَثيلٌ. وَفِي الحَدِيث: (فَنَظَر إِليهم فَقال: مَنْ {يُكَافِىءُ هَؤُلَاءِ) ، وَفِي حَدِيث الأَحنف: لَا أُقَاوِمُ منّ لَا كِفَاءَ لَهُ. يَعْنِي الشيطانَ، ويروى: لَا أُقاوِلُ (و) } كافَأَه (: رَاقَبَهُ، و) من كَلَامهم: (الحَمْدُ لِلَّهِ كِفَاءَ الوَاجِبِ، أَي) قدر (مَا يَكُونُ {مُكَافِئاً لَهُ، والاسْمُ} الكَفَاءَةُ {والكَفَاءُ بفتحهما ومَدِّهما، هَذَا} كِفَاؤُهُ) بِالْكَسْرِ والمدّ، قَالَ الشَّاعِر:
فَأَنْكَحَها لاَ فِي كِفَاءٍ وَلاَ غِنى
زِيَادٌ أَضَلَّ اللَّهُ سَعْيَ زِيَادِ
( {وَكِفْأَتُه) بِكَسْر فَسُكُون وَفِي بعض النّسخ بِالْفَتْح والمدّ (} وكَفِيئُهُ) كأَميرٍ ( {وكُفْؤُهُ) كقُفْلٍ (} وكَفْؤُهُ) بِالْفَتْح عَن كرَاع ( {وَكِفْؤُهُ) بِالْكَسْرِ (} وكُفُوءُهُ) بِالضَّمِّ والمدّ أَي (مِثْلُه) يكون ذَلِك فِي كلّ شَيْء، وَفِي (اللِّسَان) : {الكُفْءُ: النظير والمُساوِي، وَمِنْه الكَفَاءَة فِي النّكاح، وَهُوَ أَن يكون الزَّوْجُ مُساوِياً للمرأَةِ فِي حَسَبِا ودِينِها ونَسَبِها وَبيْتِها وغَيْر ذَلِك. قَالَ أَبو زيد: سمعتُ امرأَةً من عُقَيْلٍ وزَوْجَها يقرآنِ {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ} كُفُؤاً أَحَدٌ} (الْإِخْلَاص: 3، 4) فأَلقى الهمزةَ وحوَّل حَركتَها على الفاءِ، وَقَالَ الزّجاج فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} أَربعة أَوْجُهٍ، القراءَةُ مِنْهَا ثلاثةٌ: كُفُؤاً بِضَم الْكَاف والفاءِ، {وكُفْأً بِضَم الْكَاف وَسُكُون الفاءِ،} وكِفْأً بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء، وَقد قرىء بهَا،! وكِفَاءً بِكَسْر الْكَاف والمدّ، وَلم يُقْرَأْ بهَا، وَمَعْنَاهُ لم يكن أَحدٌ مِثلاً لله تَعَالَى جَلَّ ذِكْرُه، وَيُقَال: فُلانٌ {- كَفِيءُ فلانٍ} وَكُفُؤُ فلانٍ، وَقد قرأَ ابْن كَثيرٍ وأَبو عَمْرو وابنُ عامرٍ والكسائيُّ وعاصمٌ كُفُؤًا مُثقَّلاً مهموزاً، وقرأَ حَمزة بِسُكُون الفَاء مهموزاً، وإِذا وَقَف قرأَ كُفَا، بِغَيْر همزَة، واختُلِف عَن نَافِع فَرُوِي عَنهُ كُفُؤًا، مثل أَبي عَمْرو، وروى كُفْأً مثل حَمْزَة. (ج) أَي من كلّ ذَلِك ( {أَكْفَاءٌ) . قَالَ ابنُ سِيده: وَلَا أَعرف} للكَفْءِ جمعا على أَفْعَلٍ وَلَا فُعُولٍ وحَرِيءٌ أَن يَسَعه ذَلِك، أَعني أَن يكون أَكْفاء جَمْعَ كَفْءٍ المَفْتوح الأَوّل. (وكِفَاءٌ) جمع كَفِيءٍ، ككِرام وكَريم، والأَكفاء، كقُفْلٍ وأَقْفالٍ، وحِمْل وأَحمال، وعُنُقٍ وأَعْنَاق.
{وكَفَأَ القومُ: انصرفوا عَن الشيءِ (} وكَفَأَهُ كمَنَعَه) عَنهُ كَفْأً (: صَرَفَه) وَقيل {كَفَأْتُهم كَفْأً إِذا أَرادوا وَجْهاً فَصَرفْتَهم عَنهُ إِلى غَيره} فانكَفَئوا رَجَعُوا. (و) كَفَأَ الشْيءَ والإِناءَ {يَكْفَؤُه كَفْأً} وكَفَّأَه {فَتَكَفَّأَ، وَهُوَ} مَكْفُوءٌ (: كَبَّهُ) . حَكَاهُ صَاحب الواعي عَن الْكسَائي، وعبدُ الْوَاحِد اللّغَوِيّ عَن ابْن الأَعرابي، وَمثله حُكِيَ عَن الأَصمعي، وَفِي الفَصيح: {كَفَأْتُ الإِناءَ: كَبَبْتُه (و) عَن ابنِ دُرُسْتَوَيْه:} كَفَأَه بِمَعْنى (: قَلَبَهُ) حَكَاهُ يَعْقُوب فِي إِصلاح الْمنطق، وأَبو حاتمٍ فِي تَقْوِيم الْمُفْسد، عَن الأَصمعي، والزجّاج فِي فعلت وأَفعلت، وأَبو زيد فِي كتاب الْهَمْز، وكل مِنهما صحيحٌ. قَالَ شَيخنَا: وَزعم ابنُ دُرستويه أَن معنى قَلَبه أَمَالَه عَن الاستواءِ، كَبَّه أَو لَمْ يَكُبَّهُ، قَالَ: وَلذَلِك قيل:! أَكْفأَ فِي الشِّعْر، لأَنه قَلَبَ القوافِيَ عَن جِهَة استوائِها، فَلَو كَانَ مِثْلَ كَبَبْتُه كَمَا زعم ثعلبٌ لَمَا قِيل فِي القَوافي، لأَنها لَا تُكَبُّ، ثمَّ قَالَ شَيخنَا: وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابنُ دُرستويه لَا مُعَوَّل عَلَيْهِ، بل الصَّحِيح أَن كَبَّ وقَلَبَ وكَفَأَ مُتَّحِدَةٌ فِي الْمَعْنى، انْتهى.
وَيُقَال: كَفَأَ الإِناءَ ( {كَأَكَفَأَهُ) رباعيًّا، نَقله الجوهريُّ عَن ابنِ الأَعرابيّ، وابنُ السكّيت أَيضاً عَنهُ، وابنُ القُوطِيّة وابنُ القطاع فِي الأَفعال، وأَبو عُبيدٍ البكريُّ فِي فَصْل المَقال، وأَبو عُبَيْدٍ فِي المُصَنَّف، وَقَالَ:} كَفَأْتُه، بِغَيْر ألف أفْصح، قَالَه شَيخنَا، وَفِي الْمُحكم أَنَّهَا لغةنادرة، قَالَ: وأباها الْأَصْمَعِي ( {واكتفأه) أَي الْإِنَاء مثل كفأه (و) كفأه أَيْضا بِمَعْنى (تبعه) فِي أَثَره، وكفأ الْإِبِل: [طردها] واكتفأها: أغار عَلَيْهَا فَذهب بهَا
وَفِي حَدِيث السليك ابْن السلكة: أصَاب أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ} فاكتفأها. (و) كفأت (الْغنم فِي الشّعب)
أَي (دخلت) فِيهِ. وأكفأها: أدخلها، وَالظَّاهِر أَن ذكر الْغنم مِثَال فَيُقَال ذَلِك لجَمِيع الْمَاشِيَة
(و) كفأ (فلَانا: طرده) وَالَّذِي فِي اللِّسَان: وكفأ الْإِبِل وَالْخَيْل: طردها (و) كفأ (الْقَوْم) عَن الشَّيْء (انصرفوا) عَنهُ وَرَجَعُوا، وَيُقَال: كانالناس مُجْتَمعين {فانكفئوا (و) انكفتوا إِذا (انْهَزمُوا)
(و) أكفأ فِي سيره (عَن الْقَصْد: جَار. و) أكفأ} وكفأ (: مَال) كانكفأ (و) كفأ وأكفأ (: أمال [وقلب] )
قَالَ ابْن الْأَثِير: وكل شَيْء أملته فقد {كفأته
وَعَن الكسائيّ: أَكْفَأَ الشْيءَ. أَمالَه، لُغَيَّةٌ، وأَبَاها الأَصمعيُّ، وَيُقَال:} أَكْفأْتُ القَوْسَ إِذَا أَملْتَ رأْسَها وَلم تَنْصِبْهَا نَصْباً حِين ترمى عَنْهَا، وَقَالَ بعض: حِين ترمي عَلَيْهَا، قَالَ ذُو الرمة:
قَطَعْتُ بِهَا أَرْضاً تَرَى وَجْهَ رَكْبِهَا
إِذَا مَا عَلَوْهَا {مُكْفَأً غَيْرَ سَاجعٍ
أَي مُمَالاً غَيْرَ مُستقيمٍ، والساجِعُ القاصدُ: المُستَوِى المُستقِيم.} والمُكْفَأُ: الجائر، يَعني جائراً غيرَ قاصدِ، وَمِنْه السَّجْعُ فِي القَولِ. وَفِي حَدِيث الهرَّة أَنه (كَانَ) يُكفِيءُ لَهَا الإِناءَ، أَي يُمِيلُه لِتَشربَ مِنْهُ بسُهولة. وَفِي حَدِيث الفَرَعَةِ: خَيْرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لَحْمُه بِوَبَرِه وتُكْفِيءُ إِناءَكَ وتُولِهُ نَاقَتَكَ. أَي تَكُبُّ إِناءَك (لأَنه) لَا يَبْقَى لَك لَبَنٌ تَحْلُبُه فِيه، وتُولِيهُ ناقَتَكَ، أَي تَجْعَلُها وَالِهَةً بِذَبْحِك ولَدَها.
{ومُكْفِىءُ الظُّعْنِ: آخِرُ أَيَّامِ العَجُوز.
(و) أَكْفَأَ فِي الشِّعْرِ} إِكفاءً (: خَالَف بَيْنَ) ضُروب (إِعْرَابِ القَوَافِي) الَّتِي هِيَ أَواخرُ القَصيدة، وَهُوَ المخالفةُ بَين حَركاتِ الرَّوِيِّ رَفْعاً ونصْباً وجَرًّا، (أَو خَالَفَ بَيْنَ هِجَائِها) أَي القوافي، فَلَا يَلْزَم حَرْفاً وَاحِدًا، تَقَاربَتْ مخارِجُ الحُروف أَو تَباعدَتْ، على مَا جَرَى عَلَيْهِ الجوهريُّ، وَمثله بأَن يَجعل عَلَيْهِ الجوهريُّ، وَمثله بأَن يَجعل بعضَها مِيماً وبعضَها طاءً، لَكِن قد عَابَ ذَلِك عَلَيْهِ ابنُ بَرّيّ.
مثالُ الأَوّلِ:
بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شَيْءٌ هَيِّنُ
المَنْطِقُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ
وَمِثَال الثّاني:
خَلِيلَيَّ سِيرَا واتْرُكا الرَّحْلَ إِنَّنِي
بِمَهْلَكَةٍ والعَاقِبَاتُ تَدُورُ
مَعَ قَوْله:
فَبَيْنَاهُ يَشْرى رَحْلَهُ قَالَ قَائِلٌ
لِمَنْ جَمَلُ رِخْوُ المِلاَطِ نَجِيبُ
وَقَالَ بَعضهم: الإِكفاءُ فِي الشّعْر هُوَ التعاقبُ بِي الراءِ وَاللَّام وَالنُّون.
قلت: وَهُوَ أَي! الإِكفاء أَحَدُ عيُوبِ القافية السّتَّة الَّتِي هِيَ: الإِيطاءُ، والتَّضمينُ، والإِقواءُ، والإِصرافُ، والإِكفاءُ، والسِّنادُ، وَفِي بعض شُروح الْكَافِي: الإِكفاءُ هُوَ اختلافُ الرَّوِيِّ بحُروفٍ مُتَقَارِبَةِ المخارج، أَي كالطَّاءِ مَعَ الدَّالِ، كَقَوْلِه: إِذَا رَكِبْتُ فاجْعلاني وَسَطَا
إِنِّي كَبِيرٌ لاَ أُطِيقُ العُنَّدَا
يُرِيد العُنَّتَ، وَهُوَ من أَقبح الْعُيُوب، وَلَا يجوز لأَحد من المُحدَثين ارتكابه، وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز: أَكْفَأَ فِي الشِّعْرِ: قَلَب حَرْفَ الرَّوِيِّ مِن راءٍ إِلى لامٍ، أَو لامٍ إِلى ميمٍ، ونحوِه من الحروفِ المُتقارِبةِ المَخْرَجِ، أَو مخالفةِ إِعرابِ القوافي، انْتهى. (أَوْ) أَكفأَ فِي الشّعْر إِذا (أَقْوَى) فيكونان مُتَرادِفَيْنِ، نَقله الأَخفشُ عَن الخَليل وَابْن عبدِ الحَقّ الإِشْبِيلي فِي الواعي وَابْن طريف فِي الأَفعال، قيل: هما وَاحِد، زَاد فِي الواعي: وَهُوَ قَلْبُ القافية من الجَرِّ إِلى الرّفْع وَمَا أَشبه ذَلِك، مأْخوذٌ من كَفَأْتُ الإِناء: قَلَبْتُه، قَالَ الشَّاعِر:
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدِ
زَعَمَ الغُدَافُ بِأَنَّ رِحْلَتَنَا غَداً
وَبِذَاكَ أَخْبَرَنا الغُدَافُ الأَسْوَدُ
وَقَالَ أَبو عُبيدٍ البكريُّ فِي فَصْلِ المَقال: الإِكفاءُ فِي الشّعْر إِذا قُلْتَ بَيْتاً مَرْفُوعا وآخرَ مخفوضاً، كَقَوْل الشَّاعِر:
وهَلْ هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ
سَلِيلَةُ أَفْرَاسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فَإِن نُتِجَتْ مُهْراً كَرِيماً فَبِالْحَرَى
وَإِنْ يَكُ إِقْرَافٌ فَمِنْ قِبَلِ الفَحْلِ
(أَوْ أَفْسَدَ فِي آخِرِ البَيْتِ أَيَّ إِفْسَادٍ كانَ) قَالَ الأَخفش: وسأَلت العربَ الفُصحاءَ عَنهُ، فإِذا هم يَجعلونه الفسادَ فِي آخرِ الْبَيْت والاختلافَ، من غير أَنْ يَحُدُّوا فِي ذَلِك شَيْئا، إِلا أَني رأَيتُ بعضَهم يَجعله اختلافَ الْحُرُوف، فأَنشدته:
كَأَنَّ فَا قَارُورَةٍ لم تُعْفَصِ مِنْها حِجَاجَا مُقْلَةٍ لَمْ تُلْخَصِ
كَاينَّ صِيرَانَ المَهَا المُنَقِّزِ
فَقَالَ: هَذَا هُوَ الإِكفاءُ، قَالَ: وأَنشده آخرُ قَوافِيَ على حُروفٍ مُختلفةٍ، فعَابِه، وَلَا أَعلمه إِلاَّ قَالَ لَهُ: قد أَكْفَأْتَ. وَحكى الجوهريُّ عَن الفرَّاءِ: أَكفَأَ الشاعرُ، إِذا خَالف بَين حَركات الرَّوِيِّ، وَهُوَ مِثْلُ الإِقواءِ، قَالَ ابنُ جِنّي: إِذا كَانَ الإِكفاءُ فِي الشّعْرِ مَحْمُولا على الإِكفاء فِي غيرِه، وَكَانَ وَضْعُ الإِكفاء إِنما هُوَ للخلافِ ووقوعِ الشيْءِ على غيرِ وَجْهِهِ لمْ يُنْكَرْ أَنْ يُسَمُّوا بِهِ الإِقواءَ فِي اختلافِ حُرُوف الرَّوِيّ جَمِيعًا، لأَن كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا واقعٌ على غيرِ استواءٍ، قَالَ الأَخفش: إِلا أَني رأَيتهم إِذا قَرُبتْ مَخَارجُ الحُروف، أَو كَانَت من مَخرَجٍ واحدٍ ثمَّ اشتَدَّ تَشابُهُمَا لم يَفْطُنْ لَهَا عَامَّتُهم، يَعْنِي عامَّةَ العربِ، وَقد عَابَ الشيخُ أَبو مُحَمَّد بن بَرِّيَ على الجوهريِّ قولَه: الإِكفاءُ فِي الشّعْر أَن يُخالَف بَين قَوَافِيه فتَجْعَل بعضَها ميماً وبعضَها طاءً، فَقَالَ: صوابُ هَذَا أَن يَقُول: وبعضَها نُوناً، لأَن الإِكفاءَ إِنما يكون فِي الْحُرُوف المتقاربة فِي المَخْرَجِ، وأَمَّا الطاءُ فليستُ من مَخْرَج المِيمِ. والمُكْفَأُ فِي كلامِ الْعَرَب هُوَ المقلوبُ، وإِلى هَذَا يَذهبون، قَالَ الشَّاعِر:
وَلَمَّا أَصَابَتْنِي مِنَ الدَّهْرِ نَزْلَةٌ
شُغِلْتُ وَأَلْهَى النَّاسَ عَنِّي شُؤُونُهَا
إِذَا الفَارِغُ المَكْفِيُّ مِنْهُمْ دَعَوْتُهُ
أَبَرَّ وَكَانَتْ دَعْوَةً تَسْتَدِيمُهَا
فجَعَل الميمَ مَعَ النونِ لشَبهها بهَا، لأَنهما يَخرُجانِ من الخَياشيمِ، قَالَ: وأَخبرني من أَثِقُ بِهِ من أَهلِ العلمِ أَن ابْنَةَ أَبِي مُسافِعٍ قالتْ تَرثي أَباها (وقُتِلَ) وَهُوَ يَحْمِي جِيفَةَ أَبي جَهْلِ بنِ هِشامِ:
وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو
أَظَافِيرَ وَإِقْدَامْ
كَحِبِّي إِذْ تَلاَقَوْا
وَوُجُوهُ القَوْمِ أَقْرَانْ وأَنتَ الطَّاعِنُ النَّجْلاَ
ءَ مِنْهَا مُزْبِدٌ آنْ
وَبِالْكَفِّ حُسَامٌ صَا
رِمٌ أَبْيَضُ خَذَّامْ
وَقَدْ تَرْحَلُ بِالرَّكْبِ
فَمَا تُخْنِى بِصُحْبَانْ
قَالَ: جَمَعوا بَين الميمِ والنونِ لقُرْبهما، وَهُوَ كثيرٌ، قَالَ: وَسمعت من الْعَرَب مِثل هَذَا مَا لَا أُحْصِى، قَالَ الأَخفش: وبالجُمْلة فإِنّ الإِكفاءَ المخالفةُ، قَالَ فِي قَوْله:
{مُكْفَأً غَيْرَ سَاجِعِ
} المُكْفَأُ هَاهُنَا الَّذِي لَيْسَ بِمُوافِقٍ. وَفِي حديثِ النَّابِغة أَنه كَانَ {يُكْفِىءُ فِي شِعْرِه، وَهُوَ أَن يخالِف بَين حركاتِ الرَّوِيّ رفعا ونصباً وجرًّا، قَالَ: وَهُوَ كالإِقْواءِ، وَقيل: هُوَ أَن يُخَالف بَين قَوافِيه فَلَا يَلْزَم حرفا وَاحِدًا كَذَا فِي (اللِّسَان) .
(و) أَكفأَت (الإِبِلُ: كَثُرَ نِتَاجُهَا) وَكَذَلِكَ الْغنم، كَمَا يُفيده سِياقُ المُحكم (و) أَكفأَ (إِبِلَهُ) وغَنَمَه (فُلاناً: جَعَلَ لَهُ مَنَافِعَهَا) أَوْبَارَها. وأَصوَافَهَا وأَشعارَها وأَلبانَها وأَولاَدَها.
(} والكَفْأَةُ) بِالْفَتْح (ويُضَمُّ) أَوَّلُه (: حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَهَا، و) هُوَ (فِي الأَرْضِ: زِرَاعَةُ سَنَتِهَا) قَالَ الشَّاعِر:
غُلْبٌ مَجَالِيحُ عِنْدَ المَحْلِ كُفْأَتُهَا
أَشطانُهَا فِي عَذَابِ البَحْرِ تَسْتَبقُ
أَراد بِهِ النَّخيلَ، وأَراد بأَشطانِها عُروقَا، والبَحْرُ هُنَا الماءُ الكثيرُ، لأَن النخْلَ لَا يَشْرب فِي البَحْرِ، وَقَالَ أَبو زيد: {استكْفَأْتُ فلَانا نَخْلَه إِذا سأْلْتَه ثَمَرها سَنَةً، فَجعل للنخْلِ كَفْأَةً، وَهُوَ ثَمَرةُ سَنَتِها، شُبِّهَتْ بِكَفْأَةِ الإِبل، قلت: فَيكون من الْمجَاز.
(و) الكَفْأَة (فِي الإِبِلِ) والغَنم (نِتاجُ عَامِهَا) } واستكْفأْتُ فُلاناً إِبلَه، أَي سأَلْتُه نِتَاجَ إِبلهِ سَنَةً! فأَكْفَأَنِيهَا، أَي أَعطاني لَبَنَها وَوَبَرَها وأَولادَها مِنْهُ، تَقول: أَعطِني كُفْأَةَ ناقَتك، تضمُّ وتفتَحُ، وَقَالَ غَيره: ونَتَجَ الإِبلَ {كَفُأَتَيْنِ، وأَكفَأَها إِذا جَعلها كُفْأَتينِ، وَهُوَ أَن يَجعلها نِصْفَيْنِ يَنْتِجُ كُلَّ عامٍ نِصْفاً وَيَدَعُ نُصْفاً، كَمَا يصنعُ بالأَرض بالزِّراعة، فإِذا كَانَ الْعَام المُقْبِل أَرسلَ الفحلَ فِي النَّصف الَّذِي لم يُرسله فِيهِ من العامِ الفارِطِ لأَن أَجْوَد الأَوقات عِنْد العَرب فِي نِتاجِ الإِبل أَن تُتْرَك النَّاقة بعد نِتاجِها سَنةً لَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا الفَحْلُ ثمَّ تُضرَب إِذا أَرادَتِ الفَحْلَ، وَفِي (الصِّحَاح) : لأَن أَفضلَ النِّتاجِ أَن يُحْمَلَ على الإِبلِ الفُحُولَةُ عَاما وتُتْرَكَ عَاما، كَمَا يُصْنَع بالأَرضِ فِي الزِّراعة، وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّة:
تَرَى كُفْأَتَيْهَا تُنفِضان وَلَمْ يَجِدْ
لَهَا ثِيلَ سَقْبٍ فِي النِّتَاجَيْنِ لاَمِسُ
وَفِي (الصِّحَاح) : (كِلاَ} كَفْأَتَيْهَا) يَعْنِي أَنها نُتِجت كُلُّها إِنَاثاً، وَهُوَ محمودٌ عِنْدهم، قَالَ كعبُ بن زُهَيْر:
إِذَا مَا نَتَجْنَا أَرْبَعاً عَامَ كُفْأَةٍ
بَغَاها خَنَاسِيراً فَأَهْلَكَ أَرْبَعَا
الخَنَاسِيرُ: الهَلاكُ، (أَو) كُفْأَة الإِبِل (: نِتَاجُهَا بَعْدَ حِيَالِ سَنَةٍ أَو) بعد حِيالِ (أَكْثَرَ) مِن سَنةٍ، يُقَال من ذَلِك: نَتَجَ فُلانٌ إِبلَه كَفْأَةً وكُفْأَةً، وأَكْفأَتْ فِي الشاءِ مِثْلُه فِي الإِبل (و) قَالَ بَعضهم (مَنَحَهُ كَفْأَةَ غَنَمِهِ، ويُضَمُّ) أَي (وَهَبَ لَهُ أَلْبَانَهَا وَأَوْلاَدَهَا وأَصْوَافَها سَنَةً وَرَدَّ عَلَيْهِ الأُمَّهَاتِ) ووهَبْتُ لَهُ كُفْأَة نَاقَتي، تُضمّ وتُفتح، إِذا وهَبْتُ لَهُ وَلَدَها ولَبنَها وَوَبَرها سَنَةً، واستكْفَأَه فأَكْفَأَه: سأَلَه أَن يَجْعل لَهُ ذَلِك. وَعَن أَبي زيدٍ: استكفأَ زَيْدٌ عَمْراً نَاقَتَه، إِذا سأَله أَن يَهبها لَهُ وَولَدَها ووَبَرَها سَنةً، وروى عَن الْحَارِث بن أَبي الْحَارِث الأَزدِيِّ مِن أَهْلِ نَصِيبَيْن أَن أَباه اشْترى مَعْدِناً بِمِائَة شاةِ مُتْبِع، فأَتى أُمَّه فاستأْمَرَهَا، فَقَالَت إِنك اشتريتَه بثلاثِمائة شاةٍ: أُمُّها مائةٌ، وأَولادُها مائةُ شاةٍ، وكُفْأَتُها مائةُ شاةٍ. فندِمَ فاستقالَ صاحِبَه فَأَبَى أَن يُقِيله، فقَبض المَعْدِن فأَذابَه وأَخرج مِنْهُ ثَمَن أَلْفِ شاةٍ، فأَثَى بِهِ صاحِبُه إِلى عليَ رَضِي الله عَنهُ أَي وشَى بِهِ وسَعَى وَقَالَ: إِن أَبا الْحَارِث أَصابَ رِكَازاً. فسأَله عليٌّ رَضِي الله عَنهُ، فأَخبره أَنه اشْتَرَاهُ بمائةِ شاةٍ مُتْبِع، فَقَالَ عليٌّ: مَا أَرى الخُمُسَ إِلاَّ على البَائِع، فأَخذَ الخُمُسَ من الْغنم، وَالْمعْنَى أَن أُمَّ الرجلِ جعلَتْ كُفْأَة مائةِ شاةٍ فِي كلّ نِتاجٍ مائَة، وَلَو كانتْ إِبلاً كَانَ كفأَةُ مائةٍ من الإِبل خَمْسينَ، لأَن الغَنَمَ يُرْسَل الفَحْلُ فِيهَا وقْتَ ضِرابِها أَجْمَعَ، وتَحْمِلُ أَجمعَ، وليستْ مِثلَ الإِبلِ يُحْمَلُ عَلَيْهَا سنَةً، وسَنَةً لَا يُحْمَل عَلَيْهَا، وأَرادت أُم الرجلِ تكثيرَ مَا اشتَرَى بِهِ ابنُها، وإِعلامَه أَنَّه غُبِن فِيمَا ابتاعَ، فَفطَّنَتْه أَنه كأَنَّه اشتَرَى المَعدِنَ بثلاثِمائةِ شاةٍ، فَنَدم الابنُ واستقالَ بائعَه، فأَبَى بَارك اللَّهُ لَهُ فِي المعدِنِ، فحسَده البائعُ (على كَثْرَة الرّبع) وسَعَى بِهِ إِلى عليَ رَضِي الله عَنهُ، فأَلَزَمه الخُمُسَ، وأَضرَّ البائعُ بنفسِه فِي سِعَايته بِصَاحِبِهِ إِليه، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والكِفَاءُ) بِالْكَسْرِ والمدّ (كَكِتَابٍ: سُتْرَةٌ مِنْ أَعْلَى البَيْتِ إِلى أَسْفَلِهِ مِنْ مُؤَخَّرِهِ، أَو) هُوَ (الشُّقَّةُ) الَّتِي تكون (فِي مُؤَخَّرِ الخِبَاءِ، أَو) هُوَ (كِسَاءٌ يُلْقَى على الخِبَاءِ) كالإِزار (حَتَّى يَبْلُغَ الأَرْضَ، و) مِنْهُ (: قَدْ أَكْفَأْتُ البَيْتَ) إِكْفَاءً، وَهُوَ مُكْفَأٌ، إِذَا عَمِلْتَ لَهُ كِفَاءً، وكِفَاءُ البيتِ مُؤَخَّرُه، وَفِي حَدِيث أُمِّ مَعْبَدٍ: رأَى شَاةً، فِي كِفَاءِ البَيْتِ، هُوَ من ذَلِك، والجمعُ {أَكْفِئَةٌ، كحِمارٍ وأَحْمِرَةٍ.
(و) رجلٌ مُكْفَأُ الوجْهِ: مُتَغَيِّرُه سَاهِمُه ورأَيتُ فلَانا مُكْفَأَ الوَجْهِ، إِذا رَأَيْتَه كاسِفَ اللَّوْنِ سَاهِماً، وَيُقَال: رأَيته مُتَكَفِّيءَ اللوْنِ ومُنْكَفِتَ اللوْنِ، أَي مُتَغَيِّرَهُ. وَيُقَال: أَصبح فلانٌ} - كَفِيءَ اللوْنِ مُتَغَيِّرَهُ، كأَنه كُفِيءَ فَهُوَ (كَفِيءُ اللَّوْنِ) كأَمِيرٍ (! ومُكْفَؤُهُ) كَمُكْرَم، أَي (كَاسِفُهُ) ساهِمُه أَي (مُتَغَيِّرُهُ) لأَمْرٍ نَابَه، قَالَ دُرَيدُ بنُ الصِّمَّةِ:
وَأَسْمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبْعِ فَرْعٍ
كَفِيءِ اللَّوْنِ مِنْ مَسَ وَضَرْسِ
أَي متغيّر اللَّوْنِ من كَثْرَة مَا مُسِحَ وعُصِرَ.
(وكَافَأَهُ: دَافَعُه) وقَاوَمَه، قَالَ أَبو ذَرَ فِي حَدِيثه: لنا عَبَاءَتَانِ {نُكافِىءُ بهما عَنَّا الشمسِ وإِني لأَخْشَى فَضْلَ الحِسابِ. أَي نُقابِل بهما الشمْسَ ونُدافِع، من المُكافَأَة: المُقَاوَمةِ.
(و) كَافَأَ الرجلُ (بَيْنَ فَارِسَيْنِ بِرُمْحِهِ) إِذا وَالَى بَينهمَا (طَنَنَ هَذَا ثُمَّ هَذَا. و) فِي حَدِيث العَقيقة عَن الْغُلَام (شَاتَانِ} مُكَافَأَتَانِ) بفتحا لفاءِ، قَالَ ابنُ الأَعرابيّ مُشْتَبِهَتانِ، وَقيل: مُتقارِبَتَان، وَقيل: مُسْتَوِيتانِ (وتُكْسَر الفَاءُ) عَن الخَطَّابِي، وَاخْتَارَ المحدِّيون الفَتْحَ، وَمعنى مُتَساوِيَتَان (كُل (وَاحِدَة) مِنْهُمَا مُسَاوِيَةٌ لِصَاحِبَتِها فِي السِّنِّ) فَمَعْنَى الحَدِيث: لَا يُعَقُّ إِلاَّ بِمُسِنَّةٍ، وأَقلُّه أَن يكون جَذَعاً كَمَا يُجْزِيءُ فِي الضَّحايا، قَالَ الخَطَّابي: وأَرى الفَتْحَ أَوْلَى، لأَنه يُرِيد شَاتَيْنِ قد سُوِّى بَينهمَا، أَي مُسَاوى بَينهمَا، قَالَ: وأَما الكَسْر فَمَعْنَاه أَنهما مُتساوِيتان، فيُحْتَاج أَن يَذْكُر أَيَّ شَيْءٍ سَاوَيَا، وإِنما لَو قَالَ {مُتَكافِئتان كَانَ الكَسْرُ أَوْلَى، وَقَالَ الزّمخشري: لَا فَرْقَ بَين} المُكافِئَتين {والمُكَافَأَتَيْنِ، لأَن كلّ واحدةٍ إِذا كافَأَت أُختَها فقد} كُوفِئَت، فَهِيَ {مُكافِئَة} ومُكَافَأَة، أَو يكون مَعْنَاهُ مُعَادِلَتَان لما يَجِب فِي الزكاةِ والأُضْحِيَّة من الأَسنانِ، قَالَ: وَيحْتَمل مَعَ الْفَتْح أَن يُرادَ مَذبوحتانِ، من كَافَأَ الرجلُ بَين البَعِيرينِ إِذا نَحرَ هَذَا ثمَّ هَذَا مَعًا من غير تفريقٍ، كأَنه يُريد (شاتيْنِ) يَذْبَحُهما فِي وقتٍ واحدٍ، وَقيل: تُذْبَحُ إِحداهما مُقابلةً الأُخرَى، وكلُّ شْيءٍ سَاوَى شَيْئاً حَتَّى يكونَ مِثلَه فَهُوَ {مُكافِىءٌ لَهُ، والمُكافَأَةُ بَين الناسِ من هَذَا، وَيُقَال: كافَأْتُ الرجلَ أَي فعَلْتُ بِهِ مثل مَا فَعَل بِي وَمِنْه} الكُفْءُ من الرِّجَال للمرأَةِ، تَقول: إِنه مثلُها فِي حَسبها.
وقرأَتُ فِي قُرَاضة الذَّهب لأَبي عليَ الحسنِ بنِ رَشيق القَيْرَوَانِيّ قولَ الكُمَيْتِ يَصِف الثورَ والكِلاب:
وَعاثَ فِي عَانَةٍ مِنْهَا بِعَثْعَثَةٍ
نَحْرَ {المُكَافِىءِ والمَكْثُورُ يَهْتَبِلُ
قَالَ: المُكافِيءُ: الَّذِي يَذبحُ شاتَيْنِ إِحداهما مُقَابِلَة الأُخرى للعقيقة.
(} وَانْكَفَأَ) : مَالَ، {كَكَفأَ، وأَكْفَأَ وَفِي حَدِيث الضَّحِيَّة: ثُمَّ انْكَفَأَ إِلى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فذَبحَهما. أَي مَالَ و (رَجَعَ) ، وَفِي حَدِيث آخَرَ: فوضَع السَّيْفَ فِي بَطْنِه ثمَّ انْكَفَأَ عَلَيْهِ.
(و) } انْكَفَأَ (لَوْنُه) {كَأَكْفَأَ} وكَفَأَ {وتَكَفَّأَ وانْكَفَت، أَي (تَغَيَّرَ) وَفِي حَدِيث عُمَر أَنه انْكَفَأَ لَوْنُه عَامَ الرَّمَادَةِ، أَي تَغيَّر عَن حالِه حِين قَالَ لَا آكُلُ سَمْناً وَلَا سَمِيناً. وَفِي حَدِيث الأَنصاريّ: مَالِي أَرَى لَوْنَكَ} مُنْكفِئًا؟ قَالَ: من الجُوع. وَهُوَ مجَاز.
( {- والكَفِيءُ) كأَمِير (} والكِفْءُ، بِالْكَسْرِ: بَطْنُ الوَادِي) نَقله الصَّاغَانِي وابنُ سَيّده.
( {والتَّكَافُؤُ: الاستِواءُ) } وتكافَأَ الشَّيْئَانِ: تَماثَلا، {كَكَافَأَ، وَفِي الحَدِيث (المُسلمونَ} تَتَكَافَأُ دِماؤُهم) قَالَ أَبو عُبيدٍ: يُرِيد تَتَساوى فِي الدِّيَاتِ والقِصاص، فَلَيْسَ لِشَرِيفٍ على وَضِيع فَضْلٌ فِي ذَلِك.
وَمِمَّا بَقِي على المُصَنّف:
قَول الْجَوْهَرِي: {تَكَفَّأَت المرأَةُ فِي مِشْيَتِها: تَرَهْيَأَتْ ومَارَت كَمَا} تَتَكفَّأُ النخْلَةُ العَيْدَانَةُ، نقلَه شيخُنا. قلت: وَقَالَ بِشْر بنُ أَب حَازِم:
وَكَأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاةَ تَحَمَّلُوا
سُفُنٌ {تَكَفَّأُ فِي خَلِيجٍ مُغْرَبِ
هَكَذَا استشهَد بِهِ الجوهريُّ، واستَشْهد بِهِ ابنُ مَنْظُور عِنْد قَوْله: وكَفَأَ (الشيءَ) والإِناءَ} يَكْفَؤُه كَفْأً (وَكَفَّأَه) {فَتَكَفَّأَ، وَهُوَ} مَكْفُوءٌ: قَلَبَهُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
{الكَفَاءُ، كسحابٍ: أَيْسَرُ المَيل فِي السَّنام ونَحْوه، جَمَلٌ} أَكْفأُ وناقة {كَفْآءُ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ: سَنامٌ أَكْفَأُ: هُوَ الَّذِي مالَ على أَحدِ جَنْبِي البعيرِ، وناقة} كَفْآءُ، وجَملٌ أَكْفَأُ، وَهَذَا من أَهْوَن عُيوبِ الْبَعِير، لأَنه إِذا سَمِنَ استقامَ سَنامُه.
وَمن ذَلِك فِي الحديثاءَنه صلى الله عَلَيْهِ وسلمكان إِذا مَشَى تَكَفَّأَ {تَكَفُّؤًا.} التَّكَفُّؤُ: التمايُلُ إِلى قُدَّامٍ كَمَا {تَتَكَفَّأُ السفينةُ فِي جَرْيها. قَالَ ابْن الأَثير: رُوي مهموزاً وغيرَ مهموزٍ، قَالَ: والأَصل الهمْزُ، لأَن مصدر تَفَعَّلَ من الصَّحِيح كتقدَّم تقدُّماً وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا، والهمزة حرفٌ صَحيحٌ، فأَما إِذا اعتلَّ انكَسرت عَيْنُ المُستقبَل مِنْهُ نَحْو تَخَفَّى تَخَفِّياً وتَسمَّى تَسمِّياً، فإِذا خُفِّفَتِ الهمزةُ التحَقَتْ بالمعتلِّ، وصارَ تَكَفِّياً، بِالْكَسْرِ، وَهَذَا كَمَا جاءَ أَيضاً أَنه كَانَ إِذا مَشَى كأَنَّه يَنحَطُّ فِي صَبَبٍ، وَفِي رِوَايَة إِذا مَشَى تَقَلَّع. وَبَعضه يُوافقُ بَعْضاً ويُفَسَّره، وَقَالَ ثعلبٌ فِي تَفْسِير قَوْله كأَنّما ينحط فِي صَبَبٍ: أَراد أَنَّه قَوِيُّ البَدنِ، فإِذا مَشى فكأَنما يَمْشِي على صُدُورِ قَدَميْهِ من القُوَّةِ، وأَنشد:
الوَاطِئينَ عَلَى صُدُورِ نِعالِهِمْ
يَمْشُونَ فِي الدَّفَنِيِّ والأَبْرَادِ
} - والتَّكَفّي فِي الأَصل مهموزٌ، فتُرِكَ هَمْزُه، وَلذَلِك جُعِل الْمصدر تَكَفِّياً.
وَفِي حَدِيث القِيامة (وتَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً واحدَة {يَكْفَؤُهَا الجَبَّارُ بِيَدهِ كَمَا} يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَه فِي السَّفَرِ) وَفِي رِوَايَة ( {يَتَكَفَّؤُهَا) يُرِيد الخُبْزَةَ الَّتِي يَصْنَعها المُسافِرُ، ويضعُها فِي المَلَّةِ، فإِنها لَا تُبْسَط كالرُّقَاقَةِ وَإِنَّما تُقلبُ على الأَيْدي حَتَّى تَستَويَ.
وَفِي حَدِيث الصِّراط (آخِرُ مَنْ يَمُرُّ رَجُلٌ} يَتَكَفَّأُ بِهِ الــضِّراطُ) أَي يَتَمَيَّلُ وَيَنْقَلِب.
وَفِي حَدِيث الطَّعَام غير {مُكْفَإٍ وَلَا مُوَدَّع، وَفِي رِوَايَة غير مَكْفِيءٍ، أَي غير مَرْدُود وَلَا مقلوب، والضميرُ راجعٌ للطعام، وَقيل من الكِفَايَة، فَيكون من المُعتل، والضميرُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيجوز رُجُوع الضَّمِير للحمد.
وَفِي حديثٍ آخر: كانَ لَا يقبَل الثَّناءَ إِلاَّ من مُكَافِيءٍ أَي من رجل يَعْرِف حقيقةَ إِسلامه وَلَا يَدْخل عِنْده فِي جُملةِ المُنافقين الَّذين يَقُولُونَ بأَلسنتهم مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهم، قَالَه ابنُ الأَنباري، وَقيل: أَي منْ مُقارِب غير مُجَاوِزٍ حَدَّ مثلِه، وَلَا مُقَصِّرٍ عَمَّا رفَعه الله تَعَالَى إِليه، قَالَه الأَزهري، وَهُنَاكَ قَول ثَالِث للقُتَيْبِيِّ لم يرتضه ابنُ الأَنباري، فَلم أَذكُرْه، اُنْظُرْهُ فِي (لِسَان الْعَرَب) .

جنب

(جنب) الْقَوْم انْقَطَعت ألبانهم وَقلت وَيُقَال جنب الْعَام وَالشَّيْء أَو الْفرس جَانِبه وَفُلَانًا الشَّيْء أبعده عَنهُ
جنب: {عن جُنُب}: بُعد. {والجار الجنب}: الغريب. {جنبا فاطهروا}: أي ذوي جنابة. {اجنبني}: جنبني.
(ج ن ب) : (أَجْنَبَ) الرَّجُلُ مِنْ الْجَنَابَةِ وَهُوَ وَهِيَ وَهُمْ وَهُنَّ جُنُبٌ (وَفِي حَدِيثِ) صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ «أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ لَا نَنْزِعَ خِفَافَنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ لَا مِنْ جَنَابَةٍ وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ أَوْ نَوْمٍ أَوْ بَوْلٍ» وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ «إلَّا مِنْ جَنَابَةٍ لَكِنْ مِنْ بَوْلٍ» وَالْأَوَّلُ أَحْسَنُ (وَقَوْلُهُ) «الْمَاءُ لَا يَجْنُبُ» أَيْ لَا يَنْجَسُ مَجَازٌ (وَجُنِبَ) فَهُوَ مَجْنُوبٌ أَصَابَتْهُ ذَاتُ (الْجَنْبِ) وَهِيَ عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ (وَجَنْبٌ) حَيٌّ مِنْ الْيَمَنِ إلَيْهِمْ يُنْسَبُ حُصَيْنُ بْنُ الْجُنْدُبِ الْجَنْبِيُّ وَكُنْيَتُهُ أَبُو ظَبْيَانَ بِالْكَسْرِ وَالصَّوَابُ الْفَتْحُ عَنْ أَهْلِ اللُّغَةِ وَحَدِيثُهُ فِي السِّيَرِ وَلَا (جَنَبَ) فِي (ج ل) جَنِيبًا فِي (ج م) .
(جنب)
فلَان فِي بني فلَان جَنَابَة نزل فيهم جنيبا (غَرِيبا) وَالرِّيح جنوبا هبت من الْجنُوب أَو إِلَيْهِ وَيُقَال جنبت ريحهما كَانَا متفقين متصافيين وَإِلَيْهِ جنبا اشتاق وَالشَّيْء بعد عَنهُ وأبعده وَدفعه وَأصَاب جنبه وَكسر جنبه وَالْبَعِير كواه فِي جنبه وَالْبَيْت وَنَحْوه جنبا ستره بالمجنب وَالْأَرْض سوها بالمجنب وَالْفرس أَو الْأَسير جنبا قَادَهُ إِلَى جنبه وَفُلَانًا الشَّيْء جنبا وجنوبا وجنابة نحاه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {واجنبني وَبني أَن نعْبد الْأَصْنَام}

(جنب) جنبا بعد واشتكى جنبه وَمَال إِلَى جنبه وظلع وتلوى من شدَّة الْعَطش وَإِلَيْهِ اشتاق وقلق فَهُوَ جنب وَالرِّيح جنبت وَفُلَان صَار جنبا

(جنب) جَنَابَة بعد وتقرب فَهُوَ جنيب وَصَارَ جنبا

(جنب) شكا جنبه وَأُصِيب بِذَات الْجنب وأصابته ريح الْجنُوب يُقَال جنب الْقَوْم أَو الزَّرْع فَهُوَ مجنوب

جنب


جَنَبَ(n. ac. جَنْب)
a. Hit in the side.
b. Thrust, put, turned aside.
c. Led along by his side.
d. [Fī], Alighted amongst; settled amongst.
e. Suffered from pleurisy.
f.(n. ac. جُنُوْب), Was in the south (wind).
جَنِبَ(n. ac. جَنَب)
a. Had the side-ache, the stitch.
b. Leant sideways, was on one side.

جَنَّبَa. Turned aside from; avoided; eluded, evaded

جَاْنَبَa. Kept, walked by the side of.
b. see II
أَجْنَبَa. see I (b)
تَجَنَّبَa. see II
إِنْجَنَبَa. see I (b)
إِجْتَنَبَa. see II
جَنْب
(pl.
جُنُوْب أَجْنَاْب)
a. Side, flank.
b. Vicinity, neighbourhood; tract, region.
c. [prec. by
Fī], By the side of; in comparison with; with respect
to.
جَنْبَةa. Retirement, seclusion.
b. Apart, aside.

جُنُبa. Intractable, refractory.

أَجْنَبُ
أَجْنَبِيّ
(pl.
أَجَاْنِبُ)
a. Stranger; settler.
b. see 10
جَاْنِب
(pl.
جَوَاْنِبُ)
a. Side.

جَنَاْب
(pl.
أَجْنِبَة)
a. see 1 (b)b. Excellency, Lordship (titles).

جُنَاْبa. Pleurisy.

جَنِيْب
(pl.
جَوَاْنِبُ
جَنَاْئِبُ)
a. Led (horse).
جَنُوْب
(pl.
أَجْنُب
جَنَاْئِبُ)
a. South.
b. South wind.

جَنُوْبِيّa. Southern, south.

N. Ac.
تَجَنَّبَإِجْتَنَبَa. Elusion, evasion; avoidance.

جِنْبَر جِنْبَار
a. Young owl.
b. Young bustard.
ج ن ب: (الْجَنْبُ) مَعْرُوفٌ. قَعَدَ إِلَى جَنْبِهِ وَإِلَى (جَانِبِهِ) بِمَعْنًى. وَ (الْجَنْبُ) وَ (الْجَانِبُ) وَ (الْجَنَبَةُ) النَّاحِيَةُ. وَالصَّاحِبُ (بِالْجَنْبِ) صَاحِبُكَ فِي السَّفَرِ. وَالْجَارُ الْجُنُبُ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَ (جَانَبَهُ) وَ (تَجَانَبَهُ) وَ (اجْتَنَبَهُ) كُلُّهُ بِمَعْنًى. وَرَجُلٌ (أَجْنَبِيٌّ) وَ (أَجْنَبُ) وَ (جُنُبٌ) وَ (جَانِبٌ) بِمَعْنًى. وَ (جَنَبَهُ) الشَّيْءَ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَ (جَنَّبَهُ) الشَّيْءَ (تَجْنِيبًا) بِمَعْنًى أَيْ نَحَّاهُ عَنْهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وَ (الْجَنَابُ) بِالْفَتْحِ الْفِنَاءُ وَمَا قَرُبَ مِنْ مَحَلَّةِ الْقَوْمِ. وَ (الْجَنِيبُ) الْغَرِيبُ وَبَابُهُ ظَرُفَ وَرَجُلٌ (جُنُبٌ) مِنَ (الْجَنَابَةِ) سَوَاءٌ فَرْدُهُ وَجَمْعُهُ وَمُؤَنَّثُهُ وَرُبَّمَا قَالُوا فِي جَمْعِهِ (أَجْنَابٌ) وَ (جُنُبُونَ) تَقُولُ مِنْهُ: (أَجْنَبَ) وَ (جَنُبَ) أَيْضًا مِنْ بَابِ ظَرُفَ. وَ (الْجَنُوبُ) الرِّيحُ الْمُقَابَلَةُ لِلشَّمَالِ. 
جنب
أصل الجَنْب: الجارحة، وجمعه: جُنُوب، قال الله عزّ وجل: فَتُكْوى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ [التوبة/ 35] ، وقال تعالى: تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ [السجدة/ 16] ، وقال عزّ وجلّ: قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ [آل عمران/ 191] .
ثم يستعار من الناحية التي تليها كعادتهم في استعارة سائر الجوارح لذلك، نحو: اليمين والشمال، كقول الشاعر:
من عن يميني مرّة وأمامي
وقيل: جنب الحائط وجنبه، وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
[النساء/ 36] ، أي: القريب، وقيل:
كناية عن المرأة ، وقيل: عن الرفيق في السفر .
قال تعالى: يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
[الزمر/ 56] ، أي: في أمره وحدّه الذي حدّه لنا.
وسار جَنْبَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ، وجَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ، وجَنَبْتُهُ: أصبت جنبه، نحو: كبدته وفأدته.
وجُنِبَ: شكا جنبه، نحو: كبد وفئد، وبني من الجنب الفعل على وجهين:
أحدهما: الذهاب على ناحيته.
والثاني: الذهاب إليه. فالأول نحو: جَنَبْتُهُ، وأَجْنَبْتُهُ، ومنه:
وَالْجارِ الْجُنُبِ [النساء/ 36] ، أي:
البعيد، قال الشاعر:
فلا تحرمنّي نائلا عن جنابة
أي: عن بعد. ورجل جَنِبٌ وجَانِبٌ. قال عزّ وجل: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ
[النساء/ 31] ، وقال عزّ وجل: وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ [الحج/ 30] ، واجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [الزمر/ 17] عبارة عن تركهم إياه، فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة/ 90] ، وذلك أبلغ من قولهم: اتركوه. وجنب بنو فلان: إذا لم يكن في إبلهم اللبن، وجُنِبَ فلان خيرا، وجنب شرا . قال تعالى في النار: وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى [الليل/ 17- 18] ، وذلك إذا أطلق فقيل: جنب فلان فمعناه: أبعد عن الخير، وذلك يقال في الدعاء في الخير، وقوله عزّ وجل: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ [إبراهيم/ 35] ، من: جنبته عن كذا أي: أبعدته، وقيل: هو من جنبت الفرس، كأنما سأله أن يقوده عن جانب الشرك بألطاف منه وأسباب خفيّة. والتجنيب: الرّوح في الرّجلين، وذلك إبعاد إحدى الرجلين عن الأخرى خلقة.
وقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا
[المائدة/ 6] ، أي: إن أصابتكم الجنابة، وذلك بإنزال الماء أو بالتقاء الختانين، وقد جَنُبَ وأَجْنَبَ واجْتَنَبَ وتَجَنَّبَ، وسميت الجنابة بذلك لكونها سببا لتجنب الصلاة في حكم الشرع، والجَنُوب يصح أن يعتبر فيها معنى المجيء من جانب الكعبة ، وأن يعتبر فيها معنى الذهاب عنه، لأنّ المعنيين فيها موجودان، واشتق من الجنوب جَنَبَتِ الريحُ: هبّت جنوبا، فَأَجْنَبْنَا:
دخلنا فيها، وجُنِبْنَا: أصابتنا، وسحابة مَجْنُوبَة:
هبّت عليها.
[جنب] الجَنْبُ معروفٌ. تقول: قعدت إلى جنْب فلان وإلى جانب فلان بمعنى. وجنب: حى من اليمن. قال مهلهل: زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم والجنب: الناحية. وأنشد الاخفش:

الناس جنب والامير جنب * والصاحب بالجنب: صاحبك في السفر. وأما الجار الجُنُبُ فهو جارك من قوم آخرين. والجانب: الناحية، وكذلك الجَنَبَةُ : تقول: فلان لا يطور بجنبتنا. وجانبه وتجانبه وتجنبه واجتنبه كلُّهُ بمعنى. ورجلٌ أجنبيُّ وأجنبُ وجَنَبٌ وجانب كلُّه بمعنى. وضربه فجنَبَه، أي كسر جنبه. وجنبت الدابة، إذا قدتها إلى جنبك. وكذلك جنَبْتُ الأسيرَ جَنَبَاً بالتحريك. ومنه قولهم خَيْلٌ مُجَنَّبَةٌ، شدد للكثرة. وجنبته الشئ وجنبته بمعنىً، أي نَحَّيْتُهُ عنه. قال الله تعالى: (واجنُبْني وبَنيَّ أنْ نعبد الاصنام) . والجناب، بالفتح: الفناء، وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القوم، والجمع أجْنِبَةٌ. يقال: أخْصَبَ جَنابُ القومِ، وفلانٌ خصيبُ الجَنابِ، وجَديبُ الجَنابِ. وتقول: مَرُّوا يسيرون جَنابَيْهِ، أي ناحيتَيه . وفرسٌ طَوْعُ الجِنابِ بكسر الجيم، إذا كان سلس القياد. ويقال أيضاً: لَجَّ فلان في جِنابٍ قبيح، إذا لج في مُجانَبَةِ أهلِه. وجنَّبَ القومُ، إذا قَلَّتْ ألبانُ إبِلِهم. قال الجُمَيْحُ بن مُنقِذ يذكر امرأته: لَمَّا رأت إبلي قَلَّتْ حَلوبَتُها * وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ  والتجنيب أيضاً: انحناءٌ وتوتيرٌ في رجل الفرس، وهو مُسْتَحَبٌّ. قال أبو دُوادُ: وفي اليدين إذا ما الماءُ أسْهلَها * ثَنْيٌ قليلٌ وفي الرِجْلَينِ تَجنيبُ والجَنيبَةُ: بالدابةُ تُقادُ. وكل طائعٍ منقاد جنيبٌ. والاجنب: الذى لا ينقاد. والجنيبة: العَليقة، وهي الناقة تعطيها القومَ ليَمْتاروا لك عليها. قال الراجز :

رِكابُهُ في القوم كالجنائبِ * أي ضائعة لأنه ليس بمصلحٍ لمَالِهِ. والجنيبُ: الغريب. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابَةً، إذا انزل فيهم غريبا، فهو جانب، والجمع جُنَّابٌ. يقال: نِعْمَ القومُ هم لِجارِ الجَنابَةِ، أي لِجارِ الغُرْبَةِ. وقول الشاعر علقمة بن عَبَدة: فلا تَحْرِمَنِّي نائلاً عن جَنابَةٍ * فإنّي امرؤٌ وَسْطَ القِبابِ غريبُ أي عن بُعْدِ. والجَنْبَةُ: جِلدةٌ من جَنْبِ البعير. يقال أعطني جَنْبَةً أتَّخِذْ منها عُلْبَةً. ونزل فلان جَنْبةً أي ناحيةً واعتزل الناسَ. والجَنْبَةُ: اسمٌ لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصيف. يقال مطرنا مطراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ. ورجل جُنُبٌ من الجَنابَة، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربّما قالوا في جمعه أجنابٌ وجُنُبون. تقول منه: أجنبَ الرجل وجَنُبَ أيضاً بالضم. والجَنوبُ: الريح التي تقابل الشمال. تقول: جنبت الريح، إذا تحوَّلَتْ جنوباً. وسحابةٌ مجنوبةٌ، إذا هبَّت بها الجَنوبُ. والمجنوب: الذي به ذاتُ الجَنْبِ، وهي قرحة تصيب الانسان داخل جنبه. وقد جَنَبَ وأجنب القومُ، إذا دخلوا في ريح الجَنوبِ. وجُنِبوا أيضاً، إذا أصابهم الجَنوبُ فهم مجنوبون. وكذلك القول في الصَبا والدبور والشمال. والمجنب بالكسر: الترس. وقال ساعدة ابن جؤية الهذلى يصف مشتار العسل: صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يلط المجنب والمجنب أيضا: أقصى أرض العجم إلى أرض العرب، وأدنى أرض العرب إلى أرض العجم. قال الكميت :

بمعترك الطف فالمجنب * والمجنب، بالفتح: الشئ الكثير. يقال: إنّ عندنا لخيراً مَجْنَباً وشرّاً مَجْنَباً، أي كثيراً. والجَنَبُ بالتحريك الذي نُهيَ عنه : أن يَجْنُبَ الرجلُ مع فرسه عند الرِهانِ فرساً آخر لكي يتحول عليه أن خاف أن يُسْبَقَ على الأول. والجَنَبُ أيضاً: مصدر قولك جَنِبَ البعيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً، إذا ظلع من جنبه. قال الاصمعي: هو أن تلتصق رئته بجنبه من شدة العطش. قال ابن السكيت: وقالت الاعراب هو أن يلتوى من شدة العطش. قال ذو الرمة يصف حمارا:

كأنه مستبان الشك أو جنب  وقال أيضا: هاجت به جوع غضف مخصرة * شوازب لاحها التقريب والجنب
[جنب] فيه: لا تدخل الملائكة بيتاً فيه "جنب" هو لفظ يستوي فيه الواحد وغيره والمذكر والمؤنث، وقد يجمع على أجناب وجنبين، يقال: أجنب يجنب، والجنابة الاسم، وهي في الأصل البعد، والجنب يبعد عن مواضع الصلاة، والمراد هنا من اتخذ ترك الاغتسال عادة فيكون أكثر أوقاته جنباً لقلة دينه وخبث باطنه، وقيل: أراد بالملائكة هنا غير الحفظة، وقيل: أراد ملائكة الخير كما روى في بعضها. وفي الحديث: الإنسان لا يجنب، وكذا الثوب والأرض والماء، يريد أن هذه الأشياء لا يصير شيء منها جنباً يحتاج إلى الغسل لملامسة الجنب. ج: ولا ينجس الماء بغمس الجنب يده. مف: إذا لم ينو به رفع الجنابة. تو: أي لا ينجس الثوب بعرق الجنب والحائض، والإنسان بمصافحة الجنب والمشرك، والماء بإدخال يد الجنب أو اغتساله، ويجنب من كرم أو من الإجناب وهو أفصح. وح: اغتسلت في جفنة فاغتسل صلى الله عليه وسلم منه وقال: إن الماء لا "يجنب" احتج به على طهورية الماء المستعمل، وأجيب بأنه اغترف منه ولم ينغمس إذ يبعد الاغتسال داخل الجفنة عادة، وفي بمعنى من فيستدل به على أن المحدث إذا غمس يده في الإناء للاغتراق من غير نية رفع الحدث عن يده لا يصير مستعملاً. نه: لا جلب ولا "جنب"بنيه قد عبدوا الأصنام، وقيل: إن دعاءه لمن كان مؤمناً من بنيه.
جنب: الجَنْبُ: مَعْروفٌ، والجَميعُ الجُنُوْبُ. وجانَبْتُ لبصَّيْدَ: سِرْتُ بِجَنْبِه أخْتِلُه. والجِنَابُ: الجَنْبُ. وجِنَابُ الصَّبِيِّ: أي إلى جَنْبِه، ويُقال: جَنَابٌ بالفَتْحِ. وَمَرُّوا يَسِيْرُوْنَ جَنَابَيْهِ وجَنْبَتَيْهِ وجَنَابَتَيْهِ: أي ناحِيَتَيْه. والجَوَانِبُ: مَعْروفةٌ. وهو لَيِّنُ الجانِبِ: أي سَهْلُ القُرْبِ. والجَنْبُ: الجانِبُ. وفي الحَديِث: " ذُو الجَنْبِ شَهِيْدٌ " وهو الذي يَطُولُ مَرَضُه. والجِنَابَانِ: الناحِيَتَانِ، وكذلك الجَنْبَتَانِ كجَنْبَتَي العَسْكَرِ والنَّهرِ. وجَنَّبْتُ فلاناً عن هذا الأمْرِ: أي نَحَّيْته؛ فاجْتَبَبَ. وجَنَّبْتُه: دَفَعْتُ عنه مَكْرُوهاً. والجَنْبَةُ: الاجْتِنابُ. والناحِيَةُ من كَلِّ شّيْءٍ؛ شَبِيْهٌ بالخَلْوَةِ من الناسِ. ورَجُلٌ ذُو جَنْبَةٍ: أي ذو اعْتِزَالٍ عن الناسِ. ومُجَانِبُكَ: الذي قاطَعَكَ. والجانَبُ: المُجْتَنَبُ الضَّعِيْفُ المَحْقُورُ. والقَصِيْرُ أيضاً، وكذلك الجَنَبُ. والجُنّابى: لُعْبَةٌ لهم يَتَجَانَبَانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخَرِ. والجُنّابُ: مِثْلُ الصِّنْوَان وهو أنْ تَخْرُجَ شَجَرَتانِ من أصْلٍ واحِدٍ. ورَجُلٌ أجْنَبِيٌّ وأجْنَبُ وجُنُبٌ وجَنِيْبٌ: وهو البَعِيدُ منك في القَرَابَةِ والدّارِ. ورَجُلٌ جُنُبٌ: ذُو جَنَابَةٍ، وقد أجْنَبَ، الواحِدُ والجَميعُ فيه سَوَاءٌ، ويُجْمَعُ على الأجْنَابِ. وجَنَابُ القَوْمِ: ما قَرُبَ من مَحَلَّتِهم. والجُنّابُ: الغُرَبَاءُ. والقُرَبَاءُ، وهو من الأضْدَاد. واجْتَنَبْتُ القَوْمَ: تَألَّفْتُهم واقْتَدَيْتُ بهم، والاسْمُ: الجَنِيْيَةُ. والجارُ الجُنُبُ: الذي جاوَرَكَ من قَوْمٍ آخَرِيْنَ، ذو جَنَابَةٍ: أي لاَ قَرَابَةَ له في الدَّلرِ ولا في النَّسَبِ. والجانَبُ: الغَرِيْبُ، من قَوْمِ جَنّابٍ وأجْنَابٍ. ولَجَّ في جِنَابٍ قَبِيحٍ بالكَسْرِ: أي في مُجَانَبَةِ أهْلِه. والجِنَابِيُّ: المُجَانِبُ المُتَنَحّي. ورَجُلٌ مُجْنِبٌ: يُعْطي الآجانِبَ والأباعِدَ. وقيل في قَوْلِ أبي النَّجْمِ: لَوْ كَانَ خلْقُ اللَّهِ جَنْباٌ واحِداً أي لو كانوا ناحِيَةٌ وكُنْتَ في ناحِيةٍ أُخْرى لَكُنْتَ زايِداً عليهم. ويُقال للآسِيرِ الذي يُجْنَبُ إلى جَنْبِ الدابَّةِ: جُنِيْبٌ. وفي الحَدِيث: " لاجَنَبَ في الإِسْلام " وهو أنْ يُجْنَبَ خَلَفَ الفَرَسِ الذي يُسَابِقُ عليه فَرَسٌ عُرْيٌ، فإذا بَلغَ الغايَةَ يُرْكَبُ لِيَغْلِبَ الآخَرِيْنَ. ورَجُلٌ طَوْعُ الجِنَابِ: وهو الذي إذا جُنِبَ كانَ سَهْلاً. وجُنِبَ الرَّجُلُ: من الجَنَابَةِ وجنب. وجَنَبَ وأجْنَبَ واجْتَنَبَ وتَجَنَّبَ، وقَوْمٌ أجْنَابٌ. والجَنَبُ في الدّابَةِ: شِبْهُ ظَلْعٍ ولَيْسَ به؛ يُقال: حِمَارٌ جَنِبٌ. والمُجَنَّبُ البَعِيْرُ الذي يَتَافَعُ عن ضاغطٍ بدَفِّه يَتَمَايَلُ عنه. والمُجَنِّبُ من الخَيْلِ: البَعِيدُ ما بَيْنَ الرِّجْلَيْنِ من غَيْرِ فَحَجٍ؛ وهو مَدْحٌ، وقيل: هو انْحِنَاءٌ وتَوْتِيْرٌ. وهو أيضاً: الفَرسُ الذي يُنَحِّي اليَدَ والرِّجْلَ في شَقٍّ عن مَوْقِعِها، والاسْمُ: الجَنَبُ. والجَنُوْبُ: رِيْحٌ تُخَالِف الشَّمَالَ، والجَمْعُ الجَنَائبُ. وجَنَبَتِ الرِّيْحُ تَجْنُبُ جُنُوباً. والمَجْنُوْبُ والمُجَنَّبُ: الذي أصَابَتْه رِيْحُ الجَنَوْبِ، ومن قَوْلهم: جُنِبَ القَوْمُ وشُمِلُوا. وسَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ: هَبَّتْ بها الجَنُوْبُ. والجَنْبَةُ مَجْزُوْمَةٌ: اسْمٌ يَقَعُ على عامَّةِ الشَّجَرِ التي تَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ. ولَبَنٌ حامِضٌ يُصَبُّ على حَلِيْبٍ. وعُلْبَةٌ تُتَّخَذُ من جِلْدِ جَنْبِ البَعِيرِ. وما سُلِخَ من جِلْدِ البَعِيرِ فاتُّخِذَ مِرْوَداً. والمَجْنَبُ: الخَيْرُ الكَثِيرُ، إنَّ عِنْدَه لَشَرّاً مَجْنَباً وخَيْراً مَجْنَباً. والجَنِيْبَةُ: صُوْفُ الشاةِ الثَّنِيَّةِ؛ وهي بَعْدَ العَقِيْقَةِ. وهي العَلِيْقَةُ أيضاً للبَعِيرِ الذي يُعَلِّقُه الرَّجُلُ مَعَ إبِلِ أصْحَابِ المِيْرَةِ، وهي الجَنَائبُ والعَلاَئقُ. وتُرَابُ المَعْدَنِ. والنَّظِيْرُ، يُقال: لا،َظِيْرَ له ولا جَنِيْبَةَ. والدّابَّةُ تُجْنَبُ والتابع. والقَرِيْنُ. والجَنِيْبُ: ضَرْبٌ من
التَّمْرِ الكَيِيرِ المَكْبُوسِ. والتَّجْنِيْبُ: صُدُوْدُكَ عن الرَّجُلِ، أعْرَضَ عَنّي مُجنِّباً. وهو أيضاً: ذَهَابُ ألْبَانِ الإبلِ، جَنَّبَتِ الإِبلُ تَجْنِيْباً. وجَنَّبَ بَنُو فلانٍ فَهُمْ مُجَنَّبُون وجِنَابٌ: إذا لم يَكُنْ في إبلهم لَبَنٌ، وهو عامُ تُجْنِيْبٍ. وجَنَّبَ النَّخْلُ: إذا لم يَحْمِلْ والمجنب: الترس. والمِجْنَبُ من الشَّرِابِ: الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الباطِيَةِ، وقيل: هو الذي اجْتُنِبَ فلم يُشْرَبْ، وقيل: أُبْرِزَ للجَنُوْبِ لِتُصَفِّيَهُ. وهو أيضاً: الطَّعَامُ القَفْرُ الذي لا أُدْمَ فيه. والجِنَابَانِ: بِنَاءانِ يُبْنَيَانِ مُتَحَاذِيَيْنِ. والجِنَابُ: سِمَةٌ كالكِشَاحِ، جَمَلٌ مَجْنُوبٌ وإبِلٌ مُجَنّنَّبَةٌ. والسَّمَاكُ الجَأْنَبُ: هو الأعْزَلُ مَهْمُوزٌ.تَّمْرِ الكَيِيرِ المَكْبُوسِ. والتَّجْنِيْبُ: صُدُوْدُكَ عن الرَّجُلِ، أعْرَضَ عَنّي مُجنِّباً. وهو أيضاً: ذَهَابُ ألْبَانِ الإبلِ، جَنَّبَتِ الإِبلُ تَجْنِيْباً. وجَنَّبَ بَنُو فلانٍ فَهُمْ مُجَنَّبُون وجِنَابٌ: إذا لم يَكُنْ في إبلهم لَبَنٌ، وهو عامُ تُجْنِيْبٍ. وجَنَّبَ النَّخْلُ: إذا لم يَحْمِلْ والمجنب: الترس. والمِجْنَبُ من الشَّرِابِ: الذي يَبِيْتُ لَيْلَتَه في الباطِيَةِ، وقيل: هو الذي اجْتُنِبَ فلم يُشْرَبْ، وقيل: أُبْرِزَ للجَنُوْبِ لِتُصَفِّيَهُ. وهو أيضاً: الطَّعَامُ القَفْرُ الذي لا أُدْمَ فيه. والجِنَابَانِ: بِنَاءانِ يُبْنَيَانِ مُتَحَاذِيَيْنِ. والجِنَابُ: سِمَةٌ كالكِشَاحِ، جَمَلٌ مَجْنُوبٌ وإبِلٌ مُجَنّنَّبَةٌ. والسَّمَاكُ الجَأْنَبُ: هو الأعْزَلُ مَهْمُوزٌ.
جنب: جنب، يقال: جنب له الجياد بمعنى أعطاه جيادا تقاد إلى جنبه، وأهداها له (تاريخ البربر 1: 435، 2: 230، 267، 391، 431).
ويقال أيضاً: جنب إليه (تاريخ البربر 2: 292).
وجنب المركب: جره وسحبه (تاريخ البربر 2: 336).
وكان في طرف السفينة أو على جانبها أو عليها (بوشر).
جانب: تقدم (هلو) ولعلها: تقدم على طول الشاطئ أي سار إلى جانبه، مثل جانب البرَّ أي سار جانب الساحل في معجم بوشر.
تجنب منه: تجنبه، ابتعد عنه، تنحى (بوشر).
تجانب، تجانبوا: تباعد بعضهم عن بعض (بوشر).
جَنْب: جناح الجيش (بوشر).
وجنب: بجانب، بقرب، وجنبى: بجانبي، بقربي. وقعد جنبه: قعد بجانبه، قريبا منه.
وبيتي جنب بيته: بيتي بجانب بيته، لصق بيته.
وجنب بعضهم: إزاء بعضهم، بعضهم قريب من بعض.
وجنب الشاطئ: حذاء الشاطئ (بوشر).
وعلى جنب: بعداً، منتحيا، ومنفردا (بوشر).
وخلى عن جنب: أبعده ونحاه (بوشر).
وفي جنب: بالنسبة إلى (لين نقلا عن تاج العروس) (فريتاج مختارات ص55). وفي رياض النفوس (ص58 ق): إن خطاياي كبيرة، (فقال لي فأنها صغيرة حقيرة في جنب عفو الله وكرمه).
وتعني أيضاً: الذي في جانب والذي يحصل في وقت حصول غيره، ففي كليلة ودمنة (ص 244): وكان محتملا لكل ضرر في جنب منفعة تصل إليك.
ومن الجنب للجنب: من جانب إلى جانب، من طرف إلى طرف (بوشر). جَنْبَة: في ألف ليلة وليلة (2: 101): اشترى لك جنبة ياسمين، وقد ترجمها لين بما معناه سَلّة.
جَنْبِيَة: اسم كان أهل مكة يطلقونه، أيام ابن بطوطة، على نوع من الخناجر المعقوفة.
(معجم الأسبانية ص290، بكنهجام 2: 195).
وجنبية وجمعها جنابي: منحدر الجبل، خيف (ألكالا).
جَنَاب. جناب الجبل: سفح الجبل (رولاند).
وجناب: لقب تشريف وتعظيم بمعنى صاحب السيادة (رولاند)، وصاحب السعادة (هلو، بوشر)، وصاحب الشوكة (بوشر)، وصاحب السمو (هلو).
ويطلق هذا اللقب على موظفي الدولة.
(دي ساسي مختارات 1: 158، أماري.
ديب ص214) كما يطلق على أم الخليفة (ابن جبير ص224 وما يليها).
ويقال أيضاً جنابك، مثل حاشا جنابك من البخل (بوشر)، والجناب العالي: صاحب السمة (بوشر).
وجناب الله: جلاله. يقال مثلا: جل جنابه تعالى عن أن (بوشر).
ويقال مجازاً: جناب الشريعة محترم، أي جلالها (دي ساسي، مختارات 2: 94).
غض من جنابه: قصر في احترامه وأساء اليه، ففي تاريخ تونس (ص97): فلما قدم على شعبان، أنف من القيام له وغض من جنابه فكان ذلك سبب العداوة. وتجد مثل هذا الاستعمال في ص104، 118 منه.
جَنوب: وردت في معجم فوك مع جمعها جُنَب بمعنى الضحية. الجنوبان: حنوا الهودج، وهماعودان معوجان على شكل قوس يلتقيان في أعلى وسط الهودج ليسند غطاء الهودج (فيشر 2: 157).
جَنِيب: كان من عادتهم أن يقودوا خلف السلطان عددا من الخيل مجهزة بعدتها تسمى جنائب (مملوك 1، 1: 192، أماري ص448، دي ساسي لطائف 1: 65).
وجنائب: خيل، فرسان. ففي القلائد (ص190): فلما اصح (أصْبَحَ عاقد كنانب، وعاقد جنائب، وصاحب ألوية.
وجنيب عكاز: ذو عكاز إلى جانبه (ملر ص50).
جَنَابَة: نجاسة، وحال من ينزل منه منيّ، أو يكون في جسمه نجاسة (بوشر).
جَنّابِيّ. في لطائف دي ساسي (1: 183): الحضرة الجنابية، ويظهر لأول وهلة أنها لقب تعظيم. غير أني فكرت في الكلمات الاخرى المشتقة من نفس الاصل (جنب) ولذلك أرى أن المؤلف قد استعمل كلمة جنابي بمعنى نجس من استعمال الكلمة بمعنى ضد معناها.
جَنَّاب: الثقيل الشرس الذي يريد ان يأكل كما يشاء يدفع من جانبيه بمرفقيه ليوسع المكان لنفسه (دوماس حياة العرب ص 315).
جَنّابِيّة. الجنابيات: الحجارة التي توضع إلى جانبي القبر في البرية وهي تحدد جانبيه المتقابلين (بروسلارد، مذكرات حول قبور أمراء بني زيّان وغيرهم ص 19).
جانب: جناح الجيش (بوشر).
وجانب: الجزء الجانبي من الحذاء والخف (بوشر).
والجانبان: الطرفان المتعاقدان (المقري 2: 290). وجانب بمعنى سار وسحب، لا بد من ملاحظة قولهم: أنطلق إلى جانبه. أي سار في طريقه (كليلة ودمنة ص274).
أما قولهم نخاف جانبكم الذي ذكره فريتاج فقارنه بما ذكره أماري (ديب ص24): وخوفناهم جانبكم وعقوبتكم لهم على سوء فعلهم.
وجانب بمعنى: جزء، قسم، حصة.
(أنظر لين) وتطلق على الجزء الأكبر (أنظر فليشر في Gersdoy's Repetorium 1839، ص433 حيث ينقل من مختارات دي ساسي 3: 380، وبوشر في مادة.
وفي طبعة لين ألف ليلة مقدمة: 12 ص93 حيث صحح ما كان قد قاله في كتابه المعجم، (هابشت ص87).
جانب من بضائع: قسم من بضائع، وما في ملكه الأجانب منه أي لا يملك إلا جزء منه.
وفّى جانباً: وفّي جزء من دينه.
وجانب من المبلغ، جزء منه على الحساب (بوشر).
ومضى من الليل جانب: أي مضى من الليل جزء كبير (فريتاج مختارات ص44، ميرسنج ص24، تاريخ البربر 1: 148، 196، 2: 121، ألف ليلة 2: 66، 577، 627، 3: 195) وحيث نجد في ألف ليلة برسل (4: 372): جانب الجيش، نجد في طبعة ماكن: بعض من الجيش.
ويقال أيضاً: اقطعوهم جانب الوداد والموالاة، بمعنى حفظوا لهم بعض مظاهر الوداد والموالاة (دي سلان، تاريخ البربر 2: 128).
ويقال: كان من الكرم والعطاء على جانب عظيم، أي كان كريما جدا معطاء (ألف ليلة برسل 7: 259).
ويقال: كان على جانب من الحيرة، أي كان شديد الحيرة (دي سلان المقدمة 1: 75).
وجانب: سمعة، شرف (أنظر لين)، ففي رحلة ابن جبير (ص60): وكان يحافظ على جانب هذا السلطان العظيم. ومن هذا قيل: وقع في جانبه بمعنى: أزرى عليه، ولامه. (أخبار ص144) ومثله في بيان (2: 105).
وجانب: لقب تعظيم مثل جناب بمعنى: فخامة، وسمو الخ. ويقال: الجانب الكريم (أماري ديب ص106) حيث نجد في الترجمة اللاتينية القديمة (ص306).
ما معناه: صاحب السلطان، المتسلط، السيد، وفيه (ص108): الجانب العلي.
بجانب: بجنب، بقرب (بوشر).
على جانب: لا تعني بقرب، بجنب فقط، بل تعني حوالَيْ أيضاً، ففي ألف ليلة (1: 60): عملت الخضرة على جانب الجرة.
في جانب: بخصوص، ففي أماري (ص389): فأمرهم أن يصعدوا المنابر فيتكلموا في جانب الموحدين بسوء. وتعني أيضاً: خلال، في: ففي مقدمة كوزج (ص13): وصار يسوق عليها في جانب الأقطار. والضمير في عليها يعود إلى الخيل والإبل. وفي جوانب تدل على نفس المعنى، ففي تاريخ البربر (2: 249): هلك في جوانب تلك الملحمة.
أجنب: يطلق العربي لفظة أجنب على الغريب الذي ليس من أهله، ففي رحلة ابن بطوطة (4: 388) مثلا: والنساء هناك يكون لهن الأصدقاء والأصحاب من الرجال الأجانب.
وأجنب: ما كان من جنس أو نوع آخر، يقول ابن العوام (1: 102) بعد كلامه عن ذرق الحمام: وأما ذرق غيرها من الطيور الاجانبة (الأجانب).
أجنبي: يطلق العربي لفظة أجنبي على الغريب الذي ليس من أهله، ففي رحلة ابن بطوطة 345): فأني أخاف أن تدخل على امرأة من النساء الأجنبيات. وفي ألف ليلة (1: 345): فأني أخاف أن تدخل على امرأة أجنبية فتروح روحك.
وأجنبي: تابع، ملحق، مكمل، متمم (بوشر).
وأجنبي عن: لا يتصل به، لا يختص به.
ففي فان دن برج (ص42): كلام أجنبي عن العقد.
وأجنبي: الشخص الثالث. (فان دن برج ص70 رقم 1).
مُجَنَّة: طنفسه، بساط، في القسم الثاني من معجم فوك. غير أنها مَجَنّبة في القسم الأول منه. (أنظر مِجُنَب عند لين).
مُجَنِّبَة: ليس معناها جناح الجيش فقط، بل تعني جناح القصر أيضاً، ففي رياض النفوس (ص97 و): في خارج المسجد أخذ عصاه وجاء إلى العمود الذي في المجنبة فأخذ يطعن فيه بعصاه.
وجانب الحوض (المقري 1: 374). وجناح، ملحق (مملوك2، 2: 7).
باب الجيم والنون والباء معهما ج ن ب، ن ج ب، ب ن ج، ن ب ج، ج ب ن مستعملات

جنب: الجنوب جمع الجنب. والجانِبُ والجَوانبُ معروفة. ورجلٌ ليِّنُ الجانِبِ (والجَنبِ) ، أي سهل القُربِ ويَجيء الجَنب في موضع الجانِب، قال:

النّاس جَنبٌ والأميرُ جَنبُ

كأنَّه عدله بجميع الناس. (وقوله- عزَّ وجلَّ- مُخبراً عن دُعاء إبراهيم إيّاه: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ



، أي نجِّني)

. والجَنابانِ: النّاحِيتانِ. والجَنبتان: ناحيتا كلِّ شيءٍ كجَنَبتي العسكر والنَّهر ونحوهِما، والجميعُ الجَنَباتُ. والجَنيبةُ: كلُّ دابَّةٍ تُقادُ. وجَنَّبتُه عن كذا فاجتَنَبَ أي تَجنَّبه، قال اللُّه- عز وجلَّ-: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ

وجَنَّبتُه أي دَفَعتُ عنه مكروهاً. والجَنَبَة: مصدر الاجتِنابِ. والجَنبَةُ: الناحيةُ من كلُّ شيءٍ، كأنه شِبهُ الخَلوَةِ من الناس. ورجلٌ ذو جَنبةٍ أي ذو اعتزالٍ عن الناس، مجتنب لهم. والمجانب: الذي قاطعك، وقد اجتنب قُربكَ. والجانبُ: المُجتنبُ الضَّعيفُ المحقُورُ، قال العجّاج:

لا جانِبٌ ولا مسقى بالغمر

والجُنابى: لُعبةٌ لهم، يَتَجانبُ الغُلامانِ فيعتصمُ كلُّ واحدٍ من الآخر. ورجلٌ أجنبِّي، وقد أجنبَ، والذَّكرُ، والأنثى فيه سواءٌ، وقد يجمع في لغةٍ على الأجنابِ، قالت الخنساءُ:

يا عينُ جُودي بدمعٍ منكِ تَسكابا ... وأبكي أخاكِ إذا جاورتِ أجنابا

والجارُ الجُنُبُ الذي جاوَرَكَ من قومٍ آخرين ذو جنابة لا قرابةَ له في الدارِ، ولا في النَّسبِ، قال الله- عز وجل-: وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى، وَالْجارِ الْجُنُبِ

والجَنُوبُ: ريحٌ تجيء عن يمين القِبلة، والجميع: الجَنائبُ، وقد جَنَبَتِ الرِّيح تَجنُبُ جُنوباً. والجَنَبُ في الدابة شبه ظلع، وليس بظلع.والجَنيبُ: الأسيرُ مشدُود إلى جَنب الدابَّة. وجَنابُ الدّارِ: ساحتها، وجَنابُ القوم ما قرب من مَحَلَّتهم. وأخصب

جَنابُ القوم. والجَنبَة، مجزومٌ، اسم يقع على عامَّةِ الشَّجَر يُترك في الصَّيف.

ويقال: لا جَنَبَ في الإسلام

، وهو أن يُجنب خلف الفرس الذي يُسابقُ عليه فرسٌ آخرُ عَرِيَ، فإذا بلغ قريباً من الغايةِ يُركبُ ذلك ليغلب الآخرين. والجَنيبُ: الغريبُ، والجانبُ أيضاً. والجَنيبُ: المَجنُوبُ. والجَنيبُ: الذي يشتكي جَنبه. والجَنيبُ: الذي يجتنِبك فلا يختلطُ بكَ

. وأجنَبنا منذ ثلاثٍ، أي دخلنا في الجنُوبِ. وجنبنا منذ أيام: أصابتنا ريحُ الجنوبِ. ويقال: أجنب فلانٌ، إذا أخذته ذاتُ الجنب، كأنها قرحةُ الجَنبِ. وجَنَبَ فلانٌ في حيِّ فلانٍ، إذا نزل فيهم غريباً، يَجنُبُ ويجنب. وجَنَّبَ بنو فلانٍ فهم مُجَنِّبون، إذا لم يكن في إبلهم لبن، قال الجُميجُ:

لما رأت إبلي قلَّت حلوبتُها ... وكلُّ عامٍ عليها عامُ تَجنيبِ

يُريد عام ذهاب اللبن، ويقول: كلُّ عامٍ يمرُّ بها هو عام تَجنيبِ. ويقال: إنَّ عند بني فلانٍ لشرا مجنبا وخيرا مجنبا، أي كثيرا. والمجنب: التُّرسُ، قال ساعِدةُ بنُ جُؤيَّة الهُذليُّ:

ضَرَبَ اللَّهيفُ لها السُّيوبَ بطغيةٍ ... تُنبي العُقابَ كما يلطُّ المِجنَبُ

ويقال: هذا رجل جَنابيٌّ: منسُوب لأهلِ جَنابٍ بأرضِ نجدٍ. ويقال: لجَّ فلانٌ في جَنابٍ قبيحٍ، أي في مُجانفةٍ وجَنفٍ. وأجنَبَ الرجل، إذا أصابته الجنابةُ. (ويقال: اتَّقِ اللَّه في جنبِ أخيك، ولا تقدح في شأنه، وأنشد:

خليليَّ كُنا واذكر اللَّه في جَنبي

أي في الوقيعة في. وضَرَبَه فجَنَبهُ، إذا أصاب جَنُبه. ويقال: مَرّوا يسيرون جنابيه، وجنابتيه، أي ناحِيتيه. وقعد فُلانٌ إلى جَنبِ فُلانِ، وإلى جانبِ فلانٍ. والجَأنَبُ، بالهمز، الرجلُ القصيرُ الجافي الخلقةِ، ورجلٌ جأنبٌ إذا كان كزاً قبيحاً. وقال أمرؤ القيس:

ولا ذاتُ خلقِ إن تأملت جأنبُ

ورجل أجنَبُ، وهو البعيد منك في القَرابةِ. وقال علقمة:

فلا تَحرِمَنّي نائِلاً عن جَنايةٍ ... فاني امرؤٌ وسط القِبابِ غَريب

نجب: قال الخليلُ: النَّجبُ قُشور الشَّجر الغُلبِ. ولا يقال لمِا لان من قِشر الأغصانِ نجب. ولا يقال: قِشرُ العُروقِ، ولكن نَجَبُ العروق، والقِطعةُ: نَجَبةٌ، وقد نَجَّبتُه تَنجيباً، وذهب فلانٌ يَنتَجبُ، أي يجمع النَّجَبَ

، قال ذو الرمة:

كأن رجليهِ ممّا كان من عشر ... صقبان لم يتقشر عنهما النجب

وانتجبتُه، أي استخلصته واصطفيته اختياراً على غيره. والمِنجابُ من السهام لما بري وأصلحَ، إلا أنه لم يُرش، ولم يُنصل بعد. وأنجَبَتِ المرأةُ إذا وَلدَت وَلَداً نجيباً، وقال الأعشى:

أنجب أيام والداه به ... إذ نجلاهُ فنِعم ما نَجَلا

وامرأةٌ مِنجابٌ، أي ذات أولادٍ نُجَباءَ، ونساءٌ مناجيبُ. والنَّجابةُ: مصدر النَّجيب من الرجال، وهو الكريمُ ذو الحَسَبِ إذا خَرَجَ خُرُوجَ أبيه في الكرمِ، والفعلُ: نَجُبَ ينجُبُ نجابةً، وكذلك النَّجابة في نجائِبِ الإبل، وهي عتاقُها التي يُسابقُ عليها.

نبج: نبجَتِ القبجةُ، إذا خرجت من جحرها، دخيل. والنبج: ضرب من الــضراط. ويقالُ لمن تكلَّم بما شاء نباج. والأنبج: حملُ شجرةٍ بالهند تربَّبُ بالعسل على خِلقِة الخَوجِ، مُجَرَّفٌ الرأس، يُجلبُ إلى العراق وفي جوفه نواة

كنواةِ الخوجٍ، ومنه اشتقَّ الأنجِبات التي تُربَّبُ بالعسل من الأترجِّ والأهليلجَةِ

ونحوها.

بنج: البنجُ من الأدوية، معرب.

جبن: الجبن، مثقَّل، الذي يؤكل، وتجبَّن اللَّبنُ: صار كالجُبُنِّ. ورجلٌ جَبانٌ وامرأة جَبانةٌ، (ورجال جُبناءُ)

ونساءٌ جَباناتٌ. وأجبنتُه: حسبتُه جَباناً. والجَبينُ: حرف الجَبهةِ ما بين الصُّدغين منفصلاً

عن الناحيةِ، كلُّ ذلك جبين واحد، وبعضهم يقول: هما جَبينانِ. والجبّانةُ واحدة، والجَبابين

كثيرة. 
جنب
جنَبَ1 يَجنُب، جَنابةً وجَنْبًا، فهو جانِب، والمفعول مَجْنوب
• جنَب الشَّيءَ: بَعُدَ عنه "جنَب صديقَ السوء".
• جنَبه الشَّيءَ: نحّاه عنه وأبعده " {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ} ". 

جنَبَ2 يَجنُب، جَنْبًا، فهو جانِب، والمفعول مَجْنُوب
• جنَب الشَّخْصَ: أصاب جَنْبه. 

جنُبَ يَجنُب، جَنَابةً، فهو جُنُب
• جنُب الشَّخْصُ: صار جُنُبًا. 

جنب

اجتنبَ يجتنب، اجتنابًا، فهو مُجتنِب، والمفعول مُجتنَب
• اجتنب أصدقاءَ السُّوءِ: توقّاهم، ابتعد عنهم " {وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} ". 

جنب
تجانبَ يتجانب، تجانُبًا، فهو مُتجانِب، والمفعول مُتجانَب
• تجانبَ لَعِبَ القمار: اجتنبه، ابتعد عنه. 

تجنَّبَ يتجنَّب، تجنُّبًا، فهو مُتجنِّب، والمفعول مُتجنَّب
• تجنَّب الخَطَرَ: ابتعد عنه، توقّاه "تجنَّب الاختلاطَ بالنَّاس- استطاع أن يتجنَّب ضربة الخصم- {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى} ". 

جانبَ يجانب، مُجانَبةً، فهو مُجانِب، والمفعول مُجانَب
• جانبه الصَّوابُ: بعُد عنه.
• جانبه في طريق العودة: سار أو مشى إلى جَنْبِه ° المجانِب: المجاور، القريب.
• جانبَ الشَّخصَ: أبعده، تحاشاه "صَاحِبِ الكرامَ وجَانِبِ اللِّئام". 

جنَّبَ يجنِّب، تجنيبًا، فهو مُجنِّب، والمفعول مُجنَّب
• جنَّب المشاغبين: أبعدهم "جنَّب الأستاذُ مثيري الشَّغَب".
• جنَّبه الخطرَ: نحَّاه عنه، أبعده عنه "يجب على الزُّعماء أن يجنِّبوا شعوبَهم ويلات الحروب- {وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى} ".
• جنَّب الشَّيءَ: صار أو مشى إلى جانبه "جنَّب بسيّارته القطارَ". 

أجنبيّ [مفرد]: ج أجانبُ، مؤ أجنبيّة، ج مؤ أجنبيّات وأجانبُ:
1 - مَنْ لا يتمتّع بجنسيّة الدَّولة "عمالة أجنبيّة- البلاد/ العملات الأجنبيّة- الكفاح ضدّ التدخل الأجنبيّ" ° آداب أجنبيّة: آداب أقوام أخرى- لغات أجنبيّة: لغات أمم أخرى خلاف اللّغة القوميّة.
2 - بعيد في القرابة "يجب على المرأة ألاّ تتبرَّج بزينة أمام أيِّ أجنبيّ".
• أجنبيّ عن الأمر: من لا تعلُّق له به ولا معرفة. 

جانِب [مفرد]: ج جوانبُ:
1 - اسم فاعل من جنَبَ1 وجنَبَ2.
2 - شقّ الإنسان وغيره " {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} ".
3 - ناحية وطرف "درس القضّية من جوانبها المختلفة- بحث عنه في جوانب الدَّار- مضى من الليل جانبٌ: جزء كبير- خفض له جانبه- فاض النهرُ على جانبيه- {وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ} " ° أخَذه جانبًا: إلى جهة جانبيّة- أمن جانبه: أحسّ بأمن منه- عزيز الجانب/ قويّ الجانب: ذو قوّة ومكانة وأثر- على جانب عظيم من الكرم: كريم جدًّا- على جانب كبير من الأهمّيّة: مهمّ جِدًّا- لين الجانب/ رقيق الجانب: لطيف، سلس، محبوب- مرهوب الجانب: يُخْشى منه، يرهبه الناس ويخافونه- منتفخ الجوانب: متكبِّر- مِنْ جانبٍ واحد: من طرف واحد- منيع الجانب/ مهيب الجانب: قويّ، مرهوب، يُخشى بأسه- وضَع الكتاب جانبًا: تركه أو أبعده عنه أي كفَّ عن قراءته- وفّى جانبًا: جزءًا من دينه- وقَف إلى جانبه: أيَّده- يحذر جانبه: يحذره.
4 - مقدار أو جزء "خصَّص جانبًا كبيرًا من وقته لأسرته" ° إلى جانب ذلك/ بجانبه: بالإضافة إليه. 

جانبيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى جانِب: "حوار/ طريق جانبيّ- شوارع جانبيّة" ° أمور جانبيّة: ثانويّة، عكسها رئيسيّة أو جوهريّة- اتِّصالات أو مباحثات جانبيّة: أي تجرى على الهامش- تأثير جانبيّ: مفعول سلبيّ لدواء ونحوه- خَطّ جانبيّ: خطّ على جانب شيء ما كملعب كرة القدم من النّاحية الواقعة خارج هذا الخطّ مباشرة- نَظْرة جانبيّة: أي بطرف العين.
• الطَّبلة الجانبيَّة: (سق) طبلة صغيرة ذات وجهين لها أسلاك مربوطة من أسفل. 

جَناب [مفرد]: ج أجنِبة:
1 - ناحية ° خصيب الجَناب/ رَحْب الجَناب: سَخِيّ- في جَنَابه: في كنفه ورعايته.
2 - لقب احترام وتشريف يُستعمل في المراسلة أو المخاطبة بمعنى: صاحب السيادة، صاحب السعادة، ويُطلق على موظّفي الدولة "جَناب الأستاذ الدكتور". 

جُناب [مفرد]
• الجُناب:
1 - (طب) التهاب في غشاء البلَّور المحيط بالرِّئة.
2 - (طب) قرحة تصيب الإنسان في داخل جنبه. 

جَنابة [مفرد]:
1 - مصدر جنُبَ وجنَبَ1.
2 - حال مَنْ ينزل منه منيّ أو يكون منه جماعٌ "أصابته جنَابة- اغتسل من الجَنابة". 

جَنْب [مفرد]: ج أجناب (لغير المصدر) وجُنوب (لغير المصدر):
1 - مصدر جنَبَ1 وجنَبَ2.
2 - (شر) جانِب، أحد شقيّ الجسم الأيمن أو الأيسر، وهو ما تحت الإبط إلى الكشح "نام على جَنْبه- جنب الجبل: منحدرهُ- {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} " ° بين جَنْبَيْهِ: في داخله وقرارة نفسه.
3 - ناحية وقُرْب "بيتُه جَنْب بيتي- أخذ جَنْبًا" ° الصَّاحب بالجنب: الرفيق، ويطلق على الزوجة وعلى الرفيق في السَّفر أو الصَّنعة أو التّعلُّم- جلَسَ على جَنْب: في ناحية- جَنْبًا إلى جَنْبٍ: متجاورين متلاصقين.
4 - أمر وشأن " {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ} " ° هذا قليل في جنب مودّتك: بالنسبة إليها.
• ذات الجنب: (طب) التهاب في الغشاء المحيط بالرِّئة يسبِّب سُعالاً، وحمَّى ونخسًا في الجنب، يزداد عند التنفُّس? ذو الجنب: الذي يشتكي جَنْبَه. 

جُنُب [مفرد]: ج أجناب:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من جنُبَ.
2 - بُعْد " {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} ".
3 - غريب ساكن في جوارك " {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} ". 

جَنَبات [جمع]: مف جَنْبَة
• جَنَبات البيت وغيره: جوانبه ونواحيه "تجوّل في جَنَبات الحديقة" ° بين جَنَباته/ في جَنَباته: في أعماقه وداخله. 

جَنوب [مفرد]: ج أَجنُب وجنائب: جهة المقابلة للشّمال وتكون على يمينك وأنت متّجه إلى الشَّرق "جَنوب مصر/ إفريقيا" ° جَنوبًا: باتّجاه الجنوب أو إلى الجنوب.
• الجَنُوب: ريح تَهُبُّ من جهة الجَنوب، وهي الرِّيح القبليّة.
• الجَنوب المغناطيسيّ: (فز) رأس البوصلة المقابل لجهة الشمال والمتجه 180 درجة مع عقارب الساعة.
• الجَنوب الشَّرقيّ: الاتّجاه الواقع بين الجَنوب والشرق أو رأس بوصلة ملاحيَّة في اتِّجاه 135 درجة شرقيّ الشمال.
• الجنوب الغربيّ: الاتّجاه الواقع بين الجَنوب والغرب أو رأس بوصلة ملاحيَّة في اتِّجاه 135 درجة غربيّ الشمال.
• القطب الجنوبيّ: قطب على سطح الأرض واقع في الجنوب من محور دوران الأرض. 

جَنوبيّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى جَنوب: "تقع أسوان جَنوبيّ مصر: في داخل مصر من الجَنوب- تقع السودان جَنوبيّ مصر: تَحُدّ مصرَ من الجَنوب- عاصفة جنوبيَّة" ° المنطقة المتجمِّدة الجَنوبيَّة: الأراضي والمياة المحيطة بالقُطْب الجنوبيّ.
2 - شخص يعيش في جَنوب البلاد. 
الْجِيم وَالنُّون وَالْبَاء

الجَنْب، والجَنَبَة، والجانِب: شقّ الْإِنْسَان وَغَيره.

وَالْجمع: جُنُوب، وجوانب، وجنائِب، الْأَخِيرَة نادرة.

وَحكى اللحياني: إِنَّه لمنتفج الجوانب. قَالَ: وَهُوَ من الْوَاحِد الَّذِي فرق فَجعل جمعا.

وجُنِب الرجل: شكا جَانِبه.

وَرجل جَنيب: كَأَنَّهُ يمشي فِي جَانب متعقفا، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

رَبّا الجُوع فِي أَوْنَيه حَتَّى كَأَنَّهُ ... جَنِيب بِهِ إنَّ الجنيب جنيب

أَي: جَاع حَتَّى كَأَنَّهُ يمشي فِي جَانب متعقفا.

وَقَالُوا: الْحر جانِبَي سُهَيْل: أَي فِي ناحيتيه، وَهُوَ اشد الْحر.

وجانبه مجانبة، وجِنَابا: صَار إِلَى جنبه، وَقَوله: اتَّقِ الله فِي جنب اخيك وَلَا تقدح فِي سَاقه، مَعْنَاهُ: لَا تقتله وَلَا تفتنه، وَهُوَ على الْمثل. وَقد فسرالجَنْب هُنَا بالوقيعة والشتم، وَأنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

خليلَيّ كُفّا واذكرا الله فِي جَنْبِي

أَي فِي الوقيعة فيّ، وَقَوله تَعَالَى: (والصاحب بالجَنْب) يَعْنِي الَّذِي يقرب مِنْك وَيكون إِلَى جَنْبك.

وَكَذَلِكَ: جَار الْجنب: أَي اللازق بك إِلَى جَنْبك وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: وَقَالُوا: هما خطان جنابتي أنفها: يَعْنِي الخطين اللَّذين اكتنفا جَنْبي انف الظبية، كَذَا وَقع فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ. وَوَقع فِي الفرخ: جَنْبي انفها. والمُجَنِّبتان من الْجَيْش: الميمنة والميسرة.

والمُجَنَّبة، بِالْفَتْح: الْمُقدمَة.

وجَنَب الْفرس والاسير يَجْنُبه جَنَبا، فَهُوَ مجنوب، وجَنيب: قَادَهُ إِلَى جَنْبه.

وخيل جنائب، وجَنَبٌ، عَن الْفَارِسِي، وَقَول مَرْوَان بن الحكم: وَلَا نَكُون فِي هَذَا جنبا لمن بَعدنَا، لم يفسره ثَعْلَب؛ وَأرَاهُ من هَذَا، وَهُوَ اسْم للْجمع، وَقَوله:

جنوح تباريها ظلال كَأَنَّهَا ... مَعَ الركب حَفَّانُ النعام المجنَّبُ

المجنَّب: المجنوب، أَي المقود.

وجُنَّاب الرجل: الَّذِي يسير مَعَه إِلَى جنبه.

وجَنِيبتا الْبَعِير: مَا حمل على جَنْبَيه.

وجَنْبته: طَائِفَة من جَنْبه.

والجَنْبة: العلبة تعْمل من جنب الْبَعِير وَهِي فَوق الْمُعَلق من العلاب وَدون الحوأبة.

والجَنَب: أَن يُجْنب خلف الْفرس فرس فَإِذا بلغ قرب الْغَايَة ركب.

وجَنَب الرجل: دَفعه.

وَرجل جانِب، وجُنُب: غَرِيب.

وَالْجمع: اجناب، وَقد يفر فِي الْجَمِيع وَلَا يؤنث. وَكَذَلِكَ: الْجَانِب، وَالْأَجْنَبِيّ، والأجنب، أنْشد ابْن الْأَعرَابِي:

هَل فِي الْقَضِيَّة أَن إِذا استغنَيْتُم ... أمِنْتُمُ فَأَنا الْبعيد الأجْنَبُ

وَالِاسْم: الجِنْبة، والجَنَابة، قَالَ:

إِذا مَا رأوني مُقبلا عَن جَنَابة ... يَقُولُونَ مَنْ هَذَا وَقد عرفوني

وَقَوله، أنْشدهُ ثَعْلَب:

جَذْبا كجَذْب صَاحب الجَنَابة

فسره فَقَالَ: يَعْنِي الْأَجْنَبِيّ. وجَنَّب الشَّيْء، وتجنّبه، واجتَنَبه: بعد عَنهُ، وجَنَّبه إِيَّاه، وجَنَبه يجْنُبُه، وأجْنَبه، وَفِي التَّنْزِيل: (واجنُبْنِي وبَنِيَّ أَن نعْبد الْأَصْنَام) وَقد قرئَ: (وأَجْنِبني وبَنَيَّ) بِالْقطعِ.

وَرجل جَنِب: يَتَجَنَّب قَارِعَة الطَّرِيق مَخَافَة الأضياف.

وَرجل ذُو جَنْبة: أَي اعتزال.

وَقعد جَنْبَةً: أَي نَاحيَة.

والجانِب: المجتنَبُ: المحقور.

وجار جُنُب ذُو جَنَابة: من قوم لَا قرَابَة لَهُم. ويضاف فَيُقَال: جَار الجُنُبِ.

والمَجاِنب: المباعد، قَالَ:

وإنِّي لِمَا كَانَ بيني وَبَينهَا ... لَمُوفٍ وَإِن شطَّ المَزَارُ المجانِبُ

وَفرس مُجَنَّب: بعيد مَا بَين الرجلَيْن.

والجَنَابَةُ: المنى.

وَقد اجْنب الرجل، وَهُوَ جُنُب، وَكَذَلِكَ: الِاثْنَان والجميع والمؤنث.

وَقد قَالُوا: جُنُبان وأَجْناب.

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: كسر على " أَفعَال " كَمَا كسر بَطل عَلَيْهِ حِين قَالُوا: أبطال؛ كَمَا اتفقَا فِي الِاسْم عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْو جبل وأجبال وطنب وأطناب، وَلم يَقُولُوا: جنبة.

والجَنَاب: النَّاحِيَة والفناء.

وَفُلَان رحب الجَنَاب: أَي الرحل.

وَكُنَّا عَنْهُم جَنَابِينَ، وجَنَاباً: أَي متنحين.

والجَنِيبة: النَّاقة عطيها الرجل الْقَوْم ويعطيهم دَرَاهِم ليميروه عَلَيْهَا، قَالَ:

رِخْو الحِبَال مائل الحقائبِ

ركابُه فِي الحَيّ كالجنائبِ

يَعْنِي: أَنَّهَا ضائعة كالجنائب الَّتِي لَيْسَ لَهَا رب يفتقدها. والجَنِيَبة: صوف الثنى عَن كرَاع وَحده، وَالَّذِي حَكَاهُ يَعْقُوب وَغَيره من أهل اللُّغَة: الخبيبة ثمَّ قَالَ فِي مَوضِع آخر: الخبيبة: صوف الثنى مثل الجنيبة فَثَبت بِهَذَا أَنَّهُمَا لُغَتَانِ صحيحتان.

والمَجْنَب: الْكثير من الْخَيْر وَالشَّر، وخصّ أَبُو عبيد بِهِ الْكثير من الْخَيْر، قَالَ الْفَارِسِي: وَهُوَ مِمَّا وصفوا بِهِ، فَقَالُوا: خير مَجْنَب، قَالَ الْفَارِسِي: وَهَذَا يُقَال بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا.

وَطَعَام مِجْنَب: كثير.

والمِجْنَب: شبحة مثل الْمشْط إِلَّا أَنَّهَا لَيست لَهَا أَسْنَان، وطرفها الْأَسْفَل مرهف يرفع بهَا التُّرَاب على الاعضاد والفلجان.

وَقد جَنَب الأَرْض بالمِجْنَب.

والجَنَب فِي الدَّابَّة: شبه الضلع وَلَيْسَ بضلع.

وحمار جَنِب، قَالَ ذُو الرمة:

وَثْبَ المُسَحَّج من عاناتِ مَعْقُلةٍ ... كَأَنَّهُ مُسْتَبانُ الشَّكّ أَو جَنِب

وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الجَنب: الَّذِي يمشي فِي شقّ من نشاطه.

والجَنِب: الذِّئْب لتظالعه كيدا أَو مكراً، من ذَلِك.

والجَنَب: أَن يشْتَد عَطش الْإِبِل حَتَّى تلزق الرئة بالجنب.

وَقد جَنِب.

والجُنَاب: ذَات الجَنْب، فِي أَي الشقين كَانَ، عَن الهجري. وَزعم أَنه كَانَ فِي الشق الْأَيْسَر أذهب صَاحبه، وَأنْشد:

مَرِيض لَا يصحّ وَلَا أُبَالِي ... كَأَن بشِقّه وجع الجُنَاب

وَقد جُنِب.

والمُجْنَب، والمِجْنِب: الترس وَلَيْسَت وَاحِدَة مِنْهُمَا على الْفِعْل.

والجَنْبة: عَامَّة الشّجر الَّذِي يتربل فِي الصَّيف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجَنْبة: مَا كَانَ فِي نبتته بَين البقل وَالشَّجر، وهما مِمَّا يبْقى أَصله فِي الشتَاء ويبيد فَرعه.

والجَنُوب: ريح تخَالف الشمَال تأتى عَن يَمِين الْقبْلَة.

وَقَالَ ثَعْلَب: الجَنُوب من الرِّيَاح: مَا استقبلك عَن شمالك إِذا وقفت فِي الْقبْلَة.

وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: مهب الجَنُوب مطلع سُهَيْل إِلَى مطلع الثريا.

قَالَ الْأَصْمَعِي: إِذا جَاءَت الجَنُوب جَاءَ مَعهَا خير وتلقيح، وَإِذا جَاءَت الشمَال نشفت.

وَتقول الْعَرَب للاثنين إِذا كَانَا متصافيين: ريحهما جنوب، وَإِذا تفَرقا قيل: شملت ريحهما، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:

لعمري لَئِن رِيحُ المودَّة أَصبَحت ... شَمَالا لقد بُدَّلْتُ وَهِي جَنُوبُ

وَقَول أبي وجزة:

مَجْنوبةُ الأُنْس مشمولٌ مواعِدُها ... من الهِجانِ ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

يَعْنِي أَن أُنْسُهَا على محبته، فَإِن التمس مِنْهَا إنجاز موعد لم يجد شَيْئا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُرِيد أَنَّهَا تذْهب مواعدها مَعَ الْجنُوب، وَيذْهب أُنْسُهَا مَعَ الشمَال.

وَحكى ابْن الْأَعرَابِي أَيْضا أَنه قَالَ: الْجنُوب فِي كل مَوضِع حارة إِلَّا بِنَجْد فَإِنَّهَا بَارِدَة، وَبَيت كثير عزة حجَّة لَهُ: صَبَابةً ... عليّ وأُخْتاها بِمَاء عُيُون

وجَنْب: بطن من الْعَرَب لَيْسَ بأب وَلَا حَيّ، وَلكنه لقب.

وَقيل: هِيَ قَبيلَة من قبائل الْيمن.

والجَنَاب: مَوضِع.

(ج ب ن) الجَبَان من الرِّجَال الَّذِي يهاب التَّقَدُّم على كل شَيْء لَيْلًا كَانَ أَو نَهَارا. سِيبَوَيْهٍ: وَالْجمع جبناء، شبهوه بفعيل لِأَنَّهُ مثله فِي الْعدة وَالزِّيَادَة. الْمقْبرَة. وَهُوَ عِنْد سِيبَوَيْهٍ اسْم كالقذاف.

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الجبابِين: كرام المنابت، وَهِي مستوية فِي ارْتِفَاع، الْوَاحِدَة: جَبَّانة.

(ن ج ب) النَّجيب من الرِّجَال: الْكَرِيم الحسيب.

وَكَذَلِكَ: الْبَعِير وَالْفرس إِذا كَانَا كريمين عتيقين.

وَالْجمع: أنجاب، ونُجَباء، ونُجُب.

وناقة نجيب، ونَجِيبة. وَالْجمع: نَجَائِب.

وَقد نَجُب يَنْجُب نجابة، وأنجب.

وأنجبت الْمَرْأَة، فَهِيَ مُنْجِبة، ومِنْجاب: ولدت النُّجَباء.

وَكَذَلِكَ الرجل.

والمنَتَجب: الْمُخْتَار من كل شَيْء.

والمِنْجاب من السِّهَام: المبري الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ ريش وَلَا نصل.

والمِنْجاب: الضَّعِيف، قَالَ عُرْوَة بن مرّة الْهُذلِيّ:

بعثته فِي سَواد اللَّيْل يَرْقُبُني ... إِذْ آثر النومَ والدِفْءَ المناجيبُ بالف نَاقَة. وَقَوله: " لن تتعبه ": أَي أدوها سهلة.

والنَّجْب: اسْم مَوضِع، قَالَ الْقِتَال الْكلابِي:

عَفا النَّجْبُ بعدِي فالعُرَيشان فالبُتْرُ ... فبُرْق نِعاج من أُمَيْمَة فالحِجْرُ من الأترج والإهليلج وَنَحْوه.

قَالَ أَبُو حنيفَة: شجر الأَنْبَج كثير بِأَرْض الْعَرَب من نواحي عمان يغْرس غرسا، وَهُوَ لونان: أَحدهمَا ثَمَرَته فِي مثل هَيْئَة اللوز، لَا يزَال حلوا من أول نَبَاته، وَآخر فِي هَيْئَة الإجاص يَبْدُو حامضا ثمَّ يحلو إِذا أينع، وَلَهُمَا جَمِيعًا عجمة وريح طيبَة، ويكبس الحامض مِنْهُمَا وَهُوَ غض فِي الْحباب حَتَّى يدْرك فَيكون كَأَنَّهُ الموز فِي رَائِحَته وطعمه، ويعظم شَجَره حَتَّى يكون كشجر الْجَوْز وورقه كورقه، وَإِذا أدْرك فالحلو مِنْهُ أصفر، والمر مِنْهُ أَحْمَر.

ومَنْبِج: مَوضِع، قَالَ سِيبَوَيْهٍ: الْمِيم فِي " منبج " زَائِدَة بِمَنْزِلَة الْألف لِأَنَّهَا إِنَّمَا كثرت مزيدة أَولا، فموضع زيادتها كموضع الْألف وَكَثْرَتهَا ككثرتها إِذا كَانَت أَولا فِي الِاسْم وَالصّفة.

وَكَذَلِكَ: النَّبَاج، وهما نباجان: نباج ثيتل، ونباج ابْن عَامر.

وَكسَاء مَنْبَجَانيّ: مَنْسُوب إِلَيْهِ على غير قِيَاس.

والنِّبَاج: موضعان.

جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وغيره. تقول:

قعَدْتُ إِلى جَنْب فلان وإِلى جانِبه، بمعنى، والجمع جُنُوبٌ وجَوانِبُ وجَنائبُ، الأَخيرة نادرة. وفي حديث أَبي هريرة، رضي اللّه عنه، في الرجل الذي أَصابَتْه الفاقةُ: فخرج إِلى البَرِّية، فدَعا، فإِذا الرَّحى تَطْحَنُ، والتَّنُّورُ مَمْلُوءٌ جُنوبَ شِواءٍ؛ هي جمع جَنْبٍ، يريد جَنْبَ الشاةِ أَي إِنه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كثيرة لا جَنْبٌ واحد. وحكى اللحياني: إِنه لـمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ. قال: وهو من الواحد الذي فُرِّقَ فجُعل جَمْعاً.

وجُنِب الرَّجُلُ: شَكا جانِبَه. وضَرَبَه فجنَبَه أَي كسَرَ جَنْبَه أَو أَصاب جَنْبَه.

ورجل جَنِيبٌ كأَنه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً، عن ابن الأَعرابي،

وأَنشد:

رَبا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ، حتَّى كأَنـَّه * جَنِيبٌ به، إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ

أَي جاعَ حتى كأَنـَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّفاً. وقالوا: الحَرُّ

جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي في ناحِيَتَيْه، وهو أَشَدُّ الحَرِّ.

وجانَبَه مُجانَبةً وجِناباً: صار إِلى جَنْبِه. وفي التنزيل العزيز:

أَنْ تقولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتا على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ. قال

الفرَّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ. وقوله: على ما فَرَّطْتُ في جَنْبِ اللّهِ

أَي في قُرْبِ اللّهِ وجِوارِه.

والجَنْبُ: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكثرهُ، ومنه قولهم: هذا قَليل في جَنْبِ

مَوَدّتِكَ. وقال ابن الأَعرابي في قوله في جنبِ اللّهِ: في قُرْبِ اللّهِ

منَ الجَنةِ. وقال الزجاج: معناه على ما فَرَّطْتُ في الطَّريقِ الذي هو طَريقُ اللّهِ الذي دعاني إِليه، وهو توحيدُ اللّهِ والإِقْرارُ بنُبوَّةِ

رسوله وهو محمدٌ، صلى اللّه عليه وسلم. وقولهم: اتَّقِ اللّهَ في جَنْبِ أَخِيك،

ولا تَقْدَحْ في ساقِه، معناه: لا تَقْتُلْه(1)

(1 قوله «لا تقتله» كذا في بعض نسخ المحكم بالقاف من القتل، وفي بعض آخر منه لا تغتله بالغين من الاغتيال.) ولا تَفْتِنْه، وهو على الـمَثَل. قال: وقد فُسِّر الجَنْبُ ههنا بالوَقِيعةِ والشَّتمِ. وأَنشد ابن الأَعرابي:

خَلِيليَّ كُفَّا، واذكُرا اللّهَ في جَنْبي

أَي في الوَقِيعة فيَّ. وقوله تعالى: والصاحِبِ بالجَنْبِ وابنِ

السَّبِيلِ، يعني الذي يَقْرُبُ منك ويكونُ إِلى جَنْبِك. وكذلك جارُ الجُنُبِ أَي اللاَّزِقُ بك إِلى جَنْبِك. وقيل: الصاحِبُ بالجَنْبِ صاحِبُك في السَّفَر، وابنُ السَّبِيل الضَّيفُ. قال سيبويه وقالوا: هُما خَطَّانِ جَنابَتَيْ أَنْفِها، يعني الخَطَّينِ اللَّذَين اكْتَنَفا جنْبَيْ أَنْفِ

الظَّبْيةِ. قال: كذا وقع في كتاب سيبويه. ووقع في الفرخ: جَنْبَيْ

أَنـْفِها.والـمُجَنِّبتانِ من الجَيْش: الـمَيْمَنةُ والـمَيْسَرَةُ.

والـمُجَنَّبةُ، بالفتح: الـمُقَدَّمةُ. وفي حديث أَبي هريرة، رضِي

اللّه عنه: أَنَّ النبيَّ، صلى اللّه عليه وسلم، بَعَثَ خالِدَ بنَ الوَلِيدِ

يومَ الفَتْح على الـمُجَنِّبةِ اليُمْنى، والزُّبَيرَ على الـمُجَنِّبةِ اليُسْرَى، واستعمل أَبا عُبَيْدةَ على البَياذِقةِ، وهُمُ الحُسَّرُ.وجَنَبَتا الوادي: ناحِيَتاهُ، وكذلك جانِباهُ.

ابن الأَعرابي يقال: أَرْسَلُوا مُجَنِّبَتَينِ أَي كَتيبَتَين أَخَذَتا ناحِيَتَي الطَّريقِ. والـمُجَنِّبةُ اليُمْنى: هي مَيْمَنةُ العسكر، والـمُجَنِّبةُ اليُسْرى: هي الـمَيْسَرةُ، وهما مُجَنِّبَتانِ، والنون مكسورة. وقيل: هي الكَتِيبةُ التي تأْخذ إِحْدَى ناحِيَتي الطَّريق. قال: والأَوَّل أَصح. والحُسَّرُ: الرَّجَّالةُ. ومنه الحَديث في الباقِياتِ الصَّالحاتِ: هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُجَنِّباتٌ وهُنَّ مُعَقِّباتٌ.

وجَنَبَ الفَرَسَ والأَسيرَ يَجْنُبُه جَنَباً. بالتحريك، فهو مَجْنُوبٌ

وجَنِيبٌ: قادَه إلى جَنْبِه. وخَيْلٌ جَنائبُ وجَنَبٌ، عن الفارسي. وقيل: مُجَنَّبةٌ. شُدِّدَ للكثرة.

وفَرَسٌ طَوعُ الجِنابِ، بكسر الجيم، وطَوْعُ الجَنَبِ، إِذا كان سَلِسَ

القِيادِ أَي إِذا جُنِبَ كان سَهْلاً مُنْقاداً. وقولُ مَرْوانَ(2)

(2 قوله «وقول مروان إلخ» أورده في المحكم بلصق قوله وخيل جنائب وجنب.) بن الحَكَم: ولا نَكُونُ في هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يفسره ثعلب. قال: وأُراه من هذا، وهو اسم للجمع. وقوله:

جُنُوح، تُباريها ظِلالٌ، كأَنـَّها، * مَعَ الرَّكْبِ، حَفَّانُ النَّعامِ الـمُجَنَّب(3)

(3 قوله «جنوح» كذا في بعض نسخ المحكم، والذي في البعض الآخر منه جنوحاً بالنصب.)

الـمُجَنَّبُ: الـمَجْنُوبُ أَي الـمَقُودُ. ويقال جُنِبَ فلان وذلك إِذا

ما جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ.

والجَنِيبَة: الدَّابَّةُ تُقادُ، واحدة الجَنائِبِ، وكلُّ طائِعٍ مُنْقادٍ جَنِيبٌ.

والأَجْنَبُ: الذي لا يَنْقادُ.

وجُنَّابُ الرَّجلِ: الذي يَسِير معه إِلى جَنْبِه.

وجَنِيبَتا البَعِير: ما حُمِلَ على جَنْبَيهِ. وجَنْبَتُه: طائِفةٌ من جَنْبِه.

والجَنْبةُ: جِلْدة من جَنْبِ البَعير يُعْمل منها عُلْبةٌ، وهي فوق

المِعْلَقِ من العِلابِ ودُونَ الحَوْأَبةِ. يقال: أَعْطِني جَنْبةً أَتَّخِذْ مِنْها عُلْبةً. وفي التهذيب: أَعْطِني جَنْبةً، فيُعْطِيه جِلْداً فيَتَّخِذُه عُلْبة.

والجَنَبُ، بالتحريك: الذي نُهِيَ عنه أَن يُجْنَبَ خَلْفَ الفَرَسِ

فَرَسٌ، فإِذا بَلَغَ قُرْبَ الغايةِ رُكِبَ. وفي حديث الزَّكاةِ والسِّباقِ:

لا جَلَبَ ولا جَنَبَ، وهذا في سِباقِ الخَيْل. والجَنَبُ في السباق،

بالتحريك: أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً عند الرِّهانِ إِلى فَرَسِه الذي

يُسابِقُ عَلَيْهِ، فإِذا فَتَر الـمَرْكُوبُ تحَوَّلَ إِلى الـمَجْنُوبِ، وذلك إِذا خاف أَن يُسْبَقَ على الأَوَّلِ؛ وهو في الزكاة: أَن يَنزِل العامِلُ بأَقْصَى مواضع أَصحاب الصدقة ثم يأْمُرَ بالأَموال أَن تُجْنَبَ

إِليه أَي تُحْضَرَ فَنُهُوا عن ذلك. وقيل: هو أَن يُجْنِبَ رَبُّ المالِ

بمالِه أَي يُبْعِدَه عن موضِعه، حتى يَحْتاجَ العامِلُ إِلى الإِبْعاد في

اتِّباعِه وطَلَبِه. وفي حديث الحُدَيْبِيَةِ: كانَ اللّهُ قد قَطَعَ جَنْباً مِنَ المشْركين. أَراد بالجَنْبِ الأَمْرَ، أَو القِطْعةَ مِنَ الشيءِ.

يقال: ما فَعَلْتَ في جَنْبِ حاجَتي أَي في أَمْرِها. والجَنْبُ: القِطْعة من الشيءِ تكون مُعْظَمَه أَو شيئاً كَثِيراً منه.

وجَنَبَ الرَّجلَ: دَفَعَه.

ورَجل جانِبٌ وجُنُبٌ: غَرِيبٌ، والجمع أَجْنابٌ. وفي حديث مُجاهد في تفسير السيارة قال: هم أَجْنابُ الناس، يعني الغُرَباءَ، جمع جُنُبٍ، وهو الغَرِيبُ، وقد يفرد في الجميع ولا يؤَنث. وكذلك الجانِبُ والأَجْنَبيُّ والأَجْنَبُ. أَنشد ابن الأَعرابي:

هل في القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ * وأَمِنْتُمُ، فأَنا البعِيدُ الأَجْنَبُ

وفي الحديث: الجانِبُ الـمُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَتِه الجانبُ الغَرِيبُ أَي إِنَّ الغَرِيبَ الطالِبَ، إِذا أَهْدَى لك هَدِيَّةً ليَطْلُبَ أَكثرَ منها، فأَعْطِه في مُقابَلة هدِيَّتِه. ومعنى الـمُسْتَغْزِر: الذي يَطْلُب أَكثر مـما أَعْطَى.

ورجل أَجْنَبُ وأَجْنَبيٌّ وهو البعيد منك في القَرابةِ، والاسم

الجَنْبةُ والجَنابةُ. قال:

إِذا ما رَأَوْني مُقْبِلاً، عن جَنابةٍ، * يَقُولُونَ: مَن هذا، وقد عَرَفُوني

وقوله أَنشده ثعلب:

جَذْباً كَجذْبِ صاحِبِ الجَنابَهْ

فسره، فقال: يعني الأَجْنَبيَّ.

والجَنِيبُ: الغَرِيبُ. وجَنَبَ فلان في بني فلان يَجْنُبُ جَنابةً ويَجْنِبُ إِذا نَزَلَ فيهم غَرِيباً، فهو جانِبٌ، والجمع جُنَّابٌ، ومن ثَمَّ

قيل: رجلٌ جانِبٌ أَي غرِيبٌ، ورجل جُنُبٌ بمعنى غريب، والجمع أَجْنابٌ.

وفي حديث الضَّحَّاك أَنه قال لجارِية: هل من مُغَرِّبةِ خَبَرٍ؟ قال:

على جانِبٍ الخَبَرُ أَي على الغَرِيبِ القادِمِ. ويقال: نِعْم القَوْمُ

هُمْ لجارِ الجَنابةِ أَي لِجارِ الغُرْبةِ.

والجَنابةُ: ضِدّ القَرابةِ، وقول عَلْقَمَة بن عَبَدةَ:

وفي كلِّ حيٍّ قد خَبَطْتَ بِنِعْمةٍ، * فَحُقَّ لشأْسٍ، مِن نَداكَ، ذَنُوبُ

فلا تَحْرِمَنِّي نائِلاً عن جَنابةٍ، * فإِني امْرُؤٌ، وَسْطَ القِبابِ،

غرِيبُ

عن جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُربة. قاله يُخاطِبُ به الحَرِثَ ابنَ جَبَلةَ

يمدحه، وكان قد أَسَرَ أَخاه شَأْساً. معناه: لا تَحْرِمَنِّي بعدَ

غُرْبةٍ وبُعْدٍ عن دِياري. وعن،في قوله عن جنابةِ، بمعنى بَعْدَ، وأَراد بالنائلِ إِطْلاقَ أَخِيهِ شَأْسٍ من سِجْنِه، فأَطْلَقَ له أَخاه

شأْساً ومَن أُسِرَ معه من بني تميم.

وجَنَّبَ الشيءَ وتجَنَّبَه وجانَبَه وتجَانَبَه واجْتَنَبَهُ: بَعُد عنه.

وجَنَبَه الشيءَ وجَنَّبَه إِيَّاه وجَنَبَه يَجْنُبُه وأَجْنَبَه: نَحَّاهُ عنه. وفي التنزيل العزيز إِخباراً عن إِبراهيم، على نبيِّنا وعليه الصلاة والسلام: واجْنُبْني وبَنيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنام؛ أَي نَجِّني.

وقد قُرئَ: وأَجْنِبْني وبَنيَّ، بالقَطْع. ويقال: جَنَبْتُه الشَّرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه، بمعنى واحد، قاله الفرّاءُ والزجاج.

ويقال: لَجَّ فلان في جِنابٍ قَبيحٍ إِذا لَجَّ في مُجانَبَةِ أَهلِه.

ورجل جَنِبٌ: يَتَجنَّبُ قارِعةَ الطريق مَخافةَ الأَضْياف.

والجَنْبة، بسكون النون: الناحية. ورَجُل ذو جَنْبة أَي اعْتزالٍ عن

الناس مُتَجَنِّبٌ لهم. وقَعَدَ جَنْبَةً أَي ناحِيةً واعْتَزَل الناسَ.

ونزل فلان جَنْبةً أَي ناحِيةً. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: عليكم بالجَنْبةِ فإِنها عَفافٌ. قال الهروي: يقول اجْتَنِبُوا النساءَ والجُلُوسَ إِلَيْهنَّ، ولا تَقْرَبُوا ناحِيَتَهنَّ.

وفي حديث رقيقة: اسْتَكَفُّوا جَنابَيْه أَي حَوالَيْه، تثنية جَناب، وهي الناحِيةُ. وحديث الشعبي: أَجْدَبَ بِنا الجَنابُ. والجَنْبُ: الناحِيةُ. وأَنشد الأَخفش:

الناسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ

كأَنه عَدَلَه بجميع الناس. ورجل لَيِّنُ الجانِبِ والجَنْبِ أَي سَهْلُ

القُرْب. والجانِبُ: الناحِيةُ، وكذلك الجَنَبةُ. تقول: فلان لا يَطُورُ

بِجَنَبَتِنا. قال ابن بري: هكذا قال أَبو عبيدة وغيره بتحريك النون.

قال، وكذا رَوَوْه في الحديث: وعلى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ

مُفَتَّحةٌ. وقال عثمان بن جني: قد غَرِيَ الناسُ بقولهم أَنا في ذَراكَ وجَنَبَتِك بفتح النون. قال: والصواب إِسكانُ النون، واستشهد على ذلك بقول أَبي صَعْتَرةَ البُولانيِّ:

فما نُطْفةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تقاذَفَتْ * به جَنْبَتا الجُوديِّ، والليلُ دامِسُ

وخبر ما في البيت الذي بعده، وهو:

بأَطْيَبَ مِنْ فِيها، وما ذُقْتُ طَعْمَها، * ولكِنَّني، فيما تَرَى العينُ، فارِسُ

أَي مُتَفَرِّسٌ. ومعناه: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّته وصفَائِه على عُذوبَتِه وبَرْدِه. وتقول: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنابَيْه وجَنابَتَيْه وجَنْبَتَيْه أَي ناحِيَتَيْهِ.

والجانِبُ الـمُجْتَنَبُ: الـمَحْقُورُ.

وجارٌ جُنُبٌ: ذو جَنابةٍ مِن قوم آخَرِينَ لا قَرابةَ لهم، ويُضافُ

فيقال: جارُ الجُنُبِ. التهذيب: الجارُ الجُنُب هو الذي جاوَرَك، ونسبُه في قوم آخَرِينَ. والمُجانِبُ: الـمُباعِدُ. قال:

وإِني، لِما قد كان بَيْني وبيْنَها، * لـمُوفٍ، وإِنْ شَطَّ الـمَزارُ الـمُجانِبُ

وفرَسٌ مُجَنَّبٌ: بَعِيدُ ما بين الرِّجْلَين من غير فَحَجٍ، وهو مدح.

والتَّجْنِيبُ: انحِناءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَس، وهو مُسْتَحَبٌّ.

قال أَبو دُواد:

وفي اليَدَيْنِ، إِذا ما الماءُ أَسْهَلَها، ثَنْيٌ قَلِيلٌ، وفي الرِّجْلَينِ تَجْنِيبُ(1)

(1 قوله «أسهلها» في الصاغاني الرواية أسهله يصف فرساً. والماء أراد به العرق. وأسهله أي أساله. وثني أي يثني يديه.)

قال أَبو عبيدة: التَّجْنِيبُ: أَن يُنَحِّيَ يديه في الرَّفْعِ والوَضْعِ. وقال الأَصمعي: التَّجْنِيبُ، بالجيم، في الرجلين، والتحنيب، بالحاء

في الصلب واليدين.

وأَجْنَبَ الرجلُ: تَباعَدَ.

والجَنابةُ: الـمَنِيُّ. وفي التنزيل العزيز: وإِن كُنْتم جُنُباً فاطَّهَّروا. وقد أَجْنَبَ الرجلُ وجَنُبَ أَيضاً، بالضم، وجَنِبَ وتَجَنَّبَ.

قال ابن بري في أَماليه على قوله جَنُبَ، بالضم، قال: المعروف عند أَهل اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون، وأَجْنَبَ أَكثرُ من جَنِبَ. ومنه قول ابن عباس، رضي اللّه عنهما: الإِنسان لا يُجْنِبُ، والثوبُ لا يُجْنِبُ، والماءُ لا يُجْنِبُ، والأَرضُ لا تُجْنِبُ. وقد فسر ذلك الفقهاءُ وقالوا أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إِيَّاه، وكذلك الثوبُ إِذا لَبِسَه الجُنُب لم يَنْجُسْ، وكذلك الأَرضُ إِذا أَفْضَى إِليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ، وكذلك الماءُ إِذا غَمَس الجُنُبُ فيه يدَه لم يَنْجُسْ.

يقول: إِنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يحتاج إلى الغَسْلِ لمُلامَسةٍ الجُنُبِ إِيَّاها. قال الأَزهري: إِنما قيل له جُنُبٌ لأَنه نُهِيَ أَن يَقْرَبَ مواضعَ الصلاةِ ما لم يَتَطهَّرْ، فتَجَنَّبَها وأَجْنَبَ عنها أَي تَنَحَّى عنها؛ وقيل: لـمُجانَبَتِه الناسَ ما لم يَغْتَسِلْ.

والرجُل جُنُبٌ من الجَنابةِ، وكذلك الاثْنانِ والجميع والمؤَنَّث، كما يقال رجُلٌ رِضاً وقومٌ رِضاً، وإِنما هو على تأْويل ذَوِي جُنُبٍ، فالمصدر يَقُومُ مَقامَ ما أُضِيفَ إِليه. ومن العرب من يُثَنِّي ويجْمَعُ ويجْعَلُ المصدر بمنزلة اسم الفاعل. وحكى الجوهري: أَجْنَبَ وجَنُبَ، بالضم.

وقالوا: جُنُبانِ وأَجْنابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ. قال سيبويه: كُسِّرَ

(يتبع...)

(تابع... 1): جنب: الجَنْبُ والجَنَبةُ والجانِبُ: شِقُّ الإِنْسانِ وغيره. تقول:... ...

على أَفْعالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه، حِينَ قالوا أَبْطالٌ، كما اتَّفَقا في الاسم عليه، يعني نحو جَبَلٍ وأَجْبالٍ وطُنُبٍ وأَطْنابٍ. ولم يقولوا جُنُبةً. وفي الحديث: لا تَدْخُلُ الملائكةُ بَيْتاً فيه جُنُبٌ. قال ابن الأَثير: الجُنُب الذي يَجِبُ عليه الغُسْل بالجِماع وخُروجِ المَنّي. وأَجْنَبَ يُجْنِبُ إِجْناباً، والاسم الجَنابةُ، وهي في الأَصْل البُعْدُ. وأَراد بالجُنُبِ في هذا الحديث: الذي يَترُك الاغْتِسالَ مِن الجَنابةِ عادةً، فيكونُ أَكثرَ أَوقاتِه جُنُباً، وهذا يدل على قِلّة دِينِه وخُبْثِ باطِنِه. وقيل: أَراد بالملائكة ههُنا غيرَ الحَفَظةِ. وقيل: أَراد لا تحْضُره الملائكةُ بخير. قال: وقد جاءَ في بعض الرِّوايات

كذلك.والجَنابُ، بالفتح، والجانِبُ: النّاحِيةُ والفِناءُ وما قَرُبَ مِن

مَحِلَّةِ القوْمِ، والجمع أَجْنِبةٌ. وفي الحديث: وعلى جَنَبَتي الصِّراطِ

داعٍ أَي جانِباهُ.

وجَنَبَةُ الوادي: جانِبُه وناحِيتُه، وهي بفتح النون. والجَنْبةُ،

بسكون النون: النّاحِيةُ، ويقال أَخْصَبَ جَنابُ القوم، بفتح الجيم، وهو ما حَوْلَهم، وفلان خَصِيبُ الجَنابِ وجَديبُ الجَنابِ، وفُلانٌ رَحْبُ الجَنابِ أَي الرَّحْل، وكُنا عنهم جَنابِينَ وجَناباً أَي

مُتَنَحِّينَ.والجَنِيبةُ: العَلِيقةُ، وهي الناقةُ يُعْطِيها الرّجُلُ القومَ

يَمتارُونَ عليها له. زاد المحكم: ويُعْطِيهم دَراهِمَ ليَمِيرُوه عليها. قال الحسن بن مُزَرِّدٍ:

قالَتْ لَه مائِلَةُ الذَّوائِبِ:

كَيْفَ أَخِي في العُقَبِ النَّوائِبِ؟ * أَخُوكَ ذُو شِقٍّ عَلى الرَّكائِبِ

رِخْوُ الحِبالِ، مائلُ الحَقائِبِ، * رِكابُه في الحَيِّ كالجَنائِبِ

يعني أَنها ضائعةٌ كالجَنائِب التي ليس لها رَبٌّ يَفْتَقِدُها. تقول:

إِنَّ أَخاكَ ليس بِمُصْلِحٍ لمالِه، فمالُهُ كَمالٍ غابَ عنْه رَبُّه وسَلَّمه لِمَن يَعْبَثُ فِيهِ؛ ورِكابُه التي هو مَعَها كأَنها جَنائِبُ في الضُّرِّ وسُوءِ الحالِ. وقوله رِخْوُ الحِبالِ أَي هو رِخْوُ الشَّدِّ لرَحْلِه فحقائبُه مائلةٌ لِرخاوةِ الشَّدِّ.

والجَنِيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ عن كراع وحده. قال ابن سَيده: والذي حكاه يعقوب وغيره من أَهل اللغة: الخَبِيبةُ، ثم قال في موضع آخر: الخَبِيبةُ صُوفُ الثَّنِيِّ مثل الجَنِيبةِ، فثبت بهذا أَنهما لُغَتانِ صَحيحتانِ.

والعَقِيقةُ: صُوفُ الجَذَعِ، والجَنِيبةُ من الصُّوفِ أَفْضلُ من العَقِيقة وأَبْقَى وأَكثر.

والـمَجْنَبُ، بالفتح: الكَثِيرُ من الخَيرِ والشَّرِّ. وفي الصحاح:

الشيءُ الكثير. يقال: إِن عندنا لخيراً مَجْنَباً أَي كثيراً. وخَصَّ به أَبو عبيدة الكَثِير من الخَيرِ. قال الفارسي: وهو مِـمّا وَصفُوا به،

فقالوا: خَيرٌ مَجْنَبٌ. قال الفارسي: وهذا يقال بكسر الميم وفتحها. وأَنشد شمر لكثير:

وإِذْ لا ترَى في الناسِ شَيْئاً يَفُوقُها، * وفِيهنَّ حُسْنٌ، لو تَأَمَّلْتَ، مَجْنَبُ

قال شمر: ويقال في الشَّرِّ إِذا كَثُر، وأَنشد:

وكُفْراً ما يُعَوَّجُ مَجْنَبَا(1)

(1 قوله «وكفراً إلخ» كذا هو في التهذيب أيضاً.)

وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كثير. والمِجْنَبُ: شَبَحَةٌ مِثْلُ الـمُشْطِ إِلاّ أَنها ليست لها أَسْنانٌ، وطَرَفُها الأَسفل مُرْهَفٌ يُرْفَعُ بها التُّرابُ على الأَعْضادِ والفِلْجانِ. وقد جَنَبَ الأَرْضَ بالمِجْنَبِ.والجَنَبُ: مصدر قولك جَنِبَ البعير، بالكسر، يَجْنَبُ جَنَباً إِذا ظَلَعَ من جَنْبِه. والجَنَبُ: أَن يَعطَشَ البعِيرُ عَطَشاً شديداً حتى تَلْصَقَ رِئَتُه بجَنْبِه من شدَّة العَطَشِ، وقد جَنِب جَنَباً. قال ابن السكيت قالت الأَعراب: هو أَن يَلْتَوِيَ من شِدّة العطش. قال ذوالرمة يصف حماراً:

وَثْبَ المُسَحَّجِ مِن عاناتِ مَعْقُلَةٍ، * كأَنـَّه مُسْتَبانُ الشَّكِّ، أَو جَنِبُ

والـمُسَحَّجُ: حِمارُ الوَحْشِ، والهاءُ في كأَنه تَعُود على حِمار

وحْشٍ تقدم ذكره. يقول: كأَنه من نَشاطِه ظالِعٌ، أَو جَنِبٌ، فهو يَمشي في شِقٍّ وذلك من النَّشاطِ. يُشَبِّه جملَه أَو ناقَتَه بهذا الحمار. وقال أَيضاً:

هاجَتْ به جُوَّعٌ، غُضْفٌ، مُخَصَّرةٌ، * شَوازِبٌ، لاحَها التَّغْرِيثُ والجَنَبُ

وقيل الجَنَبُ في الدابة: شِبْهُ الظَّلَعِ، وليس بِظَلَعٍ، يقال:

حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ البعير: أَصابه وجعٌ في جَنْبِه من شِدَّةِ العَطَش.

والجَنِبُ: الذئْبُ لتَظالُعِه كَيْداً ومَكْراً من ذلك.

والجُنابُ: ذاتُ الجَنْبِ في أَيِّ الشِّقَّينِ كان، عن الهَجَرِيِّ.

وزعَم أَنه إِذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صاحِبَه. قال:

مَريضٍ، لا يَصِحُّ، ولا أُبالي، * كأَنَّ بشِقِّهِ وجَعَ الجُنابِ

وجُنِبَ، بالضم: أَصابه ذاتُ الجَنْبِ.

والـمَجْنُوبُ: الذي به ذاتُ الجَنْب، تقول منه: رَجُلٌ مَجْنُوب؛ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنسانَ داخِلَ جَنْبِه، وهي عِلَّة صَعْبة تأْخُذُ في الجَنْب. وقال ابن شميل: ذاتُ الجَنْب هي الدُّبَيْلةُ، وهي على تَثْقُبُ البطن ورُبَّما كَنَوْا عنها فقالوا: ذاتُ الجَنْب. وفي الحديث:

الـمَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللّهِ شَهِيدٌ. قيل: الـمَجْنُوبُ الذي به ذاتُ

الجَنْبِ. يقال: جُنِبَ فهو مَجْنُوب، وصُدِرَ فهو مَصْدُورٌ. ويقال: جَنِبَ جَنَباً إِذا اشْتَكَى جَنْبَه، فهو جَنِبٌ، كما يقال رَجُلٌ فَقِرٌ وظَهِرٌ إِذا اشْتَكَى ظَهْرَه وفَقارَه. وقيل: أَراد بالـمَجْنُوبِ الذي

يَشْتَكِي جَنْبَه مُطْلَقاً. وفي حديث الشُّهَداءِ: ذاتُ الجَنْب شَهادةٌ. وفي حديث آخر: ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ؛ هو الدُّبَيْلةُ والدُّمَّل الكبيرة

التي تَظْهَر في باطن الجَنْب وتَنْفَجِر إِلى داخل، وقَلَّما يَسْلَمُ

صاحِبُها. وذُو الجَنْبِ: الذي يَشْتَكي جَنْبَه بسبب الدُّبيلة، إِلاّ أَنَّ

ذو للمذكر وذات للمؤَنث، وصارت ذات الجنب علماً لها، وإِن كانت في الأَصل صفة مضافة.

والـمُجْنَب، بالضم، والمِجْنَبُ، بالكسر: التُّرْس، وليست واحدة منهما على الفعل. قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

صَبَّ اللَّهِيفُ لَها السُّبُوبَ بِطَغْيةٍ، * تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

عَنَى باللَّهِيفِ المُشْتارَ. وسُبُوبُه: حِبالُه التي يَتَدلَّى بها إِلى العَسَلِ. والطَّغْيةُ: الصَّفاةُ الـمَلْساءُ. والجَنْبةُ: عامَّة الشَّجَر الذي يَتَرَبَّلُ في الصَّيْفِ.

وقال أَبو حنيفة: الجَنْبةُ ما كان في نِبْتَتِه بين البَقْل والشَّجر،

وهما مـما يبقى أَصله في الشتاءِ ويَبِيد فَرْعه. ويقال: مُطِرْنا

مَطَراً كَثُرتْ منه الجَنْبةُ. وفي التهذيب: نَبَتَتْ عنه الجَنْبةُ،

والجَنْبَةُ اسم لكل نَبْتٍ يَتَرَبَّلُ في الصَّيف. الأَزهري: الجَنْبةُ اسم

واحد لنُبُوتٍ كثيرة، وهي كلها عُرْوةٌ، سُميت جَنْبةً لأَنها صَغُرت عن الشجر الكبار وارْتَفَعَتْ عن التي أَرُومَة لها في الأَرض؛ فمِنَ الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيانُ والحَماطُ والـمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْماءُ

صَغُرت عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُول. قال: وهذا كله مسموع من العرب.

وفي حديث الحجاج: أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبَةِ؛ الجَنْبَةُ، بفتح

الجيم وسكون النون: رَطْبُ الصِّلِّيانِ من النبات، وقيل: هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودُون الشجر. وقيل: هو كلُّ نبْت يُورِقُ في الصَّيف من غير مطر.والجَنُوبُ: ريح تُخالِفُ الشَّمالَ تأْتي عن يمِين القِبْلة. وقال ثعلب: الجَنُوبُ مِن الرِّياحِ: ما اسْتَقْبَلَكَ عن شِمالك إِذا وقَفْت في القِبْلةِ.

وقال ابن الأَعرابي: مَهَبُّ الجَنُوب مِن مَطْلَعِ سُهَيلٍ إِلى مَطْلَعِ الثُرَيَّا. الأَصمعي: مَجِيءُ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلَعِ الشمس في الشتاءِ. وقال عُمارةُ: مَهَبُّ الجَنُوبِ ما بين مَطلع سُهَيْل إِلى مَغْرِبه. وقال الأَصمعي: إِذا جاءَت الجَنُوبُ جاءَ معها

خَيْرٌ وتَلْقِيح، وإِذا جاءَت الشَّمالُ نَشَّفَتْ. وتقول العرب للاثنين،

إِذا كانا مُتصافِيَيْنِ: رِيحُهما جَنُوبٌ، وإِذا تفرَّقا قيل: شَمَلَتْرِيحُهما، ولذلك قال الشاعر:

لَعَمْري، لَئِنْ رِيحُ الـمَودَّةِ أَصبَحَتْ * شَمالاً، لقد بُدِّلْتُ، وهي جَنُوبُ

وقول أَبي وجزة:

مَجْنُوبةُ الأُنْسِ، مَشْمُولٌ مَواعِدُها، * مِن الهِجانِ، ذواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ

يعني: أَن أُنسَها على مَحَبَّتِه، فإِن التَمَس منها إِنْجازَ مَوْعِدٍ

لم يَجِدْ شيئاً. وقال ابن الأَعرابي: يريد أَنها تَذْهَب مَواعِدُها مع

الجَنُوبِ ويَذْهَبُ أُنـْسُها مع الشَّمالِ.

وتقول: جَنَبَتِ الرِّيحُ إِذا تَحَوَّلَتْ جَنُوباً. وسَحابةٌ مَجْنُوبةٌ إِذا هَبَّتْ بها الجَنُوب.

التهذيب: والجَنُوبُ من الرياحِ حارَّةٌ، وهي تَهُبُّ في كلِّ وَقْتٍ،

ومَهَبُّها ما بين مَهَبَّي الصَّبا والدَّبُورِ مِمَّا يَلي مَطْلَعَ سُهَيْلٍ. وجَمْعُ الجَنُوبِ: أَجْنُبٌ. وفي الصحاح: الجَنُوبُ الريح التي تُقابِلُ الشَّمال. وحُكي عن ابن الأَعرابي أَيضاً أَنه قال: الجَنُوب في كل

موضع حارَّة إِلا بنجْدٍ فإِنها باردة، وبيتُ كثير عَزَّةَ حُجَّة له:

جَنُوبٌ، تُسامِي أَوْجُهَ القَوْمِ، مَسُّها * لَذِيذٌ، ومَسْراها، من الأَرضِ، طَيِّبُ

وهي تكون اسماً وصفة عند سيبويه، وأَنشد:

رَيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمالِ، وتارةً * رِهَمُ الرَّبِيعِ، وصائبُ التَّهْتانِ

وهَبَّتْ جَنُوباً: دليل على الصفة عند أَبي عثمان.

قال الفارسي: ليس بدليل، أَلا ترى إِلى قول سيبويه: إِنه قد يكون حالاً ما لا يكون صفة كالقَفِيز والدِّرهم. والجمع: جَنائبُ. وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً، وأَجْنَبَتْ أَيضاً، وجُنِبَ القومُ: أَصابَتْهم

الجَنُوبُ أَي أَصابَتْهم في أَمـْوالِهِمْ. قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ:

سادٍ، تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمانِياً، * يُلْوَى بِعَيْقاتِ البِحارِ، ويُجْنَبُ

أَي أَصابَتْه الجَنُوبُ.

وأَجْنَبُوا: دَخلوا في الجَنُوبِ.

وجُنِبُوا: أَصابَهُم الجَنُوبُ، فهم مَجْنُوبُونَ، وكذلك القول في

الصَّبا والدَّبُورِ والشَّمالِ.

وجَنَبَ إِلى لِقائِه وجَنِبَ: قَلِقَ، الكسر عن ثعلب، والفتح عن ابن

الأَعرابي. تقول: جَنِبْتُ إِلى لِقائكَ، وغَرِضْتُ إِلى لِقائكَ جَنَباً

وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لشدَّة الشَّوْقِ إِليك. وقوله في الحديث: بِعِ

الجَمْعَ بالدَّراهم ثم ابْتَعْ به جَنِيباً، هو نوع جَيِّد مَعْروف من أَنواع التمر، وقد تكرَّر في الحديث.

وجَنَّبَ القومُ، فهم مُجَنِّبُونَ، إِذا قلَّتْ أَلبانُ إِبلهم؛ وقيل: إِذا لم يكن في إِبلهم لَبَنٌ. وجَنَّبَ الرَّجلُ إِذا لم يكن في إِبله ولا غنمه دَرٌّ: وجَنَّبَ الناسُ: انْقَطَعَتْ أَلبانُهم، وهو عام تَجْنِيب. قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذ يذكر امرأَته:

لَـمَّا رَأَتْ إِبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها، * وكُلُّ عامٍ عَلَيها عامُ تَجْنِيبِ

يقُول: كلُّ عامٍ يَمُرُّ بها، فهو عامُ تَجْنِيبٍ. قال أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبلُ إِذا لم تُنْتَجْ منها إِلا الناقةُ والناقَتانِ. وجَنَّبها هو، بشدِّ النون أَيضاً. وفي حديث الحَرِثِ بن عَوْف: إِن الإِبل جَنَّبَتْ قِبَلَنا العامَ أَي لم تَلْقَحْ، فيكون لها أَلبان. وجنَّب إِبلَه وغَنَمه: لم يُرْسِلْ فيها فحلاً.

والجَأْنـَبُ، بالهمز: الرجل القَصِيرُ الجافي الخِلْقةِ.

وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كان قَبِيحاً كَزّاً. وقال امرؤُ القيس:

ولا ذاتُ خَلْقٍ، إِنْ تَأَمَّلْتَ، جَأْنَبِ

والجَنَبُ: القَصِيرُ؛ وبه فُسِّرَ بيت أَبي العيال:

فَتًى، ما غادَرَ الأَقْوامُ، * لا نِكْسٌ ولا جَنَبُ

وجَنِبَتِ الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إِذا انْقَطَعَتْ منها وذَمَةٌ أَو وَذَمَتانِ. فمالَتْ.

والجَناباءُ والجُنابى: لُعْبةٌ للصِّبْيانِ يَتَجانَبُ الغُلامانِ فَيَعْتَصِمُ كُلُّ واحِدٍ من الآخر.

وجَنُوبُ: اسم امرأَة. قال القَتَّالُ الكِلابِيُّ:

أَباكِيَةٌ، بَعْدي، جَنُوبُ، صَبابةً، * عَليَّ، وأُخْتاها، بماءِ عُيُونِ؟

وجَنْبٌ: بَطْن من العرب ليس بأَبٍ ولا حَيٍّ، ولكنه لَقَبٌ، أَو هو

حَيٌّ من اليمن. قال مُهَلْهِلٌ:

زَوَّجَها فَقْدُها الأَراقِمَ في * جَنْبٍ، وكانَ الحِباءُ من أَدَمِ

وقيل: هي قَبِيلةٌ من قَبائِل اليَمَن.

والجَنابُ: موضع.

والمِجْنَبُ: أَقْصَى أَرضِ العَجَم إِلى أَرض العَرَبِ، وأَدنى أَرضِ

العَرَب إِلى أَرض العجم. قال الكميت:

وشَجْو لِنَفْسِيَ، لم أَنـْسَه، * بِمُعْتَرَك الطَّفِّ والمِجْنَبِ

ومُعْتَرَكُ الطَّفِّ: هو الموضع الذي قُتِلَ فيه الحُسَين بن عليّ، رضي اللّه عنهما.

التهذيب: والجِنابُ، بكسر الجيم: أَرض معروفة بِنَجْد. وفي حديث ذي المِعْشارِ: وأَهلِ جِنابِ الهَضْبِ هو، بالكسر، اسم موضع.

جنب

1 جَنَبَهُ He broke his side: (S, K:) or he hit, or hurt, his side. (TA.) [The aor. of the verb in this sense is probably جَنُبَ, and the inf. n., accord. to the TK, is جَنْبٌ.] b2: He led him by his side; (S, A, * Msb, K;) namely, a horse (S, A, Msb, TA) or the like, (S, A,) and a captive. (S, TA.) In this sense, its aor. is جَنُبَ, (A, Msb, TA,) and the inf. n. جَنَبٌ (S, A, Msb, K) and مَجْنَبٌ. (K.) Hence, طَوْعُ الجَنَبِ: see جِنَابٌ.

جَنَبٌ which is forbidden (S, A, TA) in a trad., [in which it is said, لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ] (A, TA) relating to horse-racing and to [the collecting of] the poor-rate, (TA,) means [in the former case] A man's leading, by the side of a horse that he rides in a race, another horse, (S, A, K,) without a rider, (TA,) and when the horse that he rides has become languid and weak, (K,) or when he fears that he will not outstrip upon it, (S,) or when he draws near to the goal, (A,) transferring himself to the other, (S, A, K,) in order that he may outstrip: (A:) and in relation to the poorrate, it means the collector's alighting in the most remote of the places whence the portion appointed for the poor-rate is to be collected, and then ordering that the camels or the like [that constitute that portion] shall be led to him: or the going of the owner of the property to a distance, [or aside, or out of the way,] with his property, so that the collector is obliged to go to a distance in quest of it. (K. See more in art. جلب, first paragraph.) b3: He placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, or he removed far away, alienated, or estranged, him, or it; (K;) as though he put him, or it, aside, or as though he walked aside; as also ↓ جانبهُ (TA.) And He pushed, thrust, or drove, him, or it, away, aside, or to a distance. (K, * TA.) and جَنَبَهُ الشَّىْءَ (S, K, *) or الشَّرَّ (Fr, Zj, Msb,) aor. ـُ (S, Msb, K;) and ↓ جنّبهُ, (Fr, Zj, S, A, Msb, K,) but this has an intensive signification; (Msb;) and ↓ اجنبهُ; (Fr, Zj, A, K;) He put aside, or away, or he warded off, from him, (S,) or he removed from him, (S, Msb, K,) or removed far from him, (Msb, K,) the thing, (S, K, *) or evil. (Fr, Zj, A, Msb.) It is said in the Kur [xiv. 38], وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ [and put Thou away from me and my sons our worshipping of idols], (S,) or, accord. to one reading, ↓ وَأَجْنِبْنِى. (TA.) b4: He yearned towards, longed for, or desired, him, or it. (K, * TA.) A2: جَنَبَ بِهِ, aor. ـُ [He went aside, apart, out of the way, to a distance, or far away, with him, or it: or, like جَنَبَهُ, in a sense explained above,] he placed, or put, at a distance, or he put, or sent, away, or far away, or far off, him, or it. (K, TA.) b2: جَنَبَ فِى بَنِى فُلَانٍ, (S, K, *) aor. ـُ inf. n. جَنَابَةٌ; (S;) and ↓ تجنّب; (so, app., in the TA;) He alighted, or descended and abode, or settled, as a stranger, among the sons of such a one. (S, K, * TA.) One says, نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ [Excellent are the people, they,] to the neighbour who is a stranger. (S. [See also جُنُبٌ.]) And لَا تَحْرِمَنِّى عَنْ جَنَابَةٍ Do not thou by any means refuse me because of being remote (S, A, TA) in respect of relationship. (A, TA.) [See also جَنَابَةٌ mentioned below as a subst.] b3: جَنَبَتِ الرِّيحُ, (S, A, K,) aor. ـُ (TA,) inf. n. جُنُوبٌ; (K;) and ↓ اجنبت; (TA;) The wind was, or became, such as is termed جَنُوب [i. e. south, or southerly]; (K;) it blew in the direction of the wind thus called: (A, TA:) or the former, (S,) or جَنِبَت, (TA,) the wind changed, or veered, so as to become جَنُوب (S, TA.) b4: [And hence, (see جَنُوبٌ,)]

جَنَبَ إِلَيْهِ, (IAar, K,) or إِلَى لِقَائِهِ, (TA,) aor. ـُ (K;) and جَنِبَ, aor. ـَ (Th, K;) [inf. n., app., جَنْبٌ, for the verb is said in the K to be like نَصَرَ and سَمِعَ;] (assumed tropical:) He was, or became, disquieted by vehement desire to see him, or to meet him. (K, * TA.) A3: جَنِبَ, aor. ـَ (S,) inf. n. جَنَبٌ, (S, K,) He (a camel) limped, or halted, by reason of [pain in] his side: (S:) or he had an affection resembling ظَلْع [i. e. limping, or halting], (K, TA,) but not the same as this: (TA:) and, (K,) or accord. to As, (S,) his lungs clave to his side by reason of vehement thirst: (S, K:) or, accord. to the Arabs of the desert, as ISk says, he became bent, or contorted, by reason of vehemence of thirst: (S:) and he (a camel) had a pain in his side from vehemence of thirst. (TA.) The epithet is ↓ جَنِبٌ; which is applied by Dhu-r-Rummeh to an ass. (S, TA.) b2: جنبت الدَّلْوُ [app. جَنِبَت] The bucket inclined to one side in consequence of the breaking of one or two of the thongs attacking it to the cross-bars. (L, TA.) A4: جَنِبَ and جَنُبَ and جَنَبَ are syn. with أَجْنَبَ in a sense explained below: see 4.

A5: جُنِبَ He had, or became affected by, the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ [or pleurisy]: (S, Mgh, Msb:) he had a complaint of his side. (K.) A6: جُنِبُوا They were, or became, affected by the [south, or southerly, wind called] جُنُوب. (S, A, K.) And also, [in allusion to the fertilizing effect attributed to the wind so called,] They were, or became, affected by that wind in their cattle. (L, TA.) 2 جنّبهُ: see 1: b2: and see also 3.

A2: جنبّ, inf. n. تَجْنِيبٌ, He did not send the stallion-camel among his she-camels, nor the ram or he-goat among his ewes or she-goats. (K.) b2: جنّب القَوْمُ The milk of the people's camels became little: (S:) or the people's milk ceased; (K, TA;) or became little: or the people's camels had no milk: and جنّب said of a man, his camels had no milk, nor had his sheep or goats. (TA.) Hence, عَامُ تَجْنِيبٍ [A year of little, or no, milk]. (S, TA.) b3: جنّبت الأِبِلُ The camels, with the exception of one or two, brought forth no young. (Az, TA.) The camels did not conceive, so as to have milk. (TA.) A3: تَجْنِيبٌ [as an inf. n. of which the verb, if it have one in any of the following senses, is جُنِّبَ,] also signifies A bending, or curving, and tension [of the sinews] (تَوْتِيرٌ), of the hind leg of a horse; which is a quality approved: (S, K:) or, accord. to AO, a turning aside of his fore legs in raising them and putting them down: but accord. to As, it is in the kind legs, and تَحْنِيبٌ is in the back-bone and in the fore legs. (TA.) [See also 2 in art حنب; and see also مُجَنَّبٌ.]3 جانبهُ, (A, K,) inf. n. مُجَانَبَةٌ and جِنَابٌ, (K,) He was, or became, at, or by, his side: (A, K:) and he walked, or went, by his side. (A.) A2: Also i. q. بَا عَدَهُ; (A, K;) i. e. He was, or became, [distant, remote, far off, or aloof, from him; or] apart from him; or in a part, quarter, or tract, different from that in which he (the other) was; (TA;) thus bearing two contr. significations. (A, K.) جانبهُ and ↓ تجانبهُ and ↓ تجنّبُهُ and ↓ اجتنبهُ all signify the same, (S, K,) i. e. He was, or became, distant, remote, far off, or aloof, or he went, or removed, or retired, or withdrew himself, to a distance, or far away, or far off, or he alienated, or estranged, himself, or he stood, or kept, aloof, from him, or it; he shunned, or avoided, him, or it; as also ↓ جِنّبه (K) [and مِنْهُ ↓ تجنّب]. You say, جَانِبِ اللِّئَامَ [Remove thyself far from the mean, or ignoble; stand, or keep, aloof from them; shun, or avoid, them]. (A.) And لَجَّ فِى جِنَابٍ قَبِيحٍ He persisted in removing himself to a distance, or estranging himself, from his family. (S, A, K. [In two copies of the S, I find جناب here written with fet-h to the ج; but it is expressly said in the TA to be with kesr.]) b2: See also 1.4 اجنبهُ: see 1, in the former half of the paragraph, in two places.

A2: اجنب, (S, IAth, Mgh, Msb, K, &c.,) inf. n. إِجْنَابٌ; (IAth, TA;) and ↓ جَنِبَ; (IB, K;) but the former is more common than the latter; and the latter, than the next here following; (IB, TA;) and ↓ جَنُبَ (S, Msb, K,) [inf. n. جَنَابَةٌ, agreeably with analogy;] and ↓ جَنَبَ, aor. ـُ (L, TA;) and أُجْنِبَ, and ↓ استجنب, (K,) and ↓ تجنّب; (L, TA;) He was, or became, in the state of one who is termed جُنُب; (S, IAth, Mgh, L, Msb, K;) i. e., under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen. (IAth, TA.) لَا يُجْنِبُ, said by I' Ab, of a man, and of a garment, and of the ground, (TA,) and of water, (Mgh, TA,) means (tropical:) He, or it, will not become polluted (Mgh, TA) by the touch of him who is جُنُب so that one should need total ablution in consequence of the touching thereof. (TA.) A3: اجنبوا They entered upon [a time in which blew] the [south, or southerly,] wind termed الجُنُوب. (S, A, K.) b2: See also 1 in the latter half of the paragraph.5 تَجَنَّبَ see 1: b2: and 3, in two places: b3: and 4.6 تَجَاْنَبَ see 3.8 إِجْتَنَبَ see 3.10 إِسْتَجْنَبَ see 4.

جَنْبٌ, a word of well-known meaning; (S;) The side, or half, or lateral half, syn. شِقٌّ, (A, K,) of a man &c.; as also ↓ جَانِبٌ and ↓ جَنَبَةٌ: (K:) or the part of a man that is beneath the arm-pit, extending to the flank; as also ↓ جَانِبٌ, because it is the side of the person: (Msb:) pl. (of the first, Msb) جُنُوبٌ (Msb, K) and [of the same, a pl. of pauc.,] أَجْنَابٌ (CK) and [of جَانِبٌ]

جَوَانِبُ (Lh, ISd, K, but not in the CK) and [app. of جَنْبٌ (like as لَيَائِلُ is a pl. of لَيْلٌ) or of جَنَبَةٌ (like as حَوَائِجُ is pl. of حَاجَةٌ which is originally حَوَجَةٌ) or of both these] ↓ جَنائِبُ (M, K,) which is extr. (M, TA.) [Hence,] قَعَدْتُ إِلَى جَنْبِ فُلَانٍ and فلان ↓ الى جَانِبِ [I sat by the side of such a one]: both meaning the same. (S.) And ↓ إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوَانِبِ [Verily he is inflated in the side]: جوانب being here one of those words which are used in the sing. sense though in the pl. form. (Lh, TA.) And أَعْطَاهُ الجَنْبَ [lit. He gave him the side; meaning] he was, or became, submissive, manageable, easy, or tractable, to him. (A.) And جَارُ الجَنْبِ He who cleaves to one, keeping by one's side. (K. [Differing from جَارُ الجُنُبِ, q. v. infrà.]) And الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ [in the Kur iv. 40] The travelling-companion; the companion in a journey: (S, K:) or he who is near one; or by one's side: or the companion in every good affair: or the husband: or the wife. (TA.) And ذَاتُ الجَنْبِ, (S, A, Mgh, Msb, K, &c.,) with which ↓ الجُنَابُ is syn., (K,) [and sometimes الجَنْبُ, as will be seen in what follows,] A well-known disease; (Mgh;) [the pleurisy; called by the first of these three appellations in the present day;] a severe disease, being an inflammatory tumour in the [pleura, or] membrane within the ribs: (Msb:) or an ulcer, or a purulent pustule, that comes within a man's side: (S, TA:) it is a severe disease in the side: accord. to El-Hejeree, it is in either side; and they assert that when it is in the left side, the patient perishes: accord. to ISh, the دُبَيْلَة; which is an ulcer that penetrates into the belly: or the ulcer (دُبَيْلَة and دُمَّل) that comes forth within the side, and discharges internally; the sufferer from which seldom recovers: he who suffers from it [and dies in consequence], or, as some say, he who is afflicted by a complaint of the side (absolutely) while warring in the cause of God, is reckoned a martyr: (TA:) [soldiers in a campaign are notoriously more subject to it than persons in most other circumstances; and it is app. for this reason that] it is termed دَآءُ الصَّنَادِيدِ [the disease of the courageous chiefs]. (A, TA.) ذُو الجَنْبِ, of which ذَاتُ الجُنْبِ is the fem., signifies Having a complaint of his side by reason of [the disease above mentioned, or what is termed] الدُّبَيْلَة. (TA. [See also مَجْنُوبٌ.]) b2: A poet says, النَّاسُ جَنْبٌ وَالأَمِيرُ جَنْبُ [The people are a side and the prince is a side]: (Akh, S, TA:) as though he reckoned the latter equal to all the people. (TA. [This is cited in the S and TA as though it were an ex. of جنب in the sense here next following: but it seems to be rather an ex. of this word in the sense first explained in the present paragraph.]) b3: I. q. نَاحِيَةٌ [A side; meaning a lateral, or an outward or adjacent, part or portion, region, quarter, or tract; or a part, region, quarter, or tract, considered with respect to its collocation or juxtaposition or direction, or considered as belonging to a whole; a vicinage, or neighbourhood]; (S, K;) as also ↓ جَانِبٌ (S, Msb, K) and ↓ جَنَابٌ and ↓ جَنْبَةٌ (S, K) and ↓ جَنَبَةٌ (S) and ↓ جَنَابَةٌ. (L, TA.) It is said that the primary signification of جَنْبٌ is the part of the body mentioned in the beginning of this paragraph, and that its use in the sense of نَاحيَةٌ is metaphorical, as is the case of يَمِينٌ and شِمَالٌ; but نَاحِيَةٌ is mentioned in the Msb as the primary signification of ↓ جَانِبٌ; (MF, TA;) though its primary signification accord. to the K and ISd seems to be that first mentioned. (TA.) You say, ↓ مَشَوْا جَانِبَيْهِ and ↓ جَنَابَيْهِ and ↓ جَنْبَتَيْهِ and ↓ جَنَابَتَيْهِ [They walked, or went on foot, on either side of him]. (A, TA. *) And ↓ مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ (S, L) and ↓ جَنْبَتَيْهِ and ↓ جَنَابَتَيْهِ (L, TA) They went along journeying on either side of him. (S, L.) And كُنَّا عَنْهُمْ

↓ جَنَا بَيْنِ and ↓ جَنَابًا We were apart from them [on two sides and on one side]. (TA.) And نَزَلُوا الوَادِى ↓ فِى جَنَابَاتِ [They alighted in the sides of the valley, or in the tracts beside the valley]. (A.) And ↓ فُلَانٌ لَا يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا Such a one will not approach our quarter: (S:) thus accord. to AO; with fet-h to the ن: IJ, however, says, people are wont to say, ↓ أَنَا فِى ذَرَاكَ وَجَنَبَتِكَ [meaning I am under thy protection and in thy quarter]; but that the correct expression is ↓ جَنْبَتِكَ, with the ن quiescent. (IB, TA.) The Arabs also said, سُهَيْلٍ ↓ الحَرُّ جَانِبَىْ, meaning (assumed tropical:) The heat is on either side of Suheyl [or Canopus: i. e., during the period next before, and that next after, the auroral rising of Canopus; which rising began, in central Arabia, at the commencement of the era of the Flight, about the 4th of August, O. S.]: this is the greatest heat. (TA.) One also says, ↓ أَحَاطُوا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهِ [meaning They surrounded him on all his sides; lit., on his two sides]; dividing the surrounding parts into two, but not meaning that any of these remained vacant. (Expos. of the exs. cited as testimonies by Sb, TA in art. حول.) b4: Also, [and ↓ جَانِبٌ, which is thus used in the L in art. جنح, and by many authors,] A part, or portion, of a thing; (L;) the greater, or main, or chief, part or portion thereof; most thereof; (L, K;) or a great part or portion thereof; much thereof. (L.) Hence, [or perhaps from جَنْبٌ in the second of the senses assigned to it above, conveying the idea of juxtaposition, and thus of comparison,] هٰذَا قَلِيلٌ جَنْبِ مَوَدَّتِكَ [This is little in comparison with the magnitude of thy love; or simply, in comparison with thy love]. (TA.) b5: يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِى جنْبِ اللّٰهِ [in the Kur xxxix. 57] means ↓ فى جَانِبِه, i. e. (assumed tropical:) [O my grief, or regret, for my negligence, or remissness,] in respect of that which is the right, or due, of God! (A, Bd, TA,) i. e., (Bd,) in respect of obedience to God! (Bd, Jel:) or, in respect of [the means of attaining] nearness to God! (Fr, TA;) or, nearness to God in Paradise! (IAar, TA:) or, in respect of the way of God, to which He hath called me! i. e., the profession of his unity, and the confession of the prophetic office of Mohammad. (Zj, TA.) The saying of the Arabs, اِتَّقِ اللّٰهَ فِى جَنْبِهِ وَلَا تَقْدَحْ فِى سَاقِهِ [may be rendered (assumed tropical:) Fear God in respect of his (thy brother's) right, or due, and impugn not his honour, or reputation: or] means, accord. to the copies of the K, لَا تَقْتُلْهُ [slay him not], or, as in the L, and in the original draught of the author [of the K] لا تَغْتَلْهُ [slay him not clandestinely, or on an occasion of inadvertence], from الغِيلَةُ, and throw him not into trouble, or trial: (TA:) or, accord. to some, فى جنبه means in detracting from his reputation, or reviling him. (K, TA. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 240.]) A poet, cited by IAar, says, خَلِيلَىَّ كُفَّا وَاذْكُرَا اللّٰهَ فِى جَنْبِى (assumed tropical:) [O my two friends, refrain, and be mindful of God in respect of my reputation; (see also جَانِبٌ;)] meaning, in detracting from my reputation, or reviling me: or, accord. to MF, in my case. (TA.) And one says, مَا فَعَلْتَ فِى جَنْبِ حَاجَتِى (assumed tropical:) What didst thou, or what hast thou done, in the case of the thing that I want? (L, TA.) جَنَبٌ: see جَنِيبٌ.

A2: طَوْعُ الجَنَبِ: see جِنَابٌ.

A3: جَنَبٌ also signifies Short; (K;) applied to a man. (TA.) جَنِبٌ: see جَنِبَ. b2: It is also applied as an epithet to a wolf, because he pretends to halt, from guile, or cunning. (L, TA.) b3: Also A man who goes aside, or to a distance, from the beaten way, for fear of guests' coming to him for entertainment. (K, TA.) جُنُبٌ, (El-Fárábee, S, A, Msb, K,) which is sometimes used in the sing. form as pl., and has no fem. form, (TA,) and ↓ جَانِبٌ and ↓ أَجْنَبِىٌّ, (El-Fárábee, S, Msb, K,) which is said by Az in art. روح to be seldom or never used by the Arabs, but is mentioned by him in its proper art., (Msb,) and ↓ أَجْنَبُ, (Az, S, Msb, K,) are syn., (El-Fárábee, S, Msb, K,) signifying A stranger; (K;) as also ↓ جَنِيبٌ: (S:) or a man who is distant, or remote: (Msb:) or distant, or remote, in respect of relationship: (Az and Msb in explanation of the third and fourth:) [or not a relation; as will be seen from what follows:] and ↓ جَانِبٌ [as an act. part. n.] signifies one alighting, or descending and abiding, or settling, as a stranger, among a tribe: (S:) pl. of the first أَجْنَابٌ, (A, TA,) and of the second جُنَّابٌ, (S, TA,) and of the fourth أَجَانِبُ. (Msb.) الجَارُ الجُنُبُ [occurring in the Kur iv. 40] (T, S, A, Msb, K) and جَارُ الجُنُبِ (TA) The person who is one's neighbour, but who belongs to another people; (T, S, A, Msb, K;) who is not of one's family nor of one's lineage; (A;) who is of another lineage than he of whom he is a neighbour; (T, TA;) who is not a relation: (MF:) or one who is distant, or remote, in an absolute sense: (TA:) or the person who is not a relation to another, and who comes to him, and asks him to protect him, and abides with him: such has the title to respect that belongs to him as neighbour of the other, and to his protection, and as relying upon his safeguard and promise. (TA in art. جور. [Differing from جَارُ الجَنْبِ, q. v. suprà.]) It is said in a trad., هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ They are the strangers of mankind, or of the people. (TA.) And in another trad., قَالَ لِجَارِيّةٍ هَلْ مِنْ مُغَرِبَةِ الخَبَرُ ↓ خَبَرٍ قَالَتْ عَلَى جَانِبٍ [He said to a girl, Is there any news from abroad? She answered,] It is for a stranger coming from a journey [to give such news]. (TA.) And one says, هُوَ مِنِّى ↓ أَجْنَبِىٌّ [He is a person not related to me]. (A.) b2: Also, ↓ the same four words, (of which only the last is mentioned in this sense in the S,) That will not be led; intractable. (K.) b3: جُنُبٌ is also an epithet from الجَنَابَةُ; (S, Mgh, Msb, K;) signifying A man under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen: (IAth, TA: [see 4:]) and is used alike as masc. and fem. (S, Mgh, Msb) and sing. (S, A, Mgh, Msb, K) and dual (Msb, TA) and pl.; (S, A, Mgh, Msb, K;) being regarded as quasi-coordinate to the class of inf. ns.; for the inf. n., when used as an epithet, must remain, in form, sing. and masc.: (MF in art. عفت:) or one may use the dual form جُنُبَانِ; (K;) and sometimes they used the pl. أَجْنَابٌ (S, Msb, K *) and جُنُبُونَ, (S, Msb,) and the fem. pl. جُنُبَاتٌ; (Msb;) but not جُنُبَةٌ, (K, TA,) applied to a female. (TA.) It is said in a trad., لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بِيْتًا فِيهِ جُنُبٌ, meaning [The angels will not enter a house, or chamber, or tent, in which is] one who usually neglects the total ablution when under an obligation to perform it for the cause above mentioned. (IAth, TA.) جَنْبَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: b2: and see جَانِبٌ. b3: Also Retirement, or secession, from others: (K, TA:) and in a trad., in which it is enjoined, used as meaning retirement from women; avoiding the sitting by them, and the approaching the place that they occupy. (TA.) You say, رَجُلٌ ذُو جَنْبَةٍ A man of retirement. (TA.) and نَزَلَ جَنْبَةً He alighted, or descended and abode, or settled, in a place aside, or apart. (S, TA.) and قَعَدَ جَنْبَةً He [sat apart, or] retired from others. (A, TA.) b4: The state of being a stranger; as also ↓ جَنَابَةٌ. (K. [Both are there mentioned as simple substs.; but the latter is an inf. n.: see جَنَبَ فِى بَنِى فُلَانٍ; and what next follows it: and see also 4.]) Both also signify Remoteness in respect of relationship. (TA.) A2: Also, جَنْبَةٌ, A piece of skin from the side of a camel, (S, L, K, *) of which is made a kind of milking vessel (عُلْبَة), (S, L,) larger than the مِعْلَق, but smaller than the جَوْبَة. (L.) A3: And Every kind of plant, (S,) or every kind of tree in general, (K,) that produces [new leaves such as are termed] رَبْل in the season of the صَيْف [which may mean either summer or spring]: (S, K:) or every kind of plant that produces leaves in that season without rain: (TA:) or a name given to many plants, all of them عُرُوق [perhaps meaning resembling roots, i. e. straggling, or spreading like roots]; so called because less than large trees and higher than those that have no root-stock (أَرُومَة) in the earth; comprising the نَصِىّ and صِلِّيَان and حَمَاط and مَكْر and حذر [so in the TA, but I do not find it elsewhere, and think it may be a mistranscription for حَزْر, of which حَزْرَة (the name of a certain sour tree) is probably the n. un.,] and دَهْمَآء; which are smaller than شَجَر and superior to بُقُول: all this has been heard from the Arabs: (T, TA:) or green and fresh صلّيان: (TA:) or what is [of a kind] between بَقْل and شَجَر; (AHn, K, TA;) being [in the TA وهما, but this is evidently a mistake for وَهِىَ,] of the kind of which the root remains in the winter while the branches perish: (AHn, TA:) or herbage of which the root is deep in the earth; such as the نَصِىّ and the صِلِّيَان. (TA voce خَضِرٌ.) جَنَبَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: b2: and see جَانِبٌ.

جُنَبَةٌ A thing from which one retires, or withdraws himself, to a distance, or far away, or far off; from which one stands, or keeps, aloof. (K.) جَنَابٌ: see جَنْبٌ, in five places. [Hence,] كُنَّا عَنْهُمْ جَنَابَيْنِ and جَنَابًا We were remote, or retired, from them; or out of their way. (TA.) b2: Also, (S, A, Msb, K,) and ↓ جَانِبٌ, (Msb, * TA,) A court, or yard, or an open or a wide space in front of a house or extending from its sides: (S, A, K, TA:) and a place of alighting or abode; or a settlement, or place of settling: (A:) a mansion; an abode; a habitation; or a place to which a man betakes himself, or repairs, for lodging, covert, or refuge, in a city or town or village or other place of settled habitations; syn. رَحْلٌ: (K:) and a vicinage, neighbourhood, or tract adjacent to the place of abode or settlement, of a people or company of men: pl. أَجْنِبَةٌ. (S.) You say, أَنَا فِى جَنَابِ زَيْدٍ I am in the court, or yard, of Zeyd; and in his place of alighting or abode, or settlement. (A, TA.) and فُلَانٌ رَحْبُ الجَنَابِ, (A, TA,) and خَصِيبُ الجَنَابِ, (S, A,) the former meaning Such a one is possessed of an ample رَحْل [or mansion, &c., as explained above]: (TA:) [and the latter, such a one is surrounded by a plentiful, or fruitful, tract:] or both mean (tropical:) such a one is generous or bountiful [or hospitable]. (A.) And فَلَانٌ جَدِيبُ الجَنَابِ (S, TA) [meaning Such a one is environed by a tract affected with drought, or barrenness; as explained in the S in art. جدب: but generally used tropically, as meaning (assumed tropical:) such a one is ungenerous, illiberal, or inhospitable]. And أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ [The neighbourhood of the people, or the tract surrounding them, became plentiful, or fruitful]. (S, TA.) And أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ [Our neighbourhood, or the tract surrounding us, became affected with drought, or barrenness]. (TA from a trad.) b3: رَجُلٌ لَيِّنُ الجَنَابِ [perhaps a mistranscription for الجَانِبِ] (tropical:) A man easy to deal with, compliant, or obsequious. (A.) b4: [الجَنَابُ is also a title often given by writers of letters and the like to any great man to whom others betake themselves, or repair, for protection; and sometimes to God; meaning (tropical:) The object of recourse; the refuge; the asylum: similar to الحَضْرَةُ, q. v., and used in the same manner, i. e., alone, and, without the article, prefixed to the name of the person to whom it is applied, or to a pronoun; but the latter is generally considered as implying greater respect than the former.]

الجُنَابُ i. q. ذَاتُ الجَنْبِ: see جَنْبُ. (K.) جِنَابٌ A cord tied to the head and neck of a beast, by which he is led, or drawn. (KL.) [Hence,] فَرَسٌ طَوْعُ الجَنَابِ A horse easily led; or easy to be led; tractable; [obedient to the جناب;] (S, A, K, TA;) as also ↓ طَوْعُ الجَنَبِ. (TA. [See 1, near the beginning.]) جَنُوبٌ, of the fem. gender, and, accord. to Sb, both a subst. and an epithet, [so that one says رِيحٌ جَنُوبٌ, as well as جَنُوبٌ alone and رِيحُ الجَنُوبِ,] (TA,) [The south wind: or a southerly wind:] the wind that is opposite to that called the شَمَال: (S, K:) [consequently, the wind that blows from the direction of the south pole, accord. to the S;] the wind that blows from the direction of the left hand of a person standing opposite to the kibleh [by which is here meant that corner of the Kaabeh in which is set the Black Stone; which corner is towards the east]: (Th, TA:) or the wind that blows from the quarter between the place where Canopus rises [S. 29? E. in central Arabia] and the place where the same star sets [S. 29? W. in the same latitude]: ('Omárah, TA:) or from the quarter between the place where Canopus rises and the place where the sun sets in winter [W. 26? S. in central Arabia]: (As, TA:) or it is a hot wind, that blows in every season; blowing from that part of the tract between the quarter whence blows the east wind (الصَّبَا) and that whence blows the west wind (الدَّبُور) which is next to the place where Canopus rises: (T, TA:) or the wind that blows from the quarter between the place where Canopus rises and that where the Pleiades set [W. 26? N. in central Arabia]: (IAar, K:) [the points whence it usually blows seem to differ somewhat in different parts:] As says that the جنوب is attended by good, and by fecundating influence; and the شمال by drying up [of the earth &c.]: (TA:) accord. to IAar, it is hot in every place, except in Nejd, where it is cold, or cool: (MF:) pl. جَنَائِبُ (T, K) and [of pauc.]

أَجْنُبٌ. (T, TA.) b2: One says, of two persons, when they are on terms of sincere friendship, رِيحُهُمَا جَنُوبٌ (assumed tropical:) [Their wind is south, or southerly]; and when they are separated, شَمَلَتْ رِيحُهُمَا (assumed tropical:) [Their wind has become north, or northerly]. (TA.) جَنِيبٌ, applied to a horse and a captive, (TA,) Led by one's side; as also ↓ مَجْنُوبٌ and ↓ مُجَنَّبٌ: (K:) or you say ↓ خَيْلٌ مَجَنَّبَةٌ, meaning horses led by the side; the teshdeed denoting application to many objects: (S, TA:) pl. [of the first, and of جَنِيبَةٌ, q. v., or only of this last,] جَنَائِبُ and [quasi-pl. n.] ↓ جَنَبٌ. (K.) One walking by the side of another; (A;) [and] so ↓ جُنَّابٌ. (K.) b2: Any animal or man that is obedient, tractable, or submissive. (S, TA.) You say, أَصْبَحَ جَنِيبَهُ He became compliant to him. (A.) A2: See also جُنُبٌ.

A3: Also, applied to a man, [app. Having a pain in the side; or having the pleurisy; like مَجْنُوبٌ: and hence, or from جَنِبَ, q. v., irregularly formed,] as though walking on one side, bent or crooked, مُتَعَقِّفًا: so in the L: in the M and K, on the authority of IAar, مُتَعَقِّبًا [to which I am unable to assign an appropriate meaning, except its modern one of lagging behind]: so in the saying of a poet, رَبَا الجُوعُ فِى أَوْنَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ [Hunger increased in him (lit. in the two sides of his saddle-bags); so that he seemed as though he walked on one side, bent thereby; for he who has a pain in his side walks on one side, in that manner]. (TA.) A4: Also An excellent kind of dates, (K, TA,) well known; (TA;) one of the best kinds of dates. (Mgh in art. جمع, Msb.) جَنَابَةٌ: see جَنْبٌ, in four places: and see جَانِبٌ.

A2: See also جَنْبَةٌ. b2: Accord. to IAth, its primary signification is Distance: and hence it signifies The state of him who is under the obligation of performing a total ablution, by reason of sexual intercourse and discharge of the semen. (TA.) b3: The sperma genitalis [itself]. (K. [But in a marginal note in my copy of that work I find this last signification rejected as erroneous.]) A3: See also the next paragraph.

جَنِيبَةٌ A led horse or mule or ass; (S, TA;) a horse that is led [by one's side], not ridden: (Msb:) pl. جَنَائِبُ. (A, TA.) b2: جَنِيبَتَا البَعِيرِ The [two equal] loads on the two sides of the camel. (K.) b3: [Hence, app.,] اِتَّقِ اللّٰهَ الَّذِى لَا جَنيبَةَ لَهُ (tropical:) Fear thou God, to whom there is no equal. (A, TA.) b4: Also جَنِيبُةٌ, (S,) or ↓ جَنَابَةٌ, (K,) or both, (TA,) A she-camel that one gives [or lends] to people, (S, M, K,) with money, (M, TA,) in order that they may bring corn or other provision for him; (S, M, K;) also called عَلِيقَةٌ: pl. جَنَائِبُ. (S.) A2: Also, (Kr, M, K,) and خَبِيبَةٌ, (M, TA,) The wool of a ثَنِّى [or sheep in its third year]: (Kr, M, K:) it is better and cleaner than what is termed عَقِيقَة, which is the wool of a جَذَع [or sheep in or before its second year]. (TA.) جَنُوبِىٌّ Of, or relating to, the quarter of the wind termed the جَنُوب; south, or southerly.]

جَنَائِبٌ as an extr. pl.: see جَنْبٌ, first sentence.

جُنَّابٌ: see جَنِيبٌ.

جَانِبٌ; pl. جَوَانِبُ: see جَنْبٌ, in eleven places. [Hence, لَانَ جَانِبُهُ (assumed tropical:) He was, or became, gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious. and رَجُلٌ لَيِّنُ الجَانِبِ (assumed tropical:) A man who is gentle, easy to deal with, compliant, or obsequious; contr. of غَلِيظُ الجَانِبِ; see art. غلظ: and see جَنَابٌ.

And] تُزَنُّ بِلِينِ الجَانِبِ (assumed tropical:) [She is suspected of easiness, or compliance], (K in art. لمس,) towards him who desires of her that he may lie with her. (TA in that art.) [Hence also,] جَانِبَا الأَنْفِ (CK) and ↓ جَنَابَتَا and ↓ جَنْبَتَا and ↓ جَنَبَتَا (K) The two sides of the nose: (K:) or the two lines that surround the two sides of the nose of a doe-gazelle: (Sb, TA:) pl. [of the second, agreeably with analogy,] جَنَائِبُ. (TA.) b2: See also جَنَابٌ. [It often signifies The vicinage or neighbourhood of a people &c.: and a region or quarter or tract of a people or country: like ناحية. b3: The bank of a river; and any bank, or steep acclivity. b4: and A limit, bound, or boundary: see a tropical usage of its pl. (جَوَانِبُ) voce. حِنْوٌ. b5: And عَلَى جَانِبٍ means Beside, aside, or apart; and so جَانِبًا, and فِى جَانِبٍ. b6: جَانِبٌ مِنْ مَالٍ, in posi-classical writings, means A portion, and particularly a large portion, of property: and جَانِبٌ alone, in the same, a sum, and particularly a large sum, of money. b7: The latter, also, in post-classical writings, signifies, like جَنْبٌ, q. v., (assumed tropical:) A man's honour, or reputation, which should be preserved inviolate; so used in the K voce عِرْضٌ, in an explanation of the latter word taken from IAth; i. q. نَامُوسٌ and حُرْمَةٌ, as in the TK in that case.]

A2: Avoided and despised. (K, TA.) b2: [Hence, perhaps, دَعْ كَذَا جَانِبًا Let thou, or leave thou, such a thing alone: see an ex. voce أَوٌّ.] b3: See also جُنُبٌ, in four places. b4: And see مُجَنَّبٌ.

أَجْنَبُ: see جُنُبٌ, in two places.

أَجْنَبِىٌّ: see جُنُبٌ, in three places b2: You say also, هُوَ أَجْنَبِىٌّ مِنْ كَذَا, (A,) or عِنْ كذا, (TA,) (tropical:) He has no concern nor acquaintance with such a thing. (A, TA.) مَجْنَبٌ (S, AAF, K) and ↓ مِجْنَبٌ (AAF, K) Much (A'Obeyd, S, AAF, K) of good (A'Obeyd, K) and of evil. (K.) You say, إِنَّ عِنْدَنَا لَخَيْرًا مَجْنَبًا Verily with us is much good, and شَرًّا مَجْنَبًا much evil. (S.) And طَعَامٌ مَجْنَبٌ means Much [wheat or food]. (Sh, TA.) مُجْنِبٌ: see what next follows.

مِجْنَبٌ A shield; (S, A, K;) because it wards off from its possessor what is displeasing to him; (A, TA;) also with damm to the م [app. ↓ مُجْنِبٌ, act. part. n. of 4]. (K.) b2: A thing by which a person or thing is veiled, concealed, or hidden; a veil, curtain, or covering; (K, TA;) for a house, or chamber, or tent. (TA.) b3: A thing like a door, upon which the gatherer of honey stands; (K, TA;) he being let down [upon it] by means of ropes to [the place of] the honey [in the face of a rock or mountain]. (TA.) b4: A thing (شَبَحٌ [app. here meaning a wooden implement]) resembling a comb without teeth (K, TA) and thinedged in its lowest part, (TA,) with which earth is raised upon, or against, the أَعْضَاد and فُلْجَان [or raised borders of watering-troughs or the like, and streamlets for irrigation]. (K, TA. [In the CK, الفِلْجانِ is put for الفُلْجانِ.]) b5: The extreme part of the territory of the foreigners towards that of the Arabs: (S, K:) and the nearest part of the territory of the Arabs to that of the foreigners. (S) A2: See also مَجْنَبٌ.

مُجَنَّبٌ; and its fem., with ة: see جَنِيبٌ. b2: Also, the former, (TA,) or ↓ جَانِبٌ, (K, [but this is said in the TA to be a mistake,]) A horse wide in the space between the two kind legs, (K, TA,) without what is termed فَجَجٌ [which is an awkward kind of straddling, with the hocks wide apart]: it is a quality approved. (TA. [See also 2; and see مُحَنَّبٌ.]) مُجَنِّبٌ A man whose sheep or goats [&c.] have few young ones; [and therefore, having little milk;] (TA in art. يسر;) contr. of مُيَسَرٌ. (S and TA in that art. [See also 2.]) مُجَنَّبَةٌ The van, or fore part, (K, TA,) of an army. (TA.) المُجَنِّبَتَانِ The right and left wings of an army: (K: [Golius has erroneously written مِجْنَبَتَانِ, and has given J as the authority instead of the K:]) or مُجَنَّبَةٌ signifies a portion of an army (كَتِيبَةٌ) that takes one of the two sides of a way: but the former meaning is the more correct. (IAar, TA.) مَجْنُوِبٌ pass. part. n. of 1 [q. v.]. b2: See also جنِيبٌ. b3: Also Affected by the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ [or pleurisy]: (S, Mgh, Msb, TA:) and said to mean also having a complaint of his side, absolutely. (TA.) b4: And Affected by the [south, or southerly, wind called] جَنُوب. (S, TA.) [And Affected by that wind in one's cattle: see 1, last sentence.] سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ A cloud brought by the blowing of that wind. (S, A, K.) The saying of Aboo-Wejzeh, مَجْنُوبَةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَوَاعِدُهَا means Her familiarity passes away with the جَنُوب [or south-wind], and her promises pass away with the شَمَال [or north wind]. (IAar, TA.)
جنب
: (الجَنْبُ، والجانِبُ والجَنَبَةُ مُحرَّكَةً: شِقُّ الإِنْسَانِ وغَيْرِه) ، وَفِي (الْمِصْبَاح) : جَنْبُ الإِنْسَانِ: مَا تَحْت إِبْطِه إِلى كَشْحِه، تَقول: قَعَدْتُ إِلى جَنْبِ فلانِ وجانِبِه، بِمَعْنى، قَالَ شيخُنا: أَصْلُ معْنَى الجَنْبِ: الجارِحةُ، ثمَّ استُعِيرَ للناحيةِ الَّتِي تَليها، كاستعارة سائرِ الجَوارِحِ لذَلِك، كاليَمِينِ والشِّمالِ، ثمَّ نقل عَن الْمِصْبَاح: الجانِبُ: الناحيةُ، وَيكون بِمَعْنى الجَنْبِ أَيضاً، لأَنه ناحيةٌ من الشخصِ، قلتُ: فإِطلاقُه بمعنَى خُصُوصِ الجَنْبِ مجازٌ، كَمَا هُوَ ظاهرٌ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ، وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ فِي أَنه حقيقةٌ، انْتهى، (ج جُنُوبٌ) بِالضَّمِّ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ (وجَوانِبُ) نَقله ابْن سَيّده عَن اللحيانيّ (وجَنَائِبُ) الأَخيرةُ نادرةٌ، نبَّه عَلَيْهِ فِي (الْمُحكم) ، وَفِي حَدِيث أَبي هُرَيْرَةَ فِي الرَّجُلِ الَّذِي أَصابتْه الفَاقَةُ (فَخَرَجَ إِلى البرِّيّةِ فَدَعا فإِذَا الرَّحا تَطْحَنُ والتَّنُّورُ ممْلُوءٌ جُنُوبَ شِواءٍ) هِيَ جمْعُ جَنْبٍ، يريدُ جَنْبَ الشَّاةِ، أَي أَنَّه كانَ فِي التَّنُّورِ جُنُوبٌ كَثِيرةٌ لاَ جَنْبٌ واحِدٌ، وَحكى اللحيانيّ: إِنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ، قَالَ: وَهُوَ منَ الواحِدِ الَّذِي فُرِّقَ فجُعِلَ جَمْعاً. (وجُنِبَ) الرَّجُلُ (كَعُنِيَ) أَي مبْنِيًّا للْمَفْعُول (: شَكَا جَنحبهُ، ورجُلٌ جَنِيبٌ) كأَميرٍ وأَنشد:
رَبَا الجُوعُ فِي أَوْنَيْهِ حتَّى كَأَنَّه
جَنِيبٌ بِهِ إِنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ
أَي جَاع حَتَّى (كأَنَّه يَمْشِي فِي جانِبٍ مُتَعَقِّباً) ، بِالْبَاء المُوحَّدةِ، كَذَا فِي (النُّسخ) عَن ابْن الأَعرابيّ وَمثله فِي (الْمُحكم) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) متَعَقِّفاً بالفَاءِ بدَلَ البَاءِ، وقَالوا: الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ، أَي ناحِيَتَيْهِ، وَهُوَ أَشَدُّ الحَرِّ.
(وجانَبَه مُجَانَبةً وجِنَاباً) بِالْكَسْرِ (: صارَ إِلى جَنْبِه) ، وَفِي التَّنْزِيل: {2. 014 اءَن تَقول نفس. . ا} (الزمر: 56) أَي جانِبِه وحقِّهِ، وَهُوَ مجازٌ كَمَا فِي الأَساس، وَقَالَ الفرّاءُ: الجَنْبُ: القُرْبُ، وَفِي جَنْبِ اللَّهِ أَي فِي قُرْبِه وجِوارِه، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: فِي جَنْبِ الله أَي فِي قُرْبِ اللَّهِ مِنَ الجَنَّةِ، وَقَالَ الزجّاج: فِي طَرِيقِ الله الَّذِي دَعَانِي إِليه، وَهُوَ تَوْحِيدُ اللَّهِ والإِقْرارُ بِنُبُوَّةِ رسُولِهِ محمدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (و) جانَبَه أَيضاً (: باعَدَه) أَي صَار فِي جانبٍ غيرِ جانِبِ فَهُوَ (ضِدٌّ، و) قَوْلهم (اتَّقِ اللَّهَ فِي جَنْبِهِ) أَي فلانِ (ولاَ تَقْدَحْ فِي ساقِهِ) أَي (لَا تَقْتُلْهُ) كَذَا فِي (النُّسخ) من القَتْلِ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : لاَ تَغْتَلْهُ مِنَ الغِيلَةِ، وَهُوَ فِي مُسوَّدَةِ المُؤَلّفِ (ولاَ تَفْتِنْه) ، وَهُوَ على المثَل (وقَدْ فُسِّر الجَنْبُ) : هَا هُنَا (بالوَقِيعَةِ والشَّتْمِ) وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
خَلِيلَيَّ كُفَّا واذْكُرَا اللَّهَ فِي جَنْبِي
أَي فِي الوَقِيعةِ فيَّ، قَالَ شيخُنَا نَاقِلاً عَن شيخِه سيِّدِي محمدِ بنِ الشاذِلِيِّ: لَعَلَّ مِنْ هذَا قَوْلَ الشاعرِ:
أَلاَ تَتَّقِينَ اللَّهَ فِي جَنْبِ عاشِقٍ
لَهُ كَبِدٌ حَرَّى علَيْكِ تَقَطَّعُ
وَقَالَ فِي شطر ابنِ الأَعرابيّ: أَي فِي أَمْرِي، قلتُ: وَهَذَا الَّذِي ذهبَ إِليه صحيحٌ، وَفِي حَدِيث الحُديْبِيَةِ كأَنَّ اللَّهَ قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المُشْرِكِينَ أَراد بِالجَنْبِ الأَمْرَ أَوِ القِطْعَة، يقالُ مَا فَعلتَ فِي جَنْبِ حاجتِي، أَي فِي أَمْرِهَا، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، (و) كَذَلِك (جارُ الجَنْبِ) أَيِ (الَّلازِقُ بكَ إِلى جَنْبِكَ، و) قِيلَ (الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ) هُوَ (صاحِبُكَ فِي السَّفَرِ) وقِيلَ: هُوَ الَّذِي يَقْرُبُ مِنْك ويكونُ إِلى جَنْبِكَ، وفُسِّر أَيضاً بالرَّفِيقِ فِي كلّ أَمرٍ حَسَنٍ، وبالزَّوْجِ، وبِالمرْأَةِ، نَصَّ على بعضِه فِي (الْمُحكم) (و) كَذَلِك: جارٌ جُنُبٌ ذُو جَنَابةً مِنْ قومٍ آخَرِينَ، ويضافُ فَيُقَال: جارُ الجُنُبِ، وَفِي (التَّهْذِيب) (الجارُ الجُنُبُ بِضَمَّتَيْنِ) هُوَ (جارُكَ مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَ) وَفِي نُسْخَة (التَّهْذِيب) : مَنْ جَاوَركَ ونَسَبُهُ فِي قَوْم آخَرِينَ، وَقيل هُوَ البعِيدُ مُطْلَقاً، وقِيلَ: هُوَ مَنْ لاَ قَرابةَ لَهُ حقِيقَةً، قَالَه شيخُنا.
(وجَنَابَتَا الأَنْفِ وجَنْبَتَاهُ) بسُكُونِ النُّونِ (ويُحرَّكُ: جَنْبَاهُ) وَقَالَ سيبويهِ: هُما الخَطَّانِ اللذانِ اكْتَنَفَا جَنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيَةِ، والجمْعُ: جَنَائِبُ.
(والمُجَنَّبةُ) بفَتْح النونِ أَي مَعَ ضَمِّ الْمِيم على صِيغةِ اسْم الْمَفْعُول (: المُقَدَّمةُ) من الجيْشِ (والمُجَنِّبَتَانِ بِالْكَسْرِ) ، مِنَ الجَيْشِ: (المَيْمِنَةُ والمَيْسَرةُ) وَفِي حَدِيث أَبي هُريرةَ (أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبعَثَ خَالِدَ بنَ الولِيدِ يوْمَ الفَتْحِ علَى المُجَنِّبَةِ اليُمْنَى، والزُّبَيرَ علَى المُجَنِّبَةِ اليُسْرَى، واسْتَعْمَلَ أَبا عُبَيدةَ علَى البَيَاذِقَةِ، وهُمُ الحُسَّرُ) . وَعَن ابْن الأَعرابيّ: يقالُ: أَرْسَلُوا مُجَنِّبتَيْنِ، أَي كتيبَتَيْنِ أَخَذَتَا (ناحِيَتِي الطريقِ، و) جَنْبَتَا الوادِي: ناحِيَتَاهُ، وكَذَا جانِبَاه، والمُجَنِّبَةُ اليُمْنَى هِيَ مَيْمَنَةُ العسْكَرِ، والمُجَنِّبَةُ اليُسْرَى هِيَ المَيْسَرةُ، وهُمَا مُجنِّبَتَانِ، والنُّونُ مكْسُورةٌ، وقيلَ هِيَ الكَتِيبَةُ الَّتِي تأْخُذ إِحْدَى نَاحِيَتَيِ الطَّرِيقِ، قَالَ: والأَوَّلُ أَصحُّ، والحُسَّرُ: الرَّجَّالَةُ. وَمِنْه حَدِيث (الباقِيَات الصَّالحَات هُنَّ مُقَدِّمَاتٌ وهُنَّ مُعقِّبَاتٌ وهُنَّ مُجَنِّبَاتٌ) .
(وجَنَبَهُ) أَي الفَرسَ والأَسِيرَ يَجْنُبُه (جَنَباً مُحرَّكَةً ومَجْنَباً) مصْدَرٌ مِيمِيٌّ أَي (قَادهُ إِلَى جَنْبِهِ فهُو جَنِيبٌ ومجْنُوبٌ ومُجَنَّبٌ) كمُعَظَّم قَالَ الشَّاعِر:
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلاَلٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجنَّبِ
المُجَنَّبُ: المجْنُوبُ أَيِ المعقُودُ.
(وخَيْل جَنَائِبُ وجَنَبٌ مُحرَّكَةً) ، عَن الفارسيِّ، وَقيل: مُجَنَّبةٌ، شُدِّدَ لِلْكَثْرةِ.
والجَنِيبةُ: الدَّابَّةُ تُقَادُ.
وكُلُّ طَائِع مُنْقَادٍ: جَنِيبٌ.
وَمن المجَازِ: اتَّقِ اللَّهَ الَّذِي لاَ جَنِيبَةَ لهُ. أَي لاَ عَدِيلَ، كَذَا فِي الأَساس ويقالُ: فُلاَنٌ تُقَادُ الجَنَائِبُ بَيْنَ يدَيْهِ، وهُو يَرْكَبُ نَجِيبَةً ويقُودُ جَنِيبَةً.
(و) جَنَبَه، إِذا (دَفَعَه و) جانَبَه، وَكَذَا ضَرَبَه فَجَنَبَه أَي (كَسرَ جَنْبَهُ) أَو أَصابَ جَنْبَهُ (و) جَنَبَه وجانَبَه (: أَبْعَدَهُ) كأَنَّه جعلَه فِي جانِبٍ، إِذا (اشْتَاقَ) إِليه.
(و) جَنَبَ فُلانٌ فِي بنِي فلانٍ يَجْنُبُ جَنَابَةً ويَجْنِبُ إِذا (نَزَلَ) فيهم (غَرِيباً) .
(و) هَذَا (جُنَّابُكَ، كَرُمَّانٍ) أَي (مُسَايِرُكَ إِلى جَنْبِكَ. وجَنِيبَتَا البعِيرِ: مَا حُمِلَ على جَنْبَيْهِ) .
وجَنْبَتُه: طائفَةٌ من جَنْبِه.
(والجانِبُ والجُنُبَ بضَمَّتَيْنِ) وَقد يُفْرَدُ فِي الْجَمِيع وَلَا يُؤَنَّثُ (و) كَذَلِك (الأَجْنَبِيُّ والأَجْنَبُ) هُوَ (الَّذِي لَا يَنْقَادُ، و) هُوَ أَيضاً (الغَرِيبُ) يُقَال: رجُلٌ جانِبٌ وجُنُبٌ أَي غَرِيبٌ، والجمْعُ أَجْنَابٌ، وَفِي حديثِ مُجَاهدٍ فِي تَفْسِير السَّيَّارَة قَالَ: (هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ) يَعْنِي الغُرَباءٍ، جمْعُ جُنُبٍ، وَهُوَ الغَرِيبُ، وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ فِي الأَجْنَب: هَلْ فِي القَضِيَّةِ أَنْ إِذا اسْتَغْنَيْتُمُ
وأَمِنْتُمُ فَأَنَا البعِيدُ الأَجْنَبُ
وَفِي الحَدِيث (الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ) أَي أَنَّ الغَرِيبَ الطَّالِبَ إِذا أَهْدَى إِلَيْكَ هَدِيَّةً لِيَطْلُبَ أَكْثَرَ مِنْهُ فأَعْطِهِ فِي مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ، والمُسْتَغْزِرُ: هُوَ الَّذِي يطْلُبُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى، وَيُقَال: رجُلٌ أَجْنَبُ وأَجْنَبِيٌ، وَهُوَ البعِيدُ منكَ فِي القَرابةِ، وَفِي حَدِيث الضَّحَّاكِ (أَنَّه قَالَ لِجَارِيَةَ: هَلْ منْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قَالَ علَى جانِبِ الخَبَرُ) أَي على الغَرِيبِ القَادِمِ، ويُجْمَع جانِبٌ على جُنَّابٍ كرُمَّانٍ (والاسْمُ الجَنْبَةُ) أَي بِسُكُون النُّون مَعَ فتح الجِيم (والجَنَابةُ) أَي كسَحابة، قَالَ الشَّاعِر:
إِذَا مَا رَأَوْنِي مُقْبِلاً عنْ جَنَابةِ
يقُلُونَ مَنْ هاذَا وقَدْ عَرفُونِي
وَيُقَال: نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ، أَي لجَارِ الغُرْبَةِ، والجَنَابَةُ: ضِدُّ القَرابة، وَقَالَ عَلْقَمةُ بن عَبَدَةَ:
وفِي كُلِّ حَيَ قَدْ خَبَطْتُ بِنِعْمَةٍ
فَحُقَّ لِشأْسٍ مِنْ نَدَاك ذَنُوبُ
فَلاَ تَحْرِمَنِّي نائِلاً عنْ جَنابَةٍ
فإِنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ
(عَنْ جَنابةٍ) أَي بُعْدٍ وغُرْبةٍ يُخاطِبُ بِهِ الحارِث بنَ جَبَلَةَ، يمْدَحُه وَكَانَ قد أَسرَ أَخَاهُ شَأْساً فأَطْلَقَه مَعَ جُمْلَةٍ من بني تَميمٍ، وَفِي الأَساس: ولاَ تَحْرِمني عَن جَنَابةٍ، أَي من أَجْلِ بُعْدِ نَسبٍ وغُرْبةٍ، أَي لَا يصْدُر حِرْمانُكَ عَنْهَا، كَقَوْلِه: {2. 014 وَمَا فعلته عَن اءَمري} (الْكَهْف: 82) انْتهى، ثمَّ قَالَ: وَمن المجازِ: وهُو أَجْنَبِيٌّ عَن كَذَا، أَي لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِهِ وَلَا معْرفَةَ، انْتهى. والمُجَانِبُ: المُساعِدُ، قَالَ الشَّاعِر: وإِنِّي لِمَا قَدْ كانَ بيْنِي وبيْنَهَا
لَمُوفٍ وإِنْ شَطَّ المَزَارُ المُجانِبُ
(وجَنَّبهُ) أَيِ الشيءَ (وتَجَنَّبهُ واجْتَنَبه وجانَبَه وتَجَانَبَه) كُلُّهَا بمعْنَى (: بَعُدَ عَنْهُ، و) جَنَبْتُهُ الشيءَ. و (جَنَّبهُ إِيَّاهُ، وجَنَبهُ كنَصَره) يجْنُبُه (وأَجْنَبَهُ) أَي نَحَّاهُ عَنهُ، وقُرِىءَ (وأَجْنِبْني وبنِيَّ) بالقَطْع، وَيُقَال: جَنَبْتُه الشرَّ، وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه بِمَعْنى واحدٍ، قَالَه الفرَّاءُ والزَّجاج.
(ورجُلٌ جَنِبٌ ككَتِفٍ: يَتَجَنَّبُ قارِعةَ الطَّرِيقِ مَخَافَةَ) طُرُوقِ (الأَضْيَافِ، و) رجُلٌ ذُو جَنْبةٍ (الجَنْبَةُ: الاعتزال) عَن النَّاس، أَي ذُو اعْتِزَالٍ عَن الناسِ مُتَجَنِّبٌ لَهُم، (و) الجَنْبةُ أَيضاً: (: النَّاحيةُ) يُقَال: قَعَدَ فلانٌ جَنْبةً، أَي ناحِيةً واعْتَزَلَ الناسَ، ونَزَلَ فُلانٌ جَنْبَةً: ناحِيةً، وَفِي حَدِيث عُمر رَضِيَ اللَّهُ عنهُ (علَيْكُمْ بالجَنْبة فإِنَّهَا عَفَافٌ) قَالَ الهَرَوِيُّ: يَقُول: اجْتَنِبُوا النِّسَاءَ والجُلُوسَ إِلَيْهِنَّ وَلَا تقْرَبُوا ناحِيَتَهُنَّ، وتَقُولُ، فُلانٌ لاَ يَطُورُ بِجَنَبَتِنَا، قَالَ ابنُ بَرّيّ: هَكَذَا قَالَ أَبو عبيدةَ بتحْرِيكِ النُّونِ، قَالَ: وَكَذَا رَوُوهُ فِي الحديثِ (وعلَى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحَةٌ) وَقَالَ عُثْمَانُ بنُ جِنِّي: قَدْ غَرِيَ النَّاسَ بقَوْلهمْ: أَنَا فِي ذَرَاكَ وجَنَبَتِك، بِفَتْح النُّون، قَالَ: والصوابُ إِسْكانُ النُّون، وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بقول أَبِي صَعْتَرَة البَوْلانِيِّ:
فَمَا نُطْفَةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تَقَاذَفَتْ
بِهِ جَنْبَتَا الجُودِيِّ واللَّيْلُ دامِسُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيها وَمَا ذُقْتُ طَعْمَهُ
ولاكِنَّنِي فِيما تَرَى العيْنُ فَارِسُ
مُتَفَرِّسٌ، ومعْنَاهُ: اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّتِهِ وصَفَائِهِ علَى عُذُوبتِه وبَرْدِهِ. وتقولُ: مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْه وجَنْبَتَيْهِ أَي ناحِيَتَيْهِ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(و) الجَنْبَةُ (: جِلْدٌ) ، كَذَا فِي النسخِ كُلِّها، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : جُلْدةٌ (لِلْبعِيرِ) أَي من جَنْبِهِ يُعْملُ مِنْهَا عُلْبَةٌ، وهِي فَوْقَ المِعْلَقِ مِنَ العِلاَبِ وَدون الحَوْأَبَةِ يُقَال: أَعْطنِي جَنْبَةً اتَّخِذْ مِنْهَا عُلْبَة، وَفِي (التَّهْذِيب) : أَعْطِنِي جَنْبةً، فَيُعْطِيهِ جِلْداً فَيتَّخِذُه عُلْبةً.
والجَنْبةُ أَيضاً: البُعْدُ فِي القَرابةِ، كالجَنَابةِ.
(و) الجنْبَةُ (: عامَّةُ الشجَرِ الَّتِي تَتَرَبَّلُ فِي) زَمَانِ (الصَّيْفِ) ، وَقَالَ الأَزهريُّ: الجَنْبةُ: اسمٌ لنُبُوتٍ كثيرةٍ وَهِي كلّها عُرْوَة سُمِّيَتْ جَنْبةً لأَنها صَغُرتْ عَن الشجَر الْكِبَار وارتفعتْ عَن الَّتِي لَا أُرُومةَ لَهَا فِي الأَرض، فَمن الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والحَمَاطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْمَاءُ صَغُرتْ عَن الشّجر ونَبُلَتْ عَن البُقُولِ، قَالَ: وَهَذَا كُله مسموعٌ من الْعَرَب، وَفِي حَدِيث الحَجّاج (أَكَلَ مَا أَشْرَفَ من الجَنْبةِ) ، هِيَ رَطْبُ الصِّلِّيَانِ من النَّباتِ، وَقيل: هُوَ مَا فَوْقَ البَقْلِ ودونَ الشجرِ، وَقيل: هُوَ كلّ نَبْتٍ يُورِقُ فِي الصِّيْفِ من غيرِ مَطَرٍ (وأَو) هِيَ (مَا كَانَ بيْنَ البَقْلِ والشَّجرِ) وهُمَا مِمَّا يَبْقَى أَصْلُه فِي الشِّتَاءِ ويَبِيد فَرْعُه، قَالَه أَبو حنيفةَ. ويقالُ: مُطِرْنا مَطَراً كَثُرَتْ مِنْهُ الجَنْبَةُ، وَفِي نُسْخَةٍ: نَبَتَتْ عَنهُ الجَنْبَةُ.
(والجَانِبُ: المُجْتَنَبُ) بِصِيغَة الْمَفْعُول (المحْقُورُ) ، وَفِي بعض النّسخ المهقور.
(و) الجانِبُ (: فَرسٌ بعِيدُ مَا بيْنَ الرِّجْلَيْنِ) من غَيْرِ فَحَجٍ، وَهُوَ مَدْحٌ وسيأْتي فِي التَّجْنِيبِ، وَهَذَا الَّذِي ذَكره المؤلّف إِنما هُوَ تَعْرِيف المُجنَّبِ كمُعظّم، وَمُقْتَضى الْعَطف يُنافي ذَلِك.
(والجَنَابةُ: المَنِيُّ) وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 014 وان كُنْتُم جنبا فاطهروا} (الْمَائِدَة: 6) (وقَدْ أَجْنَبَ) الرَّجُلُ (وجَنِبَ) بالكَسْرِ (وجَنُبَ) بالضَّمِّ (وأُجْنِبَ) ، مبنيًّا للْمَفْعُول، (واسْتَجْنَبَ) وجَنَبَأَفْعَالٍ كَمَا كُسِّرَ بَطَلٌ عَلَيْهِ، حينَ قَالُوا أَبْطَالٌ، كَمَا اتَّفَقا فِي الِاسْم عَلَيْهِ، يَعْنِي نَحْو جَبلٍ وأَجْبال وطُنُب وأَطْنابٍ و (لَا) تَقُلْ (جُنُبَةٌ) فِي المؤنثِ، لأَنه لم يُسْمَعْ عَنْهُم.
(والجَنَابُ) بِالْفَتْح كالجانِب (: الفِنَاءُ) بِالْكَسْرِ، فِنَاءُ الدَّارِ (: والرَّحْلُ) يُقَال: فُلاَنٌ رَحْبُ الجَنَابِ أَيِ الرَّحْلِ (: والنَّاحِيَةُ، وَمَا قَرُبَ من مَحَلَّةِ القَوْمِ، وَالْجمع: أَجْنِبَةٌ، وَفِي حديثِ رُقَيْقَةَ (اسْتَكَفُّوا جَنَابَيْهِ) أَي حَوَالَيْهِ، تَثْنِيَةُ جَنَابٍ وَهِي النَّاحِيَةُ، وَفِي حَدِيث الشَّعْبِيّ (أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ) . (و) الجَنَابُ (جَبَلٌ) على مَرْحَلَةٍ من الطَّائِفِ، يُقَال لَهُ: جَنَابُ الحِنْطَةِ (وعَلَمٌ، و) أَبُو عبْدِ اللَّهِ (مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عِنْرَانَ الجَنَابِيُّ مُحَدِّثٌ) روى عَنهُ أَبُو سَعْدِ بنُ عَبْدويه شيخُ الحافظِ عبدِ الغَنِيِّ، وضبَطَه الأَمِيرُ بالتَّثْقِيلِ، وَيُقَال: أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ، بِفَتْح الْجِيم، أَي مَا حَوْلَهُم، وفلانٌ خَصِيبُ الجَنَابِ، وجَدِيبُ الجَنَابِ، وَهُوَ مجَاز، وَفِي الأَساس: وأَنا فِي جَنَابِ زَيْدِ أَي فِنَائِه ومَحَلَّتِه، ومَشَوْا جَانِبَيْهِ وجَنَابَيْهِ (وجَنَابَتَيْه) وجَنْبَتَيْهِ، انْتهى، وَيُقَال كُنَّا عَنْهُم جَنَابِينَ وجَنَاباً أَي مُتَنَحِّينَ.
(و) الجَنَابُ (: ع) هُوَ جَنَابُ الهَضْبِ الَّذِي جاءَ ذِكْره فِي الحَدِيث.
(و) الجُنَابُ (بالضَّمِّ: ذَاتُ الجَنْبِ) أَيّ الشِّقَّيْنِ كَانَ، عَن الهَجَرِيّ، وزَعَم أَنه إِذا كَانَ فِي الشِّقِّ الأَيْسَرِ أَذْهَبَ صَاحِبَهُ قَالَ:
مَرِيضٌ لاَ يَصِحُّ وَلاَ يُبَالِي
كأَنَّ بِشِقِّهِ وَجَعَ الجُنَابِ
وجُنِبَ، بِالضَّمِّ: أَصَابَه ذَاتُ الجَنْبِ، والمَجْنُوبُ: الَّذِي بِهِ ذَاتُ الجَنْبِ، تَقول مِنْهُ: رَجُلٌ مَجْنُوبٌ وَهِي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنْسَانَ دَاخِلَ جَنْبِه، وَهِي عِلَّةٌ صَعْبَةٌ تَأْخُذُ فِي الجَنْبِ، وَقَالَ ابْن شُميل: ذَاتِ الجَنْبِ هِيَ الدُّبَيْلَةُ وَهِي قَرْحَةٌ تَنْقُبُ البَطْنَ، وإِنما كَنَوْا عَنْهَا فَقَالُوا: ذَات الجَنْبِ، وَفِي الحَدِيث (المَجْنُوبُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ شَهِيدٌ) وَيُقَال أَراد بِهِ: الَّذِي يَشتَكي جَنْبَه مُطلقًا. وَفِي حَدِيث الشُّهَدَاءِ. (ذَاتُ الجَنْبِ شَهَادَةٌ) وَفِي حديثٍ آخَرَ (ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ) هُوَ الدُّبَيْلَةُ والدُّمَّلُ الَّذِي يَظْهَرُ فِي باطنِ الجَنْبِ ويَنْفَجِرُ إِلى داخِلٍ، وقَلَّمَا يَسْلَمُ صاحِبُهَا، وذُو الجَنْبِ: الَّذِي يَشْتَكِي جَنْبَه بسَبَبِ الدُّبَيْلَةِ إِلا أَن (ذُو) للمذكر و (ذَات) للمؤنث وصارتْ ذَاتُ الجَنْبِ عَلَماً لَهَا وإِن كَانَت فِي الأَصْلِ صِفَةً مُضَافَة، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . وَفِي الأَساس: ذَاتُ الجَنْبِ: دَاءُ الصَّنَادِيدِ.
(و) الجِنَابُ (بِالْكَسْرِ) يُقَال (فَرَسق طَوْعُ الجِنَابِ) وطَوْعُ الجَنَبِ إِذا كَانَ (سَلِسَ القِيَادِ) أَي إِذا جُنِبَ كَانَ سَهْلاً مُنْقَاداً، وقولُ مَرْوانَ بنِ الحَكَم: لَا يكون هَذَا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنا، لم يُفسرْه ثَعْلَب: قَالَ: وأُرَاهُ من هَذَا، وَهُوَ اسمٌ للجَمْع، وَقَوله:
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلالٌ كَأَنَّهَا
مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجَنَّبِ
المُجَنَّبُ: المَجْنُوبُ، أَي المَقُودُ، وَيُقَال: جُنِبَ فلانٌ، وَذَلِكَ إِذا مَا جُنِبَ إِلى دَابَّةٍ. (و) فِي الأَساس: وَيُقَال (لَجَّ) زَيْدٌ (فِي جِنَابٍ قَبِيح، بالكَسْر أَي) فِي (مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ) .
والجِنَابُ بكَسْرِ الجِيم: أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ بنَجْدٍ، وَفِي حَدِيث ذِي المِعشار (وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ) هُوَ بالكَسْرِ: اسمُ مَوضِع، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) .
(والجَنَابَة كسَحَابة) كالجَنِيبَةِ: العَلِيقَةُ وَهِي (النَّاقَةُ) الَّتِي (تُعْطِيهَا) أَنْتَ (القَوْمَ) يَمْتَارُونَ عَلَيْهَا، زادَ فِي الْمُحكم (مَعَ دَرَاهِمَ لِيُمِيرُوكَ عَلَيْها) قَالَ الحَسَنُ بنُ مُزَرِّدٍ: قَالَتْ لَهُ مَائِلَةُ الذَّوَائِبِ
كَيْفَ أَخِي فِي العُقَبِ النَّوَائِبِ
أَخوكَ ذُو شِقَ على الركائبِ
رِخْوُ الحِبَالِ مَائِلُ الحعقَائِبِ
رِكَابُهُ فِي الحَيِّ كالجَنَائِبِ
يَعْنِي أَنَّهَا ضَائِعَةٌ. كالجَنَائِبِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَبٌّ يَفْتَقِدُهَا. تَقول: إِنَّ أَخَاكَ ليْسَ بمُصْلِح لِمَالِهِ، فمَالُه كمَالٍ غَابَ عَنهُ رَبُّه وسَلَّمُه لِمَنْ يَعْبَث فِيهِ، ورِكَابُه الَّتِي هُوَ مَعَهَا كأَنَّها جَنَائبُ فِي الضُّرِّ وسُوءِ الحَالِ.
(والجَنِيبَةُ) أَيضاً (: صِوفُ الثَّنِيِّ) ، عَن كُراع، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَالَّذِي حَكَاهُ يعقوبُ وغيرُه من أَهل اللُّغَة: الخَبيبةُ: صُوفُ الثَّنِيِّ، مثل الجنِيبةِ، فثبتَ بِهَذَا أَنهما لُغَتَانِ صحِيحتَانِ، وَقد تأْتي الإِشارة إِليه هناكَ، والعَقِيقَة: صُوفُ الجَذَع. والجَنِيبةُ منَ الصُّوفِ: أَفْضَلُ من العَقِيقَةِ وأَنْقَى وأَكْثَرُ.
(والَمِجْنَبُ كمِنْبَرٍ ومَقْعَدٍ) حكى الوَجهينِ الفارسيُّ وَهُوَ الشيءُ (الكثيرُ من الخَيْرِ والشِّرِّ) وَفِي (الصِّحَاح) : الشيءُ الكثيرُ، يُقَال: إِنَّ عِنْدَنا لخيْراً م 2 جْنَباً، وشرًّا مَجْنبَاً أَي كثيرا، وخصَّ أَبو عبيدةَ بِهِ الكَثيرَ منَ الخَيْرِ، قَالَ الفارسيُّ: وهُو مِمَّا وَصفُوا بِهِ فقالُوا خَيْرٌ (مَجْنَبٌ) : كثير وأَنشد شَمِرٌ لكُثَيِّر:
وإِذْ لاَ تَرَى فِي النَّاسِ شَيْئا يَفُوقُهَا
وفيهنَّ حُسْنٌ لَوْ تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ
قَالَ شَمِرٌ: وَيُقَال فِي الشَّرِّ إِذا كَثُر. وطَعامٌ مَجْنَبٌ: كَثِيرٌ.
(و) المِجْنَبُ بِالْكَسْرِ (كمِنْبرٍ) السِّتْرُ) وَقد جَنَبَ البيْتَ إِذا ستَرهُ بالمِجْنَبِ، (و) المِجْنَبُ: شيْءٌ (مِثْلُ البابِ يقومُ عَلَيْهِ مُشْتَارِ العَسلِ) ، قَالَ ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ: صَبَّ الَّلهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بِطَغْيَة
تُنْبِي العُقَابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ
عَنَى بالَّهِيفِ: المُشْتارَ، وسُبُوبُه: حبالُهُ الَّتِي يتَدَلَّى بهَا إِلى العَسلِ، والطَّغْيَةُ: الصَّفَاةُ المَلْساءُ.
(و) المِجْنَبُ (: أَقْصى أَرْضِ العَجم إِلى أَرضِ العَربِ) وأَدْنَى أَرضِ العربِ إِلى أَرض الْعَجم، قَالَ الكُميت:
وشَجْوٍ لِنَفْسِيَ لَمْ أَنْسَهُ
بِمُعْتَرَكِ الطَّفِّ والمِجْنبِ
(و) المِجْنَبُ (: التُّرْسُ) لأَنه يَجْنُبُ صاحهبَه أَي يِقِيهِ مَا يَكْرَهُ كأَنه آلةٌ لذَلِك، كَذَا فِي الأَ (وتُضَمُّ مِيمُه، و) المِجْنَبُ الْكسر (شَبَحٌ كالمُشْطِ) إِلاَّ أَنَّه (بِلَا أَسْنَانٍ) وطَرَفُه الأَسفلُ مُرْهَفٌ (يُرْفَعُ بِهِ التُّرابُ على الأَعْضَادِ والفِلْجَانِ) وَقد جَنَبَ الأَرضَ بالمِجْنَبِ.
(والجَنَبُ مُحَرَّكَةً) مَصْدَرُ جَنِبِ البعِيرُ بِالْكَسْرِ يَجْنَبُ جَنَباً، وَهُوَ (شِبْهُ الظَّلَعِ) وَلَيْسَ بظَلَعٍ. (و) الجَنَبُ أَيضاً (: أَن يَشْتَدَّ العَطَشُ) أَي يعْطَشَ عطَشاً شَدِيدا (حَتَّى تَلْزَقَ الرِّئَةُ بالجَنْبِ) أَي من شِدَّةِ العطَسِ، قَالَ ابْن السكّيت: وَقَالَت الأَعرابُ: هُوَ أَنْ يلْتَوِيَ من شِدَّةِ العطَسِ، قَالَ ذُو الرّمّة يصف حِماراً:
وَثْبَ المُسَحَّجِ مِنْ عانَاتِ مَعْقُلَةٍ
كَأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَوْ جَنِبُ
والمُسَحَّجُ: حِمارُ الوَحْشِ، والهَاءُ فِي (كأَنه) تعودُ على حمارِ وَحْشٍ تقَدَّم ذِكْرُه، يَقُول: كأَنه من نَشَاطِه ظَالِعٌ أَو جَنِبٌ، فَهُوَ يمْشِي فِي شِقَ، وَذَلِكَ من النَّشَاطِ، يُشَبِّه ناقَتَه أَو جَمَلَه بِهَذَا الحِمارِ وَقَالَ أَيضاً:
هاجَتْ بِهِ جُوَّعٌ غُضْفٌ مُخَصِّرةٌ
شَوازِبٌ لاَحَهَا التَّقْرِيبُ والجَنَبُ
وَيُقَال: حِمارٌ جَنِبٌ. وجَنِبَ البعِيرُ: أَصابهُ وَجَعٌ فِي الجَنْبِ من شِدَّةِ العطَشِ (و) الجَنَبُ: (: القَصِيرُ) وَبِه فُسِّر بيتُ أَبِي العِيالِ:
فَتًى مَا غَادرَ الأَقْوَا
مُ لَا نِكْس وَلاَ جَنَبُ
وَفِي نخسة (الفَصِيلُ) بَدَلَ (القَصِيرِ) وَهُوَ خطأٌ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : و (الجَنِبُ) ، أَي ككَتِفٍ: الذِّئْبُ، لَتَظَالُعِه كَيْداً ومَكْراً، مِنْ ذَلِك.
والجَأْنَبُ بالهَمْزِ: القَصِيرُ الجَافِي الخِلْقَةِ، وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إِذا كَانَ قَبيحاً كَزًّا.
(و) الجَنَبُ، التَّحْرِيكِ، الَّذِي نُهِيَ عَنهُ فِي حَدِيث الزَّكَاةِ والسِّبَاقِ، وَهُوَ (أَن يَجْنُبَ فَرَساً) عُرْياً فِي الرِّهَانِ (إِلى فَرَسِه) الَّذِي يُسَابِقُ عَلَيْهِ (فِي السِّبَاقِ، فإِذا فَتَرَ المَرْكُوبُ) أَي ضَعْفَ (تَحَوَّلَ) وانْتَقَلَ (إِلى الفَرَسِ) (المَجْنُوبِ) أَي المَقُودِ، وَذَلِكَ إِذا خعافَ أَن يُسْبَقَ على الأَوْل. (و) الجَنَبُ المَنْهِيّ عَنهُ (فِي الزَّكَاةِ: أَن يَنْزِلَ العامِلُ بأْقْصَى مَواضعِ الصَّدَقَةِ ثمَّ يأْمُرَ بالأَموالِ أَنْ تُجْنَبَ إِليه) ، وَقد مرَّ بَيانُ ذَلِك فِي جلب (و) قِيلَ: هُوَ (أَنْ يَجْنُبَ ربُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَهُ عَن موْضِعِه حَتَّى يَحْتَاج العاملُ إِلى الإِبْعَادِ فِي) اتِّبَاعِه و (طَلَبِه) .
(والجَنُوبُ) كصَبُورٍ (: رِيحٌ تُخَالِفُ) وَفِي لَفْظِ (الصِّحَاح) : تُقابِلُ (الشَّمَالَ) تأْتِي عَن يمِينِ القِبْلَةِ، وَقَالَ ثَعْلَب: الجَنُوبُ من الرِّياح: مَا اسْتَقْبلَكَ عَن شِمَالِكَ إِذا وقَفْتَ فِي القِبْلَةِ، وَقَالَ ابْن الأَعرابيّ: الجَنُوبُ (مَهَبُّها من مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إِلى مَطْلع الثُّرَيَّا) ، وَعَن الأَصمعيّ: الجَنُوبُ: مَا بَين مَطْلَع سُهَيْلٍ إِلي مَطلعِ الشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ، وَقَالَ عُمَارةُ: مَهبّ الجَنُوبِ مَا بَين مَطْلَع سُهَيلٍ إِلى مَغْرِبه، وَقَالَ الأَصمعيّ: إِذا جاءَتِ الجَنوبُ جاءَ مَعهَا خَيْرٌ وتَلْقِيحٌ، وإِذَا جاءَت الشَّمَالُ نَشَّفَتْ، وَتقول العربُ للاثْنَيْنِ إِذا كَانَا مُتَصَافِيَيْنِ: رِيحُهُمَا جَنُوبٌ، وإِذا تَفَرَّقَا قِيلَ: شَمَلَتْ رِيحُهُمَا، وَلذَلِك قَالَ الشَّاعِر:
لَعَمْرِي لَئِنْ رِيحُ المَوَدَّةِ أَصْبحَتْ
شَمَالاً لَقَدْ بُدِّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ
وقولُ أَبِي وَجْزَةَ:
مَجْنُوبةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا
مِنَ الهِجَانِ ذَواتِ الشِّطْبِ والقَصَبِ
قَالَ ابْن الأَعرابيّ: يُرِيدُ أَنها تَذْهَبُ مَوَاعِدُها مَعَ الجَنُوبِ، ويذْهبُ أُنْسُهَا مَعَ الشَّمَال، وَفِي (التَّهْذِيب) الجَنُوبُ مِنَ الرياحِ: حارَّةٌ، وَهِي تَهُبُّ فِي كلّ وَقْتٍ، ومَهبُّها مَا بيْنَ مَهَبَّىِ الصَّبا والدَّبُورِ ممّا يَلِي مَطلَع سُهيلٍ، وَحكى الجوهريُّ عَن بعض الْعَرَب أَنه قَالَ: الجَنُوبُ حارَّةٌ فِي كلّ مَوضع إِلاّ بنَجْدٍ فإِنها باردةٌ، وبيْتُ كُثَيِّرِ عزَّةَ حُجَّةٌ لَهُ:
جَنُوبٌ تُسَامِي أَوْجُهَ القَوْمِ مَسَّهَا
لَذِيذٌ ومَسْراهَا من الأَرضِ طَيِّبُ
وَهِي تكون اسْماً وصِفَةً عِنْد سِيبَوَيْهٍ، وأَنشد:
رِيحُ الجَنُوبِ مَعَ الشَّمَالِ وتَارةً
رِهَمُ الرَّبِيعِ وصَائِبُ التَّهْتَانِ
وهَبَّتْ جَنُوباً دلِيلٌ على الصِّفَةِ عِنْد أَبي عُثْمَانَ، قَالَ الفارسيّ (لَيْسَ بدليلٍ، أَلاَ تَرى إِلى قَول سِيبَوَيْهٍ إِنه قد يكون حَالا) مَا لَا يكُونُ صِفةً كالقَفيِزِ والدِّرْهم.
(ج جنَائِبُ) ، زَاد فِي (التَّهْذِيب) : وأَجْنُبٌ، وَقد (جَنَبَتِ) الرِّيحُ تَجْنُبُ (جُنُوباً) وأَجْنَبَتْ أَيْضاً، أَي هَبَّتْ جَنُوباً (وجُنِبُوا بالضَّمِّ) أَي (أَصْابتْهُمُ) الجَنُوبُ، فَهُمْ مجْنُوبُونَ، وجُنِبَ القَوْمُ أَي أَصابتهمُ الجَنُوبُ، أَي فِي أَمْوالِهِم، قَالَ ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:
سَادٍ تَجَرَّمَ فِي البَضِيعَ ثَمَانِياً
يُلْوِي بِعَيْقَاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ
أَي أَصابتْه الجَنُوبُ، كَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) ، وَكَذَلِكَ القولُ فِي الصَّبَا والدَّبُورِ والشَّمَالِ، وجَنِبَتِ الرِّيحُ بِالْكَسْرِ، إِذا تَحوَّلَتْ جَنُوباً (وأَجْنَبُوا) إِذا (دخَلُوا فِيهَا) أَي ريحِ الجنُوبِ.
(وجَن 2 بَ إِلَيْهِ) أَي إِلى لِقَائِه (كنَصَر وسمِع) ، كَذَا فِي النُّسْخَة، وَفِي أُخرى كسمِع ونَصَر (: قَلِقَ) ، الكَسْرُ عَن ثَعْلَب والفَتْحُ عَن ابْن الأَعرابيّ، تقولُ، جَنِبْتُ إِلى لِقائِكَ وغَرِضْتُ إِلى لِقَائِكَ، جَنَباً وغَرَضاً، أَي قَلِقْتُ لِشِدَّةِ الشَّوْقِ إِليكَ.
(والجنْبُ) : النَّاحِيةُ، وأَنشد الأَخفش:
النَّاسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ
كأَنَّهُ عَدلَه بِجَمِيعِ الناسِ، والجَنْبُ أَيضاً (: مُعْظَمُ الشيءِ وأَكْثَرُه) وَمِنْه قولُهم: هَذَا قَلِيلٌ فِي (جَنْبِ مَودَّتِكَ) ، وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : الجَنْبُ: القِطْعةُ من الشيْءِ يكون مُعْظَمَه أَو كثيرا مِنْهُ.
(و) جَنْبٌ بلاَلاَم: بَطْنٌ من الْعَرَب، وَقيل: (حَيٌّ منَ اليمَنِ، أَو) هُوَ (لَقَبٌ لَهُم لاَ أَبٌ) ، وهم: عبْدُ اللَّهِ وجُعْفِيٌّ والحَكَمُ وجِرْوَةُ، بَنُو سَعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحَجٍ، سُمُّوا جَنْباً لأَنَّهُم جَانَبُوا بَنِي عَمِّهِمْ صُدَاءَ ويَزِيدَ ابْنَيْ سَعْدِ العَشِيرَة من مَذْحُجٍ، قَالَه الدَّارَقُطْنِي، وَنَقله السُّهَيْلِيُّ فِي (الرَّوْض) ، قَالَ: وذَكرَ فِي موضعٍ آخَرَ خِلافاً فِي أَسمائهم، وَذكر مِنْهُم بَنِي غِلِيَ، بالغين، وَلَيْسَ فِي (الْعَرَب) غِلِيٌّ غَيره، قَالَ مهلهل:
زَوَّجَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ فِي
جَنْبٍ وكانَ الحِبَاءُ مِنْ أَدِمِ
(و) جَنْبُ بنُ عبدِ الله (مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ) لَهُ رِوَاية.
(وجَنَّبَ تَجْنِيباً) إِذا (لَمْ يُرْسِلِ الفَحْلَ فِي إِبِله وغنَمِه، و) جَنَّبَ القَوْمُ فهم مُجَنِّبُونَ، إِذا (انْقَطَعَتُ أَلْبَانُهم) أَو قَلَّتْ، وقيلَ إِذا لم يكن فِي إِبلهم لَبَنٌ، وجَنَّبَ الرجُلُ، إِذا لم يَكنْ فِي إِبِله ولاَ غَنَمِه دَرٌّ، وَهُوَ عَامُ تَجْنِيبٍ، قَالَ الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذٍ: يذكرُ أَمرأَتَه: لَمَّا رَأَتْ إِبِلى قَلَّتْ حَلُوبَتْهَا
وكُلُّ عَامٍ عَلَيْهَا عامُ تَجْنِيبِ
يَقُول: كلُّ عامٍ يَمرُّ بهَا فَهُوَ عامُ تَجْنِيبٍ، وَقَالَ أَبو زيد: جَنَّبَتِ الإِبِلُ، إِذا لم تُنْتَجْ مِنْهَا إِلاّ النَّاقَةُ والنَّاقَتَانِ، وحَنَّبَهَا هُوَ بشَدِّ النُّونِ أَيضاً، وَفِي حَدِيث الْحَارِث بن عَوْفٍ (إِنَّ الإِبِلَ جَنَّبَتْ قِبَلَنَا العَامَ) أَي لم تَلْقَحْ فيكونَ لَهَا أَلْبَانٌ.
(وجَنُوبُ: امْرَأَةٌ) وَهِي أُخْتُ عَمْرٍ وذِي الكَلْبِ الشَّاعِرِ. قَالَ القَتَّالُ الكِلاَبِيُّ:
أَبَا كِيَةٌ بَعْدِي جَنُوبُ صَبَابَةً
عَلَيَّ وأُخْتَاهَا بِمَاءٍ عُيُونِ
وَفِي (لِسَان الْعَرَب) : وجَنبَت الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً، إِذا انْقَطَعَتْ مِنْهَا وَذَمَةٌ أَو وَذَمَتَانِ فمَالَتْ.
(والجَنَابَاءُ) بالمَدِّ (و) الجُنَابَى (كسُمَانَى) مُخَفَّفاً مَقْصُوراً، هَكَذَا فِي النُّسْخَة الَّتِي رَأَينَاهَا وَفِي (لِسَان الْعَرَب) بالضمّ وَتَشْديد النُّون، ويدلّ على ذَلِك أَنّ المؤلّف ضبَط سماني بِالتَّشْدِيدِ فِي سمن، فليكُنْ هَذَا الأَصحّ، ثمَّ إِنّه فِي بعض النسخِ المَدُّ فِي الثَّانِي، وَكَذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) أَيضاً وَالَّذِي قيَّده الصاغانيُّ بالضمّ وَالتَّخْفِيف ككُسالَى، وَقَالَ (: لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ) يَتَجَانَبُ العُلاَمَان فيعتَصمُ كلُّ واحدِ منَ الآخَرِ.
(والجَوَانِبُ: بِلاَدٌ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(و) جُنَّبٌ (كقُبَّرٍ: نَاحِيَةٌ) وَاسِعَةٌ (بالبَصْرَةِ) شَرْقِيَّ دِجْلَةَ مِمَّا يَلِي الفُرَاتَ.
(و) جُنَبَةٌ (كهُمَزَةٍ: مَا يُجْتَنَبُ) ، نَقله الصاغانيُّ.
(وجَنَّابَةُ مُشَدَّدَةً: د) أَي بَلَدٌ (يُحَاذِي) يُقَابِلُ (خَارَكَ) بساحلِ فارسَ (مِنْهُ القَرَامِطَةُ) الطائفةُ المشهورةُ كَبِيرهُم أَبُو سَعِيدٍ الحَسَنُ بنُ بَهْرَامَ الجَنَّابِيّ، قُتِلَ سنةَ إِحدى وثلاثمائة، ثمَّ وَلِي الأَمرَ بعدَه ابنُه أَبو طاهرٍ سُلَيْمَانُ، وَمِنْهُم: أَبو عليَ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي سعيد المعروفُ بالأَعْصَمِ، حاصَرَ مصرَ والشامَ، تُوُفِّيَ بالرَّمْلَةِ سنة 366 جَرَت بَينهم وَبَين جَوْهرِ القائِد حُروبٌ إِلى أَن انْهَزَم القَرْمَطِيُّ بعَيْنِ الشِّمْسِ، وَقد استوفَى ذِكرَهم ابنُ الأَثير فِي (الْكَامِل) (و) إِليه نُسِبَ المحدّثُ أَبْو الحَسَنِ (عليُّ بنُ عبدِ الواحدِ الجَنَّابِيُّ يَروِي عَن أَبي عُمر الهَاشِمِيِّ، وَعنهُ أَبو العِزِّ القَلاَنسِيُّ.
(و) يُقَالُ (سَحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ) ، إِذا هَبَّتْ بهَا الجَنُوبُ) وَهِي الرِّيحُ الْمَعْرُوفَة.
(والتَّجْننِيبُ: انْحِنَاءٌ وتَوْتِيرٌ فِي رِجْلِ الفَرَسِ) وَهُوَ (مُسْتَحَبٌّ) ، قَالَ أَبو دُوَادٍ:
وَفِي اليَدَيْنِ إِذَا مَا المَاءُ أَسْهَلَهَا
ثَنْيٌ قَلِيلٌ وَفِي الرِّجْلَيْنِ نَجْنِيبُ
قَالَ أَبو عُبَيْدَة: التَّجْنِيبُ أَن يَحْنهيَ يَدَيْهِ فِي الرَّفْعِ والوَضْعِ، وَقَالَ الأَصمعيّ: التَّجْنِيبُ، بالجِيمِ، فِي الرِّجْلَيْنِ، والتَحْنِيبُ، بالحَاءِ، فِي الصُّلْبِ واليَدَيْنِ.
(وجَنْبَةُ بنُ طارِقِ) بنِ عَمْرِو بنِ حَوْطِ بنِ سَلْمَى ابنِ هَرْمِيّ بنِ رِيَاح (مُؤَذِّنُ سَجَاحِ المُتَنَبِّئَةِ) الكَذَّابَةِ (وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَنْبَةَ شَيْخُ) أَبِي العَبَّاسِ (المُبَرّدِ) النَّحْوِيِّ.
(و) فِي الحَدِيث (بعٍ الجَمْعَ بالدَّرَاهِم ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيباً) (الجَنِيبُ) كأَمِيرٍ (تَمْرٌ جَيِّدٌ) معروفٌ من أَنْوَاعِه، والجَمْعُ: صُنُوفٌ من التَّمْرِ تُجْمَع، وَكَانُوا يَبيعُونَ صَاعَيْن من التَّمْرِبصاعٍ من الجَنِيبِ: فَقَالَ ذَلِك تَنْزِيهاً لَهُم عَن الرِّبَا.
(وجَنْبَاءُ) كصَحْرَاءَ (: ع بِبِلَاد) بَنِي (تَمِيمٍ) ، نَقله الصاغانيّ. قلتُ: وَهُوَ على لَيْلةٍ من الوَقْبَاءِ (وآبَاءُ جَنَابٍ) بِالتَّخْفِيفِ (التَّمِيميُّ والقَصَّابُ وابنُ أَبِي حَيَّةَ) الأَوَّلُ شيخٌ لِيَحْيَى القَطَّانِ، وَالثَّانِي. اسْمُه عَوْنُ بنُ ذَكُوَانَ، وَالثَّالِث اسمُه يَحْيَى وَهُوَ الكَلْبِيُّ، رَوَى عَن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِم، وَعنهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ (و) كَذَا (جَنَابُ بنُ الحَسْحَاسِ) روى عَنهُ عبدُ اللَّهِ بنُ معاويةَ الجُمَحِيُّ (و) جَنَابُ بنُ (نِسْطَاسٍ) عَن الأَعْمَشِ، وابنُه محمدُ بنُ جَنَابٍ رَوَى عَن أَبِيهِ (و) أَبُو هَانِىءٍ جَنَابُ بنُ (مَرْثَدٍ) الرُّعَيْنِيُّ تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ، وَقيل: صَحَابِيٌّ، (و) جَنَابُ بنُ (إِبْرَاهِيمَ) عَن ابْن لَهِيعَةَ (مُحَدِّثُونَ، و) جَنَابُ (بنُ مَسْعُودٍ) العُكْلِيُّ (و) جَنعابُ بنُ (عَمْرٍ و) والصوابُ: بن أَبِي عَمْرٍ والسَّكُونِيّ (شاعِرَانِ) والأَوّلُ فارِسٌ أَيضاً.
(و) جَنَّابٌ (بالتَّشْدِيدِ مِنْهُ، الوَلِيُّ المَشْهُورُ (أَبُو الجَنَّابِ) أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الله الصُّوفِيُّ (الخِيَوَقِيُّ) بالكَسْرِ الخُوَارَزْمِيُّ (نَجْمُ الكُبَرَاءِ) وَفِي نَفَحَات الأُنْس لعبد الرَّحْمَن الجَامِي أَنه نَجْمُ الدِّين الطَّامَّة الكُبْرَى، وَهَذِه الكُنْيَةُ كَناهَا لَهُ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمفي المَنَام، من كِبَارِ الصُّوفِيَّةِ، انْتَهَت إِليه المَشْيَخَةُ بخُوَارَزْمَ وَمَا يَلِيها، سَمِعَ بالإِسْكَنْدَرِيَّة أَبَا طَاهِرٍ السِّلَفِيَّ، وبتَبْرِيزَ محمدَ بن أَسْعَدَ العطاريّ وبأَصْبَهَانَ أَبَا المَكَارِمِ الَّلبَّانَ، وأَبَا سَعِيدٍ الرارانيّ، ومُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الكرانيّ، ومَسْعُودَ بنَ أَبِي مَنْصُورٍ الجَمَالِيُّ وأَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيَّ، وغَيْرَهُم، حَدَّثَ بِخُوَارَزْمَ، وسَمِعَ مِنْهُ أَبُو مَحِمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ هِلاَلٍ الأَنْدَلُسِيُّ، وذَكَرَه ابنُ جَرادة فِي تَارِيخ حَلَبَ، وَقَالَ قَدِمَ حَلَبَ فِي اجْتِيَازِهِ من مِصْرَ قُتِلَ بخُوَارَزْمَ سنة 618 على يَد التَّتَارِ شَهيداً.
(و) جُنَيْبٌ (كزُبَيْرٍ: أَبُو جُمْعَةَ الأَنْصَارِيُّ) منَ الصَّحَابَةِ (أَو هُوَ بالبَاءِ) وَقد تَقَدَّم ذِكْرُه فِي جبب.
وأَبُو الجَنُوبِ اليَشْكُرِيُّ اسمُه عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ، رَوَى عَن عَلِيَ، وَعنهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغَزِّيُّ،
وجِنَابٌ بالكعسْرِ: مَوْضعٌ لِبَنِب فَزَارَةَ.
(جنب) أُجْنِبَ الرجلُ: مثل أَجْنَبَ وجَنْبَ.
ج ن ب : جَنْبُ الْإِنْسَانِ مَا تَحْتَ إبْطِهِ إلَى كَشْحِهِ وَالْجَمْعُ جُنُوبٌ مِثْلُ: فَلْسٍ وَفُلُوسٍ وَالْجَانِبُ النَّاحِيَةُ وَيَكُونُ بِمَعْنَى الْجَنْبِ أَيْضًا لِأَنَّهُ نَاحِيَةٌ مِنْ الشَّخْصِ.

وَالْجَنُوبُ هِيَ الرِّيحُ الْقِبْلِيَّةُ.

وَذَاتُ الْجَنْبِ عِلَّةٌ صَعْبَةٌ وَهِيَ وَرَمٌ حَارٌّ يَعْرِضُ لِلْحِجَابِ الْمُسْتَبْطِنِ لِلْأَضْلَاعِ يُقَالُ مِنْهَا جُنِبَ الْإِنْسَانُ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ مَجْنُوبٌ.

وَالْجَنَابَةُ مَعْرُوفَةٌ يُقَالُ مِنْهَا أَجْنَبَ
بِالْأَلِفِ وَجَنُبَ وِزَانُ قَرُبَ فَهُوَ جُنُبٌ وَيُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْمُفْرَدِ وَالتَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَرُبَّمَا طَابَقَ عَلَى قِلَّةٍ فَيُقَالُ أَجْنَابٌ وَجُنُبُونَ وَنِسَاءٌ جُنُبَاتٌ وَرَجُلٌ جُنُبٌ بَعِيدٌ.

وَالْجَارُ الْجُنُبُ قِيلَ رَفِيقُكَ فِي السَّفَرِ وَقِيلَ جَارُكَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ وَلَا تَكَادُ الْعَرَبُ تَقُولُ أَجْنَبِيٌّ قَالَهُ الْأَزْهَرِيُّ فِي روح وَقَالَ فِي بَابِهِ رَجُلٌ أَجْنَبُ بَعِيدٌ مِنْكَ فِي الْقَرَابَةِ وَأَجْنَبِيٌّ مِثْلُهُ وَقَالَ الْفَارَابِيُّ قَوْلُهُمْ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ وَجُنُبٌ وَجَانِبٌ بِمَعْنًى وَزَادَ الْجَوْهَرِيُّ وَأَجْنَبُ وَالْجَمْعُ الْأَجَانِبُ وَجَنَبْتُ الرَّجُلَ الشَّرَّ جُنُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَبْعَدْتُهُ عَنْهُ وَجَنَّبْتُهُ بِالتَّثْقِيلِ مُبَالَغَةٌ.

وَالْجَنِيبُ مِنْ أَجْوَدِ التَّمْرِ.

وَالْجَنِيبَةُ الْفَرَسُ تُقَادُ وَلَا تُرْكَبُ فَعَيْلَةٌ بِمَعْنَى مَفْعُولَةٍ يُقَالَ جَنَبْتُهُ أَجْنُبُهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ إذَا قُدْتَهُ إلَى جَنْبِك وَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - «لَا جَلَبَ وَلَا جَنَبَ» تَقَدَّمَ فِي جَلَبَ.

وَالْجَنَابُ بِالْفَتْحِ الْفِنَاءُ وَالْجَانِبُ أَيْضًا. 
ج ن ب

رجل جنب وقوم جنب " وإن كنتم جنباً فاطّهّروا " وأجنب وتجنّب واجتنب، وجار جنب وهو الذي جاورك من قوم آخرين، لي من أهل الدار ولا من أهل النسب، وهؤلاء قوم أجناب. قالت الخنساء:

يا عين فيضي بدمع منك تسكابا ... وابكي أخاك إذا جاورت أجنابا

ولا تحرمني عن جنابة أي من أجل بعد نسب وغربة، ومعناه لا يصدر حرماتك عنها كقوله تعالى: " وما فعلته عن أمري " قال علقمة:

فلا تحرمني نائلاً عن جنابة ... فإني امرؤ وسط القباب غريب

وأنا في جناب فلان أي في فنائه ومحلته. ومشوا جانبيه وجنابيه وجنابتيه وجنبتيه. قال كعب ابن زهير:

يسعى الوشاة جنابيها وقولهم ... إنك يا بن أبي سلمى لمقتول

ونزلوا في جنبات الوادي. وقعد جنبة إذا اعتزل القوم. وتقول: طاب الكرام، وجانب اللئام. ولج فلان في جناب قبيح أي في مجانبة أهله. وجنبت الدابة أجنبها جنباً بالتحريك. وفي الحديث " لا جنب في الإسلام " وهو أن يجنب المسابق فرساً فإذا دنا من الغاية انتقل عليه ليسبق. وأعطاه الجنب: انقاد له. وفلان تقاد الجنائب بين يديه، وهو يركب نجيبه، ويقود جنبيه. وجانبه: مشى إلى جنبه، وهو جنيبه. وفرس طوع الجناب: سلس القياد. وأصحب جنبيه إذا طاوعه. وهو أجنبي مني وأجنب. وجنبته الشر فاجتنبه، وجنبته إياه فتجنبه. وقيل للترس: المجنب، لأنه يجنب صاحبه أي يقيه ما يكره كأنه آلة لذلك. وكان في إحدى المجنبتين وهما جناحا العسكر. وجنبت الريح: هبت جنوباً. وجنب القوم: أضابتهم، وسحابة مجنوبة. وأجنبوا: دخلوا فيها. والمجنوب في سبيل الله شهيد، وذات الجنب داء الصناديد.

ومن المجاز: اتق الله الذي لا جنيبة له أي لا عديل له. وأطاعت جنيبته إذا انقاد. قال ابن مقبل:

فإما تريني قد أطاعت جنيبتي ... وخيط رأسي بعد ما كان أوفرا

أي وافراً. وفرطت في جنب الله أي في جانبه وفي حقه. ورجل لين الجانب: سهل المعاملة سلس. قال:

لين الجانب في أقربه ... وعلى الأعداء سم كالذعف

وتقول: المسلمون جانب، والكفار جانب. وهو أجنبي من هذا الأمر أي لا تعلق له به ولا معرفة. وفلان رحب الجناب وخصيب الجناب: سخي.
(جنب) - في حَديثِ أبِي هُرَيْرة، رضِي الله عنه، في الرَّجل الذي أصابَتْه الفاقَةُ: "فَخَرَج إلى البَرِّيَّة فَدَعَا، فإذا الرَّحا تَطحَن، والتَّنُّور مَمْلُوء جُنُوبَ شِواء".
الجُنُوب: جَمْع جَنْب، وقد جَرَتِ العَادَةُ بأن يُشْوَى الجَنْب، وكان القِياسُ أن يُقال: جَنْبَ شِواء، لأنه نَصْبٌ على التَّمْيِيز، والتَّمْيِيز يكون مُوحَّد اللَّفظ قَلَّ ما يُجمَع.
على أَنَّه قد جاء بلَفْظِ الجَمْع في قَولِه تَبارَك وتَعالَى: {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا} . وأَرادَ أنَّه كان في التَّنُّور جُنوبٌ كَثِيرَة، لا جَنْبٌ واحد، فلِهذَا جَمَعَه مع كَونِه تَمْيِيزًا.
- في حَديثِ الحَارِثِ بنِ عَوْف أنَّه جاء إلى نَجَبَة بنِ الحَارِث فقال: "إن الِإِبلَ جُنِّبَت قِبلَنا العَامَ".
: أي لم تَلْقَح فيَكُون لها أَلْبانٌ، قال الأَصمَعِيُّ: جَنَّب بَنُو فلان فَهُم مُجَنَّبُون، إذا لم يكن في إِبلهم لَبنٌ، وهو عام تَجْنِيب، وجَنَّبَ النَّخلُ: لم يَحمِلْ. - في الحَدِيث "ذُو الجَنْب شَهِيد".
: أي الذي يَطُولُ مَرضُه واضْطِجَاعُه.
- وفي حديث آخر: "ذَاتُ الجَنْب شَهادَةٌ".
وقد فُسِّر في كِتابِ أبِي عُبَيْد الهَرَوِيّ.
- في حَدِيث الشَّعْبِيّ: "أنَّ الحَجَّاجَ سَأَل رَجُلا: هل كَانَ وَراءَك غَيثٌ؟ قال: كَثُر الِإعصار ، وأُكِل ما أَشرفَ من الجَنْبَة".
الجَنْبَة: رَطْبُ الصِّلِّيان، فإذا يَبِس فهو الصِّلِّيان. وقيل: الجَنْبَة. يَقَع على عَامَّة الشَّجَر المُتَربِّلة في الصَّيف، وقيل: هي ما فَوقَ البَقْل ودُونَ الشَّجَر.
- في حَديِث الضَّحَّاك: "قال لِجارِية: هل من مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ؟ قالت : على الجَانِبِ الخَبَرُ". : أي على الغَرِيب القَادِم. يقال: جَنَب فُلانٌ في بَنِي فُلان، إذا نَزَل فيهم غَرِيبًا، ورَجلٌ جانِبٌ، وقَومٌ جُنَّابٌ. وقال بَعضُهم: رَجلٌ جُنُب: غَرِيبٌ، والجَمْع أَجنابٌ، وجَارُ الجَنابَة: جارُ الغُربَة.
- في حديث جُبَيْر، رضي الله عنه: "أَتاه بتَمرٍ جَنِيبٍ".
: هو نَوعٌ من أجود التُّمور، وقيل الجَنِيبُ: التَّمْر المَكْبوسُ، وقيل: هو التِّين.
- في حَدِيث الشَّعْبِي: "أَجدَب بنا الجَنابُ".
الجَناب: ما حَولَ القَوْم، وجَناب الشَّيءِ: ناحِيَتُه، وجَنابُ الدَّار: فِناؤُها.
- وفي حديث آخر: "استَكَفُّوا جَنابَيْه" .
: أي حَوالَيْه .
- في الحَدِيثِ "لا تَدخُل المَلائِكة بيتًا فيه جُنُب، ولا كَلبٌ، ولا صُوَرَة".
الجُنُب - قيل هو الذي يَتْرك الاغْتِسالَ من الجَنابة عادةً، فيكُون أَكثرُ أَوقاتِه جُنُباً. وأما الكَلْب إذا اتَّخذَه لِلَّهو لا لِحاجةٍ وضَرُورة كحِراسةِ زَرْع، أو غَنَم أو صَيْد.
فأَمَّا الصُّورة فكل ما يُصَوَّر من الحَيوَان سَواءٌ في ذلك، المَنْصُوبَة القَائِمة التي لها أَشْخاص، وما لا شَخص له من المَنقُوشَة في الجُدُر، والصُّورَة فيها، وفي الفُرُش، والأَنْماطِ.
وقد رَخَّص بَعضُهم فيما كان منها في الأَنماط التي تُوطَأ وتُداسُ بالأَرجُل، وهذه الرُّخْصَة، إنما هي لمَنْ تَكُون في بيْتهِ، فأما في تَصْوِيرِه فُكلُّها سَواءٌ. وقيل: يَعنِي بالمَلائِكَة في هذا الحدِيثِ غَيرِ الحَفَظة، وقيل لا تَحضُره المَلائِكَةُ بالخَيْر وذَلِك في رِواية.
وقيل: هو للجُنُب الذي لم يَتوضَّأ بعدَ الجَنَابةِ.
- في حَدِيثِ ذى المِشْعَارِ : "وأَهلِ جِنابِ الهَضْب" وهو مَوضِع.
- في الحَديثِ: "ثم ابتَع بالدَّراهِم جَنِيبًا". هو جِنْس جَيِّد من التَّمْر.
- في حديث مُجاهِد في تَفسِيرِ السَّيَّارة من قوله تعالى: {مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ} أَجْناب النَّاس".
: أي الغُرَباء جَمْع جُنُب، قالت الخَنْساء :
* وابْكِي أَخاكِ إذا جاوَرْت أجْنابا *
- في الحديث: "الجَانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثابُ من هِبَته" يَعنِي الغَرِيبَ.
- في الحَدِيثِ : "لا جَلَب ولا جَنَب".
ذكر أبو عُبَيْد: أَنَّ الجَلَب يَكُون في السِّباق والصَّدَقَة، وذَكَر الجَنَب في السِّباق، ولم يَذْكُر وَجْهَه في الصَّدَقة، وهو أن يُجْنِب بماله ويُبْعِد حتَّى يَحْتَاجَ المُصَدِّقُ إلى الِإبْعادِ في اتِّباعِه وطَلَبِه، والله أعلم.

فثأ

فث

أ1 فَثَأَ القِدْرَ, aor. ـَ (T, S, M, O, K,) inf. n. فَثْءٌ (T, M, K) and فُثُوْءٌ, (M, K,) both inf. ns. from Lh, (M,) He stilled, or allayed, the boiling of the pot, (T, S, M, O, K,) with water, (S, O,) i. e. with cold water, or by lading out with the ladle: (T:) and ثَفَأَهَا signifies the same. (M.) b2: [Hence] one says, أَطْفَأَ فُلَانٌ النَّائِرَةَ وَفَثَأَ القُدُورَ الفَائِرَةَ (tropical:) [Such a one extinguished the discord, or rancour, or enmity, and stilled the boiling passions]. (A, TA.) b3: And فَثَأَ غَضَبَهُ, (M, K, *) aor. ـَ (M, K,) inf. n. فَثْءٌ, (M,) (tropical:) He stilled, or quieted, or abated, his anger, (M, K, * TA, *) by words, or otherwise. (TA.) إِنَّ الرَّثِيْئَةَ تَفْثَأُ الغَضَبَ (assumed tropical:) [Verily what is termed رثيئة stills, or appeases, anger] is one of their provs., (S, O, TA,) expl. in art. رثأ. (TA.) b4: And فَثَأْتُ الرَّجُلَ, (S, O,) or فَثَأْتُهُ عَنِّى, (T, TA,) (assumed tropical:) I averted, or turned back, the man from me, by words, or otherwise. (T, S, O, TA.) And فَثَأَ الشَّىْءَ عَنْهُ, (M, K,) inf. n. فَثْءٌ, (M,) (assumed tropical:) He averted the thing from him. (M, K, TA.) And مَا فَثَأَكَ عَنَّا (assumed tropical:) What withheld, or has withheld, thee from us? (Har p. 180.) b5: Also فَثَأَ الشَّىْءَ, (M, K,) aor. ـَ inf. n. فَثْءٌ and فُثُوْءٌ, (TA,) He allayed the cold of the thing by heating. (M, K, TA.) And فَثَأَتِ الشَّمْسُ المَآءَ The sun abated, or allayed, the cold of the water. (M.) and فَثَأَهُ, inf. n. فَثْءٌ, He heated it; namely, water, (Az, T, O,) &c. (T.) And accord. to MF, the phrase فَثَأَ اللَّبَنَ is allowable [as meaning He boiled the milk so that it frothed up and became curdled, or clotted, or dissundered: see what next follows]. (TA.) A2: فَثَأَ اللَّبَنُ, aor. ـَ The milk was boiled so that it frothed up and became curdled, or clotted, or dissundered: (AHát, M, O, K:) when this is the case, the milk is termed ↓ فَاثِئٌ. (AHát, O.) A3: فَثِئَتِ القِدْرُ The cookingpot ceased to boil. (O.) b2: And فَثِئَ [or فَثِئَ غَضَبُهُ] (assumed tropical:) His anger was, or became, abated; (TA;) [and] so غَضَبُهُ ↓ انفثأ. (Har p. 232.) b3: And مَا تَفْثَأُ تَفْعَلُ (assumed tropical:) Thou dost not cease doing [such a thing]; like ما تَفْتَأُ. (A, TA.) A4: فَثَأَ بِسَلْحِهِ: see فَطَأَ.4 افثأ (assumed tropical:) It (the heat) became allayed, or assuaged; and remitted, or abated. (S, O.) b2: And أَطْبَقَتِ السَّمَآءُ ثُمَّ أَفْثَأَتْ (assumed tropical:) [The sky became overcast, and then cleared]. (A, TA.) b3: افثأ بِالمَكَانِ (assumed tropical:) He remained, stayed, dwelt, or abode, in the place. (O, K. *) b4: عَدَا حَتَّى أَفْثَأَ (assumed tropical:) He (a man, M) ran until he became tired, (S, M, O, K, *) and out of breath, (S, O,) or and languid. (M, K.) In the saying of El-Khansà, أَلَا مَنْ لِعَيْنٍ لَا تَجِفُّ دُمُوعُهَا

إِذَا قُلْتَ أَفْثَتْ تَسْتَهِلُّ فَتَحْفِلُ (assumed tropical:) [Now who will be as a helper for an eye of which the tears will not dry up? when thou sayest, “They have become tired of flowing,”

they pour, and become copious], she means أَفْثَأَتْ. (M.) A2: أَفْثَؤُوا لَهُ They heated stones for him (i. e. a sick man), and sprinkled water upon them, and he lay prostrate upon them, in order that he might sweat: (O, K:) this they did when they were unable to procure a hot bath. (O.) 7 إِنْفَثَاَ see 1, last sentence but two.

فَاثِئٌ as an epithet applied to milk: see 1, near the end.
[فثأ] نه: لهو أحب إلي من رثيئةٍ "فثئت" بسلالة، أي خلطت به وكسرت حدتها، والفثء: الكسر، فثأته أفثؤه فثأ. تو: "فثاء" أو ضراط، إنما اقتصر عليه لأنه جواب عن حدث المصلى، ولا يتصور في الصلاة غيره.
(فثأ)
اللَّبن فثئا وفثوءا غلى وَتغَير وتقطع والحار كسر سخونته بالتبريد وَالْقدر سكن غليها بِمَاء أَو نَحوه وغضبه كسر حِدته والبارد كسر برودته بالتسخين وَيُقَال فثأ فلَانا عَن رَأْيه فتره وَصَرفه عَنهُ
فثأ: الفَثْءُ: من قَوْلِكَ فَثَأَتْهُ الشَّمْسُ والنّارُ: أي كَسَرَتْه.
وفَثَأْتُ فُلاناً عَنْكَ وفَثَأْتُه عن رَأْيِه: صَرَفْته.
وأفْثَأُوا بالمَكَانِ: أقَامُوا به.
وفَثَأْتُ عن القَوْمِ: رَدَدْت عنهم.
وما فَثَأَكَ عَنّا: أي ما حَبَسَك. وفي مَثَلٍ: " إنَّ الرَّثِيْئَةَ ممَّا يَفْتَأُ الغَضَبَ ". وفَثَأَتِ القِدْرُ: سَكَنَ غَلَيَانُها.
ف ث أ

غلت برمتكم ففثأتها أي سكّنت غليانها.

ومن المجاز: فثأت غضبه، وكان فلان مغتاظاً عليك ففثأته عنك، وفي المثل " إن الرثيئة مما يفثأ الغضب " وتقول: أطفأ فلان النائره، وفتأ القدور الفائره. قال:

تفور علينا قدرهم فنديمها ... ونفثؤها عنّا إذا حميها غلا

وما فثأك عنّا؟: ما حبسك. وفثأته عن رأيه: صرفته. وفثأت الشمس من برد الماء: كسرت منه. ولقد نويتم المسير ثم أقمتم عنه وأفثأتم. وأطبقت السماء ثم أفثأت أي أجهت. وما يفثؤ يفعل كذا بمعنى التاء.
[فثأ] فثأت القدر: سكنت غليانها بالماء. قال الجعدى: تفور علينا قِدرُهُمْ فنُديمُها * ونَفْثَؤها عنَّا إذا حَمْيُها غلا وفَثَأتُ الرجل: إذا كسرته عنك بقول أو غيره وسكَّنتَ غضبه، وفثِئَ هو: انكسر غضبه. وعَدا حتَّى أفْثَأَ، أي أعيا وانْبَهَرَ. وأفْثَأَ الحَرُّ، أي سكن وفتر. ومن أمثالهم في اليسير من البِرِّ قولهم: " إنَّ الرثيثَةَ تفْثَأ الغضب "، وأصله أن رجلاً كان غضب على قوم، وكان مع غضبه جائِعاً، فسقَوْهُ رثيئةً فسَكَنَ غَضبُهُ وكفَّ عنهم. وفَثَأتُ رأي الرجل، إذا رددتهُ.
[ف ث أ] فَثَأَ غَضَبَه يَفْثَؤُه فَثْأً كَسَرَه وسَكَّنَه وفَثَأَ الشَّيْءَ يَفْثَؤُه فَثْأً سَكَّن بَرْدَه بالتَّسْخِين وفَثَأَت الشَّمْسُ الماءَ فُثُوءًا كَسَرَت بَرْدَه وفَثَأَ القِدْرَ يَفْثَؤُها فثأ وفُثُوءًا المَصْدَرانِ عن اللِّحْيانِي سَكَّنَ غَلَيانَها كَثَفَأَها وفَثَأَ اللَّبنُ يَفْثَأُ فَثْأً إِذا أُغْلِيَ حَتَّى يَرْتَفِعَ له زَبَدٌ ويَتَقَطَّعَ وفَثَأَ الشيءَ عَنْهُ يَفْثَؤُه فَثْأً كَفَّهُ وعَدا الرَّجُلُ حَتَّى أَفْثَأَ أَي حَتَّى أَعْيَا وفَتَر قالَت الخَنْساءُ

(أَلاَ مَنْ لِعَيْنٍ لا تَجِفُّ دُمُوعُها ... إِذا قُلْتُ أَفْثَتْ تَسْتَهِلُّ فتَحْفِلُ)

أَرادَت أَفْثَأَت فخَفَّفَت
فثأ
فَثَأْتُ القِدْر: سَكَّنْتُ غليانها بالماء، قال النابغة الجعدي - رضي الله عنه -:
تَفُوْرُ علينا قِدْرُهُمْ فَنُدِيْمُها ... ونَفْثَؤُها عَنّا إذا حَمْيُها غَلَى
بِطَعْنٍ كَتَشْهاقِ الجِحاش شَهِيْقُهُ ... وضَرْبٍ له ما كانَ من ساعِدٍ خَلى
قِدْرُهُم: أي حَربُهم. وفَثِئَتِ القِدر: سكن غليانُها.
وفَثَأْتُ الرجل فَثْأً: إذا كَسرتْه عنك بقول أو غيره وسَكَّنْت غضَبَه، ومن الأمثال في اليسير من البِرِّ: إن الرَّثِيْئَة تَفْثَأُ الغضب. وأصل المثل: أن رجلا كان غَضِب على قوم وكان مع غَضَبه جائعا فَسَقَوه رَثِيْئَة فسكن غَضبُه وكفَّ عنهم.
أبو حاتم: من اللَّبن: الفاثِئُ: وهو الذي يُغلى حتى يرتفع له زبَد ويتقطَّع من التغيُّر، وقد فَثَأَ يَفْثَأُ.
وقال أبو زيد: يقال: فَثَأْتُ الماء فَثْأً: إذا ما سَخَّنْتَه.
وأفْثَأَ بالمكان: أقام به.
وعدا حتى أفْثَأَ: أي أعيا وانبهَرَ.
وأفْثَأَ الحَرُّ: أي سكن وفتَرَ.
وأفْثَأُوا له: إذا كان شاكيا ولم يقدر على حمّام فعمدوا إلى حجارة فأحْمَوْها ورشُّوا عليها الماء وأكبَّ عليها الوَجِعُ لِيعرق.
والتركيب يدل على تسكين شيء يغلي ويفور.

فثأ: فَثَأَ الرجُلَ وفَثَأَ غَضَبَه يَفْثَؤُه فَثْأً: كَسَرَ غَضَبَه

وسَكَّنَه بقَول أَو غَيْره. وكذلك: فَثَأْتُ عني فلاناً فَثْأً إِذا

كَسَرْتَه عنك. وفَثِئَ هو: انكسر غضَبُه. وفَثَأَ القِدْرَ يَفْثُؤُها فَثْأً

وفُثُوءاً، المصدران عن اللحياني: سَكَّن غَلَيانَها كَثَفأَها. وفثأَ

الشيءَ يُفْثَؤُه فَثْأً: سَكَّنَ بَرْدَه بالتَّسْخِين. وفَثَأْتُ الماءَ

فَثْأً إِذا سَخَّنْتَه، وكذلك كلُّ ما سَخَّنْتَه. وفَثأَت الشمسُ الماءَ

فُثُوءاً: كَسَرَتْ بَرْدَه. وفَثَأَ القِدْرَ: سكَّن غَلَيانَها بماءٍ

بارِدٍ أَو قَدْحٍ بالمِقْدحة. قال الجَعْدِيُّ:

تَفُورُ عَلَيْنا قِدْرُهم، فَنُدِيمُها * ونَفْثَؤُها عَنَّا، إِذا حَمْيُها غلا

وهذا البيت في التهذيب منسوب إِلى الكميت.

وفَثَأَ اللبنُ يَفْثَأُ فَثْأً إِذا أُغْليَ حتى يَرْتَفِعَ له زُبْدٌ ويَتَقَطَّعَ، فهو فاثِئٌ. ومن أَمثالهم في اليَسِير من البرِّ: إِنّ الرَّثيئَة تَفْثَأُ الغَضَبَ، وأَصله أَنَّ رجلاً كان غَضِبَ على قوم، وكان مع غَضَبِه جائعاً، فَسَقَوْه رَثِيئةً، فَسكَن غَضَبُه وكَفَّ عنهم.

وفي حديث زيادٍ: لَهُوَ أَحبُّ إِليّ منْ رَثِيئةٍ فُثِئَتْ بسُلالةٍ أَي

خُلِطَتْ به وكُسِرَتْ حِدَّتُه.

والفَثْءُ: الكَسْر، يقال: فَثَأْتُه أَفْثَؤُه فَثْأً. وأَفْثَأَ

الحَرُّ: سكَنَ وفَتَرَ. وفَثَأَ الشيءَ عنه يَفْثَؤُه فَثْأً: كَفَّه. وعَدا

الرجلُ حتى أَفْثَأَ أَي حتى أَعْيا وانْبَهَرَ وفَتَرَ، قالت الخَنساء:

أَلا مَنْ لِعَيْنٍ لا تَجِفُّ دُموعُها، * إِذا قُلْتُ أَفْثَتْ، تَسْتَهِلُّ، فَتَحْفِلُ

أَرادت أَفْثَأَتْ، فخففت.

فثأ
: ( {فَثَأَ) الرجلُ (الغَضَبَ كمَنَع) } يَفْثَؤُه {فَثْأً (: سَكَّنَه) بِقَوحلٍ أَو غيرِه (وكَسَره) . وَفِي (الأَساس) : وَمن الْمجَاز} فَثَأْتُ غَضَبَه وَكَانَ زيدٌ مغتاظاً عَلَيْك {فَفَثَأْتُه (عَنْك) وَمن أَمثالهم، أَي فِي الْيَسِير من البِرِّ (إِن الرَّثِيئَةَ} تَفْثَأُ الغَضَب) انْتهى وَقد تقدم معنى الْمثل فِي رث أَو فِي حَدِيث زِيادٍ: لَهو أَحبُّ إِليَّ مِن رَثِيئَةٍ {فُثِئَتْ بِسُلاَلة، أَي خُلِطَتْ بِهِ وكُسِرَتْ حِدَّته،} وفَثِىءَ هُوَ أَي كفرح: انْكَسَرَ غَضَبُه (و) فَثَأَ (القِدْرَ) يَفْثَؤُه (فَثْأً وفُثُؤًا) المصدران عَن اللحيانيّ: (سَكَّن غَلَيانَها) بماءٍ بَارِد أَو قَدْحٍ بالمِقْدَحة، قَالَ الجَعْدِيُّ رَضِي الله عَنهُ:
تَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ فَنُدِيمُها
{ونَفْثَؤُهَا عَنَّا إِذَا حَمْيُهَا غَلاَ
بِطَعْنٍ كَتَشْهَاقِ الجِحَاشِ شَهِيقُهُ
وضَرْبٍ لَهُ مَا كَانَ مِنح سَاعِدٍ خَلاَ
وَكَذَلِكَ أَنشدهُ الجوهريُّ وابنُ القُوطِيَّة وَابْن القطّاع، ونَسَبه فِي (التَّهْذِيب) إِلَى الكُمَيْتِ. وقِدْرُهم، أَي حَرْبُهم.
وسَكَّن بالتضعيف، وغَليَانَها مَنْصُوب على المفعولية، وَفِي بعض النّسخ بِالتَّخْفِيفِ، وغليانها مَرْفُوع، وَهُوَ غَلط، وَتقول: غَلَتْ بُرْمَتُكم} فَفَثَأْتُها، أَي سَكَّنْتُ غَلَيانَها. وَمن الْمجَاز: أَطْفَأَ فُلانٌ النَّائِرَة، وفَثَأَ القُدُورَ الفَائِرَة، كَذَا فِي (الأَساس) . (و) فَثَأَ (الشْيءَ) يَفْثَؤُهُ فَثْأً {وفُثُوءًا (سَكَّن) بالتضعيف (بَرْدَه بالتَّسْخِين) } وفَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إِذَا مَا سَخَّنْتَه، عَن أَبي زيد، وَكَذَلِكَ كلّ مَا سَخَّنْتَه، عَن أَبي زيد، وَكَذَلِكَ كلّ مَا سَخَّنْتَه وفَثَأَتِ الشمسُ الماءَ فُثُوءًا: كَسَرَتْ بَرْدَه (و) فَثأَ (الشَّيْءَ عَنهُ) يَفْثَؤُهِ فَثْأً (: كَفَّه) ومَنعه. وفَثَأْتُ عَنِّي فُلاناً فَثْأً إِذا كَسَرْتَه عَنْك بقولٍ أَو غَيره (و) فَثَأَ (اللَّبَنُ) يَفْثَأُ فَثْأً إِذا (أُغْلِيَ فَارتفَع لَهُ زَبَدٌ وتَقَطَّعَ) من التَّغَيُّرِ فَهُوَ {فاثِىءُ، عَن أَبي حَاتِم، وجوَّزَ شيخُنا نَصْبَ اللَّبن.
(و) عَدَا الرجلُ حتَّى (أَفْتَأَ) أَي (أَعْيَا) وانْبَهَرَ (وفَتَرَ) قَالَ الخَنساءُ:
أَلاَ مَنْ لِعَيْنِي لاَ تَجِفُّ دُمُوعُها
إِذا قُلتُ} أَفْثَتْ تَسْتَهِلُّ فَتَحْفِلُ
أَرادَتْ {أَفْثَأَتْ، فَخفَّفَت (و) أَفْثَأَ الحَرُّ: (سَكَنَ) وفَتَر، وَزعم شَيخنَا أَن فِيهِ إِيجازاً بَالغا رُبَّما يُؤَدِّي إِلى التخْليطِ وَهُوَ على بادِيء النَّظر كَذَلِك، وَلَكِن فَتَر مَعطوفٌ على أَعْيَا وسَكَنَ، وَمَا بعدَه لَيْسَ من مَعْنَاهُ، كَمَا بَيَّنَا، فَلَا يكون تَخْلِيطًا، وأَما الإيجاز فَمن عَادَته المَسْلوفَةِ لَا يُؤَاخذُ فِي مِثلِه (و) أَفثَأَ بِالْمَكَانِ (: أَقَامَ) بِهِ، يُقَال: قد نَوَيْتُم المَسيرَ حَتَّى أَقمتُم عَنهُ} وأَفثَأْتُم، وأَطبقَت السماءُ ثمَّ أَفثأَتْ (أَي أَجْهَتْ) وَمَا تَفْثأُ تَفعل (كَذَا) بِمَعْنى التَّاء، كل ذَلِك فِي (الأَساس) . (وافثَئُوا للمريضِ) أَي (أَحْمَوْا) لَهُ (حِجارةً وَرشُّوا عَلَيْهَا الماءَ فأَكَبَّ عَلَيْهَا الوَجِعُ) أَي الْمَرِيض. (لِيَعْرَقَ) أَي يأْخذه العَرَق، وَهَذَا كَانَ من عَادَتهم.
والتركيب يدلّ على تَسكين شيءٍ يَغْلِي ويَفورُ.

بصّ

بصّ: بَصّ له: حدجه ببصره، واختلس إليه النظر (بوشر) - وبص فيه: نظر فيه وأخذ يدرسه (بوشر).
وبَصَّ: نظر بتحديق (الكالا).
بصيص: لمعان، تلألؤ في الظلام (زيشر 22: 21).
وبصيص الضوء: وميضه ولمعانه الخفيف. ومجازاً الأثر الخفيف (بوشر).
وبصيص: لون متغير مختلط (الكالا).
بصّاص: محدق النظر: ومختلسه (بوشر).
وبصّاص: ضرّاط، جبان (بوشر).

سرط

(س ر ط) : (سَرِطَ) الشَّيْءَ وَاسْتَرَطَهُ ابْتَلَعَهُ.
سرط
عن العبرية بمعنى شريط سير وحزام، وبمعنى خدش وشق. يستخدم للذكور.

سرط


سَرَطَ(n. ac. سَرْط)
سَرِطَ(n. ac. سَرَط
سَرَطَاْن)
a. Swallowed.

تَسَرَّطَa. see I
إِنْسَرَطَa. Passed down easily (food).
إِسْتَرَطَa. see I
مَسْرَط
مِسْرَطa. Gullet.

سِرَاْطa. Road, way.

سَرَطَاْنa. Crab; Cancer ( sign of the zodiac ).
b. Cancer (disease).
س ر ط

سرط الشيء واسترطه وتسرطه قليلاً قليلاً. ورجل سرطان وسرطم، ومنه السيرطراط الفالوذ. وبقوائمه سرطان وهو داء الفيل. وسلكوا سراطاً سوياً.

ومن المجاز: سيف سراط: قطاع. وفرس سرطان وسرطان الجري كأنه يسترط العوّ ويلتهمه. وهو في دينه على سراط مستقيم. وفي مثل " الأخذ سريطي والقضاء ضريطي ".
س ر ط : سَرِطْتُهُ أَسْرَطُهُ مِنْ بَابِ تَعِبَ سَرَطًا بَلَعْتُهُ وَاشْتَرَطْتُهُ عَلَى افْتَعَلْتُ.

وَالسِّرَاطُ الطَّرِيقُ وَيُبْدَلُ مِنْ السِّينِ صَادٌ فَيُقَالُ صِرَاطٌ.

وَالسَّرَطَانُ مِنْ حَيَوَانَاتِ الْبَحْرِ مَعْرُوفٌ وَجَمْعُهُ بِالْأَلِفِ وَالتَّاءِ عَلَى لَفْظِهِ. 
سرط
سِراط [مفرد]: ج سُرُط: صِراط، طريق واضِح "هو في دينه على سراطٍ مستقيم- {اهْدِنَا السِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [ق] " ° السِّراط المستقيم: الطريق السويّ. 

سَرَطان [مفرد]: ج سرطانات وسراطينُ: (انظر: س ر ط ن - سَرَطان). 
سرط
السِّرَاطُ: الطّريق المستسهل، أصله من:
سَرَطْتُ الطعامَ وزردته: ابتلعته، فقيل: سِرَاطٌ، تصوّرا أنه يبتلعه سالكه، أو يبتلع سالكه، ألا ترى أنه قيل: قتل أرضا عالمها، وقتلت أرض جاهلها، وعلى النّظرين قال أبو تمام:
رعته الفيافي بعد ما كان حقبة رعاها وماء المزن ينهلّ ساكبه
وكذا سمّي الطريق اللّقم، والملتقم، اعتبارا بأنّ سالكه يلتقمه.
س ر ط: (سَرِطَ) الشَّيْءَ بَلِعَهُ وَبَابُهُ فَهِمَ وَ (اسْتَرَطَهُ) ابْتَلَعَهُ. وَفِي الْمَثَلِ: لَا تَكُنْ حُلْوًا فَتُسْتَرَطَ وَلَا مُرًّا فَتُعْقَى. أَيْ تُرْمَى مِنَ الْفَمِ لِلْمَرَارَةِ. وَقَوْلُهُمْ: الْأَخْذُ (سُرَّيْطَى) وَالْقَضَاءُ ضُرَّيْطَى. أَيْ يَسْتَرِطُ مَا يَأْخُذُ مِنَ الدَّيْنِ فَإِذَا تَقَاضَاهُ صَاحِبُهُ أَضْرَطَ بِهِ. وَحُكِيَ الْأَخْذُ (سُرَّيْطٌ) وَالْقَضَاءُ (ضُرَّيْطٌ) . وَ (السِّرِطْرَاطُ) الْفَالُوذُ. وَ (السِّرَاطُ) لُغَةٌ فِي الصِّرَاطِ. وَ (السَّرَطَانُ) مِنْ خَلْقِ الْمَاءِ. 
[سرط] سرطت الشئ بالكسر أسرطه سَرَطاً: بَلِعته. واسْتَرَطَهُ: ابْتَلَعَهُ. وفي المثل " لا تكن حُلواً فتُسْتَرطَ ولا مرًّا فتُعْقَى "، من قولهم أعقيت الشئ، إذا أزلته من فيك لمرارته. كما يقال: أشكيت الرجل، إذا أزلته عما يشكوه. وقولهم: " الاخذ سريطى والقضاء ضريطى " أي يسترط ما يأخذ من الدين، فإذا تقاضاه صاحبه أضرط به. وحكى يعقوب: " الاخذ سريط والقضاء ضريط ". والسرطراط: الفالوذ. وسيف سراطى، أي قاطعٌ. قال الهُذَلي : كَلَوْنِ المِلْح ضَرَبْتُهُ هَبيرٌ * يُتِرُّ العَظْمَ سَقَّاطٌ سُراطي * به أَحمِي المُضَافَ إذا دَعانِي * ونفسي ساعةَ الفزعِ الفِلاطِ * وإنما خفف ياء النسبة في سُراطيّ لمكان القافية. والسِراطُ: لغةٌ في الصراط. والسَرَطانُ من خَلْقِ الماء، ورج في السماء، وداء يأخُذ في رسغ الدابة فيُيَبِّسُهُ حتى يقلب حافره.
س ر ط

سَرِطَ الشيءَ سَرَطاً وسَرَطاناً واسْتَرَطَه ابْتَلَعَه وانْسَرَطَ الشيءُ في حلقِه سارَ فيه سيراً سهلاً والمِسْرطُ والمَسْرَطُ البُلْعوم والصَّادُ لٌ غَة والسِّرْواطُ الأكولُ عن السِّيرافيِّ والسُّرَاطِيُّ والسِّرواطُ الذي يَسْتَرِطُ كلَّ شيءٍ يَبْتلِعُه وقال اللحيانيُّ رَجلٌ سِرْطِمٌ وسَرْطَم يَبْتلِعُ كلَّ شيءٍ وهو من الاسْتراطِ وجعل ابنُ جنِّي سِرْطاً ثلاثياً والسِّرْطِمُ أيضاً البَلِيغُ المُتَكَلِّم وهو من ذلك وقالوا الأكلُ سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطا والقَضَاء ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَا أي يأخذُ الدَّيْنَ فيسْتَرِطُه فإذا استقضاهُ غريمُه أضْرَطَ به ورجلٌ سِرْطيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطَانٌ جيِّدُ اللَّقْم وفَرسٌ سُرَطٌ وسَرَطَانٌ كأنَّه يَسْتَرطُ الجَرْيَ وسَيْفٌ سُرَاطٌ وسُرَاطِيٌّ يَمُرُّ في الضَّريبة كأنه يَسْتَرِطُ كلَّ شيءٍ يَلْتَهِمُه جاء على لفظِ النَّسَبِ وليس بِنَسَبٍ كأَحْمَرَ وأحْمَرِيٍّ قال المُتنخِّلُ الهُذَليُّ

(كَلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ ... يُتِرُّ العَظْمَ سَقَّاطٌ سُرَاطِي)

والسِّراطُ السَّبِيلُ الواضحُ والصَّادُ أَعْلَى لمكانِ المضارعَة وإن كانت السين هي الأصل وحكاه سيبويه الصِّراط على المُضارعة أيضا فأما ما حكاه الأصمعيُّ من قراءة بعضهم اهْدِنَا الزِّراطَ بالزّاي المُخْلَصَةِ فَخَطأٌ إنما سَمِعَ المضارعةَ فَتَوَهَّمها زاياً ولم يكن الأصمعيُّ نحوياً فيُؤْمَنَ على هذا وقوله تعالى {هذا صراط علي مستقيم} الحجر 41 فسَّرهُ ثعلبٌ فقال يعنِي المَوْتَ أي عليَّ طرِيقُهُم والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراطُ والسَّرَطْراطُ الفالوذ وقيل الخَبيصُ وقال اللحيانيُّ والسِّرِطْراطُ الفالوذُ شَامِيَّة والسُّرَّيْطا حَساءُ كالخَزِيرة والسَّرطانُ دابَّة من خَلَقِ الماءِ والسَّرطانُ داءٌ يُصيبُ الناسَ والدَّوابَّ والسَّرطانُ من بُرُوجِ الفَلَكِ

سرط: سَرِطَ الطعامَ والشيءَ، بالكسر، سَرَطاً وسَرَطاناً: بَلِعَه،

واسْتَرَطَه وازْدَرَدَه: ابْتَلَعَه، ولا يجوز سرَط؛ وانْسَرَطَ الشيء في

حَلْقِه: سارَ فيه سيْراً سهْلاً. والمِسْرَطُ والمَسْرَطُ: البُلْعُوم،

والصاد لغة. والسِّرْواطُ: الأَكُول؛ عن السيرافي. والسُّراطِيُّ

والسِّرْوَطُ: الذي يَسْتَرِطُ كل شيء يبتلعه. وقال اللحياني: رجل سِرْطِمٌ

وسَرْطَمٌ يبتلع كل شيء، وهو من الاسْتراط. وجعل ابن جني سَرطَماً ثلاثيّاً،

والسِّرْطِمُ أَيضاً: البليغ المتكلم، وهو من ذلك. وقالوا: الأَخذ

سُرَّيْطٌ وسُرَّيْطَى، والقضاء ضُرَّيْطٌ وضُرَّيْطَى أَي يأْخذ الدَّين

فيَسْتَرِطُه، فإِذا اسْتَقْضاه غريمُه أَضْرَطَ به. ومن أَمثال العرب: الأَخذ

سَرَطانٌ، والقَضاء لَيَّانٌ؛ وبعض يقول: الأَخذ سُرَيْطاء، والقَضاء

ضُرَيْطاء. وقال بعض الأَعراب: الأَخذ سِرِّيطَى، والقضاء ضِرِّيطَى، قال:

وهي كلها لغات صحيحة قد تكلمت العرب بها، والمعنى فيها كلها أَنت تُحبُّ

الأَخذ وتكره الإِعْطاء. وفي المثل: لا تكن حُلْواً فتُسْتَرَطَ، ولا

مُرّاً فتُعْقى، من قولهم: أَعْقَيْتُ الشيء إِذا أَزَلْتَه من فِيك

لمَرارتِه كما يقال أَشْكَيْتُ الرجل إِذا أَزلته عما يشكوه.

ورجل سِرْطِيطٌ وسُرَطٌ وسَرَطانٌ: جيّد اللَّقْمِ. وفرس سُرَطٌ

وسَرَطانٌ: كأَنه يَسْتَرِطُ الجرْي. وسيف سُراطٌ وسُراطِيٌّ: قاطع يَمُرّ في

الضَّريبةِ كأَنه يَسْتَرِطُ كل شيء يَلْتَهِمُه، جاء على لفظ النسب وليس

بنَسَب كأَحْمر وأَحْمريّ؛ قال المتنخل الهذلي:

كَلوْن المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبِيرٌ،

يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطِي

به أَحْمِي المُضافَ إِذا دَعاني،

ونَفْسِي، ساعةَ الفَزَعِ الفِلاطِ

وخفّف ياء النسبة من سُراطي لمكان القافية. قال ابن بري: وصواب إِنشاده

يُتِرُّ، بضم الياء. والفِلاطُ: الفُجاءةُ.

والسِّراطُ: السبيل الواضح، والصِّراط لغة في السراط، والصاد أَعلى

لمكان المُضارَعة، وإِن كانت السين هي الأَصل، وقرأَها يعقوب بالسين، ومعنى

الآية ثَبِّتْنا على المِنْهاج الواضح؛ وقال جرير:

أَميرُ المؤمنينَ على صِراطٍ،

إِذا اعْوَجَّ المَوارِدُ مُسْتَقِيم

والمَوارِدُ: الطُّرُقُ إِلى الماء، واحدتها مَوْرِدةٌ. قال الفراء:

ونفر من بَلْعَنْبر يصيِّرون السين، إِذا كانت مقدمة ثم جاءت بعدها طاء أَو

قاف أَو غين أَو خاء، صاداً وذلك أَن الطاء حرف تضع فيه لسانك في حنكك

فينطبق به الصوت، فقلبت السين صاداً صورتها صورة الطاء، واستخفّوها ليكون

المخرج واحداً كما استخفوا الإِدْغام، فمن ذلك قولهم الصراط والسراط، قال: وهي بالصاد لغة قريش الأَوّلين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامة العرب

تجعلها سيناً، وقيل: إِنما قيل للطريق الواضح سراط لأَنه كأَنه

يَسْتَرِطُ المادّة لكثرة سلوكهم لاحِبَه، فأَما ما حكاه الأَصمعي من قراءة بعضهم

الزِّراط، بالزاي المخلصة، فخَطأ إِنما سَمِع المُضارِعةَ فتَوَهَّمها

زاياً ولم يكن الأَصمعي نحويّاً فيُؤْمَنَ على هذا. وقوله تعالى: هذا

سِراطٌ عليَّ مُسْتَقِيمٌ، فسَّره ثعلب فقال: يعني الموتَ أَي عليَّ

طريقُهم.والسُّرَّيْطُ والسِّرِطْراط والسَّرَطْراطُ، بفتح السين والراء:

الفالُوذَجُ، وقيل: الخَبِيصُ، وقيل: السَّرَطْراطُ الفالوذج، شامية. قال

الأَزهري: أَما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل جِلِبْلابٍ وسِجِلاَّط،

قال: وأَما سَرَطْراطٌ فلا أَعرف له نظيراً فقيل للفالوذج سِرِطْراطٌ، فكررت

فيه الراء والطاء تبليغاً في وصفه واستِلْذاذِ آكله إِياه إِذا سَرَطَه

وأَساغَه في حَلْقِه.

ويقال للرجل إِذا كان سريعَ الأَكل: مِسْرَطٌ وسَرّاطٌ وسُرَطةٌ.

والسِّرِطْراطُ: فِعِلْعالٌ من السَّرْطِ الذي هو البَلْع. والسُّرَّيْطَى:

حَساً كالخَزِيرةِ.

والسَّرَطانُ: دابّة من خَلق الماء تسميه الفُرْس مُخ.

والسرَطانُ: داء يأْخذ الناس والدوابَّ. وفي التهذيب: هو داء يظهر

بقوائم الدوابّ، وقيل: هو داء يعرض للإنسان في حلقه دموي يشبه الدُّبَيْلةَ،

وقيل: السرَطانُ داء يأْخذ في رُسْغ الدابّة فيُيَبِّسه حتى يَقْلِب

حافرها. والسرَطانُ: من بروج الفَلَكِ.

سرط سَرِطتُ الشيء أسرطهُ - مثالُ بِلعتهُ أبلعهُ - أي بَلعتهُ، وفيه لُغةٌ أخرى وهي: سرَطتُه أسرُطُه - مثالُ كتبتهُ كتبُه -. والمسرطُ: الحلقُ، وأنشدَ الأصمعي:
كأن غُصنَ سَامٍ أو عُرْفُطِة ... معُترضاً بِشوكِهِ في مسرطهِ
وسيفٌ سُراطٌ وسُراطيٌ: قاطعٌ، وقيل: هو الذي يستَرطُ كل شيءٍ أي يلتهمهُ، قال المتنخلُ الهذلي يصفُ سيفاً:
كَلونِ الملحِ ضربتهُ هبيرٌ ... يتُر العظمَ ساقطُ سُراطي
والمعنى: سُراطيٌ، نسبه إلى السرطِ وخفف ياءه للقافية، وقال ابن حبيبَ: أراد سُراطيٌ يسترطُ كل شيءٍ يذهبُ سريعاً في اللحم.
وفَرسٌ سُراطيُ الجريِ: كأنه يسترطُ الجري سَرطاً، وقيل: كأنه يسترطُ العدو أي يلتهمه.
وفي المثلِ: الأخذُ سُريطى والقضاءُ ضُريطى، ويروى: الأخذُ سريط والقضاءُ ضُريطٌ حكاهما يعقوب ويروى: الأخذ سريطى والقضاءُ ضِريطى - بوزنِ خِصيصى -. ويروى: الأخذُ سُريطاءُ والقضاءُ ضُريطاءُ - بتخفيف الرائين وبالمد - ويروى: الأخذُ سرطانٌ - ويروى: سلجانٌ - والقضاءُ ليلنٌ أي يسترطُ ما يأخذُ من الدين فإذا تقاضاه صاحبهُ أضرطَ به.
وفرسٌ سرطانٌ: أي يسترطُ الجري كالسراطي.
والسرَطانُ: من دواب الماءِ.
والسرطانُ: برجٌ في السماء.
والسرطانُ: داءٌ في رسغِ الدابة يأخذُ فيه فييبسه حتى يقلبَ حافره.
والسرطانُ: داءٌ يعتري الإنسان في حلقه: دموي: مثلُ الدبيلةِ.
وقال الليث: السَّرَطْرَاطُ والسسَّرِطْراطُ - بفتح السين والراء وكسرهما -: هو الفالوذ. وقال الأزهري: أما بالكسر فهي لغة جيدة لها نظائر مثل حِلِبْلاب وسِجِلاطٍ، وأما بالفتح فلا أعرف له نظيراً.
وقيل للفالُوذُ: سِرِطْراطُ، فكررت فيه الراء والطاء تبليغاَ في وصفه واستلذاذ آكله إياه إذا سَرِطَه وأساغَه في حلقه. ويقال للرجل إذا كان سريع الأكلِ: مِسرَطُ وسَرَّاطُ.
والسَّرَاطُ والصُرَاطُ والزَّرَاطُ: الطريق، وقال الأزهري: قول الله عز وجل:) اهدِنا الصَّراطَ المستَقيم (كتب بالصاد وأصله السين، ومعناه ثبتنا على المنهاج الواضح، قال جرير يمدح هشام بن عبد الملك:
أميرُ المؤمنينَ على سِرَاطٍ ... إذا اعْوَجَّ المواردُ مُسْتَقيمِ
قال الفراء: إذا كان بعد السين طاء أو قاف أو غين أو خاء فان تلك السين تقلب صاداً، قال: ونَفَرٌ من بَعَنْبَرِ يصيرون السين إذا كانت مقدمة ثم جاءت طاء أو قاف أو غين أو خاء صاداً، وذلك أن الطاء حرف تضع فيه لسانك على حنكك فينطبق به الصوت فقلبت السين صاداً وصوتها صوت الطاء واستخفوها ليكون المخرج واحداً كما استخفوا الإدغام، فمن ذلك قولهم: السَّرَاطُ والصَّرَاط، قال وهي بالصاد لغةُ قريش الأدنين التي جاء بها الكتاب، قال: وعامَّةُ العرب تجعلها سيناً.
وقال غيره: إنما قيل للطريق الواضح: سِرَاطٌ؛ لأنه كأنه يسترطُ المارَّةَ لكثرة سلوكهم لاحِبه، وقرأ رويس: اهدنا السَّرَاطَ؛ بالسين، وقال بعضهم: سُمي سِراطاً لأن الذاهب فيه يغيب غيبةَ الطعام المستَرط.
وقال ابن دريد: السُّرَيْطاءُ: حَسَاء شبيه بالخزيرةِ أو نحوها.
قال: والسَّرْطِيْطُ: العظيم اللَّقمِ.
وقال ابن عباد: رجل سُرَطْرِطٌ وسُرَطَةُ - مثال تؤدةٍ - وسُرَطٌ مُرَطٌ: أي سريع الاستراط واستَرَطَه: أي ابتلعه، قال رُوبةُ:
مَضْغي رُؤوسَ النّاس واستراطي.
وفي المثل: لا تكن حلواً فتُسترَطَ ولا مُراً فتعفى، من قولهم: أعقبت الشيء: إذا أزلته من فيك لمرارته، كما يقال: أشكيت الرجل: إذا أزلته عما يشكوه. ويروى: " فَتُعْقِي " - بكسر القاف - من أعقى الشيء: إذا مرارته كأنه صار بحيث يعقى أي يكره، يقال: عقي يعقي: إذا كره، يضرب في الأمر بالتوسط.
وكذلك التسرط، وأنشد الأصمعي:
كأنَّما لَحْمَي من تَسَرُّطهْ ... إياه في المَكْره أو في مَنْشَطهْ
وعبْطِه عِرضي أوان معْبَطهْ ... عَبِيْثَةُ من سَمْنه وأقِطِه
المَعْبُط: العبط وهو شق الجلد، وقال إبراهيم بن علي بن محمد بن سلمه بن عامر بن هرمة:
يَدْعو علي ولو هلَكتُ تَركْتُه ... جَزَرَ العَدُوَّ وأكْلَةَ المُتَسرطِ
والتركيب يدل على غيبة في مر وذهاب.
سرقسط: سَرَقُسطَةُ - بالتحريك -: بلدة من بلاد الأندلس تتصل أعمالها بأعمال تطيلة. وسرقسط - أيضاً -: بليد من نواحي خوارزم، عن العمراني الخوارزمي.

سرط

1 سَرِطَهُ, aor. ـَ inf. n. سَرَطٌ (S, M, Msb, K) and سَرَطَانٌ; (M, K;) and سَرَطَهُ; (Sgh, K;) but the former is the more chaste, and is the form commonly known, and the latter is by some disallowed; (TA;) He swallowed it: (S, M, Msb, K:) or, as in some of the copies of the S, without chewing: or, accord. to the A, by little and little: (TA:) and ↓ استرطهُ signifies the same; (S, M, Msb, K;) and so ↓ تسرّطهُ: (As, K:) and in like manner, زَرِدَهُ and ازدردهُ (TA) [and تزرّدهُ]. It is said in a prov., لَا تَكُنْ حُلْوًا فَتُسْرَطَ وَلَا مُرًّا فَتُعْقَى

Be not thou sweet, so that thou shouldest be swallowed; nor bitter, so that thou shouldest be put out of the mouth because of thy bitterness: (S, TA:) or, accord. to one relation, فَتُعْقِىَ, i. e., so that thou shouldest be disliked for being very bitter: used in enjoining the taking of a middle course of conduct: so in the O. (TA.) 4 أَسْرَطْتُهُ ذِرَاعِى I put my fore arm upon his throat [from behind him], to strangle him, or throttle him. (TA in art. ذرع.) 5 تَسَرَّطَ see 1.7 انسرط فِى حَلْقِهِ It (a thing, M) passed easily in his throat. (M, K.) 8 إِسْتَرَطَ see 1.

Q. Q. 1 سَرْطَمَ: see art. سرطم.

سُرَطٌ A man that swallows quickly; (Ibn-'Abbád, O;) as also ↓ سُرَطَةٌ (Ibn-'Abbád, O) and ↓ سُرَطْرِطٌ: (O:) or ↓ سَرَطْرَطٌ (so accord. to the TA) and ↓ مِسْرَطٌ and ↓ سَرَّاطٌ a man that eats quickly: (TA:) or the first, and ↓ سَرَطَانٌ and ↓ سِرْطِيطٌ, (M, K,) a man (M) that swallows well, (M,) or largely. (K.) [See also سُرَاطِىٌّ.] b2: Also, and ↓ سَرَطَانٌ, (M, K,) (tropical:) A horse (M, TA) that runs vehemently. (M, * K, TA.) [See again سُرَاطِىٌّ.]

سُرَطَةٌ: see the next preceding paragraph.

سِرْطِمٌ and سَرْطَمٌ: see سُرَاطِىٌّ, in three places. b2: Hence, (M,) the former also signifies (assumed tropical:) An eloquent speaker; (M, K;) as also ↓ سَرَطَانٌ. (TA.) [See also art. سرطم.]

سَرَطَانٌ: see سُرَطٌ, in two places: and سُرَّيْطَى: and سِرْطِمٌ.

A2: Also [The crab;] a certain aquatic creature; (S) a certain animal of the sea; (Msb;) a certain creeping thing (دَابَّة), of aquatic creatures; (M;) a certain fluvial creeping thing (دابّة); and also a marine kind, which is an animal that becomes hard like stone: the former kind is of much utility; the quantity of three مَثَاقِيل of its ashes, when burnt in a cooking-pot of copper (نُحَاسٍ أَحْمَرَ [for the latter of which words we find in the CK خُمِّرَ]), with water or wine, or with half its weight of gentian (جِنْطِيَانَا), is very good against the bite of the mad dog; if its eye be hung upon a person affected with a tertian fever, he is cured; and if its leg be hung upon a tree, its fruit falls spontaneously: (K:) this is [said of] the سرطان that is bred in rivers: (TA:) of the marine kind, what is burnt is an ingredient in collyriums, (K,) for removing whiteness, (TA,) and in dentifrices (سَنُونَات, so in copies of the K and in the TA [but in the CK, erroneously, سُفُوفَات]), and strengthens the gum: (TA:) pl. سَرَطَانَاتٌ. (Msb.) b2: السَّرَطَانُ is also the name of (assumed tropical:) A certain sign of the Zodiac; (S, M, K;) [Cancer;] the fourth sign; so called because resembling the creature above mentioned in form. (TA.) b3: [The disease called cancer;] a black-biliary tumour, which begins like an almond, and smaller, and when it becomes large, there appear upon it veins, red and green, resembling the legs of the سَرَطَان: there is no hope for its cure; and it is treated medicinally only in order that it may not increase: (K:) a certain disease that attacks men and beasts: (M:) it is also (K) a certain disease in the pastern of a beast, rendering it hard, or rigid, so that the animal inverts his hoof: (S, K:) a certain disease that appears in the legs of beasts: (T, TA:) some say that it is a disease which affects a man in his fauces, having relation to the blood, and resembling the دُبَيْلَة [which is explained by ISh, in describing the disease termed ذَاتُ الجَنْبِ, as an ulcer that perforates the belly]: and some say, that it is [the disease called] دَآءُ الفِيلِ. (TA.) سِرْطِيطٌ: see سُرَطْ.

سُرَطْرِطٌ or سَرَطْرَطٌ: see سُرَطٌ.

سِرِطْرَاطٌ (Lth, Lh, S, M, K) and سَرَطْرَاطٌ, (Lth, M, K,) the former said by Az to be a good form, like جِلِبَّابٌ and سِجِلَّاطٌ, but the latter to be the only instance of its form known to him, (TA,) and ↓ سُرَيْطٌ, like زُبَيْرٌ, (accord. to the K,) or ↓ سُرَّيْطٌ, (as in the M,) like قُبَّيْطٌ, (TA, [in which this is said to be the right form,]) [The kind of sweet food called] فَالُوذٌ, [Lh, S, M, K,) or فَالُوذَجٌ; (as in some copies of the K and in the TA;) so called because very delicious to eat and swallow, from سَرَطٌ signifying the “ act of swallowing; ” (Az, TA;) of the dial. of Syria: (Lh, M:) or [the kind of sweet food called] خَبِيصٌ. (M, K.) سُرَاطٌ: see سُرَاطِىٌّ.

سِرَاطٌ A road, or way: (Msb:) or a conspicuous road or way; (M, K;) so called because he who goes away on it disappears like food that is swallowed; (K) i. q. صِرَاطٌ, (S, M, Msb, K,) which is of the dial. of the early Kureysh, (Fr,) and is the more approved, on account of the mutual resemblance [of the ص and ط], (M, K,) though the former is the original; (M, Msb, K;) and زِرَاطٌ; for the saying that the pronunciation with the pure ز is a mistake, is [itself] a mistake: (K:) [ISd says,] As mentions the reading الزِّرَاط, with the pure ز; but this is a mistake; for he only heard the resemblance, and imagined it to be ز; and As was not a grammarian, that he should be trusted in this matter: (M:) this is [itself, however,] a mistake; for AA is related to have read الزّراط, and the same is related of Hamzeh, by Ks. (TA.) One says also, هُوَ فِى

دِينِهِ عَلَى سِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (tropical:) [He is, in respect of his religion, on, or in, a right way]. (TA.) [It is fem. as well as masc.: see زُقَاقٌ.]

سِرْوَطٌ: see سُرَاطِىٌّ.

سُرَيْطٌ: see سِرِطْرَاطٌ: b2: and سُرَّيْطَى.

سُرَيْطَى: see سُرَيْطَآءُ: b2: and سُرَّيْطَى.

سُرَاطِىٌّ A great eater; (K;) as also ↓ سِرْوَاطٌ (Seer, M, K,) and ↓ سِرْطِمٌ: (K:) or one who swallows everything; as also ↓ سِرْوَاطٌ (M) and ↓ سِرْطِمٌ and ↓ سَرْطَمٌ; (Lh, M;) from الاِسْتِرَاطُ; the م, accord. to IJ, being augmentative; (M;) and so ↓ سِرْوَطٌ. (TA.) [See also سُرَطٌ.] b2: Also, (S, M, K,) and ↓ سُرَاطٌ, (M, K,) (tropical:) A sword that cuts (S, K, TA) much, or well; (K, TA;) that passes into the object that is struck with it; (M, TA;) that goes quickly into the flesh. (Ibn-Habeeb, O, in explanation of the former word.) b3: سُرَاطِىُّ الجَرْىِ (tropical:) A horse that runs vehemently. (K, TA.) [See again سُرَطٌ.]

سُرَيْطَآءُ, (JM, M, K, TA,) or ↓ سُرَيْطَى, (L,) A kind of soup, or food that is supped, (JM, M, K, TA,) like خَزِيرَة [q. v.]; (JM, M, TA;) in the K, erroneously, like حَرِيرَة: (TA:) or resembling خَزِيرَة. (L in explanation of the latter word.) b2: See also سُرَّيْطَى.

سِرْوَاطٌ: see سُرَاطِىٌّ, in two places.

سَرَّاطٌ: see سُرَطٌ.

سُرَّيْطٌ: see سِرِطْرَاطٌ: b2: and see also the paragraph here following.

سُرَّيْطَى a word occurring in the following prov.: الأَخْذُ سُرَّيْطَى وَالقَضَآءُ ضُرَّيْطَى, (S, K,) or ↓ سُرَيْطَى and ضُرَيْطَى, (so in a copy of the M, without teshdeed,) and one says also ↓ سِرِّيطَى and ضِرِّيطَى, (O, K,) and ↓ سُرَيْطَآءُ and ضُرَيْطَآءُ, (O, K, TA, in the CK سُرَيْطا and ضُرَّيْطٌ,) and ↓ سُرَيْطٌ and ضُرَيْطٌ, (K, and so in a copy of the S,) each like زُبَيُرٌ, (TA,) or ↓ سُرَّيْطٌ and ضُرَّيْطٌ, (so in another copy of the S,) or both, (M,) [Taking, or receiving, is a swallowing, and paying is a making with the mouth a sound like that of the emission of wind from the anus; i. e.] one takes, or receives, a loan, or the like, (S, M, O, K,) and swallows it, (M, O, K,) and when payment is demanded of him he makes with his mouth a sound like that of the emission of wind from the anus: (S, M, O, K, TA:) meaning that taking, or receiving, is liked, and paying is disliked: (TA:) and ↓ الأَخْذُ سَرَطَانٌ, (O, K,) or, as some relate it, سَلَجَانٌ, (O,) وَالقَضَآءُ لَيَّانٌ. (O, K. [See 1 in art. سلج.]) سِرِّيطَى: see the next preceding paragraph.

مَسْرَطٌ and ↓ مِسْرَطٌ The gullet: (M, K:) also written with ص. (M.) مِسْرَطٌ: see what next precedes: b2: and see also سُرَطٌ.
سرط
سَرَطَهُ، كنَصَرَ، وفَرِحَ الأخيرَةُ هِيَ الفُصْحَى المَشْهورةُ، والأُولى نَقَلَها الصَّاغَانِيّ، وأَنْكَرَها غيرُه سَرَطاً، وسَرَطاناً، محرّكَتَيْن، أَي بَلِعَهُ، وقِيل: ابْتَلَعَهُ من غيرِ مَضْغٍ، كَمَا فِي بَعْضِ النُّسَخِ من الصِّحَاح، وَفِي الأَسَاسِ: قَليلاً قَليلاً، كاسْتَرَطَهُ، وكَذلِكَ زَرَدَهُ وازْدَرَدَهُ، قالَ رُؤْبَةُ: مَضْغي رُؤوسَ النّاسِ واسْتِراطي وَفِي المَثَل: لَا تَكُنْ حُلْواً فتُسْتَرَطَ، وَلَا مُرًّا فتُعْقَى من قَوْلِهِم: أَعْقَيْتُ الشَّيْءَ، إِذا أَزَلْتَه من فيكَ لمَرارَتِه، كَمَا يُقَالُ: أَشْكَيْتُ الرَّجُلَ، إِذا أَزَلْتَه عَمَّا يَشْكوه، كَمَا فِي الصّحاح. ويُرْوَى فتُعْقِيَ، بكسرِ القافِ من أَعْقَى الشَّيْءُ: إِذا اشْتَدَّت مَرارَتُه، كَأَنَّهُ صارَ بحَيْثُ يُعْقَى، أَي يُكْرَه. يُضْرَبُ فِي الأمْرِ بالتَّوَسُّطِ، كَمَا فِي العُبَاب. قُلْتُ: وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِ القائِلِ:
(لَا تَكُنْ سُكَّراً فيَأكُلَكَ النّا ... سُ وَلَا حَنْظَلاً تُذاقُ فتُرْمَى)
وَكَذَلِكَ تَسَرَّطَهُ. وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: كأَنَّها لَحْمِيَ من تَسَرُّطِهْ إيّاه فِي المَكْرَهِ أَو فِي مَنْشَطِهْ وعَبْطِه عِرْضي أَوانَ مَعْبَطِهْ عَبيثَةٌ من سَمْنِهِ وأَقِطِهْ وقالَ إبْراهيمُ بن هَرْمَةَ:
(يَدْعو عَلَيّ وَلَو هَلَكْتُ تَركْتُه ... جَزرَ العَدُوِّ وأَكْلَة المُتَسَرِّطِ)
وانْسَرَطَ الشَّيْءُ فِي حَلْقِهِ: سارَ فِيهِ سَيْراً سَهْلاً. والمِسْرَطُ، كمَقْعَدٍ، ومِنْبَرٍ: البُلْعومُ، والصّادُ لُغَةٌ فِيهِ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: كأَنَّ غُصْنَ سَلَمٍ أَو عُرْفُطِه) مُعْتَرِضاً بشَوْكِهِ فِي مَسْرَطِهْ والسِّرْواطُ، بالكَسْرِ: الأَكولُ، عَن السِّيرافيِّ، كالسِّرْطِمِ، بالكَسْرِ أَيْضاً. والسُّراطِيِّ، بالضَّمِّ، وَهُوَ الَّذي يَسْتَرط كُلَّ شَيءٍ يَبْتَلِعُه، وقالَ اللِّحْيانِيّ: رَجُلٌ سِرْطِمٌ وسَرْطَمٌ: يَبتلع كُلَّ شَيءٍ، وَهُوَ من الاسْتِراط. وجَعَلَ ابنُ جِنّي سرْطماً ثُلاثيًّا، أَي والميمُ زائِدَة. وَمن المَجَازِ: فَرَسٌ سُراطِيُّ الجَرْيِ، أَي شَديدُهُ، كَأَنَّهُ يَسْتَرِطُ الجَرْيَ، أَي يَلْتَهِمُه. وقالَ ابْن دُرَيْدٍ: كَأَنَّهُ يَسْرُطُ الجَرْيَ سَرْطاً. وَمن المَجَازِ أَيْضاً: سَيْفٌ سُراطِيٌّ وسُراطٌ، بضَمِّهما، أَي قَطّاعٌ يَمُرُّ فِي الضَّريبَةِ كَأَنَّهُ يَسْتَرِطُ كلَّ شيءٍ يَلْتَهِمُه، جاءَ عَلَى لَفْظِ النَّسَبِ، وَلَيْسَ بنَسَبٍ، كأَحْمَرَ وأَحْمَريّ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِيّ:
(كلَوْنِ المِلْحِ ضَرْبَتُه هَبيرٌ ... يُتِرُّ العَظْمَ سَقّاطٌ سُراطي)
وخَفَّف ياءَ النِّسْبَةِ من سُراطِيّ لمكانِ القافِيَة. وَفِي العُبَاب: وقالَ ابْن حَبيب: أَراد: سُراطِيٌّ يَسْتَرِطُ كُلَّ شيءٍ ويَذْهَبُ سَريعاً فِي اللَّحْمِ. والسِّرْطِمُ، بالكَسْرِ: المُتَكَلِّمُ البَليغُ، وَهُوَ من الاسْتِراطِ، والميمُ زائدَةٌ. وَفِي المَثَل: الأَخْذُ سُرَّيْطَى والقَضاءُ ضُرَّيْطَى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ، مَضْمومَتَيْن مُشَدَّدَتَيْن وَلَو قالَ: كسُمَّيْهَى فيهمَا، كانَ أَحْسَنَ، وَهُوَ مَجازٌ ويُقَالُ سُرَّيْطٌ وضُرَّيْطٌ، كقُبَّيْطٍ فيهمَا، حَكَاهُ يَعْقوبُ ونَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وَفِي العُبَاب: حَكاهُما يَعْقوبُ. ويُقَالُ سُرَيْطٌ وضُرَيْطٌ، كزُبَيْرٍ فيهمَا، ويُقَالُ: سِرِّيطَى وضِرِّيطَى كخِلِّيفَى، فيهمَا، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ ويُقَالُ سُرَيْطاءُ وضُرَيْطاءُ مَضْمومَتَيْن مُخَفَّفَتَيْن مَمْدودَتَيْن. وَلَو قالَ: كمُرَيْطاء، كانَ أَحْسَن، مَعَ أنَّه أَخَلَّ بالضَّبْطِ، فإِنَّه لم يَذْكُر أَنَّهُما بالمَدّ. ويُرْوَى الأخْذُ سَرَطانٌ، مُحَرَّكَةً، ويُرْوَى سَلَجانٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي موضِعِه، والقَضاءُ لَيّانٌ، وَهَذِه كُلُّها لُغاتٌ صَحيحَةٌ قَدْ تَكَلَّمَتِ العَرَبُ بهَا، والمَعْنَى فِيهَا كلِّها: أنْتَ تُحِبُّ الأَخْذَ وتَكْرَهُ الإعْطاء. وَفِي الصّحاح: أَي يَسْتَرِطُ مَا يَأْخُذُ من الدِّين ويَبْتَلِعُه، فَإِذا طولِبَ للقَضاءِ وَفِي الصّحاح: فَإِذا تَقاضاهُ صاحِبُه أَضْرَطَ بِهِ. قالَ شَيْخُنا: أَي عَمِلَ بفيهِ مِثْلَُ الــضُّراطِ، وَهُوَ الَّذي تُسَمِّيه العامّةُ الفَصَّ، يَسْتَعْمِلونَه عَلَى أنواعٍ. والسَّرَطان، مُحَرَّكَةً: دابَّةٌ نَهْرِيَّةٌ، وَفِي الصّحاح: من خَلْقِ الماءِ، زادَ فِيوالسَّرَطانُ: العظيمُ اللَّقْمِ الجَيِّدُه من الرِّجال، كالسِّرْطِيط، بالكَسْرِ، وَهَذِه عَن ابنِ دُرَيْدٍ. وَقَوله: والشَّديدُ الجَرْيِ، مُقتَضَى سِياقِه أَنْ يكونَ من مَعَاني السَّرَطانُ، فإِنْ كَذَا كَذلِكَ، فَهُوَ تَكرارٌ مَعَ مَا قبلَه فتأَمَّلْ، ولعلَّه: الشَّديدُ الجَرْيِ بالنَّعتِ، كالسُّرَطِ، كصُرَدٍ، فِيهما، أَي فِي العَظيم اللَّقْمِ والشَّديدِ الجَرْيِ، يُقَالُ: فَرَسٌ سُرَطٌ، كَأَنَّهُ يَسْرُطُ الجَرْيَ سَرْطاً، ورَجُلٌ سُرَطٌ: جَيِّدُ اللَّقْمِ. وقالَ ابنُ عَبَّادٍ: رَجُلٌ سُرَطٌ مُرَطٌ، أَي سريعُ الاسْتِراطِ. والسِّرَاطُ، بالكَسْرِ: السَّبيلُ الواضحُ، وَبِه فُسِّر قَوْله تَعَالَى اهْدِنا السِّراطَ المُسْتَقيم أَي ثَبِّتْنا عَلَى المِنْهاجِ الواضِحِ، كَمَا قالَهُ الأّزْهَرِيّ، وإِنَّما سُمِّي بِهِ لأَنَّ الذَّاهِبَ فِيهِ يَغيبُ غَيْبَةَ الطَّعامِ المُسْتَرَط. وقِيل: لأَنَّه كانَ يَسْتَرِطُ المارَّة لكثْرَة سُلُوكِهم لاحِبَهُ. قُلْتُ: فعلى الأَوَّل كأَنَّه يبتَلِعُ السَّالِكَ فِيهِ، وعَلى الثَّاني يَبْتَلِعُه السَّالِكُ، فتأَمَّلْ.
والصَّادُ والزَّاي لُغَتانِ فِيهِ، والصَّادُ أَعْلى، للمُضارَعَة وإِنْ كَانَت السِّينُ هِيَ الأَصلُ، قالَ الفَرَّاءُ: والصَّادُ لغةُ قريشٍ الأَوَّلين الَّتِي جَاءَ بهَا الكتابُ، وعامَّةُ العَرَبِ يَجْعَلُها سيناً، وَبِه قَرأَ يَعْقوبُ الحَضْرَميُّ، وَفِي العُبَاب: رُوَيْس. وقولُ من قالَ: الزِّراط، بالزَّاي المُخَلَّصَةِ، وَبِه قَرأَ بعضُهم، وحَكاه الأَصْمَعِيّ، وَهُوَ خَطَأٌ، إنَّما سَمِعَ المُضارعَةَ فتوَهَّمَها زاياً. قالَ: وَلم يكنْ الأَصْمَعِيّ نحويًّا فيُؤْمَنُ عَلَى هَذَا. خَطَأٌ، فإِنَّه قَدْ رُوِيَ ذلِكَ عَن أَبي عَمْرو أَنَّهُ قَرَأَ الزِّراط بالزَّاي خالِصَةً، وكَذلِكَ رَواهُ الكِسَائِيّ عَن حمْزَةَ الزِّراط بالزَّاي، كَمَا تَقَدَّم فِي موضِعِه. وَمَا) ذَكَرَهُ من التَّحامُلِ عَلَى الأَصْمَعِيّ فَلَا يُلتَفَتُ إِلَيْه مَعَ مُوافَقَتِه لحَمْزَةَ. وأَبي عمرٍ وَفِي إِحْدى رِوايَتَيْه، فتأَمَّلْ. والسّرطْرَاطُ، بكسرَتَيْن وبفَتْحَتَيْنِ، كِلَاهُمَا عَن اللَّيْثِ، واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى الأَوَّل وكزُبَيْرٍ، هَكَذا فِي الأُصولِ، والصَّوَابُ: كقُبَّيْط، الفالُوذَجُ، شامِيَّةٌ، أَو الخَبيصُ، وَقَدْ تَقَدَّم التَّعْريفُ بِهِ. قالَ الأّزْهَرِيّ: أَمَّا السِّرِطْراطُ، بالكَسْرِ، فَهِيَ لغةٌ جَيِّدَةٌ لَهَا نَظائِرُ، مِثْلُ جِلِبْلابٍ وسِجِلاّطٍ. وأَمَّا سَرَطْراط بالفَتْحِ، فَلَا أَعْرِف لَهُ نَظيراً. وَهُوَ فعلْعالٌ من السَّرْطِ الَّذي هُوَ البَلْعُ.
وقِيل للفالُوذَجُ: سِرِطْراطٌ، فكُرِّرت فِيهِ الرَّاءُ والطَّاءُ تَبْليغاً فِي وصْفِه، واسْتِلْذَاذَ آكِلِه إِيَّاهُ إِذا سَرَطَهُ فِي حلْقِه. وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: السَّرَيْطاءُ، كالرُّتَيْلاءِ: حَسَاءٌ كالحَرِيرَةِ ونحوِها، هَكَذا هُوَ فِي النُّسَخ: الحَرِيرَة بالحاءِ المُهْمَلَة والرَّاءِ، والصَّوَابُ: الخَزِيرَة، كَمَا هُوَ نصُّ الجَمْهَرَة. وَفِي اللّسَان: هِيَ السُّرَّيْطَى، أَي كسُمَّيْهَى: شِبْهُ الخَزِيرَة. ورَجُلٌ سُرَطَةٌ، كهُمَزَةٍ: سَريعُ الاسْتِراطِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه: السِّرْوَطُ، كدِرْهَمٍ: الَّذي يَسْتَرِط كلَّ شيءٍ يبتَلِعُه. ورَجُلٌ مِسْرِطٌ وسَرَّاطٌ كمِنْبَرٍ وكَتَّانٍ، أَي سَريعُ الأَكلِ، وكَذلِكَ سَرَطْرَطٌ، كحَزَنْبَلٍ، وَهَذِه عَن ابنِ عَبَّادٍ. والسَّرَطانُ، مُحَرَّكَةً: هُوَ داءُ الفِيلِ. وَمن المَجَازِ: هُوَ فِي دِينِه عَلَى سِراطٍ مُسْتَقيمٌ. 
سرط
السرْط: منه الاسْتِرَاطُ وهو سُرْعَةُ الابْتِلَاعِ من غَيْرِ مَضْغٍ.
والسَّرَطْرَطُ والسِّرِطْرَاطُ: الفالُوْذُ. والسرَطَانُ: من خَلْقِ الماء. وزَوَائدُ في يَدَيِ الفَرَسِ يُوْبِسُ عُرُوْقَ الرُسْغِ، وكذلك السَّرَطَانَةُ. وبُرْجٌ من بُرُوْج الفَلَكِ. وفَرَسٌ سَرَطانُ الجَرْيِ: كأنَه يَسْتَرِطُ العَدْوَ ويَلْتَهِمُه. ورَجُل سُرَطْرِطٌ وسُرَطَةٌ وسُرَطٌ مُرَطٌ: أي سَرِيْعُ الاسْتِرَاطِ. وفي المَثَلِ: " الأكْلُ سُريْطى والقَضَاءُ ضُريْطى "، وُيقال: سُريْطٌ وضُريْطٌ. والسرَيْطاءُ: حَسَاء شِبْهُ الخَزِيْرَةِ. والسرَاطُ: لُغَة في الصرَاط.

خَبَجَ

خَبَجَ: ضَرَبَ، وحَبَقَ، وجامَعَ،
والخَباجاءُ: الفَحْلُ الكثيرُ الضِّرابِ، والأَحْمَقُ،
كالخَبِجِ، ككَتِفٍ.
والخُنْبُجَةُ: الدَّنُّ مُعَرَّبٌ.
(خَبَجَ)
(هـ س) فِي حَدِيثِ عُمَرَ «إِذَا أُقِيمَت الصَّلَاةُ وَلَّى الشَّيْطَانُ وَلَهُ خَبَجٌ» الْخَبَجُ بِالتَّحْرِيكِ: الــضُّراط. وَيُرْوَى بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ خَرَج الشَّيْطَانُ وَلَهُ خَبَجٌ كَخَبَجِ الْحِمَارِ» .

الصُّفْرَةُ

الصُّفْرَةُ، بالضم: م، والسَّوادُ، ضِدٌّ، وقد اصْفَرَّ واصْفارَّ، فهو أصْفَرُ،
وع باليَمامةِ، وبالفتح: الجَوْعَةُ.
والجائعُ: مَصْفُورٌ ومُصَفَّرٌ، كمُعَظَّمٍ.
والأَصفرانِ: الزَّعْفَرانُ والذَّهَبُ، أو والوَرْسُ، أو والزَّبِيبُ.
والصَّفْراءُ: الذَّهَبُ، والمِرَّةُ المعروفةُ، والجَرادةُ إذا خَلَتْ من البَيْضِ، ونَبْتٌ سُهْلِيٌّ رَمْلِيٌّ ورَقُهُ كالخَسِّ، وفَرَسُ الحارِثِ الأَصْحَمِ، ومُجاشِعٍ السُّلَمِيِّ، ووادٍ بين الحَرَمَيْنِ، والقَوْسُ من نَبْعٍ.
وصَفَّرَهُ تَصْفِيراً: صَبَغَه بِصُفْرَةٍ.
والمُصَفِّرَةُ، كمحدثةٍ: الذينَ عَلاَمَتُهم الصُّفْرَةُ.
والصُّفْرِيَّةُ، بالضم: تَمْرٌ يَمانِيٌّ يُجَفَّفُ بُسْراً فَيَقَعُ مَوْقِعَ السُّكَّرِ في السَّوِيقِ. وكغُرابٍ: يَبِيسُ البُهْمَى، وبِهاءٍ: ما ذَوِيَ من النباتِ.
والصَّفَرُ، بالتحريكِ: داءٌ في البَطْنِ يُصَفِّرُ الوجهَ، وتأخيرُ المُحَرَّمِ إلى صَفَرَ، ومنه: "لاَ صَفَرَ"، أو من الأوَّل لزَعْمِهِم أنه يُعْدِي، والعَقْلُ، والعَقْدُ، والرُّوعُ، ولُبُّ القَلْبِ، وحَيَّةٌ في البَطنِ تَلْزَقُ بالضُّلُوعِ فَتَعَضُّها، أو دابَّةٌ تَعَضُّ الضُّلوعَ والشَّرَاسِيفَ، أو دُودٌ في البطنِ،
كالصُّفارِ، بالضم: والجُوعُ.
وصَفَرٌ: الشَّهْرُ بعدَ المُحَرَّمِ، وقدْ يُمْنَعُ
ج: أصْفَارٌ، وجَبَلٌ من جِبالِ مَلَلٍ.
والصَّفَرانِ: شَهْرانِ من السَّنةِ، سُمِّيَ أحدُهُما في الإِسلامِ المُحَرَّمَ. وكغُرابٍ: الماءُ الأَصْفَرُ يَجْتَمِعُ في البطنِ، وصُفِرَ، كعُنِيَ، صَفْراً، والقُرادُ، وما بَقِيَ في أصولِ أسنانِ الدَّابَّةِ من التِّبْنِ وغيرِهِ، ويكسرُ، ودُوَيبَّةٌ تكونُ في الحوافِرِ والمَناسِمِ.
والصُّفْرُ، بالضم: من النُّحاسِ.
وصانِعُهُ: الصَّفَّارُ، وع، والذَّهَبُ، والخالي، ويُثَلَّثُ وككتِفٍ وزُبُرٍ
ج: أصْفارٌ.
وإناءٌ أصْفارٌ: خالٍ. وآنِيَةٌ صُفْرٌ، وقد صَفِرَ، كفَرِحَ، صَفَراً وصُفُوراً، فهو صَفِرٌ.
وصَفِرَتْ وِطابُهُ: ماتَ.
وأصْفَرَ: افْتَقَرَ،
وـ البيتَ: أخْلاهُ،
كصَفَّرَهُ.
والصُّفْرِيَّةُ، بالضم، ويكسرُ: قَوْمٌ من الحَرُورِيَّةِ، نُسِبوا إلى عبدِ اللهِ بنِ صَفَّارٍ، ككَتَّانٍ، أو إلى زِياد بن الأَصْفَرِ، أو إلى صُفْرَةِ ألوانِهِم، أو لِخُلُوِّهِم من الدِّينِ. والمَهالِبةُ نُسِبوا إلى آلِ أبِي صُفْرَةَ.
والصَّفَرِيَّةُ، محركةً: نباتٌ في أولِ الخرِيف، أو هي تَوَلِّي الحَرِّ وإقْبالُ البَرْدِ، أو أولُ الأَزْمِنَة، وتكونُ شَهْراً، ونِتاجُ الغَنَمِ مع طُلوعِ سُهَيْلٍ،
كالصَّفَرِيِّ، محركةً فيهما.
والصافِرُ: اللِّصُّ، وطَيْرٌ جَبانٌ، وكُلُّ ذِي صَوْتٍ من الطَيْرِ، وكُلُّ ما لا يَصيدُ من الطَّيْرِ.
وما بها صافِرٌ: أحدٌ.
والصَّفَّارَةُ، كجَبَّانَةٍ: الاسْتُ، وهَنَةٌ جَوْفَاءُ من نُحاسٍ يَصْفِرُ فيها الغُلامُ للحَمَامِ أو للحِمارِ لِيَشْرَبَ.
والصَّفِيرَةُ والضَّفِيرَةُ: ما بينَ أرضَيْن، وبلا هاءٍ: من الأَصْواتِ،
وقد صَفَرَ يَصْفِرُ صَفِيراً وصَفَّرَ،
وـ بالحِمارِ: دَعاهُ للماءِ.
وبَنُو الأَصْفَرِ: مُلوكُ الرُّومِ، أولادُ الأَصْفَرِ بنِ رُومِ بنِ يَعْصُو بنِ إسْحَاقَ، أو لأَنَّ جَيْشاً من الحَبَشِ غَلَبَ عليهم، فَوَطِئَ نِساءَهُمْ، فَوُلِدَ لهم أولادٌ صُفْرٌ.
ومَرْجُ الصُّفَّرِ، كسُكَّرٍ: ع بالشأمِ.
والصَّفارِيتُ: الفُقَراءُ.
وهو مُصَفِّرُ اسْتِهِ، أي: ضَرَّاطٌ.
وصَفُّورِيَّةُ، كعَمُّورِيَّةَ: د بالأُرْدُنِّ.
والصُّفُورِيَّةُ، بالضم وشَدِّ الياءِ: جِنْسٌ من النباتِ.
وصَفُوراءُ أو صَفُورَةُ أو صَفُورِياءُ: بِنْتُ شُعَيبٍ، عليه السلام، تزوجها موسى، صلواتُ الله عليه.
والأَصافِرُ: جِبالٌ.
وصُفْرَةُ، بالضم مَعْرِفَةً: عَلَمٌ للعَنْز.
والصَّفْراواتُ: بين الحَرَمَيْنِ. قُربَ مَرِّ الظَّهْرانِ. 

حَوَلَ

(حَوَلَ)
(هـ س) فِيهِ «لَا حَولَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» الحَوْلُ هَاهُنَا: الحَركَة. يُقَالُ حَالَ الشَّخْصُ يَحُولُ إِذَا تَحَرَّك، الْمَعْنَى: لاَ حَركة وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بمَشِيئة اللَّهِ تَعَالَى. وَقِيلَ الحَوْلُ: الحِيلة، وَالْأَوَّلُ أشْبَه.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اللَّهُمَّ بِكَ أصُول وَبِكَ أَحُولُ» أَيْ أتَحرّك. وَقِيلَ أَحْتَالُ. وَقِيلَ أدْفع وأمَنع، مِنْ حَالَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ إِذَا مَنع أحدَهما عن الآخر. (هـ) وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «بِكَ أُصاول وَبِكَ أُحَاوِلُ» هُوَ مِنَ المُفاعَلة. وَقِيلَ المُحَاوَلَةُ طَلَب الشَّيْءِ بحِيلة.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ طَهْفَة «ونَسْتَحِيلُ الجَهَام» أَيْ نَنْظر إِلَيْهِ هَلْ يَتَحَرَّكُ أَمْ لَا. وَهُوَ نَسْتَفْعِل.
مِنْ حَالَ يَحُولُ إِذَا تَحَرّك. وَقِيلَ مَعْنَاهُ نَطلُب حَالَ مَطَره. ويُروى بِالْجِيمِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ .
(س) وَفِي حَدِيثِ خَيْبَرَ «فحَالُوا إِلَى الحِصْن» أَيْ تَحَوَّلُوا. ويُرْوَى أَحَالُوا: أَيْ أقْبَلوا عَلَيْهِ هَارِبِينَ، وَهُوَ مِنَ التَّحَوُّلِ أَيْضًا.
(س) وَمِنْهُ «إِذَا ثُوِّب بِالصَّلَاةِ أَحَالَ الشيطانُ لَهُ ضُرَاطٌ» أَيْ تَحَوَّلَ مِنْ مَوْضِعِهِ. وَقِيلَ هُوَ بِمَعْنَى طَفِقَ وأخَذَ وتَهَيَّأ لِفعْله.
(هـ س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَنْ أَحَالَ دخَل الْجَنَّةَ» أَيْ أسْلَم. يَعْنِي أَنَّهُ تَحَوّل مِنَ الْكُفْرِ إِلَى الْإِسْلَامِ.
وَفِيهِ «فاحْتَالَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ» أَيْ نَقَلَتهم مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ بِالْجِيمِ. وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فاسْتَحَالَتْ غَرْباً» أَيْ تَحَوَّلَتْ دَلْوًا عَظِيمَةً.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى «أُحِيلَتِ الصَّلَاةُ ثَلَاثَةَ أَحْوَال» أَيْ غُيِّرت ثَلَاثَ تَغْييرات، أَوْ حُوِّلَتْ ثَلَاثَ تَحْوِيلات.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ قَبَاث بْنِ أشْيَم «رَأَيْتُ خَذْقَ الْفِيلِ أخضرَ مُحِيلا» أَيْ مُتَغَيِّراً.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «نَهى أَنْ يُسْتَنْجَى بعَظمٍ حَائِل» أَيْ مُتَغير قَدْ غَيَّره البِلَى، وكلُّ مُتَغَيِّرٍ حَائِل فَإِذَا أتَتْ عَلَيْهِ السَّنة فَهُوَ مُحِيل، كَأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الحَوْل: السَّنَة.
(س) وَفِيهِ «أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ مُلْقِح ومُحِيل» المُحِيل: الَّذِي لَا يُولَدُ لَهُ، مِنْ قَوْلِهِمْ:
حَالَتِ الناقةُ وأَحَالَتْ: إِذَا حَمَلت عَامًا وَلَمْ تحملْ عَامًا. وأَحَالَ الرجُل إبِلَه العامَ إِذَا لَمْ يُضرِبها الفَحْلَ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ أمَ مَعْبَد «والشَّاءُ عازِبٌ حِيَال» أَيْ غَيْرُ حَوَامِل. حَالَتْ تَحُولُ حِيَالًا، وَهِيَ شاءٌ حيِال، وإبلٌ حِيَال: وَالْوَاحِدَةُ حَائِل، وجَمْعها حُول أيضا بالضم. (هـ) وَفِي حَدِيثِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أخَذَ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ فَأَدْخَلَهُ فَا فرعَوْن» الحَالُ: الطِّينُ الْأَسْوَدُ كالحَمْأة.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي صِفَةِ الْكَوْثَرِ «حَالُهُ المِسْكُ» أَيْ طِينُه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ الِاسْتِسْقَاءِ «اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا» يُقَالُ رأيتُ النَّاسَ حَولَهُ وحَوَالَيْهِ: أَيْ مُطِيفين بِهِ مِنْ جَوَانِبِهِ، يُرِيدُ اللَّهُمَّ أنْزِل الغَيْثَ فِي مَوَاضِعِ النَّبات لَا فِي مَواضع الأبْنِيَة.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْأَحْنَفِ «إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ نَزَلوا فِي مِثْلِ حُوَلَاء النَّاقَةِ، مِنْ ثمارٍ مُتَهدِّلة وَأَنْهَارٍ مُتَفَجِّرة» أَيْ نَزَلُوا فِي الخِصْب. تَقُولُ الْعَرَبُ: تَرَكْت أَرْضَ بَنِي فُلَانٍ كحُوَلَاء النَّاقَةِ إِذَا بالغتْ فِي صِفة خِصْبها، وَهِيَ جُلَيْدة رَقِيقَةٌ تَخْرج مَعَ الْوَلَدِ فِيهَا مَاءٌ أصْفر، وَفِيهَا خُطُوط حُمْر وخُضْر (س) وَفِي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ «لَمَّا احتُضِر قَالَ لابْنَتَيه: قَلِّباني، فَإِنَّكُمَا لَتُقَلِّبان حُوَّلًا قُلَّباً، إِنْ وُقي كَيَّة النَّارِ » الحُوَّلُ: ذُو التَّصَرُّف والاحْتِيَال فِي الْأُمُورِ. وَيُرْوَى «حُوَّلِيّا قُلَّبِيّا إِنَّ نَجا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ» وَيَاءِ النِّسْبَةِ لِلْمُبَالَغَةِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ الرجُلين اللَّذَين ادَّعى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ «فَكَانَ حُوَّلًا قُلَّبا» .
وَفِي حَدِيثِ الْحَجَّاجِ «فَمَا أَحَالَ عَلَى الْوَادِي» أَيْ مَا أقْبَل عَلَيْهِ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «فَجَعَلُوا يَضْحكون ويُحِيلُ بَعْضُهم عَلَى بَعض» أَيْ يُقْبِل عَلَيْهِ وَيَمِيلُ إِلَيْهِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ مُجَاهِدٍ «فِي التَّوَرُّكِ فِي الْأَرْضِ المُسْتَحِيلَة» أَيِ الْمُعْوَجَّةِ لاسْتِحَالَتِهَا إِلَى العِوَج.

حَصَصَ

(حَصَصَ)
(س) فِيهِ «فَجَاءَتْ سَنةٌ حَصَّت كلَّ شَيْءٍ» أَيْ أذْهَبَتْه. والحَصُّ: إذْهاب الشَّعَر عَنِ الرَّأْسِ بحَلْق أَوْ مَرض.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ «أتَتْه امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إنَّ ابْنَتِي تَمَعَّطَ شَعرُها وأمَرُوني أَنْ أرَجِّلَها بالخَمْر، فَقَالَ: إنْ فَعَلْت ذَلِكَ فألْقَى اللهُ فِي رَأْسِهَا الحَاصَّة» هِيَ العِلَّة الَّتِي تَحُصُّ الشَّعر وتُذْهِبه.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ «كَانَ أرسَل رَسُولًا مِنْ غَسَّان إِلَى مَلِك الرُّومِ، وَجَعَلَ لَهُ ثَلَاثَ دِيَاتٍ عَلَى أنْ يُنادِيَ بِالْأَذَانِ إِذَا دَخَل مَجْلِسَه، فَفَعَلَ الغَسَّاني ذَلِكَ، وَعِنْدَ الملِك بطارِقتُهُ، فهمُّوا بقَتْله فنَهاهم، وَقَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ معاويةُ أَنْ أقْتُلَ هَذَا غَدْرا وَهُوَ رَسُولٌ، فيَفْعل مثلَ ذَلِكَ بكلِّ مُسْتَأمَنٍ مِنَّا، فَلَمْ يقتُلْه، ورجَع إِلَى مُعاوية، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أفْلَتَّ وانْحَصَّ الذَّنَبُ- أَيِ انْقَطَعَ. فَقَالَ: كلاَّ إِنَّهُ لَبِهُلْبِه» أَيْ بِشَعَره، يُضْرب مَثَلا لِمَنْ أشْفَى عَلَى الْهِلَاكِ ثُمَّ نَجا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «إِذَا سَمِع الشَّيْطَانُ الْأَذَانَ ولَّى وَلَهُ حُصَاص» الحُصَاص: شِدَّةُ العَدْوِ وحِدَّتُه. وَقِيلَ: هُوَ أَنْ يَمْصَع بذَنَبه ويَصُرَّ بأُذُنَيْه ويَعْدُو. وَقِيلَ: هُوَ الــضُّراط.
[هـ] وَفِي شِعْرِ أَبِي طَالِبٍ:
بمِيزانِ قِسْطٍ لَا يَحُصُّ شَعِيرةً
أَيْ لَا يَنْقُص.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.