Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: صاف

الفتح

الفتح: توسعة الضيق حسا ومعنى، ذكره الحرالي. وقال الراغب: إزالة الانغلاق والإشكال وهو ضربان: أحدهما ما يدرك بالبصر كفتح الباب ونحوه: والثاني ما يدرك بالبصرة كفتح الهم، وهو إزالة الغم وذلك ضربان: أ؛ دهما في الأمور الدنيوية كغم يفرج وفقر يزال بإعطاء نحو مال، الثاني فتح المستغلق من العلوم نحو فلان فتح عليه باب من العلم.
الفتح:
" استقامة النطق بالحرف "، بحيث يفتح القارئ فاه بلفظ الحرف، وهو فيما بعده ألف أظهر، ومعناه: أن تخرج الألف من مخرجها من غير أن يُخلط بصوت الياء أو الواو، ولذلك يُعبر عنه بـ (إخلاص الفتح)، وكيفية ذلك: " النطق بالألف مركبة على فتحة خالصة غير ممالة إلى مــصاف الكسر، وتحديده: أن يؤتى به على مقدار انفتاح الفم، مثاله (كان) تركب صوتالألف على فتحة الكاف، وهي خالصة لا حظ للكسر فيها ".
ويُعبر المتقدمون عن هذا الفتح -الذي هو ضد الإمالة-: بـ (التفخيم) و (النصب) و (الفتح المتوسط) و (الترقيق) و (الفغر).
الفتح:
[في الانكليزية] Short vowel a
[ في الفرنسية] Voyelle a breve
بالفتح وسكون التاء المثناة الفوقانية عند أهل العربية يطلق على نوع من الحركة وهو من ألقاب المبني كما ستعرف. وعلى فتح القارئ فاه بلفظ الحرف، ويقال له التفخيم وهو شديد ومتوسّط. فالشّديد هو نهاية فتح الشخص فاه بذلك الحرف، ولا يجوز في القرآن بل هو معدوم في لغة العرب، والمتوسّط ما بين الفتح الشديد والإمالة المتوسّطة. قال الداني وهذا هو الذي يستعمله أصحاب الفتح من القرّاء.
واختلفوا هل الإمالة فرع عن الفتح أو كلّ منهما أصل برأسه؟ ووجه الأول أنّ الإمالة لا تكون إلّا بسبب فإن فقد لزم الفتح، وإن وجد جاز الفتح والإمالة، فما من كلمة تمال إلّا وفي العرب من يفتحها، فدلّ اطّراد الفتح على أصالته وفرعيتها كذا في الاتقان.

تأم

تأم: توم ويجمع على أتوام: توأم (بوشر) تيمان: مزدوج، مضاعف، (رحلة إلى عوادة وفيها تَمْان أو تِمان.
[تأم] فيه: "متئم" أو مفرد، أتأمت المرأة فهي متئم إذا وضعت اثنين في بطن فإن اعتادته فمتآم والولدان توأمان والجمع تؤام وتوائم، المفرد التي تلد واحداً.
(تأم) - في حديث عُمَيْر بنِ أفصَى: "مُتئِمٌ أو مُفرِدٌ".
المُتْئِم: التي تَلِد اثْنَين مَعاً، والمُفِرِدُ: التي تَلِد وَاحدًا، وأَصلُ التَّوأم وَوْأَم من المُواءَمة، وهي المُوافَقَة، كأنه يُوائِم غيرَه: أي يُوافِقُه في الرَّحِمِ، والفعل منه أتأمت، وللمبُالَغَة: مِتْآم.
ت أ م: (أَتْأَمَتِ) الْمَرْأَةُ إِذَا وَضَعَتِ اثْنَيْنِ فِي بَطْنٍ فَهِيَ (مُتْئِمٌ) وَالْوَلَدَانِ (تَوْءَمَانِ) يُقَالُ هَذَا (تَوْءَمُ) هَذَا عَلَى فَوْعَلٍ وَهَذِهِ (تَوْءَمَةُ) هَذِهِ وَالْجَمْعُ (تَوَائِمُ) مِثْلُ قَشْعَمٍ وَقَشَاعِمَ وَ (تُؤَامٌ) أَيْضًا بِوَزْنِ حُطَامٍ وَإِذَا كَانَ فِي الْآدَمِيِّينَ لَا يَمْتَنِعُ جَمْعُ مُذَكَّرِهِ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ كَمَا يُجْمَعُ مُؤَنَّثُهُ بِالتَّاءِ. 
(ت أ م) : (التَّوْأَمُ) اسْمٌ لِلْوَلَدِ إذَا كَانَ مَعَهُ آخَرُ فِي بَطْنٍ وَاحِدٍ يُقَالُ هُمَا تَوْأَمَانِ كَمَا يُقَالُ هُمَا زَوْجَانِ وَقَوْلُهُمْ هُمَا تَوْأَمٌ وَهُمَا زَوْجٌ خَطَأٌ وَيُقَالُ لِلْأُنْثَى (تَوْأَمَةٌ) وَبِهَا سُمِّيَتْ التَّوْأَمَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ لِأَنَّهَا كَانَتْ مَعَهَا أُخْتٌ فِي بَطْنٍ وَيُضَافُ إلَيْهَا أَبُو مُحَمَّدٍ صَالِحُ بْنُ نَبْهَانَ فَيُقَالُ صَالِحٌ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ وَهُوَ فِي نِكَاحِ السِّيَرِ وَالتَّوْأَمَةُ عَلَى فُعْلَةٍ خَطَأٌ.
[تأم] أَتْأَمَتِ المرأةُ، إذا وضعت اثنَين في بطنٍ، فهي مُتْئِمٌ. فإذا كان ذلك عادَتها فهي مِتْآمٌ، والوَلَدان تَوْأَمانِ. يقال: هذا توأم هذا، على فوعل، وهذه توأمة هذه. والجمع توائم، مثل قشعم وقشاعم، وتؤام أيضا على ما فسرناه في عراق. قال الشاعر: قالت لها ودمعها تؤام كالدر إذ أسلمه النظام على الذين ارتحلوا السلام ولا يمتنع هذا من الواو والنون في الآدميين، كما أن مؤنثه يجمع بالتاء. قال الشاعر : فلا تفخر فإن بنى نزار لعلات وليسوا توأمينا والتوأم: الثاني من سهام الميسر. قال الخليل: تقدير توأم فوعل، وأصله ووأم، فأبدل من إحدى الواوين تاء، كما قالوا تولج من ولج. وتوأم أيضا : قصبة عمان مما يلى الساحل، وينسب إليه الدر. قال سويد:

كالتوأمية إن باشرتها * ويقال: فرس متائم، للذي يأتي بجريٍ بعد جريٍ. وقال: عافى الرقاق منهب موائم وفى الدهاس مضبر متائم وثوبٌ مِتْآمٌ، إذا كان سَداه ولُحمته طاقَيْنِ. وقد تاءَمْتُ مُتاءَمةً على مفاعلة، إذا نسجتَه على خيطين خيطين. وأتأمها، أي أفضاها. وقال: وكنت كليلة الشيباء همت بمنع الشكر أتأمها القبيل  
تأم
أتأمَ يُتئم، إتآمًا، فهو مُتئِم
• أتأمتِ الحامِلُ: ولدت طفلين أو أكثر في بطن واحد. 

تاءمَ يتائم، مُتاءَمَةً، فهو مُتائِم، والمفعول مُتاءَم (للمتعدِّي)
• تاءم الطِّفلُ أخاه: وُلِد معه.
• تاءم المتحابَّيْن: زاوَج بينهما.
• تاءم مدينتين/ تاءم بين مدينتين: أوجد صلة وثيقة بينهما "تاءم بيروت ودمشق". 

تتاءمَ يتتاءم، تتاؤمًا، فهو مُتتائِم
• تتاءَمتِ المدينتان: أُعلِن عن تنمية الروابط الثقافية أو السياسية أو الاقتصادية بينهما. 

توءمَ يتوئم، توءَمَةً، فهو مُتوئِم، والمفعول مُتوءَم (للمتعدِّي)
• توءم مدينتين/ توءم بين مدينتين: تاءَم؛ أوجد صلة وثيقة بينهما. 

تَوْءَم [مفرد]: ج تُؤام وتَوائِمُ:
1 - مولود مع غيره في بطنٍ واحدٍ، من الاثنين إلى ما زاد، ذكرًا كان أو أنثى أو ذكرًا مع أنثى (انظر: و أ م - تَوْءَم) "هما توءم/ توءمان- ولدت ثلاثة توائِم" ° توءم سياميّ: وليدان مكتملا النموّ، إلاّ أنّهما ملتصقان في بعض أجزاء الجسم المتشابهة- توائمُ النُّجوم واللآلئ: ما تشابك منها.
2 - فردٌ في وحدات متكررة "أعمدة/ نوافذ توائِم".
• تَوْءمان أخويَّان: (طب) وليدان معًا، إما ذكران وإما أُنثيان وقد يكونان ذكرًا وأنثى، نشأ كلّ منهما من بيضة مخصَّبة منفصلة عن الأخرى.
• تَوْءمان متماثلان: (طب) وليدان، إما ذكران وإما أنثيان، لهما الصِّفات الوراثيَّة نفسها، ينتجان من بيضة واحدة مخصَّبة انقسمت إلى خليَّتين، نمت كلّ منهما؛ لتعطي فردًا. 

توءمة [مفرد]:
1 - مصدر تَوْءَم.
2 - تعاوُن وتبادُل الخبرات والآراء "اتّفاق التّوءمة بين الاتِّحادين العربيين الشقيقين- تجري توءمة الشركات المحليّة بخُطًى ثابتة". 

مِتئام [مفرد]: ج مَتائيمُ: مَنْ عادتها ولادة التّوائِم "امرأة مِتئام". 

مِتْئامة [مفرد]: مِتْئام، مَن عادتها ولادة التوائم "امرأة مِتئامة". 
[ت أم] التَّوْأَمُ من جَمِيعِ الحَيَوانِ: المَوْلُودُ مع غَيْرِه في بَطْنٍ، منَ الاثْنَيْنِ إلى ما زادَ، ذَكَراً كانَ أو أُثْنَى، أو ذَكَرًا مع أُنْثَى، وقد يُسْتَعارُ في جَمِيعِ المُزْدَوِجاتِ، وأَصْلُه ذلِكَ. فأَمَّا قَوْلُه:

(تَحْسِبُه مِمّا بهِ نَضْوَ سَقَمْ ... )

(أَو تَوْأَمًا أَزْرَى بهِ ذاكَ التَّوَمْ ... )

فإِنّما أراد ذاكَ التَّوْأَمَ، فَخَفَّفَ الهَمْزَة بأَن حَذَفَها، وأَلْقَى حَرَكَتَها على السّاكِنِ الّذي قَبْلَها. كما حَكاهُ سِيبَوَيْهِ في الهَمْزَةِ المُتَحَرِّكَةِ السّاكِنِ ما قَبْلَها. ولا يَكُونُ التَوَمُ هُنَا من ((ت وم)) ، لأن مَعْنَى التَّوْأَمِ الذي هو من ((تء م)) قائمٌ فيهِ، وكأَنَّ هذا إنَّما هو عَلَى الحَذْفِ، كأَنَّه قالَ: ((وُجُودُ ذَلِكَ التَّوْأَمِ)) ، والجَمْعُ: تَوائِمُ وتُؤامٌ، قالَ أبو دُوَادٍ:

(نَخَلاتٌ مِنْ نَخْلِ بَيْسانَ أَيْنَعْنَ ... جَمِيعًا ونَبْتُهُنَّ تَؤامُ)

وهَذا من الجَمْعِ العَزِيزِ، وله نظائِرُ قد أَبَنْتُها غيرَ مَرَّةٍ، ويُقال: تَوْأَمٌ للذَّكَرِ، والأُنْثَى تَوْأَمَةٌ، فإِذا جَمَعُوهُما قالُوا: هما تَوْأَمان، وهُما تَوْأَمٌ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:

(فجاءُوا بشَوْشَاةٍ مِزاقٍ تَرَى بِها ... نُدُوبًا من الأَنْساعِ فَذّا وتَوْأَمَا)

وقَدْ أَتْأَمَتِ المَرْأَةُ وكُلُّ حامِلٍ، وهي مُتئِمٌ، فإِذا كانَ ذلِكَ لها عادَةً فهِيَ مِتْآمٌ. وتاءَمَ أَخاهُ: وُلِدَ مَعَه. وهو تئِمْهُ وتَوْأَمُه وتَئِيمهُ، عن أَبي زَيْدٍ في المَصادِر. وتَوَائِمِ النُّجُومِ: ما تَشابَكَ مِنْها، وكذلِكَ تَوائِمُ الُّلؤْلُؤِ. وتاءَمَ الثَّوْبَ: نَسَجَه على خَيْطَيْنِ. وفَرَسٌ مُتائِمٌ: يَجِئُ بِجَرْيٍ بعد جَرْيٍ، قالَ:

(عافِى الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُواتِمُ ... ) (وفِي الدِّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائِمُ ... )

وكُلُّ هذا من التَّوْأَمِ. والتَّوْأَمُ: من مَنازِلِ الجَوْزاءِ: وهُما تَوْأَمانِ. والتَّوْأَمُ: السَّهْمُ من سِهامِ المَيْسِرِ، وقِيلَ: هو الثّانِي مِنْها. وقالَ اللِّحْيانِيُّ: فيه فَرْضانِ، وله نَصِيبانِ إنْ فازَ، وعليه غُرْمُ نَصِيبَيْنِ إِنْ لم يَفُزْ. والتَّوْأَمانِ: عُشْبَةٌ صَغِيرَةٌ لها ثَمَرَةٌ مثلُ الكَمُّونِ، كَثيرة الوَرَقِ، تَنْبُتُ في القِيعانِ مُسْلَنْطِحَةً ولها زَهْرَةٌ صَفْراءُ، عن أَبِي حَنِيفَةَ. والتِّئْمَةُ: الشاةُ تكونُ للمَرْأَةِ تَحْتَلِبُها. والإِتْاَمُ: ذَبْحُها. وتُؤَامُ، مثل تُعامَ: مَدِيَنةٌ من مَدُنِ عُمانَ يَقَعُ إِليها اللُّؤْلُؤُ، فيُشْتَرَى من هُناكَ. والتُّؤامِيَّةُ مثلُ التُّعامِيَّةِ، والتَّوْآمِيَّةُ مثلُ التَّوْعامِيَّةِ: اللُّؤْلُؤَةُ. وتَوْأَمٌ، وتَوْأَمة: اسْمانِ.

ت

أم3 تَآءَمَ أَخَاهُ, (K, TA, [in the TT, as from the M, written تَأَمَ, and so by Golius,]) inf. n. مُتَآءَمَةٌ, (TA,) He was twinborn with his brother. (M, K, TA.) b2: تآءم, (S,) or تآءم ثَوْبًا, (M, K, TA, [in the TT, again, written تَأَمَ,]) inf. n. as above, (S, TA,) (assumed tropical:) He wove a piece of cloth of threads two and two together (S, M, K) in its warp and its woof. (K.) [See مِتْآمٌ, and see also نِيرٌ.] b3: تآءم الفَرَسُ, (K, [written by Golius تَأَمَ,]) inf. n. as above, (TA,) (assumed tropical:) The horse fetched run after run. (K.) 4 أَتْأَمَتْ She (a mother, K, or a woman, S, M, Msb, and any pregnant animal, M) twinned, or brought forth two at one birth. (T, S, M, Msb, K.) A2: أَتْأَمَهَا i. q. أَفْضَاهَا [like آتَمَهَا, q. v. in art. اتم]. (S, K.) [Golius and Freytag have rendered it as though it meant أَفْضَى إِلَيْهَا.]

تِئْمٌ, whence هُوَ تِئْمُهُ: see تَوْءَمٌ.

تَئِيمٌ, whence هُوَ تَئِيمُهُ: see تَوْءَمٌ.

تُؤَامِيَّةٌ A pearl; (M, K;) so called in relation to تُؤَامٌ, (TA,) which is a town twenty leagues from the metropolis of 'Omán, (K, TA,) in the tract next the sea, (TA,) a city of 'Omán whence pearls are purchased, (M,) erroneously called by J تَوْءَمٌ, [but in one copy of the S I find it written تُوام,] and said by him to be the metropolis of 'Omán; (K;) as also ↓ تَوْءَمِيَّةٌ, (TA, [and thus it is written in copies of the S, but in one copy I find it written تُوامِيَّة,]) thought by En-Nejeeremee to be thus called in relation to the oyster-shell, because this is always what is termed تَوْءَمٌ, q. v. (TA.) تَوْءَمٌ A twin; one of two young, (S, M, Mgh, Msb, K,) and of more, (M, K,) brought forth at one birth, (S, M, Mgh, Msb, K,) of any animals; whether a male or a female, or a male [brought forth] with a female; (M, K;) and تَوْءَمَةٌ is [also] applied to a female: (S, M, Mgh, Msb, K:) it occurs in poetry contracted into تَوَمٌ: (M:) the pl. is تَوَائِمُ and تُؤَامٌ, (S, M, Msb, K,) the latter of which is of a rare form, not without parallels, (M,) said by some to be a quasi-pl. n., and by some to be originally [تِئَامٌ,] with kesr, but the assertion of these last is condemned by AHei; (MF;) and تَوْءَمُونَ is allowable as applied to human beings: (S, TA:) you say, هُوَ تَوْءَمُهُ [in the TA, erroneously, تُؤْمُهُ, with damm,] and ↓ تِئْمُهُ and ↓ تَئِيمُهُ [in the CK تَيْئمُهُ] (Az, M, K) [meaning He is his twin-brother]: and هُمَا تَوْءَمَانِ (S, * M, Mgh, Msb * K) and تَوْءَمٌ (M, K) [They two are twin-brothers]: or تَوْءَمٌ applies only to one of the two; (Msb;) it is a mistake to say هُمَا تَوْءَمٌ and هُمَا زَوْجٌ: (Mgh:) [but see زَوْجٌ:] Lth says that تَوْءَمٌ applies to two sons, or young ones, [born] together; and that one should not say هُمَا تَوْءَمَانِ, but هُمَا تَوْءَمٌ: this, however, is a mistake: correctly, as ISk and Fr say, تَوْءَمٌ applies to one, and تَوْءَمَانِ to two. (T, TA.) It is of the measure فَوْعَلٌ, (Kh, S, IB, Msb,) in the opinion of some, (IB,) and originally وَوْءَمٌ, (Kh, T, S, IB,) like as تَوْلَجٌ is originally وَوْلَجٌ; (Kh, T, S;) from الوِئَامُ, (T, IB,) “ the being mutually near,” (T,) “ mutually agreeing,” (T, IB,) “ being mutually conformable; ” (IB;) so that it means one that agrees with, or matches, another, (IB.) b2: It is metaphorically used in relation to all things resembling one another [so that it means (tropical:) One of a pair]. (M.) A poet says, قَالَتْ لَنَا وَدَمْعُهَا تُؤَامُ كَالدُّرِّ إِذْ أَسْلَمَهُ النِّظَامُ عَلَى الَّذِينَ ارْتَحَلُوا السَّلَامُ (assumed tropical:) [She said to us, while her tears fell in pairs, or in close succession, like large pearls when the string lets them drop off, Upon those who have departed be peace]. (S.) [This citation, and what immediately follows it in the S, mentioning the pl. تَوْءَمُونَ, not تُؤَامُونَ, have been misunderstood by Golius; and Freytag has followed him in this case.] b3: التَّوْءَمُ is also [a name of] (assumed tropical:) A certain Mansion [of the Moon; namely, the Sixth; more commonly called الهَنْعَةُ;] pertaining to الجَوْزَآء

[here meaning Gemini]; (M, K;) one of two [asterisms] called تَوْءَمَانِ: (M:) التَّوْءَمَانِ is (assumed tropical:) The Sign of Gemini. (Kzw.) b4: [The pl.] تَوَائِمُ also signifies (assumed tropical:) Clusters, or what are clustered together, (مَا تَشَابَكَ,) of stars, and of pearls. (M, K.) b5: And تَوْءَمَانِ, (assumed tropical:) A pair of pearls, or large pearls, for the ear: each of them is termed a تَوْءَمَة to the other. (TA.) b6: التَّوْءَمَانِ, [in the CK التَّوْءَمانُ,] (assumed tropical:) A certain small herb, (AHn, M, K,) having a fruit like cumin-seed, (AHn, M, and K in art. وأم,) and many leaves, growing in the plains, spreading long and wide, and having a yellow flower. (AHn, TA.) b7: التَّوْءَمُ also signifies (assumed tropical:) The arrow of the kind used in the game called المَيْسِر: (M:) or a certain arrow of those used in that game: (K:) or the second of those arrows; (S, M, K;) said by Lh to have two notches, and to entitle to two portions [of the slaughtered camel] if successful, and to subject to the payment for two portions if unsuccessful. (M.) b8: And تَوْءَمَاتٌ, (assumed tropical:) A kind of women's vehicles [borne by camels], (T, K,) like the مَشَاجِر, (T, TA,) erroneously said in the copies of the K to be like the مَشَاجِب, (TA,) having no coverings, or canopies: the sing. is تَوْءَمَةٌ. (T, K.) تَوْءَمِيَّةٌ: see تُؤَامِيَّةٌ.

مُتْئِمٌ Twinning, or bringing forth two at one birth; (S, M, Msb, K;) applied to a mother, (K,) or a woman, (S, M, Msb,) and to any pregnant animal; (M;) without ة. (Msb.) مِتْآمٌ Accustomed to twin, or bring forth two at one birth; (S, M, K;) applied to a mother, (K,) or a woman, (S, M,) and to any pregnant animal: (M:) pl. مَتَائِيمُ. (Har p. 613.) b2: Hence, (Har ubi suprà,) ثَوْبٌ مِتْآمٌ, (S, Har,) or ↓ مُتَآءَمٌ, (TA, PS,) [both app. correct,] (assumed tropical:) A piece of cloth woven of threads two and two together in its warp and its woof. (S, Har, TA.) b3: Hence, also, أَبْيَاتٌ مَتَائِيمُ (tropical:) Verses consisting of words in pairs whereof each member resembles the other in writing. (Har ubi suprà.) [See also مُتَوْءَمٌ.]

مُتَآءَمٌ: see مِتْآمٌ.

فَرَسٌ مُتَائِمٌ (assumed tropical:) A horse fetching, or that fetches, run after run. (S, M.) تَجْنِيسٌ مُتَوْءَمٌ (assumed tropical:) The using two words resembling each other in writing but not in expression; as in the saying, غَرَّكَ عِزُّكَ فَصَارَ قُصَارُ ذٰلِكَ ذُلَّكَ فَاخْشَ فَاحِشَ فِعْلِكَ فَعَلَّكَ تُهْدَا بِهٰذَا [Thy might, or elevated rank, hath deceived thee, and the end of that has become thine ignominy: fear then thine exorbitant deed, and may-be thou wilt be made to follow a right course by this]. (Har p. 269.)

تأم: التَّوْأَمُ من جميع الحيوان: المولود مع غيره في بَطْن من الإثنين إلى ما زاد، ذكَراً كان أَو أُنْثى، أَو ذكراً مع أُنثى، وقد يستعار في جميع المُزْدَوِجات وأَصله ذلك؛ فأَما قوله:

تَحْسَبه ممَّا نِضْوَ سَقَمْ،

أَو تَوْأَماً أَزْرَى به ذاك التَّوَمْ

قال ابن سيده: إنما أَراد ذاك التَّوْأَم، فخفَّف الهمزة بأَن حَذَفها وأَلقى حركتها على الساكن الذي قبلها كما حكاه سيبويه في الهمزة المتحرِّكة الساكن ما قبلها، ولا يكون التَّوَم هنا من ت و م لأَنَّ معنى التَّوْأَم الذي هو من ت أ م قائم فيه وكأنَّ هذا إنما يكون على الحذف كأنه قال وُجودُ ذلك التَّوْأَم. والجمع تَوائم وتُؤامٌ؛ قال الراجز:

قالتْ لنَا ودمْعُها تُؤامُ،

كالدُّرِّ إذ أَسْلَمَهُ النِّظامُ:

على الذين ارْتَحَلُوا السَّلامُ

وقال أَبو دواد:

نَخَلات من نَخْل نَيْسان أَيْنَعـْ ـنَ جميعاً، ونَبْتُهُنَّ تُؤام

قال الأَزهري: ومثل تُؤام غَنَم رُبابٌ وإبل ظُؤار، وهو من الجمع العزيز، وله نظائر قد أُثبتت في غير موضع من هذا الكتاب. قال ابن سيده: ويقال تَوْأَم للذكَر، وتَوْأَمة للأُنثى، فإذا جمَعوهما قالوا هما تَوْأَمان وهما تَوْأَمٌ، قال حميد بن ثور:

فجاؤوا بِشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَى بها

نُدُوباً، من الأنْساعِ، فَذّاً وتَوْأَمَا

وقد أَتْأَمَتِ المرأة إذا ولدت اثنين في بَطْن واحد، وقال ابن سيده: أَتْأَمت المرأة وكل حامل وهي مُتْئِمٌ، فإذا كان ذلك لها عادة فهي مِتآمٌ.

وتاءَمَ أَخاه: وُلِد معه، وهو تِئْمُه وتُؤْمُه وتَئِيمُه؛ عن أَبي زيد في المصادر، والوَلَدان تَوْأَمان. الأَزهري في ترجمة وأَم: ابن السكيت وغيره يقال هما تَوْأَمان، وهذا تَوْأَم هذا، على فَوْعَل، وهذه تَوْأَمةُ هذه، والجمع توَائِم مثل قَشْعَم قَشاعِم، وتُؤام على ما فُسر في عُراق؛ قال حدير (* قوله «قال حدير إلخ» هكذا في الأصل وشرح القاموس). عبد بني قَمِيئة من بني قيس بن ثعلبة:

قالت لنا ودَمْعُها تُؤَامُ

قال: ولا يَمتنع هذا من الواو والنون في الآدَميِّين كما أَنَّ مؤَنثه يجمع بالتاء؛ قال الكميت:

فلا تَفْخَرْ فإنَّ بني نِزَارٍ

لعَلاَّتٍ، ولَيْسوا تَوْأَمِينا

قال ابن بري: وشاهد تَوْأَم قول الأَسلع بن قِــصاف الطُّهَوِيّ:

فِداء لقَوْمِي كلُّ مَعْشَرِ جارِمٍ

طَريدٍ ومَخْذُولٍ بما جَرَّ، مُسْلَمِ

هُمُ أَلْجَمُ» الخَصْم الذي يَسْتَقِيدُني،

وهُمْ فَصَمُوا حِجْلي، وهم حَقَنوا دَمِي

بأَيْدٍ يُفَرِّجْنَ المَضِيقَ، وأَلْسُنٍ

سِلاطٍ، وجمع ذي زُهاءٍ عَرَمْرَمِ

إذا شِئت لم تَعْدَم لَدى الباب منهُمُ

جَمِيلَ المُحَيَّا، واضحاً غير تَوْأَمِ

قال: وشاهد تَوْأَمة قول الأَخطل بن ربيعة:

وليلة ذي نَصَب بِتُّها

على ظَهْرِ تَوْأَمةٍ ناحِلَهْ

وبَيْني، إلى أنْ رأَيت الصَّباح،

ومن بَينها الرَّحْل والراحِلَهْ

قال: وشاهد تَوائم في الجمع قول المُرَقِّش:

يُحَلَّيْنَ ياقوتاً وشَذْراً وصَيْعة،

وجَزْعاً ظفارِيّاً ودُرّاً تَوائِما

(* قوله «وصيعة» هكذا في الأَصل مضبوطاً).

قال ابن بري: وذهب بعض أَهل اللغة إلى أَن تَوأَم فَوْعَل من الوِئام، وهو المُوافقةُ والمُشاكلةُ، فقال: هو يُوائمُني أَي يُوافِقُني، فالتَّوْأَمُ على هذا أَصله وَوْأَم، وهو الذي واءَم غيره أَي وافَقه، فقلبت الواو الأُولى ياء، وكل واحد منهما تَوْأَم للآخر أَي مُوافِقه. وقال الليث: التَّوْأَمُ ولَدان معاً، ولا يقال هما تَوْأَمان، ولكن يقال هذا تَوْأَم هذه وهذه تَوْأَمَتُه، فإذا جمعا فهما تَوْأَم؛ قال أَبو منصور: أَخطأَ الليث فيما قال، والقول ما قال ابن السكيت، وهو قول الفراء والنحويّين الذين يُوثَق بعلْمهم، قالوا: يقال للواحد تَوْأَمٌ، وهما توأَمان إذا ولدا في بطْن واحد؛ قال عنترة:

يَطَلٌ كأنَّ ثيابَه في سَرْحَةٍ،

يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ ليس بِتَوْأَمِ

قال الأَزهري: وقد ذكرت هذا الحرف في باب التاء وأَعَدْت ذكره في باب الواو لأُعرِّفك أَن التاء مُبْدَلة من الواو، فالتَّوْأَمُ وَوْأَمٌ في الأَصل، وكذلك التَّوْلَجُ في الأَصل وَوْلَجٌ، وهو الكِناس، وأصل ذلك من الوِئام، وهو الوِفاق. ويقال: فلان يغنِّي غِناء مُتوائماً وافَق بعضُه بعضاً ولم تختلف أَلحانه؛ قال ابن أَحمر:

أَرَى ناقَتي حَنَّتْ بِلَيْلٍ وساقَها

غِناءٌ، كَنَوْحِ الأَعْجَمِ المُتَوائم

وفي حديث عُمَير بن أَفصى: مُتْئم أَو مُفْرِد؛ المُتئم التي تَضَع اثنين في بطْن، والمُفْرِد: التي تَلِد واحداً. وتوائِم النُّجوم: ما تشابك منها، وكذلك تَوائمُ اللؤلؤ. وتاءَم الثوبَ: نسَجه على خَيْطَين. وثوب مِتْآم إذا كان سَداه ولُحْمَتُه طاقَين طاقين. وقد تاءَمْتُ مُتاءمةً، على مُفاعلة، إذا نَسَجْته على خَيطَين خيطين. وأَتْأَمَها أَي أَفْضاها؛ قال عروة ابن الورد (* قوله «قوله عروة بن الورد» مثله في الصحاح، وتعقبه الصاغاني بأن البيت الثاني ليس لعروة بن الورد، وهو غير مرويّ في

ديوانه).

أَخَذْتَ وَراءَنا بِذِنابِ عَيْشٍ،

إذا ما الشمسُ قامَتْ لا تَزُولُ

وكنتَ كلَيْلَةِ الشَّيْباء هَمَّتْ

بِمَنع الشَّكْرِ، أَتْأَمَها القَبيلُ

وفرس مُتائم: تأتي بِجَرْيٍ بَعد جَرْيٍ؛ قال:

عافِي الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوائِمُ،

وفي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائمُ

تَرْفَضُّ عن أَرْساغِه الجَرائِمُ

وكلُّ هذا من التَّوْأَم. والتَّوْأَمُ: من منازلِ الجَوْزاء، وهما توأَمانِ. والتَّوْأَم: السَّهم من سِهام المَيْسِر، قيل: هو الثاني منها؛

وقال اللحياني: فيه فَرْضان وله نَصِيبان إن فازَ، وعليه غُرْم نَصيبَين إن لم يفُزْ. والتَّوْأَماتُ من مَراكِب النساء: كالمَشاجِرِ لا أَظْلالَ لها، واحدَتُها تَوْأََمة؛ قال أَبو قِلابة الهُذلي يذكر الظُّعْن:

صَفَّا جَوانحَ بَيْنَ التَّوْأَماتِ، كما

صَفَّ الوُقوعَ حَمامُ المشْرَبِ الحاني

قال: والتَّوْأَمُ في أكثر ما ذكرتُ الأَصل فيه وَوْأَمٌ.

والتَّوْأَمانِ: نَبْت مُسْلَنْطح. والتَّوْأَمانِ: عُشْبَة صغيرة لها ثمَرة مثلُ الكَمُّون كثيرةُ الورق، تَنْبُت في القِيعان مُسْلَنْطِحة، ولها زَهْرة صَفراء؛ عن أَبي حنيفة. والتِّئمَةُ: الشاة تكونُ للمرأَة تَحْتَلِبها، والإِتْآم ذَبْحها.

وتُؤام، مثل تُعَام: مدينة من مُدُن عُمَان يقَع إِليها اللؤلؤ فيُشْترى من هنالك. والتُّؤَامِيَّة، مثل التُّعامِيَّة، والتُّوآمِيَّة، مثل التُّوعامِيَّة: اللؤلؤ. الجوهري: تُؤَام قصَبَة عُمَان (* قوله «الجوهري تؤام قصبة عمان إلخ» هكذا في الأصل، ولعل المؤلف وقعت له نسخة صحيحة من الصحاح كما وقع لشارح القاموس فإنه نبه على ذلك لما اعترض المجد على الجوهري حيث وقعت له نسخة سقيمة فقال: وكغراب بلد على عشرين فرسخاً من قصبة عمان وموضع بالبحرين، ووهم الجوهري في قوله توأم كجوهر وفي قوله قصبة عمان) مما يٍَلي الساحِل وينسَب إليها الدُّرُّ؛ قال سُويد:

كالتُّؤامِيَّة إِن باشَرْتَها،

قَرَّتِ العينُ وطابَ المُضْطَجَعْ

التُّؤامِيَّة: الدُّرة نسَبها إلى التُّؤام. قال الأَصمعي: التُّؤَام موضع بالبحرين مَغاص، وقال ثعلب: ساحِل عُمان، ويقال: قرية لبني سامة بن لُؤَي، وقال النَّجِيرَمِيُّ: الذي عندي أَنَّ التُّؤَامِية منسوبة إلى الصَّدَف والصَّدَف كله تُؤام كما قالوا صَدَفِيَّة، ولم نَرُدّه إلى الواحد فنقول تَوْأَمِيَّة للضرورة.

وفي ترجمة توم: في الحديث: أَتَعْجِزُ إحداكنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَين؟ قال: مَن رواه (* قوله «من رواه إلخ» هذا ليس برواية في الحديث بل أحد احتمالين للأزهري في تفسير الحديث كما نقله عنه في مادة توم وعبارته هناك: ومن قال توأمية إلخ. وانظرها هناك فما هنا تحريف) تَوْأَمِيَّة فهما درَّتان للأُذنين إحداهما تَوْأَمة الأُخْرى.

وتَوْأَم وتَوْأَمة: إسمان.

تأم

(} التَّوْأَمُ) ، كجَوْهَرٍ (من جَمِيعِ الحَيوان: المَوْلُودُ مَعَ غَيْرِه فِي بَطْنٍ من الاثْنَيْنِ فصاعِدًا، ذَكَرًا) كَانَ (أَو أُنْثَى أَو ذَكَرًا وأُنْثَى) ، وَقد يُستَعارُ فِي جَمِيع المُزْدَوَجات، وَأَصله
ذَلِك، كَذَا فِي المُحْكَم. قَالَ شَيخنَا: وصَرَّح أقوامٌ بأنّه لَا {اتْئامَ فِي الإِبِلِ إِنّما هُوَ فِي الغَنَم خاصَّةً، قَالَه البَغْدادِيّ فِي شرح شَواهِدِ الرَّضِي، فتأمَّلْ.
قَالَ الجوهريّ: قَالَ الخَلِيلُ: تَقْدِير} تَوْأَم فَوْعَل، وَأَصله وَوْأم فأبدل من إِحْدَى الواوَيْن تَاء كَمَا قالُوا: تَوْلَج، مِنْ وَلَج. قَالَ ابنُ بَرّي: وذَهَب بعضُ أهل اللُّغة إِلَى أَنَّ تَوْأَم فَوْعَل من الوِئام وَهُوَ المُوافَقَة والمُشاكَلَة، يُقال: هُوَ يُوائِمُني؛ أَي: يُوافِقُنِي.
فالتَّوْأَم على هَذَا أَصْلُه وَوْأَم وَهُوَ الَّذي واءَمَ غَيْرَهُ، أَي: وافَقَهُ فَقُلِبَت الواوُ الأُولَى تَاء، وكُلُّ واحدٍ منهُما تَوْأَم للآخَرِ، أَي: موافِقُهُ، انْتهى.
وَقَالَ الأزهريّ: وَقد ذَكَرْت هَذَا الحرفَ فِي بَاب التَّاء، وَأَعَدْت ذِكْرَه فِي بَاب الواوِ؛ لأُعَرِّفَك أَنَّ التاءَ مُبْدَلة من الْوَاو، فالتَّوْأَم وَوْأَمٌ فِي الأصْلِ، وَكَذَلِكَ التَّوْلَج أَصله وَوْلَج، وأصلُ ذَلِك من الوِئام وَهُوَ الوِفاقُ، وَأنْشد ابْن بَرِّي للأَسْلَع بن قِــصافٍ الطُّهَوِيِّ: (فِداء لِقَوْمي كُلَّ مَعْشَرِ جارِمٍ ... طَرِيدٍ وَمَخْذُولٍ بِمَا جَرَّ مُسْلَمِ)

(هُمُو أَلْجَمُوا الخَصْمَ الَّذي يَسْتَقِيدُنِي ... وَهُمْ فَصَمُوا حِجْلِي وهم حَقَنُوا دَمِي)

(بِأَيْدٍ يُفَرِّجْنَ المَضِيقَ وأَلْسُنٍ ... سِلاطٍ وَجَمْعٍ ذِي زُهاءٍ عَرَمْرَمِ)

(إِذَا شِئْتَ لَمْ تَعْدَمْ لَدى البابِ مِنْهُمُ ... جَمِيلَ المُحَيَّا واضِحاً غَيْرَ تَوْأَمِ)

(ج: {تَوائِمُ) ، مثل قَشْعَمٍ وقَشاعِم كَمَا فِي الصِّحَاح، وَأنْشد ابنُ بَرِّي للمُرَقِّش:
(يُحَلَّيْنَ ياقُوتًا وشَذْرًا وصِيغَةً ... وجَزْعًا ظَفارِيًّا ودُرًّا تَوائِما)

(} وتُؤامٌ، كرُخالٍ) على مَا فُسّر فِي عُراق، وأَنْشَدَ الجوهريُّ:
(قالَتْ لنا ودَمْعُها! تُؤامُ ... كالدُّرِّ إِذْ أَسْلَمَه النِّظامُ)

(عَلَى الَّذِينَ ارْتَحَلُوا السَّلامُ ... )

قلتُ: وَهُوَ لِحُدَيْرٍ عَبْدِ بنِي قِمِيئَة من بَنِي قَيْسِ بن ثَعْلَبَة. وَقَالَ أَبُو دُؤاد:
(نَخَلاَتٌ من نَخْلِ نَيْسانَ أَيْنَعْنَ ... جَمِيعًا وَنَبْتُهُنَّ تُؤَامُ)

قَالَ الأزهريّ: وَمثل تُؤامٍ غَنَمٌ رُبابٌ وإِبِلٌ ظُؤارٌ، وَهُوَ من الجَمْعِ العَزِيز، وَله نَظائرُ قد أَثْبَتَت فِي غير مَوْضِعٍ من هَذَا الكِتابِ.
قَالَ شيخُنا: وَقيل: هُوَ اسمُ جَمْعٍ لَا جَمْع، وَقيل: جَمْعٌ أصلُه الكَسْرُ، وأَمّا الضَّمُّ فَهُوَ بَدَلٌ عَن الكَسْرِ كَمَا أَنَّه بَدَل الفَتْح فِي سُكارَى، وَاخْتَارَهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الكَشَّاف، وشَنَّع عَلَيْه أَبُو حَيّان فِي البَحْر أثْنَاء الْأَعْرَاف، وَأَوْرَدَه الشِّهابُ فِي العِناية أَثْناءَ الْمَائِدَة، انْتهى. قَالَ الجوهريُّ: وَلَا يَمْتَنِع هَذَا من الْوَاو والنُونِ فِي الآدَمِيِّين، كَمَا أَنَّ مُؤَنَّثه يُجْمَع بالتاءِ، وَأنْشد للكُمَيْتِ:
(فَلا تَفْخَرْ فإنَّ بَنِي نِزارٍ ... لِعَلاّتٍ وَلَيْسُوا {تَوْأَمِينَا)

(ويُقالُ:} تَوْأَمٌ للذَّكَرِ، {وتَوْأَمَةٌ للأُنْثَى، فَإِذا جُمِعا فَهما} تَوْأَمان، {وتَوْأَمٌ) ، قَالَ حُمَيْدُ بن ثُوْرٍ:
(فجاءُوا بِشَوْشاةٍ مِزاقٍ تَرَى بِها ... نُدُوباً من الأَنْساعِ فَذًّا} وَتَوْأَمَا)

وشاهِدُ {التَّوْأَمَةِ قَوْلُ الأَخْطَل بنِ رَبيعة، أنْشدهُ ابنُ بَرِّيّ:
(وَلَيْلَة ذِي نَصَبٍ بِتُّها ... على ظَهْرِ} تَوْأَمَةٍ ناحِلَهْ)

(وبَيْنِي إِلَى أَنْ رَأَيْتُ الصَّباحْ ... ومِنْ بَيْنِها الرَّحْلُ والراحِلَهْ)

وَقَالَ اللَّيْث: التَّوْأَم: وَلَدان مَعًا، وَلَا يُقالُ: هُما {تَوْأَمان، ولكنْ يُقال هَذَا تَوأَمُ هَذِه، وهذِه} تَوْأَمَتُه، فَإِذا جُمِعا فهُمَا تَوْأَمٌ. قَالَ الأزهريُّ: أخطأَ اللَّيثُ فِيمَا قَالَ، والقولُ مَا قَالَ ابنُ السِّكِّيت وَهُوَ قَوْلُ الفَرَّاء والنَّحْوِيّين الّذِين يُوثَقُ بِعِلْمِهِم، قَالُوا: يُقَال للوَاحِدِ تَوْأَمٌ وهُما {تَوْأَمان إِذا وُلِدا فِي بَطْنٍ واحدٍ، قَالَ عَنْتَرَة:
(بَطَلٌ كَأَنَّ ثِيَابَهُ فِي سَرْحَةٍ ... يُحْذَى نِعالَ السِّبْتِ لَيْسَ} بِتَوْأَمِ)

(وَقد {أَتْأَمَتِ الأُمُّ فِهِيَ} مُتْئِمٌ) ، كَمُحْسِنٍ: إِذا ولدت اثْنَيْن فِي بَطْنٍ وَاحِد، وَإِذا وَلَدَت واحِدًا فَهِيَ مُفْرِدٌ. وَقَالَ ابنُ سِيدَه: أَتْأَمَتِ المَرْأَةُ وكُلُّ حامِلٍ فَهِيَ مُتْئِمٌ، (ومُعْتادَتُه {مِتْآمٌ) ، كَمِحْرابٍ.
(} وتاءَمَ أخاهُ) {مُتَاءَمَةً: إِذا (وُلِدَ مَعَهُ، وَهُوَ} تِئْمُه، بِالْكَسْرِ،! وتُؤْمُهُ) ، بالضَّمّ، ( {وتَئِيِمُه) ، كَأمِيرٍ، كَذَا فِي المَصادِر لأبي زَيْد.
(و) } تاءَمَ (الثَّوْبَ) {مُتاءَمَةً: (نَسَجَه عَلَى) خَيْطَيْن خَيْطَين، وثَوْبٌ} مُتاءَمٌ: إِذا كَانَ (طاقَيْنِ) طاقَيْن (فِي سَداهُ ولُحْمَتِه) . (و) {تاءَمَ (الفَرَسُ) } مُتاءَمَةً: (جاءَ جَرْيًا بَعْدَ جَرْيٍ) ، فَهُوَ فَرَسٌ {مُتائِمٌ، قَالَ العَجَّاجُ:
(عافِي الرِّقاقِ مِنْهَبٌ مُوائِمُ ... وَفِي الدَّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائِمُ)

(تَرْفَضُّ عَن أَرْساغِهِ الجَراثِمُ ... )

كَمَا فِي الصَّحاح. (} وتَوائِمُ النُّجُومِ واللُّؤْلُؤِ: مَا تشابَكَ مِنْهَا) .
( {والتَّوْأَمُ: مَنْزِلٌ لِلْجَوْزاءِ) وهُما تَوْأمانِ؛ (و) أَيْضا: (سَهْمٌ من سِهامِ المَيْسِرِ أَو ثانِيها) ، كَمَا فِي الصِّحاح، قَالَ اللِّحيانيّ: فِيهِ فَرْضان وَله نَصِيبان إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غُرْمُ نَصِيبَيْنِ إِنْ لم يَفُزْ.
(و) التَّوْأَمُ: (اسمٌ) ، مِنْهُم: عُقْبَة ابْن التَّوْأَم، من شُيُوخِ وَكِيعٍ، حَدِيثه فِي صَحِيح مُسْلِم.
(} والتُّؤامِيَّة، بالضمّ) كغُرابِيّة: (اللُّؤْلُؤ، و) هِيَ منسوبةٌ إِلَى {تُؤامٍ (كَغُرابٍ: د، على عِشْرِينَ فَرْسَخاً من قَصَبَةِ عُمان) مِمَّا يَلِي الساحِلَ. (و) قَالَ الأصمعيُّ: هُوَ (ع بالبَحْرَيْنِ) مغاصٌ. وَقَالَ ثَعْلَبٌ: سَاحل عُمان، وَيُقَال: قريةٌ لِبَنِي أُسامَةَ بنِ لُؤَيّ. ((وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ فِي قَوْله: تَوْأَمٌ كَجَوْهَرٍ) ، هُوَ لم يَضْبطْهُ هَكَذَا وَإِنَّمَا هُوَ المَفْهُوم من سِياقِه، فإنّه بعد مَا ذكر} التَّوْأَمَ الَّذي هُوَ ثانِي سِهامِ المَيْسِر وذَكَرَ وَزْنه عَن الخَلِيلِ قَالَ:! وَتَوْأَمٌ أَيْضا: قَصَبَةُ عُمانَ مِمّا يَلِي الساحِلَ ويُنْسَب إلَيْها الدُّرُّ، قَالَ: (و) وَهِمَ أَيْضا (فِي قَوْله: قَصَبَة عُمانَ) بل الصَّحِيحُ أنّه على عِشْرِينَ فَرْسَخًا من قَصَبَة عُمان كَمَا تَقَدّم.
وَهَذَا يُمكن الاعْتِذارُ عَنهُ بوَجْهٍ من التَّأْوِيل حَيْثُ إِنَّهُ قَيَّده بِمَا يَلِي الساحِلَ، وأَنَّ الَّذِي ذَكَرَه المُصَنِّفُ داخِلٌ فِي القَصَبَة باعْتِبار مَا قارَبَ الشَّيْءَ أُعْطِيَ حُكْمُه، وَعَلى أَنَّه سَقَطَ من بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح قولُه: ((أَيْضا)) ، فَعَلى هَذَا لَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ، ويدلّ لذَلِك إنشادُهُ قَوْلَ سُوَيْدٍ:
( {كالتُّؤَامِيَّة إِنْ باشَرْتَها ... قَرَّتِ العَيْنُ وطَابَ المُضْطَجَعْ)

فإنّه هَكَذَا هُوَ مَضْبُوط كَغُرابِيَّةٍ، ورَواه بعضُهم} كالتَّوْأَمِيّة على وزن جَوْهَرِيَّة.
( {والتَّوْأَمانِ: عُشْبَةٌ صَغِيرَةٌ) لَهَا ثَمَرَةٌ مِثْلُ الكَمُّونِ، كثيرةُ الوَرَقِ، تَنْبُتُ فِي القِيعانِ، مُسْلَنْطِحَة، وَلها زَهَرَةٌ صَفْراء، عَن أبي حنيفَة.
(} والتِّئْمَةُ، بالكَسْرِ: الشاةُ تكونُ للمَرْأةِ تَحْلُبُها، {وَأَتْأَمَ: ذَبَحَها) ،
ظاهرهُ أَنّه كَأَكْرَمَ، وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ بالتَّشْدِيد كافْتَعل، نَقله الجوهريّ فِي ((ت ي م)) وَسَيَأْتِي الكلامُ عَلَيْهِ هُنَاكَ.
(} والتَّوْأَمَةُ بِنْتُ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفِ) بن وَهْب بن حُذافَةَ بنِ جُمَح الجُمَحِيَّة، كَانَت هِيَ وأختٌ لَهَا فِي بَطْنٍ واحدٍ، وَكَانَت عِنْد أبي دَهْبلٍ الشاعِرِ، واسمُ أبِي دَهْبل، وَهْبُ بنُ زَمْعَةَ بنِ أُسَيْد ابْن أُحَيْحَةَ، وَأَخُوها صَفْوانُ بنُ أُمَيَّة أَسْلَمَ. (وصالِحُ بنُ أبِي صالِحٍ مَوْلاها) واسمُ أبِي صالِح نَبْهانُ، رَوَى عَن عائشةَ وأبِي هُرَيْرَة، وَعنهُ السُّفْيانانِ، قَالَ أَبُو حَاتِم: لَيْسَ بالقَوِيّ، وَقَالَ أَحْمَد: صَالح الحَدِيث، وَقَالَ ابنُ مَعِيْن: حُجَّة قبل أَن يَخْتَلِطَ، فرواية ابْن أبي ذُؤَيْبٍ عَنهُ قَبْلَ اخْتِلاطه، توفِّي سنةَ مائةٍ وَخَمْسٍ وعِشْرِين، قَالَه الذَّهَبِيُّ فِي الكاشف. (و) أما (بِنْتُ أُمَيَّةَ) الْمَذْكُور فَإِنَّهَا (صَحابِيَّةٌ) ، وَفِي هَذَا السِّيَاق تَطْوِيل وتكرار، فَلَو قَدَّم لَفْظَ صحابِيَّة على قَوْله: وصالِح. . إِلَخ لَسَلِمَ مِنْهُمَا، فتأَمَّل.
( {والتَّوْأَماتُ من مِراكِبِ النِّساءِ، كالمَشاجِبِ) ، كَذَا فِي النُّسَخ، والصَّوابُ كالمَشاجِرِ، (لَا أَظْلافَ لَهَا، واحِدَتُها} تَوْأَمَةٌ) ، قَالَ أَبُو قِلابَةَ الهُذَلِيُّ يذكر الظُّعْنَ:
(صَفًّا جَوانِحَ بَيْنَ التَّوْأماتِ كَمَا ... صَفَّ الوُقُوعَ حَمامُ المَشْرَبِ الحانِي)

( {وأَتْأَمَها) ؛ أَي: (أَفْضاهَا) ، نَقله الجوهريُّ، وَأنْشد لعُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ:
(وكُنْتُ كَلَيْلَةِ الشَّيْباءِ هَمَّتْ ... بمَنْع الشَّكْرِ} أَتْأَمَها القَبِيلُ)

والقَبِيلُ: الزَّوْجُ هَهُنَا.
[] وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {التَّوْأَمِيَّة: اللُّؤْلُؤَةُ، لُغَة فِي} التُّؤامِيَّة.
قَالَ النَّجِيرَمِيُّ: عِنْدِي أَنَّ التَّوْأَمِيَّة منسوبةٌ إِلَى الصَّدَف، والصَّدَف كلُّه تَوْأَمٌ، كَمَا قَالُوا صَدَفِيّة. وَهَكَذَا ورد أَيْضا فِي حَدِيث: ((أَتَعْجِزُ إِحْداكُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ! تَوْأَمِيَّتَيْنِ)) ، هما دُرَّتان للأُذن إِحْداهُما تَوْأَمةٌ للأُخْرَى.

سنعبق

سنعبق
السنَعْبُقُ هَكَذَا فِي النّسخ، والصوابُ: السَّعَنْبَقُ بِفَتْح السِّينِ والنونِ، وضمِّ الباءَ المُوَحَّدَةِ، وفَتْحِها أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ والصاغانِيًّ هُنَا، وأَورَدَه فِيمَا بَعْدُ، وقالَ أَبو حَنِيفَة: نَباتٌ خَبِيثُ الرّائِحَةِ يَنْبُتُ فِي أَعْراضِ الجِبالِ العالِيَةِ حِبالاً بِلَا وَرَقٍ، وَلَا يَأكُله شيءٌ، وَله نَوْرٌ، وَلَا يَجْرِسه النَّحْلُ البَتَّةَ، وإِذا قُصِفَ مِنْهُ عُودٌ سالَ مِنْهُ ماءٌ صَاف لَزِجٌ، لَهُ سَعابِيبُ. قالَ ابنُ سِيدَه: وإِنّما حَكَمْتُ بأنّه رُباعِي لأنهُ ليسَ فِي الكَلام فَعلْلُل، واوْرَدَه ابْن بَرِّي أَيضاً هكذاَ.
سنعبق
السَّنَعْبَقُ، كسَفَرجَلٍ ومَر لَه أَوّلاً بضَمِّ الباءَ وفَتْحِها، أهْمَلَه الجَوْهَرِيًّ، وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ نَباتٌ لَهُ رائِحَة خَبِيثَة، وإِذا قُصِفَ مِنْهُ عُودٌ سالَ. ماءٌ صافٍ لَزِجٌ، لَهُ سَعابِيبُ، وَقد تَقَدمَ.
قالَ شَيْخُنا: وَقد اسْتَشْكَلُوا إِعادَتَه هُنا، لِأَنَّهُ لم يَظْهَرْ لَهُ وَجْهٌ، وليسَ من عادَتِه غالِباً الإعادَةُ بِلَا فائِدَةٍ، وقَولُ بَعْضٍ: لعَل السابِقَةَ بالعينِ المُهْمَلةِ وَهَذِه بالمُعْجَمَةِ، بَعيدٌ لَو لِأَنَّهُ لَو كانَ كذلِكَ لذَكَرَه مُتَّصِلاً بِهِ، ولَعَلّه أعادَه إِشارَةً لاحْتِمال أَصالَةِ النُّونِ، واللهُ أعلمُ. قلت: وَهَذَا الَّذِي ذَكَره أَخِيرًا هُوَ الصّوابُ، فَإِن الصاغانِيَّ ذَكَره هُنَا، وأَما ابنُ بَرّيٍّ فإِنّه جَعَل النونَ زائِدَةً، وأَن الأصْلَ سَعبَق، وقالَ: لَيْسَ فِي الكَلام فعَلَّلُلٌ، كَمَا قَالَه ابنُ سِيدَه، وتَقَدَّمَ، ووافَقَه صاحبُ اللِّسانِ، فكأنَّ المُصَنِّفَ وافَقَهما جمِيعاً فِي المَوْضِعَيْنِ، ثمَّ ظَهَر لي أَنَّ الصوابَ فِي الأولَى السَّعَنْبَقُ، بتَقْدِيم العَيْنِ على النُّون، وهُنا السنَعْبَقُ، بتَقْدِيم النونِ على العَين، كَذَا رَأيت فِي نُسْخَةِ التَّكْمِلَة، وَبِه يَرْتِفَعُ الإشْكالُ، وَالله أَعلمُ.

تبب

[تبب] التَبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ. تقول منه: تَبَّ تَباباً، وتَبَّتْ يداهُ، وتقول: تَبَّاً لفلانٍ، تَنْصِبُهُ على المصدر بإضمار فِعْلٍ، أي ألْزَمَهُ الله هلاكاً وخُسراناً. وتَبَّبوهُمْ تَتْبيباً، أي أهْلَكوهُمْ. واسْتَتَبَّ الأمْرُ، تَهَيَّأَ واستقام.
ت ب ب : التَّبَابُ الْخُسْرَانُ وَهُوَ اسْمٌ مِنْ تَبَّبَهُ بِالتَّشْدِيدِ وَتَبَّتْ يَدُهُ تَتِبُّ بِالْكَسْرِ خَسِرَتْ كِنَايَةٌ عَنْ الْهَلَاكِ وَتَبًّا لَهُ أَيْ هَلَاكًا وَاسْتَتَبَّ الْأَمْرُ تَهَيَّأَ. 

تبب


تَبَّ(n. ac.
تَبّ
تَبَب
تَبَاْب
تَبِيْب)
a. Perished.
b. Destroyed, caused to perish.
c. Cut; cut off.

تَبَّبَa. see I (b)
أَتْبَبَa. Weakened, enervated.

إِسْتَتْبَبَa. Became weak, feeble.
b. Was prepared, made ready, arranged ( thing).
تَبّa. Misery, wretchedness.

تِبَّةa. see I
تَاْبِبa. Old, decrepit, weak.

تَبَاْبa. Ruin, destruction; loss.

تَبًّا لَكَ
a. Woe to thee! Curse thee!
ت ب ب: (التَّبَابُ) بِالْفَتْحِ الْخُسْرَانُ وَالْهَلَاكُ تَقُولُ مِنْهُ (تَبَبْتَ) يَا رَجُلُ تَتِبُّ بِالْكَسْرِ تَبَابًا. وَ (تَبَّتْ) يَدَاهُ وَ (تَبًّا) لَهُ مَنْصُوبٌ عَلَى الْمَصْدَرِ بِإِضْمَارِ فِعْلٍ، أَيْ أَلْزَمَهُ اللَّهُ هَلَاكًا وَخُسْرَانًا وَ (اسْتَتَبَّ) الْأَمْرُ تَهَيَّأَ وَاسْتَقَامَ. 
[ت ب ب] التَّبُّ: الخَسارُ. وتَبّا لَه، على الدُّعاءِ. وتَبّا تَبِيباً، على الُمبالَغَةِ. وتَبَّبَهُ: قالَ له: تَبّا، كما يُقالُ: جَدَّعَهُ، وعَقَّرَهُ. وتَبَّتْ يَداهُ تَبّا، وتَبَاباً: خَسِرَتَا. قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وكأَنَّ التَّبَّ الَمصْدَرُ، والتَّبابَ الاسْمُ وفي التَّزْيلِ: {تبت يدا أبي لهب} [المسد: ا] أي: ضَلَّتَا وخَسِرَتَا: وقال الرّاجِزُ:

(أَخْسِرْ بِها من صَفْقَةٍ لَمْ تُسْتَقَلْ ... )

(تَبَّتْ يَدَا صافِــقَها ماذا فَعَلْ ... )

وهَذَا مَثَلٌ قِيلَ في مُشْتَرِى الفَسْوِ. والتَّببُ، والتَّبابُ، والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ. والتَّتْبِيبُ: النَّقْصُ والخَسارُ، وفي التَّنْزِيلِ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنْفْسَهُمْ فَمَا أَعْنًَتْ عَنْهمُءَ الِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ مٍِ ن شَيءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101] والتّابُّ: الكَبِيرُ من الرِّجالِ، والأُنْثَى: تابَّةٌ. والتّابُّ: الضَّعِيفُ، والجَمْع: أَتْبابٌ، هُذَلِيَّةٌ نادِرَةٌ. واسْتَتَبَّ الأَمْرُ: تَهَيَّأ واسْتَوَى. والتِّبِّىُّ والتَّبِّىٌّ: ضَرْبٌ من التَّمْرِ، وهو بالبَحْرَيْنِ كالشِّهْرِيِز بالبَصْرِةَ. قال أبو حَينفَةَ: وهو الغالِبُ على تَمْرِهِمْ، يَعْنِي أهْلُ البَحْرَيْنِ، قالَ الشّاعِرُ:

(وأَعْظَمَ بَطْناً عِنْدَ زادٍ تَخالُه ... إذا حُشِىَ التَّبِّيَّ زِقّا مُقَيَّراَ)
تبب
تَبَّ تَبَبْتُ، يَتِبّ، اتْبِبْ/ تِبَّ، تَبابًا وتَبًّا، فهو تابّ
• تبَّ العاصي: خسِر وهلَك وقُطِع عن الخير " {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} ". 

استتبَّ يستتبّ، اسْتَتْبِبْ/ اسْتَتِبَّ، استتبابًا، فهو مُستتِبّ
• استتبَّ الأمنُ: استقرّ واستقام واطّرد "استتب النظام" ° استتبّ له الأمرُ: لقي أمرُه نجاحًا. 

تبَّبَ يتبِّب، تتبيبًا، فهو متبِّب، والمفعول متبَّب
• تبَّب فلانًا:
1 - أهلكه وخسَّره " {فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءَالِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} ".
2 - قال له: تبًّا لك. 

تَباب [مفرد]: مصدر تَبَّ: "وقاه الله عثرة وتبابًا- {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إلاَّ فِي تَبَابٍ} ". 

تَبّ [مفرد]: مصدر تَبَّ ° تبًّا للظَّالمين المعتدين: خُسْرانًا وهلاكًا لهم، ويُنصب على المصدر بإضمار فعل. 

تَبَّة [مفرد]: مكان مرتفع يُحتَمى به "احتمى الجنود خلف تَبَّة من الرمال". 

تبب: التَّبُّ: الخَسارُ. والتَّبابُ: الخُسْرانُ والهَلاكُ. وتَبّاً له، على الدُّعاءِ، نُصِبَ لأَنه مصدر محمول على فِعْلِه، كما تقول سَقْياً لفلان، معناه سُقِيَ فلان سَقْياً، ولم يجعل اسماً مُسْنَداً إِلى ما قبله. وتَبّاً تَبيباً، على الـمُبالَغَةِ. وتَبَّ تَباباً وتَبَّبَه: قال له تَبّاً، كما يقال جَدَّعَه وعَقَّره. تقول تَبّاً لفلان، ونصبه على المصدر باضمار فعل، أَي أَلْزَمه اللّهُ خُسْراناً وهَلاكاً.

وتَبَّتْ يَداهُ تَبّاً وتَباباً: خَسِرتَا. قال ابن دريد: وكأَنَّ التَّبَّ الـمَصْدرُ، والتَّباب الاسْمُ. وتَبَّتْ يَداهُ: خَسِرتا. وفي التنزيل العزيز: تَبَّتْ يَدا أَبي لَهَبٍ أي ضَلَّتا وخَسِرَتا. وقال الراجز:

أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقةٍ لم تُسْتَقَلْ،

تَبَّتْ يدا صافِــقِها، ماذا فَعَلْ

وهذا مَثَلٌ قِيل في مُشْتَري الفَسْوِ.

والتَّبَبُ والتَّبابُ والتَّتْبِيبُ: الهَلاكُ. وفي حديث أَبي لَهَبٍ:

تَبّاً لكَ سائرَ اليَوْمِ، أَلِهذا جَمَعْتَنا. التَّبُّ: الهَلاكُ.

وتَتَّبُوهم تَتْبِيباً أَي أَهْلَكُوهم.

والتَّتْبِيبُ: النَّقْصُ والخَسارُ. وفي التنزيل العزيز: وما زادُوهم غير تَتْبِيبٍ؛ قال أَهل التفسير: ما زادُوهم غير تَخْسِير. ومنه قوله تعالى: وما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا في تَبابٍ؛ أَي ما كَيْدُه إِلا في خُسْرانٍ.وتَبَّ إِذا قَطَعَ.

والتابُّ: الكبير من الرجال، والأُنثى تابَّةٌ. والتَّابُّ: الضعِيفُ، والجمْع أَتْبابٌ، هذلية نادرة.

واسْتَتَبَّ الأَمرُ: تَهَيَّأً واسْتَوَى. واسْتَتَبَّ أَمْرُ فلان إِذا اطَّرَد واسْتَقامَ وتَبَيَّنَ، وأَصل هذا من الطَّرِيق الـمُسْتَتِبِّ، وهو الذي خَدَّ فيه السَّيَّارةُ خُدُوداً وشَرَكاً، فوَضَح واسْتَبانَ لمن يَسْلُكه، كأَنه تُبِّبَ من كثرة الوطءِ، وقُشِرَ وَجْهُه، فصار مَلْحُوباً بَيِّناً من جَماعةِ ما حَوالَيْهِ من الأَرض، فَشُبِّهَ الأَمرُ الواضِحُ البَيِّنُ الـمُسْتَقِيمُ به. وأَنشد المازِنيُّ في الـمَعَاني:

ومَطِيَّةٍ، مَلَثَ الظَّلامِ، بَعَثْتُه * يَشْكُو الكَلالَ إِليَّ، دامي الأَظْلَلِ

أَوْدَى السُّرَى بِقِتالِه ومِراحِه، * شَهْراً، نَواحِيَ مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ

نَهْجٍ، كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَه، * ضاحِي الـمَوارِدِ، كالحَصِيرِ الـمُرْمَلِ

نَصَبَ نَواحِيَ لأَنه جَعَلَه ظَرْفاً. أَراد: في نواحي طَرِيقٍ مُسْتَتِبٍّ. شَبَّه ما في هذا الطَّرِيقِ الـمُسْتَتِبِّ مِنَ الشَّرَكِ والطُّرُقاتِ بآثار السِّنِّ، وهو الحَديدُ الذي يُحْرَثُ به الأَرضُ. وقال آخر في مثله:

أَنْضَيْتُها من ضُحاها، أَو عَشِيَّتِها، * في مُسْتَتِبٍّ، يَشُقُّ البِيدَ والأُكُما

أَي في طَرِيقٍ ذي خُدُودٍ، أَي شُقُوق مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ. وفي حديث الدعاءِ: حتى اسْتَتَبَّ له ما حاوَلَ في أَعْدائِكَ أَي اسْتقامَ واسْتَمَرَّ.

والتَّبِّيُّ والتِّبِّيُّ: ضَرْبٌ من التمر، وهو بالبحرين كالشّهْرِيزِ بالبَصْرة. قال أَبو حنيفة: وهو الغالبُ على تمرهم، يعني أَهلَ

البَحْرَيْنِ. وفي التهذيب: رَدِيءٌ يَأْكُله سُقَّاطُ الناسِ. قال الشاعر:

وأَعْظَمَ بَطْناً، تَحْتَ دِرْعٍ، تَخالُه، * إِذا حُشِيَ التَّبِّيَّ، زِقّاً مُقَيَّرا

وحِمارٌ تابُّ الظَّهْرِ إِذا دَبِرَ. وجَمَلٌ تابٌّ: كذلك. ومن أَمثالهم: مَلَكَ عَبْدٌ عَبْداً، فأَوْلاهُ تَبّاً. يقول: لم يَكُنْ له مِلْكٌ فلما مَلَكَ هانَ عليه ما مَلَكَ.

وتَبْتَبَ إِذا شاخَ.

تبب
: (} التَّبُّ) الخَسَارُ ( {والتَّبَبُ) مُحَرَّكَةً (} والتَّبَابُ) كسَحَاب (! والتَّبِيبُ) كأَمِير: الهَلاَكُ والخُسْرَانُ، ( {والتَّتْبِيبُ) تَفْعِيلٌ (: النَّقْصُ والخَسَارُ) المُؤَدِّي للْهَلاَكِ، كَذَا قَيَّدَهُ ابنُ الأَثِيرِ، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ} تَتْبِيبٍ} (هود: 101) قَالَ أَهلُ التفسيرُ: غيرَ تَخْسِيرٍ، وَمِنْه قولُهُ تَعَالَى: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِى {تَبَابٍ} (غَافِر: 27) أَيْ فِي خسْرَانٍ.
(} وتَبًّا لَهُ) عَلَى الدُّعَاءِ، نُصِيبَ لأَنَّه مَصْدَرٌ مَحْمُولٌ عَلَى فِعْلِه، كَمَا تَقُولُ: سَقْياً لفُلاَنٍ، مَعْنَاهُ سُقِيَ فُلاَنٌ سَقْياً، ولمْ يُجْعَلِ اسْماً مُسْنَداً إِلى مَا قَبْلَهُ ( {وتَبًّا} تَبِيباً، مُبَالَغَةٌ) {وتَبَّ} تَبَاباً، ( {وتَبَّبَهُ: قَالَ لَهُ ذالِكَ) أَيْ تَبًّا، كَمَا يُقَالُ جَدَّعَه وعَقَّرَه تَقول: تَبًّا لِفُلاَن، ونَصْبُهُ عَلَى المَصْدَرِ بإِضْمَارِ فِعْلٍ أَيْ أَلْزمه اللَّهُ خُسْراناً وهَلاكاً،} وتَبَّبُوهُمْ {تَتْبِيباً: أَهْلَكُوهُمْ. (و) } تَبَّبَ (فُلاَناً: أَهْلَكَهُ) .
(و) فِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {2. 005 {تَبَّتْ يدا اءَبي لَهب} (المسد: 1) يقالُ (تَبَّتْ يَدَاهُ) أَي (ضَلَّتَا وخَسِرَتَا) قَالَ الراجزُ:
أَخْسِرْ بِها مِنْ صَفْقَةٍ لَمْ تُسْتَقَلْ
تَبَّتْ يَدَا صَافِــقِهَا مَاذَا فَعَلْ
ونَقَلَ شيخُنَا عَن الْمِصْبَاح: تَبَّتْ يَدُهُ} تَتِبُّ، بالكَسْرِ: خَسرَت، كِنَايَة عنِ الهَلاَكِ، وَهُوَ ظاهرٌ فِي المَجَازِ كَمَا صَرَّح بِهِ الزمخشريُّ وغيرُه من الأَئمَّةِ.
( {والتَّابُّ) بتَشْدِيدِ المُوَحَّدَة (: الكَبِيرُ مِنَ الرِّجَالِ) والأُنْثَى:} تابَّةٌ، عَن أَبي زَيْدٍ. وَفِي الأَساس: ومنَ المَجَاز: {تَبَّ الرَّجُلُ: شَاخَ، وكُنْت شَابًّا فَصِرْت} تَابًّا شُبِّه فَقْدُ الشَّبَابِ {بالتَّبَابِ، وشَابَّةٌ أَمْ} تَابَّةٌ (و) قيلَ: {التَّابُّ: الرَّجُلُ (الضَّعيفُ، و) التَّابُّ أَيْضاً (: الجمَلُ، والحِمَارُ قَدْ دَبِرَ) ، بالكَسْرِ، (ظَهْرُهُمَا) يُقَالُ: حِمَارُ} تَابٌّ وجَمَلٌ تَابٌّ (ج {أَتْيَابٌ) ، هُذَلِيّة نَادِرَة.
(} وتَبَّ الشَّيْءَ: قَطَعَهُ) وتَبَّ إِذَا قَطَعَ (و) مِنْهُ (! التَّبُّوبُ كالتَّنُّورِ) وضَبَطَه الصاغَانيُّ كصَبُورٍ (: المَهْلَكَةُ) يُقَال: وَقَعُوا فِي {تَبُّوبٍ مُنْكَرَة أَيْ مَهْلَكَةٍ. (و) التَّبُّوبُ كَتَنُّورٍ (: مَا انْطَوَتْ علَيْهِ الأَضْلاَعُ) كالصَّدْرِ والقَلْبِ، نَقَلَه الصاغانيّ.
قلت: والصَّحِيحُ فِي المَعْنَى الأَخِيرِ أَنَّه البَتُّوت: بالتَّاءَيْنِ آخِرَه، وَقد تَصَحَّفَ عَلَيه، وقَلَّدَهُ المُصَنِّف.
} واسْتَتَبَّ الأَمْرُ: تَهَيَّأَ واسْتَوَى، واسْتَتَبَّ أَمْرُ فُلاَنٍ، إِذَا اطَّرَدَ واسْتَقَامَ وتَبَيَّنَ، وأَصْلُ هذَا منَ الطَّرِيقِ {المُسْتَتِبِّ، وَهُوَ الَّذِي خَدَّ فِيهِ السَّيَّارَةُ أُخْدُوداً فَوَضَحَ واسْتَبَانَ لمَن يَسْلُكُهُ، كأَنَّهُ} تُبِّبَ بكَثْرَةِ الوَطْءِ وقُشِرَ وَجْهُهُ فَصَارَ مَلْحوباً بَيِّناً مِنْ جَمَاعَةِ مَا حَوَالَيْهِ مِنَ الأَرْضِ، فشُبِّه الأَمْرُ الوَاضِحُ البَيِّنُ المُسْتَقِيمُ بِهِ، وأَنْشَدَ المَازِنيُّ فِي (المَعَانِي) :
ومَطِيَّةٍ مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُهُ
يَشْكُو الكَلالَ إِلَيَّ دَامِي الأَظْلَلِ
أَوْدَى السُّرَى بِقتَالِه ومِرَاحِهِ
شَهْراً نَوَاحِيَ {مُسْتَتِبٍّ مُعْمَلِ
نَهْجٍ كَأَنْ حُرُثَ النَّبِيطِ عَلَوْنَهُ
ضَاحِي المَوَاردِ كالحَصِيرِ المُرْمَلِ
نَصَبَ نَواحِيَ لأَنَّه جَعَلَهُ ظَرْفاً، أَرَادَ فِي نَوَاحِي طَرِيقٍ مُسْتَتِبَ، شَبَّه مَا فِي هَذَا الطَّرِيقِ المُسْتَتِبِّ من الشَّرَكِ والطُّرُقَاتِ بآثَارِ السِّنِّ، وَهُوَ الحَدِيدُ الذِي تُحْرَثُ بِهِ الأَرْضُ، وَقَالَ آخَرُ فِي مِثْلِه:
أَنْصَبْتُهَا مِنْ ضُحَاهَا أَوْ عَشِيَّتِهَا
فِي مُسْتَتِبَ يَشُقُّ البِيدَ وَالأَكَمَا
أَيْ فِي طَرِيقٍ ذِي خُدُودٍ أَيْ شُقُوقٍ مَوْطُوءٍ بَيِّنٍ، وَفِي حدِيثِ الدُّعَاءِ (حَتَّى اسْتَتَبَّ لَهُ مَا حَاوَلَ فِي أَعْدَائِك) أَيِ اسْتَقَامَ واسْتَمرَّ، كُلُّ هذَا فِي (لِسَان الْعَرَب) . ومُقْتَضَى كَلاَمِهِ أَنَّه من المَجازِ، وَهَكَذَا صرَّحَ بِهِ الزمخشريُّ فِي الأَساس، والمُؤَلِّفُ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِ} الاسْتِتْبَابِ وتَرَكَ مَا اشْتَدَّ إِليه الاحْتيَاجُ لأُولِي الأَلْبَابِ، وأَشَار شيخُنَا، إِلى نُبْذَةٍ مِنْهُ من غَيْرِ تَفْصِيلٍ، نَاقِلا عنِ ابنُ فَارِسِ وَابْن الأَثيرِ، وَفِيمَا ذَكَرْنَا مَقْنَعٌ للحاذِق البَصِير، ويُفْهَمُ من تقرِير الشَّرِيشيِّ شارحِ المقَامَاتِ عِنْد قَول الحَرِيرِيِّ فِي (الدِّينَارِيَّةِ) : كَمْ آمِر بِهِ {اسْتَتَبَّتْ إِمْرَتَهُ، أَي اسْتَتَمَّتْ، الميمُ بَدَلُ البَاءِ وأَنَّ نَفْي النَّفْيِ إِثْبَاتٌ.
(} والتِّبَّةُ بالكَسْرِ) وتَشْدِيدِ المُوَحَّدَةِ (: الحَالَةُ الشَّدِيدَةُ) : وَفِي التَكْمِلَةِ: يقالُ: هُوَ {بِتِبَّةٍ أَيْ حَال شَدِيدَةٍ.
(و) يُقَالُ: (أَتَبَّ اللَّهُ قُوَّتَهُ) أَيْ (أَضْعَفَهَا) هُوَ مَجَازٌ.
(} وَتَبْتَبَ) ، كَدَحْرَجَ (: شَاخَ) مِثْلُ تَبَّ، نَقَله الصاغانيّ، وَهُوَ مَجَاز.
( {والتِّبِّيّ) بالفَتْح (ويُكْسَرُ: تَمْرٌ) بالبَحْرَيْنِ (كالشِّهْرِيزِ) بالبَصْرَة، وَهُوَ الغَالِبُ على تَمْرِهِم، يَعْنِي أَهْلَ البَحْرَينِ وَفِي (التَّهْذِيب) رَدِيءٌ يأْكُلُهُ سُقَّاطُ النَّاسِ، قَالَ الجَعْدِيُّ:
وأَعْرَضَ بَطْناً عنْد دِرْعٍ تَخَالُهُ
إِذَا حُشيَ} التَّبِّيَّ زِقًّا مُقَيَّرَا
تبب: {تبَّت}: خسرت، مصدره تباب.
[تبب]: "تبا" لك ألهذا جمعتنا؟، التب الهلاك وهو منصوب بفعل مضمر. وفي ح الدعاء: حتى "استتب" له ما حاول في أعدائك أي استقام واستمر. ك: "وما زادوهم غير "تتبيب"" أي تدمير.
ت ب ب

أوسعه سباً، وأسمعه تباً. وتبب القوم: دعا عليهم بالتب " وما زادوهم غير تتبيب ".

ومن المجاز: تب الرجل إذا شاخ، وكنت شاباً، فصرت تاباً، شبه فقد الشباب بالتباب. وأشابة أنت أم تابة واستتب الطريق: ذل وانقاد، كما يقال: طريق معبد. واستتب له الأمر. ويجوز أن يقال للاستقامة والتمام: الاستتباب أي طلب التباب، لأن التباب يتبع التمام. قال:

أودى السرى بقتاله ومراسه ... شهراً موارد مستتب معمل

يريد الطريق.

أدب القاضي، على مذهب أبي حنيفة

أدب القاضي، على مذهب أبي حنيفة
للإمام، أبي يوسف: يعقوب بن إبراهيم القاضي، المجتهد، الحنفي.
المتوفى: سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وهو: أول من صنف فيه إملاء.
روى عنه: بشر بن الوليد المريسي.
ومحمد بن سماعة الحنفي.
المتوفى: سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وللقاضي، أبي حازم: عبد الحميد بن عبد العزيز الحنفي.
المتوفى: سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
ولأبي جعفر: أحمد بن إسحاق الأنباري.
المتوفى: سنة 317.
ولم يكمله.
وللإمام، أبي بكر: أحمد بن عمرو الخــصاف.
المتوفى: سنة إحدى وستين ومائتين.
رتب على: مائة وعشرين بابا.
وهو كتاب جامع غاية ما في الباب، ونهاية مآرب الطلاب، ولذلك تلقوه بالقبول، وشرحه فحول أئمة الفروع والأصول.
منهم:
الإمام، أبو بكر: أحمد بن علي الجصاص.
المتوفى: سنة 370.
والإمام، أبو جعفر: محمد بن عبد الله الهندواني.
المتوفى: سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
والإمام، أبو الحسين: أحمد بن محمد القدوري.
المتوفى: سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
وشيخ الإسلام: علي بن الحسين السغدي.
المتوفى: سنة إحدى وستين وأربعمائة.
والإمام، شمس الأئمة: محمد بن أحمد السرخسي.
المتوفى: سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
والإمام، شمس الأئمة: عبد العزيز بن أحمد الحلواني.
المتوفى: سنة ست وخمسين وأربعمائة.
والإمام، برهان الأئمة: عمر بن عبد العزيز بن مازه، المعروف: بالحسام، الشهيد.
المتوفى: قتيلا، سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
وهو المشهور، المتداول اليوم من بين الشروح.
ذكر في أوله: أنه أورد عقيب كل مسألة من مسائل الكتاب ما يحتاج إليه الناظر، ولم يميز بينهما القول ونحوه.
والإمام، أبو بكر: محمد، المعروف: بخواهر زاده.
المتوفى: سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
والإمام، فخر الدين: الحسن بن منصور الأوزجندي، المعروف: بقاضيخان.
المتوفى: سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
والإمام: محمد بن أحمد القاسمي، الخجندي.

ثبر

(ث ب ر) : (الْمُثَابَرَةُ) الْمُدَاوَمَةُ ثَبِير فِي (ش ر) .
ثبر: {ثبورا}: هلاكا. {مثبورا}: مُهْلَكا. 
ثبر: ثَبَّر، يقال ثَبّر على: رد عن الحق (فوك).
وثبر على: حبسه عليه وخصه به (فوك) ثابر، مثابر: تطلق على الصوفي في حال انجذاب دائم (ابن جبير 286).
وثابر: باحث، جادل، ماري (فوك)
ث ب ر: (الْمُثَابَرَةُ) عَلَى الْأَمْرِ الْمُوَاظَبَةُ عَلَيْهِ. وَ (ثَبِيرٌ) جَبَلٌ بِمَكَّةَ وَ (الثُّبُورُ) الْهَلَاكُ وَالْخُسْرَانُ أَيْضًا. 

ثبر


ثَبَرَ(n. ac. ثُبُوْر)
a. Perished, was lost
b. Destroyed, cursed.
c.
(n. ac.
ثَبْر), Restrained, hindered, prevented, frustrated.
d. [Bi], Confined, limited, restricted to.
ثَبَّرَ
a. [Bi]
see I (d)
ثَاْبَرَ
a. ['Ala], Was assiduous, persevering in.
ثَبْرَةa. Plain, moor.

ثِبَاْرa. Assiduity, application.

ثُبُوْرa. Destruction, perdition; calamity.
(ثبر)
فلَان ثبرا وثبورا هلك وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تدعوا الْيَوْم ثبورا وَاحِدًا وَادعوا ثبورا كثيرا} وَالشَّيْء أهلكه وَفُلَانًا خيبه وطرده وَعَن الشَّيْء حَبسه عَنهُ فَهُوَ مثبور وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِنِّي لأظنك يَا فِرْعَوْن مثبورا} وَالْبَحْر جزر
ثبر
الثُّبُور: الهلاك والفساد، المُثَابِر على الإتيان، أي: المواظب، من قولهم: ثَابَرْتُ. قال تعالى:
دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً [الفرقان/ 13- 14] ، وقوله تعالى: وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً
[الإسراء/ 102] ، قال ابن عباس رضي الله عنه: يعني ناقص العقل . ونقصان العقل أعظم هلك. وثبير جبل بمكة.
ث ب ر : ثَبِيرٌ جَبَلٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَمِنًى وَيُرَى مِنْ مِنًى وَهُوَ عَلَى يَمِينِ الدَّاخِلِ مِنْهَا إلَى مَكَّةَ وَثَبَرْتُ زَيْدًا بِالشَّيْءِ ثَبْرًا مِنْ بَابِ قَتَلَ حَبَسْتُهُ عَلَيْهِ وَمِنْهُ اُشْتُقَّتْ الْمُثَابَرَةُ وَهِيَ الْمُوَاظَبَةُ عَلَى الشَّيْءِ وَالْمُلَازَمَةُ لَهُ وَثَبَرَ اللَّهُ تَعَالَى الْكَافِرَ ثُبُورًا مِنْ بَابِ قَعَدَ أَهْلَكَهُ وَثَبَرَ هُوَ ثُبُورًا يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى. 
ث ب ر

ثابر على الأمر مثابرة: داوم عليه. وهو مثابر على التعلم: مواظب. وثبره الله: أهلكه هلاكاً دائماُ لا ينتعش بعده، ومن ثم يدعو أهل النار: واثبوراه. وما ثبرك عن حاجتك: ما ثبطك؟ وهذا مثبر فلانة: لمكان ولادتها، حيث يثبرها النفاس. وهذا مثبر الناقة: لمنتجها. قال الطرماح:

بجاوية لم تستدر حول مثبر ... ولم يتخون درها ضب آفن

يعني لم تلد ولم تحلب. ويقال: لا أفعل ورب الأثبرة الغبر، وهو جمع ثبير وهي أربعة.
[ثبر] المثابرة على الشئ: المواظبة عليه. وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُهُ بالضم ثَبْراً، أي حَبَسَهُ. يقال: ما ثَبَرَكَ عن حاجتك؟ والثَبْرَةُ: الأرض السهلة. يقال: بلغت النَخْلةَ إلى ثَبْرَةٍ من الأرض. والثَبْرَةُ أيضا: حفرة من الارض. وثبرة أيضا: اسم موضع. وثبير: جبل بمكة. يقال: " أشرق ثبير، كيما نغير ". والثبور: الهلاك والخسران أيضاً. قال الكميت: ورأت قُضاعة في الأَيا * مِنْ رأْي مَثْبورٍ وثابِرْ. - أي مخسور وخاسر. يعني في انتسابها إلى اليمن. والمثبر، مثال المجلس: الموضع الذى تلد فيه المرأةُ من الأرض، وكذلك حيث تضع الناقة. وربما قيل لمجلس الرجل مثبر.
(ثبر) - في حَدِيث أبِي مُوسَى: "أَتدْرِي ما ثَبَر النَّاسَ".
: أي ما الّذِي صَدَّهم ومَنَعَهم عن طَاعةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، وأَصلُه من الثُّبْرَةِ، وهي أرض حِجارَتُها كحِجارَةِ الحَرَّة إلَّا أَنَّها بِيضٌ.
وقيل: هو شَيْء بَيْن ظَهْرَانَي الأرضِ أَبيضُ كالنُّورة ، فإذا بَلَغَهُ عِرقُ النَّخْلة وقَفَ ولم يَنفُذ. فيَقُولُون عند ذلك: بَلَغَت النَّخلةُ الثُّبرةَ فضَعُفَت.
وقيل: هو مُجْتَمع المَاءِ ومَناقِعُه في القِيعان والسُّهولة. والمَثْبورُ: المَحْبُوس. وقيل: المَلْعُون. يقال: اثَبأْرَرْت عن الأَمرِ: تَثَاقلْت عنه واحْتَبَسْت.
[ثبر] فيه: أعوذ من دعوة "الثبور" هو الهلاك، ثبر يثبر ثبوراً. وح: من "ثابر" على ثنتي عشرة ركعة من السنة، المثابرة الحرص على الفعل والقول وملازمتهما. وفيه: أتدري ما "ثبر" الناس أي ما الذي صدهم ومنعهم من طاعة الله، وقيل: ما بطأ بهم عنهما، والثبر الحبس. وفيه: فإذا هي أي قرحة معاوية قد "ثبرت" أي انفتحت، والثبرة النقرة في الشيء. وفي ح حكيم: أنه ولد في الكعبة وحمل في نطع وأخذ ما تحت "مثبر" أمه فغسل عند حوض زمزم، المثبر مسقط الولد. و"ثبير" جبل بمكة واسم ماء في ديار مزينة. ك: اشرق ثبير، بفتح مثلثة وكسر موحدة منادى أي ليطلع عليك الشمس كي نفيض وكانوا لا يفيضون إلا بعد ظهور نور الشمس على الجبال فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فأفاض قبل الطلوع، وهو جبل عظيم بمزدلفة يسار الذاهب إلى منى وبمكة خمسة جبال تسمى "ثبير".
ثبر: الثَّبْرَةُ: أرْضٌ حِجَارَتُها كحِجَارَةِ الحَرَّةِ إلاَّ أنَّها بِيْضٌ. والنُّقْرَةُ في الجَبَلِ، وهي الثَّبْرَاءُ أيضاً. وهي أيضاً: مَنَاقِعُ الماءِ في القِيْعَانِ والسُّهُوْلِ، وجَمْعُها ثَبْرَاتٌ وثِبَارٌ، وهي الثُّبْرَةُ أيضاً بمَنْزِلَةِ الحُفْرَةِ والنُّقْرَةِ في الجَبَلِ، ثَبَرْتُه ثَبْراً: حَبَسْته، وما ثَبَرَكَ عَنّي: أي ما حَبَسَكَ.
والمَثْبُوْرُ: المَمْنُوْعُ من الخَيْرِ، وقيل: هو المَلْعُوْنُ. والمُثَبَّرُ: المَحْدُوْدُ المَحْرُوْمُ، وثَبَّرْتُه عن كذا: عَوَّقْته عنه.
واثْبَارَرْتُ عن الأمْرِ: تَثَاقَلْت عنه.
والثُّبُوْرُ: الهَلاَكُ، ثَبَرَهُ اللهُ، وثَبَرَ الرَّجُلُ: إذا هَلَكَ.
وامْرَأَةٌ ثَبْرى: عَبْرى.
وأمْرٌ مَثْبُوْرٌ: عُوّارٌ.
والمُثَابِرُ: المُدَاوِمُ، وثابَرَ على أمْرِه.
وثَبِرَتِ القَرْحَةُ: انْفَتَحَتْ.
والتَّثَبُّرُ: الزَّحِيْرُ.
والمَثْبِرُ: مَنْتِجُ النّاقَةِ. ومَثْبِرُ الجَزُوْرِ: مَنْحَرُها. ودُفْعَةٌ من الدَّمِ يَخْرُجُ على إثْرِ الوَلَدِ.
والثّابِرَةُ: الزّاحِرَةُ.
وثُبْرَةٌ من حِنْطَةٍ: أي صُبْرَةٌ.
وثَبِيْرٌ: جَبَلٌ. ويقولون: لا أفْعَلُ ورَبِّ أثْبِرَةِ الغُبْرِ: جَمْعُ ثَبِيْرَ ولم يَصْرِفْهُ، وهي أرْبَعَةُ أَثْبِرَةٍ؛ منها: ثَبِيْرُ غَيْنَاءَ. وقيل: " أشْرِقْ ثَبِيْرُ كَيْما نُغِيْرَ ".
والثَّبْرَاءُ: اسْمُ شَجَرٍ، وقيل: جَبَل.
ثبر
ثبَرَ1 يَثبُر، ثُبُورًا، فهو ثابر
• ثبَر المرءُ: هلك " {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا}: هلاكًا". 

ثبَرَ2 يَثبُر، ثَبْرًا، فهو ثابِر، والمفعول مَثْبور
• ثبَر فلانًا: خيَّبه ولعنه، وصرفه عن الحقّ " {وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} ". 

ثابرَ على يثابر، مُثابرةً، فهو مُثابِر، والمفعول مُثابَر عليه
• ثابر على الأمر: واظب عليه وداوم "ثابر على الدرس- ثابر على العمل بكلِّ نشاطٍ وهمَّة". 

ثَبْر [مفرد]: مصدر ثبَرَ2. 

ثُبور [مفرد]: مصدر ثبَرَ1 ° نادى بالويل والثُّبور: هدّد بالشرِّ والهلاك. 

مثبور [مفرد]:
1 - اسم مفعول من ثبَرَ2.
2 - مخبول لا عقل له " {وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} ".
3 - مسحور " {وَإِنِّي لأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} ". 
[ث ب ر] ثَبَرَه يَثْبُرُه ثَبْرًا وثَبْرَةً كلاهما حَبَسَه قالَ

(بنَعْمانَ لَمْ يُخْلَقْ ضَعِيفًا مُثَبَّرَا ... )

وثَبَرَه عَن الأَمْرِ يَثْبُرُه صَرَفَه وثابَر عَلَى الشَّيْءِ واظَبَ والثُّبُورُ الهَلاكُ والوَيْلُ وثَبَرَه اللهُ أَهْلَكَه إِهْلاكًا لا يَنْتَعِشُ بَعْدَه فمِنْ هُنالِكَ يَدْعُو أَهْلُ النّارِ واثُبُوراه فيُقالُ لَهُم {لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا} الفرقان 14 وثَبَرَ البَحْرُ جَزَرَ وتَثابَرَت الرِّجالُ في الحَرْب تَواثَبَتْ والمَثْبِرُ المَوْضِعُ الذي تَلِدُ فيه المَرْأَةُ وتَضَعُ النّاقَةُ من الأَرْض وليسَ له فِعْلٌ أُرَى أَنّما هُو من باب المَخْدَعِ وفي الحَدِيث أَنَّهُم وَجَدُوا الناقَةَ المُنْتَجةَ تَفْحَصُ في مَثْبِرِها وثَبِرَت القَرْحَةُ انْفتَحَتْ وفي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ أَنّ أَبا بُرْدَةَ قالَ نَظَرْتُ إِلى قَرْحَتِه فإِذا هي قد ثَبِرَتْ التَّفْسِيرُ للهَرَوِيِّ في الغَرِيبَينِ حكاهُ عن ابنِ قُتَيْبَةَ والثَّبْرَةُ تُرابٌ شَبِيه بالنُّورَةِ يكونُ بين ظَهْرَي الأَرْضِ فإِذا بَلَغَ عِرْقُ النَّخْلةِ إِليه وَقَفَ يُقال لَقِيَتْ عُرُوقُ النَّخْلَةِ ثَبْرَةً فرَدَّتْها وقولُه أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَيْدٍ

(أَيّ فَتًى غادَرْتُم بثَبْرَرَهْ ... )

إِنّما أَرادَ بثَيْرَةَ فزادَ راءً ثانيةً للوَزْنِ والثَّبْرَةُ أَرْضٌ رِخْوَةٌ ذاتُ حِجارَةٍ بيضٍ وقال أَبو حَنِيفَة هي حِجارةٌ بيضٌ تُقَوَّمُ ويُبْنَى بِها ولم يَقُلْ إِنَّها أرضٌ ذاتُ حِجارَةٍ والثَّبْرَةُ نُقْرَةٌ تكونُ في الجَبَلِ تُمْسِكُ الماءَ يَصْفُو فيها كالصِّهْرِيج إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَجَ فِيها عن غُثائِه وصَفَا قال أَبُو ذُؤَيْبٍ

(فشَجَّ بِها ثَبَراتِ الرِّــصافِ ... حَتَّى تَزَيَّل رَنْقَ الكَدَرْ)

وثَبْرَةُ موضعٌ وقولُ أَبِي ذُؤَيْبٍ

(فأَعْشَيْتُه من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَةً ... بسَهْمٍ كسَيْرِ الثّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ) قِيلَ هو مَنْسُوبٌ إِلى أَرْضٍ أَو حَيٍّ ورُوِي التّابِرِيَّة بالتاء وثَبِيرٌ جَبَلٌ بمَكَّةَ وهي أَرْبَعَةُ أَثْبِرَةٍ ثَبِيرُ غَيْناء وثَبِيرُ الأَعْرَج وثَبِيرُ الأَحْدَبِ وثَبِيرُ حِراءَ ويَثْبِرَةُ اسمُ أَرْضٍٍ قالَ الرّاعِي

(أَوْ رَعْلَة مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها ... عن ماءِ يَثْبِرَةَ الشُّبّاكُ والرَّصَدُ)

ثبر

1 ثَبَرَهُ, (M, TA,) aor. ـِ (M,) or ـُ (TA,) inf. n. ثَبْرٌ, (M, K,) He confined him; or restrained, withheld, hindered, or prevented, him; (M, K;) as also ↓ ثبّرهُ, (M,) inf. n. تَثْبِيرٌ. (K.) You say, ثَبَرَهُ بِالشَّىْءِ, aor. ـُ inf. n. as above, He confined, restricted, or limited, him (a man) to the thing. (Msb.) And ثَبَرَهُ عَنْهُ, (T, S, M,) aor. ـِ (T,) or ـُ (S, M,) inf. n. as above; (S, K;) and ↓ ثبّرهُ; (IAar, TA;) He, or it, restrained, withheld, hindered, or prevented, him from it; (IAar, T, S, K;) turned him away, or back, from it, (Az, IAar, T, M, K.) And مَا ثَبَرَكَ عَنْ حَاجَتِكَ What restrained, withhold, hindered, or prevented, thee, (T, * S, A,) or retarded thee, (A,) or diverted thee, (T, A,) from [accomplishing, or attaining,] thy want? (S, A.) And النَّاسِ ↓ مَا ثَبَّرَ What hath turned the people away, or back, and withheld, or prevented, them, from obeying God? or what hath retarded them therefrom? (TA from a trad.) b2: Also, (TK,) inf. n. as above, (K,) He denied him, or refused him, or prohibited him from attaining, or debarred him from, what he desired or sought; he disappointed him, or caused him to fail of attaining his desire; rendered him unsuccessful; disappointed, or frustrated, his desire, or hope. (K.) b3: He drove him away, expelled him, or banished him. (K.) b4: He cursed him. (K.) b5: Also, (M, A, Msb,) aor. ـُ (Msb,) inf. n. ثُبُورٌ, (Msb, K,) He (God, M, A, Msb) destroyed him (M, A, Msb, K *) with a destruction from which he should not rise again. (M, A.) A2: ثَبَرَ, aor. ـُ (Msb,) inf. n. ثُبُورٌ, (S, Msb, K,) He perished: (S, Msb, K:) he suffered loss; erred, or went astray; or became lost. (S.) [See also ثُبُورٌ below.] b2: Also, (M,) inf. n. ثَبْرٌ, (K,) It (the sea) ebbed. (M, K.) 2 ثَبَّرَ see 1, in three places.3 ثابر عَلَيْهِ, (T, M, A, K, *) inf. n. مُثَابَرَةٌ, (T, S, A, Mgh, Msb,) He kept, attended, or applied himself, constantly, perseveringly, or assiduously, to it, (T, S, M, A, Mgh, Msb, K, *) namely, a thing, (S, M, Msb,) or an affair, (TA,) as, for instance, learning: (A:) he was eager to say it, or to do it, and kept to it constantly, perseveringly, or assiduously. (IAth.) 6 تَثَابَرَا, (K,) or تَثَابَرَتِ الرِّجَالُ, (M,) They two, (K,) or the men, (M,) leaped, or sprang, (M, K,) each upon, or at, the other, (K,) or one upon, or at, another, in war, or fight. (M.) 11 اِثْبَارَرْتُ عَنْهُ I was heavy, or sluggish, and held back from it. (K.) ثُبُورٌ Perdition: (Katádeh, T, S, M, K:) loss; a going astray; or becoming lost: (S:) woe: (Katádeh, T, M, K:) destruction (M, A, K) from which there is no rising again. (M, A.) Hence it is said that the people of Hell will call out, وَاثُبُورَاهْ Alas for destruction from which there is no rising again! (M, A.) In the Kur xxv. 14 and 15, ثُبُورًا is in the accus. case as an inf. n., as though they said, ثَبَرْنَا ثُبُورًا; and, being an inf. n., it is used as a sing. and pl. (Fr, Zj, T.) ثَابِرٌ Suffering loss; erring, or going astray; or becoming lost, or perishing; syn. خَاسِرٌ: so in the saying of El-Kumeyt, مِنْ رَأْىBَ مَثْبُورٍ وَثَابِرْ وَرَأَتْ قُضَاعَةُ فِى الأَيَا And Kudá'ah, in asserting their relationship to El-Yemen, formed the opinion of one who is made to suffer loss, or to err, &c., and one who is suffering loss, or erring, &c.; مثبور here meaning مَخْسُور. (S.) مَثْبُورٌ, as used in the Kur xvii. 104, Overcome; withheld, or prevented, from attaining what is good: (Fr, T:) driven away; expelled; banished; outcast: punished; chastised: (IAar, T:) cursed; accursed: (Fr, IAar, T:) made to lose, or suffer loss; to err, or go astray; or to become lost, or to perish: so in the saying of El-Kumeyt cited above, voce ثَابِرٌ: (S:) in a state of destruction. (Mujáhid, T.)

ثبر: ثَبَرَهُ يَثْبُرُه ثَبْراً وثَبْرَةً، كلاهما: حَبَسَهُ؛ قال:

بنَعْمانَ لم يُخْلَقْ ضعيفاً مُثَبَّراً

وثَبَرَهُ على الأَمريَثْبُرُه: صرفه.

والمُثَابَرَةُ على الأَمر: المواظبة عليه. وفي الحديث: مَنْ ثابَرَ على

ثَنْتي عَشْرَةَ رَكْعَةً من السُّنَّةِ؛ المثابَرةُ: الحِرْصُ على

الفعل والقول وملازمتهما. وثابَرَ على الشيء: واظب.

أَبو زيد: ثَبَرْتُ فلاناً عن الشيء أَثْبُرُهُ رَدَدْتُه عنه. وفي حديث

أَبي موسى: أَتَدْرِي ما ثَبَرَ الناس؟ أَي ما الذي صدّهم ومنعهم من

طاعة الله، وقيل: ما أَبطأَ بهم عنها.

والتَّبْرُ: الحَبْسُ. وقوله تعالى: وإِنِّي لأَظُنُّكَ يا فِرْعَوْنُ

مَثْبُوراً؛ قال الفرّاء: أَي مغلوباً ممنوعاً من الخير؛ ابن الأَعرابي:

المثبور الملعون المطرود المعذب. وثَبَرَهُ عن كذا يَثْبُرُه، بالضم،

ثَبْراً أَي حبسه؛ والعرب تقول: ما ثَبَرَك عن هذا أَي ما منعك منه وما صرفك

عنه؟ وقال مجاهد: مَثْبُوراً أَي هالكاً. وقال قتادة في قوله: هُنالِكَ

ثُبوراً؛ قال: ويلاً وهلاكاً. ومَثَلُ العَرَبِ: إِلى أُمِّهِ يَأْوِي مَن

ثُبِرَ أَي من أُهْلِكَ. والتُّبُورُ: الهلاك والخسران والويل؛ قال

الكميت:

ورَأَتْ قُضاعَةُ، في الأَيا

مِنِ، رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ

أَي مخسور وخاسر، يعني في انتسابها إِلى اليمن. وفي حديث الدعاء: أَعوذ

بك من دَعْوَة الثُّبُورِ؛ هو الهلاك، وقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً.

وثَبَرَهُ الله: أَهلكه إِهلاكاً لا ينتعش، فمن هنالك يدعو أَهل النار:

واثُبُوراه فيقال لهم: لا تدْعوا اليوم ثُبُوراً واحداً وادْعُوا ثُبُوراً

كَثِيراً. قال الفرّاء: الثُّبُور مصدر ولذلك قال ثُبُوراً كَثىيراً لأَن

المصادر لا تجمع، أَلا ترى أَنك تقول قعدت قعوداً طويلاً وضربته ضرباً

كثيراً؟ قال: وكأَنهم دعوا بما فعلوا كما يقول الرجل: وَانَدامتَاهْ وقال

الزجاج في قوله: دعوا هنالك ثبوراً؛ بمعنى هلاكاً، ونصبه على المصدر

كأَنهم قالوا ثبرنا ثبوراً، ثم قال لهم: لا تدعوا اليوم ثبوراً، مصدر فهو

للقليل والكثير على لفظ واحد. وثَبَرَ البحرُ: جَزَرَ. وتَثَابَرَتِ

الرجالُ في الحرب: تواثبت.

والمَثْبِرُ، مثال المجلس: الموضعُ الذي تلد فيه المرأَةُ وتضع الناقةُ،

من الأَرض، وليس له فعل، قال ابن سيده: أُرى أَنما هو من باب المخْدَع.

وفي الحديث: أَنهم وجدوا الناقة المُنْتِجَةَ تفحص في مثبرها؛ وقال

نُصَير: مَثْبِرُ الناقة أَيضاً حيث تُعَضَّى وتُنْحَرُ؛ قال أَبو منصور: وهذا

صحيح ومن العرب مسموع، وربما قيل لمجلس الرجل: مَثْبِرٌ. وفي حديث حكيم

بن حزام: أَنَّ أُمه ولدته في الكعبة وأَنه حمل في نِطَعٍ وأُخذ ما تحت

مَثْبِرِها فغسل عند حوض زمزم؛ المَثْبِرُ: مَسْقَطُ الولد؛ قال ابن

الأَثير: وأَكثر ما يقال في الإِبل. وثَبِرَتِ القَرْحَةُ: انفتحت. وفي حديث

معاوية: أَن أَبا بُرْدَةَ قال: دخلت عليه حين أَصابته قَرْحَةٌ، فقال:

هَلُمَّ يا ابن أَخي فانظر، قال: فنظرت فإِذا هي قد ثَبِرَتْ ، فقلت: ليس

عليك بأْس يا أَمير المؤْمنين؛ ثَبِرَتْ أَي انفتحت.

والثَّبْرَةُ: تراب شبيه بالنُّورة يكون بين ظهري الأَرض فإِذا بلغ

عِرْقُ النخلة إِليه وقف. يقال: لقيتْ عروقُ النخلة ثَبْرَةً فَرَدَّتها؛

وقوله أَنشده ابن دريد:

أَيُّ فَتًى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ

إِنما أَراد بثبرة فزاد راء ثانية للوزن. والثِّبْرَةُ: أَرضٌ رِخْوَةٌ

ذات حجارة بيض، وقال أَبو حنيفة: هي حجارة بيض تقوَّم ويبنى بها، ولم يقل

إِنها أَرض ذات حجارة. والثَّبْرَةُ: الأَرض السهلة؛ يقال: بالغت النخلة

إِلى ثَبْرَةٍ من الأَرض. والثَّبْرَةُ: الحفرة في الأَرض.

والثَّبْرَةُ: النقرة تكون في الجبل تمسك الماء يصفو فيها كالصِّهْرِيجِ، إِذا دخلها

الماء خرج فيها عن غُثائه وصفا؛ قال أَبو ذؤيب:

فَثَجَّ بها ثَبَراتِ الرَّصا

فِ، حَتَّى تَزَيَّلَ رَنْقُ الكَدَرْ

(* قوله: «حتى تزيل رنق الكدر» كذا بالأَصل وفي شرح القاموس حتى تفرق

رنق المدر).

أَراد بالقبرات نِقَاراً يجتمع فيها الماء من السماءِ فيصفو فيها.

التهذيب: والثَّبْرَةُ النُّقْرَةُ في الشيء والهَزْمَةُ؛ ومنه قيل للنقرة في

الجبل يكون فيها الماء: ثَبْرَةٌ. ويقال: هو على صِيرِ أَمْرٍ وثِبَارِ

أَمر بمعنى واحد.

(* قوله: «بمعنى واحد» أَي على إِشراف من قضائه كما في

القاموس). وثَبَّرَةُ: موضع، وقول أَبي ذؤيب:

فَأَعْشَيْتُه، من بَعْدِ ما راثَ عِشْيَهُ،

بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ

قيل: هو منسوب إِلى أَرض أَو حيّ، وروي التابرية، بالتاء.

وثَبِيرٌ: جبل بمكة. ويقال: أَشْرِقْ ثَبير كيما نُغِير، وهي أَربعةُ

أَثْبِرَةٍ: ثَبِيرُ غَيناء، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ،

وثَبِيرُ حِراء. وفي الحديث ذكر ثبير؛ قال ابن الأَثير: وهو الجبل المعروف

عند مكة، وهو أَيضاً اسم ماء في ديار مزينة أَقطعه النبي، صلى الله عليه

وسلم، شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ. ويَثْبِرَةُ: اسم أَرض؛ قال الراعي:

أَوْ رَعْلَةٍ مِنْ قَطَا فَيْحانَ حَلأَها،

عَنْ ماء يَثْبِرَةَ، الشُّبَّاكُ والرَّصدُ

ثبر
: (الثَّبْرُ: الحَبْسُ، التَّثْبِير) ثَبَرَه يَثْبُرُهُ ثَبْراً، وثَبَّرَه كِلَاهُمَا حَبَسَه، قَالَ:
بنعْمانَ لم يُخْلَقْ ضَعِيفاً مُثَبَّرَا
(و) الثَّبْرُ: (المَنْعُ والصَّرْفُ عَن الأَمْرِ) . وَفِي حديثِ أَبي مُوسَى: ((أَتَدْرِي) مَا ثَبَرَ النَّاس؟) أَي مَا الَّذِي صَدَّهم ومَنَعهم مِن طاعَةِ اللهِ؟ وَقيل: مَا بَطُؤَ بهم عَنْهَا؟ . وَقل أَبو زيد: ثبَرْتُ فلَانا عَن الشَّيْءِ أَثْبُرُهُ: رَدَدْتُه عَنهُ. وقولُه تعالَى: {وَإِنّى لاظُنُّكَ يافِرْعَونُ مَثْبُورًا} (الْإِسْرَاء: 102) قَالَ الفَرَّاءُ: أَي مَغْلُوبًا مَمْنُوعًا عَن الْخَيْر. وَعَن ابْن الأَعرابيِّ: والعربُ تقولُ: مَا ثَبَرَكَ عنْ هاذا؟ أَي مَا مَنَعَكَ مِنْهُ؟ مَا صَرَفَك عَنهُ؟
(و) الثَّبْرُ: (التَّخْيِيبُ واللَّعْنُ والطَّرْدُ) .
وفال ابْن الأَعْرَابِيِّ: المَثْبُورُ: المَلْعُونُ المَطْرُودُ المُعَذَّبُ، وَقَالَ الكُمَيْت:
ورَأَتْ قُضاعَةُ فِي الأَيَا
مِنِ رَأْيَ مَثْبُورٍ وثابِرْ
أعي مَخْسُورٍ وخاسِر، يَعْنِي فِي انتسابِها إِلى اليَمَن.
(و) الثَّبْرُ؛ (جَزْرُ البَحْرِ) ، عَن الصُّغانيّ.
(والثُّبُورُ) ، بالضمّ: (الهلاكُ) والخُسْرَانُ. قَالَ مُجاهد: مَثْبُوراً، أَي هالِكاً. وَفِي حَدِيث الدُّعاءِ: (أَعُوذُ بكَ مِن دَعْوَةِ الثُّبُورِ) هُوَ الهَلاكُ. وَقَالَ الزَّجّاج فِي قَوْله تَعَالَى: {دَعَوْاْ هُنَالِكَ ثُبُوراً} (الْفرْقَان: 13) بمعنَى: هَلاكاً، ونَصْبُه على المَصْدَرِ، كأَنهم قَالُوا: ثَبَرْنا ثُبُوراً، ثمَّ قَالَ لَهُم: (لَا تَدْعُوا اليومَ ثُبُوراً) ، مَصْدَرٌ، فَهُوَ للقليل والكثيرِ على لفظٍ واحدٍ.
(و) الثُّبُورُ: (الوَيْلُ والإِهلاكُ) ، وَبِه فَسَّرَ قَتَادةُ الآيَةَ، وَقَالَ: ومَثَلٌ للعَرَب (إِلى أُمّه يَأْوِي مَن ثُبِرَ) ؛ أَي مَن أُهْلِكَ. وَقد ثَبَرَ يَثْبُرُ ثُبُوراً، وثَبَرَه اللهُ: أَهْلَكَه إِهلاكاً لَا يَنْتَعِشُ (بعده) ؛ فَمِنْ هنالِكَ يَدْو أَهلُ النارِ: واثُبُوراه.
(وثابَرَ) على الأَمْرِ: (وَاظَبَ) ودَاوَمَ، وَهُوَ مُثَابِرٌ على التَّعَلّمِ. وَفِي الحَدِيث: (مَن ثابَرَ على ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَة مِن السُّنَّة) قَالَ ابْن الأَثِير: المُثَابَرَةُ: الحِرْصُ على القَوْل والفِعْل، ومُلازَمَتْهما.
(وتَثابَرَا) فِي الحَرْب:.
(والثَّبْرَةُ) بفتحٍ فسكونٍ: (الأَرضُ السَّهْلَةُ) ، وَقيل: أرضٌ ذاتُ حجارةٍ بِيضٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هِيَ حجارةٌ بِيضٌ تُقَوَّمُ ويُبْنَى بهَا، وَلم يَقُلْ: إِنّها أَرضٌ ذاتُ حجارةٍ.
(و) الثَّبْرَةُ: (تُرَابٌ شَبِيهٌ بالنُّورَةِ) يكونُ بَين ظَهْرَي الأَرضِ، فإِذا بَلَغَ عِرْقُ النَّخْلَةِ إِليه وَقَفَ. يُقال: لَقيَتْ عُرُوقُ النَّخْلَةِ ثَبْرَةً فَرَدَّتْها (و) الثَّبْرَةُ: (الحُفْرَةُ: فِي الأَرضِ) يَجتمعُ فِيهَا الماءُ.
(وثَبْرَةُ: وادٍ بدِيَارِ ضَبَّةَ) ، وَقيل: فِي أَرضِ بني تَمِيم، قريبٌ مِن طُوَيْلع، لبني مَنافِ بنِ دارِم، أَو لبني مالِكِ بنِ حَنْظلةَ، على طَرِيق الحاجِّ، إِذا أَخَذُوا على المُنْكَدِرِ.
(و) الثُّبْرَةُ (بالضمّ: الصُّبْرَةُ) ، لَثْغَة. (و) تَقول: لَا أَفْعَلُ وربِّ الأَثْبِرَةِ الغُبْرِ، وَهُوَ جَمْعُ ثَبِير، و (ثَبِيرُ الأَثْبِرَةِ) قيل: هُوَ أَعظمُها (و) ثَبِيرُ (الخَضْراءِ، و) ثَبِيرُ (النِّصْعِ) بالكَسْر، كأَنَّه لبَياضٍ فِيهِ، وَهُوَ جبلُ المُزْدَلِفَةِ، (و) ثَبِيرُ (الزِّنْج) قيل: سُمِّيَ بِهِ؛ لأَنّ الزِّنج كَانُوا يَجْتَمعُونَ عِنْده لِلَهْوِهم ولَعِبِهم، (و) ثَبيرُ (الأُعْرَجِ) ، هاكذا فِي النُّسَخ، وَفِي بعض الأُصول: الأَعْوَج، (و) ثَبِيرُ (الأَحْدَبِ) ، قيل: هُوَ المرادُ فِي الأَحَادِيثِ، المُخْتَلَفُ فِيهِ: هَل هُوَ عَن يَمِين الخارِجِ إِلى عَرَفةَ فِي أَثناءِ مِنىً أَو عني سارِه؟ وَفِيه ورد: (أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ) ، (و) ثَبِيرُ (غَيْنَاءَ) بالغَيْن المُعْجَمة، وَهِي قُلَّةٌ على رَأْسِه: (جِبالٌ بظاهِرِ مكةَ) ، شَرَّفَها اللهُ تعالَى، أَي خارِجاً عَنْهَا وقولُ ابنِ الأَثِيرِ وغيرِه: بمكَّةَ، إِنّمَا هُوَ تَجَوُّزٌ، أَي بقُرْبِها.
قَالَ شيخُنَا: ذَكَرُوا أَن ثَبِيراً كَانَ رجلا مِن هُذَيْل، مَاتَ فِي ذالك الجَبَل، فعُرِفَ بِهِ، قيل: كَانَ فِيهِ سُوقٌ من أَسواقِ الجاهليّة كعُكَاظ، وَهُوَ على يَمِين الذاهِبِ إِلى عَرَفَةَ، فِي قَول النَّوَوِيِّ، وَهُوَ الَّذِي جَزَمَ بِهِ عِياضٌ فِي المَشَارِقِ، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قرقول فِي المَطَالع، وغيرُهما، أَو على يَسارِه كَمَا ذَهَب إِليه المُحِبُّ الطَّبَرِيُّ ومَن وافَقَه، وانْتَقَدُوه، وصَوَّبُوا الأَوَّلَ، حَتَّى ادَّعَى أَقوامٌ أَنّهُمَا ثَبِيرَانِ: أَحدُهما عَن اليَمِين، والآخَرُ عَن اليَسَارِ، واستَبْعَدُوه.
وَفِي المَراصِد والأَساس: الأَثْبِرَةُ: أَربعةٌ.
قلتُ: وَقد عَدَّهم صاحبُ اللِّسان هاكذا: ثَبِيرُ غَيْنَاءَ، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ، وثَبِيرُ حِرَاءَ، وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ البكريُّ: وإِذا ثُنِّيَ ثَبِيرٌ أُرِيدَ بهما ثَبِيرٌ وحِرَاءٌ. وَقَالَ أَبو سعيدٍ السُّكَّرِيُّ فِي شرح ديوانِ هُذَيْلٍ فِي تفسيرِ قَول أَبي جُنْدَب:
لقد عَلِمَتْ هُذَيْلٌ أَنّ جَارِي
لَدَى أَطْرافِ غَيْنَا مِن ثَبِيرِ
قَالَ: غَيْنَا: غَيْضَةٌ كثيرةُ الشَّجَرِ. (وثَبِيرٌ: ماءَةٌ بدِيارِ مُزَيْنَةَ، أَقْطَعَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ) تعالَى (عليْه وسلَّم شَرِيسَ بنع ضَمْرَةَ) المُزَنِيَّ، حِين وَفَدَ عَلَيْهِ، وسَأَلَه ذَلِك (وسَمَّاه شُرَيْحاً) ، وَهُوَ أَوّلُ مَن قَدِمَ بِصَدَقاتِ مُزَيْنَةَ.
(والمَثْبِرُ، كمَنْزِلٍ: المجْلِسُ) ، وَهُوَ مستعارٌ مِن مَثْبِرِ النَّاقَةِ (و) المَثْبِرُ: (المَقْطَعُ والمَفْصِلُ.
(و) المَثْبِرُ؛ (المَوْضِعُ) الَّذِي (تَلِدُ فِيهِ المرأَةُ) ، وَفِي حديثِ حَكِيم بنِ حِزَام: أَنَّ أُمَّه وَلَدَتْه فِي الكَعْبَة، وأَنّه حُمِلَ فِي نِطْع، وأُخِذَ مَا تَحت مَثْبِرِها، فغُسِل عِنْد حَوْضِ زَمْزَمَ. المَثْبِرُ: مَسْقَطُ الوَلَدِ، (أَو) تَضَعُ (النّاقَةُ) مِن الأَرضِ، وَلَيْسَ لَهُ فِعْلٌ. قَالَ ابْن سِيدَه أُرَى أَنْما هُوَ من بَاب المخْدَعِ. وَفِي الحَدِيث: (أَنَّهُم وجدوا النّاقَةَ المُنتِجَةَ تَفْحَصُ فِي مَثْبِرِهَا) .
(و) المَثْبِرُ أَيضاً: (مَجُزَرُ الجَزُورِ) وَفِي بعض النُّسَخ: ويُجْزَرُ فِيهِ الجَزُورُ. قَالَ نُصَيْرٌ: مَثْبِرُ النّاقةِ أَيضاً حَيْثُ تُنْحَرُ. قَالَ أَبو مَنْصُور: وهاذا صَحِيحٌ، ومِن العَرَب مسموعٌ، ورُبَّمَا قِيل لِمَجْلِسِ الرَّجلِ: مَثْبِرٌ. وَقَالَ ابنُ الأَثِير: وأَكثرُ مَا يُقَال فِي الإِبل.
(وثَبِرَتِ القَرْحَةُ، كفَرِحَ: انْفَتَحَتْ) ونَفِجَتْ، وسالَتْ مِدَّتُهَا. وَفِي حَدِيث مُعَاوِيَةَ: (أَنّ أَبا بُرْدَةَ قَالَ: دَخلتُ عَلَيْهِ حِينَ أَصابَتْه قَرْحَةٌ، فَقَالَ: هَلُمَّ يَا ابنَ أَخِي فانْظُرْ، قَالَ: فنظرتُ فإِذا هِيَ قد ثَبِرَتْ، فقلتُ: لَيْسَ عليكَ بَأْسٌ يَا أَميرَ الْمُؤمنِينَ) .
(واثْبارَرْتُ عَنهُ: تَثَاقَلْتُ) ، وَكَذَا ابْجَارَرْتُ، وَقد تقدَّم، كَذَا فِي نَوادِر الأَعراب.
(و) يُقَال: (هُوَ عَلَى) صِيرِ أَمْرٍ، و (ثِبَارِ أَمْرٍ، ككِتَابٍ) ، أَي (على إِشْرَافٍ مِن قَضَائِه) .
وممّا يُستدرَك عَلَيْهِ:
الثَّبْرَةُ: النُّقْرَةُ تكونُ فِي الجَبَل تُمْسِكُ الماءَ، يَصْفُو فِيهَا كالصِّهْرِيج، إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَجَ فِيهَا عَن غُثائِه وصَفَا، قَالَ أَبو ذُؤَيْب:
فَثَجَّ بهَا ثَبَرَاتِ الرِّصَا
فِحتَّى تَفَرَّقَ رَنْقُ المَدَرْ
وَفِي التَّهْذِيب: والثَّبْرَةُ: النُّقْرَةُ فِي الشَّيْءِ، والهَزْمَةُ، وَمِنْه قِيل للنُّقْرة فِي الجَبَل يكونُ فِيهَا الماءُ: ثَبْرَةٌ. وَفِي مُعْجَم أَبي عُبَيْد: ثُبْرُ بالضمّ أَبارِقَ: مِن بِلَاد نُمَيْر.
والثّابِريَّةُ، وَيُقَال: التّابِرِيَّةُ، بالفَوْقِيَّةِ فِي قَول أَبي ذُؤَيب:
فأَعْشَيْتُه مِن بَعْدِ مَا راثَ عِشْيُه
بِسَهْمٍ كَسَيْرِ الثّابِرِيَّةِ لَهْوَقِ
لم أَجِدْه فِي ديوانه. قيل: هُوَ منسوبٌ إِلى أَرضٍ أَو حَيَ. وثَبْرَرَةُ، فِيمَا أَنشدَه ابنُ دُرَيد:
أَيُّ فَتى غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ
قيل إِنما أَراد: بِثَبْرةَ، فَزَاد رَاء ثَانِيَة للوَزْنِ.
ويَثْبِرَةُ: إسمُ أَرضٍ، قَالَ الرّاعِي:
أَوْ رَعْلَةٍ مِن قَطَا فيْحانَ حَلَّأَهَا
عَنْ ماءٍ يَثْبِرَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ
هاكذا فِي اللِّسَان. وَالَّذِي فِي مُعجَم ياقُوت: يَثْرِبَةُ، وأَنشدَ قَول الرَّاعِي، فلْيُنْظَرْ.
وثِبَارٌ، ككِتَابٍ: موضعٌ على ستّةِ أَميالٍ مِن خَيْبَرَ، هُنَالك قَتَلَ عبدُ اللهِ بنُ أُنيسٍ أُسَيْر بنَ رازمٍ اليهوديَّ، وذَكَرَه الواقِدِيُّ بطُولِه، وَقيل بِفَتْح الثّاءِ، وَلَيْسَ بشيْءٍ.
والمُثَبَّرُ، كمُعَظَّم: المَحْدُودُ، والمَحْرُومُ.
وامرأَةٌ ثَبْرَى، كسَكْرَى، أَي غَيْرَى.
وثَبِرَ، كفَرِحَ: هَلَكَ، لغةٌ فِي تَبِرَ بالتّاءِ، نقلَه الصّغانيُّ.

البان

(البان) (انْظُر ب ون)
(البان) ضرب من الشّجر سبط القوام لين ورقه كورق الصفــصاف وَيُشبه بِهِ الحسان فِي الطول واللين واحدته (بتاء)

رَشَقَ 

(رَشَقَ) الرَّاءُ وَالشِّينُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ رَمْيُ الشَّيْءِ بِسَهْمٍ وَمَا أَشْبَهَهُ فِي خِفَّةٍ. فَالرَّشْقُ مَصْدَرُ رَشَقَهُ بِسَهْمٍ رَشْقًا. وَالرِّشْقُ: الْوَجْهُ مِنَ الرَّمْيِ، إِذَا رَمَى الْقَوْمُ جَمِيعُهُمْ قَالُوا: رَمَيْنَا رِشْقًا. قَالَ أَبُو زُبَيْدٍ:

كُلَّ يَوْمٍ تَرْمِيهِ مِنْهَا بِرِشْقٍ ... فَمُصِيبٌ أَوْــصَافَ غَيْرَ بَعِيدِ

وَمِنَ الْبَابِ قَوْلُهُمْ: أَرْشَقْتُ، إِذَا حَدَّدْتَ النَّظَرَ. قَالَ الْقَطَامِيُّ:

وَتَرُوعُنِي مُقَلُ الصُِّوَارِ الْمُرْشِقِ

وَيُقَالُ رَشَقَهُ بِالْكَلَامِ. وَمِنَ الْبَابِ القُ: الْخَفِيفُ الْجِسْمِ، كَأَنَّهُ شُبِّهَ بِالسَّهْمِ الَّذِي يُرْشَقُ بِهِ. وَمِنْهُ أَرْشَقَتِ الظَّبْيَةُ: مَدَّتْ عُنُقَهَا لِتَنْظُرَ.

ومض

ومض:
ومض: توماض: وردت في الشعر عند (الطبري - رايت).
(ومض) الْبَرْق (يمض) ومضا ووميضا وومضانا لمع خَفِيفا وَظهر فَهُوَ وامض وَهِي وامضة
و م ض : أَوْمَضَ الْبَرْقُ إيمَاضًا لَمَعَ لَمَعَانًا خَفِيفًا وَفِي لُغَةٍ وَمَضَ مِنْ بَابِ وَعَدَ. 
(ومض) - في صفةِ السّحاب: "أَخَفْوًا أمْ وَمِيضاً"
الومِيضُ: أن يَلمعَ ثم يَسكُن؛ ومنه أَوْمَضَ: أَى أَوْمَأَ. 
[ومض] نه: فيه: هلا "أومضت" إليّ يا رسول الله! أي هلا أشرت إليّ إشارة خفية، أومض البرق وومضضًا - إذا لمع لمعًا خفيًا. ومنه: إنه سأل عن البزق: أخفوا أم "وميضًا".
ومض
الوَمْضُ والوَمِيْضُ: لَمَعانُ البَرْقِ، وَمَضَ البَرْقُ وأوْمَضَ. وأوْمَضَتْ فلانةُ بعَيْنِها: إذا بَرقَتْ؛ تُوْمِضُ إيْمَاضاً. والوَمَضَانُ: وَمِيْضُ البَرْقِ.
و م ض: (وَمَضَ) الْبَرْقُ لَمَعَ لَمَعًا خَفِيًّا وَلَمْ يَعْتَرِضْ فِي نَوَاحِي الْغَيْمِ، وَبَابُهُ وَعَدَ وَ (وَمِيضًا) أَيْضًا وَ (وَمَضَانًا) بِفَتْحِ الْمِيمِ، وَكَذَا (أَوْمَضَ) . 

ومض


وَمَضَ
a. [ يَمِضُ] (n. ac.
وَمْض
وَمِيْض
وَمَضَاْن), Flashed, shimmered.
أَوْمَضَa. see Ib. Glanced at.
c. Signed, signaled to.
d. [Ila], Laughed at.
وَمِيْضa. Flash, gleam; sheetlightning.
b. Gleaming.
c. Breaking (day).
N. Ag.
أَوْمَضَa. Appearing.

وَمْطَة
a. Exhaustion.

وَمْعَة
a. Wave, billow.
وَمْغَة
a. A long hair.
[ومض] وَمَضَ البرقُ يَمِضُ وَمْضاً ووَميضاً ووَمَضاناً، أي لمع لَمْعاً خفيفاً ولم يعترض في نواحي الغيم. قال امرؤ القيس: أصاحِ تَرى بَرْقاً أُريكَ وَميضَهُ * كَلَمْعِ اليدينِ في حِبيٍّ مُكَلَّلِ * وكذلك أومض البرق إيماضا. فأما إذا لمع واعترض في نواحى الغيم فهو الخفو، فإن استطال في وسط السماء وشق الغيم من غير أن يعترض يمينا وشمالا فهو العقيقة. ويقال أومضت المرأة، إذا سارقت النظر.
و م ض

ومض البرق ومضاً ووميضاً وومضاناً. قال الأشتر:

حمى الحديد عليهم فكأنه ... ومضان برقٍ أو شعاع شموس

وبرق وامض وأومض إيماضاً وهو لمع خفيّ، وشمت ومضة برق، كنبضة عرق.

ومن المجاز: أومضت المرأة: تبسّمت، شبّه لمع ثناياها بإيماض البرق. وفي أمثلة سيبويه: تبسّمت وميض البرق. وأومضت بعينها: سارقت النظر. وقال النابغة:

قل للهمام وخير القول أصدقه ... والدهر يومض بعد الحال بالحال
وم ض

وَمَضَ البَرْقُ وغيرُه وَمْضاً وَوَمِيضاً وتَوْمَاضاً قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذليُّ ووصفَ سَحاباً

(أُخِيلُ بَرْقاً حَابٍ له زَجَلٌ ... إذا تَفَتّرَ من تَوْمَاضِه خَلَجَا)

وقد يكون الوَمِيضُ للنارِ وأَوْمَضَ كَوَمَضَ وَأَوْمَضَ رأي وَمِيضَ بَرْقٍ أو نارٍ وأنشد ابن الأعرابيِّ

(ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوَيَ الصدى لِعُوائِه رأي ضَوْءَ نَارِي فاسْتَنَاها وَأَوْمَضَا)

اسْتَنَاهَا نظر إلى سَنَاها وأَوْمَضَ لَمَعَ وأَوْمَضَ له بِعَيْنِه أَوْماً وأَوْمَضَتِ المرأة سَارقَتِ النَّظرَ

ومض

1 وَمڤضَ see 4.4 اومض It (lightning) flashed, gleamed, or shone, slightly, (S, A, Msb, K,) not extending sideways in the adjacent tracts of cloud; (S, K;) for when it does thus, it is termed خَفْوٌ; and when it extends high in the sky, without extending sideways to the right and left, it is termed عَقِيقَةٌ: (S:) it is also said of other things, beside lightning: (M:) and ↓ وَمَضَ, (S, M, A, Msb, K,) aor. ـِ (S, Msb, K,) inf. n. وَمِيضٌ and وَمْضٌ (S, M, A, K) and وَمَضَانٌ (S, A, K) and تَوْمَاضٌ, (M,) signifies the same; (S, M, A, Msb, K;) or it (lightning) flashed faintly or weakly, and then disappeared, and then flashed again; (IAar;) and is also, sometimes, said of fire, (M, TA,) and of anything of a clear [or bright] colour: (El-' Eyn:) or both verbs signify it (lightning) gleamed, or shone. (Ham, p. 785.) b2: Hence, أَوْمَضَتِ المَرْأَةُ (tropical:) The woman smiled, so as to display her teeth: the glistening of her front teeth being likened to the flashing of lightning. (A, TA.) b3: And (tropical:) The woman stole a glance, or glances; (S, M, K;) as also اومضت بِعَيْنِهَا: (A:) or this last,(assumed tropical:) the woman looked, or gazed with widely opened eyes. (L.) b4: and اومض لَهُ بِعَيْنِهِ (assumed tropical:) He made a sign to him with his eye: (M:) or اومض فُلَانٌ (tropical:) such a one made a private, or secret, sign, (K, TA,) إِلَيَّ to me. (TA.) A2: Also, He saw the slight flashing, or gleaming, or shining, of lightning, or of fire. (M, TA.) وَمْضَةٌ [A slight flash of lightning, &c.] Yousay, شِمْتُ وَمْضَةَ بَرْقٍ كَنَبْضَةِ عِرْقٍ [I looked at a slight flash of lightning, like a single pulsation of an artery, to see whither it tended, and where it might rain]. (A, TA.) بَرْقٌ وَمِيضٌ i. q. ↓ وَامِضٌ [Lightning flashing, gleaming, or shining, slightly; &c.: وميض in this case being app. an inf. n. used as an epithet.] (TA.) وَامِضٌ: see what next precedes.

ومض: ومَضَ البرْقُ وغيره يَمِضُ ومْضاً ووَمِيضاً ووَمَضاناً وتوْماضاً

أَي لَمَعَ لمْعاً خفسًّا ولم يَعْتَرِضْ في نَواحي الغَيم؛ قال امرؤ

القيس:

أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه،

كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَلَّلِ

وقال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف سحاباً:

أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ له زَجَلٌ،

إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجا

وأَنشد في ومض:

تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ،

مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ

يريد لما أن ومَضَ. الليث: الوَمْضُ والوَمِيضُ والوَمِيضُ من لَمَعانِ

البرْقِ وكلِّ شيء صافــي اللوْنِ، قال: وقد يكون الوَمِيضُ للنار.

وأَوْمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَمَضَ، فأَما إِذا لَمع واعْتَرَضَ في نواحِي الغيم

فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطارَ في وسَط السماء وشقّ الغيم من غير أَن

يَعْتَرِضَ يميناً وشمالاً فهو العَقِيقةُ. وفي الحديث: أَنه سأَل عن

البرْقِ فقال: أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً؟ وأَوْمَضَ: رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نار؛

أَنشد ابن الأَعرابي:

ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لعُوائِه،

رأَى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا

اسْتَناها: نظَر إِلى سَناها. ابن الأَعرابي: الوَمِيضُ أَن يُومِضَ

البرقُ إِماضةً ضعيفة ثم يَخفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْسٌ من مطر قد يكون

وقد لا يكون. وأَوْمَضَ: لمع. وأَوْمَضَ له بعينه: أَوْمأَ. وفي الحديث:

هَلاَّ أَومَضْتَ إِليَّ يا رسول اللّه أَي هلاَّ أَشَرْتَ إِليَّ

إِشارة خفيَّة من أَوْمَض البرقُ ووَمَض. وأَوْمَضَت المرأَةُ: سارقَتِ

النظَر. ويقال: أَوْمَضَتْه فلانة بعينها إِذا برَقت.

ومض
ومَضَ يَمِض، مِضْ، وَمْضًا ووَمَضَانًا ووميضًا، فهو وامِض
• ومَض البرقُ: لمع لمعانًا خفيفًا وظهر وأنار "ومَض البرقُ ثمّ هطَل المطر- تتابع الوميضُ وقصف الرَّعد". 

أومضَ/ أومضَ بـ يُومض، إيماضًا، فهو مُومِض، والمفعول مُومَض به
• أومض البرقُ: ومَض، برَق، لمع لمعانًا خفيفًا وظهر ظهورًا متقطِّعًا.
• أومض الشَّخصُ: أشار إشارة خفيَّة رمزًا أو غمزًا "أَلاَ أَوْمَضْتَ إِلَيَّ [حديث] " ° أومضت المرأةُ: تبسَّمت، شبَّه لمع ثناياها بإيماض البرق.
• أومضت المرأةُ بعينها: سارقت النَّظرَ. 

وَمْض [مفرد]: مصدر ومَضَ. 

وَمَضان [مفرد]:
1 - مصدر ومَضَ.
2 - (فز) وهج من الضَّوء مُنتَج في مادة فسفوريّة عن طريق امتصاص فوتون أو ذرَّة متأيِّنة. 

وَمْضَة [مفرد]: ج وَمَضات ووَمْضات:
1 - اسم مرَّة من ومَضَ ° وَمْضة النُّبوغ: التماعته، ظهوره المفاجئ والعابر.
2 - بريق من الضَّوء. 

وَميض [مفرد]:
1 - مصدر ومَضَ.
2 - ضوء ضئيل يسطع فجأة في بعض البلّورات عند تعرُّضها للإشعاع أو الجُسيمات المشعَّة ° وميض التَّصوير: نور ساطع للتَّصوير الضَّوئيّ- وميض المنارة: ضوءُها في أوقات متقطِّعة.
• الوَميض الفسفوريّ: (فز) تألُّق ينشأ عن امتصاص الإشعاعات ويستمرّ مدّة بعد انقطاعها.
• الوَميض المتبقِّي: (فز) الضَّوء النَّاتج بعد زوال مصدر الطَّاقة خاصَّة انبعاث الضَّوء من الفسفور بعد زوال التَّوهُّج. 
ومض
} وَمَضَ البَرْقُ {يَمِضُ} وَمْضاً، {ووَميضاً،} ووَمَضاناً، مُحَرَّكَةً: لَمَعَ لَمْعاً خَفيفاً، كَمَا فِي الصْحاح، وَفِي بعض الأُصول خَفِيًّا، وجَمَع بَينهمَا فِي الأساس، فَقَالَ: خَفِيًّا خَفيفاً وَلم يَعْتَرضْ فِي نَواحي الغَيْم، {كأَوْمَضَ} إيماضاً، فأَمَّا إِذا لَمَعَ واعْتَرَض فِي نَواحي الغَيْمِ فَهُوَ الخَفْوُ، فإِنْ اسْتَطالَ وَسَطَ السَّماءِ وشَقَّ الغَيْمَ من غَيْرِ أنْ يَعْتَرضَ يَميناً وشِمالاً فهوَ العَقيقَةُ. قالَهُ الجَوْهَرِيّ، وأَنْشَدَ لامرئ القَيس:
(أصاحِ تَرَى بَرْقاً أُريكَ {وَميضَهُ ... كلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ)
وبَرْقٌ} وَميضٌ: {وامِضٌ. قالَ أَبو مُحمَّدٍ الفَقْعَسيُّ: يَا جُمْلُ أسْقاكِ البُرَيقُ} الوامِضُ وَقَالَ مالِكٌ الأشْتَرُ النَّخْعيُّ:
(حَمِيَ الحَديدُ عَلَيْهِمُ فكأنَّهُ ... {وَمَضانُ بَرْقٍ أَو شُعاعُ شُموسِ)
وَقَالَ غَيره:
(تَضْحَكُ عَن غُرِّ الثَّنايا ناصِعٍ ... مثلِ} وَميضِ البَرْقِ لَمَّا عَنْ {وَمَضْ)
أَرادَ: لَمّا أنْ} وَمَضَ. وَفِي الحَديث: ثمَّ سألَ عَن البَرْقِ فَقَالَ: أَخَفْواً أم! وَميضاً أم يَشُقُّ شَقًّا قَالُوا: يَشُقُّ شَقًّا، فَقَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّم: جَاءَكُم الحَيا. وَقَالَ ابْن الأَعْرَابِيّ: {الوَميضُ: أنْ} يومِضُ البَرْقُ {إيماضَةً ضَعيفَةً، ثمَّ يَخْفَى، ثمَّ يومِضُ، وَلَيْسَ فِي هَذَا يأسٌ من مَطَرٍ، قَدْ يَكونُ وَقَدْ لَا يَكونُ، وشاهِدُ} الإيماضِ قولُ رُؤْبَةَ:)
أرَّقَ عَيْنَيْكَ عَن الغِماضِ بَرْقٌ سَرَى فِي عارِضٍ نَهّاضِ غُرِّ الذُّرى ضَواحِكِ الإيماضِ ثمَّ قَوْله: وَمَضَ البَرْقُ لَيْسَ بِتَخْصيصٍ لَهُ، بَلْ يُسْتَعْمَلُ الوَمْضُ فِي غَيرِه أَيْضا، فَفِي العَيْنِ: الوَمْضُ، {والوَميضُ: من لَمَعان البَرْقِ، وكُلِّ شَيْءٍ صافــي اللَّونِ، قالَ: وَقَدْ يكونُ} الوَميضُ للنَّارِ. وَمن المَجَازِ: {أَوْمَضَتِ المَرْأةُ: سَارَقَتِ النَّظَرَ بعَيْنِها، ويُقال:} أَوْمَضَتْ فُلانةُ بعَيْنِها، إِذا بَرقَتْ. و {أَوْمَضَ فُلانٌ: أشارَ إِشَارَة خَفيَّةً، وَهُوَ مَجازٌ أَيْضا، ومِنْهُ حديثُ الحَسَن: هَلاَّ} أَوْمَضْتَ إليَّ يَا رسولَ الله أَي أَشَرْتَ إلَيَّ إشارَةً خَفيَّة، فَقَالَ: النَّبِيّ لَا {يومِضُ، وَفِي روايةِ إِبْرَاهِيم الحربيِّ:} الإيماضُ خِيانَةٌ. وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:! التَّوْماضُ: اللَّمْعُ الضَّعيفُ من البَرْقِ، وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بن جُؤَيَّةَ، يَصفُ سحاباً:
(أَخْيَلَ بَرْقاً مَتى حابٍ لَهُ زَجَلٌ ... إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِهِ حَلَجا)
أَي تَخال بَرْقاً. ومَتى فِي معنى مِنْ فِي لُغَةِ هُذَيْلٍ: والحابي من السَّحاب: المُرْتَفِع، كَذَا فِي شرحِ الدِّيوانِ. {وأَوْمَضَ، إِذا رَأى} وَميضَ بَرْقٍ أَو نارٍ، وأَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِيّ:
(ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوي الصَّدَى لعُوائِه ... رَأى ضَوْءَ نَارِي فاسْتَناها {وأَوْمَضا)
اسْتناها، نَظَرَ إِلَى سَناها. ويُقَالُ: شِمْتُ وَمْضَةَ بَرْقٍ، كنَبْضَةِ عِرْقٍ.} وأَوْمَضَتِ المرأةُ: تَبَسَّمَتْ، وَهُوَ مَجازٌ. شَبَّهَ لَمْعَ ثَناياها بإيماضِ البَرْقِ.

عَمّانُ

عَمّانُ:
بالفتح ثم التشديد، وآخره نون، يجوز أن يكون فعلان من عمّ يعمّ فلا ينصرف معرفة وينصرف نكرة، ويجوز أن يكون فعّالا من عمن فيصرف في الحالتين إذا عني به البلد، وعمان: بلد في طرف الشام وكانت قصبة أرض البلقاء، والأكثر في حديث الحوض كذا ضبطه الخطابي ثم حكى فيه تخفيف الميم أيضا، وفي الترمذي: من عدن إلى عمان البلقاء، والبلقاء: بالشام وهو المراد في الحديث لذكره مع أذرح والجرباء وأيلة وكل من نواحي الشام، وقيل:
إن عمان هي مدينة دقيانوس وبالقرب منها الكهف والرقيم معروف عند أهل تلك البلاد، والله أعلم، وقد قيل غير ذلك، وذكر عن بعض اليهود أنه قرأ في بعض كتب الله: أن لوطا، عليه السّلام، لما خرج بأهله من سدوم هاربا من قومه التفتت امرأته فصارت صبار ملح وصار إلى زغر ولم ينج غيره، وأخيه وابنتيه، وتوهم بنتاه أن الله قد أهلك عالمه فتشاورتا بأن تقيما نسلا من أبيهما وعمهما فأسقتاهما نبيذا وضاجعت كل واحدة منهما واحدا فحبلتا ولم يعلم الرجلان بشيء من ذلك وولدت الواحدة ابنا فسمته عمّان أي أنه من عم وولدت الأخرى ولدا فسمته مآب أي أنه من أب، فلما كبرا وصارا رجلين بنى كل واحد منهما مدينة بالشام وسماها باسمه، وهما متقاربتان في برية الشام، وهذا كما تراه ونقلته كما وجدته، والله أعلم بحقه من باطله، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد البشاري: عمان على سيف البادية ذات قرى ومزارع، ورستاقها البلقاء، وهي معدن الحبوب والأنعام، بها عدة أنهار وأرحية يديرها الماء، ولها جامع ظريف في طرف السوق مفسفس الصحن شبه مكة، وقصر جالوت على جبل يطل عليها، وبها قبر أوريّاء النبيّ، عليه السّلام، وعليه مسجد وملعب سليمان بن داود، عليه السّلام، وهي رخيصة الأسعار كثيرة الفواكه غير أن أهلها جهال والطرق إليها صعبة، قال الأحوص بن محمد الأنصاري:
أقول بعمّان وهل طربي به ... إلى أهل سلع، إن تشوّقت، نافع
أصاح ألم يحزنك ريح مريضة ... وبرق تلالا بالعقيقين لامع؟
وإنّ غريب الدار مما يشوقه ... نسيم الرّياح والبروق اللوامع
وكيف اشتياق المرء يبكي صبابة ... إلى من نأى عن داره وهو طامع
وقد كنت أخشى، والنوى مطمئنة ... بنا وبكم، من علم ما الله صانع
أريد لأنسى ذكرها فيشوقني ... رفاق إلى أرض الحجاز رواجع
وقال الخطيم العكلي اللصّ يذكر عمّان:
أعوذ بربي أن أرى الشام بعدها ... وعمّان ما غنّى الحمام وغرّدا
فذاك الذي استنكرت يا أمّ مالك ... فأصبحت منه شاحب اللون أسودا
وإني لماضي العزم لو تعلمينه، ... وركّاب أهوال يخاف بها الرّدى
وينسب إلى عمان أسلم بن محمد بن سلامة بن عبد الله ابن عبد الرحمن أبو دفافة الكناني العماني، قال الحافظ أبو القاسم: من أهل عمان مدينة البلقاء، قدم دمشق وحدث بها عن عطاء بن السائب بن أحمد بن حفص العماني المخزومي ومحمد بن هارون بن بكار وعبد الله بن محمد بن جعفر القزويني القاضي، روى عنه أبو الحسين الرازي وأبو بكر أحمد بن صافــي التنيسي مولى الحباب بن رحيم البزاز، قال ابن أبي مسلم: مات أبو دفافة سنة 324، وقال الرازي: سنة 325، وأبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني، حدث عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي ونفر سواه.
ودير عمّان: بنواحي حلب ذكر في الديرة، ومحمد ابن كامل العماني، روى عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكرياء الأضاخي.

القصر

القصر: لغة: الحبس. واصطلاحا: تخصيص شيء بشيء، وحصره فيه. ويسمى الأول مقصورا والثاني مقصورا عليه، كقولنا في القصر بين المبتدأ والخبر: إنما زيد قائم، وبين الفعل والفاعل: ما ضربت إلا زيدا.
القصر:
* ترك الزيادة من المد ". * عند المتقدمين: تحريك هاء الكناية من غير صلة.
* قراءة الكلمة بدون مد، نحو (ملك).
القصر:
[في الانكليزية] Shortening ،laundering ،arrest ،confinement ،castle ،palace
[ في الفرنسية] Ecourtement ،blanchissement d'habit ،arret ،emprisonnement ،chateau ،palais
بالفتح وسكون الصاد المهملة في اللغة الفارسية له عدد من المعاني: التوقيف، والإعادة، والسّجن، والتوقّف لشيء، والتقليل، ودقّ الثياب (لتبييضها) ومنه (القصار). وغسل الثياب، وأداء الصلاة الرباعية ركعتين (في السفر)، وحلول الظلام، وهبوط الليل، ونزول الستائر، وغير ذلك. وإغماض العين، والقصر (البناء العالي). كما في كنز اللغات.
وعند القراء هو ضدّ المدّ كما سيجيء.
وعند أهل العروض إسقاط الحرف الآخر الساكن وإسكان ما قبله إذا كان آخر الجزء سببا خفيفا وهو يختص بالأسباب، والجزء الذي فيه القصر يسمى مقصورا. فمقصور فاعلاتن فاعلات بسكون التاء، ومقصور فعولن فعول بسكون اللام، هكذا في رسائل العروض العربية والفارسية. وعند أهل المعاني ويسمّى بالحصر والتخصيص أيضا جعل بعض أجزاء الكلام مخصوصا بالبعض بحيث لا يتجاوزه ولا يكون انتسابه إلّا إليه، ولا يرد عليه اختصّ زيد بالقيام. فإنّه لا تخصيص لجزء من أجزاء الكلام بالآخر لأنّه لم تخص الفاعلية بزيد بالقيام ولا مفعولية القيام بزيد، وإن لزم اختصاص القيام بزيد لكنه ليس اختصاص جزء بجزء بل صفة بموصوف لا من حيث الجزئية للكلام. فتقييد البعض التعريف بقوله بطريق معهود نحو العطف والاستثناء ونحوهما للاحتراز عن مثل ذلك محلّ تأمّل. وهو قسمان حقيقي وغير حقيقي. ولما كان الحقيقي قد يطلق على ما يقابل المجازي وقد يطلق على ما يقابل الإضافي كما يقال الصفة إمّا حقيقية أو إضافية وقع الاختلاف فيما بينهم فاختار البعض أنّ المراد من غير الحقيقي وهو المجازي لأنّ تخصيص الشيء بالشيء على معنى أنّه لا يتجاوزه إلى غيره أصلا إنّما يسمّى قصرا وتخصيصا حقيقيا لأنّه حقيقة التخصيص المنافية للاشتراك، ولذلك يتبادر هذا المعنى عند إطلاق التخصيص وما في معناه. وأمّا تخصيص الشيء بآخر على معنى أنّه لا يتجاوزه إلى بعض ما عداه فهو معنى مجازي للتخصيص غير مناف للاشتراك، ولذلك يحتاج في فهمه إلى قرينة فسمّي تخصيصا غير حقيقي، وفيه أنّ القصر الادّعائي يجب أن يدخل في غير الحقيقي مع أنّ الإثبات لشيء والسلب عن جميع ما عداه ادّعاء داخل في القصر الحقيقي، ولذا اختار البعض أنّ المراد من غير الحقيقي هو الإضافي وفيه أنّ القصر مطلقا إضافي. فالحقيقي بالإضافة إلى جميع ما عدا الشيء وغير الحقيقي بالإضافة إلى بعضه، فالحقيقي بأي معنى يعبّر لا يخلو عن شوب إلّا أن يدعى أنّه اصطلاح من القوم. فإن قلت تقسيم القصر إلى الحقيقي والمجازي يستلزم استعمال القصر في المعنى الحقيقي والمجازي معا. قلت المراد بالحقيقي ما يكون حقيقة بالنسبة إلى اللغة وكذا بالمجازي، وإلّا فالقصر المقسم له معنى اصطلاحي يندرج فيه كلا القسمين حقيقة. ثم إنّ كلّا من الحقيقي وغير الحقيقي نوعان: قصر الموصوف على الصفة المعنوية وقصر الصفة المعنوية على الموصوف، والفرق بينهما أنّ معنى الأول أنّ الموصوف ليس له غير تلك الصفة، لكن تلك الصفة يجوز أن تكون حاصلة لموصوف آخر ويجوز أن لا تكون حاصلة له، ومعنى الثاني أنّ تلك الصفة ليست إلّا لذلك الموصوف، لكن يجوز أن يكون لذلك الموصوف صفات ويجوز أن لا يكون له صفة سواها، والأوّل من الحقيقي نحو ما زيد إلّا كاتب إذا أريد أنّه لا يتّصف بغيرها، وهو لا يكاد يوجد لتعذّر الإحاطة بصفات الشيء.
والثاني كثير نحو ما في الدار إلّا زيد على معنى أنّ الكون في الدار مقصور على زيد، ونحو لا إله إلّا الله، وقد يقصد به أي بالثاني المبالغة لعدم الاعتداد بغير المذكور كما يقصد بالمثال المذكور أنّ جميع من في الدار ممن عدا زيد في حكم المعدوم، ويكون هذا قصرا حقيقيا ادّعائيا لا قصرا غير حقيقي. فالحقيقي نوعان:
حقيقي تحقيقا وحقيقي مبالغة وادّعاء، ويمكن أن يعتبر هذا في قصر الموصوف على الصفة أيضا بناء على عدم الاعتداد بباقي الصفات.
والفرق بين الحقيقي الادّعائي والإضافي في موارد الاستعمال دقيق كثيرا ما يلتبس أحدهما بالآخر، فليتأمّل السامع الذكي لئلّا يخبط، لا أنّ بين مفهوميهما دقّة وخفاء كما وهم البعض.

والأول من غير الحقيقي نحو: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ أي أنّه مقصور على الرسالة لا يتعدّاها إلى التبرّؤ من الموت استعظموه الذي هو من شأن الإله. والثاني منه نحو: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً الآية، فإنّه ليس الغرض الحصر الحقيقي بل الرّدّ على الكفّار الذين كانوا يحلّون الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلّ لغير الله به وكانوا يحرّمون كثيرا من المباحات. ثم اعلم أنّ كلّا من قصر الموصوف على الصفة وقصر الصفة على الموصوف ضربان لأنّه إمّا تخصيص أمر بصفة دون أخرى أو مكان أخرى، وإمّا تخصيص صفة بأمر دون أمر آخر أو مكان أمر آخر. والمخاطب بالضرب الأول من كلّ منهما من يعتقد الشركة أي شركة صفتين أو أكثر في موصوف واحد في قصر الموصوف على الصفة، وشركة موصوفين أو أكثر في صفة واحدة في العكس ويسمّى هذا القصر قصر أفراد لقطع الشركة، نحو إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ خوطب به من يعتقد اشتراك الله والأصنام في الألوهية. والمخاطب بالضرب الثاني من كلّ منهما من يعتقد العكس ويسمّى قصر قلب لقلب حكم المخاطب نحو: رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ خوطب به نمرود الذي اعتقد أنّه المحيي والمميت دون الله، أو تساويا عنده ويسمّى قصر تعيين لتعيينه ما هو غير معيّن عند المخاطب كقولك ما زيد إلّا قائم لمن يعتقد أنّه إمّا قائم أو قاعد ولا يعرفه على التعيين، وما شاعر إلّا زيد لمن يعتقد أنّ الشاعر إمّا زيد أو عمرو من غير أن يعلمه على التعيين. قال المحقّق التفتازاني هذا التقسيم لا يجري في القصر الحقيقي إذ العاقل لا يعتقد اتــصاف أمر بجميع الصفات ولا اتّــصافــه بجميع الصفات غير صفة واحدة ولا يردّده أيضا بين ذلك، وكذلك لا يعتقد اشتراك صفة بين جميع الأمور لا ثبوتها للجميع غير واحد ولا يردّدها أيضا بين الجميع. قال صاحب الأطول وفيه نظر لأنّ القصر الحقيقي يصحّ أن يكون لردّ اعتقاد أنّ في الدار زيدا مع إنسان ما، فيقال في ردّه ما في الدار إلّا زيد لأنّه لا بد لنفي إنسان ما من عموم النفي كما لا يخفى لصحّة قولنا ما في البلد من غلمانه إلّا زيد لمن اعتقد أنّ جميع غلمانه في البلد، أو يردّد المسند بين غلمانه أو يجعل المسند لما سوى زيد من غلمانه؛ على أنّه لا مانع من ردّ اعتقاد الشركة بالقصر فيكون قصر أفراد وقلب اعتقاده به فيكون قصر قلب والتعيين به. كذلك نعم لا يجب أن يكون المخاطب به واحدا من هؤلاء بل يحتمل أن يكون خالي الذهن. ومن بدائع قصر القلب ما تريد به الشركة فكان كالجامع للقصر ونقيضه إذ القصر قد يكون لقطع الشركة ولا يكون للشركة فيكون الكلام معه كالجامع بين المتنافيين، وفيه السحر الواضح الذي يوجب الحسن والتزيين كقوله تعالى: وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا فإنّه قدّم للناس للتخصيص وقصر القلب وذلك إنّما يتحقّق بجعل الناس للاستغراق أي لجميع الناس لا لبعضهم، ردّا لاعتقاد من ادّعى أنّه نبيّ العرب فقط، فصار بذلك القصر رسالته مشتركة بين الناس منتقلا من الخصوص إلى العموم، وهذا من دقائق القصر انتهى.
فائدة:
في الإتقان قد يفهم كثير من الناس من الاختصاص الحصر وليس كذلك وإنّما الاختصاص شيء والحصر شيء آخر، والفرق بينهما أنّ الحصر نفي غير المذكور وإثبات المذكور والاختصاص قصد الخاص من جهة خصوصه. بيان ذلك أنّ الاختصاص افتعال من الخصوص والخصوص مركّب من شيئين أحدهما عام مشترك بين شيئين أو أشياء والثاني معنى منضمّ إليه يفصله عن غيره كضرب زيد فإنّه أخصّ من مطلق الضرب. فإذا قلت ضربت زيدا أخبرت بضرب عام وقع منك على شخص خاص فصار ذلك الضرب المخبر به خاصا لما انضم إليه منك وعلى زيد، وهذه المعاني الثلاثة أعني مطلق الضرب، وكونه وقعا منك وكونه واقعا على زيد قد يكون قصد المتكلّم لها ثلاثتها على السواء، وقد يترجّح قصده لبعضها على بعض ويعرف ذلك بما ابتدأ به كلامه، فإنّ الابتداء بالشيء يدلّ على الاهتمام به وأنّه هو الأرجح في غرض المتكلّم، فإذا قلت زيدا ضربت علم أنّ خصوص الضرب على زيد هو المقصود، ولا شكّ أنّ كلّ مركّب من خاصّ وعام له جهتان، فقد يقصد من جهة عمومه وقد يقصد من جهة خصوصه، والثاني هو الاختصاص وأنّه هو الأهم عند المتكلّم وهو الذي قصد إفادته السامع من غير تعرّض ولا قصد لغيره بإثبات ولا نفي، ففي الحصر معنى زائد عليه وهو نفي ما عدا المذكور.
القصر
يستخدم القرآن ألوانا من القصر، عند ما يراد إثبات الحكم لمذكور ونفيه عما عداه، فقد يقصر صفة على موصوف قصرا حقيقيّا، بحيث لا يتصف بهذه الصفة إلا ذلك الموصوف وحده، كما تجده في قوله سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ (محمد 19)، وقوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة 4، 5). وقد لا يريد هذا الحصر الحقيقى بل يبغى إثبات الحكم لموصوفات يعتقد اتــصافــها بغير هذه الصفة، كما في قوله تعالى:
قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الأنعام 145)، فليس الطعام المحرم هو ما ذكر في تلك الآية فحسب بدليل آية المائدة وإنما ذكرت تلك المحرمات هنا في معرض الرد على من كان يعتقد حلها.
وقد يقصر موصوفا على صفة، ولم يرد في القرآن هذا القصر حقيقيا، ومما ورد منه إضافيّا قوله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ (آل عمران 144)، فليس المراد هنا قصر محمد على الرسالة فحسب، بحيث لا يتعداها إلى غيرها، بل المراد أن محمدا مقصور على الرسالة، لا يتعداها إلى الخلوص من الموت الذى استعظموا أن يلم به.
وقد تتجسم صفة من صفات الشيء، حتى تطغى على ما سواها، وحتى كأن الموصوف قد خلص لها فلم يعد متصفا بغيرها، فيصح قصره عليها، كما في قوله تعالى: وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (الأنعام 32).
ويخاطب القرآن بأسلوب القصر من يعتقد الشركة، فيثبت القرآن بهذا الأسلوب الحكم لواحد وينفيه عن غيره، كما في قوله تعالى: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (المائدة 73).
وقد يقلب به ما يعتقده المخاطب، كما ترى ذلك في قوله سبحانه: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (البقرة 13)، فقد كان المنافقون، كما ترى، يعتقدون أن المؤمنين سفهاء دونهم.
واستخدم القرآن من طرق القصر (ما وإلا)، وهى أقوى أدواته لما فيها من وضوح معنى القصر، ولذا تستخدم في الأمور التى هى مجال الشك والإنكار، نجد ذلك في قوله سبحانه: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً (النمل 47)، ألا ترى أن الظالمين يخاطبون بذلك قوما آمنوا، وينكرون دعوى سحر الرسول.
وقوله سبحانه: وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً (النمل 6)، فالتخويف يبعث فى النفس الشك في أنهم ينصرفون عن كفرهم، فكان ثمة مدعاة لتأكيد زيادة طغيانهم.
وقوله تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً (الإسراء 82)، فهذا القرآن الذى هو شفاء ورحمة، مجال لشك النفس في أنه خسار للظالمين، فكان المجال مجال تأكيد ذلك بما وإلا.
فإذا جاء أمر من الأمور المسلم بها بالنفى والإثبات، فذلك لتقدير أمر صار به فى حكم المشكوك فيه، كقوله سبحانه: وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (فاطر 22، 23)، فالمجيء هنا بالنفى والإثبات لأن النبى قد خوطب خطاب من يظن أنه يستطيع أن يحول قلوب المشركين عما هى عليه من الإباء والعناد، ولا يعلم علم اليقين أن ليس في وسعه شىء أكثر من التحذير والإنذار، فجرى الأسلوب كما يجرى في خطاب الشاك، فقيل: «إن أنت إلا نذير».
وكقوله تعالى: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (الأعراف 188)، فهو يخاطب قوما يرون في الرسول مخلوقا قد يملك لنفسه الضر والنفع، ويعلم الغيب، فكان من المناسب، وتلك حالهم، أن يأتى من أدوات القصر بالنفى والاستثناء، يزيل بها بذور الشك من نفوس سامعيه.
وكقوله تعالى: قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (إبراهيم 10، 11).
فإن هؤلاء المشركين «جعلوا الرسل كأنهم بادعائهم النبوة قد أخرجوا أنفسهم عن أن يكونوا بشرا مثلهم، وادعوا أمرا لا يجوز أن يكون لمن هو بشر، ولما كان الأمر كذلك أخرج اللفظ مخرجه حيث يراد إثبات أمر يدفعه المخاطب ويدعى خلافه، ثم جاء الجواب من الرسل الذى هو قوله تعالى: قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ (إبراهيم 11). كذلك بإن وإلا دون إنما، لأن من حكم من ادعى عليه خصمه الخلاف في أمر هو لا يخالف فيه، أن يعيد كلام الخصم على وجهه، ويجيء به على هيئته، ويحكيه كما هو» .
ويجيء النفى والاستثناء أيضا لبيان تأكيد الأمر في نفس قائله، كما في قوله سبحانه: يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا (الإسراء 52). فهذا تعبير صادق لشعور المبعوثين يوم القيامة، بأنه ما انقضى عليهم منذ وفاتهم سوى أمد يسير.
كما يجيء للإجابة عن سؤال محقق أو مقدر لتأكيد لهذا الجواب، كما في قوله سبحانه: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ (المائدة 116، 117).
واستخدم إنما، والأصل فيها أن تأتى في الأمور التى يدعى أنها من الوضوح بمكان، قال تعالى: ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (التوبة 91 - 93). ألا ترى أنه من الوضوح بمكان مؤاخذة هؤلاء الأغنياء القادرين على المساهمة في الجهاد، ثم يستأذنون راضين بأن يكونوا مع الخوالف. واقرأ قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (الأنفال 2). فواضح بين أن المؤمنين ليسوا سوى هؤلاء الذين تخاف قلوبهم إذا ذكروا الله، ويزدادون إيمانا إذا تليت عليهم آياته ويتوكلون على ربهم.
ولأنها تستخدم في الأمور الواضحة جاء قوله تعالى حكاية عن اليهود: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (البقرة 11). فقد ادعوا أن إصلاحهم أمر واضح لا يحتاج إلى دليل، ولذا احتوى الرد عليهم فنونا من التوكيد، إذ قال سبحانه: أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (البقرة 12). وكذلك حكى القرآن عنهم في موضع آخر فقال: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (البقرة 14)، فهم يدعون لشياطينهم أن استهزاءهم بالمؤمنين من الأمور التى لا مجال للريب فيها، ولا تكون مبعثا لسوء ظن شياطينهم فيهم.
وقد تجىء إنما في موضع هو مجال للشك أو الإنكار كما في قوله تعالى:
قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (الشعراء 153)، فهم يخاطبون الرسول الذى ينكر ولا ريب هذا الحكم، ولكنهم أتوا بتلك الصيغة، كأنهم يدعون وضوح أنه مسحور لا ينطق عن عقل واع مفكر.
قال عبد القاهر : «ثم اعلم أنك إذا استقريت وجدتها أقوى ما تكون وأعلق ما ترى بالقلب، إذا كان لا يراد بالكلام بعدها نفس معناه، ولكن التعريض بأمر هو مقتضاه، نحو أنا نعلم أن ليس الغرض من قوله تعالى: إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (الزمر 9)، أن يعلم السامعون ظاهر معناه، ولكن أن يذم الكفار، وأن يقال إنهم من فرط العناد ومن غلبة الهوى عليهم، فى حكم من ليس بذى عقل وإنكم إذا طمعتم منهم في أن ينظروا ويتذكروا، كنتم كمن طمع في ذلك من غير أولى الألباب، وكذلك قوله: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشاها (النازعات 45)، وقوله عز اسمه: إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ (فاطر 18)، المعنى على أن من لم تكن له هذه الخشية فهو كأنه ليس له أذن تسمع، وقلب يعقل، فالإنذار معه كلا إنذار».
وإنما في مقام التعريض وسيلة مؤدبة مؤثرة معا فضلا عن إيجازها. أما إنها مؤدبة فلأنها تصل إلى الغرض من غير أن تذكر الطرف المقابل، ومؤثرة من ناحية أنك توحى بأن ترك التصريح بما يخالف ما أثبته هو من الوضوح بمكان، كما أن الاكتفاء بالمثبت يوحى أحيانا بأنه لا يليق أن يوازن بين ما أثبت وما نفى.
ويغلب على إنما في القرآن أن تكون بمثابة الجواب عن سؤال يقتضيه السياق قبلها صريحا أو ضمنا ، يكثر في الصريح سبقها بمادة القول، كما في قوله سبحانه: يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (الأعراف 187). ومن السؤال الضمنى قوله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ راغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (التوبة 58 - 60).
وقل أن تستخدم أنما مفتوحة الهمزة وسيلة للقصر في القرآن، كقوله تعالى:
قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ (الأنبياء 108). فالآية الكريمة تقصر الوحى على وحدانية الله، والقصر هنا إضافى لا حقيقى.
ويفيد التقديم الحصر في مواضع كثيرة، كما سبق أن ذكرنا، ومن أظهر ما يبدو فيه الحصر للتقديم مواضع الاستفهام، وخذ لذلك مثلا قوله تعالى:
أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (الزخرف 40)، فمعنى الآية أأنت بخاصة قد أوتيت قدرة إسماع الصم وهداية العمى، وقوله تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام 14). وقوله تعالى: قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ (الأنعام 40، 41). ففي الآية الأولى اتجه الإنكار إلى اتخاذ غير الله وليا، وفي الآية الثانية لا يسألون عن مطلق الدعاء، ولكن عن دعاء غير الله، بإفراده بالدعاء أو بإشراكه مع الله، فقد حصل بالتقديم معنى قولك أيكون غير الله بمثابة أن يتخذ وليا؟! ومعنى قولك أيكون غير الله بمثابة أن يكون موضعا لدعائكم. وكذلك الحكم في قوله تعالى: فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ (القمر 24).
ومن وسائل القصر في القرآن الكريم ضمير الفصل ، وقد سبق بيان ذلك في باب التوكيد.
وتعريف طرفى الجملة وسيلة للقصر أيضا، وكثيرا ما يذكر بين الطرفين ضمير الفصل كما في قوله تعالى: لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (الحشر 20)، وقوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (البقرة 5). وضمير الفصل في هذا ومثله يجعل ما بعده خالصا لأن يكون خبرا. 

نَصَفَ

(نَصَفَ)
- فِيهِ «الصَّبر نِصْفُ الْإِيمَانِ» أَرَادَ بالصبرِ الوَرَع، لِأَنَّ الْعِبَادَةَ قِسْمَانِ:
نُسْكٌ ووَرَع، فالنُّسْك: مَا أمَرتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ. والورَع: مَا نَهَت عَنْهُ. وَإِنَّمَا يُنْتَهَى عَنْهُ بِالصَّبْرِ، فكانَ الصبرُ نصفَ الْإِيمَانِ.
(هـ) وَفِيهِ «لَوْ أنَّ أحدَكم أَنْفَقَ مَا فِي الْأَرْضِ مَا بَلَغَ مُدَّ أحدِهم وَلَا نَصِيفَهُ» هُوَ النِّصف، كالعَشِير فِي العُشْر. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الْأَكْوَعِ:
لَمْ يَغْذُها مُدٌّ وَلَا نَصِيفُ
(هـ) وَفِي صِفَةِ الحُور «ولَنَصِيفُ إِحْدَاهُنَّ خيرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» هُوَ الخِمارُ.
وَقِيلَ: المِعْجَرُ.
وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ مَعَ زِنْباع بْنِ رَوْح:
مَتَى ألْقَ زِنْباعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدةٍ ... لِيَ النِّصفُ مِنْهَا يَقْرَعِ السِّنَّ مِن نَدَمْ
النِّصْفُ، بِالْكَسْرِ: الِانْتِــصَافُ. وَقَدْ أَنْصَفَهُ مِنْ خَصْمِه، يُنْصِفُهُ إِنْــصَافــاً.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَلَا جَعَلوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نِصْفاً» أَيْ إنْــصافــا.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ الصَّبغاء:
بَيْنَ القِرانِ السَّوْءِ والنَّوَاصِفُ
جَمْع نَاصِفَة وَهِيَ الصَّخْرة. ويُرْوَى «التَّراصُف» . وَقَدْ تَقَدَّمَ.
وفي قصيد كعب:
شَدَّ النَّهارِ ذِراعا عَيطَلٍ نَصَفٍ
النَّصَفُ بِالتَّحْرِيكِ: الَّتِي بَيْنَ الشابَّة والكَهْلة.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ» أَيِ الْمَوْضِعِ الوَسَط بَيْنَ الموضِعين.
وَمِنْهُ حَدِيثُ التَّائِبِ «حَتَّى إِذَا أَنْصَفَ الطريقَ أَتَاهُ الموتُ» أَيْ بَلَغ نِصْفَهُ. وَيُقَالُ فِيهِ: نَصَفَهُ، أَيْضًا.
(هـ) وَفِي حَدِيثِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ «دَخَلَ الْمِحْرَابَ وَأَقْعَدَ مِنْصَفاً عَلَى الْبَابِ» الْمِنْصَفُ بِكَسْرِ الْمِيمِ: الخادِمُ. وَقَدْ تُفْتَح. يُقَالُ: نَصَفْتُ الرَّجلَ، نِــصَافَــةً، إِذَا خَدَمْتَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ سَلَامٍ «فجاءنى مِنْصَفٌ مَنْصَفٌ فَرَفَع ثِيَابِي مِن خَلْفي» .

التَّصَوُّر والتصديق

التَّصَوُّر والتصديق: وَإِنَّمَا قدمنَا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق لِأَن التَّصَوُّر إِمَّا شَرط التَّصْدِيق أَو شطره أَي جزءه. وَالشّرط والشطر مقدمان طبعا على الْمَشْرُوط وَالْكل بِالضَّرُورَةِ فقدمنا التَّصَوُّر على التَّصْدِيق وَصفا ليُوَافق الْوَضع الطَّبْع.
ثمَّ اعْلَم أَن التَّصَوُّر يُطلق بالاشتراك اللَّفْظِيّ على أَمريْن. أَحدهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مُطلقًا والتصور بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم المنقسم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الْمُطلق والتصور لَا بِشَرْط شَيْء. وَثَانِيهمَا: الْحُضُور الذهْنِي مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَهَذَا التَّصَوُّر قسم الْعلم فَيكون قسما للتصور بِالْمَعْنَى الأول أَيْضا وقسيما للتصديق وَيُقَال لَهُ التَّصَوُّر الساذج وتصور فَقَط والتصور بِشَرْط لَا شَيْء. وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن مورد الْقِسْمَة هُوَ التَّصَوُّر بِالْمَعْنَى الأول. وَقَالَ الْمُحَقق الرَّازِيّ فِي الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق فسر التَّصَوُّر بِأُمُور. أَحدهَا: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَهُوَ بِهَذَا الْمَعْنى مرادف للْعلم. وَثَانِيها: بِأَنَّهُ عبارَة عَن حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ اعْتِبَار عدم الحكم. وَثَانِيهمَا: حُصُول صُورَة الشَّيْء مَعَ عدم اعْتِبَار الحكم. وَهُوَ بِهَذَا التَّفْسِير أَعم مِنْهُ بالتفسير الثَّانِي لِأَنَّهُ جَازَ أَن يكون مَعَ الحكم. وأخص مِنْهُ بالتفسير الأول لِأَن الأول جَازَ أَن يكون مَعَ اعْتِبَار الحكم انْتهى. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَوَاشِيه على الْحَوَاشِي الجلالية على التَّهْذِيب التَّصَوُّر عبارَة عَن الصُّورَة الْحَاصِلَة من الشَّيْء فِي الْعقل فَقَط وَهُوَ مُحْتَمل لوَجْهَيْنِ: الأول: مَعَ عدم اعْتِبَار الإذعان وَالثَّانِي: مَعَ اعْتِبَار عدم الإذعان وَالْأول أَعم من الثَّانِي بِحَسب الْمَفْهُوم دون التحقق لِأَن الْعلم التصديقي هُوَ الْعلم المتكيف بالكيفية الإذعانية لَا يُمكن فِيهِ عدم اعْتِبَار الإذعان وَلَا اعْتِبَار عدم الإذعان. وَغير الْعلم التصديقي يُمكن فِيهِ كل مِنْهُمَا انْتهى.

وللتصديق فِي اللُّغَة ثَلَاثَة معَان: الأول: هُوَ الإذعان بِصدق الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن معنى الْقَضِيَّة مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست دانستن وصادق دانستن) ، وَالثَّانِي: الإذعان بِمَعْنى الْقَضِيَّة أَي التَّصْدِيق بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع فِي الْوَاقِع أَو مسلوب عَنهُ كَذَلِك ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (بكرويدن وباوركردن) وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ التَّصْدِيق المنطقي. من هَا هُنَا قد اشْتهر فِيمَا بَينهم أَن التَّصْدِيق المنطقي هُوَ بِعَيْنِه هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ، وَالثَّالِث: عبارَة عَن التَّصْدِيق بِأَن الْقَائِل مخبر عَن كَلَام مُطَابق للْوَاقِع ويعبر عَنهُ بِالْفَارِسِيَّةِ (براست كو داشتن وَحقّ كو دانستن) .
وَقد علم من هَذَا الْبَيَان أَن الْمَعْنى الأول مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَضِيَّة وَالثَّالِث مَأْخُوذ من الصدْق الَّذِي وصف الْقَائِل فَإِن قيل بَين هذَيْن الْقَوْلَيْنِ أَي قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ وَبَين قَوْلهم التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق الأول والتصديق اللّغَوِيّ تَصْدِيق ثَان مُنَافَاة لِأَن القَوْل الأول يدل على العينية وَالْقَوْل الثَّانِي على الْمُغَايرَة والأولوية والثانوية لَا يتصوران إِلَّا فِي المتغايرين قُلْنَا تنْدَفع الْمُنَافَاة مِمَّا ذكرنَا من الْمعَانِي الثَّلَاثَة للتصديق فَإِن المُرَاد بالتصديق اللّغَوِيّ فِي القَوْل الأول هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي. وَقد عرفت أَنه هُوَ التَّصْدِيق المنطقي وعينه. وَهَذَا التَّصْدِيق أَي التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الثَّانِي مقدم على التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول أَي يحصل قبل حُصُوله كَمَا لَا يخفى. فَالْحَاصِل أَن التَّصْدِيق اللّغَوِيّ الَّذِي هُوَ عين التَّصْدِيق المنطقي هُوَ التَّصْدِيق بِالْمَعْنَى الثَّانِي والتصديق الَّذِي مَحْكُوم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ثَان أَي مُتَأَخّر هُوَ التَّصْدِيق اللّغَوِيّ بِالْمَعْنَى الأول.
ثمَّ اعْلَم أَنهم اخْتلفُوا فِي بساطة التَّصْدِيق وتركبه. والحكماء ذَهَبُوا إِلَى بساطته وفسروه بالحكم أَي الاذعان بِالنِّسْبَةِ التَّامَّة الخبرية كَمَا هُوَ الْمَشْهُور. أَو الإذعان بِأَن الْمَحْمُول ثَابت للموضوع أَو مسلوب عَنهُ فِي الْوَاقِع كَمَا هُوَ تَحْقِيق الزَّاهِد. وَعَلَيْك أَن تعلم أَن الحكم بِاعْتِبَار حُصُوله فِي الذِّهْن تصور بِالْمَعْنَى الأول ولخصوصية كَونه حكما يُسمى تَصْدِيقًا وَسَيَجِيءُ توضيح هَذَا الْإِجْمَال فِي ذيل هَذَا الْمقَال أَو الاذعان بِنِسْبَة الِاتِّصَال واللااتصال وبنسبة الِانْفِصَال واللاانفصال. وَالْإِمَام الرَّازِيّ رَحمَه الله ذهب إِلَى أَنه مركب عبارَة عَن مَجْمُوع تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَبِه وَالْحكم لما صرح بِهِ فِي الملخص. وَقيل إِن أول من نسب تركيب التَّصْدِيق إِلَى الإِمَام هُوَ الكاتبي فِي شرح الملخص حَيْثُ حمل عبارَة الملخص على ظَاهرهَا فَصَارَ كسخاوة حَاتِم وشجاعة رستم وَإِلَّا فعبارات الإِمَام فِي سَائِر كتبه نَص على أَن التَّصْدِيق نفس الحكم على مَا عَلَيْهِ الْحُكَمَاء. وَقَالَ القَاضِي سراج الدّين الأرموي فِي الْمطَالع الْعلم إِمَّا تصور إِن كَانَ إدراكا ساذجا وَإِمَّا تَصْدِيق إِن كَانَ مَعَ حكم بِنَفْي أَو إِثْبَات وَقَالَ صَاحب الْكَشْف فِي كتاب الْبَيَان التَّصَوُّر إِدْرَاك الشَّيْء من حَيْثُ هُوَ مَقْطُوع النّظر عَن كَونه خَالِيا عَن الحكم بِهِ أَو عَلَيْهِ بِإِيجَاب أَو سلب والمنظور إِلَيْهِ مَعَ أَحدهمَا هُوَ التَّصْدِيق. وَفِي ميزَان الْمنطق الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل. وَإِمَّا تَصْدِيق وَهُوَ تصور مَعَه حكم. وَفِي الشمسية الْعلم إِمَّا تصور فَقَط وَهُوَ حُصُول صُورَة الشَّيْء فِي الْعقل وَإِمَّا تصور مَعَه حكم وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق. وَهَكَذَا قسمه الطوسي فِي تَجْرِيد الْمِيزَان.
وَلَا يخفى أَن هَذِه التفاسير للتصديق لَا تنطبق على شَيْء من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام. أما الأول: فلامتناع معية الشَّيْء بِنَفسِهِ. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم لما كَانَ سَابِقًا على الْمَجْمُوع بِحكم الْجُزْئِيَّة لم يكن مَعَه للتضاد بَين التَّقَدُّم والمعية.
وَأَنت خَبِير بِمَا فِيهِ من منع التضاد لجَوَاز أَن تكون معية زمانية وَهِي لَا تنَافِي التَّقَدُّم الذاتي كَمَا هُوَ شَأْن الْجُزْء مَعَ الْكل. نعم مَا ذكره السَّيِّد السَّنَد الشريف الشريف قدس سره فِي حَاشِيَته على شرح الشمسية يُسْتَفَاد مِنْهُ دَلِيل قَاطع على عدم انطباق هَذِه التفاسير على مَذْهَب الإِمَام وَمن أَرَادَ الِاطِّلَاع عَلَيْهِ فَليرْجع إِلَيْهِ. وَيفهم مِمَّا قَالَ الْعَلامَة الْأَصْفَهَانِي فِي شرح الْمطَالع والطوالع أَن هَذِه التفاسير مَبْنِيَّة على مَذْهَب ثَالِث مستحدث مِنْهُم فِي التَّصْدِيق وَلَا مشاحة فِي الِاصْطِلَاح. ومحصل كَلَامه أَن حَقِيقَة التَّصْدِيق هِيَ مَا يكون الحكم لاحقا بِهِ عارضا لَهُ وَهُوَ مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة من حَيْثُ إِنَّه ملحوق ومعروض للْحكم المرادف للتصديق فتسمية المعروض بالتصديق من بَاب إِجْرَاء الْعَارِض على المعروض وَمَا عدا ذَلِك تصور ساذج وَحِينَئِذٍ لَا يلْزم أَن يكون تصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وَحده أَو تصور الْمَحْكُوم بِهِ وَحده وَلَا مجموعهما مَعًا وَحدهمَا تَصْدِيقًا لَكِن يلْزم أَن يكون إِدْرَاك النِّسْبَة وَحده تَصْدِيقًا لِأَن الحكم عَارض لَهُ حَقِيقَة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور وَإِن قلت إِن المُرَاد من التَّصَوُّر المعروض للْحكم مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة كَمَا مر وَالْحكم وَإِن كَانَ عارضا للنسبة حَقِيقَة لكنه بِوَاسِطَة قِيَامهَا بالطرفين عَارض للمجموع فَإِن عرُوض أَمر بِجُزْء يسْتَلْزم عروضه للْكُلّ قُلْنَا لَا دلَالَة للتصور على التَّعَدُّد فضلا عَن أَن يكون دَالا على مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة. وَأما تَقْسِيم صَاحب الشمسية فَلَا ينطبق على مَذْهَب الْحُكَمَاء بِالضَّرُورَةِ وَلَا على مَذْهَب الإِمَام لما ذكره السَّيِّد السَّنَد قدس سره فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة.
وَاعْلَم أَن السَّيِّد السَّنَد قدس سره قَالَ فِي تِلْكَ الْحَاشِيَة وَإِن كَانَ أَي التَّصْدِيق عبارَة عَن الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُمَا كَمَا صرح بِهِ أَي بقوله وَيُقَال للمجموع تَصْدِيق لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم بل مركبا من أحد قسميه مَعَ أَمر آخر مُقَارن لَهُ أَعنِي الحكم وَذَلِكَ بَاطِل انْتهى قَوْله لم يكن التَّصْدِيق قسما من الْعلم لِأَن الحكم على هَذَا التَّقْسِيم فعل فَلَا يكون التَّصْدِيق الْمركب مِنْهُ وَمن الْعلم علما وَذَلِكَ بَاطِل لاتفاقهم على أَن التَّصْدِيق قسم من الْعلم وَإِنَّمَا الِاخْتِلَاف فِي حَقِيقَته فَلَا يَصح التَّقْسِيم فضلا عَن الانطباق كَمَا فِي الْحَوَاشِي الحكيمية - أَقُول إِن الحكم عِنْد الإِمَام علم وَإِدْرَاك لَا فعل كَمَا سَيَجِيءُ فتقسيم صَاحب الشمسية منطبق على مَذْهَب الإِمَام. فَإِن قلت أَي مَذْهَب من مذهبي الْحُكَمَاء وَالْإِمَام حق قُلْنَا الْمَذْهَب الْحق هُوَ مَذْهَب الْحُكَمَاء كَمَا قَالَ السَّيِّد السَّنَد قدس سره هَذَا هُوَ الْحق لِأَن تَقْسِيم الْعلم إِلَى هذَيْن الْقسمَيْنِ إِنَّمَا هُوَ لامتياز كل وَاحِد مِنْهُمَا من الآخر بطرِيق خَاص يستحصل بِهِ.
ثمَّ إِن الْإِدْرَاك الْمُسَمّى بالحكم ينْفَرد بطرِيق خَاص يُوصل إِلَيْهِ وَهُوَ الْحجَّة المنقسمة إِلَى أقسامها. وَمَا عدا هَذَا الْإِدْرَاك لَهُ طَرِيق وَاحِد وَهُوَ القَوْل الشَّارِح فتصور الْمَحْكُوم عَلَيْهِ وتصور الْمَحْكُوم بِهِ وتصور النِّسْبَة الْحكمِيَّة يُشَارك سَائِر التصورات فِي الاستحصال بالْقَوْل الشَّارِح فَلَا فَائِدَة فِي ضمهَا إِلَى الحكم وَجعل الْمَجْمُوع قسما وَاحِدًا من الْعلم مُسَمّى بالتصديق. لِأَن هَذَا الْمَجْمُوع لَيْسَ لَهُ طَرِيق خَاص فَمن لاحظ مَقْصُود الْفَنّ أَعنِي بَيَان الطّرق الموصلة إِلَى الْعلم لم يلتبس عَلَيْهِ أَن الْوَاجِب فِي تقسيمه مُلَاحظَة الامتياز فِي الطّرق فَيكون الحكم أحد قسميه الْمُسَمّى بالتصديق لكنه مَشْرُوط فِي وجوده ضمه إِلَى أُمُور مُتعَدِّدَة من أَفْرَاد الْقسم الآخر انْتهى. فَإِن قيل إِن الحكم عِنْد الإِمَام فعل من أَفعَال النَّفس لَا علم وَإِدْرَاك فَكيف يكون الْمَجْمُوع الْمركب من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم قسما من الْعلم فَإِن تركيب التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ قسم الْعلم من الْعلم وَغَيره محَال قُلْنَا الحكم عِنْد الإِمَام إِدْرَاك قطعا وَمَا اشْتهر أَنه فعل عِنْده غلط نَشأ من اشْتِرَاك لفظ الحكم بَين الْمَعْنى الاصطلاحي وَهُوَ الإذعان وَبَين الْمَعْنى اللّغَوِيّ وَهُوَ ضم أحد المفهومين إِلَى الآخر وَالضَّم فعل من أَفعَال النَّفس فَمن قَالَ إِن الحكم عِنْده فعل والتصديق عبارَة عَن مَجْمُوع التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فقد افترى عَلَيْهِ بهتانا عَظِيما.
نعم يرد على الإِمَام اعْتِرَاض من وَجْهَيْن: أَحدهمَا: أَنه يلْزم قلب الْمَوْضُوع لاستلزامه أَن يكون التَّصْدِيق مكتسبا من القَوْل الشَّارِح والتصور من الْحجَّة وَالْأَمر بِالْعَكْسِ أما الأول فَلِأَن التَّصْدِيق عِنْده هُوَ الْمَجْمُوع من التصورات الثَّلَاثَة وَالْحكم فَلَو كَانَ الحكم الَّذِي هُوَ جزؤه بديهيا غَنِيا عَن الِاكْتِسَاب وَيكون تصور أحد طَرفَيْهِ كسبيا كَانَ ذَلِك الْمَجْمُوع كسبيا. فَإِن احْتِيَاج الْجُزْء إِلَى الشَّيْء يسْتَلْزم احْتِيَاج الْكل إِلَيْهِ وَحِينَئِذٍ يكون اكتسابه من القَوْل الشَّارِح. وَلَا يخفى مَا فِيهِ لِأَن التصورات كلهَا عِنْده بديهية فَلَا يتَصَوَّر أَن يكون تصور أحد الطَّرفَيْنِ عِنْده كسبيا حَتَّى يلْزم الْمَحْذُور الْمَذْكُور. وَأما الثَّانِي: فَلِأَن الحكم عِنْده إِدْرَاك وَلَيْسَ هُوَ وَحده تَصْدِيقًا عِنْده بل الْمَجْمُوع الْمركب مِنْهُ وَمن التصورات الثَّلَاثَة فَلَا بُد أَن يكون تصورا فَإِذا كَانَ كسبيان يكون اكتسابه من الْحجَّة فَيلْزم اكْتِسَاب التَّصَوُّر من الْحجَّة وَهُوَ مُمْتَنع لما سَيَجِيءُ فِي مَوْضُوع الْمنطق إِن شَاءَ الله تَعَالَى. إِلَّا أَن يُقَال إِن الإِمَام جَازَ أَن يكون مُلْتَزما أَن يكون بعض التصورات أَعنِي الحكم مكتسبا من الْحجَّة فَهُوَ لَيْسَ بمعتقد بِمَا هُوَ الْمَشْهُور من أَن التَّصَوُّر مكتسب من القَوْل الشَّارِح فَقَط والتصديق من الْحجَّة فَحسب. والاعتراض بِالْوَجْهِ الثَّانِي أَن الْوحدَة مُعْتَبرَة فِي الْمقسم كَمَا ذكرنَا فِي جَامع الغموض شرح الكافية فِي شرح اللَّفْظ كَيفَ لَا وَإِن لم يُقيد بهَا لم ينْحَصر كل مقسم فِي أقسامه فَإِن مَجْمُوع الْقسمَيْنِ قسم ثَالِث للمطلق. فالتصديق الَّذِي هُوَ عبارَة عَن الادراكات الَّتِي هِيَ عُلُوم مُتعَدِّدَة لَا ينْدَرج تَحت الْعلم الْوَاحِد الَّذِي جعل مقسمًا. وَالْجَوَاب أَن التَّصْدِيق الْمَذْكُور فِي نَفسه وَإِن كَانَت علوما مُتعَدِّدَة لَكِن لَهَا نوع وحدة فَلَا بَأْس باندراجها بِحَسب تِلْكَ الْوحدَة تَحت الْعلم مَعَ أَن التَّرْكِيب بِدُونِ اعْتِبَار الْوحدَة مُمْتَنع وَمن سوى الْحُكَمَاء قَائِل بتركيب التَّصْدِيق فَلهُ وحدة بحسبها مندرج تَحت الْعلم فَلَا إِشْكَال. وَقَالَ الزَّاهِد فِي حَاشِيَة الرسَالَة أَقُول يرد على الإِمَام أَن أَجزَاء التَّصْدِيق يجب أَن تكون علوما تصورية لِأَن الْعلم منحصر فِي التَّصَوُّر والتصديق وجزء التَّصْدِيق لَا يُمكن أَن يكون شَيْئا غير الْعلم أَو علما تصديقيا غير التصوري وَلَا شكّ أَن التصورات كلهَا بديهيات عِنْده وَمن الضروريات أَنه إِذا حصل جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء بالبداهة يحصل ذَلِك الشَّيْء بالبداهة فَيلْزم أَن يكون التصديقات أَيْضا كلهَا بديهية مَعَ أَنه لَا يَقُول بذلك انْتهى. وَقَالَ فِي الْهَامِش المُرَاد بِالْجَمِيعِ الْكل الإفرادي فَلَا يرد أَن جَمِيع أَجزَاء الشَّيْء هُوَ بِعَيْنِه ذَلِك الشَّيْء فَيرجع الْكَلَام إِلَى أَنه إِذا حصل ذَلِك الشَّيْء يحصل ذَلِك الشَّيْء. ثمَّ حُصُول كل وَاحِد من الْأَجْزَاء بِأَيّ نَحْو كَانَ مُسْتَلْزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا لم يعْتَبر مَعَه الْهَيْئَة الاجتماعية وحصوله بطرِيق البداهة لَيْسَ بمستلزم لحُصُول الْكل كَذَلِك إِذا اعْتبر مَعَه تِلْكَ الْهَيْئَة انْتهى.
وَاعْلَم أَن الْحُكَمَاء قاطبة بعد اتِّفَاقهم على أَن التَّصْدِيق بسيط عبارَة عَن الاذعان وَالْحكم فَقَط اخْتلفُوا فِي أَن مُتَعَلق الاذعان إِمَّا النِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية. أَو مُتَعَلقَة وُقُوع النِّسْبَة الثبوتية التقييدية أَولا وُقُوعهَا يَعْنِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة فَاخْتَارَ المتقدمون مِنْهُم الأول وَقَالُوا بِتَثْلِيث أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة الخبرية ثبوتية أَو سلبية وَهَذَا هُوَ الْحق إِذْ لَا يفهم من زيد قَائِم مثلا إِلَّا نِسْبَة وَاحِدَة وَلَا يحْتَاج فِي عقده إِلَى نِسْبَة أُخْرَى. والتصديق عِنْدهم نوع آخر من الْإِدْرَاك مغائر للتصور مُغَايرَة ذاتية لَا بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق. وَذهب الْمُتَأَخّرُونَ مِنْهُم إِلَى الثَّانِي وَقَالُوا بتربيع أَجزَاء الْقَضِيَّة الْمَحْكُوم عَلَيْهِ والمحكوم بِهِ وَالنِّسْبَة التقييدية ثبوتية أَو سلبية الَّتِي سَموهَا بِالنِّسْبَةِ الْحكمِيَّة. وَالرَّابِع النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية وَهِي أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَالَّذِي حملهمْ على ذَلِك أَنهم ظنُّوا أَنه لَو جعلُوا مُتَعَلق الْإِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة لَا أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة لدخل الشَّك وَالوهم والتخييل فِي التَّصْدِيق لِأَنَّهَا أَيْضا إِدْرَاك النِّسْبَة الْحكمِيَّة ففرقوا بَين التَّصَوُّر والتصديق بِاعْتِبَار الْمُتَعَلّق وازدادوا جُزْءا رَابِعا وجعلوه مُتَعَلق الْإِدْرَاك. وَزَعَمُوا أَن الشَّك وَكَذَا الْوَهم والتخييل لَيْسَ إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة وَلَكِن لم يتنبهوا أَن الشَّك أَيْضا إِدْرَاك الْوُقُوع أَو اللاوقوع لَكِن لَا على سَبِيل التَّسْلِيم والإذعان فَلم يَنْفَعهُمْ الازدياد بل زَاد الْفساد بِخُرُوج التصديقات الشّرطِيَّة فَإِن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة نِسْبَة حملية وَالنِّسْبَة فِي الشرطيات هِيَ نِسْبَة الِاتِّصَال واللاتصال والانفصال واللاانفصال. وَأَيْضًا يتَوَهَّم مِنْهُ أَن مَفْهُوم أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة مُعْتَبر فِي معنى الْقَضِيَّة وَالْأَمر لَيْسَ كَذَلِك فَإِن الْمُعْتَبر فِيهِ نِسْبَة بسيطة يصدق عَلَيْهَا هَذِه الْعبارَة المفصلة إِلَّا أَن يُقَال لَيْسَ مقصودهم إِثْبَات النسبتين المتغائرتين حَقِيقَة بل أَن النِّسْبَة الْوَاحِدَة الَّتِي هِيَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية إِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة بَين الْمَوْضُوع والمحمول يتَعَلَّق بِهِ الشَّك وأخواه. وَإِذا أخذت من حَيْثُ إِنَّهَا نِسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة يتَعَلَّق بهَا التَّصْدِيق وَيُشِير إِلَى هَذَا مَا فِي شرح الْمطَالع من أَن أَجزَاء الْقَضِيَّة عِنْد التَّفْصِيل أَرْبَعَة فَافْهَم. وَمَا ذكرنَا من أَن مُتَعَلق الإذعان وَالْحكم هُوَ النِّسْبَة التَّامَّة الخبرية هُوَ الْمَشْهُور وَمذهب الْجُمْهُور وَأما الزَّاهِد فَلَا يَقُول بِهِ فَإِنَّهُ قَالَ إِن التَّصْدِيق أَي الاذعان وَالْحكم يتَعَلَّق أَولا وبالذات بالموضوع والمحمول حَال كَون النِّسْبَة رابطة بَينهمَا وَثَانِيا وبالعرض بِالنِّسْبَةِ لِأَن النِّسْبَة معنى حرفي لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ. أَقُول نعم إِن النِّسْبَة من حَيْثُ إِنَّهَا رابطة فِي الْقَضِيَّة لَا يُمكن أَن تلاحظ قصدا وبالذات لِأَنَّهَا معنى حرفي فَلَا يُمكن تعلق الاذعان والتصديق بهَا بجعلها مَوْضُوعا ومحكوما عَلَيْهَا أَو بهَا بالاذعان والتصديق لَكِن لَا نسلم أَن تعلقهما بهَا مُطلقًا مَوْقُوف على ملاحظتها قصدا وبالذات فَقَوله لَا يَصح أَن يتَعَلَّق التَّصْدِيق بهَا من حَيْثُ هِيَ هِيَ لَا يَصح.
وتوضيحه أَن الْمَعْنى مَا لم يُلَاحظ قصدا وبالذات لَا يُمكن جعله مَحْكُومًا عَلَيْهِ أَو بِهِ بِنَاء على أَن النَّفس مجبولة على أَنَّهَا مَا لم تلاحظ الشَّيْء كَذَلِك لَا تقدر على أَن تحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ كَمَا يشْهد بِهِ الوجدان وَالْمعْنَى الْحر فِي لَا يُمكن أَن يُلَاحظ كَذَلِك فَلَا يُمكن الحكم عَلَيْهِ أَو بِهِ فَتعلق الاذعان وَالْحكم بِهِ مُمْتَنع.
وَأما عرُوض الْعَوَارِض بِحَسب الْوَاقِع وَنَفس الْأَمر للمعنى الْحرفِي الملحوظ تبعا وَمن حَيْثُ إِنَّه آلَة لملاحظة الطَّرفَيْنِ فَلَيْسَ بممتنع. أَلا ترى أَن الِابْتِدَاء الَّذِي هُوَ مَدْلُول كلمة من إِذا لوحظ فِي أَي تركيب يعرض لَهُ الْوُجُود والإمكان والاحتياج إِلَى الطَّرفَيْنِ وَالْقِيَام بهما وَنَحْوهَا لَا على وَجه الحكم بل على وَجه مُجَرّد الْقيام وَالْعرُوض وَهَذَا لَيْسَ بممتنع والإذعان من هَذَا الْقَبِيل فَيجوز أَن يتَعَلَّق بِالنِّسْبَةِ الملحوظة فِي الْقَضِيَّة تبعا على وَجه الْعرُوض لَكِن أَيهَا القَاضِي العَاصِي لَا تبطل حق القَاضِي الزَّاهِد وَلَا تتْرك الانــصاف وَإِن امْتَلَأَ أَحْمد نكر من الْجور والاعتساف وَلَا تقس عرُوض الاذعان للنسبة على عرُوض الْوُجُود والإمكان فَإِنَّهُ قِيَاس مَعَ الْفَارِق فَإِن الاذعان لكَونه أمرا اختياريا مُكَلّفا بِهِ قصديا بِدَلِيل التَّكْلِيف بِالْإِيمَان لَا يُمكن عروضه وتعلقه بالمذعن بِهِ إِلَّا بعد تعلقه وملاحظته قصدا وبالذات بِخِلَاف الْوُجُود والإمكان وَنَحْوهمَا فَإِن عروضها لشَيْء لَيْسَ بموقوف على قصد قَاصد كَمَا لَا يخفى.
وَاعْلَم أَن الزَّاهِد قَالَ فِي حَوَاشِيه على الرسَالَة الثَّالِث مَا هُوَ يَبْدُو فِي أول النّظر وَيظْهر فِي بادئ الرَّأْي من أَن التَّصْدِيق هُوَ الْكَيْفِيَّة الإدراكية. وَمَا يَقْتَضِيهِ النّظر الدَّقِيق. ويلوح مِمَّا أَفَادَهُ أهل التَّحْقِيق. هُوَ أَن الْكَيْفِيَّة الاذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية أَلَيْسَ إِنَّا إِذا سمعنَا قَضِيَّة وأدركناها بِتمَام أَجْزَائِهَا ثمَّ أَقَمْنَا الْبُرْهَان عَلَيْهَا لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر بل تقترن بالإدراك السَّابِق حَالَة أُخْرَى تسمى الإذعان وَالْقَبُول وَإِلَّا يلْزم أَن تكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن. وَلَا يخفى على من يرجع إِلَى وجدانه أَن الْعلم صفة يحصل مِنْهُ الانكشاف والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك بل تحصل مِنْهُ بعد الانكشاف كَيْفيَّة أُخْرَى للنَّفس وَبِذَلِك يَصح تَقْسِيم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر الساذج والتصور مَعَه التَّصْدِيق كَمَا وَقع عَن كثير من الْمُحَقِّقين انْتهى. أَقُول قَوْله: (صُورَتَانِ فِي الذِّهْن) أَي صُورَتَانِ مساويتان وَهُوَ محَال فَلَا يرد أَنه قَالَ فِي حَوَاشِيه على شرح المواقف للوجود صُورَة وللعدم صُورَتَانِ فَإِن للعدم صُورَتَيْنِ إجمالية وتفصيله كَمَا سَيَجِيءُ فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
وَاعْلَم أَنه يعلم من هَذَا الْمقَال أَن من قسم الْعلم إِلَى التَّصَوُّر فَقَط وَإِلَى تصور مَعَه حكم أَو إِلَى تصور مَعَه تَصْدِيق مَبْنِيّ على أُمُور. أَحدهَا: أَن التَّصْدِيق وَالْحكم والإذعان أَلْفَاظ مترادفة. وَثَانِيها: أَن الْعلم منقسم إِلَى تصورين أَحدهمَا تصور ساذج أَي غير مقرون بالحكم. وَثَانِيهمَا تصور مقرون بِهِ. وَثَالِثهَا: أَن التَّصْدِيق لَيْسَ بِعلم بِنَاء على أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما. وَرَابِعهَا: أَن الْقسم الثَّانِي لما لم يَنْفَكّ عَن التَّصْدِيق الَّذِي هُوَ الحكم سمي بالتصديق مجَازًا من قبيل تَسْمِيَة الشَّيْء باسم مَا يقارنه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ. ثمَّ المُرَاد بالتصور الْمُقَارن بالحكم إِمَّا الإدراكات الثَّلَاثَة فَقَط أَو إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة أَيْضا على الِاخْتِلَاف كَمَا مر. وَلَا يخفى عَلَيْك أَن كَون التَّصْدِيق علما كنار على علم. وانقسام الْعلم إِلَى التَّصَوُّر والتصديق من ضروريات مَذْهَب الْحُكَمَاء وَحمل إِطْلَاق التَّصْدِيق على الْقسم الثَّانِي على الْمجَاز لَا يعلم من إطلاقاتهم وَقَوله: (إِن الْكَيْفِيَّة الإذعانية وَرَاء الْكَيْفِيَّة الإدراكية) إِن أَرَادَ بِهِ أَنه لَيْسَ الأولى عين الثَّانِيَة فَمُسلم لَكِن لَا يجدي نفعا مَا لم يثبت بَينهمَا مباينة. وَإِن أَرَادَ بِهِ أَن بَينهمَا مباينة بالنوع فَمَمْنُوع لِأَن الثَّانِيَة أَعم من الأولى فَإِن الأولى من أَنْوَاع الثَّانِيَة فَإِن للنَّفس من واهب الصُّور قبُول وَإِدْرَاك لَهَا قطعا تصورية أَو تصديقية. نعم إِن فِي التصورات إِدْرَاك وَقبُول لَا على وَجه الإذعان وَفِي التصديقات إِدْرَاك وَقبُول على وَجه الإذعان بِمَعْنى أَن ذَلِك الْإِدْرَاك نفس الإذعان إِذْ لَا نعني بالإذعان إِلَّا إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وقبولها كَذَلِك فَكَانَ نِسْبَة الْإِدْرَاك وَالْقَبُول المطلقين مَعَ الإذعان نِسْبَة الْعَام مَعَ الْخَاص بل نِسْبَة الْمُطلق إِلَى الْمُقَيد وَنسبَة الْجِنْس إِلَى النَّوْع وَقَوله: (لَا يحصل لنا إِدْرَاك آخر) مَمْنُوع إِذْ لَو أَرَادَ بالإدراك الْحَالة الإدراكية فَمَنعه ظَاهر ضَرُورَة أَن الْحَالة الإدراكية قبل إِقَامَة الْبُرْهَان كَانَت مترتبة على مَحْض تعلق التَّصَوُّر بمضمون الْقَضِيَّة شكا أَو غَيره وَبعدهَا حصلت حَالَة إدراكية أُخْرَى وَهِي إِدْرَاك أَن النِّسْبَة وَاقعَة أَو لَيست بواقعة وَهِي عين الْحَالة الَّتِي يسميها حَالَة إذعانية وإذعانا وَكَذَا إِذا أَرَادَ بِهِ الصُّورَة الذهنية ضَرُورَة أَن الْمَعْلُوم كَانَ محفوفا بالعوارض الإدراكية الْغَيْر الإذعانية فَكَانَ صُورَة ثمَّ حف بعد إِقَامَة الدَّلِيل بالحالة الإدراكية الإذعانية فَكَانَ صُورَة أُخْرَى فَإِن تغاير الْعَارِض يدل على تغاير المعروض من حَيْثُ إِنَّه معروض. نعم ذَات الْمَعْلُوم من حَيْثُ هُوَ فِي الصُّورَتَيْنِ أَمر وَاحِد لم يَتَجَدَّد واستحالة أَن يكون لشَيْء وَاحِد صُورَتَانِ فِي الذِّهْن من جِهَتَيْنِ مَمْنُوع بل هُوَ وَاقع وَقَوله: (والإذعان صفة لَيْسَ كَذَلِك) أَيْضا مَمْنُوع لِأَن الإذعان سَوَاء أُرِيد بِهِ صُورَة إذعانية أَو حَالَة إدراكية نوع من صُورَة إدراكية أَو حَالَة إدراكية فَإِنَّهُ يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من الانكشاف وَلَو ترَتّب قبل ذَلِك هُنَاكَ انكشافات عددية تصورية.
اعْلَم أَن هَا هُنَا ثَلَاث مُقَدمَات أجمع عَلَيْهَا الْمُحَقِّقُونَ وتلقوها بِالْقبُولِ والإذعان. وَلم يُنكر عَنْهَا أحد إِلَى الْآن. الأولى: أَن الْعلم والمعلوم متحدان بِالذَّاتِ. وَالثَّانيَِة: أَن التَّصَوُّر والتصديق نَوْعَانِ مُخْتَلِفَانِ بِالذَّاتِ. وَالثَّالِثَة: أَنه لَا حجر فِي التصورات فَيتَعَلَّق بِكُل شَيْء حَتَّى يتَعَلَّق بِنَفسِهِ بل بنقيضه وبالتصديق أَيْضا فَيتَوَجَّه اعتراضان.

الِاعْتِرَاض الأول: أَن التَّصَوُّر والتصديق إِذا تعلقا بِشَيْء وَاحِد وَلَا امْتنَاع فِي هَذَا التَّعَلُّق بِحكم الْمُقدمَة الثَّالِثَة فَيلْزم اتحادهما نوعا بِحكم الْمُقدمَة الأولى وَاللَّازِم بَاطِل لِأَن صيرورة الشَّيْء الْوَاحِد نَوْعَيْنِ مُخْتَلفين بِالذَّاتِ محَال بِالضَّرُورَةِ. وَجَوَابه أَنا لَا نسلم أَن التَّصْدِيق علم لما مر من أَنه كَيْفيَّة إذعانية لَا كَيْفيَّة إدراكية حَتَّى يكون علما فضلا عَن أَن يكون عين الْمَعْلُوم فَيتَعَلَّق التَّصَوُّر والتصديق بِشَيْء وَاحِد وَلَا يلْزم اتحادهما لتوقفه على كَون التَّصْدِيق عين ذَلِك الشَّيْء وَهَذِه العينية مَوْقُوفَة على كَون التَّصْدِيق علما. وَإِن سلمنَا أَن التَّصْدِيق علم كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فَنَقُول إِن الْمُقدمَة الأولى مَخْصُوصَة بِالْعلمِ التصوري فالعلم التصديقي لَيْسَ عين الْمُصدق بِهِ الْمَعْلُوم.

والاعتراض الثَّانِي: أَن التَّصَوُّر إِذا تعلق بالتصديق يلْزم اتحادهما فِي الْمَاهِيّة النوعية بِحكم الْمُقدمَة الأولى. وَأجِيب عَنهُ بِأَن التَّصَوُّر الْمُتَعَلّق بالتصديق تصور خَاص فاللازم هَا هُنَا هُوَ الِاتِّحَاد بَينه وَبَين التَّصْدِيق والتباين النوعي إِنَّمَا هُوَ بَين التَّصَوُّر والتصديق المطلقين. وَيُمكن الْجَواب عَنهُ بِأَن تعلق التَّصَوُّر بِكُل شَيْء لَا يسْتَلْزم تعلقه بِكُل وَجه فَيجوز أَن يمْتَنع تعلقه بِحَقِيقَة التَّصْدِيق وكنهه وَيجوز التَّعَلُّق بِاعْتِبَار وَجهه ورسمه فَإِن حَقِيقَة الْوَاجِب تَعَالَى مُمْتَنع تصَوره بالكنه وَإِنَّمَا يجوز بِالْوَجْهِ وَأَن الْمعَانِي الحرفية يمْتَنع تصورها وَحدهَا وَإِنَّمَا يجوز بعد ضم ضميمة إِلَيْهَا. وَأجَاب عَنهُ الزَّاهِد فِي حَاشِيَته على الرسَالَة المعمولة فِي التَّصَوُّر والتصديق بقوله وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ النّظر الصائب. والفكر الثاقب. هُوَ أَن الْحَقِيقَة الإدراكية زَائِدَة على مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن كإطلاق الْكَاتِب على الْإِنْسَان كَمَا مرت إِلَيْهِ الْإِشَارَة فالتصور والتصديق قِسْمَانِ لما هُوَ علم حَقِيقَة وَالْعلم الَّذِي هُوَ عين الْمَعْلُوم هُوَ مَا يصدق عَلَيْهِ الْعلم أَي مَا هُوَ حَاصِل فِي الذِّهْن انْتهى. وَهَا هُنَا جوابات أخر تركتهَا لتردد الخاطر الفاتر بعداوة الْعدوان. وفقدان الأعوان. 

الدّائرة

الدّائرة:
[في الانكليزية] Circle ،zone ،sphere
[ في الفرنسية] Cercle ،circonference ،zone
موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 1 775 الدائرة: ..... ص: 775

في الفرنسية] Cercle ،circonference ،zone
عند المهندسين وأهل الهيئة هي سطح مستو أحاط به خط مستدير. وتعرف أيضا بأنها سطح مستو يتوهّم حدوثه من إثبات أحد طرفي الخط المستقيم وإدارته حتى يعود إلى وضعه الأول. والمراد بالخط المستدير خط توجد في داخله نقطة تكون الخطوط الخارجة منها إليه، أي إلى ذلك الخط متساوية، وتلك النقطة مركز الدائرة، وتلك الخطوط أنــصاف أقطار الدائرة، والخط المستدير محيط الدائرة، ويسمّى بالدائرة أيضا مجازا. وقيل الأمر بالعكس وتحقيق ذلك أنّه إذا أثبت أحد طرفي خط مستقيم وأدير دورة تامة يحصل سطح دائرة سمّي بها لأنّ هيئة هذا السطح ذات دورة على أنّ صيغة اسم الفاعل للنسبة، وإذا توهّم حركة نقطة حول نقطة ثابتة دورة تامة بحيث لا يختلف بعد النقطة المتحركة عن النقطة الثابتة يحصل محيط دائرة سمّي بها لأنّ النقطة كانت دائرة، فسمّي ما حصل من دورانها دائرة. فإن اعتبر الأول ناسب أن يكون إطلاق الدائرة على السطح حقيقة وعلى المحيط مجازا. وإن اعتبر الثاني ناسب أن يكون الأمر بالعكس، هكذا حقّق الفاضل عبد العلي البرجندي في حاشية الچغميني.
اعلم أنّ الدوائر المفروضة على الكرة على نوعين عظام وصغار. فالدائرة العظيمة هي التي تنصف الكرة والصغيرة هي التي لا تنصفها، والدوائر العظام المبحوث عنها في علم الهيئة هي معدل النهار ودائرة البروج وتسمّى بفلك البروج أيضا، ودائرة الأفق ودائرة الارتفاع ودائرة الميل ودائرة العرض ودائرة نصف النهار ودائرة وسط سماء الرؤية، هذه وهي المشهورة. وغير المشهورة منها دائرة الأفق الحادث ودائرة نصف النهار الحادث.

ضَحْضَحَ

(ضَحْضَحَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ أَبِي طَالِبٍ «وجَدْتُه فِي غَمَرات مِنَ النَّارِ فأخْرَجْتُه إِلَى ضَحْضَاحٍ» وَفِي رِوَايَةٍ «أَنَّهُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نارٍ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغَه» الضَّحْضَاح فِي الأصْل:
مارقّ مِنَ الْمَاءِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَا يبلُغ الكَعْبين، فاستَعارَه لِلنَّارِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَمرو بْنِ الْعَاصِ يَصف عَمْر، قَالَ: «جانَب غَمْرتها، ومَشى ضَحْضَاحها وَمَا ابتَّلت قَدَماه» أَيْ لَمْ يتعلَّق مِنَ الدُّنْيَا بشَيءٍ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
ضَحْضَحَ السَّرابُ: تَرَقْرَقَ، كتَضَحْضَحَ.
والضِّحُّ، بالكسر: الشَّمْسُ، وضَوْءُها، والبَرازُ من الأرضِ، وما أصابَتْهُ الشمسُ، ومنه:
"جاءَ بالضِّحِّ والرِّيحِ"، ولا تَقُلْ بالضِّيحِ، أي: بما طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ وما جَرَتْ عليه الرِّيح.
والضَّحْضاحُ: الماءُ اليسيرُ،
كالضَّحْضَحِ، أو إلى الكَعْبَيْنِ، أو أنْــصافِ السُّوقِ، أو ما لا غَرَقَ فيه، والكثيرُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ.
والضَّحْضَحَةُ والضَّحْضَحُ والضُّحْضُحُ: جَرْيُ السَّرابِ.
وضَحْضَحَ: تَبَيَّنَ.
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.