من (ش ن ر) مؤنث شنار: الأمر المشهور بالقبح.
من (ش ن ر) مؤنث شنار: الأمر المشهور بالقبح.
شنر: الــشَّنار: العيب والعارُ؛ قال القَطامي يمدح الأُمراء:
ونحنُ رَعِيَّةٌ وَهُمُ رُعاةٌ،
ولولا رَعْيُهُمْ شَنُعَ الــشَّنارُ
وفي حديث النخعي: كان ذلك شَنْاراً فيه نارٌ؛ الــشَّنار: العيب والعار،
وقيل: هو العيب الذي فيه عار، والــشَّنار: أَقبح العيب والعار. يقال: عار
وشنار، وقَلَّما يُفْردونه من عار؛ قال أَبو ذؤيب:
فإِنِّي خَلِيقٌ أَن أُودِّع عَهْدَها
بخيرٍ، ولم يُرْفَعْ لدينا شَنارُــها
وقد جمعوه فقالوا شَنائر؛ قال جرير:
تأْتي أَموراً شُنُعاً شَنائرا
وشَنَّرَ عليه: عابَهُ، ورجل شِنِّيرٌ: شرِّير كثير الشر والعيوب. ورجل
شِنِّيرٌ: سيء الخلق. وشَنَّرْتُ الرجل تَشْنِيراً إِذا سمَّعت به
وفضحته. التهذيب في ترجمة شتر: وشَتَّرْتُ به تَشْتِيراً إِذا أَسمعته القبيح،
قال: وأَنكر شَمِرٌ هذا الحرف وقال إِنما هو شَنَّرْت، بالنون، وأَنشد:
وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وهْيَ حَرِيصَةٌ
عليه، ولكن تَتَّقِي أَن تُشَنَّرَا
قال الأَزهري: جعله من الــشَّنار وهو العيب، قال: والتاء صحيح عندنا.
والــشَّنار: الأَمر المشهور بالقبح والشنعة.
التهذيب في ترجمة نشر: ابن الأَعرابي: امرأَة مَنْشُورة ومَشْنُورة إِذا
كانت سَخيَّة كريمة.
ابن الأَعرابي: الشِّمْرَة مِشْيَة العَيَّار، والشِّنْرَة مِشْية الرجل
الصالح المشمِّر. وبَنُو شِنِّيرٍ: بَطْن.
شنخف: بعير شِنْخافٌ: صُلْبٌ شديد. ورجل شِنَّخْفٌ مثل جِرْدَحْلٍ أَي
طويل. والشَّنْخافُ والشِّنَّخْفُ: الطويل، والجمع شِنَّخْفون ولا
يُكَسّر. وفي الحديث: إنك من قَوْمٍ شِنَّخْفِينَ؛ قال الشاعر:
وأَعْجَبها، فيمنْ يَسُوجُ، عِصابةٌ
من القَومِ، شِنَّخْفونَ جِدَّ طوالِ
(* قوله «جد إلخ» كذا ضبط في الأصل. وتقدم بدله في مادة سوج: غير قضاف،
ولعله حذ جمع الاحذ الخفيف اليد.)
عيب: ابن سيده: العَابُ والعَيْبُ والعَيْبَةُ: الوَصْمة. قال سيبويه: أَمالوا العابَ تشبيهاً له بأَلف رَمَى، لأَنها منقلبة عن ياء؛ وهو نادر؛ والجمع: أَعْيابٌ وعُـيُوبٌ؛ الأَول عن ثعلب؛ وأَنشد:
كَيْما أَعُدَّكُمُ لأَبْعَدَ منكُمُ، * ولقد يُجاءُ إِلى ذوي الأَعْيابِ
ورواه ابن الأَعرابي: إِلى ذوي الأَلباب.
والـمَعابُ والـمَعِـيبُ: العَيْبُ؛ وقول أَبي زُبَيْدٍ الطَّائيّ:
إِذا اللَّثى رَقَـأَتْ بعدَ الكَرى وذَوَتْ، * وأَحْدَثَ الرِّيقُ بالأَفْواه عَيَّابا
يجوز فيه أَن يكون العَيَّابُ اسماً للعَيْبِ، كالقَذَّافِ والجَبَّانِ؛ ويجوز أَن يُريدَ عَيْبَ عَيَّابٍ، فحَذَفَ المضاف، وأَقام المضاف إِليه مُقامه.
وعابَ الشيءُ والحائِطُ عَيْباً: صار ذا عَيْبٍ. وعِـبْتُه أَنا، وعابه
عَيْباً وعاباً، وعَيَّبه وتَعَيَّبه: نَسَبه إِلى العَيب، وجعله ذا عَيْبٍ؛ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ قال الأَعشى:
وليس مُجِـيراً، إِنْ أَتى الـحَيَّ خائفٌ؛ * ولا قائِلاً، إِلاَّ هُوَ الـمُتَعَيَّبا
أَي ولا قائلاً القولَ الـمَعِـيبَ إِلاَّ هو؛ وقال أَبو الهيثم في قوله
تعالى: فأَرَدْتُ أَن أَعِـيبَها؛ أَي أَجْعَلَها ذاتَ عَيْب، يعني السفينةَ؛ قال: والـمُجاوِزُ واللازم فيه واحد.
ورجل عَيَّابٌ وعَيَّابة وعُيَبة: كثير العَيْبِ للناس؛ قال:
اسْكُتْ ! ولا تَنْطِقْ، فأَنْتَ خَيّابْ، * كُلُّك ذو عَيْبٍ، وأَنتَ عَيَّابْ
وأَنشد ثعلب:
قال الجَواري: ما ذَهَبْتَ مَذْهَبا، * وعِـبْنَني ولم أَكُنْ مُعَيَّبا
وقال:
وصاحِبٍ لي، حَسَنِ الدُّعابه، * ليس بذي عَيْبٍ، ولا عَيَّابَه
والـمَعايبُ: العُيوبُ. وشيءٌ مَعِـيبٌ ومَعْيُوبٌ، على الأَصل.
وتقول: ما فيه مَعابة ومَعابٌ أَي عَيْبٌ.
ويقال: موضعُ عَيْبٍ؛ قال الشاعر:
أَنا الرَّجُلُ الذي قد عِـبْتُموه، * وما فيهِ لعَيَّابٍ مَعابُ
لأَن الـمَفْعَلَ، من ذواتِ الثلاثة نحو كالَ يَكِـيلُ، إِن أُريد به
الاسم، مكسور، والمصدرُ مفتوحٌ، ولو فتحتَهما أَو كسرتَهما في الاسم والمصدر جميعاً، لجازَ، لأَن العرب تقول: الـمَسارُ والـمَسِيرُ، والـمَعاشُ والـمَعِـيشُ، والـمَعابُ والـمَعِـيبُ.
وعابَ الماءُ: ثَقَبَ الشَّطَّ، فخرج مُجاوزَه.
والعَيْبة: وِعاءٌ من أَدَم، يكون فيها المتاع، والجمع عِـيابٌ
وعِـيَبٌ، فأَما عِـيابٌ فعلى القياس، وأَما عِـيَبٌ فكأَنه إِنما جاءَ على جمع عِـيبة، وذلك لأَنه مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للكسرة؛ وكذلك كلُّ ما جاءَ من فعله مما عينه ياء على فِعَلٍ. والعَيْبَةُ أَيضاً: زَبِـيل من أَدَم يُنْقَلُ فيه الزرعُ المحصودُ إِلى الجَرين، في لغة هَمْدان. والعَيْبَةُ: ما يجعل فيه الثياب. وفي الحديث، أَنه أَمْلى في كتابِ الصُّلْح بينه وبين كفار أَهل مكة بالـحُدَيْبية: لا إِغْلالَ ولا إِسلالَ، وبيننا وبينهم عَيْبةٌ مَكفوفةٌ. قال الأَزهري: فسر أَبو عبيد الإِغْلالَ والإِسلالَ، وأَعرضَ عن تفسير العَيْبة المكفُوفةِ. ورُوِيَ عن ابن الأَعرابي أَنه قال: معناه أَن بيننا وبينهم في هذا الصلح صَدْراً مَعْقُوداً على الوفاءِ بما في الكتاب، نَقِـيّاً من الغِلِّ والغَدْرِ والخِداعِ. والـمَكْفُوفةُ: الـمُشرَجَةُ الـمَعْقُودة. والعربُ تَكني عن الصُّدُور والقُلُوب التي تَحْتوي على الضمائر الـمُخْفاةِ: بالعِـيابِ. وذلك أَن الرجلَ إِنما يَضَعُ في عَيْبَته حُرَّ مَتاعِه، وصَوْنَ ثيابه، ويَكتُم في صَدْرِه أَخَصَّ أَسراره التي لا يُحِبُّ شُيوعَها، فسُمِّيت الصدور والقلوبُ عِـياباً، تشبيهاً بعِـيابِ الثياب؛ ومنه قول الشاعر:
وكادَتْ عِـيابُ الوُدِّ منَّا ومِنكُمُ، * وإِن قيلَ أَبناءُ العُمومَة، تَصْفَرُ
أَرادَ بعِـيابِ الوُدِّ: صُدُورَهم. قال الأَزهري وقرأْتُ بخَطِّ شَمِر: وإِنَّ بيننا وبينهم عَيْبَةً مَكْفُوفةً. قال: وقال بعضهم أَراد به:
الشَّرُّ بيننا مَكْفُوف، كما تُكَفُّ العَيْبةُ إِذا أُشرِجَتْ؛ وقيل: أَراد أَن بينهم مُوادَعَةً ومُكافَّة عن الحرب، تَجْريانِ مُجْرى الـمَوَدَّة التي تكون بين الـمُتَصافِـينَ الذين يَثِقُ بعضُهم ببعض.
وعَيْبةُ الرجل: موضعُ سِرِّه، على الـمَثل. وفي الحديث: الأَنصارُ
كَرِشي وعَيْبَتي أَي خاصَّتي وموضعُ سِرِّي؛ والجمع عِـيَبٌ مثل بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وعِـيابٌ وعَيْباتٌ.
والعِـيابُ: الـمِنْدَفُ. قال الأَزهري: لم أَسمعه لغير الليث. وفي حديث عائشة، في إِيلاءِ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، على نسائه، قالت لعمر، رضي اللّه عنهما، لـمَّا لامَها: ما لي ولكَ، يا ابنَ الخَطَّاب، عليك بعَيْبَتِكَ أَي اشْتَغِلْ بأَهْلِكَ ودَعْني.
والعائبُ: الخاثر من اللبن؛ وقد عاب السِّقاءُ.
غضب: الغَضَبُ: نَقِـيضُ الرِّضَا. وقد غَضِبَ عليه غَضَباً ومَغْضَبَةً، وأَغْضَبْتُه أَنا فَتَغَضَّبَ. وغَضِبَ له: غَضِبَ على غيره من أَجله، وذلك إِذا كان حَيّاً، فإِن كان ميتاً قلت: غَضِبَ به؛ قال دُرَيْدُ بنُ الصِّمَّة يَرْثِـي أَخاه عَبْدَاللّه:
فإِن تُعْقِب الأَيامُ والدَّهْرُ، فاعْلَمُوا، * بني قَارِبٍ، أَنـَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ(2)
(2 قوله «فاعلموا» كذا أنشده في المحكم وأنشده في الصحاح والتهذيب تعلموا.)
وإِنْ كانَ عبدُاللّه خَلَّى مَكانَه، * فما كانَ طَيَّاشاً ولا رَعِشَ اليَدِ
قوله مَعْبد يعني عبدَاللّه، فاضْطُرَّ. ومَعْبَدٌ: مشتق من العَبْدِ،
فقال: بمَعْبَدٍ، وإِنما هو عَبْدُاللّه ابن الصِّمَّة أَخوه. وقوله تعالى: غير الـمَغْضوبِ عليهم يعني اليهود.
قال ابن عرفة: الغَضَبُ، من المخلوقين، شيءٌ يُداخِل قُلُوبَهم؛ ومنه محمود ومذموم، فالمذموم ما كان في غير الحق،
والمحمود ما كان في جانب الدين والحق؛ وأَما غَضَبُ اللّه فهو إِنكاره على من عصاه، فيعاقبه. وقال غيره: المفاعيل، إِذا
وَلِـيَتْها الصفاتُ، فإِنك تُذَكِّر الصفات وتجمعها وتؤنثها، وتترك المفاعيل على أَحوالها؛ يقال: هو مَغْضُوبٌ عليه، وهي مَغْضُوبٌ عليها. وقد تكرر الغضب في الحديث مِن اللّه ومِن الناس، وهو مِن اللّه سُخْطُه على مَن عَصاه، وإِعْراضُه عنه، ومعاقبته له. ورجلٌ غَضِبٌ، وغَضُوبٌ، وغُضُبٌّ، بغير هاء، وغُضُبَّة وغَضُبَّة؛ بفتح الغين وضمها وتشديد الباء، وغَضْبانُ: يَغْضَبُ سريعاً، وقيل: شديد الغَضَب. والأُنثى غَضْبَى وغَضُوبٌ؛ قال الشاعر:
هَجَرَتْ غَضُوبُ وحَبَّ مَنْ يَتَجَنَّبُ(1)
(1 قوله «وحب من إلخ» ضبط في التكملة حب بفتح الحاء ووضع عليها صح.)
والجمع: غِضَابٌ وغَضَابَـى، عن ثعلب؛ وغُضابَـى مثل سَكْرَى وسُكارى؛ قال:
فإِنْ كُنْتُ لم أَذكُرْكِ، والقومُ بَعْضُهُمْ * غُضَابَـى على بَعْضٍ، فَما لي وذَائِمُ
وقال اللحياني: فلانٌ غَضْبانُ إِذا أَردتَ الحالَ، وما هو بغَاضِبٍ
عليك أَن تَشْتِمَهُ. قال: وكذلك يقال في هذه الحروف، وما أَشبهها، إِذا أَردتَ افْعَلُ ذاك، إِن كنتَ تُرِيدُ أَن تفعل. ولغة بني أَسد: امرأَةٌ غَضْبَانةٌ ومَلآنة، وأَشباهُها.
وقد أَغْضَبَه، وغاضَبْتُ الرجلَ أَغْضَبْتُه، وأَغْضَبَنِـي، وغَاضَبه:
راغَمه. وفي التنزيل العزيز: وذا النُّون إِذ ذَهَبَ مُغَاضِـباً؛ قيل:
مُغاضِـباً لربه، وقيل: مُغاضِـباً لقومه. قال ابن سيده: والأَوَّل
أَصَحُّ لأَن العُقُوبة لم تَحِلَّ به إِلاَّ لـمُغاضَبَتِه رَبَّه؛ وقيل: ذَهَبَ مُراغِماً لقومه. وامرأَةٌ غَضُوبٌ أَي عَبُوس.
وقولهم: غَضَبَ الخَيْلِ على اللُّجُم؛ كَنَوْا بغَضَبِها، عن عَضِّها
على اللُّجُم، كأَنها إِنما تَعَضُّها لذلك؛ وقوله أَنشده ثعلب:
تَغْضَبُ أَحْياناً على اللِّجامِ، * كغَضَبِ النارِ على الضِّرَامِ
فسره فقال: تَعَضُّ على اللِّجامِ من مَرَحِها، فكأَنها تَغْضَبُ،
وجَعَلَ للنار غَضَباً، على الاستعارة، أَيضاً، وإِنما عَنى شِدَّةَ التهابها، كقوله تعالى: سَمِعُوا لها تَغَيُّظاً وزَفيراً؛ أَي صَوْتاً كصَوْتِ الـمُتَغَيِّظ، واستعاره الراعي للقِدْرِ، فقال:
إِذا أَحْمَشُوها بالوَقودِ تَغَضَّبَتْ * على اللَّحْمِ، حتى تَتْرُكَ العَظْمَ بادِيا
وإِنما يريد: أَنها يَشتَدُّ غَلَيانُها، وتُغَطْمِطُ فيَنضَجُ ما فيها حتى يَنْفَصِلَ اللحمُ من العظم. وناقة غَضُوبٌ: عَبُوسٌ، وكذلك غَضْبى؛ قال عنترة:
يَنْباعُ من ذِفْرى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ، * زَيَّافةٍ مِثلِ الفَنِـيقِ الـمُقْرَمِ
وقال أَيضاً:
هِرٌّ جَنِـيبٌ، كـلَّما عَطَفَتْ له * غَضْبـى، اتَّقاها باليَدَيْنِ وبالفَمِ
والغَضُوبُ: الـحَيَّة الخبيثة.
والغُضابُ: الجُدَرِيُّ، وقيل: هو داء آخر يَخرُجُ وليس بالجُدَرِيِّ.
وقد غَضِبَ جِلدُه غَضَباً، وغُضِبَ؛ كلاهما عن اللحياني، قال: وغُضِبَ، بصيغة فعل المفعول، أَكثر. وانه لَـمَغْضُوبُ البَصَر أَي الجِلدِ، عنه. وأَصْبَح جِلدُه غَضَبةً واحدةً، وحكى اللحياني: غَضَبةً واحدةً وغَضْبةً واحدةً أَي أَلبَسَه الجُدَرِيُّ. الكسائي: إِذا أَلبَسَ الجُدَرِيُّ جِلدَ الـمَجدُورِ، قيل: أَصبحَ جِلدُه غَضْبةً واحدةً؛ قال شمر: روى أَبو عبيد هذا الحرف، غَضْنةً، بالنون، والصحيح غَضْبةً بالباء، وجَزْم الضاد؛ وقال ابن الأَعرابي: الـمَغْضُوبُ الذي قَد رَكِـبَه الجُدَرِيُّ.وغُضِبَ بَصَرُ فلان إِذا انْتَفَخَ من داءٍ يُصيبه، يقال له: الغُضابُ والغِضابُ.
والغَضْبةُ بَخْصةٌ تكون في الجَفْنِ الأَعْلى خِلْقةً. وغَضِبَتْ عينُه
وغُضِـبَتْ (1)
(1 قوله وغضبت عينه وغضبت» أي كسمع وعني كما في القاموس وغيره.): وَرِمَ ما حَوْلها.
الفراء: الغُضابيُّ الكَدِرُ في مُعاشَرته ومُخالَقته، مأْخوذ من
الغُضاب، وهو القَذَى في العينين.
والغَضْبةُ: الصَّخْرةُ الصُّلْبةُ الـمُرَكَّبةُ في الجَبلِ، الـمُخالِفَةُ له؛ قال:
أَو غَضْبة في هَضْبةٍ ما أَرْفَعا
وقيل: الغَضْبُ والغَضْبةُ صَخْرة رقيقة؛ والغَضْبةُ: الأَكَمة؛
والغَضْبة: قِطْعةٌ من جِلْدِ البعير، يُطْوَى بعضُها إِلى بعض، وتُجْعَلُ شبيهاً بالدَّرَقة. التهذيب: الغَضْبةُ جُنَّة تُتَّخذ من جُلود الإِبل، تُلْبَسُ للقتال. والغَضْبةُ: جِلْدُ الـمُسِنِّ من الوُعُول، حين يُسْلَخ؛ وقال البُرَيْقُ الـهُذَليُّ:
فَلَعَمْرُ عَرْفِكَ ذِي الصُّماحِ، كما * غَضِبَ الشِّفارُ بغَضْبةِ اللِّهْمِ
ورجل غُضَابٌ: غَلِـيظُ الجِلْدِ.
والغَضْبُ: الثَّوْرُ. والغَضْبُ: الأَحمر الشديد الـحُمْرة. وأَحمرُ
غَضْبٌ: شديدُ الـحُمْرة؛ وقيل هو الأَحْمر في غِلَظٍ؛ ويُقَوِّيه ما
أَنشده ثعلب:
أَحْمَرُ غَضْبٌ لا يُبالي ما اسْتَقَى، * لا يُسْمِـعُ الدَّلْوَ، إِذا الوِرْدُ التَقَى
قال: لا يُسْمِـعُ الدَّلْوَ: لا يُضَيِّقُ فيها حتى تَخفَّ، لأَنه قَوِيٌّ على حَمْلها. وقيل: الغَضْبُ الأَحْمَرُ من كل شيء. وغَضُوبُ والغَضُوبُ: اسم امرأَة؛ وأَنشد بيت ساعدة بن جؤية:
هَجَرَتْ غَضُوبُ، وحَبَّ من يَتَجَنَّبُ، * وعَدَتْ عَوادٍ دُونَ وَلْيِـكَ تَشْعَبُ
وقال:
شابَ الغُرابُ، ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ * ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابك يُعْتِبُ
فمَن قال غَضُوب، فعلى قولِ مَنْ قال حارث وعَبَّاس، ومَن قال الغَضُوب، فعلى من قال الحارث والعباس. ابن سيده: وغَضْبَـى اسم للمائة من الإِبل، حكاه الزجاجي في نوادره، وهي معرفة لا تُنوَّن، ولا يَدخلُها الأَلف واللام؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
ومُسْتَخْلِفٍ، من بَعْدِ غَضْبَـى، صَريمةً، * فأَحْرِ به لِطُولِ فَقْرٍ وأَحْرِيا
وقال: أَراد النون الخفيفة فوقف. ووجدت في بعض النسخ حاشية: هذه الكلمة تصحيف مِن الجوهري ومِن جماعة، وأَنها غَضْيا، بالياءِ المثناة من تحتها مقصورة، كأَنها شبهت في كثرتها بمنبت، ونسب هذا التشبيه ليعقوب. وعن أَبي عمرو: الغَضْيا،
واستشهد بالبيت أَيضاً. والغِضَابُ: مكان بمكة؛ قال ربيعة بنُ الـحَجْدَر الهذلي:
أَلا عادَ هذا القلبَ ما هو عائدُه، * وراثَ، بأَطْرافِ الغِضابِ، عَوائدُه
نصا: النَّاصِيةُ: واحدة النَّواصي. ابن سيده: الناصِيةُ والنَّصاةُ،
لغة طيئية، قُصاصُ الشعر في مُقدَّم الرأْس؛ قال حُرَيْث بن عَتاب
الطائي:لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طَيِّءٌ
بحَرْبٍ كناصاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ
وليس لها نظير إِلا حرفين: بادِيةٌ وباداةٌ وقارِيةٌ وقاراةٌ، وهي
الحاضِرةُ. ونَصاه نَصْواً: قبض على ناصِيَتِه، وقيل: مَدَّ بها. وقال الفراء
في قوله عز وجل: لنَسْفَعَنْ بالنّاصِيةِ؛ ناصِيَتُه مقدَّمُ رأْسه أَي
لنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بها أَي لنُقِيمَنَّه ولَنُذِلَّنَّه. قال
الأَزهري: الناصِية عند العرب مَنْبِتُ الشعر في مقدَّم الرأْس، لا الشعَرُ
الذي تسميه العامة الناصية، وسمي الشعر ناصية لنباته من ذلك الموضع،
وقيل في قوله تعالى: لنَسْفَعَنْ بالناصِية؛ أَي لنُسَوِّدَنَّ وجهه،
فكَفَتِ الناصِيةُ لأَنها في مقدّم الوجه من الوجه؛ والدليل على ذلك قول
الشاعر:وكُنتُ، إِذا نَفْس الغَوِيِّ نَزَتْ به،
سَفَعْتُ على العِرْنِينِ منه بِمِيسَمِ
ونَصَوْته: قبضت على ناصِيَتِه. والمُناصاةُ: الأَخْذُ بالنَّواصي.
وقوله عز وجل: ما من دابة إِلا هو آخِذٌ بناصِيَتِها؛ قال الزجاج: معناه في
قَبْضَته تَنالُه بما شاء قُدرته، وهو سبحانه لا يَشاء إِلا العَدْلَ.
وناصَيْتُه مُناصاةً ونِصاء: نَصَوْتُه ونَصاني؛ أَنشد ثعلب:
فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ يَقْتادُ نَفْسَه،
خَلِيعاً تُناصِيه أُمُورٌ جَلائِلُ
وقال ابن دريد: ناصَيْتُه جَذَبْت ناصِيَتَه؛ وأَنشد:
قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا،
وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُناصى
وناصَيْتُه إِذا جاذبْته فيأْخذ كل واحد منكما بناصِيةِ صاحبه. وفي حديث
عائشة، رضي الله عنها: لم تكن واحدةٌ من نساء النبي، صلى الله عليه
وسلم، تُناصِيني غير زَيْنَبَ أَي تُنازِعُني وتباريني، وهو أَن يأْخذ كه
واحد من المُتنازعين بناصِيةِ الآخر. وفي حديث مقتل عُمر: فثارَ إِليه
فتَناصَيا أَي تَواخَذا بالنَّواصِي؛ وقال عمرو بن مَعْدِ يكرب:
أَعَبَّاسُ لو كانت شَناراً جِيادُنا
بتَثْلِيثَ، ما ناصَيْتَ بَعْدي الأَحامِسا
وفي حديث ابن عباس: قال للحسين حين أَراد العِراق لولا أَني أَكْرَهْ
لنَصَوْتك أَي أَخذت بناصِيَتِك ولم أَدَعْك تخرج.
ابن بري: قال ابن دريد النَّصِيُّ عَظْم العُنُق؛ ومنه قول ليلى
الأَخيلية:
يُشَبّهُونَ مُلوكاً في تَجِلَّتِهمْ،
وطولِ أَنْصِيةِ الأَعْناقِ والأُمَمِ
ويقال: هذه الفلاة تُناصِي أَرض كذا وتُواصِيها أَي تَتَّصل بها.
والمفازة تَنْصُو المَفازة وتُناصيها أَي تتصل بها؛ وقول أَبي ذؤيب:
لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصى غَيْرُ حائلِ،
عَفا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ ووابِلِ؟
قال السكري: المُنْتَصى أَعلى الوادِيين. وإِبل ناصِيةٌ إِذا ارتَفَعتْ
في المرعى؛ عن ابن الأَعرابي.
وإِني لأَجِد في بطني نَصْواً ووَخْزاً أَي وَجَعاً، والنَّصْوُ مثل
المَغَس، وإِنما سمي بذلك لأَنه يَنْصوك أَي يُزْعِجُك عن القَرار. قال أَبو
الحسن: ولا أَدري ما وجه تعليله له بذلك. وقال الفراء: وجدْتُ في بطني
حَصْواً ونَصْواً وقَبْصاً بمعنى واحد. وانْتَصى الشيءَ: اخْتارَه؛ وأَنشد
ابن بري لحميد بن ثور يصف الظبية:
وفي كلِّ نَشْزٍ لها مَيْفَعٌ،
وفي كلِّ وَجْهٍ لها مُنْتَصى
قال: وقال آخر في وصف قطاة:
وفي كلِّ وَجْهٍ لها وِجْهةٌ،
وفي كلِّ نَحْوٍ لها مُنْتَصى
قال: وقال آخر:
لَعَمْرُكَ ما ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ،
ولا هُوَ مِمّا يُنْتَصى فيُصانُ
يقول: ثوبه من العُذْر لا يُخْلِقُ، والاسم النِّصْيةُ، وهذه نَصِيَّتي.
وتَذَرَّيت بني فلان وتَنَصَّيْتُهم إِذا تَزَوَّجت في الذِّروة منهم
والنّاصِية. وفي حديث ذِي المِشْعارِ: نَصِيّةٌ من هَمْدان من كلِّ حاضِر
وبادٍ؛ النَّصِيّةُ منْ يُنْتَصى من القوم أَي يُخْتار من نَواصِيهم، وهمُ
الرُّؤوس والأَشْراف، ويقال للرُّؤساء نواصٍ كما يقال للأَتباع
أَذْنابٌ. وانْتَصَيْتُ من القوم رَجلاً أَي اخترته. ونَصِيّةُ القومِ: خِيارُهم.
ونَصِيَّةُ المال: بَقِيَّتُه. والنَّصِيّة: البَقِيَّة؛ قاله ابن
السكيت؛ وأَنشد للمَرّار الفَقْعَسي:
تَجَرَّدَ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ،
كما يَنْجُو من البَقَر الرَّعِيلُ
(* قوله« تجرد من لخ» ضبط تجرد بصيغة الماضي كما ترى في التهذيب
والصحاح، وتقدم ضبطه في مادة رعل برفع الدال بصيغة المضارع تبعاً لما وقع في
نسخة من المحكم.)
وقال كعب بن مالك الأَنصاري:
ثَلاثةُ آلافٍ ونحنُ نَصِيّةٌ
ثلاثُ مِئينٍ، إِن كَثُرْنا، وأَربَعُ
وقال في موضع آخر: وفي الحديث أَن وفْدَ هَمْدانَ قَدِمُوا على
النبي،صلى الله عليه وسلم، فقالوا نحْنُ نَصِيَّةٌ من هَمْدانَ؛ قال الفراء:
الأَنْصاء السابقُونَ، والنَّصِيَّةُ الخِيار الأَشراف، ونَواصي القوم
مَجْمَعُ أَشرافِهم، وأَما السَّفِلة فهم الأَذْنابُ؛ قالت أُمّ قُبَيْسٍ
الضَّبِّيّة:
ومَشْهَدٍ قد كفَيْتُ الغائِبينَ به
في مَجْمَعٍ، من نَواصي النّاسِ، مَشْهُودِ
والنَّصِيَّةُ من القوم: الخِيارُ، وكذلك من الإِبل وغيرها.
ونَصَتِ الماشِطةُ المرأَةَ ونَصَّتْها فتَنَصَّتْ، وفي الحديث: أَن أُم
سلمة
(* قوله« أن أم سلمة» كذا بالأصل، والذي في نسخة التهذيب: ان بنت
أبي سلمة، وفي غير نسخة من النهاية: أن زينب.) تَسَلَّبَت على حمزة ثلاثة
أَيام فدعاها رسول الله،صلى الله عليه وسلم، وأَمرها أَن تنَصَّى
وتَكْتَحِلَ؛ قوله: أَمرها أَن تنَصَّى أَي تُسَرِّح شَعَرَها، أَراد تَنَصَّى
فحذف التاء تخفيفاً. يقال: تنَصَّتِ المرأَةُ إِذا رجَّلت شَعْرَها. وفي
حديث عائشة، رضي الله عنها، حين سُئِلت عن الميت يُسرَّح رأْسه فقالت:
عَلامَ تَنْصُون ميِّتَكم؟ قولها: تَنْصُون مأْخوذ من الناصِية، يقال:
نَصَوْتُ الرجل أَنْصُوه نَصْواً إِذا مَدَدْت ناصِيَتَه، فأَرادت عائشة أَنَّ
الميتَ لا يَحتاجُ إِلى تَسْريحِ الرَّأْس، وذلك بمنزلة الأَخذ
بالناصِيةِ؛ وقال أَبو النَّجم:
إِنْ يُمْسِ رأْسي أَشْمَطَ العَناصي،
كأَنما فَرَّقَه مُناصي
قال الجوهري: كأَنَّ عائشةَ، رضي الله عنها، كَرِهَت تَسْريحَ رأْسِ
الميّتِ. وانْتَصى الشعَرُ أَي طال.
والنَّصِيُّ: ضَرْب من الطَّريفةِ ما دام رَطْباً، واحدتُه نَصِيّةٌ،
والجمع أَنْصاء، وأَناصٍ جمعُ الجمع؛ قال:
تَرْعى أَناصٍ مِنْ حرير الحَمْضِ
(* قوله« حرير الحمض» كذا في الأصل وشرح القاموس بمهملات، والذي في بعض
نسخ المحكم بمعجمات.)
وروي أَناضٍ، وهو مذكور في موضعه. قال ابن سيده: وقال لي أَبو العلاء لا
يكون أَناضٍ لأَنَّ مَنْبِتَ النصيِّ غير منبت الحمض. وأَنْصَتِ
الأَرضُ: كثر نَصِيُّها. غيره: النَّصِيُّ نَبت معروف، يقال له نَصِيٌّ ما دام
رَطباً، فإِذا ابْيضَّ فهو الطَّريفة، فإِذا ضَخُمَ ويَبِس فهو الحَلِيُّ؛
قال الشاعر:
لَقَدْ لَقِيَتْ خَيْلٌ بجَنْبَيْ بُوانةٍ
نَصِيّاً، كأَعْرافِ الكَوادِنِ، أَسْحَما
(* قوله «لقيت خيل» كذا في الأصل والصحاح هنا، والذي في مادة بون من
اللسان شول ومثله في معجم ياقوت.)
وقال الراجز:
نَحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ،
ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ والحَلِيِّ
وفي الحديث: رأَيتُ قبُورَ الشُّهداء جثاً قد نَبَتَ عليها النَّصِيُّ؛
هو نَبْتٌ سَبْطٌ أَبيضُ ناعِمٌ من أَفضل المَرْعى. التهذيب: الأَصْناء
الأَمْثالُ، والأَنْصاءُ السَّابقُون.
قنبس: قَنْبَسُ: اسمٌ.
شتر: التهذيب: الشَّتَرُ انقلابٌ في جفن العين قلما يكون خلقة.
والشَّتْرُ، مخففةً: فِعْلك بها. ابن سيده: الشَّتَرُ انقلاب جَفْنِ العين من
أَعلى وأَسفل وتَشَنُّجُه، وقيل: هو أَن ينشَقَّ الجفن حتى ينفصل الحَتَارُ،
وقيل: هو استرخاء الجفن الأَسفل؛ شَتِرَتْ عينُه شَتَراً وشَتَرَها
يَشْتُرُها شَتْراً وأَشْتَرَها وشَتَّرَها. قال سيبويه: إِذا قلت شَتَرْتُهُ
فإِنك لم تَعْرِضْ لِشتِرَ ولو عَرَضْتَ لِشترَ لقلتَ أَشْتَرْتُه.
الجوهري: شَتَرْتُه أَنا مثل ثَرِم وثَرَمْتُه أَنا وأَشْتَرْتُه أَيضاً،
وانشَتَرتْ عينُه. ورجل أَشْتَرُ: بَيِّنُ الشَّتَرِ، والأُنثى شَتْراء. وقد
شَتِرَ يَشْتَرُ شَتَراً وشُتِرَ أَيضاً مثل أَفِنَ وأُفِنَ. وفي حديث
قتادة: في الشَّتَرِ ربع الدية، وهو قطع الجفن الأَسفل والأَصل انقلابُه
إِلى أَسفل.
والشَّتْرُ: من عَروض الهَزَجِ أَن يدخله الخَرْمُ والقَبْضُ فيصير فيه
مفاعيلن فاعل كقوله:
قلتُ: لا تَخَفْ شيّا،
فما يكونُ يأْتيكا
وكذلك هو في جزء المضارع الذي هو مفاعيلن، وهو مشتق من شَتَرِ العين،
فكأَن البيت قد وقع فيه من ذهاب الميم والياء ما صار به كالأَشْتَرِ
العيْن. والشَّتَرُ: انشقاق الشفة السفلى، شَفَة شَتْراء.
وشَتَّرَ بالرجل تَشْتِيراً: تَنَقَّصَه وعابه وسبَّه بنظم أَو نثر. وفي
حديث عمر: لو قَدَرْتُ عليهما لشَتَّرْتُ بهما أَي أَسمعتهما القبيح،
ويروى بالنون، من الــشَّنَارِ، وهو العار والعيب. وشَتَرَه: جَرَحَهُ؛ ويروى
بيت الأَخطل:
رَكُوبٌ على السَّوْآتِ قد شَتَرَ اسْتَهُ
مُزَاحَمَةُ الأَعداءِ، والنَّخْسُ في الدُّبُرْ
وشَتَّرْت به تَشْتِيراً وسَمَّعْتُ به تسميعاً ونَدَّدْتُ به تنديداً،
كل هذا إِذا أَسمعتَه القبيح وشتمتَه. قال أَبو منصور: وكذلك قال ابن
الأَعرابي وأَبو عمرو: شَتَّرْت، بالتاء؛ وكان شمر أَنكر هذا الحرف وقال:
إِنما هو شَنَّرْتُ، بالنون؛ وأَنشد:
وباتَتْ تُوَقِّي الرُّوحَ، وهي حَرِيصَةٌ
عليه، ولكنْ تَتَّقِي أَنْ تُشَنَّرَا
قال الأَزهري: جعله من الــشَّنَارِ وهو العيب، والتاء صحيح عندنا. وقال
ابن الأَعرابي: شَتِرَ انقطع، وشُتِرَ انقطع. وشَتَرَ ثوبه: مَزَّقَهُ.
والأَشْتَرَانِ: مالك وابنه. وشُتَيْرُ بن خالد: رجل من أَعْلام العرب كان
شريفاً؛ قال:
أَوَالِبَ لا فانْهَ شُتَيْرَ بنَ خالِدٍ
عن الجَهْلِ لا يَغْرُرْكُمُ بِأَثَامِ
وفي حديث علي، عليه السلام، يوم بدر: فقلتُ قريبٌ مَفَرُّ ابن
الشَّتْرَاءِ؛ قال ابن الأَثير: هو رجل كان يقطع الطريق يأْتي الرُّفقة فيدنو منهم
حتى إِذا هَمُّوا به نأَى قليلاً ثم عاوَدَهم حتى يصيب منهم غِرَّة،
المعنى: أَن مَفَرَّه قريب وسيعود، فصار مثلاً. وشُتَيْرٌ: موضع؛ أَنشد
ثعلب:وعلى شُتَيْر راحَ مِنَّا رائحٌ،
يأْتي قَبِيصَةَ كالفَنِيق المُقْرَمِ
شنع: الشَّناعةُ: الفَظاعةُ، شَنُعَ الأَمرُ أَو الشيء شَناعةً وشَنَعاً
وشُنعاً وشُنُوعاً: قَبُح، فهو شَنِيعٌ، والاسم الشُّنْعةُ؛ فأَما قول
عاتكة بنت عبد المطلب:
سائِلْ بِنا في قَوْمِنا،
ولْيَكْفِ من شرٍّ سَماعُهْ
قَيْساً، وما جَمَعُوا لَنا
في مَجْمَعٍ باقٍ شَناعُهْ
فقد يكون شَناعٌ من مصادر شَنُعَ كقولهم سَقُمَ سَقاماً، وقد يجوز أَن
تريد شناعته فحذفُ الهاء للضرورة كما تأَوَّل بعضهم قول أَبي ذؤيب:
أَلا لَيْتَ شِعْرِي، هَلْ تَنَظَّر خالِدٌ
عِيادِي على الهِجْرانِ أَمْ هو يائِسُ؟
من أَنه أَراد عيادتي فحذف التاء مُضْطَرّاً. وأَمرٌ أَشْنَعُ وشَنِيعٌ:
قَبِيحٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤَيب:
مُتَحامِيَيْن المَجْدَ كلٌّ واثِقٌ
بِبَلائه، واليَوْمُ يَوْمٌ أَشْنَعُ
(* قوله «متحاميين المجد في شرح القاموس: يتناهبان المجد.)
ومثله لمتمم بن نُويْرة:
ولقد غُبِطْتُ بما أُلاقي حِقْبةً،
ولقد يَمُرُّ عليَّ يَوْمٌ أَشْنَعُ
وفي حديث أَبي ذر: وعنده امرأَة سوْداء مُشَنَّعةٌ أَي قبِيحةٌ. يقال:
مَنْظَرٌ شَنِيعٌ وأَشْنَعُ ومُشَنَّعٌ. وشَنَّع عليه الأَمرَ تشْنيعاً:
قَبَّحَه. وشَنِعَ بالأَمر
(* قوله «وشنع بالامر في القاموس: ورأى امراً
شنع به كعلم شنعأ بالضم اي استشنعه.) شُنْعاً واسْتَشْنَعه: رآه
شَنِيعاً. وتَشَنَّعَ القومُ: قَبُحَ أَمرُهم باختِلافِهم واضْطِرابِ رأْيِهم؛
قال جرير:
يَكْفِي الأَدِلَّةَ بعد سُوءِ ظُنُونِهم
مَرُّ المَطِيِّ، إِذا الحُداةُ تَشَنَّعُوا
وتَشَنَّع فُلان لهذا الأَمر إِذا تَهَيَّأَ له. وتَشَنَّع الرجل: هَمّ
بأَمْرٍ شَنِيعٍ؛ قال الفرزدق:
لَعَمْري، لقد قالَتْ أُمامةُ إِذْ رَأَتْ
جَريراً بِذاتِ الرَّقْمَتَيْنِ تَشَنَّعا
وشَنَعَه شَنْعاً: سَبَّه؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: اسْتَقْبَحَه
وسَئِمَهُ
(* قوله «وسئمه هو كذلك في الصحاح، والذي في القاموس: وشتمه.)؛
وأَنشد لكثير:
وأَسماءُ لا مَشْنُوعةٌ بِمَلامةٍ
لَدَيْنا، ولا مَقْلِيّةٌ باعْتِلالِها
(* قوله «مقلية كتب بطرة الأصل في نسخة: معذورة.)
والشَّنَعُ والشَّناعةُ والمَشْنُوعُ كلُّ هذا من قُبْحِ الشيء الذي
يُسْتَشْنَعُ قُبْحُه، وهو شَنِيعٌ أَشْنَعُ، وقصة شَنْعاءُ ورجل أَشْنَعُ
الخلق؛ وأَنشد شمر:
وفي الهامِ منه نَظْرةٌ وشُنُوعُ
أَي قُبْح يتعجب منه. وقال الليث: تقول رأَيت أَمراً شَنِعْتُ به
شُنْعاً أَي اسْتَشْنَعْتُه؛ وأَنشد لمرْوان:
فَوِّضْ إِلى اللهِ الأُمورَ، فإِنه
سَيَكْفيكَ، لا يَشْنَعْ بِرأْيِكَ شانِعُ
أَي لا يَسْتَقْبِحُ رأَيَك مُسْتَقْبِحٌ. وقد اسْتَشْنَعَ بفلان
جَهْلُه: خَفَّ، وشَنَعَنا فُلان وفَضَحنا. والمَشْنوع: المشهور.
والتَّشْنِيعُ: التَّشْمير. وشَنَّع الرجلُ: شَمَّر وأَسْرعَ. وشَنَّعَتِ الناقةُ
وأَشْنَعَتْ وتَشَنَّعَتْ: شَمَّرَت في سَيْرِها وأَسْرَعَتْ وجَدَّت، فهي
مُشَنِّعةٌ؛ قال الراجز:
كأَنَّه حِينَ بَدا تَشَنُّعُهْ،
وسالَ بعد الهَمَعانِ أَخْدَعُهْ،
جأْبٌ بِأَعْلى قُنَّتَيْنِ مَرْتَعُه
والتشنُّع: الجِدّ والانْكِماشُ في الأَمر؛ عن ابن الأَعرابي، تقول منه:
تشَنَّعَ القومُ.
والشَّنَعْنَعُ: الرجل الطوِيلُ.
وتَشَنَّعْتُ الغارةَ: بَثَثْتُها، والفرسَ والرّاحلةَ والقِرْنَ:
رَكِبْتُه وعَلَوْتُه، والسِّلاحَ: لَبِسْتُه.
شنن: الشَّنُّ والشَّنَّةُ: الخَلَقُ من كل آنية صُنِعَتْ من جلد،
وجمعها شِنَانٌ. وحكى اللحياني: قِرْبةٌ
أَشْنانٌ، كأَنهم جعلوا كل جزء منها شَنَّاً ثم جمعوا على هذا، قال: ولم
أَسمع أَشْناناً في جمع شنٍّ إلاّ هُنا. وتَشَنَّنَ السّقَاءُ واشْتَنَّ
واسْتَشَنَّ: أَخلَق. والشَّنُّ: القربة الخَلَق، والشَّنَّةُ أَيضاً،
وكأَنها صغيرة، والجمع الشِّنانُ. وفي المثل: لا يُقَعْقَعُ لي بالشِّنان؛
قال النابغة:
كأَنك من جمالِ بَني أُقَيْش،
يُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَيه بشَنِّ.
وتَشَنَّنَتِ القربةُ وتَشَانَّتْ: أَخْلَقَتْ. وفي الحديث: أَنه أَمر
بالماء فقُرِّسَ في الشِّنَانِ؛ قال أَبو عبيد: يعني الأَسْقِية والقِرَبَ
الخُلْقانَ. ويقال للسقاء شَنٌّ وللقربة شَنٌّ، وإنما ذكر الشِّنَانَ
دون الجُدُدِ لأَنها أَشَدُّ تبريداً
للماء من الجُدُدِ. وفي حديث قيام الليل: فقام إلى شَنٍّ معلقة أَي
قربة؛ وفي حديث آخر: هل عندكم ماءٌ بات في شَنَّةٍ؟ وفي حديث ابن مسعود أَنه
ذكر القرآن فقال: لا يَتْفَهُ ولا يَتَشَانُّ؛ معناه أَنه لا يَخْلَقُ
على كثرة القراءة والتَّرْداد. وقد اسْتَشَنَّ السقاءُ وشَنَّنَ إذا صارَ
خَلَقاً
(* قوله «وشنن إذا صار خلقاً» كذا بالأصل والتهذيب والتكملة وفي
القاموس: وتشنن). وفي حديث عمر بن عبد العزيز: إذا اسْتَشَنّ ما بينك وبين
الله فابْلُلْه بالإِحسان إلى عباده، أَي إذا أَخْلَقَ. ويقال: شَنَّ
الجَمَلُ من العَطش يَشِنُّ إذا يَبِس. وشَنَّتِ القربةُ تَشِنُّ إذا
يَبِسَت. وحكى ابن بري عن ابن خالويه قال: يقال رَفَع فلانٌ الشَّنَّ إذا
اعتمد على راحته عند القيام، وعَجَنَ وخبَزَ إذا كرََره. والتَّشَنُّن:
التَّشَنُّجُ واليُبْسُ في جلد الإنسان عند الهَرَم؛ وأَنشد لرُؤْبة:
وانْعاجَ عُودِي كالشَّظِيفِ الأَخْشَنِ،
بَعْدَ اقْوِرارِ الجِلْدِ والتَّشَنُّنِ.
وهذا الرجز أَنشده الجوهري: عن اقْوِرارِ الجِلْدِ؛ قال ابن بري: وصوابه
بعد اقورار، كما أَوردناه عن غيره؛ قال ابن بري: ومنه قول أَبي حَيَّةَ
النُّمَيْرِيّ:
هُرِيقَ شَبابي واسْتَشَنَّ أَدِيمي.
وتشَانَّ الجلد: يَبِسَ وتَشَنَّجَ وليس بخَلَقٍ. ومَرَةٌ شَنَّةٌ: خلا
من سِنِّها؛ عن ابن الأَعرابي، أَرادَ ذَهَبَ من عمرها كثير فبَلِيَتْ،
وقيل: هي العجوز المُسِنَّة البالية. وقوس شَنَّة: قديمة؛ عنه أَيضاً؛
وأَنشد:
فلا صَرِيخَ اليَوْمَ إِلا هُنَّهْ،
مَعابِلٌ خُوصٌ وقَوْسٌ شَنَّهْ.
والشَّنُّ: الضعف، وأَصله من ذلك. وتَشَنَّنَ جلد الإِنسان: تَغَضَّنَ
عند الهَرَم. والشَّنُونُ: المهزول من الدواب، وقيل: الذي ليس بمهزول ولا
سمين، وقيل: السمين، وخص به الجوهري الإِبل. وذئب شَنُونٌ: جائع؛ قال
الطِّرِمَّاح:
يَظَلُّ غُرابُها ضَرِماً شَذَاه،
شَجٍ بخُصُومةِ الذئبِ الشَّنُونِ.
وفي الصحاح: الجائع لأَنه لا يوصف بالسِّمَن والهُزال؛ قال ابن بري:
وشاهد الشَّنُونِ من الإِبل قول زهير:
منها الشَّنُونُ ومنها الزاهِقُ الزَّهِمُ.
ورأَيت هنا حاشية: إن زهيراً وصف بهذا البيت خيلاً لا إِبلاً؛ وقال أَبو
خَيْرَة: إنما قيل له شَنُون لأَنه قد ذهب بعضُ سِمَنِه، فقد اسْتَشَنَّ
كما تَسْتَشِنُّ القربة. ويقال للرجل والبعير إذا هُزِلَ: قد
اسْتَشَنَّ. اللحياني: مَهْزُول ثم مُنْقٍ إذا سَمِنَ قليلاً، ثم شَنُون ثم سَمِين
ثم ساحٌّ ثم مُتَرَطِّم إذا انتهى سِمَناً. والشَّنِينُ والتَّشْنِينُ
والتَّشْنانُ: قَطَرانُ الماء من الشَّنَّةِ شيئاً بعد شيء؛ وأَنشد:
يا مَنْ لدَمْعٍ دائِم الشَّنِين.
وقال الشاعر في التَّشْنَانِ:
عَيْنَيَّ جُوداً بالدُّموعِ التوائِم
سِجاماً، كتَشْنانِ الشِّنانِ الهَزائم.
وشَنَّ الماءَ على شرابه يَشُنُّه شَنّاً: صَبَّه صَبّاً وفرّقه، وقيل:
هو صَبٌّ شبيه بالنَّضْحِ. وسَنَّ الماءَ على وجهه أَي صبه عليه صبّاً
سهلاً. وفي الحديث: إذا حُمَّ أَحدُكم فَلْيَشُنَّ عليه الماءَ
فَلْيَرُشَّه عليه رَشّاً متفرّقاً؛ الشَّنُّ: الصَّبُّ المُتَقَطِّع، والسَّنُّ:
الصَّبُّ المتصل؛ ومنه حديث عمر: كان يَسُنُّ الماءَ على وجهه ولا يَشُنُّه
أَي يُجْرِيه عليه ولا يُفَرِّقه. وفي حديث بول الأََعرابي في المسجد:
فدعا بدلو من ماء فشَنَّه عليه أَي صبها، ويروى بالسين. وفي حديث
رُقَيْقَةَ: فلْيَشُنُّوا الماءَ ولْيَمَسُّوا الطيبَ. وعَلَقٌ
شَنِينٌ: مصبوب؛ قال عبد مناف بن رِبْعِيٍّ الهذلي:
وإنَّ، بعُقْدَةِ الأَنصابِ منكم،
غُلاماً خَرَّ في عَلَقٍ شَنِينِ
وشَنَّتِ العينُ دَمْعَها كذلك. والشَّنِينُ: اللبن يُصَبُّ عليه الماء،
حَليباً
كان أَو حَقِيناً. وشَنَّ عليه دِرْعَه يَشُنُّها شَنّاً: صبها، ولا
يقال سَنِّا. وشَنَّ عليهم الغارةَ يَشُنُّها شَنّاً وأَشَنَّ: صَبَّها
وبَثَّها وفَرَّقها من كل وجه؛ قالت ليلى الأَخْيَلِيَّة:
شَنَنّا عليهم كُلَّ جَرْداءَ شَطْبَةٍ
لَجُوجٍ تُبارِي كلَّ أَجْرَدَ شَرْحَبِ
وفي الحديث: أَنه أَمره أَن يَشُنَّ الغارَةَ على بني المُلَوِّحِ أَي
يُفَرِّقَها عليهم من جميع جهاتهم. وفي حديث علي: اتَّخَذْتُموه وراءَكم
ظِهْرِيّاً حتى شُنَّت عليكم الغاراتُ. وفي الجبين الشَّانَّانِ: وهما
عرقان ينحدران من الرأْس إلى الحاجبين ثم إلى العينين؛ وروى الأَزهري بسنده
عن أَبي عمرو قال: هما الشَّأْنَانِ، بالهمز، وهما عرقان؛ واحتج بقوله:
كأَنَّ شَأْنَيْهِما شَعِيبُ
والشَّانَّةُ من المسايل: كالرَّحَبَةِ، وقيل: هي مَدْفَعُ الوادي
الصغير. أَبو عمرو: الشَّوَانُّ من مَسايل الجبال التي تَصُبُّ في الأَوْدِيةِ
من المكان الغليظ، واحدتها شانَّة. والشُّنانُ: الماء البارد؛ قال أَبو
ذؤيب:
بماءٍ شُنانٍ زَعْزَعَتْ مَتْنَه الصَّبَا،
وجادَتْ عليه ديمةٌ بَعْدَ وابِلِ.
ويروى: وماء شُنانٌ، وهذا البيت استشهد به الجوهري على قوله ماء شُنانٌ،
بالضم، متفرِّق، والماء الذي يقطر من قربة أَو شجرة شُنَانة أَيضاً.
ولبن شَنينٌ: مَحْضٌ
صُبَّ عليه ماء بارد؛ عن ابن الأَعرابي. أَبو عمرو: شَنَّ بسَلْحِه إذا
رمى به رقيقاً، والحُبَارَى تَشُنُّ بذَرْقِها؛ وأَنشد لمُدْرِك بن حِصْن
الأَسَدِيِّ:
فشَنَّ بالسَّلْح، فلما شَنّا
بَلَّ الذُّنابَى عَبَساً مُبِنّاْ.
وشَنٌّ: قبيلة. وفي المثل: وافَقَ شَنٌّ طَبَقَه، وفي الصحاح: وشَنٌّ
حيٌّ من عَبْد القَيْس، ومنهم الأَعْوَرُ الشَّنِّيُّ؛ قال ابن السكيت: هو
شَنُّ بنُ أَفْصى بن عبد القَيْس بن أَفْصى بن دُعْمِيّ بن جَدِيلَةَ بن
أَسَدِ بن رَبيعة بن نِزارٍ، وطَبَقٌ: حيٌّ من إِياد، وكانت شَنٌّ لا
يُقامُ لها، فواقَعَتْها طَبَقٌ فانْتَصَفَتْ منها، فقيل: وافَقَ شَنٌّ
طَبَقَه، وافَقَه فاعْتَنَقَه؛ قال:
لَقِيَتْ شَنٌّ إِياداً بالقَنَا
طَبَقاً، وافَقَ شَنٌّ طَبَقهْ.
وقيل: شَنٌّ قبيلة كانت تُكْثِرُ الغارات، فوافقهم طَبَقٌ من الناسِ
فأَبارُوهم وأَبادُوهم، وروي عن الأَصمعي: كان لهم وعاء من أَدَم فتَشَنَّن
عليهم فجعلوا له طَبَقاً فوافقه، فقيل: وافق شَنٌّ طبقه. وشَنٌّ: اسم
رجل. وفي المثل: يَحْملُ شَنٌّ ويُفَدَّى لُكَيْزٌ. والشِّنْشِنَة: الطبيعة
والخَلِيقَة والسَّجِيَّة. وفي المثل: شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَم.
التهذيب: وروي عن عمر، رضي الله عنه، أَنه قال لابن عباس في شيء شاوَرَه
فيه فأَعجبه كلامه فقال: نِشْنِشَة أَعْرِفُها من أَخْشَن؛ قال أَبو
عبيد: هكذا حَدَّثَ به سُفْيان، وأَما أَهل العربية فيقولون غيره. قال
الأَصمعي: إنما هو شِنْشِنَة أَعْرِفُها من أَخْزم، قال: وهذا بيت رجز تمثل به
لأَبي أَخْزَمَ الطائي وهو:
إنَّ بَنِيَّ زَمَّلُوني بالدَّمِ،
شِنْشِنَةٌ أَعْرِفُها من أَخْزَمِ،
مَنْ يَلْقَ آسادَ الرِّجالِ يُكْلَمِ
قال ابن بري: كان أَخْزَمُ عاقّاً لأَبيه، فمات وترك بَنِينَ عَقُّوا
جَدَّهم وضربوه وأَدْمَوْه، فقال ذلك؛ قال أَبو عبيدة: شِنْشِنة
ونِشْنِشَة، والنِّشْنِشَة قد تكون كالمُضْغَة أَو كالقطْعة تقطع من اللحم، وقال
غير واحد: الشِّنْشِنةُ الطبيعة والسَّجِيَّةُ، فأَراد عمر إني أَعرف فيك
مَشَابِهَ من أَبيك في رأْيِه وعَقْله وحَزْمه وذَكائه. ويقال: إنه لم يكن
لِقُرَشِيٍّ مثلُ رأْي العباس. والشِّنْشِنة: القطعة من اللحم. الجوهري:
والشَّنَان، بالفتح، لغة في الشَّنَآنِ؛ قال الأَحْوَصُ:
وما العَيْشُ إلا ما تَلَذُّ وتَشْتَهي،
وإنْ لامَ فيه ذُو الشَّنانِ وفَنَّدا.
التهذيب في ترجمة فقع: الشَّنْشَنَةُ والنَّشْنَشة حركة القِرْطاسِ
والثواب الجديد.