للشيخ، زين الدين: القاسم بن قطلوبغا الحنفي.
المتوفى:. سنة تسع وسبعين وثمانمائة.
صلــب: الــصُّلْــبُ والــصُّلَّــبُ: عَظْمٌ من لَدُنِ الكاهِل إِلى العَجْب،
والجمع: أَــصْلُــب وأَــصْلــاب وصِلَــبَةٌ؛ أَنشد ثعلب:
أَما تَرَيْني، اليَوْمَ، شَيْخاً أَشْيَبَا، * إِذا نَهَضْتُ أَتَشَكَّى الأَــصْلُــبا
جَمَعَ لأَنه جَعَلَ كُلَّ جُزْءٍ مِن صُلْــبه صُلْــباً؛ كقول جرير:
قال العَواذِلُ: ما لِجَهْلِكَ بَعْدَما * شابَ الـمَفارِقُ، واكْتَسَيْنَ قَتِـيرا
وقال حُمَيْدٌ:
وانْتَسَفَ، الحالِبَ من أَنْدابِه، * أَغْباطُنا الـمَيْسُ عَلى أَــصْلــابِه
كأَنه جعل كلَّ جُزْءٍ من صُلْــبِه صُلْــباً. وحكى اللحياني عنِ العرب: هؤلاء أَبناءِ صِلَــبَتِهِمْ.
والــصُّلْــب من الظَّهْر، وكُلُّ شيء من الظَّهْر فيه فَقَارٌ فذلك الــصُّلْــب؛ والــصَّلَــبُ، بالتحريك، لغة فيه؛ قال العَجاج يصف امرأَة:
رَيَّا العظامِ، فَخْمَة الـمُخَدَّمِ،
في صَلَــبٍ مثْلِ العِنانِ الـمُؤْدَم،
إِلى سَواءٍ قَطَنٍ مُؤَكَّمِ
وفي حديث سعيد بن جبير: في الــصُّلْــب الديةُ. قال القُتَيْبِـيُّ: فيه قولان أَحدُهما أَنـَّه إِنْ كُسِرَ الــصُّلْــبُ فحَدِبَ الرَّجُلُ ففيه الديةُ، والآخَرُ إِنْ أُصِـيبَ صُلْــبه بشيءٍ ذَهَبَ به
الجِماعُ فلم يَقْدِرْ عَلَيهِ، فَسُمِّيَ الجِماعُ صُلْــباً، لأَنَّ الـمَنِـيَّ يَخْرُجُ منهُ. وقولُ العَباسِ بنِ عَبدِالـمُطَّلِبِ يَمدَحُ النبـيَّ، صلــى اللّه عليه وسلم:
تُنْقَلُ مِنْ صَالَبٍ إِلى رَحِم، * إِذا مَضَى عالَمٌ بَدا طَبَق
قيل: أَراد بالصَّالَب الــصُّلْــب، وهو قليل الاستعمال. ويقال للظَّهْر:
صُلْــب وصَلَــب وصالَبٌ؛ وأَنشد:
كأَنَّ حُمَّى بكَ مَغْرِيَّةٌ، * بَيْنَ الـحَيازيم إِلى الصَّالَبِ
وفي الحديث: إِنَّ اللّه خَلَقَ للجَنَّةِ أَهْلاً، خَلَقَها لَـهُم، وهُمْ في أَــصلــاب آبائِهِم.
الأَــصْلــابُ: جَمْعُ صُلْــب وهو الظهر. والــصَّلــابَةُ: ضدُّ اللِّين.
صَلُــبَ الشيءُ صَلــابَـةً فهو صَلِـــيبٌ وصُلْــب وصُلَّــب وصلــب (1)
(1 قوله «وصلــب» هو كسكر ولينظر ضبط ما بعده هل هو بفتحتين لكن الجوهري خصه بما صلــب من الأرض أو بضمتين الثانية للاتباع إلا أن المصباح خصه بكل ظهر له فقار أو بفتح فكسر ويمكن أن يرشحه ما حكاه ابن القطاع والصاغاني عن ابن الأعرابي من كسر عين فعله.) أَي شديد. ورجل صُلَّــبٌ: مثل القُلَّبِ والـحُوَّل، ورجل صُلْــبٌ وصَلِـــيبٌ: ذو صلــابة؛ وقد صَلُــب، وأَرض صُلْــبَة، والجمع صِلَــبَة.
ويقال: تَــصَلَّــبَ فلان أَي تَشَدَّدَ. وقولهم في الراعي: صُلْــبُ العَصا وصَلِـــيبُ العَصا، إِنما يَرَوْنَ أَنه يَعْنُفُ بالإِبل؛ قال الراعي:
صَلِـــيبُ العَصا، بادِي العُروقِ، تَرَى له، * عَلَيْها، إِذا ما أَجْدَبَ النَّاسُ، إِصْبَعا
وأَنشد:
رَأَيْتُكِ لا تُغْنِـينَ عنِّي بِقُرَّةٍ؛ * إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الـهَراوَى الدَّمامِكُ
فأَشْهَدُ لا آتِـيكِ، ما دامَ تَنْضُبٌ * بأَرْضِكِ، أَو صُلْــبُ العَصا من رجالِكِ
أَــصْلُ هذا أَن رَجُلاً واعَدَتْه امْرَأَةٌ، فعثَرَ عَليها أَهْلُها، فضربوه بعِصِـيِّ التَّنْضُب. وكان شَجَرُ أَرضها إِنما كان التنضبَ
فضربوه بِعِصِـيِّها.
وصَلَّــبَه: جعله صُلْــباً وشدَّه وقوَّاه؛ قال الأَعشى:
مِن سَراةِ الـهِجانِ صَلَّــبَها العُضُّ، * وَرَعْيُ الـحِمى، وطُولُ الـحِـيالِ
أَي شدّها. وسَراةُ المال: خِـياره، الواحد سَرِيّ؛ يقال: بعيرٌ سَرِيّ، وناقة سَرِيَّة. والـهِجانُ: الخِـيارُ من كل شيءٍ؛ يُقال: ناقة هِجانٌ، وجَمَل هِجانٌ، ونوقٌ هِجان. قال أَبو زيد: الناقَةُ الـهِجانُ هي الأَدْماءُ، وهي البَيْضاءُ الخالِصَةُ اللَّوْنِ. والعُضُّ: عَلَفُ الأَمْصار مثل القَتِّ والنَّوَى. وقوله: رَعْي الـحِمى يُريدُ حِمى ضَرِيَّة، وهو مرعى إِبل الملوك، وحِمَى الرَّبَذَةِ دُونَه. والحِـيال: مَصْدَرُ حالت الناقة إِذا لم تَحْمِلْ.
وفي حديث العباس: إِنَّ الـمُغالِبَ صُلْــبَ اللّهِ مَغْلُوب أَي قُوَّةَ
اللّهِ.
ومكان صُلْــب وصَلَــبٌ: غَليظٌ حَجِرٌ، والجمع: صِلَــبَةٌ.
والــصُّلْــبُ من الأَرض: الـمَكانُ الغَلِـيظُ الـمُنْقاد، والجمع صِلَــبَةٌ، مثل قُلْب وقِلَبَة.
والــصَّلَــب أَيضاً: ما صَلُــبَ من الأَرض. شمر: الــصَّلَــب نَحْوٌ من
الـحَزيزِ الغَلِـيظِ الـمُنْقادِ. وقال
غيره:الــصَّلَــب من الأَرض أَسْناد الآكام والرَّوابي، وجمعه أَــصْلــاب؛ قال رؤبة:
نغشى قَرًى، عارِيةً أَقْراؤُه،
تَحْبُو، إِلى أَــصْلــابِه، أَمْعاؤُه
الأَصمعي: الأَــصْلــابُ هي من الأَرض الــصَّلَــب الشديدُ الـمُنْقادُ،
والأَمْعاءُ مَسايِلُ صِغار. وقوله: تَحْبُو أَي تَدْنو. وقال ابن الأَعرابي: الأَــصْلــاب: ما صَلُــب من الأَرض وارْتَفَعَ، وأَمْعاؤُه: ما لانَ منه وانْخَفَضَ.
والــصُّلْــب: موضع بالصَّمَّان، أَرْضُهُ حجارةٌ، من ذلك غَلَبَتْ عليه الصِّفَةُ، وبين ظَهراني الــصُّلْــب وقِفافِه، رياضٌ وقِـيعانٌ عَذْبَةُ الـمَنابِتِ (1)
(1 قوله «عذبة المنابت» كذا بالنسخ أيضاً والذي في المعجم لياقوت عذبة المناقب أي الطرق فمياه الطرق عذبة.) كَثِـيرةُ العُشْبِ، وربما قالوا: الــصُّلْــبانِ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
سُقْنا به الــصُّلْــبَيْنِ، فالصَّـمَّانا
فإِما أَن يَكُونَ أَراد الــصُّلْــب، فَثَنَّى للضرورة، كما قالوا: رامَتانِ، وإِنما هي رامة واحدة. وإِما أَن يكون أَراد مَوْضِعَيْن يَغْلِبُ عليهما هذه الصِّفَةُ، فَيُسَمَّيانِ بها. وصَوْتٌ صَلِـــيبٌ وجَرْيٌ صَلِـــيب، على المثل. وصَلُــبَ على المالِ صَلــابة: شَحَّ به؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
فَإِن كُنْتَ ذا لُبٍّ يَزِدْكَ صَلــابَـةً، * على المالِ، مَنْزورُ العَطاءِ، مُثَرِّبُ
الليث: الــصُّلْــبُ من الجَرْي ومن الصَّهِـيلِ الشَّديدُ؛ وأَنشد:
ذو مَيْعَة، إِذا ترامى صُلْــبُه
والــصُّلَّــبُ والــصُّلَّــبِـيُّ والــصُّلَّــبَة والــصُّلَّــبِـيَّة: حجارة الـمِسَنِّ؛ قال امْرُؤُ القَيْس:
كحَدِّ السِّنان الــصُّلَّــبِـيِّ النَّحِـيض
أَراد بالسنان الـمِسَنَّ. ويقال: الــصُّلَّــبِـيُّ الذي جُليَ، وشُحِذ
بحجارة الــصُّلَّــبِ، وهي حجارة تتخذ منها الـمِسانُّ؛ قال الشماخ:
وكأَنَّ شَفْرَةَ خَطْمِه وجَنِـينِه، * لـمَّا تَشَرَّفَ صُلَّــبٌ مَفْلُوق
والــصُّلُّــبُ: الشديد من الحجارة، أَشَدُّها صَلــابَـةً. ورُمْحٌ
مُــصَلَّــبٌ: مَشْحوذ بالــصَّلَّـــبـيّ. وتقول: سِنانٌ صُلُّــبِـيٌّ وصُلَّــبٌ أَيضاً
أَي مَسْنُون.
والــصَّلِـــيب: الودك، وفي الصحاح: ودكُ العِظامِ. قال أَبو خراش الهذلي يذكر عُقاباً شَبَّه فَرسَهُ بها:
كأَني، إِذْ غَدَوْا، ضَمَّنْتُ بَزِّي، * من العِقْبانِ، خائِتَـةً طَلُوبا
جَرِيمَةَ ناهِضٍ، في رأْسِ نِـيقٍ، * تَرى، لِعِظامِ ما جَمَعَتْ، صَلِـــيبا
أَي ودَكاً، أَي كأَني إِذْ غَدَوْا للحرب ضَمَّنْتُ بَزِّي أَي سلاحي عُقاباً خائِتَـةً أَي مُنْقَضَّةً. يقال خاتَتْ إِذا انْقَضَّتْ. وجَرِيمَة: بمعنى كاسِـبَة، يقال: هو جَرِيمَةُ أَهْلِه أَي كاسِـبُهُم. والناهِضُ:
فَرْخُها. وانتصاب قوله طَلُوبا: على النَّعْتِ لخائتَة. والنِّيقُ: أَرْفَعُ
مَوْضِـعٍ في الجَبَل.
وصَلَــبَ العِظامَ يَــصْلُــبُها صَلْــباً واصْطَلَبَها: جَمَعَها وطَبَخَها واسْتَخْرَجَ وَدَكَها لِـيُؤْتَدَم
به، وهو الاصْطِلابُ، وكذلك إِذا شَوَى اللَّحْمَ فأَسالَه؛ قال الكُمَيْتُ الأَسَدِيّ:
واحْتَلَّ بَرْكُ الشِّـتاءِ مَنْزِلَه، * وباتَ شَيْخُ العِـيالِ يَصْطَلِبُ
احْتَلَّ: بمعنى حَلَّ. والبَرْكُ: الصَّدْرُ، واسْتَعارَهُ للشِّتاءِ أَي حَلَّ صَدْرُ الشِّتاء ومُعْظَمُه في منزله: يصف شِدَّةَ الزمان وجَدْبَه، لأَن غالِبَ الجَدْبِ إِنما يكون في زَمَن الشِّتاءِ. وفي الحديث: أَنه لـمَّا قَدِمَ مَكَّةَ أَتاه أَصحابُ الــصُّلُــب؛ قيل: هم الذين يَجْمَعُون العِظام إِذا أُخِذَت عنها لُحومُها فيَطْبُخونها بالماءِ، فإِذا خرج الدَّسَمُ منها جمعوه وائْتَدَمُوا به. يقال اصْطَلَبَ فلانٌ العِظام إِذا فَعَل بها ذلك. والــصُّلُــبُ جمع صَلــيب، والــصَّلِـــيبُ: الوَدَكُ.
والــصَّلِـــيبُ والــصَّلَــبُ: الصديد الذي يَسيلُ من الميت.
والــصَّلْــبُ: مصدر صَلَــبَه يَــصْلُــبه صَلْــباً، وأَــصلــه من الــصَّلِـــيب وهو
الوَدَكُ. وفي حديث عليّ: أَنه اسْتُفْتِـيَ في استعمال صَلِـــيبِ
الـمَوْتَى في الدِّلاءِ والسُّفُن، فَـأَبـى عليهم، وبه سُمِّي الـمَــصْلُــوب لما يَسِـيلُ من وَدَكه. والــصَّلْــبُ، هذه القِتْلة المعروفة، مشتق من ذلك، لأَن وَدَكه وصديده يَسِـيل.
وقد صَلَــبه يَــصْلِـــبُه صَلْــباً، وصَلَّــبه، شُدِّدَ للتكثير. وفي التنزيل
العزيز: وما قَتَلُوه وما صَلَــبُوه. وفيه: ولأُــصَلِّـــبَنَّكم في جُذُوعِ
النَّخْلِ؛ أَي على جُذُوعِ النخل. والــصَّلِـــيبُ: الـمَــصْلُــوبُ.
والــصَّلــيب الذي يتخذه النصارى على ذلك الشَّكْل. وقال الليث: الــصَّلِـــيبُ ما يتخذه النصارى قِـبْلَةً، والجَمْعُ صُلْــبان وصُلُــبٌ؛ قال جَريرٌ:
لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ، * على بابِ اسْتِها صُلُــبٌ وشامُ
وصَلَّــب الراهبُ: اتَّخَذ في بِـيعَته صَلــيباً؛ قال الأَعشى:
وما أَيْبُلِـيٌّ على هَيْكَلٍ، * بَناهُ وصَلَّــبَ فيه وصارا
صارَ: صَوَّرَ. عن أَبي عليّ الفارسي: وثوب مُــصَلَّــبٌ فيه نَقْشٌ
كالــصَّلِـــيبِ.
وفي حديث عائشة: أَن النبي، صلــى اللّه عليه وسلم، كان إِذا رَأَى التَّــصْلِـــيبَ في ثَوْب قَضَبه؛ أَي قَطَع مَوْضِـعَ التَّــصْلِـــيبِ منه. وفي الحديث: نَهَى عن الــصلــاة في الثوب الـمُــصَلَّــبِ؛ هو الذي فيه نَقشٌ أَمْثال الــصُّلْــبان. وفي حديث عائشة أَيضاً: فَناوَلْـتُها عِطافاً فرَأَتْ فيه تَــصْلِـــيباً، فقالت: نَحِّيه عَني. وفي حديث أُم سلمة: أَنها كانت تَكرَه الثيابَ الـمُــصَلَّــبةَ. وفي حديث جرير: رأَيتُ على الحسنِ ثوباً مُــصَلَّــباً. والــصَّلِـــيبانِ: الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُعَرَّضانِ على الدَّلْوِ كالعَرْقُوَتَيْنِ؛ وقد صَلَــبَ الدلْو وصَلَّــبَها.
وفي مَقْتَلِ عمر: خَرَج ابنُه عُبيدُاللّه فَضَرَب جُفَيْنَةَ الأَعْجَمِـيَّ، فَــصَلَّــب بين عَيْنَيْه، أَي ضربه على عُرْضِهِ، حتى صارت
الضَّرْبة كالــصَّلِـــيب. وفي بعض الحديث: صَلَّــيْتُ إِلى جَنْبِ عمر، رضي اللّه عنه، فَوضَعْتُ يَدِي على خاصِرتي، فلما صَلَّــى، قال: هذا الــصَّلْــبُ في الــصلــاة. كان النبي، صلــى اللّه عليه وسلم، يَنْهَى عنه أَي إِنه يُشْبِه الــصَّلْــبَ لأَنَّ الرجل إِذا صُلِــبَ مُدَّ يَدُه، وباعُهُ على الجِذْعِ.
وهيئةُ الــصَّلْــب في الــصلــاة: أَن يَضَعَ يديه على خاصِرتيه، ويُجافيَ بين عَضُدَيْه في القيام.
والــصَّلِـــيبُ: ضَرْبٌ من سِماتِ الإِبل. قال أَبو علي في التَّذْكَرةِ:
الــصَّلــيبُ قد يكون كبيراً وصغيراً ويكون في الخَدَّين والعُنُق والفخذين.
وقيل: الــصَّلِـــيبُ مِـيسَمٌ في الصُّدْغِ، وقيل في العُنقِ خَطَّانِ
أَحدهما على الآخر. وبعير مُــصَلَّــبٌ ومَــصْلُــوب: سِمَتُه الــصَّلــيب. وناقة مَــصْلُــوبة كذلك؛ أَنشد ثعلب:
سَيَكْفِـي عَقِـيلاً رِجْلُ ظَبْـيٍ وعُلْبةٌ، * تَمَطَّت به مَــصْلُــوبةٌ لم تُحارِدِ
وإِبلٌ مُــصَلَّــبة. أَبو عمرو: أَــصْلَــبَتِ الناقةُ إِــصْلــاباً إِذا قامت
ومَدَّتْ عنقها نحوَ السماءِ، لتَدِرَّ لولدها جَهْدَها إِذا رَضَعَها،
وربما صَرَمَها ذلك أَي قَطَع لبَنَها.
والتَّــصْلِـــيبُ: ضَربٌ من الخِمْرةِ للمرأَة. ويكره للرجل أَن يُــصَلِّــي
في تَــصْلِـــيبِ العِمامة، حتى يَجْعَله كَوْراً بعضَه فوق بعض. يقال:
خِمار مُــصَلَّــبٌ، وقد صَلَّــبَتِ المرأَة خمارَها، وهي لِـبْسةٌ معروفة عند النساءِ.
وصَلَّــبَتِ التَّمْرَةُ: بَلَغَت اليُبْسَ.
وقال أَبو حنيفة: قال شيخ من العرب أَطْيَبُ مُضْغةٍ أَكَلَها الناسُ
صَيْحانِـيَّةٌ مُــصَلِّــبةٌ، هكذا حكاه مُــصَلِّــبةٌ، بالهاءِ.
ويقال: صَلَّــبَ الرُّطَبُ إِذا بَلَغَ اليَبِـيسَ، فهو مُــصَلِّــب، بكسر اللام، فإِذا صُبَّ عليه الدِّبْسُ لِـيَلِـينَ، فهو مُصَقِّر. أَبو عمرو: إِذا بَلَغ الرُّطَبُ اليُبْسَ فذلك التَّــصْلِـــيب، وقد صَلَّــبَ؛ وأَنشد المازني في صفة التمر:
مُــصَلِّــبة من أَوْتَكى القاعِ كلما * زَهَتْها النُّعامى خِلْتَ، من لَبَنٍ، صَخْرا
أَوْتَكَى: تَمر الشِّهْريزِ. ولَبَنٌ: اسم جبل بعَيْنِه.
شمر: يقال صَلَــبَتْه الشَّمسُ تَــصْلِـــبُه وتَــصلُــبُه صَلْــباً إِذا أَحْرَقته، فهو مَــصْلُــوب: مُحْرَق؛ وقال أَبو ذؤَيب:
مُسْتَوْقِدٌ في حَصاهُ الشمسُ تَــصْلِـــبُه، * كأَنه عَجَمٌ بالبِـيدِ مَرْضُوخُ
وفي حديث أَبي عبيدة: تَمْرُ ذَخِـيرةَ مُــصَلِّــبةٌ أَي صُلْــبة. وتمر
المدينة صُلْــبٌ.
ويقال: تَمْرٌ مُــصَلِّــب، بكسر اللام، أَي يابس شديد.
والصالِبُ من الـحُمَّى الحارَّةُ غير النافض، تذكَّر وتؤَنث. ويقال:
أَخَذَتْه الـحُمَّى بصالِبٍ، وأَخذته حُمَّى صالِبٌ، والأَول أَفصح، ولا يكادون يُضِـيفون؛ وقد صَلَــبَتْ عليه، بالفتح، تَــصْلِــبُ، بالكسر، أَي دامت واشتدت، فهو مَــصْلــوب عليه. وإِذا كانت الـحُمَّى صالِـباً قيل: صَلَــبَتْ عليه. قال ابن بُزُرْجَ: العرب تجعل الصالِبَ من الصُّداعِ؛ وأَنشد:
يَرُوعُكَ حُمَّى من مُلالٍ وصالِبِ
وقال غيره: الصالِبُ التي معها حرٌّ شديد، وليس معها برد. وأَخذه صالِبٌ أَي رِعْدة؛ أَنشد ثعلب:
عُقاراً غَذاها البحرُ من خَمْرِ عانةٍ، * لها سَوْرَةٌ، في رأْسِه، ذاتُ صالِبِ
والــصُّلْــبُ: القُوَّة. والــصُّلْــبُ: الـحَسَبُ. قال
عَدِيّ بن زيد:
اجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَكُمْ، * فَوقَ ما أَحْكَى بــصُلْــبٍ وإِزارْ
فِسِّر بهما جميعاً. والإِزار: العَفاف. ويروى:
فوقَ من أَحْكأَ صُلْــباً بـإِزارْ
أَي شَدَّ صُلْــباً: يعني الظَّهْرَ. بـإِزار: يعني الذي يُؤْتَزَر به. والعرب تُسَمِّي الأَنْجُمَ الأَربعة التي خَلْفَ النَّسرِ الواقِـعِ: صَلِـــيباً. ورأَيت حاشية في بعض النسخ، بخط الشيخ ابن الــصلــاح المحدِّث، ما صورته: الصواب في هذه الأَنجمِ الأَربعة أَن يُقال خَلْف النَّسرِ الطائِرِ لأَنها خَلْـفَه لا خَلْفَ الواقع، قال: وهذا مما وَهِمَ فيه الجوهريُّ. الليثُ: والصَّوْلَبُ والصَّوْليبُ هو البَذْرُ الذي يُنْثَر على الأَرض ثم يُكْرَبُ عليه؛ قال الأَزهري: وما أُراه عربيّاً: والــصُّلْــبُ: اسمُ أَرض؛ قال ذو الرمة:
كأَنه، كـلَّما ارْفَضَّتْ حَزيقَتُها، * بالــصُّلْــبِ، مِن نَهْسِه أَكْفالَها، كَلِبُ
والــصُّلَــيبُ: اسمُ موضع؛ قال سَلامة بن جَنْدَلٍ:
لِـمَنْ طَلَلٌ مثلُ الكتابِ الـمُنَمَّقِ، * عَفا عَهْدُه بين الــصُّلَــيْبِ ومُطْرِقِ
عــصل: العَــصَلُ: المِعى، والجمع أَعْصالٌ؛ قال الطِّرِمَّاح:
فهو خِلْوُ الأَعْصالِ، إِلاَّ من الما
ء ومَلْجُوذِ بارِضٍ ذي انْهِياض
وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم:
يَرْمِي به الجَزْعُ إِلى أَعْصالِها
والعَــصَلُ: الالْتواءُ في الشيء. والعَــصَلُ: التواء في عَسِيب ذَنَب
الفَرس حتى يُصِيب كاذَتَهُ وفائلَه. وفَرَسٌ أَعْــصَلُ: مُلْتَوي العَسِيب
حتى يَبْرز بعض باطنه الذي لا شَعَر عليه. ويقال للسَّهْم الذي يَلْتوي
إِذا رُمِي به مُعَــصِّلٌ، بالتشديد؛ وحكى ابن بري عن علي بن حمزة قال: هو
المُعَضِّلُ، بالضاد المعجمة، من عَضَّلَتِ الدَّجاجةُ إِذا الْتَوَت
البَيْضةُ في جوفه. وعَــصَّلَ السَّهمُ: الْتَوى في الرَّمْيِ. والعاصِلُ:
السَّهْم الــصُّلْــب. وفي حديث عُمَر وجرير: ومنها العَــصِلُ الطائش أَي
السَّهْم المُعْوَجُّ المَتْن. وسِهامٌ عُــصْلٌ: مُعْوَجَّة؛ قال لبيد:
فَرَمَيْتُ القَوْمَ رِشْقاً صائباً،
لَسْنَ بالعُــصْلِ ولا بالمُقْتَعَل
ويروى: ليس. وفي حديث عَليٍّ: لا عِوَج لانتصابه ولا عَــصَلَ في عُوده؛
العَــصَلُ: الاعْوِجاج، وكلُّ مُعْوَجٍّ فيه صَلــابةٌ أَعْــصَلُ. وشَجَرة
عَــصِلــة: عَوْجاء لا يُقْدَر على استقامتها لــصَلــابتها. والأَعْــصَلُ أَيضاً:
السَّهْم القليل الرِّيش. وعَــصِلَ الشيءُ عَــصَلــاً وهو أَعْــصَلُ وعَــصِلٌ:
اعْوَجَّ وصَلُــبَ؛ قال:
ضَرُوس تَهُزُّ الناسَ، أَنْيابُها عُــصْلُ
وقد كُسِّر على عِصال وهو نادر؛ قال ابن سيده: والذي عندي أَنَّ عِصالاً
جمع عَــصَل كوَجَعٍ ووِجاعٍ. والعَــصَلُ في الناب: اعْوجاجُه. ونابٌ
أَعْــصَلُ بَيِّن العَــصَلِ وعَــصِلٌ أَي مُعْوجٌّ شديد؛ قال أَوس:
رأَيتُ لها ناباً، من الشَّرِّ، أَعْــصَلــا
وقال آخر:
على شَناحٍ، نابُه لم يَعْــصَل
وقال صخر:
أَبا المُثَلَّم أَقْصِرْ قَبْلَ باهِظَةٍ،
تأْتِيكَ منِّي، ضَرُوسٍ نابُها عَــصِلُ
أَي هي قديمة، وذلك أَن نابَ البعير إِنما يَعْــصَل بعدما يُسِنُّ؛ أَي
شرّ عظيم. والأَعْــصَلُ من الرجال: الذي عُصِبت ساقُه فاعْوَجَّت. ويقال
للرجل المُعْوَجِّ الساق: أَعْــصَلُ. وعَــصِلَ نابُه وأَعْــصَلَ: اشتدَّ؛
ووَصَف رَجُلٌ جَملاً فقال: إِذا عَــصِلَ نابُه وطال قِرابُه فبِعْه بَيْعاً
دَلِيقاً، ولا تُحابِ به صَدِيقاً؛ وقال أَبو صخر الهُذَلي:
أَفَحِينَ أَحْكَمَني المَشِيبُ، فلا فَتًى
غُمْرٌ ولا قَحْمٌ، وأَعْــصَلَ بازلي؟
والمِعْصال: مِحْجَنٌ يُتناوَلُ به أَغصانُ الشجر لاعْوِجاجه، ويقال: هو
المِحْجَن والصَّوْلَجان والمِعْصِيل والمِعْصالُ والصَّاعُ والمِيجارُ
والصولجان
(* قوله «والصولجان إلخ» هكذا في الأصل والتهذيب مكرراً)
والمِعْقَف؛ قال الراجز:
إِنَّ لها رَبّاً كمِعْصالِ السَّلَم
(* قوله «ان لها رباً إلخ» في التكملة بعده:
انك لن ترويها فاذهب فنم).
وامرأَة عَــصْلــاء: لا لَحْمَ عليها. وعَــصَلَ الرَّجُلُ وغيرُه: بال. وفي
الحديث: أَنه كان لرجل صَنَمٌ كان يأْتي بالجُبُنِّ والزُّبْد فيَضَعُه
على رأْس صَنَمه ويقول: اطْعَمْ فجاء ثُعْلُبان فأَكل الجُبُنَّ
والزُّبْد ثم عَــصَل على رأْس الصنم أَي بال؛ الثُّعْلُبان: ذَكَر الثَّعالب، وفي
كتاب الغَريبَيْن للهَرَوي: فجاء ثَعْلَبان فأَكلا، أَراد تثنية
ثَعْلَب.والعَــصَلــة: شجرة تُسَلِّح الإِبِلَ إِذا أَكل البعيرُ منها سَلَّحَته،
والجمع العَــصَلُ؛ قال حسَّان:
تَخْرُج الأَضْياحُ من أَسْتاهِهِم،
كسُلاحِ النِّيبِ يأْكُلْنَ العَــصَل
الأَضْياح: الأَلْبان المَمْذوقة؛ وقال لبيد:
وقَبِيلٌ من عُقَيْلٍ صادقٌ،
كَلُيُوثٍ بين غابٍ وعَــصَل
وقيل: هو شجر يُشْبِه الدِّفْلى تأْكله الإِبل وتشرب عليه الماء كل يوم،
وقيل: هو حَمْضٌ يَنْبتُ على المياه، والجمع عَــصَلٌ.
وعَــصَّلَ الرجلُ تَعْصيلاً، وهو البُطْء، أَي أَبْطأَ؛ وأَنشد:
يأْلِبُها حُمْرانُ أَيَّ أَلْبِ،
وعَــصَّلَ العَمْرِيُّ عَــصْلَ الكَلْبِ
(* قوله «حمران» كذا في الأصل بالراء، ومثله بهامش التكملة وفي صلــبها
حمدان بالدال).
والأَلْبُ: السَّوْقُ الشديد. والعَــصَلُ: الرَّمْلُ المُلْتوِي
المُعْوَجُّ. وفي حديث بدر: يامِنُوا عن هذا العَــصَل، يعني الرمل المعوجَّ
الملتوي، أَي خُذُوا عنه يَمْنةً.
ورجُلٌ أَعْــصَل: يابس البدن، وجمعه عُــصْلٌ؛ قال الراجز:
ورُبَّ خَيْرٍ في الرِّجال العُــصْل
والعَــصْلــاء: المرأَة اليابسة التي لا لحم عليها؛ قال الشاعر:
ليستْ بِعَــصلــاءَ تَذْمي الكَلْبَ نَكْهَتُها،
ولا بعَنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثَدْياها
والمِعْــصَلُ: المتشدِّد على غَريمه.
والعُنْــصُلُ والعُنْــصَلُ والعُنْــصُلــاء والعُنْــصَلــاء، ممدودان: البَــصَلُ
البرِّيُّ، والجمع العَناصِل، وهو الذي تسميه الأَطباء الإِسْقال، ويكون
منه خَلٌّ؛ عن ابن اسرافيون؛ وقال ابن الأَعرابي: هو نبت في البرارِيِّ،
وزعموا أَن الوَحَامى تَشْتهيه وتأْكله؛ قال: وزعموا أَنه البَــصل
البرِّي. وقال أَبو حنيفة: هو وَرَق مثل الكُرَّاث يظهر منبسطاً سَبْطاً، وقال
مُرَّة: العُنْــصُل شُجَيْرة سُهْلِيَّة تنبتُ في مواضع الماء والنَّدَى
نبات المَوْزة، ولها نَوْر كنَوْر السَّوْسَن الأَبيض تجْرُسه النحْلُ،
والبقر تأْكل وَرَقها في القُحُوط يُخْلَط لها بالعَلَف. وقال كراع:
العُنْــصُل بَقْلة، ولم يُحَلِّها. وطريقُ العُنْــصَلَــيْن، بفتح الصاد وضمها:
موضع؛ قال الفرزدق:
أَراد طَريق العُنْــصَلَــيْن، فيامَنَتْ
به العِيسُ في نائي الصُّوَى مُتَشائم
(* قوله «فيامنت» كذا في الأصل، والذي في معجم ياقوت والمحكم: فياسرت).
والعُنْــصُل: موضع. وسَلَك طريق العُنْــصُلَــيْن: يعني الباطل. ويقال للرجل
إِذا ضَلَّ: أَخَذَ في طريق العُنــصُلَــيْن. وطريق العُنْــصُل: هو طريق من
اليمامة إِلى البصرة. وعُــصْلٌ: موضع؛ قال أَبو صخر:
عَفَتْ ذاتُ عِرْقٍ عُــصْلُــها فَرِئامُها،
فضَحْياؤها وَحْشٌ قدَ آجْلى سَوَامُها
وصل: وَــصَلْــت الشيء وَــصْلــاً وَــصِلــةً، والوَــصْلُ ضِدُّ الهِجْران. ابن
سيده: الوَــصْل خلاف الفَــصْل. وَــصَل الشيء بالشيء يَــصِلُــه وَــصْلــاً وَــصِلــةً
وصُلَــةً؛ الأَخيرة عن ابن جني، قال: لا أَدري أَمُطَّرِدٌ هو أَم غير
مطَّرد، قال: وأَظنه مُطَّرِداً كأَنهم يجعلون الضمة مُشْعِرة بأَن المحذوف
إِنما هي الفاء التي هي الواو، وقال أَبو علي: الضمَّة في الــصُّلَــة ضمة
الواو المحذوفة من الوُــصْلــة، والحذف والنقل في الضمة شاذ كشذوذ حذف الواو
في يَجُدُ، ووَــصَّلَــهُ كلاهما: لأَمَهُ. وفي التنزيل العزيز: ولقد
وَــصَّلْــنا لَهُمُ القَوْلَ، أَي وَــصَّلْــنا ذِكْرَ الأَنْبياء وأَقاصِيصَ من
مَضَى بعضها ببعض، لعلهم يَعْتَبرون.
واتَّــصَلَ الشيءُ بالشيء: لم ينقطع؛ وقوله أَنشده ابن جني:
قامَ بها يُنْشِدُ كلّ مُنْشِدِ،
وايتَــصَلَــتْ بمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ
إِنما أَراد اتَّــصَلَــتْ، فأَبدل من التاء الأُولى ياء كراهة للتشديد؛
وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
سُحَيْراً، وأَعْناقُ المَطِيِّ كأَنَّها
مَدافِعُ ثِغْبانٍ أَضَرَّ بها الوصْلُ
معناه: أَضَرَّ بها فِقْدان الوَــصْل، وذلك أَن ينقطِع الثَّغَب فلا
يَجْري ولا يَتَّــصِل، والثَّغَبُ: مَسِيلٌ دَقيقٌ، شَبَّه الإِبِل في مَدِّها
أَعناقها إِذا جَهَدَها السير بالثَّغَب الذي يَخُدُّه السَّيْلُ في
الوادي. ووَــصَلَ الشيءُ إِلى الشيء وُصُولاً وتَوَــصَّل إِليه: انتهى إِليه
وبَلَغه؛ قال أَبو ذؤيب:
تَوَــصَلُ بالرُّكْبان حيناً، وتُؤْلِفُ الـ
ـجِوارَ، ويُغْشِيها الأَمانَ رِبابُها
ووَــصَّلــه إِليه وأَوْــصَلــه: أَنهاهُ إِليه وأَبْلَغَهُ إِياه. وفي حديث
النعمان بن
مُقَرِّن: أَنه لما حمَل على العدُوِّ ما وَــصَلْــنا كَتِفَيْه حتى ضرَب
في القوم أَي لم نَتَّــصِل به ولم نَقْرُب منه حتى حمَل عليهم من
السُّرْعة. وفي الحديث: رأَيت سَبَباً واصِلــاً من السماء إِلى الأَرض أَي
مَوْصولاً، فاعل بمعنى مفعول كماءٍ دافِقٍ؛ قال ابن الأَثير: كذا شرح، قال: ولو
جعل على بابه لم يَبْعُد. وفي حديث عليّ، عليه السلام: صِلــوا السيوفَ
بالخُطى والرِّماحَ بالنَّبْل؛ قال ابن الأَثير: أَي إِذا قَصُرت السيوف عن
الضَّريبة فتقدَّموا تَلْحَقوا وإِذا لم تَلحَقْهم الرماحُ فارْمُوهم
بالنَّبْل؛ قال: ومن أَحسن وأَبلغ ما قيل في هذا المعنى قول زهير:
يَطعَنُهُمْ ما ارْتَمَوْا، حتى إِذا طَعَنُوا
ضارَبَهُمْ، فإِذا ما ضارَبُوا اعْتَنَقا
وفي الحديث: كان اسمُ نَبْلِه، عليه السلام، المُوتَــصِلــة؛ سميت بها
تفاؤلاً بوُصولها إِلى العدوِّ، والمُوتَــصِلــة لغة قريش فإِنها لا تُدْغم هذه
الواو وأَشباهها في التاء، فتقول مُوتَــصِل ومُوتَفِق ومُوتَعِد ونحو ذلك،
وغيرهم يُدْغم فيقول مُتَّــصِل ومُتَّفِق ومُتَّعِد.
وأَوْــصَلــه غيرُه ووَــصَلَ: بمعنى اتَّــصَل أَي دَعا دعْوى الجاهلية، وهو
أَن يقول: يالَ فلان وفي التنزيل العزيز: إِلاَّ الذين يَــصِلــون إِلى قوم
بينكم وبينهم ميثاقٌ؛ أَي يَتَّــصِلــون؛ المعنى اقتُلوهم ولا تَتَّخِذوا
منهم أَولياء إِلاَّ مَنِ اتَّــصَل بقوم بينكم وبينهم مِيثاق واعْتَزَوْا
إِليهم. واتَّــصَلَ الرجلُ: انتسَب وهو من ذلك؛ قال الأَعشى:
إِذا اتَّــصَلَــتْ قالتْ لِبَكْرِ بنِ وائِلٍ،
وبَكْرٌ سَبَتْها، والأُنُوفُ رَواغِمُ
(* قوله «قالت لبكر» في المحكم والتهذيب: قالت أَبكر إلخ).
أَي إِذا انتَسَبَتْ. وقال ابن الأَعرابي في قوله: إِلا الذين يَــصِلــون
إِلى قوم؛ أَي يَنتَسِبون. قال الأَزهري: والاتِّصال أَيضاً الاعْتزاءُ
المنهيّ عنه إِذا قال يالَ بني فلان ابن السكيت: الاتِّصال أَن يقول يا
لَفُلان، والاعتزاءُ أَن يقول أَنا ابنُ فلان. وقال أَبو عمرو: الاتصالُ
دُعاء الرجل رَهْطه دِنْياً، والاعْتزاءُ عند شيء يعجبُه فيقول أَنا ابن
فلان. وفي الحديث: مَنِ اتَّــصَلَ فأَعِضُّوه أَي مَنِ ادَّعى دَعْوى
الجاهلية، وهي قولهم يالَ فلان، فأَعِضُّوه أَي قولوا له اعْضَضْ أَيْرَ أَبيك.
يقال: وَــصَل إِليه واتَّــصَل إِذا انتَمى. وفي حديث أُبَيٍّ: أَنه
أَعَضَّ إِنساناً اتَّــصَل.
والواصِلــة من النساء: التي تَــصِل شعَرَها بشعَر غيرها، والمُسْتَوْــصِلــة:
الطالِبة لذلك وهي التي يُفْعَل بها ذلك. وفي الحديث: أَن النبي، صلــى
الله عليه وسلم، لعَنَ الواصِلــةَ والمُسْتَوْــصِلــة؛ قال أَبو عبيد: هذا في
الشعَر وذلك أَن تَــصِل المرأَة شعَرها بشَعَرٍ آخر زُوراً. وروي في حديث
آخر: أَيُّما امرأَةٍ وَــصَلــت شعَرها بشعر آخر كان زُوراً، قال: وقد
رَخَّصَت الفقهاء في القَرامِل وكلِّ شيء وُــصِل به الشعر، وما لم يكن الوَــصْل
(* قوله «وما لم يكن الوصل» أي الموصول به شعراً إلخ) شعراً فلا بأْس به.
وروي عن عائشة أَنها قالت: ليست الواصِلــةُ بالتي تَعْنون، ولا بأْسَ أَنْ
تَعْرَى المرأَةُ عن الشعَر فتَــصُِل قَرْناً من قرُونها بصُوفٍ أَسوَد،
وإِنما الواصِلــة التي تكون بغيّاً في شَبيبَتِها، فإِذا أَسَنَّتْ
وصَلَــتْها بالقِيادة؛ قال ابن الأَثير: قال أَحمد بن حنبل لمَّا ذُكِر ذلك له:
ما سمعت بأَعْجَب من ذلك. ووَــصَلــه وَــصْلــاً وصِلــة وواصَلَــهُ مُواصَلــةً
ووِصالاً كلاهما يكون في عَفاف الحبّ ودَعارَتِه، وكذلك وَــصَل حَبْله
وَــصْلــاً وصِلــةً؛ قال أَبو ذؤيب:
فإِن وَــصَلَــتْ حَبْلَ الصَّفاء فَدُمْ لها،
وإِن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل
وواصَلَ حَبْله: كوَــصَلــه. والوُــصْلــة: الاتِّصال. والوُــصْلــة: ما اتَّــصل
بالشيء. قال الليث: كلُّ شيء اتَّــصَل بشيء فما بينهما وُــصْلــة، والجمع
وُــصَل. ويقال: وَــصَل فلان رَحِمَه يَــصِلــها صِلــةً. وبينهما وُــصْلــة أَي اتِّصال
وذَرِيعة. ووَــصَل كتابُه إِليّ وبِرُّه يَــصِل وُصولاً، وهذا غير واقع.
ووَــصَّلــه تَوْصيلاً إِذا أَكثر من الوَــصْل، وواصَلــه مُواصَلــةً ووِصالاً،
ومنه المُواصَلــةُ بالصوم وغيره. وواصَلْــت الصِّيام وِصالاً إِذا لم
تُفْطِر أَياماً تِباعاً؛ وقد نهى النبي، صلــى الله عليه وسلم، عن الوِصال في
الصوم وهو أَن لا يُفْطِر يومين أَو أَياماً، وفيه النهي عن المُواصَلــة في
الــصَّلــاة، وقال: إِنَّ امْرَأً واصَلَ في الــصلــاة خرج منها صِفْراً؛ قال
عبد الله بن أَحمد بن حنبل: ما كُنَّا نَدْري ما المُواصَلــة في الــصلــاة حتى
قَدِم علينا الشافعيُّ، فمضى إِليه أَبي فسأَله عن أَشياء وكان فيما
سأَله عن المُواصَلــة في الــصلــاة، فقال الشافعي: هي في مواضع: منها أَن يقول
الإِمامُ ولا الضّالِّين فيقول مَن خلفه آمين معاً أَي يقولها بعد أَن
يسكُت الإِمام، ومنها أَن يَــصِل القراءة بالتكبير، ومنها السلامُ عليكم
ورحمةُ الله فيَــصِلــها بالتسليمة الثانية، الأُولى فرض والثانية سُنَّة فلا
يُجْمَع بينهما، ومنها إِذا كبَّر الإِمام فلا يُكَبِّر معه حتى يسبقه ولو
بواو. وتَوَــصَّلْــت إِلى فلان بوُــصْلــة وسبب توَــصُّلــاً إِذا تسبَّبت إِليه
بحُرْمة. وتوصَّل إِليه أَي تلطَّف في الوُصول إِليه. وفي حديث عُتْبة
والمقدام: أَنهما كانا أَسْلَما فَتَوَــصَّلــا بالمشركين حتى خَرجا إِلى
عُبيدة بن الحرث أَي أَرَياهم أَنهما مَعَهم حتى خرجا إِلى المسلمين،
وتوصَّلــا بمعنى توسَّلا وتقرَّبا.
والوَــصْل: ضد الهجران. والتَّواصُل: ضد التَّصارُم. وفي الحديث: مَن
أَراد أَن يَطول عُمْره فَلْيَــصِلْ رَحِمَه، تكرّر في الحديث ذكر صِلــة
الرَّحِم؛ قال ابن الأَثير: وهي كِناية عن الإِحسان إِلى الأَقرَبين من ذوي
النسَب والأَصْهار والعَطف عليهم والرِّفْق بهم والرِّعاية لأَحْوالهم،
وكذلك إِن بَعُدُوا أَو أَساؤوا، وقَطْع الرَّحِم ضدُّ ذلك كلِّه. يقال:
وَــصَل رَحِمَه يَــصِلُــها وَــصْلــاً وصِلــةً، والهاء فيها عِوَض من الواو
المحذوفة فكأَنه بالإِحسان إِليهم قد وَــصَل ما بينه وبينهم من عَلاقة القَرابة
والصِّهْر. وفي حديث جابرٍ: إِنه اشترى مِنِّي بَعيراً وأَعطاني وَــصْلــاً
من ذهَب أَي صِلــةً وهِبةً، كأَنه ما يَتَّــصِل به أَو يَتَوَــصَّل في
مَعاشه. ووَــصَلــه إِذا أَعطاه مالاً. والــصِّلــة: الجائزة والعطيَّة. والوَــصْل:
وَــصْل الثوب والخُفّ. ويقال: هذا وَــصْل هذا أَي مثله.
والمَوْــصِل: ما يُوصَل من الحبل. ابن سيده: والمَوْــصِل مَعْقِد الحبْل
في الحَبْل.
ويقال للرجُلين يُذكران بِفِعال وقد مات أَحدهما: فَعَل كذا ولا يُوصَل
حَيٌّ بميت، وليس له بِوَصِيل أَي لا يَتْبَعُه؛ قال الغَنَوِي:
كمَلْقَى عِقالٍ أَو كمَهْلِك سالِمٍ،
ولسْتَ لِمَيْتٍ هالك بِوَصِيلِ
ويروى:
وليس لِحَيٍّ هالِك بِوَصِيل
وهو معنى قول المتنَخِّل الهذلي:
ليسَ لِمَيْتٍ بِوَصِيلٍ، وقد
عُلِّقَ فيه طَرَفُ المَوْــصِلِ
دُعاء لرجل أَي لا وُــصِل هذا الحيّ بهذا المَيت أَي لا ماتَ معه ولا
وُــصِل بالميت، ثم قال: وقد عُلِّقَ فيه طَرَفٌ من الموت أَي سيَمُوت
ويَتَّــصِل به، قال: هذا قول ابن السكيت، قال ابن سيده: والمعنى فيه عندي على غير
الدُّعاء إِنما يُريد: ليس هو ما دام حَيًّا بِوَصِيلٍ للميت على أَنه
قد عُلِّق فيه طَرَف المَوْــصِل أَي أَنه سيَمُوت لا محالة فيَتَّــصِل به
وإِن كان الآن حَيًّا، وقال الباهلي: يقول بان الميت فلا يُواصِلــه الحيُّ،
وقد عُلِّق في الحي السَّبَب الذي يُوَــصِّلــه إِلى ما وَــصَل إِليه الميت؛
وأَنشد ابن الأَعرابي:
إِنْ وَــصَلْــت الكِتابَ صِرْتَ إِلى اللهِ،
ومَن يُلْفَ واصِلــاً فهو مُودِي قال أَبو العباس: يعني لَوْح المَقابر
يُنْقر ويُتْرَك فيه موضع للميت
(* قوله «موضع للميت» لعله موضع لاسم
الميت) بَياضاً، فإِذا مات الإِنسانُ وُــصِل ذلك الموضع باسمه.
والأَوْصال: المَفاصِل. وفي صِفته، صلــى الله عليه وسلم: أَنه كان فَعْمَ
الأَوْصالِ أَي ممْتَلئَ الأَعضاء، الواحدُ وِــصْل.
والمَوْــصِل: المَفْــصِل. ومَوْــصِل البعير: ما بين العَجُز والفَخِذ؛ قال
أَبو النجم:
ترى يَبِيسَ الماءِ دون المَوْــصِلِ
منه بِعجْزٍ، كصَفاةِ الجَيْحَلِ
الجَيْحَل: الــصُّلْــب الضَّخْم. والوِــصْلــانِ: العَجُز والفَخِذ، وقيل:
طَبَق الظهر. والوِــصْل والوُــصْل: كلُّ عظم على حِدَة لا يكسَر ولا يُخْلط
بغيره ولا يُوصَل به غيره، وهو الكَِسْرُ والجَِدْلُ، بالدال، والجمع
أَوْصال وجُدُول، وقيل: الأَوْصال مجتَمَع العظام، وكلّه من الوَــصْل.
ويقال: هذا رجل وَصِيلُ هذا أَي مثله. والوَصِيل: بُرود اليمن، الواحدة
وَصِيلة. وفي الحديث: أَن أَوَّل من كَسَا الكعبة كسْوةً كامِلةً
تُبَّعٌ، كَسَاها الأَنْطاعَ ثم كساها الوَصائل أَي حِبَر اليَمَن. وفي حديث
عمرو: قال لمعاوية ما زلت أَرُمُّ أَمْرَك بِوَذائله وأَــصِلُــهُ بوَصائله؛
القتيبي: الوَصائل ثياب يمانية، وقيل: ثياب حُمْرُ مُخَطَّطة يمانية،
ضَرَبَ هذا مثلاً لإِحكامه إِياه، ويجوز أَن يكون أَراد بالوَصائل الــصِّلــاب،
والوَذِيلة قطعة من الفضة، ويقال للمِرآة الوَذيلةُ والعِنَاسُ
والمَذِيَّةُ؛ قال ابن الأَثير: أَراد بالوَصائل ما يُوصَل به الشيء، يقول: ما
زِلْت أُدَبِّر أَمْرك بما يَجِب أَن يُوصَل به من الأُمور التي لا غِنَى به
عنها، أَو أَراد أَنه زَيَّن أَمْرَه وحَسَّنه كأَنه أَلْبَسَه الوَصائل.
وقوله عز وجل: ما جَعَل اللهُ من بَحِيرةٍ ولا سائبةٍ ولا وَصِيلةٍ؛ قال
المفسرون: الوَصِيلةُ كانت في الشاء خاصة، كانت الشاة إِذا وَلَدَتْ
أُنثى فهي لهم، وإِذا وَلَدَتْ ذكَراً جعلوه لآلهتهم، فإِذا وَلَدَتْ ذكَراً
وأُنثى قالوا وَــصَلَــتْ أَخاها فلم يَذْبَحوا الذكَر لآلهتهم. والوَصِيلة
التي كانت في الجاهلية: الناقةُ التي وَــصَلَــتْ بين عشرة أَبْطُن وهي من
الشاء التي وَلَدَتْ سبعة أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَت في
السابع عَناقاً قيل وَــصَلــتْ أَخاها فلا يشرَب لَبَنَ الأُمِّ إِلاَّ
الرِّجال دون النساء وتَجْري مَجْرَى السائبة. وقال أَبو عرفة وغيره:
الوَصِيلة من الغنم كانوا إِذا وَلَدَتِ الشاةُ ستة أَبْطُن نَظَرُوا، فإِن كان
السابعُ ذكَراً ذُبِحَ وأَكَل منه الرجال والنساء، وإِن كانت أُنثى
تُرِكتْ في الغنم، وإِن كانت أُنثى وذكَراً قالوا وَــصَلــتْ أَخاها فلم يُذْبَح
وكان لَحْمُها
(* قوله «وكان لحمها» في نسخة لبنها) حَراماً على النساء؛
وفي الصحاح: الوَصِيلةُ التي كانت في الجاهلية هي الشاة تَلِدُ سبعة
أَبْطُن عَناقَيْن عَناقَيْن، فإِن وَلَدَتْ في الثامنة جَدْياً وعَناقاً
قالوا وَــصَلَــتْ أَخاها، فلا يذبَحُون أَخاها من أَجلها ولا يشرَب لبَنها
النساء وكان للرجال، وجرَتْ مَجْرَى السائبة. وروي عن الشافعي قال:
الوَصِيلة الشاة تُنْتَجُ الأَبْطُن، فإِذا وَلَدَتْ آخَرَ بعد الأَبْطُن التي
وَقَّتوا لها قيل وَــصَلــتْ أَخاها، وزاد بعضهم: تُنْتَجُ الأَبْطُن الخمسة
عَناقَيْن عَناقَيْن في بَطْن فيقال: هذه وُــصْلــةٌ تَــصِلُ كلَّ ذي بطن
بأَخٍ له معه، وزاد بعضهم فقال: قد يَــصِلــونها في ثلاثة أَبْطُن ويُوصِلــونها
في خمسة وفي سبعة. والوَصِيلةُ: الأَرض الواسعة البعيدة كأَنها وُــصِلَــتْ
بأُخْرى، ويقال: قطعنا وَصِيلة بعيدة. وروي عن ابن مسعود أَنه قال: إِذا
كنت في الوَصِيلة فأَعْطِ راحِلتَكَ حَظَّها، قال: لم يُرِد بالوَصِيلة
ههنا الأَرض البعيدة ولكنه أَراد أَرضاً مُكْلِئة تَتَّــصل بأُخرى ذاتِ
كَلأٍ؛ قال: وفي الأُولى يقول لبيد:
ولقد قَطَعْت وَصِيلةً مَجْرُودةً،
يَبْكي الصَّدَى فيها لِشَجْوِ البُومِ
والوَصِيلة: العِمَارة والخِصْب، سمِّيت بذلك
(* قوله «سميت بذلك إلخ»
عبارة المحكم: سميت بذلك لاتصالها واتصال الناس فيها، والوصائل ثياب
يمانية مخططة بيض وحمر على التشبيه بذلك، واحدتها وصيلة) واحدتها
وَصِيلة.وحَرْفُ الوَــصْل: هو الذي بعد الرَّوِيِّ، وهو على ضربين: أَحدهما ما
كان بعده خروج كقوله:
عفَتِ الدِّيارُ مَحَلُّها فَمُقامُها
والثاني أَن لا يكون بعده خروجٌ كقوله:
أَلا طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ،
وأَرَّقَني أَن لا حَليلٌ أُلاعِبُهْ
قال الأَخفش: يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَــصْل ولا يكون إِلا ياءً أَو واواً
أَو أَلِفاً كل واحدة منهنّ ساكنة في الشعر المُطْلَق، قال: ويكون
الوَــصْل أَيضاً هاءً الإِضْمار وذلك هاءُ التأْنيث التي في حَمْزة ونحوها،
وهاءُ للمُذكَّر والمؤَنث متحرِّكة كانت أَو ساكنة نحو غُلامِه وغُلامِها،
والهاء التي تُبَيَّن بها الحركة نحو عَلَيَّهْ وعَمَّهْ واقْضِهِ
وادْعُهُ، يريد عَلَيَّ وعَمَّ واقضِ وادعُ، فأُدخلت الهاء لتُبَيَّن بها حركة
الحروف؛ قال ابن جني: فقول الأَخفش يلزم بعد الرَّوِيِّ الوَــصْل، لا يريد
به أَنه لا بُدَّ مع كل رَويّ أَن يَتْبَعه الوَــصْل، أَلا ترى أَن قول
العجاج:
قد جَبَر الدِّينَ الإِلَهُ فجَبَرْ
لا وَــصْل معه؛ وأَن قول الآخر:
يا صاحِبَيَّ فَدَتْ نفْسي نُفوسَكما،
وحيْثُما كُنْتُما لاقَيْتُما رَشَدَا
إِنما فيه وَــصْل لا غير، ولكن الأَخفش إِنما يريد أَنه مما يجوز أَن
يأْتي بعد الرَّوِيٍّ، فإِذا أَتَى لَزِم فلم يكن منه بُدٌّ، فأَجْمَل
القَوْلَ وهو يعتقد تفصِيله، وجمعه ابن جني على وُصُول، وقياسُه أَن لا
يُجْمَع. والــصِّلــةُ: كالوَــصْل الذي هو الحرف الذي بعد الرَّوِيّ وقد وَــصَل به.
وليلة الوَــصْل: آخر ليلة من الشهر لاتِّصالها بالشهر الآخَرَ.
والمَوْــصِل: أَرض بين العِراق والجزيرة؛ وفي التهذيب: ومَوْــصِل كُورة
معروفة؛ وقول الشاعر:
وبَصْرَة الأَزْدِ مِنَّا، والعِراقُ لنا،
والمَوْــصِلــانِ، ومِنَّا المِصْرُ والحَرَمُ
يريد المَوْــصِل والجزيرة.
والمَوْصولُ: دابَّة على شكل الدَّبْرِ أَسْوَد وأَحْمَر تَلْسَع
الناسَ. والمَوْصول من الدوابّ: الذي لم يَنْزُ على أُمِّه غيرُ أَبيه؛ عن ابن
الأَعرابي؛ وأَنشد:
هذا فَصِيلٌ ليس بالمَوْصولِ،
لكِنْ لِفَحْلٍ طرقة فَحِيلِ
ووَاصِل: اسم رجل، والجمع أَواصِل بقلْب الواو همزة كراهة اجتماع
الواوين. ومَوْصول: اسم رجل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
أَغَرَّكَ، يا مَوْصولُ، منها ثُمالةٌ،
وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيفِ تُؤانُ؟
أَراد تُؤام فأَبدل.
واليَأْصُول: الأَــصْلُ؛ قال أَبو وجزة:
يَهُزُّ رَوْقَيْ رِماليٍّ كأَنَّهما
عُودَا مَدَاوِسَ يَأْصولٌ ويأْصولُ
يريد أَــصْلٌ وأَــصْلٌ.
خــصل: الخَــصْلــة: الفَضِيلة والرَّذيلة تكون في الإِنسان، وقد غلب على
الفضيلة، وجمعها خِصَال. والخَــصْلــة: الخَلَّة. الليث: الخَــصْلــة حالات
الأُمور، تقول: في فلان خَــصْلــة حَسَنة وخَــصْلــة قبيحة، وخِصال وخَــصَلــات كريمة.
وفي الحديث: من كانت فيه خَــصْلــة من النفاق أَي شُعْبة من شُعَب النفاق
وجزء منه أَو حالة من حالاته. والخَــصْلــة والخَــصْل في النِّضال: أَن يقع
السَّهم بِلزْق القِرْطاس، وإِذا تناضلوا على سَبْق حَسَبوا خَــصْلــتين
بمُقَرْطَسَة.
ويقال: رَمى فأَخْــصَل، قال: ومن قال الخَــصْل الإِصابة فقد أَخطأَ؛ قال
الطرماح:
تلك أَحْسابُنا، إِذا احْتَتَنَ الخَصْـ
لُ، ومدّ المَدَى مَدَى الأَغراض
وقد أَخُــصَلَ الرَّامي. وتَخاصَل القومُ: تَراهنوا على النِّضال،
ويُجْمَع على خِصَال. وأَصاب خَــصْلَــه وأَحْرز خَــصْلَــه: غَلَب على الرِّهان.
والخَصِيل: المَقْمور. والخَــصل في النضال: الخَطَر الذي يخاطر عليه، وأَنشد
بيت الطرماح؛ وأَنشد لآخر:
ولي إِذا ناضلتُ سَهْمُ الخَــصْل
وفي حديث ابن عمر، رضي الله عنه: أَنه كان يَرْمي فإِذا أَصاب خَــصْلــة
قال أَنا بِها؛ الخَــصْلــة الإِصابة في الرمي وهي المَرَّة من الخَــصْل، وهي
الغلبة في النِّضال والقَرْطسة في الرَّمْي، قال: وأَــصل الخَــصْل القَطْع
لأَن المتراهنين يقطعون أَمرهم على شيء معلوم. وخَــصَل القومَ خَــصْلــاً
وخِصَالاً: نَضَلَهم؛ قال الكميت يصف رجلاً:
سَبَقْتَ إِلى الخيرات كلَّ مُناضِل،
وأَحْرَزْتَ بالعشر الولاء خِصالَها
ابن شميل: إِذا أَصاب القِرْطاسَ فقد خَــصَلــه. أَبو عمرو: الخَــصْل
القَمْر في النِّضال، وقد خَــصَلــه إِذا قَمَره، وتَخاصَلــوا إِذا اسْتَبَقوا.
وقال بعضهم: الخَــصْلــة الإِصابة في الرمي. وقال بعضهم: الخَــصْلــة القَمْرة.
يقال: لي عنده خَــصْلــة وَخَــصْلــتان أَي قَمْرة وقَمْرتان، وهي الخِصَال.
والخَصِيلة: كل قِطْعة من لحم عَظُمَت أَو صَغُرت، وقيل: هي لحم الفخذين
والساقين والعَضُدين والذراعين؛ وأَنشد:
عاري القَرَا مُضْطَرِب الخَصائل
وقيل: هي كل عَصَبة فيها لحم غليظ؛ وقال القَطِران السَّعدي:
وجَوْنٍ أَعانته الضُّلوع بزَفْرَة
إِلى مُلُط بانَتْ، وبانَ خَصِيلُها
إِلى مُلُطٍ أَي مع مُلُط، والمُلُط: جمع مِلاط العضد والكتف، وقيل:
الخَصِيلة كل لَحْمةٍ على حَيِّزها من لحم الفخذين والعضدين؛ وقال جرير:
يَرْهَزُ رَهْزاً يُرْعِد الخَصائلا
وقال ضابئ:
إِذا هَمَّ لم تُرْعَد عليه خَصائِلُه
وقال ابن مقبل:
حتى استخلَّت خَصائله
وفي كتاب عبد الملك إِلى الحجاج: كَمِيشَ الإِزار مُنْطَوِيَ الخَصِيلة،
قال: هو من ذلك. وكل لحم من عَصَبة خَصِيلة، وجمعه خَصَائل؛ قال
الطرماح:حتى ارْعَوَيْنَ إِلى حَدِيـ
ثي، بعد إِرْعاد الخَصائل
وقيل: الخَصِيلة كلُّ انْمَاز من لحم الفخذين، والجمع خَصِيل وخَصائل.
وقال بعض العرب يصف فرساً: إِنه سَبْط الخَصِيل وَهْواه الصَّهِيل؛ وقال
زُهير في صفة فرس:
ونَضْرِبه، حتى اطْمَأَنَّ قَذَالُه،
ولم تَطْمَئِنَّ نَفْسُه وخَصائلُه
قال: وربما استعمل في الإِنسان؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
يَبيتُ أَبو لَيْلَى دَفِيئاً، وضَيْفُه
من القَرِّ يُضْحي مُسْتَخَفّاً خصائلُه
والخَصِيلة: الطَّفْطفَة. والخَصِيلة: القليلة من الشعر، وهي الخُــصْلــة،
وقيل: الخُــصْلــة الشعر المجتمع. الليث: الخُــصْلــة، بالضم، لَفِيفَة من
الشعر، وجمعها خُــصَل؛ ومنه قول لبيد:
تَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذي خُــصَل
التهذيب: والخَصِيل الذَّنَب؛ واحتج بقول ذي الرمة:
وفَرْدٍ يطيرُ البَقُّ عند خَصِيله،
يَدِبُّ كنَفْضِ الرِّيح آلَ السُّرادق
أَراد بالفَرْد ثوراً منفرداً. قال: وكل غصن من أَغصان الشجر خُــصْلــة.
وخَــصَّلْــت الشجر تَخْصيلاً إِذا قَطَّعت أَغصانَه وشَذَّبته؛ وقال مزاحم
العقيلي يصف صُرَدَيْن:
كما صاح جَوْنا ضالتَيْنِ تَلاقَيَا
كَحِيلان في أَعلى ذُرىً لم تُخَــصَّل
أَراد بالجَوْنَين صُرَدَين أَخضرين، جعلهما كَحِيلَينِ بخَطٍّ من
مُؤْخِر العين إِلى ناحية الصُّدْغ من الإِنسان.
والخَــصْلــة والخُــصْلــة: العُنْقود. والخَــصْلــة والخُــصْلــة والخَــصَلــة، كل
ذلك: عودٌ فيه شوك، وقيل: هو طرف القضيب الرَّطب اللَّين، وقيل: هو ما رخُص
من قُضْبان العُرْفُط. والخُــصَل: أَطراف الشجر المُتَدَلِّيةُ.
وخَــصَلــه يَخْــصُلــه خَــصْلــاً: قَطَعه. وخَــصَّل البعيرَ: قَطَع له ذلك.
والمِخْصال: المِنْجَل. والمِخْــصَل: القَطَّاع من السيوف وغيرها، لغة في
المِقْــصَل، وكذلك المِخْذَم. ابن الأَعرابي: المِخْــصَل والمِخْضَل،
بالصاد والضاد، والمِقْــصَل السيف. وخَــصَّل الشيءَ: جعله قِطَعاً؛ أَنشد ابن
الأَعرابي:
وإِن يُرِدْ ذلك لا يُخَــصِّل
وبنو خُصَيلة: بطن.
صلــد: حَجر صَلْــد وصَلُــود: بيِّن الــصَّلــادة والــصُّلُــودِ صُلْــب أَمْلَسُ،
والجمع من كل ذلك أَــصْلــاد. وحجر أَــصْلَــد: كذلك؛ قال المُثَقَّبُ
العَبْدي:يَنْمِي بنُهَّاضٍ إِلى حارِكٍ
ثَمَّ، كَرُكْنِ الحجَر الأَــصْلــدِ
قال الله عز وجل: فَتَرَكه صَلْــداً؛ قال الليث: يقال حجر صَلْــد وجَبين
صلــد أَي أَمْلَسُ يابس، فإِذا قلت صَلْــت فهو مُسْتَوٍ. ابن السكيت:
الصَّفا العَريضُ منَ الحجارة الأَمْلَسُ. قال: والــصَّلْــداء والــصَّلْــداءَةُ
الأَرض الغَليظة الــصُّلْــبة. قال: وكلُّ حَجَر صُلْــبٍ فكل ناحية منه صَلْــدٌ،
وأَــصْلــادٌ جمع صَلْــد؛ وأَنشَد لرؤبة:
بَرَّاق أَــصْلــادِ الجَبينِ الأَجْلَه
أَبو الهيثم: أَــصلــادُ الجبين الموضع الذي لا شعر عليه، شُبِّهَ بالحجر
الأَملس. وجَبين صَلْــد ورأْس صَلْــد ورأْس صُلــادِمٌ كَــصَلْــد، فُعالِمٌ عند
الخليل وفُعالِلٌ عند غيره؛ وكذلك حافر صَلْــد وصُلــادِمٌ وسنذكره في
الميم. ومكان صَلْــد: لا يُنْبِت، وقد صَلَــد المكان وصَلَــدَ. وأَرض صَلْــد
وصَلَــدَت الأَرضُ وأَــصْلَــدَتْ. ومكان صَلْــدٌ: صُلْــبٌ شديدٌ. وامرأَة صَلُــود:
قليلة الخير؛ قال جميل:
أَلَمْ تَعْلَمِي، يا أُمَّ ذي الوَدْعِ، أَنَّني
أُضاحِكُ ذِكْراكُمْ، وأَنت صَلُــود؟
وقيل: صَلُــود ههنا صُلْــبة لا رَحْمَة في فؤَدِها. ورجل صَلْــد وصَلُــود
وأَــصْلَــدُ: بخيل جدّاً؛ صَلَــدَ يَــصْلِــدُ صَلْــداً، وصلُــدَ صَلــادَةً.
والأَــصْلَــدُ: البخيل. أَبو عمرو: ويقال للبخيل صَلَــدَتْ زِنادُه؛
وأَنشد:صَلَــدَتْ زِنادَكَ يا يَزيدُ، وطالَما
ثَقَبَتْ زِنادُكَ للضَّريكِ المُرْمِلِ
وناقةٌ صَلُــودٌ ومِــصْلــاد أَي بكيئَة. وبئْرٌ صَلُــود: غَلَبَ جَبَلُها
فامْتَنَعَتْ على حافِرها؛ وقد صَلَــدَ عليه يَــصْلِــدُ صَلْــداً وصَلُــد
صَلــادَة وصُلُــودَة وصُلُــوداً، وسأَله فأَــصْلَــدَ أَي وجَدَه صَلْــداً؛ عن ابن
الأَعرابي هكذا حكاه؛ قال ابن سيده: وإِنما قياسه فأَــصْلَــدْتُه كما قالوا
أَبْخَلْتُه وأَجْبَنْتُه أَي صادَفْتُه بخيلاً وجباناً. وفرس صَلُــودٌ:
بَطيءُ الإِلْقاحِ، وهو أَيضاً القَليلُ الماءِ، وقيل: هو البَطيءُ العَرَق؛
وكذلك القِدْرُ إِذا أَبطأَ غَليْهُا. التهذيب: فرس صَلُــود وصَلَــدٌ إِذا
لم يَعْرَقْ، وهو مذموم.
ويقالُ: عُودٌ صَلــاَّدٌ لا يَنْقَدِحُ منه النارُ. وصَلَــد الزَّنْدُ
يَــصْلِــدُ صَلْــداً، فهو صالد وصَلــاَّد وصَلُــود ومِــصْلــاد، وأَــصْلَــدَ: صوَّتَ
ولم يُورِ، وأَــصْلَــدَه هو وأَــصْلَــدْتُه أَنا، وقَدَحَ فُلان فأَــصْلَــدَ.
وحَجَرٌ صَلْــدٌ: لا يُوري ناراً، وحَجَر صَلُــود مثله.
وحكى الجوهري: صَلِــدَ الزند، بكسر اللام
(* قوله «صلــد الزند بكسر اللام
إلخ» كذا بالأصل المنقول من مسودة المؤلف، والذي في نسخ بأيدينا من
الصحاح طبع وخط: صلــد الزند يــصلــد، بكسر اللام، فمفاده أنه من باب جلس.)
يَــصْلَــدُ صُلُــوداً إِذا صوّت ولم يُخْرِجْ ناراً. وأَــصْلَــدَ الرجلُ أَي صَلَــدَ
زَنْدُه. وصَلَــدَ المَسْؤُولُ السائِلَ إِذا لم يُعْطه شَيْئاً؛ وقال
الراجز:
تَسْمَعُ، في عُــصْلٍ لها صَوالِدا،
صَلَّ خطاطِيفَ على جَلامِدا
ويقال: صَلَــدَتْ أَنْيابه، فهي صالدة وصوَالِدُ إِذا سُمِعَ صَوْتُ
صَريِفها. وصَلَــدَ الوَعِلُ يَــصْلِــدُ صَلْــداً، فهو صَلُــودٌ: تَرَقَّى في
الجبل. وصَلَــدَ الرجل بيَدَيْه صَلْــداً: مثل صَفَقَ سواء. والــصَّلُــود
الــصُّلْــب: بناء نادر. التهذيب في ترجمة صَلَــتَ: وجاءَ بِمَرَقٍ يَــصْلِــتُ
ولَبَنٍ يَــصْلِــتُ إِذا كان قليل الدَّسَم كثير الماء، ويجوز يَــصْلِــدُ بهذا
المعنى. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أَنه لما طُعِنَ سقاه الطبيبُ لبناً
فخرج من موضع الطعنة أَبيضَ يــصْلِــد أَي يَبْرُق ويَبِصُّ. وفي حديث عطاء بن
يسار قال له بعض القوم: أَقسمت عليك لما تَقَيَّأْتَ، فقاءَ لَبناً
يَــصْلــد. وفي حديث ابن مسعود يرفعه: ثم لَحا قَضيبَه فإِذا هو أَبيضُ يَــصْلِــد.
وصَلَــدَت صَلَــعة الرجل إِذا بَرَقَت؛ وقال الهذلي يصف بقرة وحشية:
وشَقَّتْ مقَاطِيعُ الرُّماةِ فُؤَادَها،
إِذا سَمِعَتْ صَوْتَ المُغَرِّد تَــصْلِــدُ
والمقَاطِيع: النِّصالُ. وقوله تَــصْلِــدُ أَي تنتصب. والــصَّلُــودُ:
المُنْفَرد؛ قال ذلك الأَصمعي، وأَنشد:
تالله يَبْقى على الأَيامِ ذُو حِيَدٍ،
إِذْ ما صَلُــودٌ مِنَ الأَوْعالِ ذُو خَذَمِ
أَراد بالحِيَدِ عُقَد قَرْنه، الواحدة حَيْدَة.
صلــم: صَلَــمَ الشيءَ صَلْــماً: قطعه من أصلــه، وقيل: الــصَّلْــمُ قطع الأُذن
والأنف من أَــصلــهما. صَلَــمهما يَــصْلِــمُهما صَلْــماً وصَلَّــمَهُما إذا
اسْتَأْــصَلَــهما، وأُذُنٌ صَلْــماء لِرِقَّةِ شَحْمتها. وعبد مُــصَلَّــم
وأَــصْلَــمُ: مقطوعُ الأُذن. ورجل أَــصْلَــمُ إذا كان مُسْتَأْــصَل الأُذنين. ورجل
مُــصَلَّــم الأُذنين إذا اقْتُطِعَتا من أُصولهما. ويقال للظَّليم مُــصَلَّــمُ
الأُذنين كأَنه مْسْتَأْــصَلُ الأُذنين خِلْقةً. والظَّلِيمُ مُــصَلَّــم،
وُصِفَ بذلك لصغر أُذنيه وقِصَرِهِما؛ قال زهير:
أَسَكُّ مُــصَلَّــمُ الأُذُنَيْنِ أجْنَى،
له، بالسِّيِّ، تَنُّومٌ وآءُ
(* في ديوان زهير: أصَكّ، وهو المتقارب العرقوبين، بدل اسَكّ وهو القصير
الاذن الصغيرها).
وفي حديث ابن الزبير لما قُتل أخوه مُصْعَبٌ: أَسْلَمَه النَّعامُ
المُــصَلَّــمُ الآذانِ أَهلُ العراقِ؛ يقال للنعام مُــصَلَّــمٌ لأنها لا آذانَ لها
ظاهرةً. والــصَّلْــمُ: القَطْعُ المُسْتَأْــصِلُ؛ فإذا أُطلق على الناس
فإنما يراد به الذليلُ المُهانُ كقوله:
فإنْ أَنْتُمُ لم تَثْأَرُوا واتَّدَيْتُمُ،
فَمَشُّوا بآذانِ النَّعامِ المُــصَلَّــمِ
والأَــصْلَــمُ من الشِّعْر: ضَرْبٌ من المديد والسريع على التشبيه.
التهذيب: والأَــصْلَــم المُــصَلَّــمُ من الشِّعْر وهو ضرب من السريع يجوز في قافيته
فَعْلُن فَعْلُن كقوله:
ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ،
ومِنْ وَراءِ الموتِ ما يُعْلَمْ
والصَّيْلَمُ: الداهية لأَنها تَصْطَلِمُ، ويُسَمَّى السيفُ صَيْلَماً؛
قال بِشْرُ بن أَبي خازم:
غَضِبَتْ تَميمٌ أن تَقَتَّلَ عامِرٌ،
يَوْمَ النِّسارِ، فأُعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ
قال ابن بري: ويروى فأُعْقِبُوا بالصَّيْلَم أي كانت عاقبتُهم
الصَّيْلَمَ؛ قال ابن بري: وشاهدُ الصَّيْلَمِ الداهيةِ قول الراجز:
دَسُّوا فَلِيقاً ثم دَسُّوا الصَّيْلَما
وفي حديث ابن عمر: فيكون الصَّيْلَمُ بيني وبينه أي القطيعة المُنْكَرة.
والصَّيْلَمُ: الداهية، والياء زائدة. وفي حديث ابن عمرو: اخرُجُوا يا
أَهلَ مكة قبل الصَّيْلَمِ كأَنِّي به أُفَيْحِجَ أُفَيْدِعَ يَهْدِمُ
الكَعْبةَ. التهذيب في ترجمة صنم قال: والصَّنَمَة الداهية، قال الأزهري:
أصلــها صَلَــمة. وأمر صَيْلَم: شديد مُستأْــصِل، وهو الصَّيْلَميَّة.
والصَّيْلَم: الأمر المُسْتأْــصِلُ، ووقعة صَيْلَمَة من ذلك.
والاصْطِلامُ: الاسْتِئْصالُ. واصْطُلِمَ القوم: أُبيدوا. والاصْطِلامُ
إذا أُبيد قَومٌ من أَــصلــهم قيل اصْطُلِمُوا. وفي حديث الفتن:
وتُصْطَلَمُون في الثالثة؛ الاصْطِلامُ افْتِعالٌ من الــصَّلْــمِ القطع.
وفي حديث الهَدْيِ والضحايا: ولا المُصْطَلَمَةُ أَطْباؤُها. وحديث
عاتكة: لئن عدْتُم ليَصْطَلِمَنَّكم.
والصَّيْلَمُ: الأَكْلَةُ الواحدة كل يوم. وهو يأْكل الصَّيْلَم: وهي
أَكْلَةٌ في الضُّحَى، كما تقول: هو يأْكل الصَّيْرَمَ؛ حكاهما جميعاً
يعقوب.
والــصَّلــامَةُ والــصِّلــامَةُ والــصُّلــامةُ: الفِرْقةُ من الناس.
والــصُّلــاماتُ والــصِّلــاماتُ: الجماعات والفِرَقُ. وفي حديث ابن مسعود: وذَكَرَ
فِتَناً فقال يكون الناسُ صُِلــاماتٍ يَضْربُ بعضُهم رقابَ بعض؛ قال أبو عبيد:
قوله صُِلــامات يعني الفِرَق من الناس يكونون طوائفَ فتجْتَمع كلُّ فرقة
على حِيالها تُقاتل أُخرى، وكلُّ جماعة فهي صُلــامَةٌ وصِلــامَةٌ؛ قال ابن
الأَعرابي: صَلــامَةٌ بفتح الصادِ؛ وأَنشد أبو الجَرَّاح:
صَلــامَةٌ كحُمُرِ الأَبَكِّ،
لا ضَرَعٌ فيها ولا مُذَكِّي
والــصَّلــامَةُ: القوم المُسْتَوُون في السِّنِّ والشجاعةِ والسَّخاء.
والــصَّلــاَّم والــصُّلــاَّمُ: لُبُّ نَوَى النَّبِقِ. التهذيب: الــصُّلــاَّمُ
الذي في داخل نَواةِ النَّبِقَةِ يؤكل، وهو الأُلْبُوبُ.