Permalink (الرابط القصير إلى هذا الباب):
http://arabiclexicon.hawramani.com/?p=123390#192137
ضَاوِــيَة
من (ض و ي) مؤنث ضاوي.
من (ض و ي) مؤنث ضاوي.
ضوا: الضَّوَّةُ والعَوَّةُ: الصوتُ والجَلَبَةُ. أَبو زيد والأَصمعي
معاً: سمِعتُ ضَوَّةَ القَوْمِ وعَوَّتَهُمْ أَي أَصْواتَهُم. وروي عن ابن
الأَعرابي: الصَّوَّة والعَوَّة بالصاد، وقال: الصَّوَّةُ الصَّدَى
والعَوَّةُ الصِّياحُ فكأَنهما لغتانِ. والضَّوَّةُ من الأَرضِ: كالصُّوَّةِ،
وليس بِثَبتٍ. والضَّوْضاةُ والضَّوْضَاءُ: أَصْواتُ الناس
وجَلَبَتُهُمْ، وقيل الأَصْوات المُخْتَلِطَة والجَلَبة. وفي حديث النبي، صلى الله
عليه وسلم، حين ذَكَر رؤْيتَه النارَ وأَنه رأَى فيها قوماً: إذا أَتاهم
لَهَبُها ضَوْضَوْا؛ قال أَبو عبيدة: يعني ضجُّوا وصاحوا، والمصدرُ منه
الضَّوْضَاءُ؛ قال الحَرِثُ بنُ حِلِّزةَ:
أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ عِشَاءً، فلما
أصْبَحُوا، أَصْبَحَتْ لهم ضَوْضَاءُ
قال ابن سيده: وعِندي أَنَّ ضَوْضاء ههنا فَعْلاءِ، ضَوْضَيْتُ ضَوْضاةً
وضِيضَاءً. التهذيب: الضَّأْضَاءُ صوتُ الناسِ، وهو الضَّوْضاءُ. ويقال:
ضَوْضَوْا، بلا هَمْزٍ، وضَوْضَيْتُ، أَبْدَلوا من الواوِ ياءً. ورجلٌ
ضُواضِىَةٌ: داهِيَةٌ مُنْكَرٌ.
والضَّوّى: دقَّةُ العَظْمِ وقلَّةِ الجِسْمِ خِلْقَةً، وقيل: الضَّوَى
الهُزالُ، ضَوِيَ ضَوّى؛ وقال ذو الرُّمَّة يصف الزَّنْدَيْنِ الزَّنْدَ
والزَّنْدَةَ حينَ يُقْدَح منهما:
أَخُوها أَبُوها، والضَّوَى لا يَضِيرُها،
وساقُ أَبِيعها أُمّها عُقِرَتْ عَقْرَا
يصِفُهما بأَنهما من شَجَرة واحِدَة، وقوله: وسَاقُ أَبِيها أُمّها يريد
أَنَّ ساقَ الغُصْنِ
(* قوله «يريد أن ساق الغصن إلخ» هذه العبارة في
الأصول). الذي قُطِعَتْ مِنه أَبوها الغُصْنُ وأُمُّها ساقُه، وغلامٌ
ضاوِــيٌّ، وكذلك غيرُ الإِنْسانِ من أَنواعِ
الحَيوانِ، وما أََدْرِي ما أَضْواهُ. وأَضْوَى الرجلُ: وُلِدَ له
وَلَدٌ ضَاوِــيٌّ وكذلك المرأَةُ. وفي الحديث: اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا أَي
تَزَوَّجُوا في البِعَادِ الأَنْسابِ لا في الأَقَارِبِ لِئَلاً تَضْوَى
أَوْلادُكُمْ، وقيل: معناه انْكِحُوا في الغَرائِبِ دُونَ القَرائِبِ،
فإِنَّ ولَد الغَرِيبَةِ أَنْحَبُ وأَقْوَى، وولَد القَرَائِبِ أَضْعَفُ
وأَضْوَى؛ ومنه قول الشاعر:
فَتىً لَمْ تَلِدهُ بِنْتُ عَمٍّ قَرِيبَةٌ
فَيَضْوَى، وقَدْ يَضْوَى رَدِيدُ القَرَائِبِ
(* قوله «القرائب» هكذا في الأصل المعتمد والتهذيب والأساس، وتقدم لنا
في مادة ردد: الغرائب: بالغين، كما في بعض الأصول هنا).
وقيل: معناه تَزَوَّجُوا في الأَجْنَبِيَّاتِ ولا تَتَزَوَّجُوا في
العُمُومَةِ وذلك أَنَّ العربَ تَزعمُ أَنَّ ولدَ الرجلِ من قَرابَتِه
يَجِيءُ ضاوِــيّاً نَحِيفاً، غيرَ أَنَّه يَجِيءُ كريماً على طَبْع قَوْمِه؛
قال الشاعر:
ذَاكَ عُبَيْدٌ قَدْ أَصابَ مَيَّا،
يَا لَيْتَه أَلْقَحَها صَبِيَّا
فَحَمَلَتْ فَولَدَتْ ضَاوِــيَّا
وقال الشاعر:
تَنَحَّيْتُها للنَّسْلِ، وَهْيَ غَرِيبَةٌ،
فَجاءَتْ بِهِ كالبَدْرِ خِرْقاً مُعَمَّمَا
ومعنى لا تُضْوُوا أَي لا تَأْتُوا بأَوْلادٍ ضَاوِــينَ أَي ضُعفَاءَ،
الواحِدُ ضَاوٍ، ومنه: لا تَنْكِحُوا القَرابَةَ القَرِيبَة فإِنَّ الوَلَد
يُخْلَقُ ضَاوِــيّاً. الأَزهري: الضَّوَى مَقصورٌ مصدَرُ الــضَّاوِــي،
ويُمَدُّ فيقال ضَاوِــيٌّ على فاعُلولٍ إِذا كانَ نحِيفاً قليلَ الجِسْمِ،
والفِعْلُ ضَوِيَ، بالكسر، يَضْوَى ضَوىً، فهو ضَاوٍ، وهو الذي يولد بَيْنَ
الأَخِ والأُخْتِ وبينَ ذَوِي مَحْرَمٍ، وأَنشدَ بيتَ ذي الرُّمة.
وسُئِلَ شَمِرٌ عن الــضَّاوِــي فقال: جَاءَ مُشَدَّداً، وقال: رجلٌ ضاوِــيٌّ
بَيِّنُ الــضاوِــيَّةِ، وفيه ضاوِــيَّة، وجارية ضاوِــيَّة، وقال: جاءَ عن الفراء
أَنَّه قال ضَاوِــيٌّ ضعِيفٌ فاسِدٌ، على فاعُولٍ مثل سَاكُوتٍ، قال: وتقول
العرب من الــضَّاوِــي مِنَ الهُزال ضَوِيَ يَضْوَى ضَوىً، وهو الذي خَرَجَ
ضَعِيفاً. ابن الأَعرابي: وأَضْوَتِ المرأَةُ، وهو الضَّوَى، ورجلٌ ضاوٍ
إِذا كان ضعيفاً، وهو الحَارِضُ. وقال الأَصمعي: المُودَنُ الذي يولدُ
ضَاويّاً. وقال ابن الأَعرابي: واحد الضواوِيِّ ضاوِــيٌّ، وواحد العَواوِير
عاوِرٌ
(* قوله «واحد العواوير عاور» هكذا في الأصول، وفي القاموس أن العواوير
جمع عوّار، كرمان).
وأَضْوَيْت الأَمْرَ إِذا أَضْعَفْتَه ولَمْ تُحْكِمْهُ.
وأَضْواهُ حَقَّه إِذا نَقَصَه إِيَّاهُ؛ عن ابن الأَعرابي. وضَوَى
إِليه ضَيّاً وضُوِيّاً: انْضَمَّ ولَجَأَ. وضَوَيْتُ إِليه، بالفتح، أَضْوِي
ضُوِيّاً إِذا أَوَيْت إِليه وانْضَمَمْت. وفي الحديث: لَمَّا هَبَطَ من
ثَنِيَّةِ الأَرَاكِ يومَ حُنَيْنٍ ضَوَى إِليه المسلمون أَي مالُوا،
وقد انْضَوَى إِليه. ويقال: ضَواهُ إِليه وأَضْوَاه. وضَوَى إِليَّ منه
خَيْرٌ ضَيّاً وضُوِيّاً. وضَوَى إِلَيْنَا خَبَرُه: أَتانا لَيْلاً.
والــضَّاوِــي: الطَّارِقُ. ابنُ بُزُرج: يقال ضَوى الرجلُ إِلَيْنا أَشَدَّ
المَضْوِيَة أَي أَوَى إِلَينا، كالمَأْوِيَةِ من أَوَيْت. ويقال: ضَوَيْت إلى
فلان أَي ملْت، وضَوَى إِلينا أَوَى إِلينا، وقال بعض العرب: ضَوَى
إِلينا البارحةَ رجلٌ فأَعْلَمَنا كذا وكذا أَي أَوَى إِلينا، وقد أَضْواهُ
الليلُ إِلينا فغَبَقْناه، وهو يَضْوِي إِلينا ضَيّاً.
والضَّواةُ: غُدَّةٌ تحت شَحْمةِ الأُذُنِ فوق النَّكَفةِ، وقد ضُوِيَتِ
الإِبِلُ. والضَّواةُ: ورَمٌ يكون في حلوقِ الإِبلِ وغيرِها، والجمعُ
ضَوىً. التهذيب: الضَّوى ورَمٌ يُصِيبُ البعيرَ في رأْسِه يَغْلِبُ على
عَيْنَيْه ويَصْعُبُ لذلك خَطْمُه فيقال بعيرٌ مَضْوِيٌّ، وربما اعْتَرَى
الشِّدْقَ؛ قال أَبو منصور: هي الضَّواةُ عند العَرَب تُشْبِهُ الغُدَّةَ.
والسِّلْعةُ ضَواةٌ أَيضاً، وكلُّ ورَمٍ صُلْبٍ ضَواةٌ. يقال: بالبعير
ضَواةٌ أَي سِلْعة، وكلُّ سِلْعةٍ في البَدَنِ ضَواةٌ؛ قال مُزَرِّد:
قَذِيفة شَيْطانٍ رَجيمٍ رَمَى بها،
فصارت ضَواةً في لَهازِمِ ضِرْزِمِ
والضَّواةُ: هَنَةٌ تخرُجُ من حَياءِ الناقةِ قبلَ خُروج الوَلد، وفي
التهذيب: قبلَ أَن يُزابِلَها ولدُها كأَنها مَثانةُ البَولِ، قال الشاعر
يصف حَوْصَلة قطاةٍ:
لَها كضَواةِ النابِ شُدَّ بِلا عُرىً
ولا خَرْزِ كَفٍّ، بينَ نَحْرٍ ومَذْبَحِ
والــضَّاويُّ: اسمُ فَرَسٍ كان لِغَنيٍّ؛ وأَنشد شمر:
غَداةَ صَبَّحْنا بِطِرْفٍ أَعْوَجِي
مِنْ نَسَبِ الــضَّاوِــيِّ، ضاوِــيِّ غَني
قشب: القِشْبُ: اليابس الصُّلْب.
وقِشْبُ الطعام: ما يُلْقَى منه مما لا خير فيه. والقَشْبُ، بالفتح: خَلْطُ السُّمِّ بالطعام. ابن الأَعرابي: القَشْب خَلْطُ السُّمِّ وإِصلاحُه حتى يَنْجَعَ في البَدن ويَعْمَلَ؛ وقال غيره: يُخْلَط للنَّسْر في اللحم حتى يقتله. وقَشَبَ الطعامَ يَقْشِـبُه قَشْباً، وهو قَشِـيبٌ، وقَشَّبَه: خَلَطَه بالسمِّ. والقَشْبُ: الخَلْط، وكلُّ ما خُلِطَ، فقد قُشِبَ؛ وكذلك كل شيء يُخْلَطُ به شيء يُفْسِدُه؛ تقول: قَشَّبْتُه؛ وأَنشد:
مُرٌّ إِذا قَشَّبَه مُقَشِّبُه
وأَنشد الأَصمعي للنابغة الذبياني:
فَبِتُّ كأَنَّ العائداتِ فَرَشْنَنِـي * هَراساً، به يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ
ونَسْرٌ قَشِـيبٌ: قُتِلَ بالغَلْثَى أَو خُلِطَ له، في لحم يأْكُلُه، سُمٌّ، فإِذا أَكلهُ قتَله، فيُؤْخَذ ريشُه؛ قال أَبو خراش الـهُذَليّ:
بِه نَدَعُ الكَمِـيَّ، على يَدَيْهِ، * يَخرُّ، تَخالهُ نَسْراً قَشِـيبا
وقوله به: يعني بالسيف، وهو مذكور في بيت قبله؛ وهو:
ولولا نحنُ أَرْهَقَه صُهَيْبٌ، * حُسامَ الـحَدِّ مُطَّرِداً خَشِـيبا
والقِشْبُ والقَشَبُ: السُّمُّ، والجمع أَقْشابٌ.
يقال: قَشَبْتُ للنَّسْر، وهو أَن تَجْعل السُّمَّ على اللحم، فيأْكله
فيموت، فيؤخذ ريشه.
وقَشَّبَ له: سَقاه السُّمَّ. وقَشَبَه قَشْباً: سَقاه السُّمَّ.
وقَشَّبني ريحُه تَقْشِـيباً أَي آذاني، كأَنه قال: سَمَّني ريحُه. وجاء
في الحديث: أَن رجلاً يَمُرُّ على جِسْر جهنم فيقول: يا رب! قَشَّبَنِـي ريحُها؛ معناه: سَمَّني ريحُها؛ وكلُّ مسموم قَشِـيبٌ ومُقَشَّبٌ. وَرُوِيَ عن عمر أَنه وَجَدَ من مُعاوية ريحَ طِـيبٍ، وهو مُحْرِمٌ، فقال: مَنْ قَشَبَنا؟ أَراد أَن ريحَ الطيب على هذه الحال مع الإِحرام ومُخالَفةِ السنة قَشْبٌ، كما أَن ريح النَّتْن قَشْبٌ، وكلُّ قَذَرٍ قَشْبٌ وقَشَبٌ.وقَشِبَ الشيءَ (1)
(1 قوله «وقشب الشيء» ضبط بالأصل والمحكم قشب كسمع.
ومقتضى القاموس انه من باب ضرب.) واسْتَقْشَبه: اسْتَقْذَره. ويقال: ما أَقْشَبَ بَيْتَهم أَي ما أَقْذَر ما حولَه من الغَائط ! وقَشُبَ الشيءُ: دَنُسَ. وقَشَّبَ الشيءَ: دَنَّسَه. ورجل قِشْبٌ خِشْبٌ، بالكسر: لا خير فيه.
وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: اغْفِرْ للأَقْشاب، جمع قِشْبٍ، وهو مَنْ لا خير فيه. وقَشَبه بالقبيح، قَشْباً: لَطَّخَه به، وعَيَّرَه، وذكره بسُوء. التهذيب: والقَشْبُ مِن الكلام الفِرَى؛ يقال: قَشَّبَنا فلانٌ أَي رَمانا بأَمر لم يكن فينا؛ وأَنشد:
قَشَّبْتَنا بفَعالٍ لَسْتَ تارِكَه، * كما يُقَشِّبُ ماءَ الجُمَّةِ الغَرَبُ
ويروى ماء الـحَمَّة، بالحاء المهملة، وهي الغدير.
ابن الأَعرابي: القاشِبُ الذي يَعِـيبُ الناسَ بما فيه؛ يقال: قَشَبَه
بعَيْبِ نَفْسه. والقاشِبُ: الذي قِشْبُه ضَاوِــيٌّ أَي نَفْسُه. والقاشِبُ: الخَيَّاط الذي يَلْقُطُ أَقشابه، وهي عُقَدُ الخُيوط، ببُزاقه إِذا لَفظ بها. ورجل مُقَشَّبٌ: مَمْزُوجُ الـحَسَبِ باللُّؤْم، مَخْلوط
الـحَسَب. وفي الصحاح: رجل مُقَشَّبُ الـحَسَب إِذا مُزِجَ حَسَبُه. وقَشَبَ الرجلُ يَقْشِبُ قَشْباً وأَقْشَبَ واقْتَشَبَ: اكْتَسَبَ حَمْداً أَو ذَمّاً. وقَشَبَه بشَرٍّ إِذا رماه بعلامة من الشَّرِّ، يُعْرَفُ بها. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه، قال لبعض بنيه: قَشَبَكَ المالُ أَي أَفْسَدَك وذَهَبَ بعَقْلك.
والقَشِبُ والقَشِـيبُ: الجَديدُ والخَلَقُ. وفي الحديث: أَنه مَرَّ وعليه قُشْبَانِـيَّتانِ؛ أَي بُرْدتانِ خَلَقانِ، وقيل: جديدتان. والقَشِـيبُ: من الأَضداد، وكأَنه منسوب إِلى قُشْبانٍ، جمع قَشِـيبٍ، خارجاً عن القياس، لأَنه نسب إِلى الجمع؛ قال الزمخشري: كونه منسوباً إِلى الجمع غير مَرْضِـيٍّ، ولكنه بناء مستطرف للنسب كالأَنْبَجانيّ. ويقال: ثوب قَشِـيبٌ، ورَيْطَةٌ قَشِـيبٌ أَيضاً، والجمع قُشُبٌ؛ قال ذو الرمة:
كأَنها حُلَلٌ مَوْشِـيَّةٌ قُشُبُ
وقد قَشُبَ قَشابةً. وقال ثعلب: قَشُبَ الثوبُ: جَدَّ ونَظُفَ. وسيف
قَشِـيبٌ: حديث عَهْدٍ بالجِلاءِ. وكلُّ شيءٍ جديدٍ: قَشيبٌ؛ قال لبيد:
فالماءُ يَجْلُو مُتُونَهُنَّ، كما * يَجْلُو التلاميذُ لُؤْلُؤاً قَشِـبا
والقِشْبُ: نبات يُشْبِهُ الـمَقِرَ (1)
(1 قوله «يشبه المقر» كذا بالأصل والمحكم بالقاف والراء وهو الصبر وزناً ومعنى. ووقع في القاموس المغد بالغين المعجمة والدال وهو تحريف لم يتنبه له الشارح يظهر لك ذلك بمراجعة
المادّتين.) ، يَسْمُو من وَسَطِه قَضيبٌ، فإِذا طال تَنَكَّسَ مِنْ
رُطُوبته، وفي رأْسه ثَمرةٌ يُقْتَلُ بها سِـباعُ الطَّيْرِ.
والقِشْبة: الخَسيسُ من الناس، يَمانية. والقِشْبةُ: ولد القِرْدِ؛ قال
ابن دريد: ولا أَدري ما صحّتُه، والصحيح القِشَّةُ، وسيأْتي ذكره.
أزب: أَزِبَت الإِبلُ تَأْزَبُ أَزَباً: لم تَجْتَرَّ.
والإِزْبُ: اللَّئِيمُ. والإِزْبُ: الدَّقيقُ الـمَفاصِل، الــضاوِــيُّ يكون ضئِيلاً، فلا تكون زيادتُه في الوجهِ وعِظامِه، ولكن تكون زيادته في بَطنِه وسَفِلَتِه، كأَنه ضاوِــيٌّ مُحْثَلٌ. والإِزْبُ من الرِّجالِ: القصِيرُ الغَلِيظُ. قال:
وأُبْغِضُ، مِن قُرَيْشٍ، كُلَّ إِزْبٍ، * قَصيرِ الشَّخْصِ، تَحْسَبُه وَلِيدا
كأَنهمُ كُلَى بَقَرِ الأَضاحِي، * إِذا قاموا حَسِبْتَهُمُ قُعُودا
الإِزْبُ: القَصِيرُ الدَّمِيمُ. ورجل أَزِبٌ وآزِبٌ: طويلٌ، التهذيب.
وقول الأَعشى:
ولَبُونِ مِعْزابٍ أَصَبْتَ، فأَصْبَحَتْ * غَرْثَى، وآزبةٍ قَضَبْتَ عِقالَها
قال: هكذا رواه الإِياديُّ بالباءِ. قال: وهي التي تَعافُ الماءَ
وتَرْفَع رأْسَها. وقال المفضل: إِبلٌ آزِبةٌ أَي ضامِزة(1)
(1 قوله «ضامزة» بالزاي لا بالراء المهملة كما في التكملة وغيرها. راجع مادة ضمز.) بِجِرَّتِها لا تَجْتَرُّ. ورواه ابن الأَعرابي: وآزية بالياءِ. قال: وهي العَيُوفُ القَذُور، كأَنها تَشْرَبُ من الإِزاءِ،وهو مَصَبُّ الدَّلْو.
والأَزْبَةُ: لغة في الأَزْمةِ، وهي الشّدَّةُ، وأَصابتنا أَزْبَةٌ وآزِبةٌ أَي شدَّة.
وإِزابٌ: ماءٌ لبَني العَنبر. قال مُساوِر بن هِنْد:
وجَلَبْتُه من أَهلِ أُبْضةَ، طائعاً، * حتى تَحَكَّم فيه أَهلُ إِزابِ
ويقال للسنة الشديدة: أَزْبَةٌ وأَزْمَةٌ ولَزْبَةٌ، بمعنى واحد. ويروى
إِراب.
وأَزَبَ الماءُ: جَرَى.
والمِئْزاب: المِرزابُ، وهو الـمَثْعَبُ الذي يَبُولُ الماءَ، وهو من
ذلك، وقيل: بل هو فارسي معرّب معناه بالفارسية بُلِ الماءَ، وربما لم يهمز، والجمع الـمَآزيبُ، ومنه مِئْزابُ الكَعْبةِ، وهو مَصَبُّ ماءِ المطرِ.
ورجل إِزْبٌ حِزْبٌ أَي داهِيةٌ.
وفي حديث ابن الزبير، رضي اللّه عنهما: أَنه خَرج فباتَ في القَفْرِ، فلـمَّا قامَ لِيَرْحَلَ وجد رَجلاً طولُه شِبْرانِ عَظِيمَ اللِّحْيةِ على الوَليّةِ، يعني البَرْذَعَةَ، فَنَفَضَها فَوَقَعَ ثم وضَعَها على
الراحلةِ وجاءَ، وهو على القِطْعِ، يعني الطِّنْفِسةَ، فنَفَضَه فَوَقَع،
فوضَعَه على الراحِلة، فجاءَ وهو بين الشَّرْخَينِ أَي جانِبَيِ الرَّحْلِ، فنَفضَه ثم شَدَّه وأَخذ السوطَ ثم أَتاه فقال: مَن أَنتَ؟ فقال: أَنا أَزَبُّ. قال: وما أَزَبُّ؟ قال: رجل من الجِنِّ. قال: أفْتَحْ فاك
أَنْظُر! ففَتَح فاه، فقال: أَهكذا حُلُوقُكم؟ ثم قَلَب السوط فوضَعَه في رأْسِ أَزَبَّ، حتى باصَ، أَي فاتَه واسْتَتَر.
الأَزَبُّ في اللغة: الكثيرُ الشَّعَرِ. وفي حديث بَيْعةِ العَقَبة: هو
شيطان اسمه أَزَبُّ العَقَبةِ، وهو الحَيّةُ.
وفي حديث أَبي الأَحْوصِ: لَتَسْبيحةٌ في طَلَبِ حاجَةٍ خَيْرٌ من
لَقُوحِ صفِيٍّ في عام أَزْبةٍ أَو لَزْبَةٍ. يقال: أَصابَتْهم أَزْبَةٌ ولَزْبَةٌ أَي جَدْبٌ ومَحْلٌ.
أدن: المُؤْدَنُ من الناس: القصيرُ العنُقِ الضَّيِّقُ المَنْكِبين مع
قِصَر الأَلواحِ واليدين، وقيل: هو الذي يولد ضاوِــياً. والمُؤْدَنة:
طُوَيِّرةٌ صغيرةٌ قصيرةُ العنُق نحو القُبَّرة. ابن بري: المُؤ؟ْدَنُ الفاحشُ
القِصَر؛ قال رِبْعِيّ الدُّبَيري:
لما رَأَتْهُ مُؤْدَناً عِظْيَرَّاً،
قالت: أُريد العَتْعَتَ الذِّفِرّا
أمه: الأَمِيهَة: جُدَرِيّ الغنم، وقيل: هو بَثْرٌِ يَخْرُج بها
كالجُدَرِيّ أَو الحَصْبَةِ، وقد أُمِهَتِ الشاةُ تُؤْمَهُ أَمْهاً وأَمِيهَةً؛
قال ابن سيده: هذا قول أَبي عبيدة، وهو خطأٌ لأَن الأَمِيهَةَ اسمٌ لا
مصدر، إِذ ليست فَعِيلة من أَبنية المصادر. وشاة أَمِيهَةٌ: مأْمُوهَة؛ قال
الشاعر:
طَبِيخُ نُحازِ أَو طَبِيخُ أَمِيهَةٍ
صَغِيرُ العِظامِ، سَيِّءُ القِشْمِ، أَمْلَطُ
يقول: كانت أُمُّهُ حاملة به وبها سُعال أَو جُدَرِيّ فجاءت به
ضاوِــيّاً، والقِشْْمُ هو اللحم أَو الشحم. ابن الأَعرابي: الأَمةُ النسيان،
والأَمَةُ
الإِقْرارُ، والأَمَهُ الجُدَرِيُّ. قال الزجاج: وقرأَ ابن عباس:
وادَّكَرَ بعد أَمَهٍ، قال: والأَمَهُ النسيانُ. ويقال: قد أَمِهَ، بالكسر،
يَأْمَهُ أَمَهاً؛ هذا الصحيح بفتح الميم، وكان أَبو الهيثم يقرأُ: بعد
أَمَهٍ، ويقول: بعد أَمْهٍ خطأٌ. أَبو عبيدة: أَمِهْتُ الشيءَ فأَنا آمُهُه
أَمْهاً إِذا نسيته؛ قال الشاعر:
أَمِهْتُ، وكنتُ لا أَنْسَى حَدِيثاً،
كذاك الدَّهْرُ يُودِي بالعُقُولِ
قال: وادَّكَرَ بعد أَمْه؛ قال أَبو عبيد: هو الإِقرار، ومعناه أَن
يعاقب ليُقِرَّ فإِقراره باطل . ابن سيده: الأَمَهُ الإِقرار والاعتراف؛ ومنه
حديث الزهري: من امْتُحِنَ في حَدٍّ فأَمِهَ ثم تَبَرَّأَ فليست عليه
عقوبة، فإِن عوقب فأَمِهَ فليس عليه حَدٌّ إِلا أَن يَأْمَه من غير عقوبة.
قال أَبو عبيد: ولم أَسمع الأَمَهَ الإِقرارَ إِلاَّ في هذا الحديث؛ وفي
الصحاح: قال هي لغة غير مشهورة، قال: ويقال أَمَهْتُ إِليه في أَمر
فأَمَهَ إِليَّ أَي عَهِدْتُ
إِليه فعَهِدَ إِليَّ. الفراء: أُمِهَ الرجلُ، فهو مَأْموهٌ، وهو الذي
ليس عقله معه.
الجوهري: يقال في الدعاء على الإِنسان آهَةً وأَمِيهَةً. التهذيب:
وقولهم آهَةً وأَمِيهَةً، الآهَةُ من التَّأَوُّهِ والأَمِيهَةُ
الجُدَري.ابن سيده: الأُمَّهَةُ لغة في الأُمِّ. قال أَبو بكر: الهاء في أُمَّهة
أَصلية، وهي فُعَّلَة بمنزلة تُرَّهَةٍ وأُبَّهةٍ، وخص بعضهم
بالأُمَّهَةِ من يعقل وبالأُمِّ ما لا يعقل؛ قال قُصَيٌّ:
عَبْدٌ يُنادِيهِمْ بِهالٍ وَهَبِ،
أُمَّهَتي خِنْدِفُ، والْياسُ أَبي
حَيْدَرَةٌ خالي لَقِيطٌ، وعَلِي،
وحاتِمُ الطائِيُّ وَهّابُ المِئِي
وقال زهير فيما لا يعقل:
وإِلاَّ فإِنَّا، بالشَّرَبَّةِ فاللِّوَى،
نُعَقِّرُ أُمّاتِ الرِّباعِ ونَيْسِرُ
وقد جاءت الأُمَّهَةُ فيما لا يعقل؛ كل ذلك عن ابن جني، والجمع أُمَّهات
وأُمّات. التهذيب: ويقال في جمع الأُمِّ من غير الآدميين أُمَّاتٌ، بغير
هاء؛ قال الراعي:
كانتْ نَجائِبُ مُنْذِرٍ ومُحَرِّقٍ
أُمّاتِهِنَّ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا
وأَما بَناتُ آدم فالجمع أُمَّهاتٌ؛ وقوله:
وإِنْ مُنِّيتُ أُمّاتِ الرِّباعِ
والقرآن العزيز نزل بأُمَّهات، وهو أَوضح دليل على أَن الواحدة
أُمَّهَةٌ. وتَأَمَّهَ أُمّاً: اتخدها كأَنه على أُمَّهَةٍ؛ قال ابن سيده: وهذا
يقوي كون الهاء أَصلاً، لأَن تَأَمَّهْتُ تَفَعَّلْتُ بمنزلة تَفَوَّهْتُ
وتنَبَّهْت. التهذيب: والأُمّ في كلام العرب أَصل كل شيء واشْتقاقه من
الأَمِّ، وزيدت الهاء في الأُمَّهاتِ لتكون فرقاً بين بنات آدم وسائر إِناث
الحيوان، قال: وهذا القول أَصح القولين، قال الأَزهري: وأَما الأُمُّ
فقد قال بعضهم الأَصل أُمَّةٌ، وربما قالوا أُمَّهةٌ، قال: والأُمَّهةُ
أَصل قولهم أُمٌّ. قال ابن بري: وأُمَّهَةُ الشَّبابِ كِبْرُه وتِيهُهُ.
عثث: العُثَّة والعَثَّةُ: المرأَة المَحقُورة الخَاملة، ضاوِــيَّةً كانت
أَو غيرَ ضَاوِــيَّةٍ، وجمعُها عِثَاثٌ. ويقال للمرأَة البَذِيَّةِ: ما
هي إِلاّ عُثَّة. وقال بعضهم: امرأة عَثَّةٌ، بالفتح، ضَئِيلَةُ الجِسْمِ.
ورجل عَثٌّ؛ قال يصف امرأَةً جَسِيمةً:
عَميمةُ ضاحِي الجِلْدِ، ليْسَتْ بعَثَّةٍ،
ولا دِفْنِسٍ، يَطْبي الكِلابَ خِمارُها
الدِّفْنِسُ: البَلْهاء الرَّعْناء. وقوله يَطْبي الكِلابَ خِمارُها:
يريد أَنها لا تَتَوَقَّى على خِمارِها من الدَّسَم، فهو زَهِمٌ، فإِذا
طَرَحَتْه طَبَى الكلابَ برائِحتِه.
والعِثَاثُ: الأَفاعي التي يأْكل بعضُها بعضاً في الجَدْب. ويقال
للحَيَّةِ: العَثَّاءُ والنَّكْزاءُ.
وعَثَّتْه الحيةٌ تَعُثُّه عَثّاً: نَفَخَتْه ولم تَنْهَشْه، فسَقَط
لذلك شَعَرُه.
والعِثاثُ: رفعُ الصَّوْت بالغِناءِ والتَّرَنُّم فيه.
وعاثَّ في غِنائه مُعاثَّةً وعِثاثاً، وعَثَّثَ: رَجَّعَ؛ وكذلك
القَوْسُ المُرِنَّةُ؛ قال كثير يصف قَوساً:
هَتُوفاً، إِذا ذاقَها النازِعُون،
سمِعْتَ لها، بعد حَبْضٍ، عِثاثا
وقال بعضهم: هو شِبْه تَرَنُّم الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ. وعَثَّه يَعُثُّه
عَثًّا: رَدَّ عليه الكلامَ، أَو وَبَّخَه به، كعَتَّه. ويقال:
أَطْعَمَني سَويقاً حُثًّا وعُثّاً إِذا كان غير مَلْتُوتٍ بدَسَمٍ. والعُثَّةُ:
السُّوسَةُ أَو الأَرَضَةُ التي تَلْحَسُ الصُّوفَ، والجمع عُثٌّ
وعُثَثٌ. وعَثَّت الصُّوفَ والثَوْبَ تَعُثُّهُ عَثًّا: أَكَلَتْه. وعُثَّ
الصُّوفُ: أَكَلَه العُثُّ. والعُثُّ: دُويبة تأْكل الجُلودَ؛ وقيل: هي دويبة
تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكُله، هذا قول ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:
تَصَيَّدُ شُبَّانَ الرجالِ بفاحِمٍ
غُدَافٍ، وتَصْطادينَ عُثًّا وجُدْجُدا
والجُدْجُد أَيضاً: دويبة تَعْلَقُ الإِهابَ فتأْكله؛ وقال ابن دريد:
العُثُّ، بغير هاء: دَوابُّ تَقَعُ في الصُّوف، فدلَّ على أَن العُثَّ
جَمعٌ، وقد يجوز أَن يَعنيَ بالعُثِّ الواحدَ، وعَبَّر عنه بالدَّوابِّ،
لأَنه جنس معناه الجمع، وإِن كان لفظه واحداً. وسئل أَعرابي عن ابنه، فقال:
أُعْطِيه كلّ يومٍ من مالي دانِقاً، وإِنه فيه لأَسْرَعُ من العُثِّ في
الصُّوف في الصَّيْفِ.
والعَثْعَثُ: ظَهْرُ الكَثِيب الذي لا نَبات فيه. والعَثْعَثَة:
اللَّيِّنُ من الأَرض؛ وقيل: العَثْعَثُ الكَثِيبُ السَّهْلُ، أَنْبَتَ أَو لم
يُنْبِتْ؛ وقيل: هو الذي لا يُنْبِتُ خاصةً، والأَوَّل الصحيحُ، لقول
القَطَامِيّ:
كأَنَّها بيْضةٌ غَرّاءُ، خُدَّ لها
في عَثْعَثٍ، يُنْبِتُ الحَوْذان والعَذَما
وروايةُ أَبي حنيفة: خُطَّ لها؛ وقيل: هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه
الرِّجْلُ، فإِن كان حارّاً، أَحْرَقَ الخُفَّ، يعني خُفَّ البعير، والجمع:
العَثاعِثُ؛ قال رؤبة:
أَقْفَرَتِ الوَعْساء والعَثاعِثُ
قال أَبو حنيفة: العَثْعَثُ من مَكارم المَنابت. والعَثْعَثُ أَيضاً:
التُّرابُ، وعَثْعَثَه: أَلقاه في العَثْعَثِ. وعَثْعَثَ الرجلُ بالمكان:
أَقام به. ويقال: عَثْعَث مَتاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ إِذا بَذَره
وفرَّقَه. وعَثْعَثَ مَتاعَه: حَرَّكَه. والعَثْعَثُ: الفَسادُ
والعَثْعَثُ: الشدائد. وفي الحديث: ذُكِرَ لعليٍّ، عليه السلام، زمانٌ، فقال: ذاك
زمانُ العَثاعِثِ أَي الشدائدِ، مِن العَثْعَثَةِ والإِفساد. وفي المثل:
عُثَيْثةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسا؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: بَلَغَه أَن
رجلاً يَغْتابُه، فقال: عُثَيْثةٌ تَقْرِضُ جِلْداً أَمْلَسا؛ عُثَيْثةٌ:
تصغير عُثَّةٍ، وهي دُوَيْبَّة تَلْحَسُ الثيابَ والصُّوفَ، وأَكثر ما
تكون في الصُّوفِ، والجمع: عُثَثٌ؛ يُضْرَبُ مثلاً للرجل يَجْتَهِدُ أَن
يُؤثِّرَ في الشيءِ، فلا يَقْدِرُ عليه، ويروى: تَقْرُمُ، بالميم، وهو
بمعنى تَقْرِضُ.
وربما قيل للعجوز: عُثَّة. وفلانٌ عُثُّ مال، كما يقال: إِزاءُ مالٍ.
وفي النوادر: تَعاثَثْتُ فلاناً وتَعالَلْتُه. ويقال: اعْتَثَّه عِرْقُ
سَوْءٍ واغْتَثَّه إِذا تَعَقَّلَه عن بُلُوغ الخير والشَّرَف.
وبالمدينة جبل يقال له: عَثْعَثٌ، ويقال له أَيضاً: سُلَيْع، تصغير
سَلْعٍ،
وعَثْعَثٌ: اسم، وبنو عَثْعَثٍ: بَطْنٌ من خَثْعَمَ.
طهف: الطَّهْفُ: نبت يُشْبِه الدُّخْنَ إلا أَنه أَرَقّ منه وأَلطف.
والطهف: طعام يُخْتبز من الذرة ونحو ذلك، وقيل: هو شجر له طَعْم يُجْنى
ويختبز في المَحْل، واحدته طهفة. ابن الأَعرابي: الطهف الذرة وهي شجرة كأَنها
الطَّريفةُ لا تَنْبُت إلا في السهل وشِعاب الجبال. والطهف، بسكون
الهاء: عُشبة حجازية ذات غِصَنة وورق كأَنه ورق القصَب ومَنْبِتُها الصحْراء
ومتون الأَرض، وثمرتها حَبّ في أَكمام حَمْراء تُخْتَبز وتُؤكل نحو
القَتِّ. وفي الأَرض طِهْفة من كلإٍ: للشيء الرقيق منه. والطَّهْفة: أَعالي
الصِّلِّيان. وقال أَبو حنيفة: إذا حَسُن أَعالي النبت ولم يكن بأَثِّ
الأَسافِل فتلك الطَّهْفة. وأَطْهَفَ الصِّلِّيانُ: نَبت نَباناً حسَناً. ابن
بري: الطَّهْفةُ التِّبْنةُ؛ قال الشاعر:
لَعَمْرُ أَبيكَ، ما مالي بنَخْلٍ،
ولا طَهْفٍ يَطِيرُ به الغُبارُ
والطهَف، بفتح الهاء: الحِرْز. والطَّهافُ: السحاب المرتفع. والطُّهافة،
بالضم: الذُّؤابة. والطَّهْفُ وطَهَفٌ وطِهِفٌ: أَسماء.
ضرع: ضَرَعَ إِليه يَضْرَعُ ضَرَعاً وضَراعةً: خضع وذلَّ، فهو ضارِعٌ،
من قوم ضَرَعةٍ وضُرُوعٍ. وتضرَّع: تذلَّل وتخشَّع. وقوله عز وجل: فلولا
إِذْ جاءهم بأْسُنا تضَرَّعوا، فمعناه تذلَّلوا وخضَعوا. ويقال: ضرَع فلان
لفلان وضَرِعَ له إِذا ما تخشَّع له وسأَله أَن يُعْطِيَه؛ قال الأعشى:
سائِلْ تَميماً به، أَيّامَ صَفْقَتِهمْ،
لَمّا أَتَوْه أَسارى كلُّهُم ضَرَعا
أَي ضرَع كلُّ واحدٍ منهم له وخضَع. ويقال: ضرَع له واستَضْرَعَ.
والضارِعُ: المتذلِّلُ للغَنِيّ. وتضرَّع إِلى الله أَي ابْتَهَلَ. قال الفواء:
جاء فلان يَتَضَرَّعُ ويَتَعَرَّضُ ويَتَأَرَّضُ ويَتصَدَّى ويَتَأَتَّى
بمعنًى إِذا جاء يَطْلُبُ إِليك الحاجةَ، وأَضرَعَتْه إِليه الحاجةُ
وأَضرَعَه غيره. وفي المثل: الحُمَّى أَضرَعَتْني لَكَ. وخَدٌّ ضارِعٌ وجَنْبٌ
ضارعٌ: مُتَخَشِّعٌ على المثل. والتضرُّعُ: التَّلَوِّي والاستغاثةُ.
وأَضرَعْتُ له مالي أَي بَذَلْتُه له؛ قال الأَسود: وإِذا أَخِلاَّئي
تَنَكَّبَ ودُّهُمْ،
فأَبُو الكُدادةِ مالُه لي مُضْرَعُ
أَي مبذولٌ. والضَّرَعُ، بالتحريك، والضارِعُ: الصغير من كل شيء، وقيل:
الصغير السنّ الضعيف الــضاوي النحيفُ. وإِنَّ فلاناً لضارِعُ الجسمِ أَي
نحيف ضعيف. وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، رأَى ولَدَيْ
جَعْفَرٍ الطَّيَّار فقال: ما لي أَراهُما ضارِعَيْن؟ فقالوا: إِنَّ العَيْنَ
تُسْرِعُ إِليهما: الضَّارِعُ النَّحِيفُ الــضَّاوي الجسم. يقال: ضَرِعَ
يَضْرَعُ، فهو ضارِعٌ وضَرَعٌ، بالتحريك. ومنه حديث قيس بن عاصم: إِني
لأُفْقِرُ البَكْرَ الضَّرَعَ والنَّابَ المُدْبِرَ أَي أُعِيرُهُما
للرّكوب، يعني الجمل الضعيف والناقة الهَرِمةَ التي هَرِمَتْ فأَدْبَرَ خيرُها؛
ومنه حديث المِقْداد: وإِذا فيهما فرس آدَمُ ومُهْرٌ ضَرَعٌ، وحديث عمرو
بن العاصِ: لَسْتُ بالضَّرَعِ، ويقال: هو الغُمْرُ الضَّعِيفُ من الرجال؛
وقال الشاعر:
أَناةً وحِلْماً وانْتِظاراً بِهِمْ غَداً،
فَما أَنا بالواني ولا الضَّرَعِ الغُمْرِ
ويقال: جَسَدُك ضارِعٌ وجَنْبُكَ ضارِعٌ؛ وأَنشد:
مِنَ الحُسْنِ إِنْعاماً وجَنْبُكَ ضارِعُ
ويقال: قوم ضَرَعٌ ورجل ضَرَعٌ؛ وأَنشد:
وأَنْتُمُ لا أُشاباتٌ ولا ضَرَعُ
وقد ضَرُعَ ضَراعةً، وأَضْرَعَه الحُبُّ وغيره؛ قال صخر:
ولَما بَقِيتُ لَيَبْقَيَنَّ جَوًى،
بَيْنَ الجَوانِحِ، مُضْرِعٌ جِسْمِي
ورجل ضارعٌ بيِّنُ الضُّرُوعِ والضَّراعةِ: ناحِل ضعيفٌ. والضَّرَعُ:
الجمل الضَّعِيفُ. والضَّرَعُ: الجَبانُ. والضَّرَعُ: المُتهالِكُ مِنَ
الحاجةِ للغنى؛ وقول أَبي زبيد:
مُسْتَضْرِعٌ ما دَنا مِنْهُنَّ مُكْتَنِتٌ
من الضَّرَعِ وهو الخاضِعُ، والضَّارِعُ مثله.
وقوله عزَّ وجل: تدعونه تضرُّعاً وخفية؛ المعنى تدعونه مظهرين الضراعة
وهي شدة القر والحاجة إِلى الله عز وجل، وانتصابهما على الحال، وإِن كانا
مصدرين. وفي حديث الاستسقاء: خرج مُتَبَدِّلاً مُتَضَرِّعاً؛ التضَرُّعُ
الذلُّلُ والمبالغة في السؤَال والرغْبة. يقال: ضَرِعَ يَضْرَعُ، بالكسر
والفتح، وتَضَرَّعَ إِذا خَضَعَ وذلَّ. وفي حديث عمر: فقد ضَرَعَ الكبيرُ ورقَّ
الصغير؛ ومنه حديث علي: أَضْرَعَ اللهُ خُدُودَكم أَي أَذلَّها. ويقال:
لفلان فَرَسٌ قدْ ضَرِعَ به أَي غَلَبَه، وقد ورد في حديث سلمان: قد ضَرِع
به. وضَرَعَتِ الشمسُ وضَرَّعَتْ: غابَتْ أَو دَنَتْ من المَغِيبِ،
وتَضْريعُها: دُنُوُّها للمغيب. وضَرَّعَتِ القِدْرُ تَضْرِيعاً: حان أَنْ
تُدْرِكَ.
والضَّرْعُ لكل ذات ظِلْف أَو خُفّ، وضَرْعُ الشاةِ والناقةِ: مَدَرُّ
لبنها، والجمع ضُرُوعٌ. وأَضْرَعَتِ الشاةُ والناقة وهي مُضْرِعٌ: نَبَتَ
ضَرْعُها أَو عَظُم. والضَّرِيعةُ والضَّرْعاءُ جميعاً: العظيمة
الضَّرْعِ من الشاءِ والإِبل. وشاة ضَرِيعٌ: حَسَنة الضَّرْعِ. وأَضْرَعَتِ
الشاةُ أَي نزل لبنها قبيل لنِّتاجِ. وأَضْرَعَتِ الناقةُ، وهي مُضْرِعٌ: نزل
لبنها من ضَرْعها قُرْب النتاج، وقيل: هو إِذا قرب نتاجها. وما له زرع
ولا ضَرْعٌ: يعني بالضرع الشاة والناقة؛ وقول لبيد:
وخَصْمٍ كبادِي الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُم
بِمُسْتَحْوِذٍ ذِي مِرَّة وضُرُوعِ
فسره ابن الأَعرابي فقال: معناه واسع له مَخارِجُ كمخارج اللبن، ورواه
أَبو عبيد: وصُرُوع، بالصاد المهملة، وهي الضُّروبُ من الشيء، يغني ذي
أَفانِينَ. قال أَبو زيد: الضَّرْعُ جِماع وفيه الأَطْباءُ، وهي الأَخْلافُ،
واحدها طُبْيٌ وخِلْفٌ، وفي الأَطْباءِ الأَحالِيلُ وهي خُروقُ اللبن.
والضُّروعُ: عِنَبٌ أَبيض كبير الحب قليل الماء عظيم العناقيد.
والمُصارِعُ: المُشْبِهُ. والمُضارَعةُ: المشابهة. والمُضارعة للشيء:
أَن يُضارِعه كأَنه مثله أَو شبْهه. وفي حديث عدِيّ، رضي الله عنه: قال له لا
يَخْتَلِجَنَّ في صدرك شيء ضارَعْتَ فيه النصرانية؛ المُضارَعةُ:
المُشابَهةُ والمُقارَبةُ، وذلك أَنه سأَله عن طعام النصارى فكأَنه أَراد لا
يتحرَّكنَّ في قلبك شكّ أَنَّ ما شابَهْتَ فيه النصارى حرام أَو خبيث أَو
مكروه، وذكره الهروي لا يَتَحَلَّجنَّ، ثم قال يعني أَنه نظيف، قال ابن
الأَثير: وسياقُ الحديث لا يناسب هذا التفسير؛ ومنه حديث معمر بن عبد الله: إِني
أَخافُ أَن تُضارِعَ، أَي أَخاف أَن يُشْبِه فعلُك الرِّياء. وفي حديث
معاوية: لستُ بنُكَحةٍ طُلَقةٍ ولا بسُبَبةٍ ضُرَعةٍ، أَي لست بشَتَّام
للرجال المُشابِه لهم والمُساوِي. ويقال: هذا ضِرْعُ هذا وصِرْعُه، بالضاد
والصاد، أَي مِثْله. قال الأَزهري: والنحويون يقولون للفعل المستَقْبَلِ
مُضارِعٌ لمشاكلته الأَسماء فيما يلحقه من الإِعراب. والمُضارِعُ من
الأَفعال: ما أَشبه الأَسماء وهو الفعل الآتي والحاضر؛ والمُضارِعُ في
العَرُوضِ: مفاعيل فاع لاتن مفاعيل فاع لاتن كقوله:
دَعاني إِلى سُعاد
دَواعِي هَوَى سُعاد
سمِّي بذلك لأَنه ضارَعَ المُجْتَثَّ.
والضُّروعُ والصُّروعُ: قُوَى الحبْل، واحدها ضِرْعٌ وصِرْعٌ.
والضَّرِيعُ: نبات أَخضَر مُنْتِنٌ خفيف يَرْمي به البحرُ وله جوْفٌ،
وقيل: هو يَبِيسُ العَرْفَجِ والخُلَّةِ، وقيل: ما دام رطباً فهو ضرِيعٌ،
فإِذا يَبِسَ فهو ضرِيعٌ، فإِذا يَبِسَ فهو الشَّبْرِقُ، وهو مَرْعَى
سَوءٍ لا تَعْقِدُ عليه السائمةُ شَحْماً ولا لحماً، وإِن لم تفارقه إِلى غيره
ساءَت حالها. وفي التنزيل: ليس لهم طعام إِلاَّ من ضريع لا يُسْمِنُ ولا
يُغني من جوع؛ قال الفراء: الضرِيعُ نبت يقال له الشَّبْرِقُ، وأَهل
الحجاز يسمونه الضريع إِذا يبس، وقال ابن الأَعرابي: الضريع العوْسَجُ
الرطْب، فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ، فإِذا زاد جُفوفاً فهو الخَزِيزُ، وجاءَ في
التفسير: أَن الكفار قالوا إِنَّ الضريعَ لتَسْمَنُ عليه إِبلنا، فقال الله
عز وجل: لا يُسْمِنُ ولا يُغْني من جوع. وجاء في حديث أَهل النار:
فيُغاثون بطعام من ضريع؛ قال ابن الأَثير: هو نبت بالحجاز له شوْكٌ كبار يقال له
الشبرق؛ وقال قَيْسُ بن عَيْزارةَ الهذليّ يذكر إِبلاً وسُوءَ مَرْعاها:
وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّرِيعِ، فكُلُّها
حَدْباءُ دامِيةُ اليَدَيْنِ، حَرُودُ
هَزْمُ الضرِيعِ: ما تَكَسَّر منه، والحَرُودُ: التي لا تكاد تَدِرُّ؛
وصف الإِبل بشدَّة الهُزال؛ وقيل: الضرِيعُ طعام أَهل النار، وهذا لا
يعرفه العرب. والضَّرِيعُ: القِشْرُ الذي على العظم تحت اللحم، وقيل: هو جلد
على الضِّلَعِ.
وتَضْرُوعُ: بلدة؛ قال عامر ابن الطفيل وقد عُقِرَ فرسُه:
ونِعْمَ أَخُو الضُّعْلُوكِ أَمسِ تَرَكْتُه
بِتَضْرُوعَ، يَمْرِي باليَدَيْنِ ويَعْسِفُ
قال ابن برِّي: أَخو الصُّعْلوك يعني به فرسه، ويَمْرِي بيديه: يحرّكهما
كالعابث، ويَعْسِف: ترجُف حَنْجَرتُه من النَّفَسِ، وهذا المكان وهذا
البيت أَورده الجوهري بتَضْرُع بغير واو؛ قال ابن بري: ورواه ابن دريد
بتَضْرُوعَ مثل تَذْنُوب.
وتُضارُعٌ، بضم التاء والراء: موضع أَو جبل بنجد، وفي التهذيب:
بالعَقِيق. وفي الحديث: إِذا سال تُضارُعٌ فهو عامُ ربِيعٍ، وفيه: إِذا أَخصبت
تُضارُعٌ أَخصبت البلاد؛ قال أَبو ذؤيب:
كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ بَيْنَ تُضارُعٍ
وشابةَ بَرْكٌ من جُذامَ لَبِيجُ
قال ابن بري: صوابه تُضارِع، بكسر الراء، قال: وكذا هو في بيت أَبي ذؤيب،
فأَمّا بضم التاء والراء فهو غلط لأَنه ليس في الكلام تُفاعُل ولا
فُعالُلٌ، قال ابن جني: ينبغي أَن يكون تُضارِعٌ فُعالِلاً بمنزلة عُذافِرٍ،
ولا نحكم على التاء بالزيادة إِلا بدليل، وأَضرُعٌ: موضع؛ وأَما قول
الراعي:فأَبصَرْتُهُمْ حتى تَواراتْ حُمُولُهُم،
بأَنْقاءٍ يَحْمُومٍ، ووَرَّكْنَ أَضْرُعا
فإِنَّ أَضْرُعاً ههنا جبال أَو قاراتٌ صِغار؛ قال خالد ابن جبلة: هي
أُكَيْمات صغار، ولم يذكر لها واحداً.
ودن: ودَنَ الشيءَ يَدِنُه وَدْناً ووِداناً، فهو مَوْدون ووَدِينٌ أَي
منقوع، فاتَّدَنَ: بَلَّهُ فابْتَلَّ؛ قال الكميت:
وراجٍ لِينَ تَغْلِبَ عن شِظَافٍ،
كمُتَّدِنِ الصَّفا حتى يَلِينا
(* قوله «حتى يلينا» الذي في التهذيب
والصحاح؛ كيما يلينا).
أَي يَبُلُّ الصَّفا لكي يلين. قال ابن سيده: هذا قول أَبي عبيد، قال:
وعندي أَنه إِنما فَسَّرَ
على المعنى، وحقيقته أَن المعنى كمثل الصَّفا، كأَن الصفا جُعلَتْ فيه
إِرادةٌ لذلك؛ وقول الطِّرمّاح:
عَقائل رَمْلَةٍ نازَعْنَ منها
دُفُوفَ أَقاحِ مَعْهودٍ وَدينِ
قال أَبو منصور: أَراد دُفوفَ رمل أَو كَثيب أَقاح مَعْهودٍ أَي ممطور
أَصابه عَهْدٌ من المطر بعد مطر، وقوله: وَدِين أَي مَوْدُونٍ مبلول من
وَدَنْتُه أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته. وحكى الأَزهري في ترجمة دين قال:
قال الليث الدِّينُ من الأَمطار ما تعاهد موضعاً لا يزال يَرُبُّ به
ويصيبه؛ وأَنشد:
دُفُوف أَقاحِ مَعْهُودٍ ودِينِ
وقال: هذا خطأٌ، والواو في وَدِين فاء الفعل، وهي أَصلية وليست بواو
العطف، قال: ولا يعرف الدِّينُ في باب الأَمطار، قال: وهذا تصحيف من الليث
أَو ممن زاد في كتابه، وقد ذكرنا ذلك في موضعه. الأَزهري: سمعت العرب تقول
وَدَنْتُ الجلد إِذا دفنته تحت الثَّرَى ليلين، فهو مَوْدون. وكل شيء
بللته فقد ودَنْتَه. ووَدنتُ الثوب أَدِنُه وَدْناً إِذا بللته. وجاء قوم
إِلى بنت الخُسِّ بحجر وقالوا: أَحْذي لنا من هذا نعلاً، فقالت:
دِنُوهُ؛ قال ابن بري أَي رَطِّبُوه. يقال: جاء مطر ودَنَ الصخرَ. واتَّدَنَ
الشيءُ أَي ابتلّ، واتَّدَنه أَيضاً: بمعنى بلَّهُ. وفي حديث مُصْعَبِ بن
عُمير: وعليه قطعة نَمِرَةٍ قد وصلها بإِهاب قد وَدَنه أَي بله بماء ليخضع
ويلين. يقال: وَدَنْتُ القِدَّ والجلد أَدِنُه إِذا بللته وَدْناً
ووِداناً، فهو مَوْدون. وفي حديث ظَبْيانَ: أَن وَجّاً كان لبني إِسرائيل غرسوا
وِدانه؛ أَراد بالوِدانِ مواضع النَّدَى والماء التي تصلح للغِراس.
ووَدَنُوه بالعصا: لينوه كما يُودَنُ الأَديمُ. قال: وحدَّث رجل من بني عقيل
ابنه فنَذِر به إِخوته فأَخذوه فوَدَنُوه بالعصا حتى ما يشتكي أَي حتى ما
يشكو من الضعف لأَنه لا كلام. وروى ابن الأَعرابي: أَن رجلاً من
الأَعراب دخل أَبيات قوم فوَدَنُوه بالعصا؛ كأَنَّ معناه دَقُّوه بالعصا. ابن
الأَعرابي: التَّوَدُّنُ لينُ الجلد إِذا دبغ؛ وقوله:
ولقد عَجِبتُ لكاعِبٍ مَوْدُونةٍ
أَطْرافُها بالحَلْيِ والحِنَّاءِ
مَوْدُونةٍ: مُرَطَّبةٍ. ودنُوه: رَطَّبوه. والوَدْنَةُ: العَرْكَةُ
بكلام أَو ضرب. والوَدْنُ والوِدانُ: حُسْن القيام على العَرُوس، وقد
ودَنَوها. ابن الأَعرابي: أَخذوا في وِدَانِ العروس إِذا عَلَّلُوها بالسَّوِيق
والتَّرَفُّه للسِّمَنِ. يقال: وَدنوه وأَخذوا في وِدَانهِ؛ وأَنشد:
بئس الوِدانُ للفَتى العَرُوسِ،
ضَرْبُكَ بالمِنْقار والفُؤُوسِ
ووَدَنْتُ العَرُوس والفرسَ وِداناً أَي أَحسنت القيام عليهما. التهذيب
في ترجمة ورن: ابن الأَعرابي: التَّوَرُّنُ
كثرة التَّدَهُّن والنعيم. قال أَبو منصور: التَّوَدُّنُ، بالدال، أَشبه
بهذا المعنى. ووَدَنَ الشيءَ وَدْناً وأَوْدَنَه ووَدَّنَه: قصره.
وودَنْتُه وأَودَنْتُه: نَقَّصته وصَغَّرته؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
مَعي صاحبٌ غيرُ هِلواعَةٍ،
ولا إِمَّعِيّ الهَوَى مُودَن
وقال آخر:
لما رأَته مُودَناً عِظْيَرَّا،
قالت: أُرِيدُ العُتْعُتَ الذِّفَرَّا
العُتْعُت: الرجل الطويل. والمُودَنُ والمَوْدُون: القصير العُنُقِ
الضَّيِّقُ المَنْكِبين الناقص الخلق؛ قال بعضهم: مع قصر أَلواح اليدين؛ وفي
التهذيب: مع قصر الأَلواح واليدين. وامرأَةٌ مَوْدُونة: قصيرة صغيرة. وفي
حديث ذي الثُّدَيَّةِ: أَنه كان مَوْدُونَ اليد، وفي رواية: مُودَنَ
اليد، وفي أُخرى: إِنه لَمُودَنُ اليد أَي ناقص اليد صغيرها. قال الكسائي
وغيره: المُودَنُ اليد القصير اليد. يقال: أَوْدَنْتُ الشيء قصرته. قال
أَبو عبيد: وفيه لغة أُخرى وَدَنْتُه فهو مَوْدونٌ؛ قال حسان بن ثابت يذم
رجلاً:
وأُمُّكَ سَوْداءُ مَوْدُونَةٌ،
كأَنَّ أَنامِلَها الحُنْظُبُ
وأَورد الجوهري هذا البيت شاهداً على قوله: وَدَنَتِ المرأَةُ
وأَوْدَنَتْ إِذا ولدت ولداً ضاوِــيّاً، والولد مَوْدونٌ ومُودَنٌ، وأَنشد البيت؛
وقال آخر:
وقد طُلِقَتْ ليلةً كُلَّها،
فجاءت به مُودَناً خَنْفَقِيقا
أَي لئيماً. ويقال: وَدَنَتِ المرأَة وأَوْدَنَتْ ولدت ولداً قصير العنق
واليدين ضيق المنكبين، وربما كان مع ذلك ضاوِــيّاً، وقيل: المُودَنُ
القصير. ويقال: وَدَنْت الشيءَ أَي دققته فهو مَوْدونٌ أَي مَدْقوق.
والمَوْدُونَةُ: دُخَّلَةٌ من الدَّخاخيل قصيرة العنق دقيقة الجُثَّة. ومَوْدُون:
اسم فرسِ مِسْمَع بن شهاب، وقيل: فرس شَيْبان بن شِهاب؛ قال ذو الرمة:
ونَحْنُ، غَدَاةَ بَطْنِ الجِزْعِ، فِئْنَا
بمَوْدُونٍ وفارِسِه جهارَا