Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صرف

طوى

طوى
طَوَيْتُ الشيءَ طَيّاً، وذلك كَطَيِّ الدَّرَجِ وعلى ذلك قوله: يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِ
[الأنبياء/ 104] ، ومنه: طَوَيْتُ الفلاةَ، ويعبّر بِالطَّيِّ عن مُضِيِّ العمر. يقال: طَوَى اللهُ عُمرَهُ، قال الشاعر:
طَوَتْكَ خطوبُ دهرك بعد نشر
وقوله تعالى: وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ
[الزمر/ 67] ، يصحّ أن يكون من الأوّل، وأن يكون من الثاني، والمعنى: مهلكات. وقوله:
إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً
[طه/ 12] ، قيل: هو اسم الوادي الذي حصل فيه ، وقيل:
إن ذلك جعل إشارة إلى حالة حصلت له على طريق الاجتباء، فكأنّه طَوَى عليه مسافةً لو احتاج أن ينالها في الاجتهاد لبعد عليه، وقوله: إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً
[طه/ 12] ، قيل: هو اسم أرض، فمنهم من يــصرفــه، ومنهم من لا يــصرفــه، وقيل: هو مصدر طَوَيْتُ، فيــصرف ويفتح أوّله ويكسر ، نحو: ثنى وثنى، ومعناه: ناديته مرّتين ، والله أعلم.
(طوى) : قال الكرماني في العجائب: (قيل هو معرب معناه ليلاً) وقيل هو رجل بالعبرانية. والمعنى (إنك بالوادي المقدس يا رجل)
(طوى)
الشَّيْء طيا ضم بعضه على بعض أَو لف بعضه فَوق بعض وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {يَوْم نطوي السَّمَاء كطي السّجل للكتب} وَالله عمره أَمَاتَهُ وَفُلَان كشحه أَو نَفسه عني أعرض عني بوده وَالْخَبَر أَو السِّرّ عَنهُ كتمه وَيُقَال طوى فُؤَاده على الْأَمر لم يظهره وبطنه أجاع نَفسه أَو تعمد الْجُوع وقصده وَمِنْه الحَدِيث (كَانَ يطوي بَطْنه عَن جَاره) يجيع نَفسه ويؤثر جَاره بطعامه وَالْأَرْض والبلاد وَغَيرهَا قطعهَا وجازها وَالله الْبعيد قربه وَالسير الْمَاشِي وَنَحْوه هزله وأضمره وَفُلَان الْبِئْر وَغَيرهَا بِالْحِجَارَةِ وَنَحْوهَا بناها أَو عرشها
(طوى) - في الحديث: "فقُذِفُوا في طَوِىٍّ من أَطْواء بَدْر"
: أي بِئْر مَطْويَّةٍ، وهي التي ضُرِّسَت بالحِجارَة وأُحكِمَت لئَلَّا تَنْهارَ.
والطَّوِىُّ في الأَصل صِفَة: أي بئْر مَطْوِيَّة إلا أَنَّهم جَعلُوه اسمًا، فَجمَعُوه على الأَطواء وأَجْرَوْه مُجْرَى شَرِيفٍ وأَشْرافٍ.
- في الحديث: " ... يَبِيتُ شَبْعانَ، وجَارُه طاوٍ"
: أي خَالِى البَطْنِ جَائِع.
- وفي الحديث: "كان يَطْوِى يَوْمَيْن".
يقال: طَوَى يوماً، وطَوَى بَطنَه، إذا لم يأكُل، وطَوِى أيضا فهو طَيَّان وهي طَيَّا كرَيَّان ورَيَّا، والجمع طِواءٌ كرِواء، والطَّيَّة المَّرة منه
- في حديث بناء الكعبة: "فأَرسَلَ الله تَعالَى السَّكينَةَ، فتَطَوَّت موضعَ البَيْت كالحَجَفَة"
تَطَوَّت: تَفَعَّلت، من الطَّىِّ.
ط و ى: (طَوَاهُ) يَطْوِيهِ (طَيًّا فَانْطَوَى) . وَ (الطَّوَى) الْجُوعُ وَبَابُهُ صَدِيَ فَهُوَ (طَاوٍ) وَ (طَيَّانُ) . وَ (طَوَى) يَطْوِي بِالْكَسْرِ (طَيًّا) إِذَا تَعَمَّدَ ذَلِكَ. وَفُلَانٌ (طَوَى) كَشْحَهُ أَيْ أَعْرَضَ بِوُدِّهِ. وَ (تَطَوَّتِ) الْحَيَّةُ أَيْ تَحَوَّتْ. وَ (طُوَى) بِضَمِّ الطَّاءِ وَكَسْرِهَا اسْمُ مَوْضِعٍ بِالشَّأْمِ يُــصْرَفُ وَلَا يُــصْرَفُ: فَمَنْ صَرَفَــهُ جَعَلَهُ اسْمَ وَادٍ وَمَكَانٍ وَجَعَلَهُ نَكِرَةً. وَمَنْ لَمْ يَــصْرِفْــهُ جَعَلَهُ بَلْدَةً وَبُقْعَةً وَجَعَلَهُ مَعْرِفَةً. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: طُوًى هُوَ الشَّيْءُ الْمَثْنِيُّ. وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 12] طُوِيَ مَرَّتَيْنِ أَيْ قُدِّسَ مَرَّتَيْنِ. وَقَالَ الْحَسَنُ: ثُنِّيَتْ فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالتَّقْدِيسُ مَرَّتَيْنِ. وَذُو طُوًى بِالضَّمِّ مَوْضِعٌ بِمَكَّةَ. وَ (الطَّوِيَّةُ) الضَّمِيرُ. 
[طوى] طويت الشئ طيا فانطوى. والطِيَّةُ منه مثل الجِلسة والرِكبة، ومنه قول ذي الرمّة:

كما تنشرُ بعد الطِيَّةِ الكُتُبُ * والطوى: الجوع، يقال: طَوِيَ بالكسر يَطْوى طوًى فهو طاوٍ وطَيَّانُ. وطَوَى بالفتح يَطْوي طَيًّا، إذا تعمَّد ذلك. وفلان طوَى كشحَه، إذا أعرض بودّه. وهذا رجلٌ طَوي البطنِ على فَعلِ، أي ضامر البطن. عن ابن السكيت. قال العجير السلولى: فقام فأدنى من وِسادي وِسادَةً * طَوِي البطن ممشوق الذراعين شرجب وتطوت الحيّة، أي تَحَوَّتْ. والطِيَّةُ: النيّة. قال الخليل: الطِيَّةُ تكون منزلاً وتكون منتأى. تقول منه: مضى لِطِيَّتِهِ، أي لنيّته التي انتواها. وبعدت عنا طيته، وهو المنزل الذي انتواه. ومضى لِطِيَّتِهِ. وطِيَّةٌ بعيدة، أي شاسعة. وطوى اسم موضع بالشأم، تكسر طاؤه وتضم، يــصرف ولا يــصرف. فمن صرفــه جعله اسم واد ومكان وجعله نكرة، ومن لم يــصرفــه جعله [اسم ] بلدة وبقعة وجعله معرفة. وقال بعضهم: طوى مثل طوى، وهو الشئ المثنى. وقال في قوله تعالى: (بالوادي المقدس طوى) طوى مرتين، أي قدس. وقال الحسن. ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين . وذو طوى بالضم: موضع بمكة. والطوية: الضمير. والطَوِيُّ: البئر المَطْوِيّةُ. والطايَةُ: السطح، ومر بد التمر. وأطواء الناقة: طرائق شحمها.
طوى: طوى: من مصطلح البحرية ويقال: طوى القلوع أي رسا وهي أبحر وأقلع.
طوى جانب القلع: طوى القلوع، قصر الأشرعة ولف جانباً منها (بوشر).
طوى: كبس الفواكه اليابسة بعضها فوق بعض.
(معجم الادريسي).
طوى: وضعه في جيبه وأخذه معه (بوشر).
طوى: اكل بشراهة (بوشر).
طوى: سكت عنه، وضرب صفحاً عنه. ففي تاريخ البربر (1: 29): ونخص منهم بالذكر من كان لهذا العهد بحيّه وناجعته ونَطْوي ذكَر من انقرض منهم.
طوى لفلان وعليه: نوى وقصد فعل شيء له، ففي عباد (3: 136) في النص العربي: لا أطوي لك إلا على جميل. أي لا أريد لك إلا فعل الجميل.
طوى قطع وجاز يقال مجازاً: طوى العدوُّ بساط بلاد الأندلس. أي استولى العدو على كل بلاد الأندلس.
وفي المقري (2: 762، 787): ونعود إلى حيث كُنا من تبدُّد شمل الجيرة. وطَيّ بساط الجزيرة.
ومن هذا تدل طوى وحدها على: استولى على.
ففي كتاب عبد الواحد (ص114) فلم يزل أصحاب يوسف بن تاشفين يطوون تلك الممالك مملكة مملكة إلى أن دانت لهم الجزيرة بأجمعها. وفي تاريخ ابن خلدون (4: 32و): طوى ما بين تلك الحصون والقرى وفيه: يتقرى الفرنتيرة حصناً حصنا ومدينة مدينة إلى أن طواها طياً.
وربما كان طوى ديوانه يدل على نفس المعنى في عبارة تاريخ البربر (2: 362): فاعتقله واستصفى ماله وطوى ديوانه وامتحنه أياماً.
طوى المراحل: سار طول النهار (بوشر) وفيه: طوى المراحل وقطع المنازل بهذا المعنى (عباد 2: 9 رقم 37) وكذلك: طوى الرحَل (الكامل ص410) وطوى المناهل (كرتاس ص145) وهذا هو الصواب وفقاً لمخطوطات أخرى بدل المنهل.
طوى نَصَّهُ: يقال هذا أيضاً بمعنى سافر مسرعاً. وهذا هو الصواب وفقاً لطبعة بولاق بدلاً من نضه.
طوى العَدَ: ضاعفه (فوك).
طوى قَدَميه: ثنى ساقيه وجلس على طريقة المشارقة. جلس مستريحاً (عباد 1: 66).
وتستعمل اليوم طوى وحدها بهذا المعنى.
وطوى الجمل: اضطجع وذلك إنه حين يضطجع يغطي بجسمه قوائمه المطوية.
طوى الرجل: جلس وقعد (زيشر 20: 122).
طوى كَشحْهَ على أمر: فسرت في تاج العروس باستمرَّ عليه وترجمة لين لها إلى الإنجليزية بما معناه استمر في أمر ترجمة جيدة حين تدل كلمة أمر على عمل. غير أنها إذا كانت تدل على حالة نفسية (كالحزن والألم) فيجب ترجمتها باستسلم وخضع واحتمل بصبر وأناة. (انظر معجم مسلم).
وبنفس المعنى يقال: طوى جوانحه على امر، ففي تاريخ البربر (2: 208) مثلاً: حين علم السلطان بقتله غضب غضباً شديداً، ولكنه حين قيل له أن ابنه على راس القتلة أغْضى وطوى عليها جوانحه.
وكذلك ما جاء في (2: 211) منه.
طوى يومَه صائماً: قضى يومه من غير أكل.
(المقري 1: 138). وفي محيط المحيط: طوى نهارَه صائماً أي أقام فيه.
طُوىَ (المبني للمجهول): انتهى، وصل إلى نهايته، ففي حيان (ص20 ق): عاش حتى طوى أمد الأمير عبد الله.
تُطوْى عليه الخناصر: انظره في مادة خنصر.
يُطَوَى له الحشى على شَرَق أي يضمر له القلب الأسى. ويستعمل الفعل انطوى بهذا المعنى غالباً (معجم مسلم).
أطوى: عامية طوى بمعنى حنى وعطف (فوك الكالا). وفي كرتاس (ص153): فوقع الحجر من المنجنيق في وسط دفَّة باب المهدية فأطوى وسطه.
وكذلك اطوى المراحل عامية طوى المراحل (كرتاس ص121).
انطوى: تلوّى. يقال: انطوت الحيّة (الثعالبي لطائف ص98) وقد أسيء تفسيرها في معجمه.
وفي المعجم اللاتيني - العربي: preceps: منحدر، متسبسب، منطوي.
ويستعمل هذا الفعل في الكلام عن الماء (ماء النهر أو ماء الجدول الذي يجري ويتلوى في المنحدر.) وانطوى على تدل على هذا المعنى فقط بل تدل على معنى سال وجرى وانساب متلوياً ومتعرجاً.
انطوى: اضمحل تلاشى، مات، توفي، باد، هلك لين مادة طوى، معجم مسلم.
وفي عباد (1: 12): انطووا بأيدي المنايا.
انطوى على: اشتمل واحتوى ويقال: انطوى علي حب وعلى كره وعلى حقد وعلى زهو وكبرياء وعلى خيانة وخداع وومكر وغير ذلك (لين معجم البلاذري، حياة ابن خلدون عند دي سلان المقدمة 1: 51) وفي ميرسنج (ص22).
في كلامه عن طبيب مشكوك في عقيديه: ولم أتحقق بعد ما كان منطوياً عليه من العقد.
أي ولم أعرف بعد ما كانت عليه عقيدته.
(وقد اظهر الناشر بتعليقته (ص100) إنه لم يفهم شيئاً من هذا الكلام) (انظره في مادة عقد).
النفوس منطوية على تأميله: كل واحد يأمل الثراء والغنى منه (تاريخ البربر 2: 509).
انطوى على: أضمر في نفسه تصور عقد العزم.
(فريتاج طرائف ص101).
وفي كتاب الخطيب (ص176): انطوت إفطاره (أفْكارُه) على نيل الإمارة.
وفي حياة ابن خلدون (ص206 ق): خرجت معهم وقد كنت منطويا على مفارقتهم لما أصابني من الاستيحاش لذهاب أشياخي.
انطوى على: اشتمل واحتوى. ففي بوشر: كل فصل منه ينطوي على معنى يخصه.
انطوى على: حُطَّ على، وُضع على. ففي رحلة ابن بطوطة (1: 309) في كلامه عن باب الكعبة: وعَرْضُ الحائط الذي ينطوي عليه خمسة أشبار.
انطوى على: خبَّأ، أخفى (المقري 2: 84، عبد الواحد ص158).
انطوى على: اعتاد، تعوَّد. ففي كتاب الحماسة (ص135) وقد نقلت في معجم مسلم: فقد جعلت نفسي على النأي تنطوي انطوى على فلان يقال: انطووا عليه أي التفوا حوله وأحاطوا به (معجم البلاذري).
انطوى عن فلان: توارى عنه واختفى ولم يتركه يراه (عباد 1: 254).
انطوى من: امتنع عن (المقري 1: 339).
طَوٍ: طاو، جائع. ويجمع على أطْوَاء (الكامل للمبرد ص692).
طَيّ: ظرف، مغلف، غِلاف، وطيه: ضمنه (بوشر).
طَيّ: لَفَّ الأقمشة والملابس في غلاف (الكالا).
طوّة: طاوة، مقلاة صغيرة (بوشر) ويقول بوسييه إنها كلمة تركية.
طَيُّة: تثنية (فوك، الكالا، بوشر).
فرد الطيّات: أزال الثنيات وفكها (بوشر).
طيّة الركبة: مأبض الركبة (هلو).
طيّة القلب: خبايا (بوشر).
طيَّة (مصدر): التوجّه إلى مكان. ففي ملر (ص27): استقبلنا طيّة الغرض البعيد.
طِيَّة (اسم): ناحية، وجهة، منتوى، منزل مقصود. ويقال. ذهب لطيته أي مضى لوجهه وقصده (تاريخ البربر 2: 215) (وهذا صواب الجملة وفقاً لما جاء في مخطوطتنا رقم 1350).
وتاريخ البربر (2: 496) وقد صححت الجملة في الترجمة وفي ملر (ص16):
وأنّي وإن أزمعت عنك لطِيَّة ... وقوَّضتُ رحلي عنك دون تلُّوم
مناخ الطية: محل الوصول والغاية والمقصد، وفي المقري (3: 3، 25) سمي النبي (ص) منتهى الفضل ومناخ الطية. وفي كتاب الخطيب (ص26 و) تصدَّر للإقراء ببلده على وقور (صوابه قدر) أهل العلم فكان سابق الحلبة ومناخ الطية إمتاعاً وتفُّنناً وحُسْن اللقاء.
طوُى (في التركية الشرقية توى) مأدبة وليمة (المغول ص139، 140) حيث ينقل كاترمير عبارة من مسالك الأبصار. (ابن بطوطة 3: 40).
طَويَّة: ضمير، خفايا القلب (بوشر).
طواى: طَواء، لفّاف (بوشر).
طايَة، وتجمع على طايات: ثنية (ابو الوليد ص800) مَطِيّ: تصحيف مَطْوِيّ: مغلفّ.
ففي كرتاس (ص155) وكان ذا الكتاب مطيئاً (كذا) في حُلَّة خضراء.
مطوة (تصحيف مِطْوى) وتجمع على مطاوي): مِطْواة، سكين صغير ذو نصل أو نصال تطوى في النصاب (بوشر).
مَطْوِّى: مكان تنام فيه الإبل (زيشر 22: 122) مِطْوَى (عامية مَطْوى): مسداة الحياكة وهي اسطوانة من خشب يلف عليها الحائك نسيجه شيئاً فشيئاً حين ينسج (الكالا) وجمعها مطاوي.
مِطْوَى: مِطْواة آلة لطي الورق، آلة لتقطيع الورق (بوشر).
مِطْوَى: مِطْواة، سكين صغير ذو نصل أو نصال تِطوى في النصاب (همبرت ص112).
مِطْوَى: موسى (همبرت ص78 جزائرية).
مُطْوِى: تضاعف، زيادة تكرار (الكالا).
وفيه: بلا مطوى أي بلا تضاعف ولا زيادة ولا تكرار.
خِلْقَة مطوية: مكرر (الكالا).
مِطْواة= مطوى أي مسداة الحياكة (أبو الوليد ص419 رقم 28).
منطو في ذاته: رجل كتوم مكنون الدخيلة لا يسبر غوره ولا يعرف فيم يفكر (بوشر).
طياطر مسرح، تياتر (معجم الادريسي).

طو

ى1 طَوَى الشَّىْءِ, (S, Msb, *) or الصَّحِيفَةَ, (K,) aor. ـْ (Msb, K,) inf. n. طَىٌّ, (S, Msb,) [He folded, folded up, or folded together, and he rolled up, the thing, such as a garment, or piece of cloth, or the like, or the written piece of paper:] طَوَى الصَّحِيفَةَ meaning the contr. of نَشَرَهَا. (TA.) And one says also, طَوَى الثَّوْبَ, inf. n. طِيَّةٌ, with kesr, and طِيَةٌ, like عِدَةٌ, this latter on the authority of Lh, and extr., [meaning He folded, &c., the garment, or piece of cloth:] and the phrase صَحِيفَةٌ جَافِيَةُ الطِّيَةِ has been mentioned as meaning الطَّىِّ [i. e. A written piece of paper thick, or rude, in respect of the folding, &c.]. (TA.) [and طَوَيْتُ السِّقَآءَ عَلَى بُلُلَتِهِ, and بُلَلَتِهِ, or بَلَلَتِهِ, I folded the skin while it was moist: whence the phrases طَوَيْتُ فُلَانًا عَلَى بُلُلَتِهِ, and بُلَلَتِهِ, &c., and طَوَاهُ عَلَى بِلَالِهِ, and بُلُولِهِ, expl. voce بَلَلٌ; and a similar phrase in a verse cited voce ذَرِبَ, q. v.: see also a similar phrase in art. دمل, conj. 3: and see طَوِىَ.] b2: [Hence, طَوَى signifies also (assumed tropical:) He, or it, made a thing compact, as though folded; or round, like a scroll.] One says, طُوِىَ جِسْمُهُ طَيًّا حَتَّى اكْتَنَزَ لَحْمُهُ (assumed tropical:) [His body was, or became, compacted, or rounded, so that his, or its, flesh was firm, or hard]. (Lh, TA in art. دملج.) And سَاقٌ حَسَنَةُ الطَّىِّ (assumed tropical:) [A shank goodly in respect of the compacture, or rounding; well compacted, well rounded, or well turned]. (K in art. جدل, &c.) And [hence likewise,] طَوَاهُ means also (assumed tropical:) It rendered him lean, lank, light of flesh, slender, or lank in the belly. (L in art. مسد.) One says, طَوَاهُ السَّيْرُ (assumed tropical:) Journeying, or travel, rendered him lean, or emaciated him. (TA.) b3: طَوَى عُنُقَهُ وَنَامَ آمِنًا is said of a gazelle [as meaning He folded, or bent, his neck, and slept free from fear]. (TA.) b4: طَوَى كَشْحَهُ [lit. He folded, or bent, his flank,] means (tropical:) he turned away his love, or affection: (S, TA:) or, as in the M, (tropical:) he withdrew his countenance: and the following ex. is cited: وَصَاحِبٍ قَدْ طَوَى كَشْحًا فَقُلْتُ لَهُ هٰذَا عَنْكَ يَطْوِينِى ↓ إِنَّ انْطِوَآءَكَ (tropical:) [Many a companion has withdrawn countenance, and I have said to him, Verily this thy withdrawing withdraws me from thee]: (TA:) or طَوَى

كَشْحَهُ عَنِّى means (tropical:) he turned away from me, forsaking, or abandoning. (K, TA. [See also art. كشح.]) b5: And طَوَى كَشْحَهُ عَلَى أَمْرٍ (tropical:) He concealed an affair, or a case: (K, TA:) or, as in the M, (assumed tropical:) he determined, or resolved, upon an affair: (TA:) or, as in the L, and other lexicons, (assumed tropical:) he persevered in an affair. (TA in art. كشح.) b6: And طَوَى, [for طَوَى أَحْشَآءَهُ,] (S, K,) aor. ـْ inf. n. طَىٌّ, (S,) (assumed tropical:) He suffered hunger intentionally, or purposely. (S, K. [See also طَوِىَ.]) b7: And طَوَى عَنِّى الحَدِيثَ, (K, * TA,) and السِّرَّ, (TA,) (tropical:) He concealed from me the story, (K, * TA,) and the secret. (TA.) One says, اِطْوِ هٰذَا الحَدِيثَ (tropical:) Conceal thou this story. (TA.) b8: And طَوَى حَدِيثًا إِلَى حَدِيثٍ (assumed tropical:) He concealed in his mind a story and passed on from it to another story; like as is said of the traveller in the sentence next following: and similar to this is the phrase طَىُّ الصَّوْمِ (assumed tropical:) [the passing on from the fasting to the next fasting]. (TA.) One says of the traveller, يَطْوِى مَنْزِلًا

إِلَى مَنْزِلٍ فَلَا يَنْزِلُ (assumed tropical:) [He passes on from one place of alighting to another so that he does not alight]. (TA.) And طَوَى المَكَانَ إِلَى المَكَانِ (assumed tropical:) He passed on from the place to the place. (TA.) and طَوَى البِلَادَ, (K, Ta,) inf. n. طَىٌّ, (TA,) (tropical:) He traversed the countries, (K, TA,) country after country. (TA.) b9: طَوَى القَوْمَ means (assumed tropical:) He came to the people, or party: or he passed by them: (IAar, K, TA:) or he sat by them, or at their place of abode. (K, TA.) b10: طَوَى اللّٰهُ البُعْدَ لَنَا, accord. to the K, means (tropical:) May God contract (lit. make near) the distance to us: but accord. to the T, البَعِيدَ [i. e., make near the remote]. (TA.) b11: الطَّىُّ also denotes the passing away of life: [or rather the making life to pass away:] one says, طَوَى اللّٰهُ عُمُرَهَ (assumed tropical:) [God made, or may God make, his life to pass away]: and a poet says, طَوَتْكَ خُطُوبُ دَهْرِكَ بَعْدَ نَشْرٍ (assumed tropical:) [Thy misfortunes have exanimated thee after vivifying, or reviving]: طُوِىَ فُلَانٌ وَهُوَ مَنْشُورٌ (tropical:) [Such a one has been exanimated but he is revived] is said of a person when [he has died and] a good reputation of him remains, or a good memorial. (TA.) [It is also implied in the TA that, in accordance with this usage of the verb, طَوَاهُ may be rendered (assumed tropical:) He caused it to pass away, or come to nought or to an end; destroyed it; or annihilated it: (see the pass. part. n.:) and, accord. to Bd, يَوْمَ نَطْوِى السَّمَآءَ, in the Kur xxi. 104, may mean On the day when we shall efface the heaven: but this phrase is better rendered on the day when we shall fold, or roll up, the heaven.] b12: One says also, طَوَى الغَزْلَ عَلَى المِطْوَى [He wound the spun thread upon the winder]. (TA.) b13: And طَوَى الرَّكِيَّةَ, (TA,) or البِئْرَ, (Msb,) inf. n. طَىٌّ, He cased the well with stones, and with baked bricks: and in like manner, طَوَى اللَّبِنَ فِى البِنَآءِ [He cased the bricks, or crude bricks, in the building]. (TA.) A2: طَوِىَ السِّقَآءُ, [aor. ـْ inf. n. طَوًى, The skin was folded having in it moisture, or some remains of milk, in consequence of which it became altered, and stinking, and dissundered by putrefaction. (TA. [See also the third sentence of this paragraph.]) b2: And طَوِىَ, aor. ـْ inf. n. طَوًى (S, K) and طِوًى also, on the authority of Sb, (TA,) (assumed tropical:) He was hungry; (S, K; *) as also ↓ أَطْوَى. (K. [See also طَوَى, above.]) b3: And طَوِيَتْ طِيَّتُهُ The place to which, or towards which, he would repair, or betake himself, was, or became, remote. (Lh, TA.) 2 طَوَّيْتُهُ [I folded it with several, or many, foldings; or wound it, or coiled it: see the quasipass., تطوّى]. TA.) 4 أَطْوَىَ see 1, last sentence but one.5 تطوّى [It became folded with several, or many, foldings; or wound, or coiled;] quasi-pass. of 2. (TA.) You say, تَطَوَّتِ الحَيَّةُ The serpent wound, or coiled, itself. (S, TA.) And Sb mentions the phrase ↓ تَطَوَّى انْطِوَآءً; citing, as an ex., وَقَدْ تَطَوَّيْتُ انْطِوَآءَ الحَضْبَهْ [And I had writhed with the winding of the حضبة], meaning [by this last word] a species of serpent, or the bow-string. (TA.) 6 تَطَاْوَىَ [This verb, said of several agents, (i. e., app. تَطَاوَوْا said of several persons, or تَطَاوَتْ said of several things,) accord. to Freytag on the authority of the Deewán of the Hudhalees signifies They mutually folded together.]7 انطوى [It was, or became, folded, folded up, or folded together, and rolled up,] quasi-pass. of طَوَى (S, K, TA) as signifying the contr. of نَشَرَ; (TA;) as also ↓ اِطَّوَى, (K, TA,) of the measure اِفْتَعَلَ, mentioned by Az and ISd. (TA.) See also 5. b2: [Hence,] انطوى بَطْنُهُ (assumed tropical:) [His belly became lean, or lank]; said of a camel, and of a sheep or goat. (JK voce اِرْتَقَى.) and اِنْطِوَآءُ الحَشَا (assumed tropical:) [The state of being lean, or lank, in the belly]. (S and TA voce أَخْطَفَ, q. v.) b3: See also a verse cited in the first paragraph. b4: [Hence also,] انطوى عَلَى الحِقْدِ, and الوُدِّ, (assumed tropical:) He conceived [as though he infolded] in the heart rancour, malevolence, malice, or spite, and love, or affection. (MA.) And انطوى قَلْبُهُ عَلَى غِلٍّ (assumed tropical:) [His heart conceived, as though it infolded, rancour, malevolence, malice, or spite]. (TA.) 8 إِطْتَوَىَ see the next preceding paragraph.

طَوٌّ: see طَوًى.

طَىٌّ [originally an inf. n., of طَوَى, q. v.,] and ↓ طِىٌّ and ↓ طِوَى, [said in one place in the TA to be like إِلَى, but I think that this is only said to show that its first vowel is kesr and the second fet-h, and that it is correctly طِوًى, for there is no reason for its being imperfectly decl.,] accord. to the M, are sings. of أَطْوَآءٌ, which it explains as signifying The lines, or streaks, and creases, of the folding of a garment, or piece of cloth, and of a written piece of paper, and of the belly, and of fat, and of the guts, and of a serpent, and of other things; and it is said in the T and K that ↓ مَطَاوٍ, of which the sing. is ↓ مَطْوًى, signifies the أَطْوَآء of the serpent, and of the guts, and of fat, and of the belly, and of a garment, or piece of cloth: (TA:) one says, أَمَعَائِهَا ↓ مَا بَقِيَتْ فِى مَطَاوِى

ثَمِيلَةٌ [There remained not in the creases of her, or their, guts any relic of food]: (A, TA:) and الدِّرْعِ ↓ مَطَاوِى signifies the creases of the coat of mail when it is drawn together, or contracted. (TA.) [Hence,] one says, عَلَى جَبِينِهَا أَطْوَآءُ النَّجْمِ i. e. طَرَائِقُهُ [app. meaning Upon her forehead (for so جَبِين sometimes signifies) are the wrinkles indicative of the time for the payment of the debt of nature]. (TA.) The أَطْوَآء in the she-camel are The طَرَائِق [i. e. lines, or streaks, or perhaps creases, or wrinkles,] of the fat (S, K, TA) of the hump: (K, TA:) [or the creases, or wrinkles, one above another, of the side and of the hump; for] Lth says, طَرَائِقُ جَنْبِهَا وَسَنَامهَا طَىٌّ فَوْقَ طَىٍّ

[the creases, or wrinkles, of her side and of her hump are, or consist of, طَىّ above طَىّ]. (TA.) And AHn says that أَطْوَآءٌ signifies The bending [or rather he should have said, or perhaps he did say, the places of bending] in the tail of the locust, [which are] like عُقَد [or articulations]: and the pl. [of mult.] is ↓ طِوَى [said to be like إِلَى, but I think that it is correctly طِوًى, as I have observed above]. (TA.) b2: One says also, وَجَدْتُ فِى طَىِّ الكِتَابِ كَذَا [lit. I found within the folding of the writing, or letter, such a thing; meaning, infolded, or enclosed, or included, in it; or among the contents, or implications, of it]: and فِى أَطْوَآءِ الكُتُبِ and ↓ مَطَاوِيهَا [lit. within the folds, or places of folding, of the writings, or letters]. (A, TA.) And الغِلُّ فِى طَىِّ قَلْبِهِ (tropical:) [Rancour, malevolence, malice, or spite, is conceived, as though it were infolded, in his heart]. (TA. [See 7.]) And أَدْرَجَنِى فِى طَىِّ النِّسْيَانِ (tropical:) [He, or it, infolded me within the folding of oblivion]. (TA.) b3: See also طَوًى. b4: And see طَوِىٌّ. b5: [Also A casing of stones or of baked bricks; and particularly such a casing of a well; an inf. n. used as a subst. properly so called; and often occurring in the lexicons &c. in this sense.]

طِىٌّ: see the next preceding paragraph, first sentence.

طَيَّةٌ [inf. n. of un. of طَوَى]. You say, طَوَاهُ طَيَّةً وَاحِدَةً [He folded it, &c., with one folding &c.]. (TA.) طِيَّةٌ, (S, TA,) from طَوَيْتُ الشَّىْءَ, (S,) is like جِلْسَةٌ (S, TA) and رِكْبَةٌ (S) and مِشْيَةٌ, signifying A mode, or manner, of folding &c.; and a mode, or manner, of being folded &c. (TA.) One says, إِنَّهُ لَحَسَنُ الطِّيَّةِ [Verily he is good in respect of the mode, or manner, of folding, &c.]. (K, TA.) And طَوَاهُ طِيَّةً جَيِّدَةً [He folded it, &c., in a good mode, or manner, of doing so]. (TA.) And hence the saying of Dhu-rRummeh, كَمَا تُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّيَّةِ الكُتُبُ [Like as the writings, or letters, are unfolded after the folding in a particular manner]: (S, TA:) he said طِيَّة, with kesr, because he did not mean a single time [of folding]. (TA.) b2: [See also 1, second sentence, where it is mentioned as a simple inf. n., and sometimes pronounced طِيَةٌ, without teshdeed.] b3: Also i. q. نِيَّةٌ; (S, K;) and so ↓ طَوِيَّةٌ; (K;) and [agreeably with this explanation] Kh says that it may mean A place of alighting or abode [to which one purposes repairing, or betaking himself], and it may mean an object of aim or purpose or intention [whatever it be]: (S:) and in the A it is expl. as meaning the direction towards which countries are traversed: (TA:) one says طِيَّةٌ بَعِيدَةٌ i. e. [A place of alighting or abode &c.] that is distant, or remote: and بَعُدَتْ عَنَّا طِيَّتُهُ i. e. The place of alighting, or of abode, to which he purposed repairing [was distant, or remote]: and مَضَى لِطِيَّتِهِ i. e. [He went] to his نِيَّة [meaning either place of alighting &c. or object of aim &c.] that he purposed: (S:) and لَقِيتُهُ بِطِيَّاتِ العِرَاقِ i. e. [I met him in] the regions, or quarters, or directions, of El-'Irak: and sometimes it is pronounced طِيَةٌ, without teshdeed. (TA.) b4: Also An object of want or need. (TA.) [Therefore مَضَى لِطِيَّتِهِ may be rendered He went to accomplish his object of want or need.] b5: آخِرَ طِيَّةٍ is syn. with آخِرَ مَخْطَرٍ [expl. voce خَطْرَةٌ, q. v.]. (TA in art. خطر.) طَوًى A skin for water or milk; syn. سِقَآءٌ; (K;) as also ↓ طَىٌّ: or the former signifies a skin (سقآء) that has been folded having in it its moisture, and has consequently become dissundered; app. an inf. n. [of طَوِىَ] used as a subst. [properly so called]: and ↓ سِقَآءٌ طَوٍ signifies [the same, or] a skin that has been folded having in it moisture, or some remains of milk, in consequence of which it has become altered, and stinking, and dissundered by putrefaction. (TA.) A2: Also Hunger; (S;) [and] so ↓ طَوٌّ [if not a mistranscription]. (TA. [See طَوِىَ, of which the former is an inf. n., as also طِوًى.]) طُوًى is said by some to be like ↓ طِوًى, meaning A thing twice done [as though folded]; and to be thus in the Kur [xx. 12 and lxxix. 16]; meaning twice sanctified [referring to the valley there mentioned]; (S, TA; [and thus expl., and said to be like ثِنًى, in the Ksh and by Bd;]) or, as El-Hasan says, twice blest and sanctified: (S, TA:) or meaning twice called [referring to the calling of Moses mentioned in the context]. (Ksh and Bd in xx. 12, and in like manner says Er-Rághib.) [But طُوَى (as most pronounce it) or طُوًى, in the Kur, is generally held to be the name of a certain valley. Golius explains طُوًى and طِوًى as meaning “ Plicata, plicabilis, res; ”

which is a mistake: and he adds, “Ambulatio, incessus reciprocatus, ultro citroque in se rediens: ” for the latter of these explanations, both of which he gives as on the authority of J and the K, I am quite unable to account.]

طِوًى: see the next preceding paragraph: b2: and see also طَىٌّ, in two places.

طَوَى البَطْنِ A man lean, or lank, in the belly; (S, TA; [in the Ham, p. 708, erroneously written طِوَى البَطْنِ, and there expl. as meaning naturally small in the belly;]) as also ↓ مُنْطَوٍ [or rather مُنْطَوِى البَطْنِ]; (TA;) and so ↓ طَيَّانُ. (Ham p. 495.) b2: And [hence], (K, TA,) as also ↓ طَاوٍ, and ↓ طَيَّانُ, (S, K, TA,) (assumed tropical:) Hungry: (S, TA:) or having eaten nothing: fem. [of the second]

طَاوِيَةٌ (K) and [of the third] طَيَّا or طَيَّآءُ [like حَيْرَى and حَيْرَآءُ pls. of حَيْرَانُ]. (K accord. to different copies.) b3: See also طَوًى.

طَوِىٌّ A bundle of بَزّ [meaning cloths or stuffs or garments, or a kind, or kinds, thereof: so called as being folded together]: thus in the Tekmileh [and in copies of the K]: in [some of] the copies of the K, مِنَ البُرْدِ in the place of من البَزِّ. (TA.) b2: And A well that is cased (S, M, Msb, * TA) with stones, or with baked bricks; as also ↓ طَىٌّ: (TA:) of the measure فَعِيلٌ in the sense of the measure مَفْعُولٌ: (Msb:) it is masc., but may be made fem. to accord. with the meaning [i. e. بِئْرٌ]: (M, TA:) pl. أَطْوَآءٌ: accord. to the K, ↓ طَوِيَّةٌ signifies a well; but [SM says] I have not seen that any one has mentioned this. (TA.) A2: And A سَاعَة [meaning short portion] of the night: (K:) one says, أَتَيْتُهُ بَعْدَ طَوِىٍّ مِنَ اللَّيْلِ [I came to him after a short portion of the night]: mentioned by ISd. (TA.) طَوِيَّةٌ (assumed tropical:) The ضَمِير [meaning heart, or mind]: (S, K, TA:) so called because it is [as though it were] folded upon the secret, or because the secret is [as though it were] infolded in it. (TA.) b2: See also طِيَّةٌ. b3: And see طَوِىٌّ.

مَا بِالدَّارِ طُوَوِىٌّ [like دُوْوِىٌّ or دَوَوِىٌّ, if not a mistranscription for طُورِىٌّ,] means [There is not in the house] any one. (TA.) طَيَّانُ: see the paragraph commencing with طَوِى البَطْنِ, in two places. [طَيَّانٌ, perfectly decl., belongs to art. طين, q. v.]

طَآءٌ: see art. طى.

طَايَةٌ A سَطْح [or flat top or roof of a house] (Az, S, K) upon which one sleeps. (Az, TA.) b2: And A place in which dates are put to dry in the sun. (S, K.) b3: And A great rock in land containing sand, (K, TA,) or in which 9are no stones: mentioned by ISd. (TA.) A2: جَآءَتِ الإِبِلُ طَايَاتٍ means [The camels came] in herds; syn. قُطْعَانًا: the sing. is طَايَةٌ. (TA.) طَاوٍ A gazelle that bends, [or is bending,] or has bent, his neck, on the occasion of lying down, and then lies down, or has [lain down and] slept free from fear. (TA.) b2: And طَاوِى

الكَشْحِ Rendered lean or lank; not large in the sides. (Ham p. 495.) b3: See also the paragraph commencing with طَوِى البَطْنِ.

شِعْرٌ طَاوِىٌّ Verse of which the [fundamental] rhyme-letter is ط: [but] Kh says that its ا is originally ى. (TA.) مَطْوًى; and its pl. مَطَاوٍ, and as a prefixed n.

مَطَاوِى: see طَىٌّ, in five places. مَطْوًى may be used as an inf. n., meaning The folding of a garment, or piece of cloth: and as meaning the place of folding thereof: and signifies also the inside thereof. (Har p. 160.) مِطْوًى [A winder for thread;] a thing upon which spun thread is wound. (TA.) b2: And, as a word used by the vulgar, [but by them generally pronounced مَطْوَى, with fet-h, and without tenween,] A small [clasp-] knife. (TA.) مَطْوِىٌّ [Folded, folded up, or folded together, and rolled up: see 1, first sentence. b2: and hence, (assumed tropical:) Made compact, as though folded; and round, like a scroll]. You say اِمْرَأَةٌ مَطْوِيَّةُ الخَلْقِ (S and K in art. مكر) [meaning, accord. to the PS in that art., (assumed tropical:) A plump woman; and the same seems to be indicated by what immediately follows it in the S itself: but it is more correctly rendered (assumed tropical:) a woman compacted, or rounded, in make: see طُوِىَ جِسْمُهُ. It may, however, signify also (assumed tropical:) A woman lean, lank, or slender, in make; lit., rendered lean, &c.: see طَوَاهُ]. b3: بِئْرٌ مَطْوِيَّةٌ (S, TA) A well cased with stones [or with baked bricks]. (TA.) b4: وَالسَّمٰوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ, in the Kur [xxxix. 67, generally understood to mean And the heavens shall be folded together, or rolled up, by his right hand], has been expl. as meaning [that they shall be] destroyed: so says Er-Rághib. (TA.) مُنْطَوٍ, or مُنْطَوِى البَطْنِ: see the paragraph commencing with طَوِى البَطْنِ.

دُخَلاءٌ

دُخَلاءٌ
الجذر: د خ ل

مثال: هَؤُلاء دُخَلاءٌ بيننا
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لــصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الــصرف.

الصواب والرتبة: -هؤلاء دُخَلاءُ بيننا [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «دُخَلاء» المنع من الــصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الــصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.

الصَّحِيح

الصَّحِيح: مَا اتَّصل سَنَده بِنَقْل الْعدْل الضَّابِط عَن مثله، وَسلم من شذوذ وَعلة.
(الصَّحِيح) السَّلِيم من الْعُيُوب والأمراض وَمن الْأَقْوَال مَا يعْتَمد عَلَيْهِ وَالصَّحِيح من أَحَادِيث الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث الْمَرْفُوع الْمُتَّصِل بِنَقْل عدل ضَابِط فِي التَّحَرِّي وَالْأَدَاء سالما من شذوذ وَعلة
الصَّحِيح: ضد الْفَاسِد وَالْمَرِيض. وَعند الْفُقَهَاء مَا يكون صَحِيحا بِأَصْلِهِ وَوَصفه وَفِي اصْطِلَاح الــصّرْف الْكَلِمَة الَّتِي لَا يكون فِي مَوضِع حُرُوفه الْأَصْلِيَّة الْفَاء وَالْعين وَاللَّام حرف من حُرُوف الْعلَّة وَلَا همزَة وَلَا تَضْعِيف. وَعند النُّحَاة الْكَلِمَة الَّتِي لَا يكون لامها حرفا من حُرُوف الْعلَّة لِأَن غَرَض النُّحَاة معرفَة أَحْوَال أَوَاخِر الْكَلم من حَيْثُ الْإِعْرَاب وَالْبناء. بِخِلَاف أَصْحَاب الــصّرْف فَإِن غرضهم معرفَة جَوَاهِر الْكَلم صِحَة وتغيرا وَيُقَال لَهُ السَّالِم أَيْضا. وَعند أهل الْحساب الصَّحِيح هُوَ الْعدَد الْمُطلق وتعريف الْمُطلق فِي الْمُطلق ويقابله الْكسر وَعند الْأَطِبَّاء الصَّحِيح هُوَ الْحَيَوَان الَّذِي على كَيْفيَّة بدنية تصدر الْأَفْعَال عَنْهَا لذاتها سليمَة أَي لَا تغير فِيهَا.

وَالصَّحِيح من الحَدِيث الحَدِيث الصَّحِيح.

نضب

نضب: نضب: شح، تناقص، هبط (الماء، النهر) (دي ساسي كرست 1: 224: 15، الثعالبي لطائف 99: 10، ابن جبير 206، ابن العوام 1 170 [اقرأها هكذا] المقدمة 2: 276، العبدري 80): وكان الماء قد نضب من الريف فسافرنا على طريقه وهناك أيضا: تناقص النهارات (في الحديث عن النهار) نقص النهر، جزر البحر، وهبط السعر، وضعف البصر ومالت الشمس واختفى الشيء، أي أن كلمة نضب يمكن أن تكون مرادفة لهذه المعاني.
تنضب: نفد، يبس (ابن جبير).
انتضب: استنفد، انهك، انضنى، جف، نفد (العبدري 81): وفيه مواجل كثيرة، كثيرة لماء المطر قل ما انتضب لكثرتها وعظمها.
(ن ض ب) : (نَضَبَ) الْمَاءُ غَارَ وَسَفَلَ مِنْ بَابِ طَلَبَ وَفِي الْحَدِيثِ فِي السَّمَكِ «مَا نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ فَكُلُوا» أَيْ انْحَسَرَ عَنْهُ وَانْفَرَجَ.
ن ض ب: (نَضَبَ) الْمَاءُ غَارَ فِي الْأَرْضِ وَبَابُهُ دَخَلَ، وَأَصْلُ (النُّضُوبِ) الْبُعْدُ. 
ن ض ب : نَضَبَ الْمَاءُ نُضُوبًا مِنْ بَابِ قَعَدَ غَارَ فِي الْأَرْضِ وَيَنْضَبُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ وَنَضَبَتْ الْمَفَازَةُ تَنْضُبُ وَتَنْضُبُ بَعُدَتْ وَنَضَبْتُ الثَّوْبَ خَلَعْتُهُ. 
(نضب)
المَاء نضوبا غَار فِي الأَرْض وَيُقَال نضب خَيره قل ونضب مَاء وَجهه لم يستحي ونضب عمره نفد وَعنهُ انحسر وَالْمَكَان بعد

(نضب) المَاء نضب وَيُقَال نضبت الحلوب قل لَبنهَا وبطوت درتها

نضب


نَضَبَ(n. ac. نُضُوْب)
a. Was absorbed; subsided; dried up.
b. Was scanty.
c. Died.
d. Was far-extending.
e.(n. ac. نَضْب), Flowed.
f. Was painful.
g. Pulled off.

نَضَّبَa. see I (a)b. Had little milk.

أَنْضَبَa. Twanged ( a bow ).
b. Emaciated.
نَاْضِبa. Far-extending, vast; deep.
b. Dry.

مُنَضِّبَة
a. Dry (spring).
تَنْصُب (pl.
تَنَاْضِب)
a. A certain tree.
نضب
نَضَبَ الماءُ نُضُوْباً: ذَهَبَ في الأرْضِ. ونَضَبَ الدَّبَرُ: اشْتَدَّ أثَرُه. ونَضَبَتِ المَفازَةُ: بَعُدَت، وخَرْقٌ ناضِبٌ. وعَيْن مُنَضِّبَةٌ: ناضِبَةُ الماء. وأنْضَبْتُ الوَتَرَ والقَوْسَ: لُغَةٌ في أنْبَضْتُ، وهو الانْتِضَابُ أيضاً. والتَنْضُبُ: شَجَرَةٌ.
[نضب] نه: فيه: ما "نضب" عنه البحر وهو حي فمات فكلوه، أي حيوان البحر أي نزح ماؤه ونشف، ونضب الماء- إذا غار ونفد. ومنه: كنا على شاطئ النهر بالأهواز وقد "نضب" عنه الماء، وقد يستعار للمعاني. ك: نضب- بفتح معجمة، قوله: وفينا رجل له رأى، أي رأى الخوارج. نه: ومنه: نضب عمره وضحى ظله، أي نفد عمره وانقضى.
ن ض ب

نضب الماء ينضب وينضُبُ نُضوباً: ذهب في الأرض، وغدير ناضب، وعين منضّبة: غار ماؤها. قال الكميت:

ضفادع جيئةٍ حسبت أضاةً ... منضّبةً ستمنعها وطيناً

ونضبت عيون الطائف. ونوق كقداح التنضب. قال:

فحثّ خوضاً كقداح التّنضب

وكأنه حرباء تنضبةٍ: للدّاهي.

ومن المجاز: نضب القوم: بعدوا. ونضبت المفازة، وخرق ناضب: بعيد. ونضب الدّبر: اشتدّ أثره في الظهر وغار فيه. ونضب ماء وجهه إذا لم يستحي. وإن فلاناً لناضب الخير، وقد نضب بخيره.
[نضب] نَضَبَ الماء يَنْضُبُ بالضم نُضوباً، أي غار في الأرض وسَفِلَ. ونُضوب القوم أيضاً: بُعْدُهُمْ. الاصمعي: الناضب: البعيد. ومنه قيل للماء إذا ذهب: نَضَبَ، أي بَعُدَ. وخَرْقٌ ناضبٌ أي بعيدٌ . وأَنْضَبْتُ وترَ القوس مثل أَنْبَضْتُهُ، مقلوب منه. والتنضب: شجر، والتاء زائدة لانه ليس في الكلام فعلل، وفى الكلام تفعل مثل تتفل وتخرج، الواحدة تنضبة. قال الكميت:

إذا حَنَّ بين القوم نبع وتنضب قال ابن سلمة: النَبْعُ شجر القسِيِّ. وتَنْضُب شجر تتخذ منه السهام.
نضب
نضَبَ يَنضُب وينضِب، نُضوبًا، فهو ناضِب
• نضَب الماءُ: نفِد، غار في الأرض "نَضَب معينُ إلهامه- نضَب النَّبعُ: جفَّ" ° لا ينضُب معينُه: لا حدَّ لكرمِه وعطائه- نضَب الخيرُ: قلّ، غاب- نضَب العُمْرُ: نَفِد
 وانقضى- نضب عنه البحرُ: انحسر وانكشف- نضَب ماءُ وجهه: لا يستحي، ذهب حياؤه.
• نضَب المكانُ: بعُد. 

أنضبَ يُنضب، إنضابًا، فهو مُنضِب، والمفعول مُنضَب
• أنضب الشَّيءَ: جعله ينفد وينقضي "أنضبتِ الحرائقُ كثيرًا من الغابات في المنطقة الاستوائيّة". 

نُضوب [مفرد]: مصدر نضَبَ. 
باب الضاد والنون والباء معهما ن ض ب، ن ب ض، ض ب ن، مستعملات

نضب: نَضَبَ الماءُ ينضُبُ نُضُوباً إذا ذهب في الأرض. ونَضَبَ الدَّبَرُ اذا اشتَدَّ أثَرُه في الظَّهْر. ونَضَبَتِ المَفازةُ اذا بَعُدَتْ، وخَرُقٌ ناضِبٌ: بعيد. وأَنْضَبْتُ القَوسَ والوَتَرَ: لغةٌ في أَنْبَضْتُ، قال العجاج:

تُرِنُّ إِرناناً إذا ما أنضبا  وهو أن تمُدَّ الوَتَرَ ثم تُرسِلُه. وتَنْضُبُ اسمُ شَجَرٍ.

نبض: الإنباضُ في ذِكر الوَتَر أجوَدُ، وكذلك القَوسُ، قال مْهَلْهِل:

أَنْبَضُوا معجس القسي وأبرقنا ... كما توعد الفحول الفحولا

والعِرْقُ ينبِضُ نَبَضاناً أي يتحرَّك، ورُبَّما أَنْبَضَتْه الحُمَّى والوَجَعُ. ومَنْبِض القلبِ: حيثُ تَراهُ يَنْبِضُ، وحيثُ تجِدُ هَمْسَ نَبَضانِه. والنابِضُ اسم للغضب . والمَنابِضُ: المَنادفِ في بعض الشعر، الواحدُ مِنْبَض مثلُ مِحْبَض، [وأنشد:

لُغامٌ على الخَيْشومِ بعدَ هِبابهِ ... كمَحْلوُجِ عُطْبٍ طَيَّرتَهُ المنابِض]

والبَرق يَنْبِضُ أي يلمَعُ لمعانا خفيفا. ضبن: الضِّبْن: ما بين الإبْط والكَشْحِ. وتقول: اضْطَبَنْتُ شيئاً أي حَمَلْتُه في ضِبني، ورُبَّما أخَذَه بيَدٍ فرَفَعَه الى فُوَيقِ سُرَّتِه فقال: أَضْطِبنُه أيضاً، فأوَّلُه الإبْطُ، ثم الحَضْنُ [وأنشد:

لما تَفَلَّقَ عنه قَيْضُ بَيْضَتِهِ ... آواه في ضِبْنِ مَضبُوٍّ به نَصَبُ]

والضِّبنةُ: أهلُ الرجلِ لانّه يَضْطَبِنُها في كَنَفِه، وقيلَ: يُعانِقُها. والضَّوْبانُ: الجَمَلُ المُسِنُّ، قال:

فقَرَّبْتُ ضَوْباناً قد اخضَرَّ نابُه ... فلا ناضحي وانٍ ولا الغَرْبُ شَوَّلا

أي قلَّ فيه الماءُ فانْضَمَّ، ومنهم من يَرفع ضُوباناً.
ن ض ب

نَضَبَ الشيءُ سَالَ ونَضَبَ الماءُ ينضُبُ نُضُوباً ونضَّب غارَ وبَعُدَ أنشد ثعلبٌ

(أعْدَدْتُ للحَوْضِ إذا ما نَضَبَا ... بَكْرَةً شِيزَى ومُطَاطاً سَلْهَبا)

ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضُوباً غارتْ وخَصَّ بعضُهم به عَيْنَ الناقةِ أنشد ثعلبٌ

(من المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَما ... يُرَى في فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ)

ونَضَبَتِ المَفَازَةُ نُضُوباً بَعُدَت قال

(إذا تَغَالَيْنَ بِسَهْمٍ ناضِبٍ ... )

ويُرْوَى بِسَهْمٍ ناصِب يَعْنِي شَوْطاً وطَلَقاً بَعِيداً وكلُّ بَعِيدٍ ناضِبٌ وأنشد ثعلبٌ

(جَرِيءٌّ على قَرْعِ الأسَاوِدِ وَطْؤُهُ ... سَمِيعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ)

ونَضَبَ الخِصْبُ قلَّ وانْقطَع ونضَبتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً اشْتَدَّت وأَنْضَبَ القَوْسَ لُغةٌ في أنْبَضَها جَبَذَ وَتَرَهَا لتُصَوِّتَ وقيل أنْضَبَ القَوْسَ إذا جَذَبَ وتَرَهَا بغيرِ سَهْمٍ ثم أَرْسَلَه وقال أبو حنيفةَ أنْضَبَ فلا مَصْدَرَ لها لأن الأفعالَ المَقْلوبةَ ليست لها مصاردُ لِعِلًّةِ قد ذَكرها النحويُّونَ سِيْبَوَيْه وأَبُو عَلِيٍّ وسَائرُ الحُذَّاقِ وإنْ كانت أَنْضَبْتُ لُغةً أنْبَضْتُ فالمصدر فيه سائغٌ حَسَنٌ فأَمّا أن يكونَ مقلوباً ذا مَصْدرٍ كما زَعَمَ أبو حنيفةَ فمُحالٌ والتَّنْضُبُ شجرٌ يَنْبتُ بالحجازِ وليس بِنَجْدٍ منه شيءٌ إلا جِزْعةً واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ عند النُّقَيْدة وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة السَّرْحِ وعِيدانُه بِيضٌ ضَخْمَةٌ وهو مُحْتَظَرٌ وورقَهُ مُتَقَبِّضٌ ولا تَرَاهُ إلا كأنه يابِسٌ مُغْبَرٌّ وإن كانَ نابِتاً وله شَوْكٌ مثلُ شَوْك العَوْسَجِ وله جَنَىً مثلُ العنَب الصِّغار يؤكَلُ وهو أُحَيْمِرٌ وقال أبو حنيفةَ دُخَانُ التَّنْضُبِ أَبْيضُ في مثل لَوْنِ الغُبارِ ولذلك شَبَّهتِ الشعراءُ الغُبارَ بِهِ قال عُقَيْلُ بن عُلَّفَة المُرِّيُّ

(وهلْ أَشْهَدْنَ خَيْلاً كأنَّ غُبارَها ... بأسْفلِ عَلْكَدٍ دَوَاخِنُ تَنْضُبِ)

وقال مَرَّةً التَّنْضُبُ شَجَرٌ ضِخامٌ ليس له وَرَقٌ وهو يُسَوِّقُ ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخَامٌ وأفْنانٌ كثيرةٌ وإنما وَرَقُه قُضْبانٌ تأكُلُه الإِبِلُ والغَنَمُ وقال أبو نَصْرٍ التَّنْضُبُ شجرٌ لَهُ شَوْكٌ قِصارٌ وليس من شَجَر الشَّواهِقِ تألَفَهُ الحَرابِيُّ أنشد سيبَوَيْه للنابِغة الجَعْدِيِّ

(كأنَّ الدُّخَانَ الذي غادَرَتْ ... ضُحَيّا دَوَاخِنُ مِنْ تَنْضُبِ)

وعندي أنه إنما سُمِّيَ بذلك لِقِلّةِ مائِه وأنشد أبو عَلِيٍّ الفارسيُّ لِرَجُلٍ واعَدَتْهُ امرأةٌ فَعَثَرَ عليها أَهْلُها فَضَرَبُوهُ بالعِصيِّ فقال

(رأيتُك لا تُغْنِينَ عَنِّي نَقْرةً ... إذا اخْتَلَفَتْ في الهَرَاوَى الدَّمامِكُ)

(فأشْهَدُ لا آتِيكِ ما دام تَنْضُبٌ ... بأَرْضِكِ أو ضَخْمُ العَصَا مِنْ رِجَالِكِ)

وكان التَّنْضُيبَ قد اعْتِيدَ أنْ تُقْطَعَ العِصيُّ الجيادُ واحِدَتُه تَنْضُبةٌ أنشد أبو حنيفةَ

(أنَّى أُتِيحَ له حِرْباءُ تَنْضُبَةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إلا مُمْسِكاً ساقا)

نضب

1 نَضَبَ, aor. ـُ (S, K, &c.) and also نَضِبَ, (Msb,) which latter is strange, (MF,) inf. n. نُضُوبٌ; (S, K, &c.;) and ↓ نضّب; (K;) It (water) sank into the earth; disappeared in the earth: (S, M, K, &c.:) and became low: (S:) became remote. (S, M.) b2: نَضَبَ الحَوْضُ, occurring in a verse cited by Th, [The water of the tank or cistern, sank into the earth]. (TA.) b3: نَضَبَتْ عُيُونُ الطَّائِفِ [The sources of El-Táïf became dried up]. (A.) b4: مَا نَضَبَ عَنْهُ البَحْرُ وَهُوَ حَىٌّ فَمَاتَ فَكُلُوهُ That from which the water of the sea has become exhausted, and has dried up, it being alive, and which has then died, eat ye it. (TA, from a trad.) b5: كُنَّا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ بِالْأَهْوَازِ وَقَدْ نَضَبَ عَنْهُ المَاءُ [We were on the bank of the river in El-Ahwáz, and the water had sunk, or receded, from it, leaving it dry]. (TA, from a trad.) b6: نَضَبَتْ عَيْنُهُ, (aor.

نَضُبَ, inf. n. نُضُوبٌ, TA,) (tropical:) His eye sank, or became depressed, in the socket: or it is only said of the eye of a she-camel. (K.) b7: نَضَبَ It (herbage and the like, that had been abundant,) became little, or scanty: (K:) or failed altogether. (TA.) b8: نَضَبَ is met. used with reference to accidents [as it is properly with respect to substances]: thus it is said in a trad., نَضَبَ عُمْرُهُ (tropical:) His life passed away, or ended. (IAth.) This is what F means by saying نَضَبَ فُلَانٌ signifies مَاتَ, (tropical:) Such a one died. (TA.) b9: نَضَبَ خَيْرُهُ, inf. n. نُضُوبٌ, (tropical:) His goodness, or beneficence, became little. (Az.) b10: نَضَبَ مَاءُ وَجْهِهِ (tropical:) He was not ashamed. (TA.) A2: نَضَبَ, (inf. n. نُضُوبٌ, TA,) (tropical:) It (a desert) was far-extending. (K.) b2: نَضَبَ, inf. n. نُضُوبٌ, (tropical:) It (a people, or party,) was, or became, distant. (S.) b3: نَضَبَ (tropical:) It (a people, or party,) strove, or used exertion, [app., in a journey.] (TA.) A3: نَضَبَ, aor. ـُ It (a thing, TA,) flowed, and ran (K.) By our saying “ a thing,” we mean to exclude water, though water is included in the definition of a thing: so that we need not infer from what is said in the K that the verb bears two contr. significations. (TA.) [But this observation appears to me to be scarcely admissible.]

b2: نَضَبَتِ الدَّبَرَةُ [in the copies of the K in my hands, written دَبْرَة] The sore on the back of a camel &c. became severe. (K.) نَضَبَ الدَّبَرُ (tropical:) The scar of the sore became severe and deep in the back. (A.) A4: نَضَبَ الثَّوْبَ He pulled off the garment. (Msb.) 2 نَضَّبَ see 1 b2: نضّبت, inf. n. تَنْضِيبٌ, She (a camel) had little milk; and her flow thereof became slow; (K;) and her milk was long in flowing again into her udder after each previous milking. (TA.) 4 انضب القَوْسَ He pulled the string of the bow, in order that it might make a sound: like أَنْبَضَهَا: (K:) the former verb is [said to be] an original syn. of the latter; (TA;) [and if so, it has an inf. n., as shown below:] or he pulled the string of the bow, and then let it go, to make it twang: or he pulled the string of the bow without an arrow, and then let it go, to make it twang: (TA:) or he caused the bow to make a sound, or twang: (AHn, L:) انضب وَتَرَ القَوْسِ is the same as أَنْبَضَهُ, of which it is a transp. syn. (S.) AHn, gives to it the inf. n. إِنْضَابٌ; and yet asserts it to be formed by transposition: but this is absurd; for verbs so formed have not inf. ns.; as mentioned by Sb and Aboo-'Alee and the rest of the skilful grammarians. (Abu-l-Hasan.) See قَلَبَ.

غَضِيرٌ نَاضِبٌ A pool of which the water has sunk into the earth. (A.) b2: [So] ↓ عين مُنَضِّبَةٌ A source of which the water has sunk into the earth; [a source that has become dried up]. (A.) b3: خَرْقٌ نَاضبٌ (tropical:) [A deep hole: or a far extending desert]: syn. بَعِيدٌ. (S, TA.) b4: إِنَّ فُلَانًا لَنَاضِبُ الخَيْرِ (tropical:) Verily such a one is a person of little good, or beneficence. (Az.) b5: نَاضِبٌ (tropical:) Distant; remote: (As, S:) an epithet applied to water and anything. (TA.) b6: جَرْىٌ نَاضِبٌ (assumed tropical:) A far-extending run. (TA.) تَنْضُبٌ, a coll. gen. n., [I find it said to have been written with tenween by J himself: but it appears to have been also used as a generic proper name; and as such, having the measure of a verb, it must be written تَنْضُبُ, being imperfectly declinable:] A certain tree: the ت is augmentative, because there is no word of the measure فَعْلُلٌ; whereas there are words of the measure تَفْعُلُ, as تَقْتُلُ and تَخْرُجُ: n. un. تَنْضُبَةٌ: (S:) a certain tree of El-Hijáz: (K:) it grows large, in the form, or manner, of the سَرْح, having white and thick branches; and folds, such as are called حَظَائِر, are made of it: [this is the only meaning I can assign to the words وهو محتظر, supposing بِهِ to be omitted after محنظر, though يُحْنَظَرُ would be better:] its leaves are contracted; and it always appears as though it were dry and dusty, though growing: (TA:) its thorns are like those of the عَوْسَج: (K, TA:) and it has a fruit [called مَغْدٌ (L, K, art. مغد)] like small grapes, which is eaten, of a reddish colour: AHn says, that its smoke is white, of the colour of dust; and that poets therefore liken dust to it: and in one place he says, that it is a large tree, without leaves [properly so called], which has a trunk, and from which grow thick boughs, with many branches; its leaves [if such they may be called] being only shoots, which are eaten by the camels and sheep and goats: Aboo-Nasr says, that it is a tree having short thorns: not of the trees that grow on lofty mountains; frequented by chameleons: [see حِرْبَاءٌ, in art. حرب: and see an ex. in a verse cited voce سَاقٌ:] ISd thinks that it is thus called because of its little sap: AM says, that it is a large tree, from which are cut tentpoles: (TA:) and Ibn-Selemeh says, that it is a tree from which arrows are made. (S.) b2: نُوقٌ كَقِدَاحِ التَّنْضُبِ [She-camels like arrows made of the wood of the tendub]. (TA).

مُنَضِّبَةٌ: see نَاصِبٌ.

نضب: نَضَبَ الشيءُ: سالَ. ونَضَبَ الماءُ يَنْضُبُ، بالضم، نُضوباً، ونَضَّبَ إِذا ذَهَبَ في الأَرض؛ وفي المحكم: غارَ وبَعُدَ؛ أَنشد ثعلب:

أَعْدَدْتُ للـحَوْض، إِذا ما نَضَبا، * بَكْرَةَ شِـيزى، ومُطاطاً سَلْهَبا

ونُضُوبُ القوم أَيضاً: بُعْدُهم.

والنَّاضِبُ: البعيد.

وفي الحديث: ما نَضَبَ عنه البحرُ، وهو حُيٌّ، فمات، فكُلُوه؛ يعني حيوانَ البحر أَي نَزَحَ ماؤُه ونَشِفَ. وفي حديث الأَزْرَقِ بن قَيْس:

كنا على شاطئِ النهر بالأَهواز، وقد نَضَبَ عنه الماءُ؛ قال ابن الأَثير: وقد يستعار للمعاني. ومنه حديث أَبي بكر، رضي اللّه عنه: نَضَبَ عُمْرُه، وضَحَى ظِلُّه أَي نَفِدَ عُمْرُه، وانْقَضَى. ونَضَبَتْ عَيْنُه تَنْضُبُ نُضوباً: غارَتْ؛ وخَصَّ بَعْضُهم به عَيْنَ الناقة؛ وأَنشد ثعلب:

من الـمُنْطِـياتِ الـمَوْكِبَ الـمَعْجَ، بَعْدَما * يُرى، في فُروع الـمُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ

ونَضَبَتِ الـمَفازةُ نُضُوباً: بَعُدَتْ؛ قال:

إِذا تَغالَين بسَهْمٍ ناضِبِ

ويروى: بسهمٍ ناصبِ، يعني شَوْطاً وطَلَقاً بعيداً، وكلُّ بعيدٍ ناضِبٌ؛ وأَنشد ثعلب:

جَريءٌ على قَرْعِ الأَساوِدِ وَطْؤُه، * سميعٌ بِرِزِّ الكَلْبِ، والكَلْبُ ناضِبُ

وجَرْيٌ ناضِبٌ أَي بعيدٌ. الأَصمعي: الناضِبُ البعيد، ومنه قيل للماءِ إِذا ذَهَبَ: نَضَبَ أَي بَعُدَ. وقال أَبو زيد: إِن فلاناً لَناضِبُ

الخَير أَي قليل الخير، وقد نَضَبَ خيرُه نُضوباً؛ وأَنشد:

إِذا رَأَيْنَ غَفْلةً من راقِبِ،

يُومِـينَ بالأَعْينِ والـحَواجِبِ،

إِيماءَ بَرْقٍ في عَماءٍ ناضِبِ

ونَضَبَ الخِصْبُ: قَلَّ أَو انْقَطَعَ. ونَضَبَتِ الدَّبَرَةُ نُضُوباً: اشْتَدَّت. ونَضَبَ الدَّبَرُ إِذا اشْتَدَّ أَثَرُهُ في الظَّهْر.وأَنْضَبَ القَوْسَ، لغةٌ في أَنْبَضَها: جَبَذَ وتَرها لتُصَوِّتَ؛ وقيل: أَنْضَبَ القوسَ إِذا جَبَذَ وتَرها، بغير سهم، ثم أَرسله. وقال أَبو حنيفة: أَنْضَبَ في قوسه إِنْضاباً، أَصاتَها؛ مَقْلُوبٌ. قال أَبو الحسن: إِن كانت أَنْضَبَ مقلوبةً، فلا مصدر لها، لأَن الأَفعال المقلوبة ليست لها مصادر لعلة قد ذكرها النحويون: سيبويه، وأَبو علي، وسائرُ الـحُذَّاق؛ وإِن كان أَنْضَبْتُ، لغةً في أَنْبَضْتُ، فالمصدر فيه سائغ حسن؛

فأَما أَن يكون مقلوباً ذا مصدر، كما زعم أَبو حنيفة، فمحال. الجوهري: أَنْضَبْتُ وتَرَ القَوْس، مثل أَنْبَضْتُه، مقلوب منه. أَبو عمرو: أَنْبَضْتُ القوسَ وانْتَضَبْتُها إِذا جَذَبْتَ وتَرَها لتُصَوِّتَ؛ قال العجاج:

تُرِنُّ إِرناناً إِذا ما أَنْضَبا

وهو إِذا مَدَّ الوتَرَ، ثم أَرسله. قال أَبو منصور: وهذا من المقلوب. ونَبَضَ العِرْقُ يَنْبِضُ نِـباضاً، وهو تَحَرُّكُه.

شمر: نَضَّبَتِ الناقة؛ وتَنْضِـيبُها: قلةُ لبنها وطول فُواقِها،

وإِبطاءُ دِرَّتِها.

والتَّنْضُبُ: شجر ينبت بالحجاز، وليس بنجد منه شيءٌ إِلا جِزْعةً

واحدةً بطَرَفِ ذِقانٍ، عند التُّقَيِّدة، وهو يَنْبُتُ ضَخْماً على هيئة

السَّرْحِ، وعيدانُه بيضٌ ضَخمة، وهو مُحْتَظَر، وورقُه مُتَقَبِّضٌ، ولا تراه إِلا كأَنه يابس مُغْبَرٌّ وإِن كان نابتاً، وله شوك مثل شوك

العَوْسَج، وله جَـنًى مثل العِنَبِ الصغار، يؤْكل وهو أُحَيْمِرٌ. قال أَبو حنيفة: دخانُ التَّنْضُب أَبيض في مثل لون الغبار، ولذلك شَبَّهَتِ الشعراءُ الغُبارَ به؛ قال عُقَيْل بن عُلَّفة الـمُرِّي:

وهل أَشْهَدَنْ خَيلاً، كأَنَّ غُبارَها، * بأَسفلِ علْكَدٍّ، دَواخِنُ تَنْضُبِ؟

وقال مرَّة: التَّنْضُبُ شجر ضِخَامٌ، ليس له ورق، وهو يُسَوِّقُ

ويَخْرُجُ له خَشَبٌ ضِخام وأَفنانٌ كثيرة، وإِنما ورقُه قُضْبان، تأْكله الإِبل والغنم.

وقال أَبو نصر: التَّنْضُبُ شجر له شوك قِصارٌ، وليس من شجر الشَّواهِق، تأْلفه الـحَرابِـيُّ؛ أَنشد سيبويه للنابغة الجَعْدِيّ:

كأَنَّ الدُّخانَ، الذي غادَرَتْ * ضُحَيّاً، دواخِنُ من تَنْضُبِ

قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سُمِّي بذلك لقلة مائه. وأَنشد أَبو علي الفارسي لرجل واعدتْه امرأَةٌ، فعَثَر عليه أَهلُها، فضربوه بالعِصِيِّ؛ فقال:

رأَيْتُكِ لا تُغْنِـينَ عني نَقْرَةً * إِذا اخْتَلَفَتْ فِـيَّ الـهَراوَى الدَّمامِكُ

فأَشْهَدُ لا آتيك، ما دامَ تَنْضُبٌ * بأَرْضِكِ، أَو ضَخْمُ العَصا من رِجالِكِ

وكان التَّنْضُبُ قد اعْتِـيد أَن تُقْطَعَ منه العِصِـيُّ الجِـيادُ، واحدته تَنْضُبة؛ أَنشد أَبو حنيفة:

أَنـَّى أُتِـيح له حِرْباء تَنْضُبةٍ، * لا يُرْسِلُ الساقَ، إِلاَّ مُمْسِكاً ساقا

التهذيب، أَبو عبيد: ومن الأَشجار التَّنْضُبُ، واحدتُها تَنْضُبَةٌ.

قال أَبو منصور: هي شجرة ضَخْمة، تُقطع منها العُمُد للأَخْبِـيَةِ، والتاء زائدة، لأَنه ليس في الكلام فَعْلُل؛ وفي الكلام تَفعُل، مثل تَقْتُل وتَخْرُجُ؛ قال الكميت:

إِذا حَنَّ بين القَوْم نَبْعٌ وتَنْضُبُ

قال ابن سلمة: النَّبعُ شجر القِسِـيّ، وتَنْضُبُ شجر تُتَّخَذ منه

السِّهامُ.

نضب
: (نَضَبَ) الشَّيْءُ: (سالَ وجَرَى) .
(و) نَضَب (الماءُ) ، يَنْضُبُ بالضّمّ، (نُضُوباً) : إِذا ذَهبَ فِي الأَرْض. وَفِي المُحْكَم: (غارَ) ، وبَعُدَ. وَفِي الصَّحاح: سَفَلَ، أَنشد ثعلبٌ:
أَعْدَدْتُ لِلْحَوْضِ إِذا مَا نَضَبَا
بَكْرَةَ شيزَى ومُطَاطاً سَلْهَبَا
(كَنَضَّبَ) ، بالتّشديد. وَفِي المِصباح ويَنْضِبُ، بِالْكَسْرِ أَيضاً، وَهُوَ لُغَة. قَالَ شيخُنا: وَهُوَ غريبٌ.
وَفِي الأَساس: وغَدِيرٌ ناضِبٌ، وعَيْنٌ مُنَضِّبَةٌ: غارَ ماؤُهَا. ونَضَبَتْ عُيُونُ الطّائف. ثُمَّ إِنَّ تقييدَنَا فِي نَضَب بالشَّيْءِ لإِخراج الماءِ، وإِن كَانَ دَاخِلا فِي الشَّيْءِ كَمَا قيَّده غيرُ وَاحِد من أَئمّة اللُّغَة، فَلَا يلْزم عَلَيْهِ مَا قَالَه شيخُنَا من أَنّه يُؤخَذُ من مَجْمُوع كلاميه أَن نَضَب من الأَضداد، يُقَال بِمَعْنى سالَ وَبِمَعْنى غَار، وَهُوَ ظَاهر. وَفِي الحديثِ: (مَا نَضَبَ عنهُ البَحْرُ، وَهُوَ حَيٌّ، فماتَ، فكُلُوهُ) ، أَي: نَزَحَ ماؤُه، ونَشِفَ. وَفِي حديثِ الأَزْرقِ: (كُنّا على شاطىءِ النَّهْرِ بالأَهْوَاز، وقَد نَضَبَ عَنهُ الماءُ) .
قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ: وَقد يُستعارُ للمعاني، وَمِنْه حديثُ أَبِي بكْرٍ: نَضَبَ عُمْرُهُ، وضَحَا ظِلُّهُ) ، أَي: نَفد عُمْرُه وانقضى، وَهُوَ مُرَاد المؤلِّف من قَوْله: (و) نَضَبَ (فُلانٌ: ماتَ) فَهُوَ إِذاً مجازٌ، وَلَا يُلتفَت إِلى قَول شيخِنا: إِنَّ أَكثَرَ الأَئمّة أَغْفَل ذِكْرَه.
(و) نَضَبَ (الخِصْبُ) : إِذا (قَلَّ) ، أَو: انقطَع.
(و) نَضَبَتِ (الدَّبَرَةُ: اشْتَدَّتْ) . وَمن المَجَاز: نَضَبَ الدَّبَرُ: اشْتَدَّ أَثَرُهُ فِي الظَّهْر، وَغَابَ فِيهِ.
(و) نَضَبَت (المفَازَةُ) نُضُوباً: (بَعُدتْ) .
وَمن الْمجَاز: خَرْقٌ ناضِبٌ: أَي بَعيدٌ.
(و) نَضبَت (عَيْنُهُ) ، تَنْضُب، نُضُوباً: (غارَتْ، أَو) هُوَ (خاصٌّ بِعيْنِ النّاقةِ) وأَنشد ثَعْلَب:
مِن المُنْطِياتِ المَوْكِبَ المَعْجَ بَعْدَمَا
يُرَى فِي فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ نُضُوبُ
(و) عَن أَبي عَمْرٍ و: (أَنْضَبَ القَوْسَ جَذَب وَتَرَها، لِتُصَوِّتَ، كأَنْبَضَهَا) لغةٌ فِيهِ. قالَ العجّاجُ:
تُرِنُّ إِرْناناً إِذا مَا أَنْضَبا
وَهُوَ إِذا مَدَّ الوتَرَ ثُمَّ أَرسلَه. وَقيل: أَنْضَبَ القَوْسَ: إِذا جَذَب وَتَرَها بِغَيْر سَهْمٍ، ثمّ أَرسلَه. وَفِي لِسَان الْعَرَب: قَالَ أَبو حنيفةَ: أَنْضَبَ قَوْسَهُ، إِنْضَاباً: أَصَاتَها، مقلوبٌ. قَالَ أَبو الْحسن: إِنْ كَانَت أَنضَبتْ مَقْلُوبَة فَلَا مصدرَ لَهَا؛ لاِءَنَّ الأَفعال المقلوبةَ، لَيست لَهَا مصادرُ، لعِلَّة قد ذكَرها النَّحْوِيُّون: سيبوَيْه، وأَبُو عليَ، وسائرُ الحُذّاق، وإِن كَانَ أَنضَبتْ لُغَة فِي: أَنبضَتْ، فالمصدرُ فِيهِ سائغٌ حَسَنٌ. فأَمّا أَن يكونَ مقلوباً ذَا مصدر، كَمَا زَعَمَ أَبو حنيفَةَ، فمُحالٌ. وصرَّحَ بالقَلْب أَيضاً الجَوْهَرِيُّ، وأَبو منصورٍ. قَالَ شيخُنا: قلتُ: كأَنّه يُشِيرُ إِلى أَنّ القلْب الّذِي ذكره الجَوْهَرِيُّ إِنّما يَصِحُّ إِذا كانَ أَنْبض فِعْلاً، لَيْسَ لَهُ مصدرٌ؛ لأَنّ شرطَ المقلوب من لفظ أَن لَا يَتــصرَّفَ تَــصرُّفَــه. أَما إِذا كَانَ لَهُ مصدرٌ، فَلَا قَلْب، بل كُلُّ كلمةٍ مستقِلَّةٌ بنفْسِهَا، لَيست مَقْلُوبَة من غَيرهَا، كَمَا هُوَ رأْيُ أَئمّةِ الــصَّرف وعلماءِ العربيّة: سيبويْه، وَغَيره. وَنَقله الشُّيوخُ: ابنُ مالِك، وأَبو حَيَّانَ، وابْنُ هِشامٍ، وغيرُهُم. أَما قَلْبٌ ووجودُ مصدرٍ فَلَا يُلْتَفَتُ لقائله، وَلَو زعمهُ أَبو حنيفةَ الدِّينَوَرِيُّ: لاِءَنّه إِمامٌ فِي معرفةِ أَنواعِ النَّبَات، ونَقْلِ الكَلام، وَلَا معرفةَ لَهُ بأُصُولِ العَربِيّة والــصَّرْف، وَلَا إِلمامَ. انْتهى.
(والتَّنْضبُ) : ظاهرُ إِطلاقِه أَنّ الضّادَ مفتوحةٌ؛ لاِءَنّها عندَ أَئمّة الــصّرف تابِعةٌ لأَوَّل الْكَلِمَة، وَلَا قائلَ بِهِ، بل هِيَ بِفَتْح التّاء وضَمّ الضّاد. وَهُوَ (شَجَرٌ حِجازِيٌّ) ، وَلَيْسَ بنَجْد مِنْهُ شيْءٌ إِلاّ جِزْعَةً وَاحِدَة بطَرَفِ ذقَان، عِنْد التُّقَيِّدَة، وَهُوَ يَنْبُتُ ضخْماً على هيْئَةِ السَّرْح، وعِيدانُهُ بِيضٌ ضَخْمَةٌ، وَهُوَ مُحْتَظَر، وورَقُهُ مُتَقَبِّضٌ، وَلَا ترَاهُ إِلاّ كأَنّهُ يابسٌ مُغْبَرٌّ، وإِنْ كَانَ نابِتاً، و (شَوْكُهُ كَشَوْكِ العَوْسَجِ) ، وَله جَنًى مثلُ العِنَبِ الصِّغار، يُؤْكَلُ وَهُوَ أُحَيْمرٌ قَالَ أَبو حنيفَةَ: دُخَانُ التَّنْضُبِ، أَبيضُ مثلُ لَوْنِ الغُبَار، ولذالك شَبَّهتِ الشُّعَراءُ الغُبارَ بِهِ، قَالَ عُقَيْلُ بْنُ عُلَّفَةَ المُرِّيُّ:
وهلْ أَشْهَدَنْ خَيْلاً كَأَنَّ غُبَارَها
بِأَسْفَلِ عِلْكَدَ دواخنُ تَنْضُبِ
وَقَالَ مَرَّةً: التَّنْضُبُ: شَجرٌ ضخامٌ، لَيْسَ لَهُ ورقٌ، وَهُوَ يُسَوِّقُ ويَخرُجُ لَهُ خَشَبٌ ضخَام، وأَفنانٌ كثيرةٌ؛ وإِنّما ورقُهُ قُضْبانٌ، تأْكُلُهُ الإِبِلُ والغَنَمُ وَقَالَ أَبو نصرٍ: التَّنْضُبُ شجرٌ لَهُ شوكٌ قصارٌ، وَلَيْسَ من شَجرِ الشَّوَاهقِ، تأَلَفُهُ الحرابِيُّ؛ أَنشد سِيبَويْه للنّابغة الجعْدِيِّ:
كأَنَّ الدُّخانَ الَّذِي غادرَتْ
ضُحيّاً دَواخِنُ من تَنْضُبِ
قَالَ ابْنُ سِيدهْ: وَعِنْدِي أَنّه إِنّما سُمِّيَ بذالك لقِلّةِ مائِه. وأَنشد أَبو عليَ الفارسِيُّ لرَجُل واعَدتْهُ امرأَةٌ، فعَثَر عَلَيْهِ أَهلُها، فضربوه بالعِصِيّ؛ فَقَالَ:
رأَيْتُكِ لَا تُغْنِينَ عنِّي نَقْرَةً
إِذا اخْتَلَفَتْ فِيَّ الهَرَاوَى الدّمامِكُ
فأَشْهَدُ لَا آتِيكِ مَا دامَ تَنْضُبٌ
بأَرْضِكِ أَوْ ضَخْمُ العصَا مِنْ رِجَالِكِ
وكأَنّ التّنْضُبَ قد اعْتِيد أَنْ يُقْطَعَ مِنْهُ العِصِيُّ الجِيَادُ، واحدتُهُ تَنْضُبَةٌ؛ أَنشدَ أَبو حنيفةَ:
أَنَّى أُتِيحَ لَهَا حِرْبَاءُ تَنْضُبَةٍ
لَا يُرْسِلُ السّاقَ إِلاّ مُمْسِكاً سَاقا
وَفِي التّهْذِيب: عَن أَبي عُبَيْدٍ: وَمن الأَشجار التَّنْضُبُ، وَاحِدهَا تَنْضُبةٌ. قَالَ أَبو مَنْصُور: هِيَ شجرةٌ ضَخْمَةٌ، يُقْطَعُ مِنْهَا العُمُدُ للأَخْبِيةِ. وَفِي الصَّحاح: والتّاءُ زائدةٌ، لأَنّه لَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلُلٌ، وَفِي الْكَلَام تَفْعُلٌ، مثلُ تَنْقُل وتَخْرُج، قَالَ الكُمَيْت:
إِذا حنَّ بيْن القَوْمِ نَبْعٌ وتَنْضُبُ
قَالَ ابْنُ سلَمة: النَّبْع: شجرُ القِسِيّ وتَنْضُبُ: شَجرٌ تُتَّخَذُ مِنْهُ السِّهامُ. وهاكذا نَقله ابْنُ منظورٍ فِي لِسَان الْعَرَب.
ووجدتُ، فِي هَامِش الصِّحاح، مَا نصُّهُ: وهاذا النِّصفُ أَيضاً، لَيْسَ هُوَ فِي قصيدته الّتي على هاذا الْوَزْن؛ والَّذِي فِي شِعْرِه:
إِذا انْتَتَجُوا الحَرْبَ العَوَانَ حُوارَهَا
وحَنَّ شَريجٌ بالمَنَايا وتَنْضُبُ
(و) تَنْضُب: (ة قُرْبَ مَكَّةَ) ، شرَّفها الله تَعَالَى، كأَنّها سُمِّيَت لقِلَّة مائِها.
وَفِي مُخْتَصر المعجم: تَنَاضِبُ، بِالْفَتْح، من أَضاة بني غِفَارٍ فَوق سَرِفَ: على مَرحلةٍ من مَكَّةَ. ويقالُ فِيهِ أَيضاً بضَمِّ التّاء والضّاد، وبكسر الضّاد أَيضاً. وَقيل فِي الشِّعْر: تَنْضُبُ وَهِي أَيضاً من الأَمَاكِن النَّجْدِيَّة.
أَمّا تُنَاضِبُ، بالضَّمِّ، فَهِيَ من شُعَب الدُّودَاءِ، والدُّوداءُ: وادِ، يدْفع فِي العَقِيق: وَادي المَدِينَةِ، فافهَمْ.
(و) عَن شَمرٍ: (نَضَّبتِ النّاقةُ، تَنْضِيباً: قَلَّ لَبنُها) ، وطالَ فُواقُها، (وبطُؤ دِرَّتُها) كَذَا فِي النُّسَخ. قَالَ شيخُنا: والأَوْلَى بطُؤَتْ.
وممّا يُستدرَكُ عَلَيْهِ:
نُضُوبُ القَوْمِ: بُعْدُهُمْ، وَهُوَ مجازٌ.
والنَّاضِبُ: البعيدُ، عَن الأَصمعيّ، وَهُوَ فِي الصَّحاح. وَمِنْه قيل للماءِ إِذا ذَهب: نَضَبَ، أَي بَعُدَ. وكلّ بعيد ناضِبٌ؛ وأَنشد ثَعْلَب:
جريءٌ على قَرْعِ الأَساوِد وَطْؤُهُ
سَمِيعٌ برِزِّ الكَلْبِ والكَلْبُ ناضِبُ
وجرْيٌ ناضِب: أَي بعيد.
ويقالُ: نُوقٌ كقداحِ التَّنْضُبِ.
وَمن الْمجَاز: نَضَب القومُ: جدُّوا وَمِنْه أَيضاً، عَن أَبي زيْد: إِنَّ فُلاناً لَناضِبُ الخَيْرِ، أَي: قَلِيلُه، وَقد نضَبَ خَيْرُهُ نُضُوباً؛ وأَنشد:
إِذا رَأَيْن غَفْلَةً من راقِبِ
يُومِينَ بِالأَعْيُنِ والحَوَاجِبِ
وَمِنْه أَيضاً: نَضَبَ ماءُ وَجهِه: إِذا لم يَسْتَحْيِ.
والتَّناضِبُ: موضعٌ، كأَنّه جَمعُ تَنْضُب، استدركه شيخُنَا، وَقد تقدَّم بيانُه.

لج

لج

1 لَج فِى الأَمْرِ He kept, attended, or applied himself, constantly, perseveringly, or assiduously, to the thing; he was persevering, or assiduous, in the affair. (Msb.)
(لج)
فِي الْأَمر لجا لَازمه وأبى أَن ينْــصَرف عَنهُ

(لج) فِي الْأَمر لجاجا ولجاجة لَازمه وأبى أَن ينْــصَرف عَنهُ وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَو رحمناهم وكشفنا مَا بهم من ضرّ للجوا فِي طغيانهم} فَهُوَ لجوج ولجوجة وَهِي لجوج وَيُقَال لج بهم الْهم والنزاع ولج فلَان تَمَادى فِي الْخُصُومَة وَالْقَوْم اخْتلطت أَصْوَاتهم
لج
اللَّجَاجُ: التّمادي والعناد في تعاطي الفعل المزجور عنه، وقد لَجَّ في الأمر يَلجُّ لَجَاجاً، قال تعالى: وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [المؤمنون/ 75] ، بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ [الملك/ 21] ومنه: لَجَّةُ الصّوت بفتح اللام. أي: تردّده، ولُجَّةُ البحر بالضّم: تردّد أمواجه، ولُجَّةُ الليل:
تردّد ظلامه، ويقال في كلّ واحد لَجَّ والْتَجَّ.
قال: فِي بَحْرٍ لُجِّيٍ
[النور/ 40] منسوب إلى لجّة البحر، وما روي: (وضع اللّجّ على قفيّ) ، أصله: قفاي، فقلب الألف ياء، وهو لغة فعبارة عن السّيف المتموّج ماؤه، واللَّجْلَجَةُ: التّردّد في الكلام وفي ابتلاع الطّعام، قال الشاعر:
يُلَجْلِجَ مضغة فيها أنيض
أي: غير منضج، ورجل لَجْلَجٌ ولَجْلَاجٌ: في كلامه تردّد، وقيل: الحقّ أبلج والباطل لَجْلَجٌ.
أي: لا يستقيم في قول قائله، وفي فعل فاعله بل يتردّد فيه.
لج
لجَّ يلَجُّ ويَلِجُّ ويَلْجَجُ - في الشَعْر -، ورَجُلٌ لَجُوْجَةٌ ولُجَجَةٌ: أي لَجُوْجٌ.
ويُلَجُّ بالشَّيْءِ: أي يُبَادَرُ به فيُؤْخَذ.
وتَلَجْلَجَ دارَه: أخَذَها منه.
ولُجَّةُ البَحْرِ: مُعْظَمُه، وجَمْعُها لُجَجٌ ولُجٌّ. ولَجَّجَ القَوْمُ: دَخَلُوا في اللُّجَّةِ. وبَحْر لُجِّيٌ ولَجّاجٌ. وفَلاَةٌ لُجِّيَّةٌ: واسِعَةٌ.
والْتَجَّ الظَّلامُ: اخْتَلَط، وكذلك الأصواتُ. وألَجَّ القَوْمُ إلْجَاجاً: إذا صاحُوا. واللَّجَّةُ: الضَّجَّةُ.
واللَّجْلَجَة: أنْ يَتَكَلَّمَ الإِنسانُ فلا يُبَيِّنَ. والرَّجُلُ لَجْلاَجٌ.
واللُّجُّ: السَّيْفُ، اسْمٌ له.
وعَيْنٌ مُلْتَجَّةٌ: أي شَدِيدةُ السَّوَاد، وهو شَدِيدُ الْتِجَاج العَيْن، وعَيْنُه مُلْتَجَّةٌ ولُجَّةٌ. ويُقال للجَمَل: إِنَّه لأدْهَمُ لُجٌّ. وأرْضٌ مُلْتَجَّةٌ: شدِيدةُ الخُضْرَةِ الْتَفَتْ أمْ لم تَلْتَفّ. واللُّجَّةُ: الفِضَّةُ. وهي المِرْآةُ أيضاً، وهو يَنْظُرُ بمِثْلِ اللُّجَّتَيْن: أي بعَيْنَين كالمِرْآتَيْنِ.
وَاللُّجُّ: المَكانُ الحَزْنُ في الجَبَل لا يَرْقاه أحَدٌ. وألجَّتِ الإِبلُ إلْجَاجاً: وهو صَوْتُ أجْوافِها ورَوَاغيها.

لج

1 لَجَّ, sec. Pers\. لَجِجْتَ, aor. ـَ inf. n. لَجَاجٌ and لَجَاجَةٌ (S, K) and لَجَجٌ; (M, A:) and لَجَّ, sec. Pers\. لَجَجْتَ, aor. ـِ (S, K;) He persisted, or persevered, فِى أَمْرٍ in an affair: (Msb:) or he persisted in an affair, and refused to turn from it: (M:) or he persisted obstinately in an affair, even if it became manifest that it was wrong: (the Towsheeh:) or he persevered, or continued, in opposition, in contention, litigation, or wrangling: (TA:) or he persisted in contention, litigation, or wrangling; (Msb, TA;) and so ↓ لاجّ, inf. n. مُلَاجَّةٌ: (S:) or he contended, litigated, or wrangled. (K.) [Hence, لَجَّ فَحَجَّ, a prov.: see art. حج.] See also, for an ex., 8 in art. عود.

A2: See 4.2 لجّج, (inf. n. تَلْجِيجٌ, K,) It (a ship, S) entered the لُجَّة [or main sea, or the fathomless deep, or the great expanse of sea of which the limits could not be seen]. (S, K.) b2: لَجُّوا [perhaps a mistake for أَلَجُّوا] They entered the لُجّ [or main sea, &c.]. (A, TA.) b3: ↓ أَلَجُّوا and لَجَّجُوا They embarked upon the لجة [or main sea, &c.]. (TA.) 3 لَاْجَّ see 1. b2: لَاجَّتِ الأَلْسُنُ فِى الخُصُومَاتِ (S, art. مرس,) or ↓ تَلَاجَّت (M, same art.,) [The tongues persisted in wranglings, quarrellings, or contentions]. b3: And لَاجَّ فُلَانًا [He wrangled, quarrelled, or contended, with such a one]. (AHeyth, K in art. غرو.) 4 أَلَجَّهُ He continued him, or made him to persevere, or persist, in a thing: accord. to Lh.: for he explains يَمُدُّهُمْ in the Kur, ii., 14, by يُلِجُّهُمْ: but ISd doubts whether he had heard this from the Arabs: and adds, that he, himself, had not heard أَلْجَجْتُهُ. (L.) A2: الجّ القَوْمُ The people cried out; raised a cry. (TA.) b2: Also, and القَوْمُ ↓ لجّ, The people uttered confused cries. (TA.) b3: الجّت الإِبِلُ The camels uttered cries: (K:) and in like manner الغَنَمُ, the sheep or goats. (TA.) A3: See 2.5 تلجّج فِى صَدْرِهِ It (a thing) fluctuated in his bosom, or came and went repeatedly. (Msb.) 6 تَلَاْجَّ see 3. b2: تَلَاجٌّ The wrangling, quarrelling, or contending, one with another. (KL.) Yousay, تَلَاجَّا [They wrangled, &c., each with the other.] (M in art. شق.) 8 التجّ المَوْجُ The waves became great and confused. (TA.) b2: التّج البَحْرُ, inf. n. إِلْتِجَاجٌ, (S,) The sea became tumultuous, its waves dashing together: (TA:) the main part, or fathomless deep, of the sea became vast, and very tumultuous. (A.) b3: التجّت الأَصْوَاتُ The voices, or sounds, were confused: (S, K:) or, rose high, and were confused. (L.) b4: التجّ الظَّلَامُ (tropical:) The darkness became intricate and confused. (TA.) b5: التّج الأَمْرُ (assumed tropical:) The affair became great and confused. (TA.) b6: إِذَا التجّ الدَّيَامِيمُ, in a verse of Dhu-rRummeh, (tropical:) When the wide deserts become scenes of mirage like لُجّ [or great expanses of sea of which the extremities cannot be seen]. (AHát.) A2: إِنَّهُ لَشَدِيدُ الْتِجَاجِ العَيْنِ Verily he has an intensely black eye. (L.) R. Q. 1 لَجْلَجَ inf. n. لَجْلَجَةٌ, He spoke with an indistinct utterance: he spoke with a heavy tongue, and was defective in speech, not uttering one part of what he said immediately after another; he hesitated in speech, by reason of a natural defect: (Lth:) or he reiterated, or stammered, or stuttered, (تَرَدَّدَ) in his speech; as also ↓ تَلَجْلَجَ. (S, K.) b2: لَجْلَجَ المُضْغَةَ فِى فِمِهِ He moved the morsel of meat backwards and forwards in his mouth, to chew it. (S.) R. Q. 2 see R. Q. 1.

لُجٌّ The side of a valley. (K.) b2: The side, or shore, of a sea. (L.) [See also لُجَّةٌ.] b3: A rugged part of a mountain. (K.) b4: (tropical:) A sword: (S, K:) app. from لُجٌّ with reference to the sea, because of its terribleness: (As:) thought by ISd to occur only in one instance, in a trad.: said to be of the dial. of Teiyi; or of Hudheyl, and of some of the people of El-Yemen. (TA.) b5: Also لُجَّةٌ, (tropical:) A mirror. (K.) b6: and (tropical:) Silver. (K.) لَجَّةٌ Voices, cries, clamour, confused noise, or a mixture of voices, (S, K,) of men, (S,) and sometimes of camels. (TA.) لُجَّةٌ and ↓ لُجٌّ The main body of water, (S, K,) or of the sea: [the deep:] or the depth, or deep, of the sea, of which the bottom cannot be reached; the fathomless deep: (L:) also, لُجَّةٌ (TA) and بَحْرٍ ↓ لُجُّ (L) a great expanse of water, or sea, of which the extremities cannot be seen: (L, TA:) pl. لُجٌّ and لُجَجٌ and لِجَاجٌ; the last pl. of لُجَّةٌ. (TA.) b2: فُلَانٌ لُجَّةٌ وَاسِعَةٌ (tropical:) [Such a one is a wide fathomless deep]: a phrase by which one is likened to a sea, in amplitude. (TA.) b3: كَأَنَّ عَيْنَهُ لُجَّةٌ (assumed tropical:) [As though his eye were a fathomless sea]: i. e., intensely black. (L.) b4: الظُّعْنُ تَسْبَحُ السَّرَابِ ↓ فِى لُجِّ (tropical:) The women in the camel-litters swim in the great expanse of mirage. (TA.) b5: لُجَّةُ الظَّلَامِ (tropical:) The depth of the darkness. (TA.) b6: اللَّيْلِ ↓ لُجُّ (assumed tropical:) The depth of night; its intense darkness and blackness. (TA.) b7: جَمَلُ أَدْهَمُ لُجٌّ (assumed tropical:) A deep black, or intensely black, camel. (K.) b8: لُجَّةٌ and ↓ لُجٌّ (tropical:) A numerous assembly, company, troop, or congregated body: (K:) from لُجَّةٌ with reference to the sea. (TA.) b9: لُجَّةٌ أَمْرٍ (assumed tropical:) The main part of an affair. (TA.) لُجَجَةٌ: see لَجُوجٌ.

بَحْرٌ لُجِّىٌّ, (S, K,) and ↓ لِجِّىٌّ, (K,) and ↓ لُجَاجٌ, (L,) A vast and deep sea. (S, L, K.) In ↓ لِجِىٌّ, the first vowel is assimilated to the second to make the word more easy of pronunciation. (TA.) لِجِىٌّ: see لُجِىٌّ.

لُجَاجٌ: see لُجِىٌّ.

لَجُوجٌ and ↓ لَجُوجَةٌ (in which the ة is added to give [double] intensiveness to the signification, S) and ↓ لُجَجَةٌ (S, K) and ↓ مِلْجَاجٌ, (L, A,) [intensive] epithets from لَجَّ “ he persisted, &c. ”

[One who persists in an affair much: or who does so refusing to turn from it: or who does so even if it have become manifest that it is wrong: or who perseveres, or continues, much, in opposition, in contention, or the like: or who persists much, or is very pertinacious, in contention, or the like: or very contentious or litigious, or a great wrangler]. (S, M, K, &c.) The first is a masc. and fem. epithet: and is applied to a human being and to a horse. (TA.) لَجُوجَةٌ: see لَجُوجٌ.

الحَقُّ أَبْلَجُ وَالبَاطِلُ لَجْلَجٌ (Az, S) [Truth is apparent, manifest, or evident, or clear, and falsity is a cause of embarrassment, or hesitation, to the speaker]: i. e., the latter is agitated to and fro, without having utterance: (S:) or truth is lucid and direct, and falsity is confused and indirect. (TA.) لَجْلَجَةٌ A mixture, or confusion, of voices or sounds. (L.) لَجْلَاجٌ One who speaks with an indistinct utterance: (TA:) or who has naturally a heavy tongue and a defective speech, (T,) so that he does not utter one part of what he says immediately after another, who has a natural hesitation in his speech: or who reiterates, or stammers, or stutters, (يتردّد,) in his speech: or, as some say, whose tongue rolls about between the sides of his mouth. (TA.) مِلْجَاجٌ: see لَجُوجٌ.

عَيْنٌ مُلْتَجَّةٌ (tropical:) An eye intensely black. (K.) b2: أَرْضٌ مُلْتَجَّةٌ (tropical:) Land intensely green, (K,) whether its herbage be tangled or not: or land of which the herbage is compact and tall and abundant. (TA.) b3: أَرْضٌ بَقْلُهَا مُلْتَجٌّ Land of which the leguminous plants are compact, or dense. (TA.) يَلَنْجُوجٌ and يَلَنْجَجٌ and أَلَنْجَجٌ, (S, L,) or يَلَنْجُوجُ and يَلَنْجَجُ and أَلَنْجَجُ, [all three imperfectly declinable, as being generic proper names and of foreign origin, borrowed from the Persian language,] and أَلَنْجُوجٌ and يَلَنْجَجٌ and يَلَنْجُوجٌ [which last is omitted in the CK] and يَلَنْجُوجِىٌّ (K) and أَلَنْجَجٌ and أَلَنْجِيجٌ, (TA,) Aloes-wood; syn. عُودُ الطِّيبِ, (L,) or عُودُ البَخُورِ: (K:) or the wood of another tree with which one fumigates: (L:) a certain wood with which one fumigates. (S.) The ا and ى in النجج and يلنجج [&c.] are augmentative letters added to make these words quasi-coordinate to the class of quinqueliteral-radical words: an augmentative letter is not used for such a purpose at the beginning of a word unless there is also with it another augmentative letter: and such, here, is the ن. (IJ.) Lh uses يلنجوج and النجوج and النجيج as epithets, writing عُودٌ يلنجوج &c. (TA.) The wood thus called has a very beneficial effect upon a relaxed stomach, (K,) when eaten; and of the beneficial effects for which it is most celebrated are those which it produces upon the brain and the heart, when used for fumigation and when eaten. (TA.)

سرل

سرل
السرَاويلُ: أعْجَمِيَّة عُرِّبَتْ وأُنَثَتْ. وسَرْوَلْتُه: أَلْبَسْته إيّاه. وطائر مُسَرْوَلٌ وحَمَامَةٌ مُسَرْوَلَة: إذا كانَ قد غَطى رِجْلَها. خاصة.
وفي إسْرَائيْل: إسْرَائِلُ وإسْرَالُ.
[سرل] السراويل معروف، يذكر ويؤنث، والجمع السراويلات. قال سيبويه: سراويل واحدة، وهى أعجمية أعربت فأشبهت من كلامهم ما لا ينــصرف في معرفة ولا نكرة، فهى مصروفة في النكرة . قال: وإن سميت بها رجلا لم تــصرفــها، وكذلك إن حقرتها اسم رجل، لانها مؤنث على أكثر من ثلاثة أحرف، مثل عناق. وفي النحويين من لا يــصرفــه أيضا في النكرة، ويزعم أنه جمع سروال وسروالة، وينشد: عليه من اللؤم سروالة * ويحتج في ترك صرفــه بقول ابن مقبل:

فتى فارسي في سراويل رامح والعمل على القول الاول، والثانى أقوى. وسرولته: ألبسته السراويل، فَتَسَرْوَلَ. وحمامةٌ مُسَرْوَلَةٌ: في رجليها ريشٌ. ويقال: فرسٌ أبلقُ مُسَرْوَلٌ، للذي يجاوز بياضُ تحجيله إلى العضدين والفخذين.
السين والراء واللام س ر ل

السَّراويلُ فارِسيٌ مُعرَّبٌ يُذكَّرُ ويُؤنَّث ولم يعرف الأصمعيُّ فيها إلا التأنيث قال الشاعر

(أَرَدْتُ لِكَيْما يَعْلَمَ النَّاسُ أنَّها ... سَراويلُ قَيْسٍ والوُفُودُ شُهودُ)

(وألا يَقُولُوا غاب قيسٌ وهذه ... سَراوِيلُ عادِيٍّ نَمَتْهُ ثَمُودُ)

بَلَغَنا أنَّ قَيْساً طاوَلَ رُومياً بين يَدَي مُعاويَةَ أو غيرِه من الأُمراءِ فتجرَّد قيسٌ من سَراوِيله وألقاها إلى الرُّومِيِّ فَفَضَلَت عنه فَعَل ذلك بين يدي مُعاويَةَ فقال هذين البيْتَيْن يعْتَذِرُ من إلقاء سَراوِيله في المشْهد المجموع والجمعُ سَراوِيلات قال سيبويه ولا يُكَسَّر لأنَّه لو كُسِّر لم يرجع إلا إلى لفْظِ الواحد فتُرِكَ وقد قيلَ سَراويل جمعٌ واحِدُه سِرْوالة قال

(عليه من اللُّؤْمِ سِرْوالةٌ ... فليس يَرِقُّ لمُسْتَعْطِفِ)

وسَرْوَلَةُ فَتَسَرْوَل أَلْبَسَه إيَّاها فلَبِسَها وطائِرٌ مُسَرْولٌ ألْبَسَ رِيشُه ساقَيْهِ والسَّراوِينُ السَّراويل زعَم يعقوب أن النُّونَ فيها بَدَلٌ من اللام

سرل: أَما سرل فليس بعربي صحيح، والسَّراوِيلُ: فارسي مُعَرَّب،

يُذَكَّر ويؤنث، ولم يعرف الأَصمعي فيها إِلا التأْنيث؛ قال قيس بن

عُبادة:أَرَدْتُ لِكَيْما يَعْلَم الناسُ أَنها

سَراوِيلُ قَيْس، والوُفُودُ شهودُ

وأَن لا يِقُولوا: غابَ قَيْسٌ وهذه

سَراوِيلُ عادِيٍّ نَمَتْه ثَمُودُ

قال ابن سيده: بَلَغَنا أَن قَيْساً طاوَل رُومِيّاً بين يدي معاوية،

أَو غيره من الأُمراء، فتجرَّد قيس من سَراوِيله وأَلقاها إِلى الرومي

ففَضِلَتْ عنه، فعل ذلك بين يدي معاوية فقال هذين البيتين يعتذر من إِلقاء

سَراويله في المشهد المجموع. قال الليث: السَّراوِيل أَعْجَمِيَّة

أُعْرِبَتْ وأُنِّثَت، والجمع سَراوِيلات، قال سيبويه: ولا يُكَسَّر لأَنه لو

كُسِّر لم يرجع إِلا إِلى لفظ الواحد فتُرِكَ، وقد قيل سَراوِيل جمع واحدته

سِرْوالة؛ قال:

عَلَيْه مِن اللّؤْمِ سِرْوالةٌ،

فلَيْسَ يَرِقُّ لمُسْتَعْطِف

وسَرْوَلَهُ فَتَسَرْوَلَ: أَلْبَسَه إِياها فلبَسها؛ الأَزهري: جاء

السَّراوِيل على لفظ الجماعة وهي واحدة، قال: وقد سمعت غير واحد من الأَعراب

يقول سِرْوال. وفي حديث أَبي هريرة: أَنه كَرِه السَّراوِيل

المُخَرْفَجَةَ؛ قال أَبو عبيد: هي الواسعة الطويلة؛ الجوهري: قال سيبويه سَراوِيل

واحدة، وهي أَعجمية أُعْرِبَتْ فأَشبهت من كلامهم ما لا ينــصرف في معرفة

ولا نكرة، فهي مصروفة في النكرة؛ قال ابن بري: قوله فهي مصروفة في النكرة

ليس من كلام سيبويه، قال سيبويه: وإِن سَمَّيْتَ بها رجلاً لم تَــصْرِفــها،

وكذلك إِن حَقَّرتْها اسم رجل لأَنها مؤنث على أَكثر من ثلاثة أَحرف مثل

عَناق، قال: وفي النحويين من لا يــصرفــه أَيضاً في النكرة ويزعم أَنه جمع

سِرْوال وسِرْوالة ويُنْشِد:

عَلَيْه من اللُّؤْمِ سِرْوالةٌ

ويَحْتَجُّ في ترك صرفــه بقول ابن مقبل:

أَبى دونها ذَبُّ الرِّياد كأَنَّه

فَتىً فارِسِيٌّ في سَراوِيل رامِح

(* قوله «أبى دونها إلخ» تقدم في ترجمة رود: يمشي بها ذب الرياد).

قال: والعمل على القول الأَول، والثاني أَقوى؛ وأَنشد ابن بري لآخر في

ترك صرفــها أَيضاً:

يَلُحْنَ من ذي زَجَلٍ شِرْواطِ،

مُحْتَجِزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ،

على سَراوِيلَ له أَسماط

وقال ابن بري في ترجمة شرحل قال: شَراحِيلُ اسم رجل لا ينــصرف عند سيبويه

في معرفة ولا نكرة، وينــصرف عند الأَخفش في النكرة، فإِن حَقَّرْته انــصرف

عندهما لأَنه عربي، وفارق السَّراويل لأَنها أَعجميَّة؛ قال ابن بري:

العُجْمة ههنا لا تمنع الــصرف مثل ديباج ونَيْرُوز، وإِنما تَمنع العُجْمةُ

الــصَّرْفَ إِذا كان العجمي منقولاً إِلى كلام العرب وهو اسم عَلَمٌ

كإِبراهيم وإِسمعيل، قال: فعلى هذا ينــصرف سَراوِيل إِذا صُغِّر في قولك

سُرَيِّيل، ولو سميت به شيئاً لم ينــصرف للتأْنيث والتعريف،

وطائرٌ مُسَرْوَلٌ: أَلْبَسَ ريشُه ساقَيْه؛ وأَما قول ذي الرمة في صفة

الثور:

تَرى الثَّوْرَ يَمْشي راجعاً من ضَحائه

بها مِثْلَ مَشْي الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَل

فإِنه أَراد بالهِبْرزيِّ الأَسدَ، جعله مُسَرْوَلاً لكثرة قوائمه،

وقيل: الهِبْرِزِيُّ الماضي في أَمره، ويروى: بها مِثْلَ مَشْي

الهِرْبِذِيِّ، يعني مَلِكاً فارسيّاً أَو دِهْقاناً من دَهاقينهم، وجَعَلَهُ

مُسَرْوَلاً لأَنه من لباسهم؛ يقول: هذا الثور يتبختر إِذا مَشَى تَبَخْتُر

الفارسي إِذا لَبِسَ سَراوِيلَه. وحَمامة مُسَرْوَلةٌ: في رجليها رِيشٌ.

والسَّراوِين: السَّراوِيل، زعم يعقوب أَن النون فيها بدل من اللام. وقال أَبو

عبيد في شِياتِ الخيل: إِذا جاوز بياضُ التحجيل العَضُدين والفَخْذين

فهو أَبْلَق مُسَرْوَلٌ؛ قال الأَزهري: والعرب تقول للثور الوحشي

مُسَرْوَلٌ للسواد الذي في قوائمه.

عنق

(عنق) : عَنَّقَت اسْتُه: إذا خَرَجَتْ. 
(عنق) طلع النّخل طَال والبسرة بلغ الترطيب قَرِيبا من قمعها وَفُلَانًا أَخذ بعنقه وعصره
(عنق) عنقًا طَال عُنُقه وَغلظ فَهُوَ أعنق وَهِي عنقاء (ج) عنق وَيُقَال هضبة عنقاء طَوِيلَة مُرْتَفعَة وَالْكَلب كَانَ فِي عُنُقه بَيَاض
(ع ن ق) : (فِي الْحَدِيثِ) دَفَعَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - مِنْ عَرَفَاتٍ فَكَانَ يَسِيرُ (الْعَنَقَ) فَإِذَا وَجَدَ فَجْوَة نَصَّ (الْعَنَقُ) سَيْرٌ فَسِيحٌ وَاسِعٌ (وَمِنْهُ) أَعْنَقُوا إلَيْهِ إعْنَاقًا أَيْ أَسْرَعُوا (وَقَوْلُهُ) فِي الْمُنْذِرِ بْنِ عَمْرٍو أَعْنَقَ لِيَمُوتَ اللَّامُ فِيهِ لِلتَّعْلِيلِ (وَالنَّصُّ) أَرْفَعُ الْعَدْوِ وَشِدَّةُ السَّيْرِ (وَالْفَجْوَةُ) الْفُرْجَةُ وَالسَّعَةُ (وَالْعَنَاقُ) الْأُنْثَى مِنْ أَوْلَادِ الْمَعْزِ (وَعَنَاقُ الْأَرْضِ) بِالْفَارِسِيَّةِ سياه فوش.
ع ن ق: (الْعُنْقُ) بِضَمِّ النُّونِ وَسُكُونِهَا يُذَكَّرُ وَيُؤَنَّثُ وَالْجَمْعُ (أَعْنَاقٌ) . وَ (الْأَعْنَقُ) الطَّوِيلُ الْعُنُقِ وَالْأُنْثَى (عَنْقَاءُ) . وَ (الْعِنَاقُ) (الْمُعَانَقَةُ) وَقَدْ (عَانَقَهُ) إِذَا جَعَلَ يَدَيْهِ عَلَى عُنُقِهِ وَضَمَّهُ إِلَى نَفْسِهِ وَ (تَعَانَقَا) وَ (اعْتَنَقَا) . وَ (الْعَنَاقُ) بِالْفَتْحِ الْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ وَالْجَمْعُ (أَعْنُقٌ) وَ (عُنُوقٌ) . وَ (الْعَنْقَاءُ) الدَّاهِيَةُ. وَأَصْلُ الْعَنْقَاءِ طَائِرٌ عَظِيمٌ مَعْرُوفُ الِاسْمِ مَجْهُولُ الْجِسْمِ. 
عنق
العُنُقُ: الجارحة، وجمعه أَعْنَاقٌ. قال تعالى:
وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ
[الإسراء/ [13] ، مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ
[ص/ 33] ، إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ
[غافر/ 71] ، وقوله تعالى: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ
[الأنفال/ 12] ، أي: رؤوسهم. ومنه: رجل أَعْنَقُ: طويل العُنُقِ، وامرأة عَنْقَاءُ، وكلب أَعْنَقُ:
في عنقه بياض، وأَعْنَقْتُهُ كذا: جعلته في عنقه، ومنه استعير: اعْتَنَقَ الأمرَ، وقيل لأشراف القوم:
أَعْنَاقٌ. وعلى هذا قوله: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ [الشعراء/ 4] . وتَعَنَّقَ الأرنب: رفع عنقه، والعَنَاقُ: الأنثى من المعز، وعَنْقَاءُ مغربٍ، قيل: هو طائر متوهّم لا وجود له في العالم .
ع ن ق

عانقه واعتنقه. واعتنقوا في الحرب. وتعانقوا عند الوداع. ورجل أعنق: طويل العنق. " وطارت به العنقاء ".

ومن المستعار: أتاني عنق من الناس وجمّة: للجماعة المتقدمة، وجاؤا رسلاً رسلاً وعنقاً عنقاً. وأقبلت أعناق الرياح. وقال الفرزدق:

يا ابن المراغة والهجاء إذا التقت ... أعناقه وتماحك الخصمان

والكلام يأخذ بعضه بأعناق بعض وبعنق بعض. وقال العجاج:

حتى بدت أعناق صبح أبلجا ... تسور في أعجاز ليل أدعجا

وكان ذلك على عنق الإسلام وعنق الدهر. واعتنق الأمر: لزمه. وأعنقت الريح بالتراب: من العنق وهو السير الفسيح. وأعنق الزرع: طال وخرج سنبله. " وجاء فلان بالعناق وبأذني عناق " إذا جاء بالخيبة والشر، والأصل فيه: دابة كالفهد سوداء الرأس أبيض سائرها تسمّى عناق الأرض وهي سياه كوش وهي موصوفة بالشدة.

عنق


عَنِقَ(n. ac. عَنَق)
a. Was long-necked.

عَنَّقَa. Seized by the neck.
b. Deceived, deluded; betrayed.
c. Swelled (dates).
عَاْنَقَa. Embraced; hugged.

أَعْنَقَa. Put a collar on (dog).
b. Ran, sped along; galloped.
c. Grew high (corn).
d. Set (star).
تَعَاْنَقَa. Embraced.

إِعْتَنَقَa. Seized each other by the neck, grappled.
b. Embraced.
c. Applied himself zealously to.

عُنْق
(pl.
أَعْنَاْق)
a. Neck.
b. [ coll. ], Pedicle, stalk, stem.

عَنَقa. Length of the neck.
b. Quick pace.

عُنَق
عُنُق
10a. see 3
أَعْنَقُ
(pl.
عُنْق)
a. Long-necked.

مِعْنَقَة
(pl.
مَعَاْنِقُ)
a. Collar.
b. Hill; rugged tract of land.

عَنَاْق
(pl.
أَعْنُق عُنُوْق)
a. Kid.

عِنَاْقa. Embrace; hug; accolade.

عَنِيْقa. Embracing; embracer.

عَنْقَآءُa. fem. of
أَعْنَقُb. Griffin; phœnix.

مِعْنَاْق
(pl.
مَعَاْنِيْقُ)
a. Beautiful-necked.

N. P.
عَنَّقَa. see 45
N. Ac.
عَاْنَقَ
(عِنْق)
a. see 23
N. Ag.
أَعْنَقَ
(pl.
مَعَاْنِيْقُ)
a. High, rugged ground; moutaincrag.

عُنُقًا
a. Successively.

مُعَنََّقَات
a. Lofty mountains.

عَلَى عُنْق الدَّهْر
a. Formerly; in the olden time, of old.

هُوْ عُنُق إِلَيْك
a. He is expecting thee.
عنق العَنَقُ والعَنِيْقُ: من سَيْرِ الدواب، والنَّعْتُ: مِعْنَاقٌ ومُعْنِق وعَنِقٌ وعَنِيْقٌ، ويُقال: سيْر عَنَقٌ عَنِيْق. والمُعْنِقُ: ما صَلُب وارتَفَعَ من الأرض وحَوالَيْه سَهْلٌ، والجَميعُ المَعَانيق.
والاعْنَاقُ: الجَمَاعاتُ، الواحدُ عُنُق. وعُنُقُ الإسْلام: أولُه. وأعْنَاقُ الرياح: ما سَطَعَ من عَجاجِها. واعْتَنَقَتِ الدابةُ: أخْرَجَتْ عنُقَها. والاعْتِنَاقُ في الحربِ. والمُعَانَقَةُ في المَودة.
فإذا خَصَصْتَ بالفِعْل واحداً دونَ الآخَر قُلْتَ في الحَالَيْنِ: عانَقَهُ.
وتَعَنقَ الأرْنَبُ في النافِقاء: دَخَلَ. والعَنْقَاءُ المُغْرِبُ: طائر. والعُقَابُ: عَنْقَاءُ؛ لطُوْلِ عُنُقِها، وقيل: لأنَها تُعْنِقُ بصَيْدِها أي تَرْفَعُه ثم تُرْسِلُه.
والعَنْقَاءُ: هَضْبَةٌ شاخِصَة. واسمُ مَلِكٍ من خُزاعَة. والأعْنق: الطويلُ العُنُقِ. والكَلْبُ في عُنُقِه بَياضٌ. والعَنَاقُ: الأنثى من أولاد المَعْز. والداهِيَةُ. والوُسطى من بَناتِ نَعْش.
والخَيْبَة، وهي العَنَاقَةُ. ولقِيَ عَنَاقَ الأرْض واذُنَيْ عَنَاقِ الأرض واذُنَيْ عَنَاقٍ: أي داهيةً، وقد يُسْتَعْمل ذلك كلُّه في الباطل والكذب.
وعَناقُ الأرْض: شَيءٌ أصغَرُ من الفَهْدِ أسودُ الأذنَيْن طويلُ الظهْر. وبَلَدٌ مَعْنَقَةٌ: لا مُقامَ به لجُدوبَتِه. والمَعْنَقَةُ: ما انْعَطَف في قِطَع الصخُور. والمُعَنقاتُ: الطوالُ من الجِبال.
وعَنقَ عَليه: إذا مَشَى وأشْرَف. وأعْنَقَ: أشْخَصَ عُنُقَه. وأعْنَقَ الزَّرْعُ: طالَ وخَرَجَ سُنْبله. وأعْنَقَتِ للريحُ: أذْرَتِ الترابَ. والتَعَانِيْقُ: جَمْعُ التُعْنُوْقِ وهو السهْلُ من الأرْض.
[عنق] العُنْقُ والعُنُقُ يذكَّر ويؤنَّث. والجمع الأعْناقُ. وقولهم: هُم عُنُقٌ إليك، أي مائلون إليك ومنتظروك ومنه قول الشاعر :

إن العراق وأهله عنق إليك فهيت هيتا

والأعْنَقُ: الطويلَ العُنُقِ، والأنثى عَنْقاءُ بيِّنة العَنَقِ. وأما قول ابن أحمر: في رأس خلقاء من عَنْقاَء مُشْرِفَةٍ لا يُبْتَغى دونها سَهْلٌ ولا جَبلُ فإنه يصف جبلاً. يقول: لا ينبغي أن يكون فوقها سهلٌ ولا جبلٌ أحصن منها. والعَنَقُ: ضربٌ من سير الدابة والإبل، وهو سيرٌ مسبطر. قال الراجز يا ناق سيرى عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحا ونصب " نستريح " لانه جواب الامر بالفاء. وقد أعنق الفرس. وفرس مِعْناقٌ، أي جيد العَنَق. والعِناقُ: المُعانَقَةُ. وقد عانَقَهُ، إذا جعل يديه على عنقه وضمّه إلى نفسه. وتَعانَقا واعْتَنَقا، فهو عَنيقُهُ. وقال: وباب خيال طيفك لى عَنيقاً إلى أن حَيْعَلَ الداعي الفَلاحا والعَناقُ: الأنثى من ولد المعز، والجمع أعْنُقٌ وعُنوقٌ. والعَناقُ أيضا: شئ من دواب الارض كالفهد. والعناق: الداهيةُ، يقال: لَقِيَ منه أُذُنَيْ عَناقٍ، أي داهيةٍ وأمراً شديداً. قال الراجز: لما تمطين على القياقى لا قين منه أذنى عناق أي من الحادى أو من الجمل. والعَناق: الخيبة، في قول الشاعر: أمن ترجيح قارية تركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالعَناقِ قال ابن الأعرابي: يقول: أفَزِعْتُمْ لما سمعتم ترجيعَ هذا الطائر فتركتم سباياكم وأبتم بالخيبة. والعنقاء: الداهية. يقال حلقت به عَنْقاء مُغْرِبٍ، وطارت به العَنْقاء. وأصل العَنْقاءِ طائرٌ عظيمٌ معروف الاسم مجهول الجسم. والعنقاء: لقب رجل من العرب، واسمه ثعلبة بن عمرو. والمعنقة: القلادةُ. وقد أعْنَقْتُ الكلبَ، أي جعلت في عنقه القلادة.
(عنق) - في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "لو مَنَعُوني عَناقًا"
- وفي حديث خَالَ البَراءِ - رضي الله عنهما -: "عِندِي عَناقٌ جَذَعَةٌ في الأُضْحِيَةِ."
قال الأَصمَعِىُّ: العَناقُ: وَلَد المَعِز. والجمع أَعْنُق وعُنُوقٌ. وقيل: هو ما لم يَتِمّ له سَنَةٌ من الإِناثِ خاصة.
- وفي حديث الشَّعْبِيِّ: "نحن في العُنُوقِ ولم نَبلُغِ النُّوق" وفي المَثَل: "العُنُوقُ بعد النُّوقِ" أي: القَلِيل بعد الكثير، والذُّلُّ بعد العِزِّ.
- وفي حديث قَتادةَ: "عَناقُ الأَرضِ من الجَوارح"
عَناقُ الأرضِ: دَابَّةٌ أصغَر من الفَهْد أسودُ الأذنين ، والجمع عُنُوقٌ. ويقال : لَقِي عَناقَ الأرضِ، وأُذُنَىْ عَنَاقٍ: أي دَاهِية.
- في حديث ابن تَدْرُس : "كانت أمُّ جَمِيل - يعني امرأةَ أبي لَهَب - عَوراءَ عَنْقَاء"
: أي طَويلَة العنُق. والرجُل أَعنَق.
- وفي حديث جعفر - رضي الله عنه -: "أنَّ النَّبىَّ - صلّى الله عليه وسلّم - عانَقَه"
قال الحَربيّ: أي أَدْنىَ عُنَقَه من عُنُقِه، وهي للموَدَّة؛ وقد فَعلَه النبىُّ - صَلَّى الله عليه وسلّم - بأَبِي ذَرٍّ، وعُمرُ بحُذَيفَةَ، وأَبُو الدَّرْدَاءِ بسَلْمَان - رضي الله عنهم -، وعَمرُو بن مَيْمون بِسُوَيْد، وأَبو مِجْلَز بخَالدٍ الأَشَجِّ، والحَسنُ بمُعاويةَ بنِ قُرَّة، وأبو نَضْرَة بالحَسَن، وبُدَيْلٌ بالتَّيْمِيِّ، وعَطاءٌ بعُمَر بنِ ذَرّ.
والمُعَانَقَة في المودة أكثَر. والتَّعَانُق في الحرب. وعُنُق الإسلام: أَوّلُه، وأَعناقُ الرِّياح: ما سَطَع من عَجَاجِها.
- في تَفْسِير قوله تعالى: {طَيْرًا أَبَابِيلَ}
قال عِكْرمة: هي العَنْقَاءُ المُغرِبُ، وهو طائرٌ لم يرَه أحد.
- في الحديث: "كان يَسِيرُ العَنَق"
وهو سَيْرٌ وَسِيعٌ، ومنه دابَّةٌ مُعنِق وعَنِيق، وللمُبالَغة مِعْنَاق.
[عنق] فيه: المؤذنون أطول "أعناقًا" يوم القيامة، أي أكثر أعمالًا، ويقال: له عنق من الخير، أي قطعة، وقيل: أراد طول الأعناق، أي هم في الروح متطلعون لإذن دخول الجنة وغيرهم في كرب، وقيل: أي يكونون رؤساء سادة وهم يصفون السادة بطول الأعناق، وروى بكسر همزة أي أكثر إسراعًا إلى الجنة، من أعنق إعناقًا والاسم العنق بالحركة. ط: أو أكثرهم رجاء لأن من يرجو شيئًا طال إليه عنقه، أو لا يلجمهم العرق في يوم بلغ أفواه الناس. غ: "فظلت "أعناقهم"" أي رؤساؤهم. ك: "العنق" بفتح عين ونون السير بين الإبطاء والإسراع. ومنه ح: لا يزال المؤمن "معنقًا" صالحًا ما لم يصب دمًا حرامًا، أي مسرعًا في طاعته منبسطًا في عمله، وقيل: أراد يوم القيامة. ط: أي موفقًا للخيرات مسارعًا إليها، وقيل: أي منبسطًا في سيره يوم القيامة. ج: أراد خفة الظهر من الآثام أي يسير سير المخف. غ: فإذا أصابه بلح- ومر في ب. نه: ومنه كان يسير "العنق" فإذا وجد فجوة نص. وح: إنه بعث سرية فبعثوا حرام بن ملحان بكتابه صلى الله عليه وسلم إلى بني سليم فقتله ابن الطفيل فقال صلى الله عليه وسلم: "أعنق" ليموت، أي المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه، واللام للعاقبة. فانطلقنا إلى الناس "معانيق"، أي مسرعين، جمع معناق. وح أصحاب الغار: فانطلقوا "معانقين"، أي مسرعين، من عانق مثل أعنق، ويروي: معانيق. وفيه: يخرج من النار "عنق"، أي طائفة منها. ومنه ح الحديبية: وإن نجوا تكن "عنق" قطعها الله، أي جماعة من الناس. وح: فانظروا إلى "عنق" من الناس. ط: يخرج "عنق" من النار، هو بضم عين شخص أو طائفة، ومن بيانية، قوله: وكلت، أي وكلني الله تعالى بأن أدخل هؤلاء الثلاثة النار وأعذبهم. نه: ومنه ح: لا يزال الناس مختلفة "أعناقهم" في طلب الدنيا، أي جماعات منهم، وقيل: أراد الرؤساء والكبراء. وفيه: دخلت شاة فأخذت قرصًا فأخذته من بين لحييها فقال: ما كان ينبغي لك أن "تعنقيها"، أي تأخذي بعنقها وتعصريها، وقيل: التعنيق التخييب من العناق: الخيبة. ومنه:
عنق
عنِقَ يَعنَق، عَنَقًا، فهو أعنقُ
• عنِق الشَّخصُ: طال عُنُقه وغَلُظ. 

اعتنقَ يعتنق، اعتناقًا، فهو مُعتَنِق، والمفعول مُعتَنَق
• اعتنق دينًا: لَزِمه وآمن بصحَّته وأخذه بجدّ، دان به "اعتنق مذهبًا/ حِزبًا/ فكرةً/ الإسلامَ". 

تعانقَ يتعانق، تعانُقًا، فهو متعانِق
• تعانق الصَّديقان/ تعانق فلانٌ مع صديقه: عانق أحدُهما الآخر، أدنى كلٌّ منهما عُنُقَه من عُنُق الآخر وضمَّه إلى صدره حُبًّا له "التقيا بعد فراق طويل فتعانقا". 

عانقَ يعانق، معانقةً وعِناقًا، فهو مُعانِق، والمفعول مُعانَق
• عانق الأبُ ولدَه العائِدَ: أدنى عُنُقَه من عُنُقِه وضمَّه إلى صدره حُبًّا فيه "استقبل صديقًا له في المطار وعانقه بحرارة" ° عانق أفكارَ المؤلِّف: أخذ بها. 

أعنقُ [مفرد]: ج عُنْق، مؤ عنقاءُ، ج مؤ عنقاوات وعُنْق: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من عنِقَ ° هضبة عنقاءُ: مرتفعة، طويلة. 

عَنَاق [مفرد]: (حن) حيوان من فصيلة السَّنانير، أكبر قليلاً من القطّ، لونه أحمر، أعلى أُذُنَيْه شعرات سود. 

عِناقيَّة [جمع]: (نت) نبات متسلِّق دائم الخُضرة وأوراقه خضراء غامقة متقابلة وأزهاره بتُوَيْج أزرق قاروريّ الشكل. 

عَنَق [مفرد]: مصدر عنِقَ. 

عُنْق/ عُنُق [مفرد]: ج أعناق:
1 - رقبة، وهي وصلةٌ بين الرأس والجسد، يذكّر ويؤنّث "قصير العُنُق- قطعُ الأرزاق من قطع الأعناق- {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}: ولا تبخل أو تُمسك عن الإنفاق" ° اشرأَبَّ عنُقُه: مدّ عنقه، ارتفع لينظر، تطلّع إلى- اندقّت عُنْقه: قُتل، مات- تتقطَّع دونه الأعناق: صعب المنال- جوزة العُنُق: نتوء في مقدّم عُنُق الرَّجل مركّب من الغضروف الدرقيّ- ركِب أعناقَ الرِّياح: أسرع في سيره- ضرَبه فوق عنقه: أطاح برأسه أو أصابه فيه- طوَّق عُنُقَه: غمره بفضله وإحسانه- عنق الزُّجاجة: فترة حرجة- كلامٌ يأخذ بعضه بأعناقٍ بعض: كلام جيِّد متماسك حسن الالتحام- له عُنُق في الخير: له سابقة فيه- لوَى عُنُق فلان: قتله بالضَّغط على رقبته وقصفها، غلبه.
2 - ذيل "عنق الزهرة".
3 - مسلك "عنق الرَّحم".
4 - (نت) قسم بين الجذر والسَّاق.
• عنق كلِّ شيء: أوَّله وما استدقّ منه "عنق عظم الفَخِذ- عنق زجاجة: رقبة ضيِّقة بين فوّهتها وجوفها".
• رَبْطَة العُنُق: قطعة قماش مستطيلة تلتفّ تحت قبّة القميص وتعقد من الأمام وتتدلّى على الصَّدر؛ كرافتة. 

عنقاءُ [مفرد]
• العنقاءُ: طائر خُرافيّ زعَم قُدماء المِصْريين أنَّه يُعَمَّر خمسة قرون وبعد أن يحرق نفسه ينبعث من رماده من جديد. 
ع ن ق : الْعُنُقُ الرَّقَبَةُ وَهُوَ مُذَكَّرٌ وَالْحِجَازُ تُؤَنِّثُ فَيُقَالُ هِيَ الْعُنُقُ وَالنُّونُ مَضْمُومَةٌ لِلْإِتْبَاعِ فِي لُغَةِ الْحِجَازِ وَسَاكِنَةٌ فِي لُغَةِ تَمِيمٍ وَالْجَمْعُ أَعْنَاقٌ وَالْعَنَقُ بِفَتْحَتَيْنِ ضَرْبٌ مِنْ السَّيْرِ فَسِيحٌ سَرِيعٌ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ أَعْنَقَ إعْنَاقًا.

وَالْعَنَاقُ الْأُنْثَى مِنْ وَلَدِ الْمَعْزِ قَبْلَ اسْتِكْمَالِهَا الْحَوْلَ وَالْجَمْعُ أَعْنُقٌ وَعُنُوقٌ.

وَعَنَاقُ الْأَرْضِ دَابَّةٌ نَحْوُ الْكَلْبِ مِنْ الْجَوَارِحِ الصَّائِدَةِ قَالَ ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ وَهِيَ خَبِيثَةٌ لَا تُؤْكَلُ وَلَا تَأْكُلُ إلَّا اللَّحْمَ وَيُقَالُ لَهَا التُّفَهُ وِزَانُ عُمَرَ قَالَ أَبُو زَيْدٍ وَجَمْعُهَا تُفَهَاتٌ وَجَعَلَهَا بَعْضُهُمْ مِنْ الْمُضَاعَفِ فَتَكُونُ الْهَاءُ لِلتَّأْنِيثِ.

وَعَانَقْتُ الْمَرْأَةَ عِنَاقًا وَاعْتَنَقْتُهَا وَتَعَانَقْنَا وَهُوَ الضَّمُّ وَالِالْتِزَامُ وَاعْتَنَقْتُ الْأَمْرَ أَخَذْتُهُ بِجِدٍّ يُقَالُ.

عنن
رَجُلٌ عِنِّينٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى إتْيَانِ النِّسَاءِ أَوْ لَا يَشْتَهِي النِّسَاءَ وَامْرَأَةٌ عِنِّينَةٌ لَا تَشْتَهِي الرِّجَالَ وَالْفُقَهَاءُ يَقُولُونَ بِهِ عُنَّةٌ وَفِي كَلَامِ الْجَوْهَرِيِّ مَا يُشْبِهُهُ وَلَمْ أَجِدْهُ لِغَيْرِهِ وَلَفْظُهُ عُنِّنَ عَنْ امْرَأَتِهِ تَعْنِينًا بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ إذَا حَكَمَ عَلَيْهِ الْقَاضِي بِذَلِكَ أَوْ مُنِعَ عَنْهَا بِالسِّحْرِ وَالِاسْمُ مِنْهُ الْعُنَّةُ وَصَرَّحَ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ لَا يُقَالُ عِنِّينٌ بِهِ عُنَّةٌ كَمَا يَقُولُ الْفُقَهَاءُ فَإِنَّهُ كَلَامٌ سَاقِطٌ قَالَ وَالْمَشْهُورُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَمَا قَالَ ثَعْلَبٌ وَغَيْرُهُ رَجُلٌ عِنِّينٌ بَيِّنُ التَّعْنِينِ وَالْعِنِينَةِ وَقَالَ فِي الْبَارِعِ بَيِّنُ الْعَنَانَةِ بِالْفَتْحِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَسُمِّيَ عِنِّينًا لِأَنَّ ذَكَرَهُ يَعِنُّ لِقُبُلِ الْمَرْأَةِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ أَيْ يَعْتَرِضُ إذَا أَرَادَ إيلَاجَهُ وَسُمِّيَ عِنَانُ اللِّجَامِ مِنْ ذَلِكَ لِأَنَّهُ يَعِنُّ أَيْ يَعْتَرِضُ الْفَمَ فَلَا يَلِجُهُ وَالْعُنَّةُ بِالضَّمِّ حَظِيرَةٌ مِنْ خَشَبٍ تُعْمَلُ لِلْإِبِلِ وَالْخَيْلِ هَذَا مَا وَجَدْتَهُ فِي الْكُتُبِ فَقَوْلُ الْفُقَهَاءِ لَوْ عُنَّ عَنْ امْرَأَةٍ دُونَ أُخْرَى مُخَرَّج عَلَى الْمَعْنَى الثَّانِي دُونَ الْأَوَّلِ أَيْ لَوْ لَمْ يَشْتَهِ امْرَأَةً وَاشْتَهَى غَيْرَهَا لِأَنَّهُ يُقَالُ عَنَّ عَنَّ الشَّيْءُ يَعِنُّ مِنْ بَابِ ضَرَبَ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ إذَا أَعْرَضَ عَنْهُ وَانْــصَرَفَ وَيَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِالْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ لِهَذَا وَبِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ لِأَنَّهُ يُقَالُ عُنَّ وَعُنِّنَ وَأُعِنَّ وَاعْتُنَّ مَبْنِيَّاتٌ لِلْمَفْعُولِ فَهُوَ عَنِينٌ مَعْنُونٌ مُعَنٌّ.

وَالْعُنَّةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ وَفَتْحِهَا الِاعْتِرَاضُ بِالْفُضُولِ يُقَالُ عَنَّ عَنًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ إذَا اعْتَرَضَ لَكَ مِنْ أَحَدِ جَانِبَيْكِ بِمَكْرُوهٍ وَالِاسْمُ الْعَنَنُ وَعَنَّ لِي الْأَمْرُ يَعِنُّ وَيَعُنَّ عَنًّا وَعَنَنًا إذَا اعْتَرَضَ.

وَعِنَانُ الْفَرَسِ جَمْعُهُ أَعِنَّةٌ.

وَأَعْنَنْتُهُ بِالْأَلِفِ جَعَلْتُ لَهُ عِنَانًا.

وَعَنَنْتُهُ أَعُنُّهُ مِنْ بَابِ قَتَلَ حَبَسْتُهُ بِعَنَانِهِ وَعَنَنْتُهُ حَبَسْتُهُ فِي الْعُنَّةِ وَهِيَ الْحَظِيرَةُ فَهُوَ مَعْنُونٌ.

قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَشَرِكَةُ الْعِنَانِ كَأَنَّهَا مَأْخُوذَةٌ مِنْ عَنَّ لَهُمَا شَيْءٌ إذَا عَرَضَ فَإِنَّهُمَا اشْتَرَكَا فِي مَعْلُومٍ وَانْفَرَدَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِبَاقِي مَالِهِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَأْخُوذَةٌ مِنْ عِنَانِ الْفَرَسِ لِأَنَّهُ يَمْلِكُ بِهَا التَّــصَرُّفَ فِي مَالِ الْغَيْرِ كَمَا يَمْلِكُ التَّــصَرُّفَ فِي الْفَرَسِ بِعِنَانِهِ وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ بَيْنَهُمَا شَرِكَةُ الْعِنَانِ إذَا اشْتَرَكَا عَلَى السَّوَاءِ لِأَنَّ الْعِنَانَ طَاقَانِ مُسْتَوِيَانِ أَوْ بِمَعْنَى الْمُعَانَةِ وَهِيَ الْمُعَارَضَةُ.

وَالْعَنَانُ مِثْلُ السَّحَابِ وَزْنًا وَمَعْنًى الْوَاحِدَةُ عَنَانَةٌ وَطَائِفَةٌ مِنْ الْيَهُودِ تُسَمَّى الْعَنَانِيَّةَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَيُقَالُ إنَّهُمْ طَائِفَةٌ تُخَالِفُ بَاقِيَ الْيَهُودِ فِي السَّبْتِ وَالْأَعْيَادِ وَيُصَدِّقُونَ الْمَسِيحَ وَيَقُولُونَ إنَّهُ لَمْ يُخَالِفْ التَّوْرَاةَ وَإِنَّمَا قَرَّرَهَا وَدَعَا النَّاسَ إلَيْهَا وَيُقَالُ إنَّهُمْ مُنْتَسِبُونَ إلَى عَنَانِ بْنِ دَاوُد رَجُلٍ مِنْ الْيَهُودِ كَانَ رَأْسَ الْجَالُوتِ
فَأَحْدَثَ رَأْيًا وَعَدَلَ عَنْ التَّأْوِيلِ وَأَخَذَ بِظَوَاهِرِ النُّصُوصِ وَقِيلَ اسْمُهُ عَانَانٌ وَلَكِنَّهُ خُفِّفَ فِي الِاسْتِعْمَالِ بِحَذْفِ الْأَلِفِ وَقِيلَ نِسْبَةٌ إلَى عَانِي بِزِيَادَةِ نُونٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ كَمَا قِيلَ فِي النِّسْبَةِ إلَى مَانِي مَنَانِيَّةٌ بِزِيَادَةِ نُونٍ.

وَعَنْوَنْتُ الْكِتَابَ جَعَلْتُ لَهُ عُنْوَانًا بِضَمِّ الْعَيْنِ وَقَدْ تُكْسَرُ.

وَعُنْوَانُ كُلِّ شَيْءِ مَا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَيْهِ وَيُظْهِرُهُ.

وَعَنْ حَرْفُ جَرٍّ وَمَعْنَاهُ الْمُجَاوَزَةُ إمَّا حِسًّا نَحْوُ جَلَسْتُ عَنْ يَمِينِهِ أَيْ مُتَجَاوِزًا مَكَانَ يَمِينِهِ فِي الْجُلُوسِ إلَى مَكَان آخَرَ وَإِمَّا حُكْمًا نَحْوُ أَخَذْتُ الْعِلْمَ عَنْهُ أَيْ فَهِمْتُهُ عَنْهُ كَأَنَّ الْفَهْمَ تَجَاوَزَ عَنْهُ وَأَطْعَمْتُهُ عَنْ جُوعٍ جَعَلَ الْجُوعَ مَتْرُوكًا وَمُتَجَاوَزًا وَعَبَّرَ عَنْهَا سِيبَوَيْهِ بِقَوْلِهِ وَمَعْنَاهَا مَا عَدَا الشَّيْءَ. 
باب العين والنون والقاف (ع ن ق، ق ع ن، ق ن ع، ن ع ق، ن ق ع مستعملات)

عنق: العَنَق: من سيَرِ الدَّوابِّ. والنَّعْتُ مِعْناقٌ ومُعْنِقٌ وعَنيقٌ. وسَيْر عَنيقٌ. وبِرْذَونٌ عَنَقٌ. ولم أسمع عَنَقَه، قال رؤبة:

لمّا رَأَتْني عَنَقي دَبيبُ ... وقد أُرَى وعَنَقي سُرحُوبُ

ويجوز للشاعر أن يجعل العَنقَ من السَّير عَنيقاً. والمُعنِقُ من جِلْدِ الأرض: ما صَلُبَ وارْتَفَعَ وما حَواَلْيِه سَهْلٌ، وهو مُنْقادٌ في طُولِ نحو مِيلٍ أو أقل، وجمعه مَعانيقُ. والعُنُق مَعُروف، يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ ويُؤَنَّثُ. وقول الله تعالى: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ

أي جماعاتهم، ولو كانت الأعناقُ خاصةً لكانت خاضعةً وخاضعاتٍ. ومن قال: هي الأعناقُ، والمعني على الرَّجال، رَدَّ نُونَ خاضعين على أسمائهم المُضْمَرة. وتقول: جاء القوم رَسَلاً رَسَلاً وعُنُقاً عُنُقاً إذا جاءوا فِرَقاً ، ويجمع على الأعناق. واعتَنَقَتِ الدّابة: إذا وَقَعَتْ في الوحل فأخْرَجَتْ أعناقَها، قال رؤبة:

خارجة أعناقها من معتنق

أي من مَوضِع أخَرجَتْ أعناقها منه. والمُعْتَنَقُ: مَخْرَج أعناق الجبال من السَّراب، أي اعتَنَقَتْ فأخْرَجَتْ أعناقَها. والاعتِناقُ من المُعانَقِة، ويجوز الافتعال في موضع المُفاعَلِة، غير أن المُعانَقة في حال المَوَدَّةِ، والاعتِناقُ في الحَرْبِ ونحوها، تقول: اعتَنَقُوا في الحَرْبِ ولا تقول: تَعانَقُوا والقياس واحدٌ، قال زهير:

يَطْعُنُهم ما ارتَمَوا حتى اذا اطَّعَنْوا ... ضارَبَ حتى ما ضارَبُوا اعتَنَقا

وتَعَنَّقِت الأرنبُ في العانِقاء (وتَعَنَّقَتْها، كلاهما مُسْتَعمَل: دَسَّت عنقها فيه وربما غابَتْ تحته، وكذلك البَربوعُ والعانقاء) . وهو جُحْرٌ مملوءٌ تُراباً رخواً يكون للأرنبِ واليَرْبُوعِ إذا خافا. وربما دخل ذلك التُّرابَ فيقال: تَعَنَّقَ اليَربُوعُ لأنّه يَدُسُّ عُنُقَه فيه ويمضي حتى يصير تحته. والعَنْقاءُ: طائِرٌ لم يَبق في أيدي الناس من صِفتها غيرُ اسمها. ويقال بل سُمِّيَتْ به لبياضٍ في عُنقِها كالطَّوق وقال:

إذا ما ابنُ عبِد اللهِ خَلَّى مكانَه ... فقَدْ حَلَّقْتْ بالجُودِ عَنْقاء مُغْرِبُ

والعَنْقاءُ: الداهِيةُ. والعَنْقاءُ: اسم مَلَكٍ، قال:

وَلَدْنا بني العَنْقاءِ وابْني مُحَرَّقٍ ... فأكرِمْ بنا خالاً وأكرِمْ بنا ابْنَما

والأعنَقُ: الطويل العُنُق. والأعنَقُ: الكلبُ الذي في عُنقِه بياضٌ كالطوق. والعَناقُ: الأُنْثَى من أولاد المعز. ويجمع العُنوق. وقولهم: العُنُوقُ بعد النُّوقِ، أي صِرتَ راعياً للغَنَم بعد النُّوقِ، يقال ذلك لمن تحول من رفعة إلى دناءة، قال

إذا مَرِضَتْ منها عَناقٌ رأيته ... بسِكِّينِه من حولها يَتَــصَرَّفُ

وَعَناقُ الأرضِ: حَيَوان أسْوَدُ الرَّأسِ طَويلُ الظهر أصغَر من الفَهدِ ويُجمعُ على عُنُوقٍ

. قعن: اشتُقَّ منه اسم قُعَينٍ وهو في أسدٍ وفي قَيْسٍ أيضاً. ويقال: أفْصَحُ العرب نَصْرُ قُعَيْنٍ أو قُعَيْن نَصر. والقَيْعُونُ من العُشْب: نَبْتٌ على فَيْعُول مثل قَيْصُوم، وهو ما طال منه. يقال: اشتقاقه من القَعْن كاشتقاق القَيْصوم من القَصْم. ونحو هذه الأشياء اشتُقَّت من الأسماءوأُميتَتْ أصولها، ولكن يعرف ذلك في تقدير الفعل. قيل: يكون القَيْعُونُ من القَيْع كالزَّيْتون من الزَّيت

قنع: قَنِعَ يَقْنعُ قَناعةً: أي رَضيَ بالقَسمِ فهو قَنِعٌ وهم قَنِعُونَ، وقوله تعالى: الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ

فالقانِع: السائل، والمُعْتَرُّ: المُعْتَرض له من غير طلب، قال:

ومنِهم شَقِيٌّ بالمَعيشِة قانِعُ

وقَنَعَ يَقْنَعُ قُنُوعاً: تذلَّلَ للمسألة فهو قانِع، قال الشماخ:

لمَالُ المرء يُصلِحُه فيُغني ... مُفاقِرَه أعَفُّ من القُنُوعِ

ويُرْوَى من الكُنُوع بمنزلة القُنُوع ورَجُلٌ قَنعٌ أي كثير المال والقَنُوع بمَنزلة الهبوط- بلغة هذيل- من سَفْحِ الجَبَل، وهو الارتفاع أيضاً. قال:

بحَيْثُ استَفاضَ القِنعُ غربيّ واسِطٍ ... نَهاراً ومَجَّتْ في الكَثيبِ الأباطِحُ

والقِناعُ: طَبَقٌ من عَسِيبِ النَّخْل وخُوصِهِ. والإقناع: مَدُّ البَعير رأسَه إلى الماء ليَشْرَبَ، قال يصف ناقةً:

تُقْنِعُ للجَدْوَل منها جَدْوَلا

شَبَّه حَلقَ الناقة وفاها بالجَدْوَل تَسْتَقْبِل به جدولاً في الشُّرْب. والرَّجُل يُقْنِعُ الإناء للماء الذي يَسيلُ من جَدْوَلٍ أو شِعْبٍ. والرجُلُ يُقنِعُ يَدَه في القُنوت أي يَمُدُّها فيَسْتَرحِمُ رَبَّه. والقِناع أوسَعُ من المِقْنَعِة. وتقول: ألْقَى فُلانٌ عن وَجْهِهِ قناع الحَياء وفُلانٌ مُقنِعٌ: أي يُرضَى بقوله. وتقول: قَنَعْتُ رأسَه بالعَصَا أو بالسَّوْط: أي علوته به ضَرْباً.؟ والقِنْعَةُ وجمعها القِنَع وجمع القِنعَ القِنْعان: وهو ما جَرَى بين القُفِّ والسَّهْلِ من التُّرابِ الكثير، فإذا نَضَبَ عنه الماء صارَ فَراشاً يابساً، قال:

وايْقَن أنّ القَنْعَ صارَتْ نِطافُه ... فراشاً وأن البَقْلَ ذاوٍ ويابِسٍ

المُقْنِعَةُ من الشّاء: المُرَتفِعةُ الضَّرع، ليس في ضَرعها تصَوُّب، قَنَعَت بضرعها، وأقنعتْ فهي مُقْنِعٌ. واشتقاقه من اقناع الماء ونحوه كما ذكرنا

. نعق: نَعَقَ الراعي بالغَنَم نَعيقاً: صاح بها زجْراً. ونَعَقَ الغُرابُ يَنْعِقُ نُعاقاً ونَعيقاً. وبالغين أحسن. والنّاعِقانِ: كوكبان أحدُهُما رِجْلُ الجوزاء اليُسْرَى والآخر مَنْكبها الأيمن. وهو الذي يُسَمَّى الهَقْعةَ، وهما أضوأ كوكبين في الجوزاء

نقع: نَقَعَ الماء في مَنْقِعِةَ السَّيل يَنْقَعُ نَقْعاً ونُقُوعاً: اجتمع فيها وطال مَكثْهُ. وتجمعُ المَنْقَعةُ على المناقِع. وهو المستَنقٍعُ: أي المجتَمِعٌ. واسَتْنَقْعتُ في الماء: أي لَبِثتُ فيه مُتَبَرَّداً. وأنقَعْتُ الدواء في الماء إنقاعاً. والنَّقُوع: شَيءٌ يُنْقَعُ فيه زَبيبٌ وأشياءُ ثم يُصَفَّى ماؤه ويُشْربُ. واسم ذلك نَقُوع. ونَقَعَ السُّمُّ في ناب الحيَّة: في أنيابِها السُمُّ ناقع اجتمع فيه كقوله . وانْتُقِعَ لَوْنُ الرَّجُل وامْتُقِعَ أصوَبُ: تَغَيَّر. والرَّجُل إذا شَرِبَ من الماء فَتَغَّير لونُه، يقال: نَقَعَ يَنْقَعُ نُقوعاً. قال:

لو شِئْتُ قد نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَةٍ ... تَدَعَ الصوادي لا يجِدْنَ غَليلا

والماء يَنْقَعُ العَطَشَ نقعاً ونُقُوعاً، قال حفص الأموي:

أكرَعُ عند الوُرُود في سُدُمٍ ... تَنْقَعُ من غُلَّتي وأجْزَؤها

والنَّقيعُ: شرابٌ يُتَّخَذُ من الزَّبيبِ يُنْقَعُ في الماء من غير طبخ. والنَّقيعةُ هي العَبيطة من الإبل. وهي جَزوُرٌ تُوَفَّر أعضاؤها فتُنْقَعُ في أشياء علاجاً لها، قال:

كلِّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبيعهَ ... الخُرْس والإعذارُ والنَّقيعَه

وقال المهلهل:

إنّا لنَضْرِبُ بالصوارم هامَهُم ... ضَربَ القُدارِ نَقيعةَ القُدّام

القُدّامُ: القادمون من سفر، جمع قادِم. وقيلَ القَدام بفتح القاف وعن غير الخليل: والقُدَام: الجَزّار. يقال: نَقَعُوا النَّقيعَةَ، ولا يقال: أَنْقَعُوا لأنه لا يُريدُ إنْقاعَها في الماء. والنَّقْعُ: الغبار. قال الشُوَيْعِرُ واسمه عبد العزى:

فهُنّ بهم ضوامِرُ في عجاجٍ ... يُثِرْنَ النَّقْعَ أمثال السَّراحي

قال لَيْثٌ: قُلتُ للخليل: ما السّراحي، قال: أراد الذِئاب، ولكنه حَذَف من السرحان الألف والنُّونَ فجَمَعَه على سراحي، والعَرَبُ تقول ذلك كثيراً كما قال:  درس المنا بمتالع فأبان

أراد المنازل فحَذَفَ الزّاءَ واللامَ. ونَقَعَ الصَّوْتُ: إذا ارتَفَعَ. ونَقَعَ بصَوته، وأنْقَعَ صوْته: إذا تابَعَه

ومنه قول عُمَرَ (في نِسوةٍ اَجَتمعْنَ يبكين على خالد بن الوليد: وما على نِساءِ بني المُغيرةِ أن يُهْرِقْنَ من دُمُوعِهِنَّ على أبي سليمان) ما لم يكن نَقْعٌ أو لَقْلَقةٌ.

يعني بالنَّقْعِ أصوات الخُدُود إذا ضُرِبَتْ، قال لبيد:

فمتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ ... يُحلبوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ

ونَقَعَ الموتُ يعني كَثُرَ. وما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً: أي ما عجِتُ به ولا صدَّقت ما عِجتُ به أي ما أخذْتُه ولا قَبِلْتُه. والنَّقْع: ما اجتمع من الماء في القَليبِ. والنَّقيعُ: البئر الكثيرة الماء، تُذَكِّرُه العَرَب، وجمعه أنْقِعَةٌ. والمِنْقَعُ والمِنْقَعَةُ: إناءٌ يُنقَعُ فيه الشَّيءُ. والأنْقوعَةُ: وَقْبَة الثَّريدِ التي فيها الوَدَكُ. وكل شيءٍ سال إليه الماء من مَثْعَبٍ ونحوه فهو أنقوعة. 

عنق: العُنْقُ والعُنُقُ: وُصْلة ما بين الرأس والجسد، يذكر ويؤنث. قال

ابن بري: قولهم عُنُق هَنْعَاءُ وعُنُق سَطْعاءُ يشهد بتأنيث العُنُق،

والتذكير أَغلب.

يقال: ضربت عُنُقه، قاله الفراء وغيره؛ وقال رؤبة يصف الآل والسَّراب:

تَبْدُوا لَنا أعْلامُه، بعد الفَرَقْ،

خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ

ذكر السراب وانْقِماسَ الحِبال فيه إلى أَعاليها، والمُعْتَنَقُ: مَخْرج

أَعناق الحِبال من السراب، أَي اعْتَنَقَتْ فأَخرجت أَعناقها، وقد يخفف

العُنُق فيقال عُنْق، وقيل: مَنْ ثَقَّل أَنَّث ومَن خَفَّف ذكَّر؛ قال

سيبويه: عُنْق مخفف من عُنُق، والجمع فيهما أَعناق، لم يجاوزوا هذا

البناء.والعَنَقُ: طول العُنُقِ وغِلظه، عَنِقَ عَنَقاً فهو أَعنق، والأْنثى

عَنْقاء بيِّنة العَنَق. وحكى اللحياني: ما كان أَعْنَقَ ولقد عَنِقَ

عَنَقاً يذهب إلى النّقلة. ورجل مُعْنِقٌ وامرأة مُعْنِقَةٌ: طويلا العُنُقِ.

وهَضْبة معْنقة وعَنْقاءُ: مرتفعة طويلة؛ أَبو كبير الهذلي:

عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ يكون أَنِيسُها

وُرْقَ الحَمام، جَميمُها لم يُؤكل

ابن شميل: مَعَانيق الرمال حبال صغار بين أَيدي الرمل، الواحدة

مُعْنِقة.وعانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً: التزمه فأدنى عُنُقَه من عُنُقِه، وقيل:

المُعَانقة في المودة والإعْتِناقُ في الحرب؛ قال:

يَطْعُنُهم، وما ارْتَمَوْا، حتى إذا اطَّعَنُوا

ضارَبَ، حتى إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا

وقد يجوز الافتعالُ في موضع المُفاعلة، فإذا خصصت بالفعل واحداً دون

الآخر لم تقل إلاّ عانَقه في الحالين، قال الأَزهري: وقد يجوز الاعتناقُ في

المودَّةِ كالتَّعانُقِ، وكلٌّ في كلٍّ جائزٌ.

والعَنِيقُ: المُعانِقُ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:

وما راعَني إلاَّ زُهاءُ مُعانِقِي،

فأَيُّ عَنِيقٍ بات لي لا أَبالِيَا

وفي حديث أُم سلمة قالت: دخَلَتْ شاة فأَخذت قُرْصاً تحت دَنٍّ لنا فقمت

فأَخذته من بين لَحْييها فقال: ما كان ينبغي لكِ أَن تُعَنِّقِيها أَي

تأخذي بعُنُقِها وتَعْصِريها، وقيل: التَّعْنِيقُ التَّخْييبُ من

العَنَاقِ وهي الخيبة. وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات:

ابْكِينَ وإياكنَّ وتَعَنُّقَ الشيطان؛ هكذا جاء في مسند أَحمد، وجاء في غيره:

ونَعِيقَ الشيطان، فإن صَحَّت الأُولى فتكون من عَنَّقَه إذا أَخذ

بعُنُقِه وعَصَرَ في حلقه لِيَصِيح، فجعل صياح النساء عند المصيبة مسبَّباً عن

الشيطان لأنه الحامل لهنَّ عليه.

وكلب أَعْنَقُ: في عُنُقِه بياض. والمِعْنَقَةُ: قلادة توضع في عُنُق

الكلب؛ وقد أَعْنَقَه: قلَّده إياها. وفي التهذيب: والمِعْنَقَةُ القلادة،

ولم يخصص. والمِعْنَقةُ: دُوَيبة.

واعْتَنَقَت الدابةُ: وقعت في الوَحْل فأخرجت عُنقَها. والعانِقاءُ:

جُحْرٌ مملوءٌ تراباً رِخْواً يكون للأَرنب واليَرْبوع يُدْخِل فيه عُنُقَه

إذا خاف. وتَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء وتَعَنَّقَتْها كلاهما: دَسَّتْ

عُنقها فيه وربما غابت تحته، وكذلك اليربوع، وخصَّ الأَزهري به اليربوع

فقال: العانقاءُ جُحْر من جِحَرة اليربوع يملؤه تراباً، فإذا خاف

انْدَسَّ فيه إلى عُنُقه فيقال تَعَنَّقَ، وقال المفضل: يقال لجِحَرة اليربوع

النّاعِقاءُ والعانِقاء والقاصِعاءُ والنافِقاءُ والرَّاهِطماءُ

والدامّاءُ.ويقال: كان ذلك على عُنُق الدهر أَي على قديم الدهر. وعُنُق كل شيء.

عُنُق الصيف والشتاء: أَولهما ومقدَّمتهما على المثل، وكذلك عُنُق السِّنّ.

قال ابن الأَعرابي: قلت لأَعرابي كم أَتى عليك؟ قال: أخذت بعُنُق الستين

أي أَولها، والجمع كالجمع. والمُعْتنَق: مَخْرج أَعناق الحبال

(* قوله

«أعناق الحبال» أي حبال الرمل.) قال:

خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ

وعُنُق الرَّحِم: ما اسْتدق منها مما يلي الفرج. والأَعناق: الرؤساء.

والعُنُق: الجماعة الكثيرة من الناس، مذكَّر، والجمع أَعْناق. وفي التنزيل:

فظلَّت أَعناقهم لها خاضعين؛ أَي جماعاتهم، على ما ذهب إليه أكثر

المفسرين، وقيل: أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم

وأَعْناقهم، وقد تقدم تفسير الخاضعين على التأويلين، والله أَعلم بما أَراد.

وجاء بالخبر على أصحاب الأَعناق لأنه إذا خضع عُنُقهِ فقد خضع هو، كما

يقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ يده. وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي

طوائف؛ قال الأَزهري: إذا جاؤوا فِرَقاً، كل جماعة منهم عُنُق؛ قال الشاعر

يخاطب أَمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه:

أَبْلِغْ أَميرَ المؤمنيـ

ـن أخا العِراقِ، إذا أَتَيْتا

أَن العِراقَ وأَهلَهُ

عُنُقٌ إليكَ، فَهْيتَ هَيْتَا

أَراد أَنهم أَقبلواإليك بجماعتهم، وقيل: هم مائلون إليك ومنتظروك.

ويقال: جاء القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي رَسَلاً رَسَلاً وقَطِيعاً قطيعاً؛ قال

الأَخطل:

وإذا المِئُونَ تواكَلَتْ أَعْناقُها،

فاحْمِدْ هُناكَ على فَتىً حَمّالِ

قال ابن الأَعرابي: أَعْناقُها جماعاتها، وقال غيره: سادَاتها. وفي

حديث: يخرج عُنُقٌ من النار أَي تخرج قطعة من النار. ابن شميل: إذا خرج من

النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق. وفي الحديث: لا يزال الناس مختلفةً

أَعْناقُهم في طلب الدنيا أَي جماعات منهم، وقيل: أَراد بالأَعناق الرؤساء

والكُبَرَاء كما تقدم، ويقال: هم عُنُق عليه كقولك هم إلْبٌ عليه، وله عُنُق في

الخير أَي سابقة. وقوله: المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً يوم القيامة؛

قال ثعلب: هو من قولهم له عُنُق في الخير أَي سابقة، وقيل: إنهم أكثر

الناس أَعمالاً، وقيل: يُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم، وقيل: يُزَادونَ على

الناس، وقال غيره: هو من طول الأَعْناقِ أي الرقاب لأَن الناس يومئذ في

الكرب، وهم في الرَّوْح والنشاط متطلعون مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لهم في

دخول الجنة؛ قال ابن الأَثير: وقيل أَراد أَنهم يكونون يومئذ رؤساء

سادةً، والعرب تصف السادة بطول الأَعناق، وروي أَطولُ إعْناقاً، بكسر الهمزة،

أَي أَكثر إسراعاً وأَعجل إلى الجنة. وفي الحديث: لا يزال المؤمن

مُعْنِقاً صالحاً ما لم يُصِبْ دماً حراماً أَي مسرعاً في طاعته منبسطاً في

عمله، وقيل: أَراد يوم القيامة. والعُنُق: القطعة من المال. والعُنُق أَيضاً:

القطعة من العمل، خيراً كان أَو شرّاً. والعَنَق من السير: المنبسط،

والعَنِيقُ كذلك. وسير عَنَقٌ وعَنِيقٌ: معروف، وقد أَعْنَقَت الدابةُ، فهي

مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق؛ واستعار أَبو ذؤيب الإعْناق للنجوم فقال:

بأَطْيَبَ منها، إذا ما النُّجُو

م أَعْنَقْنَ مِثْلَ هَوَادِي

(* هكذا ورد عجز هذا البيت في الأصل وهو مختل الوزن).

وفي حديث مُعاذٍ وأَبي موسى: أَنهما كانا مع النبي، صلى الله عليه وسلم،

في سفر أَصحابه فأناخُوا ليلةً وتَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته،

قالا: فانتبهنا ولم نَرَ رسول الله، صلى الله عليهم وسلم، عند راحلته

فاتبعناه؛ فأَخبرنا، عليه السلام، أَنه خُيِّرَ بين أَن يدخل نصفُ أُمته

الجنة وبين الشفاعة، قال شمر: قوله مَعََانيق أَي مسرعين؛ يقال: أَعْنَقْتُ

إليه أُعْنَقَ إعْناقاً. وفي حديث أصحاب الغارِ: فانفرجت الصخرة فانطلقوا

مُعَانقينَ إلى الناس نبشّرهم، قال شمر: قوله معانيق أَي مسرعين، من

عانَقَ مثل أَعْنِقَ إذا سارَع وأَسرع، ويروى: فانطلقوا مَعانيقَ؛ ورجل

مُعْنِقٌ وقوم مُعْنِقون ومَعانيق؛ قال القطامي:

طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق،

ما كنت أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ

وقال ذو الرمة:

أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ،

بأََدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ؟

المُعْنِقات: المتقدمات منها. والعَنَقُ والعَنِيقُ من السير: معروف

وهما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً. وفي نوادر الأَعراب: أَعْلَقْتُ

وأَعْنَقْتُ. وبلاد مُعْلِقة ومُعْنِقة: بعيدة. وقال أَبو حاتم: المَعانقُ هي

مُقَرِّضات الأَسَاقي لها أَطواق في أَعناقها ببياض. ويقال عَنَقَت السحابةُ

إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها؛ وقال:

ما الشُّرْبُ إلاّ نَغَباتٌ فالصَّدَرْ،

في يوم غَيْمٍ عَنَقَتْ فيه الصُّبُرْ

قال: والعَنَقُ ضرب من سير الدابة والإبل، وهو سير مُسْبَطِرٌّ؛ قال

أَبو النجم:

يا ناقَ سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً،

إلى سليمانَ، فَنَسْترِيحا

ونَصب نَسْتريح لأَنه جواب الأمر بالفاء. وفرس مِعْناق أي جيد العَنَق.

وقال ابن بري: يقال ناقة مِعْناق تسير العَنَق؛ قال الأَعشى:

قد تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ،

َعنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ

وفي الحديث: أنه كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ. وفي الحديث:

أَنه بعث سَرِيّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله، صلى الله

عليه وسلم، إلى بني سُلَيْم فانْتَحَى له عامرُ بن الطُّفَيْل فقتله،

فلما بلغ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَتْلُه قال: أَعْنَقَ لِيَمُوتَ،

أَي أَن المنية أَسرعت به وساقته إلى مصرعه.

والمُعْنِق: ما صُلب وراتفع عن الأَرض وحوله سَهْل، وهو منقاد نحو مِيلٍ

وأَقل من ذلك، والجمع مَعانيقُ، توهموا فيه مِفْعالاً لكثرة ما يأتيان

معاً نحو مُتْئِم ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار.

والعَناق: الحَرَّة. والعَناق: الأُنثى من المَعَز؛ أَنشد ابن الأَعرابي

لقُريْطٍ يصف الذئب:

حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً،

وما هي، وَيْبَ غَيرِك، بالعَناقِ

فلو أَني رَمَيْتُك من قريب،

لعاقَكَ عن دُعاءِ الذَّئبِ عاقِ

والجمع أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق. قال سيبويه: أَمُّا تكسيرهم إياه على

أَفْعُل فهو الغالب على هذا البناء من المؤنث، وأَما تكسيرهم له على فُعُول

فلتكسيرهم إياه على أَفْعُل، إذ كانا يعتقبان على باب فَعْل. وقال

الأَزهري: العَنَاق الأُنثى من أَولاد المِعْزَى إذا أتت عليها سنة، وجمعها

عنوق، وهذا جمع نادر، وتقول في العدد الأَقل: ثلاث أَعْنُقٍ وأَربع

أََعْنُقٍ؛ قال الفرزدق:

دَعْدِِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم، إنَّني

في باذِخٍ، يا ابن المَراغة، عالِ

وقال أَوس بن حجر في الجمع الكثير:

يَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ،

له ظأبٌ كما صَخِبَ الغِرِيمُ

وفي حديث الضحية: عندي عَناقٌ جَذَعةٌ؛ هي الأُنثى من أَولاد المعز ما

لم يتم له سنة. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: لو مَنَعوني عَناقاً مما

كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لقاتلتُهم عليه؛ قال

ابن الأَثير: فيه دليل على وجوب الصدقة في السِّخَال وأَن واحدة منها

تجزئ عن الواجب في الأَربعين منها إذا كانت كلها سِخَالاً ولا يُكَلَّفُ

صاحبها مُسِنَّةً؛ قال: وهو مذهب الشافعي، وقال أَبو حنيفة: لا شيء في

السخال، وفيه دليل على أن حَوْل النَّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ، ولو كانَ

يُستأنَف لها الحَوْلُ لم يوجد السبيلُ إلى أَخذ العَناق. وفي حديث الشعبي:

نحن في العُنُوق ولم نبلغ النُّوق؛ قال ابن سيده: وفي المثل هذه العُنُوق

بعد النُّوق؛ يقول: مالُكَ العُنُوق بعد النّوق، يضرب للذي يكون على حالة

حَسَنة ثم يركب القبيح من الأَمر ويَدَعُ حاله الأُولى، وينحطّ من عُلُو

إلى سُفل؛ قال الأَزهري: يضرب مثلاَ للذي يُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة،

والمعنى أَنه صار يرعى العُنُوق بعدما كان يرعى الإبل، وراعي الشّاءِ

عند العرب مَهِينٌ ذليل، وراعي الإبل عزيز شريف؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

لا أَذَبحُ النّازِيَ الشّبُوبَ، ولا

أَسْلُخُ، يومَ المَقامةِ، العُنُقَا

لا آكلُ الغَثَّ في الشِّتاءِ، ولا

أَنْصَحُ ثوبي إذا هو انْخَرَقَا

وأَنشد ابن السكيت:

أَبوكَ الذي يَكْوي أُنُوف عُنُوقِه

بأَظفارِهِ حتى أَنَسَّ وأَمْحَقا

وشاة مِعْناق: تلد العُنُوق؛ قال:

لَهْفِي على شاةِ أَبي السِّبّاقِ

عَتِيقةٍ من غنمٍ عِتَاقٍ،

مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ

والعَناقُ: شيءٌ من دوابِّ الأَرض كالفَهْد، وقيل: عَناق الأَرض

دُوَيْبَّة أَصفر من الفَهْد طويلة الظهر تصيد كل شيء حتى الطير؛ قال الأَزهري:

عَناقُ الأَرض دابة فوق الكلب الصيني يصيد كما يصيد الفَهْدُ، ويأكل

اللحم وهو من السباع؛ يقال: إنه ليس شيء من الدواب يُؤَبِّرُ أَي يُعَقّي

أَثرَه إذا عدا غيره وغير الأَرْنب، وجمعه عُنُوق أَيضاً، والفُرْسُ تسميه

سِيَاهْ كُوشَ، قال: وقد رأَيته بالبادية وهو أَسود الرأس أَبيض سائره.

وفي حديث قتادة: عَناقُ الأَرض من الجوارح؛ هي دابة وحشية أَكبر من

السَّنَّوْر وأَصغر من الكلب. ويقال في المثل: لقي عَنَاقَ الأرض، وأُذُنَيْ

عَنَاقٍ أَي داهية؛ يريد أَنها من الحيوان الذي يُصْطاد به إذا عُلِّم.

والعَنَاقُ: الداهية والخيبة؛ قال:

أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ

سَبَاياكُمْ، وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ؟

القاريةُ: طير أَخضر تحبّه الأَعراب، يشبهون الرجل السخيّ بها، وذلك

لأَنه يُنْذِرُ بالمطر؛ وصفهم بالجُبْن فهو يقول: فَزِعتُمْ لمَّا سمعتم

ترجيع هذا الطائر فتركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالخيبة. وقال علي بن حمزة:

العَنَاقُ في البيت المُنْكَرُ أَي وأُبْتُم بأَمر مُنْكَر. وأُذُنا عَناقٍ،

وجاء بأُذنَيْ عَناقٍ الأَرض أَي بالكذب الفاحش أَو بالخيبة؛ وقال:

إذا تَمَطَّيْنَ على القَيَاقي،

لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَنَاقِ

يعني الشدَّة أَي من الحادي أَو من الجمل. ابن الأَعرابي: يقال منه

لقيتُ أُذُنَيْ عَناقٍ أَي داهية وأمراً شديداً. وجاء فلان يأُذني عنَاق إذا

جاء بالكذب الفاحش. ويقال: رجع فلان بالعَناق إذا رجع خائباً، يوضع

العَناق موضع الخيبة. والعنَاق: النجم الأَوسط من بنات نَعْش الكُبْرى:

والعَنْقاءُ: الداهية؛ قال:

يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا،

وأُمَّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا،

والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا

وكلهن دَواهِ، ونكرَّ عَنْقاء وعَنْقَفِيراً، وإنما هي العَنْقاء

والعَنْقَفِير، وقد يجوز أن تحذف منهما اللام وهما باقيان على تعريفهما.

والعَنْقاء: طائر ضخم ليس بالعُقاب، وقيل: العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لا أَصل

لها، يقال: إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا

الداهية عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً؛ قال:

ولولا سليمانُ الخليفةُ، حَلَّقَتْ

به، من يد الحَجّاج، عَنْقاءُ مُغْرِب

وقيل: سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق، وقال كراع:

العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس، وقال الزجاج: العَنْقاءُ

المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد، وقيل في قوله تعالى؛ طيراً أَبابِيلَ؛ هي

عَنْقاءُ مُغْرِبَة. أَبو عبيد؛ من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ

المُغْرِبُ، ولم يفسره. قال ابن الكلبي: كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن

صَفْوان، وكان بأَرضهم جبل يقال له دَمْخ، مصعده في السماء مِيلٌ، فكان

يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون، لها عنق طويل من أَحسن الطير، فيها من

كل لون، وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على الطير فتأْكلها، فجاعت

وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به، فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً، لأَنها تَغْرُب

بكل ما أَخذته، ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى جناحين

لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين، ثم طارت بها، فشكوا ذلك إلى نبيهم، فدعا

عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت، فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها،

ويقال: أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ، وطارت به العَنْقاء.

والعَنْقاء: العُقاب، وقيل: طائر لم يبق في أَيدي الناس من صفتها غير اسمها.

والعَنْقاءُ: لقب رجل من العرب، واسمه ثعلبة بن عمرو. والعَنْقاءُ: اسم مَلِكِ،

والتأنيث عند الليث للفظ العَنْقاءِ. والتَّعانِيقُ: موضع؛ قال زهير:

صَحَا القلبُ عن سَلْمَى، وقد كاد لا يَسْلُو،

وأَقْفَرَ، من سَلْمَى، التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ

قال الأَزهري: ورأَيت بالدهناء شبه مَنارة عاديَّةٍ مبنية بالحجارة،

وكان القوم الذين كنت معهم يسمونها عَناقَ ذي الرمة لذكره إياها في شعره

فقال:

ولا تَحْسَبي شَجِّي بك البِيدَ، كلَّما

تَلأْلأَ بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ

مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ ما بين شارعٍ،

إلى حيثُ حادَتْ عن عَنَاق الأَواعِسُ

قال الأَصمعي: العَناق بالحِمَى وهو لَغَنِيٍّ وقيل: وادي العَناق

بالحِمَى في أَرض غنِيّ؛ قال الراعي:

تَحمَّلْنَ من وادي العَناق فثَهْمَدِ

والأَعْنَق: فحل من خيل العرب معروف، إليه تنسب بنات أَعْنَق من الخيل؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ،

لرؤيتِها يَرُحْنَ ويَغْتَدِينا

ويروى: مُسْرِجاتٍ. قال أَبو العباس: اختلفوا في أَعْنَق فقال قائل: هم

اسم فرس، وقال آخرون: هو دُهْقان كثير المال من الدَّهَاقِين، فمن جعله

رجلاً رواه مُسْرِجات، ومن جعله فرساً رواه مُسْرَجات.

وأَعْنَقَت الثُّرَيّا إذا غابت؛ وقال:

كأنِّي، حين أَعْنَقَتِ الثُّرَيّا،

سُقِيتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا

وأَعْنَقَتِ النجومُ إذا تقدمت للمَغيب.

والمُعْنِقُ: السابق، يقال: جاء الفرس مُعْنِقاً، ودابة مِعْناقٌ وقد

أَعْنَق؛ وأَما قول ابن أَحمر:

في رأس خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ،

لا يُبْتَغَى دونها سَهْلٌ ولا جَبَلُ

فإنه يصف جبلاً، يقول: لا ينبغي أَن يكون فوقها سهل ولا جبل أَحصن منها.

وقد عَانَقه إذا جعل يديه على عُنُقه وضمَّه إلى نفسه وتَعَانَقَا

واعْتَنَقا، فهو عَنِيقُه؛ وقال:

وباتَ خَيالُ طَيْفك لي عَنِيقاً،

إلى أَن حَيْعَل الدَّاعِي الفَلاحَا

عنق

1 عَنِقَ, aor. ـَ inf. n. عَنَقٌ, He (a man, TK) was, or became, long in the neck. (TA, TK. [The verb in this sense is said in the TA to be like فَرِحَ: but in two instances in the same it is written عَنُقَ, with the same inf. n., and expl. as meaning He was, or became, long and thick in the neck.]) b2: [Golius has assigned to عَنَقَ (an unknown verb) two significations belonging to تعنّق.]2 عنّق عَلَيْهِ, inf. n. تَعْنِيقٌ, He went along and looked down upon it or came in sight of it; expl. by مَشَى وَأَشْرَفَ. (O, K.) b2: عنّقت السَّحَابَةُ The cloud emerged from the main aggregate of the clouds, and was seen white by reason of the sun's shining upon it. (TA.) b3: عنّقِت اسْتُهُ His posteriors, or his anus, protruded; syn. خَرَجَت. (O, K.) b4: عنّقت كَوَافِيرُ النَّخْلِ The spathes of the palm-trees became long, (O, K,) but had not split open. (O.) b5: عنّقت البُسْرَةُ The date that had begun to colour ripened nearly as far as the قِمَع [or base] thereof, (K, TA,) so that there remained of it around that part what was like the finger-ring. (TA.) A2: عنّقهُ He took him by his neck, and squeezed his throat, or fauces. (O, * L, K. *) It is related in a trad., that the Prophet said to Umm-Selemeh, when a sheep, or goat, of a neighbour of her's had come in and taken a cake of bread from beneath a jar belonging to her, and she had taken it from between its jaws, مَا كَانَ يَنْبَغِى لَكِ أَنْ تُعَنِّقِيهَا i. e. [It did not behoove thee] that thou shouldst take hold of its neck and squeeze it: or the meaning is, that thou shouldst disappoint it; (O, K;) from عنّقهُ signifying he disappointed him; (K;) which is from العَنَاقُ: (O:) or, as some relate it, he said ان تُعَنِّكِيهَا, (O, K,) i. e., that thou shouldst distress it, and treat it roughly: (O:) and تُعَنِّفِيَهَا, with ف, would be approvable if agreeing with a relation. (O, K. *) And it is also related in a trad., that he said to the women of 'Othmán Ibn-Madh'oon, when he died, الشَّيْطَانِ ↓ اِبْكِينَ وَإِيَّاكُنَّ وَتَعَنُّقَ, if correct, [meaning Weep ye, but beware ye of the Devil's seizing by the neck, and squeezing the throat,] from عنّقهُ as first expl. above: but it is by some related otherwise, i. e. وَنَعِيقَ الشيطان. (L.) 3 عانقهُ, (S, TA,) and عَانَقْتُ المَرْأَةَ, (Msb,) inf. n. عِنَاقٌ (S, Msb, TA) and مُعَانَقَةٌ, He embraced him, putting his arms upon his neck, and drawing, or pressing, him to himself, (S, TA,) and I so embraced the woman, as also ↓ اعتنقتها; (Msb;) [and ↓ تعانقهُ, and ↓ تعنّقهُ: see the last of the verses cited voce بَيْنٌ, and the remarks thereon: but see also what here follows:] and ↓ تعانقنا We so embraced each other or one another: (Msb:) and ↓ تعانقا, and ↓ اعتنقا, [They so embraced each other,] both signifying the same; (S, O;) but (O) عانقا and ↓ تعانقا are said in a case of love, or affection, and ↓ اعتنقا is said in a case of war and the like; (O, * K;) or, accord. to Az, ↓ التَّعَانُقُ and ↓ الاِعْتِنَاقُ are both allowable in all cases: and [it is said that] when the act is predicated of one exclusively of the other, one says only عانقهُ, in both the cases above mentioned. (TA.) A2: See also the next paragraph.4 اعنق الكَلْبَ He put the collar upon the neck of the dog. (S, O, K.) A2: اعنق, (S, Msb,) inf. n. إِعْنَاقٌ, (Msb,) said of a horse [and the like], (S,) He went the pace termed عَنَق, (S, Msb,) i. e. a stretching pace, or a hastening and stretching pace, (S,) or a quick pace with wide steps. (Msb.) and He hastened; as also ↓ عانق. (TA.) اعنقوا إِلَيْهِ, meaning They hastened to him, or it, is from العَنَقُ signifying the pace thus termed. (Mgh.) In the phrase أَعْنَقَ لِيَمُوتَ, (Mgh,) occurring in a trad., (O,) the ل is used causatively: [i. e., the phrase signifies He hastened that he might die:] (Mgh:) [or] the meaning is, that the decree of death made him to hasten, and drove him on, to his place of slaughter. (O.) b2: اعنقت البِلَادُ The countries were, or became, distant, or remote; and so اعلقت. (TA, from the Nawádir el-Aaráb.) b3: اعنقت الثُّرَيَّا (tropical:) The ثريّا [or Pleiades] set. (O, K, TA.) and اعنقت النُّجُومُ (assumed tropical:) The stars advanced to the place of setting. (O.) b4: اعنق الزَّرْعُ (assumed tropical:) The corn became tall, and put forth its ears: (O, K, TA:) as though it became such as had a neck. (TA.) b5: اعنقت الرِّيحُ (tropical:) The wind raised the dust, or carried it away, and dispersed it. (O, K, TA. [See also 8.]) 5 تَعَنَّقَ see 2, last sentence: b2: and see also 3. b3: تعنّق said of the jerboa, It entered its hole called the عَانِقَآء; (O, K;) or so تعنّق العَانِقَآءَ, and تعنّق بِهَا: (TA:) and, said of the hare, it hid, or inserted, its head and its neck in its burrow [app. meaning in the burrow of a jerboa: but see عَانِقَآءُ]. (O, K.) 6 تَعَاْنَقَ see 3, in five places.8 إِعْتَنَقَ see 3, in four places. b2: [Hence, اِعتِنَاقُ السَّلَاسِلِ, a phrase well known as meaning The putting of chains upon one's (own) neck; occurring in the K voce رَهْبَانِيَّة. b3: And] اعتنقت الأَمْرَ I took to the affair with earnestness. (Msb.) b4: اعنتقت الدَّابَّةُ The beast fell in the mire, and put forth its neck. (TA.) A2: اعتنقت الرِّيحُ بِالتُّرَابِ [app. meaning, like اعنقت, (see 4, last signification,) (assumed tropical:) The wind raised the dust, or carried it away, and dispersed it,] is from العَنَقُ, i. e. “ the pace with wide steps ” thus termed. (TA.) عُنْقٌ: see عُنُقٌ, first sentence, in two places.

عَنَقٌ Length of the neck. (S, O, K. [See also 1.]) b2: Also A stretching pace, or a hastening and stretching pace, of the horse or the like, and of camels: (S, O, K, TA:) or a pace with wide steps: (Mgh:) or a certain quick pace, with wide steps: a subst. from أَعْنَقَ: (Msb:) and ↓ عَنِيقٌ signifies the same. (O, TA.) [See also نَصَبَ السَّيْرَ, and وَسَجَ.] A rájiz (Abu-n-Nejm, TA) says, يَا نَاقَ سِيرِى عَنَقًا فَسِيحَا

إِلىَ سُلَيْمَانَ فَتَسْتَرِيحَا [O she-camel (يَا نَاقَ being for يا نَاقَةُ) go a stretching-pace, &c., with wide steps, to Suleyman, that thou mayest find rest]. (S, O.) عُنَقٌ: see what next follows.

عُنُقٌ and ↓ عُنْقٌ, (S, O, Msb, K, &c.,) the former of the dial. of El-Hijáz, and the latter of the dial. of Temeem, (Msb,) the latter said by Sb to be a contraction of the former, (TA,) [which is the more common,] and ↓ عَنِيقٌ and ↓ عُنَقٌ, (K, [in which it is implied that these two have all the significations assigned by its author to عُنُقٌ and عُنْقٌ,]) but [SM says] none of the leading lexicologists has mentioned these two, in what I have seen, (TA,) [adding that he had found in the O العَنِيقُ as meaning العَنَقُ, which he supposes the author of the K to have thought to be العُنُقُ,] The neck; i. e. the part that forms a connection between the head and the body; (TA;) i. q. رَقَبَةٌ; (Msb;) or i. q. جِيدٌ: (K:) [but see these two words:] masc. and fem.; (S, O, K;) generally masc., (IB, Msb, * TA,) but in the dial. of El-Hijáz fem.; (Msb;) or, as some say, ↓ عُنْقٌ is masc., and عُنُقٌ is fem.: (TA:) the pl. (i. e. of the first and second, TA) is أَعْنَاقٌ, (Sb, S, O, Msb, K,) the only pl. form. (Sb, TA.) b2: [Hence,] عُنُقُ الحَيَّةِ (assumed tropical:) A star [a] in the neck of the constellation Serpens. (Kzw.) [And عُنُقُ الشُّجَاعِ (assumed tropical:) The star a in the hinder part of the neck of the constellation Hydra: also called الفرْدُ.] b3: عُنُقُ الرَّحِمِ [The neck of the womb;] the slender part of the رحم, towards the فرْج. (TA.) b4: عُنُقُ الكَرِشِ The lowest portion of the stomach of a ruminant; (AHát, O, K;) also called الِقبَةُ [q. v.]. (AHát, O.) b5: أَعْنَاقُ النَّخْلِ (assumed tropical:) [The trunks of palm-trees]. (S in art. قصر.) b6: مَدَّ لِلْحَبِّ أَعْنَاقَهُ, said of seedproduce [or corn], means (assumed tropical:) The internodal portions of its culms appeared. (TA voce أَحْنَقَ, q. v.) b7: أَعْنَاقُ الرِّيحِ (tropical:) What have risen of the dust that is raised by the wind. (O, K, TA.) [The phrase قد رأس اعناقُ الريح, mentioned by Freytag as from the K, is a strange mistake.] b8: يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ, occurring in a trad., means (assumed tropical:) A portion will issue from the fire [of Hell]. (TA.) b9: and خَرَجَ مِنَ النَّهْرِ عُنُقٌ (assumed tropical:) A current of water issued from the river, or rivulet. (ISh, TA.) b10: عُنُقُ الصَّيْفِ and الشِّتَآءِ The first part [of summer and of winter]: and in like manner عُنُقُ السِّنِّ [The first part of the age of a man as counted by years]: IAar says, I said to an Arab of the desert, كَمْ أَتَى عَلَيْكَ [How many years have passed over thee?] and he answered, أَخَذْتُ بِعُنُقِ السِّتِّينَ i. e. [I have entered upon] the first part of the ستّين [or sixtieth year]: and the pl. is أَعْنَاقٌ. (L, TA.) And كَانَ ذٰلِكَ عَلَى عُنُقِ الدَّهْرِ (O, K, TA) and الإِسْلَامِ (TA) means That was in the old [or early] period [of time] (O, K, TA) [and of El-Islám]. (TA.) b11: [And عُنُقٌ app. signifies (assumed tropical:) The upper portion of an elevated and elongated tract of sand, or the like: see the pl. أَعْنَاق in the last sentence of this art.] b12: الكَلَامُ يَأْخُذُ بَعْضُهُ بِأَعْنَاقِ بَعْضٍ and بِعُنُقِ بَعْضٍ are tropical phrases [app. meaning (tropical:) The speech, or language, is coherent, or compact]. (TA.) b13: هُمْ عُنُقٌ إِلَيْكَ means (assumed tropical:) They are inclining to thee; and expecting thee: (S, O, K:) or, accord. to Az, they have advanced towards thee with their company [agreeably with what next follows]. (TA.) b14: عُنُقٌ signifies also (tropical:) A company of men: (O, K, TA:) or a numerous company of men: or a preceding company of men: and is masc.: (TA:) and the heads, or chiefs, (O, K, TA,) of men; (O, TA;) and the great ones, and nobles. (TA.) فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ, in the Kur [xxvi. 3], is expl. as meaning (tropical:) And their great ones and their chiefs [shall continue submissive to it]: or their companies: the pret. is here used in the sense of the future: (O, TA:) or, as some say, the meaning is, their necks. (TA. [See also art. خضع.]) One says also, جَآءَ فِى عُنُقٍ مِنَ النَّاسِ (assumed tropical:) He came in a company of men. (O.) And جَآء القَوْمُ عُنُقًا عُنُقًا (assumed tropical:) The people came in [successive] parties; as Az says, each, or every, company of them being termed عُنُق: or, as some say, gradually, party by party. (TA.) And هُمْ عُنُقٌ عَلَيْهِ (assumed tropical:) They are a company, or party, combined against him. (TA.) And it is said in a trad., لَا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ فِى

طَلَبِ الدُّنْيَا i. e. (assumed tropical:) [Mankind will not cease to have] their companies [or parties diverse in the seeking of worldly good]: or, as some say, their heads, or chiefs, and great ones. (TA.) b15: Also (assumed tropical:) A portion of good; (IAar, O, TA;) من الخُبْزِ in the K being a mistake for من الخَيْرِ: (TA:) and of property: and of work, whether good or evil. (O.) One says, لِفُلَانٍ عُنُقٌ مِنَ الخَيْرِ (assumed tropical:) To such a one pertains a portion of good. (IAar, O, TA.) And it is said in a trad., المُؤَذِّنُونَ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْنَاقًا يَوْمَ القِيَامَةِ, (IAar, O, K, * TA,) meaning (assumed tropical:) [The proclaimers of the times of prayer will be] the most abundant of men in [good] works [on the day of resurrection]: (IAar, O, K, TA:) or the meaning is, chiefs; because the Arabs describe such as being long-necked: but it is also related otherwise, i. e., إِعْنَاقًا, with kesr to the hemzeh, meaning, [the most] hasting [of men] to Paradise: (O, K, TA:) and there are other explanations: (K, TA:) one is, that they shall be preceders to Paradise; from the saying لَهُ عُنُقٌ فِى الخَيْرِ he has precedence in that which is good: so says Th: another, that they shall be forgiven to the extent of the prolonging of their voice: another, that they shall be given an addition above other men: another, that they shall be in a state of happiness and sprightliness, raising the eyes and looking in expectation; for permission will have been given to them to enter Paradise: and other explanations may be found in the Fáïk and the Nh and the Expositions of Bkh. (TA.) A2: عُنُقٌ is also a pl. of the next word. (TA.) عَنَاقٌ A she-kid, (T, S, Mgh, O, Msb, K,) when a year old, (T, TA,) or not yet a year old: (IAth, Msb, TA:) and a lamb or kid, or such as is just born; syn. سَخْلَةٌ: (TA: [see مِعْنَاقٌ, last sentence:]) pl. (of pauc., TA) أَعْنُقٌ and (of mult., TA) عُنُوقٌ (S, O, Msb, K, TA) and also عُنُقٌ, with two dammehs. (TA.) العُنُوقُ بَعْدَ النُّوقِ [The she-kids after the she-camels], (T, O, K, &c.,) meaning he has become a pastor of she-kids after having been a pastor of she-camels, (T,) is a prov., (T, O, K, &c.,) applied to him who has become lowered from a high station, (T,) or to a case of straitness after ampleness. (O, K.) b2: And العَنَاقُ, (S,) or عَنَاقُ الأَرْضِ, (T, Mgh, O, Msb, K, TA, &c.,) [which latter is now applied to The badger; ursus meles; if correctly, app. because it burrows in the earth; but this application does not well agree with the following descriptions;] a certain beast, (O, Msb, K, TA,) of the beasts of the earth, like the فَهْد [or lynx], (S,) about the size of the dog, an animal of prey, (Msb,) that hunts, (O, Msb, TA,) smaller than the فَهْد, long in the back, (TA,) also called التُّفَهُ, (Msb, TA,) or, by some, النُّفَّةُ, (O, * Msb,) with teshdeed to the ف and with the fem. ة, (Msb,) and الفُنْجُلُ, (O, TA,) in Pers\. سِيَاه كُوش [or سِيَاه گُوش, i. e. “ black ear,” if meaning the badger, app. because of the black mark on each ear]; (Mgh, O, K, TA;) said by IAmb to be a foul beast, that is not eaten, and that does not eat anything but flesh; (Msb;) Az says, it is above the size of the Chinese dog, hunts like as does the فَهْد, eats flesh, and is of the beasts of prey; and is said to be the only beast that conceals its footmarks when it runs, except the hare; and he says also, “I have seen it in the desert (البَادِيَة), and it was black in the head, the rest of it being white: ” the pl. is عُنُوقٌ. (TA.) b3: العَنَاقُ is also the name of (assumed tropical:) The middle star ζ] of [the three stars called] بَنَات نَعْش الكُبْرَى [in the tail of Ursa Major]: (O, * K, * TA:) by it is a small star called السُّهَا, by looking at which persons try their powers of sight. (Kzw. [See also القَائِدُ, in art. قود.]) b4: [And the same, or عَنَاقُ الأَرْضِ, is the name of (assumed tropical:) The star g in what is figured by some as the right, and by others as the left, leg, or foot, of Andromeda.] b5: And عَنَاقٌ signifies also A calamity, or misfortune: (S, O, K: [see also العَنْقَآءُ, voce أَعْنَقُ:]) and a hard affair or event or case: (K:) and one says, لَقِىَ مِنْهُ أُذُنَىْ عَنَاقٍ, (S, O, TA, *) and عَنَاقَ الأَرْضِ, (TA,) He experienced, from him, or it, calamity, or misfortune, and a hard affair &c. (S, O, TA. *) And جَآءَ بِأُذُنَىْ عَنَاقٍ means He uttered an exorbitant lie. (TA.) b6: Also Disappointment; (IAar, S, O, K;) and so ↓ عَنَاقَةٌ. (O, K.) Such is the meaning in the saying of a poet, أُبْتُمْ بِالعَنَاقِ [Ye returned with disappointment;]: (S, O, TA:) or the meaning is بالمُنْكَرِ [with that which was disapproved, or abominable, &c.]; agreeably with an explanation of العَنَاقُ by 'Alee Ibn-Hamzeh. (TA.) b7: And A [stony tract such as is termed] حَرَّة. (TA.) b8: And The poor-rate of two years: so in the saying of Aboo-Bekr (K, TA) to 'Omar, when he contended in war with the apostates, (TA,) لَوْ مَنَعُونِى عَنَاقًا [If they refused me a poor-rate of two years]: but it is also otherwise related, i. e. عِقَالًا, meaning a poor-rate of a year. (K, TA.) عَنِيقٌ i. q. ↓ مُعَانِقٌ [Embracing by putting the arms around the neck of another]. (S, * O, K.) A poet says, وَبَاتَ خَيَالُ طَيْفِكِ لِى عَنِيقًا

إِلَى أَنْ حَيْعَلَ الدَّاعِى الفَلَاحَا [And the fancied image of thy form coming in sleep passed the night embracing my neck until the caller to the prayer of daybreak cried, Come to security (حَىَّ عَلَى الفَلَاحِ)]. (S, O.) b2: See also مِعْنَاقٌ: b3: and see عَنَقٌ: b4: and عُنُقٌ, first sentence.

ذوات العنيق [app. ذَوَاتُ العُنَيْقِ] A sort [app. a bad sort] of dates. (TA voce حُبَيْقٌ.) عَنَاقَةٌ: see عَنَاقٌ, last quarter.

يَوْمُ عَانِقٍ One of the days [or conflicts] of the Arabs, (O, TA,) well known. (K, TA.) عَانِقَآءُ One of the holes of the jerboa, (IAar, O, K,) which it fills with earth or dust, and in which, when it fears, it conceals itself to its neck: (IAar, O:) and likewise, of the hare [?]. (TA. [See 5.]) The holes of the jerboa are this and the نَاعِقَآء and the نَافِقَآء and the قَاصِعَآء and the رَاهِطَآء and the دَامَّآء. (El-Mufaddal, L.) أَعْنَقُ Long-necked; (S, O, K;) as also ↓ مُعْنِقٌ applied to a man, and ↓ مُعْنِقَةٌ applied to a woman: (TA:) or أَعْنَقُ signifies long and thick in the neck: (TA:) fem. عَنْقَآءُ. (S.) b2: Applied to to a dog, Having a whiteness in his neck. (O, K.) b3: Also A certain stallion, of the horses of the Arabs, (O, K,) well known: (O:) whence بَنَاتُ أَعْنَقَ [The progeny of Aanak], (O, K,) certain fleet, or excellent, horses, (TA in art. بنى,) so called in relation to that stallion. (O, K.) And also said to be the name of A certain wealthy دِهْقَان [or headman, or chief, of a village or town; or proprietor thereof, in Khurásán and El-'Irák; &c.]: (O, K: *) whence بَنَاتُ أَعْنَقَ meaning The daughters of this Aanak: and it is said to have this or the former meaning in a verse of Ibn-Ahmar: (O, K:) accord. to As, certain women that were in the first age, described as being beautiful: accord. to Abu-l-'Abbás, certain women that were in El-Ahwáz; and mentioned by Jereer in satirizing El-Farezdak. (O.) b4: العَنْقَآءُ signifies also Calamity, or misfortune: (S, O, K: [like العَنَاقُ:]) one says, حَلَّقَتْ بِهِ عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ [for مُغْرِبَةٌ, meaning A calamity carried him off or away; lit., soared with him]; and [in like manner] طَارَتْ بِهِ العَنْقَآءُ: (S, O:) [see also art. غرب:] and (K) originally, (S,) العَنْقَآءُ signifies a certain bird, of which the name is known, but the body is unknown: (S, O, K:) [or it is a fabulous bird:] AHát says, in the Book of Birds, العَنْقَآءُ المُغْرِبَةُ means calamity; and not any of the birds that we know: IDrd says, عَنْقَآءُ مُغْرِبٌ is a phrase for which there is no foundation: it is said to mean a great bird that is not seen save [once] in ages; and by frequency of usage it became a name for calamity: (O:) it is also said to be called عنقآء because it has in its neck a whiteness like the neck-ring: Kr says that they assert it to be a bird that is found at the place of the setting of the sun: Zj, that it is a bird that no one has seen: some say that it is meant in the Kur cv. 3: and some, that it is the eagle: (TA:) it is called in Pers\. سِيمُرْغ: (MA:) and it is mentioned also in art. غرب [q. v.]. (K.) [See also my translation of the Thousand and One Nights, chap. xx. note 22.] b5: Also, i. e. العَنْقَآءُ, (K,) or عَنْقَآءُ, (O,) An [eminence of the kind called] أَكَمَة, above an overlooking mountain: (O, K:) or العَنْقَآءُ المُغْرِبُ signifies the summit of an أَكَمَة on the highest part of a tall, or long, mountain: so says Aboo-Málik, who denies that it means a bird. (TA in art. غرب.) And عَنْقَآءُ applied to a [hill, or mountain, such as is termed]

هَضْبَة signifies High and long. (TA. [And a meaning similar to this seems to be indicated in the S and O. See, again, art. غرب.]) تُعْنُوقٌ, with damm, (K,) or تَعْنُوقٌ, (so in the O,) A plain, or soft, tract of land: pl. تَعَانِيقُ. (O, K.) مُعْنِقٌ; and its fem., with ة: see أَعْنَقُ, first sentence. b2: Also, the former, Hard and elevated land or ground, having around it such as is plain, or soft, (O, K, TA,) extending about a mile, and less: pl. مَعَانِيقُ: and they have imagined it to be termed ↓ مِعْنَاقٌ, [partly on account of this pl., and partly] because of the many instances like مُتْئِمٌ and مِتْآمٌ, and مُذْكِرٌ and مِذْكَارٌ. (TA.) b3: And مَرْبَأَةٌ مُعْنِقَةٌ A lofty place of observation. (O, K.) b4: See also مِعْنَاقٌ, in three places. b5: مُعْنِقٌ also occurs in a trad., applied as an epithet to a believer, meaning (assumed tropical:) One who hastens in his obedience, and takes a wide range in his work. (TA.) b6: And مُعْنِقَاتٌ, as applied by Dhu-r-Rummeh to [portions of sand such as are termed] أَدْعَاص [pl. of دِعْصٌ] means Lying in advance of others. (TA.) b7: See also the next paragraph.

مَعْنَقَةٌ A curved piece of rock. (O, K.) b2: and بَلَدٌ مَعْنَقَةٌ A country in which there is no abiding, by reason of the dryness and barrenness of the ground thereof: (O, K:) thus says Sgh: but in the Nawádir el-Aaráb it is said that ↓ بِلَادٌ مُعْنِقَةٌ means countries that are distant, or remote. (TA. [See also 4.]) مِعْنَقَةٌ A قِلَادَة [meaning collar], (T, S, O, K, TA,) accord. to ISd, that is put upon the neck of a dog. (TA.) b2: Also A small [elongated and elevated tract such as is termed] حَبْل (ISh, O, K, TA, [الجَبَلُ in the CK being a mistake for الحَبْلُ,]) of sand, (ISh, O,) in front of, or before, the [main portion of] sands: by rule it should be مِعْنَاقَةٌ, because they said in the pl. مَعَانِيقُ الرِّمَالِ: (ISh, O, K:) or one should say مَعَانِقُ الرَّمْلِ. (ISh, O.) b3: See also المُعَنَّقَةُ.

مِعْنقىّ, with kesr to the م, [app. مِعْنَقِىٌّ,] sing. of مَعَانِقُ applied to Certain horses (خُيُول) of the Arabs. (TA.) المُعَنَّقَةُ, (thus in the O,) or ↓ المُعَنِّقَةُ, like مُحَدِّثَة, thus in the copies of the K, but correctly with kesr to the م, [app. ↓ المِعْنَقَةُ,] pl. مَعَانِقُ, (TA,) A certain small creeping thing; (O, K, TA;) AHát says that المَعَانِقُ signifies [the small creeping things called] مُقَرِّضَاتُ الأَسَاقِى [that gnaw holes in the skins used for water or milk], having neck-rings (أَطْوَاق), [app. white marks round the neck, for it is added,] with a whiteness in their necks. (TA.) مُعَنِّقَاتٌ, applied to mountains (جِبَال) accord. to the copies of the K, [and thus in the O,] but correctly حِبَال, with the unpointed ح, (TA,) [i. e. elongated and elevated tracts of sand,] signifies Long. (O, K, TA.) b2: See also المُعَنَّقَةُ.

A2: المُعَنِّقَةُ as signifying Hectic fever (حُمَّى الدِّقِّ) is post-classical. (TA.) مِعْنَاقٌ, applied to a horse, signifies جَيِّدُ العَنَقِ [i. e. Excellent, or good, in the pace called عَنَق]; (S, O, K, TA; [in the CK, erroneously, العُنُقِ;]) as also ↓ مُعْنِقٌ (TA) and ↓ عَنِيقٌ: (O, * TA:) and the first is also applied to a she-camel, as meaning that goes the pace called عَنَق: (IB, TA:) the pl. is مَعَانِيقُ. (K.) And one says also رَجُلٌ

↓ مُعْنِقٌ [and مِعنَاقٌ, meaning A man hastening]: and ↓ قَوْمٌ مُعْنِقُونَ and مَعَانِيقُ. (TA.) فَانْطَلَقْنَا مَعَانِيقَ إِلَى النَّاسِ occurs in a trad., meaning [and we went away] hastening [to the people]: (Sh, TA:) and in another, accord. to different relaters, ↓ فَانْطَلَقُوا مُعَانِقِينَ or مَعَانِيقَ i. e. [And they went away] hastening. (TA.) And مِعْنَاقُ الوَسِيقَةِ occurs in a verse of Abu-l-Muthellem El-Hudhalee, as some relate it, meaning Hastening after, or near after, his طَرِيدَة [app. as signifying the camels driven away by him]: but as others relate it, it is مِعْتَاق, with ت, meaning as expl. in art. عتق. (O. [The former is said in the S, in art. عتق, to be not allowable.]) A2: It is also applied to a ewe or goat (شَاةٌ مِنْ غَنَمٍ) as meaning That brings forth [app., accord. to analogy, that brings forth often] عُنُوق [meaning lambs or kids, pl. of عَنَاقٌ]. (TA.) A3: See also مُعْنِقٌ.

مُعَانِقٌ: see عَنِيقٌ: b2: and see also مِعْنَاقٌ.

مُعْتَنَقٌ A place where the أَعْنَاق [app. meaning upper portions] of the جِبَال [or mountains], accord. to the copies of the K, [and thus in the O,] but correctly حِبَال, with the unpointed خ, [i. e. elongated and elevated tracts of sand], (TA,) emerge from the سَرَاب [or mirage]: (O, K, TA:) used in this sense by Ru-beh. (O, TA.) Quasi عنقد عِنْقَادٌ and عُنْقُودٌ see in art. عقد; the ن being held to be augmentative.
عنق
العُنْقُ، بالضّمِّ، وَقَالَ سيبَويْه: هُوَ مُخفَّف من العُنُق بضمّتَيْن. وقولُه: كأمير وصُرَدٍ لم يذكُرهما أحدٌ من أئِمّة اللُغَة فِيمَا رأيتُ، غير أنّي وجدْتُ فِي العُباب قَالَ فِي أثناءِ التّركيب: والعَنيقُ: العَنَق، فظنّ المُصنّفُ أَنه العُنُق بضمّتين، وَلَيْسَ كذلِك، بل هُوَ العَنَق، محركةً، بِمَعْنى السّيْرِ، ولكنّ المصنِّفَ ثِقَةٌ فِيمَا ينقُله، فيَنبَغي أَن يكون مَا يَأْتِي بِهِ مقْبولاً: الجِيدُ، وَهُوَ وُصْلَةُ مَا بَين الرأسِ والجَسَد، وَقد فرّق بَين الجِيد والعُنُق بِمَا هُوَ مذْكور فِي شرْح الشّفاءِ للخَفاجيّ فراجعْه، يُذَكَّر ويؤنَّث. قَالَ ابنُ بَرّي: وَلَكِن قَوْلهم: عُنُقٌ هنْعاءُ، وعُنُقٌ سَطْعاءُ يشهدُ بتأنيثِ العُنُق. والتّذكيرُ أغْلَبُ، قَالَه الفَرّاءُ وغيرُه. وَقَالَ بعضُهم: من خَفّفَ ذكّر وَمن ثَقّل أنّهث. وَقَالَ سيبَويه: ج أَي: جمْعُهما أعْناق لم يُجاوِزوا هَذَا البناءَ. وَمن المَجاز: العُنُق: الجَماعة الكَثيرة، أَو المتقدِّمَة من النّآس مُذَكَّر. وَقيل: هم الرّؤساءُ منهُم والكُبَراءُ والأشْرافُ. وَبِهِمَا فُسِّر قولُه تعالَى:) فظلّتْ أعناقُهم لَها خاضِعين (أَي: فتظلُّ أشْرافُهم أَو جَماعاتُهم. والجَزاءُ يقَع فِي الْمَاضِي فِي معْنَى المُستقبَل، كَمَا فِي العُباب. وَقيل: أرادَ بالأعْناقِ هُنَا: الرِّقاب، كَقَوْلِك: ذلّت لَهُ رِقابُ القَوْمِ وأعناقُهم. ويُقال: جاءَ القومُ عُنُقاً عُنُقاً، أَي: طَوائِفَ. وَقَالَ الأزهريُّ: أَي فِرَقاً، كُلّ جماعةٍ مِنْهُم عُنُقٌ. وَقيل: رَسَلاً رَسَلاً، وقَطيعاً قَطيعاً. وَقَالَ الأخطل:)
(وَإِذا المِئُونَ تواكَلتْ أعْناقُها ... فاحْمِلْ هُناكَ على فَتى حَمّالِ)
قَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أعناقُها: جماعاتُها. وَقَالَ غيرُه: ساداتُها. وَفِي الحَدِيث: لَا يزالُ النّاسُ مُخْتلِفة أعناقُهم فِي طلَبِ الدُنْيا أَي: جماعات مِنْهُم. وقِيل: أرادَ بهم الرّؤساءَ والكُبَراءَ، كَمَا تقدّم. والعُنُق من الكَرِش: أسْفَلُها. قَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ والقِبَةُ شيءٌ وَاحِد. والعُنُق من الخُبْز: القِطْعَة مِنْهُ كَذَا فِي النُسخ، والصّوابُ من الخَيْرِ كَمَا هُوَ نصُّ ابنِ الأعرابيّ. قَالَ: يُقال: لفُلان عُنُقٌ من الخَيْر، أَي: قِطعة قَالَ: وَمِنْه الحديثُ: المؤَذِّنون أطْولُ النّآسِ أعْناقاً يَوْم الْقِيَامَة أَي: أكثرُهُم أعْمالاً. ويشْهَدُ لذَلِك قولُ مَنْ قَالَ: إنّ العُنُق هُوَ القِطْعَة من العََل خيْراً كَانَ أَو شرّاً. أَو أَرَادَ أنّهم يكونُونَ رؤَساءَ يوْمَئذٍ لأنّهم أَي: الرّؤساء عِنْد العرَب يوصَفون بطولِ العُنُق، قالَه ابنُ الْأَثِير. وَلَو قَالَ بطولِ الأعْناقِ كَانَ أحْسَنَ. قَالَ الشّمَرْدَلُ بن شَريك اليَرْبوعيّ:
(يُشبَّهون سُيوفاً فِي صَرامَتِهم ... وطولِ أنضِيَةِ الأعْناقِ واللِّمَمِ)
ورُوِي إعناقاً بكسْرِ الهمْزة، أَي: أكْثر إسْراعاً الى الجنّة وأعجلهم إِلَيْهَا. وَفِي الحَدِيث: لَا يزالُ المؤْمِن مُعْنِقاً صالِحاً مَا لم يُصِب دَماً حَرَامًا أَي: مُسْرِعاً فِي طاعَتِه مُنبَسِطاً فِي عمَله. وَفِيه أقوالٌ أُخَرُ ستّة: أحدُها: أنّهم سُبّاقٌ الى الجَنّة من قولِهم: لَهُ عُنُق فِي الخيْر، أَي: سابقَة، قَالَه ثعْلَب. الثَّانِي: يُغْفَرُ لَهُم مَدّ صوْتهم. الثالثُ: يُزادون على النّاس. الرَّابِع: أنّ النّاس يومَئذٍ فِي الكرْبِ وهم فِي الرَّوْح والنّشاط متَطَلِّعون لِأَن يؤذَنَ لَهُم بدُخولِ الجَنّة. وغيْر ذَلِك، كَمَا فِي الفائِق والنّهاية وشُروح البُخاري. وَمن المَجاز: كَانَ ذلِك على عُنُق الْإِسْلَام، وعُنُقِ الدّهْر، أَي: قَديمِ الدّهْرِ وقَديمِ الْإِسْلَام. وقولُهم: هم عُنُقٌ إلَيْك، أَي: مائِلون إليْك ومُنتَظروكَ. قَالَ الجوهريُّ: وَمِنْه قَول الشَّاعِر يُخاطِبُ أميرَ الْمُؤمنِينَ عليَّ بنَ أبي طالبٍ رَضِي الله عَنهُ:
(أبلِغْ أميرَ المؤْمِن ... ين أَخا العِراقِ إِذا أتَيْنا)

(أنّ العِراقَ وأهلَه ... عُنُقٌ إليكَ فهَيْتَ هَيْتا)
وَقَالَ الأزهريُّ: أرادَ أنّهم أقبضوا إليكَ بجماعتهم. يُقال: جاءَ القومُ عُنُقاً عُنُقا. وَذُو العُنُق: فرسُ المِقْدادِ بن الأسْوَد الكِنْدي رضيَ الله عَنهُ. أوردَه ابنُ الكَلْبيّ فِي أَنْسَاب الخيْل. وَذُو العُنُق: لقَب يَزيدَ بنِ عامِرِ بنِ المُلَوَّح بن يعْمُر، وَهَذَا الشّدّاخ بنُ عوْف بن كعْب بنِ عامِر بنِ ليْث اللّيْثي. وَذُو العُنُق: شاعِرٌ جُذاميّ. وَذُو العُنُق: لقَب خُوَيلِد بن هِلال بنِ عامِر بنِ عائِذِ بن كلْب بن عَمْرو بن لُؤَيّ بن رُهْمِ بن مُعاوِيَة بن أسْلَم بن أخْمَس بنِ الغوْثِ بنِ أنْمار البَجَليّ)
الكَلْبيّ لغِلَظِ رقَبَته، وابنُ الحَجّاج بنُ ذِي العُنُق جاهِليّ، وَكَانَ قد رأسَ. قَالَ ضِرارُ بن الخَطّاب الفِهْريّ:
(إنْ كُنتُم مُنْشِدي فوارِسكُم ... فأْتُوا الحُصَيْنَيْنِ وابنَ ذِي العُنُقِ)
وَمن المَجاز: أعْناقُ الرّيح: مَا سَطَعَ من عَجاجِها. والمِعْنَقَةُ، كمِكْنَسة: القِلادَة كَمَا فِي الصِّحاح والتّهْذيب، وخصّصَه ابنُ سيدَه فَقَالَ: توضَع فِي عُنُق الكَلْب. وَقَالَ ابنُ شُمَيل: المِعْنَقَة: الحَبْلُ الصّغير بيْن أَيدي الرّمْل. قَالَ الصاغانيّ: والقِياس مِعْناقَة، لقوْلِهم فِي الجمْع: مَعانيقُ الرّمال، كَذَا رُوِي عَن ابْن شُمَيْل. قَالَ الصَّاغَانِي: أَو مَعانِقُ الرّمل. وَذُو العُنَيْق، كزُبَيْر: ع. وذاتُ العُنَيْق: ماءَةٌ قُربَ حاجِر. والمَعْنَقَة، كمَرْحَلَة: مَا انْعَطَفَ من قِطَع الصّخورِ. نَقله الصاغانيّ.
قَالَ: ويُقال: بلَدٌ مَعْنَقَةٌ أَي: لَا مُقامَ بِهِ لجُدوبَتِه، هَكَذَا ذكَره. وَالَّذِي فِي النّوادِر يُخالِفه، كَمَا سَيَأْتِي. ويومُ عانِقٍ: م مَعْروف من أيّام العَرَب. والأعْنَق: الطّويل العُنُق الغَليظُه، وَقد عنِقَ عنَقاً، وَهِي عنْقاءُ بيِّنةُ العَنَق. وَحكى اللّحيانيُّ: مَا كَانَ أعْنَقَ، وَلَقَد عنِقَ عَنَقاً، يذْهَبُ الى النُّقْلَة.
والأعنَقُ: فحْلٌ من خيْلِهم معْروف يُنسَب إِلَيْهِ يَعْنِي بَناتِ أعْنَق فإنّهُنّ يُنْسَبْنَ إِلَيْهِ، كَمَا سَيَأْتِي قَريباً. والكَلْبُ الأعْنَق: مَنْ فِي عُنُقِه بَياضٌ كَمَا فِي العُباب والمُفْرَدات. وإبراهيمُ بنُ أعْنَق: مُحدّث كَمَا فِي العُباب. وبناتُ أعنَقَ: بَنَات دِهْقان مُتَمَوِّلٍ من الدّهاقِنَة. قَالَ الْأَصْمَعِي: هُنّ نِساءٌ كُنّ فِي الدّهْر الأول، يوصَفْن بالحُسْن، أسْرَجْنَ دوابَّهنّ، ليَنْظُرن الى هَذِه الدُرَّة من حُسْنِها. وَقَالَ أَبُو العبّاس: بَناتُ أعْنَق: نِسوة كُنّ بالأهْوازِ، وَقد ذكرَهُنّ جريرٌ للفرَزْدَق يهْجوه:
(وَفِي ماخُورِ أعْنَقَ بِتَّ تزْني ... وتمْهَرُ مَا كدَحْتَ من السُؤالِ)
وَأَيْضًا الخيْلُ المنْسوبَة الى أعْنَق الَّذِي تقدم ذكره. وبالوَجْهَيْن فُسِّر قولُ عَمْرو بنِ أحْمَر الباهِليِّ الَّذِي أنشدَه ابنُ الْأَعرَابِي: (تظَلُّ بناتُ أعْنَقَ مُسْرَجاتٍ ... لرؤيَتِه يرُحْنَ ويغْتَدينا)
قَالَ أَبُو العبّاس: مَنْ جعَل أعنَق رجُلاً رَوَاهُ مُسْرِجات بكسْر الرّاء، وَمن جعَله فَرساً رَوَاهُ بفتْحِها. وطارَت بِهِ العَنْقاءُ أَي: الدّاهِية قَالَ: يحْمِلنَ عنْقاءَ وعَنْقَفيرا وأمَّ خشّافٍ وخَنْشَفيرا والدّلْوَ والدّيْلَم والزّفيرا)
وكُلّهُنّ دَواهٍ، ونكّر عَنْقاءَ وعَنْقَفيرا، وإنّما هما باللاّم، وَقد تُحذَفُ مِنْهُمَا اللَّام، وهما باقِيان على تعْريفِهما. وَقَالَ الجوهريُّ: أصْلُ العَنْقاءِ طائِر عَظِيم معْروف الاسْم، مجْهول الجسْم. وَقَالَ أَبُو حاتِم فِي كِتاب الطّيْر: وَأما العَنْقاءُ المُغْرِبة فالدّاهِيَةُ، وليسَتْ من الطّيْر علِمْناها. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: عنْقاءُ مُغْرِب: كلِمة لَا أصْلَ لَهَا. يُقال: إنّها طائرٌ عظيمٌ لَا يُرى إِلَّا فِي الدُهور، ثمَّ كَثُر ذلِك حَتَّى سَمَّوْا الداهِية عنْقاءَ مُغْرِباً ومُغْرِبة، قَالَ:
(وَلَوْلَا سُلَيْمانُ الخَليفَةُ حلّقَتْ ... بِهِ من يَدِ الحَجّاجِ عنْقاءُ مُغْرِبُ)
وقيلَ: سُمِّيت عنْقاء لأنّه كَانَ فِي عُنُقِها بَياضٌ كالطّوْق. وَقَالَ كُراع: العَنْقاءُ فِيمَا يزْعُمون: طائِرٌ يكون عِنْد مغْرِبِ الشّمس. وَقَالَ الزَّجّاج: هُوَ طائِر لم يرَه أحدٌ. وَقيل فِي قولِه تَعالَى:) طيْراً أبابيلَ (: هِيَ عنْقاءُ مُغْرِبة، وقيلَ: هُوَ العُقاب. وَقد ذُكِر فِي: غ ر ب شَيْءٌ من ذلِك فراجِعْه. والعَنْقاءُ: لقب رجُلٍ من العَرَب، وَهُوَ ثعْلَبة بنُ عمْرو وعَمْرو هُوَ مُزَيْقِياءُ بنُ عامِر بنِ حارثَة بن ثعْلَبَة بنِ امرئِ القَيْس بن مَازِن. وَقَالَ ابْن الكَلْبيّ: قيلَ لَهُ ذَلِك لِطولِ عُنُقِه. وَقَالَ الشّاعر:
(أَو العَنْقاءُ ثعْلَبةُ بنُ عمْرو ... دِماءُ القَوْم للكَلْبي شِفاءُ)
قلت: والى ثَعْلَبةَ يرجِع نسَب الأنْصار، وهم بَنو الأوْس والخَزْرج ابنَيْ ثَعْلبةَ العَنْقاءِ هَذَا.
والعَنْقاءُ: أكَمَة فَوق جبَل مُشرِفٍ، قَالَه أَبُو مالِكٍ، وقدتقدّم ذَلِك للْمُصَنف فِي غ ر ب. وَأما قولُ ابنِ أَحْمَر:
(فِي رأسِ خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ ... لَا يُبْتَغَى دونَها سهْلٌ وَلَا جبَلُ)
فإنّه يصِفُ جبَلاً، يَقُول: لَا ينْبَغي أَن يكون فوْقَها سهْلٌ وَلَا جبَلٌ أحْصَن مِنْهَا. وعَنْقاءُ: ملِكٌ من قُضاعَة، والتّأنيثُ عندَ اللّيثِ للَفْظِ العَنْقاءِ. وابنُ عنْقاءَ: شاعِر كَمَا فِي العُباب. وعُنْقَى، كبُشْرَى: أرْضٌ، أَو وادٍ وَبِه رُوِي قولُ أبي ذُؤيْب الهُذَلي المذْكور فِي ع م ق. والعَنيقُ كأمير: المُعانِقُ. قَالَ الشَّاعِر:
(وباتَ خَيالُ طيفِكَ لي عَنيقاً ... الى أنْ حيْعَلَ الدّاعي الفَلاحا)
كَمَا فِي الصِّحَاح، وأنشَدَ أَبُو حَنيفة:
(وَمَا راعني إِلَّا زُهاءُ مُعانِقي ... فأيُّ عَنيقٍ باتَ لي لَا أَبَا لِيا)
والعَنَق، مُحَرّكة: ضرْبٌ من السّيْر، وَهُوَ سيْر مُسْبَطِرٌّ منبَسِط للإبِل والدّابّةِ. وَمِنْه الحَديث: أنّه)
كَانَ يسيرُ العَنَقَ فَإِذا وجَدَ فجْوةً نصَّ. وَقَالَ أَبُو النّجْم: يَا ناقُ سِيري عَنَقاً فَسيحا إِلَى سُليمانَ فنَسْتَريحا والعَنَق: طولُ العُنُق، وَقد عَنِقَ كفَرِح. والعَناقُ كسَحاب: الْأُنْثَى من أولادِ المَعزِ، زادَ الأزهريُّ: إِذا أتَتْ عَلَيْهَا سنةٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَثِير: مَا لم يتمّ لَهُ سنَة. وأنشدَ ابنُ الْأَعرَابِي لقُرَيْط يصِف الذّئب:
(حسِبتَ بُغامَ راحِلَتي عَناقاً ... وَمَا هِيَ وَيْبَ غيْرِكَ بالعَناقِ)

(فَلَو أنّي رميتُك من قَريبٍ ... لعاقَكَ عَن دُعاءِ الذّئبِ عاقِ)
ج فِي أقلّ العَدَد ثَلاثُ أعْنُق وأربَع أعْنُق. قَالَ الفرَزدَق:
(دعْدِعْ بأعنُقِكَ القوائِمَ إنّني ... فِي باذِخٍ يَا بنَ المَراغَةِ عالِ)
والجَمْع الْكثير عُنوقٌ. قَالَ الأزهريّ: هُوَ نادِرٌ. قَالَ أوسُ بنُ حَجَر:
(يَصوعُ عُنوقَها أحْوَى زَنيمٌ ... لَهُ ظأَبٌ كَمَا صخِبَ الغَريمُ)
وأنشَد ابنُ السّكّيت:
(أبوكَ الَّذِي يكْوي أنوفَ عُنوقِه ... بأظْفارِه حتّى أنَسّ وأمْحَقا)
وَقَالَ سيبوَيْه: أما تكْسيرُهم إيّاه على أفْعُل فَهُوَ الغالِب على هَذَا البِناءِ من المؤنّث. وَأما تكْسيرُهم لَهُ على فُعول، فلتَكْسيرهم إيّاه على أفْعُل إِذْ كَانَا يعْتَقِبان على بَاب فَعْل. وَفِي المثَل: العُنوق بعْد النّوق يُضرَب فِي الضّيقِ بعْدَ السَّعَةِ. وَفِي حَدِيث الشّعْبيّ: نحْنُ فِي العُنوق وَلم نبْلُغ النّوق قَالَ ابنُ سيدَه: وَفِي المثَل: هَذِه العُنوقُ بعد النّوق يَقُول: مالُكَ العُنوقُ بعدَ النّوق، يُضرَبُ للَّذي يكونُ على حالَة حسَنة، ثمَّ يركبُ القَبيحَ من الْأَمر، ويدَعُ حالَه الأولى، وينحَطُّ من عُلْوٍ الى سُفْلٍ. قَالَ الأزهريّ: يُضرَب للَّذي يُحَطُّ عَن مرتَبَتِه بعد الرِّفْعَة. والمَعْنى أَنه صَار يرْعَى العُنوقَ بعد مَا كَانَ يرْعَى الإبلَ، وراعِي لشّاءِ عندَ الْعَرَب مَهينٌ ذَليلٌ، وراعي الإبِل عَزيز شَريف. وعَناقُ الأَرْض: دابّة صَيّادَة، يُقال لَهَا: التُّفَّةُ، والعُنْجُل، وَهِي أصْغَر من الفَهْدِ الطّويل الظّهْر. وَقَالَ الأزهريُّ: فوقَ الكَلْبِ الصّينيّ، يَصيدُ كَمَا يَصيد الفَهْد، وَيَأْكُل اللّحْمَ، وَهُوَ من السِّباع. يُقال: إِنَّه ليسَ شيءٌ من الدّوابّ يؤَبِّر، أَي: يُعَفِّي أثَره إِذا عَدا غيرَه وغيرَ الأرنَب، وجمعُه عُنوقٌ أَيْضا عجَميّتُه سِياهْ كوشْ قَالَ: وَقد رأيتُه بالبادِيَة، وَهُوَ أسودُ الرّأسِ، أبيضُ)
سائِره. والعَناقُ أَيْضا: الدّاهِيَة. يُقَال: لقِيَ فُلان عَناقَ الأَرْض، وأُذُنَيْ عَناق، أَي: داهِيَة. وَقيل: الأمرُ الشّديد. قَالَ: إِذا تمطّيْنَ على القَيافِي لاقَيْنَ مِنْهُ أُذُنَيْ عَناقِ أَي: من الحادِي، أَو من الجَمَل. ويُقال: رجَع فُلانٌ بالعَناق: إِذا رجَع خائِباً، يوضَع العَناقُ موضِعَ الخيْبة، قَالَ:
(أمِنْ ترْجيع قارِيَةِ ترَكْتُم ... سَباياكُم وأُبتُم بالعَناقِ)
وصفَهُم بالجُبْن. وقارِية: طيْر أخضَرُ يُنذِرُ بالمطَر. يَقُول: فزِعْتُم لمّا سمِعْتُم ترْجيعَ هَذَا الطّائِر فتركْتُم سَباياكم، وأُبتُم بالخَيْبة. كالعَناقة. والعَناقُ: الوُسْطَى من بَناتِ نَعْش الكُبَر وَقد ذُكِر فِي: ق ود تفْصيلاً، وأشَرْنا لَهُ هُناك. وَفِي شرْح الخُطْبة: والعَناق: زَكاةُ عامَين، قيل: وَمِنْه قولُ أبي بكْرٍ رضِي اللهُ عَنهُ لعُمَرَ بنِ الخطّاب رضِي اللهُ عَنهُ حِين حارَب أهلَ الرِّدّة: لَو مَنَعوني عَناقاً مِمَّا كَانُوا يؤدّونَه الى رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لقاتَلْتهُم عَلَيْهِ. ويُروى: عِقالاً، وَهُوَ زَكاةُ عَام. وَقَالَ ابْن الْأَثِير: فِي الرّواية الأولَى دَليلٌ على وُجوب الصّدقةِ فِي السِّخالِ، وأنّ وَاحِدَة مِنْهَا تُجزِئُ عَن الواجِبِ فِي الأرْبَعين مِنْهَا إِذا كَانَت كُلُّها سِخالاً، وَلَا يُكلَّفُ صاحبُها مُسنّة. قَالَ: وَهُوَ مَذْهَب الشّافِعيّ. وَقَالَ أَبُو حَنيفة: لَا شيءَ فِي السِّخال، وَفِيه دَليلٌ على أنّ حوْل النِّتاج حوْلُ الأمّهات، وَلَو كَانَ يُستأنف لَهَا الحَوْل لم يوجَدْ السّبيلُ الى أخذِ العَناقِ.
والعَناقُ: فرسُ مُسْلِم بنِ عَمْرو الباهِليّ من نسْلِ الحَرونِ بنِ الخُزَزِ بن الوَثيميّ بنِ أعْوَجَ.
والعَناق: ع، قَالَ ذُو الرُّمّة:
(عَناقَ فأعْلَى واحِفَيْنِ كأنّه ... من البَغْي للأشْباحِ سِلْمٌ مُصالِحُ)
وَقيل: العَناقُ: مَنارَةٌ عادِيّة بالدّهْناءِ، ذكرَها ذُو الرُمّةِ فِي شِعْره، وَبِه فُسِّر البيْتُ الَّذِي تقدّم لَهُ.
وَقَالَ أَيْضا يصِفُ ناقتَه:
(مُراعاتُك الآجالَ مَا بيْن شارِعٍ ... الى حيثُ حادَتْ من عَناقِ الأواعِسُ)
قَالَ الأزهريُّ: رأيتُ بالدّهْناءِ شبه مَنارةٍ عاديّةٍ مبْنيّةٍ بالحِجارَة، وَكَانَ القومُ الَّذين أَنا معَهم يُسمّونَها عَناقَ ذِي الرُّمّة، لذِكْرِه إيّاها فِي شِعْرِه. والعَناقُ: وادٍ بأرضِ طَيئ بالحِمَى، عَن الْأَصْمَعِي، كَمَا فِي العُباب. وَأنْشد للرّاعي:)(تبصّرْ خَليلي هَل تَرَى من ظَعائِنٍ ... تحمّلْن من وَادي العَناقِ فثَهْمَدِ)
ويُروَى: من جَنْبَي فِتاق. وَفِي اللّسان: قَالَ الأصمعيّ: العَناقُ بالحِمَى، وَهُوَ لغَنيّ، وَقيل: وَادي العَناقِ بالحِمَى فِي أرْض غَنيّ. وأنشَد قولَ الرّاعي. قلت: فَهَذَا هوَ الصّواب. وَقَول المُصنِّف: بأرْضِ طَيّئٍ تصْحيف تبِع فِيهِ الصّاغانيّ، والصوابُ بأرضِ غَنيّ، ويدُلّك على أنّه خطأ أنّه لَيْسَ لطَيّئٍ بالحِمَى أرضٌ، فتأْمَل ذَلِك. والعَناقان: ع. قَالَ كُثَيِّرٌ يصِف الظُّعْن:
(قوارِضُ حِضْنَيْ بَطْنِ ينْبُعَ غُدْوَةً ... قَواصِدُ شرْقِيِّ العَناقَيْنِ عيرُها)
والعَناقَة: كسَحابة: ماءَةٌ لغَنيّ. قَالَ أَبُو زِياد: إِذا خرَج عامِلُ بَني كِلاب مُصدّقاً من المَدينة فأوّل منْزل ينْزله ويُصَدِّقُ عَلَيْهِ أُرَيْكة، ثمَّ العَناقَة. قَالَ ابنُ هرْمَة:
(فإنّك لاقٍ بالعَناقَةِ فارْتَحِل ... بسَعْدِ أبي مرْوانَ أَو بالمُخَصَّرِ)
وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: العانِقاءُ: جُحْر من جِحَرَةِ اليَرْبوع يملؤُها تُراباً، فَإِذا خَافَ اندَسّ فِيهِ الى عُنُقِه. وَقَالَ غيرُه: يكونُ للأرنَبِ كذلِك. وَقَالَ المفضَّل: يُقَال لجِحَرةِ اليَرْبوع: النّاعِقاءُ، والعانِقاءُ، والنّافِقاءُ، والرّاهِطاءُ، والدّامّاءُ. وتعنَّقَه، وتعنَّقَ بهَا: إِذا دخَلَها، وَكَذَلِكَ الأرنَبُ إِذا دَسّ رأسَه وعُنُقَه فِي جُحْرِه تعنَّق، والأرْنبُ تُذَكَّر وتؤنَّثُ. والتّعانيقُ: ع. قَالَ زُهيْر بنُ أبي سُلْمى:
(صَحا القَلبُ عَن سَلْمى وقدْ كَانَ لَا يسْلو ... وأقْفرَ من سَلْمى التّعانيقُ فالثُّجْلُ) والتّعانيقُ أَيْضا: جمْع تُعْنُوق، بالضّمِّ للسّهْلِ منَ الأَرْض، وكأنّه من ذَلِك يُسَمّى الْموضع.
والمِعْناقُ: الفَرَسُ الجيّدُ العَنَق أَي: السّير، وَقد أعْنَق إعْناقاً ج: مَعانيق. وأعْنَق الكَلْبَ، جعَل فِي عُنُقه قِلادةً، نقلَه الجوهريُّ. وأعنَقَ الزّرعُ: طالَ، وطلَع سُنبُله، كأنّه صَار ذَا عُنُق. وَمن المَجازِ: أعْنَقتِ الثُّرَيّا أَي: غابَت قَالَ:
(كأنّي حينَ أعْنَقَتِ الثُرَيّا ... سُقيتُ الرّاحَ أَو سَمّاً مَدوفَا)
وقيلَ: أعْنَقَتِ النّجومُ: إِذا تقدّمَتْ للمَغيب. وأعْنَقَتِ الرّيحُ أَي: أذْرَتِ التُّرابَ وَهُوَ مَجاز.
والمُعْنِقُ، كمُحْسِن: مَا صَلُب وارْتَفَع من الأَرْض وحَوالَيْه سهْل، وَهُوَ مُنْقادٌ نَحْو ميل وأقَلّ من ذلِك، وَالْجمع مَعانيقُ. توهّموا فِيهِ مِفْعالاً لكَثْرَةِ مَا يأْتِيان مَعًا، نَحْو: مُتْئِم ومِتْئام ومُذْكِر ومِذْكار. ومَرْبأَةٌ مُعْنِقَة: مرتَفِعة طَويلَة. قَالَ أَبُو كَبير الهُذَليّ يصِفُها:
(عَنْقاءَ مُعْنِقَةٍ يكونُ أنيسُه ... وُرْقَ الحَمامِ جميعُها لم يُؤْكَلِ)

وعَنّقَ عَلَيْهِ تعْنيقاً: مَشَى وأشْرَفَ. وعنّقَت كوافِيرُ النّخْلِ جمع كافُور: طالَت وَلم تفلق. وعنّقَت استُه: خرَجَت. وعنّقتِ البُسْرَةُ: بقِيَ مِنْهَا حولَ القِمَع مثلُ الخاتَم، وذلِك إِذا بلَغ التّرْطيبُ قَريباً من قِمَعِها. وعنّق فُلاناً أَي: خيَّبَه، من العَناقِ بمَعْنَى الخيْبَة.والتّركيبُ يدُلُّ على امتِدادٍ فِي شَيْء إمّا فِي ارتِفاع، وإمّا فِي انسِياح. وَمِمَّا يُستَدرَك عَلَيْهِ: رجُلٌ مُعْنِقٌ، وامرأةٌ مُعْنِقَةٌ: طَويلا العُنُق. وهَضْبة عَنْقاءُ: مُرتَفِعةٌ طَوِيلَة. والتّعَنُّق: العصْر بالعُنُق. واعْتَنَقَت الدّابّةُ: وقَعت فِي الوَحْلِ، فأخْرَجَت عُنُقَها. وعُنُقُ الصّيفِ والشّتاءِ: أولُهُما ومُقدَّمَتُهما على المَثَل، وكذلِك عُنُق السِّنِّ. قَالَ ابنُ الأعرابيّ، قُلت)
لأعرابيٍّ: كم أَتَى علَيك قَالَ: أخَذْت بعُنُقِ السّتّين، أَي: أوَّلها، والجَمْع أَعْنَاق. وعُنُق الرَّحِمِ: مَا اسْتَدَقَّ مِنْهَا ممّا يَلي الفَرْج. وَفِي الحديثِ: يخرُج عُنُقٌ من النّار أَي: تخْرُجُ قِطْعةٌ من النّار.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: إِذا خرَجَ من النّهْر ماءٌ فجَرَى فقد خرَج عُنُق. وهُم عُنُقٌ عَلَيْهِ، كقَوْلهم: هُمْ إلْبٌ عَلَيْهِ. والعُنُق: القِطْعة من المالِ. وسَيْرٌ عَنيقٌ، كأمير: مثل عَنَقٍ، وهُما اسْمان من أعْنق إعْناقاً. ودابّةٌ مُعْنِقٌ، وعَنيق: مثل مِعْناق. وَفِي الحَدِيث: فانطَلَقْنا مَعانيق الى النّس نُبَشِّرُهم قَالَ شَمِر: أَي مُسْرِعين. وَفِي حَديث أَصْحَاب الغارِ: فانْفَرَجَتِ الصّخرةُ فانْطَلَقوا مُعانِقين أَي مُسْرِعين، من عانَق، مثل أعنَق: إِذا سارَع وأسْرع، ويُرْوَى: مَعانيق. ورجُلٌ مُعْنِق، وَقوم مُعْنِقون ومَعانيق. وَقَالَ ذُو الرُّمّة:
(أشاقَتْكَ أخلاقُ الرّسومِ الدّوائِرِ ... بأدْعاصِ حوْضَى المُعْنِقات النّوادِرِ)
المُعْنِقاتُ: المتقَدِّمات مِنْهَا. وَفِي نَوادِرِ الأعْراب: بلادٌ مُعْنِقَة ومُعْلِقة: بَعيدةٌ، وَقد أعنَقَت، وأعْلقَت. ويُقال: عنَقَت السّحابةُ: إِذا خرَجَت من مُعْظَم الغيْم تَراها بيْضاءَ لإشْراقِ الشّمس عَلَيْهَا. قَالَ: مَا الشُّرْبُ إِلَّا نَغَباتٌ فالصّدَرْ فِي يومِ غيْمٍ عَنَقَت فِيهِ الصُّبُرْ وَقَالَ ابنُ بَرّي: ناقَةٌ مِعْناقٌ: تَسير العَنَق. قَالَ الْأَعْشَى:
(قد تجاوَزْتُها وتحْتي مَروحٌ ... عَنْتَريسٌ نَعّابةٌ مِعْناقُ)
وَفِي الحَدِيث: أعنَقَ ليَموت أَي: أنّ المَنيَّةَ أسرَعَت بِهِ، وساقَتْه الى مصْرَعِه. والعَناق، كسَحاب: الحَرَّةُ. والعُنُق، بِضَمَّتَيْنِ: جمع عَناق للسَّخْلَةِ. وأنشدَ ابنُ الأعْرابي:
(لَا أذْبَح النّازِيَ الشَّبوبَ وَلَا ... أسلُخُ يَوْم المُقامَةِ العُنُقا)

(لَا آكُلُ الغَثَّ فِي الشّتاءِ وَلَا ... أنصَحُ ثوْبِي إِذا هُوَ انْخَرَقا)
وشاةٌ مُعْناق: تلِدُ العُنوقَ، قَالَ: لهْفي على شاةِ أبي السَّبّاقِ عَتيقة من غَنَمٍ عِتاقِ مرْغوسَةٍ مأمورَةٍ مِعْناقِ وَقَالَ عليُّ بنُ حمزةَ: العَناقُ: المُنْكَر، وَبِه فُسِّر قولُ الشاعِر السّابِق: وأُبْتُم بالعَناقِ أَي:)
بالمُنْكَر. وجاءَ بأُذُنَي عَناقِ أَي بالكَذِب الفاحِش. وقولُ أبي المُثَلَّم يرْثي صَخْرَ الغَيّ:
(حامِي الحَقيقَة نسّالُ الوَديقَة مِعْ ... ناقُ الوَسيقَةِ جَلْدٌ غيرُ ثُنْيانِ)
أَي: يُعْنِقُ فِي أثر طَريدَتِه. ويُروى: مِعْتاق بالتّاءِ، وَقد ذُكِر فِي مَحَلّه. ويُقال: الكَلامُ يأخذُ بعضُه بأعْناق بعْض، وبعُنُقِ بعْض، وَهُوَ مجازٌ. واعتَنَق الأمرَ: لزِمَه. واعتَنَقَت الرّيحُ بالتّرابِ، من العَنَق، وَهُوَ السّيْر الفَسيحُ. وعُوجُ بنُ عُنُق، يَأْتِي فِي الحَرْفِ الَّذِي بعْدَه.
والمُعَنِّقة، كمُحَدِّثة: حُمَّى الدِّقِّ، مولّدة. والمَعانِقُ: خُيولٌ منْسوبةٌ للعَرَبِ. يقولونَ فِي الواحِدِ: مِعْنَقَى، بِكَسْر الْمِيم.

غضب

الغضب: تغير يحصل عند غليان دم القلب؛ ليحصل عنه التشفي للصدر.
الْغَيْن وَالضَّاد وَالْبَاء

الغَضَب: نقيض الرِّضا.

وَقد غَضِب عَلَيْهِ غَضَباً، وتغضَّب.

وغَضب لَهُ: غضب على غَيره من اجله، وَذَلِكَ إِذا كَانَ حيًّا، فَإِن كَانَ ميّتا قلت: غضب بِهِ، قَالَ دُرَيْد بن الصمَّة يرثي اخاه عبد الله:

فَإِن تُعِقب الأيامُ والدهرُ فاعلموا بني قاربٍ أنّا غِضابٌ بَمعْبدِ

وَإِن كَانَ عبد الله خَلّى مكانَه فَمَا كَانَ طياشا وَلَا رَعش اليَدِ

قَوْله: معبد "، يَعْنِي: عبد الله، فاضطر.

وَرجل غَضب، وغَضُوب، وغُضُبٌ، وغُضُبَّةٌ، وغَضُبَّة، وغَضبان، وَالْأُنْثَى: غَضبى، وغَضوب، وَالْجمع: غِضاب، وغُضابيَ، عَن ثَعْلَب.

وَقَالَ اللحياني: فلَان غَضْبَان، إِذا أردْت الْحَال، وَمَا هُوَ بغاضب عَلَيْك أَن تشتمه.

قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال فِي هَذِه الْحُرُوف وَمَا اشبهها إِذا أردْت: افَعلْ ذَاك، إِن كنت تُرِيدُ أَن تفعل.

وَقد اغضبه.

وغاضبتُ الرجل: أغضبتُه، واغضبني، وَفِي التَّنْزِيل: (وذَا النُّون إِذْ ذهب مُغاضبا) ، قيل مُغاضبا لرّبه.

وَقيل: مُغاضبا لِقَوْمِهِ.

وَالْأول اصح، لِأَن العُقوبة لم تحل بِهِ إِلَّا لمُغاضبته ربه.

وَقَوْلهمْ: غَضَب الْخَيل على اللُّجم: كَنَّوا بغَضبها عَن عَضّها على اللُّجم، كَأَنَّهَا إِنَّمَا تعضُّها لذَلِك.

وَقَوله، انشده ثَعْلَب: تَغْضب أَحْيَانًا على اللِّجامِ كغضَب النَّار على الضِّرام

فسره، فَقَالَ: تَعض على اللجام من مرحها: فكانها تغْضب، وَجعل للنار غَضبا، على الِاسْتِعَارَة أَيْضا، وَإِنَّمَا عَنى شدَّة التهابها، كَقَوْلِه تَعَالَى: (سَمعوا لَهَا تغيُّظا وزفيرا) ، أَي: صَوتا كصوت المتغيِّظ.

واستعاره الرَّاعِي للقِدْر، فَقَالَ:

إِذا أحْمَشوها بالوَقود تَغضَّبتْ على اللَّحم حَتَّى تتركَ العظْمَ باديَا

وَإِنَّمَا يُرِيد: أَنَّهَا يَشْتد غليانها وتَغْمطَمِط فيَنضج مَا فِيهَا حَتَّى ينَفصل اللحمُ من الْعظم.

وناقة غضُوبٌ: عَبُوس.

وَكَذَلِكَ غَضْبَى، قَالَ عنترة:

يَنْباع من ذِفْرَى غَضُوب جَسْرٍة زيّافٍة مثل الفَنيق المُقْوَمِ

وَقَالَ أَيْضا:

هِرٌّ جَنيبٌ كلَّما عَطَفتْ لَهُ غَضْبىَ اتّقاها باليَدين وبالفَمِ

والغَضوب: الحيّة الخَبيثة.

والغُضاب: الجُدَريّ.

وَقيل: هُوَ دَاء آخر يخُرج وَلَيْسَ بالجُدري.

وَقد غضب جلدُه غَضَباً، وغُضِب، كِلَاهُمَا عَن اللحياني.

قَالَ: وغُضِب، بِصِيغَة فعل الْمَفْعُول، اكثر.

وَإنَّهُ لَمْغضوب الْبَصَر، أَي: الجِلْد، عَنهُ.

واصبح جلدُه غًَضبَةً وَاحِدَة.

وَحكى اللحياني: غَضَبةً وَاحِدَة، وغَضْبة وَاحِدَة، أَي: البسه الجدري. والغَضْبة: بُخْصة تكون فِي الجَفن الْأَعْلَى خِلْقةً.

وغَضبتْ عَينُه، وغُضِبَت: وَرِم مَا حولهَا.

والغَضْبة: الصَّخرة الصلبة المركَّبة فِي الجَبل المُخالفة لَهُ، قَالَ: أَو غَضْبة فِي هَضبة مَا أرْفعا وَقيل: الغَضْب، والغَضَبة: صَخرة دقيقة.

والغَضْبة: قِطعة من جلد الْبَعِير يُطوى بَعْضهَا إِلَى بعض وتُجعل شَبِيها بالدَّرَقة.

والغَضْبة: جلد المُسِنّ من الوُعول حِين يُسلخ، قَالَ البُريق الهُذلي:

فَلعْمرُ عَرُفِك ذِي الصُّماح كَمَا غضِبَ الشِّنارُ بغَضْبة اللِّهْم

وَرجل غُضَابٌ: غليظُ الْجلد.

وَالْغَضَب: الثور.

واحمر غَضْبٌ: شَدِيد الحُمرة.

وَقيل: هُوَ الْأَحْمَر فِي غلظ، ويُقَوِّيه مَا انشده ثَعْلَب:

احمرُ غَضْبٌ لَا يُبالي مَا اسْتَقَى لَا يُسِمعُ الدَّلْو إِذْ الوِرْدُ التْقَى

قَالَ: لَا يُسْمعُ الدَّلْو: لَا يُضيّق فِيهَا حَتَّى تخِفَّ، لِأَنَّهُ قوي على حملهَا.

وَقيل: الغَضْب: الأحمرُ من كُل شَيْء.
(غضب)
عَلَيْهِ غَضبا سخط عَلَيْهِ وَأَرَادَ الانتقام مِنْهُ فَهُوَ غضب وَهِي غضبة وَهُوَ غَضْبَان وَهِي غَضبى وَهُوَ غَضْبَان وَهِي غضبانة (بِالتَّنْوِينِ) (ج) للمذكر غضاب وللمؤنث غضابى وَغَضب لَهُ غضب على غَيره من أَجله وَغَضب من لَا شَيْء من غير شَيْء يُوجب الْغَضَب
غ ض ب : غَضِبَ عَلَيْهِ غَضَبًا فَهُوَ غَضْبَانُ وَامْرَأَةٌ غَضْبَى وَقَوْمٌ غَضْبَى وَغُضَابَى مِثْلُ سَكْرَى وَسُكَارَى وَغِضَابٌ أَيْضًا مِثْلُ عَطْشَانَ وَعِطَاشٍ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزِ وَغَضِبَ مِنْ لَا شَيْءٍ أَيْ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ يُوجِبُهُ وَغَضِبْتُ لِفُلَانٍ إذَا كَانَ حَيًّا وَغَضِبْتُ بِهِ إذَا كَانَ مَيِّتًا وَتَغَضَّبَ عَلَيْهِ مِثْلُ غَضِبَ. 
غضب
رَجُلٌ غَضُوبٌ غُضُبٌ غُضُبَّةٌ: شَديدُ الغَضَب. وغَضِبْتُ له: إذا كانَ حَيّاً، وغَضِبْتُ به: إذا كانَ مَيتاً.
والغَضوبُ: الحَيَّةُ الخَبِيثةُ. والناقَةُ العَبُوس.
والغَضْبُ: بَخْصَةٌ في الجَفْن الأعلى خِلْقَةً.
والغَضْبَةُ: الصَّخرةُ الصلبة المُرَكبَة في الجَبَل المُخالِفَةُ له.
والغَضْبُ: الشَّدِيدُ الحُمْرَة، أحْمَرُ غَضْبٌ.
والغُضَابُ: داءٌ مِثْلُ الجُدَرِيِّ بعَيْيه. وهو مَغْضُوبُ الجِلْدِ. وغَضِبَ جِلْدُه وغُضِبَ. وبَدَنٌ مَغْضُوبٌ: مُتَقَرحٌ وأصْبَحَ جِلْدُه غَضْبَةً واحدةً.
والغَضْبَةُ: جِلْدُ الحُوت. وجِلْدَةُ الرأس. وجِلْدَةُ ما بين قَرْنَي الثور.
والغَضْبُ: الغَليظُ الصُّلبُ من الثيران.
والأغضَبُ: ما بين الذكَرِ إلى الفَخِذِ، وجَمْعُه أغاضِبُ.
غ ض ب: (غَضِبَ) عَلَيْهِ مِنْ بَابِ طَرِبَ وَ (مَغْضَبَةً) أَيْضًا كَمَتْرَبَةٍ. وَرَجُلٌ (غَضْبَانٌ) وَامْرَأَةٌ (غَضْبَى) . وَفِي لُغَةِ بَنِي أَسَدٍ (غَضْبَانَةٌ) وَمَلْآنَةٌ وَأَشْبَاهُهُمَا. وَقَوْمٌ (غَضْبَى) وَ (غَضَابَى) كَسَكْرَى وَسَكَارَى. وَرَجُلٌ (غُضُبَّةٌ) بِضَمِّ الْغَيْنِ وَالضَّادِ وَتَشْدِيدِ الْبَاءِ يَغْضَبُ سَرِيعًا. وَ (غَضِبَ) لِفُلَانٍ إِذَا كَانَ حَيًّا وَغَضِبَ بِهِ إِذَا كَانَ مَيِّتًا. وَ (غَاضَبَهُ) رَاغَمَهُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مُغَاضِبًا} [الأنبياء: 87] أَيْ مُرَاغِمًا لِقَوْمِهِ. وَامْرَأَةٌ (غَضُوبٌ) أَيْ عُبُوسٌ وَ (الْغَضْبُ) الْأَحْمَرُ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ يُقَالُ: أَحْمَرُ غَضْبٌ. 
غ ض ب

قالوا: غضبت لفلان إذا كان حياً، وغضبت به إذا كان ميتاً. وأنشدوا لدريد ابن الصمة:

فإن تعقب الأيام والدهر تعلموا ... بني قاربٍ أنّا غضاب بمعبد

وللشماخ:

وقد أتاني بأن قد كنت تغضب لي ... ووقعة منك حق غير إبراق

فسرني ذاك حتى كدت من فرح ... أساور الطود أو أرمي بأرواق

وتقول: فلان من المغضوب عليهم أي من اليهود.

ومن المجاز: قول أبي النجم:

يغضب أحياناً على اللجام ... كغضب النار على الضرام

وقوله:

غضبت له قوائم عوج
باب الغين والضاد والباء معهما غ ض ب، ض غ ب، غ ب ض، ب غ ض مستعملات

غضب: رجل غَضُوبٌ وغَضِبٌ وغُضُبَّة وغُضُبٌّ أي كثير الغَضَب شديده. وناقةٌ غَضُوبٌ: عَبُوسٌ. والغَضَبُ: بخصةٌ في الجفن الأعلى خلقةً. والغَضْبةُ: الصخرة الصلبة المتراكمة في الجبل، المخالفة له، قال:

وغَضْبةٍ في هضبةٍ ما أمنعا

والغَضْبةُ: جلدُ المسن من الوعول حين يسلخُ.

ضغب: والضَّغيبُ: تضور الأرنب عند الأخذ. والسنور يَضْغَبُ، وهو أن يصيح فيمد صوته.

غبض: التَّغبيضُ: أن يريد الإنسان البكاء فلا يجيبه.

بغض: البِغْضَةُ والبَغْضاءُ: شدة البُغْضِ. وقد بَغُضَ بَغاضَةً فهو بَغيضٌ. وبَغُضَ إليَّ بغْضَةً وبَغاضَةً. ونعم بك الله عيناً وأبغضَ بعدوك عيناً. 
[غضب] غضِب عليه غَضَباً، ومَغْضَبَة، وأغْضَبْتُهُ أنا فتغَضب. ورجل غَضْبانُ وامرأة غَضْبى، ولغة في بني أسد غَضْبانَة ومَلآنةٌ وأشباههما. وقومٌ غضبى وغضابى مثل: سكرى وسكارى. وقال الشاعر: فإن كنتُ لم أذكركِ والقومُ بعضهم * غَضابى على بعضٍ فَمالي وذائِمُ الاصمعي: رجل غضبة بتشديد الباء ، أي يغضب سريعاً. وغَضْبى أيضاً: اسم مائةٍ من الابل ، وهى معرفة لا تنون ولا تدخلها الالف واللام. وأنشد ابن الاعرابي: ومستخلف من بعد غضبى صريمة * فأحر به لطول فقر وأحريا قال: أراد النون فوقف. الاموى: غضبت لفلان، إذا كان حيّاً، وغضبت به، إذا كان ميتا. والاحمر مثله. قال دريد بن الصمة : فإن تعقب الايام والدهر تعلموا * بنى قارب أنا غضاب بمعبد وغاضبه: راغمه. وقوله تعالى: (وذا النونِ إذ ذَهَبَ مغاضبا) ، أي مراغما لقومه. وامرأة غَضوب، أي عَبوس. ابن السكيت: الغَضْبُ: الأحمر الشديد الحُمرة. ويقال أحمر غضب.
غضب: غضب له: أمثلة في (لين عن تاج العروس) والأغاني (ص18) والأخبار (ص115).
غضب عن: تولّى عنه غضباً عليه (علي مائة كلمة رقم 188).
غَضِّب له (فوك) وغضَّب فلاناً وفيه: جعله يغضب على (عباد 2: 5).
غير أن ما ورد في بيت من الشعر في ألف ليلة نقل في تعليقه (رقم 20) عليك أن تضع مُقَطّياً بدل مغضّباً.
تغاضَب: غَضِب (معجم مسلم، البكري ص40).
غَضَب: زوال الحظوة، وبليّة، نكبة، مصيبة (بوشر).
غَضَب، وغَضَبِيَّة: ميل فطري إلى الغضب، نزوع إلى الغضب. وشهوة: ميل شهواني (دي سالان المقدمة 1: 385).
الغَضَب: أن يقال عليَّ غَضَبُ الله. أي عليَّ سخط الله وانتقامه، وهي ما تقوله الزوجة في اللعان، فصاحب محيط المحيط يقول: اللعان شرعاً شهادة مؤكَّدة بالأيمان من جانب الزوج والزوجة مقرونة باللعن في جانبه وبالغضب في جانبها قائمة مقام القذف في حقه، ومقام حد الزنا في حقها. أي أن يقول الزوج لعنة الله عليّ، وتقول الزوجة عليّ غضب الله. وقد فسر الماوردي (ص391) كلمة الغضب.
غَضْبَة: غضب شديد، فورة غضب عنيفة. (بوشر).
غَضْبة: دناء، شناعة- (بوشر) غَضْبَة: قائد ماهر، قائد شجاع. (بوشر).
غَضَبِي: نسبة إلى الغضب. (بوشر).
غَضَبيَّة: انظر غَضَب.
غَضِيب: غضبان. (ألكالا).
غَضَّاب: كثير الغضب. (فوك).
مَغْضُوب: بغيض، كريه، شنيع، ممقوت شائن، دنيء مقيت. (بوشر).
مَغْضُوب: محروم كنيساً. (بوشر).
مَغْضُوب عليه: ملعون، لعين منبوذ. (بوشر)
مغضوب عليه: مسخوط عليه، فاقد الحظوة (بوشر).
المُغاضِب: المحب الذي يقاطع حبيبته (فليشر في تعليقه على المقري 1: 652، برشت ص215).
غضب
غضِبَ على/ غضِبَ لـ/ غضِبَ من يَغضَب، غَضَبًا، فهو غضِب وغاضِب وغضبانُ/ غضبانٌ، والمفعول مغضوب عليه
• غضِب الأبُ على ابنه: سخِط عليه وأحبَّ الانتقام منه "ما لي غضِبتُ فضاع أمري من يدي ... والأمر يخرج من يد الغضبانِ- لاَ تَغْضَبْ [حديث]- {وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ} " ° المغضوب عليهم: الذين سخِط الله عليهم، كاليهود والمشركين وغيرهم- غاضب جدًّا: مكفهرّ.
• غضِب لصديقه: سخِط على غيره من أجله "شكوت خصمي إلى صديقي فغضِب لي- نظرة غاضبة- غضِب للضَّعيف الذي لم يستطع الدِّفاع عن نفسه".
• غضِب من جارِه: اغتاظ منه، انفعل عليه انفعالاً شديدًا وأراد الانتقام منه "الغضب مفتاح كلِّ شرّ- غضب المحبين يجدد الحبّ".
• غضِب من لا شيء: انفعل وثار من غير شيء يوجب الغضب "زال منه الغضب- لا أغضبُ منك ولا عليك- اطفئوا نار الغضب بذكر نار جهنّم"? غاضبٌ من شيء: ثائرٌ عليه. 

أغضبَ يُغضِب، إغضابًا، فهو مُغضِب، والمفعول مُغضَب
• أغضب أستاذَه: أسخطه، وأثار أعصابَه، حمله على الغضب "أغضبه هذا الكلام- أغضبتني تــصرُّفــاته- فلان أقلُّ شيء يُغضبه- أغضب والديه بتغيُّبه عن المنزل". 

تغضَّبَ على/ تغضَّبَ من يتغضَّب، تغضُّبًا، فهو مُتغضِّب، والمفعول مُتغضَّب عليه
 • تغضَّب على فلان: مُطاوع أغضبَ: غضِب، انفعل بشدَّة، سخط عليه "أغضبته فتغضَّب".
• تغضَّب من سوء تــصرُّف التِّلميذ: سخِط. 

غاضبَ يغاضب، مُغاضَبةً، فهو مُغاضِب، والمفعول مُغاضَب
• غاضَبه:
1 - راغمه " {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا}: مُراغِمًا لقومه".
2 - أغضب كلٌّ منهما الآخر.
3 - هجره وتباعد عنه "غاضب صديقَه الذي انساق وراء الأشرار". 

غُضَابيّ [مفرد]
• الغُضَابيّ من النَّاس: الكَدِر في معاشرته ومخالفته "أتعبتني معاشرة الغُضَابيّ". 

غضَب [مفرد]:
1 - مصدر غضِبَ على/ غضِبَ لـ/ غضِبَ من.
2 - (سف) إرادة انتقام مصدرها شعور المرء بضررٍ أو احتقار أو إهانة ألحقها به غيره.
3 - (نف) سخط، استجابة لانفعال تتميّز بالميل للاعتداء وبتغيّرات تبدو على الوجه "اعتراه/ استحوذ عليه الغضَب- أول الغضب جنون وآخره ندم [مثل]- ولم أرَ في الأعداء حين اختبرتُهم ... عدوًّا لعقل المرء أعدى من الغضب- إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ [حديث] " ° اشتعل غضبًا: هاج- حُميَّا الغضب: شدّتهُ- سريع الغضَب: سريع التأثّر بالإهانات والإساءة- سكن عنه الغضبُ: سكن وهدأ رَوْعُه- صبَّ عليه جامَ غضبه: غضب عليه غضبًا شديدًا واستفزّه، أو انتقم منه- غضَب شديد: اهتياج. 

غضِب [مفرد]: ج غِضَاب: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غضِبَ على/ غضِبَ لـ/ غضِبَ من. 

غَضْبانُ/ غَضْبانٌ [مفرد]: ج غِضَاب/ غضبانون وغُضَابَى/ غضبانون وغَضْبَى/ غضبانون، مؤ غَضْبَى/ غَضبانة، ج مؤ غَضَابَى/ غضبانات: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من غضِبَ على/ غضِبَ لـ/ غضِبَ من: ساخط، غاضِب. 

غَضوب [مفرد]: ج غِضَاب وغُضَابَى: صيغة مبالغة من غضِبَ على/ غضِبَ لـ/ غضِبَ من: كثير الغضَب أو السُّخْط (للمذكَّر والمؤنَّث) "شخص غَضوبٌ: سريع الغضَب أو الانزعاج، نزق، حادّ الطبع- الجائع غَضوبٌ [مثل أجنبيّ] ".
• الغَضوب: الحيَّة الخبيثة. 

غضب

1 غَضِبَ عَلَيْهِ, (S, Msb, K,) [aor. ـَ inf. n. غَضَبْ (S, Msb, K *) and مَغْضَبَةٌ, (S, K, *) He was angry with him; (MA, K, * PS, &c.;) and ↓ تغضّب عليه signifies the same. (Msb.) [See الغَضَبُ below.] And غَضِبَ مِنْ لَاشَىْءٍ i. e. [He was angry] for nothing; meaning, for no cause. (Msb. [لاشىء, in a case of this kind, is regarded as one word, and is therefore as above, not لَا شَىْءِ: see p. 1626, third col.]) b2: غَضِبَ لَهُ (meaning He was angry with another person for his sake, or on his account, TA) is said when the person [on whose account the anger is excited] is living: and غَضِبَ بِهِ, when he is dead: (S, A, Msb, K:) so says El-Umawee, and El-Ahmar says the like. (S.) b3: [And you say, غَضِبَ فِى اللّٰهِ He was angry for the sake of God.] b4: And غَضِبَتِ الفَرَسُ عَلَى اللِّجَامِ (tropical:) The mare champed upon the bit. (TA.) Abu-n-Nejm says, تَغْضَبُ أَحْيَانًا عَلَيا للِّجَامِ كَغَضَبِ النَّارِ عَلَى الضِّرَامِ (tropical:) [She champs, sometimes, upon the bit, like the fierce burning of the fire upon the quickly-kindling fragments of firewood]. (A, TA.) [See also 5, last sentence.]

A2: غُضِبَ, like عُنِىَ [pass. in form]; and غَضِبَ; (K, TA;) the former of which is the more usual; (TA;) He had the disease termed غُِضَاب [q. v.]. (K, TA.) b2: And غضبت عَيْنُهُ, with fet-h and kesr [i. e., app., غَضِبَتْ; or “ with fet-h and kesr ” may be a mistranscription for “ with damm and kesr,” so that the verb may be غُضِبَتْ; His eye had in it what are termed غُِضَاب]. (TA.) 3 غَاضَبْتُهُ I made him angry, he also making me angry. (K.) b2: And I broke off from him, or quitted him, in anger, or enmity. (S, K.) ذَهَبَ مُغَاضِبًا, in the Kur [xxi. 87], means He went away, breaking off from his people, or quitting them, in anger, or enmity. (S.) 4 اغضبهُ He angered him, or made him angry. (S, * Msb, * K.) 5 تغضّب He became angered or angry: (S:) or he was angry somewhat after [having been so] somewhat. (Ham p. 522.) See also 1, first sentence. b2: And تغضّبت القِدْرُ (tropical:) The cooking-pot boiled fiercely عَلَى اللَّحْمِ [upon the flesh-meat]. (TA.) غَضْبٌ (S, K) Red (S) intense in redness: (S, K:) you say أَحْمَرُ غَضْبٌ: so says ISk: (S:) or غَضْبٌ signifies أَحْمَرُ غَضْبٌ (K) i. e. red that is dense, or deep: (TK:) or أَحْمَرُ [i. e. red], applied to anything: and غَلِيظٌ [i. e. thick, &c.]. (TA.) A2: Also, and ↓ غَضْبَةٌ, A hard rock (K, TA) set, or fixed, in a mountain, and differing therefrom: (TA:) or the latter signifies thus: or a hard, round, rock. (O.) A3: And الغَضْبُ signifies The lion: and the bull: as also [in the latter sense, or perhaps in both senses,] ↓ الغَضُوبُ. (K.) غَضَبٌ an inf. n. of غَضِبَ [q. v.]. (S, Msb, K.) الغَضَبُ is The contr. of الرِّضَى: (K, TA:) it is variously defined: some say that it is a state of excitement of the blood of the heart for the purpose of revenge: some say that pain on account of anything reparable is غَضَب; and for anything irreparable, أَسَف: some say that it [is a passion which] includes all that is evil; wherefore the Prophet, to a man who asked of him a precept, said, لَا تَغْضَبْ: and some say that الغَضَب is [a passion] accompanied by an eagerness to obtain revenge; and الغَمّ is accompanied by despair of obtaining it: (TA: [see also غَيْظٌ:]) there is a غَضَب that is commended, and a غَضَب that is discommended; the former being that which is for the sake of religion and truth, or right; and the latter being that which is in a wrong case: and the غَضَب of God is his disapproving of the conduct of him who disobeys Him, and whom He will therefore punish. (Ibn- 'Arafeh, TA.) غَضِبٌ: see غَضْبَانُ.

غَضْبَةٌ A single fit of غَضَب [or anger]. (O.) A2: See also غَضْبٌ. b2: Also An [eminence of the kind termed] أَكَمَة. (L, TA.) b3: And A بَخَصَة (K, TA, in the CK بَخْصَة), or protuberance [of flesh], above, or beneath, the eyes, in the form of a flatulent tumour, (TA,) or in the upper eyelid, produced by nature: (K, TA:) so in the M. (TA.) b4: And A thing resembling a دَرَقَة, (K, TA,) i. e. a shield, (TA,) of the hide of the camel, (K, TA,) one part of which is folded over another. (TA.) b5: And A [garment of the kind called] جُبَّة made of the hides of camels, and worn for fighting. (O.) b6: Also The skin of a mountain-goat advanced in age. (K.) The skin of a fish. (K.) The skin of the head. (K.) And The skin of the part between the horns of a bull. (K.) b7: and A patch of the small-pox: so in the saying, أَصْبَحَ وَاحِدَةً مِنَ الجُدَرِىِّ جِلْدُهُ غَضْبَةً [His skin became one patch of the small-pox]: (O:) like غَضْنَةٌ. (S in art. غضن.) غُضَبَةٌ: see غَضْبَانُ.

غَضْبَى fem. of غَضْبَانُ [q. v.]: (S, Msb, K:) and pl. thereof. (S.) [See also غَضُوبٌ.]

A2: It is also said by J, (K, TA,) and [before him] by EzZejjájee, and also [after him] by ISd, (TA,) to be a name for A hundred camels, and not to have tenween, nor the article ال: but this is a mistake for غَضْيَا. (K, TA.) القُوَّةُ الغَضَبِيَّةُ [The irascible faculty]. (KT, in explanation of التَّهَوُّرُ.) غَضْبَانُ (S, Msb, K) [and, in the dial. of BenooAsad, as is implied by the fem. in that dial. mentioned in what follows, غَضْبَانٌ,] and ↓ غَضِبٌ and ↓ غَضُوبٌ [which is both masc. and fem.] and ↓ غُضُبٌّ (K) and ↓ غُضُبَّةٌ (S, K) and ↓ غَضُبَّةٌ and ↓ غَضَبَّةٌ, (K,) or the last, accord. to MF, is ↓ غُضَبَةٌ, (TA,) are epithets applied to an angry man: (K:) [the first seems often to signify simply Angry, like غَضِبٌ; but accord. to SM,] all these epithets signify quickly, or soon, angry [as غُضُبَّةٌ is said in the S to signify, on the authority of As]: (TA:) the fem. of the first word is غَضْبَى, (S, Msb, K,) and (in the dial. of Benoo-Asad, S) غَضْبَانَةٌ, (S, K,) which is seldom used; (K;) and غَضُوبٌ is also used as a fem. epithet [as stated above], (K,) and has an intensive signification: (TA:) pl. (of the first word, Msb) غِضَابٌ (Msb, K) and (likewise of the first) غَضْبَى (S) and غُضَابَى (S, K) and غَضَابَى. (Msb, K.) غُضُبٌّ: see the next preceding paragraph.

غُضُبَّةٌ and غَضُبَّةٌ and غَضَبَّةٌ: see غَضْبَانُ.

غِضَابٌ and غُضَابٌ Motes (قَذًى) in the eye: (K, TA:) or, as in one copy of the K, [and in the O,] in the eyes. (TA.) b2: And A certain disease; (K, TA;) or so the latter word; (O;) an eruption in the skin; but not small-pox: (TA:) or (so accord. to the TA, but in the CK “ and ”) small-pox. (K, TA.) غَضُوبٌ: see غَضْبَانُ. b2: Also Stern, or austere, in look, or countenance; applied to a woman: (S, O, K:) and in like manner applied to a she-camel: (O, K:) or thus applied to a she-camel: and also signifying a company of women. (TA.) b3: And A malignant serpent. (O, K.) b4: See also غَضْبٌ.

غُضَابِىٌّ A man (TA) perturbed (كَدِرٌ) in social intercourse and in comportment. (K. [For وَالمُخَالَفَةِ in some copies of the K, I read وَالمُخَالَقَةِ, as in other copies.]) الأَغْضَبُ The part between the penis and the thing. (K.) مَغْضُوبٌ عَلَيْهِ [An object of anger]. By المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ in the Kur [ch. i. last verse], are meant The Jews. (O, TA.) A2: مَغْضُوبٌ also signifies Having [the disease called غِضَاب, i. e.] the smallpox. (O, TA.)

غضب: الغَضَبُ: نَقِـيضُ الرِّضَا. وقد غَضِبَ عليه غَضَباً ومَغْضَبَةً، وأَغْضَبْتُه أَنا فَتَغَضَّبَ. وغَضِبَ له: غَضِبَ على غيره من أَجله، وذلك إِذا كان حَيّاً، فإِن كان ميتاً قلت: غَضِبَ به؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة يَرْثِـي أَخاه عَبْدَاللّه:

فإِن تُعْقِب الأَيامُ والدَّهْرُ، فاعْلَمُوا، * بني قَارِبٍ، أَنـَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ(2)

(2 قوله «فاعلموا» كذا أنشده في المحكم وأنشده في الصحاح والتهذيب تعلموا.)

وإِنْ كانَ عبدُاللّه خَلَّى مَكانَه، * فما كانَ طَيَّاشاً ولا رَعِشَ اليَدِ

قوله مَعْبد يعني عبدَاللّه، فاضْطُرَّ. ومَعْبَدٌ: مشتق من العَبْدِ،

فقال: بمَعْبَدٍ، وإِنما هو عَبْدُاللّه ابن الصِّمَّة أَخوه. وقوله تعالى: غير الـمَغْضوبِ عليهم يعني اليهود.

قال ابن عرفة: الغَضَبُ، من المخلوقين، شيءٌ يُداخِل قُلُوبَهم؛ ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحق،

والمحمود ما كان في جانب الدين والحق؛ وأَما غَضَبُ اللّه فهو إِنكاره على من عصاه، فيعاقبه. وقال غيره: المفاعيل، إِذا

وَلِـيَتْها الصفاتُ، فإِنك تُذَكِّر الصفات وتجمعها وتؤنثها، وتترك المفاعيل على أَحوالها؛ يقال: هو مَغْضُوبٌ عليه، وهي مَغْضُوبٌ عليها. وقد تكرر الغضب في الحديث مِن اللّه ومِن الناس، وهو مِن اللّه سُخْطُه على مَن عَصاه، وإِعْراضُه عنه، ومعاقبته له. ورجلٌ غَضِبٌ، وغَضُوبٌ، وغُضُبٌّ، بغير هاء، وغُضُبَّة وغَضُبَّة؛ بفتح الغين وضمها وتشديد الباء، وغَضْبانُ: يَغْضَبُ سريعاً، وقيل: شديد الغَضَب. والأُنثى غَضْبَى وغَضُوبٌ؛ قال الشاعر:

هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ(1)

(1 قوله «وحب من إلخ» ضبط في التكملة حب بفتح الحاء ووضع عليها صح.)

والجمع: غِضَابٌ وغَضَابَـى، عن ثعلب؛ وغُضابَـى مثل سَكْرَى وسُكارى؛ قال:

فإِنْ كُنْتُ لم أَذكُرْكِ، والقومُ بَعْضُهُمْ * غُضَابَـى على بَعْضٍ، فَما لي وذَائِمُ

وقال اللحياني: فلانٌ غَضْبانُ إِذا أَردتَ الحالَ، وما هو بغَاضِبٍ

عليك أَن تَشْتِمَهُ. قال: وكذلك يقال في هذه الحروف، وما أَشبهها، إِذا أَردتَ افْعَلُ ذاك، إِن كنتَ تُرِيدُ أَن تفعل. ولغة بني أَسد: امرأَةٌ غَضْبَانةٌ ومَلآنة، وأَشباهُها.

وقد أَغْضَبَه، وغاضَبْتُ الرجلَ أَغْضَبْتُه، وأَغْضَبَنِـي، وغَاضَبه:

راغَمه. وفي التنزيل العزيز: وذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغَاضِـباً؛ قيل:

مُغاضِـباً لربه، وقيل: مُغاضِـباً لقومه. قال ابن سيده: والأَوَّل

أَصَحُّ لأَن العُقُوبة لم تَحِلَّ به إِلاَّ لـمُغاضَبَتِه رَبَّه؛ وقيل: ذَهَبَ مُراغِماً لقومه. وامرأَةٌ غَضُوبٌ أَي عَبُوس.

وقولهم: غَضَبَ الخَيْلِ على اللُّجُم؛ كَنَوْا بغَضَبِها، عن عَضِّها

على اللُّجُم، كأَنها إِنما تَعَضُّها لذلك؛ وقوله أَنشده ثعلب:

تَغْضَبُ أَحْياناً على اللِّجامِ، * كغَضَبِ النارِ على الضِّرَامِ

فسره فقال: تَعَضُّ على اللِّجامِ من مَرَحِها، فكأَنها تَغْضَبُ،

وجَعَلَ للنار غَضَباً، على الاستعارة، أَيضاً، وإِنما عَنى شِدَّةَ التهابها، كقوله تعالى: سَمِعُوا لها تَغَيُّظاً وزَفيراً؛ أَي صَوْتاً كصَوْتِ الـمُتَغَيِّظ، واستعاره الراعي للقِدْرِ، فقال:

إِذا أَحْمَشُوها بالوَقودِ تَغَضَّبَتْ * على اللَّحْمِ، حتى تَتْرُكَ العَظْمَ بادِيا

وإِنما يريد: أَنها يَشتَدُّ غَلَيانُها، وتُغَطْمِطُ فيَنضَجُ ما فيها حتى يَنْفَصِلَ اللحمُ من العظم. وناقة غَضُوبٌ: عَبُوسٌ، وكذلك غَضْبى؛ قال عنترة:

يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ، * زَيَّافةٍ مِثلِ الفَنِـيقِ الـمُقْرَمِ

وقال أَيضاً:

هِرٌّ جَنِـيبٌ، كـلَّما عَطَفَتْ له * غَضْبـى، اتَّقاها باليَدَيْنِ وبالفَمِ

والغَضُوبُ: الـحَيَّة الخبيثة.

والغُضابُ: الجُدَرِيُّ، وقيل: هو داء آخر يَخرُجُ وليس بالجُدَرِيِّ.

وقد غَضِبَ جِلدُه غَضَباً، وغُضِبَ؛ كلاهما عن اللحياني، قال: وغُضِبَ، بصيغة فعل المفعول، أَكثر. وانه لَـمَغْضُوبُ البَصَر أَي الجِلدِ، عنه. وأَصْبَح جِلدُه غَضَبةً واحدةً، وحكى اللحياني: غَضَبةً واحدةً وغَضْبةً واحدةً أَي أَلبَسَه الجُدَرِيُّ. الكسائي: إِذا أَلبَسَ الجُدَرِيُّ جِلدَ الـمَجدُورِ، قيل: أَصبحَ جِلدُه غَضْبةً واحدةً؛ قال شمر: روى أَبو عبيد هذا الحرف، غَضْنةً، بالنون، والصحيح غَضْبةً بالباء، وجَزْم الضاد؛ وقال ابن الأَعرابي: الـمَغْضُوبُ الذي قَد رَكِـبَه الجُدَرِيُّ.وغُضِبَ بَصَرُ فلان إِذا انْتَفَخَ من داءٍ يُصيبه، يقال له: الغُضابُ والغِضابُ.

والغَضْبةُ بَخْصةٌ تكون في الجَفْنِ الأَعْلى خِلْقةً. وغَضِبَتْ عينُه

وغُضِـبَتْ (1)

(1 قوله وغضبت عينه وغضبت» أي كسمع وعني كما في القاموس وغيره.): وَرِمَ ما حَوْلها.

الفراء: الغُضابيُّ الكَدِرُ في مُعاشَرته ومُخالَقته، مأْخوذ من

الغُضاب، وهو القَذَى في العينين.

والغَضْبةُ: الصَّخْرةُ الصُّلْبةُ الـمُرَكَّبةُ في الجَبلِ، الـمُخالِفَةُ له؛ قال:

أَو غَضْبة في هَضْبةٍ ما أَرْفَعا

وقيل: الغَضْبُ والغَضْبةُ صَخْرة رقيقة؛ والغَضْبةُ: الأَكَمة؛

والغَضْبة: قِطْعةٌ من جِلْدِ البعير، يُطْوَى بعضُها إِلى بعض، وتُجْعَلُ شبيهاً بالدَّرَقة. التهذيب: الغَضْبةُ جُنَّة تُتَّخذ من جُلود الإِبل، تُلْبَسُ للقتال. والغَضْبةُ: جِلْدُ الـمُسِنِّ من الوُعُول، حين يُسْلَخ؛ وقال البُرَيْقُ الـهُذَليُّ:

فَلَعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّماحِ، كما * غَضِبَ الشِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ

ورجل غُضَابٌ: غَلِـيظُ الجِلْدِ.

والغَضْبُ: الثَّوْرُ. والغَضْبُ: الأَحمر الشديد الـحُمْرة. وأَحمرُ

غَضْبٌ: شديدُ الـحُمْرة؛ وقيل هو الأَحْمر في غِلَظٍ؛ ويُقَوِّيه ما

أَنشده ثعلب:

أَحْمَرُ غَضْبٌ لا يُبالي ما اسْتَقَى، * لا يُسْمِـعُ الدَّلْوَ، إِذا الوِرْدُ التَقَى

قال: لا يُسْمِـعُ الدَّلْوَ: لا يُضَيِّقُ فيها حتى تَخفَّ، لأَنه قَوِيٌّ على حَمْلها. وقيل: الغَضْبُ الأَحْمَرُ من كل شيء. وغَضُوبُ والغَضُوبُ: اسم امرأَة؛ وأَنشد بيت ساعدة بن جؤية:

هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ من يَتَجَنَّبُ، * وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِـكَ تَشْعَبُ

وقال:

شابَ الغُرابُ، ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ * ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابك يُعْتِبُ

فمَن قال غَضُوب، فعلى قولِ مَنْ قال حارث وعَبَّاس، ومَن قال الغَضُوب، فعلى من قال الحارث والعباس. ابن سيده: وغَضْبَـى اسم للمائة من الإِبل، حكاه الزجاجي في نوادره، وهي معرفة لا تُنوَّن، ولا يَدخلُها الأَلف واللام؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

ومُسْتَخْلِفٍ، من بَعْدِ غَضْبَـى، صَريمةً، * فأَحْرِ به لِطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيا

وقال: أَراد النون الخفيفة فوقف. ووجدت في بعض النسخ حاشية: هذه الكلمة تصحيف مِن الجوهري ومِن جماعة، وأَنها غَضْيا، بالياءِ المثناة من تحتها مقصورة، كأَنها شبهت في كثرتها بمنبت، ونسب هذا التشبيه ليعقوب. وعن أَبي عمرو: الغَضْيا،

واستشهد بالبيت أَيضاً. والغِضَابُ: مكان بمكة؛ قال ربيعة بنُ الـحَجْدَر الهذلي:

أَلا عادَ هذا القلبَ ما هو عائدُه، * وراثَ، بأَطْرافِ الغِضابِ، عَوائدُه

غضب
: (الغَضْبُ) بفَتْح فَسُكُون: (الثَّوْرُ، والأَسَدُ، كالغَضُوب. وَ) الغَضْبُ: (الشَّدِيدُ الحُمْرَةِ أَوِ الأَحْمَرُ) من كُلِّ شَيْء. و (الغَليظُ. و) الغَضْبُ: (صَخْرَةٌ صُلْبَةٌ) مُسْتَدِيرَةٌ (كالغَضْبَةِ) بِالْهَاءِ قَالَ رُؤْبَةُ:
قَالَ الحَوَازِي وأَبَى أَنْ يُنْشَعَا
أَشَرْبَةٌ فِي قَرْيَة مَا أَشْفَعَا
وغَضْبَةٌ فِي هَضْبَةٍ مَا أَمْنَعَا
وقِيل: هِيَ المُرَكَّبةُ فِي الجَبَل المُخَالِفَةُ لَهُ.قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّة يَرْثِي أَخَاه عَبْدَ الله:
فإِن تُعْقِب الأَيَّامُ والدَّهْرُ تَعلَمُوا:
بَنِي قَارِبٍ أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ
قَالَ ابنُ مَنْظُور: قولُه بمَعْبَد عْنِي عَبْدَ اللهِ، فاضْطُرَّ.
(وغَضَابَى) بالفَتْح، كَنَدَامَى (ويُضَمّ) أوَّلُه، وَهُوَ الأَكْثرُ، مثل سَكْرى وسُكارى. وأَنْشدَ الجَوهَرِيّ:
فإِن كُنْتُ لمْ أَذْكُرْك والقوْمُ بَعْضُهمْ
غُضابَى على بَعْضٍ فمَالِي وَذائِمُ
(وَقد أَغْضَبَه غَيْرُه) فَتَغَضَّبَ، (وغَاضَبْتُه: رَاغَمْتُه) ، وَبِه فُسِّر قولُه تَعَالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً} (الْأَنْبِيَاء: 87) أَي مُراغِماً لِقَوْمِهِ. (و) غاضَبْتُ (فُلَاناً: أَغْضَبْتُه وأَغْضَبَنِي) وَهُوَ على حقِيقَةِ المُفَاعَلَة.
(والغَضُوبُ: الحَيَّةُ الخَبِيثَةُ، والعَبُوسُ مِنَ النُّوقِ) وكذَلِكَ غَضْبى قَالَ عَنْتَرَةُ:
يَنْبَاعُ من ذِفْرَىء غَضُوبٍ جَسْرَةٍ
زَيَّافَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ
(و) الغَضُوب: جَماعة (النّسَاء و) غضوب. والغَضُوب: (اسْمُ امْرَأَة) . قَالَ سَاعِدَة بن جُؤَيَّة:
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحُبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ
وَعَدت عَوَادٍ دُونَ وَلْيِك تَشْعَبُ
وَقَالَ:
شَاب الغُرَابُ وَلَا فؤَادُك تَارِكٌ
ذِكْر الغضُوبِ وَلَا عِتَابُك يُعْتِبُ
فَمَنْ قَالَ: غَضُوبُ، فَعلى قَوْلِ من قَالَ حارِث وعَبَّاس، وَمن قَالَ الغَضُوبَ فعلَى مَنْ قَالَ الحَارِث والعَبَّاس.
(والغَضْبَةُ: جِلْدُ المُسِنِّ مِنَ الوُعُولِ، و) الغَضْبَةُ: جُنَّةٌ (شِبْهُ الدَّرَقَةِ) ، محركة، وَهِي التُّرْس تُتَّخَذُ (مِنْ جِلْدِ البعِيرِ) يُطْوَى بعْضُها على بَعْض للقِتَالِ. (و) الغَضْبَةُ: (بَخْصَةٌ) ، بِالْمُوَحَّدَةِ وَالْخَاء المُعْجَمة والصَّادِ المُهْمَلَة: نُتوّ فَوْق العَيْنَيْن أَو تَحْتهما كَهَيئَةِ القَمْحَة (تَكُونُ بالجَفْنِ الأَعْلَى) من العَين (خِلْقَةً) كَذَا فِي المُحْكَم. (و) الغَضْبَةُ: (جِلْدةُ الحُوتِ) ، نَقله الصَّاغَانِيّ. (وجِلْدَةُ الرَّأْس) نَقله الصَّاغَانِيّ أَيضاً (وجِلْدَةُ مَا بَيْن قَرْنَيِ الثَّوْرِ) ، نَقله الصَّاغَانِيُّ أَيضاً.
(والغُضَابُ، بالكَسْرِ وبِالضَّمِ: القَذَى فِي العَيْنِ) وَفِي أُخْرَى فِي العَيْنَيْن، بالتثنية (و) الغُضَابُ: (دَاءٌ) آخرُ يَخرج بالجِلْد وَلَيْسَ بالجُدَرِيّ. يُقَال مِنْهُ: غُضِب بصَرُ فُلان، إِذا انْتَفَخ من الغُضَاب مَا حَوْلَه (أَو) هُوَ (الجُدَرِيّ) . وَيُقَال للمَجْدُور: الم 2 غْضُوب، (وفِعْلُه كَسمِع وعُنِيَ) والثَّانِي أَكثرُ، والأَخِير نَقله الصَّاغَانِيّ. يُقَال: غُضِبَتْ عينُه، وغَضِبَت، بِالفَتْح والكَسْرِ.
(و) الغِضَابُ (كَكِتَاب: ع بالحِجَازِ) قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ الجَحْدرِ الهُذَلِيّ:
أَلا عَاد هذَا القلبَ مَا هُوَ عَائِدُهْ
وراثَ بأَطْرَافِ الغِضَابِ عَوَائِدُهْ
(والأَغْضَب: مَا بيْنَ الذَّكَرِ إِلَى الفَخِذ) (نَقَله الصَّاغَانِيّ.
(وغَضْبَانُ: جَبَلٌ بالشَّامِ) فِي أَطْرَافِهِ.
(وغَضْبَى، كسَكْرَى) : اسْم (فَرَسِ خَيْبَرِيّ) بياء النِّسْبةِ (ابْنِ الحُصَيْنِ) الكَلْبِي. (وقَوْلُ الجَوْهَرِي) كَمَا قَالَه الصَّاغَانِي وَهُو قَولُ ابْنِ سِيدَه أَيضاً (غَضْبَى) أَي كسَكْرَى: (اسمُ مِائَة مِنَ الإِبِل) وَحَكَاهُ أَيضاً الزَّجَاجِيّ فِي نَوَادِرِه، (وَهِي مَعْرِفَةٌ) أَي بالعَلَمِية (وَلَا تَدْخُلُها أَلْ) . قَالَ شَيْخُنا: أَي لأَنَّهَا من أَدواتِ التَّعْرِيف، وَقد حَصَل لَهَا فِي العَلَمِيَّة، وهم يَمْنَعُون من اجْتِماع مُعَرِّفَيْن على مُعَرَّف وَاحِد وإِن كَانَ المُحَقِّق الرِّضِيّ فِي شَرْح الكافية جَوَّز ذَلِك، وَقَالَ: مَا المَانِع من اجْتِمَاع المُعَرِّفَيْن على مُعَرَّفٍ واحِدِ إِذَا كَانَ أَحدُهُما يُفِيد غيرَ مَا يُفِيدُه الآخر؛ وَلذَلِك جَوْز إضافَة العَلَم كقَوْلِهِ:
عَلا زَيْدُنَا يومَ النَّقَا رأْسَ زَيْدِكم
وَهُوَ ظَاهِرٌ قَوِيٌّ، لَكِن الأَكْثر على منْعه (و) لَا يدخلهَا (التَّنْوِين) قَالَ شَيْخُنَا: أَي لكَونهَا عَلَماً، فَتكون مَمْنوعَةً من الــصَّرْف للعَلَميَّة والتَّأْنِيث، وهذَا غَيرُ مُحتاج إِليه. لأَنَّ أَلِف التأْنِيث تَمْنَع من الــصَّرْف مُطلقاً سواءٌ كَانَ مَدْخُولُها مَعْرِفةً أَو نكرَة، كَمَا فِي الخُلَاصَة وشُرُوحِهَا وَغَيرهَا من دَوَاوين النَّحْو. وَفِي الصّحَاح: أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:
ومُسْتَخْلِفٍ من بَعْده غَضْبَى صَرِيمَةً
فَأَحْرِ بِهِ لِطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيَا
وَقَالَ: أَراد النُّونَ الخَفِيفَة فوقَف، وَهُوَ (تصْحِيفٌ) من الجَوْهَرِيّ، وَقد قَدَّمنا أَنه قولُ ابْنِ سِيدَه والزَّجَّاجِيّ. وَقَالَ ابْن مُكَرَّم: ووجدتُ فِي بعضِ النُّسخ حاشِيةً أَنَّ هَذِه الكَلِمةَ تَصْحِيفٌ مِنَ الجوْهَرِيّ ومِنْ جمَاعَة (والصَّوَابُ غَضْبَا، بالمُثَنَّاة) من (تحْت) مَقْصُورَة كأَنَّها شُبِّهَت فِي كَثْرتها مَنْبِت الغَضَى، ونُسِب هَذَا التَّشْبِيه ليَعْقُوب. قلت: وَهُوَ قَوْل أَبِي عَمْرو، إِليه مالَ ابنُ بَرِّيّ فِي الحَوَاشي، والصَّاغَانِيّ فِي التَّكْمِلَة، وَنقل شيخُنا عَن شَرْح التَّسْهيل للشَّيْخ أَبِي حَيَّان أَنَّه نقل عَن ابْن ولَّاد أَنَّهَا بالنُّون، وَهَذَا أَغْرَبُهَا، فإِنه لَا يُعْرف فِي الدَّوَاوين.
(والغُضَابِيُّ، كَغُرَابِيّ) : الرَّجُلُ (الكَدِرُ فِي مُعَاشَرَتِه ومخَالَفَته) كأَنه نُسِبَ إِلَى الغُصابِ، وَهُوَ القَذَى.
وَمن الْمجَاز: غَضِبَتِ الفرسُ على اللِّجام، كَنَوْا بغَضَبِهَا عَن عَضِّها عَلَى اللُّجُم. قَالَ أَبُو النَّجْم:
تَغْضَبُ أَحْيَاناً على اللِّجَامِ
كغَضَبِ النَّارِ على الضِّرامِ
فسره فَقَالَ: تَعَضُّ على اللِّجام من مَرَحِها، فكأَنَّها تَغْضَبُ، وجَعَل للِنَّار غَضَباً على الاسْتِعَارة أَيضاً وإِنما عَنَى شِدَّةَ التهابها كقَوْلِهِ، تَعَالى: {سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً} (الْفرْقَان: 12) أَي صَوْتاً كصَوْتِ المُتَغَيِّظ، واستعَارَه الرَّاعِي للقِدْر، فَقَالَ: إِذَا أَحْمَشُوها بالوَقُودِ تَغَضَّبَتْ
عَلى اللَّحْمِ حَتَّى تَتْرُكَ العَظْمَ بَادِيا
وإِنّما يُرِيدُ أَنَّها يَشتَدُّ غَليانُها وتُغَطْمِطُ فيَنْضَجُ مَا فِيهَا حَتَّى يَنْفَصِل اللحمُ من الَعظْمِ.
وَقَالَ الفراءُ: أَصبحَ جلْدُه غَضْبَةً واحِدَةً من الجُدَرِيّ، أَي قِطْعَةً وأَغضَبَتِ العَيْنُ إِذَا قَذَفَت مَا فِيهَا. ورجُلٌ غُضَابٌ، كغُراب: غَلِيظُ الجِلْدِ، نَقله الصَّاغَانِيُّ.
والمغْضُوبُ: الَّذِي رَكِبَه الجُدَرِيّ.
وبَنُو غَضُوبَةَ: بطنٌ من العَرَبِ. وغَضْبُ بْنُ كَعْبٍ فِي سُلَيْم بْنِ مَنْصُورِ. وَفِي الأَنْصارِ غَضْبُ بْنُ جُشَم بْنِ الخَزْرَج.
بَاب الْغَضَب

غضب وتلظى واغتاظ وتزغم واستشاط وتضرم وحنق واسف ونقم وَسخط وَوجد وأحفظ واضم 
غضب
الغَضَبُ: ثوران دم القلب إرادة الانتقام، ولذلك قال عليه السلام: «اتّقوا الغَضَبَ فإنّه جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه» ، وإذا وصف الله تعالى به فالمراد به الانتقام دون غيره: قال فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ
[البقرة/ 90] ، وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ [آل عمران/ 112] ، وقال:
وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي [طه/ 81] ، غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
[المجادلة/ 14] ، وقوله:
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ
[الفاتحة/ 7] ، قيل:
هم اليهود . والغَضْبَةُ كالصّخرة، والغَضُوبُ:
الكثير الغضب. وتوصف به الحيّة والنّاقة الضجور، وقيل: فلان غُضُبَّةٌ: سريع الغضب ، وحكي أنّه يقال: غَضِبْتُ لفلان: إذا كان حيّا وغَضِبْتُ به إذا كان ميّتا .

غضب


غَضِبَ(n. ac. غَضَب
مَغْضَبَة)
a. ['Ala], Was angry with, was irritated, incensed
exasperated, embittered against.
b. [La], Defended, protected, championed.
c. [Bi], Defended ( one dead ).
d. [Fī], Was angry for the sake of, jealous of the honour
of.
e. [Min], Was angry, offended about.
غَاْضَبَa. Angered, provoked, irritated, enraged, exasperated
incenesed.
b. Was angry with.

أَغْضَبَa. see III (a)
تَغَضَّبَa. Became angry, enraged; lost his temper, flew into a
passion.

إِسْتَغْضَبَa. see V
غَضْبa. Intense redness.
b. Hard rock.
c. Lion.

غَضْبَةa. Fit of anger, rage, temper, passion.
b. Hide, skin; shield.
c. see 1 (b)
غَضْبَىa. fem. of
غَضْبَاْنُ
غَضَبa. Anger, wrath; indignation; ire; rage; fury.

غَضِبa. see 33
غَضُبa. see 33
غُضَبَةa. see 13t
غُضُبّa. see 13t
غُضُبَّةa. Irritable,irascible, hasty, quick-tempered, choleric
passaionate.

غِضَاْب
غُضَاْبa. Motes in the eye.
b. Cutaneous eruption.

غُضَاْبِيّa. Morose, snappish, testy, quarrelsome, unacccommodating
disagreeable.

غَضُوْبa. see 33
غَضْبَاْنُ
(pl.
غَضْبَى
غَضَاْبَى
غِضَاْب غِضَاْبَى)
a. Angry, wrathful, irate; ireful; provoked, exasperated
incensed.
b. Fierce, grim, forbidding; stern, severe.

غَضْبَاْنَةa. fem. of
غَضْبَاْنُ
غَُضَبَّة
a. see 13t
مَغْضُوْب عَلَيْهِ
a. Object of anger.
[غضب] غ: ((غير "المغضوب" عليهم)): اليهود. ك: باب "الغضب" في العظة والتعليم، وفيه: إنهما أجدر "بالغضب" بخلاف القضاء، تعقب بأنه مسلم في الوعظ دون التعليم، فإنه فيه يدهش الفكر. وح: "فغضبت" فاطمة وهجرت أبا بكر، غضبها حصل بمقتضى البشرية وسكن بعده، أو كان ح: لا نورث، مأولًا عندها بما فضل عن معاش الورثة، وهجرانها انقباضها عن لقائها، لا الهجران المحرم من نحو ترك السلام، قوله: فلم تزل مهاجرته- بلفظ اسم فاعل لا المصدر، قوله: صدقته، أي أملاكه التي بالمدينة التي صارت بعده صدقة يحرم التملك لها بعده- ومر في ص. وح: دخل أبو الدرداء وهو "مغضب"- بفتح ضاد معجمة. بي: وكذا: فاستند إليها "مغضبًا"- بفتح ضاد، ولعله غضب لعدم تذكيرهم له حتى ذكره ذو اليدين، فإن قيل: قد استند إلى الجذع مغضبًا قبل تذكيره! قلت: في الثاني أنه ذكره أثر السلام فغضب. ج: واستند ليواجه القوم يسألهم. وح: كيف تصوم؟ "فغضب" صلى الله عليه وسلم، بسبب أنه كره سؤاله لأنه يخشى من جوابه مفسدة، وهي أنه ربما اعتقد السائل وجوه أو استقله أو اقتصر عليه، وكان مقتضى حاله أكثر منه، وإنما اقتصر صلى الله عليه وسلم لشغله بمصالح لا تعد، وكان حقه أن يقول: كيف أصوم أو كم أصوم. ط: وكان صلى الله عليه وسلم مشغولًا بمصالح المؤمنين وحقوق أزواجه وأضيافه. وح: "فغضب" اليهود والنصارى، الظاهر أنه تخييل أو عند إخراج الذر للميثاق- ومر في ظلمتكم. وح الدجال: إنما تخرج من "غضبة يغضبها"، هو صفة غضبة، أي يخرج بسبب غضبة فيدعي النبوة "فلا تغضبها" يا عبد الله ولا تتكلم معه. ط: فإذا "غضب" أحدكم فليتوضأ، هو كناية عن التعوذ بالله، وهي لا ينافي إرادة الحقيقة، وروى: فليضطجع، لئلا يصدر منه ما يندم عليه، فإن المضطجع أبعد من الحركة والبطش، أقول: لعله أراد التواضع لأن الغضب منشأ التكبر والترفع.

عفرت

عفرت
عن العبرية عفراه بمعنى غزالة، وصبية جميلة. يستخدم للإناث.

عفرت


عَفْرَتَ
تَعَفْرَتَa. Was diabolical, devilish; was cunning, crafty.

عِفْرِيْت (pl.
عَفَاْرِيْتُ)
a. Demon, devil.
b. Cunning, crafty; clever, able.
عفرت
تعفرتَ يتعفرت، تعَفْرُتًا، فهو مُتَعَفْرِت
• تعفرت الشَّخْصُ: صار عِفْريتًا، تــصرَّف تــصرُّف العفاريت "تعفرت الصَّبيُّ- تعفرت التّلاميذُ في الفصل". 

عِفْريت [مفرد]: ج عَفاريتُ:
1 - متمرِّد، نافذٌ في الأمور بدهاء وخُبْثٍ "ولدٌ/ رجل عِفْريت" ° إنَّه لعفريت نفريت: خبيث منكر داهٍ- على كفّ عفريت/ في كفّ عفريت: في خطر.
2 - أقوى الجِنِّ " {قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا ءَاتِيكَ بِهِ} ". 
عفرت: تعفرت: صار عفريتاً. (بوشر، محيط المحيط).
تعفرت: تعود على الحرب، واخشوشن. (بوشر).
عفريتة: حماقة، حنق فجائي، نزوة. نزعة. هوى عابر. غرابة. (بوشر).
عِفْريت: انظر بحث لين عن العفاريت في ترجمته لألف ليلة (1: 29 - 28): جنى، شيطان، ابليس. طَيْف، شبح. (بوشر).
عِفْريت: شبح، خيال. ويقال أيضاً: عفريت الميت بهذا المعنى. (بوشر).
عِفْريت: جبّار، رجل قوّي، أضلع، عصلبي (بوشر).
عَفْريت: يطلق على أهل عوادة الذين يمتازون بالجرأة والغطرسة والأنفة الوحشية اسم عَفْريت.
(عوادة ص410).
عِفْريت: عملاق، جَبّار. (الكالا) عِفْريت: عنقاء مُغْرب (حيوان خرافي نصفه بسر ونصفه أسد). (ألكالا).
عِفْريت: نمر. (ألكالا).
عَفْراتة: عمل العملاق. (ألكالا).
مُعفْرت: به مَسُّ من الشيطان. (ألف ليلة 4: 688) وشيطاني، شرّير (بوشر).
مُعَفْرت: فظّ، شكس، شاذ، غريب الأطوار، سوداوي، ملطوش. من تعتريه نوبات دنون (بوشر).

النّفس

النّفس:
[في الانكليزية] Blood ،diversion
[ في الفرنسية] Sang ،divertissement
بفتحتين في اللغة الفارسية دم. وفي اصطلاح الصّوفية هو التّرويح عن القلب بمطالب الغيوب النّازلة من حضرة المحبوب تبارك وتعالى. كذا في لطائف اللغات.
النّفس:
[في الانكليزية] Soul ،spirit ،water
[ في الفرنسية] Ame ،eau ،espri
بالفتح وسكون الفاء عند أهل الرمل اسم للجماعة وأهل الرّمل يسمّون النفس والنفس الكلّية: الجماعة. ويطلقون النفس على عنصر الماء. والماء الأول هو النفس الأولى كما يقولون. والماء الثاني هو النفس الثانية. إذا فالماء هو عتبة داخل النفس السّابقة. وقد مرّ ذلك في جدول أدوار الطالب والمطلوب بالتفصيل من دائرة أبدح وسكن. والنفس يطلق عند الحكماء بالاشتراك اللفظي على الجوهر المفارق عن المادة في ذاته دون فعله، وهو على قسمين: نفس فلكية ونفس إنسانية، وعلى ما ليس بمجرّد بل قوة مادية وهو على قسمين أيضا نفس نباتية ونفس حيوانية، هكذا يستفاد من تهذيب الكلام ويجعل النفس الأرضية اسما للنفس النباتية والحيوانية والإنسانية، والنفس الفلكية تسمّى بالنفس السماوية أيضا.
فالنفس النباتية كمال أول لجسم طبيعي آليّ من حيث يتولّد ويتغذّى وينمو، فالكمال جنس بمعنى ما يتمّ به الشيء وقد سبق في محلّه، وبقيد أول خرج الكمالات الثانية كالعلم والقدرة وغيرها من توابع الكمال الأول، وبقيد الجسم خرج كمالات المجرّدات وبقيد طبيعي خرج صور الجسم الصناعي كصور السرير والكرسي وبقيد آليّ خرج صور العناصر إذ لا يصدر عنها أفعال بواسطة الآلات، وكذا الصور المعدنية.
فالآلي صفة الكمال أي كمال أول آليّ، أي ذو آلة. ويجوز جرّه على أنّه صفة لجسم أي جسم مشتمل على الآلة بأن يكون له آلات مختلفة يصدر عنها هذه الأفعال من التغذية والتنمية وتوليد المثل وهذا أظهر لعدم الفصل بين الصفة والموصوف على التقديرين، فليس المراد بالآلي أنّ الجسم ذو أجزاء متخالفة فقط بل يكون أيضا ذا قوى مختلفة كالغاذية والنامية، فإنّ آلات النفس بالذات هي القوى وبتوسطها الأعضاء. وقيل الأولى أن لا يراد بالطبيعي ما يقابل الصناعي فقط بل يراد به ما يقابل الجسم التعليمي والصناعي معا لئلّا يفتقر إلى إخراج الكمال الأول للجسم التعليمي إلى قيد آخر.
ومنهم من رفع طبيعيا صفة للكمال احترازا عن الكمال الصناعي فإنّ الكمال الأول قد يكون صناعيا يحصل بصنع الحيوان كما في السرير والصندوق ووكر الطير وقد يكون طبيعيا لا مدخل لصنعه فيه، لكن الظاهر حينئذ أن يقال كمال أول طبيعي لجسم آليّ الخ. وبقيد الحيثية خرج كلّ كمال لا يلحق من هاتين الحيثيتين كالنفس الحيوانية والانسانية والفلكية. اعلم أنّهم اختلفوا فذهب بعضهم إلى أنّ الشيء إذا صار حيوانا تكون نفسه النباتية باقية فيه وتلك الأفعال صادرة عنها لا عن النفس الحيوانية والأفعال الحيوانية من الحسّ والحركة الإرادية صادرة عن النفس الحيوانية. والمحقّقون على أنّ الأفعال المذكورة في النفس النباتية صادرة في الحيوان عن النفس الحيوانية وتبطل النفس النباتية عند فيضان النفس الحيوانية، فعلى هذا بعض أفعال النفس الحيوانية بالاختيار وبعضها بلا اختيار، ولا يخفى ما فيه من التأمّل. فعلى المذهب الأول لا حاجة إلى زيادة قيد فقط وعلى المذهب الثاني لا بد من زيادته. ولذا قال البعض هي كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يتولّد ويزيد ويغتذي فقط، والحصر إضافي بالنسبة إلى ما يحسّ ويتحرّك بالإرادة، فلا يرد أنّ أفعال النفس النباتية غير منحصرة فيما ذكر، بل لا بد مع ذلك أيضا من جهة ما يتصوّر ويجذب ويضم ويمسك ويدفع. لكن بقي هاهنا بحث من وجوه: الأول أنّ التعريف صادق على صورة النطفة التي بها تصير سببا للتغذية والتنمية، وكذا على الصورة اللحمية والعظمية وغيرها مع أنه لا يقال لها نفس نباتية وإلّا يلزم أن تكون هذه الأشياء نباتا. والجواب أنّ عدم إطلاق النفس النباتية عليها إنّما هو في عرف العام وأمّا في عرف الخاص فيجوز إطلاقها عليها وإطلاق النبات على تلك الأجسام أيضا جائز اصطلاحا. الثاني أنّه صادق على الصور النوعية للبسائط الموجودة في المركّبات النباتية.
والجواب أنّ تلك الصور ليست كمالات أولية بالنسبة إلى المركّبات إذ الكمال الأول ما يتمّ به النوع في ذاته بأن يكون سببا قريبا لحصول النوع وجزءا أخيرا له، وما هو بمنزلته، وتلك الصور ليست كذلك بالنسبة إلى المركّبات.
الثالث أنّه يكفي أن يقال كمال أول من حيث يتغذّى وينمو ويتولّد بل يكفي أن يقال كمال من حيث ينمو وباقي القيود مستدرك إذ الكمال الثاني وكمال الجسم الصناعي وغير الآلي ليس من جهة ما ينمو. والجواب أنّ قيود التعريف قد تكون للاحتراز وقد تكون للتحقيق وبعض هذه القيود للاحتراز وبعضها للتحقيق. والنفس الحيوانية كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الجزئيات الجسمانية ويتحرّك بالإرادة والقيد الأخير لإخراج النفس النباتية والإنسانية والفلكية. أقول والمراد أن يكون منشأ تمييز ذلك الكمال عن الكمالات الأخر هو هذين الأمرين أعني إدراك الجزئيات الجسمانية والحركة الإرادية لا غير فينطبق التعريف على المذهبين المذكورين. ولا يرد ما قيل من أنّه إن أريد الآلي من جهة هذين الأمرين فقط فلا يصدق التعريف على النفس الحيوانية على مذهب المحقّقين لأنّها آليّة من جهة الأفعال النباتية أيضا، وإن أريد الآلي من جهتهما مطلقا فينتقض التعريف بالنفس الناطقة. وأورد عليه أنّه غير جامع لعدم صدقه على النفس الحيوانية في الإنسان لأنّها ليست مدركة عند المحقّقين بل المدرك للكلّيات والجزئيات مطلقا هو النفس الناطقة. وأجيب بأنّ المراد بالمدرك أعمّ من أن يكون مدركا بالحقيقة أو يكون وسيلة للإدراك والنفس الحيوانية وسيلة لإدراك النفس الناطقة للجزئيات الجسمانية، ولا يرد القوى المدركة الظاهرة والباطنة لأنّ هذه القوى ليست من قبيل الكمال الأول لأنّها كما مرّ عبارة عن الجزء الأخير للنوع أو ما هو بمنزلته. والنفس الإنسانية وتسمّى بالنفس الناطقة والروح أيضا كمال أول لجسم طبيعي آليّ من جهة ما يدرك الأمور الكلّية والجزئية المجرّدة ويفعل الأفعال الفكرية والحدسية، وقد سبق أنّ المراد بالكمال الأول ما يتمّ به النوع في ذاته بأن يكون سببا قريبا لتحقّقه وجزءا أخيرا له وما هو بمنزلته، والنفس الناطقة بالنسبة إلى بدن الإنسان من قبيل الثاني. ثم قولهم كمال أول لجسم طبيعي آليّ مشترك بين النفوس الثلاثة وباقي القيود في التعريفات لإخراج بعضها عن بعض. وأمّا النفوس الفلكية فخارجة عن هذا لأنّ السماويات لا تفعل بواسطة الآلات على ما هو المشهور من أنّ لكلّ فلك من الخارج المركز والحوامل والتداوير والممثلات نفسا على حدة على سبيل الاستقلال، وأمّا على رأي من يقول إنّ الكواكب والتداوير والخارج المركز هي الأعضاء والآلات للنفس المدبّرة للفلك الكلّي فالنفوس للأفلاك الكلّية فقط فداخلة فيه، إلّا أنّه لا يشتمل القدر المذكور لنفس الفلك الأعظم عندهم أيضا. فاخراجها عن تعريف النفس النباتية على رأيهم بقيد الحيثية المذكورة في تعريف النفس النباتية، وعن تعريف النفس الناطقة بقيد وبفعل الأفعال الفكرية. وأمّا إخراجها عن تعريف النفس الحيوانية فبقيد ما يدرك الجزئيات الجسمانية لأنّ النفوس الفلكية مجرّدة والمجرّد لا يدرك الجزئي المادي.
والنفس الفلكية كمال أول لجسم طبيعي ذي إدراك وحركة دائمين يتبعان تعقلا كلّيا حاصلا بالفعل وهذا مبني على المذهب المشهور، وعليك بالتأمّل فيما سبق حتى يحصل تعريف النفس الفلكية على المذهب الغير المشهور أيضا. اعلم أنّهم قالوا إنّ النفس الفلكية مجرّدة عن المادة وتوابعها مدركة للكلّيات والجزئيات المجرّدة، وقالوا حركات الأفلاك إرادية، وكلّ ما يصدر عنه الحركة الجزئية الإرادية فيرتسم فيه الصغير والكبير، ولا شيء من المجرّدات كذلك، فليس المباشر القريب لتحريك الفلك جوهرا مجرّدا، بل لا بدّ هاهنا من قوة جسمانية أخرى فائضة عن المحرّكات العاقلة المجرّدة على أجرام الأفلاك وتسمّى تلك القوة الفائضة نفسا منطبعة ونسبتها إلى الفلك كنسبة الخيال إلينا في أنّ كلا منهما محلّ ارتسام الصورة الجزئية، إلّا أنّ الخيال مختصّ بالدماغ والنفس المنطبعة سارية في الفلك كلّه لبساطته وعدم رجحان بعض أجزائه على بعض في المحلية.
وإلى هذا ذهب الإمام الرازي. وقال المحقّق الطوسي: ذلك شيء لم يذهب إليه أحد قبله فإنّ الجسم الواحد يمتنع أن يكون ذا نفسين أعني ذا ذاتين هو آله لهما. والحقّ أنّ له نفسا مجرّدة وقوة خيالية وهذا مراد الإمام. غاية ما في الباب أنّه عبّر عن القوة الخيالية بالنفس المنطبعة، والمشّاءون على أنّ للفلك نفسا منطبعة لا غير، فإنّ الظاهر من مذهبهم أنّ المباشر لتحريك الفلك قوة جسمانية هي صورته المنطبعة في مادته وأنّ الجوهر المجرّد الذي يستكمل به نفسه عقل غير مباشر للتحريك.
والشيخ الرئيس على أنّ له نفسا مجرّدة لا غير.
وقال إنّ النفس الكلّي هي ذات إرادة عقلية وذات إرادة جزئية. وقال إنّ لكل فلك نفسا مجرّدة يفيض عنها صورة جسمانية على مادة الفلك فتقوم بها، وهي تدرك المعقولات بالذات وتدرك الجزئيات بجسم الفلك، وتحريك الفلك بواسطة تلك الصورة التي هي باعتبار تحريكاته كالخيال بالنسبة إلى نفوسنا وأبداننا، فإنّ المدرك حقيقة هو النفس والخيال آلة وواسطة لإدراكه، فالمباشر على هذا هو النفس إلّا أنّها بواسطة الآلة وتحقيقه في شرح الإشارات. ثم اعلم أنّ عدد النفوس الفلكية المحرّكة للأفلاك على المذهب المشهور هو عدد الأفلاك والكواكب جميعا، وعلى المذهب الغير المشهور تسعة بعدد الأفلاك الكلّية فإنّهم قالوا: كلّ كوكب منها ينزّل مع أفلاكه منزلة حيوان واحد ذي نفس واحدة تتعلّق تلك النفس بالكوكب أولا وبأفلاكه ثانيا كما تتعلّق نفس الحيوان بقلبه أولا وبأعضائه بعد ذلك بتوسطه. وقيل لجميع الأفلاك نفس واحدة تتعلّق بالمحيط وبالباقية بالواسطة.
فائدة:
في المباحث المشرقية الشيء قد يكون له في ذاته وجوهره اسم يخصه وباعتبار إضافته إلى غيره اسم آخر كالفاعل والمنفعل والأب والابن وقد لا يكون له اسم إلّا باعتبار الإضافة كالرأس واليد والجناح، فمتى أردنا أن نعطيها حدودها من جهة أسمائها بما هي مضافة أخذنا الأشياء الخارجة عن جواهرها في حدودها لأنّها ذاتيات لها بحسب الأسماء التي لها تلك الحدود والنفس في بعض الأشياء كالإنسان قد تتجرّد عن البدن ولا تتعلّق به لكن لا يتناوله اسم النفس إلّا باعتبار تعلّقها به حتى إذا انقطع ذلك التعلّق أو قطع النظر عنه لم يتناوله اسم النفس إلّا باشتراك اللفظ، بل الاسم الخاص بها حينئذ هو العقل. فما ذكر في تعريف النفس ليس تعريفا لها من حيث ماهيتها وجوهرها بل من حيث إضافتها إلى الجسم الذي هي نفس، له إذ لفظ النفس إنّما يطلق عليها من جهة تلك الإضافة فوجب أن يؤخذ الجسم في تعريفها كما يؤخذ البناء في تعريف الباني من حيث إنّه بان وإن لم يجز أخذه في حدّه من حيث إنّه إنسان.
فائدة:
قيل إطلاق النفس على النفوس الأرضية والسماوية ليس بحسب اشتراك اللفظ فإنّ الأفعال الصادرة عن صور أنواع الأجسام منها ما يصدر من إرادة وإدراك وينقسم إلى ما يكون الفعل الصادر عنه على وتيرة واحدة كما للأفلاك، وإلى ما لا يكون على وتيرة واحدة بل على جهات مختلفة كما للإنسان والحيوانات.
ومنها ما لا يصدر عن إرادة وإدراك وينقسم إلى ما يكون على وتيرة واحدة وهي القوة السخرية كما يكون للبسائط العنصرية من الميل إلى المركز أو المحيط وإلى ما لا يكون على وتيرة واحدة بل على جهات مختلفة كما يكون للنبات والحيوان من أفاعيل القوة التي توجب الزيادة في الأقطار المختلفة والقوة السخرية خصّت باسم الطبيعة والبواقي باسم النفس وإطلاق اسم النفس عليها لا يمكن إلّا بالاشتراك لأنّه لو اقتصر على أنّها مبدأ فعل ما أو قوة يصدر منها أمر ما يصير كلّ قوة طبيعية نفسانية وليس كذلك، وإن فسرناها بأنّها التي تكون مع ذلك فاعلة بالقصد خرجت النفس النباتية وأن نفرض وقوع الأفعال على جهات مختلفة فيخرج النفس الفلكية، وكذا لا يشتمل للجميع قولهم النفس كمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة أي ما يمكن أن يصدر عن الأحياء ولا يكون الصدور عنهم دائما بل قد يكون بالقوة لأنّه يخرج بقيد آلي النفوس الفلكية لأنّ أفعالها لا تصدر بواسطة الآلة على المذهب المشهور، وعلى المذهب الغير المشهور بالقيد الأخير لأنّ النفوس الفلكية وإن كانت كمالات أولية لأجسام طبيعية آلية على هذا المذهب لكنها ليس يصدر عنها أفاعيل الحياة بالقوة أصلا، بل يصدر منها أفاعيل الحياة كالحركة الإرادية مثلا دائما.
واعترض عليه أيضا بأنّه إن أريد بما يصدر عن الأحياء ما يتوقّف على الحياة فيخرج النفس النباتية. وإن أريد أعمّ من ذلك فإن أريد جميعها خرج النفس النباتية والحيوانية. وإن أريد بعضها دخل فيه صور البسائط والمعدنيات إذ يصدر عنها بعض ما يصدر عن الأحياء.
وأجيب بأنّ المراد البعض وصور المعدنيات والبسائط خارجة بقيد الآلي فإنّها تفعل أفعالها بلا توسّط آلة بينها وبين آثارها. هذا لكن الشيخ ذكر في الشفاء أنّ النفس اسم لمبدإ صدور أفاعيل ليست على وتيرة واحدة عادمة للإرادة ولا خفاء في أنّه معنى شامل للنفوس كلّها على المذهبين لأنّ ما يكون مبدأ لأفاعيل موصوفة بما ذكر، إمّا أن يكون مبدأ لأفاعيل مختلفة وهو النفس الأرضية أو يكون مبدأ لأفاعيل لا على وتيرة واحدة عادمة للإرادة، بل يكون مختلفة ومع الإرادة على رأي وعلى وتيرة واحدة ومع الإرادة على الصحيح.
فائدة:
النفس لها اعتبارات ثلاثة وأسماء بحسبها، فإنّها من حيث هي مبدأ الآثار قوة وبالقياس إلى المادة التي تحملها صورة وبالقياس إلى طبيعة الجنس التي بها تتحصّل وتتكمل كمال، وتعريف النفس بالكمال أولى من الصورة إذ الصورة هي الحالة في المادة والنفس الناطقة ليست كذلك لأنّها مجرّدة فلا يتناولها اسم الصورة إلّا مجازا من حيث إنّها متعلّقة بالبدن لكنها مع تجرّدها كمال للبدن كما أنّ الملك كمال للمدينة باعتبار التدبير والتــصرّف وإن لم يكن فيها وكذا تعريفها بالكمال أولى من القوة لأن القوة اسم لها من حيث هي مبدأ الآثار وهو بعض جهات المعرّف والكمال اسم لها من حيث يتمّ بها الحقيقة النوعية المستتبعة لآثارها، فتعريفها به تعريف من جميع جهاتها.
فائدة:
للنفس النباتية قوى منها مخدومة ومنها خادمة وتسمّى بالقوى الطبيعية، وكذا للنفس الحيوانية قوى وتسمّى قواها التي لا توجد في النبات نفسانية ومنها مدركة وغير مدركة، وكذا للنفس الناطقة وتسمّى قواها المختصة بها قوة عقلية. فباعتبار إدراكها للكلّيات تسمّى قوة نظرية وعقلا نظريا، وباعتبار استنباطها لها تسمّى قوة عملية وعقلا عمليا، ولكلّ من القوة النظرية والعملية مراتب سبق ذكرها في لفظ العقل.
فائدة:
النفوس الإنسانية مجرّدة أي ليست قوة جسمانية حالة في المادة ولا جسما بل هي لإمكانية لا تقبل الإشارة الحسّية وإنّما تعلّقها بالبدن تعلّق التدبير والتــصرّف من غير أن تكون داخلة فيه بالجزئية أو الحلول، وهذا مذهب الفلاسفة المشهورين من المتقدمين والمتأخّرين، ووافقهم على ذلك من المسلمين الغزالي والراغب وجمع من الصوفية المكاشفة، وتعلّقها بالبدن تعلّق العاشق بالمعشوق عشقا جبلّيا لا يتمكّن العاشق بسببه من مفارقة معشوقه ما دامت مصاحبته ممكنة. ألا ترى أنّها تحبه ولا تكرهه مع طول الصحبة وتكره مفارقته، وسبب التعلّق توقّف كمالاتها ولذّاتها الحسّيتين والعقليتين على البدن، فإنّ النفس في مبدأ الفطرة عارية عن العلوم قابلة لها متمكّنة من تحصيلها بالآلات والقوى البدنية. قال تعالى وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ وهي تتعلّق بالروح الحيواني أولا أي بالجسم اللطيف البخاري المنبعث عن القلب المتكوّن من ألطف أجزاء الأغذية، فيفيض من النفس على الروح قوة تسري بسريان الروح إلى أجزاء البدن وأعماقه فتثير تلك القوة في كلّ عضو من أعضاء البدن ظاهرة وباطنة قوى تليق بذلك العضو ويكمل بالقوى المثارة في ذلك العضو نفعه كل ذلك بإرادة العليم الحكيم، وخالفهم فيه جمهور المتكلمين بناء على ما تقرّر عندهم من نفي المجرّدات على الإطلاق عقولا كانت أو نفوسا.
واحتج المثبتون للتجرّد عقلا بوجوه منها أنّها تعقل المفهوم الكلّي فتكون مجرّدة لأنّ النفس إذا كانت ذا وضع كان المعنى الكلّي حالا في ذي وضع، والحال في ذي الوضع يختص بمقدار مخصوص ووضع معيّن ثابتين لمحلّه فلا يكون ذلك الحال مطابقا لكثيرين مختلفين بالمقدار والوضع، بل لا يكون مطابقا إلّا لما له ذلك المقدار والوضع فلا يكون كلّيّا، هذا خلف وردّ بأنّا لا نسلّم أنّ عاقل الكلّي محلّ له لابتنائه على الوجود الذهني، وأيضا الحال فيما له مقدار وشكل ووضع معيّن لا يلزم أن يكون متصفا به لجواز أن لا يكون الحلول سريانيا.
وأمّا نقلا فمن وجوه أيضا. الأول قوله تعالى وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ الآية، ولا شكّ أنّ البدن ميت فالحيّ شيء آخر مغاير له هو النفس. والثاني قوله تعالى النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا والمعروض عليها ليس البدن الميّت فإنّ تعذيب الجماد محال. والثالث قوله تعالى: يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ الآية، والبدن الميت غير راجع ولا مخاطب. والرابع قوله عليه السلام: (إذا حمل الميت على نعشه يرفرف روحه فوق النعش ويقول يا أهلي ويا ولدي لا تلعبنّ بكم الدنيا كما لعبت بي، جمعت المال من حلّه ومن غير حلّه ثم تركته لغيري) الحديث، فالمرفرف غير المرفرف فوقه. والجواب أنّ الأدلة تدلّ على المغايرة بينها وبين البدن لا على تجرّدها. واحتج النافون للتجرّد أيضا بوجوه. منها أنّ المشار إليه بأنا وهو معنى النفس يوصف بأوصاف الجسم فكيف تكون مجرّدة. وإن شئت التوضيح فارجع إلى شرح المواقف وشرح التجريد وغيرهما. ثم المنكرون للتجرّد اختلفوا في النفس الناطقة على أقوال سبقت في لفظ الروح ولفظ الإنسان ولفظ السّر.

اعلم أنّ صاحب الإنسان الكامل قال:
النفس في اصطلاح الصوفية خمسة أضرب حيوانية وأمّارة وملهمة ولوّامة ومطمئنّة وكلّها أسماء الروح إذ ليس حقيقة النفس إلّا الروح وليس حقيقة الروح إلّا الحق فافهم. فالنفس الحيوانية تسمّى بالروح باعتبار تدبيرها للبدن فقط. وأمّا الفلسفيون فالنفس الحيوانية عندهم هو الدم الجاري في العروق وليس هذا بمذهبنا.
ثم النفس الأمّارة تسمّى بها باعتبار ما يأتيها من المقتضيات الطبيعية الشهوانية للانهماك في اللذات الحيوانية وعدم المبالاة بالأوامر والنواهي. ثم النفس الملهمة تسمّى بها لاعتبار ما يلهمها الله من الخير، فكلّ ما تفعله من الخير هو بالإلهام الإلهي، وكلّ ما تفعله من الشّر هو بالاقتضاء الطبيعي وذلك الاقتضاء منها بمثابة الأمر لها بالفعل، فكأنّها هي الأمّارة لنفسها يفعل تلك المقتضيات فلذا سمّيت أمّارة، وللإلهام الإلهي سمّيت ملهمة. ثم النفس اللّوّامة سمّيت بها لاعتبار أخذها في الرجوع والإقلاع فكأنّها تلوم نفسها عن الخوض في تلك المهالك ولذا سمّيت لوّامة. ثم النفس المطمئنّة سمّيت بها لاعتبار سكونها إلى الحقّ واطمئنانها به وذلك إذا قطع الأفعال المذمومة والخواطر المذمومة مطلقا، فإنّه متى لم ينقطع عنها الخواطر المذمومة لا تسمّى مطمئنّة بل هي لوّامة، ثم إذا ظهر على جسدها الآثار الروحية من طيّ الأرض وعلم الغيب وأمثال ذلك فليس لها إلّا اسم الروح. ثم إذا انقطعت الخواطر المحمودة كما انقطعت المذمومة واتصفت بالأوصاف الإلهية وتحقّقت بالحقائق الذاتية فاسم العارف اسم معروفه وصفاته صفاته وذاته ذاته انتهى. وقال في مجمع السّلوك: النفس اللّوّامة عند بعضهم هي الكافرة التي تلوم ذاتها وتقول: يا ليتني قدّمت لحياتي. ويقول بعضهم:
هي نفس الكافر والمؤمن، لأنّه ورد في الحديث: في يوم القيامة كلّ نفس تكون لوّامة لذاتها، فالفسّاق يقولون: لماذا ارتكبنا أعمال الفسوق، والصّالحون يقولون: لماذا لم نزد من أعمال الصّلاح. انتهى. وقد سبق أيضا في لفظ الخلق.
معنى النفس الأمّارة واللّوّامة والمطمئنّة ناقلا من التلويح.
فائدة:
النفس الناطقة حادثة اتفق عليه الملّيّون إذ لا قديم عندهم إلّا الله وصفاته عند من أثبتها زائدة على ذاته، لكنهم اختلفوا في أنّها هل تحدث مع حدوث البدن أو قبله؟ فذهب بعضهم إلى أنّها تحدث معه لقوله تعالى ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ والمراد بالإنشاء إفاضة النفس على البدن. وقال بعضهم بل قبله لقوله عليه الصلاة والسلام: (خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام)، وغاية هذه الأدلة الظّنّ أما الآية فلجواز أن يكون المراد بالإنشاء جعل النفس متعلّقة به فيلزم حدوث تعلّقها لا حدوث ذاتها.
وأمّا الحديث فلأنّه خبر واحد فيعارضه الآية وهي مقطوعة المتن مظنونة الدلالة والحديث بالعكس، فلكلّ رجحان فيتقاومان. وأمّا الحكماء فإنّهم قد اختلفوا في حدوثها فقال به أرسطو ومن تبعه، وقال شرط حدوثها حدوث البدن، ومنعه من قبله وقالوا بقدمها. ثم القائلون بحدوثها يقولون إنّ عدد النفوس مساو لعدد الأبدان لا يزيد أحدهما على الآخر فلا تتعلّق نفس واحدة إلّا ببدن واحد وهذا بخلاف مذهب القائلين بالتناسخ.
فائدة:
اتفق القائلون بمغايرة النفس للبدن على أنّها لا تفنى بفناء البدن، أمّا عند أهل الشرع فبدلالات النصوص، وأمّا عند الحكماء فبناء على استنادها إلى القديم استقلالا أو بشرط حادث في الحدوث دون البقاء وعلى أنّها غير مادية، وكلّ ما يقبل العدم فهو مادي فالنفس لا تقبل العدم.
فائدة:
مدرك الجزئيات عند الأشاعرة هو النفس لأنها الحاكمة بها وعليها ولها السمع والإبصار، وعند الفلاسفة الحواس للقطع بأنّ الإبصار للباصرة وآفتها آفة له، والقول بأنّها لا تدرك الجزئيات إلّا بالآلات يرفع النزاع، إلّا أنّه يقتضي أن لا يبقى إدراك الجزئيات عند فقد الآلات، والشريعة بخلافه وقد سبق في لفظ الإدراك.
فائدة:
ذهب جمع من الحكماء كأرسطو وأتباعه إلى أنّ النفوس البشرية متّحدة بالنوع وإنّما تختلف بالصفات والملكات لاختلاف الأمزجة والأدوات. وذهب بعضهم إلى أنّها مختلفة بالماهية بمعنى أنّها جنس تحته أنواع مختلفة، تحت كلّ نوع أفراد متحدة بالماهية. قيل يشبه أن يكون قوله عليه الصلاة والسلام: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة) وقوله (الأرواح جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) إشارة إلى هذا. قال الإمام: إنّ هذا المذهب هو المختار عندنا.
وأما بمعنى أن يكون كلّ فرد منها مخالفا بالماهية لسائر الأفراد حتى لا يشترك منهم اثنان في الماهية فالظاهر أنّه لم يقل به أحد، كذا في شرح التجريد وأكثر هذه موضّحة فيه.

المحرك للفلك

المحرك للفلك: بعيد وَقَرِيب. والمحرك الْبعيد الْقُوَّة الْمُجَرَّدَة عَن الْمَادَّة الْغَيْر الْحَالة فِي الْفلك وَلَا يَنْقَسِم بانقسامه وَلما أثبتوا بالبرهان أَن حَرَكَة الْفلك إرادية أثبتوا أَن الْقُوَّة المحركة لَهُ مُجَرّدَة عَن الْمَادَّة أَي المبدأ الصَّادِر عَنهُ هَذَا التحريك الإرادي نفس مُجَرّدَة عَن الْمَادَّة ذَات إِرَادَة كُلية مُتَعَلقَة بجرم الْفلك تعلق التَّدْبِير وَالتَّــصَرُّف كتعلق النَّفس الناطقة ببدن الْإِنْسَان. وَيفهم من كَلَام الْحَكِيم الشهير بصدرا فِي شرح الْهِدَايَة للحكمة فِي فصل أَن الْقُوَّة المحركة للفلك يجب أَن تكون مُجَرّدَة عَن الْمَادَّة. إِن الْفلك حَيَوَان متحرك بالإرادة وَأَنه إِنْسَان كَبِير بِمَعْنى أَن لَهُ نفسا مُجَرّدَة عَن الْمَادَّة ذَات إِرَادَة كُلية لَا يكون تعلقهَا بجرم الْفلك تعلق الانطباع بل تعلق التَّدْبِير وَالتَّــصَرُّف كتعلق النَّفس الناطقة ببدن الْإِنْسَان.
وَاعْلَم أَنهم أثبتوا المحرك الْبعيد الْمَذْكُور بالشكل الثَّانِي هَكَذَا الْقُوَّة المحركة للفلك تقوى على أَفعَال غير متناهية وَلَا شَيْء من القوى الجسمانية تقوى على أَفعَال غير متناهية فالقوة المحركة للفلك لَيست قُوَّة جسمانية. وعَلى كل من الصُّغْرَى والكبرى دَلِيل لَهُم فِي الْمقَام والمحرك الْقَرِيب للفلك قُوَّة جسمانية نسبتها إِلَى الْفلك كنسبة الخيال إِلَيْنَا فِي أَن كلا مِنْهُمَا مَحل ارتسام الصُّور الْجُزْئِيَّة إِلَّا أَن الخيال مُخْتَصّ بالدماغ وَتلك الْقُوَّة سَارِيَة فِي جرم الْفلك كُله لبساطته وَعدم رُجْحَان بعض أَجْزَائِهِ على بعض فِي محلية تِلْكَ الْقُوَّة وَتسَمى تِلْكَ الْقُوَّة نفسا منطبعة أَي مجبولة عَلَيْهَا الْفلك لانتفاش الصُّور الْجُزْئِيَّة فِيهَا. والمحرك الْبعيد لتجرده أشرف من المحرك الْقَرِيب لكَونه جسمانيا.
ثمَّ اعْلَم أَن الْمَشَّائِينَ على أَن للفلك نفسا منطبعة لَا غير. وَالشَّيْخ الرئيس على أَن لَهُ نفسا مُجَرّدَة لَا غير - وَالْإِمَام الرَّازِيّ على أَن لَهُ نفسين منطبعة ومجردة. وَقَالَ الطوسي وَذَلِكَ شَيْء لم يذهب إِلَيْهِ ذَاهِب قبله فَإِن الْجِسْم الْوَاحِد يمْتَنع أَن يكون ذَا نفسين أَعنِي ذاتين هُوَ آلَة لَهما. وَالْحق أَن لَهُ نفسا وَقُوَّة خيالية وَهَذَا مُرَاد الإِمَام غَايَة مَا فِي الْبَاب أَنه عبر عَن الْقُوَّة خيالية بِالنَّفسِ المنطبعة فَافْهَم واحفظ.
وَلَا يخفى عَلَيْك أَن المُرَاد بالمحرك الْقَرِيب المحرك الْقَرِيب الْمُبَاشر لتحريك الْفلك بِلَا وَاسِطَة محرك آخر فَلَا يُنَافِي وجود وَاسِطَة غَيره. فَلَا يرد أَنهم قَالُوا إِن صُدُور التحريكات الْجُزْئِيَّة الْغَيْر المتناهية من الْقُوَّة الجسمانية الَّتِي هِيَ المحرك الْقَرِيب بِوَاسِطَة الانفعالات الْغَيْر المتناهية فَلَا يكون ذَلِك المحرك قَرِيبا. وَمن كَانَ لَهُ نور الْعقل يعلم من هَذَا الْبَيَان الْفرق بَين المحرك الْقَرِيب والمحرك الْبعيد بِأَن المحرك الْبعيد مُجَرّد عَن الْمَادَّة. بِخِلَاف المحرك الْقَرِيب فَإِنَّهُ مادي. وَبِأَن المحرك الْبعيد لَهُ تصورات كُلية وللمحرك الْقَرِيب تصورات جزئية سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ أَن بعض الْمُؤمنِينَ فِي هَذِه اللَّيْلَة الْمُبَارَكَة الْخَامِسَة عشر من شعْبَان مشتغلون بإضاءة السرج والمشاعل. وَبَعْضهمْ بِأَكْل الجباتي والحلواء وأنواع المآكل. وَبَعْضهمْ بالتسبيح والتهليل والنوافل. وَهَذَا العَاصِي فِي إِضَاعَة بضَاعَة الْعُمر الْعَزِيز بتحقيق المحرك الْمجَازِي غافلا عَن المحرك الْحَقِيقِيّ. اللَّهُمَّ أحرق بِنَار الْعَفو بَيت السَّيِّئَات. وَنور صرح وجودي بسراج توفيق الْحَسَنَات. إِنَّك غفار الذُّنُوب. وستار الْعُيُوب.

شعر:
(امشب شب براءت جهان است اي خدا ... )
(مارا براءت عَفْو جرائم بكن عطا ... )
(از قاضيان كه قَاضِي عاصي بود منم ... )
(از فضل خويش جرم ببخش وكرم نما ... )

ذرا

ذ ر ا: (الذَّرَا) بِالْفَتْحِ كُلُّ مَا اسْتَذْرَيْتَ بِهِ، يُقَالُ: أَنَا فِي ظِلِّ فُلَانٍ وَفِي (ذَرَاهُ) أَيْ فِي كَنَفِهِ وَسِتْرِهِ وَدِفْئِهِ، وَ (ذُرَا) الشَّيْءِ بِالضَّمِّ أَعَالِيهِ الْوَاحِدَةُ (ذِرْوَةٌ) بِكَسْرِ الذَّالِ وَضَمِّهَا. وَ (ذَرَوْتُ) الشَّيْءَ طَيَّرْتُهُ وَأَذْهَبْتُهُ وَبَابُهُ عَدَا. وَ (الذَّارِيَاتُ) الرِّيَاحُ وَ (ذَرَتِ) الرِّيحُ التُّرَابَ وَغَيْرَهُ مِنْ بَابِ عَدَا وَرَمَى أَيْ سَفَتْهُ وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: (ذَرَى) النَّاسُ الْحِنْطَةَ. وَ (اسْتَذْرَى) بِالشَّجَرَةِ اسْتَظَلَّ بِهَا وَصَارَ فِي دِفْئِهَا. وَ (اسْتَذْرَى) بِفُلَانٍ الْتَجَأَ إِلَيْهِ وَصَارَ فِي كَنَفِهِ. وَ (تَذْرِيَةُ) الْأَكْدَاسِ مَعْرُوفَةٌ. وَ (الْمِذْرَى) خَشَبَةٌ ذَاتُ أَطْرَافٍ يُذَرَّى بِهَا الطَّعَامُ وَتُنَقَّى بِهَا الْأَكْدَاسُ، وَمِنْهُ (ذَرَّى) تُرَابَ الْمَعْدِنِ إِذَا طَلَبَ مِنْهُ الذَّهَبَ. وَ (الذُّرَةُ) حَبُّ نَبَاتٍ يُؤْكَلُ وَيُطْحَنُ. وَ (أَذْرَتِ) الْعَيْنُ دَمْعَهَا صَبَّتْهُ.
(ذرا) - في الحديث: "أُتِى بإِبل غُرِّ الذُّرَى" .
: أي سَمِينِي السَّنامِ، والأَغرُّ: الأَبيضُ.
- في حديثِ سُلَيْمان بنِ صُرَد: "بَلَغَنى عن عَلِىٍّ، رَضِى الله عنه، ذَرْوٌ من قَوْل" .
: أي طَرَف منه لم يَتَكامَل، وهو ما ارتَفَع إليكَ من أَطرافِه وحَواشِيه.
وهو غَيرُ مَهْموز، ويُقال: عَرفتُه في ذَرْو كَلامِه: أي فَحْواه، وأَنمَى اللهُ ذَرْوَك: أي ذُرِّيَّتَكَ ونَمَّاكَ.
في الحَدِيث: "أَوَّلُ الثَّلاثة يدخُلُون النّارَ كذا وكذا، وذو ذَرْوةٍ لا يُعْطِى حَقَّ اللهِ" . : أي ذو ثَروَةٍ، فإمَّا أن يكون من باب الاعْتِقاب ، وإمَّا أن يَكُونَ من الذِّرْوَة لِما في الثَّروة من مَعْنَى العُلُوِّ والزِّيادة.
- وفي حَدِيثِ أبي الزِّناد: "أَنَّه كان يَقُولُ لابْنِه عَبد الرحمن كيف حَدِيث كَذَا؟ يُرِيدُ أن يُذَرِّىَ منه" .
: أي يرفَع منه ويُنَوِّه به، قال رُؤبَة:
* عَمدًا أُذَرِّى حَسَبى أن يُشْتَما *
أي مَخافَة ذَلِك.
[ذرا] فيه: خلق في الجنة ريحًا من دونها باب لو فتح "لأذرت" ما بين السماء والأرض، وروى: لذرت، من ذرته الريح تذروه، وأذرته تذريه أطارته. ومنه: تذرية الطعام. وح: من قال: إذ مُت فأحرقوني ثم "ذروني" في الريح. ك: بضم ذال من الذر التفريق وبفتحها من التذرية، وروى فاذروه في اليم، بوصل الهمزة، وقيل: يقطعها من أذريته رميته، والأول أليق بالرياح. زر: ذروته اذروه وذريته اذريه، ويتم في قدر. نه ومنه: "يذرو" الرواية ذرو الريح الهشيم، أي يسرد الرواية كما تنسف الريح هشيم النبات. وفي ح: أول من يدخل النار ذو "ذروة" لا يعطي حق الله، أي ذو ثروة وهي المال. وإبل غر "الذرى" أي بيض الأسنمة سمانها، والذرى جمع ذروة وهي أعلى سنام البعير، وذروة كل شيء أعلاه. ومنه: على "ذروة" كل بعير شيطان. وح الزبير: سأل عائشة الخروج إلى البصرة فأبت فما زال يفتل في "الذروة" والغارب حتى أجابته، جعل فتل وبر ذروة البعير وغاربه مثلًا لإزالتها عن رأيها كما يفعل بالجمل النفور لتأنيسه وإزالة نفوره. وفيه: بلغني عن على "ذرو" من قول تشذر لي بالوعيد، الذرو من الحديث ما ارتفع إليك وترامى من حواشيه وأطرافه، من ذرا إلى فلان أي ارتفع وقصد. ومنه ح ابن أبي الزناد كان يقول لابنه: كيف حديث كذا يريد أن "يذرى" منه، أي يرفع من قدره. وبئر "ذروان" بفتح ذال وسكون راء بئر لبنى زُريق بالمدينة، فأما بتقديم الواو على الراء فموضع. ك: نخلها كأنه رؤوس الشياطين يعني أنها في الدقة كرؤوس الحيات، والحية يقال لها الشيطان، أو أنها وحشية المنظر فهو مثل في استقباح صورتها ومنظرها. ن: أطول ما كانت "ذرى" بضم ذال وكسرها وفتح راء مخففة جمع ذروة بضم ذال وكسرها. ط: جمعها ذرى بالضم. ش ومنه: إلا في "ذروة" من قومه، أي أعلى نسب قومه. ط: شراب من "الذرة" هي حب معروف وهاؤها عوض عن الواو في أخرها. ك ومنه: يفرق من "ذرة". غ: "تذروه" الرياح" تسفيه وتفرقه، وأذرته عن ظهر فرسه: ألقاه. "الذاريات"" الرياح، والمذروان جانبًا الإليتين.
[ذرا] الأصمعي: الذَرا بالفتح: كلُّ ما استترت به. يقال: أنا في ظل فلان في ذراه، أي في كنفه وسِتره ودِفئه. وذرى الشئ بالضم: أعاليه، الواحدة ذِرْوَةٌ وذُرْوَةٌ أيضاً بالضم، وهي أعلى السَنام. والذَرا أيضاً: اسمٌ لما ذَرَتْهُ الريح، واسمُ الدمع المصبوب. قال سليمان بن صرد لعلى رضى الله عنه: " بلغني عن أمير المؤمنين ذرو من قول تشذر لى فيه بالوعيد، فسرت إليه جوادا ". قوله ذرو من قول، أي طرف منه ولم يتكامل. ويقال: مر فلان يذرو ذَرْواً، أي يمرُّ مَرًّا سريعاً. قال العجاج:

ذار إذا لاقى العزاز أحصفا * وذرا الشئ، أي سقط. وذروته أنا، أي طيّرته وأذهبته. قال أوس: إذا مُقْرَمٌ منا ذَرا حَدُّ نابِهِ * تَخَمَّطَ منا نابُ آخر مقرم (*) والذاريات: الرياح. وذرت الريح الترابِ وغَيرَه تَذْروهُ وتَذْريهِ، ذَرْواً وذَرْياً، أي سَفَتْهُ. ومنه قولهم: ذَرَّى الناس الحِنطة. وأَذْرَيْتُ الشئ، إذا ألقيته، كإلقائك الحب للزرع. وطعنه فأَذْراهُ عن ظهر دابَّته، أي ألقاه. واسْتَذْرَتِ المعزى، أي اشتهت الفحل، مثل استدرت. واستذريت بالشجرة، أي استظللتُ بها وصرتُ في دفئها. واسْتَذْرَيْتُ بفلان، أي التجأت إليه وصرتُ في كَنَفه. وتَذْرِيَةُ الأكداس معروفة. والمِذْرى: خشبةٌ ذاتُ أطرافٍ يُذَرَّى بها الطعام وتُنَقَّى بها الأكداس من التِبْنِ. ومنه ذَرَّيْتُ ترابَ المعدن، إذا طلبت منه الذهب. والذرة: حب معروف، وأصله ذرو أو ذرى، والهاء عوض. قال أبو زيد: ذَرَّيْتُ الشاةَ تّذْرِيَةً، وهو أن تجزّ صوفَها وتدعَ فوق ظهرها شيئاً منه لتُعرفُ به، وذلك في الضأن خاصّةً وفي الإبل. قال: وفلانٌ يُذَرِّي حَسَبَهُ، أي يمدحه ويرفع من شأنه. وأنشد لرؤبة: عمدا أذرى حسبى أن يشتما * بهذر هذار يمج البلغما وتذريت السنام: علوته وفَرعتُه. الأصمعيّ: تَذَرَّيْتُ بني فلان وتَنَصَّيْتُهُمْ، إذا تزوَّجت في الذروة منهم والناصية. والمذروان: أطراف الأليتين، ولا واحدَ لهما، لانه لو كان واحدهما مذرى على ما يزعم أبو عبيدة لقالوا في التثنية مذريان ; لان المقصور إذا كان على أربعة أحرف يثنى بالياء على كل حال، نحو مقلى ومقليان. والمِذْرَوانِ من القوس: الموضِعان اللذان يقع عليهما الوتَر من أعلى ومن أسفل، ولا واحد لهما. وقولهم: جاء فلان يُنفض مِذْرَوَيْهِ، إذا جاء باغياً يتهدد. قال عنترة يهجو عُمارة بن زيادٍ العبسيّ: أَحَوْلي تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها * لتقتلني فها أنا ذا عُمارا يريد: يا عُمارَةُ. وأَذْرَتِ العينُ دمعها: صبته. (*)
ذرا شذر رَحا زحزح وقا [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْجمل وَغَابَ عَنهُ سُلَيْمَان بن صُرَد فَبَلغهُ عَنهُ قَول فَقَالَ سُلَيْمَان: بَلغنِي عَن أَمِير الْمُؤمنِينَ ذرو من قَول تشذَّر لي بِهِ من شتم وأبعاد فسرت إِلَيْهِ جوادا. قَوْله: ذرو هُوَ الشَّيْء الْيَسِير من القَوْل كَأَنَّهُ طرف من الْخَبَر وَلَيْسَ بالْخبر كُله. والتشذر التوعّد والتهدّد قَالَ لبيد يذكر رجَالًا وَيذكر عَدَاوَة بعض لبَعض: [الْكَامِل]

غُلْبٌ تَشَذَّرَ بالذحول كَأَنَّهَا ... جِنّ البديِّ رواسيا أقدامُها ... وَقَالَ صَخْر بن حَبناء أَخُو الْمُغيرَة بن حَبناء: [الوافر]

أَتَانِي عَن مغيرةَ ذرْوُ قولٍ ... وَعَن عِيسَى فقلتُ لَهُ كذاكا وَفِي حَدِيث آخر لِسُلَيْمَان قَالَ: أتيتُ عليّا حِين فرغ [من -] مرحى الْجمل فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: تزحزحتَ وتربصتَ وتنأنأتَ فَكيف رَأَيْت الله صنع فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن الشوط بطين وَقد بَقِي من الْأُمُور مَا تعرف بِهِ صديقَك من عدوّك قَالَ: قَالَ سُلَيْمَان: فَلَمَّا قَامَ قلت لِلْحسنِ بن عَليّ: مَا أغنيت مني شَيْئا فَقَالَ: هُوَ يَقُول لَك الْآن هَذَا وَقد قَالَ لي يَوْم التقى النَّاس وَمَشى بَعضهم إِلَى بعض: مَا ظَنك بامرئ جمع بَين هذَيْن الغارين مَا أرى بعد هَذَا خيرا. قَوْله: مرحى الْجمل يَعْنِي الْموضع الَّذِي دارت عَلَيْهِ رحى الْحَرْب قَالَ الشَّاعِر: [الطَّوِيل]

فدرنا كَا دارَتْ على قُطْبها الرَّحَى ... ودارتْ على هام الرِّجَال الصفائحُ ... وَقَوله: تزحزحتَ أَي تباعدتَ. وَقَوله: تنأنأتَ يَقُول: ضَعُفْتَ وَهُوَ من قَول أبي بكر رَضِي الله عَنهُ: خير النَّاس من مَاتَ فِي النأنأة وَمِنْه قيل للرجل الضَّعِيف: نأنأ وَقد فسرناه فِي غير هَذَا الْموضع. وَقَوله: إِن الشوط بطين يَعْنِي الْبعيد. وَقَوله: جمع بَين هذَيْن الغارين الْغَار الْجَمَاعَة من النَّاس الْكَثِيرَة وكل جمع عَظِيم غَار. وَمِنْه قَول الْأَحْنَف يَوْم انْــصَرف الزبير رَضِي الله عَنهُ من وقْعَة الْجمل فَقيل لَهُ: هَذَا الزبير وَكَانَ الْأَحْنَف يَوْمئِذٍ بوادي السبَاع مَعَ قومه قد اعتزل الْفَرِيقَيْنِ جَمِيعًا فَقَالَ: مَا أصنع بِهِ إِن كَانَ جمع بَين هذَيْن الغارين ثمَّ انْــصَرف وَترك النَّاس. 

ذرا: ذَرَت الريح الترابَ وغيرَه تَذْرُوه وتَذْريه ذَرْواً وذَرْياً

وأَذْرَتْهُ وذَرَّتْه: أَطارَتْه وسفَتْه وأَذْهَبَتْه، وقيل: حَمَلَتْه

فأَثارَتْه وأَذْرَتْه إِذا ذَرَت التُّرابَ وقد ذَرا هو نفسُه. وفي حرف

ابن مسعود وابن عباس: تَذْرِيهِ الريحُ، ومعنى أَذْرَتْه قَلَعَته ورَمَتْ

به، وهما لغتان. ذَرَت الريحُ التُّرابَ تَذْرُوه وتَذْريه أَي

طَيَّرَته؛ قال ابن بري: شاهد ذَرَوْتُه بمعنى طَيَّرْتُه قول ابن

هَرْمَة:يَذْرُو حَبِيكَ البَيْضِ ذَرْواً يخْتَلي

غُلُفَ السَّواعِدِ في طِراقِ العَنْبَرِ

والعَنْبَر هنا: التُّرْس. وفي الحديث: إِنَّ الله خَلق في الجَنَّة

ريحاً من دُونِها بابٌ مُغْلَق لو فُتحَ ذلك الباب لأَذْرَتْ ما بين السماءِ

والأَرْضِ، وفي رواية: لَذَرَّت الدُّنْيا وما فيها. يقال: ذَرَتْه

الرِّيحُ وأَذْرَتْه تَذْرُوه وتُذْريه إِذا أَطارَتْه. وفي الحديث: أَن

رَجُلاً قال لأَوْلادِهِ إِذا مُتُّ فأَحْرِقُوني ثم ذَرُّوني في الرِّيحِ؛

ومنه حديث علي، كرم الله وجهه: يَذْرُو الرِّوايَةَ ذَرْوَ الريحِ

الهَشِيمَ أَي يَسْرُدُ الرِّواية كما تَنْسِفُ الريحُ هَشِيمَ

النَّبْتِ. وأَنكر أَبو الهيثم أَذْرَتْه بمعنى طَيَّرَتْه، قال: وإِنما

قيل أَذْرَيْت الشيءَ عن الشيء إِذا أَلقَيْتَه؛ وقال امرؤ القيس:

فتُذْريكَ منْ أُخْرى القَطاةِ فتَزْلَقُ

وقال ابن أَحمر يصف الريح:

لها مُنْخُلٌ تُذْري، إِذا عَصَفَتْ بِهِ

أَهابيَ سَفْسافٍ من التُّرْبِ تَوْأَمِ

قال: معناه تُسْقِطُ وتَطْرَح، قال: والمُنْخُل لا يرفَعُ شيئاً إِنما

يُسْقِط ما دقَّ ويُمْسِك ما جَلَّ، قال: والقرآن وكلام العرب على هذا.

وفي التنزيل العزيز: والذَّارِياتِ ذََرْواً؛ يعني الرِّياحَ، وقال في

موضع آخر: تَذْرُوه الرِّياحُ. وريحٌ ذارِيَةٌ: تَذْرُو التُّراب، ومن هذا

تَذْرِية الناس الحنطةَ. وأَذْرَيْتُ الشيءَ إِذا أَلْقََيْتَه مثلَ

إِلْقائِكَ الحَبَّ

للزَّرْع. ويقال للذي تُحْمَلُ به الحنطة لتُذَرَّى: المِذْرى. وذَرى

الشيءُ أَي سَقَط، وتَذْرِيَة الأَكْداسِ مَعْرُوفة. ذَرَوْت الحِنْطة

والحبَّ ونَحْوَه أَذْرُوها وذَرَّيْتُها تَذْرِيَة وذَرْواً منه: نَقَّيْتها

في الريح. وقال ابن سيده في موضع آخر: ذَرَيْتُ الحَبَّ ونحوه

وذَرَّيْته أَطَرْته وأَذْهَبْته، قال: والواو لغة وهي أَعْلى. وتَذَرَّت هي:

تَنَقَّت.

والذُّراوَةُ: ما ذُرِيَ من الشيء. والذُّراوَةُ: ما سَقَطَ من الطَّعام

عند التَّذَرِّي، وخص اللحياني به الحِنْطة؛ قال حُمَيْد بن ثوْر:

وعادَ خُبَّازٌ يُسَقِّيِه النَّدى

ذُراوَةً تَنْسِجُهُ الْهُوج الدُّرُجْ

والمِذْراة والمِذْرى: خَشَبَةٌ ذات أَطْراف، وهي الخشبة التي يُذَرَّى

بها الطَّعامُ وتُنَقَّى بها الأَكْداس،ُ، ومنه ذرَّيْتُ تراب المعدن

إِذا طَلَبْت منه الذَّهَب. والذَّرى: اسمُ ما ذَرَّيْته مثل النَّفَضِ اسم

لما تَنْفُضُه؛ قال رؤبة:

كالطَّحْن أَو أَذْرَتْ ذَرىً لم يُطْحَنِ

يعني ذَرْوَ الريح دُقاقَ التُّراب. وذَرَّى نَفَسَه: سَرَّحه كما

يُذَرَّى الشيءُ في الريح، والدَّالُ أَعْلى، وقد تقدم. والذَّرى: الكِنُّ.

والذَّرى: ما كَنَّكَ من الريح البارِدَةِ من حائِطٍ أَو شجر. يقال:

تَذَرَّى مِنَ الشّمال بذَرىً. ويقال: سَوُّوا للشَّوْل ذَرىً من البَرْدِ،

وهو أَن يُقْلَع الشجَر من العَرْفَجِ وغيره فيوضَع بعضُه فوقَ بعضٍ مما

يلي مَهَبَّ الشمالِ يُحْظَر به على الإِبل في مأْواها. ويقال: فلان في

ذَرى فلانٍ أَي في ظِلِّه. ويقال: اسْتَذْرِ بهذه الشجَرة أَي كنْ في

دِفْئها. وتَذَرَّى بالحائِط وغيرِه من البَرْدِ والرِّيحِ واسْتَذْرى،

كلاهما: اكْتَنَّ. وتَذَرَّتِ الإِبلُ واسْتَذْرَت: أَحَسَّت البَرْدَ

واسْتَتَر بعضُها ببعضٍ واسْتَتَرت بالعِضاهِ. وذَرا فلانٌ يَذْرُو أَي

مَرَّمَرّاً سريعاً، وخص بعضهم به الظبي؛ قال العجاج:

ذَارٍ إِذا لاقى العَزازَ أَحْصَفا

وذَرا نابُه ذَرْواً: انْكَسر حَدُّه، وقيل: سقط. وذَرَوْتُه أَنا أَي

طَيَّرته وأَذْهَبْته؛ قال أَوْس:

إِذا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرا حَدُّ نابهِ

تَخَمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ

قال ابن بري: ذَرا في البيت بمعنى كَلَّ، عند ابن الأَعرابي، قال: وقال

الأَصمعي بمعنى وقَع، فَذَرا في الوجهين غير مُتَعَدٍّ.

والذَّرِيَّةُ: الناقة التي يُسْتَتَر بها عن الصيد؛ عن ثعلب، والدال

أَعلى، وقد تقدم. واسْتَذْرَيْت بالشَّجَرة أَي استَظْلَلْت بها وصِرْتُ في

دِفئِها. الأَصمعي: الذَّرى، بالفتح، كل ما استترت به. يقال: أَنا في

ظِلِّ فلان وفي ذَراهُ أَي في كَنَفه وسِتْره ودِفْئِه. واسْتَذْرَيْتُ

بفلان أَي التَجَأْتُ إِليه وصِرْتُ في كَنَفه.

واسْتَذْرَتِ المِعْزَى أَي اشْتَهت الفَحْلَ مثل اسْتَدَرَّتْ.

والذَّرى: ما انْصَبَّ من الدَّمْع، وقد أَذْرَتِ العينُ الدّمْعَ

تُذْريه إِذْراءً وذَرىً أَي صَبَّتْه. والإِذْراءُ: ضَرْبُك الشيءَ تَرْمي

به، تقول: ضَرَبْتُه بالسيف فأَذْرَيْتُ رأْسَه، وطَعَنته فأَذْرَيْتُه عن

فَرَسه أَي صَرَعْته وأَلْقَيْته. وأَذْرَى الشيءَ بالسيف إِذا ضَرَبه

حتى يَصْرَعه. والسيفُ

يُذْرِي ضَرِيبَتَه أَي يَرْمِي بها، وقد يوصَفُ به الرَّمْي من غير

قَطْع. وذَرَّاهُ بالرُّمْحِ: قَلَعَه؛ هذه عن كراع. وأَذْرَتِ

الدابَّة راكِبَها: صَرَعَتْه.

وذِرْوَةُ كلِّ شَيءٍ وذُرْوَتُه: أَعْلاهُ، والجَمْع الذُّرَى بالضم.

وذِرْوة السَّنامِ والرأْسِ: أَشْرَفُهُما. وتَذَرَّيْت الذِّرْوة:

رَكِبْتُها وعَلَوْتها. وتَذَرَّيْت فيهم: تَزَوَّجْت في الذِّرْوة مِنْهُم.

أَبو زيد: تَذَرَّيْت بَني فلانٍ وتَنَصَّيْتهم إِذا تَزَوَّجْت منهم في

الذِّرْوة والناصية أَي في أَهل الشرف والعَلاء. وتَذَرَّيت السَّنام:

عَلَوْته وفَرَعْته. وفي حديث أَبي موسى: أُتِي رسولُ

الله، صلى الله عليه وسلم، بإِبِلٍ غُرِّ الذُّرَى

(* قوله «بابل غرّ

الذرى» هكذا في الأصل، وعبارة النهاية: أتي رسول الله، صلى الله عليه وسلم،

بنهب ابل فأمر لنا بخمس ذود غرّ الذرى أي بيض إلخ). أَي بِيض

الأَسْنِمَة سِمانها. والذُّرَى: جمع ذِرْوَةٍ، وهي أَعْلَى سَنامِ البَعِىر؛ ومنه

الحديث: على ذِرْوةِ كلِّ بعير شيطانٌ، وحديث الزُّبير: سأَلَ

عائشةَ الخُروجَ إِلى البَصْرة فأَبْتْ عليه فما زالَ

يَفْتِلُ في الذِّرْوةِ والغارِبِ حتى أَجابَتْهُ؛ جَعَلَ وبَرَ ذِرْوَة

البعير وغارِبِه مثلاً لإِزالتها عن رَأْيها، كما يُفْعَلُ بالجمل

النَّفُور إِذا أُريد تَأْنيسُه وإِزالَةُ نِفارِه. وذَرَّى الشاةَ والناقَةَ

وهو أَنْ يَجُزَّ صوفَها ووَبَرَها ويدَعَ فوقَ ظَهْرِها شيئاً تُعْرَف

به، وذلك في الإِبل والضأْن خاصة، ولا يكون في المِعْزَى، وقد ذَرَّيتها

تَذْرِيَةً. ويقال: نعجةٌ مُذَرَّاةٌ وكَبْشٌ مُذَرّىً إِذا أُخِّرَ

بَيْنَ الكَتِفين فيهما صُوفَةٌ لم تُجَزَّ؛ وقال ساعدة الهذلي:

ولا صُوارَ مُذَرَّاةٍ مَناسِجُها،

مِثْل الفَرِيدِ الذي يَجْرِي مِنَ النَّظْمِ

والذُّرَةُ: ضربٌ من الحَبِّ معروف، أَصلُه ذُرَوٌ أَو ذُرَيٌ، والهاءُ

عِوَض، يقال للواحِدَة ذُرَةٌ، والجَماعة ذُرَةٌ، ويقال له أَرْزَن

(*

قوله «ويقال له أرزن» هكذا في الأصل). وذَرَّيْتُه: مَدَحْتُه؛ عن ابن

الأَعرابي. وفلان يُذَرِّي فلاناً: وهو أَن يرفع في أَمره ويمدحه. وفلان

يُذَرِّي حَسَبَه أَي يمدحه ويَرْفَعُ من شأْنه؛ قال رؤبة:

عَمْداً أُذَرّي حَسَبِي أَن يُشْتَمَا،

لا ظَالِمَ الناس ولا مُظَلَّما

ولم أَزَلْ، عن عِرْضِ قَوْمِي، مِرْجَمَا

بِهَدْرِ هَدَّارٍ يَمُجُّ البَلْغَما

أَي أَرْفَعُ حَسَبي عن الشَّتِيمةِ. قال ابن سيده: وإِنما أََثْبَتُّ

هذا هنا لأَن الاشتقاق يُؤذِنُ بذلك كأَنِّي جعلته في الذِّرْوَةِ. وفي

حديث أَبي الزناد: كان يقول لابنه عبد الرحمن كيفَ حديثُ كذا؟ يريدُ أَن

يُذَرِّيَ منه أَي يَرْفَعَ من قَدْره ويُنَوِّهَ بذِكْرِِِِِه.

والمِذْرَى: طَرَفُ الأَلْيةِ، والرَّانِفةُ ناحيَتُها.

وقولهم: جاء فلان يَنْفُضُ مِذْرَوَيْه إِذا جاء باغِياً يَتَهَدَّدُ؛

قال عَنْتَرة يهجو عُمارةَ بنَ زِيادٍ العَبِسِي:

أَحَوْلِيَ تَنْفُضُ اسْتُكَ مِذْرَوَيْها

لِتَقْتُلْنِي؟ فهأَنذا عُمارَا

يريد: يا عُمارَةُ، وقيل: المِذْرَوَانِ أَطْرافُ الأَلْيَتَيْن ليس

لهما واحد، وهو أَجْوَدُ القولين لأَنه لو قال مِذْرَى لقيل في التثنية

مِذْرَيانِ، بالياء، للمجاورة، ولَمَا كانت بالواو في التثنية ولكنه من باب

عَقَلْتُه بِثنْيَايَيْنِ في أَنه لم يُثَنَّ على الواحد؛ قال أَبو علي:

الدليلُ على أَن الأَلف في التثنية حرف إِعراب صحة الواو في مِذْرَوانِ،

قال: أَلا ترى أَنه لو كانت الأَلف إِعراباً أَو دليلَ إِعراب وليست

مَصُوغَةً في بناء جملة الكلمة متصلةً بها اتصالَ حرف الإِعراب بما بعده، لوجب

أَن تقلب الواو ياء فقال مِذْريانِ لأَنها كانت تكون على هذا القول

طَرَفاً كلامِ مَغْزىً ومَدْعىً ومَلْهىً، فصحة الواو في مِذْرَوانِ دلالةٌ

على أَن الأَلف من جملة الكلمة، وأَنها ليست في تقدير الانفصال الذي

يكون في الإَعراب، قال: فجَرَتِ الأَلف في مِذْرَوانِ مَجْرَى الواو في

عُنْفُوانٍ وإِن اختلفت النون وهذا حسن في معناه، قال الجوهري: المقصور إِذا

كان على أَربعة أَحرف يثنى بالياء على كل حال نحو مِقْلىً ومِقْلَيانِ.

والمِذْرَوانِ: ناحيتا الرأْسِ مثل الفَوْدَيْن. ويقال: قَنَّع الشيبُ

مِذْرَوَيْه أَي جانِبَيْ رأْسه، وهما فَوْداهُ، سمِّيا مِذْرَوَينِ لأَنهما

يَذْرَيانِ أَي يَشيبَانِ. والذُّرْوةُ: هو الشيب، وقد ذَرِيَتْ

لِحْيَتُه، ثم استُعِير للمَنْكِبَيْنِ والأَلْيَتَيْن والطَّرَفَيْن. وقال

أَبو حنيفة: مِذْرَوا القَوْس المَوْضِعان اللَّذَانِ يقع عليهما الوَتَر من

أَسْفلَ وأَعْلَى؛ قال الهذلي:

على عَجْسِ هَتَّافَةِ المِذْرَوَيْـ

ـنِ،صَفْرَاءَ مُضْجَعَةٍ في الشِّمالْ

قال: وقال أَبو عمرو واحدها مِذْرىً، وقيل: لا واحدها لها، وقال الحسن

البصري: ما تَشَاءُ أَن ترى أَحدهم ينفض مِذْرَوَيْه، يقول هَأَنَذَا

فَاعْرِفُونِي. والمِذْرَوَانِ كَأَنَّهما فَرْعَا الأَلْيَتين، وقيل:

المِذْرَوَانِ طرفا كلِّ شيء، وأَراد الحسن بهما فَرْعَي المَنْكِبَيْن، يقال

ذلك للرجل إِذا جاء باغياً يَتَهَدَّدُ. والمِذْرَوَانِ: الجانِبَانِ من

كل شيء، تقول العرب: جاء فُلانٌ يَضْرِبُ أَصْدَرَيْه ويَهُزّ عِطْفَيه

ويَنْفُضُ مِذْرَوَيْه، وهما مَنْكِبَاه.

وإِنّ فلاناً لكَريمُ الذَّرَى أَي كريم الطَّبِيعَة. وذَرَا الله

الخَلْق ذَرْواً: خَلَقهم، لغة في ذَرَأَ. والذَّرْوُ والذَّرَا

والذُّرِّيَّة: الخَلْق، وقيل: الذَّرْوُ والذَّرَا عددُ الذُّرِّيَّة. الليث:

الذُّرِّيَّة تقع على الآباءِ والأَبْناءِ والأَوْلادِ والنِّسَاء. قل الله

تعالى: وآية لهم أَنَّا حملنا ذُرِّيَّتهم في الفُلْك المشحون؛ أَراد آباءهم

الذين حُمِلُوا مع نوح في السفينة. وقوله، صلى الله عليه وسلم، ورأَى في

بعض غَزَواته امرأَةً مَقْتولةً فقال: ما كانت هَذِه لتُقاتِلَ، ثم قال

للرجل: الْحَقْ خالداً فقلْ له لا تَقْتُلْ ذُرِّيَّةً ولا عَسِيفاً،

فسمَّى النساءَ ذُرِّيَّةً. ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: جُحُّوا

بالذُّرِّيَّة لا تأْكلوا أَرزاقَها وتَذَرُوا أَرْباقَها في أَعْناقِها؛ قال أَبو

عبيد: أَراد بالذُّرِّيَّة ههنا النساءَ، قال: وذهب جماعة من أَهل

العربيَّة إِلى أَن الذُّرِّيَّةَ أَصلها الهمز، روى ذلك أَبو عبيد عن

أَصحابه، منهم أَبو عبيدة وغيره من البصريين، قال: وذهَب غيرُهم إِلى أَن أَصل

الذُّرِّيَّة فُعْلِيَّةٌ من الذَّرِّ، وكلٌّ مذكورٌ في موضعه. وقوله عز

وجل: إِنَّ الله اصطَفى آدمَ ونُوحاً وآل إِبراهيم وآلَ عِمْرانَ على

العالمين، ثم قال: ذُرِّيَّةً بعضُها من بعض؛ قال أَبو إِسحق: نصَبَ

ذُرِّيَّةً على البدلِ؛ المعنى أَنَّ الله اصطفى ذرِّيَّة بعضها من بعضٍ، قال

الأَزهري: فقد دخلَ فيها الآباءُ والأَبْناءُ، قال أَبو إِسحق: وجائز أَن

تُنْصَب ذريةً على الحال؛ المعنى اصطفاهم في حال كون بعضهم من بعض. وقوله

عز وجل: أَلْحَقْنا بهم ذُرِّيَّاتِهِم؛ يريد أَولادَهُم الصغار.

وأَتانا ذَرْوٌ من خَبَرٍ: وهو اليسيرُ منه، لغة في ذَرْءٍ. وفي حديث

سليمان بن صُرَد: قال لعليّ، كرم الله وجهه: بلغني عن أَمير المؤمنين

ذَرْوٌ من قول تَشَذَّرَ لي فيه بالوَعِيد فسِرْتُ إِليه جواداً؛ ذَرْوٌ من

قَوْلٍ أَي طَرَفٌ منه ولم يتكامل. قال ابن الأَثير: الذَّرْوُ من الحديث

ما ارتفعَ إِليك وتَرامى من حواشيه وأَطرافِه، من قولهم ذَرا لي فلان أَي

ارتفَع وقصَد؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي أُنَيْسٍ حليف بَني زُهْرة

واسمه مَوْهَبُ بنُ رياح:

أَتاني عَنْ سُهَيْلٍ ذَرْوُ قَوْلٍ

فأَيْقَظَني، وما بي مِنْ رُقادِ

وذَرْوة: موضع. وذَرِيَّات: موضع؛ قال القتال الكِلابي:

سقى اللهُ ما بينَ الرِّجامِ وغُمْرَةٍ،

وبئْرِ ذَرِيَّاتٍ بهِنَّ جَنِينُ

نَجاءَ الثُّرَيَّا، كُلَّما ناءَ كْوكَبٌ،

أَهلَّ يَسِحُّ الماءَ فيه دُجُونُ

وفي الحديث: أَوَّلُ الثلاثةِ يدخُلونَ النارَ منهم ذو ذَرْوةٍ لا

يُعْطِي حَقَّ اللهِ من ماله أَي ذُو ثَرْوةٍ وهي الجِدَةُ والمالُ، وهو من

باب الاعتقاب لاشتراكهما في المخرج.

وذِرْوَةُ: اسم أَرضٍ بالبادية. وذِرْوة الصَّمَّان: عالِيَتُها.

وذَرْوَةُ: اسم رجل. وبئر ذَرْوانَ، بفتح الذال وسكون الراء: بئْر لبَني

زُرَيْق بالمدينة. وفي حديث سِحْرِ النبي، صلى الله عليه وسلم: بئر ذَرْوانَ؛

قال ابن الأَثير: وهو بتقديم الراء على الواو موضع بينَ قُدَيْدٍ

والجُحْفَة. وذَرْوَةُ بن حُجْفة: من شعرائهم. وعَوْفُ بنُ ذِرْوة، بكسر الذال:

من شُعرائِهِم. وذَرَّى حَبّاً: اسم رجل؛ قال ابن سيده: يكون من الواو

ويكون من الياء. وفي حديث أَبي بكر، رضي الله عنه: ولتأْلَمُنَّ النَّوْمَ

على الصوف الأَذْرِيِّ كما يَأْلَم أَحدُكم النومَ على حَسَكِ

السَّعْدانِ؛ قال المبرد: الأَذْرِيّ منسوب إِلى أَذْرَبيجانَ، وكذلك تقول العرب،

قال الشماخ:

تَذَكَّرْتُها وَهْناً، وقَدْ حالَ دُونَها

قُرى أَذَرْبيجانَ المسالِحُ والجالُ

قال: هذه مواضع كلها.

(ذرا)
ذَروا طَار فِي الْهَوَاء وتفرق وَفُلَان مر مرا سَرِيعا وَالشَّيْء سقط وَيُقَال ذرا فوه سَقَطت أَسْنَانه ونابه انْكَسَرَ حَده وَيُقَال ذرا حد نابه كل وَضعف وَإِلَيْهِ ارْتَفع وَقصد وَالرِّيح التُّرَاب ذَروا وذريا أطارته وفرقته وَالْحب نقاه فِي الرّيح وَالله الْخلق ذَروا خلقهمْ
ذرا وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عمر [رَضِي الله عَنهُ -] حُجُّوا بالذرية وَلَا تَأْكُلُوا أرزاقها وتذروا أربقاها فِي أعناقها. قَوْله: لَا تذروا أرباقها فِي أعناقها فَجعل الْحَج عَلَيْهَا وَاجِبا وَإِنَّمَا ذكر الذُّرِّيَّة وَلَيْسَ على الذُّرِّيَّة حج قَالَ أَبُو عبيد: وَقلت ليحيى: مَا وَجه هَذَا الحَدِيث فَقَالَ: لَا أعرفهُ فَقلت [لَهُ -] أَنا: إِنَّه لم يرد الصّبيان إِنَّمَا أَرَادَ النِّسَاء وَقد يلزمنه اسْم الذُّرِّيَّة وَذكرت لَهُ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبي الزِّنَاد عَن المرقع بن صَيْفِي عَن حَنْظَلَة الْكَاتِب قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُول اللَّه صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَرَأى امْرَأَة مقتولة فَقَالَ: [هاه -] مَا كَانَت هَذِه تقَاتل الْحَقْ خَالِدا فَقل [لَهُ -] : لَا تقتلن ذرِّية وَلَا عسيفا فَجعل النِّسَاء من الذرّية فَعرف يحيى الحَدِيث وَقَالَ: نعم وقَبِله.

مَحَالٌّ

مَحَالٌّ
الجذر: ح ل ل

مثال: يُوجَد في هَذَا المكان محالٌّ تجارية كثيرة
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لــصرف صيغة منتهى الجموع من الثلاثي المضعف، وحقُّها المنع من الــصرف.

الصواب والرتبة: -يوجد في هذا المكان مَحالُّ تجاريّة كثيرة [فصيحة]
التعليق: من موانع الــصرف مجيء الاسم على وزن من أوزان منتهى الجموع. ويقع اللبس في الكلمات المضعفة، مثل كلمة «محالّ»، التي يتوهَّم المتكلِّم أنها ليست محققة لشرط الجمع المانع للــصرف؛ لأنه لا يتنبَّه إلى أنَّ الحرف المشدَّد في آخر الكلمة يحسب بحرفين.

ماه وجور

ماه وجور: علمين لبلدتين وَللَّه در الشَّاعِر:
(شدّ خلد برين زطلعت ايْنَ مَه جور ... )
(خورم دلّ آن كز ونباشد مهجور ... )
(آن ماه وجور منــصرف كشت زمن ... )
(وين طرفه كه نيست منــصرف ماه وجور ... )

فُلانَ

فُلانَ
الجذر: ف ل ن

مثال: قَابَلتُ فُلانَ الفلانيّ
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لمنع هذه الكلمة من الــصرف، دون مسوِّغ لذلك.

الصواب والرتبة: -قابلتُ فُلانًا الفلانيّ [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «فُلان» الــصرف؛ لعدم وجود علَّة مانعة من الــصرف، وهي كلمة كناية عن العلم المذكر العاقل وهي مصروفة منوَّنة، جاء في اللسان والتاج: «فإذا نسبتَ قلتَ: فلانٌ الفلانيّ». ولعلَّ من منعها من الــصرف قاسها على كلمة «فُلانة»التي وردت عن العرب ممنوعة من الــصرف.

رصد

[رصد] الراصد للشئ: المراقب له. تقول: رَصَدَه يَرْصُدُهُ رَصْداً ورَصَداً، والتَرَصُّدُ: التَرَقُّبُ. والرَصيدُ: السَبُعُ الذي يَرْصُدُ لِيثِبَ. والرَصود من الإبل: التي تَرْصُدُ شُرْبَ الإبل، ثم تشرب هي. والرَصَدُ: القَوْمُ يَرصُدون، كالحرس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث. وربما قالوا: أرصاد. والمرصد: موضع الرَصْد. الأصمعيّ: رَصَدْتُهُ أَرْصُدُه رصدا: ترقبته. وأرصدرت له: أعددت له. والكسائي مثله. وفى الحديث: " إلا أن أرصده لدين على ". والمرصاد: الطريق. والرصدة بالضم: الزُبْيَةُ. والرَصْدَةُ بالفتح: الدُفْعَة من المَطَرِ، والجمع رِصادٌ تقول منه: رُصِدَت الأرض فهي مرصودة. والرَصَد بالتحريك: القليل من الكلأ والمطر. يقال: بهارصد من حيا. والجمع أرصاد.
رصد: {رصدا}: حرسا. {لبالمرصاد}: الطريق التي يرتصدون به. {مرصادا}: معدا للرصد. {إرصادا}: ترقبا. والإرصاد في الشر. وقيل: رصدت وأرصدت في الخير والشر. 

رصد


رَصَدَ(n. ac. رَصْد
رَصَد)
a. Watched, observed.
b. [La], Lay in wait for; waylaid.
أَرْصَدَ
a. [acc. & La], Prepared, made ready for.
تَرَصَّدَa. see I (a)
رَصْدa. Observation, scrutiny; inspection; superintendence;
attention; watch.
b. Balance ( of an account ).
رَصْدَة
(pl.
رِصَاْد)
a. Shower, downpour.

رُصْدَةa. Pitfall, trap.

رَصَد
(pl.
أَرْصَاْد)
a. see 17b. Sentinel, sentry, vedette, guard.
c. Small quantity ( of grain, of herbage ).

مَرْصَد
(pl.
مَرَاْصِدُ)
a. Hiding-place, lurking-place; out-post; ambush.
b. Observatory.

رَاْصِد
(pl.
رَصَد
رُصَّاْد & reg. )
a. Watcher, observer; lurker.

رَصِيْد
رَصُوْدa. see 21
مِرْصَاْدa. High-road.
b. see 17
رَصَاْئِدُa. Traps, snares.
ر ص د: (الرَّاصِدُ) لِلشَّيْءِ الرَّاقِبُ لَهُ وَبَابُهُ نَصَرَ وَ (رَصَدًا) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ وَ (التَّرَصُّدُ) التَّرَقُّبُ. وَ (الرَّصَدُ) أَيْضًا بِفَتْحَتَيْنِ الْقَوْمُ يَرْصُدُونَ كَالْحَرَسِ يَسْتَوِي فِيهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ وَرُبَّمَا قَالُوا: (أَرْصَادٌ) . وَ (الْمَرْصَدُ) بِوَزْنِ الْمَذْهَبِ مَوْضِعُ الرَّصْدِ وَ (أَرْصَدَهُ) لِكَذَا أَعَدَّهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: «إِلَّا أَنْ أُرْصِدَهُ لِدَيْنٍ عَلَيَّ» وَ (الْمِرْصَادُ) بِالْكَسْرِ الطَّرِيقُ. 
رصد
الرَّصَدُ: الاستعداد للتّرقّب، يقال: رَصَدَ له، وتَرَصَّدَ، وأَرْصَدْتُهُ له. قال عزّ وجلّ: وَإِرْصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ
[التوبة/ 107] ، وقوله عز وجل: إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ
[الفجر/ 14] ، تنبيها أنه لا ملجأ ولا مهرب.
والرَّصَدُ يقال لِلرَّاصِدِ الواحد، وللجماعة الرَّاصِدِينَ، ولِلْمَرْصُودِ، واحدا كان أو جمعا.
وقوله تعالى: يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً [الجن/ 27] ، يحتمل كلّ ذلك. والمَرْصَدُ: موضع الرّصد، قال تعالى:
وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
[التوبة/ 5] ، والْمِرْصَادُ نحوه، لكن يقال للمكان الذي اختصّ بِالتَّرَصُّدِ، قال تعالى: إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً [النبأ/ 21] ، تنبيها أنّ عليها مجاز الناس، وعلى هذا قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها [مريم/ 71] .
رصد
المَرْصَدُ: مَوْضِعُ الرصَدِ. والرصَدُ - الكلأ -: القَوْمُ يَرْصُدُوْنَ. وهو الفِعْلُ أيضاً. وأنا أرْصُدُه رَصَاداً: أي رَصَداً. ورَصَادِ رَصَادِ - مَعْدُوْلَتَيْنِ -: أي ارْصُدْ. والرصَدُ: الكَلَأ القَلِيلُ في أرْضٍ يُرْجى لها حَيَا الربِيعِ، وأرْض مُرْصِدَة. ومن هناكَ إرْصَادُ الإنسانِ في المُكافَاةِ والتَّخَيُّرُ، هو مُرْصِدٌ بالِإحْسَانِ. وأصابَتِ الأرْضَ رَصْدَةُ غَيْثٍ: وهي أَوَلُ مَطَرٍ، وجَمْعُها رَصَد. وفي المَثَل: " قَصْدَةٌ على رَصْدَة " يُضْرَبُ مَثَلَاَ للسيْلِ الضَّعِيفِ الذي يَجِيْءُ من مَطَرٍ كانَ قَبْلَه. وُيسَمى الوَسْمِي: رَصْدَة.
ويقولونَ: لا تُخْطِئُكَ مِني رَصَدَاتُ خَيْرٍ أو شَرٍّ: أي أُكَافِئُكَ كما يكون منك. وفلانٌ يُرصِدُ الزَّكاةَ في صِلَةِ إخْوَانِه: إذا كان يُعِدُّ ما يَصِلُ به إخْوَانَه من زَكاةِ مالِه. وقال ابنُ سِيْرِيْنَ: " كانُوا لا يُرْصِدُونَ الثِّمَارَ في الدَّينِ، وَينْبَغي أنْ يُرْصِدُوا العَيْنَ في الديْن " وهو الاعْتِدَادُ بالشَّيْءِ للشَّيْءِ الآخَرِ.
رصد [وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين كَانُوا لَا يرصدون الثَّمار فِي الدَّين وَيَنْبَغِي أَن يرصُدوا العَيْنَ فِي الدَّين من حَدِيث ابْن الْمُبَارك بَلغنِي عَنهُ عَن طَلْحَة بن النَّضر قَالَ سَمِعت ابْن سِيرِين يَقُول ذَلِك. قَالَ: فسره ابْن الْمُبَارك أَنه أَرَادَ إِذا كَانَ على الرجل الدَّين وَعِنْده من العَيْن مثله لم تَجِب الزكاةُ لِأَن ذَلِك الدَّين يكون قِصاصاً بِالْعينِ وَإِن كَانَ عَلَيْهِ دين وَله ثمار مِمَّا يخرج الأَرْض الَّتِي عَلَيْهَا العُشر فإنّ ذَلِك الدَّين الَّذِي عَلَيْهِ لَا يكون قِصاصاً بالدَّين وَلَكِن يُؤْخَذ مِنْهُ عُشر أرضه لأنّ حُكْم الْأَرْضين غيرُ حكم الْأَمْوَال فَهَذَا الَّذِي أَرَادَ ابْن سِيرِين وَقد كَانَ غَيره يُفتي بِغَيْر هَذَا يَقُول: لَا تكون عَلَيْهِ زَكَاة فِي أرضه أَيْضا إِذا كَانَ عَلَيْهِ دين بِقدر ذَلِك] . وَقَالَ أَبُو عُبَيْد: فِي حَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين رَحمَه الله أَنه قَالَ: النقاب مُحدث.
ر ص د

رصدته وارتصدته وترصّدته نحو رقبته وارتقبته وترقّبته: قعدت له على طريقه أترقبه، وراصدته راقبته. وتراصد الرجلان. وقال ذو الرمة:

يراصدها في جوف حدباء ضيق ... على المرء إلا ما تخرق حالها

وقعدت له بالمرصد والمرصاد والمرتصد والرصد. وقوم رصد جمع راصد نحو حرس وخدم " فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً " وفلان يخاف رصدا من قدّامه وطلباً من ورائه أي عدواً يرصده " فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصداً " وسبع رصيد: يرصد ليثب. وناقة رصود: ترصد شرب الإبل ثم تشرب.

ومن المجاز: أنا لك بالمرصد والمرصاد أي لا تفوتني " إن ربك لبالمرصاد " والمنايا للرجال بمرصد. وقد ارصدت هذا الجيش للقتال، وهذا الفرس للطراد، وهذا المال لأداء الحقوق إذا أعددته لذلك وجعلته بسبيل منه. وأرصدت لك خيراً أو شراً، وأرصدت لك العقوبة. وأنا لك مرصد بإحسانك إليّ حتى أكافئك. وفلان يرصد الزكاة في صلة إخوانه أي يضعها فيها على أنه يعتدّ بصلتهم من الزكاة. ولا تخطئك مني رصدات خير أو شرّ أي أكافئك بما يكون منك. وقال كثير:

سأجزيه بها رصدات شكر ... على عدواء داري واجتنابي

وهي المرّات من الرصد الذي هو مصدر رصده بالمكافأة ويجوز أن يكون جمع الرصدة وهي المطرة.
[رصد] فيه: ما أحب عندي مثل أحد ذهبا فأنفقه في سبيل الله وتمسي ثالثة وعندي منه دينار إلا دينارا "أرصده" لدين، أي أعده، من رصدته إذا قعدت له على طريقه تترقبه، وأرصدت له العقوبة إذا أعددتها له، وحقيقته جعلها على طريقه كالمترقبة له. ط: إلا شيء أرصده بضم همزة، والاستثناء على معنى النفي أي لسرني أن لا يبقى منه شيء. ك: وعندي منه دينار لا أرصده لدين، أي لا أعده، وهو صفة للدينار، وفي بعضها: إلا أرصده، بالاستثناء عن الدينار، وإلا أن أقول: استثناء مفرغ من أول الكلام، والقول في عباد الله الــصرف فيهم، وهكذا ثلاثًا أي يمينًا وشمالًا وقدامًا، والأكثرون مالا الأقلون ثوابا، قوله: مكانك، أي ألزمه، وعُرض بلفظ مجهول أي ظهر عليه وأصابه أفلة، فقمت أي توقفت، وضمير يقبله على الدينار أو الدين، وإلا شيء أرصده من نصر، ومن الإفعال وشيء بالرفع والنصب. ومنه: فأخذ علينا "بالرصد" أي الترقب، أو هو جمع راصد، وخرجنا أي من الغار، ورفعت أي ظهرت. غ: ""لبا المرصاد"" أي بطريق ممرك عليه. و"كل "مرصد"" أي كونوا لهم رصدا لتأخذوهم من أي وجه توجهوا. ""وارصادا" لمن حارب الله" أي إعدادا. مد: ""مرصادا" للطاغين" طريقًا عليه ممر الخلق فالكافر يدخلها والمؤمن يمر عليها. نه ومنه: "فأرصده" الله على مدرجته ملكا، وكله بحفظ المدرجة وهي الطريق. وجعله "رصدا" أي حافظًا. ومنه ح الحسن بن علي في أبيه: ما خلف من دنياكم إلا ثلاثمائة درهم كان "أرصدها" لشراء خادم. وفيه: كانوا "لا يرصدون" الثمار في الدين، وينبغي أن يرصد العين في الدين، أي إذا كان على الرجل دين وعنده من العين مثله لم تجب عليه الزكاة، فإن كان عليه دين وأخرجت أرضه ثمرًا فنه يجب فيه العشر، ولم يسقط عنه في مقابلة الدين لاختلاف حكمهما.
رصد: رَصَد، رصد الكواكب: رعى النجوم، راقب الكواكب (بوشر).
رَصَد: قام بمراقبة الكواكب (المقدمة 1: 83، القزويني 1: 31).
أرباب رصد: فلكيون (ميركهوند، سلجوق ص 112 طبعة فللرز).
رصد لفلان: طالع النجوم لمعرفة ما يحدث له (بوشر).
رصد: سحر، وجعل الشيء في حراسة رصد أي طلسم، ويقال: رصد على فلان.
ورصد: عزَّم، قرأ العزائم، طرد الشيطان بالتعزيم (بوشر، لين عادات 2: 184، ألف ليلة 2: 121، 316، 474، 3: 203، 4: 488، برسل 3: 363).
رصد: شطب الكلمة، محا (بوشر).
رَصَّد (بالتشديد)، رصَّد له: وضع له رصداً، اكمن له كميناً لمباغتته (بوشر) وضع له كميناً (فوك).
رصَّد: ذكرت في معجم فوك في مادة aspicere.
أرصد: سَحَر (ألف ليلة 4: 704).
رَصْد، وتجمع على أرصاد: مراقبة الكواكب (بوشر، المقدمة 3: 106).
رَصْد عنه التجار: ختم الحساب بالرصيد والضرب بالقلم على ما كتب منه علامة إبطاله (محيط المحيط).
رَصْد (بالفارسية راست): نغم موسيقي هو المقام الأول من الأنغام (محيط المحيط)، وعند هوست (ص258): الرسد.
رسد ادزيل ( rasd - edzeil) : نغم آخر من أنغام الموسيقى (سلفادور ص34) وقد كتبها السيد باربييه دي مينار (الجريدة الآسيوية 1865، 1: 563) رأس الذيل غير أن هذا خطأ من غير شك، لأنه عند هوست (1: 1): رصد أديل.
رَصَد: من يرصدون الكواكب، فلكيون (محيط المحيط).
رَصَد، وتجمع على أَرْصاد عند المؤلفين، وعند بوشر جمعها رُصُود: طلسم (بوشر)، وسحر (المقري 1: 121، 152، 153، 154، ألف ليلة 3: 202، 302)، وفي (4: 667) منها: انفك عنهما رصد السحر (4: 713، برسل 3: 364).
وفي محيط المحيط: والعامة يزعمون أن الرَصَد شخص سحري أو غيره ينصب في المخابي لحراستها.
وأرصاد كلمة غامضة المعنى في العبارة التي ذكرها فالتون (ص34) وهي ما كتبها وزير الخليفة المهتدي إلى أحمد بن طولون: ((أَتَّقِ الله في الأَرصاد، فإن الله بالمِرْصاد))، والفتحة على الهمزة في الأرصاد موجودة مخطوطة ليدن وكذلك في مخطوطة سنت بطرسبورج (انظر ص105)، غير أن ويجرز (ص67 رقم 2) قد ضبطها بكسر الهمزة الإِرصاد، والتفسير الذي يراه غير مقنع، وأرى أنه من المجازفة أن نبتعد عن ضبط المخطوطة.
وأعتقد أن لكلمة رصد وجمعها أَرْصاد هنا نفس معنى مَرْصد ومرَاصِد وهي تعني. كما سنرى من بعد، مركز لجنود الكمارك المكلفون بحراسة الطرق والمحافظة على أمنها وجباية المكوس، ومن هذا أصبحت كلمة مكس تدل على ضريبة المرور، فالوزير إذاً يناشد الحاكم ألا يستغل المسافرين ويوقرهم بالضرائب وليتذكر أن الله له بالمرصاد أي يراقبه.
رَصَدِيّ ورصاد، إن مقارنة الكلمة المتقدمة راصِد ومَرْصَد يحملني على الظن أن جوليوس محق في تفسيره لهذه الكلمات، على الرغم من أن لين يرى غير ذلك (انظر أعلاه: راهدار).
رصيد، في اصطلاح التجار: ما يبقى بعد إسقاط الأقل من الأكثر (محيط المحيط).
راصد، ويجمع على رُصَّاد: جندي مكلف بحراسة الحدود والمحافظة على أمن الطريق والاستفسار عن المسافرين. ففي كرتاس (ص5): وجعل الرُصَّاد في أطراف البلاد والقبلات فلا يمرّ بهم أحدٌ من الناس حتى يعرف ويعلم صحَّة نسبته وحاله ومِنْ أين قدم وإلى أين يسير.
رَصَد (جمع): العسس المكلفون بالحراسة ليلاً (انظر في مادة ثَقَّف) مثال له مأخوذ من رياض النفوس. ثم في (ص103 و) منها نجد في نفس الحكاية: ثم تماديتُ إلى ناحية سوق ابن هشام وعنده رصد وكلاب فما كلمني منهم أحد.
رَصَد: فلكي، عارف بعلم الفلك. وكانت هذه الكلمة تطلق في القرون الوسطى على المنجم غالباً (عباد 2: 60).
مَرْصَد: مركز لجنود الكمارك لجباية المكس. ففي البكري (ص19) في كلامه عن عين الزيتونة: عليها مرصد لجابي أفريقية، ومن هذا أصبحت الكلمة تدل على المكس وهي ضريبة المرور (المقري 1: 130). وفي رياض النفوس (ص 74ق) حيث يقول أحد الأولياء لعبيد الله: لو كُنْتَ أمير المؤمنين ما أمرتَ بسبّ السلف وأظهرتَ الخمر والقبالات والمراصد وقبالة السند (النبيذ).
مرصد الكواكب: موضع تعين فيه حركات الكواكب (بوشر).
بمرصد مِنّي: بمحضر منّي، بمرأى مني (فوك).
مُرْصَد: مبلغ من المال يــصرفــه مستأجر حانوت من حوانيت مؤسسة خيرية بإذن من مدير المؤسسة لتعمير الحانوت وإصلاحه بحيث أن هذا المبلغ يبقى مُرْصَداً له على الحانوت، أي له حق المطالبة به (زيشر 8: 347).
مُرْصِد: رقيب، راصد مَنْ يقوم بالرقابة (من أعلى برج الإنذار) (معجم الإدريسي).
مُرْصِد: راصد، أسد (معجم مسلم).
مُرَصَّد: قترة الصائد، وهي من مصطلح فن الصيد، الموضع يختبئ فيه الصائد (بوشر).
مِرْصاد، تجمع على مراصيد (معجم مسلم).
رصد
رصَدَ يَرصُد، رَصْدًا ورَصَدًا، فهو راصد، والمفعول مَرْصود
• رصَد الأسدُ فريستَه: راقبها وقعد لها "رصَد النجومَ في السَّماء- رصَد الأسدُ فريستَه- رصَد العَدُوَّ: راقب تحرُّكاته ليحدِّد موقعَه- والمنايا رَصَدٌ ... للفتى حيث سَلَك".
• رصَد الحسابَ/ رصَد الدَّرجةَ: كتبها في السِّجلّ الخاصّ بذلك.
• رصَد مبلغًا لمشروع: خصَّصه له "رصد مبلغًا لبناء مسجد/ للزواج".
• رصَد الأحداثَ والوقائعَ: سجَّلها، أرَّخَ لها. 

أرصدَ يُرصد، إرصادًا، فهو مُرصِد، والمفعول مُرصَد
• أرصدَ الحسابَ: رصَدَه، أظهره وأحصاه وأحضره "يُرصد التاجر حسابه كل شهر: يوازن بين جانب المدين وجانب الدائن".
• أرصد الرَّقيبَ: جعله يرصد الطريق أو الناس، أي يراقبهم "أرصد الحاكمُ الرقباءَ خوف انتشار الفتنة".
• أرصد له شيئًا: أعدَّه "أرصدت الدولة الجيش للقتال- {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ}: ترقُّبًا وإعدادًا" ° أرصد له خيرًا أو شرًّا: جازاه به. 

ترصَّدَ/ ترصَّدَ لـ يترصَّد، ترصُّدًا، فهو مُترصِّد، والمفعول مُترصَّد
• ترصَّد فلانًا/ ترصَّد لفلان: ترقّبه "ترصَّد خبرًا/ عدوَّه- ترصّدت الشرطة لشخص مشتَبَهٍ فيه- يترصد علماء الفلك حركات الكواكب وعلاقاتها". 

إرصاد [مفرد]:
1 - مصدر أرصدَ.
2 - (دب) أن يُذكَر قبل آخر فقرة أو البيت ما يدل على آخره متى عُرِف رَوِيُّه. 

راصِد [مفرد]: ج راصدون ورَصَد ورُصَّاد، مؤ راصِدة، ج مؤ راصِدات ورُصَّد:
1 - اسم فاعل من رصَدَ.
2 - من يقوم في المرْصَد بمراقبة النجوم والكواكب. 

رَصْد [مفرد]: ج أَرصاد (لغير المصدر):
1 - مصدر رصَدَ.
2 - فِعْل الراصد المُراقب "رصْد الأفلاك- محطة للأرصاد الجوّيَّة" ° محطَّة الأرصاد الجوّيّة: موقع يتمُّ فيه جمع معلومات الأرصاد الجويَّة وتسجيلها ونشرها.
• سفينة الرصد: مكتب يسافر في المحيطات مجهَّز للقيام بالرصد الجويّ.
• الأرصاد الجوِّيَّة: (فك) علم يبحث أحوال الجوّ وبخاصة العمليَّات الطَّبيعيَّة التي تحدث في الجو كالضَّغط الجوِّيّ والحرارة والرِّياح والرُّطوبة وتساقط الأمطار .. إلخ.
• تقرير الأرصاد: (فك) النشرة الجوية.
• مصلحة الأرصاد الجوِّيَّة: (فك) الإدارة الخاصة بملاحظة تغيرات الطقس وتسجيلها.
• الرَّصد الفلكيّ: (فك) مراقبة النّجوم وحركاتها وما يتَّصل بها بواسطة آلات الرَّصد. 

رَصَد [مفرد]: ج أَرصاد (لغير المصدر):
1 - مصدر رصَدَ.
2 - (فك) اسم موضع تُعيَّن فيه حركة الكواكب (غالبًا في صيغة الجمع).
3 - راصِدٌ، مُراقِب " {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} ".
4 - حَرَس من الملائكة " {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} ". 

رَصيد [مفرد]: ج أَرصدة: مجموع ما للمُودع من أموال في حسابه الجاري بالمــصرِف "كم رصيدي في المــصرف الآن؟ - قرَّروا تجميد الأرصدة" ° الرَّصيد لا يسمح: المبلغ الباقي في الرصيد لا يغطي مقدار المطلوب- شيك بدون رصيد: ليس له غطاء كافٍ يسمح بــصرفــه.
• رصيد الذَّهب: (قص) الذهب الضامن لإصدار الأوراق النقديّة.
• رصيدٌ دائن: (قص) رصيد الحساب الذي يزيد فيه

مجموع المبالغ الدائنة على مجموع المبالغ المدينة.
• رصيد قديم: (قص) رصيد لا يحوي شيئًا وصاحبه مقترض من المــصرف.
• رصيد مدين: (قص) رصيد الحساب الذي تزيد فيه المبالغ المدينة على مجموع المبالغ الدائنة. 

مِرْصاد [مفرد]: ج مَرَاصِيدُ:
1 - طريق الرَّصد والمُراقبة "قعد/ وقف له بالمرصاد: راقبه- {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}: مراقبك فلا يخفى عليه شيء من أفعالك".
2 - مَحْبِس " {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} ".
3 - (فك) آلة يقال لها تلسكوب ينظر بها إلى الكواكب وترصد أو تراقب بها الأجرام السماويَّة. 
2113 - 
مَرْصَد [مفرد]: ج مَراصِدُ:
1 - اسم مكان من رصَدَ: مكان الرَّصد والمراقبة "مَرْصَد قيادة- {وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} " ° بمرصد منِّي: بمرأًى.
2 - (فك) مبنى تُعيَّن فيه حركات الكواكب وأحوال الطَّقس وتُسجَّل فيه الزلازل "مرصد جوِّيّ" ° المرصد الطَّائر: جهاز يسجِّل آليًّا عدَّة عناصر جوّيّة كالحرارة والضغط والرطوبة، يحمله منطاد مملوء بالأيدروجين- مرصدة جويَّة: آلة في الطائرة تدوِّن الحرارة والضغط الجوي والرطوبة في وقت واحد. 

رصد

1 رَصَدَهُ, (As, S, A, Msb, K,) aor. ـُ (As, S, Msb,) inf. n. رَصْدٌ (S, Msb, K) and رَصَدٌ; (S, K;) and ↓ ارتصدهُ, (A,) and ↓ ترصّدهُ, (S, * K,) or لَهُ ↓ ترصّد, (A,) He sat [or lay in wait] for him in the road, or way: [see رَصَدٌ:] (A, Msb:) or he watched, or waited, for him; (As, S, K;) and so ↓ راصدهُ, (A,) and لَهُ ↓ ارصد: (L:) [or] you say, رَصَدَهُ بَِالخَيْرِ وَغَيْرِهِ, aor. ـُ inf. n. رَصْدٌ, he watched, or waited, for him [with that which was good and otherwise]; and in like manner, رَصَدَهُ بِالمُكَافَأَةِ [he watched, or waited, for him with requital]; (M;) and also رَصَدَ لَهُ, and ↓ ارصدهُ: (Hudot;am p. 89:) or, accord. to some, you say, لَهُ بِالخَيْرِ وَالشَّرِّ ↓ ارصد; only with ا; not otherwise: [see this verb below:] and accord. to some, one says, رَصَدَهُ, meaning he watched, or waited, for him; and لَهُ الأَمْرَ ↓ ارصد, meaning he prepared for him the thing, or affair, or event; and ↓ اِرْتِصَادٌ is syn. with رَصْدٌ. (M.) One says of a serpent (حَيَّة), تَرْصُدُ المَارَّةَ عَلَى الطَّرِيقِ لِتَلْسَعَ [It watches, or lies in wait, for the passers-by on the road, or way, that it may bite]: (L:) and of a beast of prey, (S, A, K,) or of a wolf, (M,) يَرْصُدُ لِيَثِبَ, (S, M, A,) or يَرْصُدُ الوُثُوبَ, (K,) i. e. He watches, or waits, to leap, or spring: (TA:) and of a she-camel, تَرْصُدُ شُرْبَ الإبِلِ ثُمَّ تَشْرَبُ [She watches, or waits, for the drinking of the other camels, and then she drinks]; (S, A;) or تَرْصُدُ شُرْبَ غَيْرِهَا لِتَشْرَبَ هِىَ [she watches, or waits, for the drinking of others, that she may drink]. (K.) b2: رُصِدَتِ الأَرْضُ The land was rained upon by a rain such as is termed رَصْدَةٌ, (S,) or by rain such as is termed رَصَدٌ. (TA.) 3 رَاْصَدَ see above, first sentence.4 ارصدهُ عَلَى كَذَا He charged him with the watching, or guarding, of such a thing. (L.) b2: See also 1, in four places. b3: ارصد لَهُ also signifies (tropical:) He prepared, or made ready, [a person, or thing,] for him, or it; (As, S, A, K;) as an army for battle, and a horse for charging, and property, or money, for the payment of what was due. (A, TA.) You say, أَرْصَدْتُ لَهُ العُقْوبَةَ (tropical:) I prepared for him punishment: properly signifying I put punishment in his road, or way. (L.) And أَرْصَدْتُ لَهُ خَيْرًا and شَرًّا (tropical:) [I prepared for him good and evil]. (A.) إِلَّا أَنْ أُرْصِدَهُ لِدَيْنٍ

عَلَىَّ occurs in a trad. [as meaning (tropical:) Unless I prepare it for a debt that I owe]. (S.) And [hence, app., as seems to be indicated in the TA,] you say, يُرْصِدُ الزَّكَاةَ فِى صِلَةِ إِخْوَانِهِ (tropical:) He places alms in kind, or good and affectionate and gentle and considerate, treatment of his brethren; [as though meaning he prepares for himself the recompense of alms (ثَوَابَ الزَّكَاةِ, like as one says يَحْتَسِبُ عَمَلَهُ meaning يحتسب ثَوَابَ,) عَمَلِهِ,) in so doing;] reckoning such treatment of them as alms. (TA.) b4: Also (tropical:) He requited him, or recompensed him, with good, (L, K, TA,) accord. to the original application, (L, TA,) or with evil, (L, K, TA,) as some apply it. (L, TA.) b5: And ارصد الحِسَابَ (assumed tropical:) He showed, or cast up, or produced, the reckoning. (MF, from the 'Ináyeh.) 5 تَرَصَّدَ see 1, first sentence, in two places.8 إِرْتَصَدَ see 1, in two places.

رَصْدٌ: see the next paragraph.

رَصَدٌ: see رَاصِدٌ, in three places.

A2: Also A road, or way; (Msb;) and so ↓ مَرْصَدٌ, (TA,) both signify the same, (M,) and ↓ مرْصَادٌ (S, K, TA) and ↓ مُرْتَصَدٌ: (TA:) and ↓ مِرْصَادٌ, (IAmb, K,) or ↓ مَرْصَدٌ, (S,) or both, (M, A,) and ↓ مُرْتَصَدٌ and رَصَدٌ, (A,) a place where one lies in wait, or watches, (IAmb, S, M, A, K,) for an enemy: (IAmb, K:) the pl. of رَصَدٌ is أَرْصَادٌ; (Msb;) and the pl. of ↓ مَرْصَدٌ is مَرَاصِدُ, (TA,) which signifies also lurking places of serpents. (M, L.) You say, ↓ قَعَدَ لَهُ بِالمَرْصَدِ and ↓ بِالمِرْصَادِ and ↓ بِالمُرْتَصَدِ (A, Msb) and بِالرَّصَدِ (A) He lay in wait for him in the way. (A, * Msb.) And أَنَا لَكَ بِالرَّصَدِ and ↓ بِالمِرْصَادِ (tropical:) [I am in the place of lying in wait for thee], meaning thou canst not escape me. (A.) And 'Adee says, ↓ وَإِنَّ المَنَايَا لِلّرِجَالِ بِمرْصَدِ (tropical:) [And verily deaths are in a place of lying in wait for men, so that they cannot escape them]. (TA.) ↓ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ, in the Kur [ix. 5], means And lie ye in wait for them in every road, or way; (AM, TA;) accord. to Fr, in their way to the Sacred House. (TA.) and ↓ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ, in the Kur [lxxxix. 13], means Verily thy Lord is in the way; i. e., in the way by which thou goest; (TA;) so that none of thine actions escapeth Him: (Msb:) or it means that He watcheth, or lieth in wait, to punish him who disbelieveth in Him and turneth away from Him: (Zj, TA:) or that He watcheth every man to recompense him for his deeds: (Ibn-'Arafeh, TA:) or, accord. to El-Aamash, المرصاد is here a name applied to three bridges behind the صِرَاط; on one of which is security; on another, mercy; and on the third, the Lord. (L, TA.) A3: Also A small quantity of rain: (S, K:) one says, بِهَا رَصَدٌ مِنْ حَيًا [In it, namely, the land (الأَرْض), is a small quantity of rain]: (S:) and so ↓ رَصْدٌ: (TA:) or both signify rain that comes after other rain: or rain that falls first, before other rain coming: or the first of rain: or, accord. to IAar, the former word signifies rain such as is termed عِهَاد, after which other rain is looked for; and if other rain follow it, herbage is produced: one shower thereof is termed ↓ رَصَدَةٌ and ↓ رَصْدَةٌ; the latter mentioned by Th: (M:) or ↓ رَصْدَةٌ signifies a shower, or what falls at once, of rain [app. in any case]: (S, K:) the pl. of رَصَدٌ is أَرْصَادٌ (S, M, K) and رِصَادٌ, (M,) the latter mentioned on the authority of A'Obeyd: (TA:) [or] the latter is pl. of ↓ رَصْدَةٌ. (S.) b2: Also A small quantity of herbage, (S, M, K,) in land upon which one hopes for the fall of the rain of the season called الرَّبِيع. (M.) رَصْدَةٌ an inf. n. of un. of 1: pl. رَصَدَاتٌ, whence the saying, لَا يُخْطِئُكَ مِنِّى رَصَدَاتُ خَيْرٍ, or شَرٍّ, (tropical:) [My watchings of good conduct, or of evil, will not miss thee], meaning I will requite thee for thy deeds. (A, TA.) A2: See also the latter part of the next preceding paragraph, in three places.

رُصْدَةٌ A pitfall for a lion; syn. زُبْيَةٌ. (S, K.) b2: And A ring of brass, or of silver, in the thongs [or cords] by means of which the sword is suspended. (K.) رَصَدَةٌ: see رَصَدٌ, in the latter part of the paragraph.

رَصَدِىٌّ One who lies in wait for men in the way, to take their property unjustly; (Msb;) syn. with the Pers\. رَاهْدَارْ; and so ↓ رَصَّادٌ. (Meyd, accord. to Golius [who, however, explains the Pers\. word as meaning viæ custos, et vectigalium pro transitu exactor; which I do not think to be here intended thereby].) رَصُودٌ A she-camel that watches, or waits, for the drinking of others, (S, A, K,) and then herself drinks, (S, A,) or that she may drink. (K.) رَصِيدٌ A beast of prey, (S, A, K,) or a wolf, (M,) that watches, or waits, to leap, or spring. (S, M, A, K.) And A serpent (حَيّةٌ) that watches, or lies in wait, to bite persons passing along the road, or way. (L.) رَصَائِدُ Snares, or traps, prepared for catching beasts of prey; as also وَصَائِدُ. ('Arrám, L.) رَصَّادٌ: see رَصَدِىٌّ.

رَاصِدٌ Sitting [or lying in wait] for one in the road, or way: (Msb:) or watching, or waiting; لِشَىْءٍ for a thing: (S:) or one lying in wait, or in a place of watching, or in a road or way, for the purpose of guarding: (Mgh:) pl. رَاصِدُونَ, (K,) and ↓ رَصَدٌ, like as خَدَمٌ is pl. of خَادِمٌ, (Mgh, Msb,) and حَرَسٌ of حَارِسٌ; (Mgh;) or [rather] رَصَدٌ is syn. with رَاصِدُونَ, (S, * A, * K,) or with مُرْتَصِدُونَ, [which has the same meaning,] and is a quasi-pl. n., (M,) a word like حَرَسٌ (S, A) and خَدَمٌ, (A,) and used alike as sing. and pl. [and masc.] and fem.; and sometimes they said أَرْصَادٌ; (S;) and رَصَدَةٌ also is used as a pl. of رَاصَِدٌ, agreeably with analogy; (Mgh;) and رُصَّدٌ likewise appears to be a pl. of the same. (Ham p. 415.) One says, ↓ فُلَانٌ يَخَافُ رَصَدًا مِنْ قُدَّامِهِ وَطَلَبًا مِنْ وَرَائِهِ i. e. [Such a one fears] an enemy lying in wait [before him, and pursuers behind him]. (A.) By ↓ رَصَدًا in the Kur lxxii. last verse but one, are meant watchers over an angel sent down with a revelation, lest one of the jinn, or genii, should overhear the revelation and acquaint therewith the diviners, who would acquaint other men therewith, and thus become equal to the prophets. (M, L.) b2: Hence, (TA,) الرَّاصِدُ is an appellation of The Lion. (K, TA.) مُرْصَدٌ: see رَصَدٌ, in six places.

مُرْصِدٌ [i. q. رَاصِدٌ]. One says, أَنَا لَكَ مُرْصِدٌ بِإِحْسَانِكَ حَتَّى أُكَافِئَكَ بِهِ (tropical:) [I am watching, or waiting, for thee, on account of they beneficence, that I may requite thee for it]. (Lth, A.) b2: أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ Land in which is a small quantity (رَصَدٌ, M) of herbage: (M, K:) or land which has been rained upon, and which it is hoped will produce herbage: (AHn, M, K:) and land upon which has fallen a rain such as is termed رَصْدَة; (M;) and so ↓ مَرْصُودَةٌ: (S, M:) or, accord. to some, one should not say مَرْصُودَةٌ nor مُرْصدَةٌ; but أَصَابَهَا رَصْدٌ and رَصَدٌ. (M.) مِرْصَادٌ: see رَصَدٌ, in five places.

أَرْضٌ مَرْصُودَةٌ: see مُرْصِدٌ.

مُرْتَصَدٌ: see رَصَدٌ, in three places.
رصد
: (رَصدَهُ) بِالْخَيرِ وغيرِه، يَرْصُده (رَصْداً) ، بِفَتْح فَسُكُون، على الْقيَاس (وَرَصَداً) ، محرَّكَةً، على غير قِيَاس، كالطَّلَبِ ونحوهِ: (رقَبَهُ) ، فَهُوَ راصِدٌ، (كَتَرَصَّدَهُ) ، وارْتَصَدَه. (والرَّاصِدُ) بالشيْءِ: الراقِبُ لَهُ، ولذالك سُمِّيَ بِهِ (الأَسَدُ) .
(والرَّصِيدُ: السَّبُعُ) الّذِي (يَرْصُدُ الوُثُوبَ) ، أَي يترقَّبُ ليَثِبَ.
(والرَّصُودُ) ، كَصَبُور: (نَاقَةٌ تَرْصُدُ شُرْبَ غيرِهَا) من الإِبل (لِتَشْرَبَ هِي) ، وَفِي الأَساس، والمحكم: ثمَّ تَشرَبُ هِيَ.
(و) رَوَى أَبو عُبَيْد، عَن الأَصمعيِّ، والكسائيّ: رَصَدْت فُلاناً أَرصُده، إِذا تَرَقَّبْته.
و (أَرْصَدْتُ لَهُ: أَعْدَدْتُ) .
قلتُ: وَبِه فَسَّر بعضُ المُفَسِّرين قولَه تَعَالَى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (التَّوْبَة: 107) .
قَالُوا: كَانَ رجُلٌ يُقَال لَهُ أَبو عَامر الراهبُ، حاربَ النبيَّ، صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، ومَضى إِلى هِرَقْلَ، وكانَ أَحَدَ المناقين، فَقَالَ المُنَافِقُونَ الّذينَ بَنَوا المسْجدَ الضِّرَار: نَقضي فِيهِ حاجَتَنَا، وَلَا يُعَاب علينا، إِذا خَلَوْنا، ونَرْصُدُه لأَبي عَار مَجيئَه من الشَّام أَي نُعدّه.
قَالَ الأَزهريُّ: وهاذا صَحِيح من جِهَة اللّغَة.
وَقَالَ الزجّاج: أَي نَنْتَظِر أَبا عَامر حَتَّى يَجيءَ ويُصَلِّيَ فِيهِ. والإِرْصاد: الِانْتِظَار.
(و) من الْمجَاز: أَرْصدتُ لَهُ: (كافَأْتُهُ بالخَيْر) ، هاذا هُوَ الأَصل، (أَو بالشَّر) ، جعلَه بعضُهُم فِيهِ أَيضاً. وأَنشد لعبد المطّلب حِين أَرادت حَليمةُ أَن تَرْحلَ بالنّبي، صلَّى اللهُ عليْه وسلّم، إِلى أَرضها:
لاهُمَّ رَبَّ الرَّاكبِ المُسَافِرِ
احفَظْهُ لِي مِنْ أَعْيُنِ السَّواحِرِ
وحَيَّةٍ تُرْصِدُ فِي الهَواجِرِ
فالحيّة لَا تُرصِد إِلّا بالشّرّ.
وَيُقَال: أَنا لَك مُرْصدٌ بإِحسانك حتّى أُكافئك بِهِ. قَالَ اللَّيْث: (و) المَرْصَدُ، كمَذْهَب، و (المِرْصَادُ) كمِفْتَاح (الطَّرِيقُ) ، كالمُرْتَصَدِ.
قَالَ الله عزّ وجلّ: {وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ} .
قَالَ الفَرَّاءُ: مَعْنَاهُ اقعُدوا هم على طَريقِهم إِلى البيتِ الحَرام. وَقَالَ أَبو مَنْصُور: على كلِّ طَرِيق.
وَقَالَ الله عزّ جلّ: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (الْفجْر: 14) مَعْنَاهُ لَبِالطرِيق، أَي بِالطَّرِيقِ الَّذِي مَمَرُّك عَلَيْهِ. وَقَالَ الزّجَّاج: أَي يَرْصُد من كَفَر بِهِ وصَدَّ عَنهُ بِالْعَذَابِ. وَقَالَ ابْن عَرَفَةَ: أَي يَرْصُد كلَّ إِنسان حَتَّى يُجازيَه بفعْله.
(و) عَن ابْن الأَنباريّ: المِرْصادُ: (الْمَكَان) الَّذِي (يُرْصَدُ فِيهِ العَدُوُّ) ، كالمضْمَار، المَوْضع الَّذِي يُضَمَّر فِيهِ الْخَيل من ميدان السِّباق نحْوه. وَجمع المَرْصَد: المَرَاصد.
وَقَالَ الأَعمش فِي تَفْسِير الْآيَة: المِرْصَاد ثَلاثة جُسور خَلْفَ الصِّراط: جِسْرٌ عَلَيْهِ الأَمانَة، وجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّحِم، وجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ.
(والرُّصْدَة، بالضّمّ: الزُّبْيَة) .
(و) الرُّصْدَة (حَلْقَةٌ منْ صُفْر أَو فِضَّة فِي حمائلِ السَّيْف) ، يُقَال: رَصَدْت لَهَا رُصْدَةً.
(و) قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ قَبْلُ هَذَا المَطَرُ لَهُ رَصْدةٌ. الرَّصْدة (بِالْفَتْح: الدُّفْعَة من المَطَر) وَالْجمع: رِصَادٌ.
(والرصَدُ، مُحَرَّكةً) الرَّاصدُون) ، وَيُقَال المُرْتَصِدون، وَهُوَ اسمٌ للْجمع.
وَفِي التَّنْزِيل: {فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً} أَي إِذا نَزلَ المَلَك بالوَحْي أَرسلَ الله مَعَه رصَداً، يحفظون المَلَك من أَن يأْتيَ أَحدٌ من الجنّ فيَستمعَ الوَحْيَ فيُخْبرَ بِهِ الكَهَنَةَ ويُخْبِروا بِهِ النَّاسَ، فيُساوُوا الأَنبياءَ.
وقَومٌ رَصَدٌ، كحَرَس، وخَدَم، وفُلانٌ يَخاف رَصَداً من قُدَّامه وطَلَباً من وَرائه: عَدُوًّا يَرْصُده.
(و) الرَّصَدُ: (الْقَلِيل من الكَلإِ) ، كماقاله الجوهريّ. وَزَاد ابْن سَيّده: فِي أَرض يُرْجَى لَهَا حَيَا الرَّبيع.
(و) الرَّصَد أَيضاً: الْقَلِيل من (المَطَرِ) ، كالرَّصْد، بِفَتْح فَسُكُون، وَقيل: هُوَ المطرُ يأْتي بعد المَطَرِ، وَقيل: هُوَ المطرُ يَقَع أَوَّلاً لما يأْتي بعدَه، وَقيل: هُوَ أَوَّل المَطَر.
وَقَالَ الأَصمعيّ: من أَسماءِ المَطَرِ الرَّصْد. وَعَن ابْن الأَعرابيّ: الرَّصَدُ: العِهَادُ تَرْصُد مَطَراً بعدَها، قَالَ: فإِن أَصابَها مَطَرٌ فَهُوَ العُشْب، واحدتها عِهْدة واحدته رَصَدة ورَصْدة الأَخيرة عَن ثَعْلَب (ج: أَرصاد) ، عَن أَبي حنيفَة وَفِي بعض أُمَّهاتِ اللُّغَة، عَن أَبي عُبيْدٍ: رِصَادٌ، ككِتَابٍ.
(و) يُقَال: (أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ، كمُحْسِنة: بهَا شيءٌ مِن رَصَدٍ) ، أَي الكلإِ، وَيُقَال: بهَا رَصَدٌ من حَياً.
(أَو) المُرْصِدة: هِيَ (الَّتِي مُطِرَتْ، وتُرْجَى لأَنّ تُنْبِتَ) ، قَالَه أَبو حنيفةَ. وَيُقَال: رُصِدَت الأَرضُ فَهِيَ مَرصودة أَيضاً: أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا مُطِرَتْ، وتُرْجَى لأَنْ تُنْبِتَ) ، قَالَه أَبو حنيفةَ. وَيُقَال: رُصِدَت الأَرضُ فَهِيَ مَرصودة أَيضاً: أَصابَتْهَا الرَّصْدةُ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: إِذا مُطِرت الأَرض فِي أَوَّل الشتاءِ فَلَا يُقَال لَهَا: مَرْتٌ، لأَن بهَا حينئذٍ رَصْداً، والرَّصْدُ حينئذٍ: الرّجاءُ لَهَا، كَمَا تُرجَى الحامِل.
وَقَالَ بعض أَهلِ اللغَةِ: لَا يُقَال مَرْصودَةٌ وَلَا مُرْصَدَة، إِنما يُقَال: أَصابَها رَصُد (ورَصَدٌ) .
(ورُصِّدُ، بضمّ الراءِ، وَسُكُون الصّاد المشدَّدة) ، هاكذا فِي النُّسخ. وَالصَّوَاب: كسر الصَّاد المُشَدّدة، كَمَا هُوَ نصّ التكملة: (ة بِالْيمن من أَعمال بَعْدَانَ.
وممَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الرَّصِيد: الحَيَّةُ الْتي تَرصُدُ المارَّةَ على الطَّرِيقِ لتَلْسَعَ.
وَفِي الحَدِيث. (فأَرْصَدَ اللهُ على مَدْرَجَتِهِ مَلَكاً) أَي وَكَّلَه بِحِفْظها.
ترَصَّدَ لَهُ: قَعَدَ لَهُ على طَرِيقه.
وراصَدَه: رَاقَبَه.
والمَرْصَد: مَوضِع الرَّصْد. وقَعَد لَهُ بالمَرْصَد، والمرتصَد، والرَّصَد، كالمِرْصاد. ومَرَاصِدُ الحَيّات مكَامُنْها.
وَقَالَ عرَّام: الرَّصائد والوصائد: مَصايدُ تُعَدُّ للسِّباع. وَمن الْمجَاز قولُ عَدِيّ:
وإِنَّ المَنَايا للِرِّجالِ بمَرْصَدِ وَمن الْمجَاز أَيضاً: أَرْصَدَ الجَيْشَ للقِتَال، والفَرسَ للطِّراد، والمالَ لأَدائه الحقِّ: أَعدَّه لذالك.
وارتَصدَ لَك الْعقُوبَة.
ويَرْصُد الزكاةَ فِي صِلَة إِخوانه: يَضَعُهَا فِيهَا على أَنّه يَعْتَدُّ بصِلَتِهِم من الزّكاة.
وَلَا يُخْطِئك منّي رَصَداتُ خَيرٍ أَو شَرَ: أَكافئك بِمَا كَانَ مِنْك. وَهِي المَرَّات من الرَّصد الَّذِي هُوَ مصدر، أَو جمع الرَّصْدة الي هِيَ المَرَّة. كَمَا فِي الأَساس.
وَنقل شيخُنا عَن الْعِنَايَة: وإِرصادُ الحِسَابِ: إِظهارُه وإِحصاؤُه أَو إِحضارهُ، انْتهى.
ورُوِيَ عَن ابْن سِيرِينَ أَنه قَالَ: كَانُوا لَا يَرْصُدون الثِّمارَ فِي الدَّيْنِ، وَيَنْبَغِي أَن يُرْصَد العَيْنُ فِي الدَّينِ. وفسَّره ابنُ الْمُبَارك فَقَالَ: مَن عَلَيْهِ دَيْن، وعِنْدَه من العَيْنِ مثلُه لم تَجِب عَلَيْهِ الزَّكاةُ، وتَجب إِذا أَخرجتْ أَرضُه ثَمَرةً، فَفِيهَا العُشْرُ.
(ر ص د) : (فِي جَمْعِ التَّفَارِيقِ) وَيُــصْرَفُ مِنْ الْخَرَاجِ إلَى أَرْزَاقِ الْقُضَاةِ وَالْعُمَّالِ، (وَالرَّصَدَةِ) وَالْمُتَعَلِّمِينَ هِيَ جَمْعُ رَاصِدٍ وَهُوَ الَّذِي يَقْعُدُ بِالْمِرْصَادِ لِلْحِرَاسَةِ وَهَذَا قِيَاسٌ وَإِنَّمَا الْمَسْمُوعُ الرَّصَدُ وَنَظِيرُهُ الْحَرَسُ وَالْخَدَمُ فِي حَارِسٍ وَخَادِمٍ.
ر ص د : الرَّصَدُ الطَّرِيقُ وَالْجَمْعُ أَرْصَادٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَرَصَدْتُهُ رَصْدًا مِنْ بَابِ قَتَلَ قَعَدْتُ لَهُ عَلَى الطَّرِيقِ وَالْفَاعِلُ رَاصِدٌ وَرُبَّمَا جُمِعَ عَلَى رَصَدٍ مِثْلُ: خَادِمٍ وَخَدَمٍ وَالرَّصَدِيُّ نِسْبَةٌ إلَى الرَّصَدِ وَهُوَ الَّذِي يَقْعُدُ عَلَى الطَّرِيقِ يَنْتَظِرُ النَّاسَ لِيَأْخُذَ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا وَقَعَدَ فُلَانٌ بِالْمَرْصَدِ وِزَانُ جَعْفَرٍ وَبِالْمِرْصَادِ بِالْكَسْرِ وَبِالْمُرْتَصَدِ أَيْضًا أَيْ بِطَرِيقِ الِارْتِقَابِ وَالِانْتِظَارِ وَرَبُّكَ لَكَ بِالْمِرْصَادِ أَيْ مُرَاقِبُكَ فَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ أَفْعَالِكَ وَلَا تَفُوتُهُ. 
ر ص د

رَصَده بالخَيْرِ وغيرِه يَرْصُدُه رَصْداً تَرَقَّبهُ ورَصَدهُ بالمُكافأَةِ كذلك وقال بعضُهم أرْصَدَ له بالخَيْرِ والشَّرِّ لا يُقال إلابالألِف وقيل تَرَصَّدَهُ تَرَقَّبَه وأرصَدَ له الأَمْرَ أعَدَّه والارْتِصادُ الرَّصْدُ والرَّصْدُ المُرْتَصِدُونَ وهو اسمٌ للجَمْعِ وفي التنزيل {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} الجن 27 إي إذا نَزَلَ المَلَكُ بالوَحْيِ أرْسَلَ اللهُ معه رَصَداً يَحْفَظُونَ المَلَكَ مِنْ أن يَأْتِيَ أَحَدٌ من الجِنِّ فَيستمعَ الوَحْيَ فيُخْبِرَ به الكَهنةَ ويُخْبِرُوا به الناسَ فَيُساوُوا الأْنبياءَ والمِرصَدُ كالرَّصَدِ والمِرصَاد والمَرْصَدُ مَوْضِعُ الرَّصَدِ ومَرَاصِدُ الحيّات مَكامِنها قال الهُذَليُّ

(أبا مَعْقَلٍ لا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي ... رُءُوسَ الأَفاعِي في مَرَصِدها الغُرْمِ)

ودِيبٌ رَصِيدٌ يَرْصُدُ لِيَثِبَ قال

(أَسَلِيمٌ لم تَعُدْ ... أَمْ رَصِيدٌ أكَلَكْ)

والرَّصْدُ والرَّصَدُ المَطَرُ يَأْتِي بعد المَطَرِ وقيل هو المَطَرُ يَقَعُ أولاً لَمَا يَأْتِي بعده وقيل هو أَوَّلُ المَطَرِ وقال ابن الأعرابيِّ الرَّصَدُ العِهَادُ تَرْصُدُ مَطراً بعدَها قال فإنْ أصابها مَطَرٌ فهو العُشْبُ أراد نَبَتَ العُشْبُ أو كان العُشْبُ قال ويَنْبُتُ البَقْلُ حينئذٍ مُقْتَرِحاً صُلْباً واحدُته رَصَدَةٌ ورَصْدَةٌ الأخيرةُ عن ثَعْلَب قال أبو عُبَيْد يقالُ قد كان قبل هذا المَطَرِ له رَصْدَةٌ وقال أبو حنيفةً أرضٌ مُرْصِدَة مُطِرتْ وهي تُرْجَى لأن تُنْبِتَ والرَّصَدُ حينئذٍ الرَّجاءُ لأنها تُرْجَى كما تُرْجَى الحامِلُ وجمعُ الرَّصَدِ أرْصَادٌ ورِصَادٌ وأرضٌ مرْصُودةٌ ومُرْصِدَةٌ أصَابَتْها الرَّصْدَةُ وقال بعضُ أهلِ اللُّغة لا يقال مَرْصُودةٌ ولا مُرْصِدةٌ إنما يُقالُ أَصابَها رَصْدٌ ورَصَدٌ والرَّصَدُ القليلُ من الكَلأِ في أرضٍ يُرْجَى لها حيا الرَّبِيع وأرضٌ مُرْصِدَةٌ فيها رَصَد من كَلأٍ

رصد: الراصِدُ بالشيء: الراقب له. رَصَدَه بالخير وغيره يَرْصُدُه

رَصْداً ورَصَداً: يرقبه، ورصَدَه بالمكافأَة كذلك. والتَّرَصُّدُ: الترقب.

قال الليث: يقال أَنا لك مُرْصِدٌ بإِحسانك حتى أُكافئك به؛ قال:

والإِرصاد في المكافأَة بالخير، وقد جعله بعضهم في الشر أَيضاً؛ وأَنشد:

لاهُمَّ، رَبَّ الراكب المسافر،

احْفَظْه لي من أَعيُنِ السواحر،

وحَيَّةٍ تُرْصِدُ بالهواجر

فالحية لا تُرْصِدُ إِلا بالشر. ويقال للحية التي تَرْصُد المارة على

الطريق لتلسع: رصيد. والرَّصِيدُ: السبع الذي يَرْصُد لِيَثِب. والرَّصُود

من الإِبل: التي تَرْصُد شرب الإِبل ثم تشرب هي. والرَّصَدُ: القوم

يَرْصُدون كالحَرَس، يستوي فيه الواحد والجمع والمؤنث، وربما قالوا أَرصاد.

والرُّصْدَة، بالضم: الزُّبْية. وقال بعضهم: أَرصَدَ له بالخير والشر، لا

يقال إِلا بالأَلف، وقيل: تَرَصَّدَه ترقبه. وأَرصَدَ له الأَمر: أَعدّه.

والارتصاد: الرَّصْد. والرَّصَد: المرتَصِدُون، وهو اسم للجمع. وقال الله

عز وجل: والذين اتخذوا مسجداً ضراراً وكفراً وتفريقاً بين المؤمنين

وإِرصاداً لمن حارب الله ورسوله؛ قال الزجاج: كان رجل يقال له أَبو عامر

الراهب حارَب النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، ومضى إِلى هِرَقْلَ وكان أَحد

المنافقين، فقال المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار: نبني هذا المسجد وننتظر

أَبا عامر حتى يجيء ويصلي فيه. والإِرصاد: الانتظار. وقال غيره: الإِرصاد

الإِعداد، وكانوا قد قالوا نَقْضي فيه حاجتنا ولا يعاب علينا إِذا

خلونا، ونَرْصُده لأَبي عامر حتى مجيئه من الشام أَي نعدّه؛ قال الأَزهري:

وهذا صحيح من جهة اللغة. روى أَبو عبيد عن الأَصمعي والكسائي: رصَدْت فلاناً

أَرصُدُه إِذا ترقبته. وأَرْصَدْت له شيئاً أُرْصِدُه: أَعددت له. وفي

حديث أَبي ذر: قال له النبي، صلى الله عليه وسلم: ما أُحِبُّ عِندي

(*

قوله «ما أحب عندي» كذا بالأصل ولعله ما أحب ان عندي والحديث جاء بروايات

كثيرة) . مِثلَ أُحُدٍ ذهباً فَأُنفِقَه في سبيل الله، وتمُسي ثالثةٌ وعندي

منه دينارٌ إِلاَّ دينار أُرْصِدُه أَي أُعِدُّه لدين؛ يقال: أَرصدته

إِذا قعدت له على طريقه ترقبه. وأَرْصَدْتُ له العقوبة إِذا أَعددتها له،

وحقيقتُه جعلتها له على طريقه كالمترقبة له؛ ومنه الحديث: فأَرْصَدَ الله

على مَدْرجته ملَكاً أَي وكله بحفظ المدرجة، وهي الطريق. وجعله رَصَداً

أَي حافظاً مُعَدّاً. وفي حديث الحسن بن علي وذكر أَباه فقال: ما خَلَّف

من دنياكم إِلا ثلثمائة درهم كان أَرصَدَها لشراء خادم. وروي عن ابن سيرين

أَنه قال: كانوا لا يَرْصُدون الثمار في الدَّيْن وينبغي أَن يُرْصَد

العينُ في الدَّيْن؛ قال: وفسره ابن المبارك فقال إِذا كان على الرجل دين

وعنده من العين مثله لم تجب الزكاة عليه، وإِن كان عليه دين وأَخرجت أَرضه

ثمرة يجب فيها العشر لم يسقط العشر عنه من أَجل ما عليه من الدين،

لاختلاف حكمهما وفيه خلاف. قال أَبو بكر: قولهم فلان يَرْصُد فلاناً معناه

يقعد له على طريقه.

قال: والمَرْصَدُ والمِرْصادُ عند العرب الطريق؛ قال الله عز وجل:

واقعدوا لهم كل مَرصد؛ قال الفراء: معناه واقعدوا لهم على طريقهم إِلى البيت

الحرام، وقيل: معناه أَي كونوا لهم رَصَداً لتأْخذوهم في أَيّ وجه توجهوا؛

قال أَبو منصور: على كل طريق؛ وقال عز وجل: إِنَّ ربك لبالمرصاد؛ معناه

لبالطريق أَي بالطريق الذي ممرّك عليه؛ وقال عديّ:

وإِنَّ المنايا للرجالِ بِمَرْصَد

وقال الزجاج: أَي يرصد من كفر به وصدّ عنه بالعذاب؛ وقال ابن عرفة: أَي

يَرْصُد كل إِنسان حتى يجازِيَه بفعله. ابن الأَنباري: المِرصاد الموضع

الذي ترصد الناس فيه كالمضمار الموضع الذي تُضَمَّر فيه الخيل من ميدان

السباق ونحوه، والمَرْصَدُ: مثل المِرصاد، وجمعه المراصد، وقيل: المرصاد

المكان الذي يُرْصَدُ فيه العدوّ. وقال الأَعمش في قوله: إِنَّ ربك

لبالمرصاد؛ قال: المرصاد ثلاثة جسور خلف الصراط: جسر عليه الأَمانة، وجسر عليه

الرحم، وجسر عليه الربّ؛ وقال تعالى: إِن جهنم كانت مرصاداً، أَي تَرْصُد

الكفار. وفي التنزيل العزيز: فإِنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً أَي

إِذا نزل الملَك بالوحي أَرسل الله معه رصداً يحفظون الملك من أَن يأْتي

أَحد من الجنّ، فيستمع الوحي فيخبر به الكهنة ويخبروا به الناس، فيساووا

الأَنبياء. والمَرْصَد: كالرصَد. والمرصاد والمَرْصَد: موضع الرصد.

ومراصد الحيات: مكامنها؛ قال الهذلي:

أَبا مَعْقَلٍ لا يُوطِئَنْكَ بغاضَتي

رُؤوسَ الأَفاعي في مَراصِدِها العُرْم

وليث رصيد: يَرْصُدُ ليثب؛ قال:

أَسليم لم تعد،

أَم رصِيدٌ أَكلَكْ؟

والرَّصْد والرَّصَد: المطر يأْتي بعد المطر، وقيل: هو المطر يقع

أَوّلاً لما يأْتي بعده، وقيل: هو أَوّل المطر. الأَصمعي: من أَسماء المطر

الرصْد. ابن الأَعرابي: الرصَد العهاد تَرْصُد مطراً بعدها، قال: فإِن

أَصابها مطر فهو العشب، واحدتها عِهْدَة، أَراد: نَبَت العُشْب أَو كان العشب.

قال: وينبت البقل حينئذ مقترحاً صُلْباً، واحدته رَصَدَة ورَصْدة؛

الأَخيرة عن ثعلب؛ قال أَبو عبيد: يقال قد كان قبل هذا المطر له رَصْدَة؛

والرَّصْدة، بالفتح: الدُّفعة من المطر، والجمع رصاد، وتقول منه: رُصِدَت

الأَرض، فهي مرصودة.

وقال أَبو حنيفة: أَرض مُرصِدة مطرت وهي ترجى لأَن تنبت، والرصد حينئذ:

الرجاء لأَنها ترجى كما ترجى الحائل

(* قوله «ترجى الحائل» مرة قالها

بالهمز ومرة بالميم، وكلاهما صحيح.) وجمع الرصد أَرصاد. وأَرض مرصودة

ومُرْصَدة: أَصابتها الرَّصْدة. وقال بعض أَهل اللغة: لا يقال مرصودة ولا

مُرْصَدَة، إِنما يقال أَصابها رَصْد ورَصَد. وأَرض مُرصِدة إِذا كان بها شيء

من رصَد. ابن شميل: إِذا مُطرت الأَرض في أَوّل الشتاء فلا يقال لها

مَرْت لأَنّ بها حينئذ رصداً، والرصد حينئذ الرجاء لها كما ترجى الحامل. ابن

الأَعرابي: الرَّصْدة ترصد وَلْياً من المطر. الجوهري: الرصَد، بالتحريك،

القليل من الكلإِ والمطر. ابن سيده: الرصد القليل من الكلإِ في أَرض

يرجى لها حَيَا الربيع. وأَرض مُرْصِدة: فيها رَصَدٌ من الكلإِ. ويقال: بها

رصد من حيا.

وقال عرّام: الرصائد والوصائد مصايدُ تُعدّ للسباع.

هلك

هلك

1 هَلَكَ

, inf. n. هَلَاكٌ &c., (S, K, &c.,) He, or it, perished, came to nought, came to an end, passed away, was not, was no more, or became non-existent or annihilated: (KL, PS in explanation of هَلاَكٌ, &c.:) or fell: or became in a bad, or corrupt, state; became corrupted, vitiated, marred, or spoiled: or went away, no one knew whither: (Mgh in explanation of هَلاَكٌ:) he died. (K.) b2: هَلَكَتْ أَرْضُهُ His land had its herbage dried up by drought: see جَرِبَ.2 وَادِى تُهُلِّكَ I. q.

تُضُلِّل4 أَهْلَكَهُ He destroyed, made an end of, or caused to perish or come to an end, made away, did away with, or brought to nought, him, or it; took away his life.6 تَهَالَكَ غَمًّا [app. He perished gradually by reason of grief.] (A, art. سوس: see 1 in that art.) b2: تَهَالَكَ عَلَيْهِ He was vehemently eager for it. (TA.) b3: تَهَالَكَ فِيهِ He strove, laboured, toiled, or exerted himself, in it, namely in running; as also ↓ اِهْتَلَكَ. (TA.) He strove, laboured, toiled, or exerted himself, and hastened, in it, namely an affair; as also ↓ استهلك فيه. (TA.) b4: تَهَالَكَتْ said of a she-camel, i. q. عَشِقَتْ [She vehemently desired the stallion]. (AA, TA in art. عشق.) 8 إِهْتَلَكَ see 6.10 اِسْتَهْلَكَ properly signifies He sought, or courted, destruction; like اِسْتَمَاتَ: see مُسْتَمِيتَ: and see an ex. voce شَرْشَرَةٌ. b2: اِسْتَهْلَكَ فِى كَذَا He (a man) distressed, troubled, or fatigued, himself in, or respecting, such a thing. (TA.) See also 6.

هَلَكَةٌ The drying up of the plants, or herbage. (AHn, TA.) See هَلاَكٌ.

هَلاَكٌ [Perdition; destruction; a state of perdition or destruction: a lost state;] death. (K.) b2: هَلاَكٌ and ↓ هَلَكَةٌ are syn. (S, Msb, K.) b3: اِرْتَبَكَ فِى اِنْهَلَكَاتِ He stuck fast in cases of perdition: see art. ربك.

هَالِكٌ Dead; or dying. (Bd, Jel in xii. 85) b2: هَالِكٌ sometimes means Subject to perish; as in the Kur, xxviii. last verse.

مَهْلُكٌ

: see أَلُوكٌ.

مَهْلِكٌ Death: see a verse cited voce سَهُوٌ.

مَهْلَِكَةٌ A cause of perdition, or of death. (TA in art. بخل.) b2: (tropical:) A place of perdition or death: and a desert: (KL:) or a [desert, or such as is termed] مَفَازَة; (S, K, TA;) because persons perish therein; (Z, TA;) or because it urges [or leads] to perdition. (TA.) See جَادَّةٌ.

هُوَ مُسْتَهْلِكٌ إِلَى كَذَا i. q.

مُسْتَمِيتٌ [q. v.]. (TA, art. موت, from the A.) b2: مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ A road that destroys him who seeks water, by reason of its far extent. (O.)
(هلك) : هَلَّكَهْ تَهْلِيكاً: مثل أَهْلَكَه إِهْلاكاً.
(هلك)
فلَان هَلَاكًا وهلوكا ومهلكا وتهلكة مَاتَ فَهُوَ هَالك (ج) هلكى وَهلك وهوالك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {ليهلك من هلك عَن بَيِّنَة} وَفِيه {مَا شَهِدنَا مهلك أَهله} و {وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة}
هـ ل ك: هَلَكَ الشَّيْءُ هَلْكًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَهَلَاكًا وَهُلُوكًا وَمَهْلِكًا بِفَتْحِ الْمِيمِ وَأَمَّا اللَّامُ فَمُثَلَّثَةٌ وَالِاسْمُ الْهُلْكُ مِثْلُ قُفْلٍ وَالْهَلَكَةُ مِثَالُ قَصَبَةٍ بِمَعْنَى الْهَلَاكِ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَهْلَكْتُهُ وَفِي لُغَةٍ لِبَنِي تَمِيمٍ يَتَعَدَّى بِنَفْسِهِ فَيُقَالُ هَلَكْتُهُ وَاسْتَهْلَكْتُهُ مِثْلُ أَهْلَكْتُهُ. 
(هلك) - قوله تبارك وتعالى: {إِلَى التَّهْلُكَةِ}
: أي الهَلاكِ، والتَّهلكَةُ: الهلَكَةُ، والخَصْلَةُ التي تُؤدِّى إلى الهَلاكِ، وأصْلُ الهَلاكِ: السُّقوطُ والبُطْلان بأىّ شىء كان.
- في الحديث "هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ"
: أي هَلَك مَالى.
- في الحديث: "فَتَهالَكْتُ عليه فَسَألتُه"
: أي سَقَطْتُ عليه، ورَمَيْتُ بنَفْسى عليه.
هـ ل ك: (هَلَكَ) الشَّيْءَ يُهْلِكُ بِالْكَسْرِ (هَلَاكًا) وَ (هُلُوكًا) وَ (مَهْلِكًا) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا وَضَمِّهَا، وَ (تَهْلُكَةً) بِضَمِّ اللَّامِ، وَالِاسْمُ (الْهُلْكُ) بِالضَّمِّ. قَالَ الْيَزِيدِيُّ: (التَّهْلُكَةُ) مِنْ نَوَادِرِ الْمَصَادِرِ لَيْسَتْ مِمَّا يَجْرِي عَلَى الْقِيَاسِ. وَ (أَهْلَكَهُ) وَ (اسْتَهْلَكَهُ) . وَ (الْمَهْلَكَةُ) بِفَتْحِ اللَّامِ وَكَسْرِهَا الْمَفَازَةُ. وَ (هَلَكَهُ) فِي لُغَةِ تَمِيمٍ بِمَعْنَى (أَهْلَكَهُ) وَبَابُهُ ضَرَبَ. وَيُجْمَعُ (هَالِكٌ) عَلَى (هَلْكَى) وَ (هُلَّاكٍ) . وَجَاءَ فِي الْمَثَلِ: فُلَانٌ (هَالِكٌ) فِي (الْهَوَالِكِ) وَهُوَ شَاذٌّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ فِي فَوَارِسَ. وَ (الْهَلَكَةُ) أَيْضًا (الْهَلَاكُ) . 
هلك
الهُلْكُ: الهَلاكُ، والهَلْكُ مِثْلُه، والاهْتِلاكُ: رَمْيُ الإنسان نَفْسَه في تَهْلُكَةٍ. والقَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْف البازي، وقَوْمٌ هَلْكى وهالِكُوْنَ. والهُلاّكُ: الصَّعاليك. وهالِكُ أَهْلٍ: الذي يَهْلِكُ هو. والذي يَهْلِكُ أهْلُه. والهَلَكُ: مَشْرَفَةٌ المَهْوَاةِ من جَوِّ السُّكَاكِ، وهو جِيْفَةُ شَيْءٍ هالِكٍ. والمُهْتَلِكُ: الذي ليس له هَمٌّ إلاّ أنْ يَتَضَيَّفَ الناسَ. والمُسْتَهِلكُ والمُتَهالِكُ: المُجِدُّ المُسْتَعْجِلُ. ويقولون: أفْعَلُ ذاكَ إمّا هَلَكَتْ هُلْكٌ: أي أَفْعَلُه على ما خَيَّلَتْ. وهي الهَلْكَةُ الهَلْكاءُ، كالسَّوْءَةِ السَّوْآء.
وهالِكٌ في الهَوالِك. والهالِكِيُّ: الحَدّادُ، وقيل: الصَّقْيَل. والهَلُوْكُ: الفَاجِرَةُ، وهو من الرِّجالِ: السَّرِيعُ الإنْزَالِ. وتهالَكَ على الفِرَاشِ والمَتَاع: سَقَطَ عليه. والهِلَكُوْنُ: الأرضُ الجَدْبَةُ وإنْ كانَ فيها ماءٌ. والهَيْلَكُوْنُ: المِنْجَلُ الذي لا أسْنانَ له.

هلك


هَلِكَ(n. ac. هَلَك)
a. see I (a)
هَلَّكَa. see IV (a)
أَهْلَكَa. Made to perish; destroyed; ruined, spoilt.
b. Exasperated.
c. Sold (property).
d. [ coll. ], Damned.
تَهَاْلَكَ
a. ['Ala], Threw himself upon; was impatient for.
b. [Fī], Applied himself to.
c. Fell.

إِنْهَلَكَإِهْتَلَكَa. Rushed into danger; was lost.

إِسْتَهْلَكَa. see IV (a)b. Squandered, dissipated.

هَلْكa. Ruin, destruction; death.

هِلْكَة
(pl.
هِلَك)
a. Abject; wretch.

هُلْكa. see 1
هَلَكa. see 1b. Declivity.
c. Corpse.
d. Falling body.
e. Interval.

هَلَكَةa. see 1b. (pl.
هَلَك
& reg.), Year of dearth.
مَهْلَكَة
مَهْلِكَة
مَهْلُكَة
(pl.
مَهَاْلِكُ)
a. Dangerous place; desert, wild.

هَاْلِك
(pl.
هَلْكَى
1ya
هُلَّك
هُلَّاْك
هَوَاْلِكُ)
a. Perishing.
b. [ coll. ], Reprobate, damned.

هَاْلِكِيّa. Smith, blacksmith.
b. Polisher.

هَلَاْكa. see 1
هَلُوْكa. Whore.

هَلْكَآءُa. see 1
N. Ag.
أَهْلَكَa. Destructive; pernicious; deadly, lethal, fatal.

N. Ag.
تَهَاْلَكَa. Dangerous road.

N. Ag.
إِهْتَلَكَa. Parasite.

تَهْلُكَة
a. see 1b. Danger.

إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ
a. Cost what it may.
هلك:
هلك: في (محيط المحيط): (والنصارى تقول هلكت نفس فلان أي سقطت في جهنم فيستعملونه بمقابلة الخلاص). هلك: دمّر (الكالا).
أهلك: أتلف: المصدر هلاك (7:219) (قرطاس 219).
أهلك: استنفد، نفاد الأقوات بالاستهلاك (بقطر).
أهلك: أعيا، حمّل ما لا يطاق، أبهظ، ثقّل على (بقطر).
تهالك: اشتاق جداً وعند (ماليتون 7:35) استسلم كلياً للحب: إني إذا أحببت تهالكت وإذا أبغضت أهلكت (قام الناشر بترجمة كلمة أهلك إلى pereo وهذا غير صحيح؛ وهناك صيغة تهالك في (حياّن - بسّام 46:1): تهالك في حب الدنيا (البربرية 6:433): متهالكاً في الرياسة، إذ هكذا ينبغي أن تقرأ مخطوطتنا 1351 بدلاً من الفعل متهامكاً الذي لا وجود له.
تهالك في بذل كل ما في مستطاعه من أجل ... (= جدُ في) (الحريري 4:98). (المقري 21:316:1): فتهالك في اقتناء السودان وابتاع منهم كثيراً.
أهتلك: وردت في ديوان (الهذليين 16:16).
استهلكوا في طاعته: أي بذلوا أنفسهم في الإخلاص له إلى حد الموت (المقري 16:2).
هَلَكَة: هلاك النفس، حالة الإنسان البعيد عن طريق الخلاص أو النجاة، أو المنغمس في الرذيلة (بقطر).
هالك: التراب الهالك: الزرنيخ الأبيض، سم النار (بقطر).
هالوك: حشيشة الأسد في مصر وأفريقيا، وسم النار في العراق (ابن البيطار 99:1 و568:2).
هويلكة: في (محيط المحيط): (الهالكة مؤنث الهالك والنفس الرشهة وبمصغّرها سمت العامة نباتاً يتشبث بالشجر فيهلكه (هل هي الهالوك؟).
مهلك والجمع مهالك: هاوية (بقطر).
مهلك: مهلكة ومهلُكة (بقطر).
مهلكة: خطر (بقطر).
كاد أن ينزل بي المهالك: أي يقتلني (كوسج كرست 2:89): من بعد فعله الذي فعله مع العبد من المهالك (أي قتله. وانظر 10:93).
(هـ ل ك) : (الْهَلَاكُ) السُّقُوطُ وَقِيلَ الْفَسَادُ وَقِيلَ هُوَ مَصِيرُ الشَّيْءِ إلَى حَيْثُ لَا يُدْرَى أَيْنَ هُوَ (وَالْهَلَكَةُ) مِثْلُهُ وَقَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «لَا يُغَادِرُ رُسُلِي فَهَلَكَ عَلَى أَيْدِيهِمْ» أَيْ اسْتَهْلَكُوهُ يُقَالُ هَلَكَ الشَّيْءُ فِي يَدِهِ إذَا كَانَ بِغَيْرِ صُنْعِهِ (وَهَلَكَ عَلَى يَدِهِ) إذَا اسْتَهْلَكَهُ قُلْتُ كَأَنَّهُ قَاسَهُ عَلَى قَوْلِهِمْ قُتِلَ فُلَانٌ عَلَى يَدِ فُلَانٍ وَمَاتَ فِي يَدِهِ وَلَا يُقَالُ مَاتَ عَلَى يَدِهِ وَيُقَالُ لِمَنْ ارْتَكَبَ أَمْرًا عَظِيمًا (هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ) (وَفِي) حَدِيثِ عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «لَا تَسْتَعْمِلُوا الْبَرَاءَ عَلَى جَيْشِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ هُلَكَةٌ» مَنْ الْهَلَكِ رُوِيَ بِالتَّحْرِيكِ بِوَزْنِ هُمَزَةٍ وَلُمَزَةٍ أَيْ يُهْلِكُ أَتْبَاعَهُ لِجُرْأَتِهِ وَشَجَاعَتِهِ وَرُوِيَ بِالسُّكُونِ أَيْ يَهْلِكُونَ مِنْهُ يَعْنِي بِسَبَبِهِ كَالضُّحْكَةِ لِمَنْ يَضْحَكُونَ مِنْهُ وَفِي نُسْخَةِ سَمَاعِي هَلَكَةً بِفَتْحَتَيْنِ كَأَنَّهُ جَعَلَ جُمْلَتَهُ هَلَاكًا مُبَالَغَةً فِي ذَلِكَ وَكُلُّ ذَلِكَ تَصْحِيحٌ لِلرِّوَايَةِ وَتَخْرِيجٌ لَهَا وَلَمْ يُذْكَرْ فِي أُصُولِ اللُّغَةِ إلَّا الْهِلْكَةُ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ فُلَانٌ هِلْكَةٌ مِنْ الْهِلَكِ أَيْ سَاقِطَةٌ مِنْ السَّوَاقِطِ يَعْنِي هَالِكٌ وَهَذَا إنْ صَحَّ غَرِيبٌ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ جَرِيءٌ مِقْدَامٌ يُقْدِمُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي الْمَهَالِكِ وَالْمَتَالِفِ.
هـ ل ك

فيه الهلاك والهلك والهلكة: ووقعوا في المهلكة والمهالك. وألقى بيده إلى التّهلُكة. وهلكوا مهلكاً واحداً. وفلان هالك في الهوالك. واهتلك فلان: ألقى نفسه في التّهلكة. وأهلك الشيء واستهلكه. وهوى في هلكٍ وهو مهوًى بين جبلين. قال ذو الرمة:

ترى قرطها في واضح اللّيت مشرفاً ... على هلكٍ في نفنفٍ يتطوّح

ومن المجاز: مفازة تهلك فيها الأرواح. قال زهير:

وخرقٍ تهلك الأرواح فيه ... بعيد الغور مشتبه المتان

وهلك على الشيء وتهالك عليه إذا اشتدّ حرصه وشرهه. وأنا متهالك في مودّتك ومستهلك. قال القطاميّ:

لمستهلك قد كاد من شدّة الهوى ... يموت ومن طول العدات الكواذب

وتهالكت في هذا الأمر واستهلكت فيه إذا كنت مجداً فيه مستعجلاً. قال الحطيئة يصف طريقاً:

مستهلك الورد كالأسديّ قد جعلت ... أيدي المطيّ به عاديةً رغباً

ومرّ يهتلك في عدوه ويتهالك: يجدّ. قال الحارث ابن حرجة:

فلما يئست نسأت القلوص ... تهالك في سبسبٍ أغبر وتهالك على الفراش: تساقط عليه. وتهالكت في مشيتها: تفيّأت وتكسّرت، ومنه الهلوك: للفاجرة، والجمع الهلك. وقوم هلاّكٌ: صعاليك سيئو الحال. قال أبو طالب في مدح رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم:

يلوذ به الهلاّك من آل هاشم ... فهم عنده في نعمة وفواضل

وقال جميل:

أبيت مع الهلاّك ضيفاً لأهلها ... وأهلي قريبٌ موسعون ذوو فضل
[هلك] هلك الشئ يهلك هلا كا وهُلوكاً، ومَهْلَكاً ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً، وتَهْلُكَةً، والاسم الهُلْكُ بالضم. قال اليزيدي: التَهْلُكَةُ من نوادر المصادر، ليست مما يجري على القياس. وأهلَكَهُ غيره واسْتَهْلَكَهُ. والمَهْلَكَةُ والمَهْلِكَةُ: المفازةُ. وقال أبو عبيد: تميم تقول هَلَكَهُ يَهْلِكُهُ هَلْكاً، بمعنى أهْلَكَهُ. وأنشد للعجَّاج:

ومَهْمَةٍ هالِكِ من تَعَرَّجا * يريد مهْلِك، كما يقال ليلٌ غاضٍ أي مُغْضٍ. ويقال: أراد هالِكَ المتعرِّجين، أي من تعرج فيه هلك. وقد يجمع هالك على هلكى وهلاك . قال الشاعر : ترى الأراملَ والهُلاَّكَ تتْبَعُهُ يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَذِمُ يعني به الفقراء. وقد جاء في المثل: فلانٌ هالِكٌ في الهَوالِكِ. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لابن جِذْلِ الطِعانِ: فأيقنتُ أنِّي ثائرُ ابنِ مُكَدَّمٍ غَداتَئِذٍ أو هالك في الهوالك وهذا شاذ على ما فسرناه في فوارس. وقولهم: افْعَلْ ذاك إمَّا هَلَكَتْ هُلُكُ، بضم الهاء واللام، غير مصروف، أي على كلِّ حال. وتَهالَكَ الرجل على الفراش، أي سقط. واهْتَلَكَتِ القطاةُ خوفَ البازي، أي رمت بنفسها في المَهالِكِ. والهَلوكُ من النساء: الفاجرةُ المتساقطةُ على الرجال، ولا يقال رجلٌ هَلوكٌ. والهلك، بالتحريك: الشئ الذى يهوى ويسقط. وقال: رأت هلكا بنجاف الغبيط فكادت تجد لذالك الهجارا والهلكة أيضا: الهلاك، ومنه قولهم: هي الهَلَكَةُ الهَلْكاءُ، وهو توكيد لها، كما يقال: همج هامج. والهالكي: الحداد، نسب إلى الهالك ابن عمرو بن أسد بن خزيمة، وكان حدادا. ولذلك قيل لبنى أسد: القيون. قال الكسائي: يقال وقع في وادي تُهُلِّكَ بضم التاء والهاء واللام مشددة ، وهو غير مصروف، مثل تخيب، ومعناهما الباطل.
هلك
الْهَلَاكُ على ثلاثة أوجه: افتقاد الشيء عنك، وهو عند غيرك موجود كقوله تعالى: هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ
[الحاقة/ 29] .
- وهَلَاكِ الشيء باستحالة وفساد كقوله:
وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
[البقرة/ 205] ويقال: هَلَكَ الطعام.
والثالث: الموت كقوله: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ
[النساء/ 176] وقال تعالى مخبرا عن الكفّار:
وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ
[الجاثية/ 24] .
ولم يذكر الله الموت بلفظ الهلاك حيث لم يقصد الذّمّ إلّا في هذا الموضع، وفي قوله:
وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا
[غافر/ 34] ، وذلك لفائدة يختصّ ذكرها بما بعد هذا الكتاب.
والرابع: بطلان الشيء من العالم وعدمه رأسا، وذلك المسمّى فناء المشار إليه بقوله:
كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ
[القصص/ 88] ويقال للعذاب والخوف والفقر: الهَلَاكُ، وعلى هذا قوله: وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ
[الأنعام/ 26] ، وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ
[مريم/ 74] ، وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها
[الأعراف/ 4] ، فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها [الحج/ 45] ، أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ
[الأعراف/ 173] ، أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا [الأعراف/ 155] . وقوله:
فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ [الأحقاف/ 35] هو الهلاك الأكبر الذي دلّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم بقوله:
«لا شرّ كشرّ بعده النّار» ، وقوله تعالى: ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ
[النمل/ 49] . والْهُلْكُ بالضّمّ: الْإِهْلَاكُ، وَالتَّهْلُكَةُ: ما يؤدّي إلى الهلاك، قال تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة/ 195] وامرأة هَلُوكٌ: كأنها تَتَهَالَكُ في مشيها كما قال الشاعر:
مريضات أو بات التّهادي كأنّما تخاف على أحشائها أن تقطّعا
وكنّي بِالْهَلُوكِ عن الفاجرة لتمايلها، والهَالِكِيُّ: كان حدّادا من قبيلة هَالِكٍ، فسمّي كلّ حدّاد هالكيّا، والْهُلْكُ: الشيء الهالك.
[هلك] نه: فيه: إذا قال الرجل: "هلك" الناس، فهو "أهلكهم"ن يروى بفتح كاف فعل ماض بمعنى أن الغالين الذين يؤيسون الناس من رحمة الله يقولون: هلك الناس، أي استوجبوا النار سوء أعمالهم، فإذا قاله الرجل فهو الذي أوجبه لهم لا الله، أو هوا لذي لما قاله لهم وأيسهم حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي فهو أوقعهم في الهلاك، ويروي بضمها بمعنى أن أكثرهم هلاكًا وهو رجل يولع بعيب الناس ويذهب بنفسه عجبًا ويرى له عليهم فضلًا. ط: وأما إذا قال تحزنا لما يرى في الناس من أمر دينهم فلا بأس به. ج: أو من الذين يرون خلود أهل الكبيرة في النار فهو أشد وزرا وأعظم من قارف الكبيرة. ن: واتفقوا على أن الذم فيمن قاله على الإزراء وتفضيل نفسه لأنه لا يعلم سر الله في خلقه، لا لمن قاله تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص، ومعنى الفتح أنه جعلهم هالكين لا أنهم هالكون حقيقة. نه: وفي ح الدجال: ثم قال: ولكن "الهُلك" كل الهلكبالماضي لتحقق وقوعه، وأتى في قيصر بالمضارعة إشعارًا بالاعتناء بشأنه، وذلك أن الروم كانوا سكان الشام وكان النبي صلى الله عليه وسلم في شأنه أشد رغبة، ومن ثم غزا تبوك. قس: فسلطه الله على "هلكته" - بفتح لام وكاف، وروي: فسلط - بضم سين. ط: أي على إتفاقه - ومر في حسد. وفيه: فإن الالتفات في الصلاة "هلكة" - بفتحتين، أي هلاك، فإنه طاعة للشيطان واستحالة الصلاة من الكمال إلى النقصان. ك: "هلكة" أمتى على يد أغيلمة، بفتحتين، وغلمة - بالنصب على الاختصاص، ومر في غ. وح: "يهلك" الناس هذا الحي - بالرفع، يعني بسبب وقوع فتن وحروب بينهم بتخبيط أحوال الناس، ولولا أن الناس - للتمني، أو شرطية حذف جوابه. وح: به "مهلكة" - بفتح ميم وكسر لام وفتحها، مكان الهلاك، وروى بلفظ اسم فاعل؛ وروى بزيادة: وبيئة - فعيلة من الوباء. ن: وكذا ضبط: في أرض دوية مهلكة. وفيه: يهلكون "مهلكا" واحدًا، أي يقع الهلاك على جميعهم في الدنيا. وح: ولن يهلك على الله إلا "هالك"، يعني من يحرم هذه الرحمة الواسعة أو غلبت سيئاته مع سعة المغفرة وكثرة أفراد الحسنة فهو الهالك، أي حتم هلاكه وسدت عليه أبواب الهدى. وح: لا "هلك" عليكم، بضم هاء أي الهلاك. وح: إنما "هلك" بنو إسرائيل حين اتخذ نساؤهم هذه، لعله كان محرمًا عليهم فعوقبوا باستعمالهم، والهلاك كان به وبغيره من المعاصي فعند ظهور ذلك فيهم هلكوا. ش: ما "هلك" امرؤ عرف قدره، هو قريب من معنى: ما ضاع امرؤ عرف قدره، لأن الضائع الهالك.
(هـ ل ك)

هَلَكَ يَهلِكُ هُلْكاً وهُلُكا وهَلاكا: مَاتَ، ابْن جني: وَمن الشاذ قِرَاءَة من قَرَأَ: (وَيهلَكَ الحَرثُ والنَّسلُ) قَالَ: هُوَ من بَاب ركن يركن، وَقَنطَ يقنط، وكل ذَلِك عِنْد أبي بكر لُغَات مختلطة، قَالَ: وَقد يجوز أَن يكون ماضي يهْلك هلك، كعطب، فاستغنى عَنهُ بهلك، وَبقيت يهْلك دَلِيلا عَلَيْهَا.

وَاسْتعْمل أَبُو حنيفَة الهَلَكَة فِي جفوف النَّبَات وبيوده، فَقَالَ، يصف النَّبَات: من لدن ابْتِدَائه إِلَى تَمَامه، ثمَّ توليه وإدباره إِلَى هَلَكَتِه وبيوده.

وَرجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّكٍ وهَلْكَى وهَوالِكَ، الْأَخِيرَة شَاذَّة، وَقَالَ الْخَلِيل: إِنَّمَا قَالُوا: هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى، لِأَنَّهَا أَشْيَاء ضربوا بهَا وأدخلوا فِيهَا وهم لَهَا كَارِهُون.

وهَلَكَ الشَّيْء وهَلَّكَه وأهلَكَه، قَالَ العجاج:

ومَهْمَهٍ هالِكِ مَن تَعَرَّجا

وَأنْشد ثَعْلَب:

قالتْ سُلَيمَى هَلِّكُوا يَسارا

وَفِي التَّنْزِيل: (وتِلْكَ القُرَى أهلَكناهُمْ لَمَّا ظَلَموا) واستَهلَكَ المَال: أنفقهُ وأنفذه، أنْشد سِيبَوَيْهٍ:

تَقولُ إِذا استَهلَكتُ مَالا لِلَذَّةٍ ... فُكَيْهَةُ هَشَّئٌ بِكَفَّيْكَ لائِقُ

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: يُرِيد: هَل شَيْء، فأدغم اللَّام فِي الشين، وَلَيْسَ ذَلِك بِوَاجِب كوجوب إدغام الشم وَالشرَاب، وَلَا جَمِيعهم يدغم هَل شَيْء.

وأهلَكَ المَال: بَاعه، وَفِي بعض أَخْبَار هُذَيْل أَن حبيبا الْهُذلِيّ قَالَ لمعقل بن خويلد: ارْجع إِلَى قَوْمك. قَالَ: كَيفَ أصنع بإبلي؟ قَالَ: أهلِكْها، أَي بعها.

والمَهلِكَة والمَهلَكَة: الْمَفَازَة، لِأَنَّهُ يُهْلَك فِيهَا كثيرا.

والهِلَكونَ: الأَرْض الجدبة وَإِن كَانَ فِيهَا مَاء. والهَلَكُ والهَلَكاتُ: السنون الجدبة، لِأَنَّهَا مُهلِكَةٌ، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وَأنْشد:

قالَت لَهُ أمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا تَرى لِذَوي الأموالِ والهَلَكِ

الْوَاحِدَة هَلَكَةٌ، بِفَتْح اللَّام أَيْضا.

والهَلاكُ: الْجهد المُهلِكُ.

وهَلاكٌ مُهتَلِكٌ، على الْمُبَالغَة، قَالَ رؤبة:

مِن السِّنينَ والهَلاكِ المُهتَلِكْ

ولأذهَبنَّ إِمَّا هُلْكٌ وَإِمَّا مُلْك، وَالْفَتْح فيهمَا لُغَة، أَي لأذهبن فإمَّا أَن أَهْلِكَ وَإِمَّا أَن أَمْلِك.

وهالِكُ أهل: الَّذِي يَهلِك فِي أَهله، قَالَ الْأَعْشَى:

وهالِكِ أهلٍ يَعودونَهُ ... وآخَرَ فِي قَفْرَهٍ لم يُجَنْ

والهَلَكُ: جيفة الشَّيْء.

والهالِك والهَلَكُ: مشرفة المهواة من جو السكاك، لِأَنَّهَا مَهلَكَةٌ، وَقيل: الهَلَك: مَا بَين كل أَرض إِلَى الَّتِي تحتهَا إِلَى الأَرْض السَّابِعَة وَهُوَ من ذَلِك، فَأَما قَول الشَّاعِر:

المَوتُ تَأتِى لِميقاتٍ خَواطِفُه ... وَلَيْسَ يُعجِزُه هَلْكٌ وَلَا لوحُ

فَإِنَّهُ سكن للضَّرُورَة، وَهُوَ مَذْهَب كُوفِي، وَقد حجر عَلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ إِلَّا المكسور والمضموم، وَقيل: الهَلَكُ مَا بَين أَعلَى الْجَبَل وأسفله، ثمَّ يستعار لهواء مَا بَين كل شَيْئَيْنِ، وَكله من الْهَلَاك.

والتَّهلُكة: الْهَلَاك، وَفِي التَّنْزِيل: (وَلاَ تُلْقُوا بِأيْديكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) وَقيل: التَهلكُة: كل شَيْء عاقبته إِلَى الْهَلَاك.

والتُّهلوك الْهَلَاك، قَالَ: شَبِيبُ عادَى اللهُ من يَقلِيكا

وسبَّبَ اللهُ لَهُ تُهلوكا

وَوَقع فِي وَادي تُهُلِّكَ، أَي الْبَاطِل والهلاك، كَأَنَّهُمْ سموهُ بِالْفِعْلِ.

والاهتِلاك والانهِلاك: رمي الْإِنْسَان بِنَفسِهِ فِي تَهْلُكةٍ.

والقطاة تهتَلِك من خوف الْبَازِي، أَي ترمي بِنَفسِهَا فِي المهالك.

والمُهتَلِك: الَّذِي لَيْسَ لَهُ هم إِلَّا أَن يتضيفه النَّاس، يظل نَهَاره فَإِذا جَاءَ اللَّيْل أسْرع إِلَى من يكفله خوف الْهَلَاك لَا يَتَمَالَك دونه، قَالَ أَبُو خرَاش:

إِلَى بَيته يَأْوى الغريبُ إِذا شَتا ... ومهتلِكٌ بالي الدَّرِيسَينِ عائلُ

والهُلاَّك: الَّذين ينتابون النَّاس ابْتِغَاء معروفهم من سوء حَالهم، وَقيل: الهُلاَّك: المنتجعون الَّذين قد ضلوا الطَّرِيق، وَكله من ذَلِك، أنْشد ثَعْلَب:

أبيتُ مَعَ الهُلاَّك ضَيفاً لأهلِها ... وَأَهلي قَريبٌ موسِعونَ ذَوُو فَضْلِ

وَكَذَلِكَ المُتَهَلِّكون، أنْشد ثَعْلَب للمتنخل الْهُذلِيّ:

لَو أَنه جَاءَنِي جَوعانُ مُهْتَلِكٌ ... من بُؤَّس النَّاس عَنهُ الخيرُ محجوزُ

وأفعل ذَلِك إِمَّا هَلَكَتْ هُلُكٌ، وَبَعْضهمْ لَا يــصرفــهُ، أَي على مَا خيلت نَفسك وَلَو هلَكْتَ والعامة تَقول: إِن هلَك الهُلُكُ.

والهَلوك من النِّسَاء: الْفَاجِرَة الشبقة، وَلَا يُوصف للرجل الزَّانِي بذلك، وَقَالَ بَعضهم: الهَلوك: الْحَسَنَة التبعل لزَوجهَا.

وتهالَكَ الرجل على الْمَتَاع والفراش: سقط عَلَيْهِ.

وتهالكتِ الْمَرْأَة فِي مشيها، من ذَلِك.

والهالِكِيُّ: الْحداد، وَقيل: الصيقل، قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: أول من عمل الْحَدِيد من الْعَرَب الهالكُ بن أَسد بن خُزَيْمَة، فَلذَلِك قيل لبني أَسد: القيون. 
هـلك
هلَكَ يهلَك ويهلِك، هَلاكًا وهُلوكًا ومَهْلَكًا ومَهْلِكًا وتَهْلُكَةً وهُلْكًا، فهو هالِك، والمفعول مهلوك (للمتعدِّي)
• هلَك فلانٌ:
1 - مات "ما هلَك امرؤٌ عرَف قدرَه- {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} - {مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ} - {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} " ° شفا الهَلاك- هلَك على الشَّيء: حرِص عليه- وقَف على شفير الهلاك.
2 - كفر " {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ} ".
• هلَك الشَّيءُ: ذهب وزال " {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} ".
• هلَكَه في العمل: أفناه، أبلاه. 

أهلكَ يُهلك، إهلاكًا، فهو مُهلِك، والمفعول مُهلَك (للمتعدِّي)
• أهلك فلانٌ: ارتكب أمرًا عظيمًا.
• أهلَك اللهُ الظَّالمين:
1 - جعلهم يهلكون أو يموتون، أبادهم ولم يترك لهم أثرًا "كثيرًا ما نمنح أعداءنا وسائل إهلاكنا- {نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ} " ° أهلك الحرث والنَّسل: أفنى كلَّ شيء.
2 - عذَّبهم " {قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ} ".
• أهلَك الشَّيءَ: أفسده وخرّبه "أهلك ماله: فرّط فيه وأتلفه- {يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَدًا} ". 

استهلكَ يستهلك، استهلاكًا، فهو مُستهلِك، والمفعول مُستهلَك
• استهلك مالَه: أهلكه، أنفقه "استهلك كلَّ ما عنده من موادّ غذائيّة".
• استهلك الطَّعامَ: تناوله "يستهلك المواطنون البيضَ بكثرة".
• استهلكتِ السَّيَّارةُ البنزينَ: استنفدته ° استهلك المعنى/ استهلك اللفظَ: استنفده وأفرغه.
• استهلك فلانٌ فلانًا: أهلَكهُ. 

انهلكَ/ انهلكَ في ينهلِك، انهلاكًا، فهو مُنهلِك، والمفعول مُنهلَك فيه
• انهلك الرَّجلُ: رَمى نفسَه في المهالك.
• انهلك في الأمر: واصله بجدّ وحِرْص "انهلك في عمله الجديد". 

تهالكَ على/ تهالكَ في/ تهالكَ من يتهالك، تهالُكًا، فهو مُتهالِك، والمفعول مُتهالَك عليه
• تهالك على التَّدخين: أقبل عليه في حرص شديد "تهالَكَ على الملذّات/ المال".
• تهالك المرءُ على فراشه: تساقطَ عليه.
• تهالكَ العُمَّالُ في إنجاز المشروع: جدّوا واستعجلوا إنجازه "تهالك في التفوق على منافسه".
• تهالكتِ المرأةُ في مشيتها: تأوّدت وتكسَّرت وتمايلت.
• تهالكَ فلانٌ من الإعياء: سقَطَ. 

تهلَّكَ في يتهلَّك، تهلُّكًا، فهو مُتهلِّك، والمفعول مُتهلَّك فيه
 • تهلَّكَ في المفاوز: دارَ فيها شبه المتحيِّر.
• تهلَّكَت المرأةُ في مشيتها: تهالكتْ، تفيّأت وتكسَّرت. 

هلَّكَ يُهلِّك، تهليكًا، فهو مُهلِّك، والمفعول مُهلَّك (للمتعدِّي)
• هلَّك فلانٌ: أهلك؛ ارتكبَ أمرًا عظيمًا.
• هلَّك فلانٌ فلانًا: أهلكه؛ جعلَه يموت. 

استهلاك [مفرد]:
1 - مصدر استهلكَ ° استهلاك دَيْن: تسديده على أقساط.
2 - (قص) استخدام سلعة أو خدمة في تحقيق منفعة بصورة مباشرة بدون استعمالها في إنتاج سلعة أو خدمة أخرى.
• الاستهلاك الجماعيّ: (قص) العمليات الاستهلاكيّة التي لا يمكن تنظيمها وإدارتها إلا بصورة جماعيَّة؛ نظرًا لطبيعة المشكلة وحجمها.
• الاستهلاك الذَّاتيّ: (قص) جزء من الإنتاج يستهلكه المُنتج وعائلته عوضًا عن تصريفه وطرحه في السُّوق.
• عارية استهلاك: (قن) عقد بين مُعير ومستعير يتّفق بموجبه الأول على أن يُسلِّم للثاني أشياء منقولة قابلة للاستهلاك، ويوافق الثاني على أن يردّ في المستقبل ما يماثل تلك الأشياء من حيث النوع والصِّنف والكميَّة. 

استهلاكيّ [مفرد]: اسم منسوب إلى استهلاك: "تمَّ طرح كمِّيَّات كبيرة من السلع الاستهلاكيّة في الأسواق".
• مجتمع استهلاكيّ: (قص) الذي يتجاوز استهلاكه إنتاجه ° سلع استهلاكيَّة: سلع كالطَّعام أو الملابس التي تفي بحاجات الإنسان من خلال الاستهلاك أو الاستعمال المباشر لها.
• السُّوق الاستهلاكيَّة: (قص) سوق تهتم بتحقيق المنفعة الشخصيّة من السّلع أكثر من اهتمامها بإنتاج هذه السلع.
• ثقافة استهلاكيَّة: ثقافة غير متأصِّلة قوامها استعراض المعلومات.
• العقليَّة الاستهلاكيَّة: عقلية تافهة قاصرة عن التفكير والابتكار، تتبنّى آراء الآخرين دون تمحيص.
• أسئلة استهلاكيَّة: أسئلة شخصيّة متكررة تهتم بالاستفسار عن أمور خاصّة لا تخدم المجتمع ولا تفيد جديدًا، هدفها محاولة التغطية على موضوع حيويّ مهم، أو تضييع الوقت "كلّ الأسئلة التي طرحت في المؤتمر كانت أسئلة استهلاكيّة".
• المقدِّمة الاستهلاكيَّة للحكاية الشَّعبيَّة: عبارات تقليديّة تبدأ بها كل حكاية شعبيّة، مثل: كان يا ما كان. 

تَهْلُكة [مفرد]:
1 - مصدر هلَكَ.
2 - كل ما عاقبته الهلاك " {وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} ". 

مُستهلَك [مفرد]:
1 - اسم مفعول من استهلكَ.
2 - مستعمل كثيرًا "آلات/ طاقة مستهلكة" ° طريق مستهلك الوِرْد: يُجهد مَنْ سلكه. 

مُستهلِك [مفرد]:
1 - اسم فاعل من استهلكَ.
2 - مستعمِل "مستهلِك الآلات".
3 - خلاف المنتج "مستهلكو الخُضَر في المدينة". 

مَهْلَك [مفرد]: مصدر هلَكَ. 

مَهْلِك [مفرد]:
1 - مصدر هلَكَ.
2 - اسم زمان من هلَكَ: " {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} - {ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ}: وتحتمل هنا للزمان والمكان". 

مَهْلَكة [مفرد]: ج مَهالِكُ:
1 - اسم مكان من هلَكَ: مكان الهلاك.
2 - مفازة، صحراء لا ماء فيها.
3 - حرْب "الحروب مهالك".
4 - سبب في الهلاك. 

هالك [مفرد]: ج هالكون وهَلْكى وهُلَّك وهُلاّك وهوالكُ، مؤ هالكة، ج مؤ هالكات وهُلَّك وهوالكُ: اسم فاعل من هلَكَ. 

هالوك [جمع]: (نت) نبات زهريّ متطفِّل يضعف الزّرع، من الفصيلة المركبة، منه أنواع تتطفَّل على الفول، والعدس والطماطم والباذنجان وغيرها، ولا تنبت بذوره إلا بجوار بذور عائلها. 

هلاك [مفرد]: مصدر هلَكَ ° خلَص من الهلاك: نجا وسلم. 

هَلَك [مفرد]
• الهَلَكُ:
1 - ما بين أعلى الجبل وأسفله.
2 - الشَّيء الذي يهوي ويسقط.
3 - هواء ما بين كلّ شيئين.
4 - بقايا الشَّيء الهالك كالجيفة. 

هُلْك [مفرد]: مصدر هلَكَ. 

هَلَكَة [مفرد]: ج هَلَكات وهَلَك: سَنة جدبة. 

هَلوك [مفرد]: ج هُلُك
• الهَلُوك: الساقطة، المرأة الفاجرة البغيّ. 

هُلوك [مفرد]: مصدر هلَكَ. 

هلك: لهَلْكُ: الهلاك. قال أَبو عبيد: يقال الهَلْك والهُلْكُ

اوالمُلْكُ والمَلْكُ؛ هَلَكَ يَهْلِكُ هُلْكاً وهَلْكاً وهَلاكاً: مات. ابن جني:

ومن الشاذ قراءة من قرأَ: ويَهْلَكُ الحَرْثُ والنَّسْلُ، قال: هو من باب

رَكَنَ يَرْكَنُ وقَنَطَ يَقْنَطُ، وكل ذلك عند أَبي بكر لغات مختلطة،

قال: وقد يجوز أَن يكون ماضي يَهْلكُ هَلِك كعَطِبَ، فاستغنى عنه بهَلَكَ

وبقيت يَهْلَك دليلاً عليها، واستعمل أَبو حنيفة الهَلَكَة في جُفُوف

النبات وبَيُوده فقال يصف النبات: من لَدُنِ ابتدائه إِلى تمامه، ثم

تَوَلِّيه وإِدباره إِلى هَلَكَتِه وبَيُوده.

ورجل هالِكٌ من قوم هُلَّكٍ وهُلاَّك وهَلْكَى وهَوَالِكَ، الأَخيرة

شاذة؛ وقال الخليل: إِنما قالوا هَلْكَى وزَمْنَى ومَرْضَى لأَنها أَشياء

ضُرِبُوا بها وأُدْخِلوا فيها وهم لها كارهون. الأَزهري: قومٌ هَلْكَى

وهالِكُون. الجوهري: وقد يجمع هالِك على هَلْكَى وهُلاَّك؛ قال زيادُ بن

مُنْقِذ:

تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه،

يَسْتَنُّ منه عليهم وابِلٌ رَزِمُ

يعني به الفقراء؛ وهَلَكَ الشيءَ وهَلَّكه وأَهْلَكَه؛ قال العجاج:

ومَهْمَهٍ هالِكِ مَنْ تَعَرَّجا،

هائلةٍ أَهْوالُه مَنْ أَدْلَجا

يعني مُهْلِك، لغة تميم، كما يقال ليل غاضٍ أَي مُغْضٍ. وقال الأَصمعي

في قوله هالِكِ من تَعَرَّجا أَي هالكِ المُتَعَرِّجين إِن لم يُهَذِّبوا

في السير أَي من تعرَّض فيه هَلَكَ؛ وأَنشد ثعلب:

قالت سُلَيْمى هَلِّكوا يَسارا

الجوهري: هَلَكَ الشيءُ يَهْلِكُ هَلاكاً وهُلوكاً ومَهْلَكاً

ومَهْلِكاً ومَهْلُكاً وتَهْلُكَةً، والاسم الهُلْكُ، بالضم؛ قال اليزيدي:

التَّهْلُكة من نوادر المصادر ليست مما يجري على القياس؛ قال ابن بري: وكذلك

التُّهْلوك الهَلاكُ؛ قال: وأَنشد أَبو نخَيْلة لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:

شَبيبُ، عادى اللهُ من يَجْفُوكا

وسَبَّبَ اللهُ له تُهْلوكا

وأَهْلكه غيره واسْتَهْلَكه. وفي الحديث عن أَبي هريرة: إِذا قال الرجلُ

هَلَكَ الناسُ

فهو أَهْلَكهم؛ يروى بفتح الكاف وضمها، فمن فتحها كانت فعلاً ماضياً

ومعناه أَن الغالِين الذين يُؤيِسُون الناسَ

من رحمة ا لله تعالى يقولون هَلَك الناسُ

أَي استوجبوا النار والخلود فيها بسوء أَعمالهم، فإِذا قال الرجل ذلك

فهو الذي أَوجبه لهم لا الله تعالى، أَو هو الذي لما قال لهم ذلك وأَيأَسهم

حملهم على ترك الطاعة والانهماك في المعاصي، فهو الذي أَوقعهم في

الهلاك، وأَما الضم فمعناه أَنه إِذا قال ذلك لهم فهو أَهْلَكهم أَي أَكثرهم

هَلاكاً، وهو الرجلُ يُولَعُ بعيب الناس ويَذْهبُ بنفسه عُجْباً، ويرى له

عليهم فضلاً. وقال مالك في قوله أَهلكهم أَي أَبْسَلُهم. وفي الحديث: ما

خالَطتِ الصدقةُ مالاً إِلاَّ أَهْلَكَتْه؛ قيل: هو حضٌّ على تعجيل الزكاة

من قبل أَن تختلط بالمال بعد وجوبها فيه فتذهب به، وقيل: أَراد تحذير

العُمَّال عن اخْتِزال شيء منها وخلطهم إِياه بها، وقيل: أَن يأْخذ الزكاة

وهو غنّي عنها. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَتاه سائل فقال له:

هَلَكْتُ وأَهْلَكْتُ أَي أَهلكت عيالي. وفي التنزيل: وتلك القُرى أَهْلَكْناهم

لما ظلموا. وقال أَبو عبيدة: أَخبرني رُؤْبة أَنه يقول هَلَكْتَني بمعنى

أَهْلَكتني، قال: وليست بلغتي. أَبو عبيدة: تميم تقول هَلَكَه يَهْلِكُه

هَلْكاً بمعنى أَهْلَكه. وفي المثل: فلان هالِكٌ في الهوالك؛ وأَنشد

أَبو عمرو لابن جذْلِ الطِّعانِ:

تَجاوَزْتُ هِنْداً رَغْبَةً عن قِتالِه،

إِلى مالِكٍ أَعْشُو إِلى ذكْرِ مالكِ

فأَيْقَنْتُ أَني ثائِرُ ابن مُكَدَّمٍ،

غَداةَ إِذٍ، أَو هالِكٌ في الهَوالِكِ

قال: وهذا شاذ على ما فسر في فوارس؛ قال ابن بري: يجوز أَن يريد هالك في

الأُمم الهَوالِك فيكون جمع هالكة، على القياس، وإِنما جاز فوارس لأَنه

مخصوص بالرجال فلا لبس فيه، قال: وصواب إنشاد البيت:

فأَيقنت أَني عند ذلك ثائر

والهَلَكَة: الهَلاكُ؛ ومنه قولهم: هي الهَلَكَة الهَلْكاءُ، وهو توكيد

لها، كما يقال هَمَجٌ هامجٌ.

أبو عبيدة: يقال وقع فلان في الهَلَكَةِ الهَلْكى والسَّوْأَة

السَّوْأى. وقوله عز وجل: وجعلنا لمَهْلِكهِم مَوعِداً؛ أي لوقت هِلاكِهم أجَلاً،

ومن قرأ لمَهْلَكِهم فمعناه لإهلاكهم. وفي حديث أم زرع: وهو إمامُ

القَوْم في المَهالِك؛ أرادت في الحروب وأنه لثِقَته بشجاعته يتقدَّم ولا

يتخلف، وقيل: إنه لعلمه بالطُّرق يتقدَّم القومَ فيهديهم وهم على أثره.

واسْتَهْلَكَ المالَ: أنفقه وأنفده؛ أنشد سيبويه:

تقولُ، إذا اسْتَهْلَكْتُ مالاً للَذَّةٍ،

فُكَيْهَةُ: هَشَّيْءٌ بكَفَّيْكَ لائِقُ

قال سيبويه: يريد هل شيء فأدغم اللام في الشين، وليس ذلك بواجب كوجوب

إدغام الشم والشراب ولا جميعهم يدغم هل شيء. وأهْلَكَ المالَ: باعه. في بعض

أخبار هذيل: أن حَبيباً الهُذَليّ قال لمَعْقِلِ ابن خُوَيْلِد: ارجِعْ

إلى قومك، قال: كيف أصنع بإيلي؟ قال: أهْلِكْها أي بعْها. والمَهْلَكة

والمَهلِكة والمَهْلُكة: المَفازة لأنه يهلك فيها كثيراً. ومفازة هالكةٌ من

سَلَكها أي هالكة للسالكين. وفي حديث التوبة: وتَرْكُها مَهْلِكة أي

موضع لهَلاكِ نفْسه، وجمعها مَهالِكُ، وتفتح لامها وتكسر أيضاً للمفازة.

والهَلَكُونُ: الأَرض الجَدْبة وإن كان فيها ماء. ابن بُزُرج: يقال هذه أرض

آرمَةٌ هَلَكُونٌ، وأرض هَلَكون إذا لم يكن فيها شيء. يقال: هَلَكونُ

نبات أرضين. ويقال: ترَكها آرِمَةً هَلَكِينَ إذا لم يصبها الغَيْثُ منذ دهر

طويل. يقال: مررت بأرض هَلَكِينَ، بفتح الهاء واللام

(* قوله: «هَلَكينَ

بفتح النون دون تنوين»، هكذا في الأصل. وفي القاموس: أرضٌ هَلَكِينٌ

وأرضٌ هَلكونٌ، بتنوين الضمّ).

والهَلَكُ والهَلَكاتُ: السِّنُونَ لأنها مهلكة؛ عن ابن الأعرابي؛ وأنشد

لأسْودَ بن يَعْفُرَ:

قالت له أمُّ صَمْعا، إذ تُؤَامِرُه:

ألا تَرَى لِذَوي الأَموالِ والهَلَكِ؟

الواحدة هَلَكة بفتح اللام أيضاً. والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْلِكُ.

وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ: على المبالغة؛ قال رؤبة:

من السِّنينَ والهَلاكِ المِهْتَلِكْ

ولأَذْهَبَنَّ فإما هُلْكٌ وإما مُلْكٌ، والفتح فيهما لغة، أي

لأَذْهَبَنَّ فإما أن أهْلِكَ وإما أن أمْلِكَ. وهالِكُ أهْلٍ: الذي يَهْلِكُ في

أهْله؛ قال الأَعشى:

وهالِك أهْلٍ يَعودُونه،

وآخَرُ في قَفْزةٍ لم يُجَنْ

قال: ويكون وهالك أهلٍ الذي يُهْلِك أهْلَه. والهَلَكُ: جِيفَةُ الشيء

الهالِك. والهَلَكُ: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ لأنها

مَهْلَكة، وقيل: الهَلَكُ ما بين كل أرض إلى التي تحتها إلى الأرض السابعة،

وهو من ذلك؛ فأما قول الشاعر:

الموتُ تأتي لميقاتٍ خَواطِفُه،

وليس يُعْجِزُهُ هَلْكٌ ولا لُوح

فإنه سكن للضرورة، وهو مذهب كوفي، وقد حجر عليه سيبويه إلا في المكسور

والمضموم، وقيل: الهَلَكُ ما بين أعلى الجبل وأسفله ثم يستعار لهواء ما

بين كل شيئين، وكله من الهَلاك، وقيل: الهَلَكُ المَهْواة بين الجبلين؛

وأنشد لامرئ القيس:

أرى ناقَةَ القَيْسِ قد أصْبَحَتْ،

على الأَيْنِ، ذاتَ هِبابٍ نِوارا

رأتْ هَلَكاً بنِجاف الغَبِيط،

فكادَتْ تَجُدُّ الحُقِيّ الهِجارا

ويروى: تَجُدّ لذاك الهِجارا؛ قوله هِباب: نَشاط، ونِواراً: نِفاراً،

وتجدّ: تقطع الحبل نُفوراً من المَهْواةِ، والهِجار: حبل يشدّ في رسغ

البعير. والهَلَكُ: المَهْواة بين الجبلين؛ وقال ذو الرمة يصف امرأة

جَيْداء:تَرى قُرْطَها في واضِحِ اللَّيتِ مُشْرِفاً

على هَلَكٍ، في نَفْنَفٍ يَتَطَوّحُ

والهَلَكُ، بالتحريك: الشيء الذي يَهْوي ويسقُط. والتَّهْلُكَةُ:

الهلاك. وفي التنزيل العزيز: ولا تُلْقوا بأيديكم إلى التَّهْلُكة؛ وقيل:

التَّهْلُكة كل شيء تصير عاقبته إلى الهَلاك. والتُّهْلُوك: الهَلاك؛ وأنشد

بيت شَبيبٍ:

وسَبَّبَ الله له تُهْلوكا

ووقع في وادي تُهْلِّكَ، بضم التاء والهاء واللامُ مشددة، وهو غير مصروف

مثل تُخيبَ أي في الباطل والهلاك كأنهم سَمَّوْه بالفعل.

والاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ: رمي الإنسان بنفسه في تَهْلُكة. والقَطاة

تَهْتَلِكُ من خوف البازي أي ترمي بنفسها في المَهالك. ويقال: تَهْتَلِكُ

تجتهد في طيرانها، ويقال منه: اهْتَلَكتِ القَطاةُ. والمِهْتَلِكُ: الذي

ليس له همٌّ إلا أن يَتَضَيَّفه الناسُ، يَظَلُّ نهارَه فإذا جاء الليل

أسرعَ إلى من يَكْفُله خَوْفَ الهَلاكِ لا يتمالك دونَه؛ قال أبو

خِراشٍ:إلى بَيْتِه يأوي الغريبُ إذا شَتا،

ومُهتَلِكٌ بالي الدَّريسَيْنِ عائِلُ

والهُلاّكُ: الصَّعاليك الذين يَنْتابون الناسَ ابتغاء معروفهم من سوء

حالهم، وقيل: الهُلاّك المُنْتَجِعون الذين قد ضلوا الطريق، وكله من ذلك؛

أنشد ثعلب لجَمِيل:

أبِيتُ مع الهُلاّكِ ضَيْفاً لأهْلِها،

وأهْلي قريبٌ مُوسِعُون ذوو فَضْلِ

وكذلك المُتَهَلِّكُون؛ أنشد ثعلب للمُتَنَخِّل الهُذَليّ:

لو أنه جاءني جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ،

من بُؤَّس الناس، عنه الخيْرُ مَحْجُوزُ

وافْعَلْ ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ أي على كل حال، بضم الهاء واللام غير

مصروف؛ قال ابن سيده: وبعضهم لا يــصرفــه أي على ما خَيَّلَتْ نَفْسُك ولو

هَلَكْتَ، والعامَّة تقول: إن هَلَكَ الهُلُكُ؛ قال ابن بري: حكى أبو علي

عن الكسائي هَلَكَتْ هُلُكُ، مصروفاً وغير مصروف. وفي حديث الدجال: وذكر

صفته ثم قال: ولكن الهُلْكُ كلُّ الهُلْكِ أن ربكم ليس بأعور، وفي رواية:

فإما هَلَكَتْ هُلَّكُ فإن ربكم ليس بأعور؛ الهُلْكُ الهَلاك، ومعنى

الرواية الأولى الهَلاكُ كلُّ الهَلاك للدجال لأنه وإن ادّعى الربوبية

ولَبَّس على الناس بما لا يقدر عليه الشر، فإنه لا يقدر على إزالة العَور لأن

الله منزه عن النقائص والعيوب، وأما الثانية فهُلَّكٌ، بالضم والتشديد،

جمع هالك أي فإن هَلَكَ به ناس جاهلون وضلُّوا فاعلموا أن الله ليس بأعور،

ولو روي: فإما هَلَكَتْ هُلُك على قول العرب افعل كذا إما هَلَكَتْ

هُلَّكُ وهُلُكٌ بالتخفيف منوَّناً وغير منوّن، لكان وجهاً قويّاً ومُجْراه

مُجْرى قولهم افْعَلْ ذلك على ما خَيَّلَتْ أي على كل حال. وهُلُكٌ: صفة

مفردة بمعنى هالكة كناقة سُرُحٌ وامرأة عُطُلٌ، فكأنه قال: فكيفما كان

الأمر فإن ربكم ليس بأعور، وفي رواية: فإما هَلَكَ الهُلُكُ فإن ربكم ليس

بأعور. قال الفراء: العرب تقول افعل ذلك إما هَلَكَتْ هُلُكُ، وهُلُكٌ

بإجراءٍ وغير إجراء، وبعضهم يُضيفه إما هَلَكتْ هُلُكُه أي على ما خَيَّلَتْ

أي على كل حال، وقيل في تفسير الحديث: إن شَبَّه عليكم بكل معنىً وعلى كل

حال فلا يُشَبِّهَنَّ عليكم أنَّ ربكم ليس بأعور، وقوله على ما

خَيَّلَتْ أي أرَتْ وشَبَّهَتْ، وروى بعضهم حديث الدجال وخزيه وبيان كذبه في

عوره.والهَلُوك من النساء: الفاجرة الشَّبِقَةُ المتساقطة على الرجال، سميت

بذلك لأنها تَتهالك أي تَتَمايل وتنثني عند جماعها، ولا يوصف الرجل الزاني

بذلك فلا يقال رجل هَلُوكٌ؛ وقال بعضهم: الهَلُوك الحَسَنة التَّبَعُّلِ

لزوجها. وفي حديث مازِنٍ: إني مُولَعٌ بالخمر والهَلُوكِ من النساء.

وفي الحديث: فتهالَكْتُ عليه فسألته أي سقطت عليه ورميت بنفسي فوقه.

وتَهالك الرجلُ على المتاع والفِراشِ: سقط عليه، وتَهالَكَتِ المرأةُ في

مشيها: من ذلك.

والهالِكِيُّ: الحدَّادُ، وقيل الصَّيْقَل؛ قال ابن الكلبي: أوّل من

عَمِلَ الحديدَ من العرب الهالكُ بن عمرو بن أسَد بن خُزيْمة، وكان حدّاداً

نسب إليه الحدّاد فقيل الهالِكيُّ، ولذلك قيل لبني أسد القُيونُ؛ وقال

لبيد:

جُنوحَ الهالِكِيِّ على يدَيْهِ،

مُكِبّاً يَجْتَلي نُقَبَ النِّصالِ

أراد بالهالِكيّ الحداد؛ وقال آخر:

ولا تَكُ مِثلَ الهالِكيِّ وعِرْسِه،

سَقَتْه على لَوْحٍ سِمامَ الذَّرارِحِ

فقالت: شَرابٌ بارِدٌ قد جَدَحْتُه،

ولم يَدْر ما خاضَتْ له بالمَجادِحِ

أي خلطته بالسويق. قال عرّام في حديثه: كنت أتَهَلَّكُ في مَفاوز أي كنت

أدور فيها شِبْهَ المتحير؛ وأنشد:

كأنها قَطرةٌ جاد السحابُ بها،

بين السماء وبين الأرْضِ تَهْتَلِكُ

واسْتَهْلَكَ الرجلُ في كذا إذا جَهَدَ نَفْسَه، واهْتَلَكَ معه؛ وقال

الراعي:

لهنَّ حديثٌ فاتِنٌ يَتْرُك الفَتى

خفيفَ الحشا، مُسْتَهْلِكَ الرِّبْح، طامِعا

أي يَجْهَدُ قَلْبَه في إثرها. وطريق مُسْتَهْلِكُ الوِرْد أي يُجْهِدُ

من سَلَكَه؛ قال الحُطَيئة يصف الطريق:

مُسْتَهْلِكُ الوِرْدِ، كالأُسْتيِّ، قد جعَلَتْ

أيدي المَطيِّ به عاديَّةً رُكُبا

الأُسْتِيُّ والأُسْديُّ: يعني به السَّدى والسَّتى؛ شبَّه شَرَك الطريق

بسَدَى الثوب. وفلان هِلْكَةٌ من الهِلَكِ أي ساقطة من السواقط أي

هالِكٌ. والهَلْكى: الشَّرِهُونَ من النساء والرجال، يقال: رجال هَلْكى ونساء

هَلْكى، الواحد هالِكٌ وهالكة. ابن الأَعرابي: الهالِكَة النفس

الشَّرِهَة؛ يقال: هَلَكَ يَهْلِكُ هَلاكاً إذا شَرِهَ؛ ومنه قوله:

ولم أهلِكْ إلى اللَّبَنِ

(* تمامه كما في شرح القاموس:

جللته السيف إذا مالت كوارته * تحت العجاج ولم اهلك إلى

اللبن)

أي لم أشْرَهْ. ويقال للمُزاحِمِ على الموائد: المُتَهالِكُ والمُلاهسُ

والوارش والحاضِرُ

(* قوله «والحاضر» كذا بالأصل. والذي في مادّة حضر:

رجل حضر ككتف وندس: يتحين طعام الناس ليحضره.) واللَّعْوُ، فإذا أكل بيد

ومنع بيد فهو جَرْدَبانُ؛ وأنشد شمر:

إنَّ سَدى خَيْرٍ إلى غيرِ أهْلِه،

كَهالِكَةٍ من السحابِ المُصَوِّبِ

قال: هو السحاب الذي يَصُوبُ المَطَر ثم يُقلِعُ فلا يكون له مطر فذلك

هَلاكه.

هـلك
هَلَكَ، كضَرَبَ ومَنَعَ وعَلِمَ وعَلى الثّاني قراءةُ الحَسَنِ وأَبي حَيوَةَ وابنِ أَبي إِسْحاقَ ويَهْلَكُ الحَرثُ والنَّسلُ بفَتْحِ الياءِ واللامِ، ورفعِ الثّاءِ واللامِ كَمَا فِي العُبابِ، وَفِي كتاب الشّواذِّ لابنِ جِنِّي رَوَاهُ هارُونُ عَن الحَسَنِ وَابْن أبي إِسْحاقَ، قَالَ ابنُ مُجاهِد: هُوَ غَلَطٌ قالَ أَبو الفَتْح: لَعَمْرِي إِنَّ ذَلِك تَركٌ لما عَلَيهِ أَهْلُ اللُّغَة، ولكِنْ قد جاءَ لَهُ نَظِيرٌ أَعْني قَوْلَنا: هَلَكَ يَهْلَكُ فَعَلَ يَفْعَلُ، وَهُوَ مَا حَكاهُ صَاحب الكِتابِ من قَوْلِهم: أَبى يَأْبى، وحَكَى غَيرُه: قَنَطَ يَقْنَطُ، وسَلا يَسلَى، وجَبَا الماءَ يَجْبَاه، ورَكَنَ يَركَنُ، وقَلاَ يَقْلَى وغَسَى اللّيل يَغْسَى، وكانَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَه الله يَذْهَبُ فِي هَذَا إِلَى أَنّها لُغاتٌ تَداخَلَتْ، وذلِكَ أَنّه قد يُقال: قَنَطَ وقَنِطَ ورَكَنَ ورَكِنَ، وسَلا وسَلِيَ، فتَداخَلَتْ مُضارِعاتُها، وأَيْضًا فإِنّ فِي آخِرِها أَلِفًا، وَهِي أَلف سَلا وقَلاَ وغسى وأبى، فضارَعَت الهَمْزَة نَحْو قَرَأَ وهَدَأَ.
وبَعْدُ: فإِذا كَانَ الحَسَنُ وابنُ أبي إِسْحاقَ إِمامَين فِي الثِّقَةِ واللُّغَةِ فَلَا وَجْهَ لمَنْعِ مَا قَرَآ بِهِ، وَلَا سِيّما وَله نَظِيرٌ فِي السَّماعِ، وَقد يَجُوزُ أَنْ يكونَ يَهْلَكُ جاءَ على هَلِكَ بمنزِلَةِ عَطِبَ، غير أَنّه اسْتُغْنىَ عَن ماضِيه بهَلَكْ انْتهى. هُلْكًا بالضّم وهَلاكًا بالفَتْح وتهْلُوكًا وَهَذِه عَن ابْن بَريّ، وهُلُوكًا، بضَمِّهما وَهَذِه نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ مَعَ الثانيةِ، وقالَ شيخُنا: لَو قَالَ بضَمِّانَّ وأَسْقَطَ الضّمَّ الأَوّلَ لكانَ أَخْصَرَ وأوْجَزَ مَعَ الجَريِ على قاعِدَتِهِ المَأْلُوفةِ، فعُدُولُه عَنْهَا لغَيرِ نُكْتَة غيرُ صَواب. قلت: العُذْرُ فِي ذَلِك تَخَلُّلُ لفظِ هَلاكٍ، وَهُوَ بالفَتْحِ. نَعَم، لَو أَخَّرَ لَفْظَ هَلاكٍ بعد قولِه بضَمِّهِما كانَ كَمَا قالَهُ شَيخُنا، فتأَمَّل، ومَهْلُكَةً كَذَا فِي النُّسِخِ والصّوابُ مَهْلكًا، كَمَا هُوَ نَصّ الِّصحاحِ والعُباب، وتَهْلِكَةً، مثَلَّثَتَيِ اللامِ واقْتَصَر الجوهرِي على تثْلِيث لامٍ مَهْلُك، وأَمّا التَّهْلُكَة بضَم الّلامِ، فنُقِل عَن اليَزِيدِيِّ أَنَّه من نوادِرِ المَصادِرِ، وليسَتْ مِمَّا يَجْرِي على القِياسِ، وأَنشَد ابنُ بَريّ شاهِدًا على التّهْلُوكَ قولَ أَبي نُخَيلَةَ لشَبِيبِ بن شَبَّةَ:)
شبِيبُ عادَى اللُّه مَن يَجْفُوكا وسبَّبَ الله لَهُ تُهْلُوكا وقرَأَ الخلِيلُ قَوْله تَعَالَى: وَلَا تُلْقُوا بأَيْدِيكُم إِلى التَّهْلُكة بكسرِ اللامِ، وقولُه: مَاتَ تفْسِيرٌ لقولِه هَلكَ، وَلم يُقيِّدْه بِشَيْء لأَنه الأَكْثر فِي اسْتِعمالِهم، واخْتِصاصُه بمِيتةِ السّوءِ عرفٌ طارِئٌ لَا يُعْتدُّ بِهِ، بدَلِيل مَا لَا يُحْصَى من الْآي، والأَحادِيثِ، قالَ شيخُنا: ولُطُروِّ هَذَا العُرفِ قَالَ الشِّهابُ فِي شرحِ الشِّفاءِ: إِنْه يَمْنعُ إِطْلاقه فِي حق الأنْبِياءِ عليهِمُ الصّلاةُ والسّلامُ، وَلَا يُعْتدُّ بأَصْلِ اللّغةِ القدِيمَةِ كَمَا لَا يَخْفي عَمَّنْ لَهُ مَساسٌ بالقواعِدِ الشَّرعِيَّةِ، وَالله أَعْلمُ.
وأهْلكه غيرُه واسْتَهْلكه، وهَلَّكهُ تهْلِيكًا، وأَنشد ثَعْلَب: قالتْ سُليمَى هَلِّكُوا يَسارَا وقَوْلُ النَّبِيِّ صَلّى الّلهُ عليهِ وسَلّمَ: إِذا قَالَ الرَّجُلُ هَلكَ النّاسُ فهُوَ أَهْلكُهْم يرْوى برفِعِ الكافِ وفتْحها، فَمن رَفع الْكَاف أرادَ أَنَّ الغالِينَ الَّذين يُؤيسُون الناسَ من رَحْمَةِ الله تَعَالَى يَقُّولُون هَلكَ الناسُ، أَي: اسْتوْجَبُوا النارَ والخُلُودَ فِيهَا لسُوءِ أَعْمالِهِم، فإِذا قَالَ الرّجُلُ ذلِكَ فَهُوَ أَهْلكُهم، وقِيل: هُوَ أَنْساهُم لله تَعَالَى، وَمن رَوَى بفتْحِ الكافِ أَرادَ فهُوَ الَّذِي يُوجبُ لَهُم ذلِكَ لَا اللهُ تَعَالَى.
وقولهُ صَلَّى الله عليهِ وسَلَّمَ: مَا خالطَت الصَّدَقةُ مَالا إِلاّ أَهْلكتْه حَضٌّ على تعْجِيلِ الزَّكاةِ من قبلِ أَن تخْتلِط بالمالِ فَتذْهَبَ بِهِ، ويُقال: أَرادَ تحْذِيرَ العُمّالِ اخْتِزالَ شَيْء مِنْها وخلْطَهم إِيّاهُ بأَمْوالِهِم، وَفِي التَّنْزِيلِ: وتِلْكَ القُرَىَ أَهْلكْناهُم لمّا ظلمُوا.
وهَلكه يَهْلِكُه هَلْكًا بمَعْنى أَهْلكه لازِمٌ مُتعَدِّ قَالَ أَبو عُبَيدَة: أَخْبَرَني رُؤْبَةُ أَنّه يُقَال: هَلكْتَنِي بِمَعْنى أَهْلكْتني قَالَ: وليسَتْ بلُغتِي، قَالَ أَبو عُبَيدَةَ: وَهِي لُغةُ تمِيمِ، وأَنْشد الجَوْهَرِيُّ للعَجّاجِ: ومَهْمَهِ هالِك مَنْ تعَرَّجَا هائِلةٍ أَهْوالُه من أَدْلجَا أَي مُهْلِك، كَمَا يُقالُ: ليل غاضٍ أَي مُغض، ويُقال: هالِك المُتعَرِّجينَ، أَي مَنْ تعَرَّجَ فِيهِ هَلكَ.
ورَجُلٌ هالِكٌ من قوْمِ هَلْكى قَالَ الخلِيلُ: إِنّما قالُوا هَلْكى وزَمْنى ومَرضى لأَنّها أَشياءُ ضُرِبُوا بهَا، وأُدْخِلُوا فِيهَا.
وهُم لَهَا كارِهُون ويجْمَعُ أَيْضًا على هُلَّك وهُلاَّك كسُكَّرٍ ورُمّانٍ، قَالَ جميلٌ: (أَبِيتُ مَعَ الهُلاّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قرِيبٌ مُوسِعُون ذوُو فضْلِ)
وَقَالَ أَبو طالِبِ:
(يُطِيفُ بهِ الهُلاَّكُ من آلِ هاشِمٍ ... فهُم عِنْدَه فِي نِعْمَةٍ وفواضِلِ)

وهَوالِكُ أَيْضًا، وَمِنْه المَثَلُ: فلانٌ هالِكٌ من الهَوالِكِ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْرو لابْنِ جِذْلِ الطِّعانِ:
(تَجاوَزْتُ هِنْدا رَغْبَةً عَن قِتالِه ... إِلَى مالِك أَعْشُو إِلى ذِكر مالكِ)

(فأَيْقَنْتُ أَنِّي ثائِر ابْن مُكَدَّمٍ ... غَداتَئذٍ أَو هالِكٌ فِي الهَوالِكِ)
قالَ: وَهَذَا شَاذٌّ على مَا فسِّرَ فِي فوارِس، قَالَ ابنُ بَرِّيّ: يجوزُ أَن يُرِيدَ هالِكٌ فِي الأمَمِ الهَوالِكِ، فيكونُ جَمْعَ هالِكَة على القياسِ، وإِنّما جازَ فوارِس لأَنّه مَخْصُوصٌ بالرِّجالِ، فَلَا لَبس فيهِ، قَالَ: وصَوابُ إٍ نشادِ البَيتِ: فأَيْقَنْتُ أنِّي عندَ ذلِكَ ثائِرٌ والهَلَكَةُ مُحَرَّكَةً، والهَلْكاءُ بالفَتْحِ: الهَلاكُ، وَمِنْه قَوْلُهُم: هِيَ هَلَكةٌ هَلْكاءُ وَهُوَ تَوْكِيدٌ لَهَا، كَمَا يُقالُ: هَمَجٌ هامِجٌ.
وقالَ أَبو عُبَيدٍ: يُقال: وَقَع فلانٌ فِي الهَلَكَةِ الهَلْكَى، والسَّوْأَةِ السَّوْأى.
وقَوْلُهم: لأَذْهَبَنَّ فإِمّا هُلْكٌ وِإمّا مُلْك، بفَتْحِهمَا وبضَمِّهما ومَرّ فِي م ل ك أَنّه يُثَلَّثُ أَي: إمّا أَنْ أَهْلِكَ وِإمّا أَنْ أَمْلِكَ نَقله ابنُ السِّكيتِ.
واسْتَهْلَكَ المالَ: أَنْفَقَه وأَنْفَدهُ أَنْشَدَ سِيبَوَيْهِ:
(تَقُولُ إِذا اسْتَهْلَكْتُ مَالا لِلَذَّة ... فُكَيهَةُ هَشَّيئٌ بكَفَّئينَ لائِقُ)
قالَ سِيبَوَيْهِ: يريدُ هَلْ شَيءٌ فأَدْغَمَ اللاّمَ فِي الشِّينِ، ولَيسَ ذَلِك بواجِب كوُجُوبِ إِدغامِ الشّمّ والشَّراب، وَلَا جَمِيعُهم يُدْغِمُ هَلْ شَيءٌ.
وأَهْلَكَه: باعَهُ وَفِي بعض أَخْبارِ هُذَيْلٍ: أَنَّ حَبِيبًا الهُذَلِيَ قالَ لمَعْقِلِ بنِ خَوْيلدٍ: ارْجعْ إِلى قَوْمِكَ. قالَ: كَيفَ أَصْنَعُ بإِبِلِي قالَ: أَهْلِكْها، أَي: بِعْها.
وَمن المَجازِ: المَهْلَكَةُ، ويُثَلَّثُ: المَفازَةُ لأنّها تَهْلَكُ الأَرْواحُ فِيها، قالَه الزَّمَخْشَرِيُّ، وقالَ غَيرُه: لأَنَّها تَحْمِل على الهَلاكِ، وَفِي حَدِيثِ التَّوْبَةِ: وتَركُها بمَهْلَكَة بِفَتْح اللامِ وكَسرِها أَيضًا، والجَمْعُ المَهالِكُ.
والهَلَكُونُ كحَلَزُون، وتُكْسَرُ الهاءُ أَيْضًا، وَهَذِه عَن ابنِ بُزُرْجَ: الأَرْضُ الجَدْبَةُ وإِنْ كَانَ فِيها ماءٌ، وَقَالَ ابنُ بُزُرج يُقالُ: هَذِه أَرْضٌ هَلَكِينٌ أَي جَدْبَة، كَذَا ذكرَه ابنُ فارِسٍ وأَرْضٌ هَلَكُونٌ: إِذا لم تُمْطَر مُنْذُ دَهْرٍ هَكَذَا فِي النّسَخِ، ونصُّ أبنِ بُزُرْجَ: هَذِه أَرْضٌ آرمَة هِلَكُونَ، وأَرْضٌ هِلَكُونَ: إِذا لم يَكنْ فِيها شيءٌ، ويُقال: ترَكْتُها آرِمَةً هِلَكِينَ: إِذا لم يُصِبها الغيثُ منْذُ دَهْرِ طوِيل، يُقالُ: مَرَرْتُ بأَرْضٍ هَلَكِينَ بفتحِ الهَاءِ وَاللَّام.
ومِنَ المَجازِ: الهَلَكُ، مُحَرَّكةً: السِّنُون الجَدْبَةُ لأَنّها تُهْلِكُ عَن ابنِ الأَعْرابي، وأَنْشدَ لأَسْوَدَ بنِ يَعْفُرَ:
(قالتْ لهُ أَمُّ صَمْعا إِذْ تُؤامِرُهُ ... أَلا ترَى لِذِوي الأَموالِ والهَلَكِ)
الواحِدَةُ بهاءٍ، كالهَلَكاتِ مُحَرَّكةً أَيضًا.)
والهَلَكُ: مَا بَيْنَ كُلِّ أَرْض إِلى الَّتِي تحْتها إِلى الأَرْضِ السّابِعَةِ.
والهَلَكُ: جيفةُ الشَّيْء الهالِكِ نقَلَه اللّيثُ، وأَنْشَدَ قولَ امْرئَ القيسِ الآتِي قرِيبًا.
وقِيلَ الهَلَكُ: مَا بَين أَعْلَى الجَبَلِ وأَسْفَلِه، ومِنْهُ اسْتُعِيرَ بمَعْنَى هَواء مَا بَيْنَ كُلِّ شَيئَين وكُلُّه من الهَلاكِ، وَقيل: هُوَ المَهْواةُ بينَ الجَبَلَين وَقيل: مَشْرَفَةُ المَهْواةِ من جَوِّ السُّكاكِ، فأَمّا قولُ الشّاعِرِ: (المَوْتُ تَأْتِي لمِيقاتٍ خَواطِفُه ...ولَيسَ يُعجِزُهُ هَلْكٌ وَلَا لُوحُ)
فإِنّه سَكَّنَ للضَّرُرَةِ، وَهُوَ مَذْهَبٌ كُوفي، وَقد حَجَّرَ عَلَيْهِ سِيبَوَيْه إِلاّ فِي المَكْسُورِ والمَضْمُوم، وَقَالَ ذُو الرُمَّةِ يصفُ امْرَأَةً جَيداءَ:
(تَرَى قُرطَها فِي واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفِا ... على هَلَكٍ فِي نَفْنفٍ يَتَطَوَّحُ)
والهَلَكُ أَيْضًا: الشَّيْء الَّذِي يَهْوِي ويسقُطُ وَأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لامْرِئَ القَيسِ:
(رَأَتْ هَلكَاً بنِجافِ الغَبِيطِ ... فكادَتْ تَجُدُّ لِذاكَ الهِجَارَا)
وأَنْشَدَه غَيره شاهَدَاً على المَهْواةِ بينَ الجَبَلَيْنِ، وقَبلَه:
(أَرَى ناقَةَ القَيسِ قَدْ أَصْبَحَتْ ... عَلَى الأَيْنِ ذاتَ هِبابٍ نِوارَا)
قولُه: هِباب، أَي: نَشاط، ونِوارا، أَي: نِفارا، وتَجُدُّ: تَقْطَعُ الحَبلَ نُفُورا من المَهْواةِ، ويروى: تَجُدُّ الْخُقِيَ الهِجارَا، والهجارُ: حَبل يُشَدُّ بهِ رُسْغُ البَعِيرِ.
وَمن مَجازِ المَجازِ الهَلُوكُ كصَبُور: المَرأَةُ الفاجِرَةُ الشبِقَةُ المُتَساقِطَةُ على الرِّجالِ مَأْخُوذ من تَهالكَتْ فِي مَشْيِها: إِذا تَكَسَّرَتْ، أَو لأَنَّها تَتَهالَكُ أَي تَتَمايَلُ وتَتَثَنَّى عِنْدَ جِماعَها، وَلَا يُوصَفُ الرَجُلُ الزّانِي بذلِكَ، فَلَا يُقال: رَجُلٌ هَلُوكٌ.
وقالَ بعضُهُم: الهَلُوكُ: الحَسَنَةُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِها وَمِنْه حَدِيثُ مَازِن: إِنِّي مُولَعٌ بالخَمْرِ والهَلُوكِ من النِّساء، كأَنَّه ضِدّ.
وَمن المَجازِ: الهَلُوكُ: الرَجُلُ السَّرِيعُ الإِنْزالِ عِنْد الجِماعِ، فكأَنَّه يَرمِي نَفْسَه لذَلِك. عَن ابنِ عَبّاد.
وقولُهم: افْعَلْ ذلِكَ إِمّا هَلَكَتْ هُلُكُ بالضَّمّاتِ مَمنُوعَةً من الــصَّرفِ، وَعَلِيهِ اقْتصَرَ الجَوْهَرِيُّ وَقد تُــصْرَفُ لُغَة نَقلَها الفَرّاءُ وقيلَ: إِما هَلَكَتْ هُلُكُهُ بالإضافَةِ، أَي: على مَا خَيَلَت أَي عَلَى كُلً حَال وخيَلَت: أَي أَرَتْ وشبَّهَتْ. وحَكى الفرّاءُ عَن الكِسائيِ: إِمّا هَلَكَةُ هُلَكَ، جَعَله اسْمًا وأَضاف إِليهِ وَلم يُجْرِ هُلُكَ، وأَرادَ هِيَ هَلَكَةُ هُلكَ يَا هَذَا، كَمَا فِي العُبابِ، ووَقعَ فِي مُسْندِ الإِمامِ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَل رَضِي الله عَنهُ فِي حَدِيثِ الدَّجّالِ وذكرَ صِفَتَه فَقَالَ: أَعْوَرُ جَعدٌ أَزْهَرُ هِجانٌ أَقْمَرُ كأَنَّ رأْسَه أَصَلَةٌ أَشْبَهُ النّاسِ بِعَبْد العُزَّى بنِ قَطَن فإمّا هَلَكَ الهُلُكُ فإِنَّ رَبَّكُمْ لَيسَ بأَعْوَرَ، هَكَذَا رُوىَ بأَلْ ورَواه غيرُه ولكِن الهُلْكُ كُلَّ الهُلْكِ أَي لكنِ الهَلاكُ كُلُّ الهُلاكِ للدَّجّالِ أَنّ الناسَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّه) سُبحانَه مُنَزَّهٌ عَن العَوَرِ وَعَن جَمِيعِ الآفاتِ، فإِذا ادَّعَى الرُّبُوبيَّة ولبَّسَ عَلَيْهِم بأَشْياءَ لَيسَتْ فِي البَشَرِ فَإِنَّهُ لَا يَقْدِرُ على إِزَالَة العَوَرِ الَّذِي يُسَجّلُ عَلَيْهِ بالبَشرِ، ويروَى فإِمّا هَلَكَتْ هُلَّكٌ كسُكَّر، أَي فإنْ هَلَكَ بِهِ ناسٌ جاهِلُون فضَلّوا فاعْلمُوا أَنَّ اللهَ لَيْسَ بأَعْوَرَ، قَالَ الصّاغاني: وَلَو رُوِي فإِمّا هَلَكَتْ هُلُك على قَوْلِ العَرَبِ: افْعَلْ ذَلِك إِمّا هَلكتْ هُلُكٌ لَكَانَ وَجْهًا قرِيبًا، ومُجراهُ مُجْرَى قوْلِهم: افْعَلْ ذَلِك عَلِى مَا خيَّلَتْ أَي: على كُلِّ حالٍ، وهُلُكٌ: صِفَةٌ مُفردَةٌ نَحْو قَوْلِكِ: امْرَأَةٌ عُطُلٌ، وناقَةٌ سُرُحٌ، بمَعْنَى هالِكَة، والهالِكَةُ نَفْسُه، والمَعْنَى: افْعَلْه فإِنْ هَلَكَت نفْسكَ.
قلتُ: وَهَذَا الَّذِي وَجَّهَه فقد رُوِيَ أَيضًا هَكَذَا وفَسَّرَه بِمَا سَبَقَ ابنُ الأَثِير فِي النِّهايَةِ وغيرِه، وقِيلَ فِي تَفْسِيرِ الحَدِيث: إِنْ شَبَّهَ عَلَيْكُم بكُلِّ مَعْنًى وعَلَى كُلِّ حَال فَلَا يُشَبِّهَنَّ عَلَيْكُم أَنَّ رَبَّكُم ليئسَ بأَعْوَرَ.
والتَّهْلُكَةُ بِضَم الّلامِ: كُلُّ مَا أَي كُلُّ شَيْء تَصِير عاقبِتُهُ إِلى الهَلاكِ وَبِه فُسِّرَت الآيةُ أَيضًا.
وقالَ الكِسائيُّ يُقال: وَقَعَ فلانٌ فِي وادِي تُهُلِّك، بضمِّ التاءِ والهاءِ وكَسْرِ اللامِ المُشَدَّدَةِ مَمْنوعًا من الــصّرفِ، وَالَّذِي فِي العُبابِ والصِّحاحِ بضمِّ التّاءِ والهاءِ والّلامُ مُشَدَّدَةٌ، فَلم يُصَرِّحا أَنّ اللامَ مكسورةٌ، أَي: فِي الباطِلِ والهَلاكِ، مثل تُخُيِّبَ وتُضُلِّلَ كأَنَّهم سَمَّوْهُ بالفِعْلِ، وَهُوَ مَجازٌ. وَمن المَجازِ: الاهْتِلاكُ والانْهِلاكُ رَمْيُكَ نَفْسَك فِي تَهْلُكَة وَمِنْه: القَطاةُ تَهْتَلِكُ من خَوْفِ البازِيّ أَي تَرمِي بنَفْسِها فِي المَهالِكِ، قَالَ زُهَيرٌ:
(يَركُضْنَ عندَ الذُّنابي وَهِي جاهِدَةٌ ... يَكادُ يَخْطَفُها طَوْرًا وتَهْتَلِكُ)
وقالَ اللَّيثُ: المُهْتَلِكُ: الهالِكُ مَنْ لَا هَمَّ لَه إِلا أَنْ يَتَضَيَّفَه الناسُ يَظَلّ نَهارَه فإِذا جاءَ اللّيلُ أَسْرَعَ إِلى مَنْ يَكْفُلُه خَوْفَ الهَلاكِ لَا يَتَمالَكُ دُونَه، وأَنْشَدَ لأبي خِراش:
(إِلى بَيتِه يَأْوِي الغَرِيبُ إِذا شَتَا ... ومُهْتَلِكٌ بالِي الدَّرِيسَيْنِ عائِلُ)
وقالَ ابنُ فارِسٍ: المُهْتَلِكُ: الَّذِي يَهْتَلِكُ أَبداً إِلى من يَكْفُلُه، وَهُوَ مَجازٌ.
وَمن المَجازِ الهُلاَّكُ كَرُمّانٍ: الّذِينَ يَنْتابُون النّاسَ ابْتِغاءَ مَعْرُوفِهِم لسُوءِ حالِهم، وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: هم الصَّعالِيكُ.
وَقيل: هم المُنْتَجِعُونَ الّذِينَ ضَلُّوا الطَّرِيقَ وأَنْشَدَ ثعْلبٌ لجَمِيل:
(أَبِيتُ مَعَ الهُلاَّكِ ضَيفًا لأَهْلِها ... وأَهْلِي قَرِيبٌ مُوسِعُونَ ذوُو فَضْلِ)
كالمُهْتَلِكِينَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للمُتَنَخِّلِ الهُذلِيِّ:
(لَو أَنَّه جاءَنِي جَوْعانُ مُهْتَلِكٌ ... من بُؤَّسِ النّاسِ عَنْهُ الخَيرُ مَحْجُوزُ)
والهالِكِيُ: الحَدّادُ، وَقيل: الصّيقلُ لأَنَّ أَوَّل من عَمِل الحَدِيد الهالِكُ بنُ عَمْرِو بن أَسَدِ بنِ خُزْيمة قَالَه ابنُ الكلْبِيِّ، قالَ لبِيدٌ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنهُ:)
(جُنُوحَ الهالِكِيِّ عَلى يَدَيْهِ ... مُكِبًّا يَجْتلِي نُقَبَ النِّصالِ)
أَي صَدَأَها، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: ولِذلِكَ يُقال لِبني أَسد: القُيُونُ.
وَمن المَجازِ: تهالك على الفِراش أَو المَتاعِ: إِذا تساقط عَلَيْهِ، وَفِي العُبابِ سَقط، قَالَ ذُو الرُّمَّةِ: (كأَنَّ عَلى فِيها إِذا رَدَّ رُوحَها ... إِلى الرَّأسِ رُوحُ العاشِقِ المُتهالِكِ)
وَفِي الحَدِيثِ: فتهالكْتُ عليهِ فسَأَلْتُه أَي: سَقطْتُ عَلَيْهِ ورَمَيتُ بنفْسِي فوْقه.
وَمن المَجازِ: تهالكتِ المَرأَةُ فِي مِشْيتِها: إِذا تمايَلتْ وَفِي الأَساسِ: تفيَّأَت وتكسَّرَتْ، وَمِنْه الهَلُوكُ للفاجِرَةِ، وَفِي العبابِ: تفَكَّكَت للرجالِ.
وقالَ ابنُ الأَعْرابي: الهالِكَةُ: النَّفْسُ الشَّرِهَةُ، وَقد هَلَكَ الرَّجُلُ يَهْلِكُ هَلاكًا: إِذا شَرِهَ، وَمِنْه قولُه أَنْشَدَه الكِسائي فِي نَوادِرِه:
(جَلَّلْتُه السيفَ إِذ مالَتْ كِوارَتُه ... تَحْتَ العَجاجِ وَلم أَهْلِكْ إِلى اللَّبنَ)
أَي لم أَشْره وَهُوَ مَجازٌ.
ويُقال: فُلانٌ هِلْكَة، بالكَسرِ من الهِلَكِ، كعِنَبٍ، أَي: ساقطَةٌ من السَّواقِطِ أَي هالِكٌ.
والهَيلَكُون كحَيزَبُونٍ: المِنْجَلُ الَّذِي لَا أَسنانَ لَهُ نقَلَه الصّاغانِيُ، وكأَنَّه إِذا لم يكُنْ لَهُ أَسْنانٌ يُهْلِكُ مَا يُحْصَدُ بِهِ، وَلذَلِك سُمِّي.
والهَالُوكُ: سَمُّ الفَأْرِ.
وأَيْضًا: نَوْعٌ من الطَّراثِيثِ إِذا طَلَعَ فِي الزَّرْعِ يُضْعِفُه ويُفْسِدُه، فيَصْفَرُّ لونُه ويَتَساقَطُ، هَكَذَا يُسَمُّونَه بمصرَ، ويَتَشاءمُونَ بِهِ، وأَكْثَرُ ضَرَرِه على الفُولِ والعَدَسِ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ: هَلَكَ يَهْلِكُ هَلْكًا بِالْفَتْح، عَن أبي عُبَيدٍ، وهَلَكَةً مُحَرَكَةً، عَن الصّاغانيِّ.
واسْتَعْمَلَ أَبو حَنِيفَةَ الهَلَكَةَ فِي جُفُوفِ النَّباتِ.
والهُلاكُ: الفُقَراءُ والصَّعالِيكُ، وَبِه فُسِّرَ قولُ زِيادِ بنِ مُنْقِذٍ:
(تَرَى الأَرامِلَ والهُلاَّكَ تَتْبَعُه ... يَسْتنُّ مِنْهُ عليهِم وابِلٌ رَذِمُ)
ومَفازَةٌ هالِكٌ، أَي: مهْلِكَةٌ، مَن تَعَرَّضَ فِيها هَلَكَ.
والهُلْكُ، بالضمِّ: الاسمُ من الهَلاكِ، نَقله الجَوْهَرِيُّ. وقولهُ تَعَالَى: وجَعَلْنَا لمَهْلِكِهِم مَوعِدًا أَي: لوَقْتِ هَلاكِهِم أَجَلاً، ومَنْ قَرَأَ لمَهْلَكِهم، فَمَعْنَاه لإِهْلاكِهِمْ.)
والمَهالِكُ: الخرُوبُ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه حَدِيثُ أمِّ زَرْعٍ: وَهُوَ إِمامُ القَوْمِ فِي المَهالِكِ أَرادَتْ أَنَّه لثِقَتِه بشَجاعَتِه يَتَقَدَّمُ فِي الحُرُوبِ وَلَا يَتَخَلَّفُ، وقِيلَ: إِنَّه لعِلْمِه بالطّرُقِ يتَقَدَّمُ القَوْمَ فيَهْدِيهِم وهُم على أَثَرِه.
والهَلاكُ: الجَهْدُ المُهْلِكُ، وهَلاكٌ مُهْتَلِكٌ، على المُبالَغَةِ، قَالَ رُؤْبَةُ: مِنَ السِّنِينَ والهَلاكِ المُهْتَلِكْ وَفِي العُبابِ: المُنْهَلِكْ.
وهالِكُ أَهْل: الَّذِي يَهْلِكُ فِي أَهْلِه، قَالَ الأَعْشَى:
(وهالِكِ أَهْل يَعُودُونَه ... وآخَرَ فِي قَفْرَة لم يُجَنْ)
وَفِي العُبابِ يُجِنُّونَه بدل يَعُودُونَه.
ومَرَ يَهْتَلِكُ فِي عَدْوِه، ويَتَهالَكُ: أَي يَجِدّ، وَهُوَ مَجازٌ، ومِنْه: القَطاةُ تَهْتَلِكُ أَي تَجِدّ فِي طَيَرانِها، وَفِي حَدِيث عَرّامِ: كُنْتُ أَتَهَلَّكُ فِي مَفازَةٍ أَي أَدُورُ فِيهَا شِبهَ المُتَحَيِّرِ، وَكَذَلِكَ أَهْتَلِكُ، قَالَ:
(كأَنَّها قَطْرَةٌ جادَ السَّحابُ بِها ... بَيْنَ السَّماءِ وبَيْنَ الأَرْضِ تَهْتَلِكُ)
واسْتَهْلَكَ الرَّجُلُ فِي كَذا: إِذا جَهَدَ نَفْسَه، وافتَلَكَ مَعَه، وقالَ الرّاعِي:
(لَهُنَّ حَدِيثٌ فاتِنٌ يَتْرُكُ الفَتَى ... خَفِيفَ الحشًا مُسْتَهْلِكَ الرّيح طامِعَا)
أَي يجْهد قلبه فِي أَثرها.
وَيُقَال: أَنا مُتَهالِكٌ فِي مَوَدَّتِك، ومُستَهْلِكٌ، وتَهالَكْتُ فِي هَذَا الأَمْرِ واسْتَهْلَكْتُ فيهِ: كُنْتَ مُجِدًّا فِيهِ مُتَعَجَلا.
وطَرِيقٌ مُستَهْلِكُ الوِردِ، أَي: يُجْهِدُ مَنْ سَلَكَه، قالَ الحُطَيئَةُ يصِفُ الطَّرِيقَ:
(مُستَهْلِكُ الوِرْدِ كالأُسْتِيِّ قد جَعَلَتْ ... أَيْدِي المَطِيِّ بِهِ عادِيَّةً رُكبَا)
الأُسْتِيُّ والأسْدِيّ، يَعْنِي بهِ السَّدَى، شَبَّهَ شَرَك الطّرِيقِ بسَدَى الثَّوبِ، وَفِي العُباب: عادِيَّةً رُغُبَا وقالَ: أَي يُهْلِكُ هَذَا الطّرِيقُ من طَلَبَ الماءَ لبُعْدِه، أَي هُوَ طَرِيقٌ مُمْتَدُّ كسَدَى الثَّوْبِ.
وتَهالَكَ على الشَّيْء: اشْتَدَّ حِرصُه عَلَيْهِ.
والهَلْكَى: الشَّرِهُونَ من النِّساءِ والرجالِ، وَهُوَ هالكٌ، وَهِي هالِكَةٌ.
ويَقال للمُزاحِمِ على المَوائِدِ: المُتَهالِكُ، والمُلاهِس، فإِذا أَكَلَ بيَدٍ ومَنَعَ بيَدٍ فَهُو جَردَبانُ.
والهالِكَةُ من السَّحابِ: الَّذِي يَصُوبُ المَطَرَ ثمَّ يُقْلِعُ فَلَا يَكُونُ لَهُ مَطَرٌ، عَن شَمِر.
والهَلَكُ، محرَّكَةً: الجُرُفُ، وَبِه فُسرَ قولُ ذِي الرُّمَّةِ السابِق.
(هلك) : التُّهْلُوكُ: التَّهْلُكَةُ.

نَدْمَانٌ

نَدْمَانٌ
الجذر: ن د م

مثال: هو نَدْمَانٌ على ما فعل
الرأي: مرفوضة
السبب: لتنوين الكلمة، مع أنها ممنوعة من الــصرف.

الصواب والرتبة: -هو نَدْمَانُ على ما فَعَل [فصيحة]-هو نَدْمَانٌ على ما فَعَل [فصيحة]
التعليق: ذكر النحاة أنَّه من الصفات التي تستحقّ المنع من الــصرف تلك المنتهية بألف ونون إذا كان مؤنثها على «فَعْلَى». ولكن حُكِي عن بني أسد تأنيث «فَعْلان» بالتاء وصرفــها في النكرة، وهو ما أقرَّه مجمع اللغة المصريّ، وقد ذكر اللسان أن مؤنث ندمان: ندمانة بالتاء؛ وبذا يكون صرف الكلمة من الفصيح.

عُلَماءٌ

عُلَماءٌ
الجذر: ع ل م

مثال: حَضَر عُلَماءٌ من جميع الأقطار
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لــصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الــصرف.

الصواب والرتبة: -حضر عُلَماءُ من جميع الأقطار [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «عُلَماء» المنع من الــصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الــصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.

عُمَداءٌ

عُمَداءٌ
الجذر: ع م د

مثال: كُرِّمَ عُمَداءٌ كثيرون
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لــصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الــصرف.

الصواب والرتبة: -كُرِّمَ عُمَداءُ كثيرون [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «عُمَداء» المنع من الــصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الــصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.