Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: ضاحك

شَيَطَ

(شَيَطَ)
(هـ) فِيهِ «إِذَا اسْتَشَاطَ السُّلطانُ تسلَّط الشيطانُ» أَيْ إِذَا تَلهَّب وتحرّق مِنْ شدَّة الغَضب وَصَارَ كأنَّه نَارٌ، تَسَلَّطَ عَلَيْهِ الشيطاَنُ فأغْراه بالإِيقاَعِ بمَن غَضِب عَلَيْهِ. وَهُوَ اسْتَفْعَل، مِنْ شَاطَ يَشِيطُ إِذَا كَادَ يَحْتَرِقُ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «مَا رُئِيَ ضاَحِكــاً مُسْتَشِيطاً» أَيْ ضاحِكــاً ضَحِكا شَدِيدًا كالمُتهاَلِك فِي ضَحِكه، يُقَالُ اسْتَشَاطَ الحَماَم إِذَا طَارَ.
(س) وَفِي صِفَةِ أَهْلِ النَّارِ «أَلَمْ تَرَوا إِلَى الرَّأسِ إِذا شُيِّطَ» مِنْ قَوْلِهِمْ شَيَّطَ اللحمَ أَوِ الشعَرَ أَوِ الصُّوفَ إِذَا أحْرَق بعضَه.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ يَوْمَ مُؤْتَةَ «أَنَّهُ قاتَل بِرَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى شَاطَ فِي رِماحِ الْقَوْمِ» أَيْ هَلَك.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «لمَّا شَهِدَ عَلَى المُغِيرة ثَلاثةُ نَفَرٍ بِالزِّنَا قَالَ: شَاطَ ثلاثةُ أرْباعِ المُغيرة» .
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُهُ الْآخَرُ «إِنَّ أخْوَفَ مَا أخافُ عَلَيْكُمْ أَنْ يُؤخَذَ الرجلُ الْمُسْلِمُ البَرىء فَيُشَاطَ لحمُه كَمَا تُشَاطُ الجَزُور» يُقَالُ أَشَاطَ الْجَزُورَ إِذَا قَطَّعَها وقسَّمَ لَحْمَهَا. وشَاطَتِ الجَزورُ إِذَا لَمْ يَبق فِيهَا نَصيبٌ إِلَّا قُسِّم.
[هـ] وَفِيهِ «إِنَّ سفينَةَ أَشَاطَ دَمَ جَزُورٍ بجِذْلٍ فأكَله» أَيْ سَفَك وأراقَ. يَعْنِي أَنَّهُ ذَبَحها بعُود.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ «القَسامةَ تُوجِبُ العَقْل، وَلَا تُشِيطُ الدَّمَ» أَيْ تُؤخذُ بِهَا الدِّيةُ وَلَا يُؤخذُ بِهَا القِصاَصُ. يَعْنِي لَا تُهْلكُ الدَّمَ رَأْسًا بِحَيْثُ تُهدِرُه حَتَّى لَا يَجِبَ فِيهِ شَىءٌ مِنَ الدِّية.
(س) وَفِيهِ «أعوذُ بِكَ مِنْ شرِّ الشَّيْطَانِ وفُتُونِه، وشِيطَاه وشُجُونه» قِيلَ الصَّوَابُ وأشْطاَنه: أَيْ حِباَلِه التَّي يَصِيدُ بِهَا.

ضَحِكَ 

(ضَحِكَ) الضَّادُ وَالْحَاءُ وَالْكَافُ قَرِيبٌ مِنَ الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ، وَهُوَ دَلِيلُ الِانْكِشَافِ وَالْبُرُوزِ. مِنْ ذَلِكَ الضَّحِكُ، ضَحِكُ الْإِنْسَانِ. وَيُقَالُ أَيْضًا: الضَّحْكُ، وَالْأَوَّلُ أَفْصَحُ. وَالــضَّاحِكَــةُ: كُلُّ سِنٍّ تَبْدُو مِنْ مُقَدَّمِ الْأَسْنَانِ وَالْأَضْرَاسِ عِنْدَ الضَّحِكِ.

قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: الــضَّاحِكُ مِنَ السَّحَابِ مِثْلُ الْعَارِضِ، إِلَّا أَنَّهُ إِذَا بَرَقَ يُقَالُ فِيهِ: ضَحِكَ. وَالضَّحُوكُ: الطَّرِيقُ الْوَاضِحُ. وَيُقَالُ: أَضْحَكْتَ حَوْضَكَ، إِذَا مَلَأْتَهُ حَتَّى يَفِيضَ. قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: الــضَّاحِكُ حَجَرٌ شَدِيدُ الْبَرِيقِ يَبْدُو فِي الْجَبَلِ، أَيَّ لَوْنٍ كَانَ. وَيُقَالُ فِي بَابِ الضَّحِكِ: الْأُضْحُوكَةُ مَا يُضْحِكُ مِنْهُ. وَرَجْلٌ ضِحْكَةٌ: يُضْحَكُ مِنْهُ. وَضُحَكَةٌ: يُكْثِرُ الضَّحِكَ. فَأَمَّا الضَّحْكُ فَيُقَالُ إِنَّهُ الْعَسَلُ. وَيُنْشَدُ:

فَجَاءَ بِمَزْجٍ لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ ... هُوَ الضَّحْكُ إِلَّا أَنَّهُ عَمَلُ النَّحْلِ

وَيُقَالُ هُوَ الْبَلَحُ، قَالَ الشَّيْبَانِيُّ: الطَّلْعُ هُوَ الْكَافُورُ وَالضَّحْكُ جَمِيعًا حِينَ يَنْفَتِقُ.

لها

(لها) - في الحديث: "ليس شىَءٌ مِن اللَّهْوِ إلَّا في ثَلاثٍ "
: أي ليس شىءٌ مُباحٌ منه إلَّا هذه؛ لأن كلَّ وَاحِدَةٍ مِن هذه إذَا تَأمَّلْتَها وجَدْتَهَا مُعِينَةً علَى حَقٍّ أَو ذَرِيعةَ إليه، وَسُمِّى لَهْوًا ؛ لَأنَّه يُلهِى صَاحِبَه: أي يَشْغَلُه. وقيل : "إذَا اسْتَأثَر الله بشىءٍ فَالْهَ عَنه"
: أي اترُكْه وأَعرِض عنه، ولا تَتعَرَّضْ له.
- وفي حديث عُمَر - رَضى الله عنه -: "مِنْهم الفِاتِح فَاهُ لِلُهْوَةٍ مِن الدُّنيا "
: أي عَطِيَّة منها، وَجَمْعُها: لُهًى، وَيُقالُ: في لُهْوَةٍ: لُهَيّةٍ.
وقيل: هي أَفضَلُ العَطاءِ وأجزَلُه.
واللُّهْوَة: ما يُلقَى في فَمِ الرَّحَى، وأنشَد:
أَتَيْتُك إذْ لم يَبْقَ في النَّاس سَيّدٌ
ولا جابرٌ يُعْطِى الُّلهَى وَالرّغائبا .
ل هـ ا : (اللَّهَاةُ) الْهَنَةُ الْمُطْبِقَةُ فِي أَقْصَى سَقْفِ الْفَمِ وَالْجَمْعُ (اللَّهَا) وَ (اللَّهَوَاتُ) وَ (اللَّهَيَاتُ) أَيْضًا. وَ (اللُّهْوَةُ) بِالضَّمِّ الْعَطِيَّةُ دَرَاهِمَ كَانَتْ أَوْ غَيْرَهَا وَالْجَمْعُ (اللُّهَا) . وَ (لَهِيَ) عَنِ الشَّيْءِ (لُهِيًّا) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ وَ (لُهْيَانًا) بِضَمِّ اللَّامِ وَكَسْرِهَا سَلَا عَنْهُ وَتَرَكَ ذِكْرَهُ وَأَضْرَبَ عَنْهُ. وَ (أَلْهَاهُ) شَغَلَهُ. وَ (لَهَّاهُ) بِهِ (تَلْهِيَةً) عَلَّلَهُ. وَلَهَا بِالشَّيْءِ مِنْ بَابِ عَدَا لَعِبَ بِهِ وَ (تَلَهَّى) بِهِ مِثْلُهُ. وَ (تَلَاهَوْا) أَيْ لَهَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا} [الأنبياء: 17] قَالُوا: امْرَأَةً، وَقِيلَ: وَلَدًا. وَتَقُولُ (الْهَ) عَنِ الشَّيْءِ أَيِ اتْرُكْهُ وَفِي الْحَدِيثِ فِي الْبَلَلِ بَعْدَ الْوُضُوءِ «الْهَ عَنْهُ» . وَكَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ (لَهِيَ) عَنْ حَدِيثِهِ أَيْ تَرَكَهُ وَأَعْرَضَ عَنْهُ. الْأَصْمَعِيُّ: إِلْهَ عَنْهُ وَمِنْهُ بِمَعْنًى. 
[لها] اللَهاةُ: الهَنَةُ المطبقة في أقصى سقف الفم، والجمع اللها واللهوات واللهيات أيضا، مثل القطيات. وأما قوله: يا لك من تمر ومن شيشاء * ينشب في المسعل واللهاء (*) فإنما مده ضرورة، ويروى بكسر اللام . قال أبو عبيد: هو جمع لها، مثل الاضاء جمع أضا والاضا جمع أضاة. واللهوة بالضم: ما يُلقيه الطاحن في فَم الرحى بيده ; تقول منه: أَلْهَيْتُ في الرَحى. والجمع لُهاً. واللُهْوَةُ أيضاً: العطيَّة، دراهمَ كانت أو غيرها، والجمع اللُها. يقال: إنَّه لمِعْطاءُ اللُها، إذا كان جواداً يعطى الشئ الكثير. ولهيت عن الشئ بالكسر ألهى لهيا ولهيانا، إذا سلوتَ عنه وتركت ذكره وأضربتَ عنه. وألْهاهُ، أي شغله. ولَهَّاهُ به تَلْهِيَةً، أي علَّله. ولهوت بالشئ ألهو لهوا، إذا لعبتَ به. وتَلَهَّيْتُ به مثله. وتَلاهوا، أي لَها بعضهم ببعض. وقد يكنَّى باللَهْوِ عن الجماع. وقوله تعالى: (لو أردْنا أن نتَّخِذَ لَهْواً) قالوا: امرأة، ويقال ولدا. وتقول: اله عن الشئ، أي اتركه. وفي الحديث في البلل بعد الوضوء: " الْهَ عنه ". وكان ابن الزير رضى الله عنه إذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عنه، أي تركه وأعرض عنه. الأصمعيّ: إلْهَ عنه ومنه بمعنًى. وفلان لَهُوٌّ عن الخير، على فَعولٍ. والأُلْهِيَّةُ من اللهو ; يقال: بينهم أُلْهِيَّةٌ، كما تقول أُحْجِيَّةٌ، وتقديرها أُفْعولةٌ. وهم لُهاءُ مائةٍ مثل قولك: زهاء مائةٍ.
[لها] نه: فيه: ليس شيء من "اللهو" إلا في ثلاث، أي ليس منه مباح إلا هذه، لأن كل واحدة منها إذا تأملتها وجدتها معينة على حق أو ذريعة إليه، واللهو: اللعب، لهوت به ألهو لهوًا وتلهيت به- إذا لعبت به وتشاغلت وغفلت به عن غيره، وألهاه عنه: شغله، ولهيت عنه- بالكسر ألهى بالفتح لهيا- إذا سلوت عنه وتركت ذكره وإذا غفلت عنه واشتغلت. ط: ستفتح عليكم الروم فلا يعجز أحدكم أن "يلهو" بأسهمه، يعني غالب حرب الروم الرمي وأنتم تتعلمونه، وستفتح عليكم فلا تتركوا الرمي بعد فتحه، فإنه محتاج إليه أبدًا، وقيل: أي لا ينبغي أن يعجز أحدكم عن تعلمه لتستعينوا به على فتحه، وعبر عنه باللهو ترغيبًا، فإن النفوس مجبولة على الميل إليه. نه: ومنه ح: إذا استأثر الله بشيء "فاله" عنه، أي اتركه وأعرض عنه. وح البلل بعد الوضوء: "اله" عنه. وح: "فلهى" النبي صلى الله عليه وسلم بشيء كان بين يديه، أي اشتغل. ن: روى بفتح هاء وكسرها. نه: وح: إنه كان إذا سمع صوت الرعد "لهى" عن حديثه، أي تركه وأعرض عنه. وح عمر: إنه بعث إلى أبي عبيدة مالًا في صرة وقال للغلام: اذهب بها إليه ثم "تله" ساعة في البيت ثم انظر ماذا يصنع؟ أي تشاغل وتعلل. وش كعب:
وقال كل صديق كنت أمله ... "لا ألهينك" إني عنك مشغول
أي لا أشغلك عن أمرك فإني مشغول عنك، وقيل: معناه لا أنفعك ولا أهلك فاعمل لنفسك. وفيه: سألت ربي أن لا يعذب "اللاهين" من ذرية البشر فأعطانيهم، قيل: هم البله الغافلون، وقيل: الذين لم يتعمدوا الذنوب وإنما فرط منهم سهوًا ونسيانًا، وقيل: هم الأطفال الذين لم يقترفوا ذنبًا. وفي ح الشاة المسمومة: فما زلت أعرفها في "لهوات" النبي صلى الله عليه وسلم، هي لهاة وهي اللحمات في سقف أقصى الفم. ن: وهو بفتح لام وهاء جمع لهاة بفتح، وقيل: اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك. ط: ومنه: مستجمعًا ضاحكًــا حتى أرى "لهواته"، أي ضاحكًــا تامًا، وضاحكًــا- تميز. نه: وفيه ح: منهم الفاتح فاه "للهوة" من الدنيا، هو بالضم: العطية، وجمعها لها، وقيل: أفضل العطاء وأجز له. ن: حتى أسقطوا لها به- بباء جر وبضمير المذكر، وعند ابن ماهان "لهاتها" بمثناة فوق، وغلطوه وصوبوا الأول، ومعناه: صرحوا لها بالأمر، ولذا قالت: سبحان الله- استعظامًا له، وقيل: معنى الثاني: أسكتوها، وضعف بأنها لم تسكت بل سبحت- ومر في سق. ك: يا عائشة! ما كان معكم "لهو"، فإن قيل: هل فيه رخصة للهو، قلت: لا، إذ يحتمل مجرد استخبار. ج: "ألهتني" آنفًا، أي شغلتني. ط: وفي ح قبول دعاء من قلب "لاه"، أي معرض أو لاعب، من اللهو. و"لههو" الحديث" إضافة بمعنى من، لأن اللهو يكون من الحديث وغيره، والمراد الحديث المنكر فيشمل الأساطير وأحاديث لا أصل لها والخرافات والمضاحيك والغناء وتعلم الموسيقى ونحوها. غ: كان النضر بن الحارث قرأ كتب العجم ويتحدث بها أهل مكة، أو هو ما يلهي عن ذكر الله. و"أن نتخذ "لهوا"" أي ولدا أو امرأة.
باب لا

لها: اللَّهْو: ما لَهَوْت به ولَعِبْتَ به وشغَلَك من هوى وطَربٍ

ونحوهما. وفي الحديث: ليس شيء من اللَّهْوِ إَلاَّ في ثلاث أَي ليس منه مباح

إِلاَّ هذه، لأَنَّ كلَّ واحدة منها إِذا تأَملتها وجدتها مُعِينة على حَق

أَو ذَرِيعة إِليه. واللَّهْوُ: اللَّعِب. يقال: لهَوْتُ بالشيء أَلهُو

به لَهْواً وتَلَهَّيْتُ به إِذا لَعِبتَ به وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ به عن

غيره. ولَهِيتُ عن الشيء، بالكسر، أَلْهَى، بالفتح، لُهِيّاً ولِهْياناً

إِذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذكره وإِذا غفلت عنه واشتغلت. وقوله تعالى:

وإِذا رأَوْا تجارةً أَو لَهْواً؛ قيل: اللَّهْوُ الطِّبْل، وقيل: اللهوُ

كلُّ ما تُلُهِّيَ به، لَها يَلْهُو لَهْواً والْتَهى وأَلهاه ذلك؛ قال

ساعدة بن جؤيَّة:

فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما

به قارتٌ، من النَّجِيعِ، دَمِيمُ

والمَلاهِي: آلاتُ اللَّهْو، وقد تَلاهَى بذلك. والأُلْهُوَّةُ

والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِية: ما تَلاهَى به. ويقال: بينهم أُلْهِيَّةٌ كما يقال

أُحْجِيَّةٌ، وتقديرها أُفْعُولةٌ. والتَّلْهِيَةُ: حديث يُتَلَهَّى به؛

قال الشاعر:

بِتَلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامي،

تَبُذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ

ولهَتِ المرأَةُ إِلى حديث المرأَة تَلْهُو لُهُوًّا ولَهْواً: أَنِسَت

به وأَعْجَبها؛ قال

(* البيت لامرئ القيس وصدره: أَلا زعمت بَسبَاسة، اليومَ، أنني) :

كَبِرتُ، وأَن لا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي

وقد يكنى باللَّهْوِ عن الجماع. وفي سَجْع للعرب: إِذا طلَع الدَّلْوُ

أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ.

واللَّهْوُ: النكاح، ويقال المرأَة. ابن عرفة في قوله تعالى: لاهيةً

قُلوبُهم؛ أَي مُتشاغِلةً عما يُدْعَوْن إِليه، وهذا من لَها عن الشيء إِذا

تَشاغل بغيره يَلْهَى؛ ومنه قوله تعالى: فأَنْتَ عنه تلَهَّى أَي تتشاغل.

والنبي، صلى الله عليه وسلم،لا يَلْهوُ لأَنه، صلى الله عليه وسلم، قال:

ما أَنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي. والتَهَى بامرأَة، فهي لَهْوَته.

واللَّهْوُ واللَّهْوةُ: المرأَة المَلْهُوّ بها وفي التنزيل العزيز: لو

أَرَدْنا أَن نَتَّخِذ لَهْواً لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا؛ أَي امرأَةً،

ويقال: ولداً، تعالى الله عز وجل؛ وقال العجاج:

ولَهْوةُ اللاَّهِي ولو تَنَطَّسا

أَي ولو تعمَّقَ في طلَب الحُسْن وبالغ في ذلك. وقال أَهل التفسير:

اللَّهْوُ في لغة أَهل حضرموت الولد، وقيل: اللَّهْوُ المرأَة، قال: وتأُويله

في اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنيا أَي لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا

لَهْوٍ نَلهَى به، ومعنى لاتخذناه من لدنَّا أَي لاصْطفَيْناه مما نخلُق.

ولَهِيَ به: أَحبَّه، وهو من ذلك الأَول لأَن حبك الشيء ضَرْب من اللهو به.

وقوله تعالى: ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله؛

جاء في التفسير: أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر

الله عز وجل، وكلُّ لَعِب لَهْوٌ؛ وقال قتادة في هذه الآية: أَما والله لعله

أَن لا يكون أَنفق مالاً، وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث

الباطل على حديث الحق؛ وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه حَرَّم

بيعَ المُغنِّية وشِراءها، وقيل: إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ، والله

أَعلم. ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء،

كلُّه: غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه. وأَلهاهُ أَي شَغَلَه.

ولَهِيَ عنه وبه: كَرِهَه، وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب

من الكُرْه. ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله. وتَلاهَوْا أَي لَها

بضعُهم ببعض. الأَزهري: وروي عن عُمر، رضي الله عنه، أَنه أَخذ أَربعمائة

دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام: اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن

الجرّاح، ثم تَلَهَّ ساعة في البيت، ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ، قال: ففرَّقها؛

تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء: التَّعَلُّلُ

به والتَّمكُّثُ. يقال: تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ

عليه ولم أُفارقُه؛ وفي قصيد كعب:

وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُهُ:

ولا أُلْهِيَنّكَ، إِني عنكَ مَشْغُول

أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك، وقيل: معناه لا أَنفعك

ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك. وتقول: الْهَ عن الشيء أَي اتركه. وفي الحديث

في البَلَل بعد الوُضوء: الْهَ عنه، وفي خبر ابن الزبير: أَنه كان إِذا

سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه. وكلُّ شيء

تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه؛ وأَنشد الكسائي:

إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها

والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد. الأَصمعي: لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا

أَلْهَى. الكسائي: لَهِيتُ عنه لا غير، قال: وكلام العرب لَهَوْتُ عنه

ولَهَوْتُ منه، وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه. وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير، على

فَعُولٍ. الأَزهري: اللَّهْو الصُّدُوفُ. يقال: لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو

لَهاً، قال: وقول العامة تَلَهَّيْتُ، وتقول: أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني

وأَنساني؛ قال الأَزهري: وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث، يقولون

لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير، قال: ولا يجوز لَهاً.

ويقولون: لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً. ابن بزرج: لهَوْتُ

(* قوله«

ابن بزرج لهوت إلخ» هذه عبارة الأَزهري وليس فيها أَلهو لهواً.) ولَهِيتُ

بالشيء أَلْهو لَهْواً إِذا لعبت به؛ وأَنشد:

خَلَعْتُ عِذارَها ولَهِيتُ عنها

كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ

وفي الحديث: إِذا اسْتأْثَر اللهُ بشيء فالْهَ عنه أَي اتْرُكْه

وأَعْرِضْ عنه ولا تَتعرَّضْ له. وفي حديث سهل بن سعد: فَلَهِيَ رسولُ اللهِ،

صلى الله عليه وسلم، بشيءٍ كان بين يديه أَي اشتغل. ثعلب عن ابن الأَعرابي:

لَهِيتُ به وعنه كَرهته، ولهوت به أَحببته؛ وأَنشد:

صَرَمَتْ حِبالَكَ، فالْهَ عنها، زَيْنَبُ،

ولقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها، لو تُعْتِبُ

لو تُعْتِبُ: لو تُرْضِيك؛ وقال العجاج:

دارَ لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ

يعني لَهْو قلبه، وتَلَهَّيْتُ به مثله. ولُهَيَّا: تصغير لَهْوى،

فَعْلى من اللهو:

أَزَمان لَيْلى عامَ لَيْلى وحَمِي

أَي هَمِّي وسَدَمي وشَهْوَتي؛ وقال:

صَدَقَتْ لُهَيَّا قَلْبيَ المُسْتَهْتَرِ

قال العجاج:

دارٌ لِلَهْوٍ للمُلَهِّي مِكْسالْ

جعل الجارية لَهْواً للمُلَهِّي لرجل يُعَلِّلُ بها أى لمن يُلَهِّي

بها.الأَزهري بإِسناده عن أَنس بن مالك عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:

سأَلت ربي أَن لا يُعَذِّبَ اللاهينَ من ذُرِّيَّة البشر فأَعْطانِيهم؛

قيل في تفسير اللاهينَ: إِنهم الأَطفال الذين لم يَقْتَرفُوا ذنباً، وقيل:

هم البُلْه الغافِلُون، وقيل: اللاهُون الذين لم يَتَعَمَّدوا الذنب

إِنما أتوه غَفْلة ونِسياناً وخَطأً، وهم الذين يَدْعُون الله فيقولون:

رَبَّنا لا تؤاخِذْنا إِن نَسِينا أَو أَخْطَأْنا، كما علمهم الله عز وجل.

وتَلَهَّتِ الإِبل بالمَرْعى إِذا تَعَلَّلَتْ به؛ وأَنشد:

لَنا هَضَباتٌ قد ثَنيْنَ أَكارِعاً

تَلَهَّى ببَعْضِ النَّجْمِ، واللَّيْلُ أَبْلَقُ

يريد: ترْعى في القمر، والنَّجْمُ: نبت، وأَراد بهَضَباتٍ ههنا إِبلاً؛

وأَنشد شمر لبعض بني كلاب:

وساجِيةٍ حَوْراءَ يَلْهُو إِزارُها

إِلى كَفَلٍ رابٍ، وخَصْرٍمُخَصَّرِ

قال: يَلْهُو إِزارُها إِلى الكَفَلِ فلا يُفارِقُه، قال: والإِنسانُ

اللاهي إِلى الشيءِ إِذا لم يُفارِقْه.

ويقال: قد لاهى الشيءَ إِذا داناهُ وقارَبَه. ولاهى الغُلامُ الفِطامَ

إِذا دنا منه؛ وأَنشد قول ابن حلزة:

أَتَلَهَّى بها الهَواجِزَ، إِذْ كُلْـ

لُ ابْنِ هَمٍّ بَلِيّةٌ عَمْياء

قال: تَلَهِّيه بها رُكُوبه إِياها وتَعَلُّله بسيرها؛ وقال الفرزدق:

أَلا إِنَّما أَفْنى شَبابيَ، وانْقَضى

على مَرِّ لَيْلٍ دائبٍ ونهَارِ

يُعِيدانِ لي ما أَمْضَيا، وهُما مَعاً

طَريدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَراري

قال:معناه لا ينتظران قراري ولا يَسْتَوْقِفاني، والأَصل في

الاسْتِلْهاء بمعنى التوقف أَن الطاحِنَ إِذا أَراد أَن يُلقِيَ في فم الرحى لَهْوة

وقَفَ عن الإِدارة وقْفة، ثم استعير ذلك ووضع موضع الاسْتِيقاف

والانتظار. واللُّهْوةُ واللَّهْوةُ: ما أَلقَيْتَ في فَمِ الرَّحى من الحُبوب

للطَّحْن؛ قال ابن كلثوم:

ولَهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِينا

وأَلْهَى الرَّحى وللرَّحى وفي الرَّحى: أَلقى فيها اللَّهوة، وهو ما

يُلقِيه الطاحن في فم الرَّحى بيده، والجمع لُهاً. واللُّهْوةُ

واللُّهْيةُ؛ الأَخيرة على المُعاقبة: العَطِيَّةُ، وقيل: أَفضل العطايا وأَجْزلُها.

ويقال: إِنه لمِعْطاء لِلُّها إِذا كان جَواداً يُعطي الشيء الكثير؛

وقال الشاعر:

إِذا ما باللُّها ضَنَّ الكِرامُ

وقال النابغة:

عِظامُ اللُّها أَبْناءُ أَبْناءِ عُدْرَةٍ،

لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها بالجراجِرِ

يقال: أَراد بقوله عِظام اللُّها أَي عظام العَطايا. يقال: أَلهَيْت له

لُهْوَةً من المال كما يُلْهَى في خُرْتَي الطَّاحُونة، ثم قال

يَسْتَلْهُونَها، الهاء للمَكارم وهي العطايا التي وصَفها،والجَراجِرُ الحَلاقِيم،

ويقال: أَراد باللُّها الأَمْوال، أَراد أَن أَموالهم كثيرة، وقد

اسْتَلْهَوْها أَي استكثروا منها. وفي حديث عمر: منهم الفاتِحُ فاه لِلُهْوَةٍ

من الدنيا؛ اللُّهْوةُ، بالضم: العطِيَّة، وقيل: هي أَفضل العَطاء

وأَجزله. واللُّهْوة: العَطيَّة، دَراهِمَ كانت أَو غيرها. واشتراه بَلُهْوَةٍ

من مال أَي حَفْنَةٍ. واللُّهْوةُ: الأَلف من الدنانير والدراهم، ولا

يقال لغيرها؛ عن أَبي زيد.

وهُمْ لُهاء مائةٍ أَي قَدْرُها كقولك زُهاء مائة؛ وأَنشد ابن بري

للعجاج.

كأَنَّما لُهاؤه لِمَنْ جَهَر

لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَر

واللَّهاةُ: لَحمة حَمْراء في الحَنك مُعَلَّقَةٌ على عَكَدَةِ اللسان،

والجمع لَهَياتٌ. غيره: اللَّهاةُ الهَنةُ المُطْبِقة في أَقصَى سَقْف

الفم. ابن سيده: واللَّهاةُ من كلّ ذي حَلق اللحمة المُشْرِفة على الحَلق،

وقيل: هي ما بين مُنْقَطَع أَصل اللسان إِلى منقطَع القلب من أَعلى الفم،

والجمع لَهَواتٌ ولَهَياتٌ ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ ولَهاً ولِهاء؛ قال ابن

بري: شاهد اللَّها قول الراجز:

تُلْقِيه، في طُرْقٍ أَتَتْها من عَلِ،

قَذْف لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

قال: وشاهد اللَّهَواتِ قول الفرزدق:

ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ،

كَذاكَ اللَّيْثُ يَلْتَهِمُ الذُّبابا

وفي حديث الشاة المسمومة: فما زلْتُ أَعْرِفُها في لَهَوات رسولِ الله،

صلى الله عليه وسلم. واللَّهاةُ: أَقْصى الفم، وهي من البعير العربيّ

الشِّقْشِقةُ. ولكلل ذي حلق لهَاة؛ وأَما قول الشاعر:

يا لكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءٍ،

يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ

فقد روي بكسر اللام وفتحها، فمن فتحها ثم مدَّ فعلى اعتقاد الضرورة، وقد

رآه بعض النحويين، والمجتمع عليه عكسه، وزعم أَبو عبيد أَنه جمع لَهاً

على لِهاء. قال ابن سيده: وهذا قول لا يُعرج عليه ولكنه جمع لَهاةٍ كما

بينَّا، لأَن فَعَلَة يكسَّر على فِعالٍ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم

أَضاةٌ وإِضاءٌ، ومثله من السالم رَحَبةٌ ورِحابٌ ورَقَبةٌ ورِقابٌ؛ قال

ابن سيده: وشرحنا هذه المسأَلة ههنا لذهابها على كثير من النُّظَّار. قال

ابن بري: إِنما مدّ قوله في المَسْعَل واللَّهاء للضرورة، قال: هذه

الضرورة على من رواه بفتح اللام لأَنه مدّ المقصور، وذلك مما ينكره البصريون؛

قال: وكذلك ما قبل هذا البيت:

قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء

أَنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواء

فمدَّ السِّعْلاء والخَواء ضرورة. وحكى سيبويه: لَهِيَ أَبُوك مقلوب عن

لاهِ أَبوك، وإِن كان وزن لَهِيَ فَعِلَ ولاهِ فَعَلٌ فله نظير، قالوا:

له جاهٌ عند السلطان مقلوب عن وجْهٍ. ابن الأَعرابي: لاهاهُ إِذا دنا منه

وهالاهُ إِذا فازعه. النضر: يقال لاهِ أَخاك يا فلان أَي افْعَلْ به نحو

ما فَعَل بك من المعروف والْهِهِ سواء. وتَلَهلأْتُ أَي نَكَصْتُ.

واللَّهْواء، ممدود: موضع. ولَهْوةُ: اسم امرأَة؛ قال:

أَصدُّ وما بي من صُدُودٍ ولا غِنًى،

ولا لاقَ قَلْبي بَعْدَ لَهوةَ لائقُ

شيط

(شيط) - في صفةِ أهلِ النار: "ألم تَرَوا إلى الرَّأسِ إذا شُيِّط".
من قولهم: شَيَّطَ اللحم أو الشَّعَرَ أو الحَبلَ: إذا أحرَقَ بعَضَه. وتَشَيَّط الحَبلُ: مَسَّتْه النارُ. وشَيَّط الَّلحمَ: دَخَّنَه ولم يُنْضِجْه.
- قرأ الحَسَن: {وما تَنَزَّلَت بِهِ الشَّيَاطُون} .
جمع شِيَاط بمعنى الشَّيْطان.
- وقَولُه تعالى: {كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ} . قيل: جَعَل الدّاءَ البَالِغَ غايتَه ونِهايتَه شَيطاناً لِضَرِّه وشَرِّه.
كما قال الآخرُ: ما لَيلةُ الفَقِير إلا شَيْطان.
- في الحديث في استعاذته عليه الصَلاة والسلام: "أَعوذُ بك من شَرِّ الشَّيطان وفُتُونِه وشِيطَاه وشُجُونه وموَاقفِ الخِزْى".
قال أبو عُمَر: الصَّواب وأَشْطانُه: أي حِبالُه التي يَصِيدُ بها الناس
شيط
الشَّيْطَانُ قد تقدّم ذكره .
(شيط) الشَّيْء جعله يشيط وَالْجَلد أحرق مَا عَلَيْهِ من شعر أَو صوف وَيُقَال شيط الصقيع النبت وَاللَّحم عرضه للنار وَلم ينضجه
(ش ي ط) : (شَاطَ) دَمُهُ بَطَلَ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَأَشَاطَهُ السُّلْطَانُ أَبْطَلَهُ وَأَهْدَرَهُ (وَمِنْهُ) قَوْلُ بَعْضِ الشَّافِعِيَّةِ وَيُشَاطُ الدَّمُ بِالْقَسَامَةِ وَيُنَاطُ تَصْحِيفٌ.
ش ي ط : شَاطَ الشَّيْءُ يَشِيطُ احْتَرَقَ وَأَشَاطَهُ صَاحِبُهُ إشَاطَةً وَشَاطَ يَشِيطُ بَطَلَ.

وَالشَّيْطَانُ مِنْ هَذَا فِي أَحَدِ التَّأْوِيلَيْنِ.

وَشَاطَ دَمُهُ هَدَرَ وَبَطَلَ وَأَشَاطَهُ السُّلْطَانُ. 

شيط


شَاطَ (ي)(n. ac. شَيْط
شِيَاْطَة
شَيْطُوْطَة )
a. Burned, was burnt; burned with anger, fired up.
b. Became thick, clotted ( oil & c. ).
c. [Fī], Made haste over, was quick about.
d. Sold meat by retail.
e. see IV (d)
شَيَّطَa. Set on fire; exposed to the fire; fried (
meat ).
b. see IV (d)
أَشْيَطَa. Burned up, consumed.
b. Made to perish, brought to nought, destroyed.
c. [ acc. or
Bi], Shed the blood of; exposed to destruction.
d. Cut up & sold by retail (animal).

تَشَيَّطَa. see I (a)
إِسْتَشْيَطَ
a. ['Ala], Fired up at, was angry with.
b. Flew swiftly (pigeon).
شِيَاْطa. Smell of burning.

مُسْتَشِيْط [ N.
Ag.
a. X], Laughing, hilarious; in convulsions.
b. Fat (camel).
شَيْطَن
a. see under
شَطَنَ

شَيْظَم
a. Youthful; strong, vigorous; tall.
b. [art.], Lion.
شيط: شاط، ومصدره شياط: قارب الاحتراق. (باين سميث 1372).
شاط: احترق بعض الاحتراق (بوشر) وانظر: شوط).
شاط: استشاط، اغتاظ، هاج، غضب. (بوشر). وفي ألف ليلة (برسل 6: 249): شاط غيظاً.
شَيَّط: مشط (فوك) وانظر: شِطّة. أشاط، أشاط دمه: أهدر دمه. (أخبار ص142).
تشيَّط: تمشّط (فوك).
شِيطة = نملة، مرض يصيب حافر الفرس. (ابن العوام 2: 629 رقم).
شيطى وشيطية وجمعها شياطي: ساتي.، سفينة صغيرة ذات شراعين. (انظر شطىّ في مادة شطّ) شِيَاطّ: صفة دواء محترق، رائحة ما يحترق ورائحة شياط: رائحة جسم يحترق (بوشر).
شائط: مقارب الاحتراق (بوشر) شائط على وجمعها شوائط: فائض، طافح، غامر (فوك) (= شطّ).
مَشِيط: رُبّ العنب، ففي المستعيني رُبَ العنب: ويقال مشيط مطبوخ يراد به الرُبّ.
ش ي ط

شيط اللحم في الشيّ إذا دخنه وأحرق بعضه ولم ينضجه، وشاط لحم الشاوي وتشيط.

ومن المجاز: شاط دمه إذا بطل. قال الأعشى:

وقد يشيط على أرماحنا البطل

وأشاط السلطان دمه: أهدره. وأشاطوا لحم الجزور. إذا بضعوه وقسموه، وشاط لحم الجزور: ذهب مقسماً لم يبق منه شيء، ويقال: أشيط فلان كما يشاط لحم الجزور. وشيط الصقيع النبت. وشيط الدواء الجرح: أحرقه. وتشيط فلان من الهبة: نحل من كثرة الجماع وهلك. واستشاط غضباً. واستشاط في الحرب: استقتل. قال:

أشاط دماء المستشيطين كلهم ... وغل رءوس القوم فيها وسلسلوا

وناقة مشياط: يطير فيها السمن أي يسرع سمنها وهو من إسراع المشيط وعجلته، لا يصبر بالشواء حتى يسكن لسان النار.
ش ي ط

شَاطَ الشَّيْءُ شَيْطاً وشِيَاطَةً وشُيُوطَةً احترقَ وخَصَّ بعضُهم به الزَّيْتَ والرُّبَّ قال

(كَشَايِطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ ... ) وأشاطَهُ وشَيَّطَهُ وشاطَتِ القِدْرُ شَيْطاً احْتَرَقَتْ وأشاطها هو وأشَاطَ اللَّحْمَ فَرَّقَهُ وَشَاطَ السَّمْنُ والزَّيْتُ خَثُرَ والتَّشْيِيطُ لحْمٌ يُصْلَحُ للقَوْمِ ويُشْوَى لهم اسْمٌ كَالتَّمْتِينِ والْمُشَيَّطُ مِثْله وَشَاطَ الرَّجُلُ يَشْيِطُ هَلَكَ قال الأَعْشَى

(وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا الْبَطَلُ ... )

وكلُّ ما ذَهَبَ فقد شَاطَ وشاطَ دَمَه وأَشاط دَمَه وبدَمِه أذْهَبَهُ وقيل أَشَاطَ بِدَمِه أذْهَبَه وقيل أشاط بِدَمِه عَمِلَ في هَلاكِه وتَشَيَّط به دَمُهُ واشْتاطَ عليه الْتَهَبَ والمُسْتَشِيطُ السَّمينُ من الإِبِلِ والمِشْيَاطُ من الإِبِلِ السَّريعَةُ السِّمَن وكذلك البعيرُ واسْتَشَاطَ الرَّجلُ من الأمرِ إذا خَفَّ له والشَّيْط فَرَسُ أُنَيْف بنِ جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ
[شيط] شاطَ الرجل يَشيطُ، أي هلك. ومنه قول الأعشى: قد نَخْضِبُ العَيرَ من مَكْنونِ فائِلِهِ * وقد يَشيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ * والإشاطَةُ: الإهلاكُ. وقولهم: شاطَتِ الجَزورُ، أي لم يبقَ منها نصيبٌ إلاّ قُسِمَ. وأَشاطَها فلان، وذلك أنَّهم إذا اقتسموها وبقي بينهم سَهمٌ فيقال من يُشيطُ الجَزورَ؟ أي مَن ينفق هذا السهم. قال الكميت: نطعم الجيأل اللهيد من الكو * م ولم ندع من يشيط الجزورا * فإذا لم يبق منها نصيب قالوا: شاطت الجزور، أي نفقت، .وشاطَ فلانٌ الدماءَ، أي خلطها، كأنَّه سفَكَ دمَ القاتل على دم المقتول. قال الشاعر : أَحارِثُ إِنَّا لو تُشاطُ دِماؤُنا * تَزَيَّلْنَ حتى لا بمس دم دما * وشاطَ فلانٌ، أي ذهبَ دمُه هَدَراً. ويقال أَشاطَهُ وأَشاطَ بدمه وأَشاطَ دمه، أي عرَّضه للقتل. وشاطَ، بمعنى عَجِلَ. وشاطَ السمنُ، إذا نضِجَ حتَّى يحترق، وكذلك الزيت. قال الراجز يصف ماء آجنا: ومنهل وردته التقاطا * أصفر مثل الزيت لما شاطا * وشاطت القدر، أي احترقت ولصق بها * الشئ، وأشطتها أنا. والشياط: ريح قطنة محترقة. يقال: شَيَّطْتُ رأسَ الغنم وشَوَّطْتُهُ، إذا أحرقت صُوفَه لتنظِّفه. يقال: شَيَّطَ فلانٌ اللَّحْمَ، إذا دخَّنهُ ولم ينضجه. قال الكميت  لما أجابت صفيرا كان آيتها * من قابس شيط الوجعاء بالنار * وغضب فلان فاستشاط، أي احتدمَ، كأنَّه التهَبَ في غضَبه. قال الأصمعيُّ: هو من قولهم ناقةٌ مِشْياط، وهي التي يسرع فيها السمن. وإبل مشاييط. واستشاط البعير، أي سمن.
[شيط] نه: فيه: إذا "إستشاط" السلطان تسلط الشيطان، أى إذا تلهب وتحرق من شدة الغضب وصار كأنه نار تلتهب تسلط عليه الشيطان فأغراه بالإيقاع بمنمبال بهم وعرف أن الغالب عليه قرض الشعر وأنه مسلوب الحياء والأدب سماه شيطانا. وفيه: العطاس والتثاؤب والنعاس فى الصلاة من "الشيطان" أضيفت إليه لأنه يجبها ويتوسل بها إلى قطع صلاته وحضوره واستغراقه فى لذة مناجاته، ولأنها تغلب من شره الطعام؛ وفصل بقوله: فى الصلاة، بين الثلاثة الأولى والأخيرة لأنها لا تبطل الصلاة بخلاف الأخيرة. وحديث كون البهيم شيطانا مر فى ب.
شيط
شاطَ/ شاطَ بـ/ شاطَ في يَشيط، شِطْ، شَيْطًا وشِياطةً، فهو شائط، والمفعول مَشِيط به
• شاط اللَّحمُ: بدأ يحترق، قارب الاحتراقَ كلّه أو بعضه "شاط الطعامُ- شاطت القِدْرُ ونحوُها: التصق بأسفلها جزء محترق ممّا طُبخ فيها".
• شاط به الغضبُ: اشتدّ واحتدم، اشتعل.
• شاط في الأمر: عَجِل فيه. 

أشاطَ يُشيط، أشِطْ، إشاطةً، فهو مُشِيط، والمفعول مُشاط
• أشاط الطَّعامَ: حرَقه، جعله يَشيط "أشاط طبيخًا". 

استشاطَ يستشيط، اسْتَشِطْ، استشاطةً، فهو مُستشِيط
• استشاط غضبًا: اشتدّ غضبُه واحتدم. 

اشتاطَ على يشتاط، اشْتَطْ، اشتياطًا، فهو مُشتاط، والمفعول مُشتاطٌ عليه
• اشتاط على فلان: اشتدّ غضبه عليه. 

تشيطنَ يتشيطن، تشيطُنًا، فهو مُتشيطِن (انظر: ش ي ط ن - تشيطنَ). 

تشيَّطَ يتشيَّط، تشيُّطًا، فهو مُتشيِّط
• تشيَّط الطَّعامُ: احترق ° تشيَّط دمُه: غلى وهاج من شدَّةِ الغضب. 

شيَّطَ يُشيِّط، تشييطًا، فهو مُشيِّط، والمفعول مُشيَّط
• شيَّطَ الشّيءَ: أشاطه، جعله يحترق أو يقارب الاحتراق "شيَّط اللحمَ- شيَّط الصقيعُ النباتَ".
• شيَّط الجلدَ: أحرق ما عليه من شعر أو صوف. 

شيطنَ يشيطن، شيطنةً، فهو مُشَيْطِن (انظر: ش ي ط ن - شيطنَ). 

إشاطة [مفرد]: مصدر أشاطَ. 

استشاطة [مفرد]: مصدر استشاطَ. 

شائط [مفرد]: اسم فاعل من شاطَ/ شاطَ بـ/ شاطَ في. 

شِياط [مفرد]: رائحة الشّيء المحترق "شمَّتْ رائحةَ شِياط فهبّت لإنزال الطعام من فوق النار". 

شِياطة [مفرد]: مصدر شاطَ. 

شَيْط [مفرد]: مصدر شاطَ. 

شَيْطان [مفرد]: ج شياطين: (انظر: ش ي ط ن - شَيْطان). 

شَيْطانيّ [مفرد]: (انظر: ش ي ط ن - شَيْطانيّ). 

شيطانيَّة [مفرد]: (انظر: ش ي ط ن - شيطانيَّة). 

شيط

1 شَاطَ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. شَيْطٌ and شِيَاطَةٌ (K) and شَيْطُوطَةٌ, (Lth, K,) It (a thing, Msb, TA, or, as some say, particularly, olive-oil, and rob, TA) burned, or became burnt; (Msb, K, TA;) as also ↓ تشيّط, (K,) said of flesh-meat: (TA:) or both, said of flesh-meat, signify its upper part became burnt by the contact of fire: (Lth, TA:) the latter is also said of wool; and the former likewise, of wool, and of hair: (TA:) the former also signifies it was near to becoming burnt: (TA:) and, said of clarified butter, and of olive-oil, (S, K,) it became cooked so much that it burned; (S;) because, in that case, it perishes; (O;) [which implies that a signification hereafter to be mentioned is held to be the primary one;] or became thick; or became cooked so much that it almost perished. (K.) You say also, شَاطَتِ القِدْرُ The cooking-pot burned, and had something sticking in it: (S:) or had something burnt sticking in the bottom of it. (O, K.) b2: شَاطَ, (S, K,) aor. as above, (S,) also signifies He (a man) perished, or died. (S, K.) [The art. in the S commences with this signification, which, as remarked above, seems to be regarded by some as the primary one.] b3: Also He burned with anger. (TA in art. شطن.) b4: And It was, or became, null, void, of no account, or of no force. (Msb, TA.) b5: His (a man's) blood, (S,) or it, (his blood,) (Mgh, Msb, K,) went (S, Mgh, Msb, K) for nothing, unretaliated, and uncompensated by a mulct; it was, or became, of no account. (S, Mgh, * Msb.) b6: And It (any-thing) went away; b7: شَاطَتِ الجَزُورُ (tropical:) The slaughtered camel became dispensed; syn. تَنَفَّقَت; (S, K, TA;) there remained not of it any portion that was not divided and given: (As, S:) and شَاطَ لَحْمُ الجَزُورِ The flesh of the slaughtered camel went away divided and distributed, nothing thereof remaining. (A, TA.) b8: شَاطَ also signifies (tropical:) He hastened (S, K, TA) in an affair. (K, TA.) A2: [شَاطَهُ seems to be dial. var. of سَاطَهُ, as signifying He mixed it. b2: and hence,] شَاطَ الدِّمَآءَ (tropical:) He mixed the bloods; as though he shed, or poured forth, the blood of the slayer upon that of the slain. (S, K, TA.) A poet, (S,) namely, El-Mutalemmis, (TA,) uses the expression لَوْ تُشَاطُ دِمَاؤُنَا [If our bloods were mixed]; (S, TA;) accord. to one relation; but accord. to another, the verb is with س. (TA.) b3: شَاطَ بِدَمِهِ: see 4.2 شَيَّطَ see the next paragraph, in five places.4 اشاطهُ, (Msb, K,) inf. n. إِشَاطَةٌ, (Msb,) He burned it, or made it to burn; (Msb, K;) namely, a thing, (Msb,) as, for instance, olive-oil; (TA;) as also ↓ شيّطهُ, (K,) inf. n. تَشْيِيطٌ. (TA.) ↓ The latter also signifies He burned its wool, namely, that of a sheep, in order to cleanse it; and so شوّطهُ: (S, TA:) and each of these, he (a cook) set it on fire, namely the foot of a bull or cow, or of a sheep or goat, and the head, so that what was upon it, of hair, or wool, became burnt. (TA.) You say also, شاط القِدْرَ He made the cooking-pot to burn, and to have something sticking in it. (S.) And القِدْرَ ↓ شيّط He made the cooking-pot to boil; as also شوّطها. (ElKilábee.) And اللَّحْمَ ↓ شيّط He cooked thoroughly the flesh-meat; as also شوّطهُ: (Ibn-'Abbád:) or he smoked it, or made it smoky, and did not thoroughly cook it; (S;) and so the latter. (TA in art. شوط.) And الضَّبُعُ النَّبْتَ ↓ شيّط; and الدَّوَآءُ الجُرْحَ; (tropical:) The year of drought burned the herbage; and the medicine, the wound. (A, TA:) [See also شَوَّطَ.] b2: Also, (K,) inf. n. as above, (S,) He destroyed him, or it. (S, K.) b3: اشاط دَمَهُ, (S, Mgh, Msb, K,) and بِدَمِهِ, (S, K,) He (the Sultán, Mgh, Msb) made his blood to go for nothing, unretaliated, and uncompensated by a mulct; made it to be of no account: (Mgh, Msb, K, * TA:) or the latter, (TA,) or both, (K,) he laboured to destroy him, or to kill him: (K, TA:) or both, he exposed him to slaughter: (S, K:) or, accord. to IAmb, you say, بِدَمِهِ ↓ شَاطَ, meaning he exposed him to destruction. (TA.) You say also, اشاط دَمَ الجَزُورِ He shed the blood of the camel that was to be slaughtered. (As, K.) b4: اشاط اللَّحْمَ (tropical:) He distributed the flesh, (K, TA,) i. e. the flesh of a slaughtered camel: (TA:) or اشاط الجَزُورَ he dispensed the last remaining portion of the slaughtered camel, after all beside had been distributed. (S, TA.) Also (assumed tropical:) He cut up, or cut in pieces, the flesh of the slaughtered camel before the distribution. (ISh.) 5 تَشَيَّطَ see 1, first sentence.10 استشاط (tropical:) He became inflamed by anger; عَلَيْهِ against him: (K, TA:) or he became as though he were inflamed in his anger; accord. to As, from مِشْيَاطٌ as applied to a she-camel: (S, TA:) [or] he burned, and became inflamed, by vehement anger. (TA.) b2: (tropical:) He (a man, TA) became brisk, or sharp; (K, * TA;) he burned; (TA;) مِنَ الأَمْرِ by reason of the thing, or affair. (K, TA.) b3: (tropical:) It (a pigeon) flew briskly. (K, TA.) b4: (tropical:) He sought to be slain in war or fight. (TA.) b5: (tropical:) He became at the point of destruction. (TA.) b6: (tropical:) He (a camel) became fat: (S, TA:) [as though he desired, or demanded, that he should be slaughtered, and that his flesh should be distributed:] or fatness spread in him. (TA.) شَيْطَان [i. e. شَيْطَانٌ or شَيْطَانُ, accord. to different authorities, as shown below, A devil; and with the article ال, the devil, Satan;] is, accord. to some, from شَاطَ, (Msb, K, TA,) as signifying “ it was, or became, null, void, of no account; ” and the like: (Msb, TA:) or “ he perished: ” (K, TA:) or “ he went away: ” or “ it burned,” or “ became burnt: ” two reasons given for this derivation are, that among the names of the devil are المُذْهَبُ and البَاطِلُ: and another is this; that several read, in the Kur xxvi. 210, الشَّيَاطُونَ [instead of الشَّيَاطِينُ]: but some say that it is from شَطَنَ, signifying “ he became distant,” or “ remote: ” Sb gives both of these derivations: respecting the former of which, it should be observed that if from شاط as signifying “ it burned,” or “ became burnt,” it is proper; but if from the same in any of the other senses mentioned above, it is tropical: and if belonging to this art., it is imperfectly decl., being of the measure فَعْلَان: (S in art. شطن, in which see it:) [but in the Kur-án it is always perfectly decl.: and SM says that] it is perfectly decl., unless used as a proper name; in the latter case being imperfectly decl. (TA.) شِيَاطٌ The smell of a piece of cotton burning, or burnt. (S, K.) A2: See also مِشْيَاطٌ.

شَائِطٌ and شَاطٍ, like هَائِرٌ and هَارٍ, [the latter being formed by transposition from the former, شَاطٍ and هَارٍ being for شَاطِىٌ and هَارِىٌ,] Flesh-meat [&c.] burning, or being burnt. (TA.) تَشْيِيطٌ Flesh-meat roasted, (K,) or made good, and roasted, (TA,) for a company of men: (K:) a subst., like تَمْتِينٌ. (K, TA.) [In the CK, for اِسْمٌ كَالتَّمْتِينِ, we find واسمٌ كالتَّمْتِينِ.]

مِشْيَاطٌ (tropical:) A she-camel that quickly becomes fat: (As, S, A, K:) applied also to a he-camel: (TA:) pl. مَشَايِيطُ; (S, K;) in some of the copies of the S, مَشَايِطُ: and you say also ↓ إِبِلٌ شياط [app. a mistake for مِشْيَاطٌ, which is fem., like إِبِلٌ, as well as masc.]: AA says that مشايط, [or مَشَايِيطُ,] applied to camels, signifies assigned for slaughter; from شَاطَ said of a person's blood. (TA.) مُسْتَشِيطٌ (tropical:) A fat camel. (K.) [See 10.] b2: (tropical:) Laughing exceedingly; (K;) laughing vehemently, like one exerting himself in his laughing. (ISh.)
شيط
شاطَ يشيطْ: أي هلكَ، وأصْلهُ من شاطَ الزيتُ أو السّمْنُ: إذا نضجَ حتّى يحترَقَ؛ لأنهّ يْلكّ حينئذ، قال:
أصْفرَ مثلَ الزّيتِ لمّا شاَطا
وفي قصةِ يومِ موتهُ: أنّ زيدَ بنَ حارثةَ - رضي الله عنه - قاتلَ برايةِ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - حتّى شاطَ في رِماَح القومْ، قال الأعْشى:
قد نخضبَ العيرَ من مكنونِ فائلهِ ... وقد يشيْطَ على أرْماحناِ البطلُ
وروى أبو عمرو: " قد نطعنُ العيرَ في " وقولهم: شاطتِ الجزوْرُ: أي لم يبقَ منها نصيبْ إلاّ قٌسمَ، وشاطتِ الجزوْرُ: أي تنفقتْ.
وشاطَ فلانّ الدّماءَ: أي خلَطها؛ كأنهّ سفكَ دمَ القاتلِ على دَمِ المقتول، قال المتلمسُ يخاطبُ الحارث بن قتادةَ بن التوْءمِ اليشكريّ:
أحارِثُ إنا لو تشاطُ دماؤنا ... تزايلنَ حتّى ما يمسّ دَمّ دماَ
وشاطتِ: بمعنى عجلَ.
وشاطتِ القدرُ: إذا لصقَ بأسْفلهاِ الشيُْ المحْترقُ.
والشياطُ: ريحُ قطنةٍ محترقةٍ.
وشيْطى - مثالُ ضيزى -: من الأعْلام.
وناقةَ مشياط، وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، وإبل مشاييط.
والشيّط - مثال سيدٍ، على فَيعلٍ -: فَرسُ خزَزِ بن لوْذانَ السدُوْسيّ الشاعرِ.
والشيّطُ - أيضاً -: فَرسُ أنْيقِ بن جيلةَ الضبيّ. والشيْطانُ: واحدُ الشياطينْ. واختلفواّ في اشتقاقهِ، فقال قومّ: إنه من شاطّ يشيطَ أي هلكَ؛ ووزنه فعلان؛ ويدلُّ على ذلكَ قراءةُ الحسنِ البصريّ والأعْمش وسعيدَ بن جبيرْ وأبي البرهسمِ وطاووسٍ:) وما نزلتَ به الشياطينَ ". قال قومّ: إنه من شطنَ أي بعدَ؛ ووزنهُ فيعالّ وسيذْكرُ؟ إنْ شاء الله تعالى - في حرفْ النونْ.
وقال الأزهري: الشيطانِ؟ بتشديدَ الياء المكسورةَ -: قاعانِ بالصمانِ فيهما مساكات لماء السماءَ، قال النابغةُ الجعديّ - رضي الله عنه - يصفُ ناقةً:
كأنها بعدما طال النجاءُ بها ... بالشيَطْاينِ مهاةَ سرْولتْ رملا
ويروى: " سرُْبلتْ "، ويروى: " بعدما أفضى النّجاد بها ": أرادَ خطُوْطاً سوْداً تكونُ على قوائمِ بقرِ الوحشْ.
ويقال للغبارِ السّاطعِ في السماّء: شَيطْيّ - مثالُ صيفيّ -، قال يصفُ الخيلَ:
تعادي المرّاخي ضمرّاً في جنويهاْ ... وهنّ من الشيْطي عارٍ ولابسُ
والإشاطةُ: الإهلاكُ. وأشاط الجزورْ فلان؛ وذلك أنهم إذا اقتسموْها وبقي بينهم سهمْ فيقالُ: من يشيطْ الجزورْ؟ أي من ينفقُ هذا السهْم؟، قال الكميتْ:
نطعمِ الجبال اللهيدَ من الكومِ ... ولم ندْعُ من يشيطُ الجزوْرا
وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه خَطب فقال: إن أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرّجلُ المسلم البريءُ، يقال: عاصٍ وليس بعاصٍ، فقال علي - رضي الله عنه -: وكيف ذاك ولما تشتدّ البلية وتظهرِ الحمية وتسبَ الذرية وتدقهمُ الفتن دقّ الرّحى بثفالها؟، فقال عمر؟ رضي الله عنه -: متى يكون ذلك يا عليّ؟، قال: إذا تفقهوا لغيرِ الدينْ وتعلمواُ لغير العملَ وطلبوا الدنيا بعملِ الآخرةَ. من أشاطَ الجزّارُ الجزُوْرَ إذا قطعها وقسمَ لحمها.
ورويَ أن سفينةَ مولىْ رسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم -، ورضي عنه أشاطَ دمَ جزُوْرٍ بجدلٍ فأكله، أي سفكه، وأرادَ بالجدلٍ عوْداً للذّبحِ، والوجهْ في تسْميته جذلاً أنه أخذَ من جدلِ شجرةِ، وهو أصلهاُ بعد ذهابِ رأسها.
وأشاطَ القدرَ: أحرقهاَ. وأشاطَ بدمهِ: أي عرضه للقيلْ. وقال الكلابيّ: شوطَ القدرُ وشيطهاَ: إذا أغلاها. وقال آخرُ: شَيطتَ رأسَ الغنمِ وشوطتهُ: إذا أحرقتّ صوْفه لتنظفهُ ويقال: شيطَ فلانّ اللّحْمَ: إذا دخّنه ولم ينضجهْ، قال روَبةَ يصفُ ماءً وردَه:
أجنّ كنيئ اللّحْمِ لم يشَيِط
وقال الكمَيتُ يهجوُ بنيَ كرْزٍ:
أرجوُ لكم أنْ تكونوا في إخائكُمُ ... كلْباً كوَرْهاءَ تقلي كلّ صفارِ
لمّا أجابتْ صفيراً كانَ أتيها ... من قابسٍ شيطَ الوجعاءَ بالنّارِ
وشيطَ فلان من الهبةَ وتشيطَ: أي نحلَ من كثرةِ الجماعَ وتشيطّ: احترقَ ايضلً، وأنشّدَ الأصمعيّ:
بَعدْ انشواءِ الجلدِْ أو تَشيطهْ
وغضبِ فلاّنَ واستشاطَ: أي احتدمَ كأنه التهبَ في غَضبهَ وقال الأصمعيّ: هو من قَوْلهمَ: ناقةَ مشياط وهي التي يسرعُ فيها السمنُ، ومنه حديثُ النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: إذا اسْتشاطَ السلْطانَ تسلط الشيْطانُ.
وقيل في قوَلْ المتنخلّ الهذّليّ:
كوَشْمِ المعْصمِ المغتالِ علتْ ... نواشرهُ بوِشمٍِ مسْتشاطِ
أي: طَلبَ منه أن يسْتشْيطَ فاسْتشاطَ هذا الوشمُ أي ذهب فيه وتفشى وطارَ كلّ مطير وانتشرَ.
ويقالُ: اسْتشاطَ العبيرُ: أي سمنَ واسْتشاطَ الحمامُ: إذا طارَ وهو نَشيطْ وقال ابن شُميلٍ: اسْتشاطَ فلان: إذا اسْتقتلَ، وأنشدَ:
أشاطَ دماءَ المسْتَشيطينَ كلهمَ ... وغلّ رَؤوسُ ليقومْ منهم وسلْسلُوا وأما ما روىّ أنَ النبي صلّى الله عليه وسلّم مارُني ضاحكــاً مسْتشَيْطاً، فَمعناه: ضاحكــاً ضحكاً شديداً.
والتركبيُ يدلُ على ذَهابِ الشيْءِ إماّ احتراقاً وإماّ غيرَ ذلك.

شيط: شاطَ الشيءُ شَيْطاً وشِياطةً وشَيْطُوطةً: احترق، وخصَّ بعضهم به

الزيتَ والرُّبَّ؛ قال:

كَشائطِ الرُّبِّ عليه الأَشْكَلِ

وأَشاطَه وشَيَّطَه، وشاطَتِ القِدْر شَيْطاً: احتَرقَتْ، وقيل: احترقت

ولَصِقَ بها الشيء، وأَشاطَها هو وأَشَطْتُها إِشاطة؛ ومنه قولهم: شاطَ

دمُ فلان أَي ذهب، وأَشَطْتُ بدَمِه. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه:

القسامةُ تُوجِبُ العَقْلَ ولا تُشِيطُ الدَّمَ أَي تؤخذ بها الدِّيَةُ ولا

يُؤْخَذُ بها القِصاصُ، يعني لا تُهْلِكُ الدم رأْساً بحيث تُهْدِرُه حتى لا

يجب فيه شيء من الديّة. الكلابي: شَوَّط القِدْرَ وشَيَّطَها إِذا

أَغْلاها. وأَشاطَ اللحم: فَرَّقه. وشاطَ السمْنُ والزَّيْتُ: خَثُرَ. وشاطَ

السمنُ إِذا نَضِجَ حتى يَحْتَرِقَ وكذلك الزيت؛ قال نِقادةُ الأَسدي يصف

ماء آجِناً:

أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا،

أَصْفَرَ مِثْل الزَّيْتِ، لَمّا شاطا

والتَشْيِيطُ: لحم يُصْلَح للقوم ويُشْوى لهم، اسم كالتَّمْتِين،

والمُشَيَّطُ مِثْلُه، وقال الليث: التشَيُّطُ شَيْطُوطةُ اللحم إِذا مسَّته

النار يَتَشَيَّطُ فيَحْتَرِقُ أَعْلاه، وتَشَيَّطَ الصوفُ. والشِّياطُ:

رِيح قُطنة مُحْتَرِقةٍ. ويقال: شَيَّطْتُ رأْس الغنم وشوَّطْتُه إِذا

أَحْرَقْت صُوفه لتُنظِّفه. يقال: شَيَّطَ فلان اللحم إِذا دَخَّنه ولم

يُنْضِجُه؛ قال الكميت:

لَمّا أَجابَتْ صَفِيراً كان آيَتَها

مِنْ قابِسٍ شَيَّطَ الوَجْعاء بالنارِ

وشَيَّطَ الطَّاهي الرأْس والكُراعَ إِذا أَشْعَل فيهما النار حتى

يَتَشَيَّطَ ما عليهما من الشعرَ والصُّوفِ، ومنهم من يقول شَوّطَ. وفي الحديث

في صفةِ أَهل النار: أَلم يَرَوْا إِلى الرأْسِ إِذا شُيِّطَ؛ من قولهم

شَيَّطَ اللحمَ أَو الشعَرَ أَو الصُّوفَ إِذا أَحرقَ بعضَه. وشاطَ

الرجلُ يَشيطُ: هلَك؛ قال الأَعشى:

قد نَخْضِبُ العَيْرَ في مَكْنُون فائِله،

وقد يَشِيطُ على أَرْماحِنا البَطَلُ

(* في قصيدة الأَعشى: قد نطعنُ العيرَ بدلَ قد نخضِب العير.)

والإِشاطةُ: الإِهْلاكُ. وفي حديث زيد بن حارثة: أَنه قاتلَ بِرايةِ

رسولِ اللّه، صلّى اللّه عليه وسلّم، حتى شاطَ في رِماحِ القوم أَي هلَك؛

ومنه حديث عمر، رضي اللّه عنه: لما شَهِدَ على المُغيرة ثلاثةُ نَفَرٍ

بالزِّنا قال: شاطَ ثلاثةُ أَرباع المُغيرة. وكلُّ ما ذهَب، فقد شاطَ. وشاطَ

دَمُه وأَشاطَ دمَه وبدَمِه: أَذْهَبَه، وقيل: أَشاطَ فلان فلاناً إِذا

أَهْلَكه، وأَصلُ الإِشاطةِ الإِحْراقُ؛ يقال: أَشاط بدَمِه عَمِل في

هَلاكِه، وتَشَيَّطَ دمُه. وأَشاطَ فلان دمَ فلانٍ إِذا عَرَّضه للقتل. ابن

الأَنباري: شاطَ فلانٌ بدم فلانٍ معناه عَرَّضه للهَلاك. ويقال: شاط دمُ

فلان إِذا جُعل الفعل للدّمِ، فإِذا كان للرجلِ قيل: شاط بدمِه وأَشاط

دمَه. وتشيَّطَ الدمُ إِذا عَلا بصاحبه، وشاط دمُه. وشاط فلانٌ الدِّماء أَي

خلَطَها كأَنه سَفَكَ دمَ القاتل على دم المقتول؛ قال المتلَمِّسُ:

أَحارِثُ إِنَّا لو تُشاطُ دِماؤنا،

تَزَيَّلْن حتى ما يَمَسّ دَمٌ دَما

ويروى: تُساطُ، بالسين، والسَّوْطُ: الخَلْط. وشاطَ فلان أَي ذهب دمُه

هَدَراً. ويقال: أَشاطَه وأَشاطَ بدمِه. وشاطَ بمعنى عَجِلَ.

ويقال للغُبار السَّاطِعِ في السماء: شَيْطِيٌّ؛ قال القطامي:

تَعادِي المَراخِي ضُمَّراً في جُنوحِها،

وهُنَّ من الشَّيطِيّ عارٍ ولابِسُ

يصف الخيل وإِثارَتَها الغُبارَ بسنابِكها. وفي الحديث: أَنَّ سَفِينةَ

أَشاطَ دمَ جَزُورٍ بِجِذْلٍ فأَكَله؛ قال الأَصمعي: أَشاطَ دمَ جَزُورٍ

أَي سَفَكَه وأَراقه فشاطَ يَشِيطُ يعني أَنه ذبحه بعُود، والجذل العود.

واشْتاطَ عليه: الْتَهَب. والمُسْتَشِيطُ: السَّمين من الإِبل.

والمِشْياطُ من الإِبل: السريعةُ السِّمَنِ، وكذلك البعير. الأَصمعي:

المَشايِيطُ من الإِبل اللَّواتي يُسْرِعن السِّمَن، يقال: ناقةِ مِشْياطٌ،

وقال أَبو عمرو: هي الإِبل التي تجعل للنَّحْر من قولهم شاطَ دمُه.

غيره: وناقة مِشْياطٌ إِذا طارَ فيها السِّمنُ؛ وقال العجاج:

بوَلْقِ طَعْنٍ كالحَرِيقِ الشّاطي

قال: الشّاطي المُحْتَرِق، أَرادَ طَعْناً كأَنه لَهَبُ النار من

شدَّته؛ قال أَبو منصور: أَراد بالشاطي الشائطَ كما يقال للهائر هارِ. قال

اللّه عزّ وجلّ: هارٍ فانْهارَ به.

ويقال: شاطَ السَّمْنُ يَشِيطُ إِذا نَضِجَ حتى يحترق.

الأَصمعي: شاطَتِ الجَزُور إِذا لم يبق فيها نصيب إِلا قُسم. ابن شميل:

أَشاطَ فلان الجزور إِذا قسَمها بعد التقطيع. قال: والتقطيعُ نفْسه

إِشاطةٌ أَيضاً. ويقال: تَشَيَّطَ فلان من الهِبّةِ أَي نَحِلَ من كثرة

الجماع. وروي عن عمر، رضي اللّه عنه، أَنه قال: إِنَّ أَخْوفَ ما أَخافُ عليكم

أَن يؤخذ الرجلُ المسلمُ البريء فيقالَ عاصٍ وليس بعاص فيُشاطَ لحمُه كما

تُشاطُ الجَزُور؛ قال الكميت:

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ من الكوُ

مِ، ولم نَدْعُ من يُشِيطُ الجَزُورا

قال: وهذا من أَشَطْتُ الجزور إِذا قطَّعْتها وقسَّمت لحمها، وأَشاطَها

فلان، وذلك أَنهم إِذا اقْتَسَمُوها وبقي بينهم سهم فيقال: من يُشِيطُ

الجَزُور أَي من يُنَفِّقُ هذا السهمَ، وأَنشد بيت الكميت، فإِذا لم يبق

منها نصيب قالوا: شاطت الجزور أَي تنَفَّقَتْ.

واسْتَشاطَ الرجلُ من الأَمر إِذا خَفّ له. وغَضِبَ فلان واسْتشاطَ أَي

احْتَدَم كأَنه التهب في غضَبِه؛ قال الأَصمعي: هو من قولهم ناقة مِشْياط

وهي التي يُسْرِع فيها السِّمَن. واسْتَشاطَ البعير أَي سَمِن. واستشاط

فلان أَي احْتَدَّ وخَفّ وتحرّقَ. ويقال: استشاط أَي احتدَّ وأَشرف على

الهَلاكِ من قولك شاطَ فلان أَي هلَك. وفي الحديث: إِذا اسْتَشاطَ

السُّلْطان تَسَلَّطَ الشيطان، يعني إِذا استشاط السلطان أَي تحرَّقَ من شدَّة

الغضَب وتلهَّب وصار كأَنه نار تسلَّط عليه الشيطانُ فأَغْراه بالإِيقاع

بمن غَضب عليه، وهو اسْتَفْعَلَ من شاطَ يَشِيط إِذا كاد يحترق. واستشاط

فلان إِذا اسْتَقْتَل؛ قال:

أَشاطَ دِماء المُسْتَشِيطِين كلِّهم،

وغُلَّ رُؤوسُ القومِ فيهم وسُلْسِلُوا

وروى ابن شميل بإِسناده إِلى النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: ما رؤي

ضاحِكــاً مُسْتَشِيطاً، قال: معناه ضاحكــاً ضَحِكاً شديداً كالمُتَهالِكِ في

ضَحِكه. واسْتشاطَ الحَمامُ إِذا طارَ وهو نشِيطٌ.

والشيْطان، فَعْلان: من شاطَ يَشِيط. وفي الحديث: أَعُوذ بك من شرِّ

الشيطان وفُتونه وشِيطاه وشجونه، قيل: الصواب وأَشْطانِه أَي حِبالِه التي

يَصِيد بها. والشيطانُ إِذا سمّي به لم ينصرف؛ وعلى ذلك قول طُفيل

الغَنَوي:

وقد مَتَّتِ الخَدْواءُ مَتّاً عليهِمُ،

وشَيْطانُ إِذ يَدْعوهُمُ ويُثَوِّبُ

فلم يصرف شيطانَ وهو شَيْطانُ بن الحكَمِ بن جلهمة، والخَذْواء فرسه.

والشَّيِّطُ: فرس أُنَيْفِ بن جبَلةَ الضّبّي. والشَّيِّطانِ: قاعانِ

بالصَّمّانِ فيهما مساكاتٌ لماء السماء.

شيط
} شاطَ الشَّيْء {يَشيطُ} شَيْطاً، {وشَيْطوطَةً،} وشِياطَةً، بالكَسْرِ: احْتَرَق، وخَصَّ بعضُهُم بِهِ الزَّيْتَ والرُّبَّ، قالَ: {كشائِطِ الرُّبِّ عَلَيْهِ الأَشْكَلِ وشاطَ السَّمْنُ، والزَّيْتُ، إِذا خَثُرا، أَو شاطَ السَّمْنُ، إِذا نَضِجَ حتَّى كَاد أنْ يَهْلِك. وَفِي الصّحاح حتَّى يَحْتَرقَ. وزادَ فِي العُبَاب لأَنَّه يَهْلِكُ حينَئذٍ. قالَ نُقادَةُ الأسَديُّ يَصِفُ مَاء آجِناً: أَوْرَدْتُه قَلائصاً أَعْلاطا أَصْفَرَ مِثْلَ الزَّيْتِ لَمَّا} شاطا وشاطَ فُلانٌ {يَشيطُ، أَي هَلَكَ، ومِنْهُ حديثُ غَزْوةِ مُؤْتَةَ إنَّ زَيْدَ بن حارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه، قاتَلَ بِرايَةِ رَسولِ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم حتَّى} شاطَ فِي رِماحِ القَوْمِ. قالَ الأعْشَى:
(قد نَخْضِبُ العَيْرَفي مَكنونِ فائِله ... وَقد يَشيطُ عَلَى أَرْماحِنا البَطَلُ)
هَكَذَا هُوَ فِي الصّحاح. وروى أَبُو عَمْرٍ و: قد نَطْعُنُ العَيْرَ وَفِي حَديثِ عُمَرَ لمّا شَهِدَ عَلَى المُغيرَة ثلاثةُ نَفَرٍ بالزِّنا، قالَ:! شاطَ ثلاثةُ أَرْباعِ المُغيرَةِ. وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ. ومِنْهُ: {الشَّيْطانُ فَعْلان فِي قَوْلِ من قالَ: إنَّ اشْتِقاقَهُ من شاطَ، واخْتَلَفوا فقيلَ: بمَعْنَى احْتَرَقَ، وقِيل: بمعنَى هَلَكَ، وقِيل: بمعنَى ذَهَبَ، وقِيل: بمعنَى بَطَل لأنَّ من أَسمائه المُذْهِبُ والباطِلُ، ويَدُلُّ عَلَى ذلِكَ قِراءةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ والأَعْمَشِ وسعيدِ بن جُبَيْرٍ، وَأَبُو البَرَهْسَمِ، وطاوُوسٍ، وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ} الشَّياطونُ وقالَ بعضُهُم: هُوَ فَيْعالٌ من شَطَن، إِذا بَعُدَ. قالَ شيخُنا: وَقد جَعَلَ سِيبَوَيْه رَحمَه الله تَعَالَى فِي الكِتابِ نونَه زائِدَةً تارَةً، وأَصْلِيّةً أُخْرى، بِناءً عَلَى مَا ذَكَرْناه من الاشْتِقاقِ، وإيّاه تَبِعَ المُصَنِّف، فإِنَّه ذَكَرَه هُنا وأَعادَه فِي شطن إِيمَاء لذَلِك عَلَى عادَتِه فِيمَا فِيهِ من الأَلْفاظِ اشْتِقاقٌ أَو أَكْثَر، وَالله أَعْلم. قُلْتُ: بَقِيَ عَلَيْهِ أَمْران: الأَوَّلُ أَنَّهُ إِذا كانَ من شاطَ يَشيطُ بمَعْنَى احْتَرَقَ فَهُوَ عَلَى حَقيقَته، وإنْ كانَ من الشَّيْط بمعنَى الذَّهابِ والبُطْلانِ والهَلاكِ فإِنَّه مَجازٌ. والثّاني: {الشَّيْطانُ مُنْصَرِفٌ، فَإِذا سُمِّيَ بِهِ لم يَنْصَرِف، وعَلى ذلِكَ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَويِّ:
(وَقد مَنَّتِ الخَذْواءُ مَنًّا عَلَيْهم ... وشَيْطانُ إذْ يَدعوهُمُ ويُثَوِّبُ)
فَلم يَصْرِف} شَيْطانَ، وَهُوَ شَيْطانُ بنُ الحَكَمِ بن جُلْهُمَة، والخَذْواءُ: فَرَسُه. وَمن المَجَازِ: {شاطَتِ الجَزورُ، أَي تَنَفَّقَتْ، وَفِي الصّحاح: أَي لمْ يَبْقَ مِنْهَا نَصيبٌ إلاَّ قُسِمَ. قلتُ: وَهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِيّ. وَفِي الأَسَاسِ:} شاطَ لَحْمُ الجَزورِ، إِذا ذَهَبَ مُقَسَّماً لمْ يَبْقَ مِنْهُ شيءٌ. وَمن المَجَازِ: شاطَ الدِّماءَ، إِذا خَلَطَها، كَأَنَّهُ سَفَكَ دَمَ القاتِل عَلَى دَمِ المَقْتولِ، كَمَا فِي الصّحاح. وأَنْشَدَ للشّاعرِ، وَهُوَ المُتَلَمِّسُ يُخاطِبُ الحارِثَ بن قَتادَةَ ابْن التَّوْأَم اليَشْكُريَّ:
(أَحارِثُ إنّا لَوْ {تُشَاطُ دِماؤُنا ... تَزَيَّلْنَ حتَّى لَا يَمَسَّ دَمٌ دَما)
ويُرْوَى: تُساطُ، بالسِّين المُهْمَلَة، من السَّوْطِ، وَهُوَ الخَلْطُ، وَقد تَقَدَّم. وَمن المَجَازِ: شاطَ فلانٌ فِي الأمْرِ بمَعْنى عَجِلَ. وَمن المَجَازِ: شاطَ دَمُهُ، أَي ذَهَبَ هَدَراً وبَطَلَ، وكُلُّ مَا ذَهَبَ فَقَدْ شاطَ. (و) } شاطَتْ القِدْرُ، إِذا لَصِقَ بأَسْفَلِها شَيءٌ مُحْتَرِقٌ، كَمَا فِي العُبَاب، وَفِي الصّحاح: إِذا احْتَرَقَتْ ولَصِقَ بهَا الشَّيْءُ. {وأَشاطَهُ، إشاطَةً: أَحْرَقَهُ، يُقَالُ: أَشاطَ الزَّيْتَ، وأَشاطَ القِدْرَ،} كشَيَّطَهُ تَشْييطاً. (و) {أَشاطَهُ إشاطَةً: أَهْلَكَهُ. وَمن المَجَازِ:} أَشاطَ اللَّحْمَ، أَي لَحْمَ الجَزورِ: فَرَّقَهُ وبَضَعَهُ وقَسَمَه، وَفِي الصّحاح: {شاطَت الجَزورُ،} وأَشاطَها فلانٌ، وذلِكَ أنَّهم إِذا اقْتَسَموها وبَقِيَ بَيْنَهُم سَهْمٌ فَيُقَال: من {يُشيطُ الجَزورَ أَي مَن يُنَفِّقُ هَذَا السَّهْمَ قالَ الكُمَيْتُ:
(نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهيدَ من الكُو ... مِ ولَمْ نَدْعُ من} يُشيطُ الجَزورا)
وَمن ذلِكَ حَديثُ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فَقَالَ: أَخْوَفُ مَا أَخافُ عليكُم أَنْ يُؤْخَذَ الرَّجُلُ المُسْلِمُ البَريءُ فيُدْسَرَ كَمَا تُدْسَرُ الجَزورُ، ويُشاطَ لَحْمُهُ كَمَا يُشاطُ لَحْمُ الجَزورِ، ويُقَالُ: عاصٍ، وَلَيْسَ بعاصٍ. فَقَالَ: عليّ رَضِيَ الله عَنْه: وكيفَ ذاكَ ولَمّا تَشْتَدَّ البَلِيَّةُ، وتَظْهَرِ الحَمِيَّةُ، وتُسْبَ الذُّرِّيَّةُ، وتَدُقَّهُمُ الفِتَنُ دَقَّ الرَّحَىتسَلَّط عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فأَغْراه بالإيقاعِ بمَنْ غَضِبَ عَلَيْهِ، وَهُوَ اسْتَفْعَل من شاطَ يَشيطُ، إِذا كادَ أنْ يَحْتَرِقَ. وَمن المَجَازِ: اسْتَشاطَ الحَمامُ، إِذا طارَ نَشيطاً. وَمن المَجَازِ: اسْتَشاطَ الرَّجُلُ من الأمْرِ، إِذا خَفَّ لهُ واحْتَدَّ وتَحَرَّقَ. وَمن المَجَازِ: {المُسْتَشيطُ: المُبالِغُ فِي الضَّحِكِ، ورَوَى ابْن شُمَيْلٍ بإسْنادِه إِلَى النَّبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم أَنَّهُ مَا رُئي ضَاحِكــا} مُسْتَشيطاً قالَ مَعْناه: ضاحِكــاً ضَحِكاً شَديداً كالمُتَهالِك فِي ضَحِكِه. وَمن المَجَازِ: {المُسْتَشيطُ من الجِمالِ: السَّمينُ. وَقد اسْتَشاطَ البَعيرُ، أَي سَمِنَ، كَمَا فِي الصّحاح، وَفِي شَرحِ الدِّيوان: أَي، تَطايَرَ السِّمَنُ فِيهِ.} والمِشْياطُ، كمِحْرابٍ: السَّريعَةُ السِّمَنِ مِنْهَا، يُقَالُ: ناقَةٌ {مِشْياطٌ، وَهِي الَّتِي يُسْرِعُ فِيهَا السِّمَنُ وَهُوَ مَجازٌ من إسْراعِ} المُشَيِّطِ وعَجَلَتِه لَا يَصْبِرُ بالشِّواءِ حتَّى يَسْكُنَ لِسانُ النّار، كَمَا فِي الأَسَاسِ، ج {مَشَاييطُ، وَفِي بعض نُسَخِ الصّحاح:} مَشَايطُ، وقالَ غيرُه: بَعيرٌ {مِشْياطٌ، وإبْلٌ شياط، وقالَ أَبُو عَمْرٍ و: المَشَاييطُ: هِيَ الإِبِل الَّتِي تُجْعَلُ للنَّحْرِ، من قولِهِم: شاطَ دَمُه.} والتَّشْييطُ لَحْمٌ يُصْلَح ويُشْوَى لِلْقَوْمِ، اسمٌ كالتَّمْتينِ. والمُشَيَّطُ، كمُعَظَّمٍ اسمٌ مِثْله. {والشَّيِّطُ، كسَيِّدٍ، عَلَى فَيْعِلٍ: فَرَسُ خُزَزَ بن لَوْذانَ السَّدوسِيِّ الشَّاعِر، وَهُوَ ابْن النَّعامَةِ، (و) } الشَّيِّطُ أَيْضاً، فَرَسُ أُنَيْفِ بن جَبَلَةَ الضَّبِّيِّ، كَمَا فِي العُبَاب، وَهُوَ جَدُّ داحِسٍ من قِبَلِ أُمِّه فِيمَا زَعَم العَبْسِيُّون، وَله يَقُولُ الشَّاعِر:
(أُنَيْفُ لقَدْ بَخِلْتَ بعَسْبِ عَوْدٍ ... عَلَى جارٍ لِضَبَّةَ مُسْتَرادِ) كَمَا فِي أَنْسابِ الخَيْلِ لِابْنِ الكَلْبِيِّ. {وتَشَيَّطَ اللَّحْمُ: احْتَرَقَ، وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ: بعدَ انْشِواءِ الجِلْدِ أَو} تَشَيُّطِهْ وَمن المَجَازِ: {تَشَيَّط فُلانٌ إِذا نَحِلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ وهَلَكَ، عَن أَبي عمرٍ و.} - والشَّيْطِيُّ، كصَيْفِيٍّ: الغُبَارُ السَّاطِعُ فِي السَّماءِ، قالَ القُطَامِيُّ:
(تَعَادِي المَرَاخِي ضُمَّراً وَفِي جُنُوبِها ... وهُنَّ من الشَّيْطِيِّ عَارٍ ولابِسُ)
يَصِفُ الخَيْلَ وإِثارَتَها الغُبَارَ بسَنابِكِها. {وشِيطَى، كضِيزَى: عَلَمٌ من الأَعْلامِ. (و) } الشِّيَاطُ، ككِتابٍ:) رِيحُ قُطْنَةٍ مُحْتَرِقَةٍ، كَمَا فِي الصّحاح. {والشَّيِّطانِ، ككَيِّسٍ مُثَنَّى} شَيِّطٍ: قاعانِ بالصَّمّانِ فِي أَرْضِ تَميمٍ لبَنِي دارِمٍ، أُحَدُهما طُوَيْلع أَو قريبٌ مِنْهُ فيهِما مَسَاكاتٌ للمَطَرِ، قالَ النَّابِغَة الجَعْدِيُّ يَصِفُ نَاقَة:
(كأَنَّها بعدَ مَا طالَ النَّجَاءُ بِها ... {بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رُمَلاَ)
ويُرْوَى: سُرْبِلَتْ، ويُرْوَى: بعد مَا أَفْضَى النَّجاءُ بهَا، أَرادَ خُطوطاً سُوداً تَكُونُ عَلَى قَوائِمِ بَقَرِ الوَحْشِ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:} شَيَّطَ القِدْرَ تَشْيِيطاً: أَغْلاَها، كشَوَّطَها، عَن الكِلابِيِّ. وقالَ اللَّيْثُ: {التَّشَيُّطُ} شَيْطُوطَةُ اللَّحْمِ إِذا مَسَّتْهُ النَّارُ {يَتَشَيَّطُ فيُحْرَق أَعْلاهُ} ويَشِيطُ الصُّوف. ويُقَالُ: {شَيَّطْتُ رَأْسَ الغَنَمِ وشَوَّطْتُه، إِذا أَحْرَقْتَ صُوفَه لتُنَظِّفُه.} وشَيَّطَ فُلانٌ اللَّحْمَ، إِذا دَخَّنَهُ وَلم يُنْضِجُه، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ، يَهْجو بَنِي كُرْزٍ: (لَمَّا أَجابَتْ صَفيراً كانَ آيَتَهَا ... من قابِسٍ {شَيَّطَ الوَجْعاءَ بالنَّارِ)
} وشَيَّطَ الطَّاهي الرَّأْسَ والكُراعَ، إِذا أَشْعَلَ فيهِما النَّارَ حتَّى {يَتَشَيَّطَ مَا عَلَيْهِما من الشَّعْرِ والصُّوفِ، كشَوَّطَ.} وتَشَيَّطَ الدَّمُ، إِذا عَلاَ بصَاحِبِه. ولَحْمٌ {شائِطٌ: مُحْتَرِقٌ كالشَّاطِي، كَمَا يُقَالُ فِي الهائرِ هَارٍ. قالَ العَجَّاجُ: بِوَلْقِ طَعْنٍ كالحَريقِ الشَّاطِي} والإِشَاطَةُ: تَقْطِيعُ لَحْمِ الجَزُورِ قَبْلَ التَّقْسيمِ، عَن ابنِ شُمَيْلٍ. والتَّقْسيمُ أَيْضاً، وَقد ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ. وقالَ أَبُو عمرٍ و: {شَيَّطَ فُلانٌ من الهَبَّةِ، نَحَلَ من كَثْرَةِ الجِماعِ، وهُو مَجَازٌ،} كَتَشَيَّطَ، وَهَذِه قد ذَكَرَها المُصَنِّفُ. {واسْتَشَاطَ فُلانٌ: تَحَرَّقَ، وأَيْضاً، أَشْرَفَ عَلَى الهَلاكِ. وَفِي الحَرْبِ: اسْتَقْتَلَ، وهُو مَجَازٌ، وأَنْشَدَ ابنُ شُمَيْلٍ:
(} أَشَاطَ دِمَاءَ {المُسْتَشِيطِينَ كُلِّهِمْ ... وغُلَّ رُؤُوسُ القَوْمِ فيهِمْ وسُلْسِلُوا)
} وشَيَّطَ الصَّقيعُ النَّبْتَ، والدَّواءَ الجُرْحَ: أَحْرَقَهُ، وهُو مَجَازٌ، كَمَا فِي الأَسَاسِ. ووَسْمٌ {مُسْتَشَاطٌ: طُلِبَ مِنْهُ أَنْ} يَشِيطَ {فشَاطَ، أَي طارَ كُلَّ مَطِيرٍ، وانْتَشَرَ فِي السَّاعِدِ، وَبِه فُسِّرَ قَوْلُ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ:
(كوَشْمِ المِعْصَمِ المُغْتَالِ عُلَّت ... نَوَاشِرُه بوَشْمٍ مُسْتَشَاطِ)
وَعَن ابْن الأَعْرَابِيّ: يُقَالُ: بَيْنَهما} مُشَايَطَةٌ، أَي كَلامٌ مُخْتَلِفٌ، أَوْرَدَه الصَّاغَانِيّ فِي غ ي ط.
! وشَيْطانُ الطَّاقِ: لَقَبُ أَبي جَعْفَرٍ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ النُّعْمانِ الكُوفِيّ، كانَ فِي حُدُودِ الثَّمانينَ)
وَمِائَة، وطائِفَةٌ من الرَّافِضَة يُعْرَفُونَ {بالشَّيْطَانِيَّة، مَنْسُوبونَ إِلَيْه، ذَكَرَهُ الشَّهْرِسْتانِيُّ. ونَهْرُ الشَّيْطانِ، ذَكَرَهُ ياقوت فِي المعجم.} وشَيْطَانُ العِراقِ: لَقَبُ أَنُوشِرْوَانَ الضَّريرِ، الشَّاعِر، كانَ ببَغْدادَ فِي سنة.
ش ي ط: (شَاطَ) هَلَكَ وَبَابُهُ بَاعَ، وَ (أَشَاطَهُ) غَيْرُهُ أَهْلَكَهُ. وَ (شَاطَ) السَّمْنُ وَالزَّيْتُ نَضِجَ حَتَّى احْتَرَقَ. وَ (شَاطَتِ) الْقِدْرُ احْتَرَقَتْ وَلَصِقَ بِهَا الشَّيْءُ، وَ (أَشَاطَهَا) هُوَ وَبَابُ الْكُلِّ بَاعَ. 

كلف

(ك ل ف) : (كَلِفَ) وَجْهُهُ كَلَفًا عَلَتْهُ حُمْرَةٌ كَدِرَةٌ وَهُوَ أَكْلَفُ (وَمِنْهُ) كَلِفَ بِالْمَرْأَةِ كَلَفًا اشْتَدَّ حُبُّهُ لَهَا وَأَصْلُهُ لُزُومُ الْكَلَفِ الْوَجْهَ وَهُوَ كَلِفٌ بِهَا (وَمِنْهُ) حَدِيثُ عُثْمَانَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - كَلِفٌ بِأَقَارِبِهِ.
(كلف) - في حديث عُمَر- رضي الله عنه -: "عُثمانُ كَلِفٌ بأَقارِبه".
: أي شديدُ الحُبِّ لهم.
والكَلَفُ: الإيلاعُ بالشىءِ مع شُغْلِ قَلْبِ ومَشَقّةٍ؛ مِن كَلِف بمعنى: تَكلّف ضُمّنَ معنى أولعَ. ويُعدَّىَ بالباء؛ ومنه الكَلَف في الوَجْه لِلزُومه، وتَعذُّر ذهابِه.
- ومنه حديثُ أُمِّ دعْدٍ: "إنّي امْرَأَةٌ كَلِفَةٌ فما يَنفَعُنِى " 
كلف
كَلِفَ وَجْهُه كَلَفاً، وبَعِيرٌ أكْلَفُ، وبه كُلْفَةٌ: أي سَوَادٌ خَفِيٌ في خَدَّيْه.
والكُلْفَةُ في ألْوَانِ الإبل: أنْ يكونَ الجَمَلُ شَدِيدَ الحُمْرَةِ يُخالِطُ حُمْرَتَه سَوَادٌ وليس بخالص، والأُنثى كَلْفَاءُ.
والكَلَفُ: الإِيْلاَعُ بالشَّيْءِ، كَلِفَ بهذا الأمْرِ فهو كَلِفٌ مُكَلَّفٌ.
والكُلْفَةُ: ما يُتَكلَفُ من أمْرٍ في نائبَةٍ أو حَقّ، والجميع الكُلَفُ.
والمُكَلّفُ: الوَقّاعُ فيما لا يَعْنِيه.
وكَلِفْتُ لفُلانٍ كَلُوْفاً: أي أمْراً شاقّاً.
وذُوْ كُلاَفٍ: مَوْضعٌ، ويُقال: وادٍ.
ك ل ف

بوجهه كلفٌ، وقد كلف وجهه. وبعير أكلف: بين الكلفة وهي حمرة يخالطها سواد. وكلف الأمر وكلف به إذا تكلّفه. وكلف بالمرأة كلفاً شديداً. وليس عليه كلفة في هذا أي مشقّة، وهو يحتمل الكلف، وتقول: من لم يصبر على الكلف، لم يصل إلى الزلف. وكلّفه الأمر فتكلفه، وهو في تكاليف. قال زهير:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ... ثمانين حولاً لا أبا لك يسأم وهو متكلّف: وقّاع فيما لا يعنيه عرّيض للفضول.
ك ل ف: (الْكَلَفُ) شَيْءٌ يَعْلُو الْوَجْهَ كَالسِّمْسِمِ. وَ (الْكَلَفُ) أَيْضًا لَوْنٌ بَيْنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ وَهِيَ حُمْرَةٌ كَدِرَةٌ تَعْلُو الْوَجْهَ، وَالِاسْمُ (الْكُلْفَةُ) وَالرَّجُلُ (أَكْلَفُ) . وَ (كَلِفَ) بِكَذَا أَيْ أُولِعَ بِهِ وَبَابُهُ طَرِبَ. وَ (كَلَّفَهُ تَكْلِيفًا) أَمَرَهُ بِمَا يَشُقُّ عَلَيْهِ. وَ (تَكَلَّفَ) الشَّيْءَ تَجَشَّمَهُ. وَ (الْكُلْفَةُ) مَا يَتَكَلَّفَهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَائِبَةٍ أَوْ حَقٍّ. وَ (الْمُتَكَلِّفُ) الْعِرِّيضُ لِمَا لَا يَعْنِيهِ. 
[كلف] الكلف: شئ يعلو الوجه كالسمسم. والكَلَفُ: لونٌ بين السواد والحُمرة، وهي حُمرةٌ كدرةٌ تعلو الوجه. والاسمُ الكُلْفَةُ، والرجلُ أكْلَفُ. ويقال: كُمَيْتٌ أكْلَفُ، للذي كَلِفَتْ حمرته فلم تصف ويرى في أطراف شعره سوادٌ إلى الاحتراق ما هو. وقال الأصمعيّ: إذا كان البعير شديد الحُمرة يخلط حمرته سوادٌ ليس بخالص فتلك الكلفة، والبعير أكلف والنقة كلفاء. ويقال كَلِفْتُ بهذا الأمر، أي أولعت به. وكلفه تكليفا، أي أمره بما يشقُّ عليه. وتَكَلَّفْتُ الشئ: تجشمته. والكلفة: ما تتكلفه من نائبةٍ أو حقّ. والمُتَكَلِّفُ: العِرِّيضُ لما لا يعنيه. ويقال: حملت الشئ تكلفة، إذا لم تطقه إلا تكلفا، وهو تفعلة.
ك ل ف : كَلِفْتُ بِهِ كَلَفًا فَأَنَا كَلِفٌ مِنْ بَابِ تَعِبَ أَحْبَبْتُهُ وَأُولِعْتُ بِهِ وَالِاسْمُ الْكَلَافَةُ بِالْفَتْحِ وَكَلِفَ الْوَجْهُ كَلَفًا أَيْضًا تَغَيَّرَتْ بَشَرَتُهُ بِلَوْنٍ عَلَاهُ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَيُقَالُ لِلْبَهَقِ كَلَفٌ وَخَدٌّ أَكْلَفُ أَيْ أَسْفَعُ وَالْكُلْفَةُ مَا تُكَلَّفُهُ عَلَى مَشَقَّةٍ وَالْجَمْعُ كُلَفٌ مِثْلُ غُرْفَةٍ وَغُرَفٍ وَالتَّكَالِيفُ الْمَشَاقُّ أَيْضًا الْوَاحِدَةُ تَكْلِفَةٌ وَكَلِفْتُ الْأَمْرَ مِنْ بَابِ تَعِبَ حَمَلْتُهُ عَلَى مَشَقَّةٍ
وَيَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ ثَانٍ بِالتَّضْعِيفِ فَيُقَالُ كَلَّفْتُهُ الْأَمْرَ فَتَكَلَّفَهُ مِثْلُ حَمَّلْتُهُ فَتَحَمَّلَهُ وَزْنًا وَمَعْنًى عَلَى مَشَقَّةٍ أَيْضًا. 

كلف


كَلِفَ(n. ac. كَلَف)
a. [Bi], Took pains, trouble about.
b. [Bi], Fell, was in love with.
c. Was tawny (face).

كَلَّفَa. Imposed upon (task).
b. [ coll. ], Cost.
أَكْلَفَ
a. [acc. & Bi], Induced to take trouble about, to take interest
in, inspired with enthusiasm for.
تَكَلَّفَa. Undertook a difficult task; took trouble.
b. Pretended, feigned.

كَلْفa. Reddish-brown.

كُلْفَةa. see 1b. (pl.
كَلَف), Pain, trouble, care.
c. [ coll. ]
see 4 (c)
كَلَفa. see 1b. Freckles (face).
c. (pl.
أَكْلَاْف) [ coll. ], Cost, expense.

أَكْلَفُ
(pl.
كُلْف)
a. Brown; tawny.

كَلُوْفa. Task, hard work.

كَلْفَآءُ
a. [art.], Wine.
N. Ac.
كَلَّفَa. Task, labour.
b. (pl.
تَكَاْلِيْف) [ coll. ], Ceremony; studied
politeness.
N. Ag.
تَكَلَّفَa. Meddlesome person, busy-body.

إِكْلَأَفَّ [إِكْلَاْفَّ]
a. Became of a ruddy hue (wine).

تَكْلِفَة (pl.
تَكَاْلِيْف)
a. ;
see N. Ac.
II (a)
بِلَا تَكْلِيْف
a. [ coll. ], Unceremoniously.

كَلِّفْ خَاطِرَك
a. Please to, oblige by.
[كلف] نه: فيه: "اكلفوا" من العمل ما تطيقون، من كلفت بالأمر- إذا أولعت به وأحببته. ومنه ح: أراك "كلفت" بعلم القرآن، وكلفته- إذا تحملته، وكلفه الشيء- إذا أمره بما يشق عليه، وتكلفت الشيء: تجشمته على مشقة وعلى خلاف عادتك، والمتكلف: المتعرض لما لا يعنيه. ومنه ح: أنا وأمتي براء من "التكلف". وح عمر: نهينا عن "التكلف"، أراد كثرة السؤال والبحث عن أشياء غامضة لا يجب البحث عنها والأخذ بظاهر الشريعة وقبول ما أتت به. ك: أي في المعاشرة مع الناس وفي الأطعمة واللباس وغيره. نه: وح عمر في عثمان: "كلف" بأقاربه، أي شديد الحب لهم، والكلف: الولوع بالشيء مع شغل قلب ومشقة. ط: و"لا يكلفه" ما يغلبه، أي لا يطيق الدوام لا ما يطيق يومًا أو يومين أو ثلاثة ونحوها ثم يعجز عنه، وجملة ذلك ما لا يضر بدنه الضرر البين، قوله: وللمملوك طعامه وكسوته، الضمير فيهما للمملوك أو المالك أي من جنس طعام مماليك البلد والإدام والكسوة، أو من جنس طعام المالك لقوله: فليطعمه مما يأكل، وأوله محيي السنة بأنه خطاب للعرب الذين لباس عامتهم وأطعمتهم متقاربة، قيل: الأمر بإطعامهم من جنس نفقة السيد ولباسه أو دونه حتى لو قتر السيد على نفسه تقتيرًا عن أمثاله زهدًا أو شحًا لا يحل التقتير على المملوك، وإخوانكم- خبر محذوف ومر في طعم. ط: وح: "اكلفوا" من الأعمال ما تطيقون، بفتح لام أي تكلفوا، فإن قلت: تطيقونه- إشارة إلى بذل المجهود وهو خلاف المقصود، قلت: أراد ما تطيقونه دائمًا. صحاح: "الكلف" شيء يعلو الوجه كالسمسم، والكلف لون بين سواد وحمرة وكدرة تعلو الوجه. ومنه: كنا نطلي وجوهنا بالورس من "الكلف".
الْكَاف وَاللَّام وَالْفَاء

كَلِف وَجهه كَلَفا، وَهُوَ أكلف: تغيرَّ.

والكَلَف والكُلفَة: حمرَة كدِرة. وَقيل: لون بَين السوَاد والحمرة. وَقيل: هُوَ سَواد يكون فِي الْوَجْه. وَقد كِلف.

وبعير أكلف، وناقة كَلْفاء، وثور أكلف، وخد أكلف: أسفع. والكَلفاء: الْخمر الَّتِي تشتدُّ حمرتها حَتَّى تضرب إِلَى السوَاد.

وكَلِف بالشَّيْء كَلَفا، وكُلْفة، فَهُوَ كَلِفٌ، ومُكَلَّف: لهِج بِهِ.

والمُكلَّف، والمتكلِّف: الوقَّاع فِيمَا لَا يعنيه.

وكَلِف الامر، وتكلَّفه: تجشَّمه على مشقَّة وعُسرةٍ، قَالَ أَبُو كَبِير:

أزهيرَ هَل عَن شَيْبة من مَصْرِف ... أم لَا خُلُود لباذل متكلِّف

وَهِي الكُلَف والتكاليف، واحدتها: تكلفة، وَقَوله:

وهنّ يَطْوين على التَّكالِف ... بالسَّوْم أَحْيَانًا وبالتقاذُف

يجوز أَن يكون من الْجمع الَّذِي لَا وَاحِد لَهُ، وَيجوز أَن يكون جمع: تكلِفة. وَرَوَاهُ ابْن جني:

وهنّ يطوين على التَّكالُف

جَاءَ بِهِ فِي السناد، لِأَن قبل هَذَا:

إِذا احتسى يومَ هجير هائف ... غُرُورَ عِيدِيَّاتها الحوانِفِ

وَلم أر أحدا رَوَاهُ: " على التَّكالُف " بِضَم اللَّام إِلَّا ابْن جنيّ.

والكُلاَفيّ: ضرب من الْعِنَب، قَالَ أَبُو حنيفَة: هُوَ ضرب من الْعِنَب أَبيض فِيهِ خضرَة، وَإِذا زُبِّب جَاءَ زبيبُه أكلفَ، وَلذَلِك سمي الكُلاَفيّ.

وَقيل: هُوَ مَنْسُوب إِلَى كُلاَف: بلد من شِقّ الْيمن، مَعْرُوف.

وَذُو كُلاَف، وكُلْفَى: موضعان.

كلف: الكلَف: شيء يعلو الوجه كالسِّمسم. كَلِفَ وجهُه يَكْلَفُ كلَفاً،

وهو أَكلف: تغيَّر. والكلَف والكُلْفَةُ: حُمْرة كَدرة تعلو الوجه، وقيل:

لون بين السواد والحمرة، وقيل: هو سواد يكون في الوجه، وقد كَلِفَ.

وبعير أَكلَف وناقة كلْفاء وبه كُلْفة، كلُّ هذا في الوجه خاصة، وهو لون يعلو

الجلد فيغير بشرته. وثور أَكلف وخدّ أَكلَفُ: أَسفَع؛ قال العجاج يصف

الثور:

عن حَرْفِ خَيْشومٍ وخَدٍّ أَكْلَفا

ويقال للبَهَق الكَلَف. والبعير الأَكلف: يكون في خديه سواد خَفيّ.

الأَصمعي: إذا كان البعير شديد الحمرة يخلِط حُمرته سواد ليس بخالص فتلك

الكلفة. ويقال: كُمَيْت أَكلف للذي كلِفَت حُمرته فلم تَصْفُ ويرى في أَطراف

شعره سواد إلى الاحتراق ما هو. والكَلْفاء: الخمر التي تشتد حُمرتها حتى

تضرب إلى السواد. شمر وغيره: من أَسماء الخمر الكَلْفاء والعَذْراء.

وكَلِف بالشيء كلَفاً وكُلْفة، فهو كلِفٌ ومُكلَّف: لهِج به. أَبو زيد:

كَلِفْت منك أَمْراً كلَفاً. وكلِفَ بها أَشْد الكَلَفِ أَي أَحَبَّها.

ورجل مِكْلاف: مُحِبّ للنساء.

والمُكلَّف والمُتكلِّف: الوقّاعُ فيما لا يَعْنيه. والمُتكلِّف:

العِرِّيض لما لا يعنيه. الليث: يقال كلِفْت هذا الأَمْر وتكلَّفْتُه.

والكُلْفةُ: ما تكلَّفْت من أَمر في نائبة أَو حق. ويقال: كلِفْتُ بهذا الأَمر

أَي أُولِعْتُ به. وفي الحديث: اكلَفُوا من العمل ما تُطيقون، هو من

كَلِفْت بالأَمر إذا أُولِعْت به وأَحْبَبْته. وفي الحديث: عثمان كَلِفٌ

بأَقاربه أَي شديدُ الحبّ لهم. والكلَف: الوُلوع بالشيء مع شغل قلب ومَشقة.

وكلَّفه تكليفاً أَي أَمره بما يشق عليه. وتكلَّفت الشيء: تجشَّمْته على

مشقَّة وعلى خلاف عادتك. وفي الحديث أَراك كلِفْت بعلم القرآن، وكلِفْته إذا

تحمَّلته. ويقال: فلان يتكلف لإخوانه الكُلَف والتكاليف. ويقال: حَمَلْت

الشيء تَكْلِفة إذا لم تُطقه إلا تكلُّفاً، وهو تَفْعِلةٌ. وفي الحديث:

أَنا وأُمتي بُراءٌ من التكلُّف. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: نُهِينا

عن التكلُّف؛ أَراد كثرة السؤال والبحثَ عن الأَشياء الغامضة التي لا يجب

البحث عنها والأَخذَ بظاهر الشريعة وقبولَ ما أَتت به. ابن سيده: كَلِفَ

الأَمرَ وكلفَه تجشَّمه

(* قوله «وكلفه تجشمه» كذا بالأصل مخففاً، ولعله

كلف الأمر وتكلفه تجشمه كما يرشد إليه الشاهد بعد.) على مشقَّة وعُسْرة؛

قال أَبو كبير:

أَزُهَيْرُ، هل عن شَيْبةٍ من مَصْرِفِ،

أَم لا خُلودَ لِباذِلٍ مُتَكَلِّفِ؟

وهي الكُلَف والتكالِف، واحدتها تَكلِفة؛ وقوله:

وهُنَّ يَطْوِينَ على التكالِف

بالسَّوْمِ، أَحياناً، وبالتقاذُف

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون من الجمع الذي لا واحد له، ويجوز أَن يكون

جمع تَكْلفة؛ ورواه ابن جني:

وهن يطوين على التكالُف

جاء به في السناد لأَن قبل هذا:

إذا احتسى، يومَ هَجِيرٍ هائف،

غُرورَ عِيدِيَّاتِها الخَوانِف

قال ابن سيده: ولم أَرَ أَحداً رواه التكالُف، بضم اللام، إلا ابن جني.

والكُلافيّ: ضرب من العنب أَبيض فيه خُضرة وإذا زُبِّب جاء زبيبه أَكلف

ولذلك سمي الكُلافي، وقيل: هو منسوب إلى كُلاف، بلد في شق اليمن معروف.

وذو كُلافٍ وكُلْفى: موضعان. التهذيب: وذو كُلاف اسم واد في شعر ابن

مقبل.

كلف دعب بِأَيّ لقس قنب [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] عِنْد الشورى جين طعن فَدخل عَلَيْهِ ابْن عَبَّاس فَرَآهُ مغتمّا بِمن يسْتَخْلف بعده فَجعل ابْن عَبَّاس يذكر لَهُ أَصْحَابه فَذكر عُثْمَان فَقَالَ: كَلِفٌ بأقاربه قَالَ: فعلي قالك ذَاك رجل فِيهِ دُعابة قَالَ: فطلحة. قَالَ: لَوْلَا بأوٌ فِيهِ قَالَ: فالزبير قَالَ: وععقة لَقِس قَالَ: فعبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَالَ: اوْه ذكرتَ رجلا صَالحا وَلكنه ضَعِيف وَهَذَا الْأَمر لَا يصلح [لَهُ -] إِلَّا الليّن من غير ضعف وَالْقَوِي من غير عُنف قَالَ: فسعد قَالَ: ذَاك يكون فِي مِقْنَب من مقانبكم. قَالَ الْكسَائي واليزيدي وَأَبُو عَمْرو وَغير وَاحِد دخل كَلَام بَعضهم فِي بعض: قَوْله: كَلِفٌ بأقاربه يَعْنِي شَدِيد الْحبّ لَهُم. وَقَوله: فِيهِ دُعابة يَعْنِي المزاح. وَقَوله: لَوْلَا بِأَو فِيهِ البأو الْكبر وَالْعَظَمَة قَالَ حَاتِم الطَّائِي:

[الطَّوِيل]

فَمَا زادنا بأوًا على ذِي قَرابة ... غِنانا وَلَا أزرى بأحسابنا الفقرُ ... وَقَوله: وَعْقة لَقِس وَبَعْضهمْ يَقُول: ضَبِسٌ وَمعنى هَذَا كُله الشّراسة وشدّة الخُلق وخبث النَّفس. وَمِمَّا يبين ذَلِك الحَدِيث الْمَرْفُوع: لَا يقولنَّ [أحدكُم -] خبثت نَفسِي وَلَكِن ليقل: لَقِسَتْ نَفسِي فَالْمَعْنى فيهمَا وَاحِد وَلكنه كره قبح اللَّفْظ فِي خبثت. وَقَوله: يكون فِي مِقْنَب من مَقَانبكم فالمقنب جمَاعَة الْخَيل والفرسان يُرِيد أَن سَعْدا صَاحب جيوش ومحاربة وَلَيْسَ بِصَاحِب هَذَا الْأَمر وَجمع المقنب مقانب قَالَ لبيد: [الْكَامِل]

وَإِذا تواكلتِ المقانبُ لم يزل ... بالثغر منّا مَنْسَر معلومُ ... قَالَ أَبُو عَمْرو: المنسر مَا بَين الثَّلَاثِينَ فرسا إِلَى أَرْبَعِينَ وَلم أره وقّت فِي المقنب شَيْئا. وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر رَحمَه الله فِي عَام الرَّمَادَة وَكَانَ عَاما أَصَابَت النَّاس فِيهِ السَّنة فَقَالَ عمر: لقد هَمَمْت أَن أجعَل مَعَ كل أهل بَيت من الْمُسلمين مثلهم فَإِن الْإِنْسَان لَا يهْلك على نصف شِبَعِه فَقَالَ لَهُ رجل: لَو فعلت ذَلِك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا كنت فِيهَا ابْن ثأد هَكَذَا يرْوى الحَدِيث. قَالَ الْفراء: إِنَّمَا هُوَ ابْن ثأداء يَعْنِي الْأمة أَي مَا كنت فِيهَا ابْن أمة. وفيهَا لُغَتَانِ: ثأداء ودأثاء مقلوب مثل جذب وجبذ قَالَ الْكُمَيْت:

[الوافر]

وَمَا كُنَّا بني ثأداء لما ... قضينا بالأسنة كل وَتْر ... وَبَعْضهمْ يُفَسر ابْن ثأد يُرِيد الثدي وَلَيْسَ لهَذَا وَجه وَلَا نعرفه فِي إِعْرَاب وَلَا معنى. وَفِي هَذَا الحَدِيث أَن عمر رأى الْمُوَاسَاة وَاجِبَة على النَّاس إِذا كَانَت الضَّرُورَة.

كلف

1 كَلِفَ بِهِ He became attached, addicted, given, or devoted, to it; or he attached, addicted, gave, or devoted, himself to it; (S, Msb, K, TA;) he loved it: (Msb, TA:) [he was fond of it:] he loved him, [or it,] vehemently. (TA.) b2: كَلَفٌ, inf. n. of كَلِفَ: [violent or intense love:] see حُبٌّ; and see a verse cited in the first paragraph of that art. 2 كَلَّفَ نَفْسَهُ شَيْئًا He tasked himself with a thing, as also ↓ تَكَلَّفَ شَيئًا. b2: كَلَّفَهُ أَمْرًا He tasked him to do a thing; imposed upon him the task of doing a thing. b3: So تَكْلِيفٌ The imposition of a task or duty. b4: A task; compulsory work; a duty imposed. b5: كَلَّفَهُ الأَمْرَ He imposed upon him the thing, or affair; syn. حَمَّلَهُ إِيَّاهُ. (Msb.) b6: كَلَّفَ نَفْسَهُ He put himself to trouble or inconvenience; like

↓ تَكَلَّفَ alone. b7: كَلَّفَهُ كَذَا He imposed upon him the task of doing, or procuring, or bringing, such a thing. b8: كَلَّفَهُ أَمْرًا He imposed upon him a thing, or an affair, in spite of difficulty, trouble, or inconvenience: (Msb:) he ordered him to do a thing that was difficult, troublesome, or inconvenient, to him: (S, K:) he made, required, or constrained, him to do a thing; exacted of him the doing a thing; meaning, a thing that was difficult, troublesome, or inconvenient to him: (Kull, 123; and the Lexicons, passim.) See جَتَّمَهُ. b9: تَكْلِيفٌ An imposition; a requisition: con straint, &c.5 تَكَلَّفَ أَمْرًا He [undertook a thing, or an affair, as imposed upon him: or] took, or imposed, upon himself, or undertook, a thing, or an affair, [as a task, or] in spite of difficulty, trouble, or inconvenience; (Msb;) syn. تَجَتَّمَهُ: (S, K:) he constrained, or tasked, or exerted, himself, or took pains, or made an effort, to do a thing; meaning, a thing that was difficult, troublesome, or inconvenient, to him: or he affected, as a self-imposed task, the doing of a thing. (The Lexicons, passim: see تغزّل: and see كَلَّفَهُ أَمْرًا.) b2: تكلّف صِفَةً He affected, or endeavoured to acquire, a quality. So in the explanations of verbs of the measure تَفَعَّلَ; as نَحَلَّمَ. (Sharh El-'Izzee, by Saad-ed-Keen.) b3: Also, He affected, or pretended to have, a quality, not having it. So in the explanations of verbs of the measure تَفَاعَلَ, as تَجَاهَلَ: (idem:) [and sometimes in verbs of the measure تَفَعَّلَ also, as تَكَسَّرَ &c.]. And تَكَلَّفَ alone, He exercised self-constraint, or put himself to trouble or inconvenience. b4: تَكَلَّفَ He affected what was not natural to him. b5: تَكَلَّفَ He used forced efforts to do a thing, and to appear to have a quality. He affected, or endeavoured to do or acquire, &c.; he constrained himself to do, &c.; he applied himself, as to a task, to do a thing.

تكلّف الشَّجَاعَةَ He made himself, or constrained himself to be, courageous; affected, or endeavoured to acquire, or characterize himself by, courage. b6: تكلّف الشَّجَاعَةَ also, He acted, or behaved, with forced courage; endeavoured to be courageous. b7: تكلّف فِى عَرَبِيَّتِهِ He used a forced, or affected, manner in his Arabic speech. b8: تَكَلُّفٌ A straining of a point in lexicology. b9: تَعَقَّلَ signifies He affected or endeavoured to acquire, intelligence; explained by تكلّف العَقْلَ: and تَعَاقَلَ, he pretended to be intelligent, not being really so. (S, art. عقل.) تَكَلُّفٌ in a verb of the measure تَفَعَّلَ is as above explained, signifying a desire for the existence of an attribute in one's self: in a verb of the measure تَفَاعَلَ it is different, and means the pretending to be or to do something which in reality one is not or does not; as in the instance of تَجَاهَلَ, he pretended to be ignorant, not being so in reality. (Sharh El-'Izzee, by Saad-ed-Deen.) تَكَلَّفَ كَذَا He did so purposely. b10: تَكَلَّفَ He tasked himself. b11: تَكَلَّفَ القَىْءَ He vomited intentionally. (TA, art. قىء.) كَلَفٌ [A discolouration of the face, by] a thing that comes upon the face resembling sesame; [by freckles, accord. to present usage:] and a dingy redness that comes upon the face. (S, K.) كُلْفَةٌ A difficulty, or difficult affair, or a duty, or an obligation, that one imposes upon himself; (S, K;) or a thing imposed upon one as difficult, troublesome, or inconvenient. (Msb.) See حَبٌّ. b2: [Constraint,] trouble, pain, or inconvenience. (MA.)
باب الكاف واللام والفاء معهما ك ل ف، ك ف ل، ف ك ل، ف ل ك مستعملات

كلف: كَلِفَ وجهه يكلفُ كلفاً. وبعير أَكلَفُ، وبه كُلفة، كل هذا في الوجه خاصة، وهو لون يعلو الجلد فيغير بشرته. وبعير أَكْلَف: يكون في خديه سواد خفي. والكَلَفُ: الإيلاع بالشيء، كَلِفَ بهذا الأمر، وبهذه الجارية فهو بها كَلِفٌ ومكلف. وكَلِفتُ هذا الأمر وتكلفته. والكُلفةُ: ما تكلفت من أمر في نائبه أو حق، والجميع: الكُلَف. وفلان يتكلَّفُ لاخوانه الكُلَف، والتَّكاليف، قال زهير :

سئمت تَكاليفَ الحياة ومن يعش ... ثمانين حولا لا أبا لك يسأم والمُكَلَّفُ: الوقاع فيما لا يعنيه.

كفل: الكَفلُ: ردف العجز، وإنها لعجزاء الكَفَل، والجميع: أكفالٌ، لا يشتق منه فعل ولا نعت، لا يقال: كَفْلاء، كما يقال: عجزاء. والكِفْلُ: النصيب، والكفل: شيء مستدير يتخذ من خرق أو غير ذلك، يوضع على سنام البعير. تقول: اكتفل الرجل بِكْفلٍ من كذا، أو من ثوبه. والكِفْلُ من الأجر، ومن الإثم: الضعف، قال الله عز وجل: يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ويَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها ، ولا يقال: هذا كِفْلُ فلان حتى تكون قد هيأت مثله لغيره كالنصيب، فإذا أفردت فلا تقل: كِفْل ولا نصيب. والكِفْلُ: الرجل الذي يكون في مؤخر الحرب، إنما همته التأخر [والفرار] ، وهو بين الكُفُولة. والكفيلُ: الضامن للشيء. كَفَلَ به يكفُلُ به كَفالةً. والكافِلُ: الذي يَكْفُلُ إنساناً يعوله وينفق عليه.

وفي الحديث: الربيب كافلٌ ،

وهو زوج أم اليتيم. وقوله عز اسمه: وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا

، [أي] : هو كَفَل مريم لينفق عليها، حيث ساهموا على نفقتها حين مات أبواها فبقيت بلا كافل. ومن قرأ بالتثقيل فمعناه: كَفَّلها الله زكريا. وكِفلُ الشيطان: مركبه. أخذ من [قولهم] : اكتفل الرجل يكتفل،

وفي الحديث: لا يشربن أحدكم من ثلمة الإناء ولا عروته، فإنها كِفْلُ الشيطان .

والمُكافلة: مواصلة الصيام.

فكل: الأَفْكَلُ: رعدة تعلو الإنسان، ولا فعل له. ويجمع: أفاكل.

فلك: الفَلكُ: دوران السماء. [وهو] اسم للدوران خاصة. والمنجم يقول: الفلك سبعة أطواق دون السماء، ركبت فيها النجوم السبعة، في كل طوق نجم، وبعضها أرفع من بعض تدور فيها بإذن الله. والفُلكُ: السفينة، يذكر ويؤنث [وهي واحدة، وتكون جمعاً] . قال الله عز وجل: جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وقال: فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ، أي: الموقر المفروغ من جهازه. والفلك: جماعة السفن، [حتى إذا كنتم في الفُلْك وجرين بهم ] . وفَلَّكَتِ الجارية، أي: تَفَلَّك ثديها [أي: صار كالفَلْكة] فهي مُفَلِّكة، ومُفَلِّك أجود، قال : لم يعد ثديا نحرها أن تَفَلَّكا

وفلّكتُ الجدي، وهو قضيب يدار على لسانه لئلا يرضع. والفَلْكةُ: أكمة من حجر واحد مستديرة كأنها فَلْكَةُ مغزل، والجميع: الفَلك والفَلَكات، وهو على تقدير النبكة في الخلقة، إلا أن النبكة أشد تحديد رأس من الفَلْكة، وربما كانت النبكة من طين وحجارة رخوة.
كلف
الكَلَفُ - بالتحريك - شيء يعلو الوجه كالسمسم.
والكَلَفُ - أيضاً -: لون بن السواد والحمرة؛ وحمرته كَدرة تعلو الوجه والرجل الأكْلَفُ: الذي كَلِفَتْ حُمرته فلم تصف ويرى في أطراف شعره سواد إلى الاحتراق ما هو.
وقال الأصمعي: إذا كان البعير شديد الحُمرة يخلط حُمرته سواد ليس بخالص: فهو الأكلفُ، قال العجّاج يصِف ثورا:
فَباتَ يَنْفي في كِناسٍ أجْوَفا ... عن حَرْفِ خَيْشُوْمٍ وخَدٍّ أكْلَفا
ويوصف به الأسد، قال الأعشى يصف فرساً:
تَعْدُو بأكْلَفَ من أُسُوْدِ الرْ ... رَقَّتَيْنِ حَلِيْفِ زارَهْ
والكَلْفَاءُ: الخمر؛ للونها.
والكُلْفَةُ - بالضم -: لون الأكْلَفِ.
واختلفوا في نسَبِ جِرَان العَوْد واسمه، فقيل: اسمه المستورد، وقيل: عامر بن الحارث بن كُلْفَةَ؛ وقيل: كُلْفَةَ بالفتح.
وكُلْفى - مثال بُشرى -: رملةٌ بجنْب غَيْقةَ مُكلَّفة بالحجارة؛ أي بها كَلَفٌ للون الحجارة؛ وسائرها سهل ليس بذي حجارة. وقال ابن السكِّيت: كُلْفى بين الجار وودّان أسفل من الثنية وفوق الشقراء.
وكُلافٌ: واد من أعمال المدينة - على ساكنيها السلام -، قال لبيد رضي الله عنه:
عِشْتُ دَهْراً ولا يَدْوْمُ على الأيْ ... يَامِ إلاّ يَرَمْوَمٌ وتِعَارُ
وكُلاَفٌ وضَلْفَعٌ وبَضِيْعٌ ... والذي فوقَ خُبَّةٍ تَيْمَارُ
وقال تميم بن أُبَيِّ بن مُقْبِل:
عَفَا من سُلَيْمى ذو كُلاَفٍ فَمَنْكِفُ ... مَبَادي الجَمِيْعِ القَيْظُ والمُتَصَيَّفُ
وقال الدينوري: الكُلاَفيُّ: نوع من أنواع أعناب أرض العرب، وهو عِنب أبيض فيه خُضرة، إذا زُبِّبَ جاء زَبيبُه أدهم أكْلَفَ.
والكَلُوْفُ: الأمر الشاقُّ.
وكالِفُ: قلعة حَصينة على شط جَيحُون، وهم يُميلُون الكاف كإمالةِ كاف كافرٍ.
وكَلِفْتُ بهذا الأمر كَلَفاً: أي أُوْلِعْتُ به. وفي حديث عمر - رضي الله عنه -: كَلِفٌ بأقاربه. وقد كُتب الحديث بتمامه في تركيب ض ب س.
وكَلِفَ: أي جَشِم. ومنه المثل: كَلِفْتُ إليك عرق القِرْبَة، ويروى: جَشِمْتُ. وفي مثلٍ آخر: لا يَكْن حُبُّك كَلَفاً ولا بُغْضُك تلفاً.
وأكْفَلَه غيره.
والتَّكْلِيْفُ: الأمر بما يَشُقُّ على الإنسان، قال الله تعالى:) لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاّ وُسْعَها (.
وكلَّفَه: جعله أكْلَفَ.
وتَكَلَّفْتُ الشّيء: تَجَشَّمْتُه.
والمُتَكَلِّفُ: العِرِّيْضُ لما لا يعنيه، قال الله تعالى:) وما أنا من المُتَكَلِّفِيْنَ (، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا وأتْقياء أمتي بُرآءُ التَّكَلُّفِ.
ويقال: حَملْتُ الشيء تَكْلِفَةً: إذا لم تُطْقْه إلاّ تَكَلُّفاً.
وقول زهير بن أبي سُلمى:
سَئمْتُ تَكالِيْفُ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثَمانِيْنَ حَولاً لا أبا لكَ يَسْأمِ
يُحتمل أن يكون جمْع تَكْلِفةٍ فزاد الياء لحاجته، وأن يكون جمْعَ التَّكليف.
واكْلاَفَّتِ الخابية - مثال احْمارَّتْ -: أي صارت كَلْفَاءَ.
والتركيب يدل على إيْلاع بالشيء وتعلَّقٍ به.
كلف
الكَلْفُ، بِالْفَتْح: السَّوادُ فِي الصُّفْرَةِ. والكِلْفُ، بالكَسْرِ: الرَّجُلُ العاشِقُ المُتَولِّعُ بالشيءِ مَعَ شُغْلِ قَلْبٍ ومشَقّةِ. والكُلْفُ، بالضّمِّ: جَمْعُ الأَكلَفِ والكَلْفاءِ وسيأْتِي معناهُما. والكَلَفُ مُحَرَّكَةً: شَيْءٌ يَعٍْلو الوَجْهَ كالسِّمْسِم نَقله الجَوْهرِيُّ. وَقد كَلِفَ وجْهُه كَلَفاً: إِذا تَغَيَّرَ، قَالَ: والكَلَفُ: لَوْنٌ بَيْنَ السَّوادِ والحُمْرَةِ، وَهِي: حُمْرَةٌ كَدِرَةٌ تَعْلُو الوَجْهَ والاسْمُ الكُلْفَةُ، بالضَّمِّ. والأَكْلَفُ: الَّذِي كَلِفَتْ حُمْرَتُه فَلم تَصْفُ، من الإِبِلِ وغَيرْهِ وَفِي الصِّحاحِ: الرَّجُلُ أَكْلَفُ، ويُقال، كُمَيْتٌ أَكْلَفُ للْذِي كَلِفَتْ حُمْرَتُه فَلم يَصْفُ، ويُرَى فِي أَطْرافِ شَعَرِه سَوادٌ إِلَى الاحْتِراقِ مَا هُوَ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا كَانَ البَعِيرُ شَدِيدَ الحَمْرَةِ يَخْلِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ لَيْسَ بخالِصٍ، فَذَلِك الكُلْفَةُ، والبَعيرُ أَكْلَفُ والنَّأقَةُ كَلْفاءُ وأَنشدَ الصّاغانِيُّ للعَجّاجِ يصِفُ ثَوْراً: فَباتَ يَنْفِي فِي كِناسٍ أَجْوَفَا عَن حَرْفِ خَيْشُومٍ وخَدٍّ أَكْلَفَا ويُوصَفُ بِهِ الأَسَدُ قَالَ الأَعْشَى يصفُ فَرَساً:
(تغْدُو بَأَكْلَفَ مِنْ أُسُو ... دِ الرَّقْبتَيْنِ حَلِيفِ زَارَهْ)
والكَلْفاءُ: الخَمْرُ لِلَوْنِها، وَهِي الَّتِي تَشْتَدُّ حُمْرَتُها حَتَّى تَضْربَ إِلَى السوادِ، وَقَالَ شَمِرٌ: من أَسْماءِ الخَمْرِ الكَلْفاءُ، والعَذْراءُ. والكُلْفَةُ، بالضَّمِّ: لَوْنُ الأَكْلَفِ مِنّا وَمن الإِبلِ، أَو حُمْرَةٌ كَدِرَةٌ تعلوُ الوَجْهَ، أَو سوادٌ يكونُ فِي الوَجْهِ. والكُلْفَةُ: مَا تَكَلَّفْتَه من نائِبَةٍ أَو حَقٍّ نقلَه الجَوْهَريُّ.
وكُلْفَةُ: جَدُّ قد اخْتَلفوا فِي نسبِ جِرانِ العَوْدِ واسمِه، فقِيلَ: اسمُه المُسْتَوْرِدُ، وَقيل: عامِر بن الحارِثِ بن كُلْفَةَ ويُفْتَحُ. وكُلْفَى كبُشْرَى: رَمْلَةٌ بجَنْبِ غَيْقَةَ بتِهامَةَ أَو بَين الجارِ ووَدانَ أَسفَلَ من الثَّنِيَّةِ وَفَوق الشَّقْراءِ، وَهَذَا قولُ ابنِ السِّكِّيتِ، وَفِي بعضِ النُّسَخِ وَرْدان، وَهُوَ غَلَطٌ مُكَلَّفَةٌ بالحِجارةِ، أَيْ: بهَا كَلَفٌ لِلَوْنِ الحجارَةِ، وسائِرها سَهْلٌ لَا حِجارَةَ فيهِ. والكُلاَفُ كغُرابٍ: وادٍ بالمدينةِ، على ساكِنها أفْضَلُ الصلاةِ والسلامِ، قَالَ لَبِيدٌ رَضِي الله عَنهُ
(عِشْتُ دَهْراً وَلَا يَدُومُ على الأَيّ ... امِ إِلَّا يَرَمْرَمٌ أَو تِعارُ)

(وكُلافٌ وضَلْفَعٌ وبَضِيعٌ ... وَالَّذِي فوقَ خُبَّةٍ تِيمارُ)
وَالَّذِي يَظْهَرُ من سِياقِ المعجَمِ أَنه جَبَلٌ نَجْدِيُّ. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: الكُلافِيُّ مَنْسُوباً: نوعٌ من أَنواعِ أَعْنابِ أَرْضِ العَرَبِ، وَهُوَ من أَنواعِ أعْنابِ أَرْضِ العَرَبِ، وَهُوَ: عِنَبٌ أَبْيضُ فِيهِ) خُضْرَةٌ، وزَبِيبُه أَدْهَمُ أَكْلَفُ وَلذَلِك سُمِّيَ الكُلافِيّ، وَقيل: هُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى الكُلافِ: بلَدٌ بشِقِّ اليَمَنِ. والكَلُوفُ كصَبُورٍ: الأمْرُ الشاقُّ. وكالِف كصاحِبٍ: قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ بشَطِّ جَيْحُونَ وهم يَمِيلُون الكافَ، كإِمالَةِ كافِ كافِرٍ. ويُقال: كَلِفَ بِهِ، كفَرِحَ كَلَفاً وكُلْفَةً، فَهُوَ كَلِفٌ: أَولِعَ بِهِ ولَهِجَ وأَحَبَّ، وَمِنْه الحديثُ: اكْلَفُوا من العمَلِ مَا تُطِيقونَ وَفِي حديثٍ آخرَ: عُثْمانُ كَلِفٌ بأَقارِبِه أَي: شديدُ الحُبِّ لَهُمْ. والكَلَفُ: الوَلُوعُ بالشَّيءِ مَعَ شَغْلِ قَلْبٍ وَمَشَقَّةٍ. وَفِي المَثَل: كَلِفْتُ إِليْكَ عَرَقَ القِرْبَةِ وَفِي مَثلٍ آخرَ: لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفاً، وَلَا بُغْضُكَ تَلَفاً. وأَكْلَفَه غَيْرُهُ. والتَّكلِيفُ: الأَمْرُ بِمَا يَشُقُّ علَيْكَ وَقد كَلَّفَه تَكْلِيفاً، قالَ الله تَعَالَى: لَا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَها. وتَكَلَّفَه تَكَلُّفاً: إِذا تَجَشَّمَهُ نقَلَه الجَوْهرِيُّ، زادَ غيرُه على مَشَقَّةٍ وعَلى خِلافِ عادِةٍ، وَفِي الحَدِيث: أَنَا وأُمَّتِي بُرَآءُ منَ التَّكَلُّفِ وَفِي حَدِيث عُمرَ رَضِي الله عنهُ: نُهِينَا عَن التَّكَلُّفِ أَرادَ كثرَة السُّؤالِ، والبحثَ عَن الأشياءِ الغامِضةِ الَّتِي لَا يَجبُ البَحْثُ عَنْهَا. والمُتَكَلِّفُ: العِرِّيضُ لِما لَا يَعْنِيهِ نَقله الجوهريُّ، وَقَالَ غَيره: هُوَ الوَقّاعُ فِيما لَا يَعْنِيهِ، وَبِه فُسِّرَ قَولُه تَعالى: وَمَا أَنا مِنَ المُتَكَلَّفِينَ. ويُقال: حَمَلْتُه تَكْلِفَةً: إِذا لم تُطِقْهُ إِلَّا تَكَلُّفاً وَهُوَ تَفْعِلَةٌ، كَمَا فِي الصِّحَاح. ويُقال: اكْلافَّتِ الخابِيَةُ اكْلِيفافاً كاحْمارَّت: أَي صارَتْ كَلْفاءَ كَمَا فِي العُبابِ.
وَمِمَّا يُستدركُ عَلَيْهِ: خَدٌّ أَكْلَفُ: أَسْفَعُ. ويُقال للبَهَقِ: الكَلَفُ. والمُكَلَّفُ بالشَّيءِ، كمُعَظَّمٍ: المُتَولِّعُ بِهِ. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: كَلِفْتُ مِنْك أَمْراً، كفرِحَ كَلَفاً. ورَجُلٌ مِكْلافٌ: مُحِبٌّ للنِّساءِ. وَهُوَ يَتَكَلَّفُ لإِخْوانِه الكُلَفَ، والتَّكالِيفَ، الأَخيرُ يحتملُ أَنْ يكونَ جَمْعاً لتَكْلِفَةٍ، زِيدَتْ فِيهِ الياءُ لحاجَتِه، وأَنْ يكونَ جَمْعَ التَّكْلِيفِ، قَالَ زُهَيْرُ بنُ أَبي سُلْمَى:
(سَئِمْتُ تَكالِيفَ الحَياةِ ومَنْ يَعِشْ ... ثَمانِينَ حَوْلاً لَا أَبالَكَ يَسْأَم)
وجمْعُ التَّكْلِفَةِ: تكالِفُ، وَمِنْه قولُ الراجِ: وَهُنَّ يَطْوِينَ على التَّكالِفِ وبالسَّوْمِ أَحْياناً وبالتَّقاذُفِ قَالَ ابنُ سِيدَه: ويَجُوزُ أَنْ يكون من الجَمْعِ الَّذِي لَا واحِدَ لَهُ، ورواهُ ابنُ جِنِّي: التَّكالُفِ بِضَم اللَّام، قالَ ابنُ سيدَه: وَلَمْ أَرَ أَحَداً رَواهُ بضمِّ اللامَ غيرَه. وذُو كُلافٍ، كغُرابٍ: اسمُ وادٍ فِي شِعْرِ مُقْبِلٍ:)
(عَفَا مِنْ سُلَيْمَى ذُو كُلافٍ فمَنْكِفُ ... مَبادِي الجَمِيعِ القَيْظُ والمُتَصَيِّفُ)
وكُلاف أَيْضا: بَلَدٌ بشِقِّ اليَمَنِ، قِيلَ: إِلَيْهِ نُسِبَ العِنَبُ الكُلافِيُّ، كَمَا تَقَدَّم.
كلف
كلِفَ1 يَكلَف، كَلَفًا، فهو أكْلَفُ
• كلِف وجهُهُ: أصابه الكَلَفُ، وهو النَّمشُ الذي يعلو الوجهَ "كلِف وجهُ الفتاة لكثرة تعرّضها للشّمس". 

كلِفَ2/ كلِفَ بـ يَكلَف، كَلَفًا، فهو كَلِف، والمفعول مَكْلوف (للمتعدِّي)
• كلِف المريضُ: علت وجهَه حمرة كدرة.
• كلِف الأمرَ/ كلِف بالأمر: أحبَّه وأُولِع به "كلِف ببعض مؤلّفاته- كلف بامرأة- كان الخليفة عبد الرحمن الناصر كَلِفًا بعمارة الأندلس- لا يكن حبُّك كَلَفًا ولا بغضك تلفًا: دعوة إلى التحكُّم في العواطف وعدم الإفراط". 

تكلَّفَ يتكلَّف، تَكلُّفًا، فهو مُتَكلِّف، والمفعول مُتكلَّف
• تكلَّف الأمرَ:
1 - حمَله على نفسه وليس من عادته، تصنّعًا وتظاهُرًا "تكلَّف الكرمَ/ الألمَ- ابتسامة مُتكلَّفة- {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} ".
2 - تجشَّمه وتحمَّله على مشقَّة "تكلَّف مشقَّة نقل الحمل على ظهره". 

كلَّفَ يكلِّف، تَكْلِيفًا، فهو مُكَلِّف، والمفعول مُكَلَّف
• كلَّفه أمرًا: أوجَبَه أو فرضَه عليه "كلَّف نَفْسَه عناءً ومشقّة- كلَّف خاطرَه- {لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلاَّ وُسْعَهَا} ".
• كلَّفه الأمرُ الكثيرَ من المال أو الجهدِ: استلزم منه وتطلّب "كلَّفَتْه المغامرةُ حياتَه- رحلة مُكَلِّفة: باهظة التكاليف- مكلِّف الأيام ضدَّ طباعها ... متطلِّبٌ في الماء جذوة نارِ" ° مهما كلَّفه الأمرُ: بأيّ ثمن.
• كلَّفَه أمرًا/ كلَّفه بالأمر: وكَّلَه إليه وحمّله إيّاه "كلّف محامَيه بالدِّفاع عنه- كلّفه المديرُ بإجراء دراسة للمشروع". 

أكلفُ [مفرد]: ج كُلْف، مؤ كَلْفاء، ج مؤ كلفاوات
 وكُلْف:
1 - صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كلِفَ1: مصاب بالكلف، وهو نمشٌ يعلو الوجه.
2 - أسود في صفرة.
3 - مَنْ علت وجهَه حمرة كدِرَة. 

تَكْلِفة [مفرد]: ج تكاليفُ:
1 - (جر) ما يُنفَق على صُنع شيء دُون نظر إلى الرِّبح منه "باع البضاعةَ بسِعر التكلِفَة".
2 - نفقة "صارت تكلفة المعيشة باهظة- لا بُدّ من شرائه مهما كانت التكاليف".
• محاسبة التَّكاليف: (جر) وسيلة لتحديد وتحليل الرِّقابة على عناصر التَّكلفة، ثمّ دراسة هذه العناصر، وترتيبها في قوائم وتقارير وكشوف.
• تكلِفة المعيشة: (قص) قياس نفقات السِّلع والخدمات التي يحتاجها النَّاسُ في المجتمع الذي يعيشون فيه.
• سِعْر التَّكلفة: (قص) ما يُنفق على صنع الشيء أو عمله دون النظر إلى الربح منه. 

تكلُّف [مفرد]:
1 - مصدر تكلَّفَ.
2 - (دب) إكثار من ألوان البديع دون أن يكون لذلك حاجة فنِّيّة. 

تَكْليف [مفرد]: ج تكاليفُ (لغير المصدر):
1 - مصدر كلَّفَ.
2 - انتداب لمُهِمّة في الإدارة وغيرها "تمّ تكليفُهُ بإدارة الجامعة".
3 - رسميّات ومبالغة في قواعد السُّلوك الاجتماعيّ وإفراط في اللِّياقة، وابتعاد عن البساطة "لا تكليف بيننا- بلا تكليف/ برفع التكليف" ° بدون تكليف: بغير إلزام.
4 - (فق) إلزام فعل فيه مشقَّة وكلفة.
5 - (قن) إلزام عمليّ بالقوانين الموضوعة "يقضي القانون بتكليفهم بدفع الضرائب".
• سِنّ التَّكليف: (فق) سنّ البلوغ الموجبة للإيمان والعمل بما أنزل الله.
• أمرُ تكليفٍ: أمر يصدره من يملك التَّكليفَ للإلزام بواجب. 

كَلَف [مفرد]:
1 - مصدر كلِفَ1 وكلِفَ2/ كلِفَ بـ.
2 - حُمْرة كدِرَة.
3 - نمش يعلو الوجهَ كالسِّمسم "أصيب وجهُ الفتاة بالكَلَف".
• كَلَف شمسيّ: (جو) بقع شمسيّة، ظاهرة تحدث على سطح الشمس بسبب المجال المغنطيسيّ للشمس، تصل درجة حرارة هذه البقع الهائلة إلى حوالي 3780 درجة مئويّة وتتسبب في اندلاع ألسنة اللهب التي تعرف باسم النتوءات الشمسية، وزيادة التوهّج واللمعان والحرارة في المنطقة الواقعة فوقها مباشرة مع تزايد الانفجارات المروِّعة على السطح. 

كَلِف [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من كلِفَ2/ كلِفَ بـ. 

كُلْفَة [مفرد]: ج كُلُفات وكُلْفات وكُلَف:
1 - عبء المُجاملة "رُفعت الكُلْفة بينهما" ° بدون كُلْفة: ببساطة، وبدون تمسُّك بالرَّسميّات.
2 - مشقَّة "كُلْفَة القيام بعدَّة زيارات".
3 - تكلِفة؛ ما يُنفق من مال أو جُهد لتحصيل شيء "كُلْفة إنتاج- سِعر الكُلْفة- كُلفة الدراسة في هذه الجامعة باهظة".
4 - أنواع من رقيق النسيج تُضاف إلى الثّوب حليةً وزينَةً. 

كلاَّف [مفرد]: مَنْ يقوم بعلْف الماشية وتربيتها. 

مُكلَّف [مفرد]:
1 - اسم مفعول من كلَّفَ.
2 - نائب مُفَوَّض "مكلَّف بشئون السِّفارة".
3 - (فق، قن) مَنْ بلغ سنّ الرُّشد حيث تُهَيِّئُه سِنُّه وحالُه لأن تجرى عليه أحكامُ الشرع والقانون "مُكلَّف شرعًا/ قانونًا". 
كلف: كلف ب: كلفة به أحبّة شديداً وأولع به ولهج (حيان 100): احتجب عنهم أياماً فساءهم ذلك وكلفوا بالنظر إليه وسماع كلامه لما كان يبلغهم عنه وخاطبوه في ذلك فخرج عليهم.
كلّف: عَهِد إلى فلان في شيء ما (الكالا).
كلّف إلى أو ب: أخضع، ألزم، أرغم أضطره إلى، كلّفة ب (بوشر) أجبر، أكرَهَ (هلو وفوك costrenir) ؛ ( المقري 636:2، 21): كلفه أن يعمل (كوسج، كرست 9: 114): النفقة التي كلفوه للجند على البيعة (ألف ليلة رقم 1، 99، 14): يا ليتنا ما كلفناها بذلك.
كلّف: فرض السخرة (هلو، مقدمة ابن خلدون 98:2، 8): تكليف الأعمال (ابن الخطيب 107): لا يلزمها وظيف بوجه ولا يكلف منها كلفة على كل حال.
كلّف خاطرك: كلّف خاطرك ناولني الدواية أو القلم.
كلفنا خاطرك أو كلّفت خاطرك: أتعبتك، عفواً لما أحدثته لك من مشقة، شكراً (تقال لمَنْ أجهد نفسه من أجلك) (بوشر).
كلّف: ألزمه بالمصاريف، كان سبباً في دفعه إلى الإنفاق (بوشر) (ألف ليلة 731:4، 8): وأمر بزينة المدينة ثلثين -ثلاثين- يوماً ولم يكلف أحداً من أهل المدينة شيئاً من ماله بل كامل الكلفة والمصاريف من خزانة الملك.
كلّف: شارك أو أسهمَ في المؤونة، أطعم، غذى (بوشر) (ألف ليلة 475:4): يكلفه من كيسه: وقد ترجمها (لين): أنفق عليه من كيسه الخاص.
كلفه: سفري كلّفني مية غرش (بوشر، همبرت 105).
كلّف: جهّز، أضاف إلى، زيّن، وفّر كل ما يقتضي لتسهيل أو راحة أو تزيين أو حفظ أو صيانة الشيء أو الدفاع عنه (بوشر).
كلّفة للغدا: دعاه إلى الغداء (بوشر).
كلف: أعاق، عرقل، ضايق، حيّر، منع (الكالا estorvar) .
تكلّف أن: تكلف الأمر تجشّمه وتحمّله على مشقة وعسرة (كليلة ودمنة 3: 270) (تكلف في: ساسي كرست 1، 155، 7)، جد، جهد، كدّ.
تكلّف: أرغم نفسه على فعل شيء، بذل جهداً فوق طاقته، قام مرغماً أو قسراً بعملٍ ما، أو مشمئزاً (عبد الواحد 4: 61): تكلفت جوابه غاية التكلف.
تكلف ل: ألزم نفسه، كلف نفسه (البكري 185:14) ما تكلف لها عند إملاكها من الالتزامات التي فرضت من عقد الزواج (دي سلان، بدرون 200، 2). تكلّف: عني واعتنى ب، تعهد (الكالا) (محمد بن الحارث 328) ثم تكلف بعد ذلك تأليف تلك الأقضية وجمع تلك الأحكام.
تكلف: يقول (ابن الخطيب31) في حديثه عن الشاعر وما يجب عليه من إتقان شعره ضعيفاً، تغلب الرداءة فيه الجودة وكان لا يتعنى فيه ولا يتكلفه. إلا أن معنى هذه الكلمة، عادة هو: بذل جهداً كبيراً (عبد الواحد 3: 121؛ 221، 12؛ 227، 12. المقدمة الجزء الثالث 5: 379، 404، 3. حيان بسام 1: 72) سمّى كاتباً: فوقع كلامه جانباً من البلاغة لأنه كان على طريقة المعلمين المكلفين (المتكلفين) فلم يجد في أساليب الكتاب المقطوعين (المطبوعين).
تكلف ل: (انظر معناها في معجم (فوك) في مادة conpellere.
متكلف: محتلّ غصباً (رولاند).
كلّف: ألزم، أرغم (معجم الطرائف) هذا إذا كانت كتابة الكلمة صحيحة وهذا ما أبدى الناشر فيه شكه؛ (انظر الإضافة والتعديل في ص108).
تكلّف: أنفق (فريتاج، بوشر، همبرت 219، معجم جغرافيا): تكلف على سفري مية غرش.
تكلّف عليّ: اقتضاني مبلغاً مقداره كذا: تكلف على سفري مية غرش أي المعنى نفسه للجملة السابقة (بوشر، ألف ليلة 4:226:3): لم يتكلف عليه الشيء: لم يدفع ثمناً له.
يتكلّف: ثمنه مكلف أي باهظ الثمن.
كُلْف: صهب وصُهبة، شُقرة، نمش (بوشر، مهرن 34).
كَلِف: عاشق، محب (الكامل 165، 2) = مشوق، كلف ب 715، 6؛ ورد عند (ساسي كرست 2، 99): فنظر إليها ضاحكــاً كلفاً وقد ترجمها الناشر: نظر إليها ضاحكــاً ضحكة مغيظة. وأنا أشك في صحة هذه الترجمة.
كَلْفَة كَلفتاة= كَلَّوتة (أنظر الكلمة).
كُلْفة: إجبار، غصب، قهر (الكالا) ( apremiadura) ( هلو) وانظرها عند (فوك) في مادة ( conpellere) .
كلفة: تفريض، توكيل أمر يوجه إلى شخص (الكالا).
كلفة: مشقة، حيرة، عائق، مانع، وعند (هلو): حزن، كرب، مشقة، تعب (عبد الواحد 2: 218. المقري 2، 514، 5:607:4 المقدمة 52:2، 323، 16).
كلفة: عناية (الكالا: cuydade) . كلفة: نفقة، صرف، وقاية، حماية، معاش، قوت، زاد، مؤونة وكل ما يقتضي الإنفاق (بوشر، محيط المحيط، النويري مصر مخطوطة 2 ص100): رسم لجميع مَنْ توجه في خدمته أن تكون كُاَفُهم وما يحتاجون إليه من المآكل والعليق على الأبواب السلطانية (مخطوطة 19ب، 139): كلفه (ألف ليلة رقم 731:4، 9، برسل 356:9): تذكر لي جميع الألوان الفاخرة مَنْ يقدر على كلفتهم أي (مَنْ الذي يقدر على الدفع الثمن؟) أو، وفق طبعة ماكني: مَنْ يقدر على ثمنها.
بغير كلفة لأحد أي مجاناً (معجم الجغرافيا).
كلفة: سُخرة (معجم البيان 1:14، 12. هلو، حيان بسام 1، 8): فشرع في حفير (حفر) الخندق حول قرطبة وألزم أهلها القيام بأمره فاشتدت الكلف عليهم (141:3): أخذ في مداراة الناس وكف عن الكلف وكتب إلى الجماعة كتاباً طويلا أوضح فيه العذر في شأن تلك الكلف (خطيب مادة كلّف).
كلفة: نوع من أنواع الضرائب (وصف مصر 60:12، 62).
كلفة: وجبة طعام يقدمها شيوخ القبائل للكاشف وللمماليك الذين يجوبون المقاطعة (وصف مصر 496:11).
كلفة: أدوات الزينة؛ عدة الخياط من أزرار وخيوط وعرى .. الخ (بوشر).
كلفة: رسميات، مجاملات، مزعجة (بوشر).
كلفة: أجزاء، أقسام، فروع؛ بنود المذكرات (بوشر).
كلاف: بائع السجاد (همبرت 204).
كليف: أنظرها عند (فوك) في مادة amare ( محبّ).
كلاّف: راعٍ (وصف مصر 483:11؛ 68:12) راعي بقر (ميهرن 34).
كوالف: نبات الباذورد spina alba ( ابن البيطار 408:2). (أنظر ذو ثلاث شوكات في الجزء الخامس من هذه الترجمة وانظر شكاعي وشوكة بيضاء في الجزء السادس- المترجم).
أكلف: كستني اللون (بوشر).
تكلف: تصنّع (المقري 503:1، 8؛ ميرسنج 5: 32) هذا إن كان التصنع في الطريقة أو الأسلوب أو النمط أو النهج أما التصنع في اللغة انظر (المقري 714:2، 2): طرح التكليف (المقري 562:1، 3).
من غير تكليف: بدون رسميات (بوشر).
تكليف وجمعها تكاليف: إجبار، إرهاق، إرغام (الكالا).
تكليف: شرط مكلف، تعهد (بوشر).
تكليف: كل ما يقتضي الإنفاق عليه من أجل القيام به (بوشر).
تكليف: من مصطلحات علم اللاهوت حين يتعلق الأمر ببحث سن الرشد، أي السن الذي يصبح فيه الإنسان مسؤولا عن تصرفاته وخاضعاً للأوامر التي يفرضها الإلهي؛ ويسميها (فوك): مكلف وفي حد التكليف adultus ( وباللاتينية iam potest cogere وكان يريد أن يقول cogi.
بلغ حد التكليف: وهي تقابل باللاتينية pubeacere ( فوك).
بلغ حد التكليف: (في ألف ليلة وليلة 897:1، 6): فكيف تخشى من الحرام وارتكاب الآثام وأنت لم تبلغ حد التكليف ولا مؤاخذة في ذنب الصغير ولا تعنيف؛ (لم يحسن رايسك ترجمة هذه الكلمة التي وردت في كتاب أخبار الإسلام لأبي الفداء في الجزء الثانية ص420 السطر السابع وكذلك الكلمة التي وردت في الملاحظة المؤشر عليها بحرف K ص428). وفي مقدمة ابن خلدون (201:1 و16:2: وردت التكاليف الشرعية بخصوص الأوامر التي يفرضها القانون الإلهي وفي المقدمة أيضاً (393:1، 2) وردت التكاليف وحدها (المقدمة 17:3، 6).
تكليف: طرح التكليف (المقري 1، 600، 17): وكان مطرح التكليف بمشي بثوب واحد وعلى رأسه طاقية.
تكليف: رسميات، مجاملات مزعجة، تملق، تقاليد الحفلات، المجاملات بين الأفراد (بوشر).
تكليفي، الفروض التكليفية: الأنظمة القانونية (مقدمة ابن خلدون 16:3، 11)؛ العقل التكليفي: العقل الذي يملي على صاحبه واجباته (المقدمة 202:1، 1).
مكلف وجمعه مَكالِف: المسؤول عن إطعام غيره (رنجرز، 165، 12، 199، 7، 8، 10؛ ولم يفهم الناشر معنى هذه الكلمة التي وردت في ص201).
مكلف (وانظر تكليف): هو ذلك بلغ سن الرشد، أي السن الذي يصبح فيه مسؤولا عن أعماله وخاضعاً للأوامر التي يفرضها القانون الإلهي (زيشر 430:11، 33:20) (هو العاقل البالغ) ابن بطوطة 170:2، المقري 582:1، 5 المقدمة 201:1، 347:7، 5.
مكلَّف: المفرط في التأنق (ألف ليلة، برسل 323:9، 325).
مكلَّف: فخم، باذخ، فاخر (بوشر، ألف ليلة 104:3، 8): التروس المكلفة.
مُكَلَّف: يحتمل أن يكون معناها متكلفاً لو حذفنا منها كلمة نفسه وتطلق على الشخص الذي يقوم بعمل يتجاوز طاقته أو على الفضولي الذي يدس أنفه فيما لا يعنيه (انظر معجم الجغرافيا).
مكلفة: حمّى عنيفه (دومب 88).
متكلّف: أنظر: مُكَلَّف.
متكلف: المفرط في التصنع (فريتاج) (العبدري ص55) بعد أن نسب إلى كلمة مكة بعض الاشتقاقات: وهذا بعيد متكلف لا خفاء بضعفه.
متكلف بالتشريفات: المسؤول عن الرسميات (بوشر).
(كلف)
الْمَاشِيَة كلفا عَلفهَا (محدثة)

(كلف) وَجهه كلفا أَصَابَهُ الكلف فَهُوَ أكلف وَهِي كلفاء (ج) كلف وَالشَّيْء وَبِه أحبه وأولع بِهِ فَهُوَ كلف وَالْأَمر احتمله على مشقة وعسر
كلف
الْكَلَفُ: الإيلاع بالشيء. يقال: كَلِفَ فلان بكذا، وأَكْلَفْتُهُ به: جعلته كَلِفاً، والْكَلَفُ في الوجه سمّي لتصوّر كُلْفَةٍ به، وتَكَلُّفُ الشيءِ: ما يفعله الإنسان بإظهار كَلَفٍ مع مشقّة تناله في تعاطيه، وصارت الْكُلْفَةُ في التّعارف اسما للمشقّة، والتَّكَلُّفُ: اسم لما يفعل بمشقّة، أو تصنّع، أو تشبّع، ولذلك صار التَّكَلُّفُ على ضربين:
محمود: وهو ما يتحرّاه الإنسان ليتوصّل به إلى أن يصير الفعل الذي يتعاطاه سهلا عليه، ويصير كَلِفاً به ومحبّا له، وبهذا النّظر يستعمل التَّكْلِيفُ في تكلّف العبادات.
والثاني: مذموم، وهو ما يتحرّاه الإنسان مراءاة، وإياه عني بقوله تعالى: قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ
[ص/ 86] وقول النبي صلّى الله عليه وسلم: «أنا وأتقياء أمّتي برآء من التّكلّف» . وقوله: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها
[البقرة/ 286] أي: ما يعدّونه مشقّة فهو سعة في المآل. نحو قوله: وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ [الحج/ 78] ، وقوله: فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً الآية [النساء/ 19] .

فقع

(فقع) - في حديث عاتِكَة لابْن جُرمُوز: "يا بْنَ فَقْع القَرْدَد"
الفَقْع: ضَرْب من الكَمْأَة أَبيضُ من أَردَئِها. والقَردَدُ: أَرضٌ مُرتَفَعة إلى جَنْب وَهْدَةٍ.
فقع
يقال: أصفر فَاقِعٌ: إذا كان صادق الصّفرة، كقولهم: أسود حالك. قال تعالى: صَفْراءُ فاقِعٌ [البقرة/ 69] ، والْفَقْعُ: ضرب من الكمأة، وبه يشبّه الذّليل، فيقال: أذلّ من فَقْعٍ بقاع ، قال الخليل : سمّي الفُقَّاعُ لما يرتفع من زبده، وفَقَاقِيعُ الماء تشبيها به.
[فقع] فيه: نهى عن "التفقيع" في الصلاة، هي فرقعة الأصابع وغمز مفاصلها حتى تصوت. وفيه ح: وإن "تفاقعت" عيناك، أي رمصتا أو ابيضتا أو انشقتا - أقوال. وح: يا ابن "فقع" القردد، هو ضرب من أرادإ الكمأة، والقردد أرض مرتفعة إلى جنب وهدة. وفيه: عليهم خفاف لها "فقع"، أي خراطيم. ك: "الفقاع" بضم فاء وشدة قاف وبمهملة المشروب المعروف.
(فقع)
اللَّوْن فقعا وفقوعا صفا ونصع ويغلب فِي اللَّوْن الْأَصْفَر وَالشَّيْء شقَّه وَيُقَال فقعته الفواقع نزلت بِهِ وأهلكته

(فقع) فلَان تشدق وَجَاء بِكَلَام لَا معنى لَهُ والأديم لَونه بلون فَاقِع والخف جعل لَهُ خرطوما والمفاصل غمزها حَتَّى تقضضت وصوتت وورقة الْورْد ضربهَا بكفه فانشقت وصوتت وَالشَّيْء المنفوخ ضربه بكفه فانشق وَصَوت
ف ق ع: (الْفُقُوعُ) مَصْدَرُ قَوْلِكَ أَصْفَرُ (فَاقِعٌ) أَيْ شَدِيدُ الصُّفْرَةِ وَقَدْ (فَقَعَ) لَوْنُهُ مِنْ بَابِ خَضَعَ وَدَخَلَ.
وَبَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا أَيْ لَوْنُهَا فَاقِعٌ. وَ (الْفُقَّاعُ) شَرَابٌ ذُو زَبَدٍ. وَ (الْفَقَاقِيعُ) النُّفَّاخَاتُ الَّتِي تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْمَاءِ كَالْقَوَارِيرِ. وَ (فَقَّعَ) أَصَابِعَهُ (تَفْقِيعًا) فَرْقَعَهَا. 
ف ق ع

هو أصفر فاقع بيّن الفقوع وهو النّصوع. ويقال: فقّعوا أديمكم أي حمّروه. وحمامٌ فقيع: أبيض. ويقال: " إنك لأذلّ من فقع القاع ". وأصابته فاقعة من فواقع الدهر وهي بوائقه. وتقول: كلّ باقعه، ممنوّ بفاقعه. وصفّق الشراب فطفت عليه الفواقع والفقاقيع وهي النّفّاخات. قال عديّ:

وطفا فوقها فقاقيع كاليا ... قوتِ حمر يثيرها التصفيق

وفقّع أصابعه وفرقع. ونهى ابن عباس عن التفقيع في الصلاة. وفقّع الصبيّ الوردة إذا جمعها ثم ضربها فصوّتت، ومنه: تفقيع القاف.
فقع
الفَقْعُ: ضَرْب من الكمْأةِ أبْيَض، ويُقال: فِقْعٌ أيضاً وقد يُجْمَعُ على الفُقُوْع. وهذا أفْقُوْع: لكلِّ ما تَنْفَقِعُ عنه الأرض. والفَقاقِيْعُ: النفاخَاتُ تعْلُوْ الماءَ. والتفْقِيْعُ: أنْ تَشُق وَرَقَة من الوَرْدِ بالإصْبَع فَتَسْمَعَ لها صَوْتاً. وأنْ تَتَشَدقَ في الكلام.
وصَوْتُ الأصَابع أيضاً. وحَمَامٌ فِقَيْعٌ: شَديدُ البَياض. ويُقال: أبيَضُ فِقَيْعٌ أيضاً.
والفَاقِعُ: يُجْعَلُ صِفَةً في الحُمْرَة والصفْرَة والبَيَاض، وقد فَقَعَ فُقُوْعاً. وفَقِّعُوْا أدِيْمَكم: حَفَرُوْها. والمُفَقِّعَةُ: طائرٌ أسْوَدُ أبيضُ أصْل الذًنَبِ يَنْقُرُ البَعْرَ. والفقعُ: الضُّراط، يُقال: فَقَعَ به، وهو فَقاعٌ، وانه لَيَتَفَقعُ بمِفْقَاع. وفَقيرٌ مُفْقع: شَديد الفَقْر.
[فقع] الفقوعُ: مصدرُ قولك أصفر فاقع، أي شديد الصفرة. وقد فَقَعَ لونُه يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقوعاً. وبقرةٌ صفراءُ فاقِعٌ لونها، أي لونها فاقِعٌ. والفاقِعَةُ: الداهيةُ. وفَواقِعُ الدهر: بَوائِقُهُ. والفُقَّاعُ: الذي يشرب. والفَقاقيعُ: النُفّاخاتُ التي ترتفع فوق الماء كالقوارير. والفَقْعُ: الحُصاصُ . وفَقَّعَ أصابعَه تَفْقيعاً: فَرْقَعَها. والفَقْعُ: ضربٌ من الكمأة، قال أبو عبيد: وهي البيضاء الرِخوة، وكذلك الفِقْعُ بالكسر، عن ابن الكسيت. وجمع الفقع فقعة، مثل جبء وجبأة وجمع الفِقْع أيضاً فِقَعَةٌ، مثل قردٍ وقِرَدَةٍ. ويُشَّبَه به الرجل الذليل فيقال: هو فَقْعُ قَرْقَرِ ; لان الدواب تنجله بأرجلها. قال النابغة يهجو النعمان بن المنذر: حدثوني بنى الشقيقة ما يم‍ * نع فقعا بقرقر أن يزولا

فقع


فَقَعَ(n. ac.
فَقْع
فُقُوْع)
a. Was a deep yellow; was clear, bright.
b. Died from heat.
c. Crushed, overwhelmed (misfortune).
d. [ coll. ], Broke, burst, split;
died of vexation, mortification.
e. Throve (child).
f. Broke wind.

فَقِعَ(n. ac. فَقَع)
a. Was a deep red.

فَقَّعَa. Snapped, cracked (fingers); burst (
rose-leaf ).
b. Dyed red (leather).
c. [ coll. ], Mortified cruelly
made to die of vexation.
أَفْقَعَa. Was poor, wretched.

تَفَاْقَعَa. Became white (eyes).
إِنْفَقَعَa. Burst, split, cracked; was rent asunder.

فَقْعa. Yellowness.
b. see 2
فِقْع
(pl.
فِقَعَة)
a. Inferior kind of mushroom.

أَفْقَعُ
(pl.
فُقْع)
a. White, glistening.

مِفْقَعa. see 45
فَاْقِعa. Pure, bright, clear (colour).

فَاْقِعَة
(pl.
فَوَاْقِعُ)
a. fem. of
فَاْقِعb. Calamity, disaster.

فَقَاْع
فُقَاْعa. Red, raddy.

فَقِيْعa. see 22
فَقَّاْعa. Bad, evil, perverse, wicked.

فُقَّاْعa. A kind of beer.
b. A kind of sherbet.

فُقَّاْعَة
(pl.
فَقَاْقِيْعُ)
a. Bubbles.

فُقَّاْعِيّa. Tavern-keeper.

فِقِّيْعa. see 14
مِفْقَاْعa. Anus.

N. Ag.
أَفْقَعَa. Overwhelming; excessive.

فُقَّيْع
a. [ coll. ], Green, unripe (
fruit ).
(ف ق ع)

الفَقْعُ والفِقْع: الْأَبْيَض من الكمأة، وَهُوَ أردؤها. قَالَ الرَّاعِي:

بلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فِيهَا قِناعَه ... كَمَا ابيضَّ شيخٌ من رِفاعةَ أجْلَحُ

وَقَالَ أَبُو حنيفَة: الفَقْع يطلع من الأَرْض، فَيظْهر أَبيض. وَهُوَ رَدِيء، والجيد مَا حفر عَنهُ واستخرج. وَالْجمع: أفْقُع، وفُقُوع، وفِقَع، وفِقَعَة. قَالَ:

ومِن جَنى الأرضِ مَا يَأْتِي الرِّعاءُ بهِ ... من ابْن أوْبَرَ والمُغْرودِ والفِقَعَهْ

والفِقِّيع: جنس من الْحمام أَبيض، على التَّشْبِيه بِهَذَا الْجِنْس من الكمأة، واحدته: فِقِّيعة.

والفَقَع: شدَّة الْبيَاض. وأبيض فُقاعِيّ: خَالص، مِنْهُ.

والفاقِع: الْخَالِص الصُّفْرَة الناصعها، وَقد فَقَعَ يَفْقَعُ فُقُوعا. وَفِي التَّنْزِيل: (صفراءُ فاقِعٌ لوُنها) . وأصفر فَاقِع وفُقَاعِيّ: شَدِيد الصُّفْرَة. عَن الَّلحيانيّ. وأحمر فاقعٌ وفُقاعِيّ: يخلط حمرته بَيَاض. وَقيل: هُوَ الْخَالِص الْحمرَة. وَقيل: الفاقع: الْخَالِص الصافي من الألوان، أَي لون كَانَ. عَن الَّلحيانيّ.

والفَقْع: الضراط. وَقد فَقَعَ بِهِ، وَهُوَ يُفَقِّع بمفْقَع: إِذا كَانَ شَدِيد الضراط.

والتَّفْقيع: صَوت الْأَصَابِع إِذا ضرب بَعْضهَا بِبَعْض. والتَّفقيع أَيْضا: أَن تَأْخُذ ورقة من الْورْد، فتديرها، ثمَّ تغمزها بإصبعك، فتصوت إِذا انشقَّت.

والفقَاقيع: هَنَات كامثال الْقَوَارِير، تتفقع على المَاء وَالشرَاب عِنْد المزج. واحدتها: فُقَّاعة. قَالَ عدي بن زيد يصف الْخمر:

وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ كالْيا ... قُوت حُمرٌ يُثيرها التَّصْفِيقُ

والفُقَّاع: شراب يتَّخذ من الشّعير، سمي بِهِ لما يعلوه من الزَّبد.

والفَقَّاع: الْخَبيث.

والفاقِع: الْغُلَام الَّذِي قد تحرّك. وَقد تفقَّع. قَالَ جرير:

بني مالكٍ إنَّ الفَرَزْدَق لم يَزَلْ ... يَجُرُّ المخازِي مِن لَدُنْ أَن تفَقَّعا

وأفْقَعَ: افْتقر. وفقير مُفْقِعٌ مُدْقِع: وَهُوَ أَسْوَأ مَا يكون من الْحَال. وأصابته فاقِعة: أَي داهية.
فقع: فقع: تصحيف فقأ (فوك) وقد ذكرت فيه الكلمتين فقع وفقأ, ولنظر: انفقأ في معاجم العربية. وقارن أيضا فقأ مع المعاني التي ستأتي فيما عدا المعنى الأخير.
فقع: شق الدمل. ففي ألف ليلة (1: 215): فقلت لها إن في يدي حبة فقالت أخرجها افقعها لك فقلت ما هو وقت فقعها. وفي طبعة برسلاو (2: 162) فجر.
فقع: شق، فزر، فقأ. (بوشر) وفي ألف ليلة (يرسل (9: 279): وكان العائق نزل واتكى على المصران ففقعه فساح الدم من بين رجليه. وفي طبعة ماكن: قطع.
فقع: ثقب، نقب، خرق. يقال: فقع الدمل (بوشر).
فقع: انشق، انقطع. (بوشر، ألف ليلة برسل 4: 9، محيط المحيط).
فقع من الضحك: انفخر ضاحكــا. استغرب ضاحكــا، قهقه. ضاق نفسه من الضحك. (بوشر فقع: انفجر، تفجر، تشظى. (بوشر).
فقع الرجل: مات بغتة من الغم، وهو من كلام العامة. (محيط المحيط). وفي كرتاس (ص169): مات مفقوعا بهذا المعنى وهذا مثل قولهم نفق الحيوان أي مات ونفق الرجل عند العامة أي مات.
فقع (بالتشديد): فقأ (فوك).
فقع: شقق، قطع بقوة (بوشر).
افقع: فقأ العين (فوك).
تفقع: تفقأ (فوك).
انفقع: انفقأت العيون (فوك).
انفقع على: كف عن. اقلع عن (فوك).
انفقع: انتحب، نحب، (الكالا).
فقع قلب: غصة، حسرة، كربة، انكسار القلب (بوشر).
فقعة: شق، صدع، فلع، فلق (بوشر).
فقعة: فقع الذئب، نوع من الفطر من الفصيلة الفقعية.
فقعة: شهيق، نحيب، زفير. (الكالا).
فقعة: وجع شديد أو حزن شديد يسبب الموت. ففي كرتاس (ص47): مات فقعة وندامة. (وهذا الضبط للكلمات في المطبوع) وفيه (ص104): فمرض بالفقعة ومات لعشرين يوما من الكائنة.
فقعان: غضوب، نزق، سريع الغضب. (دومب ص105).
فقيع الأصوات: ترجمة الكلام العبري الذي معناه فرقعة الرعود وتفجرها. (أبو الوليد ص218).
فقاعية: طعام يتخذ من السمك البوري. (ميهرن ص32).
فقع، واحدته فقعة: فطر. (المعجم اللاتيني- العربي، فوك).
فقع: حنظل، قربع. شري، علقم، قثاء الحمار. (المعجم اللاتيني العربي).
فقاع: فقاع العين، الذي يفقأ العين (فوك).
فقاع وفقاع: فطر. (الكالا، المستعيني مادة فطر، بوشر (بربرية) همبرت ص48 بربرية).
فقاع: جعة بيرة، شراب يتخذ من الشعير يخمر حتى تعلوه فقاعاته وهي نفاخات ترتفع على سطح الشراب. (بوشر).
فقيع. واحدته فقيعة: وهو عند العامة ثمر التين قبل نضجه (محيط المحيط).
فقاع، والجمع فقاع: إبريق، جرة، وعاء.
ولعلها كانت في الأصل تدل على وعاء الفقاع (الجعة والبيرة). (كاترمير في الجزيرة الآسيوية 1850، 1: 246) وقد ذكرت في العبارة المطبوعة في الجريدة الآسيوية (1849، 26612 رقم 1).
وفي مخطوطتنا (رقم 92): فقاعة.
فقاعي: صانع الجعة، وبائع الجعة.
فاقعة، والجمع فواقع: فقاعة، نفاخة تعلو على سطح السائل. (معجم الطرائف، ابن خلكان 1: 137، 413).
فاقوع: عند العامة: نبات يخرج قضبانا دقيقة طويلة مجوفة. (محيط المحيط).
فقع
فقَعَ يَفقَع، فَقْعًا وفُقوعًا، فهو فاقِع، والمفعول مَفْقوع (للمتعدِّي)
• فقَع اللونُ: صفا، نصَع، ويغلب في اللَّون الأصفر "أصفر فاقع: شديد الصُّفْرة- {يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا} ".
• فقَع الشَّيءَ المنفوخَ: شقّه فصوّت "فقَع البالون" ° فقعته الفواقع: نزلت به المصائبُ وأهلكته. 

فقِعَ يَفقَع، فَقْعًا، فهو فَاقِع
• فَقِع الشيءُ:
1 - احمرَّ.
2 - اشتدَّ لونه (وغلب على الأصفر). 

انفقعَ ينفقع، انفقاعًا، فهو مُنفقِع
• انفقع الشَّيءُ المنفوخُ: مُطاوع فقَعَ: انشق فصوَّت "انفقعت الكرة/ البالون/ النُّفاخة المطّاطيّة". 

تفقَّعَ يتفقّع، تفقُّعًا، فهو مُتَفقِّع
• تفقَّع الشَّيءُ: كوَّن فُقّاعات. 

فقَّعَ يفقِّع، تفقيعًا، فهو مُفَقِّع، والمفعول مُفَقَّع
• فقَّع أصابعَه: فرقعها.
• فقَّع الشَّيءَ المنفوخَ: ضربه بكفه فانشقَّ وصوّت "فقَّع
 البالونَ". 

تفقُّع [مفرد]: مصدر تفقَّعَ.
• تفقُّع الدَّم: (طب) مرض أو اعتلال يصيب الغواصين وعمّال الأنفاق يسبِّبه تكوُّن فُقَّاعات النَّيتروجين في الدم، يتبعه نقصان سريع في الضَّغط ويتصف بآلام شديدة في المفاصل والصَّدر وتَهيُّج البشرة ومغص حادّ وشلل. 

فاقِع [مفرد]: ج فواقِع، مؤ فاقعة: اسم فاعل من فقَعَ وفقِعَ ° الفاقِع: الخالص الحمرة، الخالص الصفرة- أصابته فاقِعة من فواقع الدَّهر: أي بوائقه- الفاقعة: الداهية والنّازلة. 

فُقاع [مفرد]: (طب) مَرَض جلديّ خطير تظهر فيه فقاقيع تُصيب الجلد والغشاء المخاطيّ "أُصيب بالفُقاع". 

فقاقيعُ [جمع]: مف فُقَّاعة: نُفَّاخات كرويّة أو شبه كرويّة ترتفع على سطح الماء والشَّراب وتنطفئ سريعًا، وهي رقيقة جدًّا مشكَّلة من سائل ممتلئ بالهواء أو الغاز ° فقاقيع الصَّابون: كرات تكون مؤلفة من قشرة رقيقة ممتلئة ماء ويمكنها أن تعلق في الجو.

فَقْع1 [مفرد]: مصدر فقَعَ وفقِعَ. 

فَقْع2 [جمع]: جج أَفْقُع وفُقُوع، مف فَقْعة: أردأ أنواع الكمأة، رِخْو أبيض. 

فُقَّاعة [مفرد]: ج فقَّاعات وفقاقيعُ:
1 - نُفَّاخة كروَّية أو شبه كرويَّة رقيقة جدًّا مشكلة من سائل ممتلئة بالهواء أو الغاز ترتفع على سطح الماء والشّراب وتنطفئ سريعًا.
2 - شيء جميل ولكنَّه زائل أو خادع أو موهم. 

فُقُوع [مفرد]: مصدر فقَعَ. ف ق ف ق
3817 - ف ق ف ق
فقفقَ يفقفق، فقفقةً، فهو مُفَقْفِقُ
• فقفقت القِدرُ: خرج لغليانها فقاقيع يُسمع لها صوت. 

فقع: الفَقْعُ والفِقْعُ، بالفتح والكسر: الأَبيض الرَّخْو من الكَمْأََ

ة، وهو أَرْدَؤُها؛ قال الراعي:

بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فيها قِناعَه،

كما ابْيَضَّ شَيْخٌ، من رِفاعةَ، أَجْلَحُ

وجمع الفَقْعِ ، بالفتحِ فِقَعةٌ مثل جَبْءٍ وجِبَأَةٍ، وجمع الفِقْعِ،

بالكسر، فِقَعَةٌ أَيضاً مثل قِرْدٍ وقِرَدةٍ. وفي حديث عاتكة قالت لابن

جُرْموزٍ: يا ابن فَقْعِ القَرْدَدِ؛ قال ابن الأَثير: الفَقْعُ ضرْب من

أَردَإِ الكَمْأَةِ، والقَرْدَدُ: أَرض مرتفعة إلى جنب وَهْدةٍ. وقال

أَبو حنيفة: الفَقْعُ يَطْلُعُ من الأَرض فيظهر أَبيض، وهو رديء، والجيِّد

ما حُفِرَ عنه واستخرج، والجمع أَفْقُعٌ وفُقُوعٌ وفِقَعةٌ، قال:

ومِنْ جَنى الأَرضِ ما تأْتي الرِّعاءُ به

مِنَ ابنِ أَوْبَرَ والمُغْرُود والفِقَعهْ

ويُشَبَّه به الرجل الذليل فيقال: هو فَقْعُ قَرْقَرٍ، ويقال أَيضاً:

أَذَلُّ من فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها؛ قال

النابغة يهجو النعمان بن المنذر:

حَدِّثوني بَني الشَّقِيقةِ ، ما يَمْـ

ـنَعُ فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن يَزُولا

الليث: الفقْع كَمْءٌ يخرج من أَصل الإِجْردِّ وهو نَبْتٌ. قال: وهو من

أَرادإِ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً.

والفِقِّيعُ

(* قوله «والفقيع» هو كسكيت كما في القاموس، وقال شارحه:

نقله الصاغاني عن الجاحظ، وهو غلط من الصاغاني في الضبط والصواب فيع الفقيع

كأمير.) جنس من الحَمام أَبيض على التشبيه بهذا الجنس من الكمأَة،

واحدته فِقِّيعةٌ.

والفَقَعُ: شِدَّةُ البياض، وأَبيضُ فُقاعِيٌّ: خالص منه. والفاقِعُ:

الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها. وقد فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إذا

خَلَصَت صفرته. وفي التنزيل: صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها وأَصْفَرُ فاقِعٌ

وفُقاعِيٌّ: شديد الصُّفرة؛ عن اللحياني. وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ:

يخلِط حُمْرَتَه بياض، وقيل: هو الخالص الحُمُرة. ويقال للرجل الأَحمر

فُقاعِيّ، وهو الشديد الحمرة في حُمرته شَرَقٌ من إغْرابٍ؛ وأَنشد:

فُقاعِيّ، يَكادُ دَمُ الوَجْنَتَيْن

يُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ

قال الأَزهريّ: وجعله الجاحظ فَقِيعاً، وهو في نوادر أَبي زيد فُسِّرَ

مِثلَ ذلك فَقاعٌ، وقيل: الفاقِعُ الخالصُ الصّافي من الأَلْوانِ أَيَّ

لَوْنٍ كان؛ عن اللحياني. ويقال: أَصْفَرُ فاقِعٌ وأَبيضُ ناصِعٌ وأَحمر

ناصِعٌ أَيضاً وأَحمر قانئٌ؛ قال لبيد في الأَصفر الفاقع:

سُدُمٌ قَدِيمٌ عَهْدُه بأَنِيسِه،

مِنْ بَيْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ

(* قوله« سدم قديم» كذا بالأصل، والذي في الصحاح في غير موضع: سدماً

قليلاً)

وقال بُرْجُ بن مُسْهِرٍ الطائي في الأَحمر الفاقع:

تَراها في الإِناءِ لَها حُمَيَّا

كُمَيْتٌ، مِثْلَ ما فَقِعَ الأَدِيم

والفَقْعُ: الضُّراطُ، وقد فَقَّعَ به. وهو يُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا

كان شديد الضُّراطِ. وفقع الحمارُ إِذا ضَرطَ. وإِنه لَفَقَّاعٌ أَي

ضَرَّاطٌ.

والتفْقِيعُ: التشَدُّقُ. يقال: قد فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ وجاء بكلام لا

معنى له. والتفْقِيعُ: صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بعضها ببعض أَو

فَرْقَعَها. وفي حديث ابن عباس: أَنه نَهى عن التفْقِيعِ في الصلاة. يقال: فَقَّعَ

أَصابِعَه تَفْقِيعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ، وهي

الفَرْقَعةُ أَيضاً. والتفْقِيعُ أَيضاً: أَن تأْخذ ورَقةً من الورد فتديرها ثم

تغمزها بإِصبعك فتصوت إِذا انشقت. وتَفْقِيعُ الوَردةِ: أَن تُضْرَبَ بالكف

فَتُفَقِّعَ وتَسْمَعَ لها صوتاً.

والفَقاقِيعُ: هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِيرِ الصغار مستديرة تَتَفَقَّعُ

على الماء والشرابِ عند المَزْجِ بالماء، واحدتها فُقَّاعةٌ؛ قال عدي بن

زيد يصف فَقاقِيعَ الخمر إِذا مُزِجَتْ:

وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ، كاليا

قُوتِ، حُمْرٌ يُثِيرُها التصْفِيقُ

وفي حديث أُم سلمة: وإِنْ تَفاقَعَتْ عيناكَ أَي رَمِصَتا، وقيل

ابيضَّتا، وقيل انشقَّتا.

والفُقَّاعُ: شَراب يتخذ من الشعير سمي به لما يعلوه من الزَّبَدِ.

والفَقَّاعُ: الخبيثُ.

والفاقِعُ: الغلامُ الذي قد تحَرَّكَ وقد تَفَقَّعَ؛ قال جرير:

بَني مالِكٍ، إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ

يَجُرُّ المَخازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا

والإِفْقاعُ: سوءُ الحالِ. وأَفْقَعَ: افْتَقَرَ. وفَقِيرٌ مُفْقِعٌ:

مُدْقِعٌ فقير مجهود، وهو أَسْوأُ ما يكون من الحال. وأَصابته فاقِعةٌ أَي

داهِيةٌ. وفَواقِعُ الدهر: بَوائِقُه. وفي حديث شريح: وعليهم خِفافٌ لها

فُقْعٌ أَي خَراطِيمُ. وهو خفٌّ مُفَقَّعٌ أَي مُخَرْطَمٌ.

فقع

1 فَقَعَ, aor. ـَ and فَقُعَ, inf. n. فُقُوعٌ (S, O, K) and فَقْعٌ, (K,) said of the colour of a thing, (S, O,) It was intensely yellow: (S, O, K:) or its yellowness was free from admixture. (K, TA. [See also فَقْعٌ below.]) [And] فَقَعَ said of a skin, or hide, or a tanned, or red, skin or hide, (أَدِيم,) It was beautiful and clear [in colour]. (Ham p. 562.) A2: فَقَعَ said of a boy, He became active, and grew, grew up, or became a young man; (K, * TA; [in both of which it is implied that the aor. of the verb in this and the next two senses is فَقَعَ and فَقُعَ, as above;]) and so ↓ تفقّع. (TA.) A3: And فَقَعَ (K, TA) said of a man, (TA,) He died from, or in consequence of, the heat. (K, TA.) A4: فَقَعَتِ الفَوَاقِعُ فُلَانًا The calamities of time, or fortune, crushed such a one. (K, * TA.) A5: فَقَعَ, aor. ـَ (K,) inf. n. فَقْعٌ, (O,) He stole. (O, K. [Accord. to the TK, trans. in this sense.]) A6: And He emitted wind from the anus, with a sound; (K, TA;) in which sense the inf. n. is likewise فَقْعٌ; accord. to some, peculiarly said of an ass: and بِهِ ↓ فَقَّعَ, and ↓ بِمِفْقَعٍ, and ↓ بِمِفْقَاعٍ, inf. n. تَفْقِيعٌ, he did so vehemently. (TA.) A7: فَقِعَ, i. e. like فَرِحَ, (K, TA,) inf. n. فَقَعٌ, (TK,) said of a man, (TA,) He became red. (K, TA.) 2 فقّع, (TA,) inf. n. تَفْقِيعٌ, (O, K, TA,) He twisted the sides of his mouth, or opened his mouth and was diffuse, in speech, (O, K, TA,) and uttered speech that had no meaning. (TA.) b2: And فقّع

أَصَابِعَهُ, (S, O, * TA,) inf. n. as above, (S, O, K, TA,) i. q. فَرْقَعَهَا, (S, O, * K, * TA, *) [He cracked the joints of his fingers;] i. e. he pressed his fingers so that a sound was heard to proceed from their joints: (TA:) the action signified thereby is forbidden to be performed in prayer: (O, TA:) [but it is said that] this is the contracting of the fingers to the inner side of the hand and making a sound with the outer side [app. by pressing the fist upon the ground so as to make the joints of the fingers crack, when rising; for I think that any action more irregular than this would be too obviously wrong to need prohibition]. (O.) b3: And فقّع الوَرْدَةَ, inf. n. تَفْقِيعٌ, He made the rose into a round form (أَدَارَهَا), and then struck it so that it rent open, or asunder, producing a sound: (O:) or التَّفْقِيعُ signifies the striking a rose with the hand, (O, K,) or the making a rose-leaf into a round [and app. hollow] form, and pressing it with the fingers, (TA,) so that it produces a sound, (O, K, TA,) when rending open, or asunder. (TA.) b4: [And فقّع signifies also It cracked with a sound: and it crackled: said of a flint-stone in fire: see صَوَّانٌ: and said of salt thrown into a fire: see نَارٌ.] b5: See also 1, last sentence but one.

A2: فقّع الأدِيمَ, (O, TA,) inf. n. as above, (K,) He made the hide red. (O, K, TA.) 4 افقع, (TA,) inf. n. إِفْقَاعٌ, (O, K, TA,) He was, or became, poor, or needy: (TA;) or in an evil state or condition. (O, K, TA.) 5 تَفَقَّعَ see 1. b2: [Reiske, as stated by Freytag, has explained this verb as signifying It was, or became, contracted; said of a hand: but probably, I think, in consequence of his having found تَفَقَّعَت erroneously written for تَقَفَّعَت.]6 تفاقعت عَيْنَاهُ His eyes became white: (O, K, TA:) or became cleft, or fissured: or had in them foul, or foul white, matter. (TA.) 7 انفقع It became cleft, or fissured, or rent open or asunder. (O, K.) فَقْعٌ [an inf. n., of فَقَعَ, q. v. Used as a subst.,] Intense whiteness. (TA.) [But it seems to signify more commonly, Intense yellowness: or yellowness free from admixture: see 1, first sentence.]

A2: And i. q. حُصَاصٌ [app. as meaning An emission of wind from the anus, with a sound]. (S, O, TA. [See 1, last sentence but one.]) A3: Also, and ↓ فِقْعٌ, (S, O, K,) the latter mentioned by ISk, (S, O,) A species of كَمْأَة [or truffles]; (S, O;) accord. to A 'Obeyd, (S, O,) the white and soft thereof: (S, O, K;) which is the worst thereof; or, as IAth says, a species of the worst [kind] of كمأة, accord. to AHn, it comes forth from the ground so as to appear, white, and is bad; the good being that which is extracted by digging: Lth says, It is a كَمْء [or truffle] that comes forth from the base of the plant called إِجْرِد [q. v.], and is of the worst of كمأة, and the quickest in becoming corrupt: (TA:) the pl. is فِقَعَةٌ, (S, O, K,) which is of both forms of the sing.; (S, O, TA;) and فَقْعٌ, with fet-h, has for pls. أُفْقُعٌ [a pl. of pauc.] and فُقُوعٌ [a pl. of mult.]. (AHn, TA.) A vile man is likened thereto: (S, O, K: *) one says, هُوَ أَذَلُّ مِنْ فَقْعِ قَرْقَرٍ, (S,) or مِنْ فَقْعٍ بقَرْقَرَةٍ, (O, K,) [He is more vile than the فقع of, or than فقع In, a (??) and soft tract of ground,] because the beasts kick it along, (S,) or because it offers not resistance to the gatherer thereof, or because it is trodden with the feet, (O, K,) and the beasts kick it along. (O.) b2: [From a mention of the pl. فَقُوعٌ in art. ذأن, and in the present art. in the TA, it appears that فَقْعٌ is also applied to The species of fungus called ذُؤْنُون, and to the species called طُرْثُوث, &c.] b3: And [hence, perhaps,] فَقْعٌ [as a coll. a.] signifies also (assumed tropical:) Pointed toes (خَرَاطِيم of a sort of boots (O, TA.) فِقْعٌ: see the next preceding paragraph.

فَقَاعٍ; see what next follows.

فُقَاعٍ; (O, and thus in my MS, copy of the K; in other copies of the K فُقَاع or فُقَاعٌ; and in all the copies is added بالضَّمِّ كَرُبَاع or كَرُبَاعٍ; [but there is no such word as رُبَاعٍ. nor رُباعٌ; whence it seems to be meant that we should read كَرُبَاعَ; i. e. فُقَاعُ, like رُباعُ, imperfectly decl.; but see what follows;]) so says Ibn-Buzurj: (O:) or, (O, K,) accord. to Az, (O,) ↓ فقاعٍ, (O, K, *) like رُبَاعٍ, (O.) [i. e.] with fet-h, like ثَمَانٍ (كَثَمَانٍ): (K:) [which suggests that كَرُبَاعٍ may be an early mistranscription for كَربَاعٍ, and that فُقَاع is wrong, and only فَقَاعٍ right, though it is said in one place in the TA that فَقَاع is like سَحَاب, i. e. that it is فَقَاعٌ:] or it is ↓ فَقِيعٌ, like أَمِيرٌ; (K, TA;) so accord. to El-Jáhidh, as mentioned by Az: (TA:) applied to a man, as meaning Red; (O, K, TA;) intensely so; by reason of إِغْرَاب [i. e. app., goodliness of condition]: (O, TA:) and ↓ فُقَاعِيٌّ, as an epithet applied to a man, signifies red. (TA.) فَقِيعٌ, (so in the O,) or ↓ فِقِّيعٌ, like سِكِّيتٌ, (K,) but the former, like أَمِيرٌ, is the right, [a coll. gen. n.,] and its n. un. is with ة, (TA,) The white, of pigeons; (K, TA;) said by El-Jáhidh to be such, of pigeons, as are like the صِقْلَابِىّ [or Sclave] of men; (O, TA;) a kind of white pigeon; so called as being likened to a [white] species of truffle [i. e. the فَقْع]. (TA.) b2: أَبْيَضُ فَقِيعٌ, (so in the O,) or ↓ ابيض فِقِّيعٌ, like سِكِّيتٌ, (K,) White that is intense (O, K) in whiteness. (O.) [See also فَاقِعٌ.] b3: فَقِيعٌ as an epithet applied to a man: see فُقَاعٍ.

فُقَّاعٌ: see فُقَاعٍ: b2: and see فَاقِعٌ, in two places.

فَقَّاعٌ One who emits wind from the anus, with a sound, much, or frequently. (TA.) b2: And Strong, or vehement; and bad, corrupt, or wicked. (Lth, O, K.) فُقَّاعٌ. 1 certain beverage, (S, O, L, K,) [a sort of beer.] made from barley: (L, TA:) [but there are several sorts thereof, perhaps peculiar to postclassical times: (see De Sacy's Chrest. Arabe, see, ed., vol. i., pp. 149-154:)] so called because of the froth that rises upon its head. (O, K. [See فُقَّاعَةٌ.]) b2: And A certain plant, (AHn, O, K.) such as is termed ↓ مُتَفَقِّعٌ, i. e., (AHn, O, K. *) which, when it dries up, becomes hard, and as though it were horns. (AHn, O, K.) [Now applied in North-Western Africa to The toadstool, which is called in other parts فُطْرٌ.]

فِقِّيعٌ: see فَقِيعٌ, in two places.

فُقَّاعَةٌ, like رُمَّانَةٌ, sing. of فَقَاقِيعُ, (TA,) which signifies The bubbles that rise upon water, (S, O, K, TA,) and upon wine, (O,) [&c.,] round, [or globular.] (TA,) like قَوَارِير [or vessels of glass]. (S, O, TA.) فُقَّاعِىٌّ A seller of [the beverage called] فُقَّاع. (TA.) فَاقِعٌ (S, O, K) and ↓ فُقَاعِىٌّ (K) Yellow intensely yellow; (S, O, K;) thus both signify: (Lh, K, TA:) or red intensely red: (K:) or red free from an admixture of whiteness: or purely red: (TA:) or فَاقِعٌ is applied to white and to any other colour as signifying free from admixture; (K;) and ↓ فُقَاعِىٌّ is applied in this sense to white: (TA:) and ↓ أَفْقَعُ, of which the pl. is فُقْعٌ, signifies intensely white. (K.) فَاقِعَةٌ A calamity, or misfortune: (S, O, K:) pl. فَوَاقِعُ. (S, O, K. *) أَفْقَعُ; pl. فُقْعٌ: see فَاقِعٌ.

فَقْرٌ مُفْقِعٌ, accord. to the K, signifies مُدْقِعٌ [as though meaning Poverty causing to cleave to the dust or earth]: but the right phrase is فَقِيرٌ مُفْقِعٌ, signifying مُدْقِعٌ [i. e. a poor person cleaving to the dust or earth: for أَدْقَعَ is intrans. as well as trans.]; which denotes the worst condition, like مَجْهُودٌ. (TA.) [See 4.]

مِفْقَعٌ and ↓ مِفْقَاعٌ [The anus (as being the instrument) with which wind is emitted vehemently, with a sound]: see 1, last sentence but one.

خَفٌّ مُفَقَّعٌ i. q. مُخَرُطَمٌ (O, K) i. e. A boot having its fore part pointed. (TA in art. خرطم.) المُفَقِّعَةُ A certain black bird of which the base of the tail is white, (O, K,) that pecks camels', or similar, dung. (O.) مِفْقَاعٌ: see مِفْقَعٌ; and 1, last sentence but one.

مُتَفَقِّعٌ: see فُقَّاعٌ.
فقع
الفَقْعُ، بِالْفَتْح، ويُكسَرُ، عَن ابنِ السِّكِّيتِ: ضَرْبٌ من الكَمأَةِ، وَقَالَ أَبو عُبيدٍ: هِيَ البيضاءُ الرَّخْوَةُ من الكَمأَةِ، وَهُوَ أَرْدَؤُها، قَالَ الرَّاعي:
(بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعَ فِيهَا قِناعَهُ ... كَمَا ابْيَضَّ شيخٌ من رِفاعَةَ أَجْلَحُ)
وَفِي حديثِ عاتِكَةَ قَالَت لابنِ جُرمُوزٍ: يَا ابنَ فَقْعِ القَرْدَدِ قَالَ ابنُ الأَثير: الفَقْعُ: ضَرْبٌ من أَرْدَإِ الكَمْأَةِ، والقَرْدَدُ: أَرضٌ مرتَفِعَةٌ إِلَى جَنب وهْدَةٍ. وَقَالَ أَبو حنيفةَ: الفَقْعُ يَطْلُعُ من الأَرضِ، فيظهَرُ أَبيضَ، وَهُوَ رديءٌ، والجَيِّدُ: مَا حُفِرَ عَنهُ واسْتُخرِجَ. وَقَالَ الليثُ: الفَقْعُ: كَمءٌ يَخرُجُ من أَصلِ الإجْرِدِّ، وَهُوَ نَبْتٌ، قَالَ: وَهُوَ من أَردإِ الكَمأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً. ج على كلا الوَجهين: فِقَعَةٌ، كعِنَبَةٍ، مثل جَبءٍ وجِبأَةٍ، وقِرْدٍ وقِرَدَةٍ، وأَنشدَ أَبو حنيفَةَ:
(ومِنْ جَنيِ الأَرضِ مَا تأْتي الرِّعاءُ بهِ ... من ابنِ أَوْبَرَ والمَغرودِ والفِقْعَةْ) ويُقال للذَّليل على وَجه التَّشبيه: هُوَ أَذَلُّ من فَقْعٍ بقَرْقَرَةٍ، وَيُقَال أَيضاً: هُوَ فَقْعُ قَرْقَرٍ، لأَنَّه لَا يَمتنِعُ على من اجْتناهُ، أَو لأَنَّه يُوطأُ بالأَرْجُلِ، وتَنْجُلُه الدَّوابُّ بقوائمها، قَالَ النّابِغَةُ الذُّبيانِيُّ يَهجو النُّعمانَ بنَ المُنذِرِ:
(حَدِّثوني بَني الشَّقيقَةِ مَا يَمْ ... نَعُ فَقْعاً بقَرْقَرٍ أَن يَزولا)
هَكَذَا أَنشدَه الجَوْهَرِيُّ. وفَقَعَ، كمَنَعَ: سَرَقَ، نَقله الصَّاغانِيُّ، وأَنشدَ لأَبي حِزامٍ العُكْلِيِّ:
(ومَنْ ثَهَتَتْ بِهِ الأَرطالُ حَرْساً ... أَلا يَا عَسْبَ فاقِعَةِ الشَّريطِ)
ثَهَتَتْ: دَعَتْ، والأَرطالُ: الغِلمانُ، وحَرْساً: دَهراً. فَقَعَ فَقْعاً: ضَرِطَ، وَفِي الصحاحِ: الفَقْعُ: الحُصاصُ. قلت: وَمِنْهُم مَن خَصَّه بالحِمارِ. فَقَعَ لونُه، كمَنَعَ ونَصَرَ فَقْعاً وفُقوعاً: اشْتَدَّتْ صُفْرَتُه، أَو خلَصَتْ ونَصَعَتْ. فَقَعَتِ الفَواقِعُ، وَهِي بَوائقُ الدَّهر، فلَانا: أَهلَكَتْهُ، جَمْع فاقِعَةٍ. فَقَعَ الغُلامُ فهوَ فاقِعٌ: ترعرَعَ وتحرَّكَ. فَقَعَ الرَّجُلُ: مَاتَ من الحَرِّ. يُقال: أَصْفَرُ فاقِعٌ، أَو أَحمَرُ فاقِعٌ، وفُقاعِيٌّ، بالضَّمِّ: مُبالَغةٌ، أَي شَديدُهُما. قَالَ اللِّحيانِيُّ: أَصفرُ فاقِعٌ وفُقاعِيّ. وَقَالَ غيرُه: أَحمَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ: يَخلِطُ حُمْرَتَه بَياضٌ، وَقيل: هُوَ الخالصُ الحُمرَةِ، وَفِي التَّنزيلِ: بَقَرَةٌ صَفراءُ فاقِعٌ لَونُها أَي شديدُ الصُّفرَةِ. وَقد فَقِعَ الرَّجُلُ، كفَرِحَ: احْمَرَّ لونُه. أَو كُلُّ ناصِعِ اللَّوْنِ:)
فاقِعٌ، من بَياضٍ وغيرِه. عَن اللِّحيانِيّ. ويُقال: أَصفَرُ فاقِعٌ، وأَبيَضُ ناصِعٌ، وأَحمرُ ناصِعٌ أَيضاً، وأَحمَرُ قانِئٌ، قَالَ لَبيدٌ، فِي الأَصفَرِ الفاقِعِ:
(سُدُماً قَديماً عَهْدُهُ بأَنيسِه ... من بينِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ)
وَقَالَ بُرْجُ بنُ مُسْهِرٍ الطَّائيُّ فِي الأَحمر الفاقِعِ:
(تَراها فِي الإناءِ لَهَا حُمَيّا ... كُمَيْتٌ مثلَ مَا فَقَعَ الأَديمُ)
وأَبْيَضُ فِقِّيعٌ، كسِكِّيتٍ: شَديدُ البَياضِ. الفِقِّيعُ، كسِكِّيتٍ أَيضاً: الأَبيَضَ من الحَمامِ كالصِّقْلابِ من النّاسِ، نَقله الصَّاغانِيّ عَن الجاحِظِ، وَهُوَ غلَطٌ من الصَّاغانِيّ فِي الضَّبْطِ، والصَّوابُ فِيهِ الفَقيعُ، كأَميرٍ، واحِدَتُه فَقيعَةٌ، قَالَ: وَهُوَ جِنْسٌ منَ الحَمامِ أَبيَضُ، على التَّشبيهِ بضَرْبٍ من الكَمأَةِ. الفَقيعُ، كأَميرٍ: الأَحمَر، نَقله الأَزْهَرِيُّ عَن الجاحِظِ، وأَنشدَ:
(فَقيعٌ يَكادُ دَمُ الوَجنتَينِ ... يُبادِرُ من وجْهِهِ الجِلْدَهْ)
وَهُوَ فِي نَوادِرِ أَبي زَيدٍ: فَقاع، كسَحاب. والفاقِعَةُ: الدَّاهِيَةُ، والجَمعُ: الفَواقِعُ، وَتقول: كُلُّ باقِعَةٍ مَمْنُوٌّ بفاقِعَة. الفُقَّاعُ، كرُمَّانٍ: هَذَا الَّذِي يُشْرَبُ، نَقله الجَوْهَرِيُّ، وَفِي اللِّسانِ: شَرابٌ يُتَّخَذُ من الشَّعير، قَالَ الصَّاغانِيُّ: سُمِّيَ بِهِ لِما يَرتَفِعُ فِي رأْسِهِ ويَعلوهُ من الزَّبَدِ. قَالَ أَبو حنيفَةَ: الفُقَّاعُ: نَباتٌ مُتَفَقِّعٌ، إِذا يَبِسَ صَلُبَ، فصارَ كأَنَّه قُرونٌ، قَالَ: هَكَذَا ذكَرَهُ بعضُ الرُّواةِ. والفقاقِيعُ: نُفَّاخاتُ الماءِ الَّتِي تَرتفِعُ كالقَواريرِ مَستديرَة، وكذلكَ ترتَفِعُ على الشَّرابِ عندَ المَزجِ بالماءِ، الواحِدَةُ فٌ قَّاعَةٌ، كرُمّانَةٍ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زيدٍ العِبَادِيّ يصفُ الخَمرَ:
(وطَفَتْ فوقَها فَقاقِيعُ كاليا ... قوتِ حُمْرٌ يُثيرُها التَّصْفيقُ)
هَذِه روايَةُ إبراهيمَ الحَربيِّ، ويُروَى: فَواقِع. وإنَّه لَفَقَّاعٌ، كشدَّادٍ: خَبيثٌ شديدٌ، نَقله الليثُ. ويُقال للرَّجُلِ الأَحمَرِ الشَّديدِ الحُمرَةِ، الَّذِي فِي حُمْرَتِهِ شَرَقٌ من إغرابٍ: فُقاعٌ، بالضَّمِّ، كرُباع، وَهُوَ قَول ابنِ بُزُرْجَ، أَو بِالْفَتْح، كثَمانٍ، وَهُوَ قولُ أَبي زيدٍ فِي نوادرِه، أَو كأَميرٍ، وَهُوَ قولُ الجاحِظِ، كَمَا نَقله الأَزْهَرِيُّ، بكُلِّ ذلكَ رُوِيَ قَول الشاعِر الَّذِي تقدَّم، وَلَا يَخفى أَنَّ قولَه: كأَميرٍ، تَكرار، لأَنَّه قد سَبَقَ لَهُ ذلكَ. والإفْقاعُ: سوءُ الحالِ، وأَفْقَعَ: افْتَقَرَ، وفَقْرٌ مُفْقِعٌ، كمُحسِنٍ: مُدْقِعٌ، أَي مَجهودٌ، وَهُوَ أَسوأُ مَا يكونُ من الْحَال. والتَّفقيعُ: التَّشَدُّقُ فِي الْكَلَام، يُقال: فَقَّعَ الرَّجُلُ، إِذا تَشَدَّقَ، وجاءَ بكلامٍ لَا مَعنى لَهُ. تَفقيعُ الأَصابِعِ: الفَرْقَعَةُ، يُقال: فَقَّعَ أَصابِعَهُ تَفقيعاً، إِذا غَمَزَ مَفاصِلَها فأَنْقَضَتْ، وَقد نُهِيَ عَنهُ فِي الصّلاةِ. التَّفقيعُ: أَن تَضرِبَ الوَرْدَةَ، أَي ورَقَةً)
مِنْهَا، فتُديرَها(بَني مالِكٍ إنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ ... يَجُرُّ المَخازي من لَدُنْ أَن تَفَقَّعا)
ويُقال: هَذَا أُفْقوعُ طُرْثُوثٍ، وغيرِه مِمّا تَنْفَقِعُ عَنهُ الأَرْضُ، أَي تَنشَقُّ. والفُقاعِيُّ: نِسْبَةً إِلَى بيتِ الفُقّاعِ.

بش

(بش)
وَجهه (كمل) بشا وبشاشة تهلل وَفُلَان بفلان ضحك إِلَيْهِ ولقيه لِقَاء جميلا فَهُوَ بش وبشاش وَله بِخَير أعطَاهُ
بش: البَشُّ: اللُّطَفُ في المُسَاءَلةِ، بَشِشْتُ به وبَشَشْتُ بَشَلشَةً وبَشّاً. وأعْشَبَتِ الأرْضُ وأبَشَّتْ: الْتَفَّ نَبْتُها، وقيل: أنْبَتَتْ أوَّلَ نَبَاتِها. وبَشَّ لي بِشَيْءٍ: إذا أعْطاه شَيْئاً يَسِيراً. وأخْرَجْتُ له بَشِيْشَتي: أي مِلْكَ يَدي. وجاءَ بالمالِ من عَشِّه وبَشِّه: أي من جَهْدِه وطاقَتِه. وجَدِيدٌ بَشِيْشٌ: بمعنىً. والأبَشُّ: الذي يُزَيَّنُ فِنَاءَ الرَّجُلِ وبابَ دارِه بطَعامه وشَرَابِه. والبَشَاشَةُ: الحُبُّ؛ في الشِّعْرِ.
بش: عامية بأي شيء يقال: بش تدعا أو بش تعرف. أي بأي شيء تدعى أو ما اسمك (فوك).
بَشّ ومضارعه يبش والمصدر بشاشة.
بشّ إليه: ضحك إليه ولقيه لقاءً جميلاً لسروره برؤيته (فوك).
بش بالشعب: ضحك إليه وتقرب منه (بوشر).
بش الدبان: طرد الذبان (بوشر).
بشّشَه: لاطفه ولقيه لقاء جميلاً (الكالا).
انبش: أظهر البشاشة والسرور بعد ان كان حزيناً (بوشر) - وانبش في وجه فلان، يظهر أن معناها: ضحك في وجهه وكذلك يقال في هذا المعنى ضحك في وجه فلان، ففي ألف ليلة (1: 651) انبش في وجهه وحياه أعظم التحيات (انظر لين في مادة بش، وانظر مادة بشوش أدناه). بشوش: طلق الوجه (همبرت 232، بوشر) وأنيس، (بوشر) ولطيف، لين العريكة (بوشر) وفكه، ذو دعابة (همبرت 226، بوشر) وفي معجم بوشر: ضاحك (ظريف مرح = ضاحك).
وجه بشوش: طلق، متهلل، لطيف، حلو (بوشر) وقد ذكر فوك هذه اللفظة (بشوش) في مادة asurgere" وفي مادة " preceps.
بشوش = حرمل، ذكرها المستعيني في مادة حرمل (وفي نسخة ن منه: يشوش).
بشاشة: طلاقة، حلاوة (بوشر، هلو) وانس، لطافة (بوشر) ودعابة، فكاهة (بوشر). بشاشة الوجه: طلاقته وتهلله وحلاوته (بوشر).
بشاشة الإيمان: أثره المثير (المقدمة 3: 34 حيث يجب أن تقرأ بشاشته (دي سلان) وتاريخ البربر 2: 13) وكذلك يراد أثرها المثير في قولهم: بشاشة الدعوة (تاريخ البربر 1: 303).

بش

1 بَشَّ, first Pers\. بَشِشْتُ, aor. ـَ (S, K,) and, accord. to a relation of a verse of Ru-beh, يَبِشُّ, so that perhaps بَشَشْتُ was also said, (TA.) inf. n. بَشَاشَةٌ (S, A, K) and بَشٌّ (A, K) and بَشِيشٌ, (TA,) He was, or became, cheerful in countenance. (S, A, K.) You say, بَشِشْتُ بِهِ I was, or became, cheerful in countenance [by reason of meeting] with him: (S:) or بَشَّ بِهِ (TK,) inf. n. بَشٌّ (Lth, K) and بَشَاشَةٌ, (K,) signifies he rejoiced in him, or was pleased with him, namely, a friend, (Lth, K,) at meeting: (Lth:) or he showed joy, or pleasure, at meeting him. (TK.) You say also, بِى ↓ لَقِيتُهُ فَتَبَشْبَشَ [app. meaning I met him and he became cheerful in countenance by reason of meeting with me]; originally ↓ تَبَشَّشَ; the middle ش being changed into ب: (Yaakoob, S:) or بِهِ ↓ تَبَشْبَشَ signifies he was, or became, sociable, or companionable, or cheerful, with him; and held loving communion with him: syn. آنَسَهُ, and وَاصَلَهُ: (K:) but when said of God, it means (tropical:) He regarded him with favour, and honoured him, (IAmb, K,) and received him graciously, and drew him near to Him. (IAmb.) b2: Also بَشَّ لَهُ, (TK,) inf. n. بَشٌّ (IDrd, K) and بَشَاشَةٌ, (K,) He presented a favourable aspect to him; or met him kindly, namely, his brother; syn. أَقْبَلَ عَلَيْهِ: (K:) he behaved laughingly towards him; without shyness, or aversion; or boldly; or in a free and easy manner; or cheerfully; syn. ضَحِكَ إِلَيْهِ, (IDrd, K,) and اِنْبَسَطَ. (IDrd.) b3: And بَشَّ لَهُ فِى المَسْأَلَةِ, (TK,) inf. n. بَشٌّ (IAar, A, K) and بَشَاشَةٌ, (A, K,) He was courteous, or gracious, to him in asking. (IAar, A, K.) b4: And بَشَّ لِى بِخَيْرِ (tropical:) He gave me [something good]. (A, TA.) 4 ابشّت الأَرْضُ (tropical:) The land had tangled, or luxuriant, plants, or herbage: (As, K:) or produced its first plants, or herbage. (K.) 5 تَبَشَّّ see 1.

R. Q. 2 see 1, in two places.

رَجُلٌ هَشٌّ بَشٌّ A man [brisk, lively, or sprightly; or joyful; and] cheerful in countenance; pleasant [therein]; (S, TA;) as also ↓ بَشَّاشٌ. (TA.) [See also art. هش.]

بَشِيشٌ The face, or countenance. (Ibn-'Abbád, K.) You say, فُلَانٌ مُضِىْءُ البَشِيشِ Such a one is bright in countenance. (Ibn-'Abbád.) بَشَّاشٌ: see بَشٌّ.

أَبَشُّ [More, and most, cheerful in countenance]. You say, مَا رَأَيْتُ أَبَشَّ مِنْهُ بِاللَّاقِى [I have not seen any one more cheerful in countenance than he to the meeter]. (A.)

هنف

هنف



يَوْمٌ هِلَّوْفٌ

: see أَحَصُّ.
(هنف) فلَان بَالغ فِي السرعة
هـ ن ف

تهانف: ضحك باستهزاء، وهانف صاحبه مهانفةً.

هنف


هَنَفَ
هَنَّفَa. Sped along.

هَاْنَفَa. Jeered.
b. Played with.

أَهْنَفَa. see II
& III (a).
c. Whimpered.

تَهَاْنَفَa. see III (a)
هَنَق
a. Anguish.
هنف الهِناَفُ مُهَانَفَةُ الجَوَاري بالضَّحِكِ؛ وهو فَوْقَ التَّبَسُّمْ.
وَالإِهْنَافُ: مثلَ الإِجْهَاش، أَهْنَفَ الرَّجُلُ إِهْنَافاً: تَهَيَّأَ للبُكاءِ. والتَّهَنُّفُ: البُكاءُ. وأقبلَ إِليَّ مُهْنِفاً: أي مُسْرِعاً.
[هنف] الإهنافُ: ضحكٌ فيه فتور، كضحك المستهرئ. وكذلك المهانفة والتهانف. قال الكميت مهفهفة الكشحين بيضاء كاعبٌ تَهانَفُ للجُهَّالِ منا وتلعبُ
باب الهاء والنون والفاء معهما هـ ن ف، ن ف هـ مستعملان فقط

هنف: الهِنافُ: مُهانَفَةُ الجَواري بالضَّحِك، وهو فوقَ التَّبسُّم [قال:

تَغُضُّ الجُفُونَ على رِسْلِها ... بحُسْنِ الهِنافِ وخَوْنِ النَّظْر]

وقال:

إذا هُنّ فَصَّلْنَ الحديثَ لأهله ... حَدِيث الزِّنَى فَصَّلْنَهُ بالتَّهانُفِ

وهذا نعتٌ لا يُوصَفُ به الرِّجال.

نفه: نَفِهَتْ نَفْسي: أَعْيَتْ. والنّافِهُ المُنَفَّهُ: الكالُّ المُعْيِي [من الدَّوابّ] وجَمْعُ النّافِهِ: نُفّهٌ قال :

بنا حَراجيجُ المَهارَى النُّفَّهِ

والنّافَهةُ: الأنثى.
هنف
الإهْنَافُ: ضحك فيه فُتُور كضحك المُسَتهزِئِ.
وقال الأصمعي: أهْنَفَ الصَّبي: وهو مِثل الإجْهَاشِ وهو التَّهَيُّؤُ للبُكاء.
وقال غيره: الإهْنَافُ والتَّهْنِيْفُ: الإسراع، يقال: أقْبَلَ مُهْنِفاً ومُهَنِّفاً.
والتَّهَانُف: ضَحك فيه فُتور كضحك المُسْتَهْزِئ؛ مثل الإهْنَاف، قال الكُمَيْت:
مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْنِ بَيْضاءُ كاعِبٌ ... تَهَانَفُ للجُهّالِ منهم وتَلْعَبُ
وأنشد الليث:
إذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأهْلِهِ ... حَدِيثَ الرَّنا فَصَّلْنَهُ بالتَّهانُفِ
قال أبو ليلى: الرَّنا ها هنا: اللَّهو. وكذلك المُهانَفَةُ والهِنَافُ، وأنشد:
نَغُضُّ الجُفُوْنَ على رِسْلِها ... بِحُسْنِ الهِنَافِ وخَوْنِ النَظَرْ
وهذا نَعت في ضَحك النساء لا يُوصف به الرِّجال. وقال الأصمعي: المُهَانَفَةُ: المُلاعَبَةُ.
الْهَاء وَالنُّون وَالْفَاء

الهَنُوفُ والهِنافُ: ضحك فَوق التبسم، وَخص بَعضهم بِهِ ضحك النِّسَاء.

وتَهانَفَ بِهِ: تــضاحك قَالَ الفرزدق:

مِنَ اللُّفّ أفخاذا تَهانَفُ للصِّبَي ... إِذا أقْبَلَتْ كانَتْ لَطِيفاً هَضِيمُها

وَقيل: تَهانَفَ بِهِ: تــضاحك وتعجب، عَن ثَعْلَب، وَقيل: هُوَ الضحك الْخَفي.

والمُهانَفَة: المُلاعبة. وأهنَفَ الصَّبِي، وتَهانَفَ: تهَيَّأ للبكاء، كأجهش، وَقد يكون التَّهانُفُ بكاء غير الطِّفْل، أنْشد ثَعْلَب:

تَهانَفْتَ واستَبْكاكَ رَسمُ المَنازِلِ ... بِسُوقَهِ أهْوَى أوْ بِقارَةِ حائلِ

فَهَذَا هَاهُنَا إِنَّمَا هُوَ للرِّجَال دون الْأَطْفَال، لِأَن الْأَطْفَال لَا تبْكي على الْمنَازل والأطلال، وَقد يكون قَوْله " تَهانَفْتَ " تشبهت بالأطفال فِي بكائك، كَقَوْل الْكُمَيْت:

أشَيْخاً كالوَليدِ بِرَسمِ دارٍ ... تُسائل مَا أصَمَّ عَنِ السُّؤُولِ

أصَمَّ: أَي صَمَّ.

هنف: الإهْنافُ: ضَحِكٌ فيه فُتُور كَضَحِك المستهزئ، وكذلك المُهانَفة

والتَهانُف؛ قال الكميت:

مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَينِ بَيْضاءُ كاعِبُ،

تُهانِفُ للجُهَّالِ مِنَّا، وتَلْعَبُ

قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

إذا هُنَّ فَصَّلْن الحَدِيثَ لأَهْلِه،

حَدِيث الرَّنا، فَصَّلْنَه بالتَّهانُف

وقال آخر:

وهُنَّ في تَهانُفٍ وفي قَهٍ

ابن سيده: الهُنُوف والهِنافُ ضَحِك فوق التَّبَسم، وخص بعضهم به ضحك

النساء.

وتهانَفَ به: تَــضاحَك؛ قال الفرزدق:

من اللُّفِّ أَفْخاذاً تَهانَفُ للصِّبا،

إذا أَقْبَلَتْ كانت لَطِيفاً هَضِيمُها

وقيل: تَهانَفَ به تَــضاحَكَ وتعَجَّب؛ عن ثعلب، وقيل: هو الضحِكُ

الخَفِيُّ. الليث: الهنافُ مُهانَفةُ الجَوارِي بالضحك وهو التبسم؛

وأَنشد:تَغُضُّ الجُفونَ على رِسْلِها

بحُسْنِ الهِنافِ، وخَونِ النَّظَرْ

والمُهانَفَةُ: المُلاعَبة أَيضاً. قيل: أَقبل فلان مُهْنِفاً أَي

مُسْرعاً لينال ما عندي؛ قال: وفي نسخة من كتاب الكامل للمبرد: التَّهانُف

الضحك بالسُّخْرية. والمُهانَفة: المُلاعبة. وأَهْنَف الصبيُّ إهنافاً: مثل

الإجْهاش، وهو التهيّؤ للبكاء. والتهنُّف: البكاء؛ وأَنشد لعَنْتَرة بن

الأَخْرس:

تَكُفُّ وتَسْتَبْقِي حَيَاءً وهَيْبَةً

لنا، ثُم يَعْلُو صَوْتُها بالتهنُّفِ

وأَهنَف الصبيُّ وتَهانفَ: تَهيّأَ للبكاء كأَجْهَشَ، وقد يكون

التَّهانُف بكاء غير الطفل؛ أَنشد ثعلب والشعر لأَعرابي

(* قوله «لاعرابي» في

معجم ياقوت: قال الراعي تهانفت إلخ.) :

تَهانَفْتَ واستبكاكَ رسْمُ المَنازِلِ

بسُوقةِ أَهْوى ، أَو بِقارةِ حائلِ

فهذا ههنا إنما هو للرجال دون الأَطفال لأَنَّ الأَطفال لا تبكي على

المنازل والأطْلال ؛ وقد يكون قوله تهانفت: تشبَّهت بالأَطفال في بكائك كقول

الكميت:

أَشَيخاً، كالوَلِيدِ برَسْم دارٍ،

تُسائلُ ماأَصَمَّ عن السَّؤُول؟

أَصمّ أَي صَمَّ.

هـنف
الإِهْنافُ خاصٌّ بالنِّساءِ وَلَا يُوصَفَ بِهِ الرِّجالُ، قَالَه أَبو لَيْلَى، وَهُوَ ضَحِكٌ فِي فُتُورٍ، كضَحِكِ المُسْتَهْزِيِء، كالمُهانَفَةِ، والتَّهانُفِ كَمَا فِي الصِّحاحِ، وأَنْشدَ للكُمَيْتِ:
(مُهَفْهَفَةُ الكَشْحَيْن بَيْضاءُ كاعِبٌ ... تَهانفُ للجُهّالِ مِنْهُم وتَلْعَبُ)
زادَ أَبُو ليْلَى وكذلِكَ الهِناف، ككِتابٍ وأَنْشَدَ:
(تَغُضُّ الجُفُونَ على رِسْلهِا ... بحُسْنِ الهِنافِ، وخَوْنِ النَّظَرْ)
وَقَالَ اللَّيْثُ: الهِنافُ: مُهانَفةُ الجَوارِي بالضَّحِكِ، وَهُوَ التَّبَسُّمُ. وَفِي نُسْخَةٍ من كتابِ الكامِلِ للمُبَرَّدِ: التَّهانُفُ: الضَّحِكُ بالسُّخْرِيَةِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:
(إِذا هُنَّ فَصَّلْنَ الحَديثَ لأَهْلِه ... حَدِيثَ الرَّنا فصَّلْنَه بالتَّهانُفِ)
قالَ أَبُو لَيْلَى: الرَّنا هُنا: اللَّهْوُ. والإِهْتافُ: الإِسْراعُ، كالتهْنِيفُ يُقال: أَقْبَلَ مُهْنِفاً، ومُهَنِّفاً أَي مُسْرِعاً لِينالَ مَا عِنْدِي. وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: الإِهْتافُ: تَهَيُّؤُ الصَّبِيِّ للبُكاءِ وَهُوَ مِثْل الإِجْهاِش. قالَ: والمُهانفَة: المُلاعَبَةُ.
وَمِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: الهُنوفُ، بالضمِّ: ضَحِكٌ فوقَ التَّبَسُّم، عَن ابنِ سِيدَه. وتهانَفَ بِه: تعَجَّبَ، عَن ثَعْلَبٍ. والتَّهَنُّفُ: البُكاءُ قَالَ عَنْتَرةُ بن الأَخرسِ:
(تَكُفُّ وتَسْتبْقِى حَياءً وهَيْبَةً ... لنا ثُمَّ يَعْلُو صَوْتُها بالتَّهَنُّفِ)
وَقد يكونُ التهانُفُ بكاءَ غَيْر الطِّفْلِ، وأَنْشَدَ ثعلبٌ لأَعْرابِيٍّ:
(تَهانَفْتَ واسْتَبكاكَ رَسْمُ المَنازِلِ ... بسُوقَةِ أَهْوَى، أَو بِقارَةِ حائِلِ)
فَهَذَا هُنا إنّما هُوَ للرِّجالِ دُون الأَطْفالِ، لأَنَّ الأَطْفالَ لَا تَبْكِي على المَنازِلِ. قلتُ: ويُمكِنُ أَن يكونَ قولُهُ: تَهانَفْتَ أَي: تَشَبَّهتَ بالأَطْفالِ فِي بُكائِكَ، فتأَمّلْ.

الرَّسْم التَّام

الرَّسْم التَّام: الْمُعَرّف الْمركب من الْجِنْس الْقَرِيب والخاصة كتعريف الْإِنْسَان بِالْحَيَوَانِ الــضاحك إِمَّا كَونه رسما فلاشتماله على خَاصَّة الشَّيْء الَّتِي هِيَ أثر من آثَار الشَّيْء فَإِن رسم الدَّار أَثَرهَا. فتعريف الشَّيْء بالخاصة الَّتِي هِيَ أثر من آثاره تَعْرِيف بالأثر وَإِمَّا كَونه تَاما فلتحقق المشابهة بَينه وَبَين الْحَد التَّام من جِهَة أَنه وضع فِيهِ الْجِنْس الْقَرِيب. وَقيد بِأَمْر يخْتَص بالشَّيْء كَمَا أَن الْجِنْس فِي الْحَد التَّام مُقَيّد بِأَمْر كالناطق مُخْتَصّ بالشَّيْء وَهُوَ الْإِنْسَان مثلا.

ذو المعنيين

ذو المعنيين:
[في الانكليزية] Syllepsis ،polysemy
[ في الفرنسية] Syllepse ،polysemie
هو عند البلغاء أن يكون لفظ مشترك بين معنيين تامّين وأن يكون المعنيان كلاهما أو أحدهما حقيقيا أو مجازيا، وأن يقصدهما المتكلّم معا. وأمّا إذا كان اللفظ المشترك له أكثر من معنيين فهو حينئذ ذو المعاني. ومثال ذي المعنيين ما ترجمته:
لكم ألقيت الدّرّ من كل فكرة حتى جعلت الآذان منها مملوءة فكلمة گوشها لها معنيان: الآذان. أو الحادات مفردها: گوشه، وكلا المعنيين صحيحان. ويمكن أن يكونا مرادين للشاعر.

والناروان: شجرة جميلة الهيئة والمنظر والورق ولا ثمر لها. ومثال ذي المعاني ما ترجمته:
ما إن يمرّ البرق ضاحكــا أمام عيوننا فمن تلك النظرات تفيض أعيننا بالدمع فلفظة «چشم» لها ثلاث معان: الأوّل:

البكاء والثاني الجدول والثالث: من الحيرة تذهب عيوننا. وهذه المعاني كلّها مرادة للشاعر.
وأمّا ذو المعنيين الغامض التعريف فهو أن يكون للفظ معنى آخر بلغة أخرى كالعربية مثلا بالإضافة للفارسيّة كما في البيت التالي وترجمته. على رأس الجدول كنّا فوصل الملك فجأة على رأسنا. فلفظة «ما» بالفارسية تعني نحن الضمير لجماعة المتكلمين. وما بالعربية مخففة من «ماء»، وكلاهما معنيان عناهما الشاعر.

مثال آخر وترجمته:
إنّ ثباته من عظم صفاته قد صفع العزّى واللات فاللات بالعربية اسم لصنم جاهلي معروف وفي الهندي هي الركلة. وكلا المعنيين مستقيمان في هذا البيت. كذا في جامع الصنائع.

خَندرس

خَندرس
الخَنْدَرِيسُ: الخَمْرُ القَدِيمةُ مُشْتَقٌّ من الخَدْرَسَةِ، وَلم تُفَسَّرْ ونَقل شيخُنَا عَن أَبي حَيَّانَ أَن َّ أَصلَه فَنْعَلِيسٌ فأُصولُه إِذاً خَدَرَ فالصوابُ ذِكْرُه فِي الرَّاء لأَنَّ الخَمْرَ مُخَدِّرٌ، وَعَلِيهِ المُطَرِّزِيُّ. وَقيل: من الخَرَسِ، وتعقَّبُوه لأَنَّ الدّالَ لَا تُزاد، والصحيحُ أَنَّه فَعْلَلِيلٌ، كَمَا قالَه سيبَوَيْهِ، وَعَلِيهِ فمَوضِعُ ذِكْره قبلَ خَنَس. انْتهى. قلتُ: وأَوْرَدَه صاحبُ اللِّسَانِ بعد خَنَسَ وتَبِعَهُ غيرُ وَاحدٍ. أَو رُومِيَّة مُعَرَّبة. وَقَالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحسَبُه معرَّباً، سُمِّيتْ بذلك لقِدَمِها.
قلتُ: وَيجوز أَن تكونَ فارِسِيَّةً معرَّبةً وأَصلهُا خَنْدَهْ رِيش، وَمَعْنَاهُ: ضاحِكُ الذَّقَن، فمَن استَعْمَلَه يضْحَك على ذَقَنِه، فتأَمَّلْ. وحِنْطَةٌ خَنْدَرِيسٌ: قَدِيمةٌ. نَقَله ابنُ دُرَيْدٍ. وكذلِك تَمْرٌ خَنْدَرِيسٌ، أَي قَدِيمٌ.

أَزر

أَزر
: (} الأَزْرُ) ، بفتحٍ فسكونٍ: (الإِحاطةُ) عَن، ابْن الأَعرابيّ.
(و) الأَزْرُ: (القُوَّةُ) والشِّدَّةُ (و) قيل: الأَزْرُ: (الضَّعْفُ، ضِدٌّ، و) الأَزْرُ: (التَّقْوِيَةُ) ، عَن الفَرّاءِ، وقرأَ ابنُ عَامر: { {فأزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} (الْفَتْح: 29) على فَعَلَه، وقرأَ سائرُ القُرّاء: {10. 003} فآزره} .
وَقد {آزَره: أَعانَه وأَسعدَه.
(و) } الأَزْرُ: (الظَّهْرُ) قَالَ البَعِيثُ:
شَدَدْتُ لَهُ! - أَزْرِي بِمِرَّةِ حازِمٍ
على مَوْقِعٍ مِن أَمْرِه مَا يُعَاجِلُهْ
قَالَ ابنُ الأَعرابِّي، فِي قَوْله تعالَى: {اشْدُدْ بِهِ {- أَزْرِي} (طه: 31) : مَن جعلَ الأَزْرَ بِمَعْنى القُوَّة قَالَ: اشْدُدْ بِهِ قُوَّتِي، ومَن جعلَه الظَّهْرَ قَالَ: شُدَّ بِهِ ظَهْرِي، ومَن جعلَه الضَّعْفَ قَالَ: شُدَّ بِهِ ضَعْفِي وقَوِّ بِهِ ضَعْفِي.
(و) } الأُزْرُ (بالضَّمِّ: مَعْقِدُ {الإِزارِ من الحَقْوَيْنِ.
(و) } الإِزْرُ (بالكَسْر: الأَصْلُ) ، عَن ابْن الأَعربيّ.
(و) {الإِزْرَةُ، (بهاءٍ: هَيْئَةُ الائْتِزار) ، مثل الجِلْسةِ والرِّكْبَةِ، يُقَال: إِنَّه لَحَسنُ الإِزْرَةِ، ولكلِّ قومٍ إِزْرَةٌ} يَأْتَزِرُونَهَا، {وائْتَزَر فلانٌ إِزْرَةً حَسَنَة، وَمِنْه الحديثُ: (} إِزْرَةُ المُؤْمِنِ إِلَى نصْفِ السّاقِ، وَلَا جُناحَ عَلَيْهِ فِيمَا بينَه وَبَين الكَعْبَيْن) . وَفِي حَدِيث عُثمانَ رضيَ اللهُ عَنهُ: (هاكذا كَانَ {إِزْرَةُ صاحِبنا) وَقَالَ ابنُ مُقْبِل:
مثلُ السِّنانِ نَكِيراً عِنْد خِلَّتِه
لكلِّ} إِزْرَةِ هَاذا الدَّهْرِ ذَا {إِزَرِ
(} والإِزارُ) ، بالكسرِ، معروفٌ، وَهُوَ (المِلْحَفَةُ) ، وفَسَّره بعضُ أَهلِ الغَرِيب بِمَا يسْتُرُ أَسفلَ البَدنِ، والرِّداءُ: مَا يَستُر بِهِ أَعلاه، وَكِلَاهُمَا غيرُ مَخِيط، وَقيل: {الإِزار: مَا تحتَ العاتِقِ فِي وَسَطِه الأَسفل، والرِّداءُ: مَا على العاتِقِ والظَّهْرِ، وَقيل: الإِزار: مَا يَستُر أَسفلَ ابدنِ وَلَا يكونُ مَخِيطاً، والكلُّ صحيحٌ، قَالَه شيخُنا. يذكَّر (ويُؤَنَّثُ) عَن اللِّحْيَانيّ، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
تَبَرَّأُ مِن دَمِ القَتِيلِ وبَزِّه
وَقد عَلِقَتْ دَمَ القَتِيلِ} إِزارُهَا
أَي دَمُ القَتِيلِ فِي ثَوْبِهَا، ( {كالمِئْزَر) ،} والمِئْزَرةِ، الأَخِيرَةُ عَن اللِّحْيَانيّ، وَفِي حَدِيث الِاعْتِكَاف: (كَانَ إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ أَيقظَ أَهلَه وشَدَّ! المِئْزَرَ) كَنَى بِشَدِّه عَن اعتزال النِّساءِ، وَقيل: أَرادَ تَشْمِيرَه لِلْعِبَادَةِ، يُقَال: شَدَدْتُ لهاذا الأَمْرِ {مِئزَرِي، أَي تشمَّرتُ لَهُ، (} والإِزْرِ والإِزَارةِ بكَسْرِهما) ، كَمَا قالُوا: وِسادٌ ووِسادَة، قَالَ الأَعشى:
كَتَمَايُلِ النَّشْوَانِ يَرْ
فُلُ فِي البَقِيرَةِ {والإِزارَهْ
(و) قد (} ائْتَزَر بِهِ {وتَأَزَّرَ بِهِ) : لَبِسَه، (وَلَا تَقُلِ اتَّزَرَ) } بالمِئْزَرِ، بإِدغامِ الهمزةِ فِي التَّاء، وَمِنْهُم مَن جَوَّزه وجعلَه مثلَ اتَّمنتُه، والأَصلُ ائْتَمنتُه، (و) فِي الحَدِيث: (كَانَ يُبَاشِرُ بعضَ نسائِه وَهِي {مُؤَتَزِرةٌ فِي حَالَة الحَيْض) ، أَي مَشْدُودَةُ الإِزارِ، قَالَ ابنُ الأَثِير:
(قد جاءَ فِي بعضِ لأَحادِيثِ) ، أَي الرِّواياتِ، كَمَا هُوَ نَصُّ النِّهايَة: (وَهِي مُتَّزِرَةٌ) ،
(لَعلَّه مِن تحْريفِ الرُّوَاة) قَالَ شيخُنَا: وَهُوَ رَجاءٌ باطلٌ، بل هُوَ واردٌ فِي الرِّواية الصحيحةِ، صَحَّحها الكِرمانِيُّ وغيرُه من شُرّاح البُخَاريِّ، وأَثبته الصّاغانيّ فِي مَجْمَعِ البَحْرِينِ فِي الجَمْع بَين أَحادِيثِ الصَّحِيحَيْن.
قلتُ: وَالَّذِي فِي النِّهَايَة أَنه خطأ؛ لأَن الهمزةَ لَا تُدغَم فِي التّاء. وَقَالَ المطرّزيّ: إِنها لغةٌ عاميَّةٌ، نعمْ ذَكَر الصّغانيّ فِي التَّكْمِلَة: ويجوزُ أَن تقولَ اتَّزَرَ} بالمِئْزَرِ أَيضاً فيمَن يُدْعِمُ الهمزةَ فِي التّاءِ، كَمَا يُقَال: اتَّمَنتُه والأَصلُ ائْتَمنتُه. وَقد تقدَّم فِي أَخَذَ هاذا البحثُ، فراجِعْه.
(ج {آزِرَةٌ) مثل حِمارٍ وأَحْمِرَةٍ، (} وأُزُرٌ) مثل حِمَارٍ وحُمُرٍ، حجازيَّة، وهما جَمعانِ للقِلَّة والكَثرة، ( {وأُزْرٌ) ، بضمَ فسكونٍ، تميميّة، على مَا يُقاربُ الاطِّراد فِي هَذَا النَّحْو. وَقَالَ شيخُنا: هُوَ تخفيفٌ مهن} أُزُر، بضَمَّتَين.
(و) قيل: {الإِزارُ: (كلُّ مَا) وَارَاكَ و (سَتَرَكَ) ، عَن ثَعلب، وحُكِيَ عَن ابنُ الأَعْرَابيِّ: رأَيتُ السَّرَوِيَّ يَمْشِي فِي دارِه عُرْياناً فقلتُ لَهُ: عُرْياناً؟ فَقَالَ: دارِي} - إزارِي. (و) مِنَ المَجَازِ: الإِزارُ: (العَفَافُ) ، قَالَ عَدِيُّ بنُ زيد:
أَجْلِ أَنَّ اللهَ قد فَضَّلَكُمْ
فَوْقَ مَن أحْكَأَ صُلْباً {بإِزارِ
قَالَ أَبو عُبَيْد: فلانٌ عفِيفُ} المِئْزَرِ وعَفِيفُ {الإِزارِ، إِذا وُصِفَ بالعِفَّة عَمَّا يَحْرُمُ عَلَيْهِ من النِّساءِ. وَمن سَجَعَاتِ الأَساس: هُوَ عفيفُ الأَزار خَفِيفُ الأَوْزار.
(و) يُكْنَى} بالإِزار عَن النَّفْس و (المرأَة) ، وَمِنْه قولُ أَبي الْمِنْهَالِ نُفَيْلَةَ الأَكبر الأَشْجَعِيِّ، كَتَب إِلى سَيِّدِنا عُمَرَ رضيَ اللهُ عَنهُ:
أَلَا أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً
فِدًى لكَ مِن أَخِي ثِقَةٍ {- إِزارِي
فِي الصّحاح: قَالَ أَبو عَمْرٍ والجَرْمِيّ: يُرِيدُ بالإِزار هَا هُنَا المرأَةَ، وَقيل: المرادُ بِهِ أَهْلِي ونَفْسِي، وَقَالَ أَبو عليَ الفارسيُّ: إِنه كنايةٌ عَن الأَهْل، فِي مَوضِع نَصْبٍ على الإِغراءِ، أَي احْفَظْ} - إِزارِي، وجعلَه ابنُ قُتَيْبَةَ كِنَايَة عَن النَّفْس، أَي فِدًى لَك نَفْسِي، وصَوَّبه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْض. وَفِي حَدِيث بَيْعَة العَقَبَة: (لَنَمْنَعنَّكَ ممّا نَمنَعُ مِنْهُ {أُزُرَنا) ، أَي نسَاءَنَا وأَهلَنَا، كَنَى عنهُنّ} بالأُزُرِ، وَقيل: أَراد أَنفسَنا، وَفِي المُحْكَم: {والإِزار: المرأَةُ؛ على التَّشْبِيه، أَنشدَ الفارسيُّ:
كانَ مِنْهَا بحَيثُ تُعْكَى الإِزارُ
(و) من الْمجَاز: الإِزارُ: (النَعْجَةُ، وتُدْعَى للحَلْبِ فَيُقَال:} إِزارْ إِزارْ) ، مبنيًّا على السّكُون، وَالَّذِي فِي الأَساس: وشَاةٌ {مُؤَزَّرةٌ، كأَنَّمَا} أُزِّرَتْ بسَوادٍ، وَيُقَال لَهَا: إِزار.
( {والمُؤازَرَةُ) ، بالهَمْز: (المُسَاواةُ) ، وَفِي بعض النُّسَخ: المُوَاساة، والأَوّلُ الصحيحُ، ويَشْهَدُ للثَّانِي حديثُ أَبي بكر يومَ السَّقِيقة للأَنصار: (لقد نصرْتُم} وآزَرْتُم وآسَيْتُم) ، (والمُحَاذاةُ) ، وَقد {آزَرَ الشيءُ الشيءَ: سواهُ وحاذاه، قَالَ امْرُؤُ القَيْسِ:
بِمَحْنِيَةٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا
مَجَرِّ جُيوشٍ غانِمِينَ وخُيَّبِ
أَيْ ساوَى نبتُهَا الضّالَ وَهُوَ السِّدرُ البَرِّيُّ؛ لأَن النَّاسَ هابوه فَلم يَرْعَوْهُ. (و) } المُؤازَرةُ، بالهَمْز أَيضاً: (المُعَاوَنةُ) على الأَمر، تَقول: أَردتُ كَذَا {- فآزَرَنِي عَلَيْهِ فلانٌ: أَي ظاهَرَ وعاوَنَ، يُقَال:} آزَرَه (و) وازَرَه، (بالواوِ) على البَدَل من الهَمْز هُوَ (شاذٌّ) ، والأَولُ أَفصحُ، وَقَالَ الفَرّاءُ: {أَزَرْتُ فُلاناً} أَزْراً: قَوِّيتُه، {وآزَرتُه: عاوَنتُه، والعامَّةُ تَقول: وازَرْتُه. وَقَالَ الزَّجّاج:} آزرتُ الرجلَ على فلانٍ، إِذا أَعَنْتُه عَلَيْهِ وَقَوَّيتُه. (و) المُؤازرةُ (أَنْ يُقَوِّيَ الزَّرْعُ بعْضُه بَعْضًا فَيَلْتَفَّ) وَيتلاصَقَ، وَهُوَ مَجازٌ، كَمَا فِي الأَساس. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تعالَى: { {فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ} (الْفَتْح: 29) أَي} فآزَرَ الصِّغارُ الكِبَارَ حَتَّى استَوَى بعضُه مَعَ بعضِ.
( {والتَّأْزِيرُ: التَّغْطِيَةُ) ، وَقد} أَزَرَ النَّبْتُ الأَرْضَ: غَطّاها، قل الأَعْشَى:
يُــضاحِكُ الشَّمْسَ مِنْهَا كَوْكَبٌ شَرِقٌ
{مُؤَزَّرٌ بعَمِيمِ النَّبْتِ مُكْتَهِلُ
(و) مِنَ المَجَازِ:} التَّأْزِيرُ، (التَّقْوِيَةُ) ، وَقد أَزَّرَ الحائِطَ، إِذا قَوّاه بتَحْوِيطٍ يَلزَقُ بِهِ.
(و) مِنَ المَجَازِ: (نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ) ، أَي (بالغٌ شديدٌ) ، وَفِي حَدِيث المَبْعَثِ، (قَالَ لَهُ وَرَقةُ: إِنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ أَنْصُرْكَ نَصْراً {مُؤَزَّراً) ، أَي بَالغا شَدِيدا.
(} وآزَرُ، كهاجَرَ: ناحيةٌ بَين) سُوقِ (الأَهْوازِ ورامَهُرْمُزَ) ، ذَكَره البَكْرِيُّ وغيرُه. 5
(و) ! آزَرُ: (صَنَمٌ) كَانَ تارَحُ أَبُو إِبراهِيمَ عَلَيْهِ السلامُ سادِناً لَهُ، كَذَا قالَهُ بعضُ المُفَسِّرِين. ورُوِيَ عَن مُجَاهِدٍ فِي قَوْله تعالَى: {ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً} (الْأَنْعَام: 74) قَالَ: لم يَكُن بأَبِيه، ولكنّ آزرَ اسمُ صَنَمٍ فموضِعُه نَصْبٌ على إِضمارِ الفِعْل فِي التِّلاوة، كأَنّه قَالَ: وإِذ قَالَ إِبراهيمُ (لأَبية) أَتَتَّخِذُ آزَرَ إِلاهاً، أَي أَتَّتَّخذُ أَصناماً آلِهَة. وَقَالَ الصّاغانِيُّ: التَّقّدِيرُ: أَتَتَّخِذُ آزَر إِلاهاً، وَلم ينتصبْ بأَتَتَّخِذُ الَّذِي بعدَه؛ لأَن الاستفهامَ لَا يعملُ فِيمَا قبلَه، ولأَنه قد استوفَى مفعولَيْه. (أَو) آزَرُ: (كَلمةُ ذَمَ فِي بعضِ اللغَاتِ) ، أَي يَا أَعرجُ، قَالَه السُّهَيْلِيّ، وَفِي التَّكملة: يَا أَعرجُ، أَو كأَنّه قَالَ: وإِذْ قَالَ إِبراهِيمُ لأَبِيه الخاطِيء، وَفِي التَّكْملة: يَا مُخْطِيءُ يَا خَرِفُ، وَقيل: مَعْنَاهُ يَا شَيْخُ، أَو هِيَ كلمةُ زَجْرٍ ونَهْيٍ عَن الْبَاطِل. (و) قيل: هُوَ (اسْمُ عَمِّ إِبراهِيمَ) عَلَيْهِ وعَلى محمّدٍ أَفضلُ الصّلاة والسّلام، فِي الآيةِ الْمَذْكُورَة، وإِنّمَا سُمِّيَ العَمُّ أَباً، وجَرَى عَلَيْهِ القرآنُ العَظيم، على عادةِ العربِ فِي ذالك؛ لأَنهم كثيرا مَا يُطلِقُون الأَبَ على العَمّ، (وأَمّا أَبُوه فإِنه تارَخُ) ، بالخاءِ المُعْجَمة، وَقيل بالمُهْمَلة، على وَزْن هاجَر، وهاذا باتّفاق النَّسّابِين، لَيْسَ عندَهم اختلافٌ فِي ذالك، كَذَا قالَه الزَّجَّاجُ والفَرَّاءُ، (أَو هُمَا واحدٌ) . قَالَ القُرطُبِيُّ: حُكِيَ أَنْ آزَرَ لقبُ نارَخَ، عَن مُقَاتِلٍ، أَو هُوَ اسمُه حَقِيقَة، حَكاه الحَسَنُ، فهما إسمان لَهُ، كإِسرائيلَ ويعقوبَ.
(و) عَن أَبِي عُبَيْدَةَ: (فَرَسٌ آزَرُ: أَبيضُ الفَخِذَيْنِ ولَوْن مَقَادِيمِهِ أَسودُ، أَو أَيُّ لَوْن كانَ) ، وَقَالَ غيرُه: فَرَسٌ آزَرُ: أَبيضُ العَجُزِ، وَهُوَ موضعُ الإِزارِ من الإِنسان، وَزَاد فِي الأَساس: فإِن نزَلَ البَيَاضُ بفَخِذَيْه فَمُسَرْوَلٌ، وخَيْلٌ أُزْرٌ، وَهُوَ مَجازٌ.
(و) مِنَ المَجَازِ أَيضاً: (! المُؤَزَّرَةُ، كمُعَظَّمةٍ: نَعْجَةٌ) وَفِي الأَساس: شاةٌ (كأَنَّهَا) . وَفِي الأَساس: كأَنَّمَا: ( {أُزِّرَتْ بسَوادٍ) ، وَيُقَال لَهَا: إِزارٌ، وَقد تقدَّم.
وَمِمَّا يُستَدرك عَلَيْهِ:
يُقَال؛} أَزَرْتُ فلَانا، إِذا أَلْبَسْتُ {إِزاراً فتَأَزَّر، بِهِ} تَأَزُّراً وَيُقَال: {أَزَّرتُه} تَأْزِيراً {فتَأَزَّرَ،} وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ قَوَّى بعضُه بَعْضًا فالْتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ، كآزَرَ، قَالَ الشاعرُ:
{تأَزَّرَ فِيه النَّبْتُ حتَّى تَخايَلَتْ
رُبَاهُ وَحَتَّى مَا تُرَى الشَّاءُ نُوَّمَا
وَهُوَ مَاز، وذَكَرهما الزَّمَخْشَرِيُّ.
وَفِي الأَساس: ويُسَمِّي أَهلُ الدِّيوانِ مَا يُكْتَبُ آخِرَالكتابِ مِن نُسخَةِ عَمَلٍ أَو فَصْلٍ فِي مُهِمَ: الإِزارَ،} وَأَزَّرَ الكتابَ {تَأْزِيراً كَتَبَ كتابا} مُؤَزَّراً.
{- والأُزْرِيُّ إِلى} الأُزْر جمعُ إِزارٍ هُوَ أَبو الْحسن سعدُ الله بنُ عليِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِيُّ.

أَبب

أَبب
: ( {الأَبُّ: الكَلأُ) ، وَهُوَ العُشْبُ رَطْبُه ويابسُه، وَقد مَرَّ (أَو المرعَى) كَمَا قَالَه ابْن اليَزِيديِّ، وَنَقله الهرَوِيُّ فِي غَرِيبه، وَعَلِيهِ اقْتَصَرَ البَيْضَاوِيُّ والزمخشريُّ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ:} الأَبُّ: جميعُ الكَلإِ الَّذِي تَعْتَلِفُهُ المَاشِيَةُ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَفَاكِهَةً {وأَبّاً} (عبس: 31) قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: سَمَّى اللَّهُ تَعَالَى المَرْعَى كُلَّه} أَبًّا، قَالَ الفَرَّاءُ: الأَبُّ مَا تأْكُلُه الأَنْعَامُ، وَقَالَ مُجَاهَدٌ: الفَاكِهَة: مَا أَكلَهُ الناسُ، {والأَبُّ: مَا أَكَلَتِ الأَنْعَامُ،} فالأَبُّ من المَرْعَى للدَّوابِّ كالفاكهة للإِنْسَانِ، قَالَ الشَّاعِر:
جِذْمُنَا قَيْسٌ ونَجْدٌ دَارُنَا
ولَنَا الأَبُّ بِهِ والمَكْرَعُ
(أَو) كُلُّ (مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ) أَي مَا أَخرجته من النَّبَات، قَالَه ثَعْلَب، وَقَالَ عَطاء: كل شيءٍ ينبتُ على وجهِ الأَرضِ فَهُوَ الأَبُّ (والخَضِرُ) من النَّبَات، وَقيل التِّبْنُ، قَالَه الحَلاَلُ، أَي لأَنه تأَكله الْبَهَائِم، هَكَذَا فِي النّسخ، والخَضِرُ كَكَتِف، وَعَلِيهِ شرح شَيخنَا، وَهُوَ غَلَطٌ، وَالصَّوَاب: الخَصِرُ، بالصَّاد المُهْمَلَةِ الساكنة، كَمَا قَيَّدهُ الصاغانيّ، وَنسبه لهُذَيْلِ، وَفِي حَدِيث أَنس، أَن عُمَرَ بنَ الخطابِ، رَضِي الله عَنْهُمَا، قرأَ قَوْله عز وَجل: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} وَقَالَ: فَمَا الأَبُّ: ثمَّ قَالَ: مَا كُلِّفْنَا أَو مَا أُمِرْنَا بِهَذَا. والأَبُّ: المَرْعَى المُتَهَيِّىءُ للرَعْي والقَطْعِ، وَمِنْه حَدِيث قُسِّ بنِ ساعدةَ (فَجَعَلَ يَرْتَعُ {أَبًّا وأَصِيدُ ضَبًّا) وَفِي الأَساس: وَتقول: فُلاَنٌ زَاعَ لَهُ الحَبُّ وَطَاعَ لَهُ الأَبُ. أَي زَكَا زَرْعُه واتَّسَع مَرْعَاهُ.
} والأَبُّ، بِالتَّشْدِيدِ: لُغَةٌ فِي الأَبِ، بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى الوَالِد، نَقله شَيخنَا عَن ابْن مَالك فِي (التسهيل) ، وَحَكَاهُ الأَزهريّ فِي (التَّهْذِيب) وَغَيرهمَا، وَقَالُوا: اسْتَأْبَبْتُ فلَانا، ببائَيْنِ، أَي اتَّخَذْتُه أَباً. نَبَّه على ذَلِك شيخُنا مُسْتَدْرِكاً على المُصَنِّفِ.
قُلْتُ: إِنَّمَا لم يذكرْه لنُدْرَتِهِ ومخالفتِه للْقِيَاس، قَالَ ابنُ الأَعْرابيّ: {اسْتَئِبَّ أَباً: اتَّخِذْهُ، نَادِرٌ، وإِنما قيَاسُه اسْتَأْبِ.
(و) } أَبُّ (: د باليَمنِ قَالَ أَبُو سَعْدٍ: بُلَيْدَةٌ باليَمنِ يُنْسب إِليها أَبُو مُحمَّدِ عبدُ الله بنُ الحَسَن بنِ الفَيَّاضِ الهاشِمِيُّ، وَقَالَ أَبو طَاهِر السِّلفيّ هِيَ: بِكَسْر الْهمزَة، قَالَ: سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ العَزِيز بنَ مُوسَى بنِ مُحَسّن القَلْعِيَّ يَقُول: سَمِعت عُمَرَ بنَ عبدِ الخَالِقِ {الإِبِّيّ يَقُول: بَنَاتِي كُلُّهُنَّ حِضْنَ لتِسْعِ سِنِينَ، كَذَا فِي المُعْجَمِ.
قُلْتُ: ونُسِبَ إِليها أَيضاً الفَقِيهُ المُحَدِّث أَبو الْعَبَّاس أَحمد بن سُلَيْمَان بن أَحمد بن صبرَة الحميريّ، مَاتَ سنة 728 ولي قَضَاء مَدِينَة أَبّ، تَرْجَمَه الجنديّ وَغَيره.
(و) } إِبُّ (بالكَسْرَة: بِالْيمن) من قُرَى ذِي جَبَلَةَ؛ قَالَ أَبو طَاهِر؛ وَكَذَا يَقُوله أَهل الْيمن بِالْكَسْرِ، وَلَا يعْرفُونَ الْفَتْح، كَذَا فِي (المعجم) ، وَقَالَ الصاغانيّ: هِيَ من مِخْلافِ جعْفَر.
( {وَأَبَّ للسَّيْرِ} يَئِبّ) ، بالكَسْرِ على الْقيَاس فِي المُضَعَّفِ اللَّازِم، (! ويَؤُبّ) ، بالضَّمِّ على خلاف الْقيَاس، وَاقْتصر عَلَيْهِ الجوهريّ وَتَبعهُ على ذَلِك ابنُ مَالك فِي لامية الأَفعال، واستدركه شَيخنَا فِي حَوَاشِي ابْن النَّاظِم على أَبيه أَنه جَاءَ بِالْوَجْهَيْنِ، فالأَوْلى ذكره فِي قسم مَا وَرَدَ بالوَجْهَين، فالأَوْلى ذكره فِي قسم مَا وَرَدَ بالوَجْهَيْنِ، ( {أَبًّا} وأَبِيباً) على فَعِيلٍ ( {وَأَبَاباً) كَسَحَاب و (} أَبَابَة) كسَحَابَة (: تَهَيَّأَ) للذّهاب وتَجَهَّز، قَالَ الأَعْشى:
صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وكَصَارِمٍ
أَخٌ قَدْ طَوَى كَشحاً وأَبَّ لِيَذْهَبَا
أَي صَرَمْتُكُم فِي تَهَيُّئى لمفارقتكم، ومَنْ تَهَيَّأَ للمُفَارَقَةِ فَهُوَ كَمَنْ صَرَمَ، قَالَ أَبو عبيد: {أَبَبْتُ} أَؤُبُّ {أَبًّا، إِذا عَزَمْتَ على المَسِيرِ وتَهَيَّأْتَ (} كائْتَبَّ) من بَابَ الافْتِعالِ.
(و) {أَبَّ (إِلَى وَطَنِه) } يَؤبُّ (أَبًّا {وإِبَابةً) ، ككِتَابَة، (} وأَبَابَةً) ، كسَحابة {وأَبَاباً كسحَابٍ أَيضاً (: اشْتاقَ) .
والأَبُّ: النِّزَاعُ إِلى الوَطَنِ، عَن أَبي عَمْرو، قَالَه الجوهريّ، وَالْمَعْرُوف عِنْد ابْن دُرَيْد يَئِبُّ، بِالْكَسْرِ، وأَنشد لهِشَامٍ أَخِي ذِي الرُّمَّةِ:
وأَبَّ ذُو المَحْضَرِ البَادِي أَبَابَتهُ
وقَوَّضَتْ نِيَّةٌ أَطْنَابَ تَخْيِيمِ
(و) أَبَّ (يَدَهُ إِلَى سَيْفِهِ: رَدَّهَا لَيَسُلَّه) ، وَفِي بعض النُّسَخ: لِيَسْتَلَّه، وَذكره الزمخشريّ فِي آبَ بالمَدِّ، وَقَالَ الصاغانيّ، وَلَيْسَ بِثَبتِ.
(وهُوَ فِي أَبَابِهِ) بِالفَتْح،} وأَبَابَتِهِ، أَي (فِي جِهَازه) بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا.
(وأَبَّ {أَبَّه) أَي (قَصَدَ قَصْدَهُ) ، نَقله الصاغانيُّ (} وأَبَّتْ {أَبَابَتُه) بِالْفَتْح (ويُكسر) أَيِ (اسْتَقَامَتْ طَرِيقَتُه) } فالأَبَابَةُ بمَعْنَى الطَّرِيقَة.
( {والأَبَابُ) بِالْفَتْح: (المَاءُ، والسَّرَابُ) عَن ابْن الأَعرابيّ، وأَنشد:
قَوَّمْنَ سَاجاً مُسْتَخَفَّ الحَمْل
تَشُقُّ أَعْرافَ الأَبَابِ الحَفْل
أَخْبَرَ أَنَّهَا سُفُنُ البَرِّ.
(و) } الأُبَابُ (بالضَّمِّ: مُعْظَمُ السَّيْلِ، والمَوْجُ) كالعُبَابِ قَالَ:
! أُبَابُ بَحْرٍ ضاحِكِ هزُوقِ قَالَ شيخُنا: صَرَّح أَبو حَيَّانَ، وتلميذُه ابنُ أُمِّ قاسِمٍ أَن همزتها بَدَلٌ من العَيْنِ، وأَنها لَيست بلُغَةٍ مستقلّة انْتهى، وأَنكره ابنُ جنّي، فَقَالَ: لَيست الْهمزَة فِيهِ بَدَلاً من عين عُبَاب وإِن كُنَّا قد سَمِعْنَاهُ، وإِنَّمَا هُوَ فُعَالٌ من أَبَّ، إِذا تَهَيَّأَ.
قُلْتُ: وَمن الْأَمْثَال: (وقَالُوا للظِّبَاء: (إِنْ أَصابَت المَاءع فَلاَ عَبَاب وإِنْ لَمْ تُصِبْ المَاءَ (فَلَا) {أَبَاب) أَي لم} تَأْتَبَّ لَهُ وَلَا تَتَهَيَّأْ لطلبه، رَاجعه فِي (مجمع الأَمثال) .
وَفِي (التَّهْذِيب) : {الوَبُّ: التَّهَيُّؤُ للحَمْلَةِ فِي الحَرْبِ، يُقَال: هَبَّ،} وَوَبَّ، إِذا تَهَيَّأَ للحَمْلَة، قَالَ أَبو مَنْصُور: الأَصل فِيهِ أَبّ، فقلبت الْهمزَة واواً.
(و) عَن ابْن الأَعرابيّ (أَبَّ) إِذا (هَزَم بحَمْلَةٍ) ، وَفِي بعض النّسخ: بجُمْلَة، بِالْجِيم، وَهُوَ خطأٌ (لَا مَكْذُوبَةَ) بالنصْبِ، وَهُوَ مصدر كَذَبَ كَمَا يأْتي، (فِيهَا) أَيِ الحَمْلَةِ.
( {وأَبّةُ: اسْمٌ) أَي عَلَمٌ لِرَجِل، كَمَا هُوَ صَنِيعُه فِي الكِتَاب، فإِنه يُرِيد بالاسمِ العَلَمَ (وبِهِ سُمِّيَت} أَبَّةُ العُلْيَا و) أَبَّهُ (السُّفْلَى) وهما (قَرْيَتَان بلَحْجٍ) ، بِفَتْح فَسُكُون، بَلْدَةٌ بعَدَنِ أَبْيَن من اليَمَنِ، أَي كَمَا سُمِّيَت أَبْيَنُ بأَبْيَنَ بنِ زُهَيْرٍ.
(و) {أُبَّةُ (بِالضَّمِّ: د بإِفْرِيقِيَّة) بَينهَا وَبَين القَيْرَوَانِ ثلاثةُ أَيام، وَهِي من نَاحيَة الأَرْبُسِ موصوفةٌ بِكَثْرَة الفَوَاكه وإِنباتِ الزعفرانِ، ينْسب إِليها أَبو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن عبد المُعْطِي بن أَحمدَ الأَنْصاريُّ، روى عَن أَبي حَفْص عُمَر بنِ إِسماعيلَ البَرْقيّ، كتب عَنهُ أَبو جَعْفَر أَحمد بن يحيى الجَارُودِيّ بِمصْر، وأَبو الْعَبَّاس أَحمد بن مُحَمَّد} - الأُبِّيُّ، أَديب شَاعِر، سَافر إِلى الْيمن، ولقى الوَزِيرَ العَبْديَّ، وَرجع إِلى مصْرَ فأَقام بهَا إِلى أَن مَاتَ فِي سنة 598، كَذَا فِي (المعجم) .
قُلْتُ: أَما عبد الرَّحْمَن بن عبد الْمُعْطى المذكورُ فَالصَّوَاب فِي نِسْبَتِهِ الأُبَيِّى مَنْسُوب إِلى جَدِّه {- أُبَيّ، نبَّه على ذَلِك الحافظُ ابنُ حَجر.
وَمِمَّنْ نسب إِليها من المتأَخرين، الإِمَام أَبو عبد الله محمدُ بن خليفةَ التونسيُّ الأُبِّيُّ شَارِح مُسْلِم تلميذُ الإِمام ابْن عَرَفَةَ، ذكره شَيخنَا.
(} وأَبَّبَ) ، إِذا (صاحَ) ، والعَامَّةُ تَقول هَبَّبَ.
( {وتأَبَّبَ بِهِ) أَي تَعَجَّبَ وتَبَجَّحَ) ، نَقله الصاغانيّ.
(} وأَبَّى) بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْبَاء والقَصْرِ (كَحَتَّى: نَهْرٌ بَين الكُوفَة و) بَين (قَصْرِ) ابنِ هُبَيْرَةَ (بَنِي مُقَاتِل) ، هَكَذَا فِي النُّسَخِ، وصوابُه (ابْنِ مُقَاتِل) وَهُوَ ابنُ حسَّانَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ أَوْسِ بنِ إِبراهِيمَ بن أَيّوبَ التَّيْمِيّ، مِنْ زَيْدِ مَنَاةَ، وسيأْتي ذكره (يُنْسَبُ إِلى أَبَّى ابْن الصَّامَغَانِ من مُلُوكِ النَّبَطِ) ذَكَره الهَيْثَمُ بنُ عَدِيَ. (ونَهْرٌ) من أَنهار البَطِيحَةِ (بِوَاسطِ العرَاقِ) وَهُوَ من أَنهارها الْكِبَار، (و) وَرَدَ فِي الحَدِيث عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاقَ، عَن معبد بنِ كعبِ بنِ مالكٍ قَالَ: لَمَّا أَتَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمبَنِي قُرَيْظَةَ، وَنزل على بِئرٍ من أَبْيَارِهِم فِي نَاحيَة من أَموالهم، يُقَال لَهَا بِئرُ أَبَّى وَهِي (بِئرٌ بالمَدِينَةِ) قَالَ الحَازِمِيُّ: كَذَا وجدتُه مضبوطاً مُجَوَّداً بِخَط أَبِي الحَسَنِ بن فُرَات (أَو هِيَ) وَفِي نُسْخَةٍ هُوَ (أُنَا بالنُّونِ مُخَفَّفَةً كَهُنا) قَالَ الحَازِميّ: كَذَا سمعته من بعض المُحَصِّلِين، كَذَا فِي (المعجم) وسيأْتي ذكرُه فِي مَحَلِّه، إِن شاءَ الله تَعَالَى.
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
أَبَّ إِذَا حَرَّكَ، عَنِ ابْن الأَعْرَابيّ،! وائْتَبَّ إِذا اشْتَاقَ.
وأَبَّى بنُ جَعْفَر النَّجِيرَمي مُحَدِّثٌ ضَعِيف.
وسَالِمُ بنُ عبدِ الله بنِ أَبَّى أَندلسِيٌّ، روى عَن ابْن مُزَينِ، وسيأْتي فِي آخر الْكتاب.

المعمّى

المعمّى المهندس:
[في الانكليزية] Enigma or syllepsis in geometrical figure
[ في الفرنسية] Enigma ou syllepse sous forme geometrique
قد سبق.
المعمّى:
[في الانكليزية] Enigmatic speech ،allusion hysteron porteron ،syllepsis
[ في الفرنسية] Propos enigmatique ،allusion ،inversion ،syllepse
اسم مفعول من التّعمية. وهو عند البلغاء كلام موزون يدلّ بطريق الرّمز والإيماء على اسم أو أن يكون بزيادة فيه عن طريق القلب أو التّشبيه أو بحساب الجمّل أو بوجه آخر، مع ملاحظة أن يكون بأسلوب يقبله الطّبع السليم ولا ينكره وأن يخلو من التطويل في الألفاظ المستكرهة. والقيد بالاسم باعتبار أنّ الغالب فيه هو الأسماء وإلّا فيجوز أن لا يكون المستخرج من المعمّى اسما. والسبب في عدم اشتراط كون المعمّى شعرا فلربما أريد من النظم اسما، ولما كانت الحروف المعتبرة وهي المكتوبة بينما في الشعر إنما يعتد بالحروف الملفوظة فلذا كانت رعاية المدّ والقصر والتشديد والتخفيف غير لازمة. (في المعمّى)، فإنّه بمجرّد حصول الحروف مع ترتيب الاسم فالذهن المستقيم ينتقل حينئذ إلى الاسم (المعمّى عنه)، وكذلك لا عبرة لرعاية الحركات والسكنات (كما هو الحال على العكس في الشعر). ولا بدّ لقائل المعمّى من شيئين: الأوّل تحصيل الحروف التي هي بمنزلة المادة. والثاني: ترتيبها بحسب التقديم والتأخير الذي هو بمثابة الصورة. وأعمال المعمّى على ثلاثة أنواع:

بعضها: خاص بتحصيل المادة، وهي التي تسمّى أعمال التحصيل.

وبعضها: خاص بتكميل الصورة، وهي التي تسمّى أعمال التكميل.

وبعضها: عام ليس فيه خصوصية بالمادّة ولا بالصورة، بل فائدته في تسهيل عمل آخر من أعمال التحصيل أو التكميل. ويقال لها:

الأعمال التّسهيلية. والأعمال التّسهيلية أربعة أنواع: الانتقاد والتحليل والتركيب والتبديل.
وكلّ واحد من هؤلاء مذكور في موضعه.

ويقول في جامع الصنائع: المتقدّمون لهم ثلاثة أنواع من المعمّى:

الأوّل: المعمّى المبدل، وقلّ ذكر التبديل في اللفظ المذكور.

ثانيا: المعمّى المعدود: وهو الذي يجمعونه بعدد الجمّل للحروف. ومنها يستخرجون الاسم. ومثاله في الشعر التالي وترجمته:
إذا أخذنا عشرة مع الثلاثين وبعدها سبعين تيقّن بأنّني قد قلت اسمه مائة مرّة ويخرج من هذا اسم علي. فالعين 70 واللام 30 والياء 10.

ثالثا: المعمّى المحرّف: وهو أفضل الأنواع. وهو يكون بطريق الإيهام وقطع الحروف ووصلها بألفاظ أخرى، فيصير الاسم معلوما. وهذا الفن قد برع فيه مولانا بهاء الدين البخاري، ثم بلغ به الذروة الأمير خسرو الدهلوي فجعله أكثر لطفا وعلوقا بالقلب ومثاله في الرباعي التالي والكلمة هي: خوندو ومعناها وعاء من الفخّار يخزن فيه القمح. وترجمة الرباعي:
بائع القمح ذاك، سيّئ المذهب جاء اسمع اسمه فقد جرح القلب منه احذف رأسه كما وصفت (الصقالة) من تلك الخصلة السّقالة الصغيرة يكون لي الفتح فنحصل بطريق الإيهام على اسم خوندو (خابية القمح).
لأنّنا حينما نجعلها بلا رأس أي نحذف الكاف وهو الحرف الأول ونضع بدلا منها (خو: الخشبة التي يقف عليها البنّاءون) فتصير (خوندو: الخابية للقمح)، فإذا غيرنا الفتحة بالضمّة فتصبح حينئذ الكلمة المطلوبة (خوندو:
الخابية).

والإيهام: هو أن يكون للفظ معنيان:
أحدهما قريب والآخر بعيد هو المراد كما هو في السّياق المذكور. فالخابية إذا كانت بدون رأس فذلك يجعل الوصول للغلّة أسهل ولا تعب في استخراجها. وحين نضع (السقالة) عليها ومعناه: أخذ الغلة، عندها تحصل الغنيمة، والمراد هو المعنى البعيد. هذا وإنّ الأمير خسرو قد اخترع ثلاثة أنواع أخرى:

أحدهما وهو المسمّى بالمعمّى المترجم والثاني: بالمعمّى المصوّر والثالث: بالمعمّى الموشّح. وقال: المعمّى المترجم: هو الإتيان بلفظ فارسي ثم يترجمونه للعربية أو بالعكس ومثاله المعمّى في الرباعي التالي عن (كبير الدين) وترجمته:
أيّها الأستاذ الكبير في الدين الذي من أجل قدمه كتب على الورق لقبه العلي البهلوان الكبير كان جمعا موصولا رفعت حبة سمسم من فوق فبزرگ: معناها كبير والذين جمع اسم موصول. وكلمة السمسمة فوق يعني النقطة فوق (ذ) الذين يرفعونها فتصير الدين. ثم في التركيب تصير: كبير الدين. والمعمّى المصوّر هو أن يؤتى بالأشياء المشابهة لحروف التهجّي على طريق الكناية، والمقصود إنما هو الحروف المكنية. وما شبهوه بالحروف هي:
أ- تير (سهم) ونيزه (رمح) والسّرو (للقامة) وأمثال ذلك. ب- الحذاء بمسمار واحد. ت- الحذاء بمسمارين للرأس. ث- الحذاء بثلاثة مسامير للرأس. ج- قرط الأذن المعلّق في أسفله قطعة من حجر الشب. ح- القرط المجرّد. خ- قرط الأذن المعلّق فوقه قطعة من حجر الشب. د- ثلاثة أحجار كريمة مقلوبة مجرّدة وخالية وفتحة السّهم. ذ- ثلاثة أحجار كريمة مقلوبة بقيت عليها حبّة ر- الصولجان والعصا الحديدية لقيادة الفيل والعصا للطّبل. ز- الصولجان والكرة. س- المنشار والتشديد والــضاحك. ش- المنشار عليه ثلاثة مسامير. ص- العين وطرف الأذن. ض- العين التي خرجت منها المقلة. ط- العين مع الميل. ظ- العين مع الميل الخالية على الرأس. ع- النعل والهلال. غ- الهلال والزهرة. ف- الرأس خاضع والقدم طويلة. ق- كبير الرأس المتواضع والعينان المفتوحتان. ك- راكع والعصا على رأسه. ل- راكع بدون عصا. م- العين المفتوحة مع طرف الكفكير والدبّوس (العصا المدببة). ن- القوس. وقطرة من كنكر القصّاب ومخلب الصّقر. هـ- الكرة وعينان. لا- قرنان. ي- العقارب.
ومثال هذا النوع في الرباعي التالي وترجمته:
رأيت ثابتا وعلى رأسه حذاء بثلاثة مسامير وقد خرج من صدره سهم بدون ريش وقد علّق على وسطه مسمار حذاء وفي قدمه حذاء بمسمارين آخرين فمن هذا الرباعي نحصل على اسم ثابت.
والمعمّى الموشّح هو أن يكتبوا حروف الاسم لا صورتها، ومثاله في الرباعي التالي المعمّى فيه هو كلمة مهذّب وترجمته:
أي السّيّد المهذّب الذي تعد الممالك بدونه مهملة كما هي حال الطرق بدونه فإن لم يصل فيضك العام فجأة فمن يخط: صحيح ذلك بدونك وقد اخترع جامع الصنائع قسما آخر وسمّاه المعمّى المهندس، وهو أن يعدّ من الأشياء الهندسية، ولكن يلزم وجود القرينة ومثاله الرباعي وترجمته:
اسم صنمي يكون كالروح وبالهندسة يمكن تحصيله بسهولة من الأربعة أطرح تسعة ثم ضع خمسة إذن سبعة اسحب إلى الأعلى من الأسفل وفي السياق نكتة لطيفة وهي أنّه قال: اطرح من الأربعة تسعة وهذا يدعو للحيرة، وطريقه من الهندسة أربعة التي هي على هذه الصورة [ء- 9] و9 على حسب الهندسة هو إبعاد التسعة. وصورة التسعة هي 9 بعدها خمسة يعني صفرا وصورته هي: ضعها على رأسه على هذا النمط مح ثم بعد ذلك أضف (. مقلوبة فتصبح الصورة هكذا: مجد بعد الجمع.

وإنّ مولانا (عبد الرحمن) الجامي قال: إنّ من صور المعمّى: التصحيف وهو تغيير صورة الخطّ للكلمة بالمحو والإثبات للنقطة. وهو قسمان: تصحيف وضعي: وهو كأن يلفظ لفظا مفردا ليدلّ على المراد من الكلمة التي صحّفت صورتها الخطية، بدون تعرّض لمحو نقطة أو إثباتها، وذلك مثل لفظ صورة ونقش ونموذج وشكل ورسم ونسخة وعلاقة وأمثال ذلك، كما هو الأمر في اسم يوسف: في الرباعي التالي وترجمته:
يا من تراب طريقك شرف لتاج الورد ويا من خالك ولحيتك المعطّرة جمال الورد وحينما رأى البلبل صورتك في السّحر قال: كلاما وجهه وجهك دفتر للورد تصحيف جعلي (مجعول): وهو أن يقع خلال الكلام بإثبات نقطة لخصوصيته أو بإشارة لذلك بمثل لفظ: قطره وحبة وجوهر وأمثال ذلك. مثاله باسم حسن:
حينما برقت أسنانه من بين شفتيه فمن تلك الشفة الناثرة للجوهر كلّ شخص وجد مقصوده ومن جملة أعمال المعمّى: المترادف. حيث يذكرون لفظة وإنما المراد مرادفها، انتهى.
فائدة:
الفرق بين اللّغز والمعمّى هو أنّه يلزم في المعمّى أن يكون مدلوله اسما من الأسماء وليس ذلك بشرط في اللّغز، بل الواجب هنا أن يدلّ على المقصود بذكر العلامات والصّفات. وهذا ليس بلازم في المعمّى. وبعضهم يعتقد أنّ الفرق هو أنّه في المعمّى الانتقال يكون بالاسم وفي اللّغز بالمسمّى. ولكن هذا القول ضعيف، وذلك لأنّه جائز في اللغز أيضا أن يذكر الاسم بذكر العلامات والصّفات.

وقد قال رشيد الدين الوطواط: اللّغز مثل المعمّى إلّا أنّ هذا يقولونه بطريق السّؤال. كذا في مجمع الصنائع. 

الكناية

الكناية:
[في الانكليزية] Metonymy ،antonomasia
[ في الفرنسية] metonymie
بالكسر في اللغة واصطلاح النحاة أن يعبّر عن شيء معيّن بلفظ غير صريح في الدلالة عليه لغرض من الأغراض كالإبهام على السامعين، كقولك جاءني فلان وأنت تريد زيدا. والمراد بها في باب المبنيات ما يكنى به لا المعنى المصدري ولا كلّ ما يكنى به بل البعض المعيّن منه، وهو كم وكذا كناية عن العدد وكيت وذيت للحديث، ومنها كأين كذا في الفوائد الضيائية، قال ابن الحاجب: الكناية في باب المبنيات لفظ مبهم يعبّر به عما وقع مفسّرا في كلام متكلّم إمّا لإبهامه على المخاطب أو لنسيانه.
واعترض عليه بأنّ كم ليس من هذا القبيل ولا لفظ كذا في قولك عندي كذا رجلا لأنّه ليس حكاية لما وقع في كلام متكلّم مفسّرا، ولا كيت وذيت في قولك كان من الأمر كيت وذيت. بلى قولك قال فلان كذا فقال كيت وذيت داخل في حدّه. وأجيب بأنّ المراد صحة الوقوع لا الوقوع حقيقة أي عما يصحّ أن يقع في كلام متكلّم مفسّرا أو من شأنه أن يقع كذا في الموشح. ويطلق الكناية أيضا على الضمير لأنّه يكنى به عن متكلّم أو مخاطب أو غائب تقدّم ذكره. وعند الأصوليين والفقهاء مقابل للصريح. قالوا الصريح لفظ انكشف المراد منه في نفسه أي بالنظر إلى كونه لفظا مستعملا، والكناية لفظ استتر المراد منه في نفسه سواء كان المراد منهما أي من الصريح والكناية معنى حقيقيا أو مجازيا. فالحقيقة التي لم تهجر صريح والتي هجرت وغلب معناها المجازي كناية، والمجاز الغالب الاستعمال صريح وغير الغالب كناية. واحترز بقيد في نفسه عن استتار المراد في الصريح بواسطة غرابة اللفظ أو ذهول السامع عن الوضع أو عن القرينة أو نحو ذلك، وعن انكشاف المراد في الكناية بواسطة التفسير والبيان، فمثل المفسّر والمحكم داخل في الصريح ومثل المشكل والمجمل داخل في الكناية لما تقرّر من أنّ هذه الأقسام متمايزة بالاعتبار لا بالذات. وما يقال من أنّ المراد الاستتار والانكشاف بحسب الاستعمال بأن يستعملوه قاصدين الاستتار وإن كان واضحا في اللغة أو الانكشاف وإن كان خفيا في اللغة احترازا عن أمثال ذلك فلا يخفىقصدا، وبالذات إذ لا معنى لاستعمال اللفظ في غير معناه لينتقل منه إلى معناه فينافي إرادة الموضوع له لأنّ إرادته حينئذ لا يكون للانتقال إلى المعنى المجازي الداخل تحت الإرادة قصدا من غير تبعية، بل لكونه مقصودا بالذات فيلزم إرادة المعنى الحقيقي والمجازي معا بالذات وهو ممتنع. وبهذا يندفع ما يقال لو كان الاستعمال في غير ما وضع له منافيا لإرادته الموضوع له لامتناع الجمع بين الحقيقة والمجاز لكان استعماله فيما وضع له أيضا منافيا لإرادة غير الموضوع له لذلك كذا كذا في التلويح.

قال أبو القاسم في حاشية المطوّل: ذهب المحقّقون إلى أنّه يجوز كون المعنى الحقيقي في الكناية مستحيلا وحينئذ لا يعلم الفرق بينها وبين المجاز أصلا، فإنّ استحالة المعنى الحقيقي من أقوى قرائن المجاز، فإذا جوّز في الكناية استحالة المعنى الحقيقي ولم يجعل مانعا عن إرادة المعنى الحقيقي لينتقل منه إلى المقصود فلا يكون شيء من قرائن المجاز مانعا عن إرادته لينتقل منه إلى المقصد، فلا تتميّز الكناية عن المجاز في شيء من الصور. ولو سلّم فلا شكّ في عدم التمييز في صورة الاستحالة. قال صاحب الأطول: يمكن أن تجعل الكنايات كلها حقائق صرفة ويكون قصد ما به يجعل معنى كنائيا من قبيل قصد النتيجة بعد إقامة الدليل فيكون فلان كثير الرّماد حقيقة صرفة ذكرت دليلا على أنّه مضياف فيكون التقدير فهو مضياف ولا يكون هناك استعمال كثير الرماد في المضياف انتهى. وفرّق السّكّاكي وغيره بينهما بأنّ الانتقال فيها من اللازم إلى الملزوم وفي المجاز بالعكس كالانتقال من الأسد الذي هو ملزوم الشجاع إلى الشجاع.
وردّ بأنّ اللازم ما لم يكن ملزوما لم ينتقل منه لأنّ اللازم يجوز أن يكون أعمّ من الملزوم، والانتقال إنّما يتصوّر على تقدير تلازمهما وتساويهما، وحينئذ يكون الانتقال من الملزوم إلى اللازم كما في المجاز. وأجيب بأنّ المراد باللازم ما يكون وجوده على سبيل التّبعية كطول النجاد لطول القامة، ولذا جوّزوا كون اللازم أخصّ كالــضاحك بالفعل للإنسان، فالكناية أن يذكر من المتلازمين ما هو تابع ورديف ويراد به ما هو متبوع ومردوف، والمجاز بالعكس، وفيه نظر لأنّ المجاز قد يكون من الطرفين كاستعمال الغيث في النبت واستعمال النبت في الغيث كذا في المطول. قال أبو القاسم ذكر أهل الأصول أنّه لمّا كان مبني المجاز على الانتقال من الملزوم إلى اللازم أي من المتبوع إلى التابع فإن كان اتصال الشيئين بحيث يكون كلّ منهما أصلا من وجه وفرعا من وجه جاز استعمال الأصل في الفرع دون العكس، فالعلّة أصل من جهة احتياج المعلول إليه والمعلول المقصود أصل من جهة كونه منزلة العلّة الغائية، وهي وإن كانت لوجودها معلولة لمعلولها إلّا أنّها لماهياتها علّة له، ومن هذا القبيل إطلاق النبت على الغيث فاندفع الاعتراض. والقول بأنّ اصطلاح أهل العربية مخالف لاصطلاح الأصول مما لا يلتفت إليه انتهى. اعلم أنّ الكناية في اصطلاحهم كما تطلق على اللفظ نفسه كذلك تطلق على المعنى المصدري الذي هو فعل المتكلم أعني ذكر اللازم وإرادة الملزوم، فاللفظ يكنى به والمعنى يكنى عنه كذا في المطول.

التقسيم:
الكناية ثلاثة أقسام الأولى الكناية المطلوب بها غير صفة ولا نسبة فمنها ما هي معنى واحد وهو أن يتفق في صفة من الصفات عرض اختصاص بموصوف معيّن فتذكر تلك الصفة ليتوصّل بها إلى ذلك الموصوف كقولنا مجامع الأضغان كناية عن القلوب والضغن الحقد. ومنها ما هي مجموع معان وهو أن تؤخذ صفة فتضمّ إلى لازم آخر وآخر لتصير جملتها مختصّة بموصوف فيتوصّل بذكرها إليه، كقولنا كناية عن الإنسان حي مستوى القامة عريض الأظفار ويسمّى هذه خاصّة مركّبة، وشرط هذين الكنايتين الاختصاص بالمكنى عنه.
الثانية الكناية المطلوب بها صفة من الصفات كالجود والكرم والشجاعة ونحو ذلك، وهي ضربان، قريبة وبعيدة، فإن لم يكن الانتقال بواسطة فقريبة إمّا واضحة إن حصل الانتقال منها بسهولة كطويل النّجاد وإمّا خفية كقولهم كناية عن الأبله عريض القفا، فإن عرض القفا وعظم الرأس بالإفراط مما يستدلّ به على بلاهة الرجل لكن في الانتقال نوع خفاء لا يطلع عليه كلّ أحد، وإن كان الانتقال من الكناية إلى المطلوب بها بواسطة فبعيدة كقولهم كثير الرماد كناية عن المضياف فإنّه ينتقل من كثرة الرماد إلى كثرة إحراق الحطب تحت القدر، ومنها إلى كثرة الطبخ ومنها إلى كثرة الضيفان ومنها إلى المطلوب. والثالثة المطلوب بها نسبة أي إثبات أمر لأمر أو نفيه عنه كقول زياد الأعجم:
إنّ السّماحة والمروءة والنّدى. في قبّة ضربت على ابن الحشرج.
فإنه أراد أن يثبت اختصاص ابن الحشرج بهذه الصفات فترك التصريح بأن يقول إنّه مختصّ بها أو نحوه إلى الكناية بأن جعلها في قبة مضروبة عليه. والموصوف في هذين القسمين قد يكون مذكورا كما مرّ وقد يكون غير مذكور كما يقال في عرض من يؤذي المسلمين المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فإنّه كناية عن نفي صفة الإسلام عن المؤذي وهو غير مذكور في الكلام كذا في المطول. وقال في الإتقان استنبط الزمخشري نوعا من الكناية غريبا وهو أن تعمد إلى جملة معناها على خلاف الظاهر فتأخذ الخلاصة من غير اعتبار مفرداتها بالحقيقة والمجاز فتعبّر بها عن المقصود، كما تقول في نحو الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى. إنّه كناية عن الملك فإن الاستواء على السرير لا يحصل إلّا مع الملك، فجعل كناية عنه. وكذا قوله تعالى وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ كناية عن عظمته وجلالته من غير ذهاب بالقبض واليمين إلى جهتين حقيقة ومجازا انتهى.
قال السّكّاكي الكناية تتفاوت إلى تعريض وتلويح ورمز وإيماء وإشارة والمناسب للكناية العرضية وهي ما لم يذكر الموصوف فيها التعريض لأنّ التعريض خلاف التصريح. يقال عرّضت لفلان وبفلان إذا قلت قولا لغيره وأنت تعيّنه فكأنّك أشرت به إلى عرض أي جانب وتريد جانبا آخر، والمناسب لغير العرضية إن كثرت الوسائط بين اللازم والملزوم التلويح لأنّ التلويح هو أن تشير إلى غيرك من بعد وإن قلّت الوسائط مع خفائه أي خفاء اللزوم فالمناسب الرمز لأنّ الرمز أن تشير إلى قريب منك على سبيل الخفية لأنّه الإشارة بالشّفة والحاجب وبلا خفاءه فالمناسب الإيماء والإشارة كذا في المطول. فائدة:
للناس في الفرق بين الكناية والتعريض عبارات متقاربة. فقال الزمخشري الكناية ذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له والتعريض أن يذكر شيئا يدلّ به على ذكر شيء لم يذكره، كما يقول المحتاج للمحتاج إليه جئتك لأسلّم عليك فكأنّ إمالة الكلام إلى عرض يدلّ على المقصود ويسمّى التلويح لأنّه يلوح منه ما تريده. وقال ابن الأثير: الكناية ما دلّ على معنى يجوز حمله على جانبي الحقيقة والمجاز بوصف جامع بينهما ويكون في المفرد والمركّب، والتعريض هو اللفظ الدالّ على معنى لا من جهة الوضع الحقيقي أو المجازي بل من جهة التلويح والإشارة فيختصّ باللفظ المركّب، كقول من يتوقّع صلة والله إني محتاج فإنّه تعريض بالطلب مع أنّه لم يوضع له حقيقة ولا مجازا، وإنّما فهم من عرض اللفظ أي جانبه. وقال السّبكي في الفرق بينهما الكناية لفظ استعمل في معناه مرادا به لازم المعنى فهو بحسب استعمال اللفظ في المعنى حقيقة والتجوّز في إرادة إفادة ما لم يوضع له، وقد لا يراد بها المعنى بل يعبّر بالملزوم عن اللازم وهي حينئذ مجاز. وأمّا التعريض فهو لفظ استعمل في معناه للتلويح بغيره نحو قوله تعالى قالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا نسب الفعل إلى كبير الأصنام المتّخذة آلهة كأنّه غضب أن تعبد الصغار معه تلويحا لعابديها فإنّها لا تصلح للإلهية لما يعلمون إذا نظروا بعقولهم عن عجز كبيرها عن ذلك الفعل، والإله لا يكون عاجزا فهو حقيقة أبدا. وقال السّكّاكي التعريض ما سبق لأجل موصوف غير مذكور، ومنه أن يخاطب واحد ويراد غيره كذا في المطول والاتقان. وقال السّيّد السّند في توضيحه ما حاصله إن مقصود العلّامة الزمخشري بيان الفرق بينهما فلا يرد النقض على حدّ الكناية بالمجاز، فإنّ ذكر الشيء بغير لفظه الموضوع له حاصله استعمال اللفظ في غير ما وضع له، وذكر شيء يدلّ على شيء لم تذكره يفهم منه أنّ الشيء الأول مذكور بلفظه الموضوع له لأنّه الأصل المتبادر عند الإطلاق.
ويفهم منه أيضا أنّ الشيء الثاني لم يستعمل فيه اللفظ وإلّا لكان مذكورا في الجملة. وبالجملة فحاصل الفرق أنّه اعتبر في الكناية استعمال اللفظ في غير ما وضع له وفي التعريض استعماله فيما وضع له مع الإشارة إلى ما لم يوضع له من السّياق. وكلام ابن الأثير أيضا يدلّ على أنّ المعنى التعريضي لم يستعمل فيه اللفظ بل هو مدلول عليه إشارة وسياقا، وكذا كلام السّبكي بل تسميته تلويحا يلوح منها ذلك، وكذلك تسميته تعريضا ينبئ عنه. ولذلك قيل هو إمالة الكلام إلى عرض أي جانب يدلّ على المقصود، هذا هو مقتضى ظاهر كلام العلّامة.
وتوضيحه أنّ اللفظ المستعمل فيما وضع له فقط هو الحقيقة المجرّدة ويقابله المجاز لأنّه المستعمل في غير الموضوع له فقط، والكناية اللفظ المستعمل بالأصالة فيما لم يوضع له والموضوع له مراد تبعا، وفي التعريض هما مقصودان الموضوع له من نفس اللفظ حقيقة أو مجازا أو كناية والمعرّض به من السياق، فالتعريض يجامع كلا من الحقيقة والمجاز والكناية. وإذا كانت الكناية تعريضية كان هناك وراء المعنى الأصلي والمعنى المكنى عنه معنى آخر مقصود بطريق التلويح والإشارة، وكان المعنى المكنى عنه بينهما بمنزلة المعنى الحقيقي في كونه مقصودا من اللفظ مستعملا هو فيه، فإذا قيل المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده وأريد به التعريض بنفي الإسلام عن مؤذ معيّن فالمعنى الأصلي هاهنا انحصار الإسلام فيمن سلموا من لسانه ويده ويلزمه انتفاء الإسلام عن المؤذي مطلقا، وهذا هو المعنى عنه المقصود من من اللفظ استعمالا. وأما المعنى المعرّض به المقصود من الكلام سياقا فهو نفي الإسلام عن مؤذ معيّن. هكذا ينبغي أن يحقق الكلام ويعلم أنّ الكناية بالنسبة إلى المعنى المكنى عنه لا يكون تعريضا قطعا وإلّا لزم أن يكون المعنى المعرّض به قد استعمل فيه اللفظ وقد ظهر بطلانه، وهكذا المجاز والحقيقة بالنسبة إلى المعنى المجازي والحقيقي لا يكونان تعريضا أيضا، فاللفظ بالقياس إلى المعنى المعرّض به لا يوصف بالحقيقة ولا بالمجاز ولا بالكناية لفقدان استعمال ذلك اللفظ في ذلك المعنى. وما قيل بأنّ اللفظ إذا دلّ على معنى دلالة صحيحة فلا بد أن يكون حقيقة أو مجازا أو كناية فليس بشيء إذ مستتبعات التراكيب يدل عليها الكلام دلالة صحيحة وليس حقيقة فيها ولا مجاز ولا كناية لأنّها مقصودة تبعا لا أصالة فلا تكون فيها. والمعنى المعرّض به وإن كان مقصودا أصليا إلّا أنّه ليس مقصودا من اللفظ حتى يكون مستعملا فيه، وإنّما قصد إليه من السياق تلويحا وإشارة، وقد يتفق عارض يجعل المجاز في حكم حقيقة مستعملة كما في المنقولات والكناية في حكم الصريح كما في الاستواء على العرش وبسط اليد، وكذلك التعريض قد يصير بحيث يكون الالتفات فيه إلى المعنى المعرّض به كأنه المقصود الأصلي والمستعمل فيه اللفظ ولا يخرج بذلك عن كونه تعريضا في أصله كقوله تعالى. وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ فإنّه تعريض بأنّه كان عليهم أن يؤمنوا به قبل كلّ واحد، وهذا المعنى المعرّض به هو المقصود الأصلي هاهنا دون المعنى الحقيقي انتهى.
فائدة: في الكناية أربعة مذاهب. الأول أنّها حقيقة قال به ابن عبد السلام، وهو الظاهر لأنّها استعملت فيما وضعت له وأريد بها الدّلالة على غيره. الثاني أنّها مجاز الثالث أنّها لا حقيقة ولا مجاز وإليه ذهب صاحب التلخيص لمنعه في المجاز أن يراد المعنى الحقيقي مع المجازي، وتجويزه ذلك في الكناية. الرابع وهو اختيار الشيخ تقي الدين السبكي أنّها تنقسم إلى حقيقة ومجاز فإن استعملت في معناه مرادا به لازم المعنى أيضا فهو حقيقة، وإن لم يرد به المعنى بل عبّر بالملزوم عن اللازم فهو مجاز لاستعماله في غير ما وضع له. والحاصل أنّ الحقيقة منها أن يستعمل اللفظ فيما وضع له ليفيد غير ما وضع له والمجاز منها أن تريد غير موضوعة استعمالا وإفادة كذا في الاتقان في نوع المجاز.
الكناية: كلام استتر المراد منه بالاستعمال وإن كان معناه ظاهرا في اللغة، سواء كان المراد به الحقيقة أو المجاز فيكون تردده فيما أريد به، فلا بد فيه من النية أو ما يقوم مقامها من دلالة الحال ليزول التردد ويتعين ما يريد به.والكناية عند علماء البيان: أن يعبر عن شيء بلفظ غير صريح في الدلالة عليه كغرض من الأغراض كالإبهام على السامع أو لنوع فصاحة.وعند أهل الأصول: ما يدل على المرادج بغيره لا بنفسه.

اللازم

اللازم: ما يمتنع انفكاكه عن الشيء.
اللازم: من الفعل، ما يختص بالفاعل.
اللازم:
[في الانكليزية] Necessary ،inherent ،intransitive verb
[ في الفرنسية] Necessaire ،inherent ،verbe intransitif
اسم فاعل من اللزوم وهو عند النحاة يطلق على غير المتعدّي كما سبق وعلى قسم من المبني مقابل للعارض وسبق أيضا. وعند أهل المناظرة والمنطقيين والأصوليين ما قد عرفته، وعرّفه المنطقيون بما يمتنع انفكاكه عن الشيء أي لا يجوز أن يفارقه وإن وجد في غيره فلا يرد اللازم كالضوء بالنسبة إلى الشمس، والمراد بما الشيء سواء كان غير محمول على الملزوم مواطأة كالسواد اللازم لوجود الحبشي فإنّه غير محمول على الحبشي، أو محمولا عليه جزئيا كان أو كلّيا ذاتيا أو عرضيا، وذلك الامتناع إمّا لذات الملزوم أو لذات اللازم أو لأمر منفصل. وغير اللازمة ما لا يمتنع انفكاكه عن الشيء سواء كان دائم الثبوت أو مفارقا وقد سبق في لفظ العرضي.

التقسيم:
للّازم تقسيمات. الأول اللازم مطلقا إمّا لازم للوجود أو لازم للماهية يعني، أنّ اللازم إمّا لازم للوجود أي للشيء باعتبار وجوده الخارجي مطلقا، سواء كان مطلقا كالتحيّز للجسم أو مأخوذا بعارض كالسواد للحبشي فإنّه لازم للانسان باعتبار وجوده وتشخّصه الصنفي لا للماهية ولا لوجوده مطلقا وإلّا لكان جميع أفراده أسود، ويسمّى لازما خارجيا أو باعتبار وجوده الذهني بأن يكون إدراكه مستلزما لإدراكه إمّا مطلقا أو مأخوذا بعارض ويسمّى لازما ذهنيا. وأمّا لازم للماهية من حيث هي مع قطع النظر عن خصوصية أحد الوجودين كالزوجية لأربعة فإنّه متى تحقّق ماهية للأربعة امتنع انفكاك الزوجية عنها. والحاصل أنّ لزوم شيء بشيء سواء كان اللازم وجوديا أو عدميا محمولا بالمواطأة أو بالاشتقاق أو غير محمول نحو العمى والبصر إمّا بحسب الوجود الخارجي لا على معنى أنّه يمتنع وجود الشيء الأول بدون وجود الشيء الثاني، بل على معنى أنّه يمتنع وجود الشيء الأول في نفسه أو في شيء في الخارج أي بالوجود الأصلي، سواء كان في الأعيان أو في الأذهان منفكا عن الشيء الأول أي عن نفسه كما في العدميات، أو عن حصوله إمّا في نفسه كالعرض بالنسبة إلى المحلّ أو في شيء غير الملزوم كالأبوة والبنوّة، أو الملزوم كالصفات اللازمة، فهذه كلها أقسام اللازم الخارجي. وإمّا أن يكون بحسب الوجود الذهني لا على معنى أنّه يمتنع وجوده الظّلّي بدون حصول الشيء الأول أصالة فإنّه باطل إذ الوجود الظّلّي لا يترتّب عليه أثر خارجي، بل على معنى أنّه يمتنع الوجود الظّلّي الأول بدون وجود الظّلّي الثاني، فالمراد بالحصول في الذهن الوجود الظّلّي الذي هو عبارة عن الإدراك المطلق لا الحصول الأصلي فيه، فاللزوم بين علمي الشيئيين اللذين بينهما لزوم ذهني خارجي لكون العلمين من الموجودات الأصلية وإما بالنظر إلى الماهية من حيث هي لا على معنى ان الماهية من حيث هي مجردة يمتنع أن ينفك عنه فإنّ الماهية من حيث هي ليست إلّا الماهية منفكّة عن كلّ ما يعرضه بل على معنى أنّه يمتنع أن يوجد بأحد الوجودين منفكّة عن ذلك اللازم أي عن الاتصاف به لا عن حصوله في الخارج أو في الذهن، وإلّا لكان اللزوم خارجيا أو ذهنيا، بل أينما وجدت الماهية سواء كان في الخارج أو في الذهن كانت معه موصوفة به.
فامتناع الانفكاك بالنظر إلى الماهية نفسها سواء كان للماهية وجودان كالأربعة حيث يلزمها الزوجية فيهما أو وجود في الخارج فقط كذاته تعالى فإنه يمتنع أن يوجد في الخارج منفكا عما يلزمه، لكنه بحيث لو حصل في الذهن يمتنع انفكاكه عنه أيضا أو وجود في الذهن فقط كالطبائع فإنّها يمتنع أن يوجد منفكا عمّا يلزمه من الكلّية ونحوها، لكنها بحيث لو وجدت في الخارج كانت متصفة بها، هكذا ذكر المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. والثاني اللازم مطلقا إمّا بالوسط وهو اللازم الغير القريب أو بغير وسط وهو اللازم القريب.
والوسط ما يقترن بقولنا لأنّه حين يقال لأنّه كذا فالظرف يتعلّق بقولنا يقترن أي يقترن حين يقال لأنّه كذا، فلا شكّ أنّه يقترن لأنّه شيء فذلك الشيء هو الوسط كما إذا قلنا العالم حادث لأنّه متغيّر، فحين قلنا لأنّه اقترن به المتغيّر وهو الوسط. وحاصله الدليل البرهاني فالحدس والتجربة ونحوهما كالحسّ والتفات النفس ليست من الوسط. والثالث كلّ لازم سواء كان لازما للوجود أو للماهية إمّا بيّن أو غير بيّن، وأمّا البيّن فقيل هو الذي لا يقترن بقولنا لأنّه كالفردية للواحد أي لا يتوقّف على دليل برهاني، سواء كان متوقّفا على حدس أو تجربة أو نحو ذلك أو لا، وغير البين هو الذي يقترن به أي يحتاج إلى دليل برهاني كالحدوث للعالم. وقيل اللازم البيّن هو الذي يكفي تصوّره مع تصوّر ملزومه في جزم العقل باللزوم بينهما. إنّما ذكر الجزم إذ لو كان كافيا في الظّنّ باللزوم لم يكن بيّنا.
إن قلت لا بد في الجزم من تصوّر النسبة قطعا.
قلت إمّا أنّ المراد تصوّره مع تصوّر ملزومه وتصوّر النسبة بينهما كاف في الجزم إلّا أنّه ترك ذكره لعدم التفاوت فيه بين البيّن وغير البيّن، ومدار الاختلاف إنّما هو تصوّر الطرفين. وإمّا أن يقال تصوّرهما يقتضي تصوّر النسبة والجزم معا وغير البيّن هو الذي يفتقر جزم الذهن باللزوم بينهما إمّا إلى وسط فيكون نظريا وإمّا إلى أمر آخر سوى تصوّر الطرفين والوسط كالحدس والتجربة ونحوهما، ولا يجوز الاقتصار على الوسط كما فعله البعض لأنّه إمّا يلزم بطلان الحصر ووجود قسم ثالث وهو ما كان بحدس ونحوه أو دخول ذلك القسم في البيّن وكلاهما غير سديد. أمّا الأول فلعدم الانضباط وأمّا الثاني فلأنّ لفظ الكفاية ولفظ البيّن الدال على كمال الظهور يأباه. وقد يقال البيّن على اللازم الذي يلزم من تصوّر ملزومه تصوّره ككون الاثنين ضعفا للواحد، فإنّ من تصوّر اثنين أدرك أنّه ضعف الواحد وهذا لازم بيّن بالمعنى الأخصّ والأول لازم بيّن بالمعنى الأعمّ لأنّه متى يكف تصوّر الملزوم في اللزوم يكف تصوّر اللازم مع تصوّر الملزوم، وليس كلّما يكفي تصوّران يكفي تصور واحد وهذا هو اللازم الذهني المعتبر في دلالة الالتزام.
فائدة:
قالوا كلّ لازم قريب بيّن الثبوت للملزوم بالمعنى الأعمّ وإلّا لاحتاج إلى وسط فلا يكون قريبا، وغير القريب غير بيّن، إذ لو كان بيّنا كان قريبا، وهذه الملازمة واضحة بذاتها والأول ممنوعة لوجود قسم ثالث كما عرفت. ومنهم من زاد وزعم أنّ اللازم القريب بيّن بالمعنى الأخص لأنّ اللزوم هو امتناع الانفكاك ومتى امتنع انفكاك العارض من الماهية لا بوسط تكون ماهية الملزوم وحدها مقتضية له، فأينما تحقّق ماهية الملزوم يتحقّق اللازم، فمتى حصلت في العقل حصل وهاهنا بحث طويل مذكور في شرح المطالع. والرابع لزوم الشيء قد يكون لذات أحدهما فقط إمّا الملزوم بأن يمتنع انفكاك اللازم نظرا إلى ذات الملزوم ولا يمتنع انفكاكه نظرا إليه كالعالم للواجب والإنسان، وإمّا اللازم بأن يمتنع انفكاكه عن الملزوم نظرا إليه ويجوز انفكاكه نظرا إلى الملزوم كذي العرض للجوهر والسطح للجسم، وقد يكون لذاتيهما بأن يمتنع انفكاكه عن الملزوم نظرا إلى كلّ منهما كالمتعجّب والــضاحك للإنسان. وأيا ما كان فهو إما بوسط أو بغيره وقد يكون لأمر منفصل كالوجود للعقل والفلك. وعلى التقادير فالملزوم إمّا بسيط أو مركّب فالأقسام منحصرة في أربعة عشر عقلا سواء كانت الأقسام بأسرها واقعة في نفس الأمر أو لم تكن، والمقصود من التمثيل التفهيم لا رعاية المطابقة للواقع فالمناقشة في الأمثلة لا تقدح.

الوحدة

الوحدة: الانفراد، والواحد الذي لا ينقسم بوجه لا فرضا ولا وهما ولا فعلا، ولا بينه وبين غيره نسبة بوجه. والواحد في الحقيقة الذي لا جزء له البتة البتة ثم يطلق على كل شيء موجود حتى إنه ما من عدد إلا ويصح وصفه به، فيقال: عشرة واحدة، ومئة واحدة، فالواحد لفظ مشترك يشتمل على ستة أوجه، الأول: ما كان واحدا في الجنس كالإنسان والفرس، أو النوع كزيد وعمرو. الثاني: ما كان واحدا بالاتصال إما في الخلقة كقولك شخص واحد، وإما من حيث الصناعة كقولك حرفة واحدة. الثالث: ما كان واحدا لعدم نظيره في الخلقة كقولك الشهر واحد، أو في دعوى الفضيلة كفلان واحد دهره. الرابع: ما كان واحدا لامتناع التجزؤ فيه لصغره كالهباء أو لصلابته كالماس. الخامس: للمبدأ إما لمبدأ العدد كواحد اثنين أو لمبدأ الخط كالنقطة الواحدة والوحدة، في كلها عارضة، وإذا وصف تعالى بالواحد فمعناه الذي لا يصح عليه التجزؤ والتكثر، ولصعوبة هذه الوحدة قال: {وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} الآية.
الوحدة:
[في الانكليزية] Unity ،unit ،union
[ في الفرنسية] Unite ،unicite
بالفتح هي ضد الكثرة وهما من المعاني الواضحة كما في تهذيب الكلام. وأطلقها الصوفية على مرتبة التعيّن الأول كما عرفت قبيل هذا. ويقول في لطائف اللغات: الوحدة عند الصوفية عبارة عن الأول الذي هو الحقيقة المحمدية، ومرتبة قابليات الصّرف وذلك ما يقال له أيضا البرزخ الأكبر. والواحدية والأحدية طرفاها. الأحدية بانتفاء النّسب والاعتبارات والواحدية باعتبار ثبوت النّسب والاعتبارات والإضافات. قال صاحب المواقف وصاحب الطوالع ما حاصله إنّهم عرّفوا الوحدة بكون الشيء بحيث لا ينقسم إلى أمور متشاركة في الماهية، سواء لم ينقسم أصلا كالواجب والنقطة وتسمّى وحدة حقيقية، أو انقسم إلى أمور مخالفة في الحقيقة كزيد المنقسم إلى أعضائه وتسمّى وحدة إضافية. وعرّفوا الكثرة بكون الشيء بحيث ينقسم إلى أمور مشاركة في الماهية كفرد أو فردين من نوع، ولا يخفى أنّ الكثرة المجتمعة من الأمور المختلفة الحقائق كإنسان وفرس وحمار داخلة في حدّ الوحدة وخارجة عن حدّ الكثرة. فالأولى أن يقال الوحدة كون الشيء بحيث لا ينقسم والكثرة كونه بحيث ينقسم، وإنّما قلنا فالأولى لأنّه يجوز أن يكون ذلك تعريفا بالأخصّ أو للأخصّ أو للأخصّ وهو الوحدة والكثرة باعتبار الأفراد.
واعلم أنّ ما ذكر تعريفات لفظية لا حقيقية لأنّ تصوّر الوحدة والكثرة بديهي كما عرفت، وإلّا يدور لأنّا إذا قلنا الوحدة كون الشيء بحيث لا ينقسم إلى أمور متشاركة في الماهية فقد قلنا إنّ الوحدة كون الشيء بحيث لا يتكثّر ضرورة، فقد أخذنا الكثرة في تعريف الوحدة والكثرة لا يمكن تعريفها إلّا بالوحدة لأنّ الوحدة مبدأ الكثرة. ومنها وجودها وماهيتها ولذا أي تعريف يعرّف به الكثرة يستعمل فيه الوحدة مثل الكثرة المجتمع فيه الوحدات والكثرة ما يعد بالواحد وغير ذلك. وظنّ البعض أنّ الوحدة نفس الوجود فتكون الوحدة الشخصية نفس الوجود الشخصي الثابت لكلّ موجود معيّن. والحقّ أنّ الوحدة والكثرة مغايرتان للوجود إذ الوجود بجامع الوحدة والكثرة. نعم الوحدة تساوق الوجود وتساويه فكلّ ما له وحدة فهو موجود في الجملة، وكلّ موجود له وحدة ما، حتى الكثير فإنّ العشرة مثلا واحدة من العشرات.
وأيضا ليستا نفس الماهية لأنّ الماهية من حيث هي قابلة لهما فهما زائدتان عليها.
فائدة:
اختلف في وجودهما فأثبته الحكماء وأنكره المتكلّمون. اعلم أنّ مقابلة الوحدة والكثرة ليست ذاتية لأنّهما لا يعرضان لمعروض واحد بالشخص، واتحاد الموضوع معتبر في التقابل، بل بينهما مقابلة بالعرض وذلك لإضافة عرضت لهما وهي المكيالية والمكيلية، فإنّ الوحدة مكيال للعدد وعاد له، والعدد مكيل بالوحدة ومعدود بها، والشيء من حيث إنّه مكيال لا يكون مكيلا أو بالعكس، ولذا لم يجز كون الشيء واحدا وكثيرا معا من جهة واحدة. التقسيم:
الواحد إمّا أن لا ينقسم إلى جزئيات بأن يكون تصوّره مانعا من وقوع الشركة فيه وهو الواحد بالشخص ووحدته هي الوحدة الشخصية، أو ينقسم إلى جزئيات وهو الواحد لا بالشخص وأنّه كثير له جهة وحدة فهو واحد من وجه أيّ من حيث هو هو، أي من حيث المفهوم وكثير من جهة الانطباق على الأفراد، ووحدته هي الوحدة لا بالشخص. واعلم أنّ المفهوم من هذا هو أنّ الانقسام إلى الجزئيات وحدة لا بالشخص ولا يخفى أنّه معنى الكثرة بالشخص لا معنى الوحدة بالشخص. والحقّ أنّ الوحدة لا بالشخص وحده مبهمة ثابتة للماهية من حيث هي والكثرة بالشخص كثرة متعيّنة ثابتة لها من حيث الكلّية، والوحدة بالشخص وحدة متعيّنة ثابتة لها من حيث الشخص، فالوحدة لا بالشخص هي عدم الانقسام في مرتبة الماهية من حيث هي والكثرة بالشخص هي الانقسام في مرتبة الكلّية والوحدة بالشخص هي عدم الانقسام في مرتبة الشخص. ثم الواحد بالشخص إن لم يقبل القسمة إلى الأجزاء أصلا أي لا بحسب الأجزاء المقداريّة ولا بحسب غيرها محمولة كانت أو غيرها فهو الواحد الحقيقي، وهو ثلاثة أقسام لأنّه إن لم يكن له مفهوم سوى مفهوم عدم الانقسام حقيقة فالوحدة الشخصيّة أي المشخّصة فإنّ الوحدة مطلقا ليس لها مفهوم سوى مفهوم عدم الانقسام. فالوحدة مطلقا ليست وحدة بالشخص، وإنّما قلنا حقيقة إذ لو لم يقيد عدم الانقسام بها فالتغاير بين العارض والمعروض ولو بالاعتبار ضروري. وإن كان له مفهوم سوى ذلك أي عدم الانقسام فيكون عارضا لماهية فهو النقطة المشخّصة إن كان ذا وضع أي قابل للإشارة الحسّية، هذا عند نفاة الجزء. وإن أريد أعمّ من الجوهرية والعرضية يصحّ على رأي مثبتيه أيضا والمفارق المشخّص إن لم يكن ذا وضع سواء كان المفارق واجبا أو ممكنا. أمّا عدم قبول الأقسام الثلاثة للقسمة إلى الأجزاء الخارجيّة فظاهر.
وأمّا عدمه إلى الأجزاء الذهنية فلأنّ الوحدة والنقطة غير داخلتين في مقولة من المقولات التسعة فلا يكون لها جنس ولا فصل، وكذا لم يثبت جنسية الجوهر فلا يكون للمفارق جنس.
وإن قبل الواحد بالشخص القسمة فإمّا أن ينقسم إلى أجزاء مقداريّة متشابهة في الحقيقة وهو الواحد بالاتصال، فإن كان قبوله القسمة إلى تلك الأجزاء لذاته فهو المقدار الشخصي القابل للقسمة الوهميّة على رأي من يثبت المقادير، وإن كان قبوله لا لذاته فهو الجسم البسيط كالماء البسيط كالماء الواحد بالشّخص المتصل على وجه لا يكون فيه مفصّل إمّا حقيقة على رأي نفاة الجزء وإمّا حسّا على رأي مثبتيه، بل نقول ليس ما يكون قبوله لا لذاته مختصّا بالجسم بل أعمّ منه فإنّه هو ما يحل فيه المقدار كالصورة الجسمية والهيولى، أو ما يحلّ في المقدار أو في محل المقدار حلولا سريانيا عند من أثبت هذه الأمور. وأمّا أن ينقسم إلى أجزاء مقدارية مختلفة بالحقائق وهو الواحد بالاجتماع كالشجر الواحد المشخّص فإنّه مركّب من أجزاء مقدارية متخالفة في الحقيقة، فالمجموع المركّب من زيد وعمرو واحد بالشخص وخارج عن هذا القسم إن كان الاجتماع والاتصال الحسّي شرطا فيه. وكذا العشرة المركّبة من الوحدات وإلا فداخل فيه والواحد بالاتصال بعد القسمة الانفكاكية واحد بالنوع لأنّ أجزاءه لمّا كانت متفقة في الحقيقة كان كلا منها بعد القسمة فردا له وواحد بالموضوع أيضا عند من يقول بالمادة، فإنّ تلك الأجزاء الحاصلة بالقسمة من شأنها أن يتصل بعضها ببعض ويحلّ في مادة واحدة بخلاف أشخاص الناس إذ ليس من شأنها الاتصال. وأمّا عند مثبتي الجزء فالواحد بالاتصال بعد القسمة واحد بالنوع دون الموضوع والتحقيق ان الواحد بالاتصال الحقيقي انما يتصور على القول بنفي الجزء فإنّ الأجزاء الموجودة بالفعل إذا اجتمعت واتصل بعضها ببعض حتى يحصل منها مركّب كان ذلك المركّب واحدا بالاجتماع حقيقة، سواء كانت تلك الأجزاء متشابهة أو متخالفة. ثم إنّه قد يقال الواحد بالاتصال لمقدارين متلاقيين عند حدّ مشترك كالخطين المحيطين بزاوية، وقد يقال لمقدارين يتلازم طرفاهما بحيث يلزم من حركة أحدهما حركة الآخر، وهو على أنواع: وأولاها بالاتصال ما كان الالتحام فيه طبيعيا أي خلقيا كالمفاصل، وهذا القسم شبيه جدا بالوحدة الاجتماعية. اعلم أنّ ما ينقسم إلى أجزاء غير مقدارية إمّا محمولة أو غير محمولة كالجسم المركّب من الهيولى، والصورة ليس له اسم معيّن في الاصطلاح. وأيضا الواحد بالشخص إن حصل له جميع ما يمكن له من الأجزاء فهو الواحد التام كالدائرة والكرة، وإن لم يحصل له جميع ما يمكن له فهو الواحد الغير التام كالخط المستقيم فإنّ الزيادة عليه ممكن أبدا، والتام إمّا طبيعي أي خلقي كزيد وإمّا وضعي أي متعلّق بالوضع والاصطلاح كدرهم، وإمّا صناعي أي متعلّق بالصناعة كالبيت. وأمّا الواحد لا بالشخص فجهة الوحدة فيه إمّا ذاتيّة للكثرة أي غير خارجة عنها فيشتمل تمام الماهية وحينئذ فإمّا تمام ماهياتها وهو الواحد بالنوع كالإنسان بالنسبة إلى أفراده فيقال الإنسان واحد نوعي وأفراده واحدة بالنوع أو جزئها فإن كان ذلك الجزء تمام المشترك فهو الواحد بالجنس، قريبا كان أو بعيدا، وإلّا فالواحد بالفصل، وإمّا عارضة أي يكون جهة الوحدة أمرا عارضا للكثرة أي محمولا عليها خارجا عن ماهياتها وهو الواحد بالعرض، وذلك إمّا واحد بالموضوع إن كانت جهة الوحدة موضوعة بالطبع لتلك الكثرة كما يقال الكاتب والــضاحك واحد في الإنسان فإنّ الإنسان عارض لهما أي محمول عليهما خارج عن ماهيتهما وهو موضوع لهما بالطبع لكونه موصوفا بهما أو واحد بالمحمول إن كانت جهة الوحدة محمولة بالطبع على تلك الكثرة كما يقال القطن والثلج واحد في البياض فإنّ الأبيض محمول عليهما طبعا وخارج عنهما، أولا يكون جهة الوحدة ذاتية للكثرة ولا أمرا عارضا لها، وذلك بأن لا يكون محمولا عليها أصلا وهو الواحد بالنسبة كما يقال نسبة النفس إلى البدن نسبة الملك إلى المدينة، فإنّ للنفس تعلّقا خاصا بالبدن بحسبه يتمكّن من تدبيره دون غيره من الأبدان وكذا للملك تعلّق خاص بالمدينة بحسبه يتمكّن من تدبيرها دون غيرها من المدائن، فهذان التعلّقان سببان متحدان في التدبير الذي ليس مقوما ولا عارضا لشيء منهما، بل عارض للنفس والملك فإنّ المدبّر إنّما يطلق حقيقة عليهما.
فائدة:
قول الواحد على هذه الأقسام إنّما هو بالتشكيك فتكون الوحدات مختلفة بالحقيقة فلا يجب حينئذ اشتراكها أي اشتراك الوحدات في الحكم. فمنها ما هو وجودي كالوحدة الاتصاليّة والاجتماعيّة. ومنها ما هو اعتباري محض.
ومنها ما هو زائد على ماهية الوحدة كوحدة الإنسانية مثلا. ومنها ما هو نفس الماهية كوحدة الوحدة. ومنها ما هو جزء، وزيادة التوضيح في شرح المواقف وحواشيه.

القضيّة

القضيّة:
[في الانكليزية] Proposition
[ في الفرنسية] Proposition
بالفتح عند المنطقيين ويسمّى خبرا وتصديقا أيضا كما وقع في شرح المطالع والعضدي، وهو قول يصحّ أن يقال لقائله إنّه صادق فيه أو كاذب. فالقول أعمّ من الملفوظ والمعقول، هو جنس يشتمل الأقوال التامة والناقصة. وإنّما اعتبر صحّة أن يقال لقائله الخ إذ لا يلزم أن يقال بالفعل لقائله إنّه صادق فيه أو كاذب ولا يرد قول المجنون والنائم زيد قائم لأنّ كلّا منهما في نفس الأمر وإن كان صادقا أو كاذبا في كلامه، إلّا أنّه لا يقال لهما إنّه صادق أو كاذب في العرف، لأنّ كلّا منهما ملحق بألحان الطيور ليس بخبر ولا إنشاء، نصّ عليه في التلويح وقد سبق تحقيق التعريف أيضا في لفظ الخبر والصدق أيضا.
وتحقيق أجزاء القضية بأنّها ثلاثة أو أربعة قد مرّ في لفظ الحكم.
التقسيم
القضية إمّا حملية أو شرطية. قالوا إن كان المحكوم عليه والمحكوم به قضيتين عند التحليل أي عند حذف ما يدلّ على العلاقة بينهما من النسبة الحكمية سمّيت شرطية وإلّا سمّيت حملية.
وإنّما قيد بالتحليل لأنّ طرفي الشرطية ليسا قضيتين عند التركيب لانتفاء احتمال الصدق والكذب عنهما حينئذ، بل عند التحليل لأنّا إذا قلنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود وحذفنا إن والفاء الموجبتين للربط بقي الشمس طالعة والنهار موجود وهما قضيتان. وفيه أنّهما لا يصيران قضيتين عند التحليل ما لم يتحقّق الحكم فيهما، ولا يدفعه أن يراد بالقضيتين القضيتان بالقوة إذ حينئذ يلزم استدراك قيد التحليل. وأجيب بأنّ المراد قضيتان بالقوة القريبة من الفعل. وأورد عليه أنّ قولنا زيد عالم نقيضه زيد ليس بعالم حملية مع أنّ طرفيها قضيتان.
وأجيب بأنّ المراد بالقضية هاهنا ما ليس بمفرد ولا في قوة المفرد وهو ما يمكن أن يعبّر عنه بمفرد، وأقلها أن يقال هذا ذاك أو هو هو أو الموضوع المحمول ونحو ذلك، بخلاف الشرطية إذ لا يقال فيها إنّ هذه القضية تلك القضية، بل يقال إن تحقّقت هذه القضية تحقّقت تلك، أو يقال إمّا أن يتحقّق هذه القضية أو تلك القضية.
وفيه أنّه يمكن أن يعبّر فيها أيضا بالمفرد وأقلّه أنّ هذا ملزوم لذلك أو معاند له. والتحقيق الذي لا يحوم حوله اشتباه هو أن يقال القضية إن لم يوجد في شيء من طرفيها نسبة فهي حملية، كقولك: الإنسان حيوان، وإن وجدت فإن كانت مما لا يصلح أن تكون تامّة كأن تكون النسبة تقييدية كقولنا: الحيوان الناطق جسم ضاحك، أو امتزاجية ونحو ذلك فهي أيضا حملية. وإن كانت مما لا يصلح أن تكون تامة فإمّا أن يوجد في أحد طرفيها فهي أيضا حملية كقولنا زيد أبوه قائم لأنّه لا بدّ من ملاحظة النسبة إجمالا ليمكن الحكم بالاتحاد. والمراد بالملاحظة الإجمالية أن لا يلتفت إلى النسبة قصدا بل إلى المجموع من حيث المجموع. وإمّا أن يوجد فيهما معا، فإمّا أن تكون ملحوظة إجمالا فهي أيضا حملية كقولنا: زيد قائم يناقضه زيد ليس بقائم، وإمّا أن تكون ملحوظة تفصيلا فيكون القضية حينئذ شرطية لأنّ النسبة ملتفت إليها قصدا، وذلك يستدعي ملاحظة طرفيها مفصّلا فلا يمكن الحكم بالاتّحاد، كقولنا: إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، فظهر أنّ أطراف الحملية إمّا مفردة بالفعل أو بالقوة، فإنّ المشتمل على النسبة التقييدية مطلقا أو الخبرية إذا كانت ملحوظة إجمالا يمكن أن يوضع موضعه مفرد لأنّ دلالته إجمالية، وإنّ أطراف الشرطية لا يمكن أن يوضع المفردات في موضعها إذ لا يمكن أن يستفاد من المفردات ملاحظة المحكوم عليه وبه والنسبة على التفصيل. فإن شئت قلت في التقسيم طرفاها إن كانا مفردين بالفعل أو بالقوة فحملية وإلّا فشرطية. وإن شئت قلت كلّ واحد من طرفيها إن كان مشتملا على نسبة تامة ملحوظة تفصيلا فشرطية وإلّا فحملية، فكأنّ قولهم إن كان المحكوم عليه وبه قضيتين عند التحليل إلى آخره أراد به أنّ كلّ واحد من طرفيها قضية بالقوة ملحوظة تفصيلا، فتكون قضية بالقوة القريبة من الفعل إذ لا يحتاج فيها بعد حذف الروابط إلى شيء سوى الإذعان لتلك النسبة، بخلاف ما إذا لوحظ النسبة إجمالا فإنّه قضية بالقوة البعيدة لاحتياجها إلى ملاحظة النسبة تفصيلا أيضا، هكذا في شرح الشمسية وحواشيه.

الضّرورة

الضّرورة:
[في الانكليزية] Necessity
[ في الفرنسية] Necessite
في اللغة الحاجة. وعند أهل السلوك هي ما لا بدّ للإنسان في بقائه ويسمّى حقوق النفس أيضا كما في مجمع السلوك. وعند المنطقيين عبارة عن استحالة انفكاك المحمول عن الموضوع سواء كانت ناشئة عن ذات الموضوع أو عن أمر منفصل عنها، فإنّ بعض المفارقات لو اقتضى الملازمة بين أمرين ضروريا للآخر، فكان امتناع انفكاكه من خارج. والمراد استحالة انفكاك نسبة المحمول إلى الموضوع فتدخل ضرورة السّلب. والمعتبر في القضايا الموجّهة هي الضرورية بالمعنى المذكور. وقيل المعتبر فيها الضرورة بمعنى أخصّ من الأول وهو استحالة انفكاك المحمول عن الموضوع لذاته، والصحيح الأول وتقابل الضرورة اللاضرورة وهي الإمكان.
ثم الضرورة خمس. الأولى الضرورة الأزلية وهي الحاصلة أزلا وأبدا كقولنا: الله تعالى عالم بالضّرورة الأزلية، والأزل دوام الوجود في الماضي والأبد دوامه في المستقبل.
والثانية الضرورة الذاتية أي الحاصلة ما دامت ذات الموضوع موجودة وهي إمّا مطلقة كقولنا كلّ إنسان حيوان بالضرورة أو مقيّدة بنفي الضرورة الأزلية أو بنفي الدوام الأزلي.
والمطلقة أعمّ من المقيّدة لأنّ المطلق أعمّ من المقيّد والمقيّدة بنفي الضرورة الأزلية أعمّ من المقيّدة بنفي الدوام الأزلي، لأنّ الدوام الأزلي أعمّ من الضرورة الأزلية، فإنّ مفهوم الدوام شمول الأزمنة ومفهوم الضرورة امتناع الانفكاك.
ومتى امتنع انفكاك المحمول عن الموضوع أزلا وأبدا يكون ثابتا له في جميع الأزمنة أزلا وأبدا بدون العكس، فيكون نفي الضرورة الأزلية أعمّ من نفي الدوام الأزلي، والمقيد بالأعمّ أعمّ من المقيّد بالأخصّ، لأنه إذا صدق المقيّد بالأخصّ صدق المقيّد بالأعمّ ولا ينعكس. وفيه أنّ هذا على الإطلاق غير صحيح فإنّ المقيّد بالقيد الأعمّ إنمّا يكون أعمّ إذا كان أعم مطلقا من القيدين أو مساويا للقيد الأعمّ. أمّا إذا كان أخصّ من القيدين أو مساويا للقيد الأخصّ فهما متساويان، أو كان أعمّ منهما من وجه فيحتمل العموم والتساوي كما فيما نحن بصدده.
والضرورة الأزلية أخصّ من الضرورة الذاتية المطلقة لأنّ الضرورة متى تحقّقت أزلا وأبدا تتحقّق ما دام ذات الموضوع موجودة من غير عكس، هذا في الإيجاب. وأما في السلب فهما متساويان لأنّه متى سلب المحمول عن الموضوع ما دامت ذاته موجودة يكون مسلوبا عنه أزلا وأبدا لامتناع ثبوته في حال العدم، ومباينة للأخيرين. أمّا مباينتها للمقيّدة بنفي الضرورة الأزلية فظاهر، وأمّا مباينتها للمقيّد بنفي الدوام الأزلي فللمباينة بين نقيض العام وعين الخاص.
والثالثة الضرورة الوصفية وهي الضرورة باعتبار وصف الموضوع وتطلق على ثلاثة معان:
الضرورة ما دام الوصف أي الحاصلة في جميع أوقات اتصاف الموضوع بالوصف العنواني كقولنا: كل إنسان كاتب بالضرورة ما دام كاتبا.
والضرورة بشرط الوصف أي ما يكون للوصف مدخل في الضرورة كقولنا: كلّ كاتب متحرّك الأصابع بالضرورة ما دام كاتبا. والضرورة لأجل الوصف أي يكون الوصف منشأ الضرورة كقولنا كلّ متعجّب ضاحك بالضرورة ما دام متعجبا. والأولى أعمّ من الثانية من وجه لتصادقهما في مادة الضرورة الذاتية إن كان العنوان نفس الذات أو وصفا لازما كقولنا كلّ إنسان أو كلّ ناطق حيوان بالضرورة، وصدق الأولى بدون الثانية في مادة الضرورة إذا كان العنوان وصفا مفارقا كما إذا يدل الموضوع بالكاتب وبالعكس في مادة لا يكون المحمول ضروريا للذات، بل بشرط مفارق كقولنا: كلّ كاتب متحرك الأصابع، فإنّ تحرّك الأصابع ضروري لكلّ ما صدق عليه الكاتب بشرط اتصافه بالكتابة، وليس بضروري في أوقات الكتابة، فإنّ نفس الكتابة ليست ضرورية لما صدق عليه الكاتب في أوقات ثبوتها، فكيف يكون تحرّك الأصابع التابع لها ضروريا، وكذا النسبة بين الأولى والثالثة من غير فرق. والثانية أعمّ من الثالثة لأنّه متى كان الوصف منشأ الضرورة يكون للوصف مدخل فيها بدون العكس، كما إذا قلنا في الدهن الحار بعض الحار ذائب بالضرورة فإنه يصدق بشرط وصف الحرارة ولا يصدق لأجل الحرارة، فإنّ ذات الدهن لو لم يكن له دخل في الذوبان وكفى الحرارة فيه كان الحجر ذائبا إذا صار حارا. ثم الضرورة بشرط الوصف إمّا مطلقة أو مقيّدة بنفي الضرورة الأزلية أو بنفي الضرورة الذاتية أو بنفي الدوام الأزلي أو بنفي الدوام الذاتي، والقسم الأول أعمّ من الأربعة الباقية، لأنّ المطلق أعمّ من المقيّد، والثاني أعمّ من الثلاثة الباقية لأنّ الضرورة الأزلية أخصّ من الضرورة الذاتية والدوام الأزلي والدوام الذاتي فيكون نفيها أعمّ من نفيهما. والثالث والرابع أعمّ من الخامس لأنّه متى صدقت الضرورة بشرط الوصف مع نفي الدوام الذاتي صدقت مع نفي الضرورة الذاتية أو مع نفي الدوام الأزلي، وإلّا لصدقت مع تحقّقها فتصدق مع تحقّقها، فتصدق مع تحقّق الدوام الذاتي هذا خلف. وليس متى صدقت مع نفي الضرورة الذاتية أو نفي الدوام الأزلي صدقت مع نفي الدوام الذاتي، لجواز ثبوته مع انتفائهما. وبين الثالث والرابع عموم من وجه لتصادقهما في مادّة لا تخلو عن الضرورة والدوام، وصدق الثالث فقط في مادة الدوام المجرّد عن الضرورة، وصدق الرابع فقط في مادّة الضرورة المجرّدة عن الدوام الأزلي وكذا بين الضّرورة بشرط الوصف والضّرورة الذاتية، إذ الضرورية قد لا تكون بشرط الوصف، وقد تكون بشرط الوصف فتتصادقان إذا اتّحد الوصف والذات، وتصدق الضرورة المشروطة فقط إن كان الوصف مغايرا للذات.
نعم الضرورة ما دام الوصف أعمّ من الذاتية لأنّه متى ثبت في جميع أوقات الوصف ثبت في جميع أوقات الذات بدون العكس. الرابعة الضرورة بحسب وقت إمّا معيّن كقولنا كلّ قمر منخسف بالضرورة وقت الحيلولة وإمّا غير معيّن بمعنى أن التعيين لا يعتبر فيه لا بمعنى أنّ عدم التعيين معتبر فيه، كقولنا كلّ إنسان متنفس بالضرورة في وقت ما. وعلى التقديرين فهي إمّا مطلقة وتسمّى وقتية مطلقة إن تعيّن الوقت، ومنتشرة مطلقة إن لم يتعيّن، وإمّا مقيّدة بنفي الضرورة الأزلية أو الذاتية أو الوصفية أو بنفي الدوام الأزلي أو الذاتي أو الوصفي، فهذه أربعة عشر قسما. وعلى التقادير فالوقت إمّا وقت الذات أي تكون نسبة المحمول إلى الموضوع ضرورية في بعض أوقات وجود ذات الموضوع، وإمّا وقت الوصف أي تكون النسبة ضرورية في بعض أوقات اتصاف ذات الموضوع، بالوصف العنواني، كقولنا كل مغتذ نام في وقت زيادة الغذاء على بدل ما يتحلّل، وكلّ نام طالب للغذاء وقتا ما من أوقات كونه ناميا، فالاقسام تبلغ ثمانية وعشرين. والضابطة في النسبة أنّ المطلق أعمّ من المقيّد والمقيّد بالقيد الأعمّ أعمّ وكلّ واحد من السبعة بحسب الوقت المعيّن أخصّ من نظيره من السبعة بحسب الوقت الغير المعيّن، فإنّ كلّ ما يكون ضروريا في وقت معيّن يكون ضروريا في وقت ما من غير عكس، وكلّ واحد من الأربعة عشر بحسب وقت الذات أعمّ من نظيره من الأربعة عشر بحسب وقت الوصف، لأنّ وقت الوصف وقت الذات من غير عكس. فكلّ ما هو ضروري في وقت الوصف فهو ضروري في وقت الذات. والسّرّ في صيرورة ما ليس بضروري ضروريا في وقت أنّ الشيء إذا كان منتقلا من حال إلى حال آخر فربّما تؤدّي تلك الانتقالات إلى حالة تكون ضرورية له بحسب مقتضى الوقت. ومن هاهنا علم أنّه لا بد أن يكون للوقت مدخل في الضرورة ولذات الموضوع أيضا، كما أنّ للقمر مدخلا في ضرورة الانخساف. فإنّه لما كان بحيث يقتبس النور من الشمس وتختلف تشكلاته بحسب اختلاف أوضاعه منها، فلهذا أو لحيلولة الأرض وجب الانخساف. الخامسة الضرورة بشرط المحمول وهي ضرورة ثبوت المحمول للموضوع أو سلبه عنه بشرط الثبوت أو السلب، ولا فائدة فيها لأنّ كلّ محمول فهو ضروري للموضوع بهذا المعنى.
فائدة:
إذا قيل ضرورية أو ضرورية مطلقة أو قيل كل ج ب بالضرورة وأرسلت غير مقيّدة بأمر من الأمور، فعلى أية ضرورية تقال، فقال الشيخ في الإشارات على الضرورة الأزلية.
وقال في الشفاء على الضرورة الذاتية. وإنما لم يطلق الشيخ الضرورة المطلقة على غيرهما من الضرورات لأنّها مشتملة على زيادة من الوصف والوقت، فهي كالجزء من المحمول.
اعلم أنّ ما ذكر من الضرورة والإمكان هي التي تكون بحسب نفس الأمر وقد يكونان بحسب الذهن وتسمّى ضرورة ذهنية وإمكانا ذهنيا. فالضرورية الذهنية ما يكون تصوّر طرفيها كافيا في جزم العقل بالنسبة بينهما، والإمكان الذهني ما لا يكون تصوّر طرفيه كافيا فيه، بل يتردّد الذّهن بالنسبة بينهما. والضرورة الذهنية أخصّ من الخارجية لأنّ كلّ نسبة جزم العقل بها بمجرد تصوّر طرفيها كانت مطابقة لنفس الأمر وإلّا ارتفع الأمان عن البديهيات ولا ينعكس، أي ليس كلما كان ضروريا في نفس الأمر كان العقل جازما به بمجرّد تصوّر طرفيه كما في النظريات الحقة، فيكون الإمكان الذهني أعمّ من الإمكان الخارجي لأنّ نقيض الأعم أخصّ من نقيض الأخصّ.

الشّرطية

الشّرطية:
[في الانكليزية] Conditional
[ في الفرنسية] Conditionnel
عند النحاة هي الجملة المصدّرة بآداة الشرط فنحو العدد إمّا زوج أو فرد ليس جملة شرطية عندهم، وقد سبق في لفظ الجملة. فعلى هذا الشرطية هي مجموع الشّرط والجزاء. وقد تطلق الشّرطية على جملة الجزاء وحده فإنّها يصدق عليها أنّها جملة منسوبة إلى الشّرطية، صرّح بهذا الفاضل الچلپي في حاشية المطول.
وعند المنطقيين هي القضية المركّبة من قضيتين إحداهما محكوم عليها والأخرى محكوم بها، ويجيء توضيح ذلك في لفظ القضية. فالحكم في الشّرطية عندهم في المقدّم والتالي بخلاف أهل العربية فإنّ الحكم عندهم في الجزاء فقط والشرط قيد له. فالجزاء إن كان خبرا فالجملة الشّرطية خبرية، نحو إن جئتني أكرمك. وإن كان إنشاء فالجملة [الشرطية] إنشائية، نحو:
إن جاءك زيد فأكرمه، كما في المطول. وقد سبق تحقيقه في لفظ الإسناد. ثم الشّرطية عند المنطقيين على قسمين لأنّها إن أوجبت أو سلبت حصول إحدى القضيّتين عند حصول الأخرى فمتّصلة، وإن أوجبت أو سلبت انفصال إحداهما عن الأخرى فمنفصلة. فالمتّصلة الموجبة هي التي حكم فيها باتّصال تحقّق قضية بتحقّق قضيّة أخرى. والسالبة هي التي يحكم فيها بسلب ذلك الاتصال. والمراد من الحكم بالاتّصال أن يكون مدلوله المطابقي ذلك لئلّا ينتقض تعريف كلّ من المتّصلة والمنفصلة بالأخرى، بناء على تلازم الشرطيات.
ثم المتّصلة ثلاثة أقسام، لأنّها إن اكتفى فيها بمطلق الاتصال إيجابا أو سلبا تسمّى متّصلة مطلقة. وإن قيّد الاتصال بكونه لزوميا سمّيت متصلة لزومية موجبة كانت كقولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود أو سالبة كقولنا ليس إن كانت الشمس طالعة فالليل موجود.
وإن قيّد الاتصال بكونه اتفاقيا سمّيت متّصلة اتفاقية موجبة كانت كقولنا إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، أو سالبة كقولنا ليس إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق.
اعلم أنّه لا بدّ في اللزومية أن يكون بين طرفيها علاقة توجب ذلك الاتّصال أو سلبه.
والمراد بالعلاقة هاهنا شيء بسببه يستصحب المقدّم التالي، سواء كان موجبة لذلك الاستصحاب أو لا. فقيد توجب ذلك احتراز عمّا لا يوجبه. والعلاقة على ثلاثة أقسام الأوّل. أن يكون المقدّم علّة للتالي كما في قولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.
والثاني بالعكس كما في قولنا إذا كان النهار موجودا فالشمس طالعة. والثالث أن يكون كلاهما معلولين بعلّة واحدة كما في قولنا إن كان النهار موجودا فالعالم مضيء، فإنّ وجود النهار وإضاءة العالم معلولان لطلوع الشمس.
هكذا في شروح السلم.
وأمّا الاتفاقيات فإنها وإن كانت مشتملة على علاقة باعتبار أنّ المعية في الوجود لا بدّ له من علة لأنّها أمر ممكن إلّا أنّ العلاقة فيها غير موجبة لاستصحاب التالي المقدّم، بخلاف اللزوميات حتى إذا لاحظ العقل المقدّم حكم بامتناع انفكاك التالي بداهة أو نظرا. مثلا إذا لاحظ العقل أنّ طلوع الشمس علّة لوجود النهار يحكم بامتناع انفكاك وجود النهار عند طلوع الشمس. وإذا لاحظ نهيق الحمار عند نطق الإنسان لا يحكم بامتناع الانفكاك بينهما.
وبالجملة فاللزومية ما حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين لعلاقة توجب ذلك أو بلا وقوع ذلك الاتصال. والاتفاقية ما حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين أو بلا وقوعه لا لعلاقة، أي من غير وجود علاقة تقتضي ذلك، أو من غير اعتبارها. فعلى التوجيه الأوّل لا تجتمع اللزومية والاتفاقية بخلاف التوجيه الثاني.
والمنفصلة الموجبة هي التي يحكم فيها بالتّنافي بين القضيتين، إمّا في الصدق والكذب معا أي في التحقّق والانتفاء معا وتسمّى منفصلة حقيقية كقولنا إما أن يكون هذا العدد زوجا وإمّا أن يكون فردا. وإمّا في الصدق فقط، أي من غير أن تتنافيا في الكذب بل يمكن اجتماعهما على الكذب وتسمّى مانعة الجمع كقولنا إمّا أن يكون هذا الشيء شجرا وإمّا أن يكون حجرا. وإمّا في الكذب فقط، أي من غير أن تتنافيا في الصدق وتسمّى مانعة الخلوّ كقولنا إمّا أن يكون هذا الشيء لا شجرا وإمّا أن يكون لا حجرا.
والمنفصلة السّالبة هي التي يحكم فيها بسلب ذلك التنافي إمّا فيهما معا، وتسمّى حقيقية كقولنا ليس إمّا أن يكون هذا الحيوان إنسانا وإمّا أن يكون كاتبا، أو في الصدق فقط وتسمّى مانعة الجمع كقولنا ليس إمّا أن يكون زيد إنسانا أو يكون ناطقا، أو في الكذب فقط وتسمّى مانعة الخلو كقولنا ليس إمّا أن يكون هذا إنسانا أو يكون فرسا. ثم المنفصلة مطلقا حقيقية كانت أو مانعة الجمع أو مانعة الخلو موجبة كانت أو سالبة إن حكم فيها بالتّنافي أو بسلب التّنافي مطلقا سميّت منفصلة مطلقة. وإن قيّد التنافي أو سلبه بالعناد سمّيت منفصلة عنادية. وإن قيّد بالاتفاق سمّيت منفصلة اتّفاقية.
اعلم أنّ كلّية الشّرطية أي كونها كلّية أن يكون التالي لازما في المتّصلة اللزومية ومعاندا في المنفصلة العنادية على جميع التقادير، أي الأوضاع التي لا تنافي مقدمية المقدّم أي يمكن حصول المقدّم عليها سواء كانت محالة في أنفسها كقولنا كلّما كان الفرس إنسانا كان حيوانا، فإنّ معناه أنّ لزوم حيوانية الفرس ثابت للإنسانية على جميع الأوضاع التي يمكن اجتماعها مع إنسانية الفرس من كونه ضاحكــا أو كاتبا أو ناطقا، إلى غير ذلك؛ وهي محالة في أنفسها أو لم تكن محالة كقولنا كلّما كان زيد إنسانا كان حيوانا، فمعناه أنّ لزوم حيوانية زيد للإنسانية ثابت مع كل وضع يمكن أي يجامع إنسانية زيد من كونه قائما أو قاعدا أو كاتبا إلى غير ذلك، وهي ممكنة في أنفسها. وجزئية الشّرطية أن يكون التالي لازما أو معاندا للمقدّم على وضع معيّن، وإهمالها بإهمال الأوضاع، والأمثلة غير خافية.
وبالجملة فالحكم في الشرطية إن كان على تقدير معيّن فالشّرطية مخصوصة وشخصيّة، وإلّا فإن بيّن كمية الحكم بأنّه على جميع التقادير أو بعضها فمحصورة كلّية أو جزئية، وإلّا فمهملة، والطبيعية هاهنا غير معقولة.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.